وخُسِف بخمسين ومائة قرية من قُرَى الرّيّ، واتصل الأمر إلى حُلوان فخُسِف بأكثرها.
وقذفتِ الأرضُ عظام الموتي، وتفَّجرت منها المياه [1] .
وتقطّع بالّريّ جبل [2] .
وعُلِّقت قرية بين السماء والأرض بمن فيها نصف نهار، ثم خُسِف بها [3] .
وانخرقت الأرض خروقًا عظيمة، وخرج منها مياه منتنة ودخان عظيم [4] .
هكذا نقل ابن الجوزيّ [5] فاللَّه أعلم.
[وفاة أَبِي العباس الأصمّ]
وفيها تُوُفّي أَبُو الْعَبَّاس الأصمّ مُحَدَّث خُراسان فِي ربيع الأوّل، وقد ناهز المائة [6] .
__________
[1] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 212 (حوادث سنة 347 هـ.) ، الكامل في التاريخ 8/ 521 وفيه حتى الزلزلة بالطالقان فقط، وانظر: نهاية الأرب 23/ 189، 190 باختلاف الرواية، والعبر 2/ 270.
[2] في العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 212 (حوادث سنة 347 هـ.) : «وتقطّع جبل بحلوان قطعة قطعة» .
[3] حتى هنا في: مرآة الجنان 2/ 339، 340.
[4] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 212 (حوادث سنة 347 هـ) ، دول الإسلام 1/ 213، 214، النجوم الزاهرة 3/ 317، كشف الصلصلة 175، تاريخ الخلفاء 399، 400، شذرات الذهب 2/ 371.
[5] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إنّ الموجود في (المنتظم لابن الجوزي 6/ 384) هو: «ونقص البحر في هذه السنة ثمانين ذراعا وظهرت فيه جبال وجزائر لا تعرف ولا سمع بها، وفي ذي الحجّة ورد الخبر بأنه كان بالريّ ونواحيها زلزلة عظيمة مات فيها خلق كثير من الناس» .
أما خبر الخسف بالطّالقان وقذف الأرض لعظام الموتى، وتقطّع الري، وتعلّق قرية بين السماء والأرض، وخروج المياه المنتنة. فهو ليس عند ابن الجوزي وإنما في كتاب (العيون والحدائق) لمؤرّخ مجهول.
وقد عاد المؤلّف الذهبي- رحمه الله- ونسب هذا الخبر لابن الجوزي في «المنتظم» (دول الإسلام 1/ 412) أما في كتابه (العبر 2/ 270) فقال: «إنما نقلت هذا ونحوه، للفرجة لا للتصديق والحجّة، فإن مثل هذا الحادث الجلل، لا يكفي فيه خبر الواحد الصادق، فكيف وإسناد ذلك معدوم منقطع» . وقد نقل ابن تغري بردي رواية المؤلّف- رحمه الله- كما هي هنا نقلا عن ابن الجوزي أيضا، فليراجع ومثله فعل السيوطي في (تاريخ الخلفاء 399، 400) .
[6] المنتظم 6/ 386 رقم 647، وستأتي ترجمته ومصادرها في الوفيات برقم (610) .(25/224)
سنة سبع وأربعين وثلاثمائة
[عودة الزلازل بحلوان]
فيها عادت الزّلازل بحُلوان وقِمَم الجبال، فأتلفت خلقًا عظيمًا، وهدمت الحصون [1] .
[هجوم الجراد]
وجاء جرادُ طَبقَ الدُّنيا، فأتي عَلَى جميع الغلات والأشجار [2] .
[خروج الروم إلى آمد وغيرها]
وفي ربيع الأول خرجت الروم إلى آمد وأرْزَن [3] ومَيافارقين، ففتحوا حصونًا كثيرة، وقتلوا خلائق، وهدموا سُمَيْسَاط [4] .
[شغب الترك والدّيلم عَلَى ناصر الدولة]
وفي ربيع الآخر شَغَب التُّرْك والدَّيلم بالموصل عَلَى ناصر الدّولة،
__________
[1] تجارب الأمم 2/ 168، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 210، المنتظم 6/ 387، تاريخ الزمان 60، البداية والنهاية 11/ 232، 233، مآثر الإنافة 1/ 305، النجوم الزاهرة 3/ 319، كشف الصلصلة 175، تاريخ الخلفاء 400، شذرات الذهب 2/ 374.
[2] المنتظم 6/ 387، تاريخ الزمان لابن العبري 60 (في حوادث سنة 346 هـ.) ثم في (حوادث سنة 348 هـ.) ص 61، البداية والنهاية 11/ 233، النجوم الزاهرة 3/ 319، تاريخ الخلفاء 400.
[3] أرزن: بالفتح ثم السكون وفتح الزاي، ونون. مدينة مشهورة قرب خلاط، ولها قلعة حصينة، وكانت من أعمر نواحي أرمينية، (معجم البلدان 1/ 150) .
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 172، تاريخ الأنطاكي 88، 89، تاريخ الزمان لابن العبري 60، زبدة الحلب 1/ 128، المنتظم 6/ 387، العبر 2/ 274، دول الإسلام 1/ 214، مرآة الجنان 2/ 340، البداية والنهاية 11/ 233، النجوم الزاهرة 3/ 319، شذرات الذهب 2/ 374.(25/225)
وأحاطوا بداره. فحاربهم بغلمانه وبالعامة، فظفر بهم وقتل جماعة. ومسك جماعة، وهربوا إِلَى بغداد [1] .
[الوقعة بين الروم وسيف الدولة وهربه]
وَفِي شعبان كَانَتْ وقعة عظيمة بنواحي حلب بين الروم وسيف الدولة، فقتلوا معظم رجاله وغلمانه، وأسروا أهله، وهرب في عدد يسير [2] .
[دخول معز الدولة الموصل]
وفيها سار معز الدولة إلى الموصل ودخلها، فنزح عنها ناصر الدوله بْن حمدان إلى نصيبين. فَسَار ناصرُ الدولة إلى ميافارقين، وأستأمن مُعظم عسكره إلى معز الدولة، فهرب إلى حلب مستجيرًا بأخيه سيف الدولة، فأكرم مورده، وبالغ فِي خدمته [3] .
وجَرَت فصول، ثم قدم فِي الرسلية أَبُو محمد الفياضي، كاتب سيف الدولة، إِلَى الموصل. فقرر الأمر عَلَى أن تكون الموصل وديار ربيعة والرحبة عَلَى سيف الدولة. لأن معز الدولة لم يثق بناصر الدولة، فإنّه غَدَر بِهِ مرارًا ومنَعَه الحَمْل. فقال معز الدولة: أنتَ عندي الثقة. وأن يُقَدِّم ألف ألف درهم [4] ثم انحدر معز الدولة إلى بغداد [5] . وتأخّر الوزير المهلّبيّ والحاجب
__________
[1] تجارب الأمم 2/ 168، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 210، النجوم الزاهرة 3/ 319.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 172، تاريخ الأنطاكي 88، 89، تاريخ حلب للعظيميّ 297، 298، المنتظم 6/ 387، تاريخ الزمان 60، زبدة الحلب 1/ 128، العبر 2/ 274، دول الإسلام 1/ 214، مرآة الجنان 2/ 340، البداية والنهاية 11/ 233، النجوم الزاهرة 3/ 319، شذرات الذهب 2/ 374.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 174، تجارب الأمم 2/ 168- 172، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 210، 211، تاريخ الأنطاكي 89، 90، الكامل في التاريخ 8/ 522، 523، تاريخ الزمان 60، زبدة الحلب 1/ 128، 129، العبر 2/ 275، دول الإسلام 1/ 214، مرآة الجنان 2/ 340، البداية والنهاية 11/ 233، تاريخ ابن خلدون 3/ 424، النجوم الزاهرة 3/ 319.
[4] وفي الكامل في التاريخ 8/ 523: «فضمن سيف الدولة البلاد منه بألفي ألف درهم وتسع مائة ألف درهم» ، وكذا في: البداية والنهاية 11/ 233.
[5] الخبر باختصار واختلاف عمّا هنا في: العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 211، 212، وهو في:
الكامل في التاريخ 8/ 523، 524، ونهاية الأرب 26/ 189، 190، دول الإسلام 1/ 214،(25/226)
سبكُتْكين بالموصل إلى أن يحُمل مالُ التّعجيل [1] .
[وفاة القاضي ابن حذلم]
وفيها تُوُفّي قاضي دمشق أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن أيّوب بْن حَذْلَم [2] .
وكان إمامًا فقيهًا عَلَى مذهب الأوزاعيّ، له حلقة بالجامع [3] .
__________
[ () ] العبر 2/ 275، مرآة الجنان 2/ 340، تاريخ ابن خلدون 3/ 425، النجوم الزاهرة 3/ 320، تاريخ الأزمنة 62.
[1] تجارب الأمم 2/ 174 (في حوادث سنة 348 هـ.) ، النجوم الزاهرة 3/ 32.
[2] في (العبر 2/ 275) : «حزلم» بالزاي، وفي (شذرات الذهب 2/ 374) «خرام» وهو تحريف.
[3] انظر ترجمة القاضي ابن حذلم ومصادرها في الوفيات برقم (613) .(25/227)
سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة
[خلعة السلطنة لبختيار]
فيها خَلَع المطيع عَلَى بختيار بْن معز الدولة خلع السلطنة، وعقد لَهُ لواء، ولقَّبه عزّ الدّولة أمير الأمراء [1] .
[سرية محمد بْن ناصر الدولة وأسره]
وفيها خرج محمد بْن ناصر الدولة بْن حمدان فِي سرية نحو بلاد الروم، فأسرته الرّوم بمن معه [2] .
[وقوع أَبِي الهيثم ابن القاضي أَبِي حصين فِي أسر الروم]
وفيها وصلت الروم إلى الرُّها وحَرّان، فأسروا أَبَا الهيثم ابن القاضي أَبِي حصين، وسبوا وقتلوا [3] .
[غرق زوارق الحجّاج]
وفي سابع ذي القعدة غرق من الحُجاج الواردين من الموصل إلى بغداد، فِي دجلة، بضعة عشر زَوْرقًا فيها من الرجال والنّساء نحو ستّمائة نفس [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 176، تجارب الأمم 2/ 176، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 213، تاريخ حلب للعظيميّ 298، النجوم الزاهرة 3/ 321.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 178، تاريخ الزمان لابن العبري 60، دول الإسلام 1/ 215، العبر 2/ 278، مرآة الجنان 2/ 342، النجوم الزاهرة 3/ 321، 322، شذرات الذهب 2/ 376.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 178، تجارب الأمم 2/ 177، تاريخ حلب للعظيميّ 299 (حوادث سنة 349 هـ.) ، تاريخ الزمان لابن العبري 60، زبدة الحلب 1/ 131، دول الإسلام 1/ 215، العبر 2/ 278، مرآة الجنان 2/ 342، البداية والنهاية 11/ 234، النجوم الزاهرة 2/ 322، شذرات الذهب 3/ 376.
[4] تجارب الأمم 2/ 176، 177 وفيه أن الغرقى نحو ألف نسمة، والمثبت يتفق مع: المنتظم(25/228)
[موت ملك الروم]
وفيها مات ملك الرّوم وطاغيتهم الأكبر بالقسطنطينية، وأُقعِد ابنه مكانه [1] .
ثم قُتِل ونُصِّب غيره.
[دخول الروم طرسوس والهارونية]
ووصلت الروم، لعنهم اللَّه، إلى طَرَسوُس فقتلوا جماعةً وفتحوا حصن الهارونية [2] ، وخربوا الحصن، وقتلوا أهله [3] .
[خُطب ابن نُباتة الجهادية]
ثمّ كرَّت الروم إلى ديار بَكْر، ووصلوا ميافارقين، فعمل الخطيب عَبْد الرحيم بْن نُباتة الخُطب الجهادية [4] .
[هرب ابن المطيع]
وفيها هرب بْن عَبْد الواحد بْن المطيع للَّه من بغداد إلى دمشق [5] .
__________
[ () ] 6/ 390، الكامل في التاريخ 8/ 527، وليس فيه إحصاء للغرقى، وكذلك في: تاريخ الزمان لابن العبري 61 في حوادث سنة 349 هـ. وفيه أن الحجّاج الغرقى من المصريين، قال: «لما كان الحجّاج المصريون عائدين من مكة ونازلين في مكان لم تجر فيه المياه منذ أمد بعيد فاض غدير مياه ليلا وهم راقدون وجرفهم بأجمعهم مع أثقالهم وزجّهم في البحر المتوسط وأهلكهم قاطبة» ، ويؤيّده في روايته أبو الفداء في (المختصر في أخبار البشر 2/ 102) ، وفي (البداية والنهاية 11/ 234) ، إن الحجّاج من الموصل، ثم يعود فيدبر حجيج مصر (11/ 236) (حوادث سنة 349 هـ.) ، النجوم الزاهرة 3/ 322 وفيه حجّاج الموصل.
[1] تاريخ الأنطاكي 91، تاريخ الزمان لابن العبري 10، النجوم الزاهرة 3/ 322.
[2] الهارونيّة: مدينة صغيرة قرب مرعش بالثغور الشاميّة في طرف جبل اللكّام. (معجم البلدان 5/ 388) .
[3] تجارب الأمم 2/ 177، تاريخ الأنطاكي 91، معجم البلدان 5/ 388، الكامل في التاريخ 8/ 527، زبدة الحلب 1/ 129، 130، تاريخ الزمان 60، دول الإسلام 1/ 215، العبر 2/ 278، البداية النهاية 11/ 234، النجوم الزاهرة 3/ 322.
[4] العبر 2/ 278، مرآة الجنان 2/ 342، النجوم الزاهرة 3/ 322، شذرات الذهب 2/ 376.
[5] النجوم الزاهرة 3/ 322.(25/229)
[وفاة جماعة من الأعلام]
وفيها تُوُفّي: الوزير عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى بْن الجراح، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَان [1] الفقيه النّجّاد شيخ الحنابلة [2] ، وجعفر بْن محمد بْن نُصْير [3] الخُلْديّ الزّاهد المحدِّث، وأبو بَكْر محمد بْن جعْفَر الأدميّ المحدِّث [4] .
[محاصرة جوهر المعزّي لفاس]
وسار جوهر المعزي إلى آخر المغرب وحاصر فاس، فافتتحها عَنْوةً، أخذها من الملك أَحْمَد بْن بكر في رمضان [5] .
__________
[1] ستأتي ترجمته برقم (650) وفيها: «أحمد بن سلمان» .
[2] الكامل في التاريخ 8/ 527، 528، المختصر في أخبار البشر 2/ 102.
[3] في الأصل: «نصر» ، والتصويب من ترجمته ومصادرها الآتية برقم (658) .
[4] ستأتي ترجمته برقم (678) .
[5] الكامل في التاريخ 8/ 524 (في حوادث سنة 347 هـ.) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 101 (في حوادث سنة 347 هـ.) ، عيون الأخبار وفنون الآثار- السبع السادس- للداعي المطلق 87، 88 وفيه أن الملك أحمد بن بكر مات في الحصار- ص 89، تاريخ ابن الوردي 1/ 287 (حوادث سنة 347 هـ.) ، البيان المغرب 1/ 222 (حوادث سنة 347 هـ.) ، البداية والنهاية 11/ 233 (حوادث سنة 347 هـ.) .(25/230)
سنة تسع وأربعين وثلاثمائة
[إيقاع نجا غلام سيف الدولة بالروم]
فيها أوقع نجا، غلام سيف الدولة، بالروم فقتل وأسر [1] .
[الفتنة بين السنة والشيعة ببغداد]
وفيها جرت وقعة هائلة ببغداد فِي شعبان بين السنة والشيعة، وتعطلت الصلوات فِي الجوامع سوى جامع براثا [2] الَّذِي يأوي إِلَيْهِ الرّافضة. وكان جماعة بْني هاشم أثاروا الفتنة، فاعتقلهم معز الدولة، فسكنت الفتنة [3] .
[ظهور أمر المستجير باللَّه ومقتله]
وفيها ظهر ابن لعيسى بْن المكتفي باللَّه بناحية أرمينية، وتلقب بالمستجير باللَّه يدعو إلى الرِّضَى من آلِ رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ولبس الصّوف وأمَر بالمعروف.
ومضى إلى جبال الديلم فاستنصر بهم، وهم سنة، فخرج معه جماعة منهم وساروا إلي أَذْرَبَيْجَان. فاستولى المستجير باللَّه عَلَى عدة بلدان، وبعضها كَانَ فِي يد سالار الدَّيْلَميّ. فسارَ إليه سالار فهزمه، ويقال قتله [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 178، دول الإسلام 1/ 215، العبر 2/ 280، مرآة الجنان 2/ 342، النجوم الزاهرة 3/ 323، شذرات الذهب 2/ 379.
[2] في (الكامل في التاريخ 8/ 533) : «جامع براثا» ، ومثله في (النجوم الزاهرة 3/ 323) .
[3] الخبر باختصار شديد في حوادث سنة 350 هـ. من (تاريخ حلب للعظيميّ 299) ، وهو في:
المنتظم 6/ 394، 395، والكامل في التاريخ 8/ 533، ودول الإسلام 1/ 215، والعبر 2/ 280، مرآة الجنان 2/ 342، 343، البداية والنهاية 11/ 234 (باختصار في حوادث سنة 348 هـ.) و 11/ 236 (حوادث سنة 349 هـ.) ، النجوم الزاهرة 2/ 323، شذرات الذهب 2/ 379.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 178، تجارب الأمم 2/ 177، المنتظم 6/ 395، الكامل في التاريخ 8/ 529، 530، نهاية الأرب 23/ 190، البداية والنهاية 11/ 235، 236، النجوم الزاهرة 3/ 323.(25/231)
[مرض مُعزّ الدولة]
وفي شوال عرض للملك معز الدولة مرض فِي كُلاه فبال الدّم، ثمّ احتبس بوله، ثمّ رمى حصًا صغارًا ورملًا. وأرجفوا بموته [1] .
[غزوة سيف الدولة فِي بلاد الروم وكثرتهم عَلَيْهِ]
وفيها جمع سيف الدولة جموعًا كثيرًا وغزا بلاد الروم، فأسر وقتل وسبى، فثارت الروم وكثروا عليه، فعاد في ثلاثمائة من خواصة، وذهب جميع ما كَانَ معه، وقتل أعيان قواده. وخرج من ناحية طرسوس [2] .
[وفاة ابن ثوابه الكاتب]
وفيها تُوُفّي أَحْمَد بْن محمد بْن ثَوَابه كاتب ديوان الرّسائل لمُعزّ الدّولة، فقُلد مكانه أَبُو إِسْحَاق إبْرَاهِيم بن هلال الصّابيء [3] .
[وفاة أنوجور بْن الإخشيد]
وفي آخر السنة مات السلطان أنُوجُور بْن الأخشيد، وتقلَّد أخوه عَلِيّ مكانه. ونائُب المملكة أَبُو المِسْك كافور [4] .
__________
[1] تجارب الأمم 2/ 182 (في حوادث سنة 350 هـ.) ، تاريخ حلب للعظيميّ 299، المنتظم 6/ 395، النجوم الزاهرة 3/ 323، 324.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 178، تجارب الأمم 2/ 180، 181، تاريخ الأنطاكي 92، 94، تاريخ الزمان 60، 61، زبدة الحلب 1/ 130، وتاريخ مختصر الدول 168، الكامل في التاريخ 8/ 531، 532، المختصر في أخبار البشر 2/ 102، العبر 2/ 278، و 280، دول الإسلام 1/ 215، مرآة الجنان 2/ 343، البداية والنهاية 11/ 236، تاريخ ابن الوردي 1/ 288، النجوم الزاهرة 3/ 321، 322، و 324، شذرات الذهب 2/ 379.
وقال مسكويه في سبب هزيمة سيف الدولة «كان هذا الرجل- أعني سيف الدولة- معجبا يجب أن يستبدّ برأيه وألّا تتحدّث نفسان أنه عمل برأي غيره، وكان أشار عليه أهل طرسوس بأن يخرج معهم لأنهم علموا أنّ الروم قد ملكوا عليه الدرب الّذي يريد الخروج منه وشحنوه بالرجال، فلم يقبل منهم ولجّ، فأصيب المسلمون بأرواحهم وأصيب هو بماله وسواده وغلمانه» . (تجارب الأمم 2/ 181) .
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 179، الكامل في التاريخ 8/ 533.
وستأتي ترجمة ابن ثوابة برقم (693) .
[4] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 215، ولاة مصر للكندي 313، الولاة والقضاة، له 296، تاريخ(25/232)
[إسلام التُّرك]
وفيها أسلم من الترك مائتا ألف خركاه [1] . كذا ذكر أبو المظفّر ابن الجوزي [2] .
[بذل الهاشميّ المال لتقلُّده القضاء]
وفيها بذل القاضي الْحَسَن بْن محمد الهاشميّ مائتي ألف درهم عَلَى أن يقُلَّد قضاء البصرة. فأخذ المال منه، ولم يقلَّد [3] .
[وفاة الإمام حسان شيخ خراسان]
وفيها تُوُفّي الْإمَام أَبُو الوليد حسان بْن محمد الفقيه شيخ أهل الحديث والفقه بخُراسان عَنِ اثنتين وسبعين سنة [4] .
[وفاة النيسابوري]
ومحدِّث نيسابور وحافظها الكبير أَبُو عَلِيّ الْحُسَيْن بْن عَلَى بْن يزيد النيسابوري الصّائغ [5] .
__________
[ () ] الأنطاكي 94، تاريخ حلب للعظيميّ 299، الكامل في التاريخ 8/ 533، المختصر في أخبار البشر 2/ 102، تاريخ ابن الوردي 1/ 288، البداية والنهاية 11/ 236، النجوم الزاهرة 3/ 293، حسن المحاضرة 2/ 11، مآثر الإنافة 1/ 306، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 178، تاريخ الأزمنة للدويهي 63 رقم 37.
وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- في التراجم برقم (716) .
[1] الخركاه: الخيمة. وهي كلمة فارسيّة معناها المخيّم للقادة الكبار.
والخبر في: تجارب الأمم 2/ 181، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 214، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 395، والكامل في التاريخ 8/ 532، وتاريخ الزمان لابن العبري 61، ونهاية الأرب 23/ 190، والمختصر في أخبار البشر 2/ 102، دول الإسلام 1/ 215، مرآة الجنان 2/ 343، البداية والنهاية 11/ 236، النجوم الزاهرة 3/ 324، شذرات الذهب 2/ 379.
[2] وقال المؤلّف الذهبيّ- رحمه الله-: فهم التركمان. (دول الإسلام 1/ 215) .
[3] النجوم الزاهرة 3/ 324.
[4] ستأتي ترجمته برقم (699) .
[5] ستأتي ترجمته برقم (700) .(25/233)
سنة خمسين وثلاثمائة
[بناء معُزّ الدولة للدار الهائلة فِي بغداد]
فيها شرع معز الدولة لمّا تعافى فِي بناء دارٍ هائلة عظيمة ببغداد، أخرب لأجلها دُورًا وقصورًا، وقلع أبواب الحديد التي عَلَى باب مدينة المنصور. وألزم الناس ببيع أملاكهم ليُدخلها فِي البناء، ونزل فِي الأساسات ستة وثلاثين ذراعًا.
فحاصله أنّه لزِمه من الغرامات عليها إلى أنّ مات ثلاثة عشر ألف ألف درهم.
وصادرَ الدّواوين وغيرهم. وجعل كلّ ما صحَّ لَهُ شيء أخرجه فِي بنائها [1] .
وقد درست من قبل سنة ستّمائة، ولم يبقَ لها أثر. وبقي مكانها دَحْلَة [2] يأوي إليها الوحوش، وشيء من الأساس يعتبر بِهِ من يراه [3] .
[تقليد ابن أَبِي الشوارب قضاء القضاة]
وفيها قُلِّد قضاء القُضاة أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن أَبِي الشوارب، وركب بالخِلَع مِن دار معز الدولة، وبين يدية الدّبادب والبوُقات، وفي خدمته الجيش. وشرطَ عَلَى نفسه أن يحمل فِي كلّ سنة إلى خزانة معز الدولة مائتي ألف درهم [4] . وكتب عليه سجلا بِذَلِك. فانظر إِلَى هَذِهِ المصيبة. وامتنع المطيع من تقليده ومن دخوله عَلَيْهِ، وأمر أن لا يُمكن من الدّخول عليه أبدا [5] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 179، تجارب الأمم 2/ 182، 183 و 185- 188، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 215- 217، المنتظم 7/ 2، الكامل في التاريخ 8/ 534، نهاية الأرب 26/ 190، دول الإسلام 1/ 216، العبر 2/ 284، مرآة الجنان 2/ 343، البداية والنهاية 11/ 237، تاريخ ابن خلدون 3/ 425، النجوم الزاهرة 3/ 327، تاريخ الخلفاء 400، شذرات الذهب 3/ 2.
[2] الدّحلة: البئر.
[3] مرآة الجنان 2/ 343، 344، النجوم الزاهرة 3/ 327، 328.
[4] هكذا في جميع المصادر، إلّا في (دول الإسلام 1/ 216) ففيه: «مائتي ألف دينار» .
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 179، تجارب الأمم 2/ 188، 189، تاريخ حلب للعظيميّ 300(25/234)
[ضمان معز الدولة للحسبة والشرطة]
وفيها ضمن معزّ الدّولة الحسبة ببغداد والشرطة [1] ، فلا كَانَ اللَّه عافاه.
[وفاة ابن مقاتل بمصر]
وفي شعبان ماتَ بمصر متوليّ ديوان الخراج بها، وهو أَبُو بكر محمد بْن عليّ بْن مقاتل. فوجدوا فِي داره ثلاثمائة ألف دينار مدفونة [2] .
[غزوة نجا غلام سيف الدولة لبلاد الروم]
وفيها دخل نجا، غلام سيف الدولة بْن حمدان، إلى بلاد الروم فسبى ألف نفس، وغنم أموالا، وأسر خمسمائة [3] .
[انتزاع الروم لجزيرة أقريطش]
وفيها أخذ ملك الروم أرمانوس بْن قسطنطين من المسلمين جزيرة أقرِيطش [4] فلا حول ولا قوة إلا باللَّه.
وكان الَّذِي افتتح أقريطش عُمَر بْن شُعيب الغليظ البلُّوطيّ، غزاها فافتتحها فِي حدود الثلاثين ومائتين، وصارت فِي يد أولاده إلى هذا الوقت [5] .
__________
[ () ] (باختصار شديد) ، المنتظم 7/ 2، الكامل في التاريخ 8/ 536، 537، وفيات الأعيان 1/ 406، نهاية الأرب 23/ 190، المختصر في أخبار البشر 2/ 103، دول الإسلام 1/ 216، العبر 2/ 284، البداية والنهاية 11/ 237، النجوم الزاهرة 3/ 328 وهو ينقل عن المؤلّف هنا حرفيا، تاريخ الخلفاء 400.
[1] تجارب الأمم 2/ 189، الكامل في التاريخ 8/ 537، وفيات الأعيان 1/ 405، نهاية الأرب 23/ 190، المختصر في أخبار البشر 2/ 103، دول الإسلام 1/ 216، العبر 2/ 284، النجوم الزاهرة 3/ 328، تاريخ الخلفاء 400.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 180، النجوم الزاهرة 3/ 328.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 180، المنتظم 7/ 2، 3، الكامل في التاريخ 7/ 536، تاريخ الزمان 61 وفيه: «وغنم غنائم وافرة مع ألفي نسمة أوثق منهم خمسمائة ومضى بهم» ، البداية والنهاية 11/ 237، النجوم الزاهرة 3/ 327.
[4] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 224، تاريخ الأنطاكي 95، عيون الأخبار وفنون الآثار- السبع السادس- للداعي المطلق 126، تاريخ الخلفاء 400.
[5] النجوم الزاهرة 3/ 327، تاريخ الخلفاء 400.(25/235)
[وفاة القطان مُحَدَّث بغداد]
وفيها تُوُفّي مُحَدَّث بغداد أَبُو سهل أَحْمَد بْن محمد بْن زياد القطّان فِي شعبان. وكان صوّامًا قوّامًا، روى الكثير [1] .
[وفاة الخُطَبيّ]
وفيها تُوُفّي أبو محمد إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن عَلِيّ الخُطبي. وكان عالمًا إخباريًا محدثًا يرتجل الخُطب [2] .
[وفاة الهاشمي خطيب جامع المنصور]
وفيها تُوُفّي أَبُو جعْفَر عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل الهاشميّ خطيب جامع المنصور. وكان ذا قُعْدُد فِي الأبَّوه، فإنه فِي طبقة الواثق، إذ هُوَ عَبْد الله بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بن عيسى بن المنصور أبي جعفر [3] .
[وفاة عتبة الهمذانيّ]
وفيها تُوُفّي، فِي ربيع الآخر، القاضي أَبُو السائب عُتْبة بْن عُبّيْد اللَّه بْن مُوسَى الهمدانيّ. ولد بها سنة أربع وستين ومائتين، وكان أَبُوهُ تاجرًا. ولي أولًا قضاء أذْرَبَيْجان، ثم قضاء همدان، ثمّ آل بِهِ الأمر إلى أن تقلَّد قضاء القُضاة [4] .
[وفاة فاتك المجنون]
وفيها تُوُفّي فاتك المجنون أَبُو شجاع، أكبر مماليك الإخشيد. ولي إمرة دمشق. وكان فارسًا شجاعًا. وقد رثاه المتنبّي [5] .
__________
[1] المنتظم 7/ 3 رقم 1، وستأتي ترجمته ومصادرها برقم (722) .
[2] المنتظم 7/ 3 رقم 2، وستأتي ترجمته ومصادرها برقم (726) .
[3] المنتظم 7/ 5 رقم 6، وستأتي ترجمته برقم (735) .
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 179، المنتظم 7/ 5، 6 رقم 7، الكامل في التاريخ 8/ 536، مختصر التاريخ لابن الكازروني 190، خلاصة الذهب المسبوك 258.
وستأتي ترجمته ومصادرها برقم (739) .
[5] يقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن قول المؤلّف- رحمه الله- في أن فاتكا المجنون ولي إمرة دمشق، وأنّ المتنبّي رثاه، هو وهم واضح، وذلك لسببين:
الأول: إنّ فاتكا أمير دمشق بقي حيّا إلى سنة 359 هـ. الثاني: إنّ المتنبّي قتل في سنة 354 هـ. فكيف يرثي فاتكا.(25/236)
[وفاة الناصر لدين اللَّه صاحب الأندلس]
وفيها تُوُفّي صاحب الأندلس الناصر لدين اللَّه أَبُو المطرف عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن الحَكَم بْن هشام ابن الدّاخل إلى الأندلس عند زوال ملُكْ بْني أمية عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية الأمويّ. ولي الإمرة سنة ثلاثمائة وطالت أيّامه. ولمّا ضعُف شأن الخلافة ببغداد من أيّام المقتدر تلقَّب هذا بأمير المؤمنين [1] .
وكذا تلقَّب عُبّيْد اللَّه المهدي وبنوه بالقيروان.
وكان هذا شجاعًا شهمًا محمود السّيرة. لم يزل يستأصل المتغلّبين حتى تم أمره بالأندلس. واجتمع فِي دولته من العلماء والفُضلاء ما لم يجتمع فِي دولة غيره. وله غزوات عظيمة ووقائع مشهورة [2] .
قَالَ ابن عَبْد ربه: قد نظمتُ أرجوزة ذكرتُ فِيها غزواته.
قَالَ: وافتتح سبعين حصنًا من أعظم الحصون، ومدحه الشعراء.
وتوفي فِي رمضان من السنة. وكانت إمرتُه خمسين سنة، وقام بعده ولده الحكم.
__________
[ () ] ولقد تنبّه المؤلّف- رحمه الله- حين ترجم لفاتك المجنون المتوفّى- كما هنا- سنة 350 هـ.
فقال: «وليس هُوَ بفاتك الخَزْنَدَار الإخشيدي الّذي ولي إمرة دمشق سنة خمس وأربعين» .
انظر الترجمة الآتية في الوفيات من هذا الجزء برقم (741) وتعليقي عليها هناك.
وقد نقل ابن تغري بردي- كعادته- هذا الخبر عن المؤلّف، وفيه أنّه ولي إمرة دمشق، وأن المتنبّي رثاه! (النجوم الزاهرة 3/ 329، 330) و (4/ 4، 5) و (4/ 56) ثم عاد فذكر الأمير أبا شجاع فاتك الإخشيدي الخازن في وفيات سنة 359 هـ. (النجوم 4/ 56) وقال: «ولي إمرة دمشق أيضا قبل تاريخه من قبل أنوجور الإخشيدي، وكان شجاعا مقداما جوادا. ولي عدّة بلاد وطالت أيامه في السعد. وهو غير فاتك المجنون الّذي مدحه المتنبّي ورثاه، لأنّ فاتكا المذكور كان بمصر في دولة خشداشه كافور الإخشيدي، ووفاة هذا كانت بدمشق.
[1] الكامل في التاريخ 8/ 535.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 224، تاريخ حلب للعظيميّ 299، الكامل في التاريخ 8/ 536، المختصر في أخبار البشر 2/ 102 وستأتي ترجمته ومصادرها برقم (737) .(25/237)
المتوفّون في هذه الطبقة
سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة عَلَى الحروف
- حرف الألف-
369- أَحْمَد بْن أحْيَد [1] الكرابيسيّ [2] الْبُخَارِيّ.
سَمِعَ: صالح بْن محمد جَزَرَة، وسهل بْن المتوكلّ.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
370- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الفَرَج [3] .
أَبُو بَكْر بْن البَرِاميّ [4] الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ.
روى عَنْ: أبي قصي إِسْمَاعِيل العُذْريّ، وأحمد بْن عَلِيّ بْن سعَيِد القاضي، وجماعة.
وعنه: تمّام الرّازيّ، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وغيرهم.
371- أَحْمَد بْن محمد بْن جعْفَر بن حمّويه [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أحيد) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 24، و «أحيد» بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة، وفتح الياء المثنّاة من تحتها.
[2] الكرابيسيّ: بفتح أوله والراء وبعد الألف باء موحّدة ثم ياء تحتها نقطتان، وسين مهملة، هذه النسبة إلى بيع الثياب. (الأنساب 10/ 371) .
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 15 رقم 11، والإكمال لابن ماكولا 1/ 538 (بالحاشية) ، والأنساب 2/ 121، 122 (بالحاشية) ، وتوضيح المشتبه 1/ 412 (بالحاشية) .
[4] قال ابن نقطة: البرامي: بكسر الباء المعجمة بواحدة وفتح الراء الخفيفة وبعد الألف ميم.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 4/ 407، 408، رقم 2308، والأنساب 3/ 367، وسير أعلام النبلاء 15/ 397، 398 رقم 220.(25/238)
أَبُو الْحُسَيْن الْجَوْزيّ. بغداديّ، ثقة.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَبْد الجبّار العُطَارِديّ، وأبا جعْفَر بْن المنادي، وابن أَبِي الدُّنيا.
روى عَنْهُ: أَبُو الحسن بْن بِشْران.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
وثقه الخطيب [1] وعنه أيضًا: أَبُو إِسْحَاق الطَّبَريّ، وغيره.
372- أَحْمَد بْن محمد بْن عَمْرو [2] .
أَبُو الطاهر المَدِينيّ الحامي [3] .
شيخ مصريّ صدوق.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، وبحر بْن نصر، وغيرهما.
وعنه: ابن مَنْدَه، ومنير بْن أَحْمَد الخشّاب، ومحمد بْن أَحْمَد بْن جُمَيْع، وأبو محمد بْن النّحّاس.
وحديثه من عوالي «الخِلَعِيّات» .
تُوُفّي فِي ذي الحجّة وله ثلاثٌ وتسعون سنة.
وكان قد عدّله القاضي عَبْد اللَّه بْن وليد الدّاوديّ. فلمّا عُزِل أسقطه القاضي الَّذِي بعده فِي جماعة. فَاجْتَمَعُوا وَدَخَلُوا عَلَى كَافُورٍ الْخَادِمِ، وَفِيهِمْ أَبُو الطَّاهِرِ هَذَا، فَقَالَ: أَيُّهَا الأُسْتَاذُ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، نَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم. «لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يهجر أخاه فوق ثلاث» [4] .
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عمرو) في:
الولاة والقضاة 506، 576، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 166 رقم 114، والعبر 2/ 256، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 126، وسير أعلام النبلاء 15/ 430- 432 رقم 242، والإعلام بوفيات الأعلام 144 وفيه «الخارمي» ، وشذرات الذهب 2/ 359.
[3] لم ترد نسبة «الخامي» في الأنساب، ولا في اللباب.
[4] صحيح الإسناد. أخرجه البخاري في الأدب 10/ 413، ومسلم في البرّ والصلة (2559) ، ومالك في الموطّأ 2/ 907، 907 في حسن الخلق.(25/239)
وهؤلاء القوم قاطعونا وهاجَرُونا، وقد صار لمخالفة حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُصَاة غير مقبولين.
فلانَ لهم كافور ووعدهم بخير [1] .
373- إسحاق بن عد الكريم [2] .
أَبُو يعقوب الّصّواف الفقيه.
مصريّ مُحَدَّث.
سَمِعَ: أَبَا عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ، وأبا العلاء الكوفيّ.
وحدَّث.
374- إِسْحَاق بْن محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه [3] .
أَبُو يعقوب الأصبهاني.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن النُّعْمان، وأحمد بْن عَمْرو البزّار، وأحمد بن عمرو بن أبي عاصم.
وعنه: محمد بن عبد الرحمن بن مخلد، وابنه أبو عبد الله الحافظ.
وقال أَبُو نُعَيْم: رَأَيْته [4] .
375- إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن إسماعيل بن صالح البغداديّ [5] .
__________
[1] الخبر في: الولاة والقضاة 576.
[2] انظر عن (إسحاق بن عبد الكريم) في:
المنتظم 6/ 372 رقم 612.
[3] انظر عن (إسحاق بن محمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 221، 222.
[4] وزاد: «وشاهدته ولم أرزق منه سماع حديثه» .
[5] انظر عن (إسماعيل بن محمد الصفّار) في:
السابق واللاحق 72، وتاريخ بغداد 6/ 302- 304، ونزهة الألبّاء 195، 196، والمنتظم 6/ 371، 272 رقم 611، ومعجم الأدباء 7/ 33- 36، والكامل في التاريخ 8/ 499، وإنباه الرواة 1/ 211- 213، ووفيات الأعيان 6/ 153، والمختصر في أخبار البشر 2/ 100، والعبر 2/ 256، والمعين في طبقات المحدّثين 111 رقم 1249، وسير أعلام النبلاء 15/ 440، 441 رقم 250، ودول الإسلام 1/ 212، والإعلام بوفيات الأعلام 144، وتاريخ ابن الوردي 1/ 285، والبداية والنهاية 11/ 286، والوافي بالوفيات 9/ 204، 205 رقم 4105، ولسان الميزان 1/ 432، وبغية الوعاة 1/ 188، وشذرات الذهب 2/ 358.(25/240)
أَبُو عَلِيّ الصّفّار النَّحْويّ المُلحيّ، صاحب المبرّد.
سَمِعَ: الْحَسَن بْن عَرَفَة، وزكريّا بْن يحيى المَرْوزِيّ، والمخرمي، وأحمد بن منصور الرمادي، وسعدان بن نصر، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وطائفة سواهم.
وعنه: الدّار الدارقطني، وابن المظفر، وعبيد الله بن محمد السقطي، وأبو عمر بن مهدي، وابن رزقويه، وأبو الحسين بن بِشْران، وعبد اللَّه بن يحيى السكوني، ومحمد بن محمد بن مخلد، وطائفة كبيرة.
وثّقه الدّار الدارقطني وقال: كَانَ متعصبًا للسنة [1] .
قلت: وعاش دهرًا، وصار مسُنْد العراق.
وُلِدَ سنة سبْع وأربعين ومائتين، وتوفي فِي رابع عشر محرَّم سنة إحدى وأربعين. وكان نحوّيًا إخباريًا، لَهُ شعر قليل.
376- إسماعيل المنصور [2] .
أبو الطّاهر ابن القائم ابن المهديّ العُبَيْديّ. خليفة إفريقّية، وأحد خلفاء الباطنيّة. بايعوه يوم تُوُفّي أَبُوهُ القائم.
وكان أَبُوهُ قد ولاه محاربة أَبِي يزيد مَخْلَد بْن كيداد الخارجيّ الإباضيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 304.
[2] انظر عن (إسماعيل المنصور) في:
العيون والحدائق، لمؤرّخ مجهول ج 4 ق 2/ 183، 196، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 57.
58، 81، وتاريخ حلب للعظيميّ 295، والكامل في التاريخ 8/ 438- 441، 455، وما بعدها، والحلّة السيراء 2/ 388، 389، ووفيات الأعيان 1/ 234- 236، والبيان المغرب 1/ 218- 221، و 2/ 222- 233، والمختصر في أخبار البشر 2/ 99، 100، والعبر 2/ 357، وسير أعلام النبلاء 15/ 156- 159 رقم 67، والإعلام بوفيات الأعلام 144، ودول الإسلام 1/ 212، وتاريخ ابن الوردي 1/ 285، ومرآة الجنان 2/ 333، 334، والدرّة المضيّة 116- 118، والبداية والنهاية 11/ 225، 226، والوافي بالوفيات 9/ 203، 204 رقم 4104، وشرح رقم الحلل لابن الخطيب 127، 128، 138، ونهاية الأرب 23/ 189، ومآثر الإنافة 1/ 310 وفيه وفاته سنة 342 هـ. وهذا وهم.، وتاريخ ابن خلدون 4/ 43- 45، واتعاظ الحنفا 1/ 82- 86، وخطط المقريزي 1/ 351، وعيون الأخبار وفنون الآثار- السبع الخامس- 230- 280، 316، والنجوم الزاهرة 3/ 308، وتاريخ الخلفاء 399، وشذرات الذهب 2/ 359، 360، وتاريخ الأزمنة للدويهي 62 رقم 35، وأخبار الدول وآثار الأول 190.(25/241)
وكان أَبُو يزيد مَعَ كَوْنه سيئ الاعتقاد زاهدًا. قام غضبًا للَّه لمَّا انتهك هؤلاء من المُحرمات وقلبوا الدين. وكان يركب حمارًا ويلبس الصَّوف. فقام معه خلْق كثير، فحارب القائم مرات، واستولى عَلَى جميع مُدُن القيروان. ولم يبق للقائم إلا المهديّة. فنازلها أَبُو يزيد وحاصرها، فهلك القائم فِي الحصار. وقام المنصور وأخفى موت أَبِيهِ، ونهض لنفسه وصابَر أَبَا يزيد حتّى رحل عَنِ المهديّة، ونزل عَلَى سوسة يحاصرها [1] . فخرج إِلَيْهِ المنصور من المهديّة والتقيا، فانهزم أَبُو يزيد، وساقوا وراءه فأسروه فِي سنة ست وثلاثين، فمات بعد أسره بأربعة أيّام من الجراحات، فأمر بسلْخه وحشا جلْده قُطْنًا وصلبه [2] ، وبني مدينةً فِي موضع الوقعة وسماها المنصورية واستوطنها [3] .
وكان شجاعًا قويّ الجأش [4] ، فصيحًا مفوَّهًا، يرتجل الخطبة.
خرجّ فِي رمضان سنة إحدى وأربعين إلى مدينة جلولا للتنزُّه، فأصابه مطر وبرد وريح عظيمة، فأثَّر فِيهِ ومرض، ومات خلْق ممّن معه.
مات هُوَ فِي سَلخ شوّال، وله تسعٌ وثلاثون سنة [5] .
وقد كَانَ فِي سنة أربعين جهَّز جيشه فِي البحر إلى صِقلّية، فالتقوا الروم ونُصروا عَلَيْهم، وقتِل من الرّوم ثلاثون ألفًا، وأسِرَ منهم خلق. وغنم البربر ما لا يوصف [6] .
ذكر شيوخ القيروان أنّهم ما رأوا فتحًا مثله قطّ.
ومن عجيب أخباره أنّه جمع فِي قصره مِن أولاد جُنْدَه ورعيّته عشرة آلاف صبيّ، وأمر لهم بكسوة فاخرة، وعمل لهم وليمة لم يُرَ مثلها، وختنهم فِي آن واحد، بعد أن وهب للصّبيّ مائة دينار أو خمسين دينارا على أقدارهم. وبقي الخِتان أيامًا عديدة حتى فرغوا من ختانهم.
__________
[1] عيون الأخبار وفنون الآثار، السبع الخامس 234، 235 وما بعدها.
[2] العيون والأخبار 306.
[3] عيون الأخبار 317 و 331.
[4] عيون الأخبار 319.
[5] عيون الأخبار 347.
[6] عيون الأخبار 337.(25/242)
وكان يرجع إلى إسلامٍ ودِين فِي الجملة بخلاف أَبِيهِ وجدْه.
- حرف الباء-
377- بِشْر بْن عَلِيّ بْن عُبّيْد [1] .
الْإمَام أَبُو الْحَسَن الطّلَيْطِليّ.
أخذ عَنْ: عُبّيْد اللَّه بْن يحيى، وسعيد بْن عثمان، وجماعة.
ورحل إلى المشرق.
تكلَّم فِيهِ أَبُو عمران الفاسيّ.
وقيل: حَدَّث عَنِ ابْنِ الأعرابيّ وما سَمِعَ منه.
- حرف الجيم-
378- جعْفَر بْن محمد بْن إبْرَاهِيم.
شيخ مُقِلّ، حدّث عن: أبي حاتم الرّازيّ.
- حرف الحاء-
379- الْحَسَن بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زَرَنْك [2] .
أَبُو محمد الْبُخَارِيّ.
عَنْ: أَبِي مَعْشَر حَمْدَوَيْه بْن خطاب، وسهل بْن المتوكّل، وصالح بْن محمد جزرة، وطبقتهم.
روى عنه أهل بلده.
وتوفي في شوال.
380- الحسين بن يحيى بن جزلان الدّمشقيّ [3] .
__________
[1] لم أقف على صاحب الترجمة في المصادر المتوفرة.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد) في:
الإكمال لابن ماكولا 4/ 181، والأنساب لابن السمعاني 3/ 7 (مادّة: التابشيّ) ، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 337.
وفي (المؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ- مخطوطة المتحف البريطاني) قيّده «زرنك» بفتح الزاي وسكون الراء وفتح النون، وذكر أباه «محمد بن عبد الرحمن بن زرنك» . (الورقة 69 ب) .
[3] انظر عن (الحسين بن يحيى) في: تهذيب تاريخ دمشق 4/ 370.(25/243)
أبو عبد الله.
حدَّث عَنْ: أَبِي زُرْعَة النصريّ، ويزيد بْن عَبْد الصّمد، وخالد بْن رَوْح.
روى عَنْه: أَبُو محمد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر وقال: تُوُفّي فِي المحرم.
وقال الكتّانيّ: لم أسمع فِيهِ شيئًا [1] .
قلت: لم يذكر ابن عساكر أحدًا روى عَنْهُ سوى ابن أَبِي نصر.
- حرف الزاي-
381- زيد بْن محمد بْن جعْفَر [2] .
المعروف بابن أَبِي اليابس العامريّ، أَبُو الْحُسَيْن الكوفي.
حدَّث ببغداد عَنْ: إبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه القصّار، وداود بن يحيى الدّهقان، والحسين بن الحكم الحبريّ، وأحمد بْن مُوسَى الحمّار.
وعنه: ابن المظَّفر، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن بن رزْقَوَيْه.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا.
- حرف السين-
382- سعيد بن إبراهيم بن معقل بن الحجاج [3] .
أَبُو عثمان النَّسَفيّ.
رئيس أصحاب الحديث ببلده.
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومعمّر بْن محمد البلْخيّ.
وبمكة: علي بن عبد العزيز، وغير واحد.
وعنه: ابنه عبد الملك.
وكان نقمة على القرامطة [4] .
__________
[1] وزاد: ثقة.
[2] انظر عن (زيد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 449 رقم 4562.
[3] انظر عن (سعيد بن إبراهيم) في:
الأنساب 12/ 81.
[4] قال ابن السمعاني: وكان فاضلا ثقة صاحب أدب وشعر.(25/244)
- حرف الشين-
383- شعبة بن الفضل بن سعيد [1] .
أبو الحسن التغلبي.
سَمِعَ: إدريس بْن جعْفَر العطّار، وبِشْر بْن مُوسَى، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة.
وعنه: أَبُو الفتح بْن مسرور لكن سمّاه سعيدًا، وقال: لَقَبُه شُعْبة، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس، وآخرون.
وثقه الخطيب أَبُو بَكْر [2] . وحدث بمصر، وبها مات.
- حرف العين-
384- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن حمّاد [3] .
الفقيه أَبُو العبّاس العسكريّ.
سَمِعَ: محمد بْن عُبّيْد اللَّه المنادي، وأبا دَاوُد السِّجِسْتانّي، وأحمد بْن مُلاعب، وجماعة.
وعنه: ابن المظفّر، والدّار الدّارقطنيّ، وأبن رزْقَوَيْه، وآخرون.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
385- عبد الرحمن بن عمر بن سعيد البلويّ الإسكندرانيّ [4] .
ابن العلّاف [5] .
__________
[1] انظر عن (شعبة بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 9/ 266 رقم 4831، والمنتظم 6/ 372 رقم 619.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في:
تاريخ بغداد 10/ 33 رقم 5151.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في:
الأنساب 2/ 301.
[5] هكذا في الأصل، أما في (الأنساب) : «ابن العلاء» وفيه كنيته أبو القاسم. يروي عن: عبد الرحمن بن أبي الخطاب، ومحمد بن ميمون الفاخوري، ومطروح بن محمد بن ساكن.(25/245)
386- عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق التُّسْترِيّ [1] .
الدّقيقيّ.
تُوُفّي فِي صفر.
387- عَلِيّ بْن محمد بْن أَحْمَد دَلُّويْه [2] .
أَبُو الْحَسَن النيسابوري المذكّر، من كبار مشايخ الكرّاميّة. كَانَ يُلقِّب نفسَه بالعاصي على رءوس الناس.
سَمِعَ: العبّاس بْن حمزة، وجماعة.
وعنه: الحاكم، وغيره.
388- عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن مطر العطار [3] .
أبو عبد الله.
شيخ بغداديّ.
ذكر أَبُو القاسم بْن الثّلاج أنّه سَمِعَ منه فِي هذا العام.
حدَّث عَنْ: عَلِيّ بْن حرب، وعباس الدُّوريّ.
روى عَنْهُ: ابن الثّلاج، وعبيد اللَّه بْن عثمان الدّقّاق.
389- عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن دينار [4] .
أَبُو القاسم الفارسيّ.
سَمِعَ: محمد بْن رُمْح البزّاز، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي العوّام، وأبا يزيد يوسف القراطيسيّ، والحسين بن السّميدع الأنطاكيّ.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه.
وثّقه الخطيب.
__________
[1] لم أقف على مصادر لترجمته، وهو من أهل تستر، بلدة من كور الأهواز من بلاد خوزستان يقولها الناس: شوشتر.
[2] لم أجد له ترجمة في المصادر، وهو من النيسابوريين حيث لم يصلنا (تاريخ نيسابور) وهو في حكم المفقود حتى الآن.
وقد ورد اسم جدّه (أحمد بن دلّويه) في: (الأنساب 8/ 122) .
[3] انظر عن (علي بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 12/ 5 رقم 6357.
[4] انظر عن (عمر بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 11/ 239 رقم 5985.(25/246)
390- عَمْرو بْن محمد بْن يحيى [1] .
أَبُو سعَيِد الدِّينَوَرِيّ.
ورّاق محمد بْن جرير الطَّبَريّ. سَمِعَ منه ومن: مُطَيَّن، وأبي شُعيب الحَرّانيّ، وجماعة.
وعنه: تمّام الرّازيّ، وعبد الرحمن بن أبي نصر.
وتوفي فِي ربيع الأول.
قَالَ عَبْد العزيز الكتانيّ: حدَّث بدمشق بتفسير ابن جرير، وهو ثقة مأمون [2] .
- حرف الميم-
391- محمد بْن أَحْمَد [3] .
أَبُو نصر النيسابوري الخفّاف، الشيخ الصّالح.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن سَلَمَةَ، ومحمد بْن عَمْرو الحرشيّ، والحسين بن محمد القباني.
وعنه: الحاكم، وولده أبو الحسين أحمد بن محمد القنطري.
392- محمد بن أحمد بن الحسن [4] .
أبو الطيب النيسابوري المناديلي المؤذن.
أحد الصالحين.
سَمِعَ: محمد بْن عَبْد الوهّاب، والفَرّاء، وأحمد بْن مُعاذ السلمي، وأبا يحيى بْن أَبِي مَسَّرة المكّيّ، وإسماعيل القاضي.
وعنه: الحاكم، وابن مَنْدَه.
مات في رمضان.
__________
[1] انظر عن (عمرو بن محمد بن يحيى) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 33 رقم 93، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ ورقة 301 ب.
[2] تاريخ دمشق.
[3] هو من النيسابوريين الذين لم أجد لهم ترجمة في مصادري، وقد ذكره الحاكم في (تاريخ نيسابور) كما ذكر ابنه: أبا الحسين أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَمْر الزاهد، وقال: كان شيخا كثير العبادة. وهو توفي سنة 395 هـ. انظر: الأنساب لابن السمعاني 5/ 156، 157) .
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن الحسن) في: الأنساب 11/ 480، 481.(25/247)
393- محمد بْن أيوّب بْن حبيب الرَّقّيّ الصَّمُوت [1] .
أَبُو الْحَسَن. نزيل مصر.
سَمِعَ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وهلال بْن العلاء، وصالح بْن عَلِيّ النَّوْفليّ، وجماعة.
عَنْهُ: مَسْلَمة بْن القاسم الأندلُسيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن جُمَيْع، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، والحسن بْن إِسْمَاعِيل الضّرّاب، ومحمد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن أَبِي الحديد، وعبد الرحمن بن عمر النّحّاس.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
394- محمد بْن جعْفَر بْن محمد بْن كامل الحضرميّ [2] .
أَبُو العبّاس.
فِي ربيع الأول بمصر.
ويُعرف بابن الدّهّان.
395- محمد بْن الْحُسَيْن الزَّعْفَرانيّ [3] .
بواسط.
يقال: تُوُفّي فيها.
وقد تقَّدم.
396- محمد بْن حُمَيْد بْن محمد بْن سُلَيْمَان بْن معاوية الكِلابيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أيوب) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 88، 89 رقم 33، والأنساب 8/ 89، وجذوة المقتبس للحميدي 40، واللباب 2/ 247، وبغية الملتمس للضبي 49، والعبر 2/ 257، وشذرات الذهب 2/ 361.
[2] لم أجد له ترجمة، فهو من المصريين.
[3] تقدّمت ترجمته في الطبقة السابقة في المتوفين سنة 335 هـ.
[4] انظر عن (محمد بن حميد) في:
الروض البسام (المقدّمة) 38 رقم 111، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ ورقة 38 أ، والأنساب 4/ 268، والعبر 2/ 257، وسير أعلام النبلاء 15/ 432، 433 رقم 243، وشذرات الذهب 2/ 361، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 298 رقم 188.(25/248)
أبو الطَّيْب الحَوْرَانيّ [1] .
عَنْ: عبّاد بْن الوليد الغُبَريّ، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، وعبّاس الترقفي، وأبي حاتم الرّازيّ، وابن أَبِي الدنيا، وإسحاق بْن سيّار النّصيبيّ، وجماعة.
وعنه: تمّام الرّازيّ، ويوسف المَيَانِجيّ، وأبو سُلَيْمَان بْن زَبرْ، وعبد الوهّاب الكلابيّ، وغيرهم.
مولده بسامرّاء. وتوفي فيما أحسب بدمشق.
397- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد البَرّ [2] .
أبو عبد الله التُّجَيْبيّ القُرْطُبيّ.
سَمِعَ: عبد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى، وأسلم بْن عَبْد العزيز، ومحمد بْن عُمَر بْن لُبابة الأندلُسيّين.
وبمصر: محمد بْن محمد الباهليّ، وسعيد بْن هاشم الطَّبَرانيّ.
رُوِيَ عَنْهُ: عُمَر بْن نمارة الأندلسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عمر النّحّاس.
ورحل ثانيا فمات بأطربلس الشّام [3] . وكان حافظًا كبير القدر.
398- محمد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن بَكْر بْن هانئ [4] .
أبو الحسن النّيسابوريّ.
__________
[1] الحورانيّ: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفتح الراء، هذه النسبة إلى حوران وهي ناحية كبيرة واسعة كثيرة الخير بنواحي دمشق. (الأنساب 4/ 268) .
[2] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ البرّ) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 356، 357، وجذوة المقتبس للحميدي 64، 65 رقم 87، وبغية الملتمس للضبيّ 89، والأنساب 447 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 239 د و (مخطوطة الظاهرية) 5/ ورقة 274 أ، 274 ب، ومعجم البلدان 4/ 463، وفيه وقع أنه مات سنة 141 هـ. وهذا خطأ من الطباعة على الأرجح، وسير أعلام النبلاء 15/ 498، 499، والمقفّى للمقريزي (المخطوط) 3/ 54، 55، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 241 رقم 1495، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (بتأليفنا) 325.
[3] وقع في: معجم البلدان 4/ 463 أنه توفي سنة 141 هـ. وهو خطأ في الطباعة.
[4] هو من النيسابوريين الذين لم نقف على مصدر تراجمهم.(25/249)
سَمِعَ: جدَّه لأمّه إبْرَاهِيم بْن محمد بْن هانئ، والحسين بْن الفضل البَجَليّ، والكُدَيْميّ، وطبقتهم.
وعنه: الحاكم، وجماعة.
مات فِي شَعْبان.
399- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمان [1] .
أَبُو الْعَبَّاس الإسْفَرَائينيّ.
سَمِعَ: الكُدَيْميّ، وبشر بْن مُوسَى، وأحمد بْن سهل.
وعنه: الحاكم.
400- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الوزير [2] .
أبو عبد الرحمن الجحافي [3] التاجر.
شيخ صالح.
سمع: أبا حاتم الرازي، والسري بن خزيمة.
وعنه: الحاكم.
وعاش تسعين سنة [4] .
401- محمد بن عبد الواحد بن شاذان [5] .
أبو عبد الله الهمذانيّ البزّاز [6] .
روى عَنْ: إبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن، وعليّ بْن عَبْد العزيز، وإسحاق الدَّبَرِيّ، وأهل الحجاز، واليمن.
__________
[1] لم أجد ترجمته. و (الإسفرائيني) : بكسر الألف وسكون السين المهملة وفتح الفاء والراء وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى أسفرايين وهي بليدة بنواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان. وقيل: إن نسا وأبيورد وأسفرايين عرائس ينشزن على المبتدعين، وقيل لها المهرجان. (الأنساب 1/ 235) .
[2] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الوزير) في:
الأنساب لابن السمعاني 3/ 192، 193.
[3] الجحافيّ: بفتح الجيم والحاء المهملة وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى جحاف وهو سكة بنيسابور.
[4] وكان صحيح السماع.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في: لسان الميزان 5/ 270 رقم 926.
[6] في لسان الميزان: «البزّار» ، والله أعلم بالصواب.(25/250)
وعنه: أبو بكر بن لال، وشعيب بن علي، وخلف بن عمر الحافظ، وأبو عبد الله بن منده، وعبد الجبار بن أحمد الإستراباذي [1] .
قَالَ صالح بْن أَحْمَد: كتبنا عَنْهُ وتركنا الرواية عَنْهُ. وكان شيخًا لا بأس بِهِ. لم يكن الحديث من شأنه. أفسده قومٌ لم يعرفوا الحديث، ولا كَانَ من صناعتهم.
402- محمد بْن عيسى بْن محمد [2] .
أَبُو حاتم الوَسْقَنْدِيّ [3] .
سَمِعَ: أَبَا حاتم الرّازيّ، وعليّ بْن عَبْد العزيز بمكّة، والحارث بْن أَبِي إسامة، وتمتامًا ببغداد.
وعنه: محمد بْن إِسْحَاق الكَيْسانيّ، وعليّ بْن عُمَر بْن العبّاس الفقيه.
وثقَّه أَبُو يَعْلَى الخليليّ.
403- محمد بْن عُمَر بْن سعْد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم [4] .
الْمَصْريّ.
404- محمد بْن قُرَيش بْن سُلَيْمَان [5] .
أَبُو أَحْمَد المَرْوَرُّوِذيّ.
فِي رمضان.
405- محمد بْن النّضر بن مرّ بن الحرّ [6] .
__________
[1] سيأتي التعريف بهذه النسبة.
[2] انظر عن (محمد بن عيسى) في:
معجم البلدان 5/ 376.
[3] الوسقنديّ: بالفتح ثم السكون، وفتح القاف، وسكون النون، ودال. نسبة إلى: وسقند. من قرى الريّ.
[4] ذكره المؤلّف- رحمه الله- هكذا دون ترجمة، ولم أجده، فهو من المصريين.
[5] لم أجد له ترجمة.
[6] انظر عن (محمد بن النضر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية 16) ورقة 29 أ- 31 أ، ومعرفة القراء الكبار 1/ 234، 235، وسير أعلام النبلاء 15/ 564- 566 رقم 337، والعبر 2/ 257، والإعلام بوفيات الأعلام 144، والوافي بالوفيات 5/ 131، وغاية النهاية 2/ 270، 271، وشذرات الذهب 2/ 361،(25/251)
أَبُو الْحَسَن بْن الأخْرَم الَّربَعِيّ الدّمشقيّ المقرئ.
صاحب هارون بن الأخفش.
قرأ عَلَى: الأخفش، وجعفر بْن أَحْمَد بْن كرّاز.
وانتهى إِلَيْهِ رئاسة الإقراء بدمشق.
قرأ عَلَيْهِ: عليّ بن داود الدّارانيّ الخطيب، وأبو بَكْر محمد بْن أَحْمَد السُّلَميّ الْجُبْنيّ، وسلامة بْن الربيع المطرِّز، وعبد اللَّه بْن عطّية المفسّر، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مِهْران، وأحمد بْن إبْرَاهِيم بْن برهان، وجماعة.
وطال عمره، وارتحل النّاسُ إِلَيْهِ. وكان عارفا بعِلل القراءات، بصيرًا بالتفّسير والعربيّة، متواضعًا، حسن الأخلاق، كبير الشأن.
قَالَ محمد بْن عَلِيّ السُّلَميّ: قمتُ ليلة الأذان الكبير لأخْذ النَّوْبة عَلَى ابن الأخرم، فوجدتُ قد سبقني ثلاثون قارئًا، ولم تُدركْني النَّوبَة إلى العصر.
وذكر بعضهم أنّ ابن الأخرم رحل إلى بغداد وحضر حلقة ابن مجاهد، فأمرَ ابن مجاهد أصحابه أن يقرءوا عَلَى ابن الأخرم.
قَالَ أَبُو عَلِيّ أحمد بن محمد الأصبهانيّ: توفّي أبو الحسن بْن الأخرم الرَّبَعيّ سنة إحدى وأربعين.
وقال غيره: سنة أثنتين.
406- محمد بْن هِمْيان بْن محمد بْن عَبْد الحميد البغداديّ الوكيل [1] .
ولَقَبُه: زَنْبَيْلَوْيه.
قدِم دمشق سنة أربعين، وحدَّث عَنْ: علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة.
وعنه: أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم السَّكْسكيّ المقرئ، وعبد اللَّه بْن الْحَسَن بْن المطبوع، وتمّام الرّازيّ.
__________
[ () ] وديوان الإسلام 1/ 164، 165 رقم 244.
[1] انظر عن (محمد بن هميان) في:
الروض البسام (المقدّمة) 46 رقم 148، وتاريخ بغداد 3/ 371، وميزان الاعتدال 4/ 58، والمغني في الضعفاء 2/ 641 رقم 6060، ولسان الميزان 5/ 416.(25/252)
تُوُفّي فِي ثامن ربيع الأوّل.
وقال عَبْد العزيز الكتانيّ: تكلّموا فِيهِ [1] . وقال لي أَبُو محمد بْن أَبِي نصْر:
إنّ ابن هِميان كتب لَهُ الجزء الّذي عنده.
قَالَ: وجاء بِهِ إليَّ، فلم يتَّفق لي سماعه.
أَنْبَأَنَا الفخر عليّ، أَنَا ابن الحّرَسْتانيّ، أَنَا عَبْد الكريم بن حمزة، أَنَا الكتاني، نا تمّام الرّازيّ، نا أَبُو الْحُسَيْن محمد بْن هِميان البغداديّ، نا الْحَسَن بْن عَرَفَة، نا ابن عُلَيَّة، عَنِ الْجُرَيْريّ، عَنْ أَبِي نصرة قَالَ: كَانَ المسلمون يرون أنَّ مِن شُكر النِّعم أن يُحدَّثَ بها [2] .
407- محمد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن عُبّيْد اللَّه [3] .
أَبُو عُمَر القَيْروانيّ.
تُوُفّي بدمشق فِي ربيع الآخر.
ولم يذكره ابن عساكر الحافظ.
408- مَعْبَد بْن جمعة [4] .
أَبُو شافع الطَّبَريّ الرُّويانيّ [5] المطّوّعيّ.
سَمِعَ: يوسف القاضي ببغداد، ومُطَيَّنًا بالكوفة، وأبا خليفة بالبصرة، وأبا يَعْلَى بالموصل، ومحمد بْن أيوب بالريّ، والنَّسائيّ بمصر.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بَكْر بْن عَلِيّ الدهّان.
قَالَ أَبُو زُرْعَة محمد بن يوسف الكشّيّ فِيهِ: ثقة، إلا أنّه كَانَ يشرب المُسْكِر.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 371.
[2] المصدر نفسه.
[3] لم أقف على ترجمته.
[4] انظر عن (معبد بن جمعة) في:
ميزان الاعتدال 4/ 140 رقم 8639، ولسان الميزان 6/ 59 رقم 225.
[5] الرّويانيّ: بضمّ الراء وسكون الواو وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رويان وهي بلدة بنواحي طبرستان.(25/253)
409- منُجْح الأمير.
كَانَ من كبار الإخشيدّية. ولي نيابة طرسوس والثّغر. وكانت أيّامه طيّبة برخْص الأسعار.
وغزا فافتتح أماكن.
وكان الناس فِي أمْن.
وحُمِل تابوته إلى بيت المقدس بعد أن صَلَّى عَلَيْهِ الملك ابن الإخشيد.
410- مُوسَى بْن هارون بْن جعْفَر [1] .
أَبُو عمران الإسْتِرَابَاذيّ.
يروي عَنْ: أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أبان الْمَصْريّ.
رَأَى مُسلْمِ الكّجيّ.
وعنه: جماعة.
__________
[1] لم أجده في المصادر المتوفرة.(25/254)
سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة
- حرف الألف-
411- أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم الأندلْسي [1] .
ثمّ الْمَصْريّ. المالكيّ الفقيه.
كَانَ إمامًا فصيحًا رئيسًا، متموّلًا وجيهًا.
كتبّ إلى بغداد يطلب قضاء مصر، فجاء العهد بعد موته بأربعة أيّام، وتعجَّب الناس.
وكان قد بذل مالًا كثيرًا. فسُرَّ ابنُ الخصيب قاضي مصر بموته سامحه اللَّه.
ذكره ابن زولاق.
412- أَحْمَد بْن أسامة بن أحمد بن أسامة بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّمْح التُّجْيبيّ [2] .
مولاهم الْمَصْريّ المقرئ أَبُو جعْفَر بْن أَبِي سَلَمَةَ.
قرأ القرآن لورْش عَلَى إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النّحّاس.
وسمع: أَبَاهُ.
روى عَنْهُ القراءة: محمد بن النعمان، وخلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن يونس.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
الولاة والقضاة للكندي 580.
[2] انظر عن (أحمد بن أسامة) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 298، 299 رقم 210، وغاية النهاية 1/ 38، وحسن المحاضرة 1/ 488.
وقد أعاده المؤلّف- رحمه الله- في الطبقة التالية في وفيات سنة 356 هـ. انظر (حوادث ووفيات 351- 380 هـ. - ص 135.(25/255)
قَالَ خَلَف بْن إبْرَاهِيم: تُوُفّي سنة أثنتين وأربعين، وقد نيّف عَلَى المائة.
وأما يحيى بْن عليّ الطّحّان فسمع منه وقال: تُوُفّي سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة. وهذا أصحّ، وسيعاد.
413- أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن أيّوب بْن يزيد [1] .
أَبُو بَكْر النيسابوري الشّافعيّ الفقيه المعروف بالصبغيّ [2] .
رَأَى يحيى بْن الذُّهْليّ، وأبا حاتم الرّازيّ.
وسمع: الفضل بْن محمد الشّعْرانيّ، وإسماعيل بْن قُتَيْبة، ويعقوب بْن يوسف القَزْوِينيّ، ومحمد بْن أيّوب.
وببغداد: الحارث بْن أَبِي أسامة، وإسماعيل القاضي.
وبالبصرة: هشام بْن عَلِيّ، وبمكّة: عَلِيّ بْن عَبْد العزيز.
وعنه: حمزة بْن محمد الزَّيْديّ، وأبو عَلِيّ الحافظ، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، وأبو أحمد الحاكم، وأبو عبد الله الحاكم، ومحمد بن إبْرَاهِيم الْجُرْجانيّ، وخلق كثير.
وُلد سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وتوفي فِي شعبان. وكان فِي صباه قد اشتغل بعلم الفُرُوسُية، فما سَمِعَ إلى سنة ثمانين. وكان إمامًا فِي الفقه.
قَالَ الحاكم: أقام يُفْتي نَيِّفًا وخمسين سنة، لم يؤخذ عَلَيْهِ فِي فتاويه مسألة وهِم فيها [3] . وله الكتب المطوّلة مثل: «الطّهارة» ، و «الصّلاة» ، و «الزّكاة» ، ثمّ
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إسحاق) في:
الأنساب 8/ 33، 34، والتدوين في أخبار قزوين 2/ 141، 142، والعبر 2/ 258، 259، ودول الإسلام 1/ 212، والإعلام بوفيات الأعلام 145، وسير أعلام النبلاء 15/ 483- 489 رقم 274، والوافي بالوفيات 6/ 239، ومرآة الجنان 2/ 334، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 9- 12 وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 123، 124 رقم 71، والنجوم الزاهرة 3/ 310، وتاريخ الخلفاء 405، وشذرات الذهب 2/ 361، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 20، 21، والأعلام 12/ 91، ومعجم المؤلفين 1/ 160 وفيه توفي سنة 346 هـ.
[2] في تاريخ الخلفاء «الضبعي» وهو تحريف، ومثله في: التدوين في أخبار قزوين 2/ 141.
و (الصّبغيّ) : بكسر الصاد المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الغين المعجمة هذه النسبة إلى «الصّبغ» والصباغ المشهور. (الأنساب 8/ 33) .
[3] التدوين في أخبار قزوين 2/ 141، 142.(25/256)
كذلك إلى آخر كتاب «المبسوط» وله كتاب «الاسماء والصّفات» ، وكتاب «الْإِيمَان والقدر» ، وكتاب «فضل الخلفاء الأربعة» ، وكتاب «الرُّؤية» ، وكتاب «الأحكام» ، وكتاب «الإمامة» ، وكان يخلف ابن خزيمة في الفتوى بضع عشرة سنة فِي الجامع وغيره. وسمعته وهو يخاطب فقيهًا فقال: حدَّثونا عَنْ سُلَيْمَان بْن حرب. فقال ذَلِكَ الفقيه: دعنا من حَدَّثَنَا إلى متي حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا.
فقال الصِّبْغيّ: يا هذا، لستُ أشمّ من كلامك رائحة الْإِيمَان، ولا يحلُ لك أن تدخل داري. ثمّ هَجَره حتى مات.
وسمعت محمد بْن حمدون يَقُولُ: صحبت أبا بَكْر الصِّبْغيّ سِنين، فما رَأَيْته قطّ ترك قيام اللّيل، لا فِي سفرٍ ولا فِي حَضَر.
قَالَ الحاكم: وسمعتُ أَبَا بَكْر غير مرّة إذا أنشدّ بيتًا يفسّره ويغيّره، يقصد ذَلِكَ، وكان يُضرب المّثّل بعقله ورأيه. سُئل عَنِ الرجل يدرك الركوع ولم يقرأ الفاتحة. فقال: يُعيد الرَّكْعة.
ثمّ صنَّف هذه المسألة: وروي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وعن جماعة من التّابعين قَالُوا: يعيد الركعة.
ورأيتُه غير مرّة إذا أذّن المؤذن يدعو بين الأذان والإقامة ثمّ يبكي، وربّما كَانَ يضرب برأسه الحائط، حتى خشيت يومًا أن يُدمي راسه.
وما رَأَيْت فِي جميع مشايخنا أحسن صلاةً منه. وكان لا يدع أحدًا يغتاب فِي مجلسه.
وثنا قَالَ: ثنا يعقوب القَزْوِينيّ، فذكرَ حديثًا.
ثمّ قَالَ الحاكم: كتبه عنّي الدّار الدّارَقُطْنيّ، وقال: ما كتبته عَنْ أحد قطّ.
وسمعت أَبَا بَكْر الصِّبْغيّ يَقُولُ: حُمِلْتُ إلى الرّيّ وأبو حاتم حيٌ، وسألته عَنْ مسألَةٍ فِي ميراث أبي. ثمّ انصرفنا إلى نيسابور وسمعتُ أَبَا بَكْر يقول: خرجنا من مجلس إبْرَاهِيم الحربيّ ومعنا رجلٌ كثير المجُون، فرأى أمردًا فتقدَّم فقال: السّلام عليك. وصافحه وقبَّل عينيه وخدّه، ثمّ قَالَ: ثنا الدَّبَرِيُّ بِصَنْعَاءَ بِإِسْنَادِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ.(25/257)
قَالَ: فقلت لَه: ألا تستحي، تلوط وتكذب فِي الحديث.
يعني أنّه ركب الإسناد [1] .
414- أَحْمَد بْن جعْفَر البغداديّ [2] .
أَبُو الْحَسَن الصَّيْدلانيّ [3] .
حدَّث بدمشق عَنْ: أَبِي شُعَيب الحرانيّ، ومحمد بْن سُلَيْمَان الباغَنْديّ، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبَة، وأحمد بْن عَلِيّ الأبّار، وجماعة.
وعنه: تمّام، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وغيرهما.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
415- أحمد بن عبيد بن إبراهيم الأسدي الهمذاني [4] .
أبو جعفر.
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن دَيْزيل، وإبراهيم الحربيّ، والسري بن سهل الجنديسابوري، وغيرهم.
وكان صدوقا حافظا مكثرا.
روى عنه: أبو بكر بن لال، وابن منده، والحاكم أبو عبد الله، والقاضي عبد الجبار المتكلم، وأحمد بن فارس اللغوي، وآخرون بهمذان.
وتوفي في أول جمادى الآخرة.
416- أحمد بْن علي بن أحمد بْن علي بْن حاتم [5] .
__________
[1] وكان مولد الصبغي سنة 258 هـ. (التدوين 2/ 142) .
[2] انظر عن (أحمد بن جعفر) في:
الروض البسام (المقدّمة) 13/ 14 رقم 5، وتاريخ بغداد 4/ 70، 71.
[3] الصّيدلاني: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الدال المهملة، وبعدها اللام ألف، والنون. هذه النسبة لمن يبيع الأدوية والعقاقير، (الأنساب 8/ 122) .
[4] انظر عن (أحمد بن عبيد) في:
الإعلام بوفيات الأعلام 145، والعبر 2/ 259، وسير أعلام النبلاء 15/ 380 رقم 202، وشذرات الذهب 2/ 361، 362.
[5] انظر عن (أحمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 4/ 311 رقم 2104.(25/258)
أبو عبد الله التميمي الكوفي.
حدَّث فِي هذه السنة، وانقطع خبره.
عَنْ: إبراهيم بْن أبي العنبس، وإبراهيم بن عبد الله القصار.
وعنه: أَبُو الْحَسين بْن بِشْران، وأبو أَحْمَد الفَرَضِيّ.
أحاديثه مستقيمة.
417- إبْرَاهِيم بْن المولّد [1] .
هُوَ إبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن المولّد، أبو الْحَسَن الرَّقّيّ الزّاهد، الصُّوفيّ الواعظ.
روى عَنْ: الْجُنَيْد بْن محمد القواريريّ، وأحمد بْن عَبْد اللَّه الْمَصْريّ النّاقد، وإبراهيم بْن السَّرِيّ السَّقَطيّ، والحسين بْن عَبْد اللَّه القطّان، وعبد اللَّه بْن جَابرِ المَصّيصيّ.
وعنه: أبو عبد الله بْن بَطّة العُكْبَريّ، والحسن الضّرّاب، وتّمام الرّازيّ، [2] وابن جُمَيْع، وعلي بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ.
قَالَ عُمَر بْن عِراك: ما رأيتُ أحدًا أحسن كلامًا من إبْرَاهِيم المولّد، ولا رأيتُ أحسن صمتًا من أخيه أبي الْحَسَن.
وقال عبد اللَّه بْن يحيى الصوفيّ: سَمِعْتُ إبْرَاهِيم بْن المولّد يَقُولُ: السّياحة بالنّفس للآداب الظّواهر علما وشرعا وخلقا. والسّياحة بالقلب للآداب البواطن حالا ووجدا وكشْفًا [3] .
وعنه قَالَ: الفترة بعد المجاهدة من فساد الابتداء، والحجب بعد الكشف من السّكون إلى الأحوال [4] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن المولّد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 219 رقم 178، وطبقات الصوفية للسلمي 410- 413 رقم 17، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 49، وحلية الأولياء 10/ 364، ومرآة الجنان 2/ 334، وطبقات الأولياء 256 (في ترجمة أبي بكر بن أبرويه) ، وشذرات الذهب 2/ 362، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 136.
[2] لم يرد ذكره في مقدّمة الروض البسّام.
[3] طبقات الصوفية 413 رقم 14.
[4] طبقات الصوفية 413 رقم 15.(25/259)
وأنشد ابن المولّد متمثّلًا:
لولا مدامعُ عُشّاقٍ ولَوْعَتُهُمْ ... لَبَانَ فِي الناس عزُّ الماء والنّار.
فكُلُّ نارٍ فَمِنْ أَنْفاسِهم قُدِحَتْ ... وَكُلُّ ماءٍ فمن عينٍ [1] لهم جاري
ذكره السُّلَميّ [2] وقال: مِن كبار مشايخ الرقة وفتْيانهم صِحب أَبَا عَبْد اللَّه بْن الجلاء الدّمشقيّ، وإبراهيم بْن دَاوُد القصّار الرَّقّيّ. وكان من أفتى المشايخ وأحسنهم سيرة، رحمه اللَّه.
418- إبْرَاهِيم بْن عصْمة بْن إبْرَاهِيم [3] .
أَبُو إِسْحَاق النيسابوري العدْل.
سَمِعَ: أباه، والسَّرِيّ بْن خُزَيْمَة، والحسين بْن دَاوُد، والمسَّيب بْن زُهَير.
وعنه: الحاكم، وقال: أدركته وقد هرِم. وأصُوله صحيحة ولكن زاد فيها بعض الوراقين أحاديث. ولم يكن الحديث مِن شأن إبْرَاهِيم.
تُوُفّي فِي ذي القعدة، وله أربعٌ وتسعون سنة.
419- إبراهيم بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن فِراس [4] العَبْقسيّ [5] المكّيّ.
شيخ صدوق.
يروي عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد العزيز البَغَوِيّ، ومحمد بْن عَلِيّ الصّائغ.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
420- إبْرَاهِيم بْن محمد بْن إبراهيم بن حاتم [6] .
__________
[1] في طبقات الصوفية 412 «فمن دمع» .
[2] في طبقات الصوفية 410.
[3] لم أجده في المصادر، وهو من النيسابوريين، لعلّه في (تاريخ نيسابور) .
[4] لم أجده، بل ذكر ابن السمعاني حفيده: أبا علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس العبقسيّ الّذي كان يحدّث سنة 413 هـ.
[5] العبقسيّ: نسبة إلى عبد القيس، ويقال: العبديّ أيضا، والعبقسيّ أشهر. (الأنساب 8/ 370) .
[6] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
الأنساب 4/ 290، 291.(25/260)
أَبُو إِسْحَاق النيسابوري الحِيريّ [1] العابد.
قَالَ الحاكم [2] : قلَّ مَن رأيتُ فِي الزّهّاد مثله.
تُوُفّي فِي شوّال. وعاش نَيّفًا وتسعين سنة، عَلَى الورع والزُّهْد. وكان يختفي من الناس، ويصُلّي الظُّهْر فِي موضعٍ لا يُعرف من الجامع. ثمّ يتعبَّد إلى العصر، ويصوم الدَّهْر.
وهو من أكابر أصحاب أَبِي عثمان الحِيريّ.
وهو معروف بأبي إِسْحَاق الزّاهد.
سمع: محمد بْن عبد الوهّاب العبديّ، وترك الرواية عَنْهُ لصِغَره، [3] وَالسَّرِيَّ بْن خُزَيْمَة، والفضل بْن محمد الشّعْرانيّ.
وباليمن: إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم الدّبريّ.
وعنه: الحاكم.
- حرف الحاء-
421- الْحَسَن بن طُغْج بْن جُفّ [4] .
أَبُو المظفَّر الفرغانيّ.
ولي إمرة دمشق نيابَةً عَنْ أخيه الإخشيد محمد، ثمّ ولّي الرملة، لابن ابنه أَبِي القاسم بْن الإخشيد.
422- الْحَسَن بْن محمد بْن مُوسَى بْن إِسْحَاق بْن مُوسَى [5] .
أبو عَلِيّ الْأَنْصَارِيّ.
سَمِعَ: جده موسى، وابن أبي الدّنيا، والمبرّد، وغيرهم.
__________
[1] الحيريّ: بكسر الحاء المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين وفي آخرها الراء، نسبة إلى الحيرة بالعراق.
[2] في: تاريخ نيسابور، الّذي لم يصلنا.
[3] فكان يقول: سمّعوني وأنا صغير لا أضبط. (الأنساب 4/ 291) .
[4] انظر عن (الحسن بن طغج) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 189، وأمراء دمشق في الإسلام للصفدي 27 رقم 89، وتحفة ذوي الألباب (أرجوزة) 134، والنجوم الزاهرة 3/ 310.
[5] انظر عن (الحسن بن محمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 419 رقم 3980، والمنتظم 6/ 372 رقم 614.(25/261)
وعنه: القاضي أَبُو القاسم بْن أبي عَمْرو، ومحمد بن أحمد بْن أَبِي عُون شيخا الخطيب.
وثقَّه الخطيب [1] ، وقال: تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
423- الْحَسَن بْن يعقوب بْن يوسف [2] .
أَبُو الفضل الْبُخَارِيّ العّدْل. ثمّ النيسابوري.
كَانَ أَبُوهُ وهو من ذوي اليسار والثّروة. لَهُ بنيسابور خطّة ومسجد وبساتين فأنفق الأموال عَلَى العلماء والصّالحين، وبقي يأوي إلى المسجد.
سَمِعَ: محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء، وأبا حاتم الرّازيّ، ويحيى بْن أبي طَالِب، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه القصّار.
وبمكّة: أَبَا يحيى بْن أَبِي مُرّة، وجاوَرَ بِهَا سنة.
وعنه: أَبُو عَلِيّ الحافظ، وأبو إسحاق المزكيّ، وأبو عبد الله الحاكم، وابن مَنْدَه، ويحيى بْن أَبِي إِسْحَاق المزكّيّ.
- حرف الراء-
424- الربيع بْن محمد بْن الربيع بْن سليمان الْجِيزي الْمَصْريّ [3] .
سَمِعَ: عُبّيْد اللَّه بْن سعَيِد بْن عُفّيْر، وعبد اللَّه بْن أَبِي مريم.
وعنه: أَبُو محمد بْن النّحّاس، وغيره.
قَالَ ابْن يونس: لم يكن يشبه أهل العلم.
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (الحسن بن يعقوب) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 433 رقم 244، والعبر 2/ 259، والإعلام بوفيات الأعلام 145، وشذرات الذهب 2/ 362.
[3] لم أجد له ترجمة، وهو من (تاريخ مصر) المفقود. وقد ذكر ابن السمعاني أباه (محمدا) وجدّه (الربيع) في (الأنساب 3/ 411 و 412) .(25/262)
- حرف السين-
425- سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن محمد بْن الوليد الرّهاوي [1] .
وله ست وثمانون سنة.
- حرف الشين-
426- شيْطان الطّاق المتكلّم.
واسمه عُبّيْد اللَّه بْن الفضل بْن محمد بْن هلال بْن جعْفَر الأنباريّ.
أَبُو عِيسَى.
وفي عصر الثَّوريّ شيطان الطّاق آخر [2] .
- حرف العين-
427- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن شَوْذبَ [3] .
أَبُو محمد الواسطيّ المقرئ، المحدّث.
سَمِعَ: شُعيب بْن أيوّب الصَّريفيِنيّ، ومحمد بْن عَبْد الملك الدّقيقيّ، وصالح بْن الهيثم، وجعفر بْن محمد الواسطيين.
وكان مولده في سنة تسع وأربعين ومائتين.
__________
[1] لم أقف له على ترجمة. لم أجده في مادّة (الرّهاويّ) بفتح الراء المنسوب إلى قبيلة رهاء وهو بطن من اليمن من مذحج. ولا في مادّة (الرّهاويّ) بضم الراء، المنسوب إلى الرّها بلدة من بلاد الجزيرة. (انظر: الأنساب 6/ 193 و 194) فلا أدري إلى أيّهما ينسب.
[2] هو: محمد بن جعفر الكوفي المعروف بشيطان الطاق. ذكره ابن حزم في غلاة الرافضة. وقيل اسمه: مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي طريفة البجلي الكوفي أبو جعفر الملقّب شيطان الطاق. نسب إلى سوق في طاق المحامل بالكوفة كان يجلس للصرف بها، فيقال إنه اختصم مع آخر في درهم زيد فغلب، فقال: أنا شيطان الطاق، وقيل: إن هشام بن الحكم شيخ الرافضة لما بلغهم أنهم لقّبوه شيطان الطاق سمّاه هو مؤمن الطاق. ويقال أن أول من لقّبه شيطان الطاق أبو حنيفة مع مناظرة جرت بحضرته بينه وبين بعض الحرورية. (انظر: لسان الميزان 5/ 108، 109 رقم 368 و 5/ 300، 301 رقم 1017) .
[3] انظر عن (عبد الله بن عمر) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 300 رقم 262 وفيه: «عبد الله بن أحمد بن علي بن شوذب» ، والأنساب 7/ 410، وسؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 91، 116، والعبر 2/ 259، وسير أعلام النبلاء 15/ 466 رقم 262، وغاية النهاية 1/ 437، وشذرات الذهب 2/ 362.(25/263)
قَالَ أَبُو بَكْر أحمد بْن بيِريّ: ما رأيت أقرأ منه لكتاب اللَّه.
قَالَ: وتوفي يوم الجمعة لإحدى عشر بقيت من ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابنه عُمَر، وأبو عَلِيّ منصور بْن عَبْد اللَّه الخالديّ، وأبو بَكْر بْن لال الهَمَدانيّ، وابن مَنْدَه، وابن جُمَيْع فِي مُعْجمه، وأبو عَلِيّ الْحُسَيْن الرُّوذَبَارِيّ شيخ البَيْهقيّ.
428- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن قُدَامة [1] .
الفقيه أَبُو محمد الأصبهانيّ.
كَانَ ينوبُ فِي القضاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ القاضي.
وروى عَنْ: عَبَّاس بْن مُجَاشِع، وغيره.
429- عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان بْن المَرْزُبان الهَمَذَانيّ [2] .
أَبُو محمد الجلاب الجزّار. أحد أركان السنة بهَمَذان.
سَمِعَ: أَبَا حاتم الرّازيّ، وإبراهيم بْن دِيزِيل، وإبراهيم بن نصر، وهلال بْن العلاء، وأبا بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وتمتامًا.
قَالَ شِيرُوَيُه: كَانَ صدوقًا قُدْوة، لَهُ أتباع.
روى عنه: صالح بْن أَحْمَد، وعبد الرَّحْمَن الأنماطيّ، وابن منده، والحاكم، وأبو الحسين بن فارس اللغوي، وعبد الجبار المعتزلي، وأبو الْحَسَن علي بْن عَبْد اللَّه بْن جهضم، وغيرهم.
430- عبد العزيز بن أحمد الورّاق [3] .
أبو أحمد النّيسابوريّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن قدامة) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 86.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن حمدان) في:
الإرشاد للخليلي، الورقة 114، 115، والعبر 2/ 260، وسير أعلام النبلاء 15/ 477 رقم 269، والإعلام بوفيات الأعلام 145، وشذرات الذهب 2/ 357.
[3] لم أقف على مصادر ترجمته، ويبدو أنه من: تاريخ نيسابور المفقود.(25/264)
سمع: الفضل الشّعرانيّ، ومحمد بن عمر، والحرشيّ.
وعنه: الحاكم.
431- عَلِيّ بْن محمد بْن أبي الفهم دَاوُد بْن إبْرَاهِيم [1] .
أَبُو القاسم التَّنُوخيّ القاضي.
مات بالبصرة فِي ربيع الأوّل. ووُلِد بانطاكية سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين.
وقدِم بغداد، وتفقّهَ عَلي مذهب أبي حنيفة [2] .
وسمع: أَحْمَد بْن خُلَيْد الحلبيّ، وعمر بْن أبي غَيْلان، وحامد بْن شعيب، والحسن بْن حبيب الرّاوي عَنْ مُسدّد.
وكان عارفًا بأقوال المعتزلة وبالنجوم. وله ديوان شِعر [3] . وولي قضاء الأهواز.
روى عَنْهُ: أَبُو حفص الآجُرِّيّ، وأبو القاسم بْن الثّلاج، وابنُه المحّسن بْن عَلِيّ.
وكان حافظًا للشّعر، من الأذكياء.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن أبي الفهم) في:
تجارب الأمم 1/ 345، 385، ويتيمة الدهر للثعالبي 2/ 309- 318، والتحف والهدايا 23، 24، 51، 52، وتاريخ بغداد 12/ 77- 79، والأنساب 2/ 93، والمنتظم 6/ 372، 373 رقم 615، ومعجم الأدباء 14/ 162- 191، وتاج التراجم 45، واللباب 1/ 225، وسرور النفس بمدارك الحواس الخمس للتيفاشي 223، والكامل في التاريخ 8/ 506، ووفيات الأعيان 3/ 366- 369، والعبر 2/ 260، وميزان الاعتدال 3/ 153، وسير أعلام النبلاء 15/ 499، 500 رقم 281، ومرآة الجنان 2/ 334، 335، والبداية والنهاية 11/ 227، والجواهر المضيّة 1/ 378، ولسان الميزان 4/ 256، 257، ومعاهد التنصيص 1/ 136، والنجوم الزاهرة 3/ 310، وبغية الوعاة، رقم 1760، وشذرات الذهب 2/ 362- 364، وكشف الظنون 781، وروضات الجنات 5/ 219، ومعالم العلماء لابن شهرآشوب 149، وهدية العارفين 1/ 679، وديوان الإسلام 2/ 28 رقم 600، والأعلام 4/ 324، ومعجم المؤلفين 7/ 196 وانظر عنه في كتاب ابنه المحسّن التنوخي (نشوار المحاضرة) ، الفهارس في ج 1/ 369 و 2/ 380 و 3/ 305 و 4/ 298 و 5/ 303 و 6/ 280 و 7/ 297 و 8/ 284، وفهرس (الفرج بعد الشدّة) لابنه أيضا 5/ 130، والفوائد العوالي المؤرّخة (بتحقيقنا) 45، 46.
[2] تاريخ بغداد 12/ 77.
[3] جمعه ونشره الأستاذ هلال ناجي بعنوان (ديوان القاضي التنوخي الكبير) في مجلّة المورد (العراقية) المجلّد 13 عدد 1، بغداد 1404 هـ. / 1984 م ص 31- 74 وأورد له 92 قطعة.(25/265)
حكي عَنْهُ ابنُه أنّه حفظ ستّمائة بيت شِعْر، وهي قصيدة لدِعْبل، فِي يوم وليلة [1] ، وأنّه حفظ لأبي تمّام وللبُحْتُريّ مائتي قصيدة، غير ما يحفظ لغيرهما [2] .
وله كتاب فِي العَرُوض بديع. وولي القضاء بعدّة بلدان.
وكان المطيع قد عوّل عَلى صرفْ أَبِي السّائب عَنْ قضاء القُضاة وتقليده إيّاه، فأفسد ذَلِكَ عَلَيْهِ بعضُ أعدائه [3] .
ولما مات بالبصرة صلّى عَلَيْهِ الوزير المهلّبّي وقضى ديونَه، وهي خمسون ألف درهم [4] .
وكان موصوفًا بالْجُود والأفضال.
قَالَ ولدُه أَبُو عَلِيّ: كَانَ أَبِي يحفظ للطّالبيّين سبعمائة قصيدة، وكان يحفظ من النَّحْو واللُّغة شيئًا عظيمًا. وكان فِي الفقه والشّروط والمحاضر بارعًا، مَعَ التّقدُّم فِي الهيئة والهندسة والمنطق وعلم الكلام.
قَالَ: وكان مَعَ ذَلِكَ يحفظ ويُجيب فِي فوق من عشرين ألف حديث.
ما رَأَيْتُ أحدًا أحفظ منه، ولولا أنّ حِفْظه تفرَّق فِي علومٍ عدّة لكان أمرًا هائلا [5] .
وقال أَبُو منصور الثّعالبيّ [6] : هُوَ من أعيان أهل العلم والأدب. كَانَ المهلّبي وغيره من الرّؤساء يميلون إِلَيْهِ جدًا، ويعدّونَه رَيْحانة النُّدماء وتاريخ الظّرفاء.
قال: وبلغني أنّه كَانَ لَهُ غلام [7] يسمّي نسيمًا فِي نهاية الملاحة، كَانَ يُؤْثره عَلِيّ سائر غلمانه. وفيه يقول شاعر:
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 78.
[2] تاريخ بغداد 12/ 79.
[3] معجم الأدباء 14/ 164.
[4] معجم الأدباء 14/ 164.
[5] معجم الأدباء 14/ 164، 165.
[6] في يتيمة الدهر 2/ 309.
[7] في الأصل: «غلاما» ، وهو غلط.(25/266)
هَلْ عَلَى مَن لامُهُ مدْغمه ... لاضطّرار الشِّعر فِي ميم نسيم؟ [1]
وكان شاعرًا محسنًا خليعا معاشرًا، يحضر المجالس المذمومة، والله يسامحه.
ومن شعره:
وراح مِن الشّمس مخلوقةٍ ... بدت لك فِي قَدَحٍ من نهارِ
هواءً ولكنّه جامد [2] ... وماءٌ ولكنّه غير جاري [3]
432- عيسى بْن محمد بْن مُوسَى بْن سقْلاب [4] .
أَبُو أَحْمَد الْمَصْريّ.
سمع: أحمد بن زغبة.
- حرف القاف-
433- القاسم بْن القاسم بْن مهديّ [5] .
الزّاهد أَبُو الْعَبَّاس المَرْوزِيّ السّيّاريّ [6] ، ابن بِنْت الحافظ أَحْمَد بْن سيّار المَرْوزِيّ.
كَانَ شيخ أهل مَرْو فِي زمانه فِي الحديث والتَّصَوُّف. وأول من تكلّم عندهم في الأحوال [7] .
__________
[1] فوقّع التنوخي تحته: نعم ولم لا؟! (اليتيمة 2/ 309) و (معجم الأدباء 14/ 166) .
[2] في (اليتيمة) : «ساكن» : وكذا في: (معجم الأدباء) .
[3] يتيمة الدهر 2/ 312، معجم الأدباء 14/ 190.
[4] لم أجد مصدره، ولعلّه في: تاريخ مصر المفقود.
[5] انظر عن (القاسم بن القاسم) في:
طبقات الصوفية للسلمي 440- 447، وحلية الأولياء 10/ 380، والرسالة القشيرية 28، والأنساب 7/ 212، 213، وفيه «القاسم بن أبي القاسم» ، والمنتظم 6/ 374 رقم 616، واللباب 2/ 162، 163، والعبر 2/ 260، وسير أعلام النبلاء 15/ 500، 501 رقم 282، وطبقات الأولياء 366، 367، والنجوم الزاهرة 3/ 309، 310، وشذرات الذهب 2/ 364، ونائج الأفكار القدسية 2/ 3، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 139، ونفحات الأنس 145.
[6] السّيّاريّ: بفتح السين المهملة وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها راء مهملة.
نسبة إلى جدّه أحمد بن سيّار. (الأنساب 7/ 212) .
[7] وقال ابن السمعاني: «كان يجهر بمذهب الجبر، ويدعو إليه، ولادته في سنة اثنتين وستين ومائتين، ووفاته في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة» . (الأنساب 7/ 212، 213) ونقل عنه ابن الأثير(25/267)
وكان فقيها إمامًا محدِّثًا.
صحِب أَبَا بَكْر محمد بْن مُوسَى الفرغانيّ الواسطيّ.
وسمع: أَبَا الموجِّه محمد بْن عُمَرو بْن الموجِّه، وأحمد بْن عبّاد، وغيرهما.
وعنه: عَبْد الواحد بْن عَلِيّ السّيّاريّ، وأبو عبد الله الحاكم، وجماعة من شيوخ خُراسان.
ومن قوله: ما التذّ عاقل بمشاهدةٍ قطّ، لأنّ مشاهدة الحقّ فناءٌ لَيْسَ فِيهِ لذّة ولا حظّ ولا التذاذ [1] .
وقال: مَن حفظ قلبَه مَعَ اللَّه بالصّدق أجري اللَّه عَلِيّ لسانه الحِكَم [2] .
وقال: الخطرة للأنبياء، والوَسْوَسَة للأولياء، والفِكْرة للعوامّ، والعزم للفتيان [3] .
وقال: قِيلَ لبعض الحكماء: من أَيْنَ معاشك؟
فقال: من عند من ضيَّق المعاش عَلَى مَن شاء بغير علّة، ووسّع عَلَى مَن شاء مِن غير علّة [4] .
434- القاسم بْن هبة اللَّه بْن المقدام بْن جعْبر الْمَصْريّ [5] .
سَمِعَ: النَّسائيّ، وغيره.
- حرف الميم-
435- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن علي بن سابور [6] .
__________
[ () ] تاريخ وفاته في (اللباب 2/ 163) ، فيما أرّخه السلمي، وابن الجوزي، والمؤلّف الذهبي، وغيره، بسنة 342 هـ. فليراجع.
[1] القول في (طبقات الصوفية) 444 رقم 8 وفيه: «ليس فيه لذّة ولا التذاذ، ولا حظّ ولا احتظاظ» .
[2] في (طبقات الصوفية 445 رقم 12: «الحكمة» ، ومثله في: حلية الأولياء 10/ 381.
[3] طبقات الصوفية 445 رقم 13.
[4] طبقات الصوفية 446 رقم 22، حلية الأولياء 10/ 381.
[5] لم أجد مصدره، ولعلّه في (تاريخ مصر) المفقود.
[6] انظر عن (محمد بن أحمد الأسواري) في:
طبقات المحدّثين بأصبهان، الورقة 150، وذكر أخبار أصبهان 2/ 279، 280، والأنساب(25/268)
أَبُو الْحُسَيْن الأسْوارِيّ [1] ، بفتح الهمزة.
ثقة، مُسْنِد. من كبار شيوخ أصبهان. وأسوارى من قري أصبهان.
رحل، وسمع: إبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه القّصار، وأبا حاتم الرّازيّ، والفضل بْن محمد الشّعْرانيّ، وعبد اللَّه بْن أَبِي مَسَرّة، ومحمد بْن غالب تمتامًا، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذيّ.
وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، والحسين بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد، وأبو بَكْر بْن مَرْدُوَيْه، وعلي بْن مَيْلَة، وأبو بَكْر بْن المقرئ.
وحديثه بُعلوِّ فِي «الثَّقفيّات» ، وغيرهما.
تُوُفّي فِي شعبان.
436- محمد بْن دَاوُد بْن سُلَيْمَان النيسابوري [2] .
الزّاهد، شيخ الصُّوفيّة أَبُو بَكْر.
أحد الأئمة فِي الحديث والتّصوُّف.
سَمِعَ: محمد بْن إبراهيم البُوشَنْجيّ، ومحمد بْن عمرو الحرشي.
وبهراة: الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرَّحْمَن، وبمَرْو: حمّادًا القاضي، وبالرّيّ: محمد بْن أيّوب، وبَنَسا: الْحَسَن بْن سُفْيَان، وبجُرْجان:
عمران بْن مُوسَى، وبالبصرة: أَبَا خليفة، وبمكّة: المفضّل الجنديّ، وببغداد:
__________
[ () ] 1/ 257، والعبر 2/ 261، وسير أعلام النبلاء 15/ 477، 478 رقم 270، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 23 وفيه «أبو الحسن» ، والوافي بالوفيات 2/ 40، وتوضيح المشتبه 1/ 209، وفيه «أبو الحسن» ، وشذرات الذهب 2/ 365.
[1] الأسواريّ: بفتح الألف وسكون السين وفتح الراء وبعدها الألف وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى أسوارى، وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 1/ 257) وهي «أسواريّة» في: معجم البلدان 1/ 190.
[2] انظر عن (محمد بن داود) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 106 رقم 53، وتاريخ بغداد 5/ 265، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 479، 480، والمنتظم 6/ 375، والعبر 2/ 361، وسير أعلام النبلاء 15/ 420، 422 رقم 235، وتذكرة الحافظ 2/ 901، والوافي بالوفيات 3/ 63، والنجوم الزاهرة 3/ 311، وطبقات الحفاظ 368، وشذرات الذهب 2/ 365، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 178، 179 رقم 1405.(25/269)
الفِرْيابيّ، وبالأهواز: عَبْدان، وبالكوفة: محمد بْن جعْفَر القَتّات، وبمصر:
النَّسائيّ، وبالشّام: الفضل الأنطاكيّ، وبالمَوْصل: أَبَا يَعْلَى.
وصنَّف الشيوخ، والأبواب، والزُّهْديّات.
وعقد مجلس الإملاء.
وعنه من الكبار: أبو بَكْر بْن دَاوُد، وابن صاعد، وابن عُقْدة، ثمّ أبو عبد الله الحاكم، وابن مَنْدَه، وطائفة.
وكان صدوقًا مقبولًا واسع العلم حسن الحفْظ.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل بنَيْسابور.
وممّن رَوَى عَنْه: ابن جُمَيْع، ويحيى بْن إبْرَاهِيم المزكّيّ.
وقال يوسف القوّاس: سَمِعْتُ منه، وكان يُقَالُ إنّه من الأولياء.
وسئل الدّار الدّارَقُطْنيّ عَنْهُ فقال: فاضل ثقة [1] .
وقال عَبْد الرحمن بن أبي إسحاق المزكّي: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن دَاوُد الزّاهد يَقُولُ: كنتُ بالبصرة أيّام القحط، فلم آكُل فِي أربعين يومًا إلا رغيفًا واحدًا.
كنتُ إذا جعُتْ قرأتُ «يس» عَلِيّ نيّة الشَّبَع، فكفاني اللَّه الجوع [2] .
437- محمد بْن ربيعة بْن محمد بْن ربيعة بْن الْوَلِيد [3] .
أبو عبد الله الْمَصْريّ.
قَالَ ابن يونس: سَمِعَ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وغيره.
وكتبتُ عَنْهُ.
تُوُفّي فِي شعْبان سنة 342.
438- محمد بْن محمود بْن عنبر بن نعيم [4] .
أبو الفضل النّسفيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 266.
[2] قال ابن عساكر: هو شيخ التصوّف في عصره بخراسان والعراقين وبلاد خراسان، فإنه خرج من نيسابور سنة 274 وانصرف إليها سنة 337 وكان من المقبولين بالحجاز ومصر والشام والعراقين وبلاد خراسان. (تاريخ دمشق 37/ 479، 480) .
[3] هو من المترجم لهم في (تاريخ مصر) لابن يونس الّذي لم يصلنا.
[4] لم أجد له مصدرا، ولعلّه من (تاريخ نسف) الّذي لم يصلنا للمستغفريّ.(25/270)
روى عَنْ: أَبِي عيسى التِّرْمِذيّ.
وعنه: أحمد بْن يعقوب النَّسفيّ، وغيره.
439- محمد بْن مُوسَى بْن يعقوب بْن عَبْد اللَّه المأمون بْن هارون الرشيد [1] .
أَبُو بَكْر الْعَبَّاسي.
تُوُفّي بمصر في ذي الحجّة.
وكان فقيهًا شافعيًا. قد ولي مكّة فِي شبيبته وعُمّر دهرًا.
وكان ذا عقلٍ ورأي وتودُّد. وعمي بآخرة.
روى «الموطّأ» عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، عَنِ القَعْنِبيّ.
وحدَّث أيضًا عَنِ النَّسائيّ.
وكان ثقة مأمونًا.
440- محمد بْن طلحة بْن منصور [2] .
أبو عبد الله النيسابوري القطّان.
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن الحارث البغداديّ. ثمّ من طائفة بعده.
وعنه: الحاكم.
مات فِي المحرّم.
وأثنى عَلَيْهِ فقال: كَانَ من الصّالحين، عاش 87 سنة.
- حرف النون-
441- نصر بْن محمد بْن يعقوب [3] .
أَبُو القاسم التَّغْلبيّ المَوْصليّ.
سمع: بِشْر بْن مُوسَى الأسَديّ.
وعنه: عبد الرحمن بن النّحّاس.
وتوفّي بمصر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن موسى) في:
المنتظم 6/ 375 رقم 622، والبداية والنهاية 11/ 227.
[2] لم أجده في المصادر، ولعلّه من (تاريخ نيسابور) المفقود.
[3] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ مصر) لابن يونس.(25/271)
سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
442- أَحْمَد بْن بالويْه [2] النيسابوري العَفْصيّ [3] .
أَبُو حامد.
سَمِعَ: بِشْر بْن مُوسَى، وأحمد بْن سَلَمَةَ، وابن الضُّرَيْسِ.
وعنه: الحاكم [4] ، وغيره.
443- أَحْمَد بْن زكريّا بْن يحيى [5] .
أبو محمد [6] بْن الشّامة الأندلُسي.
سَمِعَ: محمد بْن وضّاح، ولم يرو له شيئا، لكونه سمع منه صغيرا، ومن
__________
[1] كتب بجانب العنوان في الأصل (343) .
[2] قال المعلّمي- رحمه الله- في تعليقه على هذا الاسم: اشتهر في نحو هذه من الأعلام المختومة بويه فتح ما قبل الواو وفتح الواو أيضا وإسكان التحتية وكسر الهاء، وكرهه أصحاب الحديث فضمّوا ما قبل الواو وأسكنوا الواو وأسكنوا الياء، هذا الضبط منصوص في عدّة كتب. وزاد شارح القاموس: «وأبدلوا الهاء فوقيّة يوقف عليها، وهذا قول الكوفيين» كأنه يريد أنهم عاملوها معاملة هاء التأنيث. (انظر الحاشية (1) في الإكمال 1/ 164) وقال في التوضيح (1/ 331) : لام مضمومة، ثم واو ساكنة، ثم مثنّاة تحت مفتوحة، ثم هاء، وانظر: المشتبه في أسماء الرجال 1/ 44.
[3] انظر عن (أحمد بن بالويه) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 166 وفيه: بالويه اسمه: محمد، والأنساب 8/ 481.
«والعفصيّ» : بفتح العين المهملة، وسكون الفاء، وفي آخرها الصاد المهملة. هذه النسبة إلى «العفص» ، وهو شيء يخلط بشيء آخر وتسوّد به الأشياء.
[4] وقال: وبالويه اسمه محمد، وكان مستسلما. فأما أبو حامد فإنه صدوق. (الأنساب) .
[5] انظر عن (أحمد بن زكريا) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 38 رقم 119 وفيه: «أحمد بن يحيى بن زكريا» .
[6] في تاريخ علماء الأندلس: يكنّى أبو عمر.(25/272)
غيره. وكان زاهدًا متبتلا ناسكًا منقطعًا. وقد حدَّث، وكان عارفًا باللغة.
تُوُفّي فِي شعبان.
444- أَحْمَد بْن الزّاهد أبي عثمان سعَيِد بْن إِسْمَاعِيل [1] .
أَبُو الْحَسَن الحِيريّ [2] النيسابوري. الزّاهد ابن الزّاهد.
عاش نيفًا وثمانين سنة.
لم يشتغل بشيء مِن أسباب الدّنيا، بل كَانَ يكّد فِي طلب العلم. وربّما كَانَ يعِظ.
سَمِعَ: محمد بْن إبراهيم البُوشَنْجيّ، ومحمد بْن عمرو الحَرَشيّ، والمسيبّ بْن زهير.
وعنه: ابن أخيه أبو سعيد بن أبي بكر، وأبو عبد الله الحاكم.
وكان أَبُوهُ يَقُولُ: أَحْمَد مِن الأبدال.
445- أَحْمَد بْن سهل بْن نُوح الشَّطَويّ [3] .
أَبُو حاتم.
عَنِ: العُطَارِديّ.
وعنه: ابن الثّلاج.
446- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سعَيِد [4] .
أَبُو العبّاس الدّبيليّ [5] النّيسابوريّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الزاهد أبي عثمان) في:
طبقات الأولياء لابن الملقّن 242 رقم 10، وقد ذكر ابن السمعاني أباه: أبا عثمان سعيد بن إسماعيل في (الأنساب 42/ 289، 290) .
[2] تقدّم التعريف بهذه النسبة.
[3] انظر عن (أحمد بن سهل) في:
تاريخ بغداد 4/ 185 رقم 1870.
و «الشّطويّ» : بفتح الشين المعجمة، والطاء المهملة، من بعدهما الواو. هذه النسبة إلى جنس من الثياب التي يقال لها الشّطويّة، وبيعها، وهي منسوبة إلى شطا من أرض مصر. (الأنساب 7/ 335) .
[4] لم أجد له ترجمة.
[5] الدّبيليّ: بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحّدة وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها اللام.(25/273)
زاهد رحّال.
سَمِعَ: أَبَا خليفة، والفِرْيابيّ، وابن جَوْصا، وأبا عَرُوبة.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
447- إبْرَاهِيم بْن محبِّب العَبْديّ النيسابوري [1] .
سَمِعَ من: محمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، وجعفر بْن سوّار، وطبقتهما.
وعنه: الحاكم.
- حرف الحاء-
448- الْحَسَن بْن إبْرَاهِيم [2] .
أَبُو محمد الأسلميّ [3] الفارسيّ القطّان. الرجل الصّالح.
نزل نيسابور، وحدِّث عَنْ: حَمَّاد بْن مدرك، وجعفر بْن دَرَسْتويْه، وابن ناجية، وطبقتهم.
عنه: الحاكم.
449- الْحَسَن بْن الْحُسَيْن [4] .
أَبُو عَلِيّ النيسابوري العابد المقرئ.
سَمِعَ: خاله محمد أشرس، وأحمد بْن سلمة.
وعنه: الحاكم.
__________
[ () ] هذه النسبة إلى دبيل، وهي قرية من قرى الرملة فيما أظنّ إن شاء الله من الشام.
هكذا قال ابن السمعاني في (الأنساب 5/ 278) .
و «دبيل» أيضا مدينة بأرمينية تتاخم أرّان. (معجم البلدان 2/ 439) ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : أرجّح أنه منسوب إلى دبيل التي بالشام لأنّه سمع من الشاميين، ثم رحل إلى نيسابور.
[1] هو في (تاريخ نيسابور) على الأرجح. وقد ذكر الأمير ابن ماكولا في: (الإكمال 7/ 215) «محبّب بن سليمان بن خالد العبديّ النيسابورىّ، وقال: روى عنه ابنه أبو إسحاق ... وأبو إسحاق بن محبّب بن إبراهيم تقدّم نسب أبيه، حدّث عن أبيه. روى عنه الحاكم النيسابوريّ.
يقول خادم العلم (عمر تدمريّ) : الأرجح أنه هو صاحب الترجمة وكنيته: أبو إسحاق
[2] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ نيسابور) .
[3] الأسلميّ: بفتح الألف وسكون السين المهملة وفتح اللام وكسر الميم، هذه النسبة إلى أسلم بن أفصى بن حارثة بن حارثة، وهما أخوان: خزاعة وأسلم. (الأنساب 1/ 249) .
[4] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ نيسابور) .(25/274)
450- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن إبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن إبْرَاهِيم بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب [1] .
الهاشميّ الحسنيّ، المعروف بابن طَبَاطَبَا [2] .
تُوُفّي بمصر فِي المحرّم عن سنّ عالية. وحضر جنازته الملك أَبُو القاسم ابن الإخشيد، وأتابكه كافور أيضًا، وعامّة الأعيان.
كنيته أَبُو محمد. وكان سيدًا جليلًا مُعَظَّمًا.
451- الْحَسَن بْن عمران الحنْظَليّ [3] .
أَبُو محمد، القاضي بَهَراة.
سَمِعَ: عبد الرحمن بن يوسف الحنفي صاحب يعلى بن عبيد، وأبا حاتم عبد الجليل بن عَبْد الرَّحْمَن صاحب عُبّيْد اللَّه بْن مُوسَى.
وعنه: أَبُو منصور محمد بْن محمد الأزديّ، وعبد اللَّه بْن يوسف بْن بابُوَيه.
- حرف الخاء-
452- خيثمة بن سليمان بن حيدرة [4] .
__________
[1] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ مصر) . وقد ذكر ابن حجر أباه «علي بن الحسن» في كتاب (رفع الإصر عن قضاة مصر) وقال إنه كان نقيب الطالبيين بمصر. انظر (الولاة والقضاة للكندي 513) .
[2] سيأتي التعليق على هذه التسمية لاحقا، عند ترجمة (أحمد بن محمد بن إسماعيل) في وفيات السنة التالية، برقم (535) .
[3] لم أجد له ترجمة في المصادر، وهو من الهرويين، لعلّه في (تاريخ هراة) الّذي لم يصلنا.
و «الحنظليّ» : بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح الطاء المعجمة، هذه النسبة إلى بني حنظلة، وهم جماعة من غطفان. (الأنساب 4/ 251) .
[4] انظر عن (خيثمة الأطرابلسي) في:
مسند إبراهيم بن أدهم الزاهد لابن مندة، رقم 18 و 20 و 24 و 27 و 31 و 32 و 34 و 36 و 40 و 41 و 42 و 43 و 44، والإيمان، له، رقم 35 و 40 و 44 و 110 و 111 و 116، و 174 و 177 و 199 و 217 و 221 و 226 و 246 و 251 و 256 و 261 و 264 و 289 و 290 و 294 و 297 و 314 و 322 و 326 و 328 و 338 و 345 و 348 و 352 و 392 و 396 و 397 و 408 و 413 و 456 و 474 و 487 و 510 و 524 و 530 و 532 و 534 و 536 و 572 و 581 و 586 و 590 و 596 و 601 و 619 و 622 و 628 و 637 و 661 و 680 و 687 و 700 و 713 و 716 و 740 و 748 و 754 و 804 و 809 و 853 و 914 و 942 و 960 و 979 و 988 و 1001 و 1007 و 1013 و 1026 و 1037 و 1054(25/275)
أَبُو الْحَسَن الْقُرَشِيّ الأطْرَابُلُسيّ، أحد الثّقات المشهورين.
__________
[ () ] و 1074 و 1075، وحديث أبي العشراء الدارميّ، تخريج الحافظ تمّام الرازيّ، ص 18 رقم 1، وأوراق تشتمل على فك رموز القصيدة في ذكر مدة الخلفاء الراشدين فمن بعدهم، لمجهول (مخطوطة في مجموع 1779 تاريخ، بدار الكتب المصرية) ورقة 131 أ، والرد على الجهميّة، لابن مندة، رقم 15 و 20 و 24 و 70 و 72 و 75 و 86 و 88، وكتاب التوحيد، له، 1/ رقم 3 و 5 و 25 و 55 و 57 و 67 و 71 و 78 و 84 و 90 و 95 و 104 و 110 و 120 و 127 و 133 و 140 و 2/ رقم 56، ومسند المقلّين من الأمراء والسلاطين، لتمّام الدمشقيّ 28، 29، والروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمّام 1/ رقم 12 و 15 و 17 و 26 و 27 و 28 و 39 و 53 و 76 و 86 و 90 و 99 و 102 و 103 و 121 و 132 و 131 و 138 و 155 و 159 و 162 و 164 و 166 و 171 و 183 و 189 و 190 و 208 و 211 و 217 و 222 و 223 و 224 و 250 و 253 و 256 و 260 و 262 و 276 و 276 و 277 و 279 و 283 و 284 و 290 و 293 و 300 و 312 و 317 و 325 و 328 و 330 و 349 و 362 و 375 و 377 و 379 و 380 و 391 و 2/ رقم 397 و 401 و 406 و 424 و 432 و 436 و 437 و 441 و 445 و 452 و 453 و 462 و 471 و 481 و 453 و 489 و 490 و 510 و 516 و 517 و 519 و 563 و 564 و 566 و 567 و 576 و 578 و 581 و 582 و 584 و 616 و 619 و 621 و 625 و 647 و 661 و 665 و 670 و 683 و 686 و 687 و 688 و 693 و 695 و 701 و 707 و 710 و 715 و 716 و 717 و 730 و 758 و 760 و 769 و 776 و 780 و 789، وكتاب فيه معرفة أسامي أرداف النبي صلى الله عليه وسلّم، جمعه الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة 34، 35، 67، وكتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين، لأبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عساكر 51، 55، والمنتخب من السياق لتاريخ نيسابور، للفارسي، رقم 65، وتفسير البغوي المسمّى (معالم التنزيل) 1/ 445، 484، 485 و 2/ 293 و 3/ 355، 520 و 4/ 207، 208، وشرح السنة، له، و 512/ رقم 2828 رقم 3283 و 13/ رقم 3764 و 14/ رقم 3859 و 3862 و 3872 و 3873 و 3874 و 3875 و 3876، و 3878 و 3879 و 3887 و 3889 و 3894 و 3898 و 3901 و 3903 و 3904 و 3905 و 3916 و 3918 و 3919 و 3920 و 3922 و 3924 و 3927 و 3928 و 3929 و 3930 و 15/ رقم 4335، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 44، 86، 169، 187، وشرف أصحاب الحديث 2/ 100، والكفاية في علم الرواية 224، وتاريخ بغداد 1/ 310، 415، و 5/ 187، 305، 469، 470 و 6/ 237، و 7/ 427، و 8/ 111 و 9/ 423، 439 و 12/ 192، 274، 275، و 13/ 46، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 47 ب، والإكمال لابن ماكولا 1/ 244، 484 و 2/ 155، 159، 459 و 4/ 227، 262، 311 و 5/ 128 و 6/ 414، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 54، 61 (طبعة مدريد 1891) ، وجذوة المقتبس للحميدي 38، وتاريخ جرجان رقم 209، ومن أمالي ابن مندة (مخطوطة بالظاهرية ضمن مجموع 35) ج 3/ ورقة 29 ب، و 31 ب، و 43 أ، والجزء الباقي من الفوائد المخرّجة، للسلمي عن جماعة من شيوخه، تخريج الحافظ الكتاني، (مخطوطة بالظاهرية، في مجموع 80) ورقة 23 ب، و 24 أ، و 26، 27 أ، وأحاديث لأبي الحسن محمد بن عبد الملك إمام الحرمين (مخطوطة بالظاهرية، مجموع رقم 35) ، ورقة 204 أ، و 207 أ، ب، ومعرفة(25/276)
حدّث عن: أبي عتبة الحمصيّ، والعبّاس البيروتيّ، والحسين بن
__________
[ () ] الصحابة، لابن مندة (مخطوطة بالظاهرية، رقمها 344 حديث) ورقة 193 و 226 و 227 و 228، وحلية الأولياء 2/ 23، 196، 341 و 7/ 82، والتفضيل للكراجكي (طبعة طهران) ص 7، وإنباه الرواة للقفطي 1/ 188، ومعجم السفر، للسلفي (مصوّرة دار الكتب المصرية) ق 2/ 375، ومعجم الأدباء 6/ 392 و 12/ 128، ومرآة الزمان، لسبط ابن الجوزي ج 11 ق 2/ 28، والعقد الثمين لقاضي مكة المالكي 2/ 150 رقم 308، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البرّ 1/ 161، والإستيعاب، له 3/ 625، وأسد الغابة لابن الأثير 5/ 389، ومسند الشهاب للقضاعي 1/ 195 رقم 292، ومشيخة الإمام شرف الدين علي اليونيني، بتخريج محمد بن أبي الفتح البعلبكي (مخطوطة الظاهرية) ج 9/ 50، والبدء والتاريخ للمقدسي 2/ 105، وبغية الطلب لابن العديم (مصوّرة معهد المخطوطات بالقاهرة) ج 5/ 247، وفي مواضع كثيرة من أجزاء الكتاب، وتاريخ دمشق لابن عساكر (مخطوطة التيمورية) ج 12/ 582 وما بعدها، وفي مواضع كثيرة جدا في كافة أجزائه المطبوعة أو التي لا تزال مخطوطة، والأنساب لابن السمعاني 1/ 300، وفي مواضع كثيرة منه، والأنساب المتفقة لابن القيسراني 11، ومعجم البلدان 1/ 217 و 2/ 110، وصلة الخلف بموصول السلف، للروداني (نشر في مجلة معهد المخطوطات العربية، الكويت) مجلّد 28 ج 1/ 90، و 4/ 357، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 491، وطبقات أعلام الشيعة 2/ 23، والموضوعات لابن الجوزي 3/ 8، والكشف الحثيث 454 رقم 829، والتاج المكلل للقنوجي 320، ونفح الطيب للمقّري 2/ 417 و 3/ 360، وطبقات الحنابلة للفرّاء 167 رقم 630، وأهل المائة فصاعدا 125، والعبر 2/ 262، وسير أعلام النبلاء 15/ 412- 416 رقم 230، وتذكرة الحفاظ 3/ 858- 860، والوافي بالوفيات 13/ 169، والمعين في طبقات المحدّثين 111/ رقم 1250 والبداية والنهاية 2/ 260، و 7/ 336، و 10/ 113، وميزان الاعتدال 2/ 432، ودول الإسلام 1/ 213، ولسان الميزان 2/ 411، 412، والإصابة في تمييز الصحابة 1/ 184 ومعجم السفر (تحقيق د. بهيجة الحسين) 1/ 150، والأربعون حديثا مشيخة ابن تيمية، برواية الذهبي 69- 71، ومعجم شيوخ الذهبي 212، 290، 446، 494، 497، والتقييد لابن النقطة 40، وفهرس ابن عطية المحاربي الأندلسي 88، 111، والزهر النضر في نبأ الخضر، لابن حجر 33- 35، وعيون الأثر، لابن سيد الناس 1/ 103، 122، 182، وسبل الهدى والرشاد للصالحي 2/ 407، وتلخيص المتشابه في الرسم للخطيب البغدادي 1/ 56 رقم 68 و 1/ 82 رقم 112 و 1/ 602 رقم 995، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1150، والسيرة النبويّة لابن كثير 1/ 438، 439، وترجمة سيدنا علي بن أبي طالب المستخرجة من تاريخ دمشق (في مواضع كثيرة) ، وطبقات الحفاظ 353، 354، وشذرات الذهب 3/ 365، والنجوم الزاهرة 3/ 312، وكشف الظنون 1/ 589، وفهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية للألباني 272، وفهرس مخطوطات التاريخ للريان 2/ 670، 671، وتاريخ الأدب العربيّ 3/ 204، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 462، وتلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي 266، والأعلام 2/ 374، ومعجم المؤلفين 4/ 131، وفهرس مخطوطات الظاهرية للعش 6/ 169، وكتابنا:
الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى، طبعة دار فلسطين، بيروت 1973.(25/277)
محمد بْن أَبِي مَعْشَر السِّنْديّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه القصار، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن عيسى بْن حيّان المدائنيّ، وأبي قلابة الرّقاشيّ، وأبي يحيى بن أبي مَسَرة، وإسحاق الدَّبريّ، وعُبَيْد الكَشْوَريّ، وخلْق كثير.
روى عنه: ابن جميع، وتمّام، وابن مَنْدَه، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وأبو نصر بْن هارون، وأبو عبد الله بْن أَبِي كامل، وخلق.
وذكر ابن أَبِي كامل [1] أنّ خَيْثَمَة وُلِد سنة خمسين ومائتين [2] .
وقال عُبّيْد بْن أَحْمَد بْن فُطَيْس: تُوُفّي فِي ذي القعدة سنة ثلاث [3] ، ثمّ ذكر أنّه سأله عَنْ مولده فقال: سنة سبْع عشرة ومائتين [4] .
وقال الخطيب [5] : هُوَ ثقة ثقة، قد جمع فضائل الصّحابة.
وقال ابن أَبِي كامل: سَمِعْتُ خَيْثَمَة يَقُولُ: ركبتُ البحر وقصدتُ جَبَلَة لأسمع من يوسف بْن بحر، وخرجتُ منها أريد أنطاكيَة لأسمع من يوسف [بْن
__________
[ () ] ص 229- 239، وكتابنا: دار العلم بطرابلس في القرن الخامس الهجريّ، طبعة دار الإنشاء، طرابلس 1982 ص 53، وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، ودار الإيمان، طرابلس (الطبعة الثانية 1404 هـ. / 1984 م) ص 190، 191، وكتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي، طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، بيروت 1404 هـ. / 1984 م. ج 2/ 216- 235، وكتابنا: لبنان من قيام الدولة العباسية حتى سقوط الدولة الإخشيدية، طبعة جرّوس برس، طرابلس 1991- ص 69، 204- 207، وكتابنا: معجم الشيوخ لابن جميع، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، ودار الإيمان، طرابلس (طبعة ثانية 1407 هـ. / 1987 م) . ص 269- 271 رقم 230، وكتابنا: من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، طبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت 1400 هـ. / 1980 م. وقد نشرت فيه أربع مخطوطات لخيثمة، وبه مصادر كثيرة عنه، وتوفّر لديّ كميّة كبيرة من الأحاديث بروايته أنوي جمعها وإصدارها في مجلّد ضخم، مع نشر مخطوطتين من حديثه لم أنشرهما من قبل، وذلك قريبا بمشيئة الله تعالى.
[1] هو عبد الله بن أبي كامل محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن زهير القيسي الأطرابلسي ابن أخت خيثمة انظر كتابنا: (من حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي) ص 15.
[2] هو الصحيح.
[3] أي 343 هـ.
[4] تاريخه لا يصحّ.
[5] لم يفرد له الخطيب ترجمة في تاريخ بغداد. وقوله ورد في تاريخ دمشق، وتهذيبه 5/ 185.(25/278)
سعَيِد بْن المسلم] [1] فلقينا مركب [من مراكب العدُو] [2] فقاتلناهم، ثمّ ثَلَمَ المركبَ قومٌ من مُقَدَّمه، فأخذوني ثمّ ضربوني وكتبوا أسماء الأسري فقالوا: ما اسمك؟ قلتُ: خيثمة بْن سُلَيْمَان. فقالوا: اكتب حمار ابن حمار. ولما ضربت سكِرتُ ونمتُ، فرأيت كأنيّ أنظر إلى الجنّة وعلي بابها جماعة من الحُور يلعبن، فقالت إحداهنّ: يا شقيّ، ما فاتك. فقالت أخري: إيش فاته؟ قَالَتْ:
لو كَانَ قُتِل كَانَ فِي الجنّة مَعَ الحُور.
فقالت لها: لأن يرزقُهُ اللَّه الشّهادة فِي عزّ [من] [3] الْإِسلْام وذُلٍّ من الشَّرْك خير له.
ثمّ انتبهت.
قَالَ: ورأيت فِي منامي مرَّةً كأنّ قائلًا يَقُولُ لي: اقرأ (بَرَاءَةَ) [4] : فقرأت إلى قوله: فَسِيحُوا في الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ 9: 2 [5] فانتبهت، فعددتُ مِن ليلة الرّؤيا أربعة أشهُر، ففكّ اللَّه أسريّ [6] .
قلت: آخر من روى حديث خيثمة بعلوّ: مكرم بن أبي الصّقر.
قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي كَامِلٍ الأَطْرَابُلُسِيُّ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ الْأَطْرَابُلْسِيَّ يَقُولُ:
كُنْتُ بِدِمَشْقَ، فَرَوَيْتُ حَدِيثَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اطْلُبُوا الْخَيْرَ عَنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ» [7] . فأنكر القاضي البلْخيّ، يعني زكريّا بْن أَحْمَد، هذا الحديث. وبعثَ فَيْجًا [8] قاصدًا إلى
__________
[1] إضافة على الأصل من: تاريخ دمشق 12/ 582، وبغية الطلب 5/ 250.
[2] إضافة على الأصل من المصدرين السابقين، والعدوّ هم الروم البيزنطيّون.
[3] زيادة من: تاريخ دمشق.
[4] أول سورة التوبة.
[5] سورة التوبة، الآية 2.
[6] تاريخ دمشق 12/ 582، بغية الطلب 5/ 250.
[7] وفي رواية: «التمسوا الخير..» . قال السخاوي: ولهذا الأثر طرق عن: أنس، وجابر، وعائشة، وابن عباس، وابن عمرو، وأبي بكرة، وأبي هريرة، كلها ضعيفة، وبعضها أشدّ في ذلك من بعض.
وقال ابن عساكر: وكنت قد سئلت عنه فتكلّمت فيه وعلى معناه في رسالة (تهذيب تاريخ دمشق 5/ 184) .
[8] الفيج: ساعي البريد.(25/279)
الكوفة، ليسأل ابن عُقْدة [1] عَنْهُ. فكتب إِلَيْهِ: وقد كَانَ السَّريّ بْن يحيى حدَّث بهذا الحديث في تاريخ كذا وكذا. فإن كان هذا الشّيخ قد حضر فِي ذَلِكَ الوقت فقد سمعه.
فأنفذ إليَّ البلْخيّ: أن أنفذ إليَّ الأصل. فأنفذته إِلَيْهِ، فوافق ما قَالَ ابن عُقْدة من التاريخ. فاستحلّني البلْخيّ فلم أحِلّه. رَوَاهُ السَّريّ، عَنْ قِبيْصة، عَنْهُ [2] .
- حرف السين-
453- سعَيِد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد [3] .
أَبُو عثمان السَّمرْقَنْديّ، الزّاهد العابد.
صحِب أَبَا عثمان الحِيريّ [4] ، وخَدَمه.
قَالَ الحاكم: ما رأينا أعبد منه. صلّى حتّى أُقعد، وقال: كانت لي سماعات كثيرة بسَمَرْقَنْد والعراق، فضاعت.
- حرف الطاء-
454- طاهر بْن أَحْمَد [5] .
أَبُو الطَّيْب البَيْهقيّ [6] .
سَمِعَ من: خاله الفضل بْن محمد الشّعْرانيّ.
وعنه: الحاكم.
__________
[1] هُوَ أبو العبّاس أحمد بْن محمد بْن سعيد الكوفي مولى بنى هاشم، المتوفى سنة 332 هـ. وقد تقدّمت ترجمته ومصادرها في الطبقة السابقة.
[2] بغية الطلب 5/ 250.
[3] لم أجد له ترجمة، ولعلّه في (تاريخ سمرقند) أو (تاريخ نيسابور) اللذين لم يصلانا.
[4] هو: سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور الواعظ الحيريّ، توفي سنة 298 هـ. (الأنساب 4/ 289، 290) .
[5] لم أجد له مصدرا، ولعلّه من (تاريخ بيهق) أو (تاريخ نيسابور) اللذين لم يصلانا.
[6] البيهقيّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الهاء وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى بيهق وهي قرى مجتمعة بنواحي نيسابور على عشرين فرسخا منها، وكانت قصبتها خسروجرد فصارت سبزوار. (الأنساب 2/ 381) .(25/280)
- حرف العين-
455- عبد الله بن محمد بن أَبِي خلاد [1] الطّرائفيّ [2] .
حدَّث بمصر عَنْ: جعْفَر الفِرْيابيّ.
وعنه: أَبُو محمد بْن النّحّاس، وغيره.
وثقَّه الخطيب.
456- عَبْد الرحيم بْن محمد بْن مُسلْمِ [3] .
أَبُو عَلِيّ المَدِينيّ الأصبهانيّ.
عَنْ: إبْرَاهِيم بْن سعدان، وإبراهيم بْن نائلة.
وعنه: الْحُسَيْن بْن محمد بْن عَلِيّ، وأبو بَكْر بْن مَرْدُوَيْه، وجماعة.
457- عثمان بْن شعبان بْن محمد بْن ربيعة بْن سليمان بْن دَاوُد بْن أيّوب ابن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ ياسر [4] .
أَبُو عَمْرو.
458- عَلِيّ بْن سُلَيْمَان [5] .
أَبُو الحسن السّلميّ الخرقيّ [6] .
بغداديّ، صدوق.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 128 رقم 5265.
[2] الطّرائفيّ: أو الطرايفيّ: بفتح الطاء المهملة، والراء، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بعد الألف، وفي آخرها الفاء. هذه النسبة إلى بيع الطرائف وشرائها، وهي الأشياء المليحة المتّخذة من الخشب. (الأنساب 8/ 225) .
[3] انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 129.
[4] ذكره هكذا دون ترجمة، ولم أجد له مصدرا.
[5] انظر عن (علي بن سليمان) في:
تاريخ بغداد 11/ 433 رقم 6327.
[6] الخرقيّ: بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى بيع الثياب والخرق. (الأنساب 5/ 91) .
ويوجد أيضا: «الخرقيّ» بفتح الخاء المعجمة، نسبة إلى خرق، وهي قرية على ثلاثة فراسخ من مرو. (الأنساب 5/ 90) .
والأرجح أن صاحب الترجمة منسوب إلى الأولى.(25/281)
روى عَنْ: أَبِي قِلابة، والكُدَيْميّ.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وأبو عبد الله بْن البيّاض.
459- عَلِيّ بْن عُمَر بْن يزيد الصَّيْدنانيّ [1] .
أَبُو القاسم القزوينيّ.
ثقة، معمّر.
رحل وسمع: إِسْحَاق الدَّبَريّ، وعلي بْن عَبْد العزيز، والطبقة [2] .
460- علي بْن الفضل [3] بْن إدريس السُّتُوريّ [4] .
أَبُو الْحَسَن السّامرّيّ.
حدَّث بأحاديث يسيرة عن: الحسن بْن عَرَفَة.
وعنه: يوسف القّواس، وابن حَسْنُونٍ النَّرْسيّ، والحسين بْن برهان.
قَالَ الخطيب [5] : وسمعت العَتِيقيّ يوثّقه، وقال: ما سَمِعْتُ شيوخنا يذكرونه إلا بجميل.
قلت: وله جزء عَن ابن عَرَفَة، رَوَاهُ ابن التّّنّ، عَنْ جدِّه، عَنْ أَبِي العلاء، عَنْ محمد بْن محمد بْن الرُّوزبهان ببغداد، عَنْهُ.
461- عَلِيّ بْن محمد بْن محمد بن عقبة بن همّام [6] .
__________
[1] انظر عن (علي بن عمر) في:
التدوين في أخبار قزوين 3/ 389، 390، و «الصيدناني» و «الصيدلاني» سواء.
[2] وقال القزويني: كان من مشاهير أئمة قزوين، وتصنّف تصانيف في السنن.
[3] انظر عن (علي بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 12/ 48، والأنساب 7/ 41، والعبر 2/ 262، والإعلام بوفيات الأعلام 145، وسير أعلام النبلاء 15/ 442، 443 رقم 253، وشذرات الذهب 2/ 365.
[4] السّتوريّ: بضم السين المهملة، والتاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الستر، وجمعه الستور، وهذه النسبة إما إلى حفظ الستور والبوابية على ما جرت به عادة الملوك، أو حمل أستار الكعبة. (الأنساب 7/ 40) .
[5] في تاريخه.
[6] انظر عن (علي بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 329 رقم 303، وتاريخ بغداد 12/ 79- 81، والمنتظم 6/ 376، والأنساب 7/ 437، العبر 3/ 262، وسير أعلام النبلاء 15/ 443، 444 رقم 254، ومرآة(25/282)
أَبُو الْحَسَن الشَّيْبانيّ الكوفيّ.
قدِم بغداد وحدَّث عَنْ: الخَضِر بْن أبان، وإبراهيم بْن أَبِي العنبس، وسليمان بن الربيع النّهديّ، ومطيّن.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع الصَّيْداويّ، وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه.
وقال الخطيب [1] : كَانَ ثقة أمينًا. قَالَ: شهدتُ سنة سبعين ومائتين عَنْد إبْرَاهِيم بْن أبي العَنْبس القاضي.
وقال ابن حمّاد الحافظ: كَانَ شيخ المِصر، والمنظور إِلَيْهِ، ومختار السّلطان والقُضاة. صاحب جماعة وفِقْه وتلاوة [2] .
تُوُفّي فِي رمضان يوم الجمعة لسبع يقين منه.
وكان ابن عُقْدة يفيد عَنْهُ ويحضر عنده كثيرًا. وكان صاحب صلاةٍ كثيرة رضوان اللَّه عَلَيْهِ.
462- عَمْرو بْن محمد بْن منصور [3] .
أَبُو سعَيِد النيسابوري الجنزروذيّ [4] ، الزّاهد المعدّل.
خَتَن أَبِي بَكْر بْن خُزَيْمَة [5] .
قَالَ الحاكم: صار في أواخر عمره من الأبدال.
__________
[ () ] الجنان 2/ 335، 336، والبداية والنهاية 11/ 228، والوافي بالوفيات 22/ 133 رقم 76، والنجوم الزاهرة 3/ 312، وشذرات الذهب 2/ 365.
[1] في تاريخه.
[2] تاريخ بغداد، الأنساب 7/ 437، 438.
[3] انظر عن (عمرو بن محمد) في:
الأنساب 3/ 314، واللباب 1/ 295.
[4] الجنزروذيّ: تعريب: الكنجروذيّ، بفتح الكاف وسكون النون وفتح الجيم وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها الدال المعجمة، هذه النسبة إلى كنجروذ، وهي قرية على باب نيسابور.
(الأنساب 10/ 479، اللباب 3/ 113) .
يقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر بن عبد السلام تدمير» : رغم أن صاحب الترجمة ينسب إلى جنزروذ، فإن ابن السمعاني وابن الأثير لم يذكراه بهذه النسبة، بل ذكراه في مادّة «الجنجروذيّ» بالجيمين المفتوحتين، ويقال لها: «كنجروذ» . (الأنساب 3/ 314، اللباب 1/ 295) .
[5] قيل: لم يكن أخصّ بمحمد بن إسحاق بن خزيمة منه.(25/283)
سمع: السري بن خزيمة، والحسين بن الفضل، والفضل الشّعْرانيّ، وإسماعيل القاضي، وتمتاما، وعلي بن عبد العزيز.
وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو علي الماسرجسي، وأبو عبد الله الحاكم.
وتوفي في شوال [1] . وأضر بأخرة.
- حرف الميم-
463- محمد بن أحمد بن هارون بن بندار بن الحريش [2] .
أبو أحمد الإستراباذي [3] . أخو هارون [4] .
سَمِعَ: شعيب الحراني ببغداد.
وعنه: ابنه أَحْمَد بْن محمد.
464- محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن وهْب بْن عَبَّاس الْمَصْريّ الفقيه [5] .
مات عَنْ ستٍّ وثمانين سنة، وقد كُفّ بصره.
كتبَ الحديث ورواه. وأخذ عَنِ المُزنيّ قليلًا.
465- محمد بْن حامد بن الحارث [6] .
__________
[1] وقع في (الأنساب 3/ 314) أنه توفي في شوال سنة سبع وثلاثين وخمسمائة! وهذا وهم واضح، مع أنه ذكر بعد ذلك مباشرة أن الحافظ محمد بن عبد الله قال: وقد استمليت عليه مجلسا واحدا تبرّكا سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة قبل أن يذهب بصره! وقد تصحّح التاريخ في (اللباب 1/ 295) .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن هارون) في:
تاريخ جرجان 438، 439، رقم 814، الأنساب 1/ 217.
[3] الإستراباذيّ: بكسر الألف وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها. وفتح الراء والباء الموحّدة بين الألفين وفي آخرها الدال المعجمة. هذه النسبة إلى إستراباذ، وقد يلحقون فيه ألفا أخرى بين التاء والراء فيقولون: إستاراباذ، إلّا أن الأشهر هذا. وهي بلدة من بلاد مازندران بين سارية وجرجان.
[4] هو: أبو سهل هارون بن أحمد بن هارون بن بندار بن حريش بن الحكم الأستراباذي، المتوفى ببخارى سنة 364 هـ. له ترجمة في (الأنساب 1/ 216، 217) .
[5] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ مصر) .
[6] انظر عن (محمد بن حامد) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 91، وتاريخ بغداد 2/ 289 رقم 770، وميزان الاعتدال 3/ 506 رقم 7324، وغاية النهاية 2/ 114 رقم 2909، ولسان الميزان 5/ 112 رقم 384.(25/284)
أَبُو رجاء البغداديّ المقرئ، المعروف بالسّرّاج.
نزيل مكّة، وبها تُوُفّي.
حدَّث عَنْ: محمد بْن الْجَهْم، وعبد اللَّه بْن مُسلْمِ بْن قُتَيْبة، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد بْن مفرِّج قاضي قُرْطُبَة [1] ، وأحمد بْن عَوْن اللَّه، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن النّحّاس.
وثّقه أَبُو عُمَرو الدّاني [2] ، فروى عَنْهُ ابن النّحّاس حديثين رواهما عَنِ الْحَسَن بْن عَرَفَة وقال: ما سمعتُ عَنِ ابن عَرَفَة سواهما.
قَالَ ابن النّحّاس: سمعتهما منه بمكّة سنة أربعين. نا الْحَسَنُ بِسُرَّ مَنْ رَأَى، ثنا عَلِيُّ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. رَفَعَ الْحَدِيثَيْنِ بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَهُمَا وَاللَّهِ الْعَظِيمِ مَوْضُوعَانِ مَتْنُ أَحَدِهِمَا: «يَا عَلِيُّ خُلِقْتُ أنا وَأَنْتَ مِنْ نُورِ اللَّهِ وَشِيعَتُنَا مِنْ نُورِنَا» .
وَالآخَرُ: تَخَتَّمْ يَا عَلِيُّ بِالْعَقِيقِ، فَإِنَّهُ أَقَرَّ للَّه بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَلَكَ بِالإِمَامَةِ [3] . قلتُ: ميسرة كَانَ يضع الحديث، والآفة منه [4] .
__________
[1] هو أبو عبد الله محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن يحيى بن مفرّج الأموي القرطبي الأندلسي المعروف والده بالقنتوري. انظر عنه في: (تاريخ علماء الأندلس 2/ 91- 93 رقم 1360) .
[2] فقال: مقريء متصدّر ثقة. (غاية النهاية) .
[3] أخرج ابن المغازلي نحوه في (مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 179 رقم 326) من طريق أبي الطيّب محمد بن حبيش بن عبد الله بن هارون النيلي الّذي حدّث بواسط سنة 331 قال: أخبرنا المشرّف بن سعيد الذارع، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدّثنا سفيان بن حمزة الأسلمي، عن كثير بن زيد قال: دخل الأعمش على المنصور وهو جالس للمظالم، فلما بصر به قال له: يا سليمان تصدّر! فقال: أنا صدر حيث جلست. ثم قال: حدّثني الصادق قال:
حدّثني الباقر قال: حدّثني السجّاد قال: حدّثني الشهيد قال: حدّثني التقيّ وهو الوصيّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: حدّثني النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «أتاني جبريل فقال: تختّموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد للَّه بالوحدانية، ولي بالنّبوّة، ولعليّ بالوصيّة، ولولده بالإمامة، ولشيعته بالجنة» .
[4] هو ميسرة التّرّاس الأكّال، كان كذّابا يضع الحديث. ترجم له الذهبيّ مرتين، فذكره في طبقة المتوفّين بين 171- 180 هـ. ص 380- 383 رقم 303، وفي طبقة المتوفين بين 191- 200 هـ. ص 418، 419 رقم 327، وقد حشدت فيهما مصادر ترجمته وأقوال العلماء فيه.(25/285)
قَالَ ابْن النّحّاس: ذكرّ محمد بْن حامد أنّه وُلِد سنة خمس واربعين ومائتين، ومات فِي ذي الحجّة سنة أربعين. وقال ابن مُفَرِّج: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وأربعين.
466- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن محمد بْن أبي عَبْد الرَّحْمَن [1] .
المقرئ المكّيّ.
روى عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، وغيره.
وعنه: أَحْمَد بْن عَوْن اللَّه القُرْطُبيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن النّحّاس، ومحمد بْن أشتة.
وقد قرأ عَلى: إِسْحَاق الخُزَاعيّ.
وأقرأ.
وقيل: مات سنة أربع وأربعين.
467- محمد بن عبد الرّؤوف بْن محمد الْأَزْدِيّ [2] .
مولاهم القُرْطُبيّ أبو عبد الله.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن بِشْر، وقاسم بْن أَصْبغ، وجماعة.
وكان كاتبًا بليغًا إخباريًا علامة.
جمعَ كتابًا فِي شُعراء الأندلس بلغ فِيهِ الغاية.
وكان يطُعَن عَلَيْهِ فِي دينه.
468- محمد بن عليّ [3] .
أبو بكر العطوفيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: غاية النهاية 2/ 163 رقم 6109.
وسيعيده المؤلّف في وفيات السنة التالية، برقم (515) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرؤوف) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 62 رقم 1262.
[3] انظر عن (محمد بن علي العطوفيّ) في:
الروض البسام (المقدمة) 43 رقم 135، وتاريخ بغداد 3/ 79، رقم/ 106، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ ورقة 349 ب، 350 أ، والأنساب 8/ 479، واللباب 2/ 346.
[4] العطوفيّ: بفتح العين، وضم الطاء المهملتين، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى «عطوف» (الأنساب) .(25/286)
عن: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ويوسف القاضي.
وعنه: تمّام الرّازيّ، ومحمد بْن إسحاق بن مندة، وعبد الرَّحْمَن بْن النّحّاس.
حدَّث سنة ثلاث.
469- محمد بْن القاسم بْن محمد [1] .
أَبُو جعْفَر الكَرْخيّ. الوزير.
ولي وزارة الرّاضي باللَّه سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة بعد عزل عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى بْن الجرّاح. فكانت دولته ثلاثة أشهر ونصفًا. ثمّ استتر لفساد أمر الرّاضي وضعف خلافته وجُرْاة الأمراء وقلّة المال. فوكّلوا بداره ونُهِب ما فيها.
ثمّ إنّه وَزَر للمتقيّ للَّه سنة تسع وعشرين شهرا واحدا وأيّامًا، فاضطّربت الأمور، فلزِم منزله.
وكان بطيء الكتابة والقراءة. وفيه كرم ومروءة وحشمة نفْس.
تُوُفّي فِي شوّال عَنْ سبْعٍ وسبعين سنة. من كَرْخ البصْرة [2] .
470- مُوسَى بْن محمد بْن هارون [3] .
أبو هارون الأنصاريّ الزّرقيّ [4] .
__________
[ () ] وقد تحرّفت النسبة في (تاريخ بغداد 3/ 79) إلى «العطوي» .
[1] انظر عن (محمد بن القاسم) في:
تكملة تاريخ الطبري للهمذاني 1/ 170، وتجارب الأمم 1/ 338 وما بعدها، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 37، 92، 106، 124، 151، 171، 188، والوزراء للصابي 74، 75، 191، 338، وتاريخ حلب للعظيميّ 295، والإنباء في تاريخ الخلفاء 167، ولطائف المعارف للثعالبي 69، ونشوار المحاضرة للتنوخي 3/ 154، 155 و 4/ 252- 254 و 5/ 81، 267، والفرج بعد الشدّة، له 2/ 303، وخلاصة الذهب المسبوك 255، والفخري 281، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 185، ومعجم البلدان 4/ 447، والكامل في التاريخ 8/ 509، والمختصر في أخبار البشر 2/ 100، والعبر 2/ 200، وتاريخ ابن الوردي 1/ 286، وتاريخ الخلفاء 405، وحسن المحاضرة 2/ 114.
[2] معجم البلدان 4/ 447.
[3] انظر عن (موسى بن محمد) في: تاريخ بغداد 13/ 61 رقم 7043.
[4] الزّرقيّ: بضمّ الزاي وفتح الراء وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى بني زريق، وهم بطن من(25/287)
سَمِعَ: أحمد بْن مُلاعب، ومحمد بْن الْحُسَيْن الحنينيّ، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وأبا قلابة.
وهو بغدادي ثقة.
روى عنه: ابن الصلت المجبر، وعبد القاهر بن عقدة.
وتغرب عَنْ بغداد.
- حرف النون-
471- نوح بْن نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني [1] .
الأمير.
من بيت ملوك بُخَارَى.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر. وبقي فِي الإمرة اثنتي عشرة سنة وثلاثة أشهر.
وهو الملك الحميد، عثرت بِهِ فرسه فقتلته.
وكان مشكور السّيرة.
__________
[ () ] الأنصار، يقال لهم بنو زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم.. (الأنساب 6/ 268) .
[1] انظر عن (نوح بن نصر) في:
تاريخ بخارى للنرشخي 5، 15، 50، 77 (129) - 131، 142، 145، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 129، 197، وتجارب الأمم 2/ 47، وتاريخ سنّي ملوك الأرض والأنبياء للأصفهانيّ 172، وتكملة تاريخ الطبري 135، 146، 159، 160، 169، والأنساب 7/ 14، 3/ 76 واللباب 2/ 94، والكامل في التاريخ 8/ 403، 415، 443، 444، 456- 458، 470، 478، 480، 486، 492، 504- 508 و 9/ 149، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 168، ووفيات الأعيان 2/ 158 و (5/ 161) ، ونهاية الأرب 25/ 356، والمختصر في أخبار البشر 2/ 100، والعبر 2/ 227، وتاريخ ابن الوردي 1/ 286، والبداية والنهاية 11/ 228 وفيه:
«الحميد بن نوح بن نصر» وهو وهم.(25/288)
سنة أربع وأربعين وثلاثمائة
- حرف الألف-
472- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد [1] .
أبو عبد الله الأصبهانيّ، الكيّال المؤدِّب.
473- أَحْمَد بْن الخَضِر بْن أَحْمَد [2] .
الفقيه أَبُو الْحُسَن النيسابوري الشّافعيّ، الحافظ.
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الذُّهْليّ، وأحمد بْن النَّضْر بْن عَبْد الوهّاب، وأبا عَبْد اللَّه البوسَنجيّ.
وعنه: أَبُو الوليد الفقيه، وأبو عَلِيّ الحافظ، وأبو عبد الله الحافظ.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
474- أَحْمَد بْن سعْد [3] .
أَبُو الْحَسَن البغداديّ، نزيل مصر.
وتوفي بتِنيس.
سَمِعَ: أَبَا مُسلْمِ الكجّيّ، ومحمد بْن عَبْدوس بْن كامل.
وكان حافظًا صدوقًا.
روى عنه: أبو محمد بن النّحّاس.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 165.
[2] انظر عن (أحمد بن الخضر) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 501 رقم 283، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 14.
[3] انظر عن (أحمد بن سعد) في:
تاريخ بغداد 4/ 183 رقم 1866.(25/289)
475- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْدك الْجُرْجانيّ العَدَسيّ [1] .
الورّاق.
رحل، وسمع: إِسْحَاق الدَّبَريّ، وعلي بْن عَبْد العزيز.
وعنه: أَحْمَد بْن مُوسَى المستملي، والنُّعْمان بْن محمد بجُرْجان.
476- أَحْمَد بْن عثمان بْن بُويان [2] .
أبو الحسين البغداديّ القطّان.
المقرئ المجوّد لحرف قالون.
قرأ عَلَى: أَحْمَد بْن محمد بْن الأشعث، وعلي: إدريس بْن عَبْد الكريم الحدّاد، ومحمد بْن أَحْمَد بْن واصل، وأبي عيسى الزَّيْنبيّ.
وتصدَّر للإقراء. فقرأ عَلَيْهِ: إبْرَاهِيم بْن عُمَر البغداديّ شيخ عَبْد الباقي بن الحسن، وأبو الحسن عَلِيّ بْن محمد بْن العلاف، وإبراهيم بْن أَحْمَد الطَّبَريّ، وأحمد بن نصر الشّذائيّ، وعبيد اللَّه بْن أَبِي مُسلْمِ الفَرَضيّ، ومحمد بْن يوسف بن نهار الحرتكيّ البصريّ، وعليّ بن عمر أبو الحسن الدّار الدّارَقُطْنيّ، وغيرهم.
وحدَّث عَنْ: حمدان بْن عَلِيّ الورّاق، وإدريس بْن عَبْد الكريم، وموسي بْن هارون.
روى عَنْهُ: أَبُو نصر بْن حَسْنُونٍ، وابن رزْقَوَيْه، ومحمد بْن الْحُسَيْن القطّان.
قَالَ الخطيب [3] : كَانَ ثقة، مولده سنة ستيّن ومائتين.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن عبدك) في:
تاريخ جرجان للسهمي 105 رقم 88، والأنساب 8/ 406، 407، واللباب 2/ 328، وكنيته:
أبو الحسن.
و «العدسيّ» : بفتح العين والدال المهملتين، وكسر السين المهملة. هذه النسبة إلى العدس.
[2] انظر عن (أحمد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 4/ 298 رقم 2070، ومعرفة القراء الكبار 1/ 292، 293 رقم 207، وتذكرة الحفاظ 3/ 865، والإعلام بوفيات الأعلام 145، والعبر 2/ 263، والوافي بالوفيات 7/ 176، وغاية النهاية 1/ 79، 80 رقم 362، والنجوم الزاهرة 3/ 314، وشذرات الذهب 2/ 366.
[3] في تاريخه.(25/290)
وقال الدّانيّ: هُوَ ثقة، حافظ، ضابط، مشهور [1] .
477- أَحْمَد بْن عيسى بْن جمهور [2] .
البغداديّ.
أَبُو عيسى الخشّاب.
حدَّث عَنْ عُمَر بْن شَبَّة بأحاديث فِي بعضها غرائب.
قَالَ الخطيب [3] : ثنا عَنْهُ أَبُو الْحُسَن بْن رزْقَوَيْه وقال: قَالَ لنا: سمعتُ من عُمَر بْن شَبَّة وأنا غلام كبير، ورأيت الْحَسَن بْن عَرَفَة. وقد أتى عَلِيّ نحو المائة سنة.
قَالَ ابن رزْقَوَيْه: شهد عندي ابن الأزرق السَّقطيّ أنّ جدِّه وثَّقَ هذا [4] .
478- أَحْمَد بْن محمد بْن إبْرَاهِيم بْن مطِّرف [5] .
أَبُو الْحُسَيْن الإسْتِرَابَاذيّ [6] .
زاهد، عابد، كثير التّلاوة، معمَّر.
سَمِعَ: عمّار بْن رجاء، والضّحّاك بْن الْحُسَيْن، ومحمد بْن يزداد، ومحمد بن حاتم الأستراباذيّ.
وعنه: عبد الله بن الحسن الإستراباذي، ومطرف بن الحسين، والحسن بن منصور.
وقال أَبُو سعد عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد الإدريسيّ: تُوُفّي بعد خروجنا من إسْتِراباذ سنة أربعٍ وأربعين. وقد لقِيتُه.
479- أَحْمَد بْن محمد بن إسحاق [7] .
__________
[1] ونقل الداني أن شيخه طاهر بن غلبون كان يقوله بمثلّثة مفتوحة ثم واو ثم موحّدة. قال ابن الجزري: هو تصحيف والصواب الأول. (غاية النهاية 1/ 79) .
[2] انظر عن (أحمد بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 4/ 281 رقم 2032، والعبر 2/ 263.
[3] في تاريخه.
[4] تاريخ بغداد.
[5] لم أجد مصادر ترجمته، وهو في (تاريخ أستراباذ) للإدريسي.
[6] تقدّم التعريف بهذه النسبة في الترجمة رقم (463) .
[7] انظر عن (أحمد الشاشي) في: تاريخ بغداد 4/ 392 رقم 2283.(25/291)
أَبُو عَلِيّ الفقيه الشّاشيّ [1] .
شيخ الحنفيّة ببغداد، ورأسهم بعد شيخه أَبِي الْحَسَن الكَرْخيّ.
وكان كبير القدر، عارفًا بالمذهب.
480- أَحْمَد بْن محمد بْن مِسْوَر بْن عُمَر القُرْطُبيّ [2] .
من موالي الفضل بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب.
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومحمد بْن وضّاح، وأيّوب بْن سُلَيْمَان.
وعني بالفقه على مذهب مالك.
روى عنه: سعيد بن أحمد بن حدير.
481- أحمد بن محمد بن موسى بن بشير الكناني الرازي [3] .
ثم القرطبي.
وفد أبوه على صاحب الأندلس، فُولِدَ لَهُ أَحْمَد بها، فسمع منه: أَحْمَد بن خَالِد بْن الحُبَاب، وجماعة.
وله مصنَّفات كبيرة فِي أخبار الأندلس ودُوَلها [4] . وكان أديبًا بليغا شاعرا إخباريّا،
__________
[1] الشاشي: نسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون يقال لها الشاش، وهي من ثغور الترك. (الأنساب 7/ 244) .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن مسور) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 39 رقم 121، وبغية الملتمس للضبيّ 165 رقم 355.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن موسى) في:
طبقات النحويين للزبيدي 209، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 42 رقم 137 ورسالة في فضل الأندلس لابن حزم 854، وجذوة المقتبس للحميدي 104 رقم 175، وبغية الملتمس للضبيّ 151 رقم 330، ومعجم الأدباء 4/ 235، 236، وإنباه الرواة 1/ 136، وتلخيص ابن مكتوم 23، وبغية الوعاة 1/ 172، ومعجم المؤلفين 2/ 163، 164، والأعلام 1/ 199، 200، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 588 رقم 4 وسيعاد بعد قليل برقم (495) .
[4] قال الحميدي: «له في أخبار ملوك الأندلس وخدمتهم وركبانهم وغزواتهم كتاب كبير، وألّف في صفة قرطبة وخططها ومنازل العظماء بها، كتابا على نحو ما بدأ به أحمد بن أبي طاهر في أخبار بغداد وذكره لمنازل صحابة المنصور بها. قاله أبو محمد علي بن أحمد. قال: ولأحمد بن محمد بن موسى كتاب في أنساب مشاهير أهل الأندلس في خمس مجلّدات ضخمة، من أحسن كتاب وأوسعه، كذا قال أبو محمد ولم يبيّن إن كان هو الأول أو غيره، لأنّه ذكر ذلك في موضعين، وأنا أظنّه الّذي قبله، والله أعلم» . (جذوة المقتبس) .(25/292)
عاش سبعين سنة.
482- أَحْمَد بْن محمد بْن الْحَسَن بْن باباج [1] .
أَبُو نصر الْبُخَارِيّ الدِّهْقان [2] .
عَنْ: سهل بْن المتوكّل، وصالح جزرة.
وفي الرحلة من: بشر بن موسى، وأبي مسلم الكجي، ومطين، وابن الضريس.
وعنه: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الغنجار [3] .
مات في رمضان.
483- أحمد بن محمد بن نصير [4] بن عبد الله بن أبان بن جشنس [5] .
أبو الحسن المديني [6] .
سَمِعَ: أباه، وأحمد بْن عصام، وأسيد بن عاصم.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن المقرئ.
تُوُفّي وله ثمان وثمانون سنة.
484- أَحْمَد بْن المطلب بْن عَبْد اللَّه بْن الواثق بْن المعتصم بْن الرشيد العبّاسيّ الهاشميّ [7] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحسن) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 180، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 293.
[2] الدّهقان: بكسر الدال المهملة وسكون الهاء وفتح القاف، وفي آخرها النون. هذه اللفظة لمن كان مقدّم ناحية من القرى ومن يكون صاحب الضيعة والكروم. واشتهر به جماعة بخراسان والعراق. (الأنساب 5/ 379) .
[3] الغنجار: بضم العين المعجمة وسكون النون. هو الحافظ في بلده.
[4] في الأصل: «نصر» ، والتصحيح من المصادر التالية.
[5] في الأصل: «جشنش» ، والتصحيح من المصادر:
الإكمال لابن ماكولا 3/ 156 نقلا عن «الإستدراك» لابن نقطة، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 265 و 266.
و «جشنس» : أوله جيم مكسورة، بعدها شين معجمة ساكنة وبعدها نون، ثم سين مهملة. (ضبطه الدار الدّارقطنيّ في: المؤتلف والمختلف- مخطوطة المتحف البريطاني) الورق 63 ب.
[6] هكذا نسبه هنا. وأبوه أصبهانيّ، فلعلّ صاحب الترجمة نزل المدينة فنسب إليها.
[7] انظر عن (أحمد بن المطّلب) في: تاريخ بغداد 5/ 171 رقم 2620.(25/293)
سمع: أبا مسلم الكجّيّ، والفريابيّ.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وإبراهيم بْن مَخْلَد الباقَرْجِيّ.
وكان ثقة، صالحًا، ورِعًا، بغداديًا، شريفًا.
485- أَحْمَد بْن موسي الرّازيّ [1] .
ثمّ الأندلسي النَّحْويّ الأديب.
كَانَ إخباريًا، فاضلًا.
صنف كتابًا فِي أخبار الأندلس ودُوَلهم.
486- إبراهيم بْن أَحْمَد بْن فِراس العَبْقَسيّ [2] .
أَبُو إِسْحَاق المكّيّ. من بْني عَبْد القَيْس.
كَانَ ثقة مستورًا، مقبول القول.
عنده كتب سعَيِد بْن منصور، عَنْ محمد بْن عَلِيّ الصّائغ، عَنْهُ.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
كتبَ عَنْهُ الرّحّالة.
487- إبْرَاهِيم بْن مُضَارب [3] .
أَبُو إِسْحَاق النيسابوري.
سَمِعَ: أَبَا عَبْد اللَّه البُوشَنْجيّ، وجعفر التّرك.
وعنه: الحاكم، وغيره.
488- إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن هاشم [4] .
__________
[1] تقدّمت ترجمته قبل قليل، برقم (481) .
[2] ترجم ابن السمعاني لابنه أبي الحسن أحمد، ولحفيده أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس العبقسيّ، وكان شيخ مكة في عصره، وكان يحدّث إلى سنة 413 هـ. (الأنساب 8/ 370) ولم يذكر صاحب الترجمة.
وقد مرّ التعريف بالنسبة إلى «عبد القيس» قبل قليل. ويقال له «العبديّ» أيضا.
[3] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ نيسابور) .
[4] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 226، 227 رقم 186، والروض البسّام (المقدّمة) 20 رقم 34، والإكمال 1/ 137، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 132 و 5/ 256، و (مخطوطة الظاهرية) 2/ 369 أ- 370 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 427، وسير أعلام النبلاء 15/ 478(25/294)
أَبُو يعقوب النَّهْديّ الأذْرعيّ [1] ثقة، عابد، ومحدِّث عارف.
سَمِعَ بمصر: يحيى بْن أيّوب العلاف، ومِقْدام بْن دَاوُد، وأبا يزيد القَرَاطِيسيّ، والنَّسائيّ، وأبا زُرْعَة الدّمشقيّ، وموسى بْن عيسى الحمصيّ، وعبد اللَّه بْن جعْفَر الرّافِقيّ، وجماعة كبيرة.
وعنه: ابن جُمَيْع، وتمّام، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وأبو عبد الله بْن أَبِي كامل الأطرابُلُسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وخلق سواهم.
قَالَ: عَبْد القاهر بْن عَبْد العزيز الصّائغ: سمعتُ أبا يعقوب الأّذرعيّ يَقُولُ: سألتُ اللَّه أن يقبض بَصَري فعميتُ، فتضرّرت فِي الطّهارة، فسألتُ اللَّه تعالى إعادة بصري، فأعاده تفضُّلًا منه [2] .
وقال أبو الْحَسَن الرّازيّ: كَانَ مِن جلّة أهل دمشق وعُبّادها وعُلمائها [3] .
قرأتُ عَلَى ابن القّواس: أخبرك ابن الحَرَسْتانيّ حضورًا، أَنَا ابن المسلَّم، أَنَا ابن طلّاب، نا ابن جُمَيْع، ثنا إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم الأَذْرَعيّ، ثنا محمد بْن عَلِيّ، ثنا أحمد بْن أبي الحَوَاري، ثنا زهير بْن عَبّاد، ثنا منصور بْن عمّار قَالَ:
قَالَ سُلَيْمَان بْن دَاوُد: «إنَّ الغالب لِهَوَاه أشدُّ مِن الَّذِي يفتح المدينة وحْده» .
تُوُفّي يوم عيد الأضحى، وله نيِّف وتسعون سنة بدمشق.
489- إِسْحَاق بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سعَيِد بْن تميم [4] .
أَبُو يعقوب المصريّ.
في شوّال.
__________
[ () ] 479 رقم 271، والعبر 2/ 263، والإعلام بوفيات الأعلام 145، والبداية والنهاية 11/ 230، والوافي بالوفيات 8/ 398، وشذرات الذهب 2/ 366.
[1] الأذرعي: نسبة إلى أذرعات الشام. الإكمال 1/ 137، وقد تحرّفت النسبة في العبر 2/ 263 إلى «الأوزاعيّ» .
[2] تاريخ دمشق 5/ 256.
[3] تاريخ دمشق.
[4] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ مصر) .(25/295)
- حرف الباء-
490- بَكْر بْن محمد بْن العلاء [1] .
أَبُو الفضل البصْريّ، القُشَيْريّ، الفقيه المالكيّ.
ولي القضاء بناحية العراق. وصنَّف فِي المذهب كُتُبًا جليلة.
وسمع «موطَّأ القَعْنَبيّ» من أَحْمَد بْن مُوسَى السّامرّيّ [2] .
وسمع: أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ.
وحكي عَنْ: سهل بْن عَبْد اللَّه التُّسْتَرِيّ.
صنَّف كتابًا فِي الأحكام، وكتابًا فِي الرّدّ عَلِيّ المُزَنيّ، وكتاب «الأشرِبة» ، ورد فِيهِ عَلَى الطّحاويّ، وكتابًا فِي أصول الفقه، وكتاب «الرّدّ عَلِيّ القَدَرِيّة» ، وكتاب «الرّدّ عَلَى الشّافعيّ» ، وغير ذَلِكَ.
وسكن مصر.
روى عَنْه: الْحَسَن بْن رشيق، وعبد اللَّه بْن محمد بْن أسد الأندلُسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس.
وتوفي بمصر في ربيع الأوّل [3] .
__________
[1] انظر عن (بكر بن محمد) في:
العبر 2/ 263، 264، وسير أعلام النبلاء 15/ 537، 538 رقم 316، والوافي بالوفيات 10/ 217 رقم 4701، والديباج المذهب 100، وحسن المحاضرة 1/ 156، وشذرات الذهب 2/ 366، وإيضاح المكنون 1/ 36، وشجرة النور الزكية 79، ومعجم المؤلفين 3/ 74.
[2] في (سير أعلام النبلاء 15/ 538) : «سمع الموطّأ من أحمد بن موسى السامي» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن من يقرأ عبارة المؤلّف- رحمه الله- كما وردت في «سير أعلام النبلاء» يعرف بداهة أن «الموطّأ» يقصد به «موطّأ الإمام مالك» وهو المشهور، ولكن الرواية في (تاريخ الإسلام) تفيد أن المقصود «موطّأ القعنبيّ» ! و «القعنبيّ» هو: عبد الله بن مسلمة بن قعنب الإمام شيخ الإسلام راوي «موطّأ الإمام مالك» ، وليس صاحبه. توفي سنة 221 هـ.
[3] أجمعت المصادر على وفاته هذه السنة، إلا في (الوافي بالوفيات 10/ 217) فوقع فيه أنه توفي سنة 343 هـ. وقال ابن فرحون: كان بكر من كبار الفقهاء المالكيين بمصر وتقلّد أعمالا للقضاء، وكان راوية للحديث عالما بما له من العلل، وخرج من العراق لأمر اضطرّه، فنزل مصر قبل الثلاثين والثلاثمائة، وأدرك فيها رئاسة عظيمة، وكان قد ولي القضاء ببعض نواحي العراق.
(الديباج المذهب 100) .(25/296)
- حرف الجيم-
491- جعْفَر بْن محمد بْن محمد بْن زراع [1] .
أَبُو سعَيِد الطَبَسيّ [2] المعلّم.
سَمِعَ: سهل بْن المتوكّل، وأبا مَعْشَر حَمْدَوَيْه، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ، وجماعة.
تُوُفّي فِي رجب.
492- جعْفَر بْن هارون [3] .
أَبُو محمد الدِّينَوَرِيّ النَّحْويّ.
حدَّث فِي هذا العام ببغداد.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سِنان، وإسحاق بْن صدقة الدِّينَوَرِيّ.
قَالَ الخطيب [4] : ثنا عَنْهُ: الْحُسَيْن بْن الحسن، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان.
- حرف الحاء-
493- الْحُسَن بْن زيد بْن الْحَسَن [5] .
__________
[1] لم أجده، بل ذكر ابن السمعاني أباه «أبا جعفر محمد بن محمد الطبسيّ نزيل جرجان» .
(الأنساب 8/ 209) .
[2] قيّده في الأصل: «الطبسي» بسكون الباء الموحّدة، والتصويب عن: الأنساب، فقد ضبطه ابن السمعاني بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، والسين المهملة، وقال: هذه النسبة إلى «طبس» وهي بلدة في برّيّة، إذا خرجت منها إلى أيّ صوب منها سلكت وقصدت، لا بدّ من ركوب البرّيّة، وهي بين نيسابور وأصبهان وكرمان، فتحت في زمن عمر، ولم يفتح في زمانه من خراسان سواها. وثمّ طبسان: طبس كيلكي، وطبس مسينان، ويقال لهما: الطبسان، فهما في هذا الموضع.
وانظر: اللباب 2/ 274.
[3] انظر عن (جعفر بن هارون) في:
تاريخ بغداد 7/ 225 رقم 3712، وإنباه الرواة 1/ 269 رقم 172، ومعجم الأدباء 7/ 205، ونزهة الألبّاء 345، وبغية الوعاة 212.
[4] في تاريخه.
[5] انظر عن (الحسن بن زيد) في:
تاريخ بغداد 7/ 309 رقم 3825، والمنتظم 6/ 377، 378 رقم 627.(25/297)
أَبُو محمد الجعفريّ.
من وادي القُرَى، قدِم بغداد.
وحدَّث عَنْ: جعْفَر بْن محمد القلانسِيّ، وعبيد اللَّه بْن رماحس.
وعنه: أَبُو الْحُسَن بْن رزْقَوَيْه.
وعاش ثلاثًا وتسعين سنة. فإنه وُلِد فِي ما زعم سنة إحدى وخمسين ومائتين.
وهو ابن زيد بْن الْحَسَن بْن محمد بْن حمزة بْن إِسْحَاق بْن عَلِيّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشميّ.
494- الْحَسَن بْن وصّاف [1] .
رئيس المؤذّنين بمصر.
فِي ذي القعدة.
ثمّ عرف عليهم من بعده بُكَيْر بْن عافية.
- حرف العين-
495- عَبْد اللَّه بْن إبْرَاهِيم بْن هَرْثَمَة [2] .
أَبُو محمد الهَرَوِيّ [3] .
سَمِعَ: الْحُسَيْن بْن دَاوُد البلْخيّ، والحارث بْن أبي أسامة، والكُدَيْميّ، وإسحاق بْن سُنيَن.
وعنه: يوسف القوّاس، وأبو أَحْمَد الفَرَضيّ، وأبو الْحُسَن بْن رزْقَوَيْه.
وكان ثقة [4] .
496- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَحْمَد بْن مَحْمُوَيْه [5] .
__________
[1] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ مصر) .
[2] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 9/ 406، 407 رقم 5014، والمنتظم 6/ 378 رقم 628.
[3] الهرويّ: بفتح الهاء والراء المهملة. نسبة إلى هراة، وهي إحدى بلاد خراسان (الأنساب 12/ 224) .
[4] وثّقه الخطيب.
[5] لم أقف عليه، وهو في (تاريخ نيسابور) ، وقد نقل ابن السمعاني منه ترجمة أبيه «أبي بكر(25/298)
أَبُو عباد الطَّهْمانيّ [1] النيسابوري السراج.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيل بْن قُتَيْبة، والكجي، وطبقتهما.
وعنه: الحاكم، ووهاه.
497- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن هارون السمرقندي [2] .
ثم التنيسي. أخو عبد الجبار.
ولي قضاء تنيس.
وحدَّث عَنْ: محمد بْن جعْفَر الْإمَام، وإسماعيل بْن عِرْباض، والطبقة.
مات بتِنيس فِي شوال.
498- عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شُعَيب [3] .
أَبُو موسي بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ.
وُلِد بمصر سنة سبعٍ وسبعين ومائتين. وبها تُوُفّي فِي شهر شَعبان.
سَمِعَ أَبَاهُ.
499- عُبّيْد اللَّه بْن إدريس بْن عُبّيْد اللَّه بْن يحيى بْن خَالِد [4] .
مولي بني أميّة، الأندلسيّ.
أدرك محمد بْن وضّاح، وسمع: عُبّيْد اللَّه بْن يحيى، ويحيى بْن عَبْد العزيز، ومحمد بن عمر بن نباتة.
__________
[ () ] محمد بن حمويه بن عبّاد الطهماني النيسابورىّ» ، وذكر «حمويه» بدل «محمويه» ، والله أعلم بالصواب.
[1] الطّهمانيّ: بفتح الطاء المهملة، وسكون الهاء، وفتح الميم، وفي آخرها النون. وهذه النسبة إلى «إبراهيم بن طهمان» ، فقيل له «الطّهماني» مثل أبيه «محمد» حيث جمع حديثه. (الأنساب 8/ 276) .
[2] لم أجده، وهو في (تاريخ مصر) ، وسيأتي في وفيات السنة التالية: «عثمان بْن محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن هارون بْن وردان الحذّاء، أَبُو عَمْرو السمرقندي» برقم (551) وأرجّح أنه أخاه، فقد قال ابن السمعاني في ترجمة «عثمان» : «عثمان بن أحمد بن هارون السمرقندي التنيسي» أصله من سمرقند، وأهل بيته كلهم يسكنون تنيس. (الأنساب 3/ 96) .
[3] انظر عن (عبد الكريم بن أحمد) في:
الأنساب 12/ 77.
[4] انظر عن (عبيد الله بن إدريس) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 251 رقم 766.(25/299)
روى عَنْهُ: ابن عائذ، وغيره.
وكان مُعْتنِيًا بالآثار والسُّنَن، بصيرًا بالأقضية، مالكيًّا علامة.
500- عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد البغدادي [1] .
أَبُو عُمَرو بْن السّمّاك [2] الدّقّاق.
سَمِعَ: محمد بْن عُبّيْد اللَّه بْن المنادي، وحنبل بْن إِسْحَاق، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن مَنْصُور الحارثيّ، والحَسَن بْن مُكْرَم، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، والحسين بن أبي معشر، والحنيني، وطائفة.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن منده، وأبو عمر بن مهدي، وأبن رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان، وغير واحد.
قال الخطيب [3] : وكان ثقة ثبتا. سَمِعْتُ ابن رزْقَوَيْه يَقُولُ: ثنا الباز الأبيض أبو عمرو بن السّمّاك.
وقال الدّار الدّارَقُطْنيّ: شيخنا ابن السّمّاك كتب عَنِ العُطَارِديّ ومَن بعده، وكتب الكُتُب الطِّوال المصنفات بخطّه. وكان من الثقات [4] .
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السّلميّ: أنا أبو الحسن الدّار الدّارَقُطْنيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو بْن السّمّاك يَقُولُ: وجَّه إليَّ الْحُسَيْن النُّوبَخْتِيّ، وقد كنتُ قضيتُ لَهُ حاجةً، فقال: أبعث إلى القاضي أَبِي الْحُسَيْن بْن أبي عُمَر ليقبل شهادتك.
فقلتُ: لا أنشط لذلك، أَنَا أشهد عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحدي فتقبل
__________
[1] انظر عن (عثمان بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 302، 303، والأنساب 7/ 127، والمنتظم 6/ 378 رقم 629، والعبر 2/ 264، ودول الإسلام 1/ 213، وميزان الاعتدال 3/ 31، وسير أعلام النبلاء 15/ 444، 445 رقم 255، والمعين في طبقات المحدّثين 111 رقم 1252، والإعلام بوفيات الأعلام 145، والبداية والنهاية 11/ 229، وغاية النهاية 1/ 501، ولسان الميزان 4/ 131، 132، والنجوم الزاهرة 3/ 316، وشذرات الذهب 2/ 366، 367، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 299، 300 رقم 190 وانظر كتاب (مكارم الأخلاق) لمؤلّف مجهول من القرن الرابع الهجريّ- البنغال 2/ 547 رقم 1062 في «مقام ابن السمّاك عند الملوك» .
[2] في: النجوم الزاهرة 3/ 316 «السبّاك» ، وفي بقية المصادر كما هو مثبت أعلاه.
[3] في تاريخه 11/ 302.
[4] تاريخ بغداد 11/ 303.(25/300)
شهادتي. لا أحبّ أن أشهد عَلَى العامّة ومعي آخر.
تُوُفّي ابن السّمّاك فِي ربيع الأوّل، وشيعّه نحو خمسين ألف إنسان.
وصلّى عَلَيْهِ ابنُه محمد [1] .
قلت: ابنه يروي عَنِ البَغَوِيّ، وأسنّ وحدَّث رحمهما اللَّه تعالي.
501- عَلِيّ بْن عيسى الورّاق الهَرَويّ [2] .
سَمِعَ: أَحْمَد بْن نَجْدَة، ومحمد بْن عَمْرو الحَرَشيّ، وطبقتهما.
وصنف التصانيف، وعاش خمسا وثمانين سنة.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
502- عمرو بن إسحاق بن السكن [3] .
أبو محمد الأسدي البخاري الحافظ.
سَمِعَ: صالح بْن محمد، وسهل بْن شاذُوَيْه، والبَغَوِيّ، وخلائق.
وعنه: الحاكم، وغيره.
- حرف الميم-
503- محمد بْن أَحْمَد بْن بُطَّة [4] .
أبو عبد الله. بأصبهان.
نزيل نَيْسابور.
حدَّث عَنْ: أَبِيهِ، وعمّه عَبْد اللَّه بْن محمد بْن زكريّا، وطبقتهم.
وعنه: الحاكم، وابن مَنْدَه، وطائفة.
ثمّ رجع إلى بلده، وبها مات.
وبطّة: بالضّمّ [5] .
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 303.
[2] لم أجده، وهو من الهرويّين. لعلّه في (تاريخ هراة) أو (تاريخ نيسابور) .
[3] لم أجده، وهو من البخاريين. لعلّه في (تاريخ بخارى) أو (تاريخ نيسابور) .
[4] انظر عن (ابن بطّة) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 282، والإكمال لابن ماكولا 1/ 331، والمنتظم 6/ 378، 379 رقم 631، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 84، والبداية والنهاية 11/ 229، وتوضيح المشتبه 1/ 556.
[5] الإكمال 1/ 331، المشتبه 1/ 84، توضيح المشتبه 1/ 556.(25/301)
504- محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر [1] .
أَبُو بَكْر بْن الحدّاد الْمَصْريّ، الفقيه الشّافعيّ شيخ المصريّين.
وُلِد يوم وفاة الْمُزَنيّ.
وسمع من: النَّسائيّ، وغيره.
وجالسّ الْإمَام أبا إِسْحَاق المَرْوزِيّ لمّا قدِم عليهم، ودخل بغداد فِي سنة عشر. ودخل عَلَى ابن جرير الطَّبَريّ وأخذ عَنْهُ. وسمع من: رَوْح بن الفَرَج، ومحمد بْن جعفر ابن الْإمَام، وخلْق.
وصنّف كتاب الفروع فِي المذهب، وهو صغير الحجم، دقَّق مسائله.
شرحه القفّال المَرْوزِيّ، وأبو الطَّيْب الطَّبَريّ، وأبو عَلِيّ السنجي [2] .
وكان أَبُو بَكْر غوّاصًا عَلَى المعاني، محقِّقًا كبير القدر، لَهُ وجه فِي المذهب. ولي القضاء والتّدريس بمصر. وكانت الملوك تعظّمه وتحترمه. وكان متصرّفًا فِي علومٍ كثيرة.
قَالَ أَبُو عبد الرحمن السّلميّ: سمعت الدّار الدّارقطنيّ: سمعت أبا إسحاق
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن الحداد) في:
الولاة والقضاة للكندي 486، 487، 491، 519، 523، 524، 527- 529، 531- 533، 537، 540، 542، 544- 546، 549- 557، 559، 560، 563- 567، 575- 678، وطبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 1/ 132، وطبقات الفقهاء للشيرازي 93، والأنساب 4/ 71، 72، والمنتظم 6/ 379 رقم 633، والولاة والقضاة للكندي 551- 557، ووفيات الأعيان 3/ 336، وسير أعلام النبلاء 15/ 445- 451 رقم 256، وتذكرة الحفاظ 3/ 899، والعبر 2/ 264، والإعلام بوفيات الأعلام 145، ودول الإسلام 1/ 213، ومرآة الجنان 2/ 336، والبداية والنهاية 11/ 229، 230، والوافي بالوفيات 2/ 69، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 79- 98، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 132، 133 رقم 84، والوفيات لابن قنفذ 215 رقم 345، والنجوم الزاهرة 3/ 313، وتاريخ الخلفاء 405، وطبقات الحفاظ 367، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 70- 72، وشذرات الذهب 2/ 367، ومفتاح السعادة 2/ 175، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 177 وفيه وفاته سنة 345 هـ.، وكشف الظنون 47 وغيرها، وديوان الإسلام 2/ 187 رقم 811، ومعجم المؤلفين 8/ 320، وهدية العارفين 2/ 42، والأعلام 2/ 310، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 186، 187، وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- مختصرا في هذا الجزء برقم (555) .
[2] وفيات الأعيان 4/ 197.(25/302)
إبْرَاهِيم بْن محمد النَّسَويّ المعدّل بمصر: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن الحدّاد، وذكره بالفضل والدِّين والاجتهاد، يَقُولُ: أخذت نفسي بما رَوَاهُ الرّبيع، عَنِ الشّافعيّ، أنّه كَانَ يختم فِي رمضان ستّين ختمة، سوى ما يقرأ فِي الصّلاة. فأكثر ما قدرت عَلَيْهِ تسعًا وخمسين ختْمة. وأتيتُ فِي عيد رمضان بثلاثين ختمة.
قَالَ الدّار الدّارَقُطْنيّ: كَانَ ابن الحدّاد كثير الحديث، لم يُحدِّثَ عَنْ غير أَبِي عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ، وقال: رضيتُ بِهِ حُجَّةً بيني وبين اللَّه.
وذكر غيره أنّ الْإمَام أبا بَكْر بْن الحدّاد حدَّث عَنْ: محمد بْن عَقِيل الفِرْيابيّ الفقيه، وأبي يزيد القَرَاطِيسيّ، وعمر بْن مِقْلاص، والنَّسائيّ، وغيرهم.
قاله ابن يونس.
ثمّ قَالَ: كَانَ يحسن النحو والفرائض، ويدخل عَلَى السّلاطين [1] . وكان حافظًا للفقه عَلَى مذهب الشّافعيّ. وكان كثير الصلاة متعبدًا. ولي القضاء بمصر نيابةً لابن هروان [2] الرّملّي.
وقال غيره: حجّ ومرض فِي الرُّجُوع، فلمّا وصل إلى الْجُبّ تُوُفّي عند البئر والْجُمَّيزة يوم الثلاثاء لأربعٍ بقين من المحرَّم سنة أربع. وهو يوم دخول الحاجّ إلى مصر [3] .
وعاش تسعًا وسبعين سنة وشهورًا. ورّخه المسبّحيّ، وقال: كَانَ فقيهًا عالمًا كثير الصّلاة والصّيام. يصوم يومًا ويفطر يوما، ويختم القرآن فِي كلّ يوم وليلة، قائمًا مُصَلِّيًا [4] .
قَالَ: وصُلِّيَ عَلَيْهِ يوم الأربعاء، ودُفِن بسفح المقطَّم عند قبر والدته، وحضر جنازته أَبُو القاسم بْن الإخشيد، وأبو المِسْك كافور، والأعيان [5] .
__________
[1] القول لابن يونس في تاريخ مصر: كان فيه بأو وفصاحة لسان، وكان يحسن النحو والفرائص، ويدخل على السلاطين.. (الولاة والقضاة 551 نقلا عن: رفع الإصر، والتلخيص) .
[2] الولاة والقضاة 551.
[3] الولاة والقضاة 557.
[4] الولاة والقضاة 552.
[5] وفيات الأعيان 4/ 198.(25/303)
وكان نسيج وحده فِي حفظ القرآن واللغة والتَّوسُّع فِي عِلم الفقه.
وكانت لَهُ حلقة من سنين كثيرة يغشاها المسلمون. وكان جَدًّا كلّه رحمه اللَّه، فما خلّف بمصر بعده مثَلَه.
وكان عالمًا أيضًا بالحديث، والأسماء، والرّجال، والتّاريخ.
قَالَ ابن زُولاق فِي كتاب «قضاة مصر» : ولّما كَانَ فِي شوّال سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة سلّم محمد بْن طُغْج الأخشيد قضاءَ مصر إلى أَبِي بَكْر الحدّاد [1] . وكان أيضًا ينظر فِي المظالم ويوقّع فِيها [2] . ونظر فِي الحكم خلافةً عَنِ الْحُسَيْن بْن محمد بْن أَبِي زُرْعَة محمد بْن عثمان الدّمشقيّ، وهو لا ينظر، وكان يجلس فِي الجامع وفي داره. وربّما جلس فِي دار ابن أبي زُرْعَة ووقع فِي الأحكام، وكاتبَ خلفاءَ النّواحي [3] .
وذكرَ من أوصافه الجميلة ما تقدَّم. وأنّه كَانَ حسن الثّياب رفيعها، حسن المركوب، فصيحًا غير مطعونٍ عَلَيْهِ فِي لفظٍ ولا فضل، ثقة فِي اليد والفَرْج واللّسان، مُجْتَمعًا عَلَى صيانته وطهارته. كَانَ من محاسن مصر، حاذِقًا، يعلم القضاء. أخذ ذَلِكَ عَنْ أبي عُبّيْد القاضي.
إلى أن قَالَ: وكلُّ من وَقَفَ عَلَى ما ذكرناه يَقُولُ: صدقت.
وُلِد فِي رمضان سنة أربعٍ وستين ومائتين، وكتب عَنْ طائفة، وعوّل عَلَى النَّسائيّ وأخذ عَنْهُ علم الحديث.
وأخذ الفقه عَنْ أَبِي سعَيِد محمد بْن عَقِيل الفِرْيابيّ، وعن بِشْر بْن نصر غلام عرف، وعن منصور بْن إِسْمَاعِيل، وابن بحر.
وأخذ العربيّة عَنْ: محمد بْن ولاد.
وكان لمحبتّه للحديث لا يَدَع المذاكرة. وكان ينقطع إِلَيْهِ أَبُو منصور محمد بْن سعْد الباروديّ الحافظ، فأكثر عَنْهُ فِي مصنّفاته. فذاكره يوما بأحاديث
__________
[1] الولاة والقضاة للكندي 486، 487 و 542 عن: رفع الإصر، و 552.
[2] الولاة والقضاة 491 (سنة 333 هـ) .
[3] الولاة والقضاة 552.(25/304)
فاستحسنها أَبُو بَكْر وقال: اكتبُها لي. فكتبها لَهُ، فقال: يا أبا منصور اجلس فِي الصُّفّة. ففعل، فقام أَبُو بَكْر وجلس بين يديه وسمعها منه وقال: هكذا يؤخذ العلم.
فاستحسَن النّاسُ ذَلِكَ منه.
وكانت ألفاظه تُتَّبَع، وأحكامه تُجمع.
ورُميت لَهُ رقعة فيها:
قوُلوا لحدّادنا الفقيِه ... والعالم الماهرِ الوجيهِ
ولِيت حُكْمًا بغير عَقْد ... وغير عَهْدٍ [1] نظرت فِيهِ
ثمّ أبَحْتَ الفُرُوجَ لمّا ... وقَّعْت فيها عَلَى البديهِ
فِي أبيات [2] .
يعني أنَّ مادة ولايته من الإخشيد لا من الخليفة.
وله كتاب «أدب القاضي» فِي أربعين جزءًا، وكتاب «الباهر فِي الفقه» فِي نحو مائه جزء، وكتاب «جامع الفقه» ، وكتاب «المسائل المولَّدات» .
وفيه يَقُولُ أَحْمَد بْن محمد الكحّال فِي قصيدة:
الشّافعيّ [3] تفَقهًا والأصمعيّ ... تَفَهُّمًا [4] والتّابعين [5] تَزَهُّدًا
ثمّ أخذ ابن زولاق يذكر عَنِ ابن الحدّاد ما يدلُّ عَنْ تشيّعه، قال: فحدّثنا بكتاب خصائص علي رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، عن النسائي، فبلغه عن بعضهم شيء في علي، فقال: لقد هممت أن أُملي الكتابَ فِي الجامع.
وحدثني علي بْن حسن قَالَ: سمعتُ ابن الحدّاد يَقُولُ: كنتُ فِي مجلس ابن الإخشيد، فلمّا قمنا أمسكني وحدي فقال: أيّما أفضل أَبُو بَكْر أو عُمَر أو عَلِيّ؟.
__________
[1] في: الولاة والقضاة: «بغير عهد» و «غير عقد» .
[2] انظر بقيّة الأبيات في: الولاة والقضاة 556 نقلا عن: رفع الإصر.
[3] في: الولاة والقضاة 557 «كالشافعي» .
[4] في: سير أعلام النبلاء 15/ 449 «تفنّنا» ، وفي: طبقات الشافعية الكبرى 3/ 81 «تيقّنا» ، وفي الولاة والقضاة «تفكّها» .
[5] في طبقات الشافعية: «والتابعون» ، وفي: الولاة والقضاة: «والتابعيّ» .(25/305)
فقلت: اثنين حذاء واحد.
قَالَ: فأيمّا أفضل أَبُو بَكْر أو عَلِيّ.
قلت: إن كَانَ عندك فعليُّ، وإن كَانَ بَرًّا [1] فأبو بكر. فضحك وقال: هذا يشبه ما بلغني عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أنّه سأله رَجُل: أيّما أفضل أَبُو بَكْر أو عَلِيّ؟.
فقال: عُدْ إليَّ بعد ثلاث.
فجاءه، فقال: تقدّمني إلى مؤخّر الجامع.
فتقدّمه، فنهض ابن عَبْد الحَكَم واستعفاه، فأبي، فقال: أفضل الناس بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليّ، وباللَّه لئن أَخْبَرتَ بهذا عني لأقولنّ للأمير أَحْمَد بْن طولون فيضربك بالسِّياط [2] .
قَالَ: ثمّ بعد ستّة أشهرٍ وَرَدَ العهد بالقضاء من ابن أَبِي الشّوارب لابن أبي زُرْعَة، فركبَ بالسّواد إلى الجامع، وقرُئ عهده عَلَى المنِبر، وله يومئذ أربعون سنة. وكان عارِفًا بالأحكام منفذًا، ثمّ جمع لَهُ قضاء دمشق، وحمص، والرملة، وغير ذَلِكَ.
وكان حاجبُه بسيف ومِنطقة. ولم يزل ابن الحدّاد يخلُفُه إلى آخر أيّامه.
وكان الْحُسَيْن بْن أَبِي زُرْعَة يتأدَّب معه ويعُظِّمه، ولا يخالفه فِي شيء.
ثمّ عُزِل من بغداد ابن أَبِي الشوارب بأبي نصر يوسف بْن عُمَر القاضي فبعث العهد إلى ابن أَبِي زُرْعَة باستمراره [3] .
505- محمد بْن أَحْمَد بْن سعَيِد [4] .
أَبُو جعفر الرّازيّ المكتب [5] .
__________
[1] برّا: كلمة مولّدة بمعنى: علانية.
[2] الولاة والقضاة 553 و 556.
[3] قال ابن خلّكان: «وكان يقال في زمنه: عجائب الدنيا ثلاث: غضب الجلّاد، ونظافة السماد، والرّدّ على ابن الحدّاد» . (وفيات الأعيان 4/ 198) .
[4] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ مرو) أو (تاريخ نيسابور) اللذين لم يصلانا.
[5] المكتب: بضم الميم وسكون الكاف وكسر التاء المنقوطة باثنتين، وفي آخر الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى تعليم الخط ومن يحسن ذلك ويعلّم الصبيان الخط والأدب. (الأنساب 11/ 457) .(25/306)
سَمِعَ: أَبَا زُرْعَة الرّازيّ، ومحمد بْن مُسلْمِ بْن وَارة.
وعاش ثمانيًا وتسعين سنة.
روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرَّحْمَن السُّلَميّ.
506- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن عُبّيْد اللَّه بْن سعَيِد بْن كثير بْن عُفَيْر [1] .
أَبُو الْعَبَّاس الْمَصْريّ.
من بيت علم.
وله 65 [2] سنة.
507- محمد بْن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم الْقُرَشِيّ الهَرَويّ [3] .
عَنْ: عثمان الدّارميّ.
وعنه: القاضي أَبُو منصور محمد بْن محمد الأزْديّ.
508- محمد بْن حامد بْن مُجّ [4] .
أَبُو بَكْر القواريريّ الْبُخَارِيّ.
سَمِعَ: حامد بْن سهل، وجبريل بْن مُجّاع، وجماعة.
وتوفي فِي جُمَادَى الآخرة.
509- محمد بْن الْحُسَيْن بْن محمد بْن ماهِيار [5] .
أَبُو الْحُسَيْن الْجُرْجانيّ، الأديب المتكلّم.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيل القاضي، وإسحاق الدَّبَريّ، وتَمْتَامًا، وطبقتهم.
وعنه: الحاكم وقال: مات ببخارى في دار الحليميّ.
__________
[1] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ مصر) .
[2] هكذا في الأصل.
[3] لم أجده.
[4] انظر عن (محمد بن حامد) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 215.
[5] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
تاريخ جرجان للسهمي 445 رقم 849 وانظر: صفحة 62 و 166 و 182 و 233 و 250، وسير أعلام النبلاء 15/ 502 رقم 284.
وهو هنا «ماهيار» بالراء، وقد وقع في عدّة مواضع من تاريخ جرجان هكذا. انظر 445 الحاشية (2) ، أما في المطبوع فوردت «ماهان» ، وفي سير أعلام النبلاء «ماهيان» .(25/307)
510- محمد بْن زكريّا بْن الْحُسَيْن [1] .
أَبُو بَكْر النَّسَفيّ [2] الصُّكُوكيّ [3] الحافظ.
رحل، وسمع: صالح بْن محمد جَزَرَة، ومحمد بْن نصر المَرْوزِيّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ.
وكان إمامًا مصنّفًا فِي الأبواب، وغيرها.
مات فِي جُمَادَى الأولى، رحمه اللَّه تعالي.
511- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَتّاب [4] .
أَبُو بَكْر العبْديّ، البغدادي.
سمع: يحيى بن أبي طالب، والحسن بن سلام، وابن أَبِي العوّام، ومحمد بْن غالب.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، ومحمد بْن الْحُسَيْن بْن الفضل.
وكان ثقة.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
512- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف [5] .
أَبُو بَكْر النيسابوري الحنفيّ، سبْط الْعَبَّاس بْن حمزة [6] .
كَانَ مُحَدَّث أصحاب الرّأي في عصره، لولا مجون كان فيه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن زكريا) في:
تذكرة الحفاظ 3/ 930 رقم 883، وشذرات الذهب 2/ 369، ومعجم المؤلفين 10/ 6.
[2] النّسفيّ: بفتح النون والسين وكسر الفاء، نسبة إلى نسف وهي من بلاد ما وراء النهر، يقال لها:
نخشب. (الأنساب 12/ 80) .
[3] الصّكوكيّ: بضم الصاد المهملة والكاف، بعدها واو، ثم كاف. نسبة إلى «الصّكّ» وهو الختم، أو الوثيقة.
ولم ترد هذه النسبة في (الأنساب) ولا في (اللباب) .
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 5/ 452 رقم 2987.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الله الحنفي) في:
الجواهر المضيّة 2/ 289 رقم 682 و 3/ رقم 1345.
[6] ترجمته في: الأنساب 172 أ، واللباب 1/ 309، والجواهر المضيّة 2/ 289 رقم 682، والطبقات السنية، رقم 1033.(25/308)
سَمِعَ: الْحُسَيْن بْن الفضل، وجدّه، وبشر بْن موسى، والكُدَيْميّ، ومحمد بْن زكريًا الغُلابيّ.
وسافر في الآخر إلى مرو وإلى بخاري، ثم رجع إلى هراة، وله بها قصص وعجائب، وبها توفي.
روى عنه: أهل هذه النواحي، وأبو عبد الله الحاكم.
513- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين [1] .
الفقيه أبو بكر الصبغي [2] النيسابوري الشافعي.
من كبار أئمة المذهب.
قَالَ الحاكم: كَانَ حانوته مَجْمَع الحفاظ والمحدثين [3] .
سَمِعَ بخُراسان: أَبَا حامد بْن الشرقيّ، وطبقته، وبالرِّيّ: أَبَا محمد بْن أَبِي حاتم، وببغداد: ابن مَخْلَد، والمَحَامليّ.
وجمع عَلَى «صحيح مُسلْمِ» .
مات فِي ذي الحجّة كَهْلًا.
514- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن هاشم الْمَصْريّ [4] .
سَمِعَ: بكّار بْن قُتَيْبة، وحدَّث.
515- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن محمد بن أبي عبد الرحمن [5] .
المقرئ المكّيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله الصّبغيّ) في:
الأنساب 8/ 36، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 168، 169.
[2] تقدّم التعريف بهذه النسبة، في ترجمة (أحمد بن إسحاق بن أيوب) سنة 342 هـ. برقم (413) .
[3] وقال السبكي: «كلام الحاكم دالّ على أن الشيخ كان يبيع الصبغ بنفسه أو يعمله بنفسه في الحانوت على عادة العلماء المتقدّمين الذين كانوا يتسببون في المعاش (طبقات الشافعية 2/ 168) .
[4] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ مصر) .
[5] تقدّم برقم (466) .(25/309)
ذُكر فِي العام الماضي.
516- محمد بْن عثمان بْن ثابت [1] .
أَبُو بَكْر الصَّيْدلانيّ، بغدادي ثقة.
سَمِعَ: محمد بْن ربح، وعبيْد بْن شرِيك.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وابن الفضل القطّان.
517- محمد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَن [2] .
أَبُو الفَرَج السّامرّيّ الوزير.
تُوُفّي بالشّام، فِي رجب.
وقد ولي الوزارة للمستكفي باللَّه عَبْد اللَّه بْن المكتفي سنة 333 [3] .
فكانت مدّة وزارته اثنتين وأربعين يومًا، وعزِل.
وبعده ضَعُف أمر وزارة الخلافة، وانتقلت الوزارة إلى ملوك الدَّيْلمِ، فمن وَزَرَ لهم فهو الوزير، ودام ذَلِكَ دهرًا.
518- محمد بْن عيسى بْن الْحَسَن التّميميّ [4] .
أبو عبد الله البغداديّ العلاف.
حدَّث بحلب، وبمصر عَنْ: أَحْمَد بْن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، ومحمد بْن سُلَيْمَان الباغَنْديّ.
وعنه: عَبْد الغنيّ الحافظ، وأبو محمد بْن النّحّاس.
وآخر من روى عَنْهُ: أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن الطَّيْب السّرّاج شيخ الفقيه نصر المقدسيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 3/ 48، 49 رقم 983.
[2] انظر عن (محمد بن علي السامري) في:
تاريخ حلب للعظيميّ 296، والفخري 287.
[3] هكذا في الأصل.
[4] انظر عن (محمد بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 2/ 405، والأنساب 9/ 97، 98، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ ورقة 423 ب، 424 أ، والعبر 2/ 264، وسير أعلام النبلاء 15/ 520، 521 رقم 298، وميزان الاعتدال 3/ 680، ولسان الميزان 5/ 336، 337.(25/310)
مات فجأة فِي جُمَادَى الآخرة.
قلت: لَهُ حديث منُكْرَ فِي «مسلسل العيد» للسِّلَفيّ.
قَالَ الصوريّ [1] : دخل العلاف إلى مصر، وروى بِها مجلسًا واحدًا يوم جمعة، ومات فِي إثر ذَلِكَ فجأة [2] .
ذكر ذَلِكَ لنا ابن النّحّاس، وغيره.
قلتُ: وقع لي من طريقه حديثان بعُلُوٍ إليه.
519- محمد بْن محمد بْن يوسف بْن الحَجّاج [3] .
أَبُو النَّضْر الطُّوسيّ، الفقيه الشّافعيّ.
سَمِعَ: تميم بْن محمد، وإبراهيم بْن إِسْمَاعِيل ببلده، والحسين بْن محمد القبّانيّ، ومحمد بْن عَمْرو الحرشي، وأحمد بن سلمة بنيسابور، ويحيى بن ساسويه بمرو، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومعاذ بن نجدة بهراة، ومحمد بن أيوب بالري، وإسماعيل القاضي، والحارث بن أبي أسامة ببغداد، وعلي بن عبد العزيز بمكة، وبسمرقند مصنفات محمد بن نصر الفقيه وأكثر عنه.
وبالكوفة: أحمد بن موسى بن إسحاق فأكثر.
قَالَ الحاكم: رحلتُ إِلَيْهِ مرتين، وسمعتُ كتابه المخرَّج على مسلم،
__________
[1] هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الصّوريّ، من مدينة صور بساحل الشام. توفي سنة 441 هـ.
[2] تاريخ بغداد 2/ 405.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن يوسف) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 77، والأنساب 8/ 264، 265، والمنتظم 6/ 379 رقم 632، وتذكرة الحفاظ 3/ 893، ودول الإسلام 1/ 213 والإعلام بوفيات الأعلام 145، وسير أعلام النبلاء 15/ 490- 492 رقم 276، والوافي بالوفيات 1/ 210، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 162 رقم 763، ومرآة الجنان 2/ 336، والبداية والنهاية 11/ 229، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 135 رقم 88، والنجوم الزاهرة 3/ 313، وطبقات الحفاظ 365، وشذرات الذهب 2/ 368.(25/311)
وسألت: متى تتفرّع للتصنيف مَعَ هذه الفتاوى؟
فقال: قد جزّأت اللّيل ثلاثه أجزاء. جزءًا للتصنيف، وجزءًا لقراءة القرآن، وجزءًا للنّوم [1] .
وكان إمامًا عابدًا بارع الأدب، ما رَأَيْت فِي مشايخي أحسن صلاةً منه.
كَانَ يصوم النهار ويقوم الليل، ويتصدَّق بما فَضَل من قُوتِه. ويأمر بالمعروف وينهى عَنِ المُنْكَر [2] .
سَمِعْتُ أَحْمَد بْن منصور الحافظ يَقُولُ: أَبُو النَّضْر يُفتْي من نحو سبعين سنة، ما أخذ عَلَيْهِ فِي الفتوى قط.
وقال الحاكم: دخلت طُوس وأبو أَحْمَد الحافظ عَلَى قضائها، فقال لي: ما رَأَيْت قط فِي بلد من بلاد الْإِسلْام مثل أَبِي النَّضْر.
تُوُفّي أَبُو النَّضْر فِي شعَبْان.
520- محمد بْن يعقوب بْن يوسف الشَّيْبانيّ الحافظ [3] .
أبو عبد الله بْن الأخرم النيسابوري، ويعرف أَبُوهُ بابن الكِرمانيّ. قَالَ الحاكم: كَانَ أبو عبد الله صدر أهل الحديث ببلدنا بعد أَبِي حامد بن الشّرقيّ.
كَانَ يحفظ ويفهم، صنَّف عَلَى صحيحيّ الْبُخَارِيّ ومسلم، وصنف «المُسْنَد الكبير» .
وسأله أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج أن يخرج لَهُ عَلَى «صحيح مُسلْمِ» ، ففعل.
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ الحافظ أَبَا عَبْد اللَّه بْن الأخرم غير مرّة يَقُولُ: ذهب
__________
[1] الأنساب 8/ 265.
[2] الأنساب 8/ 264.
[3] انظر عن (محمد بن يعقوب) في:
التقييد لابن النقطة 125 رقم 141، والعبر 2/ 265، وسير أعلام النبلاء 15/ 466- 470 رقم 263، وتذكرة الحفاظ 3/ 864- 866، والإعلام بوفيات الأعلام 146، والمعين في طبقات المحدّثين 112 رقم 1259، ومرآة الجنان 2/ 336، 337، والبداية والنهاية 11/ 232، وغاية النهاية 1/ 437، والنجوم الزاهرة 3/ 313، وطبقات الحفاظ 354، وشذرات الذهب 2/ 368، ومن أخطأ على الشافعيّ 124، وديوان الإسلام 1/ 163 رقم 241، والأعلام 7/ 145، ومعجم المؤلّفين 12/ 120، ومعجم طبقات الحفاظ 171 رقم 804.(25/312)
عمري فِي جمع هذا الكتاب، يعني كتاب مسلم، وسمعته يندم عَلَى تصنيفه «المختصر» فيما اتّفق عَلَيْهِ الْبُخَارِيّ ومسلم. ويقول: من حّقنا أن نجهد فِي زيادة الصّحيح.
قَالَ الحاكم: وكان من أنْحَى الناس، ما أخذ عَلَيْهِ لحنٌ قطّ.
سَمِعَ: إبراهيم بْن عَبْد اللَّه السّعديّ، وعليّ بْن الْحَسَن الهلاليّ، وخُشْنَام بْن الصِّدِّيق، ويحيى بْن الذُّهْليّ، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب، وحامد بن أبي حامد.
ثمّ كتب عَنْ طبقتين بعد هؤلاء. ولم يسمع إلا بنيسابور.
وله كلام حسن فِي العِللِ والرجال.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الصِّبْغيّ، وأبو الوليد الفقيه، والحاكم، ويحيى بْن إبْرَاهِيم المُزَكّيّ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وآخرون.
وتوفي فِي جُمَادَى الآخرة وله أربعٌ وتسعون سنة.
وصلّى عَلَى محمد بْن يحيى وله ثمان سنين.
سَمِعْتُ: محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ: كَانَ ابن خُزَيْمَة يقدِّم أَبَا عَبْد اللَّه بْن يعقوب عَلى كافّة أقرانِه، ويعتمد قوله فيما يردُ عَلَيْهِ. وإذا شكِّ فِي شيءٍ عرضه عَلَيْهِ [1] .
521- مُسلْمِ بْن محمد بْن عَبْد الله بن عيسى بْن حمّاد زُغْبة [2] .
أَبُو القاسم التُّجَيْبيّ الْمَصْريّ.
سَمِعَ: جدِّه، وعم جدِّه أَحْمَد بْن حمّاد.
وحدّث.
توفّي في شوّال [3] .
__________
[1] قال عبد الغافر بن إسماعيل: أما أبو عبد الله محمد بن يعقوب النيسابورىّ فهو ابن الأخرم الحافظ العدل، وهو الفاضل ابن الفاضل في الحفظ والفهم. (التقييد 125) .
[2] انظر عن (مسلم بن محمد) في:
الإكمال لابن ماكولا 4/ 81، 82.
[3] نقل الأمير ابن ماكولا عن ابن يونس في (تاريخ مصر) أنه مات بعد الثلاثمائة بيسير. (الإكمال 4/ 82) .(25/313)
- حرف الهاء-
522- هارون بْن عَبْد العزيز [1] .
أَبُو عَلِيّ الأَوارجيّ [2] ، الكاتب.
عاش ستًا وستين سنة، وكان قد ولي أعمالًا جليلة من الخراج، وكتب الحديث، وصحِب الصوفية، وخالط الحَلاج، ولما وقف عَلَى اعتقاده أظهر أمره وأطْلَع عَلَيْهِ أَبَا بَكْر بْن مجاهد، وعلى بْن عيسى الوزير.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى [3] .
- حرف النون-
523- نوح بْن خَلَفٍ البَجَليّ [4] .
عَنْ: أَبِي مُسلْمِ الكَجّيّ.
روى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه.
وثقَّه الخطيب.
- حرف الياء-
524- يحيى بْن محمد القصبانيّ [5] .
بغداديّ، ثقة.
__________
[1] انظر عن (هارون بن عبد العزيز) في:
وفيات الأعيان 2/ 172 (في ترجمة الوزير المغربي أبو القاسم الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ ... رقم 193) .
[2] لم أجد نسبة «الأوارجيّ» في كتب الأنساب.
[3] وهارون هو الّذي مدحه المتنبّي بقصيدته التي أوّلها:
أمن ازديارك في الدّجى الرّقباء ... إذ حيث كنت من الظلام ضياء
ويقول أهل الأدب إنه خال الوزير المغربي أبي القاسم، وقال ابن خلّكان: ثم إني كشفت عنه فوجدت المذكور خال أبيه.
[4] انظر عن (نوح بن خلف) في:
تاريخ بغداد 13/ 321 رقم 7291.
[5] انظر عن (يحيى بن محمد القصباني) في:
تاريخ بغداد 14/ 234 رقم 7542، والمنتظم 6/ 379 رقم 634.(25/314)
حدّث عَنْ: محمد بْن عَبْد الرحيم الأصبهانيّ، ومحمد بْن مُوسَى البربريّ.
وعنه: عُمَر بْن شاهين، وجماعة.
525- يحيى بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن العنبر بْن عطاء السُّلَميّ [1] .
مولاهم أَبُو زكريًا العنبريَ النيسابوري العدل، المفسر الأديب الأوحد.
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، والحسين بْن محمد القبّانيّ، ومحمد بْن عَمْرو الحَرَشيّ، وطائفة.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن عَبْدَش [2] ، وأبو عَلِيّ الحافظ وهما من أقرانه، وأبو الْحُسَيْن الحجّاجي، والحاكم أبو عبد الله فمن بعدهم.
وتوفي فِي شوّال عَنْ ستٍّ وسبعين سنة، ولم يرحل.
قَالَ أَبُو عَلِيّ الحافظ: أَبُو زكريا يحفظ من العلوم ما لو كلّفنا حِفظ شيء منها لعجزنا عَنْهُ. وما أعلم أني رأيت مثله.
وقال الحاكم: اعتزل أَبُو زكريّا الناس، وقعد عَنْ حضور المحافل بضع عشرة سنة [3] ، سمعته يقول: للعالم الْمُخْتَار أن يرجع إلى حُسْن حالْ، فيأكل الطَّيِّبَ والحلال، ولا يكسب بعلمه المال، ويكون علمه له جمال، وما له من اللَّه المُتْعال منٌّ عَلَيْهِ وإفضال.
الكنى
526- أَبُو القاسم بْن أبي الفوارس [4] رَجُل صالح عابد قانع بكسب يده بمصر.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد العنبري) في:
الأنساب 9/ 74، ومعجم الأدباء 20/ 34، والعبر 2/ 265، 266، وسير أعلام النبلاء 15/ 533، 534 رقم 311، والإعلام بوفيات الأعلام 146، ومرآة الجنان 2/ 337، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 486، 486، والنجوم الزاهرة 4/ 314، وشذرات الذهب 2/ 369.
[2] في: معجم الأدباء 20/ 34 «عبدوس» .
[3] معجم الأدباء 20/ 34.
[4] لم أجده، ولعله في (تاريخ مصر) .(25/315)
كانت لَهُ بضاعة بدون الألف دينار، فلم يزل يتصدَّق منها حتى فرغت، فأقبل عَلَى عمل المناديل يتقوَّت منها هُوَ وأمُّه. وكانت أمَةً صالحة زاهدة.
527- أَبُو وهْب الزّاهد [1] .
أَحْد المشهورين بالأندلس.
جمع أَبُو القاسم بْن بَشْكُوال [2] جزءًا فِي أخباره [3] ، فمن ذلك قال أَبُو جعْفَر أَحْمَد بْن عون اللَّه: سَمِعْتُ أَبَا وهْب يَقُولُ: والله لا عانق الأبكارَ فِي جنات النعيم والناس فِي الحساب إلا من عانق الذُّل وضاجع الصَّبر، وخرج منها كما دخل فيها.
وسمعته يقول: ما رزق امرئ مثل عافيةٍ، ولا تصدّق بمثل موعظة، ولا سَأَلَ مثل مغفرة.
وروى عَبْد الوارث بْن سُفْيَان، عَنْ خَالِد بْن سعد أنّ أَبَا وهْب قِيلَ إنّه من وُلِد الْعَبَّاس. وكان لا ينتسب.
وكان صاحب عزلة، باع ماعُونَه قبل موته، فقيل لَهُ: ما هذا؟ قَالَ: أريد سفرًا. فمات إلى أيّام يسيرة.
وقال يونس بْن عَبْد اللَّه القاضي: أخبرني يحيى بْن فرحون الخبّاز، قَالَ:
أخبرني أَبُو سعَيِد بْن حفصون الرجل الصالح، قَالَ: دخلت عَلَى أَبِي وهْب فقلتُ: لي إليك حاجة أحبّ أن تُسعِفَني بها.
قَالَ: وما هِيَ؟
قلت: أنت تعلم أنّ داري تُراث قديم وفيها سَعَة، أريد أن تسكنها معي، وأتولّي خدمتك بنفسي، وأشاركك في الحلو والمرّ.
__________
[1] انظر عن (أبي وهب الزاهد) في:
المغرب في حلى المغرب 1/ 58، 59، وسير أعلام النبلاء 15/ 506- 507 رقم 287، والنجوم الزاهرة 3/ 330.
[2] هو: خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال القرطبي، المتوفى سنة 578 هـ. وهو صاحب كتاب «الصلة» الّذي جعله ذيلا على «تاريخ علماء الأندلس» لابن الفرضيّ.
[3] لم يصلنا هذا الجزء مع الأسف.(25/316)
قَالَ: لا أفعل، لأنيّ قد طلّقت الدُّنيا بالأمس، أفأُراجِعُهَا اليوم. ولأنّ المطلِّق إنّما يطلّق المرأة بعد أن يعرف سوء أخلاقها، وقد خبرها. وليس من العقل أن يرجع إلى ما قد عرف من المكروه. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جحْرٍ مَرَّتَيْنِ» . قَالَ القاضي يونس: وأخبرني ثقة من أخواني، عَنْ رجلِ كَانَ يَصْحبُه أنّه قَالَ: بتُّ عنده فِي مسجدٍ كَانَ كثيرًا ما يأوي إِلَيْهِ بقرب حوانيت ابن نُصَيْر بقُرْطُبة. فلمّا كَانَ فِي الليل تذكر صديقًا لَهُ من الصالحين فقال: ودِدْتُ أن نكون معه اللّيلة.
فقلت: وما يمنعنا من ذَلِكَ؟ ليست علينا كسْوة نخاف عليها، وإنّما هي هذه الجبيبات، فاخرج بنا نحوه.
فقال لي: وأين العلم، وهل لنا أن نمشي ليلًا ونحن نعلم أنّ الْإمَام الَّذِي ملكه اللَّه أمر المسلمين فِي هذه البلدة قد منع من المشي ليلًا، وطاعته لنا لازمةٌ؟ ففي هذا نقضٌ للطاعة وخروج عمّا يلزم جماعة المسلمين.
فعجْبتُ من فقهه فِي ذَلِكَ.
قَالَ القاضي يونس بْن عَبْد اللَّه: كَانَ أَبُو وهْب رحمه الله جليلا في الخير والزّهد. طرأ إلى قرطبة وبقي بها إلى أن مات. ولم يدر أحدٌ من أَيْنَ هُوَ، ولا إلى من ينتمي. وكان يُقَالُ إنّه من بني الْعَبَّاس، إلا أنّ ذَلِكَ لم يُعرف من قبله.
وكان يقصده أهل الإرادة عندنا بُقرْطُبة ويألفونه ويأنس إلى من عرف منهم بطول الترُّدد. وإذا أتاه من ينكر من الناس تباله وأوهمه أنهُ مدخول العقل.
ولم يكن يخبر أحدًا باسمه، وإنّما صاح صائحٌ إلى غيره: يا أَبَا وهْبٍ، فالتفت هُوَ فعُرِفت كنْيته.
وكان إذا قِيلَ لَهُ: ابنٌ مَن أنت؟ يَقُولُ: أَنَا ابن آدم، ولا يزيد. وأخبرني بعضُ من صحبه أنّه كَانَ يُفضي منه جليسه إلى علمٍ وحلمٍ وتفنن فِي العلم والفقه والحديث واللّغة.
قَالَ القاضي: تُوُفّي فِي شعبان سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وعن أَبِي جعْفَر الكِنْديّ الزّاهد قَالَ: كَانَ يوجد تحت حُصر المسجد الَّذِي(25/317)
يأوي إِلَيْهِ أَبُو وهْب مِن حبّ الحبريول مرارًا. وربمًا كَانَ قُوتُه منه. وربمّا خرج فِي أوقات الغُبيراء والسَّعْتر، فيجلب منه ما يبيعه ويقتات بثمنه.
قَالَ ابن بشْكُوال: وأخبرتُ عَنِ الفقيه أَبِي الوليد هشام بْن أَحْمَد قَالَ: كَانَ أَبُو وهْب إذا اشتهر أمره وهمَّ أقوامٌ بمجالسته يركب قصبةً ويعدو، فإذا رأي أحدًا قَالَ: إيّاك المهر يرُكضُك.
وقبره مشهور يُزار، رحمه اللَّه ورضي عَنْهُ.(25/318)
سنة خمس وأربعين وثلاثمائة [1]
حرف الألف
528- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أيوب بْن هارون [2] .
أَبُو الْحَسَن الأصبهانيّ النقاش.
ثقة، صاحب أصول.
سَمِعَ: عمران بْن عَبْد الرحيم، وعبد اللَّه بْن سلام، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الْبَرَاء.
قَالَ أَبُو نُعَيْم: حضرته ولا أعرف سماعي منه، وثنا عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن المقرئ.
تُوُفّي فِي شهر ذي الحجة.
529- أَحْمَد بْن سَلَمَةَ بْن الضّحّاك [3] .
أَبُو عَمْرو الهلاليّ الْمَصْريّ.
سَمِعَ: أبا الزِّنْباع، وغيره.
وعنه: أَبُو محمد بْن النّحّاس، ونحوه.
وثقة ابن يونس ووصفه بالصّلاح.
مات فِي شَعْبان.
530- أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن أيّوب بْن إِسْحَاق بْن عبدة [4] .
__________
[1] كتب بجانب العنوان: «345» .
[2] انظر عن (أحمد بن الحسن النقاش) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 153.
[3] لم أجده، وهو في (تاريخ مصر) .
[4] انظر عن (أحمد بن سليمان) في:(25/319)
أَبُو بَكْر العبادانيّ.
قدم بغداد، وروى عَنْ: الْحَسَن بْن محمد الزَّعْفَرانيّ، وعلي بْن حرب، والرَّماديّ، وعباس الَّتْرُقفيّ، ومحمد بْن عَبْد الملك الدّقيقيّ، وهلال بْن العلاء.
وعنه: أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، والحسين بْن عُمَر بْن برهان، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب [1] : رَأَيْت أصحابنا يَغْمِزُونه بلا حجّة، فإنّ أحاديثه كلّها مستقيمة، خلا حديث واحد خلّط فِي إسناده، رَوَاهُ عَنْ: عَلِيّ بْن حرب، عَنْ حفص بْن غِياث، وإنما هو عَنْ حفص بْن عُمَر بْن حكيم. وسماعه من عَلِيّ بْن حرب بسامراء سنة أربعٍ وستين.
قَالَ ابن رزْقَوَيْه [2] : سمعته يَقُولُ: ولدتُ سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين، وحملني غلامٌ لأبي إلى الْحَسَن بْن عرفة سنة ست وخمسين وعنده جماعة، وهو قاعد فِي محَفَّةٍ. فحوّل وجهه إلى أصحاب الحديث فقال: خذوا عنيّ: ثنا المحاربيّ، ونسيت الباقي.
وقال محمد بْن يوسف القطّان: هُوَ صدوق غير أنّه سَمِعَ وهو صغير [3] .
قلت: حدَّث فِي هذه السنة وانقطع خبره. وآخر من رُوِيَ حديثه بعُلُوٍ سِبط السِّلَفيّ.
531- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سعَيِد [4] .
أَبُو عَمْرو الأندلسي ابن القطّان. ويعرف بصاحب الوردة.
روى عن: محمد بن وضّاح.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 4/ 178، 179، رقم 1861، والأنساب 8/ 335، والعبر 2/ 266، وسير أعلام النبلاء 15/ 479، 480 رقم 272، وميزان الاعتدال 1/ 101، 102، والإعلام بوفيات الأعلام 146 وفيه «أحمد بن سلمان» وهو وهم، ولسان الميزان 1/ 182، وشذرات الذهب 2/ 369.
[1] في تاريخه 4/ 178.
[2] هكذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد 4/ 179 «محمد بن أحمد بن رزق» .
[3] تاريخ بغداد 4/ 179.
[4] لم أجده في المصادر المتوفرة.(25/320)
وكان فقيها مالكيًا لَهُ أخبار ونوادر فِي كثرة الأكل. وكان موصوفًا بذلك قاله عياض رحمه اللَّه تعالي.
532- أَحْمَد بْن عَبْدَش [1] .
أَبُو حامد الّصّرام [2] النيسابوري.
مُحَدَّث متقن، رحّال.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن سَلَمَةَ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، وجماعة.
وعنه الحاكم.
533- أَحْمَد بْن عثمان بْن الفضل بْن بَكْر الرَّبَعيّ [3] .
البغداديّ.
أَبُو بَكْر الْمُقْرِئ المعروف بغلام السّبّاك.
قرأ عَلَى: الْحَسَن بْن الحُبَاب، والحسن بْن الحُسين الصّوّاف صاحب الدُّوريّ.
وأقرأ بدمشق.
تلا عَلَيْهِ: تمّام الرّازيّ [4] ، وأبو الحسن عليّ بن داود الدّارانيّ، وعبد القاهر الجوهريّ، وعبد الرحمن بْن أَبِي نصر.
قال عبد العزيز الكتّانيّ: سَمِعْتُ عَبْد القاهر الصائغ يَقُولُ: سَمِعْتُ غلام السّبّاك يَقُولُ: ثَقُل سمعي وكان شخص يقرأ علي، وكان جميلًا، فكنت أنظر إلى فمِه ولسانه مُراعاةً لقراءته، وكان الناس يقفون ينظرون إليه لجماله، فاتّهمت
__________
[1] لم أجده، وهو في (تاريخ نيسابور) .
[2] الصرّام: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الراء، هذه النسبة إلى بيع «الصّرم» ، وهو الّذي ينعل به الخفاف واللوالك. (الأنساب 7/ 54) .
و «الصّرم» : الجلد، وهو معرّب وأصله بالفارسية «جرم» . واللوالك نوع من الجلود يتخذ منها نعال. قال الزبيدي في (تاج العروس 7/ 174) : «عامّيّة» . ومنهم من يجعل النسبة إليه «الصّرّاميّ» أيضا.
[3] انظر عن (أحمد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 4/ 299 رقم 2071، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمل) 5، 6 رقم 5، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 393) ، ومعرفة القراء الكبار 1/ 311 رقم 228، وغاية النهاية 1/ 81 رقم 367، والنجوم الزاهرة 3/ 316، وشذرات الذهب 2/ 369.
[4] لم يرد ذكره في مقدّمة الروض البسّام.(25/321)
فِيهِ، فساءني ذَلِكَ، فسألت اللَّه ان يرد عَلَى سمعي، فرده عَلِيّ [1] .
534- أَحْمَد بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن نُعَيْم [2] .
أَبُو حامد الطُّوسيّ الفقيه المفتي.
تلميذ ابن سُرَيْج.
سَمِعَ: ابن الضّريس، ومطيّنا، وطبقتهما.
وعنه: الحاكم.
535- أَحْمَد بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إبراهيم طَبَاطَبا [3] بْن إِسْمَاعِيل بْن إبْرَاهِيم بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب العلويّ الرّسّي [4] .
أَبُو القاسم الْمَصْريّ، نقيب الطّالبيّين بمصر.
لَهُ شعْر جيّد فِي الزُّهْد وفي الغزل مدوّن. فمنه قوله:
قالت: أراك سترت الشّيب قلتُ لها: ... سترته عنك يا سَمْعي ويا بَصَري
فاستضحكَتْ، ثمّ قَالَتْ من تعجُّبها: ... تَكَاثَرَ الغِشّ حتّى صار فِي الشَّعْرِ
ومن شعره، وقيل ذاك لذي القرنين ابن حمدان ولم يصح:
قَالَتْ لِطَيْف خيال زارها [5] ومضى: ... باللَّه صِفْهُ ولا تُنْقِصْ ولا تَزِدِ [6]
فقال [7] : أبصرتُهُ [8] لو مات من ظَمأ ... وقلت: قِفْ عَنْ ورود الماء لم يرد [9]
__________
[1] تاريخ دمشق 6.
[2] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ نيسابور) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن إسماعيل) في:
يتيمة الدهر 1/ 369، 370، ووفيات الأعيان 1/ 129- 131 رقم 53، والمغرب في حلى المغرب (قسم مصر) 202، والبداية والنهاية 11/ 231، 232، وعمدة أنساب الطالبيين 141، والوافي بالوفيات 7/ 364، 365 رقم 3357، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 178، وطبقات أعلام الشيعة 243، وأعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 9/ 72.
[4] الرّسّيّ: بفتح الراء وفي آخرها السين المشدّدة المهملة، هذه النسبة لبطن من السادة العلويّة.
(الأنساب 6/ 121) .
[5] في اليتيمة، ووفيات الأعيان، والبداية والنهاية والوافي بالوفيات: «زارني» .
[6] في اليتيمة: «صف لي هواه ولا تنقص ولا تزد» .
[7] في البداية والنهاية: «فقلت» .
[8] في الوافي بالوفيات: «خلّفته» .
[9] في البداية والنهاية: «وقال: قف لا ترد الماء لم يرد» .(25/322)
قالت: صدقت ألوفا فِي الحبّ [1] عادُتُه ... يا بَرْدَ ذاكّ الَّذِي قَالَتْ عَلَى كِبديّ [2]
وله:
خليليَّ إنّي للثُّرَيّا لَحَاسدٌ ... وإنّي عَلَى رَيْب [3] الزّمانِ لَوَاجِدُ
أَيبقي جميعًا شملُها وَهْيَ سبعهٌ [4] ... وأفقِدٌ من أَحْبَبْتَهُ وهو واحدُ؟ [5]
ولُقْب إبْرَاهِيم بطَبَاطَبا لأنّه كَانَ يلثغ بالقاف طاء. فطلب يومًا ثيابه فقال الغلام: أجيء بُدرَّاعة؟ فقال: لا، طَبَاطَبا، يعني قباء قباء. فلُقبَّ بذلك [6] .
536- أَحْمَد بْن محمد بْن حكيم [7] .
أَبُو الْحُسَن الشيرازيّ، قاضي شيراز.
رحل، وسَمِعَ: محمد بْن غالب تمتام، وهشام بْن عَلِيّ السيرافي.
وعنه: ابن جُمَيْع، وجماعة.
537- أَحْمَد بْن محمد بْن زكريّا بْن هلال [8] .
أَبُو الْحُسَيْن الْمَصْريّ.
يروي عَنْ: أَبِي يزيد القَرَاطِيسيّ.
538- أَحْمَد بْن محمد بْن هشام بْن خلف القيسيّ [9] .
أبو عمر القرطبيّ، الأعرج النّحويّ.
__________
[1] في البداية والنهاية: «وفاء الحب» .
[2] الأبيات في: يتيمة الدهر 1/ 370، ووفيات الأعيان 1/ 129، 130، والبداية والنهاية 11/ 231، 232، والوافي بالوفيات 7/ 364، 365 وهي تنسب لجماعة من الشعراء، منهم يزيد بن معاوية، مع اختلاف طفيف في الرواية.
[3] في: يتيمة الدهر «وإني على صرف» .
[4] في وفيات الأعيان «ستة» ، والمثبت يتّفق مع: يتيمة الدهر.
[5] البيتان في: يتيمة الدهر 1/ 370 بإضافة بيت ثالث، ووفيات الأعيان 1/ 129.
[6] وفيات الأعيان 1/ 130، 131.
[7] انظر عن (أحمد بن محمد بن حكيم) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 177، 178 رقم 126.
[8] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ مصر) .
[9] انظر عن (أحمد بن محمد بن هاشم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 42، 43 رقم 138، وطبقات النحويين للزبيدي 324، وبغية الوعاة 1/ 385 رقم 750.(25/323)
كان وقورا مهيبا في تعليم النّحو. أفاد النّاس مدّة.
وسمع من: أسلم بْن عَبْد العزيز، وأحمد بْن خَالِد.
539- أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى الصَّدَفيّ الْمَصْريّ [1] .
سَمِعَ: أَبَا يزيد القَرَاطِيسيّ، ويحيى بْن أيّوب العلاف.
وقرأ القرآن عَلَى: عُبّيْد بْن محمد، عَنْ دَاوُد بْن أَبِي طيبة صاحب وَرْش.
روى عَنْهُ القراءة: عُمَر بْن محمد بْن عراك، وخَلَف بْن قاسم الأندلسي.
كنيته: أَبُو الْحُسَيْن، ويُعرف بابن عاربة [2] .
540- أَحْمَد بن منصور بن شهريار [3] .
أبو مُزاحِم الشيرازي الصُّوفيّ.
541- أَحْمَد بْن منصور بْن عيسى الحافظ [4] .
أَبُو حامد الطُّوسيّ الأديب الفقيه الشّافعيّ، ذو الفنون والفضائل سَمِعَ عَبْد اللَّه بْن شِيرُوَيُه، وإسحاق بْن إبْرَاهِيم الأنماطيّ، وطبقتهما.
وعنه: الحاكم، وغيره.
قَالَ أَبُو النَّضْر الفقيه: ما رَأَيْت بكورِتنا مثله.
وقال غيره: كَانَ يحفظ ويذكّر.
542- إِسْحَاق بْن إبراهيم النعماني [5] .
سَمِعَ: إِسْحَاق الحربيّ.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه.
قَالَ الخطيب: لا بأس به.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن يحيى) في:
غاية النهاية 1/ 133 رقم 619.
[2] هكذا في الأصل. وكتب بجانبها على هامش الأصل: «برعابة» ، وفي: غاية النهاية: «المعروف بابن بلغاريّة» .
[3] لم أجده، ولم يترجم له المؤلّف- رحمه الله-.
[4] انظر عن (أحمد بن منصور) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 536 رقم 314، وتذكرة الحفاظ 3/ 912.
[5] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 6/ 399 رقم 3454.(25/324)
543- إِسْمَاعِيل بْن يعقوب بْن إبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عيسى بْن الْجِراب [1] .
أَبُو القاسم البغداديّ البزّاز.
وُلِد سنة اثنتين وستين ومائتين. بسامرّاء.
وسمع: جعْفَر بْن محمد بْن محمد بْن شاكر، وابن أَبِي الدنيا، وموسى بن سهل الوشاء، والبرتي، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن روح المدائني.
وعنه: عبد الرحمن بن عمر النحاس، وعبد الله بن سعيد أخو الحافظ عبد الغني، والحسين بن ميمون الصفار، والحافظ عبد الغني أيضا، ومحمد بن جميع الغساني.
وثقه الخطيب [2] .
وتوفي في رمضان.
أخبرنا يحيى بن أحمد المقرئ، أنبا محمد بن عماد سنة عشرين وستّمائة، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا عَلِيُّ بْن الْحَسَن الشّافعيّ: أنبا الْحَسَن بْن محمد بْن زُرَيْق المخزومي الكوفي بمصر، أَنَا إِسْمَاعِيل بْن يعقوب بْن الجراب إملاءً: ثنا محمد بْن غالب بْن حرب، ثنا عمّار بْن زَرَبيّ، ثنا بِشْر بْن منصور السليميّ، عَنْ دَاوُد بْن أَبِي هند، عَنْ وهْب بْن منبّه قَالَ: قرأتُ فِي بعض الكُتُب التي أُنزلت أنّ اللَّه قَالَ لموسى: أتدري لأيّ شيء كلّمتُك؟
قَالَ: لأيّ شيء؟
قَالَ: لأني اطلعتُ فِي قلوب العباد، فلم أر قلبًا اشد حبًا لي من قلبك.
- حرف الباء-
544- بكر بن محمد بن حمدان [3] .
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن يعقوب) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 223 رقم 182، وتاريخ بغداد 6/ 304، رقم 3345، والإكمال لابن ماكولا 2/ 441، 442، والمنتظم 6/ 380 رقم 635، والعبر 2/ 267، وسير أعلام النبلاء 15/ 497، 498 رقم 279، وشذرات الذهب 2/ 369، و «الجراب» : بكسر الجيم المعجمة، وتخفيف الراء المهملة. (المشتبه في أسماء الرجال 1/ 223) .
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (بكر بن محمد) في:(25/325)
أَبُو أحمد المَرْوزِيّ الصَّيْرفيّ الدُّخَمْسينيّ [1] . لُقِّب بذلك لأنّه كَانَ يَقُولُ:
زِدْ خمسين. فبنوه من ذَلِكَ.
قَالَ الحاكم: كَانَ مُحَدَّث خُراسان. وما أظنّه جلس فِي حانوتٍ قطّ، فإنّه كَانَ يُنادم آل سامان لأدبه وفصاحته وتقدُّمه [2] .
سَمِعَ: عَبْد العزيز بْن حاتم، وأبا الموجّه بَمرْو، وعبد الصمد بْن الفضل ببلْخ، وأبا حاتم بالرّيّ، لكن عُدِم سماعه منه، وأبا قلابة، وأحمد بْن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ.
سَمِعَ منه: الحاكم، وغيره بمرو، وروى عَنْهُ: هُوَ، وعبد اللَّه بْن عديّ، وابن مَنْدَه، ومحمد بْن أَحْمَد الغُنْجار، والحسين بْن محمد الماسرجِسيّ، وأبو الفضل منصور الكاغديّ.
وخرج إلى سَمَرْقند لميراثٍ لَهُ من غلامه، فمات ببُخَارى سنة خمسٍ وأربعين. كذا ورّخه الحاكم.
وقال ابن السَّمْعانيّ [3] وغيره: بل تُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين.
- حرف الحاء-
545- الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي هُرَيْرَةَ [4] .
__________
[ () ] الأنساب 5/ 289- 291، والعبر 2/ 267، وسير أعلام النبلاء 15/ 554، 555 رقم 330، والإعلام بوفيات الأعلام 146، والوافي بالوفيات 10/ 216، 217، وشذرات الذهب 2/ 269، 370 وسيعاد في هذا الجزء برقم (656) .
[1] الدّخمسينيّ: بضم الدال المهملة، وفتح الخاء المعجمة، وسكون الميم وكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون.
قال المعلّمي في حاشية (الأنساب 5/ 289) : «وفي الفارسية (دو) حركة الدال منحوّ بها نحو الضمّة، وبعدها ألف مفخّمة أي منحو بها نحو الواو ويكتبونها واوا. ومعنى الكلمة (اثنان) ، و (دو خمسين) يراد بها: خمسونان أي خمسون مرّتان.
[2] الأنساب 5/ 290.
[3] في الأنساب 5/ 291.
[4] انظر عن (الحسن بن الحسين) في:
الفهرست لابن النديم 215، وطبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 77، وتاريخ بغداد 7/ 198، وطبقات الفقهاء للشيرازي 92، ووفيات الأعيان 2/ 75 رقم 159، ودول الإسلام 1/ 213(25/326)
أَبُو عَلِيّ الفقيه الشّافعيّ القاضي. بغداديّ، إمام مشهور صاحب وجهٍ فِي المذهب.
تفقّه عَلَى: أَبِي الْعَبَّاس بْن سُرَيْج، وعلي أَبِي إِسْحَاق المروزي. وصنف «شرح المُزَنيّ» .
علّق عَنْهُ الشَّرْح: أبو عليّ الطّبريّ، وغيره.
وأخذ عنه الدّار الدّارَقُطْنيّ.
ترجمته صغيرة عند الخطيب [1] .
- حرف السين-
546- سعَيِد بْن عثمان بْن مُنازل [2] .
أَبُو عثمان بْن الشّقّاق [3] البَجّانيّ الأندلسيّ.
سَمِعَ: عُبّيْد اللَّه بْن يحيى، ووَهْب بْن سَلَمَةَ، وأحمد بْن عَمْرو بْن منصور.
وكان فقيهًا مبرِّزًا حافظًا.
ولي قضاء بَجَّانَهَ [4] مدّةً، وحدَّث.
تُوُفّي فِي المحرّم.
__________
[ () ] والإعلام بوفيات الأعلام 146، ومرآة الجنان 2/ 337، والبداية والنهاية 11/ 304، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 256، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 518 رقم 1214، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 128 رقم 78، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 21، 22، وتاريخ الخلفاء 405، وشذرات الذهب 2/ 370، والأعلام 2/ 202، وكشف الظنون 1636، ومعجم المؤلفين 3/ 220.
[1] وقال ابن خلّكان: «وله مسائل في الفروع، ودرّس ببغداد وتخرّج عليه خلق كثير، وانتهت إليه إمامة العراقيين، وكان معظّما عند السلاطين والرعايا إلى أن توفي في رجب» . (وفيات الأعيان 2/ 75) .
[2] انظر عن (سعيد بن عثمان) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 6/ 186 رقم 500.
[3] الشّقّاق: بفتح الشين المعجمة، والألف بين القافين، أولاهما مشدّدة. هذه اللفظة لمن يشقّ الخشب (الأنساب 7 ج 359) .
[4] بجّانة: بالفتح ثم التشديد، وألف، ونون. مدينة بالأندلس من كورة إلبيرة. (معجم البلدان 1/ 339) .(25/327)
- حرف الشين-
547- شُعْلة بْن بدر [1] .
الأمير أَبُو الْعَبَّاس الإخشيدي.
كَانَ بطلًا شجاعًا كثير الاحتكار.
غَلَت الأسعار فِي أيّامه.
ولي دمشق أيّام المطيع لأبي القاسم بْن الإخشيد.
وقتل فِي نواحي طَبَريَّة فِي حربٍ بينه وبين متولّيها مُلْهَم العُقَيْليّ فِي ربيع الأول.
- حرف الصاد-
548- صالح بْن إدريس [2] .
أَبُو سهل البغداديّ المقرئ المحقِّق.
قرأ عَلَى ابن مجاهد لعاصم.
وسمع من: ابن صاعد، وجماعة.
وعُنِي بالقراءات وبَرَع فيها، وأخذها عَنْ جِلّة القُرّاء.
وتصدَّر للإقْراء بدمشق، فقرأ عَلَيْهِ: عَبْد المنعم بْن غلْبُون، وعلي بْن محمد بْن بِشْر، وعلي بْن دَاوُد الدارانيّ، وطائفة.
وكان صالحًا ناسكًا ورِعًا قانعًا [3] .
تُوُفّي شابًّا في جُمَادَى الأوّلى سنة خمس وأربعين. نقله الدّارانيّ.
__________
[1] انظر عن (شعلة بن بدر) في:
أمراء دمشق في الإسلام 40 رقم 132، والوافي بالوفيات 16/ 159 رقم 181، والنجوم الزاهرة 3/ 313.
[2] انظر عن (صالح بن إدريس) في:
تاريخ بغداد 9/ 331 رقم 4870، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 367، ومعرفة القراء الكبار 1/ 302، 303 رقم 217، وغاية النهاية 1/ 332 رقم 1443.
[3] تاريخ بغداد 9/ 331.(25/328)
- حرف العين-
549- عبد الله بن إبراهيم بن واضح [1] .
أَبُو بَكْر المديني الأصبهاني الصُّوفيّ ابن أَبْرَوَيْه.
روى عَنْ: محمد بْن الْعَبَّاس الأخرم، وعبد اللَّه بْن بُنْدار.
وتوفي فِي جُمَادَى الآخره.
روى عَنْهُ: أَبُو سعَيِد النّقّاش وقال: كَانَ من العلم بمكان.
550- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عيسى المَدِينيّ الخشّاب [2] .
شيخ مُسْنِد.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَدِيّ [3] ، وابن النُّعْمان، وهشام بْن عَلِيّ السِّيَرافيّ، وأبا خَالِد الْقُرَشِيّ، والحسين بْن مُعَاذ.
تُوُفّي فِي شوّال.
روى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مَيْلَة، وأهل أصبهان [4] .
551- عثمان بْن محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن هارون بن وردان الحذّاء [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 87، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 256 رقم 51 وفيه: صحب رويما، وعلي بن سهل.
من كلامه: «من طلب الفقر لثواب الفقر مات فقيرا» ، قيل له: فلأي شيء يطلب؟ قال: وجوبا.
قال إبراهيم بن المولّد: كنت بالرقة، فدخل ابن أبرويه المسجد، وقعد فيه ستة أيام، لم يبرح مكانه، قال: فتعجّبت منه، حتى دخل فقير، فأكبّ على رأسه فقبّله، فقلت له: من هذا؟ فقال:
أبو بكر بن أبرويه! فتقدّمت وسلّمت عليه وقلت: لم أستحسن لك، حيث دخلت هذه البلدة، ولم تتعرف! فقال: وأنا لم أستحسن لك، حيث تكون أنت شيخ أهل الشام وإمامهم، ولم يكن لك من الفراسة بمقدار أن تعرفني! (طبقات الأولياء) .
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عيسى) في:
الأنساب 5/ 120، 121.
[3] في الأنساب 5/ 121 «أحمد بن مهديّ» .
[4] قال ابن السمعاني: ثقة مأمون.
[5] انظر عن (عثمان بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 343، 344 رقم 325، والأنساب 3/ 96، 97، والعبر 2/ 267،(25/329)
أَبُو عَمْرو السَّمرْقَنْديّ.
حدَّث بمصر عَنْ: أحمد بْن شيبان الرمليّ، وأبي أميّة الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بْن حماد الطّهْرانيّ، ومحمد بْن عَبْد الحَكَم القطريّ، وعدّة.
وعنه: أبو عبد الله بْن مَنْدَه، وأبو الْحُسَيْن بْن جُمَيْع، والحافظ عَبْد الغنيّ بْن سعَيِد، والخصيب بْن عَبْد اللَّه، وعبد الرحمن بْن عُمَر النّحّاس، وسِبْطه محمد بْن ذَكْوان التِّنِّيسيّ شيخ الحبّال، وأحمد بْن محمد بْن الحاجّ الإشبيليّ، وآخرون.
وُلِد سنة خمسين ومائتين.
حديثه بعُلُو فِي «الخِلَعيّات» .
تُوُفّي فِي شعبان.
وقد روى أيضًا بالإجازة عَنْ أَحْمَد بْن شَيْبان.
قَالَ ابن يونس: ثقة لَهُ سماعات صحاح فِي كُتُب أَبِيهِ [1] .
552- عَلِيّ بْن إبْرَاهِيم بْن سَلَمَةَ بْن بحر [2] .
أَبُو الْحُسَن القَزْوِينيّ الحافظ القطّان.
قَالَ فِيهِ الخليليّ: عالم بجميع العلوم والتّفسير والفقه والنَّحْو واللُّغة.
__________
[ () ] وسير أعلام النبلاء 15/ 422، 423 رقم 236، والإعلام بوفيات الأعلام 146، وحسن المحاضرة 1/ 209، وشذرات الذهب 2/ 370. ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : ذكره ابن السمعاني باسم «عثمان بن أحمد بن هارون السمرقندي التنيسي» فأسقط «محمدا» بعد «عثمان» كما أسقط «محمدا» قبل «هارون» ، وهو أخو «عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن هارون السمرقندي التنّيسي» الّذي تقدّم في السنة السابقة، برقم (497) .
[1] الأنساب 3/ 97.
[2] انظر عن (علي بن إبراهيم) في:
التدوين في أخبار قزوين 3/ 318- 322، ومعجم الأدباء 12/ 218- 221، ودول الإسلام 1/ 213، وسير أعلام النبلاء 15/ 463- 466 رقم 261، والمعين في طبقات المحدّثين 112 رقم 1253، وتذكرة الحفاظ 3/ 856، والعبر 2/ 267، والإعلام بوفيات الأعلام 146، ومرآة الجنان 2/ 337، وغاية النهاية 1/ 516، والنجوم الزاهرة 3/ 315، وطبقات الحفاظ 353، وشذرات الذهب 2/ 370، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 382، وديوان الإسلام 4/ 33 رقم 1702، والأعلام 4/ 150، ومعجم طبقات الحفاظ 129 رقم 801، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 300 رقم 191.(25/330)
ارتحل، وسمع: أَبَا حاتم الرّازيّ، وإبراهيم بْن دِيزِيل، ومحمد بْن الفَرَج الأزرق، والقاسم بْن محمد الدّلال، والحارث بْن أَبِي أسامة، وأحمد بْن مُوسَى الحمّار، وعلي بْن عَبْد العزيز، وإسحاق الدَّبَريّ، والحسن بْن عَبْد الأعلى البَوسيّ، وخلقا سواهم.
قلتُ: وسمع «السُّنَن» من ابن ماجة.
وُلِد سنة أربعٍ وخمسين ومائتين.
روى عَنْهُ: الزُّبَيْر بْن عَبْد الواحد، وأبو الْحَسَن النَّحْويّ، وأحمد بْن عَلِيّ بْن لال، والقاسم بْن أَبِي المنذر الخطيب، وأبو سعَيِد عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد القَزْوِينيّ، وآخرون، وأبو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن فارس.
وانتهت إِلَيْهِ رئاسة العلم وعُلُوّ السَّنَد بتلك الدّيار.
وقال ابن فارس فِي بعض أماليه: سمعت أبا الحسن القطّان بعد ما عَلَتْ سنُّه يَقُولُ: كنت حين رحلت أحفظ مائة ألف حديث، وأنا اليوم لا أقوم عَلَى حفظ مائة حديث.
قَالَ: وسمعته يَقُولُ: أصبت ببصري، وأظنّ أنّي عوقبتُ بكثرة بكائي أيّام الرحلة.
قلت: وكان لَهُ بنون ثلاثة: محمد، وحسن، وحسين، ماتوا شبابًا. قَالَ الخليليّ: سَمِعْتُ جماعةً من شيوخ قزوين يقولون: لم يَر أَبُو الحسن مثله في الفضل الزّهد، أدام الصّيام ثلاثين سنة، وكان ينظر إلى الخبز والملح [1] .
قَالَ: وفضائله أكثر من أن تُعَدّ.
قلتُ: قد عَلا فِي «سُنَن ابن ماجة» أماكن [2] .
553- عليّ بْن جعْفَر بْن مُوسَى بن الأشعث [3] .
__________
[1] التدوين 3/ 319، وفيه: «صام خمسا وأربعين سنة» .
[2] وقال القزويني: الفقيه، إمام كبير له من كل علم حظ موفور، كان صاحب قراءة وتفسير وتاريخ وحديث وفقه ولغة ونحو ... وكتب عن أكثر من مائتي شيخ.. وما جمعه وكتبه وألّفه وخطّه في الأغلب دقيق يعادل ورقة وورقتين وثلاثا. والكتاب مشحون بذكر رواية والروايات عنه.
[3] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ مصر) .(25/331)
أَبُو القاسم الْمَصْريّ الكاتب.
عَنْ إحدى وثمانين سنة.
- حرف الفاء-
554- فَرج بْن سَلَمَةَ بْن زُهير البَلَويّ القُرْطُبيّ [1] .
سَمِعَ: محمد بْن لُبَابَة، وبالقَيْروان محمد بْن محمد بْن اللّبّاد.
وولي الصّلاة والقضاء بمدينة وادي الحجارة.
رحمه اللَّه تعالى [2] .
- حرف الميم-
555- محمد بْن أَحْمَد [3] .
أَبُو بَكْر بْن الحدّاد الفقيه.
قِيلَ: تُوُفّي فيها، وقيل: سنة أربع.
556- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن عَمْرو [4] .
العلامة أبو عبد الله المالكيّ التُّسْتَرِيّ.
كَانَ من كبار فقهاء العراق.
تفقّه عَلَى إبْرَاهِيم بْن حمّاد.
وكان بارعًا فِي النَّحْو، شديد النُّصْرَة لمذهب مالك، ألفّ مناقب إمامه فِي عشرة أجزاء، وألفّ «فضائل المدينة» .
وولي قضاء البصرة. وكان ينَاظر المعتزلة ويؤذيهم.
مات ببغداد. أرّخه عِيَاض.
557- محمد بْن أحمد بن يوسف بن بريد [5] .
__________
[1] انظر عن (فرج بن سلمة) في: تاريخ علماء الأندلس 1/ 350 رقم 1035.
[2] قال ابن الفرضيّ: وكان حافظا للرأي على مذهب مالك وأصحابه، عاقدا للشروط، ومشاورا في الأحكام. واستقضي على كورة ريّة، ووادي الحجارة.
[3] تقدّمت ترجمته في هذا الجزء برقم (504) .
[4] انظر عن (محمد بن أحمد) في: شجرة النور الزكية 79 رقم 140.
[5] انظر عن (محمد بن أحمد) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 36 رقم 105، وتاريخ بغداد 1/ 376، 377، والإكمال لابن ماكولا(25/332)
أَبُو بَكْر الطّائيّ الكوفيّ الخرّاز.
حدَّث بدمشق عَنْ: عُبّيْد بْن غنّام، ومُطَيَّن، وأحمد بْن خليد الحلبيّ.
وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وتمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر.
ووثّقه الخطيب [1] .
558- محمد بن جعفر بن محمد [2] .
أبو الحسن العلوي، نقيب العلويين ببغداد، ويعرف بأبي قيراط.
حدث عَنْ: أَبِيهِ، وسليمان بْن عَلِيّ الكاتب.
وعنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق [3] .
559- محمد بن الحسن بن حمويه بن حسين [4] .
أبو نعيم الإستراباذي، نزيل سمرقند، ثم بخاري.
أملى عَنْ: الْحَسَن بْن عَلِيّ الذُّهْليّ.
وعنه: أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإدريسي الحافظ.
وقال: هو قال: والدي ثنا بسمرقند.
ومات فِي آخر العام.
560- محمد بْن حفص بن عمرو النّيسابوريّ [5] .
__________
[1] / 230، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ ورقة 372 أ، ب، والمنتظم 6/ 382 رقم 637.
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
مشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 17 أرقم 408، وتاريخ بغداد 2/ 146 رقم 563، والمنتظم 6/ 382، 383 رقم 638، ومجمع الرجال للقهپائي 5/ 176، وطبقات أعلام الشيعة 255.
[3] ورّخ وفاته عَبْد الغني بْن سَعِيد فِي: مشتبه النسبة، ورقة 17 أ، في شهر ذي الحجّة.
[4] انظر عن (محمد بن الحسن بن حمّويه) في:
تاريخ جرجان للسهمي 415 رقم 731 وص 537 رقم 1144، وهو مذكور في (تاريخ أستراباذ) لأبي سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الأستراباذي المعروف بالإدريسي.
[5] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ نيسابور) .(25/333)
سَمِعَ: البُوشَنْجيّ.
وعنه: الحاكم.
561- محمد بْن الْعَبَّاس بْن نَجِيح [1] .
أَبُو بَكْر البغداديّ البزّاز.
وُلِد سنة ثلاثٍ وستين ومائتين.
وسمع: يحيى بْن أَبِي طَالِب، وأبا قِلابة الرَّقَاشيّ، ومحمد بْن الفَرَج، وأبا العَيْناء، وعيسى بْن عَبْد اللَّه رغاث.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، ووصفه بالحِفْظ، وابن الفضل القطّان، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
562- محمد بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم البغداديّ [2] .
أَبُو عُمَر الزّاهد، غلام ثعلب اللُّغَويّ المشهور.
سَمِعَ: مُوسَى بْن سهل الوشّاء، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وأحمد بْن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ، وإبراهيم بْن الهيثم البلديّ، وأحمد بن سعيد الجمّال، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن العباس) في:
تاريخ بغداد 3/ 118، 119، والعبر 2/ 368، وسير أعلام النبلاء 15/ 513، 514 رقم 289، والإعلام بوفيات الأعلام 146، وشذرات الذهب 2/ 370.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
طبقات النحويين واللغويين 229، وتكملة تاريخ الطبري للهمذاني 1/ 171، 172، والفهرست لابن النديم 113، 114، ونشوار المحاضرة للتنوخي 1/ 296 و 4/ 11، 226، 227، و 5/ 195 و 6/ 182، والفرج بعد الشدّة، له 1/ 13، 35، 89، 90، 98، و 2/ 156، 233 و 4/ 71 و 5/ 14، وتاريخ بغداد 2/ 356- 359، وطبقات الحنابلة 2/ 67- 69، ونزهة الألبّاء 190- 195، والمنتظم 6/ 380- 382 رقم 636، ومعجم الأدباء 18/ 226- 234، والكامل في التاريخ 8/ 517 وفيه كنيته: «أبو عمرو» ، وإنباه الرواة 3/ 171- 177، ووفيات الأعيان 4/ 329- 333، والمختصر في أخبار البشر 2/ 101، والإعلام بوفيات الأعلام 146، وتذكرة الحفاظ 3/ 873- 876، والعبر 2/ 268، وسير أعلام النبلاء 15/ 508- 513 رقم 288، والوافي بالوفيات 4/ 72، 73، ومرآة الجنان 2/ 337- 339، والبداية والنهاية 11/ 230، 231، ولسان الميزان 5/ 268، 269، وبغية الوعاة 1/ 69، 70، وتاريخ الخلفاء 405، وشذرات الذهب 2/ 370، 371.(25/334)
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن بْن بِشْران، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
قَالَ الخطيب [1] : سَمِعْتُ غير واحد يحكي أنّ الأشراف والكُتْاب وأهل الأدب كانوا يحضرون عند أبي عمر الزاهد ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها.
وكان له جزء جمع فيه فضائل معاوية، فلا يقرئهم شيئا حتّى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء. وكان جميع شيوخنا يوثقونه في الحديث.
وقال أبو علي التنوخي [2] : من الرواة الذين لم ير قط أحفظ منهم أبو عمر غلام ثعلب، أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة فيما بلغني، حتى أتهموه لسعة حفظه: فكان يسأل عَنِ الشيء الَّذِي يظنّ السائلُ أنّه قد وضعه فيُجيب عَنْهُ، ثمّ يسأله غيره عَنْهُ بعد سنة فيجيب بذلك الجواب.
وقال رئيس الرّؤساء عَلِيّ بْن الْحُسَن: قد رَأَيْت أشياء ممّا أنكروا عَلَيْهِ مدوّنهً فِي كُتُب أهل العلم.
وقال عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بْن برهان: لم يتكلَّم فِي اللُّغة أحدٌ أحسن من كلام أَبِي عُمَر الزّاهد.
قَالَ: وله كتاب «غريب الحديث» ، صنفه عَلَى «مُسْنَد أَحْمَد» .
ونقل القفْطيّ [3] أنّ صناعة أَبِي عُمَر الزّاهد كانت التّطريز، وكان أشتغاله بالعلوم قد منعه من التّكسُّب، فلم يزل مَضيَّقًا عَلَيْهِ. وكان إبْرَاهِيم بْن ماسيّ يَصِلُه. وكان آيةً فِي حفظ الأدب.
وكان في شبيبته يؤدّب ولد القاضي عُمَر بْن يوسف.
وله من التّصانيف: «غريب الحديث» ، «كتاب الياقوتة» ، «فائت الفصيح» ، «العشرات» ، و «الشّورى» ، «تفسير أسماء الشُّعراء» ، «كتاب القبائل» ، «النَّوادر» ، «كتاب يوم وليلة» ، وغير ذلك.
__________
[1] في تاريخه.
[2] في نشوار المحاضرة 4/ 226.
[3] في: إنباه الرواة 3/ 172.(25/335)
وفيه يَقُولُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد اليَشْكُرِيّ:
أَبُو عُمَر أَوْفَى من العِلم مُرْتَقى ... يُذلّ مُسَامِيهِ ويَرْدِي مُطَاولُهْ
فلو أَنّني أَقْسَمْتُ ما كنتُ كاذبًا ... بأنْ لَمْ تر الرّاءون بحرًا يعادلُهْ [1]
إذا قلتُ شارَفْنَا أواخرَ عِلْمِه ... تفجّر حتّى قلتُ: هذا [2] أوائلُهْ [3]
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي ثالث عشر ذي القعدة سنة خمسٍ وأربعين.
563- محمد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن رُستْم [4] .
أَبُو بَكْر البغداديّ المادّرائيّ [5] . الكاتب الوزير.
وزر لخماروَيْه صاحب مصر، وولي أَبُوهُ خراج مصر [6] .
مولده سنة 257 [7] .
سَمِعَ الكثير، واحترق أكثر كُتُبه وبقي عنده جزءان سمعهما من أَحْمَد بْن عبد الجبّار العطارديّ [8] .
__________
[1] في تاريخ بغداد 2/ 359 «بأن لم ير الراءون حبرا يعادله» .
[2] في تاريخ بغداد: «هذي» .
[3] الأبيات بزيادة بيتين في (تاريخ بغداد 2/ 359) .
[4] انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في:
العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 209، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 207، 208 و 2/ 55، 56، 252، ونشوار المحاضرة، له 1/ 57 و 6/ 211- 213، والوزراء للصابي 48، 52، 99، 105، 231، 246، 248، 294، 275، والولاة والقضاة للكندي 269، 281، 282، 285، 194، 485، 486، 518، 527، 529، 530، 544، 546، 550، 559، 560، 586، 587، والأنساب 11/ 64، 65، والمنتظم 6/ 383، 384 رقم 639، والعبر 2/ 239، وسير أعلام النبلاء 15/ 334، 335 رقم 173، والملح والنوادر للحصري 224، 225، ومرآة الجنان 2/ 339، والبداية والنهاية 11/ 231، وشذرات الذهب 2/ 371، والنجوم الزاهرة 3/ 317، وحسن المحاضرة 2/ 116، والأعلام 7/ 108.
[5] المادرائي: بفتح الميم والدال المهملة بعد الألف، وبعدها الراء. هذه النسبة إلى: مادرايا. قال في الأنساب 11/ 64: «وظنّي أنها من أعمال البصرة» . أما ياقوت الحموي فقال في (معجم البلدان 5/ 34) : ماذرايا: بفتح الذال المعجمة، وراء، والصحيح أن ماذرايا قرية فوق واسط من أعمال فم الصّلح مقابل نهر سابس.
[6] الفرج بعد الشّدة للتنوخي 2/ 252.
[7] هكذا في الأصل.
[8] الأنساب 11/ 65، المنتظم 6/ 383.(25/336)
وتوفي بمصر فِي شوّال.
رَوَى عَنْهُ: ابنه عَلِيّ، وأبو مُسلْمِ الكاتب.
كَانَ رئيسًا نبيلًا معظَّمًا، كثير المعروف إلى أولاد النّعم وأهل الحَرَمَيْن.
ولم يكن بقي أَحد من الأكابر الجلّة يرتفع عَن الْوقوف ببابه.
وقد حجّ إحدى وعشرين حجّة، وكان كثير الصيّام، ملازم للصّلاة فِي المساجد القديمة.
وفيه يَقُولُ أَبُو الْعَبَّاس اليَشْكُريّ:
عزَّ أمرٌ عَلَى البريّة عزّا ... تَرك الصّبر طائرًا مستَفَزًّا
بأبي بكرٍ المصيبةُ عَمَّت ... كلَّ شخصٍ تراه فِيهِ مُعزَّا
وكان الوزير أَبُو الفتح الفضلٍ بْن جعْفَر صادَرَ محمد بْن عَلِيّ المادرائيّ مرّةً عَلى ألف ألف دينار، وأقام معتَقَلًا خمس سنين بالرملة حتّى تُوُفّي أَبُو الفتح، فراسله الإخشيد بالمسير إِلَيْهِ وبإطلاقه، فقِدم فأظهر إكرامه ولم يزل عارفًا بحقوقه إلى أن تُوُفّي وصلّى عَلَيْهِ بالمُصَلَّى أَبُو القاسم الإخشيد ونائب المملكة كافور، ودُفِن بداره.
قَالَ ذَلِكَ المسبَّحيّ.
وقال: يقال إنّ ديوان أَبِي بَكْر محمد بْن عَلِيّ أطبق عَلَى ستين ألفًا ممّن يجري عَلَيْهِم الرَزْق. وكان بمصر ممّن يجري عَلَيْهِم الرّزق فِي كلّ شهر مائة ألف رطل عَلَى ما حكاه الحسن بن إسماعيل الضّرّاب عَنْ بعض الطّحّانين.
قَالَ: وأطبق ديوانه عَلَى مائة ألف عَبْد أعتقهم فِي طول عمره. وكان لَهُ المعروف وعمارة المساجد ما لا يوقف عَلَيْهِ كثرة.
وُلِد بنصّيبين، ونشأ بالعراق، وقدِم مصر شابًا عَلَى واحدة هُوَ وأخوه أبو الطّيّب أحمد.
__________
[ () ] وذكر الكندي سبب احتراق كتبه فقال: وأقام أبو بكر محمد بن علي الماذرائي بأمر البلد كله ونظر في أعماله، فشغب الجند عليه في طلب وأحرقوا دوره ودور أهله. (الولاة والقضاة 281 و 282) .(25/337)
ولم يكن لأبي بكر بلاغَة الكُتَّاب المنتسبين، ولا مبالغة فِي النَّحْو، لكنّه كَانَ ذكيًا صاحب بديهة.
ولي الخراج استقلالا، وله ثلاث وعشرون سنة.
وقد وزر أيضا لأبي الجيش خمارويه، فلما قتل أبو الجيش وأجلس في مكانه ابنه هارون بن أبي الجيش استوزر أبا بكر. فلما قتل هارون قدم محمد بن سليمان الكاتب مصر من قبل المكتفي، فأزال دولة الطولونية وخرب ديارهم، وحمل أبا بكر إلى بغداد. ثم إنه وافي مصر مع مؤنس والعساكر في نوبة حباسة، وأمر أَبُو بَكْر ونهي ودبرَّ البلد.
وكان أبو بكر على ما قيل يختم كل يوم وليلة ختمة في المصحف، وقد ملك بمصر من القرى الكبار ما لم يملكه أحد قبله حتى بلغ ارتفاع أملاكه في كل سنة أربعمائة ألف دينار، سوى الخراج.
وكان يقال إنه أنفق في كل حجة حجها مائة ألف دينار.
ذكر هذا كله المسبحي، وذكر عدة قصائد مليحة، مما رثاه بها الشعراء رحمه الله تعالى.
564- محمد بن الحافظ عمر بن محمد بن بجير [1] السمرقندي البجيري [2] .
رحل، وسمع: عَلِيّ بْن عَبْد العزيز البغوي، وإسحاق الدَّبَريّ، وبشر بْن مُوسَى، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ، وجماعة.
تُوُفّي فِي ربيع الأوَّل.
565- محمد بْن معن بن هشام [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحافظ عمر) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 195 وفيه كنيته «أبو الحسن» ، والأنساب 2/ 90، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 49، وتوضيح المشتبه 1/ 357.
[2] البجيريّ: بضم الباء في أوله وفتح الجيم التي تليها، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين والراء المهملة. هذه النسبة إلى الجدّ، وهو «بجير» .
[3] انظر عن (محمد بن معن) في:
تاريخ بغداد 3/ 311 رقم 1407.(25/338)
أبو بَكْر الفارسيّ.
سَمِعَ: مُعَاذ بْن المثني، ومحمد بن محمد بْن حبان التمار.
وعنه: أَبُو حفص الكتانيّ، وأبو أَحْمَد الفَرَضيّ.
وثقَّه الخطيب.
566- مكرم بْن أَحْمَد بْن مُكْرم [1] .
أَبُو بَكْر البغداديّ القاضي البزّاز.
سَمِعَ: يحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن الْحُسَيْن الحُنَيْنيّ، ومحمد بْن عيسى بْن حبّان المدائنيّ، وعبد الكريم الدَّيْرعَاقُوليّ، وتَمْتَامًا، وغيرهم.
وعنه: الحاكم أبو عبد الله، وأبو الحسين بْن رزْقَوَيْه، وابن الفضل القّطان، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
وتوفي فِي جمادى الأولى.
وثقَّه الخطيب [2] .
وحديثه بعُلُو عَنْد نصر اللَّه القزّاز، وطبقته.
567- مُوسَى ابن العلامة إِسْمَاعِيل القاضي بْن إِسْحَاق الأزْديّ [3] سَمِعَ: أَبَاهُ، والكديمي، وبشر بْن مُوسَى.
وعنه: أَبُو بَكْر الأبْهريّ، وإبراهيم بْن محمد الطَّبَريّ، وأبو الْحَسَن الهاشمي العَيْسويّ [4] .
تُوُفّي في آخر السّنة [5] .
__________
[1] انظر عن (مكرم بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 13/ 221، والعبر 2/ 269، وسير أعلام النبلاء 15/ 517، 518 رقم 294، والإعلام بوفيات الأعلام 146، وتذكرة الحفاظ 3/ 857، وشذرات الذهب 2/ 371، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 301 رقم 193.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (موسى بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 13/ 62، 63 رقم 7044، وفيه كنيته: «أبو عمرو» .
[4] لم يذكر ابن السمعاني هذه النسبة في (الأنساب) . وفي (المشتبه في أسماء الرجال) للذهبي 2/ 480: (العيسوي) : نسبة إلى عيسى بن إبراهيم العيسوي. فلعلّ هذا منسوب إليه.
[5] قال الخطيب: قرأت في كتاب محمد بن علي بن عمر بن الفياض: ولد أبو عمرو موسى بن(25/339)
- حرف الواو-
568- وهْب بْن جعْفَر بْن إلياس بْن صدقة الكناس الْمَصْريّ [1] .
سَمِعَ جدِّه.
569- المسعودي [2] .
صاحب التواريخ.
فِي جُمَادَى الآخرة. قاله المسبّحيّ.
قلت: وهو صاحب «مروج الذَّهب» أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ.
قِيلَ إنّه من ذرّية ابن مَسْعُود رضي اللَّه عَنْهُ.
عداده فِي البغداديين، وأقام بمصر مدّة. وكان إخباريًا علامة صاحب غرائب، ومُلَح، ونوادر.
لَهُ كتاب «مروج الذَّهب فِي تُحَف الأشراف والملوك، وكتاب «ذخائر العلوم» ، وكتاب «التاريخ فِي أخبار الأمم» ، وكتاب «المقالات فِي أصول الدّيانات» ، وكتاب «أخبار الخوارج» ، وغير ذَلِكَ من الكتب [3] .
ذكره ياقوت فِي (تاريخ الأدباء) [4] ، ولكن قَالَ: تُوُفّي سنة ستّ وأربعين،
__________
[ () ] إسماعيل بن إسحاق القاضي في سنة ثلاث وسبعين ومائتين، ثم كانت وفاته في آخر سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، أو في أول سنة ست وأربعين. (تاريخ بغداد 13/ 63) .
[1] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ مصر) .
[2] انظر عن (المسعودي) في:
الفهرست لابن النديم 219، 220، ومعجم الأدباء 13/ 90- 94، رقم 16، ودول الإسلام 1/ 167، والعبر 2/ 269، وسير أعلام النبلاء 15/ 569 رقم 343، وتذكرة الحفاظ 3/ 857، والإعلام بوفيات الأعلام 146، والرجال للنجاشي 178، 179، وفوات الوفيات 2/ 94، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 456، 457، ولسان الميزان 4/ 224، 225، والنجوم الزاهرة 3/ 315، وتاريخ الخلفاء 405، وشذرات الذهب 2/ 371، وروضات الجنّات للخوانساري 379، وتنقيح المقال للمامقاني 2/ 282، وكشف الظنون 26 وغيرها، وهدية العارفين 1/ 679، وأعيان الشيعة 41/ 198، وإيضاح المكنون 1/ 183، وديوان الإسلام 4/ 184 رقم 1915، والأعلام 4/ 277، ومعجم المؤلفين 7/ 80، وانظر مقدّمة كتابه: مروج الذهب، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 534- 540 رقم 38.
[3] انظر: الفهرست، ومعجم الأدباء.
[4] هو: «معجم الأدباء» 13/ 90- 94 رقم 16.(25/340)
والأول أصحّ [1] .
وقد سَمِعَ: ابن عَرَفَة نِفْطَويه، وابن زَبْر القاضي، وغيرهما.
ولم يطل عُمره حتّى يسمعوا منه.
وكان معتزليًّا. فإنّه ذكر غير واحدٍ من المعتزلة ويقول فِيهِ: كَانَ من أن أهلِ العدلِ.
وله رحلة إلى البصرة لقي فِيهَا أبا خليفة الجّمَحيّ.
وقد ذكره ابنُ النّجّار مختصرًا [2] ، فقال: عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ أَبُو الْحَسَن المسعوديّ من وُلِد عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود، كَانَ كثير التصّانيف فِي التواريخ وأيّام النّاس وعجائب البلاد والبحار.
ذكر أنّه من أهل بغداد، وأنّه تغرّب عنها.
فمن مصنَّفاته: «مروج الذَّهب فِي أخبار الدّنيا» [3] ، وكتاب «ذخائر العلوم
__________
[1] قول ياقوت ليس في (تاريخ الأدباء) أو (معجم الأدباء) كما يقول المؤلّف- رحمه الله-، بل فيه العبارة التالية: «ذكره محمد بن إسحاق النديم فقال: هو من أهل المغرب، مات فيما بلغني في سنة ست وأربعين وثلاثمائة بمصر. قال مؤلّف الكتاب [أي ياقوت] : وقول محمد بن إسحاق إنه من أهل المغرب غلط، لأن المسعودي ذكر في السّفر الثاني من كتابه المعروف بمروج الذهب، وقد عدّد فضائل الأقاليم، ووصف هواها واعتدالها، ثم قال: وأوسط الأقاليم إقليم بابل الّذي مولدنا به، وإن كانت ريب الأيام أنأت بيننا وبينه، وساحقت مسافتنا عنه، وولّدت في قلوبنا الحنين إليه، إذ كان وطننا ومسقطنا ... وأشرف هذه الأقاليم مدينة السلام، ويعزّ عليّ ما أصارتني إليه الأقدار من فراق هذا المصر الّذي عن بقعته فصلنا ... ومن علامة الرشد أن تكون النفس إلى مولدها تائقة، وإلى مسقط رأسها شائقة. فهذا يدلّك على أن الرجل بغداديّ الأصل، وإنما انتقل إلى ديار مصر فأقام بها» . (معجم الأدباء 13/ 90- 93) .
من هذا أخلص إلى أن تصحيح ياقوت كان لموطن المسعودي وليس لتاريخ وفاته إذ يذكر تاريخا لوفاته غير الّذي ذكره ابن النديم، فليراجع.
[2] في الجزء المفقود من كتابه (ذيل تاريخ بغداد) .
[3] هكذا، والمشهور هو «مروج الذهب ومعادن الجوهر» ، وقد طبع بمصر ولبنان عدّة طبعات.(25/341)
وما كَانَ فِي سالف الدّهْر» [1] ، وكتاب «الاستذكار لِما مَرّ فِي الأعصار» [2] ، وكتاب «التّاريخ فِي أخبار الأمم» [3] .
ولم يورّخه ابن النّجّار.
__________
[1] في مقدّمة (التنبيه والإشراف، له- ص ( «و» ) : «الدهور» ، وهو مفقود لم يعثر عليه حتى الآن.
[2] في مقدّمة (التنبيه) : «الإستذكار لما جرى في سالف الأعصار» ، وهو مفقود.
[3] انظر: الفهرست، ومعجم الأدباء 13/ 94.(25/342)
سنة ستّ وأربعين وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
570- أَحْمَد بْن بُهْزاد بْن مِهْران [2] .
أَبُو الحسن الفارسيّ السِّيرافيّ [3] ، نزيل مصر هُوَ أو أَبُوهُ.
سَمِعَ أَبُو الْحَسَن هذا من: الربيع بْن سُلَيْمَان، وبحر بْن نصر بْن سابق، وبكّار القاضي، وإبراهيم بْن فهْد.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد بْن مفرج القُرْطُبيّ [4] ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعبد الرَّحْمَن بْن النّحّاس، وجماعة.
قَالَ الطَّلَمَنْكيّ: سمع منه أَبُو جعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وتركهُ.
مُنِع من التحديث وقتًا، فذكر ابن عَوْن أنّه قرص لَهُ عثمان، ثمّ إنّه أملى عَلَى المحدثين حديثًا يتضمّن مخالفة الجماعة، فقال: أجيفوا البابَ ما أمليته منذ ثلاثين سنة.
فاستشعر القوم، ولو سكتَ لمرَّ عَلَيْهِم. فقاموا عَلَيْهِ ومُنِع من الرّواية،
__________
[1] كتب بجانب العنوان في الأصل: «346» .
[2] انظر عن (أحمد بن بهزاد) في:
الإعلام بوفيات الأعلام 146، والعبر 2/ 270، وسير أعلام النبلاء 15/ 518، 519 رقم 295، والوافي بالوفيات 6/ 278، وغاية النهاية 1/ 41، والنجوم الزاهرة 3/ 318، وشذرات الذهب 2/ 372.
[3] السيرافي: بكسر السين المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء وفي آخرها الفاء. هذه النسبة إلى سيراف، وهو من بلاد فارس مما يلي خد كرمان على طرف البحر.
(الأنساب 7/ 218) .
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 91.(25/343)
فكان يجلس منفردًا إلى أن تعصَّب لَهُ قومٌ من الفُرْس فأُذِن لَهُ بالرواية [1] .
وكان ابن مفرّج القُرْطُبيّ يَقُولُ: سألتُ قومًا من أهل الحديث عَنْهُ فقالوا:
ما علِمْنا عَلَيْهِ إلا خيرًا.
قَالَ المسبحيّ [2] ، وغيره: تُوُفّي فِي شَعْبان.
571- أَحْمَد بْن جعْفَر بْن أَحْمَد بْن مَعْبَد [3] .
أبو جعْفَر الأصبهانيّ السِّمْسار.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عصام، وأحمد بْن مهديّ، وعبيدًا الغزّال، وكبار الإصبهانّيين.
وعنه: ابن مَنْدَه، وابن مَرْدُوَيْه، وأبو نُعَيْم، وغيرهم.
وكان صادقًا.
تُوُفّي فِي رمضان.
572- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن [4] .
أَبُو هُرَيْرَةَ بْن أَبِي عصام العدويّ [5] الْمَصْريّ.
سَمِعَ: أَبَا يزيد القَرَاطِيسيّ، وأبا مسلم الكَجّيّ.
وعنه: أَبُو محمد بن النّحّاس، وغيره.
__________
[1] رواية الطلمنكيّ، هذه ذكرها المؤلّف- رحمه الله- في محنة ابن بهزاد، التي تقدّمت في حوادث سنة 342 هـ.
[2] في (أخبار مصر) في الجزء الّذي لم يصلنا.
[3] انظر عن (أحمد بن جعفر) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 149، 150، والعبر 2/ 270، وسير أعلام النبلاء 15/ 519 رقم 396، والإعلام بوفيات الأعلام 146، وشذرات الذهب 2/ 372.
[4] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن الحسن) في:
الأنساب 8/ 412، والمنتظم 6/ 384، 385 رقم 640، والبداية والنهاية 11/ 232 وفيه «الحسين» .
[5] في البداية والنهاية: «العذري» ، والمثبت هو الصحيح كما في (الأنساب) حيث قال: وأبو هريرة أحمد بن عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن عليّ بن عبد الملك العدوي، عديّ الرّباب، من أهل مصر.(25/344)
وكان ثقة يستملي عَلَى الشيوخ.
مات فِي ربيع الآخر.
573- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْدُوس بْن سَلَمَةَ [1] .
أبو الْحَسَن العَنَزِيّ [2] الطَّرَائفيّ [3] الَّنْيسابوريّ.
سمع: السري بن خزيمة، ومحمد بن أشرس السُّلَميّ، وعثمان بْن سعَيِد الدّارِميّ، وجماعة.
وكان فيما قال الحاكم: صدوقا [4] ، سمعته يَقُولُ: أَقَمْتُ ببغداد سنة أربعٍ وثمانين عَلَى التجارة، فلم أسمع بها شيئًا [5] .
روى عَنْهُ: أبو عَلِيّ الحافظ وانتخب عَلَيْهِ، وأبو الْحُسَيْن الحَجّاجيّ، وابن مَحْمِش الزياديّ، والحاكم، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وآخرون.
تُوُفّي فِي رمضان، وصلّى عَلَيْهِ أَبُو الوليد الفقيه.
574- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه الهَرَويّ [6] .
أخو حامد الرّفّاء [7] ، وأحمد الأسنّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبدوس) في:
الأنساب 8/ 226، 227، والعبر 2/ 370، 371، وسير أعلام النبلاء 15/ 519، 520 رقم 297، والإعلام بوفيات الأعلام 146، 147، والوافي بالوفيات 8/ 45، وشذرات الذهب 2/ 372.
[2] العنزيّ: بفتح العين المهملة، والنون، وكسر الزاي. هذه النسبة إلى «عنزة» ، وهو حيّ من ربيعة، وهو: عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان. (الأنساب 9/ 76) .
[3] تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[4] قال ابن السمعاني: ذكره الحافظ أبو عبد الله في «تاريخ نيسابور» فقال: أبو الحسن الطرائفي، كان من أهل الصدق والمحدّثين المشهورين، انتخب عليه أبو علي الحافظ ثلاثة أجزاء، وأبو الحسين الحجّاجي سبعة أجزاء، ولم يزل مقبولا في الحديث مع ما كان يرجع إليه من السلامة.
(الأنساب 8/ 226، 227) .
[5] الأنساب 8/ 227.
[6] لم أجده، وهو في (تاريخ نيسابور) .
[7] هو: أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن معاذ الهروي الواعظ الرّفاء. مات بهراة سنة 356 هـ. ونقل ابن السمعاني ترجمته في (الأنساب 6/ 141، 142) عن (تاريخ نيسابور) .(25/345)
سَمِعَ من: عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف الحنفيّ صاحب يعلى بن عبيد.
وعنه: حاتم بْن محمد، وجماعة.
575- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد العزيز [1] .
أَبُو محمد البلْخيّ [2] المؤذّن.
فِي شعبان.
576- إبْرَاهِيم بْن عثمان القَيْروانيّ النَّحْويّ [3] .
أَبُو القاسم بْن الوزّان.
شيخ تِلْكَ الدّيار فِي النَّحْو، واللغة.
كَانَ ذا صدق وتواضُع وتضلُّع من علم العربيّة.
قَالَ القِفْطيّ [4] : حفظ كتاب «العين» للخليل، و «المصنّف الغريب» لأبي عبيد، و «إصلاح المنطق» لابن «السِّكِّيت» ، وكتاب «سِيبَوَيْه» ، وأشياء كثيرة حتى قَالَ فِيهِ بعضهم: لو قِيلَ إنّه أعلم من المبرّد وثعلب لصَدَق القائل. وكان يستخرج ابن الوزّان هذا من العربية ما لم يستخرجه أحد. وكان عجبًا فِي استخراج المُعَمَّى.
تُوُفّي يوم عاشوراء من سنة ست وأربعين بالمغرب.
577- إبْرَاهِيم بْن محمد بْن هشام [5] .
__________
[1] لم أجده.
[2] البلخيّ: بفتح الباء الموحّدة، وسكون اللام، وفي آخرها الحاء المعجمة. نسبة إلى بلدة من بلاد خراسان يقال لها بلخ، فتحها الأحنف بن قيس التميمي، من جهة عبد الله بن عامر بن كريز، زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه (الأنساب 2/ 283) .
[3] انظر عن (إبراهيم بن عثمان) في:
طبقات النحويين واللغويين 269، ومعجم الأدباء 1/ 203، 204، وإنباه الرواة 1/ 172- 174 رقم 104، والعبر 2/ 271، وسير أعلام النبلاء 15/ 539، 540 رقم 318، والوافي بالوفيات 6/ 50، 51، ومرآة الجنان 2/ 340، والديباج المذهب 91، وسلّم الوصول 22، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 1/ 171، 172، وبغية الوعاة 1/ 183، وشذرات الذهب 2/ 372.
[4] في: إنباه الرواة 1/ 173.
[5] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن هشام) في:(25/346)
الأمين الْبُخَارِيّ أَبُو إِسْحَاق.
سَمِعَ: صالحًا جَزَرَة، وأبا الموجّه محمد بْن عَمْرو، وسهل بْن شاذُوَيْه.
وحجّ، وحدَّث.
روى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وعَبْد اللَّه بْن عثمان الدّقّاق.
قَالَ الحاكم: هُوَ فقيه أهل النَّظر فِي عصره. كتبنا عَنْهُ.
وورّخ وفاته غُنْجار.
578- إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن محمد بْن إبْرَاهِيم [1] .
أبو الحسين الكاذيّ [2] .
سَمِعَ: الكُدَيْميّ، ومحمد بْن يوسف بْن الطّبّاع، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد.
وعنه: أبو الحسن بْن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن بْن بِشْران.
قَالَ الخطيب [3] : كَانَ ثقة زاهدًا. كَانَ يقدم من قريته كاذة إلى بغداد فيحدّث ويرجع.
أخبرنا أبو الفهم السُّلَميّ، أَنَا أَبُو محمد بْن قُدامة سنة 617 [4] ، أَنَا أَبُو الفتح بْن البطّيّ، أَنَا مالك بْن أَحْمَد، ثنا عَلِيّ بْن محمد المعدّل إملاءً، أَنَا إِسْحَاق بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: وجدتُ في كتاب أَبِي: ثنا أَبُو معاوية الغُلابيّ: حدثني عامر، عَنْ عوف الأعرابيّ أنّه كَانَ يَقُولُ لجُلَسائه: أما والله ما نُعَلِّمُكُم من جَهَالة، ولكن نذكِّركم بعض ما تعرفون، لعلّ الله أن ينفعكم به.
__________
[ () ] المنتظم 6/ 385 رقم 641، والكامل في التاريخ 8/ 520، وسير أعلام النبلاء 15/ 517 رقم 293، والجواهر المضيّة 1/ 100، 101 رقم 39، والطبقات السنية، برقم 70.
[1] انظر عن (إسحاق بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 6/ 399 رقم 3454، والأنساب 10/ 313.
[2] الكاذي: بفتح الكاف والذال المعجمة بعد الألف، هذه النسبة إلى كاذة. ذكر صدر الأفاضل الخوارزمي في (خلوة الرياحين) : الكاذي، ريحانة من رياحين الحرّوم، ومعدنها سيراف، يشبه الياسمين، إلّا أنها زهر أحمر يرى به دهن الكاذي، قال أبو نواس:
أشرب على الورد في نيسان مصطبحا ... من خمر قطربُّل حمراء كالكاذي
وهي قرية من قرى بغداد. (الأنساب 10/ 313) .
[3] في تاريخه.
[4] هكذا في الأصل.(25/347)
- حرف الباء-
579- بُنْدار بْن يعقوب بْن إِسْحَاق [1] .
أَبُو الخير الشّيرازيّ، السّرّاج، المالكيّ.
- حرف التاء-
580- تميم بْن خَيْران [2] .
أَبُو محمد القَيْروانيّ.
من كِبار المالكيّة.
بالقيروان.
- حرف الجيم-
581- جعْفَر بْن محمد بْن أَحْمَد [3] .
أَبُو الفضل البغدادي.
سَمِعَ: بِشْر بْن مُوسَى، ومُطَيَّن.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وجماعة [4] .
- حرف الحاء-
582- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن الأزهر [5] .
أَبُو محمد الإسْفَرَائينيّ [6] ، ابن أخت أبي عوانة.
__________
[1] لم أقف على صاحب الترجمة في المصادر المتوفرة.
[2] لم أقف على صاحب الترجمة في المصادر المتوفرة.
[3] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 225، 226 رقم 3714.
[4] قال الخطيب: وكان ثقة.
[5] انظر عن (الحسن بن محمد) في:
الأنساب 1/ 205، 206، والعبر 2/ 271، وسير أعلام النبلاء 15/ 535، 536 رقم 313، والوافي بالوفيات 12/ 265، وشذرات الذهب 2/ 2، 3.
[6] الإسفرائيني: بكسر الألف وسكون السين المهملة وفتح الفاء والراء وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى إسفرايين، وهي بليدة بنواحي نيسابور على منتصف الطريق من(25/348)
رحل بِهِ خاله بعد أن سمّعه من أَبِي بكر بن رجاء، وأحمد بْن سهل بأسفرايين.
فسمع بالرّيّ: محمد بْن أيّوب، وببغداد: أَبَا مسلم الكَجّيّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وبالبصرة: أبا خليفة.
وجمع لَهُ خاله حديث مالك.
روى عَنْهُ الحاكم وقال: كَانَ مُحَدَّث عصره، ومن أجود النّاس أُصُولًا [1] .
تُوُفّي فِي شعبان.
وعنه أيضا: عليّ بن محمد الإسْفَرَائينيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن بالُوَيْه المزكيّ، وجماعة.
583- الْحُسَيْن بْن أيّوب [2] .
أبو عبد الله الهاشميّ.
بغداديّ، ثقة.
حدَّث عَنْ: صالح بْن عمران الدعاء، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة، والحَسَن بْن أَحْمَد بْن فيل.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وغيرهما.
- حرف السين-
584- سعَيِد بن فحلون [3] .
__________
[ () ] جرجان، وقيل: إن نسا وأبيورد وأسفرايين عرائس ينشزن على المبتدعين. (الأنساب 1/ 235) .
[1] ذكره الحاكم في (تاريخ نيسابور) وقال: أبو محمد الأسفراييني جمع له خاله حديث مالك بن أنس وغيره، كتبنا عنه من سنة خمس وثلاثين إلى نيّف وأربعين، كان يقدم البلد- يعني نيسابور- في كل سنة قدمة لا تخطئه ويحمل إلينا من أصوله ما نستفيده. (الأنساب 1/ 206) .
[2] انظر عن (الحسين بن أيوب) في:
تاريخ بغداد 8/ 23 رقم 4066، والمنتظم 6/ 385 رقم 643.
[3] انظر عن (سعيد بن فحلون) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 168، 169 رقم 502، وجذوة المقتبس للحميدي(25/349)
أبو عثمان إلْبِيريّ الأندلُسيّ.
آخرَ من روى عَنْ يوسف المَغاميّ، وجماعة.
روى «الواضحة» لابن حبيب أَبُو عَلِيّ الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه البجّانيّ شيخ ابن عَبْد البَرّ وغيره، عَنِ ابن فَحْلُون، عَن المَغَاميّ، عَنِ ابْن حبيب.
وسمع: ابن فَحْلُون بقُرْطُبة من: بَقِيّ بْن مَخْلَد، ومحمد بْن وضّاح، وإبراهيم بْن قاسم، ومطرِّف بْن قيس.
ورحل فسمع من: أَحْمَد بْن محمد بْن رِشْدين الْمَصْريّ، وأبي عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ، وطائفة.
وكان صدوقًا فِي أخلاقه زعارة [1] .
روى عَنه جماعة منهم: يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي عيسى اللَّيْثيّ.
وتوفي في رجب فِي ثانيه. ومولده سنة 252 [2] رحمه اللَّه.
- حرف العين-
585- عَبْد اللَّه بْن إبْرَاهِيم بْن واضح [3] .
أَبُو بَكْر الأصبهانيّ أحد العُبّاد المذكورين.
يقال إنّه رَأَى الحقّ تعالى فِي النّوم مرَّتين.
جاء ذَلِكَ عَنْهُ من وجهين.
586- عَبْد اللَّه بْن جعْفَر بْن أَحْمَد بْن فارس [4] .
__________
[ () ] 232، 233 رقم 477، وبغية الملتمس للضبيّ 311 رقم 812، وشجرة النور الزكية 89 رقم 194، وفيه «ابن مجلون» .
[1] وقال ابن الفرضيّ: «وكان سعيد بن فحلون صدوقا فيما روى، غير أنه لم يكن حصيف العقل، وكانت له أخلاق كريمة جدا، أخبرني بذلك عنه جماعة ممن لقيه ووقف على هذه الحال منه، وطال عمره، فاحتاج الناس إليه، وانفرد بروايته» . (تاريخ علماء الأندلس 1/ 169) .
[2] هكذا في الأصل.
[3] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 87.
[4] انظر عن (عبد الله بن جعفر) في:
طبقات المحدّثين بأصبهان، ورقة 156، وذكر أخبار أصبهان 2/ 80، والتقييد لابن النقطة(25/350)
أَبُو محمد الأصبهانيّ.
سَمِعَ: يونس بْن حبيب، ومحمد بْن عاصم الثَّقفيّ، وأحمد بْن يونس الضّبّيّ، وهارون بْن سُلَيْمَان، وأحمد بْن عصام، والكبار.
وكان ثقة عابدًا.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله بْن مَنْدَه، وأبو بَكْر محمد بْن أَبِي عَلِيّ الذكوانيّ، وأبو ذَرّ بْن الطَّبَريّ، وأبو بَكْر بْن فُورَك، والحسين بْن إبْرَاهِيم الجمّال، ومحمد بْن عَلِيّ بْن مُصْعَب التّاجر، وأبو على أَحْمَد بْن يزداد غلام محسن، وأبو نُعَيْم الحافظ، وطائفة سواهم.
وهو آخر من حدَّث عَن الْمسمين، وعن إِسْمَاعِيل سَمُّوَيْه، ومحمد بْن عُمَر أخي رسْتَه، ويحيى بْن حاتم العسكريّ، وغيرهم.
وُلِد سنة 248.
وقال ابن المقرئ: رَأَيْته يُحدَّثَ بمكّة من أيّام الفضل الجندي، وإسحاق الخُزَاعيّ.
وقال أبو عبد الله بْن مَنْدَه: كَانَ شيوخ الدّنيا خمسة: عبد اللَّه بْن جعْفَر بأصبهان، والأصمّ بنيسابور، وابن الأعرابيّ بمكّة، وخيثمة بأطْرابُلُس، وإسماعيل الصّفّار ببغداد [1] .
وقال أَبُو بَكْر بْن مَرْدُوَيْه وأبو القاسم عبد الله بن أحمد السّوذرجانيّ [2] في تاريخهما إصبهان: كان ثقة.
وقال أبو الشيخ [3] : حكى أبو جعفر الخياط لنا قَالَ: حضرتُ موت عَبْد اللَّه بْن جعْفَر وكنّا جلوسًا [4] عنده فقال: هذا مَلَك الموت قد جاء.
__________
[314، 315] رقم 378، والعبر 2/ 272، وسير أعلام النبلاء 15/ 553، 554 رقم 329، والإعلام بوفيات الأعلام 147، والوافي بالوفيات 17/ 105، وشذرات الذهب 2/ 372.
[1] التقييد 315.
[2] السّوذرجانيّ: بضم السين المهملة، والذال المفتوحة المعجمة، وسكون الراء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى سوذرجان، وهي من قرى أصبهان. (الأنساب 7/ 185) .
[3] في طبقات المحدّثين 156.
[4] في الأصل: «جلوسه» .(25/351)
وقال بالفارسيّة: اقبض روحي كما تقبض روحَ رَجُل يَقُولُ تسعين سنة أشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّه [1] .
وقال أَبُو الشَّيْخ [2] : سَمِعْتُ أَبَا عُمَر القطّان يَقُولُ: رَأَيْت عَبْد اللَّه بْن جعْفَر فِي النَّوم فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟
قَالَ: غفر لي، وأنزلني منازلّ الأنبياء.
تُوُفّي رحمه اللَّه تعالى فِي شهر شوّال.
587- عَبْد اللَّه بْن فارس [3] .
أَبُو ظُهَيْر العُمريّ البلْخيّ.
تُوُفّي بالرّيّ فِي رمضان، وهو آخر من روى فِي الدُّنيا عَنِ: محمد بْن إِسْمَاعِيل البخاريّ.
وكان قدِم فِي هذه السنة إلى نيسابور، وحدَّث بها فِي غيبة الحاكم عن:
معمّر بن محمد العَوْفيّ، وعبد الصّمد بْن الفضل.
وضبط السِّلفيّ كنيته بالضّمّ.
قال الحاكم: وكتب لي فِي الإجازة أنّه سَمِعَ من محمد بْن إِسْمَاعِيل البخاريّ.
قلت: لَهُ حديث فِي مجلس ابن بالُوَيْه.
روى عَنْهُ: ابن بالُوَيْه، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، فقال: أَنَا عَبْد اللَّه بْن فارس بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن سالم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
588- عَبْد اللَّه بْن مسرور بن الحجّام المالكيّ المغربيّ [4] .
__________
[1] التقييد 315.
[2] في طبقات المحدّثين.
[3] انظر عن (عبد الله بن فارس) في:
المشتبه في أسماء الرجال 1/ 426.
[4] انظر عن (عبد الله بن مسرور) في:(25/352)
سَمِعَ: عيسى بْن مسكين، وابن أَبِي سُلَيْمَان، وغيرهما.
أخذ عَنْهُ: أَبُو محمد بْن أَبِي زيد الفقيه.
كَانَ من أئمّة المالكيّة [1] .
589- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سيان [2] .
أَبُو مُسلْمِ الأصبهانيّ المذكّر.
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن زُهَير الحُلْوانيّ، وأبا بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأحمد بْن عَمْرو البزار.
وعنه: أَبُو نُعَيْم، وجماعة.
590- عَبْد الصّمد بْن عَلِيّ بْن محمد بْن مَكْرَم [3] .
أَبُو الْحُسَيْن الطَّسْتيّ [4] الوكيل، بغداديّ، ثقة مشهور.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وأحمد بْن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ، ودُبَيْس بْن سلام القَصَبانيّ، وحامد بْن سهل، وإبراهيم الحربيّ، وطبقتهم.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الحسين بْن بِشْران، وعلي بْن دَاوُد الرّزّاز، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
تُوُفّي فِي شعبان وله ثمانون سنة.
__________
[ () ] شجرة النور الزكية 85 رقم 171، وفيه «أبو محمد عبد الله بن هاشم بن مسرور التميمي المعروف بابن الحجام» .
[1] قال القابسي: ترك أبو محمد سبع قناطير كتبا كلها بخط يده، ألّف كتبا كثيرة في أنواع من العلوم منها «كتاب اليواقيت» (شجرة النور الزكية 85) .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 119.
[3] انظر عن (عبد الصمد بن علي) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 320 رقم 289، وتاريخ بغداد 11/ 41، والأنساب 8/ 241، والمنتظم 6/ 385 رقم 645، واللباب 2/ 282، والعبر 2/ 272، وسير أعلام النبلاء 15/ 555، 556 رقم 331، والأعلام بوفيات الأعلام 147، والنجوم الزاهرة 3/ 318، وشذرات الذهب 2/ 373، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 302 رقم 196.
[4] الطّستيّ: بفتح الطاء المهملة، وسكون السين المهملة أيضا، وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين. هذه النسبة إلى «الطّست» وعمله. (الأنساب 8/ 241، اللباب 2/ 282) .(25/353)
وله جزء مشهور عَنْد جعْفَر.
591- عَبْد المؤمن بْن خَلَف بْن طُفَيْلِ بْن زيد بْن طُفَيْلٍ [1] .
الحافظ أَبُو يَعْلَى التّميميّ النَّسَفيّ.
وُلِد سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.
وسمع: جدّه، وجماعة.
ثمّ رحل، وسمع: أَبَا حاتم الرّازيّ، وعبد الله بْن أَبِي مَسَرَّة، وعلي بْن عَبْد العزيز، وإسحاق الدَّبَريّ، وأبا الزِّنْباع رَوْح بْن الفَرَج، ويحيى بْن أيّوب، وخلقًا سواهم.
وعنه: عبد الملك بْن مروان المَيْدانيّ، وأحمد بْن عمّار بْن عصمة، ويعقوب بْن إِسْحَاق النَّسَفيّون، وأبو عَلِيّ منصور بْن عَبْد اللَّه الخالديّ الهَرَويّ، وأبو نصر أَحْمَد بْن محمد الكَلاباذيّ الحافظ، وآخرون.
وكان أثريًّا سُنّيًا ظاهريّ المذهب، شديدًا عَلَى أهلِ القياس، يتبع كثيرًا أَحْمَد بْن حنبل، وإسحاق بْن راهُوَيْه.
وأخذ عَنْ أَبِي بَكْر محمد بْن دَاوُد الظاهري مصنّفاته، وكان خيرًا ناسكًا.
دخل أَبُو القاسم عَبْد الله بْن أَحْمَد الكعْبي المعتزليّ نسف، فأكرموه إلا الحافظ عَبْد المؤمن فإنّه لم يمضِ إِلَيْهِ، فقال الكعبيّ: نَحْنُ نأتيه.
فلمّا دخل عَلَيْهِ لم يقُم ولم يلتفت من محرابه، فكسّر الكعبِيّ خَجَله بأن قَالَ: باللَّه عليك أيّها الشَّيْخ. يعني لا تقم، ودعا لَهُ قائمًا وانصرف.
قَالَ أَبُو جعْفَر محمد بْن عَلِيّ النَّسَفيّ: شهدت جنازة الشَّيْخ أَبَا يَعْلَى بالمُصَلّى إذ غشِينَا أصواتُ الطُّبول مثل ما يكون من العساكر، حتّى ظنّ أجمعنا
__________
[1] انظر عن (عبد المؤمن بن خلف) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 272 ب، والعبر 2/ 272، وسير أعلام النبلاء 15/ 480- 483 رقم 273، وتذكرة الحفاظ 3/ 866- 868، والإعلام بوفيات الأعلام 147، ومرآة الجنان 2/ 340، والنجوم الزاهرة 3/ 318، وطبقات الحفاظ 354، 355، وشذرات الذهب 2/ 373، ومعجم طبقات الحفاظ 123 رقم 805.(25/354)
أنّ جيشًا قدِم. وكنّا نقول: ليتنا صلَّينا قبل أن يغشانا هذا.
فلمّا اجتمع الناس وقاموا للصّلاة وأنصتوا هدأت الأصوات كأن لم تكن.
ثمّ إنيّ كنتُ رَأَيْت فِي النّوم فِي أيّام أَبِي يَعْلَى كأنّ شخصًا واقفًا عَلَى رأس درب أَبِي يَعْلَى بْن خَلَف وهو يقول: أيّها النّاس من أراد منكم الطّريق المستقيم فعليه بأبي يَعْلَى. أو كلامًا نحو هذا.
رواها جعْفَر بْن محمد بْن المستغفري [1] الحافظ، عَنْ أَبِي جعْفَر هذا.
تُوُفّي أَبُو يَعْلَى رحمه اللَّه فِي جُمَادَى الآخرة.
592- عَبْيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن البلْخيّ [2] .
أَبُو القاسم.
سَمِعَ: أَبَا إِسْمَاعِيل التِّرْمِذيّ، وبشر بْن موسى، ومحمد بن أيّوب الرّازيّ.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ ووثقة، وابن رزْقَوَيْه [3] .
593- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن الخليل بْن شاذُوَيْه [4] .
أَبُو الْحَسَن القَهَنْدزِيّ [5] البخاريّ.
__________
[1] في كتابه (تاريخ نسف) الّذي لم يصلنا.
[2] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 355، 356 رقم 5509.
[3] ووثّقه الخطيب وقال: وكان شيخا صالحا.
[4] انظر من (علي بن الحسن) في:
الأنساب 10/ 275.
[5] القهندزيّ: بضمّ القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى قهندز، بلاد شتّى، وهي المدينة الداخلة المسوّرة، وأمّا قهندز بخارى فهي المدينة الداخلة فيما أظنّ. قال قائلهم:
لولا ابن جعدة لم يفتح قهندزكم ... ولا بخارى حتى يفتح الصّور
(الأنساب 10/ 274) .
أما ياقوت فضبطه: «قهندز» : بفتح أوله وثانيه، وسكون النون، وفتح الدال، وزاي، وهو في الأصل رسم الحصن أو القلعة في وسط المدينة، وهي لغة كأنها لأهل خراسان وما وراء النهر خاصة، وأكثر الرواة يسمّونه، قهندز، وهو تعريب كهندز معناه: القلعة العتيقة، وفيه تقديم وتأخير لأن كهن هو العتيق، ودز قلعة، ثم كثر حتى اختصّ بقلاع المدن، ولا يقال في القلعة إذا(25/355)
سَمِعَ: محمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، وإسرائيل بْن السّميدع، وسهل بن المتوكّل.
وحدّث.
ما فِي جُمَادَى الآخرة.
594- عُمَر بْن الْحَسَن بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عياش [1] .
القاضي أَبُو جعْفَر الهاشميّ العباسي، أمير الموسم، وقاضي الديار الْمَصْرية.
كَانَ ورِعًا فِي القضاء، حُمَيْد السيرة، وافر الدّين.
استعفي غير مرة من القضاء وناب عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن الحداد.
وكان إذا حجّ يسدّ المنصب عَنْهُ ابنُ الحدّاد. ثمّ صُرف بعد ثلاث سنين ونصف من ولايته في آخر سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، وبقي إلى هذا العام فمات فِي صفر، وولي بعده ابن الخصيب [2] .
595- عُمَر بْن زكريّا البزّاز [3] .
سَمِعَ: يوسف بْن يعقوب القاضي.
وعنه: أَبُو الْحُسَن بْن رزْقَوَيْه.
وثقَّه الخطيب.
596- عُمَر بْن محمد بْن أَحْمَد بْن الحدّاد [4] .
العطّار.
__________
[ () ] كانت مفردة في غير مدينة مشهورة. (معجم البلدان 4/ 419) .
وقد ضبط في الأصل بالفتح، مع أن ياقوت لم يذكر صاحب الترجمة.
[1] انظر عن (عمر بن الحسن) في:
الولاة والقضاة للكندي 492، 553، 569، 574- 577، 586، وحسن المحاضرة 2/ 90 وفيه: «عبد العزيز بن الحسن بن عبد العزيز» ، وهو وهم.
[2] الولاة والقضاة 575، 576، نقلا عن: رفع الإصر (المخطوط) ورقة 87 ب، لابن حجر.
[3] انظر عن (عمر بن زكريا) في: تاريخ بغداد 11/ 40 رقم 5987 وفيه كنيته: أبو حفص.
[4] انظر عن (عمر بن محمد) في: تاريخ بغداد 11/ 242 رقم 5990.(25/356)
بغداديّ، ثقة.
سكن مصر، وروي عَنْ: تمتام، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، واحمد بْن محمد البرتي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي العوام.
روى عَنْهُ عامّة المصريين: أَبُو محمد بْن النّحّاس، وعبد الغنيّ الحافظ، والحسين بْن أَحْمَد المادرائي، ومحمد بْن عَلِيّ الأنباري.
- حرف الميم-
597- محمد بْن أَحْمَد بْن محبوب بْن فُضَيْل [1] .
أَبُو الْعَبَّاس المَرْوزِيّ المحبوبي [2] .
مُحَدَّث مَرْو.
سَمِعَ: سعَيِد بْن مَسْعُود المَرْوزِيّ، والفضل بْن عَبْد الجبّار الباهليّ، ومحمد بْن عيسى التِّرْمِذيّ، وجماعة.
وعنه: أبو عبد الله بْن مَنْدَه، وأبو عبد الله الحاكم، وعبد الجبّار الجرّاحيّ، وإسماعيل بْن يَنَال المحبوبيّ.
وكان الرّحلة إِلَيْهِ فِي سماع التِّرْمِذيّ، وغيره.
كَانَ شيخ مَرْو ثروةً وإفضالًا، وسماعاته مضبوطة بخطّ خاله أَبِي بَكْر الأحول.
وُلِد سنة 249 [3] ، وتوفي فِي رمضان سنة ست.
ورحل إلى تِرْمِذ سنة خمسٍ وستين فيما بلغني.
قال الحاكم: سماعه صحيح.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن محبوب) في:
تاريخ جرجان للسهمي 276، والأنساب 11/ 159، والعبر 2/ 272، والمعين في طبقات المحدّثين 112 رقم 1254، وسير أعلام النبلاء 15/ 537 رقم 315، والإعلام بوفيات الأعلام 147، والوافي بالوفيات 2/ 40، 41، ومرآة الجنان 2/ 340، وشذرات الذهب 2/ 373.
[2] المحبوبيّ: بفتح الميم وسكون الحاء المهملة وضم الباء الموحّدة، وفي آخرها باء أخرى، بعد الواو. هذه النسبة إلى محبوب وهو اسم جدّ المنتسب إليه. (الأنساب 11/ 159) .
[3] هكذا في الأصل.(25/357)
598- محمد بْن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم [1] .
أَبُو تُراب المَوْصِليّ.
مِن ساكني هَرَاة.
حدَّث بها عَنْ: عُمَيْر بْن مِرْداس النَّهَاوَنْديّ، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد الرّازيّ، وعلي بْن محمد بْن عيسى المالينيّ.
وعنه: أَبُو منصور محمد بْن محمد الأزديّ، وأبو القاسم الداوديّ القاضي.
599- محمد بْن بَكْر بْن محمد بْن عَبْد الرّزّاق [2] .
أَبُو بَكْر بْن داسة البصْريّ التّمّار.
راوي السُّنَن.
سَمِعَ: أَبَا دَاوُد السجستاني، وأبا جعْفَر محمد بْن الْحَسَن بْن يونس الشّيرازيّ، وإبراهيم بْن فهد، وغيرهم.
وعنه: أَبُو سُلَيْمَان الخطّابيّ، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري، وابن جُمَيْع، وأبو بَكْر بْن لال، وأبو عَلِيّ الْحُسَيْن بْن محمد الرُّوذَبَارِيّ، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ غَدِيرٍ: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ، أَنَا جَمَالُ الْإِسلَام، أَنَا ابْنُ طلَاب، أَنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، أَنَا محمد بْنُ بَكْرٍ بِالْبَصْرَةِ: ثنا أَبُو جعْفَرٍ محمد بْنُ الْحَسَنِ، نا الْحَسَنُ بْنُ مَالِكٍ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْقَزَعِ» [3] .
__________
[1] لم أجده، بل ذكر ابن السمعاني أباه (إسحاق بن إبراهيم الموصلي) في (الأنساب 11/ 523) .
[2] انظر عن (محمد بن بكر) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 89 رقم 34، واللباب 1/ 485، وسير أعلام النبلاء 15/ 538، 539 رقم 317، والعبر 2/ 273، والإعلام بوفيات الأعلام 147، والوافي بالوفيات 2/ 255 وفيه «محمد بن بكير» ، والوفيات لابن قنفذ 215، 216، والنجوم الزاهرة 3/ 318، وشذرات الذهب 2/ 373.
[3] رواه البخاري في اللباس 10/ 306، 307 باب القزع، ومسلم في اللباس (2130) باب:
كراهية القزع، وأبو داود في الترجّل (4193) و (4194) باب: في الذؤابة، والنسائي في الزينة 8/ 130 باب النهي عن القزع، وباب: ذكر النهي عن أن يحلق بعض شعر الصبي ويترك(25/358)
600- محمد بْن سُهيل بْن بسّام [1] .
أَبُو بَكْر الْبُخَارِيّ اللّبّاد [2] .
سَمِعَ: سهل بْن المتوكلّ، وصالح بن محمد جَزَرَة.
وحدَّث.
601- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن إبْرَاهِيم [3] .
أَبُو سعَيِد الزّاهد.
أحد العُبّاد المجتهدين بَمْرو.
قدِم نيسابور، وحدَّث عَنْ: حمّاد بْن أَحْمَد القاضي، ويحيى بْن ساسُوَيْه.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وغيره.
602- محمد بْن عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن محمد بْن مطرِّف المدنيّ [4] .
أَبُو ميمون الأديب، نزيل عسقلان.
قدِم فِي هذه السنة مصر، فحدث عَنْ: ثابت بْن نُعَيْم الهرجيّ [5] ، وبكر الدِّمْياطيّ، وجماعة.
وكان إخباريًا علامة.
603- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زياد [6] .
أَبُو بَكْر الَّنْيسابوريّ، نزيل مروالرّوذ.
سَمِعَ: جدِّه لأمْه الْعَبَّاس بْن حمزة، والسري بْن خُزَيْمَة، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بن موسى.
__________
[ () ] بعضه، وابن جميع في معجم الشيوخ، رقم 34.
وفي رواية: قال عبد الله: قلت النافع: وما القزع؟ قال: يحلق بعض رأس الصبيّ ويترك بعضه.
[1] لم أجده.
[2] اللّبّاد: بفتح اللام وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى بيع اللّبود- وهي جمع لبد- وعملها. (الأنساب 11/ 5) .
[3] لم أجده، وهو في (تاريخ نيسابور) .
[4] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ مصر) .
[5] لم أجد هذه النسبة في (الأنساب) أو (اللباب) .
[6] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ نيسابور) .(25/359)
ويعُرْف بالعُمانيّ [1] .
604- محمد بْن عُبّيْد اللَّه بْن أَبِي الورد [2] .
حدَّث فِي هذه السنة، وانقطع خبره.
سَمِعَ: الحارث بْن أبي أسامه.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وغيره.
وهو أَبُو بَكْر البغداديّ [3] .
605- محمد بْن القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن قاسم بْن منصور [4] .
أَبُو منصور الَّنْيسابوريّ العتكيّ [5] .
أوّل سماعاته سنة ثلاثٍ وسبعين.
سَمِعَ: السريّ بن خزيمة، ومحمد بن أشرس، والحسين بن الفضل، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أنس، والحسن بن عَبْد الصّمد، وإسماعيل بْن قُتَيْبة، وأحمد بْن سَلَمَةَ.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: شيخ متيقّظ فَهْم صدوق جيّد القراءة صحيح الأصول.
تُوُفّي فِي آخر سنة ستّ.
606- محمد بن القاسم بن هارون [6] .
__________
[1] العمانيّ: بضم العين المهملة، وتخفيف الميم، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى «عمان» وهي من بلاد البحر أسفل البصرة. (الأنساب 9 ج 49) .
[2] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 332 رقم 826.
[3] قال الخطيب: وحدّثنا عنه. بحديث واحد، ورأيت في كتابه عنه أحاديث عدّة وكان ثقة.
[4] انظر عن (محمد بن القاسم) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 295 رقم 305، والإعلام بوفيات الأعلام 147.
[5] العتكيّ: بفتح العين المهملة، والتاء المنقوطة بنقطتين من فوق، وكسر الكاف. هذه النسبة إلى (عتيك) وهو بطن من الأزد، وهو عتيك بن النضر بن الأزد بن الغوث بن بنت مالك بن كهلان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح. (الأنساب 8/ 387) .
[6] لم أجده، وهو في (تاريخ مصر) .(25/360)
أَبُو بَكْر الْمَصْريّ الخبّاز.
عَنْ: أَبِي يزيد القراطيسيّ، ونحوه.
وثقَّه ابن يونس.
607- محمد بْن محمد بْن حامد [1] .
أَبُو نصر التِّرْمِذيّ.
حدَّث ببغداد عَنْ: محمد بْن حبّال الصَّغَاني [2] .
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسن الحماميّ المقرئ.
وكان زاهدًا صالحًا.
608- محمد بْن محمد بْن الْحَسَن الكارِزِيّ [3] .
أَبُو الْحُسَن المعدّل.
سَمِعَ كتابي «الأموال» ، و «غريب الحديث» لأبي عُبّيْد، من عَلِيّ بْن عَبْد العزيز.
609- محمد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن حمزة بن جميل [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد الترمذي) في:
تاريخ بغداد 3/ 281 رقم 1272.
[2] الصّغاني: بفتح الصاد المهملة، والغين المعجمة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بلاد مجتمعة وراء جيحون، يقال لها «جغانيان» وتعرّب فيقال لها «الصّغانيان» وهي كورة عظيمة واسعة، كثيرة الماء والشجر والأهل.. والنسبة إليها: الصغاني والصاغاني أيضا. (الأنساب 8/ 68) .
[3] انظر عن (محمد الكارزي) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 182، والأنساب 10/ 317، واللباب 3/ 74، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 539. و «الكارزيّ» : بفتح الكاف وكسر الراء والزاي. وقال ابن ماكولا: بفتح الراء.
هذه النسبة إلى كارز، وهي قرية بنواحي نيسابور، على نصف فرسخ منها. (الأنساب 10/ 317) يقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : في العودة إلى كتاب (الإكمال) لابن ماكولا، نجد (الكارزي) بالكسر، ولم يقل ابن ماكولا فيه بفتح الراء، فليراجع.
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 3/ 217، 218، والأنساب 3/ 294، 295، والمنتظم 6/ 386 رقم 646، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ ورقة أ- 457 أ، والعبر 2/ 273، وسير أعلام النبلاء 15/ 546، 548 رقم 325، والوافي بالوفيات 1/ 114، وشذرات الذهب 2/ 373.(25/361)
أَبُو جعْفَر البغداديّ الجمّال المحدِّث.
سكن سَمَرْقند، وحدَّث عَنْ: أبي بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وأحمد بْن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ، وجعفر بْن محمد بْن شاكر، وعبد الكريم الدَّيْرعَاقُوليّ.
ورحل فسمع: عُبّيْد بْن محمد الكشْوَريّ [1] . وأبا عُلاثَة محمد بْن عُمَرو، ويحيى بْن عثمان الْمَصْريّ، وأبا زُرْعَة الدّمشقيّ، وخير بْن عَرَفَة، وطبقتهم بالحجاز، واليمن، والشّام، وبغداد.
وعنه: ابن مَنْدَه، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو سعْد الإدريسيّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم الْجُرْجانيّ.
وانتخب عَلَيْهِ أَبُو عَلِيّ الحافظ.
وكان تاجرًا سفارًا فحدث بأماكن.
قَالَ الحاكم: هُوَ مُحَدَّث عصره بخراسان، وأكثر رحلةً وأثبتهم أصولًا.
وأتَّجر إلى الرّيّ وسكنها مدّة، فقيل لَهُ: الرّازيّ. وكان صاحب جمال، فقيل لَهُ الجمّال.
انتقى عَلَيْهِ أَبُو عَلِيّ الَّنْيسابوريّ أربعين جزءًا.
وتوفي فِي ذي الحجّة بَسَمرْقَنْد.
610- محمد بْن يعقوب بْن يوسف بْن معقل بْن سِنَان [2] .
__________
[1] الكشوريّ: بفتح الكاف وقيل بالكسر والواو بينهما الشين المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى (كشور) ، وهي قرية من قرى صنعاء اليمن. (الأنساب 10/ 438) .
وقد قيّدها في الأصل بكسر الكاف.
[2] انظر عن (محمد بن يعقوب) في:
السابق واللاحق 53، والكفاية في علم الرواية 303، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 2/ 100، والإكمال لابن ماكولا 7/ 319، وأدب الإملاء لابن السمعاني 68، والأنساب 1/ 294- 297، والمنتظم 6/ 386، 387 رقم 647، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16/ ورقة 67 أ- 69 ب.، و (مخطوطة التيمورية) 40/ 264- 271، ومعجم البلدان 2/ 487، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 212، واللباب 1/ 56، والكامل في التاريخ 8/ 520، والمختصر في أخبار البشر 2/ 101، والتقييد لابن النقطة 123- 125 رقم 140، وسير أعلام النبلاء 15/ 452- 460 رقم 258، وتذكرة الحفاظ 3/ 860- 864، والمعين في طبقات(25/362)
أَبُو العباس الأموي، مولى بْني أمَيّة، الَّنْيسابوريّ الأصمّ.
وكان يكره أن يُقال لَهُ الأصم. فكان أَبُو بَكْر بْن إِسْحَاق الصِّبْغيّ [1] يَقُولُ فِيهِ: المَعْقِليّ.
قَالَ الحاكم: إنّما ظهر بِهِ الصَّمَم بعد انصرافه من الرحلة، فاستحكم فِيهِ حتّى بقي لا يسمع نهيق الحمار. وكان مُحَدَّث عصره بلا مدافعة [2] .
حدَّث فِي الْإِسلْام ستًا وسبعين سنة ولم يختلف فِي صدقه، وصحّة سماعاته، وضبط والده يعقوب الورّاق لها [3] .
أذّن سبعين سنة فيما بلغني فِي مسجده، وكان حسن الخُلُق، سخيّ النّفس. وربّما كَانَ يحتاج فيورِّق ويأكل من أُجرته. وكان يكره الأخْذ عَلَى التحديث [4] .
وكان ورّاقه وابنه أَبُو سعَيِد يطالبان الناس ويعلم هُوَ فيكره ذَلِكَ ولا يقدر عَلَى مخالفتهما [5] .
سمع منه الآباء والأبناء والأحفاد [6] .
__________
[ () ] المحدّثين 111 رقم 1251، ودول الإسلام 1/ 214، والعبر 2/ 273، 274، والإعلام بوفيات الأعلام 147، وتاريخ ابن الوردي 1/ 287، والبداية والنهاية 11/ 232، والوافي بالوفيات 5/ 223، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 135، 136 رقم 89، وغاية النهاية 2/ 283، ونكت الهميان 279، والنجوم الزاهرة 3/ 315، وطبقات الحفاظ 355، وشذرات الذهب 2/ 373، 374، والأعلام 8/ 17، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 45- 48 رقم 1647، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 465، وديوان الإسلام 1/ 56 رقم 53، والأعلام 7/ 145.
[1] تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[2] الأنساب 1/ 294، التقييد 124.
[3] الأنساب 1/ 294 وزاد: «وكان مع ذلك يرجع إلى حسن المذهب والتديّن» ، يصلّي خمس صلوات في الجماعة.
[4] وهو الّذي يعاب به أنه كان يأخذ على التحديث إنما يعيبه به من كان لا يعرفه، فإنه كان يكره ذلك أشدّ الكراهة ولا يناقش أحدا فيه. (الأنساب 1/ 295) .
[5] الأنساب 1/ 295.
[6] الأنساب 1/ 295، التقييد 124.(25/363)
سَمِعَ منه الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن منصور كتاب «الرّسالة» ، ثمّ سمعها منه ابنه أبو الْحَسَن، ثمّ ابنه عُمَر. وما رأيتُ الرّحّالة فِي بلدٍ أكثر منهم إِلَيْهِ [1] . رأيتُ جماعة من الأندلس والقيروان، ومن أهل فارس وخُوزستان على بابه. وسمعته يَقُولُ: ولدتُ سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين. ورأي محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وسمع: أَحْمَد بْن يوسف السُّلَميّ، وأحمد بْن الأزهر، ففقد سماعة منهما عند رجوعه مِن مصر.
ورحل بِهِ أَبُوهُ سنة خمسٍ وستين عَلَى طريق أصبهان، فسمع بِهَا:
هارون بْن سُلَيْمَان، وأسيد بْن عاصم.
ولم يسمع بالأهواز، ولا بالبصرة.
وسمع بمكّة من أَحْمَد بْن شَيْبان الرّمليّ فقط.
ودخل مصر فسمع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الفقيه، وبكّار بْن قُتَيْبة، والربيع بْن سُلَيْمَان، وبحر بْن نصر، وإبراهيم بْن مُنْقِذ.
وسمع بعسقلان: أَحْمَد بْن الفضل الصّائغ.
وببيت المقدس من غير واحد، وببيروت: العبّاس بن الوليد سمع منه مسائل الأوزاعيّ.
وبدمشق: ابن ملاس النُّمَيريّ، ويزيد بْن عَبْد الصمد.
وبحمص: محمد بْن عَوْف.
وبطَرَسُوس: أَبَا أُميّة فأكثر.
وبالرَّقَّة: محمد بن عَلِيّ بْن ميمون.
وبالكوفة: الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عفّان، وسعيد بْن محمد الحجوائي [2] شيخ ثقة سَمِعَ ابن عيينة، ووكيعا.
وسمع المغازي وغيرها من أحمد بْن عَبْد الجبّار العُطَارِديّ، وبعض «المُسْنَد» من أَحْمَد بْن أَبِي غَرْزَةَ الغِفَاريّ.
__________
[1] الأنساب 1/ 295 وزاد: «ومثل هذا كثير، كفاه شرفا أن يحدّث طول تلك السنين فلا يجد أحد من الناس فيه مغمزا بحجّة» .
[2] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.(25/364)
ثمّ دخل بغداد فسمع: محمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ، وعباس بْن محمد الدُّوريّ، ومحمد بْن عُبَيد اللَّه بْن المنادي، ويحيى بْن جعْفَر، وحنبل بْن إِسْحَاق، وأكثر عَنْهُمَا.
خرج علينا فِي ربيع الأوّل سنة أربعٍ وأربعين، فلمّا نظر إلى كثرة النّاس والغُرباء وقد امتلأت السّكّة بهم، وقد قاموا يُطرّقون لَهُ ويحملونه عَلَى عواتقهم من داره إلى مسجده. فجلس على جدار المسجد وبكى، ثمّ نظر إلى المستملي فقال: اكتب. سَمِعْتُ الصَّغانيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الأشجّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن إدريس يَقُولُ: أتيت بابَ الأعمش بعد موتِه فدققْت الباب، فأجابتني امرأة: هاي هاي، تبكي يعني، وقالت: يا عبد اللَّه ما فعل جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب؟
ثمّ بكى الكثير، ثمّ قَالَ: كأني بهذه السّكّة ولا يدخلها أحد منكم فإنيّ لا أسمع، وقد ضَعُف البصر، وحان الرحيل، وانقضى الأجل. فما كَانَ بعد شهر أو أقل حتي كُفَّ بصرُه وانقطعت الرحلة، ورجع امره إلى أنّه كَانَ ينَاوَل قلمًا، فإذا أخذه بيده علم أنهم يطلبون الروايه فيقول: ثنا الرَّبَيع بْن سُلَيْمَان، ويسرد أحاديث يحفظها وهي أربعة عشر حديثًا وسْبع حكايات. وصار بأسوأ حال.
وتوفي فِي ربيع الآخر سنة ست وأربعين.
وقد ثنا عَنْهُ: أبو عبد الله محمد بْن يعقوب الأخرم، وأبو بَكْر بْن إِسْحَاق، ويحيى العنبريّ، وعبد اللَّه بْن سعْد، وأبو الوليد حسّان بْن محمد، وأبو عَلِيّ الحافظ.
وحدّث عنه جماعة لم أدركهم: أبو عمرو الحِيريّ، ومؤمَّل بْن الْحَسَن، وأبو عَلِيّ محمد بْن عَبْد الوهّاب الثَّقفيّ.
قلتُ: وروى عَنْهُ: الحاكم فأكثر عَنْهُ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وأبو بَكْر الحيريّ، وأبو سعيد الصَّيْرفيّ، وأبو صادق محمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس العطّار، ومحمد بْن إبْرَاهِيم المزكيّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم الْجُرْجانيّ، وأبو بَكْر محمد بْن محمد بْن رجاء، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بن(25/365)
بالُوَيْه، وابن محْمِش الفقيه، وأبو زيد عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أَحْمَد بْن حبيب القاضي، ومحمد بن محمد بْن بالوَيْه، والحسين بْن عبدان التّاجر، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن السّرّاج، وأبو بَكْر محمد بْن أَحْمَد النَّوْقانيّ [1] ، وأبو نصر محمد بْن عَلِيّ الفقيه، وأحمد بْن محمد الشّاذْياخِيّ [2] ، وأبو سعَد أَحْمَد بْن محمد بْن مزاحم الصَّفّار، وإبراهيم بن محمد الطوسيّ الفقيه، وإسحاق بْن محمد السُّوسيّ، وعبد اللَّه بْن يوسف الأصبهانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حامد المقرئ، وأحمد بْن عَبْد اللَّه المِهْرجانيّ [3] ، وأبو نصر أَحْمَد بْن محمد البَالوِيّ [4] ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن سَخْتُوَيْه، وعلي بْن محمد الطّرّازيّ، وأبو بَكْر محمد بْن عَلِيّ بْن حِيد [5] ، وأحمد بْن محمد بْن الْحُسَيْن السَّليطي [6] النَّحْويّ، والحسين بْن أَحْمَد المُعَاذِي [7] ، ومنصور بْن الْحُسَيْن بْن محمد الَّنْيسابوريّ وتوفي هُوَ والطرازي [8] فِي سنة، وهما آخر من سمع منه.
__________
[1] النّوقانيّ: بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى نوقان، وهي إحدى بلدتي طوس. (الأنساب 12/ 161) .
[2] الشّاذياخيّ: بفتح الشين المعجمة، والذال المعجمة الساكنة والياء المفتوحة المنقوطة باثنتين من تحتها الألفين، وفي آخرها الخاء المعجمة. هذه النسبة إلى موضعين، أحدهما إلى باب نيسابور، مثل قرية متصلة بالبلد، بها دار السلطان.
وشاذياخ: قرية ببلخ على أربعة فراسخ منها، والنسبة إليها الشّاذياخي أيضا. (الأنساب 7/ 240، 241 و 242) .
[3] المهرجانيّ: بكسر الميم، وسكون الهاء، وكسر الراء وفتح الجيم، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى شيئين أحدهما بلدة أسفرايين ويقال لها المهرجان. (الأنساب 11/ 535) .
[4] في (الإكمال 1/ 533) : «أبو نصر محمد بن أحمد بن بالويه البالوي» . و «البالويّ» بفتح اللام وكسر الواو تليها ياء النسبة. قال المعلّميّ- رحمه الله- هذا على المشهور وكذا على قول أهل الحديث إلّا أنه بضم ما قبل الواو. وأعرب ابن نقطة فضبطه بسكون الواو. (الإكمال 1/ 532) .
[5] ذكره ابن ماكولا في الإكمال (2/ 160) .
[6] السّليطيّ: بفتح السين المهملة، وكسر اللام، وبعدها الياء المنقوطة من تحتها نقطتين، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى سليط، وهو اسم لجدّ المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 119) .
[7] المعاذيّ: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى آل معاذ، وهو بيت كبير بمرو. (الأنساب 11/ 379) .
[8] الطّرازيّ: بفتح الطاء، والراء المهملتين، وكسر الزاي المعجمة في آخرها. هذه النسبة إلى «طراز» وهي بلدة على حدّ ثغر الترك. (الأنساب 8/ 222) .(25/366)
وأخر من رَوَى عَنْهُ فِي الأرض أبو نُعَيْم الحافظ كتابةً.
وقال الحاكم: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس يَقُولُ: حدثت بكتاب «معاني القرآن» للفرّاء سنة نَيِّفٍ وسبعين ومائتين.
وسمعت محمد بْن حامد يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حامد الأعمشيّ يَقُولُ: كتبنا عَنْ أَبِي الْعَبَّاس بْن يعقوب الورّاق سنة خمسٍ وسبعين فِي مجلس محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء.
سَمِعْتُ محمد بْن الفضل: سَمِعْتُ جدي أَبَا بَكْر بْن خُزَيْمَة وسُئل عن سماع كتاب «المبسوط» تأليف الشّافعيّ، من الأصمّ فقال: اسمعوا منه فإنّه ثقة، رَأَيْته يسمع بمصر.
وقال: سمعتُ أَبَا أَحْمَد الحافظ: سَمِعْتُ عبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم يَقُولُ: ما بقي لكتاب «المبسوط» راوٍ غير أَبِي الْعَبَّاس الورّاق. وبَلَغَنا أنّه ثقة صدوق.
قَالَ الذّهبيّ: وقع لنا جملة من طريق الأصمّ. من ذَلِكَ «مُسْند الشّافعيّ» فِي مجلّد. وهو المُسْنَد لم يفُردْه الشّافعيّ رحمه الله، بل خرّجه أَبُو جعْفَر محمد بْن جعْفَر بْن مطر لأبي الْعَبَّاس الأصمّ ممّا كَانَ يروي عَنِ الرّبيع، عن الشّافعيّ، من كتاب «الأم» ، وغيره.
قَالَ الحاكم: قرأتُ بخطّ أَبِي عَلِيّ الحافظ يحثّ الأصمّ عَلَى الرجوع عَنْ أحاديث أدْخلوها عَلَيْهِ، منها حديث الصَّغانيّ، عن عليّ بن حكيم في قبض العلْم، وحديث أَحْمَد بْن شَيْبان، عَنْ سُفْيَان، عَنِ الزُّهْريّ، عَنْ سالم، عَنْ أَبِيهِ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سريه [1] .
فوقّع الأصمّ: كُلُّ من روى عنّي هذا فهو كذّاب، وليس هذا في كتابي.
__________
[1] الحديث بتمامه في: موطّأ الإمام مالك- ص 298، 299 رقم 978 في كتاب الجهاد، باب:
جامع النفل في الغزو، وعن عبد الله بْنُ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعث سريّة فيها عبد الله بن عمر قبل نجد، بلادا كثيرة، فكان سهمانهم اثنتي عشرا بعيرا، أو أحد عشر بعيرا، ونفّلوا بعيرا بعيرا» .
ورواه البخاري من طريق مالك (3134) ، ورواه مسلم (1749) وأحمد في المسند 2/ 62.(25/367)
فَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بِمِصْرَ: أنبا نصْرُ بْنُ جَرْوٍ [1] .
(ح) وَأَنَا جَمَاعَةٌ قَالُوا: أَنَا جَعْفَرٌ الْهَمَذَانِيُّ.
(ح) ، وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوهِيُّ [2] ، أَنَا أَبُو الْمَفَاخِرِ محمد بْنُ محمد بْنِ سَعْدٍ الْمَأْمُونِيُّ، وَأنا عَلِيُّ بْنُ الْقَيِّمِ، أَنَا الْجُوَّجَانِيُّ [3] وَحْدَهُ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ الصّوفيّ: وابن روّاج، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ فَقَطْ قَالا: ثنا محمد بْنُ يَعْقُوبَ الأُمَوِيُّ.
(ح) وَقَرَأْتُ عَلَى محمد بْنِ حُسَيْنٍ الْفَوِّيِّ [4] : أَخْبَرَكُمْ محمد بْنُ عَمَّارٍ، وَأَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْخِلَعِيُّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَر البزّاز، أنا أبو عمرو عُثْمَانُ بْنُ محمد السَّمَرْقَنْدِيُّ سنة ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ بِمِصْرَ قَالا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
«بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سريه إلى نَجْدٍ فَبَلَغَ سُهْمَانُهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنَفَّلَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا بَعِيرًا» [5] .
وَهِمَ فِيهِ أَحْمَد بْن شَيْبان، وصوابه ما رَوَاهُ الحميدي، عَنْ سُفْيَان فقال:
عَنْ أيّوب بدل الزُّهْريّ.
فأمّا الَّذِي أنكره أَبُو عَلِيّ الحافظ عَلَى الأصمّ، ورجع الأصمّ كونه وهِمَ فِيهِ عَلَى أَحْمَد بْن شَيْبان فقال: سالم، بدل نافع.
وقال الحاكم: قرأت بخطّ أَبِي عمرو أحمد بن المبارك المستملي: حدّثني
__________
[1] انظر: الإكمال 2/ 99.
[2] الأبرقوهيّ: بفتح الألف والباء المنقوطة بواحد وسكون الراء وضم القاف وفي آخرها الهاء. هذه النسبة إلى أبرقوه وهي بليدة بنواحي أصبهان على عشرين فرسخا منها. (الأنساب 1/ 115) .
[3] قال المؤلّف- رحمه الله-: الجوّجانيّ: بجيمين وواو ثقيلة، نسبة إلى (جوّجان) من أعمال نيسابور. (المشتبه في أسماء الرجال 1/ 188) .
[4] الفوّيّ: بضم الفاء وفي آخرها الواو المشدّدة المكسورة. هذه النسبة إلى فوّة. قال ابن السمعاني: وظنّي أنها بنواحي البصرة. وقال لي بعض المغاربة إنها الفوّة بفتح الفاء وهي بلدة من ديار مصر بين الفسطاط والإسكندرية وليست هي على النيل بل هي في وسط البلاد.
(الأنساب 9/ 348) .
[5] تقدّم تخريج الحديث قبل قليل.(25/368)
محمد بْن يعقوب بْن يوسف أَبُو الْعَبَّاس الورّاق: ثنا الربيع بْن سُلَيْمَان، نا بِشْر بْن بَكْر، فذكر حديثين.
قلتُ: بين وفاة أَحْمَد بْن المبارك هذا، وهو حافظ مشهور سمع من قُتَيْبة وطبقته، وبين وفاة أَبِي نعيم الّذي يروي بالإجازة عَنِ الْأصمّ مائة وأربعون سنة وستّ سنين.
قالَ الحاكم: حضرتُ أَبَا العباس يوما خرج ليؤذّن للعصر، فوقف وقال بصوتٍ عال: أنبا الربيع بْن سُلَيْمَان قَالَ: أنبا الشّافعيّ، ثمّ ضحِك وضحِك النّاس، ثمّ أذَّن.
وسمعتُ أَبَا الْعَبَّاس يَقُولُ: رَأَيْتُ أَبِي فِي المنام فقال لي: عليك بكتاب البُوَيْطيّ [1] ، فليس فِي كُتُب الشّافعيّ كتابٌ أقلّ خطًأ منه. رحمه اللَّه تعالى.
- حرف الواو-
611- وَهْبُ بْن مَسَرَّة بْن مُفّرج بْن بَكْر [2] .
أبو الحزم التّميميّ الأندلسيّ الحجاريّ [3] .
سَمِعَ بقُرْطُبة: محمد بْن وضّاح، وعُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى، وأحمد بْن الراضي، والأعناقيّ.
__________
[1] البويطيّ: بضم الباء المنقوطة بواحدة وفتح الواو وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى بويط وهي قرية من صعيد مصر الأدنى، منها: أبو يعقوب بن يحيى المصري البويطي صاحب الشافعيّ وخليفته بعده، توفي سنة 231 هـ.
(الأنساب 2/ 339) .
[2] انظر عن (وهب بن مسرّة) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 165، 166، وجذوة المقتبس للحميدي 338، والعبر 2/ 274، والإعلام بوفيات الأعلام 147، وسير أعلام النبلاء 15/ 556- 558 رقم 332، وتذكرة الحفاظ 3/ 890، ومرآة الجنان 2/ 340 وفيه «وهب بن ميسرة» ، والديباج المذهب 349، ولسان الميزان 6/ 231، وطبقات الحفاظ 363، 364، وشذرات الذهب 2/ 374، وشجرة النور الزكيّة 89 رقم 195.
[3] الحجاريّ: بكسر الحاء المهملة وفتح الجيم وفي آخرها الراء بعد الألف هذه النسبة إلى بيع الحجارة. (الأنساب 4/ 61) .
أما صاحب الترجمة فهو من أهل وادي الحجارة من الأندلس.(25/369)
وببلده من: أَبِي وَهْبُ بْن أَبِي نُخَيْلة، ومحمد بْن عَزْرَة [1] .
وكان حافظًا للفقه، بصيرًا بِهِ وبالحديث والعِلَل والرّجال مَعَ ورع وفضل.
دارت عَلَيْهِ الفُتْيا بموضعه، وله أوضاع حسنة.
واستُقْدِم إلى قرطبة وأخرجت إِلَيْهِ أصول ابن وضّاح التي سَمِعَ منها، فسُمِعت منه. وسمع منه عالم عظيم.
أخذ عَنْهُ: أَبُو محمد القَلَعيّ [2] ، وأحمد بْن العجوز والد الشَّيْخ عَبْد الرّحيم، ومحمد بن عليّ ابن الشَّيْخ السَّبْتيّ [3] ، وأبو عُمَر أَحْمَد بْن محمد بْن الْجَسُور، وأحمد بْن القاسم التَّاهرْتيّ، وأخرون.
وتوفي ببلده بعد رجوعه من قُرْطُبَة فِي نصف شعبان، وسمع منه الإمامان:
أَبُو محمد بْن حزم، وابن عَبْد البَرّ من أصحابه.
وحدَّث بمُسْنَد ابن أَبِي شَيْبة.
وقد كانت منه هفوة فِي المعتقد فِي القَدَر، نسأل اللَّه السّلامة فِي الدّين.
قَالَ ابن الفَرَضيّ [4] : محمد بن المفرّج القرطبيّ تُرِك لأنّه كَانَ يدعو إلى بدْعة وَهْبُ بن مسرّة.
__________
[1] هو: محمد بن عزرة الحجاري الأندلسي من وادي الحجارة. مات بها سنة 313 هـ. (الأنساب 4/ 62) .
[2] القلعيّ: أحسبه منسوب إلى: قلعة أيوب، مدينة عظيمة بالأندلس بالثغر، وكذا ينسب إليها فيقال ثغريّ، من أعمال سرقسطة. (معجم البلدان 4/ 390) .
[3] السّبتي: بفتح السين المهملة وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها. وهذه النسبة إلى سبتة مدينة من بلاد المغرب من بلاد العدوة على ساحل البحر.
(الأنساب 7/ 26) .
[4] في تاريخ علماء الأندلس.(25/370)
سنة سبع وأربعين وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
612- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن محمد بْن جامع الْمَصْريّ السُّكّريّ [2] .
أَبُو الْعَبَّاس.
سَمِعَ من: مِقْدام بْن دَاوُد الرُّعْينيّ، وأحمد بْن محمد بن رشدين، وعلي بن عبد العزيز البَغَوِيّ، وروح بْن الفَرَج القطّان، وطائفة.
وعنه: ابن مَنْدَه، وعبد الرحمن بْن النّحّاس، واحمد بْن محمد بْن الحاجّ الإشبيليّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن جُمَيْع الغسّانيّ.
وثقَّه ابن يونس، ومحمد بْن عَلِيّ الأُدْفُويّ، ومحمد بْن محمد الحضْرميّ، وأحمد بْن عُمَر الجيزيّ شيخ الدّانيّ، وعمر بْن محمد المقرئ.
وحدَّث: قرأ نافع عَنْ بَكْر بْن سهْل الدِّمْياطيّ، عَنْ أبي الأزهر، عَنْ ورش، عَنْ نافع.
تُوُفّي سابع المحرَّم [3] .
613- أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن أيّوب بْن داود بن عبد الله بن حَذْلم [4] .
__________
[1] كتب بجانب العنوان في الأصل: «347» .
[2] انظر عن (أحمد بن إبراهيم السكّريّ) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 184 رقم 135، والمنتظم 6/ 387، رقم 648، والعبر 2/ 290، وسير أعلام النبلاء 15/ 529، 530 رقم 306، وغاية النهاية 1/ 35، وحسن المحاضرة 1/ 156.
[3] في حسن المحاضرة: توفي في سنة 351 بمصر.
[4] انظر عن (أحمد بن سليمان) في:
الولاة والقضاء للكندي 505، 564، والروض البسّام (المقدّمة) 14 رقم 8، والإكمال لابن(25/371)
أَبُو الْحَسَن الأَسَدِيّ الدّمشقيّ القاضي الفقيه.
الأوزاعيّ المذهب.
سَمِعَ: أَبَاه، وأبا زُرْعَة، ويزيد بْن عَبْد الصمد، وبكّار بْن قُتَيْبة، وأحمد بْن محمد بْن يحيى بْن حمزة، وجماعة.
وعنه: تمّام الرّازيّ، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وابن مندة، وأبو الحسين بن معاذ الدّارانيّ، وأبو عبد الله بْن أَبِي كامل [1] .
وناب في القضاء عَنْ أَبِي الطّاهر الذُّهْليّ، وغيره بدمشق.
وكان حَذْلَم نصرانيًا فأسلم.
وقال أَبُو الْحُسَيْن الرّازيّ: هو آخر من حدَّث. فكانت لَهُ حلقة بجامع دمشق يدرِّس فيها مذهب الأوزاعيّ [2] .
وقال الكتانيّ: كَانَ ثقة مأمونًا نبيلًا [3] .
قلت: وقع لي حديثه بعُلُوّ.
614- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الجبّار بْن جَبْرُوَيْه [4] .
أَبُو سهل.
بغدادي، صدوق.
سَمِعَ: يحيى بْن جعْفَر، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ.
وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمّاميّ.
__________
[ () ] ماكولا 2/ 406، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 8/ 388، وطبعة محمد أحمد دهمان 10/ 133، والعبر 2/ 275، وسير أعلام النبلاء 15/ 514، 515 رقم 290، والإعلام بوفيات الأعلام 147، ودول الإسلام 1/ 214 وفيه: «حزام» بدل «حذلم» وهو غلط، والوافي بالوفيات 6/ 405، والنجوم الزاهرة 3/ 320، وقضاة دمشق 31، 32، وشذرات الذهب 2/ 274، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 301 رقم 120.
[1] هو الأطرابلسيّ.
[2] تاريخ دمشق 8/ 388.
[3] المصدر نفسه.
[4] انظر عن (أحمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 4/ 312 رقم 2106.(25/372)
615- أَحْمَد بْن الفضل بْن الْعَبَّاس بْن خُزَيْمَة [1] .
أَبُو عَلِيّ.
سَمِعَ: أَبَا قِلابة الرَّقَاشيّ، وعبد اللَّه بْن رَوْح المدائني، ومحمد بْن إسماعيل التّرمذيّ، وأحمد بن سعيد الجمّال.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن ابنا محمد بْن عَبْد اللَّه بْن بِشْران.
وهو ثقة. وُلِد سنة ثلاثٍ وستين، وتوفي فِي صفر.
قَالَ أَبُو الفتح محمد بْن أَبِي الفوارس: هذا أول شيخٍ سَمِعْتُ منه [2] .
616- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الملك بْن أَيْمَن الأندلُسيّ [3] .
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأحمد بْن خَالِد، وابن لُبَابَة.
وكان فقيهًا، بصيرًا بالنَّحْو، بارعًا فِي الشِّعْر.
مِن كبار العلماء.
تُوُفّي فِي ذي القعدة كهْلًا.
617- إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن الفضل بْن محمد بْن المسيّب الَّنيْسابوريّ [4] .
أَبُو الْحَسَن الشّعْرانيّ [5] .
سَمِعَ: جدّه، وأباه، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، والطّبقة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 4/ 347، 348، والعبر 2/ 375، وسير أعلام النبلاء 15/ 515، 516 رقم 291، والإعلام بوفيات الأعلام 147، وشذرات الذهب 2/ 374.
[2] تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الملك) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 42 رقم 136، وبغية الوعاة 1/ 372 رقم 729.
[4] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في:
الأنساب 7/ 343، 344.
[5] الشّعراني: بفتح الشين المعجمة وسكون العين المهملة، بعدها الراء المفتوحة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى (الشّعر) على الرأس وإرساله. (الأنساب 7/ 342، 343) .(25/373)
وخرّج لنفسه الفوائد.
وكان مجتهدًا فِي العبادة.
تُوُفّي فِي رجب [1] .
روى عَنْهُ الحاكم وقال: لم أرْتَبْ فِي شيء من أمره إلا روايته عَنْ عُمَيْر بْن مِرْداس، فاللَّه أعلم. وسألتهُ: أَيْنَ كتبت عَنْ عُمَيْر؟
قَالَ: لمّا رحلت إلى مصر بْن أيّوب، فلعلّه كما قَالَ.
- حرف الجيم-
618- جعْفَر بْن محمد بْن هشام [2] .
أبو عبد الله الكنديّ ابن بِنْت عَدَبَّس، الدّمشقيّ.
روى عَنْ: أَبِي زُرْعَة، ويزيد بن عبد الصّمد، وعبد الباري الجرسينيّ، [3] وأحمد بن إبراهيم بن فيل، وخلق كثير.
وعنه: ابن منده، وتمام، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وعبد الله بن أحمد بن معاذ الدّارانيّ.
توفّي في ربيع الآخر.
__________
[1] قال الحاكم في (تاريخ نيسابور) : كان كثير السماع من جدّه وأبيه، وكان أحد المجتهدين في العبادة، وكنت أستخير الله في إخراجه في الصحيح فوقعت الخيرة على ذلك، والكلام فيه يطول. ثم قال: قرأت عليه نيّفا وعشرين جزءا بانتخابي من الأصول. وتوفي في قرية بيهق.
(الأنساب 7/ 343، 344) .
[2] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 21 رقم 38، والإكمال لابن ماكولا 6/ 151، 152، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية 3/ 426) ، وسير أعلام النبلاء 15/ 507 رقم 344، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 448، والوافي بالوفيات 5/ 182، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 56 رقم 375، وهو: «جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام» .
[3] الجسريني: بكسر الجيم والراء وسكون السين والياء آخره نون، من قرى غوطة دمشق. ذكرها ابن منير في شعر الطربلسيّ في شعره فقال:
حيّ الديار على علياء جيرون ... مهوى الهوى ومغاني الخرد والعين
مراد لهوي، إذ كفّي مصرّفة ... أعنّة اللهو في تلك الميادين
بالنّيربين فمقوى فالسرير فخمرايا ... - فجوّ حواشي جسر جسرين
(معجم البلدان 2/ 140) ، ديوان ابن منير الطرابلسي (من جمعنا) ص 172.(25/374)
قال الكتاني: ثقة، مأمون [1] .
- حرف الحاء-
619- الحسين بن أحمد بن يحيى بن الحسين [2] .
أبو عبد الله العلوي.
حدث في هذه السنة عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه بكتاب «الردُّ عَلَى من زعم أنّ القرآن قد ذهبَ منه» .
روى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وعَبْد اللَّه بْن الثّلاج، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر الدّمشقيّ، وغيرهم.
620- حمزة بْن محمد بن العبّاس [3] .
أبو أحمد الدِّهقان [4] العَقَبيّ.
بغداديّ، ثقة، يسكن بالعَقَبَة التي بقرب دِجْلة.
سَمِعَ: أحمد بْن عَبْد الجبار العُطَارِديّ، ومحمد بْن عيسى المدائنيّ، والعباس الدُّوريّ، وابن أَبِي الدُّنيا، وعبد الكريم الدَّيْرعَاقُوليّ.
وعنه: الحاكم، وابن رزْقَوَيْه، وأبو القاسم الْجَرْميّ [5] ، وأبو الْحُسَيْن بْن بِشْران، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
وآخر من روى عَنْهُ عَبْد الملك بْن بشران.
__________
[1] تاريخ دمشق 3/ 426.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (حمزة بن محمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 183، والأنساب 9/ 14، والعبر 2/ 276، وسير أعلام النبلاء 15/ 416 رقم 292، والإعلام بوفيات الأعلام 147، وشذرات الذهب 2/ 375.
[4] تقدّم التعريف بهذا المصطلح.
[5] الجرميّ: بفتح الجيم وسكون الراء المهملة. هذه النسبة إلى جرم وهي قبيلة من اليمن، وهو جرم بن زبان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. قال ابن حبيب: وفي بجيلة جرم بن علقة بن أنمار، وفي عاملة جرم بن شعل بن معاوية بن عاملة. وفي طيِّئ جرم وهو ثعلبة بن عمرو بن الغوث. (الأنساب 3/ 233) .(25/375)
- حرف الزاي-
621- الزُّبَيْر بْن عَبْد الواحد بْن محمد بْن زكريّا [1] .
أبو عبد الله الأسَدَاباذيّ [2] ، وقيل: أَحْمَد بدل محمد.
سَمِعَ: محمد بْن نُصَير الأصبهاني، وأبا خليفة الْجُمحيّ، والحسن بْن سُفْيَان، وعبدان الأهوازيّ، وعبد اللَّه بْن ناجية، وابن قُتَيْبة العسقلانيّ، وأبا يَعْلَى المَوْصِليّ، وأبا الْعَبَّاس السّرّاج، وابن جَوْصا.
وطوَّف، وكان حافظًا متقنا [3] .
سمع الدّار الدّارقطنيّ، من محمد بْن مَخْلَد العطّار، عَنْهُ.
وقال الحاكم: كَانَ من الصالحين [المستورين] [4] الثّقات الحُفّاظ. صنَّف الأبواب والشيوخ [5] .
قلت: روى عَنْهُ: الحاكم أبو عبد الله، وأبو بكر الجوزقيّ [6] ، وأبو
__________
[1] انظر عن (الزبير بن عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 8/ 472، 473، رقم 4588، والأنساب 1/ 224، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 6/ ورقة 171 أ- 172 أ، والمنتظم 6/ 387 رقم 649، واللباب 1/ 41، ومعجم البلدان 1/ 176، وتذكرة الحفاظ 3/ 900، 901، رقم 867، وسير أعلام النبلاء 15/ 570، 571 رقم 345، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 139، والوافي بالوفيات 14/ 187، والبداية والنهاية 11/ 233 وفيه: «الزبير بن عبد الرحمن» ، وطبقات الحفاظ 368، ومن أخطأ على الشافعيّ 97، ومعجم المؤلفين 4/ 180، ومعجم طبقات الحفاظ 91 رقم 836، وديوان الإسلام 1/ 120، 121 رقم 164.
[2] الأسداباذيّ: بفتح الألف، والسين والدال المهملتين، والياء المنقوطة بواحد بين الألفين وفي آخرها الذال. هذه النسبة إلى أسداباذ وهي بليدة على منزل من همدان إذا خرجت من العراق.
(الأنساب 1/ 224) .
[3] تاريخ بغداد 8/ 472.
[4] إضافة من (تاريخ بغداد 8/ 473) و (الأنساب 1/ 225) نقلا عن (تاريخ نيسابور) .
[5] وزاد: كتبت عنه في سنة إحدى أو اثنتين وأربعين وثلاثمائة. (الأنساب) .
[6] هو الزاهد العالم الورع الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الجوزقيّ، صاحب كتاب المتّفق، ومصنّف (المسند الصحيح) على كتاب مسلم. توفي سنة 388 هـ.
و «الجوزقيّ» : بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى جوزقين، أحدهما إلى جوزق نيسابور. (الأنساب 3/ 365، 366) .(25/376)
عبد الله بْن مَنْدَه، ويحيى بْن إبْرَاهِيم المزِكّيّ، والقاضي عَبْد الجبّار بْن أَحْمَد الهَمَذَانيّ.
تُوُفّي بأسَدَاباذ فِي ذي الحجّة [1] .
- حرف الضاد-
622- الضّحّاك بْن يزيد [2] .
أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السَّكْسكيّ [3] البَتَلْهيّ [4] .
روى عَنْ: أَبِي زُرْعَة الدّمشقيّ، ووَزِيرة [5] الغسّانيّ.
وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر.
توفي في أول السنة.
__________
[1] وقال الخطيب: أحد من رحل في الحديث، وطوّف في البلاد شرقا وغربا.. وكان حافظا متقنا.
وقال صالح بن أحمد الحافظ: عني بهذا الشأن وجمع. وعاجله الموت. كتبت عنه وهو صدوق.
[2] انظر عن (الضحاك بن يزيد) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 25 رقم 57، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 8/ ورقة 231 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 32.
[3] السّكسكيّ: بالكاف الساكنة بين السينين المفتوحتين المهملتين، وفي آخرها كاف أخرى. هذه النسبة إلى السكاسك، وهو بطن من الأزد، ووادي السكاسك موضع بالأردنّ نزلته السكاسك حين قدموا الشام زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (الأنساب 7/ 97) .
[4] البتلهيّ: بفتح الباء والتاء فوقها نقطتان وتسكين اللام ثم بالهاء، نسبة إلى بيت لهيا من أعمال دمشق بالغوطة. (اللباب 1/ 119) .
[5] هكذا في الأصل بالزاي، ثم الراء. وقد اختلف في اسمه فقيل: «وريزة» بتقديم الراء، وقيل «وزيرة» بتقديم الزاي، فضبطه عبد الغني بن سعيد بالراء قبل الزاي مصغّرا. وذكره المؤلّف- رحمه الله- في (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 661) «وريزة» براء ثم زاي. وكذا ذكره ابن حجر في (نضد الإيضاح) و (لسان الميزان 6/ 220) فقال: «وريزة بالواو المفتوحة والراء المكسورة والتحتانية الساكنة والزاي المفتوحة» وكذا ورد في (الرجال للحلّي 1/ 362) : «وريزة» بتقديم الراء، ومثله في (معجم البلدان 4/ 336) وفيه: «أبو هاشم وريزة بن محمد بن وريزة الغساني المصري» ! وهذا وهم فهو (الحمصي) وليس (المصري) . وأثبته آقا بزرك الطهراني، نقلا عن النجاشي: «وزيرة» بتقديم الزاي. (طبقات أعلام الشيعة 1/ 327) . أما ابن عساكر، فحين ترجم له ذكره «وزيرة» بتقديم الزاي، (تاريخ دمشق- مخطوطة التيمورية- 45/ 234) وفي موضع آخر ذكره باسم «وريزة» بتقديم الراء. (تاريخ دمشق- مخطوطة التيمورية- 36/ 434) ، والله أعلم بالصواب.(25/377)
- حرف الطاء-
623- طاهر بن محمد بن عبد الله بن خالد [1] .
أبو أحمد المزني المغفلي [2] . من ولد عبد الله بن مغفل رضي الله عنه.
هروي جليل.
روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن أَبِي سُفْيَان المَوْصِليّ، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السُّكّريّ، وأبي صخرة الكاتب.
وعنه: أَبُو منصور محمد بْن محمد الأزديّ، وغيره.
- حرف العين-
624- عَبْد الأعلى بْن أَحْمَد بن يونس بن عبد الأعلى [3] .
الصدفي، المصري، أَبُو سَلَمَةَ الفقيه الحنفيّ، صاحب الطَّحاويّ.
تُوُفّي عَنْ ثلاثٍ وسبعين سنة بمصر، وهو أخو الحافظ أَبِي سعَيِد عَبْد الرَّحْمَن.
625- عَبْد اللَّه بْن بِشْران بْن محمد بْن بِشْر [4] .
أَبُو الطَّيْب الأُمَويّ، جد أَبِي الْحُسَيْن بْن بِشْران وأخيه.
روى عَنْ: بِشْر بْن مُوسَى، ويوسف القاضي.
وعنه: ابنه محمد، وأخوه عمر.
قال الخطيب [5] : كان ثقة، يتولى القضاء بنواحي حلب [6] .
__________
[1] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ هراة) .
[2] المغفّليّ: بضم الميم، وفتح الغين المعجمة، وتشديد الفاء المفتوحة، هذه النسبة إلى عبد الله بن مغفل رضي الله عنه. (الأنساب 11/ 420) .
[3] لم أجده، وهو في (تاريخ مصر) ، ولم يذكره القرشي في (الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية) .
[4] انظر عن (عبد الله بن بشران) في:
تاريخ بغداد 9/ 425 رقم 5038، والمنتظم 6/ 388 رقم 650.
[5] في تاريخه.
[6] لم يذكره ابن عساكر في (تاريخ دمشق) .(25/378)
626- عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه بن المرزبان [1] .
أبو محمد الفارسي النحوي، صاحب المبرّد.
سَمِعَ: يعقوب بْن سُفْيَان الفَسَويّ، وأحمد بْن الحُبَاب، وعباس بْن محمد الدُّوريّ، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن الْحُسَيْن الحُنَيْنيّ، وأبا محمد بْن قُتَيْبة، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن منصور.
قدِم من فَسَا فِي صِباه، فسمع ببغداد واستوطنها. وبرعَ فِي العربيّة، وصنَّف التّصانيف.
مولده سنة ثمان وخمسين ومائتين.
روى عنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وابن منده الحافظون، وابن رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم. وصنَّف كتاب «الإرشاد فِي النَّحْو» ، و «تفسير كتاب الْجَرْميّ» ، وكتاب «الهجاء» وهو من أحسن كتبه [2] ، و «معاني الشّعر» ، و «شرح الفصيح» ، و «غرب الحديث» ، و «الرّدّ عَلِيّ ثعلب» ، وكتاب «أدب الكاتب» ، وكتاب «المذَّكر والمؤنَّث» ، وكتاب «المقصور والممدود» ، وكتاب «المعاني فِي القراءات» .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن جعفر) في:
طبقات النحويين واللغويين 127، ونشوار المحاضرة للتنوخي 1/ 274 و 4/ 11، 59 و 5/ 151، 194، والفهرست لابن النديم 93- 95، وتاريخ بغداد 9/ 428، 429، والسابق واللاحق 73، ونزهة الألبّاء 197، 198، والمنتظم 7/ 388 رقم 651، وأخبار الحمقى والمغفّلين 100، والكامل في التاريخ 8/ 5126، وإنباه الرواة للقفطي 2/ 113، 114، ووفيات الأعيان 3/ 44، 45، والمختصر في أخبار البشر 2/ 102، والعبر 2/ 276، والإعلام بوفيات الأعلام 147، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 200، وميزان الاعتدال 2/ 400، 401، وسير أعلام النبلاء 15/ 531، 532 رقم 303، وتاريخ ابن الوردي 1/ 287، والوافي بالوفيات 17/ 103، 104 رقم 86، والبداية والنهاية 11/ 233، ولسان الميزان 3/ 267، 268، وبغية الوعاة 279، 280، وتاريخ الخلفاء 405، وشذرات الذهب 2/ 375، ومفتاح السعادة 1/ 136، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 223، 224، وكشف الظنون 68، 115، 116، 506، 700، 839، 1108، 1205، 1172، 1415، 1451، 1452، 1461، 1472، 1729، 1730، 2041، وإيضاح المكنون 1/ 374، 553، 556 و 2/ 282، 298، 219، 330، 343، 374، 558، وهدية العارفين 1/ 446، ومعجم المؤلفين 6/ 40.
[2] تاريخ بغداد 9/ 428.(25/379)
وكان شديد الانتصار للبصْرييّن فِي اللُّغة والنحو.
وثقَّه ابن مَنْدَه [1] ، والحسين بْن عثمان الشّيرازيّ [2] .
وتوفّي صفر.
وضعّفه هبة اللَّه اللالكائيّ وقال: بلغني عنّه أنّه قِيلَ لَهُ: حدَّث عَنْ عَبَّاس الدُّوريّ حديثًا ونُعطيك درهمًا. ففعل، ولم يكن سَمِعَ منه [3] .
قَالَ الخطيب [4] : سَمِعْتُ هبه اللَّه يَقُولُ ذَلِكَ. وهذه الحكاية باطلة، لأنّ ابن دَرَسْتَوَيه كَانَ أرفع قدرًا من أن يكذب. وقد ثنا ابن رزقويه، عنه بأمالي فيها أحاديث عَنْ عَبَّاس الدُّوريّ. وسألتُ البَرْقانيّ عَنْهُ فقال: ضعّفوه بروايته تاريخ يعقوب عَنْهُ، وقالوا: إنّما حدّث بِهِ قديمًا، فمتي سمعه منه؟
قَالَ الخطيب [5] ، وفي هذا نظر لأن جعْفَر بْن دَرَسْتَوَيه كَانَ من كبار المحدثين، سَمِعَ عَلِيّ بْن المدينيّ، وطبقته. فلا يُستنكر أن يكون بكَّرَ بابنه فِي السَّماع، مَعَ أن أَبَا القاسم الأزهريّ قد حدثني، قَالَ: رأيتُ أصل كتاب ابن دَرَسْتَوَيه بتاريخ يعقوب بْن سُفْيَان، ووجدتُ سماعَهُ فيه صحيحًا.
قلتُ: وُلِد بفَسَا، وأدرك من حياة يعقوب ثمانية عشر عامًا.
627- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن شهاب [6] .
أَبُو طَالِب العُكْبَريّ.
سَمِعَ: خَلَف بْن عُمَرو العُكْبَريّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن البَرَاء، وأبا شعيب الحرّانيّ، ويوسف القاضي.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 429.
[2] المصدر نفسه.
[3] المصدر نفسه.
[4] في تاريخه 9/ 429.
[5] في تاريخه 9/ 429.
[6] انظر عن (عبد الله العكبريّ) في:
تاريخ بغداد 10/ 128 رقم 5266، والمنتظم 6/ 388 رقم 652.(25/380)
وعنه: يوسف القواس، ومحمود بْن عُمَر العُكْبَريّ، وغيرهما.
وكان ثقة [1] .
628- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن راشد [2] .
أَبُو الميمون البَجَليّ الدّمشقيّ.
سَمِعَ: بكّار بْن قُتَيْبة، ويزيد بْن عَبْد الصمد، وأبا زُرْعَة، وأحمد بْن محمد بْن يحيى بْن حمزة، وخلقًا كثيرًا.
روى عَنْهُ: ابن مَنْدَه، وتّمام، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وأبو عَلِيّ بْن مُهَنَّى، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
وكان أديبًا شاعرًا، ثقة، مأمونًا.
بلغ خمسًا وتسعين سنة.
629- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن يونُس بْن عَبْد الأعلى [3] .
الصَّدَفيّ الْمَصْريّ الحافظ أبو سعيد.
مؤرّخ ديار مصر.
__________
[1] وثّقه الخطيب.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 27 رقم 66، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 14 ب، 15 أ، والإعلام بوفيات الأعلام 147، وسير أعلام النبلاء 15/ 533، رقم 310، والعبر 2/ 276، وشذرات الذهب 2/ 375.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد بن يونس) في:
رياض النفوس للمالكي 1/ 66، 131، 167، والسابق واللاحق 159، والأنساب لابن السمعاني 8/ 45، 46، والتقييد لابن النقطة 333، 334 رقم 403، ووفيات الأعيان 3/ 137، 138، والعبر 2/ 276، 277، وتذكرة الحفاظ 3/ 898، 899، وسير أعلام النبلاء 15/ 978، 579، رقم 350، والإعلام بوفيات الأعلام 147، ومرآة الجنان 2/ 340، 341، وفوات الوفيات 1/ 252، والبداية والنهاية 11/ 233، وحسن المحاضرة 1/ 198، وطبقات الحفاظ 368، وشذرات الذهب 2/ 375، ومعجم طبقات الحفاظ 108 رقم 834، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 901، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 1/ 217، وهدية العارفين 1/ 514، والأعلام 4/ 65، ومعجم المؤلفين 5/ 123، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 578، 579 رقم 9.(25/381)
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة، وله ستُّ وستّون سنة، لأنّه وُلِد سنة إحدى وثمانين ومائتين.
وسمع: أَبَاهُ، وأحمد بْن حمّاد زُغْبة، وعليّ بْن سعَيِد الرّازيّ، وعبد الملك بْن يحيى بْن بُكَيْر، وأحمد بْن شُعيب النَّسائيّ، وعبد السّلام بْن سهل البغداديّ، وخلقًا سواهم.
ولم يرحل، لكن كَانَ إمامًا فِي هذا الشّأن.
روى عنه: أبو عبد الله بن منده، وأبو محمد بْن النّحّاس، وعبد الواحد بْن محمد البلْخيّ، وجماعة من الرّحّالة والمغاربة. وله كلام فِي الجرح والتّعديل يدلّ عَلَى بصره بالّرجال ومعرفته بالعِلَل.
630- عَلِيّ بْن إبْرَاهِيم بْن عقّار الْبُخَارِيّ [1] .
سَمِعَ: أَبَا شهاب مُعَمَّر بْن محمد البلْخيّ، وصالح جَزَرَة الحافظ.
وحدَّث.
631- عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن سهل [2] .
ويقال عَلِيّ بْن إبْرَاهِيم.
أَبُو الْحَسَن البُوشَنْجيّ [3] الزّاهد، شيخ الصُّوفيّة.
صحِب: أَبَا عُمَر الدّمشقيّ، وأبا الْعَبَّاس بْن عطاء.
وسمع بهراة: محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الشامي، والحسين بن إدريس.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في:
طبقات الصوفية للسلمي 458- 461، وحلية الأولياء 10/ 379، والرسالة القشيرية 37، والمنتظم 6/ 390، والكامل في التاريخ 8/ 525، 526، والمختصر في أخبار البشر 2/ 101، وتاريخ ابن الوردي 1/ 287، وطبقات الشافعية 3/ 244، والنجوم الزاهرة 3/ 320، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 141، ونتائج الأفكار القدسية 2/ 5- 7، وطبقات الأولياء 252- 255 رقم 50 و «عقّار» : بالعين والقاف والراء. (المؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ، ورقة 85 أ) .
[3] البوشنجيّ: بضمّ الباء الموحّدة وفتح الشين المعجمة وسكون النون وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى بوشنج وهي بلدة على سبعة فراسخ من هراة يقال لها بوشنك. وقد تعرّب فيقال لها:
فوشنج. (الأنساب 2/ 332، 333 و 9/ 346) .(25/382)
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو الحَسَن العَلَويّ، وعبد اللَّه بْن يوسف الأصبهانيّ.
وقد صحِب بنيسابور أَبَا عثمان الحِيريّ.
واستوطن نيسابور سنة أربعين، فبني بها دارًا للصّوفيّة، ولزِم المسجد إلى أن تُوُفّي بها.
قَالَ السُّلَميّ [1] : هُوَ أحد فتيان خُرَاسان، بل واحدُها، لَهُ شأنٌ عظيم فِي الخُلق والفُتُوَّة. وله معرفة بعلومٍ عدّة. وكان أكثر الخُراسانيّين تلامذته. وكان عارفًا بعلوم القوم.
قَالَ الحاكم: سمعته يَقُولُ وسُئل: ما التوحيد؟ قَالَ: أن لا تكون تشبّه الذّات، ولا تنفي الصّفات.
وَسَمِعْتُهُ سُئِلَ عَنِ الْفُتُوَّةِ فَقَالَ: الْفُتُوَّةُ عِنْدَكُمْ فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ:
يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ 59: 9 [2] .
وَفِي خَبَرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» [3] . فَمَنِ اجْتَمَعَا فِيهِ فله الفتوّة.
__________
[1] في طبقات الصوفية 458 بتعديل طفيف.
[2] سورة الحشر، الآية 9.
[3] أخرجه مسلم من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، في الإيمان (71/ 45) باب:
الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحبّ لأخيه المسلم ما يحبّ لنفسه من الخير. ومن طريق يحيى بن سعيد، عن حسين المعلّم، عن قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: والّذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره (أو قال لأخيه) ما يحب لنفسه. (72) ، والترمذي في صفة القيامة (2634) من طريق سويد، عن عبد الله، عن شعبة، عن قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، وذكر الحديث، وقال: هذا حديث صحيح، وابن ماجة في المقدّمة (66) باب في الإيمان، وأحمد في المسند، 3/ 176 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، وحجّاج، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، و 3/ 206 و 3/ 251 من طريق عفان، عن همّام، عن قتادة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه المسلم ما يحبه لنفسه من الخير» . و 3/ 272 و 278 و 289.(25/383)
وقال البُوشَنْجيّ: النَّظَر فخُّ إبليس نصبَه للصّوفيّة، وبكى.
قَالَ الحاكم: سمعته غير مرّة يُعاتب فِي ترْك الجمعة فيقول: إن كانت الفضيلة فِي الجماعة فإنّ السّلامة فِي العُزْلة.
قلتُ: هذا عذرٌ غير مقبول منه، ولا رُخْصَةَ فِي ترك الجمعة لأجل سلامة العُزْلة. وهذا بالإجماع.
632- عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن عيسى بْن زيد بْن مأتي [2] ، بالفتح.
الكاتب أَبُو الحسين الكوفيّ.
مولى زيد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن الحسيني الزَّيْديّ.
حدَّث ببغداد عَنْ: إبْرَاهِيم بْن أبي العنبس، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وأحمد بْن حازم الغِفَاريّ، والحسين بْن الحَكَم.
وعنه: أَبُو الْحُسَيْن بْن رزْقَوَيْه، ومحمد بْن الْحُسَيْن القطّان، وأبو الْحَسَن الحماميّ، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
قَالَ الخطيب [3] : ثقة.
تُوُفّي فِي ربيع الأول وله ثمان وتسعون سنة.
- حرف القاف-
633- القاسم بْن سعْدان بْن إبْرَاهِيم بْن عبد الوارث بن محمد بن يزيد [4] .
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد الرحمن) في:
تاريخ بغداد 12/ 32، 33، والإكمال لابن ماكولا 7/ 199، والمنتظم 6/ 389 رقم 654، والعبر 2/ 277، وسير أعلام النبلاء 15/ 566، 567 رقم 339، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 563، والإعلام بوفيات الأعلام 148، وشذرات الذهب 2/ 375.
[2] ضبط في (الإكمال) و (المشتبه) و (تبصير المنتبه) بكسر التاء: «ماتي» .
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (القاسم بن سعدان) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 367، 368 رقم 1072، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي 327، وبغية الوعاة 2/ 254 رقم 1921.(25/384)
مولى عبد الرحمن بن معاوية الداخل، أبو محمد الأندلسيّ.
من أهل رَيَّة [1] ، نزل قُرْطُبَة.
وسمع: عُبّيْد اللَّه بْن يحيى، وطاهر بْن عَبْد العزيز، وجماعة كبيرة. وكان متقنًا ضابطًا، محدِّثا بصيرًا بالنَّحْو والشِّعر واللغة.
قَالَ ابن الفرضيّ [2] : لا أعلم بالأندلس أحدًا عُنِي بالكُتُب عنايَته، ولم يتفرَّغ أن يحدثَ.
634- القاسم بْن عَبْد اللَّه بْن شَهْرَيار [3] .
سِبطْ أَبِي عَلِيّ الرُّوذَبَارِيّ [4] .
سكن مصر، وحدَّث عَنْ: إِسْحَاق بْن الْحُسَن الحربيّ.
وكان شيخ الصُّوفيّة.
قَالَ أَبُو الفتح بْن مسرور: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة.
635- القاسم بْن محمد بْن محمد بْن عَبْدُوَيْه [5] .
أَبُو أَحْمَد الهَمَذَانيّ الصَّيْرفيّ السّرّاج.
عَنْ: الحارث بْن أَبِي أسامة، وجماعة.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن لال، وأبو سهل بْن زَيْرَك، وأحمد بْن تركان.
وكان أحد الصّالحين يتُبَرَّك بقبره.
- حرف الميم-
636- محمد بْن أَحْمَد بْن الحَسَن بْن عمر بن بشير بن الفرّخان الثّقفيّ [6] .
__________
[1] ريّة: بفتح أوله وتشديد ثانيه، ينسب إليها ريّي. كورة واسعة بالأندلس متّصلة بالجزيرة الخضراء وهي قبليّ قرطبة. (معجم البلدان 3/ 116) .
[2] في تاريخ علماء الأندلس.
[3] لم أجده.
[4] هو أحمد بن محمد بن القاسم بن منصور بن شهريار الروذباري، من أهل بغداد، سكن مصر، وصار شيخها، ومات بها سنة 322 هـ. (طبقات الصوفية 354) .
[5] لم أجده.
[6] انظر عن (محمد بن أحمد بن الحسن) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 282.(25/385)
مولاهم الأصبهانيّ الكسائيّ أبو عبد الله المقرئ.
روى عَنْ: أَبِي خَالِد عَبْد العزيز بْن معاوية الْقُرَشِيّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن النُّعْمان، وأحمد بْن يحيى بْن حمزة، وأبي بَكْر بْن أَبِي عاصم.
وعنه: أَبُو إِسْحَاق بْن حمزة الحافظ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وأبو بكر محمد بن أبي علي الذكواني، ومحمد بْن عَلِيّ بْن مُصْعَب، وجماعة.
سمعنا جزءًا من حديثه.
وكان قد قرأ عَلَى: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن شاكر، وجعفر بْن عَبْد اللَّه بْن الصّبّاح الأصبهانيّ صاحب أَبِي عُمَر الدُّوريّ.
قرأ عَلَيْهِ: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن أشْتَه، وغيره.
637- محمد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مُصْلِحٍ [1] .
أَبُو بَكْر الرّازيّ، قاضي الرِّيّ.
638- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن سهل [2] .
أَبُو الفضل الَّنيْسابوريّ، ثمّ البغداديّ الصَّيْرفيّ.
عَنْ: أَبِي مُسلْمِ الكَجّيّ.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وغيره.
وثقَّه الخطيب. [3] .
639- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن الفضل الهاشميّ [4] .
أَبُو الفضل.
مِن أكابر شيوخ نَيْسابور، وممّن زكّاه إبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب، ومن المكثرين من كتابة الحديث.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد النيسابورىّ) في:
تاريخ بغداد 1/ 340 رقم 256، والمنتظم 6/ 389 رقم 655.
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 572 رقم 346.(25/386)
سمع: محمد بن عمرو الحرشي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجيّ، والحسين بن محمد القبّانيّ.
وبالرِّيّ: محمد بْن أيّوب.
وببغداد: أَبَا مسلم الكجّيّ، وموسى بن هارون.
وبالكوفة: محمد بْن عبد اللَّه الحضْرميّ مُطَيَّنًا. وخلْقًا سواهم.
وعنه: الحاكم، ويحيى بْن إبْرَاهِيم المزكّيّ، وابن مَنْدَه، وآخرون.
وكان ثقة، تُوُفّي فِي شوّال.
640- محمد بْن جعْفَر بْن محمود [1] .
أَبُو سعْد الهَرَويّ الصَّيْرفيّ.
روى عَنْ: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضْرميّ، وأقرانه.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، والسّيّد أَبُو الْحسَن العلويّ.
وكان حنبليًّا صالحًا.
سَمِعَ أَحْمَد بْن نجدة، وعبد اللَّه بْن محمود.
641- محمد بْن الْحُسَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن محمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب [2] .
الفقيه القاضي أَبُو الْحَسَن البغداديّ.
ولي قضاء بغداد.
وحدَّث عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس بْن مسروق.
وعنه: الْحُسَيْن بْن محمد الكاتب.
وكان أحد الأجواد.
__________
[1] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ هراة) أو (تاريخ نيسابور) .
[2] انظر عن (محمد بن الحسن بن عبد الله) في:
نشوار المحاضرة للتنوخي 1/ 249 و 4/ 140، 142، و 7/ 54، والولاة والقضاة للكندي 485- 489، 542، 545- 547، 550، 559- 563، 566، وتجارب الأمم 2/ 83، وتاريخ بغداد 2/ 200 رقم 632، والمنتظم 6/ 389، 390 رقم 656، والكامل في التاريخ 8/ 526، والمختصر في أخبار البشر 2/ 101، وتاريخ ابن الوردي 1/ 287، والبداية والنهاية 11/ 233، 234.(25/387)
وكان قبيح الذّكر فيما تولاه، قد شاع ذلك [1] .
توفّي في رمضان عَنْ نَيِّفٍ وسبعين سنة.
وكان هُوَ يولّي قضاء مصر من يختار، ويكتب إِلَيْهِ بعهده، وكذا إلى ما دون مصر كدمشق وغيرها. وقد عُزل عَنِ الْقضاء قبل موته بمدّة. وكان جدِّه قاضي مدينة أَبِي جعْفَر المنصور، وهو من بيت الحشمة والقضاء [2] .
642- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عبد الله بْن الْجُنَيْد [3] .
الحافظ أَبُو الْحُسَيْن الرّازيّ. نزيل دمشق.
سَمِعَ: محمد بْن حفص المِهْرقانيّ، ومحمد بْن أيّوب، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وعبد الوهاب بْن مُسلْمِ بْن وَارَةَ، وجماعة ببلده، ومحمد بن جعفر القتّات بالكوفة، والحسن بْن سُفْيَان بنَسَا، والفرْيابيّ ببغداد، وأصحاب هشام بْن عمّار بدمشق، وخلقًا سواهم.
وعنه: ابنه تمّام، وعقيل بْن عُبّيْد اللَّه بْن عَبْدان، وأبو الْحَسَن بْن جَهْضَم، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر.
قَالَ الكتانيّ: كَانَ ثقة نبيلًا مصنّفا [4] .
643- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَرو القَرْطميّ الأصبهانيّ [5] .
متعبّد صالح.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 201 وفيه زيادة: «منسوبا إلى الاسترشاء في الأحكام، والعمل فيها بما لا يجوز» .
[2] وقال طلحة بن محمد بن جعفر: «إنه كان رجلا واسع الأخلاق، كريما جوادا، طلّابة للحديث» .
(تاريخ بغداد 2/ 200) .
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله بن جعفر) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 1/ 41 رقم 125، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ ورقة 257 ب- 258 ب، وسير أعلام النبلاء 16/ 17، 18 رقم 5، والعبر 2/ 277، وتذكرة الحفاظ 3/ 897، ومرآة الجنان 2/ 341، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 134 رقم 87، والنجوم الزاهرة 3/ 320، وطبقات الحفاظ 366، 367، وشذرات الذهب 2/ 376، وهدية العارفين 2/ 43، ومعجم المؤلفين 10/ 207، ومعجم طبقات الحفاظ 159 رقم 833.
[4] تاريخ دمشق 15/ 258.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: ذكر أخبار أصبهان 2/ 283، 284.(25/388)
سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان، وأحمد بْن عَمْرو البزاز.
وعنه: أَبُو نُعَيْم.
644- محمد بْن القاسم بْن معروف بْن حبيب بْن أبان [1] .
أَبُو عَلِيّ الدّمشقيّ.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَلِيّ المَرْوزِيّ القاضي، وأبا حامد محمد بْن هارون الحضرميّ، وأبا عُمَر محمد بْن يوسف القاضي، وزكريّا بْن أَحْمَد البلْخيّ، وجماعة.
وعنه: ابن أخيه عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن أَبِي نصر، والحافظ عبد الغنيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس، وعبيد اللَّه بْن الْحَسَن الوراق، وآخرون.
قَالَ الكتانيّ: تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين [2] .
وقال غيره: سنة تسعٍ.
قَالَ الكتانيّ: حدَّث عَنْ أَحْمَد بْن عَلِيّ بأكثر كُتُبه، وأتُّهم فِي ذَلِكَ.
وقيل إنّ أكثرها إجازة. وكان يحبّ الحديث وأهله ويُكرمهم. وكان صاحب دُنيا.
وصنَّف كتُبًا فِي الأخبار [3] .
وقال عُبّيْد بْن قُطيش: ثنا أَبُو عَلِيّ بْن معروف أنّه وُلِد سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، وأنه سَمِعَ من أَحْمَد بْن عَلِيّ القاضي سنة اثنتين وتسعين [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن القاسم) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) ص 46 رقم 87، وموضح أوهام الجمع 2/ 86، 87، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ ورقة 435 أ، ب و (مخطوطة التيمورية) 39/ 213، 214، والعبر 2/ 277، وسير أعلام النبلاء 15/ 572، 573 رقم 347، وميزان الاعتدال 4/ 14، رقم 8076، والإعلام بوفيات الأعلام 148، والوافي بالوفيات 7/ 292، ولسان الميزان 5/ 347، وشذرات الذهب 2/ 376، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 302، 303 رقم 197، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 330، 331 رقم 1573.
[2] تاريخ دمشق 39/ 214.
[3] تاريخ دمشق 39/ 213.
[4] تاريخ دمشق 39/ 213، 214.(25/389)
قلت: وقع لنا حديثه بعُلُوّ.
645- محمد بْن محمد بْن أحْيَد بْن مجاهد [1] .
أَبُو بَكْر البلْخيّ الفقيه.
سَمِعَ: مُعَمِّر بْن محمد العَوْفيّ، وإسحاق بْن هَيّاج.
وعنه: المُعَافى الْجُرَيْريّ، وابن رزْقَوَيْه.
وكان ثقة صالحًا. حدَّث ببغداد. وتوفي ببلْخ.
646- محمد بْن هشام بْن عَدَبسَّ [2] .
أبو عبد الله الكنديّ الدّمشقيّ.
سَمِعَ: أَبَا زُرْعَة، ويزيد بْن عَبْد الصمد.
وعنه: تمّام الرّازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
هُوَ إن شاء اللَّه جعْفَر بْن محمد بْن عَدَبسَّ.
647- محمد بْن أَبِي زكريّا يحيى بْن النُّعْمان [3] .
أَبُو بَكْر الهَمَذاني الفقيه الشّافعيّ.
صاحب ابن سُرَيْج.
كَانَ أوحد زمانه بالفقه، وله كتاب «السُّنَن» ، لم يسبق إلي مثله.
سَمِعَ: مُوسَى بْن إِسْحَاق الْأَنْصَارِيّ، وأبا خليفة، وجماعة.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بَكْر بْن لال، والقاضي عَبْد الجبّار المتكلِّم.
تُوُفّي فِي ذي الحجة.
ترجمة شيرويه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن أحيد) في:
تاريخ بغداد 3/ 218 رقم 1273.
[2] هو: جعفر بن محمد بن عدبّس، وقد تقدّمت ترجمته، برقم (618) .
[3] انظر عن (محمد بن أبي زكريا) في:
طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 525 رقم 1222، وهدية العارفين 2/ 42.(25/390)
- حرف الْيَاءِ-
648- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُرَيْج [1] .
أَبُو زكريّا الْبُخَارِيّ المؤذّن.
عَنْ: سهل بْن المتوكّل، وصالح جَزَرَة، وغيرهما.
قيده ابن ماكولا فِي سُرَيْج بالجيم.
الكنى
649- أَبُو محمد بْن عَبْدك البصْريّ [2] .
الحنفيّ.
إمام كبير، صنَّف «شرح الجامعّيين» ، وغير ذَلِكَ.
ودرَّس وأقرأ المذهب.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الرحمن) في:
الإكمال لابن ماكولا 4/ 277.
[2] انظر عن (ابن عبدك) في:
طبقات الفقهاء للشيرازي 121، ومعجم المؤلفين 10/ 272.(25/391)
سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
650- أحمد بْن سلْمان بْن الْحَسَن بْن إسرائيل بْن يونس الفقيه [2] .
أَبُو بَكْر البغداديّ النّجّاد الحنبليّ.
سَمِعَ: يحيى بْن أَبِي طالب، والحسن بْن مَكْرَم، وأبا دَاوُد السِّجِسْتانيّ، وأبا بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وأحمد بْن مُلاعِب، وهلال بْن العلاء، وأحمد بْن محمد البِرْتيّ، وإسماعيل القاضي، وخلقًا سواهم بعدهم.
قَالَ الخطيب [3] : وكان صدوقًا عارفًا، صنَّف كتابًا كبيرًا فِي السُّنَن، وكان له فِي جامع المنصور يوم الجمعة حلقتان، حلقة قبل الصّلاة للْفَتْوَى، [فِي الفقه
__________
[1] كتب بجانب العنوان في الأصل: «348» .
[2] انظر عن (أحمد بن سلمان) في:
تاريخ بغداد 4/ 189- 192، وطبقات الفقهاء للشيرازي 172، وطبقات الحنابلة 2/ 7- 12، والأنساب 553 أ، والمنتظم 6/ 390 رقم 657، والكامل في التاريخ 8/ 527، 528 وفيه «أحمد بن سليمان» ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 102، والعبر 2/ 278، 279، وميزان الاعتدال 1/ 101، وسير أعلام النبلاء 15/ 502- 505 رقم 285، وتذكرة الحفاظ 3/ 868، 869، والمعين في طبقات المحدّثين 112 رقم 1256 وفيه «أحمد بن سليمان» ، ودول الإسلام 1/ 215، والإعلام بوفيات الأعلام 148، وتاريخ ابن الوردي 1/ 287، 288، والوافي بالوفيات 6/ 400، ومرآة الجنان 2/ 342 وفيه «أحمد بن سليمان» وتحرّفت فيه نسبة «النجاد» إلى «السجاد» ، والبداية والنهاية 11/ 234 وفيه «أحمد بن سليمان» ، ولسان الميزان 1/ 180، وشذرات الذهب 2/ 376، وكشف الظنون 1303، وهدية العارفين 1/ 63، وديوان الإسلام 4/ 323، 324 رقم 2105، وفيه «أحمد بن سليمان» ، والرسالة المستطرفة 28، والأعلام 1/ 131، ومعجم المؤلفين 1/ 235، ومعجم طبقات الحفاظ 52 رقم 806 وفيه «أحمد بن سليمان» ، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 215، 216 رقم 12 وقد سبق أن ذكره المؤلّف- رحمه الله- في الحوادث: «أحمد بن سليمان» .
[3] في تاريخه 4/ 189، 190.(25/392)
عَلَى مذهب أَحْمَد بْن حنبل] [1] وأخرى بعد الصّلاة للإملاء [2] .
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر القَطِيعيّ مع تقدّمه، والدّار الدَارقُطْنيّ، وابن شاهين، والحاكم، وأبو الحسن بن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن بْن بشران، وأخوه أبو القاسم بن بشران، وابن الفضل القطَّان، وأبو الْحَسَن الحَمّاميّ، ومحمد بْن فارس الغوريّ، وأبو عَلَى بْن شاذان، وابن عقيل الباوْرديّ، وأبو بَكْر بْن مَرْدُوَيْه، وآخرون.
وكان ابن رزْقَوَيْه يَقُولُ: أَبُو بَكْر النّجّاد ابن صاعدنا [3] .
وقال أَبُو إِسْحَاق الطَّبَريّ: كَانَ النّجّاد يصوم الدَّهر، ويفُطر كل ليلَةٍ عَلَى رغيف ويترك منه لقمة، فإذا كان ليلة الجمعة تصدّق بذلك الرّغيف وأكل تِلْكَ اللّقّم [4] .
وُلِد النّجّاد سنة ثلاثٍ وخمسين ومائتين. ومات في ذي الحجّة.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: قد حدَّث النّجّاد مِن كتاب غيره بما لم يكن فِي أصُوله [5] .
قَالَ الخطيب [6] : كَانَ النّجّاد قد أَضرّ، فلعلّ بعضٌ قرأ عليه ما ذكره الدّار الدّارَقُطْنيّ.
قلت: والنّجّاد من كبار أئمة الحنابلة، وقد صنَّف كتابًا فِي الخلاف.
وحديثه كثير [7] .
651- أحمد بن عبد الله بن أحمد [8] .
__________
[1] ما بين الحاصرتين زيادة من تاريخ بغداد 4/ 190.
[2] أي إملاء الحديث.
[3] تاريخ بغداد 4/ 190، وقال الخطيب: «عنى بذلك أنّ النّجّاد في كثرة حديثه، واتساع طرقه، وعظم رواياته، وأصناف فوائده لمن سمع منه، يحيى بن صاعد لأصحابه، إذ كل واحد من لرجلين كان واحد وقته في كثرة الحديث.
[4] تاريخ بغداد 4/ 191.
[5] تاريخ بغداد 4/ 191.
[6] في تاريخه 4/ 191.
[7] وقال الخطيب: وهو ممن اتسعت روايته، وانتشرت أحاديثه.. وكان صدوقا عارفا. (تاريخ بغداد 4/ 190) .
[8] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن أحمد) في:(25/393)
أَبُو بَكْر اللُّؤْلُؤيّ القُرْطُبيّ.
سَمِعَ: أيّوب بْن سُلَيْمَان، وطاهر بْن عَبْد العزيز.
وكان إمامًا فِي مذهب مالك، مقدَّمًا فِي الفُتْيا.
تُوُفّي فِي ثالث جمادى الأولى.
652- أَحْمَد بْن عُمَر بْن حاتم [1] .
أَبُو بَكْر.
عَنْ: أَحْمَد بْن عَلِيّ الأَبّار، وعبد اللَّه بْن الْعَبَّاس الطَّيَالِسيّ.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وإبراهيم بْن مَخْلَد الدّقّاق.
653- أَحْمَد بْن القاسم بْن معروف بْن أَبِي نصر بْن حبيب [2] .
أَبُو بَكْر التّميميّ.
وُلِد ببلد سامرّاء، وقدِم مَعَ أَبِيهِ دمشق ومع أخيه فسكنوها.
سَمِعَ: أَبَا زُرْعَة الدّمشقيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الكتّانيّ، وعبد الواحد بْن عَبْد الجبّار الْإمَام.
وفيهما جهالة.
وعنه: أخوه أَبُو عَلِيّ محمد، وابن أخيه عَبْد الرَّحْمَن بن عثمان المعدّل، وأبو عبد الله بْن منده، وتمّام الرّازيّ، وغيرهم.
قَالَ الكتانيّ: حدَّث عَنْ أَبِي زُرْعَة بثلاثة أجزاء، وكان ثقة مأمونًا [3] .
وقال غيره: توفّي في شعبان.
654- أحمد بن محمد [4] .
__________
[ () ] جذوة المقتبس للحميدي 128 رقم 222، وبغية الملتمس للضبيّ 184 رقم 422.
[1] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 291، 292، رقم 2050.
[2] انظر عن (أحمد بن القاسم) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 16 رقم 16، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ ورقة 43 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 440.
[3] تاريخ دمشق 2/ 43 أ.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الخارزنجي) في:(25/394)
أَبُو حامد الخارْزَنْجِيّ [1] البُشْتيّ [2] النَّحْويّ.
كَانَ إمام أهلِ الأدب فِي خُراسان فِي وقته بلا مدافعة.
حجَّ وشهِد لَهُ مشايخ العراق بالتقدُّم. وثنا عَنْ: محمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ.
قاله الحاكم [3] .
قَالَ القِفْطيّ: [4] قد حطّ عَلَيْهِ الأزهريّ وخطّأه فِي مواضع من كتابه الّذي سماه «التّكملة» [5] .
تُوُفّي فِي شهر رجب.
655- إبْرَاهِيم بْن محمد بْن بُنْدار الطَّبَريّ [6] .
أَبُو إِسْحَاق.
نزل بغداد، وحدَّث عَنْ: خَالِد بْن النَّضْر النضري، وسهل بن أبي سهل الواسطيّ، وطائفة.
__________
[ () ] الأنساب لابن السمعاني 5/ 12، 13، ومعجم البلدان 2/ 336، ومعجم الأدباء 4/ 203- 208، واللباب 1/ 335، وإنباه الرواة 1/ 107- 119 رقم 57، وتلخيص ابن مكتوم 18، وسلّم الوصول 143، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 1/ 247، 248، وبغية الوعاة 1/ 169، 170، وروضات الجنات 61، وكشف الظنون 38، 443، ومعجم المؤلفين 2/ 85.
[1] الخارزنجيّ: بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء بعد الألف وفتح الزاي وسكون النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى خارزنج، وهي قرية بنواحي نيسابور من ناحية بشت. (الأنساب 5/ 12) .
[2] البشتيّ: بضم الباء الموحّدة والشين المعجمة والتاء المنقوطة من فوقها بنقطتين، وهذه النسبة إلى بشت، وهي ناحية بنيسابور كثيرة الخير. وقيل: بشت عرب خراسان، لكثرة أدبائها وفضلائها. (الأنساب 2/ 226) و (الأنساب المتّفقة لابن القيسراني 34 رقم 22) .
[3] الأنساب 5/ 13، إنباه الرواة 1/ 107.
[4] في: إنباه الرواة 1/ 107.
[5] قال أبو منصور الأزهري صاحب كتاب (تهذيب اللغة) : «وممّن ألّف في عصرنا هذا فصحّف وغيّر، وأزال العربية عن وجهها رجلان: أحدهما يسمّى أحمد بن محمد البشتيّ، ويعرف بالخارزنجي، والآخر يكنّى أبا الأزهر البخاري» . إنباه الرواة 1/ 107 وانظر بعد ذلك.
[6] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: تاريخ بغداد 6/ 166 رقم 3216.(25/395)
وعنه: ابن رزْقَوَيْه. أخذ عَنْهُ فِي هذه السنة فِي مجلس النّجّاد.
- حرف الباء-
656- بَكْر بن محمد بن حمدان [1] .
أبو أحمد المروزي الصَّيْرفيّ الدُّخَمْسِينيّ.
تُوُفّي فِي هذه السنة عَلى الصحيح.
وقد ذكرنا ترجمته فِي سنة خمسٍ وأربعين عَلَى ما ورّخ الحاكم.
657- بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن الْمَصْريّ البَهَنْسِيّ [2] .
يروي عَنْ: عمارة بن وثيمة.
- حرف الجيم-
658- جعْفَر بْن محمد بْن نُصَير بْن قاسم [3] .
أَبُو محمد البغداديّ الخُلْديّ [4] الخوّاص بشيخ الصُّوفيّة وكبيرهم ومحدثهم.
سَمِعَ: الحارث بْن أَبِي أسامة، وبشر بْن مُوسَى، وعليّ بْن عبد العزيز
__________
[1] تقدّمت ترجمته في هذا الجزء برقم (544) .
[2] انظر عن (بكر بن عبد الرحمن) في:
الأنساب 2/ 347، وقد ذكره في ترجمة أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد العطار البهنسي ابن عمّه. ووصف بكرا بالخلّال المحدّث. أما «البهنسيّ» ، فبفتح الباء الموحّدة والهاء وسكون النون، وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى بهنسا وهي بليدة بصعيد مصر الأعلى.
[3] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
طبقات الصوفية للسلمي 434- 439 والفهرست لابن النديم 183، وحلية الأولياء 10/ 381، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 446، وتاريخ بغداد 7/ 226- 231، والرسالة القشيرية 28، والأنساب 5/ 161، 162، والمنتظم 6/ 391، ومعجم البلدان 2/ 382، والكامل في التاريخ 8/ 528، والمختصر في أخبار البشر 2/ 102، والعبر 2/ 279، والإعلام بوفيات الأعلام 148، وسير أعلام النبلاء 15/ 558- 560 رقم 333، وتاريخ ابن الوردي 1/ 288، ومرآة الجنان 2/ 342 وفيه «نصر» ، والبداية والنهاية 11/ 234، وطبقات الأولياء 170- 174، وغاية النهاية 1/ 197، 198، والنجوم الزاهرة 3/ 322، وشذرات الذهب 2/ 378، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 478، 479 رقم 30.
[4] الخلديّ: بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى الخلد وهي محلّة ببغداد. (الأنساب 5/ 161) .(25/396)
البَغَوِيّ، وعمر بْن حفص السَّدُوسيّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الكَجّيّ، وأبا الْعَبَّاس بْن مسروق.
وصحب: الْجُنَيْد، وأبا الْحُسَيْن النوري، وأبا محمد الْجُرَيْريّ.
وكان المرجع إليه فِي علم القوم وتصانيفهم وحكاياتهم.
قَالَ: عندي مائة ونيف وثلاثون ديوانًا مِن دواوين الصُّوفيّة [1] .
وعنه: يوسف القوّاس، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو الْحَسَن بْن الصَّلْت، وعبد العزيز السُّتُوريّ، والحسين بْن الْحَسَن، وابن رزْقَوَيْه، وابن الفضل القطّان، وأبو الْحُسَن الحمّاميّ، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
ووثقه الخطيب [2] .
وقال إبراهيم بن أحمد الطّبريّ: سمعت الخلديّ يَقُولُ: مضيت إلى عَبَّاس الدُّوريّ وأنا حَدَث، فكتبتُ عَنْهُ مجلسًا، وخرَجت فلقِينيَ بعض الصُّوفيّة فقال: إيش هذا؟
فأريْتُه، فقال: ويْحك، تدع عِلْم الخِرَق وتأخذ عِلْم الوَرَق!! ثمّ خرق الأوراق. فدخل كلامه فِي قلبي فلم أعد إلى عَبَّاس [3] .
ووقفت بعرفة ستًا وخمسين وقفة [4] .
وقيل: عجائب بغداد فِي الصُّوفيّة ثلاثة: نُكَت المرتعِش، وإشارات الشبليّ، وحكايات الخُلْديّ [5] .
وقال أَبُو الفتح القوّاس: سمعتُ الخُلْديّ يَقُولُ: لا يجدُ العبد لذّة المعاملة مَعَ لذّة النَّفس، لأنّ أهل الحقّ قطعوا العلائق الّتي تقطعهم عَنِ الحقّ قبل أن تقطعهم العلائق [6] .
__________
[1] طبقات الصوفية 434.
[2] في تاريخه 7/ 227 وقال: «وكان ثقة صادقا، ديّنا فاضلا» .
[3] تاريخ بغداد 7/ 227.
[4] في: طبقات الصوفية 434: «حجّ قريبا من ستين سنة» .
[5] تاريخ بغداد 7/ 228، الأنساب 5/ 162.
[6] طبقات الصوفية 436 رقم 2.(25/397)
وسُئِل الخُلْديّ عَنِ الزّهْد، فقال: مَن أراد أن يزيد فَلْيزهد أولًا فِي الرّئاسة، ثمّ لِيَزْهَدْ فِي قدر نصيب نفسه ومُراداتها [1] .
ورأى امرأةً ثَكْلَى تبكي عَلَى ولدها، فأنشد:
يقولون: ثكلى، ومن لم يذق ... فراق الأحبّة لم يَثْكَل
لقد جرَعتْني ليالي الفِراقِ ... شرابًا أَمَرَّ مِن الحنْظلِ [2]
- حرف العين-
659- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن ذيزويه [3] .
أَبُو عُمَر الدّمشقيّ [4] .
رحل، وسمع: أَبَا يَعْلَى، والبَغَوِيّ، والحسن بْن فيِل البالِسيّ، وحدَّث بمصر، ودمشق.
روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس، ومحمد بْن أَحْمَد بْن سدْرة المصريّان، ومحمد بن مفرّج القُرْطُبيّ، ومحمد بْن الْحَسَن الدّقّاق.
660- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ [5] بْن الْحَسَن بْن إبراهيم بن طباطبا [6] بن
__________
[1] طبقات الصوفية 438 رقم 13.
[2] طبقات الصوفية 437 رقم 8، طبقات الأولياء لابن الملقّن 172.
[3] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن ذيزويه) في:
تاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) ص 311، 312 رقم 413 وفيه: «دبزويه» بالباء الموحّدة، ويقال: ديزويه، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 161 رقم 838، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 280.
[4] في تاريخ دمشق: «أبو عمر الجبيليّ الدمشقيّ» .
[5] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن علي) في:
وفيات الأعيان 3/ 81- 83، وسير أعلام النبلاء 15/ 496، 497 رقم 278، والبداية والنهاية 11/ 235، وعمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب 172، والدرّة المضيّة لابن أيبك 145- 147.
[6] طباطبا: بفتح الطاءين المهملتين والباءين الموحّدتين. هو لقب جدّه إبراهيم، وقيل له ذلك لأنه كان يلثغ فيجعل القاف طاء، طلب يوما ثيابه فقال له غلامه: أجيء بدرّاعة؟ فقال: لا، طباطبا، يريد) قباقبا، فبقي عليه لقبا، واشتهر به.(25/398)
إِسْمَاعِيل بْن إبْرَاهِيم بْن الحَسَن بْن الحَسَن ابن الْإمَام عَلي.
الحسني، أَبُو محمد الْمَصْريّ.
صدرٌ كبير، صاحب رِباع وضِياع وثروة، وخدم وحاشية.
كان عنده رَجُل يكسر اللّوز دائمًا فِي الشّهر بدينارين برسم عمل الحلْو التي ينفّدها إلى كافور الإخشيديّ فَمَن دونه.
وكان كثير الأفضال، محبَّبًا إلى النّاس. وقبره مشهور بالقرافة بالدّعاء عنده.
تُوُفّي فِي رابع رجب، وله قريب من ستين سنة.
661- عَبْد اللَّه بْن زكريّا بْن يحيى [1] .
أَبُو محمد القُهُنْدُزِيّ [2] .
تُوُفّي فِي ذي القِعْدة.
662- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن الحَسَن بْن الخصيب بْن الصَّقْر [3] .
أَبُو بَكْر الأصبهانيّ الشّافعيّ.
ولي قضاء دمشق سنة إحدى وثلاثين. ثمّ ولي قضاء مصر، ثمّ ولي قضاء دمشق سنة نيّف وأربعين من جهة الخليفة المطيع [4] .
__________
[ () ] قال ابن خلّكان: وكانت علّته قد طالت من توثة عرضت له في حنكة، فتعالج بضروب العلاجات فلم ينجح فيها شيء، وكانت علّة غريبة لم يعهد مثلها.
وطباطبا تعني باللسان النبطي: سيّد السادات.
[1] لم أجده.
[2] تقدّم التعريف بهذه النسبة.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن الحسن) في:
مشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 17 ب رقم 422، والولاة والقضاة للكندي 492، 549، 553، 554، 557، 570، 576- 578، 580، 581، 583، 586، وسير أعلام النبلاء 15/ 540، 541 رقم 319، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 130 رقم 81، وقضاة دمشق 29، 30، والأعلام 4/ 264، وإيضاح المكنون 2/ 430، ومعجم المؤلفين 6/ 116.
[4] ولي قضاء مصر ثم أضيف إليه قضاء دمشق، والرملة، وطبريّة. (الولاة والقضاة 577 نقلا عن:
رفع الإصر 56 ب، والتلخيص 45 ب) .(25/399)
وحدَّث عَنْ: أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الطَّيَالِسيّ، وبُهْلُول بْن إِسْحَاق، ومحمد بْن يحيى المَرْوزِيّ، وإبراهيم بْن أسباط، وأبي شُعيب الحرّانيّ، ويوسف القاضي، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة، وطبقتهم.
وصنَّف كتابًا فِي الفقه سمّاه «المسائل المجالسيّة» . روى عَنْهُ: ابنه أَبُو الْحَسَن بْن الخصيب بْن عَبْد اللَّه، ومنير بْن أَحْمَد الخَلال، والحافظ عبد الغني، وعبد الرحمن بن عمر بْن نصر، وعبد الرَّحْمَن بْن النّحّاس.
تُوُفّي فِي المحرَّم بمصر.
قِيلَ ابنه القاضي محمد الَّذِي ولي القضاء بعده بأشهِر.
وحديثه فِي «الخِلَعيّات» ، [1] وغيرها.
وكان توليته القضاء من جهة محمد بْن صالح بْن أمّ شَيْبان [2] .
فركبَ بالسّواد في آخر سنة تسع وثلاثين إلى دار ابن الإخشيد. وكان قد امتنع أن يخلُف ابن أمّ شَيْبان، فقيل لَهُ: فيكون ابنك محمد خليفة وأنت النّاظر.
ففعل ذَلِكَ، فنظر فِي أمر مصر وبعث نواب الحَكَم إلى النواحي، ونظر فِي الأوقاف وتصدَّر للأحكام، وشاور العلماء، وحُمِدت سيرته.
ثمّ قدِم أَبُو طاهر الذُّهْليّ قاضي دمشق، فركب الخصيب [3] وابنه إِلَيْهِ فلم يجداه. ثمّ علم فلم يكافئهما، فصارت عداوة [4] .
ثمّ حجّ أَبُو طاهر وعاد، وردّ إلى دمشق، وفَسَد ما بين أَبِي طاهر وبين أهل دمشق، فاستحضره كافور إلى مصر، فعمل فِيهِ أهل دمشق محضرًا وعاونهم ابن الخصيب، وهيّأ جماعة يذمّون أَبَا طاهر عند كافور، فعُزل عَنْ دمشق ووليها الخصيبيّ [5] ، فاستخلف عليها ابن حذلم [6] .
__________
[1] الولاة والقضاة 577.
[2] الولاة والقضاة 492.
[3] في الأصل: «فركب إلى الخصيب» . وفي (الولاة والقضاة 577) : «فتوجّه إليه الخصيبيّ وابنه ليسلّما عليه» .
[4] الولاة والقضاة 577.
[5] الولاة والقضاة 578.
[6] هو: أحمد بن سليمان بن أيوب الاسدي الدمشقيّ الأوزاعيّ المذهب. تقدّمت ترجمته قبل(25/400)
ثمّ وقع بين الخصيبي وبين ولده وأراد الأبن أن يستبدّ بالقضاء، وعاند الأب [1] .
ووقع بينهما وبين أَبِي بَكْر بْن الحدّاد الفقيه [2] .
ثمّ استقل الأبُ بالقضاء.
وله تصانيف، وردّ عَلَى محمد بْن جرير.
663- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عُمَر بْن يحيى [3] .
أَبُو مُسلْمِ القرمطي [4] المؤذّن. أصبهانيّ معروف، تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
وقد سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن النُّعْمان، وأبا طَالِب بْن سَوَادة، وغيرهما.
وعنه: أَبُو نُعَيْم الحافظ.
664- عُبّيْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر [5] .
أَبُو القاسم الْأَزْدِيّ البغداديّ النَّحْويّ.
سَمِعَ: محمد بْن الجهم السمري [6] ، وأبا محمد بْن قُتَيْبة، وأبا بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، ومسلم بْن عيسى الصّفّار.
وعنه: المعافي الْجُرَيْريّ، وإبراهيم بْن مَخْلَد الباقرحيّ، ومحمد بْن أحمد بن رزقويه [7] .
__________
[ () ] قليل برقم (613) .
[1] الولاة والقضاة 578 وفيه: «وضبط عن الخصيبيّ أنه قال: العمل لابني محمد وأنا له معين.
فبلغ ذلك ابنه، فأراد أن يظهر ذلك وكتب التوقيعات بخطّه وختمها وعنونها: من محمد بن عبد الله.، فزال اسم الأب منها، واستظهر على أبيه وأسجل، وتقدّم إلى الموقّعين أن يكتبوا:
إلى القاضي محمد بن عبد الله» .
[2] الولاة والقضاة 578.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 119.
[4] القرمطيّ: بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم وفي آخرها الطاء. هذه النسبة إلى المذهب المذموم، والرأي الخبيث، وهم جماعة من أهل هجر والبحرين والحسا، قيل لهم القرامطة.
(الأنساب 10/ 108) .
[5] انظر عن (عبيد الله بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 358 رقم 5512، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 124.
[6] وحدّث عنه كتاب «معاني القرآن» .
[7] وذكر أنه سمع منه في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.(25/401)
665- عثمان بْن القاسم بْن أبي نصر معروف بْن حبيب التّميميّ [1] .
والد أَبِي محمد العفيف.
كَانَ أمير الغُزاة المطّوَّعة من أهل دمشق.
سَمِعَ: محمد بْن المُعَافَى الصَّيْداويّ.
وعنه: ابنه عبد الرحمن.
666- عليّ بن محمد الزوينيّ بادُوَيْه [2] .
حدَّث ببغداد هذا العام، عَنْ: محمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، ويوسف بْن عاصم.
روى عَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه، وعثمان بْن دُوَستْ، وعلي بْن دَاوُد الرّزّاز.
وثقَّه الخطيب [3] .
667- عَلِيّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر [4] .
أَبُو الْحَسَن الْقُرَشِيّ الكوفيّ.
حدّث ببغداد عن: الحسن ومحمد ابني عليّ بن عفّان، وإبراهيم بْن أَبِي العَنْبَس، ومحمد بْن الْحُسَيْن الحُنَيْنيّ، وإبراهيم القصّار.
وعنه: أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو نصر بْن حَسْنُونٍ، وأحمد بْن كثير
__________
[ () ] وقال الخطيب: سألت أبا يعلى محمد بن الحسين السراج المقرئ عن أبي القاسم الأزدي فقال: ضعيف.
[1] انظر عن (عثمان بن القاسم) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 27/ 229، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 280 رقم 1004.
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في:
التدوين في أخبار قزوين 3/ 333، وتاريخ بغداد 11/ 322 رقم 6138.
[3] في تاريخه.
وأورده السلمي في (تاريخ الصّوفية) ، وحدّث في الجامع بقزوين سنة أربعين وثلاثمائة.
[4] انظر عن (علي بن محمد) في:
الفهرست لابن النديم 79، 202، ورجال الطوسي 480 رقم 22، وتاريخ بغداد 12/ 80 رقم 6489، والمنتظم 6/ 391 رقم 662، وسير أعلام النبلاء 15/ 56، 568 رقم 340، والإعلام بوفيات الأعلام 148، وشذرات الذهب 2/ 379، ومجمع الرجال للقهپائي 4/ 217، وأعلام طبقات الشيعة 202، 203، وأعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 8/ 331.(25/402)
البيِّع، وعلي بْن دَاوُد الرّزّاز، وأبو عَلِيّ بْن شاذان، وجماعة.
وثقَّه الخطيب [1] .
وتوفي فِي ذي القعدة وله أربعٌ وتسعون سنة [2] .
وكان أديبًا مليح الكتابة، بديع الوراقة، موصوفًا بالإتقان وكثرة الضَّبْط.
نسخ شيئًا كثيرًا. وكان من جملة أصحاب ثعلب.
668- عُمَر بْن حفص بْن عَمْرو بْن نجيح الخَوْلانيّ إلْبِيريّ [3] .
أَبُو حفص.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وعُبَيْد اللَّه بْن يحيى اللَّيثيّ.
روى عَنْهُ: ابنه عَلِيّ بْن عُمَر أحد شيوخ ابن الفَرَضيّ.
- حرف الفاء-
669- فارس بْن محمد الغوريّ [4] .
أبو القاسم الواعظ.
عَنْ: حامد بْن شعيب، والباغَنْديْ، وطبقتهما.
وعنه: ابنه محمد بْن فارس، وابن رزْقَوَيْه، وعبد العزيز السُّتُوريّ.
وثقَّه الخطيب وورّخه.
- حرف القاف-
670- القاسم بْن سالم [5] .
__________
[1] في تاريخه 12/ 81.
[2] قال الطوسي: «وقد ناهز مائة سنة» .
[3] لم أجده. و «إلبيريّ» : الألف فيه ألف قطع وليس بألف وصل، فهو بوزن «إخريطي» ، وإن شئت بوزن «كبريتي» ، نسبة إلى (إلبيرة) ، وبعضهم يقول: (بلبيرة) : وربّما قالوا: (لبيرة) ، وهي كورة كبيرة من الأندلس ومدينة متصلة بأراضي كورة قبرة، بين القبلة والشرق من قرطبة، بينها وبين قرطبة تسعون ميلا. (معجم البلدان 1/ 244) .
[4] انظر عن (فارس بن محمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 391 رقم 6851 وفيه: «فارس بن محمد بن محمود بن عيسى» .
وقد ورد في الأصل: «فارس بن عمر» .
[5] انظر عن (القاسم بن سالم) في:(25/403)
أَبُو صالح الإخباريّ الَّذِي روى كتاب «الجمل» عند مؤلّفه عَبْد اللَّه بْن الْإمَام أَحْمَد.
روى عنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وابن بِشْران.
ورّخه الخطيب.
- حرف الميم-
671- محمد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ [1] .
أَبُو طَالِب الأنباريّ.
سَمِعَ: بِشْر بْن مُوسَى، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الكَجّيّ، وأحمد بْن محمد بْن مسروق.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وعُبَيْد الخفّاف.
وكان ينوب عَنْ أَبِيهِ فِي قضاء مدينة المنصور، وكان ثقة إمامًا.
672- محمد بْن أَحْمَد بْن تميم [2] القنْطَريّ [3] البغداديّ.
أَبُو الْحَسَين الخيّاط.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ، ومحمد بْن سعد العَوْفيّ، وعبد الملك بْن محمد الرَّقَاشيّ.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحماميّ، وابن دُوما.
تُوُفّي فِي شعبان، وقد قارب التسعين [4] .
673- محمد بْن أَحْمَد بن عليّ بن جرادة الحافظ [5] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 12/ 449 رقم 6931.
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 1/ 278 رقم 119، والمنتظم 6/ 392 رقم 665.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن تميم) في:
تاريخ بغداد 1/ 283 رقم 127، والأنساب 10/ 247، 248، والمنتظم 6/ 392 رقم 666.
[3] القنطري: بفتح القاف وسكون النون وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الراء. نسبة إلى قنطرة البردان وهي محلّة ببغداد. (الأنساب 10/ 244، 245) .
[4] قال محمد بن أبي الفوارس: «كان فيه لين» .
[5] انظر عن (محمد بن أحمد بن علي) في:(25/404)
سمع: البغويّ، وابن جوصا.
وروى من حفظه: ثلاثين ألف حديث فيما قيل.
674- محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك [1] .
أبو بكر الرازي.
سمع: محمد بن أيوب، والحسين بن إسحاق التستري.
وثقة الخطيب وقال: ثنا عَنْهُ ابن رزْقَوَيْه، وابن الفضل.
675- محمد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى بْن زِيرَك [2] .
أَبُو حفص التّميميّ الْبُخَارِيّ.
رحل، وسمع: صالح بْن محمد جَزَرَة، وإبراهيم بْن عَلِيّ الذُّهْليّ، ومُطَيَّنًا.
676- محمد بْن أَحْمَد بْن مِنْهال [3] .
أَبُو بَكْر الحنفيّ.
بمصر.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن زُغْبَة، وغيره.
677- محمد بن إبراهيم بن يوسف [4] .
__________
[ () ] التدوين في أخبار قزوين 1/ 188 وفيه نسبته: البردعي المعروف بابن جرادة الأسدي، أبو الحسن.
قال الخليل الحافظ في (الإرشاد) : هو وأبوه حافظان مذكوران ... وروى بالري وقزوين من حفظه سنتين زيادة على ثلاثة آلاف حديث، ولم يكن معه ورقة من الأصول، وفي أماليه غرايب مستفادة، وحدّثنا عنه شيوخنا وكهولنا، ومات بقزوين سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وفي مجموع التواريخ سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : هكذا في: التدوين، ثلاثة آلاف حديث، وفي (تاريخ الإسلام) للمؤلّف: ثلاثين ألف حديث. وهو الصحيح إن شاء الله.
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 1/ 317 رقم 208.
[2] زيرك: بكسر الزاي وسكون الياء المعجمة من تحتها باثنتين وفتح الراء وآخره كاف. (انظر:
الإكمال لابن ماكولا 4/ 198 بالحاشية رقم 2) .
[3] لم أجده.
[4] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:(25/405)
أَبُو عُمَرو الَّنيْسابوريّ الزَّجّاجيّ الزّاهد. نزيل الحَرَم.
كَانَ أوحد مشايخ وقته.
صحب: الْجُنَيْد، وأبا الْحُسَيْن النُّوريّ.
وبقي شيخ الحرم مدّةً. وحجّ بضْعًا وخمسين حَجَّة [1] .
وله كلام جليل فِي التَّصَوُّف.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [2] : صحب النُّوريّ والخوّاص، وصار شيخ الحرم.
وقال غيره [3] : صحب الْجُنَيْد، وصحِبه الأستاذ أَبُو عثمان المغربيّ سعَيِد بْن سلام نزيل نَيْسابور.
ولم يَبُلْ فِي الحرم أربعين سنة، كَانَ يخرج إلى الحِلّ [4] .
678- محمد بْن جعْفَر بْن محمد بْن فضالة [5] .
البغداديّ أَبُو بَكْر الأَدَميّ [6] القارئ الشّاهد.
صاحب الألحان والصّوت الطّيّب المطرب.
سَمِعَ: الحارث بْن أَبِي أسامة، وأحمد بن عبيد اللَّه النَّرْسيّ، وأحمد بْن عُبّيْد بْن ناصح.
وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن أحمد الحمّاميّ، وأبو عليّ بن شاذان.
__________
[ () ] طبقات الصوفية للسلمي 431- 433 رقم 2، وحلية الأولياء 10/ 376، والرسالة القشيرية 36، والمنتظم 6/ 390، 392 رقم 663، والبداية والنهاية 11/ 235، والوافي بالوفيات 1/ 246، وطبقات الأولياء 156- 158 رقم 41، والطبقات الكبرى للشعراني 138، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 202، والكواكب الدرّيّة 2/ 43.
[1] في طبقات الصوفية 431: «حجّ قريبا من ستّين حجّة» .
[2] في: المنتظم 6/ 391.
[3] وهو السّلميّ في: طبقات الصوفية 431.
[4] طبقات الصوفية 431.
[5] انظر عن (محمد بن جعفر) بن:
تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 175- 176، وتاريخ بغداد 2/ 147- 149، والأنساب 1/ 162، والمنتظم 6/ 392- 394 رقم 667، والإعلام بوفيات الأعلام 148، والعبر 2/ 279، والبداية والنهاية 11/ 235.
[6] الأدميّ: بفتح الألف والدال المهملة وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى من يبيع الأدم.
(الأنساب 1/ 161) .(25/406)
قِيلَ: إنّه خلّط قُبَيْلَ موته [1] .
679- محمد بْن جعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُوسَى [2] .
أَبُو بَكْر البُسْتيّ [3] الفقيه الأديب المزكيّ.
كَانَ من أعيان المشايخ أَبُوَّةً ودِينًا وورعًا.
سَمِعَ: محمد بْن أيّوب الرّازيّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ، والحسين بْن محمد القبانيّ، والحسن بْن سُفْيَان، وجماعة.
وجمع «الصحيح» المخرّج عَلَى مُسلْمِ.
قَالَ الحاكم: قرأ علينا «الموطّأ» عَنِ البُوشَنْجيّ.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
680- محمد بْن الحارث بْن أبيض بْن الأسود [4] .
أَبُو بَكْر.
حدَّث بمصر عَنْ: زكريّا بْن يحيى السّاجيّ، وغيره.
وعنه: أَبُو محمد بْن النّحّاس، وغيره.
وكان عريقًا فِي الَّنسب، فإنّه محمد بْن الحارث بْن أبيض بْن الأسود بْن نافع بْن أَبِي عُبّيْد بْن الأمير عُقْبة بْن نافع بْن عَبْد القَيْس بْن لُقَيْط بْن عامر بْن الضّرب بْن الحارث بْن فِهْر بْن مالك.
فذلك إلى فِهْرٍ ثلاثة عشر رجلًا. ومن طبقته إلى فِهْر الخليفة يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْب بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْد شَمْسِ بْن عَبْد مَناف بْن قُصَيّ بْنُ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ بْن غالب بْن فهر.
وبينهما في الموت ثلاثمائة سنة إلّا خمسة عشر عاما.
__________
[1] لم يذكره سبط ابن العجمي في كتابه (الإغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط) .
[2] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ نيسابور) .
[3] البستيّ: بضم الباء المعجمة الموحّدة وسكون السين المهملة والتاء المنقوطة بنقطتين في آخرها. نسبة إلى (بست) وهي بلدة من بلاد كابل بين هراة وغزنة. (الأنساب 2/ 208) .
[4] لم أجده، وهو في المصريّين.(25/407)
681- محمد بْن حامد بْن محمود [1] .
أَبُو الْعَبَّاس الَّنيْسابوريّ القطان الشّاماتيّ [2] .
سَمِعَ: السَّرِيّ بْن خُزَيْمَة، والحسين بْن الفضل، ومحمد بْن أيّوب الرّازيّ، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ.
وقد حدَّث فِي آخر عمره عَنْ محمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي العوام، وأقرانه.
روى عَنْهُ: الحاكم [3] .
682- محمد بْن حمدون بْن بُخار [4] .
الْبُخَارِيّ نسبةُ إلى الجدّ [5] . وأمّا بلده فهو بِيسارّى، من شيوخ الحاكم.
سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم بن أَبِي طَالِب.
683- محمد بْن سُلَيْمَان بْن محمد [6] .
أَبُو جعْفَر الَّنيْسابوريّ الأَبْزَاريّ [7] الكراميّ الواعظ.
عَنْ: جعفر بن طرخان الْجُرْجانيّ، ومحمد بْن أشرس، والسَّرِيّ بْن خُزَيْمَة، وابن أبي الدّنيا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن حامد) في:
الأنساب 7/ 264، والجواهر المضيّة 1/ 183 و 2/ 40، 320.
[2] الشاماتي: بفتح الشين المعجمة، وفي آخر الكلمة تاء منقوطة من فوقها بنقطتين. هذه النسبة إلى الشامات، وهو اسم لموضعين، أحدهما اسم لأحد أرباع نيسابور، وهو من الجامع إلى حدود بست طولا، وهو على القبلة ستة عشر فرسخا. وعرضه من حدود بيهق إلى حدود الرخّ، وهو على القبلة أربعة عشر فرسخا. وفيه من القرى ما يزيد على ثلاثمائة قرية. (الأنساب 7/ 262) .
[3] وكان من مشايخ أصحاب الرأي.
[4] انظر عن (محمد بن حمدون) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 449، والأنساب 2/ 101، واللباب 1/ 125.
[5] قال ابن السمعاني: إنما قيل له البخاريّ لأنه كان يحرق البخور في جامع بغداد حسبة، فجعل عوام بغداد البخوريّ بخاريّا، وعرف بيته ببيت ابن البخاري (2/ 101) .
[6] انظر عن (محمد بن سليمان) في:
الأنساب 1/ 119، وتوضيح المشتبه 1/ 128.
[7] الأبزاري: بفتح الألف وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الزاي وفي آخرها الراء. وهي نسبة إلى أبزار قرية بالقرب من نيسابور في فرسخين منها.(25/408)
قَالَ الحاكم: خرجت إلى قريته أَبْزار وبُعْدُها فَرْسخان. كتبتُ عَنْهُ عجائب.
تُوُفّي فِي صفر.
684- محمد بْن سمعان بْن إِسْمَاعِيل [1] .
الفقيه أَبُو الْعَبَّاس السَّمرْقَنْديّ.
سَمِعَ: سهل بْن المتوكّل، ومحمد بْن الضّوء الكرمينيّ.
وكان صاحب نوادر ومزاح.
685- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن ممشاذ [2] .
أَبُو بكر الأصبهانيّ القارئ. ويعرف بالقِنْديل.
قَالَ أَبُو نُعَيْم: مُجاب الدّعوة. يروي عن: عبيد بن الحسن الغزّال، وابن النُّعْمان. وصحِب جدي محمد بْن يوسف البّناء.
قلت: روى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم، وأبو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وأهل أصبهان.
686- محمد بن محمد بن الحسن [3] .
أبو أحمد الشَّيْبانيّ.
ناسك، صالح، صحيح السَّماع.
سَمِعَ: محمد بْن عُمَرو الحَرَشيّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ.
وبمصر: أَحْمَد بْن حمّاد زُغْبَة.
روى عَنْهُ: أبو علي الحافظ، وأبو عبد الله الحاكم.
وتوفي فِي شوّال بنيسابور.
687- المظفّر بْن يحيى [4] .
__________
[1] ولم أجده، ولعلّه في (تاريخ سمرقند) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن ممشاد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 286.
[3] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ نيسابور) .
[4] انظر عن (المظفّر بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 13/ 129 رقم 7115، والأنساب 7/ 305، واللباب 2/ 190.(25/409)
أبو الْحَسَن بْن الشَّرابيّ [1] .
عَنْ: أَحْمَد بْن يحيى الحُلْوانيّ، والحسين بْن عليل.
وعنه: إبْرَاهِيم بن مخلد، وابن رزقويه.
وثّقه الخطيب [2]
__________
[1] الشّرابيّ: بفتح الشين المعجمة، والراء، بعدهما الألف، وفي آخرها الباء الموحّدة. نسبة إلى الشراب.
[2] في تاريخه.(25/410)
سنة تسع وأربعين وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
688- أَحْمَد بْن إِسْحَاق [2] بْن نِيخَاب [3] .
أَبُو الْحَسَن [4] الطِّيبيّ [5] .
حدَّث فِي هذا العام ببغداد عَنْ: محمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْعَوَّام، وإبراهيم بْن الْحُسَيْن بْن دِيزِيل، وبشر بْن مُوسَى، والكَجّيّ.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن عَلِيّ، وأبو القاسم عَبْد الملك ابنا ابن بِشْران، وأبو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَحْمَد بن شاذان.
قال الخطيب [6] : لم أسمع فيه إلا خيرًا [7] .
689- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن ماجة القزوينيّ [8] .
ابن أخي محمد بن ماجة.
__________
[1] كتب بجانب العنوان في الأصل: «349» .
[2] انظر عن (أحمد بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 4/ 35، 36، والإكمال لابن ماكولا 7/ 438، والأنساب 8/ 289، والتدوين في أخبار قزوين 2/ 142، 143، وسير أعلام النبلاء 15/ 530 رقم 307.
[3] نيخاب: أوله نون بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ثم خاء معجمة. (الإكمال 7/ 438) .
[4] في (الأنساب) : «أبو بكر» ، والمثبت يتفق مع تاريخ بغداد. والتدوين، والسير.
[5] الطّيبيّ: بالطاء المكسورة والياء الساكنة المنقوطة من تحتها بنقطتين، والباء المنقوطة من تحتها بنقطة، هذه النسبة إلى (طيب) وهي بلدة بين واسط وكور الأهواز مشهورة. (الأنساب 8/ 289) .
[6] في تاريخه.
[7] وقال القزويني: روى عنه أبو الحسن القطان في الطوالات بسماعه منه سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. (التدوين 2/ 142) .
[8] انظر عن (أحمد بن الحسن) في:
التدوين في أخبار قزوين 2/ 157، 158.(25/411)
سَمِعَ: محمد بْن أيّوب الرّازيّ، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، ويعقوب بْن يوسف القَزْوِينيّ صاحب القاسم بْن الحَكَم العُرَنيّ، ومحمد بْن مَنْدَه الأصبهانيّ.
وعنه: أَبُو منصور القُومسانيّ [1] ، وأحمد بْن عَلِيّ بْن لال، وأبو عبد الله بْن منجُوَيْه، وغيرهم.
قَالَ شِيرُوَيُه: كَانَ صدوقًا.
690- أَحْمَد بْن عثمان بْن يحيى بْن عَمْرو البغدادي [2] .
أَبُو الْحُسَيْن العَطَشيّ [3] الأَدَميّ.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَبْد الجبّار العُطَارِديّ، وعباس بْن محمد الدُّوريّ، والحنيني، ومحمد بْن ماهان زَنْبَقَة.
وعنه: هلال الحفار، وابن رزْقَوَيْه، وأبو عَلِيّ بْن شاذان، وأبو عبد الله الحاكم، وطلْحة بْن الصّقر، وخلق.
كَانَ البَرْقانيّ يوثقه [4] .
وقال الخطيب: [5] ثقة، تُوُفّي فِي ربيع الآخر وله أربعٌ وتسعون سنة.
691- أحمد بن الفضل [6] .
__________
[1] القومسانيّ: ويقال: القومسيّ، وهو الأصحّ، نسبة إلى (قومس) وهي ناحية يقال لها بالفارسية (كومش) وهي من بسطام إلى سمنان، وهما من قومس، وهي على طريق خراسان، إذا توجّه العراقيّ إليها. (الأنساب 10/ 261) .
[2] انظر عن (أحمد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 4/ 299، 300، والأنساب 8/ 478، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 3، 4، والإعلام بوفيات الأعلام 148، والعبر 2/ 280، وسير أعلام النبلاء 15/ 568 رقم 341، وشذرات الذهب 2/ 389.
[3] العطشيّ: بفتح العين والطاء المهملتين، وفي آخرها الشين المعجمة هذه النسبة إلى (سوق العطش) وهو موضع ببغداد بالجانب الشرقي. (الأنساب 8/ 477) .
[4] تاريخ بغداد 4/ 300.
[5] في تاريخه.
[6] انظر عن (أحمد بن الفضل) في:
جذوة المقتبس للحميدي 140، 141، رقم 339، وبغية الملتمس للضبيّ، 198، 199 رقم(25/412)
أبو بَكْر البَهْراميّ [1] الدِّينَوَرِيّ المطّوّعيّ [2] .
تُوُفّي بالأندلُس غريبًا.
وقد حدَّث بها عَنْ: أَبِي خليفة، وجعفر الفِرْيابيّ.
وعنه: خلف بن هانئ، وأهل قرطبة.
ومن آخر من حدَّث عَنْهُ أَبُو الفضل التّاهرتيّ، وأبو عمر بن الجسور، وأدخل إلى الأندلس جملةً من تصانيف محمد بْن جرير، رواها عَنْهُ وخدمه مدّةً.
وكان ضعيف الخطّ لَيْسَ بالمتقِن، وعنده مناكير، وإنّما طلب العلم عَلِيّ كبر السن [3] .
692- أَحْمَد بْن كردوس بْن مَسْعُود التِّنِّيسيّ [4] .
أَبُو جعْفَر.
سَمِعَ: بَكْر بْن سَهْلٍ الدِّمْياطيّ.
693- أَحْمَد بْن محمد بْن جعْفَر بن ثوابة [5] .
__________
[ () ] 453، وميزان الاعتدال 1/ 128 رقم 517، ولسان الميزان 1/ 246 رقم 769.
[1] لم ترد هذه النسبة في كتب الأنساب، والمشتبهات.
[2] المطّوّعيّ: بضم الميم، وتشديد الطاء المهملة وفتحها وكسر الواو، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى المطّوّعة، وهم جماعة فرّغوا أنفسهم للغزو والجهاد ورابطوا في الثغور وتطوّعوا بالغزو (الأنساب 11/ 270) .
[3] قال ابن حجر: قال الحافظ أبو القاسم الدمشقيّ عنده مناكير وما كان يكتب حديثه. وهذا لم يقله ابن عساكر من قبله، إنما قاله نقلا من كتاب ابن الفرضيّ. فقال: أحمد بن الفضل بن العباس الهمدانيّ الدينَوَريّ الخفّاف يكنّى أبا بكر، قدم الأندلس سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة، وكان يكتب كتابا ضعيفا، ولزم محمد بن جرير وخدمه وتحقق به وسمع منه، قال: وقد سمع من أبي داود، وأبي خليفة، والفريابي، وغيرهم. قال: وكان عنده مناكير، وقد تسهّل الناس فيه وسمعوا منه كثيرا. وقال أبو عبد الله محمد بن يحيى: لقد كان بمصر يلعب به الأحداث ويسرقون كتبه، وما كان ممن يكتب عنه ... وقال أبو عمرو الداني في طبقات القراء: كان أبو سعيد بن الأعرابي فيما بلغني يضعّفه ويتهم. (لسان الميزان 1/ 246) .
[4] التّنّيسيّ: بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوق وكسر النون المشدّدة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها والسين غير المعجمة، بلدة من بلاد ديار مصر في وسط البحر والماء بها محيط، وهي كور من الخليج، وسمّيت بتنيس بن حام بن نوح، وهي من كور الريف. (الأنساب 3/ 96) .
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن جعفر) في:
تكملة تاريخ الطبراني للهمذاني 178، 179 وفيه: «أبو عبد الله ابن ثوابة» ، ونشوار المحاضرة للتنوخي 4/ 20، 41 و 8/ 43، والفرج بعد الشدّة 2/ 51، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن(25/413)
الكاتب صاحب ديوان الإنشاء للمقتدر، ولغيره.
كَانَ بليغًا مُفَوَّهًا علامة.
تُوُفّي فِي رمضان.
قَالَ أَبُو عَلِيّ التَّنُوخيّ: حدثني عَلِيّ بْن هشام الكاتب أنّه سَمِعَ عَلِيّ بْن عيسى الوزير يَقُولُ لأبي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن محمد بْن جعْفَر بْن ثوابة: ما قَالَ أحدٌ عَلَى وجه الأرض: أمّا بعد، أَكْتبُ من جدّك، وكان أبوك أَكْتب منه، وأنت أكتب من أبيك.
قَالَ أَبُو عَلِيّ [1] : قد رَأَيْت أَبَا عَبْد اللَّه، وكان إِلَيْهِ ديوان الرسائل، وكان نهايةً فِي حُسن الكلام.
694- أَحْمَد بْن محمد بْن الْحُسَيْن بْن السّنْديّ [2] .
أَبُو الفوارس الصابونيّ. مصريّ معمّر.
عَالِي الْإِسْنَادِ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، لِأَنَّهُ أُدْخِلَ عَلَيْهِ حَدِيثٌ فَرَوَاهُ عَنِ الظِّهْرَانِيِّ، ثِقَةٍ مَشْهُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ» [3] ، أَخرْجَةُ السّمّان فِي كتاب الموافقة، عَنِ ابْن الحاجّ، وأبي عَلِيّ بْن مهديّ الرّازيّ، بسماعهما منه.
__________
[ () ] الجوزي 98، ومعجم الأدباء 2/ 80، والنجوم الزاهرة 3/ 324.
وقد ذكر كحّالة في (معجم المؤلّفين 8/ 244) نقلا عن (هدية العارفين 2/ 22) : «محمد بن أحمد بن ثوابة البغدادي أبو عبد الله من الكتّاب. كان يكتب للمعتضد باللَّه العباسي، وتوفي في حدود سنة 295 هـ. من آثاره كتاب الرسائل» .
يقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : يحتمل أنه هو صاحب الترجمة، وغلط في اسمه وتاريخ وفاته، ويحتمل أن يكون أبوه. والله أعلم.
[1] في نشوار المحاضرة 4/ 41، ومعجم الأدباء 2/ 80، والكامل في التاريخ 8/ 533.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحسين) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 541- 543 رقم 320، العبر 4/ 281، والمعين في طبقات المحدّثين 112 رقم 1258، والإعلام بوفيات الأعلام 148، ومرآة الجنان 2/ 343، وميزان الاعتدال 1/ 152 رقم 598، ولسان الميزان 1/ 296 رقم 875، وحسن المحاضرة 1/ 210، وشذرات الذهب 2/ 380.
[3] ذكره السيوطي: في (اللآلي المصنوعة 1/ 342) وقال: قال ابن حبّان: موضوع، آفته الجعفي أو شيخه. وانظر: القواعد المجموعة 359- 361.(25/414)
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، وبحر بْن نصر، والرّبيع بْن سُلَيْمَان، والمزني [1] ، وإبراهيم بْن مرزوق، وفهد بْن سُلَيْمَان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله محمد بْن أَحْمَد التّميميّ الخطيب، وأبو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن محمد الإشبيليّ، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس، ومحمد بن نظيف الفرّاء، وطائفة سواهم.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا الْحَسَنُ بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن الأَسَدِيّ، أَنَا جدّي الْحُسَيْن، أَنَا أبو القاسم الْمَصْريّ، أَنَا محمد بْن الفضل بْن نظيف قَالَ: قال لنا أبو الفوارس أحمد بن محمد بْن السّنْديّ: ولدتُ فِي المحرَّم سنة 245. وأول ما سَمِعْتُ الحديث ولي عشر سنين.
قلت: وتوفّي في شوّال سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وله مائةٌ وخمس سنين. وحديثه يقع عاليًا فِي «الثَّقَفِيّات» ، وفي «الخِلَعيّات» [2] .
695- أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى [3] .
أبو عبد الله الأصبهانيّ القصّار.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن مهديّ، وأحمد بْن عصام، وصالح بْن أَحْمَد بْن حنبل، وأَسيِد بْن عاصم.
وعاش سبْعًا وسبعين سنة.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرحمن الذّكوانيّ، وأبو نعيم الحافظ، وغيرهما.
__________
[1] وهو آخر من حدّث عنه. (لسان الميزان 1/ 296) .
[2] علّق ابن حجر على قول المؤلّف: «صدوق إن شاء الله، إلّا أني رأيته قد تفرّد بحديث باطل عن محمد بن حمّاد الطهراني، كأنه أدخل عليه» ، فقال: وكان ينبغي ذكر ذلك الحديث ليجتنب، وسأبحث عنه إن شاء الله. ثم رأيت عن الماليني ان ابن المنذر قال: «هو كذّاب» .
(لسان الميزان 1/ 296) . ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
يبدو أن الحافظ ابن حجر علّق على قول المؤلّف هذا في (ميزان الاعتدال) لأنه لم يذكر الحديث الباطل، وها هو قد ذكره هنا في (تاريخ الإسلام) في أول هذه الترجمة.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن يحيى) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 51، وسير أعلام النبلاء 15/ 568، 569 رقم 342.(25/415)
696- أبان بْن عيسى بْن محمد بْن عَبْد الرحيم الغافقيّ الأندلسيّ [1] .
سَمِعَ: عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى، وغيره.
وحدَّث. وهو من كبار المالكيّة.
697- إبْرَاهِيم بْن محمد بْن صالح بْن سِنان [2] .
أَبُو إِسْحَاق الْقُرَشِيّ المخزومي، مولي خَالِد بْن الوليد.
وإلى جدّه تُنْسَبُ قنطرة سنان التي بباب توما.
سَمِعَ: محمد بْن سُلَيْمَان ابن بِنْت مطر، وأبا زُرْعَة الدّمشقيّ، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وحمزة بن عبد الله الكفربطنانيّ [3] ، وعبد الباري بْن عَبْد الملك الْجِسْرينيّ، وجعفر بْن محمد الفِرْيابيّ، وجماعة كثيرة.
وعنه: ابنه أَحْمَد، وابن مَنْدَه، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وتمّام الرّازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن ياسر، وآخرون.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر. ووثقه الكتاني [4] .
698- أزهر بْن أَحْمَد [5] .
أَبُو غانم الخِرَقيّ [6] .
بغداديّ ثقة.
__________
[1] لم أقف على صاحب الترجمة في المصادر المتوفرة.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن صالح) في:
الروض البسّام (المقدمة) 13 رقم 3، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ ورقة 255 أو (مخطوطة التيمورية 4/ 354) ، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 260، وسير أعلام النبلاء 15/ 534، 535 رقم 312، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 257 رقم 55.
[3] الكفربطنانيّ: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وبعض يفتحها أيضا، ثم راء، وفتح الباء الموحّدة، وطاء مهملة ساكنة. ونون. نسبة إلى (كفر بطنه) . من قرى غوطة دمشق من إقليم داعية سكنها معاوية بن أبي سفيان. (معجم البلدان 4/ 468) .
[4] تاريخ دمشق 2/ 255 أ.
[5] انظر عن (أزهر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 52 رقم 3510، والمنتظم 6/ 395 رقم 668.
[6] تقدّم التعريف بهذه النسبة.(25/416)
روى عَنْ: أَبِي قَلابة الرَّقَاشيّ، ومحمد بْن عبد السّمرقنديّ.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحمّاميّ، وغيرهم.
- حرف الحاء-
699- حسّان بْن محمد [1] بْن أَحْمَد بْن هارون بْن حسّان بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيد بْن الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْد منَاف.
الْقُرَشِيّ، الأُمَويّ.
الأستاذ أَبُو الوليد الفقيه الشّافعيّ.
قَالَ فِيهِ الحاكم: إمام أهل الحديث بخُراسان. وأَزْهد من رَأَيْت من العلماء وأَعْبَدهم [2] .
درس عَلَى ابن سُرَيْج، وسمع أَحْمَد بْن الْحَسَن الصُّوفيّ، وغيره ببغداد، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، ومحمد بْن نُعَيْم بَنْيسابور، والحسن بْن سُفْيَان بنَسَا.
وخلْقًا سواهم.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، والقاضي أَبُو بَكْر الحِيريّ، وأبو طاهر بْن محمش، وأبو الفضل أَحْمَد بْن محمد السّهليّ الصّفّار، وآخرون.
وهو صاحب وجهٍ فِي المذهب، فمن غرائبه أنَّ المصلّي إذا كرَّر الفاتحة مرَّتين بطُلَت صلاته. وهو خلاف نصّ الشّافعيّ، وحكاه أَبُو حامد الإسفرايينيّ في تعليقه عن القديم.
__________
[1] انظر عن (حسّان بن محمد) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 74، والأنساب 446 ب، والمنتظم 6/ 396 رقم 671، ودول الإسلام 1/ 216، والعبر 2/ 281، وسير أعلام النبلاء 15/ 492- 496 رقم 277، والإعلام بوفيات الأعلام 148، وتذكرة الحفاظ 3/ 895، 897، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 191، 192، ومرآة الجنان 2/ 343، والبداية والنهاية 11/ 236، والنجوم الزاهرة 3/ 324، وطبقات الحفاظ 366، وشذرات الذهب 2/ 380، والأعلام 2/ 190، ومعجم طبقات الحفاظ 75 رقم 832.
[2] طبقات الشافعية الكبرى 2/ 191 وزاد: «وأكثرهم تقشّفا ولزوما لمدرسته وبيته» .(25/417)
ومن غرائب أَبِي الوليد أنّ الحجامة تُفطِر الحاجمَ والمحجوم، وادّعى أنّه المذهب لصحَة الحديث. وذلك غلط لأنّ الشّافعيّ قَالَ: الحديث منسوخ.
وصنّف الأستاذ أبو الوليد المخرّج عَلَى مذهب الشّافعيّ والمخرّج عَلَى «صحيح مُسلْمِ» .
وقال أَبُو سعَيِد الأديب: سَأَلت أَبَا علي الثَّقفيّ قلت: من نَسْأل بعدك؟
قَالَ: أَبَا الوليد.
وقال الحاكم: سَمِعْتُ أَبَا الوليد: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن سُفْيَان سَمِعْتُ حَرْمَلَة يَقُولُ: سُئل الشّافعيّ عَنْ رجلٍ وضع في فِيهِ تمرة وقال لامرأته: إن أكلتُها فأنتِ طالق، وإن طرحتُها فأنت طالق.
فقال الشّافعيّ: يأكل نصفها ويطرح نصفها.
قَالَ أَبُو الوليد: سَمِعَ منيّ أَبُو الْعَبَّاس بْن سُرَيْج هذه والحكاية، وبني عليها باقي تفريعات الطّلاق.
وقال الحاكم: نا أَبُو الْوَلِيد قَالَ: قَالَ أَبِي: أيّ كتابٍ تجمع؟
قلت: أُخرّج عَلَى كتاب الْبُخَارِيّ.
قَالَ: عليك بكتاب مُسلْمِ فإنّه أكثر بركة، فإنّ الْبُخَارِيّ كَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ اللفظ.
قَالَ الحاكم: أرانا أَبُو الوليد حسّان بْن محمد نقش خاتمه: «اللَّه ثقة حسّان بْن محمد» . وقال: أرانا عَبْد الملك بْن محمد بْن عديّ نقش خاتمه: «الله ثقة عَبْد الملك بْن محمد» . وقال: أرانا الرّبيع نقش خاتمه: «اللَّه ثقة الربيع بْن سُلَيْمَان» . وقال: كَانَ نقش خاتم الشّافعيّ: «اللَّه ثقة محمد بْن إدريس» [1] .
وساق الحاكم قصيدة لابن مَحْمِش الزّياديّ نَيِّفٍ وستون بيتًا يرثي بها الْإمَام أَبَا الوليد.
تُوُفّي أَبُو الوليد رحمه اللَّه فِي ربيع الأوّل عن اثنتين وسبعين سنة.
__________
[1] الطبقات الكبرى للسبكي 2/ 191.(25/418)
700- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن يزيد بْن دَاوُد [1] .
الحافظ أَبُو عَلِيّ الَّنيْسابوريّ.
قَالَ الحاكم: هُوَ واحد عصره فِي الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتّصنيف.
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب، وعلي بْن الْحُسَيْن، وعبد اللَّه بْن شِيرُوَيُه، وجعفر بْن أَحْمَد الحافظ.
وبهَرَاة: الْحُسَيْن بْن إدريس، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، وبَنَسا: الْحَسَن بْن سُفْيَان، وبجُرْجان: عِمران بْن مُوسَى، وببغداد: عَبْد اللَّه بْن ناجية، والقاسم المطّرز، وبالكوفة: محمد بْن جعْفَر القتّات، وبالبصرة: أَبَا خليفة، وبواسط: جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن سنان، وبالأهواز: عَبْدان، وبإصبهان: محمد بْن نُصَيْر، وبالمَوْصِل: أَبَا يَعْلَى، وبمصر: أَبَا عَبْد الرَّحْمَن إبْرَاهِيم بْن العلاء، والمعافي بْن سُلَيْمَان.
وُلِد سنة 277، وتوفي فِي جمادى الأولى.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن علي بن يزيد) في:
تاريخ بغداد 8/ 71، 72، والمنتظم 6/ 396 رقم 670، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 350، 351، ومعجم البلدان 5/ 332، 333، والتقييد لابن النقطة 245، 246 رقم 295، والعبر 2/ 281، 282، وسير أعلام النبلاء 16/ 51- 59 رقم 38، وتذكرة الحفاظ 3/ 902- 905. والمعين في طبقات المحدّثين 113 رقم 1260، وفيه «الحسين بن محمد» ، والإعلام بوفيات الأعلام 148، ودول الإسلام 1/ 216، ومرآة الجنان 2/ 343، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 267- 280، والبداية والنهاية 11/ 236، والوافي بالوفيات 12/ 430، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 129، 130 رقم 80، والنجوم الزاهرة 3/ 324، وطبقات الحفاظ 368، 369، وشذرات الذهب 2/ 380، والأعلام 2/ 266، ومعجم طبقات الحفاظ 78 رقم 838.(25/419)
وأوّل سماعه سنة 294.
وكان يشتغل بالصّياغة، فنصحه بعض العلماء وأشار عَلَيْهِ بالعلم [1] ، قَالَ:
خرجتُ إلى هراة سنة خمسٍ وتسعين، وحضرتُ أبا خليفة وهو يهدّد وكيلًا لَهُ يَقُولُ: تعود يا لُكَع.
فقال: لا أصْلَحَك اللَّه. فقال: بل أنت لا أصلحك اللَّه. قُمْ عنيّ.
قَالَ الحاكم: وكنتُ أرى أَبَا عَلِيّ معجبًا بأبي يَعْلَى المَوْصِليّ، وإتقانه.
قَالَ: لَا يخفى عَلَيْهِ من حديثه إلا اليسير، ولولا اشتغاله بسَماع كُتُب أَبِي يوسف بْن بِشْر بْن الوليد لأدركَ بالبصرة أَبَا الوليد وسليمان بْن حرب.
قَالَ الحاكم: كَانَ أبو عَلِيّ باقعةً [2] فِي الحِفظْ، لا تُطاق مذاكرته ولا يفي بمذاكرته أحدٌ من حُفّاظنا [3] .
خرج إلى بغداد سنة عشر ثانيًا، وقد صنَّف وجمع، فأقام ببغداد وما بها أحدٌ أحفظ منه [4] .
وسمعتُ أَبَا عَلِيّ يَقُولُ: كُتُب عنيّ أَبُو محمد بْن صاعد غير حديثٍ فِي المذاكرة، وكتب عنيّ ابنُ جَوْصا جملةً [5] .
قلت: وروى عَنْهُ: أبو بكر أحمد بن إِسْحَاق الصِّبْغيّ، وأبو الوليد الفقيه وهما أكبر منه، وابن مَنْدَة، والحاكم، وابن مَحْمِش، والسُّلَميّ، والمشايخ.
وقال أَبُو بَكْر بْن أَبِي دارم الحافظ: ما رَأَيْت ابن عُقْدَةَ يتواضع لأحدٍ من الحفاظ كتواضعه لأبي عَلِيّ الَّنيْسابوريّ [6] .
وقال الحاكم: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ يَقُولُ: اجتمعتُ ببغداد مَعَ أَبِي أَحْمَد العسّال، وإبراهيم بْن حمزة، وأبي طَالِب بْن نصر، وأبي بَكْر الْجِعابيّ فقالوا: أملّ
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 350.
[2] الباقعة: الداهيّة.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 350.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 350، 351.
[5] تاريخ بغداد 8/ 71، 72.
[6] المنتظم 6/ 396.(25/420)
علينا من حديث نَيْسابور مجلسًا، فامتنعتُ، فما زالوا بي حتّى أمليت عَلَيْهِم ثلاثين حديثًا، ما أجاب واحدٌ منهم فِي حديث منها إلا ابن حمزة فِي حديثٍ واحد [1] .
قَالَ الحاكم: وكان أَبُو عَلِيّ يَقُولُ: ما رأينا فِي أصحابنا مثل الْجِعابيّ، حيرنيّ حِفْظُه.
قَالَ الحاكم: فحكيت ذلك لأبي بَكْر الجعابيّ، فقال: يَقُولُ أَبُو عَلِيّ هذا وهو أستاذي عَلَى الحقيقة [2] .
قَالَ أَبُو عَبْد الرحمن السّلميّ: سألت الدّار الدّارقطنيّ عَنْ أَبِي عَلِيّ الَّنيْسابوريّ فقال: إمام مهذّب [3] .
أَنْبَأَنَا المسلّم بْن علان، عَنِ الْقاسم بْن عساكر، أَنَا أَبِي قَالَ: ثنا أخي أَبُو الْحُسَيْن: سمعتُ أَبَا طاهر السِّلفيّ: سَمِعْتُ غانم بْن أَحْمَد: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن الفضل الباطِرْقانيّ [4] ، سَمِعْتُ ابن مَنْدَه يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ الَّنيْسابوريّ، وما رَأَيْت أحفظ منه، قَالَ: ما تحت أديم السّماء أصحّ من كتاب مُسلْمِ [5] .
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن منده: سَمِعْتُ أَبِي أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما رَأَيْت فِي اختلاف الحديث والإتقان [6] أحفظ من أبي عَلِيّ الَّنيْسابوريّ [7] .
وقال القاضي أَبُو بَكْر الأبْهريّ: سَمِعْتُ أبا بكر بن أبي دَاوُد يَقُولُ لأبي عَلِيّ الَّنيْسابوريّ: إبْرَاهِيم، عَنْ إبْرَاهِيم، عَنْ إبْرَاهِيم، مَن هُمْ؟ فقال:
إبراهيم بْن طهْمان، عَنْ إبْرَاهِيم بْن عامر البَجَليّ، عَنْ إبْرَاهِيم النّخعيّ! فقال:
أحسنت يا أبا عليّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 72.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 351.
[3] المنتظم 6/ 396.
[4] الباطرقانيّ: بفتح الباء وكسر الطاء المهملة وسكون الراء وفتح القاف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى (باطرقان) : وهي إحدى قرى أصبهان. (الأنساب 20/ 40) .
[5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 351.
[6] في تهذيب تاريخ دمشق (والاتفاق) .
[7] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 351.(25/421)
- حرف السّين-
701- سعيد بن محمد بن أَحْمَد الذُّهْليّ [1] .
نزل بُخاري، وحدَّث بالعجائب عَنْ جعْفَر بْن شاكر، وإسماعيل القاضي.
وعنه: منصور بن عبد الله الخالدي.
- حرف العين-
702- العباس بن محمد بن إسرائيل [2] .
أبو محمد الجوهري.
روى عَنْ: البَغَوِيّ، وأبي عَرُوبة، والطبقة بَنْيسابور.
وعنه: الحاكم، وغيره.
وكان يعرف ويفهم.
مات ببُخَارى.
703- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سعد [3] .
أَبُو محمد الَّنيْسابوريّ البزّاز الحاجبيّ الحافظ.
أحد الأثبات.
كَتَب الكثير، وجمع الشيّوخ والأبواب والمُلَح، ولم يرحل.
سَمِعَ: محمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، وأحمد بْن النَّضْر، وإبراهيم بْن أَبِي طَالِب، وطبقتهم.
ثمّ كتب عن أربع طبقات بعدهم.
__________
[1] الذّهليّ: بضمّ الذال المعجمة وسكون الهاء وفي آخرها اللام. نسبة إلى قبيلة معروفة وهو ذهل بن ثعلبة، وإلى ذهل بن شيبان. (الأنساب 6/ 20) .
[2] انظر عن (العباس بن محمد) في:
المنتظم 6/ 389 رقم 675.
[3] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن سعد) في:
الأنساب 4/ 12 في ترجمة أبي سعيد أحمد بن إبراهيم بن حاجب الملقّب بحمدان المتوفى سنة 317 هـ.
و «الحاجبيّ» بفتح الحاء المهملة وكسر الجيم بعدها باء موحّدة. نسبة إلى الجدّ واسمه حاجب. (الأنساب 4/ 11) .(25/422)
روى عَنْه الحاكم، وقال: سَأَلْتُهُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن شِيرُوَيُه فقال: ثقة مأمون.
قَالَ الحاكم: تُوُفّي فجأة، وهو فِي عَشْر الثّمانين.
704- عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق الخراساني [1] .
وهو ابن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز البَغَوِيّ، أَبُو محمد المعدّل.
وأبوه ابن عمّ أَبِي القاسم البَغَوِيّ.
سَمِعَ: يحيى بْن جعْفَر، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن منصور، وأحمد بْن عُبّيْد بْن ناصح، وأبا قِلابة، وأحمد بْن ملاعب، وخلقا سواهم.
وعنه: الدّار الدّارقطنيّ، والحاكم، وابن رزْقَوَيْه، وعثمان بْن دُوَستْ، ويحيى بْن إبْرَاهِيم المزكيّ، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
وسأل حمزة السّهميّ الدّار الدّارَقُطْنيّ عَنْهُ فقال: فِيهِ لِين.
تُوُفّي فِي شهر رجب.
705- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن مُوسَى بْن كعب [2] .
أَبُو محمد الكعبيّ الَّنيْسابوريّ.
قَالَ الحاكم: مُحَدَّث كثير الرحلة والسمّاع.
سمع: إِسْمَاعِيل بْن قُتَيْبة، والفضل بْن محمد الشّعْرانيّ، وعلي بْن عَبْد العزيز، واليَسَع بْن زيد الراوي عَنْ سُفيان بْن عُيَيْنَة، ومحمد بْن غالب تَمْتَامًا.
وعنه: الحاكم، وأبو نصر بْن قَتَادة، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، ومحمد بْن محمد بْن أَبِي صادق نزيل مصر، وآخرون.
706- عَبْد الواحد بْن عُمَر بْن محمد بْن أبي هاشم [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 9/ 414، 415، والعبر 2/ 282، وسير أعلام النبلاء 15/ 543 رقم 321، وميزان الاعتدال 2/ 392، والإعلام بوفيات الأعلام 148، ولسان الميزان 3/ 258، 259، وشذرات الذهب 2/ 380.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن موسى) في:
الأنساب 10/ 444، وسير أعلام النبلاء 15/ 530، 531 رقم 308.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن عمر) في:(25/423)
أَبُو طاهر البغداديّ، شيخ القرّاء ببغداد.
كَانَ أعلم الناس بالقراءات وطُرُقها وعِللها، لَهُ فِي ذلك تصانيف.
روى عَنْ: محمد بْن جعْفَر القتات، ووكيع القاضي، وأحمد بْن فرج الضرير، وعبد الله بْن الصِّقر السُّكّريّ، وإسحاق بْن أَحْمَد الخزاعيّ، والحسن بْن الحُبَاب، وطائفة سواهم.
وقرأ عَلَى: أَبِي بكر بْن مجاهد، وأحمد بْن سهل الأشْنانيّ، وأبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير، قرأ عَلَيْهِ إِلَى «التَّغابُن» [1] .
وأقرأ الناس، فقرأ عَلَيْهِ: أَبُو القاسم عَبْد العزيز بْن جعْفَر الفارسيّ، وأبو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عُمَر الحمّاميّ، وأبو الْحَسَن عَلِيّ بْن محمد الجوهريّ، وأبو الْحَسَن عَلِيّ بْن العلاف، وأبو الفَرَج عُبّيْد اللَّه بْن عُمَر المصاحفيّ، وأبو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه السَّوسَنْجِرْديّ [2] ، وغيرهم.
قَالَ الخطيب [3] : كَانَ ثقة أمينًا، مات فِي شوّال.
قلت: ويقال مولده سنة ثمانين ومائتين. وقد طوّل الدّانيّ ترجمته [4] ، وعظَّمه.
قَالَ: ولم يكن بعد ابن مجاهد مثل ابن طاهر فِي علمه وفهمه مَعَ صدق لهجته واستقامة طريقته.
قرأ عَلَيْهِ خلقٌ كثير، وكان ينتحِل في النّحو مذهب الكوفيّين. وكان من
__________
[ () ] تاريخ بغداد 11/ 7، 8 رقم 5659، والمنتظم 6/ 397 رقم 673، وإنباه الرواة 2/ 215، والعبر 2/ 282، والإعلام بوفيات الأعلام 148، وسير أعلام النبلاء 16/ 21، 22، ومعرفة القراء الكبار 1/ 251، 252، وتلخيص ابن مكتوم 122، والبداية والنهاية 11/ 237، وغاية النهاية 1/ 475- 477، والنشر في القراءات العشر 1/ 123، والنجوم الزاهرة 3/ 325، وبغية الوعاة 2/ 121، وشذرات الذهب 2/ 380.
[1] التّغابن: هي السورة الرابعة والستّون من القرآن الكريم.
[2] السّوسنجرديّ: بالواو بين السينين المهملتين، وسكون النون، وكسر الجيم، وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة. نسبة إلى قرية بنواحي بغداد يقال لها سوسنجرد. (الأنساب 7/ 189) .
[3] في تاريخه 11/ 7.
[4] نقلها ابن الجزري في (غاية النهاية 1/ 476) .(25/424)
أهل العلم بالعربيّة. سَمِعْتُ عَبْد العزيز الفارسي يَقُولُ: لمّا تُوُفّي ابن مجاهد، وأذكر يوم موته، أجمعوا عَلَى أن يقدّموا شيخنا أَبَا طاهر. فتصدَّر للإقراء فِي مجلسه، وقصده الأكابر فتحلّقوا عنده. وكان قد خالف أصحابه فِي إمالة النّاس لأبي عَمْرو. وكانوا ينُكرون عَلَيْهِ ذَلِكَ [1] .
707- عَلِيّ بْن إبْرَاهِيم الطَّغاميّ [2] الْبُخَارِيّ.
سَمِعَ: صالح بْن محمد جَزَرَة.
708- عَلِيّ بْن عُمَر [3] .
أَبُو الْحُسَن البغدادي الدّقّاق الحافظ.
رحّال جمّاع.
روى عَنْ: البَغَوِيّ، وعِلان بْن الصَّيْقَل، وأبي عروبة، وطبقتهم.
وعنه: الحاكم أبو عبد الله وقال: تُوُفّي بمروالرّوذ فِي السنة.
709- عَلِيّ بْن المؤمِّل بْن الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجس الَّنيْسابوريّ [4] .
أَبُو القاسم.
كَانَ يُضرب بِهِ المثل فِي العقل والورع.
__________
[1] غاية النهاية 1/ 476، وفيه تكملة: «ولما توفي ابن مجاهد- رحمه الله- أجمعوا على أن يقدّموه، فتصدَّر للإقراء فِي مجلسه وقصده الأكابر، فتحلّقوا عنده كعقيل بن البصري، وكان من جلّة أصحاب ابن مجاهد، وكأبي بكر الجلّاء، ونظرائهما، قال: وسمعت فارس بن أحمد يقول: دخل أبو طاهر ذات يوم في مجلس ابن مجاهد وقد فرغوا من مسألة جرت بينهم فقال لهم: فيم كنتم؟ قالوا: مسألة جرت، فقال لهم: هلمّوها. فقالوا: إن الجواب فيها قد استوعب فقال: هلمّوها فإنّ الأسد إذا حضرت تضارطت الثعالب. وقال القفطي: قرأ كتاب سيبويه على أبي محمد بن درستويه الفارسيّ، ولم ير بعد ابن مجاهد في القراءات مثله. (إنباه الرواة 2/ 215) .
[2] انظر عن (علي بن إبراهيم) في:
الإكمال لابن ماكولا 6/ 222، والأنساب 8/ 242، واللباب 2/ 282.
و «الطّغاميّ» بفتح الطاء المهملة، والغين المعجمة. نسبة إلى «طغامى» ، وهي قرية من سواد بخارى. ووقع في (الإكمال 6/ 222) أن وفاته سنة 347 هـ.
[3] انظر عن (علي بن عمر) في:
تاريخ بغداد 12/ 33 رقم 6403.
[4] انظر عن (علي بن المؤمّل) في: المنتظم 6/ 397 رقم 674.(25/425)
سَمِعَ: الفضل بْن محمد الشّعْرانيّ، وتميم بْن محمد الطُّوسيّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، ومحمد بْن أيّوب الرّازيّ، وجماعة.
وعنه: أهل نَيْسابور، والحاكم.
- حرف الميم-
710- محمد بْن أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان [1] .
أَبُو أَحْمَد الأصبهانيّ القاضي، المعروف بالعّسال.
سَمِعَ: محمد بْن أيوب الرّازيّ، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ، وإبراهيم بْن زُهير الحُلْوانيّ، والحسن بْن عَلِيّ السّرِيّ، وأبا بَكْر بْن أبي عاصم، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن أسد المدينيّ، وأباه أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم وهو اقدم شيوخة فإنّه تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن عديّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وابن مَنْدَه، وأبو بَكْر بْن مَرْدُوَيْه، وأبو بَكْر الذّكْوانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الرباطيّ، وأحمد بْن إبْرَاهِيم القصّار، وأحمد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن ماجة المؤدّب، وطائفة آخرهم أبو نُعَيْم [2] وقال: كان من كبار الحفّاظ.
وقال أبو عَبْد اللَّه بْن منده: كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أَحْمَد العسال [3] .
قلت: تُوُفّي فِي رمضان. وكان رحمه الله تعالى قاضي أصبهان وعالمها [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن إبراهيم) في:
طبقات المحدّثين بأصبهان 309، 310، وذكر أخبار أصبهان 2/ 283، وتاريخ بغداد 1/ 270 رقم 106، والأنساب 8/ 447، والمنتظم 6/ 398 رقم 676، واللباب 2/ 339، وسير أعلام النبلاء 16/ 1506 رقم 2، وتذكرة الحفاظ 3/ 886- 889، والعبر 2/ 282، 283، والإعلام بوفيات الأعلام 148، والمعين في طبقات المحدّثين 113 رقم 1261، ومرآة الجنان 2/ 343، والبداية والنهاية 11/ 327، والوافي بالوفيات 2/ 41، والنجوم الزاهرة 3/ 325، وطبقات الحفاظ 361، 362، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 51، 52، وشذرات الذهب 2/ 380، 381، وهديّة العارفين 2/ 43، ومعجم المؤلفين 8/ 226.
[2] في ذكر أخبار أصبهان 2/ 283 وفيه قال: «وكان من كبار الناس في الحفظ والإتقان والمعرفة» .
[3] تاريخ بغداد 1/ 270.
[4] طوّل المؤلّف- رحمه الله- ترجمته في: (سير أعلام النبلاء 16/ 6- 15) .(25/426)
711- محمد بْن أَحْمَد بْن خَالِد [1] .
أبو عبد الله الْمَصْريّ الإعْداليّ [2] .
حدَّث بدمشق عَنِ: النَّسائيّ بسُنَنه، وعن: أَبِي يعقوب الْمنْجَنِيقيّ، وبكر بْن سهل الدِّمْياطيّ.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن بكُيْر الطَّبَرانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وتمّام، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
وتوفي بدمشق فِي جُمَادَى الآخرة.
712- محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حَمْدَوَيْه [3] .
أَبُو الْحَسَن الصّفّار العدل الَّنيْسابوريّ.
سمع: البُوشَنْجيّ، وإبراهيم بْن عَلِيّ الذُّهْليّ.
وعنه: الحاكم، وغيره.
713- محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ [4] .
أَبُو يعقوب البغداديّ النَّحْويّ.
حدَّث بتَدْمُر ومصر عَنْ: أَبِي مُسلْمِ الكَجّيّ.
وعنه: أَبُو الفتح بْن مسرور [5] .
714- محمد بْن عبد الله بن عمرويه البغدادي [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن خالد) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 35 رقم 101، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ ورقة 340 ب، 341 أ.
[2] هكذا في الأصل، والموجود في الأنساب (1/ 307) : «الأعدوليّ» . بضم الألف وسكون العين وضم الدال والواو المهملتين، وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى أعدول وهو بطن من الحضارمة» .
[3] لم أجده، وهو في (تاريخ نيسابور) .
[4] انظر عن (محمد بن أحمد النحويّ) في:
تاريخ بغداد 1/ 320 رقم 216، وإنباه الرواة 3/ 57، وبغية الوعاة 1/ 34 رقم 54 وفيه:
«محمد بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن يزيد بن حاتم بن المهلّب بن أبي صفرة المهلّبيّ» .
[5] وقال الزّبيديّ: كان عالما نحويا لغويا ثقة.
[6] انظر عن (محمد بن عبد الله بن عمرويه) في:(25/427)
أبو عبد الله، ويقال أبو بكر الصّفّار، المعروف بابن علم.
سَمِعَ: محمد بْن إِسْحَاق الصغانيّ، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، ومحمد بْن نصر.
وعنه: هلال الحفّار، وابن رزْقَوَيْه، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان.
قَالَ الخطيب [1] : جميع ما عنده جزء عَنِ الْمذكورين، ولم أسمع أحدًا يَقُولُ فِيهِ إلا خيرًا.
ومات فِي شعبان. يُقال أتي عَلَيْهِ مائة سنة وسنة.
قلتُ: وقع لنا جزؤه بعُلُوّ.
715- محمد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن [2] .
أَبُو بَكْر الدِّينَوَرِيّ الزّاهد.
ثقة، ورع. يذْكر عَنْهُ كرامات.
حدَّث ببغداد فِي هذه السنة عَنْ: إبْرَاهِيم بْن زُهَير الحُلْوائيّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الكَجّيّ.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وعلي بْن أحمد الرّزّاز، وأبو الحسن الحمّاميّ، وغيرهم [3] .
716- محمود [4] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 5/ 454، رقم 2991، والعبر 2/ 283، والإعلام بوفيات الأعلام 148، وسير أعلام النبلاء 15/ 544 رقم 322، وشذرات الذهب.
[1] في تاريخه.
[2] في الأصل «الحسين» وما أثبتناه عن:
تاريخ بغداد 3/ 82، 83 رقم 1064، وفيه: «محمد بن عليّ بن الحَسَن بن عليّ أبو بكر الدينَوَريّ يعرف ببرهان» .
[3] وقال صالح بن أحمد الحافظ: رأيته وذاكرته وكان شيخا فاضلا ثقة ورعا، ولم يقض لي السماع منه، وكتب عنه القاسم بن محمد السراج، وعبد الله بن عمر بن محمد، وأحمد بن محمد بن البنّاء، وطاهر بن عبد الله بن عمر، ورووا عنه، وكان يشبه أهل العلم باللَّه صدوقا. (تاريخ بغداد 3/ 82/ 83) .
[4] انظر عن محمود أنوجور) في:(25/428)
وهو أنُوجُور بْن الإخشيد التُّرْكيّ صاحب مصر وابن صاحبها.
مات شابًّا كما سيأتي فِي ترجمة كافور الإخشيديّ.
__________
[ () ] ولاة مصر للكندي 313، والولاة والقضاة، له 296، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 215، وتاريخ الأنطاكي 94، وتاريخ حلب للعظيميّ 299، والكامل في التاريخ 8/ 533، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري وفيه «أيوجور» ، ووفيات الأعيان 1/ 122، و 4/ 99، 198 و 5/ 59، والمختصر في أخبار البشر 2/ 102، والعبر 2/ 306، وتاريخ ابن الوردي 1/ 288، والبداية والنهاية 11/ 236، وخطط المقريزي 1/ 329، والنجوم الزاهرة 3/ 293، ومآثر الإنافة 1/ 306، وحسن المحاضرة 2/ 11، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 179، 180، وتاريخ الأزمنة للدويهي 63 رقم 37.(25/429)
سنة خمسين وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
717- أَحْمَد بْن الْحُسَيْن [2] .
أبو عَلِيّ البصريّ الحافظ الملقّب شُعْبَة.
يروي عَنْ: محمد بْن زكريّا الغُلابيّ، وهشام بْن عَلِيّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الكَجّيّ.
وثقَّه الخطيب ولم يُسَمِّ عَنْهُ راويًا سوى أَبِي الْحَسَن بْن الجنديّ.
وقال: كَانَ أحد الحفاظ المذكورين.
مات بعد الخمسين.
718- أَحْمَد بْن سعَيِد بْن حزْم بْن يونس [3] .
أَبُو عُمَر الصَّدَفيّ الأندلسيّ.
بها، فِي جُمَادَى الآخرة بقُرْطُبة.
كَانَ أحد من عُني بالسنن والآثار.
سَمِعَ من: عُبّيْد اللَّه بْن يحيى، وسعيد الأعْناقيّ [4] ، وسعيد بْن الزراد،
__________
[1] كتب بجانب العنوان في الأصل: «350» .
[2] انظر عن (أحمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 4/ 106 رقم 1760.
[3] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 43، 44 رقم 142، وجذوة المقتبس للحميدي 125، 126 رقم 214، وبغية الملتمس للضبيّ 182، 183 رقم 412، وفهرست ابن خير 227، ومعجم الأدباء 3/ 50- 52، وسير أعلام النبلاء 6/ 104، 105 رقم 71، والوافي بالوفيات 6/ 389، 390، ونفح الطيب 3/ 170، وهدية العارفين 1/ 63، ومعجم المؤلفين 1/ 232، 233، وإيضاح المكنون 1/ 217.
[4] لم أجد هذه النسبة في الأنساب.(25/430)
ومحمد بْن أَبِي الوليد الأعرج، ومحمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة.
ورحل سنة إحدى عشرة، فسمع بمكّة من: ابن المنذر، وأبي جعْفَر الدَّبِيليّ.
وبمصر من: محمد بْن زبّان، ومحمد بْن التّفّاح.
وبالقيروان من: أَحْمَد بْن نصر، ومحمد بْن محمد بْن اللّبّاد.
ورجع إلى الأندلس فصنَّف تاريخًا فِي المحدّثين بلغ فِيهِ الغاية، ولم يزل يُحدَّثَ إلى أن مات.
روى عَنْهُ جماعة كثيرة.
وستأتي ترجمة سميُّه الوزير ابن حزْم والد الفقيه أَبِي محمد.
719- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شاذان [1] .
أَبُو حامد بْن حسنويه الَّنيْسابوريّ التّاجر.
سَمِعَ: أَبَا عيسى التِّرْمِذيّ، وأبا حاتم الرّازيّ، والسري بْن خُزَيْمَة، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بْن عَبْد الوهاب الفَرّاء، وطبقتهم.
قَالَ الحاكم: كَانَ من المجتهدين فِي العبادة اللَّيْلَ والنّهار، ولو اقتصر عَلَى سماعه الصّحيح يعني من المُسمّين، لكان أَوْلَى بِهِ. لكنّه حدَّث عَنْ جماعة أشهدُ باللَّه أنّه لم يسمع منهم [2] . وقد سَأَلْتُهُ سنة ثمانٍ وثلاثين عَنْ سنه فقال لي:
ست وثمانون سنة. وأُدْخِلت الشّام وأنا ابن اثنتي عشرة سنة [3] .
وسمعته يَقُولُ: أخَرجتُ فِي مشايخي من اسمه أَحْمَد، فخرج مائة وعشرون شيخًا.
دخلتُ عَلَيْهِ سنة تسعٍ وثلاثين، فقال: قد حلفتُ أن لا أحدِّث أحدا. ثمّ
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن الحسن) في:
الأنساب 4/ 144- 147، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 11 أ- 12 أ، والعبر 2/ 284، 285، وسير أعلام النبلاء 15/ 548- 551 رقم 326، وميزان الاعتدال 1/ 121، والإعلام بوفيات الأعلام 149، والوافي بالوفيات 7/ 216، ولسان الميزان 1/ 223، 224.
[2] الأنساب 4/ 144.
[3] الأنساب 4/ 144.(25/431)
بعد ساعة قَالَ: ثنا أَبُو سعَيِد، نا محمد، فذكر حكاية. ولا أعلم أن أَبَا حامد وضَعَ حديثًا أو أدخل إسنادًا فِي إسناد. إنّما المُنْكَر روايته عَنْ قوم تقدم موتهم، والنفسُ تأبي ترك مثله، والله المستعان.
وقال ابن عساكر فِي تاريخه: [1] روى عَنْ: أَحْمَد بْن شَيْبان الرَّمليّ، وأحمد بن يوسف السّلميّ، وعيسى بْن أَحْمَد العسقلانيّ البلْخيّ، ومسلم بْن الحَجّاج، وإسحاق الدَّبَريّ، وسمّي طائفةً.
وعنه: الحاكم، وأبو أَحْمَد بْن عديّ، ومنصور بْن عَبْد اللَّه الخالديّ، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وأحمد بْن أَبِي عمران الهَرَويّ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعلي بْن محمد الطرازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد السّرّاج.
قَالَ الْحَاكِمُ: قَدْ حَدَّثَ قَدِيمًا، فَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ محمد السَّكُونِيُّ- ثِقَةٌ-، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْبَارِيُّ بْنُ عَجَبٍ، ثَنَا محمد بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ، ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: «مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ» [2] .
__________
[1] تاريخ دمشق 2/ 11 أ.
[2] رواه عبد الرزاق في (المصنّف) 5290، وأحمد في المسند 4466 و 4553 و 4920 و 4942 و 5005 و 5008 و 5078 و 5083 و 5128 و 5142 و 5169 و 5210 و 5311 و 5450 و 5456 و 5482 و 5488 و 5777 و 5828 و 5961 و 6020 و 6267 و 6327 و 6369 و 6370، والبخاري 77. و 894 و 919، ومسلم (844) ، ومالك في الموطّأ 1/ 95، والترمذي (490) و (491) ، والنسائي 3/ 93 و 105 و 106، وابن ماجة (1088) ، والطبراني في المعجم الكبير 12/ رقم 13392، و 13419 و 13577، وابن جميع الصيداوي في (معجم الشيوخ) 366 رقم 355، من طرق مختلفة، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 10/ 221 و 19/ 681 برواية رحيل بن سعيد البعلبكي، من طريق أنس بن مالك.
وأخرجه ابن جميع من طريق أبي وهب، عن مكحول، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل» . (معجم الشيوخ 289 رقم 249) .
وأخرجه ابن عساكر، بلفظ: «من جاء إلى الجمعة فليغتسل» (تاريخ دمشق- مخطوطة التيمورية- 13/ 467، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 318) ، وانظر: (التعريف في أسباب ورود الحديث الشريف 1/ 61) .(25/432)
قَالَ: ودخلتُ يومًا عَلَيْهِ فقال: ألا تراقبون الله فِي توقير المشايخ؟ أما لكم حَياء يحجزكم؟
فسألته ما أصابه، فقال: جاءني أَبُو علي المعروف بالحافظ وأنكَر عَلِيّ روايتي عَنْ أحمد بْن أَبِي رجاء المَصِّيصيّ. وهذا كتابي وسماعي منه.
ثمّ قَالَ: رأيتُ والله أكبَر من أَحْمَد بْن أَبِي رجاء، فقد كتبتُ عَنْ ثلاثة، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ. وعن ثلاثة عَنْ مروان بْن معاويه، وهذا حفيدي، وأشار إلى كَهْلٍ واقفٍ [1] .
وقال حمزة السَّهْميّ: سُئل ابن مَنْدَه بحضرتي عَنْ أحمد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن الْمُقْرِئ فقال: كَانَ شيخًا أتي عَلَيْهِ مائةٌ وعشر سِنين.
وقال حمزة: وسألت أَبَا زُرْعَة محمد بْن يوسف الْجُرْجانيّ عَنْهُ فقال: هُوَ كذاب [2] .
وقال الحاكم: سَمِعْتُ أَبَا حامد الحَسْنُويّ يَقُولُ: ما رأيت أعجب من أمر هذا الأصمّ، كَانَ يختلف معنا إلى الربيع بْن سُلَيْمَان، وكان منزل ياسين القتبانيّ لَزِيق منزل الرّبيع ولم يسمع منه الأصمّ. فكتبتُ قوله هذا وناولته أَبَا الْعَبَّاس الأصمّ، فصاح: يا معشر المسلمين، بلغني أنّ ابن حَسْنَوَيْه يروي عَنِ الرّبيع وابن عَبْد الحَكَم، ويذكر أنّه كَانَ معي بمصر، والله ما التقينا ولا عرفته إلا بعد رجوعي من مصر [3] .
وسمعتُ محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ: كَانَ ابن حَسْنَوَيْه يديم الاختلاف معنا إلى السّرِيّ بْن خُزَيْمَة وأقرانه، ثمّ شيعّناه يوم خروجه إلى أَبِي حاتم.
وقال أبو القاسم بن منده: توفي في شهر رمضان سنة خمسين.
__________
[1] تاريخ دمشق 2/ 11 أ، ب.
[2] تاريخ دمشق 2/ 11 ب.
[3] الأنساب 4/ 154، 146.(25/433)
720- أَحْمَد بْن الفضل بْن شبابة [1] .
أَبُو الصَّقْر الهَمَدانيّ الكاتب الأديب [2] .
سَمِعَ من: إبْرَاهِيم بْن دِيزِيل، ومحمد بْن يزيد المبردّ، وأبي الْعَبَّاس ثعلب، وأبي خليفة.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن لال، وخلف بن محمد الخيّاط، والهَمَدانيّون.
721- أَحْمَد بْن كامل بْن خَلَف بْن شَجَرَة [3] .
أَبُو بَكْر البغداديّ القاضي، تلميذ محمد بْن جرير.
تقلَّد قضاء الكوفة من قبل أَبِي عُمَر محمد بْن يوسف القاضي.
وحدَّث عَنْ: محمد بْن الجهم، ومحمد بْن سعْد العَوْفيّ، ومحمد بْن مَسْلَمَة الواسطي، وأبي قلابة الرَّقَاشيّ، والحسن بْن سلام، وطبقتهم.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وأبو العلاء محمد بْن الْحَسَن الورّاق، ويحيى بْن إبْرَاهِيم المزكّيّ، وابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحمامي، وآخرون.
قالَ ابن رزقويه: لم تَرَ عيناي مثله. سمعته يَقُولُ: وُلِدتُ سنة ستّين ومائتين [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الفضل) في:
معجم الأدباء 4/ 98- 100 رقم 14.
[2] قال ياقوت: كان يلقّب بساسي دوير.
[3] انظر عن (أحمد بن كامل) في:
تكملة تاريخ الطبري 1/ 179، والفهرست لابن النديم 48، وتجارب الأمم 6/ 184، ونشوار المحاضرة 6/ 70، وتاريخ بغداد 4/ 357- 359، وتاريخ حلب للعظيميّ 299، وفيه أبو بكر ابن القوّاس، وأخبار الحمقى والمغفّلين 89، ومعجم الأدباء 4/ 102- 108، واللباب 2/ 13، والكامل في التاريخ 8/ 537، وإنباه الرواة 1/ 67، 68، والعبر 2/ 285، وسير أعلام النبلاء 15/ 544- 546 رقم 323، وميزان الاعتدال 1/ 120، والإعلام بوفيات الأعلام 149، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 10، والوافي بالوفيات 7/ 298، ولسان الميزان 1/ 249، والجواهر المضيّة 1/ 90، وغاية النهاية 1/ 98، وبغية الوعاة 1/ 153، 154، وشذرات الذهب 3/ 2، وكشف الظنون 28، 1207، وإيضاح المكنون 2/ 283، 305، 321، 350 و 2/ 604، ومعجم المؤلفين 2/ 52.
[4] تاريخ بغداد 4/ 358.(25/434)
وقال الخطيب [1] : كَانَ من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن والنحو والشعر والتواريخ، وله فِي ذَلِكَ مصنّفات.
وقال الدّار الدّارَقُطْنيّ: كَانَ متساهلًا. ربّما حدث من حفظه بما لَيْسَ فِي كتابه.
وأهلكه العُجْب. كَانَ يختار لنفسه ولا يقلّد أحدًا [2] .
تُوُفّي رحمه اللَّه تعالي فِي شهر المحرَّم. وكان لا يعدّ لأحد وزنًا من الفقهاء وغيرهم [3] ، أملي كتابًا فِي السُّنَن، وتكلّم عَلَى الأخبار [4] .
722- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن زياد بْن عبّاد المحدّث [5] .
أبو سهل القطان، بغداديّ مشهور.
سَمِعَ: محمد بْن عُبّيْد اللَّه بْن المنادي، ومحمد بْن عيسى المدائنيّ، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الجهم السمري، ومحمد بن الحسين الحنينيّ، وإسماعيل القاضي، وطائفة.
وعنه: الدّار الدارقطني، والحاكم، وابن منده، وابن رزقويه، وأبو الحسين، وأبو القاسم ابنا بشران، وأبو الحسن الحمامي، وأبو علي بن شاذان، وآخرون.
قال الخطيب: [6] كان صدوقا، أديبا، شاعرا، رواية للأدب عَنْ ثعلب والمبرِّد، وكان يميل إلى التَّشيُّع.
وقال أبو عبد الله بْن بِشْر القطّان: ما رَأَيْت أحسن انتزاعًا لمَا أراد من آي
__________
[1] في تاريخه 4/ 357.
[2] تاريخ بغداد 4/ 358، 359.
[3] في تاريخ بغداد 4/ 359 «ولا يضع لأحد من العلماء أصلا» .
[4] وقال أبو سعد الإسماعيلي: كان جريريّ المذهب. قال الدار الدّارقطنيّ: بل خالفه واختار لنفسه، وأملى كتابا في السير وتكلّم على الأخيار. (تاريخ بغداد 4/ 359) .
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 5/ 45، 46، رقم 2404، والمنتظم 7/ 3 رقم 1، والعبر 2/ 285، 286، وسير أعلام النبلاء 15/ 521، 522 رقم 299، والمعين في طبقات المحدّثين 112 رقم 1257، والإعلام بوفيات الأعلام 149، والوافي بالوفيات 8/ 34، والبداية والنهاية 11/ 238، والنجوم الزاهرة 3/ 328، وشذرات الذهب 3/ 2، 3، وأعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 3/ 123، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 303 رقم 199.
[6] في تاريخه 5/ 45.(25/435)
القرآن من أَبِي سهل بْن زياد، وكان جارنا. وكان يديم صلاة اللّيل والتّلاوة، فلكثرة درسه صار القرآن كأنه بين عينيه [1] .
وقال الخطيب [2] : كَانَ فِي أَبِي سهل مُزاح ودُعابة. سمعت البرقاني يَقُولُ:
كرهوه لمُزاحٍ فِيهِ، وهو صدوق.
وقال الصُّوريّ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن نصر بْن الصّبّاح بمصر يَقُولُ: كنّا يومًا بين يدي أَبِي سهل بْن زياد، فأخذ شخصٌ سِكّينًا بين يديه ينظر فيها، فقال: ما لك ولها، أتريد أن تسرقها كما سرقُتها أَنَا؟ هذه سكّين البَغَوِيّ سرقُتها [3] .
وُلِد ابن زياد سنة 259، وتوفي فِي شعبان.
وقع لنا جملة من حديثه.
723- أَحْمَد بْن محمد بْن فطيس القرشيّ [4] .
حدّث بدمشق بكتاب «الجمل» و «صفّين» عَنْ: أَبِي عَبْد الملك البُسْريّ، عَنِ ابْن عائذ.
وكان يكتب خطًّا منسوبًا.
وروى أيضًا عَنْ: عَلِيّ بْن غالب السَّكْسكيّ، وأحمد بْن عَلِيّ بْن سعَيِد القاضي، وهذه الطبقة.
روى عَنْهُ: تمّام [5] ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي نصر، وآخرون.
وكان ثقة.
توفّي في شوّال.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 45، 46، وفيه زيادة: «ينتزع منه ما شاء من غير تعب» .
[2] في تاريخه 5/ 46.
[3] تاريخ بغداد 5/ 46.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن فطيس) في:
البداية والنهاية 11/ 238.
[5] لم يرد ذكره في مقدّمة الروض البسّام. كما لم يذكره ابن عساكر في (تاريخ دمشق) .(25/436)
724- أَحْمَد بْن محمد بْن عبدان بْن فضال الأَسَدِيّ [1] .
أَبُو الطَّيْب الصّفّار.
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن محمد الفَسَويّ، وأحمد بْن عَلِيّ الخزّاز.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن عثمان الصّفّار، وأبو أَحْمَد الفَرَضيّ.
وثقَّه الخطيب.
725- إبْرَاهِيم بْن محمد بْن إبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن عيسى بْن أصْبغ [2] .
أَبُو إِسْحَاق الباجيّ.
سَمِعَ: محمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة، وأحمد بْن خَالِد الحُباب، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن القوق.
وكان فصيحًا، بليغًا، شاعرًا، لُغَويًّا، فقيهًا، صاحب صلاة باجة. عاش ثلاثًا وستين سنة.
726- إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى [3] .
أَبُو محمد البغداديّ الخُطَبيّ [4] .
سَمِعَ: الحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بن موسى، وجماعة.
وعنه: أبو حفص بن شاهين، والدّار الدّارقطنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحّماميّ، وأبو عَلِيّ بْن شاذان، وغيرهم.
وُلِد فِي أوّل سنة 269.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبدان) في:
تاريخ بغداد 5/ 85 رقم 2425.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 16، 17 رقم 33.
[3] انظر عن (إسماعيل بن علي) في:
السابق واللاحق 110، وتاريخ بغداد 6/ 304- 306، وطبقات الحنابلة 2/ 118، 119، والأنساب 5/ 147، 148، والمنتظم 7/ 3، 4، رقم 2، ومعجم الأدباء 7/ 19- 23، واللباب 1/ 453، وسير أعلام النبلاء 15/ 522، 523 رقم 300، والإعلام بوفيات الأعلام 149، والبداية والنهاية 11/ 238، والنجوم الزاهرة 3/ 328، 329، وشذرات الذهب 3/ 3.
[4] الخطبيّ: بضم الخاء المعجمة وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الباء الموحّدة. (الأنساب 5/ 147) .(25/437)
وقال الخطيب [1] : كَانَ فاضلًا عارفًا بأيّام النّاس، وأخبارهم وخُلفَائهم.
صنف تاريخًا كبيرًا عَلَى السنين.
ووثّقه الدّار الدّارَقُطْنيّ [2] .
وذكر أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، عَنْ إسماعيل الخطبيّ، قال: [1] وجه إليَّ الرّاضي باللَّه ليلة الفِطْر، فحُملت إليه راكبًا، فدخلت وهو جالس فِي الشموع، فقال لي: يا إِسْمَاعِيل، قد عزمتُ فِي غدٍ عَلَى الصّلاة بالنّاس، فما الَّذِي أقول إذا انتهيت إلى الدّعاء لنفسي؟
فأطرقتُ ساعة، ثمّ قلت: يا أمير المؤمنين: رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ 27: 19 [3] الآية.
فقال لي: حَسْبُك.
ثمّ تبعني خادم فأعطاني أربعمائة دينار [4] .
تُوُفّي الخطبي فِي جُمَادَى الآخرة، وكان يرتجل الخُطَب، وله فضائل [5] .
قَالَ محمد بْن العباس بْن العراب: كَانَ الخطبي ركينًا عاقَلًا مقدَّمًا عند كبار الهاشميين، وغيرهم من أهل الفِقْه والأدب وأيّام النّاس. قلّ من رَأَيْت مثله [6] .
727- إِسْمَاعِيل بْن شُعيب النَّهَاوَنْديّ [7] .
أَبُو عَلِيّ المقرئ. نزيل بغداد.
روى عَنْ أَحْمَد بْن محمد بْن سَلْمُوَيْه الأصبهانيّ كتاب قراءة الكِسائيّ لقتيبة بن مهران.
__________
[1] في تاريخه 6/ 304.
[2] تاريخ بغداد 6/ 305 وفيه قال: «ما أعرف منه إلّا خيرا، كان يتحرّى الصدق» .
[3] سورة النمل، الآية 19.
[4] تاريخ بغداد 6/ 305، 306.
[5] وقال محمد بن أبي الفوارس: وكان شيخا ثقة نبيلا. (تاريخ بغداد 6/ 306) .
[6] تاريخ بغداد 6/ 305.
[7] انظر عن (إسماعيل بن شعيب) في:
تاريخ بغداد 6/ 306 رقم 3348، وغاية النهاية 1/ 164، 165 رقم 767.(25/438)
روى عَنْهُ: إبْرَاهِيم بْن مَخْلَد الباقرحي، وغيره.
- حرف التاء-
728- تمّام بْن محمد بْن سُلَيْمَان [1] .
أَبُو بَكْر الهاشميّ البغداديّ.
عَنْ: محمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل.
وعنه: أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
- حرف الثاء-
729- ثبات بْن عَمْرو بْن ميمون البَجَليّ البغداديّ [2] .
أَبُو الْعَبَّاس القطّان.
سَمِعَ: محمد بْن غالب تَمْتَام، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بْن مُوسَى، وَعُبَيْدًا العِجْل.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وطلحة الكتانيّ، وغيرهما.
قَالَ الخطيب [3] : صدوق، لم يبلغني موته. بل حدث فِي هذه السنة [4] .
- حرف الحاء-
730- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عُبّيْد [5] .
أَبُو أحمد البغداديّ الخلّال، يعرف بابن الكوسج.
__________
[1] انظر عن (تمّام بن محمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 139 رقم 3585، والمنتظم 7/ 4 رقم 3، والبداية والنهاية 11/ 238 وفيه:
«تمام بن محمد بن سعيد» .
[2] انظر عن (ثبات بن عمرو) في:
تاريخ بغداد 7/ 145 رقم 3600، والإكمال لابن ماكولا 1/ 553 وفيه «ثبات بن ميمون بن ثبات» ، والمشتبه في أسماء الرجال 11/ 121 بالحاشية.
[3] في تاريخه 7/ 145.
[4] وقال الدار الدّارقطنيّ: كتبنا عنه، عن الكديمي، وغيره. (الإكمال 1/ 553) .
[5] انظر عن (الحسن بن عليّ) في:
تاريخ بغداد 7/ 386 رقم 3917، والمنتظم 7/ 4 رقم 4.(25/439)
سَمِعَ: أَبَا شعيب الحرّانيّ، والحسن بْن عَلِيّ المعمري، وجماعة.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، والمعافي الْجُرَيْريّ، وغيرهما.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
731- الْحَسَن بْن القاسم [1] .
أَبُو عَلِيّ الطَّبَريّ الفقيه.
مصنِّف «المحرَّرَ» فِي النَّظر. وهو أوّل من جرّد الخلاف وصنَّفه، وصنَّف كتاب «الإفصاح» . ودرّس مذهب الشّافعيّ ببغداد بعد شيخه أَبِي عَلَى بْن أَبِي هُرَيْرَةَ.
وأخذ عَنْهُ الفقهاء، وهو صاحب وجه فِي المذهب.
وصنّف كتاب «العدة» ، وكتاب «المحرّر» ، وله مصنّفاتٌ فِي الأصول.
732- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ [2] .
أَبُو بَكْر الزّيّات.
بغدادي.
سَمِعَ: بِشْر بْن مُوسَى، وأبا شعيب الحرّانيّ.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن القاسم) في:
تاريخ بغداد 8/ 87، والفهرست 301، وطبقات الفقهاء للشيرازي 94، والمنتظم 7/ 5 رقم 5 وفيه «الحسين» ، ووفيات الأعيان 1/ 358، وسير أعلام النبلاء 16، 62، 63 رقم 43، والعبر 2/ 286، ومرآة الجنان 2/ 345، والبداية والنهاية 11/ 238، 239 وفيه «الحسين» ، والوافي بالوفيات 12/ 204، 205، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 280، 281، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 129 رقم 79 وفيه «الحسن وقيل الحسين» ، والنجوم الزاهرة 3/ 328، وشذرات الذهب 3/ 3، وروضات الجنات 215، وطبقات الأصوليين 1/ 196، 197، ومعجم المؤلفين 3/ 270، 271، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 261، 262، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 22، 23، وكشف الظنون 211، 1593، 1612، 1615.
[2] انظر عن (الحسين بن علي الزيات) في:
تاريخ بغداد 8/ 72 رقم 4151.(25/440)
- حرف السين-
733- سَلم بْن الفضْل بْن سَهْل [1] .
أَبُو قُتَيْبة الأدمي [2] .
بغداديّ، سكن مصر.
وحدَّث عَنْ: محمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وموسى بْن هارون، والحسن بْن عَلِيّ المعمري، وجعفر الفِرْيابيّ.
وعنه: عبد الغني بْن سعَيِد الحافظ، وأبو محمد بن النحاس، ومحمد بن نظيف، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وآخرون.
وهو صدوق.
734- سُلَيْمَان بْن محمد بْن ناجية [3] .
أَبُو القاسم الَّنيْسابوريّ.
كانت لَهُ أُصول بخطّ أَبِيهِ صحيحة.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن المبارك المستملي، وأحمد بْن سَلَمَةَ، وبشر بْن مُوسَى الأَسَدِيّ، وأبا المثني العنبري، وطبقتهم.
وعنه: الحاكم، وغيره.
735- عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بن عيسى ابن الخليفة أبي جعفر المنصور الهاشميّ [4] .
__________
[1] انظر عن (سلم بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 9/ 148 رقم 4760.
[2] تقدّم التعريف بهذه النسبة.
[3] لم أجده، وهو في (تاريخ نيسابور) .
[4] انظر عن (عبد الله بن إسماعيل) في:
تكملة تاريخ الطبري 1/ 175، وتاريخ بغداد 9/ 410، 411، رقم 5021، والإكمال لابن ماكولا 1/ 232، والأنساب 2/ 179، والمنتظم 7/ 5 رقم 6، والعبر 2/ 286، وسير أعلام النبلاء 15/ 551- 553 رقم 328، والإعلام بوفيات الأعلام 149، والبداية والنهاية 11/ 239، وتوضيح المشتبه 1/ 481، وتبصير المنتبه 1/ 147، وشذرات الذهب 3/ 3.(25/441)
إمام الجامع أَبُو جعْفَر بْن بُرَيْه [1] . بغداديّ، شريف نبيل، ذا قُعْدُد فِي النسب.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَبْد الجّبار العُطَارِديّ، وأبا بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وجماعة.
وعنه: أَبُو الْحُسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو القاسم بْن المنذر، وأحمد بن علي البادي [2] ، وأبو علي بن شاذان.
وكان يقول: رقي هذا المنبر الواثق وأنا، وكلانا فِي درجةٍ فِي النَّسب إلى المنصور [3] .
وُلِد سنة 263، وتوفي فِي صفر سنة خمسين.
وثقَّه الخطيب [4] .
وقد عاش بعد الواثق مائة وثماني عشرة سنة.
736- عَبْد الرَّحْمَن بْن سَيما بْن عَبْد الرَّحْمَن [5] .
أَبُو الْحُسَيْن البغداديّ المجبر [6] ، مولي بني هاشم.
حدَّث عَنْ: البرتيّ، ومحمد بْن غالب بن تمتام، ومحمد بن يونس الكديميّ.
وعنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان.
وثقه الخطيب [7] .
وتوفي في جمادى الأولى.
__________
[1] بريه: بضم الباء المعجمة بواحدة وفتح الراء. (الإكمال) .
[2] البادي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الدال المهملة بعد الألف. (الأنساب 2/ 24) .
[3] تاريخ بغداد 9/ 411.
[4] في تاريخه.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن سليمان) في:
تاريخ بغداد 10/ 292 رقم 5425، والأنساب 11/ 137.
[6] المجبّر: بضم الميم، وفتح الجيم، وكسر الباء الموحّدة المشدّدة، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى من يجبر الكسير.
[7] في تاريخه.(25/442)
737- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن الداخل عبد الرحمن بن معاوية الأموي المرواني [1] .
الناصر لدين الله أبو المطرف صاحب الأندلس، الملقَّب أمير المؤمنين بالأندلس.
بقي فِي الإمرة خمسين سنة [2] ، وقام بعده ولده الحَكَم.
وقد ذكرنا من أخباره فِي الحوادث. وكان أَبُوهُ قد قتله أخوه المُطَرِّف فِي صدر دولة أبيهما. وخلف ابنه عَبْد الرَّحْمَن هذا ابن عشرين يومًا.
وتوفي جدّه عَبْد اللَّه الأمير في سنة ثلاثمائة، فولي عَبْد الرَّحْمَن الأمرَ بعده جدُّه. وكان ذَلِكَ من غرائب الوجود، لأنّه كَانَ شابًّا وبالحضرة أكابر من أعمامه وأعمام أَبِيهِ.
وتقدَّم هُوَ، وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، فاستقام لَهُ الأمر، وابتني مدينة الزَّهْراء، وقسم الخراج أثلاثًا، ثلثا للجند، وثُلُثًا يدّخره فِي النوائب، وثُلُثًا للنَّفقة فِي الزهراء [3] . فجاءت من أحسن مدينة على وجه الأرض. واتّخذ لسطح العُليّة الصغرى التي عَلَى الصرح قراميد ذهب وفضة، وأنفق عليها أموالًا هائلة، وجعل سقفها صفراء فاقعةً إلى بيضاء ناصعة، تَسلُب الأبصار بلَمَعَانها، وجلس فِيهَا مسرورًا فرحًا، فدخل عَلِيّه القاضي أَبُو الحَكَم منذر بْن سعَيِد البلّوطيّ، رحمه
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد صاحب الأندلس) في:
العقد الفريد 4/ 452- 479، (الطبعة الجديدة لدار الكتاب العربيّ (1990) ، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 224، وجذوة المقتبس للحميدي 13، وتاريخ حلب للعظيميّ 299، وبغية الملتمس للضبيّ 17. والكامل في التاريخ 8/ 73، 74، و 535 و 536، والحلّة السيراء 1/ 197- 200 رقم 76 وانظر فهرس الأعلام في الجزء الثاني منه، والمغرب في حلى المغرب 1/ 176- 181، والبيان المغرب 2/ 156 وما بعدها، والعبر 2/ 287، ودول الإسلام 1/ 216، وسير أعلام النبلاء 15/ 562- 564 رقم 336، والإعلام بوفيات الأعلام 149، ومرآة الجنان 2/ 345، والبداية والنهاية 11/ 238، ونفح الطيب 1/ 353- 371، والنجوم الزاهرة 3/ 330، وتاريخ الخلفاء 400، وشرح رقم الحلل 149، 159.
[2] قال ابن الأبّار: كانت خلافته خمسين سنة وستة أشهر وثلاثة أيام. لم يبلغها خليفة قبله. وقال:
أعظم بني أميّة بالمغرب سلطانا، وأفخمهم في القديم والحديث شأنا، وأطولهم في الخلافة بل أطول ملوك الإسلام قبله- عدة وزمانا. (الحلّة السيراء 1/ 197) .
[3] البيان المغرب 2/ 231.(25/443)
اللَّه، حزينًا، فقال: هَلْ رأيتَ ملكًا قبلي فَعَل مثل هذا؟
فبكي القاضي وقال: والله ما ظننتُ أنّ الشّيطان يبلغ منك هذا مَعَ ما آتاك اللَّه من الفضل، حتى أنزلك منازل الكافرين.
فاقشعر من قوله، وقال: وكيف أنزلني منازل الكافرين؟
قَالَ: ألَيْسَ اللَّه يَقُولُ: وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً من فِضَّةٍ 43: 33 [1] وتلا الآية كلَّها. فوجم عَبْد الرَّحْمَن ونكس رأسًه مليا ودموعُه تسيل عَلِيّ لِحْيته خشوعًا للَّه وقال: جزاك اللَّه خيرًا، فالذي قلته الحقّ. وقام يستغفر اللَّه، وأمر بنقض السَّقْف الَّذِي للقُبّة.
وكان كَلِفًا بعمارة بلاده، وإقامة معالمها، وإنباط مياهها، وتخليد الآثار الغريبة الدّالّة عَلَى قوة مُلْكة.
وقد استفرغ الوسعَ فِي إتقان قصور الزهراء وزخرفتها. وقد أصابهم قحطٌ، وأراد النّاس الاستسقاء، فجاء عَبْد الرَّحْمَن الناصر رسولٌ من القاضي منذر بْن سعَيِد، رحمه الله، يحركه للخروج، فقال الرَّسُول لبعض الخدم: يا ليت شِعْري ما الَّذِي يصنعه الأمير؟
فقال: ما رَأَيْته أخشع للَّه منه فِي يومنا هذا، وأنّه منفرد بنفسه، لابس أخشن ثيابه، يبكي ويعترف بذنوبه، وهو يَقُولُ: هذه ناصيتي بيدك، أتراك تعُذّب الرّعيّة من أجلي وأنت أحكم الحاكمين، لن يفوتك شيء منّي.
فتهلّل وجه القاضي لمّا بلغه هذا، وقال: يا غلام أحمل الممْطَر معك، فقد إذِن اللَّه بسُقْيانا. إذا خشع جبار الأرض رحم جبّار السّماء. فخرج، وكان كما قَالَ.
وكان عبد الرحمن يرجع إلى دين متين وحسن خلق. وكان فِيهِ دُعابة.
وكان مَهيبًا شجاعًا صارمًا، ولم يتسمَّ أحدٌ بأمير المؤمنين من أجداده.
إنّما يُخطب لَهُم بالإمارة فقط. فلمّا كَانَ سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وبلغه
__________
[1] سورة الزخرف، الآية 33.(25/444)
ضعف الخلافة بالعراق، وظهور الشيعة بالقيروان، وهم بنو عُبّيْد الباطنية، تسميّ بأمير المؤمنين [1] .
تُوُفّي في أوائل رمضان، وكانت حشمته وأُبَّهَتُهُ أعظم بكثيرٍ من خلفاء زمانه الذين بالعراق.
وكان الوزير أَبُو مروان أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن شُهيد الأشجعي الأندلُسيّ مَعَ جلالته وزيره.
ولقد نقل بعد المؤرخين- أظنه أَبَا مروان بْن حيّان- أنّ ابن شُهَيْد قدَّم مرّةً للخليفة الناصر تقدمة تتجاوز الوصف، وهي هذه:
من المال خمسمائة ألف دينار، ومن التّبر أربعمائة رطل برطْلهم، ومن سبائك الفضة مائتا بدرة، ومن العود الهندي اثنا عشر رطلًا، ومن العود الصنفي مائة وثمانون رطلًا، ومن العود الأشباه مائة رطل، ومن المسك مائة أُوقية، ومن الكافور ثلاثمائة أُوقيّة، ومن الثّياب ثلاثون شُقَّة، ومن الفراء عشرة من جلود الفنك، وستة سُرادقات عراقية، وثمانية وأربعون ملحفةً بغدادية لزينة الخيل من الحرير المرقوم بالذهب، وثلاثون شُقَّة لسُرُوج الهيئات، وعشرة قناطير سمّور، وأربعة آلاف رطل حرير مغزول، وألف رطل حرير بلا غزل، وثلاثون بساطًا، البساط عشرون ذراعًا، وخمسة عشر نخًا من معمول الخزّ، وألف ترس سلطانيّة، وثمانمائة من تخافيف التّزّيين يوم العرض، ومائة ألف سهم، وخمسة عشر فَرَسًا فائقة، وعشرون بغلًا مسرَّجة بمراكب الخلافة. ومن الخيل العتاق مائة رأس، ومن الغلمان أربعون وصيفًا وعشرون جارية.
ومن التقدمة كتاب ضيعتين من خيار ملكه، ومن الخشب عشرون ألف عود تساوي خمسين ألف دينار. فولاه الوزارة، ولقّبه ذا الوزارتين.
وابتدأ الناصر فِي إنشاء مدينة الزهراء فِي سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، فأنفق عليها من الأموال ما لا يحصى، وأصعد الماء إلى دورتها، ومات ولم
__________
[1] الحلّة السيراء 1/ 198.(25/445)
يُتمها، فأتمّها ابنه المستنصر. وجامعُها من أحسن المساجد لَهُ منارة عظيمة لا نظير لها، ومنبره من أعظم المنابر، لم يعمل مثله فِي الآفاق. وعدّة أبواب قصر الزَّهراء المصفّحة بالنحاس والحديد المنقوش، عَلَى ما نقل ابن حيّان، خمسة عشر ألف باب، والعهدة عَلَيْهِ.
738- عَبْد الملك بْن نوح بْن نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني [1] .
الأمير أَبُو الفوارس متولّي بُخاري وسمرقند.
تُوُفّي فِي شوال. وهو من بيت إمرة.
739- عُتْبَة بْن عُبّيْد الله بْن مُوسَى بْن عُبّيْد اللَّه الهَمَذَانيّ [2] .
القاضي أَبُو السّائب.
كَانَ أَبُوهُ تاجرًا يؤمّ بمسجد بهمذان، فاشتغل هُوَ بالعِلْم، وغلب عَلَيْهِ فِي الابتداء التصوف.
وسافرَ فلقي الْجُنَيْد والعلماء.
وعُني بفهم القرآن وكتب الحديث، وتفقَّه للشافعي.
ثمّ دخل مراغة [3] ، واتصل بأبي القاسم بْن أَبِي الساج، وتولي قضاء
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن نوح) في:
تكملة تاريخ الطبراني للهمذاني 1/ 180، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 217، وتجارب الأمم 2/ 185، والكامل في التاريخ 8/ 535، والبداية والنهاية 11/ 238 وفيه «نوح بن عبد الملك» ، وتاريخ مختصر الدول 168، وتاريخ الأزمنة للدويهي 63 رقم 26 وفيه: «وفاة بن حور الساماني وتملّك ابنه عبد الملك» ، وهو خبر مصحّف.
[2] انظر عن (عتبة بن عبيد الله) في:
تكملة تاريخ الطبري 1/ 179، وتاريخ بغداد 12/ 320- 322، والمنتظم 7/ 5 رقم 7، والكامل في التاريخ 8/ 536، 537، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 190، وخلاصة الذهب المسبوك 258، ونهاية الأرب 23/ 190، والعبر 2/ 287، وسير أعلام النبلاء 16/ 47 رقم 32، والإعلام بوفيات الأعلام 149، والمختصر في أخبار البشر 2/ 103، وعيون التواريخ (المخطوط) 11/ ورقة 48، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 343، 344، والبداية والنهاية 11/ 239 وفيه «عتبة بن عبد الله» ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شبهة 1/ 131 رقم 82، والعقد المذهب 33، والنجوم الزاهرة 3/ 329، وشذرات الذهب 3/ 5، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 23، والأعلام 4/ 360.
[3] مراغة: بالفتح والغين المعجمة. بلدة مشهورة عظيمة أعظم وأشهر بلاد أذربيجان. (معجم البلدان 5/ 93) .(25/446)
مراغة، ثمّ تقلد قضاء أذْرَبَيَجْان كلّها. ثمّ تقلَّد قضاء همدان.
ثم سكن بغداد واتصل بالدّولة، وعظم شأنه إلى أن ولي قضاء القضاة بالعراق فِي سنة ثمانٍ وثلاثين [1] .
وتوفي فِي ربيع الآخر وله ست وثمانون سنة.
وقد سَمِعَ فِي الكُهُولةِ.
وحدَّث عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الرّازيّ.
وهو أوّل مِن ولي قضاء القُضاة بالعراق من الشّافعيّة.
740- عُمَر بْن أحمد بْن أَبِي مُعَمِّر الدُّوريّ الصّفّار [2] .
أَبُو بَكْر.
روى عَنْ: أَحْمَد بْن يحيى الحلوانيّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفريابي.
روى عَنْهُ: الحماميّ، وابن دُوما النعاليّ.
- حرف الفاء-
741- فاتك المجنون [3] .
الأمير أبو شجاع الرّوميّ.
أخذه الإخشيد صاحب مصر من أستاذه بالرملة كرهًا، فأعتقه مولاه.
وكان كبير الهمّة شجاعًا جريئًا، وعظُم عند الْإخشيد، وكان رفيق الأستاذ كافور.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 320.
[2] انظر عن (عمر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 242 رقم 5992.
[3] انظر عن (فاتك المجنون) في:
الولاة والقضاة للكندي، وفيه: (فاتك غلام الإخشيد) ص 292، و (فاتك الإخشيدي) 570، وديوان المتنبّي 502، 506، 510، وتاريخ حلب للعظيميّ 299، ووفيات الأعيان 4/ 21- 23 رقم 524، والمختصر في أخبار البشر 2/ 103، وتاريخ ابن الوردي 1/ 288، 289، ومرآة الجنان 2/ 344، 345، وعاد وذكره مرة أخرى في آخر الصفحة 345، والعبر 2/ 287، 288، والنجوم الزاهرة 3/ 329، وشذرات الذهب 3/ 5.(25/447)
فلما مات الإخشيد تقرَّر كافور مدبّرًا لولد الإخشيد، فأنف فاتك المجنون من الإقامة بمصر كَيْلا يكون كافورُ أعلى مرتبةً منه. وانتقل إِلَى أقطاعه، وهي بلاد الفيُّوم، فلم يصحّ مزِاجه بِهَا لوَخَمها، وكان كافور يخافه ويكُرْمه، فمرض وقدِم مصر ليتداوى، وبها المتنبيّ، فسمع بعظمة فاتك وبكَرمه، ولم يجسر أن يمدحه خوفًا من كافور. وكان فاتك يراسله بالسّلام ويسأل عَنْهُ. فاتفق اجتماعهما يومًا بالصّحراء، وجرت بينهما مفاوضات، فلما رجع فاتك إلى داره بعث إلى المتنبيّ هديةً بقيمة ألف دينار، ثمّ أتْبعَها بهدايا بعدها فاستأذن المتنبيّ كافورًا فِي مدْحه، فأذِنَ لَهُ، فمدحه بقصيدته التي أولها:
لا خَيلَ عندك تُهْديها ولا مالُ ... فلْيُسْعِد النُّطْقُ إن لم تُسْعِد الحالُ [1]
إلى أن قَالَ فِيهَا:
كفاتك ودخول الكاف منْقَصَةٌ ... كالشّمس قلتُ: وما للشّمس أمثالُ [2]
قلتُ: وليس هُوَ بفاتك الخَزْنَدَار الإخشيدي الّذي ولي إمرة دمشق سنة خمس وأربعين [3] .
__________
[1] ديوان المتنبّي 502.
[2] ديوان المتنبّي 506.
[3] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد سبق للمؤلّف- رحمه الله- أن ذكر وفاة فاتك المجنون أبي شجاع في حوادث سنة 350 هـ. وقال إنه: «أكبر مماليك الإخشيد. ولي إمرة دمشق. وكان فارسا شجاعا، وقد رثاه المتنبّي» .
والمؤلّف- رحمه الله- يقول هنا: وليس هُوَ بفاتك الخَزْنَدَار الإخشيدي الّذي ولي إمرة دمشق سنة خمس وأربعين» .
فأيّ القولين هو الصحيح؟ وهل كان يوجد أكثر من أمير اسمه «فاتك» ولقبه «أبو شجاع» وفي وقت واحد؟
وعلى هذا أجيب، بأنه كان في أواخر القرن الثالث الهجريّ من هو بهذا الاسم وتلك الكنية، وهو (أبو شجاع فاتك المعتضدي) الّذي قتل في سنة 296 هـ. (انظر: الكامل في التاريخ 8/ 14) ، وهذا خارج المناقشة.
أما الّذي تولّى إمرة دمشق- حسب ابن عساكر، والصفدي الّذي ينقل عنه- فهو «فاتك أبو شجاع المعروف بالخازن، ولي إمرة دمشق فدخلها يوم الأربعاء لثمان بقين من ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة من قبل أبي القاسم أنوجور وأبي الحسن علي بن الإخشيد أبي بكر محمد بن طغج. وامتدّت أيامه، وبقي إلى أن عزل بفنك الكافوري» تاريخ دمشق (مخطوطة(25/448)
تُوُفّي فاتك المجنون فِي شوّال بمصر، ورثاه المتنبيّ [1]
- حرف الميم-
742- محمد بْن أَحْمَد بْن الخطّاب [2] .
أَبُو الْحَسَن البغداديّ البزّار.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَلِيّ البربهَاريّ، وموسى بْن هارون.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الحسن الحمّاميّ.
وثقَّه الخطيب.
743- محمد بْن أَحْمَد بْن خَنْب [3] .
أَبُو بَكْر البغداديّ الدَّهْقان [4] .
نزيل بُخارى ومُسْندُها.
سمع: يحيى بْن أَبِي طَالِب، والحسن بْن مُكْرَم، وابن أَبِي الدُّنيا، وجعفرًا الصّائغ، وموسى بْن سهْل الوشّاء، وأبا قلابة.
__________
[ () ] التيمورية) 34/ 475، (أمراء دمشق 64 رقم 203) والمعروف أن «فنك» تولّى إمرة دمشق سنة 359 هـ. حسب رواية ابن عساكر الدمشقيّ، والصفدي أيضا- الّذي يقول في ترجمة «فنك» :
«خرج من مصر بعد موت كافور في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة إلى الرملة، فبعثه الحسن بن عبيد الله بن طُغْج أمير الرملة أميرًا على دمشق، فدخلها في ذي القعدة سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وكان ولّاه أمرها فاتك الإخشيدي ... » . (أمراء دمشق 66 رقم 208) من هنا يتّضح أن فاتكا أمير دمشق بقي حيّا إلى سنة 359 هـ. فهو- إذن- غير فاتك صاحب الترجمة هنا، كما يقول المؤلّف- رحمة الله.
[1] ومطلع قصيدة الرثاء هو:
الحزن يقلق والتجمّل يردع ... والدمع بينهما عصيّ طيّع
ديوان المتنبي 510.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن الخطّاب) في:
تاريخ بغداد 1/ 341 رقم 257 وفيه: «محمد بن أحمد بن محمد بن الخطاب بن عمر بن الخطاب بن زياد بن الحارث بن زيد بن عبد الله، مولى عمر بن الخطاب» .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن خنب) في:
تاريخ بغداد 1/ 296 رقم 160، والإكمال لابن ماكولا 2/ 157، والمنتظم 77 رقم 8 وفيه «محمد بن أحمد بن حبيب» ، وهو تحريف، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 180، وسير أعلام النبلاء 15/ 523، 524 رقم 301، والعبر 2/ 288، والإعلام بوفيات الأعلام 149، والبداية والنهاية 11/ 239 وفيه «محمد بن أحمد بن حيّان» وهو وهم، وشذرات الذهب 3/ 7.
[4] تقدّم التعريف بهذا المصطلح.(25/449)
وأبوه أَحْمَد بُخاري سكن بغداد، وولد لَهُ محمد هذا، ونشأ بها ثمّ رجع إلى محتده وهو ابن عشرين سنة وروى.
وكان شافعيّ المذهب محدثًا فاضلًا.
وُلِد سنة 266.
روى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَد الحاكم، وإسماعيل بْن الْحُسَيْن الزّاهد، ومحمد بْن أَحْمَد الغُنْجار، وعلي بْن القاسم بْن شاذان الرّازيّ، وأحمد بْن الوليد الزّوَزنيّ شيخ البَيْهقيّ، وأبو نصر أَحْمَد بْن محمد بْن إبْرَاهِيم البخاريّ، وعامةُ أهل ما وراء النهر.
قَالَ أَبُو كامل البصيري: سَمِعْتُ بعض مشايخي يَقُولُ: كُنَّا فِي مجلس ابن خنْب فأملي فِي فضائل عَلِيّ بعد فراغه من فضائل أَبِي بَكْر وعمر وعثمان، إذ قام أَبُو الفضل السُّلَيمانيّ وصاح: أيّها النّاس، إنّ هذا دجّال فلا تكتبوا عَنْهُ. وخرج من المجلس لأنّه ما سَمِعَ فضائل الثلاثة.
وتوفي فِي غُرّة رجب.
744- محمد بْن أَحْمَد [1] .
أَبُو بَكْر القُرْطُبيّ اللُّؤْلُؤيّ، الفقيه المالكيّ.
كَانَ أفقه أهل الأندلس بعد موت ابن أيمن.
وله بَصَر بالشعِّر والوثائق واللغة.
قَالَ ابن عفيف: كَانَ أفقه أهل عصره وأبصرهم بالفُتْيا. وعليه كَانَ مدار العلم فِي زمانه، وعليه تفقّه ابن زرب [2] .
وكان أخفش العينين.
745- محمد بن حيكان بن عبد الله [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد) في:
شجرة النور الزكيّة 89 رقم 197، وفيه «أبو عبد الله» .
[2] وقال محمد بن محمد مخلوف في «شجرة النور الزكية 89- 90» : سمع من: أبي صالح، وأسلم بن عبد العزيز، وابن لبابة، وجماعة. وعنه: ابن المكوي، وغيره.
[3] انظر عن (محمد بن حيكان) في: الإكمال لابن ماكولا 2/ 586 بالحاشية.(25/450)
أبو الحسن السّنجوريّ [1] البزّاز.
سَمِعَ: الْحُسَيْن بْن الفضل، وأحمد بْن مخلد اللّبّاد.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: كَانَ صالحًا أمينًا يديم الاختلاف إلى الأستاذ أَبِي الوليد.
تُوُفّي رحمه الله بَنْيسابور.
746- محمد بْن زكريّا بْن يحيى [2] بْن دَاوُد بْن مسبّح [3] البغداديّ.
سَمِعَ: أَبَا شعيب الحرّانيّ، ويوسف القاضي.
وولي مظالم خراسان. وحدَّث هناك.
747- محمد بْن عَلِيّ بْن الهيثم بْن عَلّون [4] .
البغداديّ، البزّاز، المقرئ.
سَمِعَ: ابن أَبِي الدُّنيا، ومحمد بْن يونس، والحارث بْن أبي أسامة، ومحمد بْن غالب بْن حرب.
وعنه: أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحمّاميّ، وأحمد بْن عَلِيّ البادي، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
وقال أَبُو عَلِيّ: كَانَ ثقة صالحًا [5] . عاش تسعين سنة، وعرض القرآن عَلَى والده صاحب ابن حمدون الطّيبّ بْن إِسْمَاعِيل.
قَرَأْتُ عَلَى عِيسَى بْنِ يَحْيَى الصُّوفِيِّ: أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يُوسُفَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد السَّلَفِيُّ، أَنَا محمد بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَسَدِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ
__________
[1] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب، والموجود: «السّنجورديّ» : بفتح السين المهملة، وسكون النون، وضم الجيم، وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى محلّة مشهورة من محالّ بلخ، يقال لها: سنكوردي. (الأنساب 7/ 164) .
[2] انظر عن (محمد بن زكريا) في:
تاريخ بغداد 5/ 287 رقم 2787 وفيه كنيته «أبو علي» .
[3] ضبط في الأصل: «مسيح» .
[4] انظر عن (محمد بن علي بن الهيثم) في:
تاريخ بغداد 3/ 83 رقم 1065، وغاية النهاية 2/ 212 رقم 3290 وفيه كنيته «أبو بكر» .
[5] تاريخ بغداد 3/ 83.(25/451)
الْحُسَيْنِ الْفَانيذِيُّ [1] ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ السَّمْنَانِيُّ قَالُوا: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْهَيْثَمِ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثَةٌ يَدْعُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَسْتَجِيبُ لَهُمْ: رَجُلٌ كَانَ لَهُ دَيْنٌ فَلَمْ يُشْهِدْ، وَرَجُلٌ أَعْطَى سَفِيهًا مَالَهُ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ 4: 5 [2] ، وَرَجُلٌ كَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ سَيِّئَةُ الْخُلُقِ فَلَمْ يُطَلِّقْهَا» . 748- محمد بْن المؤمِّل بْن الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجس الَّنيْسابوريّ [3] .
أَبُو بَكْر الماسرجسي [4] . أحد رؤساء خُراسان وأفصحهم، وأحسنهم بيانًا.
لم يكن يتكلّم بالفارسيّة إلا مَعَ من لا يُحسن [5] .
كنت معه فِي الحجّ سنة إحدى وأربعين، يَقُولُ الحاكم، فكانوا يتعجبون من فصاحته [6] .
سمع: الحسين بن الفضل، والفضل بن محمد الشّعْرانيّ.
وأكثر سماعه قبل الثمانين، وبعدها.
تُوُفّي ليلة عيد الفطر، وله تسعٌ وثمانون سنة.
وقد بنى [7] بَنْيسابور دارًا لأهل الحديث، وكان يجُري عليهم الأرزاق.
وكان أَبُو عَلِيّ الحافظ يتولّى قراءة التّاريخ لأحمد بْن حنبل عَلَيْهِ.
قلتُ: روى عَنْهُ: الحاكم، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وسعيد بْن محمد بْن محمد بْن عبدان
__________
[1] لم أجد هذه النسبة في المصادر.
[2] سورة النساء، الآية 5.
[3] انظر عن (محمد بن المؤمّل) في:
الأنساب 11/ 82، وسير أعلام النبلاء 16/ 23، 24 رقم 10.
[4] الماسرجسيّ: بفتح الميم، والسين المهملة، وسكون الواو، وكسر الجيم، وفي آخرها سين أخرى. هذه النسبة إلى ماسرجس، وهو اسم الجدّ الأعلى.
[5] الأنساب 11/ 82.
[6] وزاد: حتى أن المشايخ البغداديين يقولون إلى شيخ خراسان لأنه لم يتكلّم بالفارسيّة قطّ.
[7] في الأصل: «بنا» .(25/452)
749- محمد بْن يوسف بْن يعقوب بْن حفص بْن يوسف بْن نَصَيْر [1] .
أَبُو عُمَر الكنديّ.
مصنّف «تاريخ مصر» .
تُوُفّي فِي شوّال، وله سبْعٌ وستون سنة.
750- مَعْبَد بْن جُمعة بْن خاقان [2] .
أَبُو شافع الشّاعر الأديب المطّوّعيّ.
كَانَ من أهل طبرستان.
سكن جُرْجان، ثمّ نَيْسابور.
وحدَّث عَنْ: محمد بْن أيّوب العِجْليّ، ومُطَيَّن، ويوسف القاضي، وأبي خليفة، وأبي عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ.
وعنه: الحاكم وقال: يخالفَ فِي بعض حديثه.
وقال: تُوُفّي سنة 341.
وقال ابن مَنْدَه: تُوُفّي سنة خمسين. فاللَّه أعلم [3] .
- حرف الهاء-
751- هبة الله بن جعفر البغداديّ المقرئ [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في:
حسن المحاضرة 1/ 319، وكشف الظنون 28، 301، 303، 715، 11351، وإيضاح المكنون 2/ 197، وهدية العارفين 2/ 46، والأعلام 8/ 21، وفهرس المخطوطات المصوّرة بدار الكتب المصرية ج 2 ق 3/ 10، وفهرست المكتبة الخديوية 5/ 101، ومعجم المؤلفين 12/ 142، وانظر: مقدّمة كتابه: الولاة والقضاة ص 4، 5، ففيه ترجمته منقولة عن النسخة المخطوطة بالمتحف البريطاني.
[2] انظر عن (معبد بن جمعة) في:
تاريخ جرجان للسهمي 475، 476 رقم 951، وفيه «معبد بن جامع بن حيد بن مغان الروياني الشاعر» .
[3] قال السهمي: سكن جرجان، وكان جوّالا كتب الكثير ودخل الشام ومصر. وقال: سمعت أبا زرعة محمد بن يوسف الجنيدي يقول: كان أبو شافع اسمه واسم أبيه واسم جدّه غير ما ذكر، هو غير أساميهم، وكان ثقة في الحديث إلّا أنه كان يشرب المسكر.
[4] انظر عن (هبة الله بن جعفر) في: تاريخ بغداد 14/ 69 رقم 7415.(25/453)
تُوُفّي فِي صَفَر سنة خمسين.
يحوَّل إلى هنا من الطبقة الآتية [1] .
752- هبة اللَّه بْن محمد بْن حَبشَ [2] .
أَبُو الْحُسَيْن البغداديّ الفراء.
سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وأحمد بْن عَلِيّ الحرّار، وأحمد بْن عَلِيّ الأبّار.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وعبد الواحد بْن محمد القاضي.
وثقَّه الخطيب.
وروى عَنْهُ: الحاكم، وقال إنّه مقريء [3] .
__________
[1] لم يذكره في الطبقة الآتية حتى يحوّل إلى هنا. انظر المجلّد الخاص بحوادث ووفيات (351- 380 هـ.) .
[2] انظر عن (هبة الله بن محمد) في:
تاريخ بغداد 14/ 69 رقم 7416، والإكمال لابن ماكولا 2/ 354.
[3] ولم يذكره ابن الجزري في (غاية النهاية) .(25/454)
المتوفون فِي هذه الحدود تقريبًا
- حرف الألف-
753- أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم بْن غالب [1] .
أَبُو الْعَبَّاس الْإمَام البَلَديّ [2] .
سَمِعَ من: عَلي بن حرب، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه العبسيّ.
وعنه: أَبُو منصور محمد، وأبو عبد الله أَحْمَد ابنا الْحُسَيْن بْن سهل البلديّ، وعبد اللَّه بْن إبْرَاهِيم القاضي، وابن جُمَيْع الغسّاني، ومحمد بْن عمر بن عيسى البلديّ الحطرانيّ [3] ، وأبو الْحَسَن بْن المُثنَّى الأصبهانيّ.
754- أَحْمَد بْن إِسْحَاق [4] .
أَبُو جعْفَر الحلبيّ الحنفيّ، الملقَّب بالْجُرَذ.
ولي قضاء حلب لسيف الدولة.
وحدث عَنْ: أحمد بْن خليل، وعمر بْن سِنان المنْبِجيّ، ومحمد بن معاذ بن المستهل، وطائفة.
وعنه: ابن أخيه أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق، وتمّام الرّازيّ، وابن نظيف.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 183، 184 رقم 134، والأنساب 2/ 286، والأنساب المتّفقة لابن القيسراني 37.
[2] البلدي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة واللّام وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى موضعين أحدهما البلد اسم بلدة تقارب الموصل يقال لها: بلد الحطب.
[3] الحطراني: بكسر الحاء وسكون الطاء المهملتين وفتح الراء وفي آخرها النون بعد الألف، عرف بهذه النسبة «محمد بن عمر» المذكور، وكان من أهل القرآن والعمل والصدق.
(الأنساب 4/ 169) .
[4] انظر عن (أحمد بن إسحاق) في: الروض البسّام (المقدّمة) 13 رقم 4.(25/455)
ويحتمل أنّه تُوُفّي بعد الخمسين.
وعنه أيضًا أَبُو محمد بْن النّحّاس، حدَّث بمصر.
755- أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن محمد بْن الفضل بْن جَابرِ السَّقَطيّ [1] .
أبو الحسين [2] .
سَمِعَ: الكُدَيْميّ، وبشر بن موسى، وجماعة.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وهلال الحفّار.
صدوق.
756- أَحْمَد بْن الْحَسَن بن سهل [3] .
أبو بكر الفارسيّ، صحاب ابن سُرَيْج.
فقيه إمام، لَهُ المصنَّفات الباهرة فِي مذهب الشّافعيّ.
ومن وجوهه: أنّ الكلب الأسود لا يحلّ صيده، كمذهب أَحْمَد.
757- أَحْمَد بْن حُميّد بْن أَبِي العجائز سعَيِد بْن خَالِد بْن حُمَيْد بْن صُهَيْب الْأَزْدِيّ [4] .
أَبُو الْحَسَن الدّمشقيّ.
روى عَنْ: عَبْد الله بْن الْحُسَيْن المَصِّيصيّ، وعلي بْن غالب السَّكْسكيّ، وأحمد بْن إبْرَاهِيم البُسْريّ، وجماعة.
وعنه: أَبُو هاشم المؤدب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وآخرون.
758- أَحْمَد بْن خلف السابح [5] ، بباء موحدّه.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 4/ 35 رقم 1640.
[2] في تاريخ بغداد «أبو الحسن» .
[3] انظر عن (أحمد بن الحسن بن سهل) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 45، والوافي بالوفيات 6/ 335 رقم 2839 وفيه «أحمد بن الحسين» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 286، 287، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 23، وكشف الظنون 825، 1188، ومعجم المؤلفين 1/ 192.
[4] انظر عن (أحمد بن حميد) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 60 رقم 87.
[5] انظر عن (أحمد بن خلف) في:
تاريخ بغداد 4/ 135 رقم 1815.(25/456)
سَمِعَ: عَبْد الكريم الدَّيْرعَاقُوليّ.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد بْن رزْقَوَيْه.
759- أَحْمَد بْن زكريّا بْن يحيى بْن يعقوب [1] .
أَبُو الحسن المقدسيّ.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن شَيْبان الرَّمْليّ، ومحمد بْن حمّاد الطَّبَرانيّ، وعنه: أَبُو الْحُسَيْن بْن جُمَيْع، وتمّام الرّازيّ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعلي بن محمد الحلبيّ.
760- أَحْمَد بْن صالح [2] .
أَبُو بَكْر البغداديّ المقرئ. صاحب أَبِي بَكْر بْن مجاهد.
قرأ على: ابن مجاهد، والحسن بن الحباب، وسمع من: أبي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.
أخذ عَنْهُ: خلف بْن القاسم الأندلسيّ، وعبد المنعم بْن غلْبُون، وعَبْد الباقي بْن الْحَسَن.
قال أبو عمرو الدانيّ: كَانَ ثقة ضابطًا مشهورًا [3] .
761- أَحْمَد بْن عبيد بن إسماعيل [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن زكريا) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 192 رقم 145، والروض البسّام (المقدّمة) 14 رقم 7.
[2] انظر عن (أحمد بن صالح) في:
تاريخ بغداد 4/ 205 رقم 1893، ومعرفة القراء الكبار 1/ 316 رقم 235، وغاية النهاية 1/ 62 رقم 266.
[3] قال المؤلّف- رحمه الله- في (معرفة القراء الكبار) إنه توفي بعد الخمسين وثلاثمائة بالرملة.
وقال ابن الجزري: ووقع فيما أسنده غلام الهرّاس عن الرهاوي أن الرهاوي قرأ عليه، وهو وهم، فإنّ الرهاوي لم يدركه، والّذي ذكر أبو علي الرهاوي هو أحمد بن صالح بن عمر بن عطية، ذكر أنه قرأ عليه بحمص.
[4] انظر عن (أحمد بن عبيد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 198، 199 رقم 154، وتاريخ بغداد 4/ 261، وسير أعلام النبلاء 1/ 438- 440 رقم 249، وتذكرة الحفاظ 3/ 876، 877، وطبقات الحفاظ 358، وشذرات الذهب 2/ 358 وفيه توفي سنة 341، والرسالة المستطرفة 36، ومعجم طبقات الحفاظ 54 رقم 814 وذكره ابن العماد في الشذرات مرة أخرى (3/ 11) في وفيات سنة 352(25/457)
أَبُو الْحَسَن الحافظ، الصّفّار الْبَصْرِيّ.
مُحَدَّث مشهور.
حدَّث ببغداد وبالأهواز عَنْ: الكُدَيْميّ، ومحمد بْن الفرج الأزرق، وتمتام، وخلق.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع، وعلي بْن أَحْمَد بْن عبدان الشّيرازيّ، وخلق.
سَمِعَ منه ابن عبدان سنة إحدى وأربعين، وقد صنَّف المُسْنَد وجوّده.
وقيل: إنُه ابن امْرَأَة [1] الكُدَيْميّ.
قَالَ الخطيب: [2] ثقة، ثبت.
762- أَحْمَد بْن عُبّيْد بْن أَحْمَد بْن عُبّيْد بْن سعَيِد الرُّعَيْنيّ [3] .
الحمصيّ، الصّفّار أَبُو بَكْر.
يأتي فِي سنة 352.
763- أَحْمَد بْن عُبّيْد اللَّه بْن حمدان بْن صالح [4] .
أبو عَلِيّ البغداديّ [5] المقرئ.
تلقَّن القرآن فِي ثلاثة أعوام عَلَى إدريس بْن عَبْد الكريم.
وعرض أيضًا عَلَى: الْحَسَن بْن الحُباب.
قرأ عَلَيْهِ: عبد الباقي بن الحسن، وغيره [6] .
__________
[ () ] ونسبه إلى البصرة، وقال: وفيها أحمد بن عبيد بن إسماعيل الحافظ الثقة أبو الحسن البصري الصفار. روى عن الكديمي، ومحمد بن غالب تمتام. وروى عنه الدار الدّارقطنيّ، وابن جميع، قال الدار الدّارقطنيّ: ثقة ثبت.
[1] في الأصل: «امرأت» .
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (أحمد بن عبيد) في:
تاريخ الإسلام (351- 380 هـ.) ص 67.
[4] انظر عن (أحمد بن عبيد الله) في:
غاية النهاية 1/ 78، 79 رقم 356.
[5] لم يذكره الخطيب في (تاريخ بغداد) .
[6] قال ابن الجزري: مقريء ضابط، تلقّى القرآن كلّه ... مات في حدود الأربعين وثلاثمائة.(25/458)
764- أحمد بْن علي بن أحمد بْن علي بْن حاتم [1] .
أبو عبد الله التميمي الكوفي البزاز.
حدَّث عَنْ: إبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه القصّار، وإبراهيم بْن أَبِي العَنْبس، وكان أحد الشُّهود.
روى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَد الفَرَضيّ، وأبو الحسين بْن بِشْران.
قَالَ الخطيب: مستقيم الحديث.
765- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الجبّار [2] .
أَبُو سهل البغداديّ ابن جَبْرُوَيْه [3] .
حَدَّث عَنْ: يحيى بْن جعْفَر بْن الزبرقان، والكديمي.
روى عَنْهُ: أَبُو القاسم بْن الثّلاج، وعلي بْن أَحْمَد الرّزّاز، وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحمّاميّ.
توفّي بعد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
766- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عُمَر بْن حُبَيْش [4] .
أَبُو سعَيِد الرّازيّ. من ذُرّية أَبِي مُوسَى الأشعريّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ أيّوب بْن الضُّرَيْس، وغيره.
روى عنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه.
وثقَّه الخطيب.
767- أحمد بْن محمد بن أحمد بْن صالح بْن عبد الله بن قيس بن
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 311 رقم 2104.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن عبد الجبار) في:
تاريخ بغداد 4/ 312 رقم 2106، والإكمال لابن ماكولا 2/ 352، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 134.
[3] جبرويه: بفتح الجيم وسكون الباء الموحّدة وضمّ الراء وفتح الواو وسكون الياء، وآخره هاء.
وهو: ابن جبرويه الكلوذاني، كما في: الإكمال، والمشتبه.
[4] انظر عن (أحمد بن علي بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 11 رقم 2105.(25/459)
الهذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف بْن قيس [1] .
أَبُو الْحُسَيْن [2] التّميميّ البزاز الحافظ الهمذانيّ، المعروف بابن الكوملاذيّ [3] ، والد صالح بن أحمد الحافظ.
روى الكثير عَنْ: محمد بْن صالح الطَّبَريّ، والحسن بْن يزداد، وحمزة بْن محمد الكاتب، ومحمد بْن حُبَاب الباهليّ، وحامد بْن شُعَيب البلْخيّ، وخلق سواهم.
وعنه: ابنه، وطاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة، وابن تركان، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن جَهْضَم.
وكان ثقة عارفًا.
قَالَ ابنه صالح: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمد الصّفّار يَقُولُ: كنّا نشبّه أباك أيّام كنّا نسمع بأحمد بْن حنبل لسكونه ووقاره وما كَانَ عَلَيْهِ [4] .
768- أَحْمَد بْن محمد بْن سهل [5] .
أَبُو بَكْر البغداديّ.
حدَّث عَنْ: أَبِي مسلم الكَجّيّ، وغيره.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وتمام الرّازيّ، وغيرهما.
769- أَحْمَد بْن محمد بْن شجاع [6] .
أَبُو بَكْر البغداديّ المقرئ الضّرّاب.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في:
الأنساب 10/ 503.
[2] في الأنساب «أبو الحسن» .
[3] الكوملاذيّ: الموجود في: الأنساب 10/ 502، 503: «الكوملاباذيّ: بضمّ الكاف والميم بينهما الواو ثم اللام ألف والباء الموحّدة بعدها الألف وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى كوملاباذ، وهي قرية من قرى همذان.» .
[4] لم يزد ابن السمعاني في ترجمته على أن قال: «كان سمع الحديث» ! بينما ترجم لابنه أبي الفضل صالح بن أحمد بن محمود.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن سهل) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 17 رقم 21، وتاريخ بغداد 5/ 30، رقم 2375، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ ورقة 89 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 57.
[6] لم يذكره الخطيب، ولا ابن الجزريّ في (غاية النهاية) .(25/460)
روى عَنْ: ابن أَبِي الدُّنيا، وبشر بْن مُوسَى.
وعنه: أَبُو عَلِيّ منصور الخالديّ، والحسن بْن أَحْمَد بْن الليث الشّيرازيّ، وطلحة بْن خَلَف.
ذكره ابن النّجّار [1] .
770- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن هلال [2] .
أَبُو الْحَسَن السُّلَميّ المقرئ، الْجُبنّيّ [3] .
إمام مسجد سوق الْجُبْن [4] .
قرأ عَلَى: هارون الأخفش.
قرأ عَلَيْهِ: ابنه أَبُو بَكْر محمد.
ذكره ابن عساكر.
771- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الصمد بْن يزيد [5] .
أَبُو الْعَبَّاس الرّازيّ المقرئ، نزيل الأهواز.
قرأ القرآن عَلَى: أَبِي الْعَبَّاس الفضل بْن شاذان الرّازيّ.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن نصر الشّذائيّ [6] ، وأحمد بْن محمد بْن عُبّيْد اللَّه العجلي [7] ، وأبو الفرج الشّنبوذيّ [8] .
__________
[1] في الجزء الّذي لم يصلنا من (ذيل تاريخ بغداد) .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الله) في:
تاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) ص 332 رقم 162، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 61، وغاية النهاية 1/ 121 رقم 556.
[3] الجبنّيّ: بضم الجيم والباء المنقوطة من تحتها بواحدة وتشديد النون في آخره. هذه النسبة إلى الجبن وهو شيء يعمل من اللبن. (الأنساب 3/ 184) .
[4] انظر: الأعلاق الخطيرة 2/ 100، 101، والدارس 2/ 312.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الصمد) في:
غاية النهاية 1/ 118 رقم 550.
[6] الشّذائيّ: بفتح الشين والذال المنقوطتين وياء النسبة بعد الألف. هذه النسبة إلى «شذا» وهي قرية بالبصرة. (مشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد 36، الأنساب 7/ 302، شرح القاموس المحيط 10/ 195، تبصير المنتبه 729 و 807) .
[7] وهو قال: قرأت عليه بالأهواز سنة عشر وثلاثمائة.
[8] الشنبوذيّ: بفتح الشين المعجمة والنون، وضم الباء الموحّدة، وفي آخرها الدال المهملة(25/461)
772- أَحْمَد بْن محمد ابن المحدث أبي زُرْعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو النَّصْريّ الدّمشقيّ [1] .
أَبُو الطَّيْب.
سَمِعَ: وزيرة [2] بْن محمد الغساني، وأحمد بْن عَلِيّ المَرْوزِيّ، والحسن بْن الفَرَج الغزّيّ.
وعنه: تمّام الرّازيّ، وغيره [3] .
773- أَحْمَد بْن محمد الطَّبَرِسْتانيّ [4] .
حدَّث بدمشق.
عَنْ: محمد بْن أيّوب، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، ومطين.
وعنه: تمّام، وأبو نصر المُرِّيّ، وغيرهما.
774- أَحْمَد بْن محمد الواشقي الهَرَويّ [5] .
أَبُو يَعْلَى.
يُحَرَّر أمره. ففي «ذمّ الكلام» أنّه روى عَنْ عثمان بْن سعَيِد الدّارِميّ.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد الجاروديّ، ويحيى بْن عمّار، ومحمد بْن جبريل، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّباس شيوخ شيخ الإسلام.
__________
[ () ] هذه النسبة إلى (شنبوذ) وهو اسم جدّ لبعض القرّاء (الأنساب 7/ 394) وفي بعض المصادر:
بالدال المعجمة كما هنا.
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أبي زرعة) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 17، 18 رقم 24، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ ورقة 97 أ، والمطبوع (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) ص 343، 344 رقم 173، وتهذيب تاريخ دمشق 179.
[2] انظر عن «وزيرة» أو «وريزة» فيما تقدّم من هذا الجزء، برقم (622) في ترجمة: «الضّحّاك بن يزيد» .
[3] قال ابن عساكر: كان يسكن بدار السعارين. وروى من طريقه حديثا غريبا جدّا.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الطبرستاني) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 17 رقم 22، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ ورقة 94 أ، والمطبوع (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) ص 333 رقم 163، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 61.
[5] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ هراة) .(25/462)
775- أَحْمَد بْن مكحول محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد السّلام [1] .
أَبُو عَلِيّ البيروتي.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا يزيد القَرَاطِيسيّ، وأحمد بْن نبيط، وجماعة.
وعنه: ابن جُمَيْع، وأبو عبد الله بْن منده، وتمّام الرّازيّ [2] .
776- إبْرَاهِيم بْن حاتم بْن مَهْديّ [3] .
أَبُو إِسْحَاق التُّسْتَرِيّ، الزّاهد المعروف بالَبلُّوطيّ.
نزل الشّام، وسكن بيت لِهْيا. وحدَّث عَنْ جماعة من أهل تُسْتَر.
روى عَنْهُ: زيد بْن عَبْد اللَّه البلوطي، وأبو نصر بْن هارون، وعبد اللَّه بْن بَكْر الطَّبَرانيّ.
وكان صاحب أحوال وكرامات ومجاهدات. ذكر عَنْ نفسه أنّه طوى سبعين يومًا [4] .
777- إبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن [إِسْحَاق أَبُو] [5] الْحَسَن الورّاق [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن مكحول) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 170، 171 رقم 118، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 341 و 26/ 115 ومخطوطة الظاهرية 2/ ورقة 94 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 58، 59، والروض البسّام (المقدّمة) 17 رقم 23، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 403، 504 رقم 224.
[2] ووقع في (مخطوطة التيمورية) من (تاريخ دمشق 26/ 115، وتهذيب تاريخ دمشق) أن المترجم له ولد سنة 170 هـ. وهذا وهم. فهو يروي عن أبيه المتوفى سنة 321 هـ. كما روى عنه ابن جميع الصيداوي المتوفى سنة 402 هـ. لذلك أرجّح أنه ولد سنة 270 هـ.
[3] انظر عن (إبراهيم بن حاتم) في:
أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدسي البشاري 188، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 154، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 203، 204، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 216، 217 رقم 15، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (تأليفنا) ص 75، ودراسات في تاريخ الساحل الشامي (لبنان من قيام الدولة العباسية حتى سقوط الدولة الإخشيدية) (تأليفنا) 173، 174.
[4] ورّخ ابن عساكر وفاته بسنة 350 هـ.
[5] في الأصل: «إبراهيم بن عبد الله بن الحسن الورّاق» ، وهو غلط، والتصحيح من المصادر.
[6] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 227، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 221، وموسوعة علماء(25/463)
حدَّث بطرابُلُس عَنْ: محمد بْن يزيد بْن عَبْد الصمد، وأحمد بْن الْمُعَلَّى وعنه: أبو عبد الله بْن مَنْدَه، وفَرَج بْن إبْرَاهِيم النَّصِيبّي.
778- إبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد [1] .
أَبُو محمد البصْريّ، المعروف بالحِنّائيّ.
سَمِعَ: أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ، والحسن بْن المُثَنَّى، وأبا خليفة. وبدمشق فِي الكهولة من الحصائريّ.
وعنه: شهاب بْن محمد الصُّوريّ، وعبد اللَّه بْن عَلِيّ الأبزونيّ [2] ، وجماعة [3] .
779- إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم الفارابيّ اللُّغَويّ [4] .
أَبُو إبْرَاهِيم.
صاحب «ديوان الأدب فِي اللُّغة» .
سكن اليمن مدّةً، وبها صنَّف هذا الكتاب.
وهو خال صاحب «الصّحاح» الجوهريّ.
780- إِسْحَاق بْن محمد بْن عَلِيّ بْن خَالِد الكوفيّ [5] .
أَبُو أَحْمَد المقرئ.
__________
[ () ] المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 232 رقم 31.
[1] انظر عن (إبراهيم بن علي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 275، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 233، 234، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 238 رقم 38.
[2] هكذا في الأصل، ولم أقف على صحّة هذه النسبة.
[3] وقد أنشده الحسن بن حبيب الدمشقيّ شعرا لأبي العتاهية من قصيدة:
أجل الفتى مما يؤمّل أسرع ... وأراك تجمع دائبا لا تشبع
قل لي: لمن أصبحت تجمع ما أرى؟ ... ألبعل عرسك لا أبا لك تجمع؟
[4] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في:
الأنساب 2/ 415، واللباب 2/ 188، ومعجم الأدباء 6/ 61- 65، وبغية الوعاة 1/ 191، ومفتاح السعادة 1/ 97، وكشف الظنون 48، 774، وإيضاح المكنون 1/ 204، وفهرست المكتبة الخديوية 4/ 170، ومعجم المصنّفين للتونكي 3/ 68- 71، ومعجم المؤلفين 2/ 227.
[5] لم أجده، ولم يذكره ابن الجزري في (غاية النهاية) .(25/464)
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن أَبِي العَنْبَس الزُّهْريّ.
وعنه: ابن مردويه.
وسمع: الحسين بن الحكم الحبريّ [1] .
781- إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل الرّازيّ.
سَمِعَ: الكُدَيْميّ.
قَالَ الخليليّ: ثنا عَنْهُ الكهول من شيوخنا.
782- إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن محفوظ.
أَبُو محمد بْن السُّنّيّ.
دمشقيّ، سكن مصر.
وحدَّث عَنْ: زكريّا خياط السنة، وأحمد بْن يحيى بْن حمزة، وأحمد بْن عَلِيّ القاضي، وأحمد بْن إبْرَاهِيم البُسْريّ.
وعنه: عَلِيّ بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ، وابن مَنْدَه، والحسن بْن إِسْمَاعِيل الضّرّاب، والحسن بْن نَظِيف.
- حرف الباء-
783- بَكْر بْن أَحْمَد [2] .
أَبُو عُمَرو النّحّاس.
عن: إِسْحَاق الدَّبَريّ.
روى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن الحمّاميّ وحده.
784- بلال بْن المبارك الحقْليّ [3] .
من أهل حقل أيلة.
__________
[1] الحبريّ: بكسر الحاء المهملة وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى ثياب يقال لها الحبرة. (الأنساب 4/ 44) .
[2] انظر عن (بكر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 95 رقم 3533.
[3] الحقليّ: بفتح الحاء المهملة وسكون القاف وفي آخرها اللام. نسبة إلى حقل وهي قرية بجانب أيلة على البحر. (الأنساب 4/ 179) .(25/465)
سَمِعَ: محمد بْن عَبْد العزيز الأَيْليّ.
روى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن محمد بْن عَلِيّ العلويّ الهَمَدانيّ، والحافظ أبو عبد الله بْن مَنْدَه.
ومات فِي عَشْر المائة.
- حرف الجيم-
785- جعْفَر بْن محمد بْن قَضاء البصْريّ [1] .
سَمِعَ: أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ، والحسن بْن المُثَنَّى العنبريّ.
- حرف الحاء-
786- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن عُمَيْر بْن جَوْصا [2] .
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأحمد بْن أنس بْن مالك، وهارون الأخفش.
وعنه: أبو عبد الله بن منده، وتمام.
787- الحسن بن داود [3] .
أبو علي الكوفي النحوي المقرئ، المعروف بالنقار.
أخذ قراءة عاصم عَنِ: الْقاسم بْن أَحْمَد الخيّاط.
وأخذ قراءة حمزة، عن محمد الوزّان، عَنْ محمد بْن لاحق، عَنْ سُلَيْم.
وأقرأ النّاس دَهرًا.
قرأ عَلَيْهِ: زيد بْن عَلِيّ بْن أَبِي بلال، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم، وأحمد بْن نصْر الشَّذَائيّ، ومحمد بْن جعْفَر التّميميّ، وعلي بْن يوسف العلاف، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 68 وفيه: «حدّث بالبصرة بعد سنة أربعين وثلاثمائة» .
[2] انظر عن (الحسن بن أحمد) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 1/ 21 رقم 40، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 206 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 154، 155.
[3] انظر عن (الحسن بن داود) في:
غاية النهاية 1/ 212 رقم 971 وفيه: «الْحَسَن بْن دَاوُد بْن الْحَسَن بْن عَوْن بن منذر بن صبيح، وصبيح مولى معاوية بن أبي سفيان أعتقه بخط يده» .(25/466)
وكان ثقة بارعًا فِي معرفة رواية عاصم.
قَالَ أَبُو أَحْمَد السّامريّ: نا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن دَاوُد بْن الْحَسَن بْن عَوْن بْن منذر بْن صُبَيْح مولى معاوية بْن أبي سُفْيَان فِي ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة أنّه قرأ عَلَى القاسم الحنّاط أربعين ختْمة.
وقرأ قاسم بْن أَحْمَد [1] : عَلَى أَبِي جعْفَر السَّمُّوئيّ [2] .
788- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق بْن شيرزاد [3] .
أَبُو عَلِيّ البغداديّ الشِّيرَزَاذِيّ [4] .
عَنْ: عَبَّاس الدُّوريّ، والحسن بن مكرم، وعلي بن داود القنطري، وطائفة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، ثنا عَنْهُ ابن رزْقَوَيْه.
789- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الوثّاق [5] .
أَبُو القاسم النَّصِيبيّ الحافظ.
رحل وسمع: أَبَا خليفة الجّمَحيّ، وجعفر بْن محمد الفِرْيابيّ، وأبا يَعْلَى.
وعنه: ابن مَنْدَه، وتّمام الرّازيّ.
790- الْحُسَيْن بن محمد بن سنان [6] .
__________
[1] هو الخياط، كما في: غاية النهاية. وهو من أضبط أصحابه.
[2] السّموئي: بفتح السين المهملة والميم المشدّدة المضمومة ثم الواو، والياء آخر الحروف.
هذه النسبة إلى اللقب. (الأنساب 7/ 151) .
[3] انظر عن (الحسن بن علي بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 7/ 385 رقم 3913.
[4] الشّيرزاذيّ: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الراء، والزاي، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى (شيرزاذ) هو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 456) .
[5] انظر عن (الحسن بن علي بن الوثاق) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 23 رقم 45، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ ورقة 285 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 236.
[6] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 200، 201 و 47/ 547، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 357، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 174، 175 رقم 3/ 5.(25/467)
أَبُو المعمّر الأطْرَابُلُسيّ [1] الضّرير.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي الخناجر، وغيره.
وعنه: ابن مَنْدَه، وأبو عبد الله بْن أَبِي كامل.
- حرف الخاء-
791- خَالِد بْن محمد بْن خَالِد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة [2] .
أَبُو القاسم الحضْرميّ البَتَلْهيّ [3] .
روى عَنْ: جده لأمه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ.
وعنه: ابن مَنْدَه، وتمّام الرّازيّ، وعبد اللَّه بْن بَكْر الطَّبَرانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وغيرهم.
- حرف العين-
792- عَبْد اللَّه بْن خَالِد بْن محمد بْن رُسْتُم الرّاذانيّ [4] الخانيّ [5] .
روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن أَبِي مَسَرَّة المكّيّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذيّ، والصّائغ.
روى عَنْهُ بالإجازة أَبُو نُعَيْم الحافظ.
793- عَبْد الله بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن أَبِي كامل الأطْرَابُلُسيّ [6] .
سَمِعَ: عَلِيّ بْن عَبْد العزيز البغويّ، ومحمد بن عليّ الصّائغ.
__________
[1] الأطرابلسيّ: بضم الباء المنقوطة بواحدة، واللام: نسبة إلى أطرابلس الشام.
[2] انظر عن (خالد بن محمد) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 24 رقم 51، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 5/ ورقة 256 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 89.
[3] تقدّم التعريف بهذه النسبة.
[4] الرّاذانيّ: بفتح الراء والذال المعجمة بين الألفين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى راذان، وهي قرية من قرى بغداد، بالمدينة قرية يقال لها: راذان. (الأنساب 6/ 26) .
[5] الخاني: بفتح الخاء المعجمة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى مدينة بنواحي أصبهان يقال لها خان لنجان. (الأنساب 5/ 31) .
[6] انظر عن (عبد الله بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 282، 390 و 23/ 72، ومعجم البلدان 1/ 217، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 214 رقم 901.(25/468)
وعنه: ابنه أبو عبد الله، وابن مَنْدَه.
794- عَبْد الرَّحْمَن بْن جَيْش [1] .
أَبُو محمد الفَرغانيّ، ثمّ الدّمشقيّ الشّاغوريّ [2] .
روى عَنْ: زكريّا خيّاط السنة، وأحمد بْن عَلِيّ بْن سعَيِد المَرْوزِيّ، وإبراهيم بْن زُهَير الحُلْوانيّ، ومحمد بْن يحيى المَرْوزِيّ، وجعْفَر الفِرْيابيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: تمّام، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وغيرهم.
جَيْش: بالجيم والياء والمثلَّثة.
795- عَبْد الرَّحْمَن بْن القاسم [3] .
أَبُو الْحُسَيْن الفَسَويّ.
حدَّث بشِيراز سنة نيِّفٍ وأربعين.
عَنْ: يعقوب بْن سُفْيَان.
796- عديّ بْن يعقوب [4] .
أَبُو حاتم الطّائيّ الدّمشقيّ، خطيب قرية الحِمْيريَين.
حدَّث عَنْ: جدّه لأمّه محمد بْن يزيد بن عبد الصّمد، وجعفر بن أحمد ابن عاصم.
وعنه: ابن مَنْدَه، وتّمام، وعبد الرَّحْمَن بن عمر بن نصر، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن جيش) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 27، 28 رقم 69، وفيه «عبد الرحمن بن محمد بن جيش بن شيخ» ، والإكمال لابن ماكولا 2/ 355، 356، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ ورقة 157 ب.
[2] الشّاغوريّ: بالغين المعجمة، نسبة إلى محلّة بالباب الصغير من دمشق. مشهورة وهي ظاهر المدينة (معجم البلدان 3/ 310) .
[3] لم أجده.
[4] انظر عن (عدّي بن يعقوب) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 30 رقم 78، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ ورقة 261 أ.(25/469)
797- عَرَفَة بْن محمد بْن الغَمْر الغسّاني [1] .
أَبُو عَلِيّ الضّرّاب، مصريّ حافظ.
عَنْ: أَحْمَد بْن دَاوُد المكّيّ، ونحوه.
قَالَ ابن يونس: كَانَ ثقة ثَبْتًا.
تُوُفّي بعد الأربعين.
798- عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق [2] .
أَبُو الْحَسَن البغداديّ الأصل، الْمَصْريّ.
سَمِعَ: مِقْدَام بْن دَاوُد، وحبوس بْن رزق اللَّه، وغيرهما.
وعنه: منير بْن أَحْمَد الخشّاب، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس.
799- عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن محمد الهَمَذَانيّ التّمّار [3] .
ويعُرف بابن قرموز.
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن دِيزِيل، ومحمد بْن معاذ دُران، وعمر بْن حفص السَّدُوسيّ، وجماعة.
روى عنه: صالح بن أحمد الهَمَذَانيّ، وأبو بَكْر بْن لال، وأبو عبد الله الحاكم، والقاضي عَبْد الجبّار، وآخرون.
لَهُ رحلة.
800- عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه البغداديّ العطّار [4] .
صاحب الحاكم.
سَمِعَ: عَلِيّ بْن حرب المَوْصِليّ.
وعنه: الحاكم.
801- عَليّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حبيب [5] .
__________
[1] لم أجده، وهو في (تاريخ مصر) .
[2] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ مصر) .
[3] لم أجده.
[4] لم أجده، ولعلّه في (تاريخ نيسابور) .
[5] انظر عن (علي بن محمد الحبيبي) في:(25/470)
أَبُو أَحْمَد الحَبِيبيّ [1] المَرْوزِيّ.
سَمِعَ: سعَيِد بْن مسعود، وعمار بن عبد الجبار، ومحمد بن الفضل البخاريّ، وجماعة.
وكان لَهُ معرفة وحِفْظ، لكنّه يروي المناكير [2] .
قال الخليليّ: ثنا عَنْهُ أبو عبد الله الحاكم، وسألته عَنْهُ، فقال: هُوَ أشهر فِي اللِّين عَنْ أن تَسْألني عَنْهُ [3] .
تُوُفّي سنة نَيِّفٍ وأربعين.
قلت: بل توفّي سنة إحدى وخمسين [4] .
__________
[ () ] مشتبه النسبة، لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 13 أ، رقم 286 حسب ترقيمنا، وتهذيب مستمرّ الأوهام لابن ماكولا 207، رقم 109، والأنساب 4/ 53، واللباب 1/ 339، والمغني في الضعفاء 2/ 455، رقم 4335، وميزان الاعتدال 3/ 155 رقم 5933، ولسان الميزان 4/ 258، 259 رقم 711.
[1] الحبيبيّ: بفتح الحاء المهملة والياء الساكنة المنقوطة بنقطتين بين الباءين المكسورتين المعجمة بواحدة. هذه النسبة إلى الجدّ واسمه حبيب. (الأنساب 4/ 53، اللباب 1/ 339) وقد وردت النسبة في (لسان الميزان 4/ 258) : «الحنيني» وهو تحريف.
[2] وقال عبد الغني بن سعيد: «له نسخ للمراوزة» . (مشتبه النسبة، ورقة 13 أ) .
[3] وقال أبو كامل البصيري في كتاب «المضافات» : سمعت بعض مشيختي يقول: لما قدم أبو أحمد الحبيبي بخارا وادّعى سماعه من سهل بن المتوكّل ببخارا أنكر عليه أهلها وقالوا: كيف لقيته؟ وما علامته؟ فقال: علامته أنه كان إذا وضع كفّه على جبهته يغطّي ساعده جميع وجهه من شدّة عرضه، وصدّقوه حينئذ.
قال غنجار: دخل الحبيبى بخارا في المحرّم سنة خمس وثلاثمائة، وخرج من بخارا إلى مرو في ربيع آخر سنة إحدى وخمسين، ومات بمرو يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة إحدى وخمسين. (الأنساب 4/ 53) .
[4] ووقع في (ميزان الاعتدال 3/ 155) أنه مات في عشر المائة! وهذا وهم، وصحّح في (لسان الميزان 4/ 258) فقال: مات في عشر الثلاثمائة.
وفيه: وقال الحاكم أيضا: كان يكذب، وقال: الجيزي أحسن حالا منه. ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : ولقد وقع في (لسان الميزان) أيضا أن دخوله بخارى كان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة! وهذا وهم. والصواب أنه أراد سنة خمس وثلاثمائة، خصوصا وأنه قال بعد ذلك مباشرة: «ومات بمرو سنة إحدى وخمسين في رجب» .
ونقل ابن حجر في (لسان الميزان 4/ 259) عن الدار الدّارقطنيّ في (المؤتلف) قال: علي بن محمد الحنيني، وابن عمّه عبد الرحمن بن محمد الحنيني يحدّثان بنسخ وأحاديث مناكير، تعقّبه الخطيب بأنّ عبد الرحمن عمّ عليّ لا ابن عمّه. وأنّ غنجارا ذكره في تاريخ بخارى وأرّخ وفاته كما نقل السمعاني. (ومثله قال ابن ماكولا في: تهذيب مستمرّ الأوهام 207) .(25/471)
802- عَلِيّ بْن محمد [1] .
أَبُو الْحَسَن القَزْوِينيّ الحافظ، ويعرف بالمقبريّ [2] .
كَتَب بالشام، والعراق، وأصبهان.
سَمِعَ: أَبَا خليفة، وطبقته [3] .
803- عُمَر بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن شهاب [4] العُكْبَريّ [5] .
روى عَنْ: أَبِي الأحوص محمد بْن الهيثم.
وعنه: ابن بُطَّة، ومحمود بْن عُمَر العُكْبَرِيّان.
وثقَّه الخطيب.
804- عُمَرو بْن إِسْحَاق الْقُرَشِيّ الْبُخَارِيّ [6] .
ولَقَبُهُ: مرس.
حدَّث ببغداد عَنْ: صالح بْن محمد جَزَرَة، ومحمد بْن حريث.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وأبو بَكْر الورّاق، وجماعة.
805- عَمْرو بْن محمد [7] .
أَبُو الْعَبَّاس الفَزَاريّ المؤدِّب. دمشقي.
سَمِعَ: يزيد بْن عَبْد الصمد، وأحمد بْن إبْرَاهِيم البسريّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد القزويني) في:
التدوين في أخبار قزوين 3/ 402.
[2] المقبريّ: بفتح الميم، وسكون القاف، وضمّ الباء المعجمة بنقطة، وفي آخرها راء مهملة، نسبة إلى المقبرة. (الأنساب 11/ 436) .
[3] وقال الخليل الحافظ: «كان يعرف هذا الشان، كتب بالري، وقزوين، والشام، والعراق، وولي القضاء أياما ... كتب عنه أهل قزوين ... توفي بعد الأربعين والثلاثمائة» .
[4] انظر عن (عمر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 240 رقم 5986.
[5] العكبريّ: بضم العين. وفتح الباء الموحّدة. وقيل: بضمّ الباء أيضا، والصحيح بفتحها. بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الغربي، وهي أقدم من بغداد. (الأنساب 9/ 27، 28) .
[6] انظر عن (عمرو بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 12/ 226 رقم 6677.
[7] انظر عن (عمرو بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 33/ 189.(25/472)
وعنه: تمّام الرّازيّ [1] ، وعبد الوهاب المَيْدانيّ.
- حرف الميم-
806- محمد بْن أَحْمَد بْن بِشْر [2] .
أَبُو سعَيِد الهَمَذَانيّ.
حدَّث بدمشق، عَنْ: أَبِي خليفة، وعَبْدان، وجعفر الفِرْيابيّ، وأبي يَعْلَى المَوْصِليّ.
وعنه: أَبُو الْحَسَين الرّازيّ وهو أكبر منه، وابنه تمّام الرّازيّ.
وتوفي بالرملة بعد الأربعين.
807- محمد بن أحمد بن أبي جحوش [3] الخزيميّ [4] المُرّيّ.
أَبُو جُحُوش، خطيب دمشق.
سمع: أَحْمَد بْن أنس، ومحمد بْن يزيد بْن عَبْد الصمد، وبنيسابور من:
ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
وعنه: تمّام الرّازيّ، وعبد الوهّاب المَيْدانيّ.
808- محمد بْن أَحْمَد بْن عَرْفَجة [5] .
أَبُو بَكْر الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ.
__________
[1] لم يرد ذكره في مقدّمة الروض البسّام.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن بشر) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 35 رقم 99، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ ورقة 337 أ، ب.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي جحوش) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 35 رقم 100، والإكمال لابن ماكولا 3/ 243، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ ورقة 338 أ، والأنساب 5/ 100، واللباب 1/ 438، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 231.
[4] الخزيميّ: بضم الخاء المعجمة وفتح الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. نسبة إلى خريم، وهو اسم رجل. (الأنساب 5/ 99) .
[5] انظر عن (محمد بن أحمد بن عرفجة) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 1/ 36 رقم 104، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 352 أ.(25/473)
سَمِعَ: أَبَا زُرْعَة، ويزيد بْن عَبْد الصمد.
وعنه: أبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وتمّام، 809- محمد بْن أَحْمَد بْن مَحْمُوَيْه [1] .
أَبُو بَكْر العسكريّ.
سَمِعَ: أَبَا زُرْعَة الدّمشقيّ، ومحمد بْن خَالِد بن خلي، وعبيد اللَّه بْن رُمَاحس، وأحمد بْن بِشْر الصُّوريّ [2] .
وعنه: عَبْد الواحد بْن محمد بْن شاه، وأبو الْحُسَيْن بْن جُمَيْع، وعلي بْن أَحْمَد بْن عَبْدان، وأبو عَلِيّ الْحُسَيْن بْن محمد الرُّوذَبَارِيّ، وغيرهم.
810- محمد بْن أَحْمَد بْن مرشد [3] .
أَبُو بَكْر بْن الزَّرِز الدّمشقيّ المقرئ.
قرأ عَلي: هارون الأخفش.
قرأ عَلَيْهِ: عَبْد الباقي بن السّقّاء ثلاث خِتَم وقال: كَانَ من خيار المسلمين، صابرًا عَلَى صيام الدّهر ولُزُوم الجماعة.
قرأ عَلَى الأخفش قبل التسعين ومائتين رحمه اللَّه.
811- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن مِهْران الثَّقْفيّ السّرّاج [4] .
ابن أخي أَبِي الْعَبَّاس السّرّاج.
وُلِد ببغداد، فسمع: محمد بْن يونس الكديميّ، والحارث بن أبي أسامة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمويه) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 70 رقم 12 وفيه «حمويه» ، وتاريخ بغداد 2/ 385، وشرف أصحاب الحديث 1/ 15، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 434، والوافي بالوفيات 1/ 309، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 107 رقم 1313.
[2] الصّوريّ: بضم الصّاد المهملة، وسكون الواو، وكسر الراء، وفي آخره الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين. نسبة إلى مدينة صور بساحل الشام.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن مرشد) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 304 رقم 221، وغاية النهاية 2/ 88 رقم 2804.
[4] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن إسحاق) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 34 رقم 96، وتاريخ بغداد 1/ 411 رقم 401.(25/474)
وسكن بيت المقدس.
وعنه: تمّام الرّازيّ، وابن أَبِي كامل الأطْرَابُلُسيّ.
وكان صدوقًا.
812- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن سهل بْن حيّة [1] .
أَبُو بَكْر الدّمشقيّ البزّاز.
سَمِعَ: أَبَا زُرْعَة الدّمشقيّ، وإسماعيل بْن قيِراط، وعبد الرَّحْمَن بْن الرّوّاس، وعلي بْن غالب السَّكْسكيّ.
وعنه: تمّام، وعبد اللَّه بْن بَكْر الطَّبَرانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر [2] .
813- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن يعقوب بْن زُوزَان [3] .
قيده ابن ماكولا [4] بِزايَين، أَبُو بَكْر الأنطاكيّ.
مُحَدَّث رحّال، سَمِعَ: بِشْر بْن مُوسَى الأَسَدِيّ، ويوسف بْن يزيد القَرَاطِيسيّ، وزكريّا بْن يحيى خَياط السنة، وطبقتهم.
وعنه: أَبُو أَحْمَد محمد بْن عَبْد اللَّه الدّهّان، وأبو محمد بن ذكوان، وابن جميع، وغيرهم.
814- محمد بن إسحاق السّوسيّ [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن سهل) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 34 رقم 97، والإكمال لابن ماكولا 2/ 327، وفيه: «محمد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حية البزّاز الدمشقيّ» . وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ ورقة 380 ب، 381 أ، و (مخطوطة التيمورية) 23/ 69 وفيه «حيد» بدل «حية» ، ومثله في: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 58، 59 رقم 1254.
[2] قال الأمير ابن ماكولا: له خبر مشهور في قتل زيادة. (الإكمال 2/ 327) .
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن عبد الله) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 83 رقم 28، والمختلف والمؤتلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) 71 أ، والإكمال لابن ماكولا 4/ 193، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 69، و (مخطوطة الظاهرية) 14/ 381 ب، 382 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 288، وسير أعلام النبلاء 15/ 334 رقم 172، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 338، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 59 رقم 1256.
[4] في الإكمال 4/ 193.
[5] انظر عن (محمد بن إسحاق) في:(25/475)
حدَّث ببغداد.
عَنْ: الْحَسَين بْن إِسْحَاق التُّسْتَرِيّ، وغيره.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن بْن الفضل.
أحاديثه مستقيمة [1] .
815- محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى الرّازيّ [2] .
سَمِعَ: أَبَا حاتم الرّازيّ.
وعنه: عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن دَاوُد الرّزّاز البغداديّ.
وهو آخر من حدَّث عَنْ أَبِي حاتم.
عاش بعد الخمسين، وقد سكن بغداد، وكان يؤدِّب. كُنيته أَبُو الْحُسَيْن.
وهو كذاب ادَّعي لُقيّ مُوسَى بْن نصر صاحب جرير بْن عَبْد الحميد.
وقال: وُلِدتُ سنة سَبْعٍ وستين ومائتين [3] ، فأنكر أَبُو القاسم اللالكائيّ وغيره ذَلِكَ.
وقال مُوسَى: شيخ قديم [4] .
قلتُ: روى عَنْهُ ابن رزْقَوَيْه، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
قَالَ الخطيب [5] : كَانَ غير ثقة، روى الأباطيل.
ثمّ ساق لَهُ الخطيب ستّة أحاديث باطلة بأسانيد الصِّحاح.
قَالَ: وذكر أنّه سَمِعَ من مُوسَى سنة ثلاث وسبعين ومائتين [6] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 1/ 258 رقم 86 وفيه: «محمد بن إسحاق بن عبد الرحيم» وكنيته: أبو بكر، والأنساب المتّفقة لابن القيسراني 82 رقم 131.
[1] وقال الخطيب: قدم بغداد في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 2/ 50- 53 رقم 448، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 42، 43 رقم 2891، والمغني في الضعفاء 2/ 556 رقم 5307، وميزان الاعتدال 3/ 484، 485 رقم 7242، والكشف الحثيث 353 رقم 626، ولسان الميزان 5/ 80، 81 رقم 276.
[3] تاريخ بغداد 2/ 52.
[4] تاريخ بغداد 2/ 53.
[5] في تاريخه 2/ 51.
[6] وقال حمزة السَّهْمي: سمعت أبا محمد بن غلام الزهري يقول: محمد بن إسماعيل بن موسى(25/476)
816- محمد بْن جعْفَر بْن هشام.
أَبُو الْحَسَن بن السّقّاء الحلبيّ.
سَمِعَ: محمد بْن مُعَاذ دُران، وسليمان بن المعافي.
وعنه: عبد الرحمن بن الطّبيز السّرّاج.
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَافِظِ بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكُمْ أحمد بن الخضر الطّاووسيّ، أَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ سنة خَمْسِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ بِدِمَشْقَ، أَنَا محمد بن جعفر بن السّقّاء بِحَلَبٍ: ثَنَا محمد بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [1] ، ثَنَا هِشَامٌ وَأَبَانٌ قَالَا: ثنا يَحْيَى، هُوَ ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ:
دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ» . قَالَ أبان فِي حديثه: «دعوة الوالد عَلَى ولده» [2] . وَأَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْن محمد، وزينب الشّعريّة قالا: أَنَا زاهر بْن طاهر، أَنَا إِسْحَاق بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بْن عَبْد الوهاب، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ: ثنا مُسْلِمُ بْن إبْرَاهِيم، فذكر الحديث.
أخرجه أَبُو دَاوُد، عَنْ مُسلْمِ، فوافقناه بعُلُوّ.
وأبو جعْفَر أنصاريّ من أهل المدينة.
817- محمد بْن الْحَسَن بْن الفَرَج [3] .
__________
[ () ] الرازيّ المكتب ضعيف. (تاريخ بغداد 2/ 52) .
[1] في سنن الترمذي 3/ 210: «إسماعيل بن إبراهيم» .
[2] رواه الترمذي بسنده في البرّ والصلة (1970) باب: ما جاء في دعاء الوالدين، وابن ماجة في الدعاء (3862) باب دعوة الوالد ودعوة المظلوم، من طريق: عبد الله بن بكر السهمي، عن هشام الدستوائي، عن يحيى.. وأحمد في المسند 2/ 258، 305، 343، 348، 367، 434، 445، 478، 517، 523.
[3] انظر عن (محمد بن الحسن بن الفرج) في:
غاية النهاية 2/ 118، 119 رقم 2936.(25/477)
أَبُو بَكْر المقرئ الأنباريّ [1] .
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ، وإبراهيم بْن الهيثم البَلَدِيّ، وعبد اللَّه بْن الْحَسَن الهاشميّ.
وعنه: أَبُو بكر بن مردويه، وأبو بكر الورّاق، وأحمد بْن الفَرَج بْن حَجّاج، وعلي بْن القاسم النّجّاد، والحسن بْن عَلِيّ الشابوريّ، وأبو عُمَر بْن أشتافنّا القاضي.
سكن البصرة بأخرة. حديثه فِي «الثَّقَفِيّات» [2] .
818- محمد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ الدّقّاق [3] .
أَبُو بَكْر البغداديّ.
سَمِعَ: أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ، وأحمد بْن عَلِيّ الأبّار.
وكان ثقة.
وعنه: أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وغيره.
819- محمد بْن الْحَسَن بْن مَسْعُود [4] .
حدَّث ببغداد عَنِ: الكُدَيْميّ.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه أيضًا.
820- محمد بْن سُلَيْمَان بْن حَيْدَرة [5] .
أَبُو عَلِيّ الأطرابلسيّ، أخو خيثمة.
__________
[1] في (غاية النهاية) : «الأنصاريّ» .
[2] قال ابن الجزري: وكان حاذقا مشهورا.
[3] انظر عن (محمد بن الحسن الدقاق) في:
تاريخ بغداد 2/ 208 رقم 639.
[4] انظر عن (محمد بن الحسن بن مسعود) في:
تاريخ بغداد 2/ 205 رقم 636.
[5] انظر عن (محمد بن سليمان) في:
تاريخ بغداد 14/ 305، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 12، والأنساب المتّفقة للقيسراني 11، والأنساب لابن السمعاني 1/ 300، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 388 و 20/ 642 و 37/ 605، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 194، 195 رقم 1438، والحياة الثقافية في طرابلس الشام (تأليفنا) ص 323.(25/478)
سَمِعَ: يوسف بْن بحر القاضي، والعبّاس بْن الوليد البيروتيّ، وإسماعيل بْن حصْن، وجماعة.
وعنه: شهاب بْن محمد الصُّوريّ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو محمد بْن ذَكْوان البَعْلَبكِّيّ.
وتُوُفّي بعد الأربعين أو قبلها.
821- محمد بْن الْعَبَّاس بْن الفضل [1] .
أَبُو بكر البزاز.
نزل حلب، وحدَّث بها عَنْ: إِسْمَاعِيل القاضي، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة.
قَالَ الخطيب: حدَّث عَنْهُ غير واحد من الغرباء بأحاديث مستقيمة.
وتوفي بعد سنة أربعين.
وعنه: عَلِيّ بْن محمد الحلبيّ.
822- محمد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن [2] أَبُو بَكْر بْن الْجُلَنْدَيّ [3] المَوْصِليّ المقرئ.
قرأ عَلَى: جعْفَر بْن أَحْمَد بْن أسد النصيبيّ، والحسن بْن الْحُسَيْن الصّوافّ، وأحمد بْن سهل الأُشْنانيّ، ومحمد بن إسماعيل القرشيّ صاحب السوسي، والفضل بْن أَحْمَد الزُّبَيْدِيّ صاحب خَلَف البزّاز، ومحمد بْن هارون التّمّار، وغيرهم.
واشتهر بالضبط والإتقان.
قرأ عليه: عَبْد الباقي بن الحسن بن السّقّاء، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن العباس) في:
تاريخ بغداد 3/ 116 رقم 1632.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن الحسن) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 305 رقم 222، وغاية النهاية 2/ 201 رقم 3250.
[3] الجلنديّ: بضم الجيم وفتح اللام وسكون النون، وفتح الدال المهملة، وبعدها ألف مقصورة.
وورد في (غاية النهاية) : «جلندا» بالألف الممدودة.(25/479)
وله ذِكْر فِي «التَّيْسير» .
وقد صحِب الْجُنَيْد.
وسمع من: محمد بْن زكريّا الغُلابيّ، وأبي يَعْلَى المَوْصِليّ.
روى عَنْهُ: عبد الواحد بْن بَكْر الوَرَثَانيّ [1] ، وأحمد بْن منصور الشّيرازيّ الحافظ.
وكان يكون بطرسوس.
823- محمد بْن عيسى بْن أَحْمَد [2] .
أَبُو عُمَر القَزْوِينيّ الحافظ.
قدِم دمشق، وسكن بيت لِهْيا.
ودخل مصر، وحدَّث عَنْ: إدريس بْن جعْفَر العطّار، ومحمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، ومعاذ بْن المُثَنَّى، وأَبِي عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ، وجماعة.
وعنه: تمّام الرّازيّ، وعَبْد الرَّحْمَن النّحّاس، ومنير بْن أَحْمَد.
ووثقه تمّام [3] .
824- محمد بن محمد بن جعفر [4] .
__________
[1] الورثانيّ: بفتح الواو والراء والثاء المثلّثة بعدها الألف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ورثان، وهي من قرى شيراز، فيما يظنّ ابن السمعاني، وقال: ولعلّه من دربند ظنّا، وإنما قيل له هذا الاسم نسبة إلى بانيها ورثان بن أرميني بن لظى بن يونان من قدماء العجم. (الأنساب 12/ 242) .
[2] انظر عن (محمد بن عيسى) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 44 رقم 138، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ 424 أ، والتدوين في أخبار قزوين 1/ 484، 485، وسير أعلام النبلاء 15/ 580، 581 رقم 351، وتذكرة الحفاظ 3/ 890، 891، وطبقات الحفاظ 364، ومعجم طبقات الحفاظ 165 رقم 827.
[3] وقال القزويني: موصوف بالحفظ.
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن جعفر ابن لنكك) في:
الفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 12 و 4/ 411، ونشوار المحاضرة، له 7/ 118، 119، 190، وثمار القلوب للثعالبي 55/ 397، 483، 519، 555، 592، وتحسين القبيح، له 74، 75، ويتيمة الدهر، له 2/ 348- 358، ووفيات الأعيان 5/ 382، وقد جمع شعره ونشره الأستاذ زهير غازي زاهد، طبعة البصرة 1973.(25/480)
أبو الْحُسَيْن بْن لَنْكك [1] البصري النَّحْويّ الشاعر.
أخذ عَنْهُ: أَبُو الفتح عُبّيْد اللَّه بْن أَحْمَد النَّحْويّ، والحسن بْن عَلِيّ بْن بشّار السّابوريّ [2] ، وأحمد بن الْحَسَن القَزْوِينيّ.
فمن شِعره:
لا تخدعْنك [3] اللِّحَى ولا الصُّوَرُ ... تسعةُ أعشارِ مَن تري بَقَرٌ
فِي شَجَرِ السَّرْوِ منهم [4] شَبَهٌ [5] ... لَهُ رَوَاءٌ وما لهُ ثَمَرٌ
825- محمد بْن محمد بْن عَلِيّ.
أبو عبد الله الهَرَويّ، نزيل مكّة.
سَمِعَ: إِسْحَاق الدَّبَريّ.
وعنه: أَبُو منصور محمد بْن محمد الأَوْدِيّ.
826- محمود بْن زيد [6] .
أَبُو عَلِيّ الهَمَذَانيّ.
سَمِعَ: إِسْحَاق الدَّبَريّ، وعلي بْن عَبْد العزيز البَغَوِيّ، وعُبَيْد بْن محمد الكَشْوَرِيَّ [7] .
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن الأنماطيّ، وأبو بَكْر بْن لال، وجماعة.
827- مُزَاحم بْن عَبْد الوارث بن إسماعيل [8] .
__________
[1] قال ابن خلّكان إنّ لنكك لفظ أعجمي معناه: أعيرج، تصغير أعرج، لأن كلمة (لنك) معناها:
أعرج، والكاف الثانية للتصغير.
[2] السّابوريّ: بفتح السين المهملة والباء الموحّدة بعد الألف بعدها الواو وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى سابور، وهي بلدة من بلاد فارس قريبة من كازرون.، قال ابن السمعاني: وظنّي أنها جنديسابور الّذي يقولها الناس بالعجمية بشاوور. والله أعلم. (الأنساب 7/ 4) .
[3] كتب في هامش الأصل بجانبه: «بخطه لا تغرنك» وهما خطأ.
[4] كتب في هامش الأصل بجانبها: «وبخطه منه» .
[5] في (ثمار القلوب 592) : «مثل» .
[6] لم أجده.
[7] الكشوريّ: بفتح الكاف وقيل بالكسر والواو بينهما الشين المعجمة، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى (كشو) وهي قرية من قرى صنعاء اليمن. (الأنساب 10/ 138) .
[8] انظر عن (مزاحم بن عبد الوارث) في:(25/481)
أَبُو الْحَسَن البصريّ العطّار.
حدَّث بدمشق عَنْ: محمد بْن زكريّا الغُلابيّ، وإبراهيم بْن فهد، وأبي مُسلْمِ الكَجّيّ، والحسين بْن حُمَيْد بْن الرّبيع.
وعنه: تمّام الرّازيّ، وصدقة بن الدّلم، وأبو الخير أَحْمَد بْن عَلِيّ الحمصيّ.
828- مُوسَى بْن سعَيِد الحنْظَليّ الهَمَذَانيّ [1] .
سَمِعَ: يحيى الكرابيسيّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الصّائغ، وبشْر بْن مُوسَى.
وعنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر بْن المقرئ، وابن مَنْدَه، والحاكم.
وكان يفهم هذا الشأن.
- حرف النون-
829- نظيف بْن عَبْد اللَّه [2] .
أَبُو الْحَسَن الحلبيّ المقرئ.
من جِلَّة المقرءين وكبارهم.
قرأ عَلَى: عَبْد الصمد بْن محمد العَيْنُونيّ [3] سنة تسعين ومائتين ولم يكمل عَلَيْهِ. وسمع منه كتاب عَمْرو بْن الصّبّاح، عَنْ حفص.
وقرأ عَلَى: مُوسَى بْن جرير الرَّقّيّ، وأحمد بن محمد اليقطينيّ [4] .
__________
[ () ] الروض البسّام (المقدّم) 46 رقم 151، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16/ ورقة 203 ب.
[1] انظر عن (موسى بن سعيد) في:
تاريخ بغداد 13/ 59 رقم 7036.
[2] انظر عن (نظيف بن عبد الله) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 305 رقم 223، وميزان الاعتدال 4/ 264، 265 رقم 9091، وغاية النهاية 2/ 341، 342 رقم 3744، ولسان الميزان 6/ 166، 167 رقم 584.
[3] العينونيّ: بفتح العين المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، والواو بين النونين- هذه النسبة إلى «عينون» ، قال ابن السمعاني: وهي قرية- فيما أظن- من قرى بيت المقدس. (الأنساب 9/ 109) .
[4] اليقطينيّ: بفتح الياء المنقطة باثنتين وسكون القاف وكسر الطاء المهملة بعدها ياء أخرى، وفي(25/482)
أخذ عَنْهُ: عَبْد الباقي بْن الْحَسَن، وعبد المنعم بْن غلْبُون. قاله الدّانيّ.
- حرف الياء-
830- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث [1] .
أَبُو بَكْر بْن الزّجّاج الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ الكاتب.
سَمِعَ: زكريّا خيّاط السنة، وأنس بْن السلم، وجماعة.
وعنه: ابن منده، وتمام، وعبد الرحمن بن محمد بْن ياسر.
الكنى
831- أَبُو بَكْر الطَّمَسْتانيّ الفارسيّ [2] .
من أعيان مشايخ الطّريق.
قَالَ السُّلَميّ [3] : كَانَ منفردًا بحاله ووقته لا يشاركه فِيهِ أحد من المشايخ، ولا يُدانيه.
وكان الشّبْليّ يُجلُّهُ ويعرف لَهُ محلَّهُ.
صحِب إبْرَاهِيم الدّبّاغ، وغيره من مشايخ الفُرْس.
ورد نَيْسابور وتُوُفّي بها بعد سنة أربعين [4] .
ومن كلامه: كلّ من استعمل الصّدق بينه وبين ربّه شغلهُ صدقُه مَعَ اللَّه عَنِ الْفراغ إلى خلق الله [5] .
__________
[ () ] آخرها النون. نسبة إلى «يقطين» ، وهو اسم لبعض أجداد المذكور. (الأنساب 12/ 420) .
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الله) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 48 رقم 160، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 18/ ورقة 75 أ.
[2] انظر عن (أبي بكر الطمستاني) في:
طبقات الصوفية للسلمي 471- 474 رقم 11، وحلية الأولياء 10/ 382، رقم 656، والرسالة القشيرية 38، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 141، ونتائج الأفكار القدسية 2/ 8، وطبقات الأولياء 353، 354 رقم 91، ونفحات الأنس 190، والكواكب الدرّية 2/ 16 و «الطمستاني» : نسبة إلى طمستان، بلفظ التثنية بفتح أوله وثانيه، مدينة بفارس. (معجم البلدان 4/ 41) .
[3] في طبقات الصوفية 471.
[4] هكذا قال السلمي في (طبقات الصوفية 471) ، أما أبو نعيم، فقال في (حلية الأولياء 10/ 382) : توفي سنة أربعين وثلاثمائة.
[5] طبقات الصوفية 474 رقم 311، وفي حلية الأولياء 10/ 382 ورد القول باختلاف: «من(25/483)
وقال: من فضّل الفقر عَلَى الغِنَى أو الغِنَى عَلَى الفقر فهو مربوطٌ بهما، وهما محلّ علل [1] .
وقال: النّفس كالنّار إذا طفئ من جانب تأجَّج من جانب، وكذلك النَّفْس [2] .
832- أَبُو الْعَبَّاس الدِّينَوَرِيّ [3] .
واسمه أَحْمَد بْن محمد.
صحِبَ: يوسف بْن الْحُسَيْن، وعبد اللَّه الخّراز، وأبا محمد الْجَريريّ. وهو مِن أفتى المشايخ [4] .
أقام بنيسابور يعظ ويتكلّم بأحسن كلام.
وتوفّي بسمرقند بعد الأربعين [5] .
ومن كلام أَبِي الْعَبَّاس: أدني الذِّكْر أن تنسى ما دونه، ونهاية الذِّكْر أن يغيب الذّاكر فِي الذكر عَنِ الذّكر، ويستغرق بمذكوره عَنِ الرّجوع إلى مقام الذّكْر. وهذا حالُ فناءِ الفناء [6] .
833- أَبُو الخير التّيناتيّ الأقطع [7] .
__________
[ () ] استعمل الصدق بينه وبين ربه حماه صدقه مع الله عن «رؤية الخلق والأنس بهم» .
[1] طبقات الصوفية 472 رقم 8.
[2] طبقات الصوفية 474 رقم 26 وفيه زيادة: «إذا هدأت من جانب ثارت من جانب» . والقول أيضا في: حلية الأولياء 10/ 382.
[3] انظر عن (أبي العباس الدينَوَريّ) في:
طبقات الصوفية للسلمي 475- 478 رقم 12، وحلية الأولياء 10/ 383 رقم 657، والرسالة القشيرية 38، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 143، ونتائج الأفكار القدسيّة 2/ 9- 12، وطبقات الأولياء 79، 80 رقم 18 ونفحات الأنس 164، والكواكب الدرّية 12/ 11.
[4] طبقات الصوفية 475 وزاد: «وأحسنهم طريقة واستقامة» .
[5] طبقات الصوفية 475.
[6] طبقات الصوفية 477 رقم 6، حلية الأولياء 10/ 383، الرسالة القشيرية 38.
[7] انظر عن (أبي الخير التيناتي) في:
طبقات الصوفية للسمي 370- 372 رقم 6، وحلية الأولياء 10/ 377، 378، والرسالة القشيرية 26، والأنساب 3/ 121، والمنتظم 6/ 376، 377 رقم 626 وفيه وفاته سنة 343 هـ.، وصفة الصفوة 4/ 206، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 109، ومعجم(25/484)
صاحب الكرامات رضي اللَّه تعالي عَنْهُ.
وهو من أهل المغرب. نزل تينات من أعمال حلب.
وكان أسود اللون، سيّدًا من سادات الكَوْن.
قِيلَ: اسمه حمّاد بْن عَبْد اللَّه.
صحِب أَبَا عَبْد اللَّه بْن الجلاء، وسكن جبل لُبنان مدّةً.
حكى عَنْهُ: محمد بْن عبد اللَّه الرّازيّ، وأحمد بْن الْحَسَن، ومنصور بْن عَبْد اللَّه، الأصبهانيّ، وغيرهم.
قَالَ السُّلَميّ: كَانَ ينسج الخُوص بإحدى يديه لا يُدرى كيف ينسجه وله آيات وكرامات، تأوي السّباع إِلَيْهِ وتأنس بِهِ [1] .
وقال القُشَيْريّ [2] : كَانَ كثير الشّأن، لَهُ كرامات وفراسة جادّة.
قَالَ القُشَيْريّ [3] : قَالَ أَبُو الْحُسَيْن القَيْروانيّ: زرتُ أَبَا الخير التّيناتيّ، فلمّا ودعته خرج معي إلى بَابِ المسجد فقال: يا أَبَا الْحُسَيْن أَنَا أعلم أنك لا تحمل معك معلومًا، ولكن احمل معك هاتين التُّفّاحتين.
قَالَ: فأخذتهما ووضعتهما فِي جيبي وسرتُ، فلم يفتح لي بشيء ثلاثة أيّام، فأخرجتُ واحدةً وأكلتها، ثم أردتُ أن أخرج الثّانية فإذا هما فِي جيبي.
فكنتُ كلّما أكلت واحدة وجدتهما بحالهما إلى أن وصلت إلى باب الموصل، فقلت فِي نفسي إنّهما يفسدان عَلِيّ حال توكُّلي، فأخرجتهما من جيبي فنظرت،
__________
[ () ] البلدان 2/ 68، واللباب 1/ 234، والكامل في التاريخ 8/ 533 وفيه وفاته في سنة 349 هـ.
والمختصر في أخبار البشر 2/ 102، وسير أعلام النبلاء 16/ 22، 23 رقم 9، وتاريخ ابن الوردي 1/ 288، والبداية والنهاية 11/ 228، وطبقات الأولياء 190- 195، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 128، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 193، والروض المعطار للحميري 147، وتحفة الأحباب للسخاوي 253، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 179 وفيه وفاته سنة 343 هـ.، ودائرة معارف البستاني 5/ 301 (طبعة المعارف ببيروت 1877) ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 11- 14 رقم 724، ولبنان من قيام الدولة العباسية حتى سقوط الدولة الإخشيدية (تأليفنا) ص 181، والكواكب الدرية 2/ 17.
[1] طبقات الصوفية 370.
[2] في رسالته، ص 28.
[3] في رسالته.(25/485)
فإذا فقير مكفوف فِي عباءة يَقُولُ: أشتهي تفاحة.
فناولته إيّاهما. فلمّا عبرتُ وقع لي أنّ الشَّيْخ إنّما بعثهما إليه فرجعتُ فلم أجد الفقير.
وقال أَبُو نُعَيْم الحافظ [1] : ثنا غير واحد ممّن لقي أَبَا الخير يَقُولُ أن سبب قطع يده أنّه كَانَ عاهد اللَّه أن لا يتناول لشهوة نفسه شيئًا، فرأى يومًا بجبل لُكَّام [2] شجرة زَعْرُور [3] ، فأخذ منها غصنًا قطعه وأكل من الزَّعرُور، فذكر عهده فرماه. ثمّ كَانَ يَقُولُ: قطعتُ عضوًا من شجرة فقطع مني عضوًا.
وقال أَبُو ذَرٍّ عَبْد بْن أَحْمَد الحافظ: سَمِعْتُ ابن أَبِي الخير الأقطع بمصر يَقُولُ، وكان صالحًا، وسألته: لِمَ كَانَ أَبُوهُ أقطع؟ فذكر أنّه كَانَ عبدًا أسود قَالَ:
فضاق صدْري، فدعوتُ اللَّه فأُعْتِقتُ، فكنتُ أجيء إلى الإسكندريّة فأحتطب وأتقوَّت بثمنه. وكنتُ أدخل المسجد وأقف عَلَى الحلَق. فسهَّل اللَّه تعالي عَلَى لسانهم ما كنتُ أريد أن أسأل عَنْهُ فأحفظه وأعمل بِهِ فسمعتُ مرّةً حكاية يحيى بْن زكريّا عَليْه السَّلَامُ وما عملوا بِهِ، فقلت فِي نفسي: إن اللَّه أبتلاني بشيءٍ فِي يدي صبرتُ.
ثمّ خرجت إلى ثغر طَرَسُوس، وكنتُ آكل المباحات، ومعي جحفة وسيف. وكنتُ أقاتل العدوَّ مَعَ النّاس، فأواني الليل إلى غارٍ، فقلتُ فِي نفسي:
إنيّ أزاحم الطير في أكل المُبَاحات. فنويت أن لا آكل. فمررتُ بعد ذَلِكَ بشجرة، فقطعت منها شيئًا، فلمّا أردتُ أن آكلها ذكرتُ فرميته. ثمّ دخلت المغارة، فإذا قومٌ لصوص، فلم نلبث أن جاء صاحب الشرطة، فدخل الغار فأخذهم وأخذني معهم.
__________
[1] في: حلية الأولياء 10/ 378.
[2] في: حلية الأولياء: «بجبل الكام» وهذا غلط، والصحيح «جبل اللّكّام» ، بالضمّ وتشديد الكاف، ويروى بتخفيفها، وهو في شعر المتنبّي مخفّف، قال:
بها الحبلان من صخر وفخر ... أنافا ذا المغيث وذا اللّكام
وهو الجبل المشرف على أنطاكية وبلاد ابن ليون والمصّيصة وطرسوس وتلك الثغور. (معجم البلدان 5/ 22) وانظر: مادّة «لبنان» - ص 11.
[3] الزّعرور: ثمر ينضج في الصيف ويحلو إذا اشتدّ اصفراره ومال إلى الحمرة، وهو يزرع في بلاد الشام، والمشهور منه في صيدا ونواحيها، ويعرف هناك ب «الأكي دنيا» .(25/486)
قَالَ: ثمّ إنهم قدموني بعد أن قطعوا أيديهم، فلمّا قدُمت قَالَ اللّصوص:
لم يكن هذا الأسود معنا.
وكان أهل الثَّغر يعرفوني. فغطّى الله تعالى عنهم أمري حتى قطعوا يدي.
فلما مدّوا رِجْلي قلت: يا ربّ، هذه يدي قُطِعَتْ لعقدٍ عقَدْتُه، فما بال رِجْلي؟
قَالَ: فكأنّه كشف عَنْهُمْ فقالوا: هذا أَبُو الخير. واغتموا لي. فلمّا أرادوا أن يغمسوا يدي فِي الزَّيت امتنعتُ وخرجت، وبتُّ بليلة عظيمة، ونمت فرأيت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رسول اللَّه فعلوا بي وفعلوا. فأخذ يدي المقطوعة فقبّلها، فأصبحتُ لا أجدُ ألم الجرح [1] .
صَلَّى أَبُو الخير بأصحابه يومًا، فلمّا سلَّم قَالَ رجلٌ: لَحَنَ الشّيخ. فلمّا كَانَ نصف اللّيل خرج الرّجل ليبوّل، فرأي أسدًا والشّيخ يطعمه، فغُشيِ عَلَى الرجل. فقال الشَّيْخ: منهم من يكون لحْنُه فِي قلبه، ومنهم من يَلْحَن بلسانه.
رواها أَبُو سعْد السّمّان الحافظ عَنْ جماعة من شيوخه. ورواها الحاكم عَنْ أَبِي عثمان المغربيّ، وذكرها أَبُو القاسم القُشَيْريّ فِي الرسالة [2] .
وقال أَبُو ذر الحافظ: سَأَلت عيسى كيف حديث السَّبُع؟ فقال: كَانَ أَبِي يخرج خارج الحصْن وثمَّ أجامٌ كثيرة وسِباع. وكان أبي يضربٌ السَّبع ويقول: لا تؤذي أصحابي.
فلمّا كَانَ ذات يومٍ قَالَ لي: ادخل القرية فأتنا بعَيْش فتركتُ ما أمرني بِهِ واشتغلت باللَّعِب مَعَ الصبيان وجئته العشاء، فغضب وقال: لأُبَيِّتَنَّك فِي الأَجَمَة.
فأخذني تحت إبطه وحملني إلى أجمةٍ بعيدة لا أهتدي للطّريق منها، ورماني ورجع. فلم أزل أبكي وأصيح، ثمّ أخذني النّوم فانتبهتُ سحرا، فإذا أَنَا بالسَّبُع إلى جنْبي وأبي قائمٌ يصلي. فلمّا فرغ قَالَ للسَّبُع: قُمْ فإنّ رزقك على الساحل. فمضى السّبع [3] .
__________
[1] تاريخ دمشق 29/ 109.
[2] الرسالة القشيرية 26.
[3] طبقات الأولياء 194، 195.(25/487)
وقال السُّلَميّ [1] : سَمِعْتُ منصور بْن عَبْد اللَّه الأصبهاني يَقُولُ: سمعتُ أَبَا الخير الأقطع يَقُولُ: دخلُت مدينة الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ وأنا بفاقة، فأقمتُ خمسة أيّام ما ذقتُ ذواقا، فتقدَّمت إلى القبر، وسلمتُ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى أَبِي بَكْر وعمر وقلتُ: أَنَا ضيفك اللّيلة يا رسول اللَّه.
قَالَ: ونمتُ خلف المنبر، فرأيت فِي المنام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ وَعُمَرُ عَنْ شِمَالِهِ، وعليّ بين يديه. فحرَكني عَلِيّ وقال: قم قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فقمتُ إِلَيْهِ وقبّلتٌ بين عينيه، فدَفع إلي رغيفًا فأكلت نصفه، وانتبهتُ، فإذا فِي يدي نصف رغيف.
قَالَ السُّلَميّ: [2] سَمِعْتُ جدّي إِسْمَاعِيل بْن بُجيْر يَقُولُ: دخل عَلَى أَبِي الخير الأقطع بعضُ البغداديين وقعدوا يتكلّمون بشطْحهم فضاقَ صدره، فخرج.
فلمّا خرج جاء السَّبُع فدخل البيت فسكتوا، وانضمّ بعضهم إلي بعض، فدخل أَبُو الخير فقال: أَيْنَ تِلْكَ الدَّعاوي؟
وعن أَبِي الْحُسَيْن بْن زيد قَالَ: ما كنّا ندخل عَلَى أَبِي الخير وفي قلبنا سؤال إلا تكلَّم علينا فِي ذَلِكَ الموضع.
ومن كلامه رضي اللَّه عَنْهُ قَالَ: ما بلغ احدٌ إلى حالة شريفة إلا بملازمة الموافقة، ومعانقة الأدب وأداء الفرائض، وصُحْبة الصّالحين، وخدمة [3] الفقراء الصّادقين [4] .
وقال: حرام عَلَى قلبٍ مأسور بحبّ الدّنيا أن يسيح فِي رَوْح الغيوب [5] .
__________
[1] في طبقات الصوفية 370 رقم 1.
[2] قول السلميّ ليس في: طبقات الصوفية، وهو في: حلية الأولياء 10/ 377، 378.
[3] في طبقات الصوفية: «وحرمة» .
[4] طبقات الصوفية 371 رقم 5، حلية الأولياء 10/ 378.
[5] طبقات الصوفية 371 رقم 6 وفيه «روح الغيب» .(25/488)
وقال السُّلَميّ: [1] سمعتُ أَبَا الأزهر يَقُولُ: عاش أبو الخير مائة وعشرين سنة، ومات سنة تسع وأربعين وثلاثمائة [2] ، أو قريبا من ذلك، رحمه الله ورضي عنه.
آخر الطبقة الخامسة والثلاثين من تاريخ الإسلام وعلّقته من خطّ مؤلّفه العلّامة الحافظ شمس الدين الذهبي رحمه الله وشكر سعيه والحمد للَّه وسلام على عباده الذين اصطفى، وحسبنا الله ونعم الوكيل..
(بعون الله وتوفيقه تم تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» لمؤرّخ الإسلام شمس الدين الذهبيّ- رحمه الله- وتخريج أحاديثه وأشعاره، وضبط نصّه، وتصحيح أغلاطه، وتوثيق مادّته، والإحالة إلى مصادره، بقدر الاستطاعة، على يد طالب العلم وخادمه، الفقير إليه تعالى، وراجي عفوه، الحاج «أبو غازي» الأستاذ الدكتور «عمر عبد السلام تدمري» أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفيّ مذهبا، ووافق الفراغ منه بعد ظهر يوم الأحد الواقع في الثاني من شهر جمادى الآخرة سنة 1412 هـ. (الموافق للثامن من شهر كانون الأول (ديسمبر) سنة 1991 م.) ، وذلك بمنزله في ساحة النجمة من مدينة طرابلس الشام المحروسة، حماها الله بعنايته، وأبقاها حصنا للإسلام وثغرا ورباطا للمسلمين، إنه على كل شيء قدير، وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين) .
__________
[1] قوله هذا في (تاريخ الصوفية) ولم يصلنا.
[2] في طبقات الصوفية: مات سنة نيّف وأربعين وثلاثمائة. (ص 370) .(25/489)
[المجلد السادس والعشرون (سنة 351- 380) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة السادسة والثلاثون
حوادث سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة
فيها نقلت سنة خمسين وثلاثمائة من حَيث المُغَلات في سنة إحدى وخمسين الخراجية.
وكتب «الصّابي» [1] كتابًا عن «المطيع» [2] في المعنى، فمنه: أنّ السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون يومًا وربع بالتقريب، وأنّ الهلالية ثلاثمائة وأربعة وخمسون يومًا وكسْر، وما زالت الأمم السالفة تكبس زيادات السنين على اختلاف مذاهبها. وفي كتاب الله شهادة بذلك. قال الله تعالى: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً 18: 25 [3] . فكانت هذه الزيادة بإزاء ذلك.
__________
[1] هو: إبراهيم بن هلال أبو إسحاق الصابيء (313- 384 هـ) . كان نابغة كتّاب جيله غير مدافع، وتقلّد في خلافة المطيع العبّاسي دواوين الرسائل والمظالم، وقلّده معزّ O الدولة البويهي ديوان رسائله عام 349 هـ. وخدم ولده عزّ الدولة بختيار. وحين ملك «عضد الدولة» بغداد سنة 367 هـ، قبض عليه وصادر أمواله، وفي السجن وضع كتابه «التاجي» في تاريخ بني بويه، وأطلق سراحه صمصام الدولة ابن عضد الدولة سنة 371 هـ. وظل صابئيا حتى مات. (من مصادر ترجمته: الفهرست 199- 200، الإمتاع والمؤانسة 1/ 67، يتيمة الدهر 2/ 242- 312، وفيات الأعيان 1/ 52- 54، معجم الأدباء 2/ 20- 94، النجوم الزاهرة 3/ 324 و 5/ 126، البداية والنهاية 11/ 313، شذرات الذهب 3/ 106- 109، العبر 3/ 24) .
[2] الخليفة العباسي أبو القاسم الفضل بن المقتدر. بويع بالخلافة يوم الخميس 12 جمادى الآخرة سنة 334 هـ. ولقّب «المطيع للَّه» .
[3] قرآن كريم- سورة الكهف- الآية 25.(26/5)
فأمّا الفُرْس فإنّهم أجروا معاملاتهم على السنة المعتدلة التي شهورها اثني عشر شهرا، وأيامها ثلاثمائة وستون يومًا، ولقّبوا الشهور اثني عشر لقبًا، وسمُّوا الأيام بأسامي، وأفردوا الأيام الخمسة الزائدة وسمّوا المشرقة، وكسبوا الربع في كل مائة وعشرين سنة شهرًا، فلما انقرض مُلكهم بطل ذلك. وذكر كلامًا طويلًا حاصله تعجيل الخراج وحساب أيام الكسر.
قال «ثابت بن سنان» [1] : ودخلت الروم عين زَربه [2] مع الدُّمُسْتُق في مائة وستين ألفًا، وهي في سفح جبل مُطِلٍّ عليها، فصعد بعض جيشه الجبل، ونزل هو على بابها، وأخذوا في نقب الصُّور، فطلبوا الأمان، فأمّنَهُم، وفتحوا له، فدخلها وقدّم جيشًا منهم، ونادى بأن يخرج جميع من في البلد إلى الجامع. فلما أصبح بثّ رجاله- وكانوا ستين ألفًا- فكلّ من وجدوه في منزله قتلوه، فقتلوا عالمًا لا يُحْصَى، وأخذوا جميع ما كان فيها.
وكان من جملة ما أخذوا أربعون ألف رمح. وقطع- لعنه الله- من حوالي البلد أربعين ألف نخلة [3] ، وهدم البيوت وأحرقها. ونادى: مَن كان في الجامع فلْيذْهب حيث شاء، ومن أمسى فيه قُتل، فازدحم الناس في أبوابه، ومات جماعة ومرّوا على وجوههم حُفاةً عُراةً لا يدرون أين يذهبون، فماتوا في الطُّرُقات جوعًا وعطشًا، وأخرب السُّور والجامع، وهدم حولها أربعة وخمسين حصنًا، أخذ منها بالأمان جملة ومنها بالسيف. انتهى قول «ثابت» [4] .
__________
[1] هو: ثابت بن سِنان بن ثابت بن قُرّة الصابيء الحرّاني. كان مختصّا بخدمة الخليفة الراضي (322- 329 هـ-. 934- 940 م) . بارعا بالطبّ، تولّى تدبير المارستان في بغداد، وخدم عددا من الخلفاء بعد الراضي، وتوفي سنة 365 هـ. وضع عدّة كتب في التاريخ، نقل عنها ابن العديم الحلبي في بغية الطلب.
[2] عين زربه: عين زربى: بفتح الزاي، وسكون الراء، وباء موحّدة، وألف مقصورة. بلد بالثغر من نواحي المصّيصة. (معجم البلدان 4/ 177) وضبطها اليافعي بضم الزاي وسكون الراء وفتح الموحّدة. (مرآة الجنان 2/ 346) .
[3] في «تجارب الأمم» لمسكويه- ج 2/ 190: (نحو خمسين ألف نخلة) .
[4] قارن مع: تجارب الأمم لمسكويه- ج 2/ 190 و 191، تكملة تاريخ الطبري للهمداني- ص(26/6)
ولما عاد إلى بلاده أعاد «سيف الدولة» عينَ زَربه [1] إلى بعض ما كانت، وظنّ أنّ الدُمُسْتق لا يعود إلى البلاد في العام فلم يستعدّ [2] ، فبينا هو غافل وإذا بالدُمُسْتُق قد دَهَمه ونازل حلب ومعه ابن أخت الملك، فخرج إليه وحاربه، والدُمُسْتُق في مائتي ألفٍ بالرَّجَّالة وأهل إحصار، فلم يَقْوَ به سيف الدولة وانهزم في نفر يسير.
وكانت داره بظاهر حلب، فنزلها الدُمُسْتُق وأخذ منها ثلاثمائة وتسعين بدْرَة دراهم، وألفًا وأربع مائة بغْل، ومن السلاح ما لا يُحْصَى، فنهبها ثم أحرقها، وملك رَبَض حلب. وقاتله [3] أهل حلب من وراء السور، فقتلوا جماعة من الروم، فسقطت ثُلمة من السور على جماعة من أهل حلب فقتلتهم، فأَكبّت الروم على تلك الثُلمة، فدافع المسلمون عنها، فلما كان الليل بنوها، ولما أصبحوا صعدوا عليها وكبّروا، فعدل الروم عنها إلى جبل جَوْشَن [4] فنزلوا به، ومضى رَجّالة الشُّرط بحلب إلى بيوت الناس فنهبوها، فقيل لمن على السُّور: الحقوا منازلكم، فنزلوا وأَخْلُوا السُّور، فسوَّرته الروم ونزلوا ففتحوا الأبواب ودخلوها، فوضعوا السيف في الناس حتى كلّوا وملّوا، وسبوا أهلها وأخذوا ما لا يُحصى، وأخربوا الجامع، وأحرقوا ما عجزوا عن حمله، ولم يَنْجُ إلّا من صعد القلعة.
ثم ألحّ ابن أخت الملك في أخذ القلعة، حتى أنه أخذ سيفًا وترسًا وأتى إلى القلعة، ومَسْلَكُها ضيّق لا يحمل أكثر من واحد، فصعد وصعدوا خلفه. وكان في القلعة جماعة من الدَّيْلَم، فتركوه حتى قَرُب من الباب
__________
[ () ] 180، الكامل في التاريخ لابن الأثير- ج 8/ 538 و 539، العيون والحدائق في أخبار الحقائق لمؤرخ مجهول- ج 4 ق 2/ 218 تحقيق نبيلة عبد المنعم داود- بغداد 1973 (حوادث سنة 350 هـ.) ، مرآة الجنان لليافعي 2/ 346، البداية والنهاية لابن كثير 11/ 239.
[1] في الأصل «رزنه» .
[2] في الأصل «يستبعد» .
[3] في الأصل «وقافلة» .
[4] بالفتح ثم السكون وشين معجمة ونون: جبل مطلّ على حلب في غربيّها. (معجم البلدان 2/ 186) .(26/7)
وأرسلوا عليه حجرًا أهلكه، فانصرف به خواصُّه إلى الدُمُسْتُق، وكان قد أسر من أعيان حلب ألفًا ومائتين فضرب أعناقهم بأسرهم، وردّ إلى أرض الروم ولم يردّ أهل القرى، وقال لهم: ازرعوا فهذا بلدنا، وبعد قليل نعود إليكم [1] .
وفيها كتبت الشيعة ببغداد على أبواب المساجد لعنة معاوية ولعنة من غَصَبَ فاطمةَ حقَّها من فَدَك [2] ، ومَن منع الحَسَن أن يُدفن مع جدّه، ولعنة من نفي أبا ذَرٍّ. ثم إنّ ذلك مُحي في الليل، فأراد مُعِزُّ الدولة إعادته، فأشار عليه الوزير المهلّبي أن يُكتَب مكان ما مُحي: لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصرّحوا بلعنة معاوية فقط [3] .
وفيها أسرت الروم أبا فراس بن سعيد بن حمدان من منبج [4] وكان واليها [5] .
__________
[1] قارن ذلك مع: تجارب الأمم- ج 2/ 192- 194، تكملة تاريخ الطبري 181 و 182، الكامل في التاريخ- ج 8/ 540- 542، مرآة الجنان 2/ 346، البداية والنهاية 11/ 239 و 240، وتاريخ يحيي بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، وزيدة الحلب 1/ 834- 139.
[2] فدك: بالتحريك، قرية بالحجاز، أفاءها الله على رسوله صلّى الله عليه وسلّم في سنة 7 صلحا، ثم نحلها الرسول صلّى الله عليه وسلّم لابنته فاطمة، وفي هذا رواية طويلة. (انظر: فتوح البلدان للبلاذري- ق 1/ 32- 38، معجم البلدان- ج 4/ 238 و 239) . وانظر: سيرة ابن هشام- ج 3/ 286، 287 (بتحقيقنا) والجزء الأول من تاريخ الإسلام الخاص بالمغازي- ص 422 (بتحقيقنا أيضا) .
[3] المنتظم 7/ 8، الكامل في التاريخ 8/ 542، 543.
[4] منبج: بالفتح ثم السكون وباء موحّدة مكسورة وجيم. مدينة كبيرة واسعة قريبة من حلب.
(معجم البلدان 5/ 205 و 206) .
[5] تكملة تاريخ الطبري 180.(26/8)
[الوفيات]
وفيها تُوُفّي الوزير أبو محمد الحسن بن محمد بن هارون المُهَلَّبي [1] من بني المهلّب بن أبي صُفْرة. [أقام] [2] في وزارة معزّ الدولة ثلاث عشرة سنة.
وكان فاضلًا شاعرًا فصيحًا نبيلًا سمْحًا جوادا حليمًا ذا مروءة وأناة [3] .
عاش أربعًا وستّين سنة، وصادر معزُّ الدولة أولاده من بعده، ثم استوزر أبا الفضل العبّاس ابن الحسن الشيرازي.
وفيها تُوُفّي المحدّث أبو محمد دَعْلَج [4] بن أحمد بن دَعْلَج السِّجِسْتانيّ [5] المعدّل نزيل بغداد.
والشيخ أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقّاش [6] المقرئ صاحب التفسير.
وشيخ وقته أبو بكر محمد بن داود الدُّقّي [7] الدّينوري الزاهد نزيل الشام.
__________
[1] ترجمته في: معجم الأدباء 9/ 118، يتيمة الدهر 2/ 202، وفيات الأعيان 2/ 124- 127، المنتظم لابن الجوزي 7/ 9، فوات الوفيات 1/ 256، شذرات الذهب 3/ 9، مرآة الجنان 2/ 347- 349، البداية والنهاية 11/ 241، وأخباره مبثوثة في كتب التواريخ العامّة.
[2] زيادة على الأصل للتوضيح.
[3] في الأصل: «أناوة» .
[4] دعلج: مفتوحة فساكنة مهملتين وفتح لام، وفي موضع آخر بكسر دال. (المغني في أسماء الرجال، للهندي 101) .
[5] ترجمته في: تاريخ بغداد 8/ 387، العبر للذهبي 2/ 291، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 222، الرسالة المستطرفة 73، وفيات الأعيان 2/ 271 و 272، البداية والنهاية 11/ 241 و 242، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 242، تذكرة الحفاظ 3/ 881 رقم 850، المنتظم 7/ 10 رقم 10، الوافي بالوفيات 14/ 17 رقم 13، معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 274، رقم 234 (بتحقيقنا) .
[6] ترجمته في: تاريخ بغداد 2/ 201، الفهرست 33، معجم الأدباء 18/ 146، الوافي بالوفيات 2/ 345، تذكرة الحفّاظ 908، غاية النهاية 2/ 119، طبقات السبكي 2/ 148، ميزان الاعتدال 3/ 521، الرسالة المستطرفة 77، وفيات الأعيان 4/ 298.
[7] الدّقّي: بضمّ الدال المهملة والقاف المشدّدة المكسورة. (تاريخ بغداد 5/ 266، الوافي بالوفيات 63 رقم 955) .(26/9)
[حوادث] سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة
يوم عاشورا. قال ثابت: ألزم معزّ الدولة الناسَ بغلْق الأسواق ومنْع الهّراسين والطبّاخين من الطبيخ، ونصبوا القباب في الأسواق وعلّقوا عليها المُسُوح، وأخرجوا نساءً منشَّرات الشعور مضجّات [1] يلطمن في الشوارع ويُقِمْن المآتمَ على الحسين عليه السلام، وهذا أول يوم نِيح عليه ببغداد [2] .
وفيها قُلِّد القضاءَ بالعراق أبو البِشْر عمر بن أكثم على أن لا يأخذ رِزْقًا، وصُرِف ابن [3] أبي الشوارب [4] .
وفيها قُتل ملك الروم، وصار الدُمُسْتُق هو الملك واسمه نقفور [5] .
وفيها أصاب سيفَ الدولة فالجٌ في يده ورِجْله، وكان دخل الرومَ ووصل إلى قريب، ثم عاد، وكان هبة الله ابن [6] أخيه ناصر الدولة عنده بحلب، ثم إنه قتل رجلًا من أعيان النصارى، وساق إلى أبيه إلى الموصل.
__________
[1] في الأصل «مصحمات» والتصحيح من «تجارب الأمم- حاشية ص 200) .
[2] المنتظم 7/ 15.
[3] في الأصل «بن» .
[4] المنتظم 7/ 16، الكامل 8/ 549، تكملة الطبري 184.
[5] في الأصل «بقفور» . وهو «نقفور فوكاس» تولّى العرش في 16 آب 963 م.
[6] في الأصل «بن» .(26/11)
وفي ثامن عشر ذي الحجّة عُمل عيد غدير خُم [1] وضُربت الدبادب، وأصبح الناس إلى مقابر [2] قريش للصلاة هناك، وإلى مشهد الشيعة.
قال ثابت بن سنان: وأنفذ بعض بطارقة الأرمن إلى ناصر الدولة بن حمدان رجلين ملتصقين عمرهما خمس وعشرون سنة ومعهما أبوهما، والالتصاق كان في معدة الجنب، ولهما بطنان وسُرَّتان ومَعِدَتان، ويختلف أوقات جوعهما وعطشهما وبَوْلهِما، ولكلّ واحدٍ كتِفان وذِراعان ويَدان وفَخذان وساقان وإحليل [3] وكان أحدهما يميل إلى النساء والآخر إلى المُرْد.
قال القاضي التنوخي: ومات أحدهما وبقي أيامًا فأنْتَنَ، وأخوه حيّ، وجمع ناصر الدولة الأطبّاء على أن يقدروا على فصلهما فلم يمكن، ثم مرض الحيّ من رائحة الميت فمات [4] .
[الوفيات]
وفيها تُوُفِّيت خَوْلَةُ أخت سيف الدولة بحلب، وهي التي رثاها المتنبي بقوله:
يا أخت خير أخٍ يا بنت خير أبِ ... كناية بهما عن أشرف النَّسبِ
__________
[1] موضع آخى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ بن أبي طالب. (انظر: كتاب الإشارات إلى معرفة الزيارات للهروي- ص 89) .
[2] في الأصل «معابر» والتصحيح من تكملة تاريخ الطبري للهمداني- ص 187.
[3] كلمة غير واضحة في الأصل «ولطيل» .
[4] انظر: المنتظم لابن الجوزي 7/ 16 و 17 ودول الإسلام للذهبي 1/ 218 في الهامش، رقم (1) .(26/12)
[حوادث] سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة
عمل ببغداد يوم عاشورا كعام أوّل إلى الضُّحى، فوقعت فتنة عظيمة بين السنة والرافضة، وجُرح جماعة ونُهب الناس [1] .
وفيها نزل الدُمُسْتُق على المَصِّيصَة في جيش ضخم، فأقام أسبوعًا ونقب السُّور في أماكن، وقاتَلَه أهلُها فضاقت بهم الأسعار، ثمّ رحل عنها بعد أن أهلك الضياع، وإنّما رحل لشدّة الغلاء فإنّ القحط كان بالشام والثغور [2] .
وفيها بعثت القرامطة إلى سيف الدولة يستهدونه حديدا، فاشترى [3] لهم شيئًا كثيرًا منه أبواب الرَّقَّةِ، وحمل إليهم في الفرات، ثم في البرّيّة إلى هجَر [4] .
وفيها خرج مُعِزّ الدولة إلى المَوْصِل غضبانًا على ناصر الدولة، فلما
__________
[1] انظر: تكملة تاريخ الطبري 189، تجارب الأمم 2/ 202، العبر 2/ 296، دول الإسلام 1/ 219، المنتظم 7/ 19، ابن الأثير 8/ 552.
[2] انظر: المنتظم 7/ 19 و 20، البداية والنهاية 11/ 254، تكملة تاريخ الطبري 187، تجارب الأمم 2/ 203.
[3] في الأصل «فيشتريهم» .
[4] «هجر» بالتحريك، مدينة وقاعدة البحرين. (معجم البلدان 5/ 393) .(26/13)
وصل في الماء إلى بَلَد [1] كان قد لحقه برد [2] شديد، فخلَّف بالموصل جماعة من الأتراك لِحفّظ [3] البلد، وقصد نَصِيبيّن [4] ، فسار ناصر الدولة إلى ميّافارقين [5] ، فساق وراءه طائفة فخرج عن ميّافارقين ولا يُدْرَى أين ذهب، فرجعت الطائفة إلى مُعِزّ الدولة.
ثم جاء ناصر الدولة إلى الموصل واقتتل مع من فيها، فظهر وانتصر، فاستأمن إليه الدَّيْلَم، واستأسر جميع التُرْك، وأخذ حواصل مُعِزّ الدولة ونقله، فسار مُعِزّ الدولة يريد الموصل، وجرت لهم فصول. ثم اصطلحوا، وعاد مُعِزّ الدولة إلى بغداد خائبًا [6] .
وفيها جاء الدُمُسْتُق إلى طَرَسُوس وأهدى هدايا إلى سيف الدولة، فاحتفل وجلس على سرير وعلى رأسه تاج [7] .
وفيها عُمل لسيف الدولة خيمة عظيمة، ارتفاع عمودها خمسون ذراعًا.
[الوَفَيَات]
وفيها توفي بُنْدار بن الحسين الشيرازي الزاهد العارف بأرّجان [8] .
__________
[1] مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل. (معجم 1/ 481) .
[2] في الأصل «درب» .
[3] في الأصل «بحفظ» .
[4] نصيبين: بالفتح ثم الكسر ثم ياء علامة الجمع الصحيح. مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من الموصل إلى الشام. (معجم البلدان 5/ 288) .
[5] ميّافارقين: بفتح أوله وتشديد ثانيه، ثم فاء، وبعد الألف راء، وقاف مكسورة، وياء، ونون.
أشهر مدينة بديار بكر. (معجم البلدان 5/ 235) .
[6] راجع تكملة تاريخ الطبري 187 و 188، تجارب الأمم 2/ 204- 207، العبر 2/ 296، دول الإسلام 2/ 219، مرآة الجنان 2/ 350، ابن الأثير 8/ 553 و 554، تاريخ الأنطاكي.
[7] راجع ابن الأثير 8/ 555، العبر 2/ 296، تجارب الأمم 2/ 208.
[8] أرجان: بفتح أوّله وتشديد الراء، وجيم وألف ونون. مدينة كبيرة بين حدّ فارس والأهواز.
(معجم البلدان 1/ 143) .(26/14)
وأبو بكر محمد بن أحمد بن خروف المحدّث بمصر.
والحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهانيّ بها.
والحافظ أبو عليّ سعيد بن عثمان بن السَكَن البغداديّ بمصر.
والمحدّث أبو القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي الغوث الدمشقيّ بها.
وأبو على محمد بن هارون بن شُعيب الأنصاري بدمشق.
وأبو عيسى بكار بن أحمد، أحد القُرَّاء المتقنين ببغداد.(26/15)
[حوادث] سنة أربع وخمسين وثلاثمائة
فيها عُمل يوم عاشوراء ببغداد مأَتَمُ الحسين كالعامَ الماضي [1] .
وفيها وثبت غلمان سيف الدولة على غلامه نجا الكبير وضربوه بالسيوف، وكان أكبر غلمانه ومُقَدَّم جيشه [2] .
وسار سيف الدولة إلى خِلاط فملكها وكانت لنجا [3] .
وفيها تُوُفِّيت أخت مُعِزّ الدولة ببغداد، فنزل المطيع في طيّارة إلى دار مُعِزّ الدولة يعزّيه، فخرج إليه معزّ الدولة ولم يكلّفه الصعودَ من الطيّارة، وقبّل الأرض مَرات، ورجع الخليفة إلى داره [4] .
وفيها بنى نقفور [5] ملك الروم قَيْساريّة، بناها قريبا من بلاد المسلمين
__________
[1] المنتظم 7/ 23.
[2] انظر: تكملة تاريخ الطبري- ص 189، النجوم الزاهرة 3/ 339، الأعلاق الخطيرة- ج 3 ق 1/ 307 و 308.
[3] خلاط: بكسر أوّله، وآخره طاء مهملة، قصبة أرمينية الوسطى. (معجم البلدان 2/ 380 و 381) .
[4] انظر: البداية والنهاية 11/ 255، المنتظم 7/ 23 و 24، النجوم 3/ 339.
[5] في الأصل «يقفور» .(26/17)
وسكنها ليغير كلّ وقت، وترك أبناءه بالقسطنطينية، فبعث أهل طَرَسُوس والمَصِّيصة إليه يسألونه أن يقبل منهم حِمْلًا كل سنة، ويُنْفِذ إليهم نائبا له يقيم عندهم، فأجابهم، ثم رأي أنّ أهل البلاد قد ضَعُفوا جدًّا وأنّهم لا ناصر لهم، وأنّهم من القحط قد أكلوا الميتة والكلاب، وأنّه يخرج كل يوم من طرسوس ثلاثمائة جنازة، فبدا له في الإجابة، ثم أحضر رسولهم وقال: مَثَلُكُمْ مِثْل الحّية في الشتاء إذا لحقها البرد ضعُفَتْ وذبلت حتى يظنّ الظانّ أنّها ميّتة، فإذا أخذها إنسان وأحسن إليها ودفّاها انتعشت ولدغته قتلته، وأنا إنْ أترككم حتى تستقيم أحوالكم تأذَّيت بكم، ثم أحرق الكتاب على رأس الرسول فاحترقت لحيته، وقال: قم، ما لهم عندي إلّا السيف. ثم سار بنفسه إلى المَصِّيصة ففتحها بالسيف في رجب، وقتل وسبى وأسر ما لا يُحصَى، ثم سار إلى طَرَسوس فحاصرها، فطلب أهلُها أمانًا، فأعطاهم، ففتحوا له، فدخلها، ولقي أهلَها بالجميل، وأمرهم بالخروج منها وأن يحمل كل واحد من ماله وسلاحه ما أطاق، ففعلوا، وبعث من يَخْفُرُهم إلى أنطاكية، وجعل الجامع إصطَبْلًا لدوابّه، وعمل فيها وفي المَصِّيصة جيشًا يحفظونهما وأمر بتحصينهما. وقيل رجع جماعة من أهل المَصِّيصة إليها وتنصّروا [1] .
وكان السبب في فتح المَصّيصة أنهّم هدموا سُورها بالثقوب، فأشار عليهم رجل بحيث أن يُخْرِجوا الأسارى ليعطف عليهم الملك نقفور [2] ، فأخرجوهم، فعَّرفه الأسارى بعدم الأقوات، وأطمعوه في فتحها، فزحف عليها. ولقد قاتل أهلها في الشوارع حتى أبادوا من الروم أربعة آلاف، ثم غلبوهم بالكثرة وقتلوهم وأخذوا من أعيانهم مائة ضربوا رقابهم بإزاء طرسوس، فأخرج أهل طَرَسُوس مَن عندهم من الأسرى فضربوا أعناقهم على باب البلد، وكانوا ثلاثة آلاف [3] .
__________
[1] في الأصل «تبصّروا» . والتصويب عن المنتظم 7/ 24. وانظر: تكملة تاريخ الطبري 190، زبدة الحلب 1/ 142، 143، الكامل 8/ 560، 561، تجارب الأمم 2/ 211، تاريخ الأنطاكي.
[2] في الأصل «يقفور» .
[3] راجع في هذا: تكملة تاريخ الطبري 190، تجارب الأمم 2/ 210- 212، المنتظم 7/ 24،(26/18)
وفيها حجّ الركبِ [1] من بغداد.
وفيها تُوُفّي شاعر زمانه أبو الطيّب أحمد بن الحسين الجعفي المتنّبي عن نيّف وخمسين سنة، قُتل بين شيراز وبغداد وأُخِذ ما معه من الذهب [2] .
ومن بقايا سنة أربع اشتدّ الحصار كما ذكرنا على مدينة طَرَسُوس، وتكاثرت عليهم جموع الروم، وضعُفَتْ عزائمهم بأخذ المَصِّيصة وبما هم عليه من القِلّة والغلاء، وعجز سيف الدولة عن نجدتهم، وانقطعت الموادّ عنهم. وطال الحصار وخُذِلوا، فراسلوا نقفور [3] ملك الروم في أن يُسلّموا إليه البلد بالأمان على أنفسهم وأموالهم، واستوثقوا منه بأيمان وشرائط.
ودخل طائفة من وكلاء الروم فاشتروا منهم من البَزّ الفاخر والأواني المخروطة، واشتروا من الروم دوابّ كثيرة تحملهم، لأنه لم يبق عندهم دابّة إلا أكلوها [4] ، وخرجوا بحريمهم وسلاحهم وأموالهم، فوافى فتح [5] الثمليّ من مصر في البحر في مراكب، واتّصل بملك الروم خبرُهُ، فقال لأهل طَرَسوُس:
غدرتم! فقالوا: لا والله لو جاءت جيوش الإسلام كلها، فبعث إلى الثمليّ: يا
__________
[ () ] ابن الأثير 8/ 560 و 561، البداية والنهاية 11/ 254 و 255، العبر 2/ 299، دول الإسلام 1/ 220.
[1] وقد تقلّد إمارة الحاج ونقابة الطالبيين الشريف أبو أحمد الحسين بن موسى الموسوي، والد الرّضى والمرتضى. (انظر: ابن الأثير 8/ 565 و 566، البداية والنهاية 11/ 255) . وفي الأصل وردت العبارة «حجّ الراكب» .
[2] ستأتي ترجمته.
[3] في الأصل «يقفور» .
[4] في الأصل «أكلوه» .
[5] في الأصل «ثج» ، وفي حاشية تجارب الأمم 2/ 222 نقلا عن الذهبي «تبح» ، وما أثبتناه عن:
ماريوس كانار في: نخب تاريخية وأديبة جامعة لأخبار الأمير سيف الدولة الحمداني- ص 186- طبعة الجزائر 1921، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ، وجاء في زبدة الحلب 1/ 148 «تنج» .(26/19)
هذا لا تُفْسِد [1] على القوم أمرهم، فانصرف، ثم عمل نقفور [2] دعوة لكبار أهل البلد وخلع عليهم، وأعطاهم جملة وَخَفرهم بجيشه حتى حصّلوا ببغراس [3] ، وحصل منهم خمسة آلاف بأنطاكية، فأكرمهم أهلها. ثم دخلت الروم مدينة طَرَسُوس فأحرقوا المنبر وجعلوا المسجد إِصْطَبْلًا [4] .
وأما سيف الدولة فإنه سار إلى أرْزَن [5] وأرمينية، وحاصر بَدْلِيس [6] وخلاط، وبها أَخَوَا نجا غلامه عَصَيَا عليه، فتملّك المواضع ورَدَّ إلى مَيّافارقين [7] . وعمد [8] أهل أنطاكية وطردوا نائب سيف الدولة عنهم، وقالوا نُداري ببيت المال ملكَ الروم أو ننزح [9] عن أنطاكية فلا مُقام لنا بعد طَرَسُوس، ثمّ إنّهم أَمَّروا عليهم رشيق النَّسَيْمِيّ [10] الذي كان على طَرَسوس، فكاتب ملك الروم على حمل الخراج إليه عن أنطاكية، فتقّرر الأمر على حمل أربعمائة ألف درهم في السنة، وجعل على كل رأس من المسلمين والنصارى ثلاثين درهمًا [11] . والأمر للَّه.
__________
[1] في الأصل «يفسد» .
[2] في الأصل «يقفور» .
[3] بفتح الباء الموحّدة وسكون الغين المعجمة وفي آخرها سين مكان الزاي- مدينة في لحف جبل اللّكام، مطلّة على نواحي طرسوس. (معجم البلدان 1/ 467) وقد وردت في الأصل «سغراش» .
[4] راجع في ذلك: تكملة تاريخ الطبري 190، تجارب الأمم 2/ 211، ابن الأثير 8/ 561، المنتظم 7/ 24، العبر 2/ 299، دول الإسلام 1/ 220، البداية والنهاية 11/ 255.
[5] في الأصل «أررن» والتصويب من تجارب الأمم- الحاشية- ص 212، نخب تاريخية 186.
و «أرزن» : بالفتح ثم السكون وفتح الزاي ونون. مدينة مشهورة قرب خلاط، كانت من أعمر نواحي أرمينية. (معجم البلدان 1/ 150) .
[6] الأعلاق الخطيرة- ج 3 ق 1/ 309.
[7] بدليس: بالفتح ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة وسين مهملة. بلدة من نواحي أرمينية قرب خلاط ذات بساتين كثيرة. (معجم البلدان 1/ 358) .
[8] في الأصل «عمل» ، والتصويب عن تجارب الأمم، ونخب تاريخية.
[9] في الأصل «ينزح» .
[10] انظر عنه: ابن الأثير 8/ 561 و 562، البداية والنهاية 11/ 255، معجم البلدان 4/ 28، تجارب الأمم 214.
[11] ينفرد الذهبي بين المصادر المتوافرة لدينا بهذا النص.(26/20)
ومن [1] سنة خمس وخمسين وثلاثمائة
قدِم أبو الفوارس محمد بن ناصر الدولة من [2] الأسر إلى ميّافارقين، أخذته أخت الملك لتُفادِي [3] [به] ، فجاء ستة آلاف فنفّذ سيف الدولة أخاها في ثلاثمائة إلى حصن الهَتَّاخ [4] فلما شاهد بعضهم بعضًا سرّح المسلمون أسيرهم [5] في خمسة فوارس، وسرّح الروم أسيرهم [5] أبا [6] الفوارس في خمسة، فالتقيا في وسط الطريق وتعانقا، ثم صار كل واحد إلى أصحابه، فترجّلوا له وقبّلوا الأرض، ثم احتفل سيف الدولة لابن أخيه وعمل الخيل والمماليك والعْدَد التامّة، فمن ذلك مائة مملوك بمناطقهم وسيوفهم وخيولهمَ [7] .
وفيها قُتل رشيق النُّسَيْميّ، ويقال: لم يُقتل بل أصابته هَيْضَة وضعف
__________
[1] استخدم «من» لأنّه سيعود إلى حوادث السنة مرة أخرى.
[2] في الأصل «عن» .
[3] في الأصل «ليفادى» .
[4] بالفتح والتشديد. قلعة حصينة في ديار بكر قرب ميّافارقين. (معجم البلدان 5/ 392) .
[5] في الأصل «أسرهم» .
[6] في الأصل «أمّا» .
[7] انظر: تكملة تاريخ الطبري 190 و 191، النجوم الزاهرة 4/ 11.(26/21)
وتَجَرَّى عليه غلام له فأمسك بعنانه فسقط من الفرس ميتًا وقُطع رأسه وحُمل إلى قرغُوَيْه [1] . وتغلّب على أنطاكية وزير الدَّيْلَمي وحارب قرغُوَيْه [2] .
وطال مقام سيف الدولة بميّافارقين فأنفق في سنة وثلاثة أشهر: نيّفًا وعشرين ألف ألف درهم ومائتين وستين ألف دينار.
وتمّ الفٍداء في رجب، فخلّص من الأسر من بين أمير إلى راجل ثلاثة آلاف ومائتان وسبعون نفسًا. وتقرّر أمر أربعة أعوام. وأرسل أبو القاسم الحسين بن علي المغربي لتقرير ذلك ومعه هديّة بعشرة آلاف دينار منها ثلاثمائة مثقال مِسْك، وأنفق سيف الدولة على الفِداء ثلاثمائة ألف دينار. ثم قدم حلب وقدم عزم دِزْبَر [3] صاحب أنطاكية على منازلة حلب، فقصده سيف الدولة ثم حمل عليه، فهرب دِزْبَر [3] ، وقاتل رجّالته أعظم قتال [4] ، وسيف الدولة قد شَهَرَ سيفَه يصيح في الناس، فانتصر وأسر طائفة، وغنِمَ جُنْدُه شيئًا كثيرًا، وردّ إلى حلب وصادر أعيان الأسرى الأنطاكيّين وأخذ خطوطهم بأموال عظيمة. وهرب دِزْبَر [5] الدَّيْلَمي إلى بني كلاب فأسلموه، فوسَّطه سيف الدولة وأحرقه، وقتل وزراءه وأعوانه، وقطع أيدي جماعة، حتى قيل إنّه قتل نحو الخمسة آلاف رجل.
ثم كتب سيف الدولة يبشّر ولَدَه أبا المعالي بنصره على دِزْبَر [5] يقول:
وقد أنجز الله وعده وأعزّ جُنْدَهُ ونصر عبده وأظفر ممن كان استشرى بالشام أمره، وغمر أهله غشمه وظلمه، دزبر [5] الدَّيْلَميّ، ومحمد بن أحمد الأهوازي، وقد استوليا على مدن الشام وكاتبا الديلم من كل صقع، وتجمّع لهما عدد كثير من العرب وخلق من الثغريّين، وجبى الأموال واستغلب بأمر
__________
[1] في الأصل «فرعونة» . وانظر: تجارب الأمم 2/ 214، ابن الأثير 8/ 562.
[2] في الأصل «فرعونه» .
[3] في الأصل «وزير» ، والتصويب من: تجارب الأمم 2/ 214، ابن الأثير 8/ 562.
[4] في الأصل عبارة مضطربة: «فهرب وزير صاحب انطاكية وقاتل وسلمه ورجالته أعظم قتال» .
وقد شطب الناسخ كلمتي (صاحب أنطاكية) .
[5] في الأصل «وزير» .(26/22)
الفداء مدّة حتى لم يبق بأيدي الكفرة أسير، وللَّه الحمد.
ثم عبرت الفرات ونظرت في التقويم فوجدت الكسوف فتأمّلته على حسب ما أوجبه علم النجوم والمولد فكان نحسًا على أعدائنا، فقصدتهم [1] وهم على مرحلة من حلب بالناعورة، إلى ذكر هزيمتهم، ثم قال: ولا شهدت عسكرًا على كثرة مشاهدتي للحرب استولى على جميع رؤسائه وأتباعه مثْل هؤلاء، ولا غنم من عسكر مثل ما غنم منهم، وقد كنت ناديت بأن من جاء بدِزْبَر [2] والأَهوازي فله كذا وكذا، فتعاقد طوائف على ذلك وجعلوهما وكْدَهُم فأسروهما، وقُيِّدا، إلى أن قال: ولا شكّ عندي في أنّ ما أنفق على الفداء نحو ثلاثمائة ألف دينار، فكّ الله بها ثلاثة آلاف وخمسمائة إنسان.
وفيها جرت بالرِّيّ فتنة هائلة بين ركن الدولة وبين الخُراسانية الغُزاة فقُتل من الفريقين نحو ثلاثة آلاف، وانتهب أهل الرِّيّ من الغزاة ألْفَيْ جملٍ محمَّلةٍ أمتعة، ثم ظفرت الغزاة ودخَلوا الرّيّ وضربوا جوانبها [3] بالنّار، ثم طلب خلق منهم بالموصل، وذهب خلق منهم فوق العشرين ألفا إلى خويّ [4] لو سلماس [5] .
وفيها سار طاغية الروم بجيوشه إلى بلد الشام فعاث وأفسد، وأقام به نحو خمسين يومًا، فبعث سيف الدولة يستنجد أخاه ناصر الدولة يقول: إن نقفور قد عَسْكَرَ بالدَّرب ومنع رسولنا المغربيّ أن يكتب بشيء وقال: لا أجيب سيف الدولة إلّا من أنطاكية، ليذهبْ من الشام فإنّه لنا ويمضي إلى بلده ويهادن
__________
[1] في الأصل «فقصدهم» والتصويب يقتضيه السياق.
[2] في الأصل «بدريز» .
[3] في الأصل «جوابيها» .
[4] خويّ: بلفظ تصغير خوّ. بلد مشهور من أعمال أذربيجان. (معجم البلدان 2/ 408) .
[5] سلماس: بفتح أوّله وثانيه، وآخره سين أخرى. مدينة مشهورة بأذربيجان (معجم البلدان 3/ 238) .(26/23)
عنه، وإنّ أهل أنطاكية راسلوا نقفور [1] وبذلوا له الطاعة وأن يحملوا إليه مالًا، وإنّه التمس منهم يد يحيى بن زكريا عليهما السلام والكرسيّ، وأن يدخل بيعة أنطاكية ليُصَلِّي فيها ويسير إلى بيت المقدس.
وكان الذي جرّ خروجه وأحنقه إحراق بيعة القدس في هذا العام.
وكان البَتْرَك كتب إلى كافور صاحب مصر يشكو قُصُورَ يده عن استيفاء حقوق البيعة، فكاتب متولّي القدس بالشدّ على يده، فجاءه من الناس ما لم يطق رفعه، فقتلوا البترك وحَرَّقُوا البَيْعَةَ وأخذوا زينتها، فراسل كافورُ طاغية الروم بأن يردّ البَيْعَةَ إلى أفضل ما كانت، فقال: بل أنا أبنيها بالسيف [2] .
وأما ناصر الدولة فكتب إلى أخيه إنْ أحبَّ مسيرَه إليه سار، وإنْ أحبّ حِفْظَه ديارَ بكر سار إليها، وبثّ سراياه، وأصعد سيف الدولة الناس إلى قلعة حلب وشحنها، وانجفل الناس وعَظُم الغضبُ، وأَخْلِيتْ نَصٍيبّين.
ثم نزل عظيم الروم بجيوشه إلى منبج وحرق الربض [3] وخرج إليه أهلها فأقرّهم ولم يؤذِهم. ثم سار إلى وادي بُطْنان [4] .
وسار سيف الدولة متأخّرًا إلى قنسرين، ورجاله والأعراب قد ضيّقوا الخناق على الروم، فلا يتركون لهم علُوفة تخرج إلّا أوقعوا بها، وأخذت الروم أربعة ضياع بما حَوَتْ، فراسل سيفُ الدولة ملكَ الروم وبذل له مالًا يعطيه إيّاه في ثلاثة أقساط، فقال: لا أجيبه إلّا [أن] [5] يُعْطيني نصفَ الشام، فإنّ طريقي إلى ناحية الموصل على الشام، فقال سيف الدولة: والله لا أعطيه ولا حجرًا واحدًا.
ثم جالت الروم بأعمال حلب، وتأخّر سيف الدولة إلى ناحية
__________
[1] في الأصل «يقفور» .
[2] تاريخ الأنطاكي.
[3] في الأصل: «الربضى» .
[4] بطنان: بالضمّ ثم السكون، ونونان بينهما ألف. اسم واد بين منبج وحلب. (معجم البلدان 1/ 447) .
[5] ما بين الحاصرتين أضفناها على الأصل.(26/24)
شيزر [1] ، وانكبّ [2] العربان في الروم غير مرّة، وكسبوا ما لا يوصف.
ونزل عظيم الروم على أنطاكية فحاصرها ثمانية أيّام ليلًا ونهارًا وبذل الأمان لأهلها، فأبوا، فقال: أنتم كاتبتموني ووعدتموني بالطاعة، فأجابوا: إنّما كاتبنا الملك حيث كان سيف الدولة بأرمينية بعيدًا عنّا، وظننّا أنّه لا حاجة له في البلد، وكان السيف بين أَظْهُرِنا، فلما عاد سيف الدولة لم نُؤْثِر على ضبط أدياننا وبلدنا شيئًا. فناجَزَهُمُ الحربً من جوانبها، فحاربوه أشدّ حربٍ، وكان عسكره مُعْوِزًا من العلوفة.
ثم بعث نائب أنطاكية محمد بن موسى إلى قرغويه [3] متولّي نيابة حلب بتفاصيل الأمور وبثبات الناس على القتال، وأنّا قد قتلنا جملةً من الروم، وأنّ المسلمين قد أثّروا في الروم وتشجعوا ونشطوا للقتال، وأنا ليلي ونهاري في الحرب لا أستقرّ ساعة، وأنّ اللعين قد ترحّل عنّا وترك الجسر.
وفيها أوقع تقي [4] السيفي بسريّة للروم فاصطلموها، ثم خرج الطاغية من الدروب [5] وذهب.
ثم جاء الخبر بأنّ نائب أنطاكية محمد بن موسى الصُّلَحيّ أخذ الأموال التي في الخزائن في أنطاكية مُعَدَّة وخرج بها كأنّه متوجّه إلى سيف الدولة، فدخل بلَدَ الروم مرتدًّا، فقيل: كان عزم على تسليم أنطاكية للملك فلم يُمكن لاجتماع أهل البلد على ضبطه، فخشي أن يُنَمَّ خبرُه إلى سيف الدولة فيتلفه، فهرب بالأموال.
وفيه قدم الغُزاة الخراسانية ميّافارِقين فتلقّاهم أبو المعالي بن سيف الدولة وبالغ في إكرامهم بالأطعمة والعلوفات ورئيسهم أبو بكر محمد بن عيسى.
__________
[1] في الأصل «سرر» . وشيزر: بتقديم الزاي على الراء، وفتح أوّله. قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرّة. (معجم البلدان 3/ 383) .
[2] في الأصل «الكب» .
[3] في الأصل «فرعونه» .
[4] في الأصل «تقى» .
[5] في الأصل «الدردب» .(26/25)
ومن سنة ست وخمسين وثلاثمائة
دخلت الخراسانية فغزوا بلد ابن [1] مَسْلَمَة وخرجوا بالسلامة والغنائم، وتصدّر أهل نَصِيبّين إلى ناصر الدولة بمصادرة العمّال، فأزال ضررهم وردّ إليهم كثيرًا من أموالهم، حتى قيل إنّه قال لهم: قد أبحت لكم دماء من ظلمكم.
وفيها رجع غزاة خُراسان إلى بلادهم، ودخل سيف الدولة إلى حلب ومعه قوم من الخراسانية. ومعهم فيل، فمات الفيل بعد أيام، فاتّهموا أنّ النّصارى سمَّتْهُ.
ومات سيف الدولة في صفر، وبُعِثَ بتابوته إلى عند قبر أمّه [2] . وكان تُقَى [3] مولى سيف الدولة أكبر الأمراء، وكان قد أخذ من أنطاكية مالًا كثيرًا، حتى ضجّ الناس منه، وشكوه إلى قرغُوَيْه الحاجب نائب حلب، فاجتاز بعده عن الشام، فرفق به حتى جاء إلى حلب، ونفّذه مع التابوت المذكور في
__________
[1] في الأصل «بن» .
[2] الأعلاق الخطيرة- ج 3 ق 1/ 315، زبدة الحلب 1/ 151، تاريخ الأنطاكي.
[3] في الأصل «تقا» وفي تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي- ص 807 «تقى» ، وكذا في نخب تاريخية- ص 273.(26/27)
سبعمائة فارس وراجل، وقال له: أقِمْ بديار بكر، فإنّها مملكة مفتقرة إلى مثلك.
فأجمع رأي أبي المعالي بن سيف الدولة على المجيء إلى حلب، فلما [وصل] [1] تُقي بالتابوت إلى ميّافارقين [2] ، خرج أبو المعالي منها لتلقّيه، فصَعُب على تُقي، كون القاضي وابن سهل الكاتب وابن حلبة لم يترجّلوا [3] له، فلمّا نزل قبض عليهم، فاضطرب لذلك البلد، فجهّزت والدة أبي المعالي إلى كبار الغلمان ولاطفتهم ففرَّقَتْهم عن تقى، قالوا: ما جئنا لنخرق بابن مولانا ولا لنقاتله، واجتمعوا على مخالفة تُقى، فلما أحسّ بذلك سار في حاشيته إلى ناحية أَرْزن، فلم يمكنه عبور النهر لزيادته، فرجع وتذلّل، فقبض عليه أبو المعالي وقيّده واعتقله بحصن كافا [4] ، وأخذ منه سبعة وعشرين ألف دينار وثلاثمائة ألف درهم كانت معه.
وفيها قبض على الملك ناصر الدولة بن حمدان ولدُهُ تغلب، لأن أخلاقه ساءت، وظلم وعسف وقتل جماعة وشتم أولاده وتزايد أمره، فقبض عليه ابنه بشورة الدولة في جُمادى الأول ونفَّذه إلى قلعة، ورتب له كل ما يحتاج إليه، ووسّع عليه وقال: هذا قد اختلّ مِزاجُه [5] .
وفي رجب دخل أبو المعالي حلب وفرح الناس به.
وفي هذه الأيام نزلت الروم على رعبان [6] ، فسار عسكر حلب للكشف
__________
[1] في الأصل «يقفور» .
[2] قارن بتاريخ ابن سعيد الأنطاكي- بتحقيقنا.
[3] في الأصل «يترجوا» .
[4] هكذا في الأصل، ولعلّه أراد حصن الكاف بسواحل الشام قرب جبلة. (معجم البلدان 4/ 431) .
[5] راجع تجارب الأمم 2/ 238، ابن الأثير 8/ 579، الأعلاق الخطيرة ج 1 ق 3/ 317، زبدة الحلب 1/ 155.
[6] في الأصل «رعيان» ، ورعبان: بفتح أوّله وسكون ثانيه وباء موحّدة، وآخره نون: مدينة بالثغور(26/28)
عنها، فدخل ملك الروم، ثم سار عسكر حلب فنزلوا على حصن سرجون فافتتحوه بعد أيام بالسيف بعد حرب عظيم، فأخذوا منه ما لا يوصف، وحصل من السبي خمسة آلاف آدميّ، ثم نازلوا حصن سنّ الحمراء، فافتتحوه وسبوا منه نحو الألف، وأسروا ثلاثمائة عِلْج، وأسروا سرجون لعنه الله، وهو الذي كان أسر أبا فراس بن حمدان، فلله الحمد.
وغَزَتِ الْخراسانية مع لؤلؤ الجراحي [1] من أنطاكية إلى ناحية المَصّيصة، فالتقاهم ثلاثة آلاف فارس من الروم، فنصر الله وقتلوا ألفًا من الروم، وأسروا خلقًا، وردّوا بالغنائم إلى أنطاكية، ثم عادوا غزوا فأصلبوا.
وسار نحو ألفي فارس من التُرْك إلى مصر لأنّ كافورًا راسلهم.
ودخل الثغر محمد بن عيسى رئيس الخراسانية ومعه ابن شاكر الطرسوسي، فظفروا وغنموا وردّوا بالغنائم. وتأخّر في الساقة محمد بن عيسى وابن شاكر في نحو ثمانمائة فارس، فدَهَمهُمْ جموع الروم، فقال ابن عيسى: ما أستحل أن أُوَلّيهم الدُّبُرَ بعد أن قربوا. وسار ابن شاكر يكشفهم فإذاهم فيما يقال في ثلاثين ألفًا، فرجع وقال: لا طاقة لك بهؤلاء، فلم يقبل، والتقاهم وقاتلوا أشدّ قتال، وأنكوا في الروم نكاية عظيمة، واستُشْهِد عامّة المسلمين. وبقي محمد بن عيسى في مائة وخمسين فارسًا، فقال له ابن شاكر: لا تُلْقي بيدك إلى التَهْلُكة، فقال له فقيه معه: إن وَلَّيْتَ الدُّبُرَ لحِقُوك وقتلوك وأنت فارَّ، فقاتَلَ حتى قتل أكثر أصحابه، ثم أُسِر محمد بن عيسى، وابن شاكر، ثم ورد الخبر بأن ابن عيسى اشترى نفسه بمائة ألف درهم وبمائة وعشرين عِلْجًا كانوا بأنطاكية، وبرطل فصوص فيروزج، وإنّه بعد ذلك غزا العدوّ وظفر.
__________
[ () ] بين حلب وسميساط قرب الفرات معدودة في العواصم. (معجم البلدان 3/ 51) .
[1] في الأصل «الححراحي» .(26/29)
[حوادث] سنة سبع وخمسين وثلاثمائة
فيها مات ناصر الدولة، وقُتل أبو فِراس الحارث بن سعيد بن حمدان، وكان قد طمع في تملّك الشام، وجاء إليه خلقٌ من غلمان سيف الدولة، وأطمعوه، فصادر أهل حمص وغيرهم، وقتل قاضيهم أبا عمّار، فأخذ من داره ستمائة ألف درهم، فلما أحسّ بأنّ أبا المعالي بن سيف الدولة يقصده سار فنَزل على بني كلاب، وخلع عليهم وأعطاهم الأموال، ونفَّذ حُرُمَه معهم إلى البّريّة، ثم سار أبو المعالي وقرغوَيه [1] الحاجب إلى سَلَمْيَة [2] ، فاستأمن إلى أبي المعالي جماعة من بني عقيل، وتأخّر أبو فِراس وقال: قد أخْلَيْتُ لهم البلد، ثم سار قرغُوَيْه وأحاط به فقاتل أشدّ قتال، وما زال يقاتل وهم يتبعونه إلى ناحية جبل سنير [3] ، فتقنطر به فرسه بعد العصر، فقتلوه [4] . وله شعر رائق في الدّرر [5] .
__________
[1] في الأصل «مرعونه» .
[2] سلمية: بفتح أوله وثانيه، وسكون الميم، وياء مثنّاة من تحت خفيفة. بليدة في ناحية البرّيّة من أعمال حماة. (معجم البلدان 3/ 240) .
[3] في الأصل «سبير» والصواب: سنير: بفتح أوّله وكسر ثانيه. ثم ياء معجمة باثنتين من تحت.
جبل بين حمص وبعلبكّ على الطريق. (معجم البلدان 3/ 269) .
[4] انظر: ابن الأثير 8/ 588.
[5] كتب فوقها «كذا» ، ولعلّه أراد «يتيمة الدهر» للثعالبي حيث توجد ترجمته وأشعاره- ج 1/ 27- 71، أو أنه أراد «من الدّرر» فكتبها «في» .(26/31)
ومات الخادم كافور صاحب مصر ورُدَّ أمرُها إلى الملك أبي الفوارس حسين بن علي بن طُغج الإخشيدي، فوقع الخُلْفُ بين الكافورية وبينه، وتحاربوا وعظم البلاء وقُتل بينهم خلق، ثم هزمت الإخشيديةُ الكافوريةَ وطردوهم عن مصر، فصاروا إلى الرملة وفيهم ابن محمد بن رائق، وأبو منخل، وفنّك، وفاتك الهندي، فقدموا على صاحب الرملة الحسن بن عبد الله بن طُغج، فلم يُقْبِل عليهم وقال: لا أحارب برغمتي، ثم ضاق بنفقاتهم، فتوجّهوا إلى دمشق ومتولّيها فاتك الإخشيدي، فتمّ بينهم قتال وبلاء.
وفي ذي القِعدة أقبل عظيم الروم نقفور بجيوشه إلى الشام، فخرج من الدَّرب ونازل أنطاكية، فلم يلتفتوا عليه، فهدّدهم وقال: أرحل وأَخرّب الشام كلّه وأعود إليكم من الساحل. ورحل في اليوم الثالث ونازل مَعَرَّة مَصْرِين [1] ، فأخذها وغدر بهم، وأسر منها أربعة آلاف ومائتي نسمة.
ثم نزل على مَعَرَّة النُّعمان [2] فأحرق جامعها، وكان الناس قد هربوا في كلّ وجهٍ إلى الحصون والبراري والجبال المنيعة.
ثم سار إلى كَفَرْ طاب [3] ، وشَيْزَر، ثم إلى حماة وحمص، فخرج من تبقّى فيها، فأمّنهم ودخلها، فصلّى في البيعة، وأخذ منها رأس يحيى بن زكريا، وأحرق الجامع.
ثم سار إلى عرقة [4] فافتتحها.
__________
[1] معرّة مصرين: بفتح أوّله وسكون ثانيه، وكسر الراء. بليدة وكورة بنواحي حلب ومن أعمالها.
(معجم البلدان 5/ 155) .
[2] معرّة النّعمان: مدينة كبيرة قديمة مشهورة من أعمال حمص بين حلب وحماة. تنسب إلى النعمان بن بشير الصحابي رضي الله عنه. (معجم البلدان 5/ 156) .
[3] كفرطاب: بالطاء المهملة. بلدة بين المعرّة ومدينة حلب في برّيّة. (معجم البلدان 4/ 470) .
[4] عرقة: بكسر أوّله وسكون ثانيه، بلدة في شرقي طرابلس. وهي آخر عمل دمشق، في سفح(26/32)
ثم سار إلى طرابلس، فأخذ بعضها.
وأقام في الشام أكثر من شهرين ورُبْع، فأرضاه أهل أنطاكية بمال عظيم [1]
__________
[ () ] جبل، بينها وبين البحر نحو ميل. (معجم البلدان 4/ 109) .
[1] راجع تفاصيل هذه الغزوة في: تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي 815 و 816، نسخة كاراتشوفسكي وفاسيلييف- باريس 1924، والنسخة التي قمنا بتحقيقها- طبعة جرّوس برس- طرابلس 1988، ابن الأثير 8/ 596 و 597، زيدة الحلب من تاريخ حلب لابن العديم 1/ 158، ذيل تجارب الأمم للروذراوري- نشرة آمدروز- ج 3/ 13- مصر 1916، تكملة تاريخ الطبري 1/ 201، البداية والنهاية 11/ 268. وانظر كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- الطبعة الثانية- ج 1/ 253- 257.(26/33)
[عود إلى حوادث] سنة خمس وخمسين وثلاثمائة
أقيم المأتم يوم عاشوراء ببغداد على العادة [1] .
وفيها ورد الخبر بأن ركْب الشام ومصر والمغرب أَخِذوا وهلك أكثرهم، ووصل الأقلّ إلى مصر، وتمزّق الناس كلَّ ممزَّق، فلا حول ولا قوة إلّا باللَّه، أخذتهم بنو سُليم، وكان ركبًا عظيمًا يمدّه نحو عشرين ألف، حمل معهم الأمتعة والذهب، فما أخذ لقاضي [2] طَرَسُوس المعروف بالخواتيمي عشرون ألف دينار [3] .
وفيها سار جيش من خراسان بضعة عشر ألفًا إلى غزو الروم، فأتوا الرّيّ [4] ، فبعث إليهم ركن الدولة إقامات كثيرة، فلما كان في يوم من الأيام ركب هؤلاء الغزاة إلى منازل قوّاد ركن الدولة، فقتلوا من وجدوا من الدَّيْلم، ونهبوا دار أبي الفضل بن العميد وزير ركن الدولة، فظفر بهم وقتل منهم نحو ألف وخمسمائة، فانهزموا على طريق أذربَيْجان، ثم قدموا الموصل إلى الشام فغزوا في الروم [5] .
__________
[1] المنتظم 7/ 33.
[2] في الأصل «القاضي» .
[3] انظر: تجارب الأمم 2/ 215، ابن الأثير 8/ 574، مرآة الجنان 2/ 358، البداية والنهاية 11/ 260 و 261، المنتظم 7/ 33.
[4] في الأصل «لري» .
[5] راجع: تجارب الأمم 2/ 222 وما بعدها، المنتظم 7/ 33 و 34، البداية والنهاية 11/ 260، ابن الأثير 8/ 569- 571.(26/35)
[حوادث] سنة ست وخمسين وثلاثمائة
عملت الرافضة يوم عاشوراء ببغداد وناحت [1] .
وفيها مات مُعِزّ الدولة بن بُوَيْه، وولي إمرة العراق ابنه عزّ الدولة بختيار ابن أحمد بن بُوَيْه [2] .
قال القاسم [3] التنوخي: حدّثني الحسين بن عثمان الفارقي الحنبلي [4] ، قال: كنت بالرملة في سنة خمس وخمسين [5] ، فقدِمَها أبو على القرمطيّ القصير الثياب [6] ، يعني الذي ملك الشام، فقرّبني، فكنت ليلة عنده، فقال بديهًا:
ومَجْدُولَةٍ مثل صدْر القناة ... تَعَرَّتْ وباطنها مكتسي
لها مُقْلَةٌ هي روحٌ لها ... وتاج على هيئة البرنس [7]
__________
[1] المنتظم 7/ 38.
[2] المنتظم 7/ 38.
[3] كذا في الأصل، وفي (نشوار المحاضرة 7/ 106) : «أبو القاسم» ، بدائع البدائه 160.
[4] في «نشوار المحاضرة 7/ 106) : «أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عثمان الخرقي الفارقيّ الحنبلي» .
[5] في «نشوار المحاضرة 7/ 106) : «سنة ثلاثمائة وخمس وستين» ، بدائع البدائه 160.
[6] في الأصل «الشاب» والتصحيح من: نشوار المحاضرة وبدائع البدائه.
[7] هكذا في الأصل، وورد هذا الشطر في: نشوار المحاضرة 7/ 107 وبدائع البدائه 161:(26/37)
إذا غازَلْتهَا الصَّبا حرّكت ... لسانًا من الذَّهب الأملسِ [1]
فنحن من النور في أسعدٍ ... وتلك من النار في أنحسِ [2]
وفي المجلس أبو نصر بن كُشَاجم [3] ، فقبّل الأرض وزاد فيها:
وليلتنا [4] هذه لَيْلَةٌ ... تشاكل أشكال إقليدس
فيا ربّة العود غنّي الغنا ... ويا حامل الكاس لا تنعس [5]
__________
[ () ] «وتاج على الرأس كالبرنس» .
[1] زاد التنوخي وابن ظافر بيتين من الشعر:
وإن رنّقت لنعاس عرا ... وقطّت من الرأس لم تنعس
وتنتج في وقت تلقيحها ... ضياء يجلّي دجى الحندس
[2] زاد التنوخي وابن ظافر الأزدي، بيتا أخيرا:
تكيد الظلام وما كادها ... فتفنى وتفنيه في مجلس
[3] انظر بعض شعره في يتيمة الدهر 1/ 247- 250.
[4] في المتن «ليلة» ، والتصويب عن الحاشية، ونشوار المحاضرة 7/ 107، بدائع البدائه 161.
[5] وورد هذا البيت في نشوار المحاضرة وبدائع البدائه:
فيا ربّه العود غنّي لنا ... ويا حامل الكأس لا تجلس(26/38)
[حوادث] سنة سبع وخمسين وثلاثمائة
عملت الرافضة يوم عاشورا بالنَّوح وتعليق المُسُوح، وعيّدوا يوم الغدير وبالغوا في الفرح [1] .
ولم يحجّ أحد من الشام ولا مصر [2] .
وفيها كانت فتنة الأمير أبي الحسن محمد بن المستكفي باللَّه عبد الله بن المكتفي باللَّه على ابن المعتضد العبّاسي لما خُلِع أبوه المستكفي وسُمل [3] ، وهرب هو ودخل الشام ومصر وأقام هناك عند كافور الإخشيدي، فلاذ به جماعة وأطمعوه في الأمر وقالوا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المهدي من بعدي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي» [4] وإنْ أنت قدمت بغدادَ بايعك الدَّيْلَم، فتوجّه إلى بغداد ثم دخلها سرًا وبايعه جماعة من الدّيلم في هذه
__________
[1] المنتظم 7/ 43، الكامل 8/ 589.
[2] شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (بتحقيقنا) - ج 2/ 351.
[3] سمل: قدحت عيناه.
[4] أخرج الترمذيّ نحوه في كتاب الفتن (2331) باب ما جاء في المهديّ (44) من طريق:
سفيان الثوري، عَنْ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي» . وفي الباب عن:
عليّ، وأبي سعيد، وأمّ سلمة، وأبي هريرة. وقال الترمذيّ: هذا حسن صحيح.(26/39)
السنة، فاطَلع الملك عزّ الدولة بختيار ابن معزّ الدولة على ذلك، وكان قد ادّعى أنّ والده نصّبه للخلافة من بعده، فصحبه من أهل بغداد خلق كثير من رؤسائها وأعيانها وبايعوه سرًا، منهم أبو القاسم إسماعيل بن محمد المعروف بزنجي، وترتب له وزيرًا، فقبض عليه عزّ الدولة ثم جدع أنفه وقطع شفته العليا وشحمتي أُذُنيه، وسُجن بدار الخلافة، وكان معه أخوه علي وانّهما هربا من الدار في يوم عيد، واختلطا [1] بالنّاس، ومضيا إلى ما وراء النهر [2] .
وروي المتنبي من شعره، وله شعر وأدب، ومات بخراسان خاملًا.
ووصل ملك الروم- لعنهم الله- إلى حمص وملكوها بالأمان، وخافهم صاحب حلب أبو المعالي بن سيف الدولة، فتأخّر عن حلب إلى بالس [3] وأقام بها الأمير قرغُوَيْه [4] ، ثم ذهب أبو المعالي إلى ميّافارقين لما تفرّق عنه جنده، وصاروا إلى ابن عمّه صاحب الموصل أبي تغلب، فبالغ في إكرامهم، ثم ورد أبو المعالي إلى حلب فلم يُمكَّن من دخولها واستضعفوه، وتشاغل بحبّ جارية، فردّ إلى سَرُوج فلم يفتحوها له، ثم إلى حَرّان فلم يفتحوا له أيضًا، واستنصر بابن عمّه أبي تغلب، فكتب إليه يعرض عليه المقام بنصيبين، ثم صار إلى ميّافارقين في ثلاثمائة فارس وقلّ ما بيده.
ووافت الروم إلى ناحية ميّافارقين وأَرزن يعبثون ويقتلون، وأقاموا ببلد الأسلام خمسة عشر يومًا ورجعوا بما لا يُحصى.
وكان الحجّ في هذا العام صعبًا إلى الغاية لِما لَحِقهم من العطش والقتْل، مات من حجّاج خراسان فوق الخمسة آلاف، وقيل بل ثلاثة آلاف
__________
[1] في الأصل «واختلط» .
[2] انظر: تجارب الأمم 2/ 248 و 249، ابن الأثير 8/ 584.
[3] بالس: بلدة بالشام بين حلب والرّقّة. (معجم البلدان 1/ 328) .
[4] في الأصل: «الأمر فرعونه» .(26/40)
بالعطش، فلما حصلوا بمكة خرج عليهم الطلحّيون والبكريّون فوضعوا في الحجيج السيف، وأخذوا الركْبَ بما حوى، ولم يحجّ من مصر ولا الشام أحد [1] . وكان حجّاج المغرب خلقًا [2] ، فرجع معهم خلق من التُّجّار فأَخِذوا، فيقال إنّه أَخِذ لتاجرٍ فيها متاع بنحو مائتي ألف دينار، فإنّا للَّه وإنا إليه راجعون.
وفي آخر العام جاءت القرامطة من البّريّة وتوثّبوا على دمشق فملكوها، وساروا إلى الرملة، فالتقاهم الحسن بن عبد الله الإخشيدي فهزموه، ثم قاتلوا أهل الرملة أشدّ قتال، واستباحوها بعد يومين، ثم إنّ أهلها دافعوا عن نفوسهم بمائة وعشرين ألف دينار، وسبوا من أعمال الرملة عشرة آلاف نسمة، وعزموا على قصْد مصر ليملكوها، فجاء العُبَيْدِيّون فأخذوها، وقامت دولة الرفض في الأقاليم: المغرب ومصر والعراق وغير ذلك [3] .
__________
[1] المنتظم 7/ 43، شفاء الغرام 2/ 351 (بتحقيقنا) .
[2] في الأصل «وخلق» .
[3] انظر: الدرة المضيّة 122.(26/41)
[حوادث] سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة
أقامت الرافضة الشعار الجاهليّ يوم عاشورا ويوم الغدير. [1] وكان ببغداد قَحْط واسعٌ، الكرٌ [2] بتسعين دينارًا.
وأغارت الروم بالشامْ فقتلوا وسبوا، وبدّعوا في حمص، والثغور، وقتلوا خلائق [3] .
وفيها ملك جوهر القائد ديار مصر، وخطب لبني عُبَيد [4] .
وحجّ بالناس من العراق أبو أحمد الموسوي والد المرتضى.
وفيها ولي إمرة دمشق الحسن بن عبد [5] الله بن طُغج الإخشيدي، فأقام
__________
[1] المنتظم 7/ 47، الكامل 8/ 600.
[2] اسم مكيل للقمح.
[3] المنتظم 7/ 47.
[4] المنتظم 7/ 47.
[5] كذا في الأصل، وفي الكامل في التاريخ 8/ 591، البداية والنهاية 11/ 267 أما في: أمراء دمشق في الإسلام للصفدي- ص 27 رقم 90 والنجوم الزاهرة 4/ 21 «عبيد» بالتصغير.(26/43)
شهرًا ورحل في شعبان، فأستناب بها شمّول الكافوري [1] ، ثم سار إلى الرملة فالتقى العُبَيْديّين في ذي الحجّة بالرملة، فانهزم جيشه وأخذ أسيرًا، وحُمل إلى المغرب إلى المعزّ [2] .
وأمّا ابن سيف الدولة فإنّ جُنْد حلب عَصَوْهُ، فجاء من ميّافارقين ونازل حلب، وبقي القتال عليها مدّة [3] .
واستولى على أنطاكية الرّغيليّ، رجل شاطر [4] ، فجاءت الروم فنزلوا على أنطاكية، وأخذوها في ليلة، وهرب الرُّعيلي من باب البحر هو وخمسة آلاف إنسان، فنجوا إلى الشام، وكان أخْذها في ذي الحجّة، وأَسر أهلها، وقُتِل جماعة من أكابرها [5] .
وفيها جاء القائد جعفر بن فلاح إلى دمشق فحاربه أميرها ابن أبي يعلى الشريف، فانهزم الشريف ثم أسره جعفر وتملّك دمشق [6] .
__________
[1] هكذا في الأصل بالشين المعجمة، وكذلك في الدرّة المضيّة في أخبار الدولة الفاطمية لابن أيبك الدواداريّ- ص 122، أما في النجوم 4/ 21 «سمول» بالسين المهملة، وكان مدبّرا للعساكر. وانظر حول اسمه في: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) .
[2] راجع في ذلك: ابن الأثير 8/ 591، الدرّة المضيّة 122 و 123، البداية والنهاية 11/ 267، النجوم الزاهرة 4/ 23، تاريخ الأنطاكي (حوادث 359 هـ.) .
[3] راجع: ابن الأثير 8/ 597 و 598. وزبدة الحلب 1/ 161.
[4] انظر عنه: النجوم الزاهرة 4/ 26 الحاشية رقم (3) عن الشطّار.
[5] البداية والنهاية 11/ 267.
[6] راجع: ابن الأثير 8/ 591 و 592، البداية والنهاية 11/ 266.(26/44)
[حوادث] سنة تسع وخمسين وثلاثمائة
أقامت الشيعة ببغداد مأتم عاشوراء [1] .
وجاء الخبر في المحرَّم أنّ الروم- لعنهم الله- وردوا مع نقفور [2] ، فأحاطوا بأنطاكية، وملكوها بالأمان فيما أحسب، فأخرجوا أهلها، فأطلعوا العجائز والشيوخ والأطفال وقالوا: أُمْضُوا حيث شئتم. وأخذوا الشباب والصَّبايا والغلمان سبيًا، فكانوا أكثر من عشرين ألفًا [3] .
وكان نقفور [4] قد عتا وتجبّر وقهر البلاد وعظمت هيبته، وتزوّج امرأة الملك الذي قبله على كُرْهٍ منها، وكان لها ولدان، فأراد أن يخصيهما ويهديهما للبيعة ويستريح منهما لئلا يُمَلَّكا، فعلمت زوجته بذلك، فأرسلت إلى الدُّمُسْتُق ليأتي إليها في زيَّ النساء ومعه جماعة في زيّ النساء، فجاءوا وباتوا عندها ليلة الميلاد فقتلوه، وأَجلِس في المُلْك ولدُها الأكبر [5] .
__________
[1] المنتظم 7/ 51.
[2] في الأصل «يقفور» .
[3] انظر: المنتظم 7/ 51، ابن الأثير 8/ 603، البداية والنهاية 11/ 267.
[4] في الأصل «يقفور» .
[5] انظر: المنتظم 7/ 51، دول الإسلام 1/ 222، البداية والنهاية 11/ 267، وتاريخ الأنطاكي.(26/45)
وفي ذي الحجّة أنقضّ بالعراق كوكب عظيم أضاءت منه الدنيا حتى صار كأنّه شعاع الشمس، وسُمع بعد انقضاضه صوتٌ كالرَّعد الشديد [1] .
وحجّ بالناس من بغداد أبو أحمد النقيب والد المرتضى والرّضي.
__________
[1] انظر: المنتظم 7/ 51 و 52، البداية والنهاية 11/ 267، وتاريخ الأنطاكي.(26/46)
[حوادث] سنة ستين وثلاثمائة
أقامت الرافضة رسم يوم عاشورا من النّوْح واللَّطم والبكاء وتعليق المُسوح وغلْق الأسواق، وعملوا العيد والفرح يوم الغدير، وهو ثامن عشر ذي الحجّة [1] .
وفي أول صفر لَحِقَ المطيعَ للَّه سَكْنةٌ، آل الأمُر فيها إلى استرخاء جانبه الأيمن وثِقل لسانه [2] .
وفيها تقلّد قضاء القضاة أبو أحمد [3] بن معروف وقبل شهادة أبي سعيد الحسن بن عبد الله السَّيرافي [4] ولاه القضاء على الجانب الشرقيّ من بغداد.
__________
[1] المنتظم 7/ 35.
[2] المنتظم 7/ 53، تكملة تاريخ الطبري 205، مرآة الجنان 2/ 372، النجوم 4/ 57.
[3] كذا في الأصل، وفي المنتظم 7/ 54 «أبو محمد» ، وكذلك في تكملة تاريخ الطبري 208، والعبر للذهبي 3/ 18 وفيه ترجمته، تاريخ بغداد 10/ 369.
[4] ترجمته في: تاريخ بغداد 7/ 341، الأنساب 321 ب، إنباه الرواة 1/ 313، العبر 2/ 347، معجم الأدباء 8/ 145، لسان الميزان 2/ 218، المنتظم 7/ 95، دمية القصر 1/ 507، غاية النهاية 1/ 218، مرآة الجنان 2/ 390، نزهة الألبّاء 211، الكامل في التاريخ 8/ 698، اللّباب 1/ 586، الفهرست 99، وفيات الأعيان 2/ 78، الجواهر المضيّة 1/ 196، البداية(26/47)
ووثبت العامّة بالمطهَّر بن سليمان، ونسبوه إلى القول بخلق القرآن [1] .
وفي صفر أعلن المؤذّنون بدمشق بحيّ على خير العمل، بأمر جعفر بن فلاح نائب دمشق للمعزّ [2] باللَّه، ولم يجسر أحد على مخالفته. وفي جمادى الآخرة أمرهم بذلك في الإقامة، فتألّم الناس لذلك، فهلك لعامه [3] ، والله أعلم.
__________
[ () ] والنهاية 11/ 294، الوافي بالوفيات 12/ 74 رقم 65، روضات الجنّات 217.
[1] المنتظم 7/ 54.
[2] في الأصل «المعزّ» .
[3] النجوم الزاهرة 4/ 58.(26/48)
[وفيات هذه الطبقة]
سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة
أحمد بن إبراهيم بن جامع أبو العباس المصري السكّري [1] .
سمع: مقداد بن داود الرعيني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن محمد بن رشدين، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة من طبقتهم.
وعنه: ابن مَنْدَه، وأبو محمد بن النحاس، وأحمد بن محمد الحاجّ الإشبيليّ [2] ، ومحمد بن إبراهيم بن غالب التمار، والحسين بن ميمون الصّفّار.
أحمد بن محمد بن خليع البغدادي نزيل مصر.
سمع: بِشْرَ بن موسى الأسديّ، وغيره.
قال الخطيب: كان ثقة مجَّودا.
أحمد بن محمد بن أبي دارم أبو بكر التميمي الكوفي، تُوُفِّي في المحرّم.
سمع: إبراهيم القصّار، وأحمد بن موسى الحمّاد، وموسى بن هارون وخلقا.
__________
[1] في الأصل «البسكري» ، والتصحيح من: العبر 2/ 290، شذرات الذهب 3/ 7.
[2] في الأصل «الأشبلي» .(26/49)
رافضيّ.
وعنه: الحاكم، وابن مردويه، ويحيى المُزَنيّ، والحيريّ.
أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن أَبِي الموْت [1] أبو بكر المكيّ.
سمع: علي بن عبد العزيز، ويوسف بن يزيد القراطيسي، والقاسم بن الليث الرسعني، وأحمد بن زغبة، ومحمد بن على الصايغ.
وعنه: أبو محمد بن النّحّاس، ومحمد بن نظيف، وأبو العباس أحمد بن الحاجّ، وآخرون.
تُوُفّي في ربيع الآخر، وله تسعون سنة بمصر.
أحمد بن محمد بن عبد الله [2] القاضي أبو الحسين النيسابوري الحنفي، قاضي الحَرَمَين وشيخ الحنفية في زمانه.
ولي قضاء الحرمين بضع عشرة سنة، ثم قدم نيسابور وتقلّد قضاءها، وبِها تُوفّي وله سبعون سنة.
تفقّه على: أبي الحسن الْكَرْخِي، وأبي طاهر بن الدّبّاس، وبرع في المذهب، وسمع: أبا خليفة، والحسن بن سفيان، وولي أيضًا قضاء الموصل، وقضاء الرملة.
روي عنه أبو عبد الله الحاكم.
وقال أبو إسحاق الشيرازي [3] : به وبأبي سهل الزجّاجي تفقّه فقهاء نيسابور من أصحاب أبي حنيفة.
__________
[1] العبر 2/ 290، شذرات الذهب 3/ 7، ميزان الاعتدال 1/ 152، سير أعلام النبلاء 16/ 25، العقد الثمين 3/ 128، لسان الميزان 1/ 296، 297.
[2] العبر 2/ 290 و 291، الوافي بالوفيات 8/ 34 رقم 3435، تاج التراجم 15، شذرات الذهب 3/ 7، طبقات الفقهاء 144، سير أعلام النبلاء 16/ 25، 26 رقم 13، العقد الثمين 3/ 145، الجواهر المضية 1/ 284- 288، الفوائد البهيّة 36.
[3] طبقات الفقهاء 144.(26/50)
وقال الحاكم: سمعت أبا بكر الأبهريّ المالكي شيخ الفقهاء ببغداد بلا مدافعة يقول: ما قدِم علينا من الخراسانيين أفقه من أبي الحسين النيسابوري.
إبراهيم بن علي بن عبد الله الأعلى [1] أبو إسحاق الهُجَيُمي البصري.
تُوُفِّيَ في آخر السنة.
سمع: جعفر بن محمد بن شاكر، وعبد الرحيم بن دنوقا، والحسن بن محمد بن أبي معشر، وعُبَيْد بن عبد الواحد، ومحمد بن يونس، وجماعة.
وعنه: طلحة بن يوسف المؤذّن، وأبو بكر محمد بن الفضل البابَسِيري، وأبو سعيد محمد بن على النقّاش، وجماعة.
وكان معْمرًا من أبناء المائة، وهو مقبول الحديث.
قال الرازي في مشيخته: سمعت عبد الرحيم بن أحمد البخاري يقول:
رأي أبو إسحاق الهُجَيْمي أنّه تعمّم، فدوّر على رأسه مائة وثلاث دورات، فعبّر له أنّه يعيش مائة وثلاث سنين، فلم يحدّث حتى بلغ المائة، ثم حدّث فقرأ القارئ وأراد أن يختبر عقله:
إنّ الجبان حتفه من فوقه ... كالكلب يحمي جلدهُ برَوقِه [2]
فقال الهجيمي: كالثور، فإنّ الكِلب لا روق [3] له، ففرحوا بصحّة عقله.
__________
[1] العبر 2/ 291، الوافي بالوفيات 6/ 57 رقم 2498، النجوم الزاهرة 3/ 334، شذرات الذهب 3/ 8، المنتظم 7/ 23، سير أعلام النبلاء 15/ 525، 526 رقم 302.
[2] البيت لعامر بن فهيرة التيمي، مولى أبي بكر الصّدّيق، رضي الله عنهما، استشهد ببئر معونة، وكان إذا أصابته الحمّى يقول:
إنّي وجدت الموت قبل ذوقه ... إنّ الجبان حتفه من فوقه
كلّ امرئ مجاهد بطوقه ... كالثور يحمي جلده بروقه
(انظر: الموطّأ 2/ 891، والإصابة لابن حجر 4/ 14، 15، وفتح الباري 7/ 263) .
[3] الروق: الكلب.(26/51)
إسماعيل بن بدر بن إسماعيل بن زياد [1] أبو بكر القرطبي.
سمع: بقيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن وضّاح، ومطرّف بن قيس، والخشنيّ، وعبد الله بن مسرّة.
إلّا أنّ صناعة الشعر غلبت عليه وطارت باسمه وكانت به أَلصَق. وطال عمره إلى أن سمع بعض الناس منه وتسهّلوا فيه، ووُلِّي أحكام السوق فحمدوا أمره فيها، وتُوُفّي في هذه السنة، قاله ابن [2] الفرضي [3] .
قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن بقيّ.
الحسن بن إسحاق بن يليل أبو سعيد المغربي القاضي.
سمع بدمشق: محمد بن عون، ومحمد بن خريم، وببغداد: يوسف القاضي، وبمصر: أبا عبد الرحمن الشامي السنائي.
روى عنه: عليّ بن المهذَّب التنوخي، وجماعة.
بقي إلى هذا العام.
الحسن بن علي بن الفضل أبو بكر المعافري ابن كبّه.
الحسن بن محمد بن هارون الوزير أبو محمد المُهَلَّبي.
توفي سنة إحدى، وقيل سنة أثنتين وخمسين.
وقد ذكرته سنة اثنتين وخمسين.
الحسن بن محمد بن يحيى [4] بن حسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين ابن زين العابدين علي بن الحسين الحسيني.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 66 رقم 216، جذوة المقتبس 163 رقم 300، بغية الملتمس 230 رقم 543، يتيمة الدهر 2/ 20، سير أعلام النبلاء 16/ 26 رقم 14.
[2] في الأصل «بن» .
[3] تاريخ علماء الأندلس 66 رقم 216.
[4] تاريخ بغداد 7/ 421 رقم 3984 قال ابن شاذان إنّه توفي سنة 358 هـ.(26/52)
حدّث ببغداد في هذا العام عن جدّه يحيى بكتاب الأنساب، وكان شريفًا كبير القدر جليلًا.
الحسين بن الفتح أبو عليّ النيسابوريّ الفقيه الشافعي.
سمع: الفريابي وغيره.
وعنه: يوسف الميانجي، وابن جُمَيع [1] ، وأبو محمد بن النّحّاس المصري.
دَعْلَج [2] بن أحمد بن دَعْلَج [3] أبو محمد السِجْزي [4] الفقيه المعدّل. وُلد سنة ستين ومائتين أو قبلها.
وسمع بعد الثمانين من: على بن عبد العزيز بمكة، وهشام بن على السِّيرافي، وعبد العزيز بن معاوية بالبصرة، ومحمد بن أيّوب، وابن الْجُنَيْد بالرّيّ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي وقشمرد [5] ، ومحمد بن عمرو الحَرَشيّ، وطائفة بنيسابور، وعثمان بن سعيد الدارميّ وغيره بهراة، ومحمد بن غالب،
__________
[1] هو: أبو الحسين محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغسّاني الصّيداوي المتوفى سنة 402 هـ.
بصيداء. له معجم شيوخه. وهو لا يذكر صاحب هذه الترجمة في معجمه الّذي قمنا بتحقيقه عن نسخة جامعة ليدن. ونشرته مؤسسة الرسالة، بيروت 1985.
[2] دعلج: بمفتوحة، فساكنة مهملتين، وفتح لام، وبجيم. وفي موضع آخر بكسر الدال.
(المغني في أسماء الرجال 101) .
[3] تاريخ بغداد 8/ 387- 392، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 13/ 147، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 245، تكملة تاريخ الطبري 182 و 183، الرسالة المستطرفة 73، وفيات الأعيان 2/ 271 و 272، طبقات السبكي 2/ 222، الكامل في التاريخ 8/ 545، البداية والنهاية 9/ 241 و 242، العبر 2/ 291، معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (مخطوط ليدن) 112، المنتظم 7/ 10 رقم 10، تذكرة الحفّاظ 3/ 881 رقم 850، الوافي بالوفيات 14/ 17 رقم 13، مرآة الجنان 2/ 347، النجوم الزاهرة 3/ 333، شذرات 3/ 8، أعلام النبلاء 16/ 30- 35 رقم 21، طبقات الحفاظ 360.
[4] ويقال: السجستاني، بكسر السين والجيم وسكون السين الثانية، نسبة إلى سجستان.
(اللباب 2/ 105) .
[5] في الأصل «قشمر» .(26/53)
ومحمد بن رمح [1] البزّاز، ومحمد بن سليمان الباغندي، وخلقًا ببغداد وغيرها.
وعنه: الدارقُطْني، والحاكم ابن رزقويه [2] ، وأبو علي بن شاذان، وأبو إسحاق الإسفرائيني، وعبد الملك بن بشران، وخلق.
وقال الحاكم: أخذ عن ابن خُزَيمة المصنّفات، وكان يُفْتي بمذهبه، وكان شيخ أهل الحديث، له صَدَقَات جارية على أهل الحديث بمكة والعراق وسِجِسْتان. سمعته يقول: تقدّم ليلة إليّ بمكة ثلاثة فقالوا: أخٌ لك بخراسان قتل أخانا ونحن نقتلك به. فقلت: اتّقُوا الله فإنّ خُراسان ليست بمدينة واحدة، فلم أزل أداريهم إلى أن اجتمع الناس وخلّوا عنّي، فهذا سبب انتقالي من مكة إلى بغداد [3] .
وقال الحاكم: سمعت الدارَقُطْنيّ يقول: صنَّفت لدَعْلَج الْمُسْنَدَ الكبير، فكان إذا شكّ في حديث ضرب عليه، ولم أر في مشايخنا أثْبَتَ منه.
وسمعت عمر البَصْري يقول: ما رأيت ببغداد فيمن انتخبت عليهم أصحّ كتبًا ولا أحسن سماعًا من دَعْلَج [4] .
قال الحاكم: اشتري دَعْلَج بمكة دار العبّاسية بثلاثين ألف دينار. قال:
ويقال لم يكن في الدنيا من التّجار أيسر من دَعْلَج.
وقال الخطيب [5] : بلغني أنه بعث بالمُسْنَد إلى ابن عُقدَة لينظر فيه، وجعل في الأجزاء بين كل ورقتين دينارًا.
وقال ابن حَيُّوَيْه: أدخلني دَعْلَجُ دارَه وأراني بدرا من المال معبّأة وقال
__________
[1] في الأصل «رنح» والتصحيح من تاريخ بغداد 8/ 387.
[2] في الأصل «بن ارقويه» .
[3] تاريخ بغداد 8/ 389.
[4] تاريخ بغداد 8/ 388.
[5] تاريخ بغداد 8/ 388.(26/54)
لي: يأبا عمر خذ من هذا ما شئت، فشكرت له وقلت: أنا في كفاية وغِنّى [1] عنها.
توفي دَعْلَجُ في جُمادى الآخرة. وله نيّف وتسعون سنة.
وقال أبو ذَرّ الهَرَوِيّ: بلغني أن معزّ الدولة [قال] [2] : أوّل مال من المواريث أخذ مال دعلج، خلّف ثلاثمائة ألف دينار.
وقال أبو العلاء الواسطي: كان دَعْلَجُ يقول: ليس في الدنيا مثل داري، لأنّه ليس في الدنيا مثل بغداد، ولا ببغداد مثل القطيعة، ولأنّها مثل درب أبي خلف، ولا في الدرْب مثل داري [3] .
ونقل الخطيب أنّ رجلًا صلّى الجمعة فرأى رجلًا ناسكًا لم يصلّ وكلّمه فقال: استر عليّ، عليّ لدَعْلَجُ خمسة آلاف درهم فلما رأيته أحدثت في ثيابي، فبلغ دَعْلَجُ فطلب [4] الرجل إلى منزله وأبرأه منها، ووصله بخمسة آلاف لكونه روّعه [5] .
وقال أحمد بن الحسين الواعظ: أَوْدَعَ أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي عشرة آلاف دينار ليتيم فأنفقها، فلما كَبُرَ الصَّبي أمر السلطان بدفع المال إليه، قال ابن [6] أبي موسى: فضاقت عليّ الدنيا فبكّرت على بغلتي إلى الكَرْخ، فوقفت على باب مسجد دَعْلَجُ، فصلَّيت خلفه الفجر، فلما انْفَتَل رحّب بي، ودخلنا داره، فقدّم هريسة فأكلنا وقصّرت، فقال: أراك منقبضًا! فأخبرته، فقال: حاجتك مقضيّة، فلما فرغنا وزن لي عشرة آلاف دينار، وقمت أطير فرحًا، ثم أعطيت الصبيّ المال، وعظَّم ثناءُ الناس عليّ، فاستدعاني أمير من أولاد الخليفة فقال: قد رغبت في معاملتك وضمّنتك
__________
[1] في الأصل «غنا» .
[2] إضافة على الأصل.
[3] تاريخ بغداد 8/ 389.
[4] في الأصل «بطلب» .
[5] راجع: تاريخ بغداد 8/ 389.
[6] في الأصل «بن» .(26/55)
أملاكي، فضمنت منه، فربحت ربحًا مُفْرِطًا حتى كسبت في ثلاثة أعوام ثلاثين ألف دينار، فحملت إلى دَعْلَجُ ذَهَبَهُ، فقال: ما خَرَجَت والله الدنانير عن يدي، ونويت أن آخذ عِوَضها، صِلْ [1] بها الصبيان، فقال: أيّها الشيخ، أيّ شيء أصل هذا المال حتى تهب لي منه عشرة آلاف دينار؟ فقال: نشأت وحفظت القرآن وطلبت الحديث وتاجرت، فوافاني تاجر فقال [2] : أنت دَعْلَجُ؟
قلت: نعم، قال: قد رغبت في تسليم مالي إليك مُضارَبَةً، وسلَّم إليّ بارنامجات [3] ألف ألف درهم، وقال لي: ابسط يدك فيه ولا تعلم موضِعًا تنفقه إلا حملت منه إليه. ولم يزل يتردّد إليّ سنة بعد سنة يحمل إليّ مثل هذا، والمال يُنمّى، فلما كان في آخر سنة اجتمعنا قال لي: أنا كثير الأسفار في البحر، فإنْ قضى الله علْيَ قضاءً فهذا المال كلّه لك، على أنْ تتصدّق منه وتبني المساجد. قال دَعْلَجُ: فأنا أفعل مثل هذا، وقد ثَمَّر الله المال في يدي، فاكْتُم عليّ ما عِشْتَ. رواها الخطيب عن أبي منصور محمد بن محمد العسكري، حدّثني أحمد بن الحسين فذكرها.
سَلْم بن الفضل أبو قتيبة، قد تقدّم.
وقيل: توفّي فيها عبد الله بن أحمد بن مسعود [4] .
وأبو بكر الأصبهاني المقرئ المطّرز: سمع: عليّ بن جبلة، ومحمد بن العباس الأخرم، وإبراهيم بن ناملة.
روي عنه: أبو بكر الذكواني، وغيره، وبالإجازة أبو نُعَيْم.
عبد الله بن أحمد بن الحسين [5] بن رجا أبو القاسم الخرقي، بغداديّ مستقيم الحديث.
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد 8/ 391 «حلّ» بالحاء واللّام المشدّدة.
[2] في الأصل: «فقلت» .
[3] في الأصل «برباحات» .
[4] تاريخ بغداد 8/ 390- 392.
[5] تاريخ بغداد 9/ 389 رقم 4983.(26/56)
روى عن: عبد الله بن روح المدائني، وتمتام [1] ، ومحمد بن يونس الكديمي.
وعنه: علي بن أحمد الرّزاز [2] . تُوُفِّي في رجب.
عبد الله بن جعفر بن محمد [3] بن الورْد [4] بن زَنْجُوَيْه أبو محمد البغدادي ثم المصري.
سمع «السيرة» من عَبْد الرحيم بْن عَبْد الله بْن البَرْقي، وسمع: يحيى بن أيّوب العلاق، وأبا يزيد القراطيسي، وابن رشدين، وغيرهم.
وعنه: ابن منده، وعبد الغني بن سعيد، وإبراهيم بن علي الغازي، وأبو محمد بن أبي زيد المالكي، وأبو محمد بن النحّاس، وابن [5] نظيف، وجماعة.
وكان من الصالحين المُسْندِين. تُوُفّي في رمضان، وهو في تاريخ ابن النجار أخصَر من هذا.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [6] بن أبي دليم أبو محمد القُرْطبي، من أولاد شيوخ الأندلس.
يروي عن: أسلم، وابن أبي تمام، وغيرهما.
وولي قضاء بجانة [7] وألبيرة [8] ، وولي الشرطة بقرطبة، وصنّف كتاب
__________
[1] هو: محمد بن غالب التمتام.
[2] في الأصل «الوزار» . والتصحيح عن تاريخ بغداد.
[3] العبر 2/ 292، الوافي بالوفيات 17/ 106 رقم 90، شذرات الذهب 3/ 8.
[4] في الأصل «أبو ذر» . والتصحيح من: العبر والوافي والشذرات.
[5] في الأصل «بن» .
[6] تاريخ علماء الأندلس 1/ 231 و 232 رقم 707.
[7] في الأصل «نجّابه» والتصحيح من معجم البلدان 1/ 339 وبجّانة: بالفتح ثم التشديد، وألف، ونون. مدينة بالأندلس من أعمال كورة إلبيرة.
[8] إلبيرة: الألف فيه ألف قطع وليس بألف وصل. وهي كورة كبيرة من الأندلس ومدينة متّصلة بأراضي كورة قبرة بين القبلة والشرق من قرطبة. (معجم البلدان 1/ 244) .(26/57)
«طبقات الرواة» عن مالك، وتُوُفّي فجأة بقصر الزهراء. وكان نبيلًا في الحديث، ضابطًا محقّقًا.
عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر [1] بْن شاذان البغدادي أبو الحسين البزّاز.
سمع أحمد بن عبد الله النُرسي، والكديمي، والحارث بن أبي أسامة، وجماعة.
وعنه: الدارقطني، وأبو حفص الكّتاني، وابن رزقويه، ومحمد بن الحنّائي [2] . ووثّقه الخطيب.
عَبْد الله بْن محمد بْن أحمد أبو القاسم الدمياطي.
تُوُفّي في ذي الحجة.
عبد الباقي بن قانع [3] بن مرزوق بن واثق أبو الحسين الأموي، مولاهم البغدادي الحافظ.
سمع الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وإبراهيم الحربي، وإسحاق بن الحسن الحربي، ومحمد بن مَسْلَمَة الواسطي، وإسماعيل بن الفضل البلّخي، وخلقًا سواهم.
وعنه: الدارقُطْني، وابن رزقوَيْه، وابن الفضل القطّان، وأحمد بن علي البادا [4] ، وأبو علي بْن شاذان، وعبد المُلْك بْن بِشْران، وغيرهم.
صنّف «مُعْجَم الصّحابة» ووقع لنا بعُلوّ.
قال البرقاني: أمّا البغداديون فيُوَثَّقُونه، وهو عندي ضعيف.
__________
[1] المنتظم 7/ 14 رقم 11، تاريخ بغداد 10/ 128 رقم 5267.
[2] في الأصل «الجناسي» .
[3] المنتظم 7/ 14 رقم 12، تاريخ بغداد 11/ 88 و 89 رقم 5775، البداية والنهاية 11/ 242، العبر 2/ 292، دول الإسلام 1/ 218، النجوم 3/ 333، شذرات الذهب 3/ 8، ميزان الاعتدال 2/ 532، 533، سير أعلام النبلاء 15/ 526، 527 رقم 303، تذكرة الحفاظ 3/ 883، 884، مرآة الجنان 2/ 347، الجواهر المضيّة 1/ 293، لسان الميزان 3/ 383، 384.
[4] في الأصل «البادي» والتصويب من تاريخ بغداد.(26/58)
قال الدارقُطْني: كان يحفظ ولكنّه كان يخطئ ويصرّ على الخطأ.
وقال الخطيب [1] : حدّثني الأزهري، عن أبي الحسن بن الفرات قال:
كان ابن قانع قد حدث به اختلاط قبل أن يموت بنحوٍ من سنتين، فتركنا السماع منه وسمع منه قوم في اختلاطه.
قال الخطيب: وُلد سنة خمس وستين ومائتين، وتوفي في شوّال سنة إحدى.
عبد الرحمن بن إدريس بن الربيع بن فروة أبو القاسم المؤدّب، مصري.
عبد العزيز بن محمد بن سهل [2] البغدادي اللؤلؤي بن قماشُوَيه.
روى عن: إسحاق الدَّبري، عن عبد الرزّاق كتاب الحدود والرِّضاع.
وعنه: أبو عليّ بن شاذان.
قال الخطيب: لم أسمع فيه إلا خيرا يُكنَى أبا الطيّب. قال لي ابن شاذان: توفي في نصف شعبان سنة إحدى وخمسين.
عبد العزيز بن إبراهيم بن بيان [3] الرئيس أبو الحسين بن النُّعمان الكاتب البغدادي.
قال الخطيب: كان أحد الكُتّاب الحُذّاق، مأمون [4] الدواوين، وله تواليف في الهزْل. مات في رمضان.
علي ابن الإمام أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي [5] المصري أبو الحسن.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 89.
[2] تاريخ بغداد 10/ 456 رقم 5621.
[3] تاريخ بغداد 10/ 456 رقم 5622.
[4] كذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد «وأمور» .
[5] لم أجد ترجمته. أما أبوه فهو الحافظ المحدّث فقيه مصر المتوفى سنة 321 هـ.(26/59)
حدّث عن النّسائيّ وغيره.
علي بن جعفر بن أحمد بن علي أبو الحسن الفريابي [1] .
توفي في شعبان وكان يعرف بابن ممَّك.
روى بمصر عن: أبي مسلم الكجّي [2] ، ومحمد بن جعفر القَتَّات، والفريابي [3] .
روى عنه محمد بن نظيف، وغيره.
ووثّقه الخطيب.
على بن رُكَيْن، أبو الحسن المصري.
سمع أحمد بن حمّاد، وغيرخ [4] .
عَليّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [5] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حبيب أبو أحمد الحسني المَرْوَزِي.
سمع: سعيد بن مسعود، وعمار بن عبد الْجَبّار، ومحمد بن الفضل البخاري، وعبد العزيز بن حاتم، وسهل بن المتوكّل، وجماعة.
وحدّث ببخارى [6] وبمرو. وفيه لِين، ولمّا حدّث عن سهل بن المتوكَل أنكروا عليه وقالوا: كيف لقيته وما علامته؟ قال: كان إذا وضع كفّه على وجهه غطّاه [7] من عرض يده، فصدّقوه.
روى عنه: أبو [8] عبد الله بن مندة، والحاكم، ومحمد بن أحمد
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 370 رقم 6220.
[2] في الأصل «اللجي» والتصويب من تاريخ بغداد.
[3] اسمه محمد «تاريخ بغداد» .
[4] في الأصل «رعبه» .
[5] العبر 2/ 292.
[6] في الأصل «بخارا» .
[7] في الأصل «عطاه» .
[8] في الأصل «أبا» .(26/60)
غُنْجار [1] ، ومنصور بن عبد الله الذُّهْلي، وغيرهم.
وتُوُفّي بَمرْو في رجب من السنة.
قال الخليليّ: سألت الحاكم عنه فقال: هو أشهر في اللَّين من أن تسألني عنه.
قلت: هو أَسَدُّ من كان بمَرْو في زمانه.
وقال الحاكم: كان يكذب مثل السكر، والحسنوي أحسن حالًا منه.
محمد بن أحمد بن موسى [2] أبو حبيب النيسابوري المَصَاحفيّ النّاسخ، جاور بالجامع خمسين سنة.
وحدّث عن: سهل بن عمّار، وزكريّا بن داود الخفّاف.
عنه: الحاكم وقال: عاش ثلاثًا وتسعين سنة.
محمد بن الحسن بن محمد [3] بن زياد بن هارون [4] الموصلي ثم البغدادي أبو بكر النقّاش المقرئ المفسّر.
كان إمام أهل العراق في القراءات والتفسير.
روى عن: إسحاق بن سُنَين الختلي [5] ، وأبي مسلم الكجّي، ومطيّن،
__________
[1] في الأصل «عنجار» .
[2] الأنساب 3/ 176 و 11/ 337، 338، اللباب 3/ 218.
[3] المنتظم 7/ 14 رقم 13، غاية النهاية 2/ 119، الوافي بالوفيات 2/ 345 رقم 798، البداية والنهاية 11/ 242، العبر 2/ 292، دول الإسلام 1/ 218، تاريخ بغداد 2/ 201 رقم 635، طبقات المفسّرين 2/ 131 رقم 481، معرفة القراء الكبار 1/ 236 رقم 27، الكامل في التاريخ 8/ 545، الفهرست 50، معجم الأدباء 18/ 146- 149، وفيات الأعيان 4/ 298، 299، تذكرة الحفاظ 3/ 908، سير أعلام النبلاء 15/ 573- 576 رقم 348، ميزان الاعتدال 3/ 520، مرآة الجنان 2/ 347، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 145، 146، لسان الميزان 5/ 132، شذرات الذهب 3/ 8، 9.
[4] كتب على الهامش: «محمد بن الحسن أبو بكر النقاش المفسر سما (كذا) تفسيره شفا الصدور وله مؤلفات كثيرة» .
[5] في الأصل «سين الحلي» .(26/61)
وإبراهيم بن زهير الحلواني، ومحمد بن عبد الرحمن النسائي، والحسن بن سفيان، والحسين بن إدريس الهروي، ومحمد بن علي الصائغ. وقرأ [1] القرآن على: الحسن بن العباس بن أبي مهران، وعلى الحسن [2] بن الحُباب ببغداد، وعلى أحمد [3] بن أنس بن مالك، وهارون بن موسى الأخفش بدمشق، وعلى ابن أبي ربيعة محمد بن إسحاق بن أعين، وعلي ابن أبي محمد الخيّاط، وعلي بن أحمد البزّار، وجماعة سواهم. وذكر أنّ قراءته كانت على ابن أبي مهران في سنة خمس وثمانين.
قرأ عليه: أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، وعبد العزيز بن جعفر الفارسي، وأبو الحسن الحمّامي، والقاضي أحمد بن محمد بن عبدون الشافعي، وإبراهيم ابن أحمد الطبري، وعلي بن محمد العلاف المقرئ، وأبو الفرج عبد الملك النّهرواني، وأبو الفرج الشّنبوذي [4] ، وعلى جعفر السعيدي، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحرّاني الشريف، وهو آخر مَن قرأ في الدّنيا عَليْهِ، والحسن بن علي بن بشّار النيسابوري، وطائفة سواهم.
وروى عنه: أبو بكر بن مجاهد، أحد شيوخه، وجعفر الخلدي وهو من أقرانه، والدارقُطْني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو أحمد عبد الله بن أبي مسلم الفرضي، وأبو علي بن شاذان، وأبو القاسم الحُرفي، وآخرون.
وصنّف التفسير وسمّاه «شفاء الصدور» وصنّف في القراءات، وأكثر التطواف من مصر إلى ما وراء النهر في لقاء المشايخ. وله كتاب «الإشارة في غريب القرآن» و «الموضّح في القرآن ومعانيه» و «صدأ [5] العقل» و «المناسك» و «أخبار القصّاص» و «ذمّ الحسد» و «دلائل النبوّة» و «المعجم الأوسط»
__________
[1] في الأصل «قراء» .
[2] في الأصل «وعلي بن الحسن» .
[3] في الأصل «وعلي بن أحمد» .
[4] في الأصل «الشبودي» والتصويب من معرفة القراء 1/ 237.
[5] في وفيات الأعيان 4/ 299 «صد» .(26/62)
و «المعجم الأصغر» و «كتاب معجم الأكبر في أسماء القرّاء وقراءاتها» [1] وكتاب «القراءات بعللها» وكتاب «السبعة الأوسط» وآخر لطيف، وغير ذلك.
وذكر ابن أبي الفوارس أنّ مولده سنة ستّ وستّين ومائتين.
قلت: الذي وضُح لي أنّ هذا الرجل مع جلالته ونُبله متروك ليس بثقة. وأجود ما قيل فيه قول أبي عمرو الدّاني، قال: والنقّاش مقبول الشهادة، على أنّه قد قال ابن فارس بن أحمد: سمعت عبد الله بن الحسين، سمعت ابن شنبوذ يقول: خرجت من دمشق إلى بغداد وقد فرغت من القراءة على هارون الأخفش، فإذا بقافلة مقبلة فيها أبو بكر النقّاش وبيده رغيف، فقال لي: ما فعل الأخفش؟ قلت: توفي. ثم انصرف النقّاش وقال: قرأت على الأخفش.
وقال طلحة بْن محمد بْن جعفر: كَانَ النقّاش يكذب في الحديث، قال: والغالب عليه القَصَص.
وقال البرقاني: كلّ حديث النقّاش مُنْكَر.
وقال هبة الله اللالكائي الحافظ: تفسير النقّاش لشفاء الصدور ليس بشفاء الصدور.
وقال الخطيب [2] : في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة.
قلت: وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ أَنَّ أَبَا غَالِبِ ابْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَهُ، قَالَ: ثنا جَدِّي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ» . قال الدارقطني: قلت للنقّاش: هذا حديث موضوع، فرجع عنه.
قال الخطيب: قد رواه أبو علي الكوكبي عن أبي غالب.
__________
[1] في الأصل «قراتها» .
[2] تاريخ بغداد 2/ 205.(26/63)
وقال الدارقطني في كتاب «المصحّفين» له: إنّ النقّاش قال مرّة: كسرى «أبو» شروان، جعلها كنية، وقال: كان يدعو فيقول: لا رجعت يدٌ قصَدَتْكَ «صفراءَ» من إعطائك، بفتحٍ وبمدّ، وصوابه صفرًا.
وقال الخطيب [1] : سمعت أبا الحسين بن الفضل القطّان يقول:
حضرتُ أبا بكر النقّاش وهو يجود بنفسه في ثالث شوّال سنة إحدى وخمسين فجعل يحرّك شفتيه، ثم نادى بأعلى صوته: لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ 37: 61 [2] يردّدها ثلاثًا، ثمّ خرجت نفسُه.
قلت: قد اعتمد صاحب «التيسير» [3] على رواياته.
محمد بن سعيد [4] أبو بكر الحربي الزاهد. بغدادي. وثّقه الخطيب.
روى: عن: إبراهيم بن نصر المنصوري، وغيره.
وعنه: ابن رزقوَيْه.
محمد بن الشبل بن بكر [5] القيسي أبو بكر الأندلسي.
سمع بقرطبة من يوسف بن يحيى المغامي، ورحل سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فسمع- بالقيروان من يحيى بن عمر، ويحيى بن عَوْن، وعمر بن يوسف. وسمع بسوسه [6] من آدم [7] بن مالك وطائفة. وطال عمره.
ورحلوا للسماع [8] منه. ومات سنة ثلاث وخمسين.
محمد بن علي بن الحسين أبو حرب المروزيّ الفقيه.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 205.
[2] سورة الصافات- الآية 61.
[3] هو أبو عمرو الدّانيّ.
[4] تاريخ بغداد 5/ 310 رقم 2822، الوافي بالوفيات 3/ 96 رقم 1033، المنتظم 7/ 15 رقم 14، البداية والنهاية 11/ 243.
[5] تاريخ علماء الأندلس 2/ 65 رقم 1281.
[6] سوسه: بضم أوّله. بلد بالمغرب، مدينة صغيرة بنواحي إفريقية «تونس حاليا» .
[7] في الأصل «دارم» ، والتصحيح عن تاريخ علماء الأندلس.
[8] في الأصل «السماع» .(26/64)
محمد بن علي بن دُحَيْم [1] أبو جعفر الشيباني الكوفي.
سمع: إبراهيم: بن عبد الله العبسي القصّار، وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي، وأحمد بن حازم ابن أبي غَرْزَةَ [2] ، وجماعة.
وعنه: الحاكم، وأبو بكر أحمد بن الحسين الحيري، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مَرْدويه، وجناح بن نذير المحاربي، ومحمد بن علي بن خشيش التميمي الكوفي، وأبو منصور المظفَّر بن محمد العلوي، وزيد بن أبي هاشم العلويّ، وغيرهم.
حديثه في «الثقفيّات» وغيرها، وكان ثقة صدوقًا. حدّث في هذه السنة، وما أدري هل تُوُفّي فيها أو بعدها.
محمد بن القاسم بن محمد [3] بن سِياه [4] أبو بكر العسّال الأصبهاني.
يروي عن: عبد الله بن محمد بن النُّعمان، وعُبيد بن الحسن الغزَّال.
وعنه: أبو بكر بن أبي على المعدل، وأبو نعيم الحافظ.
محمد بن راهب أبو بكر الكشي.
يروي عن حامد بن شادي الْكشّي، والربيع بن حسّان، ومُطَيّن، وأبي عمر القتّات.
محمد بن مؤمن أبو بكر الكِنْدي المصري النَّحْوي المحدّث.
كان فاضلًا صالحًا، عاش قريبًا من ثمانين سنة.
ميمون بن إسحاق [5] أبو محمد البغدادي الصوّاف، مولى محمد بن الحنفية.
__________
[1] العبر، 2/ 293، سير أعلام النبلاء 16/ 36، 37 رقم 23، النجوم الزاهرة 3/ 334، شذرات الذهب 3/ 9.
[2] في الأصل «بن أبي عزره» .
[3] أخبار أصبهان 2/ 285.
[4] في الأصل «شياه» بالشين المعجمة، والتصويب عن أخبار أصبهان.
[5] تاريخ بغداد 13/ 211 رقم 7182.(26/65)
سمع: أحمد بن عبد [1] الجبار العُطارِدِيّ، والحسن بن السَمْح، وأحمد ابن هارون البرديجي.
روي عنه: ابن رزقويه، والحمّامي، وابن الفضل القطّان، وأبو علي بن شاذان.
قال الخطيب: كان صدوقًا، مولده سنة ستين ومائتين.
هَمّام بن أحمد بن محمد [2] بن مسلم أبو عمر القاضي.
يروي عن: أبيه، وعن إبراهيم بن محمد بن متُّوَيْه، وإسحاق بن جميل.
وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي المعدل.
يحيى بن منصور بن يحيى [3] بن عبد الملك القاضي أبو محمد النيسابوري.
وُلّي قضاء نيسابور بضع عشرة سنة، ثم عُزل بأبي أحمد الحنيفي سنة تسع وثلاثين، وحُمدت ولايته. وكان محدّث [4] نَيْسابور في وقته.
روى عن: محمد بن عمرو قشمرد، وأحمد بن سلمة، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبي مسلم الكجّي، وطبقتهم. وكان يحضر مجلسه أبو عبد الله بْن الأخرم، وأبو علي الحافظ.
روى عنه: الحاكم، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، والزاهد أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الحركوشي، وسِبْطُه عنبر بن الطّيّب بن محمد العنبري، وآخرون.
__________
[1] في الأصل «علي» ، والتصويب من تاريخ بغداد.
[2] أخبار أصبهان 2/ 341.
[3] العبر 2/ 293.
[4] في الأصل «يحدث» .(26/66)
[وفيات] سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة
أحمد بن إبراهيم بن عبد الله [1] بن راشد أبو جعفر المَدِيني الأصبهاني الزاهد.
سمع: علي بن سعيد العَسْكَري، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك.
ويُذكَر عنه أنّه كان مُجاب الدعوة.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيْم الحافظ.
تُوُفّي في شهر ربيع الأول.
أحمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أحمد [2] بْن سَلَمة أبو العباس البغدادي نزيل مكة.
حدّث عن البرقي..
أحمد بن عبيد بن أحمد، أبو بكر الحمصي الصّفّار.
توفي فيها في حمص، وذكرناه في الطبقة الماضية.
روى عنه: عبد الغني المصري، وابن [3] منده، وعدّة.
__________
[1] أخبار أصبهان 1/ 160.
[2] تاريخ بغداد 4/ 255 رقم 1990.
[3] في الأصل «بن» .(26/67)
أَحْمَد بن محمد بن السِّريّ [1] بن يحيى بن السّريّ، هو الحافظ أبو بكر بن أبي دارم الكوفي.
تُوُفّي بالكوفة في أوّلها، وكان رافضيًّا. يروي في ثَلْب الصحابة المناكير، واتُّهِم بالوضْع.
حدّث عن موسى بن هارون الحمّال [2] ، وقد مرّ في العام الماضي.
أحمد بن محمد بن سهلويه أبو الحسن المزكّي النيسابوري سِبْط أبي يحيى البزّاز.
سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، والكجّي، وطبقتهما.
روى عنه جدّه في تصنيفه وقرأه على النّاس، وروى عنه الحاكم.
قَالَ الْحَاكِمُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ الْكَرَابِيسِيُّ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْبَزَّازِ، عَنْ [3] أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ [3] أَحْمَدَ بْنِ محمد اللَّبَّادِ، عَنْ [3] أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنِ [3] ، الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي كِنَانَةَ، عَنِ ابْنِ عَمَّتِهِ مَرْفُوعًا «إِنَّ للَّه أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ» الحديث.
أحمد بن محمود بن أحمد [4] بن خليد [5] أبو الحسين الشمعي، بغداديّ معروف صَدُوق.
سمع: الكديمي، وبِشْر بن موسى، وجماعة.
وعنه: أبو محمد النّحّاس، وأبو عبد الله بن نظيف.
__________
[1] شذرات الذهب 3/ 11، لسان الميزان 1/ 268 رقم 824.
[2] كذا في الأصل، وفي الشذرات: «أحمد بن موسى الحمار» . وكذلك في لسان الميزان.
[3] تكرّرت في الأصل «بن» .
[4] تاريخ بغداد 5/ 157 رقم 2599.
[5] في الأصل «خليل» والتصويب عن تاريخ بغداد.(26/68)
أحمد بن مُطْرَف بن عبد الرحمن [1] بن قاسم بن علقمة الأزدي. توفي أبوه سنة أربع وعشرين.
روى أحمد عن: عبيد [2] الله بن يحيى اللَّيْثي، وابن لُبَابة، والأَعْناقي.
وولي الصلاة بقرطبة، وكان ذا وسواس في الطهارة، وكان من فقهاء المالكية الأعيان، ويُعرف بأبي عمر بن المشّاط، وكان مُعْتنيًا بالسُّنن زاهدًا ورِعًا.
حدّث عنه: أحمد بن الْجَسُور، ومحمد بن إبراهيم، وسمع الناس منه كثيرًا. وتُوُفّي في ذي القعدة، رحمه الله.
أحمد بن نصر الله بن محمد بن [3] أشكاب أبو نصر البخاري الزّعفراني، قدم بغداد وانتخب عليه الدار الدارقُطْني.
قال الخطيب: يروي عنه ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وحدّث في هذه السنة ببغداد.
إسحاق بن إبراهيم التُّجْيبي [4] مولاهم الطُّلَيْطِلي أبو إبراهيم المالكي، العلامة مصنّف كتاب «النصائح» .
كان فاضلًا ورِعًا مشاوَرًا في الأحكام، يُقرئ الفقه [5] بحانوته بسوق الكتّاب بقُرْطُبَة.
وحدّث عن: أحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لبابة.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 44 رقم 143، جذوة المقتبس 147 رقم 248، بغية الملتمس 207 رقم 497.
[2] في الأصل «عبد» والتصحيح عن جذوة المقتبس.
[3] تاريخ بغداد 5/ 183 رقم 2631.
[4] تاريخ علماء الأندلس 72 رقم 235، حذوة المقتبس 168 رقم 305، بغية الملتمس 235 رقم 551 وهو: «إسحاق بن إبراهيم بن مسرّة» .
[5] في الأصل: «الفقيه» .(26/69)
إسماعيل بن علي بن علي [1] بن رَزين أبو القاسم الخزاعيّ ابن أخي دِعْبِل الشاعر.
قيل إنّه وُلد سنة تسع وخمسين ومائتين.
وحدّث عن: عبّاس الدُّوري، ومحمد بن يونس الكديمي، ومحمد بن غالب تمتام، وإسحاق بن إبراهيم الدبري.
وعنه: أبو سليمان محمد بن عبد اللَّه بن زَبْر، والدار الدّارقطنيّ، وأبو الحسين ابن جُمَيْع [2] ، وهلال الحفّار.
قال الخطيب: كان غير ثقة، وتوفّي بواسط، حديثه في الثقفيّات. قال الخطيب: روى عن أبيه، عن أخيه دِعْبِل أحاديث مُسْنَدَه.
جعفر بن ورقاء بن محمد بن ورقاء أبو محمد الشيباني الأمير.
من كبار عرب الشام، وكان فارسًا شجاعًا عارفًا باللغة، وكان خِصّيصًا بسيف الدولة، عاش ستًّا وثمانين سنة، وأخوه عبد الله شاعر مجوِّد.
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [3] بْنِ هارون الوزير أبو محمد الْمُهَلَّبِي الأزْدي من ولد قبيصة بن المهلَّب بن أبي صُفْرة.
وزر لِمُعِزّ الدولة بن بُوَيْه، وكان كبير القدْر عالي الهمّة كامل الرئاسة والعقل، مُحبّا للفُضَلاء مُقْبِلًا عليهم.
كان في أوائل شأنه قد أصابته فاقة، حتى سافر واشتهى اللحم، فلم يقدر عليه فقال:
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 306 رقم 3349، الوافي بالوفيات 9/ 156 رقم 4066.
[2] لم يذكره ابن جميع في معجم شيوخه في النسخة التي حقّقناها.
[3] المنتظم 7/ 9 رقم 9، يتيمة الدهر 2/ 223، الفهرست 200، معجم الأدباء 9/ 118، الوافي بالوفيات 12/ 223 رقم 203، وفيات الأعيان 2/ 124، فوات الوفيات 1/ 256، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 103- 106، البداية والنهاية 11/ 241، العبر 2/ 294، مرآة الجنان 2/ 347، الكامل في التاريخ 8/ 546، دول الإسلام 1/ 219، تجارب الأمم 2/ 196، تكملة تاريخ الطبري 1/ 185، شذرات الذهب 3/ 9- 11 وأخباره في كتب التاريخ والأدب العامة.(26/70)
ألا مَوْتٌ يُباعُ فأشتريه ... فهذا العيشُ ما لا خير فيه
ألا موت لذيذ الطَّعْمِ هاني [1] ... يخلّصُني من العيش [2] الكريه
إذا أَبْصَرتُ قبرًا من بعيدِ ... ودِدْتُ لوَ أنَّني قد صرت فيهِ [3]
ألا رَحِم الْمُهَيْمِنُ نفْسَ حرّ ... تصدّق بالوفاة على أخيه
فلما سمعه اشترى له لحما بدرهم وطَبَخَه وأطعمه. ثمّ تقلَّبت الأحوال ووُزَّر المُهَلَّبِي، وضاقت الحال بذاك الرجل فقصد المهلَّبي وكتب إليه:
ألا قُلْ للوزير فَدَتْه نفْسي ... مَقَالَةَ [4] مُذْكِرٍ ما قد نَسيهِ
أَتَذْكُر إذ تقول لضَنْكِ [5] عَيْشٍ ... ألا موتٌ يُباع فأشتريه
فلما وقف عليها أمر له في الحال بسبعمائة درهم، ووقّع في ورقته:
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ 2: 261 [6] . ثم دعا به فخلع عليه وولاه عملًا يرتفق به.
وللوزير المُهَلَّبي أخبار [7] وشعر رائق. وتُوُفّي في طريق واسط، وحُمل إلى بغداد. ومن شِعْره:
قال لي مَنْ أُحِبُّ والبَيْنُ قد جَدَّ ... وفي مِهجتي لهيبُ الحريق
ما الذي في الطريق تَصْنَعُ بَعْدي؟ ... قلت: أبكي عَلَيك طُولَ الطَّرِيقِ [8]
تُوُفّي المهلَّبي لثالثِ من شعبان عن نَيَّف وستّين سنة.
ولابن الحجّاج من أبيات يرثيه:
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي وفيات الأعيان والوافي ويتيمة الدهر وشذرات الذهب «يأتي» .
[2] كتب في الأصل «الموت» وفوقها كتب بين السطور «العيش» . (ورقة 23) .
[3] في وفيات الأعيان واليتيمة وفوات الوفيات: «وددت لو أنّني مما يليه» ، وفي: الوافي بالوفيات: «وددت بأنّني مما يليه» .
[4] في الأصل «مقال» والتصحيح من وفيات الأعيان والوافي بالوفيات واليتيمة والشذرات.
[5] في الوافي «لضيق عيش» .
[6] سورة البقرة- الآية 261.
[7] تكرّرت كلمة «أخبار» في الأصل.
[8] كتب بجانب هذا البيت: «يقي» .(26/71)
مات الذي أمسى الثناء وراءه ... والعفو عفو الله بين يديه
هدم الزمان بموته الحصن الذي ... كُنّا نفرّ من الزَّمان إليهِ [1]
وللوزير المهلَّبي:
أراني الله وجهَكَ كلَّ يوم ... صباحًا للتيمّن والسّرور
وأمتع ناظريَّ بصفْحَتَيْهِ ... لأَقرا الْحُسْنَ من تلك السُّطُور [2]
ولابن عبد الله بن الحجّاج يرثي الوزير المهلَّبي:
يا مَعْشَرَ الشعراءِ دَعْوَةَ مُوجَعٍ ... لا يُرْتَجَى فرَجُ السُّلُوِّ لَدَيْهِ
عَزُّوا الْقَوافِيَ بالوزيرِ فإِنّها ... تبكي دَمًا بَعْدَ الدُّمُوعِ عليهِ
مات الذي أمسى الثناء وراءه ... والعفو عفو الله بين يديه
هدم الزمان بموته الحصن الذي ... كنا نفرّ من الزَّمان إليهِ
فَلْيَعْلَمَنَّ بَنُو بُوَيْه أَنَّه ... فُجعتْ به أَيّام [3] آلِ بُوَيْهِ
الحسن بن محمد بن رمضان بن شاكر أبو علي الحِمْيَرِي.
أظُنُّه مَصْريًّا. تُوُفّي في ربيع الأول.
حمدون بن محمد بن حمدون بن هشام أبو الحسن السِجستاني.
تُوُفّي في صفر. من شيوخ الحاكم.
خالد [4] بن سعد [5] أبو القاسم الأندلسي.
سمع: محمد بن فُطَيْس، وسليمان بن قريشِ، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وخلقا سواهم.
__________
[1] سيأتي هذان البيتان مرة أخرى.
[2] البيتان في اليتيمة 2/ 236.
[3] في الأصل «الأيام» ، والتصحيح عن وفيات الأعيان.
[4] تاريخ علماء الأندلس: 13 رقم 398، مرآة الجنان 2/ 350، شذرات الذهب 3/ 11، العبر 2/ 295.
[5] في الأصل «سعيد» ، والتصحيح عن: علماء الأندلس، والمرآة، والشذرات، والعبر.(26/72)
وله كتاب في رجال الأندلس، وكان إمامًا في الحديث حافظًا بصيرًا بالعِلل مُتَقدَّمًا على أهل زمانه بقرطبة، وكان أحد الأذكياء. قيل أنّه حفظ من سمعةٍ واحدةٍ عشرين حديثًا.
وبَلَغَنَا أنّ المُستَنْصِر باللَّه كان يقول: إذا فاخَرَنا أهلُ المشرق بيحيى بن مَعِين فاخَرْناهم بخالد بن سعد [1] .
وقيل: كان خالد بذيء اللسان ينال من أَعْراض النّاس.
عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إبراهيم أبو العباس اليونسي المعروف بالأبياني التميمي.
تفقّه على: يحيى بن عمر، والمغامي يوسف، وأحمد بن أبي سليمان.
وعنه: أبو محمد بن أبي زيد، وأبو محمد عبد الله الأصيلي.
وكان فقيه إفريقية، وكان يميل إلى مذهب الشافعي وهو بمذهب مالك أقصد.
عبد الله بن محمد بن مُغيث [2] أبو محمد الأنصاري القرطبي الصفّار والد قاضي الجماعة أبي الوليد يونس.
روى عن: خَالِد بْن سعْد، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزم، وإسماعيل بن بدر، وجماعة.
وكان أديبًا شاعرًا بارعًا بليغا كاتبًا مع العبادة والتواضع والفضْل وزُهدٍ في الدنيا في آخر عمره. وتوفي في شوّال وله ثمان وستّون سنة.
قال يونس بن عبد الله بن مغيث: سمعت أبي يقول: أوْثَقُ عملي في نفسي سلامةُ صَدْري أنّي آوي إلى فراشي ولا يأوي صدري غائلة لمسلم [3] .
__________
[1] في الأصل «سعيد» .
[2] الصلة لابن بشكول 1/ 242 رقم 547، بغية الملتمس 332 رقم 883، الوافي بالوفيات 17/ 484 رقم 408، جذوة المقتبس 253.
[3] عند ابن بشكوال: «ولا يأوي إلى صدري غائلة لمسلم نفعه الله بذلك» .(26/73)
وقد صنّف للحكم [1] المستنصر كتاب «شعراء بني أُمَيّة» فأجاد، وجاء في مجلّد.
ومن شعره [2] .
[أتوا حسبة أن قيل جدّا نُحُولُهُ ... فلم يبق من لحم عليه ولا عظْم
فعادوا قميصًا في فراش فلم يروا ... ولا لمسوا شيئًا يدلّ على جسْم
طواه الهوى في ثوب سَقْم من الضّنى ... فليس بمحسوس بعين ولا وَهْم]
عبيد [3] الله بن يحيى بن إدريس القرطبي.
سمع عبيد الله بن يحيى الليثي، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وأسلم بن عبد العزيز.
وكان متقدّمًا في ضروب العلم، وكان شاعرًا مُحسِنًا بارعًا مع معرفته الآثار والسُّنَن، وكان متواضعًا نبيلًا. وُلِّيَ الوزارة فما زاده ذلك إلا فضْلًا.
وكان يؤذّن في مسجده وهو وزير. وكان ثِقَةَ، أخذ الناس عنه كثيرًا، وتوفي في ذي القعدة.
تَرجَمَه ابن الفَرَضي.
كنيته: أبو عثمان.
عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد [4] بن محمد بن عبيد الأسدي أبو القاسم الهمداني.
روى عن: إبراهيم بن ديزيل، ويحيى بن عبد الله الكرابيسي، ومحمد
__________
[1] في الأصل «الحاكم» .
[2] ليس في الأصل شيء من شعر ابن مغيث القرطبي، وما أثبتناه بين الحاصرتين نقلا عن جذوة المقتبس، وبغية الملتمس 333.
[3] تاريخ علماء الأندلس 251 رقم 767، بغية الملتمس 355 رقم 974، جذوة المقتبس 269 رقم 582 وفي الأصل «عبد الله» .
[4] تاريخ بغداد 10/ 292- 294 رقم 5428.(26/74)
ابن الضّرير، وعلى بن الحسين بن الْجُنَيْد، وتكلّموا في سماعه من ابن ديزيل.
وعنه: ابن منده، والحاكم، وأحمد بن موسى بن مردَوَيْه، وأبو بكر بن لال، ومحمد بن أحمد بن الحسين المحاملي، وأبو الحسن علي بن أحمد الحمامي، وأبو علي بن شاذان، وعبد الرحمن بن محمد بن شبانة الهمداني، وأخرون سنة سبعين مائتين.
رماه بالكذب القاسمي بن أبي صالح. وقال صالح بن أحمد الهمداني: ضعيف ادّعى الرواية عن إبراهيم بن الحسين فذهب عليه.
عبيد الله بن آدم بن عبيد الله بن خالد أبو محمد الدمياطي.
يروي عن بكر بن سهل الدمياطي وغيره.
علي بن أحمد بن أبي قيس [1] أبو الحسن البغدادي الرّفَاء المعرّي.
حدّث عن ابن أبي الدنيا، وقيل كان زوج أمّه.
روى عنه: أبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي. وكان يفسّر المنامات ويقرئ القرآن في داره.
قال ابن أبي الفوارس: كان ضعيفًا جدًّا. توفي في جُمادى الآخرة.
على بن إسحاق بن خَلَف أبو القاسم [2] البغدادي المعروف بالزّاهي.
مُجِيد مدح سيف الدولة بن حمدان والوزير المهلَّبي، وكان قطّانًا لم يتكهّل.
شاعر وهو القائل:
صُدُودك في الهوى هَتَك استتاري ... وعاونه البكاء على اشتهاري
__________
[1] شذرات الذهب 3/ 11.
[2] وفي تاريخ بغداد 11/ 350 رقم 6194 «أبو الحسن» ، يتيمة الدهر 1/ 198- 200، الأنساب 6/ 231، المنتظم 7/ 59، اللباب 2/ 55، 56، وفيات الأعيان 3/ 371- 373، البداية والنهاية 11/ 272، سير أعلام النبلاء 16/ 111 رقم 77، النجوم الزاهرة 4/ 63، 64، هدية العارفين 1/ 680.(26/75)
ولم أخلع عِذاري فيك إلّا ... لما عاينت من حُسن العذارِ
وكم أبصرتُ من حُسْنٍ ولكنْ ... عليك لشقوتي وقع اختياري [1]
وله:
سفرْن بُدُورًا وانْتَقَبْن أَهِلَّةً ... ومِسْنَ غُصُونًا والتَفَتْنَ جَاذِرا
وأَطْلَعْن في الأجياد بالدرّ أنْجُمًا ... جُعلْن لحبّات الثغور ضَرَائرا [2]
علي بن الحسين بن علي أبو الحسن العبسي المصري الفرّاء، صاحب التاريخ.
كذا ذكره أبو القاسم بن منده.
عليّ بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم الحلاب.
يروي عن بكر بن سهل الدمياطي.
توفي في رجب.
عَليّ بن هَارُون بن عَليّ [3] بن يَحْيَى بن أبي منصور بن المنجّم أبو الحسن البغدادي.
وُلد سنة ست وسبعين ومائتين بعد وفاة جدّه بسنة.
وروى عن: بِشْر بن موسى، ومحمد بن العبّاس البريدي، وجماعة.
وعنه: ابنه أحمد، والحسن بن يحيى النوبختي [4] ، والمرزباني.
وكان أديبًا إخباريًا شاعرًا مُحٍسنًا. فمن شعره:
__________
[1] وفيات الأعيان 3/ 5 372.
[2] البيتان في يتيمة الدهر 1/ 198، ووفيات الأعيان 3/ 372.
[3] تاريخ بغداد 12/ 119 رقم 6566، معجم الأدباء 15/ 112، الفهرست 144، يتيمة الدهر 3/ 101، معجم المرزباني 156، وفيات الأعيان 3/ 375 رقم 369، نشوار المحاضرة 3/ 203، اللباب 3/ 260، مرآة الجنان 2/ 350، الوافي بالوفيات 22/ 276- 278 رقم 205.
[4] في الأصل «البوبنحي» .(26/76)
بيني وبين الدهر فيك عتابُ ... (هل يُرتَجَى من غَيْبَتَيكَ إيابُ) [1]
لولا التَّعَلُّل بالرجاء تقطّعت [2] ... نفس عليك شعارها الأوصاب
لا يأس من فرجِ [3] الإله فربَّما ... يصلُ القَطوعُ ويقدِم [4] الغيابُ
ومن شعره:
كيف نال [5] العثارُ من لم يزل من ... هـ مُقيلًا في كل خَطْب جسيمْ
أو [6] ترقّى الأذى [7] إلى قدمٍ لم ... يَخْطُ [8] إلّا إلى مقامٍ كريمْ
قال الخطيب: توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
على بن يعقوب بن إسحاق المؤذّن [9] .
سمع: محمد بن العباس الأخرم، وأحمد بن علي بن الجارود، والحسن بن هارون بن سليمان.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعيْم.
تُوُفّي في شهر رمضان.
محمد بن أحمد بن إسحاق [10] بن إبراهيم النيسابورىّ، أبو عمرو النَّحْوي المعروف بأبي عمرو، والصغير رفيق أبي علي النيسابورىّ في الرحلة.
__________
[1] ما بين القوسين هو الشطر الثاني للبيت الثاني الّذي لم يذكره الذهبي، والصّحيح نقلا عن:
معجم الأدباء، واليتيمة، والمرزباني، ووفيات الأعيان، ونشوار المحاضرة:
بيني وبين الدهر فيك عتاب ... يسطول إن لم يمحه إلا عتاب
يا غائبا بوصاله وكتابه ... هل يرتجى من غيبتيك إياب
[2] في وفيات الأعيان «بالرجا لتقطّعت» . وكذلك في الوافي بالوفيات 22/ 278.
[3] كذا في الأصل، وفي المصادر «روح» .
[4] كذا في الأصل، وفي المصادر «يحضر» و «تحضر» وفي النشوار «فيقدم» .
[5] في الأصل «قال» والتصحيح عن اليتيمة وغيرها.
[6] في الأصل «أم» .
[7] في وفيات الأعيان «الردى» . وكذلك في الوافي.
[8] كذا في الأصل، وفي اليتيمة ووفيات الأعيان والوافي «تخط» .
[9] أخبار أصبهان 2/ 17.
[10] تاريخ بغداد 1/ 277 رقم 117، الوافي بالوفيات 2/ 31 رقم 286.(26/77)
سمع: عبد الله بن شذونة، وأبا [1] القاسم البغوي، وابن جَوصا، وأبا عَرُوبة الحرّاني، وابن قتيبة العسقلاني، وطبقتهم.
وعنه الحاكم وقال: كان كبيرًا في العلوم.
محمد بن أحمد بن قاسم [2] بن هلال أبو عبد الله القيسي القُرْطُبِي.
سمع من عبيد الله بن يحيى، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وجماعة.
وكان مُفْتِيًا أكثر النّاسُ عنه.
محمد بن إسحاق بن مهران [3] شاموخ المقرئ [4] .
روى عن: أحمد البرائي، والحسن بن الحُباب.
روى عنه: يوسف القوّاس، وأبو الحسن بن رزقويه.
قال الخطيب: كثير المناكير.
محمد بْن أحمد بْن موسى [5] بْن هارون الصَّلْت الأهوازي أبو الطيّب.
سكن بغداد، وحَدّث عن أبي خليفة، ومحمد بن جعفر القتّات، وإبراهيم بن شريك.
وعنه: ابنه أحمد، وعبد الرحمن الحربي، ومن القدماء الدارقُطْني وغيره.
قال الخطيب: كان صدوقًا.
محمد بْن أحمد بْن محمد [6] بْن حسين أبو الحسين المُعاذي [7]
__________
[1] في الأصل «أبو» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 66 رقم 1284، جذوة المقتبس 40 رقم 12.
[3] في الأصل «مهروان» والتصحيح عن تاريخ بغداد 1/ 258 رقم 88، المنتظم 7/ 18 رقم 17.
[4] كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد، وفي المنتظم «المنقري» .
[5] المنتظم 7/ 18 رقم 18، تاريخ بغداد 1/ 358 رقم 293.
[6] الأنساب 11/ 380.
[7] المعاذي: بضم الميم وفتح العين المهملة وفي آخرها الذال المعجمة، نسبة إلى آل معاذ،(26/78)
النيسابوري الأديب، شيخ عشيرته المعاذية.
سمع: أبا عبد الله البوسنجي، وإبراهيم بن علي، وإبراهيم بن أبي طالب.
وعنه: الحاكم وغيره وقال: مات في رجب سنة ستين، وله ثلاث وثمانون سنة.
محمد بْن أحمد بْن الحُسَيْن أبو طاهر النيسابوري.
سمع: أبا عبد الله البوسنجي، وطبقته.
وعنه: الحاكم نصر بن جعفر بن علي [1] بن حسن بن منصور بن خالد بن يزيد بن المهلَّب ابن أبي صُفْرة، الإمام أبو منصور المهلَّبي الأزدي السمرقندي، مفتي الحنفيّة وعالمهم بسمرقند.
انتهى إليه معرفة المذهب ودقائقه.
وروى عن: أحمد بن يحيى، وفارس بن محمد، وأحمد بن عم الكلبيّين.
أخذ عنه: الفقيه عبد الكريم بن محمد، وطائفة من الأنساب.
علّقه ابن ناصر المصري.
محمد بن علي بن دحَيْم [2] بن كيسان أبو جعفر الصائغ الشيبانيّ. من سنة إحدى، فيحوّل.
__________
[ () ] وهو بيت كبير بمرو. (الأنساب 11/ 379) .
[1] اللباب 3/ 276، سير أعلام النبلاء 16/ 198، 199 رقم 138، الجواهر المضيّة 3 رقم 566.
[2] العبر 2/ 293، سير أعلام النبلاء 16/ 36، 37 رقم 23، النجوم الزاهرة 3/ 334، شذرات الذهب 3/ 9.(26/79)
أرَّخه هنا ابن [1] حمّاد الكوفي فقال: حدّث في سنة اثنتين وخمسين، قال: وكان شيخًا صالحًا صدوقًا قليل المعرفة بالحديث، كان سماعه في كتب أبيه، وكان أبوه قد شرط على جزء من مُسْنَد ابن أبي غَرَزَة، ما كان في هذا الكتاب عليه إجازة واحدة فلم يسمعه منّي محمد وحسن وحسين، وما كان عليه خرجتان فقد سمعوه منّي، وما عليه ثلاث خرجات فقد سمعوه مرّتين، فلم يضبط هذا الشرط كثير من الناس، واحتجّ من أخذ عنه ما كان أبو ذرّ ابن المنذر قرأه عليه.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [2] بْنِ بشر أبو عبد الله المُزَني المغفلي الهروي.
سمع: أحمد بن نجدة، وعلي بن محمد الجكاني.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو علي بن شاذان، وأبو الحسن بن رزقويه.
ووثّقه الخطيب. وتوفي بنَيسابور.
محمد بن علي بن حسن [3] أبو بكر الشرابي الرّمّاني.
سمع: محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ويوسف القاضي.
وعنه: تمّام الرّازي، وعبد الرحمن بن عمر بن النحّاس، وعقيل، وحسين ابنا عبد الله بن عَبَدان.
قال أبو الفتح بن مسرور: فيه لين.
مُحَمَّد بْن عمر بْن الْحَسَن [4] بْن عُبَيْد، أبو جعفر بن المسلمة.
بغدادي، ثقة.
__________
[1] في الأصل «انّ» .
[2] تاريخ بغداد 5/ 455 رقم 2994.
[3] تاريخ بغداد 3/ 84 رقم 1067.
[4] تاريخ بغداد 3/ 25 رقم 951.(26/80)
سمع: محمد بن جرير الطَّبَري، وأبا [1] عمر محمد بن يوسف القاضي.
وعنه: ابنه أبو الفرج.
محمد بن محمد بن أحمد [2] بن مالك أبو بكر الإسكافي.
سمع: موسى بن سهل الوشّاء، وجعفر بن محمد الصائغ، وأبا [3] الأحوص العُكْبَرِي، والحارث بن أبي أسامة.
وعنه: الدارقُطْني، وابن رزقويه، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان.
قال الخطيب: سمعت البرقاني يثني عليه وأمرنا أن نكتب حديثه.
وتوفي في ذي القعدة.
قلت: له جزء معروف به.
محمد بن وسيم [4] أبو بكر القيسي الطُّلَيْطِلي الضّرير.
سمع بقرطبة من أحمد بن خالد، ومحمد بن أيمن، وقاسم بن أَصْبَغ.
وكان بصيرًا بالحديث حافظًا للفقه، نحويًّا شاعرًا [5] من الأذكياء.
توفي في ذي القعدة.
الوليد بن عيسى بن [6] حارث [7] أبو العباس الأندلسي مولى بني أُمَيّة.
كان بصيرًا بالشٍعْر والأدب في شرح ديوان أبي تمّام الطّائي وشِعْر مسلم بن الوليد، وكان بعيد الصَّيت في تعليم أبناء الملوك.
تُوُفّي في شوّال.
__________
[1] في الأصل «أمّا» .
[2] تاريخ بغداد 3/ 219 رقم 1276.
[3] في الأصل «أما» .
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 67 رقم 1285.
[5] في الأصل «شاعر» .
[6] في الأصل «ابن» .
[7] تاريخ علماء الأندلس 2/ 162 رقم 1512.(26/81)
[وفيات] سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة
أحمد بن إبراهيم بن يوسف [1] بن يزيد بن بُنْدار التَّيْمي، مولاهم الأصبهاني أبو جعفر.
سمع: عِمْران بن عبد الرحيم، وسَهْل بن عبد الله الأصبهاني الزاهد، وإبراهيم بن فَهْد، وإبراهيم بن الحسين الحربي، وغيرهم.
وعنه: علي بن عبد كويه، وأبو نُعَيم الحافظ، والحسن بن محمد بن خشوَيْه الكاتب، وجماعة.
ويعرف بابن أَفْرَجه.
أحمد بن ثابت بن أحمد [2] بن بقية الواسطي الكاتب.
حدّث ببغدادِ فِي هذا العام عن: محمد بن مسلمة الواسطي، وأحمد بن أَبِي عوف البزوري، ومطيّن.
وعنه: ابن رزقويه، وعبد الله بن يحيى السّكّري، وطلحة بن الصفراء.
أحمد بن قاج بن عبد الله [3] أبو الحسين الورّاق.
__________
[1] أخبار أصبهان 1/ 150.
[2] تاريخ بغداد 4/ 58 رقم 1674.
[3] تاريخ بغداد 4/ 355 رقم 2204.(26/83)
كان من أكثر الناس سماعًا ببغداد.
سمع: إبراهيم بن هاشم، ومحمد بن جرير، ومحمد بن محمد بن الباغندي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي.
وعنه: الدارقُطْني، وابن رزقويه، وأبو طالب محمد بن محمد بن غيلان.
وكان ثقة. توفي يوم عيد الفطر.
ذكر الخطيب أنه ورث سبعمائة دينار، فاشترى بجميعها كاغدًا في صفقة، ومكث دهرًا يكتب فيه الحديث، رحمه الله.
أحمد بن أبي بكر محمد [1] بن الزاهد الكبير أبي عثمان سعيد بن إسماعيل أبو سعيد الحِيريّ النَّيْسابوري الشهيد الحافظ [2] .
سمع: أبا عمرو الخفّاف، وعبد الله بن سرفعة، والحسن بْن سُفْيَان، والهيثم بْن خَلَف الدُّوريّ، وحامد بن شعيب، والقاسم بن الفضل الرازي، وخلقا سواهم.
وصنّف «التفسير الكبير» و «الصحيح المخرَّج على صحيح مسلم» والأبواب وغير ذلك. ولما خرج إلى بغداد خرج بعسكر كبير وأموال، واجتمع عليه ببغداد خلق كثير، واستشهد بَطرَسُوس، وله خمس وستون سنة.
روى عنه الحاكم.
إبراهيم بن محمد بن حمزة [3] بن عُمارة، أبو إسحاق بن حمزة الحافظ الأصبهاني.
__________
[1] شذرات الذهب 3/ 12، العبر 2/ 296، تاريخ بغداد 5/ 23 رقم 2366، مرآة الجنان 2/ 350، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 43، تذكرة الحفاظ 3/ 920، سير أعلام النبلاء 16/ 29 رقم 19، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 72، 73.
[2] كتب على الهامش: «النيسابورىّ صاحب التفسير الكبير» .
[3] أخبار أصبهان 1/ 199، شذرات الذهب 3/ 12، مرآة الجنان 2/ 350، العبر 2/ 296 و 297، النجوم 3/ 337، تذكرة الحفاظ 3/ 910، 911، دول الإسلام 1/ 219، سير أعلام النبلاء 16/ 83- 88 رقم 68، الوافي بالوفيات 6/ 117، طبقات الحفاظ 371.(26/84)
قال أبو نُعَيْم فيه: أوحد زمانه في الحفظ، لم ير عبد الله بن طاهر في الحفظ مثله [1] ، جمع الشيوخ والسّنَد، وتوفي في سابع رمضان، وعمارة جدّهم هو ابن حمزة بن يسّار بن عبد الرحمن بن حفص، وحفص هو أخو أبي مسلم الخُرَاساني صاحب الدولة العباسية.
سمع: أبا جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي مُطَيّنًا، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبا [2] شعيب الحرّاني، وأبا خليفة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة سواهم.
وعنه: أبو عبد الله بن منده وقال: لم أر أحفظ منه، وأبو الحسن علي بن عبد كويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نُعَيم أحمد بن عبد الله، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأهل أصْبَهان.
قال أبو جعفر بن أبي السّريّ: سمعت أبا العباس بن عُقْدَةَ يقول: قَلَّ ما رأيت مثل إبراهيم بن محمد بن حمزة في الحَفَظَة.
وقال أبو عبد الله الحاكم: قد كان في عصرنا جماعة بَلَغَ المُسْنَدُ المصنّف على التراجم لكلّ واحدٍ منهم ألف جُزْءٍ، منهم: إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني، وأبو علي الحسين بن محمد الماسرجسي.
قُلْتُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ كِتَابَةً، عَنْ مسعود بن أبي منصور، أنا [3] أبو علي، أنا أبو نعيم، أنا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ إِمْلاءً، أنا [4] عُبَادَةُ بْنُ زِيَادٍ، أنا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورَ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْم الْقِيَامَةِ إِلا سَبَبِي وَنَسَبِي» [5] . وَقَعَ لَنَا من عالي
__________
[1] كذا في الأصل، والعبارة عند أبي نعيم «لم ير بعد ابن مظاهر مثله في الحفظ» وكذا عند اليافعي.
[2] في الأصل «أمّا» .
[3] اختصار لكلمة «أخبرنا» .
[4] في الأصل «أبا» .
[5] أخرجه الإمام أحمد في مسندة 4/ 323، وكتب على هامش الأصل «حديث كل سبب ونسب(26/85)
حَدِيثِهِ وَمِنْ عَالِي حَدِيثِ أَبِيهِ.
بكّار بن أحمد بن بكّار [1] بن بُنان أبو عيسى المقرئ، بغدادي مشهور بالإقراء أقرأ ستين سنة.
قرأ على: عبد الله بن الصَّقر السُّكْري، وأبي علي الحسن بن الحسين الصوّاف صاحب أبي حمدون، وأحمد بن يعقوب بن أخي العرق، وأبي بكر بن مجاهد، وسمع الحديث من أحمد بن علي الأَبّار، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
قرأ عليه: أبو حفص الكتّاني، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي.
وحدّث عنه هو، وابن أبي الفوارس، وأبو العلاء محمد بن الحسن الورّاق.
قال الخطيب: ثقة، وُلد سنة خمس وسبعين ومائتين وتُوُفّي في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين.
قال أبو عمرو الدّاني: ضابط مشهور ثقة.
بُكَيْر بن الحسين بن عبد الله بن مسلمة أبو القاسم الرازي الدرهمي.
وُلد سنة أربع وستين ومائتين.
سمع بمصر: بكّار بن قُتَيْبَة، وعبد الله بن أبي مريم، وغيرهما.
وعنه: عبد الرحمن بن النحّاس.
__________
[ () ] منقطع» .
[1] تاريخ بغداد 7/ 134 رقم 3577، الوافي بالوفيات 10/ 186 رقم 4669، شذرات الذهب 3/ 12، المنتظم 7/ 21 رقم 20، العبر 2/ 297، البداية والنهاية 11/ 254، معرفة القراء 1/ 246 رقم 41.(26/86)
بُنْدار بن الحسين الشّيرازي [1] أبو الحسين الزاهد، نزيل أَرّجان [2] .
له لسان مشهور في علم الحقائق، وكان الشِّبْلِيُّ [3] يُعَظّمه.
روى عنه: عبد الواحد بن محمد الأصبهاني، وغيره.
قال السُّلمي: كان بندار بن الحسين عالمًا بالأصول، ردّ على محمد بن خفيف في مسألة الإعانة وغيرها.
قلت: وقد روى عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي حديثًا واحدًا، وكان ذا أموال كثيرة فأنفقها وزَهِد.
وقال محمد بن عبد الله الرازي: أنشدني بندار بن الحسين:
نوائب الدّهر أدّبتنيِ ... وإنّما يُوعَظُ الأديبُ
قد ذُقْتُ حُلْوًا وذُقْتُ مُرًّا ... كذلك عَيْشُ الفتَى ضُرُوبُ
ما مَرَّ بوسٌ ولا نَعيمٌ ... إلّا ولي فيهما نصيب [4]
قال السُّلمي: قال [5] عبد الواحد بن محمد بن شعيب: [سمعت] [6] بندارًا يقول [7] : دخلت على الشّبلي ومعي تجارة بأربعين ألف دينار فنظر في
__________
[1] حلية الأولياء 10/ 384، طبقات الصوفية 467- 470، الرسالة القشيرية 38، طبقات السبكي 2/ 190، معجم البلدان 3/ 256، الوافي بالوفيات 10/ 292 رقم 4801، طبقات الشعراني 1/ 146، تبيين كذب المفتري 179- 181، طبقات الأولياء 120، 121، سير أعلام النبلاء 16/ 108، 109 رقم 73، النجوم الزاهرة 3/ 338، نتائج الأفكار القدسية 2/ 7.
[2] أرّجان: بفتح أوّله وتشديد الراء، مدينة كبيرة برّية بحرية، سهلية جبلية، بين شيراز والأهواز.
(معجم البلدان 1/ 143) .
[3] هو: دلف بن جعفر، ويقال ابن جحدر، ويقال: جعفر بن يونس. توفي سنة 334 هـ.
ترجمته في تاريخ بغداد 14/ 389، المنتظم 6/ 347، صفة الصفوة 2/ 258، حلية الأولياء 10/ 366، وفيات الأعيان 2/ 273، المنتظم 6/ 347، طبقات السلمي 340 رقم 62، الديباج المذهب 116، النجوم الزاهرة 3/ 289، الوافي بالوفيات 14/ 25 رقم 22، شذرات الذهب 2/ 338، معجم الشيوخ لابن جميع 170.
[4] الأبيات في: طبقات الصوفية 470، وطبقات الأولياء 121.
[5] في الأصل «بن» .
[6] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل.
[7] في الأصل «أيقول» .(26/87)
المرآة فقال: المرآة تقول: إنّ ثَمَّ سببًا [1] ، قلت: صدقت المرآة، فحملت إليه ستَّ بِدَرٍ، ثم لزِمْتُه حتى حملت جميع مالي إليه، فنظر مرّةً في المرآة وقال: المرآة تقول: ليس ثَمَّ سبب، فقلت: صدقت.
جعفر بن محمد بن أحمد [2] بن الحكم الواسطي المؤدّب.
سمع: إدريس بن جعفر العطار، ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بن موسى، وجماعة.
وعنه: ابن رزقويه، وطلحة الكتّاني، وأبو على بن شاذان.
وثّقه الخطيب.
سعيد بن عثمان بن سعيد [3] بن السَّكَن أبو علي البغدادي ثم المصري البزّاز الحافظ.
وُلد سنة أربع وتسعين ومائتين، وسمع بمصر والشام والجزيرة والعراق وخُراسان وما وراء النهر، وكان كبير الشأن مُكْثِرًا مُتْقِنًا مُصَنِّفًا بعيد الصيت، له تجارة في البَزِّ [4] .
سمع: محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وسعيد بن هاشم الطبراني، وعلى بن أحمد علان، وأبا جعفر الطحاوي، وأبا القاسم البَغَوي، وابن صاعد، ومحمد بن يوسف الفَربْري، وأبا حَامد بن الشرقي، ومكّي بن
__________
[1] في الأصل «سبب» .
[2] المنتظم 7/ 21 رقم 22، تاريخ بغداد 7/ 231 رقم 3717، العبر 2/ 297، شذرات الذهب 3/ 12، سير أعلام النبلاء 16/ 30 رقم 20.
[3] تهذيب ابن عساكر 6/ 154، الوافي بالوفيات 15/ 242 رقم 341، العبر 2/ 297، سير أعلام النبلاء 16/ 117، تذكرة الحفاظ 3/ 937، 938، دول الإسلام 12/ 219، النجوم الزاهرة 3/ 338، طبقات الحفاظ 378، 379، حسن المحاضرة 1/ 351، 352، شذرات الذهب 3/ 12، هدية العارفين 1/ 389، الرسالة المستطرفة 23.
[4] في النجوم الزاهرة 3/ 338 «البرّيّة» .(26/88)
عبدان، وأبا عروبة الحّراني، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وابن جَوْصا.
وعنه: أبو سليمان بن زَبْر، وابن مَنْدَه، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وعلي بن محمد الدّقّاق، وعبد الله بن محمد بن أسد القرطبي، وجماعة من الأندلسيّين والمصرييّن.
وقع كتابه «المنتقى الصحيح» إلى أهل الأندلس وهو كبير.
تُوُفّي في المحرّم.
وقد روى عنه صحيح البخاري ابن أسد الْجُهَني [1] ، وأبو عبد الله محمد ابن أحمد بن يحيى بن مفرّج، وأبو جعفر بن عون الله.
شجاع بن جعفر [2] أبو الفوارس البغدادي الورّاق الواعظ.
سمع: أبا جعفر ابن المُنَادي، وأبا بكر الصّاغاني، وعبّاس بن محمد الدُّوري، وأحمد بن عبد الجبّار العُطاردي، وعبد الله بن شبيب المدني، وأحمد بن ملاعب.
وعنه: أبو حفص الكتّاني، وهلال الحفّار، وعلى بن داود الرزّاز، وأبو علي ابن شاذان، وغيرهم.
وكان أَسْنَد من بقيِ ببغداد، وحدّث بعُلوَّ في آخر مُسْنَد عمر النّجّاد.
عبد الله بن الحسن بن بُنْدار [3] بن ناجية بن سَدوس بن محمد المَديني الأصبهاني.
سمع: أَسِيد بن عاصم، وأحمد بن مَهْدِيّ بأصبهان، ومحمد بن
__________
[1] في النجوم «الجهمي» .
[2] تاريخ بغداد 9/ 253 رقم 4829، المنتظم 22 رقم 23، العبر 2/ 298، شذرات الذهب 3/ 12، مرآة الجنان 2/ 351، سير أعلام النبلاء 16/ 37، 38 رقم 24، النجوم الزاهرة 3/ 339.
[3] أخبار أصبهان 2/ 86، شذرات الذهب 3/ 13، العبر 2/ 298، سير أعلام النبلاء 16/ 44 رقم 28، النجوم الزاهرة 3/ 339.(26/89)
إسماعيل الصائغ بمكة.
وعنه: علي بن عبد كويه، وأبو أحمد عبد الله بن عمر السّكّري، وأبو بكر بن أبي على المعدل، وأبو نعيم الحافظ.
عبد الله بن عمر بن إسحاق أبو جعفر المصري.
يروي عن: ابن علاثة وغيره.
عبد الله بن محمد بن العبّاس [1] أبو محمد المكّي الفاكهي.
سمع: أبا يحيى عبد الله بن أبي مَسَرَّة وغيره.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأحمد بن أحمد بن حسن البزاز شيخ البَيْهَقِيّ، وأبو القاسم عبد الملك بن بِشْران، وأبو محمد بن النحّاس، وجماعة.
وكان أَسْنَدَ من بقي بمكّة، وله كتاب «أخبار مكة» في مجلَّدَتَين عند صاحبنا ابن حبّه من الحافظ.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] أبو محمد الحيري، ويُعرف بالرازي الزاهد، من كُتّاب مشايخ الصوفية [3] .
سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وجعفر بن محمد التركي، وأحمد بن نجدة الهَرَوي، ويوسف القاضي، وغيرهم.
وكان من أكابر أصحاب الزاهد أبي عثمان الحيري.
قال السُّلمي: صَاحَبَ الْجُنَيْدَ، وأبا عمران الكبير [4] ، ومحمد بن الفضل، ورويم، وسمنون، وأبا علي الجوزجاني، ومحمد بن حامد.
__________
[1] العبر 2/ 298، شذرات الذهب 3/ 13.
[2] طبقات الصوفية 288، الرسالة القشيرية 31، سير أعلام النبلاء 16/ 65، 66، طبقات الشعراني 1/ 141، نتائج الأفكار القدسية 2/ 4.
[3] كتب على الهامش «الرازيّ الزاهد من مشايخ الصوفية» .
[4] في الأصل «أبا عثمان بكرمه» والتصويب من طبقات الصوفية.(26/90)
وكان أبو عثمان يكرمه ويبجّله وهو من أَجَلّ مشايخ نَيْسَابُور في وقته، له من الرّياضيات ما يعجز عن سماعها إلّا أهلها. وكان عالمًا بعلوم هذه الطّائفة، وكتب الحديث الكثير، وكان ثقة.
قلت: وروي عنه أبو عبد الرحمن السُّلميّ، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو علي بن حُمْشاد الصائغ.
قال السُّلَمي: سمعته يقول: قيل لبعض العارفين: ما الذي حَبَّبَ إليك الخلوة ونفى عنك الغفلة؟ قال: وثبة الأكياس من مخّ الدنيا.
وقال السُّلمي: هو أَجَلُّ شيخٍ رأيناه من القوم وأقدَمُهُم، وقد صحب محمد بن علي التِّرْمِذِي والكبار، ويرجع إلى فنون من العلم، وكتب الحديث الكثير. وله رياضات واجتهادات يطول ذكرها. وقد امتُحِن في آخر عمره بحَدَث من أهل نَيْسَابور، كشفت تلك المحنة عن جلالته وعِظَمِ شأنه.
سمعته يقول: إذا رأيت المريد يحبُّ السَّماع فاعْلَمْ أنّ فيه بقيّةَ من البطالة.
عبد الصمد بن الحسين بن يوسف [1] بن يعقوب الأّزْدي القاضي.
بغداديُّ يُكْنَى أبا الحسين، من بيتِ عِلْمٍ.
حدث بمصر: عن محمد بن جعفر القتّات.
وعنه: عبد الواحد بن مسرور، ووثّقه.
عبد الملك بن محمد أبو مروان المدني، قاضي المدينة.
عبد الملك بن هذيل بن إسماعيل [2] أبو مروان التميمي القرطبي.
سمع أحمد بن خالد الخشّاب، وابن أيمن، وبمكّة ابن الأّعْرابي.
ولزم العُزْلَة والزُّهْد، وكان من الراسخين في العِلْم، رضي الله عنه.
وهو أخو يحيى بن هزيل الشّاعر، سيأتي سنة إحدى وسبعين.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 41 رقم 5719.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 274 رقم 822.(26/91)
عبد الواحد بن أحمد بن علي بن أبي الخصيب أبو علي.
توفي بتنّيس في المحرَّم.
عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم [1] بن الواثق بن المعتصم، أبو محمد العباسي الهاشمي البغدادي.
سمع: أبا مسلم الكّجي، وأبا شعيب الحّراني، وموسى بن هارون، ويوسف بن يعقوب القاضي، وخَلَف بن عَمرو العُكْبَرِي.
وعنه: الدار الدارَقُطْنيّ، وأبو الحسن بن رزقويه، وابن ابنه أحمد بن عمر بن عبد العزيز، وغيرهم.
وثّقه الخطيب.
علي بن إبراهيم أبو الحسن المُسْتَمْلِي [2] النجّاد.
سمع: السّرّاج، وإمام الأئمة ابن خزيمة الباغندي.
وعن: ابن رزقويه، وابن الفضل القطّان.
علي بن يعقوب بن إبراهيم [3] بن شاكر بن زامل بن أبي العقب علي بن الحسن دليل.
روي عن: يوسف القاضي، وغيره.
روى عنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وغيرهما.
وثّقه الخَطيب.
أبو القاسم الهمداني الدمشقي [4] (أحد محدّثي الشام الثقات) [5] .
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 457 رقم 5624.
[2] تاريخ بغداد 11/ 338 رقم 6174.
[3] العبر 2/ 298، شذرات الذهب 3/ 13.
[4] تاريخ دمشق 30/ 203- 206 و 253، الأنساب 8/ 304، اللباب 2/ 299، 300، شذرات الذهب 3/ 13، تاريخ التراث العربيّ 1/ 471، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان (من تأليفنا) 3/ 367، 368 رقم 1129.
[5] ما بين القوسين مضطرب في الأصل. واسمه: علي بن عقب بن إبراهيم بن شاكر بن زامل، المعروف بابن أبي العقب مولى ابن معيوف.(26/92)
سمع: أبا زُرْعة البصْري، والقاسم بن موسى بن الأشيب، وأحمد بن الْمُعَلَّى، والحسن بن جرير الصُّوري، وأنس بن السلم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، سمع منه في الحج. وقرأ بحرف عاصم على: أحمد بن نصر بن شاكر، عن الحسين العجلي، عن يحيى بن آدم.
وقرأ عليه: مظفَّر بن أحمد الدَّينوَرِي. وحدَّث عنه: تمّام الرّازي، وأبو نصر بن هارون، وعبد الرحمن بن ياسر الْجَوْبَرِي، وعبد الواحد بن مشماش، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وناقلته عَبْد الرَّحْمَن بْن الحسين بْن الحَسَن بن علي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأبو العبّاس بن الحاج الإشبيلي.
وآخر من روى عنه أبو الحسن بن السمسار.
مولده سنة إحدى وستّين ومائتين، وله شِعْر حَسَن. وكانت وفاته في ذي الحجّة من السنة.
قاسم بن محمد بن قاسم [1] بْن سيّار مَوْلَى الْوَلِيد بْن عَبْد الملك الأموي القرطبي، من بيت علم وجلالة. يكنى أبا محمد.
سمع من: عبيد الله بن يحيى، والأعناقي، وغيرهما، وكان عارفًا بمذهب مالك.
ولي قضاءَ أستِجَة [2] وقَبْرَة [3] وإشبيلية، وحُمِدَتْ سيرتُه. وكانت وفاته فجأة.
محمد بن أحمد بن محمد [4] بن خروف، أبو بكر المدني، ثم المصري.
سمع: محمد بن علي الصائغ، وموسى بن هارون الجمّال، والحسن بن علي بن موسى، وأحمد بن علي بن سهل المروزي.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 355 رقم 1049، بغية الملتمس 432 رقم 1293.
[2] بالكسر ثم السكون، وكسر التاء. اسم لكورة بالأندلس متّصلة بأعمال ريّة بين القبلة والمغرب من قرطبة. (معجم البلدان 1/ 174) .
[3] قبرة: بلفظ تأنيث القبر. كور من أعمال الأندلس تتّصل بأعمال قرطبة من قبليّها. (معجم البلدان 4/ 305) .
[4] النجوم الزاهرة 3/ 339.(26/93)
وقع لنا جزء من حديثه.
روى عنه: أبو عبد الله بن نظيف، وأبو محمد بن النحّاس، وجماعة.
توفي في ذي الحجّة.
محمد بن أحمد بْن أَبِي القاسم [1] عَبْد اللَّه بْن محمد البَغَوي أبو الفتح.
سمع: مُعْجَم الصّحابة من جدّه، وروى عنه وعن بِشْر بن موسى.
وعنه: ابن رزقويه، وعبد الرحمن بن عمر النحّاس.
قال الخطيب: لم يبلغني من حاله إلّا خَيْر.
محمد بن أحمد بن عقبة القاضي أبو محمد المروزي الحنفي، من كِبارِ الأئمة.
وُلِّيَ قضاء نَيْسَابُور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة بعد يحيى بن منصور القاضي، فحكم نحوًا من سبع سنين، ثم عُزِل بقاضي الحرمين، ثم وُلِّيَ قضاءَ بُخارى حتى مات في سنة ثلاثٍ هذه.
حدّث عن: عبد الله بن محمود المروزي.
وعنه: الحاكم وأثنى عليه.
محمد بن إبراهيم بن حسن، أبو عبد الله النَّيْسَابُوري نزيل نَسًا [2] .
سمع البوشنجي، وإبراهيم بن أبي طالب، وخرّج لنفسه فخلَّط وبان جهلُه.
روى عنه الحاكم وغيره.
محمد بن إسحاق بن أيوب [3] بن كُوشيذ [4] أبو بكر الأصبهاني المقرئ.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 312 رقم 195، المنتظم 22 رقم 27.
[2] نسا: بفتح أوله. مدينة بخراسان. (معجم البلدان 5/ 281 و 282) .
[3] أخبار أصبهان 2/ 284.
[4] في الأصل «كوشند» .(26/94)
سمع: إبراهيم بن سَعْدَان، وأبا مسلم الكجّي [1] ، وجماعة.
وعنه: علي بن عبد لوين، وأبو بكر بن أبي على المعدل، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله.
محمد بن الحسن بن عمر القرَشي مولاهم أبو بكر الدمشقي ويُعرف بابن مزاريب.
روى عن: أبي زُرْعَة الدمشقي، وغيره.
وعنه: تمّام الرازي، وعبد الواحد بن بكر، وعبد الرحمن بن محمد بن نصر.
مات في شوَّال.
محمد بن عُبَيْد [2] اللَّه بن المَرْزُبان [3] بن سوار الأصبهاني أبو بكر الواعظ.
سمع: محمد بن يحيى بن منْدَه، وإبراهيم بن متَّوَيْه، وعبد الله بن زيدان الكوفي، وأبا القاسم البَغَوِي.
وكان وَرِعًا صالحًا. صَاحَبَ أبا عبد الله الخشوعي.
وعنه: أبو نُعَيْم.
محمد بن عثمان بن سعيد [4] أبو عبد الله الأندلسي.
حدّث عن أبي خليفة في هذا العام.
محمد بن مالك بن الحسن بن مالك أبو صخر السعدي المروزي.
نزيل بلخ.
__________
[1] ويقال «الكشّي» .
[2] في الأصل «عبد» .
[3] أخبار أصبهان 2/ 290.
[4] توفي سنة 371 هـ. (تاريخ علماء الأندلس 2/ 82 رقم 133) .(26/95)
محمد بن محمد بن يحيى أبو الفضل القرّاب الهروي.
توفي بسمرقند في شوّال، وحُمِل إلى هَرَاة [1] .
حدّث عن: محمد بن يوسف الفربري، ومحمد بن نوح الْجُنْدَيْسَابُوري.
وعنه: أبو الحسن الديناري.
محمد بن النعمان بن نصر [2] أبو بكر العنسي إمام الجامع بصُور.
سمع: محمد بن على بن حرب الرقّي، وجعفر بن محمد الهمداني [3] ، وعبد الجبّار بن محمد بن كوثر.
وعنه: تمّام الرازي، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وشهاب بن محمد الصُّوري.
حدّث في هذا العام.
محمد بن هارون بن شُعَيْب [4] بن عبد الله بن عبد الواحد. ويقال: بعد شعيب: بن عَلْقمة بن سعد، ويقال: بن عبد الله بن ثمامة من ولد أنس بن مالك، ويقال: بن حِبان بن حكيم أبو علي الأنصاري الدمشقي من سكان قرية قَيْنِيَة [5] غربيّ الْمُعَلَّى.
سمع بالشام ومصر والعراق وأصبهان، وصنفّ وخرّج.
سمع: عبد الرحمن بن حاتم المرادي، وأبا علاثة محمد بن عمرو،
__________
[1] بالفتح. مدينة عظيمة مشهورة من أمّهات مدن خراسان. (معجم البلدان 5/ 396) .
[2] الأنساب 357 أ، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 36/ 338 و 40/ 126، المقفى للمقريزي (مخطوطة دار الكتب المصرية) 4/ 174، موسوعة علماء المسلمين ج 5/ 25، 26 رقم 25، 26.
[3] في الأصل «الهنداني» .
[4] الوافي بالوفيات 5/ 147 رقم 2162، العبر 2/ 298، شذرات الذهب 3/ 13، مرآة الجنان 2/ 351.
[5] بالفتح ثم السكون وكسر النون وياء خفيفة. قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق صارت بساتين في أيام ياقوت الحموي. (معجم البلدان 4/ 425) .(26/96)
وبكر بن سهل، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم البُسري، وزكريا بن يحيى حَفّاظ السنة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن خُلَيْد الحلبي، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، والفِرْيابي، وأبا خليفة، وعَبْدان، وطائفة.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وابن مَندَه، وتمّام، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي، وعبد الوهاب المَيْداني.
ووُلد في رمضان سنة ست ومائتين.
قال عبد العزيز الكتّاني: كان يُتَّهم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُونُسَ، وَمحمد بْنُ يُوسُفَ الذَّهَبِيُّ. قَالُوا: أنا مُكْرَمُ بْنُ محمد بْنِ حَمْزَةَ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ السُّوسِيُّ سنة ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ محمد بْنِ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ محمد بْنُ هَارُونَ، أنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السِّجْزِيُّ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالا: ابْنُ حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ محمد بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ الرَّأْسِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ، كَثَّ اللِّحْيَةِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ [1] ، وَالْقَدَمَيْنِ هَدْبَ الأَشْفَارِ، مُشْرَبَ الْعيَنيْنِ حُمْرَةٌ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا [2] . صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال المَيْداني وغيره: توفي سنة ثلاثٍ وخمسين.
محمد بن هارون الطَّرزي أبو سهل نزيل طرسوس.
__________
[1] شثن الكفّين: يعني أنها إلى الغلظ.
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسندة 1/ 96 والترمذي (6637) في المناقب، والإمام مالك في الموطّأ 2/ 919 في أول كتاب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والبخاري 6/ 415 في المناقب، ومسلم (2347) في الفضائل. وانظر: الجزء الخاص بالسيرة النبويّة من تاريخ الإسلام (بتحقيقنا) ص 434.(26/97)
سمع: محمد بن يونس الكديمي.
محرز بن جعفر الرازي أبو الحسن الصُّوفي الزاهد. له حكايات.
مَسْلَمَة بن القاسم بن إبراهيم [1] أبو القاسم القُرْطُبي.
سمع: محمد بن عمر بن لُبَابة، وأحمد بن خالد، وجماعة، ورحل إلى المشرق فسمع بالقيروان من أحمد بن موسى، وعبد الله بن محمد بن فُطَيْس، وبأطرابلس من صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ الكوفي، وبإقريطش [2] من أحمد بن محمد بن خَلَف، وبمصر من محمد بن زيان، وأبي جعفر الطحاوي، وبمكة من الدّيْبُلي، وبواسط من علي بن عبد الله بن مبشّر، وبالبصرة من أبي رَوْق الهزّاني، وببغداد من أبي بكر بن زياد النَّيْسَابُوري، وبسيراف واليمن والشام، ورجع إلى اندلس بعلم كثير، ثم كُفَّ بَصَره، وأكثر عنه الناس.
قال ابن الفَرَضيّ: وسمعتُ من نَسَبه إلى الكذِب. وقال لي محمد بن يحى بن مفرّج: لم يكن كذَّابًا، وكان ضعيف العقل، وحُفِظ عليه كلام سوء في التشبيه.
مُعَلَّى بن سعيد أبو خازم [3] التنوخي، بغدادي سكن مصر.
وحدّث عن: بِشْر بن موسى، وأبي خليفة، ومحمد، بن جرير الطَّبَريّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو القاسم بن الثّلاج، وعبد الغني بن سعيد الحافظ وقال: كتبنا عنه وما كان ممن يُفْرَح به.
قلت: وهو الذي تفرّد بحكاية الهميان عن ابن جرير وفي النفس من ثُبُوتها شيء. ويُعرف بالشَّيْبي.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 128 رقم 1423.
[2] هو الاسم العربيّ لجزيرة كريت اليونانية الآن.
[3] تاريخ بغداد 13/ 190 رقم 7167.(26/98)
مكّي بن إسحاق بن إبراهيم أبو القاسم البخاري، قاضي بلْخ.
توفي ببخارى في ربيع الأول.
مَيْسَرة بن علي القزْويني أبو سعيد، من كبار المحدَّثين ببلده.
سمع محمد بن أيوب الرّازي وغيره، وروى الكثير.
يقال إنّه كتب ثلاثة ألاف جزء.
أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان الحِيري.
مرّ في: أحمد بن محمد.(26/99)
[وفيات] سنة أربع وخمسين وثلاثمائة
أحمد بن إبراهيم بن أحمد [1] بن عطيّة أبو بكر بن الحداد البغدادي مولى بني الزُّبَيْر بن العَوَّام.
سمع: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وعبد الرحمن بن الروّاس، وأَنَس بن المسلم بدمشق، وبكر بن سهْل الدَّمْياطي بدِمْياط، ويوسف القاضي، وجماعة.
وعنه: الحافظ عبد الغني، وعلي بن عبد الله بن جَهْضَم، وعبد الرحمن بن عمر النحّاس، ومحمد بن نظيف.
ووثّقه الخطيب. تُوُفّي بتنّيس، وحُمِل فيما قيل إلى بغداد. عاش أربعًا وثمانين سنة.
أحمد بن إبراهيم بن حَوْصَل الكوفي ثم البخاري أبو الأسد.
سمع: صالح بن محمد جزرة، وحامد بن سهل، وإبراهيم بن معقل.
توفّي في ذي القعدة.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 17 رقم 1610، الوافي بالوفيات 6/ 213 رقم 2677، العبر 2/ 299، شذرات الذهب 3/ 13.(26/101)
أحمد بن الحسين بن الحسن [1] بن عبد الصمد أبو الطيّب الْجُعفيُّ الكوفيِ المتنّبي الشاعر.
ولد سنة ثلاث وثلاثمائة. وأَكْثَرَ المقامَ بالبادية لاقْتباس اللغة، ونظر في فنون الأدب والأخبار وأيّام الناس، وتعاطى قوْلَ الشعر في صِغَره حتى طُبع فيه للغاية، وفاق أهلَ عصره، ومدح الملوك، وسار شعره في الدنيا.
مدح سيفَ الدولة أبا الحسن بن حمدان بالشام، والأستاذ كافور الإخشيدي بمصر، وحدّث ببغداد بديوانه.
روى عنه: أبو الحسن محمد بن أحمد المَحَامليّ، وعلي بن أيوب القمّي، وأبو عبد الله بن باكويه الشّيرازي، وأبو القاسم بن حبيش الحمصي، وكامل بن أحمد العزايمي، والحسن بن علي العلوي، وعنهم رَوَوْا عنه من شعره. وكان أبوه سقّاءً بالكوفة يلقَّب بعُبَيْدان.
قال أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي: حدّثني كُتُبيُّ كان يجلس إليه المتنّبي قال: ما رأيت أحْفَظَ من هذا الفتى ابن عبيدان كان اليوم عندي وقد أَحضر رجلٌ كتابًا من كُتُب الأصمعيّ نحو ثلاثين ورقة ليبيعه، فأخذ ينظر فيه طويلًا، فقال له الرجل: يا هذا أريد أن أبيعه، فإن كنت تريد حفظه فهذا يكون بعد شهر، فقال له ابن عُبَيدان: فإن كنت قد حفظته فما لي عليك؟
قال: أَهَبُهُ لك. قال: فأخذت الدفتر من يده، فأقبل يقرأ عليّ إلى آخره، ثم
__________
[1] يتيمة الدهر 1/ 90، تاريخ بغداد 4/ 102 رقم 1758، المنتظم 7/ 24 رقم 29، مرآة الجنان 2/ 351، الوافي بالوفيات 6/ 336 رقم 2841، وفيات الأعيان 1/ 120، النجوم الزاهرة 3/ 340، الفهرست 1/ 169، الأنساب 2/ 506، البداية والنهاية 11/ 256، تهذيب الأسماء للنووي 2/ 258، الكامل في التاريخ 8/ 186، سير أعلام النبلاء (مخطوط) 10/ 195، لسان الميزان 1/ 159، نزهة الألباء 366، حسن المحاضرة 1/ 323، شذرات الذهب 3/ 13، البيان المغرب لابن عذارى 1/ 228، العمدة لابن رشيق 1/ 64، العبر 2/ 300، تكملة تاريخ الطبري 1/ 194 (حوادث سنة 356 هـ.) ، اللباب 3/ 162، المختصر في أخبار البشر 2/ 105، دول الإسلام 1/ 220، تاريخ ابن الوردي 1/ 290، معاهد التنصيص 1/ 27- 33، روضات الجنات 41، هدية العارفين 1/ 64، أعيان الشيعة 8/ 61- 278.(26/102)
استلبه فجعله في كُمَّه وقام، فَعَلِق به صاحبُهُ وطالبه بالثمن، فمنعناه منه، وقلنا: أنت شَرَطْت عَلى نفسك [1] .
قال أبو الحسن العلوي: كان عُبَيدان يذكر أنّه جعْفِيّ.
قال أبو القاسم التّنُوخيّ: كان المتنبّي خرج إلى حلب وأقام فيهم وادّعى أَنَّه علويَّ، ثم ادّعَى بعد ذلك النُّبوَّة إلى أن شُهِد عليه بالكذِب في الدعوتين، وحُبس دهرًا وأشرف على القتل، ثم استتابوه وأطلقوه.
قال التنوخي: حدّثني أُبَيُّ بن أبي علي بن أبي حامد: سمعنًا خلْقًا بحلب يحكون والمتنّبي بها إذ ذاك أنّه تنبّأ في بادية السَّمَاوَة، قال: فخرج إليه لِؤلؤ أميرٌ حمصي من قِبَل الإخشيديّة فأسره بعد أن قاتل المتنّبي ومَن معه، وهرب مَن كان اجتمع عليه من حلب، وحبسه دهرًا، فاعتلّ وكاد أن يتلف، ثم استُتيب بمكتوبٍ.
وكان قد قرأ على البَوَادي كلامًا ذكر أنّه قرآن أُنْزِل عليه نَسَخْتُ منه سورة فضاعَتْ وبقي أوَّلُها في حِفْظي وهو: والنّجْمِ السَّيّار والفلكِ الدّوّار واللّيل والنّهار إنّ الكافر لَفِي أخطار، امْضِ على سُنَنِك واقْفُ أَثَرَ من كان قَبْلَكَ من المرسلين، وإنّ الله قامِع زَيْغَ مَن أَلْحَدَ في الدّين وضلَّ عن السبيل. قال: وهي طويلة. قال: وكان المتنّبي كان إذا شُوغِبِ في مجلس سيف الدولة- ونحن إذ ذاك بحلب- يُذكر له هذا القرآن فينكره ويَجحده.
وقال له ابن خالَوَيْه النحويّ يومًا في مجلس سيف الدولة، لولا أنّ الآخر جاهلٌ لما رضي أن يُدعى المتنبّي لأنّ متنبّئ معناه كاذب، فقال: إنّي لم أرض أنْ أُدْعَ به.
ومن قوله مما رواه عنه ابن باكويه، سمع منه بشيراز:
وما أنا بالباغي على الحبّ رشْوَةً ... قبيحٌ هوًى يُرجَى عليه ثوابُ
إذا نِلْتُ منك الوُدَّ فالمال هيّن ... وكلّ الّذي فوق التراب تراب [2]
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 103.
[2] ويروى: «ضعيف هوى يبغى عليه ثواب» (شرح اليازجي 1/ 357) وهو من قصيدة يمدح(26/103)
وله:
وبعين مفتقر إليك رأيَتني ... فهَجَرْتَني ورَمَيْتَ بي من حالِقِ [1]
لَسْتَ المَلُومَ أنا المَلُومُ لأنني ... أَنزلت حاجاتي بغير الخالِق
وله شعر بالسَّنَدِ المتَّصل مما ليس في ديوانه. وما خرج من مصر حتى أساء إلى كافور وهجاه، كما ذلك مشهور.
قال المختار محمد بن عبد الله المسبّحي: لما هرب المتنبّي من مصر وصار إلى الكوفة، ثم صار إلى ابن العميد ومدحه، فقيل إنه وصل إليه منه ثلاثون ألف دينار، وفارَقَه ومضى إلى عَضُد الدَّولة إلى شيراز فمدحه، فوصله بثلاثين ألف دينار، ففارقه على أن يمضي إلى الكوفة يحمل عياله ويجيء، فسار حتى وصل إلى النُّعمانية [2] بإزاء قرية، فوجد أثر خيلٍ هناك، فتنسّم خَبَرَها، فإذا هي خيل قد كمنت له لأنّه قصدها، فواقَعُوه فطُعن، فوقع عن فرسه، فنزلوا فاحْتزُّوا رأسه، وأخذوا الذهب الذي معه، وقُتل معه ابنه فخشد وغلامه، وكان معه خمسة غلمان، وذلك لخمسٍ بَقِين من رمضان سنة أربعٍ وخمسين.
وقال الفرغاني: لما رحل المتنبّي من المنزلة جاءه خُفَراءُ فطلبوا منه خمسين درهمًا ليسيروا معه فمنعه الشُّحُّ والكِبْرُ، فقدّموه، فكان من أمره ما كان.
ورثاه أبو القاسم مظفَّر بن علي الزَّوْزَنيّ بقوله:
لا رَعَى الله سِرْبَ هذا الزمانِ ... إذْ دهانا في مثل ذاك اللّسان
__________
[ () ] فيها كافورا ومطلعها:
«منّى كنّ لي أنّ البياض خضاب ... فيخفى بتبييض القرون شباب»
(نفسه/ 253) .
[1] كذا في الأصل، ويروى:
أبعين مفتقر إليك نظرتني ... فأهنتني وقذفتني من حالق
راجع مصادر ترجمته.
[2] النّعمانية: بالضمّ. بليدة بين واسط وبغداد في نصف الطريق على ضفّة دجلة. (معجم البلدان 5/ 294) .(26/104)
ما رأي الناسُ ثانيَ المتنبّي ... أيُّ ثانٍ يُرَى لِبِكْرِ الزّمان
كان في [1] نفسه الكبير في جيشٍ ... وفي كِبْرياءٍ ذي سُلطْان
كان في شعره نبيًّا [2] ولكنْ ... ظهرت مُعجزاتُه في المعاني [3]
وقيل إنه قال شيئًا في عَضُدِ الدولة، فدسّ عليه من قتله، لأنّه لما وفد عليه وَصَله بثلاثة آلاف دينار وثلاثة أفراس مُسْرَجَة مُحلاة وثياب مُفْتَخَرة، ثم دسّ عليه من سأله: أين هذا العطاء من عطاء سيف الدولة؟ فقال: هذا أجْزَل إلّا أنّه عطاءُ مُتَكَلَّفٍ، وسيف الدولة كان يُعطي طبْعًا، فغضب عَضُدُ الدولة، فلما انصرف جهّز عليه قومًا من بني ضبّة، فقتلوه بعد أن قاتل قتالًا شديدًا، ثم أنهزم، فقال له غلامه: أين قولك:
الخَيْلُ واللَّيْلُ والبَيْدَاءُ تعرِفُنيِ ... والحربُ والضَرْبُ والقِرْطَاسُ والقَلَمُ [4]
فقال: قتلتني قاتلك الله، ثم قاتل حتى قُتل.
وقال ضياء الدين نصر الله بن الأثير: سافرت إلى مصر ورأيت الناس يشتغلون بشعر المتنبّي، فسألت القاضي الفاضل فقال: إنّ أبا الطيّب ينطق عن خواطر الناس.
وقال صاحب اليتيمة [5] : استنشد سيفُ الدولة أبا الطيّبِ قصيدَتَه الميميّة وكانت تعجبه، فلما قال له:
وقفت وما في الموت شكُّ لِوَاقِف ... كأنَّك في جفْن الرَّدَى وهو نائمُ
تمرُّ بك الأبطالُ كَلْمَى هَزِيمةً ... ووجْهُك وضّاحٌ وثغْرُك باسِمُ
فقال: قد انتقدنا عليك من البيتين كما انْتُقِد على امرئ القيس قوله:
__________
[1] وقيل «من» .
[2] وقيل: «هو في شعره نبيّ» .
[3] الأبيات في اليتيمة 1/ 189، ووفيات الأعيان 1/ 124.
[4] ويروى: «والضرب والطعن..» وهو من قصيدة ميمية قالها في مجلس سيف الدولة ومطلعها:
واحرّ قلباه ممّن قلبه شبم ... ومن بجسمي وحالي عنده سقم»
(شرح العكبريّ 3/ 362 و 369) .
[5] يتيمة الدهر 1/ 16.(26/105)
كأنّي لم أركبُ جوادًا ولم أَقُلْ ... لخيلي كرّي كَرَّةً بعد إجفالٍ [1]
ولم أسبأ الزّقَّ الرَّوِيَّ للذَّةٍ ... ولم أتبَطّن كاعِبًا ذات خلخالٍ
ولك أن تقول الشطر الثاني من البيت الثاني مع الشطر الأول وشطره مع الثاني. فقال: أيَّدك الله إنْ صح أنّ الذي استَدْرَكَ على امرئ القَيْس أعلمُ بالشِعْر منه، فقد أخطأ امرؤ القيس، وأنا، ومولانا يعرف أنّ الثوب لا يعرفه البزّاز معرفة الحائك، لأنّ البزاز يعرف جملته، والحائك يعرف جملته وتفاريقه، لأنْه هو الذي أخرجه من الغزْل إلى الثوبيّة، وإنّما قرن امرؤ القيس لذَّةَ النساء بلذَة الركُوب إلى الصَّيْد، وقرن السماحة في شراء الخمر للأضياف بالشجاعة في منازلة الأعداء. وأنا لما ذكرت الموتَ في أول البيت أتْبَعْتُه بذِكْر الرَّدَى وهو الموت لتَجَانُسِه، ولما كان وجه المنهزِم لا يخلو من أن يكون عَبُوسًا وعينه من أن تكون باكية. قلت: (ووجهُك وضّاح وثغْرُك باسِمُ) لأجمع بين الأضداد في المعنى، وإنْ لم يتَّسع اللفْظُ لجمعِها. فأُعجِب سيفُ الدولة بقوله، ووصله بخمسمائة دينار [2] .
وكان المتنبّي آيةٌ في اللغة وغريبها، يقال: إنّ أبا عليّ الفارسيّ سأله فقال: كم لنا من الجموع على وزن فَعْلَى؟ فقال لوقته. جحلى وظِرْبَى. قال أبو علي: فطالعت كُتُب اللغة ثلاث ليالٍ على أن أجد لهذين الجمعين ثالثا فلم أجد، وجحلى جمع جحل، وهو طائر معروف، وظربى جمع ظربان وهي دُوَيبة منتنة الرّيح.
ومن قوله الفائق:
رماني الدهْرُ بالأرْزاء حتّى ... فؤادِي في غشاء من نِبَالِ
فصرْتُ إذا أصابتني سهام ... تكسّرتِ النِّصالُ على النّصال [3]
__________
[1] في الأصل (إجفالي) والتصويب عن: شرح الأشعار الستة الجاهلية ج 1/ 138 للوزير أبي بكر بن البطليوسي. تحقيق ناصيف عواد. بغداد سنة 1979.
[2] يتيمة الدهر 1/ 16، 17.
[3] ديوانه بشرح العكبريّ 3/ 9. ومطلع القصيدة:
نعدّ المشرفيّة والعوالي ... وتقتلنا المنون بلال قتال(26/106)
وله في سيف الدولة:
كلّ يومٍ لك ارْتحالٌ [1] جديدٌ ... ومَسيرٌ للمجد فيه مُقَامُ
وإذا كانت النّفوس كبارا ... وتعبت في مُرادِها الأَجَسامُ [2]
وله:
نَهَبْتَ من الأعمار ما لو حَوَيْتَها ... لَهُنِّئتِ الدُّنيا بأنَّك خالِدُ [3]
ومن شعره:
قد شَرَّف الله أرْضًا أنتَ ساكِنُها ... وشرَّفَ النَّاسَ إذْ سَوَّاك إنسانا [4]
وله:
أزُورُهُم وسَوَادُ اللَّيْلِ يشفعُ لي ... وأنْثَني وبياضُ الصُّبْحِ يُغْرِي بي [5]
وله:
لولا المَشَقَّة ساد النّاس كلّهم ... الجود يفقر والإقدام قتّال [6]
__________
[1] وقيل «احتمال» (المنتظم 7/ 29) .
[2] من قصيدة يمدح فيها سيف الدولة. ومطلعها:
أين أزمعت أيّهذا الهمام ... نحن نبت الربا وأنت الغمام
شرح العكبريّ 3/ 343) .
[3] من قصيدة يمدح فيها سيف الدولة، ومطلعها:
عواذل ذات الخال في حواسد ... وإنّ ضجيج الخود مني لماجد
(شرح العكبريّ 1/ 268) .
[4] من قصيدة يمدح أبا سهل سعيد بن عبد الله، ومطلعها:
قد علّم البين منا البين أجفانا ... تدمى، وألّف في ذا القلب أحزانا
(العكبريّ 4/ 220) .
[5] من قصيدة له في مدح كافور، ومطلعها:
من الخاذر في زيّ الأعاريب ... حمر الحلي والمطايا والجلابيب
(شرح العكبريّ 1/ 59) .
[6] من قصيدة يمدح فيها أبا شجاع فاتك، ومطلعها:
لا خيل عندك تهديها ولا مال ... فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
(العكبريّ 3/ 276) .(26/107)
ويحكى عن بعض الفُضلاء قال: وقفت على أكثر من أربعين شرحًا لديوان المتنّبي ما بين مطوَّلٍ ومُخْتَصَرٍ.
وقال أبو الفتح بن جِني: قرأت ديوانه عليه فلما بلغت إلى قوله في كافور:
ألا ليت شِعْري هل أقول قصيدة ... ولا أشتكي فيها ولا أَتَعَتَّب
وبي ما يَذُود الشِعْر عنّي أقلّه ... ولكنّ قلبي يا ابْنَة القومٍ قُلَّب [1]
فقلت له: يعزّ عليّ كيف هذا الشعر في غير سيف الدولة، فقال: [2] حذّرناه وأنذرناه فما نفع، ألست القائل فيه: «أخا الجودِ أعطى الناسُ ما أنت مالك ولا يعطى (مالنا) [3] الناس» ، فهو الذي أعطاني كافورًا بسوء تدبيره وقلّة تمييزه ما أنا قائل.
وبَلَغَنَا أنّ المُعْتَمِد بن عَبّاد صاحب الأندلس أنشد يومًا بيتًا للمتنّبي قوله:
إذا ظَفِرتْ مِنك العيونُ بنظرةٍ ... أثاب بها مُعيي المطيّ ورازمه [4]
فجعل المُعْتَمِد يردّده استحسانًا له، فارتجل عبد الجليل بن وهبون [5] وقال:
لَئنَ جاد شِعْرُ ابن الحُسَين فإنّما ... تجيد العطايا واللُّهَى تفتح اللَّهَى
تَنَبَّأ عُجْبًا بالقَرِيضِ ولو دري ... بأنّك تروي شعره لتألّها [6]
__________
[1] من قصيدة يمدح فيها سيف الدولة الحمداني، ومطلعها:
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب ... وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب
(شرح العكبريّ 1/ 176 و 181) .
[2] كتب أيضا على الهامش «قال» .
[3] عن هامش الأصل. والشطر الثاني مبتور.
[4] من قصيدة يمدح فيها سيف الدولة الحمداني، ومطلعها:
وفاؤكما كالرّبع أشجاه طاسمه ... بأن تسعدا والدمع أشفاه ساجمه
(شرح العكبريّ 3/ 325 و 331) .
[5] وفي الهامش «وقيل ابن زيدون» .
[6] وفيات الأعيان 1/ 124.(26/108)
أحمد بن محمد بن إبراهيم [1] أبو بكر الأصبهاني المؤدب، عُرف بابن دقّ الأديب.
يروي عن: إسحاق بن إبراهيم بن جميل.
وعنه: أبو نُعَيم، وابن أبي علي.
أحمد بن محمد بن أحمد [2] بن الصباح أبو العباس الكبشي البغدادي.
سمع: أحمد بن محمد البرتي، وإبراهيم الحربي، ومُعاذ بن المُثنّى.
قال الخطيب: كان ثقة. [روى] عنه هلال الحفّار.
أحمد بن يعقوب [3] أبو جعفر النحوي البغدادي [يُعرف] ببرزَوَيهِ غلام نِفطَويْه، أصله من أصبهان.
يروي عن: محمد بن نُصَير، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وأبي خليفة.
وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان.
تُوُفّي في رجب.
إبراهيم بن محمد بن سهل أبو إسحاق التّراب.
قتلته الباطنّية بَهَرَاة لإنكاره للمُنْكَر، وصلّى عليه ابنه أبو بكر.
سمع: أبا خليفة الْجُمَحِي، وأبا علي المَوْصِلّي.
وعنه: الجارودي، وغيره.
إبراهيم بن محمد بن أحمد بن بسام، أبو إسحاق الهاشمي العباسي الرشيدي.
يروي عن: بكر بن سهل الدّمياطيّ، وغيره.
لا أعرفه.
__________
[1] أخبار أصبهان 1/ 161، الوافي بالوفيات 7/ 318 رقم 3302.
[2] تاريخ بغداد 4/ 364 رقم 2227.
[3] تاريخ بغداد 5/ 226 رقم 2705.(26/109)
بَكر بن شُعيْب [1] بن بكر بن محمد، أبو الوليد القُرَشي.
سمع: أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وجماعة.
وعنه: ابن مَنْدَه، وتمّام الحافظ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأحمد بن عَوْن الله القُرْطُبي، وهو دمشقي.
تميم بن أحمد بن تميم [2] بن ثابت أبو الحسين البُوَيْطي المصري.
تُوُفّي في رجب. ومولده ببُوَيْط [3] سنة تِسْعٍ وسبعين.
قال الحسين البُوَيْطي الطحّان: حدّثونا عنه.
شاكر بن عبد الله المَصّيصي [4] أبو الحسن.
حدّث ببغداد عن: محمد بن موسى النهرتيري [5] ، وعمرو بن سعد المنبجي، والحسن بن فيل.
وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن طلحة بن عبد الله السُّكّري.
قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيرا.
محمد بن أحمد بن عثمان [6] بن عنبر المروزي.
حدّث في هذه السنة ببغداد عن: أبي العبّاس السرّاج، وابن خُزَيْمة.
وعنه: الدارقُطْني مع جلالته، وأبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن يحيى السّكّري.
وثّقه الخطيب.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 3/ 289.
[2] الأنساب 2/ 339.
[3] بويط: بالضمّ ثم الفتح. قرية بصعيد مصر قرب بوصير. (معجم البلدان 1/ 513) .
[4] تاريخ بغداد 9/ 300 رقم 2842.
[5] في الأصل «الهزيري» والتصحيح عن تاريخ بغداد.
[6] تاريخ بغداد 1/ 318 رقم 211.(26/110)
محمد بن أحمد بن محمد [1] بن قريش البزّاز المجهزّ.
سمع: محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ومحمد بن يحيى المروزي.
وعنه: ابن رزقويه بن داود الرازي، وطلحة الكتّاني.
تُوُفّي في رجب ببغداد، وكان ثقة. قاله الخطيب.
محمد بن أَبان بن سيد [2] بن أبان أبو عبد الله اللخمي القُرْطُبي.
كان عارفًا باللغة والعربية والنَّسَب والأخبار، مصنَّفًا مكِينًا عند الحَكَم المُسْتَنصِر باللَّه.
أخذ عن أبي علي القالي.
محمد بن إبراهيم أبو بكر الْجَوْزي الأديب المسند، أحد الأئمة.
سمع: حمّاد بن مدرك، وجعفر بن أحمد متُّويه.
وعنه: الحاكم، وغيره.
مات بفارس.
محمد بن إسحاق بن أيوب أبو العباس النَّيّسابوري، أخو الإمام أبي بكر الضَّبعيّ، ومحمد الأّسَنّ.
قال الحاكم: لزم الفُتُوَّة إلى عمره، وكان أخوه ينهانا عنه لِما كان يتعاطاه، لا لجَرحٍ في سَماعه.
سمع: إبراهيم بن عبد الله السّعديّ، ويحيى بن محمد الذّهليّ، وسهل بن عمّار، ومحمد بن أيّوب بن الضريس.
وعاش مائة سنة وزيادة أربع سنين، وعُقِد له مجلس الإملاء بعد وفاة أخيه.
قلت: روى عنه الحاكم.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 242 رقم 259.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 67 رقم 1287.(26/111)
محمد بن حبّان بن أحمد [1] بن حبّان بن مُعَاذ بن مَعْبَد بن شهيد بن هُدْبة بن مُرَّة بن سعد بن يزيد بن مُرَّة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حَنْظَلة بن مالك بن زيد بن مَنَاة بن تميم، أبو حاتم التميمي البُسْتي [2] الحافظ العلامة، صاحب التصانيف.
سمع: الحسين بن إدريس الهَرَوي، وأبا خليفة، وأبا عبد الرحمن النَّسائي، وعِمران بن موسى، وأبا يَعْلَى، والحسن بن سُفْيان، وابن قُتَيْبة العَسْقَلاني، والحسين بن عبد الله القطّان، وجعفر بن أحمد الدمشقي، وحاجب بن أرْكين، وأحمد بن الحسن الصوفي، وابن خُزَيْمة، والسرّاج، وهذه الطبقة بالشام والعراق ومصر والجزيرة وخراسان والحجاز.
وعنه: الحاكم، ومنصور بن عبد الله الخالديّ، وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد بن رزق الله السِجِسْتاني، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزَّوزني [3] ، ومحمد بن أحمد بن منصور النَّوقاني، وجماعة.
قال أبو سعيد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زمانًا، وكان من فقهاء الدّين وحُفّاظ الآثار، عالمًا بالطبّ والنجوم وفنون العلم. ألّف «المسند الصّحيح» و «التاريخ» و «الضّعفاء» وفقّه الناس بسمرقند.
وقال الحاكم: كان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال. قدم نَيْسابور فسمع من عبد الله بن شيرويه، ورحل إلى
__________
[1] سير أعلام النبلاء (مخطوط) 10/ 166، عيون التواريخ (مخطوط) 12/ ق 1/ 124، اللباب 1/ 273، الوافي بالوفيات 2/ 317، طبقات السبكي 2/ 141، البداية والنهاية 11/ 259، الكامل في التاريخ 8/ 566، تذكرة الحفّاظ 3/ 125، لسان الميزان 5/ 112، مرآة الجنان 2/ 357، ميزان الاعتدال 3/ 39، العبر 2/ 300، المختصر في أخبار البشر 2/ 111، مفتاح السعادة 2/ 15، النجوم الزاهرة 3/ 342، شذرات الذهب 3/ 16، دول الإسلام 1/ 220، الأنساب 80 ب، معجم البلدان 1/ 415، تلخيص ابن مكتوم 207، طبقات الحفاظ 374، 375، الرسالة المستطرفة 20، 21، إنباه الرواة 3/ 122، مقدّمة صحيح ابن حبّان 1/ 10، موسوعة علماء المسلمين ج 4/ 144- 147 رقم 1362.
[2] البستي: نسبة إلى بست، بالضم. مدينة بين سجستان وغزنين وهراة. (معجم البلدان 1/ 414) .
[3] في الأصل «الزورقي» .(26/112)
بخارى فلقي عمر بن محمد بن بجير، ثم ورد نَيْسابور سنة أربعٍ وثلاثين، ثم خرج إلى قضاء نَسَا، ثم انصرف سنة سبعٍ وثلاثين فأقام بنيسابور وبنى الخانكاه [1] ، وقُرئ عليه جملة من مُصَنْفاته، ثم خرج من نيسابور سنة أربعين إلى وطنه. وكانت الرحلة إليه لسماع مصنّفاته، وقال: كان ثقة نبيلا فَهْمًا.
وقد ذكره ابن الصّلاح في طبقات الشافعية وقال: غلط الغَلَط الفاحش في تصرُّفِهِ.
وقال ابن حبّان- في كتاب «الأنواع والتقاسيم» -: ولعلّنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ.
وقال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري: سِألت يحيى بن عمّار عن أبي حاتم بن حبّان: هل رأيته؟ قال: وكيف لم أره ونحن أخرجناه من سِجِسْتان، كان له عِلْم كبير ولم يكن له كثيرُ دِين، قدم علينا فأنكر الحمد للَّه، فأخرجناه.
قلت: إنكار الحمد وإثباته، مما لم يبتّ به نصّ، والكلام حكم فضول، ومن حُسْن إسلام المرء تركه ما لا يعينه، والأيمان بأنّ الله تعالى ليس كمثله شيء من قواعد العقائد، وكذلك الإيمان [بأنّ] الله بائن من خلقه، متميّزة ذاته المقدّسة من ذوات مخلوقاته.
وقال أبو إسماعيل الأنصاري: سمعت عبد الصمد محمد بن محمد سمعت أبي يقول: أنكروا على ابن حبّان قوله: النّبوّة: العِلْم والعمل، فحكموا عليه بالزندقة وهُجر، وكُتِب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله. وسمعت غيره يقول:
لذلك أخرج إلى سمرقند.
وقال الحاكم: سمعت أحمد بن محمد الطيّبي يقول: تُوُفّي أبو حاتم ليلة الجمعة لثمانٍ بقين من شوّال سنة أربع وخمسين بمدينة بست.
__________
[1] الخانكاه: أو: الخانقاه: جمعه خوانق، وخانقاوات، وهو بيت ينقطع فيه الصوفية للعبادة والذكر. وهي كلمة فارسية الأصل بمعنى بيت، دخلت اللغة العربية منذ انتشار التصوّف.
(انظر كتابنا: تاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس- ص 340) .(26/113)
قلت: قوله النّبُوّة: العلم والعمل، كقوله عليه السلام: الحجّ عَرفَة، وفي ذلك أحاديث. ومعلوم أنّ الرّجل لو وقف بَعَرفَة فقط ما صار بذلك حاجًّا، وإنّما ذكر أشهر أركان الحجّ، وكذلك قول ابن حِبّان فذكر أكمل نُعُوت النبيّ، ولا يكون العبد نبيًّا إلّا أن يكون عالمًا عاملًا، ولو كان عالمًا فقط لما عُدَّ نبيًّا أبدًا، فلا حيلة لبشر في اكتساب النبوّة.
محمد بن الحسن بن يعقوب [1] بن مُقَسّم أبو بكر البغدادي المقرئ العطّار. وُلد سنة خمسٍ وستّين ومائتين.
وسمع: أبا مسلم الكجّي، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ومحمد بن يحيى المروزي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وغيرهم، وقرأ القرآن على إدريس بن عبد الكريم بن خلف، وطال عمره وأقرأ النّاس رواية حمزة.
وقرأ عليه: إبراهيم بن أحمد الطّبري، وأبو الفرج عبد الملك بن بكران النَّهرواني، وأبو الحسن الحمامي، وعلي بْن أحمد بْن محمد بْن دَاوُد الرّزّاز المحدّث شيخ عبد السيّد بن عتّاب في التّلاوة، وغيرهم. وحدّث عنه أبو الحسن بن رزقويه، وابن داود الرزّاز، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم.
وهو راوي أمالي ثعلب عنه، وهو من عوالي ما نقع من طريقه، أعلى من الجزء المنسوب إليه بدرجة.
قال الخطيب: كان ثقة، وكان من أحفظ الناس لنحو الكوفيّين وأعرفهم بالقرآن كتبًا، قال: وطُعن عليه بأن عمد إلى حروفٍ من القرآن تخالف الإجماع، فأقرأ بها، فأنكِر عليه، وارتفع أمرُه إلى الدولة، فاستُتِيب بحضرة الفقهاء والقرّاء وكُتب عليه محضر بتوبته، وقيل: إنّه لم ينزع فيما بعد عن ذلك بل كان يُقرئ بها.
وقال أبو طاهر بن أبي هاشم في كتاب «البيان» : وقد نبغ في عصرنا
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 206 رقم 638، العبر 2/ 301، المنتظم 7/ 30 رقم 31، البداية والنهاية 11/ 259، الوافي بالوفيات 2/ 337 رقم 789، غاية النهاية 2/ 123، ميزان الاعتدال 3/ 44، شذرات الذهب 3/ 16، معرفة القراء 1/ 246(26/114)
نابغ، فزعم أنَّ كل ما صحّ عنده وجهٌ في العربية لحرف موافق خطّ المصحف فقراءته جائزة في الصلاة.
وقال أبو أحمد الفَرَضي راتب المسجد: صلّى مع الناس، وكان ابن مُقَسّم قد وَلّي ظهره القبلة، وهو يصلّي مُسْتَدبِرَها، فأوّلْتُ ذلك ما اختاره لنفسه من القراءات.
تُوُفّي ابن مُقَسّم في ربيع الآخر.
محمد بن عبد الله بن إبراهيم [1] بن عَبْدُوَيْه، أبو بكر الشافعي البزّاز المحدّث.
مولده بجَبُّل [2] في جُمادى الأولى أو الآخرة سنة ستين ومائتين.
وسكن ببغداد، فسمع: محمد بن الجهم السّمَّري، ومحمد بْن شدّاد المِسمعي، وموسى بْن سهل الوشّاء، وأبا قلابة، وعبد اللَّه بْن رَوْح المدائني، ومحمد بْن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن غالب تمتام، وإسماعيل القاضي، وجماعة يطول ذكرهم.
وعنه: الدارقطنيّ، وابن شاهين، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان، وخلق كثير آخرهم أبو طالب بن غيلان.
قال الخطيب: كان ثقة، ثَبْتًا، حسن التصنيف جمع أبوابًا وشيوخًا.
حدّثني ابن مَخْلَد أنّه رأي مجلسًا كُتِب عن الشافعيّ سنة ثماني عشرة وأربعمائة، ولما مَنَعَت الدّيْلَمُ- يعني بني بُوَيْه- الناسَ عن ذِكر فضائل الصحابة وكتبوا سَبّ السّلَف على أبواب المساجد، كان أبو بكر الشافعي يتعمّد
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 456 رقم 2995، الوافي بالوفيات 3/ 347 رقم 1423، المنتظم 7/ 32 رقم 32، العبر 2/ 301، البداية والنهاية 11/ 260، مرآة الجنان 2/ 357، شذرات الذهب 3/ 16، تذكرة الحفاظ 3/ 880، 881، سير أعلام النبلاء 16/ 39- 44 رقم 27، دول الإسلام 1/ 220، النجوم الزاهرة 3/ 343، طبقات الحفاظ 360.
[2] جبّل: بفتح الجيم وتشديد الباء وضمّها، ولام. بليدة بين النعمانية وواسط في الجانب الشرقي. (معجم البلدان 2/ 103) .(26/115)
إملاء الفضائل في الجامع، ويفعل [ذلك] حِسبةً وقُرْبةً.
وقال حمزة السّهْمي: سُئِل الدارقُطْني عن محمد بن عبد الله الشافعي فقال: ثقة جَبَل ما كان في ذلك الوقت أوثق منه.
وقال الدارقُطْني أيضًا: هو الثقة المأمون الذي لم يُغْمَز بحالٍ.
وقال ابن رزقويه: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة أربع.
قلت: و «الغيلانيات» هي أعلى ما يُروى في الدُّنيا من حديثه، وأعلى ما كان عند ابن الحُصَين شيخ ابن طَبَرزَد [1] .
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَالْمُسْلِمُ بْنُ محمد، وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً قَالُوا: أنا عُمَرُ بْنُ طَبَرْزَدَ، أنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، أنا محمد بْنُ محمد، أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا أَبُو يَعلَى محمد بْنُ شَدَّادٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لا يَرْحَمُ النَّاسَ» [2] . قلت: غير الشافعي أعلى إسنادًا منه فإنّه ليس بين سماعه وموته إلّا ثمانية وسبعون عامًا، ومثل هذا كثير الوجود، وإنّما على حديثه تأخّر صاحبه ابن غيلان، وصاحب صاحبه ابن الحصَين، فإنّ كلّ واحدٍ منهما عاش بعد ما سمع ثمانيًا وثمانين سنة، والله أعلم.
محمد بن محرز بن مساور [3] الفقيه أبو الحسن البغدادي الأدمي.
سمع: محمد بن عبيد الله مرزوق، ومُطَيَّنًا، والعمري.
وعنه: أبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة المدني.
وثّقه ابن أبي الفوارس وقال: رأيته.
__________
[1] في الأصل «طرزد» .
[2] أخرجه البخاري 2 في التوحيد، ومسلم 66 في الفضائل، والترمذي 16 في البرّ، و 48 في الزهد، وابن حنبل في مسندة 3/ 40 و 4/ 358 و 360 و 361 و 362 و 365 و 366.
[3] تاريخ بغداد 3/ 287 رقم 1374.(26/116)
محمد بن عُمَر بن إسْمَاعِيل أَبُو بَكْر المقرئ الحطّاب.
سمع: يحيى بن أيّوب العلاف.
محمد بن القاسم بن عبد الرحمن الكِنْدي المصري، أبو الحسن الحذّاء.
سمع: بكر بن سهل الدِمياطي.
محمد [بن] مكي [1] بن أحمد بن سعدويه [2] أبو بكر البردعي.
طوّف [3] وسمع: البغوي، وابن صاعد، وأبا عَروُبة الحرّاني، وأبا جعفر الطّحاوي، وابن جَوصا.
وعنه: أبو الوليد حسّان بن محمد، وهو أكبر منه، ونصر بن محمد الطُّوسي العطّار، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: تُوُفّي بالشّاش.
نعَيْم بن عبد الملك بن محمد [4] بن عَدِيّ أبو الحسن الإستراباذي.
فاضل ثقة رئيس.
رحل به أبوه وسَمَّعه من: أبي مسلم الكَجّي، وعبد اللَّه بْن أحمد، وأحمد بْن الحسن، وبكر بن سهل الدمياطيّ، وسمع «الجامع الصحيح» من الكزبري.
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وخمسين.
روى عنه: الفتى أبو بكر محمد بن يوسف الشّالنجي الْجُرْجاني، وأبو زُرْعَة محمد بن يوسف الحافظ، وحفيدة عبد الملك بن أحمد بن نعيم قاضي جرجان، وآخرون.
__________
[1] في الأصل «محمد مكي» .
[2] المنتظم 7/ 32 رقم 33.
[3] في الأصل «ظرف» .
[4] تاريخ جرجان 479، 480 رقم 960.(26/117)
[وفيات] سنة خمس وخمسين وثلاثمائة
أحمد بن شعيب بن صالح [1] أبو منصور البخاري الورّاق.
سمع: صالح بن محمد بن جزرة، وحامد بن سهل، ومحمد بن حُرَيْث، وأبا خليفة الْجُمَحي، وزكريا السّاجي [2] ، وعمر بن أبي غيلان.
وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن طلحة النّعالي [3] ، وعبد الغفّار المؤدّب.
حدّث ببغداد.
وقال الخطيب: كان صالحًا ثبتًا.
أحمد بن العبّاس بن عُبَيد الله [4] أبو بكر البغدادي ويُعرف بابن الإمام.
قرأ القرآن على: الأشناني، وأبي بكر بن مجاهد، وكان مُجَوَّدًا حاذقًا.
انتقل إلى خراسان وأقرأ هناك، وتوفّي بالرّيّ.
روى عنه: الحاكم وقرأ عليه لأبي عمرو وقال: كان أوحد وقته في
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 193 رقم 1883.
[2] في الأصل «الناجي» .
[3] في الأصل «البقال» .
[4] معرفة القراء 1/ 250.(26/119)
القراءات، دخل مَرْو وبُخارَى، وسمعتهم يذكرون أنَّ نُوح بن نصر الأمير قرأ عليه ختمة ووَصَله بأموال، ثم إنّه سافر إلى فَرغانة. وكان خليعًا يُضيّع ما يحصل له، وكان لا يُخْلي لياليه من اجتماع الصوفية والقَوَّالين. وسمعته يقول: سمعت من عبد الله بن ناجية، ومن الفِريابي، (وسمعته يقول يوم وفاته: أما سمعت جواريه يصحن: وا سيّداه من يكفن الغريب، فبلغني أنّه مات لم يُكَفَّن) [1] .
وممّن قرأ عليه: عيسى أبو بكر الحِيري.
أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل [2] أبو بكر العجلي البغدادي الدّقّاق المقرئ المعروف بالوليّ.
سمع: أحمد بن يحيى الحلواني، وعبيد الله بن ناجية، ومحمد بن الليث [3] الجوهري.
وعنه: علي بن داود الرّزّاز، وغيره.
وقد قرأ على أبي جعفر أحمد بن فرح، وعلي بن سُلَيْم بن إسحاق الخطيب، وأحمد بن سهل الأشناني، وأبي عبد الرحمن اللهبيّ، وأبي عثمان سعيد بن عبد الرّحيم الضرير من أصحاب الدُّوري.
قرأ عليه: إبراهيم بن أحمد الطّبري، وإسناد تلاوته في كتاب «المستنير» ، وأبو الحسن الحمامي، وجماعة.
تُوُفّي في رجب لثمانٍ بقين منه ببغداد.
أحمد بن قانع بن مرزوق [4] القاضي أبو عبد الله البغدادي الفَرَضيّ، أخو عبد الباقي.
__________
[1] ما بين القوسين عن هامش الأصل، وقد وردت العبارة في المتن مضطربة- ص 45.
[2] تاريخ بغداد 4/ 249 رقم 1974، معرفة القراء 1/ 250، غاية النهاية 1/ 66، 67.
[3] في الأصل «الريث» .
[4] تاريخ بغداد 4/ 355 رقم 2205.(26/120)
سمع: الحسين بن المُثَنَّى بن معاذ، وخليفة بن عمرو العُكْبَري، وأبا خليفة.
وعنه: علي بن داود الرزّاز، وأحمد بن علي البادي.
ووثّقه الخطيب.
أحمد بن محمد بن الحسين أبو حامد الخسروجرد بن الخطيب الأديب.
سمع: داود بن الحسين البَيّهَقي، وابن الضُّرَيْس، وطبقتهما.
وعنه: الحاكم.
تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
أحمد [1] بْن محمد بن شارك [2] أبو حامد الهَرَوي، الفقيه الشافعي، مفتي هَرَاة وعالمها ونَحْوِيُّها.
سمع: محمد بن عبد الرحمن النّامي، والحسن بن سفيان، وأبا يَعْلَى، وطبقتهم.
أخذ عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأهل هَرَاة، وبها مات.
وسيأتي في أواخر الطبقة الاختلاف في وفاته.
أحمد بن محمد بن رزمة، أبو الحسين القزويني.
سمع: الحسين بن علي بن محمد الطّنافسي، وموسى بن هارون بن حِبّان، ومحمد بن أيوب بن الضريس.
وعاش مائة سنة.
الحسن بن محمد بن عبّاس أبو علي الرّازي الفلاس.
حدّث بهَمَذان سنة خمسٍ وخمسين عن: محمد بن أيُّوب بن الضُّرَيس، وإبراهيم بن يوسف.
__________
[1] طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 525، 526 رقم 1223 وستأتي ترجمته ومصادرها في من لم تحفظ وفاته.
[2] في الأصل «شاوك» .(26/121)
روى عنه: ابن خانجان، وأبو طاهر بن سلمة.
الحسن بن داود بن علي [1] بن عيسى بن محمد بن القاسم بن الحسن ابن زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أبو عبد الله العلوي النَّيْسَابُوري.
قال الحاكم في ترجمته: شيخ آل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عصره بخُراسان، وكان من أكثر الناس صِلَة [2] ومحبّة وصدقة لأصحاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عصره.
صَحِبْتُه بُرْهَةً من الدَّهْر فما سمعته ذكر عثمان إلا قال: الشهيد. وبكى، وما سمعته يذكر عائشة إلّا قال الصّدّيقة بنت الصّدّيق حبيبة حبيب رسول الله، وبكى.
وسمع: جعفر بن أحمد الحافظ، وابن شيروَيْه، وابن خُزَيْمة.
وكان جدّه علي بن عيسى أزهد العلويّة في عصره وأكثرهم اجتهادًا، وكان عيسى يلقَّب الفيَّاض لكثرة عطائه وجُوده، وكان محمد بن القاسم ينادم الرشيد والمأمون، وكان القاسم راهب آل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان أبوه أمير المدينة وأحد من روى عنه مالك في «الموطّأ» . قاله الحاكم.
الحسين بن أيّوب العلامة أبو علي الصَّيْرَفي شيخ المالكية بمصر.
مات في ذي الحجّة.
قال عياض: وشيعة كافور صاحب مصر.
عبد الرحمن بن محمد بن حامد [3] بن مَتُّوِيه أبو القاسم البلْخي الزَّاهد.
سمع: مَعْمَر بن محمد العوفيّ، وإسحاق بن هيّاج، وعلي بن مكرم، وحدّث ببغداد بانتخاب محمد بن المُظَفَّر.
روى عنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وابن مردُوَيْه، وعلي بن داود الرزّاز.
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 306 رقم 3822، المنتظم 7/ 34 رقم 34 وفيه «الحسين» ، البداية والنهاية 11/ 261.
[2] في الأصل «صلاة» .
[3] تاريخ بغداد 10/ 294 رقم 5430، المنتظم 7/ 35 رقم 35.(26/122)
وثّقه الخطيب.
وروى عنه الحاكم وقال: قَلّ ما رأيتَ في المحدّثين أودَعَ منه، وكان محدّث بلْخ في وقته، وقد حجّ سنة خمسين فحدّث بَنْيَسابور وبغداد.
علي بن الإخشيد صاحب مصر. مات شابا في هذه السنة كما هو مذكور في ترجمة كافور [1] .
علي بن الحسن بن علّان [2] الحرّاني أبو الحسن الحافظ، مؤلّف «تاريخ الجزيرة» .
وسمع: أبا عُرُوبة، وأبا يَعْلَى المَوصِلِيَّ، وعبد الله بن زيدان، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وسعيد بن هاشم الطّبراني، وجماعة.
ورحل وطَوّف [3] وصنّف.
وعنه: ابن مَنْده، وتمّام، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الأشبيلي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الطّبّيز، وأبو العبّاس محمد بن السمسار، وغيرهم.
قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة حافظًا نبيلًا. تُوُفّي يوم الأضحى.
محمد بن أحمد بن عبد الوهاب [4] بن داود بن بَهْرام أبو بكر السُّلَمي الأصبهاني المقرئ الضَّرير.
روى عن: علي بن جَبَلَة، وموسى بن هارون، ومحمد بن إبراهيم بن نصر، ومحمد بن عبد الرحيم بن شبيب الأصبهاني، وقرأ القرآن على أبي الحسن الطَّرسُوسي [5] صاحب أبي عمر الدُّورِي، ولا أعرفه وهو علي بن
__________
[1] ستأتي ترجمته في وفيات السنة التالية 356 هـ.
[2] شذرات الذهب 3/ 17.
[3] في الأصل «ظرف» .
[4] أخبار أصبهان 2/ 289.
[5] كذا في الأصل، وعند أبي نعيم «الطوسي» :(26/123)
أحمد بن محمد بن زياد المكي.
وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي.
وقال أبو نُعَيم: قرأت عليه ختمة.
قلت: وقرأ عليه محمد بن عبد الرحمن الخلقاني، وأحمد بن محمد بن عبدُوَيْه القطّان، وأبو عمر الخرقي.
وحدّث عنه: محمد بن إبراهيم بن مُصْعَب التاجر ختمةً قراءة عاصم.
محمد بن أحمد بن بِشْر [1] المزكّي الحنفي أبو عبد الله الفقيه.
ذكره الحاكم فقال: شيخ أهل الرأي في عصره، وكان من الصالحين فتعجّبنا من خشوعه واجتهاده.
سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وإبراهيم بن علي الذُهَلي، وطبقتهما، وكنت أَحُثُّ البغداديين على السماع منه، وقد يُعرف بابنِ بشْرُويْه.
محمد بن الحسين بن منصور [2] أبو الحسن النَّيْسَابُوري التاجر المعدّل، من أحد مشايخ العلم هو وأبوه وعمّه عبدوس.
سمع: محمد بن عمرو الحَرَشي، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، ومحمد بن أيّوب الرازي، وأبا عمر القتّات، ويوسف القاضي، وطائفة.
وكتب ما لم يكتبه غيره، وكان صَدُوقًا متفنّنًا حافظًا. وُلد سنة أربع وسبعين ومائتين، وأكثر الإتقان على العلماء والشيوخ [3] .
انتخب عليه: أبو علي الحافظ مع تقدُمه مائتي جزء، وصنّف الكتب على رسم ابن خُزَيمة.
قال الحاكم: سمعته يقول: عندي عن عبد الله بن ناجية، وقاسم
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 282 رقم 124.
[2] شذرات الذهب 3/ 17 وفيه «محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور» .
[3] في الأصل «الشياخ» .(26/124)
المطرّز ألف جزء وزيادة، وخرجت إلى بُخَارى سنة خمس عشرة فكتبوا عنّي، وقد سمعِ منّي أبي وعمّي ورَوَيَا عنّي.
وقال عبد الله بن سعد الحافظ: كتبت عن أبي الحسن بن منصور أكثر من ثلاثة آلاف حديث استفدتها.
وقال الحاكم: رأيت مشايخنا يتعجّبون من حُسْن قراءة أبي الحسن للحديث وكُفَّ بَصَرُهُ سنة تسعٍ وأربعين.
محمد بن أحمد بن زكريا أَبُو الحسن النَّيْسَابُوري العابد.
سمع: الحسين بن محمد القباني، وأحمد بن النضر بن عبد الوهاب، وإبراهيم بن علي الذهلي، وأبا بكر الجارودي.
قال الحاكم: كان من أفاضل شيوخنا وأكثرهم صحبة، وصار في آخر عمره من العُبّاد المجتهدين، وألِفَ العُزْلَة، وعاش تسعين سنة.
محمد بن الحسن بن الوليد الكلابي أخو تبوك وعبد الوهاب. دمشقي.
حدّث في هذا العام عن: أبي عبد الرحمن النَّسائي، والقاسم بن الليث الرسعني.
وعنه: محمد بن عوف المُزني، وغيره.
محمد بن الحسين بن علي [1] أبو عبد الله الأنباري الوضّاحي الشاعر المشهور، نزيل نيسابور.
سمع: أبا عبد الله المحامليّ، وأبا روق الهزّاني.
روى عنه الحاكم وقال: كان أشعر أهل وقته، فمن شعره:
لأخْمَصَيَّ على هَامِ العُلَى قَدَمُ ... وقطر كفّي في ضرب الطّلى ديم
__________
[1] المنتظم 7/ 35 رقم 36، البداية والنهاية 11/ 261، تاريخ بغداد 2/ 241 رقم 705، الوافي بالوفيات 3/ 5 رقم 856، النجوم 4/ 13، الكامل في التاريخ 8/ 574، يتيمة الدهر 4/ 351، اللباب 3/ 369، سير أعلام النبلاء 16/ 71 رقم 53، الأنساب 12/ 278(26/125)
فلَسْتُ أملِكُ مالًا لأَجُود به ... ولسْتُ أشْرب ما ليس فيه دَمُ
يَسْتَأْنِسُ اللَّيْلُ بي من كلّ مُوحشةٍ ... تُخْشَى ويعرفُ شَخْصِي الغَوْرُ والأكَمُ
سَلِ الصّحائفَ عنّي والصّفَاحَ مَعًا ... تُنْبي الكُلُومُ بما تُنْبي به الكَلِمُ
محمد بن صالح أبو عبد الله البُسْتي الكاتب. سمع أبا عبد الله البوسنجي وغيره.
محمد بن محمد بن عبدان أبو سهل النَّيْسَابُوري الفقيه الشافعي الصُّوفي.
حجّ وطوّف وجاور. مات غريقًا في طريق فُراء [1] في رجب.
محمد بن عمر بن محمد [2] بن مسلم أبو بكر بن الْجِعابي التميمي البغدادي الحافظ قاضي المَوْصِل.
سمع: عبد الله بن محمد البلْخي، ويحيى بن محمد الحنّائي، ومحمد بن الحسن بن سماعة الحَضْرَميّ، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ويوسف القاضي، وأبا خليفة، وجعفر الفريابي، وخلقًا كثيرًا.
وكان حافظ زمانه. صحب أبا العبّاس بن عُقْدة، وصنّف في الأبواب والشيوخ والتاريخ. وتشيّعه مشهور.
روى عنه: الدارقطنيّ، وأبو حفص بن شاهين، وابن رزقويه، وابن الفضل القطّان، والحاكم أبو عبد الله، وأبو عمر الهاشمي، وآخرون، آخرهم وفاة أبو نُعَيم الحافظ.
__________
[1] فراء: جبل عند المدينة المنوّرة عند خاخ وثنيّة الشريد. (معجم البلدان 4/ 241) وفي الأصل «مراه» .
[2] تاريخ بغداد 3/ 26 رقم 953، الأنساب 131، تذكرة الحفّاظ 3/ 138، الوافي بالوفيات 4/ 240 رقم 1769، العبر 2/ 302، المنتظم 7/ 36 رقم 38، مرآة الجنان 2/ 358، البداية والنهاية 11/ 261، النجوم 4/ 12، الكامل في التاريخ 8/ 574، اللباب 1/ 282، دول الإسلام 1/ 220، سير أعلام النبلاء 16/ 88- 92 رقم 69، ميزان الاعتدال 3/ 670، 671، لسان الميزان 5/ 322- 324، طبقات الحفاظ 375، 376، شذرات الذهب 3/ 17.(26/126)
مولده في صفر سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
قال أبو علي الحافظ النَّيْسَابُوري: ما رأيت في المشايخ أحفظ من عَبْدان، ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر الْجِعابي، وذاك أني حَسِبْتُهُ من البغداديين الذين يحفظون شيخًا واحدًا أو ترجمة واحدة أو بابًا واحدًا، فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يومًا: يا أبا علي لا تغلط في ابن الْجِعابي فإنّه يحفظ حديثًا كثيرًا. قال: فخرجنا يومًا من عند ابن صاعد فقلت له: يا أبا بكر أيش أسْنَدَ الثّوْريّ عن منصور، فمرّ في الترجمة، فقلت: أيش عند أيّوب عن الحسن، فمرّ في الترجمة، فما زلت أجرُّه من حديث مِصر إلى حديث الشام إلى العراق إلى أفراد الخُراسانيّين وهو يُجيب، فقلت: أيش روى الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وأبي هُرَيْرَةَ بالشركة، فذكر بضعة عشر حديثًا، فحيّرني حِفْظُه [1] . رواها الحاكم عن أبي علي.
وقال محمد بن الحسين بن الفضل. سمعت ابن الجعابي يقول:
دخلت الرّقّة، وكان لي ثَمّ قِمْطَران كُتُبٍ فأنْفَذْتُ غُلامي إلى الذي عنده كُتُبي، فرجع مغمومًا وقال: ضاعت الكتب، فقلت: يا بُنَيّ لا تغتّمِ، فإنّ فيها مائتي ألف حديثٍ لا يُشْكَلُ عليّ حديث منها لا إسنادًا ولا مَتْنًا [2] .
وقال أبو علي التنوخي: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن الْجِعابي، وسمعت من يقول إنّه يحفظ مائتي ألف حديث ويُجيب في مثلها، إلّا أنّه كان يفضل الحفّاظ بأنّه كان يَسُوق المُتُون بألفاظها، وأكثر الحُفّاظ يتسمّحون في ذلك، وكان إمامًا في المعرفة بعلل الحديث وثقات الرجال ومواليدهم ووفياتهم، وما يُطعن على كل واحدٍ منهم، ولم يبق في زمانه من يتقدّمه في الدين [3] .
قال أبو ذرّ الهَرَوي: سمعت أبا بكر بن عبدان الحافظ يقول: وقع إليّ
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 27.
[2] تاريخ بغداد 3/ 28.
[3] قارن بتاريخ بغداد 3/ 28.(26/127)
جزء من حديث الْجِعابي، فحفظت منه خمسة أحاديث، فأجابني فيها، ثم قال: من أين لك هذا؟ قلت: من جزء لك. قال: إن شئت ألق عليّ المتن وأجيبك في الإسناد أو ألْقِ عَليّ الإسناد وأُجيبك في المَتْن.
وقال أبو الحسن بن رزقويه، مما سمعه من الخطيب: كان ابن الْجِعابي يُملي مجلسَه وتمتلئ السّكّة التي يُملي فيها والطريق، ويحضره ابن المظفّر والدار الدّارقطنيّ ويُملي الأحاديث بطُرُقها من حِفْظه [1] .
قال أبو علي النَّيْسَابُوري: قلت لأبن الْجِعابي: قد وصلت إلى الدَّيَنَور فَهَلا جئت نَيْسابور؟ قال: هممت به ثم قلت: أَذْهَبُ إلى عَجَمٍ لا يفهمون عنّي ولا أفهم عنهم [2] .
وقال الحاكم: قلت للدارقُطْني: يبلغني عن الْجِعابي أنّه تغيّر عمّا عهِدْناه، فقال: وأيّ تَغَيّر؟ قلت باللَّه: هل اتّهَمْتَه؟ قال: أيْ والله، ثم ذكر أشياء، فقلت: وصحّ لك أنّه خلط في الحديث؟ قال: أي والله. قلت: حتى خفت أنّه ترك المذهب، قال: ترك الصلاة والدين.
وقال محمد بن عبد الله المسبّحي: كان ابن الْجِعابي المحدّث قد صحِب قومًا من المتكلّمين فسقط عند [3] كثير من الحديث، وأمر قبل موته أن تُحرق دفاتره بالنّار، فأَنْكِر عليه واستُقْبح ذلك منه، وقد كان وصل إلى مصر ودخل إلى الإخشيد، ثم مضى إلى دمشق فوقفوا على مذهبه فشرّدوه، فخرج هاربًا.
وقال أبو حفص بن شاهين: دخلت أنا وابن المُظفّر والدارقُطْني على الْجِعابي وهو مريض فقلت له: من أنا؟ فقال: سُبْحانَ الله [4] ألستم فلان وفلان، وسمّانّا، فدَعَوْنا وخرجنا فمشينا خطوات، وسمعنا الصائح بموته،
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 28.
[2] تاريخ بغداد 3/ 29.
[3] كذا في الأصل، ولعلّ الصحيح «عنه» .
[4] تكرّر في الأصل عبارة «فقال: سبحان الله» .(26/128)
فرجعنا إلى داره فرأينا كُتُبَه تَلَّ رَمَاد.
وقال الأزهريّ: كانت تبكيه نائحة الرافضة [1] تنوح مع جنازته.
قال أبو نعيم: قدم علينا الجعابيّ أصبهان سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
ولأبي الحسن محمد بن سُكّرة في ابن الجعابيّ:
ابن الجعابيّ ذو سجايا ... محمودةٌ منه مُسْتَطَابَهْ
رأي الرّيا والنّفاقَ حظًا ... في ذي العصابة وذي العصابةِ
يعطي الإماميّ [2] ما اشْتَهاه ... ويثبت الأمرَ في القرابهْ
حتى إذا غاب عنه أنْحى [3] ... يثبت [4] الأمر في الصحابة
وإنْ خلا الشيخُ بالنّصَارَى ... رأيت سمعان أو مرابهْ
قد فطن الشيخ للمعاني ... فالغَرُّ مَن لامه وعابَهْ
أنبا بن المسلّم بن علان، والمؤمّل بن محمد، ويوسف بن يعقوب، أن [أبا] [5] اليُمْن الكِنْدي أخبرهم: أنبأ أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، الخطيب، حدّثني الحسن بن محمد الأشتر، سمعت أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشم غير مرة يقول: سمعت ابن الْجِعابي يقول: أحفظ أربعمائة ألف حديث وأذاكر بستّمائة ألف حديث. وبه قال الخطِيب: حدّثني الأزهريّ، ثنا أبو عبد الله بن بُكَيْر عن بعض أصحاب الحديث وأظنّه (ابن درّان) [6] قال:
رآني [7] أبن الْجِعابي وقد جئت من مجلس [8] المظفّر [9] فقال: كم أملى؟
__________
[1] سكينة نائحة الرافضة. (تاريخ بغداد 3/ 31) .
[2] في تاريخ بغداد «الإمام» .
[3] «أنحى» غير موجودة في تاريخ بغداد.
[4] في تاريخ بغداد «يبيت» .
[5] في الأصل «أنا» . وما بين الحاصرتين إضافة لتستقيم العبارة.
[6] ما بين القوسين عن تاريخ بغداد 3/ 29 وفي الأصل «درّان» بإسقاط «ابن» .
[7] في الأصل «را ابن» والتصحيح من تاريخ بغداد.
[8] في الأصل «مجلسه» .
[9] العبارة بين القوسين وردت مشوّشة في الأصل «را ابن ابن الجعابيّ وقد جيت من مجلسه المظفر» (راجع تاريخ بغداد 29) .(26/129)
فسميت، فقال: أيّما أحبّ إليك، تذكر أسانيد الأحاديث وأذكر مُتُونها، أو تذكر المتونَ وأذكر [1] أسانيدها؟ فقلت: بل المتون. فجعلت أقول: روى حديثًا سنة كذا وكذا، فيقول: حدّثكم به عن فلان بن فلان، فلم يُخطئ في جميعها [2] .
وبه سمعت التنوخي يقول: تقلّد ابن الْجِعابي قضاء [3] الموصل، فلم يُحمد في ولايته [4] .
وذكر الخطيب عن رجاله أنّ ابن الجعابيّ كان يشرب في مجلس ابن العميد [5] .
قلت: لم يُبَيَّن ما كان يشرب هل هو نبيذ أو خمر.
وقال السّلمي: سألت عنه الدارقطني، فقال: خلّط، وذكر مذهبه في التشيّع.
وكذا ذكر الحاكم عن الدارقُطْني وذكر عنه، فقال: قال لي الثقة من أصحابنا ممّن كان يعاشر ابن الْجِعابي: إنّه كان نائمًا فكتبت على رِجْله، فكنت أراه ثلاثة أيام لم يمسّه الماء [6] .
وبالإسناد المذكور إلى الخطيب: ثنا الأزهري أنّ ابن الْجِعابي لما مات أوصى بأن تُحرق كُتُبْه، فكان معها كتب للناس، فحدّثني أبو الحسين بن البوّاب أنّه كان له عنده مائة وخمسون جزءًا، فَذَهَبَتْ في جملة ما أُحْرِق [7] .
وقال مسعود السِجْزي: سمعت الحاكم، سمعت الدارقُطْني يقول:
__________
[1] في الأصل «أذاكر» .
[2] انظر: تاريخ بغداد 3/ 29.
[3] في الأصل «فضائل» ، والتصحيح عن تاريخ بغداد 30.
[4] تاريخ بغداد 3/ 30.
[5] تاريخ بغداد 3/ 30.
[6] تاريخ بغداد 3/ 31.
[7] تاريخ بغداد 3/ 31.(26/130)
أخْبرْتُ بعِلّة أبي بكر الْجِعابيّ، فقمت إليه في الوقت، فأتيته فرأيته يحرِق كُتُبَهُ بالنّار، فأقمت عنده حتى ما بقي منه بيّنة، ثم مات من ليلته.
قرأت على إسحاق الأسدي: أخبرك يوسف الحافظ، أنا أبو المكارم المعدّل، وأنا أحمد بن سلامة وغيره إجازةً، عن أبي المكارم، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ، أنا أَبُو نُعَيم، ثنا محمد بن عمر بن مسلّم، ثنا محمد بن النُّعْمان السّلمي، ثنا هديّة، ثنا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ:
بئس الرّفيق الدّينار والدّرهم لا ينفعان حتى يفارقاك.
محمد بن القاسم بن شعبان [1] بن محمد بن ربيعة الفقيه أبو إسحاق المصري المالكي صاحب التصانيف.
قال القاضي عِياض: هو من ولد عمّار بن ياسر رضي الله عنه، ويُعرف أيضًا بابن القرضي، نسبة إلى بيع القرض. كان رأس المالكية بمصر وأحفظهم للمذهب، مع التَفَنُّن من التاريخ والأدب مع الدّين والورع، ومع فنونه لم يكن له بصر بالنّحْو، وكان واسع الرواية له كتاب «الزاهي الشعباني في الفقه» وهو مشهور، وكتاب «أحكام القرآن» وكتاب «مناقب مالك» وكتاب «المنسك» .
روى عنه: محمد بن أحمد بن الخلاص التّجاني، وخَلَف بن القاسم بن سهلون، وعبد الرحمن بن يحيى العّطار، وطائفة.
تُوُفّي لأربع عشرة بقيت من جُمادى الأولى.
قلت: وكان ابن شعبان صاحب سنة كغيره من أئمة الفقه في ذلك العصر، فإنّي وقفت على تأليفه في تسمية الرواة عن مالك، قال في أوّله:
«بديت فيه بحمد الله الحميد ذي الرّشد والتسديد، الحمد للَّه أحقّ ما بُدئ وأَولَى مَن شُكِر، الصّمَد الواحد ليس له صاحبة ولا ولد، جَلّ عن المثل، فلا
__________
[1] سير أعلام النبلاء (مخطوط 10/ 163) ، اللباب 2/ 254، الديباج المذهب لابن فرحون 248، إيضاح المكنون 2/ 300.(26/131)
شبيه له ولا عدْل عادل فهو دان بعلمه، أحاط عِلْمُهُ بالأمور ونفذ حُكْمُهُ في سائر المقدور» وذكر باقي الخطبة، ولم يكن بالمُتْقِن للأثر مع سعة علمه.
روى ابن حزم له في «المُحَلّى» قال: ثنا أحمد بن إسماعيل الحضرميّ، ثنا محمد بن أحمد بن الخلاص، ثنا محمد بن القاسم بن شعبان المصري، حدّثني إبراهيم بن عثمان بن سعيد، فذكر حديثًا ساقطًا، ثم قال ابن حزْم: ابن شعبان في المالكية نظير عبد الباقي بن قانع في الحنفيّين، قد تأمّلنا حديثهما فوجدنا فيه البلاء المبين والكَذِب البَحْت والوضع، فإمّا تغيّر حفظهما وإمّا اختلطت كُتْبُهما.
محمد بن محمد بن عُبيد اللَّه [1] بن عمرو أبو عبد الله الْجُرْجاني الواعظ المقرئ، وقيل كنيته أبو الحسين، ويُلقّب بفضله. كان كثير الأسفار.
سمع: محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وحامد بن شعيب، وعِمران بن موسى، وأبا بكر بن خُزَيْمة، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن شيروَيْه، وابن جوصا الدمشقيّ.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بَكْر بن أبي علي الذكواني، وأبو نُعَيْم.
وقال: أخرج عنه أبو الشيخ.
وتُوُفّي سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وَهمَ الحاكمُ في قوله: تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين.
محمد بن مَعْمَر بن ناصح [2] أبو مسلم الذُّهلي الأصبهاني الأديب.
[سمع] [3] أبا بكر بن عاصم، وأبا شعيب الحرّاني، ويوسف بن يعقوب القاضي، وموسى بن هارون.
وعنه: علي بن عبد ربّه، وأبو بكر الذّكواني، وأبو نعيم الحافظ، وأهل أصبهان.
__________
[1] تاريخ جرجان 423 رقم 745.
[2] أخبار أصبهان 2/ 284، العبر 2/ 303، مرآة الجنان 2/ 358، شذرات الذهب 3/ 17.
[3] إضافة على الأصل.(26/132)
منذر بن سعيد بْن عَبْد الله [1] بْن عبد الرَّحْمَن، أبو الحاكم البَلُّوطي [2] الكُزْني. وكُزنة فخذ من البربر، قاضي القضاة بقرطبة.
سمع من: عبيد الله بن يحيى الليثي، وحجّ سنة ثمان وثلاثمائة، فأخذ عن أبي المنذر كتاب «الأَشراف» وأخذ العربية [من] [3] ابن النحّاس.
كان يميل إلى رأي داود الظاهريّ ويحتجّ له، ووُلّي القضاء في الثغور الشرقية. ثم وُلّي قضاء الجماعة سنة تسعٍ وثلاثين، وطالت أيامه وحُمدت سيرته، وكان بصيرًا بالْجَدَل والنظر والكلام، فَطِينًا بليغًا متفوّهًا [4] شاعرًا، وله مُصَنَّفات في القرآن والفِقْه، أخذ النّاس عنه.
تُوُفّي في ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة، وقد ولي الصلاة بالمدينة الزهراء، وكان قوّالًا بالحق لا يخاف لومة لائم، وكان كثير الإنكار على الناصر لدين الله عبد الرحمن، بليغ الموعظة كبير الشأن. [5] قيل إنّ أول معرفته بالنّاصر أنّ النّاصر احتفل لدخول [رسول] ملك الروم صاحب قسطنطينية بقصر قُرْطُبَة الاحتفال الذي اشتهر، فأحب أن يقوم الشعراء والخطباء بين يديه، فقدّموا لذلك أبا علي القالي [6] رصيف الدولة، فقام وحَمَد الله تعالى وأثنى عليه، ثم ارْتُجّ عليه وبُهِت وسكت، فلما رأي ذلك منذر القاضي قام دونه بدرجة، ووصل افتتاح القالي بكلام عجيب بهر
__________
[1] العبر 2/ 302، مرآة الجنان 2/ 358، شذرات الذهب 3/ 17، تاريخ علماء الأندلس 2/ 144 رقم 1454، جذوة المقتبس 348 رقم 811، بغية الملتمس 465 رقم 1357، طبقات النحويين 319، 320، فهرسة ابن خير 54، معجم الأدباء 19/ 174- 185، معجم البلدان 1/ 492، إنباه الرواة 3/ 325، الكامل 8/ 674، 675، اللباب 1/ 176، تاريخ قضاة الأندلس 75566.
[2] البلّوطي: بتشديد اللام، نسبة إلى موضع قريب من قرطبة يقال له فحص البلّوط.
[3] إضافة على الأصل من تاريخ علماء الأندلس.
[4] في الأصل «مقفوغا» .
[5] زيادة على الأصل للتوضيح.
[6] هو: أبو علي إسماعيل بن القاسم بن عيذون بن هارون بن عيسى بن محمد بن سلمان القالي اللغوي، صاحب كتاب الأمالي.(26/133)
العقول جزالةً وملأ الأسماع جلالةً، فقال: أمّا بعد، فإنّ لكل حادثة مقامًا، ولكلّ مقامٍ مقالًا، وليس بعد الحقّ إلّا الضلال، وإنّي قد قمت في مقامٍ كريم، بين يدي ملك عظيم، فاصْغوا لي بأسماعكم، إنّ من الحقّ أنْ يُقال للمُحِقّ: صدَقت، وللمُبِطْلِ: كَذَبتَ، وإنّ الجليل تعالى في سمائه، وتَقدّس بأسمائه، أمر كَلِيمَه موسى أن يذكّر قومه بنعم الله عندهم، وأنا أذكّركم نِعَمَ الله عليكم، وتلافيه لكم بولاية أميركم التي آمَنَتْ سربكم ورفعت خوفكم، وكنتم قليلًا فكثّركم، ومُسْتَضْعَفِينَ فقوّاكم، ومُسْتَذَلّين فنصركم، ولاه الله أيّامًا ضربت الفتنة سُرادقها على الآفاق، وأحاطت بكم شُعَلُ النفاق حتى صرتم مثل حدقة البعير، مع ضيق الحال والتغيير، فاستُبْدِلتم من الشدّة بالرخاء.
فناشدتُكُمُ اللَّهَ أَلم تكن الدماء مسفوكةً فَحَقَنها، والسُبُلُ مَخُوفَةً فأَمَّنها، والأموال مُنتَهَبَةً فأحرزها، والبلاد خرابًا فعمّرها، والثغور مهتَضَمَة فحماها ونصرها؟، فاذكروا آلاء الله عليكم [1] . وذكر كلامًا طويلًا وشِعرًا، فقطّب [الرسول] [2] وصلّب وتعجّب الأمير عبد الرحمن منه وولاه خَطابة الزّهراء، ثم قضاء الجماعة بمملكته، ولم يُحفظ له قضية جَوْر، وقد استعفى غير مرّة فلم يعف، والله أعلم.
__________
[1] انظر: معجم الأدباء 19/ 175، ونفح الطيب 1/ 372- 374.
[2] زيادة على الأصل للتوضيح.(26/134)
[وفيات] سنة ست وخمسين وثلاثمائة
أحمد بن أسامة بن أحمد [1] بن أسامة بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السّمْح بن أسامة أبو جعفر التّجَيبي، مولاهم المصري المقرئ.
قرأ القرآن على إسماعيل بن عبد الله النّحاس، عن أبي أيّوب الأزرق صاحب ورش.
وتصدّر للإقراء فقرأ عليه خَلَفُ بن إبراهيم بن خاقان شيخ أبي عمرو الدّاني وغيره.
وسمع الحديث من بكر بن سهْل الدِمياطي، وغيره.
روى عنه: أبو القاسم يحيى بن علي بن الطّحان في تاريخه، وقال:
تُوُفّي في شهر رجب سنة اثنتين وأربعين، [وقيل] [2] ستٍ وخمسين.
وأمّا أبو عمرو الدّاني فروى عن خَلَف بن إبراهيم وفاته سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وأنّه نَيّفَ على المائة.
قال أبو عمرو: روى عنه القراءة محمد بن النعمان، وخلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن يونس.
__________
[1] معرفة القراء 1/ 240، غاية النهاية 1/ 38، حسن المحاضرة 1/ 488.
[2] زيادة على الأصل.(26/135)
أحمد بن بُوَيْه الدَّيْلمي [1] السلطان مُعِزّ الدولة أبو الحسين بن فنّا خسرو ابن تمّام بن كوفي بن شيرزيل بن شيركوه بن شيرزيل بن شيران بن شيرفنة بن شبستان شاه بن سَسَن فرو بن شروزيل بن سَسْناد بن بهْرامَ جُور.
أحد ملوك بني ساسان. كذا ساق نَسَبَه القاضي شمس الدين، وَعَدَّ ما بينه وبين بهْرام ثلاثة عشر أبًا، وقابلته على نسختين.
كان بُوَيْه يصطاد ويحترف، وكان ولده أحمد هذا رُبَّما احتطب، فآل أمره إلى المُلْك، وكان قدومه إلى بغداد سنة أربعٍ وثلاثين، وكان موته بالبَطَن فَعَهِد إلى ولده عزّ الدولة أبي منصور بَخْتيار بن أحمد.
وقيل: إنّه لمّا احتضر استحضر بعض العلماء فتاب على يده، كلّما حضر وقت الصلاة خرج العالم إلى مسجد، فقال معزّ الدولة: لم لا تصلّي هنا؟ قال: إنّ الصلاة في هذه الدار لا تصحّ، وسأله عن الصحابة، فذكر له سوابقهم وأنّ عليًا زوّج بنته من فاطمة بعمر رضي الله عنه، فاستعظم وقال:
ما علمت بهذا، وتصدّق بأموال عظيمة، وأعتق غلمانه، وأراق الخمور، وردّ المواريث إلى ذوي الأرحام.
وكان يقال له الأقطع. طارت يساره في حرب، وطارت بعض اليمنى، وسقط بين القتلى ثم نجا. وتملّك بغداد بلا كلفة، ودانت له الأمم، وكان في الابتداء تَبَعًا لأخيه الملك عماد الدولة.
مات فِي ربيع الآخر سنة ستًّ وخمسين وثلاث مائة، وله ثلاث وخمسون سنة.
وقد أنشأ دارًا غرِم عليها أربعين ألف ألف درهم، فبقيت إلى بعد
__________
[1] وفيات الأعيان 1/ 174 رقم 72، المنتظم 7/ 38 رقم 39، الوافي بالوفيات 6/ 278 رقم 2772، تجارب الأمم 6/ 146 و 231، الكامل في التاريخ 8/ 573- 580، المختصر في أخبار البشر 2/ 106، سير أعلام النبلاء 16/ 189، 190 رقم 133، البداية والنهاية 11/ 262، مرآة الجنان 2/ 358، العبر 2/ 303، النجوم الزاهرة 4/ 14، شذرات الذهب 3/ 18، وفي الأصل «الدعمي» . وسيرته وأخباره في كتب التاريخ العامة.(26/136)
الأربعمائة ونُقِضت، فاشتروا جردَ ما في سقوفها من الذهب بثمانية آلاف دينار) [1] [2] أحمد بن محمود بن زكريا [3] بن خرّزاذ القاضي أبو بكر الأهوازي.
سمع: أبا مسلم الكجّي، وأبا جعفر الحضرمي مُطَيّنًا، ونحوهما.
تُوُفّي في ذِي القعدة.
أحمد بن محمد بن خَلَف [4] بن أبي حُجَيْرة، أبو بكر القُرْطُبّي.
سمع من: أحمد بن خالد بن الحُباب، وجماعة، ودخل فسمع بمصر من محمد بن جعفر بن أعْيَن.
وكان زاهدًا متبتّلًا [5] فقيهًا. تُوُفّي في جُمادى الأولى.
إبراهيم بن محمد بن شهاب [6] أبو علي [7] العطّار الحنفي. كان من متكلّمي المعتزلة.
روى عن: محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلّم الكجّي.
وعنه: محمد بن طلحة النّعاليّ.
عِدادُهُ في البغداديين. عاش بِضْعًا وثمانين سنة.
__________
[1] في الأصل بياض صفحتين، وما بين الحاصرتين استدركناه من سير أعلام النبلاء 16/ 190.
[2] سبق هذه الترجمة ترجمة ضاعت في النقص المشار إليه، وبقي منها:
«ابن نصر المروزي، وسمع أيضا يحيى بن أفلح، واللّيث بن خيرويه.
وعنه: الحاكم، وأهل بخارى. توفي في شوّال.
[3] تاريخ بغداد 5/ 157 رقم 2600.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 48 رقم 159.
[5] في الأصل «متنبلا» .
[6] تاريخ بغداد 6/ 167 رقم 3218.
[7] كناه الخطيب: «أبو الطيب» .(26/137)
إسماعيل بن القاسم بن هارون [1] بن عَيذون [2] ، العلامة أبو علي البغدادي القالي.
سألوه عن هذه النسبة فقال: أهّ وُلد بمَنَازِكِرْد [3] فلما انحدرنا إلى بغداد كان رفقته فيها جماعة من أهل قالي قلا [4] فكانوا يحافظون لمكانهم من الشعر، فلمّا دخلت بغداد انتسبت إلى قالي قَلا، وهي قرية من قرى منازكرد من أرمينية، ورجوت أن انتفع بذلك عند العلماء. فمضى عليّ القالي.
وقيل إنّ مولده سنة ثمانين ومائتين.
أخذ العربية واللغة عن ابن دُرَيْد، وابن أَبِي بكر بن الأنباري، وابن دَرَسْتَوَيْه، وسمع من أبي يعلى الموصلي، وأبي القاسم البَغَوِي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وابن عرفة نفْطَوَيْه، وعلي بن سليمان الأخفش، وقرأ بحرف أبي عمرو علي أبي بكر بن مجاهد [5] . وأوّل دخوله إلى بغداد سنة خمس وثلاثمائة.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 69 رقم 223. بغية الملتمس 231/ رقم 547، جذوة المقتبس 164/ رقم 303، إنباه الرواة 1/ 204، معجم الأدباء 7/ 25، وفيات الأعيان 1/ 226 رقم 95، فهرسة ابن خير 395، الوافي بالوفيات 9/ 190 رقم 4097، طبقات النحويين للزبيدي 202، نفح الطيب 3/ 70، العبر 2/ 304، مرآة الجنان 2/ 359، البداية والنهاية 11/ 264، بغية الوعاة 196، تاريخ ابن خلدون 4/ 266، المختصر في تاريخ البشر 2/ 130، الفهرست 135، تلخيص ابن مكتوم 38، 4/ 111، نزهة الألباء 397، يتيمة الدهر 3/ 169، النجوم الزاهرة 4/ 169، شذرات الذهب 3/ 18، روضات الجنّات 104، كشف الظنون 619، 901، 1376، 1621، الأنساب 10/ 33، معجم البلدان 4/ 300، اللباب 3/ 9، المزهر 2/ 420، سير أعلام النبلاء 16/ 45- 47 رقم 31، نفح الطيب 1/ 364 و 368، 369 و 3/ 77- 78، هدية العارفين 1/ 208.
[2] في الأصل «عبدون» .
[3] منازكرد: منازجرد: بعد الألف زاي ثم جيم مكسورة، وراء ساكنة، ودال. وأهله يقولون منازكرد، بالكاف: بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم يعدّ في أرمينية. (معجم البلدان 5/ 202) .
[4] قالي قلا: قاليقلا: بأرمينية العظمى من نواحي خلاط ثم من نواحي منازجرد. (معجم البلدان 4/ 299) .
[5] العبارة مضطربة في الأصل: «بحرف أبي عمرو علي بن أبي بكر بن مجاهد» ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء 16/ 46.(26/138)
حكى هارون النّحْويّ قال: كنّا نختلف إلى [أبي] [1] علي بجامع الزهراء، فأخذني المطر، فدخلت وثيابي مُبْتَلّة، وحوله أعلام أهل قرطبة، فقال لي: مهلًا يا أبا نصر هذا هيّن وتبدّله بثياب أُخَر، فلقد عرض لي ما أبقى بجسمي نُدُوبًا. كنت أختلف إلى ابن مجاهد فأدْلَجْتُ، فلما انتهيت إلى الدرب رأيته مُغْلَقًا فقلت: أبكّر هذا البكور وتفوتني النّوُبَة، فنظرت إلى سَرَبٍ هناك فاقتحمته، فلما أنْ توسّطْتُه ضاق بي، ونشبت فاقتحمته أشدَّ اقتحام، فنجوت بعد أن تخرّقَت ثيابي وتزلّع جِلْدي حتى انكشف العَظْم، فأين أنت ممّا عرض لي.
ثم أنشد:
ثَبَتَّ للمجد والسَّاعونَ قد بلغوا ... جَهْدَ النُّفُوس وألقوا دونه الأزرا
فكابَدُوا المجِدَ حتى مَلَّ أَكْثَرهُم ... وعانق المجدَ مَن أوفى ومَن صَبَرا
لا تَحْسِبِ المجدَ تمرًا أنت آكَلُه ... لن تَبْلُغَ المجدَ حتى تَلْعَقَ الصَّبْرا
قال: ودخل [2] الأندلس في سنة ثلاثين، فقصد صاحبَها عبدَ الرحمن النّاصر لديَن الله فأكرمه، وصنّف لولده الحَكَم تصانيف، وبثّ علومه هناك، وكان قد بحث على ابن دَرَسْتَويْه الفارسي كتاب سيبَويه، ودقّق النظر وانتصر للبصْرِيّين، وأملى أشياء من حفظه ككتاب «النوادر» وكتاب «الأمالي» الذي اشتهر اسمه، وكتاب «المقصور والممدود» ، وله كتاب «الإبل» وكتاب «الخيل» ، وله كتاب «البارع في اللغة» نحو خمسة آلاف ورقة، لم يؤلّف أحد مثله في الإحاطة والجمع لكن لم يتممّه. وولاؤه لعبد الملك بن مروان ولهذا قصد بني أمَيّة ملوك الأندلس، فَعَظُم عندهم وكانت [مؤلّفاته] [3] على غاية الاتقان.
أخذ عنه: عبد الله بن الربيع التميمي، وهو آخر من حدّث عنه، وأحمد بن أبان بن سيد، وأبو بكر محمد بن الحسن الزّبيدي اللّغوي، وغيرهم.
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] في الأصل «دخلت» .
[3] إضافة على الأصل.(26/139)
تُوُفّي أبو علي بقرطبة في ربيع الآخر سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة.
جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد المراغي، طَوَّف الأقاليم وسمع محمد بن يحيى المروزي، وأبا عبد الرحمن النّسَائي، وأبا خليفة، والفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية، وأبا يَعْلَى الموصلي، وطائفة بعد الثلاثمائة، وعاش نيّفًا وثمانين سنة.
روى عنه الحاكم وقال: كان من أصدق الناس في الحديث، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السرّاج، وآخرون.
جعفر بن مطر النَّيْسَابُوري.
رحل وسمع محمد بن أيّوب بن الضُّريس، وأبا خليفة.
وعنه الحاكم وغيره.
حامد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ معاذ، أبو علي الرّفّاء الهَرَوي المحدّث الواعظ.
سمع: الفضل بن عبد الله اليشكري، وعثمان بن سعيد الدّارمي، والحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن بهَرَاة، وبهَمَذَان محمد بن المغيرة السُّكّري، ومحمد بن صالح الأشجّ، وعلي بن عبد العزيز بمكة، ومحمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبِشْر بن موسى ببغداد، وسمع أيضًا بَنْيسابور داود بن الحسين البَيْهَقي، وخليفة، وسمع محمد بن أيّوب البجلي بالرّيّ وبالكوفة.
وعنه: الحاكم، وأبو منصور محمد بن محمد الأزدي، وأبو علي بن شاذان، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وسعيد بن عثمان بن عمّار، ومحمد بن عبد الرحمن الدّبّاس، وأبو عثمان سعيد بن العبّاس القرشي، وهو آخر من حدّث عنه.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 172 رقم 4286، المنتظم 7/ 39 رقم 40، العبر 2/ 304، شذرات الذهب 3/ 19، الأنساب 6/ 141، 142، سير أعلام النبلاء 16/ 16، 17 رقم 4.(26/140)
عاش إلى سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وحدّث أبو علي ببغداد بانتخاب الدار الدارقُطْني.
وثّقه الخطيب وغيره، وكان موته بَهَراة في رمضان.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلالِ، أنا أَبُو الْمِنْخَالِ اللُّتِّيِّ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ، أنا محمد بْنُ يُوسُفَ، أنا حَامِدُ بْنُ محمد، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن مَسْلَمَةَ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهمّ ثَبِّتْنَا عَلَى كَلِمَةِ الْعَدْلِ وَالْهُدَى وَالصَّوَابِ، وَقِوَامِ الْكِتَابِ، هَادِينَ مَهْدِيِّينَ، رَاضِينَ مَرْضِيِّينَ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ.
سعيد بن أحمد بن محمد [1] بن عبد ربّه أبو عثمان الفقيه ابن شاعر الأندلس.
سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة.
وكان مُقَدّمًا في الفتوى ثقة عالمًا، أخذ الناس عنه.
العباس بن محمد بن نصر [2] بن السّرِيّ أبو الفضل الرافضي.
سمع: هلال بن العلاء، وسعيد بن يحيى بن يزيد صاحب مُصْعَب الزُّبَيْري، ومحمد بن الخَضِر بن علي، وحفص بن عمر بن سنجة، ومحمد بن محمد الجذوعي القاضي، وصباح بن محمد بن صباح صاحب المُعَافَى بن سليمان، وغيرهم.
ولعلّه آخر من روى عن هلال بن العلاء.
روى عنه: عبد الرحمن بن عمر النّحاس، وأبو عبد الله بن نظيف،
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 170 ن رقم 507، بغية الملتمس 307 رقم 791، جذوة المقتبس 229 رقم 465.
[2] العبر 2/ 304، شذرات الذهب 3/ 19، لسان الميزان 3/ 245 رقم 1076، ميزان الاعتدال 2/ 386 رقم 4180.(26/141)
وأحمد بن محمد بن الحاجّ، وجماعة.
وتوفي بمصر. قال يحيى بن علي الطحاوي: تكلموا فيه.
عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد بن حبان أبو الطيب قاضي طوس.
قال الحاكم: روى عن مسدَّد بن قطن، ومحمد بن إسماعيل بن مهران، وجماعة.
وخُرّجت له الفوائد. وكان من أعيان أصحاب أبي علي الثقفي.
تُوُفّي سنة ست وخمسين.
عبد الخالق بن الحسن بن محمد [1] بن نصر بن أبي رُوبا السقطي العدّل ببغداد.
سمع: محمد بن سُلَيْمَان الْبَاغَنْدِيُّ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب الحراني.
وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرّزّاز، وعبد الله بن يحيى السُّكّري، وطلحة الكتّاني، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة النّعالي.
وثّقه البَرْقاني.
عثمان بن محمد بن بشر [2] أبو عمرو السَّقَطي البغدادي، سَنَقه [3] .
سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي البربهاري، وغيرهم.
وكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، وأثنى عليه البرقاني ووثّقه.
روي عنه: ابن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعبد الله
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 124 رقم 5819، العبر 2/ 305، المنتظم 7/ 40 رقم 41، شذرات الذهب 3/ 19، سير أعلام النبلاء 16/ 81 رقم 63.
[2] تاريخ بغداد 11/ 304 رقم 6096، المنتظم 7/ 40 رقم 43، العبر 2/ 305، شذرات الذهب 3/ 19، الأنساب 7/ 92، سير أعلام النبلاء 16/ 81، رقم 64.
[3] سنقه: ضبطه الزّبيدي في تاج العروس بالتحريك. وفي تاريخ بغداد «ابن سنقه» .(26/142)
السُّكّري، وطلحة بن الصقر، ومحمد بن طلحة النّعالي.
توفّي في ذي الحجّة، وله سبع وثمانون سنة.
علي بن إبراهيم بن حمّاد [1] بن إسحاق أبو الحسن الأزدي البغدادي القاضي.
سمع: محمد بن يونس الكديمي، وبِشْر بن موسى، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وانتخب عليه الدار الدارقطني.
وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرّزّاز.
وثّقه الخطيّب، قال: ولي قضاء الأهواز.
علي بْن الحُسَيْن بْن مُحَمَّد [2] بن أحمد بن الهيثم أبو الفرج الأصبهاني، الكاتب، مصنّف كتاب «الأغاني» .
سمع: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضْرمي، ومحمد بن جعفر القتّات، والحسين بن أبي الأحوص، وعلي بن العبّاس المقانعي الكوفيّين، وأبا خُبيب بن البرتي، فمن بعدهم.
والهيثم هو ابن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان الحمار بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ.
روي عنه: الدارقُطْني، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعلي بن أحمد الرّزّاز، وآخرون.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 339 رقم 6175.
[2] الفهرست 115، تاريخ بغداد 11/ 398 رقم 6278، يتيمة الدهر 3/ 96، أخبار أصبهان 2/ 11، المنتظم 7/ 40، معجم الأدباء 13/ 94، إنباه الرواة 2/ 251، ميزان الاعتدال 3/ 123، العبر 2/ 305، مرآة الجنان 2/ 359، البداية والنهاية 11/ 263، لسان الميزان 4/ 221، الكامل في التاريخ 8/ 581، وفيات الأعيان 3/ 307، المختصر في أخبار البشر 2/ 114، النجوم الزاهرة 4/ 15، شذرات الذهب 3/ 19، مفتاح السعادة 1/ 184، تكملة تاريخ الطبري 1/ 200، فهرست الطوسي 192، دول الإسلام 1/ 221 تلخيص ابن مكتوم 135، سير أعلام النبلاء 11/ 201- 203 رقم 140، روضات الجنات 487، هدية العارفين 1/ 681.(26/143)
واستوطن بغداد من صباه. كان من أعيان أدبائها وأفراد مصنّفيها. روى عن طائفة كثيرة، وكان إخباريًّا نَسَّابةً شاعرًا، ظاهر التشيُّع.
قال أبو علي التنوخيّ: كان أبو الفرج يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والمُسْنَدات والأنساب ما لم أر قطّ من يحفظ مثله، ويحفظ سوى ذلك من علوم أُخَر، منها اللغة والنحو والمغازي والسّير، وله تصانيف عديدة، وحصل له ببلاد كُتُب صنّفها لبني أُمَيّة ملوك الأندلس أقاربه، سيّرها إليهم سِرًّا وجاءه الإنعام سرا، فمن ذلك: «نسب بني عبد شمس» ، وكتاب «أيام العرب ألف وستمائة يوم» ، وكتاب «جَمْهرة النَّسَب» ، وكتاب «نسب بني شَيْبان» ، وكتاب «نسب المهالبة» لكونه كان منقطعًا إلى الوزير المُهَلّبي، وله فيه مدائح، وله كتاب «أخبار الشواعر» ، وكتاب «مقاتل الطالبيّين» ، وكتاب «الزّيارات» وهذا عجيب إذ هو مروانيّ يتشيّع.
قال ابن أبي الفوارس: قد خلّط قبل أن يموت. قال: وتُوُفّي في ذي الحجّة، وكان مولده سنة أربع وثمانين ومائتين.
قلت: رأيت شيخنا ابن تيمية يضعّفه ويتّهمه في نقله ويستهول ما يأتي به، وما علمتُ فيه جرحًا إلّا قول ابن أبي الفوارس: خلّط قبل أن يموت.
وقد أثنى علي كتابه «الأغاني» جماعة من جِلَّة الأدباء. ومن تواليفه كتاب «أخبار الطُفَيِليّين» ، كتاب «أخبار جحظة» ، كتاب «أدب السماع» ، كتاب «الخمّارين» .
قال هلال [1] بن المحسّن الصّابي: كان أبو الفرج صاحب الأغاني من نُدماء الوزير المهلَّبي، وكان وسِخًا قذِرًا لم يُغْسَلْ له ثوب أبدًا منذ فصّله إلى [2] أنْ يتقطّع، وشِعْره جيّد لكنّه في الهجاء أبلغ، وكانوا يتّقون لسانه ويصبرون على مجالسته ومشاربته.
ذكر ابن الصابي أنّ أبا القاسم الْجُهَني مُحتِسب البصْرة كان من ندماء
__________
[1] في الأصل «عليل» .
[2] في الأصل «إلا» .(26/144)
المهلّبي، وكان يُورِد الطّامّات من الحكايات المُنْكَرة، فجرى مرّة حديث النَّعْنَع فقال: في البلد الفُلاني نعنع يطُول حتى يصير شجرًا، ويُعمل من شجره سلالم، فثار منه أبو الفرج الأصبهاني وقال: نعم عجائب الدنيا كثيرة ولا يُنكَر هذا، والقدرة صالحة، أنا عندي ما هو أغرب من هذا، زَوْج حمام يبيض بيضتين، فآخذهما وأضع تحتهما سنجة مائة وسنجة خمَسين، فإذا فرغ زمان الحضان انفقست السنجتان عن طشْت وأبريق، فضحك أهل المجلس، وفطن الْجُهَنيّ لِما قصد أبو الفرج من الطنز به، وانقبض عن كثير من حكاياته.
ومن نظْم أبي الفرج وكتب به إلى صديق وأجاد:
أبا محمد المحمودُ يا حُسنَ الإحْسانِ ... والْجُودِ يا بحرَ النّدى الطّامي
حاشاك من عَوْدِ عُوّادٍ إليك ومن ... دواء داءٍ ومن إلمام آلام [1]
علي بن عبد الله بن حمدان [2] بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد الأمير سيف الدولة أبو الحسن التغلبي الجْزري صاحب حلب وغيرها وأخو ناصر الدولة الحسن.
كان مقصد الوفود، ومطلع الجود، وكعبه الأمال، ومحط الرحال، وكان أديبًا شاعرًا.
ويقال: إنّه لم يجتمع بباب ملك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من الشعراء، وكان عطاء الشعراء من فرائض الأمراء، وكان كلّ من عبد الله بن
__________
[1] البيتان في اليتيمة.
[2] يتيمة الدهر 1/ 11، زبدة الحلب 1/ 11، المنتظم 7/ 41، العبر 2/ 305، البداية والنهاية 11/ 263، مرآة الجنان 2/ 360، شذرات الذهب 3/ 20، وفيات الأعيان 3/ 401، المختصر في أخبار البشر 2/ 107، 108، دول الإسلام 1/ 221، سير أعلام النبلاء 16/ 187- 189- رقم 132، الكامل في التاريخ 8/ 580، النجوم الزاهرة 4/ 16، وأخباره مجموعة في كتب التاريخ والأدب، مثل تكملة تاريخ الطبري وتجارب الأمم والعيون والحدائق وغيره. وقد جمع «ماريوس كانار» أخباره في كتاب بعنوان «نخب تاريخية وأدبية جامعة لأخبار الأمير سيف الدولة الحمداني» - طبع في الجزائر 1934.(26/145)
الفيّاض الكاتب، وأبي الحسن علي الشمشاطي، قد اختار من مدائح الشعراء في سيف الدولة عشرة آلاف بيت.
ملك مدينة حلب سنة ثلاث وثلاثين، انتزعها من أحمد بن سعيد الكلابي نائب الإخشيذ، وكان قبلها قد استولى على واسط ونواحيها، وتقلّبَت به الأحوال، وملك دمشق أيضًا، وكثيرًا من بلاد الشام والجزيرة، وجرت له حروب، وذلك أنّه تَوَجّه من حلب إلى حمص فلقيه جيش الإخشيذ وعليهم كافور الإخشيذي المُتَوَفّي أيضًا في هذه السنة، فكان الظّفَر لسيف الدولة، وجاء فنازل دمشق فلم يفتحوا له، فرجع، وكان الإخشيد قد خرج بالجيوش من مصر، فالتقى هو وهو بنواحي قِنَّسرين، فلما ظفر أحدهما بالآخر، تقهقر سيف الدولة إلى الجزيرة، وردّ الإخشيذ إلى دمشق، ثم ردّ سيف الدولة فدخل حلب، ومات الإخشيذ بدمشق في آخر سنة أربع وثلاثين، وسار كافور بالعساكر إلى مصر، فقصد سيف الدولة دمشق وملكها وأقام بها، فذكروا أنّه كان يساير الشريف العقيقي فقال: ما تصلح هذه الغوطة إلّا لرجلٍ واحدٍ، فقال له العقيقي: هي لأقوام كثير لئن أخذتها القوانين ليتبرّأون منها، فأعلم العقيقي أهل دمشق بهذا القول، فكاتبوا كافور فجاءهم وأخرجوا سيف الدولة بعد سنة، ودخلها كافور.
وُلد سيف الدولة سنة إحدى، ويقال سنة ثلاث وثلاثمائة، ومدحه الخالديّان [1] بقصيدة أولها:
تَصُدُّ ودارُها صدَدُ ... وتُوعدُه ولا تعِدُ
وقد قتلته ظالمَةً ... ولا عقل ولا قَوْدُ
بوجهٍ كلّه قمرٌ ... وسائر جسمه اسَدُ
وكان موصوفًا بالشجاعة، له غزوات مشهورة مع الروم، وكان مثاغرًا لهم، ومن شعره:
__________
[1] هما الشاعران المشهوران الأخوان: أبو بكر محمد، وأبو عثمان سعيد، ابنا هاشم الخالديان نسبة إلى قرية من قرى الموصل تعرف بالخالدية.(26/146)
وساقٍ صَبيح للصّبُوح دعوتُه ... فقام وفي أجفانه سنة الغُمْضِ
يطوف بكاساتِ العُقار كأنْجُم ... فمِنْ بين مُنْقَضٍّ علينا مُنْقَضِ
وقد نَشَرَت أيدي الجنوب مطارفا ... على الجوّ دكنا [و] [1] الحواشي على الأرض
يُطرَّزُها قوسُ السحاب بأصفَرٍ ... على أحمرٍ في أخضر إثر [2] مُبْيَضِّ
كأذيال خَوْدٍ أقبلت في غَلائلٍ ... مُصَبَّغةٍ، والبعضُ أقصَرُ من بعضِ [3]
وله:
أُقَبِّلهُ على جَزعٍ ... كشُرْب الطائر الفَزعِ
رأى ماءً فأطمعه ... وخاف عواقب الطمعِ
ومما نُسب إليه:
قد جرى في دمعه دمُه ... فإلى كم أنتَ تَظْلِمُهُ
ردّ عنه الطّرفَ منك فقد ... جَرَحَتْه منكَ أسهمُهُ
كيف يسطيع التَّجَلُّدَ من ... خَطَرَاتُ الوَهْم تؤلِمُهُ؟
وبقلبي من هوى رشاء ... تائه ما الله يعلمه
ما دوَائي غير ريقته ... خمرة لتُقلب مرهَمُهُ [4]
يقال إنّه مات بالفالج، وقيل بعُسْر البَوْل بحلب في عاشر صفر، وحُمل إلى ميّافارِقين فدُفن عند أمّه. وكان قد جُمع من نَفْض الغُبار الذي يتجمع عليه أيام غزواته ما جاء من لَبِنة بقَدْر الكَفّ، وأوصى أن يوضع خدُّه عليها في لَحده ففُعِل ذلك به، وملك بعده حلبَ ابنُه سعيد الدولة، وهلك سنة إحدى وثمانين كما يأتي.
فذكر ابن محمد الشمشاطي في تاريخه قال: ورد سيف [الدولة] إلى حلب عليلًا فأمسك كلامه ثلاثة أيام، ثم جمع قرغويه الحاجب وظفر الخادم
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] وقيل «تحت مبيض» .
[3] الأبيات في يتيمة الدهر 1/ 24، ووفيات الأعيان 3/ 402.
[4] في اليتيمة 1/ 26 الأبيات الثلاثة الأولى.(26/147)
والكبار فأخذ عليهم الأَيْمان لولده أبي المعالي بالأمر بعده، ومات على أربع ساعاتٍ من يوم الجمعة لخمس بقين من صفر الموافق ثامن شباط، وتولّى أمرَه القاضي أبو الهيثم بن أبي حُصَين، وغسّله عبد الرحمن بن سهل المالكي قاضي الكوفة، وغسّله بالسّدر ثم الصَّنْدل، ثم بالذّريرة، ثم بالعنبر والكافور، ثم بماء ورد، ثم بالماء، ونُشَّف بثوب دبيقيّ بنيّف وخمسين دينارًا، أخذه الغاسل وجميع ما عليه وتحته، وصبّره بصبر ومُرّ ومنّ من كافور، وجعل على وجهه وبَخْره مائة مِثْقال غالية، وكُفّن في سبعة أثواب تساوي ألفَ دينار، وجُعل في التابوت مُضَرَّبة ومخدَّتان، وصلّى عليه أبو عبد الله العلوي الكوفي الأقساسي فكبّر خمسًا. وعاش أربعًا وخمسين سنة شمسية.
وخرج أبو فراس بن حمدان في الليل إلى حمص، ولما بلغ معزّ الدولة خبرُ موته جزع عليه وقال: أنا أعلم أن أيّامي لا تطول بعده، وكذا كان.
وذكر النّجار [1] أنّ سيف الدولة حضر عيد النحر، ففرّق على أرباب دولته ضحايا، وكانوا أُلُوفًا، فبعث إليهم ما يُضَحُّون به، فأكثر مَن ماله مائة رأس وأقلّهم شاة، قال: ولزمه في فداء الأسارى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ستّمائة ألف دينار، وفي ذلك يقول البَبَّغَاء [2] :
كانوا عبيد نَدَاك [3] ثم شريتهم ... فَغَدوا [4] عبيدك نعمة وشراء [5]
وكان سيف الدولة شيعيًّا متظاهرًا مِفْضالًا على الشيعة والعلويّين.
علي بن محمد بن خُلَيع [6] أبو الحسن البغدادي الخيّاط المقرئ، أحد القرّاء.
__________
[1] في الأصل «النّحا» وبعدها بياض.
[2] هو: أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمد المخزومي الشاعر المتوفى سنة 398 هـ.
[3] في الأصل «ملاك» .
[4] في الأصل «فعدنا» .
[5] ورد هذا البيت ضمن قصيدة في تكملة تاريخ الطبري 1/ 191.
[6] معرفة القراء 1/ 313، غاية النهاية 1/ 566.(26/148)
[أخذ القراءة] [1] عن: يوسف بن يعقوب الواسطي، وزرعان بن أحمد.
تصدّر للإقراء ببغداد.
قرأ عليه الحمامي، وعبد الباقي بن الحسن، [و] أَحْمَد بن عبد اللَّه بن الخَضِر السَّوْسَنْجِرْديّ، ومحمد بن أحمد الحربي، وآخرون، ويُعرف بابن بنت القَلانسي.
قال الداني: سمعت فارس بن أحمد يقول: قال لي عبد الباقي: بَلَغْت على أبي الحسن ابن بنت القلانسي إلى «الكوثر» [2] فقال لي: اخْتِمْ، فختمت. ثم إنّه سقط ذلك اليوم من سُلّم فكُسِر ومات، وذلك في ذي القعدة، وهو في عُشْر الثّمانين. رحمة الله.
كافور الخادم الأسود الحبشي [3] الأستاذ أبو المِسْك الإخشيدي السلطان، اشتراه الإخشيذي من بعض رؤساء المصريين، وكان أسود بصّاصًا [4] ، فيقال أنه ابتيع بثمانية عشر دينارًا، ثم إنّه تقدّم عند الإخشيذ صاحب مصر لعقله ورأيه وسَعْده، إلى أن كان من كبار القوّاد، وجهّزه في جيش لحرب سيف الدولة، ثمّ إنّه لما مات أستاذه صار أتابك [5] ولده أبي القاسم أَنُوجُور وكيله صبيًّا، فَغَلَبَ كافور على الأمور
__________
[1] ما بين الحاصرتين عن (معرفة القراء) .
[2] السورة رقم 108.
[3] المغرب في حلى المغرب- قسم مصر 199، الولاة والقضاة 297، تاريخ ابن خلدون 4/ 314، وفيات الأعيان 4/ 99 رقم 545، العبر 2/ 306، تكملة تاريخ الطبري 1/ 197، تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ، المنتظم 7/ 50، 51، المختصر في أخبار البشر 2/ 107، دول الإسلام 1/ 221، سير أعلام النبلاء 16/ 190- 193 رقم 134، حسن المحاضرة 1/ 597، 598، النجوم الزاهرة 4/ 1، شذرات الذهب 3/ 21، مرآة الجنان 2/ 366، الكامل في التاريخ 8/ 581، اتعاظ الحنفا 1/ 96، البداية والنهاية 11/ 266. ويراجع ديوان المتنبي، وغيره من كتب التاريخ والأدب.
[4] بصّاص: وصف من بصّ إذا برق ولمع وتلألأ.
[5] أتابك: أطابك، ومعناه الولد الأمير، وقيل معناه أمير أب، والمراد أبو الأمراء، وهو أكبر الأمراء المقدّمين في عصر المماليك بعد النائب الكافل. (صبح الأعشى للقلقشندي 4/ 18) .(26/149)
وبقي الاسمُ لأبي القاسم والدَّسْت [1] لكافور حتى قال وكيله: خدمت كافور وراتبه كل يوم ثلاث عشر جراية، وتُوُفّي وقد بلغت على يدي كل يوم ثلاثة عشر ألف جراية.
وأَنُوجُور معناه بالعربي محمود. ولي مملكة مصر والشام إلّا اليسير منها بعقد الراضي باللَّه والمدبّر له كافور. ومات في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة عن ثلاثين سنة، وأُقيم مكانه أخوه [أبو] الحسن عليّ، فأخذت الروم في أيّامه حلب وطَرَسُوس والمَصّيصة وذلك الصقْع. ومات علي في أول سنة خمس وخمسين عن إحدى وثلاثين، فاستقلّ كافور بالأمر، فأشاروا عليه بإقامة الدعوة لولد لعليّ المذكور، فاحتجّ بصِغَره، وركب في الدَّسْت بخِلَعٍ أظهر أنّها جاءته من الخليفة وتَقَليده وذلك في صفر سنة خمس وخمسين، وتمّ له الأمر.
وكان وزيره أبا الفضل جعفر بن الفرات، وكان راغبا في الخير وأهله.
ولم يبلُغْ أحدٌ من الخُدّام ما بلغ كافور، وكان ذكيًا له نظرٌ في العربيّة والأدب والعِلم، وممن كان في خدمته أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله النجيرمي [2] النَّحوي صاحب الزَّجَّاج، فدخل يومًا على كافور أبو الفضل بن عيّاش فقال:
أدام الله أيّامِ سيّدنا- بخفض أيّام- فتبسّم كافور ونظر إلى النجيرمي وقال ارتجالًا:
ومثل سيّدنا حالتْ مهابَتُه ... بين البليغ وبين القول بالحَصَرِ
فإنْ يكن خَفَضَ الأيام من دَهَشٍ ... وشدّة الخوف لا من قلّة البَصَر
فقد تَفَاءَلْتُ في هذا لسيدنا ... والفأل مأثورة عن سيّد البشر [3]
__________
[1] الدّست: بفتح الدال المشدّدة المهملة وسكون السين. لفظ فارسي له معان كثيرة منها صدر المجلس. (انظر: معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة- السيد ادّي شير- ص 63- طبعة مكتبة لبنان- 1980) .
[2] النجيرمي: نسبة إلى نجيرم، محلّة بالبصرة.
[3] وجاء على هامش الأصل:
لا غرو إن لحقن الداعي لسيّدنا ... أو غصّ من دهش بالريق أو بهر
فتلك هيبته حالت جلالتها ... بين الأديب وبين الفتح بالحصر(26/150)
فأمر له بثلاثمائة دينار.
وكان كافور يُدْني الشعراء ويُجِيزُهُم، وكان يُقرأ عنده كل ليلة السّيَر وأخبار الدولة الأموّية والعبّاسية، وله نُدَماء. وكان عظيم الحِمّيَة يمتنع من الأسواق [1] ، وعنده جَوَارٍ مُغَنّيات، وله من الغلمان الرُّوم والسُّود ما يتجاوز الوصف. زاد مُلْكُه على ملك مولاه الإخشيذ، وكان كريمًا كثير الخِلَع والهِبات، خبيرًا بالسياسة، فطِنًا ذكيًّا جيّد العقل داهيةً، كان يُهادي المُعِزّ صاحب المغرب ويُظْهِر مَيْلَه إليه، وكذا يُذْعن بطاعة بني العباس ويُداري ويخدع هؤلاء وهؤلاء.
ولما فارق المتنّبي سيفَ الدولة مُغَاضِبًا له سار إلى كافور وقال:
قواصدَ كافورٍ تَوَارِكَ غيرِهِ ... ومن قصد البحرَ استقَلَّ السَّوَاقيا
فجاءت بنا أنسانَ عين زمانه ... وخلّت بياضًا خَلْفَهَا ومآقيا [2]
فأقام عنده أربع سنين يأخذ جوائزه. وله فيه مدائح، وفارقه سنة خمسين، وهجاه بقوله:
مَن علَّم الأسودَ المَخْصِيّ مَكرُمَةً ... أَقَومُه [3] البيضُ أَمْ آباؤُه الصّيد
وذاك أنّ الفُحُولَ البِيض عاجزةٌ ... عن الجميل فكيف الخصية السّود [4]
__________
[ () ]
وإن يكن خفض الأيام من غلط ... في موضع النصب لا عن قلّة البصر
فقد تفاءلت من هذا لسيّدنا ... والفأل مأثور عن سيّد البشر
بأن أيّامه خفض بلا نصب ... وأن أوقاته صفو. بلا كدر
أقول أنا المحقّق الفقير إلى الله تعالى عمر بن عبد السلام التدمري الطرابلسي اللبناني:
وردت هذه الأبيات في وفيات الأعيان، والنجوم الزاهرة، وبغية الوعاة، وغيره، وعنها صحّحنا الألفاظ التي أخطأ الناسخ في كتابتها. (ورقة الأصل 61) .
[1] في الأصل «الأمراق» ، والتصحيح عن حاشية النجوم الزاهرة 4/ 6 رقم 1، وفي متن النجوم «الأمراء» .
[2] البيتان في ديوان المتنبّي 4/ 423، 424 من قصيدة مشهورة مطلعها:
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا ... وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا
[3] في الأصل «أقوامه» .
[4] البيتان في الديوان 2/ 147، 148 من قصيدة مطلعها:
عيد بأيّة حال عدت يا عيد ... بما مضى أم بأمر فيك تجديد(26/151)
وهرب ولم يسلك الدّرْبَ، ووُضِعت عليه العيون والخيل فلم يُدْرِكوه، وسار على البّرّية ودخل بغداد، ثم مضى إلى شيراز فمدح عَضُدَ الدولة.
وكانت أيام كافور سديدة جميلة، وكان يُدعَى له على المنابر بالحجاز ومصر والشام والثُّغور وطَرَسُوس والمَصَّيصة، واستقلّ بمُلك مصر سنتين وأربعة أشهر.
قرأت في تاريخ إبراهيم بن إسماعيل، إمام [1] مسجد الزبير: كان حيًّا في سنة بضع وسبعين وخمسمائة، قال: كان كافور شديد السَّاعد لا يكاد واحد يمدّ قوسه، فإذا جاءوه بِرَام دعا بقومه، فإنّ أظهر العجز ضحك وقدّمه وأثبته، وإنْ قوى على مدّه واستهان به عبس ونقصت منزلتُه عنده، ثم ذكر له حكايات تدلّ على أنَّه مُغْرًى بالرَّمْي، قال: وكان يداوم الجلوسَ للناس غدوة وعشيّة، وقيل كان يتهجّد ثم يمرّغ وجهه ساجدًا ويقول: اللَّهمّ لا تسلّط عليّ مخلوقًا.
تُوُفّي في جُمادى الأولى سنة ستَّ وقيل سنة سبعٍ وخمسين، عاش بِضعًا وستّين سنة.
ويقال إنّه وُجِد على ضريحه منقورًا:
ما بالُ قبرِكَ يا كافور مُنْفَرِدًا ... بالصّحصح المَرْت [2] بعد العسكر اللَّجَب
تدوس قَبرك أفناءُ [3] الرّجال وقد ... كانت أُسُودُ الثَّرى تخشاك في الكُتُب
محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إسحاق أبو بكر المُعيْطي من ولد عُقبة بن أبي مُعَيط.
شاعر مشهور عاش أربعا وسبعين سنة.
__________
[1] في الأصل «أقام» وهذا تصحيف.
[2] المرت: مفازة لا نبات فيها.
[3] وقيل: «آحاد» ، وفي الأصل «افتا» .(26/152)
محمد بن أحمد بن حمدان بن علي أبو العبّاس الزاهد، أخو أبي عمرو ومحمد.
نزل خوارزم.
سمع: محمد بن أيّوب بن الضريس، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، ومحمد بن عمرو قشمرد، والحسين بن أحمد القبّاني، والحسن بن السَّريّ صاحب سَعْدَوَيْه الواسطي.
وحدّث سنة ثلاثٍ وخمسين بخوارزم وغيره، وكان من الثّقات.
مات في صفر سنة ستًّ.
محمد بن إبراهيم بن محمد [1] بن الشيرجي [2] المروزي ثم البغدادي.
سمع: إبراهيم بن شريك، وجعفر الفِرْيابي، ومحمد بن جرير.
وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه.
وكان ثقة.
محمد بن علي بن حسين البلْخي.
سمع إسحاق بن هياج، وأهلَ تِرمَذ.
موسى بن مَرْدَوَيْه بن فُورَك [3] ، أبو عِمران الأصبهاني والد الحافظ أحمد.
روى عن: إبراهيم بن متّوَيه.
وعنه: ابنه أبو بكر أحمد.
يوسف بن عمر بْن محمد [4] بْن يوسف بْن يعقوب أبو نصر القاضي ابن قاضي بغداد.
وُلّي القضاء في حياة أبيه ببغداد، واستقلّ به بعد أبيه، وكان عفيفًا جميلًا متوسّطًا في الفقه، حاذقًا بالقضايا، بارعًا في الأدب، واسع العلم
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 412 رقم 409، المنتظم 7/ 41 رقم 47.
[2] في الأصل «الشرجي» .
[3] أخبار أصبهان 2/ 314.
[4] تاريخ بغداد 14/ 322 رقم 7646، المنتظم 7/ 42 رقم 52.(26/153)
باللغة والشعر، تامَّ الهيبة، ولا نعلم ممن تقلّد القضاء أعرف في القضاء منه ومن أخيه الحسين. وكان يعقوب جدَّهم قاضي المدينة أيام الراضي باللَّه.
وذكر ابن حَزْم أنّ أبا نصر كان مالكيًا ثم رجع عن ذلك إلى مذهب داود ابن علي الظاهري. وله في ذلك تواليف كثيرة واحتجاجات. وكان فصيحًا بليغًا شاعرًا ولي القضاء وله عشرون سنة فكُتِبَ العَهْدُ بالقضاء على الديار المصرية بيده إلى قاضي مصر والشام من قَبله الحسين بن أبي زُرْعَة الدمشقي، فولي القضاء أربع سنين، ثم صرفه الراضي باللَّه سنة تسعٍ بأخيه الحسين، وأقرّه على قضاء الجانب الشرقي، ثم مات الراضي في العام، ثم عُزل عن القضاء من الجانب الشرقي. ومن شعره:
يا محنة الله [1] كُفّي.. ... أنْ لم تكُفّي فَخُفّي
ما آن أنْ ترحمينا.. ... من طُولِ هذا التَشَفّي
ذهبتُ أطلبُ بَخْتي ... وَجَدْتُهُ قد تُوُفّي [2]
ومن قوله الذي [3] في رسالته التي يذكر فيها رجوعه عن [مذهب] [4] سالك إلى مذهب داود: «لسنا نجعل من تصديره في كتبه ورسائله، بِقَوْل سعيد بن المسيّب والزُّهْري وزمعة، كمن تصديره في كتبه ومسائله بقول الله ورسوله وإجماع الأئمة، هَيْهَات هَيْهَات» .
سيف الدولة بن حمدان. قد تقدّم قريبًا.
__________
[1] شطب لفظ الجلالة في الأصل وكتب تحته «الدّهر» .
[2] وفي تاريخ بغداد:
«ذهبت أطلب بختي ... فقيل لي قد توفي»
وفيه بقية هي:
ثور ينال الثريّا ... وعالم متخفي
الحمد للَّه شكرا ... على نقاوة حرفي
[3] في الأصل «التي» .
[4] إضافة إلى الأصل.(26/154)
[وفيات] سنة سبع وخمسين وثلاثمائة
أحمد بن الحسن بن إسحاق [1] بن عُتْبَة، أبو العبّاس الرّازي ثم المصري.
سمع: مقدام بن داود، وأبا الزّنْباع رَوح بن الفرج، ويحيى بن عثمان بن صالح، ويحيى بن أيّوب، وطبقتهم.
وعنه: عبد الغني المصري، وعبد الرحمن بن عمر البزّاز بن النحاس، وشعيب ابن عبد الله بن المنهال، ومحمد بن الفضل بن نظيف الفرّاء، وآخرون.
وُلد سنة ثمانٍ وستّين ومائتين، وأوّل سماعه سنة ثمانين. وتُوُفّي في جمادى الآخرة بمصر [2] ، وكان صدوقًا.
أحمد بن سعد بن نصر [3] بن بكّار أبو بكر البخاري الفقيه الزاهد.
قدِم بغداد وحدّث عن صالح جزرة، وحامد بن سهل.
وعنه: ابن رزقويه، والحاكم، وغيرهما.
__________
[1] العبر 2/ 307، شذرات الذهب 3/ 22.
[2] في الأصل «نصر» .
[3] تاريخ بغداد 4/ 184 رقم 1767.(26/155)
أحمد بن القاسم بن كثير بن صدقة بن الريّان أبو الحسن المصري اللُّكّي [1] .
حدّث بالبصرة في هذه السنة عَنْ: أحمد بْن محمد بن البرتي، وإسحاق ابن إبراهيم الدبري، والحارث بن أسامة، وعبد الله بن محمد، [و] سعيد بن أبي مريم، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي.
وعنه: علي بن عبد كويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نُعَيم، وغيرهم.
وقال ابن ماكولا: فيه ضعف.
قلت: له جزء سمعناه، وفيه ما يُنكر، وقد ذكره الدارقُطْني وقال:
ضعيف.
أحمد بن محبوب [2] أبو الحسن البغدادي الرملي الفقيه المعروف بغلام أبي الأديان.
سمع: أبا مسلم الكجّي، وأبا عقيل أنس بن المسلم [3] .
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن الحاج الإشبيلي، وجاور بمكة.
قال الخطيب: ثقة.
أحمد بن محمد بن رُمَيح [4] بن عصمة أبو سعيد النخعي الفَسَوي ثم المَرْوَزي الحافظ.
طَوَّف وسمع الكثير وصنّف وحدّث عن: أبي خليفة، وعمر بن أبي
__________
[1] اللّكّي: بضم الكلام والكاف المشدّدة، نسبة إلى اللّكّ، وهي بلدة من بلاد برقة ولاية بين الإسكندرية وأطرابلس المغرب (الأنساب 11/ 30) .
[2] تاريخ بغداد 5/ 172 رقم 2621، تاريخ دمشق (المخطوط) 3/ 431، التهذيب 2/ 86.
[3] في الأصل «السّلم» والتصويب عن ابن عساكر.
[4] تاريخ دمشق «المخطوط» 3/ 304، تاريخ بغداد 5/ 6 رقم 2354، العبر 2/ 207، شذرات الذهب 3/ 22، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ج 2/ 394 رقم 211.(26/156)
غيلان، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبي العبّاس السرّاج، ومحمد بن إسحاق بن خُزيمة، وعبد الله بن شيروَيْه، وعبد الله بن محمود المَرْوَزي، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، ومحمد بن الفضل السمرقندي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، ومَكْحول البيروتي، وابن قنيبر، وعلي بن أحمد علان، وطبقتهم، وصنّف وجمع وأكثر الترحال.
قال الحاكم: قدم نيسابور سنة خمس فَعَقَدْتُ له المجلس وقرأت عليه صحيح البخاري، وقد أقام بصَعْدَة باليمن مدّة، ثم خرج من عندنا إلى بغداد وقبله الناس وأكْثَرُوا عنه، وما المُقِلّ فيه إلّا كما قال عباس العشيري: سألت يحيى بن مَعين عن عبد الرزّاق فقال: يا عباس والله لو تهوّد عبد الرزاق لما تركنا حديثه. سألت أبا سعيد المقام بنيسابور فقال: على من أقيم، فو الله لو قدرت لم أفارق سُدَّتَك، ثم قال: ما النّاس بخُراسان اليوم إلّا كما أنشدني بعضهم:
كَفَى حُزْنًا أنَّ المُرُوءةَ عُطِّلَتْ ... وأَنَّ ذَوي الألباب في النّاس ضُيَّعُ
وأنّ مُلوكًا ليس يُحظَى لديهم ... من النّاس إلّا من يغنّي ويُصْفَعُ
روى عنه: الحاكم، والدارقُطني قبله، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن درما، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو القاسم السرّاج، واستدعاه أمير صعدة من بغداد، فأدركتْه المنَّيةُ بالبادية، فتُوُفّي بالْجُحْفَة [1] .
وثّقه الحاكم، وأبو الفتح بن أبي الفوارس.
وقال أبو زُرْعة محمد بن يوسف الكشّي، وأبو نُعَيم أحمد بن عبد الله:
كان ضعيفًا.
وقال الخطيب: والأمر عندنا بخلاف ذلك فإنّ ابن رُمَيْح كان ثقةً ثبتًا لم يختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك.
__________
[1] الجحفة: بالضمّ ثم السكون، والفاء. كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة. (معجم البلدان 2/ 111) .(26/157)
أحمد بن أبي موسى بن عيسى الجرجاني أبو الحسن الفَرَضي.
عن: عمران بن موسى بن مجاشع، وطبقته.
إبراهيم بن المقتدر باللَّه [1] جعفر بن المعتضد أحمد بن الموفّق المتّقي للَّه أمير المؤمنين أبو إسحاق. في السجن في شعبان، وقد ذكرناه في سنة ثلاثٍ وثلاثين، عامَ خلعوه وسَمَلُوا عينيه، وبقي إلى هذا العام كالميت.
إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق الزبيدي الإفريقي المعروف بالقلانسي.
كان فاضلًا صالحًا عابدًا عارفًا بمذهب مالك، صنّف تصنيفًا في الإمامة والردّ على الرافضة، فامتُحن على يد أبي القاسم الرافضي العُبَيْدي الملقّب بالقائم، ضربه سبعمائة سوط وحبسه أربعة عشر شهرًا بسبب هذا التصنيف.
تُوُفّي سنة سبعٍ وخمسين.
إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الحسن القطّان النَّيْسَابُوري أبو إسحاق العابد.
سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وجماعة [2] .
بكّار بن بكر بن أحمد أبو قُتيْبة السّدُوسي العراقي. حدّث بمصر، وبها ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
__________
[1] المنتظم 7/ 43 رقم 52، أخبار الراضي والمتّقي للصولي 186- 285، مروج الذهب 2/ 530، التنبيه والإشراف 344، مختصر التاريخ لابن الكازروني 182- 185، أخبار الدول للقرماني 169، تاريخ ابن خلدون 3/ 409- 418، خلاصة الذهب 253- 255، نهاية الأرب 23/ 176- 179، الإنباء في تاريخ الخلفاء 168- 174، الفخري 284- 286، النبراس 119، 120، تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ، سير أعلام النبلاء 15/ 104- 111 رقم 59، تاريخ الخلفاء 394- 397، العبر 2/ 307، مرآة الجنان 2/ 369، الوافي بالوفيات 5/ 341 رقم 2411، نكت الهميان 87، فوات الوفيات 1/ 7، البداية والنهاية 11/ 265، الكامل في التاريخ 8/ 588، تكملة تاريخ الطبري 1/ 199، شذرات الذهب 3/ 22، وأخباره في كتب التاريخ العامة.
[2] كتب في الأصل بعدها: «وعنه وغيره» .(26/158)
الحارث بن سعيد بن حمدان [1] الأميري أبو فراس التغلبي الشاعر المشهور.
كان شجاعًا كامل الأدب بارع الشعر حتى كان الصاحب بن عبّاد يقول: بدئ الشِعر بملك وخُتم بملك، يعني بهما أمرأ القيس، وأبا فراس.
وقد أسرته الروم في وقعة وهو جريح في سنة ثمانٍ وأربعين، وأخذته إلى القسطنطينية، وفداه ابن عمّه سيف الدولة منهم بعد سنين، وكانت مَنبِج إقطاعًا له. وعاش سبعًا وثلاثين سنة، وله ديوان مشهور.
قُتل في هذه السنة ببرّيّة تَدْمُر، وكان خرج على إثر أخيه صاحب حلب.
قال أبو علي التَّنُوخيّ: كان أبو فِراس قد برع في كل فضيلة، وحُسْن خُلق وخَلْق، وفروسية تامّة، وشجاعة كاملة، وكرم مُسْتَفيض، وترسُّل، وشعْر في غاية الْجَوْدة، وديوانه كبير. تملّك حمص.
الحسن بن محمد بن حليم أبو محمد المروزي.
عن: أبي الموجّه محمد بن عمرو، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، جماعة.
وتُوُفّي في المحرّم.
الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت أبو عبد الله البغدادي.
أملى بدمشق بعد موت عمّه إبراهيم، عن زكريّا بن يحيى خيّاط السّنّة،
__________
[1] يتيمة الدهر 1/ 48، تهذيب ابن عساكر 3/ 439، المنتظم 7/ 68، زبدة الحلب 1/ 157، وفيات الأعيان 2/ 58، الوافي بالوفيات 11/ 261 رقم 385، مرآة الجنان 2/ 369، سير أعلام النبلاء (مخطوط) 10/ 195، شذرات الذهب 3/ 24، كشف الظنون 773، أعلام النبلاء 4/ 44، تاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 2/ 92، الأعلام 2/ 156، معجم المؤلفين 3/ 175، النجوم الزاهرة 4/ 19، المختصر في أخبار البشر 2/ 108، 109، البداية والنهاية.(26/159)
وغيره، و [سمع] أحمد بن علي المروزي، وأنسا بن السَّلم. وكان ثقة.
روى عنه: تمّام، وجماعة:
الحسين بن أحمد بن عتّاب [1] [أبو عبد الله] [2] السَّقطيَّ.
[سمع: الحسين بن عبد الله القطّان الرّقّي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، والحسين بن إبراهيم بن أبي عجرم الأنطاكي، ويحيى بن علي بن أبي سكينة] [3] .
وعنه: الدارقُطني، وأبو القاسم الثّلاج.
وثّقه الخطيب.
حمزة بن محمد بن علي [4] بن العبّاس أبو القاسم الكناني المِصري الحافظ.
سمع: أبا عبد الرحمن النّسَائي، والحسن بن أحمد بن الصَّيْقَل، وعِمران بن موسى الطبيب، ومحمد بن سعيد السرّاج، وسعيد بن عثمان الحرّاني، وعبدان بن أحمد الأهوازي، وأبا يعلى الموصلي، ومحمد بن داود بن عثمان الصدفي، وجماعة كثيرة. ورحل وطوّف وجمع وصنّف.
وعنه: ابن مَنْدَه، والدارَقُطْنيّ، والحافظ عبد الغني، ومحمد بن عمر بن الخطّاب، والحسين الموّاس، والفقيه أبو الحسن علي بن أحمد القابسي، وأحمد بن الحاج الإشبيلي، وطائفة آخرهم علي بن عمر بن حمّصة الحرّاني.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 8 رقم 4042.
[2] ساقطة من الأصل.
[3] ما بين الحاصرتين ليس في الأصل، وهو من تاريخ بغداد.
[4] العبر 2/ 308، شذرات الذهب 3/ 23، النجوم الزاهرة 4/ 20، تذكرة الحفّاظ 3/ 932- 934، سير أعلام النبلاء 16/ 179- 181 رقم 128، دول الإسلام 1/ 221، طبقات الحفاظ 77 ظ، 378، حسن المحاضرة 1/ 351، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 454، 455، هدية العارفين 1/ 336، الرسالة المستطرفة 90، موسوعة علماء المسلمين 2/ 187، 188 رقم 538، تاريخ دمشق 11/ 539.(26/160)
وقال أبو القاسم يحيى بن علي بن الطّحّان: تُوُفّي في ذي الحجة [1] وسمعت منه.
قلت: وكان حافظ ديار مصر بعد أبي سعيد بن يونس، وكان ثقةً ثبْتًا صالحًا ديَّنًا.
وقال أبو عبد الله الحاكم: حمزة المصري كان على تقدّمه في معرفة الحديث أحد مَن يذكر بالزُّهد والوَرَع والعبادة. سمع أبا خليفة، والنَّسَائي وأقرانهما.
وقال الحافظ عبد الغني: كل شيء لحمزة [في سنة خمس. وُلد] [2] في سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، وأول ما سمع سنة خمس وتسعين، ورحل سنة خمس وثلاثمائة.
قال الصُّوري [3] : كان حمزة رحمه الله ثبْتًا حافظًا.
قال ابن عساكر: أنا هبة الله بن الأكْفاني، أنا سهل بن بِشْر: سمعت علي بن عمر الحرّاني، سمعت حمزة بن محمد الحافظ، [4] وجاءه غريب، فقال: إنّ عسكر المعزّ المغاربة قد وصلوا إلى الإسكندرية فقال: اللَّهمّ لا تُحْيِني حتى تُرِيني الرّايات الصُّفْر، فمات حمزة، ودخل عسكرهم بعد موته بثلاثة أيام.
قال ابن زُولاق: حدّثني حمزة الحافظ قال: رحلت [5] سنة خمس وثلاثمائة، فدخلت حلب، وقاضيها أبو عبد الله محمد بن عبده، فكتبت عنه، فكان يقول: لو عرفتك بمصر لَمَلأتُ ركائبك ذهبا.
__________
[1] كتب قبلها «القعدة» ثم شطبت.
[2] إضافة على الأصل.
[3] هو الحافظ محمد بن علي الصوري شيخ الخطيب البغدادي. توفي سنة 441 هـ.
[4] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 11/ 539.
[5] في الأصل «دخلت» .(26/161)
قلت: يعني كان على قضاء مصر، فقيل أنّه أعطى حمزة الحافظ مائتي دينار تَرَحَّلَ بها إلى العراق.
وقال ابن منده: سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول: كنت أكتب الحديث فلا أكتب: «وسلّم» ، [بعد صلّى الله عليه] [1] فرأيت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فقال لي: أما تختم الصلاة عليّ في كتابك؟.
دَرّاس بن إسماعيل أبو ميمونة الفاسي.
سمع ببلده وبإفريقية من ابن اللبّاد، ورحل فسمع من ابن مطر كتاب ابن الموّاز.
قلت: ابن مطر هو علي بن عبد الله بن مطر الإسكندرانيّ. وكان أبو ميمونة فقيهًا عارفًا بنصوص مالك.
أخذ عنه: أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن القابسي، وأبو الفرج بن عبدوس، وخلف بن أبي جعفر، وأبو عبد الله بن شيخ السبتي.
وكان رجلًا صالحًا، دخل الأندلس مجاهدًا وترددّ إلى الثغور رحمه الله، وتُوُفّي في ذي الحجة بفاس. قاله عِيَاض.
عبد الله بن الحسين بن الحسن [2] بن أحمد بن النَّضر بن حكيم القاضي أبو العباس المَرْوَزِي النضري نسبة إلى جدّه النضر.
ولي قضاء مرورود [3] ، وكان أسند المحدّثين بها، فإنّه سمع ببغداد في صباه: الحارث بن أبي أسامة، وأبا إسماعيل الترمذي، وغيرهما.
مولده في حدود الستّين ومائتين، وكان أبوه قد سمع من أبي داود صاحب السُنَن، ومن عبّاس الدُّوري، وحدّث.
__________
[1] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل استدركته من سير أعلام النبلاء 16/ 18.
[2] العبر 2/ 308، شذرات الذهب 3/ 24، النجوم 4/ 20، مشتبه النسبة 1/ 84، سير أعلام النبلاء 16/ 60 رقم 40.
[3] في الأصل «امرومره» .(26/162)
روى عن عبد الله: أبو عبد الله الحاكم، وأبو تمّام الكراعي المَرْوَزي، وعاش سبعًا وتسعين سنة، ومات في شعبان.
عبد الحميد بن الإمام أبي سعيد عبد الرحمن بن الحسين القاضي أبو الحسين النَّيْسَابُوري، أحد رجال الدهر علمًا ورياسة وسؤددًا [1] .
قال الحاكم: كان من أفراد زمانه في العلم والحلم والعقل والمروءة، أطال المقام بالرّيّ وبأصبهان وبغداد، وعرض عليه المطيع قضاء بغداد فامتنع وراسله غير مرّة فلم يُجب.
مدحته الشعراء، وفيه يقول بعضهم:
كان عبدُ الحميد يُدْعَى أديبًا ... فامّحى ذكْرُهُ بعبد الحميدِ
ولَشَتّانَ بين ذاك وهذا ... إنْ تأَمَّلْتَ في النَّدَى والْجُودِ
عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن العبّاس [2] بن زكريّا البغدادي المعروف بأبي القاسم بن الفامي والد المخلّص [3] .
سمع الكديمي، وإبراهيم الحربي، وابن سُنَيْن الخُتَّلي، وأبا شُعَيب الحّراني.
وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن حمدويه [4] ، وأبو نُعَيم وهو آخر من روى عنه. وكان أصمّ أطروشًا.
وثّقه ابن أبي الفوارس، وورّخ موته في رمضان.
__________
[1] في الأصل «سودد» .
[2] تاريخ بغداد 10/ 295 رقم 5432، المنتظم 7/ 44 رقم 54، العبر 2/ 309، شذرات الذهب 3/ 25 وهو في كل مصادر ترجمته «عبد الرحمن بن العباس» ، مشتبه النسبة 1/ 289، سير أعلام النبلاء 16/ 114 رقم 82.
[3] المخلّص، بضم الميم وفتح الخاء وكسر اللام، وفي آخرها صاد مهملة. يقال هذا لمن يخلّص الذهب من الغش ويفصل بينهما. (اللباب 3/ 181) .
[4] في الأصل «حمديه» والتصحيح عن تاريخ بغداد.(26/163)
عبد العزيز بن محمد بن زياد [1] بن أبي رافع العبدي بن البغدادي.
نزل مصر وحدّث عن: إسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وتُوُفّي في هذه السنة عن تسعين سنة.
وثّقه محمد بن علي الصُّوري، وأثنى عليه الحافظ عبد الغني بن سعيد.
علي بن بندار بن الحسين [2] أبو الحسن الصُّوفي العابد، ويُعرف بالصَّيرفي.
صحب مشايخ خراسان، وأبا عثمان الحربي، ومحمد بن الفضل السَّمرْقَنْدي، وصحِب ببغداد الْجُنَيْد، ورويم بن أحمد، وسمع محمد بن إبراهيم البوسنجي، وأبا خليفة الجمحي.
روى عنه: الحاكم وقال: من الثقات في الرواية، أملى مدّة، ومات غريقًا شهيدًا.
وقيل مات سنة تسعٍ.
علي بن الفضل بْن محمد بن عقيل بْن خُوَيْلد أبو الحسن الخُزَاعي النَّيْسَابُوري.
سمع ببغداد أبا شعِيب الحرّاني، ومُطَيّنًا، وجماعة.
وعنه: الحاكم أبو عبد الله.
عمر بن أكثم بن أحمد [3] بن حيّان بن بِشْر الأسدي القاضي، من بيت قضاء ورئاسة ببغداد.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 457 رقم 5625.
[2] طبقات الصوفية 501- 504، المنتظم 7/ 52، سير أعلام النبلاء 16/ 109، 110 رقم 74، طبقات الشعراني 1/ 146.
[3] تاريخ بغداد 11/ 249 رقم 5997، المنتظم 7/ 17، 18، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 470، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 78، 79، سير أعلام النبلاء 16/ 111 رقم 76.(26/164)
ولي القضاء في أيام المطيع للَّه نيابةً، ثم ولي [قضاء ال [1]] القضاة، وكان فقيها شافعيّ المذهب.
قال الخطيب: لم يل القضاء ببغداد من الشافعية أحد قبله غير أبي السائب القاضي.
تُوُفّي أبو بِشْر في عشر الثمانين، وولي قضاء العراق بعده أبو محمد عبيد الله بن معروف.
عمر بن جعفر بن عبد الله [2] بن أبي السَّرِيّ البصْرِي الحافظ الورّاق أبو حفص.
كتب الناس بإفادته الكثير، وانتخب على جماعة شيوخ ببغداد، وحدّث عن: الحسن بن المُثَنَّى، وأبي خليفة، وعَبْدان الأهوازي، ومحمد بن جرير الطّبري.
وعنه: ابن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزّاز، وغيرهما.
قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت عمر بن جعفر البصري ببيت [3] عبدان عقده فأخذ يذاكرني [4] بشيء لا أهتدي إليه، فقلت: يا أبا العبّاس أيش عند أيّوب عن الحَسَن؟ فذكر حديثين، فَقُلْتُ: يُحْفَظُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ رَجُلا أَغْلَظَ لأَبِي بَكْرٍ فَقَالَ عُمَرُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَهُ، فَقَالَ: «مَهٍ مَا كَانَتْ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، فَبَقِيَ وَكَبَّرْتُ وَسَكَتُّ، فَقَالَ: اذْكُرْ لِي سَمَاعَكَ، فَقُلْتُ: ثنا عَبْدَانُ، ثنا محمد بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّانٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُوسَى، عن أيّوب. وكان الدار الدّارقطنيّ يتبع خطى عمر
__________
[1] عن هامش الأصل.
[2] تاريخ بغداد 11/ 244 رقم 5996، المنتظم 7/ 44 رقم 54، العبر 2/ 309، شذرات الذهب 3/ 26، البداية والنهاية 11/ 265، مرآة الجنان 2/ 369، تذكرة الحفاظ 3/ 934، 935، ميزان الاعتدال 3/ 184، سير أعلام النبلاء 16/ 172، 173 رقم 126، لسان الميزان 4/ 287- 281، طبقات الحفاظ 378.
[3] في الأصل «بت ابن» وقد شطبت (ابن) .
[4] كتب بعدها «بن نصر» ثم شطبت (نصر) .(26/165)
البصري، فيما انْتَقَاهُ عَلَى أَبِي الشَّافِعِيِّ خَاصَّةً، وَعَمِلَ فِيهِ رِسَالَةً.
وقد كان أبو محمد الحسن السّبيعي يقول: هو كذّاب، وقال: مولده سنة ثمانين ومائتين. قال: وحدّث بشيء يسير، وكانت كتبهَ رديّة.
الفضل بن محمد بن العبّاس أبو العبّاس الْهَرَوِيُّ الواعظ الصالح.
سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، وعاش زمانًا ولم يحدّث لاختلاف عقله.
فنك الخادم [1] مولى الأستاذ كافور ملك مصر.
خرج من مصر بعد موت مولاه في هذه السنة [2] إلى الرملة، فبعثه الحسن بن عبد الله بن طُغْج أمير الرملة أميرًا على دمشق فدخلها وأقام بها، فلما اتصل به أنّ الروم- لعنهم الله- أخذوا حمص يوم عيد الأضحى نادى في البلد النفير إلى ثَنِيّة العُقاب [3] ، فخرج الجيش والمُطَوَّعة وغيرهم وانتشروا إلى دُومة [4] وحَرَسْتا [5] ، وأنتهز هو الفرصة، في خلوّ البلد فرحل بثقله نحو عَقَبة دُمَّر [6] ، وسار بعسكره وخواصّه، وطلب نحو الساحل، فطمع الناس فيه ونهبوا بعض أثقاله وقتلوا من تأخّر من رجاله، وذلك في آخر السنة.
كافور الأستاذ أبو المِسْك الأخشيدي أمير مصر والشام.
قيل تُوُفّي فيها، وقيل في الماضية كما ذكرناه، والله أعلم. ثم رأيت في تاريخ علي بن محمد الشمشاطي وفاته في سنة سبعٍ في ثامن عشر جمادى الأولى.
__________
[1] أمراء دمشق في الإسلام- ص 66 رقم 208، وانظر تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) .
[2] وفي أمراء دمشق «سنة تسع وخمسين وثلاثمائة» .
[3] ثنيّة العقاب: بالضم، وهي ثنيّة مشرفة على غوطة دمشق، يطؤها القاصد من دمشق إلى حمص. (معجم البلدان 2/ 85) .
[4] دومة: بالضم: من قرى غوطة دمشق، غير دومة الجندل. (معجم البلدان 2/ 486) .
[5] حرستا: بالتحريك، وسكون السين، وتاء فوقها نقطتان: قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على طريق حمص. (معجم البلدان 2/ 241) .
[6] عقبة دمّر: مشرفة على غوطة دمشق في طريق بعلبكّ. (معجم البلدان 2/ 463) .(26/166)
محمد بن أحمد بن حاجب أبو نصر الكشّاني.
روى عن عمر بن محمد بن بجير، والفربري، ومحمد بن إبراهيم الرازي.
وهو ولد إسماعيل الكشّاني المشهور.
محمد بن أحمد بن إبراهيم [1] بن عبد المؤمن بن إسحاق الإسكافي الكاتب المعروف بالقراريطي الوزير.
كان كاتبًا لمحمد بن رائق الأمير وزير المتّقي للَّه سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بعد أبي عبد الله البريديّ، ثم عزل بعد تسعة وثلاثين يوما، وأخذ منه مائتان وأربعون ألف دينار [ثم وزَرَ بعد أشهُر، وقُبض عليه بعد ثمانية أشهر، فنزح إلى الشام، وكتب لصاحبها سيف الدولة] [2] ابن حمدان. ثم قدم بغداد في وزارة المُهَلّبي فأكرمه ووصَلَه.
وقد روى عن علي بن سليمان الأخفش، وغيره.
روى عنه: محمد بن أحمد المفيد، وأبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، وغيرهما آثارًا.
وكان ظالمًا عسوفًا، تُوُفّي في المحرّم وله ستُّ وسبعون سنة.
محمد بن أحمد بن عليّ [3] بن مَخْلَد أبو عبد الله البغدادي الجوهري المحتسِب المعروف بابن مُحْرِم [4] الفقيه، أحد تلامذة محمد بن جرير.
__________
[1] الوافي بالوفيات 2/ 41 رقم 313، العبر 2/ 309، شذرات الذهب 3/ 26، الكامل في التاريخ 8/ 249 و 305 و 375 و 384 و 397 و 404 و 406 و 468، دول الإسلام 1/ 221، 222، سير أعلام النبلاء 16/ 111، 112 رقم 78.
[2] ما بين الحاصرتين ليس في الأصل، واستدركته من سير الأعلام.
[3] تاريخ بغداد 1/ 320 رقم 217، المنتظم 7/ 45 رقم 58، العبر 2/ 309، شذرات الذهب 3/ 26، مشتبه النسبة 2/ 579، سير أعلام النبلاء 16/ 60، 61 رقم 41، ميزان الاعتدال 3/ 462، البداية والنهاية 11/ 266، لسان الميزان 5/ 51، 52، النجوم الزاهرة 4/ 21.
[4] كذلك في الأصل وتاريخ بغداد والمنتظم، و «مخرم» بالخاء المعجمة من فوق، في العبر والشذرات وما أثبتناه: «محرم: بضم الميم وسكون الحاء المهملة وكسر الراء. عن الإكمال لابن ماكولا 7/ 221» .(26/167)
سمع: محمد بن يوسف بن الطبّاع، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، والحارث بن أبي أسامة، والكديمي، وأبو إسماعيل التّرْمِذي، وكان أسْنَدَ من بقي.
روى عنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرزاز، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم الحافظ، وغيرهم.
وقال عبيد الله بن عمر بن النّعال: تزوّج شيخنا ابن المُحْرِم قال:
فجلست على العادة أكتب فجاءت أمّ الزوجة في بعض الأيام فرمت بالمحبرة كسرتها وقالت: بئس هذه شرّ على بنتي من ثلاثمائة صُرَّة.
قال ابن أبي الفوارس: لم يكن عندهم بذاك.
وقال البرقاني: لا بأس به. تُوُفّي في ربيع الآخر من السنة، وله ثلاثٌ وتسعون سنة.
قلت: وحديثه بعُلو عند أبي جعفر الصيدلاني.
محمد بن أحمد بن شعيب [1] بن هارون أبو أحمد الشُّعَيْبي النَّيْسَابُوري العدل الفقيه.
سمع: البوشنجي، وإبراهيم الذُهَلي، ومحمد بن عبد الرحمن الشامي الهروي، وطبقتهم، وجمع كتاب «الزهد» في أربعين جزءا، و «فضل أبي حنيفة» في مُجَلَّدٍ، وكان على مذهبه.
مات في ربيع الآخر [2] ، وله اثنتان وثمانون سنة.
محمد بن الحسين بن علي [3] بن سليمان الحرّاني نزيل بغداد.
روى: عن أبي خليفة، وعبدان الأهوازي، وابن قتيبة العسقلاني، وأبي
__________
[1] تاج التراجم 38، الجواهر المضية 2/ 12 و 13، هدية العارفين 2/ 46، معجم المؤلفين 8/ 269، الأنساب 7/ 347، اللباب 2/ 199.
[2] هكذا في الأصل، واللباب، والجواهر المضيّة. وفي الأنساب 7/ 348 «ربيع الأول» .
[3] تاريخ بغداد 2/ 242 رقم 706، المنتظم 7/ 46 رقم 61، العبر 2/ 310، شذرات الذهب 3/ 26.(26/168)
يعلى الموصلي، وجماعة.
انتخب عليه: الدار الدارقُطْني، وروى عنه أبو الحسن الحمامي، ومكّي بن علي الجريري، وأبو علي بن شاذان، وجماعة.
قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة، حَسَنَ المذهب. تُوُفّي في رمضان.
قلت: وَقَعَ لنا الجزءُ الثالث من حديثه.
محمد بن علي بن محمد [1] بن سهل أبو بكر البغدادي، ويُعرف بابن الإمام.
حدّث عن: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن المعمري، وأحمد بن علي الإبّار، وجماعة.
روى عنه: ابن رزقويه، وأبو نُعَيم الأصبهاني. وتوفي في شعبان.
قال الخطيب: كان فيه تساهل.
محمد بن محمد بن عبد الحميد [2] بن خالد بن إسحاق بن آدم أبو علي الفزاري الدمشقي، القاضي العدْل، مولى يزيد بن عمر بن هُبَيْرة الفَزَاري.
سمع: أحمد بن علي المَرْوَزي القاضي، وأحمد بن أنس بن مالك، وعلي بن غالب السّكْسكي، ومحمد بن يحيى بن حامل كَفَنِه، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وإسماعيل بن قيراط، وإبراهيم بن دُحَيْم، وطبقتهم بدمشق.
وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وعلي بن بِشْر بن العطّار، وعبد الوهاب المَيْداني، ومحمد بن رزق الله المُتَنَبّي، وأبو الحسن علي بن السّمسار، وهو آخر من حدّث عنه.
توفي في جمادى الآخرة.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 85 رقم 1070.
[2] العبر 2/ 310، شذرات الذهب 3/ 26.(26/169)
قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة.
محمد بن محمد بن الحسن [1] بْن العبّاس بْن محمد بْن عليّ بْن الرشيد هارون بن المهديّ أبو العبّاس الهاشمي العبّاسي البغدادي.
حدّث ببُخارى وسَمَرْقند، وقد كتب الكثير.
سمع: البَغَوِي، ومحمد بن جرير، وأبا بكر ابن أبي داود، وأبا عَرُوبة الحرّاني.
قال أبو عبد الله غُنْجار: تُوُفّي بفرغانة سنة سبعٍ وخمسين.
محمد بن نصر [2] أبو صادق الطّبري.
حدَّث في هذه السّنة عن أبي القاسم البَغَوي، وأبي عَرُوبة الحرّاني، وطائفة.
وعنه: السّكَنُ بن جُمَيْع [3] .
مُطرَّف بن عيسى بن لبيب [4] أبو القاسم الغسّاني، إلبِيري [5] نزيل غرناطة.
سمع ببجانة من: فضل بن سلمة، ومحمد بن خالد.
وكان لُغَويًّا إخباريًّا مؤرخا مصنِّفًا.
هارون بن محمد بن هارون بن أحمد أبو موسى العنزي الطّحان
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 220 رقم 1280.
[2] تاريخ دمشق 40/ 114 و 115 (مخطوط التيمورية) ، معجم الشيوخ لابن جميع 48 (مخطوطة ليدن) ، المقفى للمقريزي 4/ 170 (مخطوطة دار الكتب المصرية) ، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 5/ 24 رقم 1623.
[3] هو: أبو محمد الحسين بن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المعروف بالسكن. توفي سنة 437 هـ. (تاريخ دمشق- المخطوط 11/ 173، الأنساب 358 ب، معجم البلدان 3/ 437 و 438) وله منتخب من الحديث، ضمن مجموع 17 بالظاهرية نشرناه مع معجم الشيوخ لأبيه الحسين بن جميع.
[4] في الأصل «ابن لبنت» ، والتصحيح عن تاريخ علماء الأندلس 2/ 137 رقم 1443.
[5] في الأصل «البيرمي» .(26/170)
الدمشقي، ويُعرف بالمَوْصِلي.
سمع: عبد الرحمن بن الرَّوَّاسّ، وأحمد بن أنس بن مالك، وأبا عليّ إسماعيل بن قيراط، وإبراهيم بن دُحَيْم.
وعنه: تمّام، وابن مندة، [و] الحافظ عبد الغني، وعبد الوهاب المَيْداني، وجماعة.(26/171)
[وفيات] سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة
أحمد بن إسماعيل بن يحيى بن خازم أبو الفضل الإسماعيلي النَّيْسَابُوري.
سمع: عبد الله بن شيرويه، وعمر بن محمد بن بجير.
وعنه: أبو حازم العبدوي.
أحمد بن حسن بن منده أبو عمرو الأصبهاني الورّاق، نزيل نيسابور.
سمع: أبا القاسم البَغَوي، والوليد بن أبان، وطبقتهما، وكان ممّن يُضْربَ المثل بخطّه.
أحمد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد [1] بْن عُمَر بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن حفص الهمداني الذكواني أبو علي المعدّل الأصبهاني.
كان صاحب سنة وصلابة في دينه.
حدّث عن: أبي مسعود عبد الله بن محمد بن عبدان العسكري صاحب لُوين.
وعنه: ابنه أبو بكر محمد بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ.
__________
[1] أخبار أصبهان 1/ 155.(26/173)
أحمد بن القاسم أبو بكر محمد بن أبي السمّاك البغدادي الدّقّاق المعدّل.
روى عن: الهيثم بن خلف، ومحمد بن المجذّر.
وعليه: أبو سعيد النقّاش، وأبو الفتح بن أبي الفوارس.
قال طلحة الشاهد: تُوُفّي في سلخ ذي الحجّة.
أحمد بن محمد بن سهل [1] الفقيه أبو الحسين الطَّبَسِي [2] الشافعي أحد الأعلام، صاحب أبي إسحاق المَرْوَزي.
سمع: ابن خُزَيْمة، وابن صاعد، وله تعليقة عظيمة في المذهب في نحو ألف جزء.
تُوُفّي بالطَّبَسين.
روى عنه الحاكم.
أحمد بن يعقوب بن أحمد [3] بن المهرجان البغدادي المعدّل.
حدّث عن: الحسن بن علوية القطان، ومحمد بن يحيى المروزي.
وعنه: ابن رزقويه، وأبو نُعَيم الحافظ.
إبراهيم بن أحمد بن الحسن [4] أبو أسحاق القِرمِيسِيني [5] المقرئ،
__________
[1] أخبار أصبهان 1/ 127، الإكمال 5/ 266، طبقات السبكي 2/ 98، الأنساب 8/ 210، اللباب 2/ 274 و 275.
[2] الطبسي: بفتح الطاء المهملة والباء الموحّدة وفي آخرها سين مهملة، هذه النسبة إلى طبس وهي مدينة في برّيّة بين نيسابور وأصبهان وكرمان. (اللباب، الأنساب) .
[3] تاريخ بغداد 5/ 227 رقم 2707.
[4] تاريخ بغداد 6/ 14 رقم 3044.
[5] القرميسيني: بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم وسكون الياء تحتها نقطتان وكسر السين بعدها ياء ثانية ثم نون. هذه النسبة إلى قرميسين، وهي مدينة بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان عند الدّينور، ويقال لها كرمان شاهان. (اللباب 3/ 28) وفي معجم البلدان 4/ 330 «قرميسين» بفتح القاف.(26/174)
طوّف شرقًا وغربًا وكتب بعدّة أقاليم.
سمع: محمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وعبد الرحمن بن القاسم بن الروّاس، وأبا عبد الرحمن النّسائي.
وعنه: الدار الدّارقطنيّ، والحسن بن الحسن بن المنذر، وأبو الحسن الحمامي، وغيرهم، وتُوُفّي بالموصل.
قال الخطيب: كان ثقة صالحًا.
إسحاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] بْن يعقوب أَبُو الفضل الهَرَوي الْجَوزَقي [2] الحافظ.
سمع: عبد الله بن عروة الفقيه، وحاتم بن محبوب، وببغداد من البَغَوي، ويحيى بن صاعد.
وكان ثقة عدْلًا من جَوْزَق هَرَاة، نزل سمرقند وحدّث بها.
ثوابه بن أحمد بن عيسى [3] بن ثوابة أبو الحسين الموصلي.
[سمع] [4] أحمد بن عبد الله بن ذكوان بدمشق، وأبا يَعلَى بالموصل، ومحمد بن إسماعيل بن نباتة.
وعنه: الدارقُطْني، وأبو الحسن بن رزقويه، وطلحة بن الصقر، وأبو محمد بن النحاس، واحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي.
تُوُفّي بمصر.
قال الخطيب: كان صدوقًا.
__________
[1] اللباب 1/ 309، الأنساب 3/ 366.
[2] الجوزقي: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها قاف. هذه النسبة إلى موضعين:
أحدهما جوزق نيسابور، والثاني إلى جوزق هراة، وصاحب الترجمة منسوب إلى الثاني.
(اللباب) .
[3] تاريخ بغداد 7/ 149 رقم 3603.
[4] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل.(26/175)
جعفر بن محمد الجوهري.
سمع: أحمد بن زغبة، والنّسائي.
كأنّه مصري.
الحسن بن أبي الهيجاء [1] عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث الأمير ناصر الدولة، أبو محمد التغلبي صاحب الموصل ونواحيها.
كان أكبر من أخيه سيف الدولة وأرفع منزلة عند الخلفاء، وكان سيف الدولة كثير التأدّب معه، وكان هو شديد المحبّة لسيف الدولة، فلما تُوُفّي سيف الدولة تغيّرت أحواله وساءت أخلاقه وضَعُف عقلُه إلى أن لم يبق له حزم عند أولاده، فقبض عليه ولده أبو تغلب الغضنفر بالموصل وحبسه مُكْرَمًا في حصن في سنة ست وخمسين، فلم يزل محبوسًا حتى تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثمانٍ وخمسين.
وكتب إليه سيف الدولة مرة:
رضيتُ لك العَلْيا وقد كنتَ أهلَها ... فقلت لهم بيني وبين أخي فَرْقُ
ولم يكُ بي عنها نكولٌ وإنّما ... تجافيتُ عن حقي فتمّ لك الحقُّ
ولا بدَّ لي من أن أكون مصلّيًا [2] ... إذا كنت أرضى أن يكون لك السَّبْقُ [3]
الحسن بن علان [4] أبو علي البغدادي القاضي الخطّابي.
سمع: جعفر الفريابي، وأبا خليفة.
وعنه: أبو نعيم الحافظ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس وقال: كتبنا عنه
__________
[1] وفيات الأعيان 2/ 114 رقم 175، العبر 2/ 311 وفيه «الحسين» ، شذرات الذهب 3/ 27، الكامل في التاريخ 8/ 593، الوافي بالوفيات 12/ 89، 90، أمراء دمشق 26، سير أعلام النبلاء 16/ 186، 187 رقم 131، النجوم الزاهرة 4/ 27، أعيان الشيعة 22/ 97.
[2] المصلّي: الفرس الّذي يتلو السابق.
[3] الأبيات في يتيمة الدهر 1/ 26. ووفيات الأعيان 2/ 116، والبداية والنهاية 11/ 263، 264.
[4] تاريخ بغداد 7/ 399، المنتظم 7/ 49 رقم 62.(26/176)
أشياء، وكان ثقة، وتُوُفّي في ذي الحجة.
الْحَسَن بْن محمد بْن أحمد [1] بن كَيْسان أبو محمد الحربي النّحوي، أخو علي.
سمع: إسماعيل القاضي، وبِشْر بن موسى، وموسى بن هارون.
وعنه: أبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وغيرهما، وكان ثقة من كبار شيوخ أبي نُعَيم.
تُوُفّي في شوّال.
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى [2] بْنِ الْحَسَنِ بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن زين العابدين بن علي بن الحسين أبو محمد بن أخي أبي طاهر العلوي.
سمع: إسحاق الدَّبَري وغيره من أهل اليمن.
وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه، وابن شاذان وقال: إنّه وُلد سنة ستّين ومائتين.
روى حديثًا موضوعًا عن إسحاق، عن عبد الرزاق، عن سفيان، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَفَعَهُ قَالَ: «عليّ خير البشر فمن أبي [3] فقد كفر» .
وهذا ممّا اتُّهِم بوضعه أبو محمد هذا، وكان نسّابة شيعيًّا.
الحسن بن أحمد [4] أبو علي الفارسيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 422 رقم 3986، العبر 2/ 311، المنتظم 7/ 49 رقم 64، شذرات الذهب 3/ 27، إنباه الرواة 1/ 319، تلخيص ابن مكتوم 60، 61، سير أعلام النبلاء 16/ 136 رقم 93، النجوم الزاهرة 4/ 28.
[2] تاريخ بغداد 7/ 421 رقم 3984، لسان الميزان 2/ 252، 253 رقم 1055، ميزان الاعتدال 1/ 521 رقم 1943.
[3] عند الخطيب: «امترى» ، وقال: هذا حديث منكر لا أعلم رواه سوى العلويّ بهذا الإسناد، وليس بثابت.
[4] تاريخ بغداد 7/ 275 رقم 3763.(26/177)
سمع البوشنجي، وحمزة الكاتب، وابن ناجية.
وعُمّر تسعين سنة.
حيدرة بن عمر [1] أبو الحسن الزَّنْدَوَرْدِيّ [2] الفقيه الظَّاهري.
أخذ عن عبد الله بن المغلّس الظاهري.
تفقّه [به] [3] البغداديون.
الخليل بن أحمد أبو القاسم الشاعر.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
زيد بن علي بن أحمد [4] بن محمد بن عمران بن أبي بلال العجْلي الكوفي، أبو القاسم المقرئ المجوَّد نزيل بغداد.
قرأ القرآن على: أحمد بن فرج بن جبريل، وابن مجاهد، ومحمد بن أحمد الدّاجوني، وعبد الله بن جعفر السوّاق، وسمع محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وعلي بن العبّاس، وعبد الله بن زيدان، وغيرهم.
قرأ عليه القرآن جماعة منهم: الحسن بن علي الصَّقْر الكاتب، وبكر بن شاذان الواعظ، وعلي بن محمد بن موسى الصّابوني من شيوخ الهَرّاس، وعبد الباقي بن الحسن.
وحدّث عنه الحمامي، وأبو نُعَيم.
قال الخطيب: كان صدوقا توفي في جمادى الأولى.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 273 رقم 4372، المنتظم 7/ 50 رقم 65، طبقات الفقهاء 177، الأنساب 6/ 338، الفهرست 1/ 219، الوافي بالوفيات 13/ 227 رقم 275، كشف الظنون 1247، إيضاح المكنون 2/ 450، ومعجم المؤلفين 4/ 93.
[2] الزّندوردي: بفتح أوله وسكون ثانيه، ودال مهملة، وواو مفتوحة، وراء ساكنة، ودال مهملة:
هذه النسبة إلى مدينة كانت قرب واسط مما يلي البصرة (اللباب 2/ 78، معجم البلدان 3/ 154) .
[3] إضافة على الأصل.
[4] تاريخ بغداد 8/ 449 رقم 4563، العبر 2/ 311، شذرات الذهب 3/ 27، معرفة القراء 1/ 314 رقم 231، مرآة الجنان 2/ 371، غاية النهاية 1/ 298، 299.(26/178)
سِيَبَوَيْه المصري [1] ، الملقَّب أيضًا بالفصيح، اسمه أبو بكر محمد بن ابن موسى بن عبد العزيز الكِنْدي الصَّيْرفي المعروف بابن الْجُبّي.
ولد سنة أربع وثمانين ومائتين، وسمع من: المنجنيقي، والنّسَائي، والطّحاوي، وتفقّه للشافعي، وجالس أبا بكر بن الحدّاد وتلمذ له في الفقه، وكان معتزليًا متظاهرًا به، ويتكلّم في الزَّهْد وفي عبادات الصُّوفّية بعبادة خلوة. وله شِعْر وفضائل.
مات في شهر صفر. قاله ابن ماكولا [2] .
عبد الملك بن علي [3] أبو عمر الكازَرُوني، الزاهد المُجاب الدّعوة، كان يُعدّ من الأبدال.
سمع: أبا مسلم الكجّي وغيره، ورُحِل إليه لتفرُّده بكازَرُون [4] .
روى عنه: أبو القاسم الدهّان، وأحمد بن محمد بن سهل بن منصور أبو الحسين النّصيبي الملطي البزّار.
تُوُفّي بدمياط.
علي بن عبد الله بن علي [5] الفارسي.
عن: عبد الله بن ناجية، وزكريّا السّاجي.
وعنه: ابنه محمد.
وكان ثقة فرضيّا.
__________
[1] معجم الأدباء 19/ 61، المشتبه في أسماء الرجال 92، الوافي بالوفيات 5/ 90 رقم 2098، بغية الوعاة 208.
[2] الإكمال 4/ 420.
[3] اللباب 3/ 74، الأنساب 10/ 318.
[4] كازرون: بفتح أوله وسكون الألف وفتح الزاي وضمّ الراء وسكون الواو وفي آخرها نون.
إحدى بلاد فارس. (اللباب) .
[5] تاريخ بغداد 12/ 6 رقم 6359.(26/179)
علي بن إبراهيم بن الفضل [1] الكُشَاني [2] .
سمع: عمر البحتري، وإبراهيم بن نصر بن عنترة.
علي بن عبد الله [3] .
[عن] [4] : ابن ناجية، وزكريّا السّاجي.
وعنه: ابنه محمد.
وثّقه الخطيب.
علي بن الفضل بن شَهْريار [5] أبو الحسن التّاجر الأصبهاني المُعَدَّل.
سمع: محمد بن أيّوب الرازي.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم وقال: ثقة.
علي بن محمد بْن أحمد بْن حمّاد زُغْبة [6] بْن مسلم أبو الحسن التُّجيبي، مصري.
محمد بن أحمد بن محمد الأبْرِيسَم [7] أبو بكر النَّيْسَابُوري التّاجر.
سمع: أبا عبد الله البوسنجي وغيره، ولم يحدّث. قال: قصدناه غير مرّة فلم يحدّثنا.
محمد بن أحمد بن إسماعيل [8] بن خالد أبو بكر الصّرّام السّختياني.
__________
[1] الإكمال 7/ 185 وفيه «الفضيل» .
[2] الكشاني: بضم أوّله والشين المعجمة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى كشانية، وهي بلدة من بلاد الصغد بنواحي سمرقند. (اللباب 3/ 98) .
[3] هو: علي بن عبد الله بن علي الفارسي، وقد مرّت ترجمته قبل قليل.
[4] إضافة على الأصل.
[5] أخبار أصبهان 2/ 18.
[6] زغبة: بزاي مضمومة وغين ساكنة معجمة وباء معجمة بواحدة. (الإكمال 4/ 81) .
[7] الأبريسم: بفتح الألف وسكون الباء وكسر الراء وسكون الياء وفتح السين وفي آخرها الميم.
هذه اللفظة لمن يعمل الأبريسم والثياب منه ويبيعها ويشتغل بها. (اللباب 1/ 25) .
[8] الأنساب 8/ 55.(26/180)
جُرْجانّي عالي الرواية.
روى عن: محمد بن أيّوب الرازي، وهميم، وابن مجاشع.
روى عنه: حمزة السَّهمي وغيره.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
محمد بن أَحْمَد بن الحسن أبو عمر الضبي [1] الهيستاني.
سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان الأصبهاني، وغيره.
وتوفي في عشر التسعين.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي.
محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] بْنِ عَبْدِ الرحمن بن عبد الملك ابن مروان القُرَشي الدمشقي أبو عبد الله، محدّث دمشق في وقته.
سمع: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وأحمد بن إبراهيم بن البسري، وإسماعيل بن قيراط، وزكريّا خيّاط السنة، وأبا عُلاثة المصري، وأنس بن السَّلم، وجماعة.
وعنه: تمّام، وابن مَنْدَه، وعبد الوهاب الميداني، والخصيب بن عبد الله القاضي، وحُوَيّ بن علي السَّكْسكي، وآخر من حدّث عنه أبو الحسن بن السمسار، وانتقى عليه أبو عبد الله بن مَنْدَه ثلاثين جزءًا، وأملى مدّةً بجامع دمشق.
قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة مأمونًا جوادًا، تُوُفّي في شوّال وهو في عشر التّسعين.
__________
[1] الضّبّي: بفتح الضاد المعجمة، والباء المكسورة المشدّدة المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى «بني ضبّة» . (الأنساب 8/ 144) وضبّة قرية بالحجاز على ساحل البحر مما يلي طريق الشام. (اللباب 2/ 261) .
[2] العبر 2/ 311، شذرات الذهب 3/ 27، مرآة الجنان 2/ 371، سير أعلام النبلاء 16/ 59 رقم 39، الوافي بالوفيات 1/ 342.(26/181)
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن هارون الحَضْرَميّ المصري جدّ الحافظ يحيى بن علي بن الطّحّان.
يروي عن: أبي بكر بن سهل الدّمياطي، وأحمد بن شعيب النّسائي.
تُوُفّي في المحرَّم.
محمد بن إسماعيل أبو بكر البغدادي القاضي.
سمع: أحمد بن الحسن الصوفي.
وعنه: أبو نُعَيم وغيره.
محمد بن جعفر بن دُرّان أبو الطيب المصري غُنْدَر [1] .
روى عن: أبي خليفة المصري [2] ، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة.
وعنه: الدار الدَارقُطْنيّ، وابن جُمَيع [3] ، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي.
ويقال: تُوُفّي في العام الماضي.
محمد بن الحسين بن مهران النَّيْسَابُوري الكاتب، أخو الأستاذ، أبي [4] بكر.
سمع: عبد الله بن شيرويه، وابن خُزَيمة.
وعنه: الحاكم وقال: كان يصحب الملوك، والوزراء.
وعاش نيّفًا وثمانين سنة.
__________
[1] غندر: بضم الغين المعجمة، وسكون النون، وفتح الدال، وقد تضمّ. (المغني في أسماء الرجال 191) .
[2] في الأصل «المصري روى» وقد شطبت الكلمتان.
[3] ابن جميع الصيداوي المتوفى سنة 402 هـ. وهو لا يذكر ابن درّان أبا الطيب المصري في معجم شيوخه، بل يذكر «محمد بن جعفر غندر الحافظ أبا بكر الورّاق البغدادي المتوفى سنة 370 هـ. وهو غير صاحب الترجمة أعلاه. (انظر معجم الشيوخ 21) .
[4] في الأصل «أبو» .(26/182)
محمد بن العبّاس بن الوليد [1] بن كُوذَك أبو عمر مولى القعقاع بن خُلَيّد العنسي الدمشقي.
سمع: محمد بن العبّاس بن الدرَفس، وأحمد بن بِشْر الصُّوري، وعبد الرحمن بن القاسم الروّاس، وجعفر بن أحمد الروّاس، وإبراهيم بن دُحَيّم، والمفضل بن محمد الْجُنْدي.
وعنه: تمام، وأبو نصر بن هارون، وعبد الوهاب الميداني، والخصيب ابن عبد الله بن محمد، وأبو الحسن بن السمسار.
تُوُفّي في آخر العام.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَنْبَلِيُّونَ قِرَاءَةً، قَالُوا: أنا محمد بْنُ السَّيِّدِ بْنِ فَارِسٍ، أنا الْخَضِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عبدان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ محمد الْمِصِّيصِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ، أنا أَبُو عُمَرَ محمد بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ كُوذَكَ، ثنا عِيسَى بْنُ إِدْرِيسَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي ذِيبٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم [قال] [2] : «لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ» [3] . محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد أبو علي العسكري نزيل أصبهان.
سمع: عبدان، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي، ومحمد بن محمد الباغندي.
__________
[1] الوافي بالوفيات 3/ 191 رقم 1168، موسوعة المسلمين في تاريخ لبنان 4/ 216، 217 رقم 1456.
[2] إضافة على الأصل.
[3] أخرجه الترمذي في الأحكام 9، وأبو داود في الأقضية 4، وابن ماجة في الأحكام 2، وابن حنبل 2/ 164 و 190 و 194 و 212 و 387 و 388 و 5/ 279.(26/183)
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم.
محمد بن عديّ بن حَمْدَوَيْه السَّجْزي الصّابوني.
سمع ابن إدريس وغيره، وهو جدّ أبي عثمان الصّابوني لأمّه.
وعنه: يحيى بن عمّار وغيره.
تُوُفّي في ذي القعدة، وكنيته أبو عبد الله، وهو أخو عبد الله الذي يأتي.
محمد بن محمد بن إسحاق أبو عمرو السّرّاج الحاكم.
توفي بالشاش في جمادى الأخرة، وحمل إلى هراة فدُفن بها.
محمد بن معاوية بن عبد الرحمن [1] بن معاوية بن إسحاق بن عبد الله ابن معاوية بْن هشام بْن عَبْد الملك بْن مروان أبو بَكْر الأموي القرطبي المعروف بابن الأحمر.
سمع: عبيد الله بن يحيى الليثي، وسعيد بن حِمْيَر، ورحل إلى المشرق سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، فسمع من النّسائي، وأسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وابن المنذر، وجعفر الفِريابي، ومحمد بن يحيى المَروَزي، وإبراهيم بن شريك الكوفي، وأبي خليفة الْجُمحي، والبَغَوي، وطائفة. ورحل إلى أرض الهند تاجرًا، وكان يقول: خرجت من أرض الهند وأنا أقدر على ثلاثين ألف دينار، فلما قاربت أرض الأسلام غرقت وما نجوت إلّا سِباحةً لا شيء معي، ورجع إلى الأندلس، وحمل الناس عنه الكثير، وكان شيخًا جميلًا ثقة، وكان معمّرًا.
تُوُفّي في رجب.
روى عنه خلق منهم: محمد بن إبراهيم بن سعيد، ومحمد بن عبد الله بن حكم شيخا ابن عبد البَّرّ. وآخر من روى عنه: يونس بن عبد الله بن
__________
[1] العبر 2/ 312، تاريخ علماء الأندلس 2/ 67 رقم 1289، بغية الملتمس 127 رقم 271، جذوة المقتبس 88 رقم 140، شذرات الذهب 3/ 27، سير أعلام النبلاء 16/ 68، 69 رقم 49، النجوم الزاهرة 4/ 28.(26/184)
مغيث، وعبد الله بن الربيع.
محمد بن يحيى بن عبد السلام [1] الأزدي الأندلسي النّحوي المعروف بالرباحي.
سمع من: قاسم بن أصبغ، وبمكّة من ابن الأعرابي، وأخذ كتاب سِيبَوَيْه عن أبي جعفر بن النّحاس.
وكان عارفًا بالعربية حاذقًا ذكيًّا فقيهًا عالمًا، أدّب المغيرة بن النّاصر لدين الله.
تُوُفّي في رمضان.
محمد بن موسى بن عبد العزيز أبو بكر الكِنْدي الصَّيّرفي المصري الفقيه الملقب سِيبَوَيْه.
مرّ، ويُعرف بابن الْجُبّي.
سمع: أبا عبد الله النَّسائي، وأبا يعقوب المنجنيقي، وكان فقيهًا شافعيًا يُرمَى بالاعتزال. تفقّه عَلَى أَبِي بَكْر محمد بْن أحمد بْن [2] الحدّاد.
موسى بن إبراهيم بن النّضْر [3] أبو القاسم العطّار المقرئ.
سمع: أبا مسلم الكجّي، وغيره.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وأبو الحسن بن رزقويه.
قال الخطيب [4] : ما علمت من حاله إلا خيرًا.
منصور بن محمد بن منصور [5] بن بحر مولى بني هاشم.
أصبهانيّ، سكن بغداد، وحدّث عن: حمّاد بن مدرك، وإسحاق بن زيرك.
وعنه: ابن أبي الفوارس، ومحمد بن علّان.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 69 رقم 1292، بغية الملتمس 144 رقم 312، جذوة المقتبس 98 رقم 164.
[2] تكرّرت في الأصل.
[3] تاريخ بغداد 13/ 63 رقم 7045.
[4] في الأصل «أبو الخطيب» .
[5] تاريخ بغداد 13/ 83 رقم 7061.(26/185)
[وفيات] سنة تسع وخمسين وثلاثمائة
أحمد بن بُنْدار بن إسحاق [1] أبو عبد الله الأصبهاني الشعّار الفقيه.
سمع: إبراهيم [بن] سَعْدان، وعبيد بن الحسن الغزّال، ومحمد بن زكريّا، وأبا بكر ابن أبي عاصم، وأكابر أهل أصبهان، مثل عُمَير بن مرداس وغيرهم.
وعنه: ابن مردويه، وعلي بن جعفر العبدكوي، وأبو بكر بن أبي علي، والحافظ أبو نُعَيم، وجماعة آخرهم موتًا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصّفّار. وكان شيخ أصبهان ومسنده.
قال أبو نُعَيم: درس المذهب على أبي بكر بن أبي عاصم، وسمع كتبه، وكان ثقة ظاهريّ المذهب.
قلت: وكان أبو بكر شيخه ظاهريّ المذهب مجتهدًا من طبقة داود بن علي، وتأخّر عنه قليلًا.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي منصور الجمّال، وقرأت
__________
[1] أخبار أصبهان 1/ 151، العبر 2/ 313، شذرات الذهب 3/ 28، الوافي بالوفيات 6/ 7- 27 رقم 2768، مرآة الجنان 2/ 371.(26/187)
عَلَى أَحْمَدَ بْنَ محمد الْكُرْدِيِّ، أَخْبَرَكُمْ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ، أنا مَسْعُودٌ، أنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْحَدَّادِ، أنا أَبُو نُعَيم، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ، ثنا محمد بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا سُلَيْمَانُ بْنَ كَرَّازٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ الأَسْلَمِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ» [1] . تُوُفّي في ذي القعدة عن بضعٍ وتسعين سنة.
أحمد بن جعفر بن بلال أبو جعفر الأصبحي المصري.
روى عن النَّسائي.
أحمد بن السّندي بن حسن [2] أبو بكر البغدادي الحذّاء.
سمع: الحسن بن علوية، [و] موسى بن هارون.
وعنه: أبو علي بن شاذان، وأبو نعيم، وانتخب [عليه] [3] الدار الدَارقُطْنيّ.
قال الخطيب: كان ثقة فاضلًا.
وقال أبو نُعَيم. كان يُعَدّ من الأبدال.
أحمد بن طاهر أبو علي النَّيْسَابُوري.
سمع ابن جوصا، ومكحول البيروتي، وابن خزيمة، والبغوي، وطبقتهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، ووَرّخ موته.
أحمد بن عبد العزيز بن بُدْهين [4] المقرئ البغدادي نزيل مصر.
__________
[1] لهذا الأثر طرق عن: أنس وجابر وعائشة وابن عباس وابن عمرو وأبي بكرة وأبي هريرة. قال السخاوي: كلها ضعيفة وبعضها أشدّ في ذلك من بعض. وقال ابن عساكر: وكنت قد سئلت عنه فتكلّمت عليه وعلى معناه في رسالتي (تهذيب ابن عساكر 5/ 184) . وفي لفظ:
«التمسوا» . انظر كتابنا: من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي 33- طبعة دار الكتاب العربيّ- بيروت 1980.
[2] تاريخ بغداد 4/ 187 رقم 1874، العبر 2/ 313، شذرات الذهب 3/ 28.
[3] إضافة على الأصل.
[4] في الأصل «بدهن» ، تاريخ بغداد 4/ 257 رقم 1995.(26/188)
حدّث عن: إبراهيم بن عبد الله المُخَرَّمي، وغيره. كنيته أبو الفتح.
أخذ القرآن عَرْضًا عن أحمد بن سهل الأشناني، وسعيد بن عبد الرحيم الضّرير، ومحمد بن موسى، وأبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن الأخرم الدمشقي، وسمع الحروف من أبي حبيب بن البرتي وغيره.
روى عنه: [عبد] المنعم بن غلبون، وابنه طاهر بن غلبون، وكان من أحسن النّاس صوتًا بالقرآن وأصحّهم إذا أقرأ النّاس بمصر، وكان يصلّي بالوزير جعفر بن الفرات.
قال الدّاني: ثنا عنه محمد بن علي بن محمد المالكي، والحسن بن سليمان، وغيرهما.
أحمد بن محمد بن القطّان [1] أبو الحسين البغدادي الفقيه الشافعي تلميذ ابن سُرَيج. عُمّر وشاخ، ودرّس وأفتى. وله وجه في المذهب.
وعليه تفقّه: علي بن أحمد بن المرزبان البغدادي وغيره، وله مصنّفات كثيرة.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
أحمد بْن محمد بْن يحيى [2] أبو بكر النَّيْسَابُوري الأشقر، شيخ أهل الكلام في عصره بنيسابور.
قال الحاكم: صدوق في الحديث. سمع إبراهيم بن أبي طالب، وجعفر بن سوار، ويوسف بن موسى المَرْوَزي، وأقرانهم، وتُوُفّي في آخر سنة تسعٍ وخمسين.
قلت: صحيح مسلم عن أحمد بن علي القلانسي عنه.
__________
[1] شذرات الذهب 3/ 28، البداية والنهاية 11/ 269، مرآة الجنان 2/ 371، وفيات الأعيان 1/ 53، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 214، تاريخ بغداد 4/ 365، الوافي بالوفيات 7/ 321، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 298 رقم 917، طبقات الفقهاء للشيرازي 113.
[2] الإكمال 1/ 95 الحاشية.(26/189)
روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء عبد الوهاب بن ماهان، وغيرهما.
أحمد بن يوسف بن خلاد [1] بن منصور أبو [بكر] النّصيبي ثم البغدادي العطّار.
رجل قليل الفضيلة لكنّه عالي الإسناد، رحْلة بغداد.
سمع: محمد بن الفرج الأزرق، [و] الكديمي، ومحمد بن غالب بن حرب، وإبراهيم الحربي، والحارث بن أبي أسامة، وتفرّد بالرواية عن غير واحد.
روى عنه: الدار الدَارقُطْنيّ، وابن رزقويه، وهلال الحفّار، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن عبد الواحد بن زُرْعة، وأبو نُعَيم.
قال الخطيب [2] : كان لا يعرف شيئًا من العلم غير أنّ سماعه صحيح.
سأل الدار الدَارقُطْنيّ فقال: أيّما [أكبر] الصّاع أو المُدّ؟ فقال للطلبة: أنظروا إلى شيخكم الذي تسمعون منه.
قال أبو نُعَيم: كان ثقة، وكذا وثّقه ابن أبي الفوارس. قال: تُوُفّي في صفر ولم يكن يعرف من الحديث شيئًا [3] .
أحمد بن يوسف أبو حامد النَّيْسَابُوري الصّوفي والأشقر.
جاور بمكة زمانًا، ويروي عن ناجية، والحسن بن شعبان [4] .
وعنه الحاكم، وتُوُفّي بمكة.
حبيب بن الحسن بن داود [5] بن محمد أبو القاسم القزّاز، بغداديّ صدوق.
__________
[1] العبر 2/ 313، شذرات الذهب 3/ 28، مرآة الجنان 2/ 371، تاريخ بغداد 5/ 220، 221، سير أعلام النبلاء 16/ 69، 70 رقم 50.
[2] تاريخ بغداد 5/ 221.
[3] تاريخ بغداد 5/ 221.
[4] كتب قبلها «سليمان» وشطبت.
[5] تاريخ بغداد 8/ 253 رقم 4355، المنتظم 7/ 52 رقم 68، العبر 2/ 313، شذرات الذهب 3/ 28.(26/190)
سمع: أبا مسلم الكجّي، ومحمد بن عثمان العبسي، وخلف بن عمرو العكبري، والحسن بن علوية.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وابن رزقويه، والحمامي، وأبو القاسم الحربي، وأبو نُعَيم.
وثّقه ابن أبي الفوارس، وأبو نُعَيم، والخطيب. وكان رجلًا صالحًا.
وضعّفه البرقاني.
قال الخطيب [1] : ما أدري ما حجّته في تضعيفه. تُوُفّي في جُمادي الأولى وهو عندنا من الثّقات الصُّلَحاء.
الحسن بن أحمد بن الحسن القاضي أبو علي البيهقي الأديب، قاضي نَسَا.
سمع: ابن خُزَيمة، وابن صاعد، وطبقتهما.
وعنه: الحاكم وغيره.
شمول [2] أبو الحسين الأمير مولى صاحب كافور.
ولي نيابة دمشق في سنة [ثمان وخمسين وثلاثمائة] [3] فلما بلغه مسير جعفر بن فلاح من قِبَل جوهر المُعِزّي إلى الشام ليملكها استخلف غلامه إقبال، وتوجّه لقتال جعفر منحازًا إلى الأمير حسن بن عبيد الله بن طُغْج الإخشيذية، والتقى الجمعان، فانهزم حسن وجنوده، وانضمّ في الحال شمول إلى جعفر بن فلاح مخامرًا.
ويقال: إنّه كان كاتَبَه فأَمّنَه واستعمله على دمشق، وبقي ينوب عنه غلامه إقبال بها، فلما كان في آخر هذه السنة سنة تسعٍ غلب على البلد أبو القاسم بن أبي يعلى الهاشميّ، وردّ دعوة بني العبّاس، وهرب إقبال، ثم لم يدم ذلك.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 254.
[2] أمراء دمشق 41، النجوم الزاهرة 4/ 26. وانظر: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) .
[3] إضافة على الأصل، من أمراء دمشق.(26/191)
صالح بن عمر [1] العُقَيلي الأمير.
وُلّي دمشق نيابة للحسن بن عبيد الله بن طُغج في سنة سبعْ وخمسين حين انهزم عنها فنك [2] الكافوري، فبعث إليه عند ذلك شيوخ دمشق، وهو يومئذ متولّي حَوْران فجاءهم وضبط البلد، فجاء ظالم [بن] [3] مرهوب [4] العُقَيْلي ليأخذ منه البلد فمنعه أهل دمشق.
ثم بعد ذلك غلب على الشام الحسن بن أحمد القرمطي واختفى صالح، وولي دمشق للقرامطةُ وشاح السّلمي [5] ، وسار صالح إلى الرملة، فلما رجع القرمطي إلى الإحساء وفارق الشام في صفر سنة ثمانٍ وخمسين، رجع صالح إلى دمشق، وتعصّب معه شبابها، وأخرجوا وُشاحًا، ثم جمع ظالم العُقَيلي جموعًا، ونزل داريًا وحاصر داريًا خمسين يومًا، فلما بلغه مجيء الحسن بن عبيد الله الإخشيذي سار عن البلد.
قال ابن عساكر الحافظ: بلغني أنّ صالحًا تُوُفّي بِنَوا [6] سنة تسعٍ وخمسين.
طلحة بن محمد بن إسحاق [7] أخو سعد الصَّيرفي.
قال الخطيب: سمع العمري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة.
نا عنه أبو نُعَيم، وكان صدوقًا. أرّخه ابن الثلاج.
عبد الله بن أحمد بن إسحاق أبو محمد الأصبهاني الفقيه.
توفّي في رمضان.
__________
[1] أمراء دمشق 43 رقم 139، النجوم الزاهرة 4/ 56 وفيهما «ابن عمير» .
[2] في النجوم «فاتك» ، وفي أمراء دمشق «فنك» - ص 43.
[3] إضافة على الأصل.
[4] في الأصل «مرهوب» .
[5] أمراء دمشق 94.
[6] نوا: بلفظ جمع نواة التمر وغيره. بليدة من أعمال حوران، وقيل هي قصبتها. (معجم البلدان 5/ 306) . وفي الأصل «نوى» .
[7] تاريخ بغداد 9/ 350 رقم 4906.(26/192)
عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد [1] أبو بكر المَرْوَزي الأنماطي.
قدم حاجًّا وحدّث ببغداد عن: يحيى بن ماسويه، ومحمد بن شاذان.
وعنه: ابن حيّويه، والحسن بن الحسن بن المنذر.
قال الخطيب: كان ثقة حافظًا.
عبد الرحمن بن محمد بن جَعْفَر [2] بن الأصبهاني أبو مسلم المؤدّب أخو أبي الشيخ الحافظ.
سمع: محمد بن زكريا البزّاز الحافظ، وأحمد بن علي الخُزاعي.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن مردويه، والحفّاظ.
تُوُفّي فجأة.
عبد الصمد بن محمد بن حيّويه الحافظ، أبو محمد البخاري الأديب.
أحد الرّحّالة.
جمع صحيح البخاري على عمر بن ملك المَرْوَزي، وكتب ببغداد وبنيسابور.
روى عنه الحاكم. وقال: تُوُفّي في رمضان.
علي بن بُنْدار [3] شيخ الصوفية. ذكرته في سنة سبع، وقيل: تُوُفّي في هذه السنة، وكأنّه الأصحّ.
وقد روى عنه: أبو يعلى حمزة المهلّبيّ، وأبو سعد عبد الملك بن محمد، وكامل بن أحمد العزائمي.
قال الحاكم: ما رأيت في مشايخنا أصبر على الفقر منه، وقد أملى سنين. وكان من الثقات.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 296 رقم 5434.
[2] أخبار أصبهان 2/ 120.
[3] المنتظم 7/ 52 رقم 69.(26/193)
قال السُّلمي: وكان ابنه أبو القاسم أوحد وقته في طريقته، سمعته يقول:
سمعت الوالد يقول: يا بُنيّ إيّاك والخلاف على الخلق فمن رضي الله به لنفسه عبدًا فارْض به أخًا.
قد ذكرنا أنّه صِحب الْجُنَيْد وطبقته وأكثر من الحديث.
علي بن محمد سيبويه بن مسرور بن الحسن الفقيه المالكي القيرواني الدّبّاغ.
سمع من أحمد بن أبي سليمان وعوّل عليه.
أخذ عنه: أبو الحسن القابسي، وعبد الرحمن بن محمد الربعي، وجماعة كثيرة من المالكية.
وكان إمامًا عابدًا عاقلًا كثير الحياء.
علي بن محمد بن سعيد [1] أبو الحسن الموصلي نزيل بغداد.
روى: عن الحسن بن فيل [2] ، وأبي يعلى، وشاهين بن السّمِيدع، وعدّة.
وعنه: علي بن أحمد الرزّاز، وأبو نُعَيم وقال: هو كذّاب.
وقال ابن الفرات: مخلّط غير محمود. مات في جُمادى الآخرة.
الفتح بن عبد الله الفقيه أبو نصر الهَرَوي العابد.
سمع: الحسين بن إدريس، والحسن بن شيبان، وغيرهما.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: عاش خمسًا وثمانين سنة. قرأ الفقه والكلام على أبي علي الثقفي إلى أن صار من مشايخ المتكلّمين. حدّثني بعضهم أنّه رآه ليلةً بكي إلى الصّباح.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 82 رقم 6493.
[2] في الأصل «عليل» .(26/194)
محمد بن أحمد بْن سهل أبو عبد الله الأستراباذي، خال أبي الحسن المطرّفي.
روى عن: الحسن بن سفيان، والحسن بن الطيّب البلْخي.
محمد بن أحمد بن الحسن [1] بن إسحاق أبو علي بن الصّوافّ، محدّث بغداد.
سمع: محمد بن إسماعيل التِرْمذِي، وإسحاق الحربي، وبِشْر بن موسى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة.
وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسين، وعبد الملك ابنا بِشْران، وأبو بكر البرقاني، وأبو نُعَيم، وجماعة.
قال الدارقطنيّ: ما رأت عيناي مثل أبي علي الصّوّاف وآخر بمصر نسبه ابن الفوارس.
وقال ابن أبي الفوارس: كان أبو علي ثقة مأمونًا ما رأيت مثله في التّحدُّث.
تُوُفّي في شعبان وله تسعٌ وثمانون سنة.
قلت: آخر من روى حديثه بعُلُوَّ عفيفة الفارِقانّية. سمعت من الأشجّ آخر أصحاب أبي نُعَيم.
محمد بن أحمد بن حمدون بن الحسن الذُّهْلي أبو الطّيّب النَّيْسَابُوري المذكّر.
صحيح السماع كثير الكتب، وكان يُوَرَّق.
سمع: إبراهيم بن أبي طالب، ومسدَّد بن قُطْن. وصنّف تصانيف.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 289 رقم 140، المنتظم 7/ 52 رقم 71، العبر 2/ 314، مرآة الجنان 2/ 371، شذرات الذهب 3/ 28، الأنساب 8/ 99، البداية والنهاية 11/ 269، سير أعلام النبلاء 16/ 184- 186 رقم 130، الوافي بالوفيات 2/ 44.(26/195)
وعنه: الحاكم، وقال: عندي بخطّه زيادة على ثلاثمائة جزء، وعاش أربعًا وثمانين سنة.
محمد بن الحسين الوزير الكبير، أبو الفضل بن العميد.
وزير ركن الدولة الحسن بن بُوَيه، وكان أحد بلغاء الرجال ونبلائهم، توفي سنة 36.
محمد بن حاتم بن زنجويه أبو بكر الفقيه الفرَضي.
حدّث بدمشق عن: محمد بن أحمد بن صفوة المَصّيصي، ويعقوب بن محمد بن ثوابة، وجماعة.
وعنه: تمّام، وأبو نصر بْن هارون، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن ياسر، وغيرهم.
تُوُفّي في ذي القعدة، وكان إمامًا في السنة.
محمد بن طاهر بن علي أبو يعلى الأصبهاني.
سمع: الوليد بن أبان، وبكر بن أحمد الشعراني، وأبا القاسم البَغَوي، وأبا عَرُوبة.
وعنه: الحاكم بن البيع، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السرّاج.
قال الحاكم: كان يحفظ سؤالات الشيوخ وتُوُفّي بنَيْسَابُور.
محمد بن عبد العزيز بن حسنون أبو طاهر الإسكندراني الفقيه الشافعي. شيخ جليل معمَّر.
حدَّث بدمشق عن: مقدام بن داود الرّعيني، وأبي بكر بن سهل الدَّمياطي، وصالح بن شعيب، وجعفر الفريابي، وجماعة.
وعنه: تمّام، وعبد الوهاب الميداني، والهيثم بن أحمد الصبّاغ، ومحمد ابن عبد الله المنيني، وغيرهم.(26/196)
تُوُفّي في شهر رجب.
محمد بن علي بن حُبَيْش [1] أبو الحسن الناقد، بغداديّ جليل.
سمع: أبا شعيب الحرّاني، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عبد الله مُطَيَّنًا، والهيثم بن خَلَف الدُّوري، وجماعة.
وعنه: ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم.
وقال أبو نُعَيم: ثقة، وكذا وثّقه ابن أبي الفوارس وورّخ موته.
محمد بن عيسى بن ديزك [2] العلامة أبو عبد الله البَرُوجِرْدي [3] ، النحوي.
نزيل بغداد ومعلّم ابن الخليفة.
سمع: عمر بن مرداس [4] ، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، وانتخب عليه ابن المظَفَّر.
روى عنه: سلامة بن عمر النَّصيبي، وأبو نُعَيم وغيرهما.
وثّقه أبو نُعَيم. ويقال: إنّ أبا سعيد السّيرافي درس عليه الأدب.
قال أبو الحسن بن الفرات: كان ثقة مستورًا جميل المذهب. مات في جُمادى الآخرة.
محمد بن موسى بن أزهر [5] أبو بكر الأندلسي الأسِتجي.
روى عن أبيه، وعبيد الله بن يحيى، وكان فقيها شروطيّا.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 86 رقم 1071، العبر 2/ 314، شذرات الذهب 3/ 28.
[2] في الأصل «زيرك» والتصحيح عن تاريخ بغداد 2/ 405 رقم 936 واللباب 1/ 144.
[3] البروجردي: بالفتح ثمّ الضم ثم السكون، وكسر الجيم، وسكون الراء، ودال. هذه النسبة إلى بروجرد: بلدة بين همذان وبين الكرج. (معجم البلدان 1/ 404) وقيل: بروجردي بالضم للباء والراء وبعدهما واو. (اللباب 1/ 143) .
[4] في الأصل «مرداس» .
[5] تاريخ علماء الأندلس 2/ 70 رقم 1296.(26/197)
تُوُفّي في جُمادى الآخرة.
المنذر بن محمد بن المنذر أبو سعيد السّلمي الهَرَوِي.
روى عَنْ أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن الشامي.
وعنه أبو الفضل الجارودي.
المؤمَّل بن يحيى أبو الحسن المصري المعدّل.
سمع أبا الرقراق.
هاشم بن أحمد بن غانم أبو خالد الغافقي القُرْطُبي.
كان فقيهًا مشاوَرًا، نظر الأحباس أيام منذر القاضي، وكان نحويًّا شاعرًا.(26/198)
[وفيات] سنة ستين وثلاثمائة
أحمد بن طاهر النَّيْسَابُوري.
سمع ابن خُزَيْمة، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا القاسم البَغَوي، وأبا عَرُوبة، وعلي بن أحمد [بن] علّان المصري، [و] الهيثم بن كُلَيْب الشاشي.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: كان من الرحّالة المجوَّدين.
أحمد بن محمد بن أبي الفتح [1] بن خاقان، أبو العباس [2] بن النّجاد الدمشقي، إمام جامع دمشق وأحد الصالحين.
قرأ القرآن على هارون بن موسى الأخفش.
ولعلّه آخر من قرأ عليه عبد القاهر الصائغ. وبقي إلى سنة عشر وأربعمائة.
أحمد بن ثابت بن الزُّبَير [3] أبو عمر التَّغْلِبِيُّ القُرْطُبِي.
سمع من عبيد الله بن يحيى، وحدّث عنه بالموطأ، وسمع من سعيد بن
__________
[1] البداية والنهاية 11/ 271.
[2] في الأصل «والعباس» .
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 45 رقم 148.(26/199)
عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة.
روى عنه جماعة، وكان صالحًا. ثقة، تُوُفّي في ذي القعدة.
إبراهيم بن يحيى الطُلَيْطِليّ [1] أبو إسحاق.
سمع أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وولي قضاء طليطلة.
روى عنه خَلَف بن قاسم، وعبد الرحمن بن عبيد الله.
تُوُفّي حدود الستين أو قبلها.
إبراهيم بن هارون بن خلف [2] بن الزُّبير المصمودي.
سمع بقرطبة من: أبن أيمن، وقاسم بن أصبغ. وحدّث.
تُوُفّي سنة ستّين.
أسد بن حيون بن منصور [3] الجذامي، أبو القاسم الأسِتِجي الأندلسي.
سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن. ورحل فسمع من أبي القاسم البغوي ببغداد. [و] من أبي جعفر الديلي بمكة.
وكان بصيرًا بالطّبّ.
روى عنه إسماعيل.
أسهم بن إبراهيم بن موسى [4] أبو نصر القُرَشي السَّهْمي الزّاهد الْجُرْجاني عمّ [5] الحافظ حمزة بن يوسف.
روى عن: أبي نُعَيم عبد الملك بن عَدِيّ، وموسى بن العباس الأزدواري.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 17 رقم 38.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 17 رقم 39.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 74 رقم 241.
[4] تاريخ جرجان 168 رقم 203.
[5] في الأصل «عمر» .(26/200)
وعنه أبو بكر محمد بن يوسف الشالنجي.
جعفر بن فلاح [1] الأمير الذي ولي دمشق للمُعِزّ العُبَيّدي، وهو أوّل أمير وليها لبني عُبَيْد.
وكان قد خرج مع القائد جَوْهَر، وافتتح معه مصر، ثم سار فغلب على الرملة سنة ثمان وخمسين، وبعد أيّام غلب على دمشق بعد أن قاتل أهلها أيّامًا، واستقر بها. ثم في سنة ستيّن هذه سار لحربه الحسن بن أحمد القرمطي، وكان مريضًا على نهر يزيد، فظفر به القرمطي وقتله وقتل من خواصّه خلقًا، وذلك في ذي القعدة [2] .
الحسن بن عليِّ بن الإمام أبي جعفر.
[سمع] [3] : أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطّحاوي.
زيري بن مناد الحِمْيَري [4] الصَّنْهاجي جدّ العزيز بن باديس، أوّل من ملك من بيتهم، وهو الذي بنى أَشِير [5] وحصّنها، وأعطاه المنصور تاهرت. وكان شجاعًا حَسَن السيرة.
جرت بينه وبين جعفر بن علي الأندلسي حرب. قُتِل زِيري في المصافّ في رمضان، وكانت مدّة إمْرته ستًّا وعشرين سنة.
__________
[1] الحلّة السّيراء 1/ 304، زبدة الحلب 1/ 221، الكامل في التاريخ 8/ 615، اللباب 2/ 28، وفيات الأعيان 1/ 361، أمراء دمشق 23، مرآة الجنان 2/ 372، العبر 2/ 314، البداية والنهاية 11/ 270، الوافي بالوفيات 11/ 122 رقم 203، النجوم الزاهرة 4/ 58، شذرات الذهب 3/ 29، اتعاظ الحنفا (انظر فهرس الأعلام 3/ 380، الإشارة إلى من نال الوزارة 30 و 32، تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ، الدرّة المضيّة 616.
[2] تاريخ أخبار القرامطة 57.
[3] إضافة على الأصل.
[4] معجم البلدان 1/ 202، البيان المغرب 3/ 262، الكامل في التاريخ 8/ 524، وفيات الأعيان 2/ 90 رقم 236، الوافي بالوفيات 15/ 59 رقم 69.
[5] في الأصل «أسير» بالسين المهملة، والتصحيح عن معجم البلدان، و «أشير» : بكسر ثانيه وياء ساكنة، وراء. مدينة في جبال البربر بالمغرب في طرف إفريقية الغربي مقابل بجاية في البر.(26/201)
سعيد بن عميرة أبو عثمان الهَرَوي. يروي عن جعفر الفريابي.
سليمان بن أحمد بن أيّوب [1] بن مطير أبو القاسم اللخمي الطّبَراني الحافظ المشهور مُسْنَد الدَّنيا.
سمع: هاشم بن مرثد الطبراني، وأبا زُرْعة الدمشقي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي، وأبا زيد أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطي، وأحمد بن مسعود المقدسي، وأحمد بن إسحاق البلدي الخشاب، وأحمد بن خُلَيد الحلبي، وأحمد بن شعيب النّسَائي، وإبراهيم بن برّة الصّنَعاني، وإسحاق بن إبراهيم الدّبري، وإبراهيم بن إبراهيم الشَّباي، وإدريس بن جعفر العطّار صاحب يزيد بن هارون، وبِشْر بن موسى الأسدي، والحسن بن سهل المجوّز، وحفص بن عمر سنجه، وحَبُّوش بن رزق الله، وخير بن عرفة، وأبا النّرنباع رَوْح بن الفرج، وعلي بن عبد العزيز البَغَويّ، وعبد الله بن محمد بن سعيد ابن أبي مريم، وعبد الله بن الحسين المَصّيصي، وعمارة بن وثيمة، وعبيد الله بن رماحس، وعمرو بن ثور الجذامي، ومحمد بن حيّان المازني، ومحمد بن حيّان الباهلي، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزّاز، ومحمد بن زكريّا الغلابي، ومحمد بن أسد الأصبهاني، وموسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، ومقدام بن داود الرّعيني، وهارون بن مَلّول، ويوسف بن يزيد القراطيسي، ويحيى بن أيّوب
__________
[1] آثار البلاد للقزويني 218 و 219، الأنساب 389 أ، أخبار أصبهان 1/ 335 و 336، تاريخ دمشق (المخطوط) 16/ 380، التهذيب 6/ 242، معجم البلدان 4/ 18 و 19، غاية النهاية 1/ 311، العبر 2/ 315، المنتظم 11/ 54، مرآة الجنان 2/ 372، البداية والنهاية 11/ 270، الوافي بالوفيات 15/ 344 رقم 492، طبقات الحنابلة 2/ 49 رقم 313، تذكرة الحفاظ 3/ 912، لسان الميزان 3/ 73- 75، النجوم الزاهرة 4/ 59، شذرات الذهب 3/ 30، التاج المكلل 54، الأعلام 3/ 181، معجم المؤلفين 4/ 253، تاريخ التراث العربيّ 1/ 484- 488، وفيات الأعيان 2/ 407، دول الإسلام 1/ 223، سير أعلام النبلاء 16/ 119- 130 رقم 86، ميزان الاعتدال 2/ 195، طبقات الحفّاظ 372، 373، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 198- 201، هدية العارفين 1/ 396، الرسالة المستطرفة 78 و 135، 136، موسوعة علماء المسمين في تاريخ لبنان 3/ 306- 315 رقم 653.(26/202)
العلاف وغيرهم، وأوّل سماعه بطبرية سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين، وله ثلاث عشرة سنة.
سمّعه أبوه ورحل [1] به لأنّه كان له ماسَّة بالحديث، وقد سمع من دُحَيْم لما قدم عليهم طبريّة، وزار به أبوه القدس سنة أربع وسبعين فسمّعه من أحمد بن مسعود الخيّاط، حدّثه عن عمرو بن أبي سَلَمَةَ التنّيسي، ثم رحل إلى قيسارية فسمع من إبراهيم بن أبي سفيان، وعمرو بن ثور أصحاب الفريابي، وسمع بعكا من أحمد اللحياني صاحب آدم بن أبي إياس، ثم إنّه رحل سنة ثمانٍ وسبعين إلى حلب، وسمع بحمص وجَبَلة ودمشق والشام في هذا القُرْب، ثم حجّ ودخل اليمن مع أبيه في نحو من سنة ثمانين، فسمع كُتُب عبد الرزّاق، وسمع بمصر في رجوعه فيما أحسب أو في ذهابه من محدّثيها، وسمع بعد ذلك من أهل بغداد والبصرة والكوفة، وأصبهان، وغير ذلك.
وكان مولده بعكّا في صفر سنة ستّين ومائتين، وكانت أمّه من عكّا.
وصنّف مُعَجَم شيوخه [2] وهو مجلّد مرويّ، و «المعجم الكبير» [3] في عدَّة مجلَّدات على أسماء الصّحابة، و «المعجم الأوسط» [4] وفيه الأحاديث الأفراد والغرائب، صنّفه على ترتيب أسماء شيوخه، وصنّف كتاب «الدعاء» ، وكتاب «عشرة النساء» ، وكتاب «حديث الشاميّين» ، وكتاب «المناسك» [5] ، وكتاب «الأوائل» [6] ، وكتاب «السنة» ، وكتاب «الطوالات» ، وكتاب «الرمي» ، وكتاب «النوادر» ، مجلّد، «ومُسْنَد أبي هريرة» ، كبير، وكتاب «التفسير» ، وكتاب «دلائل النّبوّة» .
__________
[1] في الأصل «بره ورجل» .
[2] هو «المعجم الصغير» . مطبوع.
[3] حقّقه حمدي عبد المجيد السلفي ونشرته وزارة الأوقاف بالجمهورية العراقية في أكثر من 20 مجلدا، وبه نقص.
[4] طبع في المملكة العربية السعودية.
[5] طبع في بيروت.
[6] حقّقه الدكتور عبد الله الجبوري، ونشره المكتب الإسلامي ببيروت.(26/203)
وكتاب «مسند [1] شعبة» ، [و] كتاب «مسند [1] سفيان» ، ومسانيد طائفة، وغير ذلك مما غاب عنّي ذكره ولم أعرف به.
روى عنه: أبو خليفة الفضل بن الحُباب، وأبو العبّاس بن عُقْدة، وأحمد بن محمد الصحّاف وهو من شيوخه، وأبو بكر بن مردويه، وأبو عمرو محمد بن الحسين بن محمد البسطامي فقيه نيسابور، والحسين بن أحمد بن المرزبان، وأبو بكر بن أبي [عَليّ] الذكواني، وأبو الفضلّ أحمد بن محمد الجارودي، وأبو نُعَيم الحافظ، وأبو الحسين بن فاذشاه، ومحمد بن عبيد الله بن شهريار، وأبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد الصفّار، وآخر من حدّث عنه بالسماع أبو بكر بن رِيذَة، وبقي بعده بسنتين عبد الرحمن بن أبي بكر الذَّكْواني يروي عنه بالإجازة.
قال أبو بكر بن أبي علي: سأل والدي أبا القاسم الطبراني عن كثرة حديثه فقال: كنت أنام على البواري [2] ثلاثين سنة.
وقال أبو نعيم: قدم الطّبراني أصبهان سنة تسعين ومائتين، وخرج، ثم قدمها، فأقام بها محدّثًا ستّين سنة.
وذكر الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني أنّ أبا أحمد العسّال قاضي أصبهان قال: أنا [3] سمعت من الطبراني عشرين ألف حديث، وسمع منه إبراهيم بن محمد بن حمزة ثلاثين ألفًا، وسمع منه أبو الفتح أربعين ألف حديث كملنا.
قلت: وهؤلاء من شيوخ أصبهان في أيام الطبراني.
وقال أبو نُعَيم: سمعت أحمد بن بُنْدار يقول: دخلت العسكر سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين، فحضرت مجلس عبدان، وخرج ليُمْلي فجعل المستملي
__________
[1] في الأصل «منذ» .
[2] البواري: جمع باريّة، وهي الحصير المنسوج.
[3] في الأصل «إذا» .(26/204)
يقول له: إن رأيت أن تملي عليّ فيقول: حتى يحضر الطبراني قال: فأقبل أبو القاسم بعد ساعة مُتّزِرًا [1] بإزار مرتديًا بآخر، ومعه أجزاء، وقد تبعه نحو عشرين نفسًا من الغرباء من بلدانٍ شتّى حتى يفيدهم الحديث.
وقال أبو بكر بن مَرْدَوَيْه في تاريخه: لما قدم الطبراني قِدْمَتَه الثانية سنة عشرٍ وثلاثمائة إلى أصبهان قَبّله أبو علي أحمد بن محمد بن رستم العامل، وضمّهْ إليه، وأنزله المدينة وأحسن معونته، وجعل له معلومًا من دار الخراج، فكان يقبضه إلى أن مات، وقد كنى ولده محمدا أبا ذَرّ، وهي كنية والده.
وقال أبو زكريا يحيى بن مَنْدَه الحافظ: سمعت مشايخنا [2] ممّن يُعُتمد عليهم يقولون: أملى أبو القاسم الطّبراني حديث عِكّرمة في الرؤية [3] ، فأنكر عليه ابن طَبَاطَبَا العلويّ ورماه بدواة كانت بين يديه، فلما رأى الطبراني واجهه بكلام اختصرته، وقال في أثناء كلامه: ما تسكتون وتشتغلون بما أنتم فيه حتى لا نذكر ما جرى يوم الحَرَة، فلما سمع ذلك ابن طباطبا قام واعتذر إليه وندم.
وقال ابن مَنْده المذكور: وبلغني أنّه كان حسن المشاهدة طيّب المحاضرة، عليه. قرأ عليه يومًا أبو طاهر ابن لوقا حديث (كان يغسل حصى جماره) [4] فصحّفه وقال: (يغسل خُصى حماره) فقال: وما أراد بذلك يا أبا طاهر؟ فقال: التواضع. وكان أبو طاهر هذا كالمغفّل. قال له الطبراني يومًا:
أنت ولدي يا أبا طاهر فقال: وإيّاك يا أبا القاسم، يعني: وأنت.
وقال ابن مَنْده: وجدت [5] عن أحمد بن جعفر الفقيه، أنا أبو عمر بن عبد
__________
[1] في الأصل «متّزر» .
[2] بعدها إضافة كلمة «يقولون» وهي حشو مكرّر.
[3] أخرجه أحمد في المسند 1/ 285 و 290 من طريقين، عن: حمّاد بن سلمة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «رأيت ربي تبارك وتعالى» . رجاله ثقات.
وهو في: مجمع الزوائد 1/ 78.
[4] جاء في: مصنّف ابن أبي شيبة 4/ 27: حدّثنا وكيع، عن زمعة، عن ابن طاووس، عن أبيه أنه كان يغسل حصى الجمار.
[5] في الأصل قيّدها: «وحدّث» .(26/205)
الوهاب السّلمي فقال: سمعت الطبراني يقول: لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه، فدخل عليه بعض الكُتّاب، فصبّ على رجله بخمسمائة درهم، فلما خرج الكاتب قال لي أبو علي: ارفع هذا يا أبا القاسم، فرفعتها، فلما دخلت أمّ عدنان صبّت على رِجْله خمسمائة، فقمت، فقال لي: إلى أين؟ فقلت: قمت لئلا يقول: جلست لهذا، فقال: ارفع هذه أيضًا، فلما كان آخر أمره، تكلّم في أبي بكر وعمر رضي [1] الله عنهما ببعض الشيء، فخرجت ولم أعد إليه بعد.
وقال أحمد بن جعفر الفقيه: سمعت أبا عبد الله بن حمدان، وأبا الحسن المَدِيني، وغيرهما، يقولون: سمعنا الطبراني يقول: هذا الكتاب روحي، يعني «المُعْجَم الأوسط» .
وقال أبو الحسين ابن فارس اللغوي: سمعت الأستاذ ابن العميد يقول:
ما كنت أظنّ أنّ في الدنيا حلاوة ألذّ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة الطبراني، وأبي بكر الْجِعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب [2] بفطنته وذكائه، حتى ارتفعت مراتبهما، ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي فقال: هات، فقال: ثنا أبو خليفة، أنا سليمان بن أيوب، وحدّث بحديث، فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيّوب ومنّي سمعه أبو خليفة، فاسمع منّي حتى يعلو فيه إسنادك، فخجل الجعابيّ، فوددت أنّ الوزارة لم تكن، وكنت أبنًا للطبراني [3] وفرحت لفرحه أو كما قال.
أنبئت عن اللّبان، عن غانم البرجي، أنّه سمع عمر بن محمد بن الهيثم يقول: سمعت أبا جعفر بن أبي السّريّ قال: لقيت ابن عُقْدَةَ بالكوفة، فسألته يومًا أن يعيد لي فَوْتًا [4] ، فامتنع، فشدّدت عليه، فقال: من أيّ بلد أنت؟
__________
[1] في الأصل «رض» . «رضى» .
[2] في الأصل زاد كلمتي «بكثرة حفظه» .
[3] كذا في الأصل، وفي رواية «أنا الطبراني» انظر: آثار البلاد للقزويني 219.
[4] أي ما كان فاقة من مجلس سماع الحديث.(26/206)
قلت: من أصبهان. فقال: ناصبةً ينصِبُونَ العداوة لأهل البيت، فقلت: لا تقُلْ هذا فإنّه فيهم متفقّهة وفُضلاء ومتشيّعة. فقال: شيعة معاوية؟ قلت: لا والله، بل شيعة عليّ، وما فيهم أحد إلّا وعليّ أعزّ عليه من عينه وأهله، فأعاد عليّ ما فاتني، ثم قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد اللخميّ، فقلت: لا أعرفه، فقال: يا سبحان الله!! أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه، وتؤذيني هذا الأذى، بالكوفة ما أعرف لأبي القاسم نظيرا، قد سمعت منه وسمع منّي، ثم قال: أَسَمعِت «مُسْنَدَ أبي داود» ؟ فقلت: لا، قال: ضيّعت الحزم لأن منبعه من أصبهان وقال: أتعرف إبراهيم بن محمد بن حمزة؟
قلت: نعم قال: قلّ ما رأيت مثله في الحفظ.
وقال الحاكم: وجدت أبا عليّ الحافظ سيّئ الرأي في أبي القاسم اللّخْمي، فسألته عن السبب، فقال: أجتمعنا على باب أبي خليفة، فذكرت طرف حديث: «أُمِرْت أن أسجد على سبعة أعضاء» [1] فقلت له: يحفظ شعبة عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس قال: بلى، رواه غندر، وابن أبي عَدِي، فقلت: من عنهما؟ قال: حدّثناه عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عنهما، فاتهمته إذ ذاك، فإنّه ما حدّث به غير عثمان بن عمر، عن شعبة.
قال الحافظ ضياء الدين: هذا وهم فيه الطبراني في المذاكرة، أمّا في جمعه حديث شعبة، فلم يروه إلّا من طريق عثمان بن [2] عمر، ولو كان كل من وَهَمَ في حديث واحد اتُّهِم لكان هذا لا يسلم منه أحد.
وقَالَ أبو عبد الله بْن مَنْدَه الحافظ: الطبراني أحد الحفّاظ المذكورين، حدّث عن أحمد بن عبد الرحيم البرقي، ولم يحتمل سنُّه لقيّه. توفي أحمد
__________
[1] أخرجه البخاري 2/ 245 و 246 في صفة الصلاة، باب السجود على سبعة أعظم، وباب:
السجود على الأذن. ومسلم (490) في الصلاة، باب أعضاء السجود، من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: «أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة- وأشار بيده على أنفه-، واليدين، والرجلين، وأطراف القدمين» .
[2] في الأصل كتب بعدها «علي» ثم شطب.(26/207)
بن عبد الرحيم بمصر سنة ستٍ وستين ومائتين.
قلت: كذا دَرَجَه ابن يونس في موضع، وقال: في موضع آخر: تُوُفّي سنة سبعين في رمضان، وعلى كلّ تقدير فلم يلقه، والذي ظهر لي أنّه سمع من ابن البرقي بلا شك، لكن من عبد الرحيم أخي أحمد المذكور، فاعتقد أنّه هو أحمد، وغلط في اسم الرجل، ويؤيّد هذا أنّ الطبراني لم يُخَرّج عن أحمد عن كبار شيوخه مثل عمرو بن أبي سَلَمَةَ ونحوه، إنّما روى عنه عن مثل عبد الملك بن هشام راوي السيرة.
وأخرى أنّ الطبراني لم يسمّ عبد الرحيم ولا ذكره في معجمه، وقد أدركه سفيان لما دخل مصر وسمع منه، لكنّه سمّاه باسم أخيه وهمًا منه، ولهما أخٌ حافظ، تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين ومائتين من شيوخ النّبْل، وهذا وَهْم، وحسن من الطبراني قد تكرّر في كثير من معجمه قوله: نا أحمد بن عبد الله البرقي، وقد تُوُفّي عبد الرحيم بن البرقي سنة ستَّ وثمانين.
وسئل أبو العبّاس أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ عن الطبراني فقال: كتبت عنه ثلاثمائة ألف حديث، وهو ثقة، إلّا أنّه كتب عن شيخ بمصر، وكانا أخوين وغلط في اسمه. [يعني: ابني البرقي] [1] .
وقال أبو بكر بن مردويه: دخلت بغداد، وتطلّبت حديث إدريس بن جعفر العطّار، عن يزيد بن هارون، ورَوْح بن عبادة، فلم أجد إلّا أحاديث معدودة وقد روى الطبراني، عن إدريس، عن يزيد كثيرًا.
قلت: هذا لا يدلّ على شيء، فإنّ الطبراني لما وقع له هذا الشيخ، اغتنمه وأكثر عنه واعتنى به، ولم يعتن به أهل بلده.
وقال أحمد الباطرقاني: دخل ابن مردويه بيت الطبراني وأنا معه، وذلك بعد وفاة ابنه، أبي ذَرّ لبيع كتب الطبراني، فرأى أجزاء لا أوائل لها، فاغتمّ لذلك وسبّ الطبراني.
__________
[1] ما بين الحاصرتين زيادة من سير أعلام النبلاء 16/ 126.(26/208)
قال الباطرقاني: وكان ابن مردويه سيّئ الرأي فيه.
قال سليمان بن إبراهيم الحافظ: كان ابن مردويه في قلبه شيء على الطبراني، فتلفّظ بكلام، فقال له أبو نعيم: كم كتبت عنه؟ فأشار إلى حزمٍ، فقال أبو نُعَيم: ومن رأيت مثله؟ فلم يقل شيئًا.
قال الحافظ الضياء: ذكر ابن مردويه في تاريخ أصبهان جماعة وضعّفهم، وذكر الطبراني فلم يضعّفه، ولو كان عنده ضعيفًا لضعفّه.
وقال أبو بكر محمد بن أبي علي المعدّل: الطبراني أشهر من أن يدلّ على فضله وعلمه، كان واسع العلم كثير التصانيف. وقيل ذهبت [عيناه في آخر] [1] أيّامه. فكان يقول: الزنادقة سحروني، فقال له يومًا حسن العطّار- تلميذه- يمتحن بصره: كم عدد الجذوع التي في السّقْف؟ فقال: لا أدري لكنّ نقش خاتمي (سليمان بن أحمد) .
قلت: هذا على سبيل البسْط.
وقال له مرّة أخرى: من هذا الآتي؟.
قال: أبو ذَرّ، يعني ابنه، وليس بالغِفَاريّ.
قال أبو نُعَيم: تُوُفِّيَ لليلتين بقِيتا من ذي القعدة سنة ستّين وصلّيت عليه.
قلت: عاش الطبراني مائة سنة وعشرة أشهر، وآخر من روى حديثه عاليًا بالإجازة عندنا الزاهد القدوة أبو إسحاق الواسطي، أجاز له أصحاب فاطمة الجوزدانية، التي تفرّدت بالرواية عن ابن زهرة صاحب الطبراني.
سهل بن أحمد بن عيسى أبو (..) المؤدّب، هَرَوِيٌّ معمّر.
تُوُفّي يوم عرفة، وصلّى عليه الخليل بن أحمد القاضي، وله مائة سنة.
قاله ابن مندة.
__________
[1] ما بين الحاصرتين إضافة من سير أعلام النبلاء 16/ 127.(26/209)
عبد الله بن يحيى بن معاوية أبو بكر التيمي الطلحي الكوفي.
سمع عبيد بن غنّام، ومُطَيَّنًا، وجماعة.
وثّقه الحافظ محمد بن أحمد بن حمّاد.
وروى عنه أبو نُعَيم الحافظ وغيره.
عَبْد الله بْن عُمَر بْن أَحْمَد [1] بن محمد أبو القاسم البغدادي الفقيه الشافعي، ويُعرف بعُبَيْد الفقيه، نزيل قرطبة.
قال أبو الوليد الفَرَضي: قدم الأندلس، وكان قد تفقّه، وناظر عند أبي سعيد الأصطخري، والقاضي أبي [2] عبد الله المحاملي، وقرأ القرآن على ابن مجاهد، وعلى أبي الحسن بن شنَّبوذ، وسمع من أبي جعفر محمد بن إبراهيم الدّيلي، وأبي جعفر الطّحاوي، وأبي القاسم البَغَوي، وعبد الله بن أبي داود الدّحداح الدمشقي، وابن صاعد.
وكان عالمًا بالأصول والفروع، إمامًا في القراءات، صنّف في الفقه والقراءات والفرائض. قال: وقد ضعّفه بعضهم برواية ما لم يسمع عن بعض الدمشقيين.
وُلد سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وكان المستنصر صاحب الأندلس قد أكرمه، وتُوُفّي في ذي الحجّة بقرطبة.
قلت: لم يسمّ أحدًا روى عنه.
قال الفَرَضي: سمعت محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرِّج ينسبه إلى الكذب، ووقفت على بعض ذلك.
عمارة بن رفاعة بن عمارة بن وثيمة بن موسى أبو العبّاس المصري.
تُوُفّي في ربيع الأول.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 253 رقم 771 وفيه «عبيد الله» .
[2] في الأصل «أبو» .(26/210)
عمر بن أحمد بن محمد [1] بن ممّه الخلال أبو حفص البغدادي المعدّل.
سمع: الحسين بن الأحوص [2] ، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي.
وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن طلحة.
وثّقه الخطيب، مات في ذي الحجّة، وهو والد عبد الرحمن شيخ ابن المهتدي باللَّه.
عيسى بن محمد بن أحمد [3] البغدادي أبو علي الطّوماري [4] من ولد ابن جُرَيْج.
حدّث عن: الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وبِشْر بْن موسى، ومحمد بْن أحمد بْن البراء، ومحمد بن يونس الكديمي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وجماعة.
وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن عبد الله الهاشمي، وابن داود الرّزّاز، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وكان قد شُهِر بصحبة ابن طومار الهاشمي.
قال ابن الفرات: لم يكن بذاك، حدّث من غير أصول في آخر أمره.
وقال ابن أبي الفوارس: كان يذكر أنّ عنده تاريخ ابن أبي خيثمة، وكُتُب ابن أبي الدّنيا، ولم تكن له أصول، وكان يحفظ حكايات. وذكر أنّه قرئ عليه كتاب «الكامل» للمبّرد من غير كتابه، وذكر أنّ مولده في المحرّم
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 250 رقم 5999، المنتظم 7/ 54 رقم 74.
[2] كذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد «ابن أبي الأحوص» .
[3] تاريخ بغداد 11/ 176 رقم 5887، العبر 2/ 316، شذرات الذهب 3/ 30، اللباب 2/ 289، الأنساب 8/ 267، 268، ميزان الاعتدال 3/ 322، سير أعلام النبلاء 16/ 64، لسان الميزان 4/ 404، النجوم الزاهرة 4/ 61، 62.
[4] الطّوماري: بضم الطاء وسكون الواو وفتح الميم وبعد الألف راء. هذه النسبة إلى الطومار، وهو لقب رجل يدعى أبا الفضل بن طومار الهاشمي. (اللباب) .(26/211)
سنة اثنتين وستين ومائتين. ومات في صفر.
قلت: تفرّد بالسماع من غير واحد.
الفضل بن الفضل بن العبّاس الكنْدي إمام جامع همدان سمع الكثير من: عيسى بن هارون، وأبي خليفة، وزكريّا السّاجي، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة.
وعنه: الحسين بن منجويه، وأبو طاهر بن سلمة، وعبد الرحمن بن شبانة، وجماعة.
وكان صدوقا. قاله شيرويه، وقال: مات في ربيع الآخر.
قلت: وقع لنا حديثه في الثاني من حديث ابن شبانة.
محمد بن أحمد بن محمد أبو علي بن زُبَارة [1] العلوي النَّيْسَابُوري شيخ الأشراف.
سمع: الحسين بن الفضل، وغيره.
وعنه: الحاكم، وعاش مائة سنة، سوى شهرين.
محمد بن إبراهيم الأصبهاني [2] .
سمع محمد بن علي الفرقدي، وجماعة.
وعنه: أبو نُعَيم، ووثّقه، ومحمد بن أحمد الصابوني، وعلي بن أحمد ابن داود الرّزّاز.
محمد بن جعفر بن إبراهيم الفسوي الفقيه أبو جعفر.
سمع: الحسن بن سفيان، وعبد الله بن الفرهاد، ومحمد بن جرير، والباغَنْدي، وأبا عَرُوبة، والمفضّل الجندي، وعلان بن الصَّيْقل، وابن جَوْصا، فَطَوَّف وأكثر التّرحال.
__________
[1] زبارة: بضمّ الزاي وموحّدة وآخره راء. (الإكمال 4/ 197 في الحاشية) .
[2] أخبار أصبهان 2/ 298.(26/212)
روى عنه الحاكم [و] قال: تُوُفّي في رجب.
محمد بن جعفر بن محمد [1] بن مطر النَّيْسَابُوري، أبو عمرو بن مطر المعدّل الزاهد.
شيخ العدالة ببلده ومعدن الورع، معروف بالسماع والرحلة والإتقان، كذا قال فيه الحاكم.
سمع: أبا عمرو، وأحمد المُسْتَملي، وإبراهيم بن أبي طالب، وإبراهيم بن علي الذُّهلي، ومحمد بن أيّوب الرازي، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي ثم البغدادي، والفريابي، وأبا خليفة، ومحمد بن جعفر بن حبيب الكوفي.
وعنه: أبو علي الحافظ مع تقدّمه، وأبو الحسين الحجّاجي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي المشّاط، وأبو نصر عمر بن قتادة، وآخرون.
وقد روى عنه أبو العباس بن عُقْدَةَ، وهو من صغار شيوخه.
قال الحاكم: وأعجب من ذلك ما: ثنا محمد بْن صالح بن هاني، نا أَبُو الحسن الشافعي، عن أبي عمرو بن مطر، وقد ماتا قبله بدهر، وهو الذي انتقى الفوائد على أبي العباس فأحيا به علم الأصم بتلك الفوائد، فإنّ الأصم أخذ أصوله واعتمد على كتاب أبي عمرو بن مطر.
قال الحاكم: وحدّثني أبو زيد بالكوفة، نا أبو عمرو محمد بن جعفر النَّيْسَابُوري بالكوفة سنة ستَّ وثلاثمائة، ثنا سليمان بن سلام فذكر حديثًا.
قال الحاكم: قلَّ ما رأيت أصبرَ على الفقر من أبي عمرو، فإنّه يتجمّل بدَسْت ثياب الجمعة وحضور المجلس، ويلبس في بيته فروًا ضعيفة، ويأكل رغيفًا وبصلة أو جزرة. وبلغني انّه كان يُحْيى الليل، وكان يأمر بالمعروف
__________
[1] العبر 2/ 316، الوافي بالوفيات 2/ 302 رقم 740 وفيه «أبو عمر» ، البداية والنهاية 11/ 271، شذرات الذهب 3/ 31، مرآة الجنان 2/ 373، المنتظم 7/ 56 رقم 79، سير أعلام النبلاء 16/ 163 رقم 117، النجوم الزاهرة 4/ 62، الرسالة المستطرفة 17.(26/213)
وينهى عن المُنْكَر، ويضرب اللّبِنَ لقبور الفقراء، ولم أر في مشايخنا له في الاجتهاد نظيرًا. وتُوُفّي في جمادي الآخرة سنة ستّين، وهو ابن خمس وتسعين سنة. (رضي الله عنه) .
محمد بن أحمد بن موسى القاضي أبو عبيد الله الرازي الخلال ابن أخي علي بن موسى القُمّي.
فقيه أهل الرّيّ وشيخ الحنفية.
سمع: محمد بن أيّوب بن الضُّريْس، وإبراهيم بن يوسف.
وعنه: الحاكم وقال: وكان من أفصح من رأينا وأَدْيَنِهم، ولي قضاء [1] سمرقند وفرغانة، وكان والد قاضي الريّ.
قال الحاكم: انتقيت على أبي عبد الله عشرين [2] جزءًا، ومات بفرغانة في رمضان وهو على قضائها.
محمد بن جعفر بن محمد [3] بن الهَيْثَم بن عِمْران أبو بكر الأنباري البُنْدار، ويُعرف بابن أبي أحمد.
سمع: أحمد بن الخليل البُرْجُلاني [4] ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْعَوَّام، ومحمد بن إسماعيل التَّرْمِذي، وجعفر بن محمد الصائغ، وهو آخر من حدّث عنهم.
روى عنه: ابن سُمَيكة، وأبو بكر البرقاني، وأبو علي بن شاذان، وبشر
__________
[1] في الأصل «قضى» .
[2] في الأصل. «وعشرين» .
[3] تاريخ بغداد 2/ 150 رقم 571، المنتظم 7/ 55 رقم 77، العبر 2/ 316، البداية والنهاية 11/ 270، سير أعلام النبلاء 16/ 63، 64 رقم 44، النجوم الزاهرة 4/ 62، شذرات الذهب 3/ 31.
[4] البرجلاني: بضمّ الباء المعجمة بواحدة وسكون الراء وضم الجيم، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قرية من قرى واسط يقال لها برجلان. (اللباب 1/ 134) .(26/214)
بن الفاتني، وعلي بن داود الرّزّاز، ومحمد بن أبي إسحاق إبراهيم المزكّي، وأبو نُعَيم الحافظ، وآخرون.
ومولده في شوّال سنة سبعٍ وستين ومائتين.
قال الخطيب: سألت البرقاني عنه فقال: كان سماعه صحيحًا بخطّ ابنه.
قال ابن أبي الفوارس: تُوُفّي فجأة يوم عاشوراء. قال: وانتفى عليه عمر البصري، وكان قريب الأمر فيه بعض الشيء، وكانت له أصول جياد بخطّ ابنه.
محمد بن جعفر بن محمد [1] بن كنانة أبو بكر البغدادي المؤدَّب.
حدّث عن: محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلم الكجي، ومحمد بن سهل العطّار.
وعنه: علي بن أحمد الرّزّاز، وبِشر بن عبد الله الفاتني، وغيرهما.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل.
وقال محمد بن العبّاس بن الفرات: كان قريب الأمر، وتوفي في جُمادي الأولى.
وقال ابن أبي الفوارس: تُوُفّي سنة ستّ وستيّن.
محمد بن الحسين بن محمد [2] أبو الفضل بن العميد الكاتب وزير الملك ركن الدولة الحسن بن بويه الدّيلميّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 151 رقم 573، العبر 2/ 317، شذرات الذهب 3/ 31.
[2] العبر 2/ 317، الوافي بالوفيات 2/ 381 رقم 852، شذرات الذهب 3/ 31، وفيات الأعيان 2/ 75، النجوم الزاهرة 4/ 60، تكملة تاريخ الطبري 1/ 205، الكامل في التاريخ 8/ 605، الإمتاع والمؤانسة 1/ 66، تجارب الأمم 6/ 274- 282، يتيمة الدهر 3/ 154- 188، معاهد التنصيص 2/ 115، سير أعلام النبلاء 16/ 137، 138 رقم 95، هدية العارفين 2/ 46.(26/215)
كان آية في الترسُّل والإنشاء، وكان متفلسفًا مُتَّهمًا برأي الأوائل، حتى كان يُسمّى الجاحظ الثاني، وكان يقال: بدأت الكتابة بعبد الحميد وخُتمت بابن العميد [1] .
وقد مدحه المتنّبي وغيره وأعطى المتنّبي ثلاثة آلاف دينار.
وقيل كان مع فنونه لا يدري الشَّرْع، فإذا تكلّم أحد [2] بحضرته في أمر الدين شُقّ عليه وخنس، ثم قطع على المتكلّم فيه.
وكان قد ألفّ كتابًا سماه «الخَلْق والخُلُق» فلم يُبَيّضه، ولم يكن الكتاب بذاك، ولكن جعس الرؤساء خُبيص وصُنان الأغنياء نَدّ [3] . وتوفي بالرّيّ.
وكان الصّاحب بن عبّاد [4] يلزمه ويصحبه، فلذلك قيل له: الصّاحب، وأقام في الوزارة ابنّ بعده سنة ستّين وهو الوزير أبو الفتح ذو الكفايتين [5] .
محمد بن الحسين بن عبد الله [6] أبو بكر الآجُرّي [7] ، مصنّف «الشريعة» في مجلّدين.
__________
[1] يتيمة الدهر 3/ 137.
[2] في الأصل «أحدا» .
[3] معاهد التنصيص 2/ 124.
[4] هو الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد. (انظر اليتيمة 3/ 169، معجم الأدباء 2/ 273، وفيات الأعيان 1/ 206، الوافي بالوفيات 9/ 125 رقم 2042) .
[5] يتيمة الدهر 3/ 162.
[6] الأنساب 1/ 69، المنتظم 7/ 55 رقم 78، صفة الصفوة 2/ 265، وفيات الأعيان 4/ 292 رقم 623، العبر 2/ 318، تاريخ بغداد 2/ 243، تذكرة الحفاظ 936، طبقات السبكي 2/ 150، البداية والنهاية 11/ 270، مرآة الجنان 2/ 373، الرسالة المستطرفة 42، العقد الثمين 2/ 3، النجوم الزاهرة 4/ 60، شذرات الذهب 3/ 35، الفهرست 301، 302، طبقات الحنابلة 332، 333، فهرسة ابن خير 285، 286، الكامل في التاريخ 8/ 617، الوافي بالوفيات 2/ 373، 374، سير أعلام النبلاء 16/ 133- 136 رقم 92، طبقات الحفّاظ 378، كشف الظنون 1/ 37، الرسالة المستطرفة 42، 43.
[7] الآجريّ: بفتح الألف الممدودة وضمّ الجيم وتشديد الراء المهملة هذه النسبة إلى عمل الآجرّ وبيعه. (اللباب 1/ 18) وقال الحنبلي: الآجري نسبة إلى قرية من قرى بغداد.
(شذرات الذهب 3/ 35) .(26/216)
سمع: أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحراني، وخلف بن عمرو العكبري، وحفص بن محمد الفريابي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وجماعة.
وعنه: أبو الحسن الحمامي، وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر النّحاس، وأبو الحسين بن بشران، وأخوه أبو القاسم عبد الملك، وأبو نُعَيم، وجماعة كبيرة من حجّاج المشارقة والمغاربة لأنّه جاور بمكة مدّة، وله تصانيف حسنة، وكان من الأئمة [1] .
قال الخطيب: كان ثقة ديّنًا له تصانيف، تُوُفّي بمكة في المحرّم.
قلت: رفع لنا جماعة أجزاء من جمعه.
محمد بن داود [2] أبو بكر الدُّقّي الدَّيَنَوري الزّاهد. شيخ الصوفية بالشام.
قرأ القرآن على: أبي بكر بن مجاهد، وحدّث عن الخرائطي، وصحِب جماعة وحكى عنهم، منهم أبو بكر محمد بن الحسن الدّقّاق، وأبو محمد الجريري، وأبو عبد الله بن الجلاء، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي.
حكى عنه: عبد الوهاب الميداني، وبكر بن محمد، وأبو الحسن بن جهضم، وعبدان المنبجي، وعبد الواحد بن بكر، وطائفة كبيرة.
ذكره أبو عبد الرحمن السّلمي فقال: [عُمَّر فوق] [3] مائة سنة، وكان من أجلّ مشايخ وقته، وأحسنهم حالًا، كان من أقران الرّوذباريّ، سمعت عبد
__________
[1] في الأصل «أيمة» .
[2] المنتظم 7/ 56 رقم 80، البداية والنهاية 11/ 271، تاريخ بغداد 5/ 266 رقم 2758، طبقات الصوفية 448- 450، الرسالة القشيرية 28، اللباب 1/ 505، الأنساب 5/ 327، المختصر في أخبار البشر 2/ 111، سير أعلام النبلاء 16/ 138، 139 رقم 96، الوافي بالوفيات 3/ 63، طبقات الأولياء 306- 310، طبقات الشعراني 1/ 140، نتائج الأفكار القدسية 2/ 3.
[3] ساقطة من الأصل.(26/217)
الواحد الوَرثاني يقول: سمعت الدُّقّي يقول: من ألف الاتّصال ثم ظهر له عين الانفصال تنقّص عيشه، وامتحق وقته، وصار متأنّسًا في محل الوحشة، وأنشأ يقول:
لو أنّ الليالي عذّبت بفراقنا ... محى دمع عين اللَّيْلِ نورُ الكواكب
ولو جُرّع الأيّامُ كأسَ فراقنا ... لأصبحت الأيّام شهب الذوائب [1]
وقال أَبُو نصر عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ السّراج الصُّوفي: حكى أبو بكر الدُّقّي قال: كنت بالبادية فوافيت قبيلة، فأضافني رجل، فرأيت غلامًا أسود مقيَّدًا هناك، ورأيت جِمالًا ميْتةً ثَمّ، فقال الغلام: اشفَعْ لي فإنّه لا يردّك، قلت: لا آكل حتى تحلّه، فقال: إنّه قد أفقرني. قلت: ما فعل؟ قال: له صوت طيّب فَحَدَا لهذه الجمال وهي مُثْقَلَةٌ، حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام في يوم، فلما حطّ عنها ماتتِ كلّها، ولكن قد وهبته لك، فلما أصبحنا أحببت أن أسمع صوته فسألته، وكان هناك جمل يُسْتَقَى عليه، فحدا، فهام الجمل على وجهه وقطع حباله، ولم أظنّ أني سمعت صوتًا أطيب منه، ووقعت لوجهي.
قال الميداني: تُوُفّي الدُّقّي في سابع جُمادي الأولى سنة ستّين.
محمد بن سليمان بن أحمد [2] بن محمد بن ذِكْوان أبو طاهر البعلبكي المؤدّب نزيل صيدا.
قرأ القرآن على: هارون بن موسى بن شريك الأخفش، وسمع أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وزكريّا خيّاط السنة، وأحمد بن إبراهيم البسري، والحسين بن محمد بن جمعة، وغيرهم.
قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن بن السّقّاء، وجعفر بن أحمد بن الفضل.
__________
[1] طبقات الصوفية 448.
[2] تاريخ دمشق (المخطوط) 11/ 599، الأنساب 357 ب، مرآة الزمان-/ 11 ق 1/ 16، معجم الشيوخ لابن جميع (مخطوط) 31، العبر 2/ 318، الوافي بالوفيات 3/ 125 رقم 1067، معرفة القراء 1/ 287، شذرات الذهب 3/ 35، موسوعة علماء المسلمين 4/ 191- 193 رقم 1434، حديث السكن بن جميع (نشرناه مع معجم الشيوخ للصيداوي) .(26/218)
وروى عنه: أبو الحسين بن جُمَيْع، وابنه السّكَن، وابن مَنْدَه، وعليّ بن جَهْضَم، وصالح بن أحمد الميانجي [1] ، وآخرون.
وُلد سنة أربعٍ وستّين ومائتين، وتوفي سنة ستّين وثلاثمائة.
قال ابن عساكر [2] : وقيل مات سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائة.
قال أبو طاهر: قرأت على الأخفش بعد الثمانين ومائتين، وكان أبو طاهر يعلّم بجامع صيدا، فعل ذلك قبل موته بعامين لأنه احتاج.
محمد بن صالح بن علي [3] أبو الحارث الهاشمي البغدادي المالكي، قاضي نَسَا، وأخو [4] قاضي بغداد أبي [5] الحسن محمد بن صالح بن أمّ شَيْبان.
سمع: عبد الله بن زيدان [6] البجلي، وأبا محمد بن صاعد، وجماعة.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
محمد بن طاهر بن محمد أبو طاهر النَّيْسَابُوري الصَّيْرفي الزاهد الصالح.
سمع: ابن خُزَيْمة، وأبا العبّاس السّرّاج.
وعنه الحاكم وقال: كان من العُبّاد الصابرين على الفاقة.
__________
[1] في الأصل «المانجي» ، و «الميانجي» هو قاضي صيدا. (انظر: ابن عساكر (المخطوط) 17/ 347) توفي سنة 429 هـ.
[2] تاريخ دمشق 37/ 602، الولاة والقضاة 574، النبلاء 16/ 226، 227 رقم 160، الوافي بالوفيات 3/ 156، النجوم الزاهرة 4/ 137، شذرات الذهب 3/ 70.
[3] تاريخ بغداد 5/ 362 رقم 2888، المنتظم 7/ 56 رقم 81.
[4] في الأصل «اخر» .
[5] في الأصل «وأبي» .
[6] كذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد «زيدان» .(26/219)
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [1] بْنِ أشْتَة [2] أبو بكر الأصبهاني المقرئ النّحوي، أحد الأعلام.
قرأ القرآن على: ابن مجاهد، ومحمد بن يعقوب المعدّل، وأبي بكر النقاش، وقرأ بأصبهان على محمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وطائفة، وبرع في القرآن وصنّف التصانيف.
قال أبو عمرو صاعد: مشهور، ثقة، عالم بالعربية، بصير بالمعاني، حسن التصنيف، صاحب سنة.
روى عنه جماعة من شيوخنا، وسمع منه: عبد المنعم بن غلبون، وخَلَف بن إبراهيم، وعبد الله بن محمد بن راشد الأندلسي.
وتوفي في مصر سنة ستّين.
محمد بن الفُرُّخان بن روزبه [3] أبو الطَّيّب الدُّوري.
حدّث ببغداد عن: أبيه، والفضل بن الحُباب أحاديث مُنْكَرَة.
وعنه: يوسف القوّاس، وابن السّوطي، وكان غير ثقة. وكان يحكي عن الجنيد وغيره.
توفي سنة ستّين وثلاثمائة أو قريبًا منه.
أبو القاسم بن أبي يعلى [4] الشريف الهاشمي. قام بدمشق وقام معه خلق من الشباب وأهل الغوطة، وقطع دعوة المصريين، ولبس السواد، ودعا
__________
[1] معرفة القراء 1/ 259، الإكمال 1/ 91 بالحاشية، المشتبه 28، الوافي بالوفيات 3/ 347، غاية النهاية 2/ 184، بغية الوعاة 1/ 142، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 157، توضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 238.
[2] أشتة: بشين معجمة ساكنة وتاء معجمة باثنتين من فوقها مفتوحة. (الإكمال) .
[3] في الأصل «روبه» والتصحيح عن تاريخ بغداد 3/ 167 رقم 1213، المنتظم 7/ 56 رقم 82.
[4] العبر 2/ 319، مرآة الجنان 2/ 373، شذرات الذهب 3/ 35، أمراء دمشق 67، ذيل تاريخ دمشق- ص 1.(26/220)
للمطيع للَّه، وذلك في ذي الحجّة سنة تسعٍ وخمسين، واستفحل أمره ونفى عن دمشق أميرها إقبال نائب شمَّول الكافوري، فلم يلبث إلّا أيّاما حتى جاء عسكر المصريين وقاتلوا أهل دمشق، وقُتل منهم جماعة، ثم هرب أبو القاسم الشريف في الليل، فصالح أهل البلد، وطلب أبو القاسم البرّيّة يريد بغداد فلحقه ابن عليان العدوي فأسره عند تَدْمُر وجابه، فَشَهَّرَه جعفر بن فلاح في عسكره على جمل، وذلك في المحرَّم سنة ستّين وسيّره إلى مصر.
قال ابن عساكر: قرأت بخط عبد الوهاب [إنّ] [1] أبا [2] جعفر بن فلاح وعد لمن جاء بالشريف ابن أبي يَعْلى بمائة ألف دِرْهم، فجيء به، ففرح، وطيف به على جمل، وعلى رأسه قَلَنْسُوَة يَهُوديّ، وفي لِحْيَيْه ريش، وبيده قصبة، ثمّ لان له ابن فلاح وقال: لأَكاتِبَنَّ مولانا بما يَسُرُّك. وأيش حَمَلّكَ على الخروج عن الطّاعة؟ قال: القضاء والقدر، وأغلظ لبني عدِيّ الذين جاءوا به وقال: غدرتم بالرجل، ففرح أكثر الناس بهذا، ودعوا بالخلاص لابن أبي يعلى لحِلْمه وَكَرَمِهِ وجُوده.
من لم يُحفظ وفاته وله شُهرة كتبنا: تقريبًا
أحمد بن إبراهيم بن جعفر أبو بكر العطّار، شيخ معمَّر.
سمع: محمد بن يونس الكُدَيْمي، وغيره.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ.
أحمد بن إبراهيم بن محمد [3] أبو العباس الكِنْدي البغدادي، نزيل مكة.
حدّث عن: يوسف القاضي، ومحمد بن جرير الطّبري، والخرائطي.
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] في الأصل «أبي» .
[3] تاريخ بغداد 4/ 18 رقم 1612.(26/221)
وعنه: أبو الحسين بن بشُران، وأخوه عبد الملك، وأبو نُعَيم.
وثّقه الخطيب.
أحمد بن إسحاق بن محمد بن شَيْبان، أبو محمد الهَرَوي الضّرير، بغداديّ الأصل.
سمع سنة بِضْعٍ وسبعين ومائتين من مُعاذ بن نجدة عمّ والدته، ومن علي بن محمد الْجِعابي.
روى عنه: إسحاق بن إبراهيم بن الفرات، وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي، وهو من كبار شيوخ بن الفرات.
توفّي في حدود الستّين وثلاثمائة، وله ترجمة في كتاب ابن النجّار، وهو المُعَاد في سنة تسعٍ وستّين.
أحمد بن الحسن بن محمد [1] بن سهل أبو الفتح المالكي الواعظ ويُعرف بابن الحمصي.
حدّث ببغداد عن: أبي جعفر الطحاوي، وجعفر الطّيالسي.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وغيره.
أحمد بن صالح بن عمر [2] أبو بكر المقرئ. بغداديّ نزل الرملة.
قرأ عَلَى: الْحَسَن بْن الحُبَاب، والحسن بْن الحسين الصّوّاف، ومحمد بن هارون التّمّار، وابن مجاهد.
وعنه: عبد الباقي بن الحسن، وعبد المنعم بن غلبون، وعلي بن محمد
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 90 رقم 1733.
[2] تاريخ بغداد 4/ 205 رقم 1893، بغية الطلب (المخطوط) 1/ 160، تاريخ دمشق (المخطوط) 3/ 214، معرفة القراء 1/ 255، غاية النهاية 2/ 148، شذرات الذهب 3/ 35، موسوعة علماء المسلمين 1/ 302، 303 رقم 124.(26/222)
ابن بِشْر الأنطاكي، وخَلَف بن قاسم، وآخرون، بعضُهم تلاوةً.
وصفه أبو عمرو الدّاني بالثقة والضبط وقال: مات بعد الخمسين.
أحمد بن علي بن الحسين أبو بكر الفارسي البيضاوي.
حدّث عن: محمد بن هارون بن المجّدر، وعبد الله بن سعيد القُرَشي.
وعنه عمر بن أحمد البرمكي، وأبو سعيد النقّاش، والحافظ أبو نُعَيم.
أحمد بن القاسم بن كثير [1] بن صدقة بن الرّيّان المالكي، أبو الحسن المصري، نزيل البَصْرة، شيخ معمّر.
يروي عن: محمد بن يونس الكديمي، والحارث بن أبي أسامة، وإسحاق بن إبراهيم الدّبري، وأحمد بن محمد البِرْتي، وعبد الله بن أبي مريم، وأبي عبد الرحمن النّسائي، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن إسحاق بن سبط، وغيرهم.
وعنه: علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نُعَيم، وغيرهم.
قال ابن ماكولا: فيه ضَعْف.
وقال حمزة السَّهْمي: سمعت أبا محمد الحسن بن علي البصْري مولى أحمد بن محمد بن القاسم بن الرَّيّان، ليس بالمَرْضِيّ، سمعت منه.
قلت: مرّ في سنة سبع وخمسين، وهو راوي نسخة نُبْيط.
أحمد بن طاهر بن النّجْم [2] أبو عبد الله المَيَانَجي الحافظ. محدّث رحّال.
سمع: أبا مسلم الكجّي، وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بن
__________
[1] العبر 2/ 319، شذرات الذهب 3/ 35، الإكمال 4/ 112.
[2] العبر 2/ 320، شذرات الذهب 3/ 36.(26/223)
محمد البحتري الحِنّائي، وأحمد بن هارون البرديجي الحافظ، وجماعة، وأخذ هذا الشأن وتخرّج بسعيد بن عمرو البردعي.
روى عنه: عبد الله بن أبي زُرْعَة القزْويني، ويعقوب بن يوسف الأردبيلي، وجماعة، وآخر من بقي من أصحابه أحمد بن الحسين بن علي التَّرَّاسي بالمراغة.
وقال سعيد بن علي الرَّيْحاني: ومن شيوخ أبي الحسين أحمد بن فارس اللَّغوي: أحمد بن طاهر بن المنجم، فكان يقول عنه، إنّه ما رأي مثل نفسه، يعني ابن المنجّم.
قال ابن فارس: وما رأيت مثله.
قال الخليلي في «الإرشاد» : توفّي بعد الخمسين وثلاثمائة.
أحمد بن محمد بن أحمد [1] بن سهل أبو بكر البغدادي المعروف ببُكَيْر الحدّاد.
جاور بمكّة، وحدّث عن: محمد بن يونس الكُدَيْمي، وبِشْر بن موسى، والكَجّي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وأبو محمد بن النّحّاس، وجماعة.
وثّقه الخطيب وقال: تُوُفّي بعد الخمسين.
أحمد بن محمد بن بِشْر [2] أبو بكر بن الشارب المقرئ، خُرَاسَانيّ.
نزل بغداد وأَدّب بها، وقرأ بها على أبي بكر الزَّيْنبيّ، وهو من أثبت أصحابه وأنبلهم.
قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن عمر الحمامي، وأبو بكر بن شاذان الواعظ، وغيرهم.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 364 رقم 2226.
[2] تاريخ بغداد 4/ 401 رقم 2301.(26/224)
أحمد بن محمد بن أحمد [1] بن السّدّيّ [2] أبو الطَيّب الدُّوري ابن أخت الهيثم بن خلف.
سمع: الكُدَيْمي، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ومحمد بن إسحاق بن راهَوَيْه، والحسن بن مندة، [و] الحسن بن أبي المنذر.
ووثّقه الخطيب. تُوُفّي سنة نَيِّفٍ وخمسين.
أحمد بن محمد بن منصور [3] أبو بكر الأنصاري الدّامغاني الفقيه الحنفي، صاحب الطّحاوي.
تفقّه على: الطّحاوي، ولازَمَ ببغداد حلقة أبي الحسن الكَرْخي، فلما فُلِجَ جعل الفتوى إليه، وكان كبير الشأن إمامًا ورِعًا، وُلّي مرَّة قضاء واسِط لِدُيونٍ رَكِبَته.
روى عنه: أبو محمد عبد الله بن الأكفاني، وغيره، وتفقْه به جماعة.
أحمد بن محمد بن أحمد أبو حامد السّرَخْسِي.
سمع: محمد بن إبراهيم البوسَنْجي، وغيره.
وعنه: محمد بن جبريل بن ماج.
أحمد [4] بن محمد بن سالم أبو الحسن البْصري الصّوفي بن الصّوفي المتكلّم، صاحب مقالة السّالمية.
له أحوال ومُجَاهَدة وأتباع ومُجُون، وهو شيخ أهل البصرة في زمانه، عُمَّر دهْرًا، وأدرك سهل بن عبد الله التُسْتَرِيّ وأخذ عنه، لأنّ والده كان من
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 365 رقم 2228.
[2] في الأصل «السندي» .
[3] تاريخ بغداد 5/ 97 رقم 2496.
[4] كذا في الأصل، وقيل: «محمد بن أحمد بن سالم» كما ينقل عن أبي نعيم، وهو في الحلية محمد بن أحمد 10/ 378 رقم 652 وكذا في طبقات الصوفية للسلمي: وهو في العبر «أحمد بن محمد» . (2/ 320) .(26/225)
تلامذة سهل، وبقي إلى قريب الستين وثلاث مائة، وكان [من] [1] أبناء التسعين.
قال أبو سعيد محمد بن النَقّاش الحافظ: رأيته وسمعت كلامه، ولم أكتب عنه شيئًا.
قلت: وكان دخول النقّاش البصرة سنة نيّف وخمسين وثلاثمائة.
روى عن أبي الحسن بن سالم: أبو طالب المكّي صاحب «القوت» [2] وصَحِبَه، وأبو بكر بن شاذان الرّازي، وأبو مسلم محمد بن علي بن عوف المرجّي. الأصبهاني، وأبو نصر الطوسي الصّوُفي، ومنصور بن عبد الله الصُّوفي، ومعروف الرَّيْحاني.
وذكره أبو نُعَيم في الحلْية [3] فقال: ومنهم أبو عبد الله محمد بْن أَحْمَد بْن سالم البصري، صاحب سهل التُسْتَريّ وحافظ كلامه، أدركناه وله أصحاب يُنْسَبُون إليه.
قلت: هكذا سمّاه وكناه في الحلية.
قال السَّلَمي في تاريخ الصوفيّة [4] : محمد بن أحمد بن سالم أبو عبد الله البصْري والد أبي الحسن بن سالم، روى كلام سهل، [هو] من كبار أصحابه، أقام بالبصرة، وله بها أصحاب يُسَمّون السالميّة، هجرهم النّاسُ لألفاظٍ هجنة أطلقوها وذكروها.
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] هو أبو طالب محمد بن علي بن عطية الحارث الواعظ المشهور بأبي طالب المكيّ المتوفى سنة 386 هـ. له كتاب «قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد» . قالوا: لم يصنّف في الإسلام مثله في دقائق الطريقة. (ترجمته في تاريخ بغداد 3/ 89، وفيات الأعيان 4/ 303، الوافي بالوفيات 4/ 116، ميزان الاعتدال 3/ 655، العبر 3/ 33، لسان الميزان 5/ 30، مرآة الجنان 2/ 430، البداية والنهاية 11/ 391، شذرات الذهب 3/ 120) .
[3] حلية الأولياء 10/ 378.
[4] طبقات الصوفية 414.(26/226)
قال أبو بكر الرازي: سمعت ابن سالم يَقُولُ: [سَمِعْتُ] سهل بن عبد الله يَقُولُ: لا يستقيم قلب عبدٍ حتى يقطع كلّ حيلة وكلُ سببٍ غير الله.
وقال: قال سهل: ما اطّلع الله على قلب فرأى فيه همّ الدنيا إلّا مَقَتَه، والمَقْتُ أن يتركه ونفسه.
وقال أبو نصر الطُّوسي: سألت ابن سالم عن الوجل، فقال: انتصاب القلب بين يدي الله. وسألته عن العُجْب قال: أن يستحسن العبد عمله وترى طاعته. قلت: كيف يتهيّأ للعبد أنْ لا يستحسن صلاته وصومه وعبادته؟ قال:
إذا علم تقصيره فيها والآفات التي تدخُلُها فلا يستحسنه. وسمعته يقول: متى تنكسر النفس بترك الطعام هبها هبها، فسألته بما أستعين على قوّة نفسي؟
قال: أن تجعل حيث موضع نظر الله إنْ مددْت يدك قلت وإن مددت يدك.
هذا حسّ النفير التي تكسر به قوّته وتزول، لا لترك الطعام والشراب.
قلت: السنة لهم نِحْلَة لا أحقّقها.
أحمد بن محمد بن شارَك [1] الفقيه أبو حامد الهروي الشافعي.
مفتي هَرَاة وأديبها وعالمها [2] ومفسّرها ومحدّثها في زمانه.
سمع: محمد بن عبد الرحمن السَّامي، والحسن بن سفيان الفَسَوي النَّيْسَابُوري، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، وأبا يعلى الموصلي.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو إبراهيم النصرآبادي.
__________
[1] العبر 2/ 321، وفي طبقات الشافعية 2/ 98 «الشاركي» . قال السمعاني: الشّاركي: بفتح الشين المعجمة والراء وفي آخرها كاف. هذه النسبة إلى شارك، وهي بليدة بنواحي بلخ.
(الأنساب 7/ 243 نسخة محمد عوّامة) وقال ابن الأثير في اللباب 2/ 174 هذا وهم فالنسبة إلى رجل. وهذا ما نراه أيضا. وفي شذرات الذهب 3/ 36 «شادك» ، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 45، 46، طبقات المفسّرين للسيوطي 5، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 75، 76، سير أعلام النبلاء 16/ 273، 274 رقم 194، تاج العروس 3/ 150، الرسالة المستطرفة 28 وقد مرّت ترجمته في وفيات سنة 355 هـ.
[2] في الأصل «عاملها» .(26/227)
وقال الحاكم: كان حسن الحديث. تُوُفّي بَهَراة سنة خمسٍ وخمسين.
وكذلك قال أبو النضر الفامي، وذكره مرة أخرى قال: تُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وخمسين.
أحمد بن مطرّف النصري المغربي له ديوان تكلم فيه عن كثير من شيوخه في اللغة.
توفي بعد الخمسين ظنًّا. قاله السلفي.
إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن أبي العزائم [1] أبو إسحاق الكوفي.
آخر من حدّث عن: أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ الْغِفَارِيُّ، وعن الخضِر بن ( ... ) [2] .
يروي عنه: أبو نُعَيم الحافظ، ومحمد بن أحمد الجواليقي الكوفي المُتَوَفّي بمصر سنة إحدى وثلاثين، وغيرُهما.
إبراهيم بن محمد بن الخصيب [3] الأصبهاني العَسَّال.
سمع ببغداد من: يوسف بن يعقوب القاضي.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم [4] الورّاق الأصبهاني.
سمع: محمد بن العبّاس الأخرم.
وعنه: أبو نُعَيم.
الحسن بن عَبْد اللَّه بْن محمد [5] بْن أحمد بْن محمد بن الكاتب
__________
[1] العبر 2/ 321، شذرات الذهب 3/ 36.
[2] نقص في الأصل.
[3] أخبار أصبهان 1/ 200.
[4] أخبار أصبهان 1/ 200.
[5] الوافي بالوفيات 12/ 90 رقم 74.(26/228)
البغدادي المقرئ.
محقّق ضابط مشهور من كبار أصحاب ابن مجاهد.
قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن محمد الحذّاء.
الحسن [1] بن عبد الله النجاد الفقيه البغدادي، من كبار الحنابلة ببغداد.
صنّف في الأصول والفروع عن أبي محمد البربَهاري، وأبي الحسن بن بشّار.
تفقّه به عبد العزيز غلام الزّجّاج، وأبو عبد الله بن حامد وجماعة.
وكان في هذا الزمان موجودًا.
الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد [2] أبو محمد الرامَهُرْمُزِي [3] الحافظ القاضي، صاحب كتاب «المحدّث الفاصل بين الراوي والواعي» [4] حافظ مُتِقن واسع الرحلة.
سمع: أباه محمد بن عبد الله الحضرمي مُطَيّنًا، وقاضي الكوفة أبا الحُصَيْن الوادعي، ومحمد بن حيّان المازني، وعُبَيد بن غنّام، وأبا خليفة الْجُمَحي، ويوسف بن يعقوب القاضي، والحسن بن المثنّى العنبري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفريابي، وعبدان الأهوازي، وموسى بن
__________
[1] في الأصل، وفي العبر 2/ 321 «الحسن» ، وفي طبقات الحنابلة 2/ 140 رقم 619 وشذرات الذهب 3/ 36 «الحسين» .
[2] العبر 2/ 321، شذرات الذهب 3/ 37، الفهرست 220، معجم شيوخ ابن جميع 101، يتيمة الدهر 3/ 386، معجم الأدباء 9/ 5، المنتظم 6/ 228، تذكرة الحفاظ 905، اللباب 2/ 10، الوافي بالوفيات 12/ 64، أعيان الشيعة 22/ 69، الأنساب 6/ 52، 53، فهرسة ابن خير 475 و 522، سير أعلام النبلاء 16/ 73- 75 رقم 55، طبقات الحفاظ 369، 370، كشف الظنون 1612، هدية العارفين 1/ 270، 271، الرسالة المستطرفة 55.
[3] الرّامهرمزي: بفتح الراء والميم وضمّ الهاء وسكون الراء وضمّ الميم الثانية ثم الزاي. نسبة إلى رامهرمز، وهي إحدى كور الأهواز من بلاد خوزستان، (اللباب 2/ 10) .
[4] قال عنه ابن حجر في مقدّمة نخبة الفكر: «إنّه من أوّل ما ألّف في كتب اصطلاح أهل الحديث» . منه نسخة قديمة نفيسة بدار الكتب المصرية برقم 483 مصطلح، مصوّرة عن مخطوطة مكتبة رفاعة بسوهاج. (عن العبر) . وقد طبع.(26/229)
هارون، وأبا شعيب الحرّاني.
وأوّل سماعه بفارس سنة تسعين ومائتين، وأوّل رحلته سنة بضعٍ وتسعين، وهؤلاء هم كبار من روى عنه من أهل فارس، ووقع لنا من تصنيفه كتاب «الأمثال» .
روى عنه: القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النَّهاوندي، وأحمد بن موسى بن مردَوَيْه، والشيخ أبو الحسين محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغسّاني في مُعْجَمِه [1] ، وطائفة من أهل رامَهُرْمُز وشِيرَاز.
قال أبو القاسم بن مَنْدَه في الوَفَيَات له: عاش إلى قريب الستّين وثلاثمائة برامَهُرْمُز.
الحسن بن عبيد الله بن طُغج [2] بن جُفّ أبو محمد.
وُلّي إمرة دمشق سنة ثمانٍ وخمسين فرحل بعد أشهر، واستخلف مكانه شموَّل الإخشيدي، ثم سار إلى الرملة، فالتقي هو وجعفر بن فلاح في آخر السنة، فانهزم جيشه وأخذ الحسن أسيرًا، وحُمل إلى المغرب إلى المُعِزّ [3] بن إسماعيل العُبيْدي الخليفة الخارجي، وولّت دولة الإخشيذية، ولعلّه قُتِل سرًّا.
سعد بن محمد بن إبراهيم الناقدي ( ... ) [4] .
صِدَّيق بن سعيد [5] ، أبو الفضل الصّوناخي، وصوناخ قرية من عمل إسبيجاب.
__________
[1] معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 249 رقم 209.
[2] أمراء دمشق 27 رقم 90، النجوم الزاهرة 4/ 73، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 190، الكامل في التاريخ 8/ 591، الوافي بالوفيات 12/ 97 رقم 84، سير أعلام النبلاء 16/ 223 رقم 157.
[3] في الأصل «معد» .
[4] ترجمته غير مقروءة في الأصل، وهي مقدار خمسة أسطر.
[5] الأنساب 8/ 112، اللباب 2/ 251، سير أعلام النبلاء 16/ 132 رقم 89، ميزان الاعتدال 2/ 314، لسان الميزان 3/ 189.(26/230)
قدٍم سمرقند، وسمع الكُتُب عن محمد بن نصر المَرْوَزي الفقيه، وببُخَارى عن سهل بن شاذويه، وحامد بن سهل، وصالح بن محمد.
مات بفرياب بعد الخمسين وثلاثمائة. قاله ابن السمعاني [1] .
عَبْد الله بْن عُبَيد الله بْن يحيى [2] ، أبو القاسم العسكري، المقرئ، البزّار.
روى عن: أحمد بن بِشْر الطيالسي، ومحمد بن إسحاق بن راهويه، وعليّ بن داود الرّزّاز [3] .
عبد الله بن محمد بن حمزة [4] بن أبي كريمة أبو يَعْلَى الصيداوي.
سمع: أباه، ومحمد بن المُعَافَى الصيداوي، ومحمد بن الحسن بن قُتَيْبة.
ووُلّي قضاء بيت المقدس.
وعنه: ابن مَنْدَه، وتمّام الرّازي، ومُعَاذ بن محمد الصَّيداوي، وأبن جُمَيْع، وابنه السّكَن.
عبيد الله بن محمد بن حمزة [بن] جعفر بن أحمد بن عاصم بن الرَّوَّاس الدمشقي.
روى عن: أبيه والحسن بن الفرج الغزّي، وإسحاق المنجنيقي.
وعنه: تمّام، ومحمد بن موسى السَّمْسار.
عثمان بن أحمد بن شَنْبك [5] أبو سعيد الدَّيْنَوَرِي، ورّاق خَيْثَمَة [6] ونزيل طرابلس.
__________
[1] في الأصل بعدها ثلاثة تراجم غير مقروءة.
[2] تاريخ بغداد 10/ 39 رقم 5161.
[3] في الأصل بعده ترجمة غير مقروءة.
[4] معجم الشيوخ لابن جميع 129 و 130، تاريخ دمشق (المخطوط) 9/ 371، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان (من تأليفنا) 3/ 216، 217 رقم 905.
[5] تسمية رجال البخاري للدارقطنيّ (مخطوط) 74 أ، الإكمال 4/ 262، تاريخ دمشق 26/ 114- 117، التهذيب 2/ 58، معجم الشيوخ لابن جميع (مخطوط) 154، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 3/ 276- 278 رقم 999.
[6] خيثمة بن سليمان الأطرابلسي (250- 343 هـ.) مسند طرابلس ومحدّث الشام. له عدّة(26/231)
روى عنه: ابن صاعد، والبغوي، وابن ذَرِيح العُكْبُري، وأبو علي محمد بن سعيد الحمصي، ومحمد بن الربيع الجيزي.
وعنه: أبو الحسن بن جهضم، وتمّام، وأبو محمد بن ذكوان، وابن جُمَيْع، وعبد المنعم بن أحمد.
بقي إلى سنة خمسٍ وخمسين.
عثمان بن حسين البغدادي.
عن: جعفر الفريابي، وقاسم المطّرز، والباغَنْدي، وخلق.
وعنه: تمّام، وأبو نصر بن الجندي، وأبو نصر بن الحبّان، ومحمد بن عوف الدمشقيّون.
وكان ثقة عارفًا بالحديث. حدّث سنة سبعٍ وخمسين.
عثمان بن محمد بن إبراهيم بن رستم أبو عمر الماذرائي، ويُعرف بابن الأطروش.
حدّث بمصر عن: أبيه، وأبي شُعَيْب الحرّاني، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجماعة.
روى عنه: عبد الرحمن بن عمر النّحّاس، وإبراهيم بن علي الغازي، وابن نظيف، وآخرون.
عتيق بن ما شاء الله بن محمد أبو بكر المصري المقرئ الغسّال.
قرأ عَلَى أَحْمَد بن عبد اللَّه بن هلال المصري.
روى عنه الحروف: أبو الطّيّب بن غلبون، وابنه طاهر، وذكر أنّه سمع من ابن هلال سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وتُوُفّي في عَشْر الستّين.
__________
[ () ] مصنّفات. نشرت بعضها في كتاب بعنوان «من حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي» وصدر عن دار الكتاب العربيّ- بيروت- 1980.(26/232)
علي بن الحسن بن عبد العزيز [1] الهاشمي.
عن: محمد بن يحيى المَرْوَزي، وجعفر الفِرْيابي.
وعنه: أبو الفضل بن داود، وأبو نُعَيم الحافظ.
علي بن حمد الواسطي.
سمع بِشْر بن موسى.
وعنه أبو نُعَيم.
عمر بن علي بن الحسن [2] ، أبو حفص العتكي [3] الأنطاكي.
سمع الحسن بن فيل، وأبا جعفر العُقَيْلي، وابن جَوْصا، ومحمد بن يوسف الهروي، والحسن بن علي بن روح الكفربطناوي [4] ، وطائفة كثيرة.
وقدٍم دمشق مستنفرًا لنجدة أهل أنطاكية في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وعنه: الحافظ عبد الغني، وابن نظيف الفرّاء، وعبد الوهاب الميداني، والمسدّد الأملوكي.
ولا أحسبه إلّا بقي إلى أيّام الطبقة الآتية، فإنّ الأملوكيّ متأخّر السّماع.
كَشَاجَم [5] أحد فحول الشعراء في عصر المتنبّي، اسمه أبو نصر محمود ابن الحسين.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 383 رقم 6254.
[2] العبر 2/ 322، شذرات الذهب 3/ 38.
[3] العتكيّ: بفتح العين والتاء المثنّاة من فوقها وفي آخرها كاف. هذه النسبة إلى العتيك، وهو بطن من الأزد. (اللباب 2/ 322) .
[4] الكفربطناوي: الكفربطنائي: بفتح أوّلها وسكون الفاء وفتح الباء الموحدة وسكون الطاء المهملة وفتح النون، وبعد الألف ياء تحتها نقطتان. هذه النسبة إلى كفربطنا، وهي من قرى غوطة دمشق. (اللباب 3/ 102) .
[5] العبر 2/ 322، شذرات الذهب 3/ 38، الفهرست 1/ 139، حسن المحاضرة 1/ 322، تاريخ دمشق 47/ 394، مروج الذهب 4/ 366- 369، يتيمة الدهر 1/ 285- 289، سير أعلام النبلاء 16/ 285، 286 رقم 201، تاج العروس (مادة: كشم) ، هدية العارفين 2/ 401.(26/233)
قدم دمشق، وروى عنه الحسين بن عثمان الخِرَقي وغيره.
ومن شعره وهو القائل:
يقولون تُبْ والكأس في كفّ أغيد ... وصوت المثاني والمَثَالِثِ عالي
فقلت لهم: لو كنت أضْمَرْتُ تَوْبَةً ... وأبْصَرتُ هذا كلّه لَبَدَالي
وله في كافور:
أكافور قُبِّحْتَ من خادِمٍ ... ولاقَتْكَ مسرِعَة جائحَه
حيث سَمِيّك في برده ... وأخطأك اللون والرائحة
وشِعْر كشاجم سائر مُتَدَاول.
محمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] بْن يعقوب أَبُو بكر الشَّيْباني الأصبهاني القَمّاط، ثقة، صاحب أصول.
سمع: أبا بكر بن أبي عاصم، وإبراهيم بن نائلة، وغيرهما.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم الأصبهانيّان.
محمد بن أحمد بن أبي مطيع الهَرَوي.
سمع: عثمان بن سعيد الدّارميّ.
وعنه: أبو الفضل الجاروي، وغيره.
محمد بن أحمد بن يوسف [2] أبو الطّيّب البغدادي المقرئ صاحب ابن شنّبوذ.
تغرّب وجال، وتحدّث بجُرْجَان وأصبهان عن: إدريس بن عبد الكريم الحدّاد، وغيره.
روى عنه: أبو نصر الإسماعيلي، وأبو نعيم الحافظ.
__________
[1] العبر 2/ 323، شذرات الذهب 3/ 38.
[2] تاريخ بغداد 1/ 377 رقم 336، أخبار أصبهان 2/ 288.(26/234)
قال أبو نُعَيم: قدم علينا سنة تسعٍ وأربعين وثلاثمائة [1] .
محمد بن إبراهيم الفروي.
سمع أبا مسلم الكجّي.
وعنه أبو نُعَيم، ووثّقه.
محمد بن إسماعيل بن موسى الرّازي.
آخر من حدّث عن أبي حاتم الرّازي.
وعنه: علي بن أحمد بن داود الرّزّاز، وتُوُفّي بعد الخمسين وثلاثمائة.
محمد بن الحسن بن الوليد بن موسى أبو العبّاس الكلابي الدمشقيّ أخو تبوك وعبد الوهاب.
وسمع: القاسم بن اللَّيْث الرَّسْعَني، وإسحاق بن أحمد القطّان، وأبا عبد الرحمن النَّسَائي.
وعنه: شُعَيب بن عبد الرحمن بن عمر بن [2] نصر، ومكّي بن محمد، ومكّي بن عوف المُزَنيّ.
سمع منه عبد الوهاب الميداني في سنة خمسٍ وخمسين.
محمد بن صبيح بن رجا أبو طالب المصفّي.
سمع: محمد بن عبد الله الحَضْرَمي مُطَيّنًا، وأحمد بن إبراهيم السري، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن علي بن سعيد المروزي، وغيرهم.
وعنه: أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، ومحمد بن موسى السمسار.
وهو دمشقيّ.
__________
[1] العبارة عند أبي نعيم: «قدم علينا قبل الخمسين وسماعي منه سنة تسع وأربعين وثلاثمائة» .
[2] في الأصل «ابن» .(26/235)
محمد بن عبد الله بن بَرّزَة [1] أبو جعفر الرّوذراوري [2] الدّاوديّ.
حدّث بهَمَذان سنة سبعٍ وخمسين عن: إسماعيل القاضي، وعُبَيْد بن شَرِيك بن دِيزيل.
[قال صالح بن أحمد الحافظ:] [3] ، وهو شيخ حَضَرْتُهُ، ولم أحمد أَمْرَه.
قلت: روى عنه ابن لال، وأبو طاهر بن سلمة، وابن فنجويه، وابن جهضم، وأحمد بن الحسن الإمام، وطائفة كثيرة.
حدّث في سنة سبعٍ وخمسين بَهَمَذَان.
محمد بن عبد الله بن عبد الله [4] بن أبي دَجَانَة عمرو بن عبد الله بن صَفْوَان البَصْري أبو زُرْعَة الدمشقي، ابن أخي أبي زُرُعَة الكبير، وأخو أحمد.
يروي عن: الحسين بن جمعة، وإبراهيم بن دُحَيْم، وجماعة، بعد سنة ثلاثمائة.
روى عنه: تمّام، وأبو علي بن مهنّا.
محمد بن علي بن مسلم العَقِيليّ [5] ، بصريّ.
سمع محمد بن يحيى بن المنذر القزّاز.
وعنه أبو نعيم.
__________
[1] العبر 2/ 323، شذرات الذهب 3/ 38، مشتبه النسبة 1/ 61، سير أعلام النبلاء 16/ 165 رقم 119، غاية النهاية 2/ 176، تبصير المنتبه 1/ 137.
[2] الرّوذراوري: بضمّ الرّاء وسكون الواو والذال المعجمة وفتح الراء والواو وبينهما ألف وفي آخرها راء أخرى. هذه النسبة إلى بلدة بنواحي همذان يقال لها روذراور. (اللباب 2/ 42) .
[3] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، واستدركناه من العبر.
[4] تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 10/ 344 أ، تذكرة الحفّاظ 3/ 1001.
[5] ترجمته في الأنساب 9/ 21 و «العقيلي» : بفتح العين المهملة وكسر القاف وسكون الياء.(26/236)
محمد بن حامد الماليني.
عن عثمان الدارمي.
وعنه ابن منصور محمد بن جبريل الهَرَوِي.
محمد بن عمر بن سلمة [1] اللخمي القُرْطُبي المعروف بابن سرّاج.
سمع: محمد بن عمر بن لُبَابة، وطبقته، ورحل فسمع بمصر من أحمد بن مسعود الزُّبَيْري، وجماعة.
سمع منه: محمد بن عبد الله بن سعيد البَلَوِي، وخَلَف بن القاسم وكان مُغَفَّلًا قليل الفهم.
توفّي في حدود الستّين وثلاثمائة.
محمد بن عمر بن عفّان [2] الدُّوري [3] نزيل مصر.
سمع محمد بن جرير، وحامد بن شعيب.
وعنه ابن نظيف.
وثّقه الخطيب.
محمد بن عليّ بن محمد [4] الحافظ أبو أحمد الكَرْخي القصّاب، أحد الأئمة، فيقال: إنّما قيل القصّاب لكثرة ما أهرق من دماء الكفّار.
وله تصانيف، منها: كتاب «ثواب الأعمال» ، وكتاب «عقاب الأعمال السّيّئة» ، وكتاب «شرح السّيئَّة» [5] ، وكتاب «تأديب الأئمة» .
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 71 رقم 1299 وفيه: «محمد بن عمر بن حزم بن سلمة» .
[2] تاريخ بغداد 3/ 31 رقم 954.
[3] في الأصل «الدّرزي» ، والتصحيح عن تاريخ بغداد.
[4] الوافي بالوفيات 4/ 114 رقم 1603، سير أعلام النبلاء 16/ 213 رقم 144، تذكرة الحفاظ 3/ 938، 939، طبقات الحفّاظ 379، هدية العارفين 2/ 47.
[5] في الوافي: «شرح السّنّة» .(26/237)
وكان أبوه ممّن رحل وسمع من علي بن حرب، والرَّمادي.
وروى أيضًا أبو أحمد عن: محمد بن إبراهيم الطّيالِسي، وعبد الرحمن بن محمد بن سَلْم الرّازي، وجعفر بن أحمد بن فارس، ومحمد بن العبّاس بن أيّوب الأخرم، ومحمد بن أحمد الثّقفي، والحسن بن يزيد الدّقّاق، وطائفة.
روى عنه: ابناه أبو الحسن علي، وأبو الفرج عمّار، وأبو منصور المُظَفّري محمد بن الحسين البروجردي، وغيرهم.
محمد بن عيسى [1] بن عبد [2] الكريم بن حُبَيْش أبو بكر التميمي الطْرَسُوسي المعروف ببُكَيْر الخَزّاز.
روى عن: أبي القاسم البَغَوي، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن الفيْض الغسّاني، وأبي الطّيّب أحمد بن عبد الله الدّارمي، وجماعة.
ورحل وصنّف.
روى عنه: تمّام، وابن جميع، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وعلي بن بِشْر بن العطّار. وسمع منه أبو نصر بن الجندي في سنة تسعٍ وخمسين، وهو آخر العهد به.
محمد بن محمد بن أحمد بن [حرّانة بن ماردة الفقيه أبو بكر الإبريْسَمِي السمرقنْدي الشّافعي] .
[روى عن] [3] : محمد بن صالح الكرابيسي، وأحمد بن بن الفضل البكري، ومحمد الأرزقاني، وجماعة.
وعنه أبو سعيد الإدريسي، وورّخه قبل الستّين.
محمد بن محمد الهَرَوي نزيل مكة، شيخ مُسِنّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 405 رقم 935، معجم الشيوخ لابن جميع 42.
[2] في الأصل كتب «عبد الملك» ثم شطب «الملك» .
[3] ناقص من الأصل.(26/238)
يروي عن إسحاق الدَّبري.
وعنه أبو منصور، ومحمد بن محمد بن الأزدي القاضي.
محمد بن محمد أبو جعفر [1] البغدادي المقرئ نزيل البصرة.
روى عن: أبي شُعَيّب الحرّاني، وخَلَف بن عمر العكْبري، وغيرهما.
وعنه: أبو نُعَيم.
محمد بن هارون أبو الحسين الثقفي الزّنْجاني.
شيخ مُعَمّر، رحل وسمع: علي بن عبد العزيز البَغَوي، وبِشْر بن موسى، ومحمد بن شاذان الجوهري، وغيرهم.
روى عنه الحسن الفلاكي.
حديثه بِعُلُوّ عند جعفر الهَمَداني.
محمد بن وصيف الفامي الهَرَوي.
روى عنه: محمد بن سهل العتكي صاحب خلاد بن يحيى.
وعنه: البوسنجي [2] .
المُطّلِب بن يوسف بن ميزغة، [أبو] [3] محمد الهَرَوي العقبي.
سمع عثمان بن سعيد الدارمي.
وعنه أبو منصور بن ساج، وأحمد بن محمد البِشْري.
مهلهل بن أحمد أبو الحسين الرزّاز المقري غلام ابن مجاهد.
نسخ الكثير على طريقة ابن مُقْلة، وحدّث عن موسى بن هارون، والفريابي.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 221 رقم 1281.
[2] في الأصل: «وعنه سمعت البوسنجي» .
[3] في الأصل: «ومحمد» .(26/239)
روى عنه: أبو سعيد النقّاش، وأبو نُعَيم الحافظ، وغيرهما.
يعقوب بن مُسَدد [1] القُلُوسِيُّ [2] البصْري نزيل طرابلس الشام.
روى عن: أبيه، وأبي يعلى الموصلي.
وعنه: ابن مَنْدَه، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، والحافظ عبد الغني المصري.
يوسف بن معروف بن جُبَيْر النَّسَفي.
سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وإبراهيم بن معقل النّسَفي وجماعة.
ومات بِكسّ [3] قبل الستّين بقليل.
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 294 رقم 7599، الأنساب 461 أ، معجم البلدان 1/ 416، بغية الطلب 2/ 28، اللباب 3/ 52، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 5/ 223 رقم 1858.
[2] القلوسي: بضم القاف واللام بعدهما واو وسين مهملة. قال ابن الأثير: هذه النسبة إلى القلوس فيما يظنّ، وهي حبال السفن. (اللباب) .
[3] كسّ: بكسر أوله وتشديد ثانية، مدينة تقارب سمرقند. قال البلاذري: كس هي الصّغد ...
بالسين المهملة، تعريب كشّ، بالشين المعجمة. (معجم البلدان 4/ 460) .(26/240)
[تراجم المتوفّين في هذه الطبقة أيضًا]
أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد [1] أبو جعفر القيرواني الطبيب المعروف بابن الجزّار صاحب التصانيف الطّبيبيّة.
صحب إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، وأخذ عنه بعد الثلاثمائة، وطال عمره، وكان ديّنا متجمّلا منصوبا، خلّف أموالا طائلة، وكان صديق أبي طالب عمّ المُعِزّ العُبَيْدِي.
وله: كتاب «زاد المسافر في علاج الأمراض» ، و «كتاب في الأدوية المفردة» ، و «كتاب في الأدوية المركّبة يعرف بالبُغْيَة» ، وكتاب «العُدّة» وهو كتاب مُطَوّل في الطّبّ، ورسالة «النّفس وأقوال الأوائل فيها» ، وكتاب «طبّ الفقراء» ، ورسالة في «التحذير من إخراج الدّم لغير حاجة» ، وكتاب «الأسباب المولّدة للوباء في مصر بطريق الحيلة في دفع ذلك» ، وكتاب «المدخل إلى الطّبّ» سمّاه «الوصول إلى الأصول» ، وكتاب «أخبار الدولة وظهور المهدي بالمغرب» .
وبقي إلى أيام المُعِزّ باللَّه [2] ، ويجوز أن يكون تُوُفّي قبل الخمسين
__________
[1] عيون الأنباء 2/ 37، معجم الأدباء 2/ 136، الوافي بالوفيات 6/ 208 رقم 2671.
[2] كذا في الأصل، وهو «المعزّ لدين الله الفاطمي» .(26/241)
وثلاثمائة. وله مصنّفات كثيرة.
محمد بن أحمد [بن] عبد العزيز أبو عبد الله السّوسي ثم البصْري الشاعر.
كان ظريفًا ماجنًا، ذكر أنّه ورث مالًا جزيلًا من أبيه فأنفقه في اللهو، واللّعِب، والعِشرة، وافتقر، وله القصيدة السائرة:
الحمد الله ليس لي بُخْتُ ... ولا ثِياب يَضُمُّها تَخْتُ
يصف فيها أنواع الخِراف والتَّهَتُّك. وقد كان بالموصل في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وبعدها.
أحمد بن محمد بن فرج [1] أبو عمرو الْجَياني الأندلسي الأديب الشاعر الإخباريّ، أحد الأئمّة.
قيل مات في حبس المُسْتَنْصِر الأموي.
صنّف كتاب «الحدائق» على نمط «كتاب الزهرة» لابن داود، وهو فَرْدُ في معناه، وله «كتاب القائمين بالأندلس» .
ومن شعره:
بأيّهما أنا في السُّكر [2] بادي ... بِسُكْرٍ الطّيْفِ أم سكُر الرُّقاد
سرى وأرادني أملي [3] ولكن ... عَفَفْتُ فلم أنلْ منه مُرَادي
وما في النّوم من حرجٍ ولكن ... جريت من العفاف على اعتيادي [4]
علي بن الحسين بن محمد [5] بن هاشم البغدادي أبو الحسن الورّاق نزيل دمشق.
نزيل دمشق.
__________
[1] معجم الأدباء 4/ 236، طبقات الأطباء 2/ 14.
[2] في طبقات الأطباء «الحب» .
[3] في الأصل «دار ادرامكي» ، والتصحيح عن طبقات الأطباء.
[4] في طبقات الأطباء «اعتقادي» .
[5] تاريخ بغداد 11/ 400 رقم 2279.(26/242)
عن: أحمد بن الحسن الصّوفي، وقاسم المطّرز، وابن المجدّر، وطبقتهم.
وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وتمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر.
عمرو بن أحمد بن رشيد أبو سعيد المذحجي الطّبراني.
روى عن عبد الرحمن بن القاسم بن الرّوّاس، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجماعة.
وعنه: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الواحد بن بكر الرّازي، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الإشبيلي.
عبد الله بن علي [1] القاضي العلامة أبو [2] محمد الطّبري الشّافعي.
المعروف بالعراقي، وبين أهل جُرْجان بالمنجنيقي.
وُلّي قضاء جُرْجان، وكان فقيهًا إمامًا فصيحًا بليغًا على مذهب الأشعريّ في النظر، ورد نيسابور سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وتُوُفّي بُترَب دال ببُخَارى.
وقد روى عن: عمران بن موسى بن مجاشع، ويحيى بن صاعد.
وعنه أبو [2] عبد الله الحاكم.
محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن الحكم أبو الحسين، ويقال: أبو سعد القزّي.
شاميّ حدّث عن أبيه، والعبّاس بن الفضل الدَبّاج.
وعنه الموحّد بن البرّي، وتمّام الحافظ، وغيرهما.
__________
[1] الأنساب 543 أ، اللباب 3/ 182، تبيين كذب المفتري 181، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 395، 396 رقم 1040.
[2] في الأصل «بن» .(26/243)
ذكر ابن عساكر حديثين ساقطين، أحدهما هو عن أبيه، عن دُحَيْم، عن الوليد.
وعن أبيه، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي بإسناد الصّحيحين مرفوعًا قال: عَجّ حَجَرٌ إلى الله فقال: عبدتُك سنين ثم جعلتني أساس كَنِيف! فقال: أما ترضى أنّي عَدَلْتُ بك عن مجالس القُضاة! هذا وضعه هذا أو أبوه بيقين، رواه عنه تمّام.
أبو الحسن البلياني القاضي، شيخ المالكية بالمغرب، واسمه علي بن جعفر بن أحمد.
روى عن ابن مطر الإسكندرانّي.
أخذ عنه أبو الحسن القابسي، وغيره.
وقع في أسر النّصَارَى، وحمل إلى قسطنطينية، وعرفوا محلّه من العلم، وناظره طاغية الروم.
ذكره القاضي عياض، وما أرّخ موته.
وللَّه الحمد. آخر الطبقة.(26/244)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة السابعة والثلاثون
حوادث سنة إحدى وستّين وثلاثمائة
أقامت الشيعة بدعة عاشورا ببغداد.
وفي صفر انقضّ كوكب هائل له دويّ كدويّ الرعد [1] .
وفي جُمادي الأخرة مات أبو القاسم سعيد بن أبي سعيد الجنابي القرمطي بهَجَر [2] ، وقام بالأمر بعده أخوه يوسف، ولم يبق من أولاد أبي سعيد الجنابي غيره [3] ، وعقد له القرامطة من بعد يوسف لستّة نفرٍ شركة بينهم [4] .
وجاءت كتب الحجّاج بأنّ بني هلال اعترضوهم، فقتلوا خلقًا كثيرًا، وبطل الحجّ، ولم يَسْلَم إلا من مضى مع الشريف أبي أحمد الْمُوسَوِي والد المُرْتَضَى، مضوا على طريق المدينة وحجّوا [5] ، ولم يكادوا [6] .
__________
[1] قارن بالمنتظم لابن الجوزي 7/ 57، والكامل لابن الأثير 8/ 126.
[2] هجر: بفتح أوّله وثانيه. مدينة هي قاعدة البحرين. (معجم البلدان 5/ 393) .
[3] انظر: تكملة تاريخ الطبري 1/ 210.
[4] المنتظم 7/ 57، النجوم 4/ 63.
[5] في الأصل «حجرا» .
[6] وفي المنتظم: «ولم يَسْلَم إلا من مضى مع الشريف أبي أحمد الموسوي على طريق المدينة وتم حجّهم» . (7/ 57) وانظر الخبر في (العير 2/ 324) . وشفاء الغرام 2/ 352.(26/245)
وتمّ فيها الصلح بين ركن الدولة ابن بُوَيْه، وبين صاحب خُراسان ابن نوح السّاماني، على أن يحمل إليه ركن الدولة مائة وخمسين ألف دينار، ويزوّج ابن نوح ببنت عضد الدولة [1]
__________
[1] انظر: تكملة تاريخ الطبري 1/ 210، تجارب الأمم 2/ 311، البداية والنهاية 11/ 272.(26/246)
[حوادث] سنة اثنتين وستين وثلاثمائة
فيها حشدت الروم، لعنها الله، وأقبلوا في عدد وعُدَّةٍ، فأخذوا نصيبيّن واستباحوا، وقتلوا، وأسروا.
وقدم بغداد من نجا منهم، فاستنفروا الناس في الجوامع وكسروا المنابر، ومنعوا الخطبة، وحاولوا الهجوم على الخليفة المطيع، واقتلعوا بعض شبابيك دار الخلافة حتى غُلّقتْ أبوابها، ورماهم الغلمان بالنَّشّاب من الرّواشِن، وخاطبوا الخليفة بالتعنيف وبأنّه عاجز عمّا أوجبه الله عليه من حماية حَوْزَة الإسلام، وأفحشوا القول.
ووافق ذلك غيبة الملك عزّ الدولة في الكوفة للزيارة، فخرج إليه أهل العقل والدين من بغداد، وفيهم الإمام أبو بكر الرازي الفقيه [1] ، وأبو الحسن علي بن عيسى النحوي [2] ، وأبو القاسم الداركي [3] ، وابن الدقّاق [4] الفقيه، وشكوا إليه ما دَهَمَ الإسلام من هذه الحادثة العظمى، فوعدهم بالغزو، ونادى
__________
[1] هو: أحمد بن علي تلميذ أبي الحسن الكرخي، كانت إليه رئاسة الحنفية. توفّي سنة 370 وستأتي ترجمته في وفيات الطبقة 37 للسنة المذكورة.
[2] هو: الربعي المتوفى سنة 420 هـ. (معجم الأدباء 5/ 283) .
[3] هو: عَبْد العزيز بْن عَبْد الله بْن محمد الفقيه الإمام- توفي سنة 375 هـ. ستأتي ترجمته في وفيات الطبقة 38 من هذا التاريخ.
[4] هو: محمد بن محمد بن جعفر من كبار فقهاء الشافعية. (تاريخ بغداد 3/ 229) .(26/247)
بالنّفير في الناس، فخرج من العَوامّ خلقٌ عدد الرمل، ثم جهّز جيشًا، وغزوا فهزموا الروم، وقتلوا منهم مقتلة كبيرة، وأسروا أميرهم وجماعة من بطارقته، وأنفذت رءوس القتلى إلى بغداد، وفرح المسلمون بنصر الله [1] .
وصادروا بختيار بن بُوَيْه [وزير] المطيع فقال: أنا ليس لي غير الخطبة، فإن أحببتم اعتزلتُ، فشدُّوا عليه حتى باع قماشه، وحمل أربعمائة ألف درهم، فأنفقها ابن بُوَيْه في أغراضه، وأهمل الغزو، وشاع في الألسنة أنّ الخليفة صُودِر، كما شاع قبله أن القاهر كدي يوم جمعة، فانظر إلى تقلّبات الدهر [2] .
وفي شهر رمضان قُتل رجل من أعوان الوالي في بغداد، فبعث الرئيس أبو الفضل الشيرازي- وكان قد أقامه عزّ الدولة على الوزارة- من طرح النّاس من النحّاسين [3] إلى السمّاكين، فاحترق حريق عظيم لم يشهد مثله، وأحرقت أموال عظيمة وجماعة كثيرة من النساء، والرجال، والصبيان، والأطفال في الدّور وفي الحمّامات، فأحصى ما أحرق (من بغداد) [4] فكان سبعة عشر [ألفا] [5] وثلاثمائة دكّان، وثلاثمائة وعشرين دارًا، أجرة ذلك في الشهر ثلاثة وأربعون ألفًا، ودخل في الجملة ثلاثون [6] مسجدًا.
فقال رجل [7] لأبي الفضل الشيرازي: أيُها الوزير أرينا قدرتك، ونحن
__________
[1] راجع هذه الواقعة في تكملة تاريخ الطبري 1/ 210 و 211، تجارب الأمم 2/ 303 و 304، المنتظم 7/ 60، الكامل لابن الأثير 8/ 618 (حوادث سنة 361) ، البداية والنهاية 11/ 271 و 273 (حوادث سنتي 361 و 362 هـ.) ، النجوم 4/ 65، دول الإسلام 1/ 223.
[2] راجع في ذلك. تجارب الأمم 2/ 307، الكامل لابن الأثير 8/ 619 و 620، البداية والنهاية 11/ 272، تاريخ الخلفاء 402.
[3] هكذا في الأصل، وفي المنتظم «النخّاسين» .
[4] ما بين القوسين عن الهامش.
[5] ما بين الحاصرتين إضافة من المنتظم 7/ 60 ويوضح ابن كثير أنهم «سبعة عشر ألف إنسان» 11/ 273 وابن الأثير 8/ 628 وفي العبر 2/ 325 و 326 «ثلاثمائة وسبعة عشر دكانا» .
[6] وفي تكملة تاريخ الطبري 1/ 212 والمنتظم 7/ 60 والكامل 8/ 628. (ثلاثة وثلاثون) .
[7] هو: أبو أحمد الموسوي. (تكملة الطبري 1/ 212) .(26/248)
نأمل من الله أن يرينا قدرته فيك، فلم يُجِبْه، وكَثُرَ الدَّعاء عليه [1] . ثم أنّ عزّ الدولة قبض عليه وسلّمه إلى الشريف أبي الحسن محمد بن عمر العلوي، فأنفذه إلى الكوفة، وسُقي ذراريح [2] ، فتقرّحت مثانته، فهلك في ذي الحجّة من هذه السنة، لا رحمه الله [3] .
وفي يوم الجمعة ثامن رمضان دخل المعزّ أبو تميم مَعدّ بن إسماعيل العُبَيدي مصر ومعه توابيت آبائه، وكان قد مهدّ له مُلْكَ الدّيار المصرية مولاه جَوْهَر، وبنى له القاهرة، وأقام بها دارًا للإمرة، ويُعرف بالقصرين [4] .
وفيها أقبل الدُّمُسْتُق في جيوشه إلى ناحية مَيّافارقين، فالتقاه ولد ناصر الدولة حمدان وهزم الروم، وللَّه الحمد، وأسر الدُّمُسْتُق الخبيث، وبقي في السجن حتى هلك [5] .
وفيها وزر ببغداد أبو طاهر بن بقيّة، ولُقّب بالنّاصح، وكان سمحا كريمًا، له راتب كل يوم من الملح ألف رطل، وراتبه من الشمع ألف مَنّ.
وكان عزّ الدولة قد استوزر ذاك المُدْبِر أبا الفضل الشيرازي، واسمه العبّاس بن الحسن [6] صهر الوزير المهلّبي، ثم عزله بعد عامين من وزارته
__________
[1] تكرّر بعد ذلك: «فلم يجبه وأكثر الدعاء عليه» .
[2] يقال: ذرح الطعام، وذرحه تذريحا: جعل فيه الذرائح، وهو سمّ. (القاموس المحيط) .
[3] انظر: تكملة تاريخ الطبري 1/ 212، المنتظم 7/ 60، العبر 2/ 326، تاريخ الخلفاء 402.
[4] قارن بالمنتظم 7/ 60 و 61 ودول الإسلام 2/ 223 والعبر 2/ 326 والنجوم الزاهرة 4/ 66، والبيان المغرب 1/ 228، والدرّة المضية 145، وتاريخ الأنطاكي، واتعاظ الحنفا 1/ 133 وما بعدها، وعيون الأخبار- السبع السادس 184 وما بعدها.
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 211، تجارب الأمم 2/ 312.
[6] في المنتظم 7/ 61 «الحسين» : وكذلك في الكامل لابن الأثير 8/ 128.(26/249)
بأبي الفرج محمد بن العبّاس فسانجس، ثم عزل أبا الفرج بعد سنة، وأعاد الشيرازي إلى الوزارة، فصادر الناس وأحرق الكّرخ، وكان أبو طاهر من صغار الكُتّاب، يكتب على المطبخ لعزّ الدولة، فآل أمره إلى الوزارة، فقال الناس: من الغضاوة إلى الوزارة. وكان كريمًا جوادًا، فغطّى كرمُهُ عيوبه، فوزر لعزّ الدولة أربعة أعوام، ثم قتله عضد الدولة وصلبه [1] .
__________
[1] قارن بالمنتظم 7/ 61 والنجوم الزاهرة 4/ 66.(26/250)
[حوادث] سنة ثلاث وستين وثلاثمائة
فيها تقلّد قضاء القضاة أبو الحسن محمد بن أمّ شيبان الهاشمي، وعُزل ابن معروف بحكومة ابتغى فيها وجَه الله، وسأل مع ذلك الإعفاء من القضاء، فخُوطِب أبو الحسن، فامتنع، فأُلزٍم، فأجاب وشرط لنفسه شروطًا، منها أنّه لا يرتزق على القضاء ولا يخلع عليه ولا يُسام [1] ما لا يوجبه، ولا يشفع إليه في إنفاق حق أو فِعْل ما لا يقتضيه شرع.
وقرّر لكاتبه في كل شهر ثلاثمائة درهم، ولحاجبه مائة وخمسون درهمًا، وللفارض على بابه مائة درهم، ولخازن ديوان [2] الحكم، والأعوان ستمائة درهم، وللفارض [3] .
وركب إلى المطيع للَّه حتى سلّم إليه عهده، فركب من الغد إلى الجامع، فقرئ عهده، [و] تولّى إنشاءه أبو منصور أحمد بن عبيد [4] الله الشيرازي صاحب ديوان الرسائل [5] وهو:
__________
[1] كذا في الأصل، وفي المنتظم 7/ 64 «يأمر» .
[2] في المنتظم 7/ 64 «دار» .
[3] «وللفارض» ليست في المنتظم.
[4] وفي المنتظم 7/ 64 «عبد» .
[5] قارن بتكملة تاريخ الطبري 1/ 213، والمنتظم 7/ 64.(26/251)
«هذا ما عهده عبد الله الفضل المطيع للَّه أمير المؤمنين إلى محمد بن صالح الهاشمي حين دعاه إلى ما يتولاه من القضاء بين أهل مدينة السلام مدينة المنصور، والمدينة الشرقية من الجانب الشرقي، والجانب الغربي، والكوفة، وسقي [1] الفرات، وواسط، وكرخي [2] ، وطريق [3] الفرات، ودجلة، وطريق [3] خراسان، وحلوان، وقرميسين، وديار مُضَر، وديار ربيعة، وديار بكر، والموصل، والحرمين، واليمن، ودمشق، وحمص، وجند قِنَّسرين، والعواصم، ومصر، والإسكندرية، وجُنْدي فلسطين، والأردن، وأعمال ذلك كلها، وما يجري من ذلك من الإشراف على من يختاره لنقابة من العباسيين بالكوفة، وسقْي [4] الفرات، وأعمال ذلك، وما قلّده إيّاه من قضاء القضاة، وتصفّح [5] حوال الحكام، والاستشراف على ما يجري عليه أمر الأحكام في سائر النواحي، والأمصار التي تشتمل عليها المملكة، وتنتهي إليها الدعوة، وإقرار من يحمد هَدْيَه وطريقته، والاستبدال بمن يذمّ سَمْته وسجيّته نظرًا [منه للكافة] [6] ، واحتياطًا للخاصة والعامة، وحُنُوًّا على الملّة والذمّة عن علم بأنّه المقدّم في بيته وشرفه، المبرّز في عفافه [وظلفه] [7] ، المُزكّي في دينه وأمانته، الموصوف في ورعه ونزاهته، المشار إليه بالعلم والحِجى، المجتمع عليه في الحلم والنُّهَى، والبعيد من الأدناس، اللّبَاس من التُّقَى [8] أجمل لباس، النقيّ الجيب، المخبور [9] بصفاء الغيب، العالم بمصالح الدنيا، العارف بما يفيد سلامة العُقْبَى، آمره بتقوى الله فإنها الْجُنّة الواقية، وليجعل كتاب الله في كل ما يعمل فيه رويته، ويترتّب عليه حكمه وقضيّته، إمَامَه
__________
[1] وفي المنتظم 7/ 64 «شقي» .
[2] في المنتظم «كوخى» .
[3] في المنتظم «طريقي» .
[4] في المنتظم 7/ 65 «شقي» .
[5] في المنتظم «تصليح» .
[6] ما بين الحاصرتين إضافة من المنتظم وفي الأصل «لحده بمكانه» .
[7] إضافة من المنتظم.
[8] في المنتظم «اللابس من النقاء» .
[9] في المنتظم «المحبور» وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي 403 «المحبوّ» .(26/252)
الذي يفزع إليه، وعماده الذي يعتمد عليه، وأنْ يتّخذ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منارًا يقصده، ومثالًا يتبعه، وأن يُراعي الإجماع، وأن يقتدي بالأئمة الراشدين، وأن يُعْمِل اجتهاده فيما لا يوجد فيه كتاب ولا سنة ولا إجماع، وأن يُحْضِر مجلسًه من يستظهر بعلمه ورأيه، وأن يسوّي بين الخصمين إذا تقدّما إليه في لَحْظهِ وَلَفْظِهِ، ويُوَفّي كُلا منهما [1] من إنصافه وعدله، حتى يأمن الضعيف من حَيْفه، وييأس القوسُ من ميله، وآمره أن يشرف على أعوانه وأصحابه، ومن يعتمد عليه من أمنائه وأسبابه، إشرافًا يمنع من التخطّي إلى السيرة المحظورة، وتدفع عن الإسفاف [2] إلى المكاسب المحجورة [3] » .
وذكر من هذا الجنس كلامًا طويلًا [4] .
وفيها قُلَّد أبو محمد عبد الواحد بن الفضل بن عبد الملك الهاشمي نقابة العباسيين، وعُزل أبو تمّام الزينبي [5] .
وفيها ظهر ما كان المطيع للَّه يستره من مرضه وتعذُّر الحركة عليه وثِقَل لسانه بالفالج، فدعاه حاجب عزّ الدولة سبكتكين إلى خلع نفسه وتسليم الأمر إلى ولده الطائع للَّه، ففعل ذلك، وعقد له الأمر في يوم الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة، فكانت مدّة خلافة المطيع تسعًا وعشرين سنة وأربعة أشهر وأربعة وعشرين يومًا [6] . وأثبت خلْعه [7] على القاضي أبي الحسن بن أمّ شيبان بشهادة
__________
[1] في الأصل: «كلامهما» والتصويب من (المنتظم 7/ 65 وتاريخ الخلفاء 404) .
[2] في الأصل «الإشفاق» والتصويب من (المنتظم وتاريخ الخلفاء) .
[3] في المنتظم: «المحظورة» .
[4] قارن النص مع المنتظم 7/ 64 و 65 وتاريخ الخلفاء 403 و 404.
[5] انظر: تكملة تاريخ الطبري 1/ 213، المنتظم 7/ 65 و 66.
[6] انظر: الفخري 289، الإنباء في تاريخ الخلفاء 178، تكملة تاريخ الطبري 1/ 215، مختصر تاريخ الدول لابن العبري 170، العبر 2/ 329، المنتظم 7/ 66، النجوم الزاهرة 4/ 105، تاريخ الخلفاء للسيوطي 404، مختصر التاريخ لابن الكازروني 189، ونهاية الأرب 23/ 201.
[7] في الأصل «وآمت حلفه» والتصحيح من تاريخ الخلفاء 404.(26/253)
أحمد بن حامد بن محمد [1] ، وعمر بن محمد، وطلحة بن محمد بن جعفر الشاهد.
وقال أبو منصور بن عبد العزيز العُكْبري: كان المطيع للَّه بعد أن خُلع يسمّى الشيخ الفاضل [2] .
قلت: وكان هو وابنه مستَضعَفين مع بني بُوَيْه، ولم يزل أمر الخلفاء في ضَعْفٍ إلى أن استخلف المقتفي للَّه فانصلح أمر الخلافة قليلًا.
وكان دسْت الخلافة لبني عُبيد الرافضة بمصر أمتن، وكلمتهم أنفذ، ومملكتهم تناطح مملكة العبّاسيين في وقتهم، والحمد للَّه على انقطاع دعوتهم.
وفيها بلغ ركب العراق سَمِيراء [3] فرأوا هلال ذي الحجّة، وعرفوا أن لا ماء في الطريق بين فَيْد [4] إلى مكة إلّا ما لا يكفيهم، فعدلوا مساكين إلى بطن نخل يطلبون مدينة الرسول صَلَّى الله عليه وسلّم، فدخلوها يوم الجمعة سادس ذي الحجّة مجهودين، فعرّفوا [5] فِي مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان أميرهم أبو منصور محمد ابن عمر بن يحيى العلوي، وقدم الركب الكوفة في أول المحرّم سنة أربعٍ [6] ، فأقاموا بالكوفة أيامًا لفساد الطريق، ثم جمعوا لمن خفرهم [7] .
وأمّا مكة والمدينة فأقيمت الخطبة والدعوة بالبلدين لأبي تميم المُعٍزّ العُبَيْدي، وقُطِعت خطبة الطائع للَّه في هذا العام من الحجاز ومصر والشام
__________
[1] في الأصل «محمد بن عمر» والتصويب من المنتظم والنجوم.
[2] المنتظم 7/ 66، تاريخ الخلفاء 404.
[3] سميراء: بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بالمدّ، وقيل بالضمّ. منزل بطريق مكة. (معجم البلدان 3/ 255) .
[4] فيد: بالفتح ثم السكون، ودال مهملة. منزل بطريق مكة. (معجم البلدان 4/ 282) .
[5] عرّفوا: أي وقفوا وقوف عرفة.
[6] قارن بالكامل لابن الأثير 8/ 661 ودول الإسلام 2/ 234.
[7] انظر الخبر في (المنتظم 7/ 74) ، وشفاء الغرام 2/ 352.(26/254)
والمغرب، وكان الرفض ظاهرًا قائمًا في هذه الأيام، وفي العراق، والسنة خاملة مغمورة لكنها ظاهرة بخراسان وأصبهان، فالأمر للَّه.
وفيها كان الحرب شديدًا بينهم وبين الأعراب القرامطة الذين ملكوا الشام، وحاصروا المعزّ بمصر مدّة، ثم ترحّلوا شبه منهزمين حتى دخلوا إلى بلاد الحَسَا [1] والقطيف [2] .
وقدم إلى الشام نائب المعزّ، والله أعلم.
__________
[1] الحسا: الأحساء: بالفتح والمدّ، جمع حسي، بكسر الحاء وسكون السين. مدينة بالبحرين معروفة ومشهورة. (معجم البلدان 1/ 112) .
[2] انظر: تاريخ أخبار القرامطة (حوادث سنة 363 هـ.) - ص 59 وما بعدها، والكامل لابن الأثير 8/ 639.(26/255)
[حوادث] سنة أربع وستين وثلاثمائة
في المحرّم أوقع العيّارون [1] حريقا بالخشّابين مبدؤه من باب الشعير، فاحترق أكثر هذا السوق، وهلك شيء كثير، واستفحل أمر العيّارين ببغداد حتى ركبوا الخيل وتلقّبوا بالقوّاد، وغلبوا على الأمور وأخذوا الخفارة من الأسواق والدروب، وكان فيهم أسود الزند [2] كان يأوي قنطرة الزَّبَد [3] وشحذ [4] وهو عريان، فلما كثُر الفساد [رأى] [5] هذا الأسود من هو أضعف منه قد أخذ السيف، فطلب الأسود سيفًا ونهب وأغار، وحفّ به طائفة وتقوّى، وأخذ الأموال، واشترى جارية بألف دينار، ثم راودها فتمنّعت، فقال: ما تكرهين منّي قالت: أكرهك كلّك، قال: ما تحبّين؟ قالت: تبيعني. قال: أو خيرًا من ذلك. فحملها إلى القاضي وأعتقها، ووهبها ألف دينار، فتعجّب الناس من
__________
[1] انظر عن بدء أمرهم ببغداد في (مروج الذهب للمسعوديّ 2/ 239- 241) .
[2] كذا في الأصل، وفي الإمتاع والمؤانسة لأبي حيّان التوحيدي 3/ 160 وتكملة تاريخ الطبري 1/ 217، والمنتظم لابن الجوزي 7/ 57 «أسود الزيد» .
[3] في الأصل «الزند» وهو تصحيف، والتصحيح من (تاريخ بغداد 1/ 112) ويقال لها «قنطرة رحا البطريق» .
[4] في المنتظم 7/ 75 «ويستعظم من حضر» .
[5] ما بين الحاصرتين إضافة من تكملة تاريخ الطبري 1/ 217 والمنتظم 7/ 75 والنجوم 4/ 108.(26/257)
سماحته، ثم خرج إلى الشام فهلك هناك [1] .
وقُطعت خطبة الطائع للَّه وغيرها من يوم العشرين من جمادى الأولى، إلى أن أعيدت في عاشر رجب، فلم يُخطب في هذه الجمع في البلاد، وذلك لأجل تشغّب [2] وقع بينه وبين عَضُد الدولة.
[وكان عضد الدولة] [3] قد قدم العراق فأعجبه مُلُكُها، فعمل عليها، واستمال الجند، فتشغّبوا على عزّ الدولة، فأغلق بابه، وكتب عضد الدولة عن الطائع باستقرار الأمر لعضد الدولة على محمد بن بقية وزير عزّ الدولة، ثم اضطربت الأمور على عَضُد الدولة، ولم يبق بيده غير بغداد، فنفّذ إلى والده ركن الدولة يُعْلِمُهُ أنّه قد خاطر بنفسه وجُنْده، وقد هذّب مملكة العراق واستعاد الطائع إلى داره، وأن عزّ الدولة عاصٍ لا يقيم دولة، فلمّا بلغه غَضِب وقال للرسول: قل له: خرجت في نُصْرة ابن أخي أو في الطمع في مملكته؟ فأفرج عضد الدولة عن عزّ الدولة بختيار، ثم خرج إلى فارس [4] .
وفيها عُدمت الأقوات حتى أُبيع كرّ الدّقيق بمائة وسبعين [5] دينارها، والتمر ثلاثة أرطال بدرهم.
ولم يخرج وفد من بغداد بل خرجت طائفة من الخُراسانية [6] مخاطرة، فلحقتهم شدّة.
__________
[1] راجع هذه الحكاية في تكملة تاريخ الطبري 1/ 217 والمنتظم 7/ 75 والإمتاع والمؤانسة 3/ 260 والنجوم 4/ 107 و 108.
[2] هكذا في الأصل، وفي المنتظم «تشعث» وفي العبر 2/ 332 (شغب) .
[3] ما بين الحاصرتين إضافة من المنتظم 7/ 57.
[4] قارن بالمنتظم 7/ 75 و 76 والعبر 2/ 332 ودول الإسلام 2/ 225.
[5] في تكملة تاريخ الطبري 1/ 221 «بمائة وخمسة وسبعين دينارا» وفي المنتظم 7/ 76 «بمائة ونيّف وسبعين دينارا» .
[6] في الأصل «الخراسيين» والتصويب من المنتظم.(26/258)
وفي سلخ ذي القعدة عُزل قاضي القضاة أبو الحسن محمد بن أمّ شيبان، ووُلّي أبو محمد بن معروف [1] .
وفي هذه السنين وبعدها كان الرفض يغلي ويفور بمصر والشام، والمغرب، والمشرق لا سيما العُبَيْدية الباطنية، قاتلهم الله.
قال مشرف بن مرجّا القُدسي، أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن الحسن قال: حدّثني الشيخ الصالح أبو القاسم الواسطي قال: كنت مجاورا ببيت المقدس، فأمروا في أول رمضان بقطع التراويح، فصِحْتُ أنا وعبد الله الخادم: وا إسلامَاه ووا محمّداه، فأخذني الأعوان وحُبِست، ثم جاء الكتاب من مصر بقطع لساني فقُطِع، فبعد أسبوع رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفَلَ في فمي، فانتبهت بَبرْد ريق رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ زال عنّي الألم، فتوضّأت وصلّيت وعمدت إلى المئذنة فأذّنت «الصلاة خير من النوم» ، فأخذوني وحُبِست وقُيّدُت، وكتبوا فيّ إلى مصر، فورد الكتاب بقطع لساني، وبضربي خمسمائة سَوْطٍ، وبصَلْبي، ففُعل بي، فرأيت لساني على البلاط مثل الرّيّة، وكان البرد والجليد، وصلّيت واشتدّ عليّ الجليد، فبعد ثلاثة أيام عهدي بالحدّائين يقولون: نعرّف الوالي أنّ هذا قد مات، فأتوه، وكان الوالي جيش بن الصمصامة [2] فقال: أَنْزِلوه، فألقوني على باب داود، فقوم يترحّمون عليّ وآخرون يلعنوني، فلما كان بعد العشاء جاءني أربعة فحملوني على نعش ومضوا بي ليغسّلوني في دار، فوجدوني حيًّا، فكانوا يصلحون لي جريرة بلَوْز وسُكّر أسبوعًا.
ثم رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام ومعه أصحابه العشرة فقال: يا أبا بكر ترى ما قد جرى على صاحبك قال: يا رسول الله فما أصنع به؟ قال: اتْفُلْ في فيه، فتفل في فيّ، ومسح النبي صلى الله عليه وسلم صدري، فزال عنّي الألم، وانتبهت
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 221، المنتظم 7/ 76.
[2] في الأصل: «حبيش بن ضمضام» والتصحيح من: الكامل لابن الأثير 8/ 642 وأمراء دمشق- ص 25 رقم 84.(26/259)
ببرد ريق أبي بكر، فناديت، فقام إليّ رجل، فأخبرته، وأسخن لي ماء، فتوضّأت به، وجاءني بثياب ونفقة وقال: هذا فتوح، فقمت فقال: أين تمرّ الله الله، فجئت المئذنة وأذّنْت الصُّبح: «الصلاة خير من النوم» ، ثم قلت قصيدة في الصحابة، فأخذت إلى الوالي فقال: يا هذا اذهب ولا تُقِم ببلدي، فإنّي أخاف من أصحاب الأخبار وأدخل فيك جهنّم، فخرجت وأتيت عُمان، فاكتريت مع عرب الكوفة، فأتيت واسط، فوجدت [أمّي] [1] تبكي عليّ، وأنا كل سنة أحجّ وأسأل عن القدس لعلّ تزول دولتهم، فرأيته طلق اللسان ألثغ.
وفي المحرّم ولي إمرة دمشق بدر الشمولي الكافوري [2] ، ولي نحوًا من شهرين من قِبَل أبي محمود الكتامي نائب الشام للمعزّ، ثم عُزل بأبي الثُّريّا الكردي [3] ، ثم ولي دمشق ريّان [4] الخادم المعزّي، ثم [عُزل] [5] أيضًا بعد أيام بسبكتكين التركي [6] .
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] أمراء دمشق ص 17 رقم 60.
[3] أمراء دمشق- ص 23 رقم 78.
[4] أمراء دمشق- ص 34 رقم 111.
[5] إضافة على الأصل.
[6] أمراء دمشق 37 رقم 119.(26/260)
[حوادث] سنة خمس وستين وثلاثمائة
فيها كتب ركن الدولة أبو علي بن بُويْه إلى ولده عَضُد الدولة أبي شجاع أنّه قد سنّ وأنّه يؤثر مشاهدته، فاجتمعا، فقسم ركن الدولة الممالك بين أولاده فجعل لعضد الدولة فارس وكرمان [وأَرّجان] [1] ولمُؤيّد الدولة الرّيّ وأصبهان، ولفخر الدولة همذان والدّيَنَور، وجعل ولده أبا العبّاس في كنف [2] عضُد الدولة [3] .
وفي رجب عُمل مجلس الحكم في دار السلطان عزّ الدولة، وجلس ابن معروف، لأنّ عزّ الدولة التمس ذلك ليشاهد مجلس حكمه كيف هو [4] .
وفيها وفي التي تليها كانت الحرب [5] تَسْتَعِر بين هفتكين وبين جوهر المعزّي بأعمال دمشق، وعدّة الوقائع بينهما اثنتا عشرة وقعة، منها وقعة الشاغور [6] التي كاد يتلف فيها جوهر، ثم كان بينهما عدّة وقعات بعد ذلك [7] .
__________
[1] زيادة من (المنتظم 7/ 80) .
[2] في الأصل «كشف» .
[3] المنتظم 7/ 80.
[4] المنتظم، تاريخ الخلفاء 406.
[5] في الأصل «الحرق» .
[6] الشاغور: بالغين المعجمة، محلّة بالباب الصغير من دمشق مشهورة وهي في ظاهر المدينة.
(معجم البلدان 3/ 310) .
[7] راجع في ذلك: ذيل تاريخ دمشق 16 و 17.(26/261)
[حوادث] سنة ست وستين وثلاثمائة
في جمادى الأولى [1] زفّت بنت عزّ الدولة إلى الطائع للَّه.
وفيها جاء أبو بكر محمد بن علي بن شَاهَوَيْه صاحب القرامطة، ومعه ألف رجل منهم إلى الكوفة، وأقام الدعوة بها لعَضُد الدولة، وأسقط خطبة عزّ الدولة، وكان ورد عنها معونة من القرامطة لعَضُد الدولة.
وفيها كانت وقعة بين عزّ الدولة، وعضد الدولة، أسر فيها غلام تركي لعزّ الدولة، فجنّ عليه واشتدّ حُزْنُه، وتسلّى عن كل شيء إلّا عنه، وامتنع [عن] [2] الأكل، وأخذ في البكاء، واحتجب عن الناس، وحرّم على نفسه الجلوس في الدّسّت، وكتب إلى عَضُد الدولة يسأله رد الغلام إليه، ويتذلّل، فصار ضحكة بين الناس، وعوتب فما ارْعَوَى، وبذل في فداء الغلام جاريتين عوديّتين [3] ، كان قد بذل في الواحدة [مائة ألف درهم] [4] ، فأبي أن يبيعها، وقال
__________
[1] ورد هذا الخبر عند الهمذاني في تكملة تاريخ الطبري 1/ 228 في حوادث سنة 365.
[2] إضافة على الأصل.
[3] في تكملة تاريخ الطبري 1/ 234 «عوّادتين» وكذلك في المنتظم 7/ 83.
[4] ما بين الحاصرتين إضافة من تكملة الطبري.(26/263)
للرسول: إنْ توقّف عليك في ردّه فزد ما رأيت، وقد رضيت أن آخذه وأذهب إلى أقصى الأرض، فردّه عَضُدُ الدولة عليه [1] .
وحجّ بالناس من العراق أبو عبد الله أحمد بن أبي الحسين العلوي [2] .
وحجّت جميلة بنت ناصر الدولة ابن حمدان ومعها أَخَواها [3] إبراهيم وهبة الله، فضُرِب بحجّتها المثل، فإنّها استصحبت أربعمائة جمل، وكان معها عدّة محامل لم يُعْلَم في أيّها كانت، وكست المجاورين، ونثرت على الكعبة لما رأتها عشرة آلاف [4] دينار [5] ، وسقت جميع أهل الموسم السّويق بالسُّكّر والثلج [6] . كذا قال أبو منصور الثعالبي، فمن أين لها ثلج؟ وقُتل أخوها [هبة الله] [7] في الطريق، وأعتقت ثلاثمائة عبد ومائتي جارية، وأغنت المجاورين بالأموال.
قال أبو منصور الثعالبي: خلعت على طبقات خمسين ألف ثوب، وكان معها أربعمائة عمادية لا يُدْرَى في أيّها كانت، ثم ضرب الدهر ضرباته، واستولى عَضُدُ الدولة على أموالها وحصونها وممالك أهل بيتها، وأفضت بها الحال إلى كلّ قلّة وذِلّة، وتكشّفت عن فقر مُدْقِع.
وقد كان عَضُد الدولة خطبها، فامتنعت ترفّعا عليه، فحقد عليها، وما
__________
[1] انظر هذا الخبر في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 233 و 234، تجارب الأمم 6/ 372، المنتظم 7/ 83 و 84، الكامل في التاريخ 8/ 673، العبر 2/ 340، دول الإسلام 2/ 226، تاريخ الخلفاء 406 و 407.
[2] المنتظم 7/ 84.
[3] في الأصل «أخوها» .
[4] في الأصل «ألف» .
[5] المنتظم 7/ 84، العبر 2/ 340، دول الإسلام 2/ 226 و 227.
[6] الخبر في: المنتظم 7/ 84، والعبر 2/ 340، ودول الإسلام 1/ 226، 227، والبداية والنهاية 11/ 287، وشفاء الغرام 2/ 353، والنجوم الزاهرة 4/ 126، 127، وشذرات الذهب 3/ 55.
[7] في الأصل «الواحد» وما بين الحاصرتين عن (مرآة الزمان والنجوم الزاهرة 4/ 126) .(26/264)
زال يعتسف بها حتى عرّاها وهتكها، ثم ألزمها أنْ تختلف إلى دار القُحّاب فتتكسّب ما تؤدّيه في المصادرة، فلما ضاق بها الأمر غرّقت نفسها في دجلة [1] .
__________
[1] انظر: (مرآة الزمان، النجوم الزاهرة) .(26/265)
[حوادث] سنة سبع وستين وثلاثمائة
فيها جاء الخبر بهلاك أبي يعقوب يوسف بن الجنابي القُرْمُطيّ صاحب هجر، فأُغلِقَت أسواق الكوفة ثلاثة أيام [1] ، وكان موازرًا لعَضُد الدولة.
وفيها عبر عزّ الدولة إلى الجانب الغربي على جسر عمله ودخل إلى قطربُّل [2] وتفرّق عنه الديلم، ودخل أوائل أصحاب عَضُد الدولة بغداد، وخرج يتلقّاه، وضُربت له القباب المزيَّنة، ودخل البلد. ثم إنّه خرج لقتال عزّ الدولة، فالتقوا، فأخِذ عزّ الدولة أسيرًا، وقتله بعد ذلك [3] .
وخلع الطائع على عَضُد الدولة خلع السلطنة وتوّجه بتاج مجوهر، وطوّقه، وسَوّره، وقلّده سيفًا، وعقد له لواءين بيده، أحدهما مُفضّض على رسم الأمراء، والآخر مُذَهّب على رسم وُلاةِ العهود، ولم يعقد هذا اللواء الثاني لغيرة قبله، ولقّبه تاج المِلّة، وكُتب له عهد بحضرته وقرئ بحضرته، ولم تجر العادة بذلك، إنّما كان يدفع العهد إلى الوُلاة بحضرة أمير المؤمنين، فإذا أخذه قال أمير المؤمنين: هذا عهدي إليك فاعْمل به، وبعث إليه الطائع
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 236، المنتظم 7/ 86، النجوم 4/ 129.
[2] قطربُّل: بالضمّ ثم السكون ثم فتح الراء، وباء موحّدة مشدّدة مضمومة، ولام، وقد روي بفتح أوّله وطائه، وأما الباء فمشدّدة مضمومة في الروايتين، وهي كلمة أعجمية: اسم قرية بين بغداد وعكبرا. (معجم البلدان 4/ 371) .
[3] العبر 2/ 343.(26/267)
هدايا كثيرة، فبعث هو إلى الطائع تقادُمَ من جملتها خمسون ألف دينار وألف ألف درهم، وبغال، ومِسْك، وعنبر [1] .
وفيها زادت [2] دجلة ببغداد حتى بلغت إحدى وعشرين ذراعًا، وكادت بغداد تغرق، وغرقت أماكن.
وفي ذي القعدة زُلْزلَت سِيراف، وسقطت الشُّرّف، وهلك أكثر من مائتي إنسان تحتها [3] .
وفيها تمّت عدّة مصافّات بين هفتكين وبين العُبَيْديين، قُتل فيها خلق كثير، وطار صيت هفتكين بالشجاعة والإقدام، ولم يكن معه عسكر كثير.
ثم سار إليه الحسن بن أحمد القُرْمُطي وعاضَدَه، وتحالفا، وأعانهما أحداث دمشق، وقصدوا جوهرا، فتقهقر إلى الرملة وتحصّن بها، ثم تحوّل إلى عسقلان وحاصروه حتى آكل عسكرُهُ الْجِيَفَ، ثم خرج بهم جوهر بذمامٍ أعطاه هفتكين، ومضوا إلى مصر، فتأهّب العزيز وسار بجيوشه، فالتقاه هفتكين بالرملة، فقال العزيز لجوهر: أرني هفتكين، فأراه إيّاه وهو يجول بين الصّفّين على فرس أدهم وعليه كذاغند [4] أصفر، يطعن بالرمح تارة ويضرب باللّتّ، فبعث العزيز إليه رسولًا يقول: يا هفتكين أنا العزيز وقد أزعجتني من سرير ملكي وأخرجتني لمباشرة الحرب بنفسي، وأنا طالب الصلح معك،
__________
[1] عن المنتظم 7/ 86 و 87 وتاريخ الخلفاء 407.
[2] تكرّرت مرّتين في الأصل.
[3] الخبران في المنتظم 7/ 87.
[4] في الأصل «قراغيد» والتصحيح من (ذيل تاريخ دمشق 18) . وهو ما يلبسه الفارس على جسمه يتّقي به الطعن.(26/268)
ولك يد الله على أن أصطفيك، وأقدّمك على عسكري، وأهب لك الشام بأسره، فنزل وقبّل الأرض. ثم اعتدل وقال: أما الآن فما يمكنني إلّا الحرب، ولو تقدّم هذا لأمكن، ثم حمل على الميسرة فهزمها، فحمل العزيز بنفسه، فحملت معه ميمنته، فانهزم هفتكين، والحسن القُرْمُطي، وقُتل من عسكرهما نحو عشرين ألف، ثم بذل العزيز لمن أتاه بهفتكين مائة ألف دينار.
وكان هفتكين تحت مفرّج بن دغفل بن جَرّاح، وكان مليحًا في العرب، فانهزم نحو الساحل ومعه ثلاثة، وبه جراح، وقد عطش، فصادفه مفرّج في الخيل فأكرمه، وسقاه، وحمله إلى أهله، ثم غدر به وسلّمه إلى العزيز لأجل المال، فبالغ العزيز في إكرامه، وإجلاله، وأعاده إلى رتبة الإمرة مثل ما كان.
فحكى القفطي في تاريخه أنّ العزيز أمر له بضرب سُرادق، وفرس، وآلات، وإحضار كل من حصل في أسره من جُنْد هفتكين وحاشيته، فكساهم وأعطاهم، ورتّب كل واحد منهم في منزلته، وركب الجيش فتلقّى هفتكين، وسار لإحضاره جوهر القائد، فلم يشكّ هفتكين أنّه مقتول، فلما وصل رأى من الكرامة ما بهره، ثم نزل في المخيّم، فشاهد أصحابه وحاشيته على ما كانوا عليه، فرمى بنفسه إلى الأرض، وعفّر وجهه وبكى بكاءً شديدًا، ثم اجتمع به العزيز وآنسه، وجعله من أكبر قوّاده، ثم سمّه بَعْدُ ابنُ كِلّس الوزير، فحزن عليه العزيز، فدارى ابن كلّس بخمسمائة ألف دينار [1]
__________
[1] قارن بذيل تاريخ دمشق 16- 21، والكامل لابن الأثير 8/ 658- 661، والبداية والنهاية 11/ 281 و 282. واتعاظ الحنفا 1/ 218 وما بعدها، والدرّة المضيّة 179، 180 و 189، وتاريخ الأنطاكي، وعيون الأخبار 222، والخطط 2/ 281، ووفيات الأعيان 2/ 152.(26/269)
[حوادث] سنة ثمان وستين وثلاثمائة
فيها أمر الطائع للَّه بأن يُضرب على باب عَضُد الدولة الدّبادِب وقت الصُّبح والمغرب والعشاء، وأَنْ يُخْطَبَ له على منابر الحضرة.
قال ابن الْجَوْزِي [1] : وهذان أمران لم يكونا من قبله، ولا أطلقا لِوُلاة العُهُود. وقد كان مُعِزّ الدولة، أحَبّ أن تَضْرَب له الدَّبادب بمدينة السلام، وسأل المطيعَ للَّه ذلك، فلم يأذن له.
قلت: وما ذاك إلّا لِضَعْف أمر الخلافة.
وفيها توثّب على دمشق قَسّام [2] كما هو مذكور في ترجمته سنة ستّ وسبعين.
__________
[1] المنتظم 7/ 92.
[2] هو: قسّام الحارثي من بني الحارث بن كعب من اليمن. انظر عنه في تاريخ دمشق لابن عساكر تحقيق د. صلاح الدين المنجد- ق 1- ج 2- ص 172، ديوان عبد المحسن الصوري 2/ 147، أمراء دمشق 68 رقم 215.(26/271)
[حوادث] سنة تسع وستين وثلاثمائة
في صفر قبض عَضُد الدولة [على] قاضي القضاة أبي محمد بن معروف، وأنفذه إلى القلعة بفارس، وقلّد أبا سعد بِشْر بن الحسين القضاء [1] .
وفي شعبان ورد رسول العزيز صاحب مصر إلى عضد الدولة بكتاب، وما زال يبعث إليه برسالة بعد رسالة، فأجابه بما مضمونه صِدْق الطّوِيّة وحُسْن النيّة [2] .
وسأل عَضُدُ الدولة الطائعَ أن يزيد في لقبه «تاج الملّة» ويجدّد الخُلع عليه ويُلّبِسه التاج، فأجابه، وجلس الطائع على السرير وحوله مائة بالسيوف والزّينة، وبين يديه مُصْحَف عثمان، وعلى كتفه البُرْدَةُ، وبيده القضيب، وهو متقلّد سيف النبي صلى الله عليه وسلم، وضُرِبت ستارة بعثها عَضُدُ الدولة، وسأل أن تكون حجابًا للطائع، حتى لا تقع عليه عين أحدٍ من الْجُنْد قبله، ودخل الأتراك والدّيْلَم، وليس مع أحد منهم حديد، دون [3] الأشراف وأصحاب المراتب من الجانبين، ثم أذِن لعَضُد الدولة فدخل، ثم رُفعت الستارة، وقبّل عضُدُ الدولة
__________
[1] المنتظم 7/ 98.
[2] المنتظم 7/ 98، العبر 2/ 350.
[3] كذا في الأصل، وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي 408 «ووقف» .(26/273)
الأرض، فارتاع زياد القائد، وقال بالفارسية: ما هذا أيّها الملك، أهذا الله [1] عزّ وجلّ؟ فالتفت إلى عبد العزيز بن يوسف وقال له: فَهّمْه وقل له: هذا خليفة الله في الأرض، ثم [استمر] [2] يمشي ويقبّل الأرض سبع [3] مرات، فالتفت الطائع إلى خالص الخادم وقال: استَدنِه، فصعد عضُدُ الدولة، فقبّل الأرض دفعتين، فقال له: أدْن إليّ أدْن إليّ، فدنا [4] وقبّل رجْلَه، وثنى الطائع برِجْله عليه [5] ، وأمره، فجلس على كُرْسيّ، بعد أن كرّر عليه: اجْلس، وهو يستعفي فقال: أقسمتُ لَتَجلِسْ، فقبّل الكرسيّ وجلس، وقال له: ما كان أَشْوَقُنا إليك وأَتْوَقُنا إلى مفاوضتك، فقال: عُذْري معلوم، وقال: نِيّتُك موثوقٌ بها، وعقيدتك مسكونّ إليها، فأومى برأسه، ثم قال له الطائع: قد رأيت أن أفوّض إليك ما وكّل الله من أمور الرعيّة في شرق الأرض وغربها، وتدبيرها في جميع جهاتها، سوى خاصّتي وأسبابي، فَتَوَلَّ ذلك مستخيرًا باللَّه.
قال: يعينني الله على طاعة مولانا وخِدْمته. وأريد وُجُوهَ القوّاد أن يسمعوا لفظ أمير المؤمنين. فقال الطائع: هاتوا الحسين بن موسى، ومحمد ابن عمرو بن معروف، وابن أمّ شيبان، والزينبي، فقدموا، فأعاد الطائع القول بالتفويض، ثم التفت إلى طريف الخادم فقال: يا طريف تفاض عليه الخُلَع ويُتَوّج، فنهض إلى الرّواق وألْبِس الخُلَع، وخرج قادمًا ليقبّل الأرض، فلم يُطِقْ لكثرة ما عليه، فقال الطائع: حسْبُك، وأمره بالجلوس، ثم استدعى الطائع تقديم ألويته، فقدّم لواءين، واستخار الله، وصلّى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعقدهما، ثم قال: يقرأ كتابه، خار الله لك ولنا وللمسلمين، آمرك بما أمرك الله به، وأنهاك عما نهاك الله عنه، وأبرأ إلى الله مما سوى ذلك، انهض على اسم الله، ثم أخذ الطائع سيفًا كان بين المخدَّتَيْن فقلَّده به مضافًا إلى السيف الذي قلّده مع الخلْعة، وخرج من باب الخاصّة، وسار في البلد، ثم
__________
[1] في الأصل «للَّه» ، وفي بعض النسخ «أهذا هو الله» .
[2] سقطت من الأصل، والإضافة عن المنتظم 7/ 99 وتاريخ الخلفاء 408.
[3] في المنتظم «تسع» .
[4] في الأصل «فدنى» .
[5] في تاريخ الخلفاء «وثنى الطائع يمينه عليه» .(26/274)
بعث إليه الطائع [هديّة] [1] فيها غلالة قصب، وصينيّة [2] ذهب خرداذي [3] بلّوْر [4] فيه شراب، وعلى فم الخرداذي [5] خرقة حرير مختومة وكأس بلّور [6] ، وأشياء من هذا الفنّ، فجاء من الغد أبو نصر الخازن ومعه من الأموال نحو ما ذكر في دخوله الأول في السنة الماضية.
ولما عاد عضُدُ الدولة [7] جلس للهناء، فقال أبو إسحاق الصابي قصيدة منها:
يا عضد الدّولة الّذي علقت ... يداه من فخره بأعرقهْ
يفتخر النّعل [8] تحت أَخْمَصِهِ ... فكيف بالتّاجِ فوق مَفْرِقهُ [9]
وفيها تزوج الطائع للَّه ببنت عضُدُ الدولة على مائة ألف دينار، وكان الوكيل عن عضُدُ الدّولة أبو علي الفارسي النّحوي، والذي خطب القاضي أبو علي المُحَسّن بن علي التّنوخي [10] .
وفي هذا الوقت كان قسّام متغلّبًا على دمشق كما هو مذكور في ترجمته.
__________
[1] ساقطة من الأصل، والإضافة من (المنتظم 7/ 100) .
[2] في الأصل «صنينة» .
[3] في الأصل «حزدادين» .
[4] في الأصل «بلون» ، والتصحيح عن (المنتظم 7/ 100) .
[5] في الأصل «الحردادين» .
[6] في الأصل «بلون» .
[7] ما بين الحاصرتين إضافة من المنتظم.
[8] في المنتظم «النحل» .
[9] في المنتظم 10 أبيات.
[10] المنتظم 7/ 101، النجوم 4/ 135.(26/275)
[حوادث] سنة سبعين وثلاثمائة
وفيها خرج من همذان عضُدُ الدولة وقدم بغداد، فتلقّاه الطائع، وزُيّنت بغداد.
قال عبد العزيز حاجب النّعمان [1] : لم تجر عادة بخروج الخلفاء لتلقّي أحدٍ من الأمراء، فلما توفّيت فاطمة بنت مُعِزّ الدّولة ركب المطيع للَّه فَعزّاه، فقبّل الأرض.
قال حاجب النّعمان: وجاء رسول يطلب من الطائع أن يتلقّاه، فما وسِعَه التَّاخُّر وتلقّاه في دجلة، ثم أمر عضُدُ الدولة بأن يُنادي قبل دخوله بمنع العَوَامّ من الدعاء له والصّيْحَة، وتوعّد على ذلك بالقتل، قال: فما نطق أحد، فأعجبه ذلك من طاعة العوامّ. والله أعلم [2] .
__________
[1] كذا في الأصل، وفي المنتظم: «أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان» .
[2] راجع الخبر في (المنتظم 7/ 104، والعبر 2/ 354) ، وهو مختصر في (النجوم الزاهرة 4/ 138 وتاريخ الخلفاء 409) .(26/277)
سنة إحدى وستّين وثلاثمائة ومن تُوُفّي فيها
أحمد بن المحدّث محمد بن العبّاس [1] بن نجيح البغدادي أبو الحسن، رئيس المعتزلة ببغداد.
وَرّخَه طلحة في ربيع الآخر وقال: كان رئيس المعتزلة.
أحمد بن محمد بن سعيد بن سهل بن شبّرة، بالمُعْجَمَة، والتثقيل. أبو حامد النَّيْسَابُوري الصّيْرفي الزّاهد الثّبْت، نزيل سمرقند.
روى عن: عمر البحتري، وأبن خُزَيمَةَ، والسّرّاج.
قال الإدريسي: ثقة، كتبنا عنه، ومات بسمرقند في شعبان.
أحمد بن مستور [2] الأمير، ولي دمشق للحسن بن أحمد القرمطي المعروف بالسيد عند تغلّبة ثانيًا على الشام، وذلك في رمضان. ومات بعد عشرة أشهر، أعنى أحمد.
إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم [3] البغدادي البُزُوري [4] أبو إسحاق [5] المقرئ.
__________
[1] له حكاية في (نشوار المحاضرة 5/ 122) .
[2] في الأصل «مسور» ، والتصحيح من «أمراء دمشق 7 رقم 18» .
[3] الإكمال 1/ 474، تاريخ بغداد 6/ 16 رقم 3046، معرفة القراء 1/ 262 رقم 65.
[4] البزوري: بضم الباء الموحّدة والزاي والراء بعد الواو. هذه النسبة الى البزور. (الباب 1/ 148) .
[5] ساقطة من الأصل.(26/279)
قرأ عليه: إسحاق الخُزَاعي، والحسن بن الحسين الصّوّاف، وأحمد بن فرج، وجماعة.
وكان من أئمّة هذا الشأن، وحدّث عن البغوي وغيره.
قرأ عليه: محمد بن عمر بن بكير، وعلي بن محمد الحدّاد، وعبد الباقي بن الحسن.
مات في ذي الحجّة.
بكّار بن محمد بن أحمد بن إسحاق أبو الحسن المعافري المصري الزّاهد.
وقد حدّث وسمع منه أبو القاسم يحيى بن أبي الطحّان.
الحسن بن الخضر بن عبد الله [1] الأَسْيُوطي [2] .
حدّث عن: أبي عبد الرحمن النسائي، وأبي يعقوب المنجنيقي، وجماعة. وكان صاحب حديث.
وعنه: محمد بن الفضل بن نظيف، ويحيى بن علي بن الطحّان، وأبو القاسم ابن بشران، وغيرهم.
وتوفي في ربيع الأول.
خَلَف بن محمد بن إسماعيل [3] بن إبراهيم بن نصر البخاري أبو صالح الخيّام، وهو الذي يخيط الخيم. كان بندار الحديث.
__________
[1] العبر 2/ 324، اللباب 1/ 61 وفيه: «أبو علي الحسن بن علي بن الخضر بن عبد الله الأسيوطي» . شذرات الذهب 3/ 39، الأنساب 1/ 263.
[2] الأسيوطي: بضم الألف وسكونا لسين المهملة وضم الياء المنقوطة بنقطتين من تحت وفي آخرها طاء مهملة بعد الواو. هذه النسبة إلى أسيوط، وهي مدينة الآن بمصر. ومنهم من يسقط الألف فيقول سيوط. (اللباب) .
[3] اللباب 1/ 475، العبر 2/ 324، النجوم 4/ 64، شذرات الذهب 3/ 39، الأنساب 5/ 226، 227، ميزان الاعتدال 1/ 662، سير أعلام النبلاء 16/ 70 رقم 51، لسان الميزان 2/ 404، 405.(26/280)
روى عن: صالح بن محمد جَزَرَةَ، ونُصَيْر بن أحمد الكِنْدي، وموسى ابن أفلح، ومحمد بن علي بن عثمان، وعمر بن هنّاد، وفرح بن أيّوب، وحامد بن سهل، وطائفة بُبخَارى، ولم يَرْحَل.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإدريسي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الغُنْجار، وآخرون.
وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى وله ستٌّ وثمانون، وقد تكلّم فيه أبو سعيد الإدريسي ولَيّنه.
عبد الرحمن بن أحمد بن عِمْران أبو القاسم الدّيَنَورِي الواعظ نزيل دمشق. سكن قرية قتيبة.
وحدّث عن: عبد الله بن محمد بن وهب الدّينَوَرِي، وأحمد بن عبد الرّزّاق، والغَسّال، وأبي جعفر الغنجاري، وابن عَرُوبة الحرّاني، وجماعة.
وعنه: تمّام، وعبد الوهاب الميداني، وسعيد بن أحمد بن فُطَيْس، وجماعة.
تُوُفّي في آخرها.
عُبَيْد الله بن أحمد بن الحسين القاضي أبو عمر بن السّمسار الفقيه الدّاوديّ الظّاهري، تلميذ أبي [بكر] [1] محمد بن داود الظاهري.
روى عن: محمد، وعن أبيه داود بن علي، وإسماعيل القاضي، وغيرهم. والأوّل أشبه.
قال المحسّن بن علي التَّنُوخيّ في «النشوار» : وعليّ بن نصر الكاتب [2] نزيل مصر، وذكر عليّ أنّه قرأ عليه كل مصنّفات أبي بكر بن داود، وأنّه كان إمامًا كبيرًا يتردّد إلى الرؤساء.
__________
[1] إضافة من نشوار المحاضرة 8/ 186.
[2] ذكره التنوخي في النشوار 7/ 264.(26/281)
وقال هلال بن المحسّن: تُوُفّي فجأة في رجب، ثم جَزَمْتُ بأنّه لم يلق داود ولا إسماعيل.
عثمان بن عمر بن خفيف [1] أبو عمرو المقرئ المعروف بالدرّاج.
حدّث عن: هارون بن علي المزوّق [2] ، وعلي بن حمّاد العسكري، وابن المُجَدّر.
وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النّعالي، وجماعة.
وكان ثقة.
قال البَرْقاني: كان بَدَلًا من الأبدال.
وقال غيره: مات فجأة في رمضان، رحمة الله عليه.
عثمان بن محمد بن إبراهيم المادَرائي [3] أبو عمر، نزيل مصر.
سمع أبا مسلم الكجّي.
وعنه أبو محمد بن النّحاس.
علي بن أحمد بن فَرُّوخ [4] البغدادي الواعظ، ويُعرف بغلام المصري.
حدّث عَنْ: مُحَمَّد بْن جرير، ومُحَمَّد بْن محمد الباغَنْدِي، وجماعة.
قال الخطيب: ثنا عن ابن بُكَيْر قال: قال ابن أبي الفوارس: فيه تَسَاهُل.
فردوس بن أحمد بن محمد بن سعيد بن فردوس البزّاز أَبُو بكر [5] .
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 305 رقم 6098، المنتظم 7/ 58 رقم 83، البداية والنهاية 11/ 272، العبر 2/ 324، النجوم 4/ 64، شذرات الذهب 3/ 39.
[2] في الأصل «الررقي» ، والتصحيح من (تاريخ بغداد) .
[3] المادرائي: بفتح الميم وسكون الألف وفتح الدال المهملة والراء وسكون الألف الثانية وفي آخرها ياء تحتها نقطتان. هذه النسبة إلى مادرايا من أعمال البصرة. (اللباب 3/ 142) .
[4] تاريخ بغداد 11/ 324 رقم 6142.
[5] ذكره المؤلّف- رحمه الله- دون ترجمة.(26/282)
محمد بن أحمد بن علي [1] بن شاهويه القاضي أبو بكر الفارسي الحنفي أحد الأعلام.
سمع: أبا خليفة زكريّا السّاجي، ودرّس بَنْيسابور، ثم درّس بُبخَاري بمدينة أبي حفص صاحب محمد بن الحسن مدّة.
ومات بنَيْسابور في ذي القعدة سنة إحدى وستّين وثلاثمائة.
محمد بن أحمد بن موسى بن يزداد القاضي أبو عبد الله القُمّي.
تُوُفّي بفَرْغانة في صفر، وحُمل تابوته إلى سمرقَنْد.
سمع: محمد بن أيّوب الرّازي، وإبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني [2] .
وولي قضاء سمرقند. وكان من كبار الحنفيّة، ثقة في الحديث.
روى عنه أبو سعد الإدريسي وغيره.
محمد بن حارث بن أسد [3] أبو عبد الله الخُشَني [4] القيرواني الحافظ.
أخذ عن أحمد بن نصر، وأحمد بن زياد، ودخل الأندلس فسمع قاسم ابن أصبغ، وأحمد بن عبادة، وسكن قرطبة وتمكّن من صاحبها الحَكَم بن النّاصر لدين الله، وصنّف له كُتُبًا منها «الاتفاق والاختلاف في مذهب مالك» ، وكتاب «الفتيا» ، وكتاب «تاريخ الأندلس» ، و «تاريخ الإفريقيّين» ، وكتاب «النّسب» .
__________
[1] وفيات الأعيان 1/ 584، الوافي بالوفيات 2/ 44 رقم 316 وفيه توفي سنة 362 هـ.
[2] الهسنجاني: بكسر الهاء والسين وسكون النون الأولى (الإكمال 7/ 418) وهذه النسبة إلى قرية من قرى الريّ يقال لها هسنكان فعرّب فقيل هسنجان (اللباب 3/ 388) .
[3] جذوة المقتبس 53 رقم 41، الوافي بالوفيات 2/ 315 رقم 762، بغية الملتمس 71 رقم 96، مرآة الجنان 2/ 375، تذكرة الحفّاظ، النجوم 4/ 64، شذرات الذهب 3/ 39، الإكمال 3/ 261، تاريخ علماء الأندلس 2/ 112، 113، ترتيب المدارك 4/ 531، الأنساب 5/ 130، معجم الأدباء 8/ 111، العبر 2/ 324، 325، سير أعلام النبلاء 16/ 165، 166 رقم 120، الديباج المذهب 2/ 212، 213، طبقات الحفاظ 397.
[4] في الأصل «الحسين» ، والخشنيّ: بضمّ الخاء وفتح الشين المعجمة، نسبة إلى خشن، قرية بإفريقية.(26/283)
قال ابن الفَرَضيّ [1] : بلغني أنّه صنّف للحَكَم مائة ديوان، وكان شاعرا بليغا لكنّه يَلْحَن، وكان يتعاطى الكيميا، واحتاج بعد موت الحَكَم إلى أن جلس في حانوتٍ يبيع الأَدهان.
روى عنه أبو بكر بن حوئيل، وغيره. وتُوُفّي في صفر.
محمد بن الحسن بن سعيد [2] أبو العبّاس بن الخشّاب المخرمي الصُّوفي الزّاهد.
صاحب حكايات عن الشبلي وغيره.
وعنه السُّلَمي [3] والحاكم.
محمد بن الحسين بن محمد بن الحُسين الوزير ظهير الدين أبو شجاع، حفيد الوزير أبي شجاع الرّوذراوري [4] ثم البغدادي.
وَزَر قليلًا، ثم عُزِل، ولزم بيته دهرًا في نعمة وعافية.
مات في ذي القعدة، وقد شاخ.
محمد بن حُمَيْد بن سهل [5] المخرمي أبو بكر.
سمع: أبا خليفة، وجعفر الفِرْيابي، والهَيْثَم بن خَلَف الدّوري، وغيرهم.
وعنه: الدَّارقُطْنيّ، وأبو نُعَيم، وجماعة.
قال البرقاني ضعيف.
__________
[1] في تاريخ علماء الأندلس 2/ 112 رقم 1400.
[2] المنتظم 7/ 59 رقم 85، تاريخ بغداد 2/ 209 رقم 641.
[3] في طبقات الصوفية- راجع فهرس الأعلام- ص 543.
[4] الرّوذراوري: بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة وفتح الراء والواو وبينهما ألف وفي آخرها راء أخرى. هذه النسبة إلى بلدة بنواحي همذان يقال لها روذراور. (اللباب 2/ 42) .
[5] وقيل «ابن سهيل» . المنتظم 7/ 59 رقم 86، البداية والنهاية 11/ 272 وفيه «أحمد بن سهل بن شدّاد» ، تاريخ بغداد 2/ 264 رقم 734 وفيه «محمد بن حميد بن سهيل..» .(26/284)
وقال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل شديد [1] .
محمد بن عمر بن محمد [2] بن الفضل أبو عبد الله الْجُعْفي [3] البغدادي.
سمع: أبا شُعَيْب الحرّاني، وموسى بن هارون، وأبا [4] العبّاس بن مسروق.
وعنه: ابن رزقَوَيْه، وأبو نُعَيم.
قال ابن أبي الفوارس: كان كذّابًا.
محمد بن فارس بن حمدان [5] أبو بكر العطشي [6] يُعرف بالمَعْبَدِي [7] يقال: إنّه من ولد أمّ مَعْبَد الخُزَاعيّة.
حدّث عن: جعفر بن محمد القَلانَسي، والحسن بن علي المعمري.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وعلي بن أحمد الرّزّاز، وأبو بكر البرقاني، وأبو نُعَيم.
قال أبو نُعَيم: كان غاليًا في الرفض غريقه.
محمد بن يحيى بن عوانة [8] بن عبد الرحيم الثعلبي [9] القُرطُبي أبو عبد الله.
__________
[1] العبارة في (المنتظم) : «فيه تساهل وشره» .
[2] تاريخ بغداد 3/ 31 رقم 955 وفيه «محمد بن عمر بن الفضل..» بإسقاط (محمد) .
[3] الجعفي: بضم الجيم وسكون العين المهملة وفي آخرها الفاء. هذه النسبة إلى القبيلة.
(اللباب 1/ 284) .
[4] في الأصل «أبو» .
[5] تاريخ بغداد 3/ 161 رقم 1203.
[6] العطشي: بفتح العين والطاء المهملتين.. نسبة لسوق العطش بالجانب الشرقي من بغداد.
(اللباب 2/ 436) .
[7] المعبدي: بفتح الميم وسكون العين وفتح الباء الموحّدة وفي آخرها دال مهملة. هذه النسبة إلى أم معبد الخزاعية. (اللباب 3/ 230) .
[8] تاريخ علماء الأندلس 2/ 71 رقم 1300، بغية الملتمس 145 رقم 317.
[9] في الأصل «التغلبي» ، والتصحيح عن (تاريخ علماء الأندلس) .(26/285)
سمع من: أحمد بن خالد الحُباب، ومحمد بن قاسم، وقاسم بن أصبغ، وجماعة.
وكان ثقةً صالحًا، أمَّ بجامع قُرْطُبَة وأكثر الناس عنه.(26/286)
[وَفَيَات هذه الطبقة
] سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة
أحمد بن إبراهيم بن بكر القفْطي. روى عن النّسَائي بمصر.
أحمد بن بِشْر بن عامر [1] أبو حامد المَرْوَرُوذي الفقيه الشافعي نزيل البصرة.
تفقّه على: أبي إسحاق المَرْوَزي، وصنّف «الجامع» [2] في المذهب، وشرح «مختصر المُزَني» وصنّف في الأصول. وكان إمامًا لا يُشَقّ غُبارُهُ. وعنه أخذ فُقَهاء البصرة.
أحمد بن عثمان أبو سعيد [3] البغدادي الفقيه، ويُعرف بابن البَقّال.
حدّث بدمشق عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود.
__________
[1] طبقات الفقهاء 114، الفهرست 214، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 82 رقم 76 وقال السبكي: وعكس الشيخ أبو إسحاق فقال: ابن عامر بن بشر، طبقات العبادي، 76، الوافي بالوفيات 6/ 265 رقم 2755، العبر 2/ 326، وفيات الأعيان 1/ 69 رقم 23، البداية والنهاية 11/ 209، شذرات الذهب 3/ 40، مرآة الجنان 2/ 375، طبقات الشافعية لابن هداية الله 86، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 211، وفي كتب تلميذه أبي حيّان التوحيدي كالإمتاع والمؤانسة، والبصائر أخبار كثيرة عنه، معجم البلدان 5/ 112، سير أعلام النبلاء 16/ 166، 167 رقم 121، 1/ 199، 200.
[2] قال النووي: «وهو من أنفس الكتب» .
[3] تاريخ بغداد 4/ 300 رقم 2074، معجم الشيوخ لابن جميع 78 رقم 157.(26/287)
وعنه ابن جُمَيْع، وأبو نصر بن الْجَبَّان.
حدّث في هذه السنة وانقطع خبره.
أحمد بن محمد بن زكريا [1] الأموي، مولاهم الأندلسي الرُّصافي [2] المالكي، مفتي ناجية ومحدّثها.
روي عن أحمد بن خالد وغيره، وتُوُفّي في صفر.
أحمد بن همّام أبو عمرو النَّيْسَابُوري، العبد الصالح.
رحل وسمع ببغداد من يوسف القاضي وطبقته.
وعنه الحاكم. وعاش بِضعًا وثمانين سنة.
أحمد بن محمد بن أحمد [3] بن عقبة بن مضرّس أبو الحسن، قاضي أرّجان.
روى عن البَغَوِي، وابن صاعد.
وعنه أبو نُعَيم الحافظ، وورّخه هكذا في تاريخ أصبهان. وقال في مُعْجَمه: قدم علينا أصبهان سنة خمس وستّين، فيجوز هذا.
أحمد بن محمد بن عُمارة [4] بن أحمد أبو الحارث اللّيْثي [5] الكنانيّ مولاهم الدمشقي.
سمع: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وزكريّا السّجْزِي، ومحمد بن عبد الصمد، وأحمد بن إبراهيم بن دحيم، وجماعة.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 48 رقم 162.
[2] الرّصافي: بضم الراء وفتح الصاد المهملة وبعد الألف الساكنة فاء. هذه النسبة إلى الرّصافة. مدينة بالأندلس عند قرطبة. (اللباب 2/ 29) .
[3] ذكر أخبار أصبهان 1/ 154.
[4] تهذيب ابن عساكر 2/ 69، تاريخ دمشق (المخطوط) 3/ 338 و 29/ 158 و 39/ 360، تاريخ بغداد 5/ 300، العبر 2/ 327، شذرات الذهب 3/ 40، سير أعلام النبلاء 16/ 70، 71 رقم 52، معجم الشيوخ لابن جميع 172 رقم 120.
[5] اللّيثي: بفتح اللام وسكون الياء وفي آخرها تاء مثلثة. هذه النسبة إلى ليث بن كنانة.
(اللباب 3/ 137) .(26/288)
وعنه: ابن جُمَيع، وتمّام، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأحمد بن الحاجّ الإشبيلي، وعبد الوهاب المَيْدَاني.
وتُوُفّي في ربيع الآخر في عُشْر التّسعين.
إبراهيم بن عُبَيْد الله المَعَافِري [1] الإشبيلي.
سمع من: أحمد بن خالد، ومحمد بن فُطَيْس، وكان محدّثًا لُغَوّيًا بصيرًا بالشعر. قاله ابن الفرضي.
إبراهيم بن محمد بن يحيى [2] بن سختوَيْه النَّيْسَابُوري الشيخ أبو إسحاق المُزكّي.
قال الحاكم: هو شيخ نَيْسَابُور في عصره، وكان من العُبّاد المجتهدين الحجّاجين المُنْفِقِين على العلماء والفقراء.
سمع: ابن خُزَيْمة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأحمد بن محمد الماسَرْجِسي [3] ، وأبا العبّاس الأزهري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرّازي، ومحمد بن هارون الحَضْرَمِيّ، وأبا العبّاس الدَّغُوليّ [4] ، وخلقًا سواهم.
وأملى عدّة سنين، وكنّا نَعُدُّ في مجلسه أربعة عشر محدّثًا، منهم: أبو العبّاس الأَصَمّ، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 18 رقم 41، والمعافري: بفتح الميم والعين وبعد الألف فاء مكسورة وراء، هذه النسبة إلى المعافر بن يعفر.. (اللباب 3/ 229) .
[2] العبر 2/ 327، مرآة الجنان 2/ 375، المنتظم 7/ 61 رقم 87، البداية والنهاية 11/ 274 و 275، تاريخ بغداد 6/ 168 رقم 3219، الوافي بالوفيات 6/ 123 رقم 2557، شذرات الذهب 3/ 40، سير أعلام النبلاء 16/ 163- 165 رقم 118، النجوم الزاهرة 49/ 69، الرسالة المستطرفة 96.
[3] في الأصل «الماسرخسي» ، والتصحيح من تاريخ بغداد. والماسرجسي: بفتح الميم والسين المهملة وسكون الراء وكسر الجيم والسين الثانية. هذه النسبة إلى ماسرجس، وهو اسم لجدّ أبي علي الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابورىّ الماسرجسي. (اللباب 3/ 147) .
[4] الدّغولى: بفتح الدال والغين المعجمة وفي آخرها اللام بعد الواو. هذه النسبة إلى دغول، وهو اسم رجل. ويقال للخبز الّذي لا يكون رقيقا بسرخس: دغول. فلعلّ بعض أجداد المنتسب كان يخبزه، وهو بيت كبير مشهور بسرخس، منهم أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن سابور الدغولي أحد أئمة المسلمين. (اللباب 1/ 503 و 504) .(26/289)
قلت: روى عنه الحاكم، وأبو الحسن بن رزقَوَيْه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البَرْقَانيّ، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وآخر من روى عنه أبو طالب بن غيلان.
قال الخطيب [1] : كان ثقة ثبتا مُكْثِرًا مُوَاصِلًا للحجّ، انتخب عليه الدَارقُطْنيّ، وكتب النّاس عنه عِلْمًا كثيرًا مثل «تاريخ السّرّاج» وغير ذلك، و «تاريخ البخاري» وعدّة كُتُب لمُسْلم. وكان عند البَرْقَانيّ سقط أجزاءٍ وكُتُب، لكن ما رُوي عنه في صحيحة قال في نفسي منه لكثرة ما يُغْرِب، ثم إنّه قوّاه وقال: عندي عنه أحاديث عالية كنت أخرجتها نازلة، إلّا أنّي لا أقدر على إخراجها لِكبَر السنّ.
قال الخطيب [2] : وثنا الحسين بن شيطا: سمعت أبا إسحاق المُزكّي يقول: أنفقت على الحديث بِدَرًا من الدنانير، وقدمت بغداد سنة ستّ عشرة ومعي بخمسين ألف درهم بضاعة، ورجعت إلى نَيْسَابور ومعي أقلّ من ثُلُثِها، أنفقت ما ذهب على أهل الحديث.
تُوُفّي في شعبان، وقد خرج من بغداد، فَنُقِلَ إلى نَيْسَابور، وعاش سبعًا وستيّن سنة.
وهو والد علي، ويحيى، ومحمد، وعبد الرحمن، وقد رَوَوُا الحديث.
إسماعيل بن عبد الله بن محمد [3] بن ميكال الأديب أبو العباس شيخ [خراسان] [4] ووجهها وعَيْنُها، من ولد يَزْدَجِرْد بن بهرام جور ملك الفُرْس.
استعمل المقتدر أباه على الأهواز، فاستدعى أبا بكر بن دُرَيْد [5] لتأديب إسماعيل.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 168.
[2] تاريخ بغداد 6/ 168.
[3] العبر 2/ 327، مرآة الجنان 2/ 375، معجم الأدباء 7/ 5 رقم 1، الوافي بالوفيات 9/ 148 رقم 4052، شذرات الذهب 3/ 41، اللباب 3/ 283، وفيات الأعيان 4/ 323 في الترجمة لابن دريد، يتيمة الدهر 4/ 354، إنباه الرواة 1/ 199- 201، سير أعلام النبلاء 16/ 156، 157 رقم 112.
[4] عن معجم الأدباء واللباب.
[5] هو: محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية. توفي سنة 321 هـ. ترجمته في: نور القبس(26/290)
وفي ابنه يقول ابن دُرَيْد مقصورته [1] التي يقول فيها:
إن ابن ميكال الأمير انتاشني ... من بعد ما قد كنت كالشيء اللقا
ومد ضبعي أبو العباس من ... بعد انقباض الذّرع والباع الوزا [2]
نفسي الفداء لأميريّ ومن ... تحت السّما لأميريّ الفداء
قال الحاكم: سمعت محمد بن الحسين الوَضّاحي [3] ، سمعت أبا العبّاس يذكر صِلَة أبيه لابن دُرَيْد لما عمل هذه القصيدة، قال الوضّاحي:
فقلت: ما وصل إليه من خاصّتك؟ قال: لم تصل يدي إذْ ذاك إلّا إلى ثلاثمائة دينار، وضعتها بين يديه.
سمع أبو العبّاس من: عَبْدان الأهوازي كتابًا خَصَّه به، فسمعت أبا عليّ الحافظ يقول: استفدت منه أكثر من مائة حديث. وسمع أيضًا من السّرّاج، وابن خُزَيْمة، وعلي بن سعيد العسكري ونحوهم. وأملى مدّةً.
روى عنه: أبو علي الحافظ، وهو أسْندَ منه، وأبو الحسين الحجّاجي، وأبو عبد الله الحاكم وجماعة.
وقد عُرضت عليه ولايات جليلة فامتنع.
أَخْبَرَنَا محمد بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَأَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ زَيْنَبَ الْمِشْعَرِيَّةِ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ مُظَفَّرٍ أَخْبَرَتْهَا قَالَتْ: أنا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ محمد الْفَارِسِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا عَبْدانُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَوَالِيقِيُّ سنة ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثنا زَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعَائِدُ في هبته كالعائد في قيئه» [4] .
__________
[ () ] للمرزباني 342، العبر 2/ 187، المحمدون من الشعراء 201، إنباه الرواة 3/ 92، مروج الذهب 4/ 320، وفيات الأعيان 4/ 323 رقم 637، التهذيب للأزهري 1/ 31.
[1] شرحها التبريزي، ونشرها المكتب الإسلامي بدمشق 1961، ص 137، 138.
[2] الوزا: القصر.
[3] الوضّاحي: بفتح الواو والضاد المشدّدة وبعد الألف حاء مهملة. هذه النسبة إلى الوضّاح.
(اللباب 3/ 369) .
[4] أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 1/ 217 و 250 و 280 و 291 و 339 و 342 و 345(26/291)
توفي أبو العبّاس في صفر، وله اثنتان وتسعون سنة.
حَفْص بن جُزّي [1] أبو عمر الأندلسي، من أهل فحص البلّوط [2] .
سمع من: عبيد الله بن محمد بن يحيى بن عبد العزيز، وسعيد بن حميد وجماعة. وكان عارفًا بالعربية.
سمع منه غير واحد بقرطبة، وعُمَّر دهرًا.
تُوُفّي ابن ثمانٍ وتسعين، سنة اثنتين أو ثلاثٍ وستّين.
سعيد بن القاسم بن العلاء [3] أبو عمرو البرذعي الطّرازي [4] المرابط نزيل مدينة طَرَاز من أول التَّرْك.
سمع: محمد بن حِبّان بن الأزهر الباهلي، وعبد الله بن الحسين الشّاماتي، وأبا خليفة الفضل بن الحُبَاب، وسهلان بن محمد بن مردَوَيه الأهوازي صاحب سليمان الشاذكُوني، وأحمد بن محمد بن ياسين الهَرَوِي، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وعبدان.
روى عنه: محمد بن إسماعيل الورّاق، والدار الدّارقطنيّ، وأبو علي بن فضالة الرازي شيخ الخطيب، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشّيرازي، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: تُوُفّي غازيًا بأسبيجاب [5] .
__________
[ () ] و 2/ 182 و 208 و 430 و 492، البخاري في الهبة 14 و 30، والجهاد 137 والحيل 14، ومسلم في الهبات 7 و 8، وأبو داود في البيوع 81، والنسائي في الهبة 2- 4 والرقبي 2، وابن ماجة في الهبات 5.
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 119 رقم 371.
[2] موضع قريب من قرطبة من بلاد الأندلس. (اللباب 1/ 176) .
[3] المنتظم 7/ 62 رقم 89، البداية والنهاية 11/ 275، تاريخ بغداد 9/ 110 رقم 4717، شذرات الذهب 3/ 41، تذكرة الحفاظ 3/ 936، 937، سير أعلام النبلاء 16/ 72، 73 رقم 54، طبقات الحفاظ 378.
[4] في الأصل «الطوعي» وهو تصحيف، والطّرازي: بفتح الطاء والراء المهملتين وكسر الزاي المعجمة. هذه النسبة إلى طراز، وهي مدينة على حدّ بلد الترك تجاور أسبيجاب. (اللباب 2/ 277) .
[5] أسبيجاب: أسفيجاب: بالفتح ثم السكون، وكسر الفاء، وياء ساكنة، وجيم، وألف، وياء(26/292)
عبد الله بن أحمد الفرغاني. (تقدم) [1] .
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ [2] بْنِ عبد اللَّه بن الحسن الهمداني الذّكْواني [3] ، أبو محمد الأصبهاني القاضي.
سمع: عَبْدان، بن أحمد حاجب [4] بن أركين الفَرْغَاني، وجعفر بن أحمد بن سِنان، وعبد الله بن محمد بن العبّاس.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي. قرأ عليه ابنه، وأبو نُعَيم.
عَبْد السلام بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حجّاج بن رِشْدين، أبو جعفر المصري.
يروي عن أبيه وعمومته.
عبد الملك بن الحسن بن يوسف [5] المعدّل البغدادي، أبو عمرو بن السّقَطي.
سمع: أبا مسلم الكجّي، ويوسف القاضي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأبا بكر الفِرْيابي.
وعنه: محمد بن راشد [6] الكاتب، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم.
وانتخب عليه الدَارقُطْنيّ.
وشهد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة عند قاضي بغداد أبي عمرو محمد بن يوسف، وعاش خمسا وثمانين سنة.
__________
[ () ] موحّدة. اسم بلدة كبيرة من أعيان بلاد ما وراء النهر في حدود تركستان. (معجم البلدان 1/ 179) .
[1] كتبت فوق اسم «عبد الله» .
[2] ذكر أخبار أصبهان 2/ 88.
[3] الذكوانيّ: نسبة إلى ذكوان، وهم بطن كبير من سليم بن منصور. (اللباب 1/ 531) .
[4] في الأصل «صاحب» والتصحيح من أخبار أصبهان.
[5] المنتظم 7/ 63 رقم 91، تاريخ بغداد 10/ 430 رقم 5590، الإكمال 4/ 492، الأنساب 7/ 92، سير أعلام النبلاء 16/ 167، 168 رقم 122.
[6] في سير أعلام النبلاء 16/ 168 «أسد» .(26/293)
علي بن محمد بن إسماعيل [1] الطُّوسي الزَّمْلَكَاني [2] .
وعنه [3] الحاكم، وأبو نُعَيم.
عمر بن أحمد بن عمر [4] القاضي أبو عبد الله القصباني [5] ، عُرف بابن شقّ.
روى عن: علي بن العبّاس المقانعي، وابن المنذر الفقيه، وعلي بن سراج المصري.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وأبو نُعَيم، والبَرْقاني وقال: قلت حدّث في هذا العام.
عمرو بن أَحْمَد بن محمد [6] بن الحسن، أبو أحمد الاستراباذي الفقيه.
سمع: أباه، وهُمَيْم بن هَمّام، وعمران بن موسى بن مُجَاشِع، وأبو خليفة، وعبدان، وعبد اللَّه بْن ناجية، وعبد اللَّه بْن مسلم المقدسي، وابن قُتَيْبَة العسقلاني، ودرس الفقه بمصر على منصور بن إسماعيل الفقيه.
يروي عنه أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي، وقال: أنا تولَّيت الصلاة عليه.
محمد بن أحمد بن خالد [7] بن يزيد [8] القُرْطُبي، أبو بكر، ابن مصنّف كتاب «فضل العلم» .
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 72 رقم 6474.
[2] الزّملكاني: بفتح الزاي وسكون الميم وفتح اللام والكاف وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى قريتين، إحداهما بدمشق والثانية ببلخ. (اللباب 2/ 75) .
[3] هكذا في الأصل بحيث سقط شيوخه.
[4] تاريخ بغداد 11/ 251 رقم 6001.
[5] في الأصل «العصباني» والقصباني: بفتح القاف والصاد والباء الموحّدة وبعد الألف نون. هذه النسبة إلى بيع القصب. (اللباب 3/ 40) .
[6] تاريخ جرجان 534 رقم 1131.
[7] تاريخ علماء الأندلس 2/ 72 رقم 1304، جذوة المقتبس 39 رقم 9.
[8] في الأصل «زيد» والتصحيح من تاريخ علماء الأندلس والجذوة.(26/294)
له رواية عن أبيه وغيره.
محمد بن أحمد بن علي [1] بن شاهَوَيْه، أبو بكر الفارسي الفقيه الشافعي، قاضي بلاد فارس.
أقام مدّة ببُخارى ثم بنَيْسَابور، وبها مات. وله في المذهب وجوهٌ بعيدة تفرّد بها.
تُوُفّي سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وستيّن.
وحدّث عن أبي خليفة، وزكريا السّاجي.
وعنه الحاكم.
محمد بْن أحمد بْن كثير بْن دَيْسَم، أبو سعيد الهَرَوِيّ، سمع أحمد بن مقدام الهَرَوِيّ، وَهُوَ آخر من حَدَّثَ في الدُّنْيَا عَنْهُ، وعاش بعده اثنتين وتسعين سنة، ولعلّه ممّن جاوز المائة.
يروي عنه ابن العالي، وتُوُفّي في جمادى الآخرة.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْهَاشِمِيِّ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رُوزْبَهْ، أنا أبو الوقت، أنا شيخ الإسلام أبو إِسْمَاعِيلَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنِ مَنْصُورٍ بِبُوسَنْجَ [2] ، أنا أَبُو سَعِيدٍ محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ كَثِيرٍ بِهَرَاةَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مِقْدَامٍ الْهَرَوِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ بُنِيَ لَهُ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ.
وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ بُنِيَ لَهُ فِي وَسَطِهَا. وَمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ بُنِيَ لَهُ فِي أَعْلاهَا» [3] . قال شيخ الإسلام في كتاب «ذمّ الكلام» : هذا الحديث أعلى حديث عندي.
__________
[1] الوافي بالوفيات 2/ 44 رقم 316، وفيات الأعيان 4/ 211 رقم 583، طبقات الفقهاء 144، الجواهر المضية 2/ 18.
[2] في الأصل «بنوسنج» .
[3] أخرجه الترمذيّ في البر 58، وابن ماجة في المقدّمة 7.(26/295)
محمد بن أحمد بن محمد [1] . قال ابن أيمن أبو عبد الله القيسي المؤدّب القبري [2] .
رحل وسمع بمصر من أبي قتيبة بن الفضل، وأبي محمد بن الورد، والعبّاس ابن الرافقي.
وسمع النّاس منه كثيرًا. وقبره في مدينة صغيرة بالأندلس.
محمد بن أحمد بن منّه السّمسار، أبو أحمد النَّيْسَابُوري.
روى عن مُطَيْن.
وعنه الحاكم وغيره.
محمد بن إبراهيم بن حَسْنَوَيْه، أبو بكر النَّيْسَابُوري الورّاق الزّاهد العابد.
سمع: محمد بن إبراهيم البوسَنْجي، وجعفر بن سوار.
وعنه: الحاكم، وقال: عاش خمسًا وتسعين سنة، وبكى من خشية الله حتى عُمِيَ.
محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن أبرَوَيْه أبو أحمد الأستراباذيّ. فاضل ثقة عابد.
سمع الكثير ورحل، وحدّث عن: محمد بن عبد بن عامر السمرقندي، ومحمد بن يزداد، والضَّحَّاك بن الحسين، وأحمد بن حفص السّعْدي، وجاوز التّسعين.
روى عنه أبو سعد الإدريسي وقال: توفّي فجأة.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 72 رقم 1303.
[2] القبري: بعد القاف باء معجمة بواحدة ساكنة وبعدها راء. نسبة إلى قبرة بالأندلس. (الإكمال 7/ 136) .(26/296)
مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن كوثر [1] أبو بحر البَرَبَهَاري [2] ، بغداديّ مُعَمّر.
حدّث عن: محمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن غالب، ومحمد بن سليمان الباغَنْدِي، وجماعة.
انتخب عليه الدَارقُطْنيّ، وأبو حفص بن شاهين.
قال أبو نُعَيم: كان يقول لنا الدَارقُطْنيّ: اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حسب.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه نظر.
وقال البَرْقَاني: حضرت يومًا عند أبي بحر، فقال لنا ابن السّرَخْسي:
سأريكم أنّ الشيخ كذّاب، ثم قال له: فلان بن فلان ينزل المكان الفُلانيّ، سمعتَ منه؟ قال: نعم. قال البَرْقَانيّ: ولم يكن له وجود.
قال ابن أبي الفوارس: تُوُفّي لأربع بَقِين من جُمادى الأولى. قال:
ومولده سنة ستّ وستّين ومائتين [3] قال: وكان مُخَلّطًا، وله أصول جِياد، وله شيء [روي] [4] .
قلت: روى عبد الدائم حديثه بعلوّ عن ابن المعطوش.
محمد بن أبي الهيثم خالد بن الحسن المطوّعي البُخَاري.
سمع: شيخ بن محمد، وابن خزيمة، والباغندي، وطبقتهم.
__________
[1] العبر 2/ 327، المنتظم 7/ 63 رقم 92، البداية والنهاية 11/ 275، تاريخ بغداد 2/ 209 رقم 642، الأنساب 71، الوافي بالوفيات 2/ 338 رقم 790 وفيه وفاته سنة 332 وهو خطأ، ميزان الاعتدال 3/ 45، شذرات الذهب 3/ 41، اللباب 1/ 133، سير أعلام النبلاء 16/ 141- 143 رقم 101، لسان الميزان 5/ 131، 132.
[2] البربهاري: بفتح الباء الموحّدة والراء المهملة وفتح الباء الثانية والراء أيضا بعد الهاء والألف.
هذه النسبة إلى بربهار، وهي الأدوية التي تجلب من الهند يقال لها البربهار، ومن يجلبها يقال له البربهاري. (اللباب 1/ 133) . وفي الأنساب بسكون الراء بعد الباء.
[3] في الأصل «ثمانين» وهو تصحيف، والتصحيح من تاريخ بغداد.
[4] ساقطة من الأصل استدركتها من (سير أعلام النبلاء 16/ 142) .(26/297)
وعنه: الحاكم وطائفة.
محمد بن العبّاس بن أحمد، أبو بكر المسعودي الاستراباذي الفقيه، رحّال.
وسمع: أبا يعلى المَوْصِليّ، ومحمد بن الحسين الخثعمي الكوفي، وطبقتهما.
وعنه أبو سعد الإدريسي، وقال: لا يُحْتَجّ به، بقي إلى هذه السنة.
محمد بن عبد الله بن محمد [1] الفقيه، أبو جعفر البَلْخي الحنفي. وكان يقال له من كماله في الفقه «أبو حنيفة الصغير» .
يروي عن محمد بن عَقيل وغيره.
وتُوُفّي ببُخارى في ذي الحجّة سنة اثنتين وستّين. وقد تفقّه على أبي بكر محمد بن أبي سعيد الفقيه.
أخذ عنه جماعة. كان يعرف بالهنْدواني [2] من محلّة باب هندوان، وعاش اثنتين وستيّن سنة، وكان من أعلام أئمّة مذهبه.
محمد بن عبد الملك بن محمد [3] بن عَدِيّ، أبو بكر الاستراباذي، أخو نُعَيم، نزل جُرْجَان، وكان خبيرًا بالشروط فقيهًا.
رحل وسمع من البَغَوِي، وابن أبي داود.
محمد بن محمد بن داود بن سعيد [4] أبو بكر، السّجزيّ النّيسابوري العدل.
__________
[1] العبر 2/ 328، مرآة الجنان 2/ 375، الوافي بالوفيات 3/ 347 رقم 1425، الجواهر المضية 2/ 68، الفوائد البهيّة 179، شذرات الذهب 3/ 41، اللباب 3/ 393، 394، سير أعلام النبلاء 16/ 131 رقم 87، النجوم الزاهرة 4/ 69، هدية العارفين 2/ 47.
[2] الهندواني: نسبة إلى محلّة ببلخ يقال لها: باب هندوان، لأنه ينزل فيها الغلمان والجواري الذين يجلبون من الهند.
[3] تاريخ جرجان 415 رقم 733 وأرّخ وفاته بسنة 364 هـ.
[4] في الأصل «وبكر» .(26/298)
سمع بَهَراة: محمد بن مُعَاذ الماليني، وحاتم بن محبوب، ومعدان البَغَوِي، وطبقته، وبنَيْسَابور مؤمّل بن الحسن، وأبا عمرو الحيري، وبجُرْجان أبا نُعَيم، وبالرّيّ عبد الرحمن بن أبي حاتم.
روى عنه الحاكم وقال: كان من خيار التُّجَّار الأَمناء، ما رأينا منه إلّا ما يليق بأهل الصدق.
محمد بن موسى بن فَضَالَةَ [1] بن إبراهيم بن فضالة بن كثير، أبو عمر القُرَشي، مولى عبد العزيز بن مروان بن الحَكَم.
شيخ مُسْنِد، دمشقي.
سمع: أحمد بن أنس، وأبا قُصَيّ الْعُذْرِيَّ، والحسين بن محمد بن جمعة، وحاجب بن أركين، وعبد الرحمن بن القاسم الرّوّاس، ويزيد بن عبد الصمد، والحسن بن الفرج الغزّي، ومحمد بن محمد بن التّياح، وأبا القاسم البَغَوِي لقيه بمكة.
وعنه: تمّام، وأبو نصر بن الجندي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن رزق الله، وجماعة آخرهم محمد بن عبد السلام بن سعدان.
قال أبو محمد الكتّاني: تكلّموا فيه، وتُوُفّي في ربيع الآخر.
محمد بن هاني [2] أبو القاسم وأبو الحسن الأَزْدي الأندلسي. قيل إنّه
__________
[1] العبر 2/ 328، مرآة الجنان 2/ 375، شذرات الذهب 3/ 41، ميزان الاعتدال 4/ 51، سير أعلام النبلاء 16/ 157- 159 رقم 113، لسان الميزان 5/ 400، 401، النجوم الزاهرة 4/ 69.
[2] العبر 2/ 328، مرآة الجنان 2/ 375، البداية والنهاية 11/ 274، الحلّة السّيراء 1/ 304 و 305 و 2/ 391، شذرات الذهب 3/ 41، جذوة المقتبس 96 رقم 157، بغية الملتمس 140 رقم 301، تكملة الصلة 1/ 368، مطمح الأنفس لابن خاقان 74، المطرب من أشعار أهل المغرب لابن دحية 192، نفح الطيب للمقّري 4/ 40، معجم الأدباء 19/ 92، وفيات الأعيان 4/ 421 رقم 668، النجوم الزاهرة 4/ 67، المختصر في أخبار البشر 2/ 112، الإحاطة في أخبار غرناطة 2/ 288- 293، الفلاكة والمفلوكون 102، سير أعلام النبلاء(26/299)
من ذرّية المهلّب بن أبي صُفْرَةَ.
كان أبوه شاعرًا أديبًا، وأمّا هو فحامل لواء الشعر بالأندلس، وُلد بأشبيلية، واشتغل بها، وكان حافظًا لأشعار العرب وأخبارها، اتّصل بصاحب أشبيلية وحظي عنده، فمن شعره:
ولما التقت ألحاظنا ووشاتنا ... وأعلن شقّ [1] الوشي ما الْوَشْيُ كاتمُ
تنفُس أنسيّ من الخِدْر ناشق ... فأسْعِدَ وحْشيّ من السّدر باغمُ [2]
وقلن [3] قطًا سارٍ سمعتُ حَفيفه ... فقلت: قلوب العاشقين الحوائمُ [4]
عَشِيّةَ لا آوي إلى غير ساجع ... ببَينك حتى كلُّ شيءٍ حَمائمُ
وكان مُنْهمِكًا في اللّذّات والمُحرّمات، مُتَّهمًا بدين الفلاسفة، ولقد هَمُّوا بقتّله، فأشار عليه مخدومه بالاخُتفاء، فهرب من الأندلس إلى المغرب، واجتمع بالقائد جوهر فامتدحه، ثم اتّصل بالمعزّ أبي تميم الذي بنى القاهرة، فامتدحه، فوصله، وأنعم عليه، ثم إنّه شرب عند أناسٍ وأصبح مخنوقًا.
وقيل: لم يُعْرَف سبب موته، وهلك في رجب سنة اثنتين وستّين عن نيّفٍ وأربعين سنة.
وله ديوان كبير في المدْح، وقد يفضي به المديح إلى الكُفْر، وليس يلحقه أحد في الشعر من أهل الأندلس، وهو نظير المتنبي.
منصور بن محمد البغدادي [5] المقرئ الحذّاء.
حدّث عن البغوي، وابن أبي داود.
__________
[16] / 131، 132 رقم 88، هدية العارفين 2/ 47.
[1] في الأصل «شوق» ، وفي ديوان ابن هانئ 722: «وأعلن سرّ الوشي» والتصويب من الجذوة والبغية.
[2] في الأصل «ناعم» .
[3] في الديوان وفي جذوة المقتبس والبغية: «قالت» .
[4] في الديوان «أبيات حبل البيت» .
[5] تاريخ بغداد 13/ 84 رقم 7062.(26/300)
قال الخطيب: ثنا عنه أبو الفرج بن سميكة، وسمعت أبا نعيم يوثّقه، ثمّ ورّخ وفاته.
يحيى بْن عَبْد الله بْن محمد [1] ، أبو بَكْر القُرْطُبي المعروف بالمِغيلي [2] .
سمع: محمد بن محمد بن عبد الملك بن أنس، وجماعة. وحجّ وسمع من ابن الأعرابي.
وكان بارعًا في الآداب، بليغًا ذا فنون. والله أعلم.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 190 رقم 1594.
[2] المغيلي: بفتح الميم وكسر الغين المعجمة وبالياء المعجمة باثنتين من تحتها. قال ابن ماكولا 7/ 272: «فهو أبو بكر المغيلي، شاعر أندلسي كان في أيام الحكم المستنصر، مشهور لا يعرف اسمه، قاله لنا الحميدي» . انظر: جذوة المقتبس 392 رقم 924 واللباب 3/ 242.(26/301)
[وَفَيَات] سنة ثلاث وستين وثلاثمائة
أحمد بن محمد بن عبد البرّ [1] ، أبو عثمان التُّجَيْبي القُرْطُبي، يُعرف بابن الكَشْكيناني [2] .
حجّ وسمع أبا سعيد بن الأعرابي ورجع، وتُوُفّي في شوّال.
أحمد بن علي بن إبراهيم النّرسي البغدادي. تُوُفّي بالرملة وله إحَدى وثمانون سنة.
إبراهيم بن سليمان بن عدّي الشافعي العسكري المصري. تُوُفّي في رجب.
سمع أبا عبد الرحمن النَّسَائي.
إسماعيل بن محمد بن علان الخَوْلاني المصري المؤدّب.
يروي عن النّسائي، والحسن بن غُلَيْب.
أصبغ بن قاسم بن أصبغ [3] ، أبو القاسم، من أهل إستجة [4] .
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 49 رقم 163.
[2] الكشكيناني: بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة بثلاث وكسر الكاف الثانية ونون مفتوحة وآخرها نون. نسبة إلى كشكينان قرية بنواحي قرطبة (معجم البلدان) .
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 80 رقم 255، لسان الميزان 1/ 460 رقم 1420.
[4] إستجة: بالكسر ثم السكون، وكسر التاء فوقها نقطتان، وجيم وهاء، اسم لكورة بالأندلس(26/303)
سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الحباب، وحج فسمع من أبي جعفر العُقَيْلي، وابن الأعرابي، وسمع صحيح البخاري من صالح بن محمد الأصبهاني، عن إبراهيم بن معقل النّسَفي.
ولي قضاء إسْتِجَة، فأساء السّيرة وشَكَوه. وكان جسيمًا وسيمًا.
تُوُفّي في رمضان.
ثابت بن سِنان [1] بن ثابت بن قُرّة، أبو الحسن الحَرّاني الأصل الصّابي، ثم البغدادي.
كان يلحق بأبيه في صناعة الطّبّ، وصنّف تاريخًا كبيرًا [2] على الحوادث والوقائع التي تمّت في زمانه، وخدم بالطبّ الراضي باللَّه وجماعة من الخُلَفاء قبله.
وقال في تاريخه: لما سُلَّم أبو علي بن مُقْلَة [3] إلى الوزير عبد الرحمن بن عيسى، من جهة الراضي باللَّه، في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة حمله إلى داره، ثم ضُرب ابن مُقْلَة بالمَقَارع في دار عبد الرحمن، وأُخذ خطه بألف دينار، وأنّه أُدْخِل عليه ليفصده فذكر من خبره فصلًا.
وتُوُفّي إبراهيم بن سِنان [4] أخو ثابت في أول خمس وثلاثين وثلاثمائة،
__________
[ () ] متّصلة بأعمال ريّة بين القبلة والمغرب من قرطبة. (معجم البلدان 1/ 174) .
[1] في الأصل «شعبان» والتصحيح من: العبر 2/ 330، شذرات الذهب 3/ 44، عيون الأنباء 1/ 224- 226، معجم الأدباء 7/ 142- 145، تاريخ الحكماء 109- 111، الكامل في التاريخ 8/ 221، الوافي بالوفيات 10/ 463 رقم 4969، طبقات الأطباء لابن جلجل 80، الفهرست 302، طبقات الأمم لصاعد 37، النجوم الزاهرة 4/ 111 وفيه وفاته سنة 365 هـ. وكذلك في تكملة تاريخ الطبري 1/ 228، أخبار الزمان 67.
[2] في الأصل «كثيرا» .
[3] هو: محمد بن علي بن الحسين بن مقلة. أديب، شاعر، حسن الخطّ، استوزره القاهر باللَّه، ثم سجنه. مات في السجن سنة 328 هـ. (الفهرست 1/ 168) .
[4] الفهرست 1/ 272، عيون الأنباء 1/ 226، تاريخ الحكماء 58، 59، كشف الظنون 1396، 1420، 1436، معجم المصنّفين 3/ 154- 156، الأعلام 1/ 36، معجم المؤلّفين 1/ 36.(26/304)
ولم يستكمل أربعين سنة، وكان من الأذكياء البارعين في صناعة الطّبّ كأخيه وأبيه.
الحارث بن سعيد بن حمدان [1] ، أبو فراس الشاعر المشهور الأمير، وقد ذكرناه في سنة سبعٍ وخمسين.
وأمّا ابن الْجَوْزي فقال في «المنتظم» : تُوُفّي هذا في سنة ثلاثٍ وستّين، ثم ذكر أنّه قُتِل وما بلغ الأربعين، وأنّ سيف الدولة رثاه.
قلت: هذا متناقض، فمن شعره:
المَرْءُ نُصْبَ مصائبَ لا تنقضي ... حتى يُوارَى جسمُه في رمسه
فمؤجّل يَلْقَى الرّدَى في غيره [2] ... ومُعَجّل يَلْقَى الرَّدَى في نفسِهِ [3]
وله:
مرام الهَوَى صَعْبٌ وسَهْلُ الهَوَى وَعْرُ ... وأوعر [4] ما حاولته الحبّ والصّبْرُ
أواعدني بالوعد والموتُ دونَهُ ... إذا متّ عطشانًا فلا نزل القَطْرُ
بدوت وأهلي حاضرون لأنّني ... أرى أنّ دارًا [5] لست من أهلها نَفْرُ
وما حاجتي في المال أبغي وُفُورَهُ ... إذا لم يفْر عرض فلا وفَرَ الوَفْرُ
وقال أصحابي [6] الفِرارُ أو الرّدَى ... فقلت: هما أمران أحلاهُما مرّ
__________
[1] المنتظم 7/ 68 رقم 93، البداية والنهاية 11/ 278، 279، يتيمة الدهر 1/ 28، تهذيب ابن عساكر 3/ 439، زبدة الحلب 1/ 157، وفيات الأعيان 2/ 58، مرآة الجنان 2/ 369، شذرات الذهب 3/ 24، كشف الظنون 773، أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 44، الوافي بالوفيات 11/ 261 رقم 385، الأعلام 2/ 156، معجم المؤلفين 3/ 175، المختصر في أخبار البشر 2/ 108، 109، سير أعلام النبلاء 16/ 196، 197 رقم 136، العبر 2/ 294، 295، دول الإسلام 1/ 219، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 103- 106، فوات الوفيات 1/ 353- 357، النجوم 3/ 333.
[2] وقيل: «في أهله» .
[3] البيتان في: يتيمة الدهر 1/ 46، والمنتظم 7/ 69.
[4] في المنتظم «وأعسر» .
[5] في المنتظم «الدار دارا» .
[6] في المنتظم «أصيحابي» .(26/305)
سيذكرني قومي إذا جَدّ جِدُّها ... وفي الليلة [1] الظَّلْماء يُفْتَقَد البدْرُ
ولو سَدَّ غيري ما سَدَدْتُ اكتفوا به ... وما كان يغلو التِّبْرُ لو نَفَق الصُّفْرُ
ونحن أُناسٌ لا تَوَسُّط عندنا ... الصَّدْرُ دون العالمين أو القبْرُ
تهون علينا في المعالي نفوسُنا ... ومن خَطَبَ الحسناءَ لم يغلها مَهْرُ [2]
جُمَحُ بن القاسم بن عبد الوهاب [3] ، أبو العبّاس الْجُمَحي المؤذّن، دمشقيّ محدّث، يُعرف قديمًا بابن أبي الحواجب.
روى عن: عبد الرحمن بن الرَّواس، وأبي قُصَيّ إسماعيل العُذْري، وإبراهيم بن دُحَيْم، وأحمد بن بِشْر الصُّوري، ومحمد بن العبّاس بن الدَّرَفْس، وطبقتهم.
روى عنه: أبو عبد الله بن مَنْده، وتمّام بن عبد الوهاب المَيْداني، ومحمد بن عوف المزني، ومحمد بن عبد السلام.
وكان ثقة نبيلًا.
الحسن بن موسى بن بُنْدار [4] ، أبو محمد الدَّيْلمي.
حدّث ببغداد عن: أحمد بن محمد بن سليمان المالكي، وأحمد بن الحسين صاحب البَصْرى.
وعنه البَرْقَاني وغيره. وكان ثَبْتًا حافظًا. حدّث في هذه السنة.
حمزة بن أحمد بن مخْلَد [5] البغدادي القطّان.
سمع: أبا شعيب الحراني، وموسى بن هارون.
__________
[1] في المنتظم «الظلمة» .
[2] الأبيات في: المنتظم 7/ 70.
[3] العبر 2/ 330، تهذيب ابن عساكر 3/ 394، شذرات الذهب 3/ 45، تاريخ التراث العربيّ 1/ 321، سير أعلام النبلاء 16/ 77 رقم 58.
[4] تاريخ بغداد 7/ 430 رقم 4003.
[5] تاريخ بغداد 8/ 183 رقم 4308.(26/306)
وعنه: البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير.
حدّث في هذه السنة.
صدوق.
سِيدابيْه بن داود [1] ، أبو الأصبغ المرشاني الأندلُسي.
سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الحُباب.
وكان شيخًا صالحًا موصوفًا بالفقه، وحدّث.
العبّاس بن الحسين بن الفضل [2] الشّيرازي. وَزَرَ لعزّ الدولة بخُتَيَار بن مُعِزّ الدّولة، وكان ظالمًا جبّارًا، فقبض عليه ثم قتله في حبْسه، وله تسعٌ وخمسون سنة.
عبد الله بن عديّ [3] أبو عبد الرحمن الصَّابوني.
تُوُفّي ببُخَارى في ذي الحجّة.
مشى في الرّدّ على أبي حاتم بن حبّانِ فيما تأَوَّل من الصِّفات.
أخذ عن يحيى بن عمّار وغيره.
روى عنه ابن خُزَيْمة وطبقتهم.
عبد الحميد بن أحمد بن عيسى. سمع [4] النّسائي، وتُوُفّي في شعبان.
عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أُسَيد، أبو بكر المدني المعدّل.
روى عن: محمد بن نُصَيْر، وزكريّا السّاجي.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 193 رقم 580، الوافي بالوفيات 16/ 63، 64 رقم 85.
[2] المنتظم 7/ 73 رقم 96، البداية والنهاية 11/ 278، الوافي بالوفيات 16/ 659 رقم 709 وأخباره في تجارب الأمم 2/ 181 و 185 و 186 و 235- 237 و 240- 242 و 245- 247 و 259 و 260 و 292- 293 و 306- 313، وفي الكامل في التاريخ- الجزء 8 (راجع فهرس الأعلام) ، سير أعلام النبلاء 16/ 222، 223 رقم 156 وص 309 (دون رقم) ، النجوم الزاهرة 4/ 68، 69.
[3] الوافي بالوفيات 17/ 318 رقم 270.
[4] في الأصل «جمع» .(26/307)
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم، وغيرهما.
تُوُفّي في سلْخ ذي القعدة.
عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر [1] ، أبو القاسم الزَّيدي البغدادي.
ذكره ابن أبي الفوارس فقال: كان له مذهب خبيث، ولم يكن في الرّواية بذاك. سمعت منه أجزاء فيها أحاديث رَدِيّة.
قلت: يُعرف بابن البقّال، حدّث عن: الباغَنْدي، وعلي بن العبّاس المقانعي.
قال التّنوخي: كان من متكلّمي الشّيعة، له مُصَنَّفات على مذهب الزَّيدِيّة، يجمع حديثًا كثيرًا، وله أخٌ شاعر مشهور.
عبد العزيز بن جعفر بن أحمد [2] بن يزداد، أبو بكر الفقيه الحنبلي، غلام الخلال شيخ الحنابلة وعالمهم المشهور.
تفقّه بأستاذه أبي بكر الخلال، وسمع من عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما قيل، وسمع من محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وموسى بن هارون، والحسين بن عبد الله الخَرْقي، وأحمد بن محمد بن الْجَعْد الوشّاء، وأبي خليفة الفضل بن الحُبَاب، وجعفر الفِرْيابي، وجماعة.
وعنه: الْجُنْيد الخطبي، وبِشْرى الفاتني، وغيرهما. وتفقّه عليه أبو عبد الله بن بُطَّة، وأبو إسحاق بن شاقْلا، وأبو حفص العُكْبُري، وأبو الحسن التميمي، وأبو حفص البَرْمكي، وأبو عبد الله بن حامد.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 458 رقم 5627، لسان الميزان 4/ 25 رقم 67.
[2] طبقات الفقهاء 172، طبقات الحنابلة 2/ 119، العبر 2/ 330، المنتظم 7/ 71 رقم 94 وفيه: «عبد العزيز بن أحمد بن جعفر بن يزداد» ، تاريخ بغداد 10/ 459، 460 رقم 5628، البداية والنهاية 11/ 278، الكامل في التاريخ 8/ 647، شذرات الذهب 3/ 45، النجوم الزاهرة 4/ 105، طبقات المفسرين 1/ 306 رقم 286، دول الإسلام 1/ 224، الأعلام 4/ 139، معجم المؤلفين 5/ 244، تاريخ التراث العربيّ 2/ 216 رقم 13، سير أعلام النبلاء 16/ 143- 145 رقم 102، هدية العارفين 1/ 577.(26/308)
وكان كبير القدْر، صحيح النقل، بارعًا في نقل مذهبهِ.
قال أبو حفص البرمكي: سمعت أبا بكر عبد العزيز يقول: سمع منّي شيخنا أبو بكر الخلال نحو عشرين مسألة وأثبتها في كتابه.
وقال أبو يَعْلَى القاضي [1] : كان لأبي بكر عبد العزيز مصنّفات حَسنة منها «المقنع» وهو نحو مائة جزء، وكتاب «الشّافي» نحو ثمانين جزءًا، وكتاب «زاد المسافر» وكتاب «الخلاف مع الشافعي» وكتاب «مختصر السنة» .
تُوُفّي في شوّال سنة ثلاثٍ وستين، وله ثمانٍ وسبعون سنة في [سن] [2] شيخه الخلال، وسنّ شيخه المَرْوَزي، وسنّ أحمد بن حنبل.
ورُوي عنه أنّه قال في مرضه: أنا عندكم إلى يوم الجمعة، فمات يوم الجمعة، رحمه الله تعالى. ويُذكَر عنه زُهْدُ وقُنُوع.
وقد ذكر أبو يَعْلَى أنّه كان مُعَظّمًا في النُّفُوس، متقدّمًا عند الدولة، بارعًا في مذهب أحمد.
أَنْبَأَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ الْبَالِسِيِّ، أنا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْجُنَيْدِ الْخُطَبِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ، نا عَلِيُّ بْنُ طَيْفُورٍ، نا قُتَيْبَةُ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآَنَ وَعَلَّمَهُ» [3] . علي بن عبد الله بن الفضل [4] البغدادي، أبو الحسين.
حدّث بمصر عن: جعفر الفريابي، وأبي خليفة.
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 119.
[2] إضافة على الأصل.
[3] أخرجه البخاري والترمذي وأبو داود. وفي أخرى للبخاريّ «أو علّمه» . رواه البخاري 9/ 66 و 67 في فضائل القرآن، باب: خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه، وأبو داود رقم 1452 في الصلاة، باب في ثواب قراءة القرآن، والترمذي رقم 2909 و 2910 في ثواب القرآن، باب: ما جاء في تعليم القرآن.
[4] تاريخ بغداد 12/ 6 رقم 6360.(26/309)
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وعبد الغني الأزدي.
عيسى بن موسى بن أبي محمد [1] بن المتوكّل على الله، أبو الفضل الهاشمي العبّاسي.
سمع: محمد بن خَلَف بن المَرْزُبان، وأبا بكر بن أبي داود، وجماعة.
وعنه: أبو علي بن شاذان.
قال الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا. حدّثني الأزهري أنّ أبا الفضل لازم ابنَ أبي داود في سماع الحديث نيّفًا وعشرين سنة، ووُلد سنة ثمانين ومائتين، وأوّل سماعه من أبي بكر سنة تسعين.
غالب بن عبد الله بن موسى بن قليج، أبو بكر البزّاز، مصري.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
محمد بن أحمد بن سهل [2] بن نصر، أبو بكر الرَّمْلي الشهيد المعروف بابن النّابلسي.
حدّث عن: سعيد بن هاشم الطبراني، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة، ومحمد بن أحمد بن شيبان الرّملي.
وعنه: تمّام الرّازي، والدار الدّارقطنيّ، وعبد الوهاب المَيْداني، وعلي بن عمر الحلبي، وغيرهم.
قال أبو ذرّ الهَرَوي: سجنه بنو عُبَيْد وصلبوه على السنة. سمعت الدَارقُطْنيّ يذكره ويبكي ويقول: كان يقول وهو يُسْلخُ: كان ذلك في الكتاب مَسْطُورًا.
وقال أبو الفرج بن الْجَوْزي: أقام جوهر لأبي تميم صاحب مصر الزّاهد أبا بكر النّابلسي، وكان ينزل الأكواخ من الشّام، فقال: بلغنا أنَّك قلت: إذا
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 178 رقم 5889، المنتظم 7/ 74 رقم 97.
[2] العبر 2/ 330، مرآة الجنان 2/ 379، شذرات الذهب 3/ 46، دول الإسلام 1/ 224، النجوم الزاهرة 4/ 106، المحمّدون من الشعراء 117، سير أعلام النبلاء 16/ 148- 150 رقم 105، الوافي بالوفيات 2/ 44، 45، حسن المحاضرة 1/ 515.(26/310)
كان مع الرجل عشرة أسهم وَجَبَ أنْ يرمي في الرُّوم سهمًا وفينا سبعة، فقال:
ما قلت هكذا، فظنّ أنّه يرجع عن قوله، فقال: كيف قلت؟ قال: قلت: إذا كان معه عشرة وَجَب أن يرميكم بتسعة، ويرمي العاشر فيكم أيضًا، فإنّكم قد غيّرتم الملّة، وقتلتم الصالحين، وادَّعيْتم أمور الإلهيّة، فشهّره ثم ضربه، ثم أمر يهوديًا بسَلْخه.
وقال هبة [الله] بن الأكفاني: سنة ثلاثٍ وستين تُوُفّي العبد الصالح الزاهد أبو بكر بن النّابلسي، كان يرى قتال المغاربة يعني بني عُبَيْد، وكان قد هرب من الرَّمْلَة إلى دمشق، فقبض عليه متولّيها أبو محمود الكُتامي [1] ، وحبسه في رمضان، وجعله في قفص خشب، وأرسله إلى مصر، فلما وصلها قالوا له: أنت الذي قلت: لو أنّ معي عشرة أسهم لرميت تسعةً في المغاربة وواحدًا في الرّوم، فاعترف بذلك، فأمر أبو تميم بسلْخه فسُلخ، وحُشِي جلْده تبنًا، وصُلب.
وقال معمر بن أحمد بن زياد الصّوفي: إنّما حياة السنة بعلماء أهلها والقائمين بنُصرة الدّين، لا يخافون غير الله، ولو لم يكن من غُرْبة السنة إلّا ما كان من أمر أبي بكر النّابلسي لمّا ظهر المغربيّ بالشام واستولى عليها، فأظهر الدّعِوة إلى نفسه، قال: لو كان في يدي عشرة أسهم كنت أرمي واحدًا إلى الروم وإلى هذا الطاغي تسعة، فبلغ المغربيَّ مقالتُهُ، فدعاه وسأله، فقال: قد قلت ذلك لأنّك فعلتَ وفعلت، فأخبرني الثّقة أنّه سُلِخ من مفرِق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ العَضُدَ، فرحِمَهُ السّلاخ، فوكز السّكَين في موضع القلب، فقضى عليه. وأخبرني الثّقة أنّه كان إمامًا في الحديث والفقه، صائم الدّهر، كبير الصَّوْلة عند الخاصّة والعامّة، ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن، فغلب المغربي بالشام وأظهر المذهب الرّديء، ودعا إليه، وأبطل التراويح وصلاة الضُّحَى، وأمر بالقنوت في الظّهر بالمساجد.
__________
[1] في الأصل «الكداني» .(26/311)
وقُتل النابلسيّ في سنة ثلاثٍ وستين، وكان نبيلًا جليلًا، رئيس الرملة، هرب إلى دمشق فأخذ منها، وبمصر سُلخ.
وقيل: إنّه لما أُدخِل مصر، قال له بعض الأشراف ممّن يعانده:
الحمد للَّه على سلامتك، فقال: الحمد للَّه على سلامة ديني وسلامة دُنياك.
قلت: كانت محنة هؤلاء عظيمة على المسلمين، ولما استولوا على الشام هرب الصُّلحاء والفقراء من بيت المقدس، فأقام الزاهد أبو الفرج الطَّرَسُوسي بالأقصى، فخوّفوه منهم، فبيّت، فدخلت المغاربة وغَشَوْا به، وقالوا: العن كيت وكيت، وسمّوا الصحابة، وهو يقول: لا إله إلا الله، سائر نهاره، وكفاه الله شرّهم.
وذكر ابن الشَّعشاع المصري إنّه رآه في النّوم بعد ما قُتِل. وهو في أحسن هيئة. قال: فقلت: ما فعل الله بك؟ قال:
حباني مالكي بدوام عِزٍّ ... وواعدني بقرب الانتصارٍ
وقرّبني وأدْناني إليه ... وقال: انْعَمْ بعَيْش في جِوَارِي [1]
محمد بن أحمد بن عيسى [2] ، أبو بكر القُمّي.
سمع: أبا عَرُوبة الحرّاني، ومحمد بن قُتَيْبة العسقلاني.
سمع منه في هذا العام السَّكن [3] بن جميع بصيداء.
محمد بن إسحاق بن مُطَرّف [4] ، أبو عبد الله الأندلسي الإسْتِجِي [5] .
سمع من: عُبَيْد الله بن يحيى بن محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد.
__________
[1] الوافي بالوفيات 2/ 45.
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 36/ 367.
[3] هو أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المعروف بالسكن. توفي سنة 436 هـ.
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 73 رقم 1307، الوافي بالوفيات 2/ 196 رقم 567، بغية الوعاة 21.
[5] الإستجي: نسبة إلى إستجة: كورة بالأندلس.(26/312)
وكان شاعرًا عالمًا باللغة والعربية. روى عنه [1] : إسماعيل وغيره.
مات في شوّال.
محمد بن الحسين بن إبراهيم [2] بن عاصم أبو الحسن الآبرّي [3] ثم السّجسْتاني.
رحل وطَوّف، وسمع: أبا العبّاس بن السّرّاج، وابن خُزَيْمة، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبا عَرُوبة الحّراني، ومحمد بن يوسف الهَرَوي، وزكريّا بن أحمد البلْخي، ومكحولًا البيروتي، وهذه الطبقة.
يروي عنه: علي بن بشري، ويحيى بن عمار السجستانيان.
وصنف كتابا كبيرا في مناقب الشافعي.
وآبر من قرى سجسْتان. تُوُفّي في شهر رجب.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العبّاس، أبو الحسين الشيرازي اللالكائي.
ثقة. يروي عن حمّاد بن مدرك، وغيره.
محمد بن علي بن حسين، أبو بكر بن الفأفاء الرّازي، قاضي الدّيَنَور.
حدّث بهَمَذَان سنة ثلاثٍ وستّين بكتاب «الْجَرْح والتَّعديل» عن ابن أبي [4] حاتم، ويروي عن جماعة.
روى عنه الكتاب: أبو طاهر بن سلمة، وابن فنجويه، وابن تركان، وغيرهم.
__________
[1] في الأصل «عن» .
[2] الإكمال 1/ 123، الأنساب 13 أ، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 37/ 392 و 393، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 149 و 150، العبر 2/ 330، شذرات الذهب 3/ 46، تذكرة الحفاظ 2/ 954، 955 رقم 899، المشتبه في أسماء الرجال 1/ 3، معجم البلدان 1/ 49، سير أعلام النبلاء 16/ 299- 301 رقم 210، طبقات الحفاظ 383، هدية العارفين 2/ 48، موسوعة علماء المسلمين 45/ 160، 161 رقم 1380.
[3] الآبري: بفتح الألف الممدودة وضم الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء المهملة. هذه النسبة إلى آبر. وهي قرية من قرى سجستان. (اللباب 1/ 17) .
[4] في الأصل «أبي هاني» .(26/313)
محمد بن الحسين [1] ، أبو العبّاس بن السّمسار الدّمشقي الحافظ، أخو أبي الحسن علي.
سمع: أحمد بن عُمَير بن جَوْصا، ومحمد بن خُزَيم، وعلي بن محمد بن كاس، وأبا [2] الْجَهْم بن طِلاب، وأبا [2] الدّحْداح أحمد بن محمد، وعبد الله بن السّريّ الحمصي الحافظ، [وسمع] [3] ببغداد من المحاملي، ومحمد بن أحمد بن مخلد.
وعنه: أخوه أبو الحسن، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن عَوْف المُزَني، وجماعة.
قال المَيْدَاني: تُوُفّي في شهر رمضان.
وقال أبو محمد الكتّاني: كان ثقة نبيلًا حافظًا، كتب القناطير، وحدّث باليسير، وقد سمع أيضًا بمصر. مات عن بضْعٍ وستّين سنة.
مروان بن عبد الملك القُرْطُبي [4] الزّاهد.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن [5] ، وأحمد بن بِشْر، وحجّ فسمع من محمد بن الصّمُوت بمصر.
وكان زاهدا عابدا خيّرا. توفّي في ربيع الآخر.
المُظَفَّر بن حاجب [6] أرَّكين، أبو القاسم الفَرغاني.
روى عن: أبي يَعْلَى الموصلي، وإسماعيل بن قيراط، ومحمد بن
__________
[1] في الأصل «موسى بن الحسين» ، والتصويب من العبر 2/ 331، ومرآة الجنان 2/ 379، وشذرات الذهب 3/ 47، والوافي بالوفيات 5/ 86 رقم 2089، تذكرة الحفاظ 3/ 984 رقم 918.
[2] في الأصل «أبي» .
[3] إضافة على الأصل.
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 124 و 125 رقم 1418.
[5] في الأصل «سمع محمد بن عبد الملك القُرْطُبي سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن» .
[6] العبر 2/ 331، شذرات الذهب 3/ 47 وفي الأصل «المظفر ابن مالكين» .(26/314)
يزيد بن عبد الصّمد، وأبي عبد الرحمن النّسائي، وجعفر الفِرْيابي.
رحل [به] أبوه واعتنى به.
روى عنه تمّام الرّازي، وأبو نصر بن هارون، وأبو نصر بن الجندي، وآخرون.
حدّث في هذا العام.
قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عُذَيْرٍ، أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ حُضُورًا أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْمُسْلِمِ، أَخْبَرَهُمْ فِي سنة سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى السِّمْسَارُ، أنا الْمُظَفَّرُ بْنُ حَاجِبٍ، أنا محمد بْنُ يَزِيدَ، ثنا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النُّصَيْبِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَكَلَ لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلاثَ فَبَدَأَ بِالْوُسْطَى، ثُمَّ الَّتِي تَلِيهَا، ثُمَّ الإِبْهَامِ» [1] . نافع بن عبد الله [2] ، أبو صالح الخادم، مولى القاضي عبد الله بن محمد ابن عمر الأصبهاني.
يروي عن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَبْد الكريم الرّازي.
وعنه أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.
وقال أبو نُعَيم: كان يصوم النّهار، ويقوم اللّيْل، ويتصدّق بِمُغَلّه، ويقتصر في فِطْرِهِ على ما يُطْلِق له مولاه.
تُوُفّي سنة اثنتين أو ثلاثٍ وستّين.
النُّعْمان بن محمد بن منصور [3] ، أبو حنيفة المقرئ القاضي.
__________
[1] أخرجه مسلم في الأشربة 136 وأبو داود في الأطعمة 49 والترمذي في الأطعمة 11 وأحمد بن حنبل في المسند 3/ 290 و 454.
[2] ذكر أخبار أصبهان 2/ 327.
[3] كتاب الولاة والقضاة 586، 587، رفع الإصر 136، العبر 2/ 331 وانظر عنه كتابه «رسالة افتتاح الدعوة» الّذي نشرته وداد القاضي ببيروت 1970، أما عن مؤلّفاته فانظر مقدّمة كتابه «دعائم الإسلام» الّذي طبع منه الجزء الأول في مصر سنة 1951، مرآة الجنان 2/ 379،(26/315)
قال المسبّحي في «تاريخ مصر» [1] : كان من أهل الفقه والدّين والنُّبل، وله كتاب «أصول المذاهب» .
قال غيره: كان المتخلّف [2] مالكيا، ثم تحوّل إلى مذهب الشّيعة لأجل الرئاسة، ودَاخَل بني عُبَيْد، وصنّف لهم كتاب «ابتداء الدعوة» ، وكتابًا في الفقه، وكُتُبًا كثيرة في أقوال القوم، وجمع في المناقب والمثالب، وردّ على الأئمة، وتصانيفة تدلّ على زَنْدَقَتِه وانْسِلاخه مِن الدّين، وأنّه منافق، نافَقَ القوم، كما ورد أنّ مغربيًّا جاء إليه فقال: قد عزم الخادم على الدّخول في الدّعوة، فقال: ما يحملك على ذلك؟ قال: الذي حمل سيّدنا. قال: يا ولدي نحن أدخلنا في هواهم حَلْواهم، فأنت لماذا تدخل؟.
وللنُّعْمان كتاب «دعائم الإسلام» ثلاثون مجلَّدًا في مذهب القوم، ومنها «شرح الآثار» خمسون مجلّدًا، وغير ذلك. وكان ملازمًا للمعزّ أبي تميم، وولي القضاء له على مملكته، وقدم مصر معه من الغرب.
وتُوُفّي بمصر في رجب سنة ثلاثٍ وستّين، فأشرك المُعِزّ في القضاء بين ولده أبي الحسن علي، وبين الذُّهْلي أبي الطّاهر، فلما عجز الذُّهْلي وشاخ، استقل أبو الحسن بالقضاء، واستناب أخاه أبا عبد الله.
وكان أبو الحسن شاعرًا مُحْسِنًا.
يَعْلَى بن موسى البربري الصُّوفي الزّاهد.
وكان من سادات المغاربة. رأى ربَّ العِزَّةِ في المنام.
تُوُفّي في هذه السنة.
__________
[380،) ] طبقات المفسرين للداوديّ 2/ 346 رقم 660، لسان الميزان 6/ 167، وفيات الأعيان 5/ 48، دول الإسلام 1/ 224، النجوم الزاهرة 4/ 106، 107، اتعاظ الحنفا 1/ 149، سير أعلام النبلاء 16/ 150، 151 رقم 106، شذرات الذهب 3/ 47، روضات الجنات 2/ 219، 220، هدية العارفين 2/ 495، عيون الأخبار وفنون الآثار 200 وله أخبار كثيرة في «المجالس والمسايرات» من تأليفه، وتاريخ الأنطاكي.
[1] هو في حكم المفقود، نشر وليم ميلورد جزءا منه بعنوان «أخبار مصر في سنتين (414- 415 هـ.) طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب 1980.
[2] هكذا في الأصل، ولعلّه أراد «المتحنّف» .(26/316)
[وَفَيَات] سنة أربع وستّين وثلاثمائة
أحمد بن عبيد الله بن محمود [1] بن شابور، أبو العبّاس الأصبهاني الفقيه المغربي، ولقبه خَرْطَبة.
كتب الكثير بأصبهان والرّيّ، وحدّث عن: عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، ومحمد بن إبراهيم بن زياد، وجماعة.
أحمد بن القاسم بن عُبَيْد الله [2] بن مهدي، أبو الفرج بن الخشّاب البغدادي الحافظ، نزيل ثغر طَرَسُوس.
حدّث بدمشق عن: محمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن جرير، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والبَغَوِي، ومحمد بن الرَّبيع الجيزي، وأبي جعفر الطّحاوي، وجماعة.
وعنه: تمّام، وعبد الوهاب المدائني، وبقاء الخَوْلاني، ومحمد بن عَوْف المزيّن، ومكّي بن الغَمْر.
وتُوُفّي في صفر سنة أربع.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 1/ 158.
[2] تاريخ بغداد 4/ 353 رقم 2200، تهذيب ابن عساكر 1/ 439، شذرات الذهب 1/ 48، الوافي بالوفيات 7/ 292 رقم 3276، سير أعلام النبلاء 16/ 151 رقم 107.(26/317)
قال ابن النَّقُّور: ثنا عيسى بن الوزير، كتب إليّ أحمد بن القاسم بن الخشّاب قال: سمعت أبا جعفر أحمد بن محمد بن سلامة قال: سمعت محمد بن أبي عمران يقول: قال هلال الرّائي: أَوْثَقُ المَوَدَّات ما كان في الله عزَّ وجلّ.
أحمد بن القاسم بن يوسف [1] بن فارس الميانَجي، أخو القاضي يوسف.
يروي عن: إبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني [2] ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن عبد الله بن مبشّر، وعثمان بن محمد الذَّهبي، وجماعة.
وعنه: ابنه صالح، وحمزة الأطْرَابُلُسي، وحمزة بن محمد البَعْلَبكّي، وأبو الحسن علي بن موسى بن السّمسار.
وعاش إلى سنة أربعٍ وستّين وانقطع خبره.
أحمد بْن محمد بْن إِسْحَاق [3] بْن إبراهيم بْن أسباط مولى جعفر ابن أَبِي طالب، أبو بكر بن السُّنّي الدَّينَوَري الحافظ.
سمع: أبا عبد الرحمن النّسَائي، وعمر بن أبي غيلان البغدادي، وأبا خليفة زكريّا السّاجي، وأبا يعقوب المَنْجَنِيقي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عروبة، وجماهر بن محمد الزَّمْلَكَاني، وطبقتهم بمصر والشّام والعراق والجزيرة.
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 155- 157، تهذيب ابن عساكر 1/ 439، موسوعة علماء المسلمين 1/ 374 رقم 186.
[2] الهسنجاني: بكسر الهاء والسين المهملة وسكون النون وفتح الجيم.. نسبة إلى قرية الريّ يقال لها هسنكان. (اللباب 3/ 388) .
[3] العبر 2/ 332، 333، مرآة الجنان 2/ 380، شذرات الذهب 3/ 47، تذكرة الحفّاظ 3/ 939 رقم 792، تهذيب ابن عساكر 1/ 451، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 96، الوافي بالوفيات 7/ 362 رقم 3353، دول الإسلام 1/ 225، المشتبه 374، الإعلان بالتوبيخ 141، كشف الظنون 1451، معجم المؤلفين 2/ 80، تاريخ التراث العربيّ 1/ 321.(26/318)
وعنه: أبو علي حمد [1] بن عبد الله الأصبهاني، ومحمد بن علي العلوي، وعلي بن محمد عمر الأسْدَابادي، وأحمد بن الحسين الكسّار [2] .
وقال القاضي أبو زُرْعَة رَوْح سِبْط ابن السّنّي: سمعت عمّي علي بن أحمد بن محمد يقول: كان أبي رحمه الله يكتب الحديث، فوضع القلم في أنبوبة المحبرة، ورفع يديه يدعو الله تعالى، فمات رحمه الله، وذلك في آخر سنة أربع وستيّن.
قلت: كان دَيِّنًا خيَّرًا، صنّف في القناعة [3] ، وفي عمل يومٍ وليلة [4] ، وغير ذلك، واختصر «سُنَنَ النَّسَائي» ، وعاش بِضْعًا وثمانين سنة.
أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو حامد النَّيْسَابُوري الواعظ المقرئ، رجل فاضل عالم.
ذكره الحاكم فقال: كان يُعْطي كلَّ نوع من أنواع العلوم حقَّه، وكتب الحديث الكثير، ولم يحدّث تَوَرُّعًا، ولزم مسجده ثلاثين سنة، وكانت شمائله تشبه شمائل السَّلَف.
سمع: عبد الله بن شِيرَوَيْه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن خُزَيْمَة، والسَرّاج.
وله مصنَّفات تدلّ على كماله. تُوُفّي في شوّال، وله ستًّ وسبعون سنة. ولم يحدّث قطّ. فقال: روى عنه الحاكم حكاية.
أحمد بن محمد بن أيّوب [5] أبو بكر الفارسيّ الواعظ المفسّر، نزيل نيسابور.
__________
[1] في الأصل «حمدين» والتصويب من التذكرة.
[2] في الأصل «الكسا» .
[3] منه نسخة خطيّة بالمكتبة الظاهرية ضمن مجموع رقم 28/ 10 (233 أ- 243 ب) .
[4] طبع في حيدرآباد سنة 1315 و 1358 هـ. ومنه نسخ مخطوطة كثيرة في برلين وإسطنبول وبنكيبور ورامبورا. (راجع أرقامها في تاريخ التراث العربيّ 1/ 322) .
[5] طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 70 رقم 64، طبقات المفسّرين للسيوطي 5، الوافي بالوفيات 7/ 362 رقم 3354.(26/319)
كان له أتْباع ومُريدون. وعظ ببخارى، وخاف الحنفيّة من تغلُّبه عليهم. كان يحضر مجلسه نحو عشرة آلاف.
كتب عنه أبو عبد الله الحاكم.
أحمد بن محمد بن فَرْجُون [1] ، أبو القاسم الأندلُسي.
سمع: عُبَيْد الله بن يحيى، وأيّوب بن سليمان، وطاهر بن عبد العزيز.
وحدّث، وكان ضابطًا، وفيه لين.
أحمد بن محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرْجِسِيّ [2] النَّيْسَابُوري، أبو الحسن. من بيت عِلْمٍ ورواية، وكان رجلًا صالحًا.
روى عن: جدّه، وابن عَمْرو، وأحمد بن محمد الجيزي.
وعنه الحاكم.
أحمد بن مسلم بن شُعَيب، أبو العبّاس المَدِيني الأديب.
سمع على: سعيد العسكري، ومحمد بن جرير الطَّبَرِي.
وعنه: ابن أبي علي، وأبو نُعَيم.
أحمد بن هلال بن زيد، أبو عمر الأندلسي العّطار.
رحل، وسمع من محمد بن الرّبيع الْجِيزي، وغيره. وكان حافظًا للشروط، مُتْقِنًا عارفًا بقَوْل مالك.
أحمد بن يوسف، أبو حامد الإسْكاف النَّيْسَابُوري الأشقر. أحد الزُّهاد.
صَحِب أبا عثمان الحِيري، ورأى ابن أبي عطاء، والجريري، وصحِب أبا عمر الدّمشقي وجماعة. وله سياحة وأحوال وكلام نافع. أخرج في آخر
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 46 رقم 149.
[2] الماسرجسي: بفتح الميم والسين المهملة وسكون الراء وكسر الجيم والسين الثانية. نسبة إلى ماسرجس، وهو اسم لجدّ أبي علي الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابورىّ الماسرجسي، كان نصرانيا وأسلم. (اللباب 3/ 147) .(26/320)
عمره من بُخارى، فحجّ ومات بمكّة.
إبراهيم بن أحمد بن محمد [1] بن رجاء، أبو إسحاق النَّيْسَابُوري الأَبزاري الورّاق. وأبزار من قُرَى نَيْسَابور [2] .
سمع: مسدَّد بن قُطْن، وجعفر بن أحمد الحافظ، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وسعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن هاشم الطَّبَراني، وهذه الطبقة.
وعنه: ابن منده، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: كان ممّن سَلِم المسلمون من لسانه ويده. وطلب الحديث على كِبَر السِّنّ، ورحل فيه. وسمعت أبا عليّ الحافظ يقول له: أنت يا أبا إسحاق «بَهْز بن أسد» [3] ، يعني لَثَبْته وإتقانه. وسمعت أبا علي يمازحه غير مرّة بقول: هذا الشيخ ما اغتسل من حلالٍ قط. فيقول: ولا من حرام يا أبا عليّ، وذلك أنّه ما تأهّل.
تُوُفّي في رجب، وله ستٌّ وتسعون سنة. وحدّث بَمْروِيَّاته على القبول.
إسحاق بن محمد بن إسحاق [4] النَّعالي [5] البغدادي، أبو يعقوب.
سمع: أبا خليفة، والفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية.
قال الخطيب: ثنا عن البَرْقَاني، وابن أبي الفوارس، وابن دُوما النّعالي.
__________
[1] العبر 2/ 333، شذرات الذهب 3/ 48، الإكمال 1/ 146 بالحاشية نقلا عن ابن نقطة.
[2] انظر (اللباب 1/ 25) .
[3] بهز بن أسد العمي أبو الأسود البصري. قال الإمام أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ.
ووثّقه ابن معين، وأبو حاتم، وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ حجة، وذكره ابن حبان في الثقات. توفي سنة 197 وقيل بعد سنة 200 هـ. (تهذيب التهذيب 1/ 497، 498 رقم 923) .
[4] تاريخ بغداد 6/ 400 رقم 3457.
[5] النّعالي: بكسر النون وفتح العين المهملة وبعد الألف لام. هذه النسبة إلى عمل النعال.
(اللباب 3/ 316) .(26/321)
وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأمونًا. مات يوم النَّحْر.
إسحاق الأمير، أبو منصور [1] ابن الإمام المتَّقي للَّه إبراهيم بن المقتدر جعفر [2] العبّاسي.
زَوَّجه أبوه بابنة ناصر الدّولة الحسن بن عبد الله بن حمدان على مهر مائة ألف دينار. وتُوُفّي في هذا العام في المحرَّم عن إحدى وخمسين سنة.
وكان ممّن ترشّح للخلافة.
إسماعيل بن أحمد بن محمد [3] الخلالي التّاجر، أحد الجوَّالين في طلب العلم.
سمع من: عمران بن موسى بن مُجَاشع، ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمة، وأبي يَعْلَى المَوْصِلي، والهَيْثم بن خَلَف، وأحمد بن عمرو البزّار.
وعنه: الحاكم، وأبو الفضل الجارودي، وجماعة.
وقد انتقى عليه رفيقه أبو علي النَّيْسَابُوري الحافظ.
وهو جُرْجاني نزل نَيْسَابُور.
جعفر بن علي بن أحمد [4] بن حمدان [5] ، أبو علي الأندلُسي صاحب المسيلة، وأمير الزّاب [6] من أعمال افريقية.
__________
[1] الوافي بالوفيات 8/ 396 رقم 3833.
[2] في الأصل «وجعفر» .
[3] تاريخ جرجان 151 رقم 173.
[4] معجم البلدان 2/ 904، وفيات الأعيان 1/ 360، البيان المغرب 2/ 242، الوافي بالوفيات 11/ 116 رقم 194، تاج العروس 7/ 386، الحلّة السيراء 1/ 305 في ترجمة أخيه يحيى، أعمال الأعلام.
[5] كذا في الأصل، وفي الحلة السيراء 1/ 305 «حمدون» .
[6] في الأصل «الميزاب» والتصحيح من معجم البلدان 3/ 124 وفيه: الزاب كورة عظيمة ونهر جرّار بأرض المغرب على البرّ الأعظم عليه بلاد واسعة وقرى متواطئة بين تلمسان وسجلماسة والنهر متسلّط عليها.(26/322)
كان شيخًا كثير العطاء، مُؤثِرًا للعلماء، ولابن هانئ الأندلسي فيه مدائح، ومنها:
المُدْنَفان من البريّة كلّها ... جسمي وطرفُ بابليَّ أحْوَرُ
والمُشْرِقَاتُ النّيّرات ثلاثة ... الشمس والقمر المنير وجعفر [1]
المسيلة مدينة من أعمال الزّاب.
وكان بين جعفر وبين زيري بن مَنَاد عداوة وحُرُوب، جرت بينهما معركة هائلة، ثم قام بعده ابنه بُلُكّين، واستظهر على جعفر، فهرب منه إلى الأندلس، فقُتل في هذه السنة.
وأبوه علي هو الذي بنى المَسِيلَة. وزِيري هو جَدُّ المُعِزّ بن بادِيس.
الحسن بن سعيد القرشي، سمع أصحاب هشام بن عمّار.
الحسن بن علي بن أبي السّلاسل، أبو القاسم البَجَلي.
حدّث عن: أحمد بن علي القاضي المَرْوَزي.
وعنه: تمّام، وأبو نصر المزّي، ومحمد بن عَوْف المُزَني.
تُوُفّي في رجب.
سُبُكْتِكِين الأمير [2] ، حاجب [3] مُعِزّ الدولة بن بُوَيْه. خلع عليه الطائع وطَوَّقه وسَوَّرَه نصر الدولة، فلم تَطُلْ أيّامه.
قال أبو الفرج بن الجوزي: سقط من الفرس فانكسرت ضلعه، فاستدعى ابن الصَّلت المُجَبَر فردَّه، وبقي لا يمكنه الانحناء للرّكُوع، وكان يقول للمجبّر، إذا ذكرتُ عافيتي علي يدك فرحتُ بك ولا أقدر على
__________
[1] البيتان في وفيات الأعيان 1/ 360، والوافي بالوفيات 11/ 16.
[2] المنتظم 7/ 76 رقم 98، العبر 2/ 333، البداية والنهاية 11/ 282، شذرات الذهب 3/ 48، دول الإسلام 1/ 225، النجوم الزاهرة 4/ 108، الفخري في الآداب السلطانية 390، الوافي بالوفيات 15/ 116 رقم 166، تاريخ بغداد 1/ 105، كنز الدرر 167، تكملة تاريخ الطبري 1/ 215، 216، الإنباء في تاريخ الخلفاء 181.
[3] ويقال: صاحب.(26/323)
مكافأتك، وإذا ذكرت حصول رجلك [1] فوق ظهري اشتدّ غَيْظي منك.
تُوُفّي في أواخر المحرّم، وكانت مدة إمارته شهرين ونصف، وخلف ألف ألف دينار وعشرة آلاف ألف دِرْهَم، وصندوقين [فيهما] [2] جواهر، وستين صُنْدُوقًا قماش، وفضيّات وتُحَف، ومائة وثلاثين سرجا مذهبة، منها خمسون في كلّ واحد ألف دينار، حلية، وستّمائة سَرج فضّة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع القماش، وثلاثمائة عدْل فيها فَرْش وبُسُط، وثلاثة آلاف رأس من الدّوابّ، وألف جمل، وثلاثمائة مملوك دارية، وأربعة وأربعين [3] خادمًا.
وكان له دار هي دار المملكة اليوم، يعني صارت دار السلطنة. وقد غرم عليها أموالا [4] لا تُحْصَى.
وممّا رُوي عن المحسّن التَّنُوخيّ، عن أبيه قال [5] : بلغت النفقة على عمل البستان، يعنى الذي للدار، وسوق الماء إليه خمسة آلاف ألف درهم.
قال: ولعله قد أنفق على أبنية الدار مثل ذلك فيما أظن.
عبد الله بن محمد أبو أحمد بن الحريص البغدادي.
عن ابن صاعد، وإبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي.
حدّث بدمشق، فروى عنه أبو نصر بن الجبّان، وابن دُوما النّعالي.
أملي من حفظه في هذه السنة.
عبد الله بن محمد بن عثمان [6] بن سعيد بن هاشم بن إسماعيل، أبو محمد الأندلُسي.
سمع: سعيد بن حِمْيَر، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد
__________
[1] في المنتظم 7/ 77 «رجليك» .
[2] عن المنتظم.
[3] في المنتظم «أربعين» فقط.
[4] في الأصل «أموال» .
[5] نشوار المحاضرة 4/ 261 وانظر: الوزراء للصابي 29 و 163.
[6] تاريخ علماء الأندلس 1/ 232 رقم 709، جذوة المقتبس 252 رقم 532.(26/324)
العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان محدّثًا ضابطًا [1] ثقة. سمعه [2] جماعة، وتُوُفّي في ربيع الآخر.
عبد الجبّار بن عبد الصّمد بن إسماعيل [3] ، أبو هاشم السّلمي المؤدّب المقرئ.
قرأ القرآن على: أبي عُبَيْدة أحمد بن ذِكْوان، وسمع محمد بن خريم، وجعفر بن أحمد بن عاصم، والقاسم بن عيسي القَصّاب، ومحمد بن المُعافَى الصَّيْداوي، وسعيد بن عبد العزيز، وأبا شَيْبَة داود بن إبراهيم، وعلي ابن أحمد بن علان، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر، وطائفة سواهم بالشّام ومصر والحجاز.
وعنه: تمّام الرّازي، ومكّي بن الغَمْر، وعبد الوهاب الميداني، وأبو الحسن بن جَهْضَم، وعلي بن بِشْر بن العطّار، ومحمد بن عَوْف المُزَني.
ووُلد سنة ستَّ وثمانين ومائتين.
قال عبد العزيز الكتّاني: تُوُفّي في صفر سنة أربعٍ وستّين، وجمع من المصنّفات شيئًا كثيرًا، وكان ثقة مأمونًا، انتقى عليه أحمد بن القاسم بن الخشّاب بدمشق.
عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر، أبو القاسم اليزدي القاضي الحارث ابن أبي شيخ أبو محمد الغَنَوِي.
حدّث عن: جعفر الفِرْيابي، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن حبّان، وَمحمد بْن جرير الطْبري.
وعنه: أبو بكر البَرْقَاني، ومحمد بن بكر، وبِشْر الفاتني.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل، بغدادي.
__________
[1] في الأصل «ضابط» .
[2] في الأصل «سمع» والصحيح ما أثبتناه.
[3] العبر 2/ 333، شذرات الذهب 3/ 48، سير أعلام النبلاء 16/ 52، 153 رقم 109، النجوم الزاهرة 4/ 109، موسوعة علماء المسلمين 3/ 37 رقم 740.(26/325)
عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن جعفر [1] ، أبو بكر الأصبهاني الكسَائي.
سمع أبا بكر بن أبي عاصم.
عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن كامل، أبو محمد القُهُنْدُزي [2] شيخ كبير.
سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، وأبا مسلم الكجّي، ويوسف القاضي.
وعنه: أبو أحمد المعلّم، وأبو منصور الديباجي، وأهل هَرَاة.
ذكره أبو النّضر الفامي.
عبد السّلام بن محمد بن أبي موسى [3] البغدادي، أبو القاسم المخرمي الصُّوفي.
سمع: أبا بكر بن أبي داود، وأبا عَرُوبة الحرّاني، وابن جَوْصا، وأحمد بن عبد الوارث العَسّال.
وعنه: علي بن سعيد البَغَوي، وابن جَهْضم، وأبو نُعَيم.
ووثّقه الخطيب [4] ، وجاور بمكّة مدّة، وكان شيخ الحرم في زمانه، رحمه الله. ممّن جمع بين علم الشريعة وعلم الحقيقة، جاور زمانًا.
عبد الواحد بن الحسن بن أحمد بن خَلَف الْجُنْدَيْسَابُوري [5] ، أبو الحسين.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 120.
[2] في الأصل «القهذري» ، والتصحيح من اللباب 2/ 66 بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها الزاي. نسبة إلى قهندز، وهو من بلاد شتى. وهو المدينة الداخلة المسوّرة.
[3] المنتظم 7/ 79 رقم 99، الكامل في التاريخ 8/ 662.
[4] تاريخ بغداد 11/ 56 رقم 5736.
[5] الجنديسابوري: بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة بعدها الياء المثنّاة من تحتها وفتح السين المهملة بعدها الألف والباء الموحّدة بعدها واو وراء. نسبة إلى مدينة من خوزستان يقال لها جنديسابور. (اللباب 1/ 296) .(26/326)
وكان مولده سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
علي بن أحمد بن علي [1] ، أبو الحَسَن المَصَّيصي.
حدّث ببغداد عن: أحمد بن خُليْد الحلبي، ومحمد بن معاذ درّان.
وعنه: البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير، وعلي بن أحمد بن داود الرّزّاز، وأبو نُعَيم.
تُوُفّي، وكان فيه تساهل، في جُمادى الآخرة سنة أربعٍ وستّين.
علي بن محمد بن المُعَلَّى [2] ، أبو الحسن الشُّونيزي [3] البغدادي.
سمع: أبا مسلم الكجّي، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ويوسف بن يعقوب القاضي.
وعنه: ابن أبي الفوارس، والحسين بن شيطا، وأبو علي بن دُوما.
قال الخطيب: كان ثقة صالحًا.
عمر بن محمد بن عبد اللَّه [4] أبو القاسم التَّرْمِذي البزّار. بغداديّ فيه ضعف.
روَى عن: جدّه لأمّه محمد بن عبد الله بن مرزوق الخلال صاحب عفّان، ويوسف بن يعقوب القاضي.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 324 رقم 6143، العبر 2/ 334.
[2] تاريخ بغداد 12/ 84 رقم 6497.
[3] الشونيزي: بضم الشين المعجمة وسكون الواو وكسر النون وسكون الياء المثناة من تحتها وفي آخرها زاي. نسبة إلى الشونيزية وهو موضع معروف ببغداد به مقبرة مشهورة بها مشايخ الطريقة سري السقطي والجنيد بن محمد وغيرهما. قال ابن الأثير في اللباب 2/ 215:
«وينسب إليها أبو الحسن علي محمد (كذا) بن الحسن بن يعقوب بن طالب الشونيزي، سمع أبا مسلم الكجي ويوسف بن يعقوب القاضي وغيرهما. روى عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس الحافظ وغيره. وكان فيه تساهل، وكان يتشيّع. ومات سنة ثمان وتسعين ومائتين» .
وهذا وهم من ابن الأثير. فالتاريخ المذكور هو تاريخ ولادة الشونيزي. راجع تاريخ بغداد.
[4] تاريخ بغداد 12/ 254 رقم 6008.(26/327)
وعنه: محمد بن عمر بن بُكَيْر، وبِشْر بن الفاتني، ومحمد بن دِرْهَم، وأبو نُعَيم.
قال ابن أبي الفوارس: فيه نظر.
الفضل، أبو القاسم [1] أمير المؤمنين المُطِيع للَّه بن المقتدر بن جعفر بن المعتضد العبّاسي الهاشمي.
ولي الخلافة بعد المُسْتَكْفي، وأُمُه أمّ ولد اسمها مَشْغَلَة، أدركت خلافته، وبُويع في سنة أربعٍ وثلاثين، ومولده في أوّل سنة إحدى وثلاثمائة.
قال ابن شاهين: وخلع نفسه غير مُكَره فيما صحّ عندي في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وستّين، ونزل عن الأمر لولده أبي بكر عبد الكريم، ولقّبوه «الطائع للَّه» وسنّ أبي بكر يومئذ ثمان وأربعون سنة. ثم إنّ الطائع خرج إلى واسط ومعه أبوه فمات في المحرّم سنة أربعٍ وستيّن.
أنبأنا المسلّم بن محمد، أنا أبو النّعمان الْكِنْدِيُّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْر الخطيب، حدّثني محمد بن يوسف القطّان، سمعت أبا الفضل التميمي، سمعت المطيع للَّه، سمعت شيخي ابن منيع، سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: إذا مات أصدقاء الرجل ذُلّ.
الفضيل بن محمد بن أبي الحسين، أبو عاصم بن الشهيد الحافظ أبي الفَضيل الهَرَوِي الفقيه، وإليه ينسب الفضليّون بهراة.
كان فقيها حاذقًا.
القاسم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عُبَيْد الله بن موسى بن جعفر
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 379 رقم 6836، المنتظم 7/ 79 رقم 100، العبر 2/ 334، مرآة الجنان 2/ 380، شذرات الذهب 3/ 48، 49، دول الإسلام 1/ 225، النجوم الزاهرة 4/ 108، 109، مروج الذهب 4/ 372 وما بعدها، التنبيه والإشراف 345، أخبار الزمان 67، ومختصر تاريخ الدول 170، ومختصر ابن الكازروني 189، 190، ذيل تاريخ دمشق 11، أخبار الدول 169، 170، تاريخ العظيمي 307، الإنباء في تاريخ الخلفاء 177، 178، نهاية الأرب 23/ 201، تاريخ الأنطاكي.(26/328)
الصّادق بْن محمد الباقر بْن زين العابدين، أبو محمد الحُسَيْني رحمه الله تعالى.
تُوُفّي في رمضان، وله أربعٌ وثمانون سنة.
محمد بن إبراهيم بن الخضر القاضي، أبو الفرج البصْري الشافعي، ويُعْرَف بابن سُكَّرَة.
سمع: عَبْدان الأهوازي. وتُوُفّي بمصر في ربيع الآخر، وقد ولي قضاء طبرية.
محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو طاهر الأصبهاني المحدّث ابن عمّ أبي نُعَيم الحافظ.
سمع: بمكّة: محمد بن إبراهيم بن المنذر، وببغداد ابن عيّاش القطّان.
محمد بن إبراهيم بن مقبل، أبو الفتح.
حدّث عن محمد بن سعيد القُشَيْري.
محمد بن بدر الحمامي [1] الطَّولوني، أبو بكر، أمير بلاد فارس وابن أميرها.
حدّث ببغداد عن: بكر بن سَهْل الدَّمْياطي، وأبي عبد الرحمن النّسَائي.
وعنه الدَارقُطْنيّ، وبشرى الفاتني، وأبو نُعَيم.
وقال أبو نُعَيم: كان ثقة. تُوُفّي في رجب ببغداد.
وقال محمد بن العبّاس بن الفُرات: كان له مذهب في الرفض، وما كان يدري من الحديث.
__________
[1] المنتظم 7/ 79 رقم 102، العبر 2/ 334، شذرات الذهب 3/ 49، النجوم الزاهرة 4/ 109، تاريخ بغداد 2/ 108، ميزان الاعتدال 3/ 31، الوافي بالوفيات 2/ 247 رقم 649، حسن المحاضرة 1/ 157.(26/329)
محمد بن الحسن بن القاسم بن دُحَيْم الدمشقي، يُكْنَى أبا زُرْعَة.
سمع عمّ أبيه: إبراهيم اللخْمي الحَضري، من أهل قُرُطُبة. كان زاهدًا صالحًا.
سمع منه: الحبيب بن أحمد، ومحمد بن معاوية القُرَشي.
محمد بن عبد الله بن يعقوب الشيخ، أبو بكر النَّيْسَابُوري.
سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، والحسين بن محمد العبّاني، وإبراهيم بن أبي طالب.
وكان يُؤَمّ في الجامع، قاله الحاكم. وحدّث عنه في تاريخه، وقال:
مات سنة أربعٍ وستّين.
محمد بن عبد الله بن إبراهيم [1] بن عَبْدَة، أبو الحسن التميمي السَّلِيطي [2] النَّيْسَابُوري.
سمع: محمد بن إبراهيم البُوشَنْجي، وجعفر بن أحمد التّرك، وإبراهيم بن علي الذّهلي، وخشنام بن بِشْر.
وحجّ في آخر عمره، فأكثر عنه العراقيّون.
روى عنه: الحاكم، وأبو الحسن بن رزقَوَيْه.
ووثّقه الخطيب، وتُوُفّي في المحرّم، وله اثنان وتسعون سنة.
وسمع منه بهَمَذان أبو بكر بن لال، وابن تركان.
محمد بن عبد الملك بن عديّ [3] بن زيد، أبو بكر الجرجاني الفقيه الشّروطي [4] .
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 459 رقم 2998، العبر 2/ 334 و 335، شذرات الذهب 3/ 49، النجوم الزاهرة 4/ 109، الأنساب 7/ 120، ميزان الاعتدال 3/ 613، سير أعلام النبلاء 16/ 75، 76 رقم 57، لسان الميزان 5/ 238، 239 وفي بعض النسخ «عبيد الله» .
[2] السليطي: بفتح السين المهملة وكسر اللام وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها طاء مهملة. نسبة إلى بعض أجداد المنتسب إليه. (اللباب 2/ 132) .
[3] تاريخ جرجان 415 رقم 733.
[4] الشروطي: بضم الشين والراء وبعدها الواو وفي آخرها الطاء. نسبة إلى الشروط، وهي كتابة(26/330)
روى عن: أبيه، وأبي بكر بن أبي داود البَغَوِي، وابن صاعد.
روى عنه: القاضي أبو بكر الشَّالَنْجِي [1] ، وغيره.
محمد بن عبد الملك الخَوْلاني [2] الأندلُسي، المعروف بالنَّحْوي.
كان فقيهًا مُنَاظِرًا عارفًا بالمذهب. اختصر «المُدَوَّنَة» .
محمد بن محمد بن جعفر الْجُرْجَاني الشَّيْبَاني السّرّاج، أبو الحسن.
روى عن عِمران بن مَجَاشع.
وعنه أبو سعيد الماليني.
مُطَهَّر بن سليمان، أبو بكر بن أبي نواس الأنّباري الفَرَضيّ العَدْل.
عن: أبيه، وعبد الله بن ناجية، والباغَنْدي، والفِرْيَابي، وجماعة.
وعنه: النقّاش، وأبو نُعَيم.
تُوُفّي في ربيع الآخر، وقد رماه الدار الدَارقُطْنيّ بالكذِب، قال: سمعته يقول: حملني أبي إلى الفريابي سنة أربع وثلاثمائة. والفريابي مات سنة إحدى وثلاثمائة.
هارون بن أحمد بن هارون بن بُنْدار بن الحريش، أبو سهل الإسْتِراباذي [3] .
سمع: أبا خليفة، وإسحاق بن أحمد الخُزَاعي، وأبا عمران الجوني، وجماعة.
__________
[ () ] الوثائق بالديون والمبيعات وغير ذلك. (اللباب 2/ 193) .
[1] الشالنجي: بفتح الشين واللام بينهما ألف ساكنة وسكون النون وفي آخرها جيم. نسبة إلى بيع الأشياء من الشعر كالمخلاة والمقود والحبل. (اللباب 2/ 17، 177) .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 75 رقم 2316.
[3] الإستراباذي: بكسر الألف وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الراء وبالياء الموحّدة بين الألفين في آخرها الذال المعجمة. نسبة إلى إستراباذ بلدة من بلاد مازندران بين سارية وجرجان (اللباب 1/ 51) .(26/331)
وحدّث بسمرقند ونَيْسَابُور.
قال الحاكم: صحيح الأُصُول.
روى عنه هو، وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، وقال:
تُوُفّي ببخارى في رمضان، وكان شَرِهًا، حدّث من غير أصل.(26/332)
[وَفَيَات] سنة خمس وستّين وثلاثمائة
أحمد بن جعفر بن أبي توبة، أبو الحسن الفَسَوي [1] الزّاهد. كان أوحد عصره في التَّصَوُّف وفي الحديث ببلده، وكانت الرّحلة إليه.
روى عن: علي بن سعيد الرّازي، وأحمد بن إبراهيم الرَّبَضِي [2] ، وعلي بن سميع الفارسي، وطائفة من أهل العراق والرّيّ.
تُوُفّي في ذي الحجّة. وكان وِرْدُه [3] فيما قال ابن السمعاني في «الأنساب» في اليوم والليلة ألف ركعة، رحمه الله.
أحمد بن جعفر بن محمد [4] بن سَلْم أبو بكر الخُتُّليّ [5] ، أخو محمد وعمر، وهو الأصغر.
__________
[1] الفسوي: بفتح الفاء والسين وفي آخرها واو. نسبة إلى فسا، مدينة من بلاد فارس. (اللباب 2/ 432) .
[2] الربضي: بفتح الراء والباء الموحّدة وفي آخرها ضاد معجمة. نسبة إلى قبيلة ومواضع، فالربض هي من مذحج، والربض هو السور الدائر حول المدن. (اللباب 2/ 15) .
[3] في الأصل «وروده» .
[4] تاريخ بغداد 4/ 71 رقم 1694، المنتظم 7/ 81 رقم 104، العبر 2/ 335، البداية والنهاية 11/ 283 وفيه تصحّف إلى «الحنبلي» ، شذرات الذهب 3/ 50، غاية النهاية 1/ 44، الوافي بالوفيات 6/ 290 رقم 2785، سير أعلام النبلاء 16/ 82، 83 رقم 66.
[5] الختّليّ: بضم أوله والفوقية المشدّدة. نسبة إلى الختّل، قرية بطريق خراسان. (الشذرات) .(26/333)
سمع: أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأحمد بن علي الأبّار.
قال الخطيب: وكان صالحًا ثقة ثبْتًا، كتب عنه الدَارقُطْنيّ، وثنا عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البَرُقَاني، وكتب من القراءات والتفاسير أمرًا عظيمًا. ووُلد سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين.
قال: أحمد بن جعفر بن سَلْم الفِرْسَاني [1] الأصبهاني: شيخ من طبقة الختّليّ، سمع أحمد بن عمرو البزّار.
روى عنه أبو سعيد النقّاش، وقال: توفّي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
أحمد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن عُمَر، أبو العبّاس النَّيْسَابُوري المُذكّر [2] .
سمع: أباه، وإبراهيم بن علي الذُّهْلي.
وعنه: الحاكم.
تُوُفّي في ربيع الآخر. من أبناء الثمانين.
أحمد بن موسى بن الحسين [3] بن علي، أبو بكر بن السّمْسار الدمشقي.
سمع: محمد بن خُرَيم، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، ومَكْحُول البَيْروُتي، وابن جَوْصَا بإفادة أخيه أبي العبّاس.
وعنه: عبد الوهاب الميداني، وعلي بن الغَمْر، وأخوه أبو الحسين علي بن السّمسار، ومحمد بن عوف المُزني، وغيرهم.
أحمد بن نصر بن دينار الأصبهاني.
__________
[1] الفرساني: بكسر الفاء أو ضمّها وسكون الراء وفتح السين المهملة وبعد الألف نون. نسبة إلى فرسان وهي قرية من قرى أصبهان. (اللباب 2/ 421) .
[2] المذكر: بضم الميم وفتح الذال وكسر الكاف المشددة وفي آخرها راء. يقال لمن يذكّر الناس ويعظهم. (اللباب 3/ 187) .
[3] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 465، تهذيب ابن عساكر 2/ 100 و 101، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 1/ 432 رقم 258.(26/334)
عن: أبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم.
وَرَّخه عبد الرحمن بن مَنْدَه.
أحمد بن نصر بن عبد الله [1] بن الفتح، أبو بكر البغدادي الذَّرّاع [2] .
حدّث بالنّهْرَوَان وغيرها عن: الحارث بن أبي أسامة، وإسماعيل القاضي، وجدّه لأمّه صَدَقَة بن موسى بن تميم، وثعلب.
وعنه ابن دُوما.
قال الخطيب: في حديثه نكرة يدلّ على أنّه ليس بثقة.
وسمع منه ابن دُوما في هذه السنة، ولم يؤرّخ موته فيما أعلم، وهو مُتَّهم، يأتي بالطّامّات، فَلْيُحْذَرْ منه.
إبراهيم بن عبد الله بن عُبَيْد البغدادي الثّلاج [3] .
عن محمد بن محمد بن سليمان الباغَنْدي.
وعنه أبو نصر بن الْجَبَّان، وابن أخيه أبو القاسم عبد الله بن الثّلاج [4] .
إسماعيل بن نُجَيْد بن أحمد [5] بن يوسف بن خالد، أبو عمرو السّلمي
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 184 رقم 2632، العبر 2/ 335، 336.
[2] الذرّاع: بفتح الذال المعجمة وتشديد الراء وبعد الألف عين مهملة، نسبة إلى ذرع الأشياء ومعرفتها بالذراع. (اللباب 1/ 530) .
[3] الثلّاج: بفتح الذال المعجمة وتشديد الراء وفي آخرها الجيم. قال ابن أخي صاحب الترجمة أبو القاسم عبد الله أن أحدا من أسلافه لم يبع ثلجا قطّ، وإنما كانوا بحلوان. وكان جدّه عبد الله متنعّما فكان يجمع كل سنة ثلجا كثيرا ليشربه، فاجتاز الموفق أو غيره من الخلفاء فطلب ثلجا فلم يوجد إلّا عنده فأهدى إليه منه فحلّ عنده محلّا لطيفا، وأقام أياما فكان يقول: اطلبوا ثلجا من عبد الله الثلاج، فعرف بذلك وغلب عليه. (اللباب) .
[4] توفي سنة 387 هـ. (اللباب 1/ 246) .
[5] المنتظم 7/ 84 رقم 107، العبر 2/ 336، طبقات الصوفية 454- 457 وراجع فهرس الأعلام، مرآة الجنان 2/ 381، البداية والنهاية 11/ 288 في وفيات سنة 366 هـ.، شذرات الذهب 3/ 50، دول الإسلام 1/ 226، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 189، الوافي بالوفيات 9/ 231 رقم 4136، الأعلام 1/ 326، تاريخ التراث العربيّ 2/ 481 رقم 34 وجعل وفاته سنة 366 هـ. الرسالة القشيرية 28، سير أعلام النبلاء 16/ 146- 148 رقم(26/335)
النَّيْسَابُوري الصُّوفي الزّاهد، شيخُ عصْرِه في الصّوفيّة والمعاملة، ومُسْنَدُ مِصْره.
قال الحاكم: ورث من آبائه أموالًا كثيرة، فأنفق سائرها على الزُّهَاد والعلماء.
سمع: أبا عثمان الحِيري، والْجُنَيْد. وسمع: إبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إبراهيم البوسَنْجي، وأبا مسلم الكجّي، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن أيّوب الرّازي، وعلي بن الحسين بن الْجُنَيْد، وجماعة.
وعنه: سبْطه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو نصر أحمد بن عبد الرحمن الصّفّار، وعبد الرحمن بن علي بن حمدان، وعبد القاهر بن طاهر الفقيه، وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قَتَادة، وأبو العلاء صاعد بن محمد القاضي، وأبو نصر بن عبدش، وطائفة، آخرهم أبو حفص عمر بن مسرور.
ومن مناقبه أنّ شيخه أبا عثمان طلب شيئًا لبعض الثّغُور، فتأخّر ذلك، فضاق صدره، وبكى على رءوس النّاس، فجاءه أبو عمرو بن نُجَيْد بأَلْفَيْ دِرْهَم، فدعا له، ثم قال لما جلس: أيُها الناس إنّي قد رَجَوْتُ لأبي عمرو الجنّة بما فعل، فإنّه ناب عن الجماعة وحمل كذا، فقام ابن نُجَيْد على رءوس النّاس وقال: إنّما حملت ذلك من مال أُمّي وهي كارهة، فينبغي أن يُرَدّ عليّ لأَرُدّه عليها، فأمر أبو عثمان الحِيري بالكيس، فردّ إليه، فلما جنَّ عليه الليل، جاء بالكيس، وطلب من أبي عثمان سَتْرَ ذلك، فبكى أبو عثمان، وكان بعد ذلك يقول: أنا أخشى من همّة أبي عَمْرو.
وقال السُّلَمي: جدّي له طريقة ينفرد بها من صَوْن الحال وتلبيسه، وسمعته يقول: كلّ حال لا يكون عن نتيجة عِلْمٍ فإنّ ضَرَرَه على صاحبه أكبر من نَفْعه.
وسمعته يقول: لا تَصْفُو لأحدٍ قَدَمٌ في العُبُوديّة حتى تكون أفعاله عنده
__________
[ () ] 104، النجوم الزاهرة 4/ 127، طبقات الشعراني 1/ 141، نتائج الأفكار القدسية 2/ 4.(26/336)
كلّها رِياءً، وأحواله كلّها عنده دعاوي.
وقال جدّي: من قدر على إسقاط جاهه عند الخَلْق سهل الإعراض عن الدّنيا وأهلها.
وسمعت أبا عمرو بن مطر، سمعت أبا عثمان الحِيري يقول- وخرج من عند ابن نُجَيْد-: يلومني النّاس في هذا الفتى وأنا لا أعرف على طريقته سواه، ورُبّما كان أبو عثمان يقول: أبو عمرو خَلَفِي من بعدي.
قال لي ابن أبي زرقاء: قال فلان: جدّك من أوتاد الأرض.
تُوُفّي ابن نُجَيْد في ربيع الأوّل عن ثلاثٍ وتسعين سنة، وقد سمعنا خبره بالإجازة العالية.
الحسن بن منير [1] ، أبو علي التَّنُوخي الدّمشقي.
سمع: عُبَيْد الله بن محمد بن سالم المقدسي، ومحمد بن خُرَيْم، وهذه الطبقة.
وعنه: محمد بن عَوْف المُزَني، ومحمد بن عبد السّلام بن سعدان.
تُوُفّي في ربيع الأول.
قال الكتاني: كان ثقةً نبيلًا.
الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] بْن الْحُسَيْن بن عيسى بن ماسَرْجِس ابن علي الماسَرْجِسي النَّيْسَابُوري الحافظ. كان كثير السّماع والرّحلة.
سمع: جدّه أحمد بن محمد سِبْط ابن ماسَرْجس. وإليه نسبه.
وابن خُزَيْمة، وأبا العبّاس السّرّاج، وسمع بمصر والشّام، [ورحل في حدود الثلاثين وثلاثمائة] [3] .
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 4/ 254.
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 11/ 283 و 39/ 186، تهذيب ابن عساكر 4/ 354 وفيه «الحسين بن أحمد بن محمد» ، المنتظم 7/ 81 رقم 105، العبر 2/ 336، 337، مرآة الجنان 2/ 381، البداية والنهاية 11/ 283، شذرات الذهب 3/ 50، تذكرة الحفّاظ 2/ 955- 956 رقم 900، دول الإسلام 1/ 226 وفيه «الحسن» ، النجوم الزاهرة 4/ 111، سير أعلام النبلاء 16/ 287- 289 رقم 203، طبقات الحفاظ 383، الرسالة المستطرفة.
[3] ما بين الحاصرتين عن هامش الأصل.(26/337)
قال الحاكم: هو سفينة عصره في كثرة الكتابة، ورحل إلى العراق سنة إحدى وعشرين، وأكثر المقام بمصر، وكتب عن أصحاب المُزَني، وأخذ بدمشق عن أصحاب هشام بن عمّار، وما صُنّف في الإسلام أكبر من مُسْنَدِه، فصنّف «المُسْنَدَ الكبير» مُهَذَّبًا معلّلا في ألف وثلاثمائة جُزْء. جمع حديث الزُّهْري جَمْعًا لم يسبقه إليه أحدٌ، وكان يحفظه مثل الماء، وصنّف الأبواب والشيوخ والمَغَازي والقبائل، وصنّف على البُخَاري كتابًا، وأدركَتُه المَنِيّة قبل إنجاحه إلى إسناده، ودُفِن عِلْمٌ كبير بدفنه، وسمعته يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسلم بن الحَجّاج يقول: صنّفت هذا المسند، يعني صحيحه من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.
قال الحاكم في موضع آخر: صنّف حديث الزّهري. قرأه على محمد بن يحيى الذُّهْلي، وعلى التخمين، يكون مُسْنَدُه بخطوط الورّاقين في أكثر من ثلاثة آلاف جُزْء، إلى أن قال: تُوُفّي في رجب وله ثمان وستّون سنة.
الحَكَمُ بن عبد الرحمن بن محمد [1] المستنصر باللَّه الأمَوي صاحب الأندلس. تُوُفّي في المحرّم يوم عاشوراء سنة خمس وستين بالفالج مُنْصَرِفًا من بلاد إفْرنْجَة.
وقيل: تُوُفّي سنة ستَّ، كما سيأتي.
سعيد بن محمد بن عثمان سمع ابن أبي [2] شيبة، والفِرْيابي.
وعنه: ابن أبي الفوارس، والبرقاني، وأبو نعيم، ووثّقاه.
__________
[1] جذوة المقتبس 13، بغية الملتمس 18، معجم بني أمية للمنجد 25، العبر 2/ 341، 342، البداية والنهاية 11/ 285، الكامل في التاريخ 8/ 677، الحلّة السيراء 1/ 200- 205 رقم 77، شذرات الذهب 3/ 55، تاريخ علماء الأندلس 1/ 7، يتيمة الدهر 1/ 293، 294، جمهرة أنساب العرب 100، المختصر في أخبار البشر 2/ 117، دول الإسلام 1/ 117، سير أعلام النبلاء 16/ 230، 231 رقم 163، تاريخ ابن خلدون 4/ 144، النجوم الزاهرة 4/ 127 و 149، تاريخ الخلفاء 49، نفح الطيب 1/ 386- 396، أزهار الرياض 2/ 286- 294.
[2] ساقطة من الأصل.(26/338)
يُكْنَى أبا إسحاق. تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
عَبْد الله بْن أحمد بن إسحاق [1] بن موسى بن مِهْران الأصبهاني، أبو محمد سِبْط الزّاهد محمد بن يوسف البنّاء، ومِهران مولى عبد الله بن معاوية بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الجعفري.
رحل وسمع: أبا خليفة، وعبد الله بن ناجية، وإسحاق الخُزاعي المكي، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وإبراهيم بن متويه الإمام، وعَبْدان بن أحمد الأهوازي، وجماعة كثيرة.
وعنه: ابنه أبو نعيم، وأبو بكر بن علي الذّكواني، وغيرهما.
وتُوُفّي في رجب. وكان مولده في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
أُنْبِئْتُ عن ابن مسعود أبي منصور، أنا الحدّاد، أنا أبو نُعَيم، نا أبي، ثنا أبو خليفة سنة ثلاثمائة، ثنا أبو الوليد، فذكر حديثًا.
عبد الله بن عديّ بن عبد الله [2] بن محمد بن مُبَارك، أبو أحمد الْجُرْجاني الحافظ، ويُعرف بابن القطّان.
رحل إلى الشّام ومصر رحلتين، أولاهما سنة سبْعٍ وتسعين، فسمع من الكبار: عبد الرحمن بن القاسم الرّوّاس، وأبا عقيل أنس بن السّلم، وأبا
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 93، العبر 2/ 337، شذرات الذهب 3/ 50، سير أعلام النبلاء 16/ 281 رقم 198.
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 22/ 136- 140، العبر 2/ 337، اللباب 1/ 219، مرآة الجنان 2/ 381، تذكرة الحفّاظ 3/ 940- 942، شذرات الذهب 3/ 51، هدية العارفين 1/ 447، البداية والنهاية 11/ 283، الكامل في التاريخ 8/ 668، دول الإسلام 1/ 226، النجوم الزاهرة 4/ 111، تاريخ جرجان 287- 289 رقم 443، الأنساب 126 أ- 126 ب، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 206 رقم 820، الوافي بالوفيات 17/ 318 رقم 271، الأعلام 4/ 239، معجم المؤلفين 1/ 322، تاريخ التراث العربيّ 1/ 322 رقم 224، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 315، 316، سير أعلام النبلاء 16/ 154، 156 رقم 111، طبقات الحفاظ 380، الرسالة المستطرفة 145، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 3/ 195- 197 رقم 885.(26/339)
خليفة، والحسن بن سفيان، وبهلول بن إسحاق الأنباري، ومحمد بن سليمان بن أبي سُوَيْد، وعمران بن موسى بن مُجَاشع، وأبا عبد الرحمن النّسَائي، ومحمد بن يحيى المَرُوزي، وعبدان، وأبا يَعْلَى، والحسن بن محمد المدني صاحب يحيى بن بكير، والحسن بن الفرج الغَزّي، وأبا عَرُوبَة، وزكريّا السّاجي، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، والباغَنْدِي، وأبا يعقوب المَنْجَنيقي، وجعفر بن محمد بن اللّيث صاحب أبي الوليد، وعلي بن العبّاس البَجَلي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، [وأحمد] بن بِشْر الصُّوري [1] ، وأممًا سواهم.
وعنه: أبو العبّاس بن عُقْدَةَ، وهو من شيوخه، وأبو سعد الماليني، والحسن بن رامين، ومحمد بن عبد الله بن عبد كويه، وحمزة بن يوسف السَّهْمي [2] ، وأبو الحسين ابن العالي، وآخرون.
وكان مصنَّفًا حافظًا، له كتاب «الكامل في معرفة الضعفاء» [3] في غاية الحُسْن، ذكر فيه كلَّ من تكلمَ فيه، ولو كان من رجال الصَّحيح، وذكر في كل ترجمة حديثًا، فأكثر من غرائب ذلك الرجل ومناكيره، ويتكلّم على الرّجال بكلام [4] منصف.
قال الحافظ [5] ابن عساكر [6] : كان ثقةً على لَحْنٍ فيه. ولد سنة سَبْعٍ وسبعين ومائتين، وكتب الحديث ببلده سنة تسعين، وصنّف «الكامل في الضُّعفاء» نحو ستّين جُزْءًا.
قال حمزة السَّهْمي [7] : سألت الدَارقُطْنيّ أنْ يصنّف كتابًا في الضّعفاء،
__________
[1] في الأصل «الصوفي» والصحيح ما أثبتناه.
[2] روى عنه كثيرا في تاريخ جرجان- راجع فهرس الأعلام.
[3] مطبوع.
[4] في الأصل «بكلا» .
[5] في الأصل «الحاكم» .
[6] تاريخ دمشق 22/ 139.
[7] تاريخ جرجان 267.(26/340)
[فقال] [1] : أليس عندك كتاب ابن عَدِي؟ قلت: نعم. قال: فيه كفاية لا يُزاد عليه.
وقد صنّف ابن عَدِي على مختصر المُزْني كتابًا سمّاه «الانتصار» .
قال حمزة السَّهَمي [2] : كان حافظًا مُتْقِنًا، لم يكن في زمانه مثله، تَفَرّد بأحاديث وهب منها لابنيه: عَدِيّ، وأبي زُرْعَة، وتَفَرَّدا بها.
وقال أبو الوليد السّاجي: ابن عَدِيّ حافظ لا بأس به.
قال حمزة: تُوُفّي في جُمادى الآخرة، وصلّى عليه أبو بكر الإسماعيلي.
قلت: كان لا يعرف العربية، مع عُجْمَه فيه، وأمّا في العِلَل والرّجال فحافظٌ لا يُجَارَى.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [3] بن النّاصح بن شُجاع، أبو أحمد المفسّر الفقيه الشّافعي الدمشقي، نزيل مصر.
سمع: أحمد بن علي بن سعيد المَرْوَزي، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرّوّاس، وعلي بن غالب السّكْسكي، ومحمد بن إسحاق بن راهَوَيْه، وعبد الله بن محمد بن علي البلْخيّ الحافظ، وجُنَيْد بن خَلَف، السَّمرْقَنْدِي، لقي هؤلاء الثلاثة في الحجّ.
وانتقى: عليه أبو الحسن الدَارقُطْنيّ، وحدّث عنه الحفّاظ: عبد الغني، وابن مَنْدَه، وأحمد بن محمد بن أبي العوّام، وأبو النّعمان تراب، وإسماعيل
__________
[1] ساقطة من الأصل.
[2] تاريخ جرجان 267.
[3] العبر 2/ 338، شذرات الذهب 3/ 51، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 314، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 452، حسن المحاضرة 1/ 169، طبقات المفسرين 1/ 250 رقم 241 وفيه يكنى «أبا بكر» ، طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 398- 399 رقم 1046، الوافي بالوفيات 17/ 484، 485 رقم 409، سير أعلام النبلاء 16/ 282، 283 رقم 199، شذرات الذهب 3/ 51.(26/341)
بن عبد الرحمن النَحّاس، وإبراهيم بن علي الغازي، وعلي بن محمد بن علي الفارسي، وآخرون.
وتُوُفّي في رجب.
عبد الرحمن بن جعفر بن محمد بن داود بن حسن بن محمد بن أحمد بن خلاد، أبو محمد التميمي الْجَوْهَري الضّرير، قاضي الصَّعيد، ويُعرف بابن بنت نُعَيم.
يروى: عن محمد بن زبّان، وأبي جعفر الطّحاوي.
وعنه: يحيى بن الطّحّان، وغيره.
عثمان بن محمد بن عثمان [1] بن محمد بن عبد الملك، أبو عمرو العثماني.
روى عن جماعة.
أكثر عنه أبو نُعَيم الحافظ في تواليفه، وهو ليس [2] صاحب حديث لكنّه راوية للموضوعات والعجائب.
روى بدمشق وأصبهان، عن: محمد بن الحسين بن مكرم، ومحمد بن عبد السلام، وخَيْثَمة بن سُلَيْمان، وأبي الحُسين الرّازي، ومحمد بن أحمد بن إسحاق، وخلق.
وعنه: أبو نُعَيم، وتمّام الرّازي، وأبو بكر بن مَرْدَوَيْه، وأبو بكر بن علي الذّكواني، وآخرون.
عصام بن محمد بن أحمد، أبو عاصم القَطْري، الذي روى عن سلم ابن عصام، ومحمد بن عمر بن حفص الجوزجيري.
وعنه أبو نعيم.
القطري بفتح القاف.
__________
[1] حلية الأولياء 2/ 196 و 371 و 374 و 7/ 82، تاريخ دمشق 27/ 233، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 3/ 251 رقم 1006.
[2] في الأصل «نصر» .(26/342)
علي بن الحسين بن إبراهيم بن سعد، أبو طالب الحمصي، بالرَّمْلة.
علي بن الحسين بن عبد الرحمن القاضي، أبو الحسن البخاري المعروف بالسّديوري [1] ، من كبار أصحاب أبي الحسن الكرخي.
وُلّي قضاء مَرْوَ، وحدّث عن: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن نجدة.
حدّث عنه الحاكم، وأرّخ عنه فيها.
علي بن عبد الله بن وَصِيف [2] ، أبو الحسن النّاشئ، شاعر مُحْسِن.
أخذ عِلْم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نُوبَخْت النّاشئ [3] ، وأملى ديوان شعره بالكوفه سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وكان المتنبي يحضر الإملاء وهو شابّ، وقصد النّاشئ سيفَ الدَّولة وامتدحه بحلب، فأجازه، وعُمَّر، وبقي إلى هذه السنة.
وله:
كأنّ سِنان ذابِلِهِ ضميرٌ ... فليس عن القُلُوب له ذَهَابُ
وصَارِمُهُ كَبَيْعَتِهِ بخُمٍّ ... معاقدها [4] من الخَلْقِ الرَّقاب [5]
علي بن عبد الله بن العبّاس [6] الجوهري، أبو محمد.
سمع: الفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية، والباغندي.
__________
[1] السّديوري: بفتح السين وكسر الدال المهملتين وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الواو وفي آخرها راء. نسبة إلى سديور، ويقال لها سدور، وهي إحدى قرى مرو. (اللباب 2/ 110) وقد تصحّفت في الأصل إلى «السدردري» .
[2] ويعرف بالناشئ الأصغر، الحلّاء. ترجمته في: يتيمة الدهر 1/ 248، معجم الأدباء 13/ 280، لسان الميزان 4/ 238 وفيات الأعيان 3/ 369- 371 رقم 466، فهرست الطوسي 89، سير أعلام النبلاء 16/ 222 رقم 155.
[3] كذا في الأصل، وفي «وفيات الأعيان» . «المتكلّم» .
[4] كذا في الأصل، وفي وفيات الأعيان ومعجم الأدباء 13/ 290 «مقاصدها» .
[5] البيتان في: معجم الأدباء 13/ 290 ووفيات الأعيان 3/ 369، 370.
[6] تاريخ بغداد 12/ 6 رقم 6361.(26/343)
وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، ومحمد بن علان.
وعاش نيّفًا وسبعين سنة.
قال ابن [أبي] [1] الفوارس: كان فيه تَسَاهُلٌ شديد.
علي بن هارون [2] ، أبو الحسن الحربي السَّمْسار.
سمع: موسى بن هارون، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف القاضي.
وعنه: أبو بكر البَرْقَاني، وأبو نُعَيم بن محمد بن عبد الله الرّازي الصُّوفي المقرئ.
صحب يوسف بن الحسين الزّاهد، والمشايخ الكبار، وكان من أعيان المشايخ. أنفق أمواله على الفقراء. وله حكايات.
محمد بن أحمد بن محمد بن يزيد العْدل أبو بكر الأصبهاني ثم النَّيْسَابُوري.
سمع: عبد الله بن شيرويه [3] ، وجعفر الحافظ.
وعنه: الحاكم.
محمد بن إبراهيم بن موسى، أبو غانم السَّهْمي الصائغ.
يروي عن: أبي نُعَيم الإسَتِراباذي، وغيره.
وعنه: أبو سعيد الماليني.
محمد بن إبراهيم بن حسن [4] بن موسى النَّيْسَابُوري، أبو العبّاس المناشكي [5] المحامليّ.
__________
[1] ساقطة من الأصل.
[2] تاريخ بغداد 12/ 120 رقم 6567.
[3] في الأصل «سيرويه» .
[4] اللباب 3/ 258، الأنساب 11/ 484.
[5] في الأصل «المناسكي» والتصحيح من (اللباب 3/ 258) حيث قال: المناشكي: بفتح الميم والنون وسكون الألف وبعدها شين معجمة وكاف. نسبة إلى مناشك، وهي محلّة من محالّ نيسابور وبها باب ينسب إلى هذه المحلّة يقال له دروازه منشك.(26/344)
سمع: محمد بن عمرو الحَرَشِي، والمُسَيّب بن زُهَيْر، وطبقتهما.
مات في رمضان عن أربعٍ وتسعين سنة.
وعنه الحاكم.
محمد بن طاهر [1] أبو نصر الوزيري المفسّر الأديب.
سمع: عبد الله بن الشّرفي، وأبا حامد بن بلال.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
تُوُفّي بهَراة، وكان من أئمّة الشافعية.
محمد بن علي بن إسماعيل [2] ، الإمام أبو بكر الشّاشي الفقيه الشافعي، المعروف بالقَفَّال الكبير.
كان إمام عصره بما وراء النهر، وكان فقيهًا محدّثًا أُصُوليًّا لُغَوِيًّا شاعرًا، لم يكن للشافعيّة بما وراء النهر مثله في وقته.
رحل إلى خُراسان وإلى العراق والشّام، وسار ذِكْرُه، واشتهر اسمه، وصنّف في الأُصُول والفروع.
قال الحاكم: كان أَعْلَمَ ما وراء النّهر يعني في عصره- بالأصول، وأكْثَرَهُمْ رِحلةً في طلب الحديث.
__________
[1] الأنساب 584 أ، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 175، لسان الميزان 5/ 207، ميزان الاعتدال 3/ 586، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 155 رقم 499.
[2] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 282، طبقات الفقهاء 112 وفيه مات سنة 336، وكذلك في الوفيات لابن قنفذ 212 رقم 336. طبقات الشافعية لابن هداية الله 88، العبر 2/ 338، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 200، وفيات الأعيان 3/ 338، النجوم الزاهرة 4/ 111، شذرات الذهب 3/ 51، مفتاح السعادة 1/ 252 و 2/ 178 وفيه «وفاته سنة 335 أو 336 وقيل 365» ، مرآة الجنان 2/ 381، الأنساب 460 أ، تبيين كذب المفتري 182، طبقات العبادي 92، طبقات المفسرين للسيوطي 36، اللباب 2/ 275، الوافي بالوفيات 4/ 112، طبقات المفسرين للداوديّ 2/ 196 رقم 536، دول الإسلام 1/ 226، معجم الأدباء 6/ 379، الأعلام 7/ 159، معجم المؤلفين 10/ 308، الفهرست 303، معجم البلدان 3/ 309، سير أعلام النبلاء 16/ 283- 285 رقم 200، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 79، 80، هدية العارفين 2/ 48، طبقات الأصوليين 1/ 201، 202.(26/345)
سمع: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمة، ومحمد بن جرير الطَّبَري، وعبد الله المدائني، ومحمد بن محمد الباغَنْدِي، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، وطبقتهم.
وقد قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات [1] : إنّه تُوُفّي سنة ستًّ وثلاثين وثلاثمائة، وهذا وَهْمٌ، ولعلّه تَصَحَّفَ عليه ثلاثين بلفظة ستّين، فإنّ أبا عبد الله ذكر وفاته في آخر سنة خمسٍ وستّين بالشاش.
وكذا ورَّخُه أبو سعد السَّمْعَاني [2] ، وزاد أنّه وُلِد سنة إحدى وتسعين ومائتين.
وقال الشيخ أبو إسحاق [3] إنّه درس على أبي العبّاس بن شُرَيْح.
قلت: ولم يدركه فإنّه رحل من الشاش سنة تسع وثلاثمائة، وأبو العباس فقد ذكرنا وفاته سنة ستًّ وثلاثمائة.
قال أبو إسحاق [4] : له مصنّفات كثيرة، ليس لأحدٍ مثلها، وهو أوّل من صنَّف الْجَدَل الحَسَنَ من الفقهاء، وله كتاب في أُصُول الفقه، وله شرح الرّسالة، وعنه انتشر فقه الشّافعيّ فيما وراء النَّهر.
قلت: ومن غرائب وجوه القَفَّال هذا ما ذكره في «الروضة» أبو زكريّا إنّ المريض يجوز [له] [5] الجمع بين الصلاتين بعُذْر المرض، ومن ذلك أنّه يستحبّ أنّ الكبير يعِقّ عن نفسه، وقد قال: لا يُعَقّ عن كبير [6] .
وممن روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن مَنْدَه، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحليمي، وأبو نصر عمر بن قتادة، وغيرهم.
__________
[1] طبقات الفقهاء 112.
[2] الأنساب 260 أ.
[3] طبقات الفقهاء 112.
[4] طبقات الفقهاء 112.
[5] إضافة على الأصل لتستقيم العبارة.
[6] قال أبو زكريا النواوي في «الروضة 3/ 229» : «واستحسن القفّال الشاشي أن يفعلها، ويروى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ عقّ عن نفسه بعد النبوّة، ونقلوا عن نصّ الشافعيّ في البويطي أنه لا يفعل ذلك واستغربوه» .(26/346)
وابنه القاسم هو مصنّف «التّقريب» نقل عنه صاحب «النّهاية» وصاحب «الوسيط» .
وقال ابن السّمعاني في أبي بكر القفّال: إنّه صنّف كتاب «دلائل النُّبُوَّة» وكتاب «محاسن الشّريعة» [1] .
قال أبو زكريّا النّواوي: إذا ذُكر القَفّال الشّاشي فالمُرَاد هو، وإذا ورد القَفّال المَرُوزي، فهو القَفَّال الصّغير الّذي كان بعد الأربعمائة. قال: ثم إنّ الشّاشي يتكرّر ذِكْرُهُ في التّفسير والحديث والأصول والكلام، وأمّا المَرْوَزي فيتكرّر ذِكْره في الفِقْهِيّات.
وقال أبو عبد الله الحليمي: كان شيخنا القَفَّال أعْلَمَ مَن لَقيتُهُ من علماء عصره. فقال البَيْهَقيّ في «شُعَب الإيمان» أنشدنا ابن قَتَادة، أنشدنا أبو بكر القَفَّال:
أَوَسَّع رَحْلي على مَن نَزَل ... وزادي مُبَاحٌ على من أَكَلَ
نُقَدِّمُ حاضِرَ ما عندَنا ... وإنْ لمَ يكن غير خُبْزٍ وخَلّ
فأمّا الكريم فيرضى بِهِ ... وأمّا اللّئيمُ فمن لم أَبَلْ [2]
قال أبو الحسن الصّفّار: سمعت أبا سهل الصّعلوكي، وسئل عن تفسير أبي بكر، فقال: قدّسه من وجهٍ ودَنَّسَه من وجه. ودنّسه من وجه أي دنّسه من جهة مذهب الاعتزال.
مُطَهّر بْن أحمد بْن محمد [3] بْن عليّ بْن أحمد بن مجاهد، أبو عمر
__________
[1] وله قصيدة هجاء ردّ فيها على قصيدة معرّبة للأمبراطور البيزنطي (نيقيفور فوكاس osPhokas Nekephor - (التي أرسلها إلى الخلفية المطيع للَّه العباسي. (انظر: طبقات الشافعية الكبرى 2/ 179- 184) وقد نشر قصيدة القفال الدكتور صلاح الدين المنجد تحت عنوان (خصومات دبلوماسية بين بزنطية والعرب- ص 26 وما بعدها- بيروت 1982) .
[2] الأبيات في: تهذيب الأسماء واللغات 2/ 383، وطبقات الشافعية الكبرى 3/ 204، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 198 مع اختلاف يسير.
[3] ذكر أخبار أصبهان 2/ 324.(26/347)
الحَنْظَلي. شيخ أصبهانيّ.
سمع: محمد بن العبّاس الأخرم، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، ونوح بن منصور.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم الحافظ، وقال: تُوُفّي في رجب.
مَعَدّ المُعِزّ لدين الله [1] أبو تميم ابن المنصور إسماعيل القائم بن المهدي العُبَيْدي، صاحب المغرب، والذي بُنِيَتْ له القاهرة المعزّيَّة، وهو أول من تملّك ديار مصر من بني عُبَيْد الرّافضة المدَّعِين أنّهم عَلَويّون [2] .
وكان ولي عهد أبيه، فاستقلّ بالأمر في آخر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وسار في نواحي إفريقية يمهّد مملكته، فذلّل العُصاة، واستعمل غلمانه على المدن، واستخدم الْجُنْدَ، ثم جهزّ مولاه جوهر القائد في جيش كثيف، فسار فافتتح سِجِلْمَاسَة [3] ، وسار حتى وصل إلى البحر المحيط، وصِيدَ من سمكه، وافتتح مدينة فاس، وأرسل بصاحبها وبصاحب سبتة
__________
[1] المنتظم 7/ 82 رقم 106، العبر 2/ 339، مرآة الجنان 2/ 383- 385، البداية والنهاية 11/ 283، 284، الكامل في التاريخ 8/ 663- 665، شذرات الذهب 3/ 52- 54، مختصر تاريخ الدول 171، دول الإسلام 1/ 226، كنز الدرر 119 و 173، اتعاظ الحنفا 1/ 93 وما بعدها، ذيل تاريخ دمشق 14، تكملة تاريخ الطبري 1/ 225، نهاية الأرب 23/ 203، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 191، تاريخ ابن الوردي 1/ 299، البيان المغرب 1/ 221 وما بعدها، وفيات الأعيان 5/ 224- 228، سير أعلام النبلاء 15/ 159- 167 رقم 68، تاريخ ابن خلدون 4/ 45- 51، خطط المقريزي 1/ 351- تاريخ الأنطاكي، المغرب في حلى المغرب 38- 45، تاريخ العظيمي 307، أخبار الدول 190 و 2/ 222، النجوم الزاهرة 4/ 69- 104، عيون الأخبار 9 وما بعدها.
[2] في الأصل «عليّون» .
[3] سجلماسة: بكسر أوله وثانيه، وسكون اللام، وبعد الألف سين مهملة. مدينة في جنوبي المغرب في طرف بلاد السودان بينها وبين فاس عشرة أيام تلقاء الجنوب. (معجم البلدان 3/ 192) .(26/348)
أسيرين إلى المُعّز [1] . ووطَّد له من إفريقية إلى البحر، سوى مدينة سبّتة، فإنّها بقيت لبني أميّة أصحاب الأندلس [2] .
وذكر هذا القفْطي أنّ المُعِزّ عزم على تجهيز عسكر إلى مصر، فسألته أمّه تأخير ذلك لتحجّ خفية، فأجابها، وحجّت، فلمّا حصلت بمصر، أحسّ بها الأستاذ كافور الإخشيدي، فحضر وخدمها وحمل إليها هدايا، وبعث في خدمتها أجنادًا، فلمّا رجعت من حجّها منعت ولدها من غزو بلاده، فلما تُوُفّي كافور بعث المُعِزّ جيوشه، فأخذوا مصر.
قال غيره: ولما بلغ المُعِزّ موت كافور صاحب ديار مصر، جهّز جَوْهَر المذكور إليها، فجبي جوهر القطائع التي على البربر، فكانت خمسمائة ألف دينار، وسار المُعِزّ بنفسه إلى المهديّة في الشتاء، فأخرج من قصور آبائه من الأموال خمسمائة حِمْل، ثم سار جوهر في الجيوش إلى مصر في أوّل سنة ثمانٍ وخمسين، وأنفق الأموال. وكان في أُهْبَةٍ هائلة، وصادف بمصر الغلاء والوباء، فافتتحها، وافتتح الحجاز والشام، ثم أرسل يُعَرَّف المُعِزّ بانتظام الحال، فاستخلف على إفريقية بُلُكّين بن زيري الصَّنْهاجي، وسار في خزانته وجيوشه في سنة إحدى وستّين. ودخل الإسكندريّة في شعبان سنة اثنتين وستّين، فتلقّاه قاضي مصر أبو الطّاهر الذُهْلي [3] والأعيان، فطال حديثه معه، وأعلمهم بأنّ قَصْدَه القصد المبارك من إقامة الجهاد والحق، وأنْ يختم عمره بالأعمال الصالحة، وأن يعمل بما أمره به جَدُّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووعظهم وطَوَّل حتى بكى بعضهم، ثم خلع على جماعة، ثم سار فنزل بالجيزة، فأخذه جيشه في التَّعْدِية إلى مصر، ثم دخل القاهرة، وقد بُنيت له بها دُور الإمرة. ولم يدخل مصر، وكانوا قد احتفلوا وزيّنوا مصر، فلما دخل القصر خرّ ساجدًا، وصلّى ركعتين [4] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 8/ 524- 525.
[2] البيان المغرب 1/ 222.
[3] ستأتي ترجمته في هذه الطبقة.
[4] وفيات الأعيان 5/ 227.(26/349)
وكان عاقلا حازما أديبا سريّا جوادًا مُمَدّحًا، فيه عدل وإنصاف، فمن ذلك، قيل إنّ زوجة الإخشيد لما زالت دولتهم أودعت عند يهودي بغلطن [1] كلّه جوهر، ثم فيما بعد طالبته، فأنكر، فقالت: خُذْ كُمَّ البغلطان [1] ، فأبي، فلم تزل حتى قالت: هات الكُمَّ وخُذِ الجميع، فلم يفعل. وكان فيه بضع عشرة درّة، فأتت قصر المُعِزّ فإذِن لها، فأخبرته بأمرها، فأحضره وقرّرَه، فلم يقرّ، فبعث إلى داره من خرب حيطانها، فظهرت جرّة فيها البلغطان [1] ، فلما رآه المعز تحيّر من حُسْنه، ووجد اليهوديّ قد أخذ من صدره درّيتن، فاعترف أنّه باعهما بألف وستمّائة دينار، فسلّمه بكماله، فاجتهدت أن يأخذه هديّة أو بثمن، فلم يفعل، فقالت: يا مولانا هذا كان يصلح لي وأنا صاحبة مصر، فأمّا اليوم فلا، ثم أخذته وانصرفت [2] .
وجاء أنّ المنجّمين، أخبروه أنّ عليه قطْعًا [3] ، وأشاروا عليه أن يتّخذ سردابًا ويتوارى فيه سنة، ففعل، فلما طالت غيبته ظنّ جُنْدُهُ المغاربة أنّه قد رُفِع، فكان الفارس منهم إذا رأى الغمام ترجّل ويقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين. ثم خرج بعد السنة، وتُوُفّي بعد ذلك بيسير [4] .
وكان قد قرأ فنونا من العلم والأدب، والله أعلم بسريرته.
قيل أنّه أحضر إليه بمصر كتاب فيه شهادة جدّه عُبَيْد الله بسَلَمِيّة، وكتب: «شهد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الباهلي» . وفي الكتاب شهادة جماعة من أهل سَلَمِيَّةَ وحمص، فقال: نعم هذه شهادة جدّنا، وأراد بقوله:
الباهلي أنّه من أهل المُبَاهَلَة لا أنّه من باهِلَة [5] .
وكان المُعِز أيضًا ينظر في النجوم.
__________
[1] هكذا في الأصل «بغلطن» و «بغلطان» و «بلغطان» . وفي سير أعلام النبلاء 15/ 162 «مغلطاق» .
[2] النجوم الزاهرة 4/ 78.
[3] نعتقد أنه كان نجما رصدا.
[4] الكامل في التاريخ 8/ 664.
[5] باهلة: قبيلة عربية من قيس بن عيلان.(26/350)
وقيل إنّه قال هذين البيتين:
أَطْلَعَ الحُسْنُ من جبينك شَمْسًا ... فوق ورْدٍ من وَجْنَتَيْك أَطَلًا
وكأنّ الْجَمَالَ خَافَ على الوردِ ... ذُبُولًا فمدّ بالشَّعْرٍ ظلًا [1]
وله فيما قيل:
للَّه ما صَنَعَتْ بنا ... تلك المحاجِرُ في المعاجرْ
أمْضَى وأقْضَى في النّفُوس ... من الخناجر في الحَناجر
ولقد تعبت ببَيْنِكُم ... تَعَبَ المُهاجِرِ في الهواجِرُ [2]
تُوُفيّ فِي ربيع الآخر سنة خمسٍ وستّين، وله ستّ وأربعون سنة، وكان مولده بالمهديّة.
منصور بن عبد الملك بن نوح [3] بن نصر بن أحمد بن إسماعيل، أبو صالح الأمير السَّاماني، أمير بُخَارَى وسَمَرْقَنْد، وأبن أمرائها السّامانيّة.
تُوُفّي في شوّال، وتملّك بغداد بعده ولده أبو القاسم نوح إحدى وعشرين سنة.
__________
[1] البيتان في وفيات الأعيان 5/ 228 وفيه «جفافا» بدن «ذبولا» .
[2] الأبيات في وفيات الأعيان 5/ 228.
[3] الكامل في التاريخ 8/ 673، البداية والنهاية 11/ 285، تاريخ مختصر الدول لابن العبري 171 وفيه وفاته سنة 366 هـ.، النجوم الزاهرة 4/ 111.(26/351)
[وَفَيَات] سنة ست وستين وثلاثمائة
أحمد بن جعفر [1] ، أبو الفرج النّسَائي.
حدّث ببغداد عن يوسف القاضي، وجعفر الفِرْيَابي.
وعنه البرقاني، وأبو نعيم.
قال محمد بن العبّاس بن الفُرات: ليس بثقة.
أحمد بن الصقر [2] ، أبو الحسن المنبجي [3] المقرئ.
قرأ على: أبي طاهر بن أبي هاشم، وأبي عيسى بكّار بن أحمد، وأبي مقسم.
صنّف كتاب «الحُجَّة في القراءات السّبْع» .
روى عنه: عَبْدان بن عمر الْمَنْبِجِي، وعلي بن معيوف العين ثرمائي [4] .
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 87 رقم 318، لسان الميزان 1/ 144 رقم 45.
[2] معرفة القراء الكبار 1/ 270 رقم 5، غاية النهاية 1/ 63.
[3] ستأتي ترجمته مرة أخرى في المتوفّين في عشر السبعين وثلاثمائة.
[4] العين ثرمائي: بفتح الثاء المعجمة بثلاث وسكون الراء وفتح الميم وكسر الهمزة السابقة للياء. نسبة إلى عين ثرماء، قرية في غوطة دمشق. ويقال: العين ثرمي. (انظر معجم البلدان 4/ 177) .(26/353)
أحمد بن محمد بن فرج [1] الْجَيَّاني [2] .
روى عن قاسم بن أصْبَغ، وغيره.
وجمع في اللغة والشَّعْر. ألّف كتاب «الحدائق» ، عارض به كتاب «الزّهرة» لابن داود الطّاهري.
سُجِن سنوات من قِبَل الدّولة لسِعَايةٍ لَحِقَتْه حتى مات.
أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الرحمن بن صالح بن عبد الغفّار بن داود الحَرَّاني ثمّ المصري، أبو صالح.
تُوُفّي في شَعْبان.
أحمد بْن محمد بْن أحمد بن بُندار، أبو بكر الأستراباذي، نزيل سمرقند. شيخ صالح ورع، كثير المعروف.
رحل وسمع: عبد الله بن زيدان، ومحمد الخَثْعَمي، وأبا العبّاس السّرّاج، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
وعنه أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي.
أحمد بن محمد بن جمعة [3] بن السّكَن، أبو الفوارس النَّسَفِي [4] .
سمع: محمد بن إبراهيم البُوشَنْجي، وإبراهيم بن معقل النّسَفي، وزكريّا بن حسين.
وعنه خَلَفُ بن أحمد الأمير، والحسن بن أبي الحَجَّاج، وغيرهما.
تُوُفّي أوّل السّنة، وكان مسند وقته بنسف.
__________
[1] جذوة المقتبس 104 رقم 176، بغية الملتمس 151 رقم 331، الصلة لابن بشكوال 1/ 5 رقم 2.
[2] الجيّاني، بفتح الجيم وتشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها وفي آخرها نون. نسبة إلى جيّان، بلدة كبيرة من الأندلس. (اللباب 1/ 320) .
[3] الوافي بالوفيات 7/ 371 رقم 3364.
[4] النّسفي: بفتح النون والسين وفي آخرها فاء. نسبة إلى نسف وهي من بلاد ما وراء النهر ويقال لها نخشب. (اللباب 3/ 308) .(26/354)
أحمد بْن محمد بن حمدون [1] بن بُندار، أبو الفضل الشَّرْمَقَاني [2] الفقيه الأديب الحافظ. وشرمقان: بليدة من ناحية نَسَا.
رحل وسمع: الحسن بن سفيان، ومسدّد بن قَطَن النَّيْسَابُوري، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا عَرُوبة، وابن جَوْصَا، وطائفة سواهم.
وعنه الحاكم، وأبو سعد الماليني.
عندي مجلّد من حديثه.
قَرَأْتُ عَلَى محمد بْنِ أَبِي الْعِزِّ بِطَرَابُلْسَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِفَاعَةَ، أنا الْجُعْفِيُّ، أنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ محمد الشَّرْمَقَانِيِّ الثَّانِي، ثنا أَبُو محمد، هُوَ الْبَغَوِيُّ، ثنا شجاع بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وأبو خيثمة قالوا: أنا ابن عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِهِ الْحَذَّاءِ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ عُثْمَانَ. [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ] [3] . أحمد بن محمد بن علي [4] الخزاعي، أبو علي بن الزَّفْتي [5] الدمشقي.
سمع: أبا عُبَيْدة بن ذِكْوان، وأبا الجهم [6] بن طلاب، ومكحولا
__________
[1] معجم البلدان 3/ 338، الوافي بالوفيات 8/ 77 رقم 3503، الأنساب 7/ 326 (تحقيق محمد عوّامة) ووقع خطأ في تاريخ وفاته في معجم البلدان حيث جاء (سنة 316) فليراجع، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 51، سير أعلام النبلاء 16/ 286، 287 رقم 202.
[2] في الأصل «السرمقاني» بالسين المهملة، وهو تحريف، والتصحيح من (الأنساب معجم البلدان) «الشرمقاني» بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفتح الميم، والقاف، وفي آخرها النون. نسبة إلى شرمقان، وهي بلدة قريبة من أسفراين، بنواحي نيسابور، يقال لها «جرمقان» بالجيم، وقد كانت من أعمال نسا. (الأنساب 7/ 323) .
[3] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل استدركته من سير أعلام النبلاء 16/ 287 وفي الأصل بعد لفظ عثمان: «مشايخ خراسان في الأدب والفقه وكثرة الطلبي!» . أما الحديث فأخرجه أحمد في المسند 1/ 69 ومسلم في الإيمان (26) ، وإسناده صحيح.
[4] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 362، تهذيب ابن عساكر 2/ 67، موسوعة علماء المسلمين 1/ 409 رقم 231.
[5] الزّفتي: بكسر الزاي وسكون الفاء وفي آخرها التاء ثالث الحروف. نسبة إلى الزفت.
(اللباب 2/ 72) .
[6] في الأصل: «أبا الجهل» وهو تصحيف.(26/355)
البَيْرُوتي، وأبا جعفر محمد بن عمرو العُقَيْلي.
وعنه: تمّام، وعبد الوارث المَيْداني، ومكّي بن الغَمْر، وجماعة.
إبراهيم بن أحمد بن محمد المصري، رئيس المؤذّنين بمصر. تُوُفّي فجأة، وقد حدث في هذا العام عن محمد بن زَبَان.
وعنه يحيى بن الطّحّان، وقال: تُوُفّي في ذي الحجّة.
إسماعيل بن سعيد بن عبد الواسع [1] ، أبو سعيد الْجُرْجَاني.
عن: عِمْران بن موسى بن مُجَاشِع، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن، وابن عبد الكريم الوزّان، وجماعة.
قال حمزة السّهْمي: كان ثقة صالحًا، ثم روى عنه في تاريخه وقال:
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
ثابت بن إبراهيم بن هارون [2] ، أبو الحسن الحَرّاني الطّبيب، من كبار الأطبّاء ببغداد.
كان نظير ثابت بن سِنان، وكان أبو الحسن هذا أَسَنّ من ابن سنَان، وله إصابات عجيبة مذكورة في تاريخ الموفق ابن أبي أُصَيْبَعَة.
عاش سِتًّا [3] وثمانين سنة.
جعفر بن محمد بن جعفر، أبو محمد اليَزْدِيّ التّاجر.
سمع: محمد بن بصير، وحاجب بن أركين.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم، وأهل أصبهان.
الحارث بن عبد الجبّار [4] ، أبو الأصبغ الأندلسي.
__________
[1] تاريخ جرجان 146 رقم 166.
[2] تاريخ مختصر الدول لابن العبري 173، 174 وفيه وفاته سنة 369، عيون الأنباء 1/ 227 طبعة الوهبية، أخبار الحكماء 111، الفهرست 303، الوافي بالوفيات 10/ 465 رقم 4970.
[3] في الأصل «ستين وثمانين» .
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 105 رقم 327.(26/356)
سمع بإِلِبيرَة [1] من محمد بن فُطَيْس، وبقُرْطُبة من أحمد بن خالد بن الحُبَاب.
وكان ثقة.
الحسن بن أحمد بن أبي سعيد [2] ، أبو محمد الجنابي القُرْمُطي، المعروف بالأعصم. مولده بالأَحْسَاء ومات [3] بالرَّمْلة، وله شعر جيّد وفضيلة.
غلب على الشام، وكان كبير القرامطة ورأسهم في زمانه، واستناب على دمشق وشاح بن عبد الله، وقدم نائبًا إلى دمشق سنة ستّين. وكسر جيش المصريين، وقتل مُقَدَّمهم جعفر بن فلاح، وكانوا قد أخذوا دمشق، ثم إنّه توجّه إلى مصر وحاصرها شهورًا، واستخلف على دمشق ظالم بن موهوب [4] العُقَيْلي، وكان يُظْهر دولة أمير الطائع للَّه [5] .
أخباره في تاريخ دمشق، وفي الحوادث.
الحسن بن بُوَيْه فَنّاخسْرُو [6] السلطان رُكْن الدولة أبو علي الدّيْلَمي، صاحب أصبهان والرّيّ وهمذان وعراق
__________
[1] إلبيرة: الألف فيها ألف قطع وليس بألف وصل. وهي كورة كبيرة من الأندلس ومدينة.
(معجم البلدان 1/ 244) .
[2] تهذيب ابن عساكر 4/ 151- 153، معجم البلدان 2/ 122 و 3/ 848، اللباب 1/ 238، البداية والنهاية 11/ 286، 287 وفيه «الحسين» ، الوافي بالوفيات 11/ 373 رقم 543، فوات الوفيات 1/ 227، مرآة الجنان 2/ 385، العبر 2/ 340، دول الإسلام 1/ 227، أمراء دمشق 26، النجوم الزاهرة 4/ 128، تاريخ أخبار القرامطة 95، سير أعلام النبلاء 16/ 274- 276 رقم 195 شذرات الذهب 3/ 55.
[3] في الأصل «مولده» وهو خطأ.
[4] في الأصل «مرهوب» والتصحيح من المصادر التاريخية. انظر: الكامل في التاريخ 8/ 656، أمراء دمشق 46 رقم 151، البداية والنهاية 11/ 281، اتعاظ الحنفا 1/ 211، ذيل تاريخ دمشق 15.
[5] كذا في الأصل، ويبدو الاضطراب في العبارة. وفي سير الأعلام 16/ 275: «وكان يظهر طاعة الطائع العباسي» .
[6] المنتظم 7/ 185 رقم 108، العبر 2/ 341، دول الإسلام 1/ 227، البداية والنهاية 11/ 284، 285 و 288، الكامل في التاريخ 8/ 241، تاريخ مختصر الدول 171، معجم(26/357)
العجم كلّه، والد السلطان عَضُد الدولة وفخر الدولة ومُؤيّد الدولة.
كان ملكًا جليلًا سعيدًا في أولاده، قسّم عليهم الممالك، فقاموا بها أحسن قيام، وملك أربعًا وأربعين سنة وأشهرًا، وكان أبو الفضل بن العميد وزيره، فلما مات ابن العميد استوزر ولَدَه أبا الفتح بن العميد، وأمّا الصّاحب إسماعيل بن عبّاد فكان وزير ولديه مؤيّد الدولة وفخر الدولة.
تُوُفّي ركن الدولة في المحرّم عن نيّف وثمانين سنة بِقُولَنْجٍ أصابه، ووجد بعده عضُدُ الدولة طريقًا إلى ما كان يُخفيه من قَصْد العراق، وهو أخو مُعِزّ الدولة أحمد، وعماد الدّولة علي.
الحَكم المستنصر باللَّه [1] ، صاحب الأندلس أبو العاص بن النّاصر لدين الله عَبْد الرَّحْمَن الأمويّ.
بقي في المملكة بعد أبيه ستّة عشر عامًا، وعاش ثلاثًا وستّين سنة.
وكان حَسَنَ السّيرة، مُكْرِمًا للقادمين عليه. جَمَع من الكتب ما لا يحدّ ولا يوصف كثرة ونَفَاسةُ، مع العلم والنَّبَاهة، وحُسْن السّيرة وصفاء السّريرة.
سمع من: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن دُحَيْم، ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني، وزكريًا بن خطّاب، وأكثر منه. وأجاز له ثابت بن قاسم، وكتب عن خلق كثير سوى هؤلاء.
__________
[ () ] البلدان 4/ 189، أمراء دمشق 26 رقم 87، مرآة الجنان 3/ 93، الوافي بالوفيات 11/ 411 رقم 589، النجوم الزاهرة 4/ 127، شذرات الذهب 3/ 55، كنز الدرر (الدرّة المضيّة في أخبار الدولة الفاطمية) 178، تكملة تاريخ الطبري 1/ 229، نهاية الأرب 23/ 203، المختصر في أخبار البشر 2/ 116، وفيات الأعيان 2/ 118، 119، سير أعلام النبلاء 16/ 203 رقم 141.
[1] العبر 2/ 341، 342، البداية والنهاية 11/ 285، الكامل في التاريخ 8/ 677، شذرات الذهب 3/ 55، جذوة المقتبس 13، بغية الملتمس 18، معجم بني أمية للمنجد 25، دول الإسلام 1/ 227، النجوم الزاهرة 4/ 127، نهاية الأرب 23/ 400، تاريخ علماء الأندلس 10/ 7، يتيمة الدهر 1/ 293، 294، جمهرة أنساب العرب 100، المختصر في أخبار البشر 2/ 117، سير أعلام النبلاء 16/ 23، 231، تاريخ ابن خلدون 4/ 144، تاريخ الخلفاء 649، نفح الطيب 12/ 386.(26/358)
وكان يستجلب المُصَنَّفات من الأقاليم والنّواحي، باذلًا فيها ما أمكن من الأموال، حتّى ضاقت عنها خزائنه، وكان ذا غرام بها، قد آثر ذلك على لذّات الملوك، فاستوسع عِلْمُهُ، ودقّ نظره، وجمّت استفادته. وكان في المعرفة بالرّجال والأنساب والأخبار أُحْوَذيّا نسيجَ وحْدِه.
وكان أخوه عبد الله المعروف بالولد [1] على هذا النَّمط من محبّة العلم، فقتل في أيّام أبيه.
وكان الحَكَم ثِقَةً فيما ينقله.
قال ابن الأبّار [2] : هذا أضعافه فيه. وقال: عجبًا لابن الفَرَضيّ، وابن بَشْكَوال كيف لم يذكراه. كنيته أبو العاص. وولي الأمر في سنة خمسين وثلاثمائة بعد والده، وقلّ ما نجد له كتابا من خزانته إلا وله فيه قراءة أو نظر [3] في أيّ فنّ كان، ويكتب فيه نَسَبَ المؤلّف ومَوْلِدَه ووفاته، ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد إلّا عنده لعنايته بهذا الشأن.
تُوُفّي بقصر قُرْطُبة في ثاني صفر، رحمه الله.
وقد شدّد في إبطال الخمور في مملكته تشديدًا مُفْرِطًا، ومات بالفالج، وولي الأمر بعده ابنه المؤيّد باللَّه هشام، وسِنّه يومئذٍ تسع سنين، وقام بتدبير المملكة الحاجب أبو عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر العامري القَحْطَاني الملقّب بالمنصور، فكان هو الكُلّ.
عبد الله بن غانم، أبو محمد الطويل النَّيْسَابُوري الصَّيْدلاني.
سمع أبا عبد الله البُوشَنْجي، وأبا بكر الجارُودي.
قال الحاكم: عاش مائة وسنتين [4] .
__________
[1] الولد: مصطلح أندلسي لا يطلق إلّا على الأمراء، وكثيرا ما يختص به وليّ العهد.
[2] الحلّة السّيراء 1/ 200- 205 رقم 77.
[3] في الأصل «نظرا» .
[4] في الأصل «مائة وستين» وهو تحريف.(26/359)
عبد الله بن موسى بن كريد [1] ، أبو الحسن السلامي.
غلط من سمّى وفاته فيها، إنّما تُوُفِّيَ [سَنَةَ أَرْبَعٍ] [2] وَسَبْعِينَ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ [3] بْنِ زياد، أبو محمد النَّيْسَابُوري المعدّل.
سمع: جدّه أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن بنت نصر بن زياد، وعبد الله بن محمد بن شِيرَوَيْه، وحدّث عنهما بمُسْنَد إسحاق، وموسى بن جعفر بن أحمد الحافظ، ومن مُسدّد بن قَطَن، وفي الرّحلة من أحمد بن الحسن الصُّوفي الحرّاني، والهَيْثَم بن خَلَف الدُّوري، والمُفَضّل بن محمد الْجُنْدي، وغيرهم.
وعنه: الحاكم أبو عبد الله، وقال: تُوُفّي سنة ستًّ وستيّن، وله ثلاث وثمانون سنة وروى عنه مُسْنَد إسحاق: أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النَّصْروي.
عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بَقِيّ [4] بْن مَخْلَد، أبو الحسن القُرْطُبي.
سمع من: أبيه، ومحمد بن عمر بن لُبَابة، وأسلم، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان ثِقَةً، ضابطًا، فصيحًا، بليغًا، وَقُورًا. سمع النّاس منه كثيرًا.
قال ابن الفَرَضي: أخبرني مَن سمعه يقول: الإجازة عندي وعند أبي وجدّي كالسّماع، أريد علي الصّلاة بقُرْطُبة واستعفى عن ذلك، وتُوُفّي في ربيع الأوّل، وله أربعٌ وستُّون سنة.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 148، 149 رقم 5299، ميزان الاعتدال 2/ 508 رقم 4269 و 2/ 509 رقم 4632 و 2/ 509 رقم 4634، لسان الميزان 3/ 368 رقم 1470، الوافي بالوفيات 17/ 644 رقم 542.
[2] ما بين الحاصرتين ليستا في الأصل.
[3] العبر 2/ 342، شذرات الذهب 3/ 56.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 263 رقم 798:(26/360)
عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان، أبو عيسى الخَوْلاني المصري الفُرُوضي.
يروي عن: أبي عبد الرحمن النَّسَائي، وأبي يعقوب المَنْجَنِيقي.
وعنه: علي بن منير الخلال، ويحيى بن علي الطّحّان، وقال: تُوُفّي في صَفَر.
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بن محبور، أبو الفرج التّميمي النَّيْسَابُوري، بقيّة الكراميّة، ومُحَدَّثهم.
سمع: الحسين بن محمد القَبَّاني، وأبا يحيى البزّاز، وطائفة.
روى عنه: الحاكم وغيره.
تُوُفّي في شعبان عن ثمانٍ [1] وثمانين سنة.
عثمان بن الحجّاج بن يعقوب بن يوسف، أبو عَمْرو الخَوْلاني المصري الشاعر.
تُوُفّي في صفر.
عصام [2] بن العبّاس، أبو محمد الضَّبّي الهَرَوي.
روى عن: محمد بن مَخْلَد العطّار، وغيره.
وعنه: ابنه رافع، وأبو عثمان القُرشي الهروي.
علي بن أحمد بن عبد العزيز [3] أبو الحسن الْجُرْجاني المُحْتَسِب، نزيل نَيْسَابور.
سمع: عمر بن محمد بن بُجَيْر، وعمران بن موسى بن مُجَاشِع الحافظ، ومحمد بن يوسف الفَرَبْرِي [4] ، وحدّث بنيسابور.
__________
[1] في الأصل «ثماني» .
[2] في الأصل «عصم» .
[3] مرآة الجنان 2/ 386، شذرات الذهب 3/ 56 وفيه «علي بن عبد العزيز» طبقات الفقهاء للشيرازي 122، تاريخ جرجان 318 رقم 560، ميزان الاعتدال 3/ 112، سير أعم النبلاء 16/ 247 رقم 177، لسان الميزان 4/ 194، 195.
[4] الفربري: بفتح الفاء والراء وسكون الباء الموحدة وفي آخرها راء ثانية. نسبة إلى فربر. بلدة(26/361)
أخذ عنه أبو عبد الله الحاكم، وقال: تُوُفّي في صفر. وقال أيضًا: كثير السَّمَاع معروف بالطَّلَب، إلّا أنّه وقع إلى أبي بِشْر المصعبي الفقيه، فكانّه أخذ سيرته في الحديث، فظهرت منه المجازفة عند الحاجة إليه، فتُرِك.
قال: وسمع «صحيح البُخَاري» وثنا بالعجائب عن أبي بشر المروزي، يعني المصعبي.
علي بن أحمد بن المَرْزُبان [1] أبو الحسن [2] البغدادي الفقيه الشافعي.
كان إمامًا ورِعًا.
أخذ الفقه عن أبي الحسين بن القطّان.
وعنه أخذ الشيخ أبو حامد الإسْفرايني أوّل ما قَدِم العراق.
وهو صاحب وجهٍ في المذهب.
وبلَغَنَا عنه أنّه قال: ما لأحدٍ عليّ مَظْلِمَة.
تُوُفّي في رجب من السنة.
عيسى بن العلاء بن نذير [3] ، أبو الأصْبَغِ السَّبْتي [4] .
دخل الأندلس، وسمع من: أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ.
ولي قضاء سَبْتة وخطابَتَها، وعاش سَبْعًا وثمانين سنة.
عيسى بن عبد الرحمن بن حبيب [5] ، أبو الأصبغ المصمودي الأندلسي.
__________
[ () ] على طرف جيحون مما يلي بخارى. (اللباب 2/ 418) .
[1] طبقات الشافعية للشيرازي 91، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 346، تاريخ بغداد 11/ 325، تهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/ 214، طبقات الفقهاء 96، البداية والنهاية 11/ 289، وفيات الأعيان 3/ 281، مرآة الجنان 2/ 385، شذرات الذهب 3/ 56، تاريخ التراث العربيّ 1/ 324، سير أعلام النبلاء 16/ 246 رقم 172.
[2] في الأصل «والحسن» .
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 337 رقم 995.
[4] السبتي: بفتح السين وسكون الباء الموحّدة وفي آخرها التاء ثالث الحروف. نسبة إلى مدينة سبتة بالمغرب على ساحل البحر. (اللباب 2/ 98) .
[5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 334 رقم 988.(26/362)
سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، ورحل مع عبد الرحمن بن عبد الله بن المقرئ، وابن الأعرابي، وجماعة كثيرة.
وكان أحد الفقهاء. تُوُفّي في جُمادى الآخرة بأُشونة [1] .
علي بن محمد بن الحسين [2] ، ويلقّب: «ذو الكِفَايتين» ، أبو الفتح ابن الوزير أبي [3] الفضل محمد بن العميد.
وُلّي الوزارة بعد موت والده لبني بَوَيْه، وكان شاعرًا محسِنًا مفلِقًا. مدح عَضُدَ الدَّولة بن بُوَيْه وغيره.
وله من مَطْلَع قصيدة بديعة:
أُفِيضَتْ عُقُودٌ أَمْ أُفِيضَتْ مَدَامِعُ ... وهذي دُمُوعٌ أَمْ نُفُوسٌ هَوَامِعُ
ومنها في وصف العدوّ المخذول:
بطرتم فَطِرْتُمْ والعَصَا زَجْرُ مَن عَصَى ... وتَقْوِيمُ عبدِ الهُونِ بالهُونِ رادِعُ
وقد وَزَرَ وعظُم قدره، ومات في ربيع الآخر سنة ستَّ وستّين تحت العذاب.
القاسم بن غانم بن حَمَوَيْه، أبو محمد الطّيب الصّيْدَلاني. شيخ نَيْسَابُوريّ معْمَر.
سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، والحسين بن محمد القبّاني، وجماعة.
وعنه الحاكم قال: لم تعجبني منه رواية تاريخ يحيى بن بكير عن البُوشنجي.
قال: وتُوُفّي في ذي الحجّة، وله مائة وخمس سنين، فإنّي لم أزل
__________
[1] تصحّف في الأصل إلى «باسوته» . وأشونة: بالنون مكان القاف. حصن بالأندلس من نواحي إستجة. (معجم البلدان 1/ 202) .
[2] معجم الأدباء 14/ 191- 240 رقم 38 إنباه الرواة 1/ 323.
[3] في الأصل «أبو» .(26/363)
أسمع أنّ مولده سنة ستيّن ومائتين [1] .
محمد بن أحمد [2] بن شَبَّوَيْه [3] ، أبو عبد الله الأصْبَهَاني الورّاق.
قال أبو نُعَيم: كتب بالشّام والعراق، وثنا قال: ثنا علي بن محمد بن زيد بحَرَّان، ثنا هاشم بن القاسم الحرّاني، فذكر حديثًا.
محمد بن بَطّال بن وهب [4] بن عبد الله التميمي اللُّورَقي [5] .
رحل إلى المشرق مرّتين، أولاهما سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، فسمع من أبي: سعيد بن الأعرابي، وابن أبي مطر الإسكندراني، وأحمد بن مسعود الزُّبَيْرِي، وطبقتهم. وعُنِي بالحديث والتَّقْييد.
سمع منه غير واحدٍ من علماء قُرْطُبَة، وتُوُفّي بِلْورَقَة، رحمه الله.
محمد بن جعفر بن محمد [6] بن كنانة، أبو بكر البغداديّ المؤدّب.
روى عن: محمد بن يونس الكديمي، وابن مسلم الكَجّي، ومحمد بن سهل العطّار.
وعنه: علي بن أحمد الرّزّاز، وبشري الفاتني.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تَسَاهُل، لم يكن عندي بذاك.
محمد بن الحسن بن أحمد [7] بن إسماعيل، أبو الحسن النَّيْسَابُوري السّرّاج المقرئ الزّاهد.
رحل وسمع: أبا شُعَيْب الحَرّاني، والحسين بن المُثَنَّى العَنْبَرِي، ومُطَيّنًا، وموسى بن هارون، ويوسف بن يعقوب القاضي، وطبقتهم.
__________
[1] في الأصل أقحمت كلمة على العبارة فجاءت: سنة ستين ومحمد مائتين» .
[2] ذكر أخبار أصبهان 2/ 294.
[3] في الأصل «سيبويه» وهو تصحيف.
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 75 رقم 1317، بغية الملتمس 64 رقم 72.
[5] اللورقي: بالضم ثم السكون والراء المفتوحة والقاف. نسبة إلى مدينة لورقة بالأندلس من أعمال تدمير. (معجم البلدان 5/ 25) .
[6] تاريخ بغداد 2/ 151 رقم 573.
[7] المنتظم 7/ 86 رقم 111، العبر 2/ 342، مرآة الجنان 2/ 387، شذرات الذهب 3/ 57.(26/364)
روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد الماليني، وأبو الحسين بن العاني، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المشّاط، والأستاذ محمد بن القاسم الماوَرْدِي القُلُوسي، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الجزري، وخَلْقٌ من النَّيْسَابُوريّين، وغيرهم.
قال الحاكم: قَلَّ ما رأيت اجتهادًا وعبادة [1] منه. وكان يعلَّم القرآن، وما أَشَبَّه حالَه إلّا بحال أبي يونس الفُوّي الزّاهد، صلّى حتى أقعد، وبكى حتى عمي. حدّث أبو الحسن من أُصُول صحيحة، وتُوُفّي يوم عاشوراء. وسمعته يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فتبعته حتى وقف على قبر يحيى، وتقدّم، وصفّ خلفه جماعة من الصحابة فصلّى عليه، ثم التفت فقال: هذا القبر أمان لأهل المدينة.
محمد بن عبد الله بن زكرّيا [2] بن حَيَّوَيْه، أبو الحسن القاضي النَّيْسَابُوري المصري.
قدم مصر في صِغَره، أو وُلد بها. وسمع: بكر بن سهل الدَّمْياطي، وأحمد بن عمرو البزّار، وأحمد بن شُعَيْب النّسائي، وعبد الله بن أحمد بن عبد السّلْم الخَفّاف، وغيرهم.
وهو ابن أخي يحيى بن زكريّا بن حَيَّوَيْه الحافظ الأعرج، صاحب قُتَيْبَة، وابن راهَوَيْه، فروى عن عمّه أيضًا، وأحسبه هو المدني. رحل به إلى مصر.
روى عنه: الحافظ عبد الغني المصري، وعلي بن محمد الخُراساني القيّاس، وهارون بن يحيى الطّحّان، وأبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان،
__________
[1] تكرّرت كلمة «وعبادة» في الأصل.
[2] العبر 2/ 342، الكامل في التاريخ 8/ 688، شذرات الذهب 3/ 57، حسن المحاضرة 1/ 169، الأعلام 7/ 97، معجم المؤلفين 10/ 15، تاريخ التراث العربيّ 1/ 324 وفيه أن وفاته سنة 663 هـ.، بدائع الزهور ج ق 1/ 192، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 484 رقم 1169.(26/365)
ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر، وجماعة آخرهم محمد بن الحسين النَّيْسَابُوري المصري الطّفّال.
تُوُفّي في رجب من السنة، وكان شافعيّا رأسًا في الفرائض.
وثّقه ابن ماكولا [1] وقال: وكان ثقة نبيلًا. قال: مولدي سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
قال ابن عساكر: روى عنه: النّسَائي، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وإسحاق بن إبراهيم المَنْجَنيقي، ومحمد بن جعفر بن أَعْيَن، وسمّى جماعة.
قال الدَارقُطْنيّ: كان رحمه الله لا يترك أحدا يتحدث، وقال: جئت إلى شيخ عنده «الموطأ» وكان يقرأ عليه وهو يتحدّث، فلما فرغ قلت: أيها الشيخ نقرأ عليك الحديث وأنت تتحدّث؟ فقال: كنت أسمع، فلم أَعُدْ إليه.
محمد بن محمد بن يعقوب، أبو بكر المصري السّرّاج.
روى عن أبي يعقوب المنجنيقي، والنّسَائي.
وتُوُفّي في آخر السنة.
محمد بن علي بن عبد الله [2] الوَزْدُولي [3] الْجُرْجَاني النهرواني.
روى عن أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزّان، ومات ببغداد.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحمد بْن مَنْصُور، أَبُو منصور القَزْوِيني الفقيه.
رحل وسمع: عمران بن موسى بن مُجَاشِع، وأبا يَعْلَى المولى، وعمران بن أبي غيلان، وحامد بن شعيب، وحدّث ببلده.
__________
[1] الإكمال 2/ 361.
[2] تاريخ بغداد 3/ 87 رقم 1074، الأنساب 12/ 258، اللباب 3/ 363.
[3] الوزدولي: بفتح الواو وسكون الزاي وضم الدال المهملة وسكون الواو وفي آخرها لام. نسبة إلى وزدول من قرى جرجان. (اللباب 3/ 363) .(26/366)
[وَفَيَات] سنة سبع وستين وثلاثمائة
أحمد بن إبراهيم بن بِشْر، أبو بكر اللّحياني المصري.
يروي عن النّسَائي.
وعنه يحيى بن الطّحّان، وقال: تُوُفّي في أوّل السنة.
أحمد بن عيسى بن النّعْمان، أبو عمرو الصّائغ.
روى عنه أبو سعد الإدريسي في تاريخ إسْتِراباذ، قال: هو محدّث ثقة.
سمع محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي وغيره، ومات سنة سبعٍ أو ثمانٍ وستّين.
أحمد بن يعقوب، أبو بكر الجرْجاني الأديب.
روى عن أَبِي خليفة.
كان كَذَّابًا.
إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] بْن محموَيْه، أبو القاسم النّصراباذيّ
__________
[1] المنتظم 7/ 89 رقم 112، تاريخ بغداد 6/ 169 و 170، تهذيب ابن عساكر 2/ 246- 250، طبقات الصوفية للسّلمي 484- 488، الرسالة القشيرية 39، اللباب 3/ 225، نتائج الأفكار القدسية 2/ 13- 15، طبقات الشعراني 1/ 144، سير أعلام النبلاء 10 ق 2/ 212، النجوم الزاهرة 4/ 129- 131، شذرات الذهب 3/ 58، مرآة الجنان 2/ 387، دول الإسلام 1/ 227، الوافي بالوفيات 6/ 117 رقم 2549، تاريخ التراث(26/367)
الواعظ الصُّوفي الزّاهد. ونَصْراباذ محلّة بنَيْسَابور.
سمع: ابن خُزَيْمة، والسّرّاج، ويحيى بن صاعد، وابن جَوْصَا، ومَكْحُولا البَيْرُوتيّ، وأحمد بن عبد الوارث العسّال، وهذه الطبقة بالعراق والشّام ومصر.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو حازم العَبْدَرِي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
وقال السُّلَمي: كان شيخ الصُّوفيّة بنَيْسَابور، له لسان الإشارة، مقرونًا بالكتاب والسنة. كان يرجع إلى فنون من العلم، منها حِفْظ الحديث وفهمه، وعِلْم التاريخ وعلوم المعاملات والإشارة. التَقَى الشّبْلي، وأبا علي الرُّوذْبَاري. قال: ومع مُعْظَم حاله كم مرّة قد ضُرِب وأُهين وكم حُبس، فقيل له: إنّك تقول: الرُّوح غير مخلوق، قال: لست أقول ذا ولا أقول أنّ الرُّوح مخلوق، ولكنّ أقول ما قال الله: «قُلِ الرُّوحُ مِنْ أمر ربّي» [1] ، فَجَهِدوا به، فقال: ما أقول إلّا ما قال الله.
قلت: هذا كلام زيْف، وما يَشُكُّ مسلم في خلْق الأرواح، وأمّا سؤال اليهود لنبيّنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الروح فإنّما هو عن ماهيّتها وكيفيّتها لا عن خلْقِها، فإنّ الله خالق كلّ شيء، وخالق أرواحنا ودَوَابّنا وموتنا وحياتنا.
قال السُّلَمي: وقيل له: إنّك ذهبت إلى النّاوُوس وطفْت به وقلتَ: هذا طوافي، فقالوا له: إنّك نقصت محلّ الكعبة، فقال: لا ولكنّهما مخلوقان، لكن جُعِل ثَمَّ فضْل ليس هاهنا، وهذا كمن يكرم الكلب لأنّه خلْقُ الله، فَعُوتِبَ في ذلك سنين.
قلت: وهذه سقْطَة أخرى له، والله يغفر له، أَفَتَكُونُ قِبْلَةُ الإسلام مثل
__________
[ () ] العربيّ 2/ 481، 482 رقم 35، العبر 2/ 343، طبقات الأولياء 26- 28، العقد الثمين 3/ 237- 239، موسوعة علماء المسلمين 1/ 252- 255 رقم 52
[1] قرآن كريم- سورة الإسراء- رقم 85.(26/368)
القبور التي لُعِن من اتَّخَذَها مسجدًا؟
قال السّلمي: وسمعت جدّي ابن بجيد يقول: منذ عرفت النَّصْراباذي ما عرفت له جاهليّة.
وقال الحاكم: هو لسان أهل الحقائق في عصره، وصاحب الأحوال الصحيحة، وكان جَمَّاعةً للرّوايات ومن الرّحالين في الحديث، وكان يُوَرَّق قديمًا، فلما وصل إلى علم الحقيقة ترك الورَاقَةَ وغاب عن نَيْسَابُور نَيِّفًا وعشرين سنة، وكان يَعِظُ ويذكّر، ثم إنّه في سنة خمسٍ وستّين حجّ وجاور بمكّة، ثم لِزم العبادة حتى تُوُفّي فيها في ذي الحجّة سنة سبعٍ، ودُفن عند الفُضَيْل بن عِيَاض.
قال الحاكم: وبِيعَت كُتُبُهُ وأنا في بغداد، وكشفتْ تلك الكتبُ عن أحوالٍ، والله أعلم. وسمعته يقول، وعُوتب في الرُّوح، فقال لمن عاتبه: إنْ كان بعد الصَّدَّيقين، مُوَحّدٌ فهو الحلاج.
قال الخطيب [1] : كان ثقة.
وقال أبو سعيد الماليني: سمعته يقول: إذا أعطاكم حباكم، وإذا لم يُعْطِكُم حماكمَ، فشَتَّان ما بين الحبا والحِمى، فإذا حباك شغلك، وإذا حماك جمّلك.
قال النّصرآبادي آباذي: إذا أخبر الله عن آدم بصفة آدم قال: «وعصى آدم» [2] وإذا أخبر الله عنه بفضله عليه قال: «إنّ الله اصطفى آدم» [3] .
وقال: أصْل التَّصَوُّف ملازمة الكتاب والسنة، وترْك الأَهْواء والبِدعَ، وتعظيم حُرْمة المشايخ، ورؤية أعْذار الخلق، وحسن صحبة الرّفقاء، والقيام
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 169.
[2] قرآن كريم- سورة طه- الآية 121.
[3] قرآن كريم- سورة آل عمران- الآية 3.(26/369)
بخدمتهم، واستعمال الأخلاق الجميلة، والمداومة علي الأوراد، وترك ارتكاب الرّخص [1] .
وقال: نهايات الأولياء بدايات الأنبياء.
وقال: المحبّة مُجَانَبَة السُّلُوِّ علي كل حال، ثم أنشد:
ومَن كان في طول الهوى ذاق سلوة ... فإني من ليلى بها غير ذائِقِ
وأكبر شيءٍ نِلْتُه وِصَالها ... أَمَانيُّ لم تَصْدُقْ كَلَمْحَةِ بَارِقِ [2]
قال السُّلَمِي: كان أبو القاسم النَّصْراباذي يحمل الدَّواة والوَرَق، وكلّما دخلنا بلدًا قال لي: قم حتى نسمع، وذلك في سنة ستّ وستّين وثلاثمائة، فلما دخلنا بغداد قال: قم بنا إلى القَطِيعي، وكان له ورّاق قد أخذ من الحاجّ شيئًا ليقرأ لهم، فدخلنا، فأخطأ الورّاق غير مرّة، والنَّصْراباذي يردُّ عليه، وأهل بغداد لا يحملون هذا من الغُرَباء، فلما ردّ عليه الثالثة قال: يا رجل إنْ كنت تُحْسِن تقرأ فتعال، كالمُستهزِئ به، فقام الأستاذ أبو القاسم وقال: تأخّر قليلًا، وأخذ الجزء فقرأ قراءة تحيّر منها القَطِيعيّ ومَن حوله، فقرأ ثلاثة أجزاء، وجاء وقت الظُّهر، فسألني الورّاق: مَن هذا؟ قلت: الأستاذ أبو القاسم النَّصْراباذي، فقام وقال: أيُّها النّاس، هذا شيخ خُراسان [3] .
قال السُّلمي: وقد خرج بنا نسْتسقي مرّة، فعمل طعامًا كثيرًا، وأطعم الفقراء، فجاء المطر كأفواه القِرَب، وبقيتُ أنا وهو لا نقدر على المُضِيء بحالٍ. قال: فأومأ إلى مسجد، فكان يكفّ، وكنّا صِيامًا، فقال: لعلّك جائع؟ تريد أنْ أطلب لك من الأبواب كَسْرة؟ قلت: معاذ الله.
وكان يترنْم بهذا:
خرجوا لِيَسْتَسْقُوا فقلت لهم: قِفُوا ... دمعي ينوب لكم عن الأنواء
__________
[1] قارن الطبقات الأولياء 27.
[2] القول والبيتان في: طبقات الأولياء 27.
[3] الرواية باختصار في طبقات الأولياء 28، ونتائج الأفكار 2/ 14.(26/370)
قالوا: صَدَقْتَ ففي دموعك مقنعُ ... لكنّها ممزوجة بِدِمَاء [1]
قلت: ومن مُرِيديه أبو علي الدّقّاق شيخ أبي القاسم القُشَيري، رحمهم الله تعالى.
إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن، أبو إسحاق السَّرْخَسي [2] ثم الهَرَوي، والد الشيخين إسماعيل، وإسحاق أبي يعقوب الحافظ، ويعرف بالقَرّاب.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الهَرَوي الورّاق.
روى عن أبي علي محمد بن محمد بن يحيى القَرْاب، وغيره.
وعنه شُعَيْب البوشَنْجي.
بَخْتِيَار عزّ الدولة [3] بن مُعِز الدولة أحمد بن بُوَيْه الدَّيْلمي، أَبُو منصور.
ولي المُلْك بالعراق بعد أبيه، وتزوّج الخليفة بابنته «شاه ناز» على مائة ألف دينار، وخطب وقت العَقْد القاضي أبو بكر بن قُرَيْعَة، وذلك في سنة أربعٍ وستّين.
وكان عزّ الدولة ملكا سريّا شديا القوى، قيل إنّه كان يُمْسِك الثَّوْر العظيم بقَرْنَيْه فيَصْرَعه، وكان متوسّعًا في النَّفقات والكُلَف.
حكى بِشْر الشمعي أنّ راتبه من الشمع كان في كلّ شهر ألف مَن.
وكان بين عزّ الدَّولة وبين ابن عمّه عَضُد الدّولة منافسات في الملك
__________
[1] البيتان باختلاف الألفاظ في طبقات الأولياء 28.
[2] السّرخسي: نسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها: سرخس، وسرخس. (الأنساب 7/ 69) .
[3] المنتظم 7/ 89 رقم 113، العبر 2/ 343، 344، البداية والنهاية 11/ 291، شذرات الذهب 3/ 59، دول الإسلام 1/ 227، النجوم الزاهرة 4/ 129، وفيات الأعيان 1/ 167 رقم 109، يتيمة الدهر 2/ 219، الوافي بالوفيات 10/ 84- 86 رقم 4528، الكامل في التاريخ 8/ 575- 580 و 688- 693، المختصر في أخبار البشر 2/ 119، سير أعلام النبلاء 16/ 231، 232 رقم 164، تاريخ الخلفاء 649، مآثر الإنافة 1/ 312.(26/371)
أدّت إلى التَّنازع، وأفضَتْ إلى القتال بينهما، فالتقيا في شوّال من السنة، فقُتل عزّ الدّولة في المعركة، وحُمِل رأسه إلى يَدَيْ عَضُد الدولة، فوضع المنديل على وجهه وبكى، وتملّك بعده، واستقلّ بالممالك. وعاش عزّ الدّولة سِتًّا وثلاثين سَنَةً.
وَقَدْ مَرَّ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ.
تامش بن تَكِين، أبو منصور المُعْتَمِدي. حدّث بمصر.
حسن بن وليد [1] ، أبو بكر القُرْطُبي الفقيه النَّحْوي، المعروف بابن العريف.
كان بارعًا في النّحْو، خرج إلى مصر في أواخر عمره، ورَأس فيها، وكانت له حلقة بجامعها، وبها تُوُفّي.
دارم بن أحمد بن السّريّ بن صقر، أبو معن الرّفّاء المصري.
يروي عن ابن زبّان.
عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن جعفر [2] ، أبو محمد الهاشمي الْجُرْجاني ثم النَّيْسَابُوري الغازي المرابط.
سمع أبا العباس السَّرّاج، وابن خُزَيْمة.
وعنه الحاكم. وكان من المُطَوُّعَة.
عبد الله بن علي بن حسن [3] ، أبو محمد القومسي [4] الفقيه، قاضي جُرْجان.
روى عن أبيه، والبَغَوِي، وابن صاعد، وتفقّه على أبي إسحاق المروزي.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 112 رقم 349، بغية الوعاة 1/ 527 رقم 1092.
[2] تاريخ جرجان 259 رقم 420.
[3] تاريخ جرجان 274 رقم 456.
[4] القومسي: بضم القاف وسكون الواو وفي آخرها سين مهملة. نسبة إلى قومس، يقال لها بالفارسية كومش. وهي كورة كبيرة واسعة تشتمل على مدن وقرى ومزارع في ذيل جبل طبرستان. (اللباب 2/ 64، معجم البلدان 4/ 414) .(26/372)
تُوُفّي في ربيع الآخر، وقد قارب الثمانين.
عَبْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن عبد الله، الإمام أبو القاسم القُرَشي الحرّاني، إمام جامع دمشق.
روى عن محمد بن أحمد بن أبي شيخ الحَرَّاني.
روى عنه عبد الرحمن [1] بن عمر بن نصر، وجماعة.
وكان عبدًا صالحًا. تُوُفّي في جُمادى الآخرة، ودُفن بمقبرة باب كَيْسان.
عُبَيْد اللَّه بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سمرة البُنْدَار البَغَوِي، ثم البغدادي.
سمع محمد بن محمد الباغنْدِي، وطبقته.
وعنه البَرْقَاني، ووثّقه، وعلي بن عبد العزيز الظّاهري، ومحمد بن عمر بن بكير.
وكان ذا معرفة وعِلم.
عبد الغفار بن عبيد الله بن السّريّ [3] ، أبو الطيّب الحُضَيْني [4] الواسطي المقرئ النَّحْوي.
رأيت له مُصَنَّفًا في القراءات.
قرأ على: ابن مجاهد، وعلى محمد بن جعفر بن الخليل، وأبي العباس أحمد بن سعيد بن الضَّرير.
قرأ عليه: محمد بن الحسين الكارزيني، وغيره.
__________
[1] تكرّرت عبارة «روى عنه عبد الرحمن» في الأصل.
[2] المنتظم 7/ 90 رقم 114.
[3] معرفة القراء الكبار 1/ 270 وفي طبقات القراء لابن الجزري وفاته سنة 369 هـ.، اللباب 1/ 372، الأنساب 4/ 165، 166، الإكمال 3/ 38.
[4] الحضيني: بضم الحاء وفتح الضاد وسكون الياء تحتها نقطتان وفي آخرها النون. (اللباب 1/ 372) .(26/373)
وحدّث عن عمر بن أبي غيلان، ومحمد بن جرير الطّبري، وأحمد بن حمّاد بن سفيان، وجماعة.
حدث عنه أبو العلاء الواسطي، والصّحناني، وإبراهيم بن سعيد الرّفاعي، وأحمد بن محمد بن علان المعدّل، وغيرهم.
وأصله كوفيّ، سكن واسطا وأقرأ بها النّاس.
قال خميس الحوزي [1] : أظنّ أنّه توفّي سنة سبع وستّين وثلاثمائة.
وكان ثقة.
قلت: وقرأ عليه القراءات أبو بكر أحمد بن المبارك الواسطي، وأقرأها ببغداد بعد الأربعمائة.
عبد الملك بن العبّاس، أبو علي القَزْوِيني الزّاهد.
قال الخليلي: سمعت شيوخنا يقولون: إنّه كان من الأبدال.
سمع الحسن بن علي الطَّوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
عثمان بن الحسن بن عزرة [2] ، أبو يَعْلَى البغدادي الورّاق المعروف بالطُّوسي.
سمع: أبا القاسم البَغَوِي، والحسين بن عفير، وابن أبي داود، وأخا أبي اللَّيْث الفرائضي.
روى عنه: عبد الله بن يحيى السُّكَّري، والبرْقَاني، وقال: كان ثقةً ذا مَعرِفةٍ، وله تخريجات وجُمُوع.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
عثمان بن أحمد بن سمعان [3] ، أبو عمرو المجاشي [4] .
__________
[1] في الأصل «حميس الجوزي» وهو تحريف، والتصحيح من معرفة القراءات.
[2] تاريخ بغداد 11/ 307 رقم 6102.
[3] تاريخ بغداد 11/ 306 رقم 6100، اللباب 3/ 165.
[4] المجاشي: بفتح الميم والجيم وسكون الألف وفي آخرها شين معجمة. (اللباب) .(26/374)
سمع: الحسن بن عُلْوِيَة، والهَيْثَم بن خَلَف، وأحمد بن فرج.
روى عنه: محمد بن طلحة بن عمير بن بكير، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن خلف بن القاسم البغدادي بن وكيع البَغَوِي [1] .
علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن هارون، أبو الحسن الحَضْرَمي المصري الطّحّان، والد المحدّث أبي القاسم يحيى.
سمع: أحمد بن عبد الله الوارث، والطّحَاوي.
علي بن مُضَارب بن إبراهيم، أبو القاسم النَّيْسَابُوري القارئ الزّاهد.
سمع: أبا عبد الله البُوشَنْجي، وإبراهيم بن علي الذُّهْلي، وغيرهما.
تُوُفّي في ذي الحجّة. وعنه الحاكم.
عمر بن محمد بن بهته [2] ، أبو حفص المناشر.
سمع من: أبي مسلم الكَجّي حديثًا واحدًا، وسمع أبا بكر الفِرْيَابي، ومحمد بن صالح الصائغ.
وعنه: محمد بن عمر بن بكير.
وعاش مائةً وسنتين.
عبد الله بن محمد [3] ، الشيخ القدوة، أبو محمد الراسبي [4] البغدادي الزّاهد، تلميذ أبي محمد الجريري، وابن عطاء.
أخذ عنه: أبو عبد الرحمن السُّلَمي وقال: أقام بالشّام مدّةً، ثم رجع إلى بغداد ومات بها.
ومن كلامه: البلاء صُحْبَةُ مَن لا يوافِقُكَ ولا تستطيع تركه.
__________
[1] ذكره دون ترجمة.
[2] تاريخ بغداد 11/ 257 رقم 6012.
[3] طبقات الصوفية 513.
[4] في الأصل «الراشني» وهو تصحيف.(26/375)
وقال: الهمومُ عقوباتُ الذُّنُوب.
[وقال] المحبَّةُ إن ظهرت فَضَحَتْ، وإنْ كُتِمتْ قَتَلْتَ [1] .
القاسم بن علي بن جعفر [2] ، أبو أحمد البغدادي البَلاذُرٍيّ.
عن صاحب أرْكين الفَرَغَاني.
وعنه أبو العلاء الواسطي. ووثّقه، والمقرئ أبو الحسن الحذّاء.
وكان مُعْتَزِلِيًّا، وَرَّخَه ابن أبي الفوارس.
محمد بن أحمد بن عبد الله [3] بن نصر بن بجير القاضي، أبو الطّاهر الذُّهْلي البغدادي، نزيل مصر وقاضيها.
ولي قضاء واسط، وقضاء جانب بغداد، وقضاء دمشق، ثم مصر معها، واستناب على دمشق أبا الحسن بن حَذْلَم، وأبا علي بن هارون.
وحدّث عن: بِشْر بن موسى، وأبي مسلم الكَجيّ، وأبي العبّاس ثعلب، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، وموسى بن هارون، ومحمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد، وأبي شُعَيْب الحرّاني، وأبي خليفة، وخلقٍ سواهم.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وتمّام، وعبد الغني بن سعيد، وابن الحاجّ الإشْبيلي، ومحمد بن نظيف، ومحمد بن الحسين الطّفّال، وآخرون.
ووثّقه الخطيب.
قال ابن ماكولا [4] : أنا أبو القاسم بن ميمون الصَّدَفي، أنا عبد الغني
__________
[1] راجع طبقات الصوفية 513 و 514 ففيه بعض الاختلاف في العبارات.
[2] تاريخ بغداد 11/ 450 رقم 6932.
[3] تاريخ بغداد 1/ 313 رقم 196، المنتظم 7/ 90 رقم 116، العبر 2/ 344، 345، شذرات الذهب 3/ 60، النجوم الزاهرة 4/ 130، الوافي بالوفيات 2/ 45 رقم 318، الديباج المذهب 314، حسن المحاضرة 1/ 191، كتاب الولاة والقضاة للكندي 581- 586، رفع الإصر عن قضاة مصر 98، قضاة دمشق لابن طولون 34، 35، معجم المؤلفين 8/ 284، تاريخ التراث العربيّ 2/ 152 رقم 24، ترتيب المدارك 3/ 286- 288، سير أعلام النبلاء 16/ 204- 210 رقم 142، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 68- 70، شجرة النور الزكية 91.
[4] الإكمال 1/ 196 وليس فيه العبارة المذكورة.(26/376)
الحافظ قال: قرأت على القاضي أبي الطّاهر كتاب «العلم» ليوسف بن يعقوب، فلما فرغ قال: كما قُرئ عليك؟ قال: نعم إلا اللّحنة بعد اللّحنة.
قلت: أيّها القاضي فسَمِعْتَه معربا! قال: لا. قلت: هذه بهذه. وقمت من ليلتي، فجلست عند اليتيم النّحْوِي.
وقال طلحة بْن محمد بْن جَعْفَر: استُقْضِي المتّقي للَّه سنة تسع وعشرين وثلاثمائة أبا طاهر محمد بن أحمد الذُّهْلي، وله أبُوّة في القضاء، سديد المذهب، متوسّط الفقه، على مذهب مالك، وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون ويناظرون بحضرته، وكان يتوسّط الفقه بينهم، ويتكلّم بكلام سديد، ثم صُرِف بعد أربعة أشهر، ثم استُقْضِيَ على الشرقيّة سنة أربعٍ وثلاثين، وعُزل منذ نحو خمسة أشهر [1] .
وقال عبد الغني: سألت أبا الطَّاهر عن أوّل ولايته القضاء فقال: سنة عشر وثلاثمائة. وقد كان ولي البصرة. وقال لي: كتبت العلم سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين، ولي تسعُ سنين.
قال: وقرأ القرآن كلّه وله ثمان سنين، وكان مُفَوَّهًا حَسَنَ البديهة، شاعرا، حاضر الحُجّة، علامة، عارفًا بأيّام النّاس، غزير الحِفْظ، لا يَمَلُّه جليسه من حُسْن حديثه، وكان كريمًا، ولي قضاء مصر سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة. وأقام على القضاء ثماني عشرة سنة.
قال الحافظ عبد الغني: وسمعت الوزير أبا الفرج يعقوب بن يوسف يقول: قال لي الأستاذ كافور: اجتمعْ بالقاضي أبي الطاهر فسلّمْ عليه، وقُلْ له: إنّه بلغني أنّك تَنْبَسِط مع جُلَسَائك، وهذا الانبساط يُقِلُّ هَيْبَةَ الحُكم، فَأَعْلَمْتُهُ بذلك، فقال لي: قل للأستاذ: لستُ ذا مالٍ أفيض به على جُلَسائي، فلا يكون أقلّ من خُلُقي، فأخبرتُ الأستاذَ فقال: لا تعاوِدْه، فقد وضع القَصْعَة.
قال عبد الغني: سمعت أحمد بن محمد بن سعرة، أنّه سمع أبا بكر
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 313، 314.(26/377)
ابن مُقَاتل يقول: أنفق القاضي أبو طاهر بيت مالٍ خَلَّفَه له أبوه.
قال عبد الغني: لما تلقّى أبو الطّاهر القاضي المُعِزَّ أبا تميم بالإسكندريّة سأله المُعِزّ فقال: يا قاضي كم رأيت من خليفة؟ قال واحدًا.
قال: مَن هو؟ قال: أنت، والباقون مُلُوك، فأعجبه ذلك. ثم قال له:
أحَجَجَتَ؟ قال: نعم. قال: وسلَّمت على الشَّيْخَيْن: قال: شغلني عنهما النبي صلى الله عليه وسلم، كما شغلني [الخليفة] عن وليّ عهده، فازداد به المُعِزّ إعجابًا، وتخلّص من وليّ العهد، إذ لم يسلّم عليه بحضرة المُعِزّ، فأجازه المُعِزُّ يومئذ بعشرة آلاف [1] دِرْهَم.
وحدّثني زيد بن علي الكاتب: أنشدنا القاضي أبو الطّاهر السَّدُوسي لنفسه [2] :
إنّي وإنْ كنتُ بأمر الهَوَى ... غِرًّا فسِتْري غيرُ مَهْتُوكِ
أكني عن الحبّ ويبكي دَمًا ... قلبي ودمعي غير مَسْفُوكِ
فظاهري ظاهرُ مُسْتملكٍ ... وباطني باطنُ مَمْلُوكٍ
أخبرني أبو القاسم حُمار بن علي بصُور قال: أتيت القاضي أبا الطّاهر بأبيات قالها في ولده، فبكى وأنشدناها وهي:
يا طالبًا بعد قَتْلي ... الحَجّ للَّه نُسْكًا
تَرَكْتَني فيك صَبًّا ... أبكي عليك وأبكي
وكيف أسْلُوك قُلْ لي ... أمْ كيف أصبر عَنْكا [3]
روحي فِداؤك هذا ... جزاء عبدِك مِنْكا
حدّثني محمد بن علي الزَّيْنَبي، ثنا محمد بن علي بن نوح قال: كنّا في دار القاضي أبي الطّاهر، نسمع عليه، فلمّا قمنا صاح بي بعض من
__________
[1] في الأصل «ألف» .
[2] تكرّرت كلمة «لنفسه» .
[3] الأبيات في: «المقفّى» للمقريزي، اختيار وتحقيق محمد اليعلاوي- ص 275- طبعة دار الغرب، بيروت 1987.(26/378)
حضر: يا قاضي، وكان ابن نوح يلقّب بالقاضي، فسمع القاضي أبو الطّاهر، فأنفذ إلينا حاجبه فقال: من القاضي فيكم؟ فأشاروا إليّ، فلمّا دخلت عليه قال لي: أنت القاضي؟ فقلت: نعم. فقال لي: فأنا ماذا؟ فسكتُّ، ثم قلتُ:
هو لقب لي. فتبسّم، فقال لي: تحفظ القرآن؟ قلت: نعم. قال: تَبِيتُ عندنا الليلة أنت وأربعةُ أنْفُسٍ معك، وتواعِدُهم ممّن تَعْلَمه يحفظ القرآن والأدب، قال: ففعلت ذلك، وأتيت المغرب، فقُدّم إلينا ألوانٌ وحلوى [1] ، فلم يحضر القاضي، فلما قارَبْنا الفراغ خرج إلينا القاضي يزحف من تحت ستْر، ومَنَعَنا من القيام، وقال: كُلُوا معي، فلم آكل بَعْدُ، ولا يجوز أن تَدَعُوني آكُل وحدي [2] ، فَعَرَفُنا أنّ الذي دعاه إلى بيتنا عنده غَمُّهُ على ولده أبي العبّاس، وكان غائبًا بمكّة، ثم أمر من يقرأ منّا، ثمّ استحضر ابن المقارعي وأمره بأن يقول [3] . وقام جماعة منّا وتَوَاجَدُوا بين يديه، ثم قال شِعْرًا في وقته، وألقاه على ابن المقارعي يغنّي به، والشعر هو:
يا طالبًا بعد قتْلي فبكى القاضي بكاءً شديدًا، وقدم ابنه بعد أيّام يسيرة، فقلت: هذا وما قبله من خطّ أمين الدّين محمد بن أحمد بن شهيد. قال: وجدت بخطّ عبد الغني بن سعيد الحافظ، فذكر ذلك.
قال ابن زُولاق في «أخبار قُضاة مصر» : وُلد أبو الطّاهر الذُّهْلي ببغداد في ذي الحجّة سنة تسعٍ وسبعين ومائتين [4] ، وكان أبوه يلي قضاءَ واسط، فصُرف بابنه أبي طاهر من واسط، وولي موضعه، واخبرني أبو طاهر أنّه كان يَخْلِف أباه على البصْرة سنة أربعٍ وتسعين.
قال: وولي قضاءَ دمشق من قِبَل المطيع، فأقام بها تِسْعَ سِنين، ثم دخل مصر زائرًا لكافور سنة أربعين، ثم ثار به أهل دمشق وآذوه، وعملت
__________
[1] في الأصل «حلوا» .
[2] إضافة على الأصل يقتضيها المعنى.
[3] أضاف في السير 16/ 208: «أي يغنّي» .
[4] الولاة والقضاة 493.(26/379)
عليه محاضر، فعُزل، وأقام بمصر إلى آخر أيّام ابن الخصيب وولده، فسعى في القضاء ابنُ وليد وبذل ثلاثة آلاف دينار، وحملها على يد فنك الخادم، فمدح الشُّهود أبا الطّاهر وقاموا معه، فولاه كافور، وطلب له العهد من ابن أمّ شَيْبان، فولاه القضاء، وحمدت سيرته بمصر. واختصر «تفسير الجبّائي» و «تفسير البَلْخي» ، ثم أنّ عبد الله بن وليد ولي قضاء دمشق.
وكان أبو طاهر قد عُني به أبوه، فسمّعه [1] سنة سبعٍ وثمانين ومائتين، فأدرك الكبار.
قال: وقد سمع من عبد الله بن أحمد بن حنبل، وبِشْر بن موسى، وإبراهيم الحربي، ولم يُخَرّج عنهم شيئًا لصِغَره، وحصل للنّاس عنه، إملاء وقراءةً، نحوُ مائتي جُزْء.
وحدث بكتاب «طبقات الشعراء» لمحمد بن سلام، عن أبي خليفة الْجُمَحي، عن ابن سلام.
ولم يزل أمره مستقيمًا إلى أنْ لحقته عِلّة عَطّلَتْ شقّه سنة ستّ وثلاثمائة، فقلّد العزيز حينئذ القضاء عليّ بن النُّعمان، فكانت ولاية أبي طاهر ستَّ عشرة سنة وعشرة أشهر، وأقام عليلًا، وأصحاب الحديث ينقطعون إليه، وتُوُفّي آخر يومٍ من سنة سبعٍ وستّين.
قلت: وقيل كان قد استعفى من القضاء قبل موته بيسير.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، أَخْبَرَكَ الْمُسْلِمُ الْمَازِنِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَانِيُّ سنة إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أنا سَهْلُ بْنُ بِشْرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ محمد الْفَارِسِيُّ، أنا محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذُّهْلِيُّ، ثنا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثنا محمد بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، نا أَبِي، سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حُكَيْمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَاهُ مَاعِزٌ قَالَ: «وَيْحَكَ لَعلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نظرت» ؟ قال: لا. قال رسول الله
__________
[1] في الأصل «فسمعته» .(26/380)
صلّى الله عليه وسلّم: أنكتها؟ - لا يكنى-، قَالَ: نَعَمْ. فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ» [1] . محمد بن إسحاق بن منذر [2] بن إبراهيم بن محمد بن السليم، ابن الدّاخل إلى الأندلس أَبِي عكرمة جعفر، أبو بكر القُرْطُبي، قاضي الجماعة.
ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وَوُلِّيَ قضاء الجماعة بالأندلس في أوّل سنة ست وخمسين.
سمع: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وحجّ فسمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وبمصر من جماعة، ورجع فأقبل على التدْريس والزُّهْد والعبادة.
وكان من كبار المالكية، حافظًا للفقه، بصيرًا باختلاف العلماء، عالمًا بالحديث والعربية.
قال ابن الفَرَضِي: تُوُفّي في رمضان سنة خمسٍ وستّين. كذا نقل القاضي عِيَاض. ولم أر ابنَ الفَرَضي ذكر وفاته في تاريخه، إلّا في سنة سبعٍ في جمادى الأولى.
وقال أبو حَيّان: تُوُفّي سنة سبعٍ وستّين.
محمد بن الحسن بن علي [3] بن يقطين، أَبُو جعفر اليقطيني [4] البغدادي البزّاز.
__________
[1] رواه البخاري 12/ 119 و 120 في المحاربين. باب هل يقول الإمام للمقرّ،: لعلّك لمست أو غمزت، ورواه مسلم (رقم 1693) في الحدود، باب من اعترف على نفسه بالزنا.
وماعز هو: ماعز بن مالك كان يتيما في حجر نعيم بن هزال. (جامع الأصول 3/ 525) .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 77 رقم 1319، جذوة المقتبس 43 رقم 21، بغية الملتمس 59 رقم 57، العبر 2/ 345، شذرات الذهب 3/ 60، ترتيب المدارك 4/ 541- 549، المغرب في حلى المغرب 1/ 214، مشتبه النسبة 1/ 368، تاريخ قضاة الأندلس 75- 77، سير أعلام النبلاء 16/ 243- 244 رقم 170، الديباج المذهب 2/ 214- 216.
[3] تاريخ بغداد 2/ 211 رقم 643، المنتظم 7/ 91 رقم 117، اللباب 3/ 416، الأنساب 12/ 420، 421.
[4] اليقطيني: بفتح الياء وسكون القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء تحتها نقطتان وبعدها نون. نسبة إلى يقطين وهو اسم لجدّ أبي عبد الله محمد بن أحمد.. البزار اليقطيني (اللباب) .(26/381)
سمع: أبا خليفة، وأبا يَعْلَى المَوْصلي، والباغَنْدي، وجماعة. وسافر وكتب بالشام والجزيرة والبصْرة، وكان صدوقا فهما. قاله الخطيب.
وعنه: الدار الدَارقُطْنيّ، وأبو نُعَيم، وجماعة.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
محمد بن حسّان بن محمد، أبو منصور [ابن] العلامة أبي الوليد الفقيه النَّيْسَابُوري.
كان يصوم صَوْمَ داود ثلاثين عامًا.
سمع: السّرّاج، وأبا العبّاس الماسرْجسي.
وكان من كبار الفقهاء. رَفَسَتْه دابّته فاستُشْهِد يوم الأضحى.
روى عنه الحاكم. وله أخ باسمه عاش بعده مدّة.
محمد بن الحسن بن خالد، أبو بكر الصّدَفي المصري الورّاق.
روى عن: محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وغيره.
محمد بن الحسين النَّيْسَابُوري الفقيه، أبو الحسين الحنفي.
سمع: السّرّاج، وأبا عمرو الحيري.
وعنه: الحاكم.
محمد بن المظفّر الجارُودي الهَرَوي.
سمع الفقيه عبد الله بن عروة.
وعنه: أبو عثمان سعيد القُرَشي.
محمد بن عبيد الله بن الوليد [1] ، أبو بكر المُعَيْطي [2] القُرْطُبي.
سمع: أباه، ووهب بن مَسَرّة، وجماعة.
وكان عارفًا بمذهب مالك واختلاف أصحابه، بارعًا في ذلك، زاهدًا
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 78 رقم 1320.
[2] المعيطي: بضم الميم وفتح العين وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها طاء مهملة.
(اللباب 3/ 239) .(26/382)
وَرِعًا مُتَبّتلًا، ولي رتبة الشُّورى، ثم ترك ذلك، ورفض الخَلَق، ولبس الصُّوف، فصام نهارة وقام ليله، وأكل من كَدَّه وتَعَبِه، وقد صنّف في مذهب مالك، وتُوُفّي في ذي القعدة، وعاش أقلّ من أربعين سنة.
محمد بن عبد الرحمن القاضي [1] ، أبو بكر بن قُرَيْعة [2] البغدادي.
سمع: أبا بكر بن الأنْباري، ولا تُعْرَف له رواية حديثٍ مُسْنَد.
وقد قيّده ابن ماكولا [3] بقاف مضمومة، وكذا هو مضبوط في تاريخ الخطيب.
ولاه القاضي أبو السّائب قضاء السندية وغيرها من أعمال بغداد. وكان من عجائب الدّنيا في سُرعة الجواب في أمْلًح سجْع، وكان مختصًّا بالوزير أبي محمد المهلّبي، وله مسائل وأجوبة مدوَّنة في كتابٍ موجود، وكان الفُضَلاء يداعبونه برسائل هزْليّة، فيجيب من غير توقُّف.
تُوُفّي في جُمادى الآخرة وهو في مُعْتَرَك المَنَايا، رحمه الله.
محمد بن عمر بن عبد العزيز [4] أبو بكر بن القوطيّة القرطبي اللّغوي.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 317 رقم 806، المنتظم 7/ 91 رقم 118، العبر 2/ 345، مرآة الجنان 2/ 388، 389، البداية والنهاية 11/ 292، الكامل في التاريخ 8/ 694، شذرات الذهب 3/ 60- 62، وفيات الأعيان 1/ 655، الوافي بالوفيات 3/ 227 رقم 228، مطالع البدور 1/ 139، الهفوات النادرة 324- 331، رسائل الصابي 1/ 143، نهاية الأرب 4/ 12، البصائر والذخائر للتوحيدي 3 ق 1/ 174- 176، نشوار المحاضرة القصة 5/ 4، الفرج بعد الشدة 2/ 285، المختصر في أخبار البشر 2/ 119، 120، الإكمال 7/ 117، سير أعلام النبلاء 16/ 326 رقم 234.
[2] قريعة: بضم القاف وفتح الراء وسكون الياء التحتية بعدها عين مهملة، وهو لقب جده.
(الأنساب) .
[3] الإكمال 7/ 117.
[4] يتيمة الدهر 2/ 74- 85، إنباه الرواة 3/ 178، التحفة الأبية للفيروزآبادي 108، 109، تاريخ علماء الأندلس 2/ 76 رقم 1318، جذوة المقتبس 76 رقم 111، بغية الملتمس 112 رقم 223، العبر 2/ 345، مرآة الجنان 2/ 389، 390، شذرات الذهب 3/ 62، 63، وفيات الأعيان 4/ 368- 371، الوافي بالوفيات 4/ 242 رقم 1772، معجم الأدباء 8/ 272- 277، لسان الميزان 5/ 324، مطمح الأنفس لابن خاقان 58، الديباج المذهب(26/383)
سمع: سعيد بن جابر، وأسلم بن عبد العزيز، وابن لُبَابة، ومحمد بن عبد الله الزبيدي، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة.
وكان علامة زمانه في اللغة والعربية، حافظًا للحديث والفقه، إخْباريًّا، لا يُلحق شَأُوُهُ، ولا يُشَقُّ غُبارُهُ. ولم يكن بالماهر في الفقه والحديث.
صنّف كتاب «تصاريف الأفعال» ، فتح الباب لمن بعده، وتبعه ابن القَطَّاع. وله كتاب حافل في «المقصور والممدود» ، وكان عابدًا ناسكًا خيّرًا، دقيق الشعر، إلّا أنّه تَزَهَّد عنه.
وكان أبو علي يبالغ في تعظيمه.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
والقوطيّة: هي جدَّة أبي جدّه، وهي سارة بنت المنذر بن غيطشة [1] ، من بنات الملوك القوطية الذين كانوا بإقليم الأندلس، وهم من ذُرِّيّة قوط بن حام بن نوح أبي [2] السُّودان والهند والسَّنْد.
وفَدَت سارةُ هذه على هشام بن عبد الملك إلى الشام متظلّمةً من عمها أرْطباس، فتزوَّجها بالشّام عيسى بن مُزَاحِم، مولى عمر بن عبد العزيز، رحمة الله عليه، ثم سافر معها إلى الأندلس، فولدت له إبراهيم والد عبد العزيز.
كذا نقل القاضي شمس الدين ابن خلّكان [3] ، والله أعلم.
وقد صنّف تاريخًا في أخبار أهل الأندلس، وكان يُمْليه عن ظهر قلبه في كثير من الأوقات. وقد طال عمره، وأخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة.
__________
[262،) ] بغية الوعاة 84، كشف الظنون 133، و 462، هدية العارفين 2/ 49، معجم المؤلفين 11/ 84، تاريخ التراث العربيّ 1/ 590، ترتيب المدارك 4/ 553، 554، سير أعلام النبلاء 16/ 219 د 220 رقم 153، نفح الطيب 3/ 73، شجرة النور الزكية 1/ 99.
[1] في الأصل «المنذر بن خطية» وهو تصحيف. راجع: وفيات الأعيان 4/ 370 ملحوظة رقم 4.
[2] في الأصل «أبو» .
[3] وفيات الأعيان 4/ 370.(26/384)
سمع منه ابن الفرضي.
محمد بن فرج بن سبعون [1] ، أبو عبد الله النحلي [2] ، ويُعرف بابن أبي [3] سهل الأندلسي البجّاني [4] .
رحل وسمع بمكة من ابن الأعرابي، وجماعة.
محمد بن محمد بن بقيّة [5] بن علي، نَصِير الدولة، أبو الطّاهر وزير عزّ الدَّوّلة بَخْتيار بن مُعِزّ الدَّولة.
كان أحد الأجواد والرؤساء، أصله من أَوَانا [6] من عمل بغداد، استوزر سنة اثنتين وستيّن، وقد تقلّب به الدهر ألوانًا، حتى بلغ الوزارة، فإنّ أباه كان فلاحًا، وآل أمره إلى ما آل، ثم خَلَعَ عليه المطيع للَّه، واستوزره أيضًا، ولقّبه النّاصح، مُضافًا إلى نصير الدولة، فصار له لَقَبَان، وكان قليل العربيّة، ولكنّ السَّعْد والإقبال غطّى [7] ذلك. وله أخبار في الْجُود والأَفَضال، وكان كثير التّنَعم والرَّفاهية. وله أخبار في ذلك. وقُبِض عليه بواسط في آخر سنة ست وستّين، وسَمَلُوا عينيه. وكان نوّاب [8] لمُعِزّ الدَّولة على عضُدُ الدولة [9] ، فلما قُتِل عزُّ الدولة بختيار، ملك عضُدُ الدولة وأهلكه، فيقال إنّه ألقاه تحت أرجل الفِيَلَة، ثم صُلِب عند البيمارستان العضُدِي في شوّال سنة سبعٍ، ويقال إنّه خَلَعَ في وزارته في عشرين يومًا عشرين ألف خلعة.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 78 رقم 1321.
[2] في الأصل «البجلي» وهو تحريف، والتصويب من تاريخ ابن الفرضيّ.
[3] تكرّر لفظ «ابن» .
[4] البجّاني: بالفتح ثم التشديد، وألف ونون. نسبة إلى مدينة بجّانة بالأندلس من أعمال كورة إلبيرة. (معجم البلدان 1/ 339) .
[5] النجوم الزاهرة 4/ 130، شذرات الذهب 3/ 63- 65.
[6] أوانا: بالفتح والنون. بليدة كثيرة البساتين والشجر، من نواحي دجيل بغداد. (معجم البلدان 1/ 274) .
[7] في الأصل «غطّا» .
[8] كذا في الأصل، ولعلّها تصحيف «مؤيّدا» .
[9] تكرّرت عبارة «على عضد الدولة» في الأصل.(26/385)
قال بعضهم: رأيته شرب ليلة، فَخَلَعَ مائة خلعة على أهل المجلس، وعاش نيّفًا وخمسين سنة.
ورثاه أَبُو الحسن محمد بن عمر الأَنْباريّ بكلمته السّائرة:
عُلُوٌّ في الحياة وفي الممات ... لَحَقُّ أنت إحدى الْمُعْجِزَاتِ
كأنّ النّاس حَوْلَكَ حين قاموا ... وُفُودُ ذَاكَ أيّام الصَّلاتِ
كأنّك قائمُ فيهم خطيبًا ... وكُلُّهُمُ قِيامٌ للصّلاة
ولما ضَاقَ بطنُ الأرض عن أنْ ... يَضُمَّ عُلاك من بعد المَمَات
أصاروا الْجَوَّ قَبْرَكَ واستنابوا ... عن الأكفان ثَوْبَ السَّافِياتِ
لِعِظَمِكَ في النُّفُوس تبيت تُرْعَى ... بحُفّاظٍ وحُرّاسٍ ثِقَات
ولم أر قبل جذْعِكَ قَطّ جذْعًا ... تمكَّن من عِنَاق المَكْرُمات
في أبيات أخر.
وبقي مصلوبًا إلى أن تُوُفّي عضُدُ الدولة، ولما بلغ عضُدُ الدّولة هذا الشَّعْرُ قال: عليّ بقائله، فاختفى، ثم سافر بعد عامٍ إلى الصّاحب إسماعيل بن عَبّاد، فقال: أَنْشِدْني القصيدة، فلمّا أتى هذا البيت الأخير، قام إليه وعانقه، وقبّل فاه، وأنفذه إلى عضد الدولة، فلما مَثُلَ بين يديه قال: ما الذي حملك على مَرْثِيّة عدُوّي؟ قال: حقوُقُ سَلَفَتْ وأيادٍ مَضَتْ، فجاش الحزنُ في قلبي، فرَثَيْت. فقال: هل يحضُرُكَ شيءُ في الشُّموع، والشُّموع تُزْهِر بين يديه، فقال:
كأنّ الشُّموعَ وقد أَظْهَرَتْ ... من النّار في كلّ رأسٍ سِنانا
أصابعُ أعدائك الخائفين ... تَضْرَعُ تَطْلُبُ منك الأَمانا
قال: فأعطاه بِدْرَةً وفَرَسًا، وهو من المقلين في الشَّعْر.
محمد بن محمود بن إسحاق [1] النَّيْسَابُوري، أبو بكر.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 261 رقم 1354.(26/386)
حدّث في العام بهمذان: عن ابن خُزَيْمة، ومحمد بن الصبّاح صاحب قتيبة بن سعيد.
يروي عنه: عبد الله بن عمر الصَّفَار، وأبو الحسن بن عَبْدُوس.
محمد بن يوسف بن موسى [1] ، أبو الحسن بن الصبّاغ.
بغداديّ، يروي عن أبي بكر بن داود، وجماعة.
وعنه علي بن عبد العزيز. وقال: كان حافظًا.
محمد بن يوسف بن يعقوب [2] الصّوّاف، أبو بكر البغدادي.
سمع: أبا عَرُوبة الحرّاني، وأبا جعفر الطّحاوي، وأحمد بن جَوْصَا.
وعنه: البَرْقَاني، ومحمد بن عمر بن بكير.
يحيى بن زكريا، أبو سعيد المصري.
يروي عن أَبِي يعقوب المنجنيقي.
يحيى بن عبد الله بن يحيى [3] ، أبو عيسى اللَّيْثي القُرْطُبي.
سمع المُوَطَّأ من عمّ أبيه عُبَيْد الله بن يحيى، ومن محمد بن عمر بن لُبَابة، وأَسْلَم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وأبيه عبد الله، وسمع من علي بن الحسن المرّيّ بَبجَّانَةَ، ومن جماعة.
وكان قاضيًا ببجّانَةَ وإِلبِيرَة، وكان أخوه بقُرْطُبَة فولاه أحكام الرّدّ، وطال عمره حتى انفرد بالرواية عن عُبَيد الله، ورحل النّاس إليه من جميع كُور الأندلس.
وروى عن عُبَيْد الله- سوى المُوَطَّأ- حديث اللّيث، وشجاع [4] بن
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 408 رقم 1539.
[2] تاريخ بغداد 3/ 403 رقم 1538.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 191 رقم 1597، جذوة المقتبس 376 رقم 896، بغية الملتمس 503 رقم 1478، العبر 2/ 346، شذرات الذهب 3/ 65.
[4] كذا في الأصل، وفي تاريخ ابن الفرضيّ: «سماع ابن القاسم» .(26/387)
القاسم، «وعشرة» يحيى بن يحيى، وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسْلم، ونُتَفًا من حديث الشيوخ.
تَرْجَمَهُ ابن الفَرَضيّ وقال: اختلفت إليه في سماع الموطّأ سنة ست وستّين. وكانت الدَّولة في أيّام الجمع [1] ، فتمّ لي سماعه منه، وسمعت [2] منه التّفسير لعبد الله بن نافع، ولم أَشْهَدْ بقُرْطُبة مجلسًا أكثر بِشْرًا من مجلسنا في المُوَطّأ، إلّا ما كان من بعض مجالس يحيى بن مالك، وهو أوّل من سمعت عليه، ثمّ اشتغلت بالعربيّة عن مواصلة الطَّلَب إلى سنة تسعٍ وستّين. ثمّ اتّصل طلبي وسماعي [3] .
وسمع منه يحيى أمير المؤمنين المُؤَيَّد باللَّه، أبقاه الله، سنة أربعٍ وستّين، وجماعةٌ من الشيوخ والكُهُول، وطبقات النّاس.
تُوُفّي في ثامن رجب.
قلت: روى عنه أبو عمر الطّلَمنْكِي، ويونس بن مُغيث، وأبو عبد الله ابن يحيى بن الحذّاء، والحافظ أبو عبد الله بن عمر بن الفخّار، وخَلَف بن عيسى الوشقي [4] ، وعثمان بن أحمد، وخَلْق.
يحيى بن هلال بن زكريا [5] الأندلسي.
سمع: عمّه يحيى، وأحمد بن خالد بن محمد بن أيمن، وحدّث ورحل إلى بَجّانة، فسمع من سعيد بن فحلون.
وكان سَمْحًا ينشر عِلْمه، فقيهًا بالشُّرُوط، فسمع منه جماعة كثيرة.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
__________
[1] كذا في الأصل، وعبارة ابن الفرضيّ: «وكانت الدولة فيه في أيام الجمع بالغدوات» .
[2] في الأصل «سمع» وما أثبتناه يتّفق مع بقيّة السّياق.
[3] كذا في الأصل، والعبارة عند ابن الفرضيّ: «ومن هذا التاريخ اتصل سماعي من الشيوخ» .
[4] الوشقي: بفتح الواو وسكون الشين وفي آخرها قاف. نسبة إلى وشق، وقيل وشقة، وهو بطن من العتيك، ووشقة مدينة بالأندلس. (اللباب 3/ 367) .
[5] تاريخ علماء الأندلس 2/ 191 رقم 1596.(26/388)
[وَفَيَات] سنة ثمان وستّين وثلاثمائة
أحمد بن جعفر بن حمدان [1] بن مالك بن شبيب، أبو بكر القطِيعي [2] البغدادي. كان يسكن قطيعة الدّقيق.
سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبِشْر بن موسى، وأحمد بن علي الأبّار، وعبد الله بن أحمد، سمع منه «المُسْنَد» ، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب الحرّاني، وطائفة كثيرة. وكان مُسْنَد العراق في زمانه.
روى عنه عبد الله: «المسند» ، و «التاريخ» ، و «الزّهد» ، و «المسائل» .
قال الخطيب [3] : وكان قد غرق بعض كُتُبِه، فاستحدث [4] نسخا من
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 73 رقم 1697، المنتظم 7/ 92 رقم 119، العبر 2/ 346، 347، البداية 11/ 293، شذرات الذهب 3/ 65، دول الإسلام 1/ 228، غاية النهاية 1/ 43، ميزان الاعتدال 1/ 41، لسان الميزان 1/ 145، الوافي بالوفيات 6/ 290 رقم 2786، اللباب 3/ 48، الأعلام 1/ 103، معجم المؤلفين 1/ 182، تاريخ التراث العربيي 1/ 325، 326 رقم 229، الأنساب 10/ 203، طبقات الحنابلة 2/ 6، 7، النشر في القراءات العشر 1/ 192، سير أعلام النبلاء 16/ 210- 213 رقم 143، المنهج الأحمد 2/ 57، الرسالة المستطرفة 93.
[2] القطيعي: بفتح القاف وكسر الطاء وسكون الياء آخر الحروف وبعدها عين مهملة. نسبة إلى القطيعة، وهو اسم لعدّة محالّ ببغداد. (اللباب) .
[3] تاريخ بغداد 4/ 73.
[4] في الأصل «فاستحلت» .(26/389)
كتاب لم يكن فيه سماعه، فغمزه النّاس. لم نر أحدًا ترك الاحتجاج به.
روى عنه الدَارقُطْنيّ، وابن شاهين، والحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البَرْقَاني، وأبو نُعَيم، ومحمد بن الحسين بن بكير، والحسن بن علي بن المذهّب، وآخر من روى عنه في الدّنيا أبو محمد الجوهري.
ولد في أوّل سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
قال محمد بن الحسين بن بكير: سمعته يقول: كان عبد الله بن أحمد يجيئنا، فيقرأ [1] عليه أبو عبد الله بن الجصّاص عمّ والدتي ما يريد، ويُقعدني في حِجْره حتى يقال له: يؤلمك، فيقول: إنّي أحبّه [2] .
وقال أبو الحسن محمد بن العبّاس بن الفرات: كان القَطِيعي [3] كثير السّماع من عبد الله بن أحمد، إلّا أنّه خَلَطَ في آخر عمره، وكُفَّ بَصَرُهُ، وخَرَّف، حتّى كان لا يعرف شيئًا مما يُقْرَأ عليه [4] .
وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: لم يكن في الحديث بذاك، في بعض المُسْنَد أصُولُ فيها نَظَر، ذكر أنّه كتبها بعد الغَرَق، نسأل الله سَتْرًا جميلًا، وكان مستورًا صاحب سنة [5] .
وقال البَرْقاني: كان شيخًا صالحًا، وكان لأبيه اتّصال ببعض السّلاطين، فعُزِي لابن ذلك السّلطان على عبد الله بن أحمد المُسْندي، وحضر ابن مالك القَطِيعي سماعه، ثم غرقت قطعة من كُتُبه فنسخها من كتاب، وذكروا أنّه لم يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وثَبُتَ عندي أنّه صَدُوق، وإنّما كان فيه بَلَهٍ. ولما اجتمعت مع الحاكم أبي عبد الله ليّنت ابن مالك، فأنكر عليّ
__________
[1] في الأصل «فنقرأ» .
[2] تاريخ بغداد 4/ 73.
[3] في الأصل «كان يقول القطيعي» وقد أسقطت «يقول» لأنّها مقحمة من الناسخ لا محلّ لها.
[4] تاريخ بغداد 4/ 74.
[5] تاريخ بغداد 4/ 74.(26/390)
وقال: كان شيخي، وحسَّن حاله [1] .
قلت: كان الحاكم قد رحل سنة سبْعٍ وستّين ثاني مرّة، وسمع «المُسْنَد» من ابن مالك القطِيعي، واحتجّ به في «الصَحيح» .
وقال أبو القاسم الأزهري: تُوُفّي أبو بكر بن مالك ودُفن يوم الإثنين لسبعٍ بقين من ذي الحجّة.
قلت: ومن طبقته:
أبو بكر (أحمد بن جعفر بن حمدان) [2] السَّقَطي [3] . بصريّ معروف.
سمع: عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدّورقي [4] ، والحسن بن المُثَنّى العَنْبَري.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وأبو الحسن بن صَخْر الأَزْدي، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الإشبيلي.
حمزة بن حمدان [5] أبو الحسن الطّرَسُوسي.
حدّث بالسّاحل عن: عبد الله بن جابر الطّرَسُوسي، ومحمد بن حصن الرّسّي.
__________
[1] المصدر نفسه.
[2] في الأصل خلط في اسم صاحب هذه الترجمة حيث جاء «أبو بكر حمزة بن حمدان السقطي» . وما أثبتناه هو الصحيح حيث ترجم له السمعاني وذكر شيخيه اللذين روى عنهما، وتلميذه الّذي روى عنه، فقال: «أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان السقطي من أهل البصرة، يروي عن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدَّوْرَقي، والحسن بن المثنّى العنبري.
روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني» . (الأنساب 7/ 92) .
[3] السقطي: بفتح السين المهملة والقاف وفي آخرها طاء مهملة. نسبة إلى بيع السقط، وهي الأشياء الخسيسة كالجرز، والملاعق ... (الأنساب 7/ 91، اللباب 2/ 122) .
[4] في الأصل «الدورقين الحسن» .
[5] في الأصل: «أحمد بن جعفر بن حمدان» وقد سبق وأوضحت الخلط الحاصل في الترجمة السابقة.(26/391)
وعنه: الحسن بن محمد بن جُمَيْع [1] ، والخصيب بن عبد الله القاضي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وغيرهم.
أحمد بن خالد بن يزيد [2] بن أبي هاشم، أبو القاسم الأسدي الأندلسي، خطيب بَجّانة.
حدّث عن: فضل بن سلمة، ومحمد بن فُطَيْس.
وتُوُفّي في شوّال، رحمه الله.
أحمد بن محمد بن صالح [3] ، أبو العبّاس البرُوجِرْدِي [4] الخطيب.
نزل بغداد، وحدّث عن: إبراهيم بن الحسين بن ديزيل.
وعنه: هلال الحفّار، ومحمد بن عمر بن بكير، ومحمد بن محمد السّوّاق.
حدّث في شوّال سنة ثمان وستّين وثلاثمائة.
أحمد بن محمد بن مهران [5] الأصبهاني المعدّل.
روى عن: محمد بن العبّاس الأخرم، وحاجب بن أركين.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم.
تُوُفّي في شوّال.
أحمد بن محمد بن يوسف [6] ، أبو القاسم المَعَافِريّ القُرْطُبي.
سمع من: عبد الله بن يونس، وقاسم بن أصبغ، وحجّ سنة اثنتين
__________
[1] هو المعروف بالسكن الصيداوي.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 47 رقم 153.
[3] تاريخ بغداد 5/ 38 رقم 2391.
[4] البروجردي: بضم الباء والراء بعدهما الواو وكسر الجيم وسكون الراء الثانية وفي آخرها الدال المهملة. نسبة إلى بروجرد. وهي بلدة من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همدان.
(اللباب 1/ 143، 144) .
[5] ذكر أخبار أصبهان 1/ 156.
[6] تاريخ علماء الأندلس 1/ 49 رقم 166.(26/392)
وأربعين، فسمع من أبي محمد بن المُوَرّد، وآخرين، وأدَّب المُؤَيُد باللَّه بن المُسْتَنْصِر الحَكم.
أحمد بن موسى بن عيسى [1] الجرجاني، الوكيل على أبواب القُضاة.
سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن حفص السَّعْدِي، وكتب الكثير، وصنّف وهو ضعيف. اتَّهَمَهُ بعضُهم.
وقال حمزة: له فَهْمٌ ودراية، أتي بمناكير عن شيوخٍ مجاهيل.
إبراهيم بن محمد بن سهل [2] الْجُرْجَاني المؤدَّب.
يروي عن أبي القاسم البَغَوِي، وغيره.
وعنه حمزة السَّهمْي.
وله رحلة إلى دمشق لقي فيها ابن عتّاب الزَّفْتي.
إسحاق بن أحمد بن علي [3] بن إبراهيم بن قُولُوَيْه، أبو يعقوب الأصبهاني التاجر.
سمع: إبراهيم بن يوسف الهِسْنجاني، وأهل الرّيّ.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
توفي في ربيع الأوّل.
جعفر بن محمد بن جعفر [4] بن موسى بن قُولُويه، أبو القاسم السَّهْمي الشّيعي.
قلت: كان ابن قولويه هذا من كبار الشّيعة، ومن علمائهم المشهورين، وكان من أصحاب سعد بن عبد الله، وهو شيخ الشيخ المفيد. وقال فيه المفيد: كما يُوصَفُ النّاسُ من جميلٍ وِفقْهٍ ودينٍ وثِقَةٍ، فهو فوق ذلك.
وله كُتُبٌ حِسان، منها: «كتاب الصّلاة» و «كتاب الجمعة والجماعة»
__________
[1] تاريخ جرجان 103 رقم 86، شذرات الذهب 3/ 67.
[2] تاريخ جرجان 137 رقم 151 وراجع فهرس الأعلام.
[3] ذكر أخبار أصبهان 1/ 121.
[4] لسان الميزان 2/ 125 رقم 536.(26/393)
و «كتاب قيام الليل» ، و «كتاب الصّداقة» ، و «كتاب قسمة الزّكاة» ، و «كتاب الشُّهور والحوادث» ، وغير ذلك من كُتُب الفقه.
حمل عنه الشيخ محمد بن محمد بن النّعمان المفيد، وأبو جعفر محمد بن يعقوب، وأبو الحسين يحيى بن محمد بن عبد الله الحسيني، وأحمد بن عبدون، والحسين بن عُبيد الله الغضائري، وحيدرة بن نُعَيم السَّمَرْقَنْدي، ومحمد بن سليم الصَّابُوني بمصر.
وأحسبه من أهل مصر. ذكر ابن أبي علي وفاته في هذه السنة.
جعفر بن محمد، أبو العبّاس البابوي الهَرَوي.
روى عن: الحسين بن إدريس.
وعنه: إسماعيل بن إبراهيم بن محمد المقرئ القرّاب.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
الحَسَن بن عبد الله [1] بن المَرْزُبان [2] ، أبو سعيد السَّيرافي النَّحوي القاضي، نزيل بغداد.
حدَّث عن: أبي بَكْر بْن زياد النَّيْسابوريّ، ومحمد بْن أبي الأزهر، وابن دريد.
__________
[1] في الأصل «عبدان» .
[2] تاريخ بغداد 7/ 341 رقم 3863، المنتظم 7/ 95 رقم 121، العبر 2/ 347، مرآة الجنان 2/ 390، البداية والنهاية 11/ 294، الكامل في التاريخ 8/ 698، شذرات الذهب 3/ 65، إنباه الرواة 1/ 313، الأنساب 321 ب، نزهة الألبّاء 227- 229، بغية الوعاة 221، وفيات الأعيان 1/ 130، الفهرست 62، طبقات الزبيدي 129، اللباب 1/ 586، الجواهر المضيّة 1/ 196، معجم الأدباء 8/ 145، معجم البلدان 5/ 193، النجوم الزاهرة 4/ 133، روضات الجنات 218، المختصر في أخبار البشر 2/ 120، الفلاكة والمفلوكون 71، كشف الظنون 140، 150، 1107، 1427، 1470، دول الإسلام 1/ 228، الوافي بالوفيات 12/ 74 رقم 65، لسان الميزان 2/ 218، دمية القصر 1/ 507، غاية النهاية 1/ 218، تاريخ ابن الوردي 1/ 303، الإمتاع والمؤانسة 1/ 108- 133، البلغة في تاريخ أئمّة اللغة 61، 62، طبقات المعتزلة لابن المرتضى 131، سير أعلام النبلاء 16/ 247- 249 رقم 174، هديّة العارفين 1/ 271.(26/394)
وعنه: علي بن أيّوب القُمي، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وغيرهما.
وكان مَجُوسيًا، أسلم وسَمُّوه «عُبَيْد الله» .
وكان أبو سعيد إمامًا كبير الشّأن، تصدّر لإقراء القراءات والنّحّو واللُّغة والفرائض والحساب والعَرُوض، وكان من أعلم النّاس بنحو البصريّين، عارفا بفقه أبي حنيفة.
قرأ القرآن على: أبي بكر من مُجاهد، وأخذ اللغة عن ابن دُرَيْد، [والنّحّو] [1] عن أبي بكر بن السّرّاج.
وكان لا يأكل إلّا من كسْب يمينه تَدَيُّنًا. وكان لا يجلس للقضاء ولا للاشتغال حتى يَنْسَخَ كرّاسًا يأخذ أَجْرَته عشْرة دراهم.
قال ابن أبي الفوارس: وكان يُذْكَر عنه الاعتزال، ولم يظهر منه شيء [2] .
قلت: ومن تصانيفه «شرح كتاب سيبويه» و «كتاب ألفاظ القطع والوصل» ، و «كتاب الإقناع» في النحو، لكن كملّه وَلَدُهُ يوسف، وجزّأ «أخبار النُّحاة» .
وتُوُفّي في رجب، وله أربعٌ وثمانون سنة. وكان نحويّ العراق.
أخبرنا سُنْقُر الحلبي بها، أنا يحيى بن جعفر بن عبد الله بن محمد الدّامغاني في رمضان سنة أربعٍ وعشرين وستّمائة، قدم علينا، أَنَا أَبِي، أَنَا أحمد بْن علي بْن سوار المقرئ، أنا محمد بن عبد الواحد بن رزق، أنا الحسن بن عبد الله بن المرزبان، ثنا محمد بن منصور بن أبي الأزهر، ثنا الزُّبَيْر بن بكّار، حدّثني أنس بن عِيَاض قال: حدّثني من سمع يحيى بن أبي كثير اليمامي يقول: لا يدرك العلم براحة الجسم.
__________
[1] مستدركة من سير النبلاء 16/ 248.
[2] تاريخ بغداد 7/ 342.(26/395)
الحسن بن عبد الله بن محمد [1] الإمام، أبو محمد البغدادي، ويُعرف بابن الكاتب، وبابن القُريق [2] .
تلا بالروايات على: ابن محمد، وابن تومان، وأبي بكر النّقّاش.
قرأ عليه: منصور بن محمد بن إبراهيم، ويروي عنه في كتابه الملقَّب ب «الإشارات» بالقراءات من جمعه.
قال منصور: كان من عباد الله الصالحين الفاضلين.
قلت: ويروي عنه ولده أبو الفتح محمد بن الحسن بالأهواز.
مات في ذي الحجّة سنة ثمان. ذكره ابن النّجّار.
الحسين بن إبراهيم بن جابر [3] بن أبي الزّمّام، أبو علي [4] الدمشقي الفَرَضي.
روى عن: محمد بن المُعَافَى، ومحمد بن خُرَيّم، وأصحاب هشام بن عمّار.
وعنه: عبد الوهاب الدّاراني، ومحمد بن عوْف المُزَني، وعلي بن بِشْري، ومكّي بن الغَمْر، وثريّا بن أحمد الألهاني.
وثّقه عبد العزيز الكتّاني، وهو آخر من حدَّث عن محمد بن يزيد بن عبد الصّمد.
حامد بن أحمد بن العبّاس، أبو بكر الصّرّام [5] . من شيوخ همذان.
__________
[1] الوافي بالوفيات 12/ 90، 01 رقم 74.
[2] القريق: بقافين الأولى مضمومة وبينهما راء مكسورة بعدها ياء آخر الحروف ساكنة: قال الصفدي: كذا وجدته مضبوطا.
[3] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 426، التهذيب 4/ 290، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 2/ 132 رقم 465.
[4] في الأصل «وأبو» .
[5] الصّرّام: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الراء. نسبة إلى بيع الصّرم وهو الّذي ينعل به الخفاف. (الأنساب 8/ 54، اللباب 2/ 238) .(26/396)
سمع ببلده ورحل إلى بغداد، فسمع من: محمد بن حَمْدَويْه المَرْوَزي، والقاضي المَحَاملي، وأبي بكر بن الأنباري، وطبقتهم.
روى عنه: أحمد بن تركان، وأبو منصور بن المحتسِب، وجماعة كثيرة.
تُوُفّي في شوّال سنة ثمانٍ وستّين.
حُمَيْدان بن خراش [1] العُقَيْلي، ولي إمرة دمشق في هذا العام للعزيز العُبَيْدي، وكان قَسّام يأخذ الأمر بالبلد، فوقع بينه وبينه، ثمّ طرده قَسّام والعَيَّارُون، ونُهِبَت داره، وهرب واستفحل شأن قَسّام.
صالح بن عليّ بن محمد بن عليّ بن محمد بن علي، أبو بكر الحرَاني.
[روى عن] [2] ابن قُتَيْبَة العسقلاني.
عبد الله بن إبراهيم بن يوسف [3] ، أبو القاسم الْجُرْجَاني [4] الآبنْدُوني [5] الحافظ. وآبنْدُون من قُرى جُرّجان. رفيق ابن عَدِيّ في الرّحلة.
سكن بغداد، وحدّث عن: أبي خليفة، وأبي يَعْلَى، والحسن بن سفيان، وأبي العبّاس بن السرّاج، والقاسم المطرّز، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 4/ 457، أمراء دمشق 28 رقم 93 وضبطه المحقّق «جوّاس» .
[2] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل. وفيه بعد: «الحراني» «وابن» .
[3] تاريخ جرجان 271 رقم 444، المنتظم 7/ 95 رقم 122، العبر 3/ 347، 348، البداية والنهاية 11/ 294، تذكرة الحفاظ 3/ 943، 944، شذرات الذهب 3/ 66، النجوم الزاهرة 4/ 133، تاريخ بغداد 9/ 407 رقم 5015، الأنساب 13 أ، تهذيب ابن عساكر 7/ 290، 291، الوافي بالوفيات 17/ 6 رقم 3، سير أعلام النبلاء 16/ 261- 263 رقم 184، طبقات الحفّاظ 380، 381.
[4] في المنتظم «الزنجاني» .
[5] الآبندوني: بألف ممدودة وفتح الباء الموحدة وسكون النون وضم المهملة. نسبة إلى آبندون من قرى جرجان.(26/397)
قال الخطيب [1] : كان ثقةً ثَبْتًا له تصانيف، ثنا عنه البَرْقاني، وأبو العلاء الواسطي، وكان عَسِرًا في الحديث.
وقال البَرْقاني، كان محدّثًا زاهدا متقلّلا من الدّنيا، لم يكن يحدّث غير واحد، فقيل له في ذلك، فقال: أصحاب الحديث فيهم سوء أدب، وإذا اجتمعوا للسّماع تحدّثوا، وأنا لا أصبر على ذلك. وأخذ البَرْقَاني يصف أشياء من تقلّله وزُهُده وأنّه أعطاه وقال: أحملها إلى الباقلاني ليطرح عليها ماء الباقلاء، فوقعت على الكسْر باقلاتان، فرفعهما وقال: هذا الشيخ يعطيني كلّ شهر دانقًا حتى أبلّ له الكِسَر [2] .
قلت: وقد روى عنه ابن قُتَيْبة الإمام أبو بكر الإسماعيلي، وإبراهيم بن شاه المَرُوذي، وأبو نُعَيم الأصبهاني.
قال الحاكم: خرج الآبندوني إلى بغداد سنة خمسين، وسكنها إلى أن مات.
وقال غيره: عاش خمسًا وتسعين سنة، رضي الله عنه.
عبد الله بن إبراهيم بن عبد الملك الأصبهاني الواعظ، أبو محمد.
روى عن: البَغَوِي، وأبي عَرُوبة الحرّاني.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.
تُوُفّي في رجب.
عبد الله بن الحسن بن سليمان [3] ، أبو القاسم بن النخّاس، بالمعجمة، البغدادي المقرئ.
سمع: عبد الله بن ناجية، وأحمد بن الحسن الصّوفي، وأبا القاسم البغوي، وجماعة.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 407.
[2] تاريخ بغداد.
[3] تاريخ بغداد 9/ 438 رقم 5057، المنتظم 7/ 96 رقم 124.(26/398)
وروى عنه: أبو بكر بن مجاهد المقرئ، وهو أكبر منه، وأبو الحسن الحمّامي، وأبو بكر البَرْقَاني، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه.
وقال أبو الحسن بن الفرات: قلّ ما رأيت في الشيوخ مثله.
وقال الخطيب: كان ثقة، وُلِد سنة تسعين ومائتين.
قلت: قرأ على الحسن بن الحسين الصّوّاف، وغيره.
عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر بْن حيّان، أبو العبّاس الجنابي البُوشَنْجي الهَرَوِي.
روى عن: محمد بن القاسم بن زكريّا الكوفي، وطائفة، كابن عُقْدَةَ، وهو سميّ أبي الشيخ وعصْريّه.
روى عنه: أبو بكر البَرْقَاني، وأبو الفضل الجارودي، وأبو عثمان سعيد بن العبّاس القُرَشي، وغيرهم.
تُوُفّي في هذا العام.
عبد الله بن محمد بن محمد [1] الأصبهاني المارستاني الخازن.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العبّاس، ومحمد بن عبد الله بن رستم.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم، وغيرهما.
عبد الله بن الإمام زكريّا [بن] يحيي بن محمد العَنْبَرِي النَّيْسَابُوري، أبو محمد. رجل صالح.
روى عن: أبي العبّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمة.
وعنه: الحاكم.
عبد الصّمد بن محمد بن حَيَوَيْه [2] ، أبو محمد البخاري، الحافظ الأديب.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 88.
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 24/ 161، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 3/ 138 رقم 10.(26/399)
سمع: محمد بن محمد بن حاتم السّجِسْتاني، ومَكْحُولا البَيْرُوتي.
وعنه: تمّام الرّازي، ومحمد بن عمر بن بكير.
وكان واسع الرّحلة، له صحيح مخرَّج على البُخَاري، جَوَّدَه. وتُوُفّي بالدّينَوَر.
وقد روى عنه الحاكم قال: سمعت أبا بكر بن حرب شيخ أهل الرأي ببلدنا يقول: كثيرًا ما أرى أصحابنا يظلمون أهل الحديث، كنت عند حاتم العَتَكي، فدخل عليه شيخ من أهل الرأي فقال: أنت الذي تروي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّرَ بقراءة الفاتحة خلف الإمام؟ فقال: قد صحّ الحديث، لا صلاة إلّا بفاتحة الكتاب. فقال له: كَذَبْتَ، إنّ فاتحة الكتاب لم تكن فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنّما نزلت في عهد عمر.
قلت: إسنادُها صحيح.
علي بن محمد بن صالح [1] بن داود، أبو الحسن الهاشمي المقرئ الضّرير. مقريء البصرة.
قرأ القرآن على: أبي العبّاس أحمد بن سهل الأشناني.
قرأ عليه: طاهر بن غلبون.
علي بن محمد بن أحمد [2] الْجُرْجاني الزّاهد الفقيه، المعروف بأبي الحسن القَصْري.
كان مُفْتيًا عارفًا بمذهب الشافعيّ.
روى عن: البَغَوِي، وأبي بكر بن أبي داود أحمد بن عبد الكريم الوزّان، وعبد الرحيم بن عبد المؤمن.
توفّي يوم عاشوراء.
روى عنه: حمزة السّهمي، والجرجانيّون.
__________
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 259 رقم 58، غاية النهاية 1/ 568.
[2] تاريخ جرجان 316 رقم 556 وانظر عنه فهرس الأعلام.(26/400)
عمر بن عُبَيْد الله بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني بن الوزّان، إمام الجامع.
[سمع] [1] أبا القاسم البَغَوِي، وأحمد بن محمد بن شَبه.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم.
عيسى بن حامد بن بِشْر [2] القاضي، أبو الحسين الرُّخَّجي [3] ثم البغدادي، المعروف أيضا بابن بنت القُنَّبيطي.
سمع من: جدّه محمد بن الحسين القُنَّبيطي، ومحمد بن جعفر القتّات، وإبراهيم بن شريك، وجعفر بن محمد الفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية.
وكان من تلامذته: محمد بن جرير السَّوَّاق، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعلي بن عبد العزيز الظاهريّ، وأبو علي بن دُوما.
وثَقه ابن أبي الفوارس وقال: تُوُفّي في ذي الحجّة [4] .
الغضنفر أبو تغلب بن ناصر الدّولة [5] الحسن بن عبد الله بن حمدان التَّغْلِبِيُّ صاحب المَوْصِل وابن صاحبها.
مرّ في ترجمة أبيه، وكيف قبض على أبيه، واستبدّ بالأمر، ثم إنّه حارب عضُدُ الدولة ابن بُوَيْه، وصار إلى الرّحْبة، ثم هرب منها خوفًا من ابن
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] تاريخ بغداد 11/ 178 رقم 2890، المنتظم 7/ 97 رقم 125، العبر 2/ 348، شذرات الذهب 3/ ج 67.
[3] الرّخّجي: بضم الراء المهملة وفتح الخاء المعجمة المشدّدة وفي آخرها الجيم. نسبة الرخّجية قرية بقرب بغداد. (اللباب 2/ 20) .
[4] تاريخ بغداد 11/ 187.
[5] شذرات الذهب 3/ 59 ذكره في وفيات سنة 367 هـ. وكذلك جاء في النجوم الزاهرة 4/ 131، الكامل في التاريخ (حوادث 369) ، وفيات الأعيان 2/ 117 في ترجمة ناصر الدولة بن حمدان، العبر 2/ 344، فوات الوفيات 3/ 172، 173، سير أعلام النبلاء 16/ 306، 307 رقم 215، تاريخ الفارقيّ 30، تاريخ العظيمي 309، ذيل تاريخ دمشق 39، 40.(26/401)
عمّه سعد الدولة صاحب حلب، ومن بني كِلاب، فإنّ عضُدُ الدولة كاتَبَهُم وجَبَّرَهُم عليه، فوصل إلى مَرْج دمشق، وأراد دخولَها، فمانَعَهُ صاحبُها قَسّامُ، فأنفذ أبو تَغْلِب كاتبه إلى العزيز يستنجد به، ثم نزل بِحَوْران، وفارق ابن عمّه الغطْرِيف، وردّ إلى خدمته عضُدُ الدولة، فجاء الخبر من كاتبه بأن يُقْدِم على العزيز، فخاف وتوقف، ثم نزل بأرض طبريّة، وبعث العزيز مولاه الفضل [1] ليأخذ له دمشق، فاجتمع به أبو تَغْلِب، ثم تفرّقا عن وَحْشَةٍ.
وكان مُفرّج الطائي قد استولى على الرّمْلة، فاتّفق مع فضْلٍ على حرب أبي تَغْلِب وبني عَقيِل النّازلين بالشّام، فوقع التّصَافُّ بظاهر الرَّملة في سنة تسعٍ، مُسْتَهل صفر، فانهزم بنو عقيل، وأسر مُفَرّج أبا تغلب، ثم قتله صبْرًا، وبعث برأسه إلى العزيز. ذكر ذلك القفْطي.
ولم يذكر ابن عساكر أبا تغلب في تاريخه، والله أعلم.
محمد بن أحمد بن علي، أبو الحَسَن الواعظ الصُّوفي، صاحب ابن الجلاء.
حدّث بدمشق في هذه السنة عن: أحمد بن المُعَلّى الدّمشقي، والعبّاس بن يوسف الشّكَلي، وعبد الله البغوي.
وعنه: الحسين بن جعفر الْجُرْجاني، وعبد الوهاب المَيْداني.
محمد بن أحمد بن طاهر [2] ، أبو طاهر الصّوفي شيخ الملاشة.
كان كثير الاجتهاد والتلاوة، أنفق على الفقراء ما لا يُحْصَى.
محمد بن إبراهيم بن محبّ [3] ، أبو عبد الله الزُّهْري الأندلسي.
سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، وأحمد بن جابر.
وعاش ستّين سنة.
__________
[1] في الأصل «مولاه الفضل مولاه» .
[2] النجوم الزاهرة 4/ 131، 132.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 79 رقم 1324.(26/402)
محمد بن عبد الرحمن بن عَمْرو، أبو بكر الرّحَبي [1] الحمصي القاضي.
سمع: أباه، ومحمد بن جعفر بن رزِين، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، ومحمد بن يوسف الهَروي، وجماعة.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وهو من أقرانه، والمُسَدّد الأملوكي، وعلي بن السّمْسار.
حدّث أيضًا بدمشق في هذه السنة.
محمد بن عُبَيْدُون بن فهد [2] الأندلسي القرطبي.
سمع: من أبيه، وروى عن: محمد بن وَضّاح جُزءًا سمعه منه، وهو ابن إحدى عشرة سنة. وروى عنه المُدَوَّنة بالإجازة، وهو آخر من حدَّث في الدُّنيا عن ابن وضّاح.
قال ابن عفيف: وقد طُعِن في عدالته.
وقال ابن الفَرَضي: كان ذاهِبَ السَّمْع، لم أرْوِ عنه. وُلد سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
محمد بْن علي بْن عَبْد اللَّه [3] بْن إسحاق، أبو علي الْجُرْجاني الوَزْدُولي، ووزْدول من قُرى جُرْجان.
نزل بغداد، وحدّث عن: عمران بن موسى بن مجاشع، ويحيى بن صاعد، وأبي عَرُوبة.
وعنه: أبو سعيد الماليني، وأحمد بن علي البادي. سمع منه في هذا العام.
__________
[1] الرّحبي: بفتح الراء والحاء وفي آخرها باء موحّدة. نسبة إلى بني رحبة، بطن من حمير.
(اللباب 2/ 19) .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 79 رقم 1322. وفي الأصل «عبيدون بن فهر فهد» .
[3] تاريخ جرجان 75 رقم 22، تاريخ بغداد 3/ 87 رقم 1074.(26/403)
محمد بن عيسى بن عَمْرَوَيه [1] ، أبو أحمد النَّيْسَابُوري الْجُلُودي الزّاهد، راوي «صحيح مسلم» .
سمع: عبد الله بن شِيرَوَيْه، وإبراهيم بن محمد بن سُفْيَان الفقيه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمة، وأبا بكر بن زنْجَويْه القُشَيْري، ومحمد بن المسيّب الأرغَيَاني، وغيرهم بنَيْسَابور، ولم يرحل منها.
روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأحمد بن الحسن بن بُنْدَار الرّازي، وأبو سعيد عمر بن محمد السّجْزي، وأبو سعيد محمد بن علي النّقّاش، وأبو محمد بن يوسف، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وآخرون، وآخرهم عبد الغافر.
قال الحاكم في تاريخه: محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزّاهد، أبو أحمد الْجُلُودي، كذا سمّي أباه وجدّه، وقال: هو من كبار عُبّاد الصُّوفية، صحِب أصحاب أبي حفْص، وكان يورّق بالأجْرة، ويأكل من كسْب يده، وكان ينتحل مذهب سُفيان الثَّوْري ويعرفه. تُوُفّي في الرابع والعشرين من ذي الحجّة. قال: وخُتم بوفاته سماع «كتاب مُسْلم» ، فإنّ كل من حدّث به بعده عن إبراهيم بن سُفْيان فإنّه غير ثقة.
وقال الحاكم: وقد سُئل عن الْجُلُودي: كان من أعيان الفقراء الزّهّاد، من أصحاب المعاملات في التّصَوّف، ضاعت سماعاته من أبي سفيان، فنسخ البعض من نسخة لم يكن له فيها سماع.
وقال ابن دِحْيَة: اخْتُلِف في الْجُلُوديّ، فقيل: بفتح الجيم التفاتًا إلى ما ذكره يعقوب في «الإصلاح» ، ونقله ابن قُتَيْبة في «الأدب» ، وليس هذا من ذاك في شيء، لأنّ الذي ذكره يعقوب رجل منسوب إلى جلود من قرى
__________
[1] المنتظم 7/ 97 رقم 128، العبر 2/ 348، مرآة الجنان 2/ 391، البداية والنهاية 11/ 294، الكامل في التاريخ 8/ 711، شذرات الذهب 3/ 67، دول الإسلام 1/ 228، النجوم الزاهرة 4/ 133، الأنساب 133، الوافي بالوفيات 4/ 297 رقم 1833.(26/404)
إفريقية، بينه وبين هذا أعوام عديدة، وهذا متأخّر كان يحكم في الدار التي تباع فيها الْجُلُود للسُّلطان، وكان الصّواب عند النَّحويّين أن يقال «الْجُلْدي» ، لأنّك إذا نَسَبْتَ إلى الجمع رددت إلى الواحد، كقولك «صحفي» و «فرضيّ» .
وقال ابن نُقْطَة: رأيت نَسَبَه بخطّ غير واحد من الحُفَّاظ: «محمد بن عيسى بن عَمْرَوَيْه بن منصور» .
قال الحاكم: ودُفن في مقبرة الحيرة، وهو ابن ثمانين سنة.
محمد بن محمد بن يعقوب [1] بن إسماعيل بن حجّاج النَّيْسَابُوري الحافظ أبو الحافظ، أبو الحسين الحجّاجي. المقرئ العبد الصالح الصّدُوق.
قرأ القرآن ببغداد على: ابن مجاهد، وسمع عمر بن أبي غيلان، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن جرير الطبري، وببلده أبا [2] العباس الثقفي، وأبا بكر بن خزيمة، وأحمد بن محمد الماسِرجِسي، ومحمد بن المسيّب. وبالرّيّ محمد بن جعفر بن نصر الرّازي، وبالكوفة عليّ بن العباس المَقَانِعي، وبمصر علان بن الصّيْقَل، وأُسامة بن علي الرّازي، وبدمشق أبا الجهم بن طِلاب، وابن جَوْصَا.
مصنّف العِلَل والشَّرْحِ وَالأبواب.
وعنه: أبو علي الحافظ، وهو أكبر منه، وأبو بكر بن المقرئ، وهو من طبقته، بل أقدم منه، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، والحاكم، وأبو بكر البرقاني العبدوي:
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 39/ 335- 338، تاريخ بغداد 3/ 223 رقم 1284، العبر 2/ 349، مرآة الجنان 2/ 391، شذرات الذهب 3/ 67، تذكرة الحفاظ 3/ 944، 945، النجوم الزاهرة 4/ 134، الوافي بالوفيات 1/ 128 رقم 41، موسوعة علماء المسلمين 4/ 360 رقم 1597، الأنساب 4/ 58، 59، اللباب 1/ 34، طبقات الحفاظ 381، سير أعلام النبلاء 16/ 240، 243 رقم 169.
[2] في الأصل «أبو» .(26/405)
قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت من أبي الحسين، وأنا ألقّبه بعَفافٍ لِثَبْتِهِ.
قال الحاكم: وَلَعمْرِي أنّه لَكَمَا قال الحافظ أبو علي، فإنّ فَهْمَه كان يزيد على حِفْظِه.
قال الحاكم: وكان يمتنع عن الرواية وهو كهّل، فلمّا بلغ الثمانين لازمه أصحابُنَا باللّيل والنّهار، حتى سمعوا منه كتابه في «العِلَل» ، وهو نيّف وثمانون جُزْءًا. وسمعوا منه «الشيوخ» وسائر المصنّفات. صَحِبْتُهُ سِتًّا وعشرين سنة باللّيل والنّهار، فما أعلم أنّي علمت أنّ الْمَلَكَ كتب عليه خطيئة.
وثنا أبو علي الحافظ في مجلس إملائه قال: حدّثني أبو الحسين بن يعقوب، وهو أثبت من حدَّثنا عنه اليوم، فذكر حديثًا.
تُوُفّي خامس ذي الحجّة، عن ثلاثٍ وثمانين سنة.
محمد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود بن إسحاق، أبو حاتم الهَرَوِي.
يروي عن: محمد بن اللَّيْثِ الْقُهُنْدُزِي [1] ، ومحمد بن عبد الرحمن الشّامي، والحسين بن إدريس، وجماعة.
وعنه: ابنه أبو محمد، ومحمد بن المنتصر، وإسحاق القرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي.
وكان فقيهًا فاضلًا. وتُوُفّي في رجب.
هَفْتَكِن أبو منصور [2] التُرْكي الشّرّابي الأمير.
__________
[1] القهندزي: بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة في آخرها الزاي. نسبة إلى قهندز، وهو من بلاد شتّى، وهو المدينة الداخلة المسوّرة. (اللباب 3/ 66) .
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 225 وما بعدها، العبر 2/ 439، 350، شذرات الذهب 3/ 67، 68، دول الإسلام 1/ 228، النجوم الزاهرة 4/ 133، 134، ذيل تاريخ دمشق 11 وما بعدها، البداية والنهاية 11/ 280 وما بعدها، تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي، الدرّة المضية 167 وما بعدها، مرآة الزمان 55 (نسخة دار الكتب المصرية رقم 551 تاريخ- ج 11) ،(26/406)
هرب من بغداد خوفًا من عضُدُ الدولة، ونزل بنواحي حمص، فسار إليه ظالم العُقَيْلي من بَعْلَبَكّ ليأخذه، فلم يقدر، وكاتبوا هفتكين من دمشق، فقَدِمَها وغلب عليها في سنة أربعٍ وستّين، وأقام الدَّعوة العبّاسية، وأزال دعوة بني عُبيْد، ثم تأهّب لقتالهم وتَوَجَّه في شعبان من السنة، فنزل على صيْدا، ودافع جُنْدُ بَنِي عُبَيد، فقَتَلَ منهم مقتلة عظيمة، وأخذ مراكب لهم في ساحل صيدا، فسار لحربه من مصر جوهر، فحصّن هو دمشق، فنازلها جوهر المُعِزّي بجيوشه في ذي القعدة سنة خمس وستّين، وحاصرها سبعة أشهر، ثم ترحّل لمّا بلغه مجيء القُرْمُطيّ من الأَحساء، فسار هفتكين في طلب جوهر، فأدركه بعَسْقَلان، فكسر جوهرًا وتحصّن جوهر بعسقلان، فحاصرها هفتكين سنة وثلاثة أشهر، ثم أَمّنه فنزل وراح، فصادف صاحبَ مصر العزيز نِزَارًا [1] وقد خرج في جيوشه قاصدًا دمشق، فردّ في خدمته، فكانوا سبعين ألفًا، فالتقاهم هفتكين وثبت، ثم أنكسر، وأسروه في أول شعبان سنة ثمانٍ وستّين وحُمِل إلى مصر، ثم مَنّ عليه العزيز وأطلقه، وصار له موكب، فخافه الوزير يعقوب بن يوسف بن كلّس فقتله، دسّ عليه من سقاه السّمّ، وقيل بل هلك في سنة إحدى وسبعين، وكان إليه المنتهى في الشّجاعة.
__________
[ () ] اتعاظ الحنفا 1/ 221، زبدة الحلب 1/ 252، ثمرات الأوراق 79، وفيات الأعيان 4/ 53، 54 في ترجمة عضد الدولة، المختصر في أخبار البشر 2/ 115، سير أعلام النبلاء 16/ 307، 308 رقم 216، وقد تحرّف اسمه إلى: «الفتكين» و «أفتكين» و «الفنتكين» و «هفكين» .
[1] في الأصل «بزارا» .(26/407)
[وَفَيَات] سنة تسع وستين وثلاثمائة
أحمد بن إسحاق بن محمد بن أحمد بن الحسين بن شيبان، أبو محمد البغدادي الشَّيْباني ثم الهَرَوي الضَّرير.
سمع: مُعَاذ بن نَجْدَة، وعلي بن محمد الجكاني [1] ، وأقرانهما.
روى عنه: أبو الفضل بن أبي عصمة، وأبو عثمان سعيد القُرَشي، وأبو حازم العبدوي.
تُوُفّي في جُمادي الآخرة.
أحمد بن الحسين بن أحمد [2] بن المؤمّل الصّيّرفي البغدادي، ابن أخي أبي عُبَيْدِ بْنِ المؤمّل.
تُوُفّي في المحرّم.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه نَظَر.
أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن أبي صِدام، أبو بكر اللهْبي الصّابوني، دمشقيّ مستور الحال.
__________
[1] كذا في الأصل، ونرجّح أن الصحيح «الجكواني» : بضم الجيم وسكون الكاف وبالواو المفتوحة وفي آخرها النون بعد الألف. نسبة إلى جكوان وهي قرية بسجستان. (اللباب 1/ 286) .
[2] تاريخ بغداد 4/ 106 رقم 1761.(26/409)
روى عن: سعيد بن عبد العزيز، وابن الدُّرَفْس [1] ، وجماهر الزَّمْلَكاني، ومحمد بن خريم.
وعنه: تمام، وعبد الوهاب الميداني، وعلي بن السمسار، وجماعة.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
أَحْمَد بْن عبد الوهاب بن يونس [2] ، أبو عمر القرطبي، الفقيه الشافعي، تلميذ عبيد الشافعي الفقيه.
كان ذكيا عالما بالاختلاف، كيسا مناظرا نحويا لغويا، وكان ينسب إلى الاعتزال.
توفي فيها وفي صدور سنة سبعين.
أحمد بن عطاء بن أحمد [3] بن محمد بن عطاء، أبو عبد الله الصوفي الكبير، نزيل صور.
حدث عن: أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وجماعة.
__________
[1] الدّرفس: بضم الدال وفتح الراء وسكون الفاء وفي آخرها السين المهملة، نسبة إلى الدّرفس وهو اسم جدّ عبد الرحمن بن محمد بن العبّاس بن الوليد بن محمد بن عمر بن الدرفس الدمشقيّ الدرفسي. (اللباب 1/ 498) .
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 47 رقم 154، الوافي بالوفيات 7/ 162 رقم 3094.
[3] الرسالة القشيرية 29، تاريخ بغداد 4/ 336 و 337، الوافي بالوفيات 7/ 184 رقم 3124، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 11، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 393- 395، حلية الأولياء 10/ 383، آثار البلاد للقزويني 374، اللباب 3/ 265، الكامل في التاريخ 8/ 710، المغني 1/ 47، سير أعلام النبلاء (مصوّرة دار الكتب المصرية) 10 ق 2/ 202، طبقات الصوفية 497، طبقات الشعراني 1/ 145، الأنساب 544 ب، العبر 2/ 350، شذرات الذهب 3/ 68، أنبأه الرواة 1/ 144، تاريخ علماء الأندلس 1/ 20، المنتظم 7/ 101 رقم 130، مرآة الجنان 2/ 392، البداية والنهاية 11/ 296، النجوم الزاهرة 4/ 135، معجم البلدان 3/ 77، سير أعلام النبلاء 16/ 227، 228 رقم 161، نتائج الأفكار القدسية 2/ 16- 19، طبقات الأولياء 4 ذ- 57 رقم 10، معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي بتحقيقنا 203 رقم 160، موسوعة علماء المسلمين 1/ 328- 232 رقم 159، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 80 رقم 216.(26/410)
وعنه: ابن جميع، وأبنه السكن، وعبد الله بن بكر الطبراني، وأحمد بن الحسن الطيان، وأبو عبد الله بن باكويه، وعلي بن جهضم، وعلي بن عياض الصوري، وآخرون.
قال حمزة السهمي: سمعت أبا طاهر الرّقّي، سمعت أحمد بن عطاء يقول: كلّمني جمل في طريق مكة، رأيت الجمال والمحامل عليها، وقد مدّت أعناقها في الليل، فقلت: سبحان الله، من يحمل عنها ما هي فيه، فالتفتَ إلى جمل فقال لي: قلْ جلّ الله، فقلتُ: جَلَّ الله [1] .
وقال السُّلَمي: أحمد بن عطاء هذا ابن أخت أبي الرُّوذْبَاري، يرجع إلى أنواع من العلوم، منها علم القراءات وعلم الشريعة، وعِلْمُ الْحَقِيقة، وإلى أخلاقً في التجويد [2] يختصّ بها ويُربي على أقرانه، وهو أوحد مشايخ وقته في بَابَتهِ وطريقته.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة تسعٍ وستّين.
وقال الخطيب [3] : روى أحاديث غلط فيها غلطًا فاحشًا [4] ، فسمعت الصّوري [5] يقول: حدّثونا عن الرُّوذْبَاري، عن إسماعيل الصَّفّار، عن ابن عَرَفَة أحاديث لم يُروِها الصَّفّار، قال: ولا أظنّه معتمد الكذِب لكن شُبّه عليه.
وقال الْقُشَيْرِيُّ [6] : كان شيخ الشام في وقته.
ومن كلام أحمد بن عطاء: «الذَّوْقِ أَوّل المواجيد، فأهل الْغَيْبَةِ إذا شربوا طاشوا، وأهل الحضور إذا شربوا عاشوا» [7] .
__________
[1] طبقات الأولياء لابن الملقن 56 وانظر الرسالة القشيرية 30، وآثار البلاد 374.
[2] كذا في الأصل، وقد كتب على الهامش «كذا» بجانب كلمة «أخلاق» . أما العبارة عند السلمي فهي: «وأخلاق وشمائل يختصّ بها» - ص 497.
[3] تاريخ بغداد 4/ 336.
[4] في الأصل «غلط فاحش» .
[5] في الأصل «الصور» والصحيح ما أثبتناه، والصوري هو محمد بن علي الحافظ شيخ الخطيب البغدادي، توفي سنة 441 هـ.
[6] الرسالة القشيرية 29.
[7] حلية الأولياء 10/ 383.(26/411)
وقال: «ما من قبيح إلّا وأقبح منه صُوفيٌّ شحيح» [1] .
وقال: «التّصَوُّف ينفي عن صاحبه البُخْل. وكتب الحديث ينفي عن صاحبه الجهْل، فإذا اجتمعا في شخص فناهيك به نُبْلًا» .
وقال: «ليس كلّ من يَصْلُحُ للمُجالسَة يَصْلُحُ للمُؤانَسَة، وليس كلّ من يَصْلُح للمؤانَسة يُؤْتَمَن على الأسرار» [2] .
أحمد بن محمد بن حَسنَوَيْهِ بْنِ يونس، أبو حامد الهَرَوِي العدْل.
سمع: الحسين بن إدريس، وغيره.
وعنه: إسحاق القرّاب، وأبو بكر البرقاني، وأبو حازم العبدوي، وأبو عثمان سعيد القُرَشي.
وقال أبو النَّضْرِ الْفامي: كان ثقة.
قلت: تُوُفّي في رمضان.
أحمد بن محمد بن دلان بن هارون الفقيه، أبو حامد الزَّوْزَني [3] .
تُوُفّي في جُمادى الآخرة.
إبراهيم بن أحمد بن عمر [4] بن حمدان بن شَاقْلا [5] ، أبو أسحاق البغدادي البزّاز، شيخ الحنابلة وفقيههم.
كان إمامًا في الأصول والفروع.
سمع من: دعلج بْن أحمد، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وأبي عَلِيّ بن
__________
[1] تاريخ دمشق 3/ 11.
[2] حلية الأولياء 10/ 384.
[3] الزّوزني: بسكون الواو بين الزايين وفي آخرها النون، نسبة إلى زوزن بلدة كبيرة بين هراة ونيسابور. (اللباب 2/ 80) .
[4] العبر 2/ 351، طبقات الحنابلة 2/ 128، شذرات الذهب 3/ 68، تاريخ بغداد 6/ 17، الوافي بالوفيات 5/ 310 رقم 2381، طبقات الفقهاء 173، سير أعلام النبلاء 16/ 292 رقم 207.
[5] شاقلا: ويعرف بالشاقلائي: بفتح الشين المعجمة وسكون الألف والقاف وبعدها لام ألف وفي آخرها ياء مثنّاة من تحت. نسبة إلى شاقلا، وهو جدّ المترجم. (اللباب) .(26/412)
الصوّاف، وتفقه على أبي بكر عبد العزيز.
وكان يُشْغِل الناس، وله حلقة بجامع المنصور.
تُوُفّي في رجب وله أربعُ وخمسون سنة، لم يبلغ سنُ الرواية.
إبراهيم بن ثابت [1] ، أبو إسحاق الدّعّاء المذكّر، يقال إنّه لقي الْجُنَيْد.
قال السُّلمي [2] : كان من أورع المشايخ وأزهدهم وأحسنهم حالًا [3] وألزمهم للشريعة. وكان له حلقة ببغداد، تقدّمت إليه وسألته أن يدعُوَ لي فقال: يا أخي اخْتَر [4] ما جرى لك في الأَزَل خيرٌ لك من معارضته الوقت.
وكان يقول: كان الْجُنَيْدُ يَأْتي إلى دارنا.
وقال إبراهيم: دع ما تندم عليه.
الحسن بن أحمد بن دُليف الأزركاني [5] .
حدّث عن ابن الجارود.
الحسن بن علي بن شعبان، أبو علي المصري.
روى عن ابن المنذر.
الحسن بن علي البصري [6] الحنفي، المعروف بالجعل.
كان مقدّما في الفقه والكلام، عاش ثمانين سنة. وكان من كبار المُعْتَزِلة، وله تصانيف على قواعدهم.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 49 رقم 3072 وستأتي ترجمته في السنة التالية.
[2] حكاه عنه الخطيب في تاريخه، والخبر غير موجود في طبقات الصوفية للسلمي.
[3] في الأصل «مالا» وهو تحريف.
[4] في الأصل «اختار» .
[5] الأزركاني: ذكر ابن الأثير هذه النسبة دون التعريف بها. (اللباب 1/ 47) ولم يذكرها ابن ماكولا.
[6] طبقات الفقهاء للشيرازي 143، تاريخ بغداد 8/ 73 رقم 4153، المنتظم 7/ 101 رقم 131، العبر 2/ 451، شذرات الذهب 3/ 68، الفهرست 108، طبقات المفسرين 1/ 155 رقم 151، النجوم الزاهرة 4/ 135، الجواهر المضية 3 رقم 345.(26/413)
ذكره أبو إسحاق في «طبقات الفقهاء» [1] فقال فيه: رأس المعتزلة.
وكناه: أبا عبد الله.
قال الخطيب [2] : له تصانيف كثيرة في الاعتزال. قال لي أبو عبد الله الصّيْمَرِي: كان مقدّمًا في الفقه والكلام مع كثرة أماليه فيهما وتدريسه لهما.
قال: وتُوُفّي في ذي الحجّة. وحدّثني التَّنُوخيّ أنّه وُلدِ سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. قيل: وصلّى عليه أبو علي الفارسي النّحّوي.
الحسين بن كَهْمَس [3] ، أبو علي الجوهري المصري المعدّل.
سمع أبا العلاء الكوفي، وتُوُفّي في شعبان.
الحسين بن محمد بن علي [4] أبو سعيد الأصبهاني الزّعفراني.
كان- فيما ذكر أبو نُعَيم- بندار البلد في كثرة الأصول والحديث، صاحب معرفة وإتقان، صنّف المُسْنَد والتّفسير والشيوخ، وله من المصنّفات شيء كثير.
سمع: أبا القاسم [5] البَغَوِي، ويحيى بن صاعد، والحسين بن علي بن زيد.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم، وأهل أصبهان.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ إِجَازَةً، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ الْجَمَّالِ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بن محمد، ثنا الحسين بن
__________
[1] ص 143.
[2] تاريخ بغداد 8/ 73.
[3] كهمس: بفتح الكاف وسكون الهاء وفتح الميم في آخرها السين المهملة.
قال ابن الأثير: وهو جد أبي جعفر عبد الله بن عمر بْن إِسْحَاق بْن محمد بْن مَعْمَر بْن حبيب بن كهمس بن المنهال الكهمسي. مصري.. (اللباب 3/ 121) .
[4] ذكر أخبار أصبهان 1/ 283، شذرات الذهب 3/ 69، تذكرة الحفاظ 2/ 956، 957 رقم 901، سير أعلام النبلاء 16/ 517، 518 رقم 380، طبقات الحفاظ 383، 384، طبقات المفسّرين للسيوطي 12، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 160.
[5] إضافة على الأصل من تذكرة الحفاظ.(26/414)
عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، ثنا محمد بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنَانٍ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ الرَّهَاوِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ أَمَانُ كُلِّ خَائِفٍ» [1] . خالد بن هاشم [2] أبو زيد القُرْطُبي الوزير.
سمع: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الحُباب.
وتُوُفّي في صفر، ووَزِر قليلًا للمؤيد باللَّه.
رُحَيم بن سعيد بن مالك [3] الضّرير، أبو سعيد العابر.
سمع: أبا زُرْعَة الدّمشقي، وهو آخر من حدّث عنه، وحاجب بن أُركين.
روى عنه: عبد الغني بن سعيد الحافظ، ويحيى بن علي بن الطّحّان، وأحمد بن عمر الجهازي.
قال عبد الغني: سمعته يقول: سمعت من أبي زرعة.
وقال ابن الطّحّان: سمعنا منه سنة تسعٍ وستّين، وعاش بعد ذلك يسيرًا. قال: عُمْري مائةٌ وسَبْعُ سِنين.
سعيد بن أَبِي سعيد محمد [4] بن أحمد بن سعيد، أبو عثمان الصُّوفي النَّيْسَابُوري.
قال الحاكم: رفيقي، لعلّه كتب بانتخابي على الشيوخ نحو مائة ألف
__________
[1] رواه في (الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير- الشيخ يوسف النبهاني- ص 72 من الجزء الثاني) عن طريق شداد بن أوس بزيادة حرف اللام على لفظة «كل» وذكر أن الديلميّ رواه في مسند الفردوس. وهو في: ذكر أخبار أصبهان 1/ 283، ومسند الفردوس 2/ 214 رقم 2509.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 132 رقم 400.
[3] تهذيب ابن عساكر 5/ 321.
[4] طبقات الصوفية 20 و 305، تاريخ بغداد 9/ 111 رقم 4719، المنتظم 7/ 102 رقم 133.(26/415)
حديث بخُراسان والعراق، فقد وصل إليّ من سماعي بخطّه الدقيق أكثر من ستّمائة جزء.
سمع: الأصمّ وغيره، وببغداد أحمد بن كامل، وعبد الله بن إسحاق الخُراساني. ومات كهلًا.
وروى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي.
عبد الله بن أحمد بن راشد [1] بن شُعيْبٍ، أَبُو محمد بن أخت وليد البغداديّ الفقيه الظّاهري، قاضي دمشق.
حدّث عن: ابن قُتَيْبة العَسْقَلانِي، وعلي بن عبد الله الرَّمْلي.
وعنه: ابن منير، وابن نظيف الفَرَّاء، ومحمد بن جعفر بن المذكّر، وغيرهم.
ذكره ابن عساكر [2] ، فقال: وكان خيّاطا فوُلّي قضاء مصر في دولة الأخشيد. قال: وقيل: وكان سخيفًا أخذ الرّشوة، وهَجَوْهُ بقصيدة. ووُلّي قضاء دمشق سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وطال عمره. تُوُفّي في ذي القعدة، ووُلّي قضاء مصر سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وعزل سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وقال أبو محمد بن حَزْم: أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن شُعَيْب المعروف بابن أخت وليد، ولي قضاء دمشق ومصر، وله مصنّفات كثيرة. أخذ عن أبي الحسن عبد الله بن أحمد بن المغلّس الدّاودي، ثم قرأت في كتاب «قضاة مصر» لابن زُولاق قال: كان محمد بن بدر قاضي مصر قد أوقف من الشهود عبد الله بن وليد، فدخل يومًا على محمد بن بدر، فلم يوسّع له أحد.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 7/ 283، 284، الوافي بالوفيات 17/ 18 رقم 15، ميزان الاعتدال 2/ 390 رقم 4196، رفع الإصر 2/ 271- 281، لسان الميزان 3/ 251، 252 رقم 1094، قضاة الشافعية للنعيمي 35، 36 رقم 55، سير أعلام النبلاء 16/ 225، 226 رقم 159، حسن المحاضرة 2/ 146، الولاة والقضاة 564، 575.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 283.(26/416)
فقال ابن بدر: عندي يا أبا محمد، فأبى، وجلس قليلًا وانصرف، ثم كتب إلى بغداد إلى ابن أبي السّوار يطلب أن يولّيه قضاء مصر، وبذل له، وأعانه جماعة ببغداد، فكتب إلى بالقضاء، فجاءه العهد في رمضان سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة. وكان قاضي الرّملة الحسين بن هارون بمصر، فركب إليه ابن الوليد يُعَرّفه بالأمر، وأراه عَهْدَه، والتمس معونته، فطمع ابن هارون في الأمر، وقوّي قومٌ نَفْسَه، فأعانه الإخشيذ، ففتر أمر ابن وليد، ولم يُعِنْهِ الإِخْشيد، وتمرّض، فكان النّاس يقولون: «عبد الله بن وليد، أبرد من الجليد، عبد الله بن وليد، تحت القضاء الشديد، عبد الله بن وليد، هو ذا يموت شهيد» .
ثم بعد سنة ولي مصر ابن وبر فلم يلبث أنْ مات، وبقي ابن وليد في القضاء، فتولّى من جهة ابن هارون قاضي الرملة المذكور، وقُرئ عهد الرّاضي باللَّه إلى أبن هارون بقضاء مصر، ثم عُزِل ابن وليد عن الحكم بعد ستّة أشهر، وحكم بعده أبو المذكّر محمد بن يحيى المالكي عشرة أيام، وصُرِف، وقد وُلّي ابن وليد مرّةً ثانية وثالثة بمصر. والثالثة كانت من جهة المستكفي باللَّه، فكانت أجلّ ولاياته، ثم تكبّر وتجبّر، فاستهان بالنّاس، وكان يَهْزِل في مجلسه ويلعب، وطالت ولايته، وخُلع المستكفي فجاءه تقليد القضاء من المُطيع [1] .
ثم إنّ المطيع ردّ قضاء مصر إلى محمد بن الحسن الهاشمي، فكتب إلى ابن وليد بالعهد من قِبَلَه، ثم إنّه أخذ في تكثير الشُّهود وتعديل من لا يليق، فَقَتّره، وكان قبل ذا تاجرًا بزّازًا كثير الأموال، ثم عُزِل ووُلّي بعد مدة قضاء دمشق. وله أخبار يطول ذِكُرها، إنّ الله يسامحه.
وحُفِظ عنه أنّه كان يقول لحاجبه: أين اليهود، يعني الشُّهود، والكُمَنَاء، يعني الأُمناء.
وقالت له أمرأة خذ بيدي، فقال: وبرجلك.
__________
[1] الولاة والقضاة 568.(26/417)
وكان يُنْقَمُ عليه هَزْلُه المقذع، وببسطه في الأحكام والارتشاء، وكان أبو طاهر الذّهْلي لا ينفّذ له حُكْمًا.
عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب [1] بن مَاسِي، أبو محمد البغدادي البزّاز.
سمع: أبا مسلم الكَجّي، وأبا شعيب الحرّاني، وخَلَف بن عمرو العُكْبَرِي، ويوسف القاضي، وأحمد بن أبي عَوْفٍ الْبُزُوري، وغيرهم.
وعنه: أبو الحسين بن رزقَوَيْهِ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، والبَرْقَاني، وإبراهيم [2] بن عمر الْبَرْمَكِيُّ الفقيه، وآخروه.
ووُلد سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
قال الخطيب [3] : كان ثقة ثَبتًا، سألت البَرْقَاني: أيّما أحبّ إليك، ابن مالك القَطِيعي، أو ابن مَاسِي؟ فقال: ليس هذا مما يُسأل عنه، ابن ماسي ثقة ثبت لم يتكلّم فيه.
قلت: ابن ماسي في رجب، وله خمسٌ وتسعون سنة.
عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر [4] بْن حبّان، أبو محمد الأصبهاني الحافظ، أبو الشيخ صاحب التصانيف.
وُلد سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
وسمع في صِغره: جدّه لأُمَّه محمود بن الفرج الزّاهد، وإبراهيم بن
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 408 رقم 5016، المنتظم 7/ 102 رقم 134، العبر 2/ 351، البداية والنهاية 11/ 296، شذرات الذهب 3/ 68، سير أعلام النبلاء 16/ 252، 253 رقم 176، النجوم الزاهرة 4/ 137.
[2] في الأصل «والبرقاني وإبراهيم والبرقاني وإبراهيم بن عمر البرمكي» .
[3] تاريخ بغداد 9/ 408.
[4] ذكر أخبار أصبهان 2/ 90، العبر 2/ 351، 352، شذرات الذهب 3/ 69، تذكرة الحفاظ 3/ 945- 947، الرسالة المستطرفة، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 447، اللباب 1/ 331، النجوم الزاهرة 4/ 136، طبقات المفسرين 1/ 240، دول الإسلام 1/ 228، الوافي بالوفيات 17/ 485 رقم 410، هدية العارفين 1/ 447، الأعلام 4/ 264، معجم المؤلفين 6/ 114، تاريخ التراث العربيّ 1/ 326 رقم 230.(26/418)
معدان، ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص رئيس أصبهان، ومحمد بن أسد المَدِيني، وأحمد بن محمد بن علي الخُزاعي، وعبد الله بن محمد بن زكريّا، وإبراهيم بن رُسُتَة [1] ، وأبا بكر أَحْمَد بن عَمْرو بن أبي عاصم، وأبا بكر أحمد بن عمر البزّاز، وإسحاق بن إسماعيل الرّمْلي.
وأوّل سماعه سنة أربعٍ وثمانين، ورحل فسمع بالبصْرة من أبي خليفة وغيره، وببغداد من أحمد بن الحسن الصُّوفي وطبقته، وبمكّة المفضَّل الجندي وغيره، وبالموصل من أبي يَعْلَى، وبحرّان من أبي عَرُوبة، وبالرّيّ وأماكن أُخَر.
وكان حافظًا عارفًا بالرّجال والأبواب، كثيَر الحديث إلى الغاية، صالحًا عابدًا قانتًا للَّه، صنّف تاريخ بلده والتاريخ على السّنين، وكتاب «السنة» وكتاب «العظمة» وكتاب «ثواب الأعمال» وكتاب «السُّنَن» [2] .
وقد وقع لنا أشياء من حديثه وتخاريجه.
روى عنه أبو سعد الماليني، وأبو بكر بن مَرْدَوَيْه، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشّيرازي، وأبو نُعَيم، ومحمد بن علي بن سمويه المؤدّب، وسفيان بن حَسَنكَوَيْه، وأبو بكر محمد بن علي بن برد، والفضل بن محمد القاساني، وحفيده محمد بن عبد الرّزّاق بن عبد الله، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرّحيم الكاتب، وخلق سواهم.
قال بهروزمرد أبو نُعَيم: كان أحد الأعلام، صنّف الأحكام والتّفسير، وكان يفيد عن الشيوخ ويصنّف لهم ستّين سنة، وكان ثقة. أخبرنا علي بن عبد الغني المعدّل في كتابه، أنّه سمع يوسف بن خليل الحافظ يقول: رأيت في النَّوم كأنّي دخلت مسجد الكوفة، فرأيت في وسطه شيخا طوالا لم أر [3]
__________
[1] رستة: بضم الراء وسكون السين المهملة وفتح التاء المعجمة باثنتين من فوقها. وهو: أبو إسحاق إبراهيم بن أبان بن رستة المديني، أحد الثقات، توفي سنة 339 هـ. (الإكمال 4/ 73، 74) .
[2] راجع عن مصنّفاته: تاريخ التراث العربيّ 1/ 326- 328.
[3] إضافة على الأصل من تذكرة الحفّاظ 2/ 946.(26/419)
قطّ أحسن منه، وعليه ثياب بيض، فقيل لي: أتعرف هذا؟ قلت: لا. فقيل لي: هو أبو محمد بن حَيّان، فخرجت خلفه، وقلت له: أنت أبو محمد بن حَيّان؟ فقال: أنا أبو محمد. قلت: أليس قد مُتَّ؟ قال: بلى. قلت: فباللَّه، ما فعل الله بك؟ قال: «الْحَمْدُ للَّه الَّذِي صَدَقَنَا وعده وأورثنا الأرض» [1] ، إلى آخر الآية. فقلت: أنا يوسف بن خليل الدّمشقي جئت لأسمع حديثك وأُحَصّل كُتُبَك. فقال: سلّمك الله، وفَّقك الله، ثمّ صافحته، فلم أر شيئًا قطّ ألْيَن من كفّه، فَقَبّلتُها ووضعتها على عيني.
تُوُفّي أبو الشيخ فيما ذكر أبو نُعَيم في سَلْخِ الْمُحَرَّم من السنة.
عبد الرحمن بن أحمد بن حَمْدَوَيْهِ، أَبُو سعيد النَّيْسَابُوري المقرئ المؤذّن.
كان [2] خيُرًا مجتهدًا من أولاد المحدّثين.
حجّ به أبوه سنة ثلاثمائة، وجاور به، فسمّعه من: أحمد بن زيد بن هارون القزّاز صاحب إبراهيم بن المنذر الحرامي، ومن جماعة، ثم رجع وسمع من عبد الله بن شِيَرَوَيْه، ومحمد بن شادل، والسّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وببغداد من البَغَوِي، وجماعة.
وخرّج له الحاكم فوائد، وحدّث بأصبهان وبالبصرة وغيرهما.
روى عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور.
عبد الرحمن بن عبيد الله بن موسى [3] ، أبو [4] المطرَّف بن الزّامر القُرْطُبي.
سمع: أحمد بن يحيى بن الشامة، ووهب بن مسرّة، ومحمد بن
__________
[1] قرآن كريم- سورة الزّمر- الآية 74.
[2] في الأصل «كأنه» .
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 264 رقم 801.
[4] ساقطة من الأصل.(26/420)
معاوية القُرَشي، وخلقًا، ورحل فسمع من الآجُريَّ [1] وطبقته، وكان كثير الجمع للحديث.
عاش خمسين سنة.
عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن محمد التّميمي الْجَوْهَري، أبو محمد قاضي الصعيد.
روى عن: ابن زبان، وأبي جعفر الطّحاوي.
عبيد الله بن العبّاس بن الوليد [2] بن مسلم، أبو أحمد الشَّطَوي [3] .
بغداديّ ثقة.
سمع: عبد الله بن ناجية، وإبراهيم بن موسى الْجَوْزي، وأحمد بن حسن الصُّوفي.
وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعلي بن عبد العزيز الظّاهري، ومحمد بن عمر بن بكير، وأبو علي بن دُوما.
وقال ابن أبي الفوارس: تُوُفّي في شوّال، وكان فيه تَسَاهُل.
علي بن حفص الأَرْدُبيلي [4] الحافظ.
سمع: الحسن بن علي الطُّوسي، ومحمد بن إبراهيم الأصبهاني، وجماعة.
وكان حافظا كأبيه.
__________
[1] الآجرّي: بفتح الألف الممدودة وضم الجيم وتشديد الراء المهملة، نسبة إلى عمل الآجرّ وبيعه. (اللباب 1/ 18) وفي الأصل «الأخرى» والتصويب من ابن الفرضيّ حيث قال:
«ورحل فسمع بمكة من أبي بكر الآجري» .
[2] تاريخ بغداد 10/ 359 رقم 5516.
[3] الشطوي: بفتح الشين المعجمة والطاء المهملة وفي آخرها واو. نسبة إلى الثياب الشطوية وبيعها، وهي منسوبة إلى شطا من أرض مصر. (اللباب 2/ 196، الأنساب 7/ 336) .
[4] الأردبيلي: بفتح الألف وسكون الراء وضم الدال المهملة وكسر الباء الموحّدة وسكون الياء المنقوطة من تحتها وفي آخرها اللام.. نسبة إلى بلدة أردبيل من أذربيجان. (اللباب 1/ 41) وقال ياقوت بفتح الدال. (معجم البلدان 1/ 145) .(26/421)
عمر بن أحمد بن السّرّاج [1] الشاهد، أبو حفص، بغداديّ ثقة.
أخذ عن: أبي بكر بن الأنباري.
عمر بن أحمد بن يوسف [2] ، أبو حفص البغدادي، وكيل الخليفة المُتَّقي للَّه، يُعرف بأبي نُعَيم.
روى عن: أحمد بن الحسن الصُّوفي، وغيره.
روى عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وبشري الْفَاتني.
وثّقه الخطيب.
محمد بن أحمد بن جعفر، أبو عمر الأَرْغِيَاني [3] المؤذّن. ثقة.
حدّث بسمرقند: عن أبي العبّاس السّرّاج، وعلي بن الفضل البلْخي.
وعنه: أبو سعيد الإدريسي.
تُوُفّي بسَمَرْقَنْدَ فِي ذي القِعْدَة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حامد بن حميرويه، أبو أحمد النَّيْسَابُوري الكرابيسي الحافظ.
سمع: السّرّاج، ومُؤمّل بن الحسن، وطبقتهما، ورحل فسمع من أبي حاتم، وأبي عُقْدَةَ، وطبقتهما.
قال الحاكم: كان يرجع إلى معرفة وفَهْم. سمع الكثير، وصنّف وثنا [4] .
تُوُفّي في صفر.
محمد بن أحمد بن حامد، أبو جعفر بن المُيَتَّم البغدادي، مولى الهادي.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 258 رقم 6015.
[2] تاريخ بغداد 11/ 257 رقم 6013.
[3] الأرغياني: بفتح الألف وسكون الراء وكسر الغين المعجمة وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. نسبة إلى أرغيان وهي اسم لناحية من نواحي نيسابور. (معجم البلدان 1/ 153، اللباب 1/ 43) .
[4] كذا في الأصل.(26/422)
قال ابن [أبي] الفوارس: كتبنا عنه، عن الفِرْيابي، وغيره، وكان لا بأس به، وكان فيه دُعابة.
تُوُفّي في شوّال.
محمد بن سُليمان بن محمد [1] بن سُليمان بن هارون، الإمام أبو سهل الحنفي العجلي الصُّعْلُوكي النَّيْسَابُوري.
الفقيه الشّافعي الأديب اللُّغَوي المتكلّم المفسّر النّحوي الشّاعر المفتي الصُّوفي، حَبْرُ زمانه بقيّة أقرانه. هذا قول الحاكم فيه.
وقال: وُلد سنة ست وتسعين ومائتين، وأوّل سماعه سنة خمسٍ وثلاثمائة. واختلف إلى أبي بكر بن خُزَيْمَة، ثم إلى أبي علي محمد بن عبد الوهاب الثَّقَفي، وناظَرَ وبرع، ثم استُدْعى إلى أصبهان، فلما بلغه نعيُّ عمّه أبي الطّيّب، خرج متخفّيا، فورد نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، ثم نقل أهله من أصبهان، وأفتى ودرّس بنَيْسَابور نيّفًا وثلاثين سنة.
سمع: ابن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا العبّاس أحمد بن محمد الماسَرْجِسي، وأبا قريش محمد بن جمعة، وأحمد بن عمر المحمداباذي، وبالرّيّ أبا محمد بن أبي حاتم، وببغداد إبراهيم بن عبد الصمد، وأبا بكر بن الأنباري، والمَحَاملي.
وكان يمتنع من التحديث كثيرًا إلى سنة خمسٍ وستّين، فأجاب للإملاء. وقد سمعت أبا بكر بن إسحاق الضُّبَعي غير مرّة يعود الأستاذَ أبا
__________
[1] طبقات الشافعية الكبرى 3/ 167، طبقات الشافعية لابن هداية الله 92، الوافي بالوفيات 3/ 124، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 241، يتيمة الدهر 4/ 384، مفتاح السعادة 2/ 177، شذرات الذهب 3/ 69، النجوم الزاهرة 4/ 136، وفيات الأعيان 4/ 204 رقم 578، طبقات الصوفية 344، العبر 2/ 352، مرآة الجنان 2/ 393، طبقات الفقهاء 95، طبقات المفسرين 2/ 147 رقم 495، دول الإسلام 1/ 228، الرسالة القشيرية 150، طبقات العبّادي 99، الأنساب 8/ 63، تبيين كذب المفتري 183- 188، اللباب 2/ 242، طبقات الأولياء 215، 216، سير أعلام النبلاء 16/ 235- 239 رقم 168، الفلاكة والمفلوكون 137، 138.(26/423)
سهل ويقول: بارك الله فيك لا أصابك العين. وسمعت أبا منصور الفقيه يقول: سئل أبو الوليد الفقيه عن أبي بكر القفّال وأبي بكر الصّعلوكي أيّهما أَرْجَح؟ فقال: ومن يقدر أن يكون مثل أبي سهل.
وقال الصّاحب إسماعيل بن عبّاد: ما رأينا مثل أبي سهل، ولا رأي مثل نفسه.
وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو سهل مفتي البلدة وفقيهها، وأَجْدل من رأينا من الشّافعيّين بخُراسان، ومع ذلك أديب، شاعر، نَحْوِيّ، كاتب، عَرُوضِيّ، مُحِبٌّ للفقراء.
وقال أبو إسحاق الشّيرازي [1] : أبو سهل الصّعلوكي الحنفي من بني حنيفة، صاحب أبي إسحاق المَرْوَزي، مات في آخر سنة تسعٍ وستّين، وكان فقيهًا، أديبًا، شاعرًا، متكلمًا، مفسّرًا، صوفيًّا، كاتبًا. وعنه أخذ ابنه أبو الطّيّب، وفُقَهاء نَيْسَابُور.
قلت: وهو صاحب وجه، ومن غرائبه أنّه قال: إذا نوى غسْلَ الْجَنَابة والجمعة معًا لا يجزئه لواحد. وقال بوجوب النّية لإزالة النّجاسة.
وقد نقل الماوَرْدِيّ، وأبو محمد البَغَوِي للإجماع أنّها لا تُشْتَرَط.
وقال [أبو] العبّاس الفَسَوي: كان أبو سهل الصّعلوكي مُقَدَّمًا في علم الصُّوفيّة، صحِب الشِّبْلِيَّ، وأبا علي الثقفي، والمُرْتَعِش، وله كلام حَسَنُ في التّصوُّف.
قلت: مناقبه جمّةٌ، ومنها ما رواه القُشَيْري أنّه سمع أبا بكر بن فورك يقول: سئل الأستاذ أبو سهل عن جواز رؤية الله بالعقل، فقال: «الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقائه، والشوق إرادة مُفْرِطة، والإرادة لا تتعلّق بمُحَال» .
وقال السُّلَمي [2] : سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شيء قطّ، وما
__________
[1] طبقات الفقهاء 120 في ترجمة «أبو الطيب سهل بن محمد.. الصعلوكي» .
[2] القول ليس في طبقاته، وهو في طبقات الأولياء 215.(26/424)
كان لي قُفْلٌ ولا مفتاح، ولا صَرَرْتُ على فضّة ولا ذهب قطّ.
وسمعته يُسأَل عن التّصوُّف فقال: الإعراض عن الاعتراض [1] .
وسمعته يقول: من قال لشيخه: «لِمَ» ، لا يفلح أبدًا [2] .
وقد حضر أبو القاسم النَّصْراباذي وجماعة، وحضر قوّال، فكان فيما عني به، هذا:
جعلت تَنَزّهي نظري إليكا.
فقال النَّصراباذي: «جعلت» ، فقال أبو سهل: بل جعلتُ، فرأينا النّصراباذاي ألْطَفَ قولا منه في ذلك، فرأى ذلك فينا، فقال: ما لنا وللتفرقة، أليس يمين الجمع أحقّ؟ فسكت النَّصْراباذي ومن حضر.
وقال لي أبو سهل: أقمت ببغداد سبع سنين، فما مرّت بي جمعة إلّا ولي علي الشّبلي وقفة أبو سؤال، ودخل الشِّبْلِيُّ على أبي إسحاق المَرْوَزي فرآني عنده، فقال: ذا المجنون من أصحابك؟ [قال] : لا بل من أصحابنا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بن تاج الأُمَنَاءِ، أنا محمد بْنُ يُوسُفَ الْحَافِظُ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي الْقَاسِمِ الشِّعْرِيِّ أَخْبَرَتْهُ.
(ح) [3] وَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ، أَنَّهَا كَتَبَتْ إِلَيْهِ تُخْبِرُهُ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ أَخْبَرَهَا، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَسْرُورٍ، ثنا أَبُو سَهْلٍ محمد بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَنَفِيُّ إِمْلاءً، ثنا أَبُو قُرَيْشٍ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ نَضْلَةَ، نا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يأكل في سبعة أمعاء» [4] .
__________
[1] في الأصل «الأغراض» . والقول في الرسالة القشيرية 166، وطبقات الأولياء 215.
[2] في الأصل «ان را» . والقول في: طبقات الشافعية للسبكي 2/ 162 وطبقات الأولياء 215، وهذا قول متزمّت لا يقرّه المنطق، إذا كان التلميذ يسأل مستوضحا شيخه في مسألة شرعية ليبيّن له الحلال والحرام.
[3] إشارة لتحويلة السند.
[4] أخرجه البخاري في الأطعمة 12، والترمذي في الأطعمة 20، وأبو داود في الأطعمة 13 وفي الوصايا 1، والإمام مالك في الموطأ، باب صفة النبي 9، والإمام أحمد في مسندة 2/ 21 و 43 و 74 و 145.(26/425)
وبهذا الإسناد إلى ابن مسرور. قال: أنشدنا أبو سهل لنفسه:
أنام على سَهْوٍ وتبكي الحمائم ... وليس لها جرم ومنّي الجرائم
كذبتُ وبيتٍ الله لو كنتَ عاقلًا ... لما سبقتني بالبكاء الحمائم [1]
وقال الحاكم: سمعت الأستاذ أبا سهل ودفع إليه مسألة، فقرأها علينا، وهي:
تمنَّيتُ شهرَ الصَّوْمِ لا لِعبادةٍ ... ولكنْ رجاءَ أنْ أرى ليلةَ القَدْرِ
فأدعوا له النَّاس دعوة عاشقٍ ... عسى أن يُريحَ العاشقين من الهجْر
فكتب أبو سهل في الحال:
تمنّيت ما لو نلته فَسَدَ الهَوَى ... وحلّ به للحين قاصمة الظَّهْر
فما في الهَوَى طبٌّ ولا لَذَّةٌ سوى ... مُعَاناةِ ما فيه يُقاسي من الهجْرِ
قال الحاكم: فتُوُفّي أبو سهل في ذي القعدة سنة تسعٍ وستين بنَيْسَابور.
محمد بن صالح بن علي [2] بن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله ابن عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْن عَبْد اللَّه بن العبّاس القاضي، أبو الحسن الهاشمي العبّاسي البغدادي، الكوفيّ الأصل، المعروف بابن أمّ شَيْبَان قاضي بغداد.
سمع: عبد الله بن زيدان [3] البَجَلي، ومحمد بن عُقْبَة.
وروى عنه: أبو بكر البرقاني، وغيره.
__________
[1] البيتان في طبقات الشافعية للسبكي 3/ 171، والوافي بالوفيات 3/ 124، وطبقات المفسرين للداوديّ 2/ 151.
[2] تاريخ بغداد 5/ 363- 365 رقم 2889، المنتظم 7/ 102 رقم 135، العبر 2/ 352، 353، البداية والنهاية 11/ 296، شذرات الذهب 3/ 70، دول الإسلام 1/ 228، النجوم الزاهرة 4/ 137، الوافي بالوفيات 3/ 156 رقم 1113، كتاب الولاة وكتاب القضاة 72، 73، رفع الإصر 107 ب، سير أعلام النبلاء 16/ 226، 227 رقم 160.
[3] في الأصل «زيد» .(26/426)
وولّي القضاء سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وقدم بغداد من الكوفة مع أبيه وأخيه القاضي محمد الّذي مرّ بعد ثلاثمائة. وقرأ على ابن مجاهد، ثم صاهَرَ أبا عمر محمد بن يوسف القاضي على بنت بنته.
قال طلحة بن جعفر: هو رجلّ عظيمُ القَدْر، واسعُ العلم، كثيرُ الطلب، حَسَنُ التّصنيف، ينظر في فنون، متوسّطٌ في مذهب مالك. قال: ولا أعلم هاشميًّا تقلّد قضاء بغداد غيره، جُمعت له بغداد، ثم قُلّد معها قضاء مصر، وقطعة من الشام [1] .
وقال ابن أبي الفوارس: كان نبيلًا فاضلًا، ما رأينا في معناه مثلَه، وفي الصدق نهاية [2] .
ولد سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين. قال: وتُوُفّي فجأة لِلَيْلَةٍ من جُمادى الأولى.
قلت: كان من خِيار القُضاة في زمانه مع الشَّرف والعِلْم.
محمد بن عبد الرحمن بن سهل [3] بن مَخْلَد، أبو عبد الله الأصبهاني الغَزَّال. محدّث رحّال جوّال.
[سمع] [4] عَبْدان الأَهوازي، ومحمد بن زبان بن حبيب، وعلي بن أحمد علان، والقاسم بن عيسى القصّار الدمشقي، وطبقتهم.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي الذّكْواني، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وقال: هو أحد من يُرْجَعُ إلى حِفْظٍ وَمَعْرفة، وله مصنّفات.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
__________
[1] تاريخ بغداد 364.
[2] تاريخ بغداد 5/ 364.
[3] ذكر أخبار أصبهان 2/ 294، تذكرة الحفاظ 2/ 964، 965 رقم 905، سير أعلام النبلاء 16/ 217 رقم 150، طبقات الحفّاظ 385، شذرات الذهب 3/ 47، هدية العارفين 2/ 49.
[4] إضافة على الأصل من التذكرة.(26/427)
وروى عنه أيضًا: أبو سعد الماليني، وأبو بكر أحمد بن الحارث الأصبهاني، وطائفة.
وله تصانيف في القراءات والحديث.
محمد بن علي بن الحسن [1] بن أحمد، أبو بكر النّقّاش الحافظ المصري نزيل تنّيس.
وُلد سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وهو راوي نسخة فُلَيْح.
تُوُفّي في شعبان.
روى عن: محمد بن جعفر الإمام نزيل دِمْياط صاحب إسماعيل بن أبي أُوَيْس، وأحد شيوخ النَّسَائي أيضًا، وأبي عبد الرحمن النّسَائي، وأبي يعقوب إسحاق المنْجَنيِقي. ورحل من مصر، فسمع بدمشق جماهر بن محمد الزّملكاني، وببغداد عمر بن أبي غيلان، ومحمد بن أبي صالح بن ذَرِيح، وبالمَوْصِل أبا يَعْلَى، وبالأهواز عبدان، في خلقٍ سواهم.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، والحسين بن جعفر الكاملي، ويحيى بن علي الطّحّان، وعلي بن إبراهيم بن علي الغازي، والحسن بن جماعة الإسْكَنْدَرَاني، وعلي بن الحسين بن جابر التنّيسي القاضي، وغيرهم. ورحل إليه الدَارقُطْنيّ إلى تنّيس.
تُوُفّي النّقّاش رابع شعبان، وكان أحد أئمّة الحديث.
محمد بن محمد بن إسماعيل، أبو نصر الكرابيسي النَّيْسَابُوري.
يروي عن: علي بن عَبدان، وابن الشّرقي.
ما كأنّه شاخ.
محمد بن المهلّب بن محمد، أبو بكر المصري الصَّيْدلاني العدل.
تُوُفّي في صفر، وله مائة وتسع سنين.
__________
[1] العبر 2/ 353، شذرات الذهب 3/ 70، تذكرة الحفاظ 2/ 957- 959 رقم 902، النجوم الزاهرة 4/ 137، الوافي بالوفيات 4/ 114، 115 رقم 1604، حسن المحاضرة 148، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 194.(26/428)
محمد بْن يحيى بْن عَبْد العزيز [1] ، أَبُو عَبْد الله القرطبي بن الخرّاز.
سمع: محمد بن عمر بن لُبَابة، وعمر بن حفص، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة.
ووُلّي قضاء طُلَيْطِلَة وباجة، ووُلّي الصلاة بقُرطُبَة، وزَمِن [2] في الآخر سبعة أعوام، فأكثروا عنه.
قال ابن الفَرَضي [3] : لزِمتُهُ عامًا، وكان ثقة مأمونًا. تُوُفّي في شوال.
مَخْلَد بن جعفر بن مَخْلَد [4] بن سُهَيْلٍ، أَبُو علي الفارسي الدّقّاق الباقَرْحي [5] .
سمع: يحيى بن محمد البحتري، ويوسف القاضي، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، والحسن بن علويّه، وأبا العبّاس بن مسروق، وأحمد بن يحيى الحَلَواني.
وله مَشْيَخَةٌ سمعناها.
روى عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو نُعَيم، وأبو العلاء الواسطي، ومحمد بن علي العلاف، ومحمد بن الحسين بن بكير.
قال أحمد بن علي البَادَا: كان ثقةً صحيحَ السّماع، غير أنّه لم يكن يعرف شيئا من الحديث.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 79 رقم 1325، جذوة المقتبس 99 رقم 166، بغية الملتمس 145 رقم 315.
[2] زمن: ابتلي بمرض مزمن.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 79.
[4] تاريخ بغداد 13/ 176 رقم 7155، العبر 2/ 354، شذرات الذهب 3/ 70، النجوم الزاهرة 4/ 137، الأنساب 2/ 50، ميزان الاعتدال 4/ 82، سير أعلام النبلاء 16/ 254، 255 رقم 177، لسان الميزان 5/ 87.
[5] الباقرحي: بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء المهملة. نسبة إلى باقرح، وهي قرية من نواحي بغداد. (اللباب 1/ 112) .(26/429)
وقال ابن أبي الفوارس: كان له [أصول] [1] كثيرة عن الفِرْيابي، ويوسف القاضي، وغيرهما جياد بخطّه.
وقال أبو نُعَيم: بَلَغَنَا أنّه خَلّط بعد سفري.
وقال أبو الحسن محمد بن العبّاس بن الفُرَات: كان مخلد بن جعفر أصولُهُ صحيحة، ثم إنّ ابنه حمله في آخر عمره على ادّعاء أشياء، منها «المغازي» عن المروزي، و «المبتدأ» عن ابن علوية، و «تاريخ الطبري» الكبير، وغير ذلك، فشَرِهَتْ نفسه إلى [ذلك] [1] وقبل منه، واشترى [له] [1] هذه الكتب، فحدّث بها، فانْهَتَكَ.
وقال ابن أبي الفوارس: حدّث بالتاريخ والمبتدأ من كتاب ليس فيه سماع له، أسأل الله السَّتْرَ الجميل، ولعلّ أنّه ظنّ أنّ هذا يجوز عند أصحاب الحديث، إذا سمع كتابًا معروفًا أن يقرأه من كتاب غيره. قال: وتُوُفّي لِلَيْلَةٍ بقيت من ذي الحجّة [2] .
يحيى بن يعقوب بن حامد، أبو زكريّا القَزْويني البزّاز.
سمع: محمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وأبا خليفة الْجُمَحي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان.
وكان فقيهًا مالكيّ المذهب. عاش دهرًا.
أحسبه تُوُفّي بقزوين.
__________
[1] ساقطة أضفناها على الأصل اعتمادا على تاريخ بغداد.
[2] تاريخ بغداد 13/ 177.(26/430)
[وَفَيَات] سنة سبعين وثلاثمائة
أحمد بن سعيد [1] ، أبو الحسين البغدادي الذَّهبي وكيل دعلج.
روى عن: جعفر الجلدي، وأبي مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني، وعبد الكريم بن النّسَائي، سمع منه كتاب والده في الضُّعفاء، وسمع من هذا الشيخ أبو الحسن الدَارقُطْنيّ هذا الحديث:
وروى عنه: عبد الغني بن سعيد، وأبو بكر البَرْقاني.
وذكر البَرْقاني أنّه كان فاضلًا، وتُوُفّي بطريق مكة.
أحمد بن عبد الكريم الحلبي راوي جزء الرافعي عنه.
روى عنه: المسدّد الأَمْلُوكي [2] ، وغيره.
أحمد بن علي، أبو بكر الرّازي [3] ، العلامة صاحب التصانيف، وتلميذ
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 172 رقم 1854.
[2] الأملوكي: بضم الألف وسكون الميم وضم اللام وفي آخرها كاف. نسبة إلى أملوك، بطن من ردمان. (اللباب 1/ 84) .
[3] طبقات الفقهاء للشيرازي 144، الفهرست 208، الجواهر المضيّة 1/ 84، تاريخ بغداد 4/ 314 رقم 2112، المنتظم 7/ 105 رقم 138، العبر 2/ 354، البداية والنهاية 11/ 297، الكامل في التاريخ 9/ 9، شذرات الذهب 3/ 71، تذكرة الحفاظ 3/ 959، تاج التراجم 6، الفوائد البهيّة 27، طبقات المفسرين 55 رقم 50 وفيه «توفي في العشر الأول(26/431)
أبي الحسن الكَرْخي، وإليه انتهت رئاسة الحنفية ببغداد، وعنه أخذ فقهاؤها.
وكان مشهورًا بالزُّهْدِ وَالفقه.
عُرِض عليه قضاء القضاة فامتنع منه.
روى في تصانيفه عن: أبي العبّاس الأصمّ، وعبد الباقي بن قانع، والطّبراني.
وعاش خمسًا وستّين سنة. قدم بغداد في صباه وسكنها. وتصانيفه تدلّ على حِفْظه للحديث وبصره به. وكان رأسًا في الزّهد.
قال أبو بكر الخطيب: [1] ثنا أبو العلاء الواسطي قال: لما امتنع القاضي أبو بكر الأبهري المالكي من أن يَلِيَ القضاء قالوا: فمن يَصْلُح؟ قال: أبو بكر الرّازي. وكان الرّازي يزيد حاله على منزلة الرّهبان في العبادة- فأُريد للقضاء فامتنع، وكان يميل إلى الاعتزال. وفي تصانيفه ما يدلّ على ذلك في مسألة الرؤية وغيرها.
وتُوُفّي في [ذي] [2] الحجّة، وعاش خمسًا وستّين سنة. قدم بغداد في صباه.
أحمد بن محمد بن بشر [3] ، أبو بكر بن الشّارب، المقرئ.
قرأ برواية قُنْبُل على: أبي بكر محمد بن موسى بن محمد الهاشمي الزَّينَبِي صاحب قُنْبُل.
قرأ عليه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي ومحمد بن الحسين الكارزيني.
__________
[ () ] من ذي الحجة سنة ست وسبعين وثلاث مائة» . مفتاح السعادة 2/ 7، 8، تاريخ التراث العربيّ 2/ 95، 96 رقم 23، سير أعلام النبلاء 16/ 340، 341 رقم 247، الوافي بالوفيات 7/ 241، النجوم الزاهرة 4/ 138، هدية العارفين 1/ 66، طبقات الأصوليين 1/ 203- 205.
[1] تاريخ بغداد 5/ 463.
[2] ساقطة من الأصل.
[3] تاريخ بغداد 4/ 401 رقم 2301.(26/432)
تُوُفّي في المحرّم.
أحمد بن محمد، أبو العبّاس [1] الدّارمي المَصَّيصي، الشّاعر المشهور بالنّامي، أحد شعراء سيف الدّولة الخَوَاصّ، وكان تِلْوَ المتنبّي في الرّتبة عند سيف الدّولة.
وكان عارفا باللّغة. أملى آدابًا بحلب عن: علي بن سليمان الأخفش، وابن دَرَسْتَوَيْهِ الْفارسي، وأبي بكر الصُّولِيِّ، وجماعة.
روى عنه: أبو القاسم الحسين بن علي بن أسامة الحلبي، وأبو الحسين أحمد بن علي أخوه، [و] أبو بكر الخالدي، والقاضي أَبُو طاهر صالح بن جعفر الهاشمي.
وله في سيف الدّولة:
أميرَ العُلَى أنّ العَوَالي كواسبُ ... عَلاءكَ في الدُّنيا وفي جنّة الخُلْدِ
يمرُّ عليك الحَوْلُ سيفُك في الطّلى ... وطرْفُكَ ما بين الشّكيمة واللْبد
ويمضي عليك الدّهر فعلُك للعُلى ... وقولُك للتَّقْوَى وكفُّك للرُفْدِ [2]
وله مع المتنبّي وقائع ومعارضات في الأناشيد، وليس هو من رجال المتنّبي، ولكنّه شاخ، وبقي شيخ الأُدباء بالشام.
ذكر أبو الخَطَّاب بن عَوْن قال: دخلت عليه فوجدت رأسه كالثُغَامة بياضًا، وفيه شعرة واحدة سوداء، فقلت له: يا سيّدي في رأسك شعرة سوداء، فقال: نعم هذه بقية شبابي وأنا أفرح بها، ولي فيها:
رأيتُ في الرأس شعرةً بَقِيَتْ ... سوداءَ تَهوى العيونُ رؤيتهَا
فقلتُ للبيضِ إذ تُروَّعها ... باللَّه إلّا رحمتِ غربتها
فَقَلَّ لَبْثُ السوداء في وطَنٍ ... تكونُ فيه البيضاء ضرّتها [3]
__________
[1] يتيمة الدهر 1/ 190- 197، وفيات الأعيان 1/ 125 رقم 51، الوافي بالوفيات 8/ 96 رقم 3520.
[2] الأبيات في وفيات الأعيان 1/ 126.
[3] الأبيات في وفيات الأعيان 1/ 126.(26/433)
ثم قال لي: بيضاء واحدة تروّع ألف سوداء فكيف حال سوداء بين ألف بيضاء.
وتُوُفّي النامي عن تسعين سنة. وشعره قليل كان بطيء الخاطر، ربّما بقي أشهرًا في عمل القصيدة. وكان يَحْدُثُ لسيف الدّولة الحادثة أو الفتح فيُهَنّيه بذلك بعد أشهر.
والمَصّيصة مجاورة لطرسوس على ساحل بحر الرُّوم، بناها صالح بن علي عمّ المنصور سنة أربعين ومائة، وهي اليوم بيد صاحب سيس [1] .
أحمد بْن محمد بْن هارون [2] ، أبو بَكْر الرّازي الدَّيْبُلي.
ذكر أنّه قرأ القرآن بحرف عاصم على حسنون بن الهيثم الدُّوَيْري صاحب هُبَيْرَة، وسمع من إبراهيم بن شريك، وجعفر الفِرْيابي.
ومولده سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
قال أبو العلاء الواسطي: قرأت عليه القرآن، وختمت عليه في جُمادي الآخرة سنة سبعين، وتُوُفّي لسبْعٍ بقين من رجب في السنة. وقال لي: قرأت على حسنون في سنة ثمانٍ وثمانين، وسنة تسعٍ وثمانين ومائتين، ثلاث ختْمات. وتُوُفّي سنة تسعين.
وسمع منه: أبو العلاء، وأبو علي بن دُوما. وكان يكون بالحربية.
أحمد بن منصور بن الأغَرّ [3] اليَشْكري [4] الدِّينَورِي.
سكن بغداد، وروى عن: أبي بكر بن أبي داود، وابن دُرَيْد، والصّولي. والغالب عليه الأخبار.
__________
[1] في الأصل «تنيس» ، و «سيس» : بكسر السين وسكون الياء. أحدثها بعض خدّام الرشيد وسمّاها سيسية، وبينها وبين عين زربة 24 ميلا، وكذلك بينها وبين المصّيصة. (تقويم البلدان 257) .
[2] تاريخ بغداد 5/ 113 رقم 2523.
[3] تاريخ بغداد 5/ 154 رقم 2593، العبر 2/ 355، شذرات الذهب 3/ 7.
[4] اليشكري: بفتح الياء وسكون الشين وضم الكاف وبعدها راء نسبة إلى يشكر بن وائل.
(اللباب 3/ 413) .(26/434)
أدّب الأمير حسن بن عيسى بن المقْتدر فسمع من اليَشْكُرِيّات.
إبراهيم بن ثابت [1] ، الزّاهد القُدْوَة، أبو إسحاق الدّعّاء، بغداديّ كبير، لقي الْجُنَيْد، وحفظ عنه:
حكى عن: يوسف القوّاس، وعلي بن الحسن القزويني، وغيرهما.
قال السلَمي [2] : لقي الْجُنَيْدِ وَصَحب المشايخ، وكان من أورع الشيوخ وأزهدهم وألزمهم لطريقة الشريعة. قلت له: أوَصِني، قال: دع ما تندم عليه.
وقال هلال بن المحسّن: بلغ المائة، ومات في صفر سنة سبعين.
إبراهيم بن جعفر [3] ، أبو محمود [4] الكُتامي المغربي، أحد قُوّاد المُعِزّ.
قدم دمشق مقدّمًا على جيوش المصريين في رمضان سنة ثلاثِ وستّين، فرحّل عن دمشق ظالمًا العُقَيْلي، واستعمل على البلد جيش بن الصَّمْصامة ابن أخيه، ثم عزله وولّي غيره، وعزله أيضًا، حتى قدم ريّان الخادم [5] بعزْلِ أَبي محمود، وجرت بين أبي محمود وبين الدماشقة حروب كثيرة وفِتَن وأراجيف، فخرج إلى طبريّة، ثم إنّه ولي دمشق بعد حُمَيْدان العُقَيْلي وكان بها قَسَّام، وقد قوي بها وله أتباع وجُمُوع، فلم يكن لأبي محمود الكُتَامي معه أمر، وبقي ذليلًا مُسْتَضْعَفًا مع قسّام، وكان ضعيف العقل سيّئ التدبير.
تُوُفّي في صفر سنة سبعين.
إسحاق بْن محمد بْن إِسْحَاق [6] بْن إبراهيم بْن مُطرَّف، أبو بكر النَّضري الأندلسي من أهل إستجة.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 49 رقم 3072 وقد مرّت ترجمته في وفيات السنة الماضية.
[2] انظر ترجمته السابقة.
[3] الكامل في التاريخ 9/ 9، الوافي بالوفيات 5/ 340 رقم 2410، أمراء دمشق 3 رقم 1.
[4] في الأصل «أبو محمد» والصحيح ما أثبتناه.
[5] كان نائبا للفاطميين على طرابلس. انظر: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ (من تأليفنا) - طبعة ثانية- ج 1/ 262، 263.
[6] تاريخ علماء الأندلس 1/ 72 رقم 236.(26/435)
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن.
وكان نَحْوِيًّا لُغَويًّا شاعرًا بليغا فصيحًا.
تُوُفّي في شعبان.
إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل، أبو القاسم الحلبي.
حدّث في هذه السنة بحمص في ذي القعدة عن: علي بن عبد الحميد الغضائري، ويعقوب بن إسحاق العسقلاني، وأبي أحمد العبّاس بن الفضل المكّي، ويحيى بن علي الكنْدي، وأبي عبد الله محمد بن يزيد الدَّوْرَقِي، لقيه بطَرَسُوس وحدّثه عن بِشْرِ بن معاذ، وغيره.
روى عن: المسدّد بن علي الأُمْلُوكي.
بِشْرِ بْن أحمد بن بِشْرِ [1] بْنِ محمود، أبو سهل الإسْفراييني الدَّهْقَان، شيخ تلك النّاحية في عصره، أحد المذكورين بالشَّهامة.
سمع: محمد بن محمد بن رجا، وأحمد بن سهل، وجعفر السّاماني، وإبراهيم بن علي الذُّهْلي، ورحل إلى الحسن بن سُفْيان فقرأ عليه المُسْنَد، وسمع ببغداد: محمد بن يحيى المَرُوزي، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وسمع بالموصل من أبي يَعْلَى مُسْنَدَه، وأملى زمانًا.
قال الحاكم: انتخبتُ عليه وأملي زمانًا من أصولٍ صحيحة.
روى عنه: العلاء بن محمد بن سعيد، وشريك بن عبد الملك المهرجاني، ومحمد بن حُميْمٍ الْفقيه، ومحمد بن محمد بن أبي المعروف، [وهم من] [2] شيوخ البيهقي، وعمر بن أحمد بن مسرور الزّاهد.
تُوُفّي في شوال وله ستٌّ وتسعون سنة.
الحسن بن إسحاق بن إبراهيم [3] بن زيد، أبو محمد الأصبهاني المعدّل.
__________
[1] العبر 2/ 355، شذرات الذهب 3/ 71، سير أعلام النبلاء 16/ 228، 229 رقم 162، النجوم الزاهرة 4/ 139.
[2] ساقط من الأصل.
[3] ذكر أخبار أصبهان 1/ 273، تهذيب ابن عساكر 4/ 156.(26/436)
رحل وحدّث عن العراقييّن والشّاميّين.
قال أبو نُعَيم: كثير الحديث، له معرفة وإتقان [1] ، ثنا عن محمد بن سعيد البُرجُمي [2] الحمصي، وعمر بن سهل، والحسن بن علي الشعراني الطَّبَراني.
وعنه أبو بكر، وأبو نُعَيم، وآخرون.
الحسن بن بِشْرِ بْنِ يحيى [3] ، أبو القاسم الآمدي النَّحْوي الكاتب.
سمع من إبراهيم بن عَرَفة نَفْطَوَيْهِ النّحوي وغيره، وله كتاب «المختلف والمؤتلف في أسماء الشعراء» وكتاب «نثر المنظوم» وكتاب «الموازنة بين أبي تمّام والبُحْتُرِي» وهو كتاب مشهور. وكتاب «شدّة حاجة المرء إلى أن يعرف نفسه» وكتاب «فعلت وأفعلت» وهو كتاب نفيس في معناه، وكتاب «ديوان شعره» وله سوى ذلك من التّصانيف الأدبية.
ذكره التّنُوخي فقال: وُلد بالبصرة وأخذ ببغداد عن: الأخفش، والزَّجّاج، وابن دُرَيْد، وغيرهم، وانتهت رواية القديم والأخبار في آخر عمره إليه بالبصرة، ومات سنة سبعين وقد ولي قضاء البصرة، وكان من أئمّة الأدب.
الحسن بن رَشيق [4] ، أبو محمد العسكري، عسكر مصر، المعدّل الحافظ.
__________
[1] عبارة أبي نعيم في تاريخه «كثير الحديث صاحب أصول ومعرفة وإتقان» .
[2] في الأصل «الترحمي» .
[3] الكامل في التاريخ 9/ 9، الفهرست 155، معجم الأدباء 8/ 75، معجم البلدان 1/ 67 و 3/ 336 و 4/ 38، إنباه الرواة 1/ 285، بغية الوعاة 1/ 500، الوافي بالوفيات 11/ 407- 409 رقم 585، كشف الظنون 462 و 1447 و 1637 و 1889 و 1928، إيضاح المكنون 1/ 225، الأعلام 2/ 199، معجم المؤلفين 3/ 209.
[4] العبر 2/ 355، شذرات الذهب 3/ 71، تذكرة الحفاظ 2/ 959، 960 رقم 903، غاية النهاية 1/ 212، اللباب 2/ 137، الوافي بالوفيات 12/ 16 رقم 10، ميزان الاعتدال 1/ 490، لسان الميزان 2/ 207، حسن المحاضرة 1/ 148، تاريخ التراث العربيّ 1/ 328، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 194، معجم البلدان 4/ 123، سير أعلام النبلاء(26/437)
روى عن: أبي عبد الرحمن النَّسَائي، وأحمد بن حمّاد زُغَبَة، وأحمد بن إبراهيم أبي دجانة المَعَافِري، والمفضّل بن محمد الجندي، وعلي بن سعيد بن بشير، ومحمد بن عثمان بن سعيد السّرّاج العنزي، ومحمد بن خالد البرذعي، وأحمد بن محمد بن يحيى الأنماطي، وأبي الرَّقْراق صاحب يحيى بن بكير، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز المعلّم، ويموت بن المُزَرَّع، وخلق كثير.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وعبد الغني، وأبو محمد بن النّحّاس، وإسماعيل بن عمرو المَقْبُرِي، ويحيي بن علي بن الطّحّان، ومحمد بن مُغَلَّس الدّاودي، ومحمد بن جعفر بن أبي المذكّر، وعلي بن ربيعة التميمي، وأبو القاسم علي بن محمد الفارسي، ومحمد بن الحسين بن الطّفّال، وآخرون من المصريّين والمغاربة، وأهل الأندلس.
وكان محدّث ديار مصر في زمانه.
قال أبو القاسم يحيى بن الطّحّان في تاريخه: روى عن النّسَائي وأحمد بن حمّاد وخلقٍ لا أستطيع ذِكْرهم، ما رأيت عالمًا أكثر حديثًا منه، قال لي:
وُلدت في صفر سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، وتُوُفّي في جُمادى الآخرة سنة سبعين.
الحسن بن محمد بن يحيى بن المغيرة، أبو علي الثَّقَفي الْجُرْجاني.
سمع عمران بن موسى بن مجاشع، وأبا بكر ابن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السّرّاج.
وعنه: القاضي أبو بكر الْجُرْجاني، وحمزة السَّهْمي [1] ، وأبو الحسن الحناطيّ.
وقد سمع من البغوي ببغداد.
__________
[16] / 280، 281 رقم 197، طبقات الحفاظ 384، النجوم الزاهرة 4/ 139.
[1] لم يذكره في تاريخ جرجان.(26/438)
الحسين بن أحمد بن حمدان [1] بن خالويه، أبو عبد الله الهمذاني النَّحْوي اللّغوي.
قدم بغداد فأخذ عن: أبي بكر بن الأنباري وأبي بكر بن مجاهد، وقرأ عليه، وأبي عمر الزّاهد غلام ثَعْلَب، ونفْطَوَيْه، وأبي سعيد السّيرافي، وقيل إنّه أدرك ابن دُرَيْدٍ وَأَخذ عنه. ثم إنّه قدم الشّام وصحِب سيف الدولة بن حمدان، وأدّب بعض أولاده، ونفق شوقه بحلب، واشتهر ذكره، وقصده الطُّلاب من الآفاق.
أخذ عنه: عبد المنعم بن غلبون، والحسن بن سليمان، وغيرهما.
وكان صاحب سنة. وصنّف في اللغة كتاب «ليس» . وكتاب «شرح الممدود والمقصور» وكتاب «أسماء الأسد» ذكر له خمسمائة اسم، وكتاب «البديع في القراءات» وكتاب «الْجُمَل في النّحو» وكتاب «الاشتقاق» وكتاب «غريب القرآن» ، وله مصنّفات سوى ما ذكرنا [2] .
ومات بحلب سنة سبعين، وقيل سنة إحدى وسبعين.
حَكَم بن محمد بن هشام [3] ، أبو القاسم القُرَشي القَيْرَواني المقرئ [4] .
[قرأ القران] [5] بالقَيْروان على الهَوّاري أبي بكر صاحب ابن خيرون،
__________
[1] العبر 2/ 356، مرآة الجنان 2/ 494- 495، البداية والنهاية 11/ 297، شذرات الذهب 3/ 71، نزهة الألباء 230، بغية الوعاة 231، وفيات الأعيان (تحقيق محيي الدين عبد الحميد) 1/ 433، إنباه الرواة 1/ 324، وفيه الحسين بن محمد بن خالويه» ، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 269، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 237، الفهرست 84، لسان الميزان 2/ 267، معجم الأدباء 4/ 4، يتيمة الدهر 1/ 123، النجوم الزاهرة 4/ 139، طبقات المفسرين 1/ 148، روضات الجنات 237، الفلاكة والمفلوكين 101، المزهر 2/ 421، كشف الظنون 123، 602، 1397، 1454، 1461، 1808، غاية النهاية 1/ 237، الوافي بالوفيات 12/ 323 رقم 303، أعيان الشيعة 25/ 48.
[2] أحصاها القفطي في أنباه الرواة 1/ 325.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 121 رقم 377.
[4] في الأصل «المقبري» وهو خطأ.
[5] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل أضفناه نقلا عن تاريخ ابن الفرضيّ.(26/439)
ثم دخل مصر فجالس بنان [1] الحمال [2] الزّاهد، وسمع من الحسين بن محمد بن داود، وقرأ على قُرّائها، ودخل العراق فقرأ بها القراءات، وصحب أبا عمرو الزّاهد، وقدِم الأندلس، فأكرمه المستنصِر.
وكان فيه صلابةٌ في السنة وإنكارُ على المُبْتَدِعَة. وكان يُقرئ القرآن.
تُوُفّي في ربيع الآخر، عن ثِنْتَين وثمانين سنة.
الزبير بن عبيد الله [3] بن موسى، أبو يَعْلَى التُّوزي البغدادي، نزيل نَيْسَابُور.
وسمع البَغَوِي، وابن صاعد، وطائفة، ورحل، وحصّل، وتعاني التجارة.
وتُوُفّي بالمَوْصِل سنة سبعين. رحمه الله.
عبد الله بن أحمد بن جعفر [4] بن أحمد بن زياد بن مهران، أبو محمد الشَّيْبَاني.
سمع: السّرّاج، وابن خُزَيْمَة.
تُوُفّي في جُمادى الآخرة بنَيْسَابور، وقيل مات سنة إحدى وسبعين.
عبد الله بن أحمد بن الصدّيق [5] المَرْوَزي.
سمع حديثًا من محمد بن إبراهيم البوسنجي، وسمع ممّن بعده.
وروى عنه: أبو بكر البَرْقاني، ومحمد بن عبيد الله الحنّائي، وجماعة.
من أبناء التّسعين.
__________
[1] في الأصل «بيان» والتصحيح من تاريخ ابن الفرضيّ.
[2] عبارة ابن الفرضيّ: «فتحلّق بها إلى بنان العابد وجالسه» .
[3] تاريخ بغداد 8/ 473 رقم 4589، وفيه «ابن عبد الله» ، المنتظم 7/ 106 رقم 139، الكامل في التاريخ 9/ 9 وفيه «ابن عبد الواحد» .
[4] تاريخ بغداد 9/ 391 رقم 4986 وفي الأصل «عبد الله بن حامد أحمد..» .
[5] تاريخ بغداد 9/ 390 رقم 4984.(26/440)
عبد الله بن محمد الأصبهاني [1] ، أبو محمد الصائغ.
سمع: الحسين بن إدريس بَهَراة، وجعفر الفِرّيابي ببغداد، وعلي بن سعيد العسكري بأصبهان، وجماعة.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الأسود الشُّرُوطي، وغيرهما.
تُوُفّي في رجب سنة سبعين.
عَبْد الله بْن محمد بْن محمد [2] بْن فُورَك بن عطاء، أبو بكر الأصبهاني المقرئ القبّاب، هو الّذي يعمل المحارة.
كان مُسْنَد أصبهان في عصره ومقرئها.
سمع: محمد بن إبراهيم الجيزاني في سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين، وأبا بكر بن [أبي] عاصم، وعبد الله بن محمد بن النّعمان، وعلي بن محمد الثَّقَفي، وعبد الله بن محمد بن سلام، وطائفة.
وقرأ القرآن على أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنّبوذ.
وعنه: أبو نُعَيم الفضل بن أحمد بن الخياط، وعلي بن أحمد بن مهران الصّحّاف، وأبنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرّحيم الكاتب، وآخرون.
وتوفي في ذي القعدة.
قرأ عليه أبو بكر محمد بن عبد الله بن المَرْزُبان، وآخرون.
عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم [3] ، أبو عمر الأصبهاني القطّان.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 76.
[2] ذكر أخبار أصبهان 2/ 90، العبر 2/ 356، شذرات الذهب 4/ 72، الأنساب 440 أ، تذكرة الحفاظ 3/ 960، طبقات القراء 1/ 454، اللباب 2/ 238، النجوم الزاهرة 4/ 139، طبقات المفسرين 1/ 251 رقم 243، الوافي بالوفيات 17/ 486، 487 رقم 411، مشتبه النسبة 2/ 519، سير أعلام النبلاء 16/ 257، 258 رقم 179.
[3] ذكر أخبار أصبهان 2/ 120.(26/441)
رحل وسمع أبا القاسم، البَغَوِي، وابن أبي داود.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.
عُبيد [1] الله بن علي بن جعفر أبو الطيّب الدّقّاق.
عن: محمد بن سليمان الباهلي، وعبد الله بن الحسن الطّيبي.
وعنه: البّرْقَاني.
عُبَيْدُ [2] اللَّه بن العبّاس بن الوليد بن مسلم الشَّطَوِي.
سمع: عبد الله بن ناجية، وإبراهيم بن موسى الْجَوْزي، وأحمد بن الحسن الصّوفي.
روى عنه: علي الظّاهري، وأبو العلاء الواسطي، وابن بكير، وأبو علي ابن دُوما.
وكان ثقة.
عبيد الله بن الحسين، أبو القاسم الحَذَّاء قاضي المَوْصِل.
سمع: أبا يَعْلَى المَوْصِلي.
وعنه: أبو القاسم التَّنُوخي وإبراهيم بن عمر البرْمَكيّ.
وهو أقدم شيوخ التَّنُوخي وفاة.
عَليّ بْن عَبْد الله بْن محمد [3] بْن عبيد، أبو الحسن البغدادي الزجاج الشّاهد.
روى عن: أبي العلاء الْجَوْزَجَاني، وحسنون بن موسى.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي وقَالَ: كَانَ نبيلا، قرأ على أحمد بن سهل الأشناني.
__________
[1] في الأصل «عبد» والتصحيح من: المنتظم 7/ 106 رقم 140، تاريخ بغداد 10/ 359 رقم 5515.
[2] في الأصل «عبد» والتصحيح من المنتظم 7/ 106 رقم 141، تاريخ بغداد 10/ 359 رقم 5516.
[3] تاريخ بغداد 12/ 7 رقم 6362.(26/442)
وقال العتيقي: ثقة مأمون، مات في رجب، وله خمسٌ، وسبعون سنة.
علي بن عيسى بن محمد بن المُثَنَّى، أبو الحسن الهَرَوِي الماليني.
سمع: الحسن بن سُفَّيان، ومحمد بن المنذر بن شكر، وغيرهما.
وعنه، أبو يعقوب إسحاق القَرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي.
وتُوُفّي في المحرَّم.
عمر بن أحمد بن ريطة الأصبهاني. تُوُفّي في ربيع الأوّل.
محمد بن جعفر، أبو الحسين الأصبهاني الواعظ الأبحّ.
يروي عن: محمد بن سهل، وأبي عمرو بن عُقْبَة، وأحمد بن محمد بن أسيد، والهُذَيْلِ بْنِ عبد الله.
وكان كثير الحديث حَسَن المعرفة به.
روى عنه: أبو بكر ابن أبيّ، وأبو نُعَيم.
وتُوُفّي في شعبان.
محمد بن أحمد بن الأزهر [1] بن طلحة، أبو منصور الهَرَوِي الأزهَرِي النَّحْوِي اللُّغَوي الشّافعي.
سمع بهَرَاة من: الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السّامي وطائفة، ثم رحل إلى بغداد. وسمع: أبا القاسم البَغَوِي، وأبا بكر بن أبي داود، وإبراهيم بن عرفة، ونطويه، وابن السّرّاج، وأبا الفضل المنذري. ولم
__________
[1] العبر 2/ 356، مرآة الجنان 2/ 395، 396، شذرات الذهب 3/ 72، معجم الأدباء 17/ 164، وفيات الأعيان 3/ 458، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 63، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 49 رقم 29، اللباب 1/ 38، الوافي بالوفيات 2/ 45، المختصر في أخبار البشر 2/ 128، بغية الوعاة 15/ 19، طبقات الشافعية لابن هداية الله 30، وانظر مقدّمة كتاب «تهذيب اللغة» للأزهري، المجلد الأول، بتحقيق عبد السلام هارون- طبعة مصر، تذكرة الحفاظ 3/ 960، مفتاح السعادة 1/ 111، النجوم الزاهرة 4/ 139، طبقات المفسرين 2/ 61 رقم 431، روضات الجنات 175، نزهة الألباء 323، 324، سير أعلام النبلاء 16/ 315- 317 رقم 222، البلغة في تاريخ أئمة اللغة 205، إيضاح المكنون 1/ 608، هدية العارفين 2/ 49.(26/443)
يأخذ عن ابن دُرَيْدٍ تَديُّنًا لأنّه قال: دخلت داره غير مرّة فألفيته على كرسيّه سكرانًا [1] .
أخذ عنه: أبو عبيد الهَرَوِي صاحب الغريبين، وحدّث عنه أبو يعقوب القَرّاب، وأبو ذرّ عبد بن أحمد، وأبو عثمان سعيد القرشي، وأبو الحسين الباشاني، وغيرهم.
وكان بارعًا في المذهب، ثقةً ورِعًا فاضلًا. وقيل إنّه أُسِر فوجدوا بخطّه قال: امتُحنتُ بالأسر سنة عارَضَتُ القرامطة الحاجّ بالهَبِير [2] ، وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عربا نشئوا بالبادية يبتغون مساقط الغَيْثِ أَيام النَّجْع، ويرجعون إلى إعداد المياه في محاضرهم زمن القَيْظ، ويتكلّمون بطباعهم البدويّة، ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن، أو خطأ فاحش، فبقيت في أسْرهم دهرا طويلا، وكنّا نشتّي بالدّهناء [3] ، ونرتبع بالصّمّان [4] ، وأسندت منهم ألفاظًا جَمّة.
صنّف كتاب «تهذيب اللُّغة» في عشْرِ مجلّدات، وكتاب «التقريب في التفسير» وكتاب «تفسير ألفاظ كتاب المُزَني» وكتاب «عِلَل القراءات» وكتاب «الروح وما ورد فيها من الكتاب والسنه» وكتاب «تفسير الأسماء الحُسْنَى» وكتاب «الردّ على اللّيث» وكتاب «تفسير إصلاح المنطق» وكتاب «تفسير السّبع الطّوال [5] » وكتاب «تفسير ديوان أبي تمّام» ، وله سوى ذلك من المصنّفات.
__________
[1] في الأصل «سكران» .
[2] الهبير: بفتح أوله وكسر ثانيه. رمل زرود في طريق مكة. (معجم البلدان 5/ 392) .
[3] الدّهناء: بفتح أوله وسكون ثانيه ونون وألف تمدّ وتقصر. هي سبعة أجبل من الرمل في عرضها، من ديار بني تميم، بين كل جبلين شقيقة، وطولها من حزن ينسوعة إلى رمل يبرين، وهي من أكثر بلاد الله كلأ مع قلّة أغذاء ومياه، وإذا أخصبت الدهناء ربّعت العرب جمعا لسعتها وكثرة شجرها.. (معجم البلدان 2/ 493) .
[4] الصّمّان: بالفتح ثم التشديد، وآخره نون. جبل في أرض تميم أحمر. وقيل هي أرض فيها غلظ وارتفاع وفيها قيعان واسعة وخبارى تنبت السدر عذبة ورياض معشبة، وإذا أخصبت ربعت العرب جمعا. (معجم البلدان 3/ 423) .
[5] في الأصل «الطول» .(26/444)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلالِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَوَيْهِ، ثنا محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الأَزْهَرِ إِمْلاءً، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ، ثنا محمد بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا، فَنَهَى عُثْمَانُ عَنِ الْمُتْعَةِ وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِمَا، فَقَالَ: لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، فَقَالَ عُثْمَانُ: تَرَانِي أَنْهَى النَّاسَ وَأَنْتَ تَفْعَلُهُ! فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ لأَدَعَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. إسناده صحيح، وهو شيء غريب، إذ فيه رواية علي بن الحسين عن مروان، وفيه تصويب مروان اجتهاد عليّ على اجتهاد عثمان، مع كون مروان عُثْمانيًّا، والله أعلم.
تُوُفّي في ربيع الآخر، رحمه الله. وُلِد سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
محمد بن أَحْمَد بن طالب [1] ، أبو الحسن البغدادي نزيل طرابلس الشام.
حدّث عن: أبي القاسم البَغَوِي، وابن الأَنْبارِي، وحرمي بن أبي العلاء، وجماعة.
وعنه: حمزة بن عبد الله بن الشامّ [2] وعبيد الله [3] بن القاسم الطّرابلسيّان.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 310، الأنساب 22 أ، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 36/ 318، معجم الأدباء 17/ 167، الوافي بالوفيات 2/ 47 رقم 323 وفيه أن وفاته كانت سنة 371 هـ.
[2] الشامّ: بشدّة فوق الميم. نسبة إلى جدّه الّذي كان يعرف بالشّام يده، فاختصر بعد ذلك وقيل الشامّ. (بغية الطلب- مصوّرة دار الكتب المصرية 1/ 65 و 8/ 160) وانظر للمحقّق: الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى- ص 82- طبعة دار فلسطين، بيروت 1973، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 4/ 74 رقم 1282.
[3] في الأصل «عبدان» والتصويب من مصادر ترجمته، وهو قاضي طرابلس الهمدانيّ. (تاريخ بغداد 1/ 310 و 4/ 166 و 297 و 8/ 161 و 13/ 181 و 265 و 14/ 23) وانظر عنه كتابنا: الحياة الثقافية في طرابلس الشام 276، وموسوعة علماء المسلمين 3/ 266، 267 رقم 983.(26/445)
محمد بن أحمد بن محمد بن مسوّر [1] ، أبو عبد الله مولى بني هاشم القُرْطُبي.
سمع من: جدّه محمد بن مسوّر، وأحمد بن خالد، وجماعة.
قال ابن الفَرَضي: كان شيخًا قليل العلم، سمعت منه أنا وغيري.
تُوُفّي في صفر.
محمد بن أحمد بن محمد بن حمّاد [2] بن المتيّم، أبو جعفر الهاشمي، مولى الهادي.
سمع من [3] : محمد بن يحيى المَرْوَزي، ومحمد بن جعفر القَتّات، والفِرّيابي.
وعنه: البَرْقَاني، وأبو طاهر العلاف، وأبو نعيم.
ورّخه ابن أبي الفوارس، وقال: كان لا بأس به.
محمد بن إبراهيم بن الفرخان [4] ، أبو جعفر الأستراباذي الفقيه.
ثقة ثَبْتٌ مُتْقِن. نزل سمرقند، وبها تُوُفّي في ربيع الآخر.
روى عن: أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
وعنه: أبو سعد الإدريسي.
محمد بن جعفر بن الحسين [5] ، أبو بكر البغدادي، الورّاق الحافظ، غندر [6] .
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 80 رقم 1326.
[2] المنتظم 7/ 107 رقم 142، وفي الأصل «حمادان» .
[3] في الأصل «منه» .
[4] شذرات الذهب 3/ 73 وفيه «أبو زرعة اليمني الأستراباذي محمد بن إبراهيم الحافظ» .
[5] ذكر أخبار أصبهان 2/ 296، طبقات الصوفية للسلمي 204، الأنساب 539 أ، تاريخ بغداد 2/ 152 رقم 574، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 37/ 271، المنتظم 7/ 107 رقم 143، مرآة الجنان 2/ 396، العبر 2/ 357، الكامل في التاريخ 9/ 9، البداية والنهاية 11/ 297، الوافي بالوفيات 2/ 302 رقم 741، تذكرة الحفّاظ 2/ 960- 964 رقم 904، النجوم الزاهرة 4/ 139، شذرات الذهب 3/ 73، معجم الشيوخ لابن جميع (مخطوط) 21، سير أعلام النبلاء 16/ 214، 215 رقم 145، طبقات الحفاظ 384، 385، موسوعة علماء المسلمين 4/ 137، 138 رقم 1350.
[6] غندر: بضم الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة. وقد تضمّ (المغني في ضبط(26/446)
سمع: الحسن بن علي بن شبيب المعمري، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وابن دُرَيْد، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، ومَكّحُولا البَيْرُوتي، وأبا الْجَهم بن طِلاب، وأبا جعفر الطّحَاوي، وطائفة سواهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن جُمَيْعٍ الْغَسّاني، وعبد الرحمن السُّلَمي، وعمر بن أبي سعد الهَرَوِي، وأبو نُعَيم.
قال الحاكم: بقي عندنا بنَيْسَابور سنتين سنة ست وسبعٍ وثلاثين يُفيدنا، وخرّج إلى أفراد الخُرَاسَانيّين من حديثي في سنة ستّ وستين، ودخل إلى أرض التُرْك، وكتب من الحديث ما لم يتقدّمه فيه أحدٌ كَثْرَةً، ثم استُدْعِيَ من مرو إلى الحضرة ببُخَارى ليحدّث بها، فتُوُفّي، رحمه الله، في المَفَازة سنة سبعين.
وقال الخطيب: كان حافظًا ثقة.
محمد بن الحسن، أبو جعفر الفقيه الشافعي المعروف بالباحث.
له ترجمة طويلة عند ابن الصَّلاح.
محمد بن حسنام، أبو عمرو النَّيْسَابُوري الكاغَذِي [1] .
سمع جعفر بن أحمد، وعبد الله بن شِيرَوَيْه.
وعنه، الحاكم، وطائفة.
محمد بن العبّاس بن موسى [2] بن فسانجس، الوزير الكبير أبو الفرج
__________
[ () ] أسماء الرجال ومعرفة كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم- للهندي 191) .
[1] الكاغذي: بفتح أوله والغين المعجمة وفي آخرها ذال معجمة. نسبة إلى عمل الكاغذي الّذي يكتب عليه. (اللباب 3/ 76) .
[2] الكامل في التاريخ 9/ 9، الوافي بالوفيات 3/ 198 رقم 1173، الدرة المضية لابن أيبك 163، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 1، تجارب الأمم 1/ 260 و 284، نشورا المحاضرة 1/ 94 و 207 و 277 و 2/ 219، 220 و 3/ 75، 193، 274 و 4/ 35، 50، 51، 65، 90، 123، 124، الفرج بعد الشدّة 1/ 311، 39، 239، 240، 241، 242 و 3/ 266، 274 و 5/ 50، تكملة تاريخ الطبري 1/ 231، سير أعلام النبلاء 16/ 308، 309 رقم 217.(26/447)
الشَّيرازي، كاتب مُعِزّ الدولة.
ردّ إليه أمور الأموال، فلما مات المُعِز لُقّب بالوزارة من الخليفة المطيع ووزِر لعزّ الدولة، ثم عُزِل بعد سنة وحُبس.
تُوُفّي في ذي القعدة سنة سبعين، وله اثنتان وستّون سنة.
محمد بن عليّ بن عبد الله، أبو جعفر المَرْوَزي، أحد الشّعراء بخُراسان ويُعرف بالباحث.
أخذ عند الحاكم وقال: سمع بعد الأربعين وثلاثمائة، ومات ببُخَارى.
محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن بالويه، أبو الحسين المُزَكّي [1] النَّيْسَابُوري.
سمع: مُسَدّد بن قَطَن، وعبد الله بن شِيرَوَيْه، وجماعة.
وعنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور.
محمد بن عبد الله بن سعيد [2] البَلَوِي، أبو عبد الله القُرُطُبي الغاسل.
سمع من: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وطائفة.
وكان محدّثا مُكْثِرًا، له حِفْظٌ وفَهْم. سمع من غير واحد. وكان يقرأ للعامَة بقُرْطُبَة.
محمد بن عمرو [3] بن سعيد [4] ، أبو عبد الله الأندلسي.
حجّ وسمع من: ابن الأعرابي، وحدّث عنه، وكان يروي سنن أبي داود وأشياء.
__________
[1] المزكّي: بضم الميم وفتح الزاي وفي آخرها كاف مشدّدة. نسبة لمن يزكّي الشهود ويبحث عن حالهم ويعرفه القاضي. (اللباب 3/ 204) .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 80 رقم 1327.
[3] في الأصل «عمر» .
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 81 رقم 1329.(26/448)
محمد بن محمد بن جعفر بن مطر، أبو بكر أخو أبي أحمد.
وُلِد الشيخ أبي عمرو بن مطر ببغداد.
سمّعه أبوه من عبد الله بن شِيرَوَيْه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله السّرّاج، وهذه الطبقة بنَيْسَابور، ولم يكن الحديث من شأنه.
قال الحاكم أبو عبد الله: كان قديمًا من أعيان الشّهود، ثم سكتوا عنه.
تُوُفّي في رمضان سنة سبعين.
محمد بن يحيى بن خليل [1] القُرْطُبي.
روى عن أحمد بن خالد، وابن أيمن، وحجّ، فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي وغيره.
ووُلّي أحكام الشرطة، وتُوُفّي في رجب.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 80 رقم 1328.(26/449)
المتوفّون في عشر السّبعين وثلاثمائة تقريبًا لا يقينًا
أحمد بن عبد الله البَغَوِي الأستراباذي. شيخ مُعَمَّر.
سمع: محمد بن جعفر بن طرخان الرّاوي، عن إسماعيل ابن ابنة السُّدّي، وطبقته.
روى عنه: أبو سعد الإدريسي، ومات بعد الستّين وثلاثمائة.
أحمد بن [عبيد الله بن] [1] الحسن بن شُقَيْرٍ، أَبُو العلاء البغدادي النَّحوي.
وحدّث بدمشق عن: ابن المُجَدَّر [2] ، وحامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغَنْدِي، وأبي [3] القاسم، البَغَوِي، وابن دُرَيْد.
روى عنه: تمّام الرّازي، ومكّي بن الغَمْر، وعبد الوهاب بن الجبّان، وغيرهم.
وصنّف لسيف الدولة كتابًا في أجناس العِطْرِ وأنواع الطّيب، وكتابًا سمَاه «المسلسل في اللغة» لأنّه كالسّلسلة، وله شعر.
__________
[1] في الأصل: «أحمد بن عبد الحسن» . والتصحيح من: بغية الوعاة 1/ 333 رقم 631.
[2] في الأصل «المحدد» .
[3] في الأصل «أبو» .(26/451)
أحمد بن علي بن إبراهيم [1] أبو الحسين الأنصاري الدمشقي.
حدّث عن: أحمد بن عامر بن المُعَمَّر، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وغيرهما.
وعنه: الحافظ عبد الغني الأَزْدي، وأبو سعد الماليني، وعلي بن السّمْسار، وغيرهم.
أحمد بن علي بن عبد الله بن [2] سعيد، أبو الخير الحمصي الحافظ.
قدم دمشق، وحدّث عن محمد بن أحمد بن الأبحّ، ومحمود الرّافقي، وأحمد بن محمد بن خالد بن علي، ومحمد بن بركة، وأبي بكر الخرائطي، وخلق.
وعنه: تمّام الرّازي، وعبد الوهاب الميداني، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن عَوْف المُزَني، وآخرون.
أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الأزدي الحاركي، أبو العبّاس البصريّ.
سمع: أحمد بن عمرو القَطِرانيِ، والبغدادي الصُّوفي.
وعنه: الحسن بن صَخْر.
أحمد بن محمد بن العلاء، أبو الفرج الشّيرازي ثم البغدادي الصُّوفي نزيل الرّيّ.
حدّث بأصبهان عن: البَغَوِي، وابن صاعد، وحسين الحلاج، والشَّبْلي، وهو صاحب حكايات.
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي الذكْواني [3] ، والقاضي زيد بن علي الرّازي، والحسين بن محمد الفلاكي الزَّنْجاني وغيرهم.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 1/ 398.
[2] تهذيب ابن عساكر 1/ 406.
[3] الذّكواني: بفتح الذال المعجمة وسكون الكاف وفتح الواو وفي آخرها نون. نسبة إلى ذكوان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (اللباب 1/ 530) .(26/452)
ذكره ابن النّجار.
أحمد بن إسحاق بن محمد [1] الحلبي القاضي، أبو جعفر الملقّب بالْجَرْد.
وُلّي قضاء حلب، وحدّث عن أحمد بن خُلَيْد الحلبي، وعمر بن سِنان المَنْبِجي، وجماعة.
وعنه: القاضي أبو الحسن علي بن محمد الحلبي، وتمّام الرّازي، وابن نظيف، وآخرون.
أحمد بن الصقر، أبو الحسن [2] المنبجي المقرئ.
قرأ على أبي طاهر بن أبي هاشم، وبكار، وأبي بكر النّقّاش.
وصنّف كتاب «الحُجَّة في القراءات السَّبْع» .
روى عنه: ابن عمر المَنْبِجِي، وعلي بن معيوف العين ثَرْمَائي.
نقل ابن عساكر أنّه توفّي قبل الستّين وثلاثمائة، وأحسبه بعد ذلك قليلًا [3] .
أحمد بن محمد بن علي [4] بن الحَكَم، أبو بكر النَّرْسِي [5] .
سمع عمر بن أبي غيلان، وعبد الله المدائني بن زيدان البَجَلي، وأبا عَرُوبة، وعبد الله بن علي بن الأخيل الحلبي.
بقي إلى سنة ست وستّين، وانتقى عليه الدَارقُطْنيّ بمصر.
روى عنه: محمد بن الحسن النّاقد، وعلي بن منير الخلال، وعبد الجبّار بن أحمد الطّرسوسي.
__________
[1] الوافي بالوفيات 6/ 239 رقم 2716، الجواهر المضيئة 1/ 60، أعلام النبلاء 4/ 62.
[2] معرفة القراء الكبار 1/ 270.
[3] أقول: قيّد الذهبي وفاته في معرفة القراء بسنة 366 هـ.
[4] تهذيب ابن عساكر 2/ 69.
[5] النّرسي: بفتح النون وسكون الراء وكسر السين المهملة. نسبة إلى نرس: وهو نهر من أنهار الكوفة عليه عدّة من القرى. (اللباب 3/ 305، 306) .(26/453)
أحمد بن محمد بن علي [1] بن هارون، أبو العبّاس البرذعي الحافظ.
حدّث بدمشق عن: ابن أبي داود، ومكحول البَيْرُوتي، ونَفْطَوَيْه النَّحْوي، وابن عُقْدَةَ الحافظ.
وعنه: تمّام [2] ، وأبو نصر بن الجبّان، ومكّي بن الغَمْر، والحسن بن علي بن شوّاش.
أحمد بن محمد بن علي [3] بن مُزاحِم، أبو عمرو [4] الصُّوري [5] .
سمع: جماهر بن محمد الزَّمْلَكَاني، وأبا يعقوب المَنْجَنيقي نزيل مصر.
وعنه فتاه فاتك [6] .
أحمد [بن محمد] [7] بن منصور [8] الإمام، أبو [بكر] [9] الدَّامَغاني [10] ، شيخ الحَنَفيَّة ببغداد.
تفقّه بمصر على الطَّحَاوي، [و] ببغداد على أبي الحسن الكَرْخي، فلما فُلج الكَرْخي جعل الفَتْوَى إليه، فأقام ببغداد وهَرَاة دهرًا يدرّس ويفتي.
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 364، تهذيب ابن عساكر 2/ 67، موسوعة علماء السلمين 1/ 411 رقم 234.
[2] في الأصل اضطراب: «وعنه تمام وجماعة وعنه تمام ... » .
[3] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 366، تهذيب ابن عساكر 2/ 66، 67، موسوعة علماء السلمين 1/ 410، 411 رقم 233.
[4] في الأصل «أبو عمر» .
[5] الصّوري: بضم الصاد المهملة المشدّدة، وسكون الواو وراء مكسورة. نسبة إلى مدينة صور جنوبي صيدا على ساحل الشام.
[6] هو: «فاتك بن عبد الله المزاحمي أبو شجاع الصّوري» . (تاريخ دمشق- مخطوط التيمورية 22/ 672 و 28/ 500 و 44/ 465، تهذيب ابن عساكر 2/ 63) . وموسوعة علماء المسلمين 4/ 13 رقم 1198.
[7] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل والتصويب من تاريخ بغداد وغيره.
[8] تاريخ بغداد 5/ 97 رقم 2496، نشوار المحاضرة 5/ 94 و 6/ 201.
[9] ساقطة من الأصل.
[10] الدّامغانيّ: بفتح الدال وسكون الألف وفتح الميم والغين المعجمة وسكون الألف وبعدها نون. نسبة إلى دامغان، وهي مدينة من بلاد قومس. (اللباب 1/ 486) .(26/454)
أخذ عنه القاضي أبو محمد الأَكْفاني وغيره.
إسحاق بن إبراهيم [1] ، العَلامة الفارابي اللُّغوي.
صنّف كتاب «ديوان الأدب» في اللّغة. كان من كبار أئمّة هذا الفنّ، وهو معاصر الأَزهريّ صاحب «التهذيب» . سافر الكثير، ورحل [إلى] اليمن، فعزم فُضَلاؤها على قراءة ديوان الأدب عليه، فَبَغَتَهُ الأَجَلُ قبل ذلك.
وهو خال ابن نصر الْجَوْهَري [2] صاحب «الصِّحاح» . وهما تُرْكِيّان، قاما بضبْط لسان العرب قيامًا لم تنهض به العرب العَرْباء.
وكان الْجَوْهَرِي من أبدع أهل زمانه كتابةً، فنسخ في سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة نسخة بديوان الأدب.
وفيه يقول بعض الشعراء:
كتاب ديوان العرب ... أحلى جَنًا من الضَّرَبْ
أَوْدَعَهُ مُنْشِئُه ... أَكْثَرَ ألفاظِ العَرَب
ما ضَرَّ مَن يُحْسِنُه ... خُمُولُ ذِكْرٍ في النَّسَب
وللفارابي من الكتب أيضًا كتاب «بيان الإعراب» وكتاب «شرح أدب الكاتب» .
توفّي بزبيد في هذه الحدود أو بعدها، رحمه الله.
إسماعيل بن علي بن محمد [3] ، أبو الطّيّب الفحّام، بغداديّ جليل.
وثّقه البَرْقاني.
سمع: ابن ناجية، وأبا يعلى المَوْصِلي، وابن ذَرِيحْ، وطبقتهم.
وعنه: البَرْقَاني، وأبو العلاء الواسطي القاضي، ومحمد بن عمر بن بكير، وغيرهم.
__________
[1] معجم الأدباء 6/ 61، الوافي بالوفيات 8/ 395 رقم 3832، بغية الوعاة 1/ 437 رقم 890، الأنساب 2/ 415، اللباب 2/ 402، مفتاح السعادة 1/ 97، كشف الظنون 48، 774، إيضاح المكنون 1/ 204، معجم المصنّفين 3/ 67- 71، معجم المؤلّفين 2/ 227.
[2] هو: إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابيّ اللغوي الأديب المتوفى سنة 393 هـ.
[3] تاريخ بغداد 6/ 307 رقم 3351.(26/455)
الحسن بن علي بن داود، أبو علي المصري المطرّز.
حدّث ببغداد عن: أبي شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بن النّفّاح الباهلي، وعلي بن أحمد بن علان.
وعنه البَرْقَاني وجماعة. وانتخب عليه الدَارقُطْنيّ سنة ثلاثٍ وستين.
الحسين بن محمد بن أسد [1] ، أبو القاسم الدَّيْبلي.
حدّث بدمشق عن: محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، والحَسَن بن علوية القطان، ومحمد بن يحيى المروزي.
وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو العبّاس بن السّمْسَار.
السَّريّ بن أحمد الكِنْدي [2] ، أبو الحسن المَوْصِلي الشاعر المعروف بالرّفّاء.
شاعر محسن له مدائح في سيف الدّولة، وكان بين الرّفّاء وبين الخالِدِيين، هجاءٌ وأمورٌ، وآل بهما الأمر إلى أذِيَّته، حتّى قطع سيف الدّولة رسمه، فانحدر إلى بغداد، ومدح الوزير أبا محمد المهلّبي، فقدم الخالِدِيّان، وهما محمد وسعيد ابنا هاشم إلى بغداد، وشرعا يُؤْذِيانه بِكلّ ممكن، حتى يُقال إنّه عَدِمَ القُوت، فجلس يَنْسَخُ، ويبيع شعره. وتوفّي بعد الستّين وثلاثمائة. وديوانه موجود بأيدي الفُضَلاء.
فمن شعره:
بنفسي من أَجُود له بنفسي ... ويَبْخَلُ بالتحيّة والسلام
ويلقاني بعزّة مستطيل ... وألقاه بذلّة مستهام
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 4/ 358.
[2] المنتظم 7/ 62 رقم 90، العبر 2/ 357، شذرات الذهب 3/ 73، 74، يتيمة الدهر 2/ 103- 165، تاريخ بغداد 9/ 194، معجم الأدباء 11/ 182، وفيات الأعيان 2/ 104 رقم 243، الوافي بالوفيات 15/ 136 رقم 194، وانظر مقدّمة ديوان السرّي الرّفّاء- الجزء الأول بتحقيق د. حبيب حسين الحسيني- طبعة دار الطليعة، بيروت 1980، الأنساب 6/ 247، البداية والنهاية 11/ 270 و 274، سير أعلام النبلاء 16/ 218 رقم 151، النجوم الزاهرة 4/ 67.(26/456)
وَحَتفي كامِنُ في مُقْلَتَيهِ ... كُمُونَ المَوْتِ في حَدّ السّهامِ [1]
وله:
بنفسي من رَدَّ التّحِيّة ضاحكًا ... فجدّدَ بعد اليأس في الوَصْلِ مَطْمَعي
وحَالَتْ دُمُوعُ العينِ بيني وبينه ... كأَنَّ دموعَ العَيْن تَعْشَقُهُ معى [2]
وله:
ولا وَصْلَ إلّا أنْ أَرْوح ملججًا ... على أخضر من فوق أدْهم مُزْبدِ [3]
شَوائل أَذْنابٍ يُخَيل أَنَّها ... عَقَارِبُ دَبَّتْ فوق صَرْح مُمَرَّد [4]
الحسن بن علي بن عمر [5] الحلبي، أبو محمد بن كَوْجَك العَبْسي الأديب.
روى عن: الغضائري، وعبد الرحمن بن أخي الإمام، ومحمد بن جعفر المَنْبجِي.
وعنه: تمّام وعبد الوهاب الميداني، ومكّي بن الغمْر، وآخرون.
الحسن بن محمود بن أَحْمَد [6] بن محمود، أبو القاسم الرّبعي الدّمشقيّ.
__________
[1] في اليتيمة «الحسام» .
[2] الديوان 2/ 391 رقم 316، البيتان 1 و 3.
[3] ورد هذا البيت في الديوان 2/ 138 قصيدة رقم 169، البيت رقم 11 بعبارة:
ولا وصل إلّا أن أروح مغرّزا بأدهم في تيّار أخضر مزبد
[4] الديوان 2/ 137 رقم البيت 6.
[5] تهذيب ابن عساكر 4/ 232.
[6] تهذيب ابن عساكر 4/ 251، 252.(26/457)
روى عن: محمد بن حزم، وأبي الْجَوْصَا، ومحمد بن يوسف الهَرَوِي.
وعنه: تمّام، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن عون المزيّن.
علي بن محمد بن أحمد بن عطيّة الحضْرمي البصْري.
سمع من الحارث بن أبي أسامة.
وعنه أبو عبد الله بن باكَوَيْه الشّيرازي.
لا أعرفه.
عبد الله بن عمر بن أيّوب [1] ، والد أبي محمد نصر بن الحيّان الدّمشقي.
يروي عن: ابن خُرَيْم، وابن جَوْصَا، وغيرهما.
وعنه: ابنه، ومحمد بن عَوْف المُزَني، ومكّي بن محمد بن الغَمْر.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي العجائز [2] ، أبو محمد الأزْدي الدّمشقي.
روى عن: أبي الجهمْ بن طِلاب، وأبي بكر الخرائطي، وجماعة.
وعنه: عبد الغني المصري، وأبو الحسين عبد الوهاب المَيْداني، وسعيد بن فُطَيْس.
عبد العزيز بن محمد بن إسحاق [3] الطّبري المتكلّم.
روى عن: محمد بن جرير الطبري، وأخذ الكلام عن أبي الحسن الأشعري.
قال ابن عساكر: سكن دمشق ونشر بها مذهب السنة، وله مصنّف في الردّ على المقتدر والملحد.
__________
[1] تاريخ دمشق (مصوّرة مجمع اللغة بدمشق- 1978) - ص 9- 11.
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 21/ 200.
[3] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 24/ 237.(26/458)
عبد الرحمن بن المظفر البغدادي [1] ، نزيل هَرَاة.
روى عن أبي القاسم البَغَوِي، وابن صاعد، وجماعة.
روى عنه أبو بكر البَرْقَانيّ ووثّقَه.
عبد الجبّار بن عبد الله بن محمد [2] ، أبو علي بن مهنّا الخَوْلاني الدّاراني، مصنّف «تاريخ داريا» [3] .
حدّث عن: ابن جَوْصَا، ومحمد بن يوسف الهروي، ومحمد بن جعفر الخرائطي، والحسن بن حبيب الحضائري، وجماعة غيرهم [4] ، ورحل فسمع بالرَّمْلَة وأنطاكية.
روى عنه: تمّام، وعلي بن طَوْق، وأبو نصر بن الحَيّان [5] ، وعلي بن محمد الخُرَاساني نزيل داريّا.
محمد بن سعيد بن عبدان [6] ، أبو الفرج الفارسي ثم البغدادي، نزيل طرابلس الشام، ويُعرف بابن أبي عثمان.
روى عن: حامد بن شُعَيْب، وعلي بن زاطيا، وعبد الله المدائني، والمفضّل الجندي، وطبقتهم.
وعنه: تمّام، والحافظ عبد الغني، وأبو العبّاس بن الحاجّ، وشهاب الصُّوري.
قال أبو الفتح بن مسرور: سألته عن مولده فقال: سنة سبعٍ وثمانين ومائتين، وكان ثقة. سمعت [منه في] [7] سنة خمسٍ وخمسين وثلاثمائة.
علي بن محمد بن أحمد القصّار الأصمّ.
عن عبد الله بن ناجية، وغيره.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 298 رقم 5438.
[2] معجم البلدان 2/ 432.
[3] نشرة محقّقا سعيد الأفغاني بدمشق 1951 م.
[4] في الأصل «وغيرهم» .
[5] في الأصل «الجبان» .
[6] تاريخ بغداد 5/ 312 رقم 2827.
[7] إضافة على الأصل.(26/459)
وعنه. علي بن عبد العزيز الطّاهري، والبَرْقَانيّ، وقال: ثقة.
عمر بن نوح بن خلف [1] بن محمد بن الخصيب، أبو القاسم البجلي البُنْدَار.
شيخ جليل من ثقات البغداديّين.
روى عن: أبي خليفة الْجُمَحي، ومحمد بن أبي سُوَيْد الذّارع، وجعفر الفِرْيابي، وزكريّا السّاجي، وطائفة.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وبشري الفاتني، وعلي الظّاهري، ومحمد بن عمر بن بكير.
سئل عنه البرقاني فقال: ذاك في قياس أبي علي الصّوّاف في الفضل والثّقة.
قيل مولده سنة سبعٍ وسبعين ومائتين، ومات بعد سنة أربع وستّين وثلاثمائة.
عمر بن بشران بن محمد [2] بن حفص البغدادي السّكْري.
سمع: علي بن العبّاس المَقَانعي، وعبد الله بن زيدان، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، والبَغَوِي، وطبقتهم.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانيّ، وقال: كان حافظًا كثير الحديث. وهو أخو جدّ أبي القاسم بن بشران.
مات قبل سنة ثمانٍ وستّين.
محمد بن زرعان [3] ، أبو بكر الأنماطي.
حدّث عن جعفر الفِرْيابي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي.
روى عنه البَرْقَانيّ ووثّقه.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 255 رقم 6009.
[2] تاريخ بغداد 11/ 256 رقم 6010.
[3] تاريخ بغداد 5/ 290 رقم 2794.(26/460)
بقي إلى سنة أربعٍ وستّين.
محمد بن عبد الله بن شيرويه، أبو بكر النَّيْسَابُوري نزيل فسا [1] .
روى عن أبيه. وأبوه صاحب إسحاق بن رَاهَوَيْه، وعن الحسن بن سفيان، ومحمد بن عبد الله الدُّوَيْرِي.
وعنه أبو سعد الماليني وغيره.
وثّقه ابن نُقْطَه.
عبد المؤمن بن عبد المجيد، أبو يَعْلَى النَّسَفي [2] .
روى عن: محمد بن إبراهيم البُوسنْجي، وإبراهيم بن معقل.
روى عنه: جعفر بن محمد التوبني.
عمر بن أحمد بن عمر [3] القاضي، أبو عبد الله القصباني [4] ، بغداديّ ثقة.
روى عن: علي المَقَانِعي، وجماعة.
روى عنه: البَرْقَانيّ، وابن بكيرٍ، وأبو نُعَيم، ومن الكبار الدَارقُطْنيّ ووثّقه.
فاروق بن عبد الكبير [5] بن عمر، أبو حفص الخَطابي البَصْري، محدّث البصرة ومسندها.
__________
[1] فسا: بالفتح، والقصر، كلمة عجمية، وعندهم بسا، بالباء. مدينة بفارس بينها وبين شيراز أربع مراحل. (معجم البلدان 4/ 260، 261) .
[2] النسفي: بفتح النون والسين وفي آخرها فاء. نسبة إلى نسف من بلاد ما وراء النهر يقال لها نخشب. (اللباب 3/ 371) .
[3] تاريخ بغداد 11/ 251 رقم 6001.
[4] القصباني، بفتح القاف والصاد والباء الموحدة وبعد الألف نون. نسبة إلى بيع القصب.
(اللباب 3/ 40) .
[5] العبر 2/ 357، شذرات الذهب 3/ 74.(26/461)
سمع: محمد بن يحيى بن المنذر القزّاز، وعبد الله الكَجّي [1] ابن [2] أَبِي يونس، وهشام بن علي السَّيرافي، وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكَجّي، وجماعة.
وبقي إلى سنة إحدى وستّين أو اثنتين وستّين.
روى عنه: علي بن يحيى بن عَبْدَ كَوَيْن، وأبو بكر محمد بن أبي علي الذّكْواني، وأبو نُعَيم أحمد بن محمد الصَّقْر البغدادي.
فرج بن إبراهيم، أبو القاسم النّصِيبي [3] الصُّوفي الأعمش، يُعرف بفرج.
روى عن أبي بكر الخرائطي، وأبي سعيد بن الأعرابي.
وعنه: تمّام الرّازي، ومكّي بن الغَمْر، وأبو عبد الله بن باكَوَيْه الشّيرازي.
محمد بن أحمد بن غريب [4] بن طريف، أبو المُنيب الطّبري الفقيه.
قدِم أصبهان، ثم خرج إلى شِيراز، وحدّث عن: يحيى بن محمد بن صاعد، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر.
وعنه أبو نُعَيم.
محمد بن أحمد بن جعفر بن يزيد، أبو بكر بن آذين الهمذاني الفامي الرّجل الصّالح.
سمع الكثير بعد الثلاثمائة [5] بهمذان، ورحل إلى بغداد، فسمع من:
__________
[1] الكجّي: بفتح أوّله وتشديد الجيم. نسبة إلى الكجّ وهو الجصّ. (اللباب 3/ 85) .
[2] في الأصل أقحمت كلمة «جماعة» على النص فجاء: «وجماعة بن أبي يونس» .
[3] النّصيبي: بفتح النون وكسر الصاد وسكون الياء آخر الحروف وكسر الباء الموحّدة.
نسبة إلى نصيبين، مدينة مشهورة من بلاد الجزيرة العراقية. (اللباب 3/ 312) .
[4] ذكر أخبار أصبهان 2/ 293.
[5] في الأصل «الثلاث المائة» .(26/462)
محمد بن محمد الباغَنْدي، وحامد بن شُعَيب البَلْخي، وأبي القاسم البَغَوِي، وطائفة كثيرة، وعُني بهذا الشأن.
روى عَنْهُ: عليّ بْن عَبْد الله بْن عبدوس، وأبو منصور المحتسب، وعبد الرحمن الإمام، وأبو العلاء رافع العدل، وعبد الله بن أحمد الغضائري.
محمد بن أحمد بن حجوش الخُزَيْمي المُرّي الدّمشقي، كان من أهل العلم والبيوتات.
سمع: أحمد بن أنس بن مالك، ومحمد بن يزيد بن عبد الصّمد، وابن خُزَيْمَة، وأبي العبّاس السّرّاج وخلقا [1] .
وله رحلة إلى خراسان.
روى عنه: تمّام، وعبد الوهاب المَيْداني، وقد ولي خطابة دمشق.
قال الميداني: كان مقصّرًا في صلاته وخطبته لأنّه مقامٌ هائل.
محمد بن أَحْمَد بْن محمد [2] بْن يعقوب بْن مجاهد الطائي، أبو عبد الله المتكلّم، صاحب أبي الحسن الأَشْعري، وهو بَصْريّ.
قدم بغداد ودرّس بها عِلْم الكلام، وصنّف التّصانيف. وعليه درس القاضي أبو بكر بن الطّيّب الباقِلاني هذا الفنّ.
قال الخطيب: ذكر لنا غير واحد أنّه كان ثخين السّتْر، حَسَنَ التديّن، رحمه الله.
محمد بن أحمد بن عبد الله [3] ، أبو عبد الله النَّقَوِي [4] اليمني الصَّنْعاني، بعد العشرين وأربعمائة بمكّة.
__________
[1] في الأصل «وخلوة» .
[2] تاريخ بغداد 1/ 343 رقم 261، العبر 2/ 358، شذرات الذهب 3/ 74.
[3] العبر 2/ 358، شذرات الذهب 3/ 75، اللباب 3/ 323.
[4] النّقوي: بفتح النون والقاف وبعد الواو ياء النسبة. (اللباب) .(26/463)
ذكر حمزة السّهمي أنّ رفيقه ابن دلّان [1] رحل إلى اليمن ليسمع من النَّقَوِي في سنة سبع وستّين.
وروى عنه «جامع عبد الرّزّاق» أبو نصر أحمد بن محمد الباكوي النّيسابوري في سنة أربعمائة.
محمد بن حَميد بن مَعْيُوف [2] بن بكر، أبو بكر الهمذاني البيت سَوَا [3] الدمشقي.
سمع: محمد بن المُعَافَى الصَّيْداوي، والحسين بن علي بن عوانة الكَفْربَطنَائي [4] ومحمد بن حصن الآلوسي، ومضاء بن مقاتل الأذَني [5] صاحب لوين، وجماعة.
وعنه: تمّام، ومكّي بن محمد [بن الغَمْر، و] [6] محمد بن عوف المُزَني، وعلي بن سمسار، وأبو الحسن المَيْداني، ووصفه بالصَّلاح.
محمد بن زُرَيْق [7] ، أبو منصور البلدي [8] المقرئ.
__________
[1] ابن دلان هو: أبو جعفر محمد بن علي بن دلان الجرجاني. توفي سنة 369 هـ. (تاريخ جرجان 447 رقم 859) . (
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 35/ 156 و 37/ 423، معجم البلدان 1/ 521، موسوعة علماء المسلمين 4/ 172 رقم 1395.
[3] البيت سوا: بيت سوا: بالفتح، والقصر. (معجم البلدان 1/ 521) وصحّفت في الأصل إلى: «اكتبت سواي» .
[4] الكفربطنائي: بفتح أولها وسكون الفاء وفتح الباء الموحّدة وسكون الطاء المهملة وفتح النون وبعد الألف ياء تحتها نقطتان. نسبة إلى كفربطنا، وهي من قرى غوطة دمشق. (اللباب 2/ 102) وقد تصحّفت في الأصل إلى «الكفر بطنارقي» .
[5] الأذني: بفتح أوله وثانيه، ونون بوزن: حسنة. نسبة إلى أذنه، بلد من الثغور قرب المصّيصة. (معجم البلدان 1/ 133، 133) وقد تصحّفت في الأصل إلى «الارلى» .
[6] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل وأضفناه اعتمادا على ابن عساكر.
[7] في الأصل «رزيق» ، والتصويب من (معجم البلدان 1/ 482) .
[8] البلدي: بفتح الباء الموحّدة واللام وفي آخرها الدال المهملة. نسبة إلى مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل. (معجم البلدان 1/ 481) قال ابن الأثير: يقال لها بلد الحطب. (اللباب 1/ 173) .(26/464)
قرأ القرآن لابن كثير على محمد بن عبد العزيز بن الصّبّاح، وسمع من أبي يَعْلَى المَوْصِلي، وابن المنذر الفقيه، وتصدّر للإقراء بطَرَسُوس من الثّغْر.
قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وحدّث عنه: تمّام، وعبد الوهاب الميداني: والهيثم بن أحمد الصّبّاغ.
محمد بن عبد الله بن أحمد [1] بن أبي الخطّاب الحرّاني المَلَطيّ الأصل، أبو عبد الله قاضي حمص.
سمع: يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن سعيد الترخمي، ومحمود بن محمد الرّافقي، وأبا عبد الله نفطويه، وجماعة.
وعنه: تمّام، وعلي بن بشري العطّار، وشعيب بن عبد الرحمن بن عمر، وجماعة.
محمد بن عبد الرحمن بن الفضل [2] بن الحسين، أبو بكر التميمي الْجَوْهَري الخطيب، صاحب التّفاسير والقراءات. كذا قال فيه أبو نُعَيم.
سمع: أبا خليفة، وعَبْدان الأهوازي، وأحمد بن الحسن الصّوفي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي المعّدل، وأبو نُعَيم، وقال: تُوُفّي بعد الستّين.
محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل [3] الهاشمي البغدادي.
يروي عن محمد بن محمد الباغَنْدِي، وغيره.
وعنه: أبو سعد الماليني، وأبو بكر البَرْقَانيّ، وقال البَرْقَانيّ: كان ثقة زاهدا.
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 38/ 164.
[2] ذكر أخبار أصبهان 2/ 294.
[3] تاريخ بغداد 3/ 359 رقم 866.(26/465)
محمد بن عليّ بن محمد [1] ، أبو بكر المالكي الخرّاز.
سمع: أبا مسلم الكَجّي، وحامد بن شعيب البَلْخي.
وقال الخطيب: ثقة.
مسلم بن عُبَيْدِ الله بن طاهر بن يحيى بن الحسن، أبو جعفر العَلَوِي الحَسَني المَدَني.
سمع: من جدّه طاهر، ومحمد بن إبراهيم الدَّيْبُلي [2] ، وأبي بِشْرٍ الدُّولابي، والخضر بن داود.
سمع كتاب «النَّسب» للزُّبَيْر [3] .
روى عنه الدَارقُطْنيّ. هو حافظٌ نبيل.
موسى بن عبد الرحمن [4] ، أبو عمران البَيْرُوتي الصّبّاغ المقرئ إمام جامع بيروت.
كان أَسْنَدَ من بقي بالسّاحل، فإنه قرأ القرآن على هارون بن شريك الأخفش، وسمع من أبي زُرْعَة المَوْصِلي، وأحمد بن عبد الوهاب الحَوْطي، وأبي مسلم الكَجّي، والحسين بن السَّمِيدَع، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه بْن مندة، وأبو الحسين ابن جُمَيْع، وابنه الحسن بن جُمَيْع، وتمّام الرّازي، والخصيب بن عبد الله القاضي، وعبد الوهاب المَيْداني، وصالح بن أحمد المَيَانجِي، وغيرهم.
ويُحْتَمَل أن تكون وفاته قبل الستّين، يُكْتَب هنا.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 87 رقم 1075 وفيه «محمد بن علي عيسى» .
[2] الدّيبلي: بفتح الدال وسكون الياء المثناة من تحتها وضم الباء الموحدة وفي آخرها لام. نسبة إلى ديبل، مدينة على ساحل البحر الهندي قريبة من السند. (اللباب 1/ 522، 523، معجم البلدان 2/ 495) .
[3] كتاب النسب هو: «جمهرة نسب قريش وأخبارها» للزبير بن بكار، 172- 256 هـ.) - نشر الجزء الأول منه بتحقيق محمود محمد شاكر بالقاهرة 1381 هـ.
[4] معرفة القراء الكبار 1/ 257، 258، معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 161، 162.
الأنساب 99 أ، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 10/ 255 و 12/ 454 و 36/ 338 و 43/ 572، 573، موسوعة علماء المسلمين 5/ 104، 105 رقم 1722.(26/466)
أبو الحسن بن عطيّة البصْري.
روى عن: الحارث بن أبي أسامة التميمي.
وعنه: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكَوَيْهِ الشّيرازي.
يوسف بن يعقوب النّجيرَمي [1] ، أبو يعقوب بصْري مشهود، عالي الإسناد.
سمع: أبا مسلم الكجّي، والحسن بن المُثَنَّى العَنْبري، والمفضل بن الحُبَاب الْجُمَحي، وزكريّا بن يحيى السّاجي، ومحمد بن حيّان المازني وجماعة.
روى عنه: أبو نُعَيم الحافظ، وأبو عبد الله محمد بْن عَبْد الله بن باكَوَيْهِ الشّيرازي، وإبراهيم بن طلحة بن غسّان المطوّعي، وجماعة آخرهم القاضي أبو الحَسَن محمد بْن علي بْن صخْرٍ الأَزْدي.
وقد حدّث في سنة خمس وثلاثمائة.
أبو الحسن الباهلي البصْري المتكلّم.
أخذ عن الأشْعَرِي عِلْمَ الْمنْطقِ، وسمع وتقدّم، وكان من أذكياء العالم، مع الدّين والتعبُّد.
قال ابن الباقلّاني: كتبت أنا، والأستاذ أبو أسحاق الإسفِرايني، والأستاذ ابن فُورَك معنا في درس أبي الحسن الباهلي، كان يدرّس لنا كل جمعة، وكان يرخي السّتر بيننا وبينه، وكان من شدّة اشتغاله باللَّه مثل والِه أو مجنون، لم يكن يعرف مبلغ دَرسنا حتى نذكّره، وكنّا نسأل عن سبب الحجاب، فأجاب بأنّنا نرى السُّوقَة وهم أهل الغفلة فروني بالعين التي
__________
[1] العبر 2/ 358 اللباب 3/ 300 والنّجيرمي: بفتح النون وكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف وفتح الراء وبعدها ميم، نسبة إلى نجيرم، ويقال نجارم، وهي محلّة بالبصرة.
أما ياقوت الحموي فقال: نجيرم: بفتح أوله وثانيه وياء ساكنة وراء مفتوحة.. بليدة مشهورة دون سيراف مما يلي البصرة على جبل هناك على ساحل البحر رأيتها مرارا.. فإن كان بالبصرة محلّة يقال لها نجيرم فهم ناقلة هذا الاسم إليها وليس مثلها ما ينقل منها.. ثم ذكر منها صاحب الترجمة يوسف بن يعقوب دون أن يترجم له. (معجم البلدان 5/ 274) .(26/467)
ترونهم، و [1] كان يحتجب من جارية تحدثه.
قال أبو إسحاق الأسفراييني: أنا في جانب أبي الحسن الباهلي كقَطْرة في البحر.
محمد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه [2] ، أبو الحُسين الْجُرْجاني المقرئ الحافظ ثقة [3] رحّال، جوّال.
سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وابن خُزَيْمَة، وابن جَوْصَا، وأبا العبّاس السّرّاج، وطبقتهم، وأكثر الترحال في الشيخوخة.
روى عنه: أبو نُعَيم الحافظ.
محمد بن محمد بن عمرو [4] ، أبو نصر النَّيْسَابُوري المحدّث الشاعر الملقَّب بالبَيْض.
نزل حلب ومدح سيف الدّولة.
ويروي عن: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، والبَغَوِي، وعَبْدان الأهْوازي، وأبي عَرُوبة، وزكريّا السّاجي، وابن نيروز [5] الأنْماطي، وابن عُقدَة.
وعنه: حمزة بن الشّامّ، وأحمد بن عبد الرحمن بن قابوس الأطرابُلُسِيّان، وأبو الخير أحمد بن علي، ولا حق المَقْدِسي، وغيرهم.
وهو صاحب القصيدة المطبوعة التي أوّلها:
حَبَاؤُكَ مُعْتَادٌ وأَمْرُكَ نافِذٌ وعبدُكِ مُحْتَاجٌ إلى ألفِ دِرْهَم وقد أوردتُها في «مختصر دمشق» . رأيت له مجلَّدًا في أصول الفقه سمّاه «المدخل إلى الاجتهاد» يدلّ على اعتزاله وعلى حفظه للحديث وسعة رحلته.
__________
[1] في الأصل «إنّه» .
[2] ذكر أخبار أصبهان 2/ 292.
[3] في الأصل «بصلة رجال» . موسوعة علماء المسلمين 4/ 355، 356 رقم 1591.
[4] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 308، 309.
[5] في الأصل «نيرون» وهو تحريف.(26/468)
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه [1] بْن بُنْدار الحافظ، أبو زُرْعَة الإسْتِراباذي المعروف باليمني لسّكْناه اليمنَ مدّةً.
سمع على: الحسن بن معدان الفارسي، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا عَرُوبة الحرّاني، وطبقتهم.
وله رحلة واسعة ومعرفة.
تُوُفّي سنة بضعٍ وستيّن.
روى عنه: أبو سعيد الإدريسي، وحمزة السَّهْميّ، وغيرهما.
ابن نُباته الخطيب [2] . هو الأستاذ البارع، أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباته الفارقي.
ذكرته في سنة أربعٍ وسبعين، وسيأتي، والله أعلم.
آخر الطبقة
__________
[1] تاريخ جرجان 540 رقم 1160.
[2] المختصر في أخبار البشر 2/ 130، العبر 2/ 367، سير أعلام النبلاء (مصورة دار الكتب المصرية) 10/ 227، شذرات الذهب 4/ 83، البداية والنهاية 11/ 303، وفيات الأعيان 3/ 156 رقم 373، دول الإسلام 1/ 230، هدية العارفين 1/ 559.(26/469)
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الثامنة والثلاثون
حوادث سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة
فيها سُرق السّبُع الفضة الذي على زبزب عضُدُ الدولة، وعجب النّاس كيف كان هذا مع هيبة عضُدُ الدولة المُفرِطة، وكونه شديد المعاقبة على أقل جناية تكون، وقُلِبت الأرض على سارقه، فلم يوقف له على خبر. ويقال أنّ صاحب [مصر] [1] دسّ من فعل هذا.
وكان العزيز العُبَيْدي قبل هذا قد بعَث رسولًا إلى عضُدُ الدولة، وكتابًا أوّلُهُ: «من عبد الله نِزار العزيز باللَّه أمير المؤمنين، إلى عضُدُ الدولة أبي شُجاع مولى أمير المؤمنين، سلامٌ عليك، فإنّ أمير المؤمنين يَحْمَد إليك الله الذي لا إله إلّا هو، ويسأله [2] أن يصلّي على جدّه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . والكتاب مبنيّ على الاستمالة مع ما يَسرّ إليه [3] الرسول عُتْبَةُ [4] بن الوليد، فبعث مع الرسول رسولًا له وكتابًا فيه مَوَدّة وتَعَلَّلات مُجْمَلَةٌ.
وفي ربيع الأول وقع حريق بالكَرْخِ مِنْ حدّ دَرْبِ القراطيس إلى بعض
__________
[1] ساقطة من الأصل استدركناها من (المنتظم 7/ 107) .
[2] في الأصل «تسأله» .
[3] في الأصل «عليه» .
[4] في الأصل «عقبة» والتصويب من (ذيل تجارب الأمم 27) .(26/471)
البزّازين من الجانبين، وأتى على الأساكفة والحدّادين، واحترق فيه جماعة وبقي لهبه أسبوعًا [1] .
وفيها قُلد أبو القاسم عيسى بن علي كتابة الطائع للَّه وخلع عليه [2] .
__________
[1] المنتظم 7/ 107، 108، ذيل تجارب الأمم 27، 28، الكامل في التاريخ 9/ 15.
[2] المنتظم 7/ 108.(26/472)
[حوادث] سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة
فيها فُتح المارستان العَضْدي، أنشأه عضُدُ الدولة في الجانب الغربيّ من بغداد، ورتّب فيه الأطباء والوكلاء والخُزّان وكلَّ ما يُحتاج إليه، في ربيع الآخر [1] .
وفي هذا الزّمان كانت البدع والأهواء فاشيةً بمثل بغداد ومصر من الرَّفْضِ وَالاعتزال والضَّلال، فإنّا للَّه وإنّا إليه راجعون.
فذكر الحُمَيْدي [2] في ترجمة أبي عمر أحمد بن محمد بن سعدي [3] الأندلسي الفقيه ظَلامة كُبْرى، قَالَ: سمعت أَبَا عَبْد الله محمد بْن الفرج بن عبد الولّي الأنصاري، سمعت: أبا محمد عبد الله بن الوليد قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن أبي زيد الفقيه يسأل أبا عمر أحمد بن محمد بن سعدى المالكي عند وصوله إلى القَيْرَوان من بلاد المشرق، فقال: هل حضرت
__________
[1] المنتظم 7/ 112، 113.
[2] هو: أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر فتُّوح بن عبد الله الأزدي المتوفى سنة 488 هـ. صاحب كتاب «جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس» .
[3] في الأصل «أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن سعد» . والتصحيح من (جذوة المقتبس 109- ترجمة رقم 185) ومن السياق التالي في الخبر.(26/473)
مجالس أهل الكلام؟ قال: نعم، مرتيّن، ولم أعد إليها، قال: ولم؟ فقال:
أمّا أوّل مجلسٍ حضرتُهُ فرأيت مجلسًا قد جمع الفِرَق من السنة والبَدَعَة والكُفّار واليهود والنصارى والدّهْريّة والمَجُوس، ولكّل فرقة رئيس يتكلّم ويحاول عن مذهبة، فإذا جاء رئيس قاموا كلّهم له على أقدامهم، حتّى [يجلس فيجلسون بجلوسه] [1] فإذا تكلّموا قال قائل من الكُفّار: قد اجتمعتم للمناظرة، فلا يحتجّ أحدُ بكتابه ولا بنبيّه، فإنّا لا نصدَق بذلك ولا نُقِرّ به، وإنّما نتناظر بالعقل، فيقولون: نعم، فلما سمعت ذلك لم أعده. ثم قيل لي: هنا مجلس آخر للكلام، فذهبت إليه فوجدتهم على مثل سيرة أصحابهم سواء، فقطعت مجالس أهل الكلام. فجعل ابن أبي زيد يتعجّب من ذلك، وقال: ذهبت العلماء وذهبت حُرْمَةُ الإسلام [2] .
وفي شوّال مات عَضُدُ الدولة [3] ، فكتموا موته، ثم استدعوا ولده صمصام الدولة من الغد إلى دار السّلطنة، وأخرجوا أمر عضُدُ الدولة بتولية العهد، ورُوسل الطائع وسُئل أن يولّيه، ففعل، وبعث إليه خُلَعًا ولواءً [4] .
وخُلِعَ على أبي منظور بن الفتح [5] العلوي للخروج بالحاجّ وإقامة الموسم.
وتُوُفَّيَتِ السّيدة بنت الخليفة المعتضد وأخت المكتفي. وقال حمزة:
عاشت بعد أبيها ثلاثا وثمانين.
__________
[1] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، والإستدراك من (جذوة المقتبس، ومن بغية الملتمس 156) .
[2] راجع النّص عند الحميدي في (جذوة المقتبس 109، 110، بغية الملتمس 155- 157) .
[3] ستأتي ترجمته في الوفيات.
[4] المنتظم 7/ 113، الكامل 9/ 18.
[5] في الأصل: «بن أبي الفتح» ، والتصحيح من: المنتظم 7/ 113.(26/474)
[حوادث] سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة
في ثاني عشر محرّم أَظْهِرت وفاة عضُدُ الدولة، وحُمل تابوته إلى المَشْهَد، وجلس صَمْصَام الدولة ابنه للعَزَاء، وجاءه الطائع للَّه مُعَزِّيا، ولُطِم عليه في الأسواق أيّامًا عديدة، ثم ركب صمصام الدولة إلى دار الخلافة، وخلع عليه الطائع سبع خُلَعٍ، وتَوَّجه، وعقد له لواءين، ولُقَّب «شمس الملة» [1] .
وفيها ورد موت مؤيّد الدّولة بن أبي منصور بن رُكْنِ الدولة بجُرْجان، فجلس صمصام الدولة للعزاء، وجاءه الطائع معزّيا، ولما مات كتب الصّاحب إسماعيل بن عبّاد إلى أخيه فخر الدولة بالإسراع ليقْدِم [2] . واستوزَرَ الصّاحبَ ورفع منزلته [3] .
وكان فيها غلاء مفرط بالعراق، وبلغ كرّ الحنطة أربعة آلاف دينار
__________
[1] المنتظم 7/ 120، الكامل 9/ 26، ذيل تجارب الأمم 74 و 84.
[2] في الأصل «يقدم» .
[3] المنتظم 7/ 121، الكامل 9/ 26.(26/475)
وثمانمائة درهم. ومات خَلْقٌ على الطُّرق جوعًا، وعَظم الخَطْبُ [1] .
وفيها وُلّي أمر دمشق خَطْلُخ [2] القائد للعزيز باللَّه العبيدي [3] .
__________
[1] المنتظم 7/ 121، الكامل 9/ 37.
[2] في الأصل «خلطوا» ، والتصويب من (أمراء دمشق في الإسلام 30 رقم 99) .
[3] أمراء دمشق 30 رقم 99، اتعاظ الحنفا 1/ 257، ذيل تاريخ دمشق 26، الدّرّة المضيّة 209.(26/476)
[حوادث] سنة أربع وسبعين وثلاثمائة
فيها شرع أبو عبد الله بن سعدان في الصُّلح بين صمصام الدولة وفخر الدولة [1] .
وفيها كان عُرْسٌ ببغداد، فوقعت الدّار وهلك كثير من النّساء، وأُخْرِجن من تحت الهدْمِ بِالْحُليّ والزّينة، فكانت المصيبة عامة [2] .
[حوادث] سنة خمس وسبعين وثلاثمائة
فيها هَمَّ صمصام الدولة أن يجعل المَكْسَ [3] عَلَى الثّياب الحرير والقطن، مما يُنْسَج ببغداد ونواحيها، ودُفع له في ضمان ذلك ألف ألف درهم في السنة، فاجتمع النّاس في جامع المنصور، وعزموا على المنع من صلاة الجمعة، وكاد البلد يفتتن، فأعفاهم من ضمان ذلك [4] .
__________
[1] المنتظم 7/ 123.
[2] المنتظم 7/ 124.
[3] المكس: الضريبة.
[4] المنتظم 7/ 127، الكامل 9/ 46.(26/477)
[حوادث] سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة
فيها كثر الموت بالحُمّيّات الحادة، فهلك كثير من النّاس ببغداد، وزُلْزِلَت المَوْصِل، فهُدَّمت الدُّور، وهَلَكَ خلقٌ من النّاس [1] .
وفيها مال العسكر إلى شَرَف الدّولة أبي الفوارس شِيرَوَيْه، وكان غائبًا بكَرْمان [2] ، فلما بلغه موتُ أبيه عضُدُ الدولة ردّ إلى فارس وقبض على وزير أبيه نصر النَّصراني، وجبى الأموال، وملك الأهواز، وأخذها من أخيه أحمد، وغلب على البصْرة، واستعدّ لقصْدِ بغداد وأخْذِها من أخيه صَمْصام الدولة، فتركوا صمصام الدولة، فانحدر سائرًا إلى شَرَف الدولة راضيا بما يعامله به، فلما وصل قبّل الأرض بين يديه مرّات، فقال له شَرَف الدولة: كيف أنت وكيف حالك في طريقك، ثم سجنه، واجتمع عسكر شَرَف الدولة من الدَّيْلَم تسعة عشر ألفًا.
وكان الأتراك ثلاثة آلاف غلام، فاقتتلوا، فانهزم الدّيلم وقتل منهم
__________
[1] المنتظم 7/ 131.
[2] كرمان: بالفتح ثم السكون، وآخره نون، وربّما كسرت والفتح أشهر بالصحة. وهي ولاية مشهورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان. (معجم البلدان 4/ 454) .(26/479)
ثلاثة آلاف في رمضان، فأخذ الدّيلم يذكرون صَمْصام الدولة، فقيل لشرف الدولة: أُقْتُله، فأَمّنَهُ [1] سنة.
وقدِم شَرَف الدولة بغداد، فركب الطائع إليه يهنئّه بالسّلامة، ثم خفي خبر صَمْصَام الدولة، وذلك أنّه حُمل إلى القلعة، ثم نفّذ إليه شَرَف الدولة بفَرّاش ليكحّله [2] فوصل الفرّاش [3] وقد مات شرف الدولة، فكحّله، فالعجب إنفاذ أمر ملك قد مات.
وكان شَرَف الدولة قد ردّ على النّاس أملاكهم، ورفع المصادرة، فبَغَته الموتُ، وإنّما جرى ذلك في سنة تسع وسبعين، ولكن سقناه استطرادا.
__________
[1] في الأصل «فأمنهم» .
[2] ليكحّله: تعبير متداول في العصر الوسيط لفقء العينين.
[3] الفرّاش: هو أبو بكر محمد الفراش، كما يقول الروذراوريّ في (ذيل تجارب الأمم) .(26/480)