[مقتل أبي غانم القرمطي]
ووصل الحسين بن حمدان إلى الرَّحْبَةِ، فلّما أحسّ الكلبيون بالجيش ائتمروا بأبي غانم المذكور، فوثب عليه رجل فقتله، ونهبوا ما معه، وظفرت طلائع ابن كُنْداجيق بالقَرْمَطيّ مقتولًا، فاحتزُّوا رأسه [1] .
[مهاجمة القرامطة الكوفة]
ثمّ إنّ زَكْرَوَيْه بن مهْرَوَيْه جمع جُموعًا، وتَواعَد هو ومن أطاعه، فصبَّحوا الكوفة يوم النَّحْر، فقاتلهم أهلها عامّة النّهار، وانصرفوا إلى القادسيّة، وقد استعدّ لهم أهل الكوفة، وكتب عاملها إسحاق بن عمران إلى الخليفة يستمدّه، فبعث إليه جيشًا كثيفًا، فنزلوا بقرب القادسيّة، وجاءهم زَكروَيْه، فالتقوا في العشرين من ذي الحجّة. وكمَّن زَكروَيْه كمينًا، فلما انتصف النّهار خرج الكمين، فانهزم أصحاب الخليفة أقبح هزيمة، واستباحتهم القرامطة. وكان معهم القاسم بن أحمد داعي زَكروَيْه، فضربوا عليه قُبَّة وَقَالُوا: هَذَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثمّ هجموا الكوفةَ وهم يصيحون: يا ثارات الحسين. وهي كلمة تفرح بها الرّافضة، والقرامطة إنّما يعنون ابن زَكْرَوَيْه. وأظهروا الأعلام البيض ليَسْتَغْوُوا رُعاع الكوفيّين، فخرج إليهم إسحاق بن عِمران في طائفة، فأخرجوهم عن البلد [2] .
[القبض على الخليجيّ]
وفيها زحف فاتك المعتضديّ على الخليجيّ، فانهزم إلى مصر، ودخل
__________
[1] انظر تفاصيل هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 122- 124، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 324، 325، وتاريخ أخبار القرامطة 26- 28، وتاريخ حلب للعظيميّ 275، والمنتظم 6/ 57، والكامل في التاريخ 7/ 541- 543، وكنز الدرر (الدرّة المضيّة) 79- 82، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، ودول الإسلام 1/ 177، ومرآة الجنان 2/ 221، والبداية والنهاية 11/ 100.
[2] انظر تفاصيل هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 124، 1325، وتاريخ أخبار القرامطة 28، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 193، والمنتظم 6/ 57، والكامل في التاريخ 7/ 543، 544، وكنز الدرر (الدرّة المضيّة) 83- 85، والعبر 2/ 94، 95، ومرآة الجنان 2/ 221، والبداية والنهاية 11/ 100.(22/14)
الفُسْطاط، وقُتِل أكثر أصحابه، وانهزم الباقون، واحتوى فاتك على عسكره، فاستتر الخليجيّ عند رجل من أهل الفسطاط، فدلّ عليه، فأُخِذَ في جماعةٍ من أصحابه، وبعث به فاتك إلى بغداد، فوصلها في نصف شَعْبان، فأُدْخِل هو وأصحابه على الجمال فحبسوا [1] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 128، 129، والولاة والقضاة للكندي 280- 282، ولاة مصر 261- 263، والعبر للذهبي 2/ 95، ودول الإسلام 1/ 177، والبداية والنهاية 11/ 100، والنجوم الزاهرة 3/ 154، 155.(22/15)
سنة أربعٍ وتسعين ومائتين
تُوُفي فيها: الحسن بن المُثَنَّى العنبريّ، وأبو عليّ صالح بن محمد جَزَرَة، وعُبَيْد العِجْل، ومحمد بن إسحاق بن راهويه الفقيه، ومحمد بن أيّوب بن الضّريس الرّازيّ، ومحمد بن مُعَاذ دران، ومحمد بن نصر الفقيه المَرْوَزِيّ، وموسى بن هارون الحافظ.
[اعتراض القرامطة قافلة الحاجّ]
وفي المحرّم خرج زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ من بلاد القَطيف يريد قافلة الحاجّ، فجاء إلى واقصة [1] ، ثمّ اعترض قافلة خُراسان، عند عَقَبَة الشّيطان، فحاربوه وترجلُّوا، فقال لهم: أَمَعَكُم من عساكر السلطان أحد؟ قالوا: لا. قال: فامضُوا لشأنكم فلست أريدكم. فساروا، فأوقع بهم، وقتل الرجال، وسبى الحريم، وحاز على القافلة. وكانت نساء القرامطة يُجْهِزْن على الْجَرْحَى، فيقال: قتلوا عشرين ألفًا، وأخذوا ما قيمته ألف ألف دينار [2] .
__________
[1] واقصة: بصاد مهملة، ماء لبني كلب، يسمّى الخوف وواقصة. وهي من عمل المدينة. (معجم ما استعجم 4/ 1365) .
[2] المنتظم 6/ 59، 60 وفيه: «ألفي ألف دينار» ، وانظر: الكامل في التاريخ 7/ 548، 549، والعبر 92/ 96، ودول الإسلام 1/ 178، ومرآة الجنان 2/ 222، والبداية والنهاية 11/ 101 وفيه(22/16)
وجاء الخبر إلى بغداد، فعظُم ذلك على المكتفي والمسلمين، ووقع النَّوْح والبُكاء، وانتُدِب جيشٌ لقتالهم، فساروا، وسار زَكْرَوَيْه- لعنه الله- إلى زُبَالة [1] فنزلها، وكانت قد تأخرّت القافلة الثّالثة، وهي معظم الحجّاج، فسار زَكْرَوَيْه ينتظرها، وكان في القافلة أعيان أصحاب السّلطان، ومعهم الخزائن والأموال، وشَمْسَة [2] الخليفة، فوصلوا إلى فَيْد [3] ، وبلغهم الخبر، فأقاموا ينتظرون عسكر السّلطان، فلم يَرِدْ إليهم أحد، فساروا، فوافاهم الملعون بالهَبِير [4] ، وقاتلهم يومًا إلى الليل، ثم عاودهم الحرب في اليوم الثّاني، فعِطشُوا واستسلموا، فوضع فيهم السّيف، فلم يُفْلِت منهم إلا اليسير، وأخذ الحريم والأموال [5] .
[الحرب بين وصيف والقرمطي]
فندب المكتفي لقتاله وَصيف بن صُوارتكين ومعه الجيوش، فكتب إلى بني شيبان أن يُوَافوه، فجاءوا في ألفَيْن ومائتي فارس، فلقيه وصيفُ يوم السَّبت رابع ربيع الأوّل، فاقتتلوا حتّى حجز بينهم اللّيل، وأصبحوا على القتال، فنصر الله تعالى وصيفًا، وقتل عامّة أصحاب زَكْرَوَيْه، الرّجال والنّساء، وخلّصوا النّساء والأموال وخلُص بعضُ الْجُنْد إلى زَكْرَوَيْه فضربه، وهو مُوَلّي، على قفاه.
ثمّ أسروه، وأسروا خليفته وخواصُه وأقرباءه، وابنه، وكاتبه، وامرأته. وعاش زَكْرَوَيْه خمسة أيّام، ومات في الضّرْبة. فشقُّوا بطنه، وحمل إلى بغداد، فَقُتِل الأسارى وأحرقوا [6] .
__________
[ () ] «ألفي ألف دينار» .
[1] زبالة: بضم أوله. منزل معروف بطريق مكة من الكوفة، وهي قرية عامرة بها أسواق بين واقصة والثعلبية. (معجم البلدان 3/ 129) .
[2] هكذا في الأصل، وتاريخ الطبري. وفي: التنبيه والإشراف 325 «الشمسيّة» .
[3] فيد: بالفتح ثم السكون. بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة. (معجم البلدان 4/ 282) .
[4] الهبير: بفتح أوله وكسر ثانيه، رمل زرود في طريق مكة. (معجم البلدان 5/ 392) .
[5] قال المسعودي: وكان عدّة من قتل في هذه القافلة الأخيرة أكثر من خمسين ألفا. (التنبيه والإشراف 326) .
[6] انظر تفاصيل هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 130- 134، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 325، 326، وتاريخ أخبار القرامطة 28- 36، وهو باختصار في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 194، وبالتفصيل،(22/17)
وقيل: إنّ الّذي جرح زَكْرَوَيْه وصيفٌ نفسه. وتمزّق أصحابه في البرّيّة، وهلكوا عَطَشًا [1] ، وللَّه الحمد.
__________
[ () ] ص 197- 201، وباختصار في: تاريخ حلب للعظيميّ 276، وهو في: المنتظم لابن الجوزي 6/ 60، والكامل في التاريخ 7/ 548- 551، وكنز الدرر (الدرّة المضيّة) 85- 89، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، 249، والعبر للذهبي 2/ 96، 97، ودول الإسلام 1/ 178، ومرآة الجنان 2/ 222، والبداية والنهاية 11/ 101، وتاريخ ابن خلدون 4/ 87، 788 والنجوم الزاهرة 3/ 160.
[1] النجوم الزاهرة 3/ 161.(22/18)
سنة خمسٍ وتسعين ومائتين
تُوُفي فيها: أبو الحسين النّوريّ شيخ الصّوفية أحمد بن محمد، وإبراهيم بن أبي طالب الحافظ، وإبراهيم بن معقل قاضي نسف، والحسن بن عليّ المعمريّ، والحكم بن مَعْبَد الخُزاعيّ، وأبو شُعَيْب الحرّانيّ، والمكتفي باللَّه ابن المعتضد، وأبو جعفر محمد بن أحمد التِّرْمِذِيّ الفقيه.
[الفِداء بين المسلمين والروم]
وفيها كان الفداء بين المسلمين والرُّوم. فكان عدّة من فُودِيَ ثلاثة آلاف نفْس [1] .
[خروج خاقان المفلحي لحرب ابن أبي الساج]
وبعث المكتفي لحرب يوسف بن أبي السّاج خاقانَ المفلحيّ في أربعة آلاف مقاتل [2] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 138 وفيه: «وكانت عدّة من فودي به من الرجال والنساء ثلاثمائة آلاف نفس» ! وهو وهم، والصحيح «ثلاثة آلاف» . وتاريخ حلب للعظيميّ 276، والمنتظم 6/ 66، والكامل في التاريخ 8/ 13، والبداية والنهاية 11/ 103، والنجوم الزاهرة 3/ 162.
[2] انظر هذا الخبر في:(22/19)
[وفاة الخليفة المكتفي]
ومات المكتفي باللَّه في ذي القِعْدَة، فبُويع أخوه جعفر المقتدر وهو صبيّ، وأُمُّه روميّة، وقيل: تُرْكية، أخوها غريب المعروف بغريب الخال [1] . أدركت خلافته، وَسُمِّيَتِ السّيّدة [2] .
وُلِد جعفر في رمضان سنة اثنتين وثمانين، وكان معتدل القامة جميلًا، أبيض بحُمْرة، مدوَّر الوجّه، مليحًا [3] . ولمّا اشتدّت علّة المكتفي سأل عنه، فصحّ عنده أنّه بالِغٌ، فأُحضِر في يوم الجمعة لإحدى عشرةٍ من ذي القَعدة القضاةُ، وأشهدهم أنّه جعل العهدَ إليه [4] .
وتُوُفّي المكتفي ليلة الأحد، لاثنتي عشرة من ذي القعدة [5] .
[خلافة المقتدر]
ولم يل الخلافةَ قبل المقتدر أصغر منه، فإنّه وَلِيَها وله ثلاث عشرة سنة وأربعون يوما [6] . واستوزر وزير أخيه العباس بن الحسن [7] ، ولم يكن مؤنس
__________
[ () ] تاريخ الطبري 10/ 138، وتاريخ حلب للعظيميّ 276، والنجوم الزاهرة 3/ 162.
[1] في الأصل «الحال» والتصويب من: تجارب الأمم 1/ 6، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 210، والوزراء للصابي 28.
[2] المنتظم 6/ 67.
[3] المنتظم 6/ 67.
[4] مروج الذهب 4/ 291، المنتظم 6/ 67.
[5] تاريخ الطبري 10/ 138، المنتظم 6/ 67 وفيه: «سحرة يوم الأحد لأربع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة» .
[6] في تاريخ الطبري 10/ 139 «هو يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة وشهر وأحد وعشرين يوما» . وفي:
التنبيه والإشراف قال المسعودي (ص 328) : «ولم يل أحد قبله من الخلفاء وملوك الإسلام في مثل سنّه، لأن الأمر أفضى إليه وله ثلاث عشرة سنة وشهران وثلاثة أيام» .
وقال ابن الكازروني في «مختصر التاريخ» ص 172: «ولم يل الخلافة أصغر سنّا منه ولم يكن بالغا، وعمل الصولي كتابا في جواز ولايته، واستدلّ بأنّ الله تعالى بعث يحيى بن زكريا- عليهما السلام- نبيّا ولم يكن بالغا، وذكر من استعمله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو غير بالغ» . خلاصة الذهب المسبوك للإربلي ص 239، ونقل الديار بكري قول المؤلّف الذهبي، في «تاريخ الخميس» 2/ 385.
[7] التنبيه والإشراف للمسعوديّ 329، مروج الذهب 4/ 293، الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن(22/20)
الخادم حاضرًا، لأن المعتضد كان قد أخرجه إلى مكّة مُكْرَهًا، وكان يبغضه.
فاستدعاه المقتدر ورفع منزلته. ومات صافي بعد بيعة المقتدر، فاختصّ مؤنس بالأمور كلّها.
[بيت المال]
وكان في بيت المال يوم بُويع المقتدر خمسة عشر ألف ألف دينار [1] أموال المعتضد، وزاد المكتفي أمثالها [2] .
__________
[ () ] العمراني 153، مختصر التاريخ لابن الكازروني 175.
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 139، والمنتظم 6/ 67، والبداية والنهاية 11/ 105 وفيه زيادة: «وفي بيت مال العامّة ستمائة ألف دينار ونيّف، وكانت الجواهر الثمينة في الحواصل من لدن بني أميّة وأيام بني العباس، قد تناهى جمعها، فما زال يفرّقها في حظاياه وأصحابه حتى أنفدها، وهذا حال الصبيان وسفهاء الولاة» ، وتاريخ ابن خلدون 3/ 358.
[2] النجوم الزاهرة 3/ 162، 163.(22/21)
سنة ستٍّ وتسعين ومائتين
تُوُفي فيها: أحمد بن حمّاد التُّجَيْبيّ أخو زُغْبَة، وأحمد بن نَجْده الهَرويّ، وأحمد بن يحيى الحُلْوانيّ، وخَلَف بن عَمْرو العُكْبُريّ، وعبد الله بن المُعْتَزّ، وأبو حُصَيْن الوادعيّ محمد بن الحسين، ومَعْمَر بن محمد أبو شِهاب البلْخيّ، ويوسف بن موسى القطّان الصّغير.
[موت محمد بن المعتضد]
قال محمد بن يوسف القاضي: لمّا تمّ أمر المقتدر استصباه الوزير، وكثر خَوْضُ النّاس في صِغَره، فعمِل العبّاس على خلْعه بمحمد بن المعتضد. ثمّ اجتمع محمد بن المعتضد وصاحب الّشرطة في مجلس العبّاس يومًا، فتنازعا، فأربى عليه صاحب الشّرطة في الكلام ولم يدرِ ما قد رُشّح له، ولم يتمكن محمد من الانتصاف منه، فاغتاظ غيظًا عظيمًا كظمه، فَفُلِج في المجلس، فاستدعى العّباس عماريّة فحمله فيها، فلم يلبث أن مات [1] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
العيون والحدائق لمؤرّخ مجهول ج 4 ق 1/ 207، 208، وتجارب الأمم لمسكويه 1/ 4، والكامل في التاريخ 8/ 11.(22/22)
[خلع المقتدر وتولية ابن المعتز]
ثمّ اتفق جماعة على خلع المقتدر وتولية عبد الله بن المعتزّ، فأجابهم بشرط أن لا يكون فيها دم. فأجابوه، وكان رأسهم محمد بنُ داود بن الجرّاح، وأبو المُثَنَّى أحمد بن يعقوب القاضي، والحسين بن حَمْدان، واتّفقوا على قتْل المقتدر، ووزيره العبّاس، وفاتك [1] .
فلمّا كان يوم العشرين من ربيع الأوّل ركب الحسين بن حمدان والقُوّاد والوزير، فشدّ ابن حمدان على الوزير فقتله، فأنكر عليه فاتك، فعطف على فاتك فقتله [2] ، ثمّ شدّ على المقتدر- وكان يلعب بالصَّوالجة [3]- فسمع الهَيْعَة، فدخل وأُغلقت الأبواب، فعاد ابن حمدان إلى المُخَرَّم، فنزل بدار سليمان بن وهْب، وأرسل إلى ابن المعتزّ فأتاه، وحضر القُوّاد والقُضاة والأعيان، سوى خواصّ المقتدر، وأبي الحسين بن الفُرات، فبايعوه بالخلافة، ولقّبوه بالغالب للَّه [4] .
__________
[1] وفيات الأعيان 3/ 426.
[2] مروج الذهب 4/ 293، تجارب الأمم لمسكويه 1/ 5، العيون والحدائق ج 4/ ق 1/ 209، المنتظم 6/ 80، 81، الكامل في التاريخ 8/ 14، تاريخ الخميس 2/ 386.
[3] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 153، المنتظم 6/ 81، الكامل في التاريخ 8/ 14، 15 وفيه: «يلعب هناك بالبكرة» ، نهاية الأرب 23/ 27، والعبر 2/ 104، دول الإسلام 1/ 179، مرآة الجنان 2/ 225، تاريخ ابن خلدون 3/ 359، تاريخ الخميس 2/ 386، النجوم الزاهرة 3/ 165، تاريخ الخلفاء 378.
[4] في تاريخ الطبري 10/ 140: ولقّبوه «الراضي باللَّه» ، وفي: تجارب الأمم لمسكويه 1/ 5 ولقّب «المرتضى باللَّه» ، وفي العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 210 «المرتضى» ، وواضح أن المؤلّف الذهبي- رحمه الله- ينقل هذا الخبر عن: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 209، 210، وفي تاريخ حلب للعظيميّ 277 «الراضي» . وفي الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 154 «المنتصف باللَّه» . والمنتظم 6/ 81 وفيه: لقّب بالمرتضى باللَّه، وقال الصولي: «المنتصف باللَّه» . وفي تاريخ ابن الوردي 1/ 249 «الراضي باللَّه» ، العبر 2/ 104، دول الإسلام 1/ 179، 180، البداية والنهاية 11/ 107 وفيه: لقّب بالمرتضى، تاريخ الخميس 2/ 386 «الغالب باللَّه» ، مآثر الإنافة 1/ 276 «الراضي» .
وذكر ابن تغري بردي عدّة ألقاب في «النجوم الزاهرة 3/ 165» فقال: لقّبوه بالمنصف باللَّه، وقيل: بالغالب باللَّه، وقيل: بالراضي باللَّه، وقيل: بالمرتضى، وفي: تاريخ الخلفاء للسيوطي 378 «الغالب باللَّه» وهو ينقل عن المؤلّف الذهبي. ووفيات الأعيان 3/ 426 وفيه «الراضي باللَّه» .(22/23)
وقيل غير ذلك.
[وزارة ابن الجراح]
واستوزر محمد بن داود بن الجرّاح، وجعل يُمْنَ الخادم حاجِبَه، فغضب سَوْسَن الخادم [1] ، وعاد إلى دار المقتدر، ونفذت الكُتُب بخلافة ابن المعتزّ وتمّ أمره ليلة الأحد [2] .
[مقتل العبّاس الوزير]
قال الصُّوليّ: كان العبّاس الوزير قد دبّر خلْع المقتدر مع الحسين بن حمدان، ومبايعة ابن المعتزّ، ووافَقَهُما وصيف، فبلغ المقتدر، فأصلح حال العبّاس، ودفع إليه أموالًا أرضَتْه، فرجع عن رأيه، فعلم ابن حمدان، فقتله لذلك.
[قول الطبري في خلافة ابن المعتز]
وقال المُعَافي بن زكريّا الجريريّ: حُدِّثت أنّ المقتدر لما خُلِع وبويع ابن المعتزّ، دخلوا على شيخنا محمد بن جرير، فقال: ما الخبر؟
قيل: بويع ابن المعتزّ.
فقال: فمن رُشِّح للوزارة؟
قيل: محمد بن داود.
قال: فمن ذُكر للقضاء؟
قيل: الحسن بن المُثَنَّى.
فأطرق ثمّ قال: هذا أمرٌ لا يتمّ.
قيل له: وكيف؟ قال: كلّ واحدٍ ممّن سمّيتم متقدّم في معناه على الرّتبة،
__________
[1] كان خادما لأبي عبد الله بن الجصّاص. (تجارب الأمم 1/ 8) ولهذا يقال له: «سوسن الجصّاصي» (الوزراء للصابي 101) .
[2] الخبر باختصار في:
تاريخ الطبري 10/ 140، وبالتفصيل في: تجارب الأمم لمسكويه 1/ 5، 6، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 210، وانظر: الوزراء للصابي 29، والنجوم الزاهرة 3/ 165، وتاريخ الخلفاء 378.(22/24)
والزّمان مُدْبِرٌ، والدُّنيا مُوَلِّيَة [1] ، وما أرى هذا إلّا إلى اضْمحلال، وما أرى لمدّته طُول [2] .
[مهاجمة ابن حمدان دار الخلافة]
وبعث ابن المعتزّ إلى المقتدر يأمره بالانصراف إلى دار محمد بن طاهر، لكي ينتقل ابن المعتزّ إلى دار الخلافة، فأجاب، ولم يكن بقي معه غير مؤنس الخادم، وغريب خاله، وجماعة من الخَدَم. فباكر الحسين بن حمدان دارَ الخلافة فقاتلها [3] ، فاجتمع الخَدَم، فدفعوه عنها بعد أن حمل ما قدر عليه من المال، وسار إلى المَوْصل، ثمّ قال الّذين عند المقتدر: يا قوم نسلِّم هذا الأمر ولا نجرّب [4] نفوسنا في دفع ما نزل بنا؟ فنزلوا في الشذاءات [5] ، وألبسوا جماعة منهم السّلاح، وقصدوا المُخَرَّم، وبه ابن المعتزّ، فلمّا رآهم من حول ابن المعتزّ أوقع الله في قلوبهم الرُّعب، فانصرفوا منهزمين بلا حرب [6] .
وخرج ابن المعتز فركب فرسًا، ومعه وزيره ابن داود، وحاجبه يُمْن، وقد شَهَر سَيفَه وهو ينادي: معاشر العامة، ادْعُوا لخليفتكم. وأشاروا إلى الجيش أن يتبعوهم ألى سامرّاء، ليثبّت أمرهم، فلم يتبعهم أحد من الجيش، فنزل ابن المعتزّ عن دابّته ودخل دارَ ابنِ الْجَصّاص [7] ، واختفى الوزير ابن داود،
__________
[1] حتى هنا ينقل ابن تغري بردي في: النجوم الزاهرة 3/ 165 عن المؤلّف هنا.
[2] تاريخ الخلفاء 379.
[3] الخبر باختصار في:
تاريخ الطبري 10/ 140، وبالتفصيل في: الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 155، والمنتظم 6/ 81، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 155، ووفيات الأعيان 3/ 426، ودول الإسلام 1/ 180، والبداية والنهاية 11/ 107، وتاريخ ابن خلدون 3/ 359، وتاريخ الخميس 2/ 386.
[4] في المنتظم 6/ 81 «لولا نتجرد» ، والمثبت عن: الأصل، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 379.
[5] في الأصل: «الشذا» ، والتحرير من: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 211، وهي: «الشذوات» أي المراكب. (وفيات الأعيان 3/ 426) .
[6] الخبر في:
تجارب الأمم 1/ 6، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 211، والكامل في التاريخ 8/ 15، 16، ونهاية الأرب 23/ 28، ووفيات الأعيان 3/ 426.
[7] المنتظم 6/ 81، البداية والنهاية 11/ 107، تاريخ الخلفاء 379.(22/25)
وأبو المُثَنَّى القاضي، ونُهِبَت دُورُهما، ووقع النَّهْب والقتْل في بغداد، واختفى علّي بن عيسى بن داود، ومحمد بن عَبْدُون في دار بقّالٍ، فَبَدَرَتْهُما العامّة، فأخرجوهما إلى حضرة المقتدر [1] .
[عودة المقتدر إلى الخلافة]
وقبض المقتدر على وصيف، وعلى يُمْن الخادم، وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبي المُثَنَّى القاضي، وأبي المُثَنَّى أحمد بن يعقوب، ومحمد بن خَلَف القاضي، والفقهاء والأمراء الذين خلعوه، وسُلِّموا إلى مؤنس الخادم فقتلهم، إلا عليّ بن عيسى، وابن عَبْدُون، والقاضيَيْن أبا عمر، ومحمد بن خَلَف، فإنهم سَلِمُوا من القتْل، وكان قَتْلُ الباقين في وسط ربيع الآخر [2] .
[وزارة ابن الفرات]
واستقام الأمر للمقتدر، فاستوزر أبا الحسن عليّ بن محمد بن الفُرات [3] .
[حبْس ابن المعتزّ]
ثمّ بعث جماعة فكبسوا دار ابن الجصّاص، وأخذوا ابن المعتزّ،
__________
[1] الخبر باختصار في:
تاريخ الطبري 10/ 140، 141، وهو بالتفصيل في: تجارب الأمم 1/ 6، 7، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 211، 212، والكامل في التاريخ 8/ 16، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 155، والعبر 2/ 104، 105، ودول الإسلام 1/ 180، ومرآة الجنان 2/ 225، 226، وتاريخ ابن خلدون 3/ 359.
[2] الخبر باختصار في:
تاريخ الطبري 10/ 141، وهو في: تجارب الأمم لمسكويه 1/ 7، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 213، والوزراء للصابي 29 و 32، والمنتظم 6/ 81، 82.
[3] التنبيه والإشراف للمسعوديّ 329، تجارب الأمم 1/ 8، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 213، الوزراء للصابي 28، الإنباء في تاريخ الخلفاء 156، المنتظم 6/ 81، الكامل في التاريخ 8/ 17، ووفيات الأعيان 3/ 427، نهاية الأرب 23/ 30، مرآة الجنان 2/ 226، تاريخ ابن خلدون 3/ 360، تاريخ الخميس 2/ 386، النجوم الزاهرة 3/ 165، تاريخ الخلفاء 379.(22/26)
وابنَ الجصّاص، فصُودر ابنُ الجصّاص، وحُبس ابن المعتزّ، ثمّ أُخْرِج فيما بعد ميتًا [1] .
[الأمر بعدم استخدام اليهود والنصارى]
وفيها أمر المقتدر بأن لا تُسْتَخْدَم اليهود وَالنَّصَارَى، وأن يركبوا بالأُكُف [2] .
[تفويض المقتدر الأمر لابن الفرات]
وسار ابن الفُرَات أحسن سيرة، وكشف المظالم، وحضَّ المقتدر على العدل، ففوَّض إليه الأمور لصغره، واشتغل بالأمر، واطّرح النّدماء والمغنّين، وعاشر النّساء، وغلب أمر الحُرَم والخَدَم على الدّولة، وأتلف الخزائن [3] .
[تقليد المقتدر لابن حمدان قمّ وقاشان]
ثمّ إنّ الحسين بن حمدان قدِم بغداد، لأنَّ المقتدر كتب إلى أخيه أبي الهَيْجاء عبد الله بن حمدان في قصْد أخيه، وبعث إليه جيشًا. فالتقى الأَخَوان، فانهزم أبو الهيجاء، فسار أخوهما إبراهيم ألى بغداد، فأصلح أمر الحسين. فكتب له المقتدر أمانًا، فقدِم في جُمَادَى الآخرة، فَقُلِّدَ قُمّ، وقاشان، فسار إليهما مسرعا [4] .
__________
[1] تجارب الأمم 1/ 8، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 214، الإنباء في تاريخ الخلفاء 156، المنتظم 6/ 82، الكامل في التاريخ 8/ 18، ووفيات الأعيان 3/ 426، والمختصر في أخبار البشر 2/ 62، وتاريخ الزمان لابن العبري 50، والعبر 2/ 105، والبداية والنهاية 11/ 107، وتاريخ ابن خلدون 3/ 359، وتاريخ الخميس 2/ 386.
[2] في تجارب الأمم 1/ 7 «الأكاف» ، والمثبت عن الأصل وتاريخ الخلفاء 379، والخبر في:
المنتظم لابن الجوزي 6/ 82 وفيه: «وأن تكون ركبهم خشبا» ، ونهاية الأرب 23/ 32 «أن يكون ركبهم خشنا» ، والبداية والنهاية 11/ 108، والنجوم الزاهرة 3/ 165.
[3] الخبر بتقديم وتأخير في:
تجارب الأمم 1/ 13، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 215، وانظر: الوزراء للصابي 28.
[4] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 141، وتجارب الأمم 1/ 14، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 216، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 155، والعبر 2/ 105، ودول الإسلام 1/ 180، مرآة الجنان 2/ 226.(22/27)
[وقوع الثلج ببغداد]
وفي كانون وقع ببغداد ثلج كثير، وأقام أيامًا حتى ذاب [1]
[هرب زيادة الله بن الأغلب من إفريقية إلى مصر]
وفيها قدم زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب أمير أفريقية إلى الجيزة، هاربًا من المغرب من أبي عبد الله الّداعي. وكانت بين زيادة الله وبين جُنْد مصر هَوْشة، ومنعوه من الدّخول إلى الفسطاط. ثمّ أذنوا له، فدخل مصر وتوجّه إلى العراق [2]
[خروج المهدي عبيد الله من السجن وإظهار أمره]
وفيها انصرف أبو عبد الله الدّاعي إلى سِجِلْماسَة، وافتتحها [3] ، وأخرج من الحبس المهديّ عُبَيْد الله ووَلَده من حبس اليسع [4] . وأظهر أمره، وأعلم أصحابه أنّه صاحب دعوته، وسلم عليه بالإمامة. وذلك في سابع ذي الحجّة سنة ستِّ.
فأقام بسِجِلْماسَةَ أربعين يومًا، ثم قصد إفريقيّة [5] ، وأظهر التّواضع والخشوع، والإنعام والعدل، والإحسان إلى النّاس، فانحرف النّاس إليه، ولم يجعل لأبي عبد الله كلامًا [6] . فلامه أبو العبّاس، وعرّفه سابقةَ أبي عبد الله.
[تخلُّص المهديّ من أبي عبد الله الشيعيّ وأخيه]
ثمّ أراد أبو عبد الله استدراك ما فات، فقال على سبيل التنصّح للمهديّ:
__________
[1] الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 141، وتاريخ حلب للعظيميّ 277، والبداية والنهاية 11/ 107.
[2] انظر: الكامل في التاريخ 8/ 20- 22 و 40 وما بعدها، والمختصر في أخبار البشر 2/ 63، والعبر 2/ 105، ودول الإسلام 1/ 180، ومآثر الإنافة 1/ 274، وتاريخ الخلفاء 379.
[3] انظر إشارة لهذا الخبر في:
العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 220، وهو في: تاريخ ابن خلدون 3/ 364، والنجوم الزاهرة 3/ 166، ورسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان 153 و 236.
[4] هو: اليسع بن مدرار.
[5] رسالة افتتاح الدعوة 241.
[6] الرسالة 248.(22/28)
أنا أخبر منك بهؤلاء، فاترك مباشرتهم إلي، فإنه أمكن لجبروتك، وأعظم لك.
فتوحَّش من كلامه، وساء به ظنّه، فحبّب أبو العبّاس نفوس جماعة من الأعيان، وشكَّكهم في المهديّ، حتى جاهره مقدّمهم بذلك فقتله، وتأكدت الوحشة بين المهدي وبين الأَخَوَيْن، وجماعة من كُتَامة، وقصدوا إهلاك المهديّ، فتلطّف حتى فرّقهم في الأعمال، ورتب من يقتل الأَخَوَيْن، فعسكرا بمن معهما وخرجا، فَقُتِلا سنة ثمان وتسعين، وقتل معهما خلق [1] .
__________
[1] انظر: الكامل في التاريخ 8/ 47- 50، ورسالة افتتاح الدعوة 267، وصلة عريب 28 وما بعدها، والعبر 2/ 37، والمواعظ والاعتبار 1/ 351 و 2/ 11، واتعاظ الحنفا 1/ 68، والبيان المغرب 1/ 298.(22/29)
سنة سبْعٍ وتسعين ومائتين
تُوُفي فيها: إبراهيم بن هاشم البَغَويّ، وإسماعيل بن محمد بن قيراط، وعبد الرحمن بن القاسم الرّاوي الهاشمي، وعُبَيْد بن غنام، ومحمد بن عبد الله مُطَيَّن، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، ومحمد بن داود الظّاهريّ، ويوسف بن يعقوب القاضي.
[دخول ابني ابن الليث بغدادَ أسيرين]
وفيها دخل طاهر ويعقوب ابنا محمد بن عَمْرو بن الليث الصّفّار بغدادَ أسيرَيْن [1]
[بناء المهديّة بالمغرب]
وفيها وصل الخبر إلى العراق بظهور عُبيد الله المسمَّى بالمهديّ، وأخرج ابنَ الأغلب وبَنى المَهْدِيّة. وخرجت المغرب عن أمر بني العبّاس من هذا التاريخ [2] .
__________
[1] انظر في: تاريخ الطبري 10/ 143 ما يتعلّق بإرسال طاهر بن محمد إلى السلطان أسيرا، فقط.
والخبر في: تجارب الأمم لمسكويه 1/ 16، وتاريخ حلب للعظيميّ 277، والكامل في التاريخ 8/ 54 (في حوادث سنة 296 هـ.) ، وتاريخ ابن خلدون 3/ 365، والنجوم الزاهرة 3/ 168.
[2] انظر نحو هذا الخبر في:(22/30)
[إقامة ابن الأغلب بالرّقّة]
وهرب ابن الأغلب وقصد العراق، فكتب إليه أن يصير إلى الرَّقَّةِ ويقيم بها [1] .
[وفاة النوشَريّ وابن بسطام]
وتُوُفي نائبه عيسى النوشَريّ، وعاملُ خَرَاجها أحمد بن محمد بن بِسْطام، فقلّد تكين أبو منصور الخاصّة مصر، فوصلها في ذي الحجّة [2] ، واستعمل على الخراج عليّ بن أحمد بن بسطام [3] .
__________
[ () ] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 230، تاريخ حلب للعظيميّ 277، والبيان المغرب لابن عذاري 1/ 150، والنجوم الزاهرة 3/ 168، وتاريخ ابن خلدون 3/ 364، 365.
[1] نهاية الأرب 24/ 152، تاريخ ابن الوردي 1/ 250.
[2] ولاة مصر للكندي 293، 294، والولاة والقضاة، له 267، 268، والكامل في التاريخ 8/ 58، 59، نهاية الأرب 23/ 32، المواعظ والاعتبار 1/ 328، النجوم الزاهرة 3/ 171 و 3/ 195، حسن المحاضرة 2/ 13، مآثر الإنافة 1/ 280، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 175.
[3] وصرف ابن بسطام عن الخراج سنة 300 هـ. (العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 244) .(22/31)
[سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين]
فيها تُوُفي: أبو العبّاس أحمد بن محمد بن مسروق، وبُهْلُول بن إسحاق الأنباريّ، والْجُنَيْد شيّخ الطائفة، والحَسَن بن عَلُّويَة القطّان، وأبو عثمان الحِبَرِيّ الزّاهد سعد بن إسماعيل، وسمنون المُحِب، ومحمد بن عليّ بن طرْخان البلْخيّ الحافظ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزِيّ، ومحمد بن طاهر الأمير، ويوسف بن عاصم.
[إصابة القاضي ابن أبي الشوارب بالفالج]
وفيها فُلِجَ القاضي عبد الله بن عليّ بن أبي الشوارب، وكان على قضاء الجانب الشرقيّ، فأُسْكِت من الفالج، فاستخلف ابنه محمدا [1] ، وبقي إلى سنة إحدى وثلاثمائة.
__________
[1] في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 231 «الأحنف» ، والخبر فيه، وفي الصلة للقرطبي 35، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 97، 98، والبداية والنهاية 11/ 112، والنجوم الزاهرة 3/ 174.(22/32)
[ولاية ابن حمدان ديار بكر وربيعة]
وفيها قدِم الحسين بن حمدان من قُمّ، فولّاه المقتدر ديار بكر، وربيعة [1] .
[وفاة ابن عمرو ابن عمرويه]
وفيها تُوُفي محمد بن عَمْرَوَيْه صاحب الشرطة، تُوُفّي بآمد، وحُمِل إلى بغداد.
[وفاة صافي الحرمي]
وفيها توفّي صافي الحرميّ [2] ، فقلّد مكانه مؤنس الخادم.
[استتار الخاقاني]
وفيها استتر أبو عليّ محمد بن عُبَيْد الله الخاقانيّ، لوصول رُقْعة له إلى المقتدر يطلب فيها الوزارة، فبعث بها إلى ابن الفرات. فاتّهم ابن الفُرات عبد الله بن الحسن بن زوزان بأنّه يسعى لأبي عليّ في الوزارة، فنفاه إلى الرَّقَّةِ.
[هبوب الريح بالموصل]
وفيها أُخِذَ من بغداد أربعةٌ، ذُكِرَ أنهم من أصحاب محمد بن بِشْر، وأنّه يدَّعي الرُّبُوبيّة [3] .
وهبّت بحديثة الموصل ريحٌ حارّة، فمات من حَرِّها جماعة [4] .
[قتل المهديّ للداعيين الشيعيين]
وفيها كانت وقعة بين أبي محمد عُبَيْد الله المهديّ وبين داعيه أبي
__________
[1] العبر 2/ 109، دول الإسلام 1/ 181.
[2] سيأتي في التراجم، برقم (221) .
[3] الخبر في: المنتظم 6/ 98: «وفي شعبان أخذ رجلان من باب محوّل يقال لأحدهما أبو كثيرة والآخر يعرف بالشمري فذكرا أنهما أصحاب رجل يعرف بمحمد بن بشر يدّعي الربوبية» .
وانظر: الكامل في التاريخ 8/ 62، والبداية والنهاية 11/ 112.
[4] الخبر في:
تاريخ حلب للعظيميّ 278، والمنتظم 6/ 98، والكامل في التاريخ 8/ 62، والبداية والنهاية 11/ 112.(22/33)
عبد الله، وأبي العبّاس بإفريقّية في جُمَادى الآخرة، فَقُتِل الدّاعيّان وجُنْدهما، فخالف على المهديّ أهلُ طرابُلُس، فجهَّز إليهم ابنه أبا القاسم القائم، فأخذها عنوة في سنة ثلاثمائة، وتمهّدت له المغرب [1] .
__________
[1] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 243 و 252، البيان المغرب 1/ 166، المختصر في أخبار البشر 2/ 66، نهاية الأرب 24/ 154، العبر 2/ 109، 110، دول الإسلام 1/ 181، والنجوم الزاهرة 3/ 174.(22/34)
سنة تسعٍ وتسعين ومائتين
فيها تُوُفي: أحمد بن أنس بن مالك الدِّمشقيّ، وأبو عَمْرو الخفاف الزّاهد أحمد بن نصر الحافظ، والحسين بن عبد الله الخرقيّ الفقيه والد مصنّف الخِرَقيّ، وعليّ بن سعيد بن بشير الرّازيّ، ومحمد بن يزيد بن عبد الصّمد، وجُمشاد الدَّينَورِيّ الزاهد.
[القبض على الوزير ابن الفرات]
وفيها قبض المقتدر على وزيره أبي الحسن بن الفُرات، ونُهِبَتْ دُورُه، وهُتِك حُرَمُه [1] .
وقيل: إنه ادُّعي عليه أنّه كاتَبَ الأعراب أن يكبسوا بغداد. ونهبت بعض بغداد عند قبضه.
__________
[1] الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 145، وتجارب الأمم 1/ 20، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 235، وتاريخ حلب للعظيميّ 278، والمنتظم 6/ 109، والكامل في التاريخ 8/ 63، والمختصر في أخبار البشر 2/ 766 ونهاية الأرب 23/ 34، وتاريخ ابن الوردي 1/ 253، والعبر 2/ 112، ودول الإسلام 1/ 182، والبداية والنهاية 11 ج 116، وتاريخ ابن خلدون 3/ 366، والنجوم الزاهرة 3/ 177.(22/35)
[وزارة ابن خاقان]
واستوزر أبا عليّ محمد بن عُبَيْد الله بن يحيى بن خاقان [1] .
[ورود هدايا مصر على المقتدر]
وفيها وردت هدايا مصر، فيها خمسمائة ألف دينار، وضلع إنسان عرض شبْر، في طول أربعة عشر شِبْرًا، وتَيْس له ضرْع يحلب لبنًا [2] .
[ورود هدايا أمير خُراسان]
ووردت هدايا أحمد بن إسماعيل بن أحمد أمير خُراسان، فيها جواهر ويواقيت لا تُقَوَّم [3]
[ورود هدايا ابن أبي السّاج]
ووردت هدايا يوسف بن أبي السّاج، فكانت خمسمائة رأس من الخيل والبغال، وثمانون ألف دينار، وبساط روميّ طولُه سبعون ذراعًا، في عرض ستّين ذراعًا، نُسِجَ في عشر سنين، وغير ذلك [4] .
[الدعوة للمهديّ بالخلافة]
وفيها سار المسمّى بالمهديّ إلى المهديّة بالمغرب، وَدُعِيَ له بالخلافة برَقّادة والقيروان وتلك النواحي، وعظم مُلْكُه [5] ، والله أعلم.
__________
[1] تاريخ الطبري 10/ 145، تجارب الأمم 1/ 20، 21، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 235، 236، تاريخ حلب للعظيميّ 278، المنتظم 6/ 109، الكامل في التاريخ 8/ 63، المختصر في أخبار البشر 2/ 66، تاريخ ابن الوردي 1/ 253، والبداية والنهاية 11/ 116، وتاريخ ابن خلدون 3/ 366، والنجوم الزاهرة 3/ 177.
[2] الخبر في: المنتظم 6/ 109 ونقله النويري في نهاية الأرب 23/ 36، والبداية والنهاية 11/ 116.
[3] الصلة للقرطبي 35، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 232، 233 (في حوادث 298 هـ.) ، المنتظم 6/ 98 (حوادث 298 هـ.) و 110 (حوادث 299 هـ.) ، والبداية والنهاية 11/ 112 و 116.
[4] الخبر في: المنتظم 6/ 110، وعنه ينقل النويري في نهاية الأرب 23/ 36.
[5] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 251 (حوادث سنة 300 هـ.) ، النجوم الزاهرة 3/ 177.(22/36)
سنة ثلاثمائة
وفيها تُوُفي: أبو العبّاس أحمد بن محمد البراثيّ، وأبو أُمية أحْوَص بن المفضَّل الغَلابي، والحسين بن عمر بن أبي الأَحْوَص، وعليّ بن سعيد العسْكريّ الحافظ، وعبد الله بن عبد الله بن طاهر الأمير، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأمويّ صاحب الأندلس، وعليّ بن طَيْفُور النَّسَويّ، ومحمد بن أحمد بن جعفر أبو العلاء الوَكِيعيّ، ومسدَّد بن قَطَن، ومحمد بن الحَسَن بن سَمَاعَة.
[مقتل الحسيني بأعمال دمشق]
وفيها ظهر محمد بن جعفر بن عليّ الحسينيّ بأعمال دمشق، فخرج إليه أميرها أحمد بن كَيْغَلَغ، فقُتل محمد في المعركة [1] .
[الوباء بالعراق]
وفيها كان وباء شديد بالعراق، وأهلك الخلق [2] .
__________
[1] الخبر في: النجوم الزاهرة 3/ 180.
[2] البداية والنهاية 11/ 118، النجوم الزاهرة 3/ 180.(22/37)
[سَيْح جبل بالديّنور]
وساح جبل بالدينَوَر في الأرض، وخرج من تحته ماء كثير غَرّق القرى [1] .
[مصادرة ابن الفرات وأصحابه]
وفيها تُتُبِّع أصحاب أبي الحَسَن بن الفُرات وصُودروا، وأُخْرِبت ديارُهم، وضُربوا، وعُذِّب ابن الفُرات حتى كاد يتلف، ثمّ رَفَقُوا به بعد أن أُخِذت أمواله [2] .
[وزارة عليّ بن عيسى]
ثمّ عزل الخاقاني عن الوزارة [3] ، ورُشّح لها عليّ بن عيسى [4] .
[ولادة بغلة]
ويقال وُلِدت فيها بغلة [5] ، فسبحان القادر على كلّ شيء.
__________
[1] المنتظم 6/ 115، نهاية الأرب 23/ 38، البداية والنهاية 11/ 118، النجوم الزاهرة 3/ 180، تاريخ الخلفاء 380.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 247، النجوم الزاهرة 3/ 179.
[3] تجارب الأمم 1/ 26، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 249، نهاية الأرب 23/ 37، النجوم الزاهرة 3/ 180.
[4] الكامل في التاريخ 8/ 68، النجوم الزاهرة 3/ 180.
[5] الخبر في المنتظم 6/ 115: «ورد كتاب من صاحب البريد يذكر أن بغلة وضعت فلوة» ، وفي:
تاريخ الزمان لابن العبري 51: «ولدت في بلاد الهند بغلة شاهد الكثيرون جحشها» .(22/38)
تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ
- حَرْفُ الألف-
1- أحمد بن إبراهيم بن عُبَيْد الله بن كَيْسان الثقفيّ المَدِينيّ [1] .
شادَوَيْه.
عن: إسماعيل بن عمرو البجلي.
وعنه: الطبراني.
قال أبو الشّيخ: ليس بالقويّ.
تُوُفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
2- أحمد بن إبراهيم بن الحَكَم.
أبو دُجَانة القرافيّ، مولاهم. والقرافة بطن من المَعَافر، نزلوا بظاهر مصر.
يروي عن: عيسى بن حمّاد، وحَرْمَلَة، وغيرهما.
تُوُفي سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
3- أحمد بن إبراهيم بن أيّوب.
أبو بكر الحَوْرانيّ.
عن: عثمان بن أبي شَيْبة، وعُقْبة بن مُكْرَم.
وعنه: أبو بكر بن أبي دُجَانة، وأخوه أبو زُرْعة بن أبي دُجَانة.
وتُوُفي سنة تسعٍ وتسعين.
4- أحمد بن إسحاق الأصبهانيّ.
ويعرف بحمويه الثّقفيّ الجوهريّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن عبيد الله) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 64، 65 وفيه «أحمد بن إبراهيم بن عبد الله» .(22/39)
عن: لُوَيْن، وإسماعيل بن زُرَارة، وأبي مروان العثمانيّ.
وعنه: أبو الشيَّخ، والقاضي أبو أحمد العسّال.
توفّي سنة ثلاثمائة.
5- أحمد بن أنَس بن مالك [1] .
أبو الحَسَن الدّمشقيّ المقرئ.
عن: صَفْوان بن صالح، وهشام بن عمّار، ودُحَيْم، ومحمد بن الخليل البلاطيّ، وطائفة.
وقرأ القرآن على ابن ذَكْوان.
وذكر أبو بكر النّقّاش أنه أخذ عنه حرف ابن ذَكْوان.
وروى عنه: ابن جَوْصا، وولده الحَسَن بن أحمد بن جوصا، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، والطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن النّاصح، وجماعة.
وكان من ثقات الدّمشقيّين.
توفّي سنة تسعٍ وتسعين.
6- أحمد بن بِشْر [2] .
أبو أيّوب الطَّيالِسيّ.
عن: أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين.
وعنه: أبو بكر الخلال الخُتُّليّ، وعمر بن مسلم.
تُوُفي سنة خمسٍ وتسعين [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أنس) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 10، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17/ 320، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 40 رقم 165، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 1/ 281 رقم 88.
[2] انظر عن (أحمد بن بشر الطيالسي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 35 وفيه: «أحمد بن بشر بن أيوب الطيالسي» ، وتاريخ بغداد 4/ 54، 55 رقم 1662 وفيه: «أحمد بن بشر بن سعد بن أيوب الطيالسي» ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 22 رقم 5.
[3] ورّخه الخطيب (4/ 55) وقال: «كان قليل العلم بالحديث، محمقا، ولم يطعن عليه في السماع» .(22/40)
7- أحمد بن بِشْر الهَرَويّ.
عن: عليّ بن حُجْر، وغيره.
تُوُفي سنة ستٍّ.
8- أحمد بن بِشْر بن حبيب الصُّوريّ البيروتيّ المؤدِّب [1] .
عن: صَفْوان بن صالح، وعبد الحميد بن بكّار، ومحمد بن مُصَفَّى، وغيرهم.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، وجُمَح بن القاسم، وآخرون.
وقد مر:
- أحمد بن بِشْر بن عبد الوهاب.
- وأحمد بن بِشْر المَرْثَديّ.
9- أحمد بن تميم بن ( ... ) [2] المُرُوذِيّ.
ومُرْذ: بالضّمّ من قرى مَرْو.
وسمع: عليَّ بن حُجْر، وأحمد بن منيع، وجماعة.
توفّي سنة ثلاثمائة، في صَفَر.
10- أحمد بن حاتم ماهان السّامُرِّيّ الْمُعَدَّلُ [3] .
عن: عبد الأعلى بن حمّاد، ويحيى بن أيّوب العابد، وعدّة.
وعنه: عبد الله الخراسانيّ، والطّبرانيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن بشر بن حبيب الصوري) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 16، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 169 و 36/ 472، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 282، 283 رقم 90.
[2] بياض في الأصل.
[3] انظر عن (أحمد بن حاتم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 66 وفيه: «أحمد بن حاتم السّرمريّ» ، وتاريخ بغداد 4/ 114، 115 رقم 1776.
[4] قال الخطيب (4/ 114) : «ما علمت من حاله إلا خيرا» .(22/41)
11- أحمد بن الحسن بن أبان بن مُضَر [1] .
المصري [2] الأَيْليّ.
عن: أبي عاصم النّبيل، وعبد الصمد بن حسّان، وحَجّاج بن منهال، وغيرهم.
وعنه: عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازيّ، والطّبرانيّ، وجماعة.
قال ابن حِبّان [3] ، وابن الرّبيع: كذّاب.
وقال أبو يَعْلَى الخليليّ: كذاب يضع الحديث.
قلت: تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
أورد له ابن عديّ حديثين باطلين [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن بن أبان) في:
المجروحين لابن حبّان 1/ 149، 150، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 200، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 53، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 67، 68 رقم 165 وفيه «بصري من أهل الأبلة» بالموحّدة، وهو غلط، فهو: مصري من أيلة (العقبة) ، وميزان الاعتدال 1/ 89 رقم 330، والمغني في الضعفاء 1/ 36 رقم 261 وفيه «المضري» بمعجمة، ولسان الميزان 1/ 150 رقم 480 وفيه «الآملي» بدل «الأيلي» .
[2] في الأصل «المضري» بمعجمة، والتحرير من أكثر المصادر.
[3] في: المجروحين 1/ 149، 150 وقوله: «كذّاب دجّال يضع الحديث عن الثقات وضعا، كتب عنه أصحابنا، كان قد مات قبل دخول الأيلة، لا يجوز الاحتجاج به بحال» .
[4] الصحيح أنّ ابن عديّ أورد له ثلاثة أحاديث باطلة في: الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 200 وقال:
«حدّث عن أبي عاصم بأحاديث مناكير عن ابن عون، وعن الصوري، وشعبة، ويسرق الحديث، ضعيف» .
والحديث الأول عن المصري: حدّثنا أبو عاصم، عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من أتى الجمعة فليغتسل» . قال ابن عديّ: وهذا حديث الرمادي، وكان يحلف باللَّه في هذا أنّ أبا عاصم حدّثهم، ثم حدّث به محمد بن يحيى أيضا، وأحمد بن الحسن سرقه منهما.
والحديث الثاني: عن المصري، ثنا أبو عاصم، ثنا ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم «نهى عن تجصيص القبور» . وقال ابن عديّ: قال لنا محمد بن الحسين: وهذا الحديث باطل.
والحديث الثالث: عن المصري: ثنا أبو عاصم، ثنا سفيان وشعبة، عن سلمة بن كهيل، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الهوى والبلاء والشهوة معجونة بطين آدم» . قال ابن عديّ: وله غير هذا من المناكير، وهو بيّن الأمر في الضّعف، وهذا أيضا حديث باطل(22/42)
12- أحمد بْن الحُسين بْن نصر [1] .
أبو جعفر البغداديّ الحذّاء.
عن: عليّ بن المَدِينيّ، وغيره.
وعنه: ابن قانع، وعيسى الرُّخَّجيّ، وآخرون.
وثّقه الدّار الدّارَقُطْنيّ [2] .
وتوفي سنة تسعٍ وتسعين [3] .
13- أحمد بن الحسين.
أبو بكر الباغَنْديّ.
عن: محمد بن منصور الجزّار، وعيسى بن يونس الفاخوريّ، والحسين بن حسن المَرْوَزِيّ، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة.
روى عنه: يزيد بن محمد الأزْديّ.
14- أحمد بن حفص السَّعْديّ الْجُرْجانيّ [4] .
حَمْدان. محدِّث، عالم، ضعيف.
يروي عَنْ: عليّ بْن الْجَعْد، وأحمد بْن حنبل، وطبقتهما.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأهل جُرْجان.
__________
[ () ] بهذا الإسناد.
وقال الدارقطنيّ: حدّثونا عنه وهو كذّاب.
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين بن نصر) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 41 وفيه يروي عن: شباب العصفري، وتاريخ بغداد 4/ 97، 98 رقم 1748 وفيه: مولى همدان.
[2] تاريخ بغداد 4/ 98.
[3] في يوم الأحد غرة ذي الحجّة منها، وكان مولده في سنة ثمان ومائتين، وكان من أهل سرّ من رأى فسكن بغداد إلى أن مات بها. (4/ 97 و 98) .
[4] انظر عن (أحمد بن حفص) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 202، 203، وتاريخ جرجان للسهمي 71، 72 رقم 17، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 70 رقم 173، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 14 رقم 17، وميزان الاعتدال 1/ 94 رقم 353، والمغني في الضعفاء 1/ 37 رقم 273، ولسان الميزان 1/ 162، 163 رقم 515.(22/43)
تُوُفي سنة ثلاث أو أربعٍ وتسعين [1] .
قال ابن عديّ [2] : أحمد بن حفص بن عمر بن حاتم بن النجم بن ماهان [3] أبو محمد السَّعْديّ [4] ، تردَّد إلى العراق وأكثر [5] ، وحدَّث بأحاديث مناكير لا يُتابَع عليها. وهو عندي ممّن لا يتعمَّد الكذب. وهو ممّن يُشَبَّه عليه فيغلط ويحِّدث من حفظه [6] .
قلت: روى له ابن عديّ خمسة [7] أحاديث، كلّها لهشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مناكير مُرَّة. يسقط حديث الرّجل بدونها.
ثمّ إنّه حدَّث عن سعيد بن عُقْبة الكوفيّ قال: ثنا الأعمش، وثنا جعفر الصّادق. وسأل ابن عديّ الحافظ ابن عُقْدة، عن ابن عُقْبة هذا فقال: لم أسمع به قط.
ثمّ إنّ الّذي عن جعفر بن محمد، هو من أبيه، عن جدّه، عن بَحِيرا الراهب في الزَّجْر عن الخمر. فانظر إلى هذا الإفْك المبين، وبَحِيرا لم يُدْرِك المَبْعَث. وما أشكّ أنّ سعيد بن عُقْبة هذا شيء اختلقه أحمد بن حفص. فإنّ
__________
[1] تاريخ جرجان 71.
[2] في الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 202.
[3] في: الكامل: «هامان» . والمثبت هنا يتّفق مع ما في: تاريخ جرجان 71، ولسان الميزان 1/ 163.
[4] الموجود في الكامل: «أبو السعدي الجرجاني» . والمثبت هنا يتفق مع ما في: لسان الميزان، مما يعني أنّ الحافظ ابن حجر ينقل عن المؤلّف الذهبي- رحمه الله- من كتابه هذا. وقال السهميّ: «يعرف بحمدان» . (تاريخ جرجان 71) .
[5] عبارة ابن عديّ في: الكامل: «تردّد إلى العراق مرارا كثيرة، وكتب فأكثر، حدّث بأحاديث منكرة لم يتابع عليه» . وانظر: تاريخ جرجان 71.
[6] الكامل 1/ 203.
[7] هكذا في الأصل، والصحيح: «أربعة أحاديث» ، فهي التي ذكرها ابن عديّ:
1- حديث: ما يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يحوّل الله رأسه رأس حمار.
2- حديث: إن في الجنة دارا يقال لها الفرح، لا يدخلها إلّا من فرح الصبيان.
3- حديث: من أدخل على أهل بيت سرورا لم يرض الله له ثوابا دون الجنّة.
4- حديث: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يرى بالأرحام والجيرة، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: يا معشر قريش، أيّ مجاورة هذه؟(22/44)
مثل هذا يُروى عن جعفر، ويتأخّر إلى حدود سنة ثلاثين ومائتين، ولا يعرفه ابن عُقْدة؟ هذا معدوم قَطْعًا [1] .
15- أحمد بن حمَاد بن مسلم [2] .
أبو جعفر التُّجَيْبيّ المصريّ بن زُغْبَة [3] .
عن: سعيد بن أبي مريم، وسعيد بن عُفَيْر، وأخيه عيسى بن حمَاد، وطائفة.
وعنه: ن. [4] ، وأبو سعيد بن يونس، وعبد المؤمن بن خَلَف النَّسَفيّ، والحسن بن رشيق، والطبراني، وجماعة.
وبلغ أربعا وتسعين سنة [5] .
توفي بمصر في جمادى الأولى سنة ست وتسعين [6] .
16- أحمد بن حمّاد بن سفيان [7] .
__________
[1] قال السهمي في (تاريخ جرجان 71) : «سمعت الإمام أبا بكر الإسماعيلي يقول: كان يعرف الحديث صدوقا، وكان ممرورا» .
وقال ابن عديّ: حدّثنا أحمد بن حفص بن عمر السعدي سنة إحدى وتسعين ومائتين، (تاريخ جرجان 71) .
وقال الإسماعيلي أيضا: ممرور يكون أحيانا أشبه، فأشار إليه أنه كان أحيانا يغيب عقله.
والممرور هو الّذي يصيبه الخلط من المرّة فيخلط. (لسان الميزان 1/ 163) .
[2] انظر عن (أحمد بن حمّاد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 21، 22، والإكمال لابن ماكولا 4/ 81، والمعجم المشتمل لابن عساكر 43 رقم 22، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 296- 298 رقم 28، وسير أعلام النبلاء 13/ 533 رقم 265، والعبر 2/ 105، 106، والكاشف 1/ 16/ 23، وتهذيب التهذيب 1/ 25، 26 رقم 36، وتقريب التهذيب 1/ 13 رقم 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 5، وشذرات الذهب 2/ 224.
[3] زغبة: بزاي مضمومة وغين ساكنة معجمة وباء معجمة بواحدة. قاله ابن ماكولا في (الإكمال 4/ 81) .
[4] وقال: هو صالح. (المعجم المشتمل 43 رقم 22) .
[5] قاله أبو سعيد بن يونس. (تهذيب الكمال 1/ 297، 298) .
[6] وقال ابن يونس: وكان ثقة مأمونا.
[7] انظر عن (أحمد بن حمّاد بن سفيان) في:
تاريخ بغداد 4/ 124.(22/45)
أبو عبد الرحمن الكوفي.
ولي قضاء المصيصة، فتوفي بها.
سمع: أبا بلال الأشعري، وأبا كريب.
وعنه: عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن علي بن حبيش، وجماعة، وأبو عمرو السّمّاك.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: لا بأس به [1] .
17- أحمد بن داود بن أبي نصر [2] .
أبو بكر السّمْنانيّ القُومِسيّ.
عن: سُفْيان، وهُدْبَة بن خالد، وصَفْوان بن صالح المؤذّن، وخلْق.
وعنه: ابن عُقْدَةَ، وإسماعيل بن نُجَيْد، وأبو عَمْرو بن مَطَر.
تُوُفي سنة خمسٍ وتسعين [3] .
18- أحمد بن رُسْتَة الأصبهانيّ [4] .
عن: جده لأمّه محمد بن المغيرة، وسليمان الشاذكوني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ، وأبو أحمد الْعَسَّالُ.
تُوُفي سنة ثلاثٍ وتسعين [5] .
19- أحمد بن أبي يحيى زكير الحضرميّ [6] .
__________
[1] المصدر نفسه، وقال أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد: توفي أبو عبد الرحمن أحمد بن حمّاد بن سفيان بالمصّيصة ليومين بقيا من المحرّم سنة سبع وتسعين ومائتين.
[2] انظر عن (أحمد بن داود) في:
تاريخ بغداد 4/ 141 رقم 1824.
[3] قال ابن سعيد: أحمد بن داود بن أبي نصر القومسي صاحب حديث، فهم. سمعت محمد بن عبد الله بن سليمان يثني عليه وعلى أخيه.
[4] انظر عن (أحمد بن رستة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 63، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 105، 106.
[5] ورّخه أبو نعيم 1/ 105.
[6] انظر عن (أحمد بن أبي يحيى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 49.(22/46)
مولاهم المصريّ أبو الحَسَن الملقَّب بيزيد بن أبي حبيب.
يروي عن: حَرْمَلَة، وعافية بن أيّوب، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفي سنة ثمانٍ وتسعين.
قال ابن يونس: لم يكن بذاك، فيه نُكْرة.
20- أحمد بن زيد بن الحُرَيْش الأهوازيّ [1] .
أبو الفضل.
عن: أبيه، وأبي حاتم السجِسْتانيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفي في صفر سنة أربعٍ وتسعين.
21- أحمد بن سعيد بن شاهين البغداديّ [2] .
عن: شَيْبان، ومُصْعَب بن عبد الله.
وعنه: دَعْلَج، والطَّبَرانيّ.
وكان ثقة [3] .
تُوفي سنة ثلاثٍ أيضًا [4] .
22- أحمد بن سعيد [5] .
أبو جعفر النَّيْسابوريّ الحبريّ [6] .
عن: عليّ بن حُجْر، وأحمد بن صالح المصريّ، وخلق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن زيد الأهوازي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 28.
[2] انظر عن (أحمد بن سعيد بن شاهين) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 63، وتاريخ بغداد 4/ 171 رقم 1849.
[3] وثّقه الخطيب.
[4] قال ابن يونس: يكنى أبا العباس، بغداديّ قدم مصر، حدّث بها وبها توفّي.
[5] انظر من (أحمد بن سعيد النيسابورىّ) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 755 وفي الحاشية قال محقّقه: «لم نظفر به» .
[6] في الثقات: «الحيريّ» ، وفي الفهرس (9/ 239) «الحبري» .(22/47)
وسكن الشاش. وكان حافظًا نبيلًا.
تُوُفي بالشّاش في ذي القعدة سنة ثلاثٍ أيضًا [1] .
23- أحمد بن سعيد بن عُرْوَة الصَّفّار [2] .
عن: عبد الواحد بن غِياث، وإسحاق بن موسى الخَطْميّ، وأحمد بن عَبْدة.
وعنه: أبو الشيخ، والطَّبَرانيُّ.
توُفّي سنة خمسٍ.
24- أحمد بن الحافظ سعيد بن مسعود المَرْوَزِيّ [3] .
من كُبراء مَرْو، وأَجِلّائها، وعُقَلائها.
عن: أبيه، وعليّ بن حُجْر.
وعنه: أبو العبّاس الساريّ، ويحيى العَنْبَريّ.
توُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
25- أحمد بن سليمان بن أيوب [4] .
أبو محمد المَدِينيّ الأصبهانيّ الوَشّاء.
أحد الأثبات.
سمع: الوليد بن شجاع، وسوّار بن عبد الله العَنْبَريّ، والطبقة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيخ، وأبو إسحاق بن حمزة.
وتُوُفّي سنة تسع وتسعين [5] .
__________
[1] وقال ابن حبّان: «كان يحفظ» .
[2] انظر عن (أحمد بن سعيد بن عروة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 62.
[3] انظر عن (أحمد بن سعيد بن مسعود) في:
الكامل في التاريخ 8/ 62 وفيه كنيته: أبو العباس.
[4] انظر عن (أحمد بن سليمان بن أيوب) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 109، 110.
[5] في شهر جمادى الأولى. وهو يروي عن العراقيين الحديث الكثير.(22/48)
26- أحمد بن سهل بن أيّوب [1] .
أبو الفضل الأهوازيّ.
عن: عليّ بن بحر القطّان.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وغيره.
تُوُفّي في يوم التَّرْوِية سنة إحدى وتسعين بالأهواز.
27- أحمد بن سهل بن مالك [2] .
أبو بكر النَّيْسابوريّ.
عن: أحمد بن حنبل، وابن راهَوَيْه.
وعنه: الحافظان ابن عُقْدة، وابن الأخرم.
تُوُفّي سنة تسعين.
28- أحمد بن صنا.
ويقال: أحمد بن صنا أبو الحَسَن الدّمشقيّ المَرَوِيّ.
روى عن: أبي الجماهر الكَفَرْسوسيّ، وغيره.
وعنه: أبو الطّيّب بن الخَوْلانيّ، وأبو عليّ بن آدم، وأبو عَمْرو بن فَضَالَةَ.
29- أحمد بن طاهر بن حَرْمَلةَ بن يحيى التّجيبيّ المصريّ [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سهل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 31 وفيه: «أحمد بن سهل بن الوليد السكّري الأهوازي أبو غسّان» ، وهذا يروي عن: خالد بن يوسف بن خالد السمعي.
[2] في: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 47 رقم 31 يوجد: «أحمد بن سهل أبو حامد. سمع من إمامنا فيما أنبأنا أبو الغنائم الكوفي. حدّثنا أبو حامد أحمد بن سهل قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث «الأعمال بالنّيّات» و «الحلال بيّن والحرام بيّن» و «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو ردّ» .
أقول: بهذا يكون هو صاحب الترجمة، لأنه يروي عن الإمام أحمد، وحدّث عن ابن عقدة.
والاختلاف فقط في الكنية، فهو هنا أبو بكر، وفي «طبقات الحنابلة» . أبو حامد. فليراجع.
[3] انظر عن (أحمد بن طاهر بن حرملة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 22، والمجروحين لابن حبّان 1/ 151، 152، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 199، 200، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 74 رقم 190، وميزان الاعتدال 1/ 105 رقم 414، والمغني في الضعفاء 1/ 42 رقم 314، ولسان الميزان 1/ 189 رقم 599.(22/49)
عن: جدّه.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأحمد بن عليّ المَدِينيّ.
قال ابن عديّ [1] : ضعيف يكذب في الحديث وغيره. سمعت أحمد بن علي يقول: سمعت أحمد بن طاهر يقول: رأيت بالرملة قردا يصوغ [2] ، فإذا أراد أن ينفخ أشار إلي رجل [حتى] ينفخ له.
توفي سنة اثنتين وتسعين [3] .
30- أحمد بن العباس بن أشرس [4] .
عن: أحمد بن حنبل، وأبي إبراهيم الترجماني.
توفي ببغداد سنة ثلاث وتسعين.
31- أحمد بن العبّاس بن الوليد بْن مُزْيَد [5] .
أبو العبّاس العُذْريّ البَيْروتيّ.
روى عن: هشام بن عمّار، ولُوَيْن، وحامد بن يحيى البْلخيّ.
وعنه: محمد بن يوسف الهَرَويّ، وموسى الصّبّاغ إمام مسجد بيروت [6] ،
__________
[1] في الكامل 1/ 199. وعبارته: «ضعيف جدّا يكذب فِي حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ روى، ويكذب في حديث الناس إذا حدّث عنهم» .
[2] في: ميزان الاعتدال: «يضوع» بالضاد المعجمة والعين المهملة، والمثبت يتفق مع: المجروحين لابن حبّان، والكامل لابن عديّ، ولسان الميزان لابن حجر، وهو من صياغة الذّهب وغيره.
[3] قال الدار الدّارقطنيّ: كذّاب.
وقال ابن حبّان: سمعت أحمد بن الحسن المدائني بمصر يقول: كان أكذب البريّة. وذكر حكاية القرد وحكايات أخر تشبهها ظاهرة البطلان، وقال ابن حبّان: وأمّا أحاديثه عن حرملة، عن الشافعيّ فهي صحيحة مخرجة من المبسوط. (لسان الميزان 1/ 189) .
أما ابن عديّ فقال: وحدّث أحمد هذا عن جدّه حرملة، عن الشافعيّ بحكايات بواطيل يطول ذكرها، وروى أحاديث مناكير. (الكامل 1/ 200) .
[4] انظر عن (أحمد بن العباس بن أشرس) في:
طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 52، 53 رقم 46 وفيه كنيته: أبو العباس، وقيل: أبو جعفر.
[5] انظر عن (أحمد بن العباس بن الوليد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 192 و 36/ 511 و 40/ 282، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 305، 306 رقم 305.
[6] مسجد بيروت كان يعرف بمسجد أو جامع ورد.(22/50)
وأبو عبد الله بن مروان [1] ، وآخرون.
ذكره ابن منده بالفضل والصَّلاح.
32- أحمد بن عَبْدان بن سِنان الزَّعْفرانيّ.
عن: عبد الله بن عمر أخو رُسْتَة، وطبقته من الأصبهانيّين.
وعنه: أبو الشَّيخ.
تُوُفّي سنة ستٍ وتسعين.
33- أحمد بن عبد الله الخُتُّليّ [2] .
عن: أبي بكر بن أبي شَيْبة [3] ، وأبي همّام السَّكونيّ، وطبقتهما.
وعنه: أبو بكر الجعابي، والإسماعيليّ.
تُوُفّي سنة ثلاثمائة.
وثَّقه الخطيب.
34- أحمد بن عبد الله القَرْمَطيّ [4] .
__________
[1] هو: محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الملك بن مروان القرشي المتوفى سنة 358 هـ.
(تاريخ دمشق 36/ 511) .
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله الختّليّ) في:
تاريخ بغداد 4/ 221، 222، والأنساب لابن السمعاني 5/ 45. و «الختّليّ» : قال ابن السمعاني:
اختلف مشايخنا في هذه النسبة، بعضهم يقول: هي نسبة إلى ختلان، وهي بلاد مجتمعة وراء بلخ، وهي بضم الخاء والتاء المثنّاة من فوقها المشدّدة، حتى رأيت الختل بضم الخاء والتاء، وهي قرية على طريق خراسان إذا خرجت من بغداد بنواحي الدسكرة.
وقال ابن الأثير: الصحيح أن النسبة إلى الولاية التي بخراسان هو المراد متى أطلق، ولا يناقضه كون بعض من ينسب الختّليّ أن يقال: بغداديّ، فإنه يكون أصله ختليّا من خراسان، ثم أقام ببغداد أو ولد بها، أو بالعكس، وهذا كثير الوقوع جدّا. (اللباب 1/ 421) .
واسم صاحب الترجمة بالكامل: أحمد بن عبد الله بن محمد بن زيد بن عبد الحميد بن حسان، وكنيته: أبو بكر.
[3] في الأصل: «أبيّ بن أبي شيبة» .
وفي الأنساب لابن السمعاني: «ابني بن أبي شيبة» ، وما أثبتناه عن «تاريخ بغداد» .
[4] انظر عن (أحمد بن عبد الله القرمطي) في:
تاريخ الطبري 10/ 100- 114، وتاريخ أخبار القرامطة لابن سنان 20- 25، والمنتظم 6/ 43،(22/51)
صاحب الخال. رأس القرامطة وطاغيتهم. هو سمّى نفسه هكذا. وهو حسين بن زَكْرَوَيْه. بعث المكتفي باللَّه عسكرًا لحربه في سنة إحدى وتسعين، فالتقوا، فقُتِل خلْق من أصحابه، ثمّ انهزم، فَمُسِكَ وأُتِيَ به، وطِيف به في بغداد في جماعة، ثمّ قُتِل هو وهم تحت العذاب.
وكان قد بايعه القرامطة بعد قتل أخيه، ولقَّبوه بالمهدي. وكان شجاعًا فاتكًا شاعرًا. ومن شعره يقول:
متى أرى الدنيا بلا كاذبِ ... ولا حَرُوري ولا ناصبي
متى أرى السَّيْفَ على كلِّ مَن ... عادى عليَّ بنَ أبي طالبِ [1]
ولما قُتِلَ خرج بعده أبوه زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ يأخذ بالثّأر، فاعترض الرّكَب العراقيّ في سنة أربعٍ وتسعين في المحرَّم، فقتلهم قتلًا ذريعًا، وبدَّعَ فيهم.
قال أبو الشَّيخ الأصبهانيّ: حزروا أنّ زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ قتل من الحاجّ وغيرهم خمسين ألف رجل [2] ، ثمّ لقِيه العسكر بظاهر الكوفة، فهزم العسكر وأخذ سلاحهم وثقلهم، فتقوّى بذلك، واستفحل أمره، وأجلبت معه كلْب وأَسَد، ولقَّبوه السيّد، وكان يُدْعى زَكْرَوَيْه.
ثمّ سار إليه جيش عظيم، فالتقوه بين البصْرة والكوفة، فكُسِر جيشه وأسر جريحًا، ثمّ مات في ربيع الأول من سنة أربع، وطيف به ببغداد ميتا [3] ، لا
__________
[ () ] والكامل في التاريخ 7/ 523، 524، والدرّة المضيّة (من كنز الدرر) 72- 75، ودول الإسلام 1/ 176، ومرآة الجنان 2/ 218، وتاريخ الخميس للدياربكري 385، والوافي بالوفيات 7/ 119، 120 رقم 3051.
[1] تاريخ أخبار القرامطة 87، والوافي بالوفيات 7/ 120 وفيهما بيتان آخران:
متى يقول الحقّ أهل النّهى ... وينصف المغلوب من غالب
هل لبغاة الخير من ناصر ... هل لكؤوس العدل من شارب؟
[2] وقال المسعودي: وكان عدّة من قتل في هذه القافلة الأخيرة أكثر من خمسين ألفا. (التنبيه والإشراف 326) .
[3] انظر التفاصيل في:
تاريخ الطبري 10/ 130- 134، والتنبيه والإشراف 325، 326، وتاريخ أخبار القرامطة 28- 36، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 194، و 197- 201، وتاريخ حلب للعظيميّ 276،(22/52)
رحمه الله تعالى.
وقد مرّت أخبارهم في الحوادث [1] .
قال إسماعيل الخُطَبيّ: خرج بالشّام في خلافة المكتفي رجل يُعرف بابن المهزول، انتمى إلى جعفر بن محمد، فعاث وأفسد.
قال المَرْزبانيّ: عليّ بن عبد الله بن المهزول الخارج بالشّام مع أخيه أحمد بن عبد الله صاحب الخال، وهو صاحب الشّامة، وكانا ينتميان إلى الطّالبيِّين، ويشك في نَسَبِهما فكانت الرئاسة لعليّ بن عبد الله، فقُتِل، ثمّ قام أخوه إلى أن قُتِل. ولعليّ شِعْر جيّد.
قلت: ويُسمى أيضًا يحيى بن زَكْرَوَيْه.
قال الخُطَبيّ: ثمّ حاصر ابن المهزول دمشقَ فلم يدخلْها، وتمّت له وقائع مع عسكر مصر، وقُتِل في المعركة. وكان يُعرف بصاحب الجمل، فقام بعده أخوه صاحب الخال، وفي اسمه خلف.
35- أحمد بن عبد الرحمن السقطي [2] .
عن: يزيد بن هارون.
مجهول.
تفرد عنه: محمد بن أحمد المفيد الضعيف وقال: سمعت منه سنة خمس وتسعين [3] .
__________
[ () ] والمنتظم لابن الجوزي 6/ 60، والكامل في التاريخ 7/ 548- 551، والدرّة المضيّة (من كنز الدرر) 85- 89، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، 249، والعبر 2/ 96، 97، ودول الإسلام 1/ 178، ومرآة الجنان 2/ 222، والبداية والنهاية 11/ 101، وتاريخ ابن خلدون 4/ 87، 88، والنجوم الزاهرة 3/ 160.
[1] راجع حوادث سنة 291 و 294 هـ. من هذا الجزء.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن السقطي) في:
تاريخ بغداد 4/ 244 رقم 1970، والمنتظم 6/ 90- 92 رقم 121، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 75، 76 رقم 198، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 51 رقم 41، وميزان الاعتدال 1/ 116 رقم 448، والمغني في الضعفاء 1/ 46 رقم 34، ولسان الميزان 1/ 211، 212 رقم 653.
[3] قال عبد العزيز بن علي الورّاق: سئل أبو بكر المفيد- وأنا حاضر- عن سماعه من أبي العباس(22/53)
36- أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق [1] .
أبو عبد الله بن أبي عَوْف البغداديّ البُزُوريّ [2] .
رئيس نبيل صدوق.
سمع: سويد بن سعيد، ولُوَيّنًا [3] ، وعثمان بن أبي شَيْبة، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، وعبد الله بن إبراهيم الزَّيْنبيّ، ومحمد بن عليّ بن حُبَيْش، وآخرون.
توفّي سنة سبع وتسعين [4] .
وثّقه الدّار الدارَقُطْنيّ [5] .
ومولده سنة أربع عشرة ومائتين [6] .
قال الخطيب [7] : كان ثقة نبيلًا رفيعًا [جليلًا] [8] ، ذا منزلة من السلطان وأموال [9] .
قال ابن الحربيّ: هو أحد عجائب الدُّنيا [10] .
__________
[ () ] أحمد بن عبد الرحمن السقطي صاحب يزيد بن هارون، فذكر أنه سمع منه سنة خمس وتسعين ومائتين. قال: وكان سنّي في ذلك الوقت إحدى عشر سنة، ومولدي سنة أربع وثمانين ومائتين، وكان سنّ أحمد بن عبد الرحمن السقطي وقت سماعي منه مائة سنة وخمس سنين.
قال الخطيب: إن أحمد بن عبد الرحمن ممّن تفرّد المفيد بالرواية عنه، وليس بمعروف عند أهل النقل، والله أعلم.
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق) في:
تاريخ بغداد 4/ 245- 249 رقم 1973، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 51 رقم 41، وميزان الاعتدال 1/ 116 رقم 448، ولسان الميزان 1/ 211 رقم 653.
[2] وقع في: طبقات الحنابلة: «الزوري المعدّل» ، والصحيح «البزوري» كما أثبتناه.
[3] لوين: هو محمد بن سليمان.
[4] يوم الإثنين لليلتين بقيتا من شوّال.
[5] فقال: ثقة هو وأبوه وعمّه، إنما يحكى عنه حكاية. (تاريخ بغداد 4/ 246) .
[6] تاريخ بغداد 4/ 249.
[7] في تاريخ بغداد 4/ 246.
[8] إضافة من: تاريخ بغداد.
[9] عبارته في تاريخ بغداد: «له منزلة من السلطان، ومودّة في أنفس العوامّ، وحال من الدنيا واسعة، وطريق في الخير محمودة، وإليه ينسب شارع ابن أبي عوف المسلوك فيه إلى نهر القلّايين وما قاربه من المواضيع» .
[10] تاريخ بغداد 4/ 246، طبقات الحنابلة 1/ 51 وذكر الخطيب عنه عدّة حكايات في ترجمته(22/54)
37- أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن عقال [1] .
أبو الفوارس التّميميّ الحَرّانيّ.
عن: أبي جعفر النُّفَيليّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن عديّ.
قال أبو عَرُوبَة: لم يكن يؤتَمَن على نفسه ولا دينه [2] .
وقال ابن عديّ [3] : يكتب حديثه [4] .
قلت: توفّي سنة ثلاثمائة.
38- أحمد بن عُبَيْد الله بن جرير بن جَبَلَة بن أبي رَوّاد العَتَكيّ البصْريّ القاضي [5] .
عن: أبيه، وغيره.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
39- أحمد بن عُبَيْد.
أبو بكر الشّيرازيّ.
__________
[ () ] المطوّلة. وقال ابن المنادي: حمل الناس عنه حديثا ليس بالكثير على ستر وأمانة.
وقال ابن الحربيّ أيضا: ابن أبي عوف: عفيف اللسان، عفيف الفرج، عفيف الكفّ. (طبقات الحنابلة 1/ 51) .
وقال ابن أبي يعلى: نقل عن إمامنا مسائل.
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 14، 15، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 206، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 76 رقم 200، وميزان الاعتدال 1/ 116 رقم 451، والمغني في الضعفاء 1/ 46 رقم 346، ولسان الميزان 1/ 213 رقم 659.
[2] وزاد: وكان يذكر أنّ أبا جعفر النفيلي أيام المحنة توارى من بينهم، فذكرت هذا الكلام لأبي عروبة، فقال: والّذي قال في ذلك محتمل، وأظنّ أنّ أبا عروبة قال: كان أبو جعفر جاره.
(الكامل لابن عديّ 1/ 206) .
[3] في الكامل.
[4] وقال أيضا: كتبت عنه بها انتقاء أبي زرعة الرازيّ على أبي جعفر النفيلي.
[5] انظر عن (أحمد بن عبيد الله بن جرير) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 37.(22/55)
روى عنه: محمد بن بكّار بن الرّيّان، وداود بن الرشيد.
وعنه: أبو بكر عبد العزيز شيخ الحنابلة، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
40- أحمد بن على بن إسماعيل القطّان [1] .
بغداديّ.
روى عن: أبي مروان العثمانيّ [2] .
وعنه: الطَّبَرانيّ.
41- أحمد بن على بن إسماعيل الرّازيّ [3] .
عن: سهل بن عثمان، ومحمد بن مَهران الجمّال، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي في صفر سنة إحدى وتسعين ببغداد [4] .
42- أحمد بن عليّ بن سعيد [5] .
__________
[1] انظر عن أحمد بن علي القطان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 35، وتاريخ بغداد 4/ 305 رقم 2089.
[2] هو: محمد بن عثمان.
[3] انظر عن (أحمد بن علي الرازيّ) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 27، 28، وتاريخ بغداد 4/ 207 رقم 2094 وفيه اسمه:
«أحمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن أبي بكر بن سليمان بن نفيع بن عبد الله أبو العباس الكندي مولاهم، يعرف بالإسفذني» .
[4] قال الخطيب: هو من أهل الريّ، قدم بغداد حاجّا وحدّث ... وكان ثقة.
وقال أبو العباس بن سعيد: معروف الحديث، توفي ببغداد راجعا من الحج
[5] انظر عن (أحمد بن علي بن سعيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 13 وفيه «أحمد بن علي بن سعد» ، وتاريخ بغداد 4/ 304، 305 رقم 2088، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 52 رقم 44، والمعجم المشتمل لابن عساكر 54، 55 رقم 66، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2 ورقة 14، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 62، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 407- 411 رقم 82، والكاشف 1/ 24 رقم 65، والعبر 2/ 92، وتهذيب التهذيب 1/ 62 رقم 107، وتقريب التهذيب 1/ 22 رقم 92، وخلاصة تذهيب التهذيب 10، وقضاة دمشق لابن طولون 21.(22/56)
القاضي أبو بكر المَرْوَزِيّ مولى بن أُميّة.
ولي نيابة الحُكْم بدمشق، وولي قضاء حمص.
وكان محدّثًا ثقة، مُكْثِرًا عالمًا.
سمع: عليّ بن الجعد، وسويد بن سعيد، ويحيى بن مَعِين، وكامل بن طلحة، وأبا نصر التّمّار، وخلقا من طبقتهم.
وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ [1] ، وأبو عَوَانة، وابن جَوْصا، وأبو عليّ بن معروف، والطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن الناصّح.
تُوُفّي في نصف ذي الحجّة سنة اثنتين وتسعين [2] .
43- أحمد بن عليّ بن حسن [3] .
أبو الصَّقر التَّميميّ البغداديّ الضّرير.
روى عن: عليّ بن عثمان اللّاحقيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
44- أحمد بن عليّ بن محمد بن الجارود الحافظ [4] .
أبو جعفر الجاروديّ الأصبهانيّ.
رحل وطوَّف وصنَّف التّصانيف.
وحدَّث عن: أبي سعيد الأشَجّ، وعمر بن رُسْتَة، وهارون بن إسحاق، وخلق من الأصبهانيين.
__________
[1] المعجم المشتمل 55، وفي موضع آخر قال: ثقة. (المعجم، وتاريخ بغداد 4/ 305) ، وكان يقول في روايته عنه: «حدّثنا أبو بكر بن علي» . (تاريخ بغداد 4/ 350) .
[2] قال الخطيب: أصله من مرو، وذكر لي من أثق به من العلماء أنه بغداديّ، ولي قضاء حمص ونزلها، وحدّث بها عن: عليّ بن المَدِينيّ، وأحمد بن حنبل، وأبي الربيع الزهراني، ومحمد بن أبي بكر المقدّميّ، وصالح بن مالك الخوارزمي، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، وعبد الجبّار بن عاصم، والحكم بن موسى، وأبي خيثمة زهير بن حرب. (تاريخ بغداد 4/ 304) .
[3] انظر عن (أحمد بن علي بن حسن) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 47 وفيه «الحسين» بدل «حسن» ، وتاريخ بغداد 4/ 305، 306 رقم 2091 وهو: المؤدّب.
[4] انظر عن (أحمد بن علي الجارودي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 63، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 117، 118.(22/57)
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو إسحاق بن حمزة، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو الشيخ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين [1] ، وقيل سنة ثمانٍ [2] .
45- أحمد بن عمرو بن عبد الخالق [3] .
أبو بكر البزار الحافظ، صاحب «المسند» المشهور.
سمع: هُدْبَةَ بن خالد، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ، والحسن بن عليّ بن راشد، وإبراهيم بن سعيد الْجَوْهريّ، وعبد الله بن معاوية الْجُمحيّ، ومحمد بن يحيى الرُّمّانيّ، وخلْقًا.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ، وعُبَيْد الله بن الحَسَن، وأهل أصبهان، فإنّه رحل إليها في آخر عمره، وروى بها الكثير [4] .
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: ثقة يخطئ [كثيرًا] [5] ويتّكل على حِفْظه [6] .
__________
[1] أرّخه بها أبو نعيم 1/ 117 وقال: «صنّف المسند والشيوخ. يروي عن العراقيّين، أخو رسته، علّامة بالحديث، متقن، صحيح الكتابة» .
[2] وجاء في وفيات سنة 300 هـ. في الكامل في التاريخ 8/ 75: وفيها توفي أحمد بن علي الحدّاد، وقيل سنة تسع وتسعين ومائتين.
فلعلّه صاحب الترجمة، ووقع التحريف في «الجارود» فجاء «الحدّاد» ، والله أعلم.
[3] انظر عن (أحمد بن عمرو البزّار) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 51، 52، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 104، 105، وتاريخ بغداد 4/ 334، 335 رقم 2157، والمنتظم 6/ 50 رقم 73، والمعين في طبقات المحدّثين 105 رقم 1193، وتذكرة الحفاظ 2/ 653، 654، والعبر 2/ 92، وسير أعلام النبلاء 13/ 554- 557 رقم 281، والمغني في الضعفاء 1/ 51 رقم 392، وميزان الاعتدال 1/ 124، 125 رقم 505 والوافي بالوفيات 7/ 268 رقم 3236، ولسان الميزان 1/ 237- 239 رقم 750، والنجوم الزاهرة 3/ 157، 158، وطبقات الحفاظ 285، وشذرات الذهب 2/ 209.
[4] قال أبو نعيم: قدم أصبهان مرتين، القدمة الثانية سنة ستّ وثمانين ومائتين. (ذكر أخبار أصبهان 1/ 104) .
[5] إضافة من: تاريخ بغداد.
[6] تاريخ بغداد 4/ 335، وذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيّع أنه سمع الدار الدّارقطنيّ يقول: أحمد بن عمرو بن عبد الخالق يخطئ في الإسناد والمتن، حدّث بالمسند بمصر حفظا ينظر في كتب الناس ويحدّث من حفظه، ولم تكن معه كتب، فأخطأ في أحاديث كثيرة يتكلّمون فيه. جرّحه أبو(22/58)
قلت: تُوُفّي بالرَّملة في ربيع الأوّل سنة اثنتين وتسعين [1] . وقد حدَّث ببغداد أيضًا فروى عنه من أهلها: محمد بن العبّاس بن نجيح، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الخُتَّليّ، وغيرهم.
وحدَّث بمصر وبالحَرَم. وكان يرحل في أواخر عُمره، وثبت علْمُهُ [2] .
46- أحمد بن عَمْرو بن مسلم [3] .
أبو بكر المكّيّ الخلّال.
عن: يعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وعبد الله بن عِمران العابديّ، ومحمد بن يحيى العُرَنيّ، وطائفة.
وعنه: الطَّبَراني، وغيره.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
47- أحمد بن عَمْرو بن حفص بن عُمَر بن يَمَان بن عبد الرحمن القرمعيّ [4] .
أبو بكر البصْريّ القَطَرانيّ.
عن: عمرو بن مرزوق، وسليمان بن حرب، وهُدْبة بن خالد، والقَعْنَبِيّ، وأبي الوليد، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الطاهر الذُّهَليّ قاضي مصر، وآخرون.
تُوُفّي في شوّال سنة خمس وتسعين.
وذكره ابن حِبّان في «الثّقات» [5] .
__________
[ () ] عبد الرحمن النسائي.
[1] ذكر أخبار أصبهان 1/ 104، تاريخ بغداد 4/ 335، وقال ابن قانع: سنة إحدى وتسعين ومائتين.
[2] قال الخطيب: وكان ثقة حافظا، صنّف المسند، وتكلّم على الأحاديث وبيّن عللها، وقدم بغداد وحدّث بها.
[3] انظر عن (أحمد بن عمرو بن مسلم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 26.
[4] انظر عن (أحمد بن عمرو بن حفص) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 51، والثقات لابن حبّان 8/ 55 وفيه قال محقّقه (بالحاشية) : «لم نظفر به» .
[5] ج 8/ 55 وقال: «كتب عنه كهولنا» .(22/59)
48- أحمد بن فَيّاض [1] .
أبو جعفر الدّمشقيّ.
عن: هشام بن عمّار، ومحمد بن مُصَفَّى.
وعنه: أبو عليّ بن شُعَيب، وجماعة.
تُوُفّي سنة ستٍ وتسعين.
49- أحمد بن القاسم بن مُسَاوِر البغداديّ [2] .
أبو جعفر الْجَوْهريّ.
عن: عفّان، وخالد بن خِداش، وعلى بن الْجَعْد.
وعنه: ابن قانع، وأحمد بن كامل، ومحمد بن عليّ بن حُبيَش، والطَّبَرانيّ.
وكان ثقة [3] صاحب حديث.
قال أحمد بن المُنادي: قال لي إنّه كتب عن عليّ بن الْجَعْد خمسة عشر ألف حديث [4] .
قال: ومات في المحرّم سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
50- أحمد بن القاسم السُّلَيمانّيّ الأغرّ [5] .
عن: سَجّادة، وعبد الرحمن بن صالح.
وعنه: ابن مَخْلَد، وابن قانع.
51- أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن فيّاض) في:
تاريخ مولد العلماء ووفاتهم لابن زبر، ورقة 91، وتاريخ دمشق (طبعة مجمع اللغة بدمشق) 143 رقم 81، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 439.
[2] انظر عن (أحمد بن القاسم بن مساور) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 34، وتاريخ بغداد 4/ 349، 350 رقم 2190.
[3] تاريخ بغداد 4/ 349.
[4] تاريخ بغداد 4/ 350.
[5] انظر عن (أحمد بن القاسم السليماني) في:
تاريخ بغداد 4/ 351 رقم 2193.
[6] انظر عن (أحمد بن القاسم بن نصر) في:(22/60)
أبو عبد الله البغداديّ.
عن: سُوَيْد بن سعيد، وغيره.
وعنه: جعفر الخالديّ، وبكّار بن أحمد.
قال الخطيب [1] : كان ثقة صالحًا [2] .
مات سنة ستٍ وتسعين.
52- أحمد بن القاسم [3] .
أبو الحَسَن الطّائيّ البِرْتيّ [4] .
عن: بِشْر بن الوليد، وأبي بكر بن أبي شَيْبة، وجماعة.
وعنه: أحمد بن خُزَيْمة، وابن قانع، والطَّبَراني، وجماعة.
وثّقه الخطيب [5] .
وتوفّي سنة ست أيضا.
53- أحمد بْن محمد بْن الحَسَن بْن بِسْطام.
أبو العبّاس البغداديّ الكاتب. أحد الفُضَلاء الأعيان، ولي المناصب الكِبار.
وقد أخذ عن: يعقوب بن السِّكّيت.
روى عنه: الأخفش الصغير، ومحمد بن هارون المجدَّر.
تُوُفّي بمصر في رجب.
54- أحمد بن محمد بن منصور [6] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 4/ 350، 351 رقم 2192.
[1] في تاريخه 4/ 350.
[2] عبارته: «وكان ثقة موصوفا بالصلاح والعبادة، وكذلك أبوه من قبله» .
[3] انظر عن (أحمد بن القاسم الطائي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 37، وتاريخ بغداد 4/ 350 رقم 2191، والإكمال لابن ماكولا 1/ 410 (بالحاشية) ، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 58، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 415.
[4] البرتي: بكسر أوله، وسكون الراء، وكسر المثنّاة فوق. وبرت: مدينة بنواحي بغداد.
[5] في تاريخه 4/ 350.
[6] انظر عن (أحمد بن محمد بن منصور) في:(22/61)
أبو بكر البغداديّ الحاسب الضّرير.
سمع: عليَّ بْنُ الْجَعْدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ.
روى عنه: أبو بكر القطِيعيّ، وأبو بكر بن الْجِعَابي، ومَخْلَد الباقَرْحيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وثّقه الدّار الدّارَقُطْنيّ [1] .
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين [2] .
55- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن أُسَيْد [3] .
أبو العبّاس الخُزَاعيّ الأصبهانيّ.
عن: مسلم بن إبراهيم، والقَعْنَبِيّ، وَقُرَّةَ بن حبيب، وأبي عمر الحَوْضيّ، وأبي الوليد الطَّيالِسيّ، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد العسّال، وأبو الشيَّخ بن حبّان، وعبد الرحمن بن سِياه، وجماعة من الأصبهانيّين.
وقال أبو الشيَّخ [4] : ثقة مأمون.
تُوُفّي في صفر سنة إحدى وتسعين [5] .
56- أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الْحَسَن بْن الفرات [6] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 5/ 97 رقم 2495.
[1] المصدر نفسه.
[2] وقال الخطيب: وكان شيخا صالحا.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن علي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 61، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 106، 107 وفيه ذكر اسمه ونسبه بطوله: «أحمد بن محمد بن عليّ بن أُسَيْد بن عبد الله بن الأحجم بن أسد بن أسيد بن الأحجم بن دندنة بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعيد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي أبو العبّاس، من أهل المدينة انتقل إلى اليهودية» .
[4] في: طبقات المحدّثين بأصبهان. (الجزء الّذي لم ينشر بعد) .
[5] وكان مولده سنة مائتين. (ذكر أخبار أصبهان 1/ 106) .
[6] انظر عن (أحمد بن محمد بن موسى) في:
تاريخ الطبري 10/ 23، 73، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2987، 2988، والوزراء للصابي 12- 14 و 86- 88 و 147- 152 و 189- 193 و 199- 232 و 275- 278 ومواضع أخرى، والهفوات النادرة 159، 198، 204، 205، 207، والوافي بالوفيات 8/ 131- 133(22/62)
أبو العبّاس الكاتب. أخو الوزير عليّ، وعمّ ابن خَيْزُران.
من بيت الحشمة والوزارة. وكان أَكْتَبَ أهل زمانه وأقومهم للآداب والفضائل والفِقْه، بل مدحه البُحْتُريّ الشاعر [1] .
وتُوُفّي سنة إحدى وتسعين ببغداد، ولم يخلِّف بعده مثله في التّصرّف.
57- أحمد بْن محمد بْن الحَجّاج بْن رِشْدِين بن سعد [2] .
أبو جعفر المِهْريّ المقرئ الحافظ.
قرأ القرآن على: أحمد بن صالح الطَّبَريّ.
وسمع: سعيد بن عُفَيْر، ويحيى بن سليمان الْجُعْفيّ، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وعمر بن دينار، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وآخرون.
قال ابن عدي [3] : له مناكير ويُكْتَب حديثه. وهو كثير الحديث من الحفّاظ لحديث مصر.
قرأ عليه: ابن شَنَبُوذ، وأحمد بن بَهْزاد السِّيرافيّ.
وقال ابن يونس: مات في يوم عاشوراء سنة اثنتين وتسعين.
__________
[ () ] رقم 3553، وإعتاب الكتّاب 180- 182، والأعلام 1/ 196.
[1] انظر: ديوان البحتري 1/ 569 حيث مدحه بقصيدة أولها:
بتّ أبدي وجدا وأكتم وجدا ... لخيال قد بات لي منك يهدى
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحجّاج) في:
الجرح والتعديل 2/ 75 رقم 153، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 22، 23 وفيه: «أحمد بن رشدين المصري» ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 201، وتاريخ بغداد 4/ 297، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 204 و 15/ 593، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 455، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 84 رقم 239، والعبر 2/ 92، وميزان الاعتدال 1/ رقم 538، والمغني في الضعفاء 1/ 54 رقم 413، وغاية النهاية 1/ 109 رقم 502، ولسان الميزان 1/ 257 رقم 804، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 391، 392 رقم 207.
[3] في الكامل 1/ 201.(22/63)
قال ابن عديّ [1] : هو، وأبوه، وجدّه، وجدّ أبيه، أربعتهم ضُعفاء [2] .
58- أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة [3] .
أبو بكر البغداديّ الحافظ. سال الإمام أحمد مسائل مدوّنة.
وسمع من: إسماعيل بن مسعود الْجُحْدُريّ، ومحمد بن مسكين اليَمَاميّ، ومحمد بن حرب النَّسائيّ، وغيرهم.
وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ.
وكان موصوفًا بالضَّبْط والإتقان [4] .
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين [5] .
وأخذ عنه: أبو بكر الخلّال، وغيره.
__________
[1] في الكامل ذكر ابن عديّ عن أحمد بن محمد بن الحجّاج بمصر، ثنا يعقوب أبو عبد الرحمن بن يعقوب بن إسحاق بن كبير بن سَفِينَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال- واسم سفينة رومان البجلي- وسمّاه جبريل عن الله تبارك وتعالى سفينة- عن أبيه، عن جدّه، عن أبي جدّه، عَنْ سَفِينَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «المستشار مؤتمن» . قال ابن عديّ: وهذا الحديث بهذا الإسناد ليس بمحفوظ، وهو محتمل.
[2] وقال ابن عديّ أيضا: «سمعت محمد بن سعد السعدي يقول: سمعت أحمد بن شعيب النسائي يقول: كان عندي أخو ميمون وعدّة، فدخل ابن رشدين هذا، فصعقوا به، وقالوا له: يا كذّاب، فقال لي ابن رشدين: ألا ترى ما يقولون لي؟ فقال له أخو ميمون: أليس أحمد بن صالح إمامك؟ قال: نعم. فقال: سمعت علي بن سهل يقول: سمعت أحمد بن صالح يقول: إنك كذّاب. (الكامل 1/ 201) .
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه بمصر ولم أحدّث عنه لما تكلموا فيه. (الجرح والتعديل) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الله) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 34، وتاريخ بغداد 5/ 40، 41 رقم 2395، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 64، 65 رقم 53، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ ورقة 9 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 58، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 119 رقم 552، وتذكرة الحفاظ 2/ 745، 746، وسير أعلام النبلاء 14/ 83، 84 رقم 43، وطبقات الحفاظ 314، وشذرات الذهب 2/ 215.
[4] قال الدار الدّارقطنيّ: ثقة ثقة.
وذكر ابن المنادي في كتاب «أفواج القرّاء» فقال: كان من الحذق والضبط على نهاية ترضى بين أهل الحديث، كأبي القاسم بن الجبليّ ونظرائه.
[5] وقال عليّ بن المنادي: صلّينا عليه بالكناس، وحضر أبو محمد بن أبي العنبر جنازته والصلاة عليه، وهو ممّن كتب الناس عنه في آخر عمره.(22/64)
وروى القراءات عن جماعة.
روي عنه: ابن مجاهد [1] .
59- أحمد بن محمد [2] .
أبو العباس المديني الأصبهانيّ البزّار.
ثقة فاضل، يروي عن: داود بن رُشَيْد، وعبد الله مُشْكِدَانَة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ، وجماعة.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ أيضًا.
60- أحمد بن محمد بن سعيد [3] .
أبو سعيد الأصبهانيّ المَعينيّ [4] .
سمع: سهل بن عثمان، وعقبة بن مُكْرَم، وزيد بن الحَرَميّ، وطبقتهم.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيخ.
وثّقه أبو نُعَيْم الأصبهانيّ [5] .
وتوفي سنة خمسٍ وتسعين.
61- أحمد بن محمد بن حرب الْجُرْجانيّ المُلْحَميّ [6] .
__________
[1] وقال ابن أبي يعلى: «نقل عن إمامنا مسائل وأشياء كثيرة» ، أي الإمام أحمد. (طبقات الحنابلة 1/ 64) .
[2] انظر عن (أحمد بن أحمد البزّار) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 61، 62.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن سعيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 62، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 108، 109.
[4] ضبطه محقّق ذكر أخبار أصبهان: «المعيّني» .
[5] قال: كتب مع جعفر بن أحمد بن فارس في رحلته. سمع بمكة والمدينة وأصبهان. خرج إلى كرمان وتوفي بها.
[6] انظر عن (أحمد بن محمد بن حرب) في:
المجروحين لابن حبّان 1/ 154، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 203- 205، وتاريخ جرجان للسهمي 72، 73 رقم 19 واسمه بطوله: أبو الحسن أحمد بن محمد بن حرب بن سعيد بن عمرو الملحمي مولى سليمان بن علي الهاشمي الجرجاني، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 54 رقم 62، والأنساب لابن السمعاني 11/ 467، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 85 رقم 240، وميزان الاعتدال 1/ 134(22/65)
عن: عليّ بن الْجَعْد، وأبي مُصْعَب.
وعنه: ابن عديّ [1] .
وليس بثقة [2] .
62- أحمد بن محمد [3] .
أبو الحسين النّوريّ [4] الزّاهد شيخ الصّوفيّة.
__________
[ () ] رقم 539، والمغني في الضعفاء 1/ 53 رقم 409، ولسان الميزان 1/ 258 رقم 805.
والملحمي: بضم الميم، وسكون اللام، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى الملحم، وهي ثياب تنسج بمرو من الأبريسم قديما. (الأنساب 11/ 465) .
[1] وكناه أبا الحسن، وقال إنه مولى سليمان بن علي الهاشمي، يتعمّد الكذب ويلقّن فيتلقّن.
(1/ 203) وقال أيضا: ثنا أحمد بن محمد بن حرب، ثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان- زعم أنه كتب عنه بجرجان، وكذب، لأنّ إبراهيم ما دخل جرجان قطّ، ومات قبل أن يولد أحمد بن محمد بن حرب- عن أبيه، عن السّدّي، عن أبي الجلد قال: رأيت امرأة لوط قد مسخت حجرا تحيض عند رأس كل شهر. قال ابن عديّ: وأحمد بن محمد بن حرب هذا، هو مشهور بالكذب ووضع الحديث. (الكامل 1/ 204) .
[2] وقال ابن حبّان: كان في أيّامنا باقيا، أردت السماع منه للاختبار، فأخذت بعض الأجزاء من بعض من كان معنا بجرجان لأسمع منه بعض ما فيه، فرأيته حدّث عن عليّ بن الجعد، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس الخبر كالمعاينة» ، فعلمت أنه كذّاب يضع الحديث، فلم أشتغل به ولكنّي ذكرته ليعرف اسمه، لئلّا يحتجّ به مخالف أو موافق في شيء يرويه. (المجروحون 1/ 154) .
وقال الدار الدّارقطنيّ في «الضعفاء» 54 رقم 62: «حدّث عنه شيخنا الآبندوني» .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد النوري) في:
طبقات الصوفية للسلمي 164- 169 رقم 2، وحلية الأولياء 10/ 249- 255 رقم 570، وتاريخ بغداد 5/ 130- 136 رقم 2558، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 63، 64 رقم 51، وصفة الصفوة لابن الجوزي 2/ 439، 440 رقم 304، وفيه: «أبو الحسين النووي» !، والمنتظم، له 6/ 77 رقم 101، وسير أعلام النبلاء 14/ 70- 77 رقم 35، والعبر 2/ 138، والرسالة القشيرية 20، والأنساب 12/ 155، واللباب 3/ 330 والكامل في التاريخ 8/ 13، والبداية والنهاية 11/ 106، وطبقات الأولياء 62- 70 رقم 15، والنجوم الزاهرة 3/ 163، والأفكار القدسية 1/ 148، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 102، والكواكب الدريّة 1/ 194- 196.
[4] قال ابن السمعاني: قيل: إنما سمّي النوري لحسن وجهه ونور فيه. (الأنساب 12/ 155) وذكر جماعة من أهل العراق نسبتهم هكذا، وقال: ولا أدري لأيّ شيء قيل لهم النوريّ.
وفي طبقات الحنابلة 1/ 63 ورد: «النوراني» .(22/66)
كان من أعلم العراقيين بلَطَائف القوم [1] .
صحب السَّريّ السَّقطيّ، وغيره. وكان أبو القاسم الْجُنَيْد يعظّمه ويحترمه.
وأصله خُراسانيّ بَغَويّ.
تُوُفّي أبو الحسين النّوريّ سنة خمس أيضًا.
وقد قدِم الشّامَ وأخذ عَنْ: أحمد بن أبي الحواري.
حكى ابنُ الأعرابي محنته وغَيبته في أيام محنة غلام خليل، وأنّه أقام بالكوفة مدّة سِنين متخلّيًا عن النّاس، ثمّ عاد إلى بغداد وقد فقد أُناسه وجُلّاسه وأشكاله، فانقبض عن الكلام لضعف قوّته، وضَعْف بَصَره [2] .
قال أبو نُعَيْم [3] : سمعت عمر البنّاء بمكة لمّا كانت محنة غلام خليل ونسبوا الصُّوفيّة إلى الزَّنْدَقة [4] ، أمر الخليفة بالقبض عليهم، فأُخِذَ في جملتهم النُّوريّ إلى السَّيّاف ليضرب عُنُقَه، فقيل له في ذلك، فقال: آثرتُ حياتهم على نفسي [5] وهذه اللّحظة. فتوقَّف السَّياف، فردَّ الخليفة أمرهم إلى قاضي القُضاة إسماعيل بن إسحاق. فسأل إسماعيل القاضي أبا الحسين النُّوريّ عن مسائل في العبادات، فأجابه، ثمّ قال له: وبعد هذا فلله عِباد يسمعون باللَّه، وينطقون باللَّه [6] ، ويأكلون باللَّه [7] . فبكى القاضي، ودخل على الخليفة وقال: إن كان هؤلاء زنادقة فليس في الأرض موحِّد، فأطلقهم [8] .
حكاية نافعة قال أبو العبّاس بن عطاء: سمعت أبا الحسين النُّوريّ يقول: كان في نفسي من هذه الآيات، فأخذت من الصّبْيان قصبة، ثمّ قمت بين زورقين وقلت:
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 130.
[2] حلية الأولياء 10/ 249، 250، وسير أعلام النبلاء 14/ 71.
[3] في حلية الأولياء 10/ 250، 251، واقتبسه الخطيب في: تاريخ بغداد 5/ 134.
[4] في المطبوع من الحلية: «ونسب الصوفية إلا الزندقة» ! وهو غلط، فليصحّح.
[5] في الحلية: «على حياتي» .
[6] في الحلية (10/ 251) : «ويردّون باللَّه» .
[7] زاد في الحلية: «ويلبسون باللَّه» .
[8] وانظر الخبر في: طبقات الأولياء لابن الملقّن 64، 65.(22/67)
وَعِزَّتِكَ، لئن لم تخرج لي سمكةٌ، فيها ثلاثة أرطال لأُغْرِقَنّ نفسي. قال:
فخرجت لي سمكة فيها ثلاثة أرطال.
فبلغ: ذلك الْجُنَيْد، فقال: كان حكمه أن تخرج له أَفْعَى فتَلْدَغْه [1] .
وعن أبي الحسين قال: سبيل الفانين الفناء في محبوبهم، وسبيل الباقينَ البقاءُ ببقائه. ومن ارتفع عن الفَناء والبَقاء، فحينئذٍ لا فناء ولا بقاء [2] .
وعن القنّاد قال: كتبت إلى النُّوريّ وأنا حَدَث:
وإذا كان كلّ المرء في الكُلّ فانيًا [3] ... أبنْ لي عن أيِّ الوجودَيْن يُخْبِرُ
[4] فأجاب لوقته:
إذا كنتَ فيما ليس بالوصف فانيًا ... فوقْتُكَ في الأوصافِ عندي تحيّر
[5] وقد ذكر ابن الأعرابي أبا الحسين النُّوريّ فقال: مضيت يومًا أنا ورُوَيْم بن أحمد، وأبو بكر العطّار نمشي على شاطئ نهر. فإذا نحن برجلٍ في مسجد بلا سقف. فقال رومي: ما أشبه هذا بأبي الحسين النُّوريّ.
فِمِلْنا إليه، فإذا هو هو، فسلَّمْنا، وَعَرَفَنَا، وذكر أنّه ضجر من الرَّقَّةِ فانحدر، وأنّه الآن قدِم، ولا يدري أين يتوجَّه. وكان قد غاب عن بغداد أربع عشرة سنة. فعرضنا عليه مسجَدنا، فقال: لا أريد موضعًا فيه الصّوفيّة، قد
__________
[1] حلية الأولياء 10/ 251، وانظر: تاريخ بغداد 5/ 132، 133.
[2] يسبق هذا القول في الحلية 10/ 253: «أعلى مقامات أهل الحقائق انقطاعهم عن الخلائق، وسبيل المحبّين التّلذّذ بمحبوبهم، وسبيل الراجين التأميل لمأمولهم، وسبيل الفانين ... » وقد علّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- على هذا القول في: «سير أعلام النبلاء» 13/ 72 بقوله:
«هذا يحتاج إلى شرح طويل، وتحرّز عن الفناء الكلبيّ، ومرادهم بالفناء، فناء الأوصاف النفسانية ونحوها، ونسيانها بالاشتغال باللَّه تعالى وبعبادته، فإنّ ذات العارف وجسده لا ينعدم ما عاش، والكون وما حوى فمخلوق، والله خالق كل شيء ومبدعه، أعاذنا الله وإيّاكم من قول «الاتّحاد، فإنّه زندقة» .
[3] في الحلية 10/ 253.
إذا كان الكلّ في النور فانيا.
[4] في: الحلية: «أخبر» .
[5] حلية الأولياء 10/ 254.(22/68)
ضجرت منهم. فلم يزل يطلب إليه حتّى طابت نفسه، وكان قد غلبت عليه السَّوْداء وحديث النَّفس، ثمّ ضعُف بصرُهُ وانكسر قلبه، وفقد إخْوانه، فاستوحش من كلّ أحد، ثمّ إنّه تأنَّس [1] .
قال أبو نُعَيْم [2] : سمعت أبا الفرج الورثانيّ: سمعت عليّ بن عبد الرحيم يقول: دخلت على النُّوريّ، فرأيت رِجْليه منتفخَتْين، فسألته [3] ، فقال: طالبتني نفسي بأكْل التَّمْر، فجعلتُ أُدافَعُها، فتأبى عليَّ، فخرجت واشتريت، فلمّا أن أكلت قلت لها: قومي فَصَلِّي [4] . فأبت. فقلت: للَّه عليَّ [5] إنْ قعدت على الأرض أربعين يومًا، فما قعدت [6] .
وقال بعضهم عن النَّوريّ قال: من رأيته يدّعي مع الله حالةً تُخْرِجُ عن الشَّرع، فلا تقتربْ منه [7] .
قال ابن الأعرابي في ترجمة النُّوريّ: فسألنا أبو الحسين عن نصر بن رجاء، وعثمان، وكانا صديقين له، إلّا أنّ نصرًا تنكّر له، فقال: ما أخاف ببغداد إلّا من نصر فعرَّفوه أنّه بخلاف ما فارقه، فجاء معنا إلى نصر.
فلمّا دخل مسجده قام نصر، وما أبقى في إكرامه غاية، وبِتْنا عنده، ولمّا كان يوم الجمعة ركبنا مع نصر زورقًا من زوارقه إلى باب خراسان، ثمّ صرْنا إلى الجنيد، فقام القوم وخرجوا، وأقبل عليه الْجُنَيْد يذاكره ويمازحه، فسأله ابن مسروق مسألة، فقال: عليكم بأبي القاسم. فقال الجنيد: أجب يا أبا الحسين أرجو أن يسمعوا جوابك. فقال: أنا قادم، وأنا أحبّ أن أسمع.
فتكلم الْجُنَيْد والجماعة والنُّوريّ ساكت، فعرضوا عليه ليتكلّم فقال: لقد
__________
[1] سير أعلام النبلاء 14/ 74.
[2] في الحلية 10/ 251.
[3] في الحلية: «فسألته عن أمره» .
[4] في الحلية: «قومي حتى تصلّي» .
[5] كرّرها في الحلية: «عليّ وعليّ» .
[6] الخبر أيضا في: تاريخ بغداد 5/ 132، وسير أعلام النبلاء 14/ 71 وفسّر قوله: «فما قعدت» - يعني إلّا في الصلاة.
[7] سير أعلام النبلاء 14/ 72.(22/69)
لقيتم ألقابًا لا أعرفها، وكلامًا غير ما أعهد، فدعوني حتّى أسمع وأقف على مقصودكم.
فسألوه عن الفرق الّذي بعد الجمع ما علامته؟ وما الفرق بينه وبين الفرق الأوّل؟ ما أدري سألوه بهذا اللَّفْظ أو بمعناه، وكنت قد لقيته بالرَّقَّة سنة سبعين، فسألني عن الْجُنَيْد، فقلت: إنّهم يشيرون إلى شيء يسمّونه الفرق الثّاني والصَّحْوَ.
قال: اذكر لي شيئا منه. فذكرته فضحك وقال: ما يقول ابن الخَلَنْجيّ؟
قلت: ما يُجالسهم.
قال: فأبو أحمد القَلانِسيّ؟
قلت: مرّة يخالفهم، ومرّة يوافقهم.
قال: فما تقول أنت؟
قلت: ما عسى أن أقول أنا.
ثمّ قلت: أحسب أن هذا الذي يسمُّونه فرقًا ثانيًا هو عينٌ من عيون الجمع، يتوهَّمون به أنّهم قد خرجوا عن الجمع.
فقال: هو كذلك. أنت إنّما سمعت هذا من أبي أحمد القلانِسيّ.
فقلت: لا.
فلمّا قدِمت بغدادَ، حدَّثت أبا أحمد بذلك، فأعجبه قول النُّوريّ. وأمّا أبو أحمد فكان ربّما يقول: هو صَحْو وخُرُوج عن الجمع. وربّما قال: بل هو شيءٌ من الجمع.
ثمّ أنّ النُّوريّ لمّا شاهدهم قال: ليس هو عينٌ من عيون الجمع، ولا صَحْوٌ من الجمع. ولكنّهم رجعوا إلى ما يعرفونه.
ثمّ بعد ذلك ذكر رُوَيْم، وابن عطاء أنّ النُّوريّ يقول الشّيءَ وضده، ولا يعرف هذا إلّا قول سُوفسطاء، ومن قال بقوله.
قال ابن الأعرابي: فكان بينهم وبين النُّوريّ وَحشة، وكان يُكثِر منهم التَّعجُّب.(22/70)
وقالوا للجُنَيْد، فأنكر عليهم وقال: لا يقولوا مثل هذا لأبي الحسين، ولكنّه رجل لعلّه قد تغيَّر دماغه.
ثمّ إنّه انقبض عن جميعهم، وأظهر لمن لقيه منهم الْجَفَاء، وغلبت عليه العِلّة وَعَمِيَ، ولزم الصَّحارَى والمقابر. وكانت له في ذلك أحوال يطول شرحُها [1] .
وسمعت جماعة يقولون: من رأي النُّوريّ بعد قدومه من الرَّقَّةِ ولم يكن رآه قبلها، فكأنّه لم يره لتغيُّره، رحمه الله [2] .
قال ابن جهضم: حدَّثني أبو بكر الخلّال قال: كان أبو الحسين النُّوريّ إذا رأي منكرا غيّره، ولو كان فيه تَلَفُه. فنزل يومًا يتوضّأ، فرأى زورقًا فيه ثلاثون دَنًّا. فقال للملاح: ما هذه؟ فقال: ما يلزمك. فألحّ عليه فقال: أنت والله صُوفيّ كثير الفُضُول، هذا خمر للمعتضد.
فقال: أعطني ذلك المدرى، فاغتاط وقال لأَجِيره: ناولْه حتّى أُبْصِر ما يصنع. فأخذه، ولم يزل يكسرها دنّا دَنًّا، فلم يترك إلّا واحدًا، فأخذ النُّوريّ، وأُدْخِل إلى المعتضد، فقال: من أنت ويْلك؟
قال: قلت: محتسب.
قال: ومن ولّاك الحِسْبة؟
قلت: الذي ولاك الإمامة يا أمير المؤمنين.
فأطرق ثم قال: ما حَمَلَكَ على ما صنعت؟
قلت: شفقة منّي عليك.
قال: كيف خلص هذا الدَّنّ؟
فذكر النُّوريّ ما معناه أنّه كان يكسر الدِّنان ونفسه مخلصة، فلمّا وصل إلى هذا الدن أعجبته نفسه، فارتاب في إخلاصه، فترك الدّنّ [3] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 14/ 74، 75.
[2] سير أعلام النبلاء 14/ 75.
[3] سير أعلام النبلاء 14/ 76.(22/71)
وعن أبي أحمد المَغَازِليّ قال: ما رأيت أحدًا قطّ أعبد من النُّوريّ.
قيل: ولا الْجُنَيْد؟
قال: ولا الْجُنَيْد [1] .
وقيل: أن الْجُنَيْد مرض، فعاده النُّوريّ، فوضع يده عليه، فعُوفي لوقته [2] .
63- أحمد بْن محمد بْن عَبْد العزيز بْن رباح.
أبو جعفر المصريّ المؤدِّب، مولى آل مروان.
سمع: يوسف بن عدي، ويحيى بن بكير.
توفي في شوال سنة ست وتسعين.
روى عنه: الحَسَن بن رشيق، وغيره.
ويُعرف بابن الرَّقْراق.
64- أحمد بن محمد بن نافع [3] .
أبو بكر المصريّ الطَّحاويّ [4] الأصمّ.
عن: يحيى بن بُكَيْر، وإبراهيم بن المُنذر الحزَاميّ، وأبي مُصْعَب، وأحمد بن صالح، وجماعة.
وعنه: حمزة الكِنانيّ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة ستٍّ أيضًا.
65- أحمد بن محمد بن زكريّا [5] .
أبو بكر البغداديّ الحافظ المعروف بأخي ميمون.
عن: نصر بن عليّ الجهضميّ، وطبقته.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 131.
[2] صفة الصفوة 2/ 440، طبقات الأولياء لابن الملقّن 66، 67، الكواكب الدرّيّة 1/ 194.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن نافع) في:
المعجم الكبير للطبراني 1/ 22.
[4] في المعجم الصغير: «الطحان» .
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن زكريا) في:
المعجم الكبير للطبراني 1/ 71، 72، وتاريخ بغداد 5/ 8 رقم 2355، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 82 رقم 108، والبداية والنهاية 11/ 108.(22/72)
وعنه: الطَّبَرانيّ [1] ، وجماعة.
تُوُفّي بمصر [2] .
66- أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث [3] .
أبو حسّان العَنَزِيّ البغداديّ القاضي المقرئ.
قرأ على: ابن نَشِيط، وعلى: أحمد بن زُرارة صاحب سليم [4] .
قرأ عليه: أبو الحسين بن بُويان [5] ، وابن شَنَبُوذ، وعلى بن سعيد بن الحسين [6] .
وكان من أعيان القرّاء [7] .
67- أحمد بن محمد بن الوليد [8] .
أبو بكر المُرِّيّ الدّمشقيّ المقرئ.
عن: أبي مُسهِر، وآدم بن أبي إياس، وأبي اليَمَان، وهشام بن عمّار، ومحمود بن خالد، وجماعة.
وقيل: في لُقِيّه لأبي مُسْهِر نظر.
وكان مقرئا فاضلا.
__________
[1] قال: حدّثنا مذاكرة بمصر.
[2] قال ابن يونس: كان حافظا للحديث، وكان يمتنع من أن يحدّث، حفظت عنه أحاديث في المذاكرة، وكانت وفاته بمصر في شوال سنة ست وتسعين ومائتين. (تاريخ بغداد) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن يزيد) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 237 رقم 137، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 133، 134 رقم 622.
[4] في الأصل: «سلم» والتصحيح من المصدرين.
[5] في الأصل: «ثوبان» والتصحيح من المصدرين.
[6] في المصدرين: «علي بن سعيد بن دوابة» .
[7] قال ابن الجزري: إمام ثقة ضابط في حرف قالون ماهر محرّر. وقال الذهبي: توفي قبل الثلاثمائة فيما أحسب.
[8] انظر عن (أحمد بن محمد بن الوليد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 13 وفيه «أحمد بن محمد بن الوليد بن سعد المري» ، وأضاف محقّقه بين حاصرتين (المسيري) كأنه شكّ في صحّة «المرّي» ، والإكمال لابن ماكولا 7/ 314، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 407- 409، و 38/ 473، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 81، 82، والأنساب لابن السمعاني 525، وسير أعلام النبلاء 14/ 81 رقم 40، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 423 رقم 249.(22/73)
روى عنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن النّاصح، وأبو عمر بن فَضَالَةَ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
68- أحمد بن محمد بن مسروق [1] .
أبو العبّاس البغداديّ الزّاهد مصنِّف جزء «القناعة» .
كان من أعيان الصُّوفيّة وعُلمائهم.
روى عن: عليّ بن الْجَعْد، وعليّ بن المديني، وخَلَف بن هشام، وأحمد بن حنبل، وغيرهم.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وجعفر الخالديّ تلميذه، وحبيب القزّاز، ومَخْلَد بن جعفر الباقَرْحَيّ، وأبي عُبَيْد العسكريّ.
وكان الْجُنيد يحترمه ويعتقد فِيهِ.
وقال أبو نُعَيْم الحافظ [2] : صحِبَ الحارث المُحَاسبيّ، ومحمد بن مَنصور الطُّوسيّ، والسَّريَّ السَّقَطيّ.
ومن كلامه: التَّصوُّف خلْو الأسرار ممّا منه بُدّ، وتعلُّقها بما ليس منه بدّ [3] .
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ [4] .
قلت: تُوُفّي ابن مسروق في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين، وله أربعٌ وثمانون سنة، وهو من كبار شيوخ الإسماعيليّ الّذين أدركهم.
وقال له رجل: الضيافة ثلاث، فما زاد فهو صدقة منك عليّ [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن مسروق) في:
مروج الذهب 3430، وحلية الأولياء 10/ 88 و 10/ 213- 216 رقم 548، وتاريخ بغداد 5/ 100- 103 رقم 2502، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 89 رقم 258 والمنتظم، له 6/ 98، 99 رقم 137، وميزان الاعتدال 1/ 150 رقم 587، والمغني في الضعفاء 1/ 57 رقم 446، والعبر 2/ 110، ولسان الميزان 1/ 292 رقم 866، وشذرات الذهب 2/ 227.
[2] في الحلية 10/ 213.
[3] الحلية 10/ 214.
[4] تاريخ بغداد 5/ 103 وزاد: «يأتي بالمعضلات» .
[5] تاريخ بغداد 5/ 100، وقال الخطيب: «وكان معروفا بالخير، مذكورا بالصلاح» .(22/74)
69- أحمد بن محمد بن خالد [1] .
أبو العبّاس البَرَاثي [2] البغداديّ.
عن: عليّ بن الْجَعْد، وكامل بن طلحة، وسُرَيْج بن يونس، وغيرهم.
وعنه: مَخْلَد الباقَرْحِيّ، وأبو حفص بن الزّيّات، والجعابي، وأحمد بن جعفر بن سَلْم، وعدّة.
قال الدّار الدّارقطنيّ: ثقة مأمون [3] .
قلت: توفّي سنة ثلاثمائة [4] ، وهو من شيوخ الطَّبَرانيّ.
وقد قرأ على خَلَف بن هشام، وحدَّث عنه بالقراءة عبد الواحد بن أبي هاشم.
70- أحمد بن محمد بن دِلان [5] .
أبو بكر الخيشي.
عن: محمد بن بكّار بن الرّيّان، وعُبَيْد الله القواريريّ، وأبي بكر بن أبي شيبة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وإسحاق النّعاليّ.
وكان لا بأس به [6] . ودلان: بالكسر.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن خالد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 47، وتاريخ بغداد 5/ 43 رقم 2346، وطبقات الحنابلة 1/ 64 رقم 52، والإكمال 1/ 535، 536، والأنساب 2/ 118، واللباب 1/ 131، وسير أعلام النبلاء 14/ 92 رقم 51، وغاية النهاية 1/ 113 رقم 518، والنجوم الزاهرة 3/ 181.
[2] في: المعجم الصغير 1/ 47 «البرتي» ، وهو غلط، والمثبت يتفق مع ما جاء في: توضيح المشتبه 1/ 406 حيث قال: البراثي: بفتح أوله والراء وبعد الألف مثلّثة مكسورة. أبو العباس أحمد بن محمد بن خالد بن يزيد بن غزوان البغدادي، وبراثا: محلّة عتيقة بالجانب الغربي. سمع علي بن الجعد وطبقته، وعنه أبو حفص بن الزيات.
[3] تاريخ بغداد 5/ 3.
[4] هذا قول ابن قانع، (تاريخ بغداد 5/ 4) ، وقال عيسى بن حامد الرّخّجي: مات أبو العباس البراثي سنة اثنتين وثلاثمائة. (تاريخ بغداد 5/ 3) وهكذا أرّخه ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 1/ 407 وقال أرّخه الطبراني، وأبو الشيخ، وآخرون بها.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن دلان) في:
تاريخ بغداد 5/ 5، 6 رقم 2352.
[6] قاله الدار الدّارقطنيّ.(22/75)
مات سنة ثلاثمائة.
71- أحمد بن محمد بن ساكن [1] .
أبو عبد الله الزَّنْجانيّ الفقيه. من كبار الأئمّة. رحل إلى العراق ومصر، وتفقّه على: إبراهيم المُزَنيّ، وغيره.
وسمع: إسماعيل ابن بنت السُّدِّيّ، وأبا مُصْعَب الزُّهريّ، وأبا كُرَيْب، والحسن بن عليّ الحُلْوانيّ، وطبقتهم.
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم [2] ، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان، ويوسف بن القاسم المَيَانِجيّ، وجماعة آخرهم إبراهيم بن أبي حمّاد الأبهريّ.
قال أبو يعلي الخليلي: تُوُفّي قبل الثلاثمائة.
بقي إلى سنة تسع وتسعين ومائتين.
72- أحمد بن موسى الجنبيّ [3] .
خطيب جُرْجان.
سمع: إبراهيم بن موسى الوَزْدُوليّ.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين [4] .
73- أحمد بن موسى بن مَخْلَد [5] .
الفقيه أبو العبّاس الغافقيّ المالكيّ.
أخذ عن: سحنون، والبرقيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن ساكن) في:
الجرح والتعديل 2/ 74، 75 رقم 150، والإكمال لابن ماكولا 4/ 244، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 344.
[2] وقال: سمعت منه بالكوفة مع أبي، وكان صدوقا. (الجرح والتعديل 2/ 75) .
[3] انظر عن (أحمد بن موسى الجنبي) في:
تاريخ جرجان للسهمي 78 رقم 27 وفيه «الجبنّيّ» بتقديم الباء على النون.
[4] يوم السبت في جمادى الآخرة.
[5] انظر عن (أحمد بن موسى بن مخلد) في:
الديباج المذهب 31، 32.(22/76)
وكان ذا دِينٍ ووَرَع. طُلِبَ للقضاء فامتنع، وعاش ثمانيًا وثمانين سنة.
وتُوُفي سنة خمسِ وتسعين ومائتين [1] .
74- أحمد بن نَجْدة بن العُرْيان [2] .
أبو الفضل الهَرَويّ.
رحل وسمع: سعيد بن منصور، وسعيد بن سليمان الواسطيّ، وجماعة.
وعنه: أبو إسحاق البزّار، وأبو محمد المُزَنيّ المُغَفَّليّ.
وكان ثقة مُعَمَّرًا.
تُوُفّي بَهَراة سنة ست وتسعين.
75- أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر [3] .
أبو العبّاس الدّمشقيّ المقرئ المؤدِّب.
قرأ القرآن على: الحسين بن عليّ العِجْليّ صاحب يحيى بن آدم.
وقرأ بدمشق على الوليد بن عُتْبة.
قرأ عليه: عليّ بن أبي العَقِب، وأبو الحَسَن بن شَنَبُوذ، وعبد الله بن عَبْدان الدّراوَرْديّ.
وقد روى الحديث عن: هشام، وصَفْوان بن صالح المؤذّن، وإبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّانيّ، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وخلق كثير.
__________
[1] قال ابن فرحون: «من العجم وينتهي إلى غافق، ويقال له عيشون كنيته أبو عاشر، شيخ صالح ثقة فقيه زاهد متعبّد فاضل ورع ضابط صحيح الكتاب حسن التقييد، عالم بكتبه، معدود في كبار أصحاب سحنون وعليه اعتمد ... وكان مجاب الدعوة» .
ومولده سنة سبع ومائتين.
[2] انظر عن (أحمد بن نجدة) في:
العبر 2/ 169، وسير أعلام النبلاء 13/ 571، وشذرات الذهب 2/ 224.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي رجاء) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 20 رقم 23، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 475، 3/ 476، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 86، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 503- 505 رقم 118، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 144 رقم 672، وتهذيب التهذيب 1/ 86، 87 رقم 149، وتقريب التهذيب 1/ 27 رقم 133، وخلاصة تذهيب التهذيب 13، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 434 رقم 262.(22/77)
وعنه: أبو عبد الرحمن النَّسائيّ في الكني، وأبو عليّ الحَصَائريّ، وخيثمة الأَطْرَابُلسيّ، وأبو أحمد عبد الله بن ناصح، وآخرون.
تُوُفّي في المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين [1] .
76- أحمد بن نصر بن إبراهيم [2] .
أبو عمرو النَّيْسابوريّ الخفّاف الحافظ.
قال أبو عبد الله الحاكم: هُوَ شيخ وحده جلالةً ورئاسة وَزُهْدًا وعبادةً وسخاء.
سمع بنَيْسابور: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرَارة، والحسين بن حُرَيْث، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزْمة، وأقرانهم.
وببغداد: إبراهيم بن المستمرّ، وأحمد بن منيع، وأبا همّام السَّكُونيّ، وأقرانهم.
وبالكوفة: أبا كُرَيْب، وعَبّاد بن يعقوب، وجماعة.
وبالحجاز: أبا مُصْعَب، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وعبد الله بن عمران العابديّ، وغيرهم.
وعنه: محمد بن سليمان بن فارس، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، والشيوخ.
وثنا عنه: أبو سعيد أحمد بن أبي بكر الحِيريّ، ومحمد بن أحمد بن
__________
[1] وقيل: سنة إحدى وثمانين ومائتين. (تاريخ دمشق- المخطوط) 3/ 475.
[2] انظر عن (أحمد بن نصر الخفّاف) في:
الجرح والتعديل 2/ 79 رقم 174، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 110 رقم 147، وسير أعلام النبلاء 13/ 560- 564 رقم 284، والعبر 2/ 112، 113، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1205، وتذكرة الحفاظ 2/ 654- 656، والبداية والنهاية 11/ 117، وطبقات الحفاظ للسيوطي 285، 286، وشذرات الذهب 2/ 231، 232.
وقد أضاف السيد علي أبو زيد في تحقيقه لسير أعلام النبلاء 13/ 560 بالحاشية إلى مصادر ترجمته كتاب: «طبقات الفقهاء» للشيرازي 114.
وأقول: الموجود في طبقات الفقهاء للشيرازي- ص 114 هو: «أبو بكر أحمد بن عمر الخفّاف» الّذي له كتاب «الخصال» . وهو غير صاحب الترجمة هنا فهذا اسمه: أحمد بن نصر، وكنيته أبو عمرو الخفّاف، فليراجع.(22/78)
حمدون الذُّهَليّ، وأبو بكر الضُّبَعيّ، وأهل نيسابور.
وسمعت أبا زكريّا العَنْبريّ يقول: كان ابتداء حال أبي عَمْرو أحمد بن نصر الرئيس الزُّهد والورع وصُحْبة الأبدال، إلى أن بلغ مِن العِلْم والرئاسة والجلالة ما بلغ. ولم يكن يُعْقِب، فلمّا أيس من الولد تصدَّق بأموالٍ، كان يُقال: إنّ قيمتها خمسة آلاف درهم، على الأشراف والموالي والفقراء [1] .
سمعت أبا بكر- يعني الضُّبَعيّ- يقول: كنّا نقول إنّ أبا عَمْرو الخفّاف يفي بمذاكرة مائة ألف حديث [2] .
وصام الدهر نيفًا وثلاثين سنة [3] . سمعت أبا الطَّيِّب الكرابيسيّ: سمعت ابن خزيمة يقول على رءوس الملأ يوم مات أبو عَمْرو الخفّاف: لم يكن بخراسان أحفظ منه للحديث [4] .
سمعت أبا إسحاق المُزَكّي: سمعت السّرّاج يقول: ما رأيت أحفظ من أبي عَمْرو الخفّاف. كان يسرد الحديث سَرْدًا، حتّى المقاطيع والمراسيل [5] .
سمعت محمد بن المؤمِّل بن الحَسَن: سمعت أبا عَمْرو الخَفّاف، يقول:
كان عَمْرو بن اللَّيْث الصّفّار يقول لي: يا عمّ، متى ما عَمِلت [6] شيئًا لا يوافقك فاضْرِبْ رقبتي، إلى أن أرجع إلى هواك [7] .
سمعت محمد بن حمدون الواعظ يقول: مات أبو عَمْرو الرئيس الّذي كنّا نقول عنه زَيْن الأشراف أبو عمرو الخفَاف في شَعْبان سنة تسعٍ وتسعين ومائتين [8] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 13/ 561، 562، تذكرة الحفاظ 2/ 655.
[2] سير أعلام النبلاء 13/ 561، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1205.
[3] تذكرة الحفاظ 2/ 655، سير أعلام النبلاء 13/ 561.
[4] تذكرة الحفاظ 2/ 655، سير أعلام النبلاء 13/ 562.
[5] تذكرة الحفاظ 2/ 655، سير أعلام النبلاء 2/ 88،
[6] في سير أعلام النبلاء 13/ 562: «علمت» ، والمثبت أعلاه هو الأصحّ.
[7] تذكرة الحفاظ 2/ 656، سير أعلام النبلاء 13/ 562.
[8] وقال أبو حاتم، وأبو زرعة الرازيّان: «أدركناه ولم نكتب عنه» . (الجرح والتعديل 2/ 79) .(22/79)
77- أحمد بن النَّضر بن عبد الوهاب [1] .
أبو الفضل النَّيسابوريّ، أحد أركان الحديث.
قال الحاكم: كان البخاريّ إذا ورد نيسابور كان ينزل عند الأخَوَيْن:
أحمد، ومحمد ابنَيِ النَّضْر.
قال: وقد روى عنهما في «الجامع الصّحيح» ، وإسنادهما وسماعهما معًا، وهما سِيَّان [2] .
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرارة، وهُدْبَة بن خالد، وعُبَيد الله بن مُعَاذ، وشَيْبان بن فَرُّوخ، وسهل بن عثمان العسكريُّ، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ، وخلْقًا سمّاهم الحاكم.
وقال: هو مجَّودٌ في البصْريّين.
روى عنه: خ.، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، ومحمد بن الأخرم، وأحمد بن إسحاق الصَّيْدلانيّ، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وغيرهم.
وروى خ. حديث الإفك عن الزهرانيّ وثبَّتني أحمد في بعضه [3] ، وأحمد هذا هو ابن النَّضْر، وما هو بابن حنبل، والله أعلم.
78- أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير الأسدي الدّمشقيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن النضر) في:
تهذيب الكمال للمزّي 1/ 515، 516 رقم 120، وسير أعلام النبلاء 13/ 564، 565 رقم 285، وتذكرة الحفاظ 2/ 645، 646، والكاشف 1/ 29 رقم 94 وفيه «أحمد بن النصر» ، وتهذيب التهذيب 1/ 87، 88 رقم 151 (في المطبوع غلط بالرقم) وفيه: «أحمد بن النصر» ، وتقريب التهذيب 1/ 27 رقم 135، وطبقات الحفاظ 282، وخلاصة تذهيب التهذيب 13، وشذرات الذهب 2/ 205 (في حوادث سنة 290 هـ) .
[2] تهذيب الكمال 1/ 516.
[3] في صحيح البخاري، كتاب الشهادات 5/ 199 باب تعديل النساء بعضهن بعضا، قال:
«وأفهمني بعضه أحمد» .
[4] انظر عن (أحمد بن هشام الدمشقيّ) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 111.(22/80)
أبو الحَسَن القارئ.
عن: محمد بن مصفّى، ومحمود بن خالد.
وعنه: جُمَح بن القاسم، وأبو عُمَرو بن فَضَالَةَ [1] ، وجماعة.
79- أحمد بن وهب بن عمرو [2] .
أبو العباس المِصِّيصيّ، من ولد عُقْبَة بن أبي مُعَيْط.
له عن: حكيم بن سيف الرّقّيّ.
وعنه: مَخْلَد الباقَرْحِيّ [3] .
حدَّث ببغداد.
مات سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
80- أحمد بن يحيى بن يزيد [4] .
__________
[1] وهو قال: كان المترجم شيخا صالحا.
[2] انظر عن (أحمد بن وهب) في:
تاريخ بغداد 5/ 190، 191 رقم 2648.
[3] الباقرحي: بفتح القاف وسكون الراء المهملة وكسر الحاء المهملة. نسبة إلى: باقرح، وهي قرية من نواحي بغداد. (اللباب 1/ 112) .
[4] انظر عن (أحمد بن يحيى الشيبانيّ) في:
مروج الذهب 4/ 284، 285، وتاريخ بغداد 5/ 204- 212 رقم 2681، والأنساب 555 ب، والكامل في التاريخ 7/ 534، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 83، 84 رقم 80، وفيه:
«أحمد بن يحيى بن زيد» ، والفهرست لابن النديم 74، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 275 رقم 457، ووفيات الأعيان 1/ 84 رقم 42، وإنباه الرواة للقفطي 1/ 138- 151 رقم 86، وطبقات النحويين للزبيدي 155، ومعجم الأدباء 5/ 102، وتاريخ ابن الوردي 1/ 247، وتذكرة الحفّاظ 214، وسير أعلام النبلاء 14/ 5- 7 رقم 1، والعبر 2/ 88، ودول الإسلام 1/ 176، والوافي بالوفيات 8/ 243- 245 رقم 3678، ونزهة الألبّاء 157، ونور القبس للمرزباني 334، ومرآة الجنان 2/ 218- 220، والبداية والنهاية 11/ 98، والبلغة في تاريخ أئمّة اللغة 34، 35، والوفيات لابن قنفذ 194 رقم 391، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 148، 149 رقم 692، والنجوم الزاهرة 3/ 133، وطبقات الحفاظ 290، وبغية الوعاة للسيوطي 1/ 396- 398 رقم 787 وفيه «أحمد بن يحيى بن يسار» ، ومراتب النحويين 96، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 1/ 145، 146، وشذرات الذهب 2/ 207، 208، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 20، 25، 30، 766 83، 152، 240، 251، 232، وبدائع البدائه لابن ظافر الأزدي 245، 351، والمقرّب لابن عصفور 2/ 176، 202، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 292 و 3/ 93 و 4/ 72 و 123 و 5/ 11، 13، 14، 100، وأمالي المرتضى (انظر فهرس الأعلام) 2/ 563، والجامع(22/81)
أبو العبّاس الشَّيْبانيّ، مولاهم النَّحْويّ ثعلب شيخ العربيّة ببغداد وإمام الكوفيّين في النَّحْو.
سمع: إبراهيم بن المنذر الحِزَاميّ، ومحمد بن زياد بن الأعرابي، وعُبَيْد الله القواريريّ، ومحمد بن سلّام الْجُمَحيّ، وعليّ بن المغيرة، وَسَلَمَةَ بن عاصم، والزُّبَير بن بكّار.
وعنه: إبراهيم نِفْطَوَيْه، ومحمد بن العبّاس اليزيديّ، وعليّ الأخفش الصَّغير، وأبو بكر بن الأنباريّ، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو عمْرو الزّاهد غلام ثعلب، ومحمد بن مُقْسِم، وآخرون.
وُلِد سنة مائتين، وكان يقول: طلبت العربيّة سنة ستّ عشرة ومائتين، وابتدأت بالنَّظر وعُمري [1] ثمان عشرة سنة، ولمّا بلغت خمسًا وعشرين سنة ما بقي عليّ مسألة للفرّاء إلّا وأنا حفِظْتُها [2] . وسمعت من القواريريّ مائة ألف حديث [3] .
قال الخطيب [4] ، وغيره: كان ثقة [حجّة] ديّنا صالحا مشهورا بالحفظ.
__________
[ () ] الكبير لابن الأثير 27 و 29، والأمالي للقالي 1/ 23، 30، 31، 32، 44، والذيل 33، 36، 80744، والمثلّث لابن السيد البطليوسي 1/ 329، 331، 358، 377، 409، 455 و 2/ 10، 56، 162، 196، 370، 420، 463، 477، وتخليص الشواهد 66، 82، والخصائص لابن جني 3/ 284، ومجالس ثعلب بتحقيق عبد السلام هارون، طبعة مصر 1369 هـ.، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 347، 348، ونهاية الأرب 3/ 213، وأمالي اليزيدي (طبعة حيدرآباد 1938) 1- 7، والأذكياء لابن الجوزي 204، 205، وربيع الأبرار 4/ 134، 448، والمنتظم 6/ 44، 45 رقم 63 وفيه: «أحمد بن يحيى بن زيد بن يسار» ، والشوارد في اللغة للصغاني 364، وتاريخ الطبري 9/ 342، والمختصر في أخبار البشر 2/ 60، وتلخيص ابن مكتوم 24، 25، وسلّم الوصول 158، والمزهر 2/ 412.
[1] في تاريخ بغداد 5/ 205، وإنباه الرواة 1/ 139، وطبقات النحويين للزبيدي 100: «وابتدأت بالنظر في حدود الفرّاء وسنّي» .
[2] في تاريخ بغداد: «أحفظها» ، وزاد: وأحفظ موضعها من الكتاب، ولم يبق شيء من كتب الفرّاء في هذا الوقت إلّا قد حفظته. وانظر: إنباه الرواة، وطبقات النحويين.
[3] تاريخ بغداد 5/ 205.
[4] في تاريخ بغداد 5/ 205 والزيادة منه، ومن: إنباه الرواة للقفطي 1/ 139، ومراتب النحويين 156.(22/82)
وقيل: كان ثعلب لا يتكلَّف إقامة الإعراب في حديثه.
وقال إبراهيم الحربيّ: قد تكلم النّاس في الاسم والمسمّى، وقد بلغني أنّ أبا العبّاس أحمد بن يحيى قد كره [الكلام] [1] في ذلك، وكرهت لكم ما كره العبّاس [2] .
وقال محمد بن عبد الملك التاريخيّ: سمعت المبرِّد يقول: أعلم الكوفيّين ثعلب. فذُكِر [له] الفرّاء، فقال: لا يَعْشِرُه [3] .
وقال ابن مجاهد المقرئ: قال لي ثعلب: أشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، وأشتغل أهل الفِقْه بالفقه ففازوا، واشتغلتُ أنا بزَيْدٍ وعَمْرو، فليت شعري، ماذا يكون حالي في الآخرة؟ فانصرفت من عنده، فرأيت تلك الليلة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال لي: أَقْرِئ أبا العباس عني السّلام، وقل له: إنّه صاحب العلم المستطيل [4] . قال القفطي [5] : كان ثعلب يدرس كُتُب الكِسائيّ والفراء [6] درسًا، فلم يكن يدري مذهب البصريّين، ولا كان مستخرجًا للقياس، ولا طالبًا له، بل ينقل [7] .
فإذا سُئل عن الحُجَّة لم يأتِ بشيء.
وعن الرِّياشيّ- وَسُئِلَ لما رجع من بغداد- فقال: ما رأيت أعلم من الغلام المُنَبَّز [8] ، يعني ثعلبًا [9] .
وحكى أبو عليّ الدِّينَوَرِيّ خَتَن ثعلب أنّ المبرِّد كان أعلم بكتاب سيبويه
__________
[1] الزيادة من تاريخ بغداد.
[2] تاريخ بغداد 5/ 209، 210، إنباه الرواة 1/ 142.
[3] تاريخ بغداد 5/ 210 والزيادة منه، ومن: إنباه الرواة 1/ 142.
[4] تاريخ بغداد 5/ 211، إنباه الرواة 1/ 143، 144.
[5] في إنباه الرواة 1/ 138.
[6] في الإنباه: «كتب الفرّاء والكسائي» .
[7] العبارة عند القفطي: «فلم يكن يعلم مذهب البصريين، ولا مستخرجا للقياس، ولا طالبا له، وكان يقول: قال الفرّاء، وقال الكسائيّ» .
[8] المنبّز: الملقّب، يريد الملقّب بثعلب.
[9] إنباه الرواة 1/ 144.(22/83)
من ثعلب، لأنّه قرأه على العُلماء، وثعلب قرأه على نفسه [1] .
وقيل: إنّ ثعلبًا كان بخيلًا [2] . وخلف ثلاثة آلاف دينار، ومُلْكًا بثلاثة آلاف دينار [3] . وكان قد صحِب محمد بن عبد الله بن طاهر، وعلَّم ابنه طاهرًا، فرتَّب له ألف درهم في كلّ شهر [4] .
وله من الكُتُب: كتاب «الفصيح» ، كتاب «المصون» ، كتاب «أخلاق النَّحْويّين» ، كتاب «معاني القرآن» ، كتاب «ما يَلْحَن فيه العامّة» ، كتاب «القراءات» ، كتاب «معاني الشِّعْر» ، كتاب «التَّصغُّر» ، كتاب «ما لا ينصرف» ، كتاب «الأمثال» ، كتاب «الوقف والابتداء» ، كتاب «إعراب القرآن» ، وأشياء أخرى [5] .
وطال عُمره وأصمّ، فرجع يومًا من الجامع مع أصحابه، فصدمته دابّةٌ، فوقع في حُفْرة، فلم يقدر على القيام، وحُمل إلى بيته يتأوّه من رأسه ومات منها في جُمَادَى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين [6] .
81- أحمد بن يحيى بن إسحاق الرّاونديّ الملحد [7] .
__________
[1] إنباه الرواة 1/ 145.
[2] في الأصل: «بخيل» .
[3] قال القفطي: «خلّف ثعلب- رحمه الله- أحدا وعشرين ألف درهم وألفي دينار، ودكاكين بباب الشام، قيمتها يومئذ ثلاثة آلاف دينار، فردّ ماله على ابنه وابنته» . (إنباه الرواة 1/ 148) .
[4] إنباه الرواة 1/ 148.
[5] انظر قائمة أسماء كتبه في: الفهرست 74، وإنباه الرواة 1/ 150، 151، ومعجم الأدباء 5/ 102، وكشف الظنون 33، 123، 167، 201، 635، 1205، 1272، 1431، 1455، 1577، 1591، 1712، 1729، 1730.
[6] إنباه الرواة 1/ 150.
[7] انظر عن (أحمد بن يحيى الراونديّ) في:
مروج الذهب 2921، ومقالات الإسلاميين للأشعري 2/ 240، والفهرست 108، وتكملة الفهرست لابن النديم 4، 5، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 99- 105 رقم 138، وفيات الأعيان 1/ 94، 95 رقم 35، والإنتصار لابن الخياط (في كل الكتاب) ، ورسالة الغفران لأبي العلاء 461، والعبر 2/ 116، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61 وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، وسير أعلام النبلاء 14/ 59- 62 رقم 31، ودول الإسلام 1/ 182، والوافي بالوفيات 8/ 232- 238 رقم 3673، ومرآة الجنان 2/ 144، 145، و 237، 238، والبداية والنهاية 11/ 112، 113،(22/84)
صاحب الزّندقة. كان حيّا إلى حدود الثلاثمائة. وكان يلازم الرّافضة والمُلْحِدَة، فإذا عُوتب قال: أنا أريد أن أعرف مذاهبهم، ثمّ كاشَف وناظر، وصنَّف في الزَّنْدقة [1] ، لعنه الله.
قال الإمام أبو الفرج بن الْجَوْزيّ [2] : كنت أسمع عنه بالعظائم، حتّى رأيت له ما لم يخطر [مثله] [3] على قلب [4] ، وَوَقَعَتْ إليَّ كُتُبُه، فمنها كتاب «نَعْت الحكمة» ، وكتاب «قضيب الذَّهَب» ، وكتاب «الزُّمُرُّدة» [5] ، وكتاب «الدّامغ» [6] ، الذي نقضه عليه أبو عليّ محمد بن إبراهيم [7] الْجُبَّائيّ، ونقض عليه أبو الحسين عبد الرّحيم بن محمد الخيّاط كتاب «الزُّمُرُّدَة» .
قال ابن عقيل: عجِبْتُ كيف لم يُقتل، وقد صنّف «الدّامغ» فدمغ به القرآن، و «الزّمرّدة» يُزْري فيه على النُّبُوّات [8] .
قال ابن الجوزي [9] : نظرت في «الزُّمُرُّدَة» فرأيت له فيه من الهَذَيان البارد الذي لا يتعلّق بشُبْهة. يقول فيه: إنّ كلام أَكْثَم بن صيفيّ فيه شيء أحسن ممّا في سورة «الكَوْثر» [10] . وإنّ الأنبياء وقعوا بطَلْسَمَات. وقد وضع كتابًا [11] لليهود
__________
[ () ] وطبقات المعتزلة لابن المرتضى 92، ولسان الميزان 1/ 323، 324 رقم 915، والنجوم الزاهرة 3/ 175- 177، وشذرات الذهب 2/ 235، 236.
ويرد: «الرّاونديّ» و «الرّيونديّ» ، وينسب إلى قرية راوند من قرى قاسان بنواحي أصبهان.
(وفيات الأعيان 1/ 94) وراوند أيضا ناحية ظاهر نيسابور.
[1] في المنتظم 6/ 99.
[2] في المنتظم 6/ 99، 100.
[3] زيادة من المنتظم.
[4] زاد في المنتظم: «أن يقوله عاقل» .
[5] في المنتظم: «الزّمرّد» بحذف التاء المربوطة.
[6] زاد ابن الجوزي في المنتظم: «كتاب التاج» وكتاب «الفريد» وكتاب «إمامة المفضول» .
[7] في المنتظم: «أبو علي محمد بن عبد الوهاب» .
[8] انظر عبارته في: المنتظم 6/ 100.
[9] في المنتظم 6/ 100 وفيه «الزّمرّد» .
[10] سورة مكّية، رقمها 108.
[11] في الأصل: «كتاب» .(22/85)
والنَّصارى يحتجّ لهم في إبطال نُبُوَّة نبينا صلى الله عليه وسلم [1] .
وقال أبو عليّ الْجُبّائيّ: كان السّلطان قد طلب أبو عيسى الورّاق، وابن الراوندي، فأمّا الورّاق فحُبس حتى مات، وهرب ابن الراوَنْديّ إلى ابن لاوي اليهوديّ، ووضع له كتاب «الدّامغ» يطعن به على القرآن، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم. ثمّ لم يلبث إلا أيّامًا حتّى مرض ومات إلى اللّعنة [2] . وعاش أكثر من ثمانين سنة.
وكان ابن عقيل عاش ستًّا وثلاثين سنة.
قلت: وقد سرد ابن الجوزيّ من زِنْدقيّته أكثر من ثلاث ورقاتٍ، صَدَفَ هذا الكتاب عنها. ثمّ رأيت ترجمته في تاريخه [3] فقال: أبو الحسين بن الرّاونديّ المتكلّم من أهل مروالرّوذ، سكن وكان من متكلّمي المعتزِلة، ثمّ فارقهم وتزندق.
وقيل: كان أبوه يهوديا، فأسلم هو، فكان بعض اليهود يقول، لبعض المسلمين: لَيُفْسِد هذا عليكم كتابَكُم كما أفسد أبوه علينا التّوراة [4] .
وذكر أحمد بن أحمد القاضي الطَّبَرانيّ [5] أنّ ابن الرّاوَنْديّ كان لا يستقرّ على مذهب، ولا يَثْبُت على انتحال، حتّى صنَّف لليهود كتاب «النُّصْرة على المسلمين» بأربعمائة دِرْهَم كما بَلَغَني، أخذها من يهود سامرّاء، فلمّا أخذ المال رام نَقْضَها، حتى أعطوه مائتي دِرْهَم، فسكت [6] .
قال البلْخيّ في مجالس خُراسان: أحمد بن يحيى الرَّاوَنْديّ المتكلّم، لم يكن في زمانه من نُظرائه أحذق منه في الكلام، ولا أعرفَ بدقيقه وجليله منه، وكان أوّل أمره حسن السيرة، جميل المذهب، كثير الحياء، ثمّ انسلخ من ذلك
__________
[1] المنتظم 6/ 101.
[2] المنتظم 6/ 102.
[3] في كتابه: «المنتظم» 6/ 99- 105 من المطبوع.
[4] المنتظم 6/ 99.
[5] هو أبو العباس بن القاصّ الفقيه، في: سير أعلام النبلاء 14/ 61.
[6] سير أعلام النبلاء 14/ 61.(22/86)
بأثباتٍ عُرِفت له، ولأن علمه أكثر من عقله. وقد حُكى عن جماعة أنّه تاب عند موته [1] . وأكثر كُتُبه ألفها أبو عيسى اليهوديّ، وفي منزل أبي عيسى مات.
قال ابن النّجّار: ولأبي عليّ الْجُبّائيّ عليه رُدُودٌ كثيرة.
ومن قوله في حديث عمّار: «تقتلك الفئة الباغية» قال: المنجمون يقولون مثل هذا [2] .
وقال: في القرآن لحن [3] .
وله كتاب في قدم العالم وبقاء الصانع. وقال في القرآن: لا يأتي أحد بمثله؟ هذا كتاب إقليدس لا يأتي أحدٍ بمثله، وكذلك بطليموس، في أشياء جمعها لم يأت أحدٌ بمثلها [4] .
قلت: هذا ادعاء كاذب.
وعن الحسن بن علي الخيشي قال: قلت لأبي الحسين الراوندي: أنت أصدق الناس، فلو اختلفت معنا إلى المبرد.
فقال: نبهتني.
فكان بعدُ يختلف إلى المبرد، فسمعت أبا العبّاس المبرد يقول: هذا أبو الحسين يختلف إليّ منذ شهر، فلو اختلف سنة احتجت أن أقوم من مجلسي هذا وأجلسه فيه [5] .
قال ابن جميل: أنشدنا أبو الحسين بن يحيى الراوندي:
ليس عجبنا بأن امرأ لطيف ... الخصام دقيق الكلم
يموت وما حصلت نفسه ... سوى علمه ما علم
قال ابن النجار: بلغني أن ابن الراوندي هلك في سنة ثمان وتسعين
__________
[1] سير أعلام النبلاء 14/ 61.
[2] المنتظم 6/ 101.
[3] المنتظم 6/ 101.
[4] المنتظم 6/ 101.
[5] سير أعلام النبلاء 14/ 61.(22/87)
ومائتين، أبعده الله وأسحقه.
82- أحمد بن يحيى بن خالد بن حبان [1] .
أبو العباس الرَّقَّيّ ثمّ المصريّ الأصغر.
عن: يحيى بن سليمان الجعفي.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وغيره.
تُوُفّي في ربيع الأول سنة أربعٍ وتسعين ومائتين [2] .
83- أحْمَد بْن يَحْيَى بْن إسحاق [3] .
أبو جعفر البجلي الحلواني ثم البغدادي.
عنه: أحمد بن يونس، وسعدويه، وفيض بن وثيق الثقفي، وأحمد بن حنبل، وجماعة.
وعنه: أبو عمرو السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، والطَّبَرانيّ، وأبو بكر الآجرّيّ.
قال الخطيب [4] : ثقة. يذكر عنه زهد ونسك وكثرة حديث [5] .
تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين [6] ، وهو أخو حازم بن يحيى.
84- أحمد بن يحيى بن الإمام يحيى بن يحيى اللّيثيّ الأندلسيّ [7] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يحيى بن خالد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 23، 24، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 84 رقم 81، وفيه «حيّان» بالياء المثنّاة.
[2] وقال ابن أبي يعلى: أحد من روى عن إمامنا أحمد فيما أخبرنا أحمد بن عبيد الله.
[3] انظر عن (أحمد بن يحيى الحلواني) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 34، 35، وتاريخ بغداد 5/ 212، 213 رقم 2683، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 83 رقم 79، ووفيات الأعيان 4/ 292، والعبر 2/ 106، والوافي بالوفيات 8/ 239 رقم 3674، وشذرات الذهب 2/ 224.
[4] في تاريخه 5/ 212 و 213.
[5] ووثّقه أحمد بن عبد الله بن علي الفرائضي.
[6] وسنه خمس وتسعون سنة. وقال ابن أبي يعلى في (طبقات الحنابلة 1/ 83) : ونقلته من «الأوراق» للصولي.
[7] انظر عن (أحمد بن يحيى الليثي) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 24 رقم 61، وجذوة المقتبس للحميدي 149 رقم 256، وبغية(22/88)
المعروف بالثائر.
فقيه بارع، وشاعر محسن.
تُوُفّي كهلًا، وقد روى عن: أبيه، ومحمد بن وضّاح.
ومات سنة سبْعٍ وتسعين [1] .
85- أحمد بن يحيى البلاذُريّ الكاتب [2] .
قد ذكرناه في عشر الثمانين على ما نقله بعضهم من أنه توفي في خلافة المعتمد. ثم وجدت أن أبا أحمد بن عدي قد روى عنه، على ما ذكره الحافظ ابن عساكر [3] ، فيجوز هنا.
86- أحمد بن يعقوب [4] .
أبو المثنى البغدادي القاضي. أحد من قام في خلع المقتدر قديما. قال أبو عمر محمد بن يوسف القاضي: حبسونا ويئسنا من الحياة، ثم أتوا- يعني أعوان المقتدر- فأضجعوا محمد بن داود بن الجراح، فذبحوه وذهبوا.
ثمّ عادوا بعد ساعة، فقالوا لأبي المثنى القاضي: يقول لك أمير المؤمنين بم استحللت، يا عدوّ الله، نكث بيعتي؟.
__________
[ () ] الملتمس للضبّي 210 رقم 477.
[1] وهو ابن سبع وأربعين سنة. (تاريخ علماء الأندلس) .
وقال الحميدي: وفي بعض النسخ بخط أبي عبد الله الصوري الحافظ أحمد بن يحيى بن يحيى بن يحيى ثلاث مرات، وقد أصلح على الثالث ضبة علّامة للشك، ولا نعلم ليحيى بن يحيى ولدا اسمه يحيى» . (جذوة المقتبس) و (بغية الملتمس) .
[2] انظر عن (أحمد بن يحيى البلاذري) في:
مروج الذهب 9، والفهرست لابن النديم 113، والهفوات النادرة للصابي 19، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 112، ومعجم الأدباء 5/ 89، والوافي بالوفيات 8/ 239- 241 رقم 3676، والأعلام 1/ 252.
[3] في تاريخ دمشق.
[4] انظر عن (أحمد بن يعقوب القاضي) في:
تاريخ الطبري 10/ 140، 141، وتجارب الأمم 1/ 7، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 70، 213، والمنتظم 6/ 81، 82، ووفيات الأعيان 3/ 426، 427، والعبر 1/ 104، 106، والوافي بالوفيات 8/ 275، 276 رقم 3699.(22/89)
فقال: لعلمي أنه لا يصلح للأمة [1] .
فقالوا: قد أمرنا أن نستتيبك من هذا الكفر، فإن تبت، وإلا قتلناك.
فقال: أعوذ باللَّه من الكفر. فذبحوه وأخذوا رأسه. وأما أنا فاعترفت بالذنب، فصودرت.
قال: فأخذت المرآة فنظرت فيها، فإذا قد شابت لحيتي في ليلة. يعني من هول ما ورد عليه.
قتل أبو المثنى سنة ست وتسعين في ربيع الآخر.
87- أحمد بن مخلد [2] .
أبو الحسين الأصبهاني البزاز.
عن: محمد بن أبان البلخي، ومحمد بن مهران الجمال، ومحمد بن عمرو زُنَيْج.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
وقيل: سنة ثلاثمائة.
قال أبو نُعَيْم الأصبهاني: لا بأس به.
88- أحمد بن أحمد.
أبو اليسر الشيباني البغدادي اللّغويّ الأخباريّ الشّاعر المعروف بالرياض، نزيل القيروان.
أخذ عنه: ابن قتيبة، والمبرد، وثعلب.
ولقي: دعبل بن علي، وابن الجهم، وسعيد بن حميد الكاتب. وأدخل
__________
[1] وفي نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» للمؤلف: «للإمامة» .
[2] لم أجده في: المعجم الصغير للطبراني، ولا في: ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم، والمذكور عنده: «أحمد بن مخلد بن يحيى القصّار، أبو سعيد من اليهودية، روى عن محمد بن بكير. حدّث عنه: القاسم بن عبد الله بن محمد الورّاق المديني» (1/ 103) وذكره ثانية وقال: «يروي عن محمد بن بكير الحضرميّ، ذكره أبو عبد الله الغزّال» . ولم يؤرّخ له. (1/ 115) .(22/90)
إفريقية مراسيل المحدثين وطرقهم وأشعارهم. وكان كاتبًا مترسلًا، بليغًا، علّامة. له كتاب «لفظ المرجان في الأدب» ، وكتاب «سراج الهدى في معاني القرآن» ، وكتب الإنشاء لصاحب إفريقية إبراهيم بن أحمد بن الأغلب، ولأبنه.
توفي سنة ثمانٍ وتسعين.
89- إبراهيم بن أحمد [1] .
أبو إسحاق الخوّاص الزّاهد شيخ الصُّوفيّة بالرِّيّ. كان من كبار مشايخ الطريق.
أخذ عنه: جعفر الخالدي، وغيره.
وله تصانيف في التَّصُّوف.
وروى عنه قال: رأيت أسودًا يصلي في يوم شديد البرد، وأنّ العرق يسيل منه. فقلت: يا حبيبي ما هذه الشهرة؟
قال: أتراه يعريني ولا يدفّيني.
وعنه قال: من أراد الله للَّه بذل [له] نفسه وأدناه من قربه. ومن أراد الله لنفسه أشبعه من جنانه، ورواه من رضوانه [2] .
وقال جعفر الخالدي: سمعت إبراهيم الخواص يقول: من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه [3] . وبت ليلة مع إبراهيم فانتبهت، فإذا هو يناجي إلى الصباح:
برح الخفاء [4] وفي التلاقي راحة ... هل يشتفي خلّ بغير خليله؟
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن أحمد الخوّاص) في:
طبقات الصوفية للسلمي 284- 287 رقم 7، وتاريخ بغداد 6/ 7- 10 رقم 3036، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 45 رقم 64، وحلية الأولياء 10/ 325- 331، وصفة الصفوة 4/ 80- 84، والرسالة القشيرية 31، والبداية والنهاية 11/ 120، والوافي بالوفيات 5/ 303، 304 رقم 2368، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 175، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 113- 115، وطبقات الصوفية للمناوي 1/ 184- 188.
[2] حلية الأولياء 10/ 327 والزيادة منه، وفيه: «أرواه» بدل «روّاه» .
[3] حلية الأولياء 10/ 327 وفيه: «له» بدل «إليه» ، والمثبت يتفق مع «طبقات الصوفية» 284.
[4] في الأصل: «الجفا» ، وما أثبتناه عن: طبقات الصوفية للسلمي 285، وحلية الأولياء 10/ 327.(22/91)
وقال أبو نُعَيْم: أنا الخالدي في كتابه: سمعت إبراهيم الخوّاص يقول:
سلكت في البادية تسعة عشر طريقا، فيها طريق من ذهب، وطريق من فضة [1] .
وفي «تاريخ الصُّوفيّة» : عن عمر بن سنان المنبجي قال: مر بنا إبراهيم الخواص وقال: لقيني الخضر، فسألني الصحبة، فخشيت أن يفسد عليَّ سرَّ توكلي بسكوني إليه، ففارقته.
ويروى عن جمشاد الدينوري قال: خرجت فإذا بثلج عظيم يقع، فذهبت إلى تل النوبة، فإذا إنسان قاعد على رأس التل وحوله قدر خيمة، خال من الثلج، فإذا هو إبراهيم الخوّاص، فسلّمت عليه وجلست عنده، فقلت: بمَ نلت هذا؟
قال: بخدمة الفقراء.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين [2] ، وقيل: سنة أربعٍ وثمانين [3] .
من نظراء الْجُنَيْد.
90- إبراهيم بن إسحاق الأنصاري البغدادي [4] .
عن: لوين [5] ، وأحمد بن منيع، وجماعة.
وعنه: أبو حامد بن الشّرقيّ.
توفّي سنة ثلاث وتسعين [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 7.
[2] طبقات الصوفية للسلمي 284.
[3] تاريخ بغداد 6/ 10.
[4] انظر عن (إبراهيم بن إسحاق الأنصاري) في:
المجروحين لابن حبّان 1/ 119، 120، تاريخ بغداد 6/ 40، 41 رقم 3060، وهو يعرف بالغسيليّ لأنه من ولد حنظلة بن عبد الله غسيل الملائكة.
[5] هو: محمد بن سليمان.
[6] قال الخطيب: وكان غير ثقة، وهو: إبراهيم بن إسحاق بن عيسى بن سلمة بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ. هكذا نسبه أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ النيسابورىّ. (تاريخ بغداد) .
أما ابن حبّان فقال: إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عيسى بن محمد بن مسلمة بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ الغسيل. يروي عن العراقيين بندار، وأبي موسى، وعمرو بن علي، وذويهم.
حدّث بخراسان. كان يقلب الأخبار ويسرق الحديث، فعمد إلى حديث تفرّد به رجل واحد لم(22/92)
91- إبراهيم بن بندار بن عبدة الأصبهاني القطان [1] .
عن: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ، وغيره.
وعنه: أبو حامد العسّال، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة ستٍ وتسعين.
92- إبراهيم بن جعفر الأشعري الأصبهاني [2] .
استشهد في وقعة الهبير [3] .
روى عن: حميد بن مسعدة، وأبي عتبة الحمصي، وطائفة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ.
93- إبراهيم بن داود العنبري المصري.
عن: عيسى بن زغبة، وعبد الملك بن شعيب بن الليث.
تُوُفّي في جمادى الأولى سنة ثمانٍ وتسعين.
وثّقه ابن يونس.
94- إبراهيم بن درستويه [4] .
أبو إسحاق الشيرازي.
__________
[ () ] يره فجاء به عن شيخ آخر. (المجروحون 1/ 119) .
وقد حدّث إبراهيم بن إسحاق الغسيلي، عن لوين محمد بن سليمان المصّيصيّ، حدّثنا شريك، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أبي موسى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «لا نكاح إلّا بوليّ» . قال ابن نعيم: سمعت محمد بن العباس الضبّي يذكر أنّ الغسيلي لما حدّث بهراة بهذا الحديث، شنّعوا عليه وأنكروه، وقالوا: هذا حديث علي بن حجر.
«قال محمد بن يحيى البوسنجي: خرج إبراهيم بن إسحاق الغسيلي من نيسابور فورد هراة وأقام بها مدّة، ثم جاءنا إلى بوسنج وأقام عندنا، فسمعنا منه كتبه المصنّفة» . (تاريخ بغداد) .
[1] انظر عن (إبراهيم بن بندار) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 83، 84، وذكر أخبار أصبهان 1/ 188.
[2] انظر عن (إبراهيم بن جعفر الأشعري) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 192، 193.
[3] هي وقعة القرامطة بقافلة الحج، قال أبو نعيم: توفي في طريق الحج سنة أربع وتسعين. يروي عن: حميد بن مسعدة والعراقيّين حديثا كثيرا.
[4] انظر عن (إبراهيم بن درستويه) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 90، وتاريخ بغداد 6/ 71 رقم 3103.(22/93)
حدّث ببغداد عن: لوين، ومحمد بن يحيى العدنيّ، ومحمد بن يحيى الكِنْديّ، والحَجْرِيّ.
وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ، والطَّبَرانيّ.
95- إبراهيم بن الحسن الهمدانيّ الأرميّ.
ويُعرف بالصيمري.
عن: محمد بن حميد، وأبي كريب، وأبي عمار الحسين بن حارث.
وعنه: أبو القاسم بن عبيد، وأبو بكر خرجة النهاوندي، وأبو بكر الإسماعيليّ.
96- إبراهيم بن الحسين [1] .
أخواه بني ميسرة الهمدانيّ.
عن: سهل بن عثمان العسكري، وأبي مصعب، وعبد الحميد بن عصام الجرجاني.
وعنه: خرجة النهاوندي، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ [2] ، وآخرون.
97- إبراهيم بن سعيد بن مَعْدان الهمدانيّ البزّار.
عن: سُوَيْد بن سعيد، ويعقوب بن كاسب.
وعنه: أبو بكر خرجة النّهاونديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ.
98- إبراهيم بن أبي طالب محمد بن نوح بن عَبْدان بن خالد [3] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن الحسين الهمدانيّ) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 89 وهو: إبراهيم بن الحسين بن أبي العلاء الهمدانيّ.
[2] سمع منه ببغداد سنة 287 هـ.
[3] انظر عن (إبراهيم بن أبي طالب النيسابورىّ) في:
حلية الأولياء 9/ 328 و 10/ 188، والمنتظم 6/ 76، 77 رقم 100، وسير أعلام النبلاء 13/ 547- 552 رقم 277، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1200، وتذكرة الحفّاظ 2/ 638، والعبر 2/ 100، والبداية والنهاية 11/ 105، 106، وفيه: «إبراهيم بن محمد بن سختويه بن عبد الله أبو إسحاق المزكّي الحافظ الزاهد» ، والوافي بالوفيات 6/ 128 رقم 2564، وشذرات الذهب 2/ 218، وطبقات الحفاظ 279، 280.(22/94)
أبو إسحاق النَّيْسابوري المُزَكّيّ الزّاهد، إمام عصره بنَيْسَابُور في معرفة الحديث والرجال، قاله الحاكم.
ثم قال: جمع الشيوخ والعلل، وسمع بنيسابور: إسحاق بن إبراهيم، وأبا قُدَامة، وعَمْرو بن زُرارة، والحسين بن الضّحّاك، وعبد الله بن الجرّاح، وعبد الله بن عمر بن الرّمّاح، ومحمد بن أبان البلْخيّ، وأقرانهم.
وبالرّي: محمد بن مِهْران، ومحمد بن عَمْرو زُنَيْج، ومحمد بن حُمَيْد، وأقرانهم. ودخل على أحمد بن حنبل، وذاكَرَه، واحتال في أخْذ حكايات من لفْظه، ولم يقدر على المسانيد [1] .
وسمع من: داود بن رُشَيْد، وأحمد بن منيع، وأقرانهم.
وبواسط من: بِشْر بن آدم، وإسحاق بن شاهين، وجماعة.
وبالبصرة: نصر بن عليّ، والفلّاس، وبُنْدار، وغيرهم.
وبالكوفة: أبا كُرَيْب، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأقرانهم.
وبالمدينة: أبا مُصْعَب، ويحيى بن سليمان بن فضلة، وإسماعيل بن أبي خبزة، وهارون بن موسى الفَرَويّ، وأقرانهم.
وبمكّة: محمد بن يحيى بن أبي عَمْرو، ومحمد بن عبّاد، وعبد الله بن عِمران، وجماعة.
وعنه: أبو يحيى الخفّاف، وابن خُزَيْمَة، وأكثر مشايخنا.
سمعت عبد الله بن سعيد يقول: ما رأيت مثل إبراهيم بن أبي طالب، ولا رأى مثل نفسه [2] .
سمعت أبا عليّ النَّيْسابُوريّ الحافظ يقول: كنت أختلف إلى الوليّ بباب معمر، فقال لي بعض مشايخنا: ألا تحضر مجلس إبراهيم بن أبي طالب، فترى
__________
[1] المنتظم 6/ 76، وتذكرة الحفاظ 2/ 638.
[2] سير أعلام النبلاء 13/ 548، وقال أبو علي الحسين بن علي الحافظ: لم تر عيناي مثل إبراهيم بن محمد. (المنتظم 6/ 77) .(22/95)
شمائله ومَحَاسِنه، فأحضرني، فرأيت شيخًا لم ترَ عيناي مثله [1] .
سمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: إنّما أخرجت مدينتنا هذه ثلاثة:
محمد بن يحيى، ومسلم بن الحَجّاج، وإبراهيم بن أبي طالب. كنّا نجلس بين يديه، كأنّ على رءوسنا الَّطيْر، بينا نحن بين يديه إذ عَطَسَ أبو زكريّا العَنْبريّ، فأخفى عُطاسه، فقلت له سرًّا: لا تُخْفي، فلسْتَ بين يدي الله تعالى [2] .
سمعت أبا عبد الله بن يعقوب: سمعت أبا حامد بن الشَّرْقيّ يقول: إنّما أخرجت خُراسان من أئمّة الحديث خمسة: محمد بن يحيى، والبخاريّ، والدّارِميّ، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب [3] .
سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: قال لي محمد بن يحيى: مَن أحفظ مَن رأيت بالعراق؟
قلت: لم أر بعد أحمد بن حنبل مثل أبي كُرَيْب.
ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ محمد: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ:
دَخَلْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ غَيْرَ مَرَّةٍ رَجَاءَ أَنْ آخُذَ عَنْهُ حَدِيثًا، فَقُلْتُ يَوْمًا حَدِيثَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «امْرُؤُ الْقَيْسِ قَائِدُ لِوَاءِ الشُّعَرَاءِ إِلَى النَّارِ» [4] . فقال: قيل عن الزُّهْريّ عن أبي سَلِمَة. فقلت: من ذكره عن الزُّهْريّ؟
قال: أبو الْجَهْم. فقلت: من رواه عن أبي الجهْم؟ فسكت. فلمّا عاودته قال:
اللَّهمّ سلِّم. فسَكَتُّ [5] .
قلت: ترك الإمام أحمد التحديث للَّه لما في النّفس فيه من الحفْظ، فملأ الله البلاد بحديثه، وعاش ولده، وروى عنه شيئًا كثيرًا إلى الغاية، ونفع الله به
__________
[1] سير أعلام النبلاء 13/ 549، 550.
[2] تذكرة الحفاظ 2/ 638، سير أعلام النبلاء 13/ 548، 549 وفيه: «فقلت له: قليلا قليلا، لا تخف..» .
[3] تذكرة الحفاظ 2/ 638، 639، سير أعلام النبلاء 13/ 550.
[4] أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 228.
[5] سير أعلام النبلاء 13/ 549.(22/96)
العلماء والفقهاء والمحدّثين. فلا مانع لِما أعطى، ولا مُعْطي لما منع.
قال الحاكم: وكان إبراهيم بن أبي طالب يعيش من كراء حانوت له في الشّهر بسبعة عشر دَرهمًا يتبلَّغ بها [1] . وقد أملى كتاب «العلل» وغير شيء.
وسمعت عبد الله بن سعيد يقول: تُوُفّي في ثاني رجب سنة خمسٍ وتسعين.
أَخْبَرَتْنَا زَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ، عَنِ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيِّ: أَنَا محمد بْنُ الْفَضْلِ، أَنَا عُمَرُ بْنُ مَسْرُورٍ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَلِيُّ سَلِ اللَّهَ الْهِدَايَةَ وَالسَّدَادَ. وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَبِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ» [2] . 99- إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن المهاجر البصْريّ [3] .
أبو مسلم الكَجّيّ [4] صاحب السُّنَن ومُسْنِد زمانه.
وُلِد سنة بضْعٍ وتسعين ومائة.
وسمع: أبا عاصم النّبيل، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، وعبد الرَّحْمَن بن حمّاد الشُّعَيْثيّ، وعبد الملك الأصمعيّ، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، ومُعاذ بن مُعاذ الله، وبدل بن المحبِّر، وحجّاج بن منهال،
__________
[1] المنتظم 6/ 76.
[2] أخرجه أحمد في المسند 1/ 88 و 134 و 138، والسيوطي في الجامع الكبير 969.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن مسلم) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 89، ومروج الذهب للمسعوديّ 3386، والفهرست لابن النديم 324، وأخبار البحتري 123، 131، والسابق واللاحق 97، وتاريخ بغداد 6/ 120- 124 رقم 3151، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 50- 52 رقم 74، والأنساب 10/ 359، واللباب 3/ 85، وتذكرة الحفاظ 2/ 620، 621، والمعين في طبقات المحدّثين 105 رقم 1194، والعبر 2/ 92، 93، وانظر فهرس الأعلام 376، وسير أعلام النبلاء 13/ 423- 425 رقم 209، والوافي بالوفيات 6/ 29، 30 رقم 2460، والبداية والنهاية 11/ 99، وطبقات الحفّاظ 273، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 11، وشذرات الذهب 2/ 210.
[4] قال ابن النديم إنّه لقّب بالكجّيّ لقوله لبنّائي دار له بالبصرة: «كج كج» أي استعملوا الجبص.(22/97)
وسعيد بن سلّام العطّار، وحجّاج بن نُصَيْر، وأبا زيد سعيد بن أوس الأنصاريّ، وخلْقًا سواهم.
وعنه: إسماعيل الصّفّار، وأبو بكر النّجّاد، وفاروق الخطّابي، وحبيب القزّاز، وسليمان الطَّبَرانيّ، وأحمد بن جعفر الخُتُّليّ، وأحمد بن جعفر القطيعيّ، وأبو محمد بن ماسي، وآخرون.
وثّقه الدّار الدَّارَقُطْنيّ [1] ، وغيره.
وكان رئيسًا نبيلًا من سَرَوات بلده وأوُلي العِلم والأمانة، قدِم بغداد وروى الكثير [2] بِهَا.
قال أحمد بن جعفر الخُتُّليّ: لمّا قدِم علينا أبو مسلم الكَجّيّ أملى الحديث في رَحْبة غسّان، وكان في مجلسه سبعة مُسْتَمْلين، يبلِّغ كلُّ واحدٍ صاحبه الّذي يليه. وكتب الناس عنه قيامًا، [بأيديهم المحابر] [3] ، ثم مَسَحْتُ الرَّحْبة، وحُسِب من حضّر محبرةً، فبلغ ذلك نيّفًا وأربعين ألف محبرة، سوى النَّظّارة. هذه حكاية صحيحة رواها الخطيب في تاريخه [4] ، عن بِشْر [5] بن الرُّوميّ، قال: سمعت الخُتُّليّ، فذكرها.
وقال غُنْجار في «تاريخ بُخَارى» : ثنا أبو نصر أحمد بن محمد: سمعت جعفر بن الطَّبسيّ يقول: كنا ببغداد عند أبي مسلم الكَجّيّ، ومعنا عبد الله مُسْتَمْلِي صالح جزرة، فقيل لأبي مسلم: هذا مُسْتَمْلِي صالح. قال: من صالح؟
قال: صالح الْجَزَريّ. فقال: ويحكم ما أهونه عندكم، ألا تقولوا سيّد المسلمين؟
وكنّا في أُخريات النّاس، فقدَّمَنا وقال: كيف أخي وكبيري، ما تريدون؟
قلنا: أحاديث ابن عَرْعَرَة، وحكايات الأصمعيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 121.
[2] تاريخ بغداد.
[3] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل من: تاريخ بغداد 6/ 122.
[4] ج 6/ 121، 122.
[5] في تاريخ بغداد 6/ 121: «بشرى بن عبد الله الرومي» .(22/98)
فأملى علينا من ظَهْر قلب. وكان ضريرًا، مخضوب اللّحْية.
وعن فاروق الخطابي قال: لمّا فرغنا مِن السُّنَن على أبي مسلم، عمل لنا مأدبة، أنفق فيها ألف دينار. وقد مدحه أبو عُبادة البُحْتُريّ الشّاعر [1] .
وبَلَغَنَا أنّه لمّا حدَّث تصدَّق بعشرة آلاف دِرهم شكرًا للَّه [2] .
وتُوُفّي ببغداد في سابع محرَّم سنة اثنتين وتسعين، ونقلوه إلى البصْرة، فدُفِن بها [3] .
100- إبراهيم بن عبد الله بن مَعْدان الأصبهانيّ [4] .
عن: محمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وأحمد بن سعيد الهمدانيّ، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشّيخ، وآخرون.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
101- إبراهيم بن عليّ بن محمد بن آدم.
أبو إسحاق الذُّهَليّ النَّيسابُوريّ.
سمع: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح، وابن راهَوَيْه، وجماعة.
وفي الرّحلة: عليّ بن الجعْد، ويحيى الحِمّانيّ، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ.
وعنه: أبو عليّ محمد بن عبد الوهاب الثَّقفيّ، ومحمد بن صالح بن هانئ، وعليّ بن جُمْشاد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وبِشْر بن أحمد الإسفرائينيّ، وطائفة.
قال الحاكم: سألت أبا زكريّا العَنْبريّ وعلي بن جُمْشاد، عنه فوثّقاه.
تُوُفّي في شعبان سنة ثلاث وتسعين.
__________
[1] انظر: تاريخ ببغداد 6/ 123.
[2] تاريخ بغداد 6/ 122.
[3] ذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 89 وقال: «كتب عنه أصحابنا، مات ببغداد بعد السبعين والمائتين» .
[4] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن معدان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 85، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 190، 191 وفيه كنيته: أبو إسحاق المديني.(22/99)
102- إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدّمشقيّ بن دُحيم [1] .
سمع: أباه، وهشام بن عمّار، وجماعة.
وعنه: ابن أخيه عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بن دُحَيْم، والطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن عديّ، وأبو عمرو بن مَطر، وخلْق كثير.
وكان ثقة.
بقي إلى حدود الثلاثمائة [2] .
103- إبراهيم بن محمد بن الحارث بن ميمون [3] .
أبو إسحاق الأصبهانيّ المعروف بابن نائلة، وهي أمّه.
سمع: إسماعيل بن عَمْرو البَجليّ.
وفي الرحلة: سعيد بن منصور، وعمّار بن هارون، وسعيد بن فلان، ورَوْح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المغيرة الأصبهانيّ.
وعنه: أبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ، وأحمد بن بنْدار، ومحمد بن إسحاق بن أيّوب، وآخرون.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
104- إبراهيم بن محمد بن الهيثم [4] .
أبو القاسم البغدادي صاحب الطّعام.
روى عن: محمد بن الصّبّاح الجرجرائيّ.
وعنه: الطّبرانيّ [5] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عبد الرحمن) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 84، 85 وفيه: «إبراهيم بن دحيم الدمشقيّ» ، حدّث عن:
عمران بن أبي جميل، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 227.
[2] وقال ابن عساكر: «توفي المترجم في المحرّم سنة ثلاث وثلاثمائة» . (التهذيب 2/ 227) .
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن الحارث) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 81 وفيه: «إبراهيم بن نائلة» ، وقد ذكره مرّتين، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 188، 189.
[4] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن الهيثم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 82، 83، وتاريخ بغداد 6/ 154، 155 رقم 3194.
[5] قال الدار الدّارقطنيّ: ثقة صدوق.(22/100)
105- إبراهيم بن محمد بن أبي الشّيوخ الأدميّ [1] .
صدوق.
عن: الوليد بن شجاع، وأحمد بن بُهْلُولٍ.
وعنه: أحمد بن المُنَادي وقال: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين [2] .
106- إبراهيم بن محمود بن حمزة [3] .
أبو إسحاق النَّيْسابُوريّ القطّان المالكيّ الفقيه.
رحل فتفقّه على: ابن عبد الحكم.
وسمع: أحمد بن منيع، وجماعة.
وعنه: حسّان بن محمد الفقيه، وأبو بكر النّقّاش.
وكان فقيهًا بارعًا صوامًا قوامًا مجاهدًا. وكان شيخ المالكيّة بنَيْسابور.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين. وقيل: تُوُفّي في سنة تسعٍ وتسعين.
قال الحاكم: سمعت محمود بن محمد يقول: قال لي عمّي إبراهيم: قال لي ابن عبد الحكم: ما قدِم علينا خُراسانيّ هو أعرف بطريقة مالك منك، فإذا رجعت فادع النّاس إلى رأي مالك [4] .
__________
[ () ] وقال ابنُ المنادى: مات فِي جُمَادَى الآخرة سنة إحدى وثلاثمائة. كان حسن المعرفة بالحديث، وثقة متيقّظا، منزله في الجانب الغربي في قطيعة عيسى، كتب الناس عنه. (تاريخ بغداد 6/ 154 و 155) .
«أقول» : إن صحّ تاريخ وفاته بعد الثلاثمائة كما ذكر ابن المنادي، فمن حقّ هذه الترجمة أن تحوّل من هنا وتؤخّر إلى الطبقة التالية.
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن أبي الشيوخ) في:
تاريخ بغداد 6/ 154 رقم 3192.
[2] هكذا في الأصل، والموجود في «تاريخ بغداد 6/ 154» قال علي بن المنادي: «ومات من جانبنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي الشّيوخ الأدميّ بعد الأضحى بيومين، سنة ست وتسعين ومائتين في يوم جمعة، كتب الناس عنه ووثّقوه، وكان قد شهد ثم امتنع بعد ذلك فترك الشهادة» .
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمود) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 298، 299.
[4] المصدر نفسه:(22/101)
قال: وكان عمّي يصوم النّهار ويقوم اللّيل، ولا يدع الجهاد في كلّ ثلاثة أعوام [1] .
107- إبراهيم بن معقل بن الحجاج [2] .
أبو إسحاق النَّسَفيّ قاضي نَسْف وعالمها. رحل وكتب الكثير.
وسمع: جُنَادة بن المُغَلِّس، وُقَتْيبة بن سعيد، وهشام بن عمّار، وأقرانهم.
وروي «الصّحيح» عن أبي عبد الله البخاريّ.
وكان فقيه النّفس، عارفًا باختلاف العلماء.
روى عنه: ابنه سعيد، وعبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن زكريّا النَّسَفُّيون، وعليّ بن إبراهيم الطّعّان، وخَلَف بن محمد الخيّام، وخلْق سواهم.
صنَّف «المسند» و «التّفسير» وغير ذلك.
وتُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمسٍ وتسعين.
108- إبراهيم بن موسى بن جميل [3] .
أبو إسحاق الأندلسيّ التُّدْمِيريّ مولى بني أمية.
رحل وأخذ عن: عمر بن شَبَّة، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم الفقيه،
__________
[1] المصدر نفسه، وزاد: ولما مات لم يكن بعده بنيسابور للمالكية مدرّس، وتوفي سنة تسع وتسعين ومائتين.
[2] انظر عن (إبراهيم بن معقل) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ ورقة 275 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 300، وسير أعلام النبلاء 13/ 493 رقم 241، والعبر 2/ 100، 101، وتذكرة الحفّاظ 2/ 687، والوافي بالوفيات 6/ 149 رقم 2593، والنجوم الزاهرة 3/ 164، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 298، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 22، وشذرات الذهب 2/ 218.
[3] انظر عن (إبراهيم بن موسى بن جميل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 88، 89، وفيه «إبراهيم بن جميل الأندلسي» ، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 13، 14 رقم 21، وجذوة المقتبس للحميدي 153 رقم 269، وبغية الملتمس للضبّي 224، 225 رقم 519، والمعجم المشتمل لابن عساكر 70 رقم 127، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 116 رقم 161 وفيه «إبراهيم بن موسى بن حميد» وهو تحريف، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 218 رقم 253، والمغني في الضعفاء 1/ 27 رقم 186، وميزان الاعتدال 1/ 69 رقم 230.(22/102)
وأبي بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن مسلم بن قُتَيْبة الدِّينَوَري، وأحمد بن أبي خيثمة، وطائفة.
وعنه: قاسم بن أبي الأصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أَعْيَن، وسعيد بن جابر، ومحمد بن قاسم الأندلسيّون، وأبو جعفر الطَّحاويّ، والطَّبَرانيّ [1] ، وابن يونس.
وقد روى عنه النَّسائيّ [2] شيئًا في «الكنى» عن رجلٍ، عن ابن المَدِينيّ.
قال ابن الفرضي [3] : كان كثير الغلط.
توفّي سنة ثلاثمائة بمصر [4] ، وكان قد سكنها.
وثّقه ابن يونس [5] .
109- إبراهيم بن هاشم بن الحسين البَغَويّ [6] .
سمع: عليّ بن الْجَعْد، وأحمد بن حنبل، وأُميّة بن بسطام، وجماعة.
__________
[1] في معجمه الصغير.
[2] وقال: هو صدوق. (بغية الملتمس 224، المعجم المشتمل 70) .
[3] عبارته في «تاريخ الأندلس» أن قاسم بن أصبغ قال: سمعت إبراهيم بن موسى بن جميل يقرأ الجزء السادس من «المعارف» لابن قتيبة، وقد قلبه بالتصحيف واللحن والخطأ، فشقّ ذلك عليه- حين رآنا- أشدّ المشقّة. قال قاسم: وكنّا نسخنا من كتابه بمصر كتاب البصريين من تاريخ ابن أبي خيثمة، فلما قدمنا بغداد، وشهدنا بنسختنا عند ابن أبي خيثمة، فقرأها علينا وجدناها مخطئة كلها، حتى أنكرها وقال: ما شأن كتابكم اليوم؟ فقلنا له: نسخناه من كتاب ابن جميل، وقد قرئ على أهل مصر. فقال: الحمد للَّه الّذي لم يدخل كتابي عندهم صحيحا، ما كان أهل مصر يستحقّون مثل هذا. ثم أخذنا كتابه، وقابلنا به، ولقد بقي علينا فيه بقايا لم تتمّ بعد، ولا تتمّ أبدا. (1/ 13، 14) .
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 14، المعجم المشتمل 70.
[5] فقال: كتبت عنه، وكان ثقة. (تاريخ علماء الأندلس 1/ 14) .
وقال الدار الدّارقطنيّ- فيما حكاه عنه أبو بكر المرداني- متأخّر. (بغية الملتمس 224) .
وقال ابن عساكر: وهو من أقران أبي عبد الرحمن النسائي. (المعجم المشتمل 70) .
وقال ابن الجوزي: وفي الحديث من اسمه «إبراهيم بن موسى» اثنا عشر، لا نعلم في أحد منهم طعنا. (الضعفاء والمتروكين 1/ 56) .
«أقول» : لقد طعن بعضهم في إبراهيم بن موسى هذا.
[6] انظر عن (إبراهيم بن هاشم) في:(22/103)
وعنه: أبو بكر الّنجّاد، وابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، وعليّ بن لؤلؤ.
وثّقه الدّار الدَّارَقُطْنيّ [1] .
وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة سبْعٍ وتسعين.
في «مجالس الخلّال» ، روايته عن عليّ بن الحَسَن بن شقيق. وهذا وهْم، لم يدركه.
وكان مولده سنة سبْعٍ ومائتين.
110- إبراهيم بن الفضل بن غسّان.
أبو أُميّة الغلابي البغداديّ البزّاز القاضي.
حدَّث عن: أبيه بالتّاريخ، وعن: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، وأحمد بن عَبْده الضَّبِّيِّ، وغيرهما.
قال الخطيب: كان بزّازا، فاستتر ابن الفُرات الوزير عنده في نكبة أصابته، فقال: إن ولّيت الوزارةَ ما تريد أن يفعل بك؟
قال: تُقلّدني شيئًا.
فلمّا وَزَرَ أحسن إليه وولّاه قضاء البصْرة والأهواز. وكان قليل العلم. فلمّا عزل ابنُ الفُرات قبض عليه متولّي البصرة وسجنه، إلى أن مات سنة ثلاثمائة.
قال الدَّارَقُطْنيّ: ليس به بأس.
111- إدريس بن عبد الكريم [2] .
أبو الحَسَن البغداديّ الحدّاد المقرئ.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 6/ 203، 204 رقم 326، وكنيته: أبو إسحاق البيّع، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 98 رقم 106، والوافي بالوفيات 6/ 156 رقم 2606 وفيه: إبراهيم بن هاشم بن الحسن.
[1] تاريخ بغداد 6/ 204.
[2] انظر عن (إدريس بن عبد الكريم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 103، وتاريخ بغداد 7/ 14، 15 رقم 3480، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 116، 117 رقم 135، والعبر 2/ 93، ومعرفة القراء الكبار 1/ 254، 255 رقم 162، وتذكرة الحفاظ 2/ 654، ومرآة الجنان 2/ 220، والوافي بالوفيات 8/ 317، 318 رقم 3742، وغاية النهاية 1/ 154، والنجوم الزاهرة 3/ 157، وشذرات الذهب 2/ 210.(22/104)
قرأ على: خَلَف البزّار.
وسمع: عاصم بن عليّ، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعين، ومُصْعَب بن عبد الله الُّزبَيْريّ، وجماعة.
قرأ عليه: أبو بكر محمد بن الحَسَن بن مقسم، وأبو الحسن أحمد بن ثوبان، وأبو الحَسَن بن شَنَبُوذ، وأبو عليّ أحمد بن عبد الله بن حمدان بن صالح، وآخر من زعم أنّه قرأ عليه الحسن بن سعيد المطَّوِّعيّ.
وروى عنه: ابن مجاهد، وأبو بكر النّجّاد، وإسماعيل الخُطَبيّ، وأبو عليّ بن الصّوّاف، وأبو بكر القطيعيّ، وسليمان الطّبرانيّ، وخلق.
قال الدّار الدَّارقُطْنيّ: ثقة وفوق الثّقة بدرجة [1] .
تُوُفّي في يوم عيد النَّحْر سنة اثنتين وتسعين. وله ثلاثٌ وتسعون سنة [2] .
وقد قرأ عليه المُطَّوِّعيّ الكِسائيّ وقَالَ: قرأت عَلَى قُتَيْبَة بْن مهران، وقرأ عليّ الكسائي تابعه ابن شَنَبُوذ [3] .
112- إسحاق بن أحمد بن النضر العبقي الموصلي السماك.
عن: إسحاق بن إسرائيل، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وجماعة.
وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه، وقال: تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
113- إسحاق بن إبراهيم بن جابر [4] .
أبو يعقوب التُّجَيْبيّ المصريّ القطّان.
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 14.
[2] ذكر الدار الدّارقطنيّ أنه ولد في سنة تسع وتسعين ومائة. (تاريخ بغداد 7/ 15) وقيل: توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين. (غاية النهاية 1/ 154) .
[3] وقال ابن الجزري: إمام ضابط متقن ثقة ... وأما ما ورد في بعض أصول الكارزيني من أنه قرأ على قتيبة، عن الكسائي، فقال الحافظ أبو العلاء الهمدانيّ: ولو أقسم باللَّه مقسم أن إدريس لم يلق قتيبة، فضلا عن القراءة عليه لم يحنث. وقال الحافظ أبو عبد الله الذهبي- ومن خطّه نقلت- إنما قرأ إدريس على خلف، عن قتيبة، فسقط اسم خلف من كتاب الكارزيني، وقد بيّن ذلك صاحب المبهج أبو محمد. (غاية النهاية 1/ 154) .
[4] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم القطان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 98.(22/105)
عن: سعيد بن أبي مريم.
وعنه: أبو سعيد بن يونس، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وتسعين.
وقال ابن يونس: ما علمت إلا خيرًا.
114- إسحاق بن إبراهيم المصريّ الجلّاب.
ويُعرف بِفُقَيْقِيعَة.
يروي عن: حَرْمَلَة، وغيره.
وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: مات سنة ثمانٍ وتسعين.
115- إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن نفيس البغداديّ الهمدانيّ.
أبو العبّاس بن النّابتيّ.
ولي أبوه قضاء همدان مدّة.
وحدَّث عن: أبيه، وابن عمّار الحسين بن حارث، ومحمود بن غَيْلان، وجماعة.
وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن بُنْدار، وأهل أصبهان.
116- إسحاق بن إبراهيم بن داود [1] .
أبو يعقوب الأصبهانيّ المؤدِّب.
عن: حُمَيْد بن مَسْعَدَة، وسعيد بن يحيى سَعْدُوَيْه.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأحمد بن بُنْدار.
117- إسحاق بن حاجب البغداديّ الْمُعَدَّلُ [2] .
عن: خليفة بن خيّاط، ومحمد بن بكّار بن الرّيّان.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، وعبد الصمد الطّسْتيّ، وغيرهما.
وتُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين. وقيل: سنة سبع.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم بن داود) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 220.
[2] انظر عن (إسحاق بن حاجب) في:
تاريخ بغداد 6/ 384 رقم 3419.(22/106)
وثّقه أبو بكر الخطيب.
118- إسحاق بن حُنَين بن إسحاق [1] .
أبو يعقوب العبادي، نسبة إلى عِباد الحِيرة وهم من قبائل شتّى من النَّصارى، نزلوا الحِيرة، ولمّا بُنِيت الكوفة خربت الحِيرة. وكان هذا الكلب أوحد عصره في عِلْم الطِّبّ كأبيه. وكان يعرف الكُتُب اليونانية. وكان قد انقطع إلى الوزير أبي القاسم بن عُبَيْد الله، وقد ابتُلي بالفالج في آخر عُمره، وما أغنى عنه بَصَرُه بالطِّبّ، فنسأل الله العافية.
مات سنة ثمانٍ وتسعين.
119- إسحاق بن خَالوَيْه [2] .
أبو يعقوب الياسريّ الواسطيّ.
روى عن: عليّ بن بحر.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
120- إسحاق بن موسى [3] .
أبو يعقوب اليحمديّ الفقيه.
أوّل من كتب الشّافعيّ إلى بلد استراباذ. وكان صدوقًا عالمًا [4] محدّثًا.
سمع: قُتَيْبة، وابن راهوَيْه، وهشام بن عمّار، وحَرْمَلَة التُّجَيْبيّ، وخلقًا.
وعنه: محمد بن أحمد الغِطْرِيف، وجعفر بن شهرزيل.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن حنين) في:
مروج الذهب 1389، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 1/ 71، ووفيات الأعيان 1/ 158 رقم 85، والوافي بالوفيات 8/ 410، 411 رقم 3864، والمختصر في أخبار البشر 2/ 66، والبداية والنهاية 11/ 116.
[2] انظر عن (إسحاق بن خالويه) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 98.
[3] انظر عن (إسحاق بن موسى) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 453، والوافي بالوفيات 8/ 427 رقم 3900.
[4] في الوافي بالوفيات: «صالحا» .(22/107)
121- أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الحَافِظ [1] .
أبو الحَسَن الواسطيّ الرّزّاز بَحْشَل صاحب «تاريخ واسط» [2] .
سمع: جدّه لأمه وهْب بن بقيّة، وسليمان بن أحمد الواسطيّ، ومحمد بن خالد بن عبد الله، وخلقًا بعد الثّلاثين ومائتين. وكان يفهم ويدري الفنّ.
روى عنه: محمد بن عثمان بن سمعان، ومحمد بن عبد الله بن يوسف، وإبراهيم بن يعقوب الهمدانيّ، وعليّ بن حميد البزّاز، ومحمد بن جعفر ابن اللّيث الواسطيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وقال خميس الحَوْزِيّ [3] : بَحْشَل الرّزّاز منسوب إلى محلّة الرّزّازين، ومسجده هناك، ثقة، ثبت، إمام، يصلح للصّحيح [4] .
122- إِسْمَاعِيل بْن أحْمَد بْن أسد بْن سامان بن نوح [5] .
__________
[1] انظر عن (أسلم بن سهل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 106، ومعجم الأدباء 6/ 127، 128، وسير أعلام النبلاء 13/ 553 رقم 279، والمغني في الضعفاء 1/ 77 رقم 615، وميزان الاعتدال 1/ 211 رقم 823، والعبر 2/ 93، والوافي بالوفيات 9/ 52 رقم 3960، ولسان الميزان 1/ 388 رقم 1217، وطبقات الحفّاظ 289، وشذرات الذهب 2/ 210.
[2] حققه كوركيس عواد وصدر عن مطبعة المعارف ببغداد سنة 1967.
[3] هو الحافظ الإمام أبو بكر الكرم خميس بن علي بن أحمد الواسطي المتوفى سنة 510 هـ. كان محدّث واسط، التقى به الحافظ السّلفيّ بها سنة 500 هـ. فسأله عن جماعة من أهل واسط ومن الغرباء الذين قدموا إليها، فأجابه عنهم، وسجّل إجاباته في جزء، حقّقه مطاع طرابيشي، وأصدره مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1976.
[4] سؤالات الحافظ السّلفي لخميس الحوزيّ- ص 111 رقم 98.
وقد ليّنه الدار الدّارقطنيّ. وقال أبو الحسن بن المنادي: كان مشهورا بالحفظ.
وقال أبو نعيم: كان من كبار الحفّاظ العلماء من أهل واسط. (لسان الميزان 1/ 388) .
[5] انظر عن (إسماعيل بن أحمد بن أسد) في:
تاريخ الطبري 10/ 30، 34، 67، 76، 77، 81، 83، 84، 88، 94، 96، 97، 116، 137، ومروج الذهب للمسعوديّ (طبعة الجامعة اللبنانية) 444، 3284، 3331، 3333، 334، 3350، وثمار القلوب للثعالبي 137، وتاريخ سنّى ملوك الأرض لحمزة الأصفهاني 171، 172، والكامل في التاريخ 7/ 192 و 8/ 4، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 77، 78 رقم 102، والأنساب 7/ 286، ووفيات الأعيان 5/ 161، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61،(22/108)
أمير خُراسان أبو إبراهيم، وابن أميرها.
كان عالمًا فاضلًا عادلًا حَسَن السّيرة في الرّعيّة، مُكْرِمًا للعلماء، مشهورًا بالشّجاعة والإقدام، ميمون الفَقْه. جرت له واقعة غريبة فقال الحاكم: سمعت ابن قانع ببغداد يقول: سمعت عيسى بن محمد الطَّهْمانيّ يقول: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: جاءنا أبونا بمؤدِّب يعلِّمُنا الرَّفْض، فنمت، فرأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وعُمَر، فقال: لم تَسُبّ صاحبَيَّ؟ فوقفت، فقال لي بيده هكذا، ونفضها في وجهي، فانتبهت فزِعًا أرتعد من الحُمَّى. فمكثت على الفراش سبعة أشهر، وسقط شَعْري، فدخل أخي فقال: أيش قصَّتُك؟ فحدَّثته.
فقال: اعتذر إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فاعتذرت وتبت، فما مرّ لي إلا جمعة حتّى نبت شَعْري [1] .
وقال أحمد بن سعيد بن مسعود المَرْوزيّ: لو لم يكن لآل سامان إلّا ما فتحوا من بلاد الكُفْر لَكَفَى، فإنّهم فتحوا مسيرة شهر. ولم يفتح بنو العباس منذ وُلُّوا مقدار شَبْر.
قال الحافظ أبو عبد الله الحاكم: ويقال له الأمير الماضي أبو إبراهيم.
سمع من الفقيه محمد بن نصر المَرْوزِيّ عامّة تصانيفه.
وسمع من ابنه أحمد بن راشد ومن: محمد بن الفضل.
أخذ عنه إمام الأئمة ابن خُزَيْمة، وغيره [2] .
وكانت مدّة سلطنته سبْعَ سنين، وقد ظفر بعَمْرو بن اللَّيْث الصّفّار، وأسره وبعث به إلى المعتضد، وكتب له بعهده على إقليم المشرق. وكذلك استعمله المكتفي، وكان يعتمد عليه ويركن إليه لِما يرى من كفاءته ويقول:
__________
[ () ] وتاريخ ابن الوردي 1/ 249 والعبر 2/ 102، ودول الإسلام 1/ 178، وسير أعلام النبلاء 14/ 154، 155 رقم 90، والوافي بالوفيات 9/ 88، 89 رقم 4005، والبداية والنهاية 11/ 106، وتاريخ ابن خلدون 4/ 334، والنجوم الزاهرة 3/ 163، وشذرات الذهب 2/ 219، والأعلام 1/ 303.
[1] سير أعلام النبلاء 14/ 154، 155.
[2] سير أعلام النبلاء 14/ 154.(22/109)
لن يُخلِّف الدّهْرُ مثلهم [1] أبدًا ... هَيْهات، هَيْهات شأنهم [2] عجبُ
[3] تُوُفّي في بُخارى في صفر سنة خمسٍ وتسعين، وولي بعده أبنه أحمد.
قال الحاكم: سمعت الأمير إبراهيم بن إبراهيم بن أحمد يقول: كَانَ جَدِّي كثير أصوله كلّها عندي.
وقال أبو عبد الله البوسنجيّ: سَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِيم الأمير يَقُولُ: كنت أتناول أبا بكر وعُمَر، فرأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: ما لك ولأصحابي؟.
قال: فمرضت سنة، ثم تُبْتُ من ذلك. 123- إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن عَبْدة [4] .
أبو الحَسَن الضَّبّي الأصبهانيّ. أحد الثقات.
سمع: محمد بن حُمَيْد، ومحمد بن عَمْرو زُنَيْج، وجماعة.
وعنه: أبو الشّيخ، وأبو أحمد العسّال، وآخرون.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
124- إسماعيل بن محمد بن وهب المصريّ [5] .
عن: دُحَيْم، وحَرْمَلَة، ويعقوب بن إسحاق الهاشميّ.
وعنه: أبو جعفر العُقَيْليّ، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
125- إسماعيل بن محمد بن قيراط [6] .
أبو عليّ العُذْريّ الدّمشقي.
__________
[1] في الوافي بالوفيات: «مثله» . (9/ 89) .
[2] في الوافي: «شأنه» . (9/ 89) .
[3] البيت في: المنتظم 6/ 78، والبداية والنهاية 11/ 16.
[4] انظر عن (إسماعيل بن عبد الله) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 13، 214.
[5] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 95.
[6] انظر عن (إسماعيل بن محمد بن قيراط) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 95 وفيه كنيته: «أبو قصيّ» .(22/110)
عن: صَفْوان بن صالح المؤذّن، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وأحمد بن صالح، وسليمان بن بنت شُرَحْبِيل، وهشام بن عمّار، وطائفة.
وعنه: أبو عوانة، وخيثمة، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، والطَّبَرانيّ، وعبد الله بن النّاصح.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائتين.
126- إسماعيل بن محمد المُزَنيّ الكوفيّ.
أبو محمد.
عن: أبي نُعَيْم.
وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ، وهو من كبار شيوخه.
تُوُفّي في نصف رمضان سنة ثمانٍ وتسعين. ورّخه ابن عُقْدة.(22/111)
- حرف الباء-
127- البَخْتَريّ بن محمد بن صالح البغداديّ [1] .
عن: محمد بن سَمَاعة القاضي، وكامل بن طلحة الجحدريّ.
وعنه: الطّبرانيّ.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به [2] .
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
128- بِشْر بن عبد الملك الخُزَاعيّ [3] .
مولاهم الموصلي.
عن غسان بن الربيع، ومحمد بن سليمان لُوَيْن، وجماعة.
وكان أحد الصّالحين.
تُوُفّي سنة أربع.
روى عنه: الطَّبَرانيّ.
129- بُهْلُولُ بن إسحاق [4] .
أبو محمد التَّنُوخيّ الأَنباريّ، قاضي الأنبار وخطيبها المصقع البليغ.
__________
[1] انظر عن (البختري بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 112، وتاريخ بغداد 7/ 113 رقم 3573.
[2] تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (بشر بن عبد الملك) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 110 وفيه «بشران» .
[4] انظر عن (بهلول بن إسحاق) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 111، وتاريخ بغداد 7/ 109، 110 رقم 3550، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 110، 111 رقم 148، والبداية والنهاية 11/ 117.(22/112)
وكان ثقة كثير الحديث.
سمع: سعد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أُوَيْس، وإبراهيم بن حمزة الزُّبَيْريّ، وأحمد بن حاتم الطَّويلَ، ومحمد بن معاوية النَّيْسابوريّ، وجماعة.
وعنه: أخوه أحمد بن إسحاق، وابنا أخيه يوسف الأزرق وإسماعيل ابنا يعقوب، وابن أخيه داود بن الهيثم بن إسحاق، وابن أخيه أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق، وأبو بكر الشافعيّ، وأبو القاسم الطَّبِرانيّ، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وخلق من الرّحّالة.
وثّقه الدّار الدَّارَقُطْنيّ [1] .
مولده سنة أربع ومائتين، ومات في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين [2] .
وكان قاضي الأنبار وخطيبها، وأبوه حافظ كبير [3] .
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 110.
[2] قاله سليمان بن زبر. أما عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر بْن حيان فقال: مات سنة تسع وتسعين.
[3] قال ابن زبر: وكان قد تقلّد القضاء والخطبة على المنابر بالأنبار وأعمالها مدّة طويلة، قبل سنة سبعين ومائتين، وكان حسن البلاغة، مصقعا في خطبه، كثير الحديث ثقة فيه، ضابطا لما يرويه، وحدّث بالأنبار. (تاريخ بغداد) .(22/113)
- حرف الجيم-
130- جبرون بن عيسى بن يزيد البَغَويّ المصريّ [1] .
عن: يحيى بن سليمان الحفريّ، وسَحْنُون بن سعيد الفقيه أخذ عنه بالمغرب.
وعنه: الطَّبَرانيّ، والمصريّون.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
131- جَبَلَة بن حمّود.
أبو يوسف الصّدفيّ الإفريقيّ.
يروي عن: الفقيه سَحْنُون، وغيره.
تُوُفّي بإفريقيّة سنة سبْعٍ وتسعين.
وكان زاهدًا قُدْوة.
132- جعفر بن أحمد بن عبد الرحمن.
أبو محمد النَّيْسابوريّ السَّلماني.
تفقّه بمصر على المُزَنيّ.
وسمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، وعبد الله بن عِمران العابديّ، وأبا كُرَيْب، وإسماعيل بن موسى الفَزَاريّ، وأحمد بن عَبْدة الضَّبّيّ، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقا كثيرا.
وعنه: أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو الوليد
__________
[1] انظر عن (جبروت بن عيسى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 123، 124 وفيه «المغربي» بدل «البغوي»(22/114)
حسّان الفقيه، وآخرون.
تُوُفّي في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين.
133- جعفر بن أحمد بن مُضَر المُضَريّ المصري.
قال ابن يونس: هو عريف المؤذِّنين بمصر.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
134- جعفر بن شُعَيب الشّاشيّ [1] .
أبو محمد.
رحل وسمع: عيسى بن زغُبَةَ، ومحمد بن أبي عمر العَدَنيّ، وطبقتهما.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو محمد بن ماسي.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ببُخَارى [2] .
135- جعفر بن عبد الله الصّبّاح بن نَهْشَلٍ الأنصاريّ الأصبهانيّ [3] .
المقرئ إمام جامع أصبهان.
رحل وقرأ القرآن على أبي عمر الدُّوريّ.
وسمع من: إسماعيل بن موسى الفَزَاريّ، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَوِيّ، وجماعة.
وقرأ بأصبهان أيضًا على محمد بن عيسى.
وكان رأسًا في القرآن وعلومه [4] .
روى عنه: أبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ، وأبو الشيّخ، وجماعة.
تُوُفّي سنة أربع وتسعين [5] .
__________
[1] انظر عن (جعفر بن شعيب) في:
تاريخ بغداد 7/ 195، 196 رقم 3657، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 61 رقم 89. ن
[2] في الأصل: «بخارا» .
وقال ابن الجوزي: وكان ثقة، وتوفي بالشاش.
[3] انظر عن (جعفر بن عبد الله الصبّاح) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 119، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 246، ومعرفة القراء الكبار 1/ 244 رقم 147 وغاية النهاية 1/ 192، 193 رقم 888.
[4] ذكر أخبار أصبهان.
[5] ذكر أخبار أصبهان. وقيل: سنة خمس وتسعين. (غاية النهاية 1/ 193) .(22/115)
قرأ عليه جماعة منهم: محمد بن أحمد الكِسائيّ، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهّاب.
136- جعفر بن محمد بن الحسين بن عُبَيْد الله بن محمد بن طغان.
أبو الفضل النَّيْسابوريّ، ويُعرف بالتّرك.
قال الحاكم: شيخ عشيرته في عصره، من الثّقات الأثبات، ومن كبار أصحاب يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهَوَيْه.
وسمع أيضًا من: عَمْرو بن زُرَارة، ومحمد بن أبان المستملي، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن سعد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو حامد بن الشّرقيّ الحافظ، وعدة.
تُوُفّي في ثامن عشر شعبان سنة خمسٍ وتسعين.
قال أبو الوليد الفقيه: سمعته يقول: كان إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ يرفعني على جماعة من الشيوخ في مجلسه ويقول: جدّهم أول من أظهر السنة بخُراسان.
137- جعفر بن محمد بن ماجد البغداديّ [1] .
عن: خلّاد بن أسلم، ومحمد بن عليّ بن شقيق [2] ، وجماعة.
ويُعرف بابن القتيل.
وعنه: حامد الرّفّاء، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين [3] .
138- جعفر بن محمد بن الفُرات.
أبو عبد الله الكاتب.
تُوُفّي سنة سبْعٍ أيضًا، وصلى عليه أخوه الوزير ابن الفرات.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد بن ماجد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 115، 116، وتاريخ بغداد 7/ 196، 19 رقم 3658.
[2] في تاريخ بغداد 7/ 196: «محمد بن الحسن بن شقيق المروزي» .
[3] وقّفه الخطيب.(22/116)
وكان أسنّ من الوزير.
139- جعفر بن محمد بن الأزهر البغداديّ [1] .
عن: وهْب بن بقيّة، وغيره.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، والإسماعيليّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين [2] .
140- جعفر بن محمد بن يزيد.
أبو الفضل السوسيّ.
عن: عليّ بن بحر القطّان، وسهل بن عثمان العسكريّ، وسليمان بن عبد الرحمن الدّمشقيّ، وأبي الطّاهر بن السَّرْح، وخلْقٍ من الشّاميّين، والمصريّين، والرّازّيين.
وعنه: أبو جعفر العُقَيْليّ، وأبو سعيد الأعرابي، والحَسَن بن رشيق، وآخرون.
وجاور بمكة.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به.
141- جعفر بن محمد بن اللَّيث [3] .
أبو عبد الله الزّياديّ البصْريّ.
عن: مسلم، وعبد الله بن رجاء الغدانيّ، وغسّان بن مالك السّلميّ، وأبو حذيفة النّهديّ، وجماعة.
وعنه: الطّبرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو أحمد بن عديّ، وآخرون.
بقي إلى قريب الثلاثمائة.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد بن الأزهر) في:
تاريخ بغداد 7/ 197 رقم 3660.
[2] في شهر رجب. وثّقه الخطيب.
[3] انظر عن (جعفر بن محمد بن العيث) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 115.(22/117)
142- الْجُنَيْد بن خَلَف [1] .
الفقيه أبو يحيى السَّمَرقنْديّ.
سمع: إسحاق بن شاهين، وحَوْثَرَة بن أشرس.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وعليّ بن أبي العَقِب، وأبو أحمد بن النّاصح، وآخرون.
حدَّث بدمشق.
143- الْجُنَيْد بن محمد بن الْجُنَيْد [2] .
أبو القاسم النَّهاونديّ الأصل البغداديّ القواريريّ الخزّاز. وقيل كان أبوه قواريريًّا، يعني زَجّاجًا. وكان هو خزّازا [3] .
كان شيخ العارفين وقُدْوة السّائرين وعَلَم الأولياء في زمانه، رحمه الله عليه.
__________
[1] انظر عن (الجنيد بن خلف) في:
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 415.
[2] انظر عن (الجنيد بن محمد) في:
طبقات الصوفية للسلمي 155- 163 رقم 1، وحلية الأولياء 10/ 255- 287 رقم 571، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 19 و 20 و 97 و 175 و 183 و 324 و 416 و 429 و 446 و 491 و 697 و 731 و 748 و 753 و 770 و 771 و 761 و 769 و 785 و 945 و 949، والرسالة القشيرية 18، 19، وتاريخ بغداد 7/ 241- 249 رقم 3739، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 105، 106 رقم 139، والأنساب 464 أ، ووفيات الأعيان 1/ 373- 375 رقم 144، والكامل في التاريخ 8/ 62، وصفة الصفوة 2/ 416- 424 رقم 296، وطبقات الحنابلة 1/ 127- 129 رقم 157، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 28- 37، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 334، 335 رقم 302، وسير أعلام النبلاء 14/ 66- 70 رقم 34، والعبر 2/ 110، 111، ودول الإسلام 1/ 181، والمختصر في أخبار البشر 2/ 66، وتاريخ ابن الوردي 1/ 253، ومرآة الجنان 2/ 231- 235، والبداية والنهاية 11/ 113- 115، والوفيات لابن قنفذ 196 رقم 297، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 126- 136 رقم 31، والتعرف 11، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 98- 101، والنجوم الزاهرة 3/ 168- 170، وشذرات الذهب 2/ 228- 230، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 39، وروضات الجنات للخوانساري 164- 166، وكشف المحجوب 128- 130، والكواكب الدرّيّة 1/ 22، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 129- 144، ودائرة معارف البستاني 6/ 567، وزاد المسير 1/ 233، ولواقح الأنوار 1/ 84- 86، وآثار البلاد 322، 324، 329، 330، والروض المعطار 114.
[3] طبقات الصوفية 155.(22/118)
وُلِد ببغداد بعد العشرين ومائتين، فيما أحسب أو قبلها.
وتفقّه على أبي ثور.
وسمع من: الحَسَن بن عَرَفَة، وغيره.
واختصّ بصُحبة السريّ السَّقطيّ، والحَرَميّ، وأبي حمزة البغدادي.
وأتقن العلم، ثمّ أقبل على شبابه، واشتغل بما خُلِق له، وحدَّث بشيء يسير.
روى عنه: جعفر الخُلْديّ، وأبو محمد الجريريّ، وأبو بكر الشّبليّ، ومحمد بن علي بن حُبَيْش، وعبد الواحد بن علوان، وطائفة من الصُّوفيّة.
وكان ممّن برز في العِلم والعمل.
قال أحمد بن جعفر بن المنادي في تاريخه: سمع الكثير [1] ، وشاهد الصّالحين وأهلَ المعرفة، ورزق من الذكاء وصواب الإجابات [2] في فنون العلم ما لم ير في زمانه مثله، عند أحد من أقرانه [3] ، ولا ممن أرفع سنا [منه] [4] ، ممن كان منهم ينسب إلى العلم الباطن، والعلم الظاهر في عفاف وعزوف عن الدّنيا وأبنائها.
لقد قيل لي إنّه قال ذات يوم: كنت أُفتي في حلقة أبي ثَوْر الكلبيّ ولي عشرون سنة [5] .
قال أحمد بن عطاء الرّوذباريّ: كان الْجُنَيْد يتفقّه لأبي ثَوْر، ويفتي في حلقته [6] .
وعن الْجُنَيْد قال: ما أخرج الله إلى الأرض عَلَمًا وجعل للخلْق إليه سبيلًا، إلّا وقد جعل لي فيه حظّا [7] .
__________
[1] في تاريخ بغداد: «سمع الحديث الكثير من الشيوخ» .
[2] في تاريخ بغداد: «الجوابات» .
[3] في تاريخ بغداد: «قرنائه» .
[4] الزيادة من تاريخ بغداد 7/ 242.
[5] تاريخ بغداد 7/ 242، طبقات الأولياء 126، الرسالة القشيرية 18.
[6] تاريخ بغداد 7/ 242.
[7] تاريخ بغداد 7/ 242 وزاد: «ونصيبا» ، وكذلك في: صفة الصفوة 2/ 416.(22/119)
وقيل: إنه كان في سوقه. وكان وِرده كلّ يوم ثلاثمائة ركعة، وكذا ألف تسبيحة [1] .
وقال أبو نُعَيْم: نا عليّ بن هارون ومحمد بن أحمد بن يعقوب قالا: سمعنا الْجُنَيْد غير مرة يقول: علمنا مضبوطٌ بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقّه، لا يُقْتَدى به [2] .
وقال عبد الواحد بن علوان الرَّحْبيّ: سمعته يقول: عِلْمُنا هذا- يعني التصوّف-، مشبَّك بحديث رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ [3] .
وعن ابن سُرَيْج أنّه تكلّم يومًا، فأعجب به بعض الحاضرين، فقال ابن سُرَيْج: هذا بَرَكَة مُجالستي لأبي القاسم الْجُنَيْد [4] .
وعن أبي القاسم الكعبي أنه قال يومًا: رأيت لكم شيخًا ببغداد يقال له الْجُنَيْد، ما رأت عيناي مثله، كان الكَتَبَةُ يحضرون لألفاظه، والفلاسفة يحضرونه لدِقَّة معانيه، والمتكلّمون يحضرون لتمام علمه، وكلامه باين عن فهمهم [وكلامهم] وعِلْمهم [5] .
وقال الخُلْديّ: لم يُرَ في شيوخنا مَن اجتمع له علمٌ وحالٌ غير الْجُنَيْد، كانت له حالٌ خطيرة وعلمٌ غزير. فإذا رأيت حاله وحجَّته على علمه، وإذا رأيت علمه وحجّته على حاله [6] .
وقال أبو سهل الصُّعْلُوكيّ: سمعت أبا محمد المرتعش يقول: قال الْجُنَيْد:
كنت بين يدي السَّريّ السَّقطيّ ألعب وأنا ابن سبْع سنين، وبين يديه جماعة
__________
[1] في تاريخ بغداد 7/ 242: «وثلاثين ألف تسبيحة» ، وكذلك في: المنتظم 6/ 106، وصفة الصفوة 2/ 416، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 28.
[2] حلية الأولياء 10/ 255، تاريخ بغداد 7/ 243.
[3] تاريخ بغداد 7/ 243.
[4] تاريخ بغداد 7/ 243، وفيات الأعيان 1/ 373، طبقات الأولياء 131، الرسالة القشيرية 19، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 28.
[5] تاريخ بغداد 7/ 243، والزيادة منه.
[6] تاريخ بغداد 7/ 244، صفة الصفوة 2/ 417، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 28.(22/120)
يتكلّمون في الشُّكْر.
فقال: يا غلام ما الشُّكْر.
فقال: أن لا يُعْصَ الله بِنِعَمِهِ.
فقال: أخشى أن يكون حظك من الله لسانك.
قال الْجُنَيْد: فلا أزال أبكي على هذه الكلمة الّتي قالها لي [1] .
وقال السُّلَميّ: سمعت جدّي إسماعيل بن نُجَيْد يقول: كان الْجُنَيْد- يجيء فيفتح حانوته، وَيُسْبِلُ السّتْر، ويصلي أربعمائة ركعة [2] .
وعن الْجُنَيْد قال: أعلى درجة الكِبْر أن ترى نفسَك، وأدناها أن تخطر ببالك [3] ، يعني نفسك.
وقال الجريريّ [4] : سمعته يقول: ما أخذنا التصوّف عن القال والقيل، لكن عن الْجُوع، وتَرْك الدُّنيا، وقطْع المألوفات [5] .
وذكر أبو جعفر الفَرَغانيّ أنه سمع الْجُنَيْد يقول: أقلّ ما في الكلام سقوط هيبة الرّبّ جل جلاله من القلب، والقلب إذا عري من الهيبة عري من الإيمان.
ويقال: كان نقش خاتمه: إنْ كنت تَأْمَلْه فلا تَأْمَنْه.
وقال: من خالفت إشارته معاملته فهو مدَّعٍ كذاب.
وقال أبو عليّ الرّوذباريّ: قال الْجُنَيْد: سألت الله أن لا يعِّذبني بكلامي،
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 244، 245، صفة الصفوة 2/ 417، طبقات الأولياء 127، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 31، 32.
[2] تاريخ بغداد 7/ 245، صفة الصفوة 2/ 417، 418، الرسالة القشيرية 19، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 29.
[3] حلية الأولياء 10/ 273، تاريخ بغداد 7/ 245.
[4] في الأصل: الجوهري، وفي تاريخ بغداد: «الحريري» ، والمثبت عن طبقات الصوفية للسلمي، وحلية الأولياء.
[5] وتتمّة قوله: «والمستحسنات، لأنّ التصوّف هو صفاء المعاملة مع الله، وأصله التعزّف عن الدنيا، كما قال حارثة: عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري» .
(طبقات الصوفية للسلمي 158 رقم 7، حلية الأولياء 10/ 277، 278، تاريخ بغداد 7/ 246، الرسالة القشيرية 19) .(22/121)
وربّما وقع في نفسي أنّ زعيم القوم أرذلهم [1] .
وعن الخُلْديّ، عن الْجُنَيْد قال: أعطي أهل بغداد الشّطح والعبارة و [أهل خراسان] [2] القلب والسّخاء، وأهل البصرة الزُّهْد والقناعة، وأهل الشّام الحِلْم والسّلامة، وأهل الحجاز الصَّبر والإنابة.
وقال إسماعيل بن نُجَيْد: هؤلاء لا رابع لهم: الْجُنَيْد ببغداد، وأبو عثمان بنَيْسابور، وأبو عبد الله بن الجلّاء بالشّام [3] .
وقال أبو بكر العَطَويّ: كنت عند الْجُنَيْد حين احتضر، فختم القرآن.
قال: ثم ابتدأ فقرأ من البَقَرة سبعين آية، ثمّ مات [4] .
وقال أبو نُعَيْم: أنا الخُلْدِيّ كتابة قال: رأيت الْجُنَيْد فِي النَّوم فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قال: طاحت تلك الإشارات، وغابت تلك العبارات، وفنيت تلك العلوم، ونفذت تلك الرُّسوم، وما نَفَعَنا إلا رَكَعات كنّا نركعها في الأسحار [5] .
قال أبو الحسين بن المنادي: مات الْجُنَيْد ليلة النَّيْروز في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين [6] .
قال: فذكر لي أنّهم حزروا الجمْع يومئذٍ الّذي صلّوا عليه نحو ستّين ألف إنسان. وما زالوا يأتون قبره في كلّ يوم نحو الشّهر. ودُفِنَ عند قبر السّريّ السَّقَطيّ [7] .
قلت: ورّخه بعضهم سنة سبع [8] ، فوهم.
__________
[1] انظر نحو هذا في: حلية الأولياء 10/ 263، وصفة الصفوة 2/ 420، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 30.
[2] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل استدركته من سير أعلام النبلاء 14/ 69.
[3] طبقات الصوفية 176، وتاريخ بغداد 7/ 246.
[4] حلية الأولياء 10/ 264، تاريخ بغداد 7/ 248.
[5] تاريخ بغداد 7/ 248، صفة الصفوة 2/ 424، وفيات الأعيان 1/ 374، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 32.
[6] تاريخ بغداد 7/ 248، وفيات الأعيان 1/ 374.
[7] تاريخ بغداد 7/ 248، المنتظم 6/ 106، صفة الصفوة 2/ 424، طبقات الأولياء 134.
[8] الرسالة القشيرية 18، وفيات الأعيان 1/ 374، طبقات الأولياء 134، الطبقات الكبرى للشعراني 1/ 84.(22/122)
- حرف الحاء-
144- حامد بن سَعْدان بن يزيد البغداديّ [1] .
عن: أحمد بن صالح المصريّ، وجماعة.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ.
وثّقه الخطيب [2] .
وتُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
145- حامد بن سهل البخاريّ الدّهّان الحافظ.
صاحب «المُسْنَد» .
عن: قُتَيْبَة بن سعيد، ودُحَيْم، وحَرْمَلَة، وأبي مُصْعَب، وجماعة.
وعنه: سهل بن السَّريّ، وخَلَف الخيّام، وغيرها.
تُوُفّي سنة سبْعٍ أيضًا. ثقة.
146- الحرش بن أحمد بن حُرَيْش الرازي.
عن: محمد بن حميد، وغيره.
توفّي سنة ثلاثمائة.
147- حامد بن شاذي [3] .
__________
[1] انظر عن (حامد بن سعدان) في:
تاريخ بغداد 8/ 168، 169 رقم 4279، والمنتظم 6/ 92 رقم 125.
[2] الّذي وثّقه هو عليّ بن المنادي، وليس الخطيب.
وقال ابن الجوزي: كان مستورا صالحا ثقة.
[3] انظر عن (حامد بن شاذي) في:
تاريخ بغداد 8/ 168 رقم 4277.(22/123)
أبو محمد الكشّيّ.
حدَّث ببغداد عن: إبراهيم بن يوسف البلخيّ، وقتيبة، وعليّ بن حُجْر، وجماعة.
مرّ.
148- الحَسَن بن أحمد بن سليمان.
أبو علّي بن الصّيقل المصريّ سَحْنُون أخو علّان بن الصَّيقل.
روى عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ، ومحمد بن رُمْح، وأحمد بن صالح.
وعنه: أبو سعيد بن يونس، وحمزة الكِنانيّ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وجماعة.
تُوُفّي في ربيع الأول سنة تسعٍ وتسعين.
149- الحسن بن أحمد بن حبيب.
أبو علي الكرماني نزيل طرسوس.
عن: مسدد، وأبي الربيع الزهراني، ومحمد بن عبد الله الرقاشي، وجماعة.
وعنه: النسائي في «سننه» ، وأبو بكر الخلال الحنبلي.
150- الحسن بن إبراهيم بن حلقوم.
أبو علي الدمشقي المقرئ.
روى عن: صفوان بن صالح، وإبراهيم بن هشام الغسّانيّ، وهشام بن عمّار.
وعنه: أحمد بن محمد بن عُمَارة، والحسن بن حبيب الحصائريّ، وأحمد بن حميد بن أبي العجائز، وآخرون.
151- الحسن بن إدريس العسكري [1] .
حدث بأصبهان سنة إحدى وتسعين.
عن: أبي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد بن حنبل.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن إدريس) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 263، 264.(22/124)
وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن بندار الشعار، ومحمد بن القاسم المديني.
قال ابن مردويه: كان يُحدِّث من حِفْظه ويخطئ.
152- الحَسَن بن تميم [1] .
أبو عليّ الأصبهانيّ الصّفّار النَّحْويّ.
عن: عبد الواحد بن غياث، وأبي مروان العثماني، وجماعة.
وعنه: أحمد بن إبراهيم بن أَفْرَجَةَ، وعبد الله بن محمد القبّاب.
153- الحَسَن بن سعيد بن مهران [2] .
أبو عليّ المَوْصِليّ الصَّفّار المقرئ.
عن: غسّان بن الربيع، وَمُعَلَّى بن مهدي، وإبراهيم بن حبّان.
وعنه: أحمد بن الفضل بن خُزَيْمة، وأبو بكر الشّافعيّ، ويزيد بن محمد الأزديّ.
وكان قانعًا متعفّفًا.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
154- الحَسَن بن عليّ بن المتوكّل [3] .
أبو محمد مولى بني هاشم. بغداديّ ثقة.
سمع: عفان، وعاصم بن عليّ، وشُرَيْح بن النُّعْمان، وجماعة.
وعنه: ابن قانع، وإسماعيل الخُطَبيّ، وجعفر بن محمد بن الحَكَم، والطَّبَرانيّ، ونَسَبه إلى جدّه.
تُوُفيّ سنة إحدى وتسعين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن تميم) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 264.
[2] انظر عن (الحسن بن سعيد) في:
تاريخ بغداد 7/ 324، 325 رقم 3835، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 52 رقم 76، وغاية النهاية 1/ 215 رقم 979.
[3] انظر عن (الحسن بن علي بن المتوكل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 125، 126، وتاريخ بغداد 7/ 369 رقم 3891، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 45 رقم 65.(22/125)
155- الحَسَن بن عليّ بن شبيب [1] .
الحافظ أبو عليّ المَعْمَريّ البغداديّ.
سمع: خَلَف بن هشام، وشيبان بن فَرُّوخ، وهُدْبَة بن خالد، وسعيد بن عبد الجبّار، وسُويْد بن سعيد، وأبا نصر التّمّار، وعلي بن المَديِنيّ، وجُبَارة بن المغلِّس، وعيسى بن حمّاد بن زُغْبَة، وعبد الرحمن بن عبد الرحيم، ودُحَيْمًا، وخلْقًا كثيرًا بالعراق والشّام ومصر.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، وأبو سهل القطّان، وأحمد بن كامل، وأحمد بن عيسى التّمّار، والطَّبَراني، ومحمد بن أحمد المُفيد، وخلْق.
قَالَ الخطيب [2] : كان من أوعية العلم، يذكر بالفهم، ويوسف بالحفظ.
وفي حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها.
وقال الدّار الدَّارَقُطنيّ: صدوق حافظ، جَرحه موسى بن هارون، وكانت العداوة بينهما. وكان أنكر [عليه] أحاديث أخرج أصولَه [العُتْق] بها، ثمّ ترك روايتها [3] .
وقال عبدان الأهوازيّ: ما رأيت صاحب حديث في الدّنيا مثل المَعْمَرِيّ [4] .
وقال موسى بن هارون: استَخَرْت الله سنتين حتى تكلَّمت في المَعْمَرِيّ، وذاك أني كتبت معه عن الشّيوخ، وما افترقنا، فلما رأيت تلك الأحاديث قلت:
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي بن شبيب) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 126، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 2/ 749، 750، وتاريخ بغداد 7/ 369- 372 رقم 3892، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 201، 202، والمنتظم 6/ 78، 79 رقم 103، واللباب لابن الأثير 3/ 236، 237، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1201، ودول الإسلام 1/ 178، والعبر 2/ 101، وتذكرة الحفاظ 2/ 667، وسير أعلام النبلاء 13/ 510- 514 رقم 254، وميزان الاعتدال 1/ 504 رقم 1894، والمغني في الضعفاء 3/ 162 رقم 1435، والبداية والنهاية 11/ 106، ولسان الميزان 2/ 221- 225 رقم 975، وطبقات الحفاظ 290، 291، وشذرات الذهب 2/ 218.
[2] في تاريخه 7/ 370.
[3] تاريخ بغداد 7/ 370 والزيادة منه.
[4] الكامل لابن عديّ 2/ 749، تاريخ بغداد 7/ 371.(22/126)
من أين أتى بها؟ رواها أبو عَمْرو بن حمدان، عن أبي طاهر الجنابذيّ، عن موسى [1] .
ثمّ قَالَ أبو طاهر: وكان المَعْمَرِيّ يقول: كنت أتولّى لهم الانتخاب، فإذا مرّ حديث غريب قصدت الشَّيخ وحدي، فسألته عنه [2] .
قلت: لا جرم ما انتفع بتلك الغرائب وُجِدت إليه شرًّا.
وقال ابن عُرْوَة: سألت عبد الله بن أحمد بن المَعْمَرِيّ فَقَالَ: لا يتعمّد الكذِب، ولكنْ أحسب أنّه صحب قومًا يُوصِلُون [3] .
قَالَ الحاكم: سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ يقول: كنت ببغداد لمّا أنكر موسى بن هارون على المَعْمَرِيّ تلك الأحاديث، وأنهى أمرهم إلى يوسف القاضي بعد أن كان إسماعيل القاضي توسَّط بينهما، فَقَالَ موسى بن هارون:
هذه أحاديث شاذّة عن شيوخ ثقات لا بدّ من إخراج الأصول بها.
فَقَالَ المَعْمَرِيّ: قد عُرِفَ من عادتي أنّي كنت إذا رأيت حديثًا غريبًا عند شيخ ثقة لا أعلم عليه، إنما كنت أقرأ من كتاب الشّيخ وأحفظه، فلا سبيل إلى إخراج الأصول بها [4] .
وقال عليّ بن جمشاد: كنت ببغداد حينئذٍ فأخرج موسى نيفًا وسبعين حديثًا ذكر أنّه لم يشركْه فيها أحد، ورفض المَعْمَرِيّ مجلسه، فصار النّاس حزبين:
حزب للمعمري، وحزب لموسى. فكان من حجّة المَعْمَرِيّ أنّ هذه أحاديث حفظتها عن الشّيوخ لم أنسخها. ثمّ اتفقوا بأجمعهم على عدالة المَعْمَرِيِّ وتقدّمه [5] .
__________
[1] هو موسى بن هارون، والخبر في: تاريخ بغداد 7/ 371.
[2] تاريخ بغداد 7/ 371.
[3] أي يوصلون الحديث. (تاريخ بغداد 7/ 371) و (الكامل لابن عدي 2/ 750) .
[4] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية 4/ 243 ب) .
[5] تاريخ دمشق 4/ 244 ب، وفيه زيادة: «وعلى زيادة معرفته أبي عمران، وأنه لما رأى أحاديث شاذّة لم يتبعها إلّا أن يثبّتها ويبحث عنها» .(22/127)
وقال ابن عديّ [1] : وكان المَعْمَرِيّ كثير الحديث صاحب حديث بحقّه، كما قَالَ عَبْدان إنّه لم يرَ مثله. وما ذُكِرَ [2] عنه أنّه رفع أحاديثَ، وزاد في مُتُون، فإنّ هذا موجود في البغداديّين خاصّة، وفي حديث ثقاتهم [3] ، وأنّهم يرفعون الموقوف، ويَصِلون [4] المُرْسَل، ويزيدون في الأسانيد.
وقال أحمد بن كامل القاضي: مات المَعْمَرِيّ لإحدى عشرة لَيْلَةٍ بقيت من المحرم سنة خمسٍ وتسعين [5] .
قَالَ: وكان في الحديث وجمْعه وتصنيفه إمامًا ربانيًا. وقد شدّ أسنانه بالذَّهَب ولم يُغيّر شيبه [6] .
وقيل: بلغ اثنتين وثمانين سنة.
وقد كان ولي القضاء للبرتي على القصر وأعمالها [7] .
قَالَ: وقيل له المَعْمَرِيّ، بأُمُّه أمّ الحَسَن بنت سُفْيان بن أبي سفيان المَعْمَرِيّ صاحب مَعْمَر بن راشد [8] .
156- الحَسَن بن عليّ بن الوليد [9] .
أبو جعفر الفارسيّ الفَسَويّ نزيل بغداد.
سمع: سَعْدَوَيْه، وعليّ بن الْجَعْد، وفيض بن وثيق البصْري، وإبراهيم بن مهديّ المصّيصيّ، وجماعة.
وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، وأبو عليّ بن الصّوّاف، ومحمد بن
__________
[1] في الكامل 2/ 750.
[2] في الكامل: «وأما ما ذكر» .
[3] في الكامل: «وفي حديثهم وفي حديث ثقاتهم» .
[4] في الكامل: «يوصلون» .
[5] تاريخ بغداد 7/ 372.
[6] تاريخ بغداد 7/ 372.
[7] تاريخ بغداد 7/ 372.
[8] تاريخ بغداد 7/ 372.
[9] انظر عن (الحسن بن علي بن الوليد) في:
تاريخ بغداد 7/ 372، 373 رقم 3893.(22/128)
عليّ بن حبيش، والطّبرانيّ، وآخرون.
وقال الدّار الدّارقطنيّ: لا بأس به [1] .
قلت: وُلِدَ سنة اثنتين ومائتين [2] ، وتُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين [3] .
157- الحَسَن بن عليّ بن شَهْرَيَار [4] .
أبو عليّ الرَّقِّيّ.
حدَّث ببغداد عن: محمد بن مُصْعَب القُرْقُساني، وعن: عليّ بن ميمون الرَّقِّيّ، وعامر بن سَيّار الحلبيّ، وغيرهم.
وعنه: محمد بن نَجيح، وابن زياد القطّان، والطّبرانيّ.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف [5] .
وقال ابن يونس: تُوُفّي بمصر سنة سبْعٍ وتسعين، يُعْرف ويُنْكَر، ولم يكن بذاك [6] .
158- الحَسَن بن عليّ بن مَخْلَد النَّيْسابوريّ المُطّوّعيّ.
عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرَارة، وأحمد بن منيع، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وطائفة.
وعنه: أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو زكريا العنْبَريّ، والمشايخ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
159- الحَسَن بن عليّ بْن محمد بْن سليمان [7] .
أبو محمد بْن عَلُّويَه القطّان، بغداديّ مشهور.
__________
[1] المصدر نفسه:
[2] قاله أبو جعفر الحسن بن علي الفسوي، وقال أيضا إنه مات سنة تسعين ومائتين.
[3] قاله ابن قانع.
[4] انظر عن (الحسن بن علي بن شهريار) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 130، وتاريخ بغداد 7/ 373- 375 رقم 3896 «الحسن بن علي بن سعيد بن شهريار» .
[5] تاريخ بغداد 7/ 374.
[6] في تاريخ بغداد 7/ 375: لم يكن في الحديث بذاك، تعرف وتُنْكَر.
[7] انظر عن (الحسن بن علي بن علّويه) في:
تاريخ بغداد 7/ 375 رقم 3897.(22/129)
سمع: عاصم بن عليّ، وبشار بن موسى، وبشْر بن الوليد الكِنْديّ، وإسماعيل بن عيسى العطّار، ومحمد بن الصّبّاح الجرجرائيّ، وعبد الله بن محمد العبْسيّ، وجماعة.
وعنه: البخاريّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وأحمد بن سِنْديّ الحدّاد، وأبو عليّ بن الصَّواف، وأبو بكر الآجُرّيّ، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، وأبو الحسين الزُّبَيْديّ، وطائفة.
وثّقه الخطيب [1] ، والدّار الدّارقطنيّ قبله [2] .
وُلِدَ سنة خمسٍ ومائتين في شوّال.
وقال الخُطَبيّ: مات في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين [3] .
160- الحَسَن بن محمد بن أُسَيْد الثَّقَفيّ الأصبهانيّ [4] .
عن: لُوَيْن، وأبي حفص الفلّاس، وجماعة.
وعنه: أبو الشّيخ وقال: مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
161- الحَسَن بن محمد بن نصر [5] .
أبو سعيد البغدادي النّخّاس [6] ، بخاء مُعْجَمَةٍ.
عن: عبد الواحد بن غِياث، وَقُرَّةَ بن العلاء.
وعنه: عبد الصمد الطَّسْتيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وابن مَخْلَد العطّار.
162- الحَسَن بن محمد بن الجنيد [7] .
__________
[1] في تاريخه.
[2] المصدر نفسه.
[3] نفسه.
[4] انظر عن (الحسن بن محمد بن أسيد) في:
اذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 266، 267.
[5] انظر عن (الحسن بن محمد بن نصر) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 129، وتاريخ بغداد 7/ 411 رقم 3958.
[6] في معجم الطبراني: «النحاس» بالحاء المهملة، والمثبت عن الأصل، وتاريخ بغداد.
[7] انظر عن (الحسن بن محمد بن الجنيد) في:
تاريخ بغداد 7/ 412 رقم 3961.(22/130)
أبو عليّ الخُتُليّ.
عن: أبي مَعْمَر القَطِيعيّ، وغيره.
وعنه: أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشّافعيّ.
163- الحَسَن بن محمد بن الحسين.
أبو عليّ المصريّ المعروف بالمَدِينيّ.
حدَّث عن: يحيى بن بُكَيْرة، وغيره.
تُوُفّي في شوّال سنة تسعٍ وتسعين.
164- الحَسَن بن محمد بن سليمان بن هشام [1] .
أبو عليّ البغداديّ الخزّاز ابن بنت مطر.
عن: أبيه، وعلي بن المَدِينيّ، وهشام بن عمّار، وجماعة.
وعنه: ابن قانع، وأبو عليّ بن الصّوّاف، والطّبرانيّ.
وثّقه الدّار الدَّارَقُطْني [2] .
وتُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
165- الحَسَن بن المُثَنَّى بن مُعَاذ بن مُعَاذ [3] .
أبو محمد العنْبريّ البصْريّ. شيخ نبيل من بيت العِلم والحديث.
سمع: أبا حُذَيْفة النَّهْدي، وعفّان بن مسلم.
وكان ديِّنًا خيِّرًا ورِعًا، لم يزل ممتنعًا من الرواية حتَّى أُمِر في النوم بالتّحديث، فحدَّث في أواخر عمره.
روى عنه: أبو القاسم الطّبرانيّ، ويوسف بن يعقوب البجيريّ، وجماعة.
وتُوُفّي في رجب سنة أربعٍ وتسعين عن سنٍّ عالية، فإنّه وُلِد سنة مائتين.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 127 وفيه: «الحسن بن محمد بن هشام الشطوي البغدادي» ، وتاريخ بغداد 7/ 413، 414 رقم 3965.
[2] قال: ثقة ليس به بأس. (تاريخ بغداد 7/ 414) .
[3] انظر عن (الحسن بن المثنّى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 134.(22/131)
166- الحَسَن بن هارون بن سليمان الأصبهانيّ [1] .
عن: أبيه داود بن رُشَيْد، وعُبَيْد الله القواريريّ، وأبي مَعْمَر إسماعيل بن إبراهيم، وطائفة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
تُوُفّي في سنة اثنتين وتسعين.
167- الحَسَن بن يزداد.
أبو عليّ الهمدانيّ الخشّاب الْجُذُوعيّ. ويقال له حُسَيْنًا.
عن: سُوَيْد بن سعيد، وجُبَارة بن المُغَلِّس، وهنّاد بن السَّريّ، وطائفة.
وعنه: ابن خرجة النَّهَاوَنْديّ، والفضل بن الفضل الكِنْديّ، وبشْر بن أحمد الإسفرائينيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وكان صدوقًا عالمًا.
168- الحسين بن موسى بن عيسى الحافظ.
أبو عجيبة الحضرميّ، مولاهم المصريّ.
روى عن: عبد الملك، وَسَلَمَةَ بن شَبِيب، وطبقتهما.
روى عنه: حمزة، وغيره.
مات سنة ستٍّ وتسعين.
169- الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهْب [2] .
أبو عليّ الآمديّ من بني مالك بن حبيب.
عن: محمد بن عبد الرحمن بن سهم، ومحمد بن وهْب الحرّانيّ، وأبي نُعَيْم الحلبيّ، وطائفة.
وعنه: الطّسْتيّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وعلي بن محمد بن معلّى الشّونيزيّ.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن هارون) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 132، 133، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 262.
[2] انظر عن (الحسن بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 4 رقم 4034.(22/132)
170- الحسين بن أحمد بن منصور البغدادي سجادة [1] .
عن: عبيد الله بن عمر القواريريّ، وعبد الله بن داهر الرّازيّ.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ، والإسماعيليّ، والطَّبَرانيّ، وغيرهم.
صدوق [2] .
171- الحسين بن أحمد بن جيون الأنصاريّ الصّعيديّ.
عن: حرملة بن يحيى، وعبد الملك، وابن شبيب، وغيرهما.
وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: توفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
172- الحسين بن أحمد بْن محمد بْن زكريّا [3] .
أبو عبد الله الشِّيعيّ صاحب دعوة عُبَيْد الله المهديّ، والد الخلفاء المصريّين الباطنيّة.
سار من سَلَميَة من عند عُبَيْد الله داعيًا له في البلاد، وتنقّلت به الأحوال إلى أن دخل المغرب، واستجاب له خلْق، فظهر وحارب أمير القيروان، واستفحل أمره.
وكان من دهاة العالم، وأفراد بني آدم دهاءً ومَكْرًا ورأيًا. دخل إفريقيّة وحيدًا غريبًا فقيرًا. فلم يزل يسعى ويتحيّل ويستحوذ على النّفوس بإظهار
__________
[1] انظر عن (الحسن بن أحمد سجّادة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 139، 140، وتاريخ بغداد 8/ 3، 4 رقم 4033.
[2] قال الخطيب: وكان لا بأس به. (تاريخ بغداد 8/ 4) .
[3] انظر عن (الحسين بن أحمد الشيعي) في:
الكامل في التاريخ 8/ 21، 22، 31- 37، ووفيات الأعيان 2/ 192، 193 رقم 199، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 220، 243، 252، والمختصر في أخبار البشر 2/ 63، ونهاية الأرب 24/ 154، والعبر 2/ 109، 110، ودول الإسلام 1/ 181، وسير أعلام النبلاء 13/ 58، 59 رقم 30، والبيان المغرب لابن عذاري 1/ 137- 162، والبداية والنهاية 11/ 116، 180، والوافي بالوفيات 12/ 328، 329، وتاريخ ابن خلدون 3/ 364 و 4/ 31، والنجوم الزاهرة 3/ 166، وشذرات الذهب 2/ 227، وكنز الدرر (الدرّة المضيّة) 113، واتعاظ الحنفا للمقريزي 1/ 26- 28، 41- 43، 45، 50- 52، 55، 58- 68، 72، 75، ورسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان (انظر فهرس الأعلام) 294، 295، والروض المعطار 12/ 24، 126، 181، 306، 307، 318.(22/133)
الزّهادة، والقيام للَّه، حتّى تبِعَه خلْقٌ وبايعوه، وحاربوا صاحب إفريقيّة مرّات.
وآل أمره إلى أن تملَّكَ القيروان، وهرب صاحبها زيادة الله الأغلبيّ. ولمّا استولى على أكثر المغرب عَلِمَ عُبَيْد الله، فسار متنكّرًا والعيون عليه إلى أن دخل المغرب، وما كاد، ثمّ أحس به صاحب سجلماسة، فقبض عليه وسجنه. فسار أبو عبد الله الشّيعيّ بالجيوش، وحارب اليسع صاحب سجلماسة وهزمه، واستولى على سجلماسة، وجرت له أمور عجيبة، ثمّ أخرج عُبَيْد الله من السّجن، وقبَّل يده، وسلَّم عليه بإمرة المؤمنين، وقال للأمراء: هذا إمامكم الّذي بايعتم له. وألقى إليه مقاليد الأمور، ووقف في خدمته. ثمّ اجتمع بأبي عبد الله أخوه أبو العبّاس ونَدَمه على ما فعل، لأنّ المهديّ أخذ يُزْويه عن الأمور ولا يلتفت إليه. فندم أبو عبد الله وقال للمهديّ: خَلِّ يا أمير المؤمنين الأمورَ إليّ، فأنا خبير بتدبير هذه الجيوش. فتخيّل منه المهديّ، وشرع يعمل الحيلة، ويسهر اللّيل في شأنه. وحاصل الأمر أنّه دسَّ على الأخوين الدّاعيَيْن له من قتلهما في ساعة واحدة، بعد محاربةٍ جرت بينهم، وتم ملْكه. وقُتِلا في نصف جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين بمدينة رَقّادة. وكانا من أهل اليمن، ولهما اعتقاد خبيث.
ذكر القفطيّ في «تاريخ بني عُبَيْد» أنّ أبا عبد الله الشِّيعيّ كوفيّ، وأنه رافق كتامة إلى مصر يصلّي بهم ويَتَزَهَد، فمالوا إليه، فأظهر أنه يريد أن يُقيم بمصر، فاغتمُّوا لذلك، وسألوه عن سبب إقامته، فَقَالَ: أُعَلِّم الصّبيان. فرغبوه في صُحْبتهم لِيُعلِّم أولادهم، فسارَ معهم إلى جبال كُتَامة، فأخذ في اجتلاب عقولهم ورَبْطها، ثمّ خاطب عُقَلائهم واستكتمهم، فأجابوه. فمن جُملة ما ربطهم قَالَ: نزلت فيكم آية فُغُيِّرت حسدًا لكم. قالوا: وما هي؟ قَالَ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ 3: 110 [1] .
قالوا: وَمَنْ غَيَّرها؟ قَالَ: وُلَاةُ أمركم اليوم.
قالوا: فكيف السّبيل إلى إظهارها؟ قَالَ: أن تدينوا بإمام معصوم يعلم الغيب.
__________
[1] سورة آل عمران، الآية 110.(22/134)
قالوا: وَمَنْ لنا به؟
قَالَ: أنا رسولٌ إليكم، إذا طهّرتم له البلاد. فأجابوه.
وربط عقولهم بأنّه يعلم أسرار الصلاة والزّكاة والحجّ والصَّوم، وشوّقهم بما أمكنه، فلمّا استجابوا له بأجمعهم، جَيَّش الجيوش، وجرت له خطوب طويلة، ولزِم الوقار والسَّكينة والتَّزَهُّد وعدم الضّحك، ونحو ذلك.
قلت: يا ما لقي العلماء والصُّلَحاء بالمغرب من هذا الشِّيعيّ. قبّحه الله ولا رحمه. وقد كان أبو إسحاق بن البرذون المالكيّ الّذي ردّ على الحنفية ممّن انتصب لِذَمّ هذا الشّيعيّ، فسَعَوْا به وبأبي بكر بن هُذَيْل، وطائفة.
وكانت الشّيعة تميل إلى العراقيّين لأجل موافقتهم لهم في مسألة التّفضيل، فحبس هذين الرَّجُلين، ثمّ أمر الشّيعيّ أن يضرب عنق ابن البرذون وصاحبه.
وقيل: إنّ ابن البرذون لما جُرِّدَ للقتل قِيلَ له: ارجع عن مذهبك، فَقَالَ:
أرجع عن الإسلام؟ ثم صُلِبا، وكان ذلك في حدود الثّمانين ومائتين، أو بعد ذلك. ونادوا أيّام الشيعي أن لا يُفتى بمذهب مالك، وألّا يفتوا إلّا بمذهب جعفر بن محمد وأهل البيت، بزعمهم بسقوط طَلَاق البَتّة، وتوريث البنت الكُلّ، ونحو ذلك [1] ، والله أعلم.
173- الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب.
أبو عليّ الآمديّ المالكيّ الفقيه.
عن: هشام بن عمّار، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكيّ، ويحيى بن أكثم، وطائفة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، والإسماعيليّ، وجماعة.
174- الحسين بن إبراهيم بن عامر [2] .
__________
[1] انظر أخباره مفصّلة في كتاب: «رسالة افتتاح الدعوة» للقاضي النعمان، بتحقيق الدكتورة وداد القاضي، طبعة دار الثقافة، بيروت. وقد مرّت بعض أخباره في الحوادث من هذا الجزء.
[2] انظر عن (الحسين بن إبراهيم) في:
غاية النهاية 1/ 237 رقم 1079.(22/135)
أبو عجرم الأنطاكي المقرئ.
قرأ عَلَى: أحمد بْن جُبَيْر، عن الكِسائيّ.
روى عنه القراءة: محمد بن داود النَّيْسابوريّ، والحسين بن أحمد، وعبد الله بن عليّ [1] .
175- الحسين بن إسحاق التُّسْتَرِيّ الدَّقيقيّ [2] .
شيخ الطَّبَرانيّ.
الصَّحيح وفاته في المحرَّم سنة ثلاثٍ وتسعين. وقيل: سنة تسعٍ وثمانين، كما مرّ.
176- الحسين بن جعفر بن حبيب [3] .
أبو عليّ القُرَشيّ الكوفيّ القتات.
عن: أحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ [4] ، وغيره.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
177- الحسين بن أحمد بن موسى بن المبارك [5] .
أبو عليّ العكّيّ ثم المصريّ.
عن: يحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، ومحمد بْن هشام بْن أبي خيرة السُّدُوسيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وإسحاق بن إبراهيم، وغيرهم.
__________
[1] قَالَ ابن الجزري: قرأ على أحمد بن جبير وهو من أشهر أصحابه وأضبطهم.
[2] انظر عن (الحسين بن إسحاق التستري) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 139.
[3] انظر عن (الحسين بن جعفر) في:
المعجم الصغير 1/ 140.
[4] هو: أحمد بن عبد الله بن يونس، كما في «المعجم الصغير» .
[5] انظر عن (الحسين بن أحمد بن موسى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 138، 139 وفيه: «الحسين بن حميد» .(22/136)
قَالَ ابن يونس: ليس بالقوي.
تُوُفّي في رجب سنة تسعٍ وتسعين عن اثنتين وتسعين سنة.
- الحسين بن زكرَوَيْه.
ذُكِر في الْأَحْمَدَيْن.
178- الحسين بن شُرَحْبيل.
أبو عليّ البَطَلْيُوسيّ الأندلسيّ المالكيّ الفقيه.
كان عليه مدار الفتوى ببَطَلْيُوس.
وتُوُفّي قريب الثلاثمائة. قَالَه القاضي عياض.
179- الحسين بن عبد الله بن أحمد [1] .
الفقيه أبو عليّ البغداديّ الخِرَقيّ الحنبليّ، والد الإمام صاحب المختصر في مذهب أحمد، أبي القاسم عمر بن الحسين.
حدَّث عن: أبي عمرو الدُّوريّ، وأبي حفص الفلّاس، ومحمد بن مرداس الأنصاري، وغيرهم.
وتفقه على أبي بكر المروزي وبرع في الفقه.
روى عنه: ابنه، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر عبد العزيز بن جعفر، وغيرهم.
توفي يوم عيد الفطر سنة تسع وتسعين ومائتين.
وكان يدعى خليفة المروزي للزومه إياه. اتفق أنّه صلى صلاة العيد، ورجع فتغدّى ونام، فوجده أهله ميتًا، رحمه الله تعالى.
180- الحسين بن عبد الله بن أبي زيد.
الفقيه أبو عبد الله النَّيْسابوريّ الحنفيّ، من كبار أئمّة أهل الرأي بخُراسان.
وكان صاحب حديث أيضا.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن عبد الله الخرقي) في:
تاريخ بغداد 8/ 59، 60 رقم 4133، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 111 رقم 150، والكامل في التاريخ 8/ 13، والبداية والنهاية 11/ 117.(22/137)
سمع: إسحاق بن راهوَيْه، وأحمد بن حنبل، وجماعة.
وارتحل ولقي الكبار فسمع: جُبَارة بن المُغَلس، ومحمد بن حُميد الرازيّ، وحدَّث عن: محمد بن شُجاع بن الثَّلْجيّ بالمصنّفات.
روى عنه: أبو العبّاس أحمد بن هارون، وأبو عبد الله بن دينار، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازيّ، وغيرهم.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين، نقله الحاكم.
181- الحسين بن عبد الحميد [1] .
أبو عليّ المَوْصِليّ الخرقيّ.
عن: مُعَلَّى بن مهديّ، وعبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، وهُدْبة بن عبد الوهاب المَرْوَزِيّ، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وخلق كثير.
وعنه: ابن قانع، ويزيد بن محمد الأزديّ.
182- الحسين بن عُبَيْد الله بن الخصيب الأبزاريّ البغداديّ [2] .
ضعيف، متروك.
روى عَنْ: داود بن رشيد، وغيره.
وعنه: جعفر بن محمد المؤدّب، وإسماعيل الخُطَبيّ [3] .
183- الحسين بن عليّ بن مصعب [4] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبد الحميد) في:
تاريخ بغداد 8/ 60، 61 رقم 4135.
[2] انظر عن (الحسين بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 8/ 56، 57 رقم 4124.
[3] قال أحمد بن كامل القاضي: كان الحسين بن عبيد الله الأبزاري ماجنا نادرا، كذّابا في تلك الأحاديث التي حدّث بها من الأحاديث المسندة عن الخلفاء، قال: ولم أكتبها عنه لهذه العلّة.
وقال ابن المنادي: مات أبو عبد الله بن الأبزاري المعروف بمنقار في جُمَادَى الأولى سنة خمسٍ وتسعين ومائتين. كتب عنه فريق من الناس، وأبى ذلك الأكثرون.
وذكر ابن مخلد أن ابن الأبزاري مات في يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول.
[4] انظر عن (الحسين بن علي بن مصعب) في:
تاريخ بغداد 8/ 69، 70 رقم 4144.(22/138)
أبو عليّ النَّخعيّ البغداديّ.
عن: داود بن رُشَيْد، وسُوَيْد بن سعيد، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وخلْق.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشيَّخ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وآخرون.
184- الحسين بن عليّ بن حمّاد بن مهران الأزرق الجمّال المقرئ [1] .
صاحب أحمد بن يزيد الحُلْوانيّ. كان رفيق الحَسَن بن العبّاس بن مهران الرّازيّ في القراءة على الحُلْوانيّ.
وتصدَّر للإقراء، وَحَمَلَ الناس عَنْه الكثير.
سكن قزوين، وكنيته أبو عبد الله.
وقرأ أيضًا على محمد بن إدريس الزَّيْدانيّ.
قرأ عليه: أبو الحسن محمد بن أحمد بن شَنَبُوذ، وأحمد بن محمد الرازيّ، نزيل الأهواز، وأبو بكر محمد بن الحَسَن النّقّاش، والحَسَن بن سعيد المُطّوِّعيّ، وآخرون.
وكان محققًا لقراءة ابن عامر [2] .
185- الحسين بن عمر بن [أبي] الأحوص [3] .
أبو عبد الله الثَّقفيّ، مولاهم الكوفيّ.
عن: أحمد بن يونس، وسعيد بن عمرو الأشعثي.
وعنه: أبو بكر القَطيعيّ، وعبد الله بن إبراهيم الزينيّ، وجماعة.
تُوُفّي في رمضان سنة ثلاثمائة ببغداد، وله عن: مِنْجاب بن الحارث، وحُبَارة بن المُغلِّس، وثابت بن موسى الضَّبّيّ، وأبو كُرَيْب.
وعنه أيضًا: ابن ماسي، وأبو الفَرَج صاحب «الأغاني» .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن علي بن حماد) في:
غاية النهاية 1/ 244 رقم 1113.
[2] قال ابن الجزري: توفي في حدود سنة ثلاثمائة.
[3] انظر عن (الحسين بن عمر) في:
تاريخ بغداد 8/ 81 رقم 4167.(22/139)
وثّقه الخطيب [1] .
186- الحسين بن الكُمَيْت بن بُهْلُولٍ بن عمر [2] .
أبو عليّ المَوْصِليّ.
نزل بغداد، وحدَّث عن: غسّان بن الرّبيع، وَمُعَلَّى بن مهدي، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عمار المَوَاصِلَة، وعليّ بن المَدِينيّ، ومحمد بن زياد بن فَرْوَةَ البلديّ، وجماعة.
وعنه: عبد الصَّمد الطَّستيّ، وحبيب القزّاز، وسليمان الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن ماسي، وآخرون.
وثّقه الخطيب [3] .
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
187- الحسين بن محمد بن جمعة [4] .
أبو جعفر الأَسَديّ الدّمشقيّ.
عن: سعيد بن منصور، لقِيه بمكّة.
وعنه: عليّ بن أبي العقب، وأبو عمرو بن فَضَالَةَ، وأبو عليّ بن آدم، وأبو زُرْعة محمد بن أبي دُجَانة، وجماعة.
188- الحَكَم بن مَعْبَد بن أحمد [5] .
أبو عبد الله الخزاعيّ الأديب، صاحب كتاب «السّنّة» .
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (الحسين بن الكميت) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 143، وتاريخ بغداد 8/ 87، 88 رقم 4183، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 61 رقم 90.
[3] في تاريخه 8/ 88.
[4] انظر عن (الحسين بن محمد بن جمعة) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 359.
[5] انظر عن (الحكم بن معبد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 157، والعبر 2/ 101، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 298، ومرآة الجنان 2/ 223، والجواهر المضيّة 2/ 143 رقم 533، والطبقات السّنيّة، رقم 796(22/140)
يروي عن: نصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ومحمد بن المُثَنَّى الزَّمِن، ومحمد بن حُمَيْد الرازيّ، وخلْق.
وحدّث بأصبهان وبها تُوُفّي في سنة خمسٍ وتسعين.
روى عنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، والطّبرانيّ.
وكان من فقهاء الحنفيّة [1] .
189- حُوَيْت بن أحمد بن أبي حكيم [2] .
أبو سليمان القُرَشيّ الدّمشقيّ.
عن: أبي الجماهر محمد بن عثمان، وزُهَيْر بن عبّاد، ومحمد بن وهْب بن عطيّة، وجماعة.
وعنه: ابنه محمد، وأبو عليّ بن هارون، والطّبرانيّ، وعبد الله بن النّاصح.
__________
[1] قال أبو نعيم: يتفقّه على مذهب الكوفيين، وكان صاحب أدب وغريب، ثقة، كثير الحديث.
(أخبار أصبهان) .
[2] انظر عن (حويت بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 153 وفيه «حويث» بالمثلّثة» ، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 20.(22/141)
- حرف الخاء-
190- خالد بن غسّان بن مالك [1] .
أبو عيسى الدّارميّ البصْريّ.
عن: أبيه، وأبوه صدوق، سمع حمّاد بن سَلَمَةَ.
وعن: مُعَاذ بن عيسى الضَّبّيّ، عن ابن عَجْلان.
وعن: مسلم بن إبراهيم، وأبي عمر الضَّرير.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن عديّ وقال: حدَّث عن أبيه بحديثين باطلين.
وكان أهل البصرة يقولون إنّه يسرق الحديث [2] .
191- خُشْناج بن أبي معروف بِشْر بن العنْبريّ النَّيسابوري.
رحل وسمع: عبد الأعلى بن حمّاد، وهشام بن عمّار، ومحمد بن رُمْح، وخلْقًا.
وعنه: أبو عمر بن مَطَر، وحسّان بن محمد الفقيه.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
قَالَ الحاكم: هو شيخ مفيد حَسَن الصَّوْت إلّا أنه قليل الحديث.
__________
[1] انظر عن (خالد بن غسّان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 160، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 3/ 915، 916، وفيه أبو عبس، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 249 رقم 1081، والمغني في الضعفاء 1/ 205 رقم 1868، وميزان الاعتدال 1/ 637 رقم 2449 وفيه «أبو عبس» ، ولسان الميزان 2/ 383 رقم 1577 وفيه «أبو عبس» .
[2] قال ابن عديّ: «كتبت عنه بالبصرة، وكان أهل البصرة يقولون إنه يسرق حديث أبي خليفة فيحدّث به عن شيوخه على أنهم لا ينكرون لأبي عبس لقاء هؤلاء المشايخ الذين يحدّث عنهم، وحدّث عن أبيه بحديثين باطلين، وأبوه معروف لا بأس به» . (الكامل 3/ 915، 916) .(22/142)
192- خَلَف بن سليمان النَّسَفيّ.
عن: دُحَيْم، وهشام بن عمّار.
وعنه: محمد بن محمد بن جابر البخاريّ، وغيره.
توفّي سنة ثلاثمائة.
193- خلف بن عمرو [1] .
أبو محمد العُكْبُريّ.
حجّ فسمع: الحُمَيْديّ، وسعيد بن منصور، وأظنه آخر من حدّث الحُمَيْديّ.
وحدَّث أيضًا عن: محمد بن معاوية النَّيْسابوريّ، وحَسَن بن الربيع.
وعنه: جعفر الخالديّ، والطَّسْتيّ، وأبو بكر الآجُرّيّ، وحبيب القزّاز، وسليمان الطَّبَرانيّ، وطائفة آخرهم وفاةً محمد بن عبد الله بن بخيت.
وثّقه الدّار الدَّارَقُطْنيّ [2] .
ونقل الخطيب [3] إنّه كان له ثلاثون خاتمًا، وثلاثون عكّازًا، يلبس كلّ يوم خاتمًا، ويأخذ عكّازًا.
وكان مِن ظُرفاء بغداد ومحتشميهم.
توفّي سنة ستّ وتسعين.
__________
[1] انظر عن (خلف بن عمرو) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 157، وتاريخ بغداد 8/ 331، 332 رقم 4423، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 84 رقم 114، والعبر 2/ 106، وسير أعلام النبلاء 13/ 577، 578 رقم 300، والبداية والنهاية 11/ 108 وفيه: «خلف بن عمرو بن عبد الرحمن بن عيسى» ، وشذرات الذهب 2/ 225.
[2] تاريخ بغداد 8/ 332.
[3] في تاريخه، وفيه زيادة.(22/143)
- حرف الدال-
194- داود بن الحسين بن عُقَيل بن سعيد البَيْهَقيّ الخُسْرُوجِرْديّ [1] .
أبو سليمان.
سمع: يحيى بن يحيى، وسعد بن يزيد الفرّاء، وقُتَيْبة، وابن راهوَيْه، وعلي بن حُجْر، وطائفة.
وحجّ فسمع في الطّريق من: عبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، وجماعة بالعراق، وأبي مُصْعَب، ويعقوب بن كاسب بالمدينة، ومحمد بن رُمْح، وحَرْمَلَة، وطائفة بمصر، وأبي التُّقى هشام بن عبد الملك، وجماعة بالشّام.
وعنه: الحافظ أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو بكر بن عليّ، وعبد الله بن محمد بن مسلم، وبِشْر بن أحمد الأسفرائينيّ، وطائفة.
قال: ولدت سنة مائتين، ومات سنة ثلاثٍ وتسعين بخُسْرُوجِرْد.
195- داود بن وسيم [2] .
أبو سليمان البوسنجيّ [3] .
__________
[1] انظر عن (داود بن الحسين) في:
تهذيب تاريخ دمشق 5/ 199، والأنساب 5/ 116، واللباب 1/ 443، ومعجم البلدان 2/ 370.
والخسروجردي: بضم الخاء المعجمة وسكون السين المهملة وفتح الراء وسكون الواو وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى خسروجرد، وهي قرية من ناحية بيهق وكانت قصبتها ثم صارت القصبة سبزوار. (الأنساب) .
[2] انظر عن (داود بن وسيم) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 13/ 73، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 218، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 242 رقم 577.
[3] البوسنجي: نسبة إلى قرية من قرى ترمذ.(22/144)
طوّف وصنّف وحدَّث عن: محمد بن هاشم البعلبكيّ، وكثير بن عبد الحمصيّ، وأبي سعيد الأشجّ، وجماعة.
وعنه: محمد بن الحَسَن البيذجانيّ [1] ، ومنصور بن العبّاس الفقيه شيخان لأبي المعالي، ومحمد بن محمد البوسنجيّ، وأبو بكر النّقّاش المقرئ [2] .
__________
[1] وهو قال: دخل داود العراق والشام، ومكث في كتابة العلم نيّفا وعشرين سنة، وهو من بوسنج.
[2] وقال ابن عساكر: مشهور ببلده له تصانيف معروفة رحل في طلب الحديث.(22/145)
- حرف الراء-
196- رباح بن طَيْبان [1] .
قيّده ابن ماكولا [2] .
أبو رافع الأزديّ مولاهم المصري الأصفر.
عن: سلمة بن شبيب، وموسى بن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم.
وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: كان فاضلًا أسود اللون.
توفّي سنة ثلاثمائة [3] .
__________
[1] انظر عن (رباح بن طيبان) في:
الإكمال لابن ماكولا 4/ 10.
[2] وزاد: ابن عبد الرحمن. وقال: يكنى: أبا نافع.
[3] في شهر رمضان. وكتب عنه ابن يونس.(22/146)
- حرف الزاي-
197- زكريّا بن دلوَيْه.
أبو يحيى النَّيْسابوريّ الواعظ، أحد الزُّهّاد.
سمع: ابن راهوَيْه، وأبا مُصْعَب، وطبقتهما.
وعنه: أحمد بن هارون الفقيه، وابن هانئ، وجماعة.
قَالَ السُّلَميّ: هو من تلامذة أحمد بن حرب، وكان يُفَضَّلُ على شيخه.
198- زكريّا بن عصام الكَرَجِيّ [1] .
حدَّث بأصبهان عن: سهل بن عثمان العسكريّ، ومحمد بن عُبَيْد الهَمْدانيّ [2] .
وعنه: أبو الشّيخ، وأبو أحمد العسّال، وجماعة.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين [3] .
199- زكريّا بن يحيى بن الحارث.
الإمام أبو يحيى النَّيْسابوريّ المُزَكّيّ البزّار الفقيه شيخ الحنفيّة بنيسابور.
ذكره الحاكم فَقَالَ: شيخ أهل الرأي وعصره. وله مصنّفات كثيرة في الحديث، وكان من العُبّاد.
سمع: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وأيّوب بن
__________
[1] انظر عن (زكريا بن عصام) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 322، 323 وفيه اسمه، زكريا بن عصام بن زكريا بن شعيب بن يزيد بن قرّة بن خالد أبو يحيى الصيداوي الأسدي.
[2] في أخبار أصبهان: يروى عن: سهل بن عُثْمَان، وعبد الله بن عمران، ورسته.
[3] في شهر شعبان، كان من أهل الكرج قدم أصبهان ومات بها.(22/147)
الحَسَن، وأقرانهم.
وبالعراق: أبا الربيع السَّمْتيّ، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وأبا كريب، وبِشْر بن آدم، وطائفة.
وبالحجاز: أبا مُصْعَب، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ، وعبد الجبّار العطّار، وأقرانهم.
وعنه: عبد الرحمن بن الحسين القاضي، والمشايخ.
وثنا عنه أبو عليّ الحافظ.
مات في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين، وصلّى عليه الأمير أبو صالح.
200- زُهْرة بن زُفَر المصريّ [1] .
عن: يحيى بن بُكَيْر، ومحمد بن مخلد الرّعينيّ.
وعنه: أبو القاسم الطّبرانيّ.
__________
[1] لم أجده في المعجم الصغير للطبراني.(22/148)
- حرف السين-
201- السَّريّ بن مُكْرَم البغداديّ [1] .
من جلّة المقرءين.
قرأ على: أبي أيّوب الخيّاط صاحب اليزيديّ.
قرأ عليه: ابن شَنَبُوذ، وأحمد بن يوسف الأهوازيّ، وعليّ بن أحمد السّامريّ، وغيرهم.
202- سعيد بن إسحاق.
أبو عثمان الكلْبيّ المغربيّ.
مشهور بالصِّدق والصَّلاح.
أخذ عن: سَحْنُون، وغيره.
وحجّ فأخذ بمصر عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
حمل عنه بِشْر بالقيروان.
وعاش بضعًا وثمانين سنة.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين، رحمه الله.
203- سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور [2] .
__________
[1] انظر عن (السريّ بن مكرم) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 256 رقم 165، وغاية النهاية 1/ 302 رقم 1322.
[2] انظر عن (سعيد بن إسماعيل) في:
طبقات الصوفية للسلمي 170- 175 رقم 3، وحلية الأولياء 10/ 244- 246 رقم 568، وتاريخ بغداد 9/ 99- 102 رقم 4690، والزهد الكبير للبيهقي رقم 311، 333، 335، 779، والرسالة القشيرية 25، والمنتظم 6/ 106- 108 رقم 141، وصفة الصفوة 4/ 103- 107 رقم 677، ووفيات الأعيان 2/ 369، 370، رقم 260، والأنساب 184 أ، والعبر 2/ 111، ودول(22/149)
الأستاذ أبو عثمان الحِيريّ النَّيْسابوريّ الواعظ. شيخ الصُّوفيّة وعَلَم الأولياء بخُراسان.
وُلَد سنة ثلاثٍ ومائتين بالرِّيّ.
وسمع بها من: محمد بن مقاتل، وموسى بن نصر، وغيرهما.
وبالعراق: حُمَيْد بن الربيع، ومحمد بن إسماعيل الأحْمَسيّ.
ولم يزل يسمع الحديث ويكتب إلى آخر شيء.
روى عنه: الرئيس أبو عَمْرو أحمد بن نصر، وابناه أبو بكر، وأبو الحَسَن، وأبو عَمْرو بن مَطَر بن نُجَيْد، وطائفة.
قَالَ الحاكم: كان وروده نَيْسابور لصُحبَةِ أبي حفص النّيسابوريّ الزّاهد، ولم يختلف مشايخنا أنّ أبا عثمان كان مُجاب الدَّعْوة، ومجمع العُبّاد والزُّهّاد، ولم يزل يسمع الحديث، ويُجِلَ العُلماء، ويعظّم قدرهم [1] .
سمع من: أبي جعفر أحمد بن حمدان الزّاهد كتابه المخرّج على مسلم، بلفظه من أوّله لآخره. وكان إذا بلغ موضعًا فيه سنة لم يستعملْها وقف عندها، حتّى يستعمل تلك السنة [2] .
قلت: وعن أبي عثمان أخذ صوفيّة نَيْسابور، وهو لهم كالْجُنَيْد للعراقيّين.
ومِن كلامه: سرورك بالدُّنيا أذهبَ سرورك باللَّه [عن قلبك] [3] .
وقال: الْعُجْبُ يتولّد من رؤية النّفس وذكرها، ورؤية النّاس [4] .
__________
[ () ] الإسلام 1/ 181، وسير أعلام النبلاء 14/ 62- 66 رقم 33، والوافي بالوفيات 15/ 200، ومرآة الجنان 2/ 236، والبداية والنهاية 11/ 115، والنجوم الزاهرة 3/ 177، وشذرات الذهب 2/ 230، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 239- 241 رقم 45، والتعرف 12، 70، 111- 113، وكشف المحجوب 132- 134، والكواكب الدريّة 1/ 233، ونفحات الأنس 76، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 144- 148، وجامع كرامات الأولياء 2/ 26، والطبقات الكبرى للشعراني 101.
[1] سير أعلام النبلاء 14/ 63.
[2] سير أعلام النبلاء 14/ 63.
[3] حلية الأولياء 10/ 245 والزيادة منه.
[4] طبقات الصوفية 172 رقم 6 وفيه: «ورؤية الخلق وذكرهم» .(22/150)
وقال ابن نُجَيْد: سمعته يقول: لا تَثِقَنَّ بمودّة مَن لا يحبّك إلّا معصومًا [1] .
قَالَ أبو عَمْرو بن حمدان: سمعته يقول: من أمرّ السّنّة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة، ومن أمرّ الهوى على نفسه نطقَ بالبدعة لقوله تعالى:
وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا 24: 54 [2] .
وعن أبي عثمان قَالَ: لا يكمل الرّجل حتى يستوي قلبه في المَنْع والعطاء وفي العِزّ والذُّلّ [3] .
وقال لأبي جعفر بن حمدان: ألستم تروون أنّ عند ذِكْر الصّالحين تنزل الرحمة؟ قَالَ: بلى.
قَالَ: فرسول الله صلى الله عليه وسلم وسيلة الصّالحين [4] .
قَالَ الحاكم: أخبرني سعيد بن عثمان السَّمَرْقَنْديّ العابد: سمعت أبا عثمان غير مرّة يقول: مَن طلب جِوَاري، ولم يوطّن نفسه على ثلاثة أشياء، فليس له في جواري موضع [5] .
- أولها: إلقاء العزّ، وَحَمْلُ الذُّلّ.
- الثاني: سكون قلبه على جوع ثلاثة أيّام.
- الثالث: أن لا يَغْتَمّ ولا يهتمّ إلّا لدينه أو طلب إصلاح دينه [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 100، وفيات الأعيان 2/ 369، صفة الصفوة 4/ 104.
[2] سورة النور، الآية 54، والقول في: صفة الصفوة 4/ 105، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 319 و 375.
[3] طبقات الصوفية 172 رقم 3، حلية الأولياء 10/ 244، 245، تاريخ بغداد 9/ 100، طبقات الأولياء 240 رقم 1، وفيات الأعيان 2/ 369.
[4] سير أعلام النبلاء 14/ 64.
[5] قال السيد أكرم البوشي في تحقيقه للجزء 14 من «سير أعلام النبلاء» - ص 64 بالحاشية: «لم يرد جواب الشرط في هذا الخبر، وربّما يكون في الكلام نقص، ولم نوفّق في العثور على هذا النص في المصادر التي ترجمت للحيري لنستكمله» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : ها هو النص الكامل للمؤلّف في «تاريخ الإسلام» وفيه جواب الشرط، فليراجع.
[6] سير أعلام النبلاء 14/ 64.(22/151)
وسمعتُ محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ لمّا قُتِل يحيى الذُّهَليّ: مُنِعَ النّاس من حضور مجالس الحديث، أشار بهذا على أحمد بن عبد الله الخُجُسْتانيّ [1] : شرويه، والعبّاسان، فلم يجسر أحد أن يحمل محبرةً، إلى أن وَرَدَ السَّرِيّ بن خُزَيْمة الأبيْوَرْديّ، فقام أبو عثمان الحِيريّ الزّاهد، وجمع المحدِّثين في مسجده، وأمرهم أن يُعلِّقوا المحابر في أصابعهم، وعلّق هو محبرةً بيده، وهو يتقدَّمهم إلى أن جاء إلى خان محمش، فأخرج السَّرِيّ، وأجلس المستملي بين يديه، فَحَزَرْنا في مجلسه زيادة على ألف محبرة. فلمّا فرغ قاموا، فقبّلوا رأس أبي عثمان رحمه الله، ونثر النّاس عليهم الدَّرَاهم والسُّكَّر. وذلك في سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين [2] .
قلت: ذكر الحاكم ترجمته في كَرَّاسَيْن ونصف، فأتى بأشياء نفيسة من كلامه، في اليقين وَالتَّوَكُّلِ والرِّضا.
قال الحاكم: سمعت أبي يقول: لمّا قتل أحمدُ بنُ عبد الله الخُجُسْتانيّ:
حَيْكانَ، يعني يحيى الذُّهليّ [3] ، أخذ في الظُّلْم والحَيْف، فأمر بحَرْبةٍ، فَرُكّزت على رأس المربّعة، وجمع أعيان التّجّار وحلف: إن لم تصبّوا الدّراهم حتّى تغيب رأس الحربة، فقد أحلَلْتُم دماءكم. فكانوا يقتسمون الدّراهم فيما بينهم، فخُصّ تاجرٌ بثلاثين ألف درهم، ولم يكن يقدر على ثلاثة آلاف درهم، فحملها إلى أبي عثمان، وقال: أيُّها الشيّخ قد حلف هذا كما علمت، وو الله لا أهتدي إلّا إلى هذه.
فَقَالَ له الشّيخ: تأذن أن أفعل فيها ما ينفعك؟ قَالَ: نعم. ففرّقها أبو عثمان، وقال للرّجل: امكث عندي. فما زال أبو عثمان يتردَّد بين السّكَّة والمسجد ليلةً حتّى أصبح وأذّن. ثمّ قَالَ للفرغاني خادمه: اذهب إلى السّوق، فانظر ما تسمع.
__________
[1] الخجستاني: بضم الخاء والجيم، نسبة إلى خجستان من جبال هراة.
[2] سير أعلام النبلاء 14/ 64، 65.
[3] حيكان: هو: الحافظ يحيى بْن محمد بْن يحيى بْن عَبْد الله الذهليّ شيخ نيسابور المتوفى سنة 267 هـ. ويلقّب «حيكان» .(22/152)
فذهب ثم رجع فَقَالَ: لم أرَ شيئًا.
قَالَ: اذهب مرّةً أخرى.
قَالَ: وأبو عثمان يقول في مناجاته: وحقّك لا أقمت ما لم تُفْرِج عن المكروبين.
قَالَ: فأتى الفَرَغانيّ وهو يقول: وكفى الله المؤمنين القتال، شُقَّ بطْنُ أحمد بن عبد الله. فأخذ أبو عثمان في الإقامة [1] .
قَالَ أبو الحَسَن أحمد بن أبي عثمان: توفي أبي ليلة الثلاثاء لعَشرٍ بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين [2] : وصلى عليه الأمير أبو صالح.
204- سعيد بن سعد.
أبو عثمان النَّيْسابوري.
سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة.
وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وأحمد بن إسحاق الصَّيْدلانيّ، وعبد الله بن سعد.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
205- سعيد بن سَلَمة [3] .
أبو عَمْرو التَّوَّزِيّ [4] .
حدَّث ببغداد عن: سُوَيْد بن سعيد، وعُبَيْد الله القواريريّ، وعثمان بن أبي شَيْبة.
وعنه: أبو عليّ الصّوّاف.
ووثّقه الخطيب [5] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 14/ 65، 66.
[2] تاريخ بغداد 9/ 102، طبقات الصوفية 170، صفة الصفوة 4/ 107.
[3] انظر عن (سعيد بن سلمة) في:
تاريخ بغداد 9/ 103 رقم 4694.
[4] التّوّزي: بتشديد التاء والواو المفتوحين. نسبة إلى: توّز، موضع بفارس، عند بحر الهند، ويقال لها: توّج.
[5] في تاريخه.(22/153)
206- سعيد بن سليمان بن داود.
أبو عثمان الشَّرْغبيّ. وشَرْغب قرية ببُخَارَى.
سمع: يحيى بن جعفر البيكنديّ، وهاني بن النَّضر.
وعنه: محمد بن نصر بن خَلَف، وخَلَف بن محمد الخيّام.
تُوُفّي سنة ثلاثمائة.
207- سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء بن عُجْب [1] .
أبو عثمان الأنباريّ.
رحل إلى الشّام ومصر.
وسمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وسُفْيان بن وكيع، وخلْقًا.
وعنه: أحمد بن كامل، وأبو القاسم الطَّبرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ومخلد الباقرحيّ، ومحمد بن أحمد بن المفيد، وطائفة.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به [2] .
وقال ابن عُقْدَةَ: تُوُفّي في جُمادَى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين.
208- سعيد بن عثمان الفندقيّ الصّوُفيّ الخياط.
سمع: أحمد بن أبي الحواري، وذا النون المصريّ، وجماعة.
وعنه: أبو عَمْرو غلام ثعلب، ومحمد بن حُمَيْد الحَوْرانيّ، وعبد الصمد الطَّسْتيّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
يُقال: كان دمشقيًّا.
209- سعيد بن عمرو بن عمّار [3] .
__________
[1] انظر عن (سعيد بن عبد الله) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 170، 171، وتاريخ بغداد 9/ 102، 103 رقم 4691، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 150، 151 وفيه «سعيد بن عبد الله بن محمد» ، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 108 رقم 142.
[2] تاريخ بغداد 9/ 102.
[3] انظر عن (سعيد بن عمرو) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 623، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 168، وموسوعة علماء(22/154)
الحافظ أبو عثمان الأزْديّ البَرْدَعيّ.
رحل وطوّف وصنّف، وصحب أبا زُرْعة الرّازيّ، وأخذ عنه هذا الشّأن.
وسمع: أبا كُرَيْب، وأبا سعيد الأشجّ، وعَبدة بن عبد الله، ومحمد بن بشّار، وأحمد ابن أخي ابن وهْب، ومحمد بن يحيى الذُّهليّ، وأبا حفص الفلّاس، وإبراهيم بن يعقوب الْجَوْزَجانيّ، وأبا موسى الزَّمِن، وأحمد بن الفُرات، ومسلم بن الحَجَّاج، وابن وَارَةَ، وخلْقًا.
وعنه: حفص بن عمر الأَرْدَبِيليّ، وأحمد بن طاهر الميانجيّ، والحَسَن بن عليّ بن عبّاس، وإبراهيم بن أحمد المَيْمذيّ، وغيرهم.
قَالَ ابن عُقْدَةَ: تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين [1] .
210- سليمان بن أحمد بن الوليد الأصبهانيّ [2] .
عن: لُوَيْن، وسهل بن عثمان.
وعنه: أبو الشيّخ. وقال: ثِقة [3] .
211- سليمان بن عزّام المَوْصِليّ الخيّاط.
عن: محمد بن عبد الله بن عمّار، وعبد الله بن محمد بن عبد الصّمد، وعبد الغفّار بن عُبَيْد الله.
وعنه: يزيد بن محمد بن إياس الأزْديّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
212- سليمان بن المعافى [4] .
__________
[ () ] المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 287، 288 رقم 629.
[1] قال ابن عساكر: وكان سعيد قد دخل منزله وأغلق عليه بابه وقال: ما أحدّث الناس، فإنّهم قد تغيّروا، فدخل عليه محمد بن مسلم الرازيّ، فما زال به حتى أجابه للتحديث.
[2] انظر عن (سليمان بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 335.
[3] ووثّقه أبو نعيم.
[4] انظر عن (سليمان بن المعافى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 175، 176.(22/155)
أبو أيّوب الرَّسْعَنيّ.
عن: أبيه.
وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
وكان قاضي رأس العين.
قَالَ ابن عديّ: حمله ابن عيسى.
213- سليمان بن يحيى [1] .
أبو أيّوب الضَّبّيّ البغداديّ المقرئ.
قرأ على: رجاء بن عيسى، وأبي عمر الدُّوريْ، وتُرْك الحذَّاء، وغيرهم.
وروى عَنْ: أَبِي حَمْدُونَ الطَّيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ.
روى عنه: أبو بكر الأنباريّ، وعبد الباقي بن قانع، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
وكان إمامًا صدوقًا موثَّقًا [2] .
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
قرأ عليه: النّقّاش، وأحمد بن محمد الآدَميّ.
214- سُمْنُون المحبّ بن حمزة [3] .
أبو القاسم البغداديّ الصُّوفيّ العارف.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 9/ 60 رقم 4641، والمنتظم 6/ 46 رقم 67، ومعرفة القراء الكبار 1/ 256، 257 رقم 166، وغاية النهاية 1/ 317 رقم 1394.
[2] وثّقه الخطيب.
وقال علي بن عمر الحافظ: كان شيخا صالحا يقرئ في مدينة أبي جعفر في الجامع بحرف حمزة، قرأ على ترك، وقرأ ترك على عبد الرحمن بن قلوقا، وقرأ عبد الرحمن على حمزة.
[3] انظر عن (سمنون المحبّ) في:
طبقات الصوفية للسلمي 195- 199 رقم 8، وحلية الأولياء 10/ 309- 314 رقم 581، والرسالة القشيرية 28، والمنتظم 6/ 108 رقم 143، وصفة الصفوة 2/ 426- 428 رقم 299، وتاريخ بغداد 9/ 234- 237 رقم 4809 (ولم يذكر في الفهرس) انظر فهرس الأعلام- ص 342، واللباب 3/ 204، والبداية والنهاية 11/ 115، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 159- 161، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 104، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 139، 165، 170، 244، والكواكب الدّريّة 1/ 226، وآثار البلاد 422، 423.(22/156)
سمّى نفسه سُمْنُون الكذاب بسبب قوله:
فليس لي في سواك حظّ ... فكيف ما شئت فامْتحِنّي
فحصر بَوْلَه للوقت، فصار [يدور في المكاتب، ويقول للصبيان: ادعوا لعمّكم المبتلَى بلسانه] [1] ، وكاد يهلك. ثمّ سمّى نفسه: الكذاب [2] .
وله شِعْرٌ طيب. وقد وسوس في الآخرة.
وقيل كان ورده كل يوم خمسمائة رَكْعة [3] .
قَالَ أبو أحمد القلانسيّ: فرق رجلٌ على الفقراء أربعين ألف درهم، فَقَالَ لي سُمْنُون: ما ترى ما أنفق هذا وما عمل، ونحن ما نرجع إلى بيتي بنفقة، فامضِ بنا نُصلّي كلّ درهم رَكْعة. فذهب إلى المدائن، فصلَّينا أربعين ألف رَكْعة [4] .
ومن كلامه: إذا بسط الجليل غدًا بساط المجد دخل ذنوب الأوّلين والآخرين في [حاشية من] حواشيه. فإذا بدت عينٌ من عيون الْجُود ألحقت المسيءَ بالمحسن [5] .
وقال: من تفرَّس في نفسه فعرفها صحّت له الفراسة في غيرها [6] .
وكان سُمْنُون من أصحاب سَرِيّ السَّقَطيّ.
قَالَ ابن الجوزيّ في «المنتظم» [7] : تُوُفّي سنة ثمان وتسعين ومائتين.
215- سهل بْن شاذويه الباهلي البخاري.
عن: أحمد بن نصر السَّمَرْقَنْديّ، ومحمد بن سالم، وسعيد بن هاشم العتكيّ.
__________
[1] ما بين الحاصرتين من: المنتظم 6/ 108.
[2] المنتظم، نتائج الأفكار القدسية 1/ 160، تاريخ بغداد 9/ 235.
[3] تاريخ بغداد 9/ 236، صفة الصفوة 2/ 426، والمنتظم 6/ 108.
[4] صفة الصفوة 2/ 426، 427.
[5] طبقات الصوفية 196 والزيادة منه، وحلية الأولياء 10/ 311، وتاريخ بغداد 9/ 236.
[6] تاريخ بغداد 9/ 236 وفيه: «صحّت له الفراسة في غيره وأحكمها» .
[7] ج 6/ 108.(22/157)
وعنه: خَلَف الخيّام، وغيره.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
ذكره السلَيمانيّ فوصفه بالحِفْظ والتَّصْنيف، وأنّه سمع علي بن حشرم، وطائفة سواه.
216- سهل بن أبي سهل الواسطيّ [1] .
عن: بشر بن مُعاذ، وعمرو بن الفلّاس.
وحدَّث ببغداد.
روى عنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وابن لؤلؤ، وآخرون.
وثّقه بعضهم [2] .
واسم أبيه: أحمد بن عثمان.
__________
[1] انظر عن (سهل بن أبي سهل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 172، وتاريخ بغداد 9/ 119 رقم 4731.
[2] وثّقه الخطيب.(22/158)
- حرف الشين-
217- شاه بن شجاع [1] .
أبو الفوارس الكِرْمانيّ الزّاهد.
قَالَ السُّلَميّ [2] : كان من أولاد الملوك فتزهَّد، وصحب أبا تُراب النَّخَشبيّ وغيره. ومات قبل الثلاثمائة.
وقال أبو نُعَيْم [3] : كان من أبناء الملوك، فتشمّر للسُّلوك.
فَعنه قَالَ: من عرف ربّه طمع في عفوه، ورجاء فَضْله [4] .
وقال إسماعيل بن مَخْلَد: كان شاه بن شجاع حادّ الفِراسة، قلّ ما أخطأت فِراستُهُ [5] .
وعنه قَالَ: من نظر إلى الخلق بعينه طالت خصومته معهم. ومن نظر إليهم بعين الله عذرهم، وقلّ اشتغاله بهم [6] .
__________
[1] انظر عن (شاه بن شجاع) في:
طبقات الصوفية للسلمي 192- 194 رقم 7، وحلية الأولياء 10/ 237، 238 رقم 566، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 751 و 850، وصفة الصفوة 4/ 67، 68 رقم 647، والمنتظم 6/ 111، 112 رقم 151، والرسالة القشيرية 29، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 105، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 239، 244، 360، والوافي بالوفيات 16/ 91 رقم 105، وكنوز الأولياء 99- 101، وكشف المحجوب 132، 133 واللمع 96، 238، والنجوم الزاهرة 3/ 170، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 162، ونفحات الأنس 85، 86، وجامع كرامات الأولياء 2/ 36.
[2] في طبقات الصوفية 192.
[3] في حلية الأولياء 10/ 237.
[4] طبقات الصوفية 193 رقم 9، حلية الأولياء 10/ 237.
[5] حلية الأولياء 10/ 237، صفة الصفوة 4/ 67، طبقات الأولياء 360.
[6] حلية الأولياء 10/ 237.(22/159)
قلت: كلامه هذا إن صحّ عنه فغير مسلّم إليه، بل ينبغي أن يرحمهم في خصومته، ومخاصمتهم في رحمته. وليس للعباد عُذْرٌ ولا حُجَّة بعد الرُّسُل.
قَالَ السُّلَميّ [1] : لِشاهٍ رسالاتٌ وَكُتُبٌ وكلامٌ كثير. وله كتاب «المثلَّثة» سمّاه «مرآة الحكماء» .
ويقال: مات بعد السّبعين ومائتين، وقيل: قبل ذلك، فاللَّه أعلم.
مات بكِرْمان، وكان يلبس القباء.
وقيل: إنه ترك النَّوم مدَّةً، ثمّ نعِس، فرأى الحقّ تعالى، فكان بعد ذلك يقصد النَّوْم.
218- شُعَيب بن عَمران العسكريّ [2] .
يروي عن: عَبْدان بن محمد العسكريّ الوكيل، وغيره.
روى عنه: الطَّبَرانيّ.
وتُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
219- شُرَيْح بن أبي عبد الله بن إسماعيل.
أبو النّضر النَّسَفيّ الزّاهد.
روى عن: عَبْد بن حُمَيْد، والدَّارِميّ، والبخاريّ، ورجاء بن مُرَجّا.
وعنه: محمد بن زكريّا بن حسين، وغيره.
توفّي سنة ثلاثمائة.
220- شُرَيْح بن عُقَيْل الإسفَرَايِنيّ.
عن: إسحاق بن راهوَيْه، وأبي مروان العثمانيّ.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
__________
[1] في طبقات الصوفية 192.
[2] انظر عن (شعيب بن عمران) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 178.(22/160)
- حرف الصاد-
221- صافي الحُرَميّ [1] .
الأمير صاحب الدولة المكتفوية والمُقْتَدرية.
كان إليه دار الخلافة، ولما احتضر أشهد على نفسه أنّه ليس له عند مملوكه قاسم شيء. فلمّا مات، حمل قاسم إلى الوزير ابن الفرات مائة ألف دينار، وسبعمائة حِياصة، وقال: هذا كان له عندي.
تُوُفّي صافي ببغداد في شعبان سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
222- صالح بن محمد بن عَمْرو بن حبيب بن حسّان بن المُنْذر بن أبي الأبرش عمّار [2] .
__________
[1] انظر عن (صافي الحرمي) في:
تاريخ الطبري 10/ 88، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 4، 6، 9، ومروج الذهب 3233، وصلة تاريخ الطبري لعريب 19- 22، 28، 29، 31، 35، والفرج بعد الشدّة 2/ 137، وتجارب الأمم 1/ 3، 8، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 153، 154، وثمار القلوب للثعالبي 191، 195، والوزراء للصابي 101، 156، 257، 325، والمنتظم 6/ 34، 54، 70، 81، (108 رقم 144) ، والكامل في التاريخ 7/ 516 و 8/ 10، 18، والوافي بالوفيات 16/ 245 رقم 266، والبداية والنهاية 11/ 115 وفيه «الحربي» وهو تحريف، وتبصير المنتبه 327.
[2] انظر عن (صالح بن محمد) في:
في ترجمة «بركة الحلبي» ، وتاريخ بغداد 9/ 322- 328 رقم 4862، والكامل في التاريخ 7/ 553، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 383- 385، والمنتظم 6/ 62 رقم 92، وسير أعلام النبلاء 14/ 23- 33 رقم 12، ودول الإسلام 1/ 178، والمعين في طبقات المحدّثين 105 رقم 1195، والعبر 2/ 97، وتذكرة الحفاظ 2/ 641، 642، ومرآة الجنان 2/ 222، والبداية والنهاية 11/ 102، والوافي بالوفيات 16/ 269، 270 رقم 301، والنجوم الزاهرة 3/ 161، وطبقات الحفاظ 281، 282، وشذرات الذهب 2/ 216.(22/161)
مولى أسَد بن خُزَيْمة الحافظ أبو عليّ الأَسَديّ البغداديّ جَزَرَة.
نزيل بُخَارَى.
وُلِد سنة خمس ومائتين ببغداد.
وسمع: سعيد بن سليمان سَعْدُوَيه، وخالد بن خِداش، وعلي بن الْجَعْد، وعُبَيْد الله بن عائشة، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ويحيى الحِمّانيّ، وهشام بن عمّار، ويحيى بن مَعين، والأزرق بن عليّ، وأبا نصر التّمّار، وأحمد بن حنبل، وهُدْبَة بن خالد، ومَنْجاب بن الحارث، وخلْقًا كثيرًا بالشّام، والعراق، وخراسان، ومصر، وما وراء النّهر.
وعنه: مسلم بن الحجّاج، وهو أكبر منه، وأحمد بن عليّ الجارود الأصبهانيّ، وأبو النَّضْر محمد بن محمد الفقيه، وخَلَف بن محمد الخيّام، وأبو أحمد عليّ بن محمد الحبيبيّ، وبكر بن محمد الصّيرفيّ، وأحمد بن سهل، والهيثم بن كُلَيْب، ومحمد بن محمد بن جابر، وآخرون.
ودخل بُخَارَى سنة ستٍّ وستين ومائتين، فسكنها لمّا رأى من الإحسان من أمير بخارى.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: هو من ولد حبيب بن أبي الأشرس. أقام ببخارى وحديثه عندهم. وكان ثقة حافظًا عارفًا [1] .
وقال أبو سعيد الإدريسيّ: الحافظ صالح بن محمد جَزَرَة ما أعلم في عصره بالعراق وخُراسان في الحِفْظ مثله. دخل ما وراء النّهر، فحدَّث مدَّة من حِفْظه، وما أعلم أُخِذَ عليه ممّا حدَّث خطأ. ورأيت أبا أحمد بن عديّ يضخّم أمره ويعظّمه [2] .
وقال أحمد بن عبد الله الكِنانيّ: سمعته يقول: أنا صالح بن محمد بن عَمْرو بن حبيب بن حيّان بن المنذر بن أبي الأشرس عمّار الأسَديّ، أسد خزيمة مولاهم.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 324.
[2] تاريخ بغداد 9/ 324 وفيه زيادة.(22/162)
وهكذا ساق نسبه الخطيب [1] وقال: حدَّث من حفظه دهرًا طويلًا ولم يكن يستصحب معه كتابًا. وكان صدوقًا ثبتًا ذا مِزَاحٍ ودُعابة، مشهورًا بذلك.
وقال أبو حامد بن الشَّرْقيّ: كان صالح بن محمد يقرأ على محمد بن يحيى الذُّهَليّ في الزُّهْريّات، فلمّا بلغ حديث عائشة أنّها كانت تسترقي من الْجَزَرة، قَالَ: من الْجَزَرَةِ. فلُقّب به. رواها الحاكم، عن يحيى بن محمد العنْبريّ، عنه [2] .
وقال الخطيب [3] : هذا غلط، لأنّه لُقِّبَ بجَزَرَة في حداثته. أخبرنا المالينيّ، ثنا ابن عديّ: سمعت محمد بن أحمد بن سعدان: سمعت صالح بن محمد يقول: قدِم علينا بعض الشّيوخ في الشّام، وكان عنده عن حُرَيْز بن عثمان، فقرأت عليه: حدَّثكم حُرَيْز قَالَ: كان لأبي أُمامة خَرزَة يرقي بها [المريض] ، فقلت: جَزَرَة. فلُقِّبَ: جَزَرَة [4] .
وقال أحمد بن سهل البخاريّ الفقيه: سمعت أبا عليّ- وَسُئِلَ- لِمَ لُقِّبَ بجَزَرَة؟ فَقَالَ: قدِم عمر بن زُرَارَة الحَدثيّ بغداد، فاجتمع عليه خلْق، فلمّا كان عند فراغ المجلس سُئِلتُ: من أين سمعت؟ فَقَلت: من حديث الْجَزَرَةِ، فبَقِيَتْ عَلَيّ.
وقال خَلَف الخيّام: ثنا سهل بن شاذُوَيْه أنّه سمع الأمير خالد بن أحمد يسأل أبا عليّ: لِمَ لُقبَ جَزَرَة، فَقَالَ: قدِم علينا عمر بن زُرَارَة فحدَّثهم حديثًا عن عبد الله بن بِشْر، أنّه كان له خرزَة للمريض، فجئت وقد تقدّم هذا الحديث، فرأيت في كتاب بعضهم، فصحْتُ بالشّيخ: يا أبا حفص، كيف حديث عبد الله أنّه كانت له جَزَرَة يداوي بها المرضى؟ فصاح المجّان، فبقي على حتّى السّاعة.
وقال البَرْقانيّ: ثنا أبو حاتم بن أبي الفضل الهرويّ قال: كان صالح ربّما
__________
[1] في تاريخ بغداد 9/ 322.
[2] تاريخ بغداد 9/ 322.
[3] في تاريخه 9/ 322، 323.
[4] تاريخ بغداد 9/ 323 والزيادة منه.(22/163)
ينظر. كان ببُخَارى رجل حافظ يُلَقَّب بجَمَل، فكان يمشي مع صالح، فاستقبلهما جَمَلٌ عليه جَزَر فَقَالَ: ما هذا على البعير؟ قَالَ: أنا عليك [1] .
هذه حكاية منقطعة، وأصحّ منها ما روى الحاكم: ثنا بكر بن محمد الصَّيْرفيّ: سمعت صالح بن محمد قَالَ: كنت أساير الجمّال الشّاعر بمصر، فاستقبلنا: جمل عليه جَزَر فَقَالَ: يا أبا عليّ، ما هذا؟ قلت: أنا عليك.
وقال جعفر المُسْتَغْفِريّ: ثنا أحمد بن عبد العزيز، عن بعض شيوخه قَالَ:
كان محمد بن إبراهيم البوسنجيّ، وصالح جَزَرَة إذا اجتمعا في المذاكرة، كلّما روى البُوسَنْجيّ، عن يحيى بن بُكَيْر قَالَ: ثنا يحيى بن بكير، والحمد للَّه، يغيظ بذلك صالحًا لأنّه لم يدركه. فكان إذا روى عنه أحيانا، ولم يقل الحمد للَّه، قَالَ صالح: يا شيخ نسيت التحميد.
وقال خَلَف الخيّام: سمعته يقول: اختلف إليَّ عليّ بن الْجَعْد أربع سِنين، وكان لا يقرأ إلّا ثلاثة أحاديث كلّ يوم. أو كما قَالَ في رواية: كان يحدِّث لكلّ إنسان بثلاثة أحاديث، عن شُعْبة.
وعن جعفر الطَّسْتيّ أنّه سمع أبا مسلم الكَجّيّ يقول، وذُكِر عنده صالح جَزَرَة، فَقَالَ: ويَلَكْم ما أهْوَنَه عليكم، ألا تقولون سيّد المسلمين، سيد الدّنيا [2] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لأَبِي زُرْعَةَ: حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَخَانَا صَالِحَ بْنَ محمد، لا يَزَالُ يُضْحِكُنَا شَاهِدًا أَوْ غَائِبًا. كَتَبَ إِلَيَّ يَذْكُرُ أَنَّهُ لَمَّا مَاتَ محمد بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ أُجْلِسَ لِلتَّحْدِيثِ شَيْخٌ لَهُمْ يُعْرَفُ بِمحمد بْنِ يَزِيدَ مَحْمِشٌ، فَحَدَّثَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فِعْلُ الْبَعِيرِ؟» [3] .
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 323 وفيه: «أراد جزر على جمل» .
[2] تاريخ بغداد 9/ 325.
[3] هكذا، وهو محرّف عن «النّغير» ، تصغير: «النّغر» ، وهو طائر يشبه العصفور، أحمر المنقار، (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير) .
والحديث أخرجه البخاري في الأدب 10/ 436 باب: الانبساط إلى الناس، و 481 باب: الكنية للصبيّ، ومسلم في الآداب (2150) ، والترمذي (333) و (1989) وابن ماجة (3720) .(22/164)
وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَصْحَبُ الْمَلائِكَةُ رِفْقَةً فِيهَا خُرْسٌ» [1] .
وروى البَرْقانيّ، عن أبي حاتم بن أبي الفضل الهَرَويّ قَالَ: بلغني أن صالحًا سمع بعض الشيوخ يقول: إنّ السين والصّاد يتعاقبان، فسأل عن كنيته فَقَالَ: أبو صالح.
قَالَ: فقلت للشيخ: يا أَبَا سالح، أسْلَحَك الله، هل يجوز أن تقرأ: «نَحُن نقسُّ عليك أحْصَن القَسَس» [2] ؟.
فقال لي بعض تلامذته: تواجه الشّيخ بهذا؟
فقلت: فلا يكذب، إنّما يتعاقبان السّين والصّاد في مواضع [3] .
وعن صالح جَزَرَة قَالَ: الأحوال في البيت مبارك، يروي الشّيء شيئين [4] .
وقال بكر بن محمد الصَّيْرفيّ: سمعته يقول: كان عبد الله بن عمر بن أبان يمتحن أصحاب الحديث، وكان غاليًا في التَّشَيُّع، فَقَالَ لي: من حفر بئر زمزم؟
قلت: معاوية.
قَالَ: فمن نقل تُرابها؟
قلت: عَمْرو بن العاص.
فصاح فيَّ وقام [5] .
وقال أبو النَّضْر الفقيه: كنّا نسمع على صالح بن محمد وهو عليل، فبدت عورته، فأشار إليه بعضنا بأن يتغطّى، فقال: رأيتَهُ، لا تَرْمَد [عينيك] أبدًا [6] .
وقال أبو أحمد عليّ بن محمد: سمعته يقول: كان هشام بن عمّار يأخذ
__________
[1] اللفظ تحريف عن «جرس» كما في الحديث.
وحديث الجرس أخرجه أحمد في المسند 2/ 311 و 327، و 6/ 327، ومسلم (2113) وأبو داود في الجهاد (2554) باب في تعليق الجرس، والدارميّ 2/ 288.
[2] يريد بذلك الآية الكريمة: «نحن نقصّ عليك أحسن القصص» ، من سورة يوسف، الآية 3.
[3] تاريخ بغداد 9/ 326.
[4] وفي نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «يرى الشين سين» .
[5] تاريخ بغداد 9/ 326.
[6] تاريخ بغداد 9/ 326 والزيادة منه.(22/165)
على الحديث، ولا يُحدّث ما لم يأخذ. فدخلت عليه يومًا فَقَالَ: يا أبا عليّ حدّثْني.
فقلت: نا عليّ بن الْجَعْد، نا أبو جعفر الرّازيّ، عن الربيع، عن أنس، عن أبي العالية قال: عَلِّم مجّانا كما تعلَّمت مَجّانًا.
فَقَالَ: تُعرِّض فيَّ؟
فقلت: لا، بل قصدتُك [1] .
وقال الحاكم: سمعت أبا النَّضْر الطُّوسيّ يقول: مرض صالح جَزَرَة، فكان الأطبّاء يختلفون إليه، فلمّا أعياه الأمر أخذ العسل والشّونيز، فزادت حمّاه، فدخلوا عليه وهو يرتعد ويقول: بأبي يا رسول الله، ما كان أقلّ بصرك بالطِّبّ.
قلت: هذا مزاح خبيث لا يجوز [2] .
وقال عليّ بن محمد المَرْوَزِيّ: سمعت صالح بن محمد يقول: سمعت عبّاد بن يعقوب يقول: اللَّه أعدل من أن يُدْخِل طلحةَ وَالزُّبَيْرَ الجنَّة.
قُلْت: ويْلك، ولِمَ؟
قَالَ: لأنهما قاتلا عليًّا بعد أن بايعاه [3] .
قَالَ ابن عديّ [4] : بَلَغني أنّ صالح بن محمد جَزَرَة وقف خلف [5] أبي الحسين عبد الله بن محمد السّمنانيّ وهو يحدث عن بركة الحلبيّ بتلك الأحاديث.
فَقَالَ صالح: يا أبا الحسين ليس ذا بَرَكة، ذا نِقْمة [6] .
قلت: وبَرَكَة مُتَّهم بالكذِب [7] .
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 326.
[2] انظر تعليق المؤلّف- رحمه الله- على هذا القول في: «سير أعلام النبلاء» 14/ 29.
[3] سير أعلام النبلاء 14/ 29.
[4] في الكامل 2/ 480.
[5] في الكامل: «وقف على حلقة» .
[6] في الكامل: «ليس ذي بركة ذي نقمة» .
[7] ميزان الاعتدال 1/ 303، 304.(22/166)
وقال الحاكم: ثنا أحمد بن سهل الفقيه: سمعت أبا عليّ يقول: كان بالبصْرة أبو موسى الزَّمِن في عقله شيء، فكان يقول: ثنا عبد الوهاب، أعني ابن عبد الحميد، نا أيّوب، فدخل عليه أبو زُرْعة يومًا، فسأله عن حديثٍ فَقَالَ:
ثنا حجّاج. فقلت: يعني ابن المنهال. فَقَالَ أبو زُرْعَة: أيش يعذّب المسكين؟ [1] .
وقال: كنا في مجلس أبي عليّ، فلمّا قدِم قَالَ له رجل من المجلس: يا شيخ ما اسمك؟ قَالَ: واثلة بن الأسقع.
فكتب الرجل: ثنا واثلة بن الأسقع [2] .
وقال أبو الفضل بن إسحاق: كنت عند صالح بن محمد، ودخل عليه رجل من الرُّسْتاق، فأخذ يساله عن أحوال الشّيوخ، ويكتب جوابه، فَقَالَ: ما تقول في سُفْيان الثَّوريّ؟
فَقَالَ: ليس بثقة.
فكتب الرجل، فلُمْتُه، فَقَالَ: ما أعجبك. مَن يسأل مثلي عن سُفيان، لا تبالي، حكى عنّي أو لم يَحْكِ [3] .
وقال أحمد بن سهل: كنت مع صالح، إذ أقبل ابنه، عن يمينه رجل أقصر منه، وعن يساره صبيّ، فَقَالَ لي صالح: يا أبا نصر، تَبَّت [4] .
وقيل: كان ابن صالح مغفَّلًا، قَالَ: فقلت: سألت الله أن يرزقني ولدًا، فرزقني جَمَلًا [5] .
ولأبي عليَّ جزرة نوادر ومُجُون، والله يرحمه.
تُوُفّي في شهر ذي الحجّة، لثمان بقين منه سنة ثلاثٍ وتسعين، وله بضْعٌ وثمانون سنة.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 14/ 30.
[2] سير أعلام النبلاء 14/ 30.
[3] تاريخ بغداد 9/ 327 بلفظ مقارب.
[4] تاريخ بغداد 9/ 327، 328.
[5] سير أعلام النبلاء 14/ 31.(22/167)
223- صبّاح بن عبد الرحمن بن الفضل [1] .
أبو الغُصْن العُتَقيّ الأندلسيّ المُرْسِي.
شيخ مُعَمَّر عالي الإسناد.
قال ابن الفَرَضيّ [2] : روى عن: يحيى بن يحيى الفقيه، ورحل فلقي بالقَيْروان: سَحْنُون بن سعيد، وبمصر: أصبغ بن الفَرَج، فسمع منه، وأقام عنده زمانًا، ثمّ انصرف.
وكان يُرْحل إليه للسّماع والتَّفَقُّه، وعمَّر عمرًا طويلًا.
بَلَغَني أنّه تُوُفّي وهو ابن مائة وثمانية عشر عامًا، ومات في عاشر محرَّم سنة أربعٍ وتسعين.
قلت: وروى أيضًا عن: يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر.
روى عنه: حفص بن محمد بن حفص، وغيره.
قِيلَ: بل عاش مائة وخمس سِنين، قَالَه ابن يونس، ومحمد بن الحارث الحشمي.
وسمع أيضًا أبا مصعب.
__________
[1] انظر عن (صبّاح بن عبد الرحمن) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 202، 203، وجذوة المقتبس للحميدي 245، وبغية الملتمس للضبّي 324، والعبر 2/ 97، 98، وسير أعلام النبلاء 14/ 12، 13 رقم 4، ودول الإسلام 1/ 178، والوافي بالوفيات 16/ 281 رقم 311، وشذرات الذهب 2/ 216.
[2] في تاريخ علماء الأندلس 1/ 202.(22/168)
- حرف الطاء-
224- طالب بن قُرَّةَ الأَذَنيّ [1] .
رَوى الكثير عن: محمد بن عيسى الطّبّاع.
وأكثر عنه الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين بأَذَنَة من ثغرسيس [2] .
225- طاهر بن عيسى بن قيرَة [3] .
أبو الحسين المؤدّب.
عن: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وأصْبَغ بن الفَرَج.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
226- طُغْجُ بنُ جُفّ الفَرَغاني التّركيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (طالب بن قرّة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 181.
[2] سيس: قاعدة أرمينية.
[3] انظر عن (طاهر بن عيسى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 183، 84 وفيه «قيرس» بدل «قرّة» .
[4] انظر عن (طغج بن جفّ) في:
تاريخ الطبري 10/ 28، 29، 36، 44، 94، 95، 97، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 322، ومروج الذهب 3286، 3288، 3313، 3368، وولاة مصر للكندي 265، 270، 271، والولاة والقضاة، له 242، 246، 247، والفرج بعد الشدّة 2/ 311، وتاريخ حلب للعظيميّ 273، 274، 283، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 83، 178، 181، والكامل في التاريخ 7/ 467، 478، 488، 511، 523، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 84، 86، 90، 91، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 61، وتاريخ أخبار القرامطة 17- 19، 72، 73، 84، 101، ووفيات(22/169)
نائب دمشق لخُمَارَوَيْه ولابنه هارون.
امتدت أيّامه، وحاصرته القرامطة بدمشق والتقاهم، ثمّ انصرف وولي بدر الحمّاميّ نيابة دمشق سنة تسعين. فمضي طُغج إلى مصر، ثمّ سار إلى المكتفي باللَّه، ومعه ولده الإخشيد محمد الَّذي ملك، فبقي طُغْج بالعراق مدّة يسيرة وهلك.
ثم قدِم ولده الإخشيد متوليًا على مصر والشّام كما في ترجمته.
__________
[ () ] الأعيان 5/ 57، والعبر 2/ 82، والوافي بالوفيات 16/ 453 رقم 487، وأمراء دمشق في الإسلام 46 رقم 148، وتاريخ ابن العميد 1/ 84، 86، 90، 91، والنجوم الزاهرة 2/ 86، 101، 104، 128، 130، 136.(22/170)
- حرف العين-
227- عامر بن محمد بن يزيد البلاطيّ [1] .
روى عن: محمد بن الخليليّ البلاطيّ، ومحمد بن خزر بن السّاعي.
وعنه: عليّ بن محمد البلاطيّ، وأبو عليّ بن شعيب، ومحمد بن عُمَيْر الرّازيّ، وآخرون.
228- العبّاس بن أحمد بن الحَسَن الوشّاء [2] .
البغداديّ المعروف بالمحبّ.
سمع: إبراهيم التّرجمانيّ، وغيره.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو عليّ بن الصّوّاف.
مات سنة ثمانٍ وتسعين [3] .
229- العبّاس بن أحمد بن عقيل [4] .
روى عن: منصور بن مُزَاحم، وعبد الأعلى بن حمّاد.
وعنه: إسماعيل الخطبيّ، والطّبرانيّ.
230- العبّاس بن حمدان [5] .
__________
[1] انظر عن (عامر بن محمد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 7/ 197، 198.
[2] انظر عن (العباس بن أحمد الوشّاء) في:
تاريخ بغداد 12/ 151 رقم 6613.
[3] وقال الخطيب: وكان أحد الشيوخ الصالحين.
[4] انظر عن (العباس بن أحمد بن عقيل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 209، 210 وفيه «ابن أبي عقيل» ، وستعاد ترجمته برقم (233) .
[5] انظر عن (العباس بن حمدان) في:(22/171)
أبو الفضل الأصبهانيّ الحنفيّ.
سمع: محمد بن عيسى الدّامغانيّ، ويوسف بن محمد بن سابق، وحاتم بن بكر، وخلْقًا.
وصنَّف «المُسْنَد» ، وكان ثقة ثبتًا صالحًا عابدًا.
روى عنه: أحمد بن الْعَسَّالِ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الشيّخ، وآخرون.
ومات سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
231- العبّاس بن الحَسَن الوزير [1] .
وَلِيَ وزارة المكتفي باللَّه، ثم وزارة المقتدر، فأقام أشْهُرًا. فلمّا عمل الأمير الحسين وابن حمدان وابن الجرّاح على خلع المقتدر لصغَره، وإقامة ابن المُعْتَزّ، افتتحا، فقُتِل هذا الوزير، فوثب عليه ابن حمدان فضرب عُنقه وهو نازل من الخدمة، وقتل معه الأمير فاتك المُعْتَضديّ [2] ، ثمّ ساق إلى الميدان ليفتك بالمقتدر وهو في لعب الكُرة، فأحسّ بالبلاء، فأسرع وأغلق باب القصر.
__________
[ () ] المعجم الصغير للطبراني 1/ 211، 212، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 141 وفيه:
«العباس بن حمدان بن محمد بن سلم» .
[1] انظر عن (العباس بن الحسن الوزير) في:
تاريخ الطبري 10/ 140، 141، ومروج الذهب 3358، 3397، 3410، 3414، 3415، 3422، والتنبيه والإشراف 327، والهفوات النادرة 160، 161 رقم 162، والإنباء في تاريخ الخلفاء 151- 153، والفخري في الآداب السلطانية 258، 259، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 171، والوزراء للصابي 4، 10، 28، 29، 31، 33، 50، 80، 81، 90، 100، 102، 106، 109، 110، 130، 133، 143، 144، 153، 154، 185، 186، 188، 225، 242، 249، 258، 316، 317، 320، 387- 391، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 203، 204، 206- 209، 360، والفرج بعد الشدّة التنوخي 1/ 37، 143، 176 و 3/ 193، وثمار القلوب 195، 687، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 239، 240، ووفيات الأعيان 3/ 426، 427 و 5/ 57، والكامل في التاريخ 8/ 8، 14، وإعتاب الكتّاب 186، وسير أعلام النبلاء 14/ 51- 55 رقم 25، والوافي بالوفيات 16/ 648- 651 رقم 689، وانظر: صلة عريب 25- 33، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 191- 195، 398، 419، وتجارب الأمم 1/ 5، وتاريخ الخميس 2/ 386.
[2] مروج الذهب 4/ 293، تجارب الأمم 1/ 5، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 209، والمنتظم 6/ 80، 81، والكامل في التاريخ 8/ 14، وتاريخ الخميس 2/ 386.(22/172)
فذهب ابن حمدان والأمراء، وبايعوا ابن المُعْتَزّ. ثمّ لم يتمّ أمره، فقتلوا ابن المُعْتَز [1] .
وذلك في سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
232- العبّاس بن الربيع بن ثعلب البغداديّ [2] .
عنه: أبيه.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
233- العبّاس بن أحمد بن عُقَيْل [3] .
عن: عبد الأعلى النَّرْسي، ومنصور بن أبي مُزَاحم.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، والطَّبَرانيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة بضعٍ وتسعين.
234- العبّاس بن محمد بن مُجَاشع [4] .
أبو الفضل الأصبهانيّ.
عن: محمد بن يعقوب [5] الكَرْمانيّ.
وعنه: ابن العسّال، والطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ.
وثَّقه أبو نعيم الحافظ [6] .
__________
[1] تجارب الأمم 1/ 8، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 214، الإنباء في تاريخ الخلفاء 156، المنتظم 6/ 82، الكامل في التاريخ 8/ 18، وفيات الأعيان 3/ 426، المختصر في أخبار البشر 2/ 62، تاريخ الزمان لابن العبري 50، العبر 2/ 105، البداية والنهاية 11/ 107، تاريخ ابن خلدون 3/ 359، تاريخ الخميس 2/ 386 وراجع الحوادث من هذا الجزء.
[2] انظر عن (العباس بن الربيع) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 209.
[3] تقدّمت ترجمة (العباس بن أحمد بن عقيل) قبل قليل، برقم (229) .
[4] انظر عن (العباس بن محمد بن مجاشع) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 210، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 142.
[5] في: المعجم: «محمد بن أبي يعقوب» .
[6] في ذكر أخبار أصبهان 2/ 142.(22/173)
235- عَبَدان بن محمد بن عيسى [1] .
الفقيه أبو محمد المَرْوَزِيّ. زاهد نبيل ثقة، صاحب حديث.
سمع: قتيبة بن سعيد، وعبد الله بن منير، وأبا كُرَيْب، وإسماعيل بن مسعود، والْجُحْدريّ، وعبد الجبار بن العلاء، وبُنْدار، وعلي بن حُجْر، والربيع المُراديّ، وطائفة بخُراسان، والعراق، والحجاز.
وعنه: عمر بن علك، وأبو العبّاس الدّغُوليّ، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأبو نُعَيْم عبد الرحمن بن محمد الغِفَاريّ، ويحيى بن محمد العنبريّ، وعليّ بن جمشاد، وأحمد بن العسّال، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وآخرون.
وكان إليه المرجوع في الفتوى بمَرْو بعد أحمد بن سيّار. وقد رحل أيضًا إلى مصر، وتفقّه على أصحاب الشّافعيّ، وبرع في المذهب. وكان يوصف بالحِفْظ والزُّهْد. وقد صنَّف «الموطأ» ، وغير ذلك.
قَالَ أبو نُعَيْم الغِفَاريّ: سمعته يقول: وُلَدْت سنة ثلاثٍ وتسعين.
قلت: وكان لقاء الطَّبَرانيّ له بمكّة [2] .
قَالَ ابن السَّمْعانيّ في «الأنساب» [3] : الْجُنُوجِرْدِيّ [4] نسبة إلى قرية من قرى مَرْو، اسمه عبد الله، وهو أحد من أظهر مذهب الشّافعيّ بخُراسان. وكان المرجوع إليه في الفتاوَى المُعْضلات بعد أحمد بن سيّار. وكان ابن سيّار قد حمل كُتُب الشّافعيّ إلى مَرْو، وأعجب بها النّاس، فأراد عبدان أن ينسخها، فمنعه ابن سيّار من ذلك. فباع ضيعةً له بجُنُوجِرْد، وسار إلى مصر، ونسخ كتب
__________
[1] انظر عن (عبدان بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 234، وتاريخ بغداد 11/ 135، 136 رقم 5828، والمنتظم 6/ 58 رقم 81، والأنساب 3/ 325، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 202 رقم 815، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 297، والعبر 2/ 95، وتذكرة الحفاظ 2/ 231، ومرآة الجنان 2/ 221.
[2] في سنة 287 هـ. (المعجم الصغير 1/ 234) .
[3] ج 3/ 325.
[4] الجنوجرديّ: بضم الجيم والنون وكسر الجيم الأخرى بعد الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة.(22/174)
الشّافعيّ على أكثر من وجهٍ، ورجع، فدخل أحمد بن سيّار عليه مسلِّمًا ومهنئًا، واعتذر من منع الكُتُب. فَقَالَ: لا تعتذر فإنّ بك عليَّ مِنَّةٌ في ذلك، فلو دفعتَ الكُتُب إليَّ لَمَّا رحلتُ إلى مصر.
236- عبد الله بن أحمد بن عبد السّلام [1] .
أبو محمد النيسابوري الخفاف الحافظ نزيل مصر.
روى عن: محمد بن رافع، وأبي عبد الله البُخَاريّ، وأحمد بن سعيد الرَّباطيّ، وخلْق من طبقتهم.
وعنه: أبو عبد الرحمن النَّسائيّ في كتاب «الكنَى» ، وأبو محمد عبد الله بن الورد، وأبو جعفر العُقَيْليّ، وطائفة.
تُوُفّي بمصر في ربيع الآخر سنة أربع وتسعين، وقد أسنّ.
لم يذكره الحاكم في «تاريخ نَيْسابور» .
وقال العُقَيْليّ: ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا البخاريّ قَالَ: قَالَ ابْن عُيَيْنة:
سَمِعْت مقاتلًا يَقُولُ: إن لم يخرج الدّجّال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا أنّي كذّاب.
237- عبد الله بن أحمد بن محمد بن هشام بن أبي وَارَةَ.
أبو عبد الرحمن. مَرْوَزِيّ له أربعون حديثًا مَرْوِيّة.
رواها عنه: عبد الله بن أحمد المَرْوَزِيّ.
يروي عنه: سعيد بن سعيد، وعليّ بن حُجْر، وداود بن رُشَيْد، وجُبَارة بن المُغلّس، وطبقتهم.
ولا أعلم متى كان، ثمّ ظفرت بموته سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
238- عبد الله بن إبراهيم الأزْديّ الضّرير.
عن: الحَسَن بن عليّ الحلوانيّ، وأحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن عبد السّلام) في:
سير أعلام النبلاء 14/ 788 89 رقم 47.(22/175)
وعنه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
239- عبد الله بن أبي الخوارزميّ القاضي.
عن: أحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وسعيد بن المنصور، وقُتَيْبَة، وابن راهوَيْه، وخلْق.
وعنه: أبو عبد الله البخاريّ، ومحمد بن عليّ الحسّانيّ الخوارزميّ، وأبو العبّاس محمد بن أحمد بن حمدان الحِيريّ شيخ البَرْقانيّ.
قِيلَ: إنّه الّذي قَالَ البخاريّ في «الصّحيح» : ثنا عبد الله، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدّمشقيّ.
وذلك يتوّجه، فإنّه روي في كتاب «الضّعفاء» عدّة أحاديث، عنه، عن سليمان بن عبد الرحمن، وعن غيره.
240- عبد الله بن أيّوب [1] .
أبو محمد البصْريّ القربيّ الضَّرير.
عن: أبي الوليد الطَّيالِسيّ، وأُميَّة بن بِسْطام، وأبي نصر التمّار، ويحيى الحِمّانيّ، وسهل بن بكّار، وجماعة.
وعنه: أبو سهل القطّان، وحبيب القزّاز، والذَّارِع، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
قَالَ الدّار الدَّارَقُطْنيّ: متروك [2] .
قلت: مات سنة اثنتين وتسعين.
241- عبد الله بن بُنْدار بن إبراهيم الضّبّيّ الأصبهانيّ [3] .
الباطرقانيّ الزّاهد:
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أيوب) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 214، وتاريخ بغداد 9/ 413 رقم 5024.
[2] تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (عبد الله بن بندار) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 227.(22/176)
سَمِعَ: إسْمَاعِيل بن عَمْرو البجلي، وسهل بن عثمان، ومحمد بن المغيرة، وغيرهم.
وعنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار الشعار، والطبراني، وأبو الشيّخ، وغيرهم.
وكان من عُبّاد أصبهان.
قَالَ محمد بن يحيى بن مَنْدَه: ما خلّف بعده مثْلَه.
قلت: تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
242- عبد الله بن جعفر بن خاقان [1] .
أبو محمد السُّلَميّ المَرْوَزِيّ.
عن: إسحاق بن راهوَيْه، ومحمد بن حُمَيْد الرازيّ، وعليّ بن حُجْر، وأبي كُرَيْب، وأحمد بن منيع، وخلْق.
وعنه: أبو العبّاس الدّغُوليّ، وعمر بن علك الجوهريّ، وأبو زكريّا العنبريّ، وَمحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
قَالَ فيه الحاكم: محدِّث عصره، قدِم نَيْسابور حاجًّا سنة ثمانٍ وثمانين، فأكثروا عنه.
وتُوُفّي في صَفَر سنة ستٍّ.
243- عبد الله بن الحَسَن بن أحمد بن أبي شُعيب الأُمَويّ [2] .
مولاهم الحرّانيّ المؤدّب أبو شعيب نزيل بغداد.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن جعفر) في:
الكامل في التاريخ 8/ 55.
[2] انظر عن (عبد الله بن الحسن الحرّاني) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 213، 214، وتاريخ بغداد 9/ 435- 437 رقم 5052، والمنتظم 6/ 79 رقم 104، وإنباه الرواة للقفطي 2/ 115 رقم 322، والعبر 2/ 101، وسير أعلام النبلاء 13/ 536، 537 رقم 270، وميزان الاعتدال 2/ 406 رقم 4266، والبداية والنهاية 11/ 107، والوافي بالوفيات 17/ 136 رقم 123، ولسان الميزان 3/ 271 رقم 1152، وشذرات الذهب 2/ 218، 219، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 199 في ترجمة «يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتّي» .(22/177)
سمع: جدّه، وأباه، وأحمد بن عبد الملك بن واقد، ويحيى بن عبد الله البابْلُتّيّ، وعفّان بن مسلم، وجماعة.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وعليّ بن الصّوّاف، وأبو بكر الشّافعيّ، والطَّبَرانيّ، وأبو بكر الآجُرِّيّ، والحَسَن بن جعفر الخِرَقيّ، وخلْق.
قَالَ الهيثم بن خَلَف الدُّوريّ: وكان البابْلُتّيُّ زوجَ أم أبي شُعَيب الحرّانيّ، وكان الأوزاعيّ زوج أمّ البابْلُتّيّ [1] .
وقال أبو سعيد الإدريسيّ: كان مسلم وهو والد أبي شُعَيب عبد الله بن مسلم الحرّانيّ مِن سبْي سَمَرْقَنْد، وقع لعمر بن عبد العزيز فأعتقه. فلمّا وُلد له ولدٌ جاء به إلى عمر، فسمّاه عبد الله، وفرض له في الذُّرّيّة. فعاش مائة وعشرين سنة [2] .
قَالَ أحمد بن كامل: مات أبو شعيب في ذي الحجّة سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وكان يأخذ على الحديث [3] . أخبرني نصر الصّائغ: سألته أن يحدِّثني بحديثٍ عن عفّان. فَقَالَ: أعطِ السّقّاء ثمن الرواية، فأعطيته دانقًا، وحدّثني بالحديث [4] .
قَالَ ابن كامل: ومولده سنة ستٍّ ومائتين.
قَالَ الصّوّاف: سماعه سنة ثمان عشرة من البابْلُتّيّ.
قلت: سمع في صغَره من زوج أمّه، فلا يُسْتَنْكر ذلك.
قَالَ فيه الدّار الدّارقطنيّ: ثقة مأمون [5] .
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 435، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 297.
قال ابن أبي حاتم: هو من باب لتّ، وهو رازيّ قدِم حَرَّان فقيل لَهُ: من أين أنت؟ قَالَ: من الرّيّ من موضع يقال له باب لتّ، فقيل له: بابلتّي، فغلب عليه، (الجرح والتعديل 9/ 164) .
وقال ابن سعد: بابلت اسم جدّ أبيه وكان من الملوك. (طبقات ابن سعد 7/ 487) .
وقال الحاكم: بابلت قرية بين حرّان والرقّة.
[2] تاريخ بغداد 9/ 435، 436.
[3] تاريخ بغداد 9/ 436.
[4] تاريخ بغداد 9/ 436.
[5] تاريخ بغداد 9/ 436.(22/178)
244- عبد الله بن حمدوَيْه النَّهْرَوانيّ [1] .
عن: أبي بكر بن أبي شيبة.
وعنه: عبد الصّمد الطَّسْتيّ، وقاضي مصر أبو الطّاهر الذُّهَليّ.
245- عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن الزُّهْريّ المصريّ.
سمع: عبد الله بن صالح، ويوسف بن عديّ، وأسد بن موسى السنة.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ.
246- عبد الله بن سَلَمَةَ بن يزيد القاضي.
أبو محمد بن سَلْمُوَيْه النَّيْسابوري الحنفيّ الفقيه. كان أستاذًا في الفرائض وعقْد الوثائق.
قَالَ الحاكم: سمع إسحاق بن راهوَيْه، ومحمد بن رافع.
وبالعراق: يحيى بن طلق اليَرْبُوعيّ، ومحمد بن شجاع.
روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن الحسين، وأحمد بن هارون.
وولي قضاء نَيْسابور بإشارة ابن خُزَيْمَة.
تُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين.
247- عبد الله بن الصّبّاح الأصبهانيّ البزّار [2] .
عن: داود بن رُشَيْد، ولُوَيْن، ومحمد بن زَنْبُور، وهاشم بن الوليد الهَرَوِيّ.
وعنه: العسّال، وأبو الشيَّخ، وأحمد بن بُنْدار، والطَّبَرانيّ.
وكان صدوقا فيما بلغنا.
__________
[ () ] وقال موسى بن هارون: صدوق. وقال: السماع من أبي شعيب الحرّاني يفضل على السماع من غيره، فإنه المحدّث ابن المحدّث بن المحدّث.
وقال صالح بن محمد: ثقة.
وقال أحمد بن كامل القاضي: «وكان مسندا غير متّهم في روايته» .
[1] انظر عن (عبد الله بن حمدويه) في:
تاريخ بغداد 9/ 445، 446 رقم 5074.
[2] انظر عن (عبد الله بن الصباح) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 228.(22/179)
توفي سنة أربع وتسعين.
248- عبد الله بن عبد الحميد بن عصام الْجُرْجانيّ الفقيه [1] .
عن: أبيه، وعليّ بن المَدِينيّ، ومحمد بن بكّار، وأبي بكر بن أبي شَيْبة، وطبقتهم.
وعنه: مأمون بن يحيى، ومحمد بن عبد الله بن برزة، وآخرون من الهَمْدَانيّين.
249- عبد الله بن عيسى بن حمّاد.
أبو محمد بن زُغْبَة المصري.
عن: أبيه، ويحيى بن عبد الله بن بُكَيْر.
تُوُفّي في صفر سنة ستٍّ وتسعين.
250- عبد الله بن القاسم بن هلال العَبْسيّ [2] .
أبو محمد الأندلُسيّ الفقيه الظّاهريّ، عالم مشهور بالرّحلة، والطَّلَب.
أثنى عليه أبو محمد بن حزم فَقَالَ: صحِب داود بن عليّ الأصبهانيّ وأخذ عنه [3] .
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
251- عبد الله بن قريش [4] .
__________
[1] لم يذكره السهمي في «تاريخ جرجان» .
[2] انظر عن (عبد الله بن القاسم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 219 رقم 655 وفيه «عَبْد الله بْن محمد بْن قاسم بن هلال» ، وجذوة المقتبس للحميدي 264، 265 رقم 563، وبغية الملتمس للضبّي 350 رقم 948.
[3] وقال ابن الفرضيّ: رحل ودخل العراق ولقي أبا سليمان داود بن سليمان القياسي، فكتب عنه كتبه كلها، وأدخلها الأندلس، فأخلّت به عند أهل وقته. وكان علم داود الأغلب عليه، ونظر في علم مالك نظرا حسنا غير أنه كان يميل إلى علم داود والحجّة، ولقي المزني وحدّث عنه، وكان نبيلا.
ووقع في تاريخ علماء الأندلس إنه توفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين! وهذا غلط، فهو توفي سنة 292 كما في جذوة المقتبس، وبغية الملتمس.
[4] انظر عن (عبد الله بن قريش) في:(22/180)
أبو أحمد الأَسَديّ البغدادي ثمّ الهمدانيّ.
عن: خاله أبي بكر الأثرم، وزياد بن أيّوب، وأبي هشام الرفاعيّ.
وعنه: محمد بن عبد الله بن برزة الرُّوذباريّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
252- عبد الله بن محمد بن الوليد بن حازم البصْريّ الأصبهانيّ.
عن: عليّ بن الْجَعْد، وكامل بن طلحة، وبسّام بن يزيد.
وعنه: أحمد بن بُنْدار، والشّعّار، وغيره.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
253- عبد الله بن محمد بن سَلْم الهمدانيّ [1] .
ثقة. حدَّث بأصبهان عن: سهل بن بكّار، ومحمود بن غَيْلان.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشيّخ.
تُوُفّي سنة اربعٍ.
254- عبد الله بن محمد [2] .
أبو العبّاس النّاشئ المتكلّم الشّاعر المشهور.
أصله من الأنبار، سكن مصر. معدود في طبقة البُحْتُرِيّ، وابن الرّوميّ
__________
[ () ] تاريخ بغداد 10/ 43، 44 رقم 5173.
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن سلم) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 59.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد الناشيء الشاعر) في:
مروج الذهب 4/ 337، ومراتب النحويين 85، والفهرست لابن النديم 217، والأمالي للقالي 3/ 788 وتاريخ بغداد 10/ 92، 93 رقم 5212، والمنتظم 6/ 57، 58 رقم 79، والأنساب لابن السمعاني 551 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة المكتبة الأزهرية رقم 10170) 34 أ- 35 ب، وإنباه الرواة للقفطي 2/ 128، 129 رقم 341، والكامل في التاريخ 7/ 547، والتذكرة الفخرية للإربلي 321، 322 وطبقات المعتزلة لابن المرتضى 92، 93، ووفيات الأعيان 3/ 91- 93 رقم 345، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، والعبر 2/ 95، وسير أعلام النبلاء 14/ 40، 41 رقم 14، والبداية والنهاية 11/ 101، والوافي بالوفيات 17/ 522- 525 رقم 442، ولسان الميزان 3/ 334 رقم 1381، والنجوم الزاهرة 3/ 158، 159، وحسن المحاضرة 1/ 7559 وشذرات الذهب 2/ 214، 215. وبدائع الزهور لابن إياس، ج 1 ق 1/ 174.(22/181)
في الشُّعراء، وله قصيدة طويلة ألَّفها، فيها فنون من العلم.
وكان بصيرًا بالعربيّة قيّمًا، يعلم العَرُوض، كثير التّصانيف.
ومنهم من يلقّبه بابن شِرْشير.
قَالَ الطَّبَرانيّ أنشده الناشئ بمصر:
ليس شيء أحرق مهجة العاشق ... من هذه العيون المراض
ورنوّ الْجُفُون والغمز بالحاجب ... وقت [1] الصُّدود والإعراض
والخدود المضرَّجات اللّواتي ... شيب جريالها- يحسن البياض
وطروق الحبيب واللّيل داجٍ ... حين همّ السُّمّار بالإغماض [2]
تُوُفّي النّاشئ سنة ثلاثٍ وتسعين، وكان من كبار المعتزلة الأَرْعواء.
255- عبد الله بن محمد بن سَلْم الفريابيّ ثمّ المقدسيّ.
يأتي بعد الثّلاثمائة.
256- عبد الله بن محمد بن علي البلْخيّ الحافظ [3] .
أبو عليّ. محدِّث مصنِّف نبيل، لم تتصل أخباره بنا كما ينبغي.
سمع من: قتيبة، وطبقته.
حجّ فاستشهد يوم الهبير فيمن استشهد على يد القرامطة، لعنهم الله سنة أربعٍ.
وقال الحاكم: تُوُفّي ببلْخ سنة خمس وتسعين، وقد حدّث ببغداد، ونَيْسابور عن: قُتَيْبَة، وإبراهيم بن يوسف، وعليّ بن حُجْر، وهُدْبة بن عبد الوهّاب.
__________
[1] في تاريخ بغداد: «عند» .
[2] تاريخ بغداد 10/ 93.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد البلخي) في:
تاريخ بغداد 10/ 93، 94 رقم 5213، والمنتظم 6/ 79 رقم 105، وسير أعلام النبلاء 13/ 529، 530 رقم 261، والعبر 2/ 102، وتذكرة الحفاظ 2/ 190، وشذرات الذهب 2/ 219، ومشايخ بلخ من الحنفية 2/ 104، والأعلام 4/ 261، وهدية العارفين 1/ 442، ومعجم المؤلفين 6/ 132.(22/182)
روى عنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، والجِعَابي.
صنَّف كتاب «التاريخ» وكتاب «العِلَل» [1] .
257- عبد الله بن محمد بن العبّاس [2] .
أبو محمد السَّهْميّ الأصبهانيّ.
عن: سهل بن عثمان العسكريّ، ومحمد بن المغيرة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الرحمن بن محمد بن سِياه، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، وجماعة.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ [3] .
258- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن صالح [4] .
أبو محمد البكريّ السَّمَرْقَنْديّ الحافظ.
حدّث ببغداد عن: أبي محمد الدّارِميّ، ورجاء بن مُرَجّا.
وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، وغيرهما.
تُوُفّيّ سنة ثمانٍ وتسعين، وكان أحد من عُنِيَ بهذا الشّأن [5] .
259- عبد الله بن محمد بن حُمَيْد البغداديّ [6] .
الخيّاط المعروف بالإمام.
روى عن: عاصم بن عليّ، وغيره.
__________
[1] وقال الخطيب: وكان أحد أئمّة أهل الحديث حفظا وإثباتا وثقة وإكثارا.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن العبّاس) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 226، 227، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 62، 63.
[3] ورّخه أبو نعيم، وقال إنه صاحب أصول، وكان أبوه محمد بن العباس يروي «الموطّأ» عن القعنبي.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد بن صالح) في:
تاريخ بغداد 10/ 101، 102 رقم 5219، والمنتظم 6/ 108، 109 رقم 145.
[5] قال الخطيب: كان ممن عني بطلب الحديث والآثار، ورحل في ذلك، وجالس الحفّاظ، وكتب عنهم.
ثم قال: وكان ثقة.
[6] انظر عن (عبد الله بن محمد بن حميد) في:
تاريخ بغداد 10/ 102، 103 رقم 5220.(22/183)
وعنه: مَخْلَد الباقَرْحَيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ومحمد بن حميد المخرّميّ.
حدّث قبل الثلاثمائة.
260- عبد الله بن محمد بن أبي كامل الفَزَاريّ البغداديّ [1] .
عن: هَوْذَة، وداود بن رُشَيْد.
وعنه: أبو بكر الْجِعابي، وأبو عليّ بن الصّوّاف [2] ، وعيسى الرّخجيّ.
توفّي سنة ثلاثمائة.
لم يتكلّم فيه ولا في الخيّاط أبو بكر الخطيب بشيء.
261- عبد الله بن محمد بن الْجَعد الأصبهانيّ الفُرْسانيّ [3] .
عن: سهل بن عثمان، وغيره.
وعنه: أبو أحمد العسّال.
262- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحَكَم بن هشام بن الداخل عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية بْن هشام بْن عبد الملك [4] .
الأمير أبو محمد الأُمويّ المروانيّ صاحب الأندلس. ولي الأمر بعد أخيه المنذر بن محمد في صفر سنة خمس وسبعين ومائتين، وطالت أيامه، وبقي في الملك خمسا وعشرين سنة، وكان من الأمراء العادلين الّذين يعزّ وجود مثلهم.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن أبي كامل) في:
تاريخ بغداد 10/ 103، 104 رقم 5221.
[2] وهو قال: ذكر هذا الشيخ- أي ابن أبي كامل- أنه أتت له أربع وتسعون سنة.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن الجعد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 69.
[4] انظر عن (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 6، وجذوة المقتبس للحميدي 12، والكامل في التاريخ 8/ 73، والحلّة السيراء 1/ 120- 124، والبيان المغرب 2/ 120، والمختصر في أخبار البشر 2/ 766 67، وتاريخ ابن الوردي 1/ 253، ونهاية الأرب 23/ 394- 396، والعبر 2/ 114، وسير أعلام النبلاء 14/ 155، 156 رقم 91، ودول الإسلام 1/ 182، ومرآة الجنان 2/ 236، والوافي بالوفيات 17/ 469- 471 رقم 390، وتاريخ ابن خلدون 4/ 132، والنجوم الزاهرة 3/ 181، وتاريخ الخلفاء 331، ونفح الطيب 1/ 352، 353، وشذرات الذهب 2/ 233.(22/184)
كان صالحا تقيا، كثير العبادة والتلاوة، رافعا لعلم الجهاد، ملتزما للصلوات في الجامع، وله غزوات مشهودة، منها غزوة «بلي» [1] التي يضرب بها المثل. وذلك أنّ ابن حَفْصون حاصر حصن بلي في ثلاثين ألفًا، فخرج الأمير عبد الله من قُرْطُبَة في أربعة عشر ألف مقاتل، فهَزَم ابن حَفْصُون، وتبعه قتْلًا وأسرًا، حتّى قِيلَ: لم ينج من الثّلاثين ألفًا إلّا النّادر. وكان ابن حَفْصُون من الخوارج. وكان عبد الله أديبًا عالمًا.
ذكر ابن حزم قَالَ: ثنا محمد بن عبد الأعلى القاضي، وعليّ بن عبد الله الأديب قالا: كان الوزير سليمان بن وانسوس [2] جليلًا أديبًا، من رؤساء البربر، فدخل على الأمير عبد الله بن محمد يومًا، وكان عظيم اللّحْية، فلمّا رآه الأمير مقبلًا أنشد:
هِلَّوفة [3] كأنّها جوالق ... نكراء لا بارك فيها الخالقُ
للعمل في حافاتها نفائق ... فيها لباغي المتّكا مرافقُ
وفي احْتدام الصيّف ظلٌّ رائقُ ... إنّ الّذي يحملها لمائقُ
ثم قَالَ: اجلس يا بربريّ: فجلس مسالمًا [4] ، فَقَالَ: أيّها الأمير، إنما كان النّاس يرغبون في هذه المنزلة ليدفعوا عن أنفسهم الضيم. فأمّا إذا صارت جالبة للذُّلّ فلنا دُورٌ تُغْنينا عنكم، فإن حُلْتُم بيننا وبينها فلنا قبور [5] تَسَعنا.
ثم اعتمد على يده وقام ولم يسلِّم. فغضب الأمير وأمر بعزله، وبقي لذلك مدّة. ثمّ وَجَدَ الأمير لفْقده ونصيحته، فقال: لقد وَجَدْتُ لفقْد سليمان تأثيرًا، وإن استعطفته كان ذلك غضاضةً علينا، وَلَوَدِدْتُ أنّه ابتَدَأَنَا بالرَّغْبة.
__________
[1] انظر عنها في: البيان المغرب 2/ 123، وتاريخ ابن خلدون 4/ 135.
[2] انظر عن: سليمان بن وانسوس في: الحلّة السيراء 1/ 160- 161.
[3] الهلّوفة: اللحية الضخمة.
[4] في الحلّة السيراء: «فجلس وقد غضب» .
[5] في الحلّة السيراء 1/ 23 «فلنا دور» .(22/185)
فَقَالَ له الوزير محمد بن الوليد بن غانم: أنا أكلّمه.
فذهب إليه، فأبطأ إذْنه عليه، ثمّ دخل فوجده قاعدًا لم يتزحزح، فَقَالَ: ما هذا الكِبْر؟ عهدي بك وأنت وزير السّلطان وفي أُبَّهَة رضاه تلقاني وتتزحزح لي في مجلسك.
فَقَالَ: نعم، كنت حينئذٍ عبدًا مثلك، وأنا اليوم حُرّ.
قَالَ: فيئِس ابن غانم نفسه منه فخرج ولم يكلِّمْه، ورجع فأخبر الأمير بالإرسال إليه، ثم ولّاه [1] .
وروى ابن حزم بسَنَدٍ له أنّ الأمير عبد الله استفتى تقيّ الدّين مَخْلَد في الزِّنْديق، فأفتاه، وذكر خبرًا.
تُوُفّيّ عبد الله في غُرّة ربيع الآخر سنة ثلاثمائة، وولي الأندلس بعده حفيده النّاصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد خمسين سنة.
263- عبد الله بن المُعْتَز باللَّه [2] محمد بن المتوكّل على الله جعفر بن
__________
[1] الحلّة السيراء 1/ 124.
[2] انظر عن (عبد الله بن المعتزّ باللَّه) في:
تاريخ الطبري 10/ 140، 141، والتنبيه والإشراف 327، ومروج الذهب 572، 2346، 3157، 3397، 3399- 3401، 3468، 3554، 3619، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 203، 204، 209- 214، 216، 228، والعقد الفريد 4/ 195 و 5/ 127، وربيع الأبرار 4/ 186، 191، 229، 236، 254، 271، وتحسين القبيح 77، 86، 91، 92، 96، 103- 106، 117، وثمار القلوب 43، 67، 178، 190- 193، 216، 227، 228، 264، 315، 323- 325، 327، 331، 333- 335، 337، 338، 340، 342، 343، 449، 460، 463، 464، 510، 514، 515، 562، 564، 566، 568، 578، 585، 586، 593، 597، 599، 619، 626، 632، 639، 647، 659، 665، 666، 677، 679، 682، والفرج بعد الشدّة 1/ 161، 206، 212 و 2/ 10، 45، 48، 54، 112، 131، 132، 308، 365 و 3/ 24، 199، 200 و 4/ 110، 111، 112، و 5/ 17، 26، 88، والوزراء للصابي 28، 29، 32، 33، 86، 90، 100- 102، 110، 130- 133، 135، 136، 154، 155، 166، 210، 211، 255، 256، 284، 287، والأغاني 10/ 274- 286، وأمالي المرتضى 1/ 438، 534، 588 و 2/ 42، 127، 130، وأمالي القالي 1/ 54، 110، 178- 180، 226، 227 و 3/ 99، وتاريخ حلب للعظيميّ 118،(22/186)
المعتصم بن الرشيد.
الأمير أبو العبّاس العبّاسيّ الأديب صاحب الشّعر البديع والنّثر الفائق.
أخذ العربيّة والأدب عن: المبرِّد، وثعلب.
وعن: مؤدِّبه أحمد بن سعيد الدّمشقيّ.
وكان مولده في شَعْبان سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
روى عنه: مؤدِّبه أحمد، ومحمد بن يحيى الصُّوليّ، وغيرهما.
وقد قامت الدّولة وتوثّبوا على المقتدر، وأقاموا ابن المعتزّ في الخلافة فقال: بشرط أن لا يُقتل بسببي رجلٌ مسلم.
وكاد أمره يتمّ، ثمّ تفرّق عنه جمعه وقبض عليه، وقتل سرّا في ربيع الآخر
__________
[261، 277،) ] والبخلاء للخطيب 193، 195، وتاريخ بغداد 10/ 95- 101 رقم 5217، والإنباء في تاريخ الخلفاء 148، 149، والهفوات النادرة 157، 200، 205، 249، 261، ونزهة الألبّاء 176، 177، 189، والفهرست لابن النديم 168، والمنتظم 6/ 84- 88 رقم 115، والتذكرة الحمدونية 1/ 264، 445 و 2/ 55، 121، 207، ولباب الآداب 114، 351، 376، 383، 409، وبدائع البدائه 8، 96، 307، 345، والجامع الكبير لابن الأثير 22، 94، 190، ووفيات الأعيان 1/ 134 و 2/ 21، 59، 108 و 3/ 24، (76- 80) ، 120، 160، 214، 352، 353، 390، 425- 427 و 4/ 340، 406 و 5/ 31، 190، 191، 251، 306، 395، والتذكرة الفخرية 17، 69، 183، 280، 286، 309، 322، 323، 329- 333، 346، 348، 375، 387، 389، 393، 398، 408، 430، 436، 441، 444، 447، وخلاصة الذهب المسبوك 218، 231، والكامل في التاريخ 7/ 514 و 8/ 7، 9، 14- 16، 55، 83، ومعاهد التنصيص 1/ 146، والفخري 257، والعبر 2/ 104- 106، وسير أعلام النبلاء 14/ 42- 44 رقم 16، ودول الإسلام 1/ 179، 180، ومرآة الجنان 2/ 225- 227، والبداية والنهاية 11/ 108- 110، وأشعار أولاد الخلفاء 107- 296، والإيجاز والإعجاز 22، والوافي بالوفيات 17/ 447- 467 رقم 388، وتمام المتون 248، 249، وفوات الوفيات 2/ 239- 246 رقم 239، وتجارب الأمم 1/ 13، 14، والأذكياء 47، 48، والتمثيل والمحاضرة 412، والمستطرف 1/ 187، وبهجة المجالس 1/ 411، 412، والنجوم الزاهرة 3/ 165- 167، ومفتاح السعادة 1/ 199، 200، وشذرات الذهب 2/ 221- 224، وروضات الجنات 446، 447، وصلة تاريخ الطبري لعريب القرطبي 15، والعمدة لابن رشيق 1/ 64، والمختصر في أخبار البشر 2/ 66، وكشف الظنون 104، 233، 688، 960، 1102، 1387، 1402، وهدية العارفين 1/ 443، وإيضاح المكنون 2/ 193، 194، ومعجم المؤلفين 6/ 154، 155، ومقدّمة طبقات الشعراء لابن المعتزّ، لعبد الستار أحمد فراج، طبعة دار المعارف بمصر.(22/187)
سنة ستٍّ وتسعين كما ذكرناه في الحوادث.
وقد رثاه عليّ بن محمد بن بسّام، فَقَالَ:
للَّه دَرُّك مِن مَلْك بمضْيعة ... ناهيك في العقل والآداب والحَسَب
ما فيه لولا ولا ليت فينقصه ... وإنّما أدْرَكَتْه حِرْفَةُ الأدب [1]
ومن شِعره:
مَنْ لي بقلبٍ صِيَغ من صخْرةٍ ... في جسدٍ من لؤلؤٍ رطبِ
جرحت خدِّيه بلَحْظي فما ... برحت حتّى اقتصّ من قلبي [2]
ومن شِعره:
وإني لَمَعْذُورٌ عَلَى طولِ حُبّها ... لأنَّ لها وجهًا يَدُلّ عَلَى عُذْري
إذا ما بَدَتْ والبدْرُ ليلةَ تَمِّهِ ... رأيتَ لها فَضْلا مُبينًا عَلَى البدرِ
وتهتزُّ مِن تحت الثّيابِ كأنَّها ... قَضِيبٌ مِنَ الرَّيْحانِ في الورقِ الخضرِ
أبى اللَّهُ إلَّا أَنْ أموتَ صَبَابَةً ... بِساحرةِ العينين طيِّبةِ النَّشْرِ
وله أيضًا:
أترى الجيرةَ الّذين تَدَاعَوْا ... عندَ سَيْرِ الحبيبِ قبل الزَّوَالِ
علِموا أنّني مُقِيمٌ وقلبي ... راحلٌ معهم أمام الْجِمَالِ
مثل صاعِ العَزِيز في أَرْحُلِ القوم ... ، ولا يعلمون ما في الرّحالِ
ما أَغَرَّ المعشوقِ ما أَهْون العاشقِ ... ، ما أقْتلَ الهوى للرّجالِ [3]
ومن نثره: من تجاوز الكَفَاف لم يُغْنِهِ الإكثار [4] .
وقال: كلّما عَظُمَ قدر المنافس، عظمت الفجيعة به.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 101، وفيات الأعيان 3/ 77، فوات الوفيات 2/ 240، الوافي بالوفيات 17/ 449، والمنتظم 6/ 88 وفيه: «ولا ليت منغصة» .
[2] البيتان في: المنتظم 6/ 86.
[3] المنتظم 6/ 87.
[4] أشعار أولاد الخلفاء 287.(22/188)
وقال: ربّما أوردَ الطَّمعُ ولم يصدر.
ومن ارتحله الْحِرْصُ، أفضاه الطَّلَب.
وقال: الحظّ يأتي من لا يأتيه.
وقال: أشقى النّاس أقربهم من الّسّلطان، كما أنّ أقرب الأشياء من النّار أسرعه إلى الاحتراق.
وقال: من شارك السُّلطان في عِزِّ الدّنيا، شاركه في ذُلّ الآخرة.
وقال: يكفيك للحاسد غَمُّهُ وقتَ سرورك.
وقيل: إنّه قال هذه الأبيات عند ما سُلِّم لمؤنس ليهلكه:
يا نفسُ صَبْرًا لعلّ الخير عُقْبَاكَ ... خانَتْك مِنْ بعد طول الأمن دُنياكِ
مرَّت بنا سَحَرًا طيرٌ فقلت لها: ... طُوباك يا ليتني إيّاكِ طوباكِ
إن كان قصدُك شَرْقًا فالسَّلامُ على ... شاطئ الصَّراة ابلُغِي إنْ كان مَسْراكِ
من موثقٍ بالمنايا لا فكاكَ له ... يبكي الدّماء على ألْفٍ له باكي
أظنّه آخرَ يوم [1] مِنْ عمري ... وأوشك اليوم أن يبكي لي الباكي [2]
264- عبد الحميد بن عبد العزيز [3] .
القاضي أبو حازم [4] السَّكُونيّ البصريّ ثمّ البغداديّ الحنفيّ الفقيه.
__________
[1] في تاريخ بغداد 10/ 100 «آخر الأيام» .
[2] قبل هذا البيت أورد الخطيب بيتا هو:
فربّ آمنة حانت منيّتها ... وربّ مفلتة من بين أشراك
والأبيات أيضا في: «المنتظم» 6/ 88.
[3] انظر عن (عبد الحميد بن عبد العزيز) في:
طبقات الفقهاء للشيرازي 141، والفهرست لابن النديم 208، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 9/ 400 أ- 402 ب، والمنتظم 6/ 52- 56 رقم 77، والكامل في التاريخ 7/ 537، ودول الإسلام 1/ 177، وسير أعلام النبلاء 13/ 539- 541 رقم 272، والعبر 2/ 93، 94، والمشتبه 1/ 201، وتذكرة الحفاظ 2/ 654، والبداية والنهاية 11/ 99، 100، والجواهر المضيّة 2/ 366- 368 رقم 758، ومرآة الجنان 2/ 220، 221، وتبصير المنتبه 1/ 387، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 33، وأعلام الأخيار، رقم 144، والفوائد البهية 86، والطبقات السنية، رقم 1148، وشذرات الذهب 2/ 210، وكشف الظنون 1/ 46، 164، 569 و 2/ 1541.
[4] هكذا في الأصل بالحاء المهملة، وقال الكندي إن ابن الأثير ذكر في «جامع الأصول» في ترجمة(22/189)
يروي عن: محمد بن بشّار بُنْدار، ومحمد بن المُثَنّى، وشُعَيب بن أيّوب الصّيرفيّ.
روى عنه: مُكْرَم بن أحمد، وأبو محمد بن زَبْر، وغيرهما.
وكان ثقة. ولي قضاء الشَّرقيّة.
قال طلحة الشّاهد: وكان دَيِّنًا، عالمًا بمذهب أهل العراق وبالفرائض والْجَبْر والمقابلة، وأحذق النّاس بعمل المحاضر والسّجلّات.
أخذ عن: هلال الرأي، وبكر العَمِّيّ، ومحمود الأنصاريّ أصحاب محمد بن شجاع البلْخيّ، وغيره. حتّى كان جماعة يفضّلونه على هؤلاء. فأمّا عقله فلا نعلم أنّ أحدًا رآه فَقَالَ إنّه رأى أعقل منه.
وقال أبو إسحاق الشّيرازيّ في «طبقات الحنفيّة» [1] : ومنهم أبو حازم القاضي أخذ العلم عن شيوخ البصْرة بكر العَمّيّ، وغيره، وولي القضاء بالشّام، وبالكوفة، والكَرْخ من بغداد.
قَالَ أبو عليّ التَّنُوخيّ: نا أبو عليّ التُّنُوخيّ، نا أبو بكر بن مروان القاضي:
حدَّثني مُكْرَم بن بُكَيْر قَالَ: كنت في مجلس أبي حازم القاضي، فتقدّم شيخ ومعه غلام حَدَث. فادَّعى الشّيخ عليه ألف دينار، فأقرَّ بها. فَقَالَ للشيخ: ما تشاء؟ فَقَالَ: حبْسه.
فَقَالَ للغلام: قد سمعت، فهل لك أن تُوفيه البعض، وتسأله انتظارَك.
فَقَالَ: لا.
فَقَالَ الشيّخ: احبسه.
فتفرَّس فيهما أبو حازم ساعة ثمّ قَالَ: تَلَازَما حتّى أنظر بينكما.
فقلت: لِمَ أخرَ القاضي حبْسه؟
قَالَ: ويحك، إنّي أعرف في أكثر الأحوال وجه المُحِقّ من المبطل. وقد
__________
[ () ] الطحاوي أن كنية عبد الحميد «أبو حازم» بالحاء المهملة والزاي، والله أعلم. (الفوائد البهية 86) وورد في أكثر المصادر «أبو خازم» بالخاء المعجمة.
[1] ص 141 وهو: طبقات الفقهاء.(22/190)
وقع لي أنّ سماحة هذا بالإقرار عن أمرٍ بعيدٍ من الحقّ، لعله أن ينكشف لي أمرهما. أما رأيت قلّة تَغَاضِيهما في المحاورة وسكوتهما، مع عِظَم المال؟
فبينا نحن كذلك، إذ استأذن تاجر مُوسِر، فأذن له القاضي، فدخل وقال:
قد بُلِيتُ بابن لي حَدَث، يُتْلف مالي عند فُلان المُقَبِّن، فإذا منعته مالي احتال بِحِيَلٍ تُلْجئني إلى التزام غُرْمه. وأقْرَبُهُ أنّه قد نَصَّب المُقَبِّن اليوم يطالبه بألف دينار. وبلغني أنّه قدّمه إليك ليحبس، وأقع مع أُمّه في نَكَدٍ إلى أن أزِنَها عنه.
فتبسَّم القاضي وقال لي: كيف رأيت؟
قلت: لهذا ومثله فضَّل الله القاضي.
فَقَالَ: عليَّ بالغلام وبالشّيخ. فأُدْخِلا، فأرهب القاضي الشّيخ، ووعظ الغلام، فأقرَّ الشيخ وأخذ التّاجر بيد ابنه وانصرفوا. [1] وقال أبو بَرْزَة الحاسب: لا أعرف في الدُّنيا أحسب من أبي حازم القاضي.
وقال القاضي أبو الطّاهر الذُّهَليّ: بَلَغَني أنّ أبا حازم القاضي جلس بالشَّرْقيّة، فأدَّب خصْمًا لأمرِ، فمات. فكتب رُقعةً إلى المعتضد يقول: إنّ دِيَة هذا واجبةٌ في بيت المال، فإنْ رأى أمير المؤمنين أن يأمر بحملها إلى وَرَثَته فعل.
فحمل إليه عشرة آلاف درهم، فدفعها إلى ورثته [2] .
قلت: وكان المعتضد يجلّ أبا حازم ويُطيعه في الخير.
وبَلَغَنا أنّ أبا حازم لمّا احتضر جعل يبكي ويقول: يا ربّ مِنَ القضاء إلى القبر.
وله شِعرٌ رائقٌ، فمنه:
أَدَلَّ فأكرِم به من مدِلّ ... ومِن شادنٍ لدمي مستحلّ
إذا ما تعذَّر قابلتُه بذُلّ ... وذلك جَهْد المقلّ
__________
[1] تاريخ دمشق 9/ 402 أ.
[2] تاريخ دمشق 9/ 402 أ، المنتظم 6/ 54، 55.(22/191)
وأسلمت خَدّي له خاضعًا ... ولولا ملاحَتَه لم أذلّ [1]
قَالَ محمد بن الفَيْض: لم يزل محمد بن إسماعيل بن عُلَيَّة على قضاء دمشق إلى أن قدِم المعتضد قبل الخلافة لحرب ابن طولون، فخرج أبو حازم معه إلى العراق، وولي بعده أبو زُرْعة محمد بن عثمان.
وقال الطَّحاويّ: مات ببغداد في جُمَادى الأولى سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وأما 265- أبو حازم القاضي أحمد بن محمد بن نصر [2] .
فآخر مِن أقرانه، لكنه تأخّرت وفاته إلى سنة ستّ عشرة وثلاثمائة.
266- وأبو حازم، بحاء، أحمد بن محمد بن نصر.
بغداديّ أكبر منهما، سمع: مَنْجاب بن الحارث، وجُبَارَة بن المُغَلِّس.
267- عبد الرحمن بن أحمد بن يزيد [3] .
أبو صالح الزُّهْريّ الأصبهاني الأعرج، أخو محمد بن أحمد الزُّهْريّ.
سمع: أبا كُرَيْب، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، ومسلم بن شبيب، وجماعة.
وعنه: العسّال، وأبو الشّيخ، وأحمد بن بندار.
توفّي سنة ثلاثمائة.
268- عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الحميد بن فضالة الكنانيّ الدّمشقيّ [4] .
__________
[1] تاريخ دمشق 9/ 402 أ.
[2] انظر عن (أبي حازم القاضي) في:
تاريخ بغداد 5/ 108 رقم 2515.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 113، 114.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن إسحاق) في:
بغية الطلب لابن العديم (مصوّرة معهد المخطوطات) 5/ 247، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 23 رقم 56 وهو: عبد الرحمن بن عبد الحميد.(22/192)
روى عن: سليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبي السَّرِيّ العسقلانيّ.
وعنه: خَيْثَمة، وابن حَذْلَم، وأبو عبد الله بن مروان.
269- عبد الرحمن بن إسحاق الثّقفي الدّمشقيّ.
ويُعرف بابن الغامِديّ.
عن: هشام بن عمّار، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وجُمَح بن القاسم، وعبد الله بن عديّ، وعدّة.
وحدَّث سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
270- عبد الرحمن بن حاتم [1] .
أبو زيد المُرَاديّ المصريّ.
عن: عبد الله بن صالح، وأصبغ بن الفَرَج، وُنَعْيم بن حسّان.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وغيره.
قَالَ ابن يونس: تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
271- عبد الرحمن بن عبد الوارث.
أبو القاسم التُّجَيْبيّ المصريّ.
عن: يوسف بن عديّ، وغيره.
توفّي سنة تسعٍ وتسعين تقريبًا.
مات في عشر المائة.
272- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.
أبو عبد الله المَرْوَزِيّ الشاسجرديّ [2] .
سمع: عبد الله بن عثمان بن عَبْدان، وغيره.
وعنه: الفقيه محمد بن محمود المَرْوَزِيّ.
عاش إلى سنة خمسٍ وتسعين، وهو آخر أصحاب عَبْدان.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن حاتم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 241.
[2] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب المتوفرة لديّ.(22/193)
273- عبد الرحمن بن عبد الصّمد [1] .
أبو هشام السُّلَميّ الدّمشقيّ.
عن: هشام بن عمّار، وجُنَادة بن مروان، ومحمد بن عابد، وإبراهيم بن عبد الله بن العلّان.
وروى عنه: أحمد بن محمد بن عُمَارة، وأبو عَمْرو بن فَضَالَةَ، وجُمَح، وآخرون.
274- عبد الرحمن بن القاسم بن الفَرَج بن عبد الواحد [2] .
أبو بكر الهاشميّ الدّمشقيّ المعروف بابن الرّؤاسيّ.
عن: أبي مُسْهِر الغسّانيّ، ويحيى الوحاظي، وزهير بن عباد، وإبراهيم بن هشام الغسّانيّ، وطائفة.
وعنه: أبو عبد الله محمد بن مروان، وأبو بكر بن أبي دجانة، وأبو عمرو بن فضالة، وأبو عمر محمد بن كوذك، وجمح بن القاسم، وأبو أحمد بن عدي، وعبد الله بن الناصح، والفضل بن جعفر المؤذن، وآخرون.
وقال: سمعت من أبي مُسْهِر وأنا ابن إحدى عشرة سنة.
قلت: لم يورّخه، وقد بقي إلى سنة بضعٍ وتسعين.
وهو آخر من روى عن أبي مسهر، والوحاظيّ، وله عنهما نسخة آخر من رواها عنه الفضل بن جعفر، سمعناها من خلْق.
275- عبد الرحمن بن محمد بن سَلْم [3] .
أبو يحيى الرازيّ الحافظ، إمام جامع أصبهان. صنّف «المسند» و «التّفسير» ، وغير ذلك.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الصمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 52.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن القاسم) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 301.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 241، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 112، 113.(22/194)
وكان من علماء أصبهان.
روى عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى، والحسين بن عيسى الزُّهْريّ، وطائفة.
وعنه: القاضي أبو أحمد، وأبو الشَّيخ، وعبد الرحمن بن سِيَاه، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين [1] .
276- عبد الرحمن بن معاوية [2] .
أبو القاسم الطَّبَريّ الأُمويّ العُتْبيّ المصريّ.
عن: سعيد بن عُفَيْر، ويحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، وروح بن صلاح، ويوسف بن عدي.
وعنه: الطبراني، وابن هارون، وغيرهما.
توفي في شعبان سنة اثنتين وتسعين.
277- عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق [3] .
الأنطاكي الوراق المقرئ.
روى الحروف عن: أحمد بن حبيب.
وعنه: ابنه إبراهيم بن عبد الرزّاق، وأحمد بن يعقوب النّائب، وأبو بكر النّقّاش، ومحمد بن أحمد الدّاجونيّ، وجماعة.
وقيل: قرأ على ابن ذَكْوان [4] .
__________
[1] ورّخه أبو نعيم، وقال: مقبول القول، حدّث عن العراقيين وغيرهم الكثير.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن معاوية) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 240 وفيه: «العقبي» ، ووضع ناشره «العتبي» بين حاصرتين.
[3] انظر عن (عبد الرزاق بن الحسن) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 257 رقم 167، وغاية النهاية 1/ 384 رقم 1639.
[4] قال الداجوني: إنه قرأ على عبد الله بن ذكوان، قال: وقد قرأ على أيوب القاري بعد قراءته على ابن ذكوان. قال أبو عمرو الحافظ: وهذا لا يصح لأن أيوب مات سنة ثمان وسبعين ومائة، ومات عبد الرزاق في عشر التسعين ومائتين.
وقال ابن الجزري: قد أسند قراءته على أيوب بن تميم غير واحد من الأئمة ومثل الحافظ أبي العلاء وغيره، والله أعلم.(22/195)
278- عبد السلام بن أحمد بن سُهَيْل بن مالك.
أبو بكر البصْريّ نزيل مصر.
سمع: هشام بن عمّار، وعيسى بن زُغْبَة، وجماعة.
وعنه: حمزة الكِنَانيّ، وجعفر حيزان، وأبو سعيد بن يونس، وجماعة آخرهم موتًا الحسين بن رشيق.
قَالَ ابن يونس: كان صالحًا صدوقًا، تُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين.
279- عبد السّلام بن سهل البغداديّ السُّكَّريّ [1] .
نزيل مصر.
سمع: يحيى الحِمّانيّ، ومحمد بن عبد الله الأزديّ.
وعنه: ابن شَنَبُوذ المقرئ، والطَّبَرانيّ.
وتُوُفّي بمصر في ربيع الآخر أيضًا سنة ثمانٍ أيضًا. فقد اتفقا في أشياء.
280- عبد السّلام بن العبّاس الحمصيّ [2] .
عن: هشام بن عمّار، وعَمْرو بن عثمان، وطائفة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الصّمد بن سعيد الحمصيّ، وغيرهما.
281- عبد الصمد بن محمد بن أبي عِمران [3] .
أبو محمد العَيْنُونيّ [4] المقرئ.
قرأ على عَمْرو بن الصّبّاح صاحب حفص.
قرأ عليه: أبو بكر النّقّاش، ونظيف بن عبد الله، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق،
__________
[1] انظر عن (عبد السلام بن سهل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 248.
[2] انظر عن (عبد السلام بن العباس) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 248، 249.
[3] انظر عن (عبد الصمد بن محمد) في:
معجم البلدان 3/ 765، واللباب 2/ 370، ومعرفة القراء الكبار 1/ 263 رقم 179، وغاية النهاية 1/ 391 رقم 1666.
[4] العينوني: نسبة إلى عينون من قرى بيت المقدس.(22/196)
وصالح بن أحمد، وغيرهم.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين بعَيْنُون.
282- عبد العزيز بن أحمد [1] .
أبو القاسم البغداديّ.
عن: أبي كامل الجحدريّ.
وعنه: محمد بن مَخْلد، والطَّبَرانيّ.
283- عبد العزيز بن محمد.
أبو عَمْرو الحارثيّ الهمدانيّ.
عن: محمد بن عُبَيْد الأَسَدي، وهنّاد بن السَّريّ، وَسَلَمَةَ بن شبيب، وطائفة.
وعنه: ابن خرجة، ومحمد بن مُعَاذ الشّعْرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
ويُعرف بَعْمرُون.
284- عبد الغفار بن أحمد [2] .
أبو الفوارس الحمصيّ.
حدَّث بأصبهان عن: محمد بن مُصَفَّى، والمسيّب بن واضح، وعَمْرو بن عثمان، وطائفة.
وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، وعبد الله بن محمود بن محمد الأصبهانيّون [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 254.
[2] انظر عن (عبد الغفّار بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 132 وهو: عَبْد الغفّار بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله بن غبار.
[3] قال أبو نعيم: حدّث عنه القاضي والجماعة، قدم علينا سنة خمس وتسعين ومائتين، ورجع إلى حمص ومات بها.(22/197)
285- عبد الكبير بن محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس [1] .
أبو عمر الأنصاريّ البخاريّ الأندلسيّ البصْريّ.
عن: أبيه.
وعن: سليمان الشّاذكونيّ.
وعنه: الطَّبَراني.
توفّي سنة إحدى وتسعين [2] .
286- عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر المخزوميّ المصري [3] .
عن: أبيه.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي في رمضان سنة سبْعٍ وتسعين.
287- عُبَيْد الله بن أحمد بن سليمان [4] .
أبو محمد بن الصّنّام القُرَشيّ الرّمْليّ.
عن: أبي عُمَيْر عيسى بن النّحّاس، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وجماعة.
وعنه: أبو عمر بن فَضَالَةَ، والفضل بن جعفر المؤذّن، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة تسع وتسعين.
288- عُبَيْد الله بن طاهر بن الحسين [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الكبير بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 252 وفيه كنيته: «أبو عبيد» .
[2] لم يذكره أصحاب التراجم الأندلسية.
[3] انظر عن (عبد الملك بن يحيى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 247.
[4] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 227 وفيه «عبيد الله بن محمد» .
[5] انظر عن (عبيد الله بن طاهر) في:
تاريخ الطبري 9/ 258، 296، 310، 311، 313، 320، 323، 324، 342، 348، 376، 377، 380، 399- 401، 440، 549، 613 و 10/ 16، 41، 49، 119،(22/198)
الأمير أبو أحمد الخُزَاعيّ الطّاهريّ الخُراسانيّ.
وُلِد سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وروى عن: أبي الصَّلْت الهَرَويّ، والزُّبَيْر بن بكّار.
وعنه: الصُّوليّ، وعمر بن الحَسَن الأشْنانيّ، والطَّبَرانيّ، وغيرهم. ولم يذكره الحاكم في تاريخه.
وكان أديبًا شاعرًا محسنًا فصيحًا.
ولي إمرة بغداد مدة، ومات في شوّال سنة ثلاثمائة.
وهذه الأبيات السّائرة له:
وَاحَزَنِي [1] من فِراق قومٍ ... هُم المصابيحُ وَالحُصُونُ
وَالأُسْدُ وَالْمُزْنُ الرّواسي ... والأَمنُ والحِرْص وَالرُّكُونُ [2]
لم تتغيّر بنا [3] اللّيالي ... حتّى توفّتهم المنون
__________
[ () ] والمعجم الصغير للطبراني 1/ 239، 240 وفيه: «عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بن طاهر» ، وتاريخ بغداد 10/ 340- 344 رقم 5479، ومروج الذهب 3060، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 151، 237، 353 و 2/ 104 و 3/ 105، 359، 362، 5/ 19، 34، 73، وثمار القلوب 209، 292، 576، 611، 634، 646، 666، 693، وخاص الخاص 105، ويتيمة الدهر للثعالبي 1/ 98، والمطرب، له 259، 262، 269، 285، وأحسن ما سمعت، له 60، 73، 144، وأشعار أولاد الخلفاء 37، 113، 132، والفهرست لابن النديم 170، والأغاني 9/ 40- 48، وتحسين القبيح 54، وربيع الأبرار 4/ 121، 146، والأمالي للقالي 1/ 180 و 3/ 99، وأمالي المرتضى 1/ 449 و 2/ 119، والجليس الصالح 3/ 146، والتذكرة الحمدونية 1/ 440، و 2/ 264، 270، وسراج الملوك 349، ونثر الدرّ للآبي 4/ 83 و 5/ 29، والبصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي 6، رقم 623، والبيان والتبيين 3/ 45، وكتاب العصا لابن منقذ 304، والكامل في التاريخ 8/ 75، والمنتظم 6/ 118، 283، والفخري 274، ونزهة الألبّاء 121، ووفيات الأعيان 2/ 418، 520 و 3/ 89 (120- 123) و 4/ 340 و 5/ 93 و 6/ 412، 413، 417، 430، وصلة تاريخ الطبري لعريب 22، والديارات للشابشتي 71- 79، وسير أعلام النبلاء 14/ 62 رقم 32، والبداية والنهاية 11/ 119، والنجوم الزاهرة 3/ 180، 181، والأعلام 4/ 250، والروض المعطار 217، 252، 311، 384، وآثار البلاد 315، 395، 396.
[1] في وفيات الأعيان: «واحربا» .
[2] في وفيات الأعيان: «والأمن والخفض والسكون» .
[3] في وفيات الأعيان «لم تتنكّر لنا» .(22/199)
فكلُّ نارٍ لنا قلوبٌ ... وكلُّ ماءٍ لنا عُيُونُ [1]
ومن شعره:
سَقَتْني في لَيْلٍ شبيهٍ بشَعْرها ... شبيه بعين رقيب
فما زلت في ليلتي شعر ومن ... دُجى وشمسَيْن ووجه حبيب
وله:
ألم ترَ أنّ الدَّهر يهدم ما بنى ... ويأخذ ما أعطى ويفسد ما أَسْدى
فمن سَرَّه أنْ لا يرى من يَسُؤه ... فلا يتّخذ شيئًا يخاف له فَقْدا
وقد ولي الأمير عبيد الله إمرة بغداد مدة.
ومات في شوّال سنة ثلاثمائة.
289- عبيد الله بن المستملي أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد [2] .
أبو شُبَيْلٍ البغداديّ.
عن: أبيه، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
وعنه: أبو بكر بن الأنباريّ، وعثمان بن السمّاك، وأحمد بن كامل.
وثّقه الخطيب [3] .
وتُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين [4] .
290- عُبَيْد الله بن يحيى بن يحيى بن كثير [5] .
أبو مروان اللَّيْثيّ مولاهم الأندلسيّ القرطبيّ الفقيه.
__________
[1] الأبيات في: وفيات الأعيان 3/ 121.
[2] انظر عن (عبيد الله بن المستملي) في:
تاريخ بغداد 10/ 340 رقم 5478.
[3] في تاريخه.
[4] يوم الخميس لخمس ليال بقين من ذي القعدة.
[5] انظر عن (عبيد الله بن يحيى) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 250 رقم 764، وجذوة المقتبس للحميدي 261 رقم 581، وبغية الملتمس 355، وسير أعلام النبلاء 13/ 531- 533 رقم 264، والعبر 2/ 111، 112، والوفيات لابن قنفذ 197 رقم 298، وشذرات الذهب 2/ 231.(22/200)
حمل عن أبيه العلم، وسمع منه «الموطأ» ، ورحل للحجّ والتّجارة بعد موت والده.
وسمع بمصر من: محمد بن عبد الرحيم بن البرقيّ شيئًا يسيرًا.
وببغداد من: أبي هشام الرِّفاعيّ.
وطال عُمره، وتنافس أهل الأندلس في الأخذ عنه.
وكان جليلًا نبيلًا كبير الشأن.
ذكره ابن الفرض في «تاريخه» [1] فَقَالَ: روى عن أبيه عِلْمه، ولم يسمع بالأندلس من غيره. وكان رجلًا كريمًا عاقلًا، عظيم الجاه والمال، مقدَّمًا في الشُّورَى، منفردًا برئاسة البلد، غير مُدَافَع.
روى عنه: أحمد بن خالد، ومحمد بن أعْيَن، وأحمد بن مُطَرِّف، وأحمد بن سعيد بن حزم الصَّدفي لا الأُمويّ، وابن أخيه يحيى بن عبد الله بن يحيى، وكان آخر من حدَّث عنه شيخنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله، يعني ابن أخيه.
تُوُفّي في عاشر رمضان سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين، وصلّى عليه ابنه يحيى. وكانت جنازته مشهودة.
قَالَ ابن بَشْكُوال في غير «الصّلة» : كان مولى سمحا جوادا، كثير الصَّدقة والإحسان، كامل المروءة، رأى مرّةً شيخًا ضعيفًا، فأعطاه مائة دينار. ولقد قِيلَ إنّه شوهد يوم موته البواكي عليه من كلّ ضَرْب، حتّي اليهود والنَّصَارى. وما شوهد قطّ مثل جنازته، ولا سُمِع أحدٌ حكى أنَّه شهد بالأندلس مثلَها، رحمه الله.
291- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الرّحيم [2] .
أبو القاسم بن البَرْقيّ المصريّ.
__________
[1] ج 1/ 250
[2] انظر عن (عبيد الله بن محمد البرقي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 236.(22/201)
عن: ابنه، وعبد الرحمن بن يعقوب، ويحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد الحدّانيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين.
قَالَ النَّسائيّ: صالح، ويقال: إنّه روى عنه.
292- عُبَيْد الله بن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه [1] .
القاضي أبو بكر العُمَريّ المدنيّ.
عن: إسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة الزُّهريّ، وأبي الطاهر بن السَّرح المصريّ، وغيرهم.
وعنه: خيثمة، وأبو علي بن هارون، والطَّبَرانيّ، وجماعة.
قَالَ النَّسائي: كذاب [2] .
وقال أبو القاسم بن عساكر [3] : ولي قضاء حمص وأنطاكية، وولى قضاء دمشق أيام خُمَارَوَيْه بن طولون.
قلت: حدَّث في سنة ثلاثٍ وتسعين.
قلت: حدَّث في سنة ثلاثٍ وتسعين.
293- عُبَيْد العِجْل [4] .
واسمه حسين بن محمد بن حاتم الحافظ أبو عليّ البغداديّ.
عن: داود بن رشيد، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، ومحمد بن عبد الله بن عمار، والوليد بن شجاع السكوني، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 235، 236، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي 25 رقم 72، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 398، والمغني في الضعفاء 2/ 418 رقم 3948، وميزان الاعتدال 3/ 15 رقم 5392، والبداية والنهاية 3/ 29، ولسان الميزان 4/ 112 رقم 229.
[2] تاريخ دمشق.
[3] في تاريخ دمشق.
[4] انظر عن (عبيد العجل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 140، وتاريخ بغداد 8/ 93، 94 رقم 4191.(22/202)
وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وعثمان بن السنة، والطبراني، وآخرون.
قال الخطيب [1] : كان متقنا حافظا.
وقال ابن المنادي: كان من المتقدمين في حفظ «المسند» خاصة.
وقال ابن قانع: توفي في صفر سنة أربع وتسعين.
قلت: وكان من تلامذة ابن مَعين، وهو لقّبَه بعُبَيْد العِجْل.
قَالَ ابن عقْدَة، فيما رواه عنه ابن عديّ: كنّا نحضر مع عُبَيْد [عند الشيوخ وهو شاب] [2] فيتخّير لنا، فإذا أخذ الكتاب بيده طار ما في رأسه، فنكلِّمُه فلا يردّ، فإذا فرغ قلنا: كلّمناك فلم تُجِبْنا.
قَالَ: إذا أخذت الكتاب بيدي يطير عنّي ما في رأسي، يمّر بي حديث الصَّحابي، [فكيف أجيبكم] وأنا أحتاج أن أفكر في مُسْنَد ذلك الصَّحابي من أوله إلى آخره، هل الحديث فيه أم لا؟ أخاف أن أزلّ في الانتخاب، وأنتم شياطين قد قعدتم حولي [3] .
294- عثمان بن عَمْرو [4] أبو عَمْرو الضَّبّيّ البصْريّ.
عن: الوليد الطَّيالِسيّ، وعبد الله بن رجاء، وعمرو بن مرزوق، وغيرهم.
وعنه: الطّبرانيّ.
__________
[1] في تاريخ بغداد 8/ 94 قال، «وكان ثقة حافظا متقنا» .
[2] في تاريخ بغداد «فينتخب» .
[3] تاريخ بغداد 8/ 94 والزيادة منه، وتتمّته: «تقولون: لم انتخبت هذا؟ وهذا حدّثناه فلان» .
[4] انظر عن (عثمان بن عمرو) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 189 وفيه «عثمان بن عمر» .(22/203)
295- عليّ المكتفي باللَّه [1] .
أمير المؤمنين أبو محمد ابن الخليفة المعتضد باللَّه أبي العبّاس أحمد بن الموفّق أبي أحمد طلحة ابن الخليفة المتوكّل على الله جعفر بن المعتصم بن الرشيد العبّاسيّ.
__________
[1] انظر عن (المكتفي باللَّه الخليفة) في:
تاريخ الخلفاء لابن ماجة 50، وتاريخ الطبري 10/ 36، 37، 41، 47، 68، 71. 79، 87- 139، والتنبيه والإشراف 321- 326، ومروج الذهب 8، 32، 770، 1613، 3249، 3285، 3357- 3396، 3471، 3537، 3543، 3619، 3626، والعقد الفريد 4/ 166 و 5/ 126، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 79، 168، 207 و 2/ 9، 10، 174، 307، 310، 311، 395، و 3/ 109، 189، 193، 229، 233 و 4/ 370 و 5/ 24، ونشوار المحاضرة، له 1/ 75، 260، 288، 290، 316، و 2/ 24، 73، 316، 317 و 3/ 193، 260، 268، 269 و 4/ 72، 151، 179 و 5/ 42، 43، 64، 215 و 6/ 122، 133، 134 و 7/ 201، 202، 256، 275 و 8/ 38، 110، 156، 157، وأمالي المرتضى 1/ 593، 595، 596، وولاة مصر للكندي 267- 269، 271، 273، 277- 279، 285، والولاة والقضاة، له 243- 245، 247، 251، 258، 266، 518، وخلاصة الذهب المسبوك 237، 240، 177، وثمار القلوب 190، 513، 682، 687، وتاريخ أخبار القرامطة 22، 24، 28، 35، 70، 75، 82، 86، 87، 89، 91، 102، ونصوص ضائعة 9، 14، وتاريخ بغداد 11/ 316- 318 رقم 6121، والمنتظم 6/ 31- 33 و 79، 80 رقم 106، والكامل في التاريخ 7/ 516 و 8/ 8، وتاريخ حلب للعظيميّ 48، 89، 120، 138، 272، 274، 276، والإنباء في تاريخ الخلفاء 150- 152، وتاريخ سنيّ ملوك الأرض 172، وتاريخ الزمان 49، 50، وتاريخ مختصر الدول 15، 154، والفخري 258، 259، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 168، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61، 62، وتاريخ ابن الوردي 1/ 249، والعبر 2/ 102، وسير أعلام النبلاء 13/ 479- 485 رقم 231، ودول الإسلام 1/ 179، ومرآة الجنان 2/ 224، ووفيات الأعيان 1/ 405 و 2/ 114، 181، 249 و 3/ 362 و 4/ 356، 359، 360 و 5/ 57، 157 و 6/ 198- 200، 425، 429، 430، والبداية والنهاية 11/ 94، 95، 104، 105، والنجوم الزاهرة 3/ 183، ومآثر الإنافة 1/ 368- 374، وتجارب الأمم 1/ 2، وتحفة الوزراء، 44، 123، 124، والعيون والحدائق ج 154/ 137، 140، 158، والوزراء للصابي 29، 56، 80، 130، 143، 144، 148، 153، 154، 158، 162، 172، 210، 249- 252، 266، 268، 289، 308، 317، 387، وكنز الدرر (الدّرة المضيّة) 41، 42، 71، 73- 76، 80، 81، 86، 7.، وزبدة الحلب 1/ 85- 87، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 302، ومقاتل الطالبيين 697، وآثار البلاد 453، 486، والأعلاق الخطيرة 126، وأخبار الدول 165، وشذرات الذهب 2/ 219، والروض المعطار 14، ونهاية الأرب 23/ 11- 23، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 174، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 600- 603.(22/204)
وُلِد سنة أربعٍ وستّين ومائتين، وكان يُضْرَب المثل بحُسْنه في زمانه.
كان معتدل القامة، دُرّيّ اللون، أسود الشَّعر، حَسَن اللّحْية، جميل الصُّورة [1] .
بُويع بالخلافة عند موت والده في جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وثمانين، فكانت أيّامة ستّة أعوام ونصفًا. أخذ له أبوه الْبَيْعَةَ في مرضه، ونهض بأعبائها الوزير أبو الحسن القاسم بن عُبَيْد الله.
ومات شابًّا في ذي القعدة سنة خمسٍ وتسعين. بويع من بعده أخوه جعفر المقتدر، وقد دخل في أربع عشرة سنة، بتفويض المكتفي إليه في مرضه، بعد أن سأل وصحّ عنده أنه قد احتلم.
وذكر أبو منصور الثَّعالبي قَالَ: حكى إبراهيم بن نوح أنّ الّذي خلّفه المكتفي، مما جمعه هو وأبوه: مائة ألف ألف دينار عَيْن [2] ، وأمتعة وعقار وأواني، فكان من تلك الأمتعة، ثلاثٌ وستُّون ألف ثَوْب.
296- عليّ بن أحمد بن الصَبّاح القَزْوينيّ [3] .
الحافظ المعروف بابن أبي طاهر.
روى عنه: ابن أبي حاتم بالإجازة في تصانيفه [4] .
ثقة، سمع بقزوين: إسماعيل بن توبة.
وفي رحلته من: بُنْدار، وطبقته بالعراق.
ومن: دُحَيْم، وهشام بن عمّار بالشّام.
وثّقه الخليليّ قَالَ: سمعت الحَسَن بن أحمد بن صالح يحكي عن سليمان بن يزيد، أنّ عليّ بن أبي طاهر لمّا دخل الشام وكتب الحديث، جعل
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 318.
[2] قال المؤلّف- رحمه الله-: «هو بعيد جدّا» . (سير أعلام النبلاء 13/ 484) .
[3] انظر عن (علي بن أحمد بن الصبّاح) في:
التدوين في أخبار قزوين للرافعي 3/ 329، 330، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 9/ 21.
[4] التدوين 3/ 330.(22/205)
كُتُبَه في صندوق وعمله بالقبر، وركب البحر، فاضطّربت السّفينة وماجت بهم، فألقى الصَّنْدوق في البحر ثمّ سكنت السّفينة، فلمّا خرج منها أقام على السّاحل ثلاث ليالٍ يدعو الله، ثم سجد في الليلة الثّالثة، وقال: إنْ كان طلبي ذلك لوجهك وحبّ رسولك فأغِثْني بردّ ذلك. فرفع رأسه، فإذا بالصندوق مُلْقى عنده [1] .
قَالَ: فرجع، وأتى على ذلك بُرْهة من الدَّهْر، فقصدوه لسماع الحديث، فامتنع منه.
قَالَ: فرأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي منامي، ومعه عليّ رضي الله عنه، فَقَالَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لي: يا عليّ من عامل الله بما عاملك على شطّ البحر، لا يمتنع من رواية أحاديثي.
فقلت: قد تبت إلى الله، فدعا لي وحثني على الرّواية.
ذكرها الخليليّ في مشايخ أبي الحَسَن القطّان.
وقال: مات سنة نيِّفٍ [2] وتسعين ومائتين.
297- عليّ بن أحمد بن النَّضر أبو غالب الأزْدي البغداديّ [3] .
أخو محمد.
عن: عاصم بن عليّ، وسَعْدُوَيه الواسطيّ، ويحيى بن يوسف الزّمن، وعليّ بن المدينيّ، وعبيد الله العبْسيّ.
وعنه: جعفر الخالديّ، وابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، والطّبرانيّ، وطائفة.
قال الدّار الدّارقطنيّ: ضعيف [4] .
__________
[1] في نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «ملقى عند رأسه» .
[2] في: التدوين في أخبار قزوين 3/ 330: «توفي سنة ست وتسعين ومائتين» .
[3] انظر عن (علي بن أحمد بن النضر) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 193، وتاريخ بغداد 11/ 316 رقم 6120.
[4] تاريخ بغداد.(22/206)
وقال أحمد بن كامل: تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين وقال: لا أعلمه ذُمَّ في الحديث [1] .
298- عليّ بن إسحاق بن إبراهيم [2] .
أبو الحَسَن الأصبهانيّ الملقَّب بالوزير.
سمع: إسماعيل بن موسى الفرّاء، وأبا كُرَيْب، والحَسَن بن قَزَعَة، وعبد الجبار بن العلاء المكّيّ، وطائفة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأحمد بن بُنْدار، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين، وقيل: سنة ثمانٍ.
وقيل له: الوزير، لأنه كان يقوم بمصالح أحمد بن الفُرات الحافظ [3] .
قَالَ أبو الشّيخ: كان حَسَن الحديث.
299- عليّ بن جَبَلَة بن رُسْتَة بن زيد بن جَبَلَة [4] .
أبو الحَسَن التميميّ الأصبهانيّ.
سمع: الحسين بن حفص، وإسماعيل بن أبي أُوَيْس.
وعنه: الطَّبَراني، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهّاب، وأبو الشَّيخ، وآخرون.
تُوُفّي سنة إحدى أو اثنتين وتسعين على قولين.
300- عليّ بن الحسين بن شَهْرَيار الرّازيّ.
نزل نَيْسابُور، وحدَّث عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى المدنّي.
وعنه: محمد بن داود بن سليمان، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن
__________
[1] تاريخ بغداد.
[2] انظر عن (علي بن إسحاق) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 198، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 11، 12.
[3] وقال أبو نعيم: كان يقوم بحوائج أبي مسعود الرازيّ.
[4] انظر عن (علي بن جبلة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 197، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 8.(22/207)
مهران، وأحمد بن منيع، وخلْق.
وهو والد الحافظ أبي بكر أحمد بن عليّ الرّازيّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين، قاله حفيده أبو الحَسَن.
وفي بعض النُّسَخ اسم أبيه: الحَسَن [1] .
301- على بن الحسين بن الْجُنَيْد [2] .
أبو الحسن الرّازيّ الحافظ، ويُعرف ببلده بالمالكيّ، لجَمْعه حديثَ مالك. وكان واسع الرّحلة، بصيرًا بهذا الفنّ، خبيرًا بالرّجال والعِلَل.
سمع: أبا جعفر النُّفَيْليّ، والمعافي بن سليمان، وجماعة بالجزيرة.
وصفوان بْن صالح، وهشام بْن عمّار، وجماعة بدمشق.
وأبا مصعب الزُّهْريّ، وجماعة بالحجاز.
وأحمد بن صالح، وطائفة بمصر.
ومحمد بن عبد الله بن نُمَير، وغيره بالكوفة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وأَحْمَد بْن إسحاق الضُّبَعيّ الفقيه، ودَعْلَج السّجْزيّ، وأبو أحمد العسّال، وإسماعيل بن نُجَيْد، وأحمد بن الحَسَن بن ماجة، وطائفة.
وقع لي حديثه بعُلُوّ، وكان يحفظ حديث مالك وحديث الزُّهْريّ.
وتُوُفّي في آخر سنة إحدى وتسعين.
قَالَ ابن أبي حاتم [3] : صدوق ثقة.
وأرّخه الخليليّ سنة ثمانٍ وثمانين.
__________
[1] وهو غير «علي بن الحسين بن شهريار» وكنيته أبو الحسن البغدادي، الّذي في: تاريخ بغداد 11/ 394 رقم 6270.
[2] انظر عن (علي بن الحسين بن الجنيد) في:
الجرح والتعديل 6/ 179 رقم 981، والعبر 2/ 89، ودول الإسلام 2/ 176، وسير أعلام النبلاء 14/ 16، 17 رقم 7، وتذكرة الحفّاظ 2/ 671، 672، وطبقات الحفّاظ 392، 293، وشذرات الذهب 2/ 208.
[3] في الجرح والتعديل 6/ 179.(22/208)
وقال: هو حافظ علم مالك بن أَنَس صاحبه.
302- عليّ بن الحسين بن عبد الرّحيم [1] .
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ.
حدَّث عن: بِشْر بن الحَكَم، وإسحاق بن راهَوَيْه.
وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ، وغيره بجُرْجان.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
303- عليّ بن الحسين بن مِهْران.
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ الصّفّار. آخر من مات من أصحاب يحيى بن يحيى التّميميّ. أثنى عليه إبراهيم بن أبي طالب.
روى عنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ الحافظ.
تُوُفّي في رجب سنة خمس وتسعين.
وروى أيضا عن: إسحاق بن راهوَيْه، وعلي بن حُجْر.
304- عليّ بْن حسنوية البغدادي القطان [2] .
عَنْ: محمد بن زياد الزّياديّ، وحَوْثَرة المقرئ، والحَسَن بن عرفة، وطبقتهم.
وعنه: أبو الحسن الزَّيْنبيّ، وعليّ الرّزّاز.
ورّخه الخطيب ووثَّقه.
305- عليّ بن حماد بن هشام العسكريّ الخشّاب [3] .
عن: عليّ بن المدينيّ، وعبد الأعلى الذّمّيّ، وطبقتهما.
وعنه: مخْلَد الباقرحيّ، ومحمد بن أحمد العطشي، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسين بن عبد الرحيم) في:
تاريخ جرجان للسهمي 423.
[2] انظر عن (علي بن حسنويه) في:
تاريخ بغداد 11/ 421، 422 رقم 6300.
[3] انظر عن (علي بن حمّاد) في:
تاريخ بغداد 11/ 420، 421 رقم 6298.(22/209)
توفّي سنة ثلاثمائة أيضًا.
306- عليّ بن رازح بن رجب الخَوْلانيّ.
المصريّ.
عن: حَرْمَلَة، ومحمد بن رُمْح.
وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: مات سنة سبْعٍ وتسعين.
307- عليّ بن سعيد بن بشير بن مهران [1] .
أبو الحَسَن الرّازيّ الحافظ نزيل مصر.
عن: عبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسي، وجُبَارَة بن المُغَلِّس، وعبد الرحمن بن خالد بن نجِيح المصريّ، وبِشْر بن مُعَاذ العَقَديّ، ومحمد بن هاشم البَعْلَبَكيّ، ونوح بن عَمْرو السَّكْسكيّ، وخلْق كثير.
وعنه: أبو سعيد بن الأَعرابي، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، ومُحَمَّد بن أحمد بن خَرُوف، وسليمان الطَّبَرانيّ، والحَسَن بن رشيق، وآخرون.
قَالَ حمزة السَّهْميّ: سألت الدّار الدَّارَقُطْنيّ عنه، فَقَالَ: لم يكن في حديثه بذلك. سمعت بمصر أنّه كان والي قرية، وكان يطالبهم بالخراج فَيُمَاطَلُونَه، فجمع الخنازير في المسجد، فقلت: كيف هو بالحديث؟
قَالَ: حدَّث بأحاديث لم يُتَابَع عليها.
وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ، ومات في ذي القعدة سنة تسع وتسعين.
قلت: وكان يُعرف بعُلَيْك. والعجم إذا أرادوا أن يصغّروا اسمًا زادوه كافًا، فهو علامة التّصغير في لسانهم.
__________
[1] انظر عن (علي بن سعيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 195، 196، وتاريخ جرجان للسهمي 267، وسير أعلام النبلاء 14/ 145، 146 رقم 80، والعبر 2/ 120، وتذكرة الحفاظ 2/ 747، 748، والوافي بالوفيات 3/ 190، 191، وطبقات الحفاظ 315، والنجوم الزاهرة 3/ 184، وشذرات الذهب 2/ 234، 235.(22/210)
308- عليّ بن سعيد العسكريّ [1] .
الحافظ. صاحب كتاب «السّرائر» .
سيأتي سنة ثلاث عشر وثلاثمائة.
309- عليّ بن طَيْفور بن غالب النَّشَويّ [2] .
أبو الحَسَن نزيل بغداد.
سمع: قُتَيبة بن سعيد.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو بكر القَطِيعيّ، وعمر بن نوح البجليّ، وجماعة.
توفّي سنة ثلاثمائة، في صَفَر.
وثّقه أبو بكر الخطيب [3] .
310- عليّ بن عمر بن توبة الخَولانيّ المَوْصليّ.
عن: عليّ بن المَدينيّ، وأبي بكر بن أبي شَيْبة، وجماعة.
وعنه: يزيد الأزديّ في تاريخه.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
311- عليّ بن غالب بن سلام.
أبو الحَسَن السَّكْسكيّ البَتَلْهيّ [4] .
عن: عليّ بن المدينيّ، وعبد الأعلى النّرسيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (علي بن سعيد العسكري) في:
تاريخ جرجان للسهمي 303 رقم 520، والأنساب 391 ب، وتذكرة الحفاظ 2/ 749، وسير أعلام النبلاء 14/ 463، 464 رقم 253، والعبر 2/ 114، ومرآة الجنان 2/ 236، وطبقات الحفاظ 315، وشذرات الذهب 2/ 246، والرسالة المستطرفة 55، وإيضاح المكنون 2/ 302، ومعجم المؤلفين 7/ 99 وفيه: «علي بن سعد» .
[2] انظر عن (علي بن طيفور) في:
تاريخ بغداد 11/ 442 رقم 6344، والمنتظم 6/ 119 رقم 167، والكامل في التاريخ 8/ 75.
[3] في تاريخه.
[4] البتلهي: بفتح الباء والتاء فوقها نقتطان وتسكين اللام ثم الهاء، نسبة إلى بيت لهيا من أعمال دمشق بالغوطة.
وهذه النسبة استدركها ابن الأثير (في اللباب 1/ 119) ولم يذكرها ابن السمعاني في «الأنساب» .(22/211)
وعنه: أحمد بن محمد بن فُطَيْس، وأبو عليّ بن آدم، وأبو عليّ بن هارون، وأحمد بن سعيد بن أبي العجائز، وعبد الله بن الناصح، وآخرون.
وقع لنا نسخة عليّ بن المَدِينيّ من طريقه، وقد حدَّث ببيت لهيا في ذي العقدة سنة إحدى تسعين.
312- عليّ بن القاسم الضّبّيّ البغدادي [1] .
عن: العلاء بن مَسَلْمَة، وحَجّاج بن الشّاعر.
وعنه: أبو عمر بن السّمّاك، وأبو عليّ بن الصّوّاف.
مات سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
313- عليّ بن محمد بن عبد الوهّاب بن جَبَلة [2] .
أبو أحمد المروزيّ الكاتب.
حدّث بأصبهان في سنة إحدى أيضا.
عن: يحيى بن هاشم السّمسار، وعبد الله بن صالح العِجْليّ، وأبي بلال الأشعريّ، والحَسَن بن بشير البَجَليّ.
وعنه: أحمد بن بُنْدار الشّعّار، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب [3] : تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
314- عليّ بن محمد بن عيسى [4] .
أبو الحَسَن الخُزَاعيّ الهَرَويّ الْجَكّانيّ [5] . وجَكّان: محّلة على باب هَرَاة.
كان مُسْنَد وقته ببلده،
__________
[1] انظر عن علي بن القاسم) في:
تاريخ بغداد 12/ 52 رقم 6432.
[2] انظر عن (علي بن محمد بن عبد الوهاب) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 197، وتاريخ بغداد 12/ 61، 62 رقم 6448.
[3] في تاريخه 12/ 62.
[4] انظر عن (علي بن محمد بن عيسى) في:
معجم البلدان 2/ 148.
[5] الجكّانيّ: بفتح الجيم، وتشديد الكاف.(22/212)
رحل وسمع: أبا اليمان، وآدم بن أبي إياس، ويحيى بن صالح الوُحَاظيّ، ومحمد بن وهْب بن عطية، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ الرّخّاء، وأبو محمد أحمد بن عبد الله المُزَنيّ، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خَمْرُوَيْه، وطائفة.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين وقد وُثِّق [1] .
315- عليّ بن أحمد بن يزيد بن عُلَيْل.
أبو الحسن المصريّ.
عن: محمد بن رُمْح، وحَرْمَلَة، وجماعة.
وعنه: ابن يونس، والمصريّون.
توفّي سنة ثلاثمائة.
316- عِمران بن موسى بن حُمَيْد.
أبو القاسم المصريّ، ابن الطّبيب.
عن: يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، وجماعة.
وعنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو بكر النّقّاش صاحب «التّفسير» ، وحمزة الكِنانيّ.
توفي في شوّال سنة خمس.
__________
[1] وقال أبو نراب محمد بن إسحاق الموصلي: كنا في مجلس عبد الله بن حنبل ببغداد، فحدّثنا عن أبيه، عن أبي اليمان بحديث، وإلى جنبي رجل هروي لم يكتب ذلك الحديث، فقلت له: لم لم تكتب؟ فقال: حدّثنا شيخ لنا ثقة مأمون بهراة، عن أبي اليمان، وهو حيّ يقال له علي بن محمد بن عيسى الجكّانيّ، فكان ذلك سبب خروجي إلى خراسان، فلما دخلت هراة سألت عن منزل علي بن محمد الجكّانيّ، فدلّوني على منزله، فبقيت أستأذن كل يوم ولا يأذن لي، إلى أن قعدت يوما على بابه، فأذن لجماعة من جيرانه، فدخلت معهم، فكلّموه، فلما قاموا التفت إليّ فقال: لم دخلت داري بغير إذني؟ فقلت: قد استأذنت غير مرة فلم يؤذن لي، فلما أذن للقوم دخلت معهم، قال: وكان على فراش وتحته من التراب ما الله به عليم، فقال: ولم جلست على تكرمتي بغير إذني؟ فمددت يدي وقلبتها على الفراش ونثرت من ذلك التراب عليه وقلت:
هذه تكرمة؟! فوجد عليّ وأسمعني، فاستشفعت إليه بأبي الفضل بن أبي سعد، فقال: ليس له عندي إلا طبق واحد فليجمع فيه ما شاء من حديثي، فكتب لي أبو الفضل بخط يده طبقا من حديثه على الورق الجيهاني الكبير جمع فيه كل حديث كبير، فأتيته به، فقال: هه، اقرأ، فكنت أقرأ عليه وهو ينقطع إلى أن قرأته، فقال: قم الآن ولا أراك بعدها.(22/213)
317- عمر بن أحمد بن بشر [1] .
أبو الحسين، وقيل أبو بكر بن السني البغدادي.
حدث بأصبهان [2] عَنْ: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، وعبد الحميد بن بَيَان، وغيرهما.
وعنه: أحمد بن جعفر السّمسار، وأبو بكر القبّاب.
بقي إلى سنة ستٍّ وتسعين.
وقال الخطيب أبو بكر [3] : عامة أحاديثه مستقيمة.
318- عمر بن حفص السَّدُوسيّ البصْريّ [4] .
أبو بكر.
سمع: عاصم بن عليّ، وكامل بن طلحة، وأبا بلال الأشعريّ.
وعنه: جعفر الخُلْديّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وحبيب القزّاز، وسليمان الطّبَرانيّ، وجماعة.
وثّقه الخطيب [5] .
وتُوُفّي في صفر سنة ثلاثٍ وتسعين.
319- عمر بن حفص الهَمداني البُخاريّ [6] السّبيريّ [7] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 217، 218 رقم 5932، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 30/ 466، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 374 رقم 1141.
[2] في سنة ست وتسعين ومائتين. (تاريخ دمشق) .
[3] في تاريخ بغداد 11/ 217.
[4] انظر عن (عمر بن حفص) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 185، وتاريخ بغداد 11/ 216، 217 رقم 5930.
[5] في تاريخه.
[6] انظر عن (عمر بن حفص الهمدانيّ) في:
الأنساب لابن السمعاني 7/ 38، واللباب 2/ 102، ومعجم البلدان 3/ 187.
[7] السّبيريّ: بفتح السين المهملة، بعدها باء منقوطة بواحدة مكسورة، ثم ياء منقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الراء.(22/214)
نسبة إلى قرية ببُخَارى [1] .
سمع: عليّ بن حُجْر، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ.
وعنه: محمد بن محمد بن صابر، وغيره.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين في صَفَر، وله مائة سنة.
ويُعرف بالرّباطيّ.
320- عَمْرو بن بحر الأَسَديّ الصُّوفيّ.
أكْثَرَ من التَّطْواف، وصحِب ذا النون المصريّ.
وسمع من: هشام بن عمّار، ودُحَيْم.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، والأصبهانيّون.
321- عَمْرو بن حازم القُرَشيّ [2] .
عن: صفوان بن صالح الدّمشقيّ، ومحمد بن رُمْح، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر النّقّاش، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، وغيرهم.
توفّي قبل الثلاثمائة.
322- عَمْرو بن الحافظ أبي زُرْعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو النَّصْريّ الدّمشقيّ [3] .
عن: سليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وهشام بن عمّار، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن النّاصح.
حدَّث سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
323- عَمْرو بن عبد الله بن عبد الوهّاب.
أبو الحَسَن الصَّدَفيّ، مولاهم المصريّ.
روى عن: أحمد بن صالح المصريّ، وغيره.
__________
[1] اسمها: «سبيرى» .
[2] انظر الّذي بعده.
[3] الموجود في: المعجم الصغير للطبراني 1/ 258: «عمرو بن حازم أبو الجهم الدمشقيّ» ، حدّث عن: سُلَيْمَان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل.
وليس فيه: عَمْرو بن الحافظ أبي زُرْعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقيّ، فليراجع.(22/215)
قَالَ ابن يونس: كان يَغْشَى والدي، وكان صالحا.
توفّي في ذي العقدة سنة ... [1] وتسعين، وكان مُوَثَّقًا.
324- عَمْرو بن عثمان المكّيّ الزّاهد [2] .
شيخ الصُّوفيّة.
قِيلَ: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين، وقيل: غير ذلك.
وسيأتي بعد الثلاثمائة.
وذكر السُّلميّ أنه مات ببغداد [3] ، وكان قد قدِم من مكّة. وقد ولي قضاء جَدّة، فما عاده الجنيد في مرضه [4] .
__________
[1] في الأصل بياض، ولم نعرف سنة وفاته.
[2] انظر عن (عمرو بن عثمان المكيّ) في:
طبقات الصوفية للسلمي 200- 205، وحلية الأولياء 10/ 291- 296 رقم 573، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 33، والرسالة القشيرية 28، وتاريخ بغداد 12/ 223- 225، رقم 6673، والمنتظم 6/ 93 رقم 126، وصفة الصفوة 2/ 440- 442 رقم 305، ودول الإسلام 1/ 181، والعبر 2/ 107، 140، ومرآة الجنان 2/ 227، 228، وشذرات الذهب 2/ 225، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 157- 159، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 104، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 149، 158، (343، 344 رقم 84) ، ونفحات الأنس 84، والنجوم الزاهرة 3/ 180، 184، 308، وكشف المحجوب 309، والتعرف 12، وهدية العارفين 1/ 803، والفتوى الحموية الكبرى 49- 51.
[3] قال السلمي: مات ببغداد سنة إحدى وتسعين ومائتين، ويقال: سبع وتسعين، والأول أصحّ، وروى الحديث. (طبقات الصوفية 201) وقال: كان ينتسب إلى الجنيد في الصحبة، وهو عالم بعلوم الأصول، وله كلام حسن.
[4] تاريخ بغداد 12/ 224.
وقال أبو نعيم: «من أئمة المتصوّفة، قدم أصبهان زائرا لعليّ بن سهل، له المصنّفات الكثيرة في علم المعاملات والأجوبة اللطيفة في العبارات والإشارات. سمع يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان. وقال أبو محمد بن حبّان: قدم سنة ست وتسعين ومائتين. توفي بمكة بعد الثلاثمائة، وقيل: قبل الثلاثمائة، وقيل: قدم أصبهان سنة إحدى وتسعين» . (ذكر أخبار أصبهان 2/ 33) .
وقال الخطيب: الصحيح أنه مات ببغداد قبل سنة ثلاثمائة.
ونقل الخطيب قول السلمي في طبقات الصوفية من أن المكيّ «مات سنة سبع وتسعين ومائتين، ويقال سنة إحدى وتسعين ومائتين، وهذا أصح» ، فقال الخطيب: بل سنة سبع وتسعين أصح لأن أبا محمد بن حبّان ذكر قدومه أصبهان في سنة ست وتسعين، وكان ابن حبّان حافظا ثبتا ضابطا متقنا. (تاريخ بغداد 12/ 225) .(22/216)
325- عيسى بن خدابنده.
أبو موسى الأزديّ.
عن: موسى بن عامر، وصالح بن حكيم.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وأبو القاسم بن أبي العقب، وجماعة.
توفّي سنة ثلاثمائة.
326- عيّاش بن محمد بن عيسى البغداديّ الجوهريّ [1] .
عن: سُرَيْج بن النعمان [2] ، وأحمد بن حنبل.
وعنه: أبو بكر الْجِعابي، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وثّقه الخطيب [3] ، وتُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين [4] .
327- عيسى بن محمد بن عيسى [5] .
أبو العبّاس الطَّهْمانيّ المَرْوَزِيّ الكاتب اللُّغَويّ، إمام أهل اللُّغَة في زمانه.
سمع: إسحاق بن راهويه، وعليّ بن حجر، وعليّ بن خَشْرَم، وطائفة.
وعنه: أحمد بن الخضر، ويحيى بن محمد العنْبريّ، وعمر بن علك الجوهريّ.
وكان رئيسا نبيلا كثير الفضائل [6] .
__________
[1] انظر عن (عيّاش بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 256، وفيه: «عباس بن محمد» ، وتاريخ بغداد 12/ 279 رقم 6719.
ولم يذكره ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة مع أنه يروي عن الإمام أحمد.
[2] في المعجم الصغير: «شريح بن يونس» ، وفي تاريخ بغداد: «سريج بن يونس» وهو الصحيح.
[3] في تاريخه.
[4] في شهر جمادى الآخرة.
[5] انظر عن (عيسى بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 170، 171 رقم 5870، واللباب 2/ 291، 292، والعبر 2/ 96، وسير أعلام النبلاء 13/ 571، 572 رقم 295، ومرآة الجنان 2/ 221، وشذرات الذهب 2/ 210، 211.
[6] وثّقه الخطيب.(22/217)
سمع الحاكم والده يقول: سمعتُ أبا العباس عيسى الطَّهْمانيّ يقول:
رأيت بخوارزم امرأة لا تأكل ولا تشرب ولا تَرُوث.
وقال: أبو صالح محمد بن عيسى: تُوُفّي في صفر سنة ثلاث وتسعين.
قال الحاكم: سمعتُ أبا زكريّا العنْبريّ يقول: سمعتُ أبا العبّاس، فذكر قصّة المرأة التي لا تأكل ولا تشرب، وأنها عاشت كذلك نيّفًا وعشرين سنة.
فَقَالَ: إنّ الله مُظْهِرًا ما شاء من آياته، فيزيد الإسلام بها عزًا وقوّة، وإنّ ممّا أدركنا عيانا، وشاهدناه في زماننا أنْ وردتُ عان [1] مدينةً من مدائن خوارزم، بينها وبين المدينة العظمى نصف يوم، فأُخبرت أنّ بها امرأة من نساء الشُّهداء رأت رؤيا كأنها أطْعمت في منامها شيئًا، فهي لا تأكل ولا تشرب منذ عهد عبد الله بن طاهر، ثمّ مررت بها سنة اثنتين وأربعين، فرأيتها وحدَّثتني بحديثها، ثمّ رأيتها بعد عشر سنين مشْيَتُها قوية، وإذا هي امرأة نَصَف، جيدة القامة، حَسنة البِنْية، متورِّدة الخَدين، فسايرتني وأنا راكب. فعرضت عليها مركبًا، فأبت وَبَقِيَتْ تمشي معي.
وحضر مجلس محمد بن حَمْدَوَيْه الحارثيّ، وهو فقيه قد كتب عنه موسى بن هارون، وَكَهْلٌ له عبارة وبيان يُسَمّى عبد الله بن عبد الرحمن، وكان قد تخلّف أصحاب في ناحيته، فسألتهم عنها، فأحسنوا القول فيها، وأثنوا عليها، وقالوا: أمرُها ظاهر، ليس فينا من يختلف فيه.
قال عبد الله: أنا أسمع أمرها من أيّام الحداثة، وقد فرَّغْت بالي لها، فلم أر إلّا ستْرًا وعَفَافًا. ولم أعثر على كذب في دعواها. وذكر أنّ من كان يلي خوارزم كانوا يُحْضِرونها الشَّهر والشَّهْرين في بيتٍ، ويُغلقون عليها.
قَالَ: فلمّا تواطأ أهل النّاحية على تصديقها سالتها، فقالت: اسمي رَحْمة بنت إبراهيم، كان لي زوج نجّار يأتيه رزقه يومًا فيومًا. وأنّها ولدت عدّة أولاد.
وجاء الأقطع ملك التُّرْك الغَزّيّة، فعبر الوادي عند جموده إلينا في زهاء ثلاثة آلاف فارس.
__________
[1] لم أتبيّنها في المعاجم.(22/218)
قَالَ الطَّهْمانيّ: والأقطع هذا كان كافرًا عاتيًا، شديد العداوة للمسلمين، قد أثّر على أهل الثُّغور، وألح عن أهل خُوارزم، وكان وُلاةُ خُوارزم يتألّفونه، ويبعثون إليه بمالٍ وأَلْطاف. وأنه أقبل مرّةً في خيوله، فعاثَ وأفسدَ وقتل، فأنهض إليه ابن طاهر أربعةً من القُوّاد. وأنّ وادي جَيْحُون، وهو الّذي في أعلى نهر بلْخ، وهو وادي عظيم، شديد الطُّغْيان، كثير الآفات، وإذا امتدَّ كان عرضه نحوًا من فرسخ، وإذا جمد انطبق، فلم يوصل منه إلى شيء، حتّى يُحْفَر فيه، كما تُحْفر الآبار في الصُّخور. وقد رأيت كثف الْجَمَد عشرة أشبار. فَأخْبِرْتُ أنّه كان فيما خلا يزيد على عشرين شِبْرًا، وإذا هو انطبق صار الجمد جسرا لأهل البلد، يسير على القوافل وَالْعِجْلِ، وربّما بقي الْجَمَدْ مائةً وعشرين يومًا، وأقلّه سبعون يومًا.
قالت المرأة: فعبر الكافر، وصار إلى باب الحُصَيْن، فأراد النّاس الخروجَ لقتاله، فمنعهم العامل دون أن يَتَوَافَى العسكر. فشدّ طائفة من شُبّان الناس، فتقاربوا من السُّور، وحملوا على الكَفَرَة، فتهازموا، واسْتَجَرُّوهم بين البيوت، ثمّ كَرُّوا عليهم، وصار المسلمون في مثل الحَرجَة فحاربوا أشدّ حرب، وثبتوا حتّى تقطّعت الأوتار، وأدركهم اللُّغوب والجوع والعَطَش، وقُتِل عامَّتُهم، وأُثْخِن من بقي. فلمّا جنّ عليهم اللّيل، تحاجز الفريقان.
قالت: ورفعت النّيران من المناظر ساعة عُبُور الكافر، فاتّصلت بجُرْجَانية خُوارزم، وكان بها ميكال مولى طاهر في عسكر، فخفّ وركض إلى حصننا في يومٍ وليلة أربعين فرسخًا، وغدا الترْك للفراغ من أمر أولئك، فبينا هم كذلك إذا ارتفعت بهم الأعلام السُّود، وسمعوا الطُّبول، فأفرجوا عن القوم، ووافى ميكال موضعَ المعركة، فارتَثّ القتلى، وحمل الجرحى، ودخل الحصن عشيّئذ زهاء أربعمائة جَنَازة، وارتجَّت الناحية بالبكاء والنَّوْح، ووضع زوجي بين يدي قتيلًا، فأدركني من الجزع والهلع عليه ما يُدرك المرأة الشّابّة المسكينة، على زوج أبي أولاد، وكاسب عيال. فاجتمع النّاس من قراباتي والجيران، وجاء الصِّبْيان، وهم أطفال يطلبون الخُبز، وليس عندي ما أعطيهم، فَضِقْتُ صَدْرًا، فنمت، فرأيت كأنّي في أرض حسناء ذات حجارة وشَوْك، أهيم فيها وَالِهَةً حُزْنًا أطلب زوجي،(22/219)
فناداني رجل: خذي ذات اليمين.
فأخذت، فَرُفِعَتْ لي أرض سهلة الثّرى، طيّبة العُشْب، وإذا قصور وأبنيةٌ لا أُحْسِنُ أن أصفها، وأنهار تجري من غير أخاديد، فانتهيت إلى قوم جُلُوس حِلَقًا، عليهم ثيابٌ خُضْر، قد علاهم النُّور، فإذا همُ الّذين قُتِلوا، يأكلون على موائد. فجعلت أبغي زوجي، فناداني: يا رَحْمة، يا رَحْمة. فيمَّمْت الصَّوت، فإذا به في مثل حال الشُّهداء، ووجهه مثل القمر ليلة البدْر، وهو يأكل مع رفْقة.
فَقَالَ لهم: إنّ هذه البائسة جائعة منذ اليوم، فتأذنون أن أناولها؟
فأذنوا له، فناولني كِسْرةً أبيضَ من الثّلج، وأحلى من العَسَل، وألْين من الزّبد، فأكلتها. فلمّا استقرّت في جوفي قَالَ: اذهبي. فقد كفاك الله مئونة الطّعام والشّراب ما حييت.
فانتبهت وأنا شَبْعَى رَيًّا، لا أحتاج إلى طعام ولا إلى شرابٍ، فما ذقتهما إلى الآن.
قَالَ الطَّهْمانيّ: وكانت تحضُرنا، وكنّا نأكل، فتتنحّى، وتأخذ على أنفها، تزعم أنّها تتأذى برائحة الطّعام، فسألتها: هل يخرج منك رِيح؟ قالت: لا.
قلت: والحيض؟، أظنها قالت: انقطع.
قلت: فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجّال؟
قالت: أما تستحي منّي، تسألني عن مثل هذا؟
قلت: لعلِّي أحدِّث النّاس عنكِ.
قالت: لا أحتاج.
قلت: فتنامين؟ قالت: نعم.
قلت: فما تَرين في منامك؟
قالت: مثل النّاس.
قلت: فتَجِدين لفَقْد الطّعام وَهَنًا في نفسك؟
قالت: ما أحسست بالجوع منذ طَعِمْتُ ذلك الطّعام.
وكانت تَقْبل الصَّدَقة، فقلت: ما تصنعين بها؟
قالت: أكتسي وأكسي ولدي.(22/220)
قلت: فهل تجدين البْرد؟
قالت: نعم.
قلت: فهل يدركك اللُّغُوب والإعياء إذا مشيتِ؟
قالت: نعم، ألست من البشر؟
قلت: فتتوضّين للصّلوات؟
قالت: نعم.
قلت: ولِمَ؟
قالت: تأمرني بذلك الفقهاء، معتق للنّوم.
وذُكِر أنّ بطنها لاصِق بظهرها، فأمرت امرأةً من نسائنا، فنظَرَتْ، فإذا بطنها كما وصفت، وإذا قد اتّخذت كيسا وشدّته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مَشَت.
قَالَ: ثمَ لم أزل اختلف إلى هُزَارسْف، يعني تلميذتها، فأعيد مسألتها، وهي تتكلم بلغة أهل خُوارزم، فلا تزيد في الحديث، ولا تنقص منه.
فعرضت كلامها كله على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه، قَالَ: أنا أسمع هذا الحديث منذ نشأت، فلا أرى من يدفعه.
وأجريت ذِكْرها لأبي العبّاس أحمد بن محمد بن طَلْحة بن طاهر والي خُوارزم في سنة ستِّ وستّين، فَقَالَ: هذا غير كائِن.
قلت: فالأمر سهل، والمسافة قريبة. فَأمُر بها، فَتُحْمَلُ إليك، وتمتحنها بنفسك.
فأمرني، فكتبت عنه إلى العامل، فَأَشْخَصها على رفق. فأخبرني أبو العبّاس أحمد أنّه وكّل أُمَّه دون النّاس بمُرَاعاتها، وسألها أن تستقصي عليها، وتتفقّدها في ساعات الغَفلات. وأنّها بقيت عند أمّه نحوًا من شهرين، في بيتٍ لا تخرج منه، فلم يروها تأكل ولا تشرب. وكثُر من ذلك تَعَجُّبُه، وقال: لا ينكر الله قدره.
وَبَرَّها وصرفها، فلم يأتِ عليها إلّا القليل حتّى ماتت، رحمها الله.(22/221)
قلت: حدّثني غيرُ واحدٍ أثق به، أنّ امرأة كانت بالأندلس مثل هذه كانت في حدود السّبعمائة، بقيت نحوًا من عشرين سنة لا تأكل شيئًا، وأمرها مشهور.
وذكر علاء الدّين الكِنْديّ في تَذكِرته عن الفاروثيّ مثل ذلك، عند رجل كان بالعراق بعد السّتّمائة [1] .
328- عيسى بن محمد [2] .
ويقال عيسى بن موسى، الأمير أبو موسى النُّوشَرِيّ.
من كبار القُوّاد المشهورين. ولي إمرة أصبهان، وولي شرطة بغداد، وانتُدِبَ لقتال أمير أصبهان أبي ليلى، وغيره. فظهرت شهامته وشجاعته.
وولى إمرة مصر للمكتفي باللَّه بعد السّبعين ومائتين، عند زوال الدّولة الطُّولونيّة، وطال عُمره، وعظُمت حُرْمته.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين في شَعْبان.
329- عيسى بن مسكين بن منصور بن جُرَيْج بن محمد [3] .
الفقيه أبو محمد الإفريقيّ المغربيّ، عالم إفريقيه وشيخها.
أخذ عن: سَحْنُون بن سعيد الفقيه، وغيره.
وعنه: تميم بن محمد القَرويّ، وحمدون بن مجاهد الكلبيّ الفقيه، ولُقْمان بن يوسف، وعبد الله بن مسرور بن الحجّام، وطائفة كثيرة. كان إماما
__________
[1] سير أعلام النبلاء 13/ 572.
[2] انظر عن (عيسى بن محمد النوشري) في:
تاريخ الطبري 3/ 47، 119، والولاة والقضاة للكندي 258، 262، 267، وولاة مصر، له 278، 279، 281، 285، 286، ومروج الذهب 3321، والكامل في التاريخ 8/ 58، ونهاية الأرب للنويري 23/ 32، وسير أعلام النبلاء 14/ 46 رقم 19، والمواعظ والاعتبار للمقريزي 1/ 328، والنجوم الزاهرة 3/ 171، 195، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 280، وحسن المحاضرة 2/ 13، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 175.
[3] انظر عن (عيسى بن مسكين) في:
سير أعلام النبلاء 13/ 573 رقم 296، والعبر 2/ 102، 103، ودول الإسلام 1/ 179، ومرآة الجنان 2/ 224، والديباج المذهب لابن فرحون 2/ 66- 70، وشذرات الذهب 2/ 220.(22/222)
ورعًا ثقة، متمكّنًا من الفقه والآثار، صاحب خشوع وعبادة، وكان يشبّه بسحنون في سمعته وهيبته.
وقيل: كان مستجاب الدعوة، رحمه الله.
بلغنا أن بعض ملوك بني الأغلب قَالَ له: لئن لم تَلِ القضاء لأقتُلنَّك.
وأغلَظ له. فتولّى القضاء. ولم يأخذ رِزقًا.
وكان يستقي بالْجَرّة، ويركب الحمار، ويترك التّكلُّف.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين.
330- عيسى بن هارون الزّاهد.
أبو أحمد الهَمْدانيّ.
رحل وكتب العِلم عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ، وهَنّاد بن السَّرِيّ، وطائفة.
وعنه: الفضل بن الفضل الكِنْديّ، وأبو بكر بن خارجة النَّهَاونْديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وغيرهم.
331- عيسى بن يزيد بن خالد بن ... [1] المصريّ المَعَافِريّ.
أبو عقِب.
روى عن: أبيه.
وعنه: هارون بن سعيد كان بالإسكندريّة.
__________
[1] بياض في الأصل.(22/223)
- حرف الفاء-
332- فاتك بن عبد الله [1] .
مولى المعتضد.
كان من كبار الأمراء. وتَرَقَّت سعادته في أيّام المكتفي. ذكرنا أنّه قُتِلَ مع العبّاس الوزير.
333- الفضل بن أحمد الأصبهانيّ [2] .
عن: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: خَلَطَ، فَتُرِكَ حديثُه [3] .
334- الفضل بن صالح الهاشميّ المنصوريّ [4] .
عن: هُدْبَةَ بن خالد، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر القَطِيعيّ.
__________
[1] انظر عن (فاتك بن عبد الله) في:
تاريخ الطبري 10/ 68، 120، 129، ومروج الذهب 3358، 3363، 3397، والتنبيه والإشراف 327، وتجارب الأمم 1/ 5، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 209، والمنتظم 6/ 80، 81، والكامل في التاريخ 8/ 14، وتاريخ الخميس 2/ 386، والإنباء في تاريخ الخلفاء 154، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 172، والوزراء للصابي 100، 258.
[2] انظر عن (الفضل بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 263، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 155!.
[3] قوله هذا ليس في: ذكر أخبار أصبهان.
[4] انظر عن (الفضل بن صالح) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 263، وتاريخ بغداد 12/ 374، 375 رقم 6821.(22/224)
وكان ثقة [1] .
توفّي سنة ثلاثمائة.
335- الفضل بن عبد الله بن مَخْلَد [2] .
أبو نُعَيْم التَّميميّ الْجُرْجانيّ القاضي.
رحّال جوّال.
سمع: قُتَيْبة بن سعيد، وهشام بن خالد الدّمشقيّ، ومحمد بن مُصَفَّى، وعيسى بن زُغْبَة، وأبا الطاهر بن السَّرْح، وخلْقًا.
وعنه: أبو جعفر العُقَيْليّ، والزبير بن عبد الواحد الاستراباذيّ، وأبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وآخرون.
قَالَ الإسماعيليّ: صدوق، جليل [3] .
وقال حمزة السَّهْميّ [4] : تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثلاثٍ وتسعين.
336- الفضل بن العبّاس بن مِهْران [5] .
أبو العبّاس.
عن: ابنُ بُكَيْر، وبشّار بن موسى، وداود بن عَمْرو الضّبّيّ، وجماعة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيخ، وآخرون.
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ أيضا.
قال أبو نعيم: ثقة مأمون [6] .
__________
[1] وثّقه الخطيب.
[2] انظر عن (الفضل بن عبد الله) في:
تاريخ جرجان للسهمي 186، 234، 304، 324 (329 رقم 600) ، 417، 449، 501، 540.
[3] تاريخ جرجان 329.
[4] في تاريخ جرجان.
[5] انظر عن (الفضل بن العباس بن مهران) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 152، 153،
[6] وزاد: صاحب أصول.(22/225)
337- الفضل بن العبّاس بن الوليد البغداديّ البُزُوريّ [1] .
ويقال: السَّقَطيّ.
ويقال: [حدّث عن يحيى بن عثمان] [2] الحربيّ، وسُوَيْد بن سعيد، وداود بن رُشَيْد.
وعنه: عبد الباقي بن قانع، والطَّبَرانيّ.
وتوفّي سنة إحدى وتسعين [3] .
338- الفضل بن محمد [4] .
أبو برزة الحاسب. كان حيسوب بغداد.
روى عن: ابن يونس اليَرْبُوعيّ، ويحيى الحِمّانيّ، ومحمد بن سَمَاعَة.
وعنه: ابن قانع، وأحمد بن محمد السَّقَطيّ، وأبو محمد [بن ماسي] [5] .
تُوُفّي في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين [6] .
وثّقه الخطيب [7] .
339- الفضل بن هارون الفقيه [8] .
__________
[1] انظر عن (الفضل بن العباس البزوري) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 262 وفيه «الفضل بن العباس القرطبي البغدادي» ، وتاريخ بغداد 12/ 372 رقم 6815.
[2] في الأصل بياض، استدركته من المصدرين المذكورين.
[3] جاء في: تاريخ بغداد 12/ 371 رقم 6814: «الفضل بن العباس القرطمي. حدّث عن يحيى بن عثمان الحربي، روى عنه أبو القاسم الطبراني» .
ثم ذكر الخطيب: الفضل بن العباس بن الوليد أبو القاسم البزوري، ويقال: السقطي، وذكر شيوخه وتلاميذه، ولم يذكر بينهم: الطبراني. ثم قال: «وأخاف أن يكون القرطبي الّذي ذكرناه آنفا، والله أعلم» . (تاريخ بغداد 12/ 372) .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : الأرجح أنهما واحد.
[4] انظر عن (الفضل بن محمد الحاسب) في:
تاريخ بغداد 12/ 373 رقم 6817، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 56 رقم 78، والكامل في التاريخ 8/ 62.
[5] في الأصل بياض، وما بين القوسين استدركته من «تاريخ بغداد» .
[6] فيها أرّخه الخطيب، وابن الأثير. أما ابن الجوزي فذكر وفاته في سنة 292 هـ. (المنتظم) .
[7] في تاريخه. وقال ابن الجوزي: كان ثقة جليل القدر.
[8] انظر عن (الفضل بن هارون) في:(22/226)
تلميذ أبي ثَوْر.
حدّث عن: داود بن رُشَيْد، ومحمد بن أبي مَعْشَر، وجماعة.
وعنه: أبو نُعَيْم بن عديّ، والطَّبرانيّ.
وتُوُفّي سنة نيِّفٍ وتسعين.
ذكره الخطيب.
340- الفَيْض بن الخَضِر [1] .
أبو الحارث الأَوْلاسيّ [2] الزّاهد. نزيل طَرَسُوس.
حكى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكيّ.
وعنه: أبو عَوَانة الإسفرائينيّ، ومحمد بن سهل الفَرَغَانيّ [3] ، ومحمد بن المنذر شُكر، وغيرهم.
وتُوُفّي بطَرَسوس سنة تسع وتسعين ومائتين [4] .
المعجم الصغير للطبراني 1/ 261، وتاريخ بغداد 12/ 372، 473 رقم 6816.
__________
[1] انظر عن (الفيض بن الخضر) في:
المنتظم 6/ 93 رقم 127، والكامل في التاريخ 8/ 59، والرسالة القشيرية 2/ 682، والأنساب لابن السمعاني 1/ 388، واللباب 1/ 94، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) : 35/ 45، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 19، 20 رقم 1211.
[2] الأولاسي: بفتح الألف، وسكون الواو: نسبة إلى: أولاس، بلدة على ساحل بحر الشام: قال ياقوت: بالقرب من طرسوس، وفيها حصن يسمّى حصن الزهّاد.
[3] وفي نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «محمد بن إسماعيل الفرغاني» .
[4] قال ابن السمعاني: كان من المشايخ الكبار وله آيات وكرامات وعجائب.(22/227)
- حرف القاف-
341- القاسم بن أحمد بن يوسف [1] .
أبو محمد التَّميميّ الكوفيّ المعروف بالخيّاط. شيخ القراء في وقته.
قرأ على: أبي جعفر محمد بن حبيب الشّمونيّ ختما.
أخذ عنه: سعد بن أحمد الإسكافيّ، والحسين بن داود النّقّار، وابن شَنَبُوذ، ومحمد بن أحمد بن الضّحّاك، وأبو بكر محمد بن الحَسَن النّقّاش، وآخرون.
قَالَ النّقّار: قرأت عليه أربعين ختْمه [2] .
وقال النّقّاش: قرأت عليه بمسجده في الكوفة سنة تسعٍ وثمانين.
قَالَ النّقّار: سمعت إجماع النّاس على تفضيل قاسم في قراءة عاصم [3] .
قَالَ الدّانيّ: تُوُفّي بعد التّسعين [4] .
342- القاسم بن أبي حرب البصريّ.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 438 رقم 6902، ومعرفة القراء الكبار 1/ 251، 252 رقم 157، وغاية النهاية 2/ 16، 17 رقم 2585.
[2] غاية النهاية 2/ 17.
[3] غاية النهاية 2/ 17.
[4] وقال الخطيب: كان صاحب قرآن، ورواية حروف. (تاريخ بغداد 12/ 438) . وقال محمد بن عبد الله الكسائي: كنت أقرأ برواية عاصم رواية عبد الجبار بن محمد العطار، فلما سمعت إجماع الناس على تفضيل قاسم ورأيت ذوي الأسنان وأهل المعارف يقرءون عليه لازمته حتى قرأت عليه وأتقنت قراءته. (غاية النهاية 2/ 16، 17) .
وقال أحمد بن محمد بن سعيد: توفي ودفن غداة الجمعة لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين ومائتين ببغداد. (تاريخ بغداد) .(22/228)
أبو سعيد.
حدَّث في سنة ثلاثّ وتسعين عن: هُدْبَةَ بن خالد، وعبد الله بن مُعَاذ، وجماعة.
343- القاسم بن خالد بن قَطَن [1] .
أبو سهل المَرْوَزِيّ الحافظ محدّث مَرْو.
سمع: حَبّان بن موسى، وإسحاق بن راهَوَيْه، وعليّ بن حُجْر، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن المَدِينيّ، ويحيى بن معين، وأبا بكر بن أبي شَيْبة، وابن نُمَيْر، وأبا كامل الْجَحْدَريّ، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ، وعبد الوهّاب بن نَجْدة الحَوْطيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمّار، وخلْقًا بالشّام، والعراق، والجزيرة، وخُراسان.
وعنه: أبو العبّاس الدّغوليّ، وعمر بن على الْجَوْهريّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ الرّازيّ، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
تُوُفّي في شوّال سنة سبّعٍ وتسعين ومائتين.
344- القاسم بن عاصم المُراديّ الأندلسيّ [2] .
التّاجر.
سمع ببغداد من: أحمد بن مُلاعب، وغيره.
وعنه: قاسم بن أصبغ.
توفّي سنة ثلاثمائة [3] .
345- القاسم بن عبد الواحد بن حمزة [4] .
__________
[1] انظر عن (القاسم بن خالد بن قطن) في:
سير أعلام النبلاء 13/ 544 رقم 274.
[2] انظر عن (القاسم بن عاصم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 358، 359 رقم 1055.
[3] وقال ابن الفرضيّ: من أهل بجانة يكنّى أبا محمد، وكان أحد التجار، ودخل بغداد.
[4] انظر عن (القاسم بن عبد الواحد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 358 رقم 1054.(22/229)
أبو بكر البكريّ العجليّ القُرْطُبيّ.
عن: بقيّة بن مَخْلَد، وغيره.
وسمع بمكّة من: محمد بن إسماعيل الصّائغ، وابن أبي مَيْسَرة.
وببغداد من: أحمد بن خَيْثَمَة، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي دُلَيْم، وغيره.
تُوُفّي سنة بضعٍ وتسعين [1] .
346- القاسم بن عبد الوارث الوراق [2] .
عن: أبي الربيع الزّهْرانيّ، وغيره.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ.
347- القاسم بن عُبَيْد الله بن سليمان بن وهْب بن سعيد الحارثيّ [3] .
__________
[1] قال الرازيّ: قتل العجليّ فيما بين عقب سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وصدر أربع وتسعين.
وألفي بعد أيام وقد تغيّر، فدفن في داره ولم يصلّ عليه، ثم تكلّم الفقهاء في خبره، فأفتى محمد بن عمر بن لبابة أن يصلّى على قبره.
[2] انظر عن (القاسم بن عبد الوارث) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 267.
[3] انظر عن (القاسم بن عبيد الله الوزير) في:
تاريخ الطبري 10/ 49، 52، 86، 88، 89، 91، 98، 99، 103، 104، 107، 108، 112، 115، ومروج الذهب 3247، 3264- 3266، 3307، 3340، 3355، 3357- 3361، 3372- 3376، 3380، 3413، 3420، والوزراء للصابي 4، 25، 124، 144، 145، 148، 149، 151، 152، 162، 174، 207، 208، 210، 211، 249، 250- 253، 278، 279، 293، 311، 382- 385، 387- 391، وتحفة الوزراء للثعالبي 44، 123، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 171، 173، 175، 186، 188، 206، والعقد الفريد 4/ 166، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 221، 303 و 2/ 9، 85، 86، 89، 91، 96، 172، 174، 307، 311، 395، والإنباء في تاريخ الخلفاء 149، 150، والفخري 257، 258، والكامل في التاريخ 7/ 533، 534، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 167، 171، وخلاصة الذهب المسبوك 227، 239، ووفيات الأعيان 1/ 50، 205 و 2/ 181 و (3/ 361، 362) ، 364 و 4/ 43. 340 و 6/ 200، 201، 430، وصلة تاريخ الطبري لعريب 11/ 12، والمنتظم 6/ 32، 34، 38، 177، وإعتاب الكتّاب 182- 185، والعبر 2/ 89، وسير أعلام النبلاء 14/ 18- 20 رقم 9، ودول الإسلام 1/ 176، والبداية والنهاية 11/ 98، والنجوم الزاهرة 3/ 133.(22/230)
البغداديّ الوزير. ولي الوزارة للمعتضد بعد موت والده الوزير عُبَيْد الله سنة ثمانٍ وثمانين.
وَنَهَضَ القاسم بأعباء الأمور عند موت المعتضد، فأخذ البيعة للمكتفي.
ومات القاسم في تاسع ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. فكانت وزارته ثلاث سنين ونصفًا وأيّامًا. وولى بعده العبّاس بن الحسين بن أيّوب الوزير الّذي قُتِل مع ابن المعتزّ.
وكان القاسم من ظَلَمَة الوزراء ومُتَموِّليهم. بَلَغَنَا أنه كان يدخله في السّنة من أملاكه سبعمائة ألف دينار. ولعِزَّة أبيه على المعتضد استوزر وَلَدَه هذا بعده، وكان شابًا غِرًّا بالأمور، قليل التَّقْوَى، وإنما أنفق على المكتفي لأنّه خدمه، وثبّت له الأمور، وكان مع قلّة خبرته سفّاكًا للدّماء، حَمَلَ المكتفي على قتْل بَدْر [1] ، وعلى قتل عبد الواحد بن الموفّق ابن عم المكتفي. ولمّا مات أظهر النّاس الشَّماتَةَ بموته.
وقال الصُّوليّ: قَالَ أبو الحارث النَّوْفَليّ: كنت أبغض القاسم بن عُبَيْد الله لكُفْره، ولمكْروهٍ نالني منه.
قَالَ ابن النّجّار: وأخذ البيعة للمكتفي، وكان غائبًا بالرَّقَّة، وضبط له الخزائن، فعظُم عنده، ولقّبه والي الدولة، فسأل المكتفي أن يزوّج ولده محمد بابنة القاسم، فأجابه، وأمهرها مائة ألف دينار.
قَالَ ابن النّجّار: كان جوادًا ممدَّحًا إلّا أنّه كان زِنْديقًا، فاسد الاعتقاد.
وكان أبو إسحاق الزّجّاج مؤدّبه، فنال في وزارته منه مالًا جزيلًا. كان يقضي أشغالًا كبارًا عنه، فيأخذ عليها، حتّى حصّل نحوًا من أربعين ألف دينار.
وقد أعطاه في دفعة واحدة ثلاثة آلاف دينار.
لم يُكمل القاسم ثلاثًا وثلاثين سنة، لا رحمه الله، فقد كان لعينًا، قَالَ الصُّوليّ: ثنا شاذي المُغَنّي قَالَ: كنت يومًا عند القاسم بن عُبَيْد الله وهو يشرب،
__________
[1] أي بدر الحمامي.(22/231)
فدخل ابن فِراس، فقرأ عليه شيئًا من عهد أزْدَشير، فأعجب القاسم، فَقَالَ له ابن فِراس: هذا واللهِ، وأومأ إليّ، أَحْسَنُ مِنْ بقرة هؤلاء وآل عِمْرانهم. وجعلا يتضاحكان.
وقال الصّوليّ: نا ابن عَبْدُون: حدَّثني الوزير عبّاس بن الحَسَن قَالَ: كنت عند القاسم بن عُبَيْد الله، فقرأ قارئ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ 3: 110 [1] فَقَالَ ابن فِراس: بنقصان «يا» . فوثبت فزِعًا، فرآني الوزير وغَمزه، فسكت.
الصُّوليّ: نا عليّ بن العبّاس النُّوبَخْتيّ قَالَ: انصرف ابن الرُّوميّ الشّاعر من عند القاسم بن عُبَيْد الله، فَقَالَ لي: ما رأيت مثل حُجّة أوردها اليوم الوزير في قِدَم العالم. وذكر أبياتًا.
قلت: فهذه الأمور دالّة على خِلالِ هذا المُغْتَرّ.
348- القاسم بن محمد بن حمّاد الكوفيّ الدّلّال [2] .
عن: أبي بلال الأشعريّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، والخالديّ، وابن عُقْدَةَ.
وهو ضعيف.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين، وقيل: سنة تسعٍ.
ومن شيوخه قطبة بن العلاء، ومخوّل.
349- قنبل [3] .
مقريء أهل مكّة.
هو أبو عُمَر محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن خالد بن سعيد بن جرحة
__________
[1] سورة آل عمران الآية 110.
[2] انظر عن (القاسم بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 266، 267.
[3] انظر عن (قنبل المقرئ) في:
معجم الأدباء 6/ 206، 207، ودول الإسلام 1/ 176، ومعرفة القراء الكبار 1/ 230 رقم 129، وتذكرة الحفّاظ 2/ 659، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 536، ومرآة الجنان 2/ 220، والبداية والنهاية 11/ 99، والوافي بالوفيات 3/ 226، 227، والعقد الثمين 2/ 109، 110، والوفيات لابن قنفذ 190، وغاية النهاية 2/ 165، 166 رقم 3115.(22/232)
المخزوميّ المكّيّ.
وُلِد سنة خمس وتسعين ومائة.
وقرأ على: أبي الحَسَن أحمد بن محمد النّبّال القوّاس صاحب أبي الإخريط، وَخَلَفَهُ في الإقراء بعد موته.
وله رواية عن: أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بَرَّة أيضًا.
وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالحجاز.
قرأ عليه خلق منهم: أبو بكر بن مجاهد، وأبو ربيعة محمد بن إسحاق، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكيّ عرض الحروف فقط، وأبو الحَسَن بن شَنَبُوذ، وأبو بكر محمد بن عيسى الجصّاص، وأبو بكر بن موسى الهاشمي النَّرْسي، ونظيف بن عبد الله.
وإنّما لُقِّب قُنْبُلًا لاستعمالهِ دواءً يُقال له قُنْبِيل يُسْقى للبقر. فلمّا أكثر من استعماله عُرِف به، ثم خُفِّفَ، وقيل قُنْبُل.
وقيل: بل هو من قوم مكّة يقال لهم: القُنابلة.
وكان قُنْبُل قد ولي الشرطة وإقامة الحدود بمكّة، وطال عُمره وضعُف، وقطع الإقراء قبل موته بسبعة أعوام [1] .
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
350- قيس بن مسلم البخاريّ الأزرق [2] .
عن: عليّ بن حجر، وعليّ بن خَشْرَم.
وعنه: ابن مَخْلَد، والطَّبَرانيّ [3] ، وغيرهما.
__________
[1] وقيل: بعشر سنين. (غاية النهاية 2/ 166) .
[2] انظر عن (قيس بن مسلم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 270.
[3] سمع منه ببغداد في سنة 287 هـ.(22/233)
- حرف اللام-
351- اللَّيْث بن غَشُوم.
أبو الحارث المصريّ.
روى عن: يحيى بن بُكَيْر، وغيره.
وتُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.(22/234)
- حرف الميم-
352- محمد بن أبان [1] .
أبو مسلم المَدِينيّ الأصبهانيّ.
ثقةُ مكْثِر.
سمع: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، وسليمان الشّاذكونيّ.
وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، وجماعة.
وكان أحد الفقهاء [2] .
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
353- محمد بن إبراهيم بن سعيد [3] .
الإمام الكبير أبو عبد الله العبديّ، الفقيه المالكيّ البوشنجيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 49، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 234.
[2] وقال أبو نعيم: «كتب بالعراق بفائدة إبراهيم بن أورمة» .
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم البوشنجي) في:
الجرح والتعديل 7/ 187 رقم 1065، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلي 1/ 264، 265 رقم 375، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 48 رقم 71، والكامل في التاريخ 7/ 534، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1156، وطبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي 47، ودول الإسلام 1/ 176، والعبر 11/ 99، وطبقات الشافعية للسبكي 2/ 189، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 188- 190 رقم 164، وتذكرة الحفاظ 2/ 207، ودول الإسلام 1/ 176، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 100، والوافي بالوفيات 1/ 342، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 648، وتهذيب التهذيب 9/ 1008 رقم 12، وتقريب التهذيب 2/ 140 رقم 6، والنجوم الزاهرة 3/ 133، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 286، 287، وخلاصة تذهيب التهذيب 324، وشذرات الذهب 2/ 205، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 8.
[4] هكذا بالشين المعجمة في كل المصادر، إلّا في «الإكمال لابن ماكولا» فقيّده: «البوسنجي»(22/235)
شيخ أهل الحديث في زمانه بنَيْسابور.
رحل وطوّف وصنّف، وسمع: يحيى بن بُكَيْر، ويوسف بن عديّ، ورَوْح بن صلاح، وجماعة بمصر، ومحمد بن سِنان العَوفيّ، وأُمية بن بِسْطام، ومسدِّدًا، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ومحمد بن المِنْهال الضّرير، وعُبَيْد الله بن عائشة، وهُدْبة بْن خالد بالبصرة، وإسماعيل بن أبي أُوَيْس، وإبراهيم بن حمزة، وجماعة بالمدينة، وسعيد بن منصور بمكّة، وأحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وجماعة بالكوفة، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وجماعة بدمشق، وأبا نصر التّمّار، وطبقته ببغداد.
ذكره السُّليمانيّ فَقَالَ: أحد أئمّة أصحاب مالك، ثمّ سمّى شيوخه.
وعنه: محمد بن إسحاق الصَّغانيّ، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ وهما أكبر منه، وابن خزيمة، وأبو العبّاس الدّغُوليّ، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصِّبْغيّ، ودَعْلَج، ويحيى بن محمد العَنْبريّ، وإسماعيل بن نُجَيْد، وخلْق كثير آخرهم موتًا أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة المُتَوَفَّى سنة ستٍّ وستّين وثلاثمائة.
قَالَ دَعْلَج: حدَّثني فقيه من أصحاب داود بن عليّ أنّ أبا عبد الله دخل عليهم يومًا، وجلس آخر النّاس. ثمّ إنّه تكلم مع داود، فأُعجب به وقال: لعلّك أبو عبد الله البُوشَنجيّ؟
قَالَ: نعم.
فَقَامَ إليه وأجلسه إلى جنبه، وقال لأصحابه: قد حضركم من يفيد ولا يستفيد.
__________
[ () ] بالسين المهملة (1/ 424) .(22/236)
وقال يحيى العَنْبريّ: شهدت جنازة الحسين القَبَّانيّ، فصلّى عليه أبو عبد الله البُوشَنْجيّ، فلمّا أراد الانصراف قُدِّمت دابَّته، وأخذ أبو عَمْرو الخَفّاف بِلِجَامه، وأخذ ابن خُزَيْمة برِكابه، وأبو بكر الجاروديّ، وإبراهيم بن أبي طالب يُسَوّيَان عليه ثيابه، فمضى ولم يكلِّم واحدًا منهم.
وقال ابن حمدان: سمعت ابن خزَيْمة يقول: لو لم يكن في أبي عبد الله من البُخْل بالعِلم ما كان، ما خرجت إلى مصر.
وقال منصور بن الهَرَويّ: صحّ عندي أنّ اليوم الّذي تُوُفّي فيه البوشنجيّ سُئِل ابن خُزَيْمة عن مسألةٍ، فَقَالَ: لا أُفتي حتَّى يُوَارَى أبو [1] عبد الله لَحْدَه.
وقال أبو النَّضْر محمد بن محمد الفقيه: سمعت أبا عبد الله البُوشَنجيّ يقول: مَنْ أراد الفِقْه والعِلم بغير أدب، فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله.
قلت: وكان أبو عبد الله إمامًا في اللُّغة وكلام العرب.
قَالَ أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا بكر بن جعفر: سمعت أبا عبد الله البُوشَنْجيّ يقول لِلْمُسْتَمْلي: الزَم لفظي.
وقال: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: عبد العزيز بن محمد الأندراوَرْديّ.
وقال عبد الله بن الأخرم: سمعت أبا عبد الله البُوشَنْجيّ غير مرة يقول: ثنا يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر، وذكر بملء الفم.
وقال أبو عبد الله: ثنا أبو جعفر النُّفَيْليّ، ثنا عِكْرِمة بن إبراهيم قاضي الرَّيّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بن طلحة قَالَ: ما رأيت أحدًا أخطب ولا أعرب من عائشة.
وقال الحاكم: ثنا محمد بن أحمد بن موسى الأديب: ثنا أبو عبد الله البُوشَنْجيّ: ثنا عبد الله بن يزيد الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: رأيت في المقسلاط صَنَمًا من نحاس، إذا عطش نزل فشرب. فسمعت
__________
[1] في الأصل: «أبا» .(22/237)
البُوشَنْجيّ يقول: ربّما تكلمت العلماء بالكلمة على المعارضة، وعلى سبيل تفقُّدهم علومَ حاضريهم، ومقدار أفهامهم، تأديبًا لهم، وامتحانًا لأوهامهم. هذا عبد الرحمن وهو أحد علماء الشام، وله كُتُب في العلم قال: رأيت على المقسلاط، وهو موضع بدمشق، وهو سوق الرَّقيق، قَالَ: رأيت عليه صَنَمًا، وهو عامود طويل، إذا عطش نزل فشرب، يريد أنّه لا يعطش. ولو عطش نزل، يريد أنّه لا ينزل. فهو ينفي عنه النُّزُولَ والْعَطَشَ.
وقال أبو زكريّا العَنْبريّ: سمعت أبا عبد الله البُوشَنْجيّ يقول: محمد بن إسحاق بن سيّار عندنا ثقة.
قَالَ الحاكم: كان والد أبي زكريّا قد تكفّل بأسباب أبي عبد الله البُوشَنجيّ، فسمع منه أبو زكريّا الكثير وقال: قَالَ لي مرّة: أحسنت. ثمّ التفت إلى أبي فَقَالَ: قد قلت لابنك أحسنت، ولو قلت هذا لأبي عُبَيْد لَفَرِح.
وقال الحَسَن بن يعقوب: كان مُقام أبي عبد الله بنَيْسابور على اللَّيْثيّة، فلمّا انقضت أيّامهم خرج إلى بُخارَى، إلى حضرة إسماعيل الأمير، فالتمس منه بعد أن أقام عنده بُرْهةً أنْ يكتب أرزاقه بنَيْسابور.
وقال الحاكم: سمعت الحسين بن الحسن الطُّوسيّ: سمعت أبا عبد الله البوشنجيّ يقول: أخذت من اللّيثيّة سبعمائة ألف درهم.
وقال دعلج: سمعت أبا عبد الله يقول، وأشار إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمة فَقَالَ: محمد بن إسحاق كيّس، ولا أقول هذا لأبي ثور.
وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ: روى البخاريّ، عن أبي عبد الله البوُشَنْجيّ حديثًا في «الصّحيح» .
قُلْتُ: فِي «الصَّحِيحِ» لِلْبُخَارِيِّ: ثنا محمد، نا النُّفَيْلِيُّ، فإنْ لَمْ يَكُنْ البُوشَنْجِيَّ وَإِلا فَهُوَ محمد بْنُ يحيى، والأغلب أنّه البوشنجيّ في تفسير سورة البَقَرة [1] . فإن الحديث بعَينه رواه الحاكم عن أبي بكر بن أبي نصر: نا
__________
[1] ج 8/ 153، 154 باب: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ.(22/238)
البُوشَنجيّ، نا النُّفَيْليّ: ثنا مسكين بن بُكَيْر: ثنا شُعْبة، عن خالد الخُزَاعيّ الأصغر، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وهو ابن عمر: أنّها نسخت إِنْ تُبْدُوا ما في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ 2: 284 [1] الآية.
وقال الحاكم: ثنا الأصمّ، ثنا الصَّغَانيّ: أخبرني محمد بن إبراهيم، ثنا النُّفَيليّ، فذكر حديثا. ثمّ قال الحاكم: ثناه محمد بن جعفر، ثنا البُوشَنْجيّ وقال: ثنا عنه بسَرْخَس: عبد الله بن المغيرة المُهَلَّبيّ، وبمَرْو: محمد بن أحمد بن حاتم، وجماعة، وبِتِرْمِذ: أبو نصر محمد بن محمد، وبِبُخارَى:
أحمد بن سهل الفقيه، وبسَمَرْقَنْد: عبد الله بن محمد الثّقفيّ، وبنَسْف:
أحمد بن جمعة.
قلت: وقد وقع لي حديثه عاليًا: أَخْبَرَنِي محمد بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَأَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ كِنْدِيٍّ، قِرَاءَةً عَنِ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيِّ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيَّ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ الْهَرَوِيِّ، أَنَّ تَمِيمًا الْمُؤَدِّبَ أَخْبَرَهُ عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ أَخْبَرَهَا قَالَ: أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَسْرُورٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ الزَّاهِدُ سنة أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِمِائَةٍ: ثَنَا محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ صَلاحٍ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَسَدُ فِي اثْنَتَيْنِ:
رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَقَامَ بِهِ، وَأَحَلَّ حَلالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا، فَوَصَلَ رَحِمَهُ، وَعَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ، تَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِثْلَهُ.
وَمَنْ يَكُنْ فِيهِ أَرْبَعٌ فَلا يَضُرُّهُ مَا زَوَى عَنْهُ مِنَ الدُّنْيَا: حُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعَفَافٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحِفْظُ أَمَانَةٍ» [2] . تُوُفّي أبو عبد الله في غرّة المُحَرَّم سنة إحدى وتسعين، ودُفِن من الغد، ومولده سنة أربع ومائتين [3] .
__________
[1] سورة البقرة، الآية 284.
[2] ذكره السبكي في طبقات الشافعية الكبرى 2/ 192، والسيوطي في الجامع الصغير، ونسبه إلى ابن عساكر.
[3] ذكره ابن أبي حاتم في: الجرح والتعديل 7/ 187 وقال: «كتب إليّ ببعض فوائده» .(22/239)
354- محمد بن إبراهيم بن سعد بن قُطْبَةَ.
أبو عبد الله القَيْسيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهَوَيْه، وجماعة.
وعنه: أحمد بن أبي عثمان الحِيريّ، وغيره.
تُوُفّي سنة إحدى أيضًا، وقد تردَّد أيضًا إلى أحمد بن حرب الزّاهد.
355- محمد بن إبراهيم بن شبيب [1] .
أبو عبد الله الأصبهاني العسّال.
سمع: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، وحبّان بن بشْر القاضي، ومحمد بن المغيرة.
وعنه: أبو الشَّيْخ، وأبو أحمد العسّال، وأحمد بن بُنْدار، والطَّبَرانيّ، وغيرهم.
وكان أحد الثّقات ببلده [2] .
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
وَقَالَ أبو عبد الله بْنُ مَنْدَهْ: حَدَّثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرٍو [الْبَجَلِيِّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ الله رأسه رأس حمار» ] [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن شبيب) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 51، 52، وفيه تحرّف «شبيب» إلى «حبيب» ، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 217، 218.
[2] وثّقه أبو نعيم.
[3] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من (ذكر أخبار أصبهان 2/ 218) والحديث رواه البخاري في صلاة الجماعة 2/ 153 باب: إثم من رفع رأسه قبل الإمام، ومسلم في الصلاة (رقم 623) باب: التشديد في الّذي يرفع رأسه قبل الإمام، والنسائي 2/ 96 في الإمامة، باب:
مبادرة الإمام، والطبراني في معجمه الصغير 1/ 110.
وفي رواية لأبي هريرة، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإمام أن يحوّل الله رأسه رأس شيطان» . (معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي- بتحقيقنا- 147 رقم 102) . وفي رواية أخرى قال: «الّذي يرفع رأسه ويخفضه قبل الإمام فإنما ناصيته بيد شيطان» . (أخرجه الإمام مالك في الموطّأ 1/ 92 في الصلاة، باب: ما يفعل من رفع رأسه قبل الإمام) .(22/240)
356- محمد بن إبراهيم بن بُكَيْر بن حبيب الطَّيَالِسيّ [1] .
عن: أبي الوليد الطَّيَالِسيّ، وغيره.
وعنه: الحسين بن أحمد السَّرِيّ، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
357- محمد بن إبراهيم بن خليل الفقيه.
أبو عبد الله مفتي هَمَدان وعالمها.
وروى عن: أحمد بن بُدَيْل، وإبراهيم بن أحمد بن يعيش.
وعنه: موسى بن سعيد الفرّاء، وأحمد بن محمد بن صالح، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
358- محمد بن إبراهيم بن سعيد الأصبهانيّ الوشّاء [2] .
عَنْ: طالوت بْن عَبَّاد، وعبد الواحد بْن غياث، وجماعة.
وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين، وهو صدوق.
359- محمد بن أحمد بن البراء [3] .
القاضي أبو الحَسَن العَبْديّ البغداديّ.
سمع: عليّ بن المَدِينيّ، وَخَلَفَ بن هشام، والمعَافَى بن سليمان، وجماعة.
وعنه: عثمان بن السّمّاك، وابن قانع، والطَّبَرانيّ، وعبد الرحمن والد المخلّص، ومحمد بن إسحاق بن أيّوب، ومحمد بن عليّ بن سهل الأصبهانيّان، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن بكير) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 34، 35 وفيه: «محمد بن بكير الطيالسي» .
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم الوشّاء) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 49، 550.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن البراء) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 13، 14، وتاريخ بغداد 1/ 281، 282 رقم 123، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 47 رقم 69، وغاية النهاية 2/ 56 رقم 2709، وتذكرة الحفاظ 2/ 659.(22/241)
وقرأ على خَلَف وهشام ختمات، وأقرا فَعَرَض عليه: أحمد بن محمد الدّيباجيّ، وعلي بن سعيد، وعثمان بن السّمّاك، وأبو بكر النّقّاش.
وثّقه الخطيب [1] .
ومات في شوّال سنة إحدى وتسعين ومائتين.
360- محمد بن أحمد بن عياض [2] .
أبو عُلاثَة المصريّ.
عن: محمد بن رُمْح، وحَرْمَلة.
وعنه: على بن محمد المصريّ، والطَّبَرانيّ، ومحمد بن أحمد الصّفّار، وحُمَيْد بن يونس، وجماعة.
وتفرد عن أبيه أبي غسّان أحمد بن عِياض بن أبي طيبة بما يُنْكَر.
وروى أيضًا عن: عبد الله بن يحيى بن مَعْبَد المراديّ، ومكّيّ بن عبد الله الرُّعَيْنيّ، ومحمد بن سَلَمة المُراديّ.
كنّاه الطَّبَرانيّ، وابن يونس.
مات من ضرب الدّولة في رمضان سنة إحدى وتسعين، شهد عليه عَوَامُّ بأمورٍ، ثمّ تبيّن أنّه مظلوم.
وكان بارعًا في الفرائض.
361- محمد بن أحمد بن النَّضْر [3] .
أبو بكر البغداديّ النَّضْريّ الأزْدي.
سمع: جدّه معاوية بن عمرو الأزْديّ، والقَعْنَبيّ، وأبا غسان النّهديّ،
__________
[1] في تاريخه 1/ 281.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن عياض) في:
ميزان الاعتدال 3/ 465، وسير أعلام النبلاء 13/ 554 رقم 280، ولسان الميزان 5/ 57، 58.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن النضر) في:
تاريخ بغداد 2/ 364 رقم 306، والمنتظم 6/ 47، 48 رقم 70، والعبر 2/ 90.(22/242)
وسَعْدُوَيْه، وابن الأصبهاني.
وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر النّجّاد، والشّافعيّ، وأبو سهل القطّان، والطَّبَرانيّ، وخلْق.
وعاش خمسًا وتسعين سنة.
وثّقه عبد الله بن أحمد بن حنبل [1] .
ومات في صَفَر سنة إحدى أيضًا [2] .
362- محمد بن أحمد بن سليمان [3] .
أبو العبّاس الهَرَويّ الفقيه الحافظ.
رحل إلى الشّام، وسمع: أبا عُمَيْر عيسى بن النّحّاس، وموسى بن عامر، والهيثم بن مروان، وأبا حفص الفلّاس، وطبقتهم.
وعنه: شيوخ أصبهان عبد الرحمن بن سِياه، وأحمد بن بُنْدار، وأبو الشّيخ، ومحمد بن إسحاق بن أيّوب، وغيرهم.
وله تصانيف.
مات ببَرُوجِرْد سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
363- محمد بن أحمد داود [4] .
أبو بكر المؤَدّب.
عن: أبي كامل الجحدريّ، وهشام بن عمّار، وجماعة.
وعنه: محمد بن مَعْمَر الأصبهانيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة أربع وتسعين.
وقال الدّار الدّارقطنيّ: لا بأس به [5] .
__________
[1] قال هو ومحمد بن عبدوس: ثقة لا بأس به.
[2] وكانت ولادته سنة ست وتسعين ومائة.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن سليمان) في:
العبر 2/ 94، ومرآة الجنان 2/ 221.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن داود) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 19، وتاريخ بغداد 1/ 301 رقم 165.
[5] تاريخ بغداد.(22/243)
364- محمد بن إبراهيم بن حمدون [1] .
أبو الحَسَن الكوفيّ الخزّازّ.
سمع: أبا كُرَيْب، وعيسى بن الْجَهْم، وجماعة.
وعنه: أبو محمد بن ماسي، وعثمان بن أحمد الرّزّاز.
تُوُفّي سنة سَبْعٍ وتسعين.
365- محمد بن أحمد بن نصر الفقيه [2] .
أبو جعفر التِّرْمِذيّ، شيخ الشّافعية بالعراق.
قَالَ ابن شُرَيْح: رحل وسمع: يحيى بن بُكَيْر، ويوسف بن عدي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، و ( ... ) [3] بن إبراهيم الطيبي القواريري، وطبقتهم، وتفقه على أصحاب الشافعي، وهو صاحب [ذلك] [4] المذهب.
روى عنه: عبد الباقي بن قانع، وأحمد بن كامل، وأحمد بن يوسف بن خلّاد، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ.
وكان إمامًا قُدْوة، زاهدًا ورعا، قانعا باليسير، كبير القدر.
قال الدّار الدّارقطنيّ: ثقة مأمون [5] .
حكى أبو إسحاق إبراهيم بن السَّرِيّ الزَّجّاج أنّه كان يُجْري عليه في الشّهر
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن حمدون) في:
تاريخ بغداد 1/ 399 رقم 372.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن نصر) في:
تاريخ بغداد 1/ 365، 366 رقم 307، والمنتظم 6/ 80 رقم 107، والكامل في التاريخ 8/ 13، ووفيات الأعيان 2/ 334 رقم 544، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 92- 94 رقم 26، وطبقات الفقهاء للشيرازي 86، والمختصر في أخبار البشر 2/ 62، وطبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي 56، وتاريخ ابن الوردي 1/ 249، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 288، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 298، 299 رقم 273، والعبر 2/ 103، ودول الإسلام 1/ 179، وتذكرة الحفاظ 2/ 639، ومرآة الجنان 2/ 224، والوافي بالوفيات 2/ 70، والبداية والنهاية 11/ 107 وفيه «محمد بن محمد بن نصر» ، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 37، 38، وشذرات الذهب 2/ 220 وفيه: «محمد بن أحمد بن جعفر» .
[3] في الأصل بياض، ولم أعثر على اسمه في كتب التراجم والأنساب.
[4] في الأصل بياض.
[5] المنتظم 6/ 80 وزاد: «ناسك» .(22/244)
أربع تمرات [1] .
قَالَ: وكان لا يسأل أحدًا شيئًا.
وقال محمد بن موسى بن حمّاد: أخبرني أنّه تَقَوَّت بضعة عشر يومًا بخمس حبّاتٍ وقال: لم أكن أملك غيرها، فاشتريت بها لِفْتًا، وكنت [آكل كلَّ يومٍ واحدة] [2] .
وقال الإمام أبو زكريّا النَّوَويّ: أبى أبو [3] جعفر الْجَزْم بطهارة شِعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ خالف في هذه المسألة جمهور الأصحاب.
قلت: يجب على كلّ مسلم الاعتقاد بطهارة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ لمّا حلق رأسه [فرّق] [4] شَعْرَه [الطاهر] [5] المطهَّر على أصحابه [6] ، ولم يكن ليفرّق عليهم شيئًا نجِسًا.
قَالَ أحمد بن عثمان [السِّمسار والد أبي] [7] حفص: حضرت عند أبي جعفر التِّرْمِذيّ، فسُئِل عن حديث « [إن الله تعالى ينزل إلى سماء] [8] الدُّنيا» فالنُّزول كيف يكون يبقى فوقه عُلُوّ؟ فَقَالَ: النُّزول معقول، والْكَيْفُ مجهولُ، والإيمان به واجب، والسُّؤال عنه بِدْعة.
قَالَ أحمد بن كامل: لم يكن للشّافعية بالعراق أرأس منه ولا أورع، ولا أكثر تقلّلا.
__________
[1] هكذا في الأصل، والمرجّح أن في الأصل نقصا، تدلّ عليه رواية ابن السريّ الزجّاج، في:
تاريخ بغداد 1/ 366 فقال: «إنه كان يجري عليه أربعة دراهم في الشهر، وكان لا يسأل أحدا شيئا» .
[2] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ بغداد 1/ 366.
[3] في الأصل: «أبا» .
[4] في الأصل بياض.
[5] في الأصل بياض.
[6] وقد صحّ أن أنس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والحلّاق يحلقه، وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلّا في يد رجل» . أخرجه مسلم في الفضائل و 2325) باب:
قرب النبي عليه السلام من الناس.
[7] في الأصل بياض، والّذي بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ بغداد 1/ 365.
[8] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من تاريخ بغداد.(22/245)
توفّي أبو جعفر، رحمه الله، في المحرَّم سنة خمسٍ وتسعين، وقد أكمل أربعًا وتسعين سنة.
ونُقِل أنّه اختلط بآخره.
366- محمد بن أحمد بن بالويه [1] .
أبو العبّاس النَّيْسابوريّ، صدر محشم يُلَقَّب: عصيدة.
حدَّث عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وغيره.
وروى الحديث عنه جماعة.
تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين.
367- محمد بن أحمد بن خُزَيْمة.
أبو مَعْمَر البصْريّ.
تُوُفّي بمصر سنة ستٍّ أيضًا.
وروى عنه: أبو سعيد بن يونس.
368- محمد بن أحمد بن الضّحّاك.
أبو بكر الْجَدَليّ إمام جامع دمشق، وابنه إمام جامع دمشق.
روى عن: هشام بن عمّار، ومحمد بن رُمْح المصريّ، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ بنٍّ هارون، وأبو أحمد بن النّاصح المفسّر.
بقي إلى سنة ستٍّ وتسعين.
369- محمد بن أحمد بن أبي خَيْثَمة زُهَيْر بن حرب [2] .
الحافظ أبو عبد الله بن الحافظ أبي بكر ابن الحافظ أبي خيثمة النّسائيّ ثمّ البغداديّ.
__________
[1] هو غير «محمد بن أحمد بن بالويه» الّذي يكنى أبا عليّ النيسابورىّ، فذاك مات سنة 374، وذكره الخطيب في: تاريخ بغداد 1/ 282 رقم 125.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي خيثمة) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 16، وتاريخ بغداد 1/ 303، 304 رقم 172، والمنتظم 6/ 113، 114 رقم 157، والعبر 2/ 107، وتذكرة الحفاظ 2/ 742، ومرآة الجنان 2/ 227، والبداية والنهاية 11/ 117.(22/246)
سمع: أباه، ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، وعَبّاد بن يعقوب الرَّوَاجِنيّ، وأبا حفص الفلّاس، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن كامل، وابن مُقْسم، والطَّبَرانيّ، وغيرهم.
قَالَ ابن كامل: أربعة كنت أحب بقاءهم: أبو جعفر الطَّبَريّ، ومحمد بن البربريّ، وأبو عبد الله بن أبي خَيْثَمة، والمَعْمَريّ، فما رأيت أحفظ منهم [1] .
وقال الخطيب [2] : كان أبوه أبو بكر يستعين به في عمل التّاريخ.
ومات في ذي العقدة سنة سبع وتسعين.
370- محمد بن أحمد بن يحيى بن قضاء، بالقاف.
أبو جعفر البصّريّ الْجَوْهريّ.
عن: هُدْبة بن خالد، وعبد الواحد بن غياث، وجماعة.
وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الطَّاهر الذُّهَليّ قاضي مصر. وربّما نسبوه إلى جدّه، فقيل: محمد بن قضاء الْجَوْهريّ الرّاوي عن سليمان الشَّاذكونيّ، وغيره.
أمّا:
محمد بن فَضاء، بالفاء.
فقد مرّ في عَشْر السّتّين ومائة.
371- محمد بن أحمد بن كيسان [3] .
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 304 وفيه: «فما رأيت أفهم منهم ولا أحفظ» .
[2] القول ليس للخطيب، بل لأبي عبد الله محمد بن الحسين الزعفرانيّ، وهو ذكره في تاريخه 1/ 304.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن كيسان) في:
الفهرست لابن النديم 1/ 81، وتاريخ بغداد 1/ 335 رقم 244، والمنتظم 6/ 114 رقم 158، والكامل في التاريخ 8/ 67، ومعجم الأدباء 17/ 137- 141، ونزهة الألبّاء 301، 302، والمختصر في أخبار البشر 2/ 66، وتاريخ ابن الوردي 1/ 253، والعبر 2/ 113، ومرآة الجنان 2/ 236، والبداية والنهاية 11/ 117، والوافي بالوفيات 2/ 31، 32، وشذرات الذهب(22/247)
أبو الحَسَن البغداديّ النَّحْويّ.
أخذ عن: البصْريّ، والكوفيين، وبرع في العربية وصنّف التّصانيف.
وكان أبو بكر بن مجاهد المقرئ يقول: هو أنحى من الشّيخين، يعني: ثعلبًا، والمبرَّد [1] .
وصنّف كتاب «غريب الحديث» ، وكتابًا في القراءات، وكتاب «الوقف والابتداء» ، وكتاب «المهذَّب في النَّحْو» ، وغير ذلك [2] .
وتُوُفّي في ذي القعدة سنة تسعٍ وتسعين.
قَالَ ابن بُرْهان [3] : قصدت ابن كَيْسان لأقرا عليه كتاب سِيبَويْه، فقال:
اذهب به إلى أهله. يعني الزَّجّاج، وابن السّرّاج.
372- محمد بن أحمد بن جعفر بن أبي جميلة [4] .
أبو العلاء الذُّهَليّ الوَكِيعيّ الكوفيّ.
نزل مصر.
سمع: عاصم بن عليّ، وعليَّ بنَ الْجَعْد، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصّبّاح الدّولابيّ، وعليّ بن المدينيّ، وأحمد بن صالح المصريّ، وطبقتهم.
روى عنه: أبو سعيد بن يونس وقال: كان ثقة ثبتًا، وحمزة الكِنانيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، والحسن بن رشيق، وعبد الله بن عديّ الحافظ، والحسين بن الأخضر الأسيوطيّ، ومحمد بن عبد الله بن حيّويه صاحب النّسائيّ، وأبو
__________
[2] / 232، ومفتاح السعادة 1/ 138، وكشف الظنون 480، 1160، 1205، 1455، 1703، 1730، 1914، وهدية العارفين 2/ 23، ومعجم المؤلفين 8/ 311.
[1] المنتظم 6/ 114.
[2] الفهرست 1/ 81.
[3] هو: أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان، كما في: تاريخ بغداد 1/ 335.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد الوكيعي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 79، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 338 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1159، والعبر 2/ 115، وسير أعلام النبلاء 14/ 138، 139 رقم 71.
وتهذيب التهذيب 9/ 21 رقم 30، وتقريب التهذيب 2/ 142 رقم 24، وخلاصة تذهيب التهذيب 325، والنجوم الزاهرة 3/ 181، وحسن المحاضرة 1/ 294.(22/248)
إسحاق محمد بن القاسم بن شعْبان القُرْطُبيّ، وأبو بكر محمد بن عليّ التِّنِّيسيّ، وجماعة.
توفّي في جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة، وعاش ستًّا وستّين سنة.
373- محمد بن أحمد بن عبد الله العبيدي المصريّ.
عُرِف بابن العُرَيْنيّ.
عن: زُهير بن عَبّاد.
وعنه: حمزة في «مجلس البطاقة» .
وتُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثلاثمائة.
374- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد.
أبو عبد الله بن كَيْسان الواسطيّ.
سمع: عبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيْمًا، وأحمد بن صالح، والعلاء بن مسلم.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، وأبو محمد بن السّقّاء، وأبو بكر الإسماعيليّ، وغيرهم.
375- محمد بن أحمد بن خالد الزُّرَيْقيّ البصْريّ.
عن: عبد الله بن مَسْلَمَة القَعْنَبيّ.
وعنه: هلال بن محمد، وعبد الله بن عديّ الحافظ.
376- محمد بن أحمد بن مهديّ [1] .
أبو عُمارة البغداديّ.
عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ولُوَيْن.
وفي حديثه مناكير [2] .
روى عنه: ابن السّمّاك، وأبو بكر الشّافعيّ، ودعلج.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن مهدي) في:
تاريخ بغداد 1/ 360، 361 رقم 296.
[2] تاريخ بغداد، وزاد: «وغرائب» .(22/249)
ضعّفه الدّار الدّارَقُطْنيّ جدًّا [1] .
377- محمد بن أحمد بن المُثَنَّى.
أبو عبد الله النَّيْسابوريّ الحافظ.
سمع: ابن راهَوَيْه، ومحمد بن إبراهيم بن الفُضَيْل، والفلّاس، وعبد الجبّار بن العلاء، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن إسحاق بن إبراهيم.
378- محمد بن أحمد بن سُفْيان التِّرْمِذيّ.
عن: عُبَيْد الله القواريريّ، وغيره.
379- محمد بن إسحاق بن أَعْيَن [2] .
أبو ربيعة الرّبعيّ المكّيّ المؤذّن بالمسجد الحرام، المقرئ.
قرأ على: البزّيّ، وقُنْبُل.
وصنَّف قراءة ابن كثير. وكان من جلّة المقرءين.
أقرأ في حياة شيخيه.
عرض عليه: محمد بن الصّبّاح، ومحمد بن عيسى بُنْدار، وعبد الله بن أحمد البلْخيّ، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق، ومحمد بن الحَسَن النّقّاش، وآخرون.
وقال ابن بُنْدار: مات في رمضان سنة أربعٍ وتسعين [3] .
380- محمد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الْبَيْهَقِيُّ.
أبو العبّاس الزاهد.
عن: محمد بن حُمَيْد، وأحمد بن منيع.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 361.
[2] انظر عن (محمد بن إسحاق بن أعين) في:
غاية النهاية 2/ 99 رقم 2849 وفيه: «محمد بن إسحاق بن وهب بن أعين بن سنان» .
[3] وقال الوافي: أخذ القراءة عرضا عن البزّ، وقنبل، وضبط عنهما روايتهما وصنّف ذلك في كتاب أخذه الناس عنه وسمعوه منه، وهو من كبار أصحابهما وقدمائهم من أهل الضبط والإتقان والثقة والعدالة وأقرأ الناس في حياتهما.(22/250)
وعنه: أبو حامد الخطيب، ومحمد بن محمد الْجُرْجانيّ، وجماعة.
381- محمد بن إسحاق المستملي النَّيْسابوريّ.
عُرِفَ بالمسوّف.
سمع: إسحاق بن أبي شيبة، وطبقته.
وعنه: محمد بْن صالح بْن هانئ، وأبو الفضل بن إبراهيم.
382- محمد بن إسحاق بن الصّبّاح النَّيْسابوريّ التّاجر.
عن: ابن راهَوَيْه، وعمرو بن زرارة.
وعن: ابن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ، وقاسم بن غانم.
383- محمد بن أحمد بن عَبْدُوس [1] .
أبو عبد الملك الرَّبْعيّ، الصُّوريّ.
عن: إِبْرَاهِيم بْن هشام الغسّانيّ، وصَفْوان بْن صالح، وسُليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل.
وعنه: أبو علي بن هارون الأنصاريّ، والطَّبَرانيّ، وابن عديّ.
384- محمد بن أسد بن يزيد [2] .
الزَّاهد المُعَمَّر أبو عبد الله المَدِينيّ الأصبهانيّ.
سمع: مجلسًا من أبي داود الطَّيَالِسي، وتفرّد في الدُّنيا بالسَّماع منه.
وروى حديثًا واحدًا عن هزيمة بن عبد الأعلى.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبدوس) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 41، والأنساب 357 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 370 و 4/ 41 و 11/ 274 و 29/ 109 و 36/ 338 و 510 و 40/ 554 و (43/ 572) وفيه:
«محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبدوس بن جرير» . ويقال: ابن عبد القدوس، و 46/ 20، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 77، 78 رقم 1286.
وفي المعجم الصغير للطبراني أيضا 2/ 10: «محمد بن عبدوس بن كامل السرّاج» ، وهو غيره.
[2] انظر عن (محمد بن أسد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 251، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 232، 233، وسير أعلام النبلاء 13/ 534، 535 رقم 267، وتذكرة الحفاظ 2/ 643، وميزان الاعتدال 3/ 480، والعبر 2/ 96، ومرآة الجنان 2/ 22، والوافي بالوفيات 2/ 201، ولسان الميزان 5/ 73، وشذرات الذهب 2/ 215.(22/251)
وعاش نحو المائة أو جاوزها، وَأُقْعِدَ.
وكان ممّن طال عمره وحسُن عمله.
وقيل: كان مُجاب الدَّعوة [1] .
روى عنه: أبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ، وأحمد بن بُنْدار، وأبو الشَّيخ.
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين [2] . وهو ممّن عاش بعد تاريخ سماعه تسعين سنة، وَهُمْ قليل.
قَالَ أبو عبد الله بن مَنْدَه: محمد بن أسد الأصبهانيّ، حدَّث عن الطَّيَالِسيّ بمناكير [3] .
385- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مَخْلَد المَرْوَزِيّ [4] .
القاضي أبو الحَسَن بن راهوَيْه.
سمع: أباه، وعلي بن حُجْر، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المَدِينيّ، وأبا مُصْعَب، وطائفة.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وابن قانع، وأحمد بن خُزَيْمة، وأحمد بن جعفر بن مسلم، وسليمان الطَّبَرانيّ.
وكان من الفقهاء والعلماء.
ولي قضاء مَرْو، ثم قضاء نَيْسابور. وقد تُوُفّي والده وهو غائب في الرّحلة.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 232.
[2] ولكن الطبراني يقول إنه سمع من محمد بن أسد بمدينة أصبهان سنة 295 هـ.
[3] وقال أبو نعيم: كان من المعمّرين مستجاب الدعوة، توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين، سمع من أبي داود الطيالسي مجلسا. وسمع من هريم بن عبد الأعلى الأسدي حديثا واحدا، وكان مقعدا.
[4] انظر عن (محمد بن إسحاق بن إبراهيم) في:
الجرح والتعديل 7/ 169 رقم 1104، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 27، 28، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 269 رقم 383، والمنتظم 6/ 63 رقم 94، والكامل في التاريخ 7/ 553، والعبر 2/ 98، وميزان الاعتدال 3/ 476، وسير أعلام النبلاء 13/ 544، 545 رقم 275، والوافي بالوفيات 2/ 196، والبداية والنهاية 11/ 102، ولسان الميزان 5/ 65، 66، وشذرات الذهب 2/ 216.(22/252)
قَالَ أبو عبد الله بن الأخرم الحافظ: سمعته يقول: دخلتُ على أحمد بْن حنبل فَقَالَ: أنت ابن أبي يعقوب؟ قلت: نعم.
قَالَ: أما إنّك لو لزِمْتَه كان أكثر لفائدتك. فإنك لن ترى مثله [1] .
يقول الحاكم إن أبا الحسن تُوُفّي بمَرْو، وهذا وهْم. فإنّ ابن المنادي، وابن قانع قَالَ: قَتَلَتْه القَرَامطة بطريق مكّة سنة أربعٍ وتسعين [2] .
386- محمد بن إسحاق بن مَلَّة [3] .
أبو عبد الله الأصبهانيّ المسوحيّ.
سمع الكثير من: لُوَيْن، وطبقته.
وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ [4] ، 387- ومحمد بن إسحاق المسوحي [5] .
آخر أَقْدَمُ من هذا.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد، وعَمْرو بن مرزوق، والقَعْنَبيّ، وأبا سَلَمَةَ التَّبُوذكيّ، وسهل بن عثمان، وعدّة، وكان من الحُفّاظ المشهورين.
روى عنه ابن أبي حاتم وقال: هو صدوق.
388- محمد بن إسماعيل المقرئ الزّاهد [6] .
__________
[1] طبقات الحنابلة 1/ 269 وفيه: «فإنك لم تر مثله» .
[2] المنتظم 6/ 63، وقال ابن الجوزي: وكان عالما بالفقه مستقيم الحديث جيد الطريقة.
[3] انظر عن (محمد بن إسحاق بن ملّة) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 222.
[4] قال أبو نعيم: توفي سنة تسع وتسعين ومائتين، من الثقات، حدّث عن لوين، والرازيين، والأصبهانيّين.
[5] انظر عن (محمد بن إسحاق المسوحي) في:
الجرح والتعديل 7/ 169 رقم 1102.
[6] انظر عن (محمد بن إسماعيل المقرئ) في:
المنتظم 6/ 113 رقم 156، والبداية والنهاية 11/ 117 وقد ذكره بكنيته فقال: أبو عبد الله المغربي.(22/253)
أحد مشايخ الصُّوفيّة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين ومائتين ودُفِن مع شيخه عليّ بن رَزِين الزّاهد الصُّوفيّ على طُور سَيْناء [1] .
389- محمد بن إسماعيل بن مِهْران [2] .
الحافظ أبو بكر الإسماعيليّ النَّيْسابوريّ لا الْجُرْجانيّ.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وعبد الله بن الجرّاح، وهشام بن عمّار، وطبقتهم.
وعنه: عبد الله بن صالح، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة.
وكان أحد أركان الحديث بنَيْسابور.
له مصنَّفات مُجَوَّدة.
قَالَ الحاكم: جمع حديث الزُّهْريّ وجَوَّده، وكذلك حديث مالك، ويحيى بن سعيد، وموسى بن عُقْبة. وبقي مريضًا ستّ سنين. عهِدْتُ مشايخَنا لا يصحّحون سماعَ مَنْ سَمِع منه في المرض، فإنه كان لا يقدر أن يحرِّك لسانه إلّا بلا. فكان إنْ قِيلَ له: كما قرأنا عليك، قَالَ: لا لا لا، ويُحرِّك رأسه بنعم.
وأمّا عبد الله بن سعد، فحدَّثني أنّه كان ما يقدر أن يحرّك رأسه، وقال: لم يصحّ عنه إلّا حديث واحد، فإنّي قرأته عليه غير مرّة، إلى أن أشار بعينه إشارةً، فهمتها عنه أَنْ نعم.
قَالَ الحاكم: تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين في ذي الحجّة.
390- محمد بن إسماعيل بن عامر [3] .
__________
[1] قال ابن الجوزي: هو أستاذ إبراهيم الخوّاص، حجّ على قدميه سبعا وتسعين حجّة.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل بن مهران) في:
الكامل في التاريخ 8/ 13، والأنساب 36 ب، والعبر 2/ 103، وميزان الاعتدال 3/ 485، وسير أعلام النبلاء 14/ 117، 118 رقم 60، وتذكرة الحفاظ 2/ 682، 683، ومرآة الجنان 2/ 225، ولسان الميزان 5/ 81، 82، وطبقات الحفاظ 296، 297، وشذرات الذهب 2/ 221.
[3] انظر عن (محمد بن إسماعيل بن عامر) في:(22/254)
أبو بكر الرُّقّيّ التّمّار.
سكن بغداد، وروى عن: أحمد بن سِنان الواسطيّ، والسَّرِيّ السَّقَطيّ.
وعنه: أبو عمرو بن السّمّاك.
بقي إلى بعد التّسعين ومائتين [1] .
391- محمد بن إسماعيل التَّميمي الأصبهانيّ [2] .
عن: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، وغيره.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
392- محمد بن أسلم [3] .
أبو عبد الله اللّارديّ [4] الأندلسيّ.
رحل وسمع: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان الجيزيّ، ومحمد بن عزيز.
تُوُفّي بالأندلس سنة خمسٍ وتسعين [5] .
393- محمد بن أيّوب بن ضريس [6] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 2/ 45، 46 رقم 437.
[1] قال عثمان بن أحمد: سألت محمد بن إسماعيل أبا بكر ونحن نسمع منه في سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فقلت: كم أتى لك من السّنّ؟ فقال: أمّا أمّي فإنّها كانت تقول: ولدت في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وقال لي بعض أصحابنا: لا، أنا أعلم بهذا منها، ولدت في سنة ثلاثين ومائتين. قال أبو عمرو الدّقّاق: وكأنه كان له من السنّ إلى وقت كنّا نسمع منه على قول والدته ستين سنة، وعلى قول صاحبه اثنتين وستين سنة، وكان أسود اللحية.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل التميمي) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 275.
[3] انظر عن (محمد بن أسلم) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 20 رقم 1947، وجذوة المقتبس 42 رقم 24.
[4] في الأصل «الأزدي» وهو تصحيف. واللّارديّ: نسبة إلى مدينة لاردة بالأندلس.
[5] ورّخه بها ابن الفرضيّ. أما الحميدي فورّخه بسنة 300 هـ. (جدوة المقتبس) .
[6] انظر عن (محمد بن أيوب) في:
الجرح والتعديل 7/ 198 رقم 1114، ودول الإسلام 1/ 178، والعبر 2/ 98، وسير أعلام النبلاء 13/ 449- 453 رقم 222، والمعين في طبقات المحدّثين 105 رقم 1196، والوافي بالوفيات 2/ 234، وطبقات الحفاظ 283، وشذرات الذهب 2/ 216، وذكره ابن الجوزي في ترجمة (محمد بن إبراهيم العسال) في: المنتظم 6/ 398 رقم 676.(22/255)
أبو عبد الله البَجَليّ الرّازيّ.
شيخ الرَّيّ ومُسْنِدُها.
وُلِد في حدود المائتين.
وسمع: مسلم بن إبراهيم، والقعنبيّ، ومحمد بن كثير العَبْديّ، وموسى بن إسماعيل، وأبا الوليد، وطبقتهم.
وعنه: ابن أبي حاتم ووثَّقه [1] ، وعلى بن شَهْريار، وأحمد بن إسحاق بن مِنْجاب الطّيّبيّ، وإسماعيل بن نُجَيْد، وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وخلْق كثير.
تُوُفّي في يوم عاشوراء سنة أربعٍ وتسعين بالرّيّ.
وله كتاب «فضائل القرآن» في أربعة أجزاء سمعناه. وآخر من روى حديثه عاليًا أبو الرَّوْح الهَرَويّ، وكان ذا معرفة وحِفْظ، وعُلُوّ رواية.
وقد أورد ابن عُقْدة وفاته في يوم عاشوراء سنة خمسٍ، والأوّل أصحّ.
وثّقه الخليليّ، وقال: هو محدِّث. وجَده يَحْيَى، من أصحاب سُفْيان الثَّوريّ.
394- محمد بن بُنْدار بن سهل الأستراباذيّ.
عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ.
وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
395- محمد بن جعفر بن أعين [2] .
أبو بكر البغداديّ.
__________
[1] فقال: كتبنا عنه وكان ثقة صدوقا. (الجرح والتعديل) .
[2] انظر عن (محمد بن جعفر بن أعين) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 85، وتاريخ بغداد 2/ 128، 129 رقم 521، والمنتظم 6/ 59، وسير أعلام النبلاء 13/ 566، 567 رقم 287.(22/256)
عن: عفّان، وعاصم بن أبي عليّ، وأبي بكر بن أبي شيبة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، ومحمد بن عبد الله بن حَيَّوَة النَّيسابوريّ، وجماعة من المصريّين.
وكان ثقة. قاله الخطيب [1] .
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
396- محمد بن جعفر بن محمد [2] .
أبو بكر بن الأمام الرَّبَعيّ الحنفيّ البغداديّ. نزيل دِمياط.
سمع: إسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن يونس اليربوعيّ، وغيرها، وعلي بن المَدِينيّ، وهذه الطبقة.
وعنه: ن. وقال: ثقة [3] ، وأبو عليّ بن هارون، وأبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر بن عليّ النّقّاش، وأبو القاسم الطّبرانيّ، وآخرون.
توفّي سنة ثلاثمائة يوم عيد النحر [4] .
397- محمد بن جعفر [5] .
أبو عمر الكوفيّ القتّات.
__________
[1] في تاريخه 2/ 129.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر الربعي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 90، وتاريخ بغداد 2/ 130، 131 رقم 523، والمعجم المشتمل لابن عساكر 230، 231 رقم 781، والمنتظم 6/ 120، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1182، والعبر 2/ 115، وسير أعلام النبلاء 13/ 568 رقم 290، والكاشف 3/ 25 رقم 4841، وتهذيب التهذيب 9/ 95 رقم 127، وتقريب التهذيب 2/ 150 رقم 106، وخلاصة تذهيب التهذيب 330، وشذرات الذهب 2/ 236.
[3] المعجم المشتمل 231.
[4] وثّقه ابن يونس، وقال: قدم مصر، وكان تاجرا وسكن دمياط وحدّث بها.
وقال ابن الإمام الدمياطيّ عن نفسه لأبي عبد الرحمن النسائي: ولدت في سنة أربع عشرة ومائتين. (تاريخ بغداد) :
[5] انظر عن (محمد بن جعفر القتّات) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 23، 24، وتاريخ بغداد 2/ 129، 130 رقم 522، والمنتظم 6/ 120 رقم 169، والعبر 2/ 115، 382، 348، وميزان الاعتدال 3/ 501، وسير أعلام النبلاء 13/ 567 رقم 288، ولسان الميزان 5/ 106، وشذرات الذهب 2/ 236.(22/257)
سمع: أبا نعيم، وأحمد بن يونس، وجماعة.
وعنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر الجعابي، والحسن بن جعفر الخرقي السمسار، وسليمان الطبراني.
قَالَ الخطيب [1] : كان ضعيفًا، تكلّموا في سماعه من أبي نُعَيْم.
تُوُفّي ببغداد في جمادى الأولى سنة ثلاثمائة.
وهو أخو الحسين بن جعفر بن محمد بن حبيب.
398- محمد بن جُنَادة بن عبد الله الإلهانيّ الأندلسيّ الإشْبيليّ [2] .
روى عن: يحيى بن يحيى، وعثمان بن أيّوب.
ورحل فسمع من: أبي الطّاهر أحمد بن السَّرْح، وَسَلَمَةَ بن شبيب، ويونس بن عبد الأعلى.
وولي قضاء إشبيلية، وطال عمره ورحلوا إليه.
روى عنه: محمد بن قاسم [3] ، وغيره.
تُوُفّي في سنة ستٍّ وتسعين.
399- محمد بن حاتم بن نُعَيْم المَرْوَزِيّ ثم المِصِّيصيّ [4] .
عن: نُعَيْم بن حمّاد، وسُوَيْد بن نصر، وحيّان بن موسى، وإسحاق بن يونس المَرْوَزِيّين، ومحمد بن يحيى العدنيّ.
__________
[1] في تاريخ بغداد 2/ 129 و 130.
[2] انظر عن (محمد بن جنادة) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 21، 22 رقم 1150، وجذوة المقتبس للحميدي 45 رقم 32، وبغية الملتمس للضبيّ 65 رقم 75.
[3] وهو كان يوثّقه، ويثني عليه، وكان يخبر أنه كان صاحب أبيه في المشرق عند أبي الطاهر وغيره.
قال محمد: ورحلت إليه إلى إشبيلية وسمعت منه.
وأثنى عليه الباجي. (ابن الفرضيّ) .
[4] انظر عن (محمد بن حاتم بن نعيم) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 5، 6، وتاريخ بغداد 2/ 269 رقم 739، والمعجم المشتمل لابن عساكر 232 رقم 788، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1184، وتذكرة الحفاظ 2/ 456، والكاشف 3/ 27 رقم 4850، وتهذيب التهذيب 9/ 102، 103 رقم 136، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 115، وخلاصة تذهيب التهذيب 331.(22/258)
وعنه: ن.، وَالعَقِيلِيُّ، وابن عَدِيّ، والطبراني، وآخرون.
وثقه النسائي.
400- محمد بن حامد بن السري.
أبو الحسين المروزي خال السني.
قدم دمشق وحدَّث بها عن: نصر بن عليّ الْجَهْضَمي، وأبي حفص الفلّاس، والحسن بن عَرَفة، وطبقتهم.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وعبد الله بن النّاصح.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين. له كتاب في السنة وَقَعَ لنا.
401- محمد بن حبيب [1] .
أبو عبد الله البزّار.
عن: أحمد بن حنبل، وشجاع بن مَخْلَد.
وعنه: الحَسَن بن أبي العنْبر، وغيره.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
وقد أثنى عليه أبو بكر الخلّال الحنبليّ، وروى عن رجل، عنه.
وكان أحد الفقهاء.
وآخر من روى عنه أبو جعفر بن ثرية الهاشميّ.
402- محمد بن الحسن [2] .
أبو الحسين الخُوارزميّ صاحب الفرس.
حدَّث بالموصل عن: يحيى بن هاشم السّمسار، وعليّ بن الْجَعْد.
وعنه: مُكْرَم القاضي، ويزيد بن محمد بن إياس وقال: فيه لِين [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن حبيب البزّار) في:
طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 293، 204 رقم 402.
[2] انظر عن (محمد بن الحسن الخوارزمي) في:
تاريخ بغداد 2/ 186 رقم 603.
[3] تاريخ بغداد.(22/259)
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
403- محمد بن الحَسَن بن سماعة الحضرميّ الكوفيّ [1] .
عن: أبي نُعَيْم.
وعنه: محمد بن عمر الْجِعابي، وأبو بكر الإسماعيليّ، والحَسَن بن جعفر الرَّقّيّ، وجماعة.
قَالَ الدّار الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ [2] .
قلت: تُوُفّي في جُمادَى الأولى سنة ثلاثمائة. وبينه وبين القبّاب في الوفاة أيّام. وهو أسن من القبّاب.
404- محمد بن الحَسَن بن الفَرَج الهَمْدانيّ [3] .
عن: عبد الحميد بن عاصم، وكامل بن طلحة، وشيبان بن فَرُّوخ، وله مُسْنَد.
وعنه: جعفر الخُلْديّ، والجِعَابي، وابن قانع، وعبد الرحمن بن عُبَيْد.
وكان حافظًا نبيلًا [4] .
405- محمد بن الحسين بن عُمارة النَّيْسابوريّ المقرئ.
عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وغيره.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
406- محمد بن الحسين [5] .
أبو العبّاس البغداديّ الأنماطيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن بن سماعة) في:
تاريخ بغداد 2/ 188، 189 رقم 607.
[2] تاريخ بغداد 2/ 189.
[3] انظر عن (محمد بن الحسن بن الفرج) في:
تاريخ بغداد 2/ 186، 187 رقم 604، وكنيته: أبو بكر المعدّل.
[4] وقال الخطيب: وهو صدوق.
[5] انظر عن (محمد بن الحسين الأنماطي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 9، وتاريخ بغداد 2/ 227، 228 رقم 678، والمنتظم 6/ 41 رقم 59.(22/260)
عن: سَعْدُوَيْه، ويحيى بن مَعِين.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وابن خلّاد النَّصِيبيّ، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين [1] .
407- محمد بن الحسين بن حبيب القاضي [2] .
أبو حُصَيْن الوادعيّ الكوفيّ.
سمع: أحمد بن يونس، وجَنْدل بن وَالق، ويحيى الحِمّانيّ، وعَوْن بن سلّام، وطبقتهم.
طال عُمره، وصنّف «المُسْنَد» .
روى عنه: عثمان بن السّمّاك، وأبو بكر النّجّاد، وجعفر بن محمد بن عَمْرو، وأبو بكر عبد الله الطّلْحيّ، وأبو القاسم الطّبرانيّ، وطائفة.
وثّقه الدّار الدَّارَقُطْنيّ [3] .
ومات بالكوفة في رمضان سنة ستٍّ وتسعين.
408- محمد بن الحسين [4] .
أبو عبد الله الأصبهانيّ الخُشُوعيّ الزّاهد، شيخ الوَرِعين والقرّاء.
كتب الكثير من العلم، وروى اليسير.
وعنه: أبو مسلم محمد بن بكر الغزّال، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه الواعظ.
__________
[1] وقال ابن المنادي: حمل الناس عنه لثقته وصلاحه.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين الوادعي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 21، وتاريخ بغداد 2/ 229 رقم 680، والمنتظم 6/ 88 رقم 116، واللباب 3/ 344، 345، والعبر 2/ 106، وسير أعلام النبلاء 13/ 569 رقم 291، والوافي بالوفيات 2/ 372، والبداية والنهاية 11/ 110، وشذرات الذهب 2/ 225.
[3] تاريخ بغداد 2/ 229، المنتظم 6/ 88.
وقال إبراهيم بن إسحاق الصواف: أبو حصين صدوق معروف بالطلب، ثقة.
وقال ابن المنادي: وقد كان قاضيا كتبنا عنه بالكوفة في سنة ثمانين ومائتين. ثم قدم إلى مدينتنا، ولم أكتب هاهنا عنه شيئا.
[4] انظر عن (محمد بن الحسين الخشوعي) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 236، وحلية الأولياء 10/ 406، 407 رقم 689.(22/261)
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ [1] : كانت العبادة حِرْفَتُه، والتَّلَذُّذ بالعَبْرة شَهْوَتُه، وله الكلام البليغ في تأديب النُّسّاك.
تخرَّج به أبو الحَسَن عليّ بن أحمد الأسواريّ، وأبو بكر محمد بن عُبَيْد الله بن المَرْزُبان الواعظ، ومن بعدهما.
ثمّ ذكر شيئًا مِن مَوَاعِظه.
409- محمد بن حنيفة بن ماهان [2] .
أبو حنيفة القَصَبيّ الواسطيّ. نزل بغداد وحدَّث.
عن: خالد بن يوسف السَّمْتيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، ومحمد الباقرحيّ، وجماعة.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ [3] : حدَّث سنة سبْعٍ وتسعين.
310- محمد بن حيان [4] .
أبو العباس المازني البصري.
عن: عَمْرو بن مرزوق، وأبي الوليد، ومسدَّد، وجماعة.
وعنه: فاروق الخطابي، ودَعْلَج، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
411- محمد بن خُشْنام.
أبو بكر البلْخيّ.
عن: قُتَيْبة بن سعيد.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
412- محمد بن داود بن بُنْدار.
أبو عبد الله الفارسيّ.
__________
[1] في الحلية 10/ 406.
[2] انظر عن (محمد بن حنيفة) في:
تاريخ بغداد 2/ 296 رقم 786.
[3] المصدر نفسه.
[4] انظر عن (محمد بن حيّان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 30 وفيه: «محمد بن حسان المصري» .(22/262)
سمع: قُتَيْبَة بن سعيد، وغيره.
وروى بجُرْجان.
سمع منه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ونُعَيْم بن عبد الملك، وآخرون.
حدَّث سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وهو صدوق.
413- محمد بن داود بن الجرّاح [1] .
أبو عبد الله.
من سَرَوَات البغداديّين، وهو عمّ الوزير عليّ بن عيسى.
كان كاتبًا عارفًا بالأخبار وأيّام النّاس ودُوَل الملوك، لَهُ في ذلك مصنَّفات.
روى عن: عَمْر بن شَبَّة، وعُبَيْد الله بن سعْد الزُّهْريّ، وطبقتهما.
وعنه: عمر بن الحَسَن الأشْنانيّ القاضي، وسليمان الطَّبَرانيّ.
وقُتل كما تقدّم مع ابن المعتزّ سنة ستٍّ.
414- محمد بن داود بن عليّ بن خَلَف [2] .
الإمام البارع أبو بكر بن الإمام أبي سليمان الأصبهانيّ، ثمّ البغداديّ الظّاهريّ الفقيه الأديب، مصنِّف كتاب «الزّهرة» .
__________
[1] انظر عن (محمد بن داود بن الجرّاح) في:
مروج الذهب 12، 723، وتاريخ بغداد 5/ 255 رقم 2749، والفهرست 1/ 128، والمنتظم 6/ 80، (89 رقم 119) ، والكامل في التاريخ 8/ 55، والعبر 2/ 104، 106، ومرآة الجنان 2/ 227، والبداية والنهاية 11/ 110، وفوات الوفيات 2/ 202، ودول الإسلام 1/ 143، والوافي بالوفيات 3/ 61، 63، وشذرات الذهب 2/ 225، وهدية العارفين 2/ 22، ومعجم المؤلفين 9/ 295، 296.
[2] انظر عن (محمد بن داود بن علي) في:
مروج الذهب 3404، 3405، 3430، 3397، وتاريخ بغداد 5/ 256- 263 رقم 2750، والمنتظم 6/ 93- 95 رقم 128، والفهرست لابن النديم 1/ 217، وطبقات الفقهاء للشيرازي 175، 176، والكامل في التاريخ 8/ 59، ووفيات الأعيان 4/ 259- 261، وتذكرة الحفاظ 2/ 209، والعبر 2/ 108، وسير أعلام النبلاء 13/ 109- 116 رقم 56، والوافي بالوفيات 3/ 58- 61، ومرآة الجنان 2/ 228- 230، والبداية والنهاية 11/ 110، 111، وشذرات الذهب 2/ 226، وكشف الظنون 173، 962، 1394، 1399، 1423، 2014، وإيضاح المكنون 1/ 620، والأعلام 6/ 355، ومعجم المؤلفين 9/ 297.(22/263)
يروي عن: أبيه، وعبّاس الدّوريّ، وغيرها.
وعنه: نِفْطَوَيْه، والقاضي أبو عَمْرو محمد بن يوسف، وجماعة.
وكان من أذكياء العالم. جليس للْفُتْيا بعد والده، وناظَرَ أبا العبّاس بن سُرَيْج.
قَالَ القاضي أبو الحَسن الدّاوُديّ: لمّا جلس محمد بن داود للفتوى بعد وفاة والده استصغروه، فدسّوا عليه من سأله عن حَدِّ السُّكْر ما هو؟ ومتى يكون الإنسان سَكْران؟ فَقَالَ: إذا غَرُبَتْ عنه الهُموم، وباحَ بِسِرِّه المكتوم. فَاسْتُحْسِنَ ذلك منه.
وقال محمد بن يوسف القاضي: كنت أساير محمد بن داود، فإذا بجارية تغنّي بشيء من شِعْره هو:
أشكو غليل فؤاد أنت مُتْلِفُهُ ... شكوي عَليلٍ إلى إلفٍ يُعَلِّلُهُ
سُقْمي تزيدُ مع الأيامِ [1] كَثْرَتُهُ ... وأنت في عُظم ما أَلْقَى تُقَلِّلُه
الله حرَّم قَتْلِي في الهوى سَفَهًا [2] ... وأنت يا قاتِلِي ظُلْمًا تُحَلِّلُهُ [3]
وعن عبيد الله بن عبد الكريم قَالَ: كان محمد بن داود خصمًا لابن سُرَيْج، وكانا يتناظران ويترادَّان في الكُتُب، فلمّا بلغ ابنَ سُرَيْج موتُ محمد، نحَّى سجّاده وجلس للتعزية وقال: ما آسي إلّا على ترابٍ أكل لسان محمد بن داود [4] .
وقال محمد بن إبراهيم بن سُكَّرَة القاضي: كان محمد بن جامع الصَّيْدلانيّ محبوب محمد بن داود ينفق على محمد بن داود، وما عُرِف معشوق يُنْفِقُ على معشوقه سواه [5] .
__________
[1] في: تاريخ بغداد، والمنتظم، والبداية والنهاية: «على الأيام» .
[2] في نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «عبثا» ، وفي: البداية والنهاية: «أسفا» .
[3] تاريخ بغداد 5/ 258، المنتظم 6/ 94، الوافي بالوفيات 3/ 58، 59، البداية والنهاية 11/ 111.
[4] تاريخ بغداد 5/ 259.
[5] تاريخ بغداد 5/ 260.(22/264)
ومن شِعره:
حملتُ جبال الحبّ فوقي [1] وإنّني ... لأعجز عن حمل القميص وأضعف
وما الحبّ من حُسْن ولا من سَمَاجة ... ولكنه شيء به الرّوح تكلف [2]
وقال نِفْطَوَيْه النَّحْويّ: دخلت على محمد بن داود في مرضه، فقلت:
كيف تجدك؟ قَالَ: حُبَّ من تعلم أورثني ما ترى.
فقلت: ما منعك من الاستمتاع به، مع القدرة عليه؟
فَقَالَ: الاستمتاع على وجهين: أحدهما النّظر، وهو أورثني ما ترى.
فقلت: ما منعك من الاستمتاع به، مع القدرة عليه؟
فقال: الاستماع على وجهين: أحدهما النَّظَر، وهو أورثني ما ترى.
والثاني اللّذّة المحظورة، ومنعني منها مَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي: ثَنَا سُوَيْدٌ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ قَالَ: «مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» . ثمّ أنشدَنا لنفسه:
أنْظُر إلى السِّحْر يجري في لَوَاحِظِه ... وانْظُر إلى دَعَجٍ في طَرَفِه السّاجي
وانْظُر إلى شَعَراتٍ فوق عارِضِهِ ... كأنّهنّ نِمالٌ دَبَّ في عاجِ [3]
قَالَ نِفْطَوَيْه: ومات في ليلته أو في اليوم الثّاني.
رواها جماعة عن نِفْطَوَيْه.
قَالَ أبو زيد عليّ بن محمد: كنت عند ابن مَعِين، فذكرتُ له حديثًا سمعته عن سُوَيْد بن سعيد، فذكر الحديث المذكور. فَقَالَ: والله لو كان عندي فَرَسٌ لَغَزَوْتُ سُوَيْدًا في هذا الحديث [4] .
تُوُفّي في رمضان سنة سبْعٍ وتسعين كَهْلًا.
وقال ابن حزم: تُوُفّي عاشر رمضان، وله ثلاثٌ وأربعون سنة.
قَالَ: وكان من أجمل النّاس وأكرمهم خُلُقًا، وأبلغهم لسانًا، وأنظفهم
__________
[1] في تاريخ بغداد: «فيك» .
[2] تاريخ بغداد 5/ 260.
[3] تاريخ بغداد 5/ 262.
[4] سير أعلام النبلاء 13/ 113.(22/265)
هيئة، مع الدِّين والوَرَع، وكل خلّة محمودة. مُحَبَّبًا إلى النّاس، حفظ القرآن وله سبْع سِنين، وذكر الرّجال بالأدب والشِّعر، وله عشر سنين. وكان يشاهد في مجلسه أربعمائة مَحْبَرة.
وله من التّواليف: كتاب «الإنذار والأعذار» ، و «النّقض» في الفقه، وكتاب «الإيجاز» ، مات ولم يُكمله، وكتاب «الإنتصار من محمد بن جرير الطَّبَريّ» ، وكتاب «الوصول إلى معرفة الأصول» ، وكتاب «اختلاف مصاحب الصّحابة» ، وكتاب «الفرائض والمناسك» . رحمه الله.
وقال أبو عليّ التّنُوخيّ: حدَّثني أبو العبّاس أحمد بن عبد الله بن البَخْتَريّ الدّاوديّ: حدَّثني أبو الحَسَن بن المُغَلِّس الدّاوديّ قَالَ: كان محمد بن داود، وابن سُرَيْج إذا حضرا مجلس أبي عمر القاضي لم يجرِ بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ممّا يجري بينهما. فسأل أبا بكر حَدَثٌ من الشّافعية عن العَوْد المُوجِب للكَفّارة في الظِّهار، ما هو؟
فَقَالَ: إعادة القول ثانيًا، وهو مذهبه ومذهب أبيه. فطالبه بالدّليل، فشرع فيه. فَقَالَ ابن سُريج: هذا قولُ مَنْ مِنَ المسلمين؟ فاستشاط أبو بكر وقال:
أتظنّ أنّ من اعتقدت قولهم إجماعًا في هذه المسألة، عندي إجماع؟ أحسنُ أحوالهم أن أعدهم خلافًا.
فغضب وقال: أنت بكتاب «الزّهرة» أمهر منك بهذه الطّريقة.
قَالَ: والله ما تُحسن تَسْتَتم قراءته، قراءة من يفهم، وإنّه لمِن أحد المناقب [لي] [1] إذ أقول فيه:
أكرّرُ في رَوْض المحاسن مُقْلَتي ... وأمنع نفْسي أن تنال مُحَرَّمًا
وَيَنْطِقُ سِرّي عن مُتَرْجَم خاطري ... فَلَوْلا اخْتلاسي ردَّه لَتَكَلَّما
رأيت الهوى دعْوى من النّاس كلِّهِم ... فما إنْ أرى حُبًّا صحيحًا مُسلَّما
فَقَالَ ابن سريج: فأنا الّذي أقول:
__________
[1] زيادة من: سير أعلام النبلاء 13/ 111.(22/266)
ومشاهدٍ [1] بالغُنْج من لحَظَاته ... قد بِتُّ أمنعُهُ لَذيذَ سُباتِهِ
ضَنًّا بحُسْن حديثه وعِتابِهِ ... وأكرّر اللَّحَظَاتِ في وجَناته
حتّى إذا ما الصُّبح لاح عَمُودُهُ ... وَلَّى بخاتم رَبِّه وبراتِهِ
فَقَالَ أبو بكر: أيّد الله القاضي، قد أقرّ بحالٍ، ثمّ ادعى البراءة ممّا تُوجبه، فعليه البَيِّنَة.
قَالَ ابن سُرَيْج: مذهبي المُقِرُّ إذا أقرّ بصفةٍ كان إقراره موكولًا إلى صفته [2] .
وقد روى عن ابن البَخْتَريّ المذكور أيضًا: إسماعيل بن عبّاد، وكان قاضيًا عالمًا.
415- محمد بن داود بن عثمان بن سعيد [3] .
أبو عبد الله الصَّدَفيّ، مولاهم المصريّ.
عن: أبي شَرِيك يحيى بن يزيد المِراديّ، ومحمد بن رُمْح، وجماعة.
وعنه: حمزة الكِنانيّ، وسليمان الطَّبَراني.
تُوُفّي في ربيع الأوّل سنة سبْعٍ أيضًا.
416- محمد بن داود بن مالك [4] .
أبو بكر الشُّعَيْريّ الحافظ.
عن: عبد الملك بن عبد ربّه، وهارون بن سُفيان المستملي.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وجماعة.
مات بطريق مكّة سنة سبع أيضا.
__________
[1] في تاريخ بغداد: «ومساهر» .
[2] تاريخ بغداد 5/ 261.
[3] انظر عن (محمد بن داود بن عثمان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 82 وفيه: «محمد بن داود بن أسلم» .
[4] انظر عن (محمد بن داود بن مالك) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 18، وتاريخ بغداد 3/ 307، 308 رقم 1399 وقد قلب أباه وجدّه فقال: «محمد بن مالك بن داود» ، و 5/ 264 رقم 2753.
ولهذا سيعيده المؤلّف- رحمه الله ثانية، برقم (480) .(22/267)
417- محمد بن رزين بن جامع [1] .
أبو عبد الله الأمويّ، مولاهم العدْل المصريّ.
عن: سعيد بن منصور، والهيثم بن حبيب، وسُفيان بن بِشْر، وإبراهيم بن المنذر الحِزاميّ، وأبي مُصْعَب الزُّهْريّ، وطائفة.
وعنه: عليّ بن محمد الواعظ والطَّبَرانيّ، والحَسَن بن رشيق.
418- محمد بن رَوْح بن شِبْل.
أبو الفضل المصريّ الْجَوْهريّ الأحوْل.
روى عن: محمد بن رمْح، وجماعة.
وعنه: ابن يونس وقال: مات في شوّال سنة ثلاثمائة.
419- محمد بن السَّرِيّ بن سهل [2] .
أبو بكر البزّاز السّامريّ.
عن: بِشْر بن الوليد، وغيره.
وعنه: ابن قانع، والطَّبَرانيّ.
وكان ثقة [3] .
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين بسامرّاء.
420- محمد بن السَّريّ بن سهل [4] .
أبو بكر القنطريّ.
عن: محمد بن بكّار بن الرَّيّان، وعثمان بن أبي شيبة.
وعنه: أحمد بن جعفر بن سُلَيْم، ومَخْلَد بن جعفر، وجماعة.
توفّي سنة تسع وتسعين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن رزين) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 71.
[2] انظر عن (محمد بن السريّ البزّاز) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 16، 17، وتاريخ بغداد 5/ 317، 318 رقم 2837.
[3] وثّقه الخطيب.
[4] انظر عن (محمد بن السريّ بن سهل) في:
تاريخ بغداد 5/ 318 رقم 2838، والمنتظم 6/ 114 رقم 159، والكامل في التاريخ 8/ 67.(22/268)
421- محمد بن السَّريّ بن مِهران النّاقد [1] .
بغداديّ، ثقة [2] .
سمع: إبراهيم بن زياد، ويوسف بن موسى القطّان.
وعنه: ابن قانع، والطَّبَرانيّ، وغيرهما.
422- محمد بن سعد بن مُقَرِّن [3] .
أبو عبد الله الأصبهانيّ الْمُعَدَّلُ.
سمع: سليمان الشّاذكُونيّ، وسهل بن عثمان العسكريّ، وأبا الرّبيع الزُّهْرانيّ.
وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، ومحمد بن عُبَيْد الله بن المرزبان.
حدّث سنة ثلاثمائة [4] .
423- محمد بن سعيد الطَّبَريّ الأزرق [5] .
عن: هُدْبَةَ، وسُرَيج بن يونس، وغيرهما.
قَالَ ابن عديّ [6] : كان يضع الحديث.
مات سنة تسعين.
424- محمد بن سعيد بن غالب الإفريقيّ.
يروى عن: سحنون بن سعيد الفقيه، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن السريّ بن مهران) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 16، وتاريخ بغداد 5/ 318، 319 رقم 2839.
[2] وثّقه الخطيب.
[3] انظر عن (محمد بن سعد بن مقرن) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 250.
[4] كان قليل الحديث.
[5] انظر عن (محمد بن سعيد الطبري) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2296، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 64 رقم 3009، والمغني في الضعفاء 2/ 586 رقم 5565، وميزان الاعتدال 3/ 565 رقم 7603، والكشف الحثيث 376 رقم 670، ولسان الميزان 5/ 177، 178 رقم 619 وفيه: «محمد بن سعيد الملي الطبري، لا يدرى من هو، عن محمد بن عمرو البجلي، مجهول مثله» .
[6] في: الكامل 6/ 2296 قال: وهذا الأزرق لم يمرّ قطّ بجنبات الحديث.(22/269)
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
425- محمد بن سليمان بن حمّاد.
أبو نصر الأسْتَرَاباذيّ. شيعيّ صَدُوق.
رحل وروى عن: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته.
وعنه: أبو نُعَيْم بن عديّ، ومحمد بن إبراهيم بن زَكْرُوَيْه.
مات سنة تسعٍ وتسعين.
426- محمد بن سليمان بن خالد النّيْسابوريّ.
عن: عليّ بن حُجْر، ومحمد بن زُنْبُور المكّيّ.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين.
427- محمد بن سليمان بن تَلِيد [1] .
أبو عبد الله المَعَافِريّ الأندلسيّ الوَشْقيّ [2] .
عن: سَحْنُون بن سعيد، ومحمد بن أحمد العُتْبيّ، وابن مَطْرُوح، وجماعة. وكان مفتيا فاضلا مالكيّا، إلّا أنّه كان يذهب في الأشربة مذهب الكوفيّين. وولى قضاء مدّة.
تُوُفّي سنة ستٍّ.
428- محمد بن سِنان بن سَرْج، بالجيم [3] .
القاضي أبو جعفر الشّيزريّ [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن سليمان) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 21 رقم 1149، وجذوة المقتبس للحميدي 57 رقم 58، وبغية الملتمس للضبيّ 77 رقم 123،
[2] الوشقيّ: بفتح الواو وسكون الشين المعجمة، نسبة إلى مدينة وشقة بالأندلس.
[3] انظر عن (محمد بن سنان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 44، 45، ومعرفة القراء الكبار 1/ 260 رقم 173، وغاية النهاية 2/ 150، 151 رقم 3051.
[4] الشّيزريّ: بفتح الشين المعجمة وسكون الياء، وفتح الزاي، وراء، نسبة إلى شيزر، حصن بين حمص وحماة.(22/270)
عن: عبد الوهّاب بن نَجْدَة، وهشام بن عمّار، وأبي نُعَيْم الحلبيّ، وجماعة. وقرأ بحرف شَيْبة بن نصاح، على عيسى بن سليمان الشّيرازيّ صاحب الكِسائيّ.
قرأ عليه: أبو الحسن بن شَنَبُوذ، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكيّ، ومحمد بن عبد الله الرّازيّ.
وحدَّث عنه: ابنه إسماعيل، وأبو جعفر الطَّحَاويّ، وأبو عليّ بن هارون، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
429- محمد بن شُعَيب الأصبهانيّ التّاجر [1] .
عن: عبد الرحمن بن سَلَمَةَ، وعبّاس بن إسماعيل، وأحمد بن إبراهيم الزَّمعيّ، والثلاثة لا أعرفهم.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو إسحاق بن حمزة، والطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ.
تُوُفّي سنة ثلاثمائة [2] .
430- محمد بن شَيْبَة بن الوليد الدّمشقي [3] .
عن: هشام بن عمّار، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وجُمَح بن القاسم المؤذِّن.
431- محمد بن صالح بن يونس النَّيْسابوريّ.
عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وجماعة.
توفّي سنة ثلاثمائة.
432- محمد بن الصّبّاح النّيسابوريّ الخيّاط.
__________
[1] انظر عن (محمد بن شعيب) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 50، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 252.
[2] وقال أبو نعيم: يروي عن الرازيين بغرائب.
[3] انظر عن (محمد بن شيبة) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 87.(22/271)
عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وبِشْر بن الحَكَم.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
433- محمد بن طاهر بن الحسين بن مُصْعَب [1] .
الأمير أبو عبد الله الخُزَاعيّ الطّاهريّ النَّيْسابوريّ، وقيل: كنيته أبو العبّاس.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، ومحمد بن يحيى.
وولى إمرة خُراسان بعد والده سنة ثمانٍ أربعين إلى أن خرج عليه يعقوب بن اللَّيْث الصَّفَّار فحاربه، فظفر به يعقوب سنة تسعٍ وخمسين وأسره.
وبقي معه في الأسر إلى سنة اثنتين وستّين. فلمّا كانت وقعة الهَرَوايات نجا محمد بن طاهر، ولم يزل مقيمًا ببغداد خاملًا إلى أن مات سنة ثمانٍ وتسعين.
ودُفِنَ بجنب عمه محمد بن عبد الله الأمير [2] .
ولا أعلم للبغداديّين عنه روايةً، ولا لغيرهم.
ولعلّه جاوز الثّمانين.
434- محمد بن عاصم بن يحيى [3] .
أبو عبد الله الأصبهانيّ الفقيه الشّافعيّ، وابن وهْب.
وعن: عليّ بن حرب، وَسَلَمَةَ بن شبيب.
وعنه: أحمد بن بُنْدار، وأبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ.
قَالَ أبو الشّيخ: صنَّف كُتُبًا كثيرة، وتفقه على مذهب الشّافعيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن طاهر) في:
مروج الذهب 2914، 3158، 3160، وتاريخ بغداد 5/ 377 رقم 2902، والمنتظم 6/ 96 رقم 133، والكامل في التاريخ 8/ 55، ودول الإسلام 1/ 181، والعبر 2/ 112، والوافي بالوفيات 3/ 165، والبداية والنهاية 11/ 111، والنجوم الزاهرة 2/ 328 و 3/ 65، وشذرات الذهب 2/ 231.
[2] تاريخ بغداد 5/ 377.
[3] انظر عن (محمد بن عاصم) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 52، 54، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 233، 234 وفيه:
«كاتب القاضي» .(22/272)
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
435- محمد بن العبّاس بن الوليد [1] .
أبو سعيد الدّمشقيّ الخيّاط، نزيل جُرْجان.
عن: هشام بن عمّار، وجماعة.
وعنه: أبو حاتم بن حبّان، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو أحمد بن عديّ.
قَالَ حمزة السَّهْميّ: تُوُفّي بعد التّسعين ومائتين.
436- محمد بن العبّاس الْجُمحيّ البْصريّ [2] .
لما عُزِل أبو زُرْعة محمد بن عثمان عن قضاء دمشق، ولى هذا القضاء، وَشُكِرَتْ سيرته. ولما تُوُفّي أعيد إلى القضاء أبا زُرْعة.
تُوُفّي الْجُمَحّي سنة سبْعٍ وتسعين.
قَالَ ابن عساكر [3] : بَلَغَني أنّ أبا الحَسَن محمد بن عليّ الماوَرْديّ كتب إلى الْجُمَحّي يُعاتبه بهذه الأبيات:
عزيزٌ على مُشفِقٍ أن يراك ... قريبًا لمن لستَ من شَكْلِهِ
وأنت الّذي لو تأمَّلْتَهُ ... لأكْبَرْتَ قَدْرك عن مثلهِ
فهَبْكَ رَضِيتَ قضاءَ الشّام ... وصرت رئيسًا على أهلهِ
ألست تعلم بأنّ الْفَنَاءَ ... على آدم وعلى نَسْلِهِ
فماذا تقول إذا ما دُعيتَ ... إلى مَجْمَعٍ ماجَ من حَفْلهِ
وقيل: هلمّوا بأشياعكم ... وبالجمحيّ على رسله [4]
__________
[1] انظر عن (محمد بن العباس) في:
تاريخ جرجان للسهمي 413 رقم 722.
[2] انظر عن (محمد بن العباس الجمحيّ) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 155، 156 وهو: محمد بن العباس بن محمد بن عمرو بن الحارث الجمحيّ القاضي.
[3] في تاريخ دمشق 38/ 155.
[4] وقال ابن عساكر: ولي قضاء دمشق بعد سنة 290، ونفذ إلى طرسوس فحضر الفداء ثم رجع في سنة 296، ونفذ إلى صور، وولي غزاة المراكب، أغزاه المقتدر، فكانت غزاة النصر المذكورة على يديه، ثم نفذ إلى الرملة وعاد إلى دمشق فأقام بها أربعين يوما، ثم توفي ليلة الأحد لثمان(22/273)
437- محمد بن عبد الله بن مصعب الخطيب الأصبهاني [1] .
أبو عبد الله المقرئ. أحد الموصوفين بحُسْن الصَّوت وتجويد القرآن، وأَمَّ مدّةً بجامع أصبهان.
وروى عن: مقريء أصبهان محمد بن عيسى.
وحدَّث عن: عبد الله بن عِمران العابديّ، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ، وعبد الجبّار بن العلاء.
وعنه: عبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو الشيخ.
وتُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
438- محمد بن عبد الله بن سليمان [2] .
الحافظ أبو جعفر الحضرميّ الكوفيّ مُطَيَّن.
دخل على أبي نُعَيْم وهو صبيّ، وكان جارهم بالكوفة.
وسمع من: أحمد بن يونس الحريريّ، وعلي بن حكيم الأَوْديّ، وسعيد بن عَمْرو الأشعثيّ، وخلْق كثير.
وكان أحد أوعية العلم.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، والطَّبرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وعلي بن عبد الرحمن البكّائي، وعلي بن حسّان الزّمّميّ، وطائفة.
__________
[ () ] بقين من ربيع الآخر سنة 297.
وانظر كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ بمر العصور (الطبعة الثانية) 1/ 279.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن مصعب) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 219، 220.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله: مطيّن) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 21، والفهرست لابن النديم 323، 324، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 300، 301، والأنساب لابن السمعاني 534 ب، ودول الإسلام 1/ 181، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1203، والعبر 2/ 108، وسير أعلام النبلاء 14/ 41، 42 رقم 15، وتذكرة الحفاظ 2/ 662، 663، وميزان الاعتدال 3/ 607 رقم 7801، والوافي بالوفيات 3/ 345، ولسان الميزان 5/ 233، 234، والنجوم الزاهرة 3/ 171، وطبقات الحفاظ 288، وشذرات الذهب 2/ 226، والرسالة المستطرفة 63، وهدية العارفين 2/ 23، ومعجم المؤلّفين 10/ 218.(22/274)
سئل عنه الدّار الدّارَقُطْنيّ فَقَالَ: ثقة جَبَل.
قلت: تُوُفّي في ربيع الأول سنة سبْعٍ وتسعين.
ووُلِد سنة اثنتين ومائتين، وقد صنّف «المسند» و «التّاريخ» ، وغير ذلك.
قَالَ أبو بكر بن أبي آدم الحافظ: كتبت عن مُطَين مائة ألف حديث.
قَالَ الخليليّ، وذكر مُطَيَّنًا في شيوخ القطّان: حافظ ثقة. سمعت جماعة يقولون: سمعنا جعفر بن محمد الخُلْديّ يقول: قلت لأبي جعفر الحضرميّ: لِم سُمِّيت [مُطَيِّنًا] [1] ؟
قَالَ: كنت صبيًا ألعب مع الصّبيان، وكنت أطْوَلَهم، فندخل الماء ونخوض، فيُطَيِّنون ظَهْري. فبصرني يومًا أبو نُعَيْم، فلمّا رآني قَالَ: يا مُطَيِّن، لِمَ لا تحضر مجلس العلم؟
قَالَ: فاشتهر ذلك. فلمّا اشتغلت بالحديث مات أبو نُعَيْم، ففاتني، ولكنّني كتبت عن نحو خمسمائة شيخ.
439- محمد بن عبد الله بن بكّار بن أبي هُرَيرة [2] .
أبو بكر السُّلَميّ الدّمشقيّ.
عن: هشام بن عمّار، وأحمد بن أبي الحواري.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وأبو أحمد عبد الله بن النّاصح.
440- محمد بن عبد الله بن الْجَعْد الهَمْدانيّ البزّيّ.
عن: عبد الله بن حمّاد، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وسَهْل بن عثمان.
وعنه: أحمد بن محمد بن صالح، والهمدانيّون.
441- محمد بن عبد الله القرمطيّ [3] .
__________
[1] زيادة على الأصل. وفي سير أعلام النبلاء 14/ 42، «لم لقّبت بهذا» .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن بكار) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 185.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله القرمطي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 73- 75.(22/275)
عن: يحيى بن سليمان بن نَضْلة، وبكر بن عبد الوهّاب.
وعنه: الطَّبَرانيّ [1] ، والْجَعابي.
442- محمد بن عبد الله بن الغاز بن قيس. [2] أبو عبد الله القُرْطُبيّ.
روى عن: أبيه، ورحل فأخذ شيئًا كثيرًا من العربيّة والأخبار عن: أبي حاتم السَّجِسْتاني، وأبي الفضل العبّاس بن الفَرَج الرّياشيّ، وعبد الله بن شبيب الربعي، وجماعة.
وجلب إلى الأندلس علما كثيرا من الغرائب والشعر، وقد حج في سنة خمس وتسعين، وتوفي فيها أو بعدها.
443- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن معاوية الكلاعي التميمي.
روى عن: إسحاق بن محمد الفَرَويّ.
تُوُفّي سنة.... [3] وتسعين.
444- محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شبيب [4] .
أبو بكر الأصبهانيّ المقرئ.
سمع: عثمان بن أبي شيبة، وداود بن رُشَيْد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأبا هَمَّام السَّكُونيّ، وعبد الله بن عمر مُشْكدانة.
وقرأ لِوَرْش على: عامر الحرشيّ، وسليمان ابن أخي الرشديين، وعبد الله بن داود بن أبي طيبة، وجماعة.
وتصدَّر للإقراء مدّة، فقرأ عليه جماعة.
__________
[1] وقال هو من ولد عامر بن ربيعة. سمعه ببغداد.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن الغاز) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 22، 23 رقم 1152.
[3] بياض في الأصل، ولهذا لم نتبيّن سنة وفاة صاحب الترجمة.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الرحيم) في:
غاية النهاية 2/ 169، 170 رقم 3129.(22/276)
وسمع القراءة منه آخرون.
ولقد بالغ في تعظيمه أبو عَمْرو الدّانيّ فَقَالَ: هو إمام عصره في رواية وَرْش. لَم ينازعه في ذلك أحدٌ من نُظَرائه.
وحدَّثني فارس بن أحمد: سمعت عبد الباقي بن الحسن يقول: قَالَ محمد بن عبد الرحيم: رحلت إلى مصر ومعي ثمانون ألف درهم، فأنفقتها على ثمانين ألف خَتْمَةٍ. وسمعت القراءة على يونس بن عبد الأعلى.
قَالَ الدّانيّ: روى عنه القراءة: ابن مجاهد، وعبد الله بن أحمد البلخيّ، ومحمد بن يونس، وإبراهيم بن جعفر الباطَرْقانيّ، وإبراهيم بن عبد العزيز الفارسيّ، وعبد الله بن أحمد المطرِّز.
قَالَ: ومات ببغداد.
قلت: وممّن قرأ عليه هبة الله بن جعفر شيخ الحَمّاميّ. وكان من أئمّة القرّاء بأصبهان.
روى عنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ.
تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين.
وقد تقدَّم ذِكر محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصبهانيّ [1] ، وكان عَمّهُ.
445- محمد بن عبد العزيز بن ربيعة.
أبو مُلَيْك الكِلابي الكوفيّ.
عن: أبي كُرَيْب، وغيره.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وجماعة.
وثّقه الدّار الدَّارقُطْنيّ وحده.
وهو محمد بن ربيعة مشهور، من طبقة وكيع.
روى عن أبي مُلَيْك شيوخ قزوين.
__________
[1] برقم (355) من هذا الجزء.(22/277)
446- محمد بن عبد بن عامر [1] .
أبو بكر التّميميّ السَّمَرْقَنْديّ. أحد المتروكين.
روى عن: يحيى بن يحيى، ومحمد بن سلام البيكَنْديّ، وقُتَيْبة، وعصام بن يوسف أحاديث باطلة.
روى عنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وجماعة.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: كان يكذب ويضع [2] .
447- محمد بن عبد الملك [3] .
__________
[1] وفي نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «محمد بن أبي عامر» .
انظر عنه في:
الضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 155 رقم 486، وتاريخ بغداد 2/ 386- 390 رقم 905، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 73 رقم 3054 وفيه «محمد بن عامر بن مرداس السمرقندي» ، والمغني في الضعفاء 2/ 610 رقم 5787، وميزان الاعتدال 3/ 633، 634 رقم 7900، والكشف الحثيث 389 رقم 699، ولسان الميزان 5/ 217، 272 رقم 931.
[2] تاريخ بغداد 2/ 389، وقال أيضا: لم يكن مرضيّا في الحديث.
وقال السهمي:
سمعت أبا الحسين يعقوب بن موسى الفقيه ببغداد يقول: لقيت جماعة يحدّثون عن محمد بن عبد السمرقندي أحاديث موضوعة قد حدّث بها في بلدان شتّى،. فسألت جعفر بن محمد بن الحجاج المعروف ببكار الموصلي بها عنه، قال: قدم علينا الموصل وحدّث بأحاديث مناكير، فاجتمع جماعة من الشيوخ وصرنا لننكر عليه، فإذا هو جالس في مسجد يعرف بمسجد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وله مجلس، وعنده خلق من كتبة الحديث ومن العامّة. قال: فلما بصر بنا من بعيد علم أنّا قد اجتمعنا للإنكار عليه، فقال قبل أن نصل إليه: حدّثنا قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: «القرآن كلام الله غير مخلوق» . قال: فوقفنا ولم نجسر أن نقوم عليه خوفا من العلماء، قال: فرجعنا ولم نجسر أن نكلّمه.
وقال أبو سعيد بن يونس: لم يكن بالمحمود في الحديث. وقال لنا: ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وقال القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابيّ: كانوا يذمّونه في سماعه.
وقال: عبد الرحمن بن محمد الإدريسي: يقال إنه من سغد سمرقند، وقد قيل إنه بلخيّ، والأصح أنه سمرقندي حدّث بالعراق، وخراسان، ولم أر لأهل بلده عنه شيئا، يحدّث المناكير على الثقات، يتّهم بالكذب، وكأنه كان يسرق الأحاديث والإفرادات يحدّث بها ويتابع الضعفاء والكذّابين في رواياتهم عن الثقات بالأباطيل. (تاريخ بغداد 2/ 389، 390) .
[3] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في:
تاريخ دمشق 2/ 349 رقم 850.(22/278)
أبو بكر التّاريخيّ السّرّاج.
كان ذا عناية زائدة بالتّواريخ، وحدَّث عن: الحَسَن الزَّعْفَرانيّ، وأحمد بن منصور الرّماديّ.
روى عنه: أبو طاهر الذُّهْليّ قاضي مصر [1] .
وسأكرره.
448- محمد بن عَبْدُوس بن كامل [2] .
أبو أحمد السُّلَميّ السّرّاج البغداديّ الحافظ.
سمع: عليّ بن الْجَعْد، وداود بن عَمْرو الضَّبّيّ، وأبا بكر بن أبي شيبة، وأبا معمر الهُذَليّ، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وخلْقًا كثيرًا.
وعنه: رفيقه أبو القاسم البَغَويّ، وأبو بكر النّجّاد، وجعفر الخُلْديّ، ودَعْلَج، والطَّبَرانيّ، وابن ماسيّ، وطائفة.
قَالَ ابن المنادى: كان كالأخ لعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومن المعدودين في الحفظ أَكْثَرَ عنه النّاس لدقّته وضبطه [3] .
قَالَ: وتُوُفّي في آخر رجب سنة ثلاثٍ وتسعين [4] .
449- محمد بن عُبَيْد الله بن مرزوق [5] .
أبو بكر البغداديّ الخطيب الخلّال القاضي.
__________
[1] قال الخطيب: وكان فاضلا أديبا حسن الأخبار كان مليح الروايات.
[2] انظر عن (محمد بن عبدوس) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 10، وتاريخ بغداد 2/ 380، 381 رقم 893، والمنتظم 6/ 48 في ترجمة «محمد بن أحمد بن النضر» ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 314 رقم 438، والعبر 2/ 96، وسير أعلام النبلاء 13/ 531 رقم 263، وتذكرة الحفاظ 2/ 683، ومرآة الجنان 2/ 322، وطبقات الحفاظ 297، وشذرات الذهب 2/ 215.
[3] تاريخ بغداد 2/ 382.
[4] وقال الخطيب: وكان من أهل العلم والمعرفة والفضل ... وكان حسن الحديث كثيره، ثبتا.
(تاريخ بغداد 2/ 381 و 382) .
[5] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 329، 330 رقم 817.(22/279)
روى عن: عفّان بن مسلم أحاديث مستقيمة سوى حديثٍ واحد تفرَّد به عن عفّان، وهو موضوع.
وعنه: سبطه عمر بن محمد بن حاتم، وإسماعيل الخُطَبيّ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
450- محمد بن عُبَيْد الله بن سُرَيْج بن حُجْر [1] .
أبو عُبَيْدة الذُّهَليّ الشَّيْبانيّ البخاريّ.
محدِّث رحَّال.
سمع: عَبّاد بن يعقوب الرَّواجنيّ، ومحمد بن سهل بن عساكر، ومحمد بن عبد الله المُخَرّميّ الحافظ.
وعنه: خَلَف الخيّام، وأحمد بن سهل بن حَمْدَوَيْه.
وتُوُفّي في سَمَرْقَنْد سنة سبْعٍ وتسعين.
وكان أبوه حافظًا يذاكر بأكثر من ثلاثين ألف حديث. قاله ابن ماكولا [2] .
451- محمد بن عبيد الله الحافظ.
المعروف بختن أبو الآذان.
سمع: أبا زُرْعة الدّمشقيّ، وعثمان بن خُرَّزاذ، وهذه الطبقة.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الجعابيّ.
452- محمد بن عثمان بن أبي شيبة [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله بن سريج) في:
الإكمال لابن ماكولا 4/ 275، 276.
[2] في المصدر نفسه.
[3] انظر عن (محمد بن عثمان بن أبي شيبة) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 2، 21، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2297، والفهرست لابن النديم 1/ 229، وتاريخ بغداد 3/ 42- 47 رقم 979، والمنتظم 6/ 124، 372، 393، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 84، 85 رقم 3119، والأنساب 382 أ، واللباب 2/ 115، ودول الإسلام 1/ 181، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1202، والعبر 2/ 108، وسير أعلام النبلاء 13/ 21- 23 رقم 11، وتذكرة الحفاظ 2/ 661، 662، والمغني في الضعفاء 2/ 613 رقم 5813، وميزان الاعتدال 3/ 642، 643، والوافي بالوفيات(22/280)
الحافظ أبو جعفر العبْسيّ الكوفيّ، نزيل بغداد.
سمع: أباه، وعَميه أبا [1] بكر، والقاسم، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وعلي بن المَدِينيّ، ويحيى بن عبد الحميد الحِمّانيّ، ويحيى بن مَعِين، وسعيد بن عَمْرو الأشعثيّ، ومِنْجاب بن الحارث، والعلاء بن عَمْرو الحنفيّ، وخلْقًا سواهم.
وعنه: ابن صاعد، وعثمان بن السّمّاك، وإسماعيل الخُطَبيّ، وجعفر الخُلْديّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وأبو عليّ بن الصّوّاف، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، والحسين بن عُبَيْد الدّقاق، وسعد النّاقد، وآخرون.
وكان محدِّثًا فَهْمًا واسع الرواية، صاحب غرائب، وله تاريخ كبير [2] لم أره.
قَالَ صالح بن محمد جَزَرَة: ثقة [3] .
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا منكرا فأذكره، وهو على ما وصفه لي عَبْدان، لا بأس به.
وأمّا عبد الله بن أحمد بن حنبل فَقَالَ: كذّاب [5] .
وقال عبد الرحمن بن خِرَاش: كان يضع الحديث [6] .
وقال مُطَيَّن: هو عصا موسى يَتَلَقَّف ما يأفكون [7] .
وقال الدّار الدَارَقُطْنيّ: يقال إنّه أخذ كتاب غير محدِّث [8] .
__________
[4] / 82، ومرآة الجنان 2/ 230، والبداية والنهاية 11/ 111، ولسان الميزان 5/ 280، 281، والنجوم الزاهرة 3/ 171، وطبقات الحفّاظ 287، 288، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 192، 193، وشذرات الذهب 2/ 226، وكشف الظنون 276، 1438، ومعجم المؤلّفين 10/ 285.
[1] في الأصل: «أبو» .
[2] تاريخ بغداد 3/ 42.
[3] تاريخ بغداد 3/ 42.
[4] في الكامل 6/ 2297.
[5] تاريخ بغداد 3/ 46 وزاد: «بيّن الأمر يقلب هذا على هذا، ويعجب ممن يكتب عنه» .
[6] في تاريخ بغداد: «كذّاب بيّن الأمر يزيد في الأسانيد ويوصل ويضع الحديث» .
[7] الكامل لابن عديّ 6/ 2297 وفيه «تلقف» .
[8] تاريخ بغداد 3/ 46.(22/281)
وقال البرقانيّ: لم أزل أسمع الشيوخ يذكرون أنّه مقدوحٌ فيه [1] .
تُوُفّي في جُمَادى الأولى سنة سبْعٍ وتسعين [2] .
453- محمد بن عثمان بن سعيد بن عبد السلام بن أبي السِّوار.
أبو الحسن المصريّ.
سمع: عبد الله بن صالح الكاتب.
وعنه: حمزة الكِنانيّ، والحَسَن بن رشيق، وأبو سعيد بن يونس.
وقال: لم يكن ثقة.
تُوُفّي سنة سبْعٍ أيضًا.
454- محمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد البصْري الذارع [3] .
عن: عثمان بن الهيثم المؤذنّ، وسعيد بن سلّام العطّار، والقَعْنَبيّ، ومسلم بن إبراهيم السِّيرينيّ، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الطّاهر الذُّهَليّ، وجماعة.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 46.
[2] وقال أبو نعيم عبد الملك بن عديّ: وذكرت لمحمد بن عثمان شيئا من ذكر مطيّن، فذكر أحاديث عن مطيّن مما ينكر عليه، وقد كنت وقفت على تعصّب وقع بينهما بالكوفة سنة سبعين، وعلى أحاديث ينكر كل واحد منهما على صاحبه، ثم ظهر أنّ الصواب الإمساك عن القبول عن كل واحد منهما في صاحبه، قال أبو نعيم: ورأيت موسى بن إسحاق الأنصاري يميل إلى مطيّن في هذا المعنى حين ذكر عنده، ولا يطعن على محمد بن عثمان ويثني على مطيّن ثناء حسنا.
وقال عبد الله بن أسامة الكلبي: محمد بن عثمان كذّاب، أخذ كتب ابن عبدوس الرازيّ، ما زلنا نعرفه بالكذب.
وقال إبراهيم بن إسحاق الصوّاف: كذّاب يسرق حديث الناس ويحيل على أقوام بأشياء ليست من حديثهم.
وقال داود بن يحيى نحو قول الصوّاف.
وقال جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي: ابن عثمان هذا كذّاب يجيء عن قوم بأحاديث ما حدّثوا بها قطّ، متى سمع؟ أنا عارف به جدا. (تاريخ بغداد 3/ 45 و 46) .
[3] انظر عن (محمد بن عثمان بن أبي سويد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 28. والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2305، 2306، والمغني في الضعفاء 2/ 612 رقم 5812. وميزان الاعتدال 3/ 641، 642 رقم 7932، ولسان الميزان 5/ 279 رقم 963.(22/282)
كنيته أبو عثمان، وهو من كبار شيوخ أبي أحمد بن عديّ، وقد ضعّفه [1] .
وقال: أُصيب بكتبه فكان مشتبه [2] عليه، وأرجو أنّه لا يتعمَّد الكذِب [3] .
وكان لا يُنْكِر له [4] .
455- محمد بن عليّ بن زيد [5] .
أبو عبد الله المكّيّ الصّائغ.
سمع: القَعْنَبيّ، وحفص ابن عمّ الحَوْضيّ، وسعيد بن منصور، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وطائفة.
وعنه: دعلج السجزي، والطبراني، وجماعة كثيرة.
توفي بمكة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. وكان محدث مكة في وقته، مع الصدق والمعرفة.
روى أيضا عن: خالد بن يزيد العمريّ، وإبراهيم بن المنذر، وابن كاسب.
أَكْثَرَ عنه الرَّحَّالون.
ورّخه الخليليّ سنة سبْعٍ وثمانين، والأوّل أصحّ.
456- محمد بن عليّ بن سهل [6] .
أبو بكر الأنصاريّ. ومن ولد رافع بن خديج.
__________
[1] فقال: حدّث عن الثقات ما لم يتابع عليه، وكان يقرأ عليه من نسخة له ما ليس من حديثه عن قوم رآهم أو لم يرهم، ويقلب الأسانيد عليه فيقربه. (الكامل 1/ 2305) .
[2] في الكامل «يشبّه» .
[3] الكامل 6/ 2306.
[4] وقال ابن عديّ: سمعت الفضل بن الحباب يثني عليه ويذكر أنه كان سمع معهم.
وأثنى عليه أبو خليفة لأنه عرفه في أيامه فسمع معه.
[5] انظر عن (محمد بن علي بن زيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 39، وتذكرة الحفاظ 2/ 659، والبداية والنهاية 11/ 99.
[6] انظر عن (محمد بن علي بن سهل) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2298، وتاريخ جرجان للسهمي 396 رقم 666.
وميزان الاعتدال 3/ 652، 653 رقم 7568، ولسان الميزان 5/ 295 رقم 1002.(22/283)
وُلِد ببغداد، ونشأ بمَرْو، ومات ببُخارَى عن ثلاثٍ وتسعين سنة.
حدَّث عن: عمْرو بن مرزوق، وأبي عمر الحَوْضيّ، وعلي بن الحَسَن، ويحيى بن يحيى، ومُسدَّد، وعلي بن الْجَعْد، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن سعيد بن نصر، ومحمد بن يوسف البُخَاريّان، وأبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
ضعّفه ابن عديّ [1] ، ثمّ قَالَ: أرجو أنّه لا بأس به [2] .
قلت: كان إمامًا في التّفسير.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين فيما قِيلَ، وهو غلط، فإنّ ابن عديّ قَالَ [3] : قَدِم علينا جُرْجان سنة خمسٍ وتسعين.
ثمّ وجدت وفاته في «تاريخ أبي الحسن الزّنْجيّ» في سنة ستٍّ وتسعين ومائتين، وهذا أصحّ من الأول [4] .
457- محمد بن علي بن حسن [5] .
أبو بكر [6] البغداديّ.
عن: محمود بن خِداش.
وعنه: أحمد بن كامل القاضي، وجماعة.
توفّي سنة ثلاثمائة [7] .
458- محمد بن عليّ بن علّويه [8] .
__________
[1] في الكامل 6/ 2298.
[2] وقال أيضا: ما كتبناه عنه مستقيم، وسألت عنه بمرو فأثنوا عليه خيرا.
[3] في الكامل.
[4] وقال أبو بكر الإسماعيلي: لم يكن بذاك- يعني ثقة. (تاريخ جرجان 396) .
[5] انظر عن (محمد بن علي بن حسن) في:
تاريخ بغداد 3/ 68، 69 رقم 1030.
[6] في الأصل: «أبو حرب» ، والتصحيح من تاريخ بغداد.
[7] في شهر شوّال.
[8] انظر عن (محمد بن علي بن علّويه) في:(22/284)
الفقيه أبو عبد الله الْجُرْجانيّ الشّافعيّ. أحد الأئمّة.
تفقَّه على: المُزَنيّ، وصار من كبار الأئمّة.
وحدَّث عن: هشام بن عمّار، وأبي كُرَيْب، وجماعة.
وعنه: أبو زكريّا يحيى العَنْبريّ، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة.
توفي سنة ثلاثمائة [1] .
459- محمد بن عليّ بن طَرْخان بن جبّاش [2] .
كذا ضبطه ابن ماكولا. أبو عبد الله، وأبو بكر البلْخيّ الحافظ، ثمّ البيكَنْديّ.
سمع: قُتَيْبة، ولُوَيْنًا، وهشام بن عمّار، وطبقتهم وأكثر التِّرحال.
قَالَ ابن ماكولا: كان حافظًا [للحديث] [3] حَسَن التّصنيف.
تُوُفّي في رجب سنة ثمانٍ وتسعين [4] .
روى عنه: ابنه أبو بكر، والحَسَن بن عليّ الطُّوسيّ، وأبو حرب محمد بن أحمد الحافظ، وجماعة.
460- محمد بن عمر بن العلاء [5] .
أبو عبد الله الْجُرْجانيّ الصَّيْرفيّ.
رحل وسمع: هُدْبَةَ بن خالد، وأبا الرّبيع الزّهرانيّ، وجماعة.
__________
[ () ] تاريخ جرجان للسهمي 389 رقم 647 وفيه: أبو عبد الله محمد بن علوية بن الحسين الفقيه الرزّاز.
[1] لثلاث خلون من شهر ربيع الأول.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن طرخان) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 348، والأنساب 8/ 229 (الطرخاني) ، ومعجم البلدان 1/ 480 وفيه «جيّاش» بالياء المثنّاة، وهو تحريف، وتذكرة الحفاظ 2/ 694، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 207.
و «جيّاش» : أوّله جيم مفتوحة، وبعدها باء معجمة بواحدة مشدّدة، وآخره شين معجمة.
[3] الزيادة من «الإكمال» .
[4] الإكمال. وفي معجم البلدان 1/ 480 توفي سنة 278.
[5] انظر عن (محمد بن عمر بن العلاء) في:
تاريخ جرجان للسهمي 390 رقم 649 وص 469، 423، 540.(22/285)
وعنه: ابن عديّ، والإسماعيليّ.
تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثلاثٍ وتسعين [1] .
461- محمد بن عمر بن أبان المصريّ.
أبو الطّاهر.
يروي عن: يحيى بن بكير.
توفي في شوال سنة خمسٍ وتسعين.
462- محمد بن عِمران الْجُرْجانيّ [2] .
أبو عبد الله الزّاهد، المعروف المقابريّ.
سمع: أحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وسعيد بن منصور، ويحيى بن عبد الحميد الحِمّانيّ.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
تُوُفّي في صَفَر سنة إحدى وتسعين.
463- محمد بن عَمْرو بن خالد الحَرانيّ [3] .
ثمّ المصريّ، أبو علاثة.
__________
[1] قال السهمي: حكى لنا بعض مشايخنا من أهل جرجان عن أبي عمر ومحمد بن الطيب الجرجاني قال: كان خالي محمد بن عمر بن العلاء فصيحا جوادا مقداما، وكان المحارب عن أهل جرجان حين ورد عليهم أحمد بن عبد الله الخجستاني، فهزمه الخجستاني وقبضوا عليه وحملوه إلى بين يديه وقد بحّ حلقه من كثرة الصياح، فقال له الخجستاني: لم بحّ حلقك ولم يبحّ حلقي، وكنت صاحب جيش مثلي؟ فقال محمد بن عمر: لأن أصحابك كانوا مطيعين مفوّضين مرتاضين فكفوك الصياح، وكان أصحابي رعاعا غاغة لم يكن لهم أدب الخدمة، ولا هداية المناصحة، ولا معرفة باللقاء والمكافحة، فأبحّوني لكثرة المصايحة، فتبسّم الخجستاني وقال: صدقت، ثم التفت إلى أصحابه فقال: ما ترون عنه؟ فقال بعضهم: نحب أن تجعله عبرة لغيره لتكفى مئونة أمثاله ممن يتجرّأ عليك ويوجّه بالغاغة إليك. فقال محمد بن عمر: إن صاحبك هذا لا يعرف شروط المروءة، قال: ولم؟ قال: لأنه ليس من الفتوّة أن يساء المحضر لمثلي من دون الخطّاء عند مثلك من الأمراء والعظماء، قال: صدقت، فأمر بتخليته، وذلك في شهر رمضان سنة خمس وستين ومائتين.
[2] انظر عن (محمد بن عمران) في:
تاريخ جرجان للسهمي 97، 139، 205، 304، 326 (391 رقم 650) 496، 523.
[3] انظر عن (محمد بن عمرو بن خالد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 39.(22/286)
عن: أبيه.
وعنه: الطَّبرانيّ، وغيره.
وتُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
464- محمد بن عُمَيْر بن هشام.
أبو بكر الرّازيّ المعروف بالقماطيريّ [1] الحافظ.
سمع: محمد بن مِهران الجمّال، وأحمد بن منيع، وجماعة.
وعنه: أبو زكريّا العنْبريّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، والحَسن بن مهديّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
465- محمد بن عيسى [2] .
أبو عليّ الهاشميّ البغداديّ المعروف بالبياضيّ [3] .
قتلته القرامطة بطريق الحجّ سنة أربعٍ.
روى عنه: محمد بن يحيى القَطِيعيّ.
وعنه: أبو بكر بن مُقْسِم في القراءات [4] .
466- محمد بن عيسى بن شَيْبة بن الصلت بن عُصْفور السَّدُوسيّ البصْريّ [5] .
__________
[1] القماطيري: بفتح القاف والميم وكسر الطاء المهملة، نسبة إلى القماطر، وهي جمع القمطر.
[2] انظر عن (محمد بن عيسى البياضي) في:
تاريخ بغداد 2/ 401 رقم 924، والمنتظم 6/ 62 رقم 93، والبداية والنهاية 11/ 102، وغاية النهاية 2/ 225 رقم 3347.
[3] قال الخطيب: سمعت القاضي أبا القاسم التنوخي يسأل بعض ولد البياضي عن سبب هذه التسمية. فقال: إنّ جدّي حضر مع جماعة من العباسيين يوما فجلس الخليفة، وكانوا كلهم قد لبسوا السواد غير جدّي، فإن لباسه كان بياضا، فلما رآها الخليفة قال: من ذلك البياضي؟ فثبت ذلك الاسم عليه، فلم يعرف بعد إلّا به.
[4] وثّقه الخطيب.
[5] انظر عن (محمد بن عيسى بن شيبة) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 87 وفيه «محمد بن علي بن شيبة المصري» ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 266 رقم 933، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1256، وذيل الكاشف للعراقي 255 رقم 1385، وتهذيب التهذيب 9/ 389، 390 رقم 637، وتقريب التهذيب 2/ 198 رقم 604، وخلاصة تذهيب التهذيب 355 وفيه: «محمد بن عيسى بن شبه» .(22/287)
نزيل مصر.
روى عن: عمِّه يعقوب بن شَيْبة، ومحمد بن وزير الواسطيّ، وسعيد بن يحيى بن سعيد الأُمويّ، ومحمد بن أبي مَعْشَر نَجِيح، وأبي المسكين زكريّا بن يحيى.
وعنه: النَّسَائيّ في حديث مالك [1] ، وأبو هُرَيْرَةَ أحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي عصام العَدَويّ، وعبد الله بن عديّ في مُعْجَمه، وسليمان الطَّبَرانيّ، وآخرون.
تُوُفّي في خامس جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثمائة.
467- محمد بن عيسى بن تميم المِصِّيصيّ [2] .
نزيل إخميم [3] .
يروي عن: لوين، وغيره.
وهو كذّاب.
توفّي سنة ثلاثمائة أيضًا [4] .
468- محمد بن غالب [5] .
أبو عبد الله القُرْطُبيّ الفقيه ابن الصّفّار المالكيّ. أحد الأئمّة.
أخذ عن: سَحْنُون، وأحمد بن صالح المصريّ، وأحمد بن أخي ابن
__________
[1] المعجم المشتمل 266.
[2] انظر عن (محمد بن عيسى بن تميم) في:
المغني في الضعفاء 2/ 622 رقم 5886، ولسان الميزان 5/ 335 رقم 1107 وفيه: «محمد بن عيسى بن عيسى بن تميم» .
[3] إخميم: بالكسر ثم السكون وكسر الميم وياء ساكنة، وميم أخرى. بلد بالصعيد من مصر على شاطئ النيل.
[4] ذكره الحافظ ابن حجر فقال: قال ابن يونس: لم يكن بشيء نزل اخميم، انتهى. وهذا انصراف عجيب في كلام ابن يونس فقال فيه: من سكان المصّيصة. قدم مصر، يروي عن لوين، وكان منكر الحديث ولم يكن بشيء، وكان عند أصحاب الحديث يكذب، وأرانا كتبنا عنه سنة تسع وتسعين ومائتين. (لسان الميزان) .
[5] انظر عن (محمد بن غالب) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 20، 21 رقم 1148، وجذوة المقتبس للحميدي 81 رقم 127، وبغية الملتمس للضبيّ 119 رقم 249.(22/288)
وهْب، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة.
تُوُفّي في سنة خمسٍ وتسعين [1] .
469- محمد بن الفَرَج بن هاشم.
أبو عليّ السَّمَرْقَنْديّ.
عن: عبد بن حميد، وموسى بن مخارق الحلْوانيّ.
وعنه: محمد بن غالب بن جُمْهُور، ومحمد بن أحمد الذَّهَبيّ، وعَمْرو بن محمد الكرابيسيّ السَّمَرْقَنْديّ.
470- محمد بن الفضل بن سَلَمَةَ [2] .
أبو عمر البغداديّ الوَصِيفيّ.
عن: سعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وحبّان بن موسى، وإسماعيل بن أُوَيْس.
وعنه: أحمد بن جعفر بن سَلْم.
تُوُفّي في رجب [3] .
قال الخطيب [4] : ثقة.
وروى عنه أيضا: أبو بكر النّقّاش، وإسماعيل الخُطَبيّ، وآخرون.
471- محمد بن الفضل.
أبو عيسى المَوْصِليّ.
عن: هشام بن عمّار، ودُحَيْم، ولُوَيْن، وسأل أحمد بن حنبل.
وعنه: يزيد بن محمد الأزديّ، وغيره.
تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين.
472- محمد بن فَوْر بن عبد الله بن مهديّ.
__________
[1] وقيل: سبعين ومائتين.
[2] انظر عن (محمد بن الفضل بن سلمة) في:
تاريخ بغداد 3/ 153، 154 رقم 1185.
[3] سنة إحدى وتسعين ومائتين.
[4] في تاريخه.(22/289)
أبو بكر العامريّ النَّيْسابوريّ.
عن: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهَوَيْه، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ.
وعنه: أبو الطَّيّب محمد بن عبد الله الشُّعَيْريّ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة تسعٍ وتسعين.
473- محمد بن القاسم بن هلال الأندلسيّ [1] .
عن: أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، ويونس بن عبد الأعلى.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين [2] .
474- محمد بن اللَّيث [3] .
أبو بكر الجوهريّ. بغداديّ ثقة.
عن: جُبَارة بن المُغَلّس، وغيره.
وعنه: أبو عليّ الصّوّاف، وأبو بكر القَطِيعيّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
475- محمد بن محمد بن إسماعيل بن شدّاد [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن القاسم بن هلال) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 18، 19 رقم 1142، وجذوة المقتبس للحميدي 87 رقم 133، وبغية الملتمس للضبيّ 124 رقم 259.
[2] قال ابن الفرضيّ: كان عابدا مجتهدا، عاقلا، وقورا. وكان أقلّ إخوته علما. وتوفي في شوّال ليومين مضيا منه، سنة ثلاث وتسعين ومائتين. كذا قال أحمد. وقال خالد: كانت له رحلة ودخل فيها العراق، واجتمع هنالك ببقيّ بن مخلد عند الشيوخ، وتوفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
(تاريخ علماء الأندلس) .
وأرّخ ابن يونس وفاته أيضا بسنة إحدى وتسعين ومائتين. (جذوة المقتبس) أما في «بغية الملتمس» للضبيّ فوقع أن وفاته سنة إحدى عشرة ومائتين! فليراجع.
[3] انظر عن (محمد بن الليث) في:
تاريخ بغداد 3/ 196 رقم 1240.
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن إسماعيل) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 20، وتاريخ بغداد 3/ 205- 207 رقم 1251، والكامل في التاريخ 7/ 534، والبداية والنهاية 11/ 98، 99.(22/290)
القاضي أبو عبد الله الْجُذُوعيّ الأنصاريّ.
عن: مسدَّد، وهُدْبَة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وعلي بن المَدِينيّ، وعُبَيْد الله القواريريّ.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، ومحمد بن عليّ بن الهيثم المقرئ، والطَّبَرانيّ، وجماعة.
وثّقه الخطيب [1] ، وذَكَرَ له حكاية تَمَّت مع المعتمد [2] ، وهي في أمالي نصر المقدسيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين في جُمَادَى الآخرة.
وقد وُلّي قضاءَ واسط، وغيرها. وكان موصوفًا بالورع في أحكامه، رحمه الله.
476- محمد بن محمد بن أحمد بن يزيد بن مهران [3] .
أبو أحمد البغداديّ.
سمع: داود بن رُشَيْد، وطبقته.
روى عنه: عبد الله بن إسحاق الخُراسانيّ، وأبو بكر الشّافعيّ.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: حافظ [4] وليس بالقوي.
477- محمد بن محمد بن داود الشَّطَويّ [5] .
عَنْ: يوسف بْن موسى القطّان، وطبقته.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ.
وثّقه أبو بكر الخطيب [6] .
__________
[1] في تاريخه 3/ 205.
[2] انظر الحكاية 3/ 205، 206.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 3/ 208 رقم 1254.
[4] في تاريخ بغداد: «وكان يحفظ» .
[5] انظر عن (محمد بن محمد بن داود) في:
تاريخ بغداد 3/ 208 رقم 1255.
[6] في تاريخه.(22/291)
478- محمد بن محمود بن عبد الوهّاب.
أبو السَّرِيّ الأصبهانيّ.
سمع: حبّان بن بِشْر القاضي، وسَعْدُوَيْه الأصبهانيّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ.
479- محمد بن محمود بن عديّ الخُراسانيّ.
أبو عَمْرو.
سمع: على بن خَشْرَم، والكَوْسَج، والطبقة.
وعنه: القَطِيعيّ، وعيسى الرُّخَّجيّ.
مستقيم الحديث.
480- محمد بن مسكين بن منصور بن جُرَيْج.
الإفريقيّ المغربيّ. أخو القاضي عيسى بن مسكين، المذكور في هذه الطبقة [1] .
سمع: سَحْنون بن سعيد، ومحمد بن شَجَرَة، والحارث بن مسكين المصريّ.
وكان ثقة، فقيهًا، صالحًا، شاعِرًا مجوِّدًا.
عاش ثمانين سنة، ومات سنة سبْعٍ وتسعين.
481- محمد بن مسلم بن عبد العزيز الأشعريّ الأصبهانيّ [2] .
عن: مُجَاشع بن عَمْرو.
وعنه: الطَّبَرانيّ [3] ، وغيره.
482- محمد بن المطّلب [4] .
__________
[1] انظر الترجمة رقم (319) .
[2] انظر عن (محمد بن مسلم بن عبد العزيز) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 88، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 229.
[3] سمع منه بهمدان سنة خمس وثلاثين ومائتين.
[4] انظر عن (محمد بن المطّلب) في:
تاريخ بغداد 3/ 307 رقم 1398.(22/292)
أبو بكر الخُزَاعيّ.
عن: إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وأحمد بن نصر الشّهيد، ويحيى بن أيّوب العابد.
وعنه: محمد بن خَلَف بن المَرْزُبان، وابن نَجِيح، والخُلْديّ، وأبو بكر بن عَلُّوَيْه المقرئ، وغيرهم.
لا بأس به [1] .
483- محمد بن مالك بن داود [2] .
أبو بكر الشُّعَيْريّ.
سمع: منصور بن أبي مُزَاحم، والحكم بن موسى، وطائفة.
وعنه: ابن قانع، والإسماعيليّ، وغيرهما [3] .
484- محمد بن مُعَاذ بن سُفيان بن المُسْتَهِلّ بن أبي جامع المصريّ [4] .
ثمّ الحلبيّ. أبو بكر درّان.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، والقَعْنَبيّ، وعَمْرو بن مرزوق، وأبا سَلَمَةَ التُّبُوذَكيّ، ومحمد بن كثير العبْديّ، وطائفة.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، ومحمد بن أحمد الرّافقيّ، وعلي بن أحمد المِصِّيصيّ، وأبو القاسم الطّبرانيّ، ومحمد بن جعفر بن السّقّاء الحلبيّ.
__________
[1] قال الخطيب: أحاديثه مستقيمة.
[2] انظر عن (محمد بن مالك) في:
تاريخ بغداد 3/ 307، 308 رقم 1399، وقد ذكره ثانية فقلب أباه وجدّه، فقال: «محمد بن داود بن مالك» 5/ 264 رقم 2753.
وقد تقدّم، برقم (416) .
[3] وقال الخطيب: كان فهما عالما بالحديث.
وقال أبو العباس بن سعيد: توفي أبو بكر محمد بن داود بن مالك الشعيري البغدادي بطريق مكة في ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين، ورأيته لا يخضب. (تاريخ بغداد 5/ 264) .
[4] انظر عن (محمد بن معاذ) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 60، والعبر 2/ 98، سير أعلام النبلاء 13/ 536 رقم 269، ودول الإسلام 1/ 178، والوافي بالوفيات 5/ 39، وشذرات الذهب 2/ 216.(22/293)
وكان أسند من بقي بحلب. عُمِّرَ دهرًا.
وتُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين، وهو في عشر المائة.
485- محمد بن موسى بن حمّاد [1] .
أبو أحمد البريريّ ثمّ البغداديّ الحافظ الإخباريّ.
وُلِد سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وسمع: عليّ بن الْجَعْد، وعُبَيْد الله بن عمر القواريريّ، وعبد الرحمن بن صالح.
وعنه: أحمد بن كامل، وإسماعيل الخطَبيّ، وابن قانع، وآخرون.
قَالَ الخطيب [2] : كان إخباريًا، فَهْمًا، ذا معرفة بأيّام النّاس. وكان يَخْضِب بالحمرة.
توفّي سنة أربع أيضا.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ [3] .
قلت: أكثر عنه الطَّبَرانيّ [4] .
486- محمد بن موسى بن عاصم [5] .
أبو عبد الله المصريّ.
عن: يحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، ومهديّ بن جعفر الرّمليّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن موسى بن حمّاد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 14، وتاريخ بغداد 3/ 243 رقم 1326.
[2] في تاريخه:
[3] تاريخ بغداد.
[4] وقال القاضي أحمد بن كامل: ما جمع أحد من العلم ما جمع محمد بن موسى البربري، وكان لا يحفظ إلّا حديثين، حديث الطير، وحديث «تقتل عمّارا الفئة الباغية» ، ودخلت عليه يوما وهو مغموم، فقلت له: ما لك؟ فقال: فلانة- يعني امرأته- حملتني على أن عتقت هذه الجارية، وقد بقيت بلا أمة تخدمني، ولا أحد يغيثني، فقلت: وأيش مقدار ثمن هذه؟ قال: إن امرأتي دفعت إليّ دنانير أشتري لها بها جارية، فاشتريت هذه الجارية. فقلت: وتعتق ما لا تملك؟ قال:
كأنه لا يجوز؟ قلت: لا، الجارية لها على ملكها. فقال لي: فعل الله وفعل يدعو لي.
[5] انظر عن (محمد بن موسى) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 6.(22/294)
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
487- محمد بن نصر المَرْوَزيّ [1] .
الإمام أبو عبد الله أحد الأعلام في العلوم والأعمال.
ولد سنة اثنتين ومائتين ببغداد، ونشأ بنَيْسابور، سكن سَمَرْقَنْد وغيرها.
وكان أبوه مَرْوزِيًّا.
قَالَ الحاكم فيه: إمام الحديث في عصره بلا مُدَافَعَة.
سمع بخُراسان: يحيى بن يحيى، وإسحاق، وأبا خالد بن يزيد بن صالح، وعَمْرو بن زُرَارة، وصَدَقَة بن الفضل المَرْوَزِيّ، وعلي بن حُجْر.
وبالريّ: محمد بن مِهْران، ومحمد بن مقاتل، ومحمد بن حُميد.
وببغداد: محمد بن بكّار، وعبد الله القواريريّ، وجماعة.
وبالبصرة: أبّا الرّبيع الزُّهْرانيّ، وهُدْبَة، وشَيَبْان، وعبد الواحد بن غِياث، وجماعة.
وبالكوفة: سعيد بن عَمْرو الأشعثيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وجماعة.
وبالحجاز: أبا مصعب، وإبراهيم بن المنذر الحِزَاميّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن نصر المروزي) في:
طبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي 49، وتاريخ بغداد 3/ 315- 318 رقم 1416، وطبقات الفقهاء للشيرازي 106، 107، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 63- 66 رقم 98، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ج 1 ق 2/ 92- 94، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61، وتاريخ ابن الوردي 1/ 259، ودول الإسلام 1/ 178، والمعين في طبقات المحدّثين 105 رقم 1197، وتذكرة الحفّاظ 2/ 650- 653، والعبر 2/ 99، وسير أعلام النبلاء 14/ 33- 40 رقم 13، ومرآة الجنان 2/ 223، والوافي بالوفيات 5/ 111، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 246- 255، والوفيات لابن قنفذ 195 رقم 294، وتهذيب التهذيب 9/ 489، 490 رقم 798، وتقريب التهذيب 2/ 213 رقم 767، والنجوم الزاهرة 3/ 161، وطبقات الحفّاظ 284، 285، وحسن المحاضرة 1/ 310- 312، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 71، وشذرات الذهب 2/ 216، 217، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 34، 35، والرسالة المستطرفة 46.(22/295)
وبالشّام: هشام بن عمّار، وجماعة.
قلت: وبمصر: يونس بن عبد الأعلى، والربيع المراديّ.
وتفقَّه على أصحاب الشّافعيّ.
وقال الخطيب [1] : حدَّث عن عَبْدان، وسمّى جماعة وقال: كان من أعلم النّاس باختلاف الصّحابة ومَنْ بعدَهم [2] .
قلت: روى عنه أبو العبّاس السّرّاج، ومحمد بن المنذر شكر، وأبو حامد بن الشَّرقيّ، وأبو عبد الله محمد بن الأخرم، وأبو النَّضْر محمد بن محمد الفقيه، وابنه إسماعيل بن محمد بن نصر، ومحمد بن إسحاق السَّمَرْقَنْدِيّ، وخلْق كثير.
قَالَ أبو بكر الصَّيْرفيّ: لو لم يصنّف المَرْوَزِيّ إلّا كتاب «القَسَامة» لَكَان من أفقه النّاس [3] .
وقال أبو بكر بن إسحاق الصِّبْغيّ، وقيل له: ألا تنظر إلى تمكُّن أبي عليّ الثّقفيّ في عقله؟ قَالَ: ذاك عقل الصَّحابة والتّابعين من أهل المدينة.
قِيلَ: وكيف ذاك؟.
قَالَ: إنّ مالك بن أنس كان من أعقل أهل زمانه، وكان يقال إنّه صار إليه عقول مَن جالسَهَم من التابعين، فجالَسَه يحيى بن يحيى النَّيْسابوريّ، فأخذ من عقله وسَمْته، حتّى لم يكن بخُراسان مثله، فكان يُقال: هذا عقل مالك وسَمْتُه. ثمّ جالس يحيى محمد بن نصر سِنِين، حتّى أخذ من سَمْته وعقله، فلم يُرَ بعد يحيى من فُقَهاء خُراسان أعقل منه. ثمّ إنّ أبا عليّ الثَّقَفيّ جالَسَ محمد بن نصر أربع سِنِين، فلم يكن بعده أعقل منه [4] .
وقال عبد الله بن محمد الإسفرائينيّ: سَمِعْتُ محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد
__________
[1] في تاريخ بغداد 3/ 315.
[2] يعني: في الأحكام. كما في تاريخ بغداد.
[3] تاريخ بغداد 3/ 316.
[4] سير أعلام النبلاء 14/ 34، 35.(22/296)
الحكم يقول: كان محمد بن نصر عندنا إمامًا، فكيف بخُراسان؟ [1] .
وقال القاضي محمد بن محمد: كان الصّدر الأوّل من مشايخنا يقولون:
رجال خُراسان أربعة: ابن المبارك، وإسحاق، ويحيى، ومحمد بن نصر [2] .
وقال ابن الأخرم: انصرف محمد بن نصر بن الرّحلة الثّانية سنة ستّين ومائتين، فاستوطن نَيْسابور، ولم تزل تجارته بنَيْسابور، أقام مع شريك له مُضَارِب، وهو يشتغل بالعِلم والعِبادة. ثمّ خرج سنة خمسٍ وسبعين إلى سَمَرْقَنْد، فأقام بها، وشريكه بنَيْسابور، وكان وقت مقامه هو المفتي والمقدّم، بعد وفاة محمد بن يحيى، فإنّ حَيْكَان [3]- يعني يحيى بن محمد بن يحيى- ومَن بعده أَقَرُّوا له بالفضل والتَّقَدُّم [4] .
قَالَ ابن الأخرم: ثنا إسماعيل بن قُتَيْبة: سمعت محمد بن يحيى غير مرّة، إذا سُئِل عن مسألة يقول: سَلُوا أبا عبد الله المَرْوَزِيّ [5] .
وقال أبو بكر الصِّبْغيّ: أدركت إمامين لم أُرْزَق السَّماعَ منهما: أبو حاتم، الرّازيّ، ومحمد بن نصر المَرْوَزِيّ. وأمّا عبد بن ربيعة، فما رأيت أحسن صلاةً منه. ولقد بَلَغَني أنّ زُنْبُورًا قعد على جبهته، فسال الدّمُ على وجهه ولم يتحرّك [6] .
وقال ابن الأخرم: ما رأيت أحسنَ صلاةً من محمد بن نصر. كان الذُّباب يقع على أُذُنِه، فَيَسِيلُ الدّم، ولا يَذُبُّه عن نفسه. ولقد كنّا نتعجّب من حُسْن صلاته وخشوعه، وهيبته للصلاة. كان يضع رقبته على صدره، فتتصلّب كأنّه خَشَبَة منصوبة. وكان من أحسن النّاس، خَلْقًا، كأنما فقئ في وجهه حبّ
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 316.
[2] المصدر نفسه.
[3] حيكان: بالحاء المهملة المفتوحة، وهو الحافظ يحيى بن محمد الذهلي، شيخ نيسابور، وقد تقدّم التعريف به في هذا الجزء.
[4] سير أعلام النبلاء 14/ 36.
[5] المصدر نفسه.
[6] تاريخ بغداد 3/ 317.(22/297)
الرُّمّان، وعلى خدَّيه كالورد ولحيته بيضاء [1] .
وقال أحمد بن إسحاق الصَّبْغيّ: سمعت محمد بن عبد الوهّاب الثَّقفيّ يقول: كان إسماعيل بن أحمد والي خُراسان يصل محمد بن نصر في السنة بأربعة آلاف درهم، ويصِلُه أخوه إسحاق بمثلها، ويصله أهل سَمَرْقَنْد بمثلها، فكان ينفقها من السّنة إلى السنة من غير أن يكون له عيال. فقيل له: لو ادَّخرتَ لِنَائبةٍ.
فَقَالَ: سبحان الله أنا بقيت بمصر كذا كذا سنة، قُوتي وثيابي وكاغدي وحبري، وجميع ما ينفق على نفسي في السنة عشرين دِرْهمًا، فترى إن ذَهَبَ ذا لا يبقى ذاك؟ [2] .
وقال السُّليمانيّ: محمد بن نصر إمام الأئمّة الموفَّق من السّماء، سكن سمرقند. سمع: يحيى بن يحيى، وعَبْدان، والمُسْنِديّ، وإسحاق.
له كتاب «تعظيم قدْر الصّلاة» ، وكتاب «رفع اليدين» ، وغيرهما من الكُتُب المعجزة [3] .
مات وصالح جَزَرة في سنة أربعٍ.
أنبأني جماعة قالوا: ثنا أبو اليُمْن، نا أبو منصور، نا أبو بكر الخطيب، أنا الجوهري، أنا ابن حَيَوَيْه، ثنا عفّان بن جعفر الّلّبان: حدّثني محمد بن نصر قَالَ:
خرجت من مصر ومعي جارية لي. فركبت البحر أريد مكّة، فغرقت، فذهب منّي ألف جزء، وصرت إلى جزيرة، أنا وجاريتي، فما رأينا فيها أحدًا، وأخذني الْعَطَشُ، فلم أقدر على الماء، فوضعت رأسي على فخَذَ جاريتي مستسلمًا للموت، فإذا رجل قد جاءني ومعه كُوز، فَقَالَ لي: هاه.
فشربت وسقَيْتُها، ثم مضى، فما أدري من أين جاء، ولا من أين ذهب [4] .
__________
[1] السير 14/ 36، 37.
[2] تاريخ بغداد 3/ 317، 318.
[3] كذا قال السليماني. وقال المؤلّف- رحمه الله-: «ولا معجز إلّا القرآن» . (السير 14/ 37) .
[4] تاريخ بغداد 3/ 317.(22/298)
وقال أبو الفضل محمد بن عُبَيْد الله البَلْعَميّ: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: كنت بسَمَرْقند، فجلست يومًا للمظالم، وجلس أخي إسحاق إلى جنبي، إذ دخل أبو عبد الله محمد بن نصر، فقمت له إجلالًا لعلمه، فلمّا خرج عاتبني أخي وقال: أنت والي خُراسان، تقوم لرجلٍ من الرَّعيّة! هذا ذَهاب السّياسة.
فَبِتُّ تلك اللّيلة وأنا مُنْقَسِمُ القلب، فرأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأخذ بعضُدي، فَقَالَ لي: ثَبتَ ملككَ وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر [1] .
وكان محمد بن نصر زوج خنة، بخاء مُعْجَمَةٍ ثمّ نُون، أخت يحيى بن أكثم القاضي.
تُوُفّي بسَمَرْقَنْد، في المحرَّم سنة أربعٍ وتسعين.
وقال أبو عبد الله بن مَنْدَه في مسألة الإيمان: صرَّح محمد بن نصر في كتاب «الإيمان» بأن الإيمان مخلوق، فإنّ الإقرار والشّهادة، وقراءة القرآن بلفْظه مخلوق. وهَجَرَه على ذلك علماء وقته، وخالَفَه أئمّة أهل خُراسان، والعراق.
قلت: لو أنّنا كلّما أخطأ إمام مجتهد في مسألةٍ خطًأ مغفورًا له هَجَرْناه وبدَّعناه، لَما سَلِمَ أحدٌ مِنَ الأئمّة، واللَّهُ الهادي للحقّ، والرّاحم للخلْق.
وقال ابن حزم في بعض تَوَاليفه: أعلم النّاس من كان أجمعهم للسُّنَن، وأضبطهم لها، وأذكرهم لمعانيها ولأحوال الصّحابة. ولا نعلم هذه الصّفة أتمّ منها في محمد بن نصر المَرْوَزِيّ، فلو قَالَ قائل: ليس لرسول صلى الله عليه وسلم حديث، ولا لأصحابه إلّا وهو عِنْد محمد بن نصر، لَما بَعُدَ عن الصّدْق.
488- محمد بن نصر [2] .
أبو جعفر البغداديّ المقرئ الصّائغ.
__________
[1] زاد في تاريخ بغداد 3/ 318: «ثم التفت إلى إسحاق، فقال: ذهب ملك إسحاق، وملك بنيه باستخفافه بمحمد بن نصر» .
[2] انظر عن (محمد بن نصر الصائغ) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 14، وتاريخ بغداد 3/ 318، 319 رقم 1417.(22/299)
عن: إسماعيل بن أُوَيْس، وأبي مُصْعَب.
وعنه: ابن قانع، وابن علم، وجماعة.
وكان مُقْرِئًا.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
وعنه أيضًا: الطَّبَرانيّ، وأحمد بن عثمان الأبهريّ شيخ ابن مَنْدَه [1] .
489- محمد بن نصر بن حُمَيْد البزّاز البغداديّ [2] .
صاحب حديث.
روى عن: إسماعيل بن إبراهيم، ويحيى بن أيّوب المَقَابِريّ، ومحمد بن قُدَامة الجوهريّ، ونحوهم.
روى عنه: الطَّبَرانيّ، وابن قانع [3] ، وغيرهما.
490- محمد بن نصر.
__________
[1] وقال الدار الدّارقطنيّ: هو صدوق فاضل ناسك.
وقال ابن المنادي: كتب عنه على ستر وثقة، وكان يقرئ الناس القرآن.
[2] انظر عن (محمد بن نصر بن حميد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 4، وتاريخ بغداد 3/ 319 رقم 1418.
[3] قال الخطيب: اتفق ابن قانع والطبراني على أن اسم هذا الشيخ محمد بن نصر. وروى عنه غيرهما فسمّاه: أحمد.
وقد عاد الخطيب وذكره في باب أحمد (ج 5/ 181 رقم 2625) ووثّقه، فقال: «أحمد بن نصر بن حميد الوازع، أبو بكر البزّاز. كان ينزل بالجانب الشرقي في مربّعة أبي عبيد الله، وحدّث عن: محمد بن أبان الواسطي، وزكريا بن يحيى زحمويه، وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، ومحمد بن عبد الله الأرزّي. روى عنه: محمد بن مخلد، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأبو سهل بن زياد. وكان ثقة ... ذكر محمد بن مخلد فيما قرأت بخطّه: أن أحمد بن نصر بن حميد بن الوازع مات في جمادى الآخرة من سنة أربع وثمانين ومائتين. روى عن هذا الشيخ بعض الناس فسمّاه محمدا، وقد ذكرناه في المحمّدين.
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
إن الخطيب البغدادي لم يذكر واحدا من شيوخ صاحب الترجمة الذين ذكرهم المؤلّف الذهبي- رحمه الله-، لا في باب أحمد كما مرّ، ولا في المحمّدين، حيث يذكر من شيوخه، عبد الرحمن بن صالح الأزدي، ومحمد بن عبد الله الرّزّي (وهو في باب أحمد: الأرزّي) ، (3/ 319) .
كما أن وفاته- كما جاء في باب أحمد- كانت في سنة أربع وثمانين ومائتين، وإذا صحّ هذا، فيجب أن تحوّل هذه الترجمة من هنا، وتكون في تراجم الطبقة التاسعة والعشرين الماضية.(22/300)
أبو جعفر الهمدانيّ حَمُّوَيْه. صدوق رحّال.
سمع: عبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيْم، ومحمد بن رُمْح، وحرملة، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن إسحاق بن مِنْجاب، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة، وابن أبي داود مع تَقَدُّمِهِ.
- محمد بن النّضر.
هو محمد بن أحمد.
491- محمد بن النَّضْر بن سَلَمَةَ بن الجارود بن يزيد [1] .
الحافظ أبو بكر الجاروديّ النَّيْسابوريّ الفقيه الحنفيّ، قاله الحاكم. كان شيخ وقته حِفْظًا وكمالًا ورئاسة، وأبوه وجدّه كلّهم رأيّيون [2] .
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرَارَة، وسُوَيد بن سعيد، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب، وأبا كريب، وإسماعيل ابن سِبْط السَّنْديّ، وطائفة.
وعنه: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، وأبو عَمْرو الحَيريّ، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وطائفة.
وكان رفيق مسلم في الرحلة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن النضر الجارودي) في:
الجرح والتعديل 8/ 111 رقم 492، والأنساب لابن السمعاني 3/ 158، 159، واللباب 1/ 249، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1279، وسير أعلام النبلاء 13/ 541- 544 رقم 273، وتذكرة الحفّاظ 2/ 673، 674، وتهذيب التهذيب 9/ 490، 491 رقم 799، وتقريب التهذيب 2/ 213 رقم 768، وطبقات الحفّاظ 293، وخلاصة تذهيب التهذيب 361، 362، وشذرات الذهب 2/ 208.
[2] الأنساب 2/ 158، وكان يتولّى أمور مسلم بن الحجّاج، وكان يتبجّح به ويعتمده في جميع أسبابه إلى أن توفي ... وأبو بكر حديثي محكّم في المذهب. وكان منزله بالقرب من منزل محمد بن يحيى الذهلي، فنشأ معه وفي صحبته، وكان من المتعصّبين للحديث والذّابّين عن أهل نحلته، وله في ذلك أخبار مدوّنة. قال أبو حامد بن الشرقي: حدّث محمد بن يحيى في مجلس الإملاء، فردّ عليه الجارودي، فزبره محمد بن يحيى، فلما كان المجلس الثاني قال محمد بن يحيى: ها هنا أبو بكر الجارودي؟ قال له: نعم، قال: الصواب ما قلته، فإنّي رجعت إلى كتابي فوجدته على ما قلت.(22/301)
قَالَ ابن أَبِي حاتم [1] : سمعتُ منه بالرّيّ، وهو صدوق [2] .
وقال أبو أحمد الحاكم: كان محمد بن يحيى يستعين بعربيّة أبي بكر الجاروديّ في مصنَّفاته، ويُبيِّته عنده [3] .
وقال محمد بن يعقوب الأخرم: لما قَتَلَ أحمدُ الخُجُسْتانيّ حَيْكان هَمَّ بقتل الجاروديّ، فلبس الجاروديّ عَباءَة وخرج مع الجمّالين إلى أصبهان [4] .
قلت: ثم رجع بعد إلى بلده.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل سنة إحدى وتسعين.
وكانت له جَنَازة مشهودة.
يُقال: إنّ النّسائيّ روى عنه [5] ، فَيُحَقَّقْ.
492- محمد بن النَّضْر بن عبد الوهّاب النَّيْسابوريّ [6] .
أخو أحمد بن النّضْر، سَمَاعه وسَمَاع أخيه واحد كما في ترجمة أحمد.
رَوَيَا عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وعُبَيْد الله بن مُعَاذ، وهذه الطبقة.
وقد قَالَ البخاريّ حديثًا عن محمد: ثنا عُبَيْد الله بن معاذ، فذكر حديثًا.
قَالَ الحاكم: روى البخاريّ عنهما في «الجامع الصّحيح» [7] .
__________
[1] في الجرح والتعديل 8/ 111.
[2] وزاد: «من الحفّاظ» .
[3] الأنساب 3/ 158.
[4] الأنساب 3/ 158.
[5] لم يذكر ذلك ابن عساكر، ولا الحافظ المزّيّ.
[6] انظر عن (محمد بن النضر) في مصادر ترجمة أخيه (أحمد بن النضر) الّذي تقدّم برقم (77) ، وهي:
تهذيب الكمال للمزّي 1/ 515، 516 رقم 120، وسير أعلام النبلاء 13/ 564، 565 رقم 285 (في ترجمة أخيه أحمد) ، وتذكرة الحفاظ 2/ 645، 646، وتهذيب التهذيب 9/ 491 رقم 800، وتقريب التهذيب 2/ 213 رقم 769، وخلاصة تذهيب التهذيب 362.
[7] في تفسير سورة الأنفال 8/ 231 و 232، والحديث من طريق محمد، ومن طريق أخيه أحمد، وكلاهما عن عبيد الله بن معاذ. وقد ذكر البخاريّ «أحمد» دون أن ينسبه، بينما نسب أخاه «محمدا» ، فقال: حدّثني أحمد، حدّثنا عبيد الله بن معاذ، حدّثنا أبي، حدّثنا شعبة، عن عبد الحميد صاحب الزيادي، سمع أنس بن مالك رضي الله عنه، قال أبو جهل: اللَّهمّ إن كان هذا(22/302)
ذكره، الحاكم في ترجمة محمد [1] .
493- محمد بن هارون [2] .
أبو موسى الأنصاريّ الزُّرَقيّ.
عن: يونس بن عبد الأعلى، وأبي الربيع عُبَيْد الله بن الحارث.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، والطَّبَرانيّ.
وثّقه الخطيب [3] .
ومات في سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
494- محمد بن الوليد [4] .
المعروف بابن ولاد التّميميّ النَّحْويّ.
صاحب التّصانيف في عِلم العربيّة.
أخذ عن: المبّرد، وثعلب.
مات كهلًا سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
495- محمد بن ياسين بن النّضر.
__________
[ () ] هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فَنَزَلَتْ وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ. وَما كانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ، وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ الله وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ... 8: 33- 34. ثم روى البخاري هذا الحديث بلفظه وسنده عن محمد، فقال:
حدّثنا محمد بن نضر. وقد أخرج مسلم هذا الحديث أيضا عن الأخوين عن شيخهما عبيد الله بن معاذ.
[1] وقال ابن عديّ: في رجال البخاري محمد بن النضر، يشبه أن يكون من رجال الحجاز.
وقال ابن مندة: مجهول. (تهذيب التهذيب 9/ 491) .
وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله-: فأما هذا- يعني محمدا بن النضر- فقديم الوفاة، وأما أحمد فطال عمره، وبقي إلى سنة بضع وثمانين ومائتين. (سير أعلام النبلاء 13/ 565) .
وقد مرّ في ترجمة أحمد من هذا الجزء أنه توفي سنة تسعين ومائتين. فليراجع.
[2] انظر عن (محمد بن هارون) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 16 وفيه قلبه إلى: «محمد بن موسى أبو هارون الأنصاري ختن موسى بن إسحاق الأنصاري القاضي» ، وتاريخ بغداد 3/ 453، 355 رقم 1457.
[3] فقال: كان أحد الثقات، كتب الناس عنه لستره وثقته.
[4] انظر عن (محمد بن الوليد) في:
معجم الأدباء لياقوت 19/ 105، 106، ومعجم المؤلّفين 12/ 95.(22/303)
أبو بكر الباهليّ. الفقيه النَّيْسابوريّ.
يروي عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وعثمان بن أبي شَيْبة.
وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وغيره.
توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
496- محمد بن يحيى بن مالك الضبي الأصبهاني [1] .
عن: أبي عمار الحسين بن حريث، ومحمود بن غيلان.
وعنه: أبو أحمد العسال، والطبراني، وأبو الشيخ.
توفي في صفر سنة إحدى وتسعين.
497- محمد بن يحيى بن سليمان [2] .
أبو بكر المروزي.
سمع: عاصم بن علي [3] ، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وخلف بن هشام، وبشر بن الوليد، وعلي بن الجعد، وجماعة.
وأكثر عن عاصم.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، وأبو بكر الشّافعيّ، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، وابن عُبَيْد العسكريّ، وسليمان الطّبرانيّ، وطائفة.
قال الدّار الدَّارَقُطْني: صدوق [4] .
قلت، هو من كبار شيوخ الإسماعيليّ.
تُوُفّي رحمه الله تعالى ببغداد في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين [5] .
498- محمد بن يحيى بن محمد [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى بن مالك) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 56.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى بن سليمان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 14، 15، وتاريخ بغداد 3/ 422، 423 رقم 1555.
[3] وكان مكثرا عنه.
[4] تاريخ بغداد 3/ 422.
[5] وقال الخطيب: وكان ثقة.
[6] انظر عن (محمد بن يحيى بن محمد) في:(22/304)
أبو سعيد البغداديّ، حامل أكْفانه.
سمع: أبا بكر، وعثمان ابني أبي شَيْبة، وأحمد بن مَنِيع، وسَوّار بن عبد الله القاضي، وجماعة.
وعنه: أهل دمشق، وأبو عليّ بن هارون، والفضل بن جعفر، وأبو عُمَر بن فَضَالَةَ، وأبو بكر النّقّاش، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
قَالَ الخطيب: بلغني أنّه غُسِّلَ وَكُفِّنَ، فلمّا كان في اللّيل، جاءه نبَّاش فنبشه، فلمّا حَلَّ أكفانه قَعَدَ، فهرب النّبّاش، فقام وأتى منزله حاملًا كفنه، فعاد حُزْن أهله فَرَحًا [1] .
ومثله أيضًا سُعَيْر بن الخِمْس [2] .
فإنّه لمّا وُضِع في لَحْده اضطّرب، فَحُلَّتْ أكفانه، فقام. ووُلِد له بعد ذلك مالك بن سُعَيْر.
499- محمد بن يعقوب [3] .
أبو بكر البغداديّ. عُرِفَ بابن القلّاس، بالقاف.
عن: عليّ بن الْجَعْد، وحمّاد بن إسحاق المَوْصليّ.
وعنه: ابن مَخْلَد، وأحمد بن جعفر بن سالم الجيليّ.
صدوق [4] .
ومات سنة [خمس وتسعين ومائتين] [5] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 3/ 423، 424 رقم 1556، والمنتظم 6/ 114، 115 رقم 160، والبداية والنهاية 11/ 118.
[1] تاريخ بغداد 3/ 424.
[2] تقدّمت ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن يعقوب) في:
تاريخ بغداد 3/ 391 رقم 1507.
[4] قال البرقاني: سألت أبا بكر بن سلم عنه، فقال: شيخ نبيل سريّ.
[5] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ بغداد.(22/305)
500- محمد بْن يزيد بْن محمد بْن عَبْد الصّمد [1] .
أبو الحَسَن الدّمشقيّ، مولى بني هاشم.
عن: صَفْوان بن صالح المؤذّن، وموسى بن أيّوب النَّصِيبيّ، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وأبي نُعَيْم الحلبيّ، وجماعة.
وعنه: سبط عديّ بن يعقوب، وجعفر بن محمد الكِنْديّ، وأبو عُمَر بن فَضَالَةَ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن النّاصح، ومُظَفَّر بن حاجب، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسع وتسعين. وقع لنا جزء صغير من حديثه بعُلُوّ.
501- محمد بن يعقوب بن أبي يعقوب الأصبهانيّ [2] .
عن: عَبّاد بن يعقوب الرَّوَاجِنيّ، وغيره.
وعنه: أبو الشّيخ.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
502- محمد بن يعقوب بن سَوْرة البغداديّ [3] .
عن: أبي الوليد الطّيالِسيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ [4] .
503- محمد بن يعقوب البصريّ الأعلم [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يزيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 82، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16/ 63 أ، والعبر 2/ 13 أ، وسير أعلام النبلاء 14/ 56 رقم 27، والوافي بالوفيات 5/ 220، والنجوم الزاهرة 3/ 179، 204، وشذرات الذهب 2/ 232.
[2] انظر عن (محمد بن يعقوب الأصبهاني) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 239، 240 وفيه اسم أبي يعقوب: إسحاق، وكنية محمد: أبو بكر.
[3] انظر عن (محمد بن يعقوب بن سورة) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 11، وتاريخ بغداد 3/ 389 رقم 1503.
[4] قال الدار الدّارقطنيّ: لا بأس به.
وقال الخطيب: كان ثقة.
[5] انظر عن (محمد بن يعقوب الأعلم) في:
تاريخ بغداد 3/ 388 رقم 1501.(22/306)
عن: هُدْبة بن خالد، وأبي الرّبيع الزُّهْرانيّ.
وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ أحاديث [1] .
504- محمد بن يوسف بن يعقوب [2] .
أبو بكر الرازيّ المقرئ.
حدّث عنه: محمد بن حميد الرّازيّ، ومحمد بن هاشم البَعْلَبَكّيّ.
روى عنه: محمد بن العبّاس بن نَجِيح، وحبيب القزّاز، وأبو بكر النّقّاشِ.
قَالَ الدّار الدَارَقُطْنيّ: دجَّال يضع الحديث والقراءات. وضع من المُسْنَدات ما لا يُضْبط [3] .
قدِم بغدادَ قبل الثّلاثمائة [4] .
505- محمد بن يوسف [5] .
أبو جعفر الباوَرْدَيّ الإسكافيّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي عُتْبَة الحمصيّ، وطبقته.
__________
[1] أحاديث مستقيمة. كما قال الخطيب.
[2] انظر عن (محمد بن يوسف بن يعقوب) في:
تاريخ بغداد 3/ 397، 398 رقم 1522، وميزان الاعتدال 4/ 72 رقم 8344، ولسان الميزان 5/ 435، 436 رقم 1429، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (بتأليفنا) .
ج 5/ 54، 55 رقم 1654.
[3] وقال: وضع نحوا من ستين نسخة قراءات ليس لشيء منها أصل.
[4] فسمع منه: ابن مجاهد، وغيره، ثم تبيّن كذبه، فلم يحك عنه ابن مجاهد حرفا، وقد روى عنه النقّاش غير شيء، فمرّة ينسبه إلى محمد بن طريف بن عاصم مولى علي بن أبي طالب، ومرة يقول: محمد بن نبهان. ومرة يقول: محمد بن يوسف. ومرة يقول: محمد بن عاصم الحنفي.
(تاريخ بغداد 3/ 398) .
قال خادم العلم «عمر تدمري» : ولهذا ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان 5/ 211 رقم 729 باسم: «محمد بن طريف بن عاصم» وقال: شيخ للنقاش كذّاب، يدلّسه، فتارة يقول:
حدّثنا محمد بن عاصم، وتارة يقول: حدّثنا محمد بن نبهان، وغير ذلك، مع أن النقاش لا يوثق به.
[5] انظر عن (محمد بن يوسف الباوردي) في:
تاريخ بغداد 3/ 398، 399 رقم 1524.(22/307)
وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الله بن شهاب العُكْبُريّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
506- محمد بن يوسف بن عاصم بن شَرِيك.
أبو بكر البخاريّ الحافظ.
رحّال، سمع: يعقوب الدَّوْرَقيّ، وبِشْر بن آدم، ويوسف بن موسى القطّان، وعدَّة.
507- محمد بن يوسف [1] .
أبو جعفر التُّرْكيّ الفَرَغانيّ ثمّ البغداديّ.
سمع: سُرَيْج بن يونس، وعيسى بن إبراهيم التُّرْكيّ، وعيسى بن سالم الشّاشيّ، ومحمد بن جعفر الوَركانيّ.
وعنه: أحمد بن كامل، وعُمَر بن مسلم، والطَّبَرانيّ، وجماعة.
وثّقه الخطيب [2] .
وتُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين ومائتين [3] .
508- مُحَسِّن بن جعفر بن عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن مُوسَى بن جعفر الصّادق العَلَويّ [4] .
خرج بناحية الشّام سنة ثلاثمائة، فحاربه ابن كَيَغْلَغ، فظفر به فقتله، وبعث برأسه إلى بغداد، فنُصِب مع أعلامٍ له منكّسة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 12، وتاريخ بغداد 3/ 395، 396 رقم 1519.
[2] في تاريخه 3/ 395.
[3] وقال القاضي أحمد بن كامل: وحضرته وكنت مع الهيثم بن خلف الدوريّ، فغسّل في حمّام، ولم يك له وارث، فرفع أمره إلى محمد بن يوسف أبي عمر القاضي، فوجّه جماعة من شهوده، فتولّوا تجهيزه، فأخرج من منزله في عباءة خلقة، ولم يظهر له غيرها. وأخبرني الهيثم أنّ أباه كان فرغانيا، وكان أبوه مولى لزهير بن المسيّب، وحمل عنه الحديث، ولم أعلم أنه ذمّ فيه.
[4] انظر عن (محسن بن جعفر) في:
مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصبهاني 703، ولم يذكر فيه اسم قاتله، بل قال: وقتلت الأعراب في بعض نواحي البرّ ...(22/308)
509- محمود بن أحمد بن الفَرَج [1] .
أبو حامد الزُّبَيْريّ الأصبهانيّ.
عن: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، ومحمد بن المنذر البغداديّ.
وكان ثقة.
روى عنه: أبو الشَّيخ، والطَّبَرانيّ، ومحمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب الأصبهانيّ.
وهو مَنْ وَلَدِ الزُّبَير بن بكّار [2] .
مات سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين [3] .
510- محمود بن والان بن موسى.
أبو حامد العَدَويّ الأديب.
ثقة كثير الحديث. عاش نيِّفًا وتسعين سنة.
سمع: قُتَيْبَة، وسُوَيْد بن نصر، وجماعة.
ومات سنة ثلاثٍ وتسعين.
511- محمود بن محمد المَرْوَزِيّ [4] .
مشهور.
طوّف وسمع: داود بن رُشَيْد، وعلي بن حُجْر، وطبقتهما.
وعنه: الطَّسْتيّ، وابن الصَّوّاف، والطَّبَرانيّ.
مستقيم الحديث.
مات سنة سبع وتسعين.
__________
[1] انظر عن (محمود بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 108 وفيه: محمود بن الفرج، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 315، 316.
[2] هكذا، وفي: ذكر أخبار أصبهان 2/ 315 «من ولد الزبير بن مشكان» .
[3] وقال أبو نعيم: توفي سنة أربع وتسعين.
[4] انظر عن (محمود المروزي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 107، وتاريخ بغداد 13/ 94 رقم 7078.(22/309)
512- محمود بن عليّ بن مالك الشَّيْبانيّ [1] .
أبو حامد المدِينيّ البزّاز.
عن: محمد بن منصور الجوّاز، وهارون بن موسى الفَرَويّ، ومحمد بن [أحمد بن يعقوب الشيباني] [2] ، والمخزوميّ.
وعنه: محمد بن أحمد بن يعقوب الأصبهانيّ، والطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ.
وثّقه أبو نعيم [3] .
ومات سنة ثلاثمائة.
513- مسبّح بن حاتم بن ماور العُكَليّ.
بالبصّرة.
مات سنة ثمانٍ وتسعين.
514- مسور بن قَطَن بن إبراهيم.
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ.
قَالَ الحاكم: كان من مزكي عصره، والمُقَدَّم في الزُّهْد والورع والعقل.
سمع: يحيى بن يحيى، وتورَّع من الرّواية عنه لصِغَر سِنِّهِ.
وسمع: جدّه لأمّه بِشْر بن الحَكَم، وأبا زاهر، وداود بن رُشَيْد. وطوّف.
وعنه: ابن الشَّرْقيّ، ومحمد بن صالح، وأبو الوليد الفقيه، وجماعة.
مات سنة ثلاثمائة.
515- مسلم بن أحمد بن أبي عُبَيْدة [4] .
أبو عبيدة اللّيثيّ القرطبيّ، صاحب القبلة.
__________
[1] انظر عن (محمود بن علي بن مالك) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 108، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 316.
[2] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: ذكر أخبار أصبهان.
[3] في أخبار أصبهان.
[4] انظر عن (مسلم بن أحمد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 126، 127، رقم 1420، وجذوة المقتبس للحميدي 351 رقم 822، وبغية الملتمس للضبيّ 470 رقم 1372.(22/310)
رحل سنة ستٍّ [1] وخمسين، فسمع: يونس بن عبد الأعلى، والرّبيع المُرَاديّ، والمُزَنيّ، وابن عبد الحَكَم، وجماعة.
قَالَ أحمد بن عبد البَرّ: كان من أصوف أهل زمانه [2] ، وكان مُولَعًا بالفَلك والنُّجوم. وكان إذا صلّى يشرّق قليلًا نحو مدينة قُرْطُبَة.
روى عنه: قاسم بن أَصبغ، وعبد الله بن يونس.
مات سنة خمسٍ وتسعين ومائتين [3] .
516- مسلم بن سعيد الأشعريّ [4] .
أبو سَلَمَةَ.
سمع: مُجَاشِع بن عَمْرو سنة ثلاثين [5] ، وبكّار بن الحَسَن [6] .
وعنه: أبو الشّيخ، وشيخه مُجَاشع يروي عن: الّليث، وابن قطيعة.
مات سنة تسعٍ وتسعين [7] .
517- مسلم بن عبد الله بن مكرم الباورديّ [8] .
__________
[1] كذا في الأصل، وفي جميع مصادر ترجمته: رحل إلى المشرق سنة تسع وخمسين ومائتين.
[2] تاريخ ابن الفرضيّ 2/ 126، وقال: كان أن يخرّ من السماء إلى الأرض أهون عليه من أن يكذب. وكان عالما بالحساب والنجوم، وكان مولعا بالتشريق في قبلته، مفتونا بذلك، كان يقال له: صاحب القبلة.
ولابن عبد البرّ فيه شعر.
وكان محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز يثنيان على أبي عبيدة ... وعمي بأخرة.
[3] بها أرّخه ابن الفرضيّ 2/ 127، أما الحميدي، والضبيّ، فقالا: مات بالأندلس سنة أربع وثلاثمائة، (الجذوة 351، والبغية 470) والله أعلم بالصحيح.
[4] انظر عن (مسلم بن سعيد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 323.
[5] بهمذان.
[6] بأصبهان.
[7] كذا في الأصل، وفي أخبار أصبهان: توفي سنة ست وتسعين ومائتين.
[8] انظر عن (مسلم بن عبد الله) في:(22/311)
المؤدِّب ببغداد.
عن: عَمْرو بن مرزوق، ويحيى بن هاشم.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وابن العلاء الْجَوْزَجانيّ.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين [1] .
518- مُضارِب بن إبراهيم [2] .
أبو الفضل النَّيْسابوري الأديب، أوحد عصره ببلده في العربيّة.
سمع: ابن راهَوَيْه.
وعنه: أبو عَمْرو بن مَطَر.
مات سنة سبّعٍ وتسعين [3] .
519- مَعْمَر بن محمد بن مَعْمَر بْن زيد بْن الأشهب البلخي.
سَمِعَ من: شِهَاب بْن معمر العَوَقيّ، ومكّيّ بن إبراهيم، وعصام بن يوسف البلخيّين.
وطال عُمره.
وعنه: عبد الرحمن بن حامد بن مَتُّوَيْه البْلخيّ.
مات في جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
520- ممشاذ الدّينوريّ [4] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 13/ 105 رقم 7092.
[1] في تاريخ بغداد: مات في المحرّم سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
[2] انظر عن (مضارب بن إبراهيم) في:
بغية الوعاة 2/ 288 رقم 1999.
[3] قال السيوطي: أسندنا حديثه في: «الطبقات الكبرى» .
[4] انظر عن (ممشاذ الدينَوَريّ) في:
طبقات الصوفية للسلمي 316- 318 رقم 25، وحلية الأولياء 10/ 353، 354 رقم 625، وصفة الصفوة 4/ 78 رقم 659، والرسالة القشيرية 33، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 183، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 18، (288، 289) ، رقم 60، 493، 495. والنجوم الزاهرة 3/ 179، 204، واللمع 192، 203، 233، 293، والكواكب الدرّية 1/ 269، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 120، وجامع كرامات الأولياء 2/ 268.(22/312)
من كبار شيوخ الصُّوفيّة. صحِب يحيى بن الجلّاء، وغيره.
ومن قوله: جماعُ المعرفة صِدْقُ الافتقار إلى الله [1] .
وقال فارس الدَّيَنَوريّ: خرج مُمْشاذ من باب الدّار، فنبح كلب فَقَالَ: لا إله إلّا الله، فمات الكلب مكانه [2] .
مات سنة تسع وتسعين ومائتين.
521- موسى بن إسحاق بن موسى الخطْميّ الأنصاريّ [3] .
أبو بكر الفقيه الشافعيّ، كان قاضيًا على الأهواز. وولى قضاء نَيْسابور.
وحدَّث عن: عيسى قالون، وأحمد بن يونس، وعلي بن الْجَعْد. وكان يُضْرَبُ به الْمَثَلُ في ورعه وصيانته في القضاء.
وعنه: حبيب القزّاز، وابن ماسي، وعبد الباقي بن قانع.
قَالَ ابن أبي حاتم [4] : كتبت عنه، وهو ثقة صدوق.
وقد أقرأ النّاسَ القرآن. ويقال: مولده سنة عشرٍ ومائتين.
ومات سنة سبع وتسعين ومائتين [5] .
__________
[1] طبقات الصوفية 316.
[2] طبقات الصوفية 317.
[3] انظر عن (موسى بن إسحاق بن موسى) في:
الجرح والتعديل 8/ 135 رقم 613، وتاريخ بغداد 13/ 52- 54 رقم 7022، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 129 ب- 130 ب، والمنتظم 6/ 96 رقم 134، والكامل في التاريخ 8/ 59، ودول الإسلام 1/ 181، وتذكرة الحفّاظ 2/ 668، 668، والعبر 2/ 109، وسير أعلام النبلاء 13/ 579- 581 رقم 302، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 345، والبداية والنهاية 11/ 111، 112، وغاية النهاية 2/ 317 رقم 3673، وطبقات الحفّاظ 291، 229، وشذرات الذهب 2/ 226، 227.
[4] في الجرح والتعديل 8/ 135.
[5] وقال الخطيب: ولي موسى قضاء الري وقضاء الأهواز، وكان عفيفا ديّنا فاضلا.
وقال أحمد بن كامل: كان فصيحا ثبتا في الحديث، كثير السماع محمودا، وكان إليه القضاء بكور الأهواز، وكان يظهر انتحال مذهب الشافعيّ.
وقال ابن المنادي: بلغني أنه أقرأ الناس القرآن وله ثمان عشرة سنة في درب صالح، على نهر موسى من الجانب الشرقي من مدينتنا، وأنه استقضي وله ثمان وعشرون سنة. كتب الناس عنه فأكثروا، ومات على ستره.(22/313)
522- موسى بن أفلح البخاريّ البيقاري [1] .
عن: أبي حُذَيفة إسحاق بن بِشْر، وأحمد بن حفص، والمُسْنديّ.
وعنه: أحمد بن عدل، وخَلَف الخيّام.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة إحدى وتسعين.
وكان شيخًا مُعَمَّرًا.
523- موسى بن خازم بن سيّار [2] .
أبو عِمران الأصبهانيّ.
عن: حاتم بن عبد الله النُّمَيْريّ، ومحمد بن بُكَيْر الحضرميّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأحمد بن بُنْدار الشّعّار.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين [3] .
ورّخه أبو نُعَيم.
524- موسى بن عبد الحميد بن عصام الْجُرْجانيّ [4] .
أبو يحيى.
عن: أبيه، وإسماعيل المُزَنيّ الفقيه، وجالسَ داود الظَّاهريّ.
وعنه: عبد الله بن محمد بن شَيْبة، وأحمد بن محمد بن صالح الهمدانيّ.
مات على رأس سنة ثلاثمائة.
525- موسى بن محمد بن موسى الذُّهَليّ الأعْيَن.
أبو عَمْرو النَّيْسابوريّ.
سمع: يحيى بن يحيى، وسعد بن يزيد الفرّاء.
__________
[1] انظر عن (موسى بن أفلح) في:
الأنساب لابن السمعاني 2/ 373، واللباب 1/ 199، وفيهما نسبته: «البيفاريني» .
[2] انظر عن (موسى بن حازم) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 112، 113، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 312.
[3] في أخبار أصبهان: توفي سنة أربع وتسعين.
[4] لم يذكره السهمي في: تاريخ جرجان.(22/314)
وعنه: أبو العبّاس بن حمدان، وأبو الوليد الفقيه، وأحمد بن الخضر شيخ الحاكم.
مات سنة إحدى وتسعين ومائتين.
526- موسى بن هارون بن عبد الله [1] .
أبو عِمران البزّار [2] . كان إمام عصره في الحِفْظ والإتقان.
سمع: قُتَيْبة، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وعلي بن الْجَعْد، وخلْق.
وعنه: دَعْلَج، وأبو الطّاهر الذُّهَليّ، وآخرون.
قَالَ الصِّبْغيّ: ما رأينا في حفَّاظ الحديث أَهْيَب ولا أورَع من موسى بن هارون [3] .
مات في شَعْبان سنة ثلاثٍ وتسعين [4] . قصّر الحاكم في ترجمته.
527- موسى بن هارون بن سعيد الأصبهانيّ [5] .
أبو عِمران، يُعرف بالأصمّ. ربّما التبس بالذي قبله. وهذا يروى عن:
سُوَيْد بن سعيد، وأبي خَيْثَمة زُهَير بن حرب، ومُصْعَب بن عبد الله الزُّبَيريّ، وجماعة سواهم.
روى عنه: أبو الشّيخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب
__________
[1] انظر عن (موسى بن هارون) في:
تاريخ بغداد 13/ 50، 51 رقم 7019، والمنتظم 6/ 66 رقم 99، ودول الإسلام 1/ 178، والعبر 2/ 99، 100، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1198، ومرآة الجنان 2/ 223، والبداية والنهاية 11/ 103.
[2] كذا في الأصل، والعبر. وفي بقية المصادر: «البزّاز» .
[3] تاريخ بغداد 13/ 50.
وقال الخطيب: وكان ثقة عالما حافظا، ويقال: إنه هذا الّذي خرّج لإسماعيل بن إسحاق القاضي مسندة.
وقال ابن المنادي: كان أحد المشهورين بالحفظ والثقة ومعرفة الرجال.
[4] كذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد، وغيره: مات سنة أربع وتسعين ومائتين.
[5] انظر عن (موسى بن هارون الأصمّ) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 312، 313.(22/315)
المقرئ، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأهل أصبهان.
فإذا قَالَ الأصبهانيّ: حَدَّثَنَا موسى بن هارون، فإيّاه يريد.
ومات هذا الأصبهانيّ في حدود سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين [1] 528- موسى بن هشام الدَّيَنَوريّ.
حدَّث بدمشق.
عن: عبد الله بن هانئ، وعليّ بن المبارك الصَّنْعانيّ.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وأحمد بن الرُّوميّ، وأبو أحمد بن عديّ، وغيرهم.
مات على رأس الثلاثمائة.
__________
[1] لم يؤرّخ أبو نعيم لوفاته، وقال: صاحب أصول.(22/316)
- حرف النون-
529- نصر بن أحمد [1] .
أبو محمد الكَنْديّ البغداديّ الحافظ. أحد الأئمّة، ويُعرف بنَصْرك.
سمع: محمد بن بكار، وعبد الأعلى بن حمّاد، والقواريريّ.
وعنه: خَلَف الخيّام، وابن عُقْدَةَ.
حمله أمير بُخَارى خالدُ بن أحمر الذُّهَليّ إليه، فأقام عنده، وصنَّف له «المُسْنَد» [2] .
ومات في سنة ثلاثٍ وتسعين، وعاش سبعين سنة.
530- نصر بن سيار بن فتح.
أبو الَّلْيث السَّمَرْقَنْديّ المحدِّث الرّحّال المصنِّف.
عن: يونس بن عبد الأعلى، وعبد بن حُمَيْد، والدارِميّ.
وعنه: محمد بن إسحاق العُصْفُريّ، وأحمد بن محمد الكرابيسي.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
531- نصر بن عبد الحميد القراطيسيّ.
أبو حبيب المصريّ، الرّجل الصّالح.
عن: نُعَيْم بن حمّاد، ويحيى بن بكير.
__________
[1] انظر عن (نصر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 13/ 293، 294 رقم 7265، والمنتظم 6/ 59 رقم 86، والكامل في التاريخ 7/ 547، وتذكرة الحفّاظ 2/ 676، وسير أعلام النبلاء 13/ 538، 539 رقم 271، والبداية والنهاية 11/ 101، وطبقات الحفاظ 295، ومعجم المؤلفين 13/ 88.
[2] تاريخ بغداد 13/ 294، وفيه زيادة: وحدّث هنالك، فوقع حديثه إلى البخاريّين.(22/317)
مات سنة سبْعٍ وتسعين.
532- نوح بن منصور [1] .
أبو مسلم البغدادي.
حدَّث بشيراز. وكانت عنده كُتُب الشّافعيّ.
عن: الزَّعْفرانيّ، والرّبيع، ويونس بن عبد الأعلى، والحَسَن بْن عَرَفَة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرّميّ.
روى عنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، ومُطَهَّر بن أحمد شيخ أبي نُعيْم.
مات بفارس سنة خمس وتسعين.
__________
[1] انظر عن (نوح بن منصور) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 122.(22/318)
- حرف الهاء-
533- هارون بن موسى بن شريك الدّمشقيّ المقرئ [1] .
أبو عبد الله الأخفش صاحب ابن ذَكْوان.
قرأ عليه، وسمع أبا مُسْهر.
قرأ عليه: ابن الأخرم المقرئ، والنّقّاش، وروى عنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن النّاصح.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين على الصّحيح. وقيل: سنة إحدى.
534- هُبَيْرة بن محمد بن عبد الحميد.
أبو أحمد المصريّ.
عن: عيسى بن زُغْبَة، وغيره.
مات سنة سبْع وتسعين.
535- هُمَيْم بن همّام [2] .
أبو العبّاس الطَّبَريّ.
طوّف وسمع: أبا مُصْعَب، ومحمد بن أبي مَعْشَر.
وعنه: أبو أحمد الغطْرِيفيّ بن عبد الملك، وأهل جرجان.
مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (هارون بن موسى) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 128، 129، ومرآة الجنان 2/ 220.
[2] انظر عن (هميم بن همام) في:
تاريخ جرجان للسهمي 189، 434، 439، 449، (484 رقم 972) و 534، 537، 539.(22/319)
- حرف الواو-
536- وحيد بن عمر بن هارون البخاريّ الفقيه.
روى عَنْ: إسحاق بن راهَوَيْه، وأبي مُصْعَب الزُّهْريّ، وطبقتهما.
وعنه: خَلَف الخيّام، وأبو الأسود أحمد بن إبراهيم، وغيرهما.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
537- وكيع بن إبراهيم بن عيسى المَوْصِليّ.
عن: سُفْيان بن وَكِيع، ولُوَيْن، وأبي عمّار الحسين بن حرث.
وكتب عنه النَّسائيّ.
وروى عنه: يزيد بن محمد.
مات سنة سبْعٍ وتسعين.
538- الوليد بن حمّاد بن جابر الرّمليّ الزّيّات [1] .
سمع: سليمان بن عبد الرحمن، ويزيد بن مَوْهب الرمليّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وجماعة.
كان على رأس الثلاثمائة.
__________
[1] انظر عن (الوليد بن حمّاد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 123، 124.(22/320)
- حرف الياء-
539- يحيى بن أحمد بن زياد.
أبو منصور السُّفْيانيّ الهَرَويّ.
سمع: خالد بن الصّبّاح، ويحيى بن معين، وأحمد بن سعيد الدّارِميّ.
وعنه: أبو إسحاق البزّار الحافظ، والفضل بن العبّاس، وأبو الفضل بن حَمْدُوَيْه.
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
540- يحيى بن الحسين بن القاسم بن طباطبا العَلَويّ.
كان قد غلب على اليمن، وَدُعِيَ له بصنعاء وما والاها عنه. وضُرِبَت السّكّة باسمه. ثمّ خرج من صنعاء بعد غَلَبة القَرَامطة، فصار إلى صُعْدة، وتسمّى بالهادي أبي الحَسَن. وملك نجْران وتلك النّواحي، وَخُطِبَ [له] بأمير المؤمنين.
وكان حَسَن السِّيرة.
مات سنة ثمانٍ وتسعين، قام بعده ولده محمد، ولُقِّب الْمُرْضَى.
541- يحيى بن زكريّا الثَّقَفيّ القُرْطُبيّ [1] .
المعروف بابن السّاق.
سمع: يحيى بن إبراهيم بن ... [2] ، وأبان بن عيسى، ومحمد بن وضّاح، وعامر بن معاوية، وطائفة.
__________
[1] لم أجده عند ابن الفرضيّ، والحميدي، والضبيّ.
[2] بياض في الأصل.(22/321)
وحجّ متأخرًا، فسمع من النَّسائيّ.
وكان صوّامًا صالحًا عالمًا. أخذ النّاس عنه.
ومات في رمضان سنة ثمانٍ وتسعين.
542- يحيى بن عبد الله بن الحُرَيش [1] .
أبو عبد الله.
عن: أبي الأشعث العِجْلي، وزياد بن أيّوب.
وعنه: أبو الشّيخ.
وثَّقه أبو نُعَيْم. وكان أصبهانيّ.
مات سنة ستٍّ وتسعين [2] .
543- يحيى بن عبد الله بن حُجْر بْن عَبْد الْجَبَّار بْن وائل الحَضْرَميّ [3] .
عَنْ: عمه محمد بْن حجر، عن أقاربهم.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
مات سنة إحدى وتسعين.
544- يحيى بن عبد الباقي الأَذَنيّ [4] .
محدِّث ثقة [5] .
سمع: محمد بن سليمان لُوَيْن، وغيره.
وعنه: الطّبرانيّ، وابن قانع.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الله بن الحريش) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 362.
[2] أو سنة خمس وتسعين.
[3] انظر عن (يحيى بن عبد الله بن حجر) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 143- 146.
[4] انظر عن (يحيى بن عبد الباقي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 146، 147، وتاريخ بغداد 14/ 227، 228 رقم 7528، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 18/ 76 أ، و (مخطوطة التيمورية) 46/ 303، ومعجم البلدان 1/ 133، وسير أعلام النبلاء 14/ 45، 46 رقم 18، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 197 رقم 1820.
[5] وثّقه الخطيب في تاريخه.(22/322)
مات سنة اثنتين وتسعين في ذي القعدة.
545- يحيى بن عبد العزيز بن المختار القُرْطُبيّ [1] .
ثقة، مفتي [2] .
سمع: العبْسي، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة.
روى عنه: أحمد بن نصر، وحبيب بن الرَّبيع، ومحمد بن قاسم، وأحمد بن بِشْر.
مات سنة تسعٍ وتسعين [3] .
546- يحيى بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنَّجم النّديم [4] .
من كبار المُعْتَزِلة ومصنِّفيهم. نادم المعتضد وابنَه المكتفي، وله كتاب في أخبار الشعراء، وله تصانيف في الاعتزال.
مات سنة ثلاثمائة، وعاش ستّين سنة [5] .
547- يحيى بن محمد بن البختريّ الحنّائيّ [6] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد العزيز) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 185 رقم 1570، وقال فيه: المعروف بابن الخرّاز، من أهل قرطبة ويكنّى: أبا زكريا.
[2] وقال ابن الفرضيّ: سمع منه الناس «مختصر المزني» ، و «رسالة الشافعيّ» ، وغير ذلك من مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وكان يميل في فقه إلى المذهب الشافعيّ. وكان مشاورا مع عبيد الله بن يحيى ونظرائه في أيام الأمير عبد الله. سمعت عبيد الله بن الوليد المعيطي يقول:
سمعت أحمد بن عبادة الرعينيّ يثني على يحيى بن عبد العزيز ويصفه بالتواضع. وسمع الناس منه. بالقيروان: «المستخرجة» للعتبي، وغير ذلك من حديث.
[3] كذا بالأصل. وفي تاريخ علماء الأندلس: توفي في شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين ومائتين.
[4] انظر عن (يحيى بن علي النديم) في:
الفهرست لابن النديم 1/ 144، وتاريخ بغداد 14/ 230 رقم 7534، ونزهة الألبّاء 236، ومعجم الأدباء 20/ 28، 29، والكامل في التاريخ 8/ 75، ووفيات الأعيان 6/ 198- 201، وسير أعلام النبلاء 13/ 405 رقم 194، ومرآة الجنان 2/ 237، وكشف الظنون 220، 1615، 2047، والأعلام 9/ 195، 196، ومعجم المؤلفين 13/ 215.
[5] قال المرزباني: أديب شاعر مطبوع، أشهر أهل زمانه، وأحسنهم أدبا، وأكثرهم امتنانا في علوم العرب والعجم، وجالس الموفّق والمعتصم وخصّ به، وبالمكتفي من بعده. وهو من شجرة الأدب الناضرة، وأنجمه الزاهرة، فاضل الآباء والأجداد، منجب الأهل والأولاد.
[6] انظر عن (يحيى بن محمد البختري) في:(22/323)
أبو زكريّا البغداديّ.
سمع: طالوت بن عبّاد، وشَيْبان بن فَرُّوخ.
وعنه: أبو مسلم الكَجّيّ مع تقدُّمه، وأبي عُبَيْد العسكريّ، والإسماعيليّ.
مات سنة تسعٍ وتسعين [1] .
548- يحيى بن محمد بن عمران الحلبي [2] .
ثم البالسي.
عن: هشام بن عمّار، ودُحَيْم، وابن مُصفى.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر النّقّاش، وابن عديّ، وحمزة الكِنانيّ.
549- يحيى بن المُعَافَى بن يعقوب الكِنْديّ المَوْصِليّ.
الفقيه الحنفيّ. أفتى وكتب الشّروط.
وروى عن: غسّان بن الرّبيع، وسعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وجماعة.
وكتب النّاس عنه. وولي قضاء ملطية [3] .
روى عنه: يزيد بن محمد الأزْديّ، وغيره.
مات سنة ثلاث وتسعين.
550- يحيى بن منصور [4] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 14/ 229 رقم 7531.
[1] وثّقه الخطيب. وقال أحمد بن كامل القاضي: لم يطعن عليه في الحديث.
[2] انظر عن (يحيى بن محمد بن عمران) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 142 وفيه: «يحيى بن محمد بن أبي صغير الحلبي» .
[3] ملطية: بفتح أوله وثانيه، وسكون الطاء، وتخفيف الياء، والعامّة تقوله بتشديد الياء وكسر الطاء.
بلدة من بلاد الروم مشهورة مذكورة تتاخم الشام. (معجم البلدان) .
[4] انظر عن (يحيى بن منصور) في:
تاريخ بغداد 14/ 225، 226 رقم 7524 وفيه: «يحيى بن أبي نصر» ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 410 رقم 537، والمنتظم 6/ 26 رقم 31، والعبر 2/ 94، وسير أعلام النبلاء 13/ 570، 571 رقم 293، وتذكرة الحفّاظ 2/ 691، 692، ومرآة الجنان 2/ 221، وطبقات الحفّاظ 300، والنجوم الزاهرة 3/ 123، وشذرات الذهب 2/ 213.(22/324)
أبو سعيد الهَرَويّ الإمام. كان آيةً في العِلْم والزُّهْد، حتّى قِيلَ إنّه لم يَرَ مثل نفسه [1] .
روى عن: سُوَيْد بن نصر، وغيره.
روى عنه: أحمد بن عيسى الغيزانيّ.
ومات في ذي الحجّة سنة ثلاثٍ وتسعين [2] .
551- يحيى بن نافع بن خالد المصريّ [3] .
أبو حبيب.
سمع: ابن أبي مريم.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
مات في ربيع الأوّل سنة إحدى وتسعين.
552- يعقوب بن إسحاق بن يعقوب بن حُمَيْد الطّائيّ المَوْصِليّ.
روى عن: جُبَارة بن المُغَلِّس، وابن عمّار.
قَالَ الأَزْديّ: مات سنة سبْعٍ أو ثمان وتسعين.
553- يعقوب بن عليّ بن إسحاق النّاقد.
أبو يوسف الكوفيّ.
مات بمصر سنة ثلاثٍ وتسعين.
554- يعقوب بن غَيْلان العُمَانيّ [4] .
حدّث بالبصرة عن: سعيد بن عروة.
__________
[1] قال الخطيب: وكان ثقة حافظا صالحا زاهدا.
[2] كذا هنا. وقال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 13/ 570: بل الصحيح وفاته في ذي الحجّة، سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
أما الخصيب، وابن الجوزي، وابن أبي يعلى، فقالوا إنه مات بهراة في شهر شعبان سنة سبع وثمانين ومائتين.
[3] انظر عن (يحيى بن نافع) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 138، 139.
[4] انظر عن (يعقوب بن غيلان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 132.(22/325)
وعنه: الطَّبَرانيّ.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
555- يعقوب بن الوليد بن محمد بن القاسم.
أبو يوسف الأَيْليّ.
عن: ابن صالح، ويحيى بن بكير.
مات سنة ثلاثمائة.
556- يعقوب بن يوسف بن الحَكَم الجوباريّ الْجُرْجانيّ [1] .
روى عن: الفلّاس ببغداد.
وعن: محمد بن خالد بن خداش.
وعنه: ابن عديّ، والإسماعيليّ، وغيرهما.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين [2] .
557- يوسف بن الحَكَم [3] .
أبو عليّ الضّبّيّ البغدادي الخيّاط [4] .
صدوق.
سمع: بِشْر بن الوليد.
وعنه: الطَّبَرانيّ، والجِعَابي.
مات سنة تسعٍ وتسعين [5] .
558- يوسف بن عاصم الرّازيّ.
أبو يعقوب.
ثقة. رحل وسمع: هُدْبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وسويد بن سعيد.
__________
[1] انظر عن (يعقوب بن يوسف الجوباري) في:
تاريخ جرجان للسهمي 488، 489 رقم 984، ويعرف: بتنبلة.
[2] في تاريخ جرجان: مات في سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
[3] انظر عن (يوسف بن الحكم) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 134، وتاريخ بغداد 14/ 312 رقم 7631.
[4] ويعرف بدبيس.
[5] قال الدار الدّارقطنيّ: هو صدوق.(22/326)
وعنه: أبو سعيد الرّازيّ، وعليّ بن أحمد بن صالح، وجماعة.
مات سنة ثمانٍ وتسعين.
559- يوسف بن موسى المَرْوَرُّوذي القطّان [1] .
حجّ وحدَّث بالعراق عن: ابن راهويه، وأبي معمر القطيعي، واحمد بن صالح المصري.
وعنه: ابن عقدة، وأبو بكر الشافعي، وجماعة من آخرهم أحمد بن يوسف بن خلاد.
وثقه الخطيب [2] .
ومات سنة ثلاث وتسعين [3] .
560- يوسف بْن يعقوب بْن إسماعيل بْن حمّاد بن زيد بن درهم البصري [4] .
ثم البغدادي.
القاضي أبو محمد مولي الأزد.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وجماعة.
ولي قضاء البصرة وواسط، وضم إليه قضاء الجانب الشّرقيّ ببغداد [5] .
__________
[1] انظر عن (يوسف بن موسى) في:
تاريخ بغداد 14/ 308، 309 رقم 7627، والمنتظم 9/ 89 رقم 120، وص 160، 246، 327.
[2] وقال: كان من أعيان محدّثي خراسان، مشهورا بالطلب والرحلة في الحديث إلى الآفاق البعيدة.
[3] كذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد: قال ابن قانع، وأحمد بن عبد الله المزني: مات في سنة ستّ وتسعين ومائتين. وبها أرّخه ابن الجوزي في المنتظم.
[4] انظر عن (يوسف بن يعقوب) في:
تاريخ بغداد 14/ 310- 312 رقم 7630، والمنتظم 6/ 96، 97 رقم 135، والكامل في التاريخ 8/ 59، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 171، وسير أعلام النبلاء 14/ 85- 87 رقم 45، وتذكرة الحفاظ 2/ 660، والعبر 2/ 109، ودول الإسلام 1/ 181، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1204، ومرآة الجنان 2/ 230، والبداية والنهاية 11/ 112، والنجوم الزاهرة 3/ 171، وطبقات الحفّاظ 287، وشذرات الذهب 2/ 227، والرسالة المستطرفة 37.
[5] قال إبراهيم بن محمد بن عرفة: ولي القضاء بين أهل الجانب الشرقي إلى ما كان يتولّاه من(22/327)
وكان عفيفا مهيبا، ثقة عالما، مصنفا.
وعنه: دعلج، وابن ماسي، وعلي بن محمد بن كيسان، وطائفة.
مات سنة سبع وتسعين ومائتين.
__________
[ () ] قضاء واسط والبصرة وجلس في مسجد الجامع سنة ثلاثة وثمانين ومائتين، فأحمدت مذاهبه، وحسن حكمه، واستقامت طريقته، وكثر الشاكر له.
وقال طلحة بن محمد بن جعفر: كان رجلا صالحا عفيفا خيّرا، حسن العلم بصناعة القضاء شديدا في الحكم، لا يراقب فيه أحدا. وكانت له هيبة ورياسة، وحمل الناس عنه حديثا كثيرا، وكان ثقة أمينا.
وقال القاضي أحمد بن كامل: كان ضعيف الفقه، غير مطعون عليه في الحديث ... ومولده في سنة ثمان ومائتين.(22/328)
الكني
561- أبو جعفر بن ماهان الرازي.
سمع: هشام بن عمار، ودحيما.
وعنه: أبو الشيخ.
كان على رأس الثّلاثمائة.
آخر الطبقة الثلاثون من تاريخ الإسلام (ويليه الجزء الخاص بحوادث 301- 310 هـ.) (الطبقة الحادية والثلاثون)(22/329)
[المجلد الثالث والعشرون (سنة 301- 320) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم ربّنا أفرغ علينا صبرا
الطبقة الحادية والثلاثون
القرن الرابع وما جرى فيه من الحوادث الكبار من كلام ابن الجوزيّ، وغيره.
سنة إحدى وثلاثمائة
[القبض على الوزير الخاقاني] في أولها قبض المقتدر على وزيره أبي علي الخاقاني [1] ، وعلى ابنيه، وأبي الهيثم بن ثوابة.
وكان قد مضى بليق [2] المؤنسيّ في ثلاثمائة راكب إلى مكة لإحضار عليّ بن عيسى للوزارة، فقدم في عاشر المحرم، فَقُلِّدَ وَسُلِّمَ إليه الخاقاني ومَن معه فصادرهم مصادرةً قريبة، ورفق بهم، وعدل في الرعية، وعفَّ عن المال، وأحسن السّياسة، وأتَّقى الله، وأبطل الخمور [3] . قاله ثابت بن سنان، فقال:
وحدَّثني بعد عزله من الوزارة قال: قال لي ابن الفُرات بعد صرفي وتوليته:
أبطلت الرسوم، وهدمتَ الارتفاع.
فقلت: أيُّ رسم أبطَلْتَ؟
قال: المكْس بمكّة.
__________
[1] الفخري 267، النجوم الزاهرة 3/ 182.
[2] هكذا في الأصل، ومثله في: تاريخ أخبار القرامطة لابن سنان 40، أما في كتاب الوزراء للصابي ص 34 و 287 فهو: «يلبق» .
[3] تكملة تاريخ الطبراني للهمداني 12، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 252، 253، نهاية الأرب 23/ 37، تاريخ الخلفاء 380.(23/7)
فقلت: أهذا وحده أبطلت؟ وقد أبطلت ما ارتفاعه في العام خمسمائة ألف دينار، ولم أستكثر هذا القدر في جنب ما حَطَطْتَهُ عن أمير المؤمنين من الأوزار. ولكن أنظر مع ما حططت إلى ارتفاعي وارتفاعك [1] . فقدم الخادم قبل أن يجيب.
تولية محمد بن يوسف القضاء
وفي صَفَر سألَ عليُّ بنُ عيسى أن يقلّد القضاء أبا عُمَر محمد بن يوسف [2] وعرَّفه فضله ومحلّه، فقلّده قضاء الجانبين.
وبقي على قضاء مدينة المنصور أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البُهْلُول.
ركوب المقتدر إلى الشمّاسية
وفيها ركب المقتدر من داره إلى الشّمّاسّية، وهي أوّل رَكْبه ظهر فيها للعامّة [3] .
محنة الحلاج
وفيها أُدْخلَ حسين بن منصور الحلاج مشهورًا على جَمَلٍ إلى بغداد، وكان قد قُبض عليه بالسوس وحُمِل إلى عليّ بن أحمد الراسبيّ، فأقدمه إلى الحضرة، فَصُلِبَ حيًّا، ونُودي عليه: هذا أحد دُعاة القرامطة فاعرفوه. ثم حُبِس في دار السّلطان [4] .
وظهر عنه بالأهواز وببغداد أنّه أدّعى الإلهيّة، وأنّه يقول بحلول اللّاهوت في الأَشراف، وأنّ مكاتباته تُنْبِئ بذلك.
وقيل: إن الوزير عليّ بن عيسى أحضره وناظَرَه، فلم يجد عنده شيئًا من القرآن ولا الحديث ولا الفقه، فقال له: تَعَلُّمكَ الوضوء والفرائض أولى بك من
__________
[1] تكملة تاريخ الطبراني 13، الوزراء للصابي 292، 293 و 287 و 306، تجارب الأمم 1/ 26- 30، تاريخ أخبار القرامطة 40، 41.
[2] انظر عنه في: مختصر التاريخ لابن الكازروني 175، تاريخ الخلفاء 380.
[3] المنتظم 6/ 121، البداية والنهاية 11/ 121، النجوم الزاهرة 3/ 182، تاريخ الخلفاء 380.
[4] تاريخ الخلفاء 380.(23/8)
رسائل لَا تدرى ما فيها- وكانوا قد وَجدوا في منزله رقاعًا فيها رموز- ثم تدَّعي، وَيْلَكَ، الإلهيّة، وتكتب إلى تلاميذك: «من النّور الشَّعشعانيّ» ! ما أحْوَجك إلى الأدب.
وحبُس. فاستمال بعضَ أهلِ الدّار بإظهار السنة، فصاروا يتبرَّكون به، ويسألونه الدّعاء. وستأتي أخباره فيما بعد [1] .
تقليد ابن المقتدر أعمال مصر والمغرب
وفيها قُلِّد أبو العبّاس بن المقتدر أعمالَ مصر والمغرب، وله أربعُ سِنين، وأستُخْلِفَ له مؤنس الخادم [2] .
تقليد عليّ بن المقتدر الريّ
وَقُلِّدَ عليّ بن المقتدر الرِّيَّ ونواحيها، وأسْتُخْلٍفَ له عليها [3] .
اعتقال ابن ثَوَابة الكاتب
ونفذ محمد بن ثَوَابة الكاتب إلى الكوفة، وَسُلِّمَ إلى إسحاق بن عِمَران، فاعتقله حتى مات.
__________
[1] انظر عن الحلّاج ومحنته في حوادث سنة 309 هـ. في المصادر، ومنها:
تاريخ الطبري 10/ 147، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 254، وتجارب الأمم 1/ 32، والمنتظم 6/ 122، 123، وتاريخ حلب للعظيميّ 279، والكامل في التاريخ 8/ 76، وتاريخ مختصر الدول 156، وتاريخ الزمان 53، ووفيات الأعيان 2/ 140- 146، والفخري 260، 261، والمختصر في أخبار البشر 2/ 70، 71، وتاريخ ابن الوردي 1/ 256، ومرآة الجنان 2/ 253- 261، والبداية والنهاية 11/ 121 و 132- 144، وتاريخ الخميس 2/ 387- 389، والنجوم الزاهرة 3/ 182 و 302، 303، وشذرات الذهب 2/ 253- 257.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 254، 255، تجارب الأمم 1/ 32، الكامل في التاريخ 8/ 76، نهاية الأرب 23/ 38، 39.
[3] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 255، تجارب الأمم 1/ 32، الكامل في التاريخ 8/ 76، نهاية الأرب 23/ 39.(23/9)
مقتل أحمد بن إسماعيل الساماني]
وفيه ورد الخبرُ أنّ غلمان أحمد بن إسماعيل قتلوه على نهر بَلْخ [1] ، وقام ابنه نصر بن أحمد، فبعثَ إليه المقتدر عهده بولاية خُراسان [2] .
[مقتل أبي سعيد الْجَنَّابيّ]
وفيها قُتِلَ أبو سعيد الْجَنَّابيّ القَرْمطيّ المتغلّب على هَجَر، قتله غلامه الخادم الصّعلبيّ، لكونه أراده على الفاحشة، فلمّا دخل إليه قتله [3] . قال: وما زال يفعل ذلك بواحدٍ واحدٍ حتّى قتل أربعة من الأعيان، ثمّ دعا بالخامس، فلمّا رأى القتلى صاح، فصاح النّساء، واجتمعوا على الخادم فقتلوه [4] .
وكان أبو سعيد الْجَنِّابيّ قد هزم جيوش المعتضد، ثمّ وَادَعَ المعتضد القتالَ فكفِّ عنه، وبقي بهَجَر من ناحية البرّيّة إلى هذا الوقت [5] .
قال ثابت: وكان عليّ بن عيسى أشار بمكاتبة أبي سعيد الحَسَن بن بهرام الْجَنَابيّ والإعذار إليه وحضّه على الطّاعة، ووبّخه على ما يُحكى عنه وعن أصحابه مِن ترك الصّلاة والزّكاة واستباحة المحرِّمات، ثمّ توعّده وتهدّده. فبلغ
__________
[1] تاريخ الطبري 10/ 147.
[2] تكملة تاريخ الطبري 46 وفيه: «إسماعيل بن أحمد» ، تجارب الأمم 1/ 33، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 255، تاريخ بخارى للنرشخي 125، 126، تاريخ حلب للعظيميّ 279، الكامل في التاريخ 8/ 77- 79، نهاية الأرب 25/ 341، المختصر في أخبار البشر 2/ 67 تاريخ ابن الوردي 1/ 253، العبر 2/ 118، مآثر الإنافة 1/ 281، شذرات الذهب 2/ 237.
[3] تاريخ الطبري 10/ 148، المنتظم 6/ 121، تاريخ حلب للعظيميّ 279، الكامل في التاريخ 8/ 83، تاريخ أخبار القرامطة 36 و 103، وفيات الأعيان 2/ 148، نهاية الأرب 25/ 243، المختصر في أخبار البشر 2/ 67، تاريخ ابن الوردي 1/ 253، العبر 22/ 117، دول الإسلام 1/ 183، مرآة الجنان 2/ 238، تاريخ الخميس 2/ 387، شذرات الذهب 2/ 237.
[4] تكملة تاريخ الطبري 46، تجارب الأمم 1/ 33، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 255، تاريخ ابن الوردي 1/ 253، الروض المعطار 163، 176، 285، 286، 529، تاريخ الخميس 2/ 387، المنتظم 6/ 121، الكامل في التاريخ 8/ 84، تاريخ أخبار القرامطة 36، نهاية الأرب 25/ 243، 244، مرآة الجنان 2/ 238، تاريخ الخميس 2/ 387، شذرات الذهب 2/ 237.
[5] تاريخ أخبار القرامطة 37.(23/10)
الرُّسُلَ وهم بالبصرة مقتلُهُ، فكتبوا إلى الوزير، فكتبَ إليهم: أَنْ سِيروا إلى مَن قامَ بعده. فساروا وأوصلوا الكتابَ إلى أولاده، فكتبوا جوابه، فكانَ: للوزير أبي الحسن مِن إخوته، سلامُ على الوزير، فإنا نَحْمد إليه اللَّه الذي لَا إله إلا هو، ونسأله أن يصلّي على سيّدنا محمد.
وفيه: فأمّا ما ذُكر عنّا من انفرادنا عن الجماعة، فنحن، أيّدك الله، لم نَنْفرد عن الطّاعة والجماعة، بل أفرِدْنا عنها، وأُخْرِجْنا من ديارنا، واستحلّوا دماءَنا، ونحنُ نشرح للوزير حالنا: كان قديمُ أمرنا أنّا كنّا مستورين مُقْبلين على تجارتنا ومعايشنا، نُنَزَّه أنفسنا عن المعاصي، ونحافظ على الفرائض، فَنَقَمَ علينا سُفهاء النّاس وفُجّارهم ممّن لَا يُعْرَف بِدِين، وأكثروا التَّشنيعَ علينا حتّى جمع النّاس علينا، وتظاهروا وشهدوا علينا بالزُّور، وأنّ نِساءَنا بيننا بالسَّويّة، وأنّا لَا نحرِّم حرامًا، ولا نحلِّل حلالًا، فخرجنا هاربين، ومَن بقيَ منّا جعلوا في رقابهم الحبال والسّلاسل. إلى أن قال: فأجْلونا إلى جزيرة، فأرسلنا إليهم نطلب أموالنا وحُرمنا، فمنعوناها، وعزموا على حربنا، فحاكمناهم إلى الله، وقال تعالى: وَمن [عاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ] [1] ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ الله 22: 60 [2] ، فنصرنا الله عليهم. وأمّا ما أدُّعى علينا من الْكُفْرِ وترك الصّلاة فنحن تائبون مؤمنون باللَّه.
فكتب الوزير يعدهم الإحسان [3] .
مسير المهدي صاحب إفريقية إلى لِبْدة
وفيها سار المهديّ صاحب إفريقية يريد مصر في أربعين ألفًا من البربر في البر والبحر، ونزل لِبْدَة، وهى من الإسكندريّة على أربعة مراحل. وكان بمصر تَكين الخاصّة، ففجّر النّيل، فحال الماء بينهم وبين مصر [4] .
__________
[1] ما بين الحاصرتين أضفته على الأصل.
[2] سورة الحج، الآية 60.
[3] المنتظم 6/ 121، 122، البداية والنهاية 11/ 121.
[4] الحلّة السيراء 1/ 190، رسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان 274، الكامل في التاريخ 8/ 84،(23/11)
وقعة برقة
قال المُسَبّحيّ: فيها كانت وقعة بَرْقَةَ، وكان عليها المنصور، فسلّمها وانهزم إلى الإسكندرية [1] .
حرب حَبَاسة الكُتامّي والعباسيّين بمصر
وفيها سار أبو داود حَبَاسَة بن يوسف الكتاميّ البربريّ في جيشٍ عظيم قاصدًا إلى مصر مقدّمةً بين يدي القائم محمد، فوصل إلى الجيزة، وهَمّ بالدُّخول إلى مصر فغلط المخاضة ونُذِر به، فخرج إليه عسكر، فحالوا بينه وبين الدخول، وأعانهم زيادة النيل، فردّ إلى الإسكندرية، فَقَتَلَ وأفسدَ [2] .
ثم سار جيش المقتدر إلى بَرْقَةَ، وجرت لحباسة ولهم حروب.
وقلَّد المقتدرُ مصرَ أبا عليّ الحسين بن أحمد، وأبا بكر محمد بن عليّ [3] المادرائيّين، وأضاف إليهما جُنْدَ دمشق وفلسطين، فسارا إلى مصر، فكان بينهم وبين الفاطميّ وقْعات. ثم رجع إلى بَرْقة، وأقام المادرائيّ بمصر.
وملك الفاطميّ الإسكندرية والفيّوم، ثمّ ترك ذلك وردّ [4] .
__________
[ () ] 85، البيان المغرب 1/ 170، 173، اتعاظ الحنفا 1/ 68، المواعظ والاعتبار 1/ 69، وانظر عيون الأخبار (السبع الخامس) للداعي المطلق 126، تاريخ حلب للعظيميّ 279، المختصر في أخبار البشر 2/ 67، تاريخ ابن الوردي 1/ 253، 254، العبر 2/ 117، دول الإسلام 1/ 183، مرآة الجنان 2/ 238، تاريخ الخلفاء 380.
[1] تاريخ الطبري 10/ 148، رسالة افتتاح الدعوة 274، الكامل في التاريخ 8/ 84، البيان المغرب 1/ 171، اتعاظ الحنفا 1/ 68، المواعظ والاعتبار 1/ 351، عيون الأخبار (السبع الخامس) 126، تاريخ حلب للعظيميّ 279.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 256، الحلّة السيراء 1/ 192، الكامل في التاريخ 8/ 84، البيان المغرب 1/ 171، وانظر: ولاة مصر 288، والولاة والقضاة 269، عيون الأخبار (السبع الخامس) 127، 128، وتاريخ حلب للعظيميّ 279.
[3] تاريخ حلب للعظيميّ 279.
[4] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 256، ولاة مصر 288، الولاة والقضاة 269، نهاية الأرب 23/ 39، 40، تاريخ الخلفاء 380، شذرات الذهب 2/ 237.(23/12)
تقليد ابن بسّام حمص وقنّسرين والعواصم
وقلد المقتدرُ حمصَ وقنّسرين والعواصم أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بسّام [1] .
وفاة الراسبيّ
وفيها تُوُفّي عليّ بن أحمد الرّاسبيّ أمير جُنْدَيْسابور والسُّوس، وكان شجاعًا جوادًا. تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وخلف من الذَّهَب ألف ألف دينار، وألف فرس، وألف جَمَلٍ، وغير ذلك [2] .
وفاة القاضي ابن أبي الشوارب
وفيها تُوُفّي القاضي عبد الله بن علي بن محمد بن أبي الشوارب. وتُوُفّي بعده بثلاثة وسبعين يومًا ابنه القاضي محمد المعروف بالأحنف [3] .
__________
[1] في زبدة الحلب 1/ 95: «علي بن أحمد بن بسطام» .
[2] تكملة تاريخ الطبري 13، الذخائر والتحف 230، تجارب الأمم 5/ 53، المنتظم 6/ 125 رقم 181.
[3] المنتظم 6/ 127 رقم 86.(23/13)
سنة اثنتين وثلاثمائة
تغلُّب نصر بن أحمد الساماني على عمّه
في أوّلها وردَ كتاب نصر بن أحمد أمير إقليم خُراسان أنّه وَاقَعَ عمَّه إسحاق بن إسماعيل [1] ، وأنّه أسره، فبعث إليه المقتدر بالخِلع واللّواء [2] .
مقتل حَبَاسة الكتامّي
وفيها عاد المسمّى بالمهديّ الفاطمي إلى الإسكندريّة ومعه صاحبه حَبَاسة، فَجَرَت بينه وبين جيش الخليفة حروب قُتِل فيها حَبَاسة، وعاد مولاه إلى القَيْروان [3] .
طهور أولاد المقتدر
وفيها طهَّر المقتدر خمسةً من أولاده، فغرمَ على الطُّهور ستّمائة ألف دينار، وطهَّر معهم طائفةً من الأيتام، وأحسنَ إليهم [4] .
__________
[1] في تاريخ بخارى للنرشخي: عمّ أبيه إسحاق بن أحمد (ص 127) ، وكذا في: الكامل لابن الأثير.
[2] تاريخ الطبري 10/ 148، تكملة تاريخ الطبري 14، المنتظم 6/ 127، تاريخ بخارى 127، الكامل في التاريخ 8/ 80، نهاية الأرب 24/ 342، النجوم الزاهرة 3/ 184.
[3] تاريخ الطبري 10/ 149 و 150، مروج الذهب 4/ 310، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 257، 258، ولاة مصر للكندى 288، والإستدراك منه، والولاة والقضاة 270، الكامل في التاريخ 8/ 89، وفيه: أن الوقعة كانت في سلخ جمادى الآخرة، فلما عاد المهديّ إلى الغرب قتل حباسة، ولكننا سنرى حباسة يشترك في حروب قادمة، نهاية الأرب 23/ 40، العبر 2/ 121، دول الإسلام 1/ 183، مرآة الجنان 2/ 240، اتعاظ الحنفا 1/ 69، النجوم الزاهرة 3/ 184، شذرات الذهب 2/ 238.
[4] تكملة تاريخ الطبري 15، المنتظم 6/ 127، نهاية الأرب 23/ 41، البداية والنهاية 11/ 122، تاريخ الخلفاء 380.(23/14)
القبض على ابن الجصّاص ومصادرته
وفيها قبضَ المقتدر على أبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن الجصّاص الْجَوْهري وكُبِسَتْ داره، وأخَذَ له من المال والجواهر ما قيمته أربعة آلاف ألف دينار [1] .
وقال أبو الفَرَج بن الْجَوْزيّ [2] : أخذوا منه ما مقداره ستّة عشر ألف ألف دينار عينًا ووَرقًا، وقماشًا وخيْلًا.
وقال غيره: أكثر أموال ابن الجصّاص من قطر النَّدى بنت خمارُوَيْه صاحب مصر، فإنه لمّا حملها من مصر إلى المعتضد كان معها أموال وجواهر عظيمة، فقال لها ابن الجصّاص: الزّمان لَا يدوم ولا يؤمن في حال، دعى عندي بعضَ هذه الجواهر تكون ذخيرةً لك. فأودعته، ثمّ ماتت. فأخذ الجميع.
وقال بعضهم: رأيت بين يدى ابن الجصّاص سبائك الذَّهب تُقَبَّن بالقبّان.
وقال التَّنُوخيّ: حدَّثني أبو الحسين بن عيّاش أنه سمع جماعةً من ثقات الكتاب يقولوَن إنهم حضروا ما ارتفعت به مصادرة ابن الجصّاص زمن المقتدر، فكانت ستّة آلاف ألف دينار، هذا سوى ما قُبض من داره، وبعد الَّذي بقى له من ظاهره [3] .
خروج الأطروش ودعوته الدَّيلم للإسلام
وفيها خرج الحسن بن عليّ العلويّ الأطروش، وتلقَّب بالدّاعي. ودعا الدَّيْلم إلى الله، وكانوا مجوسًا، فاسلموا. وبنى لهم المساجد. وكان فاضلًا
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 15، مروج الذهب 4/ 310، تجارب الأمم 1/ 35، تاريخ حلب للعظيميّ 279، الكامل في التاريخ 8/ 86 (حوادث سنة 302 هـ) ، نهاية الأرب 23/ 40، المختصر في أخبار البشر 2/ 67، تاريخ ابن الوردي 1/ 254، العبر 2/ 121، دول الإسلام 1/ 183، النجوم الزاهرة 3/ 185، شذرات الذهب 2/ 238.
[2] في المنتظم 6/ 127، واقتبسه المؤلّف في العبر 2/ 121، 122، وابن كثير في: البداية والنهاية 11/ 122، وابن تغري بردي في: النجوم الزاهرة 3/ 185، وابن العماد الحنبلي في: شذرات الذهب 2/ 238.
[3] تاريخ الطبري 10/ 149.(23/15)
عاقلًا له سيرة مدّوَّنة، وأصلحَ الله الدَّيْلَمَ به [1] .
تقليد أبي الهيجاء الموصل والجزيرة
وفيها قلّد المقتدر أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان المَوْصِل والجزيرة [2] .
بناء المارستان بالحربيّة
وفيها بنى الوزير عليّ بن عيسى المارسْتان بالحربيّة، وأنفق عليه أمواله [3] .
قطع طريق وفد الحجَّاج
وفيها في الرجعة قطع الطريق على رَكب العراق الحسن بن عمر الحسنيّ مع طيِّئ وغيرهم، فاستباحوا الوفد، وأسروا مائتين وثمانين امرأة، ومات الخلق بالعطش والْجُوع في البرّيّة [4] .
حرب العبّاسيّين والفاطميّين في مصر
وفيها وصل إلى مصر القاسم بن سِيما في جيشٍ مَدَدًا لتَكين، ونوديَ في مصر بالنَّفير إلى الغَزَاة، فلم يتخلّف كبيرُ أحدٍ، فقدِم حَبَاسة حتّى نزل الجيزة فكان المُصافُّ في جُمَادَى الآخرة، ثمّ أصبحوا على القتال، وتعبّئوا للحرب، وكثر القتل في الفريقين، ثمّ تراجع حَبَاسة وولّى، فاتَّبعه العامّة حتّى عَدَوْا خليجَ نُزْهة، فكرَّ عليهم حَبَاسة، فيُقال: قتل منهم عشرة آلاف.
وخرجوا من اليوم الثالث، فلم يكن. قتال [5] .
__________
[1] تاريخ الطبري 10/ 149، مروج الذهب 4/ 308، الكامل في التاريخ 8/ 81 (حوادث سنة 301 هـ) ، النجوم الزاهرة 3/ 185، تاريخ الخلفاء 381.
[2] تكملة تاريخ الطبري 15، الكامل في التاريخ 8/ 91، نهاية الأرب 23/ 41، النجوم الزاهرة 3/ 185.
[3] المنتظم 6/ 128، البداية والنهاية 11/ 122.
[4] تاريخ الطبري 10/ 150، 151، الكامل في التاريخ 8/ 90، 91، دول الإسلام 1/ 183، مرآة الجنان 2/ 240، البداية والنهاية 11/ 122، النجوم الزاهرة 3/ 185، شذرات الذهب 2/ 238.
[5] ولاة مصر للكندي 288، والولاة والقضاة، له 269، نهاية الأرب 23/ 40، المختصر في أخبار البشر 2/ 68، تاريخ ابن الوردي 1/ 254.(23/16)
قدوم مؤنس الخادم إلى مصر
وفيها قِدم مؤنس الخادم إلى مصر مددًا وأميرًا عليها، وخرج عنها تكين الخاصّة [1] .
صلاة العيد في جامع مصر
وفيها صُلِّيَ العيد في جامع مصر، ولم يكن يُصَلَّى فيه العيد قبلَ ذلك فصلى بالنّاس فيه عليّ بن أبي شيحة، وخطب من دفتر نَظَرًا، وكان من غَلَطِه أنْ قال: «اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلّا وَأَنْتُمْ مشركون» [2] . نقلها يحيى بن الطّحّان، عن أبيه، وآخر [3] .
__________
[1] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 258، ولاة مصر 291، 273، عيون الأخبار وفنون الآثار (السبع الخامس) - ص 133 وفيه: «وصل إلى مصر مؤنس الظفري (كذا) من قبل المقتدر العباسي في يوم الخميس لثلاث بقين من المحرّم أول سنة ثلاث وثلاثمائة ... » ، تاريخ حلب للعظيميّ 279، بدائع الزهور ج 1/ ق 1/ 175.
[2] الصواب: «مسلمون» ، والآية هي برقم (102) من سورة آل عمران.
[3] النجوم الزاهرة 3/ 185، تاريخ الخلفاء 380، 381(23/17)
سنة ثلاثٍ وثلاثمائة
تألف الوزير ابن عيسى للقرامطة
فيها راسل عليّ بن عيسى الوزير القرامطة وهاداهم، وأطلق لهم ليتألفهم، فنفع ذلك [1] .
ولادة على بن عبد الله بن حمدان
وفي ذي الحجة ولد عليّ بن عبد الله بن حمدان سيف الدّولة [2] .
القبض على أبي الهيجاء بن حمدان
وفيها خلَع الطّاعة الحُسين بن حمدان، وكان مؤنس مشغولًا بمصر بحرب المغاربة، فندبَ الوزير رائقًا الكبير لمحاربته، فالتقى معه، فهزمه ابن حمدان، فصار إلى مؤنس، فسار مؤنس مُجِدًّا، وجرت له ولابن حمدان خطوب، وراسله واستعمال جُنده، فتسرَّبوا إلى مؤنس. ثمّ سار وراء الحسين وقاتله، فأسرَهُ ونهَبَ أمواله. ودخل به بغداد وهو على جمل، وأصحابه على الْجِمال، فحبسهم المقتدر، ثمّ قبض على أبي الهيجاء بن حمدان وإخوته [3] .
__________
[1] تاريخ أخبار القرامطة 37 و 94، النجوم الزاهرة 3/ 188.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ 280، النجوم الزاهرة 3/ 187.
[3] تكملة تاريخ الطبري 16 تجارب الأمم 1/ 36- 38، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 259- 261، زبدة الحلب 1/ 94، تاريخ حلب للعظيميّ 280، الكامل في التاريخ 8/ 92- 94، نهاية الأرب 23/ 41، 42 و 24/ 126، العبر 2/ 123، دول الإسلام 1/ 184، النجوم الزاهرة 3/ 188، شذرات الذهب 2/ 239.(23/18)
ولاية ذكاء الرومي مصر
وفيها قلّد مصر ذكاء الرّومي، وعزل مؤنس الخادم [1] .
__________
[1] ولاة مصر للكندي 291، الولاة والقضاة 173، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 262، المواعظ والاعتبار 1/ 328، النجوم الزاهرة 3/ 186، حسن المحاضرة 2/ 13، ويقال: ذكاء (بالفتح) ، وذكاء (بالضم) ، مآثر الإنافة 1/ 280، معجم الأنساب والأسرات الحاكمة 42، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 175 وفيه: «دكا» .(23/19)
سنة أربع وثلاثمائة
حبْس العلويّ
في المحرَّم عادَ نصر الحاجب من الحجّ ومعَه العلويّ الّذي قطع الطّريق على الرَّكْب عام أوّل، فَحُبس في المُطْبق [1] .
غزوة مؤنس الخادم بلاد الروم
وفي ربيع الآخر غزا مؤنس الخادم بلاد الروم من ناحية مَلَطْية، فوافاه جنود الأطراف، فافتتح حصونًا وأثَّر أَثَرَةً حسنة [2] .
وفاة ابن كنداجق
وفيها مات محمد بن إسحاق بن كنداجق بالدَّيَنَور، وكان متقلّدها، وصادرَ عليّ الوزير وَرَثته، فصالحهم على ستّين ألف دينار مُعَجَّلَة.
الخوف ببغداد من حيوان الزبزب
وفيها وقعَ الخوف ببغداد من حيوان يقال له الزَّبْزَب [3] ، ذكر النّاس أنّهم يَرَونْه بالّليل على الأسطحة، وانّه يأكل الأطفال، ويقطع ثَدْيَ المرأة، فكانوا يتحارسون، ويضربون بالصّواني والطّاسات ليهرب، واتّخذَ النّاس لأطفالهم مكابّ، ودام عدة ليالٍ، فأخذ الأعيان حيوانًا أبلق كأنّه من كلاب الماء. فذكر
__________
[1] الكامل في التاريخ 8/ 95، النجوم الزاهرة 3/ 190.
[2] الخبر باختصار شديد في: تاريخ حلب للعظيميّ 280، وهو في: الكامل في التاريخ 8/ 106، والعبر 2/ 127، ودول الإسلام 1/ 184، والنجوم الزاهرة 3/ 190، وشذرات الذهب 2/ 343.
[3] وصفه الدميري في «معجم الحيوان» 2/ 4 بقوله: إنه دابّة كالسّنّور أبلق أسود قصير اليدين والرجلين.
ووقع في البداية والنهاية 11/ 126 «الزرنب» .(23/20)
أنّه الزَّبْزَب، وأنّه صِيد، فَصُلِبَ على الجسر، فلم يُغْنِ ذلك إلى أن انبسط القمر، وتبيّن للنّاس أنَّ لَا حقيقة لما توهّموه [1] .
القبض على عليّ بن عيسى الوزير
وفى آخرها قبض المقتدر على عليّ بن عيسى الوزير، وكان قد استعفى مِرارًا وضجر من سوء أدب [الحاشية] ، فتنكّر المقتدر عليه لذلك [2] .
واتَّفق أنّ أم موسى القَهْرَمانة جاءت إليه لتُوَافقَه على ما يطلق في العيد للحُرَم من الضّحايا، فصرفها حاجبه، فغضبت وأغْرت به السَّيِّدة والمقتدر، فَصُرف ولم يتعرّض لشيءٍ من ماله، واعتُقل [3] .
إعادة ابن الفرات إلى الوزارة
وأُعيد أبو الحسن بن الفُرات، وخُلع عليه سبع خلع يوم التّروية [4] .
وركب مونس والقُوَّاد بين يديه، ورُدَّت عليه ضِياعُه [5] .
إطلاق علي بن عيسى ومصادرة أخويه
ثمّ أُطلق ابن عيسى ولكن صودر أخواه إبراهيم وعُبَيْد الله، وأُخذ منهما مائة ألف دينار وعزلا [6] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 17، تجارب الأمم 1/ 39، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 262، 263، المنتظم 6/ 139، الكامل في التاريخ 8/ 105، البداية والنهاية 11/ 126، النجوم الزاهرة 3/ 190، 191، تاريخ الخلفاء 381.
[2] تكملة تاريخ الطبري 17، مروج الذهب 4/ 305، الوزراء للصابي 36، تجارب الأمم 1/ 40، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 263 والزيادة منه، النجوم الزاهرة 3/ 191.
[3] الوزراء للصابي 36، تجارب الأمم 1/ 40، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 263، 264، الكامل في التاريخ 8/ 98، نهاية الأرب 23/ 43، البداية والنهاية 11/ 126.
[4] مروج الذهب 4/ 305، الوزراء للصابي 36، تجارب الأمم 1/ 40، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 264، المنتظم 6/ 138، الكامل في التاريخ 8/ 99، نهاية الأرب 23/ 44، البداية والنهاية 11/ 126، النجوم الزاهرة 3/ 191.
[5] المنتظم 6/ 138.
[6] مروج الذهب 4/ 305.(23/21)
عصيان ابن أبي الساج وأسْره
وفيها عصى يوسف بن أبي السّاج بأَذْرَبَيْجان، فسار مؤنس، فظفر به وأسره بعد حرب طويل [1] .
وفاة زيادة الله بن الأغلب
وتوفيّ فيها زيادة الله بن عبد الله بن الأغلب الّذي كان صاحب القيروان، وكان هو وأبوه من أمراء القيروان.
وردّ زيادة الله منهزمًا من المهديّ الخارجيّ إلى مصر فأْكرم. وقيل إنّه مات بالرّقة، وقيل: بالرملة [2] .
__________
[1] مروج الذهب 4/ 310، 311، تجارب الأمم 1/ 48، الكامل في التاريخ 8/ 101، 102، نهاية الأرب 23/ 45- 47.
[2] انظر عن (زيادة الله) في ترجمته الآتية برقم (190) وفيها مصادر ترجمته. والخبر في: النجوم الزاهرة 3/ 191، وشذرات الذهب 2/ 243.(23/22)
سنة خمس وثلاثمائة
قدوم رُسُل ملك الروم بالهدايا
فيها قدمت رُسُل ملك الروم بهدايا تطلب عقْد هُدنة، فأُشحنت رِحاب دار الخلافة والدّهاليز بالْجُنْد والسّلاح، وفُرشت سائر القصور بأحسَن الفرش، ثمّ أحضر الرَّسولان والمقتدر على سريره، والوزير ومؤنس الخادم قائمان بالقرب منه [1] .
إظهار المقتدر عظمة الخلافة أمام رُسُل الروم
وذكر الصُّوليّ وغيره احتفال المقتدر، فقالوا: أقام المقتدر العساكر، وصفّهم بالسّلاح، وكانوا مائة وستّين ألفًا، وأقامهم من باب الشّمّاسيّة إلى دار الخلافة، وبعدهم الغلمان، وكانوا سبعة آلاف خادم، وسبعمائة حاجب.
ثمّ وصف أمرًا مَهُولًا فقال: كانت السُّتْور ثمانية وثلاثين ألف ستر من الدّيباج، ومن البُسُط اثنان وعشرون ألفًا.
وكان في الدّار قِطْعان من الوحش تأنَّست، كان فيها مائة سبْعٍ في السّلاسل.
ثمّ أُدْخلا دار الشَّجَرَة، وكان في وسطها بِرْكة والشجرة فيها، ولها ثمانية عشر غُصْنًا، عليها الطُّيور مذهّبة ومُفضُّضَة، وورقها مختلف الألوان، وكلّ طائر من هذه الطّيور المصنوعة يصفّر.
__________
[1] تجارب الأمم 1/ 53، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 267، 268 و 270، 271، تاريخ حلب للعظيميّ 281، الكامل في التاريخ 8/ 107، تاريخ مختصر الدول لابن العبري 155، 156، تاريخ الزمان، له 51، نهاية الأرب 23/ 49، النجوم الزاهرة 3/ 192.(23/23)
ثمّ أُدْخِلا إلى الفِرْدَوْس، وبها من الفرش ما لَا يُقَوَّم، وفي الدهاليز عشرة آلاف جَوْشن مذهَّبة مُعِلَّقة [1] .
ورود هدايا صاحب عُمان
وفيها وردت هدايا صاحب عُمان، فيها طير أسود يتكلّم بالفارسيّة وبالهنديّة أفصح من البَبّغاء، وظِباءُ سُود [2] .
رضاء المقتدر على أبي الهيجاء وإخوته
وفيها رضي المقتدر على أبي الهيجاء بن حمدان وإخوته، وخلع عليهم [3] .
وفاة الأمير غريب
وفيها تُوُفّي الأمير غريب خال المقتدر بعلّة الذَّرَب [4] .
الحج هذا الموسم
وفيها حجّ بالنّاس الفضل بن عبد الملك الهاشميّ، وهي تمام ستّ عشرة حجّة حجّها بالنّاس [5] .
__________
[1] صلة تاريخ الطبري لعريب القرطبي 64، تجارب الأمم 1/ 53، تاريخ بغداد 1/ 100، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 270، 271، المنتظم 6/ 143، 144، تاريخ الزمان لابن العبري 51، 52، نهاية الأرب 23/ 49- 51، المختصر في أخبار البشر 2/ 69، تاريخ ابن الوردي 1/ 255، العبر 2/ 129، دول الإسلام 1/ 185، مرآة الجنان 2/ 246، البداية والنهاية 11/ 127، 128، النجوم الزاهرة 3/ 192، تاريخ الخلفاء 381، شذرات الذهب 2/ 245، 246.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 272، المنتظم 6/ 145، العبر 2/ 129، البداية والنهاية 11/ 128، شذرات الذهب 2/ 246، نهاية الأرب 23/ 49، تاريخ الخلفاء 381، شذرات الذهب 2/ 245.
[3] تجارب الأمم 1/ 55، 56، الكامل في التاريخ 8/ 107، تاريخ مختصر الدول 156، نهاية الأرب 23/ 51.
[4] صلة تاريخ الطبري 69، تكملة تاريخ الطبري 7، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 272، 273، النجوم الزاهرة 3/ 192، تاريخ حلب للعظيميّ 281، النجوم الزاهرة 1/ 192.
والذّرب: بالتحريك. داء يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام ويفسد فيها ولا تمسكه.
[5] مروج الذهب 4/ 407، المنتظم 6/ 145، تاريخ حلب للعظيميّ 281، نهاية الأرب 23/ 51، البداية والنهاية 11/ 128، النجوم الزاهرة 3/ 192.(23/24)
سنة ستّ وثلاثمائة
فتح مارستان والدة المقتدر
في أوّلها فُتِح مارستان السيدة والدة المقتدر ببغداد، وكان طبيبه سِنان بن ثابت. وكان مبلغ النَّفقة فيه في العام سبعة آلاف دينار [1] .
وفاة القاضي وكيع
وفي ربيع الأول مات القاضي محمد بن خلف وكيع [2] ، فأضيف ما كان يتولاه من قضاء الأهواز إلى أبي جعفر بن الْبُهْلُولِ قاضي مدينة المنصور [3] .
قتل الحسين بن حمدان
وفي جُمَادَى الأوّل أمر المقتدر بقتل الحسين بن حمدان، فقُتل في الحبس [4] .
القبض على الوزير ابن الفرات
وفيها قُبِض على الوزير أبي الحسن بن الفرات لكونه أخّر أرزاق الْجُنْد، واعتلّ بضيق الأموال، فقال المقتدر: أين ما ضمنتَ من القيام بأمر الْجُنْد؟
وعزله [5] .
__________
[1] المنتظم 6/ 146 وفيه: وكانت النفقة عليه كل شهر ستمائة دينار، وانظر: الكامل في التاريخ 8/ 115، البداية والنهاية 11/ 128، النجوم الزاهرة 3/ 193، تاريخ الخلفاء 381.
[2] انظر عن (محمد بن خلف بن وكيع) في تراجم هذا الجزء، برقم (294) وفيها مصادر الترجمة.
[3] المنتظم 6/ 146.
[4] العبر 2/ 132.
[5] الوزراء للصابي 39 و 40، صلة تاريخ الطبري لعريب 72، تكملة تاريخ الطبراني للهمداني 27، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 275، 276، المنتظم 6/ 147، تاريخ حلب للعظيميّ 280، الكامل في التاريخ 8/ 110، نهاية الأرب 23/ 51.(23/25)
ولاية حامد بن العباس الوزارة
وكتب إلى حامد بن العّباس كاتب واسط، فقدِم في أبّهة عظيمة، وخلفه أربعمائة مملوك بالسلاح، فخلع عليه، وجلس في الدّيوان أيّامًا، فظهرَ منه قلّة معرفة وسوء تدبير وحِدَّة، فضُمّ معه عليّ بن عيسى في الأمر، فمشى الحال، وبقي الرَّبْط والحَلّ والدَّسْتُ لعَليّ [1] ، فعزلَ عليُّ بنُ عيسى عليَّ بنَ أحمد بن بِسْطام مِن جُنْد قِنَّسْرين والعواصم، وقلّد الشام ومصر أبا عليّ الحسن بن أحمد المادرائيّ، وقرَّر عليه الخراج عن الإقليمين، ثلاثة آلاف ألف دينار، سوى نَفقات الجيوش وغيرهم تُحمل إلى المقتدر [2] .
ازدياد تدخّل النساء في أمور الحكم
وكثُر أمرُ حُرَم الخليفة ونهيهم لركاكته، وآل الأمرُ إلى أن أمرت السّيّدة أمُّ المقتدر على القهْرمانة أن تجلس بتُربتها للمظالم، وتنظر في رقاع النّاس كلّ جمعة. فكانت تجلس وتُحْضِر القُضاة والأعيان، وتبرز التّواقيع وعليها خطّها [3] .
وفاة الفقيه ابن سُرَيج
وفيها تُوُفّي أبو العبّاس بن سُرَيْج الفقيه [4] .
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: كان فاضلًا لولا ما أحدثَ في الإسلام من مسألة الدّور في الطّلاق.
__________
[1] المنتظم 6/ 147، 148، الكامل في التاريخ 8/ 112، والفخري 268، 269، مختصر التاريخ 175، نهاية الأرب 23/ 53، البداية والنهاية 11/ 129.
[2] تكملة تاريخ الطبري 19، 20، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 277- 279، الكامل في التاريخ 8/ 111.
[3] التنبيه والإشراف 328، 329، المنتظم 6/ 148، الفخري 262، نهاية الأرب 23/ 54، العبر 2/ 131، دول الإسلام 1/ 185، مرآة الجنان 2/ 246، البداية والنهاية 11/ 129، مآثر الإنافة 1/ 276، النجوم الزاهرة 3/ 193، 194، تاريخ الخلفاء 381، شذرات الذهب 2/ 247.
[4] وهو: أحمد بن عمر بن سريج. انظر ترجمته في هذا الجزء برقم (265) ، وفيها مصادر ترجمته.(23/26)
استيلاء القائم المهديّ على الإسكندريّة
وفيها عاد القائم محمد بن عبد الله [1] إلى مصر، فأخذ الإسكندريّة وأكثر الصّعيد، ثمّ رجَع [2] .
بناء المهديّة
وبنى أبوه المهديّة وسكنها [3] .
__________
[1] هكذا في أصل المؤلّف، رحمه الله، وهو: القائم محمد بن عبيد الله المهديّ الفاطمي.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 282، ولاة مصر 292، الولاة والقضاة 274، عيون الأخبار 128، تاريخ حلب للعظيميّ 281، الكامل في التاريخ 8/ 113، نهاية الأرب 23/ 54، 55، العبر 2/ 131، دول الإسلام 1/ 185، مرآة الجنان 2/ 246، اتعاظ الحنفا 1/ 71، تاريخ الخلفاء 381، شذرات الذهب 2/ 247.
[3] رسالة افتتاح الدعوة 275، صورة الأرض لابن حوقل 73، الأقاليم للخوارزمي 20، المسالك للبكرى 29، والإستبصار 117، الحلّة السيراء 1/ 192، وصف إفريقية (من نزهة المشتاق للإدريسي) - تحقيق هنري بيريس- الجزائر 1957- ص 79، 87، معجم البلدان 5/ 229، الكامل في التاريخ 8/ 94، البيان المغرب 1/ 169، اتّعاظ الحنفا 1/ 70، عيون الأخبار (السبع الخامس) 136، الفخري 263، المختصر في أخبار البشر 2/ 68 (حوادث سنة 303 هـ) ، ومثله في: تاريخ ابن الوردي 2/ 254، مآثر الإنافة 1/ 281.(23/27)
سنة سبع وثلاثمائة
وفاة الفضل بن عبد الملك
في صفر تُوُفّي أمير الموسم الفضل بن عبد الملك الهاشميّ ببغداد، فولى ابنه مكانه [1] .
ولاية نازوك دمشق
وفيها خلع المقتدر على نازوك وولاه دمشق، فسارَ إليها [2] .
دخول القرامطة البصرة
وفيها دخلت القرامطة البصْرة، فقتلوا وسَبَوا ونهبوا [3] .
دخول عسكر القائم المهديّ الإسكندريّة
وفي صفر دخلت مقدّمة القائم الإسكندريّة، فاضطّرب أهل الفُسْطاط ولحِق كثيرُ منهم بالقُلْزُم والحجاز، فتمسّك ذَكَاء أمير مصر بالجيزة، ثمّ إنّه مرِض وتُوُفّي في ربيع الأوّل [4] .
ولاية تكين على مصر للمرّة الثانية
ثمّ قدِم مصرَ تكينُ الخاصّة واليًا عليها الولاية الثّانية، فنزل الجيزة وحَفَر خندقًا [5] .
__________
[1] النجوم الزاهرة 3/ 197.
[2] أمراء دمشق في الإسلام 91 رقم 273، النجوم الزاهرة 3/ 197.
[3] المنتظم 6/ 153، العبر 2/ 133، البداية والنهاية 11/ 130، شذرات الذهب 2/ 250.
[4] صلة تاريخ الطبري 79، تجارب الأمم 1/ 75، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 286، ولاة مصر 292، 293، الولاة والقضاة 275، 276، النجوم الزاهرة 3/ 187 و 195، 196.
[5] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 287، وانظر: زبدة الحلب 1/ 94، ولاة مصر 293، 294، الولاة(23/28)
مسير مؤنس الخادم ومحمد بن طغج إلى مصر
وسار مؤنس الخادم في جيوشه حتّى نزل المنْية [1] . وسار محمد بن طُغْج في عسكرٍ إلى مَنُوف [2] .
اعتلال القائم المهديّ
واعتلّ القائم محمد بن عبد الله [3] بالإسكندريّة علّةً صَعْبَة، وثار المرض في جُنْده، فمات داود بن حباسة ووجوه من القوّاد [4] .
__________
[ () ] والقضاة 276، مآثر الإنافة 1/ 280، النجوم الزاهرة 3/ 187 و 195، 196.
[1] تكملة تاريخ الطبري 21 (حوادث سنة 308 هـ) ، صلة تاريخ الطبري 79، تجارب الأمم 1/ 75، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 286، وانظر: زبدة الحلب 1/ 94، وعيون الأخبار 133، نهاية الأرب 23، 55، المختصر في أخبار البشر 2/ 69، تاريخ ابن الوردي 1/ 255.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 287، ولاة مصر 295، عيون الأخبار (السبع الخامس) 133.
[3] هكذا في الأصل، والصواب: «عبيد الله» .
[4] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 288، النجوم الزاهرة 3/ 186، وانظر: الكامل في التاريخ 8/ 114، العبر 2/ 133، دول الإسلام 1/ 186، اتعاظ الحنفا 1/ 71، 72، النجوم الزاهرة 3/ 196، شذرات الذهب 2/ 250.(23/29)
سنة ثمان وثلاثمائة
فتنة الغلاء ببغداد
فيها غلت الأسعار ببغداد، وشغبت العامّة ووقع النَّهْب، فركبت الْجُنْد فهاوَشَتْهم العامّة.
وسببه ضمان حامد بن العبّاس السَّواد وتجديد المظالم، فقصدوا دار حامد، فخرج إليهم غلمانه فحاربوهم، ودام القتال أيّاما، ثمّ انكشف عن جماعة من القتلى. ثمّ تجمعّ من العامّة عشرة آلاف، فاحرقوا الجسر، وفتحوا السّجون، ونهبوا النّاس، فركب هارون بن غريب الخال في العساكر، وركب حامد في طيّارٍ فرجموه، واخْتلّت أحوال الدّولة العبّاسيّة، وعَلَت الفِتَن، ومُحِقَتِ الخزائن [1] .
استيلاء المهديّ على بلاد المغرب
واستولى عُبَيْد الله الملقّب بالمهديّ على بلاد المغرب [2] .
وفاة إبراهيم بن كَيَغْلَغ
وتُوُفّي إبراهيم بن كَيَغْلَغ [3] الأمير في ذي القعدة بالجيزة، فعظم ذلك على
__________
[1] الخبر باختصار في: تكملة تاريخ الطبري 21 (حوادث 307 هـ) ، و 22 (حوادث 308 هـ) ، وتاريخ سنّي ملوك الأرض والأنبياء 152، 153، تجارب الأمم 1/ 74، صلة تاريخ الطبري 84، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 291، المنتظم 6/ 156، الكامل في التاريخ 8/ 116، 117 (حوادث سنة 307 هـ) ، نهاية الأرب 23/ 56، العبر 2/ 136، دول الإسلام 1/ 186، مرآة الجنان 2/ 249، البداية والنهاية 11/ 131، النجوم الزاهرة 3/ 198، تاريخ الخلفاء 381، 382، شذرات الذهب 2/ 252.
[2] النجوم الزاهرة 3/ 198.
[3] انظر عن (إبراهيم بن كيغلغ) في: ولاة مصر 294، 295، والولاة والقضاة 277، وتهذيب(23/30)
أهل مصر، وحُمِل إلى بيت المقدس فَدُفِن بها.
قتل ابن المديني القاصّ
وفيها أخذ ابن المَدِينيّ القاصّ في جماعة يدعو إلى المهديّ، فَضَرَبَ نكينُ عُنقه [1] .
وفاة بنت المتوكّل
وفيها ماتت ميمونة بنت المتوكّل عمّة المقتدر [2] .
امتلاك القائم المهديّ للفسطاط
وفيها ملكت جيوش القائم الجزيرة من الفُسْطاط، فاشتدّ قلق أهل مصر وتأهّبوا للهروب وكثُر البكاء، وجرت أمورُ يطول شرحها [3] .
وفاة إمام جامع المنصور
وفيها تُوُفّي إمام جامع المنصور محمد بن هارون بن العبّاس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، وكان مُعْرِقًا في النَّسَب. أَمَّ بجامع المنصور خمسين سنة.
ولى ابنه جعفر بعده، فعاش تسعة أشهرُ بعد أبيه [4] . واللَّه أعلم.
__________
[ () ] تاريخ دمشق 1/ 440، 441، والوافي بالوفيات 6/ 96، وعيون الأخبار (السبع الخامس) 133، النجوم الزاهرة 3/ 196.
[1] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 289، 290، ولاة مصر 294، الولاة والقضاة 277، النجوم الزاهرة 3/ 196.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 290، النجوم الزاهرة 3/ 199.
[3] الولاة والقضاة 277، ولاة مصر 295، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 293، العبر 2/ 136، دول الإسلام 1/ 186، النجوم الزاهرة 3/ 196، تاريخ الخلفاء 382، شذرات الذهب 2/ 252.
[4] النجوم الزاهرة 3/ 99.(23/31)
سنة تسع وثلاثمائة
خلاف الطبريّ المؤرّخ والحنابلة
جري بين أبي جعفر محمد بن جرير الطِّبَريّ وبين الحنابلة كلام، فحضَر أبو جعفر عند عليّ بن عيسى لمناظرتهم، فلم يحضروا [1] .
تلقيب مؤنس الخادم بالمظفّر
وفيها قدِم مؤنس من حرب صاحب القيروان، فخلع عليه المقتدر، ولقَّبهُ بالمظفَّر [2] .
استرجاع الإسكندرية من المغاربة
وسار ثمل الخادم من طرسُوس في البحر إلى الإسكندريّة فأخذها من جيش المغاربة [3] .
عزل تكين عن مصر وإعادته
وفيها عُزِل تكين عن مصر بأبي قابوس محمود بن حمك [4] ، فأقام ثلاثة أيام، ثمّ عزل وأعيد تكين [5] .
__________
[1] المنتظم 6/ 159، البداية والنهاية 11/ 132.
[2] تكملة تاريخ الطبري 22، تجارب الأمم 1/ 76، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 294، الكامل في التاريخ 8/ 114 (حوادث سنة 306 هـ) ، النجوم الزاهرة 3/ 203.
[3] تجارب الأمم 1/ 75، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 294، عيون الأخبار (السبع الخامس) 133، تاريخ حلب للعظيميّ 282، العبر 2/ 138، دول الإسلام 1/ 187، مرآة الجنان 2/ 253، النجوم الزاهرة 3/ 196، شذرات الذهب 2/ 253.
[4] هكذا في: ولاة مصر، أما في: النجوم الزاهرة: «جمل» .
[5] ولاة مصر 295، الولاة والقضاة 277، النجوم الزاهرة 3/ 197 و 199.(23/32)
خروج القادة لقتال عسكر القائم المهديّ
وفيها عسكر مؤنس وتَكِين والقوّاد وساروا إلى الفيّوم لحرب عساكر القائم، فرجع القائم إلى إفريقيّة مِن غير قتال، وذلك في أوائل السنة [1] .
مقتل الحلاج
وفيها قُتل الحلاج، وقد مرّ من أخباره في سنة إحدى وثلاثمائة، وهو أبو عبد الله الحسين بن منصور بن مَحْمِيّ، وقيل: أبو مغيث.
وكان محميّ مجوسيًّا فارسيًّا. نشأ الحلاج بواسط، وقيل: بِتُسْتَر، وتتلمذ لسهل بن عبد الله التستري. ثم قدم بغداد وأخذ عن الجنيد والنوري، وابن عطاء، وأخذ في المجاهدة ولبْس المُسُوح. ثمّ كان في وقتٍ يلبس الأقبية، وفي وقت يلبس المصبوغ [2] .
وقيل: كان أبوه حلاجًا.
وقيل: أنّه تكلَّم على النّاس، فقيل: هذا حلاج الأسرار [3] .
وقيل: إنّه مرَّ على حلاجٍ، فبعثه في شغلٍ له، فلمّا عاد الرجل وجده قد حلجَ كلّ قطنٍ في الدُّكّان [4] .
وقد دخل الهند وأكره الأسفار وجاور.
قال حَمَدٌ ابْنُه: مولد أبي بطور البيضاء [5] ، ومنشأه بِتُسْتَر. ودخل بغداد فكان يلبس المُسُوح، ومرّةً يلبس الدّرّاعة والعمامة، ومرّة القباء، ووقتًا يمشي بخرقتين [6] .
__________
[1] صلة تاريخ الطبري لعريب 86، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 303، ولاة مصر 295، الولاة والقضاة 277، 278، تاريخ حلب للعظيميّ 282، النجوم الزاهرة 3/ 200.
[2] تاريخ بغداد 8/ 112، المنتظم 6/ 160، الفخرى 260.
[3] وفيات الأعيان 2/ 146.
[4] تكملة تاريخ الطبري 28، وفيات الأعيان 2/ 146.
[5] البيضاء: أكبر مدينة في كورة إصطخر، وإنّما سمّيت البيضاء لأنّ لها قلعة تبصّ من بعد ويرى بياضها، وكان بها معسكر المسلمين يقصدونها في فتح إصطخر. واسمها بالفارسية تشانك، وهي تقارب في الكبر إصطخر. (المسالك والممالك للإصطخري 77) .
[6] تاريخ بغداد 8/ 112.(23/33)
وخرجَ إلى عُمَرو بن عثمان المكّيّ وإلى الْجُنَيْد وصحِبَهما. ثمّ وقع بين الْجُنَيد وبين أبي لأجل مسألة، ونسبه الْجُنَيد إلى أنّه مدَّعي. فرجع بأمّي إلى تُسْتَر، فوقع له بها قَبُولٌ. ولم يزل عُمَرو بن عثمان المكّيّ يكتب الكُتُب فيه بالعظائم، حتّى غضب ورمى بزِيّ الصُّوفيّة ولبس قباءٍ، وصحِبَ أبناء الدّنيا. ثمّ سافر عنّا خمس سِنين، بلغ إلى ما وراء النّهر، ثمّ رجع إلى فارس، وأخذ يتكلَّم ويدعو إلى الله. وصنَّف لهم، وتكلَّمَ على الخواطر، ولُقِّبَ حلاج الأسرار [1] .
ثمّ قدِم الأهواز فحُمِلت إليه، ثمّ خرج إلى البصرة ثمّ إلى مكّة، ولبس المرقَّعَة، وخرج معه خلْق، فتكلّم فيه أبو يعقوب النهْرَجُوريّ وحسده، فقدِم الأهوازَ، وحمل أمّي وجماعة من رؤسائها إلى بغداد، فبقي بها سنة، ثمّ قصدَ الهند وما وراء النهّر ثانيًا، ودعا إلى الله، وصنَّف لهم كُتُبًا، ثمّ رجع، فكانوا يكاتبونه من الهند بالمُغِيث، ومن بلاد تُرْكستان ب «المُقِيت» ، ومن خُراسان، ب «المميّز» ، ومن فارس ب «أبي عبد الله الزّاهد» ، ومن خُوزسْتان ب «الشّيخ حلاج الأسرار» . وكان ببغداد قوم يسمّونه: «المصْطَلِم» ، وبالبصرة «المحيّر» [2] .
ثمّ كثُرت الأقاويل عليه بعد رجوعه من هذه السَّفْرة، فحج وجاوَرَ سنتين رجاءً. وتغيّر عمّا كان عليه في الأوّل، واقتنى العقار ببغداد، وبنى دارًا ودعا النّاس إلى معنًى لم أقف عليه، بل على شطر منه، حتّى خرج عليه محمد بن داود وجماعة من أهلِ العلم، وقبَّحوا صورته [3] .
ووقع بين عليّ بن عيسى وبينه لأجل نصر القُشُوريّ، ثمّ وقع بينه وبين الشِّبْليّ وغيره من المشايخ، فقيل: هو ساحر، وقيل: هو مجنون، وقيل: بل له كرامات، حتّى حبسه السّلطان [4] .
روى هذا ابن باكُوَيْه الشِّيرازيّ، قال: أخبرني حمد بن الحلّاج، فذكره.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 113.
[2] تاريخ بغداد 8/ 113، 114، المنتظم 6/ 161 وفيه: «المخيّر» ، وفي العبر 2/ 139:
«المجير» .
[3] المنتظم 6/ 161.
[4] تاريخ بغداد 8/ 114.(23/34)
وقال الحسين بن محمد المذاريّ: سمعت أبا يعقوب النَّهْرَجُوري يقول:
دخل الحسين إلى مكّة فجلس في صحن المجلس سنة لَا يبرح من موضعه الّا لطهارةٍ أو طواف، ولا يُبالي بالشّمس ولا بالمطر، ويُفْطر على أربع عضّات مِن قُرصٍ يؤتَى به، ثمّ إنّه سافر إلى الهند، وتعلَّم السِّحر [1] .
وقال أحمد بن يوسف التّنُوخيّ الأزرق: كان الحلاج يدعو كلّ وقتٍ إلى شيء على حسب ما يَسْتَبْله طائفة. أخبرني جماعة من أصحابه أنّه لمّا افتتن النّاس به بالأهواز ونواحيها لِما يُخْرجه لهم من الأطعمة في غير حِينها والدّراهم، ويسمّيها «دراهم القُدرة» . حُدِّث أبو عليّ الْجُبَّائيّ بذلك فقال: هذه الأشياء تمكن الحِيَل فيها، ولكنْ أدخِلُوه بيتًا من بيوتكم، وكلّفوه أن يُخرج منه خرْزتين [2] شَوْك. فخرج عن الأهواز [3] .
وعن محمد بن يحيى الرّازيّ قال: سمعت عُمَرو بن عثمان المكّيّ يلعن الحلاج ويقول: لو قدرت عليه لقتله، قرأت آية فقال: يمكنني أن أؤلّف مثله [4] .
وقال أبو يعقوب الأقطع: زوّجت بنتي من الحلاج، فبانَ لي بعد مُدَيدة أنّه ساحر محتال [5] .
وقال أبو عُمَر بن حَيَّوَيْه: لما أُخْرِج الحلاج لِيُقْتَلَ مَضَيْتُ وزاحَمْتُ حتّى رأيته، فقال لأصحابه: لَا يَهُولَنَّكُم، فإنّي عائد إليكم بعد شهر [6] .
هذه حكاية صحيحة توضح أنّه ممخرق حتّى عند القتل [7] .
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 118، وفيات الأعيان 2/ 141، المختصر في أخبار البشر 2/ 71، تاريخ ابن الوردي 256.
[2] في الأصل: «جرزتين» ، والتصحيح من: نشوار المحاضرة 1/ 172 وفيه: أن يخرج منه خرزتين سوداء وحمراء. وفي تاريخ بغداد 8/ 125: «جرزتين شوكا» ، ومثله في العبر 2/ 140.
[3] تاريخ بغداد 8/ 125، المنتظم 6/ 161.
[4] تاريخ بغداد 8/ 121، المنتظم 6/ 162.
[5] تاريخ بغداد 8/ 121، المنتظم 6/ 162.
[6] في تاريخ بغداد 8/ 131 «فإنّي عائد إليكم بعد ثلاثين يوما» ، المنتظم 6/ 164، الفخري 261، نهاية الأرب 23/ 600.
[7] المنتظم 6/ 164.(23/35)
وقال أبو بكر الصولي: جالسْت الحلاج، فرأيت جاهلًا يتعاقل، وعييًا يتبالغ، وفاجرًا يتزهد. وكان ظاهره أنّه ناسك، فإذا علم أن أهل بلدته يرون الاعتزال صار معتزليًا، أو يرون التشيع تشيع، أو يرون التسنن تسنن. وكان يعرف الشعبذة والكيمياء والطب. وكان حينًا ينتقل في البلاد، ويدعي الربوبية، ويقول للواحد من أصحابه: أنت آدم، ولذا: أنت نوح، ولذا: أنت محمد.
ويدعي التناسخ، وأن أرواح الأنبياء انتقلت إليه.
وروى عليّ بن أحمد الحاسب، عن أبيه قال: وجَّهني المعتضد إلى الهند، وكان معنا في السفينة رجل يقال له الحسين بن منصور، قلت: فيم جئت؟ قال: أتعلم السِّحْر، وأدعو الخلق إلى الله [1] .
وقال أبو بكر الصوليّ: قبضَ عليّ بن أحمد الراسبيّ الأمير الحلاج وأدخله بغداد وغلامًا له على جمل مشهورين سنة إحدى وثلاثمائة. وكتب يذكر أن البينة قامت عنده أنه يدعي الربوبية ويقول بالحلول. فأحضره عليّ بن عيسى الوزير، وأحضر العلماء فناظروه، فأسقط في لفظه، ولم يجده يُحسن من القرآن شيئًا ولا من غيره. ثمَّ حُبِس مدّة.
قال الصولي: كان يري الجاهل شيئًا من شعبذته، فإذا وثق به دعاه إلى أنه إله، فدعا فيمن دعا أبا سعيد بن نوبخت، فقال له، وكان أقرع: أَنْبِت في مقدم رأسي شعرًا [2] .
ثم ترقت به الحال، ودافع عنه نصر الحاجب لأنه قيل إنّه سني، وإنما يريد قتله الرافضة.
قال: وكان في كتبه: إني مغرق قوم نوح ومهلك عاد وثمود [3] .
وكان حامد بن العبّاس الوزير قد وجد لهُ كتبًا فيها أنّه إذا صام الإنسان وواصل ثلاثة أيّام وأخذ في اليوم الرابع ورقات هنْدباء فافطر عليها أغناه عن صوم رمضان [4] .
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 120، المنتظم 6/ 161.
[2] انظر. تاريخ بغداد 8/ 124، 125، والمنتظم 6/ 163.
[3] سير أعلام النبلاء 14/ 327.
[4] المنتظم 6/ 163.(23/36)
وإذا صلّي في لَيْلَةٍ واحدةٍ رَكْعَتَين طول اللّيل أغنته عن الصّلات ما بقي [1] .
وإذا تصدَّق في يومٍ بجميع ما يملكه أغناه عن الزّكاة [2] .
وإذا بنى بيتًا وصامَ أيامًا وطاف به أغناه عن الحجّ [3] .
فأحضر حامد القضاة وأحضره وقال: أتعرف هذا الكتاب؟
قال: هذا كتاب «السُّنَن» للحَسَن البصْريّ.
فقال: ألست تدين بما فيه؟
قال: بلى. هذا كتاب أدين الله بما فيه.
فقال له أبو عُمَر القاضي: هذا فيه نقض شرائع الإسلام.
ثمّ جاراه في الكلام إلى أن قال له أبو عُمَر: يا حلال الدّم، من أيَّ كتابٍ نقلت هذا؟
قال: من كتاب «الإخلاص» للحَسَن البصْريّ.
قال: كذبت يا حلال الدّم، فقد سمعنا الكتاب، وليس فيه شيء من هذا [4] .
فقال حامد لأبي عُمَر القاضي: قد أفتيت أنه حلال الدّم، فضع خطَّك بهذا. فدافعَ ساعةً، فمدّ حامد يده إلى الدَّواة وقدّمها للقاضي وألحّ عليه، فكتب بأنّه حلال الدّم، وكتب الفُقَهاء والعُلماء بذلك خطوطهم، والحلاج يقول: يا قوم، لَا يحلّ لكم إراقةُ دمي.
فبعث حامد بخطوطهم إلى المقتدر، وأستأذنه في قتله، فتأخّر عنه الجواب، فخاف أن يبدو للمقتدر فيه رأي لِما قد استماع من الخواصّ بزُهْده وتعبُّده في الحبْس، فنفَّذ إلي المقتدر أنّه قد ذاع كُفْره وادّعاؤه الرُّبوبيّة، وإنْ لم يُقتل افتتن النّاس، وتجرَّى قومُ على الله تعالى وَالرُّسُلِ. فأذِن المقتدر في قتله.
وطلبَ حامدُ صاحبَ الشرطة محمد بن عبد الصَّمد، وأمره أن يضربه ألف سوط،
__________
[1] المنتظم 6/ 163.
[2] المنتظم 6/ 163.
[3] انظر: تكملة تاريخ الطبري 24، ونشوار المحاضرة 1/ 162، 163، والمنتظم 6/ 163، وتاريخ مختصر الدول 156.
[4] إلى هنا في: وفيات الأعيان 2/ 143.(23/37)
فإنْ ماتّ وإلّا يقطع يديه ورِجْليه.
فلمّا كان يوم الثلاثاء لستِّ [1] بقين من ذي القعدة أُحضِر الحلاج مقيَّدًا إلى باب الطّاق وهو يتبختر بقيده ويقول:
حبيبي غير منسوب ... إلى شيء من الحيفِ
سقاني مثل ما يشربُ ... فعلَ الضيف بالضيف
فلما دارت الكاسُ ... دعا بالنطع والسيف
كذا من يشرب الراح [2] ... مع التّنّين في الصيف
[3] .
فضُرب ألف سوط، ثم قطعت يده ورجله، ثم حز رأسه وأحرقت جثته [4] وذكر أن حوقل قال: ظهر من إقليم فارس الحسين بن منصور الحلاج، زعم أنه من هذب في الطاعة جسمه، وشغل بالأعمال الصالحة قلبه، وصبر على مفارقة اللذات، ومنع نفسه عن الشهوات يترقى في درج المصافاة حتّى يصفو عن البشرية طبعُه، فإذا صفى حلّ فيه روح الله الّذي كان منه إلى عيسى بن مريم عليه السّلام، فيصير مطاعًا، يقول للشيء: كن فيكون فكان الحلاج يتعاطى ذلك، ويدعو إلى نفسه، حتّى استمال جماعة من الوزراء والأمراء وملوك الجزيرة والجبال والعامة.
وقال أبو الفرج بن الجوزي [5] : «قد جمعت كتابًا سمّيته «القاطع لِمُحَال اللّجاج بحال الحلاج» ، وقال: قد كان هذا الرجل يتكلّم بكلام الصّوفيّة فتندر له
__________
[1] في الأصل: «لثلاث» ، وكتب فوقها: «لستّ» ، وهو الصحيح كما أثبتناه عن المصادر.
[2] في الديوان: «الكأس» .
[3] الأبيات في: ديوان الحلّاج 73، وتاريخ بغداد 8/ 131، 132، والمنتظم 6/ 164، والفخري 261.
[4] الخبر في: تكملة تاريخ الطبري 24، 25، ونشوار المحاضرة 6/ 87- 91، وتاريخ بغداد 8/ 126، 127، و 138، 139، والمنتظم 6/ 163، 164، وتجارب الأمم 1/ 80- 82، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 301، 302، ووفيات الأعيان 2/ 143- 145، والكامل في التاريخ 8/ 128، 129، وتاريخ مختصر الدول 156، والفخرى 261، ونهاية الأرب 23/ 59، 60، والمختصر في أخبار البشر 2/ 71، وتاريخ ابن الوردي 1/ 256، 257.
[5] في المنتظم 6/ 162.(23/38)
كلمات حِسان، ثمّ يخلطها بأشياء لَا تجوز.
وكذلك أشعاره، فقال: فمنها:
سبحان من أظهر ناسوتُهُ ... سِرَّ سَنا لاهُوتِه الثّاقبِ
ثمّ بدا في خلقِه ظاهرًا ... في صورة الآكل والشارب
حتّى لقد عايَنَهُ خَلْقُهُ ... كَلَحْظَةِ الحاجِبِ بالحاجِبِ
[1] .
قال: ولمّا حبس ببغداد استغوى جماعةً، فكانوا يستنشقون بوله، ويقولون: إنّه يُحيي الموتى [2] .
وقال ثابت بن سنان: انتهى إلى حامد بن العبّاس في وزارته أمرُ الحلاج، وأنّه قد موَّه على جماعةٍ من الخَدَم والحَشَم وأصحاب المقتدر، وعلى خَدَم نصر بن الحاجب بأنّه يُحْيِي الموتى، وأنّ الْجِنّ يخدمونه ويُحْضرون إليه ما يريد [3] . وأنّ حَمْد بن محمد الكاتب قال: إنّه مرض فشربَ بَوْلَه، فعُوفي، وكان محبوسًا بدار الخلافة.
وَسُعِيَ إلى حامد برجل يُعرف بالسّمّريّ وبجماعة، فقبض عليهم وناظرهم، فاعترفوا أنّ الحلاج إله وأنّه يُحْيِي الموتى. ووافقوا الحلاج وكاشفوه فأنكر [4] .
وكانت ابنة السمّريّ صاحب الحلاج قد أقامت عنده في دار السّلطان مدّة، وكانت عاقلة حسنة العبارة. فدعاها حامد فسألها عن أمره فقالت: قال لي يومًا: قد زوّجْتُك من سليمان ابني وهو بنَيْسابور، وليس يخلو أن يقع بين المرأة وزوجها [خلاف] [5] ، فإنْ جرى منه ما تكرهينه، فصومي يومك، واصعدي آخر
__________
[1] الأبيات في: ديوان الحلّاج 41، والخبر في: تاريخ بغداد 8/ 129، المنتظم 6/ 162، البداية والنهاية 11/ 134.
[2] نشوار المحاضرة 6/ 85، المنتظم 6/ 162، الفخري 261.
[3] تاريخ بغداد 8/ 132.
[4] تاريخ بغداد 8/ 133، الكامل في التاريخ 8/ 127، تاريخ مختصر الدول 156، نهاية الأرب 23/ 59.
[5] ويقال: «كلام» .(23/39)
النّهار إلى السطح، وقومي على الرماد، وأَفْطري على المِلْح، وأذكُري ما أنكرتيه منه، فإنّي أسمع وأرى [1] .
قالت: وكنتُ نائمةً لَيْلَةٍ وهو قريب منّي، وابنته عندي، فما حسست به إلّا وقد غشيَني، فانتبهتُ فَزعةً فقلت: ما لك؟
قال: إنّما جئت لأوقظك للصّلاة [2] .
وقالت لي بنته يومًا: اسجدي له.
فقلت: أَوَ يسجد أحدُ لغير الله؟ وهو يسمع كلامنا، فقال: نعم إله في السّماء وإلهُ في الأرض [3] .
وذكر القصّة إلى أن قال: فسلّمه حامد الوزير إلى صاحب الشرّطة وقال:
اضربه ألف سَوْط، فإنْ ماتَ فحُزّ رأسه وأحرِق جثَّته، وإنْ لم يتلف فاقطع يديه ورجليه، وأحرق جسده، وانصب رأسه على الْجِسْر. فَفُعِلَ به ذلك، وبعث برأسه إلى خُراسان، وطيف به، وأقبل أصحابه يعدّون أربعين يومًا ينتظرون رجوعه [4] .
وزعم بعضهم أنّه لم يُقْتَلْ، وأنّ عدوًا له ألقي عليه شبهة [5] .
وبعضهم ادَّعى أنّه راه في غد ذلك اليوم في طريق النّهْروان راكبًا على حمار وهو يقول: قولوا لهؤلاء البقر الّذين ظنُّوا أنّني أنا الّذي قتلت ما أنا ذاك [6] .
__________
[1] نشوار المحاضرة 6/ 89، تجارب الأمم 1/ 78، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 297، 298، تاريخ بغداد 8/ 134، 135.
[2] نشوار المحاضرة 6/ 81، 82، تاريخ بغداد 8/ 135.
[3] نشوار المحاضرة 6/ 82، تجارب الأمم 1/ 78، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 298، تاريخ بغداد 8/ 135.
[4] نشوار المحاضرة 6/ 91.
[5] نشوار المحاضرة 6/ 91، تجارب الأمم 1/ 82، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 302، تاريخ بغداد 8/ 141، الكامل في التاريخ 8/ 129، وفيات الأعيان 2/ 145، نهاية الأرب 23/ 60.
[6] تكملة تاريخ الطبري 25، نشوار المحاضرة 6/ 91، 92، تاريخ بغداد 8/ 141، الكامل في التاريخ 8/ 129، وفيات الأعيان 2/ 145، نهاية الأرب 23/ 60.(23/40)
وأحضر حامد الورّاقين واستحلفهم أن لَا يبيعوا شيئًا من كُتُب الحلاج ولا يشترونها [1] .
وقيل: إنّ الحلاج لم يتأوه في ضربه [2] .
وقيل: إنّ يده لمّا قطعت كتبَ الدّم على الأرض: الله الله [3] وليس ذلك بصحيح.
وسائر مشايخ الصُّوفيّة ذمّوا الحلاج إلّا ابن عطاء، ومحمد بن خفيف الشِّيرازيّ، وإبراهيم بن محمد النَّصْراباذيّ، فصححّوا حاله ودوّنوا كلامه [4] .
ثمّ وقفت على الجزء الّذي جمعه ابن باكُوَيْه في الحلاج فقال: حدَّثني حمد بن الحلاج، وذكر فصلًا قد تقدم قطعة منه، إلى أن قال: حتى أخذه السّلطان وحبَسه، فذهب نصر القُشُوريّ واستأذن الخليفة أن يبني له بيتًا في الحبْس، فبنى له دارًا صغيرة بجنْب الحبْس، وسدّوا باب الدّار، وعملوا حواليه سُورًا، وفتحوا بابه إلى الحبْس، وكان الناس يدخلون عليه سنة، ثمّ مُنِعوا، فبقي خمسة أشهر لَا يدخل عليه أحد، إلا مرة رأيت أبا العباس بن عطاء الأدميّ دخل عليه بالحيلة. ورأيت مرّةً أبا عبد الله عبد الله بن خفيف وأنا برًّا [5] عند والدي باللّيل والنّهار عنده. ثمّ حبسوني معه شهرين، وعُمَري يومئذٍ ثمانية عشر عامًا.
فلمّا كانت اللّيلة الّتي أخرج من صبيحتها، قام فصلّى رَكعات، ثمّ لم يزل يقول: مَكْر مَكْر، إلى أن مضى أكثر اللّيل. ثمّ سكت طويلًا ثم قال: حقّ، حقّ. ثمّ قام قائمًا، وتغطّى بإزارٍ، واتّزر بمئزر، ومدّ يديه نحو القِبْلة، وأخذ في المُنَاجاة. وكان خادمه حاضرًا، فحفظْنا بعضها. فكان من مناجاته:
نحن شواهدك، نَلُوُذ بَسَنا [6] عِزَّتك، لَتُبْدِي ما شئتَ من شأنك ومشيئتك،
__________
[1] نشوار المحاضرة 6/ 92، تجارب الأمم 1/ 82، تاريخ بغداد 8/ 141.
[2] تكملة تاريخ الطبري 25، تاريخ بغداد 8/ 131، تاريخ مختصر الدول 156.
[3] تاريخ حلب للعظيميّ 279.
[4] تاريخ بغداد 8/ 128.
[5] برّا: أي خارج.
[6] في تاريخ بغداد 8/ 129: «نحن شواهدك فلو دلتنا عزّتك» .(23/41)
أنتَ الّذي في السّماء إله وفي الأرض إله، يا مُدَهّر الدُّهور، ومصوَّر الصُّوَر، يا من ذَلّتْ له الجواهر، وسجدت له الأعراض، وانعقدت بأمره الأجسام، وتصوَّرت عنده الأحكام. يا مَن تجلّى لما شاء، كما شاء، كيف شاء، مثل التجلّي في المشيئة لأحسن الصُّورة.
وفي نسخة: مثل تجلّيك في مشيئتك كأحسن صورة.
والصّورة هي الرّوح النّاطقة الّتي أفردته بالعلم والبيان والقدرة.
ثمّ أوعزت إلى شاهدتك [لأنّي] في ذلك [الهُويّ] [1] اليسير لمّا أردت بدايتي، وأظهرتني عند عقيب كراتي، ودعوت إلى ذاتي بذاتي، [وأبديت] [2] حقائق علومي ومعجزاتي، صاعدًا في مَعَارجي إلى عُروش أوليائي [3] ، عند القول من برياتي، إنّي أحتضر وَأُقْتَلُ وأُصلب وأُحرق، وأُحمل على السّافيات الذّاريات. وإنّ الذَّرّة من [ينجوج] [4] مظَانّ هيكل [متجلّياتي] [5] لأعظم من الرّاسيات.
ثم أنشأ يقول:
أنْعى إليك [نفوسًا] [6] ماج [7] شاهدها فيما وراء الغيب وفي [8] شاهد القِدَم.
أنْعى إليك قلوبًا [9] طالما هطلت ... سحائب الْوحْيِ لها أو بحر الْحِكَمِ [10]
أنْعى إليك لسان الحقّ من [11] زمن ... أوْدَى وتَذْكَارُهُ في الوهم كالعدم [12]
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 14/ 349، وتاريخ بغداد 8/ 130.
[2] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء، وتاريخ بغداد.
[3] في تاريخ بغداد «أزلياتي» .
[4] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء، وتاريخ بغداد.
[5] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء وفي تاريخ بغداد: «متحلياتي» .
[6] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء، وتاريخ بغداد.
[7] في: سير أعلام النبلاء 14/ 349: «طاح» ، وكذا في تاريخ بغداد.
[8] في تاريخ بغداد: «فيما ورا الحيث أو في..» .
[9] في السير 14/ 350: «علوما» ، والمثبت يتفق مع: تاريخ بغداد.
[10] في السير: «سحائب الوهي فيها أو بحر الحكم» ، وكذا في: تاريخ بغداد.
[11] في السير: «من» ، وفي تاريخ بغداد: «منك ومن» .
[12] في السير: «وتذكاره كالوهم في العدم» :(23/42)
أنْعى إليك بيانًا تستبشر [1] له ... أقوال كلِّ فصحٍ مَقُول فَهم
أنْعى إليك إشارات العُقول معًا ... لم يَبْق مِنْهنّ الّا دارسُ الْعِلْمَ [2] .
أنْعى- وحقَّك- أحلامًا [3] لطائفةٍ ... كانت مطاياهم من مكمد الكِظَمِ
مضى الجميعُ، فلا عَيْنُ ولا أثرُ ... مُضِيّ عادٍ وفِقْدَانَ الأُولَى إرَم
وخلفوا معشرًا يَجْدُون [لِبستَهم] [4] ... أعمى من البَهْم بل أعمى من النَّعَمِ
[5] ثم سكت، فقال خادمه أحمد بن فاتك: أوْصِني يا سيّدي.
فقال: هي نفسُك إنّ لم تَشْغلْها شَغَلتْك [6] .
فلمّا أصبحنا أُخرج من الحبْس، فرأيته يتبخْترَ في قَيده ويقول:
نديمي غير منسوبِ [7] .
الأبيات.
ثمّ حُمِل وقُطِّعت يداه ورِجْلاه، بعد أن ضُرِب خمسمائة سوط، ثم صُلب، فسمعته وهو على الْجِذْع يناجي ويقول: إلهي، أصبحتُ في دار الرّغائب انظر إلى العجائب، إلهي إنّك تتودّد إلى مَن يؤذيك، فكيف لَا تتودّد إلى من لَا يؤذَى فيك [8] .
ثمّ رأيتُ أبا بكر الشِّبْليّ وقد تقدَّم تحت الْجِذْع، وصاح بأعلى صوته يقول: أَوَلم أَنْهَكَ عن العالَمين [9] .
ثمّ قال له: ما التَّصوّف؟ قال: أهون مرقاةٍ عندي [10] ما ترى.
__________
[1] في السير: «تستسرّ» ، وفي تاريخ بغداد: «يستكين» .
[2] في الديوان: «الرحم» ، وفي تاريخ بغداد: «العدم» .
[3] في تاريخ بغداد: «وحبك أخلاقا» .
[4] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 14/ 350، وفي تاريخ بغداد: يحذون.
[5] الأبيات في ديوان الحلّاج 24، 25، وتاريخ بغداد 8/ 130.
[6] تاريخ بغداد 8/ 131.
[7] تقدّمت الأبيات قبل قليل، ومطلعها هناك: «حبيبي» بدل «نديمي» .
[8] تاريخ بغداد 8/ 131.
[9] تاريخ بغداد 8/ 121.
[10] في سير أعلام النبلاء 14/ 350: «أهون مرقاة فيه ما ترى» .(23/43)
قال: فما أعلاه؟ قال: ليس لك إليه سبيل، ولكنْ سترى غدًا ما يجري، فإنّ في الغَيْب ما شهدتَه وغابَ عنك.
فلمّا كان بالعِشيّ جاء الإذْن من الخليفة بأن تُضرب رَقَبَتُه، فقالوا: قد أمسينا ويؤخّر إلى الغَداة. فلمّا أصبحنا أُنْزل وقُدِّم لتُضْرب رقبته، فسمعتُه يصيح ويقول بأعلى صوته: حَسْب الواحِد إفرادُ الواحد له [1] . وقرأ هذه الآية:
يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ 42: 18 [2] . وهذا آخر كلامه.
ثم ضُربت رَقَبَتُه، وعُلِّق في بارية [3] ، وصب عليه النِّفْط وأُحْرِق، وحُمل رماده إلى رأس المنارة لتسْفيه الرّياح [4] .
وسمعت أحمد بن فاتك تلميذ والدي يقول بعد ثلاثٍ من قتل والدي، قال: رأيتُ ربّ العزّة في المنام، وكأنّي واقفُ بين يديه قلت: يا ربّ ما فعلَ الحسين بن منصور؟
قال: كاشفته بمعنى، فدعا الخلْقَ إلى نفسه، أنزلتُ به ما رأيت [5] .
قال ابن باكُوَيْه: سمعتُ أبا القاسم يوسف بن يعقوب النُّعْمَانيّ يقول:
سمعت الإمام ابن الإمام أبا بكر محمد بن داود الفقيه الإصبهانيّ يقول: إن كان ما أنزل الله على نيّته حقّ فما يقول الحلاج باطل. وكان شديدًا عليه [6] .
قال: وسمعت أبا الفوارس الْجُوزَقانيّ بقَرْمِيسِين: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: من أحب أن ينظر إلى ثمرات الدّعاوى فلينظر إلى الحلّاج وما جرى عليه [7] .
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 132.
[2] سورة الشورى، الآية 18.
[3] الباريّة: الحصيرة المنسوجة.
[4] انظر: تاريخ بغداد 8/ 140.
[5] تاريخ بغداد 8/ 132.
[6] تاريخ بغداد 8/ 129.
[7] تاريخ بغداد 8/ 120.(23/44)
سمعتُ عيسى القَزْوينيّ سأل أبا عبد الله بن خفيف: ما تعتقدون في الحلاج؟
فقال: اعتقد فيه أنّه رجل من المسلمين فقط.
فقال له: قد كفّره المشايخ وأكثر المسلمين! فقال: إن كان الّذي رأيته منه في الحبْس لم يكن توحيدًا، فليس في الدّنيا توحيد.
قلت: قول ابن خفيف لَا يدّل على شيء، فإنّه لَا يلزم أنّ المبطِل لَا يعمل بالحقّ، بل قد يكون سائر عمله حقّ وعلى الحقّ، ويكفر بفِعْلةٍ واحدة، أو بكلمة تحُبِط عمله.
قال ابن باكُوَيْه: سمعت عليّ بن الحسن الفارسيّ بالمَوْصل قال:
سمعت أبا بكر بن [أبي] سَعْدان يقول: قال لي الحسين بن منصور: تؤمن بي، حتّى أبعث إليك بعُصْفورة تطرح من ذرَقها وزن حبّةٍ على كذا مَنًّا من نُحاس، فيصير ذَهَبًا؟
قلت: بل أنت تؤمن بيَ حتّى أبعث إليك بفيلٍ يستلقي، فتصير قوائمه في السّماء، فإذا أردت أن تُخفيه أخفَيتَه في عينك؟
قال: فبهُت وسكت [1] .
ثم قال ابن [أبي] سعدان: هو مُمَوّه مُشَعْوِذ [2] . سمعت عيسى بن بزول القَزوينيّ، وسأل أبا عبد الله هذه الأبيات:
سبحان من أظهر ناسوتُهُ [3] .
الأبيات الثلاثة، فقال ابن خفيف: على قائلها لعنة الله. فقال عيسى: هي للحلاج. فقال: إن كانت اعتقاده فهو كافر، الّا أنّه لم يصح أنّه له، ربّما يكون مقولا عليه [4] .
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 126.
[2] تاريخ بغداد 8/ 121.
[3] تقدّمت الأبيات.
[4] تاريخ بغداد 8/ 129.(23/45)
سمعتُ محمد بن عليّ الحضرمي بالنّيل يقول: سمعتُ والدي يقول:
كنتُ جالسًا عند الْجُنَيْد، إذ ورد شابُّ حَسَن الوجه، عليه خِرْقتان، فسلّم وجلس ساعةً، ثمّ أقبل عليه الْجُنَيْد فقال: سل ما تريد.
فقال: ما الذي بائن الخليفة عن رسوم الطَّبْع؟
فقال الْجُنَيْد: أرى في كلامك فضولًا، لِم لَا تسأل عمّا في ضميرك من الخروج والتّقدّم على أبناء جنسك؟
فسكت، وسكت الْجُنَيْد ساعةً، ثمّ أشار إلى أبي محمد الجريريّ أنْ قمْ، فقمنا، وتأخّرنا قليلًا، فأقبل الْجُنَيْد يتكلّم عليه، وأقبل هو يعارضه، إلى أن قال:
أيّ خشبة تُفْسِد؟
فبكى وقام، فتبِعه الجريريّ إلى أن خرج إلى مقبرةٍ وجلس، فقال لي أبو محمد الجريريّ: قلت في نفسي: هو في حدّة شبابه واستوحش منّا، وربّما به فاقة. فقصدتُ صديقًا لي فقلت: اشترِ خُبزا وشِواءً وفالوذج بسُكَّر، واحمله إلى موضع كذا وكذا، مع ثلّجية ماء وخلال، وقليل أشنان. وبادرت إليه، فسلّمت وجلست عنده، وكان قد جعل رأسه بين رُكبتيه، فرفع رأسه وانزعج، وجلس بين يديّ، وأخذتُ أُلاطفه وأداريه إلى أن جاء صديقي. ثمّ قلتُ له: تفضّل.
فمدّ يده وأكل قليلًا.
ثمّ قلت له: من أين القصد ومن أين القصر؟
قال: من البيضاء، إلّا أنيّ رُبيت بخوزسْتان والبصرة.
فقلت: ما الاسم؟
قال: الحسين بن منصور.
وقمتُ وودَّعته، ومضى على هذا خمسُ وأربعون سنة، ثمّ سمعت أنّه صُلِب وفُعِل به ما فُعِل.
وقد ذكره السُّلَميّ في تاريخه، ثمّ قال: فهذه أطراف ممّا قال المشايخ فيه من قبولٍ وردٍ، واللَّه أعلم بما كان عليه. وهو إلى الرّدّ أقرب.
وقد هتك الخطيب حال الحلاج في «تاريخه الكبير» ، وشفى وأوضح أنّه(23/46)
كان ساحرا مموّها سيّئ الاعتقاد.
فصل من ألفاظه
عليك بنفسك، إن لم تشغلها بالحقّ، شَغَلَتْكَ عن الحقّ [1] .
وقيل إنّه لمّا صلب، يعني سنة إحدى وثلاثمائة، قال: يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها، وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ 42: 18 [2] .
وقال: حجبهم الاسم فعاشوا، ولو أبرز لهم علوم القُدرة لطاشوا، ولو كشف لهم عن الحقائق لماتوا.
وقال: علامة العارف أن يكون فارغًا من الدّنيا والآخرة.
قيل: هذا كلام نجس، لأنّ الله تعالى يقول: وَمن أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها 17: 19 [3] الآية.
وقال: لأَفْضَلُ الأمّة الصّحابة وهم الصّحابة. مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخرة، فهو واللَّه مدّعٍ فشّار وأحمق بطّال، بل مُريد للدّنيا والآخرة.
وكتبَ الحلاج مرةً إلى أبي العبّاس بن عطاء كتابًا فيه من شِعْره:
كتبتُ ولم أكتب إليك وإنّما ... كتبتُ إلى روحي بغير كتابِ
وذاك لأنّ الروح لَا فَرْق بَيْنَها ... وبين مُحبّيها بفضْل خِطاب
فكُّلُّ كتابٍ صادرٍ منكَ واردُ ... إليكَ بلا رَدِّ الجواب جوابي
[4] .
وله:
مُزِجَتْ روحُك في روحي كما ... تُمزُج الخمرةُ بالماء الزُّلال
فإذا مسّكَ شيءُ مَسَّني ... فإذا أنت أنا في كلّ حال
[5]
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 114.
[2] سورة الشورى، الآية 18.
[3] سورة الإسراء، الآية 19.
[4] ديوان الحلّاج 42، تاريخ بغداد 8/ 115.
[5] ديوان الحلّاج 82، تاريخ بغداد 8/ 115.
وفي سير أعلام النبلاء 14/ 326:(23/47)
وقيل: إنه لما أُخرج ليُقتل، قال:
طلبتُ المستقرّ بكلّ أرضٍ ... فلم أرَ لي بأرضٍ مستقرّا
أطعتُ مطامعي فاستعبدتني، ... ولو أنّي قنعتُ لكنت حُرّا
[1] .
وأخباره أكثر من هذا في «تاريخ الخطيب» [2] ، وفيما جمع ابن الْجَوزيّ من أخباره [3] ، ثمّ إنّي أفردتها في جزء.
__________
[ () ] مزجت روحي في روحك كما والبيتان في تاريخ بغداد 8/ 115 بلفظ آخر:
جبلت روحك في روحي كما ... يجبل العنبر بالمسك الفتق
فإذا مسّكَ شيءُ مَسَّني ... فإذا أنت أنا لا نفترق
[1] تاريخ بغداد 8/ 130، المنتظم 6/ 164، وفيات الأعيان 2/ 144، الفخري 261.
[2] ج 8/ 112- 141.
[3] في المنتظم 6/ 160- 164 وجمع أخباره في كتاب سمّاه: «القاطع لمحال اللجاج القاطع بمحال الحلّاج» . (المنتظم 6/ 162) .(23/48)
سنة عشر وثلاثمائة
القبض على أم موسى القهرمانة
فيها قبض المقتدر على أمّ موسى القَهْرَمَانة وأهلها، وأسبابها، لأنّها زوّجت بنت أخيها أبي بكر بمحمد بن إسحاق بن المتوكّل على الله، وكان من سادة بني العبّاس يترشّح للخلافة، فتمكّن أعداؤها من السعي عليها.
وكانت قد أسرفت في نثار المال على صهرها. وبلغ المقتدر أنّها تعمل له على الخلافة، فكاشفتها السّيّدة أمّ المقتدر وقالت: قد دبرتِ على ولدي، وصاهرت ابن المتوكّل حتّى تُقعْديه في الخلافة، وجمعت له الأموال. فسلمتها وأخاها وأختها إلى ثمل القهرمانة [1] .
وكانت ثمل موصوفة بالشّرّ وقساوة القلب، فبسطت عليهم العذاب، واستخرجت منهم أموالًا وجواهر، فيقال إنّه حصل من جهتهم ما مقداره ألف ألف دينار [2] .
عزل ابن البُهلول عن قضاء بغداد
وفيها عزِل عن قضاء مدينة السّلام أحمد بن إسحاق بن البُهْلُول بعُمَر بن الحُسين بن الأشنانيّ. ثمّ عُزِل عمر بعد أيّام [3] .
__________
[1] انظر خبر القبض على أم موسى في:
تجارب الأمم 1/ 83، 84، والمنتظم 6/ 166، والكامل في التاريخ 8/ 137، ونهاية الأرب 23/ 61، والبداية والنهاية 11/ 145، والنجوم الزاهرة 3/ 204.
[2] المنتظم 6/ 166، البداية والنهاية 11/ 145.
[3] المنتظم 6/ 166، البداية والنهاية 11/ 145.(23/49)
بغلة يُرْضعها فلْو
وفيها بعث الحسين بن أحمد المادرائيّ من مصر تَقَادُم، فيها بغلةُ خلفها فلُوُّ يُرْضِعُها فيما قيل [1] . واللَّه أعلم [2] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 30 وفيه: «المادراني» ، والمثبت يتفق مع: ولاة مصر للكندي 244، والكامل في التاريخ 6/ 172، ووقع في البداية والنهاية 11/ 145، «المادراني» ، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 303 (حوادث سنة 309 هـ) ، و 305، تجارب الأمم 1/ 83، المنتظم 6/ 167، تاريخ حلب للعظيميّ 283، الكامل في التاريخ 8/ 137، نهاية الأرب 23/ 61، وانظر: تاريخ الخلفاء 380، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 175.
[2] جاء بخط الناسخ: انتهت وقائع هذه العشر، وقد خالف المؤلف اصطلاحه فساق وقائع خمسين سنة متوالية ثم ذكر رجالها سنة سنة على الحروف. وكان قد سأل كلّ من كتبه أن يذكر وقائع كل طبقة قبل رجالها فامتثلت لذلك ولم آل جهدا. ومن رأى هذا الجزء وغيره من خطي علم مقدار تعب كاتبه عفي الله عنه.(23/50)
بسم الله الرحمن الرحيم ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيّئ لنا من أمرنا رشدا.
[تراجم رجال هذه الطبقة]
سنة إحدى وثلاثمائة
- حرف الألف-
1- أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن أحْمَد بْن أسد بن سامان [1] .
مولى بني العبّاس، أبو نصر سلطان ما وراء النَّهر.
قتله غلمانه في جُمَادَى الآخرة مِن السنة، وقام بالأمر بعده ابنه أبو الحسن نصر ثلاثين سنة.
وهمُ بيت إمرة وحشّمة، لهم أخبار.
وكان أبو نصر حسن السّيرة عظيم الحُرمة.
2- أحمد بن حرب المعدَّل المقرئ [2] .
صاحب أبي عُمَرو الدُّوريّ.
قرأ عليه: المطوّعيّ.
وطريقه في كتاب «المبهج» لأبي محمد.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إسماعيل) في:
تاريخ الطبري 10/ 147، وتاريخ بخارى للنرشخي 18، 116، 125، 139، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 14، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 255، وفيهما: «إسماعيل بن أحمد» ، وتجارب الأمم 1/ 33، وتاريخ حلب للعظيميّ 279، وصلة تاريخ الطبري لعريب 45، والكامل في التاريخ 8/ 705، 60، 61، 69، 70، 77- 81، 87، 118، 120، ووفيات الأعيان 6/ 432، والمختصر في أخبار البشر 2/ 67، وتاريخ ابن الوردي 1/ 253، والعبر 2/ 118، والوافي بالوفيات 6/ 349 رقم 2729.
[2] انظر عن (أحمد بن حرب) في:
غاية النهاية 1/ 45 رقم 186.(23/51)
3- أحمد بن سليمان بن يوسف بن صالح [1] .
أبو جعفر العُقَيليّ الإصبهانيّ الفابِزانيّ، وفابزان من قرى إصبهان.
روى عن أبيه، عن النُّعمان بن عبد السّلام، شيخ إصبهان.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأحمد العسّال، وأبو الشَّيْخ.
4- أحمد بن الصَّقْر بن ثوبان [2] .
أبو سعيد الطَّرسُوسيّ، ثمّ البصْريّ.
مسُتملي بُنْدار.
حدَّث ببغداد عنه، وعن: أبي كامل الجحدريَّ، ومحمد بن موسى الحَرَشيّ.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو الفتح الأزْديّ، وابن لؤلؤ.
وثَّقة الخطيب.
5- أحمد بن قُتَيْبة بن سعيد بن قُتَيْبة أبو الفضل الأَسَديّ الكرابيسيّ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
6- أحمد بن قُدامة [3] .
أبو حامد البلْخيّ.
حدَّث ببغداد عن قُتَيْبة.
وعنه: أبو بكر القَطِيعيّ، ومَخْلَد الباقَرْحيّ، وأبو الطّاهر الذُّهْليّ القاضي.
قال الخطيب: ما علمتُ إلّا خيرا.
وقال: مات سنة ستّ وثلاثمائة، وضبّب كما ترى.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سليمان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 72، وذكر أخبار أصبهان 1/ 113.
[2] انظر عن (أحمد بن الصقر) في:
تاريخ بغداد 4/ 206 رقم 1895، وسير أعلام النبلاء 14/ 173، رقم 98، وغاية النهاية 1/ 63 رقم 270.
[3] انظر عن (أحمد بن قدامة) في:
تاريخ بغداد 4/ 354، 355 رقم 2203.(23/52)
7- أحمد بن محمد بن سُرَيج [1] .
أبو العبّاس الفأفاء.
ثقة، من شيوخ إصْبهان.
سمع بنيسابور من: الحسن بن عيسى بن ماسرجِس، ومحمد بن رافع، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ.
وهو أقدَم من الفقيه أبي العبّاس بن سُرَيْج وفاةً وسماعًا.
8- أحمد بْن محمد بْن عَبْد العزيز بْن الْجَعْد الوشّاء [2] .
أبو بكر البغداديّ.
سمع: سُوَيْد بن سعيد، ومحمد بن بكّار، وعبد الأعلى بن حمّاد، وأبا مَعُمَر الهُذْليّ.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو عليّ الصّوّاف، وأبو بكر محمد بن غريب البزّاز.
ووقع لنا «مُوَطّأ سُوَيْد» عن مالك، من رواية ابن غريب، عنه.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: لَا بأس به [3] .
9- أحمد بن محمد بن عبد الله بن مُصْعَب [4] .
الفقيه أبو العبّاس الجمّال الإصبهانيّ.
روى عن: عبد الرحمن بن بِشْر بن الحَكَم، وقَطَن بن إبراهيم، وأحمد بن الفُرات.
وعنه: الطَّبَرَانيّ، وأبو الشّيخ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن سريج) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 44 وفيه: «شريح» ووصفه بالقاضي، وذكر أخبار أصبهان 1/ 127.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد الوشّاء) في:
تاريخ بغداد 5/ 56 رقم 2421، والعبر 2/ 118، وسير أعلام النبلاء 14/ 148 رقم 82، والوافي بالوفيات 8/ 55 رقم 3465، والنجوم الزاهرة 3/ 184، وشذرات الذهب 2/ 237.
[3] تاريخ بغداد.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الله) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 62، وذكر أخبار أصبهان 1/ 125.(23/53)
10- أحمد بْن محمد بن يوسف بن شاهين.
جدّ الحافظ ابن شاهين لأُمّه.
كان ثَبْتًا عارفا. كتب بمصر والشّام والعراق.
وروى عن: أبي هَمّام الوليد بن شجاع، وعبد الله بن عُمَر بن أبان، ويعقوب الدَّوْرَقيّ.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، والباقَرْحيّ في مشيخته، وغيرهما.
11- أحمد بن محمود بن صبيح بن مقاتل.
أبو الحسن الْهَرَوِيُّ.
عن: الحسن بن عليّ الحَلوانيّ، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ بن هارون، وقدماء الدّمشقيّين.
ومِن أهل هَرَاة: محمد بن عبد الله بن خَمِيرُوَيْه، ومحمد بن أحمد بن حمزة الخيّاط.
وكان ثقة صالحًا.
12- أحمد بن هارون بن رَوْح [1] .
أبو بكر البِرْديجيّ البَرْذَعيّ الحافظ، نزيل بغداد.
روى عن: أبي سعيد الأشَجّ، وعليّ بن أشكاب، وهارون بن إسحاق، وبحر بن نصر المصريّ، وجماعة.
ورحل وصنف.
وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن لؤلؤ، وابن الصواف، وغيرهم.
قال الدّار الدّارقطنيّ: ثقة، جبل [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن هارون) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 57، وذكر أخبار أصبهان 1/ 113، وتاريخ جرجان للسهمي 251، وتاريخ بغداد 5/ 194، 195 رقم 2661، والأنساب 72 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 333 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 107، ومعجم البلدان 1/ 378، واللباب 1/ 110، وسير أعلام النبلاء 14/ 122- 124 رقم 66، وتذكرة الحفّاظ 2/ 746، 747، والعبر 2/ 118، والوافي بالوفيات 8/ 223 رقم 5658، والنجوم الزاهرة 3/ 184، وشذرات الذهب 2/ 107، والأعلام 1/ 251، ومعجم المؤلّفين 2/ 198، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 272 رقم 137.
[2] قوله في تاريخ بغداد 5/ 195: «ثقة، مأمون، جبل» .(23/54)
وقال الحاكم: سمع منه شيخنا أبو عليّ بمكّة سنة ثلاث وثلاثمائة.
قلتُ: كأنّ الحاكم وَهِم، فإنّ أبا عليّ حجّ سنة ثلاثمائة. وكانت وفاة لبرديجيّ ببغداد سنة إحدى وثلاثمائة.
قال الحاكم: قدِم على محمد بن يحيى الذُّهْليّ فأفاد واستفاد. وسمع منه: أحمد بن المبارك المستملي، ولا أعرف إمامًا من أئمّة عصره إلّا وعليه انتخاب.
قال الخطيب [1] : كان ثقة فَهْمًا حافظًا.
قال أحمد بن كامل: مات في رمضان سنة إحدى ببغداد [2] .
13- أحمد بن يعقوب بن إبراهيم [3] .
ابن أخي العِرْق، المقرئ.
حدَّث عن: محمد بن بكّار، وجُبَارَة بن المغلَّس، وداود بن رُشيد.
وعنه: مخلد الباقرحي، والشافعي، وعيسى الرخجي.
وكان ثقة مقرئا، توفي في جمادى الأولى [4] .
14- إبراهيم بن أسباط بن السكن البزاز [5] .
كوفي، سمع: عاصم بن عليّ، وبِشْر بن الوليد، ومنصور بن أبي مُزَاحم وعنه: عبد الباقي بن قانع، والجعابيّ.
لَمْ يرو عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ سِوَى حديث «من كذب عليّ» [6] .
__________
[1] في تاريخه 5/ 195: كان ثقة فاضلا فهما حافظا.
[2] وزاد: وكان من حفّاظ الحديث المذكورين بالحفظ والفقه. (تاريخ بغداد) .
[3] انظر عن (أحمد بن يعقوب) في:
تاريخ بغداد 5/ 225، 226 رقم 2703.
[4] وقيل: توفي سنة ثلاثمائة.
[5] انظر عن (إبراهيم بن أسباط) في:
تاريخ بغداد 6/ 44، 45 رقم 3066، وسير أعلام النبلاء 14/ 118 رقم 61.
[6] تمام الحديث: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النار» ، وهو متواتر، فقد أخرجه البخاري في الجنائز (9291) ، ومسلم في المقدّمة (رقم 4) ، باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله، عن المغيرة.
وأخرجه البخاري في الأنبياء (3461) ، والترمذي في العلم (2671) ، وأحمد في المسند(23/55)
وأبو حفص الزّيّات، وهو آخر من حدّث عنه.
وثّقه الدّارقطنيّ.
__________
[2] / 202 و 214 و 271، عن عبد الله بن عمر. وأخرجه البخاري في الأدب (6197) ، ومسلم في المقدّمة (3) ، وابن ماجة في المقدّمة (34) ، وأحمد 2/ 401 و 413 و 469 و 519، عن أبي هريرة.
وأخرجه الترمذي في العلم (1661) ، وابن ماجة في المقدّمة (30) ، عن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه مسلم في المقدّمة (2) ، وابن ماجة في المقدّمة (32) والدارميّ 1/ 76، وأحمد 3/ 98، و 113 و 116 و 176 و 203 و 209 و 223 و 78، و 280، عن أنس بن مالك.
وأخرجه مسلم في الزهد (3004) ، وابن ماجة في المقدّمة (37) ، وأحمد 3/ 36 و 44 و 46 و 56، عن أبي سعيد الخدريّ.
وأخرجه ابن ماجة في المقدّمة (33) ، والدارميّ 1/ 76، وأحمد 3/ 303، عن جابر.
وأخرجه ابن ماجة في المقدّمة (35) ، والحاكم في المستدرك 1/ 112، عن أبي قتادة.
وأخرجه ابن ماجة في المقدّمة (31) ، عن عليّ.
وأخرجه الدارميّ 1/ 76، عن ابن عباس.
وأخرجه أحمد 3/ 422، عن قيس بن سعد بن عبادة، و 4/ 47 عن سلمة بن الأكوع، و 4/ 156 و 202 عن عقبة بن عامر، و 4/ 367 عن زيد بن أرقم، و 4/ 294 عن خالد بن عرفطة، و 4/ 412 عن رجل من الصحابة.
وأخرجه ابن أبي حاتم الرازيّ في الجرح والتعديل 2/ 7.
والجريريّ في الجليس الصالح 1/ 170.
والشهاب القضاعي في مسندة 1/ 324 رقم 547 و 548 و 549 و 550.
وسعد بن أبي وقّاص في مسندة 176 رقم 101.
والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1/ 265 و 2/ 84 و 184 و 221 و 3/ 38 و 250 و 4/ 107 و 130 و 5/ 115 و 319 و 222 و 379 و 6/ 45 و 7/ 19 و 55 و 418 و 8/ 339 و 402 و 9/ 149 و 312 و 10/ 300 و 11/ 229 و 282 و 12/ 51 و 13/ 127 و 157 و 439 و 14/ 225 و 307.
وابن عساكر في تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 7/ 312 رواه تمّام بن عبد السلام بن محمد أبو الحسن اللخمي، عن خيثمة الأطرابلسي، عن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، عين أبيه، عن الأوزاعي، عن حسّان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «بلّغوا عني، يعني، ولو آية. وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النار» .
وأخرجه ابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ 111 رقم (60) . وقال ابن الجوزيّ: روى هذا الحديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم 98 صحابيّا منهم العشرة، ولا يعرف ذلك في غيره. وذكر ابن دحية أنّه خرّج من نحو أربعمائة طريق. ومنها: «من نقل عني ما لم أقله فليتبوَّأ مقعده من النار» . قالوا:
وهذا أصعب ألفاظه وأشقّها لشموله للمصحّف واللّحاف والمحرّف. (كشف الخفاء ومزيل الإلباس 2/ 379) .(23/56)
توفّي سنة إحدى وثلاثمائة، وقيل: سنة اثنتين [1] .
15- إبراهيم بن عاصم بن موسى.
مصريّ، ذو مزاح ومُجُون مع ثقة ودِين.
روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن مثرود.
كتب عنه: أبو سعيد بن يونس.
وورّخ موته فيها.
16- إبراهيم بن محمد بن الهيثم [2] .
أبو القاسم القَطيعيّ. صاحب الطعام.
في جُمَادَى الآخرة [3] .
17- إبراهيم بن يوسف بن خالد [4] .
أبو إسحاق الرّازيّ الهِسِنْجَانيّ الحافظ.
رحّال جوّال.
سمع: هشام بن عمّار، وطالوت بن عَبّاد، وعبد الواحد بن غِياث، وهذه الطبقة.
وله مسند كبير يزيد على مائة جزء، رواه عنه ميسرة بن عليّ القزوينيّ.
وممن روى عنه: أبو عُمَرو بن مطر، والحافظ أبو عليّ النَّيْسابوريّان، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو أحمد بن عديّ الْجُرْجانيان، وأبو بكر أحمد بن عليّ
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 45.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
تاريخ بغداد 6/ 154، 155 رقم 3194.
[3] قال الدارقطنيّ: ثقة صدوق.
[4] انظر عن (إبراهيم بن يوسف بن خالد) في:
الأنساب لابن السمعاني 590 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 286 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 311، والعبر 2/ 118، وسير أعلام النبلاء 14/ 115- 117 رقم 59، وتذكرة الحفّاظ 2/ 692، والوافي بالوفيات 6/ 172 رقم 2630، والبداية والنهاية 11/ 121 وفيه: هو من تلاميذ أبي بكر الإسماعيلي، وهذا وهم، فالإسماعيلي هو من تلاميذه، والنجوم الزاهرة 3/ 184، وطبقات الحفّاظ 300، 301، وشذرات الذهب 2/ 235، والرسالة المستطرفة 70.(23/57)
الدَّيْلميّ، والعباس بن الحسين الصّفّار وهو آخر من حدَّث عنه بالرِّيّ.
قال أبو عليّ النَّيْسابوريّ: هو ثقة مأمون.
ورَّخ أبو الشّيخ وفاته.
18- إبراهيم بن هانئ بن خالد المُهَلَّبيّ [1] .
أبو عُمَران الْجُرْجانيّ الفقيه الشّافعيّ الزّاهد.
تفقّه عليه جماعة من أهل جرجان كأبي بكر الإسماعيليّ.
وقد سمع بسَمَرْقَنْد من: أبي محمد الدّارميّ، وببغداد من: أحمد بن منصور الرَّماديّ، وغيره.
روى عنه: أبو بكر الإسماعيليّ، وعبد الله بن عَدِيّ، وإبراهيم بن موسى السَّهْميّ، وغيرهم.
وكان من جِلّة العلماء.
19- إسحاق بن أحمد بن السّامانيّ [2] .
أبو يعقوب الأمير.
كان على مظالم بُخَارَى في دولة أخيه إسماعيل.
وقد روى عن: أبيه، والدّارِميّ.
وعنه: صالح بن أبي رُمَيْح، وعبد الله بن يحيى القاضي.
تُوُفّي في صفر مسجونًا ببخارى.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن هانئ) في:
تاريخ جرجان 133، 134 رقم 139، والأنساب 546 ب، واللباب 3/ 276، وسير أعلام النبلاء 14/ 194 رقم 109.
[2] انظر عن (إسحاق بن أحمد) في:
تاريخ بخارى للنرشخي 114- 116، 127، وتاريخ الطبري 10/ 147، 148، والكامل في التاريخ 7/ 280- 282، 368 و 8/ 7، 61، 78، 80.(23/58)
- حرف الباء-
20- بكر بن أحمد بن مقبل [1] .
ورّخه عبد الرحمن بن مَنْدَه. وولاؤهُ لبنى هاشم.
كان من حفّاظ أهل البصرة.
يروي عن: عبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، وأبي حفص الفلّاس، وعبد الملك بن هَوْذَة بن خليفة، وطائفة.
وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (بكر بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 110، وسير أعلام النبلاء 14/ 205 رقم 115، والعبر 2/ 118، 119، وشذرات الذهب 2/ 234.(23/59)
- حرف الجيم-
21- جعفر بن محمد بن الحَسَن بن المستفاض [1] .
أبو بكر الفِرْيابيّ الواعظ، المصنّف.
قاضي الدِّيَنَور، وأحد أوعية العِلم والفهم.
طوَّف الدّائرة الإسلاميّة، ورحل من التُّرْك إلى مصر.
وحدَّث ببغداد، وغيرها عن: قُتَيْبة، وعليّ بن المَدِينيّ، وإسحاق بن راهَوَيْه، وأبي جعفر عبد الله النّفيليّ، وهدبة بن خالد، وهشام بن عمار، ومحمد بن الحسن البلخي، وأمم سواهم.
وعنه: أبو بكر النجاد، والشافعي، وأبو علي الصواف، وأبو بكر القطيعي، وابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، والطبراني، وأبو بكر الجعابي، والقاضي أبو الطاهر الذهلي، وأبو الفضل الزهري، وآخرون.
وكان ثقة حجة.
قال أبو علي الصواف: سمعته يقول: كلّ من لقيته لم أسمع منه الّا مِن لفظه، الّا ما كان مِن شيخين: أبي مصعب الزّهريّ، فإنّه ثقل لسانه،
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد الفريابي) في:
تكملة تاريخ الطبري للهمداني 16 وفيه تحرّفت نسبته إلى «الغرياني» ، وصلة تاريخ الطبري 46، والمعجم الصغير للطبراني 115، والفهرست لابن النديم 324، وتاريخ بغداد 7/ 199- 202 رقم 3665، وترتيب المدارك 3/ 187، 188، والأنساب 9/ 291، والمنتظم 6/ 124، 125 رقم 176، ومعجم البلدان 4/ 284، والكامل في التاريخ 8/ 85، ودول الإسلام 1/ 183، والمعين في طبقات المحدّثين 107 رقم 1207، وتذكرة الحفاظ 2/ 692- 694، والعبر 2/ 119، وسير أعلام النبلاء 14/ 96- 111 رقم 54، ومرآة الجنان 2/ 238، والبداية والنهاية 11/ 121، 122، والديباج المذهب 1/ 321، 322، وطبقات الحفّاظ 301، 302، وشذرات الذهب 2/ 235، والرسالة المستطرفة 47، 48، وشجرة النور الزكية 1/ 77، والأعلام 2/ 123، ومعجم المؤلّفين 3/ 146، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 263، 264 رقم 127.(23/60)
وَالْمُعَلَّى بن مهديّ بالمَوْصِل [1] . وكتبت من سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
وعن أبي حفص الزّيّات قال: لمّا ورد الفِرْيابيّ إلى بغداد استقبل بالطيارات والزبازب [2] ، ووعد له الناس إلى شارع المنار ليسمعوا منه، فحزر من حضر مجلسه لسماع الحديث، فقيل: كانوا نحو ثلاثين ألفا. وكان المستملون ثلاثمائة وستة عشر [3] .
وقال أبو الفضل الزهري: لما سمعتُ من الفِرْيابيّ كان في مجلسه من أصحاب المحابر مَن يكتب حدود عشرة آلاف إنسان، ما بقي منهم غيري، هذا سوى من لَا يكتب [4] .
وقال ابن عديّ: كنّا نشهد مجلس الفِرْيابيّ وفيه عشرة آلاف أو أكثر.
وقال أبو بكر الخطيب [5] : والفريابيّ قاضي الدّينور من أوعية العلم ومن أهل المعرفة والفهم. طوف شرقا وغربا، ولقي الأعلام، وكان ثقة حجة.
وقال الدارقطني: قطع الفريابي الحديث في شوّال سنة ثلاثمائة.
وقال أبو علي النيسابوري: دخلت بغداد والفريابي حي، وقد أمسك عن التّحديث. ودخلنا عليه غير مرةٍ وبكيت بين يديه، وكنّا نراه حسرةً.
تُوُفّي رحمه الله في المحرّم سنة إحدى، وولد سنة سبْعٍ ومائتين.
وكان الفِرْيابيّ حَفَر لنفسه قبرًا رضيَ الله عنه [6] .
22- جعفر بن محمد السُّوسيّ.
أبو الفضل المجاور بمكّة.
عنده عن: عليّ بن بحر بن برّيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 201.
[2] هي الدبادب، أي الطبول.
[3] تاريخ بغداد 7/ 201، 202، وفي: تكملة تاريخ الطبري للهمداني 16: «فحزر في مجلسه ثلاثون ألفا يكتب منهم عشرة آلاف. وكان في مجلسه ثلاثمائة وستة عشر يستلمون (كذا) .
والصحيح «يستملون» .
[4] تاريخ بغداد 7/ 202.
[5] في تاريخه 7/ 199 و 200.
[6] ولكن لم يقض إن يدفن فيه. (تاريخ بغداد 9/ 202) .
وقال أحمد بن كامل القاضي: كان جعفر الفريابيّ مكثرا في الحديث، مأمونا موثوقا به.(23/61)
- حرف الحاء-
23- الحسن بن إبراهيم بن بشّار [1] .
أبو عليّ الفابِزانيّ [2] الإصبهانيّ.
عن: سليمان الشّاذكُونيّ، وعُبَيْد الله بن عُمَر.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيخ، وأبو مسلم عبد الرحمن بن محمد، والإصبهانيّون.
24- الحَسَن بن الحُباب بن مَخْلَد [3] .
أبو عليّ البغداديّ الدّقاق المقرئ.
سمع: لُوَيْنًا، ومحمد بن أبي سمينة، وأحمد بن أبي بزّة المقرئ.
وكان من شيوخ المقرءين وثقاتهم.
عَرَضَ على: البزّيّ، ومحمد بن غالب الأنماطيّ.
أخذ عنه القراءة: ابن مجاهد، وابن الأنباريّ، والنّقّاش، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم، وأحمد بْن عبد الرحمن الوليّ، وجماعة.
روى عنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، ومحمد بن عمر الحنّائيّ، وجماعة [4] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن إبراهيم) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 261.
[2] الفابزاني: بفتح الفاء والباء الموحّدة بعد الألف وبعدها الزاي المعجمة وفي آخرها النون بعد الألف. هذه النسبة إلى فابزان وهي قرية من قرى أصبهان (الأنساب 9/ 207) .
[3] انظر عن (الحسن بن الحباب) في:
تاريخ بغداد 7/ 301، 302، رقم 3813، والمنتظم 6/ 125 رقم 177، ومعرفة القراء الكبار 1/ 229 رقم 128، وغاية النهاية 1/ 209 رقم 965.
[4] قال الدارقطنيّ: ثقة. ومثله قال الخطيب.(23/62)
25- الحسن بن سليمان بن نافع [1] .
أبو مَعْشَر الدّارميّ البصْريّ. نزل بغداد وحدَّث.
عن: أبي الربيع الزَّهْرانيّ، وهُدْبَة بن خالد، وجماعة.
وعنه: ابن قانع، وعبد الصَّمَد الطّسْتيّ، ومَخْلَد الباقَرْحيّ، وعليّ بن لؤلؤ.
ووثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
مات في جُمَادَى الآخرة.
26- الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم [2] .
أبو عليّ الأنصاريّ الهَرَويّ الحافظ.
روى عن: سُوَيْد بن سعيد، وهشام بن عمّار، وسعيد بن منصور، وسُوَيْد بن نصر، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعثمان بن أبي شيبة، وداود بن رشيد، وخالد بن هياج، وخلق سواهم.
روى عنه: بشر بن محمد المزني، ومنصور بن العبّاس، ومحمد بن عبد الله بن خميرويه، وأبو حاتم بن حبان، وأبو بكر النقاش المقرئ.
وكان أحد مِن عنِي بهذا الشأن وتعبَ عَليْهِ، وله تاريخ صنفه على وضع «تاريخ البخاري» .
وثقة الدارقطني [3] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن سليمان) في:
تاريخ بغداد 7/ 327 رقم 3840، والمنتظم 6/ 125 رقم 178، وسير أعلام النبلاء 14/ 148، 149 رقم 83.
[2] انظر عن (الحسين بن إدريس) في:
الجرح والتعديل 3/ 47 رقم 206، والثقات لابن حبّان 8/ 193، والأنساب 589 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 288، وتذكرة الحفاظ 2/ 695، 696، وسير أعلام النبلاء 14/ 113، 114 رقم 57، والعبر 2/ 119، وميزان الاعتدال 1/ 530، 531 رقم 1979، والوافي بالوفيات 12/ 340 رقم 319، ولسان الميزان 2/ 272، 273 رقم 1126، والنجوم الزاهرة 3/ 184، وطبقات الحفاظ 302، وشذرات الذهب 2/ 235.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 288.(23/63)
وقال أبو الوليد الباجيّ: لَا بأس بِهِ [1] .
وذكره ابن أبي حاتم في تاريخه [2] ، وقال: هو المعروف بابن خُرّم. كتبَ إليَّ بجزءٍ من حديثه، عن خالد بن هيّاج بن بِسْطام، فيه بواطيل، فلا أدري منه أو من خالد.
قلت: خالد له مناكير عن أبيه، والحُسين فثقة حافظ.
ورخه أبو النضر الفامي [3] .
27- الحسين بن زكريا بن يحيى.
أبو علي المصري التمار.
توفي في ربيع الآخر.
28- حماد بن مدرك بن حماد [4] .
أبو الفضل الفسنجاني.
قيده ابن ماكولا [5] .
حدث بشيراز عن: عُمَرو بن مرزوق، وأبي عُمَر الحَوْضيّ، وطبقتهما.
وعنه: محمد بن بدر الحمّاميّ، والزّاهد محمد بن خفيف.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وقد قارب المائة.
29- حمدان بن عُمَرو.
أبو جعفر الموصليّ الوزّان.
يروي عن: غسّان بن الربيع، ومعلّى.
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق.
[2] أي كتاب: الجرح والتعديل 3/ 47.
[3] وقال ابن حبّان في (الثّقات) ، مات سنة ثلاثمائة في آخرها أو في أول سنة إحدى وثلاثمائة، وكان ركنا من أركان السنّة في بلده.
[4] انظر عن (حمّاد بن مدرك) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 419، والأنساب 428 أ، ومعجم البلدان 4/ 266، واللباب 2/ 432، وسير أعلام النبلاء 14/ 119 رقم 62.
[5] في: الإكمال.(23/64)
30- حمدان بن الهيثم التيمي الإصبهاني [1] .
ثقة، دين.
يروي عن: عبد الله بن عُمَر الزُّهْريّ.
وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد العسّال، وأبو مسلم عبد الرحمن أخو أبي الشيخ، وعدّة.
31- حميد بن يونس [2] .
أبو غانم الزّيّات. بغداديّ.
سمع: يوسف بن موسى القطّان، وغيره.
وعنه: مَخْلَد الباقَرْحيّ، ومحمد بن عبد الله الشّافعيّ.
وقبلهما محمد بن مَخْلَد، وغيره.
وله رحلة إلى مصر.
- حرف الخاء-
32- خالد بن غسّان.
أبو عَبس السُّلَميّ.
ورّخه ابن مَنْدَة.
لا أعرفه.
__________
[1] انظر عن (حمدان بن الهيثم) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 293.
[2] انظر عن (حميد بن يونس) في:
تاريخ بغداد 8/ 166 رقم 4271.(23/65)
- حرف السين-
33- سعيد بن خُمَيْر [1] .
أبو عثمان الرَّبْعيّ القُرْطُبيّ.
سمع من: أبي زيد، وعبد الله بن خالد، وابن مُزَين.
وفي الرحلة من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحَكَم.
وكان ذا فضل وعبادة وورع وعَلْم.
روى عنه: الأعناقيّ، وابن أيْمَن، وأحمد بن عُبادة.
تُوُفّي في صفر.
- حرف الصاد-
34- صالح بن الحسين بن الفَرَح.
أبو الحُسَين.
ذكره ابن مندة.
لا أعرفه.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن خمير) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 163 رقم 484، وجذوة المقتبس للحميدي 230 رقم 469، وبغية الملتمس للضّبي 308 رقم 798 وفيه «حمير» بالحاء المهملة.(23/66)
- حرف العين-
35- عامر بن أحمد بن محمد [1] .
أبو الحَسَن الشُّونيزيّ، الشّافعيّ.
سكن إصبهان، وحدَّث عن: أحمد بن عبد الجبار، وعبد الله بن محمد بن النُّعمان، وإبراهيم بن فهْد.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ.
36- عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب [2] .
أبو العبّاس الأُمويّ.
مولاهم البغداديّ الفقيه.
ولي قضاء مدينة المنصور.
وكان ذا قدر وجلالة.
37- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بدرون الأندلسيّ [3] .
من أهل الجزيرة.
سمع من: محمد بن أحمد العُتْبيّ.
ورحل فسمع من: أحمد ابن أخي ابن وهْب، ومحمد بن عبد الله بن
__________
[1] انظر عن (عامر بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 260، وذكر أخبار أصبهان 2/ 39.
[2] انظر عن (عبد الله بن علي بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 10 رقم 5120، والمنتظم 6/ 97، 98، رقم 179، والبداية والنهاية 11/ 122.
[3] انظر عن (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 219، 220، رقم 658، وجذوة المقتبس للحميدي 249 رقم 524، وبغية الملتمس للضبي 330 رقم 873.(23/67)
عبد الحَكَم، وأحمد بن عبد الرحيم البرقيّ، ومحمد بن سحنون القيروانيّ.
وكان أديبا لُغَويًّا، فيه زُهْد وورع.
38- عبد الله بن محمد بن ناجية بن نَخْبَة [1] .
أبو محمد البربريّ، ثمّ البغداديّ، الحافظ.
سمع: أبا مَعُمَر الهُذْليّ، وسُوَيْد بن سعيد، وعبد الواحد بن غِياث، وأبا بكر بن أبي شيبة، وعبد الأعلى بن حَمّاد، وطبقتهم.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، والجعَابيّ، وأبو القاسم بن النّحّاس، وإسحاق النّعاليّ، ومحمد بن المظفَّر، وعُمَر بن محمد الزّيّات، وآخرون.
وكان ثقة ثبتا [2] ، عارفا ممتعا بإحدى عينيه [3] .
تُوُفّي في رمضان عن سن عالية.
أقدم ما عنده أصحاب حمّاد بن سَلَمَةَ. وطلبه للحديث بعد الثلاثين ومائتين.
وله مسندُ كبير في عدّة مجلّدات.
قال الإمام أبو عُمَر بن عبد البرّ: ناولني خَلَف بن القاسم الحافظ «مُسْنَد ابن ناجيةً، وهو في مائةٍ واثنتين وثلاثين جُزْءًا، بروايته عن أبي قُتَيْبة سَلّم بن الفضل البغداديّ، عن ابن ناجية، رحمه الله تعالى [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن ناجية) في:
تاريخ جرجان 115، 363، 534، وتاريخ بغداد 10/ 104، 105، رقم 5222، والمنتظم 6/ 125 رقم 180، وفهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي 527، وفيه: «عبد الله بن محمد بن أبي ناجية» ، والأنساب 71 أ، وسير أعلام النبلاء 14/ 164- 166 رقم 95، والعبر 2/ 119، والمعين في طبقات المحدّثين 107 رقم 1211، وتذكرة الحفّاظ 2/ 696، 697، والوافي بالوفيات 17/ 474، 475 رقم 395، والشعور بالعور للصفدي (مخطوطة برلين 284) ورقة 165 أ، والنجوم الزاهرة 3/ 184، وطبقات الحفّاظ 302، وشذرات الذهب 2/ 235، والرسالة المستطرفة 71.
[2] هو قول الخطيب 10/ 104.
[3] هو قول أحمد بن كامل القاضي، وزاد: وكان من أصحاب الحديث الأكياس المكثرين، إلّا أنه كان مشهورا بصحبة الكرابيسي.
[4] وقال ابن المنادي: كان أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن ناجية البربري أحمد الثقات المشهورين(23/68)
39- عبد الله بن محمد بن حيّان بن فَرُّوخ [1] .
أبو محمد بن مُقَيْر البغداديّ.
سمع: محمود بن غَيْلان، وعبد الله بن عُمَر بن أبان، وغيرهما.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وإسماعيل الخُطَبيّ، وأبو عليّ بن الصّوّاف، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وكان ثقة.
تُوُفّي في رمضان أيضًا.
40- عبد الله بن الوليد العُكْبَريّ [2] .
عن: محمد بن موسى الحَرَشيّ، وأحمد بن منصور زاج.
وعنه: أبو أحمد بن عَدِيّ، والإسماعيليّ، وابن بخيت.
وكان ثقة صالحًا.
41- عبد الله بن وُهَيْب الْجُذاميّ الغَزّيّ [3] .
سمع: محمد بن أبي السَّري العسقلانيّ، والعبّاس بن الوليد البَيْروتيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن عَدِيّ، وجماعة.
42- عبد الله بن يحيى بن موسى بن داود بن شيرزاد.
أبو محمد السَّرْخَسيّ، قاضي طَبَرِسْتان، ثمّ قاضي نَسْف.
روى عن: علي بن حُجْر، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، والحسين بن حريث.
وأملى مجالس.
__________
[ () ] بالطلب والمكثرين في تصنيف المسند.
وكان أبو بكر الإسماعيلي يصفه بالثبت الفاضل. (تاريخ بغداد 10/ 104) .
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن حيّان) في:
تاريخ بغداد 10/ 105 رقم 5223، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 610، والوافي بالوفيات 17/ 475 رقم 396.
[2] انظر عن (عبد الله بن الوليد) في:
تاريخ بغداد 10/ 182 رقم 5328.
[3] انظر عن (عبد الله بن وهيب) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 215.(23/69)
وعنه: حماد بن شاكر، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، وأبو عمرو محمد بن محمد بن صابر، وجماعة.
43- علي بن روحان الدقاق [1] .
بغدادي.
روى عن: زيد بن أخزم، وغيره.
وعنه: الطَّستيّ، والطَّبَرانيّ، وعبد الله بن عَدِيّ.
ورّخه الخطيب.
44- عُمَران بن موسى بن يحيى بن جِبارة، بالكسر.
أبو القاسم المصريّ الحمراويّ المؤدّب.
يروي عن: عيسى بن حمّاد زُغبة، وغيره.
وعنه: المصرّيون.
45- عُمَرو بن عثمان بن كُرَب بن غُصَص [2] .
أبو عبد الله المكّيّ الصُّوفيّ الزَّاهد.
من أئمة القوم.
صحب أبا سعيد الخرّاز، ولقى أبا عبد الله النِّباجيّ. وله مصنَّفات كثيرة في عِلم المعاملات والإشارات.
سمع من: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، وسليمان بن سيف الحرّانيّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن روحان) في:
تاريخ بغداد 11/ 426 رقم 6312.
[2] انظر عن (عمرو بن عثمان) في:
طبقات الصوفية للسلمى 200- 205 رقم 9، وحلية الأولياء 10/ 291- 296 رقم 573، وذكر أخبار أصبهان 2/ 33، وتاريخ بغداد 12/ 223- 225 رقم 6673، والرسالة القشيرية 21، والمنتظم 6/ 93 رقم 126، وصفة الصفوة 2/ 440- 442 رقم 305، والعبر 2/ 107، 108، وسير أعلام النبلاء 14/ 57، 58 رقم 29، ودول الإسلام 1/ 181، ومرآة الجنان 2/ 227، 228، والعقد الثمين 6/ 410، 411، وطبقات الأولياء 343، 344، والنجوم الزاهرة 3/ 170 و 184، وشذرات الذهب 2/ 225، 226، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 104، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 157- 159.(23/70)
وعنه: أبو الشَّيخ، ومحمد بن أحمد الإصبهانيّان، وجعفر الخلْديّ، وغيرهم.
وكان قد قدِم إصبهان زائرًا لعليّ بن سهْل.
قال أبو نُعَيْم [1] : توفّي بعد الثلاثمائة.
وقيل: قبل الثلاثمائة.
ومِن كلامه: العلم قائد، والخوف سائق، والنَّفْس حَرُونٌ بين ذلك جموحٌ، خدّاعة، روّاغة، فاحذرها وراعِها بسياسة العِلم، وسُقْها بتهديد الخوف [2] .
وله كلامٌ عالٍ من هذا النَّوع.
وقيل: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين، وقيل: سنة إحدى وتسعين [3] .
ذكره أبو عبد الرحمن السُّلَميّ وقال [4] : كان ينتسبُ إلى الْجُنَيْد، وكان قريبًا منه في الّسِنّ والعِلْم.
وسمعتُ أبا عبد الله الرّازيّ يقول: لما ولي عُمَرو قضاء جَدّة هجَرهٌ الْجُنَيْد، رحمهما الله.
46- عيسى بن إبراهيم بن موسى.
أبو عبد الله القُمّيّ.
تُوُفّي بمصر في ذي الحجّة.
__________
[1] في ذكر أخبار أصبهان 2/ 33.
[2] طبقات الصوفية 203 رقم 10، صفة الصفوة 2/ 441.
[3] وهذا أصحّ، كما قال السّلمي في طبقات الصوفية 201.
[4] في طبقات الصوفية 200.(23/71)
- حرف القاف-
47- القاسم بن فُورَك [1] .
أبو محمد الكَنْبَرْكيّ الإصبهانيّ.
رحل وسمع: إبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، وعليّ بن سعيد بن مسروق، وعمّار بن خالد الواسطيّ، ونحوهم.
وعنه: الطَّبَرانيّ، والعسّال، وأبو الشّيخ، وأهل بلده.
- حرف الكاف-
48- كثير بن نَجِيح.
أبو الخير المصريّ.
رأى عيسى بن المُنْكَدِر، وعبد الله بن عبد الحَكَم.
وسأل أصبغ بن الفَرج مسائل.
قال ابن يونس: قال لي: ولدتُ سنة أربعٍ ومائتين.
مات في رمضان.
وكان رجلا صالحا قارب المائة.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن فورك) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 269، وذكر أخبار أصبهان 2/ 161.(23/72)
- حرف الميم-
49- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن أبي بكر المُقَدّميّ [1] .
القاضي أبو عبد الله.
سمع: عُمَرو بن عليّ الصَّيْرفيّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ.
وعنه: الْجِعَابيّ، والطّحَاويّ، وأبو حفص الزّيّات.
وكان ثقة.
50- محمد بن أحمد بن سعيد [2] .
أبو مسلم الإصبهانيّ المكتِّب.
عن: أبي سعيد الأشَجّ، وعُمَرو بن عبد الله الأَوْديّ.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وغيره.
51- محمد بن أحمد بن سيّد حَمْدُوَيْه [3] .
أبو بكر التّميميّ الدّمشقيّ الزّاهد. ويقال: إنّه مولى بني هاشم. له الكرامات والأحوال.
صحِب القاسم الجوعيّ، وحدَّث عنه، وعن: مؤمّل بن إهاب، وشُعَيب بن عُمَرو.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد المقدّمي) في:
اللباب 3/ 169، والكامل في التاريخ 8/ 85، وتاريخ بغداد 1/ 336، 337، والأنساب 539 ب، والمنتظم 6/ 126 رقم 182، وتاريخ ابن الوردي 1/ 254، والأعلام 6/ 197، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 263 رقم 126.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن سعيد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 240.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن سيّد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 345 ب، وسير أعلام النبلاء 14/ 111، 112 رقم 55.(23/73)
روى عنه: أبو بكر، وأبو زُرْعة ابنا أبي دُجَانة، وابن أبي القاسم، وأبو أحمد ابن النّاصح، وأبو هاشم المؤدّب، وأبو صالح صاحب مسجد أبيّ صالح الّذي هو بظاهر باب شرقيّ، وآخرون.
وكانوا يلقّبونه المعلِّم.
وقال أبو أحمد بن المفسّر: أقام أبو بكر بن سيّد حَمْدُوَيّه خمسين سنة ما أستند ولا مدّ رِجْله بين يدي الله هيبةً له.
وقال أَبُو محمد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التّميميّ: حدَّثني عُمَر بن البُرّيّ أنّ المعلّم ابن سيّد حَمْدَوَيْه أضافَ به قوم فقال لرجل من أصحابه، جئْني بِشواء ورِقاق، فجاءه به، فقدّمه إليهم، فقالوا: يا أبا بكر، ما هذا مِن طعامنا.
قال: أيش طعامكم؟ قالوا: الْبَقْلُ.
فأحضره لهم فأكلوا، وأكل هو الشّواء، وقاموا يصلّون باللّيل، ونام هو على ظهره، وصلّى بهم صلاة الغَداة وهو على وضوء العشاء، وقال لهم:
تخرجون بنا نتفرَّج؟
فخرجوا إلى الحد عشريّة عند البُرَيْكة، فأخذ رداءه فألقاه على الماء وصلّى عليه، ثم دفعَ إليَّ الرّداء ولم يُصبْه ماء، ثمّ قال: هذا عمل الشواءِ، فأين عمل البَقْلِ.
وقال ابن أبي نصر: حدَّثني عُمَر بن سعيد أنّ أبا بكر قال: خرجتُ حاجًا فصرنا إلى مَعَان، وأصابنا شتاء، فجمعتُ نارًا أصطلي، فإذا برجل قائم فقال:
يا غلام سِرْ. فقُمتُ وسرتُ وراءه، فاخَذَنا المطر حتّى انتهينا إلى رابية فقال: قد طلع الفجر فَصَلِّ بي. فصلّيتُ به، ثمّ لاحت برقةٌ على جدار فقال: هذه المدينة ادخلها وانتظر أصحابك. فدخلت فأقمت أربعة عشر يومًا حتّى قدِموا. وبه أنّ كلبًا نَبح باللّيل على ابن سيّد حَمْدُوَيْه فأَخْسَأهُ، فمات.
تُوُفّي رضى الله عنه في صفر سنة إحدى وثلاثمائة. وله كرامات سوى ما ذكرنا.
52- محمد بن بشر بن يوسف [1] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن بشر) في:(23/74)
أبو الحَسَن القُرَشيّ، مولاهم الدّمشقيّ القزّاز.
عُرِف بابن مامويه.
مُكثِر عن: هشام بن عمّار، ودُحَيْم.
وقرأ القرآن على: هشام، ورحل إلى مصر والعراق.
وروى عن: أبي الطّاهر بن السّرح، وحفص الرّباليّ، وطبقتهما.
قال ابن عدي: كان أروى الناس عن هشام بن عمّار. كانت عنده كتبه كلّها [1] .
قرأ عليه: أبو بكر محمد الدّاجونيّ.
وحدَّث عنه: الطَّبَرانيّ، وابن عَدِيّ الْجُرْجانيّ.
53- محمد بن حُبّان بن الأزهر العبْديّ [2] .
أبو بكر القطّان البصْري.
حدَّث ببغداد عن: أبي عاصم النّبيل، وعُمَرو بن مرزوق.
وعنه: أبو الطاهر الذهلي، وابن عدي، وأبو بكر الجعابي، والإسماعيلي، وعمر بن سبنك.
ضعفه الحافظ محمد بن علي الصوري [3] . وكان قد نزل بغداد.
قال ابن سبنك: أوّل ما كتبت سنة ثلاثمائة عن ابن حُبّان.
ومات سنة إحدى.
قلت: ومن طبقته.
54- محمد بن حبّان [4] .
__________
[ () ] تاريخ جرجان 281، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 80، 81، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 209، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ج 4/ 128، 129 رقم 1340.
[1] تاريخ دمشق 37/ 209.
[2] انظر عن (محمد بن حبّان) في:
تاريخ بغداد 5/ 231، 232 رقم 2715، والمنتظم 6/ 126 رقم 185.
[3] بغداد 5/ 232، وقال أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الأبندونيّ: كان لا بأس به إن شاء الله.
[4] انظر عن (محمد بن حبّان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 18.(23/75)
بالضّمّ أيضًا، ابن بكر بن عُمَرو الباهليّ البصْريّ.
نزل بغداد في المحرّم، وحدَّث عن: أُمَيَّة بن بِسْطام، وكامل بن طلحة، ومحمد بن مِنْهال.
روى عنه: الطَّبَرانيّ، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ.
وهو الأوّل، بناءً على أن الأزهر لقب بكر، أو هو جدٌّ أعلى، أو وَقَعَ وَهْمٌ في نَسَبه.
وقد وَهَمَ عبد الغنيّ المصريّ الحافظ وقيّده بالفتح وقال: ثنا عنه الذُّهْليّ.
قال: وبضمّ الحاء، محمد بن حبّان، حدّث عنه أبو قتيبة، مسلم بن الفضل.
قال الصُّوريّ: وهما واحدٌ، وهو بالضّمّ.
قلت: ليس عند الطَّبَرانيّ عنه سوى حديثٍ واحد، عن كامل بن طلحة، أورده عنه في معجمه الأصغر والأوسط، وهو ضعيف.
وقال ابن مَنْدَه الحافظ: ليس بذاك.
وأمّا ابن ماكولا فقال [1] : محمد بن حَبّان بن الأزهر الباهليّ، بالفتح، عن:
أبي عاصم. وعنه: أحمد بن عُبَيْد الله النَّهرِديريّ [2] .
ومحمد بن حَبّان أبو بكر، عن: أبي عاصم. ذكره عبد الغنيّ، وهو متقن لَا يخفى عليه أمرُ شيخ شيخه [3] .
وكان القاضي أبو طاهر الذُهليّ من المتثبِّتين لَا يخفى عليه أمر شيوخه.
وقال الصُّوريّ: إنّما هو واحد.
قال ابن ماكولا: ولم يأتِ بشيء، فإنّهما اثنان، والنّسبة تفرّق بينهما. واللَّه أعلم. وجدّ أحدهما الأزهر وجدّ الآخر بكر.
قال: فإن كان شيخنا الصُّوريّ قد أتقنه بالضّمّ، فقد غلط في تصوّره أنّهما
__________
[1] في الإكمال 2/ 305.
[2] وقال ابن ماكولا: له مناكير لا يتابع عليها.
[3] الإكمال 2/ 305.(23/76)
واحد. وهما اثنان، كلٌّ منهما محمد بن حُبّان.
وإن لم يكن أتقنه فالأوّل بالفتح، وهذا بالضّمّ.
قلت: لم يَقُلِ الصُّوريّ هما واحدٌ إلا باعتبار الإثنين المسمَّيْن أمّا باعتبار الرجل الآخر الّذي ذكره الدّارَقُطنيّ فيكونون ثلاثة، فإنّ الدّارَقُطْنيّ قال:
محمد بن حُبّان بن بكر بن عُمَرو البصْريّ نزل بغداد في المحرّم وحدَّث عن أُمَيَّة بن بِسْطام، ومحمد بن مِنْهال، وغيرهما [1] .
55- محمد بن جعفر الراشديّ [2] .
سمع: عبد الأعلى بن حماد النِّرْسيّ.
وعنه: أحمد بن نصر الذّارع، وأبو بكر القَطِيعيّ.
وكان ثقة.
56- محمد بن حَجّاج بن يوسف المَوْصِليّ.
عن: سَلْم بن جُنَادة الرّماديّ.
وعنه: أبو الفتح الأزديّ.
57- محمد بن سعيد بن ميمون.
أبو قَبِيل الجيزيّ المصريّ.
تُوُفّي في شوّال.
58- محمد بن العبّاس بن أيّوب [3] .
أبو جعفر الإصبهانيّ، ابن الأخرم الحافظ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة. وقد اختلط قبل موته بسنة.
__________
[1] الإكمال 2/ 205- 207.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 2/ 131، 132 رقم 524.
[3] انظر عن (محمد بن العباس) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 224، 225، وتذكرة الحفّاظ 2/ 747، 748، والعبر 2/ 120، وسير أعلام النبلاء 14/ 144، 145 رقم 79، والوافي بالوفيات 3/ 190، 191 رقم 1170، والنجوم الزاهرة 3/ 184، وطبقات الحفاظ 315، وشذرات الذهب 2/ 234، 235.(23/77)
وكان أحد الفقهاء بإصبهان.
سمع بعد الأربعين ومائتين: أبا كُرَيْب، وزياد بن يحيى الحسّانيّ، وعمّار بن خالد، وعليّ بن حرب، والمفضّل بن غسّان، والغُلابيّ.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشيخ، والطَّبَرانيّ، وعبد الله بن محمد بن عُمَر، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وجماعة.
وله وصيّة حسنة في كرّاس، منها: ونقول الله على العرش، وعِلْمه مُحيطٌ بالدنيا والآخرة.
ومنها: مَن زعم أنّ لفظ القرآن مخلوق فهو كافر.
59- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن محمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب [1] .
المعروف بالأحنف.
كان يخلُف أباه على القضاء ببغداد، فلم تُحْمَد سيرته.
وفيها تُوُفّي أبوه أيضًا.
60- محمد بن عبد الله بن رُسْتَة بن الحسن بن عُمَر بن زيد الضّبّيّ [2] .
أبو عبد الله المَدِينيّ.
كتب الكثير. وكان الشاذكُونيّ نازلًا عليهم.
سمع: شيبان بن فَرُّوخ، وأبا مَعُمَر، وهُدْبَة، وشَيْبان، ومحمد بن حميد، وغيرهم.
وعنه: الطبراني، وإبراهيم بن محمد بن حمزة، وأبو الشيخ، ومحمد بن عبيد الله بن المرزبان، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن علي) في:
تاريخ بغداد 5/ 435، 436 رقم 2956، والمنتظم 6/ 127 رقم 186، والبداية والنهاية 11/ 122.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن رستة) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 51، وذكر أخبار أصبهان 2/ 225، 226، وطبقات المحدّثين بأصبهان، ورقة 231، وتاريخ جرجان للسهمي 365، وسير أعلام النبلاء 14/ 163 رقم 93.(23/78)
وهو صدوق، رحّال.
61- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
أبو عبد الله البخاريّ القسّام، الملقّب: خَنْب.
سمع: عليّ بن حُجْر، وإسحاق الكَوْسَج، وجماعة.
وعنه: محمد بن عُمَر بن شاذَوَيْه، وخَلَف الخيّام، وغيرهما.
62- محمد بن عبد الرحمن [1] .
أبو عبد الله السّاميّ الهَرَويّ.
في شهر ذي القعدة.
كان من كبار الأئمّة وثقات المحدَّثين.
ومنهم من يقول: تُوُفّي في صفر سنة اثنتين وثلاثمائة.
رحل وسمع: أحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وإبراهيم بن محمد، الشّافعيّ، ومحمد بن مقاتل المَرْوزيّ، وإسماعيل بن أبي أوَيْس، ومحمد بن معاوية النَّيسابوريّ، وأحمد بن حنبل، وخلقًا كثيرًا.
وعنه: أبو حاتم بن حبّان، والعبّاس بن الفضل النَّضْرويّ، وبِشْر بن محمد المُزَنيّ، وسائر الهَرَويّين.
وهو نظير الحسن بن إدريس الهَرَويّ.
63- محمد بن عَبيدة بن يزيد بن عَبيدة [2] .
أبو عبد الله الجرواءانيّ [3] الأصبهانيّ.
ثقة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن السامي) في:
تاريخ جرجان للسهمي 409، وتذكرة الحفّاظ 2/ 697، 698، والعبر 2/ 120، وسير أعلام النبلاء 14/ 114، 115 رقم 58، والوافي بالوفيات 3/ 226 رقم 1224، وطبقات الحفّاظ 304، وشذرات الذهب 2/ 235.
[2] انظر عن (محمد بن عبيدة) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 238.
[3] الجرواءانيّ: بضم الجيم وسكون الراء والألفين الممدودتين بعد الواو وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى جرواآن، وهي محلّة كبيرة بأصفهان، يقال لها بالعجمية كرواآن. (اللباب 1/ 274) .(23/79)
روى عن: سليمان بن عُمَر الأقطع، ومؤمّل بن إهاب، ويوسف القطّان، وغيرهم.
وعنه: أبو الشَّيخ، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو أحمد العسّال.
صدوق، رحّال.
64- محمد بن عليّ بن العبّاس [1] .
أبو بكر النَّسائيّ الفقيه. نزيل بغداد.
عن: شُرَيْح بن يونس، وعُبَيْد الله القواريريّ، وجماعة.
وعنه: الجعابيّ، وعيسى الرُّخَّجِيّ، ومحمد اليَقْطينيّ.
وثَّقة بعض الأئمة [2] .
65- محمد بن يحيى بن مَنْده بن الوليد العَنبريّ [3] .
أبو عبد الله الإصبهانيّ الحافظ.
رحل، وسمع: أبا كُرَيْب، وعبد الله بن معاوية الْجُمَحّي، وهَنّاد بن السَّرِيّ، وسُفْيان بن وَكِيع، ولُوَيْنًا، وموسى بن عبد الرحمن بن مهديّ، ومحمد بن عصام.
وقال أبو الشيخ: كان أستاذ شيوخنا وإمامهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن العباس) في:
تاريخ بغداد 3/ 69، 70 رقم 1031.
[2] ومنهم: محمد بن أحمد الصفّار.
[3] انظر عن (محمد بن يحيى بن مندة) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 48، وذكر أخبار أصبهان 2/ 222- 224، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ، ورقة 115 رقم 427، والإكمال لابن ماكولا 2/ 331، وطبقات الحنابلة 1/ 328، رقم 469، ووفيات الأعيان 4/ 289، والمختصر في أخبار البشر 2/ 67، والعبر 2/ 120، وسير أعلام النبلاء 14/ 188- 193 رقم 107، وتذكرة الحفاظ 2/ 741، 742، وتاريخ ابن الوردي 1/ 254، والوافي بالوفيات 5/ 189، ومرآة الجنان 2/ 238، والنجوم الزاهرة 3/ 184، وطبقات الحفاظ 313، وشذرات الذهب 2/ 234، رقم 2241، وديوان الإسلام لابن الغزّي 4/ 269 رقم 2028، والأعلام 7/ 135، ومعجم المؤلفين 12/ 111، ومقدّمة كتاب الإيمان لابن مندة (حفيد المترجم) ج 1/ 25 بتحقيق د. علي بن محمد بن ناصر الفقيهي- مؤسسة الرسالة 1406 هـ. / 1985 م. بيروت.(23/80)
روى عنه: أحمد بن عليّ بن الجارود.
وكان ينازع أبا مسعود أحمد بن الفُرات في حداثته.
وروى عنه أيضًا: أبو أحمد العسّال، وأبو إسحاق بن حمزة، والطَّبَرانيّ، وعبد الله بن أحمد والد أبي نُعَيْم، وأبو الشيخ.
وحفظ حديث الثَّوْريّ.
واسم مَنْدَه: إبراهيم. وكان محمد بن يحيى من أوعية العلم.
66- مُسَدَّد بن قَطَن بن إبراهيم [1] .
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ الْمُزَكِّي.
كان ثقة مأمونًا زاهدًا عابدًا ورعًا عاقلًا.
سمع من: يحيى بن يحيى، وتورَّعَ عن الرواية عنه لِصغَره إذ سمع.
سمع من: جدّه لأُمّه بِشْر بن الحَكَم، وإسحاق بن راهَوَيْه، وداود بن رُشَيْد، والصَّلْت بن مسعود، وأبا مُصْعَب، وأقرانهم.
وعنه: أبو حامد بن الشَّرْقيّ، ومحمد بن صالح بن هانئ، وعبد الله بن سعْد النَّيْسابوريُّون.
67- موسى بن حمدون العُكْبَريّ [2] .
عن: أبي كُرَيْب، وحَجّاج بن الشّاعر.
وعنه: أبو بكر الخلال الحنبليّ، والإسماعيليّ، وابن بَخِيت الدّقّاق.
وثّقة أبو بكر الخطيب.
__________
[1] انظر عن (مسدّد بن قطن) في:
تاريخ جرجان 523، وسير أعلام النبلاء 14/ 119، 120 رقم 63، والنجوم الزاهرة 3/ 181، وشذرات الذهب 2/ 236، 237.
[2] انظر عن (موسى بن حمدون) في:
تاريخ بغداد 13/ 55، 56 رقم 7027.(23/81)
- حرف الهاء-
68- هَنْبَلُ بن محمد [1] .
أبو يحيى الحمصيّ.
عاش إلى هذه السنة.
وحدَّث عن: عبد الله بن عبد الجبّار الجنائزيّ، ويحيى بن صالح الوُحَاظيّ، ومحمد بن الحسن اليَقْطِينيّ فسمّاه هَنْبَلَ بن يحيى نسبة إلى جدّه السليْحيّ، بحاء مهملة، وأبي مُصْعَب الزُّهريّ، وعبد العزيز بن يحيى، وجماعة.
روى عنه: أبو أحمد بن عَدِيّ، وغيره.
[مواليد هذه السنة] وفيها وُلد أمير المؤمنين المطيع للَّه.
وأبو الحسين بن سمعون الزّاهد.
وأبو الفَرَج الشَّنَبُوذيّ المقرئ.
__________
[1] انظر عن (هنبل بن محمد) في:
تاريخ جرجان 66.(23/82)
سنة اثنتين وثلاثمائة
- حرف الألف-
69- أحمد بن قُدامة بن محمد بن فَرْقَد [1] .
أبو حامد البلْخيّ.
عن: قُتَيْبة، وإبراهيم بن يوسف.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، والقطيعيّ، ومخلد الباقرحيّ.
قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيرًا.
70- أحمد بن محمد بن سلام بن عبدُوَيْه [2] .
أبو بكر البغداديَّ، نزيل مصر.
عن: لُوَيْن، ومحمد بن بكّار، وعبد الأعلى بن حمّاد.
وعنه: أبو سعيد بن يونس، والحسن بن الخَضِر الأسْيوطيّ.
وكان رجلًا فاضلًا صالحًا، قد عَمي.
تُوُفّي في جُمَادَى الْآخرة.
71- أَحْمَد بن محمد بن موسى البغداديّ [3] .
أبو عيسى بن العرّاد.
سمع: الوليد بن شجاع، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ولُوَيْنًا.
وعنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، وابن الزّيّات.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن قدامة) في:
تاريخ بغداد 4/ 354، 355، رقم 2203.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن سلام) في.
تاريخ بغداد 5/ 25 رقم 2371، المنتظم 6/ 128 رقم 187.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن موسى) في.
تاريخ بغداد 5/ 90 رقم 2486.(23/83)
وثقة الدّارَقُطْنيّ [1] .
72- أحمد بن يحيى بن زكريا.
أبو جعفر الحضرميّ الصّوّاف.
بمصر في شهر ذي القعدة.
سمع من: محمد بن رُمْح، وغيره.
وعنه: ابن يونس وقال: ثقة.
73- إبراهيم بن أحمد بن مُعَاذ الشَّعْبانيّ [2] .
الأندلسيّ.
بها.
74- إبراهيم بن شَرِيك بن الفضل [3] .
أبو إسحاق الأَسديّ الكوفيّ.
نزيل بغداد.
عن: أحمد بن يونس، ومِنْجاب بن الحارث، وغيرهما.
وعنه: مخلد الباقَرْحيّ، وعُمَر بن الزّيّات، وأبو الفضل الزُّهْريّ، وأبو الحسن بن لؤلؤ.
قال الزّيّات: سمعت ابن عُقْدة يقول: ما دخل عليكم أوثق من إبراهيم بن شَرِيك [4] .
ووثَّقه الدّارَقُطْنيّ [5] .
مات سنة إحدى. وقيل: سنة اثنتين. وحُمِل إلى الكوفة.
__________
[1] ووثّقه الخطيب.
[2] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 15، 16 رقم 27، وجذوة المقتبس للحميدي 152 رقم 263 وفيه: «إبراهيم بن محمد بن معاذ» ، وبغية الملتمس للضبي 213 رقم 487.
[3] انظر عن (إبراهيم بن شريك) في:
تاريخ بغداد 6/ 102، 103 رقم 3137، والكامل في التاريخ 8/ 91، وسير أعلام النبلاء 14/ 120 رقم 64، والعبر 2/ 122، وشذرات الذهب 2/ 238.
[4] تاريخ بغداد 6/ 102.
[5] نفسه.(23/84)
75- إبراهيم بن محمد بن الحَسَن الإصبهانيّ [1] .
الإمام أبو إسحاق بن مَتُّويه إمام جامع إصبهان.
كان من العُبّاد والسّادة. يصوم الدَّهْر.
وكان حافظًا، ثقة.
سمع: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، وبِشْر بن مُعَاذ، وعبد الجبّار بن العلاء، وأحمد بن مَنِيع، ومحمد بن هاشم البَعْلَبَكّيّ، وهشام بن خالد الأزرق.
وطوَّف البلاد.
روى عنه: أبو عليّ بن شُعيب الدّمشقيّ، وأبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، وأبو بكر بن المقرئ وقال: هو أوّل من كتبتُ عنه الحديث.
وقال أبو الشيخ: كان من معادن الصِّدْق.
توفي في جُمَادَى الآخرة.
قلت أما:
76- إبراهيم بن محمد بن الحسن الإصبهاني، فشيخ من طبقة ابن مَتُّوَيْه.
سمع من: هَنّاد بن السَّرِيّ، وعبد الرحمن بن عُمَر رُسْتَة، وأحمد بن الفُرات.
سكن هَمَدَان.
وروى عنه من أهلها: أحمد بن إبراهيم بن تركان، ونصر بن حازم، وجبريل بن محمد، وغيرهم.
ويُعرف أيضًا بأبّة، ويعرف أيضا بابن فيّرة الطّيّان.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن الحسن) في.
حلية الأولياء 7/ 370، وذكر أخبار أصبهان 1/ 189، 190، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ، ورقة 229، والإكمال لابن ماكولا 1/ 11، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 253 أ، و (مخطوطة التيمورية) 5/ 490 وفيه (حمّويه) و 4/ 439، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 256، وسير أعلام النبلاء 14/ 142، 143، رقم 76، وتذكرة الحفّاظ 2/ 740، والعبر 2/ 122، والوافي بالوفيات 6/ 125، 126 رقم 4560، وتهذيب التهذيب 9/ 432، وشذرات الذهب 2/ 238، 239، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 255، 256 رقم 53 و 1/ 256، 257 رقم 54.(23/85)
77- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن أبي حسّان الأنماطيّ [1] .
البغداديّ.
سمع بدمشق: دُحَيْمًا، وهشامًا، وأحمد بن أبي الحواري.
وعنه: عثمان بن السّمّاك، وابن مقسم.
وثَّقة الدَّارَقُطْنيّ [2] .
78- إسماعيل بن محمد بن إسحاق [3] .
أبو قُصَيّ العُذْريّ الدّمشقيّ، الأصمّ.
عن: أبيه، وعمه عبد الله، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وزهير بن عبّاد.
وعنه: أبو سعيد أحمد بن محمد الأعرابيّ، وأبو عليّ النيسابوريّ، وأبو عمر بن فضالة، وعبد الله بن عديّ، والطبرانيّ.
79- أيوب بن سليمان بن صالح بن هاشم [4] .
أبو صالح المعافريّ الجيانيّ، ثم القرطبيّ.
روى عن: محمد بن أحمد العتبيّ، وعبد الله بن خالد، ويحيى بن مزين.
وكان إمامًا فِي مذهب مالك، مقدَّمًا فِي الشورى. كانت الفتيا دائرة عليه وعلى محمد بن عُمَر بن لبابة. وكان لغويًا نحويًا بليغًا.
توفي إلى رحمة الله في المحرَّم.
روى عنه خلق.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان) في:
تاريخ بغداد 6/ 384، 385 رقم 3422، والمنتظم 6/ 128 رقم 189، والكامل في التاريخ 8/ 91.
[2] تاريخ بغداد 6/ 384.
[3] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 95، وتاريخ جرجان 261، وسير أعلام النبلاء 14/ 185، 186 رقم 103، وتبصير المنتبه 3/ 1000.
[4] انظر عن (أيوب بن سليمان) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 86 رقم 267، وجذوة المقتبس للحميدي 170، 171 رقم 314، وبغية الملتمس للضبي 237 رقم 561، وفهرست ابن خير 507.(23/86)
- حرف الباء-
80- بدعة المغنّية [1] .
جارية عريب. كانت بديعة الحُسن، فائقة الغنى.
توفيت في آخر سنة اثنتين، وقد كان إسحاق بن أيوب بذل فيها مائة ألف دينار فيما قيل، فلم تفعل عريب وأعتقتها [2] .
وكان لبدعة أموال وضياع وجوار [3] .
ولها نظم حسن. غنت للمعتضد وأخذت جوائزه.
81- بسّام بن أحمد بن بسام بن عُمَران.
أبو الحسن المعافريّ، مولاهم المصريّ.
قال ابن يونس: ثقة. حدثنا عن: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن المقرئ. وتوفي في شوّال.
82- بِشْر بن نصر بن منصور [4] .
__________
[1] انظر عن (بدعة المغنّية) في:
تاريخ الطبري 10/ 150، وتكملة تاريخ الطبري 15، 16، وصلة تاريخ الطبري لعريب 28، والديارات للشابشتي 99، 145، ونشوار المحاضرة 1/ 89، 271 و 8، 30، والأغاني 21/ 55 و 74 و 84، والكامل في التاريخ 8/ 90، والمنتظم 6/ 129 رقم 191، ونساء الخلفاء لابن الساعي 63، والبداية والنهاية 11/ 122، والوافي بالوفيات 10/ 99 رقم 4549، والأعلام 2/ 14، وأعلام النساء 1/ 102.
[2] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 15، 16، المنتظم 6/ 129، نساء الخلفاء 63.
[3] المنتظم.
[4] انظر عن (بشر بن نصر) في:
تاريخ بغداد 7/ 88 رقم 3524، والمنتظم 6/ 128، 129 رقم 190، والبداية والنهاية 11/ 122.(23/87)
الفقيه أبو القاسم الشّافعيّ، المعروف بغلام عرق.
توفي بمصر في جُمَادَى الآخرة. وكان بغداديًا.
قال ابن يونس: كان متضلعًا من الفقه، دينًا.
- حرف الحاء-
83- الحسن بن عليّ بن موسى بن هارون [1] .
أبو عليّ النيسابوريّ النّخّاس، بخاء معجمة.
سمع: عبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ، وهشام بن عمّار.
وعنه: أبو سعيد بن يونس وصدقه، والحسن بن الأخضر الأسيوطيّ، وغيرهما من المصريين، وأبو أحمد بن عَدِيّ.
84- الحسن بن عليّ بن يوسف القتّاد.
ابن أبي مسعود.
مصريّ، روي عن: حرملة، وأبي شريك المرادي، ومحمد بن سَلَمَةَ المراديّ، وغيرهم.
تُوُفّي في شوّال.
85- الحسن بن محمد بن أحمد بن العسّال.
أبو عليّ المصريّ العابر.
لم يكن أحد يدانيه في تعبير الرؤيا.
كتب الحديث بعد التّسعين ومائتين.
قال ابن يونس: لم أر أحدًا يفسّر الرؤيا مثله، فسألته مِن أين لك هذا؟
قال: كنت أتاجر إلى المغرب، فمات بأقريطش نصرانيّ، فبيعت كتبه وكنت حاضرًا، فاشتريت منها كتابًا في تعبير الرؤيا وعدد الأيام وعلامات لذلك
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي بن موسى) في:
المنتظم 6/ 129 رقم 193.(23/88)
فحفظته، وجعلت أجرب ما فيه فأجده حقًّا.
ثمّ ذكر له ابن يونس تعبير رؤيا الحسّاب.
86- الحسين بن أحمد بن منصور [1] .
أبو عليّ البغداديّ سجادة.
توفي بمكة [2] .
87- حمزة بن محمد بن عيسى [3] .
أبو عليّ الكاتب.
سمع من نعيم بن حماد جزءًا واحدًا.
روى عنه: محمد بن عُمَر الجعابيّ، وأبو حفص بن الزّيّات، وعليّ بن لؤلؤ، وغيرهم.
وثقه الخطيب [4] .
وتوفي في رجب ببغداد، وهو جرجانيّ الأصل.
لم يرو إلّا عن نعيم.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 3، 4 رقم 4033.
[2] قال الخطيب: كان لا بأس به.
[3] انظر عن (حمزة بن محمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 180 رقم 4301، والمنتظم 6/ 129 رقم 192، والعبر 2/ 222، وسير أعلام النبلاء 14/ 150، 151 رقم 86، وشذرات الذهب 2/ 238، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 265 رقم 129.
[4] في تاريخه 8/ 180.(23/89)
- حرف الخاء-
88- خلف بن أحمد بن خلف [1] .
أبو الوليد السمريّ.
عن: سويد بن سعيد، وسليمان بن أبي شيخ.
وعنه: الجعابيّ، وأبو حفص الزّيّات.
حدَّث في السنة، ولم يذكروا وفاته.
89- خلف بن أحمد بن عبد الصمد.
أبو القاسم المصريّ.
عن: سَلَمَةَ بن شبيب، وغيره.
قال ابن يونس: كتبتُ عنه، وكان ثقة يؤمّ بمسجد الأقدام.
مات في رجب.
- حرف الدال-
90- دحمان بن المعافى الإفريقيّ.
أبو عبد الرحمن.
سمع من يونس بن عبد الأعلى.
__________
[1] انظر عن (خلف بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 332، 333 رقم 4435.(23/90)
- حرف السين-
91- سعيد بن محمد بن صبيح.
أبو عثمان الحدّاد، المالكيّ المغربيّ.
إمام مجتهد كبير الشّأن.
قال عِياض: توفي سنة اثنتين هذه، وولد سنة تسع عشرة ومائتين. وكانت له مقامات محمودة في الذَّبّ عن السنة. ناظر أبا العبّاس الشّيعيّ داعي الروافض بني عبيد، وناظر بالقيروان الفراء شيخ المعتزلة. وكان إمامًا في اللغة والعربية والنّظر، إلّا أنّه كان يحطّ على المالكيّة، ويسمّي «المدوّنة» : المدوّدة. فسبّه المالكيّة وقاموا عليه، ثمّ اغتفروا له ذلك وأحبّوه لمّا ناظر الشّيعيّ ونَصَر الحقّ.
وقد مرت ترجمته في الطبقة الماضية، رحمه الله تعالى.
92- سعيد بن محمد بن سعيد [1] .
أبو همام البكْراويّ بالبصْرة.
ورّخه ابن مَنْدَه.
- حرف الصاد-
93- صالح بن محمد [2] .
أبو محمد المراديّ الأندلسيّ الوشقيّ [3] .
__________
[1] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
طبقات النحويين واللغويين 239- 241، وإنباه الرواة 2/ 53، 54، ومعالم الإيمان للدبّاغ 2/ 295- 315، وسير أعلام النبلاء 14/ 205- 214 رقم 116، والعبر 2/ 122، والوافي بالوفيات 15/ 179، 180 رقم 243، ومرآة الجنان 2/ 240، وشذرات الذهب 2/ 238.
[2] انظر عن (صالح بن محمد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 201 رقم 602، وجذوة المقتبس للحميدي 240 رقم 508، وبغية الملتمس للضبي 319 رقم 850.
[3] قال ابن الفرضيّ: ويعرف بابن الوركاني، كان حافظا فقيها.(23/91)
- حرف العين-
94- عبد الله بن الأزهر بن سُهيل المصريّ.
روى عن صاحب مالك يزيد بن سعيد الصّبّاحيّ.
95- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَمْرو بْن الخليل التّميميّ.
أبو عُمَرو المصريّ.
عن: عيسى بن حمّاد، والحارث بن مِسكين، وجماعة.
وكان صدوقًا يَخْضب. قاله ابن يونس، وحدَّث عنه.
تُوُفّي في المحرّم.
96- عبد الله بن الصقر بن نصر [1] .
أبو العبّاس البغداديّ السُّكّريّ.
سمع: إبراهيم بن محمد الشافعيّ، وإبراهيم بن المنذر الحِزَاميّ، وعبد الأعلى بن حمّاد.
وعنه: جعفر الخالديّ، وأحمد القطيعيّ، وعُمَر بن الزّيّات، وغيرهم.
وثّقه الخطيب [2] ، وقال: تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
97- عليّ بن إسماعيل الشّعيريّ البغداديّ [3] .
سمع: عبد الأعلى بن حمّاد، وأبا همّام الوليد بن شجاع.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن الصقر) في:
تاريخ بغداد 9/ 482، 483 رقم 5113، والمنتظم 6/ 129 رقم 194، وسير أعلام النبلاء 14/ 173، 174 رقم 99، وغاية النهاية 1/ 423 رقم.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (علي بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 11/ 344 رقم 6184.(23/92)
وعنه: مَخْلَد الباقَرْحِيّ، والحسن بن أحمد السّبَيعيّ، وعليّ بن لؤلؤ.
وثّقه الخطيب.
98- علي بن سليمان بن داود الإسكندراني.
أبو الحسن.
سمع يحيى بن بُكَيْر.
99- عليّ بن محمد بن نصر بن منصور بن بسّام [1] .
أبو الحسن البغداديّ العَبَرْتائيّ، الكاتب الإخباريّ. أحد الشُعراء.
والبُلغاء، وهو ابن بنت حمدون بن إسماعيل النّديم. وله هجاء خبيث.
روى في كُتُبه عن: عُمَر بن شَبة، والزُّبَيْر بن بكار، ويعقوب بن شبة،
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن نصر) في:
معجم الشعراء للمرزباني 294، 295، وفيه: «علي بن محمد بن ناصر» ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 3359 و 3406- 3421، والفهرست لابن النديم 214، وتاريخ بغداد 12/ 63 رقم 6454، والبخلاء للخطيب 68، والهفوات النادرة للصابي 278، 314، وتاريخ العظيمي 280، والأمالي للقالي 1/ 100 (علي بن بسام) و 2/ 106 (محمد بن نصر بن بسام) ، وثمار القلوب 20 رقم 6 و 152 رقم 213 و 192 و 209 و 270، 271 رقم 402 و 378 رقم 583 و 634 رقم 1060 و 659 رقم 1115، وطبقات الشعراء لابن المعتز 386، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 303 و 2/ 9، 47، 173 و 5/ 53، ونشوار المحاضرة، له 2/ 117 و 4/ 61 و 5/ 59، وخاص الخاص 136، 137، والتذكرة الحمدونية 2/ 359، 360 رقم 938، والدرّة الفاخرة في الأمثال السائرة لحمزة الأصفهاني 331، وجمهرة الأمثال للعسكريّ 2/ 107، ومجمع الأمثال للميداني 2/ 22، والمستقصى للزمخشري 2/ 270، وتحسين القبيح 88، 89، والأنساب 80 أ، ومعجم الأدباء 14/ 139- 152 رقم 34، والكامل في التاريخ 8/ 91، ووفيات الأعيان 3/ 363- 366 رقم 464، واللباب (مادّة البسامي) ، والذخيرة لابن بسام 1/ 142، وزهر الآداب 270، وإعتاب الكتّاب 188، والهدايا والتحف للخالديين 139، والكنى والألقاب للقمّي 1/ 224، والمختصر في أخبار البشر 2/ 68 وفيه: «علي بن أحمد» ، وتاريخ ابن الوردي 1/ 254، وفيه: «علي بن أحمد بن منصور البسامي» ، وسير أعلام النبلاء 14/ 112، 113 رقم 56، ومرآة الجنان 2/ 238، 239 وفيه أرّخه بسنة 301 هـ. وتحرّفت نسبته إلى: «البشامي» ، والبداية والنهاية 11/ 125، 126، وفوات الوفيات 3/ 92 رقم 437، والوافي بالوفيات 22/ 149- 152 رقم 95، ومفتاح السعادة 1/ 191، والنجوم الزاهرة 3/ 189، 190 (وفيات 303 هـ) ، وهدية العارفين 1/ 675، وديوان الإسلام 1/ 351 رقم 549، والأعلام 5/ 141، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 225 ب.(23/93)
وحمّاد بن إسحاق، وأحمد بن الحارث الخزّاز، ومحمد بن حبيب، وسليمان بن أبي شيخ.
روى عنه: محمد بن يحيى الصُّوليّ، وأبو سهيل بن زياد، وزنجيّ الكاتب، وآخرون.
وله من الكُتُب: «أخبار عُمَر بن أبي ربيعة» ، وكتاب «المعاقرين» ، وكتاب «مناقضات الشُّعراء» ، وكتاب «أخبار الأحْوص» ، وكتاب «ديوان رسائله» . وكان يصنع الشعر في الرؤساء وينحله ابن الروميّ [1] .
قال المرزبانيّ [2] : استفرغ شعِره في هجاء والده محمد بن نصر والخلفاء والوزراء. تحسُن مقطعاته وتندرُ أبياته.
وكان جدّه نصر على ديوان النفقات زمن المعتصم.
قال ابن حمدون النّديم: غرم المعتضد على عمارة البُحيرة ستّين ألف دينار، وكان يخلو فيها مع جواريه، وفيهنّ محبوبته دُريْرة. فعمل البسّاميّ:
تَرَكَ الناس بحيره ... وتخلّى في البحيرة
قاعدًا يضرب بالطبل ... على حر دريره
[3] .
وبلغت الأبيات المعتضدَ فلم يظهر أنّه سمعها، ثمّ أمر بتخريب تلك العمارات.
وقد هجا جماعةً من الوزراء كالقاسم بن عبيد الله، وجعفر بن الفُرات.
قال أبو عليّ بن مقلة: كنت أقصد ابن بسّام لهجائه إيّايَ، فخوطب ابن الفُرات في وزارته الأولى في تصريفه، فاعترضتُ في ذلك وقلت: إذا صُرِّف هذا تجسَّر النّاسُ على هجائنا. فامتنع من تصْريفه. فجاءني ابن بسّام وخضع لي، ثمّ لازمني نحو سنة حتّى صار يعاشرني على النّبيذ [4] .
__________
[1] انظر: الفهرست لابن النديم.
[2] في معجم الشعراء، ومعجم الأدباء 14/ 140.
[3] معجم الأدباء 14/ 143، 144، الوزراء للصابي 203 بالحاشية، وفيه: «على فرج دريرة» .
[4] معجم الأدباء 14/ 148 وفيه: «على البريد» .(23/94)
وقال فيَّ:
يا زِينةَ الدين والدّنيا وما جَمَعَا ... والأمر والنَّهْيِ والقِرطاسِ والقلمِ
إن يُنسِئ الله في عُمَري فسوف ترى ... مِن خِدْمَتي لك ما يُغْنِي عن الخدمِ
أبا عليّ لقد طَوَّقْتني منَنًا ... طَوْقَ الحمامة لَا تَبْلى على القِدَم
فاسْلَم فليس يُزيلُ الله نِعْمَتَهُ ... عمّن تُبث [1] الأيادي من ذوي النِّعَم
[2] .
قال جحظة: كان ابن بسّام يفخر بقوله فيَّ:
يا مَن هجوناه فغنانا ... أنت وحق الله أهجانا
[3] وهذا أخذه ابن الرّوميّ في شنظف:
وفي قُبْحها كافٍ لنا من كِيادها ... ولكنّها في فضلها بتبرّدِ [4]
ولو عَلِمَتْ ما كايَدَتْنا لأنّها [5] ... بأنفاسها والوجْهِ وَالطَّبْلِ واليَدِ
[6] الصّوليّ: سمعت ابن بسّام يقول: كنت أتعشّق خادمًا لخالي أحمد بن حمدون، فقمتُ ليلة لأَدُبّ إليه، فلمّا قرُبْتُ منه لَسَعَتْني عقربٌ فصحْتُ، فقال خالي: ما تصنع هاهنا؟ فقلت: جئت لأبول.
قال: نعم في أسْت غلامي.
فقلت لوقتي:
ولقد سَرَيْتُ مع الظّلام لموعدٍ ... حصَّلْتُه من غادِر كذّابِ
فإذا على ظهر الطّريق مُغِذَّةٌ ... سوداءُ قد علمت [7] أوَانَ ذَهَابي
لا بارَك الرحمنُ فيها إنَّها [8] ... دبّابةً دَبّت إلى دبّاب
[9]
__________
[1] في معجم الأدباء: «يبثّ» .
[2] معجم الأدباء 14/ 148، 149.
[3] معجم الأدباء 14/ 146.
[4] في معجم الأدباء: «ولكنها في فعلها لم تردّد» .
[5] في معجم الأدباء: لقبحها.
[6] معجم الأدباء 14/ 146.
[7] في معجم الأدباء: «قد عرفت» .
[8] في معجم الأدباء: «عقربا» .
[9] معجم الأدباء 14/ 149.(23/95)
فقال خالي: قبَّحك الله، لو تركت المُجُون يومًا لتَرَكْتَه في هذه الحال.
ثم قال:
وداري إذا هجع السّامرون ... تقيمُ الحدودَ بها العقربُ
ولابن بسّام يهجو الكُتّاب:
وعَبْدُونُ يحكم في المسلمين ... ومن مثله تؤخذ الجاليه [1]
ودهقان طيّ تولّى العراق ... وسقي الفرات ورزقانيه
وحامدُ يا قومِ لو أمرُهُ ... إليَّ لألزمْتُهُ الزَّاوِيَهْ
نَعَمْ، ولأَرْجَعْتُهُ صاغرًا ... إلى بيعِ رُمّانٍ خُسْراوِيَهْ
أيا رَبُّ قد ركِبَ الأرذَلُون ... ورِجْلِي من بَينهم ماشِيَهْ
فإنْ كنْتُ حامِلَها مِثْلَهُمْ ... وإلّا فَأَرْجِلْ بني الزّانِيَهْ
[2] وله:
أعرضتُ [3] عن طلب البطالة والصبَا [4] ... لمّا علانِي للمشيب قِناعُ
[5] 100- علي بن سليمان بن داود الإسكندراني [6] .
أبو الحسن.
سمع يحيى بن بكير.
101- علي بن موسى بن عيسى بن حماد زغبة التجيبي.
يروي عن جدّه عيسى زغبة.
__________
[1] الجالية: أي أهل الذّمّة الذين أجلاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه من جزيرة العرب.
[2] معجم الأدباء 14/ 151، 152.
[3] في وفيات الأعيان: «أقصرت» .
[4] في الأصل: «والصبي» .
[5] البيت من جملة أبيات في: وفيات الأعيان 3/ 363.
[6] هذه الترجمة تكرّرت في الأصل.(23/96)
- حرف القاف-
102- قاسم بن ثابت بن حزم.
سنذكره مع أبيه في سنة ثلاث عشرة.
103- القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب [1] .
أبو محمد.
حدّث بدمشق إصبهان.
عن: إسحاق بن شاهين، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وطبقتهما.
وعنه: عليّ بن أبي العَقِب، وهشام ابن بنت عَدَبَّس، وأبو بكر بن ماهان الإصبهانيّ، وآخرون.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن موسى) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 159، 160.(23/97)
- حرف الميم-
104- محمد بن حَرِيث بن عبد الرحمن بن حاشد [1] .
أبو بكر الأنصاريّ البخاريّ الحافظ. لقّبه ابن ماكولا: حَمّ، بفتح الحاء، وقال: ثقة، صنّف «المسند» و «التّفسير» و «التّاريخ» و «الوحدان» . ولم يُسمِّ أحدًا من شيوخه.
قال: وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
105- محمد بن داود بن يزيد.
أبو بكر الرّازيّ الخطيب.
سمع: محمد بن حُمَيْد، وأبا سعيد الأشجّ، وجماعة.
وحدَّث بَنيْسابور في هذه السنة، وتُوُفّي بعد ذلك.
106- محمد بن دلُّوَيْه النَّيْسابوريّ.
أخو زكريّا.
سمع: محمد بن مقاتل المَرْوِزِيّ، وأحمد بن حرب.
وعنه: أبو جعفر الرّازيّ، وأبو عبد الله بن دينار.
107- محمد بن زكريّا بن يحيى بن عبد الله بن ناصح بن عُمَرو بن دينار.
قهرمان آل الزُبَيْر، أبو بكر الدّيناريّ البخاريّ الورّاق.
عن: هاني بن النّضْر، ومحمد بن المهلّب، وطبقتهما.
108- محمد بن زَنْجَوَيْه بن الهيثم القشيريّ النّيسابوريّ [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن حريث) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 540 بالحاشية، و 541، وضبط المؤلّف الذهبي- رحمه الله- حريث:
يفتح أوله في: المشتبه في أسماء الرجال 1/ 228.
[2] انظر عن (محمد بن زنجويه) في:(23/98)
سمع: عبد العزيز بن يحيى، وإسحاق بن راهَوَيْه، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ، وطبقتهم.
وعنه: عليّ بن حَمْشَاذ، وعبد الله بن سعد، وجماعة بعدهم.
أَخْبَرَنَا محمد بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الْحَلَبِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ محمد الْهَرَوِيِّ:
أَنْبَأَ تَمِيمُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ وَزَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ قَالا: أَنَا محمد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَ أَبُو عَمْرٍو محمد بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ: أَنْبَأَ محمد بْنُ زَنْجَوَيْهِ الْقُشَيْرِيُّ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْمَدَنِيُّ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ» [1] . مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ.
وكنْيته أبو بكر.
109- محمد بن سعيد بن عزيز البُوسَنْجيّ.
ويُعْرف بالكوفيّ.
ورّخه عبد الرحمن بن مَنْدَه.
110- محمد بن عبد الله بن سوّار القُرْطُبيّ [2] .
رحل وسمع: أبا حاتم السجستانيّ، والرِّياشيّ.
__________
[ () ] العبر 2/ 123، وسير أعلام النبلاء 14/ 143 رقم 77، وشذرات الذهب 2/ 239، وقد أضاف السيد أكرم البوشي إلى مصادر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (14/ 143) كتاب: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى، فوهم في ذلك، لأن المذكور في طبقات الحنابلة (ج 1/ 306 رقم 429) هو: «محمد بن عبد الملك بن زنجويه» الّذي يروي عن الإمام أحمد بن حنبل.
فليصحّح.
[1] أخرجه البخاري في العتق 1/ 121 باب بيع الولاء وهبته، وفي الفرائض، باب إثم من تبرّأ من مواليه. وأخرجه مسلم في العتق (1506) باب النهي عن بيع الولاء وهبته، وأبو داود في الفرائض (2925) في بيع الولاء، والنسائي في البيوع (7/ 306) باب بيع الولاء، والترمذي في البيوع (1236) باب ما جاء في كراهية بيع الولاء وهبته، ومالك في الموطّأ 2/ 782 في العتق والولاء، باب مصير الولاء لمن أعتق، وابن ماجة في الفرائض (2747) باب النهي عن بيع الولاء وهبته.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن سوار) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 24 رقم 1160.(23/99)
وشهد دخول الزَّنْج ونهْبهم البصرة.
تُوُفّي في ربيع الأول.
111- محمد بن عثمان بن إبراهيم بن زُرْعة الثَّقفيّ [1] .
مولاهم الدّمشقيّ، القاضي أبو زُرْعة.
كانت داره بنواحي باب البريد.
ولي قضاء مصر سنة أربعٍ وثمانين ومائتين، وولي قضاء دمشق.
وكان جدُّه يهوديًّا فأسلم.
روى عنه الحسَن الحصائريّ، وغيره. وكان حَسَن المذهب عفيفًا متثبِّتًا.
وكان قد نزع الطّاعة، وقام مع ابن طولون، وخلع أبا أحمد الموفّق ووقف عند المنبر يوم الجمعة وقال: أيُّها النّاس أُشْهِدُكم أنّي خلعت أبا أحمق كما يخلع الخاتم من الإصبع، فألَعنُوه.
فَعل ذلك أبو زُرْعة بأمر أحمد بن طولون [2] .
وكانت قد جَرَت وقعةٌ بين ابن الموفّق وبين خِمارُوَيْه بن أحمد بن طولون في سنة إحدى وسبعين ومائتين، وتُسمّى وقْعة الطّواحين [3] . وانتصر فيها أحمد بن الموفّق، ورجعَ إلى دمشق.
وكانت هذه الوقعة بنواحي الرَّمْلَةِ. فقال ابن الموفّق لكاتبه أحمد بن محمد الواسطيّ: أنظُر من كان يبغضنا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عثمان بن إبراهيم) في:
ولاة مصر للكندي 271، والولاة والقضاة، له 248، 480 و 518- 522، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ 329 أ، وسير أعلام النبلاء 14/ 231- 233 رقم 135، والعبر 2/ 123، والوافي بالوفيات 4/ 82، 83 رقم 1546، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى 3/ 196- 198، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 519، 520 رقم 472، والبداية والنهاية 11/ 122، 123، والوافي بالوفيات 4/ 82، 83 رقم 1546، والنجوم الزاهرة 3/ 183، 184، وحسن المحاضرة 1/ 399 و 2/ 145، وشذرات الذهب 2/ 239، وقضاة دمشق 22، 23، وديوان الإسلام 2/ 377 رقم 1052، والأعلام 6/ 260.
[2] الولاة والقضاة 519، 520.
[3] الولاة والقضاة 520.(23/100)
قال: فَأُخِذ يزيد بن عبد الصّمد، وأبو زرْعة الدّمشقيّ، والقاضي أبو زُرْعة مقيَّدين، فاستحضرهم يومًا في طريقه إلى بغداد، فقال: أيُّكم القائل: قد نزعت أبا أحمق؟ فَرَبَتْ ألسِنَتُنا وآيسنا من الحياة [1] .
قال أبو زرعة الدّمشقيّ المحدَّث: فأمّا أنا فأُبْلِسْتُ [2] ، وأمّا يزيد فخرِس، وكان تمتامًا، وكان أبو زُرْعة محمد بن عثمان أحدَثنا سِنًّا فقال: أصلح الله الأمير.
فقال الواسطيّ: قف حتّى يتكلّم أكبر منك.
فقلنا: أصلحك الله، هو يتكلم عنا.
فقال: تكلم.
قال: واللَّه ما فينا هاشميّ صريح، ولا قرَشيّ صريح [3] ، ولا عربيّ فصيح، ولكنّا قومٌ مُلِكْنا، يعني قُهِرْنا، ثمّ روى أحاديث في السّمع والطّاعة، وأحاديث في العفْو والإحسان، وكان هو المتكلمّ بالكلمة الّتي نُطَالَب بخِزْيها.
وقال: إنّي أشهدك أيّها الأمير أنّ نسائي طَوالق، وعبيدي أحرار، ومالي [عليّ] [4] حرام، إنّ كان من هؤلاء القوم أحدٌ قال هذه الكلمة.
ووراءنا حُرَم وَعِيالُ، وقد تسامَع النّاس بهَلاكِنا، وقد قدِرْتَ، وإنّما العفو بعد القُدرة.
فقال للواسطيّ: أَطلِقْهم، لا كثّر الله أمثالهم.
فاشتغلت أنا ويزيد بن عبد الصّمد في نزهة [5] أنطاكية وطِيبها عند عثمان بن خرّزاد، وسبق هو إلى حمص [6] .
قال ابن زُولاق في «تاريخ قُضَاة مصر» : ولي أبو زُرْعة قضاء مصر سنة
__________
[1] في الأصل: «الحياة» .
[2] في الولاة والقضاة 520: «فبكمت» .
[3] في الولاة والقضاة 520: «صحيح» .
[4] زيادة من: الولاة والقضاة 520.
[5] في الولاة والقضاة 521: «في نزه» .
[6] الولاة والقضاة 520، 521.(23/101)
أربعٍ وثمانين، وكان يذهب إلى قول الشافعيّ، ويوالي عليه ويصانع. وكان عفيفًا، شديد التَّوقُّف في إنفاذ الأحكام. وله مالٌ كثير وضِياع كِبار بالشّام [1] .
واختلف في أمره، فقيل: إنّ هارون بن خِمَارُوَيْه مُتَوَلّي مصر كان في عهده أنّ القضاء إليه فولاه القضاء [2] .
وقيل: إنّ المعتضد كتب له عهدًا [3] .
قال: وكان القاضي يَرْقي من وجع الضَّرْس [4] ، ويدفع إلى صاحب الوجع حشيشةً توضع عليه، فيسكن.
قال: وكان يزن عن الغُرماء الضّعفاء. وربمّا أراد القوم النّزهة، فيأخذ الواحد بين الآخر، فيطالبه فيقرّ له، ويبكي فيرحمه ويزن عنه [5] .
وسمعت محمد بن أحمد بن الحدّاد الفقيه شيخنا يقول: سمعت منصور بن إسماعيل الفقيه يقول: كنت عند أبي زُرْعة القاضي، فذكر الخلفاء، فقلت له: أيّها القاضي، يجوز أن يكون السّفيه وكيلا؟
قال: لَا.
قلتُ: فوليًّا لامرأةٍ؟
قال: لَا.
قلتُ: فأمينًا؟
قال: لَا.
قلتُ: فشاهدًا؟
قال: لَا.
قلت: فيكون خليفة؟
قال لي: يا أبا الحسن هذه من مسائل الخوارج [6] .
__________
[1] الولاة والقضاة 519.
[2] الولاة والقضاة 519.
[3] المصدر نفسه.
[4] الولاة والقضاة 521.
[5] الولاة والقضاة 522.
[6] الولاة والقضاة 523.(23/102)
وكان أبو زُرْعة قد شرط لمن يحفظ «مختصر المُزنيّ» مائة دينار يَهَبها له.
وهو ادخل مذهب الشّافعيّ دمشقّ، وحكم به القُضاة. وكان الغالب عليها قول الأوزاعيّ [1] .
قال: وكان أبو زُرْعة من الأكَلَة، يأكل سلّ مِشْمش، ويأكل سلّ تِين، وما أشبه ذلك [2] .
وبقي على قضاء مصر ثماني سِنين وشهرين، فَصُرِف وأُعيد إلى القضاء محمد بن عَبْدَة بن حرب [3] ، فإنّه ظهر من الاختفاء كما ذكرنا في ترجمته، فولاه محمد بن سليمان الكاتب القضاء.
112- موسى بن القاسم بْن إبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْحَسَنِيُّ.
أبو الحسن المدنيّ.
بمصر في رمضان.
روى عنه ابن يونس.
113- مؤمِّل بن الحسن بن الْيَسع.
أبو الحسن البَهْنَسيّ [4] .
سمع: يونس بن عبد الأعلى.
__________
[1] الولاة والقضاة 519.
[2] الولاة والقضاة 522.
[3] الولاة والقضاة 522.
[4] البهنسيّ: بفتح الباء، وسكون الهاء، وفتح النون. نسبة إلى: البهنسا. مدينة بصعيد مصر الأدنى غربي النيل. (معجم البلدان 1/ 516) .(23/103)
- حرف الهاء-
114- هارون بن نصر [1] .
أبو الخِيار الأندلسيّ.
بها.
صحِب بَقِيّ بن مَخْلَدَ بضع عشرة سنة فأكثر عنه، ومالَ إلى كُتُب الشافعيّ فحفظها.
وكان من أهل النَّظَر والحُجَّة والإمامة.
- حرف الياء-
115- يُسَيْر بن إبراهيم بن خلف الأندلسيّ الألُبِيريّ [2] .
وقيل هو يُسْر، أبو سهل.
فقيه ثقة.
أخذ عن أبيه، وعن غيره.
ذكره ابن يونس.
__________
[1] انظر عن (هارون بن نصر) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 169 رقم 1531، وجذوة المقتبس 364 رقم 860، وبغية الملتمس 484 رقم 1420، وسير أعلام النبلاء 14/ 233، 234 رقم 136.
[2] انظر عن (يسير بن إبراهيم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 210 رقم 1647 وفيه: «يسر» ، وكذا في: جذوة المقتبس للحميدي 386 رقم 914، وبغية الملتمس للضبيّ 514، 515 رقم 1505.(23/104)
سنة ثلاث وثلاثمائة
- حرف الألف-
116- أحمد بن الحسين بن إسحاق [1] .
أبو الحسن البغداديّ، المعروف بالصُّوفيّ الصّغير.
سمع: أبا إبراهيم التَّرْجُمانيّ، وعبد الله بن عُمَر بن أبان.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو حفص بن الزّيّات.
ضعّفه بعضهم، ولم يُترك [2] .
وقيل: مات في آخر سنة اثنتين [2] .
117- أحمد بن شعيب بن عليّ بن سِنان بن بحر [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 4/ 98، 99 رقم 1750، وسير أعلام النبلاء 14/ 153، 154 رقم 89، والعبر 2/ 125، وميزان الاعتدال 1/ 92، 93 رقم 343، والمغني في الضعفاء 1/ 37 رقم 269، ولسان الميزان 1/ 155، 156 رقم 497، وشذرات الذهب 2/ 241.
[2] قال محمد بن العباس: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: أبو الحسن أحمد بن الحسين الصوفي الصغير توفي سنة ثلاث وثلاثمائة في المحرّم، كتب عنه على معرفة بلينه، والذين تركوه أحمد وأكثر.
[3] انظر عن (أحمد بن شعيب النسائي) في:
تاريخ جرجان 267، 268، 317، 344، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 23، وطبقات فقهاء الشافعية للعبادي 51، وتاريخ حلب للعظيميّ 280، والتقييد لابن النقطة 140- 143 رقم 161، والمنتظم 6/ 131، 132 رقم 198، والأنساب 559 أ، وفهرسة ابن خير 473، 483 وغيره، والكامل في التاريخ 8/ 96، ومعجم البلدان 5/ 282، ووفيات الأعيان 1/ 77، 78 رقم 29، وتهذيب الكمال 1/ 328- 340 رقم 48، والمختصر في أخبار البشر 2/ 28 وفيه:
«أحمد بن علي بن شعيب» وهو وهم، وتاريخ ابن الوردي 1/ 254، ودول الإسلام 1/ 184، وتذكرة الحفاظ 2/ 698- 701، وسير أعلام النبلاء 14/ 125- 135 رقم 67، والمعين في طبقات المحدّثين 107 رقم 1208، والعبر 2/ 123، 124، وذيل تاريخ بغداد للدمياطي 18/ 48، 49 رقم 34، ومرآة الجنان 2/ 240، 241، والوافي بالوفيات 6/ 416، 417 رقم 2934، والبداية والنهاية 11/ 123، 124، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 14- 16،(23/105)
أبو عبد الرحمن النَّسائيّ، القاضي، مُصَنِّف «السُّنَن» ، وغيرها من التّصانيف وبقيّة الأعلام.
وُلِدَ سنة خمس عشرة ومائتين.
وسمع: قُتيبة، وإسحاق بن راهَوَيْه، وهشام بن عمّار، وعيسى بن حمّاد، والحسين بن منصور السُّلَميّ النَّيْسابوريّ، وعُمَرو بن زُرَارة، ومحمد بن النّضْر المَرْوَزِيّ، وسُوَيْد بن نصر، وأبا كُرَيْب، وخلْقًا سواهم بعد الأربعين ومائتين بخراسان، والعراق، والشّام، ومصر، والحجاز، والجزيرة.
وعنه: أبو بِشْر الدّولابيّ، وأبو عليّ الحسين النَّيْسابوريّ، وحمزة بن محمد الكِنَانيّ، وأبو بكر أحمد بن السُّنّيّ، ومحمد بن عبد الله بن حَيَّوَيْه، وأبو القاسم الطّبرانيّ، وخلق سواهم.
رحل إلى قُتَيْبة وهو ابن خمس عشرة سنة، وقال: أقمت عنده سنة وشهرين.
ورحل إلى مَرْو، ونيسابور، والعراق، والشّام، ومصر، والحجاز، وسكنَ مصر. وكان يسكن بزُقاق القناديل [1] .
وكان مليح الوجه، ظاهر الدّم مع كِبَر السِّنّ. وكان يؤثر لباسَ البرود النُّوبيّة الخُضر، ويُكثر الْجِماع، مع صوم يوم وإفطار يوم [2] .
__________
[ () ] وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 480، 481 رقم 1163، وشرح ألفيّة العراقي 1/ 45، والوفيات لابن قنفذ 198 رقم 303، وغاية النهاية 1/ 61 رقم 264، والعقد الثمين 3/ 45، 46، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 88 رقم 33، وتهذيب التهذيب 1/ 36- 39 رقم 66، وتقريب التهذيب 1/ 16 رقم 57، والنجوم الزاهرة 3/ 188، وحسن المحاضرة 1/ 349، 350، وطبقات الحفاظ 306، وتاريخ الخميس 2/ 387، وخلاصة تذهيب التهذيب 7، ومفتاح السعادة 2/ 11، 12، وشذرات الذهب 2/ 239- 241، والرسالة المستطرفة 11، 12، والأعلام 1/ 164، ومعجم المؤلفين 1/ 244، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 265- 269 رقم 130.
[1] معجم البلدان 3/ 145.
[2] تهذيب الكمال 1/ 337.(23/106)
وكان له أربع زوجات يقسم لهنّ، ولا يخلو مع ذلك من سُرِّيَّة [1] . وكان يكُثر أكل الدّيوك الكبار تشترى له وتُسَمَّن [2] ، فقال بعض الطلبة: ما أظنّ أبا عبد الرحمن إلّا أنّه يشرب النّبيذ للنّضرة الّتي في وجهه.
وقال آخرون: لَيْت شِعْرنا، ما يقول في إتيان النّساء في أدبارهنّ؟ فَسُئِلَ فقال: النّبيذ حرام، ولا يصح في الدُّبُر شيء، ولكن حدَّث محمد بن كعب القُرَظيّ، عن ابن عبّاس قال: إسقِ حَرّثَك من حيث شئت [3] . فلا ينبغي أن يتجاوز قوله هذا الفصل.
سمعه الوزير ابن حنزابة، من محمد بن موسى المأمونيّ صاحب النِّسائيّ، وفيه: فسمعتُ قومًا ينكرون عليه كتاب «الخصائص» لعليّ رضى الله عنه وتَرْكَه تصْنيف فضائل الشّيخين. فذكرت له ذلك فقال: دخلت إلى دمشق والمُنْحَرِف عن عليّ بها كثير، فصنَّفتُ كتاب «الخصائص» رجاء أن يهديهم الله [4] .
ثُمَّ صَنَّفَ بَعْدَ ذَلِكَ «فَضَائِلَ الصَّحَابَةِ» ، فَقِيلَ لَهُ وَأَنَا أَسْمَعُ: أَلَا تُخَرِّجُ «فَضَائِلَ مُعَاوِيَةَ» .
فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أُخَرِّجُ؟ «اللَّهمّ لَا تُشْبِعْ بَطْنَهُ» [5] !
__________
[1] وفيات الأعيان 1/ 78.
[2] تهذيب الكمال 1/ 337.
[3] رواه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 196 من طريق: سعيد بن منصور (صاحب السنن) ، عن عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن عَبْد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمد بن كعب، عن ابن عباس رضي الله عنه، بلفظ: «اسق حرثك من حيث نباته» .
وانظر تخريج الحديث للشيخ شعيب الأرنئوط في: سير أعلام النبلاء 14/ 128، 129 بالحاشية (3) .
[4] وفيات الأعيان 1/ 78.
[5] جاء في هامش النسخة: «وهذا الحديث ليس فيه لعنة ولا سبّ» .
وقد أخرج أبو داود الطيالسي في مسندة (رقم 2688) حديثا من طريق: أبي عوانة، عن أبي حمزة القصاب، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم بعث إلى معاوية ليكتب له، فقال: إنه يأكل، ثم بعث إليه صلّى الله عليه وسلم، فقال: إنه يأكل، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا أشبع الله بطنه» .
وأخرجه مسلم في البرّ والصلة (رقم 2604) عن شعبة، عن أبي حمزة القصاب، عن ابن عباس، بلفظ آخر. وانظر رقم (2600) ، وأنساب الأشراف للبلاذري، ج 4 ق 1/ 125، 126 رقم 359، وتهذيب الكمال 1/ 338.(23/107)
فَسَكَتَ السَّائِلُ.
قُلْتُ: لَعَلَّ هَذِهِ فَضِيلَةٌ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ مَنْ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْ لَهُ ذَلِكَ زَكَاةً وَرَحْمَةً» . قال أبو عليّ النَّيْسابوريّ حافظ خُراسان في زمانه: ثنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النَّسائيّ [1] .
وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ: مَن يصبر على ما يصبر عليه النَّسائيّ؟ كان عنده حديث ابن لَهِيعَة ترجمةً ترجمةً، يعني عن قُتَيبة، عنه، فما حدَّث بها [2] .
وقال الدّارَقُطْنيّ: أبو عبد الرحمن مُقَدَّم على كلّ مَن يُذكر بهذا العلم مِن أهلِ عصره [3] .
قال قاضي مصر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أبي العَوّام السَعْديّ: ثنا أحمد بن شعيب النَّسائيّ: أنا إسحاق بن راهَوَيْه نا محمد بن أعين قال: قلت لابن المبارك إنّ فلانًا يقول: مَن زعم أنّ قوله تعالى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي 20: 14 [4] مخلوق فهو كافر. فقال ابن المبارك: صَدَق.
قال النَّسائيّ: بهذا أقول.
وقال ابن طاهر المقدسيّ: سألت سعد بن عليّ الزّنجانيّ عن رجل فوثّقه، فقلت: قد ضعّفه النّسائيّ. فقال: يا بُنيّ إنّ لأبيّ عبد الرحمن شرطًا في الرّجال أشدّ من شرط البخاريّ ومسلم.
وقال محمد بن المظفّر الحافظ: سمعتُ مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النَّسائيّ في العبادة باللّيل والنّهار، وأنّه خرج إلى الغداء مع أمير مصر، فوُصف من شهامته وإقامته السُّنَن المأثورة في فِداء المسلمين، واحترازه عن مجالس
__________
[1] تهذيب الكمال 1/ 333.
[2] التقييد 141، تهذيب الكمال 1/ 335.
[3] المنتظم 6/ 131، التقييد 140، تهذيب الكمال 1/ 334.
[4] سورة طه، الآية 14.(23/108)
السلطان الّذي خرج معه، والانبساط في المأكل. وأنّه لم يزل ذلك رأيه إلى أن استُشْهد بدمشق من جهة الخوارج.
وقال الدّارَقُطْنيّ: كان ابن الحدّاد أبو بكر كثير الحديث، ولم يحدَّث عن غير النَّسائيّ، وقال: رضيتُ بِهِ حُجَّةً بيني وبين الله تعالى [1] .
وقال أبو عبد الرحمن بن مَنْدَه، عن حمزة العَقَبيّ المصريّ وغيره أنّ النّسائيّ خرج من مصر في آخر عُمَره إلى دمشق، فسُئِل بها عن معاوية وما رُوِيَ في فضائله فقال: لَا يرضى رأسًا برأس حتّى يُفَضَّلَ [2] .
قال: فما زالوا يدفعون في حضْنَيْه [3] حتَّى أُخْرِج من المسجد. ثمّ حُمِل إلى الرملة [4] ، وتُوُفّي بها، رحمة الله ورضي عنه [5] .
وقال الدَّارَقُطْنيّ: إنّه خرج حاجًا فامتُحِن بدمشق، وأدرك الشّهادة، فقال:
احملوني إلى مكّة. فَحُمِل وتوفي بها. وهو مدفون بين الصّفا والمَرْوَة.
وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة [6] .
قال: وكان أفقه مشايخ مصر في عصره وأعلمهم بالحديث والرجال.
وقال أبو سعيد بن يونس في تاريخه: كان إمامًا حافظًا، ثبتًا. خرج مِن مصر في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة وتوفي بفلسطين يوم الإثنين لثلاث عشرة خَلَت من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة [7] .
قلت: هذا هو الصحيح، واللَّه أعلم.
118- أحمد بن عليّ بن أَحْمَد بن الحسين بن عيسى بن رستم [8] .
__________
[1] تهذيب الكمال 1/ 335.
[2] المنتظم 6/ 131.
[3] في وفيات الأعيان 1/ 77: «حصنته» و «خصييه» ، وفي: المنتظم 6/ 131: «خصيته» .
[4] كتب تحتها في أصل النسخة: «مكة» .
[5] المنتظم 6/ 131، التقييد 142، وفيات الأعيان 1/ 77، تهذيب الكمال 1/ 339.
[6] المنتظم 6/ 132.
[7] تهذيب الكمال 1/ 340.
[8] انظر عن (أحمد بن علي بن أحمد) في:(23/109)
أبو الطَّيِّب المادرائيّ، الكاتب الاعور، ويعرف أيضًا بالكوكبيّ. أصغر من أخيه محمد بأربع سِنين.
سمع الحديث وقرا الأدب، وتفنّن. وله مدائح في الحسن بن مَخْلَد الوزير. ولي خراج مصر أيام المعتضد والمكتفي لخِمَارُوَيْه، ثم صُرِف، ثم ولي لما قدِم مؤنس. وسعى مؤنس في تَوْلِيته وزارة المقتدر، وعُمِلت له الخلَع، وكُتِب التَّقليد، وطُلِب من دمشق، فإذا به قد مات.
روى عنه الخرائطيّ، وغيره شعرًا.
وقيل: كانت كتبه ثلاثمائة حِمْلِ جَمَلٍ.
تُوُفّي بمصر كَهْلًا.
119- أحمد بن فرح بن جبريل [1] .
أبو جعفر البغداديّ العسكريّ الضّرير المقرئ.
قرأ على أبي عُمَر الدُّوريّ، وعلى أبي الحسن أحمد البزّيّ.
وكان بصيرًا بالتَّفسير، وولاؤه لبنى هاشم.
أقرأَ النّاس مدَّةً.
وحدث عن: عليّ بن المَدِينيّ، وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وأبي الربيع الزَّهْرانيّ.
وعنه: أحمد بن جعفر الخُتّليّ، وابن سمعان الرّزّاز.
وكان ثقة، عالمًا بالقرآن واللُّغَة، نزل الكوفة وبها تُوُفّي في ذي الحجّة.
وقرأ عَلَيْهِ: زيد بْن عَلِيّ بْن أَبِي بلال، وعُمَر بن محمد بن بيان الزّاهد،
__________
[ () ] المنتظم 6/ 132 رقم 200، والوافي بالوفيات 7/ 186 رقم 3128.
[1] انظر عن (أحمد بن فرح) في:
تاريخ بغداد 4/ 345، 346 رقم 2178، وسير أعلام النبلاء 14/ 163، 164 رقم 94، وتذكرة الحفاظ 2/ 703، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 502، والعبر 2/ 125، ومعرفة القراء الكبار 1/ 238، 239 رقم 139، وغاية النهاية 1/ 95، 96 رقم 437، والنشر في القراءات العشر 1/ 134، وشذرات الذهب 2/ 241، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 63.
و «فرح» بالحاء المهملة.(23/110)
وإبراهيم بن أحمد، وعبد الله بن محرز، والحسن بن سعيد المطّوعيّ، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش، وعبد الواحد بن عُمَر، وعليّ بن سعيد القزّاز، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن المعروف بالوليّ، وغيرهم.
120- أحمد بن محمد بن أبي خالد الإصبهانيّ.
أبو جعفر، نزيل نَيْسابور.
سمع: حُمَيْد بن مَسْعَدَة، وأحمد بن مَنِيع، والنَّضْر بن سَلَمَةَ.
وكان ثقة.
روى عنه: أبو حامد بن الشَّرقيّ، وابن الأخرم.
121- أحمد بن عُصْم.
أبو العبّاس الضَّبّيّ الهَرَويّ.
عن: عليّ بن خَشْرَم، وإسحاق الكَوْسَج، وأبي داود السَنْجيّ.
تُوُفّي في رمضان.
122- أحمد بن محمد بن عبد الرحمن السّاميّ الهَرَويّ.
ثقة من أولاد الشيوخ.
روى عن: أبي عمّار الحسين بن حُرَيث.
وعنه: الحاكم أبو نصر منصور بن مطرّف، وغيره.
123- إبراهيم بن إسحاق [1] .
أبو إسحاق النَّيْسابوريّ، الأنماطيّ، صاحب «التفسير الكبير» .
حافظ، رحّال، سمع: ابن راهَوَيْه، وعبد الله بن الرّمّاح، ومحمد بن حُمَيْد، ومحمد بن سليمان لُوَيْن، وعثمان بن أبي شيبة، وهارون الحمّال، وطبقتهم.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن إسحاق) في:
العبر 2/ 125، 126، وتذكرة الحفاظ 2/ 701، وسير أعلام النبلاء 14/ 193، 194 رقم 108، وطبقات الحفاظ 304، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 5، 6 رقم 7، وشذرات الذهب 2/ 242.(23/111)
وعنه: أحمد بن محمد الشَّرْقيّ، ومحمد بن يعقوب الأخرم، ويحيى بن العنْبريّ.
124- إبراهيم بن عبد العزيز بن منير.
أبو إسحاق المصريّ الفقيه المالكيّ.
حدَّث عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ.
وعنه: أبو سعيد بن يونس.
125- إبراهيم بن عثمان.
أبو إسحاق المصريّ الأزرق الخشّاب.
في رمضان.
سمع من: يونس.
126- إبراهيم بن عُمَرو بن ثَوْر بن عُمَران المُراديّ.
مولاهم المصريّ، أبو إسحاق.
سمع: يحيى بن بكير، وأحمد بن صالح، وغيرهما.
وعنه: ابن يونس، ووثّقه وقال: كان يَخْضِب وعَمي.
تُوُفّي في شَعْبان.
127- إبراهيم بن موسى الْجَوْزيّ [1] .
أبو إسحاق التُّوزِيّ.
سمع: بِشْر بن الوَليد الكِنْديّ، وعبد الأعلى بن حمّاد، وعبد الرحيم الدَّيْبُليّ، ومحمد بن عبد الله بن عمّار.
وعنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، وعليّ بن لؤلؤ، وعمرو بن الزّيّات.
وهو ثقة [2] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن موسى) في:
تاريخ بغداد 6/ 187، 188 رقم 3244، والأنساب 112 أ، والمنتظم 6/ 140 رقم 211 (وفيات سنة 304 هـ) ، واللباب 1/ 309، وسير أعلام النبلاء 14/ 234 رقم 137.
وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- مختصرا في وفيات 304 هـ. (رقم 180) .
[2] وثّقه الخطيب.(23/112)
128- إسحاق بن إبراهيم بن دَلِيلٍ المَوْصِليّ.
عن: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، وعليّ بن الحسين الخوّاص، وغيرهما.
وحدَّث ببلده.
129- إسحاق بن إبراهيم بن نصر [1] .
أبو يعقوب النَّيْسابوريّ البُسْتيّ.
سمع: قُتَيْبة، وإسحاق، وهشام بن عمّار، وعبد الله بن عُمَران العابديّ، وطائفة.
وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن إبراهيم الهاشميّ، وجماعة.
وسمع منه: محمد بن أحمد بن يحيى سنة ثلاث وثلاثمائة.
وكان ثقة حافظًا صنَّف «المُسْنَد» ، وغير ذلك.
وذكر ابن ماكولا [2] .
130- إسحاق بن إبراهيم البُشْتيّ [3] ، بالمعجمة.
روى عن: إسحاق بن راهَوَيْه. وله مسند.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم البستي) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 433، والأنساب 83 أ، وسير أعلام النبلاء 14/ 139، 140 رقم 73، وتذكرة الحفاظ 2/ 701، 702، والعبر 2/ 125، وتوضيح المشتبه 1/ 497، وتبصير المنتبه 1/ 150، وطبقات الحفاظ 304، وشذرات الذهب 2/ 241، 242، والرسالة المستطرفة 71.
[2] في الإكمال 1/ 433.
[3] وهو أيضا في: توضيح المشتبه 1/ 498.(23/113)
- حرف الجيم-
131- جعفر بن أحمد بن نصر [1] .
أبو محمد الحافظ النَّيْسابوريّ، المعروف بالحصيريّ.
أحد أركان الحديث، ثقة، عابد.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وأبا كرُيْب، وأبا مروان العثمانيّ، وأبا مُصْعب، وجماعة.
وعنه: أبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأحمد بن الخَضِر الشّافعيّ، ومحمد بن إبراهيم الهاشميّ، وأبو عُمَرو بن حمدان، وغيرهم.
قال الحاكم: قال لي أحمد بن محمد السُّكّريّ سِبْط جعفر: كان جدّي قد جزّأ اللّيل ثلاثة أجزاء، يُصلّي ثُلُثه، وينام ثُلُثًا، ويُصنّف ثُلُثًا. وكان مرضه ثلاثة أيام، لَا يفترُ فيها عن قراءة القرآن.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ الشَّافِعِيُّ: لَمَّا قَدِمَ أبو عبد الله بْنُ محمد الْبَلْخِيُّ نَيْسَابُورَ عَجَزَ النَّاسُ عَنْ مُذَاكَرَتِهِ، فَذَاكَرَ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ بِأَحَادِيثِ الْحَجِّ، فَكَانَ يسرد، فقال له جعفر: تَحْفَظُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ، عَنْ أَنَسٍ، «أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّى بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعًا» [2] ؟
فَبُهِتَ وَجَعَلَ يَقُولُ: التَّيْمِيُّ، عَنْ أنس.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن أحمد) في:
الأنساب 169 ب، وسير أعلام النبلاء 14/ 217- 220 رقم 120، وتذكرة الحفاظ 2/ 702، 703 والعبر 2/ 126، والنجوم الزاهرة 3/ 188، وطبقات الحفاظ 304، 305، وشذرات الذهب 2/ 242.
[2] ذكره ابن القيّم في: زاد المعاد 2/ 116 ونسبه للبزّار، وأخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، من طرق أخرى عن أنس.(23/114)
فَقَالَ جَعْفَرٌ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
132- جعفر بن أحمد بن سعيد بن صَبِيح.
أبو الفضل.
تُوُفّي في رمضان.
قال ابن يونس: حكى لنا عن: يحيى بن بُكَيْر.
133- جعفر بن محمد بن عليّ.
أبو الفضل الحِمْيَريّ قاضي نَسف.
زاهد ورع.
روى عن: عَبْدان المَرْوَزي، وإسحاق بن راهَوَيْه، والحسن بن عيسى بن ماسَرْجِس.
روى عنه: محمد بن زكريّا الحافظ، وأحمد بن حامد المقري.
134- جعفر بن محمد بن عيسى [1] .
أبو الفضل القبوريّ البغداديّ.
وثّقه الخطيب.
سمع: سُوَيْد بن سعيد، وغيره.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، والصّوّاف.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 7/ 202، 203 رقم 3666، والمنتظم 6/ 132 رقم 201.(23/115)
- حرف الحاء-
135- حاتم بن الحسن الشّاشيّ [1] .
أبو سعيد.
حجّ في هذا العام، وحدَّث ببغداد عن: عليّ بن خَشرم، وإسحاق الكَوْسَج، وسليمان بن معبد السّنْجيّ.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وعبد العزيز بن الواثق، وعليّ بن عُمَر الحربيّ.
136- الحَسَن بن حُباش [2] .
أبو محمد الدَّهْقان الكوفيّ.
عن: جُبَارة بن المُغَلّس، وهنّاد بن السَّري، وإسماعيل ابن بنت السُّدّيّ.
وعنه: ابن عُقْدة، وعبد الله بن يحيى الطّلْحيّ، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر بن أبي دارم.
تكلَّموا فيه [3] .
137- الحَسَن بن سُفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النُّعْمان الشّيْبانيّ النّسويّ [4] .
__________
[1] انظر عن (حاتم بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 8/ 247 رقم 1350.
[2] انظر عن (الحسن بن حباش) في:
تاريخ بغداد 7/ 302، 303 رقم 3814.
[3] قال مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان: وكان الكلام فيه كثيرا، وكان في الظاهر يظهر الأمانة، وكان يرمى بغير ذلك في الدّين بأمر عظيم.
وقال محمد بن رباح النحويّ: كان صاحب أدب وأخبار.
[4] انظر عن (الحسن بن سفيان) في:(23/116)
أبو العباس الحافظ. مصنّف «المُسْنَد» .
تفقّه على: أبي ثور إبراهيم بن خالد. وكان يُفتي بمذهبه [1] .
وسمع: أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وحبان بن موسى، وقتيبة، وعبد الرحمن بن سلام الْجُمَحي، وشيبان بن فروخ، وسهل بن عثمان العسكري، وأُمَمًا سواهم.
وسمع تصانيف أبي بكر بن أبي شيبة منه، وأكثر «المُسْنَد» من إسحاق، وكتاب «السُّنَن» من أبي ثَوْر، «والتفسير» من محمد بن أبي بكر المقدمي.
وسمع من: سعد بن يزيد الفراء، ويزيد بن صالح.
روى عنه: ابن خُزَيْمَة، والقُدماء، وأبو عليّ الحافظ، ويحيى بن منصور القاضي، ومحمد بن إبراهيم الهاشميّ، وأبو عُمَرو بن حمدان، وأبو بكر الإسماعيليّ، وابن حبّان، وحفيده إسحاق بن سعد الفَسويّ، وخلْق كثير.
وقال محمد بن جعفر البُسْتيّ: سمعته يقول: لولا اشتغالي بحِبّان بن موسى لَجِئتُكُم بأبي الوليد، وسليمان بن حرب.
وقال الحاكم: كان محدِّث خُراسان في عصره، مقدّما في الثّبت والكثرة
__________
[ () ] الجرح والتعديل 3/ 16 رقم 60، والثقات لابن حبّان 8/ 171، وتاريخ جرجان 106، 109، 136، 172، 160، 271، 277، 371، 423، 424، 429، 441، 442، 448، 462، 539، والأنساب 63 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 227 أ، ب، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 181- 185، والمنتظم 6/ 132- 136 رقم 202، والتقييد لابن النقطة 230- 232 رقم 276، والمعين في طبقات المحدّثين 107 رقم 1209، وتذكرة الحفاظ 2/ 703- 705، والعبر 2/ 124، 125، ودول الإسلام 1/ 184، وسير أعلام النبلاء 14/ 157- 162 رقم 92، والميزان الاعتدال 1/ 492، 493 رقم 1853، والوافي بالوفيات 12/ 32، 33 رقم 28، ومرآة الجنان 2/ 241، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 263- 265، والبداية والنهاية 11/ 124، 125، ولسان الميزان 2/ 211 رقم 934، والنجوم الزاهرة 3/ 189، وطبقات الحافظ 308، وشذرات الذهب 2/ 241، والرسالة المستطرفة 7، 17، وكشف الظنون 55، 1682، وإيضاح المكنون 2/ 482، وهدية العارفين 1/ 268، وديوان الإسلام 2/ 122 رقم 725، والأعلام 2/ 192، ومعجم المؤلّفين 3/ 228، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 269، 270 رقم 132.
[1] التقييد 231.(23/117)
والفهم والفقه والأدب [1] .
وروى عنه ابن حِبّان فأكثر، وذكره في «الثّقات» [2] ، وقال: كان ممّن رَحَلَ وصَنّفَ، وحَدَّثَ على تَيَقُّظ، مع صحة الدّيانة والصّلابة في السنة.
مات في قريته بالْوز في شهر رمضان، وحضرت دفَنه.
وقال أبو بكر أحمد بن عليّ الرّازيّ في حياة الحَسَن بن سُفيان: ليس للحسن في الدنيا نظير [3] .
وقال أبو الوليد الفقيه: كان الحَسَن أديبًا فقيهًا، أخذ الأدب عن أصحاب النَّضْر بن شُمَيْل، والفقه عن أبي ثور [4] .
وقال الحاكم: سمعت محمد بن داود بن سليمان يقول لنا: كنّا عند الحسن بن سفيان، فدخل ابنُ خُزَيْمَة، وأبو عُمَرو، والحِيريّ، وأبو بكر بن عليّ الرّازيّ في جماعة وهم متوجّهون إلى فراوَة، فقال أبو بكر بن عليّ: قد كتبتُ هذا الطَّبَق من حديثك.
قال، هات. فأخذ يقرأ، فلما قرأ أحاديث أدخَلَ إسنادًا في إسنادٍ، فردّه الحسن، ثمّ بعد ساعة فعل ذلك، فردّه الحَسَن، فلمّا كان الثالثة قال له الحَسَن: ما هذا؟ لقد احتملتك مرَّتين وهذه الثالثة، وأنا ابنُ تسعين سنة. فاتّق الله في المشايخ، فربمّا استُجيبت فيك دعوة.
فقال له ابن خُزَيْمة: مَه، لا تؤذي الشّيخ.
قال: إنّما أردتُ أن تعلم أنّ أبا العبّاس يعرف حديثه [5] .
قلت: بالُوز قرية على ثلاثة فراسخ من نسا [6] .
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 185،
[2] ج 8/ 171.
[3] المنتظم 6/ 136، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 182.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 182.
[5] المنتظم 6/ 135، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 182، التقييد 232.
[6] وقال ابن أبي حاتم: كتب إليّ وهو صدوق. (الجرح والتعديل 3/ 16) .(23/118)
138- الحسين بن عبد الله بن محمد بن بَشير.
أبو عليّ المصريّ.
روى عن: يحيى بن بُكَيْر، وغيره.
تُوُفّي في شعبان.
- حرف الخاء-
139- خليفة بن المبارك [1] .
الأمير أبو الأغرّ.
ولاه المعتضد قتال الأعراب بطريق الحجّ، فهزمهم وأسرَ رَأسهم صالح بن مدرك.
ثمّ قدِم الشامَ في جيشٍ لحرب آل طولون.
تُوُفّي في هذا العام.
__________
[1] انظر عن (خليفة بن المبارك) في:
تاريخ الطبري 10/ 36، 74، 80، 94، 97، 104، 115، 143، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 185، 190، وتجارب الأمم 5/ 35، وولاة مصر 279، والولاة والقضاة 259، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 3329، 3330، والكامل في التاريخ 9/ 127، والنجوم الزاهرة (حوادث 285 هـ) ، وشذرات الذهب (حوادث 285 هـ) .(23/119)
- حرف الراء-
140- رُوَيْم بن أحمد [1] ، وقيل ابن محمد، بن يزيد بن رُوَيْم بن يزيد.
أبو الحَسَن الصُّوفيّ البغداديّ.
كان عالمًا بالقرآن ومعانيه، وكان ظاهريّ المذهب.
تفقّه لداود بن عليّ [2] .
وجدّه الأعلى رُوَيم بن يزيد هو المذكور في طبقة المأمون.
قال جعفر الخُلْديّ: سمعته يقول: الإخلاص ارتفاع رؤيتك عن فعلك [3] ، والفُتُوَّة أن تَعْذُر إخوانك في زَلَلهم، ولا تعاملهم بما يحوجوك إلى الاعتذار [4] ، والصبر ترْك الشَّكْوَى [5] ، والرِّضَى استلذاذ البلوى [6] ، واليقين المشاهدة [7] ،
__________
[1] انظر عن (رويم بن أحمد) في:
طبقات الصوفية للسلمي 180- 184 رقم 5، وحلية الأولياء 10/ 296- 302 رقم 574، وتاريخ بغداد 8/ 430- 432 رقم 4537، والرسالة القشيرية 2/ 21، والمنتظم 6/ 136، 137 رقم 203، وصفة الصفوة 2/ 442، 443، وسير أعلام النبلاء 14/ 234، 235 رقم 138، والبداية والنهاية 11/ 125، وطبقات الأولياء 228- 231 رقم 42، والنجوم الزاهرة 3/ 189، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 103، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 152- 155، وآثار البلاد وأخبار العباد 326.
[2] طبقات الصوفية 180، تاريخ بغداد 8/ 430، صفة الصفوة 2/ 442.
[3] في طبقات الصوفية 183 رقم 11: «ارتفاع رؤيتك من الفعل» ، والمثبت يتفق مع الحلية 10/ 296، وتاريخ بغداد 8/ 431، وصفة الصفوة 2/ 442.
[4] طبقات الصوفية 183 رقم 12، حلية الأولياء 10/ 296، تاريخ بغداد 8/ 431، صفة الصفوة 2/ 442.
[5] طبقات الصوفية 183 رقم 14، حلية الأولياء 10/ 301، تاريخ بغداد 8/ 431، صفة الصفوة 2/ 443.
[6] طبقات الصوفية 183 رقم 15، حلية الأولياء 10/ 301، تاريخ بغداد 8/ 431، صفة الصفوة 2/ 443.
[7] طبقات الصوفية 183 رقم 16، حلية الأولياء 10/ 301، تاريخ بغداد 9/ 431.(23/120)
والتوكُّل إسقاط الوسائل [1] .
وقيل: إنّ رُوَيْمًا دَخل في شيء من أمور السّلطان، فلم يتغيّر عن حاله ولا توسَّع، فَلِيم في ذلك فقال: كَذِبُ الصُّوفيّة أحْوَجَني إلى ذلك. وكان له عائلة [2] .
قال ابن خفيف: ما رأى حكيمًا في علوم المعارف مثل رُوَيْم.
وقال محمد بن عليّ بن حبيش: كان رويم يقول: السُّكُون إلى الأحوال اغترار [3] .
وقال: رياء العارفين أفضل من إخلاص المريدين [4] .
وقد امْتُحِن رُوَيْم في فتنة الصُّوفيّة لمّا قام عليهم غلام خليل، فذكر السُّلميّ أنّ غلام خليل قال: إنّي سمعته يقول: ليس بيني وبين الله حجابٌ.
فأحوجه ذلك إلى الخروج إلى الشام وتغيَّب.
تُوُفّي رُوَيْم ببغداد، رحمه الله تعالى.
- حرف الزاي-
141- زهير بن صالح بن أحمد بن حنبل [5] .
عن: أبيه.
وعنه: ابن أخيه محمد بن أحمد، وأبو بكر الخلّال، وأبو بكر النّجّاد.
وهو ثقة [6] .
__________
[1] في طبقات الصوفية 183 رقم 18: «التوكّل إسقاط رؤية الوسائط، والتّعلّق بأعلى العلائق» ، وفي الحلية 10/ 301: «والتعلّق بأعلى الوثائق» ، تاريخ بغداد 8/ 431، صفة الصفوة 2/ 443.
[2] انظر: تاريخ بغداد 8/ 431، والمنتظم 6/ 136.
[3] حلية الأولياء 10/ 297، تاريخ بغداد 8/ 430.
[4] حلية الأولياء 10/ 297، تاريخ بغداد 8/ 430.
[5] انظر عن (زهير بن صالح) في:
تاريخ بغداد 8/ 486 رقم 4599، والمنتظم 6/ 137 رقم 204، والبداية والنهاية 11/ 125،
[6] وثّقه الدارقطنيّ وقال: ما كان به بأس. (تاريخ بغداد) .(23/121)
- حرف العين-
142- عاصم بن رازح بن رحُبْ بن العلاء.
أبو اللَّيْث الخَوْلانيّ المصريّ.
سمع: عيسى بن حمّاد، وغيره.
وعنه: ابن يونس.
تُوُفّي في رمضان.
143- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن يونس [1] .
أبو الحسين السِّمْنانيّ.
من أعيان المحدَّثين بخُراسان وثِقاتهم.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وهشام بن عمّار، وعيسى بن زُغْبة، وأبا كُرَيْب.
وعنه: عليّ بن حمْشاد، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبو عُمَرو بن حمدان، وابن عديّ، والإسماعيليّ، وأبا عُمَرو بن مطر، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
وكان واسع الرحلة، بصيرًا بالآثار.
قال أبو النصْر محمد بن محمد بن يوسف: أنشدنا أبو الحسين عبد الله بن محمد السّمنانيّ لنفسه:
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد السمناني) في:
معجم البلدان 3/ 252، وسير أعلام النبلاء 14/ 194، 195 رقم 110، وتذكرة الحفاظ 2/ 718، والعبر 2/ 126، وطبقات الحفاظ 309، وشذرات الذهب 2/ 242، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 222، 223 رقم 910.(23/122)
ترى المرءَ يَهْوَى أن تطول حياتُهُ ... وطولُ البقا ما لَيْسَ يشفي له صدُرا
ولو كان في طُول البقاءِ صَلاحُنا ... إذا لم يكن إبليسُ أطوَلنا عُمَرا
[1] 144- عبد الله بن محمد بن ياسين [2] .
أبو الحسن الدُّوريّ.
سمع: محمد بن بشّار، وعليّ بن الحسين الدِّرْهَميّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، واليَقْطينيّ.
وثَّقه الدّارَقُطنيّ [3] .
145- عبد الرحمن بن قُرَيش [4] .
أبو نُعَيْم الهَرَويّ الجلّاب.
عن: أحمد بن الأزهر، ويحيى بن محمد الذُّهْليّ.
وعنه: جعفر الخُلْديّ، ومَخْلَد الباقَرْحيّ.
حدَّث ببغداد ودمشق. وله غرائب [5] .
146- عليّ بن رستم بن المطيار.
أبو الحسن الظِّهرانيّ.
عمّ أبي عليّ بن رستم.
يروي عن: لُوَيْن، وأحمد بن معاوية، وعبد الله أخي رستة، والحسن بن علي بن عفان العامري.
روى عنه: عبد الله والد أبي نعيم، وأهل خراسان.
__________
[1] معجم البلدان 3/ 252.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن ياسين) في:
تاريخ بغداد 10/ 106، 107 رقم 5226.
[3] وقال أبو بكر الإسماعيلي: ثبت صاحب حديث.
وقال أيضا: ثقة مأمون.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن قريش) في:
تاريخ بغداد 10/ 282 رقم 5400.
[5] قال الخطيب: وفي حديثه غرائب وأفراد، ولم أسمع فيه إلّا خيرا.(23/123)
147- عمر بن أيوب بن إسماعيل [1] .
أبو حفص السقطي.
بغدادي صالح.
وثقه الدارقطني.
سمع: بشر بن الوليد، ومحمد بن بكار، وسريج بن يونس، وجماعة.
وعنه: أبو علي بن الصواف، وعبد العزيز الخرقي، وابن لؤلؤ، ومحمد بن خلف بن حيان [2] .
- حرف الفاء-
148- فهد بن أبي هريرة أحمد بن محمد بن صالح المصري.
روى عن: يونس بن عبد الأعلى.
__________
[1] انظر عن (عمر بن أيوب) في:
تاريخ بغداد 11/ 219 رقم 5935، وسير أعلام النبلاء 14/ 245 رقم 148، والعبر 2/ 126، وشذرات الذهب 2/ 242.
[2] ووثّقه الخطيب، وقال ابن المنادي: عمر السقطي من الصالحين.(23/124)
- حرف الميم-
149- محمد بن إسماعيل بن الفَرَج.
أبو العبّاس المصريّ البنّاء.
150- محمد بن حَرْمَلةَ بن سعيد.
أبو عمّار الحَرَشيّ.
مصريّ، سمع: بكّار بن قُتَيْبة.
151- محمد بن الحسن بن العلاء [1] .
أبو عبد الله البغداديّ الخواتيميّ.
عن: داود بن رشيد، وأبي بكر بن أبي شيبة.
وعنه: عبد العزيز الخِرَقيّ.
وثّقه الخطيب.
152- محمد بن الحسن بن نصر الزّيّات.
سمع: زُهير بن عبّاد.
مصريّ.
153- محمد بن خَوْتك.
أبو ثمامة الحَرَسيّ.
من أهل الحَرَس، بُلَيْدة بمصر.
حدَّث عن: سَلَمَةَ بن شبيب، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن بن العلاء) في:
تاريخ بغداد 2/ 189، 190 رقم 610.(23/125)
154- محمد بن سليمان بن سَنْدَلٍ الأندلسيّ [1] .
سمع من: سَحْنُون.
وفي الرحلة: من ابن عبد الحكم.
وحدَّث.
155- محمد بن العبّاس بن الوليد بن محمد بن عُمَر بن الِّدرَفْس [2] .
أبو عبد الرحمن الغسّانيّ الدّمشقيّ الشيخ الصّالح.
روى عن: أبيه، وهشام بن عمّار، وهشام بن خالد، ودُحَيْم، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وجماعة.
وعنه: أبو بكر، وأبو زرعة ابنا أبي دجانة، وجُمَح بن القاسم، والفضل بن جعفر، وأبو عُمَر بن فَضَلَة، وأبو أحمد بن عَدِيّ، والطّبرانيّ، وآخرون.
156- محمد بن عبد الوهّاب بن سلّام [3] .
__________
[1] لم أجد: (محمد بن سليمان بن سندل) ، وإنما وجدت: «محمد بن سليمان بن محمد بن تليد المعافري» المتوفى سنة 295 أو 296 هـ. وهو رحل فسمع من سحنون. (تاريخ علماء الأندلس 2/ 21 رقم 1149) .
[2] انظر عن (محمد بن العباس) في:
المعجم الصغير 2/ 6، والأنساب لابن السمعاني 225 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 250 أ، والعبر 2/ 126، وسير أعلام النبلاء 14/ 245، 246 رقم 149، وشذرات الذهب 2/ 242.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الوهاب) في:
مقالات الإسلاميين 1/ 236، وصورة الأرض لابن حوقل 231، وتكملة تاريخ الطبري 17، ومشتبه النسبة للأزدي (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 13 أ، ب، رقم 291 (حسب ترقيمنا) .
والفرق بين الفرق 167- 169، والتكملة من الفهرست لابن النديم- ص 6، والملل والنحل للشهرستاني 1/ 78- 85، والمنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل لأحمد بن يحيى بن المرتضى- اعتنى بتصحيحه توما أرنلد- طبعة دار صادر، بيروت 1316، هـ. - ص 33، 38، 40، 45، 53، 55- 60، 66، والأنساب لابن السمعاني 121 أ، والمنتظم 6/ 137 رقم 206، والكامل في التاريخ 8/ 96، ووفيات الأعيان 4/ 267- 269 رقم 607، وتاريخ ابن الوردي 1/ 254، والعبر 2/ 125، وسير أعلام النبلاء 14/ 183، 184 رقم 102، ودول الإسلام 1/ 184، والوافي بالوفيات 4/ 74، 75 رقم 1531، والبداية والنهاية 11/ 125، ومرآة الجنان 2/ 241، ولسان الميزان 5/ 271 رقم 930، والنجوم الزاهرة 3/ 189، وطبقات المفسرين للسيوطي 33، وطبقات المفسرين للداوديّ 2/ 189، 190، وشذرات الذهب(23/126)
أبو عليّ الْجُبّائيّ البصْريّ.
شيخ المعتزلة.
كان رأسا في الفلسفة والكلام.
أخذ عن: يعقوب بن عبد الله الشّحّام البصُريّ.
وله مقالات مشهورة، وتصانيف.
أخذ عنه: ابنه أبو هاشم، والشيخ أبو الحسن الأشعريّ. ثمّ أعرض الأشعريّ عن طريق الاعتزال وتابَ منه، ووافق أئمّة السنة، إلّا في اليسير.
وعاش أبو عليّ ثمانيًا وستّين سنة.
وجدت على ظهر كتاب عتيق: سمعت أبا عُمَر يقول: سمعتُ عشرةٍ من أصحاب الْجُبّائيّ يحكون عنه قال: الحديث لأحمد بن حنبل، والفقه لأصحاب أبي حنيفة، والكلام للمعتزلة، والكذِب للرافضة.
وقال الأهوازيّ: سمعتُ الحسن بن محمد العسكريّ بالأهواز، وكان من المخلصين في مذهب الأشعريّ، يقول: كان الأشعريّ تلميذًا للجُبّائيّ، يدرس عليه ويتعلَّم منه، ويأخذ عنه. وكان أبو عليّ الْجُبّائيّ صاحب تصنيف وقلم، إذا صنف يأتي بكل ما أراد مستقصي، وإذا حضر المجالس وناظر لم يكن بمرضي.
وكان إذا دهمه الحضور في المجالس يبعث الأشعري ينوب عنه. ثم إن الأشعري أظهر توبة، وانتقل عن مذهبه.
157- محمد بن عثمان بن سعيد.
أبو بكر الدّارِميّ الهَرَويّ.
خلَف أباه، وكان عالمًا زاهدًا.
سمع: محمد بن بشّار، ومحمد بن المُثَنَّى، وأبا سعيد الأشجّ.
روى عنه: أبو إسحاق البزّار الحافظ.
__________
[ () ] 2/ 241، وديوان الإسلام 2/ 84، 85 رقم 676، والأعلام 6/ 256، ومعجم المؤلّفين 10/ 269، وروضات الجنات 161، والروض المعطار 156، وتكملة تاريخ الأدب العربيّ 1/ 342، وأدب القاضي للماوردي 1/ 378، 466، 559.(23/127)
158- محمد بن عليّ بن عُمَرو الحفّار [1] .
أبو بكر البغداديّ الضّرير.
سمع: عبد الأعلى بن حمّاد، وداود بن رشيد.
وعنه: عُمَر الزّيّات، وعليّ بن عُمَر الحربيّ.
حدَّث في هذا العام.
159- محمد بن عيسى بن إبراهيم بن مثرود.
أبو بكر الغافقيّ.
مصريّ، له ذكر.
روى عن: أبيه.
وذَكَر أنّه سمع من يحيى بن بُكَيْر، قاله عنه ابن يونس.
160- محمد بن محمد بن فُورَك بن عطاء [2] .
أبو عبد الله القبّاب الإصبهانيّ، والد أبي بكر.
سمع من: محمد بن عاصم جبّر، وإسحاق بن إبراهيم شاذان.
وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر الطّلْحيّ.
161- محمد بن حمدَوَيْه بن سنجان [3] .
أبو بكر المَرْوَزِيّ.
قال ابن ماكولا [4] : روى عن: كثير بن المبارك، وسُوَيد بن نصر، وعليّ بن حُجْر، والحميديّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن عمرو) في:
تاريخ بغداد 3، 70 رقم 1032.
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن فورك) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 253.
[3] انظر عن (محمد بن حمدويه) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 557، والأنساب 593 أ، واللباب 3/ 395، وسير أعلام النبلاء 14/ 253، 254 رقم 157 وفيه مات سنة 306 هـ.
[4] في الإكمال 2/ 557.(23/128)
روى عنه: فمحمد بن الحسن النّقّاش، ومحمد بن محمود المَرْوَزيّ الفقيه.
مات سنة ثلاثٍ وثلاثمائة.
162- محمد بن المنذر بن سعيد بن عثمان السُّلميّ الهَرَويّ [1] .
أبو عبد الرحمن الحافظ، المعروف بشَكّر.
سمع: محمد بن رافع، وعليّ بن خَشرَم، وعُمَر بن شَبّة، والرمّاديّ، ويزيد بن عبد الصّمد، وأحمد بن عيسى المصريّ، وطبقتهم.
وأكثَر التَّرْحال، وصنَّفَ.
روى عنه: أبو الوليد حسّان بن محمد، وأبو عُمَرو بن مطر، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ الرّازيّ النَّيْسابوريّ.
وحدَّث بنواحي خُراسان، وتوفّى في أحد الربيعين بهَرَاة.
وقيل: مات سنة اثنتين.
163- منصور بْن إسماعيل [2] .
أبو الحَسَن التَّميميّ الْمَصْرِيّ الضَّرير، الفقيه الشّافعيّ الشاعر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن المنذر) في:
سير أعلام النبلاء 14/ 221، 222 رقم 123، وتذكرة الحفاظ 2/ 748، 749، والعبر 2/ 126، والوافي بالوفيات 5/ 67 رقم 2054، وطبقات الحفاظ 315، وشذرات الذهب 2/ 242.
[2] انظر عن (منصور بن إسماعيل) في:
الولاة والقضاة للكندي 523، 526، 527، ومعجم الشعراء للمرزباني 373، 374، وطبقات الشافعية للعبّادي 64، وطبقات الفقهاء للشيرازي 107، 108، والمنتظم 6/ 152 رقم 240، (وفيات 306 هـ) ، ومعجم الأدباء 19/ 185- 190 رقم 60، ووفيات الأعيان 5/ 289- 292 رقم 741، وسير أعلام النبلاء 14/ 238 رقم 141، ومرآة الجنان 2/ 248، 249، ونكت الهميان 297، 298، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 478- 483، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 299- 301 رقم 274، والبداية والنهاية 11/ 130، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 104، 105 رقم 49، وحسن المحاضرة 1/ 400، وشذرات الذهب 2/ 249، 250، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 42، 43، والأعلام للزركلي 8/ 235، ومعجم المؤلفين 13/ 10، وهدية العارفين 2/ 473، وديوان الإسلام 4/ 128، 129، رقم 1831، والمغرب (قسم مصر) 1/ 262.(23/129)
قال ابن خلّكان [1] : له مصنّفات مليحة في المذهب، وله شِعر سائر.
وهو القائل:
لي حيلةٌ فيمن يَنِمُّ ... وليس في الكذّاب حيلهْ
مَن كان يخلقُ ما يقول ... فحِيلتي فيه قليلهْ
[2] وقال القُضاعيّ: أصله من رأس عين. وكان فقيهًا متصرِّفًا في كل علم، شاعرًا مجوّدًا، لم يكن في زمانه مثله [3] . تُوُفّي سنة ثلاث.
وقال ابن يونس: كان فهمًا حاذِقًا، صنَّفَ مختصرات في اللُّغة في مذهب الشّافعيّ. وكان شاعرًا مجوّدًا، خبيث اللّسان بالهجْو. يظهر في شعرِهِ التَّشيُّع.
وكان جُنْديًا قبل أن يعمى.
وذكر ابنُ زولاق في ترجمة القاضي أبي عُبَيْد بن حَرْبَوَيْه أنّه كانت له قصّة مع منصور بن إسماعيل الفقيه طالت وعَظُمَت. وذلك أنّه كان خاليًا به، فجرى ذكر المُطَلَّقَة ثلاثًا الحامل، ووجوب نَفَقَتها، فقال أبو عُبَيْد: زعم زاعمٌ أنّ لَا نفقة لها. وأنكر منصور ذلك وقال: أقائل هذا مِن أهلِ القبْلَة [4] ؟.
ثمّ انصرف منصور، وحدَّث الطّحاوي فأعاده على أبي عُبَيْد، فأنكره أبو عُبَيد فقال منصور: أنا أكذّبه.
قال لنا أبو بكر بن الحدّاد: حضر منصور، فتبيَّنت في وجهه النَّدَم على ذلك، فلولا عَجَلَةُ القاضي بالكلام لما تكلَّم منصور، ولكنْ قال القاضي: ما أريد أحدًا يدلّ عليّ، لَا منصور ولا نصّار، يحكون عنّا ما لم نقلْ.
فقال منصور: قد علِم اللُّه أنّك قلت.
فقال: كذبتَ.
فقال: قد علِمَ اللُّه مَن الكاذِب. ونهض [5] .
__________
[1] في وفيات الأعيان 5/ 289.
[2] وفيات الأعيان 5/ 290.
[3] وفيات الأعيان 5/ 291.
[4] وفيات الأعيان 5/ 291.
[5] وفيات الأعيان 5/ 291.(23/130)
- حرف الهاء-
164- هارون بن يوسف [1] .
أبو أحمد الشَّطَويّ، ويُعرف بابن مقراض.
سمع: محمد بن يحيى العَدَنيّ، والحسن بن عيسى بن ماسرْجِس، وأبا مروان العثمانيّ.
وعنه: أبو بكر الْجِعَابيّ، وأبو عبد الله بن العسْكريّ، وابن لؤلؤ، والزّيّات.
ووثّقه الإسماعيليّ [2] .
تُوُفّي في ذي الحجة.
__________
[1] انظر عن (هارون بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 14/ 29 رقم 7366، وسير أعلام النبلاء 14/ 262 رقم 169.
[2] فقال: كان ثبتا.(23/131)
- حرف الياء-
165- يحيى بن إسحاق بن يحيى بن يحيى اللَّيْثيّ [1] .
أبو إسماعيل القُرْطُبيّ.
سمع أباه، ورحل فسمع ببغداد من: إسماعيل القاضي.
وبرع في العربيّة واللّغة، وشوور في الأحكام.
مات في الرملة [2] .
166- يحيى بن عُبَيْد الله بن يحيى بن يحيى [3] .
أبو عبد الله القُرْطُبيّ، ابن عمّ الّذي قبله.
كان رئيسًا مُبَجَّلًا يُسَتفْتى.
سمع مع والده، ويُشاورَ في الأحكام.
167- يعقوب بن إبراهيم بن حسّان [4] .
أبو الحُسين الأنماطيّ: أخو إسحاق.
حدَّث عن: عبد الواحد بن غِياث، وهارون بن حاتم.
وعنه: الْجِعَابيّ، ومحمد بن أحمد العَطَشيّ.
وكان ثقة.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن إسحاق بن يحيى) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 186 رقم 1573، وجذوة المقتبس للحميدي 373، 374 رقم 881، وبغية الملتمس للضبي 498 رقم 1460.
[2] مات في الوباء. وقيل: توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
[3] انظر عن (يحيى بن عبيد الله بن يحيى) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 186 رقم 1572.
[4] انظر عن (يعقوب بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 14/ 292، 293 رقم 7595.(23/132)
سنة أربع وثلاثمائة
- حرف الألف-
168- أحمد بن إبراهيم بن يزيد بن عبد الله الباهليّ الأصبهانيّ المكتب.
روى عن: نصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى الرُّمّانيّ، وجماعة.
وعنه: عبد الله والد أبي نعيم، ومحمد بن جعفر بن يوسف.
169- أحمد بن الحسن بن عبد الله الإصبهانيّ المعدّل [1] .
سمع: مؤمّل بن إهاب، وأيوب الوزّان، وجماعة.
وله رحلة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، وآخرون.
170- أحمد بن زنجويه بن موسى [2] .
أبو العبّاس المخرّميّ القطّان.
سمع: بِشْر بن الوليد، وداود بن رشيد، ومحمد بن بكّار.
وعنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفَّر.
وكان ثقة.
وذكر الخطيب أحمد بن عُمَر بن زَنْجَوَيْه [3] المخرّميّ القطّان، وأنّه تُوُفّي سنة أربعٍ، وفرّق بينه وبين هذا، وهما واحدٌ إن شاء الله تعالى.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن بن عبد الله) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 64 وفيه: «أحمد بن الحسين بن عبد الملك» .
[2] انظر عن (أحمد بن زنجويه) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 42، وتاريخ بغداد 4/ 164، 165 رقم 1842.
[3] انظر عن (أحمد بن عمر بن زنجويه) في:
تاريخ بغداد 4/ 287 رقم 2043 وفيه: «أحمد بن عُمَر بن موسي بن زَنْجَوَيْه» ، وسيعيده المؤلّف الذهبي- رحمه الله- برقم (172) .(23/133)
171- أحمد بن عبد الله بن عُمَران [1] .
أبو حمزة المَرْوَزِيّ.
حدَّث ببغداد في هذا العام عن: عليّ بن خَشْرَم، وغيره.
وعنه: عليّ بن عُمَر الحربيّ، وغيره [2] .
172- أحمد بن عُمَر بن موسي بن زَنْجَوَيْه القطان [3] .
بغدادي: أحسبه أحمد بن زنجويه المذكور آنفًا، لكن قد فرّق بينهما الخطيب.
سمع: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن بكّار، ولُوَيْنًا، وهشام بن عمّار.
وعنه: ابن المظفّر، وعبد الله الزَيْنَبيّ.
وكان ثقة [4] .
وقد ذكره الحافظ ابن عساكر [5] ، وقال: روى عنه: ابن عدي، وأبو بكر الآجُرّي، والطّبَرَانيّ، وسمَّى جماعةً.
173- أحمد بن محمد بن الحسن بن السكن [6] .
أبو الحسن القُرَشيّ العامريّ الحافظ.
حدَّث عن: إبراهيم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن عمران) في:
تاريخ بغداد 4/ 223 رقم 1923.
[2] وثّقه الخطيب.
[3] انظر الترجمة الأسبق رقم (170) من هذا الجزء.
[4] ووقع في تاريخ بغداد 4/ 165 «عبد العزيز بن جعفر الحربي» ، وفي 4/ 287: «عبد العزيز بن جعفر الخرقي» . وذلك في الترجمتين، فليراجع.
[5] في تاريخ دمشق (تراجم: أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمل) 80- 82 رقم 57 وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 418 وفيه: «المحرمي» بالحاء المهملة.
[6] انظر عن (أحمد بن محمد العامري) في:
تاريخ بغداد 4/ 425 رقم 2319، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 57 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 455، 456، وسير أعلام النبلاء 14/ 247 رقم 151، وميزان الاعتدال 1/ 138 رقم 550، والمغني في الضعفاء 1/ 55 رقم 423، ولسان الميزان 1/ 266، 267.(23/134)
الأنطاكيّ وإسحاق بن موسى الأنصاريّ، وجماعة.
وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي دُجَانة، وعليّ بْن أَبِي العَقِب، وأبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيخ، وأحمد بن عَبْدان الشّيرازيّ، وقال: قدِم علينا في سنة أربع وثلاثمائة ولا أُحَدِّث عنه، كان ليّنًا.
174- أحمد بن محمد بن رستم [1] .
أبو جعفر الطَّبَريّ النَّحْويّ المقرئ.
صاحب نُصير بن يوسف، وهاشم بن عبد العزيز تلميذي الكِسائيّ.
روى عنه: أحمد بن جعفر بن سَلْم، وعُمَر بن محمد بن سيف الكاتب.
حدَّث في هذه السنة.
ذكره الخطيب [2] .
175- أحمد بن محمد الصَّيدلانيّ [3] .
عن: إسحاق بن وهْب، وغيره.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعليّ بن عُمَر السُّكَّريّ.
بقي إلى هذا العام.
176- أحمد بن الممتنع [4] .
أبو الطّيّب القُرَشيّ الأَيْليّ.
حدث عن: أبي الطّاهر بن السَّرْح، وهارون الأَيْليّ.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وابن الزّيّات.
قال الدّارقطنيّ: صالح.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن رستم) في:
تاريخ بغداد 5/ 125، 126 رقم 2547، وغاية النهاية 1/ 114، 115 رقم 527، وبغية الوعاة 1/ 387 رقم 753 وفيه: «أحمد بن محمد بن يزداد بن رستم» .
[2] ذكره باسم: «أحمد بن محمد بن يزديار بن رستم» ، وفي أثناء الترجمة: «أحمد بن محمد بن رستم الطبري» ، ولم يذكره صاحب فهرس تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد الصيدلاني) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 38.
[4] انظر عن (أحمد بن الممتنع) في:
تاريخ بغداد 5/ 170 رقم 2616.(23/135)
177- أحمد بن موسى بن الجوهريّ [1] .
عن: الحُسين بن حُريث، والربيع المُراديّ.
وعنه: عيسى الرُّخَّجيّ، والطَّبَرانيّ.
وهو ثقة. قاله الخطيب.
يُعرف بأخي خَزَريّ.
178- إبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أيّوب المُخَرّميّ البغداديّ [2] .
أبو إسحاق.
عن: عُبيد الله القواريريّ، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة.
وعنه: عُمَر بن الزّيّات، وعُبَيد الله الزُّهْريّ، وجماعة.
قال الإسماعيليّ: صدوق.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: حدَّث عن ثقاتٍ بأحاديث باطلة، وليس بثقة [3] .
قلت: تُوُفّي في رمضان [4] .
179- إبراهيم بن محمد بن مالك بن ماهويه الإصبهانيّ [5] .
أبو إسحاق القطّان الفقيه.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 5/ 143 رقم 2576.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله البغدادي) في:
تاريخ بغداد 6/ 124، 125 رقم 3152، والأنساب 513 ب، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 41 رقم 84، والمنتظم 6/ 139، 140، رقم 210، وسير أعلام النبلاء 14/ 196، 197 رقم 112، والعبر 2/ 127، وميزان الاعتدال 1/ 41، 42 رقم 126، والمغني في الضعفاء 1/ 18 رقم 111، ولسان الميزان 1/ 72، 73 رقم 193، وشذرات الذهب 2/ 243.
[3] تاريخ بغداد 6/ 125.
[4] وقال محمد بن نعيم الضّبي: سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول لأبي الحافظ: كتبت عن أبي إسحاق المخرّمي ببغداد؟ فقال له أبو علي: نعم. فقال: فما قولك فيه؟ فقال أبو علي: كان لا ينكر له، لقي الجرمي وأقرانه. فقال الإسماعيلي: ما هو عندي إلّا صدوق. (تاريخ بغداد 6/ 124) .
[5] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن مالك) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 191.(23/136)
سمع: لُوَيْنًا، وعُمَر الفلّاس، وأبا الربيع السّمْتيّ، وإسماعيل بن يزيد.
وعنه: العسّال، وأبو الشَّيخ، ومحمد بن جعفر بن جعفر بن يوسف.
180- إبراهيم بن موسى الْجَوْزيّ [1] .
سمع: بِشْر بن الوليد.
وقد ذُكِر سنة ثلاث.
181- إسحاق بن إبراهيم بن يونس [2] .
أبو يعقوب المنجنيقيّ الورّاق.
بغداديّ حافظ.
سكن مصر.
عن: محمد بن بكّار، وأبي إبراهيم التَّرْجُمانيّ، وداود بن رشيد، وعبد الأعلى بن حمّاد، وسُوَيد بن سعيد، وحُمَيْد بن مَسْعَدَة.
وعنه: النَّسائيّ في «سُنَنهِ» وهو من أقرانه، وانتقى عليه، وقال: هو صدوق، وأبو بكر أحمد بن السُّنّيّ، والحسن بن الخضر الأسْيوطيّ، وأبو سعيد بن يونس، وعبد الله بن عَدِيّ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وأحمد بن محمد بن سَلَمَةَ الخيّاش، ومحمد بن محمد بن يعقوب السَّرَّاج، ويحيى بن زكريّا المصريّون، وغيرهم.
وكان رجلًا صالحًا، وهو آخر من مات من شيوخ النّبل.
__________
[1] وهو: أبو إسحاق التّوّزيّ، وقد تقدّم برقم (127) من هذا الجزء.
[2] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 102، وتاريخ جرجان 442، وتاريخ بغداد 6/ 385، 386 رقم 3424، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 371 أ، و (مخطوطة التيمورية) 5/ 266 و 38/ 473، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 429، والمعجم المشتمل 75 رقم 149، والمنتظم 6/ 140 رقم 212، وتهذيب الكمال 2/ 392، 395 رقم 335، والعبر 2/ 127، والكاشف 1/ 59 رقم 279، وسير أعلام النبلاء 14/ 141، 142 رقم 75، وتهذيب التهذيب 1/ 220، 221 رقم 411، وتقريب التهذيب 1/ 55 رقم 377، وخلاصة التذهيب 27، وشذرات الذهب 2/ 243، والرسالة المستطرفة 163، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 453 رقم 284.(23/137)
تُوُفّي لليلتين بقيتا من جُمَادَى الآخرة، ولُقِّب بالمنْجَنِيقيّ لأنّه كان يجلس بقرب منْجَنِيقٍ بجامع مصر.
وكان فيما ذكر ابن عَدِيّ عن بعض رجاله يمنع النّسائيَّ من المجيء إليه، ويذهب إلى منزل النَّسائيّ حِسْبةً، حتّي سمع منه النّسائيّ ما انتفاه عليه. وقد قال له النَّسائيّ يومًا: يا أبا يعقوب، لَا تحدّث عن سُفْيان بن وكيع. فقال: اختَرْ لنفسك ما شئت، وأنا فكلّ من كتبت عنه فإنّي أحدِّث عنه [1] .
وثّقه ابن عديّ، والدَّارَقُطْنيّ [2] .
182- إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عرباض.
أبو القاسم التُّنُّيسيّ.
روى عن: محمد بن رُمْح، وعبد الجبّار بن العلاء.
توفي في رجب بتنيس.
183- أصبغ بن مالك [3] .
أبو القاسم المالكي الزاهد.
نزيل قرطبة.
أصله من قبره. وصحب ابن وضاح أربعين سنة، وكان ابن وضاح يجله ويعظمه.
وسمع من: ابن وضاح، وابن القزاز.
وكان إماما في قراءة نافع.
قرأ على: إبراهيم بن بازي، عن أصحاب ورش.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 386.
[2] وقال أبو سعيد بن يونس: وكان رجلا صالحا صدوقا.
وقال الخطيب: وكان صدوقا صالحا زاهدا.
[3] انظر عن (أصبغ بن مالك) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 79 رقم 250، وبغية الملتمس للضبي 241 رقم 575.(23/138)
- حرف الجيم-
184- جعفر بن أحمد بن عليّ بن بيان [1] .
أبو الفضل الغافقيّ المصريّ.
رافضيّ كذّاب، زعم أنّه سمع من: عبد الله بن يوسف التِّنّيسيّ، ويحيى بن بُكَيْر.
روى عنه: أبو أحمد عبد الله بن عديّ، والحسن بن رشيق.
حدَّث في هذه السنة، وعاش بعدها قليلًا، أو ماتَ فيها.
قال عبد الله بن عديّ: كتبتُ عنه في الرحلة [2] الأولى بمصر سنة تسعٍ وتسعين، وفي الرحلة [2] الثانية سنة أربع وثلاثمائة، وأظنّ فيها مات.
ثنا عن أبي صالح كاتب اللّيث، وعثمان بن صالح كاتب ابن وَهْب، وسعيد بن عفَيْر، وعبد الله بن يوسف بأحاديث موضوعة، كنّا نتّهمه بوضعها، بل نتيقَّن ذلك. وكان رافضيًّا [3] .
185- جعفر بن حُبَيْش بن عائذ.
أبو الفضل المصريّ.
سمع: يونس الصّدفيّ.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن أحمد بن علي) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 578- 581، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 170 رقم 660، والمغني في الضعفاء 1/ 131 رقم 1131، وميزان الاعتدال 1/ 400، 401 رقم 1485، والكشف الحثيث 124، 125 رقم 192، ولسان الميزان 2/ 108، 109 رقم 442.
[2] في الكامل 2/ 578: «في الدخلة» .
[3] وقال ابن عديّ: وعامّة أحاديثه موضوعة، وكان قليل الحياء في دعاويه على قوم لعلّه لم يلحقهم ووضع مثل هذه الأحاديث، وإنه كان يحدّثنا عن يحيى بن بكير بأحاديث مستقيمة بنسخة الليث ويشوبها بمثل هذه الأحاديث التي ذكرتها عنه، وغير ذلك- (الكامل 2/ 581) .(23/139)
- حرف الحاء-
186- حاتم بن روح.
أبو الحسن السِّجِسْتانيّ المؤدَّب.
في رجب.
187- الحسن بن عليّ الأعسم.
أبو عليّ السّامّريّ، نزيل مصر.
أرّخه ابن يونس.
يروى عن: أشعث بن محمد الكِلابيّ، ونصر بن الفتح، وغيرهما.
وعنه: محمد بن أحمد بن خروف، وإبراهيم بن أحمد بن مهران، والحسن بن أبي الحسن العدل.
حديثه في «الخلعيّات» يقع.
188- الحسين بن عبد المجيب المَوْصِليّ.
شيخ كبير، يروي عن: عليّ بن المَدِينيّ، ومعُلَّى بن مهديّ، وعبد الأعلى بن حمّاد.
ورأى أبا الوليد الطيالسي.
علق له يزيد بن محمد في تاريخه.(23/140)
- حرف الخاء-
189- خلف بن هاشم [1] .
أبو القاسم الأشعري الأندلسي.
يروي عن: العُتْبيّ الفقيه.
وهو مِن أهلِ لُورَقَةَ.
- حرف الزاي-
190- زيادة الله بن عبد الله الأغلبيّ [2] .
صاحب القيروان. هو وأبوه.
وَهُم الّذين بنوا حُصُونَ القَيْروان.
قدِمَ هذا منهزمًا من بني عُبَيد الخارجين بالقيروان إلى مصر، فأُكْرِمَ موردهُ.
تُوُفّي غريبًا بالرملة.
وله ترجمة طويلة مرّت، فتكتب هنا.
__________
[1] انظر عن (خلف بن هاشم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 134 رقم 408 وفيه: «خلف بن خلف بن هاشم» ، وجذوة المقتبس للحميدي 211 رقم 423.
[2] انظر عن (زيادة الله بن عبد الله) في:
الحلّة السيراء 1/ 175- 178، 180، 189 و 2/ 386، وتكملة تاريخ الطبري 14، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 195، ورسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان (انظر فهرس الأعلام) 293، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 395، والكامل في التاريخ 7/ 521 و 8/ 20، 22، 35، 37- 41، 43، 45، 46، 49، 52، 53، ووفيات الأعيان 2/ 192- 194 في ترجمة (أبي عبد الله الشيعي) ، والبيان المغرب 1/ 147، 148، ودول الإسلام 1/ 184، والنجوم الزاهرة 3/ 191، وأعمال الأعلام 3/ 171، وكنز الدرر (الدرّة المضيّة) 39، 43، واتعاظ الحنفا 1/ 17، 43، 49، 59، 61- 63، 66، ومآثر الإنافة 1/ 273، 274.(23/141)
- حرف الطاء-
191- طريف بن عُبَيْد الله [1] .
أبو الوليد المَوْصليّ. مولى بني هاشم.
روى ببغداد عن: عليّ بن الْجَعْد، ويحيى بن بِشْر الحريريّ، ويحيى الحِمّانيّ.
وعنه: أبو بكر الْجِعَابيّ، وأبو الفتح الأزْديّ، وعبد الله بن عديّ.
ضعّفه الدّارقطنيّ [2] .
__________
[1] انظر عن (طريف بن عبيد الله) في:
الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 111 رقم 307، وتاريخ بغداد 9/ 364، 365 رقم 4932، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 64 رقم 1730 وفيه: «طريف بن عبد الله» ، وسير أعلام النبلاء 14/ 150 رقم 85، وميزان الاعتدال 2/ 336 رقم 3986، والمغني في الضعفاء 1/ 315 رقم 2939، ولسان الميزان 3/ 908، 209 رقم.
[2] في ضعفائه، رقم 307.(23/142)
- حرف العين-
192- العبّاس بن إبراهيم [1] .
أبو الفضل القراطيسيّ.
بغداديّ، ثقة.
عن: محمد بن المُثَنَّى الغَزَيّ، وإسحاق بن زياد الأُبُلّيّ.
وعنه: النّجّاد، والطَّبَرانيّ، ومحمد بن المظفّر.
193- عبّاس بن الوليد بن حفص الأُمويّ.
مولاهم المصريّ.
عن: يونس بن عبد الأعلى.
194- عبد الله بن محمد بن عُمَران [2] .
أبو محمد الإصبهانيّ.
رئيس جليل، حجّ وسمع من: لُوَيْن، ومحمد بن أبي عُمَر العدنيّ، والحَسَن بن عليّ الحلوانيّ.
وعنه: أبو الشَّيخ، والطَّبَرانيّ، وابن المقري.
195- عبد الله بن محمد.
أبو القاسم الأكفانيّ الفقيه، صاحب المُزَنّي.
وقيل: تُوُفّي في سنة سَبعٍ، كما سيأتي.
__________
[1] انظر عن (العباس بن إبراهيم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 211.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عمران) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 227، وذكر أخبار أصبهان 2/ 64.(23/143)
196- عبد الله بن مُظَاهِر [1] .
أبو محمد الإصبهانيّ الحافظ.
تُوُفّي شابًّا، وكان آيةً في الحفظ. حفظَ المسند كلّه، وشرع في حفظ فتاوى الصّحابة.
وسمع: أبا خليفة، وجماعة.
ولم يُمَتَّع بشبابه.
وحدَّث عن: مُطَيَّن، ويوسف القاضي.
وعنه: أبو الشيخ.
197- عبد العزيز بن محمد بن دينار [2] .
الفارسيّ الزّاهد.
سمع: داود بن رُشيد، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، ومحمد بن خَلَف الخلّال.
وكان ثقة عابدًا كبير القدر.
198- عُبَيْدون بن محمد بن فهد [3] .
أبو الغَمْر الْجُهَنيّ القُرْطُبيّ.
رحل مع الأَعْناقيّ، وابن خُمَيْر.
فسمع من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحَكَم.
وولي قضاء الجماعة بقُرْطُبة يوما واحدا.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن مظاهر) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 72، 73، وتاريخ بغداد 10/ 179 رقم 5320، وسير أعلام النبلاء 14/ 563، 564 رقم 322، والعبر 2/ 127، 128، وتذكرة الحفاظ 3/ 889، وطبقات الحفاظ 363، وشذرات الذهب 2/ 243.
[2] انظر عن (عبد العزيز بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 454 رقم 5614، والمنتظم 6/ 140 رقم 214.
[3] انظر عن (عبيدون بن محمد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 340 رقم 1001، وجذوة المقتبس للحميدي 296 رقم 670، وبغية الملتمس للضبي 400 رقم 1133.(23/144)
توُفُيّ في شوّال [1] .
199- عُمَران بن أيّوب.
أبو عبد الله الخَوْلانيّ، مولاهم المصريّ.
روى عن: حرملة.
__________
[1] من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وقيل: سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وهو أصلح إن شاء الله.
نقله ابن الفرضيّ.
وإذا كان كذلك فيجب أن تحوّل ترجمته إلى الطبقة بعد التالية الثالثة والثلاثين.(23/145)
- حرف الْقَافِ-
200- الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْديّ الإخميميّ [1] .
أبو الطّاهر، قاضي الطِّفّ.
روى عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ.
وكان بالصّعيد.
روى عنه: أبو أحمد بن عديّ، وابن يونس، والطبراني.
فيه ضعف.
201- القاسم بن الليث بن مسرور [2] .
أبو صالح العتابي الرسعني.
نزيل تنيس.
روي عن: المعافَى بن سليمان، وهشام بن عمّار، وجماعة.
وعنه: النِّسائيّ في «الكنَى» ووثقه، وأبو بكر محمد بن عليّ النّقّاش، والمصريّون، وعبد الله بن عدي الحافظ، وأبو الحسن محمد بن عبد اللَّه بن حَيَّوَيْه النَّيْسابوريّ، وأبو عليّ بن هارون.
وهو ممّن عاشَ بعد النَّسائيّ مِن شيوخه.
202- القاسم بن محمد بن قاسم الزَّواويّ المغربيّ.
من صغار أصحاب سحنون.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن عبد الله) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 267.
[2] انظر عن (القاسم بن الليث) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 178 ب، وسير أعلام النبلاء 14/ 144 رقم 78، والعبر 2/ 128، وشذرات الذهب 2/ 243.(23/146)
- حرف الميم-
203- محمد بن أحمد بن شيرزاد.
أبو بكر البورانيّ، قاضي تكريت.
حدّث عن: لُوَيْن، وجماعة.
وعنه: محمد بن المظفّر، ومحمد بن زيد بن مروان.
وهو صدوق.
204- محمد بن أحمد بن الهيثم الُّدوريّ [1] .
سمع: هارون بن إسحاق، ومحمد بن عبد الملك الدَّقيقيّ.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وابن المظفّر.
وثّقه الخطيب.
205- محمد بن أحمد بن عبد الملك بن سلّام ابن الزّرّاد القُرْطُبيّ [2] .
مولى بني أميّة، أبو عبد الله، صاحب محمد بن وضّاح.
روى عنه، وعن: إبراهيم بن محمد بن باز، وجماعة.
وكان زاهدا صالحا.
وسمع النّاس منه كثيرا [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الهيثم) في:
تاريخ بغداد 1/ 370، 371 رقم 318، والمنتظم 6/ 141 رقم 216.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الملك) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 25، 26 رقم 1165، وجذوة المقتبس 39 رقم 7، وبغية الملتمس 49 رقم 11.
[3] قال ابن الفرضيّ: وكان الزهد وأمر المحتبسة وأخبار العبّاد أغلب عليه من العلم، ولم يكن بالضابط لكتبه، وكان كثير الحكاية عن ابن وضّاح حافظا لأخباره، حدّث وسمع الناس منه كثيرا. وتوفي رحمه الله سنة خمس وثلاثمائة. ذكر تاريخ وفاته أحمد. وقال أحمد بن سعيد:(23/147)
206- محمد بن أحمد بن المَرْزَبان.
القاضي المَرْزُبانيّ.
قُلِّدَ قضاء دمشق بعد أبي زُرْعة من قِبَلِ المقتدر، فبقي أشهرًا، وتُوُفّي سنة أربع.
207- محمد بن جعفر بن حسين العطّار.
أبو بكر العسكريّ.
سمع: الحَسَن بن عَرَفَة.
208- محمد بن الحسين بن خالد [1] .
أبو الحسن القُنّبيطيّ.
عن: إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، وطبقتهما.
وعنه: ابن بنته عيسى الرُّخَّجيّ، وأبو عليّ بن الّصَوّاف، وابن لؤلؤ.
وثّقه الخطيب.
تُوُفّي في صفر.
209- محمد بن صالح بن أبي عِصْمة.
حدَّث في هذه السنة بمصر عن: هشام بن عمّار، وهشام الأزرق، ومحمد بن يحيى الزماني، ومحمد بن مصفى، وطبقتهم.
روى عنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر المقري، والخضر السيوطي، وأبو بكر الربعي، وطائفة.
وهو دمشقي يكني أبا العباس.
210- محمد بن عبد الوهاب بن هشام [2] .
__________
[ () ] توفي ابن الزرّاد ليلة الإثنين لأربعة أيام مضت من شهر جمادى الأولى سنة أربع وثلاثمائة وهو ابن اثنتين وستين، ومولده سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
[1] انظر عن (محمد بن الحسين بن خالد) في:
تاريخ بغداد 2/ 231، 232 رقم 685، والمنتظم 6/ 141 رقم 218.
[2] انظر عن (محمد بن الوهاب) في:
تاريخ جرجان للسهمي 388 رقم 646.(23/148)
أبو زرعة الأنصاري الجرجاني، الفقيه الحافظ.
أحد من جمع بين الفقه والحديث.
روى عن: عبد الله بن محمد الزُّهْريّ، وأحمد بن سعيد الدّارميّ، وهارون بن إسحاق الهمْدانيّ، وجماعة.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، والغِطْريفيّ.
وصاهَر الإسماعيليّ.
وعليه تفقّه الإسماعيليّ.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
211- محمد بن عُمَرو بن سليمان اللّقاباذيّ.
أبو بكر التّاجر. نَيْسابوريّ.
سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكَوْسَج.
وعنه: ابن عُقْدة، وأبو عليّ الحافظان.
212- محمد بن هَرْثَمَة النَّيْسابوريّ المقرئ.
سمع: محمد بن رافع، وابن ماسَرْجِس.
وحدَّث.
213- مسلم بن أحمد بن أبي عُبَيْدة [1] .
أبو عُبَيْدة اللَّيْثيّ الأندلسيّ.
رحل في طلب العلم سنة تسعٍ وخمسين ومائتين، فكتب ورجع إلى الأندلس.
وتُوُفّي في حدود هذه السنة [2] .
__________
[1] انظر عن (مسلم بن أحمد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 126، 127 رقم 1420، وجذوة المقتبس للحميدي 351 رقم 822، وبغية الملتمس للضبي 470 رقم 1372.
[2] قال أحمد بن عبد البرّ: توفي سنة خمس وتسعين ومائتين. وقال: وكان من أصدق أهل زمانه.
سمعت عبد الله بن حنين يقول: كان أن يخرّ من السماء إلى الأرض أهون عليه من أن يكذب.
وكان عالما بالحساب والنجوم، وكان مولعا بالتشريق في قبلته، مفتونا بذلك فلذلك كان يقال له: صاحب القبلة. (تاريخ علماء الأندلس) .
وورّخ كلّ من الحميدي والضّبي وفاته بسنة 305 هـ.(23/149)
- حرف الياء-
214- يحيى بن عليّ الكِنْديّ.
فيها حدَّث بدمشق عن: أبي نعيم عُبَيد الكلْبيّ.
215- يَمُوت بن المُزَرِّع بن يموت بن عيسى [1] .
أبو بكر العبْديّ البصْريّ الأديب.
وُيقال: اسمه محمد، ولقبه: يموت.
وكان إخباريّا علّامة سكن طبريّة.
روى عن: خاله الجاحظ، ومحمد بن حُمَيْد اليَشْكُريّ، وأبي حفص الفلّاس، وأبو حاتم السِجْستانيّ، ونصر بن عليّ الْجَهْضميّ، والرّياشيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر الخرائطيّ، وسهل بن أحمد الدِّيباجيّ، والحَسَن بن رشيق البصريّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (يموت بن المزرّع) في:
طبقات النحويين واللغويين 215، 216، ومعجم الشعراء للمرزباني 510، والديارات للشابشتي 107، 207، 213، ومروج الذهب 2509، 2534، 3148- 3151، وأخبار البحتري 129، وجمهرة أنساب العرب 298، وتاريخ بغداد 3/ 308 رقم 1400 وفيه: «محمد بن المزرّع» ، 14/ 358- 360 رقم 7685، ونزهة الألباء 238، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 375، و 9/ 463، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 185، والمنتظم 6/ 143 رقم 220، والأذكياء 134، 144، ومعجم الأدباء 20/ 57، 58 رقم 31، والكامل في التاريخ 8/ 96 و 106، وذكره في وفيات سنة 303 و 304 هـ، وإنباه الرواة 4/ 74، ووفيات الأعيان 7/ 53- 59 رقم 834، وسير أعلام النبلاء 14/ 247، 248 رقم 152، والعبر 2/ 128، ومرآة الجنان 2/ 141- 244، والبداية والنهاية 11/ 127، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 289، وغاية النهاية 2/ 392 رقم 3906، والنجوم الزاهرة 2/ 191، وبغية الوعاة 2/ 353 رقم 2167، وشذرات الذهب 2/ 243، 244، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 224، 225 رقم 1862.(23/150)
وما أحسن ما نقل. قال: إنّما مَصُرت أعمار الملوك لكثرة شكاية الخلق إيّاهم إلى الله.
تُوُفّي بدمشق.
وكان لَا يعود مريضًا لئلّا يتطيَّر باسمه [1] .
وكان يروي القراءة عن: محمد بن عُمَر القَصَبيّ صاحب عبد الوارث.
وعن: أبي حاتم السّجستانيّ.
أخذ عنه: ابنُ مجاهد، وغيره [2] .
216- يوسف بن الحسين الرّازيّ [3] .
أبو يعقوب، شيخ الصوفيّة.
صحِب ذا النُّون المصريّ، وغيره.
وسمع: قاسمًا الجوعيّ، وأبا تُراب عسكر النَّخْشَبيّ، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي الحواري، ودُحَيْمًا.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو بكر النّقّاش، ومحمد بن أحمد بن شاذان البَجَليّ، وآخرون.
قال السُّلَميّ [4] : كان إمام وقته، ولم يكن في المشايخ على طريقته في تذليل النّفس وإسقاط الجاه.
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 360، وفيات الأعيان 7/ 54.
[2] ورّخ أبو سليمان بن زبر وفاته بسنة 303 هـ. وورّخه أبو سعيد بن يونس بسنة 304 هـ. (تاريخ بغداد 14/ 360) .
[3] انظر عن (يوسف بن الحسين) في:
طبقات الصوفية للسلمي 185- 191 رقم 6، وحلية الأولياء 10/ 238- 243 رقم 567، وتاريخ بغداد 14/ 314- 319 رقم 7638، والرسالة القشيرية 22، وطبقات الحنابلة 1/ 418- 420 رقم 548، وصفة الصفوة 4/ 102، 103، والمنتظم 6/ 141- 143، رقم 219، والكامل في التاريخ 8/ 106، والمختصر في أخبار البشر 2/ 69، وتاريخ ابن الوردي 1/ 255، وسير أعلام النبلاء 14/ 248- 251 رقم 153، ودول الإسلام 1/ 185، والعبر 2/ 128، والبداية والنهاية 11/ 126، 127، وطبقات الأولياء 379- 384 رقم 105، والنجوم الزاهرة 3/ 191 و 265، وشذرات الذهب 2/ 245، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 105.
[4] في طبقات الصوفية 185 بتقديم وتأخير ألفاظ.(23/151)
وقال القُشَيْريّ [1] : كان نسيجَ وحْده في إسقاط التَّصَنُّع.
يُقال إنّه كتب إلى الْجُنَيد: لَا أذاقكَ الله طعمَ نفسك، فإنّك إن ذُقْتَها لَا تذوق بعدها خيرًا [2] .
ومن قوله: إذا رأيت المُريد يشتغل بالرُّخَص فاعلم أنّه لَا يجيء منه شيء [3] .
وقال عليّ بن محمد بن نَصْرَوَيْه: سمعت يوسف بن الحسين يقول: ما صحِبَني متكبّر قطّ إلّا اعتراني داؤه، لأنّه يتكبَّر، فإذا تكبَّر غضِبتُ، فإذا غضِبت أدّاني الغضب إلى الكِبْر.
وعنه أنه قال: الّلهم إنّك تعلم أنّي نصحت النّاسَ قولًا، وخنتُ نفسي فعلًا، فَهَبْ خيانتي لنصيحتي [4] .
وَرُوِيَ أنّه سمع قولًا:
رأيتك تبني دائمًا [5] فِي قَطِيعَتِي ... وَلَوْ كُنْتَ ذَا حَزْمٍ لَهَدَمْتَ ما تبني
كأنّي بكم واللّيتُ [6] أفضل قولكم ... ألا ليتنا كنّا إذ اللَّيتُ لَا تُغْني
[7] فبكى كثيرًا، فلمّا سكن ما بهِ قال: يا أخي لَا تَلُمْ أهل الرَّيّ على أن يسمّوني زنديقا، أنا من الغَداة أقرأ في هذا المُصْحف، ما خرجت من عيني دمعة. وقد وقع مني فيما غَنّيت ما رأيت [8] .
قال السُّلَميّ: كان مع عِلمه وتمام حاله هجَره أهلُ الرِّيِّ، وتكلّموا فيه بالقبائح، خصوصًا الزُّهّاد، إلى أن أفشوا حديثه وقبائحه، حتّى بَلغني أنّ بعض
__________
[1] في الرسالة القشيرية 22.
[2] الرسالة القشيرية 22.
[3] الرسالة القشيرية 22.
[4] تاريخ بغداد 14/ 319، طبقات الحنابلة 1/ 420، المنتظم 6/ 143، صفة الصفوة 4/ 103.
[5] في حلية الأولياء: «دائبا» ، وكذا في: تاريخ بغداد 14/ 318.
[6] في الحلية: «واللبث» .
[7] حلية الأولياء 10/ 240 وفيه: «ألا ليتنا نبني إذا الليث لا يغني» .
[8] الحلية 10/ 240، تاريخ بغداد 14/ 318.(23/152)
مشايخ الرّيّ رأى في النَّوم كأنّ براءةً نزلت من السّماء فيها مكتوب: هذه براءة ليوسف بن الحسين ممّا قيل فيه. فسكتوا عنه بعد ذلك [1] .
قال الخطيب [2] : سمع منه: أبو بكر النّجّاد.
قلت: وهو صاحب حكاية الفأرة لما سأل ذا النّون عن الاسم الأعظم [3] .
وقد راسله الْجُنَيْد وأجابه هو، وطال عُمَره وشاعَ ذكره.
وعن أبي الحَسَن الدّرّاج قال: لما وَرَدَ على الْجُنَيْد رسالة يوسف اشتقت إليه، فخرجت إلى الرّيّ، فلمّا دخلتها سألتُ عنه فقالوا: إيش تعمل بذاك الزِّنديق؟ فلم أحضره.
فلمّا أردت السفر قلت: لَا بُدّ لي منه. فلمّا وقفت على بابه تغيَّر عليَّ حالي، فلمّا دخلت إذا هو يقرأ في مُصْحَف فقال: لأيشٍ جئت؟
قلت: زائرًا.
فقال: أرأيت لو ظهر لك هنا مَن يشتري لك دارًا وجارية ويقوم بكفايتك، اكنت تنقطع بذلك عنّي؟
قلتُ: يا سيّدي، ما ابتلاني الله بذلك.
فقال: اقعد، فانت عاقل، تُحْسِن تقول شيئًا؟
قلت: نعم.
قال: هات.
فأنشدَ البيتين المتقدّمين، إلى آخر الحكاية [4] .
وقال أبو بكر الرّازيّ: قال يوسف بن الحسين: بالأدب يُفهم العِلم، وبالعلِم يصحّ لك العمل، وبالعمل تُنال الحكمة، وبالحكمة يُفهم الزُّهْد، وبالزُّهْد تُترك الدّنيا، وبِتَرك الدّنيا يُرْغب في الآخرة، وبالرغبة في الآخرة يُنال رضى الله تعالى [5] .
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 318.
[2] في تاريخه 14/ 314.
[3] الحكاية في: تاريخ بغداد 14/ 317، وطبقات الحنابلة 1/ 420، والمنتظم 6/ 142.
[4] تاريخ بغداد 14/ 317، 318.
[5] طبقات الصوفية 189 رقم 17.(23/153)
قال السُّلميّ [1] : نا ابن عطاء أنّ يوسف بن الحسين الرّازيّ مات سنة أربع وثلاثمائة.
قلت: كان من أبناء التّسعين، رحمه الله تعالى.
__________
[1] في طبقات الصوفية 185.(23/154)
سنة خمس وثلاثمائة
- حرف الألف-
217- أحمد بن إبراهيم بن عبد الله [1] .
أبو محمد النَّيْسابوريّ. سِبْط القاضي نصْر بن زياد، مِن وجوه خُراسان وزعمائها.
سمع: جدّه، وإسحاق بن راهَوَيْه وقرأ عليه «المُسْنَد» ، ومحمد بن مقاتل، وعُمَرو بن زرارة.
وعنه: مؤمّل بن الحسن، وأبو عليّ الحافظ، وأحمد بن أبي عثمان.
218- أحمد بن العبّاس بن موسى.
أبو عُمَرو العدويّ الأستراباذيّ.
روى عن: إسماعيل بن سعد الشالنْجِيّ، وأحمد بن آدم غُنْدر.
وعنه: ابن عديّ، وأبو أحمد الغِطْريف، وأبو بكر الإسماعيليّ وقال:
صدوق.
قال أبو عُمَرو: سمع منّي كتاب «البيان» من أهل طبرستان وحده أربعة آلاف نفْس.
219- أحمد بن عبد الواحد العقيليّ الجوبريّ الدّمشقيّ.
عن: صَفْوان بن صالح، وعبد الله بن ذَكوان.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بكر محمد بن سليمان الرّبْعيّ، وجُمَح بن القاسم.
220- أحمد بن محمد بن إبراهيم [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
سير أعلام النبلاء 14/ 182، 183 رقم 101.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن إبراهيم) في:(23/155)
أبو بكر الكِنْديّ الَّصيْرفيّ.
بغدادي، سمع: زيد بن أخزم، وعليّ بن الحسين الدِّرْهميّ.
وعنه: ابن السقاء الواسطي، وغيره.
يعرف بابن الخنازيري.
221- أحمد بن محمد بن شبيب.
أبو محمد الغزال المروزي.
عن: علي بن خشرم، وأبي داود السنجي، ومحمد بن كامل المروزيّين.
وعنه: أبو نصر بن زنك، وغيره.
222- أحمد بن محمد.
أبو جعفر الفهري الأندلسي.
سمع من: سحنون، وغيره.
وطلب لقضاء القيروان فامتنع، وطال عمره، وبقي إلى هذا العام.
223- أحمد بن هارون.
أبو جعفر البخاري الغزال.
رحل، وسمع: عُمَرو بن عثمان الحمصيّ، وأبا عمير عيسى بن النّحّاس.
وعنه، أهلُ بُخارى: محمد بن محمد بن محمود، وأحمد بن محمد بن حرب.
224- آدم بن موسى الخواريّ.
في رجب.
225- إسماعيل بن إسحاق بن الحصين الرقي [1] .
حدَّث ببغداد عن: أحمد بن حنبل، وحكيم بن سيف.
وعنه: محمد بن المظفر، وأبو جعفر بن الميتم، وعمر بن أحمد الوكيل.
قيل: إنه مات سنة ست، وذكر تقريبا.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 4/ 384 رقم 2263.
[1] انظر عن (إسماعيل بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 6/ 295، 296 رقم 3328.(23/156)
- حرف الجيم-
226- جبير بن هارون [1] .
أبو سعيد الجرجاني المعدل.
عن: علي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن حميد الرازي.
وكان ذا قدر ومحل.
وروى عنه: والد أبي نعيم، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأبو الشيخ بن حبّان.
__________
[1] انظر عن (جبير بن هارون) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 253.(23/157)
- حرف الحاء-
227- الحسين بن عبد الغفار [1] .
حدث في هذا العام بدمشق.
وهو متروك، واه.
روى عن: هشام بن عمّار، ودحيم، وأبي مصعب الزهري.
وعنه: ابن عدي، والحسن بن رشيق، وجماعة.
قال ابن عديّ [2] : ثنا عن سعيد بن عفير، وجماعة لم يحتمل سنه لقاؤهم.
وله مناكير.
يكنّى أبا عليّ.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبد الغفار) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 777، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 214 رقم 891، والمغني في الضعفاء 1/ 373 رقم 1541، وميزان الاعتدال 1/ 540 رقم 2019، ولسان الميزان 4/ 295 رقم 1223.
[2] في الكامل 2/ 777.(23/158)
- حرف السين-
228- سعيد بن عبد الله.
أبو محمد الجوهريّ الحرّانيّ.
عن: إبراهيم بن عبد الله الهرويّ، وغيره.
229- سعيد بن عثمان التجيبي الأعناقي [1] .
سمع: ابن مزين، وابن وضاح.
ورحل قبل ذلك.
كأنه حجّ ورأى يونس بن عبد الأعلى والحارث بن مسكين.
وسمع من: نصر بن مرزوق صاحب أسد بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الحكم، وجماعة.
وكان ورِعًا زاهدًا حافظًا، بصيرًا بعلل الحديث ورجاله، لَا علم له بالفقه.
روى عنه: محمد بن قاسم، وابن أيمن، وخلق.
230- سليمان بن محمد [2] .
أبو موسى النحويّ، المعروف بالحامض.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن عثمان) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 164 رقم 486، وجذوة المقتبس للحميدي 230، 231 رقم 473، وبغية الملتمس للضبي 308، 309 رقم 803.
[2] انظر عن (سليمان بن محمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 61 رقم 4643، والمنتظم 6/ 145 رقم 222، والكامل في التاريخ 8/ 106، والنجوم الزاهرة 3/ 193، وبغية الوعاة 1/ 601 رقم 1274.
وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- برقم (252) باسم: «محمد بن سليمان» من هذا الجزء.(23/159)
كان إمامًا في نحو الكوفيين. وأخذ عن: ثعلب، وغيره. وخلفه بعد موته وجلس في مجلسه.
صنّف «غريب الحديث» ، و «خلق الإنسان» ، و «الوحوش» ، و «النبات» .
وكان صالحًا خيِّرًا.
أخذ عنه: أبو عُمَرو الزاهد، والبغداديّون.
- حرف الطاء-
231- طاهر بن عبد العزيز الرّعينىّ [1] .
أبو الحسن القرطبيّ.
مكثر عن: بقيّ بن مخلد.
وحجّ فسمع: عليّ بن عبد العزيز، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ.
ورحل إلى اليمن فسمع: إسحاق الدبريّ، وعبيد بن محمد الكشوريّ.
وأكثر من السّماع، وحمل النّاسُ عنه في حياة شيوخه [2] .
روى عنه: أحمد بن بشر، ومحمد بن خالد، وابن أخي ربيع، وطائفة.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
__________
[1] انظر عن (طاهر بن عبد العزيز) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 206 رقم 619، وجذوة المقتبس 247 رقم 517، وبغية الملتمس 327 رقم 861.
[2] قال ابن الفرضيّ: وكان ضابطا لما كتب، كان علم اللغة والخير أغلب عليه، ولم يكن له بالحديث ولا بالفقه كبير علم.(23/160)
- حرف العين-
232- العبّاس بن محمد بن أحمد الموصلي.
عن: محمد بن عبد الله بن عمّار، ومسعود بن جُوَيْرية، ومحمد بن يحيى الزّمّانيّ.
حدّث في هذه السّنة.
233- عبد الله بن أحمد بن أبي الحواري.
أبو محمد الدّمشقيّ.
كان زاهدًا ورعًا، مِن بيتٍ طيّب.
سمع: أباه، وأحمد بن صالح المصريّ، وكثير بن عُبَيْد، وأبا عُمَيْر بن النّحّاس.
وعنه: محمد بن سليمان الربعيّ، والفضل بن جعفر، وابن عديّ، وجماعة ببلده.
234- عبد الله بن صالح بن عبد الله بن الضحاك [1] .
أبو محمد البغداديّ المعروف بالبخاريّ.
سمع: لُوَيْنًا، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ، ومحمد بن المظفّر، وابن الزّيّات، وأبو عليّ الحسين النّيسابوريّ وقال: ثقة [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن صالح) في:
تاريخ بغداد 9/ 481، 472 رقم 5111، والمنتظم 6/ 145 رقم 223، وسير أعلام النبلاء 14/ 243 رقم 145.
[2] تاريخ بغداد 9/ 482.(23/161)
تُوُفّي في رجب.
235- عبد الله بن صالح بن يونس.
أبو محمد الفرائضي النيسابوري.
سمع: محمد بن رافع، وإسحاق بن منصور الكَوْسَج.
وعنه: محمد بن جعفر المزّكيّ، ومحمد بن حمدون المذكِّر، وغيرهما.
236- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن شِيرَوَيْه [1] بن أسد بن أَعْيَن بن يزيد بن رُكانة بن عبد يزيد بن المطلَّب بن عبد مَنَاف القُرَشيّ النَّيْسابوريّ.
الفقيه أبو محمد بن شِيرَوَيْه. أحد كُبَراء نَيْسابور.
له مصنّفات كثيرة تدل على نُبله.
سمع «المُسْنَد» من ابن راهَوَيْه.
وسمع: خالد بن يوسف السّمْتيّ، وعبد الله بن معاوية الْجُمَحّي، وعُمَرو بن زرارة، وأحمد بن منيع، وأبا كريب.
وعنه: ابن خزيمة، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، والحسين بن عليّ الحافظ، والناس.
قال أبو عبد الله العَبْدويّ: سمعت عبد الله بن شِيرَوَيْه يقول: قال لي بُنْدار: أرِني ما كتبته عني.
قال: فجمعت ما كتبته عنه في أسفاط، وحملتها إليه على ظهر جِمال، فنظر فيها وقال: يا ابن شِيرَوَيْه، أفْلسْتَني، وأفلسَك الورّاقون، يعني النُّسَّاخ.
وقال الحاكم: سمع بالحجاز كتاب ابن عُيَيْنَة من العدنيّ.
وقال إبراهيم بن أبي طالب: كان إسحاق بن راهَوَيْه لَا يُعيد لأحدٍ، وأنا
__________
[1] انظر عن (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) في:
التقييد لابن النقطة 319- 321 رقم 382، وتذكرة الحفاظ 2/ 705، 706، وسير أعلام النبلاء 14/ 166- 168 رقم 96، والعبر 2/ 129، والوافي بالوفيات 17/ 476، 477، رقم 398، وطبقات الحفاظ 305، وشذرات الذهب 2/ 246.(23/162)
أتعجَّب كيف لم يَفُتْه، يعني ابن شِيرَوَيْه، شيء من «المَسْنَد» [1] .
ثمّ قال: لقد رأيتُ له منزلةً عن إسحاق لمكان أبيه.
وقال أحمد بن الخضر الشافعيّ: سمعت ابن خُزَيْمة يقول: كنت أرى عبد الله بن شِيرَوَيْه يناظر وأنا صبيّ، فكنت أقول: تري أتعلَّم مثل ما تعلم ابن شِيرَوَيْه قطّ [2] ؟
قلت: ومِن آخر مَن حدَّث عنه: أبو عُمَرو بن حمدان.
وقع لنا حديثه عاليًا، وللَّه الحمد.
237- عبد الله بن هارون الصّوّاف [3] .
عن: مجاهد بن موسى، وعليّ بن مسلم الطُّوسيّ.
وعنه: عُمَر بن بِشْران، وعيسى بن حامد، وأبو بكر الإسماعيليّ.
238- عليّ بن أحمد المُريقيّ.
بغداديّ، روى عن: عُمَر بن شبة، وعبد الله بن أيوب المخرّميّ.
وعنه: عبد العزيز الخرقي، وأبو القاسم بن النّخّاس، وحمزة الكِنَانيّ الحافظ.
قال حمزة: ثقة حافظ.
239- عليّ بن الحسين بن حبّان بن عمّار [4] .
أبو الحسن المَرْوَزِيّ، ثم البغداديّ.
سمع: محمد بن الصّبّاح الجرجرائيّ، ومحمود بن غَيْلان، ومحمد بن بكّار.
وعنه: مكرَّم القاضي، ومحمد اليَقْطِينيّ، وعليّ بن عمر الحربيّ.
وكان ثقة.
__________
[1] التقييد 320.
[2] التقييد 320.
[3] انظر عن (عبد الله بن هارون) في:
تاريخ بغداد 10/ 193 رقم 5332.
[4] انظر عن (علي بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 11/ 395 رقم 6274.(23/163)
240- عليّ بن سعيد بن عبد الله العسْكريّ الحافظ [1] .
تُوُفّي بالرِّيّ.
رحل في حدود الخمسين ومائتين.
كنيته أبو الحَسَن.
سمع: الزُّبَيْر بن بكّار، ومحمد بن المُثَنيّ، وأبا حفص الفلّاس، ويعقوب الدَّوْرقيّ، وجماعة.
وعنه: أبو الشّيخ، وأبو بكر القبّاب، وأبو عُمَرو بن حمدان، وأبو عُمَرو بن مطر، وعبد الله، وأبو بكر محمد بن جعفر، وأهل إصبهان ونَيْسابور.
وآخر مَن حدَّث عنه مأمون الرّازيّ بالرَّيّ.
وقع لنا من تصانيفه.
241- عليّ بن موسى بن يزداد [2] .
أبو الحسن القُمّيّ، الفقيه الحنفيّ، إمام أهل الرأي في عصره بلا مُدافَعَة.
له مصنّفات منها: كتاب «أحكام القرآن» ، وهو كتاب جليل.
وسمع: محمد بن حُمَيْد الرّازيّ، ومحمد بن معاوية بن مالج، ومحمد بن شجاع الثَّلْجيّ.
وعنه: أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر، وأحمد بن أحيد الكاغِديّ، وآخرون.
وتخرَّج به جماعة من الكبار، وأملى بنَيْسابور. وحدّث بمصنّفاته.
__________
[1] انظر عن (علي بن سعيد) في:
تاريخ جرجان 267، والأنساب 391 ب، وسير أعلام النبلاء 14/ 463، 464 رقم 253، وتذكرة الحفاظ 2/ 749، وطبقات الحفاظ 315، وشذرات الذهب 2/ 246، والرسالة المستطرفة 55.
[2] انظر عن (علي بن موسى بن يزداد، ويقال: يزيد) في:
الفهرست لابن النديم 292، وطبقات الفقهاء للشيرازي 141، والأنساب 461 ب، واللباب 3/ 56، ومعجم البلدان 4/ 177، وسير أعلام النبلاء 14/ 236، 237 رقم 139، والجواهر المضية 2/ 618 رقم 1019، وتاج التراجم 42، وطبقات المفسرين للسيوطي 86، 87، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 436، 437 رقم 379، والطبقات السنية، رقم 1583، وهدية العارفين 1/ 675.(23/164)
242- عُمَر بن محمد بن نصر [1] .
أبو حفص الكاغِديّ المقرئ.
بغداديّ، كبير القدر.
قرأ القرآن على: أبي عُمَر الدُّوريّ.
وسمع: عُمَرو بن عليّ الفلّاس، وأحمد بن بُدَيْل، ومحمود بن خراش، وجماعة.
روى عنه: الحسن السَّبِيعيّ، وعبد العزيز الخِرَقيّ، وأبو حفص بن الزّيّات.
وقرأ عليه القرآن جماعة، منهم: أبو بكر أحمد بن نصر الشّذائيّ [2] .
243- عُمَران بن موسى بن مُجَاشِع [3] .
أبو إسحاق السّخْتيانيّ.
محدّث جُرْجان ومُسْندها.
كان ثقة ثَبْتًا، كثير التّصنيف.
سمع: هُدْبَةَ بن خالد، وإبراهيم بن المنذر الحِزاميّ، وسُوَيْد بن سعيد، وأبا الربيع الزهْرانيّ، وجماعةً.
وعنه: إبراهيم بن يوسف الهِسِنْجانيّ وهو مِن أقرانه، وأبو عبد الله بن يعقوب بن الأخرم، وأبو علي النَّيْسابوري.
وقدِم نَيْسابور وحدَّث بها، فسمع منه: أبو حامد بن الشَّرْقيّ، والكبار.
روى عنه: أبو عُمَرو بن نُجَيْد، وأبو عُمَرو بن حمدان.
وتُوُفّي في رجب بجُرْجان، وهو في عشر المائة [4] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 220 رقم 5937، وغاية النهاية 1/ 598 رقم 2433، وقيل إنه يسمّى:
«عمر بن أحمد بن نصر» .
[2] وقال سبط الخياط: توفي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. (غاية النهاية) .
[3] انظر عن (عمران بن موسى) في:
تاريخ جرجان للسهمي 322، 323 رقم 578، والأنساب لابن السمعاني 293 أ، وسير أعلام النبلاء 14/ 136، 137 رقم 68، والعبر 2/ 129، 130، وتذكرة الحفاظ 2/ 762، 713، والبداية والنهاية 11/ 128، وطبقات الحفاظ 320، 321.
[4] تاريخ جرجان 323.(23/165)
- حرف الفاء-
244- الفضل بن الحُباب بن محمد بن شعيب [1] .
أبو خليفة الْجُمَحِيّ البصْريّ.
رحْلة الآفاق في زمانه.
اسم أبيه عُمَرو، ولَقَبُه: الحُباب.
سمع أبو خليفة، من كبار شيوخ أبي داود وأبي زُرْعة، فسمع: مسلم بن إبراهيم، والوليد بن هشام القَحْذميّ، وسليمان بن حرب، وحفص بن عُمَر الحَوْضيّ، وشاذّ بن فَيّاض، وأبا الوليد الطَّيَالِسيّ، ومّسَدّدًا، وعُمَرو بن مرزوق، وعثمان بن الهيثم المؤذّن، وجماعة كبيرة.
ومولده سنة ستٍ ومائتين.
وكان محدّثًا ثقة، مُكثرًا راوية للأخبار والأدب، فصيحًا مفوّهًا.
روى عنه: أبو بكر الْجِعَابيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو أحمد الغِطْريفيّ، والطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وأبو الشيخ، وإبراهيم بن أحمد الميمونيّ،
__________
[1] انظر عن (الفضل بن الحباب) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 151، والفهرست لابن النديم 165، وتاريخ جرجان 55، 260، 415، 430، 431، 438، 439، 485، 515، 534، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 261 وفيه «الخباب» ، وطبقات الحنابلة 1/ 249- 251 رقم 352، وفهرسة ابن خير 487، والكامل في التاريخ 8/ 109، والتقييد لابن النقطة 423، 424 رقم 566، وإنباه الرواة 3/ 5، والعبر 2/ 130، ودول الإسلام 1/ 185، وسير أعلام النبلاء 14/ 7- 11 رقم 2، وتذكرة الحفاظ 2/ 670، 671، والمعين في طبقات المحدّثين 107 رقم 1206، وميزان الاعتدال 3/ 350 رقم 6717، ونكت الهميان 226، 227، ومرآة الجنان 2/ 246، والبداية والنهاية 11/ 128، وغاية النهاية 2/ 8، 9 رقم 2557، ولسان الميزان 4/ 438- 440 رقم 1340، وطبقات الحفاظ 296، وبغية الوعاة 2/ 245 رقم 1902، والنجوم الزاهرة 3/ 193، وشذرات الذهب 2/ 246.(23/166)
وعليّ بن عبد الملك بن دَهْثَم الطَّرَسُوسيّ نزيل دمشق، ومحمد بن سعد الأصْطَخْريّ ببغداد، وأحمد بن الحسين العُكْبَريّ، وإبراهيم بن محمد الأبيوَرْديّ نزيل مكة شيخ أبي عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وسهل بن أحمد الدِّيباجيّ، وأحمد بن محمد بن العبّاس البصْريّ، وخلْق سواهم.
قال عليّ بن أحمد بن أبي خليفة فيما رواه عنه أبو الحسين بن المَحَامِليّ قال: سمعت أبي يقول: حضرنا يومًا عند خليل أمير البصرة، فجرى بينه وبين أبي خليفة كلام، فقال له: مَن أنتَ أيّها المتكلّم؟
فقال: أيُّها الأمير ما مثلك من جهل مثلي، انا أبو خليفة الفضل بن الحُبَاب، أفهل يُخفى القمر؟
فاعتذر إليه وقضى حاجته. ولمّا خرج سألوه فقال: ما كان إلّا خيرًا، احضرني مأدُبَتَه، فأبَط، وأدَجّ، وأخرج، وفولج، ولَوْذَجَ، ثمّ أتانيّ بالشّراب، فقلت: مُعَاذ الله. فعاهَدنيّ أن آتي مأدبته كلّ يوم. فكان إنسان يأتي كلّ يومٍ، فيحمله إلى دار الأمير.
وقال أبو نُعَيْم عبد الملك بن الحسن ابن أخت أبي عَوَانَة: سمعتُ أبي يقول لأبي عليّ الحافظ النَّيْسابوريّ: دخلتُ أنا وأبو عَوَانَة البصْرة، فقيل: أبا خليفة قد هُجِر، وَيُدَّعَى عليه أنّه قال: القرآن مخلوق.
فقال لي أبو عَوَانة: يا بُنيّ، لَا بُدَّ أن ندخل عليه.
قال: فقال له أبو عَوَانة: ما تقول في القرآن؟
فاحمرَّ وجهه وسكتَ، ثم قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومَن قال مخلوق فهو كافر. أستغفر الله، وأنا تائب إلى الله من كلّ ذنبٍ إلّا الكذِب، فإنّي لم أكذب قطّ.
قال: فقام أبو عليّ إلى أبي فقبّل رأسه، فقال أبي: قام أبو عَوَانة إليه فقبّل كتفه.
تُوُفّي في ربيع الآخر أو جُمَادَى الأولى عن مائة سنة إلّا أشهرا [1] .
__________
[1] وفي طبقات الحنابلة 1/ 251 توفي سنة 307 هـ.(23/167)
- حرف القاف-
245- القاسم بن زكريّا بن يحيى [1] .
أبو بكر البغداديّ المقرئ، المعروف بالمطّرز.
كان مُقْرِئًا نبيلًا مُصَنفًا، مأمونًا، حُجّة. أثنى عليه الدَّارَقُطْنيّ وغيره.
قرأ على الدُّوريّ، وعلى أبي حمدون.
وأقرأ النّاسَ، فقرأ عليه: عليّ بن الحسين الغضائريّ شيخ الأهوازيّ بالإدغام والإبدال وعدمهما. فادّعى أنّه لِقَيه سنة ثلاث عشرة، فبان بهذا أنّ الغضائريّ غيرُ ثقة.
وقد سمع من: سُوَيد بن سعيد، وإسحاق بن موسى، وأبي كُرَيْب، وأبي همّام السَّكُونيّ، ومحمد بن الصّبّاح الْجَرْجَرائيّ، وجماعة.
حدَّث عنه: الْجِعَابيّ، وعبد العزيز الخِرقيّ، وابن المظفّر، وأبو حفص الزّيّات، وآخرون.
تُوُفّي في صفر.
صنَّفَ «المُسْنَد» ، والأبواب [2] .
__________
[1] انظر عن (القاسم بن زكريا) في:
تاريخ بغداد 12/ 441 رقم 6910، والمنتظم 6/ 146 رقم 224، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1108، 1109، وسير أعلام النبلاء 14/ 149، 150 رقم 84، والعبر 2/ 130، وتذكرة الحفاظ 2/ 717، ومعرفة القراء الكبار 1/ 195، والبداية والنهاية 11/ 128، وغاية النهاية 2/ 17 رقم 2589، وفيه: «القاسم بن زكريا بن عيسى» ، وتهذيب التهذيب 8/ 314، 315 رقم 570، وتقريب التهذيب 2/ 116 رقم 18، وطبقات الحفاظ 308، وخلاصة التذهيب 312، وشذرات الذهب 2/ 246، والأعلام 6/ 10، ومعجم المؤلفين 8/ 100، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 270، 271 رقم 134.
[2] و «الرجال» ، كما في: تاريخ بغداد 12/ 441.(23/168)
246- القاسم بن محمد بن بشّار [1] .
أبو محمد الأنباريّ، والد العلّامة أبي بكر.
سكن بغداد. وحدَّث عن: عُمَرو الفلّاس، وعُمَر بن شبّة، والحسن بن عرفة.
وقرأ القرآن على عمّه أحمد بن بشّار.
وسمع الحروف من: سليمان بن خلّاد، عن اليزيديّ، ومحمد بن الجهم، وجماعة.
وعنه: ابنه محمد، وعليّ بن موسى الرّزاز، وأحمد بن عبد الرحمن المقرئ المعروف بالوليّ.
[كان] صدوقًا موثقًا عارفًا بالأدب والغريب، متفنّنا حافظا، رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن محمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 440، 441 رقم 6909، وغاية النهاية 2/ 24 رقم 2602.(23/169)
- حرف الميم-
247- محمد بن أبان بن ميمون السّرّاج [1] .
أبو عبد الله. بغداديّ ثقة.
سمع: يحيى بن عبد الحميد الحمانيّ، والحكم بن موسى، وعبيد الله القواريريّ، وجماعة.
وعنه: ابن لؤلؤ، وأبو حفص الزّيّات، ومحمد بن زيد الأنصاريّ، وغيرهم.
وقيل: تُوُفّي سنة ستٍّ [2] .
248- محمد بن إبراهيم بن حَيُّون [3] .
من أهل وادي الحجارة بالأندلس.
سمع: محمد بن وضّاح، والخشنيّ، وجماعة.
ورحل فسمع: إسحاق الدَّبْريّ باليمن، وعليّ بن عبد العزيز بمكّة، وعبد الله بن الإمام أحمد ببغداد، وخلقًا سواهم.
وكان من كبار الحفّاظ بالأندلس، وفيه تشيّع.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبان) في:
تاريخ بغداد 1/ 401 رقم 377، والمنتظم 6/ 146 رقم 225، وفيهما: «محمد بن إبراهيم بن أبان» .
[2] وثّقه الخطيب.
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 26، 27 رقم 1166، وجذوة المقتبس للحميدي 41 رقم 15، والأنساب لابن السمعاني 156 أ، وبغية الملتمس للضبّي 55 رقم 43 وفيه: «حنّون» ، بدل: «حيّون» ، وسير أعلام النبلاء 14/ 412، 413 رقم 227، وتذكرة الحفاظ 3/ 781، 782، وطبقات الحفاظ 328، ونفح الطيب للمقريّ 2/ 52، وشذرات الذهب 2/ 246.(23/170)
روى عنه: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وأحمد بن سعيد بن حزم، وخالد بن سعد، وقال خالد فيه: لو كان الصّدق إنسانًا لكان ابن حيّون [1] .
وقال ابن الفرضي [2] : لم يكن بالأندلس قبله أبصَر بالحديث منه.
249- محمد بن أحمد بن تميم بن خالد [3] .
أبو بكر الإصبهانيّ.
عن: لوين، وأحمد بن أبي شُرَيْح، ومحمد بن عليّ بن شقيق، ومحمد بن حميد.
وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
لا بأس به.
250- محمد بن إبراهيم بن نصْر بن شبيب [4] .
أبو بكر الإصبهانيّ الصّفّار.
ثقة.
روى عن: أبي ثور إبراهيم بن خالد، وهارون بن عبد الله الحمّال كتبهما.
وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، ومحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وآخرون.
251- محمد بن الحسين بن شهريار [5] .
أبو بكر القطّان البغداديّ.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 26.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن تميم) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 245.
[4] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن نصر) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 240.
[5] انظر عن (محمد بن الحسين بن شهريار) في:
تاريخ بغداد 2/ 232 رقم 686، وغاية النهاية 2/ 130، 131 رقم 2964.(23/171)
عن: بشر بن معاذ، وأبي حفص الفلاس، روى عنه تاريخه.
وعنه: محمد بن عمر الجعابي، وابن المظفر، وابن لؤلؤ.
قال الدارقطني: ليس به بأس [1] .
وقد روى القراءة عن الحسين بن الأسود، عن يحيى بن آدم، وأخذها عنه ابن مجاهد، والنّقّاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم [2] .
252- محمد بن سليمان [3] .
أبو موسى الحامض البغداديّ النَّحْويّ.
أحد أئمّة اللّسان، وتلميذ ثعلب.
وقيل: سليمان بن محمد، كما مرّ آنفًا.
253- محمد بن طاهر بن خالد بن أبي الدميك [4] .
أبو العبّاس البغداديّ.
سمع: عبيد الله بن عائشة، وعليّ بن المدينيّ، وإبراهيم سبلان.
وعنه: جعفر الخلدي، ومخلد الباقرحيّ، وابن المظفّر.
وثّقه الخطيب [5] .
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
254- محمد بن العبّاس بن أسلم الأزرق الحمراويّ.
سمع: عبد الجبّار بن العلاء.
255- محمد بن عبيد الله القرطبيّ المالكيّ [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد.
[2] ذكره الداني وقال: مشهور من أصحاب الحديث، قال فيه الهذلي: الحسين بن محمد، فقلبه.
(غاية النهاية 2/ 131) .
[3] تقدّم باسم (سليمان بن محمد) برقم (230) من هذا الجزء.
[4] انظر عن (محمد بن طاهر) في:
تاريخ بغداد 5/ 377 رقم 2903، والأنساب 229 ب، واللباب 1/ 509، وسير أعلام النبلاء 14/ 227، 228 رقم 130.
[5] في تاريخه.
[6] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:(23/172)
رحل إلى المشرق.
وسمع من: إسماعيل القاضي، وموسى بن هارون.
وكان فقيهًا نبيلًا استشهد في هذا العام [1] .
256- محمد بن عُمَرو بن مسعدة [2] .
أبو الحارث البيروتيّ.
عن: محمد بن وزير، ومحمد بن عقبة بن علقمة، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن عديّ، وأحمد بن جعفر بن سَلْم، وغيرهما.
257- محمد بن القاسم بن هاشم السِّمْسار [3] .
أبو بكر.
بغداديّ، سمع: بِشْر بن الوليد، وغيره.
وعنه: عليّ بن عُمَر الحربيّ.
258- محمد بن المبارك بن عبد الملك الدّبّاغ.
مصريّ.
روى عن: محمد بن رُمْح، ودحيم.
259- محمد بن نصر بن القاسم.
أبو بكر الخّواص.
في شوّال.
سمع من: حرملة، وحدّث
__________
[ () ] تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 27، 28 رقم 1167.
[1] وقال ابن الفرضيّ: وكان الحديث أغلب عليه والرواية، ولم يكن له كبير حظ من الفقه. وكان أحمد بن محمد بن زياد يشاوره في الأحكام.
وقال إسماعيل القاضي: وكان رجلا نبيلا عني بالعلم وتقييد السنن.
[2] انظر عن (محمد بن عمرو) في:
الأنساب لابن السمعاني 99 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 531 و 38/ 473 و 39/ 136، 137 و 41/ 317، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 319 رقم 1559.
[3] انظر عن (محمد بن القاسم) في:
تاريخ بغداد 3/ 180 رقم 1219.(23/173)
260- محمد بن نصير بن أبان المديني [1] .
أبو عبد الله القرشيّ.
روى عن: إسماعيل بن عُمَرو البجليّ، وسليمان الشاذكونيّ، وجماعة دونهم.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشيخ، وابن المقري، وغيرهم.
قال فيه أبو نعيم [2] : ثقة.
261- مالك بن عيسى القفصيّ المالكيّ.
ولي قضاء بلده.
وسمع: محمد بن سحنون، وشجرة بن عيسى.
وبمصر من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكَم.
وكان إمامًا كبيرًا، رحل إليه العلماء من الأندلس.
وصنَّف كتبًا.
262- موسى بن هارون التوزيّ [3] .
روى عن: إسحاق بن أبي إسرائيل، وعبد الوارث بن عبد الصَّمَد، والكنديّ، وعبد الأعلى بن حمّاد، ومحمد بن عبد الله بن عمّار، وطبقتهم.
وعنه: عليّ بن لؤلؤ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن نصير) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 241. والمعجم الصغير للطبراني 2/ 49 وفيه «محمد بن نصير الأصبهاني» ، وسير أعلام النبلاء 14/ 138 رقم 70، والعبر 2/ 130، وشذرات الذهب 2/ 246.
[2] في أخبار أصبهان 2/ 241.
[3] انظر عن (موسى بن هارون) في:
تاريخ بغداد 13/ 56 رقم 7028.(23/174)
- حرف الهاء-
263- هارون بن عليّ بن الحكم [1] .
أبو موسى المزوّق.
بغداديّ.
سمع: إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، وأبا عُمَر الدُّوريّ، وزياد بن أيّوب.
وعنه: محمد بن حميد المخرميّ، وعثمان المجاشعيّ، وعُمَر بن أحمد الوكيل، وآخرون.
وكان ثقة مقرئًا.
- حرف الياء-
264- يحيى بن أصبغ بن خليل [2] .
أبو بكر القرطبيّ.
سمع: أباه.
وببغداد: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة.
حدَّث عنه: قاسم بن أصبغ، وثابت بن حزم.
وكان فاضلا.
__________
[1] انظر عن (هارون بن علي) في:
تاريخ بغداد 14/ 30 رقم 7369، وغاية النهاية 2/ 346 رقم 3758.
[2] انظر عن (يحيى بن أصبغ) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 186، 187 رقم 1574، وجذوة المقتبس للحميدي 374 رقم 883، وبغية الملتمس للضبي 498 رقم 1462.(23/175)
سنة ستّ وثلاثمائة
- حرف الألف-
265- أحمد بن حذيفة.
أبو الحسن البشتيّ [1] الأديب.
سمع: إسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى، والحسن بن محمد الزّعفرانيّ.
وعنه: يحيى بن محمد العنبريّ، وإسماعيل بن عبد الله بن ميكال.
266- أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار بن راشد [2] .
أبو عبد الله الصُّوفيّ.
بغداديّ مشهور.
وثّقه الخطيب، وغيره [3] .
سمع: عليّ بن الجعد، ويحيى بن معين، وأبا نصر التّمّار، وسُوَيْد بن سعيد، وأحمد بن جناب، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن إبراهيم الزّينبيّ، وأبو حفص ابن الزّيّات، وأبو الشيخ الأصفهانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ومحمد بن المظفّر، وعليّ بن عُمَر الحربيّ.
توفّي في رجب.
__________
[1] البشتي: بضم الباء الموحّدة وسكون الشين المعجمة وتاء، نسبة إلى: بشت، قرية بنيسابور.
[2] انظر عن (أحمد بن الحسن) في:
تاريخ جرجان 114، 430، 431، وتاريخ بغداد 4/ 82- 86 رقم 1719، وطبقات الحنابلة 1/ 36، 37 رقم 10، والمنتظم 6/ 149 رقم 228، وسير أعلام النبلاء 14/ 152، 153 رقم 88، والعبر 2/ 131، وميزان الاعتدال 1/ 91 رقم 335، والوافي بالوفيات 6/ 305 رقم 2806، والبداية والنهاية 11/ 129، ولسان الميزان 1/ 151- 153 رقم 485، وشذرات الذهب 2/ 247.
[3] أي الدارقطنيّ: (تاريخ بغداد 4/ 86) و (طبقات الحنابلة 1/ 37) .(23/176)
وقع لي حديثه بعُلُوّ.
ومات في عشر المائة.
267- أحمد بن داود بن أبي صالح [1] عبد الغفّار بن داود الحرّانيّ، ثم المصريّ.
عن: أبي مصعب، ومحمد بن رمُحْ، وحَرْمَلة.
طارَت عليه شرارة فاحترق.
قال ابن يونس: حدَّث بحديث منْكَر عن أبي مصعب.
وقال الدّارقطنيّ [2] : كذّاب [3] .
268- أحمد بن سعيد بن عبد الله [4] .
أبو الحسن المؤدّب الدّمشقيّ.
سكن بغداد، وأدّب عبد الله بن المعتزّ.
وروى عن: هشام بن عمّار، ومحمد بن وزير، والزُّبير بن بكّار.
وعنه: إسماعيل الصّفّار، وحمزة الكِنَانيّ، ومحمد بن المظفّر.
وثَّقه حمزة [5] .
269- أحمد بن عمر بن سريج [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن داود) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 146، 147، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 52 رقم 52، والموضوعات لابن الجوزي 1/ 356 و 2/ 153، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 70 رقم 178، والمغني في الضعفاء 1/ 39 رقم 284، وميزان الاعتدال 1/ 96، 97 رقم 370، والكشف الحثيث 55 رقم 41، ولسان الميزان 1/ 168، 169 رقم 544.
[2] في الضعفاء المتروكين رقم 52.
[3] وقال ابن حبّان: كان بالفسطاط يضع الحديث، لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى سبيل الإبانة عن أمره ليتنكّب حديثه. (المجروحون 1/ 646) .
[4] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
تاريخ بغداد 4/ 171، 172، رقم 1850.
[5] وقال الخطيب: كان صدوقا.
[6] انظر عن (أحمد بن عمر بن سريج) في:
الفهرست لابن النديم 299، 300، وطبقات الشافعية للعبّادي 62، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 44 وفيه: «شريح» ، ونشوار المحاضرة 8/ 186، 187، وتاريخ بغداد 4/ 287- 290 رقم(23/177)
القاضي أبو العبّاس البغداديّ، إمام أصحاب الشّافعيّ.
شرح المذهَب ولخّصه، وصنف التّصانيف، وردّ على المخالفين للنصوص.
سَمِعَ: الْحَسَن بْن محمد بْن الصّبّاح الزَّعْفرانيّ، وعليّ بن أشكاب، وأبا داود السجستانيّ، وعبّاس بن محمد الدوريّ.
وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو أحمد الغطريفيّ، وأبو الوليد حسّان بن محمد.
وتفقّه عليه عدّة أئمة.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى من السنة، وله سبع وخمسون سنة وستة أشهر.
وقع حديثه بعلوّ في «جزء الغطريفيّ» لأصحاب ابن طبرزذ.
وقال أبو إسحاق الشيرازيّ في «الطبقات» [1] : كان يقال له «الباز الأشهب» ، ولي القضاء بشيراز.
قال: وكان يفضل على جميع أصحاب الشّافعيّ، حتّى على المُزَنيّ، وإنّ فهرسْتَ كُتُبِه كان يشتمل على أربعمائة مصنَّف. كان الشيخ أبو حامد الإسفْرائينيّ يقول: نحن نجري مع أبي العبّاس في ظواهر الفقه دون دقائقه.
__________
[ () ] 2044، وطبقات الفقهاء 108، 109، والمنتظم 6/ 149، 150 رقم 229، والكامل في التاريخ 8/ 109 و 115 وفيه: «أحمد بن محمد» و «شريح» ، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 251، 252 رقم 377، ووفيات الأعيان 1/ 66، 67 رقم 21، والمختصر في أخبار البشر 2/ 69، 70، وفيه: «أحمد بن سريج» ، وتاريخ ابن الوردي 1/ 256، وسير أعلام النبلاء 14/ 201- 204 رقم 114، وتذكرة الحفاظ 3/ 811- 813، والعبر 2/ 132، ودول الإسلام 1/ 185، 186، والوافي بالوفيات 7/ 260، 261 رقم 3223، ومرآة الجنان 2/ 246- 248، وفيه: «شريح» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 21- 39، والوفيات لابن قنفذ 199 رقم 306 وفيه: «شريح» ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 20، 21 رقم 593، والبداية والنهاية 11/ 129، والنجوم الزاهرة 3/ 194، وطبقات الحفاظ 338، ومفتاح السعادة 2/ 174، وشذرات الذهب 2/ 247، 248، وطبقات الأصوليين 1/ 165، 166، وكشف الظنون 705 وغيرها، وروضات الجنات 57، وهدية العارفين 1/ 57، وديوان الإسلام 3/ 116، 117 رقم 1203، والأعلام 1/ 185، ومعجم المؤلّفين 2/ 31.
[1] ص 108، 109.(23/178)
تفقّه على أبي القاسم الأنماطيّ، وأخذ عنه خلْق.
وعنه انتشر، مذهب الشّافعيّ.
وقال أبو عليّ بن خَيْران: سمعتُ أبا العبّاس بن سُرَيْج يقول: رأيت كأنّا مطرنًا كبريتًا أحمر، فملأت أكمامي وحِجري، فعبر لي أن أرزق علمًا عزيزًا كعزة الكبريت الأحمر [1] .
وقال أبو الوليد الفقيه: سمعت ابن سريج يقول: قل ما رأيت من المتفقهة مَن اشتغل بالكلام فأفلح. يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام.
قال الحاكم: سمعت حسّان بن محمد الفقيه يقول: كنّا في مجلس ابن سريج سنة ثلاث وثلاثمائة، فقام إليه شيخ من أهل العلم فقال: أبشر أيها القاضي، فإن الله يبعث عَلَى رَأْسِ كُلِّ مَائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ، يعني للأمة، أمر دينها. والله تعالى بعث على رأس المائة عُمَر بن عبد العزيز، وعلى رأس المائتين أبا عبد الله الشّافعيّ، وبعثك على رأس الثّلاثمائة. ثمّ أنشأ يقول:
اثنان قد مضيا فبورك فيهما ... عُمَر الخليفة، ثم حلف السؤدد
الشّافعيّ الألمعيّ محمد [2] ... إرث النبوة [3] وابن عم محمد
أبشر [4] أبا العبّاس إنك ثالث ... من بعدهم سقيًا لتربة أحمد
[5] فصاح أبو العبّاس بن سُريْج وبكي وقال: لقد نَعَى إليَّ نفسي.
قال حسّان: فمات القاضي أبو العبّاس في تلك السّنة.
قلت: وكان على رأس الأربعمائة أبو حامد الأسفراييني، وعلى رأس الخمسمائة الغَزَاليّ، وعلى رأس السّتّمائة الحافظ عبد الغنيّ، وعلى رأس السّبعمائة شيخنا ابن دقيق العِيد. على أن بعضَ هؤلاء يخالفني فيهم خلق من العلماء.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 288.
[2] في تاريخ بغداد: «المرتضى» .
[3] في تاريخ بغداد: «خير النبوّة» .
[4] في تاريخ بغداد: «أرجو» .
[5] تاريخ بغداد 4/ 289.(23/179)
والذي أعتقده من الحديث أنَّ لفظ مَن يجدد للجمع لَا للمفرد، واللَّه أعلم.
وكان أبو العبّاس على مذهب السَّلَف، يؤمن بها ولا يؤوّلها، ويميّزها كما جاءت. وهو صاحب مسألة الدَّور في الحَلِف بالطّلاق.
وقد روى التنوخيّ في «نشواره» [1] قال: حدَّثني القاضي أبو بكر العنبريّ بالبصْرة، حدثني أبو عبد الله، شيخ من أصحاب ابن سريج كتبت عنه الحديث، قال: قال لنا ابن سريج يومًا: أحسب أن المنية قربت.
قلنا: وكيف؟
قال: رأيت البارحة كأن القيامة قد قامت، والناسُ قد حُسروا، وكأنّ مناديًا يناديّ بصوتٍ عظيم: بِمَ أجبتم المرسَلين؟
فقلت: بالإيمان والتّصديق. فقيل: ما سئلتم عن الأقوال، بل سُئلتم عن الأعمال.
فقلت: أمّا الكبائر، فقد اجتنبناها، وأمّا الصغائر، فعوّلنا فيها على عفْو الله ورحمته.
قال: وانتبهتُ.
فقلنا له: ما في هذا ما يوجب سرعة الموت.
فقال: أما سمعتم قوله تعالى: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ 21: 1 [2] ؟
قال: فمات بعد ثمانية عشر يومًا، رحمه اللَّه تعالى.
270- أَحْمَد بن محمد بن سهل بن المبارك [3] .
أبو العبّاس الإصبهانيّ الجيراني المعدّل، ويعرف بممَّجة.
سمع: لُوَيْنًا، وحميد بن مسعدة، وعمرا الفلّاس.
__________
[1] نشوار المحاضرة 8/ 186، 187.
[2] سورة الأنبياء، الآية 1.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن سهل) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 127.(23/180)
وعنه: عبد الله بن محمد بن الحجاج الشروطيّ، وعُمَر بن عبد الله بن سهل.
وثّقه أبو نعيم.
وروى عنه أبو بكر المقري في معجمه.
و «جيران» : من إصبهان.
271- أحمد بن محمد بن مسقلة [1] .
أبو عليّ التَّيْميّ الواذاريّ.
سمع: الزُّبَيْر بن بكّار، وأحمد بن يحيى السُّوسيّ.
وعنه: والد أبي نعيم، والطَّبَرانيّ.
وهو إصبهانيّ.
272- أحمد بن موسى بن عليّ الصدفيّ [2] .
مولاهم أبو بكر المصريّ. عُرِف بابن الزَّبّاب.
قيّده غير ابن ماكولا.
سمع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
وعنه: أبو إسحاق القرطبيّ.
273- أحمد بن يحيى [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن مسقلة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 66 وفيه: «مصقلة» .
[2] انظر عن (أحمد بن موسى) في:
المشتبه في أسماء الرجال 1/ 302.
[3] انظر عن (أحمد بن يحيى) في:
طبقات الصوفية للسلمي 176- 179 رقم 4، وحلية الأولياء 10/ 314، 315 رقم 585، وتاريخ بغداد 5/ 213- 215 رقم 2687، والرسالة القشيرية 20، والأنساب 146 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 137 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 111- 115، والمنتظم 6/ 148، 149 رقم 227، وصفة الصفوة 2/ 443، 444 رقم 307، وسير أعلام النبلاء 14/ 251، 252 رقم 154، والعبر 2/ 132، ودول الإسلام 1/ 186، والبداية والنهاية 11/ 129، وفيه: «الجلاد» ، ومرآة الجنان 2/ 249، وطبقات الأولياء 81- 83 رقم 19، والنجوم الزاهرة 3/ 170 و 194، وشذرات 2/ 248، 249، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 152.(23/181)
أبو عبد الله بن الجلّاء. أحد مشايخ الصُّوفيّة الكبار.
صحب أباه، وذا النُّون المصريّ، وأبا تراب النخشبيّ، وحكى عنهم [1] .
أخذ عنه: أبو بكر الرَّقِّيّ، ومحمد بن سليمان اللّبّاد، ومحمد بن الحسن اليقطينيّ، وغيرهم.
وكان يكون بدمشق وبالرملة. وأصله بغداديّ.
ويُقال: كان ابن الجلّاء بالشام، والْجُنَيْد ببغداد، وأبو عثمان الجيزيّ بنَيْسابور، يعني لَا رابع لهم في عصرهم [2] .
وقال الرّقّيّ: ما رأيت أهيب منه، وقد لقيت ثلاثمائة شيخ [3] . وسمعته يقول: ما جلا أبي شيئًا قطّ، ولكنه كان يعظُ النّاس، فيقع كلامه في قلوبهم، فسمِّي جلاء القلوب [4] .
وقال محمد بن عليّ بن الجلندي: سمعت ابن الجلاء- وسئل عن المحبة- فقال: ما لي وللمحبّة، إنّي أريد أن أتعلّم التَّوبة [5] .
كانت وفاته في رجب. وقد استوفى ابن عساكر ترجمته [6] .
وقيل: اسمه محمد بن يحيى، وقيل: أصله بغداديّ.
وقال أبو عُمَر الدّمشقيّ: سمعتُ ابن الجلّاء يقول: قلتُ لأبويّ: أحب أن تهباني للَّه. قالا: قد فعلنا. فغبتُ عنهم مدّةً، ثمّ جئت فدققت الباب فقال أبي:
مَن ذا؟ قلتُ: ولدك.
قال: قد كان لي ولدٌ وهبناه للَّه تعالى. وما فتح الباب [7] .
__________
[1] طبقات الصوفية 176، صفة الصفوة 2/ 444.
[2] تاريخ بغداد 5/ 214.
[3] تاريخ بغداد 5/ 214.
[4] تاريخ دمشق 2/ 137 أ.
[5] تاريخ دمشق 2/ 137 أ، صفة الصفوة 2/ 444.
[6] في تاريخ دمشق 2/ 137 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 111- 115.
[7] حلية الأولياء 10/ 315، الرسالة القشيرية 20، صفة 2/ 443، المنتظم 6/ 149.(23/182)
وعن أبي عبد الله بن الجلاء قال: آلةُ الفقير صيانة فقره، وحفظ سِرِّه، وأداء فرْضه.
274- أحمد بن يعقوب بن سراج الموصليّ.
سمع: الصلت بن مسعود الجحْدريّ.
275- أحمد بن يوسف بن الضّحّاك [1] .
أبو عبد الله البغداديّ، الفقيه.
سمع: أبا كريب، ومحمد بن موسى الحرشيّ.
وعنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، ومحمد بن المظفّر.
وكان ثقة.
276- إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الحارث [2] .
أبو القاسم الكِلابيّ، الفقيه الشّافعيّ.
أظنّه بصْريًّا.
سمع من: الحارث بن مسكين، ومحمد بن هشام السَّدُوسيّ.
وكان ثقة صالحًا.
277- إبراهيم بن علي بن إبراهيم العُمَريّ المَوْصليّ [3] .
أبو إسحاق.
سمع: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعدة.
وعنه: أبو طاهر بن أبي هاشم المقري، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو بكر النّجّاد الحنبليّ، وأبو بكر بن المقري.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 5/ 219 رقم 2694.
[2] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في:
البداية والنهاية 11/ 129.
[3] انظر عن (إبراهيم بن علي) في:
تاريخ بغداد 6/ 132، 133 رقم 3164، والمنتظم 6/ 150 رقم 230، وسير أعلام النبلاء 14/ 229 رقم 131، وغاية النهاية 1/ 20 رقم 75.(23/183)
وثّقه الخطيب [1] .
حدّث ببغداد، ووثّقه الدّارقطنيّ [2] .
- حرف الجيم-
278- جبريل بن الفضل السَّمَرقنديّ [3] .
أبو حاتم.
حجّ سنة اثنتين وتسعين، فحدَّث عن: قُتَيْبة، وإبراهيم بن يوسف، وغيرهما.
وعنه: ابن قانع.
وثّقه الخطيب وقال: عاش إلى سنة ستٍّ.
279- جعفر بن سهل [4] .
أبو الفضل النَّيْسابوريّ الواعظ.
سمع: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرْجِس، ومحمد بن رافع.
وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وأحمد بن يعقوب الثَّقَفيّ، وجماعة.
وكان له قبول وافر في التّذاكر. وقد حدّث بمناكير.
__________
[1] في تاريخه.
[2] تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (جبريل بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 7/ 264 رقم 3747، والمنتظم 6/ 150 رقم 231.
[4] انظر عن (جعفر بن سهل) في:
المغني في الضعفاء 1/ 133 رقم 1146، وميزان الاعتدال 1/ 411 رقم 1506، ولسان الميزان 2/ 115 رقم 483 (والصواب 473 والخطأ من الطباعة) .(23/184)
- حرف الحاء-
280- حاجب بن مالك بن أركين [1] .
أبو العبّاس الفرغانيّ التُّرْكيّ الضّرير.
حدَّث بالشام وإصبهان عن: أحمد بن إبراهيم الدَّورْقيّ، وأبي عُمَر الدُّوريّ، وهذه الطبقة.
وعنه: سليمان الطَّبَرانيّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، ومحمد بن المظفّر.
وله جزءٌ معروف، سمعناه.
281- الحَسَن بن بالَوَيْه بن زيد بن سيّار.
أبو عليّ الحِيريّ، النَّيْسابوري.
سمع: محمد بن حُمَيْد، ومحمد بن مُقاتل الرازيَّيْن.
وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان.
ورّخه الحاكم.
282- الحسين بن حمدان بن حمدون [2] .
__________
[1] انظر عن (حاجب بن مالك) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 148، وذكر أخبار أصبهان 1/ 302، وتاريخ بغداد 8/ 271، 272 رقم 4368، والأنساب لابن السمعاني 424 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 39 أ، والمنتظم 6/ 150 رقم 233، وسير أعلام النبلاء 14/ 258، 259 رقم 664، والعبر 2/ 132، وشذرات الذهب 2/ 249، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 429، 430.
[2] انظر عن (الحسين بن حمدان) في:
تاريخ الطبري 10/ 39، 43، 44، 104، 110، 111، 121، 123، 124، 135، 140، 141، 147، والتنبيه والإشراف 324، 327، ومروج الذاهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 3287، 3306، 3397، وتاريخ أخبار القرامطة لابن سنان 23، 25، 27، 28، 36، 81، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 144، 145، 194، 209، 210، 216، 259، 260، 261، والمنتظم(23/185)
الأمير أبو عبد الله التغلبيّ، عمّ السلطان سيف الدّولة عليّ.
قدِم الشّام لقتال الطُّولونيّة في جيشٍ من قِبَلِ المكتفي.
وقدِم دمشق لحرب القرامطة أيّام المقتدر [1] . ثمَّ ولّاه ديار ربيعة، فغزا وافتتح حصونًا، وقتل خلقًا من الروم.
ثمّ خالفَ فسارَ لحربِهِ رائق، فحاربه وأسره رائق في سنة ثلاث وثلاثمائة، فسجن ببغداد.
ثمّ قتل سنة ستّ وثلاثمائة.
__________
[ () ] 6/ 80- 82، 121، والتذكرة الحمدونية 2/ 49 رقم 84، والكامل في التاريخ 7/ 470، 476، 477، 526، 531، 542، 551، 553، 8/ 14- 18، 53، 56، 61، 95، 395 و 9/ 70، وزبدة الحلب 1/ 89، 93، ووفيات الأعيان 3/ 426 و 5/ 57 و 6/ 432، وتاريخ حلب للعظيميّ 273، 276، 277، 280، 281، 309، والعبر 2/ 132، ودول الإسلام 1/ 186، والدرّة المضيّة 80، 81، والوافي بالوفيات 12/ 360 رقم 344، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 291، والنجوم الزاهرة 3/ 194، 195، وشذرات الذهب 2/ 249، وأعيان الشيعة 25/ 349.
[1] في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 291: «أيام المكتفي» .(23/186)
- حرف العين-
283- عامر بن إبراهيم بن عامر بْن إبراهيم بْن واقد الأشعريّ [1] .
مولى أبي موسى صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَبُو محمد المؤذّن الإصبهانيّ.
ثقة، من بيت مشهور.
سمع: أباه، وإبراهيم بن محمد بن مروان.
وعنه: الطَّبَرانيّ، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهّاب، وغيرهم.
284- عبّاس بن محمد الفزاريّ [2] .
مولاهم المِصريّ الحافظ.
روى عن: محمد بن رُمْح، وزكريّا كاتب العمري، وأحمد بن صالح الطبري، وجماعة.
كنيته أبو الفضل.
روى عنه: ابن يونس فأكثر، والطبراني، وآخرون.
وكان يعرف بالبصري.
توفي في شعبان.
قال ابن يونس: ما رأيت أحدا قطّ أثبت منه [3] .
__________
[1] انظر عن (عامر بن إبراهيم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 260.
[2] انظر عن (عباس بن محمد) في:
سير أعلام النبلاء 14/ 229، 230 رقم 132.
[3] لم يذكره في معجمه الصغير.(23/187)
285- عبدان بن أحمد بن موسى بن زياد [1] .
أبو محمد الأهوازي الجواليقي الحافظ، واسمه: عبد الله، فخفف.
طوف البلاد وصنف التصانيف، وسمع: سهل بن عثمان العسكريّ، وأبا كامل الجحْدريّ، وخليفة بن خيّاط، ومحمد بن بكّار، ووهْب بن بقيّة، وهشام بن عمّار، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وزيد بن الحُرَيْش، وخلقًا كثيرًا.
روى عنه: ابن قانع، وحمزة الكِنَانيّ، والطَّبَرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو عُمَرو بن حمدان، وأبو بكر بن المقري، وآخرون.
ورحل الحفّاظ إلى عسكر مكرم للقيه. وكان أحد الحفاظ الأثبات [2] .
قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: رأيتُ من أئمّة الحديث أربعة: إبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة بنيسابور، والنّسائيّ بمصر، وعبدان بالأهواز.
فأمّا عبدان فكان يحفظ مائة ألف حديث [3] ، ما رأيت في المشايخ أحفظ منه.
وقال حمزة الكِنانيّ: سمعت عَبْدان يقول: دخلت البصرة ثمان عشرة مرّة من أجل حديث أيّوب السختيانيّ [4] . وجمعت ما يجمعه أصحاب الحديث، إلا حديث مالك، فإنّه لم يكن عنديّ «الموطَّأ» بعلوّ، وإلّا حديث أبي حصين.
__________
[1] انظر عن (عبدان بن أحمد) في:
المعجم الصغير 1/ 234، 235، وتاريخ بغداد 9/ 378، 379 رقم 4955، والأنساب لابن السمعاني 139 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 8/ 512 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 287، 288، والمنتظم 6/ 150، 151 رقم 234 وفيه: «عبد الله بن أحمد بن موسى» ، وسير أعلام النبلاء 14/ 168- 173 رقم 97، وتذكرة الحفاظ 2/ 688، 689، والعبر 2/ 133، والمعين في طبقات المحدّثين 107 رقم 1210 وفيه: «عبد الله» ، ومرآة الجنان 2/ 249، والبداية والنهاية 11/ 129، والنجوم الزاهرة 3/ 195، وطبقات الحفاظ 299، وشذرات الذهب 2/ 249، والرسالة المستطرفة 96، وديوان الإسلام 1/ 155 رقم 226.
[2] تاريخ بغداد 9/ 378.
[3] تاريخ بغداد 9/ 378، المنتظم 6/ 151.
[4] تاريخ بغداد 9/ 378، المنتظم 6/ 151.(23/188)
وسمعته يقول: جمعت لبِشْر بن المفضّل ستّمائة حديث، مَن شاءَ يزيد عليّ.
وقال الحاكم: كان أبو عليّ النَّيْسابوريّ لَا يُسامح في المذاكرة، بل يواجه الرّدّ في الملأ، فوقع بينه وبين عبدان لذلك، فسمعت أبا عليّ يقول: أتيت أبا بكر بن عبدان فقلت: الله الله، تحتال لي في حديث سهل بن عثمان العسكريّ، عن جنادة، عن عبيد الله بن عُمَر! فقال: قد حلف الشيخ أن لا يحدّث بهذا الحديث وأنتَ بالأهواز.
فأصلحتُ أشيائي للخروج. وودّعتُ الشيخ، وشيعنيّ أصحابنا، ثمّ اختبأت إلى يوم المجلس، ثمّ حضرت متنكّرا لَا يعرفني أحد. فأملى الحديث وأملى غير ذلك ممّا كان قد امتنع عليّ منها. ثمّ بلغه بعدُ أنّي كنت في المجلس، فتعجّب.
وقال أبو حاتم بن حبّان: أنبأ عَبْدان بعسكر مُكْرم وكان عسيرًا نِكدًا.
وقال الرّامَهُرْمُزِيّ: كنّا عند عَبْدان فقال: مَن دُعي فلم يُجِبْ فقد عصى الله. بفتح الباء.
فقال له ابن سريج: إنْ رأيت أن تقول يُجبْ [1] .
فأبى، وعجب من صواب ابن سريج، كما عجب ابن سريج من خطئه.
وقال ابن عديّ: عبدان كبير الاسم. قال لي: جاءني أبو بكر بن أبي غالب فذهب إلى شاذان الفارسيّ، فلم يلحقه، فعطف إلى ابن أبي عاصم بأصبهان، ثمّ جاءني فقال: فاتني شاذان، وذهبتُ إلى ابن أبي عاصم فلم أره مليًّا بحديث البصرة، وجئتك لأكتب حديثهم عنك، لأنك مليُّ بهم.
فأخرجتُ إليه حديثهم، وقاطعته كلّ يومٍ على مائة حديث.
قال ابن عدي: ثنا عبدان، ثنا محمد بن عُمَرو بن سَلَمَةَ، ثنا ابن وهب، فذكر حديثا. كذا قال. وإنّما هو عمرو بن سواد. وكان عبدان يخطئ فيه، فيقول مرة كما ذكرنا، ومرّة يقول: محمد بن عمرو، وإنّما هو عمرو بن سواد.
__________
[1] في الهامش إلى جانب هذا الكلام: (ث: ليس هذا بخطإ، فقد قرئ «ألم نشرح ... » ) .(23/189)
قال: وكانت هيبة عبدان تمنعنا أن نقول له.
وثنا بحديثٍ فيه أشرس، فقال رشْرَس. فتوقّفت في الرّدّ عليه.
مات عَبْدان رحمه الله في آخر سنة ستٍّ، وله تسعون سنة وأشهرُ.
286- عبد الصَّمد بن عبد الله ابن أخي يزيد ابني عبد الصَّمد القُرَشيّ [1] .
أبو محمد الدّمشقيّ القاضي.
سمع: إسحاق بن موسى الأنصاريّ، وهشام بن عمّار، ونوح بن حبيب، ودُحَيْمًا، وجماعة.
وعنه: الفضل بن جعفر المؤذّن، وجمح، وابن عديّ، وأبو عُمَر بن فضالة، والربعيّ.
وناب في القضاء لمحمد بن أحمد المَرْزُبانيّ، ولعُمَر بن الْجُنَيد قاضي دمشق.
وتُوُفّي في المحرّم من السنة.
287- عليّ بن إبراهيم بن مطر [2] .
أبو الحَسَن البغداديّ السُّكْريّ.
سمع: داود بن رشيد، وعبد الله بن معاوية، وهشام بن عمّار.
وعنه: عبد الله بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ، وعبد العزيز الخِرَقيّ، ويوسف المَيَانجيّ، وابن المقري.
وثّقه الدّارقطنيّ [3] .
وتوفّي في محرّم.
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن عبد الله) في:
سير أعلام النبلاء 14/ 230 رقم 133، وغاية النهاية 1/ 390 رقم 1662، والنجوم الزاهرة 3/ 193.
[2] انظر عن (علي بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 11/ 337 رقم 6170، وسير أعلام النبلاء 14/ 252، 253 رقم 155.
[3] تاريخ بغداد.(23/190)
288- عليّ بن إسحاق بن عيسى بن زَاطِيَا [1] .
أبو الحَسَن المُخَرِّميّ.
سمع: عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن بكّار بن الرّيّان، وداود بن رشيد.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وابن الزّيّات، وعليّ بن عُمَر الحربيّ.
وكُف بصره بآخره.
قال أبو بكر بن السُّنّي: لَا بأس به.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
289- عليّ بن الحَسَن بن سليمان بن سُرَيْج [2] .
أبو الحَسَن القافلانيّ البغداديّ.
سمع: إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، ومجاهد بن موسى، وطبقتهما.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وحبيب القزّاز، والقَطيعيّ، ومحمد بن المظفّر، وجماعة.
وكان أحد الثّقات.
290- عليّ بن هارون بن ملّول المصريّ.
من أولاد الشيوخ.
سمع: عيسى بن حمّاد، والحارث بن مسكين.
وتوفّي في شوّال.
291- عمر بن الحسن [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 11/ 349 رقم 6193، وسير أعلام النبلاء 14/ 253 رقم 156، وتذكرة الحفاظ 2/ 689، وميزان الاعتدال 3/ 114، 115 رقم 5786، ولسان الميزان 4/ 205 رقم 540، وفيه أن وفاته كانت سنة 365 هـ. وهو وهم، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 271 رقم 135.
[2] انظر عن (علي بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 11/ 377 رقم 6237، والمنتظم 6/ 151 رقم 235.
[3] انظر عن (عمر بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 11/ 221، 422 رقم 5939، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 12/ 351 ب، وزبدة الحلب 1/ 94، وسير أعلام النبلاء 14/ 254 رقم 158، وأعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 15.(23/191)
أبو حفيْص الحلبيّ.
سمع: أبا نعيم الحلبيّ، ولُوَيْنًا.
وعنه: ابن المظفّر، والورّاق، ومَخْلَد بن جعفر.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ. وسيعاد.
292- عيسى بن إدريس بن عيسى [1] .
أبو موسى البغداديّ.
حدَّث بدمشق عن: عثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن المقدام، وزياد بن أيّوب، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وجُمَح بن القاسم، وأبو عمر بن فضالة، وعبد الله بن عدي، وآخرون.
قال الخطيب: صدوق.
قيل: مات في ربيع الآخر.
__________
[1] انظر عن (عيسى بن إدريس) في:
تاريخ بغداد 11/ 173 رقم 5879.(23/192)
- حرف الميم-
293- محمد بن إسماعيل بن عبد الله الإصبهانيّ [1] .
سمع: أباه سَمَّوَيْه، ويونس بن حبيب.
وكان جليلًا صالحًا، مفتي البلد.
تُوُفّي فجأةً.
روى عنه: الطَّبَرانيّ، والعسّال.
294- محمد بْن أصبغ بْن محمد [2] بْن يوسف بْن ناصح بن عطاء مولى الوليد بن عبد الملك.
قُرْطُبيّ حافظ فقيه، إمام نَحْويّ واسع العِلم.
روى عن: بَقيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن وضّاح، وجماعة.
تُوُفّي كهْلًا [3] .
295- محمد بن بابْشاذ البصْريّ [4] .
حدّث ببغداد عن: عبيد الله بن معاذ بن معاذ، وسلمة بن شبيب، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 53.
[2] انظر عن (محمد بن أصبغ) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 28، 29 رقم 1170.
[3] قال ابن الفرضيّ: كان عالما بالحديث، حافظا للرأي، بصيرا بالنحو والغريب، بليغا متفنّنا في ضروب من العلوم، حسن الخط ضابطا.
[4] انظر عن (محمد بن بابشاذ) في:
تاريخ بغداد 2/ 105- 107 رقم 499، والمنتظم 6/ 151 رقم 236، والمغني في الضعفاء 2/ 509 رقم 5328، وميزان الاعتدال 3/ 488، 489 رقم 7263، والبداية والنهاية 11/ 129، ولسان الميزان 5/ 88، 89 رقم 290.(23/193)
وعنه: عمر بن بشران، وأبو بكر بن المقري، ومحمد بن خلف الخلّال.
تُوُفّي في شوّال.
قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عنه فقال: ثقة.
قلت: روى حديثًا موضوعًا.
296- محمد بن حرملة بن بهلول المصريّ.
سمع: بكار بن قتيبة القاضي.
297- محمد بن حمدويه بن موسى بن طريف [1] .
أبو رجاء السنجيّ الهورقانيّ المروزيّ.
سمع: عتبة بن عبد الله، وسويد بن نصر، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ومحمد بن حميد.
وعنه: عبد الله بن أحمد بن الصديق، وأبو عصمة محمد بن أحمد بن عبّاد، وأهل مَرْو.
ذكره ابن ماكولا [2] .
298- محمد بن خلف بن حيان بن صدقة [3] .
أبو بكر الضبيّ القاضي، المعروف بوكيع.
__________
[1] انظر عن (محمد بن حمدويه) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 557، والأنساب لابن السمعاني 593 أ، واللباب 3/ 395، وسير أعلام النبلاء 14/ 253، 254 رقم 157.
[2] في الإكمال 2/ 557.
[3] انظر عن (محمد بن خلف) في:
الفهرست لابن النديم 166، وتاريخ بغداد 5/ 236، 237 رقم 2726، والمنتظم 6/ 152 رقم 238، وإنباه الرواة 3/ 124، والكامل في التاريخ 8/ 115، وتاريخ ابن الوردي 1/ 256، وفيه: «حبان» بالباء الموحّدة، وهو تحريف، وسير أعلام النبلاء 14/ 237 رقم 140، والعبر 2/ 133، وميزان الاعتدال 3/ 538 رقم 7489، والوافي بالوفيات 3/ 43، 44 رقم 932، والبداية والنهاية 11/ 130، وغاية النهاية 2/ 137 رقم 2991، ولسان الميزان 5/ 156، 157 رقم 534، والنجوم الزاهرة 3/ 195، وشذرات الذهب 2/ 249، ومقدّمة كتابه: أخبار القضاة- الجزء الأول، والأعلام 6/ 347، ومعجم المؤلفين 9/ 283، 284، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 608 رقم 13.(23/194)
كان عارفًا بالسير وأيام النّاس.
صنف عدة كتب.
روى عن: أحمد بن إسماعيل السهمي، والزبير بن بكّار، وابن عرفة، والطبقة.
وعنه: ابن الصّوّاف، ومحمد بن عُمَر الجعابيّ، وابن المظفّر، وأبو جعفر بن المتيّم.
قال أبو الحسين بن المناديّ: أقل النّاسُ عنه للينٍ شُهِر بهِ [1] .
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كان فاضلًا نبيلًا فصيحًا، من أهل القرآن والفقه والنحو. له تصانيف كثيرة. وولي قضاء كور الأهواز كلها [2] .
وتُوُفّي في ربيع الأول.
299- محمد بن خيرون [3] .
أبو عبد الله المعافريّ. مقريء القيروان.
أخذ القراءة عرْضًا عن: أبي بكر بن سيف، وإسماعيل النّحّاس، وجماعة.
وقدم القيروان فسكنها.
وقرأ عليه خلق، منهم: ابناه محمد وعلي، وأبو بكر الهواري، وعبد الحكم بن إبراهيم، وأبو جعفر أحمد بن بكر.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 237.
[2] تاريخ بغداد 5/ 237.
[3] انظر عن (محمد بن خيرون) في:
سير أعلام النبلاء 14/ 217 رقم 119، وفيه ذكر محقّقه السيد أكرم البوشي: جذوة المقتبس، وبغية الملتمس كمصدرين لترجمته، وهذا فيه شكّ، فالذي فيهما: «محمد بن خيرون أبو جعفر، أندلسي، رحل ووصل إلى العراق، وسمع بها من صاحب يعلى بن المديني، ويحيى بن معين يسمّى محمد بن نصر، ورجع إلى القيروان فاستوطنها، وحدّث بها وسكن بموضع منها يعرف بالزيادية، وبنى هنالك مسجدا ينسب إليه» . (انظر: الجذوة 54 رقم 46، والبغية 73، 74 رقم 109) .(23/195)
وكان صالحا كبير القدر.
وقد حدث عن: عيسى بن مسكين، وغيره.
تُوُفّي في شعبان.
300- محمد بن سعيد بن عُمَرو [1] .
أبو يحيى الخريمي المري الدّمشقيّ.
عن: هشام بن عمّار، ودُحَيْم، والقاسم بن عثمان الجوعيّ، وأحمد بن أبي الحواري.
وعنه: جُمح بن القاسم، ومحمد الربعيّ، وعبد الله بن عديّ، وجماعة.
تُوُفّي في المحرَّم.
والخريمي: بالراء.
301- محمد بن عبد الوهّاب [2] .
أبو عُمَر المروزي.
سمع بقزوين: إسماعيل بن توبة، وبالرّيّ: محمد بن مقاتل.
وعنه: عليّ بن أحمد بن صالح.
302- محمد بن عليّ بن إبراهيم [3] .
الحافظ أبو عبد الله المروزي.
رحل وكتب عنه: بُندار، وعليّ بن خشرم، وهذه الطبقة.
روى عنه: الطَّبَرانيّ، وابن عقدة، وأبو بكر بن أبي دارم.
303- محمد بن عليّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سعيد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 548.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الوهاب) في:
التدوين في أخبار قزوين 1/ 446 وفيه: مات سنة خمس وثلاثمائة.
[3] انظر عن (محمد بن علي المروزي) في:
المعجم الصغير 2/ 59، وسير أعلام النبلاء 14/ 311 رقم 202.(23/196)
أبو بكر القنطريّ.
سمع: أحمد بن منيع.
وعنه: إبراهيم بن أحمد الخرقي.
304- محمد بن محمد بن سحنون بن سعيد المغربي.
أبو سعيد المالكيّ.
زاهد خير.
سمع أباه، وأخذ الفقه عن أصحاب جدّه.
305- محمد بن مسعود بن الحارث [1] .
أبو عبد الله الأسديّ القزوينيّ.
ثقة كبير القدر.
سمع: عُمَرو بن رافع، وإسماعيل بن توبة، وعبد السلام بن عاصم، ومحمد بن حميد الرّازيّ، وإسماعيل ابن بنت السُّدّيّ، وأبا مصعب، وهنّاد بن السَّريّ.
وعنه: سليمان بن يزيد الفاميّ، وعليّ بن عُمَر الصيدلاني، وعبد العزيز بن مالك، وعليّ بن أحمد بن صالح القزوينيون.
لخصت ترجمته من «الإرشاد» والخليليّ.
306- محمد بن هارون بن عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة [2] .
أبو هارون العتقيّ الأندلسيّ.
رحل وسمع بمصر من أبي يزيد القراطيسيّ، وغيره. ورجع.
307- موسى بن عبد الرحمن بن حبيب [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن مسعود) في:
التدوين في أخبار قزوين للرافعي 2/ 20- 22، وسير أعلام النبلاء 14/ 225 رقم 127.
[2] انظر عن (محمد بن هارون) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 29 رقم 1171، وجذوة المقتبس 95 رقم 155، وبغية الملتمس للضبي 139 رقم 297.
[3] انظر عن (موسى بن عبد الرحمن) في:(23/197)
العلّامة أبو الأسود الإفريقيّ القطّان.
يروى عن: محمد بن سحنون، وشجرة بن عيسى، وغيرهما.
وعنه: تميم بن أبي العرب، وأبو محمد بن مسرور، وجماعة. وولي قضاء طرابلس المغرب.
تُوُفّي في ذي القعدة. وكان من كبار المالكية.
[مواليد هذه السنة] وفيها ولد: أبو الحَسَن الدَّارَقُطْنيّ، وأبو الحُسين بن جميع [1] ، وعبد الوهّاب الكلابيّ.
__________
[ () ] البيان المغرب 1/ 181، وسير أعلام النبلاء 14/ 226 رقم 128، والديباج المذهب 2/ 335، 336، ومعالم الإيمان للدبّاغ 2/ 335- 339، وطبقات المفسرين للداوديّ 2/ 341، 342، وشجرة النور الزكية 81.
[1] الصواب أنه ولد سنة 305 هـ. انظر مقدّمة كتاب «معجم الشيوخ» لابن جميع الصيداوي، (بتحقيقنا) .(23/198)
سنة سبع وثلاثمائة
- حرف الألف-
308- أحمد بن حَمْدَوَيْه [1] ، ويقال ابن حمديّ، بن أحمد بن بَيَان.
أبو عليّ الدّقاق.
عن: الفلّاس، وزيد بن أخرم.
وعنه: عبد العزيز بن جعفر، وغيره.
309- أحمد بن سهل بن الفَيرُزان [2] .
أبو العبّاس الأشْنانيّ.
أحد القُراء المجوّدين.
قرأ على: عُبَيْد بن الصّبّاح صاحب حفص، واشتهر بهذه القراءة لمعرفته بها وعُلُوّ سَنَده فيها.
وقد قرأ بعد موت شيخه على جماعةٍ من أصحاب أبي حفص عُمَرو بن الصّبّاح أخي عُبَيْد بن الصّبّاح، حتّى برعَ في التّلاوة.
قال ابن غَلْبُون: نا عليّ بن محمد، ثنا أحمد بن سهل قال: قرأت على عُبَيْد بن الصّبّاح، وكان ما علمت من الورعين المتَّقين، وقال: قرأت القرآن كلّه وأتقنته على أبي عُمَرو حفص بن سليمان، وليس بيني وبينه أحد.
قرأ عليه: أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو العبّاس الحسن بن
__________
[1] انظر عن (أحمد بن حمدويه) في:
تاريخ بغداد 4/ 124 رقم 1799.
[2] انظر عن (أحمد بن سهل) في:
تاريخ بغداد 4/ 185 رقم 1869، والعبر 2/ 133، 134، وسير أعلام النبلاء 14/ 226، 227 رقم 129، ومعرفة القراء الكبار 1/ 248، 240 رقم 154، والوافي بالوفيات 6/ 407 رقم 2925، وغاية النهاية 1/ 59، 60 رقم 257، وشذرات الذهب 2/ 250.(23/199)
سعيد المطّوّعيّ، وعليّ بن محمد بن صالح الهاشميّ الضّرير البصْريّ، وعليّ بن الحسين بن عثمان الغضائريّ شيخ الأهوازيّ، وإبراهيم بن أحمد الخِرَقيّ، وأبو بكر محمد بن الحَسَن النّقّاش.
وأبو أحمد عبد الله بن الحُسين السّامرّيّ.
وقد سمع من: بِشْر بن الوليد الكِنْديّ، وعبد الأعلى بن حمّاد.
وحدَّث عنه: عبد العزيز الخِرَقيّ، ومحمد بن عليّ بن سُوَيد المؤدَّب.
ووثَّقهُ الدَّارَقُطْنيّ [1] .
وتُوُفّي في المحرَّم عن سن عالية، رحمه الله تعالى.
310- أحمد بن عليّ بن المُثَنَّى بن يحيى بن عيسى بن هلال التَّميميّ [2] .
أبو يعلى الموصليّ الحافظ. صاحب «المُسْنَد» .
سمع: عبد الله بن محمد بن أسماء، ومحمد بن المنهال الضّرير، وغسان بن الربيع، وعليّ بن الجعد، ويحيى بن معين، وداود بن عُمَرو الضبيّ، وشيبان بن فروخ، وحوثرة بن أشرس، ويحيى الحمانيّ، وخلقًا كثيرًا.
وسماعه ببغداد من أحمد بن حاتم الطّويل في سنة خمسٍ وعشرين ومائتين. وله تصانيف في الزهد، وغيره.
روى عنه: أبو حاتم بن حبّان، وأبو عليّ الحافظ النَّيْسابوريّ، ويوسف الميانجيّ، وحمزة الكناني، وأبو بكر الإسماعيليّ، ومحمد بن النّضر النّحّاس،
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 185، وقال أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي: ثقة صدوق.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن المثنّى) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 55، والكامل في التاريخ 8/ 122، والتقييد لابن النقطة 150- 152 رقم 174، والعبر 2/ 134، والمعين في طبقات المحدّثين 107 رقم 1212، ودول الإسلام 1/ 186، وسير أعلام النبلاء 14/ 174- 182 رقم 100، وتذكرة الحفّاظ 2/ 707، 708، والوافي بالوفيات 7/ 241 رقم 3199، ومرآة الجنان 2/ 249، والبداية والنهاية 11/ 130، وتاريخ الخميس 2/ 387 وفيه: «محمد بن علي» ، والنجوم الزاهرة 3/ 197، وطبقات الحفّاظ 306، ومفتاح السعادة 2/ 16، وشذرات الذهب 2/ 250، والرسالة المستطرفة 71، وهدية العارفين 1/ 57، والأعلام 1/ 171، ومعجم المؤلّفين 2/ 17، وديوان الإسلام 4/ 402 رقم 2216، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 271، 272 رقم 136.(23/200)
ونصر بن أحمد المرجئ، وأبو عُمَرو بن حمدان، وأبو بكر بن المقري.
وكان فيما قال يزيد بن محمد الأزديّ من أهل الصَّدق والأمانة والدَّين والحِلْم. غلقت أكثر الأسواق يوم موته، وحضر جنازته من الخلق أمر عظيم.
وكان عاقلًا حليمًا صبورًا، حسَن الأدب.
وقال أبو عُمَرو بن حمدان وذكر أبا يعلى ففضّله على الحَسَن بن سفيان، فقيل له: كيف تفضله على الحَسَن بن سفيان ومسند الحَسَن أكبر، وشيوخه أعلى [1] ؟
قال: لأنّ أبا يعلى كان يحدّث احتسابًا، والحسن كان يحدّث اكتسابًا [2] .
ولد أبو يَعْلَى في شوّال سنة عشرٍ ومائتين.
ووثّقه ابن حِبّان [3] ، ووصفه بالإتقان والدّين، وقال: بينه وبين النّبيّ صلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أنفس.
وقال الحاكم: كنتُ أرى أبا عليّ الحافظ معجبًا بأبي يعلى الموصليّ وإتقانه، وحفظه حديث نفسه، حتّى كان لَا يخفى عليه منه إلّا اليسير، رحمه الله.
وقال الحاكم: هو ثقة مأمون. سمعت أبا عليّ الحافظ يقول: كان أبو يَعْلَى لَا يخفى عَلَيْهِ من حديثه إلا اليسير، ولو لم يشتغل بسماع كتب أبي يوسف من بِشْر بْن الوليد لأدركَ بالبصرة أَبَا الوليد، وسليمان بن حرب.
وقال ابن السَّمعانيّ: سَمِعْتُ إسماعيل بْن محمد بْن الْفَضْلُ الحافظ يقول: قرأت المسانيد مثل «مسند العدنيّ» وأحمد بن منيع، وهي كالأنهار، و «مسند أبي يعلى» كالبحر يكون مجتمع الأنهار.
311- أحمد بن عيسى [4] .
__________
[1] في الأصل: «أعلا» .
[2] التقييد 152.
[3] بذكره في ثقاته 8/ 55.
[4] انظر عن (أحمد بن عيسى) في:(23/201)
أبو الطيب الهاشميّ البغداديّ.
عن: سعيد بن يحيى الأمويّ.
وعنه: مَخْلَد، وعبد الله بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ.
وثّقه الخطيب.
312- أحمد بن محمد بن عبد الله بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسديّ [1] .
بغداديّ صاحبُ أخبارٍ.
حدَّث عن: لُوَيْن، وجماعة.
وعنه: الصُّوليّ، وابن المظفّر، وعليّ بن عُمَر الحربيّ، وأبو بكر بن المقري.
وثّقه الدّارقطنيّ [2] .
وروى عن أحمد بن حنبل حديثًا واحدًا [3] .
313- أحمد بن محمد بن صالح [4] .
أبو الحَسَن بن كعب الذّارع.
واسطيّ، حدَّث ببغداد عن: إسحاق بن شاهين، ومقدم بن يحيى.
وعنه: ابن المظفّر، وعليّ الحربيّ، والطَّبَرانيّ.
وكان أحد الحُفّاظ الكِبار.
314- أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن البراء [5] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 4/ 279 رقم 2026.
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 5/ 42، 43، رقم 2398، وطبقات الحنابلة 1/ 65 رقم 54.
[2] تاريخ بغداد، طبقات الحنابلة.
[3] في تاريخ بغداد 5/ 43 وفاته سنة 307 هـ.، وفي طبقات الحنابلة 1/ 65 وفاته سنة 309 هـ.
والأول أصح.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن صالح) في:
تاريخ بغداد 5/ 37 رقم 2389.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الكريم) في:
تاريخ جرجان للسهمي 74 رقم 21، وانظر فهرس الأعلام منه 582.(23/202)
أبو محمد الجرجانيّ الوزّان.
روى عن: أبي الأشعثِ العجليّ، ومحمود بن خداش، ومحمد بن حميد، وسلْم بن جنادة، وجماعة.
وعنه: ابن عديّ، والإسماعيليّ، وغيرهما.
وقال الإسماعيليّ: صدوق.
315- أحمد بن محمد بن عُمَر [1] .
أبو الحسين الجرجانيّ التّاجر.
سمع: محمد بن زَنْبُور، وأبا حفص الفلّاس، وَسَلَمَةَ بن شبيب.
وكان ثقة.
روى عنه: ابن عديّ، والإسماعيليّ، وجماعة.
316- أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بن حفص الإصبهانيّ [2] .
أبو الحَسَن.
زاهد عابد، يقال إنه من الأبدال.
سمع: حميد بن مسعدة، وَسَلَمَةَ بن شبيب.
وعنه: عبد الله بن محمود، ومحمد بن جعفر الإصبهانيّان، والطَّبَرانيّ.
317- أسامة بن أحمد بن أسامة بن عبد الرحمن [3] .
أبو سَلَمَةَ التجيبيّ، مولاهم المصريّ.
محدّث مكثر، روى عن: أبي الطّاهر بْن السَّرْح، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأحمد بن يحيى بن وزير، والحارث بن مسكين، وعدد كثير من طبقتهم.
وعني بالحديث والقراءات.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عمر) في:
تاريخ جرجان 73، 74 رقم 20، وانظر فهرس الأعلام منه 582.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الله) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 41، وذكر أخبار أصبهان 1/ 125.
[3] انظر عن (أسامة بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 104.(23/203)
روى عنه: أبو عُمَر محمد بن يوسف الكِنْديّ، وأبو سعيد بن يونس، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وطائفة.
تُوُفّي في رمضان.
قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يونس: لم يكن في الحديث بذاك، تعرف وتُنْكَر.
318- إسحاق بن إبراهيم القاضي [1] .
أبو محمد البُسْتيّ.
تُوُفّي فيها. وقد مر سنة ثلاثٍ شيخٌ يشبهه [2] . وأمّا هذا فإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الجبّار أبو محمد.
كان متقنًا نبيلًا عاقلًا.
روى عن: قُتَيْبة بن سعيد، وعليّ بن حجر.
وعنه: أبو حاتم بن حبان البستي [3] .
319- إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن سلمة الكوفي البزاز [4] .
حدث ببغداد عن: يوسف بن موسى، ومحمد بن زياد الزّياديّ.
وعنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفّر، ومحمد بن عليّ بن حبيش النّاقد.
قال الخطيب: كان ثقة [5] ، صنَّف «المسند» ، ورحل إلى مصر والشّام.
ومات في شوّال.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم القاضي) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 122، والإكمال لابن ماكولا 1/ 431، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 354 ب، وسير أعلام النبلاء 14/ 140 رقم 74، وتذكرة الحفاظ 2/ 702 (ضمن ترجمة سميّه البشتي» ، وشذرات الذهب 2/ 242، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 409.
[2] هو: إسحاق بن إبراهيم بن نصر، رقم (129) من هذا الجزء.
[3] وقال: أحد النبلاء من المحدّثين والعقلاء من المتّقين. (هكذا في المطبوع 8/ 122) والصحيح:
«من المتقنين» .
[4] انظر عن (إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 6/ 388، 389 رقم 3429، والمنتظم 6/ 154 رقم 243، والبداية والنهاية 11/ 130، 131.
[5] ووثّقه الدارقطنيّ، وابن المنادي.(23/204)
- حرف الجيم-
320- جعفر بن أحمد بن سِنان الواسطيّ القطّان [1] .
سمع: أباه، وهنَّاد بن السَّريّ، وأبا كُرَيْب، وسليمان الغَيْلانيّ.
وعنه: أبو بكر بن المقري، وأبو عُمَرو بن حمدان، ويوسف الميانجيّ.
321- جعفر بن أحمد بن عاصم الدّمشقيّ بن الرّوّاس [2] أبو محمد البزّاز.
عن: هشام بن عمّار، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن مصفيّ الحمصيّ.
وعنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، وابن ماسي، وأبو بكر الرّبعيّ، وآخرون.
حدَّث ببلده وببغداد.
ووثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
322- جعفر بن محمد بن موسى النَّيْسابوريّ الأعرج [3] .
أبو محمد الحافظ، ويعرف بجَعْفَرك المفيد.
رحل وسمع وروى عن: محمد بن يحيى الذُّهْليّ، والحَسَن بن عَرَفَة، وَأَحْمَدَ بْنَ يُوسُفَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ هَاشِمٍ، وعليّ بن حرب، ومحمد بن عوف
__________
[1] انظر عن (جعفر بن أحمد بن سنان) في:
سير أعلام النبلاء 14/ 308 رقم 200، وتذكرة الحفّاظ 2/ 752، وطبقات الحفّاظ 316.
[2] انظر عن (جعفر بن أحمد بن عاصم) في:
تاريخ بغداد 7/ 204 رقم 3668، والمنتظم 6/ 154 رقم 244.
[3] انظر عن (جعفر بن محمد بن موسى) في:
تاريخ جرجان 272، 370، وتاريخ بغداد 7/ 203، 204، رقم 3667، والمنتظم 6/ 154 رقم 245، وسير أعلام النبلاء 14/ 265 رقم 172، وتذكرة الحفّاظ 2/ 750، 751، وطبقات الحفّاظ 317.(23/205)
الحمصيّ، وهذه الطبقة.
وعنه: الحافظان أبو عليّ النَّيْسابوريّ وأبو إسحاق بن حمزة الإصبهانيّ، وأبو بكر بن المقري، والإسماعيليّ، وجماعة.
تُوُفّي في حلب غريبًا.
وثّقه غير واحد، ووصفوه بالحفظ والمعرفة [1] .
__________
[1] وثّقه الخطيب. وقال الدارقطنيّ حين سئل عنه: ثقة مأمون، وعن مثله يسأل؟
وقال محمد بن عبد الله النيسابورىّ: ثقة مأمون حجّة.(23/206)
- حرف الحاء-
323- حبيب بن نصر [1] .
أبو أحمد المهلبيّ.
عن: محمد بن أبي مذعور، ومحمد بن مهاجر.
وعنه: عبد الله بن موسى الهاشميّ، وأبو الفرج صاحب الأغانيّ، وغيرهما.
حدَّث في [هذا] العام.
324- الحَسَن بن إسحاق بن سلّام المصريّ.
سمع: الحارث بن مسكين، وغيره.
وحدَّث. وهو مولي بني حمار.
325- الحَسَن بن الطّيّب بن حمزة [2] .
أبو عليّ الشُّجَاعيّ البلْخيّ.
حدّث ببغداد عن: قُتَيْبة، وأبو كامل الجحدريّ، وهُدْبَة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وخلْق.
وعنه: إسماعيل الخُطبيّ، وأبو بكر القطيعيّ، وابن المظفّر، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (حبيب بن نصر) في:
تاريخ بغداد 8/ 253 رقم 4354.
[2] انظر عن (الحسن بن الطيّب) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 755، 756، وتاريخ جرجان 448، 539، وتاريخ بغداد 7/ 333- 336 رقم 3849، والمنتظم 6/ 154 رقم 246، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 204 رقم 828، وسير أعلام النبلاء 14/ 260 رقم 166، وميزان الاعتدال 1/ 501 رقم 1874، والمغني في الضعفاء 1/ 161 رقم 1419، ولسان الميزان 2/ 215، 216.(23/207)
قال الدّارقطنيّ: لَا يساوي شيئًا، لأنّه حدَّث بما لَا يسمع [1] .
وقال ابن عديّ [2] : ادّعى كتبَ عمّه الحَسَن بن شجاع. كذا أخبرني عَبْدان.
وقال البرقانيّ: هو ذاهب الحديث [3] .
وقد تكلم فيه ابن عقدة.
طوَّل الخطيب ترجمته.
وقال البَرْقانيّ: كان الإسماعيليّ حَسَن الرأي فيه ويقول: لمّا سمعنا منه كان حاله صالحًا [4] .
وقال أحمد بن سفيان الحافظ: نا زيد بن عليّ الخلّال قال: سمعت ابن سعيد يعاتب البَغويّ في البلْخيّ ويقول: أنزلته عليك وأخذتُ عنه.
فقال: ما له؟ ما سألته عن شيخ إلّا أعطاني صفته وعلامته ومنزلته [5] .
وقال مطين: كذّاب [6] .
326- الحسين بن سعيد بن كامل.
أبو عبد الله المصريّ.
شيخ معُمَر.
سمع: يحيى بن بكير.
كتب عنه ابن يونس وقال: تُوُفّي في شعبان.
327- الحسين بن محمد بن الضّحّاك الفارسيّ ثمّ المصريّ.
حدَّث عن: أبي مصعب الزُّهْريّ، وطبقته.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 336.
[2] في الكامل 2/ 755.
[3] تاريخ بغداد 7/ 335.
[4] تاريخ بغداد 7/ 335.
[5] تاريخ بغداد 7/ 335، 336.
[6] تاريخ بغداد 7/ 336.(23/208)
- حرف الزاي-
328- زكريّا بن يحيى بن عبد الرحمن بن بحر [1] بن عديّ بن عبد الرحمن بن الأبيض بن الدَّيْلم بن باسل بن ضبّة الضّبّيّ.
أبو يحيى السّاجيّ البصْريّ الحافظ.
سمع: عبيد الله بن معاذ العنبري، وبندارًا، ومحمد بن موسى الحرشيّ، وسليمان بن داود المهديّ، وأبا الربيع الزهرانيّ، وطالوت بن عبّاد، وعبد الواحد بن غياث، وموسى بن عُمَر الحاري، وأبا كامل الفضل بن الحسين الجحدريّ، وابن أبي الشّوارب، وعبد الأعلى بن حمّاد، وأباه يحيى، روى له عن طريق جرير بن عبد الحميد.
وقد رحل إلى مصر، وإلى الكوفة والحجاز.
__________
[1] انظر عن (زكريا بن يحيى) في:
الجرح والتعديل 3/ 601 رقم 2717، والفهرست لابن النديم 300، وطبقات الشافعية للعبّادي 61، وطبقات الفقهاء للشيرازي 104، والعبر 2/ 134، ودول الإسلام 1/ 186، وسير أعلام النبلاء 14/ 197- 200 رقم 113، والمعين في طبقات المحدّثين 107 رقم 1213، وميزان الاعتدال 2/ 79 رقم 2897، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 299- 301، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 22 رقم 594، والبداية والنهاية 11/ 131، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 95 رقم 40، ولسان الميزان 2/ 488، 489 رقم 1953، وطبقات الحفاظ 306، 307، وخلاصة التذهيب 122، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 44، وشذرات الذهب 2/ 250، 251، والرسالة المستطرفة 148، وطبقات الأصوليين 1/ 167، والأعلام 3/ 81، وكشف الظنون 32، وهدية العارفين 1/ 373، وديوان الإسلام 3/ 50 رقم 1162، ومعجم المؤلّفين 4/ 184.
وقد أضاف السيد أكرم البوشي في تحقيقه لكتاب سير أعلام النبلاء إلى مصادر صاحب الترجمة كتاب: تهذيب التهذيب لابن حجر (3/ 334) ، فوهم في ذلك، فالموجود في التهذيب ليس الساجي وإنما هو: زكريا بن يحيى بن إياس بن سلمة السجزيّ، أبو عبد الرحمن المعروف بخياط السّنّة المتوفى سنة 289 هـ.(23/209)
وسمع: أيضًا من هُدْبَةَ بن خالد.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو عُمَرو بن حمدان، يوسف الميانجيّ، وعبد الله بن محمد بن السّقّاء الواسطيّ، ويوسف بن يعقوب البجيرميّ، وعليّ بن لؤلؤ الورّاق.
وكان من الثّقات الأئمة.
سمع منه: الأشعريّ وأخذ عنه مذهب أهل الحديث.
ولزكريّا السّاجيّ كتابٌ جليلٌ في العِلل يدلّ على تبحره وإمامته [1] .
- حرف السين-
329- سليمان بن عيسى [2] .
أبو أيّوب البغداديّ الدّار، البصريّ الأصل، الجوهريّ.
عَنْ: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، وعُبَيْد الله بن مُعَاذ.
وعنه: ابن المظفّر، وابن لؤلؤ [3] .
__________
[1] وقال ابن أبي حاتم: كان ثقة يعرف الحديث والفقه، وله مؤلّفات حسان في الرجال واختلاف العلماء وأحكام القرآن.
[2] انظر عن (سليمان بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 9/ 61، 62 رقم 4644.
[3] قال الخطيب: وما علمت من حله إلّا خيرا.(23/210)
- حرف العين-
330- عامر بن عُمَران بن الفتح الزولهيّ.
نسبة إلى قرية بقرب مَرْو.
شيخ ثقة.
سمع: محمد بن عليّ بن الحَسَن بن شقيق.
331- عبد الله بن إبراهيم [1] .
أبو القاسم الأسديّ المعدّل.
يُعرف بابن الأكفانيّ، الفقيه.
عن: أحمد بن عبد الجبّار العطارديّ، وأبي إبراهيم المزنيّ الفقيه، ومحمد بن عُمَرو بن حنان الحمصيّ.
وعنه: ابنه محمد، وعبد الله بن العبّاس الشطويّ، وابن المقرئ، وغيرهم.
وكان ثقة.
332- عبد الله بن الحسين بن عليّ [2] .
أبو القاسم البجليّ الصّفّار.
عن: عبد الأعلى بن حمّاد، وسوّار بن عبد الله القاضي.
وعنه: عُمَر بن بِشْران وقال: ثقة، وابن الحربيّ، والزّيّات.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 9/ 405 رقم 5010، والمنتظم 6/ 154 رقم 247.
[2] انظر عن (عبد الله بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 9/ 440 رقم 5063، والمنتظم 6/ 155 رقم 248.(23/211)
333- عبد الله بن عَمْرو بن عبد الله بن عَمْرو بن السَّرْح المصريّ.
مولى بني أمية.
سمع: يونس بن عبد الأعلى، ووفاء بن سهيل، وياسين بن عبد الأحد.
334- عبد الله بن مالك بن سيف [1] .
أبو بكر التّجيبيّ المقرئ.
من كبار قرّاء مصر.
أخذ عن: أبي يعقوب الأزرق صاحب ورش، تلاوةً.
وسمع: محمد بن رمح، وجماعة.
قرا عليه: أبو عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق ابن الإمام، وإبراهيم بن محمد بن مروان، ومحمد بن عبد الرحمن الظّهراويّ، وأبو بَكْر محمد بْن عَبْد الله بْن القاسم الخِرَقيّ شيخ الأهوازيّ.
وهو آخر أصحاب الأزرق وَفاةً.
تُوُفّي يوم الجمعة سلخ جُمَادَى الآخرة.
قرأتُ القرآن بطريقه على أبي القاسم سحنون بالإسكندريّة، عن قراءته على أبي القاسم بن الصَّفْراويّ، عَنِ ابن عطية، عَنِ ابن الفحّام، عن أحمد بن نفيس، عن أبي عديّ. وهذا إسنادٌ عالٍ لنا بهذه القراءة.
335- عبد الله بن عليّ بن الجارود.
أبو محمد النَّيْسابوريّ الحافظ.
نزيل مكة.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وعليّ بن حجر.
وعنه: ابن أخته يحيى بن منصور القاضي، ومحمد بن نافع المكّيّ الخزاعيّ، ومحمد بن جبريل العجيفيّ، وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن مالك) في:
سير أعلام النبلاء 14/ 440 رقم 246، والعبر 2/ 134، ومعرفة القراء الكبار 1/ 231، 232 رقم 131، وغاية النهاية 1/ 445 رقم 1855، وحسن المحاضرة 1/ 487، والنشر في القراءات العشر 1/ 114، وشذرات الذهب 2/ 251.(23/212)
عبد المؤمن الزّيّات، والحسن بن عبد الله بن مذحج الزبيديّ، وأحمد بن بقيّ.
رووا عنه السُّنَن له، رأيته، فلم أر فيه عن ابن حجر وإسحاق شيئا، بل أكبرهم أبو سعيد الأشج، والزعفراني.
336- عبد الله بن محمد بن عمر ابن العباس.
أبو العباس الأسدي الدمشقي، ويعرف بابن الجليد.
روى عن: هشام بن عمّار، وصفوان بن صلح المؤذن.
وعنه: ابن عدي، وأبو عمر بن فضالة، وأحمد بن أبي دجانة.
ورخه ابن زبر.
337- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أبي الحديد.
أبو محمد الربعيّ المالكيّ المغربي.
شيخ صالح فاضل، يقال أنه آخر مَن مات من أصحاب سحنون.
338- عبد الرحمن بن الحَسَن بن موسى [1] .
أبو محمد الضّرّاب الإصبهانيّ الحافظ.
ثقة كبير، صنف المُسْنَد والأبواب.
سمع: عصام بن الحكم، ويحيى بن ورد، والحسين بن منصور الواسطيّ.
وعنه: أبو الشيخ، والعسّال، وجماعة.
339- عُبَيْد الله بن إبراهيم بن مهديّ [2] .
أبو القاسم البغداديّ، ثم الدّمشقيّ، المقرئ.
روى عن: الفضل الرُّخاميّ، وحفص الرباليّ، وعليّ بن أشكاب.
وحدَّث بمصر وبها تُوُفّي في شوّال.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسن) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 114.
[2] انظر عن (عبيد الله بن إبراهيم) في:
غاية النهاية 1/ 484 رقم 2010.(23/213)
قال أبو عُمَرو الدانيّ: كان يعرف بالعُمَريّ، لأنّه كان مخصوصًا بقراءة أبي عُمَرو، ومعرفتها، أخذها عرضًا عن محمد بن غالب صاحب شجاع البلْخيّ.
وسمعها من محمد بن شجاع البلْخيّ، عن اليزيديّ. وله فيها تصنيف حسن.
أخذ عنه: ابن شنبوذ، وأحمد بن جعفر بن المناديّ.
340- عليّ بن حبيس بن عابد.
أبو الحسن الزوفيّ.
يروي عن: عيسى بن زغبة، وغيره.
341- عليّ بن سهل بن محمد [1] .
أبو الحَسَن الإصبهانيّ الزّاهد. أحد أعلام الصوفية.
صحب محمد بن يوسف البنّاء.
وسمع: يونس بن حبيب، وأحمد بن مهديّ.
وكان يكاتب الجنيد. وله شأن.
روى عنه الطَّبَرانيّ.
342- عُمَران بن موسى بن فضالة [2] .
أبو القاسم الموصليّ الشعيريّ الزّاهد.
أقام في مسجدٍ دهرًا طويلًا.
وروى عن: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، ومحمد بْن مصفّى، ويونس بن عبد الأعلى، وإسحاق بن شاهين، وبندار، وطائفة.
ثمّ فرق أصوله تزهدًا.
روى عنه: يزيد بن محمد الأزديّ، وأبو بكر المقرئ.
343- عُمَر بن الحَسَن بن نصر بن محمد طرخان الحلبيّ [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن سهل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 208، وذكر أخبار أصبهان 2/ 14، والبداية والنهاية 11/ 131، والنجوم الزاهرة 3/ 197، 198.
[2] انظر عن (عمران بن موسى) في:
تاريخ بغداد 12/ 268 رقم 6713.
[3] انظر عن (عمر بن الحسن) في:(23/214)
أبو حفص.
ولي قضاء دمشق، وحدث عن: محمد بن أبي سمينة، ولُوَيْن.
وعنه: الآجريّ، وأبو حفص الزّيّات، وأبو بكر الورّاق، وآخرون.
وثَّقه الدَّارَقُطْنيّ [1] .
حدث في هذه السنة، وتُوُفّي بعدها.
- حرف الفاء-
344- الفضل بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث الباهليّ [2] .
أبو العبّاس الأنطاكيّ العطّار الأحدب.
سمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وجماعة.
وعنه: عُمَر بن عليّ العتكيّ، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ، وابن عديّ وقال: له أحاديث لَا يتابعه عليها الثّقات [3] .
وقال الدَّارَقُطْنيّ: هو كذّاب [4] .
وقال ابن عديّ أيضًا: أوصل أحاديث [5] ، وزاد في المتون [6] .
345- الفضل بن أحمد بن يعقوب بن أشرس.
أبو معقل الضبيّ النسفيّ الضّرير.
من أصحاب محمد بن إسماعيل البخاريّ.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 11/ 221، 222 رقم 5939، وفيه: «أبو حفيص» ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 12/ 351 ب، وسير أعلام النبلاء 14/ 254 رقم 158، وتاريخ حلب الشهباء 4/ 15.
[1] تاريخ بغداد 11/ 222.
[2] انظر عن (الفضل بن محمد) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2043، 2044، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 8 رقم 2720، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 34/ 627، والمغني في الضعفاء 2/ 513 رقم 4941، وميزان الاعتدال 3/ 358 رقم 6749، ولسان الميزان 4/ 448 رقم 1371.
[3] الكامل 6/ 2044.
[4] تاريخ دمشق 34/ 627.
[5] زاد بعدها (6/ 2043) : «وسرق أحاديث» .
[6] وقال: وكان أحد من كتبنا عنه بأنطاكيّة.(23/215)
روى عنه: عبد المؤمن بن خلف، وجماعة.
تُوُفّي سنة سبع.
- حرف القاف-
346- القاسم بن أحمد بن بشير.
أبو عامر المصريّ الدّبّاغ.
ذكر أنّه سمع من يحيى بن بكير، وزيد بن بِشْر.
قال ابن يونس: كتبت عنه، وقد تكلّموا فيه.
تُوُفّي في شعبان سنة سبعٍ.
347- القاسم بْن عُبَيْد اللَّه بْن سعَيِد بْن كثير بن عفير المصريّ.
أبو محمد.
روى عنه ابن يونس، وقال: كان يخضب. وتُوُفّي في شعبان أيضًا.
وقال لي: سمعتُ من عيسى بن حمّاد.(23/216)
- حرف الميم-
348- محمد بن بكر [1] .
أبو القاسم القرطبيّ.
كان إمامًا مفتيًا مشاورًا، ورعًا نبيلًا.
روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن القزّاز، وطبقتهما.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة [2] .
349- محمد بن جعفر بن محمد بن سعيد [3] .
أبو بكر الأشعريّ الإصبهانيّ الملحميّ القزّاز.
ثقة، كثير الحديث.
سمع: حميد بن مسعدة، والفلّاس، والعبّاس البحرانيّ.
وعنه: العسّال، وأبو الشيخ، وابن المقرئ، ومحمد بن جعفر.
تُوُفّي في صفر.
350- محمد بن روميّ النَّيْسابوريّ الإخباريّ.
سمع: الذهلي، وأحمد بن منصور زاج، وأحمد بن حفص.
وعنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وجماعة.
351- محمد بن سليمان بن بابويه [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن بكر) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 29 رقم 1172.
[2] وقال ابن الفرضيّ: توفي ليلة الإثنين لثلاث عشرة خَلَت من جُمادَى الأولى سنة سبع وثلاثمائة.
وكان حافظا للفقه، نبيلا في عقد الوثائق، رأسا فيها، وكان ورعا فاضلا.
[3] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 292.
[4] انظر عن (محمد بن سليمان) في:(23/217)
أبو بكر المخرميّ العلّاف.
سمع: الربيع بن ثعلب، والوليد بن شجاع.
وعنه: أبو بكر القطيعيّ، وغيره.
352- محمد بن صالح بن ذريح [1] .
أبو جعفر العكبريّ.
سمع: جبارة بن المغلس، وعثمان بن أبي شيبة، وأبا ثور الكلبيّ، وأبا مصعب الزهريّ، وجماعة.
وعنه: إسحاق النعالي، وابن الزّيّات، ومحمد بن المظفّر، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو بكر ابن المقرئ، وطائفة.
وكان ثقة [2] .
تُوُفّي سنة ستٍّ. وقيل: سنة سبْعٍ، وقيل: سنة ثمان [3] .
353- محمد بن عبد الله بن يوسف بن خرشيد الدويريّ [4] .
ويقال الدويري، النَّيْسابوريّ، أبو عبد الله.
ودوير قرية على فرسخ من البلد.
سمع: قُتَيْبة، وإسحاق بن راهَوَيْه، ويحيى بن موسى خَتّ.
وعنه: أبو حامد الشرقيّ، وأبو الوليد حسّان الفقيه، وأبو عُمَرو بن حمدان، وجماعة.
وقع لي من عواليه.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 5/ 300 رقم 2805.
[1] انظر عن (محمد بن صالح) في:
تاريخ بغداد 5/ 361 رقم 2885، والأنساب لابن السمعاني 396 أ، والمنتظم 6/ 152 رقم 239، في وفيات (306 هـ.) ، والعبر 2/ 134، وسير أعلام النبلاء 14/ 259، 260 رقم 165، وغاية النهاية 2/ 155 رقم 3071، وشذرات الذهب 2/ 251.
[2] وثّقه الخطيب.
[3] سيعيده المؤلّف- رحمه الله- فيها، برقم (403) .
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله الدويرى) في:
سير أعلام النبلاء 14/ 254، 255 رقم 159.(23/218)
وقد روى الشيرازيّ مصنف «الألقاب» عن يحيى بن زكريّا الدويريّ، عن محمد بن عبد الله الدويريّ. ووالد محمد له رحلة ورواية عن أبي جابر محمد بن عبد الملك الأزديّ، وطبقته.
ذكره الحاكم في تاريخه.
354- محمد بن عليّ بن مَخْلَد بن فرقد الداركيّ [1] .
أبو جعفر الإصبهانيّ.
شيخ معُمَر، سمع: إسماعيل بن عُمَرو، وسليمان بن داود الشاذكونيّ.
وهو آخر من مات من أصحاب إسماعيل.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ، وعدّة.
355- محمد بن عليّ بن سهيل.
أبو بكر الصيدلانيّ البكاء.
عن: عبد الأعلى بن حمّاد، وعُبَيْد الله القواريريّ.
وهو موصليّ فيه جهالة.
356- محمد بن عليّ [2] .
الخطيب المقرئ.
قرأ على: البزّيّ.
قرأ عليه: الحَسَن المطوعيّ.
357- محمد بن عيسى [3] .
أبو عبد الله القزوينيّ الصّفّار.
ثقة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عليّ بن مخلد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 241، 242، والأنساب لابن السمعاني 218 أ، وسير أعلام النبلاء 14/ 137، 138 رقم 69، والعبر 2/ 135، وشذرات الذهب 2/ 251.
[2] انظر عن (محمد بن علي) في:
غاية النهاية 2/ 213 رقم 3294.
[3] انظر عن (محمد بن عيسى) في:
التدوين في أخبار قزوين 1/ 486 وفيه: توفي سنة ست وثلاثمائة، وقيل: سنة سبع.(23/219)
سمع: ابن ماجة، وأبا حاتم الرازيّ، ويحيى بن عَبْدك.
وعنه: عليّ بن أحمد بن صالح [1] .
358- محمد بن موسى بن عبد الرحمن الصوريّ المقرئ [2] .
أبو العبّاس.
قرأ القرآن على: ابن ذكوان، وعبد الرّزّاق بن الحَسَن الإمام، عن قراءتهما على أيّوب بن تميم.
قرأ عليه: أبو بكر بن أحمد الدّاجونيّ واسمه محمد، والحسن بن سعيد المطوعيّ.
ورّخ وفاته الخزاعيّ.
359- محمد بن موسى بن هاشم [3] .
أبو عبد الله القرطبيّ، المعروف بالأقشين [4] .
من كبار النحاة.
رحل، وسمع بمصر «كتاب سيبويه» من أبي جعفر الدينوريّ.
وسمع «مسند الفريابيّ» [5] بقيسارية الشّام من عُمَرو بن ثور.
تُوُفّي في رجب.
__________
[1] قال الخليل الحافظ: وكان ثقة متّفقا عليه.
[2] انظر عن (محمد بن موسى الصوري) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 62 و 40/ 77، ومعرفة القراء الكبار 1/ 254 رقم 161، وغاية النهاية 2/ 268 رقم 3490، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 22، 23 رقم 1620.
[3] انظر عن (محمد بن موسى) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 29، 30 رقم 1173، وجذوة المقتبس للحميدي 88 رقم 139، وبغية الملتمس للضبي 127 رقم 268، وفيه: «محمد بن موسى بن هاشم» ، ونفح الطيب للمقّري 3/ 167.
[4] في: تاريخ علماء الأندلس، ونفح الطيب: «الأقشتين» .، وفي الجذوة والبغية: «الأفشتين» بالفاء.
[5] في تاريخ علماء الأندلس 2/ 29: «مسند الفريّاني» ، وهو تحريف. والنسبة إلى: محمد بن يوسف الفريابي الّذي سكن قيسارية بساحل الشام، وهو ممن سمع الأوزاعي، وأصله من فارياب بلدة بنواحي بلخ. مات سنة 212 هـ. (الأنساب 9/ 290، 291) .(23/220)
360- محمد بن هارون [1] .
أبو بكر الرويانيّ الحافظ.
له مسند مشهور.
روى عن: أبي الربيع الزّهرانيّ، وإسحاق بن شاهين، ومحمد بن حميد الرّازيّ، وأبي كريب، وبندار، ومحمد بن المثني، وأبي حفص الفلاس، ويحيى بن المقوم، وأبي زرعة الرازي، وهذه الطبقة.
وعنه: جعفر بن عبد الله بن فتاكي، وغيره.
وثقه أبو يعلى الخليلي، وذكر أن له تصانيف في الفقه [2] .
وعنه أيضًا: أبو بكر الإسماعيليّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد القرميسينيّ.
قال أحمد بن منصور الشيرازيّ الحافظ: سمعت محمد بن أحمد الصّحّاف السجستانيّ: سمعت أبا العبّاس البكريّ يقول: جمعت الرحلة بين محمد بن جرير، وابن خزيمة، ومحمد بن نصر المروزيّ، ومحمد بن هارون الرويانيّ بمصر، فأرملوا ولم يبقَ عندهم ما يقوتهم، وأضر بهم الجوع، فاجتمعوا في منزلٍ كانوا يأوون إليه، فاتفق رأيهم على أن يسهموا، فمن خرجت عليه القرعة سأل. فخرجت القرعة على ابن خزيمة فقال: أمهلوني حتّى أصلي. فاندفع في الصلاة، وإذا هم بالشموع، وخصيّ، من قبل والي مصر يدّق الباب، ففتحوا فقال: أيكم محمد بن نصر؟ فقيل: هو ذا. فأخرج صرة فيها خمسون دينارا، فدفعها إليه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن هارون الروياني) في:
تاريخ جرجان 442، والتقييد لابن النقطة 117- 119 رقم 135، والمعين في طبقات المحدّثين 109 رقم 1229، وسير أعلام النبلاء 14/ 507- 510 رقم 284، وتذكرة الحفّاظ 2/ 752- 754، والعبر 2/ 135، والوافي بالوفيات 5/ 148 رقم 2164، ومرآة الجنان 2/ 249، والبداية والنهاية 11/ 131، وطبقات الحفّاظ 316، 317، وشذرات الذهب 2/ 251، والرسالة المستطرفة 72، وكشف الظنون 1683، وإيضاح المكنون 2/ 482، وهدية العارفين 2/ 25، ومعجم المؤلفين 12/ 85.
[2] التقييد 118.(23/221)
ثمّ قال: أيكم ابن جرير؟ فاعطاه خمسين دينارًا، ثم فعل كذلك بابن خزيمة وبالرويانيّ. ثمّ حدثهم فقال: إنّ الأمير كان قائلًا بالأمس، فرأى في المنام أن المحامد جياع قد طووا، فانفذ إليكم هذه الصرر، وأقسم عليكم إذا نفذت فعرفوني [1] .
361- محمد بن يحيى بن حسين [2] .
أبو بكر العميّ البصريّ.
حدث عن: عُبَيْد الله بن عائشة، وسليمان الشاذكونيّ.
وطال عُمَره.
روى عنه: أبو حفص الزّيّات، ومحمد بن المظفّر.
ووثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
تُوُفّي في المحرَّم. وآخر من روى عنه محمد بن إسماعيل الورّاق.
362- محمد بن يونس بن هارون [3] .
أبو جعفر حمويه، إمام جامع قزوين.
سمع: إسماعيل بن توبة، وهارون بن هزاريّ.
وفي الرحلة: سلم بن جنادة، والأشجّ، وعبد الجبّار بن العلاء.
روى عنه: عليّ بن إبراهيم القطّان، وعليّ بن أحمد بن صالح، والخضر بن أحمد الفقيه، والقزوينيون [4] .
363- محمود بن محمد بن منّويه الواسطيّ [5] .
__________
[1] التقييد 118، 119.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 3/ 426 رقم 1563.
[3] انظر عن (محمد بن يونس) في:
التدوين في أخبار قزوين 2/ 64، 65.
[4] قال القزويني: توفي سنة ست أو سبع وثلاثمائة.
[5] انظر عن (محمود بن محمد بن منّويه) في:
المعجم الصغير 2/ 107، وتاريخ بغداد 13/ 94، 95 رقم 7079، والإكمال لابن ماكولا 7/ 207، وتهذيب مستمر الأوهام، له 326 رقم 199، وسير أعلام النبلاء 14/ 242، 243 رقم 144، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 570.(23/222)
أبو عبد الله، محدَّث كبير.
سمع: وهب بن بقيّة، ومحمد بن أبان، والعبّاس بن عبد العظيم، وعدّة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، ومحمد بن زنجويه القزوينيّ، وأبو الشّيخ، وأبو أحمد بن عديّ.
تُوُفّي في رمضان، وأسكت قبل موته بعامين.
وقد استوفي ابن نقطة ترجمته في منويه، بالنون.
وروى عنه: أبو بكر الإسماعيليّ، والجعابيّ، وحدث ببغداد.
وقد قلبه الحافظ عبد الغنيّ فقال: محمد بن محمود بن منويه، نسبه لنا الذهليّ أبو الطّاهر.
وقال ابن ماكولا [1] : هو محمد بن محمد بن منويه، أبو عبد الله. يروي عن محمد بن أبان، ومحمد بن الصّبّاح الجرجرائيّ.
فنبّه ابن نقطة على خطئهما، لكن اعتذر عن عبد الغنيّ فقال: كان لمحمود ابنان أحمد ومحمد، وكلاهما قد حدَّث.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كتبتُ عن أبي الحسين محمد بن محمود.
364- مسعود بن عُمَر الأمويّ الأندلسيّ التدميريّ [2] .
أبو القاسم.
سمع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
365- مفضّل بن محمد.
أبو العبّاس المصريّ المؤدّب.
عن: يزيد بن سعيد الصّبّاحيّ، ومحمد بن البرقيّ.
وكان صالحًا.
__________
[1] في الإكمال 7/ 207، وتهذيب مستمر الأوهام، رقم 199.
[2] انظر عن (مسعود بن عمر) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 131 رقم 1425، وجذوة المقتبس للحميدي 350 رقم 815، وبغية الملتمس للضبي 467، 468 رقم 1362.(23/223)
مات في جُمَادَى الآخرة.
366- موسى بن سهل [1] .
أبو عُمَران الْجَوْنيّ البْصريّ.
سمع: عبد الواحد بن غِياث، وهشام بن عمّار، وطالوت بن عبّاد، ومحمد بن رمُح المصريّ، وجماعة.
وسكن بغداد.
روى عنه: دعْلَج، وعبد الله بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ، ومحمد بن المظفّر، وعلي الحربيّ، وابن المقرئ.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ [2] : وتُوُفّي في رجب.
وكان حافظًا عالي الإسناد، سمع بمصر، والشام، والعراق، وعُمَر.
- حرف النون-
367- نهد بن نصر بن خلف النهدي الموصلي.
روى عن: مسعود بن جويرية، وعليّ بن الحسين الخوّاص الموصليين.
قاله الأزديّ.
__________
[1] انظر عن (موسى بن سهل) في:
تاريخ جرجان 314، 533، وتاريخ بغداد 13/ 56، 57 رقم 7029، والأنساب 143 ب، وسير أعلام النبلاء 14/ 261 رقم 167، وتذكرة الحفاظ 2/ 763، 764، والعبر 2/ 135، وطبقات الحفاظ 321، وشذرات الذهب 2/ 251.
[2] تاريخ بغداد 13/ 56.(23/224)
- حرف الهاء-
368- الهيثم بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن بن مجاهد [1] .
أبو محمد الدُّوريّ البغدادي.
سمع: إسحاق بن موسى الأنصاريّ، وعُبَيْد الله القواريريّ، وعبد الأعلى بن حمّاد النرسي، وعثمان بن أبي شيبة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وعبد العزيز الخِرَقيّ، وابن لؤلؤ، وأبو بكر الإسماعيليّ ووثّقه، وأبو بكر بن المقرئ وهو آخر مَن روى عنه.
وكان كثير الحديث متقنًا ضابطًا.
مات رحمه الله تعالى في أوائل السّنة.
__________
[1] انظر عن (الهيثم بن خالد) في:
تاريخ جرجان 365، 430، وتاريخ بغداد 14/ 63 رقم 7404، والمنتظم 6/ 156 رقم 251، وتذكرة الحفاظ 2/ 765، 766، وسير أعلام النبلاء 14/ 261، 262 رقم 168، والعبر 2/ 135، والبداية والنهاية 11/ 131، ولسان الميزان 6/ 206، وطبقات الحفاظ 321، 322، وشذرات الذهب 2/ 251، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 272، 273 رقم 138.(23/225)
- حرف الياء-
369- يحيى بن زكريّا النَّيْسابوريّ الأعرج [1] أبو زكريّا الحافظ.
طوّف البلاد، وسمع: قُتَيْبة بن سعيد، وإسحاق بن راهَوَيْه، فمن بعدهما.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن زكرّيا بن حَيَّوَيْهِ النيسابوري ثم المصري، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون.
ومن القدماء: مكي بن عبدان، وابن عقدة.
ودخل مصر على كبر السن، فكان يكتب بها.
370- يحيى بن محمد بن عمروس الفقيه [2] .
أبو زكريا القرشي، مولاهم المصري.
آخر من روى عن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق.
وروى عن جماعة من كبار المصرييّن، فقيل: إنّه شهدَ عند الحارث بن مسكين وله عشرون سنة. وكان من كبار الشهود.
ذكره ابن زُولاق فقال: كان من كبار شهود مصر وقُرّائهم وعُبّادهم. شهدَ عند بكّار بن قُتَيْبة، وكان قد غلب على أمر أبي عُبَيْد الله محمد بن حرب، فشنأه النّاس، ثمّ ولي أبو عُبَيْد بن حربويه، فكان أشدهم تقدّمًا عنده.
وكان عاقلًا، كثير التّلاوة، له جلالة في النّفوس.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن زكريا الأعرج) في:
المنتظم 6/ 156 رقم 252، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1495، وتذكرة الحفاظ 2/ 744، وسير أعلام النبلاء 14/ 243، 244 رقم 146، والعبر 2/ 135، وتهذيب التهذيب 11/ 210، 211 رقم 350، وتقريب التهذيب 2/ 347 رقم 64، وحسن المحاضرة 1/ 350، وخلاصة التذهيب 433، وشذرات الذهب 2/ 251، 252.
[2] انظر عن (يحيى بن محمد) في:
الولاة والقضاة للكندي 390، 391، 470، 471.(23/226)
سنة ثمان وثلاثمائة
- حرف الألف-
371- أحمد بن الصَّلْت بن المغلس [1] .
أبو العبّاس الحمانيّ.
عن: أبي نُعَيْم الفضل بن دكين، ومسلم بن إبراهيم، وأبي عُبَيْد. أحاديثه باطلة وضعها.
روى عنه: الجعابيّ، وعيسى الرخجيّ.
وقال ابن قانع: ليس بثقة [2] .
وقال: تُوُفّي في شوّال.
وقال ابن عديّ: أحمد بن محمد بن الصَّلْت، رأيته ببغداد سنة سبْع وتسعين يحدَّث عن ثابت الزّاهد، وعبد الصَّمد بن النُّعْمان، وغيرهما ممّن مات قبل أن يولد بدهرٍ. ما رأيت في الكذّابين أقلّ حياءً منه [3] .
وقد ذكره الخطيب مرَّتين [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الصلت) في:
المجروحين لابن حبّان 1/ 153، وتاريخ بغداد 4/ 207 رقم 1899 و 5/ 33، 34 رقم 2382، و 5/ 104، 105 رقم 2505، والمنتظم 6/ 156، 157 رقم 253، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 86 رقم 244، وتاريخ دمشق (تراجم أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 323- 327 رقم 158، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 59، 60، والمغني في الضعفاء 1/ 42 رقم 312 و 1/ 55 رقم 426، وميزان الاعتدال 1/ 105 رقم 410 و 1/ 140، 141 رقم 555، والكشف الحثيث 70، 71 رقم 79، والبداية والنهاية 11/ 131، ولسان الميزان 1/ 188 رقم 595 و 1/ 269- 272 رقم 829.
[2] تاريخ بغداد 4/ 209.
[3] تاريخ بغداد 5/ 34، تاريخ دمشق 325.
[4] الصحيح ذكره ثلاث مرّات مرة باسم: «أحمد بن الصلت بن المغلّس» (4/ 207) ، ومرة باسم:
«أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلّس ابن أخي جبارة بن المغلّس الحمّاني» ، ومرة باسم:
«أحمد بن محمد بن المغلّس» .(23/227)
وقال ابن عديّ أيضًا: قدَّرت أنّ له ستّين سنة أو أكثر.
قال ابن عساكر [1] : أحمد بن محمد بن الصَّلْت، ويقال: أحمد بن الصَّلْت.
ويقال أحمد بن عطية الحمانيّ ابن أخي جبارة بن المغلس، حدَّث عن عفان، وأبي نُعَيْم، وهشام بن عمّار، وأحمد بن حنبل.
وقال الخطيب [2] : حدَّث ببواطيل، ووضع في مناقب أبي حنيفة.
372- أحمد بن محمد بن هلال [3] .
أبو بكر الشطوي.
عن: أبي كريب، وأحمد بن منيع.
وعنه: ابن المظفَّر، وأبو بكر الورّاق.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
وبعضهم سمّاه محمد بن أحمد بن هلال.
373- إبراهيم بن محمد بن سفيان [4] .
أبو إسحاق النَّيْسابوريّ، الفقيه الزّاهد.
أحد أصحاب أيّوب بن الحَسَن الزّاهد.
سمع من: مسلم بن الحَجّاج صحيحه، ومن: محمد بن رافع، ومحمد بن مقاتل، ومحمد بن أسلم الطوسيّ.
وبالعراق من: سفيان بن وكيع، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، وعمرو بن عبد الله الأوديّ.
__________
[1] تاريخ دمشق 323.
[2] تاريخ بغداد 4/ 207.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن هلال) في:
تاريخ بغداد 5/ 115 رقم 2525.
[4] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن سفيان) في:
الكامل في التاريخ 8/ 123، ودول الإسلام 1/ 186، والعبر 2/ 136، والمعين في طبقات المحدّثين 108 رقم 1214، والوافي بالوفيات 6/ 128، 129، ومرآة الجنان 2/ 249، والبداية والنهاية 11/ 131، وشذرات الذهب 2/ 252.(23/228)
وعنه: أحمد بن هارون، وعبد الحميد القاضي، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، ومحمد بن عيسى بن عُمَرويْه الجلوديّ، وآخرون.
قال محمد بن أحمد بن شعيب: ما كان في مشايخنا أزهد ولا أكثر عبادة من إبراهيم بن محمد بن سفيان.
وقال الحاكم: سمعت محمد بن يزيد العدل يقول: كان مُجاب الدعوة.
وقال الحاكم: كان من العُبّاد المجتهدين الملازمين لمسْلم.
مات في شهر رجب.
374- إدريس بن طهويّ القطيعيّ [1] .
سمع: لوَيْنًا، وأبا بكر بن أبي شيبة.
وعنه: محمد بن المظفّر.
وقد وثق.
375- إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع [2] .
أبو محمد الخزاعيّ المكّيّ المقرئ.
قرأ على أحمد البزّيّ.
وسمع: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ومحمد بن زنبور، وأبا الوليد محمد بن عبد الله الأزرقيّ.
وقرأ أيضًا على عبد الوهّاب بن فليح المكّيّ.
وعنه: أبو بكر المقري وغيره.
وقرأ عليه: الحَسَن بن سعيد المطوعيّ، وأبو الحَسَن بن شنبوذ، وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم.
__________
[1] انظر عن (إدريس بن طهوي) في:
تاريخ بغداد 7/ 15 رقم 3482.
[2] انظر عن (إسحاق بن أحمد بن إسحاق) في:
العبر 2/ 136، 137، وسير أعلام النبلاء 14/ 289 رقم 184، ومعرفة القراء الكبار 1/ 227، 228 رقم 126، والوافي بالوفيات 8/ 403 رقم 3845، والبداية والنهاية 11/ 131، والعقد الثمين 3/ 290، 291، وغاية النهاية 1/ 156 رقم 727، وشذرات الذهب 2/ 252.(23/229)
وتُوُفّي بمكّة يوم الجمعة ثامن رمضان.
وهو راوي «مسند العدني» . وكان إمامًا في قراءة المكّيّين. ثقة، حجة، له مصنّف في قراءة ابن كثير.
وذكر أنّه قرأ على ابن فليح نحوًا من مائة وعشرين ختمة.
وذكر أن الصّواب إدخال شبل ومعروف بين ابن كثير وإسماعيل القسْط.
هكذا رواه الجماعة.
376- إسحاق بن ديمهر التوزيّ [1] .
سمع: إبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
وعنه: ابن قانع، ومحمد بن المظفّر، وعليّ الحربيّ.
وكان ثقة.
خرّج عنه ابن المقرئ في معجمه.
قال الخطيب: من الثقات المأمونين المعدَّلين.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن ديمهر) في:
تاريخ بغداد 6/ 389 رقم 3430، والمنتظم 6/ 157 رقم 254.(23/230)
- حرف الجيم-
377- جابر بن فتحون الأندلسيّ [1] .
تُوُفّي بالأندلس. وليس بالمشهور.
378- جعفر بن قدامة [2] .
الكاتب الأديب.
له مصنفات في صنعة الكتابة.
وروى عن: أبي العيناء.
وعنه: أبو الفرج الإصبهانيّ في «الأغاني» .
379- جعفر بن محمد بن جعفر [3] بن الحَسَن بن جعفر بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِب.
أبو عبد الله الحسنيّ، والد أبي قيراط يحيى بن جعفر.
ولد سنة أربٍع وعشرين ومائتين.
وروى عن: أبي حفص الفلّاس، وعيسى بن مهران.
وكان شريفًا محتشمًا كوفيًا شيعيًا.
روى عنه: أبو بكر الشّافعيّ، ومحمد بن عُمَر الجعابيّ، ومحمد بن أحمد بن أبي الثلج، ومحمد بن العبّاس بن مروان.
تُوُفّي في ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (جابر بن فتحون) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 102 رقم 305، وجذوة المقتبس للحميدي 188 رقم 357، وبغية الملتمس للضبي 260 رقم 621.
[2] انظر عن (جعفر بن قدامة) في:
تاريخ بغداد 7/ 205 رقم 3670.
[3] انظر عن (جعفر بن محمد بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 7/ 204 رقم 3669، والمنتظم 6/ 157 رقم 26، ومجمع الرجال للقهپائي 2/ 37.(23/231)
- حرف الحاء-
380- الْحَسَن بْن عليّ بْن عَبْد الصَّمد.
أبو سعيد البصْريّ.
عن: صهيب بن محمد، وبحر بن الحكم الكسائيّ.
وعنه: محمد بن عُمَر الجعابيّ، ومحمد بن المظفّر.
وكان يلقب بالإزميّ.
381- الحَسَن بن عليّ بن يونس بن أبان [1] .
أبو عليّ التيمّيّ الإصبهانيّ.
عن: عبد الرحمن بن عُمَر رستة، وغيره.
وعن والده عن أبي داود الطيالسيّ.
وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد القاضي، وابن المقرئ، وآخرون.
382- الحَسَن بن محمد بن عنبر بن شاكر [2] .
أبو عليّ الوشّاء بغداديّ مشهور.
سمع: عليّ بن الجعد، ومنصور بن أبي مزاحم، وعبد الله بن عون الخراز، وعليّ بن المدينيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي بن يونس) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 265.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد بن عنبر) في:
الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 755، وتاريخ بغداد 7/ 414، 415 رقم 3967، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 210 رقم 863، والمنتظم 6/ 157 رقم 257، والمغني في الضعفاء 1/ 167 رقم 1480، وميزان الاعتدال 1/ 520 رقم 1942، ولسان الميزان 2/ 250، 251 رقم 1051.(23/232)
وعنه: أبو القاسم بن النّحّاس، وابن الشخير، وعليّ بن عُمَر الحربيّ، وآخرون.
ضعفه ابن قانع [1] .
وقال الدَّارَقُطْنيّ: تكلموا فيه من جهة سماعه [2] .
وأمّا البرقاني فوثقه [3] .
383- حسين بن عياض بن عروة.
أبو علي الحرانيّ.
سمع: محمد بن وهب الحّرانيّ.
- حرف الخاء-
384- خلف بن شاهد النسفيّ.
سمع منه بسمرقند صحيح أبي عبد الله البخاريّ جماعة، منهم أبو بكر المكّيّ.
وتُوُفّي في رجب منها.
- حرف الراء-
385- رفاعة بن عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات.
أبو زرعة المصريّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 415.
[2] تاريخ بغداد 7/ 415.
[3] تاريخ بغداد 7/ 415.
وقال ابن عديّ: ليس بذاك، حدّث عن عليّ بن الجعد وغيره، وقد حدّث بأحاديث أنكرتها عليه. (الكامل 2/ 755) .(23/233)
- حرف السين-
386- سعد بن مُعاذ بن عثمان بن حسّان [1] .
أبو عُمَرو الثقفيّ القرطبيّ المالكيّ.
كان حافظًا للفقه مشاورًا في الأحكام، وله رحلة.
سمع: المزنيّ، وبحر بن نصر، ويونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم المصريّين.
وتوفّي في جُمَادَى الأولى.
387- سَلْم بن عصام [2] .
أبو أمية الثّقفيّ، محدّث إصبهان.
له غرائب.
سمع: أحمد بن ثابت الخجنديّ، وعُبَيْد الله بن الحجاج بن منهال.
وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، ومحمد بن عبيد الله بن المرزبان.
__________
[1] انظر عن (سعد بن معاذ) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 178 رقم 537، وجذوة المقتبس للحميدي 227 رقم 462، وبغية الملتمس للضبي 305 رقم 786.
[2] انظر عن (سلم بن عصام) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 337.(23/234)
- حرف الشين-
388- شعيب بن محمد [1] .
أبو الحَسَن الذّارع، بغداديّ.
سمع: إسحاق بن أبي إسرائيل، وأبا كريب، ويعقوب الدورقيّ.
وعنه: ابن المظفّر، وعليّ السُّكّريّ، وأبو حفص بن شاهين.
وثّقه الخطيب [2] .
__________
[1] انظر عن (شعيب بن محمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 245 رقم 4822، والمنتظم 6/ 158 رقم 258.
[2] في تاريخه.(23/235)
- حرف العين-
389- العبّاس بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى [1] .
أَبُو خبيب ابن القاضي البرتيّ.
سمع القراءة من: البزّيّ، وعبد الوهّاب بن مليح.
روى عنه الحروف: أبو الفتح بن بدهن، وأحمد بن نصر الشّذائيّ، وعبد الواحد بن أبي هاشم.
وقد سمع الحديث من عبد الأعلى النّرسيّ، وسوّار بن عبد الله العنبريّ، وأبي بكر بن أبي شيبة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وعبد العزيز بن أبي صابر، وعُمَر بن شاهين، وابن المقرئ، وآخرون.
أثنى عليه بعض الحُفّاظ، ومات في شوّال [2] .
390- عبد الله بن ثابت بن يعقوب العبقسيّ التوزيّ [3] .
أبو محمد المقرئ.
نزل بغداد، وروى عن: هنَّاد بن السَّريّ، ومحمد بن أبي ياسمينة، وهارون الحمال، وعمر بن شبّة، وهذيل بن حبيب.
__________
[1] انظر عن (العباس بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 152 رقم 6620، والإكمال لابن ماكولا 2/ 302، والمنتظم 6/ 158، 159 رقم 261، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 215، وغاية النهاية 1/ 352 رقم 1510.
[2] قال ابن ماكولا: كان رجلا صالحا.
[3] انظر عن (عبد الله بن ثابت) في:
تاريخ بغداد 9/ 426 رقم 4039، والمنتظم 6/ 158 رقم 259، والبداية والنهاية 11/ 131، 132.(23/236)
وعنه: عبد الخالق بن أبي روبا، وأبو عمرو بن السماك، ومحمد بن سليمان الربعي، وآخرون.
مات بالرملة.
391- عبد الله بن العباس الطيالسي. [1] أبو محمد.
سمع: عبد الله بن معاوية الجمحي، وبشر بن معاذ، ونصر بن علي الجهضمي.
وعنه: الآجري، وابن المظفر، وابن لؤلؤ، وآخرون.
قال الدارقطني: لَا بأس بهِ [2] .
392- عبد الله بن محمد بن وهْب بن بِشْر [3] .
أبو محمد الدِّيَنَوريّ الحافظ الكبير.
طوّف الأقاليم، وسمع: أبا سعيد الأشجّ، وأبا عُمَيْر بن النّحّاس، وأحمد ابن أخي ابن وهْب، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بن الوليد البُسْريّ، وطبقتهم.
روى عنه: جعفر الفِرْيابيّ وهو أكبر منه، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ، ويوسف المَيَانِجيّ، والقاضي أبو بكر الأبْهَريّ، وعُمَر بن سهل الدِّيَنَوريّ، وعُبَيْد الله بن سعيد البُرُوجِرْديّ وهو آخر من روى عنه.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن العباس) في:
تاريخ بغداد 10/ 36، 37 رقم 5155، والمنتظم 6/ 158 رقم 260.
[2] تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن وهب) في:
الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 116 رقم 326، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1579، 1580، وفيه: عبد الله بن حمدان بن وهب، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 120 رقم 2012، وفيه أيضا: «عبد الله بن حمدان» ، معجم البلدان 2/ 545، 546، وميزان الاعتدال 2/ 412 رقم 4281، و 1/ 494، 495 رقم 4566، والمغني في الضعفاء 1/ 355 رقم 3346، ومرآة الجنان 2/ 249، 250، والبداية والنهاية 11/ 131، والكشف الحثيث 245، 246 رقم 407، ولسان الميزان 3/ 279 رقم 1168 و 3/ 344، 345 رقم 1406، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 226، 227 رقم 916.(23/237)
قال أبو عليّ النَّيْسابوريّ: بلغني أنّ أبا زُرْعة الرّازيّ كان يعجز عن مذاكرة هذا.
وقال ابن عديّ [1] : كان ابن وهْب يحفظ. وسمعتُ عُمَر بن سهيل يرميه بالكذِب. وسمعتُ ابن عُقْدة يقول: كتب إليَّ ابن وهْب جُزءين من غرائب الثَّوريّ، فلم أعرف منها إلّا حديثين، وكنتُ أتّهمه.
وقال الدَّارَقُطْنيّ [2] : متروك.
وقال أبو عليّ النَّيْسابوريّ: سمعتُ ابن وهْب الدِّيَنَوَريّ يقول: حضرت أبا زُرْعة وخُراسانيّ يلقي عليه الموضوعات وهو يقول: باطل. والرجلُ يضحك ويقول: كلّ ما لَا تحفظه تقول باطل.
فقلت أنا: يا هذا ما مذهبك؟ قال: حنفيّ.
قال: فقلت: ما أسندَ أبو حنيفة عن حمّاد بن أبي سُفْيَان؟
فتحيّر في الجواب. فقلت: يا أبا زُرْعة تحفظ عن أبي حنيفة، عن حمّاد؟
فسردَ أحاديث أبي حنيفة، عن حمّادٍ، ومدَّ فيها. فقُلتُ للعِلْج: ألا تستحي تقصد إمام المسلمين بالموضوعات عند الكذّابين، وأنت لَا تحفظ لإمامك حديثًا قطّ؟! فأعجب أبا زُرْعة ذلك وقبّلني.
قالَ ابن عديّ [3] : قد قَبِل الدِّينَوَريَّ قومٌ وصدَّقوه.
393- عبد الله بن محمد النُّعَيْميّ.
أبو محمد المغربيّ المالكيّ الزّاهد. شيخ إمام صوام قوّام.
عُنِي بكُتب أشهب وبالمدوَّنة، وبكُتُب ابن الماجِشُون. وأخذ الفقه عن الْجِلّة من أصحاب سَحْنُون.
حُمِل هو وأبو عبد الله الصَدْريّ إلى المَهديّة سنة ثمانٍ وثلاثمائة، فضربا
__________
[1] في الكامل 4/ 1579: «كان يعرف ويحفظ» .
[2] في الضعفاء والمتروكين، رقم 326.
[3] في الكامل 4/ 1580.(23/238)
حتّى قُتلا لذمّهما التَّشيُّع، فرضي الله عنهما.
394- عَبْد الكريم بن إبراهيم بن حِبّان [1] .
مُختلَف في كسْر الحاء وفتْحها. أبو عبد الله المصريّ مولى مراد.
روى عن: حَرْمَلَة، ومحمد بن رُمْح.
قال ابن يونس: كان ثقة عاقلا حلو المجالسة، عالما بإقامة المنطق.
كتب الحديث سنة 234 [2] .
وتوفي في شعبان.
395- عبد الوهاب بن أبي عصمة الشيباني [3] .
عن: أبيه. ومحمد بن عبيد الأسدي.
وعنه: ابنه عبد الكريم، وحفيده عبد السميع بن محمد، وعلي الحربي وآخرون.
بغدادي.
396- عبيد الله بن محمود.
العلامة أبو محمد القيرواني الضرير.
كان من أعلم خلق الله بالنحو واللغة والأخبار والشعر.
أخذ عن: المِهْريّ، وحمدون النَّعْجة.
وكان أبرع من حمدون في علم اللسان. وكانت الرحلة إليه من جميع إفريقية وله عدة تصانيف، وكان يحفظ الكتاب من مرتين.
ورخه القفطي، رحمه الله تعالى.
397- علي بن أحمد بن الحسين العجليّ [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الكريم بن إبراهيم) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 312.
[2] هكذا في الأصل.
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن أبي عصمة) في:
تاريخ بغداد 11/ 28 رقم 5694.
[4] انظر عن (علي بن أحمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 11/ 333 رقم 6162.(23/239)
أبو الحسن الكوفي، الفقيه، المقري، المعروف بابن أبي مرية.
روى عن: أبي كُرَيْب، وهَنَّاد بن السَّرِيّ، ومحمد بن طريف.
وعنه: أبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن زيد بن مروان.
398- علي بن سراج المصري الحافظ [1] .
هو أبو الحسن علي بن أبي الأزهر الحرشي، مولاهم.
روى عن: أبي عمير بن النّحّاس، ويوسف بن بحر، وسعيد بن أبي زيدون القَيْسرانيّ، وسعيد بن عُمَرو السَّكُونيّ الحمصيّ، ومحمد بن عَبْد الرَّحْمَن بن الأشعث، وفهد بن سليمان، وأبي زُرْعة البصْريّ، وخلْق كثير بمصر والشّام.
وسكن بغداد، وجمع وصنَّف.
روى عنه: أبو بكر الشّافعيّ، والإسماعيليّ، والعسال، والجِعَابيّ، وأبو عُمَرو بن حمدان، وعليّ بن عُمَر الحربيّ، وآخرون.
قال الدَّارَقُطْنيّ: كان يحفظ الحديث [2] .
وقال الخطيب [3] : كان عارفًا بأيام النّاس، وأحوالهم، حافظًا.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كان يشرب ويسكر [4] .
وقال غيره: مات في ربيع الأول [5] .
399- عُمَر بن عبد الله بن الحَسَن بن حفص [6] .
أبو حفص الأصبهانيّ الهمدانيّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن سراج) في:
تاريخ بغداد 11/ 431- 433 رقم 6323، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 12/ 51 ب، والمغني في الضعفاء 2/ 448 رقم 4268، وسير أعلام النبلاء 14/ 283 رقم 177، وتذكرة الحفاظ 2/ 756، 757، وميزان الاعتدال 3/ 131 رقم 5849، ولسان الميزان 4/ 230، 231 رقم 614، وطبقات الحفاظ 318، وشذرات الذهب 2/ 252.
[2] تاريخ بغداد 11/ 432.
[3] في تاريخه.
[4] تاريخ بغداد 11/ 432.
[5] تاريخ بغداد 11/ 433.
[6] انظر عن (عمر بن عبد الله بن الحسن) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 255.(23/240)
عن: حُمَيْد بن مَسْعَدَة، وعُمَرو بن الفلّاس، وأبي سعيد الأشجّ.
وكان رئيس البلد، وصاحب مسائل القاضي.
روى عنه: والد أبي نُعَيْم، وأبو الشَّيْخ ابن حيّان، وجماعة.
400- عُمَر بن محمد بن بكّار [1] .
أبو حفص القافلائيّ. بغداديّ.
سمع: يعقوب الدَّوْرقيّ، والحسن بن أبي الربيع، وعليّ بن مسلم الطُّوسيّ.
وعنه: محمد بن المظفّر، وابن المقرئ.
وكان ثقة.
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد بن بكار) في:
تاريخ بغداد 11/ 222 رقم 5944.(23/241)
- حرف الميم-
401- محمد بن أحمد بن أسباط الجرواءانيّ [1] .
ثقة.
سمع: مسلم بن جُنَادة، وأحمد بن بُدَيْل.
وعنه: أبو الشَّيْخ، وعبد الله بن محمد بن مَنْدَوَيْه، وابن المقرئ.
تُوُفّي في رجب.
402- محمد بن إِسْحَاق بن الوليد الثَّقَفيّ الإصبهانيّ [2] .
أبو عبد الله القزّاز.
سمع: عبد الله بن عُمَر أخا رُسْتة، وأحمد بن الفُرات.
وعنه: أبو إِسْحَاق بن حمزة، وأبو الشَّيْخ، وابن المقرئ.
403- محمد بن إسماعيل بن الفَرَج.
أبو العبّاس البنّاء المهندس المصريّ، والد أبي بكر أحمد.
سمع: إبراهيم بن مرزوق، والحسن بن سليمان بن قبيطة.
404- محمد بن الحسن بن هارون بن ذنبا [3] .
أبو جعفر الْمَوْصِليُّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي همّام السَّكُونيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمّار،
__________
[1] الجرواءانيّ: يفتح الجيم وسكون الراء والألفين الممدودتين بعد الواو وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى جرواآن وهي محلّة كبيرة بأصبهان يقال لها بالعجمية كرواآن. (الأنساب 3/ 236) .
[2] انظر عن (محمد بن إسحاق) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 252.
[3] انظر عن (محمد بن الحسن بن هارون) في:
تاريخ بغداد 2/ 191 رقم 605.(23/242)
وأحمد بن عبدة، ومحمد بن زنبور.
وعنه: أبو بكر القطيعيّ، وعيسى الرّخّجيّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ.
405- محمد بن الحَسَن بن موسى.
أبو جعفر الكندي، مولاهم المصري.
روى عن: حَرْمَلَة، وغيره.
قال ابن يونس: يُعرف ويُنْكر.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
406- محمد بن سُفْيَان بن النَّضْر.
أبو جعفر النّسفيّ الأمين.
روى عن البخاريّ صحيحه.
وعن: عيسى بن أحمد العسقلانيّ، وأبي عيسى التِّرْمِذيّ.
روى عنه: محمد بن زكريّا النَّسفيّ، وجماعة.
ورّخه المستغفريّ.
407- محمد بن صالح بن ذَرِيح العُكْبَريّ [1] .
أبو جعفر.
سمع: جُبَارة بن المغلِّس، وعبد الأعلى بن حمّاد، وعثمان بن أبي شيبة، وأبا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وأبا ثور الكلبيّ.
وعنه: إِسْحَاق النّعاليّ، وابن بَخيت، وعُمَر بن الزّيّات، ومحمد بن المظفّر.
وثّقه الخطيب.
قال ابن مَخْلَد: تُوُفّي سنة ثمان.
ومرّ في سنة سبع.
__________
[1] تقدّمت ترجمته في هذا الجزء برقم (348) .(23/243)
408- محمد بن عبد الله بن محمد الخَولانيّ الباجيّ [1] .
نزيل إشبيلية.
سمع بقرطبة: محمد بن أحمد العُتْبيّ، وأبان بن عيسى، ويحيى بن إبراهيم بن مزين.
ورحل فسمع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وأبي أُميّة الطَّرسُوسيّ، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ.
وكان عارفًا بمذهب مالك. ثقة، ورعًا، خيّرًا.
وكان أعرج، ويُعرف بابن العون.
روى عنه: خالد بن سعْد [2] .
409- محمد بن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن كُلَيْب القُرْطُبيّ [3] .
روى عن: محمد بن وضّاح، وإبراهيم بن باز، وجماعة.
تُوُفّي في هذه السنة.
وقيل سنة إحدى عشر وثلاثمائة [4] .
410- محمد بن المفضَّل بن سَلَمَةَ بن عاصم [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن الخولانيّ) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 30، 31 رقم 1177، وجذوة المقتبس للحميدي 62، 63 رقم 81، وبغية الملتمس للضبي 88 رقم 161، وتاريخ حلب للعظيميّ 281.
[2] وقال ابن الفرضيّ: وكان فقيها في الرأي، حافظا له، عاقدا للشروط. قال لي أبو محمد الباجي: لم يكن محمد بن عبد الله من أهل الحديث، إنما كان بابه الرأي، وكان رجلا صالحا، ورعا، ثقة. وكان محمد بن عمر بن لبابة يثي عليه. وكان خالد بن سعد قد رحل إليه من قرطبة وسمع منه، وكان يقول إذا حدّث عنه حديثا: محمد بن عبد الله بن العون كان من معادن، الصدق.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الرحمن) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 31، 32 رقم 1179 وفيه: «محمد بن عبد الرحمن بن كليب بن ثعلبة..» ، وجذوة المقتبس للحميدي 38 رقم 2 وفيه: «محمد بن محمد بن عبد السلام بن ثعلبة بن الحسن..» ، ومثله في: بغية الملتمس للضبي 47 رقم 2.
[4] وقال ابن الفرضيّ: وكان مشاركا في الفقه وعقد الوثائق، وشاوره أسلم مع محمد بن عمر بن لبابة ونظرائه.
[5] انظر عن (محمد بن المفضّل) في:
طبقات الشافعية للعبادي 72، والفهرست لابن النديم 214، وتاريخ بغداد 3/ 308 رقم 401،(23/244)
أبو الطّيّب الضَّبّيّ البغداديّ الفقيه الشّافعيّ.
صاحب ابن شُرَيْح. وكان موصوفًا بفرط الذّكاء.
صنَّف كتبًا عدّة. وهو صاحب وجهٍ.
وكان يرى تكفير تارك الصّلاة.
ومن وجوهه أنّ الوليّ إذا أذِن للسّفيه أنّ يتزوّج لم يصحّ، كالصّبيّ.
مات شابًا. وكان أبوه وجدّه من مشاهير أئمّة اللّغة والعربيّة.
411- محمد بن ياسين بن النّضْر.
أبو أحمد النَّيْسابوريّ الفقيه.
ولي قضاء بلده. وكذلك ابنه.
سمع: محمد بن رافع، وعليّ بن سعْد النَّسَويّ.
وعنه: أبو عبد الله الدّيناريّ، وشيوخ نَيْسابور.
تُوُفّي في رمضان.
وأخوه محمد بن ياسين أبو بكر تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
412- المُفّضل بن محمد بن إبراهيم [1] بن مفضّل بن سعيد بن عامر بن شَرَاحيل الْجَنَدي.
أبو سعيد.
حدَّث بمكّة عن: الصّامت بن مُعَاذ الْجَنَديّ، ومحمد بن أبي عُمَر العدنيّ، وإبراهيم بن محمد الشّافعيّ، وأبي حُجّة محمد بن يوسف الزَّبِيديّ، وسلمة بن شبيب.
__________
[ () ] وطبقات الفقهاء للشيرازي 109، ووفيات الأعيان 4/ 205 رقم 579، وسير أعلام النبلاء 14/ 361، 362 رقم 211، والعبر 2/ 137، والوافي بالوفيات 5/ 50، 51 رقم 20306، ومرآة الجنان 2/ 250، وشذرات الذهب 2/ 253.
[1] انظر عن (المفضّل بن محمد بن إبراهيم) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 119، وتاريخ جرجان 134، والأنساب لابن السمعاني 137 ب، ومعجم البلدان 2/ 170، وسير أعلام النبلاء 14/ 257، 258 رقم 163، والعبر 2/ 137، ومرآة الجنان 2/ 250، والبداية والنهاية 11/ 131، وغاية النهاية 2/ 307 رقم 3638، ولسان الميزان 6/ 81، 82 رقم 294، وشذرات الذهب 2/ 253، والرسالة المستطرفة 60.(23/245)
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو حاتم بن حبّان، وأبو بكر بن المقرئ.
وقال أبو جعفر العُقَيليّ: قدمتُ مكّة ولأبي سعيد الْجَنَديّ حَلقه بالمسجد الحرام.
قلت: ورّخه أبو القاسم بن مَنْدَه.
وقال المقرئ: هو من ولد عامر الشَّعْبيّ.
وقال أبو عليّ النَّيْسابوريّ: هو ثقة.
وقد روى حروف القراءات عن جماعة.
روى عنه: ابن مجاهد، وابن أبي هاشم.(23/246)
سنة تسع وثلاثمائة
- حرف الألف-
413- أحمد بن الفضل بن سهْل [1] .
أبو عُمَرو البغداديّ القاضي.
سمع: إسماعيل بن موسى الفَزَاريّ، وسفيان بن وكِيع.
وعنه: ابن المظفّر، وأبو بكر الورّاق.
حدَّث فيها.
414- أحمد بن محمد بن خالد بن مُيَسَّر [2] .
أبو بكر الإسكندرانيّ الفقيه.
يروى عن: يزيد بن سعيد الإسكندرانيّ، ومحمد بن الموّاز.
وإليه انتهت رئاسة المالكيّة بمصر بعد ابن الموّاز. وهو راوي كتابه، وبه تفقّه.
وله تصانيف.
تُوُفّي في رمضان.
415- أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 4/ 446 رقم 2179.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن خالد) في:
سير أعلام النبلاء 14/ 292 رقم 187، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 568، والديباج المذهب 1/ 169، وحسن المحاضرة 1/ 449، وشجرة النور الزكية 1/ 80.
وفي الأصل: «مبشّر» ، والتصحيح من: المشتبه، وغيره.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن سهل) في:
طبقات الصوفية للسلمي 265- 272 رقم 2، وحلية الأولياء 10/ 302- 305 رقم 575، وتاريخ بغداد 5/ 26- 30 رقم 2373، والرسالة القشيرية 23، 24، وصفة الصفوة 2/ 444- 446،(23/247)
أبو العبّاس الأدميّ الصُّوفيّ الزّاهد.
كان موصوفًا بالعبادة والاجتهاد.
روى اليسير عن: يوسف بن موسى، وغيره.
روى عنه: محمد بن عليّ بن حُبيش، وقال: كان له في كلّ يوم ختمة، وفي رمضان في اليوم واللّيلة ثلاث ختمات. وبقي في ختمة يستنبط منها بضع عشرة سنة، إلّا أنّه لم يفهم بطْلان حال الحلّاج، وأخذ ينتصر لما جرى عليه [1] .
قال السُّلَميّ: امْتُحِن بسبب الحلّاج حتّى أحضره حامد بن العبّاس وقال له: ما الذي يقول الحلّاج؟
فقال: ما لك ولذاك. عليك بما نُدِبت له مِن أخذ الأموال، وسفْك الدّماء.
فأمر بهِ أنّ تفك أسنانه. فَفُعِلَ بهِ ذلك، فقال: قطع الله يديك ورِجْليك.
ثمّ مات بعد أربعة عشر يومًا، ثمّ بعد ذلك قُطعت أربعةُ حامد الوزير.
قال السُّلَميّ: سمعتُ أبا عُمَرو بن حمدان يذكر هذا.
وكان ابن عطاء ينتمي إلى المارستاني إبراهيم. ويزعم أنّه شيخه.
وقيل: إنّه فقد عقله ثمانية عشر عامًا، ثمّ صحّ.
وذكر عنه أبو الحُسَين بن خاقان أنّه كان ينام في اللّيل والنّهار ساعتين [2] .
تُوُفّي في ذي القعدة.
416- أحمد بن محمد بن عبد الخالق [3] .
__________
[ () ] والمنتظم 6/ 160 رقم 262، والكامل في التاريخ 8/ 130، والمختصر في أخبار البشر 2/ 71، وتاريخ ابن الوردي 1/ 357، والعبر 2/ 144، وسير أعلام النبلاء 14/ 255، 256 رقم 160، ودول الإسلام 1/ 187، والوافي بالوفيات 8/ 24، 25 رقم 3423، ومرآة الجنان 2/ 261، والبداية والنهاية 11/ 144، وتاريخ الخميس 2/ 389، وطبقات الأولياء 59- 61 رقم 14، وشذرات الذهب 2/ 257، 258، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 111- 113، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 173- 175.
[1] حلية الأولياء 10/ 302، تاريخ بغداد 5/ 27.
[2] تاريخ بغداد 5/ 27.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الخالق) في:(23/248)
أبو بكر البغداديّ الورّاق.
سمع: الوليد بن شجاع، ومحمد بن زُنْبُور، والمَرُّوذيّ.
وعنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفّر.
وكان ثقة، صالحًا.
417- أحمد بن محمد بن عُمَر الْجُرْجانيّ التّاجر.
عن: بِشْر بن خالد، ومحمد بن زُنْبُور، وَسَلَمَةَ بن شبيب، والحسين بن الحَسَن المَرْوَزِيّ، وجماعة.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو بكر الصّرّام.
قال الإسماعيليّ: هو صدوق نبيل.
418- إسحاق بن أحمد بن زيرك.
أبو يعقوب الفارسيّ.
تُوُفّي في رجب.
وسمع: أبا كُرَيْب.
419- إسماعيل بن موسى بن المبارك [1] .
أبو أحمد الحاسب.
سمع: بِشْر بن الوليد، وجُبارة بن المغلّس، وعبد الله القواريريّ.
وعنه: محمد بن المظفّر، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، وغيرهما.
وكان ثقة مشهورًا [2] .
تُوُفّي رحمه الله في ربيع الأول.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 5/ 56 رقم 2422.
[1] انظر عن (إسماعيل بن موسى) في:
تاريخ بغداد 6/ 296، 297 رقم 3329، والمنتظم 6/ 160 رقم 263، وسير أعلام النبلاء 14/ 292 رقم 188.
[2] وثّقه الخطيب.(23/249)
- حرف الجيم-
420- جعفر بن أحمد بن محمد بن الصّبّاح الْجَرْجرائيّ [1] .
أبو الفضل.
حدَّث ببغداد عن: جدّه، وبِشْر بن مُعَاذ، وأبي مُصْعَب.
وعنه: محمد بن المظفّر، وأبو حفص الزّيّات، ومحمد بن عُبَيْد الله بن الشَّخّير.
وثّقه الدّارقطنيّ [2] .
__________
[1] انظر عن (جعفر بن أحمد الجرجرائي) في:
تاريخ بغداد 7/ 205، 206 رقم 3671، والأنساب لابن السمعاني 126 ب، والمنتظم 6/ 160 رقم 264، وسير أعلام النبلاء 14/ 196 رقم 111.
[2] تاريخ بغداد 7/ 206.(23/250)
- حرف الحاء-
421- حامد بن محمد بن شعيب بن زهير [1] .
أبو العبّاس البلْخيّ المؤدب.
سكن بغداد، وحدَّث عن: سُرَيْج بن يونس، ومحمد بن بكّار، وعُبَيْد الله بن عَمْر.
وعنه: محمد بن عُمَر الْجِعابيّ، وعليّ بن لؤلؤ، وأبو بكر الورّاق، وعليّ بن عُمَر الحربيّ، وآخرون.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ [2] .
وكان مولده سنة ستّ عشرة ومائتين.
422- الحَسَن بن عليّ بن نصر [3] .
أبو عليّ الطُّوسيّ الحافظ.
سمع: عُمَر بن شبّة، والزُّبَير بن بكّار، وإسحاق الكَوْسَج.
وكتب عنه أئمّة بقَزْوين.
أرّخه الخليليّ. وقيل: سنة 312 [4] .
423- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن يزيد بْن نافع.
أبو عليّ المصريّ الفرّاء.
__________
[1] انظر عن (حامد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 169، 170 رقم 4280، والمنتظم 6/ 164 رقم 266، وسير أعلام النبلاء 14/ 291 رقم 186، والعبر 2/ 144، وشذرات الذهب 2/ 258.
[2] وكذلك أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي وقال: ثقة صدوق. (تاريخ بغداد 8/ 169) .
[3] انظر عن (الحسن بن علي بن نصر) في:
تاريخ جرجان 427، 428.
[4] هكذا في الأصل.(23/251)
روى عن: الحارث بن مسكين، ومحمد بن سَلَمَةَ، ويونس بن عَبْد الأعلى.
حدَّث عنه: ابن يونس.
424- الحُسين بن محمد بن الضّحّاك.
أبو عبد الله الفارسيّ.
حدّث بمصر عن: أبي مُصْعَب.
425- الحسين بن منصور الحلّاج [1] .
أبو مغيث.
وقيل: أبو عبد الله. قتلوه على الكفر والحلول والانسلاخ من الدّين، نسأل الله العفو.
وكان قد صحب الجنيد، وعمرو بن عثمان المكّيّ، وغيرهما.
وقد أفرد أبو الفرج بن الجوزيّ أخباره في تصنيف سمّاه القاطع لمحال المحاج بحال الحلّاج.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن منصور الحلّاج) في:
صلة تاريخ الطبري لعريب 79- 94، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 23- 28، والوزراء للصابي 231، وطبقات الصوفية للسلمي 307- 311، والتنبيه والإشراف 387، ونشوار المحاضرة 1/ 159- 169 و 6/ 76- 92، وتجارب الأمم 1/ 76- 82، والفهرست لابن النديم 269- 272، وتاريخ بغداد 1/ 112- 141 رقم 4232، والأنساب لابن السمعاني 181 أ، وتاريخ حلب للعظيميّ 279، والمنتظم 6/ 160- 164 رقم 265، والكامل في التاريخ 8/ 126- 129، ووفيات الأعيان 2/ 140- 146 رقم 189، والمختصر في أخبار البشر 2/ 70، 71، وتاريخ ابن الوردي 9/ 256، 257، والعبر 2/ 138- 144، وسير أعلام النبلاء 14/ 313- 354 رقم 205، وميزان الاعتدال 1/ 548 رقم 2059، ودول الإسلام 1/ 187، ومرآة الجنان 2/ 253- 261، والبداية والنهاية 11/ 132- 144، وتاريخ الخميس 2/ 387- 389، وملء العيبة 2/ 354، والفخري 234، وطبقات الأولياء 187، 188 رقم 35، ولسان الميزان 2/ 314، 315 رقم 1286، والنجوم الزاهرة 3/ 182 و 202 و 203، وتاريخ الخلفاء 380، 382، وشذرات الذهب 2/ 253- 257، وروضات الجنات 226- 237، وهدية العارفين 1/ 304، وديوان الإسلام 2/ 180 رقم 803، وآثار البلاد وأخبار العباد 165- 168، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 126- 128.
وقد نشر ماسينيون «أخبار الحلّاج» في باريس سنة 1957، و «ديوان الحلّاج» في المجلّة الآسيوية، باريس 1931.(23/252)
قتل في هذه السّنة ببغداد، لمّا أفتى الفقهاء والعلماء بكفره.
ومن نظر في مجموع أمره علم أنّ الرجل كَانَ كذّابًا مموّهًا مُمَخْرِقًا حُلُوليًّا، لَهُ كلامٌ حلوٌ يستحوذ بهِ عَلَى نفوس جُهّال العَوام، حتى ادّعوا فيه الرُّبُوبيّة.
كتبتُ مِن أخباره في الحوادث.
وقد اعتذر أبو حامد الغزاليّ عَنْهُ في كتاب «مشكاة الأنوار» وتأوّلَ أقواله عَلَى محامل حسنة [1] .
قَالَ ابن خلّكان [2] : أفتى أكثر علماء عصره بإباحة دمه.
وذكره أبو سعيد النّقّاش في «تاريخ الصُّوفيّة» ، فقال: منهم مَن نَسبُه إلى الزَّنْدقة ومنهم من نَسَبه إلى السّحْر والشّعوذة.
وقال أبو زرعة الطّبريّ: قُتِل الحلّاج لستٍّ بقين من ذي القعدة.
وقال أبو بَكْر بْن أَبِي سعد أنّ الحسين الحلّاج مموّه مُمَخْرِق [3] .
وعن: عَمْرو بْن عثمان المكّيّ قَالَ: سمع الحلّاج قراءتي فقال: يمكنني أنّ أقول مثله. ففارقتهُ وقلت: إنّ قدرت عَلَيْهِ قتلتك [4] .
وقال السُّلميّ في «تاريخ الصُّوفيّة» بإسناده عَنِ الخلْديّ: حدَّثني أبو يعقوب الأقطع، وكان الحلّاج قد تزوج بابنته، وعمرو المكي كانا يقولان:
الحلاج كافر خبيث [5] .
426- حمزة بن إبراهيم بن أيوب [6] .
أبو يعلى الهاشمي العبّاسيّ البغداديّ.
__________
[1] وفيات الأعيان 2/ 140، 141.
[2] في وفيات الأعيان 2/ 142 و 144.
[3] تاريخ بغداد 8/ 121، وفيات الأعيان 2/ 141.
[4] تاريخ بغداد 8/ 121.
[5] تاريخ بغداد 8/ 121.
[6] انظر عن (حمزة بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 8/ 181 رقم 4302.(23/253)
روى عَنْ: أَبِي عُمَر الدُّوريّ، وخلّاد بْن أسْلَم.
قال أبو سعيد بن يونس: كتبنا عنه.
وتوفي في آخر السنة.
- حرف العين-
427- عباد بن علي بن مرزوق [1] .
أبو يحيى الثقاب السيريني البصري.
شيخ معمر، سكن بغداد، وحدَّث عَنْ: بكّار بْن محمد الّسِيرينيّ، ومحمد بن جعفر المدائنيّ. وأظنه آخر من حدَّث عنهما.
وروى عَنْهُ: ابن البَخْتَريّ، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وأبو حفص بْن الزّيّات، وعليّ بْن عُمَر الحربيّ، وأبو الفتح الْأَزْدِيّ وقال: ضعيف [2] .
وقال غيره: كَانَ يَقُولُ إنّه ولد سنة أربعٍ ومائتين.
وروى عَنْهُ أيضًا ابن المقرئ.
428- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَمْرو القيراطيّ النَّيْسابوريّ.
أبو بَكْر الواعظ.
سمع: الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجس، وأحمد بْن حرب، وإسحاق الكَوْسَج.
وعنه: محمد بن إبراهيم الهاشميّ، ومحمد بن أحمد الواعظ.
429- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن غزوان [3] .
__________
[1] انظر عن (عبّاد بن عليّ) في:
تاريخ بغداد 11/ 109، 110 رقم 5803، والأنساب 322 ب، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 75 رقم 1781، وسير أعلام النبلاء 14/ 151 رقم 87، وميزان الاعتدال 2/ 370 رقم 4129، والمغني في الضعفاء 1/ 326 رقم 3044، ولسان الميزان 3/ 233، 234 رقم 1033.
[2] تاريخ بغداد 11/ 110.
[3] انظر عن (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) في:(23/254)
أبو بكر الخزاعيّ المؤدّب المقرئ.
بغداديّ، حدَّث عَنْ: عَبْد الله بْن هاشم الطُّوسيّ، ومحمود بْن خداش، ويوسف بْن موسى.
وعنه: عبيد الله بن أي سَمُرَة، وابن المظفّر، وعليّ الحربيّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: متروك، يضع الحديث [1] .
430- عَبْد اللَّه بْن يزيد الدّقيقيّ [2] .
أبو محمد.
سمع: محمد بن المُثَنَّى الزَّمِن، ومحمد بن سهل بْن عساكر، وأحمد بْن منصور زاج.
وعنه: عَبْد العزيز الخِرَقيّ، وابن المظفّر، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
431- عَبْد الرَّحْمَن بْن الحسين بْن خالد [3] .
أبو سعيد النَّيْسابوريّ، القاضي الحنفيّ.
سمع: الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجس، ومحمد بن رافع، وعليّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ.
روى عَنْهُ: ابنه عَبْد الحميد القاضي، وأحمد بْن هارون الفقيه.
وسمع في الرحلة: سعدان بْن نصر، وأبا زُرْعة الرّازيّ.
قَالَ الحاكم: كَانَ إمام أهل الرأي في عصره بلا مدافعة.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 10/ 108، 109 رقم 5234، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 139 رقم 2108، وميزان الاعتدال 2/ 496 رقم 4570، والمغني في الضعفاء 1/ 356 رقم 3355، والكشف الحثيث 247 رقم 409، ولسان الميزان 3/ 3481 رقم 1415 وفيه: «عبد الله بن محمد بن قراد» ، وقراء هو عبد الرحمن. لكنه قال: توفي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وهذا وهم.
[1] تاريخ بغداد 10/ 109.
[2] انظر عن (عبد الله بن يزيد) في:
تاريخ بغداد 10/ 197 رقم 5340.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسين) في:
سير أعلام النبلاء 14/ 284، 285 رقم 178.(23/255)
قلت: كَانَ بينه وبين ابن خُزَيْمة منافرة بيّنة، فلمّا مات أظهر السرور وعمل دعوة.
432- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن بْن خالد [1] .
أبو محمد المهلّبيّ الْأَزْدِيّ.
سمع: محمد بن زُنْبُور المكّيّ، وعيسى بْن محمد السُّلَميّ، وإبراهيم بْن موسى الوزدولي شيخ يروي عن فُضَيْل بْن عِياض وطبقته، وإسماعيل بْن إبراهيم الخرميّ الْجُرْجانيّ، ومحمد بن حميد الرّازيّ.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن عَديّ، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، وأحمد بْن أَبِي عمران الْجُرْجانيّ، وأبو الحَسَن القصْريّ، وآخرون.
وكان من أعيان المحدّثين بجُرْجان. وجدُّه خالد من بيت حشمة وإمرة، وهو ابن يزيد بْن عَبْد اللَّه بْن المهلّب بْن عُيَيْنَة بْن المهلّب بْن أَبِي صُفْرة [2] .
أثنى عَلَى عَبْد الرَّحْمَن أبو بَكْر الإسماعيليّ [3] ، وغيره. وكان ممّن جمعَ بين العلم والعمل.
وقال ابن ماكولا [4] : كَانَ ثقة يعرف الحديث.
وقال: مات في سلْخ المحرّم سنة تسعٍ.
433- عَبْد الملك بْن محمود بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بْن القاسم بْن سُميع [5] .
أبو الوليد القّرَشيّ الدّمشقيّ، الفقيه المحدّث.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد المؤمن) في:
تاريخ جرجان 255، 256 رقم 415، وانظر فهرس الأعلام 615، 616.
[2] انظر ترجمة: خالد بن يزيد المهلّبيّ في: تاريخ جرجان 208 رقم 312.
[3] فقال: صدوق ثبت يعرف الحديث.
[4] هكذا في الأصل، وهو وهم، والصواب: أبو بكر الإسماعيلي، فالقول له في تاريخ جرجان، انظر الحاشية السابقة.
[5] انظر عن (عبد الملك بن محمود) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 466.(23/256)
رحل، وسمع: عليّ بْن حرب، والصَغانيّ، وهلال بْن العلاء، وإسحاق الدَّبَريّ، وعُبَيْد بْن محمد الكشوريّ، ويوسف بْن يزيد القراطيسيّ، وجماعة.
وعنه: أبو زُرْعة، وأبو بَكْر ابنا أَبِي دُجانة، ومحمد بن سليمان الربعيّ، وحمزة الكِنَانيّ، وأبو حاتم بْن حِبّان، وجماعة.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الْأولى.
434- عُبَيْد اللَّه بْن جعفر بْن أَعَيُن البزّاز [1] .
في رمضان.
سمع: بِشْر بْن الوليد، وإسحاق بْن أَبِي إسرائيل.
وعنه: عَبْد العزيز بْن جعفر، وابن المظفّر، وجماعة.
ليّنه الدَّارَقُطْنيّ.
435- عليّ بْن الحَسَن بْن سلْم [2] .
أبو الحَسَن الإصبهانيّ الحافظ.
سمع: أحمد بْن الفُرات، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ، وأحمد بْن الأزهر، ويحيى بْن حكيم المقوِّم.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وابن المقرئ.
لَهُ تصانيف.
436- عُمَر بْن إسماعيل بْن أَبِي غَيْلان [3] .
أبو حفص الثَّقَفيّ البغداديّ.
سمع: علي بن الجعد، وداود بن عمرو الضّبّيّ، وأبا إبراهيم التّرجمانيّ.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 10/ 345 رقم 5483.
[2] انظر عن (علي بن الحسن) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 9.
[3] انظر عن (عمر بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 11/ 224 رقم 5948، وسير أعلام النبلاء 14/ 186، 187 رقم 105، والعبر 2/ 144.(23/257)
وعنه: إِسْحَاق النّعّال، وأبو حفص الزّيّات، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وجماعة.
وثّقه الخطيب [1] .
- حرف الفاء-
437- الفضل بْن محمد بن عقيل بْن خُوَيْلد الخُزاعيّ النَّيْسابوريّ.
أبو العبّاس فضلان.
سمع: أَبَاهُ، والذُّهْليّ، وعليّ بن حرب، وجماعة.
وعنه: أبو علي الحافظ، وابن عقدة، ومحمد بن المظفّر.
__________
[1] في تاريخه.(23/258)
- حرف الميم-
438- محمد بن أحمد بْن راشد بْن مَعْدان [1] .
أبو بَكْر الثَّقْفيّ، مولاهم الإصبهانيّ.
محدِّث ابن محدِّث، كثير التّصانيف. كتبَ بالعراق ومصر.
وسمع: أبا السّائب سَلْم بنُ جُنادة، ومحمد بن خالد بْن خَداش، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي رومان الإسكندرانيّ، وإبراهيم بْن سعيد الجوهريّ.
وعنه: العسّال، وأبو الشَّيْخ، ومحمد بن جعفر بْن يوسف، ومحمد بن أحمد بْن عَبْد الوهّاب، وابن المقرئ، وغيرهم.
تُوُفّي بكرْمان غريبًا.
439- محمد بن إدريس بْن الأسود التُّجَيْبيّ.
مولاهم. جار يونس بْن عَبْد الأعلى، يُعرف بِبَقَرة يونس.
وحدَّث عَنْهُ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
440- محمد بن الحسين بن مكرم [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن راشد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 243، 244، وتاريخ جرجان 443، وسير أعلام النبلاء 14/ 404، 405 رقم 220، وتذكرة الحفّاظ 3/ 814، والوافي بالوفيات 3/ 68 رقم 965، والنجوم الزاهرة 3/ 203، وطبقات الحفاظ 339، وشذرات الذهب 2/ 258، ومعجم المؤلفين 8/ 260 و 9/ 304، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 273 رقم 141.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين بن مكرم) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 36، 37، وتاريخ جرجان 336، وتاريخ بغداد 2/ 233 رقم 688، والمنتظم 6/ 165 رقم 268، وسير أعلام النبلاء 14/ 286، 287 رقم 181، والعبر 2/ 144، وتذكرة الحفاظ 2/ 735، 736، وشذرات الذهب 2/ 258.(23/259)
أبو بَكْر البغداديّ، نزيل البصرة.
سمع: بِشْر بْن الوليد، ومحمد بن بكّار، ومنصور بْن أَبِي مزاحم، وعُبَيْد اللَّه القواريريّ، وطبقتهم.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، والطَّبَرانيّ، وابن عديّ، والبصريُّون، وغيرهم من الرحّالة.
قَالَ إبراهيم بْن فهد: ما قدِم علينا من بغداد أعلم بالحديث منه [1] .
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة [2] .
وروى عَنْهُ: الحَسَن بْن عليّ القطّان.
441- محمد بن خَلَف بْن المَرْزُبان بْن بسّام [3] .
أبو بَكْر المحوّليّ الآجُرِّيّ.
كَانَ إمامًا إخباريًا مصنّفًا صدوقًا.
روى عَنْ: الرماديّ، ومحمد بن أَبِي السَّريّ الأزدي لَا العسقلانيّ، والزُّبَير بْن بكّار، وأبي بَكْر بْن أَبِي الدّنيا، وغيرهم.
وعنه: أبو بَكْر بْن الأنباريّ، وأبو الفضل بْن المتوكّل، وجماعة آخرهم أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه.
وقع لنا قطعة من تواليف ابن المَرْزُبان.
وله كتاب «الحاوي في علوم القرآن» ، وكتاب «الحماسة» ، وكتاب
__________
[1] تاريخ بغداد.
[2] تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (محمد بن حلف) في:
الفهرست لابن النديم 213، 214، وتاريخ بغداد 5/ 237- 239 رقم 2727، والأنساب لابن السمعاني 513 أ، والمنتظم 6/ 165 رقم 269، وسير أعلام النبلاء 14/ 264، 265 رقم 171، والعبر 2/ 144، وميزان الاعتدال 3/ 538 رقم 7491، والمغني في الضعفاء 2/ 576 رقم 5475، والوافي بالوفيات 3/ 44، 45 رقم 933، ولسان الميزان 5/ 157 رقم 536، والنجوم الزاهرة 3/ 203، وشذرات الذهب 2/ 258، وكشف الظنون 545، 1426، وإيضاح المكنون 1/ 39، 43، 121، 312، 543 و 2/ 286، 287، 300، 305، 328، 331، 343، 350، وهدية العارفين 2/ 26، والأعلام 6/ 348، ومعجم المؤلفين 285، 286.(23/260)
«المتيمين» ، وكتاب «الشعراء» ، وغير ذَلِكَ.
442- محمد بن عُبَيْد اللَّه بْن الفضل.
أبو الحُسين الكَلاعيّ الحمصيّ.
عَنْ: محمد بن مصفَّى، وعَمْرو بْن عثمان، وعُقْبة بْن مُكْرَم.
وعنه: ابن عديّ، وأبو حاتم بْن حيّان، وأبو بَكْر المَيَانِجيّ.
وكان يُعرف بالرّاهب.
443- محمد بن عليّ بْن حسين النَّيْسابوريّ.
أبو عبد الله.
سمع: محمد بن رافع، وأبا قُدامة عُبَيْد اللَّه السَّرْخَسيّ، وجماعة.
أكثر عَنْهُ أبو عليّ الحافظ.
444- محمد بن محمد بن عُقْبة بْن الوليد [1] .
أبو جعفر الشَّيْبانيّ.
شيخ الكوفة. كَانَ السّلطان يختاره، والقضاة. وما قَالَ فهو القول.
وكان ثقة كثير النّفع.
سمع: الحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، وأبا كُرَيْب محمد بن العلاء، وهذه الطبقة.
روى عَنْهُ: الطَّبَرانيّ، وأبو عَمْرو بْن حمدان، وأبو بَكْر بْن المقرئ، ويوسف المَيَانِجيّ، وجماعة.
قَالَ محمد بن أحمد بْن حمّاد الكوفيّ الحافظ: كنتُ في حجره وحضرتُ جنازته. ومكثَ النّاس ينتابون قبره نحو السنة. وخُتِم عنده ختمات كثيرة. ووُلِد سنة 225.
445- محمد بن الوليد بن محمد بن محمد بن عبيد [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن عقبة) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 22، وسير أعلام النبلاء 14/ 220، 221 رقم 122، والوافي بالوفيات 1/ 99 رقم 3.
[2] انظر عن (محمد بن الوليد) في:(23/261)
أبو عبد الله القُرْطُبيّ.
سمع، فيما زعم، من: العُتْبيّ المالكيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والمُزَنيّ.
وكان فقيهًا فصيحًا، لكنّه كذّاب، اتهموه بالوضع.
- حرف الياء-
446- يعقوب بْن سليمان.
أبو يوسف الإسْفرائينيّ.
سمع: محمد بن رافع، وعبد الجبّار بْن العلاء، ونحوهما.
وحدَّثَ عَنْهُ: أبو سعيد بْن أَبِي بَكْر، وأبو عليّ الحافظ، وأبو محمد الأزهريّ.
447- يوسف بْن مؤذِّن بن عَيْشون [1] .
أبو عَمْرو المعافريّ الوَشْقيّ.
سمع: ابن وضّاح.
ورحل، فسمع بمصر: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وإبراهيم بْن مرزوق.
وبمكّة: محمد بن إسماعيل الصّائغ.
وكان من المنفقين في سبيل اللَّه. قِيلَ إنّه [فكّ نحْوًا من] مائة أسير [2] .
وعاش خمسًا وثمانين سنة.
__________
[ () ] تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 32 رقم 1180، وجذوة المقتبس للحميدي 95 رقم 153، وبغية الملتمس للضبي 134، 135 رقم 294.
[1] انظر عن (يوسف بن مؤذّن) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 203 رقم 9620، وجذوة المقتبس للحميدي 369 رقم 876 وفيه: «يوسف بن مروان» ، وبغية الملتمس للضبي 492 رقم 1450.
[2] تاريخ علماء الأندلس، والإضافة منه.(23/262)
سنة عشر وثلاثمائة
- حرف الألف-
448- أحمد بْن أحمد بْن زياد.
صحب ابن عَبْدُوس، وابن سلّام.
وله كتاب «أحكام القرآن» في عشرة أجزاء، وكتاب «مواقيت الصّلاة» .
وكان لَا يرى التّقليد.
وكان بصيرًا باللّغة، واسع العلم، صادَرَهُ السّلطان العُبَيْديّ وضُرِبَ وامتُحِن.
وعاش سبعين سنة وأكثر. تُوُفّي بالقيروان.
449- أحمد بن خَلَف بْن المَرْزُبان المحوّليّ [1] .
أبو عبد الله، أخو محمد.
لَهُ تصانيف أيضًا، وحدَّث عَنْ: ابن أَبِي الدّنيا، ونحوه.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه.
450- أحمد بْن العبّاس بْن حمزة النَّيْسابوريّ الواعظ.
سمع: عليّ بْن الحَسَن الأفطس، والحسن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وجماعة.
وعنه: أبو عبد الله بْن دينار، ومحمد بن يزيد، وغيرهما.
تُوُفّي في صَفَر.
451- أحمد بْن مُحَمَّد بْن زياد بن أيّوب [2] .
بغدادي.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن خلف) في:
تاريخ بغداد 4/ 135 رقم 1814.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن زياد) في:
تاريخ بغداد 5/ 9، 10 رقم 2358.(23/263)
سمع: جَدّه، ومحمد بن منصور الطُّوسيّ.
وعنه: ابن المظفّر، وأبو بَكْر الورّاق.
452- أَحْمَد بْن محمد بن عَبْد الواحد بْن ميمون الطّائيّ الحمصيّ.
أبو جعفر.
عَنْ: أَبِي التَّقيّ الحمصيّ، وطائفة.
وعنه: أبو سعيد بْن يونس ووثّقه.
وقال: تُوُفّي بمصر في رجب.
453- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن هلال [1] .
أبو جعفر الْأَزْدِيّ المصري المقرئ.
أحد أئمّة القرّاء.
قرأ عَلَى: أَبِيهِ، وعلى: إسماعيل بْن عَبْد الله النّحّاس.
وسمع من: بَكْر بْن سهل.
وتصدّر للإقراء.
تلا عليه: المظفّر بْن أحمد، ومحمد بن أحمد بْن أَبِي الأصبغ، وحمدان بْن عَوْنٍ، وسعيد بْن جَابِر الأندلسيّ، وعتيق بْن ما شاء اللَّه.
قَالَ ابن يونس: تُوُفيّ في ذي القعدة.
454- أحمد بْن محمود بْن صبيح بْن سهل [2] .
أبو العبّاس الثّقفيّ المديني.
ثقة، صاحب أصول.
روى عَنْ: عَبْد الله بْن عُمَر الزُّهْرِيّ، والحجّاج بْن يوسف بْن قتيبة، وأحمد بْن الفرات، وسمع منه كتبه.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن محمد) في:
معرفة القواء الكبار 1/ 272 رقم 187، وغاية النهاية 1/ 74، 75 رقم 333، وحسن المحاضرة 1/ 488.
[2] انظر عن (أحمد بن محمود بن صبيح) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 65 وفيه: «أحمد بن محمد بن صبيح الأصبهاني» .(23/264)
وعنه: الطَّبَرانيّ، ومحمد بن جعفر بْن يوسف.
455- أحمد بن محمد بن يحيى بن جرير.
أبو عليّ الهمْداني المصْريّ.
كَانَ ثقة، فَهمًا. روى بالإجازة عَنْ: هشام بْن عمّار.
وسمع من: الحارث بْن مسكين.
وحَدَّث بمصر.
456- أحمد بْن يحيى بْن زهير [1] .
أبو جعفر التُّسْتَريّ الحافظ الزّاهد.
سمع: أبا كُرَيْب، ومحمد بن حرب النَّسائيّ، والحسين بْن أَبِي زيد الدَبّاغ، ومحمد بن عمّار الرّازيّ، وعَمروْ بْن عيسى الضبعي، وخلقًا كثيرًا.
وعنه: ابن حبّان، وأبو إِسْحَاق بْن حمزة، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، ويوسف المَيَانِجيّ، وطائفة سواهم من الرّحّالين.
وكان حجة حافظًا كبير الشأن.
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ جعفر بْن أحمد المُراغيّ يَقُولُ: أنكرَ عَبْدان الأهوازي حديثًا ممّا عرض عَلَيْهِ لابن زهير. فدخل عَلَيْهِ وقال: هذا أصلي، ولكن من أين لك ابن عون، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ سالم؟ فما زال عَبْدان يعتذر إِلَيْهِ ويقول: يا أبا جعفر، إنما استغربت حديثك.
قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ: ما رأيت في الدّنيا أحفظ من أبي إسحاق بن حمزة، وسمعته يقول: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي جعفر التُّسْتَريّ.
وقال التُّسْتَريّ: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي زرعة الرّازيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يحيى بن زهير) في:
الأنساب 106 ب، وسير أعلام النبلاء 14/ 362- 365 رقم 213، ودول الإسلام 1/ 187، والمعين في طبقات المحدّثين 108 رقم 1215، والعبر 2/ 145، وتذكرة الحفاظ 2/ 757- 759، والنجوم الزاهرة 3/ 205، وطبقات الحفاظ 318، 319، وشذرات الذهب 2/ 258، وديوان الإسلام 2/ 33 رقم 609، ومعجم المؤلّفين 2/ 203.(23/265)
وقال أبو زُرْعة: ما رأيت في الدّنيا أحفظَ من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة.
وقال ابن المقرئ، ثنا أبو جعفر تاج المحدّثين، فذكَرَ حديثًا.
457- إبراهيم بْن جَابِر [1] .
أبو إِسْحَاق البغداديّ الفقيه.
لَهُ تصنيف مفيد في اختلاف الفقهاء.
وكان إماما ثقة.
حدّث عن: الحَسَن بْن أَبِي الربيع، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الفضل عُبَيْد اللَّه الزُّهْرِيّ.
عاش خمسًا وسبعين سنة.
ولم يذكر الخطيب ما كَانَ مذهبه، فهو مجتهد رحمه الله تعالى.
458- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن محمد بن جميل [2] .
أبو يعقوب الإصبهانيّ.
حدَّث عَنْ: أحمد بْن منيع بمسنده.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن المقرئ، وعُبَيْد اللَّه بْن يعقوب بْن إِسْحَاق حفيده وقال: فيما رواه عَنْهُ ابن مردويه: عاش جدي مائة وسبْع عشرة سنة.
وتُوُفّي رحمة اللَّه تعالى في سنة ثلاث عشرة.
وقال أبو نعيم [3] : توفي سنة عشر.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن جابر) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 91، وتاريخ بغداد 6/ 53 رقم 3079.
[2] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم بن محمد) في:
المعجم الصغير 1/ 101، وفيه: «إسحاق بن جميل» ، وذكر أخبار أصبهان 1/ 218، وسير أعلام النبلاء 14/ 265، 266 رقم 173، والعبر 2/ 145، والنجوم الزاهرة 3/ 206 وفيه: «حتبل» بدل: «جميل» ، وشذرات الذهب 2/ 259.
[3] في أخبار أصبهان 1/ 218.(23/266)
- حرف الحاء-
459- الحَسَن بْن الحسين بْن عليّ [1] .
أبو عليّ الصوّاف المقرئ. بغداديّ.
قرأ القرآن عَلَى: ابن حمدون الطّيّب بْن إسماعيل صاحب يحيى بْن آدم، وعليّ بْن محمد بن غالب صاحب شجاع، وعليّ الدوري، وغيرهم.
وأقرأ الناس، فقرأ عليه: بكار بن أحمد، وأبو طاهر بن أبي هاشم.
وسمع: أبا سعيد الأشج، وأحمد بن منصور زاج.
وروى عنه: أحمد بن جعفر الشعيري، وأبو الفضل الزهوي، ومحمد بن المظفر. وكان ثقة فاضلا محققا عالما عالي السند في القرآن.
وممن قرأ عَلَيْهِ: أبو العبّاس المطَّوِّعيّ، وعليّ بْن الحسين الغضائريّ شيخ الأهوازيّ.
460- الحسين بْن عليّ بْن عَبْد الواحد المصريّ.
سمع من يونس بْن عبد الأعلى يسيرا.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 7/ 297 رقم 3806، والمنتظم 6/ 168 رقم 275، ومعرفة القراء الكبار 1/ 241، 242 رقم 143، وتذكرة الحفاظ 2/ 759، وغاية النهاية 1/ 210 رقم 968.(23/267)
- حرف الخاء-
461- خَالِد بْن محمد بْن خَالِد بْن كُولَخش [1] .
أبو محمد الصّفّار الخُتّليّ.
عَنْ: بِشْر بْن الوليد، ويحيى بْن مَعين. وأبي إبراهيم التَّرْجُمانيّ.
وعنه: عليّ بْن لؤلؤ، وعليّ بْن عُمَر الحربيّ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: صالح [2] .
وروى عَنْهُ المفيد محمد بن أحمد الْجَرْجَرائيّ الضّعيف الواهي أنّه سمع تفسير حديث من أَبِي عبيد القاسم بن سلّام.
__________
[1] انظر عن (خالد بن محمد) في.
تاريخ بغداد 8/ 317، 318 رقم 4413، والمنتظم 6/ 169 رقم 276، وسير أعلام النبلاء 14/ 187، 188 رقم 106.
[2] تاريخ بغداد.(23/268)
- حرف الدال-
462- دَاوُد بْن إبراهيم بْن دَاوُد بْن يزيد بْن رُوزبة [1] .
أبو شيبة البغداديّ.
سمع: محمد بن بكار، وعبد الأعلى بن حمّاد، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، والفضل بْن جعفر المؤذّن، وأبو بَكْر أحمد بْن محمد المهندس.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: صالح [2] .
قلت: سكن مصر وكان من أسند الشيوخ بها.
- حرف السين-
463- سالم بْن عَبْد الله بْن أبّا الأندلسيّ [3] .
يروى عَنْ: العُتْبيّ، وابن مزين المالكيّين.
وكان مجتهدا عالما.
__________
[1] انظر عن (داود بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 8/ 378، 379 رقم 4480، والعبر 2/ 145، وسير أعلام النبلاء 14/ 244، 245 رقم 147، والنجوم الزاهرة 3/ 206، وحسن المحاضرة 1/ 367، وشذرات الذهب 2/ 259.
[2] تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (سالم بن عبد الله) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 193 رقم 581، وجذوة المقتبس للحميدي 236 رقم 495، وبغية الملتمس للضبي 316 رقم 836.(23/269)
- حرف العين-
464- عافية بن محمد بن عثمان.
أبو القاسم الأندلسي.
إمام جامع مصر.
سمع: ابن رمح، وأبا الطاهر بن السرح، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وابن يونس، وجماعة.
مات في رمضان.
465- العباس بن الفضل بن شاذان الرازي [1] .
المقرئ المفسر.
قرأ القرآن على أبيه عَنِ الحَلْوانيّ.
وسمع: محمد بن حُمَيْد الرّازيّ، ومحمد بن عليّ بْن شقيق، وأحمد بْن أَبِي شُرَيْح الرّازيّ. ومَرَّ بقزوين غازيًا فحدَّث بها سنة عشر.
وكان عنده رواية الكِسائيّ، عَنْ أحمد بن أَبِي شُرَيْح.
أخذ عنه: النّقّاش، ومحمد بن أحمد الداحوليّ، وابن مجاهد، وأبو عليّ بْن حبش.
قَالَ الخليليّ: أدركت بقزوين من أصحابه ثمانية أَنْفُس.
وممّن روى عَنْهُ: أبو عَمْرو بْن حمدان.
وقد ذكره الخليليّ في شيوخ أَبِي الحَسَن القطّان، وقال: مات رحمه اللَّه تعالى بالرِّيّ سنة إحدى عشرة.
__________
[1] انظر عن (العباس بن الفضل) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 236 رقم 135، وغاية النهاية 1/ 352، 353 رقم 1513.(23/270)
466- عَبْد الله بْن أحمد بْن أَسِيد [1] .
أبو محمد الإصبهانيّ.
سمع: نصر بْن عليّ، وسَلْم بْن جُنَادَةَ، وعبد الرَّحْمَن رُسْتة.
وحدَّث بإصبهان، وبغداد.
روى عَنْهُ: عثمان بْن السّمّاك، والطَّسْتيّ، وأبو الشّيخ، وأحمد بْن بُنْدار الشّعّار، ومحمد بن أحمد بْن الحَسَن الهَيْسانيّ، وأبو بَكْر الطّلْحيّ، وغيرهم.
وصنّف «المُسْنَد» ، وروى عَنِ العراقيّين والحجازيّين.
467- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن الحَسَن بْن أَسِيد بْن عاصم [2] .
أبو محمد الثَّقْفيّ الإصبهانيّ.
مقبول، كثير الحديث.
سمع: النَّضْر بْن هشام، ومحمد بن ثَوَاب، وجعفر بْن عَنْبَسَةَ، وبحر بْن نصر الخَوْلانيّ، وإبراهيم بْن عامر، ومحمد بن عصام، وخلْق.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد العسّال، وزيد بْن عليّ بْن أَبِي بلال الكوفيّ، وابن المظفّر، وعليّ بْن عُمَر الحربيّ، وغيرهم.
سُمِعَ مِنهُ لمّا حجّ.
468- عَبْد الله بْن محمد بن أَبِي الوليد القُرْطُبيّ [3] .
أبو محمد الأعرج.
سمع: العُتْبيّ، ورحل فسمع من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكَم.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 65، 66، وتاريخ بغداد 9/ 380 رقم 4598، وسير أعلام النبلاء 14/ 416، 417 رقم 230.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن الحسن) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 227، وذكر أخبار أصبهان 2/ 70.
[3] انظر عن (عَبْد الله بْن محمد بن أَبِي الوليد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 221، 222 رقم 665، وجذوة المقتبس للحميدي 249، 250 رقم 525، وبغية الملتمس للضبي 330 رقم 875.(23/271)
وبالقيروان من: محمد بن سَحْنُون، وبأطْرابُلُس من: أحمد بْن عَبْد الله العِجْليّ.
وكان خاشعًا، بكّاءً ثقة، عالمًا.
روى عَنْهُ: خَالِد بْن سعْد، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزم، ومحمد بن عُمَر بْن عَبْد العزيز، وسليمان بْن أيّوب.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
469- عَبْد الله بْن أحمد بْن مَسْلمة الفَزَاريّ.
عَنْ: عَبّاد الغُبْريّ.
وعنه: موسى بْن عيسى السّرّاج، ومحمد بن المظفّر.
وكان ثقة.
470- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن هلال [1] .
أبو محمد الْقُرَشِيّ السّاميّ، أبو صخرة الكاتب البغداديّ.
مُسْنِد، سمع: عليّ بْن المَدِينيّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الهَرَوِيّ، ولُوَيْنًا ويحيى بْن أكثم.
وعنه: أبو بَكْر الورّاق، وابن المظفّر، وعليّ بْن عُمَر الحربيّ.
وكتب عَنْهُ ابن صاعد مَعَ تقدُّمِهِ.
وكان ثقة [2] .
تُوُفّي في شوّال.
471- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن الحَسَن بْن حفص الهَمْدانيّ.
جدّ أَبِي بَكْر بْن أَبِي عليّ المعدّل الأصبهانيّ.
سمع: عليّ بن جبلة.
وحدّث.
__________
[1] انظر عَنْ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الرَّحْمَن) في:
تاريخ بغداد 10/ 285، 286 رقم 5408، والمنتظم 6/ 169 رقم 278، وسير أعلام النبلاء 14/ 457 رقم 248.
[2] وثّقه الخطيب.(23/272)
تُوُفّي قبل الكهولة.
472- عليّ بْن أحمد بْن بِسْطام [1] .
أبو الحَسَن الزَّعْفرانيّ.
عَنْ: عمّه إبراهيم بْن بِسْطام، وعبد اللَّه بْن معاوية الْجُمَحِيّ، وخلْق.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن حِبّان.
473- عليّ بْن العبّاس بْن الوليد الكوفيّ البَجَليّ المَقَانِعيّ [2] .
أبو الحَسَن.
سمع: هشام بْن يونس، وأبا كُرَيْب، وعَبّاد بْن يعقوب.
وعنه: ابن المقرئ، ومحمد بن أحمد بْن حمّاد الحافظ، والإسماعيليّ، وأبو الطَّيِّب محمد بن الحسين التّيْمُلّيّ، وأبو بَكْر النّقّاش.
474- عيسى بْن سليمان بْن عَبْد الملك الْقُرَشِيّ [3] .
ورّاق دَاوُد بْن رُشَيْد.
سمع: دَاوُد، وأحمد بْن إبراهيم المَوْصِليّ، وأحمد بْن مَنِيع.
وعنه: أبو القاسم بْن النّحّاس، ومحمد بن المظفّر، ومحمد بن الشِّخِّير، وعليّ الحربيّ.
وكان ثقة.
توفّى في شعبان.
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 206، 207.
[2] انظر عن (علي بن العباس) في:
الأنساب 539 أ، وسير أعلام النبلاء 14/ 430، 431 رقم 236، والعبر 2/ 145، والنجوم الزاهرة 3/ 206، وشذرات الذهب 2/ 259.
وقد أضاف السيد أكرم البوشي إلى مصادر الترجمة كتاب: غاية النهاية للجزري وهو وهم. انظر حاشية: سير أعلام النبلاء 14/ 430.
[3] انظر عن (عيسى بن سليمان) في:
تاريخ بغداد 11/ 174، 175 رقم 5881، والمنتظم 6/ 169 رقم 279، وسير أعلام النبلاء 14/ 457، 458 رقم 249.(23/273)
- حرف الفاء-
475- فضل بْن سَلَمَةَ بْن جرير الْجُهَنيّ [1] .
أبو سَلَمَةَ البجّانيّ الأندلسيّ.
سمع بالقيروان في رحلته من يوسف المَغَامِيّ. وتفقّه عَلَيْهِ وعلى جماعة مِن أصحاب سَحْنُون.
وكان من كبار الفُقَهاء المالكيّة.
رُحل إِلَيْهِ للتفقّه عنده.
أخذ عَنْهُ: أحمد بْن سَعِيد بْن حزم، وغير واحد آخرهم محمد بن أحمد الإِلْبيريّ [2] .
__________
[1] انظر عن (فضل بن سلمة) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 352، 353 رقم 1042 وفيه «حرير» بدل «جرير» ، وجذوة المقتبس للحميدي 327 رقم 757، وص 208 في ترجمة «خلف بن علي» رقم 420، وبغية الملتمس للضبي 443 رقم 1283 وفيه: «حرير» .
[2] قيل: توفي سنة 319 وقيل 317 هـ. وعلى هذا فيجب أن يؤخّر إلى الطبقة التالية الثانية والثلاثين.(23/274)
- حرف الميم-
476- محمد بن إبراهيم بْن البّطال اليَمَانيّ.
نزيل المصّيصة.
حدَّثَ في هذه السنة، عن: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن قُدَامة، ومحمد بن آدم المصِّيصيّ، وإِسْحَاق بْن وهْب العلّاف.
وعنه: أبو بَكْر المفيد، ومحمد بن سليمان الرّبعيّ، وحمزة الكِنَانيّ، وحبيب القزّاز.
وهو من أهل صَعْدَة.
477- محمد بن إبراهيم بْن آدم [1] .
أبو جعفر الصِّلْحيّ.
سكن بغداد، وحدَّثَ عَنْ: بِشْر بْن هلال الصّوَّاف، ومحمد بن الصّبّاح الْجَرْجَرائيّ.
وعنه: عُمَر بْن جعفر الْبَصْرِيّ، وعثمان بْن أحمد الرّازيّ، ومحمد بن المظفّر، وآخرون.
وكان ثقة يُعرف بابن أَبِي الرجال.
478- محمد بن أحمد بْن حمّاد بْن سعيد بن مسلم [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 1/ 403، 404 رقم 383، والمنتظم 6/ 170 رقم 282.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن حمّاد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 7، 8 وتاريخ جرجان 379، 438، والأنساب 233 ب، والمنتظم 6/ 169 رقم 280، وفهرسة ابن خير 470، 505، 526، 534، ووفيات الأعيان 4/ 352،(23/275)
أبو بِشْر الْأَنْصَارِيّ الدُّولابيّ الحافظ الورَّاق.
من أهل الرِّيّ.
سمع: أحمد بْن أَبِي سُرَيْج الرّازيّ، ومحمد بن منصور الجوّاز، وموسى بْن عامر المُرِّيّ، وبُندارًا، وزياد بْن أيّوب، وهارون بْن سَعِيد الأَيْليّ، وخلْقًا كثيرًا ببلده، وبالكوفة، والبصرة، وبغداد، ودمشق، والحَرَمين.
وصنَّف التّصانيف.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وعَبْد اللَّه بن عديّ، والطّبرانيّ، ومحمد بن عَبْد اللَّه بْن حَيَّوَيْه النَّيْسابوريّ الْمَصْرِيّ، وأبو بَكْر بْن المهندس، وابن المقرئ.
ومولده سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: تكلّموا فيه، وما يتبيّن من أمره إلّا خير.
وقال ابن عديّ: ابن حمّاد مُتَّهم فيما يقوله في نُعَيْم بْن حمّاد لصلابته في أهل الرّيّ.
قلتُ: رمَى نُعَيْم بْن حمّاد بالكِذب.
وقال ابن يونس: كَانَ من أهل الصَّنْعة، وكان يُضَعَّف.
تُوُفّي رحمه اللَّه تعالى بين مكّة والمدينة بالعَرج في ذي القعدة من السنة.
قلت: وأما:
479- محمد بن أحمد بْن حمّاد الكوفي الحافظ، فمن طبقة أصحاب الدّولابيّ.
__________
[ () ] 353 رقم 646، والعبر 2/ 145، 146، والمعين في طبقات المحدّثين 109 رقم 1230، ودول الإسلام 1/ 187، وسير أعلام النبلاء 14/ 309- 311 رقم 201، وتذكرة الحفّاظ 2/ 759، 760، وميزان الاعتدال 3/ 459 رقم 1751، والوافي بالوفيات 2/ 36 رقم 296، والبداية والنهاية 11/ 145، ولسان الميزان 5/ 41، 42 رقم 142، والنجوم الزاهرة 3/ 206، وطبقات الحافظ 319، وشذرات الذهب 2/ 260، والرسالة المستطرفة 120، وكشف الظنون 827، 1419، وهدية العارفين 2/ 31، وديوان الإسلام 2/ 282، 283 رقم 938، والإعلام 5/ 308، ومعجم المؤلّفين 8/ 255.(23/276)
480- محمد بن أحمد بْن عُبَيْد بْن فَيّاض [1] .
أبو سَعِيد العثمانيّ الزّاهد.
دمشقي مُسْنِد.
سمع: صفوان بن صالح، وهشام بن عمار، وعيسى بْن زُغْبة، وخلقًا سواهم.
وعنه: ابن عديّ، ومحمد بن سليمان الرّبعيّ، وجُمَح بْن القاسم، وابن السُّنّي، وحمزة الكِنَانيّ، وابن المقرئ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال غيره: تُوُفِيّ فِي ربيع الآخر.
481- محمد بن أَحْمَد بْن أَبِي عَون [2] .
أبو جعفر النَسَويّ.
سمع: عليّ بْن حُجْر، ويعقوب بْن حُمَيْد بْن كاسب.
وعنه: الإسماعيليّ، وعَبْد اللَّه بْن عديّ، وأبو أحمد الغِطْريفيّ.
وقيل: تُوُفّي سنة ثلاث عشرة.
482- محمد بن أحمد بْن هلال [3] .
أبو بَكْر الشَّطَويّ.
سمع: أبا كُرَيْب، وأحمد بْن مَنِيع، وأبا هشام الرّفاعيّ.
وعنه: عَبْد العزيز الخرقيّ، وابن المظفّر، والحربيّ.
وثّقه الدّارقطنيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبيد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 351 أ، وسير أعلام النبلاء 14/ 230، 231 رقم 134.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي عون) في:
تاريخ جرجان للسهمي 450 رقم 871 وفيه: «محمد بن أحمد بن عمرو النسوي يعرف بابن زادبه» ، وتاريخ بغداد 1/ 311 رقم 192، والأنساب 264 ب، والعبر 2/ 157، وسير أعلام النبلاء 14/ 433، 434 رقم 240.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن هلال) في:
تاريخ بغداد 1/ 371 رقم 322، والمنتظم 6/ 169، 170 رقم 281.(23/277)
483- محمد بن أحمد بْن سهل [1] .
أبو عبد الله البركاني، القاضي المالكيّ.
حدث عن: بندار، وحوثرة المنقري، ومحمد بن المثنّى، ونصر بْن عليّ، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن كامل القاضي، والطَّبَرانيّ، ويوسف المَيَانِجيّ، والرَّبعيّ، وحمزة الكِنَانيّ، ومحمد بن عديّ المِنْقَريّ.
وولي قضاء دمشق سنة ستّ وثلاثمائة بعد عُمَر بْن الْجُنَيْد، ثم عُزل في أوّل السنة سنة عشر، فرجع إلى البصرة وتُوُفّي بها في سلْخ هذه السنة.
484- محمد بن أحمد [2] .
أبو عبد الله القرطبي.
سمع: بقيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن وضاح.
وكان إمامًا في مذهب مالك، قد صنَّفَ «مختصر المدوَّنة» [3] .
485- محمد بن بُنان بْن معن [4] .
أبو إسحاق الخلّال.
بغداديّ، توفّي في شعبان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن سهل) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 106 وفيه: «البركاتي» .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد القرطبي) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 33، 34 رقم 1185، وجذوة المقتبس للحميدي 39 رقم 6 وفيه: «محمد بن أحمد الجبليّ» ، والأنساب لابن السمعاني 121 ب، واللباب لابن الأثير 1/ 257، وبغية الملتمس للضبي 18 رقم 10.
[3] قال ابن الفرضيّ: وكان حافظا للرأي، عالما بالأحكام. وألّف في ذلك كتابا جمع فيه ما يجب على الحكام علمه، وأخذته ريح فأبطلته، فلزم بيته، فكان يجتمع إليه للمناظرة.
وقال خالد: طلب للشورى فأبي من ذلك. وتوفي في شوال سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. كذا قال خالد: وقال أحمد: توفي سنة عشرة وثلاثمائة.
وقد ورّخ كلّ من: الحميدي، وابن السمعاني، وابن الأثير، والضبي وفاته بسنة 313 هـ.
[4] انظر عن (محمد بن بنان) في:
تاريخ بغداد 2/ 107، 108 رقم 500، والمنتظم 6/ 170 رقم 283.(23/278)
سمع: محمد بن معاوية بْن مالج، ومحمد بن المُثَنَّى، وهارون بْن إِسْحَاق، ومُهنَّا بْن يحيى الشّاميّ.
وعنه: عُمَر بْن أحمد الوكيل، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ، وعليّ الحربيّ.
ولم يكن بهِ بأس.
486- محمد بن جرير بْن يزيد بْن كثير بْن غالب [1] .
أبو جعفر الطَّبَرِيّ. الْإِمَام صاحب التّصانيف. مِن اهلِ آمُل طَبَرِسْتان.
طوَّفَ الأقاليم، وسمع: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل، وإسماعيل بْن موسى الفَزَاريّ، وأبا كُرَيْب، وهنّاد بْن السَّرِيّ، والوليد بْن شجاع، وأحمد بْن مَنِيع، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وخلقًا سواهم.
وقرأ القرآن عَلَى: سليمان بْن عَبْد الرَّحْمَن الطّلْحيّ صاحب خلّاد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن جرير) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 86، وتاريخ جرجان 253، 254، والفهرست لابن النديم 326، وتاريخ بغداد 2/ 162- 169 رقم 589، وطبقات الفقهاء للشيرازي 93، والأنساب 367 أ، وفهرست ابن خير 465، 473، 482، 484، 491، والمنتظم 6/ 170- 172 رقم 285، والأذكياء لابن الجوزي 84، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 248، ومعجم الأدباء 18/ 40- 94، والكامل في التاريخ 8/ 134- 136، واللباب 2/ 82، وإنباه الرواة 3/ 89، 90، وتاريخ حلب للعظيميّ 283، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 78، 79 رقم 8، ووفيات الأعيان 4/ 191، 192 رقم 570، وتاريخ ابن الوردي 1/ 258، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 405، وميزان الاعتدال 3/ 498، 499، رقم 7306، ومعرفة القراء الكبار 1/ 264، 266 رقم 181، والعبر 2/ 146، وسير أعلام النبلاء 14/ 267- 282 رقم 175، ودول الإسلام 1/ 187، والمعين في طبقات المحدّثين 108 رقم 1216، وتذكرة الحفاظ 2/ 170- 716، والمختصر في أخبار البشر 2/ 71، والوافي بالوفيات 2/ 284- 287 رقم 270، ومرآة الجنان 2/ 260، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 120- 128، والبداية والنهاية 11/ 145- 147، وتاريخ الخميس 2/ 389، والوفيات لابن قنفذ 203، وغاية النهاية 2/ 106- 108 رقم 2886، ولسان الميزان 5/ 100- 103 رقم 344، والنجوم الزاهرة 3/ 205، وطبقات المفسرين للسيوطي 30، وطبقات الحفاظ، له 307، 308، وطبقات المفسرين للداوديّ 2/ 106- 114 رقم 468، وشذرات الذهب 2/ 260، والرسالة المستطرفة 43، ومعجم الرجال 5/ 172، 173، وروضات الجنات 163، والمقفى للمقريزي 1/ 182، وتلخيص ابن مكتوم 198، والمحمدون من الشعراء 3/ 26، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 132- 134 رقم 1345.(23/279)
وسمع الحروف من: يونس بْن عَبْد الأعلى، وأبي كُرَيْب، وجماعة.
وصنَّف كتابًا حسنًا في القراءات، فأخذَ عَنْهُ: ابن مجاهد، ومحمد بن أحمد الدّاجونيّ، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم.
وروى عَنْهُ: أبو شعيب الحرّانيّ، وهو أكبر منه سِنًّا وسندا، ومخلد الباقرحيّ، والطَّبَرانيّ، وعبد الغفار الحُضَيْنيّ، وأبو عَمْرو بْن حمدان، وأحمد بْن كامل، وطائفة سواهم.
قَالَ أبو بكر الخطيب [1] : كان ابن جرير أحمد الأئمّة، يُحْكَمُ بقوله ويُرْجَعُ إلى رأيه لمعرفته وفضله.
جمع مِن العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصرهِ، فكان حافظًا لكتاب اللَّه، بصيرًا بالمعاني، فقيهًا في أحكام القرآن، عالمًا بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، وعارفا بأقوال الصّحابة والتّابعين، وبصيرا بأيّام النّاس وأخبارهم، لَهُ الكتاب المشهور في «تاريخ الأمم» ، وكتاب «التّفسير» الّذي لم يصنف مثله، وكتاب «تهذيب الآثار» ، لم أرَ مثله في معناه، ولكن لم يتمه.
وله في الأصول والفروع كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفُقَهاء. وتفرد بمسائل حُفِظَتْ عَنْهُ.
وقال غيره: مولده بآمل سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
قَالَ أبو أحمد الفرغانيّ: كتب إليَّ المراغيّ يذكر أنّ المكتفي قَالَ للحسن بْن العبّاس: إنّي أريد أنّ أوقفُ وقفًا يجتمع أقاويل العلماء عَلَى صحّته ويَسْلَم مِن الخِلاف.
قَالَ: فأحْضِر ابن جريرى، فَأَمْلى عليهم كتابًا بذلك. فَأُخْرِجَتْ لَهُ جائزة سنيّة، فأبى أن يقبلها، فقيل له: لا بدّ من جائزةٍ أو قضاء حاجة.
فقال: نعم. الحاجةُ أسأل أمير المؤمنين أنّ يتقدَّم إلى الشّرط أن يمنعوا
__________
[1] في تاريخه 2/ 163.(23/280)
السؤال من دخول المقصورة يوم الجمعة.
فتقدَّم بذلك وعظُمَ في نفوسهم [1] .
قَالَ أبو محمد الفرغاني صاحب ابن جرير: وأرسل إِلَيْهِ العبّاس بن الحسن الوزير: قد أحببت أن أنظر في الفقه. وساله أنّ يعمل لَهُ مختصرًا. فعمل لَهُ كتاب «الخفيف» وأنفذه إليه. فوجّه إِلَيْهِ بألف دينار فلم يقبلها، فقيل لَهُ: تصَّدقْ بها. فلم يفعل [2] .
وقال الخطيب [3] : سَمِعْتُ عليّ بْن عُبَيْد اللَّه اللُّغَويّ يَقُولُ: مَكَثَ ابن جرير أربعين سنة يكتب كلّ يومٍ أربعين ورقة.
وأمّا أبو محمد الفرغاني فقال في «صلة التاريخ» لَهُ: إنّ قومًا من تلامذة أَبِي جعفر الطَّبَريّ حَسبوا لأبي جعفر منذ بلغ الحُلم، إلى أنّ مات، ثمّ قسَّموا عَلَى تِلْكَ المدّة أوراق مصنفاته، فصار لكلّ يوم أربع عشرة ورقة [4] .
وقال الشَّيْخ أبو حامد الإسفرائينيّ شيخ الشّافعيّة: لو سافر رجل إلى الصَّين حتّى يحصّل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرًا [5] .
وقال حُسَيْنك بْن عليّ النَّيْسابوريّ: أوّل ما سألني ابن خزيمة قَالَ: كتبت عَنْ محمد بن جرير؟
قلت: لَا.
قَالَ: ولِمَ؟
قلت: لأنّه كَانَ لَا يظهر. وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه.
فقال: بئس ما فعلت، ليتك لم تكتب عَنْ كلّ من كتبت عنهم، وسمعت منه [6] .
__________
[1] تاريخ دمشق 37/ 249.
[2] تاريخ دمشق 37/ 249، 250.
[3] في تاريخه 2/ 163، واقتبسه ابن الجوزي في: المنتظم 6/ 171.
[4] معجم الأدباء 18/ 44.
[5] تاريخ بغداد 2/ 163.
[6] تاريخ بغداد 2/ 164.(23/281)
وقال أبو بَكْر بْن بالوَيْه: سَمِعْتُ إمام الأئمّة ابن خُزَيْمة يَقُولُ: ما أعلم عَلَى أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير. ولقد ظلمتْه الحنابلة [1] .
وقال أبو محمد الفرغانيّ: كَانَ محمد بن جرير ممّن لَا تأخذه في اللَّه لَوْمَةُ لائم، مَعَ عظيم ما يلْحقه من الأذى والشّناعات من جاهلٍ وحاسدٍ وملحِد. فأمّا أهلُ الدّين والعِلم فغير منكرين عِلمه وزُهده في الدّنيا ورفضه لها، وقناعته بما كَانَ يرِد عَلَيْهِ من حصّةٍ خلّفها لَهُ أَبُوهُ بطَبَرِسْتان يسيرة.
وذكر عُبَيْد اللَّه بْن أحمد السمسار وغيره أنّ أبا جعفر بْن جرير قَالَ لأصحابه: هَلْ تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا؟
قَالُوا: كم قدرُه؟
فذكرَ نحو ثلاثين ألف ورقة. قَالُوا: هذا ممّا تَفْنَى الأعمار قبل تمامِهِ.
فقال: إنا للَّه، ماتت الهِمَم. فأملاه في نحو ثلاثة آلاف ورقة [2] .
ولما أراد أنّ يملي التفسير قَالَ لهم كذلك، ثم أملاه بنحوٍ من التاريخ.
قَالَ الفَرَغانيّ: وحدَّثني هارون بْن عَبْد العزيز قَالَ: قَالَ لي أبو جعفر الطَّبَريّ: أظهرتُ مذهب الشّافعيّ واقتديت بهِ ببغداد عشر سنين، وتلقّاه منّي ابن بشّار الأحْوَل شيخ ابن سُرَيْج.
قَالَ الفَرَغانيّ: فلما اتَّسَعَ عِلْمه أدّاه بحثه واجتهاده إلى ما اختاره في كُتُبه. وكتبَ إليَّ المراغيّ أنّ الخاقانيّ لما تقلّد الوزارة وجّه إلى المُرّيّ بمالٍ كثير، فأبى أنّ يقبله، فعرض عَلَيْهِ القضاء فامتنع، فعاتبه أصحابه وقالوا: لك في هذا ثواب، وتحيى سنة قد دَرَسَتْ.
وطمعوا في أنّ يقبل ولاية المظالم، فانتهرهم وقال: قد كنتُ أظنّ أنّي لو رغبت في ذَلِكَ لنهيتموني عَنْهُ.
وقال محمد بن عليّ بْن سهل الْإِمَام: سَمِعْتُ محمد بن جرير وهو يكلّم.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 164، معجم الأدباء 18/ 43.
[2] تاريخ بغداد 2/ 163، المنتظم 6/ 171، معجم الأدباء 18/ 42.(23/282)
ابن صالح الأعلم، فقال: من قَالَ إنّ أبا بَكْر وعمر ليسا بإماميْ هديً، إيش هُوَ؟
قَالَ ابن صالح: مبتدع! فقال ابن جرير: مبتدع مبتدع، هذا يقتل.
قَالَ أبو محمد الفَرَغانيّ: تَمَّ من كتبه كتاب «التّفسير» ، وتمّ كتاب «القراءات» ، و «العدد» ، و «التنزيل، وتَمَّ لَهُ كتاب «اختلاف العلماء، وتَمَّ كتاب «التاريخ» إلى عصره، وتَمَّ كتاب «تاريخ الرجال من الصّحابة والتّابعين» إلى شيوخه، وتَمَّ كتاب لطيف القول في أذكار شرائع الإسلام، وهو مذهبه الّذي اختاره وجوّده واحتجّ لَهُ، وهو ثلاثة وثمانون كتابًا.
وتَمَّ كتاب «الخفيف» وهو مختصر، وتَمَّ كتاب «التبصير في أصول الدّين» . وابتدأ بتصنيف كتاب «تهذيب الآثار» ، وهو من عجائبه، كتبه ابتداءً بما رواه أبو بَكْر الصّدِّيق ممّا صحّ عنده بسنده، وتكلم عَلَى كلّ حديث منه بعلله وطرقه وما فيه من الفقه والسنن واختلاف العلماء وحججهم، وما فيه من المعاني والغريب، فتم منه «مُسْنِد العشرة وأهل البيت والموالي» ، ومن «مُسْنِد ابن عَبَّاس» قطعة كبيرة، فمات قبل تمامه.
وابتدأ بكتاب «البسيط» فخرج منه كتاب الطّهارة في نحو ألف وخمسمائة ورقة، وخرَّج منه أكثر كتاب الصّلاة، وخرّجَ منه آداب الحكام، وكتاب المحاضر والسِّجِلّات، وغير ذَلِكَ [1] .
ولمّا بلغه أن أبا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد تكلّم في حديث غدير خُمّ. حمل كتاب الفضائل فبدأ بفضل الخلفاء الراشدين، وتكلّم عَلَى تصحيح حديث غدير خمّ، واحتجّ لتصحيحه.
حكى التّنُوخيّ، عَنْ عثمان بْن محمد السّلميّ: حدّثني ابن منجو القائد قَالَ: حدَّثني غلامٌ لابن المزوّق قَالَ: اشترى مولاي لي جاريةً وزوجنيها، فأحببتها وأبغضتني، وكانت تنافرني دائما إلى أن أضجرتني، فقلت لها: انتِ طالقٌ ثلاثًا، لَا خاطبتني بشيء إلّا قلت لك مثله، فكم أحتملك.
__________
[1] معجم الأدباء 18/ 44، 45.(23/283)
فقالت في الحال: انتَ طالقٌ ثلاثًا.
قَالَ: فأُبْلِسْتُ وحِرْتُ. فَدُلِلْتُ عَلَى محمد بن جرير فقال: أقم معها بعد أن نقول لها: أنت طالقٌ ثلاثًا إنّ طلقتك.
قَالَ ابن عقيل: وله جوابٌ آخر أنّ يَقُول كقولها: أنتَ طالقٌ ثلاثًا، بفتح التّاء، فلا يحنث.
وقال ابن الجوزيّ: وأيضًا فما كَانَ يلزمه أنّ يَقُولُ لها ذَلِكَ عَلَى الفور، فكان لَهُ أنّ يتمادى إلى قبل الموت.
قلتُ: ولو قَالَ لها أنتِ طالقٌ ثلاثًا، وعني بالاستفهام، لم تطلق.
ولو قَالَ: طالقٌ ثلاثًا، ونوى بهِ الطلق لَا الطّلاق لم تطلق أيضًا في الباطن.
وجوابٌ آخر عَلَى قاعدة من يراعي سبب اليمين ونية الحالف أنّه لَيْسَ عَلَيْهِ أنّ يَقُولُ لها كقولها، فإنّ نيّته كانت إذا آذته بكلام أنّ يَقُولُ لها ما يؤذيها، وهذه ما كانت تتأذى بالطلاق لأنها ناشزة مضاجرة، ولأنّ الحالف عنده هذه الكلمة مستثناه بقرينة الحال من عموم إطلاقه، كقوله تعالى: وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ 27: 23 [1] وتُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ 46: 25 [2] فخرج من العموم أشياء بالضرورة، وهذا فصيح في كلام العرب سائغ، لأنه الحالف لم يرده، ولا قصد إدخاله في العموم أصلًا، كما لم يقصد إدخال كلمة الكفر لو كفرت فقالت لَهُ: أنت ولد اللَّه تعالى اللَّه، أو سبّت الأنبياء. فما كَانَ يحنث بسكوته عَنْ مثل قولها.
وجوابٌ آخر عَلَى مذهب الظاهرية كداود، وابن حزم، ومذهب سائر الشيعة إن من حلف على شيء بالطلاق لَا يلزمه طلاق ولا كفارة عَلَيْهِ في حلفه، وهو قول لطاوس.
وذهب شيخنا ابن تيمية، وهو من أهل الاجتهاد لاجتماع الشرائط فيه أنّ
__________
[1] سورة النمل، الآية 2.
[2] سورة الأحقاف، الآية 25.(23/284)
الحالف عَلَى شيء بالطلاق لم تطلق منه امرأته بهذه اليمين، سواء حنث أو بر.
ولكن إذا حنث في يمينه بالطلاق قَالَ: يكفر كفارة يمين.
وقال: إنّ كَانَ قصد الحالف حضًا أو منعًا ولم يرد الطلاق فهي يمين.
وإنّ قصد بقوله: إنّ دخلت الدار فأنت طالق، شرطًا وجزاءً فإنّها تطلق ولا بد.
كما إذا قَالَ لها: إنّ أبريتني من الصداق فأنت طالق، وإن زنيت فأنت طالق. وإذا فرغ الشهر فأنت طالق، فإنها تطلق منه بالإبراء، والزنا، وفراغ الشهر، ونحو ذَلِكَ. لكن ما علمنا أحدًا سبقه إلى هذا التقسيم ولا إلى القول بالكفارة، مَعَ أنّ ابن حزم نقل في كتاب «الإجماع» لَهُ خلافًا في الحالف بالعتاق والطّلاق، هَلْ يكفر كفارة يمين أم لا؟ ولكنّه لم يسمّه من قَالَ بالكفارة. واللَّه أعلم.
والذي عرفناه من مذهب غير واحد من السلف القول بالكفّارة في الحلف بالعتق وبالحجّ، وبصدقة ما يملك. ولم يأتنا نص عَنْ أحدٍ من البشر بكفارة من الحلف بالطلاق. وقد أفتى بالكفارة شيخنا ابن تيمية مدّة أشهر، ثمّ حرَّم الفتوى بها عَلَى نفسه من أجل تكلم الفُقَهاء في عرضه. ثم منع من الفتوى بها مطلقًا.
انتهى.
وقال الفَرَغانيّ: رحل ابن جرير لمّا ترعرع من آمُل، وسَمَحَ لَهُ أَبُوهُ في السفر. وكان طول حياته ينفذ إِلَيْهِ بالشيء بعد الشيء إلى البلدان، فسمعته يَقُولُ: أبطأت عني نفقة والدي، واضطررت إلى أنّ فتقت كمي القميص فبعتهما.
وقال ابن كامل: تُوُفّي عشية الأحد ليومين بقيا من شوّال سنة عشر، ودفن في داره برحبة يعقوب، ولم يغير شيبه. وكان السّواد في رأسه ولحيته كثيرًا.
وكان أسمر إلى الأدَمَة، أعين، نحيف الجسم، مديد القامة، فصيحًا.
واجتمع عَلَيْهِ مَن لَا يحصيهم إلّا الله، وصلّى عليه قبره عدّة شهور ليلًا ونهارًا، ورثاه خلق كثير من أهل الدّين والأدب، من ذَلِكَ قول ابن سَعِيد ابن الأعرابي:(23/285)
حدَّثَ مُفظعٌ وخَطْبٌ جليل ... دقَّ عَنْ مِثْلِهِ اصْطِبَارُ الصَّبورِ
قامَ ناعِي العلومِ أجمع لمّا ... قامَ ناعِي محمد بْن جريرِ
[1] وقد رثاه ابن دريد بقصيدة بديعة طويلة، يَقُولُ فيها:
إنّ المِنيَّة لم تُتْلفْ بهِ رَجُلًا ... بَلْ أَتْلَفَتْ عَلَمًا للدَّين مَنْصُوبًا
كَانَ الزَّمانُ بهِ تصفو مَشَاربُهُ ... والآنَ أصبحَ بالتَّكْدِيرِ مَقْطُوبًا
كلَّا وأيَّامُهُ الغُرُّ الّتي جُعِلَتْ ... لِلْعِلْم نورًا ولِلتّقْوَى مَحَارِيبا
[2] 487- محمد بن الحَسَن بْن قُتَيْبة [3] بْن زيادة اللخميّ العسقلاني.
أبو العبّاس.
محدث كبير. حدَّثَ في أواخر سنة تسعٍ.
وأظنه تُوُفّي في سنة عشر.
سمع: إبراهيم بْن هشام بْن يحيى الغسّانيّ، وصَفْوان بْن صالح، وهشام بن عمّار، ويزيد بْن عَبْد اللَّه الرمليّ، ومحمد بن رُمْح، وعيسى بْن حمّاد، ومحمد بن يحيى الرماني، وحَرْمَلَة، وطائفة سواهم.
روى عَنْهُ: أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وابن عديّ، وأبو هاشم المؤدب، ويوسف المَيَانِجيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وآخرون.
وكان ثقة مشهورًا. أكثر عَنْهُ ابن المقرئ والرحّالون لحفظه وثقته.
488- محمد بن حمدان بن مهران.
أبو بكر النّيسابوريّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 166 وفيه أبيات أخرى.
[2] الأبيات من قصيدة طويلة في تاريخ بغداد 2/ 167- 169.
[3] انظر عن (محمد بن الحسن بن قتيبة) في:
تاريخ جرجان للسهمي 122، 151، 271، 275، 475، 534، وحلية الأولياء 3/ 168، 112 و 5/ 199، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ 120 ب، (ومخطوطة التيمورية) 5/ 174، و 20/ 666 و 36/ 472 و 37/ 371، 72، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 81، وفهرسة ابن خير 494، وسير أعلام النبلاء 14/ 292، 293 رقم 189، وتذكرة الحفاظ 2/ 764، 765، والعبر 2/ 147، وطبقات الحفاظ 321، وشذرات الذهب 2/ 260، 261، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 156، 157 رقم 1375.(23/286)
سمع: أبا عمّار بْن حريث، ومحمد بن رافع، وإِسْحَاق الكَوْسَج.
وعنه: أحمد بْن هارون الفقيه، وجماعة.
تُوُفّي في شَعْبان.
489- محمد بن حنيف بْن جعفر [1] .
أبو عبد الله الْبُخَارِيّ الخيّاط.
سمع: بجير بْن النَّضْر، ويحيى بْن جعفر البيكنديّ، وأسباط بْن اليسع.
وعنه: أبو نصر أحمد بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وأبو نصر أحمد بْن أَبِي حامد الباهليّ. ذكره ابن ماكولا.
ويقال لَهُ اليسارغيّ، نسبة إلى يسارغ بْن يهوذا بْن يعقوب عَلَيْهِ السلام.
490- محمد بن العبّاس بْن محمد [2] بن يحيى بْن المبارك اليزيديّ.
البغداديّ.
من بيت علم ولغة.
حدث عن: أَبِي الفضل الرياشيّ، وثعلب.
وكان صدوقًا، راوية للأخبار.
روى عَنْهُ: الصولي، وأبو الطاهر بْن أَبِي هاشم، وعمر بْن محمد بن سيف.
له تصانيف.
مات في شوّال.
491- محمد بن عَبْد الله بن بشير.
__________
[1] انظر عن (محمد بن حنيف) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 559.
[2] انظر عن (محمد بن العباس بن محمد) في:
الفهرست لابن النديم 51، وتاريخ بغداد 3/ 113 رقم 1121، والأنساب 600 أ، ونزهة الألبّاء 243، والكامل في التاريخ 8/ 138، وإنباه الرواة 3/ 198، 199، ووفيات الأعيان 4/ 377- 399 رقم 640، وسير أعلام النبلاء 14/ 361 رقم 210، والوافي بالوفيات 3/ 199 رقم 1176، ومرآة الجنان 2/ 262، وغاية النهاية 2/ 158 رقم 3088، وبغية الوعاة 1/ 124 رقم 210.(23/287)
أبو بَكْر الهاشميّ. مولاهم الحذاء الْمَصْرِيّ.
حدَّثَ عَنْ: دحيم، والشّاميّين.
قَالَ ابن يونس في تاريخه: لم يكن بالثقة.
مات في سابع المحرَّم.
492- محمد بن عُمَر بْن يوسف بْن عامر [1] .
أبو عبد الله الأندلسيّ.
توفّي بمصر في شوّال.
وروى عَنْ: الحارث بْن مسكين.
وقيل في أَبِيهِ: عَمْرو.
روى عَنْهُ: حمزة بْن محمد الكِنَانيّ.
493- معافى بْن عُمَر بْن حفص.
أبو عبد الله الْمَصْرِيّ.
أخو سالم وسلامة.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى.
وتُوُفّي في رجب.
كتب ابن يونس عَنِ الثلاثة إخوة.
494- موسى بْن جرير [2] .
أبو عمران الرقي المقرئ النحويّ الضَّرير.
تلميذ أَبِي شعيب السُّوسيّ، وأجلّ أصحابه.
قرأ عَلَيْهِ: الحسين بْن محمد بن حبش الدِّيَنَوَريّ، والحسن بن سعيد
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 32، 33 رقم 1181، وجذوة المقتبس للحميدي 75 رقم 109، وبغية الملتمس للضبي 111، 112 رقم 220.
[2] انظر عن (موسى بن جرير) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 245، 246، رقم 149، وغاية النهاية 2/ 317، 318 رقم 3675، والنجوم الزاهرة 3/ 206، وشذرات الذهب 2/ 261.(23/288)
المطَّوِّعيّ، وعَبْد اللَّه بْن الحسين السّامّريّ في قول الداني، عَنْ فارس، عَنْهُ.
وتُوُفّي قريبًا من سنة عشر.
وقرا عَلَيْهِ أيضًا أبو الحَسَن نظيف بْن عَبْد اللَّه ختمةً بالرقة، وختمةً بحلب لما قدمها.
وقرأ عَلَيْهِ: مُسْلِم بْن عَبْد العزيز، وكلاهما من شيوخ عَبْد الباقي بْن الحَسَن، وأبو القاسم عَبْد اللَّه بْن اليسع الأنطاكيّ، وآخرون كثيرون.
وكان حاذقًا بالقراءة والإدغام الكبير، بصيرًا بالعربية وافر الحرمة.
قَالَ أبو الحسين بْن المنادي: لمّا مات أبو شعيب خلفه ابنهُ أبو معصوم وأبو عمران موسى بْن جرير الضّرير. وكانت الرئاسة بالرقة في أَبِي عمران، وله بها أصحاب إلى الآن.
وقال عَبْد الباقي بْن الحَسَن عَنْ نظيف: قرأتُ عَلَى موسى بْن جرير النّحويّ الضّرير بالرّقّة سنة خمس وثلاثمائة. ثمّ بعد ذَلِكَ قدم حلب.
قَالَ عَبْد الباقي: وكان لأبي عمران اختيارات يخالف فيها قراءته عَلَى السوسي، وكان يعتمد في ذَلِكَ عَلَى العربية. فممّا كَانَ يختاره ترك الإشارة إلى حركة الحروف مَعَ الإدغام وتفخيم فتحه الراء إذا كَانَ بعدها ياء قد سقطت لساكن.
قَالَ الدانيّ: مات أبو عمران حول سنة عشر وثلاثمائة.(23/289)
- حرف النون-
495- نبهان بْن إسحاق البشكاسي [1] .
حدَّثَ عَنْ: الربيع بْن سليمان، والعبّاس البيروتيّ.
- حرف الهاء-
496- هاشم بن صالح الأندلسي [2] .
يروي عَنْ: يونس بن عبد الأعلى، وغيره.
__________
[1] انظر عن (نبهان بن إسحاق) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 41، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 121 رقم 1739.
[2] انظر عن (هاشم بن صالح) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 171 رقم 1537، وجذوة المقتبس للحميدي 364 رقم 863، وبغية الملتمس للضبي 484 رقم 1423.(23/290)
- حرف الواو-
497- الوليد بْن أبان بْن بونة [1] .
أبو العبّاس الحافظ.
كثير الترحال، صنف التفاسير، والمسند، وغير ذَلِكَ.
وروى عَنْ: أحمد العطارديّ، وعبّاس الدُّوريّ، ويحيى بْن عَبْدك، وأحمد بْن الفُرات، وأسيد بْن عاصم، وهذه الطبقة.
وعنه: أبو الشَّيْخ، والطَّبَرانيّ، وأحمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن محمود، ومحمد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن مخلد، وآخرون بأصبهان.
__________
[1] انظر عن (الوليد بن أبان) في:
المعجم الصغير 2/ 124، وذكر أخبار أصبهان 2/ 334، 335، والإكمال لابن ماكولا 1/ 371، والأنساب 95 ب، وسير أعلام النبلاء 14/ 288، 289 رقم 183، والعبر 2/ 147، وتذكرة الحفاظ 3/ 784، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 104، ومرآة الجنان 2/ 250، وتوضيح المشتبه 1/ 669. والنجوم الزاهرة 3/ 206، وطبقات الحفّاظ 329، وطبقات المفسرين للداوديّ 2/ 360، وشذرات الذهب 2/ 261، والرسالة المستطرفة 72.(23/291)
- حرف الياء-
498- يوسف بْن محمد بن يوسف [1] .
أبو محمد الإصبهانيّ المؤذّن.
عَنْ: محمد بن محمد بن صخْر، وأحمد بْن يحيى المكتِّب، وإبراهيم بْن عامر، وجماعة.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن محمد بن عُمَر، ومحمد بن أحمد بْن عَبْد الوهّاب، وأحمد بْن محمد بن رُسْتة، وأبو الشَّيْخ وهو مُكْثِر عَنْهُ.
الكنى
499- أبو عليّ بْن خَيْران.
قِيلَ: تُوُفّي في حدود سنة عشر.
وسيأتي سنة عشرين.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن محمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 347.(23/292)
ذِكْرُ من لَمْ أَعْرفُ تاريخ موتِهِ من أهْل هذه الطبقة كتبته عَلَى التقريب [1]
- حرف الألف-
500- أحمد بْن بَطّة بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم بن الوليد [2] .
أبو بكر المدينيّ البزّار.
إصبهانيّ، ثقة. صَحِبَ الزُّهَّاد.
روى عَنْ: محمد بن عاصم، وإِسْحَاق بْن إبراهيم بْن الشهيد، ويحيى بْن حكيم، وأحمد بْن الفُرات.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو إِسْحَاق بْن حمزة، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وآخرون.
501- أحمد بْن بُنْدار الحبّال الإصبهانيّ [3] .
عَنْ: سَلَمَةَ بْن شبيب.
وعنه أحمد بْن إِسْحَاق، ومحمد بن أحمد بْن يعقوب الشَّيْبانيّ.
502- أحمد بْن حشمرد [4] .
أبو عبد الله الْجُرْجانيّ، نزيل أستراباذ.
سمع: حُمَيْد بْن الربيع، وعليّ بْن سَلَمَةَ اللبقيّ، وطبقتهما.
وعنه: الإسماعيليّ، وعبد الله بن عديّ.
وهو ثقة.
__________
[1] على هامش الأصل: «وهم 165 رجلا» .
[2] انظر عن (أحمد بن بطّة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 72 وفيه نسبته: «الأصبهاني» .
[3] انظر عن (أحمد بن بندار) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 151 وفيه: «أحمد بن بندار الشعار» .
[4] انظر عن (أحمد بن حشمرد) في:
تاريخ جرجان 83 رقم 30 وفيه: «صدوق» .(23/293)
503- أحمد بْن الحَسَن بْن الْجَعْد [1] .
أبو جعفر.
بغداديّ، حدّث سنة أربع وثلاثمائة عَنْ: أبي بَكْر بْن أَبِي شيبة، ويعقوب بْن كاسب، وجماعة.
وعنه: أبو حفص الزّيّات، وابن المظفّر، وعبد العزيز بْن جعفر الخِرَقيّ.
وثَّقه الدَّارَقُطْنيّ.
504- أحمد بْن الحسين بْن أَبِي الحَسَن [2] .
أبو جعفر الْأَنْصَارِيّ الإصبهانيّ الكلنكيّ.
سمع: عَبْد الجبّار بْن العلاء، وحميد بْن مسعدة، وبُندارًا، وجماعة.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن محمد بن الحجاج، والطَّبَرانيّ، ومحمد بن جعفر بْن يوسف، والعسّال، وجماعة.
505- أحمد بْن الحسين بْن عليّ [3] .
أبو العبّاس، مولى بن هاشم.
الدّمشقيّ المعروف بزبيدة.
سمع: سليمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وعليّ بْن سهل الرمليّ، ومؤمّل بْن إهاب [4] ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وطائفة.
وعنه: الطَّبَرانيّ [5] ، وابن عديّ، وأبو عليّ بْن شعيب، وأبو بكر الرّبعيّ، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن بن جعد) في:
تاريخ بغداد 4/ 81 رقم 1716.
[2] انظر عن (أحمد بن الحسين بن أبي الحسن) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 61، وذكر أخبار أصبهان 1/ 132.
[3] انظر عن (أحمد بن الحسين بن علي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 19/ 580، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 294 رقم 109.
[4] في الأصل: «يهاب» .
[5] لم يذكره في معجمه الصغير.(23/294)
506- أحمد بْن أَبِي الأخيل خَالِد بْن عَمْرو السلفي الحمصيّ.
أبو عَمْرو.
حدَّثَ ببغداد، عَنْ أَبِيهِ عَنْ إسماعيل بْن عياش.
وهو ثقة، لكن أَبَاهُ [1] ضعيف. قاله الدارقطني.
روى عَنْهُ: أبو محمد بن ماسيّ، وابن المظفّر، وغيرهما.
507- أحمد بْن شهدل بْن المفضل [2] .
أبو جعفر الحنظليّ الإصبهانيّ المؤدّب.
ثقة، روى عَنْ: سليمان الشاذكوني، وحيان بْن بِشْر القاضي.
وعنه: والد أَبِي نُعَيْم، وأبو الشَّيْخ.
508- أحمد بْن صالح بْن محمد [3] .
أبو العلاء الفارسيّ الْجُرْجانيّ الأثط المؤدب. نزيل صور.
سمع: أحمد بْن أَبِي سُرَيْج، ومحمد بْن حُمَيْد الرازيين، وعمار بْن رجاء.
وعنه: أبو أحمد الحاكم، وجُمَح بْن القاسم، وابن عديّ، وابن المقرئ.
وجماعة.
__________
[1] في الأصل: «لكن أبوه» .
[2] انظر عن (أحمد بن شهدل) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 118، 119.
[3] انظر عن (أحمد بن صالح) في:
تاريخ جرجان 85 رقم 35، وتاريخ بغداد 6/ 15 وفي ترجمة (إبراهيم بن أحمد بن الحسن المقرئ القرميسيني) رقم 3044.
ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب: «عمر عبد السلام تدمري» : إن صاحب الترجمة الجرجاني المعروف بالأثطّ، هو نفسه: التميمي المعروف بالآبسكونيّ، الّذي ذكره السهمي في تاريخ جرجان 85، والخطيب في: تقييد العلم 104، وابن السمعاني في الأنساب 1/ 10 و 136، وابن عساكر في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17، 275، و 22/ 136 و 29/ 44 و 36/ 472 و 500 و 37/ 361 و 38/ 188، وياقوت الحموي في معجم البلدان 1/ 49، وابن الأثير في: اللباب 1/ 12، وذكرناه مرتين في: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 302 رقم 123 و 2/ 303، 304 رقم 125، وفي كتابنا: لبنان من قيام الدولة العباسية حتى سقوط الدولة الإخشيدية، (عن: المحدّثين في صور)(23/295)
509- أحمد بْن عامر بْن عَبْد الواحد البرقعيديّ [1] .
عَنْ: مؤمّل بْن إهاب [2] ، وكثير بْن عُبَيْد.
وعنه: محمد بن أحمد بْن الحفيد، وعَبْد اللَّه بْن عديّ الحافظ [3] .
510- أحمد بْن عامر بن المعمر [4] .
أبو العبّاس الْأَزْدِيّ الدّمشقيّ.
عَنْ: هشام بْن عمّار، ودُحَيْم، وعيسى زُغْبة.
وعنه: عَبْد اللَّه الآبندونيّ، وأبو بَكْر الرّبعيّ، والحسن بْن منير، وأبو هاشم المؤدب، وأبو أحمد بْن عديّ، وجماعة.
وهو أحمد بْن محمد بن عامر.
511- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن شجاع البغداديّ [5] .
عَنْ: الزُّبَير بْن بكّار، وأحمد بْن بديل.
وعنه: بكّار بْن أحمد المقرئ، وأبو حفص بْن الزّيّات.
قَالَ الدارقطني: لَا بأس بهِ.
512- أحمد بْن قُدَامة بْن فرقد [6] .
أبو حامد البلخيّ.
نزيل بغداد.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عامر) في:
معجم البلدان 1/ 388 وفيه: برقعيد: بالفتح وكسر العين وياء ساكنة، ودال. بليدة في طرق بقعاء الموصل من جهة نصيبين مقابل باشزّى.
[2] في الأصل: «يهاب» .
[3] قال أبو أحمد بن علي: كان شيخا صالحا.
[4] انظر عن (أحمد بن عامر) في:
المؤتلف والمختلف لعبد الغني بن سعيد 111، والإكمال لابن ماكولا 7/ 269، 270، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 328، 329 رقم 160، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 60، 61.
[5] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن شجاع) في:
تاريخ بغداد 4/ 222 رقم 1921.
[6] انظر عن (أحمد بن قدامة) في:
تاريخ بغداد 4/ 354 رقم 2203.(23/296)
حدَّثَ عَنْ: قتيبة بْن سَعِيد.
وعنه: القطيعيّ، والقاضي أبو الطّاهر الذُّهْليّ، ومَخْلَد الباقرحي.
قَالَ الخطيب: ما علمت إلّا خيرًا.
513- أحمد بْن محمد بن جعفر الإصبهانيّ الجمّال الزّاهد.
أحد العبّاد المكثرين مِن الحجّ. وكان يصلّي عند كلّ ميل ركعتين.
ويعرف بالشعرانيّ.
روى عَنْ: أَبِي مسعود، وابن حاتم الرازيين.
وعنه: عمر بن عبد الله التميمي.
514- أحمد بن داود الهمداني.
أبو الحسن. أصبهانيّ موثق.
سمع: سليمان الشاذكوني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي.
وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ.
515- أحمد بن محمد بن عبيدة بن زياد [1] .
أبو بكر النيسابوري المستملي الشعراني الحافظ.
سمع: علي بن خشرم.
ثم رحل، وسمع: عُمَر بْن شبة، ومحمد بن رافع، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وهذه الطبقة.
وعنه: محمد بن الأخرم، ويحيى العنبري، وأحمد بن إسحاق الضبعي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأهل نيسابور.
وثقه الخطيب، وقال: روى عَنْهُ: المحامليّ، وابن الجعابيّ، وعَبْد اللَّه بْن إبراهيم الزَّيني.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبيدة) في:
تاريخ جرجان 67، وتاريخ بغداد 5/ 55، 56 رقم 2420 وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 97 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 64، وسير أعلام النبلاء 14/ 410، 411 رقم 225.(23/297)
516- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى [1] .
أَبُو بَكْر الحمصيّ، نزيل حمص ومؤرخها.
وإنّما هُوَ بغداديّ.
سمع: أحمد بْن مَنِيع، والحسن بْن عرفة، وإبراهيم بْن يعقوب الجوزجانيّ، ومحمد بن عوف، وإسماعيل بْن أبان، وجماعة.
وعنه: بَكْر بْن أحمد الشعرانيّ، ومحمد بن أحمد بْن الأبحّ الحمصيّ، وجماعة.
توفّى سنة بضع وثلاثمائة [2] .
517- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفَضْل [3] .
أَبُو الْعَبَّاس الخُزاعيّ المروزي الملقب ميزان [4] .
سمع: أبا عمّار الحسين بْن حريث، وعليّ بْن حُجْر، وغيرهما.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن علك، ومحمد بن مالك السعديّ، وأحمد بْن محمد بن سَعِيد الفقيه المروزيون [5] .
518- أحمد بْن محمد بن المؤمّل [6] .
أبو بَكْر الصُّوريّ.
عَنْ: الحَسَن بْن عَرَفَة، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى) فِي:
تَارِيخِ بغداد 5/ 63 رقم 2432.
[2] قال الخطيب: وله كتاب مصنّف في تاريخ الحمصيّين، رواه عنه بكر بن أحمد بن حفص الشعراني ولم يقع إلينا أحاديثه ولا عرفناه إلّا من جهة بكر.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن الفضل) في:
تاريخ جرجان 75 رقم 22.
[4] في تاريخ جرجان: يقال ابن مملك، ويقال: ابن مامك.
[5] قال أبو بكر الإسماعيلي: لا شيء.
[6] انظر عن (أحمد بن محمد بن المؤمّل) في:
تاريخ بغداد 3/ 389، 390 و 5/ 103، 104 رقم 2503، و 8/ 162، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 405، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 78، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 418- 420 رقم 245.(23/298)
وعنه: عثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وعُبَيْد اللَّه بْن محمد المُخَرِّميّ.
أظنه مات بعد الثلاثمائة.
519- أحمد بْن محمد بن موسى.
أبو عيسى العرّاد، بمهملة.
عَنْ: محفوظ بْن إبراهيم، ويعقوب بْن شيبة.
وعنه: أبو بَكْر الشّافعيّ، وابن الصّوَّاف، وابن عديّ.
520- أحمد بْن محمد بن يحيى الواسطيّ [1] .
البزّاز.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: لوين، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل.
وعنه: ابن عديّ، ومحمد بن المظفّر.
521- أحمد بْن المساور بْن سهيل [2] .
أبو جعفر الضّبّيّ الإصبهانيّ.
ثقة.
عَنْ: سهل بْن عثمان، وسعدويه الإصبهانيّ، وعليّ بْن بِشْر.
وعنه: أبو إِسْحَاق بْن حمزة، والعسّال.
522- أحمد بْن مُكْرَم البرتيّ البغداديّ [3] .
سمع: عليّ بْن المَدِينيّ.
روى عَنْهُ: محمد بن المظفّر، ومحمد بن الورّاق، أحاديث مستقيمة.
قاله الخطيب.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 5/ 118 رقم 2532.
[2] انظر عن (أحمد بن المساور) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 114.
[3] انظر عن (أحمد بن مكرم) في:
تاريخ بغداد 5/ 170 رقم 2617.(23/299)
523- أحمد بْن موسى، ويقال أحمد بْن عيسى، الحنوطيّ.
عَنْ: عُمَر بْن التلّ، والحسن بْن عرفة.
وعنه: عليّ بْن عُمَر السُّكريّ، ومحمد بن الشِّخِّير.
524- أحمد بْن نصر الحذاء.
أبو جعفر. بغداديّ.
سمع: الصَّلْت بْن مسعود الجحدريّ.
525- أحمد بْن هاشم بْن عَمْرو [1] .
أبو جعفر الحميريّ البعلبكيّ سبط محمد بن هاشم البعلبكيّ.
يلقب بُندارًا.
سمع من: جَدّه، وأبي أمية الطرسوسيّ.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بَكْر المقرئ، ومحمد بن إبراهيم الصُّوريّ.
526- إبراهيم بْن دحيم عَبْد الرَّحْمَن بْن إبراهيم بْن ميمون الدّمشقيّ [2] .
حدث عن: أَبِيهِ، وهشام بن عمّار، وسليمان بْن عَبْد الحميد البحرانيّ، وأبي عُمير بْن النّحّاس، وطائفة كبيرة.
وعنه: ابن أخيه عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن دحيم، وعليّ بْن أَبِي العقب، وأبو عَمْرو بْن مطر النَّيْسابوريّ، والطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وخلْق من الدمشقيّين والرحّالة.
وكان محدّثا مقبولا.
527- إبراهيم بن درستويه [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن هاشم) في:
الأنساب 86 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية: 3/ 493 و 22/ 137 و 23/ 333 و 36/ 472 و 37/ 204، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 108، ومعجم البلدان 2/ 122، وتهذيب التهذيب 9/ 494، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 436، 437 رقم 265.
[2] انظر عن (إبراهيم بن دحيم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 84، 85.
[3] انظر عن (إبراهيم بن درستويه) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 90.(23/300)
أبو إِسْحَاق الشيرازي.
عَنْ: ابن أَبِي عُمَر العدنيّ، ولوين، وطبقتهما.
وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي دارم، والطَّبَرانيّ، وابن الصّوَّاف، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، وغيرهم.
ثقة.
528- إبراهيم بْن محمد بن بُزرج.
إصبهاني، ثقة.
سمع: لوينا، والفلّاس.
وعنه: أبو الشَّيْخ.
529- إسماعيل بْن أحمد الْبَصْرِيّ.
وكيل أكثم.
عَنْ: ابن أَبِي الشوارب، ونصر بْن عليّ، وعدة.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن موسى الهاشميّ، ومحمد بن المظفّر، وعليّ السُّكريّ.
شيخ.
530- إسماعيل بْن إبراهيم [1] .
أبو عليّ الصيرفيّ، بغداديّ يلقب بسمعان.
عَنْ: أَبِي سَعِيد الأشجّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ.
وعنه: ابن عديّ، وأبو عبد الله بْن الضرير.
531- إسماعيل بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن تميم.
أبو أحمد الْمَصْرِيّ.
سمع: حَرْمَلَة.
532- إسماعيل بْن إِسْحَاق بْن الحصين المعمّريّ [2] ، بالتّثقيل.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 6/ 297 رقم 3330.
[2] انظر عن (إسماعيل بن إسحاق بن الحصين) في:(23/301)
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن معاوية الجمحي، وأحمد بْن حنبل، وحكيم بْن سيف الرقي، ومحمد بن خلّاد الباهليّ، وطبقتهم.
وعنه: عَبْد اللَّه بن محمد بن جعفر، ومحمد بن العبّاس، وعمر بْن أحمد بْن يوسف الوكيل، وابن المظفر، وآخرون.
قال ابن ماكولا [1] : نسب إلى معمر بن سليمان، وهو جده لأمه.
وقد أكثر أبوه إسحاق بن حصين عَنْ صهره معمر [2] .
533- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن حاتم بْن إسماعيل المَدِينيّ.
نزيل عكبرا. ومؤلف كتاب «المنير في أخبار الأوائل» .
روى عَنْ: جَدّه لأمه محمد بن المُثَنَّى الزمن، والحسن بْن عرفة، وأبي سَعِيد الأشج، وطبقتهم.
روى عَنْهُ: محمد بن عَبْد اللَّه بْن بخيت الدّقّاق.
534- أيّوب بْن محمد بن محمد بن أيّوب [3] .
أبو الميمون الصوري.
عَنْ: كثير بْن عُبَيْد، وعليّ بْن معبد، وعطيّة بْن بقيّة، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ الحصائري، والطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وأبو بَكْر الرّبعيّ، وغيرهم.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: رأيتُ مِن كذبه شيئًا لَا أخبر به السّاعة.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 6/ 295 رقم 3328، والإكمال لابن ماكولا 7/ 317، والمنتظم 6/ 145 رقم 221.
[1] في الإكمال 7/ 317.
[2] قال ابن الجوزي: توفي سنة 305 وقيل: 306 هـ (المنتظم) .
[3] انظر عن (أيوب بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 104، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 136 و 38/ 312، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 210، 211، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 491 رقم 332.(23/302)
- حرف الباء-
535- بُنان بْن أحمد بْن عَلُّويَه [1] .
أبو محمد القطّان.
سمع: دَاوُد بْن رُشَيْد، وعثمان بْن أَبِي شيبة.
وعنه: الطَّسْتيّ، وابن سَعِيد الرّزّاز، وابن المظفّر.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لم يكن بهِ بأس.
- حرف التاء-
536- تميم بْن يوسف الحمصيّ الصَّيْدلانيّ.
عَنْ: الربيع المُرَاديّ.
وعنه: إِسْحَاق بْن سعْد، وأبو القاسم الآبنْدُونيّ.
مستقيم الحديث.
__________
[1] انظر عن (بنان بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 100 رقم 3542 وفيه: بنان بن بنان بن أحمد.(23/303)
- حرف الجيم-
537- جعفر بْن أحمد بْن الفَرَج الدُّوريّ [1] .
عَنْ: هارون بْن إِسْحَاق.
وعنه: ابن بَخِيت، وابن المظفّر.
538- جعفر بْن محمد بن أسد [2] .
أبو الفضل النَّصِيبيّ الضّرير المقرئ.
قرأ عَلَى: أَبِي عُمَر الدُّوريّ، وهو من كبار أصحابه.
قرأ عَلَيْهِ: محمد بن عليّ بْن الْجُلُنْديّ، ومحمد بن عليّ بْن حسن العَطُوفيّ، وجماعة بنصيبين.
حدّث سنة سبع وثلاثمائة.
539- جعفر بْن محمد بن عُتَيْب [3] .
أبو القاسم السُكري، بغداديّ.
حدث عن: عَبْدة بْن عَبْد اللَّه الصّفّار، ومحمد بْن زياد الزّياديّ، ومحمد بن مَعْمَر البَحْرانيّ.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن عديّ، وابن لؤلؤ، ومحمد بن المظفّر.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن أحمد بن الفرج) في:
تاريخ بغداد 7/ 212 رقم 3689.
[2] انظر عن (جعفر بن محمد بن أسد) في:
تاريخ بغداد 7/ 222 رقم 3703.
[3] انظر عن (جعفر بن محمد بن عتيب) في:
تاريخ بغداد 7/ 206 رقم 3672.(23/304)
540- جعفر بْن محمد بن سَعِيد [1] .
بغداديّ.
سمع: محمود بْن خِداش، ويوسف بْن موسى.
وعنه: عليّ بْن عُمَر السُّكّريّ الحربيّ، وأبو بَكْر بن المقرئ، وآخرون.
541- جعفر بْن محمد بن العبّاس [2] .
أبو القاسم الكَرْخيّ.
عَنْ: جُبَارة بْن المغلِّس، وهنّاد بْن السَّرِيّ، وجماعة.
وعنه: ابن عديّ، وأبو حفص بن شاهين، وعليّ الحربيّ.
وهّاهُ الدَّارَقُطْنيّ.
542- جعفر بْن محمد بن أحمد بْن صالح بْن أَبِي هُرَيْرَةَ.
أبو القاسم الْمَصْرِيّ.
سمع: حَرْمَلَة.
543- جعفر بْن محمد بن يعقوب الإصبهانيّ [3] .
التّاجر الأعور.
عَنْ: الحَسَن بْن محمد بن الصّبّاح الزَّعْفرانيّ، والحسن بْن عَرَفَة، وجماعة.
وعنه: محمد بن جعفر المغازليّ، ووالد أبي نعيم.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد بن سعيد) في:
تاريخ بغداد 7/ 209 رقم 3679.
[2] انظر عن (جعفر بن محمد بن العبّاس) في:
تاريخ بغداد 7/ 208 رقم 3677.
[3] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 246.(23/305)
- حرف الحاء-
544- الحَسَن بْن بطّة بْن سَعِيد.
أبو عليّ الزَّعْفرانيّ.
عَنْ: بِشْر بْن مُعَاذ العَقَديّ، وعَبْد اللَّه بْن معاوية الْجُمَحيّ، ولُوَيْن.
وهو من مُسنِدي شيوخ إصبهان.
تُوُفّي بعد ثلاثمائة.
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن أحمد والد أَبِي نُعَيْم، ومحمد بن عُبَيْد اللَّه بْن المَرْزُبانيّ، ومحمد بن جعفر.
545- الحَسَن بْن صالح.
أبو عليّ البَهْنَسيّ الْمَصْرِيّ.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى.
546- الحَسَن بْن عثمان بْن زياد [1] .
أبو سَعِيد التُّسْتَريّ.
عَنْ: محمد بن سهل بْن عسكر، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، ومحمد بن يحيى القطيعيّ، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وآخرون.
وكان كذّابا.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن عثمان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 126، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 756، 757، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 205 رقم 835، وميزان الاعتدال 1/ 502، 503 رقم 1885، والمغني في الضعفاء 1/ 162 رقم 1428، والكشف الحثيث 135، 136 رقم 216، ولسان الميزان 2/ 219، 220 رقم 968.(23/306)
قَالَ ابن عديّ [1] : كَانَ عندي أنّه يضع الحديث. سألت عبدان الأهوازيّ عَنْهُ، فقال: كذّاب.
547- الحَسَن بْن عليّ بْن يونس.
أبو عليّ بْن الإفريقيّ.
سمع: محمد بن رُمْح، وحَرْمَلَة. وحَدَّثَ.
548- الحَسَن بْن الفَرَج الغزّيّ [2] .
روى عن: يحيى بن بكير «مؤطّأ مالك» .
وعن: يوسف بْن عديّ، وعَمْرو بْن خَالِد الحرّانيّ، وهشام بن عمّار.
روى عَنْهُ: الحَسَن بْن مروان القيْسرانيّ، ومحمد بن عليّ النّقّاش التِّنِّيسيّ، وأبو عُمَر بْن فَضَالَةَ، وعليّ بْن أحمد المقدسيّ، وأبو عليّ الحسين بْن محمد النَّيْسابوريّ، ومحمد بن العبّاس بْن وصيف.
قال أبو علي: قرأ علينا «المؤطّأ» من أصل كتابه، وما رأينا منه إلّا الخير.
قلت: سماع أَبِي عليّ منه سنة ثلاث وثلاثمائة فيما أحسب، واللَّه أعلم.
549- الحَسَن بْن عليّ بْن رَوح بْن عَوَانة [3] .
أبو بَكْر الكفْرَبطْنانيّ [4] .
روى عَنْ: قاسم الْجُوعيّ، وهشام الأزرق، ومحمد بن وزير، وجماعة.
وعنه: محمد بن سليمان الرّبعيّ، وجُمَح بْن القاسم، وابن زبْر، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وآخرون.
وما علمت بهِ بأسا.
__________
[1] عبارته في الكامل 2/ 756: «كان عندي يضع ويسرق حديث الناس» .
[2] انظر عن (الحسن بن الفرج) في:
تاريخ جرجان 340، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 290 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 238، وسير أعلام النبلاء 14/ 55، 56 رقم 26.
[3] انظر عن (الحسن بن علي بن روح) في:
معجم البلدان 4/ 468 وفيه: «الحسين» .
[4] الكفربطنانيّ: بفتح أوّله وسكون ثانيه: وبعض يفتحها أيضا، ثم راء، وفتح الباء الموحّدة، وطاء مهملة ساكنة، ونون. قرية من قرى غوطة دمشق. (معجم البلدان) .(23/307)
550- الحَسَن بْن عليّ بْن مَحْميّ بْن بِهْرام [1] .
أبو عليّ المُخَرِّميّ البزّاز [2] .
سمع: عليّ بْن المَدِينيّ، وسُوَيْد بْن سَعِيد، وعبد الأعلى بْن حمّاد.
وعنه: عُمَر بْن سُنْبُك، ومحمد بن عُبَيْد اللَّه بْن الشِّخِّير، وابن عديّ وقال [3] : رأيتهم مجمِعِين عَلَى ضعفه، وأنكرت عَلَيْهِ أحاديث.
551- الحَسَن بْن موسى [4] .
أبو محمد النّوَبْخِتيّ البغداديّ، صاحب المصنّفات الكثيرة في الكلام والفلسفة.
وهو ابن أخت أَبِي سهل بْن نُوبَخْت.
وكان شيعيّا. وله كتاب «الدّيانات» لم يُتِمُّه، وكتاب «الرّدّ عَلَى التّناسخيّة» ، وكتاب «حَدَث العالم» ، وكتاب «الرّدّ عَلَى أَبِي الهُذَيْل العلّاف في قوله نعيم الجنّة منقطع» ، وكتاب «الرّدّ عَلَى أهل المنطق» ، وكتاب «إنكار رؤية اللَّه تعالى» ، وأشياء كثيرة [5] .
552- الحَسَن بْن يوسف بْن أَبِي طيبة [6] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 755، وفيه: «الحسن بن علي بن يحيى» وهو غلط، والمغني في الضعفاء 1/ 163 رقم 1439، وميزان الاعتدال 1/ 506 رقم 1903، ولسان الميزان 2/ 228 رقم 8986.
[2] في الكامل لابن عديّ: «البراز» .
[3] في الكامل 2/ 755.
[4] انظر عن (الحسن بن موسى) في:
الفهرست للطوسي 75 رقم 261، ومجمع الرجال 2/ 157، والفهرست لابن النديم 1/ 177، والرجال للنجاشي 46، 47، وطبقات المعتزلة 104، وسير أعلام النبلاء 15/ 327 رقم 162، والوافي بالوفيات 12/ 280 رقم 253، ولسان الميزان 2/ 258 رقم 1075 وفيه كنيته: «أبو محمد» ، وإيضاح المكنون 1/ 97، 336، 553، 554 و 2/ 261، 265، 274، 283، 330، 677، وتنقيح المقال للمامقاني 1/ 311، 312، وأعيان الشيعة 23/ 233- 239، ومعجم المؤلفين 3/ 298.
[5] انظر: الفهرست لابن النديم، وفهرست الطوسي.
[6] انظر عن (الحسن بن يوسف) في:(23/308)
القاضي أبو عليّ الْمَصْرِيّ المَدِينيّ.
سمع: هشام بْن عمّار، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ.
وعنه: محمد بن المظفّر، والمفيد، وعليّ بْن عُمَر الحربيّ.
سمعوا منه ببغداد.
553- الحسين بْن أحمد بن عبد الله بن وهب [1] .
أبو علي البغداديّ المالكيّ.
عَنْ: محمد بن وهْب بْن أَبِي كريمة، وهشام بن عمّار، وعبد الوهّاب بْن الضّحّاك العَرَضيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بَكْر الشّافعيّ، وعبد الصَّمد الطَّسْتيّ، وعليّ بْن محمد الشُّونِيزيّ، والمَيَانِجيّ.
قَالَ الخطيب: ما علمت منه إلّا خيرًا.
554- الحسين بْن أحمد بْن عصمة [2] .
أبو عليّ البغداديّ، الوكيل.
عَنْ: حَجّاج بْن الشّاعر، والرَّماديّ.
وعنه: أبو محمد بن السّقّاء، وابن المظفّر.
555- الحسين بْن أحمد بْن منصور البغداديّ سجّادة [3] .
عَنْ: أَبِي مَعْمَر الهُذليّ، والقواريريّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن عديّ، والإسماعيليّ.
لا باس به.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 7/ 456 رقم 4029.
[1] انظر عن (الحسين بن أحمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 8/ 4 رقم 4034.
[2] انظر عن (الحسين بن أحمد بن عصمة) في:
تاريخ بغداد 8/ 5 رقم 4036.
[3] انظر عن (الحسين بن أحمد بن منصور) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 139، وتاريخ بغداد 8/ 3، 4 رقم 4033.(23/309)
556- الحسين بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد القطّان [1] .
أبو عبد الله الرَّقّيّ المالكيّ الجصّاص الأزرق.
سمع: إبراهيم بْن هشام الغسّانيّ، وهشام بن عمّار، والوليد بْن عُتْبة، وإِسْحَاق بْن موسى الْأَنْصَارِيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو بكر بْن السُّنّي، وابن عديّ، وأبو حاتم بن حبان، وأبو بكر بن المقرئ، وجماعة.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
557- الحسين بْن عليّ بْن حمّاد بْن مِهران [2] .
أبو عبد الله الرّازيّ المقرئ.
قرأ عَلَى: أحمد بْن يزيد الحَلْوانيّ.
وأقرأ مدة.
قرأ عَلَيْهِ: أبو بَكْر النّقّاش، وعليّ بْن أحمد بْن صالح المقرئ.
شيخ الخليليّ.
558- الحسين بْن محمد بن جَابِر التَّميميّ [3] .
بصْريّ.
حدث عن: هُدْبة بْن خَالِد.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بَكْر المقرئ.
559- حِماس بْن مروان بن سماك [4] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبد الله القطان) في:
تاريخ جرجان 458، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 5/ 1 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 305، وسير أعلام النبلاء 14/ 286، 287 رقم 181.
[2] انظر عن (الحسين بن علي بن حمّاد) في:
معرفة القراء 1/ 236 رقم 136، وغاية النهاية 1/ 244 رقم 1113.
[3] انظر عن (الحسين بن محمد بن جابر) في:
تاريخ بغداد 8/ 95 رقم 4192.
[4] انظر عن (حماس بن مروان) في:
معالم الإيمان 2/ 320- 330، وسير أعلام النبلاء 14/ 215 رقم 117، والديباج المذهب 1/ 342- 344.(23/310)
أبو القاسم الهَمْدانيّ القيرواني القاضي العلّامة.
سمع في صغره من سَحْنُون. وكان بارعًا في الفقه، محمود الأحكام.
وقيل: كَانَ الاسم في زمانه ليحيى بْن عُمَر والفِقْه لِحماس. وكان يحيى يعظّمه ويُطْريه. وقد رَحَل.
560- حُمَيْد بْن محمد بن نُصَيْر [1] .
أبو الحَسَن التَّميميّ البَعْلَبَكّيّ. إمام جامع بَعْلَبَكّ.
روى عَنْ: هشام بْن خَالِد الأزرق، ومحمد بن مُصَفَّى الحمصيّ، وجماعة.
وعنه: أبو السَّرِيّ محمد بن دَاوُد، وأبو عليّ بْن هارون، ومحمد بن سليمان الرّبعيّ.
- حرف الخاء-
561- الخِضر بْن الهَيْثَم بْن جَابِر [2] .
أبو القاسم الطّوسيّ المقرئ.
شيخ مجهول.
قرأ عَلَيْهِ: أحمد بْن محمد العِجْليّ شيخ الأهوازيّ.
ذكر أَنَّهُ قرأ عَلَى الطَّيِّب بْن إسماعيل، وعمر بْن شبّة، والسُّوسيّ، وهُبَيْرة التّمّار.
قرأ عَلَيْهِ العِجْليّ في سنة عشر وثلاثمائة.
وقرأ عَلَيْهِ: أحمد بْن عَبْد اللَّه الْجُبّيّ.
__________
[1] انظر عن (حميد بن محمد) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 342، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 460، و 11/ 599 و 15/ 595 و 36/ 376 و 37/ 483 و 39/ 561، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 466، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 190 رقم 542 وفيها: «النضير» .
[2] انظر عن (الخضر بن الهيثم) في:
غاية النهاية 1/ 270، 271 رقم 1226.(23/311)
- حرف الزاي-
562- زيد بْن عَبْد العزيز.
أبو جَابِر المَوْصِليّ.
سمع: محمد بن يحيى بْن فَيّاض، ومحمد بن عَبْد اللَّه بْن عمّار.
- حرف السين-
563- سَعِيد بْن عَبْد الرحيم [1] .
أبو عثمان البغداديّ الضّرير المؤدّب المقرئ، صاحب الدُّوريّ.
تصدَّرَ للإقراء، فقرأ عَلَيْهِ: أبو الفتح بْن بَدْهَن، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم، وأبو بَكْر الشّذَائيّ، وأبو العبّاس المطَّوِّعيّ، والغَضَائريّ شيخ الأهوازيّ.
كَانَ حَيًّا في حدود سنة عشر وثلاثمائة.
564- سَعِيد بْن يعقوب الْقُرَشِيّ الإصبهانيّ [2] .
أبو عثمان السّرّاج.
عَنْ: محمد بن وزير الواسطيّ، ومحمد بن بشّار، ومحمد بن منصور المّواز.
وعنه: أبو الشَّيْخ، ووالد أَبِي نُعَيْم.
565- سلمان بْن إسرائيل الخُجُنْديّ.
سمع: عَبْد بْن حُمَيْد.
وعنه: عليّ بن عمر الحربيّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن عبد الرحيم) في:
تاريخ بغداد 9/ 103 رقم 4692، ومعرفة القراء الكبار 1/ 242، 243 رقم 145، وغاية النهاية 1/ 306، 307 رقم 1347.
[2] انظر عن (سعيد بن يعقوب) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 330.(23/312)
- حرف الشين-
566- شعيب بْن محمد بن أحمد بْن شُعيب [1] .
أبو القاسم الدَّبِيليّ.
قدِم إصبهان سنة خمس، وحدَّثَ عَنْ عَبْد الرحيم بْن يحيى الدَّبِيليّ، عَنِ الوليد بْن مُسْلِم، وعن سهل بْن سُقَيْر الخِلاطيّ، عَنْ يوسف بْن خَالِد السَّمتيّ.
وعنه: أبو أحمد العسّال، ومحمد بن جعفر بْن يوسف.
- حرف الصاد-
567- صالح بْن محمد بن صالح [2] .
أبو عليّ البغداديّ الجلّاب.
حدَّثَ بدمشق عَنْ: يعقوب الدَّوْرقيّ، وعَمْرو بْن عليّ الفلّاس، وأحمد بْن عَبْدة، وطبقتهم.
وعنه: أبو هاشم المؤذِّن، ومحمد بن سليمان الربعيّ، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (شيب بن محمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 344، 345.
[2] انظر عن (صالح بن محمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 330 رقم 4868.(23/313)
- حرف العين-
568- عامر بْن عُقْبة بْن خَالِد.
أبو الحَسَن الأسْلَميّ، من ولد أَبِي بَرْزَة رضى الله عنه.
ثقة، صدوق.
سمع: أَبَاهُ، وَسَلَمَةَ بْن شبيب، وحُمَيْد بْن مَسْعَدَة.
وعنه: أبو الشَّيْخ، والعسّال.
569- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن خُزَيْمة الباوَرْديّ [1] .
حدَّثَ ببغداد عَنْ: عليّ بْن حُجْر، وعليّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ.
وعنه: أبو بكر الشافعي، والجعابي، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي.
570- عبد الله بن عمران بن موسى المقرئ النجار [2] .
عن: أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعبد الأعلى بن حماد.
وعنه: الجعابي، وابن المقرئ، وجماعة بغداديون.
وكان حافظا رحالا. لقيه ابن المقرئ ببغداد في سنة 304 [3] .
571- عبد الله بن محمد بن الأشقر.
الراوي عَنِ البخاريّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن خزيمة) في:
تاريخ بغداد 9/ 379 رقم 4956.
[2] انظر عن (عبد الله بن عمران) في:
تاريخ بغداد 10/ 39 رقم 5159.
[3] هكذا في الأصل.(23/314)
يأتي في الطبقة الأخرى.
572- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم المقدسيّ.
تُوُفّي سنة نيفٍ عشرة.
573- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَبْد الحميد الواسطيّ القطّان [1] .
أبو بَكْر. نزيل بغداد.
حدَّثَ عَنْ: يعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وعليّ بْن الحَسَن الدِّرْهَميّ، وزهير بْن قُمَيْر، وأحمد البزّيّ المقرئ، وجماعة.
وعنه: ابن السّمّاك، وأبو بَكْر الآجُرِّيّ، وعُمَر بْن بِشْران، والحسن بْن أحمد بْن صالح السَّبِيعيّ.
وثّقه الخطيب.
574- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سيّار [2] .
أبو محمد الفَرْهَادَانيّ، ويقال فيه: الفَرْهَيَانيّ.
ذكره ابن عساكر في «تاريخ دمشق» فقال: سمع: هشام بْن عبّاد، ودُحَيْمًا، وقُتَيْبة بْن سَعِيد، ومحمد بن وزير، وأبا كُرَيْب، وعبد الملك بْن شعيب بْن الَّليْث، وجماعة.
روى عَنْهُ: محمد بْن الحَسَن النّقّاش المقرئ، وأبو أحمد بْن عديّ، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، وبشر بْن أحمد الإسفرائيني، وأبو عَمْرو بْن حمدان.
قَالَ الحافظ ابن عديّ: كَانَ رفيق النَّسائيّ، وكان ذا بصر بالرجال. وكان من الأثبات. سألته أنّ يُمْلي عليَّ عَنْ حَرْمَلَة، فقال: يا بنيّ وما تصنع بحرملة؟
__________
[1] انظر عن (عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَبْد الحميد) في:
تاريخ بغداد 10/ 105 رقم 5224.
[2] انظر عن (عبد الله بْن محمد بْن سيار) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 19/ 284، ومعجم البلدان 4/ 258، 259، واللباب 2/ 427، وسير أعلام النبلاء 14/ 146، 147 رقم 81، وتذكرة الحفاظ 2/ 716، 717، وطبقات الحفاظ 308، وشذرات الذهب 2/ 235.(23/315)
إنّ حرملة ضعيف. ثمّ أملى عليّ عَنْهُ ثلاثة أحاديث لم يَزِدْني.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ وَزَيْنَبَ الْكِنْدِيَّةِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ، أَنَّ زَاهِرَ بْنَ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُمْ: أَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْكَنْجَرُودِيُّ، أَنَا ابْنُ حَمْدَانَ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بْنِ سَيَّارٍ الْفَرْهَادَانِيُّ: ثنا هَارُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ، ثنا أَبِي: نا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رِضَى اللَّهِ فِي رِضَى الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ في سخط الوالد» [1] . توفّي سنة بضع وثلاثمائة.
575- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عيسى.
أبو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ.
كثير الحديث، حسن المعرفة.
سمع: أحمد بْن الفراتُ، والحَجّاج بْن يوسف بْن قُتَيْبة.
وعنه: أحمد بْن بُنْدار، وأبو الشَّيْخ، ومحمد بن جعفر بْن يوسف.
576- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن طُوَيْط [2] .
أبو الفضل الرَّمْليّ البزّاز الحافظ.
سمع: هشام بْن عمار، وابن ذكوان، ودُحَيْمًا، وعبد الجبار بْن العلاء، وعبد الملك بْن شعيب بْن الَّليْث، وطبقتهم.
وكان كثير الحديث، واسع الرحلة.
روى عَنْهُ: خَيْثَمَة، والطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وأبو عُمَر بْن فَضَالَةَ، وجماعة.
577- عَبْد اللَّه بْن يحيى بن موسى [3] .
__________
[1] أخرجه الترمذي في البرّ والصلة (1899) باب: ما جاء من الفضل في رضى الوالدين، من طريق خالد بن الحارث. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه (2026) ، والحاكم في: المستدرك 4/ 151، 152، ووافقه الذهبي في مستدركه.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن نصر) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 220 وفيه: «طويت» ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 431، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 226 رقم 915.
[3] انظر عن (عبد الله بن يحيى) في:(23/316)
أبو محمد السَّرْخَسيّ، القاضي.
عَنْ: عليّ بْن حُجْر، وعليّ بْن خَشْرَم، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والعبّاس بْن الوليد بْن مُزْيَد، وطبقتهم.
وعنه: أبو بَكْر الإسماعيليّ، وأبو أحمد بْن عديّ، وأبو الطَّيِّب، ومحمد بن عَبْد اللَّه الشُّعَيْريّ.
قَالَ ابن عديّ: متَّهم في روايته عَنْ عليّ بْن حُجْر، وغيره.
578- عَبْد اللَّه بْن هاشم [1] .
أبو محمد الزَّعْفرانيّ المقرئ.
ذكر أنّه قرأ القرآن عَلَى خَلَف بْن هشام. وهذا بعيد.
وأنّه قرأ عَلَى دُحَيْم صاحب الوليد بْن مُسْلِم، وعلى عَبْد الوهّاب بْن فُلَيْح، وعلى أَبِي هشام الرّفاعيّ، وعلى الدُّوريّ.
قَالَ أبو عليّ الأهوازي في غير ما موضع: قرأتُ القرآن عَلَى أَبِي الحَسَن عليّ بْن الحسين بْن عثمان الغَضَائريّ. وأخبرني أَنَّهُ قرأ عَلَى الزَّعْفرانيّ. قلت:
هُوَ مجهول. ولو كَانَ في هذا الوقت ثمَّ شيخٌ موجود بهذا اللّقاء والإسناد الّذي في السّماء لازْدَحَمَتِ القُرّاء عَلَيْهِ. والعهدة في وجوده عَلَى الغَضَائريّ. ففي النّفس منه.
579- عَبْد المؤمن بْن أحمد بْن حَوْثرة [2] .
أو عَمْرو الْجُرْجانيّ العطّار.
روى عَنْ: عمّار بْن رجاء، ومحمد بن الْجُنَيْد، ومحمد بن زياد بن معروف، وجماعة.
__________
[ () ] الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1580، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 146 رقم 2139، والمغني في الضعفاء 1/ 362 رقم 3421، وميزان الاعتدال 2/ 524 رقم 4686، ولسان الميزان 3/ 376، 377 رقم 1505.
[1] انظر عن (عبد الله بن هاشم) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 253، 254، رقم 160، وغاية النهاية 1/ 454، 455 رقم 1898.
[2] انظر عن (عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة) في:
تاريخ جرجان للسهمي 245 رقم 397.(23/317)
وعنه: ابن عديّ، وأبو الحَسَن القصْريّ، وأحمد بْن أَبِي عِمران.
580- عَبْد الرَّحْمَن بْن قُرَيش [1] .
أبو نعيم الهرويّ.
حدّث عَنْ: محمد بْن سهل الجوزجاني، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ، وجماعة.
وعنه: جعفر الخُلْديّ، ومَخْلَد البَاقّرْحيّ، وجماعة.
لم يضعفه أحد.
581- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن المغيرة [2] .
أبو الحَسَن التَّميميّ.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أبان، وأبي كريب.
وعنه: أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ، وعليّ بْن لؤلؤ، والجِعَابيّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا.
582- عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن سليم البغداديّ البزّاز [3] .
سمع: الزُّبَير بْن بكّار، وعليّ بْن أشكاب، وعليّ بْن حرب.
وعنه: إبراهيم بْن أحمد، وعبد العزيز بْن جعفر الخِرَقيّان.
583- عتيق بْن هاشم بْن جرير.
أبو بَكْر المُرَاديّ الْمَصْرِيّ.
سمع: أحمد بْن صالح.
584- عليّ بن إبراهيم بن الهيثم [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن قريش) في:
تاريخ جرجان 473.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 283 رقم 5405.
[3] انظر عن (عبيد الله بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 10/ 349 رقم 5493 وفيه: «عبيد الله بن يحيى بن سليمان» .
[4] انظر عن (علي بن إبراهيم بن الهيثم) في:
تاريخ بغداد 11/ 337 رقم 6171.(23/318)
أبو القاسم البلديّ.
سمع: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، وحدَّثَ.
585- عليّ بْن الحسين بْن ثابت [1] .
أبو الحَسَن الْجُهَنيّ الزُرَءائيّ، من أهل زُرَءا، تُدعى الآن زُرع.
روى عَنْ: هشام بن عمّار، وأحمد بن أبي الحواري، وهشام بن خَالِد.
وعنه: جُمَح بْن القاسم، وأبو يَعْلَى الصيداوي، وأبو هاشم عَبْد الجبّار المؤدّب، ومحمد بن سليمان الرّبعيّ.
586- عليّ بْن دَاوُد.
أبو الحَسَن الحرّانيّ العطّار.
عَنْ: عَمْرو بْن هاشم الحرّانيّ.
587- عليّ بْن الصّبّاح بْن عليّ [2] .
أبو الحَسَن الإصبهانيّ الحافظ.
عَنْ: محمد بْن عصام، وعامر بْن إبراهيم.
وعنه: الطَّبَرانيّ [3] ، والعسّال، ومحمد بن جعفر بْن يوسف، وأبو أَبِي نُعَيْم.
588- عليّ بْن عَبْد الملك بْن عَبْد ربّه الطّائيّ البغداديّ [4] .
حدث عن: عَبْد الأعلى بْن حمّاد، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ.
روى عَنْهُ: أحمد بْن كامل، وعُمَر بْن سُنْبُك، وعليّ بْن عُمَر الحربيّ.
589- عليّ بْن موسى بن النّضر.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسين) في:
معجم البلدان 3/ 135، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29 رقم 26، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 217 في ترجمة: عبد الله بن محمد بن حمزة الصيداويّ.
[2] انظر عن (علي بن الصباح) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 10 وهو يعرف بابن ريذوس.
[3] لم يذكره في معجمه الصغير.
[4] انظر عن (علي بن عبد الملك) في:
تاريخ بغداد 12/ 27 رقم 6391.(23/319)
أبو القاسم الأنباريّ.
عَنْ: يعقوب الدَّوْرقيّ، وزياد بْن أيّوب، وطبقتهما.
وعنه: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وابن شاهين، وجماعة.
وهو ثقة.
590- عليّ بْن عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أبو الحَسَن، مولى قُرَيش. مصريّ يُعرف بابن أَبِي مروان.
سمع: عيسى بْن زُغْبة، وعبد الملك بْن شعيب بْن الَّليْث.
591- عليّ بْن الحَسَن بْن الْجُنَيْد [1] .
أبو عبد الله النَّيْسابوريّ، ثمّ البغداديّ البزّاز.
حدث عن: لُوَيْن، وعَبْد اللَّه بْن هاشم، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ.
وعنه: أبو القاسم بْن النّحّاس، وعبد العزيز الخِرَقيّ، ومحمد بن المظفّر.
وثّقه الخطيب.
592- عِمران بْن موسى النَّيْسابوريّ.
أبو الحَسَن.
سمع: محمد بْن يحيى، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بن عَزيز الأَيْليّ.
وعنه: محمد بْن سليمان الرّبعيّ، وابن المقرئ، وابن حَيَّوَيْه النَّيْسابوريّ، والحسن بْن رشيق، وجماعة.
حدَّثَ بمصر، ودمشق.
593- عُمَر بْن إسماعيل.
أو حفص السّرّاج الْمَصْرِيّ.
سمع: حَرْمَلَة.
594- عَمْرو بْن الجنيد القاضي.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن بن الجنيد) في:
تاريخ بغداد 11/ 378 رقم 6241.(23/320)
حكَمَ بدمشق.
وحدث عن: يعقوب الدَّوْرقيّ، وأحمد بْن المِقْدام.
وعنه: الحَسَن بْن منير التّنُوخيّ، وأبو بَكْر الرّبعيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دُجانة.
595- عُمَر بْن حفص بْن هند الهَمْدانيّ [1] .
أبو حفص، مستملي ابن دِيزِيل.
سمع: يحيى بْن نَضْلَة الخُزاعيّ، وإسماعيل بْن موسى الفَزَاريّ، وأبا كُرَيْب، وجماعة.
وعنه: أبو بَكْر محمد بْن يحيى الْإِمَام، والفضل بْن الفضل الكنديّ.
والإسماعيليّ، وأبو عَمْرو بْن مطر، وجماعة.
596- عُمَر بْن سَعِيد بْن أحمد بْن سعد بْن سنان [2] .
أبو بَكْر الطّائيّ المَنْبِجيّ.
سمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وأبا مُصْعَب، ومحمد بن قُدَامة، وأحمد بْن أَبِي شعيب الحرّانيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن حِبّان، وعَبْدان بْن حُمَيْد المَنْبِجيّ، وابن عديّ، وعَبْد اللَّه بْن عَبْد الملك المَنْبِجيّ.
وقال أبو حاتم بْن حبّان: كَانَ قد صام النّهار وقام اللّيل ثمانين سنة غازيا مرابطا، رحمة [3] الله عليه.
__________
[1] انظر عن (عمر بن حفص) في:
تاريخ جرجان 88، 222.
[2] انظر عن (عمر بن سعيد) في:
المعجم الصغير 1/ 187، وفيه: «عمر بن سنان المنيحي» وهو وهم، والأنساب 542 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 114 أ، ومعجم البلدان 5/ 27، واللباب 3/ 259، وسير أعلام النبلاء 14/ 290، 291، رقم 185.
[3] في الأصل «رحمت» بالتاء المفتوحة.(23/321)
أَخْبَرَنا محمد بْنُ عَلِيٍّ: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأَسَدِيُّ، أَنَا جَدِّي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ سنة تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِمَائَةٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ محمد الْفَقِيهُ، أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ بِمَنْبِجَ، ثنا أَبُو إِلْيَاسَ الْبَالِسِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ المَنْبِجِيُّ سنة سِتٍّ وَثَلاثِمَائَةٍ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ محمد يُحَدِّثُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، «أَنَّهُ أَرَاهُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغَ مَسْحَ الرَّأْسِ وَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى مَقْدِمِ رَأْسِهِ، ثُمَّ مَرَّ بِهِمَا حَتَّى بَلَغَ الْقَفَا، ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّى بَلَغَ الْمَكَانَ الَّذِي مِنْهُ بَدَأَ» [1] .
قلتُ: القاسم هُوَ ابن محمد بْن أَبِي سُفْيَان الثّقفيّ الدّمشقيّ، مُقِلّ، روى عَنْهُ أيضًا قيس بْن الأحنف.
597- عُمَر بْن سهل [2] .
أبو بَكْر الدِّيَنَوَريّ الحافظ.
حدَّثَ بإصبهان عَنْ: أَبِي الأحوص محمد بْن الهَيْثَم العُكْبُريّ، ومحمد بن صالح الأشجّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيْخ، والحسن بْن إِسْحَاق.
598- عُمَر بْن خَالِد [3] .
أبو حفص الشّعيريّ البغداديّ.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن مُطِيع، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرّازيّ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن خَلَف بْن حيان شيخ أَبِي القاسم التّنُوخيّ، وأبو القاسم بن النّحّاس، وغيرهما.
حدّث سنة أربع وثلاثمائة.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد في المسند 4/ 94، وأبو داود في الطهارة (124) باب: صفة وضوء النبيّ صلّى الله عليه وسلم، من طريق: الوليد بن مسلم.
[2] انظر عن (عمر بن سهل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 189.
[3] انظر عن (عمر بن خالد) في:
تاريخ بغداد 11/ 219، 220 رقم 5936.(23/322)
599- عَمْرو بْن بِشْر [1] .
أبو حفص النَّيْسابوريّ الشاماتيّ. نزيل بغداد وأحد حفّاظ الحديث.
حدَّثَ عَنْ: محمد بْن أَبِي سَمِينة، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، والحسن بْن عيسى بْن ماسَرْجس، وجماعة.
وعنه: أبو بَكْر الشّافعيّ، والصّوّاف.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة حافظًا.
- حرف الفاء-
600- الفضل بْن أحمد البغداديّ السّرّاج [2] .
عَنْ: عَبْد الأعلى بْن حمّاد النّرسيّ.
وعنه: عليّ الحربيّ فقط.
__________
[1] انظر عن (عمرو بن بشر) في:
تاريخ بغداد 12/ 225 رقم 6674.
[2] انظر عن (الفضل بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 376 رقم 6827.(23/323)
- حرف القاف-
601- القاسم بْن عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد بْن كثير بْن عُفَيْر.
عَنْ: عيسى بن حمّاد.
602- القاسم بن مندة بن كوشند الإصبهانيّ الضّرير [1] .
سمع: سليمان الشاذكُونيّ، وسعيد بْن يحيى الإصبهانيّ، وسهْل بْن عثمان.
وعنه: محمد بن جعفر بن يوسف، وأبو أبي نعيم.
اختلط في آخر عُمرِهِ، وضعّفوا أمره.
603- القاسم بْن يحيى بْن نصر الثَّقْفيّ [2] .
أبو عَبْد الرَّحْمَن البغداديّ.
عَنْ: عمّه سعدان بْن نصر، والربيع بْن ثعلب، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، والصَّلْت بْن مسعود الجحدريّ.
وعنه: ابن المظفّر، ومحمد بن الشِّخِّير، وعَبْد اللَّه بْن موسى الهاشميّ.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
مات في حدود سنة عشر.
604- قدامة بن جعفر بن قدامة [3] .
__________
[1] انظر عن (القاسم بن مندة) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 162، والمغني في الضعفاء 2/ 521 رقم 5017، وميزان الاعتدال 3/ 380 رقم 6845، ولسان الميزان 4/ 466 رقم 1449.
[2] انظر عن (القاسم بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 12/ 442 رقم 6912.
[3] انظر عن (قدامة بن جعفر) في:(23/324)
أبو الفَرَج الكاتب الإخباريّ.
أحد البلغاء الّذي ضربَ الجريريّ بهِ المثلَ في قوله: لو أوتي بلاغة قُدَامة.
كَانَ قُدَامة فيلسوفًا نصرانيًا، فأسلم عَلَى يد المكتفي باللَّه. وكان موصوفًا بمعرفة عِلْم المنطق، وله كتاب «الخراج» ، وكتاب «نقْد الشِّعْر» ، وكتاب «صابون الغَمّ» ، وكتاب «السّياسة» ، وكتاب «ترياق الفِكْر» ، وكتاب «جلاء الحُزْن» ، وكتاب «الرّدّ عَلَى ابن المعتزّ» ، وكتاب «صناعة الْجَدَل» ، وكتاب «نزهة القلب» ، وكتاب «الرسالة إلى ابن مُقْلَة» ، وغير ذَلِكَ.
وكان بغداديًا علّامة. أدرك أبا محمد بْن قُتَيْبة، وثعلبًا، والمبرّد، وأبا سَعِيد السُّكَّريّ.
وبرع في فنون الأدب وفي الحساب، وغير فن.
وكان أَبُوهُ أيضًا كاتبًا أديبًا، وقد مَرّ [1] .
605- قسطنطين الرُّوميّ [2] .
مولى المعتمد.
عَنْ: هشام بن عمّار، وأبي بَكْر، وعثمان ابني أَبِي شَيْبة، وغيرهم.
تفرَّدَ عَنْهُ ابن عديّ.
- حرف الكاف-
606- كَهْمُس بْن مَعْمَر بْن محمد بْن مَعْمَر بْن كَهْمُس الْمَصْرِيّ.
سمع: محمد بن رمح، وغيره.
__________
[ () ] معجم الأدباء 17/ 12، والبداية والنهاية 11/ 220، والنجوم الزاهرة 3/ 297، وكشف الظنون 204، وغيرها، وهدية العارفين 1/ 835، وديوان الإسلام 4/ 4، 5 رقم 1661، والأعلام 5/ 191، ومعجم المؤلّفين 8/ 128.
[1] برقم (378) من هذا الجزء.
[2] انظر عن (قسطنطين الرومي) في:
تاريخ بغداد 12/ 478 رقم 6949.(23/325)
- حرف الميم-
607- محمد بْن إبراهيم بْن يحيى بْن الحَكَم بْن الجزّور الثَّقْفيّ [1] .
مولى السّائب بْن الأقرع، أبو جعفر الإصبهانيّ الجزّوريّ المؤدّب.
روى عَنْ لُوَيْن نسخةً، وعن: محمد بْن حاتم المؤدِّب، وأبي عُمَر الدُّوريّ، وأحمد ويعقوب ابني الدَّوْرقيّ، وعليّ بْن مُسْلِم الطُّوسيّ.
روى عنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، وأبو أبي نعيم، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو جعفر بن المرزبان، وسماعه منه سنة خمس وثلاثمائة.
608- محمد بْن أحمد بْن الحُسين الأهوازيّ الْجُرَيْجيّ الحافظ [2] .
جَمَع حديث ابن جُرَيْج، ورحل وطوّف. ولم يكن ثقة.
روى عَنْ: يوسف بْن موسى القطّان، ومحمد بن المُثَنَّى، والأشجّ، وطبقتهم.
روى عَنْهُ: ابن عديّ وقال: لقيته بتُسْتَر [3] ، وكان مقيمًا بها يُحَدِّثُ عمّن لم يَرَهُمْ. وسألتُ عَبْدان عَنْهُ فقال: كذَّاب. كتبَ عنّي حديث ابن جُرَيْج، وادّعاهُ عَنْ شيوخه.
609- محمد بن أحمد بن أبان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن يحيى) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 242.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن الحسين) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2301، 2302، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 38 رقم 2870، وميزان الاعتدال 3/ 455 رقم 7136، والمغني في الضعفاء 2/ 547 رقم 5234، ولسان الميزان 5/ 35 رقم 120.
[3] في الأصل: «بتنيس» ، وهو وهم.(23/326)
أبو العبّاس السُّلَميّ الرَّقّيّ الضّرّاب.
سمع: لُوَيْنًا، وجماعة.
وعنه: محمد بْن المظفّر، وأبو بَكْر بن المقرئ، وأبو الفتح محمد بْن الحُسين الْأَزْدِيّ، وآخرون.
610- محمد بْن أحمد بْن أزهر الدّمشقيّ.
عَنْ: أَبِي إِسْحَاق الجوزجانيّ، والعبّاس بْن الوليد بْن مُزْيَد.
وعنه: أبو هاشم المؤدّب، وأبو سليمان بْن زبْر الدمشقيّان.
611- محمد بْن أحمد بْن الوليد بْن يزيد [1] ، أبو بَكْر الثَّقْفيّ المَدِينيّ [2] .
ثقة أمين، مِن أولاد الملوك.
سمع: سعْد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وعصام بْن روّاد العسقلانيّ، ومتوكّل بْن أي سَورَة المصِّيصيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيْخ، وآخرون.
612- محمد بْن أحمد بْن عثمان [3] .
أبو طاهر المَدِينيّ، نزيل مصر.
روى عَنْ: يحيى بْن سليمان الْجُعْفيّ، ويحيي بْن دُرُسْت، وحَرْمَلَة بْن يحيى.
قَالَ ابن عديّ [4] : كتبت عَنْهُ، وكان يُحمل عَلَى حِفْظه. وقد أصيب بكتبه
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن الوليد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 24.
[2] في المعجم: البغدادي.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن عثمان) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2302، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 39 رقم 2872، والمغني في الضعفاء 2/ 548 رقم 5235، وميزان الاعتدال 3/ 460 رقم 7156، ولسان الميزان 5/ 36، 37 رقم 122.
[4] في الكامل 6/ 2302، وفيه: وعندي أنه يحدّث عن قوم بأحاديث توهّما مما ليست عندهم فيثبت عليه ولا يرجع.(23/327)
وحدَّثَ بمناكير.
قلت: وروى عَنْهُ ابن يونس.
613- محمد بْن أحمد بْن يزيد الزُّهْرِيّ [1] .
أبو عبد الله الإصبهانيّ الحافظ.
طلب في حدود الخمسين ومائتين، وسمع من: سَعِيد بْن عيسى الكُرَيْزيّ، ويحيى بْن واقد الطّائيّ صاحب هُشَيْم، وإسماعيل بْن يزيد القطّان، وأحمد بن الفرات، ومحمد بن عصام جبر، وخلق.
وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وابن المقرئ، وعبد الله والد أبي نعيم، وغيرهم.
قال أبو الشيخ: لم يكن بالقوي في الحديث. وهو أخو أبي صالح الأعرج عبد الرحمن، والراوي عَنْ حُمَيْد بن مسعدة الّذي مرّ سنة ثلاثمائة.
614- محمد بْن أحمد بْن يزيد ورْكشين [2] .
أبو عبد الله البلْخيّ، ويُعرف بالأزرق.
حدَّثَ عَنْ: عليّ بْن المَدِينيّ، وهشام بن عمّار.
وعنه: أبو بكر الربعي، وعبد الله بن عدي وضعفه.
قُلْتُ: ثُمَّ رَوَى عَنْهُ حَدِيثًا بِإِسْنَادِ الصَّحِيحِ مَرْفُوعًا: «إِنَّ اللَّهَ ائْتَمَنَ عَلَى وَحْيِهِ جبريل ومحمد وَمُعَاوِيَةَ» . وَهَذَا مِنْ وَضْعِهِ.
615- محمد بْن إبراهيم بْن محمد بْن الوليد.
الحافظ أبو عبد الله الإصبهانيّ الكتّانيّ، نزيل سمرقنْد. ذكره يحيي بن
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الزهري) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 107.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن يزيد) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 6/ 2297، 2298، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 39 رقم 2875، وميزان الاعتدال 3/ 455 رقم 7134، والمغني في الضعفاء 2/ 547 رقم 5232، ولسان الميزان 5/ 34 رقم 118.(23/328)
مَنْدَه غير مطوَّل فقال: كَانَ من أئمّة الحديث، والمعتمد عَلَيْهِ في معرفة الصّحابة والعِلَل.
جالس أبا حاتم الرّازيّ، وأبا زُرْعة، ومسلم بْن الحَجّاج، وصالح بْن محمد جَزَرَة، وأخذ عَنْهُمْ.
وسكن سمرقنْد مدّةً طويلة.
616- محمد [1] بْن جبّويه بن بندار.
أبو جعفر الهمذانيّ.
سمع: محمود بْن غَيْلان، ومحمد بن عُبَيْد الهمذانيّ، وسَلَمَةَ بْن شبيب.
وعنه: محمد بْن محمد الصّفّار، وأحمد بْن محمد بْن صالح، والفضل بْن الفضل، وجبريل بْن محمد الهمذانيُّون.
وكان صدوقًا خيّرًا. وهو أخو إبراهيم، وتُوُفّي إبراهيم قبله، وسمع معه من جماعة، منهم محمد بْن عُبَيْد.
617- محمد بْن جعفر بْن طُرْخان الإسْتراباذيّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وإسماعيل بْن موسى السُّديّ، وأحمد بن منيع، وابن أبي عمر العدني، وطبقتهم.
وعنه: ابن عدي، ومحمد بن إبراهيم، وجماعة.
من شيوخ أبي سعد الإدريسي وقال: كَانَ ثقة.
618- محمد بْن جعفر بْن يحيى بْن رَزِين [2] .
أبو بَكْر العُقَيْليّ الحمصيّ العطّار.
سمع: هشام بن عمّار، وإِسْحَاق بْن إبراهيم بن العلاء، ووالد هذا
__________
[1] في الأصل: «أحمد» ، وهو وهم، والتصحيح من: الإكمال لابن ماكولا 2/ 364، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 139.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر بن يحيى) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 288، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 142، 143 رقم 1356.(23/329)
إبراهيم بْن العلاء بْن زِبْريق.
وعنه: يحيى بْن مِسْعَر المَعَرِّيّ، والقاضي المَيَانِجيّ، وابن المقرئ، والقاضي أَبِي بَكْر الأبْهَريّ، والحسن بْن عَبْد اللَّه الكِنْديّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لَيْسَ بهِ بأس.
619- محمد بْن الحُسن بْن الخليل النَسَويّ.
أبو عبد الله.
سمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وأبا كريب.
وعنه: ابن نُجَيْد، وأبو حاتم بْن حِبّان، وعليّ بْن عيسى المالينيّ.
620- محمد بْن حصْن بْن خَالِد [1] .
أبو عبد الله الألُوسيّ.
حدَّثَ بدمشق عَنْ: نصْر بْن عليّ، ومحمد بن مَعْمَر البَحْرانيّ، ومحمد بن زنبور، وجماعة.
وعنه: محمد بن حميد بن معيوف، والطبراني، والمقرئ.
621- محمد بْن سليمان بْن محبوب [2] .
أبو عبد الله البغدادي الحافظ، الملقب بالسخل.
حدث عَنْ: محمد بْن عوف الحمصيّ، وطبقته.
روى عَنْهُ: الْجِعَابيّ، وإِسْحَاق النِّعَاليّ، ومحمد بن المظفّر.
622- محمد بْن صالح بْن عَبْد اللَّه الطَّبَريّ.
أبو الحسن السّرويّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن حصن) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 78 وفيه: «محمد بن حصين الأويسي» .
[2] انظر عن (محمد بن سليمان) في:
تاريخ بغداد 5/ 300 رقم 2804.(23/330)
روى عَنْ: عَبْد الجبّار بْن العلاء، وأبي كُرَيْب، ويعقوب الدَّوْرقيّ، وبندار.
وعنه: أحمد بن سعيد المعداني، وعلي بن الحسن بن الربيع الفقيه، وجبريل بن محمد، والهمدانيون.
فيه لين.
623- محمد بن سلمة بن قرباء [1] .
أبو عبد الله الربعي البغدادي.
نزيل عسقلان.
حدث عَنْ: بِشْر بْن الوليد، وأحمد بْن المِقْدام، ومحمود بْن خداش.
وعنه: عبد الله بن عدي، وأبو حاتم بن حبان، وأبو بكر بن المقرئ.
قال الدارقطني: ليس بالقوي [2] .
624- محمد بن سهل البغدادي العطار [3] .
مولى بني أسد.
روى عَنْ: مُضارب بْن نُزَيْك الكلْبيّ، وعُمَر بْن عَبْد الجبّار، وعَبْد اللَّه البَلَويّ، وطائفة مجهولين.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الشّافعيّ، والجِعَابيّ، ومَخْلَد البَاقّرْحيّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: متروك [4] .
وقال مرّة: كَانَ يضع الحديث [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن سلمة) في:
تاريخ بغداد 5/ 346 رقم 2862، وميزان الاعتدال 3/ 568 رقم 7616، والمعني في الضعفاء 2/ 587 رقم 5577، ولسان الميزان 5/ 184 رقم 635.
[2] تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (محمد بن سهل) في:
تاريخ بغداد 5/ 212 رقم 2829، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 70 رقم 3032، والمغني في الضعفاء 2/ 590 رقم 5603، وميزان الاعتدال 3/ 576 رقم 7653، والكشف الحثيث 379 رقم 677، ولسان الميزان 5/ 194 رقم 675.
[4] تاريخ بغداد.
[5] نفسه.(23/331)
625- محمد بن صالح بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حمّاد [1] .
أبو العبّاس بْن أَبِي عِصْمة التَّميميّ الدّمشقيّ.
روى عَنْ: جاره هشام بن عمّار، وهشام بْن خَالِد، ومحمد بن يحيى الزّمّانيّ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن إِسْحَاق الصّفّار، والخضر الأسْيُوطيّ، وعَبْد اللَّه بْن عديّ، وأبو بَكْر الرّبعيّ، وابن المقرئ، وجماعة.
626- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن إبراهيم [2] .
أبو بَكْر الأشْنانيّ العَنْبريّ.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: عليّ بْن الْجَعْد، وأحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وهذه الطبقة.
وعنه: علي بن الحسن الجراحي، وأبو بكر أحمد بن شاذان.
وعنه قَالَ الخطيب [3] : إنّه كَانَ يضع الحديث.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: دجّال [4] .
627- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن المنتجِع [5] .
أبو عَمْرو المَرْوَزِيّ.
ثقة، سمع: عليّ بْن خَشْرَم.
وعنه: أبو الحسين بن المظفّر، وأبو الحسن الحربيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن صالح) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 114.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن إبراهيم) في:
الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 157 رقم 495، وتاريخ بغداد 5/ 439- 442 رقم 2963، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 79 رقم 3088، والمغني في الضعفاء 2/ 601 رقم 5702 وفيه: «محمد بن عبد الله بن ثابت الأشناني» . وميزان الاعتدال 3/ 604 رقم 7785، والكشف الحديث 384 رقم 688، ولسان الميزان 5/ 225 رقم 792.
[3] في تاريخه 5/ 439.
[4] في الضعفاء، رقم 495.
[5] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو) في:
تاريخ بغداد 5/ 436 رقم 2957.(23/332)
628- محمد بْن عَبْد الله [1] .
أَبُو بَكْر الزقاق.
من كبار مشايخ الصُّوفيّة. لَهُ كرامات.
629- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن يوسف [2] .
أبو بَكْر المهريّ.
عَنْ: الحَسَن بْن عَرَفَة.
وعنه: أبو بَكْر بْن شاذان.
630- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن بلال الجوهريّ المقرئ [3] .
عَنْ: محمد بْن وزير، وشعيب بْن عَمْرو الدّمشقيَّيْن.
وعنه: الفضل بْن جعفر، وأبو هاشم المؤدّب.
631- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد السلام [4] .
أبو جعفر الرَّمْليّ.
روى عَنْ: هشام بن عمّار.
وعنه: ابن المقرئ.
632- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [5] .
أبو الأصْيَد الدّمشقيّ الأزديّ الإمام.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله الزقّاق) في:
تاريخ بغداد 5/ 442، 443 رقم 2964، والمنتظم 6/ 42، والبداية والنهاية 11/ 97، وطبقات الأولياء 311، 312 رقم 68 وفيه: أبو بكر الزقاق الصغير، وقال: مات سنة تسعين ومائتين.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 5/ 444 رقم 2966.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله بن بلال) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 185، 186، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 238 رقم 1491.
[4] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السلام) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 482.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الله بن الرحمن) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 465.(23/333)
روى عَنْ: إبراهيم الجوزجانيّ، وأبي أميّة الطَّرَسُوسيّ.
وعنه: أبو عليّ بْن منير، وأبو هاشم المؤدّب، والفضل بن جعفر الدّمشقيّين.
633- محمد بْن عُبَيْد اللَّه [1] .
أبو جعفر البغداديّ الحافظ، ختن أَبِي الآذان.
حدَّثَ عَنْ: هلال بْن العلاء، وعثمان بْن خُرزَاد، وجعفر بْن أَبِي عثمان الطَّيالِسيّ.
وعنه: محمد بْن عُمَر الْجِعَابيّ، وأبو الفتح الْأَزْدِيّ، وابن عديّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: كَانَ مخلّطًا [2] .
634- محمد بْن عُبَيْد بْن وردان.
أبو عَمْرو الدّمشقيّ.
سمع: هشام بن عمّار، وابن ذَكْوان، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه.
وعنه: ابن الأعرابيّ، وجُمَح المؤذّن، وأبو أحمد بْن عديّ.
635- محمد بْن عَبْدُوس بْن مالك [3] .
أبو الحَسَن الثَّقْفيّ الطّحّان.
فقيه، مُناظر كبير القدر مِن أهل إصبهان.
سمع: أبا مُصْعَب، وعيسى بْن حمّاد، وأبا شعيب السُّوسيّ، ورحل مَعَ إبراهيم بْن مَتُّوَيْه.
روى عَنْهُ: محمد بْن جعفر بْن يوسف، ومحمد بن عَبْد الرَّحْمَن بن الفضل.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 334 رقم 832، وميزان الاعتدال 3/ 627 رقم 7909، والمغني في الضعفاء 2/ 611 رقم 5794، ولسان الميزان 5/ 274 رقم 939.
[2] تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (محمد بن عبدوس) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 226.(23/334)
636- محمد بْن عليّ بْن سالم بْن علّك [1] .
أبو جعفر الهَمْدانيّ.
سمع: محمد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رزْمة، ومحمد بن عُبَيْد الأَسَديّ، ومحمود بْن غَيْلان.
وعنه: عُمَر بْن خرجة، وعُمَر بْن يحيى الدِّيَنَوَريّ.
637- محمد بْن عُمَيْر بْن عَبْد السّلام الرَّمْليّ.
عَنْ: هشام بن عمّار.
وعنه: ابن المقرئ.
638- محمد بْن عَون الوحيديّ.
عَنْ: هشام أيضًا.
وعنه: أبو بَكْر محمد بْن إبراهيم ابن المقرئ.
639- محمد بْن المُعَافَى بْن أحمد بْن أَبِي كريمة [2] .
أبو عبد الله الصَّيْداويّ.
سمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وهشام بْن خَالِد، والقاسم الْجُوعيّ، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وجماعة.
وعنه: محمد بْن حُمَيْد بْن مَعْيُوف، وأحمد بْن محمد بْن جُمَيْع ووصفه بالصَّدْق، ويوسف بْن القاسم المَيَانِجيّ، وأبو يَعْلَى عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي كريمة، وابن عديّ، وابن المقرئ.
وكان ثقة عالما، حدّث سنة عشر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن سالم) في:
تاريخ بغداد 3/ 66 رقم 1024.
[2] انظر عن (محمد بن المعافي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 76، وتاريخ جرجان 416، والأنساب 358 ب، و (نسخة عوّامة) 8/ 118، والإكمال لابن ماكولا 7/ 396، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 18، 19، وشذرات الذهب 3/ 48، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 15- 18 رقم 1610 وفيه مصادر أخرى.(23/335)
640- محمد بْن هارون بْن مجمّع [1] .
أبو الحَسَن المصِّيصيّ. نزيل بغداد.
سمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، ومحمد بن قُدَامة الجوهريّ.
وعنه: عُمَر بْن جعفر الْبَصْرِيّ، ومحمد بن عُمَر الْجِعَابيّ، وابن السّمّاك.
قَالَ الخطيب: ثقة صالح، خيّر.
641- محمد بْن هاشم [2] ، ويقال: ابن هشام.
أبو صالح العُذْريّ الْجِسْرينيّ الغُوطيّ.
سمع: زُهير بْن عَبّاد، ومحمد بن أَبِي السَّرِيّ، والمسيّب بْن واضح.
وعنه: أحمد بْن سليمان بْن حَذْلَم، وأبو الطيب أحمد بن عبد الله الدارمي، وأبو عليّ بْن شعيب.
642- محمد بْن يحيى بْن دَاوُد [3] .
أبو بَكْر الدّمشقيّ.
مولى بني هاشم.
سمع: محمد بْن وزير، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وقاسمًا الْجُوعيّ، ومؤمّل بْن إهاب.
وعنه: أبو عليّ بْن أَبِي الرَّمْرام، وأبو هاشم المؤدِّب، ومحمد بن جعفر الصَّيْداويّ.
643- محسن بْن محمد بْن خَالِد بْن عَبْد السّلام الصَّدَفيّ الْمَصْرِيّ.
سمع جَدّه خَالِد.
644- محمود بْن محمد بن الفضل بن الصّبّاح.
__________
[1] انظر عن (محمد بن هارون) في:
تاريخ بغداد 3/ 357 رقم 1462.
[2] انظر عن (محمد بن هاشم) في:
معجم البلدان 2/ 140.
[3] انظر عن (محمد بن يحيى) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 210.(23/336)
أبو العبّاس التَّميميّ الرّافقيّ المقرئ الأديب.
سمع: عليّ بْن عثمان النُّفَيْليّ، وأبا شُعيب صالح بْن زياد السُّوسيّ، ويزيد بْن محمد بْن سنان، وجماعة.
وعنه: أبو الحسين محمد بن الرّازيّ، وأبو هاشم المؤدِّب، وأحمد بْن عليّ أبو الخير الحمصيّ، وحُمَيْد بْن الحَسَن الورّاق، وجماعة.
روى عَنْهُ قراءة السُّوسيّ بسماعه منه أحمد بْن إِسْحَاق الباوَرْديّ، وغيره.
645- مَسْلَمَة بْن الهيصم [1] .
أبو محمد العبْديّ الإصبهانيّ.
سمع: خَالِد بْن يوسف السَّمتيّ، ومحمد بن بشّار، وأبا موسى، والعبّاس الرّياشيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، ومحمد بن جعفر بْن يوسف.
646- موسى بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه.
أبو عيسى الخُتّليّ.
عَنْ: دَاوُد بْن رُشَيْد، وعَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن أبان، وأبي يَعْلَى المِنْقَريّ، وجماعة.
وعنه: ابن الأنباريّ، وابن مُقْسِم، وأبو عليّ بْن الصّوَّاف، والحسن بْن أحمد بْن صالح السَّبِيعيّ، وآخرون.
ما بهِ بأس.
647- محمد بْن محمد بْن خَالِد بْن شيرزاد.
أبو بَكْر الهورانيّ قاضي تِكْريت.
وقيل: اسمه: أحمد.
عَنْ: لُوَيْن، والحسين بن عبد الرحمن الاحتياطيّ.
__________
[1] انظر عن (مسلمة بن الهيصم) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 117، وذكر أخبار أصبهان 2/ 323.(23/337)
وعنه: القَطِيعيّ، وابن المظفّر، ومحمد بن زيد بن مروان.
648- ميمون بن عمر بن المغلوب المالكيّ [1] .
أبو عُمَر القاضي، من أهل إفريقية.
عمَّر دهرًا، وهو معدود في أصحاب سَحْنُون.
وحجَّ وسمع «المُوَطّأ» من أَبِي المُصْعَب الزُّهْرِيّ، وهو آخر مَن حدَّثَ عَنْهُ بالمغرب.
قَالَ ابن حارث المالكيّ: أدركته شيخًا كبيرًا زَمِنًا، ولي قضاء القيروان، وقضاء صِقِلّية.
- حرف النون-
649- النُّعْمان بْن هارون بْن أَبِي الدِّلْهاث [2] .
الشَّيْبانيّ البَلَديّ.
حدَّثَ عَنْ: عيسى بْن أَبِي حرب، وسعيد بْن عَمْرو السَّكُونيّ.
وعنه: محمد بْن المظفّر، وعلي الحربيّ.
قَالَ الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيرا.
__________
[1] انظر عن (ميمون بن عمر) في:
معالم الإيمان 2/ 356، 357، وسير أعلام النبلاء 14، 355، 356 رقم 307، والعبر 2/ 184، والديباج المذهب 2/ 328، وشذرات الذهب 2/ 287.
[2] انظر عن (النعمان بن هارون) في:
تاريخ بغداد 13/ 423 رقم 7298.(23/338)
- حرف الهاء-
650- هارون بْن الحُسين [1] ، أو ابن الحَسَن.
أبو موسى النّجّاد. بغداديّ مستور.
روى عَنْ: زيد بْن أخزم، وطبقته.
وعنه: أحمد بْن جعفر الخلّال، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ، وغيرهما.
651- هارون بْن إبراهيم بْن حمّاد البغداديّ [2] .
عَنْ: عَبَّاس الدُّوريّ.
وعنه: سليمان الطَّبَرانيّ.
فيه جهالة.
652- هارون بْن عَبْد الرَّحْمَن العُكْبَريّ [3] .
سمع من أحمد بْن حنبل مسالةً، ومن: سعدان بْن نصر، ومحمد بن المُثَنَّى.
وعنه: يحيى بْن محمد العُكْبَريّ، وابن بَخِيت.
653- هاشم بْن إِسْحَاق الأندلسيّ.
سمع من: يونس بْن عَبْد الأعلى.
__________
[1] انظر عن (هارون بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 14/ 29 رقم 7367.
[2] انظر عن (هارون بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 14/ 30 رقم 7368.
[3] انظر عن (هارون بن عبد الرحمن) في:
تاريخ بغداد 14/ 31 رقم 7370.(23/339)
- حرف الواو-
654- الوليد بْن المطّلب بْن نبيه.
أبو العاص السَّهميّ الْمَصْرِيّ.
عَنْ: هارون بْن سَعِيد الأَيْليّ.
- حرف الياء-
655- يحيى بْن طَالِب.
أبو زكريّا الأنطاكيّ، ويقال الطَّرَسُوسيّ الأكاف.
سمع: هشام بن عمّار، وأبا نُعَيْم عُبَيْد بْن هشام الحلبيّ.
وعنه: محمد بْن عيسى الطَّرَسُوسيّ، وعَبْد اللَّه بْن إبراهيم الآبَنْدُونيّ، وجماعة.
656- يحيى بْن عليّ بْن محمد بْن هاشم بْن مرداس.
أبو عبد الله الكِنْديّ الحلبيّ. ويقال أبو العبّاس.
حدث عن عُبَيْد بْن هشام، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وعَبْدة بْن عَبْد الرحيم الدّمشقيّ، وطائفة.
وعنه: أبو عليّ بْن شعيب، وابن عديّ، وابن المقرئ، وحمزة الكِنَانيّ، وطائفة سواهم.
657- يحيى بْن محمد بْن عِمران الحلبي، ثم البالسي [1] .
عن: هشام بن عمار، ودُحَيْم، وطبقتهما.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بَكْر النّقّاش، وابن عديّ، وحمزة الكِنَانيّ.
658- يُسْر بْن أنس [2] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد بن عمران) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 142، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 20/ 660 وفيه:
يحيى بن محمد بن عمران بن أبي الصقر، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 206 رقم 1832.
[2] انظر عن (يسر بن أنس) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 149، وتاريخ بغداد 14/ 361 رقم 7686.(23/340)
أبو الخير البغداديّ البزّاز.
سمع: الحُسين بْن حُرَيْث، ويعقوب الدَّوْرقيّ، وطبقتهما.
وعنه: أبو بَكْر الشّافعيّ، والطَّبَرانيّ، وابن المظفّر، وأبو القاسم بْن النّحّاس.
وعبد العزيز الخِرَقيّ.
وثّقه الخطيب.
659- يعقوب بْن إِسْحَاق.
أبو يوسف العطّار.
عَنْ: هشام بن عمّار.
وعنه: ابن المقرئ، وعليّ بْن الحُسين الأدميّ.
نزل أنطاكية.
660- يعقوب بْن يوسف بْن خازم الطّحّان [1] .
عَنْ: ابن أَبِي مذعور، والزُّبَير بْن بكّار، وأحمد بْن المِقْدام.
وعنه: أبو حفص الزّيّات، وعُمَر بْن سُنْبُك، وعليّ بْن عُمَر الحربيّ.
وثّقه الخطيب.
661- يوسف بْن يعقوب بْن مِهْران [2] .
أبو عيسى الفقيه.
بغداديّ مستور. روى عَنْ: محمد بْن عثمان بْن كرامة، وداود الظّاهريّ.
وعنه: الزبير بن عبد الواحد، وابن المظفّر، والجراحيّ.
__________
[1] انظر عن (يعقوب بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 14/ 293 رقم 7596.
[2] انظر عن (يوسف بن يعقوب) في:
تاريخ بغداد 14/ 319 رقم 7640.(23/341)
الكنى
662- أبو عبد الرحمن اللهبي [1] ، وأبو جعفر اللهبيّ.
مكيّان مقرئان. قرءا على أبي الحسن البزي.
فقرأ على الأول: هبة الله بن جعفر البغدادي شيخ الحمامي.
قال الحمامي: سألت هبة الله عَنِ اسم اللَّهْبيّ فقال: لَا أعرفه.
وهو أبو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد اللَّه بْن عليّ، هاشميّ من ولد عُتْبة بْن أَبِي لَهْب.
قلتُ: وأمّا الثاني، فقال أبو عَمْرو الدّانيّ:
663- أبو جعفر محمد بْن عَبْد اللَّه اللَّهْبيّ [2] .
أخذ القراءة عَنِ البزّيّ عَرْضًا.
روى عَنْهُ القراءة عَرْضًا: عليّ بن سعيد بن دوابة، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الوليّ.
ولهما ثالث وهو:
664- أبو العبّاس أحمد بْن محمد اللَّهْبيّ.
قرأ أيضًا عَلَى البزّيّ.
قرأ عَلَيْهِ: ابن دوابة.
__________
[1] انظر عن (أبي عبد الرحمن اللهبي) في:
غاية النهاية 1/ 436 رقم 819.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله اللهبي) في:
غاية النهاية 2/ 190 انظر رقم 3200 و 2/ 238، 239 رقم 3402 وفيه: «محمد بن محمد بن أحمد أبو جعفر اللهبي المكيّ» .(23/342)
آخر الطبقة الحادية والثلاثين وعدد رجالها خمسمائة وبضع وخمسون نفسا نقلها من خط مؤلّفها الفقير إلى عفو الله تعالى محمد بن إبراهيم بن محمد البستلي لطف الله به (بعون الله وتوفيقه فقد نجز تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» للمؤرّخ الحافظ «الذهبي» ، المتضمّن للطبقة الحادية والثلاثين وفيها حوادث ووفيات 301- 310 هـ.
وتوثيق مادّته بالمصادر، وتخريج أحاديثه، وأشعاره، وضبط نصّه وتصحيحه، والتعليق عليه، على يد خادم العلم وراجي عفو ربّه الحاج «أبو غازي، عمر عبد السلام تدمري» أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، الطرابلسي مولدا وموطنا، وتمّ الفراغ منه عند منتصف ليل الإثنين الواقع في السابع والعشرين من شهر ذي العقدة 1411 هـ. الموافق للعاشر من شهر حزيران (يونيه) 1991 م. وذلك بمنزله بساحة النجمة من مدينة طرابلس الشام المحروسة، جعلها الله ثغرا آمنا وحصنا حصينا للإسلام والمسلمين. آمين) .
يليه الطبقة الثانية والثلاثون(23/343)
«تاريخ السلام» ووفيات المشاهير والأعلام للحافظ المؤرّخ شمس الدّين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ المتوفى سنة 748 هـ (حوادث ووفيات) 311- 320 هـ.(23/345)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
وقائع الطبقة الثانية والثلاثين
سنة إحدى عشر وثلاثمائة
عزل حامد بن العباس عن الوزارة
وفيها عُزِل عَنِ الوزارة حامد بْن العبّاس، وعليّ بْن عيسى، وقُلَّدها أبو الحَسَن عليّ بْن محمد بْن الفُرات. وهذه ثالث مرّة يُعاد [1] ثمّ صُودرَ حامد وعُذب.
وكان فيه زُعارة وطَيش فيما قَالَ المسعوديّ. قَالَ: كلّمهُ إنسانٌ، فقلبَ ثيابه عَلَى كتفه ولَكَمَ الرجل. ودخلت عَلَيْهِ أمّ موسى القَهْرمانة، وكانت كبيرة المَحلّ، فخاطبته في طلب المال، فقال لها: اضْرِطي والتَقطي، واحسُبي لَا تَغْلطي. فأخجلها [2] .
وبلغ المقتدر فضحك، وأمرَ القِيان تغنّي بهِ. وجَرَت له فصول وتجلُّد عَلَى الضَّرْب، وأُحْدِرَ إلى واسط، فمات في الطّريق. وكان قديمًا قد ولي نظر بلاد فارس. ثمّ ولي نظر واسط، والبصرة وكان موسرا متجمّلا، له أربعمائة مملوك كلّهم يحمل السّلاح، وفيهم أمراء.
__________
[1] صلة تاريخ الطبري لعريب القرطبي 97، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 31 و 32، تجارب الأمم 1/ 85 و 91، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 306 و 314، الوزراء للصابي 152، مروج الذهب 4/ 305، التنبيه والإشراف 329، تاريخ حلب للعظيميّ 283، الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراتي 157، المنتظم لابن الجوزي 6/ 173، الكامل في التاريخ 8/ 139 و 140، الفخري 268، 269، مختصر التاريخ لابن الكازروني 175، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 241، نهاية الأرب للنويري 23/ 62، مرآة الجنان 2/ 265 وفيه: «وقد ورد (كذا) للمقتدر على ثلاث مرات» ، البداية والنهاية 11/ 147، تاريخ ابن خلدون 3/ 373، النجوم الزاهرة 3/ 207.
[2] سير أعلام النبلاء 14/ 357.(23/347)
وزر للمقتدر سنة ستّ وثلاثمائة، وكان سمْحًا جوادًا مِعْطَاءً ظالمًا. لَهُ أخبار في الظلم وفي الكرم. ولّما أحدر إلى واسط سُمَّ في الطريق في بيض نيمرشت [1] ، فأخذه الإسهال حتّى تلف ومات في رمضان، سامحه اللَّه تعالى.
عزل عليّ بْن عيسى
وسُلِّمَ عليّ بْن عيسى إلى المحسّن بْن أَبِي الحَسَن بْن الفُرات، فقيَّدهُ وأهانه، فقال: واللَّه ما أملك سوى ثلاثة آلاف دينار، وما أَنَا من أهل الخيانة [2] .
وحضر نازوك صاحب شرطة بغداد، والمحسّن قد أحضر عليًا وشرع يشتمه، فقام نازوك. فقال لَهُ المحسّن: إلى أَيْنَ؟
فقال: قد قبّلنا يدَ هذا الشَّيْخ سنين كثيرة، فما يطيب لي أنّ أراه عَلَى هذه الحال. ودخلَ عَلَى المقتدر فأخبره فأنكر إنكارًا شديدًا. فبعث ابنُ الفُرات إلى ابنه يشتمه ويسبّه، وبعثَ إلى عليّ بْن عيسى بمالٍ وحمله مُكَرَّمًا إلى داره.
فسأل الخروج إلى مكّة. فأذنوا لَهُ فخرج إليها [3] .
نكبة ابن مُقْلَة
ونكب ابن الفُرات أبا عليّ بْن مُقْلَة، وكان كاتبًا بين يدي حامد بْن العبّاس [4] .
إخراج مؤنس الخادم إلى الرقّة
وقدَمَ مؤنس بغداد، فالتقاه الملأ، فانكر ما جرى عَلَى حامد وابن عيسى فعزَّ عَلَى ابن الفُرات فاجتمع بالمقتدر وأغراه بمؤنس، وقال: قد عزمَ عَلَى التحكم عَلَى الخلافة.
فلمّا دخل مؤنس عَلَى المقتدر قَالَ لَهُ: ما شيء أحبّ إليّ من إقامتك
__________
[1] في: الكامل في التاريخ 8/ 14: «في بيض مشويّ» : ومثله في: نهاية الأرب 23/ 64، والبداية والنهاية 11/ 147.
[2] المنتظم 6/ 173، الكامل في التاريخ 8/ 142، نهاية الأرب 23/ 65.
[3] تجارب الأمم 1/ 110- 113، الكامل في التاريخ 8/ 142، نهاية الأرب 23/ 65.
[4] الكامل في التاريخ 8/ 142.(23/348)
ببغداد، ولكن قد قلت الأموال بالعراق، وعسكرك يحتاجون إلى الأرزاق، ومال مصر والشّام كثير. وأرى أنّ تقيم بالرقة، والأموال تُحمل إليك من الجهات، فاخرج [1] .
تفرُّغ ابن الفُرات لنكبة ابن الحاجب وشفيع المقتدريّ
وعلم مؤنس أنّ هذا من تدبير ابن الفُرات، وكان بينهما عداوة، فخرج بعد أيام مستوحشًا. فتفرّغ ابن الفُرات في نكبة نَصْر بْن الحاجب، وشفيع المقتدري، وكثر عليهما عند المقتدر، فلم يمكنه منهما، فقال: إنّ نصرًا ضيَّع عليك في شأن ابن أَبِي السّاج خمسة آلاف ألف دينار، ولو كانت باقية لأرضيت بها الْجُنْد. فكان المقتدر يشره إلى المال مرّةً، ويراعي خاطر والدته لمدافعتها عَنْ نصر مرةً، وقالت لَهُ: قد أبعدَ ابن الفُرات مؤنسًا وهو سيفك، ويريد أنّ ينكب حاجبك ليتمكّن منك، فيجازيك عَلَى حسب ما عاملته من إزالة نعمته وهتْك حُرَمهِ، فَبِمَن تستعين عَلَى ابن الفُرات والمحسّن مَعَ ما قد ظهر من شرهما واستحلالهما الدّماء إنّ خَلَعاك؟
واتَّفق أَنَّهُ وُجِدَ في دار المقتدر أعجمي دخل مَعَ الصناع، فأخذ وقرر فلم يقر بشيء، ولم يزد عَلَى غَيّ دائم، فصُلب وأحرق. فقيل إنّ ابن الفُرات قَالَ لنَصْر بحضرة المقتدر: ما أحسبك ترضى لنفسك أنّ يجري في دارك ما جرى في دار أمير المؤمنين وأنت حاجبه، وما تمّ هذا عَلَى أحدٍ من الخلفاء. وكثَّر علي نَصْر، وجرت بينهما منافسة [2] .
ردّ المواريث
وفي شَعْبان أمَرَ المقتدر بردّ المواريث إلى ما صيّرها المعتضد من توريث ذوي الأرحام [3] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 42، تجارب الأمم 1/ 115، 116، الوزراء للصابي 53، الكامل في التاريخ 8/ 143، البداية والنهاية 11/ 148.
[2] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 42، 43، تجارب الأمم 1/ 117، الوزراء للصابي 55/ 56.
[3] صلة تاريخ الطبري لعريب 102، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 43، الوزراء للصابي 270، المنتظم 6/ 174، البداية والنهاية 11/ 148، تاريخ الخلفاء 382.(23/349)
دخول الجنابيّ البصرة
وفيها دخل أبو طاهر سليمان بن الحسن الجنّابيّ القرمطيّ البصرة في ربيع الآخر في السَّحَر في ألف وسبعمائة فارس، ونصبَ السِّلالم، وصعدوا عَلَى الأسوار، ونزلوا البلد، ففتحوا الأبواب، ووضع السيف في الناس وأحرق الجامع ومسجد طلحة، فهرب النّاس ورموا نفوسهم في الماء، فغرق خلق، واستباح الحريم والأموال [1] .
إشخاص الماذرائيّ إلى بغداد
وفيها كتب ابن الفُرات بإشخاص الحُسين بْن أحمد الماذرائيّ وأبي بَكْر محمد بْن عليّ من مصر إلى بغداد، وصادرهما، وأخذ منهما مائتي ألف دينار.
ولاية الراشديّ دمشق
وفيها ولي إمرة دمشق عُمَر الراشديّ الّذي ولي الرملة بعد ذلك، ومات بها سنة أربع عشرة وثلاثمائة [2] .
صرف ابن حربَوَيْه عَنْ قضاء مصر
وفيها صرف أبو عُبَيْد بْن حربَوَيْه من قضاء مصر، وتأسف النَّاس عَلَيْهِ، وفرح هُوَ بالعزل وانشرح لَهُ. وولي قضاء مصر بعده أبو يحيي عَبْد اللَّه بْن إبراهيم بْن مُكْرَم فاستنابَ عَنْهُ أبا الذِّكْر محمد بْن يحيى الأسوانيّ المالكيّ.
__________
[1] صلة تاريخ الطبري لعريب 97، 98، تكملة تاريخ الطبري للهمذاني 1/ 40، تاريخ سنيّ ملوك الأرض والأنبياء للأصفهانيّ 153، تجارب الأمم 1/ 104، 105، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 307، 308، التنبيه والإشراف 330، المنتظم 6/ 173، 174، تاريخ أخبار القرامطة لثابت بن سنان 37 و 203، الكامل في التاريخ 8/ 143، 144، نهاية الأرب 23/ 66، المختصر في أخبار البشر 2/ 72، دول الإسلام 1/ 187، العبر 2/ 147، تاريخ ابن الوردي 1/ 258، الدرّة المضيّة (من كنز الدرر) 91، 92 (حوادث سنة 310 هـ) ، مرآة الجنان 2/ 264، البداية والنهاية 11/ 147، تاريخ ابن خلدون 3/ 377، النجوم الزاهرة 3/ 207، 208، مآثر الإنافة 1/ 278.
[2] أمراء دمشق في الإسلام للصفدي 59 رقم 190.(23/350)
وقدِم بعد شهرين إبراهيم بْن محمد الكُرَيْزيّ، فحكم عَلَى ديار مصر من قبل ابن مُكْرَم [1] .
ظهور شاكر الزّاهد
وفي هذه الحدود أو بعدها ظهر شاكر الزّاهد صاحب الحلّاج، وكان من أهل بغداد [2] .
قَالَ السُّلَميّ في «تاريخ الصُّوفيّة» : شاكر خادم الحلّاج كَانَ متهمًا مثله، حكى عَنْهُ حكايات كثيرة، وأخرج كلامه إلى النّاس، فضربت عنقه بباب الطّاق [3] .
__________
[1] الولاة والقضاة للكنديّ 481، 482، النجوم الزاهرة 3/ 207، رفع الإصر 531- 534، حسن المحاضرة 1/ 256 و 2/ 119.
[2] النجوم الزاهرة 3/ 207.
[3] النجوم الزاهرة 3/ 207.(23/351)
سنة اثنتي عشرة
وقوع ركْب العراق في أسر الْجَنَّابي
في ثاني عشر المحرم عارض أبو طاهر بْن أَبِي سَعِيد الْجَنَّابيّ رَكْبَ العراق قريبًا من الهبير [1] ، وعمره يومئذ سبْع عشرة سنة، وهو في ألف فارس وألف راجل. وكان في الركب أبو الهيجاء عَبْد اللَّه بْن حمدان، وأحمد بْن بدر عمّ السيّدة، وشقيق الخادم، فأسرهم الْجَنَّابيّ وأخذ الأموال والجِمال والحريم، وسارَ بهم إلى هَجَر، وترك بقيّة الركب، فماتوا جوعًا وعطشًا إلّا القليل. وبلغ الخبر بغداد، فكثر فيها النَّوح والبكاء [2] .
ضعف أمر ابن الفُرات
وضعُف أمر ابن الفُرات واستدعى نَصْر الحاجب يستشيره بعد ما أساءَ إِلَيْهِ فقال: الآن تستشيرني بعد أنّ عرضت الدولة للزوال بإبعادك مؤنسًا. وأخذ يعنفه، ثم التفت إلى المقتدر وقال: الآن كاتب مؤنسًا ليُسرع إلى الحضرة فكتبَ [3] .
ووثبت العامّة عَلَى ابن الفُرات ورجمت طيّارته بالآجر وصاحوا عليه: أنت
__________
[1] الهيبر: رمل زرود في طريق مكة.
[2] صلة تاريخ الطبري لعريب 103، 104، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 43، تاريخ سنّي ملوك الأرض والأنبياء 153، تجارب الأمم 1/ 120، 121، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 309، 310، الوزراء للصابي 57، التنبيه والإشراف 330، تاريخ حلب للعظيميّ 283، المنتظم 6/ 188، تاريخ أخبار القرامطة 38 و 103، الكامل في التاريخ 8/ 147، نهاية الأرب 23/ 67، دول الإسلام 1/ 188، العبر 2/ 150، 151، تاريخ ابن الوردي 1/ 258، مرآة الجنان 2/ 265، البداية والنهاية 11/ 149، 150، النجوم الزاهرة 3/ 211.
[3] المنتظم 6/ 188، تاريخ أخبار القرامطة 39.(23/352)
القرمطي الكبير [1] . وامتنع الناس من الصَّلَوات في المساجد [2] .
وسار ياقوت الكبير إلى الكوفة ليضبطها [3] ، وأنفق في جنده خمسمائة ألف دينار. فقدم مؤنس ودخل عَلَى المقتدر، فلمّا عاد إلى داره ركب إِلَيْهِ ابن الفُرات للسّلام عَلَيْهِ، ولم تجر بذلك عادة الوزارء قبله. فخرج مؤنس إلى باب داره، وخضع لَهُ وقبّل يده.
وكان في حبْس ابنه المحسّن جماعة صادرهم، فخاف العزل وأن يظهر عَلَيْهِ ما أخذ منهم، فأمر بذبح عَبْد الوهّاب بْن ما شاء اللَّه، ومؤنس خادم حامد، وسم إبراهيم أخا عليّ بْن عيسى، فكثر ضجيج حُرَم المقتولين عَلَى بابه [4] .
القبض عَلَى ابن الفُرات
ثم إنّ المقتدر قبض عَلَى ابن الفُرات وسلمه إلى مؤنس، فرفعه مؤنس وخاطبه بالجميل وعاتبه، فتذلل لَهُ وخاطبه بالأستاذ فقال: الساعة تخاطبني بالأستاذ، وأمس تخرجني إلى الرَّقَّةِ عَلَى سبيل النَّفْيِ [5] ؟! واختفى المحسّن وصاحت العامّة وقالوا: قبض عَلَى القرمطي الكبير، وبقي الصغير. واعتقل ابن الفُرات وآلهُ بدار الخلافة [6] .
وزارة الخاقانيّ
واستوزر عَبْد اللَّه بْن محمد الخاقانيّ [7] .
__________
[1] في المنتظم 6/ 189: «قد قبض على القرمطيّ الكبير» ، الكامل في التاريخ 8/ 147، نهاية الأرب 23/ 68، دول الإسلام 1/ 188، العبر 2/ 151، مرآة الجنان 2/ 264.
[2] تاريخ أخبار القرامطة 38، 39، الكامل في التاريخ 8/ 148، البداية والنهاية 11/ 150.
[3] تاريخ أخبار القرامطة 39، الكامل في التاريخ 8/ 149.
[4] تجارب الأمم 1/ 121، 122، تاريخ أخبار القرامطة 39.
[5] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 44، تجارب الأمم 1/ 123- 126، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 314، الوزراء للصابي 61، الإنباء في تاريخ الخلفاء 157، تاريخ أخبار القرامطة 40، الكامل في التاريخ 8/ 150، نهاية الأرب 23/ 69، العبر 2/ 151، مرآة الجنان 2/ 265.
[6] تجارب الأمم 1/ 125- 127، الإنباء في تاريخ الخلفاء 157، المنتظم 6/ 189، تاريخ أخبار القرامطة 40.
[7] تكملة تاريخ الطبري 44، تجارب الأمم 1/ 127، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 313، 314-(23/353)
و [صاحت] [1] العامّة وقالوا: لَا نرضى حتّى يُسَلّم ابن الفُرات إلى شفيع اللُّؤلُؤيّ. فتسلمه شفيع [2] .
وكان الخاقانيّ قد استتر أيام ابن الفُرات خوفًا منه. وأمر المقتدر بتسليمه إلى الخاقاني، فعذب بني الفُرات، واصطفى أموالهم، فقيل: أخذ منهم ألفي ألف دينار [3] .
ثم ظفر بالمحسن وهو في زيّ امرأة، قد اختضب في يديه ورجليه، فعذّب وأخذ خطّه بثلاثة آلاف ألف دينار [4] . فاتفق مؤنس، وهارون بْن غريب الخال، ونصر الحاجب عَلَى قتل ابن الفُرات وابنه، وكاشفوا المقتدر فقال:
دعوني أفكر، فقالوا: نخاف شغب القواد والناس. فاستشار الخاقانيّ، فقال: لَا أدخل في سفك الدّماء [5] ، والمصلحة حملهما إلى دار الخلافة، فإذا أمنا أظهرا المال.
قتل ابن الفُرات وابنه
ثم لم يزالوا بالمقتدر حتّى أمر بقتلهما. فبدأ نازوك بالمحسّن فقتله، وجاء برأسه إلى أَبِيهِ، فارتاع. ثمّ ضرب عنقه [6] .
__________
[ () ] مروج الذهب 4/ 305، التنبيه والإشراف 329، تاريخ حلب للعظيميّ 283، الفخري 266، مختصر التاريخ 175، خلاصة الذهب المسبوك 241، نهاية الأرب 23/ 70، البداية والنهاية 11/ 150.
[1] في الأصل بياض.
[2] تكملة تاريخ الطبري للهمداني، 44، 45، تجارب الأمم 1/ 127، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 314، الوزراء للصابي 61 و 139، وتاريخ أخبار القرامطة 40، الكامل في التاريخ 8/ 150، نهاية الأرب 23/ 69.
[3] تكملة تاريخ الطبري 45، تجارب الأمم 1/ 128، تاريخ أخبار القرامطة 40، الكامل في التاريخ 8/ 150: وفيهما: «ألف ألف دينار» ، دول الإسلام 1/ 188، مرآة الجنان 2/ 265 وفيه: «الفي دينار» ، وهذا وهم، تاريخ ابن خلدون 3/ 374.
[4] تكملة تاريخ الطبري 45، تجارب الأمم 1/ 131، 132، الوزراء للصابي 64، 65، المنتظم 6/ 189، العبر 2/ 151.
[5] تكملة تاريخ الطبري 45، تجارب الأمم 1/ 138.
[6] صلة تاريخ الطبري لعريب 105، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 45 و 46، تجارب الأمم 1/ 138، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 315، الوزراء للصابي 71، الإنباء في تاريخ الخلفاء(23/354)
وعاش ابن الفُرات إحدى وسبعين سنة، وابنه ثلاثًا وثلاثين سنة [1] ، وعاشا بعد حامد الوزير ستة أشهر.
إطلاق القرمطيّ لأبي الهيجاء من الأسر
ثم إنّ القَرْمَطيّ أطلق أبا الهيجاء بن حمدان، فقدم بغداد. وبعث القرمطي يطلب من المقتدر البصرة والأهواز [2] . فذكر ابن حمدان أنّ القَرْمَطيّ قتل من الحَجّاج ألفي رَجُل ومائتين، ومن النّساء ثلاثمائة، وبقي في أسره بهجر مثلهم [3] .
فتح فرغانة
وفيها فتحت فرغانة عَلَى يد والي خُراسان [4] .
إطلاق ولدي ابن الفُرات
وأطلق أبو نَصْر وأبو عبد الله ولدا أَبِي الحَسَن بْن الفُرات وخلع عليهما [5] .
وقد وزر ابن الفُرات ثلاث مرّات، وملك من المال ما يزيد عَلَى عشرة آلاف ألف دينار، وأودعَ المال عند وجوه بغداد. وكان جبّارًا فاتكًا، وفيه كرم وسياسة [6] .
__________
[ () ] 157، المنتظم 6/ 189، تاريخ أخبار القرامطة 42، 43، الكامل في التاريخ 8/ 153، الفخري 266، نهاية الأرب 23/ 72، المختصر في أخبار البشر 2/ 72. دول الإسلام 1/ 188، تاريخ ابن الوردي 1/ 258، مرآة الجنان 2/ 265، البداية والنهاية 11/ 150.
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 46، تجارب الأمم 1/ 139، الوزراء للصابي 71، تاريخ أخبار القرامطة 43، الكامل في التاريخ 8/ 153، نهاية الأرب 23/ 72، المختصر في أخبار البشر 2/ 72، تاريخ ابن الوردي 1/ 258، مرآة الجنان 2/ 265.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 315، مرآة الجنان 2/ 265.
[3] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 46، تجارب الأمم 1/ 139، المنتظم 6/ 189، دول الإسلام 6/ 189، العبر 2/ 152، مرآة الجنان 2/ 265، البداية والنهاية 11/ 150، تاريخ ابن خلدون 3/ 377، النجوم الزاهرة 3/ 212.
[4] دول الإسلام 1/ 189، العبر 2/ 152، تاريخ الخميس 2/ 390، النجوم الزاهرة 3/ 212، تاريخ الخلفاء 382.
[5] تاريخ أخبار القرامطة 44، الكامل في التاريخ 8/ 154، نهاية الأرب 23/ 72، تاريخ ابن خلدون 3/ 374، النجوم الزاهرة 3/ 212.
[6] النجوم الزاهرة 3/ 212.(23/355)
سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة
دخول القَرْمَطيّ الكوفة ونهبها
فيها سار الحُجّاج من بغداد ومعهم جعفر بْن ورقاء في ألف فارس، فلقيهم القَرْمَطيّ بزبالة، فناوشهم الحرب، ورجع الناس إلى بغداد. ونزل القَرْمَطيّ عَلَى الكوفة فقاتلوه فغلبهم، ودخل البلد ونهبَ ما لَا يُحصى. فندب المقتدر مؤنسًا الخادم لحرب القَرْمَطيّ، وجهزهم بألف ألف دينار [1] .
عزل الخاقاني من الوزارة
وفيها عزل أبو القاسم الخاقاني الوزير، فكانت وزارته، [سنة و] ستّة أشهر [2] ، واستوزر أحمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بْن الخصيب، فسلم إِلَيْهِ الخاقانيّ، فصادره وكتّابه، وأخذ أموالهم [3] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 47، 48 (حوادث 312 هـ) ، تاريخ سنيّ ملوك الأرض 153، تجارب الأمم 6/ 145 (حوادث سنة 312 هـ) ، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 317، 318 (حوادث سنة 312 هـ) ، التنبيه والإشراف 330، 331، تاريخ حلب للعظيميّ 284، المنتظم 6/ 196، تاريخ أخبار القرامطة 44، 45، الكامل في التاريخ 8/ 155، 156، زبدة الحلب 1/ 96، نهاية الأرب 23/ 73، المختصر في أخبار البشر 2/ 72، دول الإسلام 1/ 189، العبر 2/ 154، 155، تاريخ ابن الوردي 1/ 259، مرآة الجنان 2/ 266، البداية والنهاية 11/ 152، تاريخ ابن خلدون 3/ 377، النجوم الزاهرة 3/ 213.
[2] في المنتظم 6/ 196: وكانت مدّة وزارته سنة وستة أشهر ويومين، ومثله في البداية والنهاية 11/ 153، والنجوم الزاهرة 3/ 213.
[3] صلة تاريخ الطبري لعريب 109، تجارب الأمم 1/ 142، 143 (حوادث سنة 312 هـ) ، الوزراء للصابي 335، مروج الذهب 4/ 305، التنبيه والإشراف 329، المنتظم 6/ 296، الكامل في التاريخ 8/ 158، 159، الفخري 269، 270، مختصر التاريخ 175، خلاصة الذهب المسبوك 241، نهاية الأرب 23/ 74، البداية والنهاية 11/ 153، النجوم الزاهرة 3/ 213.(23/356)
كثرة الرطب ببغداد
وفيها كَانَ الرطب كثيرًا ببغداد حتّى أبيع كلّ ثمانية أرطال بحبة [1] .
كشف مصر
وفيها قدِم مصر عليّ بْن عيسى الوزير من مكّة ليكشفها، وخرج بعد ثلاثة أشهر إلى الرملة [2] .
عزل ابن مُكْرَم عَنْ قضاء مصر
وعزل عَنْ قضاء مصر عَبْد اللَّه بْن إبراهيم بْن مُكْرَم بهارون بْن إبراهيم بْن حمّاد القاضي من قبل المقتدر [3] . فورد كتابه عَلَى قاضي مصر نيابة لابن مُكْرَم بأن يسلم القضاء إلى من نص عَلَيْهِ، وهو أبو عليّ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق الجوهريّ، وأحمد بْن عليّ بْن أَبِي الحَسَن الصغير [4] ، فتسلما القضاء من إبراهيم بْن محمد الكُرَيْزيّ. ثمّ انفرد بالحكم أبو عليّ الجوهريّ، وكان فقيها عاقلا حاسبا [5] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 48، تجارب الأمم 1/ 146، المنتظم 6/ 196، الكامل في التاريخ 8/ 160، البداية والنهاية 11/ 152، 153، النجوم الزاهرة 3/ 213.
[2] انظر: البداية والنهاية 11/ 153، والنجوم الزاهرة 3/ 213.
[3] النجوم الزاهرة 3/ 213.
[4] هو: أحمد بن علي بن الحسين بن شعيب المدائني يعرف بابن أبي الحسن الصغير. (الولاة والقضاة للكندي 482) .
[5] الولاة والقضاة 482، 483، حسن المحاضرة 2/ 119.(23/357)
سنة أربع عشرة وثلاثمائة
نزوح أهل مكة
فيها نزح أهل مكة منها خوفًا من قرب القَرْمَطيّ [1] .
دخول الروم مَلَطْية
وفيها دخلت الروم مَلَطْية بالسيف، فقتلوا وسبوا، وبقوا بها أيّامًا [2] .
تجمد دجلة بالموصل
وفيها جمدت دِجلة بالموصل، وعبرت عليها الدّوابّ، وهذا لم يعهد [3] .
ثلج بغَداد
وسقطت ثلوج كثيرة ببغداد [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 49، تجارب الأمم 1/ 147، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 320، المنتظم 6/ 301، الكامل في التاريخ 8/ 168، البداية والنهاية 11/ 153، تاريخ الخميس 2/ 890، النجوم الزاهرة 3/ 215.
[2] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 49، تجارب الأمم 1/ 147، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 320، المنتظم 6/ 201، 202، الكامل في التاريخ 8/ 167، نهاية الأرب 23/ 76، 77، دول الإسلام 1/ 189، العبر 2/ 158، البداية والنهاية 11/ 153، تاريخ ابن خلدون 3/ 385، 386، النجوم الزاهرة 3/ 215، تاريخ الخلفاء 382، أخبار الدول 166.
[3] تاريخ حلب للعظيميّ 284 (حوادث سنة 315 هـ.) ، المنتظم 6/ 201، الكامل في التاريخ 8/ 167، البداية والنهاية 11/ 154، النجوم الزاهرة 3/ 215، تاريخ الخلفاء 382، أخبار الدول 166، وفيه: «نقص ماء دجلة» .
[4] المنتظم 6/ 201، البداية والنهاية 11/ 154، النجوم الزاهرة 3/ 215.(23/358)
امتناع حجّاج خراسان والعراق
وردّ حُجّاج خُراسان خوفًا من القَرْمَطيّ، ولم يحجّ الركب العراقي في هذين العامين [1] .
القبض عَلَى الوزير ابن الخصيب
وفيها قبض عَلَى الوزير ابن الخصيب لاشتغاله باللهو واختلال الدولة، وأحضر الوزير عليّ بْن عيسى فأعيد إلى الوزارة [2] .
وفاة ابن خاقان
وفيها أطلق الوزير أبو القاسم عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عُبَيْد بْن يحيى بْن خاقان من حبس ابن الخصيب الوزير، وحمل إلى منزله، فمات في رجب [3] .
منازلة الروم مَلَطْية
وفيها جاشت الروم وأتت إلى مَلَطْية فنازلوها، وخربوا القرى، واشتدّ القتال عليها أيّامًا، ثمّ ترجَّلوا عَنْهَا. فذهب أكابرهم إلى السّلطان يطلبون الغوث، فعادوا بغير إغاثة [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 49، المنتظم 6/ 202، الكامل في التاريخ 8/ 156، العبر 2/ 158، مرآة الجنان 2/ 267، البداية والنهاية 11/ 154، تاريخ ابن خلدون 3/ 377، النجوم الزاهرة 3/ 215.
[2] صلة تاريخ الطبري لعريب 112، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 49، تجارب الأمم 1/ 149، التنبيه والإشراف 329، تاريخ حلب للعظيميّ 284، المنتظم 6/ 202، الكامل في التاريخ 8/ 163، الفخري 267، مختصر التاريخ 175، خلاصة الذهب المسبوك 241، نهاية الأرب 23/ 75، البداية والنهاية 11/ 154، النجوم الزاهرة 3/ 215.
[3] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 49، تجارب الأمم 1/ 147، تاريخ حلب للعظيميّ 284، الكامل في التاريخ 8/ 167، الفخري 269.
[4] تقدّم الخبر مختصرا قبل قليل. انظر عنه في:
تكملة تاريخ الطبري للهمداني 49، وتجارب الأمم 1/ 147، والعيون والحدائق ج 4 ص 1/ 320، والكامل في التاريخ 8/ 167، ونهاية الأرب 23/ 76، 77، وتاريخ ابن خلدون 3/ 386، والنجوم الزاهرة 3/ 215.(23/359)
صرف الجوهريّ عَنْ قضاء مصر
وفيها صُرف عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق الجوهريّ عَنِ القضاء، وولي أبو عثمانٍ أحمد بْن إبراهيم بْن حمّاد بْن إِسْحَاق بْن إسماعيل بْن حماد بْن زيد. ولّاهُ أخوه هارون، وكان إِلَيْهِ قضاء مصر، فبعث أخاه من جهته [1] .
__________
[1] الولاة والقضاة 483، 484، رفع الإصر 537.(23/360)
سنة خمس عشرة
إكرام المقتدر لعيسى بْن عليّ
في صَفَر قدِم عليّ بْن عيسى [1] الوزير، فزاد المقتدر في إكرامه، وبعثَ إِلَيْهِ بالخلع وبعشرين ألف دينار. وركب من الغد في الدست [2] ، ثم أنشد:
ما الناس إلّا مَعَ الدنيا وصاحبها ... فكيف ما انقلبت يومًا بهِ انقلبوا
يعظمون أخا الدنيا فإن وثبت ... يومًا عَلَيْهِ بما لَا يشتهي وثبوا
[3] .
انتهاب الروم سُمَيْساط
وفيها وصلت الروم إلى سُمَيْساط [4] وأخذوا من فيها وما فيها، وضربوا الناقوس في جامعها [5] ، فتهيأ مؤنس للخروج.
__________
[1] في الأصل: عيسى بن عليّ» وهو وهم، والتصويب من: صلة تاريخ الطبري 113، وغيره.
[2] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 50، تجارب الأمم 1/ 151، الوزراء للصابي 336.
[3] المنتظم 6/ 205، البداية والنهاية 11/ 154، النجوم الزاهرة 3/ 218.
[4] سميساط: بضم أوله، وفتح ثانيه ثم ياء مثنّاة من تحت ساكنة، وسين أخرى ثم بعد الألف طاء مهملة: مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم على غربيّ الفرات ولها قلعة في شقّ منها يسكنها الأرمن. (معجم البلدان 3/ 258) .
وقد وردت في: تكملة تاريخ الطبري 51: «شميشاط» بالشين المعجمة، وليس في معجم ياقوت هذه التسمية، بل فيه: «شمشاط» بكسر أوّله وسكون ثانيه، وهي مدينة بالروم على شاطئ الفرات شرقيّها بالوية وغربيّها حرتبرت، وهي غير سميساط، وكلتاهما على الفرات. (معجم البلدان 3/ 362) وقد وردت «شميشاط» في: تاريخ سنيّ ملوك الأرض 154، و «سميشاط» في تجارب الأمم، وشميشاط في: العيون والحدائق، في نهاية الأرب: «شمشاط» ، وفي البداية والنهاية: «شميساط» ، وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي تحرّفت إلى «دمياط» !! ومثله في: أخبار الدول للقرماني.
[5] تكملة تاريخ الطبري 51، تاريخ سنيّ ملوك الأرض 154، تجارب الأمم 1/ 159، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 322، المنتظم 6/ 205، الكامل في التاريخ 8/ 169، تاريخ الزمان 53، نهاية الأرب 23/ 77، العبر 2/ 160، دول الإسلام 2/ 190، البداية والنهاية 11/ 154،(23/361)
امتناع مؤنس من وداع المقتدر
ولمّا أراد وداع المقتدر جاءه خادم من خواصّ المقتدر فقال: إنّ الخليفة قد حفر لك زُبْيَةً بدار الشَّجرة، وأمر أنّ تفرد إذا دخلت، ويمر بك عَلَى الزُبْيَة فتكون قبرك.
فامتنع من وداع المقتدر [1] .
وركب إلى مؤنس الأمراء والغلّْمان كلّهم، ولم يبق بدار الخليفة أحد ولبسوا السّلاح، فقال لَهُ أبو الهيجاء عَبْد اللَّه بْن حمدان: أيها الأستاذ، لَا تخف، فلنقاتلن بين يديك حتّى تنبت لك لحية [2] .
قدوم مؤنس عَلَى المقتدر
فبعث لَهُ المقتدر ورقة بخطه يحلف بالأيمان المغلظة عَلَى بطلان ما بلغه، ويعرفه أَنَّهُ يأتي الليلة ليحلف لَهُ مشافهة. فصرف مؤنس القواد إلى دار الخلافة، ولزم أبو الهيجاء باب مؤنس. وبعث المقتدر نصرًا الحاجب، فأحضروا مؤنسًا إلى الحضرة، فقبّل يدي المقتدر، فحلف لَهُ المقتدر أَنَّهُ صافي النية لَهُ وودعه.
وسار إلى الثغور فالتقى مَعَ الروم، وقتل منهم خلقًا [3] .
ظهور الديلم عَلَى الريّ والجبال
وفيها ظهرت الديلم عَلَى الرّيّ والجِبال، وأوّل من غلب لنكي [4] بن
__________
[ () ] 155، تاريخ الخلفاء 382، أخبار الدول 166.
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 51، تجارب الأمم 1/ 160، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 322، المنتظم 6/ 205، 206، الكامل في تاريخ 8/ 169، تاريخ مختصر الدول 157، البداية والنهاية 11/ 155.
[2] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 51، تجارب الأمم 1/ 160، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 323، المنتظم 6/ 206، الكامل في التاريخ 8/ 170، تاريخ مختصر الدول 157، تاريخ الزمان 53، نهاية الأرب 23/ 78.
[3] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 51، تجارب الأمم 1/ 160، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 323، 324، المنتظم 6/ 206، الكامل في التاريخ 8/ 170، نهاية الأرب 23/ 78، البداية والنهاية 11/ 155.
[4] في تكملة تاريخ الطبري للهمداني 51: «ليلى» ، وكذا في: تجارب الأمم 1/ 161، والعيون(23/362)
النُّعْمان فقتل خلقًا وذبح الأطفال [1] .
تغلب ابن شِيرُوَيْه عَلَى قزوين
وغلب عَلَى قزوين أسفار بن شيرويه فغشم وظلم وتفرعن، فقتله حاشيته في الحمّام [2] .
حرب ابن أبي الساج والقرامطة
وجاء القَرْمَطيّ إلى الكوفة، فجهز المقتدر لحربه يوسف بن أبي السّاج فالتقوا، فنظر يوسف إلى القرامطة فاستقبلهم، وقاتلوا قتالًا شديدًا، وجرح من القرامطة بالنشاب المسموم نحو خمسمائة، وأبو طاهر القَرْمَطيّ في عارية حوله مائتا فارس، فنزل وركب فرسًا، وحمل عَلَى يوسف، والتحم القتال، وأُسِرَ في آخر النَّهار يوسف بْن أَبِي السّاج مجروحًا، وقتل من أصحابه عدّة وانهزم جيشه.
فداوت القرامطة جراحاته وجاءت الأخبار إلى بغداد، فخاف الناسُ، وعسكر مؤنس بباب الأنبار [3] .
نزول القرامطة عند الأنبار
وساق القَرْمَطيّ إلى أنّ نزل غربيّ الأنبار، فقطعوا الجسر بينهم وبينه عَلَى الفُرات. وأقام غربيّ الفُرات يتحيل في العُبُور. ثم عَبَر وأوقع بيزك المسلمين، فخرج نَصْر الحاجب والرجالة واهل بغداد إلى مؤنس، فكانوا أربعين ألفًا وأكثر، وخرج أبو الهيجاء بْن حمدان وإخوته أبو اليد، وأبو السّرايا، وأبو العلاء. وتقدّم
__________
[ () ] والحدائق ج 4 ق 1/ 324، والمثبت يتفق مع المنتظم 6/ 207، والنجوم الزاهرة 3/ 216.
[1] الخبر في البداية والنهاية 11/ 155 ويجعل الملك: «مرداويج» ، والمثبت يتفق مع النجوم الزاهرة 3/ 216، وتاريخ الخلفاء 382، أخبار الدول 166.
[2] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 51، 52، تجارب الأمم 1/ 161، 162، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 324، 325، و 328، المنتظم 6/ 207، 208، الكامل في التاريخ 8/ 190- 196، تاريخ ابن خلدون 3/ 382، 383، النجوم الزاهرة 3/ 216، 217.
[3] صلة تاريخ الطبري لعريب 115، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 52، 53، تاريخ سني ملوك الأرض 154، تجارب الأمم 1/ 172- 176، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 329 و 330، 331، التنبيه والإشراف 331، المنتظم 6/ 208، 209، تاريخ أخبار القرامطة 46، 47، الكامل في التاريخ 8/ 170، 171، العبر 2/ 160، 161، تاريخ ابن خلدون 3/ 278.(23/363)
نَصْر فنزل عَلَى نهر زبارا عَلَى نحو فرسخين من بغداد، وقطعت القنطرة في ذي القعدة. فلما أصحبوا جاءهم القَرْمَطيّ فحاذاهم، وبعث بين يديه أسود ينظر إلى المخاض، فرموه بالنّشّاب حتّى سار كالقنفذ، فعاد وأخبر أصحابه بان القنطرة مقطوعة. فأقامت القرامطة يومين، ثمّ ساروا نحو الأنبار، فما جسر أحدٌ يتبعهم، وهذا خذلان من اللَّه تعالى. فإن القَرْمَطيّ كَانَ في ألف فارس وسبعمائة راجل، وجيش العراق في أربعين ألف فارس [1] .
وقال ثابت: إنّ معظم عسكر المقتدر انهزموا إلى بغداد قبل أنّ يعاينوا القَرْمَطيّ لشدة رعبهم. فوصل القرمطي الأنبار، فاعتقد من بها من الجند أنه جاء منهزما، فخرجوا وقاتلوه، فقتل منهم مائة فارس، وانهزم الباقون [2] .
قتل ابن أَبِي الساج
ثمّ إنّ القَرْمَطيّ ضرب عُنق ابن أَبِي السّاج [3] ، وقتل جماعة من أصحابه.
وهرب معظم أهل الجانب الغربيّ إلى الجانب الشرقيّ [4] .
فشل القَرْمَطيّ في دخول هيت
وسار القَرْمَطيّ إلى هيت فدخل مؤنس بالعسكر إلى الأنبار، وقدم هارون بْن غريب، وسعيد بْن حمدان في جيش إلى هيت، فسبقا القَرْمَطيّ وصعدا عَلَى سورها، فقويت قلوب أهلها وحصنوها. فعمل القَرْمَطيّ سلالم وزحف، فلم يقدر على نقبها، وقتلوا من أصحابه جماعة، فرحل عَنْهَا إلى
__________
[1] صلة تاريخ الطبري لعريب 115، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 53، 54، تجارب الأمم 1/ 179، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 333- 335، التنبيه والإشراف 331، 332، المنتظم 6/ 209، تاريخ أخبار القرامطة 48، الكامل في التاريخ 8/ 171- 173، المختصر في أخبار البشر 2/ 73، دول الإسلام 1/ 190، العبر 2/ 161، تاريخ ابن الوردي 1/ 159، مرآة الجنان 2/ 267، البداية والنهاية 11/ 155، 156، النجوم الزاهرة 3/ 217.
[2] تاريخ أخبار القرامطة 48.
[3] صلة تاريخ الطبري لعريب 115، تجارب الأمم 1/ 178، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 336، المنتظم 6/ 209، تاريخ أخبار القرامطة 103، نهاية الأرب 23/ 78، المختصر في أخبار البشر 2/ 73، تاريخ ابن الوردي 1/ 259.
[4] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 54، تاريخ أخبار القرامطة 45، 46، تاريخ ابن الوردي 1/ 259، مرآة الجنان 2/ 267، البداية والنهاية 11/ 156.(23/364)
البرية. وتصدق المقتدر وأمه بمال [1] .
إنفاق المقتدر المال لحرب القرامطة
ولمّا جاء الخبر بقتل ابن أَبِي السّاج دخل عليّ بْن عيسى عَلَى المقتدر وقال: إنّه لَيْسَ في الخزائن شيء، ولم يتمّ عَلَى الإسلام شيء أعظم من هذا الكافر، وقد تمكنت هيبته من القلوب، فاتق اللَّه وخاطب السيدة في مال تنفقه في الجيش وإلّا فما لك ولأصحابك إلّا أقاصي خُراسان.
فدخلَ عَلَى والدته وأخبرها، فأخرجت خمسمائة ألف دينار [2] ، وأخرج المقتدر ثلاثمائة ألف دينار. وتجرد ابن عيسى في استخدام العساكر [3] .
الخلْع عَلَى بعض القرامطة
وورد من هيت نَصْر الحاجب ومعه ثلاثة عشر من القرامطة، فأمر المقتدر لهم بخلع وقال: لكونهم خامروا عَلَى القَرْمَطيّ.
ولاية أَبِي الهيجاء
وولّى المقتدر أبا الهيجاء الجزيرة والموصل.
شغب الْجُنْد ببغداد
ثمّ إنّ الْجُنْد اجتمعوا فشغبوا عَلَى المقتدر، وطلبوا الزيادة وشتموه ونهبوا القصر الملقب بالثريّا، وصاحوا: أبطلتَ حجنا وأخذت أموالنا وجرأت العدو وتنام نوم الجارية. فبذل لهم المال فسكتوا. وجددت عَلَى بغداد الخنادق وأصلحت الأسوار [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 55، تجارب الأمم 1/ 180، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 336، التنبيه والإشراف 332، 333، المنتظم 6/ 209 و 210، تاريخ أخبار القرامطة 49، الكامل في التاريخ 8/ 173، مرآة الجنان 2/ 267، البداية والنهاية 11/ 156.
[2] تكملة تاريخ الطبري للهمدانى 55، تجارب الأمم 1/ 181، المنتظم 6/ 209، البداية والنهاية 11/ 156.
[3] المنتظم 6/ 209، العبر 2/ 161، مرآة الجنان 2/ 267.
[4] تاريخ سنيّ ملوك الأرض 153، 154.(23/365)
وفاة الجوهريّ ابن الجصّاص
وفيها مات الحسين بن عبد الله الجوهري ابن الجصاص [1] .
وكان ابن طولون قَالَ: لَا يباع لنا شيء إلّا عَلَى يده [2] .
وعنه قَالَ: كنتُ يومًا جالسًا في الدهليز، فخرجت قَهْرمانة معها مائة حبة جوهر، تساوي الحبة ألف دينار، فقالت: يحتاج هذا إلى خرط ليصغر فأخذته مسرعًا، وجمعت يومي ما قدرت عَلَيْهِ حتّى حصّلت مائة حبّة من النّوع الصغار، وأتيت القهرمانة فقلت: قد خرطنا هذا، وتقومت عليّ بمائة ألف درهم [3] .
وقد أسلفنا من أخباره لمّا صودر سنة اثنتين وثلاثمائة.
قَالَ التّنُوخيّ [4] : ولما صودر وجد في داره سبعمائة مزمّلة خيزران [5] .
[و] بلغت مصادرته [ستة آلاف] [6] ألف دينار. وأطلق بعد المصادرة، فلم يبقَ لَهُ إلّا ما قيمته سبعمائة ألف دينار [7] .
وكان مَعَ هذا فيه نوع بله وغفلة. لَهُ حكايات في المغفلين. مرضَ مرة بالحمى فقيل: كيف أنت؟
قَالَ: الدنيا كلّها محمومة [8] . ونظر في المرآة يومًا فقال لرجل: ترى لحيتي طالت؟
__________
[1] انظر عنه في: الولاة والقضاة 240.
[2] نشوار المحاضرة 2/ 315، المنتظم 6/ 211.
[3] الخبر بأطول من هذا في: نشوار المحاضرة 2/ 312، 313، والمنتظم 6/ 211، 212، والبداية والنهاية 11/ 156.
[4] في نشوار المحاضرة 1/ 37.
[5] في النشوار: «مزمّلة خيازر» . والمزملة: جرّة أو خابية خضراء في وسطها ثقب مركّب فيه قصبة فضة أو رصاص يشرب منها. وفي: المنتظم 6/ 213: «سبعمائة مزمّلة جباب» .
[6] في الأصل بياض، والمستدرك من: نشوار المحاضرة 258، وأخبار الحمقى والمغفّلين 56، والمنتظم 6/ 213، وفي البداية والنهاية 11/ 156: «أخذ منه فيها ما يقاوم ستة عشر ألف ألف دينار» ، النجوم الزاهرة 3/ 218.
[7] سيأتي ذلك قريبا. وانظر: وفيات الأعيان 3/ 77.
[8] أخبار الحمقى والمغفّلين 51.(23/366)
فقال: المرآة في يدك.
فقال: الشاهد يرى ما لَا يرى الحاضر [1] .
ودخل يومًا عَلَى ابن الفُرات فقال: أيها الوزير، عندنا كلاب ما تدعنا ننام.
قَالَ: لعلهم جري.
قَالَ: لَا واللَّه، ألا كلُّ كلب مثلي ومثلك [2] .
وقيل: كَانَ يدعو ويقول: حسبي اللَّه وأنبياؤه وملائكته. اللَّهمّ أعد من بركة دعائنا عَلَى أهل القصور في قصورهم، وعلى أهل الكنائس في كنائسهم [3] .
وفرغ مرة من الأكل فقال: الحمد للَّه الذي لَا يحلف بأعظم منه [4] .
ونزل مَعَ الوزير الخاقانيّ في المركب وبيده بطيخة كافور، فبصق في وجه الوزير وألقى البطيخة في دجلة. ثم أخذ يعتذر قَالَ: أردت أنّ أبصق في وجهك والقي البطيخة في الماء، فغلطت.
فقال: كذا فعلت يا جاهل [5] .
ومع هذا كَانَ سعيدًا متمّولًا محظوظًا.
قَالَ أبو عليّ التّنوخيّ في «نشواره» [6] : سمعت الأمير جعفر بن ورقاء
__________
[1] أخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 51.
[2] الهفوات النادرة للصابي 53 رقم 53 وفيه أن الحوار كان بينه وبين المقتدر باللَّه، وفي ذيل زهر الآداب 202 بينه وبين الوزير علي بن عيسى. والمثبت يتفق مع: غرر الخصائص للوطواط 140، والنجوم الزاهرة 3/ 218 وفيه تحرّفت «جرى» إلى: «جربي» .
[3] أخبار الحمقى والمغفّلين 51.
[4] أخبار الحمقى والمغفّلين 50.
[5] في الوزراء للصابي 302: إن أبا الحسن عليّ بن عيسى جلس معه يوما في طيّاره، وأراد الخاقاني أن يحيّيه بتفّاحة كانت في يده، وهمّ أن يبصق في الماء، فبصق في وجه علي بن عيسى، ورمى بالتفّاحة إلى الماء، وقال: إنّا للَّه، غلطنا. فقال عليّ بن عيسى: إنّا للَّه ثلطنا.
والحكاية أعلاه في: أخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 50. والهفوات النادرة للصابي 30 رقم 27، والنجوم الزاهرة 3/ 218.
[6] ج 1/ 26- 28.(23/367)
يَقُولُ: اجتزت بابن الجصّاص، وكان بيننا مصاهرة، فرأيته عَلَى روشن داره وهو حافٍ حاسر، يعدو كالمجنون، فلمّا رآني استحيا، فقلت: ويلك ما لك؟
فقال: يحق لي أنّ يذهب عقلي، وقد أخذوا منّي كذا وكذا أمرا عظيمًا.
فقلت مسليًا لَهُ: ما سَلْم لك يكفي. وإنّما يقلق هذا القلق من يخاف الحاجة، فأصبر حتّى أواقفك، أنك غنيّ.
قَالَ: هات.
فقال: أليس دارك هذه بفرشها وآلاتها لك؟ وعقارك بالكرخ وضياعك؟
فما زلت أحاسبه إلى أنّ بلغ قيمة ما بقي له سبعمائة ألف دينار.
ثمّ قلت: وأصدقني عمّا سَلْم لك من الجوهر والعبيد والخيل وغير ذَلِكَ.
فحسبنا ذَلِكَ، فإذا هُوَ بقيمة ثلاثمائة ألف دينار أخرى، فقلت: فمن ببغداد مثلك اليوم وجاهك قائم؟! فسجد للَّه وبكى، وقال: قد أنقذني اللَّه بك. ما عزانيّ أحد أنفع منك، وما أكلت شيئًا منذ ثلاث، وأحب أنّ تقيم عندي لنأكل ونتحدث. فقلت:
أفعل. فأقمت يومي عنده [1] .
قَالَ التّنُوخيّ [2] : وكنت اجتمعت مَعَ أَبِي عليّ ولد أَبِي عَبْد اللَّه ابن الجصاص فسألته عمّا يحكي عَنْ أَبِيهِ من أنّ الْإِمَام قرأ: وَلَا الضَّالِّينَ 1: 7 [3] فقال: إيْ لعمري، بدل آمين [4] .
وإنّه أراد أنّ يقب رأس الوزير الخاقانيّ، فقال: إنّ فيه دهنا.
__________
[1] والحكاية في: المنتظم لابن الجوزي 6/ 213، 214، وهي باختصار في البداية والنهاية 11/ 156، 157.
[2] في: نشوار المحاضرة 1/ 29.
[3] آخر سورة الفاتحة.
[4] الهفوات النادرة للصابي 147، أخبار الحمقى والمغفّلين 53، ذيل زهر الآداب 203، فوات الوفيات 1/ 275، وانظر نادرة مشابهة في البصائر والذخائر للتوحيدي 1/ 145 بتحقيق د.
إبراهيم الكيلاني، مكتبة أطلس ومطبعة الإنشاء بدمشق 1964.(23/368)
فقال: لو كَانَ فيه خرا لقبلته. ومثل وصفه مصحفًا عتيقًا فقال: كسرويًا [1] .
فقال: غالبه كذب، وما كانت فيه سلامة تخرجه إلى هذا. ما كَانَ إلّا من أدهي النَّاس. ولكنه كَانَ يطلق بحضرة الوزير [2] قريبا من ذلك لسلامة [3] طبع كان فيه، ولأنه كان يحب أنّ يصور نفسه عندهم بصورة الأبله لتأمنه الوزراء لكثرة خلوته [4] بالخلفاء. فأنا أحدثك عَنْهُ بحديث تعلم [5] أنّه في غاية الحزْم [6] .
ثمّ قَالَ: حدَّثني أَبِي أنّ ابن الفُرات لما ولي الوزارة، قَالَ: فقصدني قصدًا قبيحًا لشيء كَانَ في نفسه عليَّ وبالغ، وتلطفت معه بكل طريق. وكان عندي سبعة آلاف ألف دينار عينًا وجوهرًا سوى غيرها. ففكرت في أمري، فوقع لي الرأي في الليل في الثلث الأخير. فركبت في الحال إلى داره، فدققت فقال البوابون: لَيْسَ هذا وقت وصول، والوزير نائم.
فقلت: عرفوا الحجاب أني حضرت في مهم.
فعرفوهم، فخرج إليَّ أحدهم فقال: إنّه إلى السّاعة لم ينتبه.
فقلت: لا، الأمر أهمّ من ذلك فنبّه.
فدخل ثمّ خرج فأدخلني إِلَيْهِ وهو عَلَى سرير، وحوله نحو خمسين نفسًا، كأنهم حفظة، وقد قاموا وهو جالس مرتاعًا، ظن أنّ حادثة حدثت، فرفعني وقال: ما الأمر؟
فقلت: خير، ما حَدَث شيء، ولا جئت إلّا في أمر يخصني.
فسكن وصرف من حوله، وقال: هات.
فقلت: أيها الوزير، إنك قصدتني أقبح قصد، وشرعت في هلاكي بإزالة نعمتي، ولعمري، إني أسأت في خدمتك. وقد كَانَ في بعض هذا التّقويم بلاغ
__________
[1] نشوار المحاضرة 1/ 30، الهفوات النادرة 148، أخبار الحمقى والمغفّلين 53.
[2] في النشوار: «الوزراء» .
[3] في النشوار: «بسلاسة» .
[4] في النشوار: «خلواته» : وكذا في: أخبار الحمقى 53.
[5] في النشوار: «لتعلم معه» .
[6] النشوار 1/ 30.(23/369)
عندي. وقد جهلت في استصلاحك، فلم يغن شيء. وليس شيء أضعف من الهرّ [1] ، وإذا عاث في دكان الفاميّ [2] فظفر بهِ ولزه وثب عَلَيْهِ وخمشه. ولستُ أضعف من السِّنَّور، وقد جعلت هذا الكلام عذرا. فإن صلحت لي وإلا فعلي وعلي. وعقدت الأيمان لأقصدن الخليفة الآن وأحمل إِلَيْهِ من خزانتي ألفي ألف دينار وأقول: سَلْم ابن الفُرات إلى فلان ووله الوزارة، فيخدمني ويرجع تدبير أموره إليّ، فأسلمك إِلَيْهِ، فيعذبك حتّى يأخذ منك الألفي ألف. وأنت تعلم أنّ حالك يفي بها، ويعظم قدري بعزلي وزيرًا وتقليدي آخر.
فلمّا سمع هذا، قَالَ: يا عدوّ اللَّه، وتستحلّ هذا؟
فقلت: إنّ أحوجتني إلى هذا، وإلّا فاحلف لي السّاعة عَلَى معاملتي بكلّ جميل، ولا تبغ لي الغوائل.
وقال: وتحلف ليّ أنتَ أيضًا على مثل ذلك، وعلى حسن الطّاعة.
و [المؤازرة] [3] ؟
فقلت: أفعل.
فقال: لعنك اللَّه، فما أنت إلّا إبليس. واللَّه لقد سحرتني.
واستدعى دَواةً، وعملنا نسخة اليمين، وأحلفته بها أولًا، ثمّ حلفت لَهُ.
فقال: يا أبا عَبْد اللَّه، لقد عَظُمْتَ في نفسي، واللَّه ما كَانَ المقتدر يفرق بين كفايتي وموقعي، وبين أصغر [4] كتّابي مَعَ الذهب، فاكتم ما جرى.
فقلت: سبحان اللَّه.
فقال: إذا كَانَ غدًا فتعال لترى ما أعاملك به.
__________
[1] في النشوار 1/ 32: «السنّور» .
[2] في النشوار: «في دكّان بقّال» .
[3] في الأصل بياض، والمستدرك من: نشوار المحاضرة 1/ 34.
[4] في النشوار 1/ 34: «وبين أخسّ» .(23/370)
فنهضت، فقال: يا غلمان بأسركم بين يدي أَبِي عَبْد اللَّه. فعدتُ إلى داري وما طلع الفجر.
ثم قَالَ لي ابنه أبو عليّ: هذا فعل من يحكي عَنْهُ تِلْكَ الحكايات؟
فقلت: لا [1] .
والله أعلم.
__________
[1] نشوار المحاضرة 1/ 31- 35، أخبار الحمقى والمغفّلين 53- 56.(23/371)
سنة ستّ عشرة وثلاثمائة
استباحة القَرْمَطيّ الرحبة
في أوّلها دخل أبو طاهر القَرْمَطيّ الرحبة بالسيف واستباحها [1] .
أمان أهل قرقيسيا
وبعثَ أهلُ قرقيسيا يطلبون الأمان فأمنهم [2] .
ارتداد القَرْمَطيّ عَنِ الرَّقَّةِ
وقصد الرَّقَّةَ وهو في تسعمائة فارس وثلاثمائة راجل، فقتل فيها جماعةً بالربض، ودفعه أهلها عَنْهَا [3] : فسار مؤنس من بغداد إلى الرَّقَّةِ فأتاها بعد انصراف أبي طاهر [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 55، تجارب الأمم 1/ 182، التنبيه والإشراف 334، المنتظم 6/ 215، تاريخ أخبار القرامطة 51 و 103، الكامل في التاريخ 84/ 181، المختصر في أخبار البشر 2/ 73، دول الإسلام 1/ 190، العبر 1/ 163، تاريخ ابن الوردي 1/ 159، مرآة الجنان 2/ 268، وفيه «الزوحية» بدل «الرحبة» ، وهو غلط، البداية والنهاية 11/ 157، تاريخ ابن خلدون 3/ 378، النجوم الزاهرة 3/ 220.
[2] تجارب الأمم 1/ 182 المنتظم 6/ 215، تاريخ أخبار القرامطة 51، الكامل في التاريخ 8/ 181، المختصر في أخبار البشر 2/ 73 وفيه: «سنجار» بدل «قرقيسيا» ، ومثله في: تاريخ ابن الوردي 1/ 159، وهي قرقيسيا كما في: البداية والنهاية 1/ 157، تاريخ ابن خلدون 3/ 378، النجوم الزاهرة 3/ 220.
[3] صلة تاريخ الطبري لعريب 117، تاريخ أخبار القرامطة 104، الكامل في التاريخ 8/ 181، 182، تاريخ ابن الوردي 1/ 259.
[4] تجارب الأمم 1/ 182، 183، والمنتظم 6/ 216، تاريخ أخبار القرامطة 51 و 52، البداية والنهاية 11/ 157.(23/372)
انصراف القَرْمَطيّ عَنِ الكوفة
ثم أتى هيت، فرموه بالحجارة، فقتلوا أبا الرواد [1] من خواص أصحابه، فسار إلى الكوفة، فنهض نَصْر الحاجب بالعساكر ورآه، فمرض نَصْر [2] .
فاستخلف أحمد بْن كَيَغْلَغ وبعث معه بالجيش فانصرف القَرْمَطيّ قبل أنّ يلقاه.
ومات نَصْر في رمضان وحمل إلى بغداد [3] .
وزارة ابن مُقْلَة
واستعفى عليّ بْن عيسى من الوزارة، فاستوزر أبو عليّ بْن مُقْلَة الكاتب [4] .
بناء القَرْمَطيّ دار الهجرة والدعوة إلى المهديّ
ورجع القَرْمَطيّ فبني دارًا سمّاها دار الهجرة، ودعا إلى المهديّ، وتفاقم الأمر، وكثر أتباعه، وبث السَّرايا، فهرب عمّال الكوفة عَنْهَا، فسار هارون بْن غريب إلى واسط، فظفر بسرِيّةٍ لهم فقتلهم، وبعث إلى بغداد بأساري وبمائة وسبعين رأسًا وأعلام بيض منكسة عليها مكتوب: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ 28: 5
__________
[1] في. دول الإسلام 1/ 190 «أبا الذود» ، وفي مرآة الجنان 2/ 268: «أبو الدرداء» وهو وهم.
[2] صلة تاريخ الطبري لعريب 118، تجارب الأمم 1/ 183، تاريخ أخبار القرامطة 52، الكامل في التاريخ 8/ 182، تاريخ ابن خالدون 3/ 378.
[3] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 56، تجارب الأمم 1/ 183، التنبيه والإشراف 334، تاريخ أخبار القرامطة 52، الكامل في التاريخ 8/ 182، الدرة المضية 93، تاريخ ابن خالدون 3/ 378.
[4] صلة تاريخ الطبري لعريب 117، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 56، 57، تجارب الأمم 1/ 184، 185، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 336 (حوادث سنة 315 هـ) ، مروج الذهب 4/ 305، التنبيه والإشراف 329 وفيه: «ابن مقلد» وهو وهم، تاريخ حلب للعظيميّ 85، المنتظم 6/ 216، الكامل في التاريخ 8/ 183، الفخري 270، مختصر التاريخ 175، خلاصة الذهب المسبوك 241، المختصر في أخبار البشر 2/ 73، دول الإسلام 1/ 190، العبر 2/ 163، تاريخ ابن الوردي 1/ 260، مرآة الجنان 2/ 268 وفيه قال اليافعي: «وهذا مشكل وقد تقدم في سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة أن علي بن عيسى سم، ولكن يحتمل أنه سم ولم يمت بذلك السم» ، ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد مر أن الّذي سم هو إبراهيم أخو علي بن عيسى، فليراجع، البدآية والنهاية 11/ 158، تاريخ ابن خلدون 3/ 375.(23/373)
اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ 28: 5 [1] . ففرح النّاس واطمأنوا [2] .
الوحشة بين المقتدر ومؤنس
وفيها وقعت الوحشة بين المقتدر ومؤنس، ووقع الكلام بأنّ هارون بن غريب يتولّى إمرة الأمراء، فكتب أخصاء مؤنس إِلَيْهِ إلى الرَّقَّةِ بذلك، فقدم بغداد في آخر السنة ولم يات إلى المقتدر، فبعث إِلَيْهِ ولده والوزير ابن مُقْلَة، فوصفا شوق المقتدر إِلَيْهِ، فاعتل بعلة، وظهرت الوحشة بينه وبين المقتدر، فأقام هارون منابذًا لمؤنس، وجعلت الرسل تتردد بين المقتدر ومؤنس [3] .
امتناع الحجّ
ولم يحجّ أحدٌ في هذه السنة خوفًا من القرامطة [4] .
دخول الروم خلاط
وأمّا الروم فإن الدّمستق لعنه الله، سار في ثلاثمائة ألف على ما قرأت في تاريخ عتيق، فقصد ناحية خلاط وبدليس فقتل وسبى [5] : ثم صالحه أهل خلاط عَلَى قطيعة، وهي عشرة آلاف دينار، وأخرج المنبر من جامعها وجعل مكانه الصليب [6] . فإنّا للَّه وإنا إِلَيْهِ راجعون.
__________
[1] سورة القصص، الآية 5.
[2] المنتظم 6/ 216، تاريخ أخبار القرامطة 53، الكامل في التاريخ 8/ 187، العبر 2/ 163، مرآة الجنان 2/ 268، البداية والنهاية 11/ 158، تاريخ ابن خلدون 3/ 378، 379، النجوم الزاهرة 3/ 220، تاريخ الخلفاء 382.
[3] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 57، تجارب الأمم 1/ 188، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 337 (حوادث سنة 315 هـ) ، نهاية الأرب 23/ 80، 81، البداية والنهاية 11/ 158.
[4] تاريخ الخلفاء 382.
[5] في الأصل: «سبا» وهو غلط.
[6] انظر: الكامل في التاريخ 8/ 198، 199، والخبر في: نهاية الأرب 23/ 88، والمختصر في أخبار البشر 2/ 73، وتاريخ ابن الوردي 1/ 260، وتاريخ ابن خلدون 3/ 386، والنجوم الزاهرة 3/ 220، وتاريخ الخلفاء 382.(23/374)
سنة سبع عشرة وثلاثمائة
فتنة خلع المقتدر وخلافة القاهر
قَالَ ثابت بْن سِنان: في ثامن [1] المحرم، خرج مؤنس إلي باب الشّمّاسيّة ومعه سائر الجيش، وركب نازوك الوالي في جيشه من داره، وخرج أبو الهيجاء بْن حمدان أيضًا إلى مؤنس، فشحن المقتدر داره ومعه هارون بْن غريب، وأحمد بْن كَيَغْلَغ، وحاشية. فلمّا كَانَ آخر النّهار انفض أكثر من في دار الخلافة من الرجالة إلى مؤنس. وراسل مؤنس المقتدر بأن الجيش عاتب منكر لما يصرف من الذهب إلى الحرم والخدم، وأنهم يطلبون إخراج الحرم والخدم من دار الخلافة وإبعادهم.
فكتب إِلَيْهِ رُقْعَةً بخطّه: «أمتعني اللَّه بك، ولا أخلاني منك، ولا أراني فيك سوءًا. إني تأملت الحال فوجدت الأولياء الّذين خرجوا لم يريدوا إلّا صيانة نفسي وإعزاز أمري، فبارك اللَّه عليهم. فأمّا أنت يا أبا الحَسَن المظفّر، لَا خلوت منك، فشيخي وكبيري» .
وذكر فصلًا طويلًا في الخضوع لَهُ، إلى أنّ قال: «وقبل هذا وبعده فلي في أعناقهم بيعة مؤكدة، ومن بايعني فإنما بايع اللَّه، ومن نكث فإنما ينكث عَلَى نفسه، وعهد اللَّه نكث، ولي عليكم نعم وصنائع، وآمل أنّ تعترفوا بها لا تكفروها» .
فلمّا وقفوا على الورقة عدلوا إلى مطالبته بإخراج هارون عن بغداد، فأجابهم إلى ذَلِكَ وقلّده الثُّغور، وخرج من يومه [2] .
__________
[1] في تكملة تاريخ الطبري للهمداني 58: «في يوم السبت ثالث المحرّم» ، والمثبت يتفق مع:
تجارب الأمم 1/ 189.
[2] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 58، 59، تجارب الأمم 1/ 189- 192.(23/375)
ودخل في عاشر محرَّم مؤنس والجيش، فأُرجف بالمقتدر أراجيف شديدة.
ثمّ اتّفق مؤنس وأبو الهيجاء ونازوك عَلَى خلعه، فخرج مؤنس في ثاني عشر محرَّم إلى الشّمّاسيّة في الأمراء والجنود. وفي رابع عشر جاءوا إلى دار الخلافة، فهرب الحاجب مظفَّر، والوزير ابن مُقْلَة، والحشم، ودخل مؤنس وأبو الهيجاء ونازوك، وحصل الجيش كلّه في دار الخليفة، وأُخْرج المقتدر بعد العشاء ووالدته وخاله وحُرَمه إلى دار مؤنس [1] .
ودخل هارون من قطربُّل [2] فاختفى ببغداد، فأحضروا محمد بْن المعتضد من الحريم، وكان محبوسًا، فوصل في الثُّلث الأخير، وبايعه مؤنس والأمراء، ولُقَّب بالقاهر باللَّه [3] .
وكان عليّ بْن عيسى محبوسًا فأطلق إلى بيته، وقلّدوا أبا عليّ بْن مُقْلَة وزارة القاهر باللَّه، وقلّدوا نازوك الحجابة والشّرطة [4] ، وقلّد أبو الهيجاء إمرة الدينور، وهمدان، ونهاوند، ممّا بيده من الجزيرة والموصل [5] .
__________
[1] تاريخ سنيّ ملوك الأرض 155، 156، تجارب الأمم 1/ 192، 193، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 341 (حوادث سنة 316 هـ.) ، تاريخ حلب للعظيميّ 285، الإنباء في تاريخ الخلفاء 158، المنتظم 6/ 221، 222، الكامل في التاريخ 8/ 200، 201، نهاية الأرب 23/ 81، 82، المختصر في أخبار البشر 2/ 74، العبر 2/ 166، دول الإسلام 1/ 191، تاريخ ابن الوردي 1/ 260، تاريخ ابن خلدون 3/ 380، تاريخ الخلفاء 382، 383.
[2] قطربُّل: بالضّم ثم السكون ثم فتح الراء، وباء مضمومة، ولام. قرية بين بغداد وعكبراء.
(معجم البلدان 4/ 371) .
[3] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 59، تاريخ سنيّ ملوك الأرض 156، تجارب الأمم 1/ 193، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 341 و 342، الإنباء في تاريخ الخلفاء 158، المنتظم 6/ 222، الكامل في التاريخ 8/ 201، تاريخ مختصر الدول 157، مختصر التاريخ 1272، خلاصة الذهب المسبوك 240، نهاية الأرب 23/ 82، المختصر في أخبار البشر 2/ 74، العبر 2/ 166، تاريخ ابن الوردي 1/ 260، البداية والنهاية 11/ 159، تاريخ الخميس 2/ 390، النجوم الزاهرة 3/ 223.
[4] المنتظم 6/ 222، الكامل في التاريخ 8/ 202، 203، نهاية الأرب 23/ 83، تاريخ ابن خلدون 3/ 380، النجوم الزاهرة 3/ 323.
[5] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 59، تجارب الأمم 1/ 193، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 342، الكامل في التاريخ 8/ 202، نهاية الأرب 23/ 83، تاريخ ابن خلدون 3/ 389، النجوم الزاهرة 3/ 223.(23/376)
ووقع النَّهْبُ في دار السّلطان وبغداد، ونُهب لأمّ المقتدر ستّمائة ألف دينار، وأشهد المقتدر عَلَى نفسه بالخلَع، وذلك يوم السّبت [1] .
عودة المقتدر إلى الخلافة
وجلسَ القاهر يوم الأحد، وكتب الوزير عَنْهُ إلى البلاد، وعمل النّاسُ الموكب [2] يوم الأثنين، فامتلأت دهاليز الدّار بالعسكر، فطلبوا رزق البَيْعة ورزق سنة. ولم يات مؤنس يومئٍذ إلى الدَّار، فارتفعت. أصوات الرَّجّالة، فخاف نازوك أنّ يتّم قتال، فهجم الرجّالة، فلم يكفّهم أحد، فقتلوا نازوك وخادمه عجيبًا وصاحوا: المقتدر يا منصور. فتهاربَ مَن في الدّار حتّى الوزراء والحُجّاب [3] .
وصاروا إلى دار مؤنس يطلبون المقتدر ليردّوه إلى الخلافة، وأغلق بعضهم باب دار الخلافة لأنهّم كانوا كلّهم خَدَم المقتدر، فأراد أبو الهيجاء الخروج، فتعلّق بهِ القاهر وقال: تُسلّمني وتخرج؟ فداخَلتْه الحمية فقال: لَا واللَّه.
ورجع معه فدخلا الفِرْدَوْس، وخرجا إلى الرَّحْبَةِ الّتي يُسلك منها إلى باب النُّوبيّ. ونزع أبو الهيجاء سواده وأخذ جبّة صوف، وذهب عَلَى فرسه. فوقف القاهر مَعَ خَدمٍ لَهُ، فعاد إِلَيْهِ أبو الهيجاء، فأخبره بقتل نازوك [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 59، 60، تجارب الأمم 1/ 193، 194، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 342، 343، تاريخ حلب للعظيميّ 285، المنتظم 6/ 222، مختصر التاريخ لابن الكازروني 172، خلاصة الذهب المسبوك 239، المختصر في أخبار البشر 2/ 74، دول الإسلام 1/ 191، العبر 2/ 166، البداية والنهاية 11/ 159، تاريخ الخميس 2/ 390، مآثر الإنافة 1/ 279، تاريخ الخلفاء 383.
[2] في: تكملة تاريخ الطبري 60: «المركب» ، والمثبت يتفق مع: تجارب الأمم، وغيره.
[3] المنتظم 6/ 222، الكامل في التاريخ 8/ 203، 204، تاريخ الزمان 53، المختصر في أخبار البشر 2/ 74، العبر 2/ 166، دول الإسلام 1/ 191، تاريخ ابن الوردي 1/ 260، مرآة الجنان 2/ 271، تاريخ الخميس 2/ 390، النجوم الزاهرة 3/ 223.
[4] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 60، تجارب الأمم 1/ 195، 196، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 343- 345، الكامل في التاريخ 8/ 204، نهاية الأرب 23/ 85، دول الإسلام 1/ 191، 192.(23/377)
مقتل أَبِي الهيجاء بْن حمدان
وسدَّت المسالك عَلَى أَبِي الهيجاء والقاهر فرجعا إلى الدّار يتسلّلون، وبقي من خدم المقتدر جماعة بالسّيوف، فخافهم أبو الهيجاء، فثبتوا فرجع القَهْقَرَى ودخل بيتًا. فجاء خماجور [1] ، وشتم أبا الهيجاء الغلمانُ، فغضب وخرج كالجمل الهائج وصاح: يال تغلب، أَأُقْتَلُ بين الحيطان؟ أَيْنَ الكُمَيْت؟
أَيْنَ الدهْماء؟ فرماه خماجور بسهمٍ في ثَدْيه، ثمّ رماه آخر فأصاب تَرْقُوَتَه. وآخر في فخذه، فنزع عَنْهُ الأسهم، وقتل واحدًا منهم. وكان مَعَ خماجور، أسودان فبادرا إلى أَبِي الهيجاء، فحزَّ أحدهما رأسه [2] .
وأمّا أولئك فإنهم حملوا المقتدر عَلَى أعناقهم من دار مؤنس إلى قصر الخلافة، فقال: ما فعل أبو الهيجاء؟ فجاءوا براسه إلى المقتدر، فقال: مَن قتله؟ قَالُوا: لَا ندري. فاسترجع وتأسَّف عَلَيْهِ. ثمّ سمع ضجّةً، وجاءه خادم يعدو فقال: هذا محمد القاهر قد أخذ. فجيء بهِ فأجلس بين يديه، فاستدناه وقبّل جبينه، وقال لَهُ: أنتَ واللَّه لَا ذنب بك.
هذا والقاهر يبكي ويقول: اللَّه اللَّه يا أمير المؤمنين في نفسي. فقال: واللَّه لَا جرى عليك منّي سوء أبدًا. فطِب نفسًا. [3] وطيف برأس نازوك ورأس أَبِي الهيجاء ببغداد، ونودي: هذا جزاء من
__________
[1] في: تكملة الطبري للهمداني 61: «خمارجونة» ، وفي: تجارب الأمم 1/ 197: «خمارجويه» وفي العبر 2/ 167: «كماجور» .
[2] تكملة تاريخ الطبري للهمذاني 60، 61، تاريخ سنيّ ملوك الأرض 156، تجارب الأمم 1/ 196- 198، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 346، التنبيه والإشراف 327، الإنباء في تاريخ الخلفاء 158، الكامل في التاريخ 8/ 205، نهاية الأرب 23/ 86، دول الإسلام 1/ 191، العبر 2/ 167، مرآة الجنان 2/ 271.
[3] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 61، تجارب الأمم 1/ 198، 199، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 346، 347، المنتظم 6/ 222، الكامل في التاريخ 8/ 205، 206، نهاية الأرب 23/ 86، 87، المختصر في أخبار البشر 2/ 74، دول الإسلام 1/ 191، العبر 2/ 167، تاريخ ابن الوردي 1/ 260، مرآة الجنان 2/ 217، البداية والنهاية 11/ 160، تاريخ الخميس 2/ 390، تاريخ الخلفاء 383.(23/378)
عصى مولاه وكفر نعمته. فسكن النّاس.
وعاد الوزير فكتب إلى الأقاليم بعَود الخلافة إلى المقتدر [1] .
وقيل: إنّ الّذي قتل نازوكًا سَعِيد ومظفّر من شُطّار بغداد. ثمّ أتى مؤنس وبايع المقتدر هُوَ والقوّاد والقضاة.
وقيل: إنّ المقتدر لمّا أُحيط بهِ ورأى الغَلبة نشرَ المُصْحَف وقال: أَنَا فاعلٌ ما فعل عثمان رضى الله عنه، ولا أنزع قميصًا ألبسنيه اللَّه.
ولمّا رجع إِلَيْهِ مُلْكه بَذَلَ الأموال في الْجُنْد حتّى أنفذ الخزائن، وباع ضياعًا وأمتعه وتمَّمَ عطاءهم. وبيعت ضياع بُخْتَيْشُوع بالثّمن اليسير [2] .
قَالَ ثابت بْن سِنان: كَانَ قد وصل إلى الطّبيب بُخْتَيْشُوع في مدة خدمته للرشيد ستّة وخمسون ألف ألف درهم من الرشيد والبرامكة.
ولاية ابن غريب الجبل
وظهر هارون بْن غريب ودخل عَلَى مؤنس وسلَّمَ عَلَيْهِ وقُلَّدَ الجبل، فخرج إلى عمله [3] .
تقليد ابني رائق شرطة بغداد
وقُلَّدَ المقتدر إبراهيم ومحمد ابني رائق شرطة بغداد [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 61، تجارب الأمم 1/ 199، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 347، المنتظم 6/ 222، الكامل في التاريخ 8/ 206، العبر 2/ 167، دول الإسلام 1/ 191، 192، البداية والنهاية 11/ 159 و 160، تاريخ ابن خلدون 3/ 381.
[2] انظر خبر خلع المقتدر وعودته إلى الخلافة في:
صلة تاريخ الطبري لعريب 121- 125.
[3] النجوم الزاهرة 3/ 22، 224.
[4] صلة تاريخ الطبري لعريب 125، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 62، تجارب الأمم 1/ 202، الكامل في التاريخ 8/ 213.(23/379)
تقليد ابن ياقوت الحجابة
وقُلَّدَ مظفَّر بْن ياقوت الحجابة [1] .
موت ثَمَل
وفي رجب ماتت ثَمَل القهرمانة [2] .
دخول القَرْمَطيّ مكة واقتلاع الحجر الأسود
وفيها سيَّر المقتدر الرَّكبَ مَعَ منصور الدَّيْلَمّي، فوصلوا إلى مكّة سالمين، فوافاهم يوم التروية عدو الله أبو طاهر القرمطي، فقتل الحجيج في المسجد الحرام قتلا ذريعا وفي فجاج مكة وفي داخل البيت، وقتل ابن محارب أمير مكة، وعرى البيت، وقلع بابه، واقتلع الحجر الأسود فأخذه. وطرح القتلى في بئر زمزم ورجع إلى بلاد هجر ومعه الحجر الأسود. وامتلأت فجاج مكه بالقَتْلى [3] .
وقال أبو بَكْر محمد بْن عليّ بْن القاسم الذَّهبيّ في تاريخه: إنّ أبا طاهر سليمان حسن القَرْمَطيّ صاحب البحرين دخل مكّة في سبعمائة رَجُل، فقتلوا في المسجد الحرام نحو ألف وسبعمائة من الرجال والنّساء وهم يتعلّقون بأستار الكعبة.
وردم منهم ببئر زمزم، وصعد عَلَى باب الكعبة، واستقبل النّاس وهو يقول:
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 62، النجوم الزاهرة 3/ 224.
[2] انظر عن (ثمل) في:
صلة تاريخ الطبري لعريب 125، العبر 2/ 167، دول الإسلام 1/ 192، مرآة الجنان 2/ 271.
[3] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 62، تاريخ سنيّ ملوك الأرض 156، تجارب الأمم 1/ 201، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 348، 349 و 359، التنبيه والإشراف 329، و 334، 335، المنتظم 6/ 222، 223، تاريخ أخبار القرامطة 53، 54 و 104، الكامل في التاريخ 8/ 207، 208، الفخري 262، نهاية الأرب 23/ 88، المختصر في أخبار البشر 2/ 74، دول الإسلام 1/ 192، العبر 2/ 167، 168، تاريخ ابن الوردي 1/ 261، الدرّة المضيّة 93، مرآة الجنان 2/ 271، البداية والنهاية 11/ 160، تاريخ ابن خلدون 3/ 379، تاريخ الخميس 2/ 390، النجوم الزاهرة 3/ 224، مآثر الإنافة 1/ 278، 279، تاريخ الخلفاء 383، أخبار الدول 166.(23/380)
أَنَا باللَّه وباللَّه أَنَا ... يخلق الخلق وأفنيهم أَنَا
[1] .
وقتل في سكّة مكّة وشعابها زهاء ثلاثين ألفًا، وسبى من النّساء والصّبيان مثل ذَلِكَ. وأقام بمكة ستّة أيام [2] ، وأوقع بهم في سابع ذي الحجّة. ولم يقف أحدٌ تِلْكَ السنة وقفة [3] ، فرماه اللَّه في جسده وطال عذابه حتّى تقطعت أوصاله.
قَالَ محمود الإصبهانيّ: دخل رجلٌ من القرامطة وهو سكران فَصَفَر لفرسه، فبال عند البيت وقتل جماعة [4] .
ثمّ ضرب الحجر الأسود بدبّوس فكسره ثمّ قلعه. وأقام القَرْمَطيّ بمكّة أحد عشر يومًا، ثمّ رحلوا وبقي الحجر الأسود عندهم نحو عشرين سنة [5] .
وقيل: هلك تحته إلى هَجَر أربعون جملًا [6] .
فلمّا أُعيد إلى مكّة حُمِل عَلَى قَعُود هزيل فَسَمِن [7] .
وكان بجكم التُّرْكيّ قد دفع فيه خمسين ألف دينار فلم يردّوه وقالوا:
أخذناه بأمرٍ وما نردّه إلا بأمر [8] .
وقيل: إنّ الّذي اقتلعه صاح: يا حِمْيَر أنتم قلتم: ومن دخله كَانَ آمنًا.
فأين الأمن؟
__________
[1] تاريخ أخبار القرامطة 54، العبر 2/ 168، دول الإسلام 1/ 192، مرآة الجنان 2/ 272، البداية والنهاية 11/ 160 وفيه: «أنا للَّه وباللَّه، أنا أنا أخلق الخلق، وأفنيهم أنا» ، تاريخ الخميس 2/ 390 وفيه: «.. أخلق الخلق وأفنيهم أنا» ، وفي النجوم الزاهرة 2/ 224: «أنا للَّه وباللَّه أنا ... » ، تاريخ الخلفاء 383.
[2] مرآة الجنان 2/ 272، تاريخ الخميس 2/ 390.
[3] مرآة الجنان 2/ 272.
[4] المنتظم 6/ 223، مرآة الجنان 2/ 272، النجوم الزاهرة 3/ 224.
[5] مرآة الجنان 2/ 272، البداية والنهاية 11/ 161، النجوم الزاهرة 3/ 224، أخبار الدول 166.
[6] قال ثابت بن سنان في: تاريخ أخبار القرامطة 54: وخلع الحجر الأسود من البيت فوضعه على سبعين جمل (كذا) فسيّرهم (كذا) به وهم (كذا) يضرطون من ثقله إلى هجر» ! والخبر في: تاريخ الخميس 2/ 391، وتاريخ الخلفاء 383، وأخبار الدول 166.
[7] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 360، تاريخ أخبار القرامطة 55، تاريخ الخميس 2/ 391، تاريخ الخلفاء، أخبار الدول 166.
[8] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 359، تاريخ ابن الوردي 1/ 261، تاريخ الخميس 2/ 391، مآثر الإنافة 1/ 279.(23/381)
قَالَ رَجُل: فَلَوَيْتُ رأس فرسه واستسلمت للقتل وقلتُ لَهُ: اسمع إنّ اللَّه أراد ومن دخله فأمنوه. فلوى رأس فرسه وخرج ما كلَّمني [1] .
رواية السمنانيّ عَنِ القرمطيّ
وقد غلط السّمْنانيّ فقال في تاريخه: الّذي قلع الحجر الأسود أبو سَعِيد الْجَنَّابي. وإنمّا هُوَ ابنه. وكان ابن أَبِي السّاج قبل ذَلِكَ بزمان قد نزل عَلَى أَبِي سَعِيد فأكرمه. فلمّا جاء لقتاله أرسل إِلَيْهِ يَقُولُ، أعني ابن أبي السّاج: لك عليَّ حق قديم، وأنتَ في قلة وأنا في كثرة، فانصرف راشدًا. وكان مَعَ ابن أَبِي السّاج ثلاثون ألفًا، ومع أبي سعيد خمسمائة فارس، وبينهما النّهر.
فقال أبو سَعِيد للرسول: كم مَعَ صاحبكم؟
قَالَ: ثلاثون ألفًا.
قَالَ: ما معه ولا ثلاثة.
ثمّ دعا بعبدٍ أسود فقال لَهُ: خرَّق بطنك بهذه السِّكَّين. فأتلف نفسه، وقال لآخر: غرِّق نفسك في هذا النّهر ففعل. وقال لآخر: اصعد عَلَى هذا الحائط والق نفسك عَلَى دماغك ففعل. ثمّ قَالَ للرسول: إنّ كَانَ معه مَن يفعل مثل هذا وإلّا فما معه أحد.
ثمّ ذكر السِّمْنانيّ خرافات لَا تصحّ.
رواية القليوبي عَنِ الحجر الأسود
ونقل القليوبيّ، وهو ضعيف، أنّ القَرْمَطيّ باعَ الحجر الأسود من المقتدر بثلاثين ألف دينار [2] ، ولم يصح هذا ولا وقع.
قَالَ: فقال للشهود: من أَيْنَ تعلمون أنّه الحجر [3] ؟
__________
[1] المنتظم 6/ 223، 224، وانظر: الدرّة المضيّة 93، البداية والنهاية 11/ 161، 162.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 359.
[3] هذا الخبر ورد مبتورا هكذا، وهو في العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 359 بما نصّه: «وقيل إنّ أبا طاهر القرمطيّ باع الحجر الأسود بثلاثين ألف دينار. ولما أراد أن يسلّمه إلى الرسول أحضر جماعة من أهل الكوفة وغيرهم. وقال: اشهدوا أنهم تسلّموا الحجر الأسود، فشهدوا بذلك(23/382)
فقال عَبْد اللَّه بْن عليم المسيّب: إن يُشرف عَلَى الماء ولا تسخنه النّار.
فأحضرَ الْجَنَّابي طسْتًا وملأه ماءً ووضع الحجرَ، فطفا عَلَى الماء. وأوقد عَلَيْهِ النّار فلم يَحْمَ بها. فأخذه ابن عليم وقبَّله وقال: أشهد أنه الحجر الأسود.
فتعجَّب الْجَنَّابي وقال: هذا دين مضبوط. ثمّ ردّ الحجر إلى مكّة أيّام المقتدر [1] .
كذا قَالَ، وغلط [2] ، إنمّا رُدَّ إلى مكانه في خلافة المطيع للَّه.
وقال محمد بْن الربيع بْن سليمان: كنت بمكّة سنة القَرْمَطيّ، فصعد رجلٌ ليقلع الميزاب وأنا أراه، فِعيل صبري وقلت: يا ربّ ما أحلمك وتزلزلتُ.
قَالَ: فسقط الرجل عَلَى دماغه فمات [3] .
ولاية ابن طُغج دمشق
وفيها خرج محمد بْن طُغج أمير الْجَوف سِرًا من تكين أمير مصر، فلحِق بالشّام وولي دمشق. وبعث تكين خلفه فلم يُلحق [4] .
ولاية ابن يوسف قضاء القضاة
وفيها خلع المقتدر عَلَى أَبِي عُمَر محمد بْن يوسف القاضي، وقُلَّدَ قضاء القضاة [5] .
__________
[ () ] كلّهم، ثم قال بعد الشهادة والرضا بأنّ هذا هو الحجر الأسود يا من لا عقل لهم، من أين لكم أنّ هذا هو الحجر الأسود، ولعلّنا أحضرنا حجرا أسود من هذه البرّية عوضه، فسكت الناس» .
[1] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 359، 360.
[2] أي «السّمناني» كما في: النجوم الزاهرة 3/ 225.
[3] المنتظم 6/ 223، تاريخ أخبار القرامطة 54، المختصر في أخبار البشر 2/ 74، البداية والنهاية 11/ 161، تاريخ الخلفاء 383.
[4] صلة تاريخ الطبري لعريب 137 (حوادث سنة 319 هـ) ، أمراء دمشق في الإسلام 78 رقم 240، النجوم الزاهرة 3/ 225.
[5] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 62، تجارب الأمم 1/ 201، التنبيه والإشراف 329، المنتظم 6/ 222، الكامل في التاريخ 8/ 202 و 213، البداية والنهاية 11/ 159.(23/383)
الفتنة في تفسير آية
وهاجت ببغداد فتنة كبرى بسبب قوله: عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً 17: 79 [1] ، فقالت الحنابلة: معناه يُقْعدهُ اللَّه عَلَى عرشه كما فسّره مجاهد.
وقال عيرهم من العلماء: بل هِيَ الشّفاعة العُظْمى كما صحَّ في الحديث.
ودام الخصام والشَّتْم واقتتلوا، حتّى قُتِل جماعة كبيرة. نقله الملك المؤيدّ [2] :
رحمه اللَّه.
تعظيم ابن محرَّم للحجر الأسود
وقال المراغي: حدَّثني أبو عبد الله بْن محرَّم، وكان رسول المقتدر إلى القَرْمَطيّ، قَالَ: سألت القَرْمَطيّ بعد مناظرات جرت بيني وبينه في استحلاله ما استحلّ من الدّماء وعن الحجر الأسود. فأمر بإحضاره، فأُحضر في سَفَط مبطَّن بالدّيباج. فلمّا برز لي كبَّرتُ وقلت إيمانا وتصديقًا: هذا هو الحجر بكلّ رَيْب.
قَالَ: ورأيتهم من تعظيمه وتنزيهه وتشريفه والتّبريك بهِ عَلَى حالة كبيرة.
الخلاف بين أمير خراسان وإخوته
وفيها خالف نَصْر بْن أحمد بْن إسماعيل أمير خُراسان إخوتُهُ أبو إِسْحَاق، وأبو زكريّا، وأبو صالح، فأعمل الحيلة حتّى عادوا إلى طاعته ووانسهم ثمّ سقى الأكبر سُمًّا في كوز فقاع فمات، وحبس الآخرين فهرب أحدهما إلى الرِّيّ واستأمن إلى مرداوين فأكرمه، وخنق نَصْر الآخر [3] .
شعر القَرْمَطيّ
وأمّا ما كَانَ من خبر الحُجّاج، فإنه قتل من قتل منهم بمكّة، ولم يتم لهم حَجّ. وتجمع مَن بقي وتوصّلوا إلى مصر.
__________
[1] سورة الإسراء، الآية 79.
[2] في: المختصر في أخبار البشر 2/ 74، 75، واقتبسه ابن الوردي في تاريخه 1/ 261، وابن كثير في البداية والنهاية 11/ 162، والسيوطي في: تاريخ الخلفاء 384.
[3] الكامل في التاريخ 8/ 208- 212، البداية والنهاية 11/ 162.(23/384)
ولم يفلح أبو طاهر القَرْمَطيّ بعدها، وتقطع جسده بالجدري [1] .
ومن شعره:
أغَرَّكُمُ مِنّي رُجُوعي إلى هَجَرْ ... فعمّا قليلٍ سوف يأتيكُمُ الخَبرْ
إذا طلعَ المِرّيخُ مِن أرض بابل ... وقارَنَه كَيْوانُ فالحَذَرَ الحذَرْ
فَمَن مُبْلِغُ أهلَ العراقِ رِسالةً ... بأنّي أَنَا المرهوبُ في البَدْو والحَضَرْ
أنا صاحب الأنبار يوم ديارها ... ويوم عقرقوقا فمن منكم حضر
فو الله لولا التَّغْلِبيّ ورأيه ... لَغَادَرَكم أمثالَ نخلٍ قد انعَقَرْ
فذاك أبو الهيجاء أشجعُ من مشى ... عَلَى الأرضِ أو لاثَ العمائمَ واعتجَرْ
وأصبح هذا النّاس كالشّاء ما لَهُم ... زَعيمٌ ولا فيهم لأَنفُسِهم نظَرْ
فَيَا وَيْلَهم مِن وَقْعَةٍ بعد وَقْعةٍ ... يُسَاقون سَوْق الشّاءِ للذِّبْح والبقَرْ
سَأَضْربُ [2] خيلي نحو مصرَ وبَرْقَةٍ ... إلى قَيْروانِ التُّرْك والرُّومِ والخزَرْ
أَكيلُهُمُ بالسّيف حتّى أُبِيدُهم ... فلا أُبْقِ منهمْ نَسْل أُنْثَى ولا ذكَرْ
أَنَا الدّاعي المهديّ لَا شكَّ غيرُه ... أَنَا الضَّيْغَمُ [3] الضِّرُغام والفارسُ الذَّكَرْ
أُعَمَّرُ حتّى يأتي عيسى بْنُ مريمَ ... فيحمَدُ آثاري وأرضى بما أمَرْ
ولكنّه حَتْمٌ علينا مُقَدَّرٌ ... فَنَفْنَى ويَبْقَى خالقُ الخلْق والبشَرْ
[4] .
من قُتل بيد القرامطة
وممن قتلته القرامطة: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر، أبو بَكْر الرهاويّ. روى عَنْ أَبِيهِ، وغيره. وعنه أبو الحُسين الرّازيّ والد تمّام، وغيره.
وكان عليّ بْن بابَوَيْه الصُّوفيّ يطوف بالبيت والسّيوف تنوشه وهو يُنْشِد:
ترى المحبّين صَرْعَى في ديارهم ... كَفِتْية الكهْفِ لا يدرون كم لبثوا
__________
[1] تاريخ الخميس 2/ 391، النجوم الزاهرة 3/ 224، تاريخ الخلفاء 384.
[2] في النجوم الزاهرة 3/ 226: «سأصرف» .
[3] في النجوم: «أنا الصارم» .
[4] النجوم الزاهرة 3/ 335، 226 وقد أسقط الأبيات من 4- 7.(23/385)
ذكر نازوك
كَانَ شجاعًا فاتكًا، غلبَ عَلَى الأمر وتصرَّف في الدّولة. وعلم مؤنس الخادم أَنَّهُ حتّى وافقه عَلَى خلع المقتدر زاد تحكُّمه، فأجابه ظاهرًا، وواطأ فيما قِيلَ البرد داريّة عَلَى قتله. وكان لَهُ أكثر من ثلاثمائة مملوك [1] .
خوف أهل الثغور من الروم
وأمّا نواحي مملكة الرّوم فكان بها الخوف والوجل ما لَا مَزِيد عَلَيْهِ، وجَنَحَ أهل الثغور إلى ملاطفة النّصاري وبذْل الأتاوة لهم، وركنوا إلى تسليم بلد سُمَيْساط وغيرها [2] . فلله الأمر.
__________
[1] النجوم الزاهرة 3/ 226.
[2] الكامل في التاريخ 8/ 213، تاريخ ابن خلدون 3/ 386.(23/386)
سنة ثمان عشرة
تقليد ابن ياقوت شرطة بغداد
في المحرَّم صَرف المقتدر ابني رائق عَنِ الشرطة، وقلدها أبا بَكْر محمد بْن ياقوت [1] .
ريح عظيمة ببغداد
وفي ربيع الآخر هبَّت ريح عظيمة حملت رملًا أحمَر قِيلَ: إنّه من جبل زَرُود، فامتلأت بهِ أَزِقَّة بغداد والأسطحة [2] .
القبض عَلَى ابن مُقْلَة
وفيها قبض المقتدر عَلَى الوزير أَبِي عليّ بْن مُقْلَة [3] ، وأحرقت داره [4] ، وكانت عظيمة قد ظلم النّاس في عمارتها. وعز عَلَى مؤنس حيث لم يشاوره الخليفة [5] .
__________
[1] صلة تاريخ الطبري لعريب 128، تجارب الأمم 1/ 202، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 351، الكامل في التاريخ 8/ 223، تاريخ ابن خلدون 3/ 380 و 390، النجوم الزاهرة 3/ 227.
[2] تاريخ سنيّ ملوك الأرض والأنبياء 157، المنتظم 6/ 231، الكامل في التاريخ 8/ 214، 215، (حوادث سنة 217 هـ.) ، البداية والنهاية 11/ 163 (حوادث سنة 317 هـ.) ، تاريخ ابن خلدون 3/ 391، النجوم الزاهرة 3/ 227.
[3] صلة تاريخ الطبري لعريب 130، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 69، تجارب الأمم 1/ 203، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 350، تاريخ حلب للعظيميّ 285، المنتظم 6/ 231، نهاية الأرب 23/ 90، البداية والنهاية 11/ 164، النجوم الزاهرة 3/ 227.
[4] صلة تاريخ الطبري لعريب 133، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 68، تجارب الأمم 1/ 202، المنتظم 6/ 231، الكامل في التاريخ 8/ 218، نهاية الأرب 23/ 90، البداية والنهاية 11/ 164، النجوم الزاهرة 3/ 227.
[5] النجوم الزاهرة 3/ 227.(23/387)
وزارة ابن مَخْلَد
ثمّ استوزر سليمان بْن الحَسَن بْن مَخْلَد، فكان لَا يصدر عَنْ أمرٍ حتّى يُشاور عليّ بْن عيسى [1] .
حجّ ركب العراق
فيها حجّ ركب العراق [2] .
الوباء المهول
وكان بها وباءٌ مَهُول.
هزيمة الروم
وفيها جاءت الأخبار بأنّ الأمير مفلحًا السّاجيّ هزم جيشًا من الروم، وفرح النّاس [3] .
__________
[1] صلة تاريخ الطبري 130، تجارب الأمم 1/ 205، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 350، مروج الذهب 4/ 305، تاريخ حلب للعظيميّ 285، المنتظم 6/ 231، الكامل في التاريخ 8/ 218، الفخري 273، مختصر التاريخ 175، خلاصة الذهب المسبوك 241، نهاية الأرب 23/ 90، البداية والنهاية 11/ 164، النجوم الزاهرة 3/ 227.
[2] صلة تاريخ الطبري لعريب 135، تجارب الأمم 1/ 211، البداية والنهاية 11/ 165، النجوم الزاهرة 3/ 227.
[3] الكامل في التاريخ 8/ 241، البداية والنهاية 11/ 163 (حوادث سنة 317 هـ) ، تاريخ ابن خلدون 3/ 386.(23/388)
سنة تسع عشرة
القبض عَلَى الوزير سليمان بْن الحَسَن
فيها قبض المقتدر عَلَى الوزير سليمان بْن الحَسَن، وكان قد أضاق إضاقة شديدة. وكانت وزارته سنة وشهرين [1] .
وزارة الكلوذاني
وكان المقتدر يميل إلى وزارة الحُسين بْن القاسم، فلم يمكنه مؤنس، وأشار بأبي القاسم عُبَيْد اللَّه بْن محمد الكَلَوْذَانيّ. فاستوزره مَعَ مشاورة عليّ بْن عيسى في الأمور [2] .
الوقعة بين ابن غريب ومرداويج
وفيها كانت وقعة بين هارون بْن غريب وبين مرداويج [3] الدَّيْلَمّي بنواحي همدان. فانهزم هارون، وملك الدّيلميّ الجبل بأسره إلى حلوان [4] .
__________
[1] صلة تاريخ الطبري لعريب 138، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 63 (حوادث سنة 318 هـ.) ، تجارب الأمم 1/ 211، 212، المنتظم 6/ 236، الكامل في التاريخ 8/ 225، الفخري 273، مختصر التاريخ 175، خلاصة الذهب المسبوك 241، نهاية الأرب 23/ 93، البداية والنهاية 11/ 166، تاريخ ابن خلدون 3/ 375، النجوم الزاهرة 3/ 229.
[2] صلة تاريخ الطبري لعريب 138، وفيه «الكلواذي» ، والمثبت يتفق مع: تكملة تاريخ الطبري للهمداني 63، وتجارب الأمم 1/ 212، ومروج الذهب 4/ 305 وفيه: «الكلواذي» ، تاريخ حلب للعظيميّ 285 وفيه: «الكلواذي» ، المنتظم 6/ 236 وفيه: «الكلواذي» ، الكامل في التاريخ 8/ 226، الفخري 273، مختصر التاريخ 175، خلاصة الذهب المسبوك 241، نهاية الأرب 23/ 93، البداية والنهاية 11/ 166، النجوم الزاهرة 3/ 229.
[3] في: تكملة تاريخ الطبري للهمداني: «مزداويج» ، والمثبت يتفق مع: الكامل لابن الأثير، وغيره.
[4] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 63 (حوادث سنة 318 هـ.) ، تجارب الأمم 1/ 213، العيون(23/389)
وزارة الحُسين بْن القاسم
وفيها عزل الكَلَوْذَانيّ واستوزر الحُسين بْن القاسم بْن عُبَيْد اللَّه لأنه كتب إلى المقتدر، وهو عَلَى حاجة: أَنَا أقول بالنفقات وزيادة ألف ألف دينار كلّ سنة.
وكانت وزارة الكَلَوْذَانيّ شهرين [1] .
الوحشة بين مؤنس والمقتدر
وفي ذي الحجّة استوحش مؤنس من المقتدر لأنه بلغه اجتماع الوزير والقُوّاد عَلَى العمل عَلَى مؤنس. فعزم خواصُّه عَلَى كبس الوزير، فعلم، فتغيب عَنْ داره.
وطلب مؤنس من المقتدر عزْل الوزير فعزله [2] . فقال: انفيه إلى عُمان.
فامتنع المقتدر.
وأوقع الوزير في ذهن المقتدر أنّ مؤنسًا يريد أنّ يأخذ الأمير أبا العبّاس من داره ويذهب بهِ إلى الشّام ومصر، ويعقد لَهُ بالخلافة هناك. ثمّ كتب الحُسين الوزير يستحثّ هارون بْن غريب عَلَى المجيء، وكتب إلى محمد بْن ياقوت، وكان بالأهواز، أنّ يُسرع الحضور. فصحَّ عند مؤنس أنّ الوزير يدبِّر عَلَيْهِ [3] .
فخرج إلى الشّمّاسيّة بأصحابه، وكتب إلى المقتدر: إنّ مفلحا الأسود مطابق
__________
[ () ] والحدائق، ج 4 ق 1/ 353 (حوادث سنة 318 هـ.) ، الكامل في التاريخ 8/ 227، المختصر في أخبار البشر 2/ 76، دول الإسلام 1/ 192، العبر 2/ 174، تاريخ ابن الوردي 1/ 262، تاريخ ابن خلدون 3/ 390، النجوم الزاهرة 3/ 229.
[1] صلة تاريخ الطبري لعريب 140، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 64، 65 (حوادث سنة 318 هـ.) ، تجارب الأمم 1/ 214 و 219 وفيه كانت وزارته شهرين وثلاثة أيام، مروج الذهب 4/ 305، المنتظم 6/ 236، الكامل في التاريخ 8/ 230- 232، الفخري 273 و 274، نهاية الأرب 23/ 93، 94، البداية والنهاية 11/ 169، تاريخ ابن خلدون 3/ 375، 376، النجوم الزاهرة 3/ 229.
[2] تكملة تاريخ الطبري 65 (حوادث سنة 318 هـ.) ، تجارب الأمم 1/ 221، الكامل في التاريخ 8/ 232، نهاية الأرب 23/ 95، النجوم الزاهرة 3/ 229.
[3] الكامل في التاريخ 8/ 333، نهاية الأرب 23/ 96، النجوم الزاهرة 3/ 229، 230.(23/390)
للحسين، وإن نفسي لَا تسكن حتّى تبعث إليَّ بمفلح فأقلده أجل الأعمال ويخرج إليها.
فأجابه المقتدر: إنّ مفلحًا خادمٌ يوثق بخدمته، ولم يدخل فيما توهمت.
فلمّا سمع مؤنس هذا، وأن الوزير ينفق في الرجّال، وأن هارون قد قرب من بغداد، أظهر الغضب وخرج إلى الموصل، فلحق بهِ أصحابه، فقبض الوزير عَلَى حواصله وأملاكه. وهنّى النّاس الوزير بذهاب مؤنس، وزاد محلُّه عند المقتدر، ولقبه «عميد الدولة» . وكتب ذَلِكَ عَلَى الدّينار والدّرهم [1] .
انتصار مؤنس ودخوله الموِصل
وكتب الوزير إلى دَاوُد وسعيد ابني حمدان، والحسن بْن عَبْد اللَّه بْن حمدان بمحاربة مؤنس، فتعبّوا في ثلاثين ألفا، وكان مونس في ثمانمائة، فنصر عليهم وهزمهم، وملك الموصل في صفر سنة عشرين [2] .
هرب أهل الكوفة من القَرْمَطيّ
وفيها نزل القَرْمَطيّ الكوفة، فهرب أهلها إلى بغداد [3] .
دخول الديلم الدّيَنَور
وفيها دخلت الدَّيْلم الدّيْنَوَر فقتلوا وسبوا، فجاء من هرب إلى بغداد ورفعوا المصاحف عَلَى القُضُب، واستغاثوا يوم الأضحى وساعدهم الغوغاء، وسبّوا
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 65 (حوادث سنة 318 هـ) ، تجارب الأمم 1/ 221- 223، الكامل في التاريخ 8/ 238، نهاية الأرب 23/ 96، 97، دول الإسلام 1/ 193، العبر 2/ 174، مرآة الجنان 2/ 271.
[2] صلة تاريخ الطبري لعريب 145، 146، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 69، تجارب الأمم 1/ 222، 223، التنبيه والإشراف 327، تاريخ حلب للعظيميّ 286 (حوادث سنة 320 هـ) ، الإنباء في تاريخ الخلفاء 158، 159، الكامل في التاريخ 8/ 239، 240، تاريخ مختصر الدول 157، تاريخ الزمان 53، 54، نهاية الأرب 23/ 97، 98، المختصر في أخبار البشر 2/ 76، العبر 2/ 174، دول الإسلام 1/ 193، تاريخ ابن الوردي 1/ 262، مرآة الجنان 2/ 278، النجوم الزاهرة 3/ 230.
[3] صلة تاريخ الطبري لعريب 139، النجوم الزاهرة 3/ 228، تاريخ الخلفاء 384.(23/391)
المقتدر وأغلقوا الأسواق خوفَا من هجوم القَرْمَطيّ [1] .
[ولاية المعز]
وفيها ولد أبو تميم المعزّ رابع خلفاء مصر الّذي بنى القاهرة [2] .
[امتناع ركْب العراق]
ولم يحجّ في هذه السنة ركْب العراق [3] .
[غزوة والي طرسوس في الروم]
ووردَ الخبر بأنّ ثمل والي طرسوس غزا الروم، فعبروا نهرًا ثمّ وقع عليهم ثلج عظيم. ثمّ التقوا جيش الروم عليهم ستّة بطارقة، فنصروا عليهم، وقتل خمسمائة علج من الروم، وأُسر ثلاثة آلاف [4] .
[نجدة ابن حمدان لأهل مَلَطْية وسميساط]
ثمّ تناخت الملاعين ونالوا من المسلمين، وقتلوا خلقًا وأسروا آخرين.
وسار إلى نجدة أهل مَلَطْية وسميساط سَعِيد بْن حمدان، فكشف عَنْهَا ودخل غاريًا في بلاد الرُّوم [5] .
[دخول والي طرسوس عمورية]
ثمّ سار متولّي طرسوس ونسيم الخادم لغزو الصّائفة في اثني عشر ألف فارس وعشرة آلاف راجل حتّى بلغوا عمّورية ودخلوها. ثمّ أوغلوا في بلاد
__________
[1] صلة تاريخ الطبري لعريب 148 (حوادث سنة 320 هـ.) ، تاريخ سنيّ ملوك الأرض 159، دول الإسلام 1/ 193، العبر 2/ 174، مرآة الجنان 2/ 278، النجوم الزاهرة 3/ 228، 229، تاريخ الخلفاء 384.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ 286، النجوم الزاهرة 3/ 229.
[3] تاريخ حلب للعظيميّ 286، العبر 2/ 174، دول الإسلام 1/ 193، مرآة الجنان 2/ 278.
[4] انظر الخبر باختصار في: صلة تاريخ الطبري لعريب 141، وهو في: الكامل في التاريخ 8/ 233، والبداية والنهاية 11/ 166، وتاريخ ابن خلدون 3/ 386 وفيه تحرّف اسم «ثمل» إلى «نمالى» ، كما فيه: وقتل منهم ثلاثمائة وأسر ثلاثة آلاف.
[5] الكامل في التاريخ 8/ 234، 235، البداية والنهاية 11/ 167.(23/392)
الروم، فغنموا وسبوا نحوًا من عشرة آلاف من الرقيق، وقتلوا خلقًا. وأقاموا في الغزاة ثلاثة أشهر [1] .
[الوباء ببغداد]
وفيها كَانَ الوباء المفرط ببغداد، حتّى كَانَ يُدْفَن في القبر الواحد جماعة [2] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 8/ 233، 234، تاريخ ابن خلدون 3/ 386.
[2] النجوم الزاهرة 3/ 230.(23/393)
سنة عشرين وثلاثمائة
[وزارة ابن الفُرات]
وفيها عُزِلَ الحُسين بْن القاسم من الوزارة واستوزر أبو الفتح بْن الفُرات [1] .
[ولاية مرداويج الدَّيْلَمّي]
وفيها بعث العهد واللّواء لمرداويج الدَّيْلَمّي عَلَى إمرة أذْرَبَيْجان، وأرمينية، وأرّان، وقُمّ، ونِهاوَنْد، وسِجِسْتان [2] .
[انتهاب الْجُنْد دُور ابن الفُرات]
وفيها نهب الْجُنْد دور الوزير الفضل بْن جعفر بْن الفُرات [3] ، فهرب إلى طيّار لَهُ في الشط، فأحرقَ الْجُنْد الطّيّارات. وصخَّم الهاشميّون وجوههم وصاحوا: الجوع الجوع [4] .
وكان قد اشتدّ الغلاء لأنّ القَرْمَطيّ ومؤنسًا منعُوا الغلّات من النّواحي أن تصل [5] .
__________
[1] صلة تاريخ الطبري لعريب 147، مروج الذهب 4/ 305، تاريخ حلب للعظيميّ 286 وفيه:
«أبو الفضل» وهو وهم، الإنباء في تاريخ الخلفاء 159، الفخري 275 وفيه: «أبو الفضل» النجوم الزاهرة 3/ 232.
[2] المنتظم 6/ 241، دول الإسلام 1/ 193، العبر 2/ 178، النجوم الزاهرة 3/ 232.
[3] صلة تاريخ الطبري لعريب 148.
[4] تاريخ سنيّ ملوك الأرض 159، العبر 2/ 178، دول الإسلام 1/ 193 وفيهما: «سخّم» بالسين المهملة، وهو الصحيح، ومعناه: سوّدوه، النجوم الزاهرة 3/ 232.
[5] دول الإسلام 1/ 193، العبر 2/ 178، النجوم الزاهرة 3/ 232.(23/394)
[امتناع ركب العراق]
ولم بحجّ ركْب العراق [1] .
[مقتل الخليفة المقتدر]
وفي صَفَر غلب مؤنس عَلَى الموصل فتسلل إِلَيْهِ الْجُنْد والفُرسان مِن بغداد، وأقام بالموصل أشهرًا. ثمّ تهيأ المقتدر وأخرج المخيَّم إلى الشّمّاسيّة، وجعل يزكًا عَلَى سامرّاء ألف فارس مَعَ أَبِي العلاء سَعِيد بْن حمدان. وأقبل مؤنس في جمْعٍ كثير، فلمّا قارب عَكْبُرا اجتهد المقتدر بهارون بْن غريب أنّ يحارب مؤنسًا، فامتنع واحتجّ بأن أصحابه مَعَ مؤنس في الباطن ولا يثق بهم [1] [2] .
وقيل: إنّه عسكر هارون وابن ياقوت وابنا رائق وصافي الحُرَميّ ومُفْلح بباب الشّمّاسيّة، وانضموا إلى المقتدر، فقالوا لَهُ: إنّ الرجال لَا يقاتلون إلّا بالمال، وأن أخرجت الأموال أسرع إليك رجال مؤنس وتركوه. وسألوه مائتي ألف دينار [3] ، فأمر بجمع الطّيّارات لينحدر بأولاده وحُرَمهِ وأمّهِ وخاصّته إلى واسط، ويستنجد منها ومن البصرة والأهواز عَلَى مؤنس.
فقال لَهُ محمد بْن ياقوت: اتق اللَّه في المسلمين ولا تسلِّم بغداد بلا حرب، وإنك إذا وقفت في المصافّ أحجم رجال مؤنس عَنْ قتالك.
فقال: أنتَ رسول إبليس [4] .
فلمّا أصبحوا ركبَ في الأمراء والخاصّة وعليه البُرْدة وبيده القضيب، والقّراء حواله، والمصاحف منشورة، وخلْفه الوزير الفضل بْن جعفر، فشقّ بغداد إلى الشّمّاسيّة، والخلق يدعون لَهُ. وأقبل مؤنس في جيشه ووقع القتال. فوقف المقتدرُ على تل، ثمّ جاء إِلَيْهِ ابن ياقوت وأبو العلاء فقالا: تقدّم، فإذا رآك أصحاب مؤنس استأمنوا. فلم يبرح، فألحَّ عَلَيْهِ القُوّاد بالتقدم، فتقدَّم وهم
__________
[1] المنتظم 6/ 240، النجوم الزاهرة 3/ 232.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 354، نهاية الأرب 23/ 98، 99، النجوم الزاهرة 3/ 232، 233.
[3] تجارب الأمم 1/ 235، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 354، 355.
[4] النجوم الزاهرة 3/ 233.(23/395)
يستدرجونه حتّى أوقعوه في وسط الحرب في طائفة يسيرة، وقد قدِم الجمهور بين يديه يقاتلون، فانكشف أصحابه وأسر منهم جماعة، وأبلى محمد بْن ياقوت وهارون بلاءً حسنًا. وكان معظم جُنْد مؤنس البربر، فبينا المقتدر واقف قد انكشف أصحابه رآه عليّ بْن بليق [1] فعرفه، فترجّل وقال: يا مولاي أمير المؤمنين. وقبّل الأرض، فوافى جماعة من البربر إلى المقتدر فضربه رَجُل منهم من خلفه ضربةٌ سقط إلى الأرض، فقال لَهُ: ويلك أَنَا الخليفة.
فقال: أنت المطلوب. وذبحه بالسَّيف وشيل رأسه عَلَى رُمْح، ثمّ سُلب ما عَلَيْهِ، وبقي مكشوف العورة حتّى سُتِر بالحشيش [2] . ثمّ حفر لَهُ في الموضع ودفن وعفي أثره.
وبات مؤنس بالشّمّاسيّة [3] .
[رواية الصوليّ عَنْ مقتل المقتدر]
وقال الصُّوليّ: لمّا كَانَ يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوّال ركب المقتدر وعليه قباء فضّي وعمامة سوداء وعلى كتفه البُرْدة وبيده القضيب والمصاحف منشورة. وكان وزيره قد أخذ لَهُ طالعًا، فقال لَهُ المقتدر: أيّ وقتٍ هُوَ؟ قَالَ:
وقت الزّوال. فتطيَّر وهَمَّ بالرجوع، فأشرفت خيل مؤنس وبليق [4] ، ونشبت الحربُ، وتفرّق عن المقتدر أصحابه وقتله البربريّ.
__________
[1] ورد: «بليق» و «يلبق» ، والأخير أصحّ.
[2] صلة تاريخ الطبري لعريب 152، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 70، تاريخ سنيّ ملوك الأرض 159، تجارب الأمم 1/ 233- 237، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 355- 358، الإنباء في تاريخ الخلفاء 159، المنتظم 6/ 243، الكامل في التاريخ 8/ 241، 242، تاريخ مختصر الدول 157، الفخري 265، نهاية الأرب 23/ 99، 100، المختصر في أخبار البشر 2/ 76، العبر 2/ 178، 179، دول الإسلام 1/ 193، 194، تاريخ ابن الوردي 1/ 262، 263، مرآة الجنان 2/ 279، البداية والنهاية 11/ 168، 169، تاريخ ابن خلدون 3/ 391، تاريخ الخميس 2/ 391، النجوم الزاهرة 3/ 233، مآثر الإنافة 1/ 275، تاريخ الخلفاء 384، أخبار الدول 166، 167.
[3] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 70، تجارب الأمم 1/ 237، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 358، الكامل في التاريخ 8/ 243، نهاية الأرب 23/ 101، النجوم الزاهرة 3/ 233.
[4] ويقال: «يلبق» .(23/396)
وقيل: كَانَ غلامًا لبليق، وكان رجلًا شجاعًا تعجب النّاس منه يومئذ ممّا فعل من صناعات الفروسيّة من اللّعب بالرُمْح والسّيف. ثمّ حمل عَلَى المقتدر وضربه بحربة أخرجها من ظهره، فصاح النّاس عَلَيْهِ، فساق نحو دار الخلافة ليخرج القاهر، فصادفه حمل شوك فزحمه وهو يسوق حمل الشَّوْك إلى قنار لحّام، فعلقه كُلّاب، وخرج الفَرَس في مشواره من تحته فماتَ. فحطّه النّاس وأحرقوه بالحمْل الشَّوك [1] .
[إسراف المقتدر]
واستخلف المقتدر خمسًا وعشرين سنة إلّا بضعة عشر يومًا. وكان النّساء قد غلبن عَلَيْهِ. وكان سخيًا مبذّرًا يصرف في السنة للحجّ أكثر من ثلاثمائة ألف دينار [2] .
وكان في داره أحد عشر ألف غلام خصيان غير الصّقالبة والروم والسُّود [3] .
وأخرج جُمَيْع جواهر الخلافة ونفائسها عَلَى النّساء ومحقهُ. وأعطى بعض حظاياه الدُّرَّة اليتيمة وكان وزنها ثلاثة مثاقيل [4] .
وأخذت زيدان القهرمانة سبْحة جوهر لم يُرَ مثلها [5] ، هذا مَعَ ما ضيّع من الذَّهَب والمسْك والأشياء المفتخرة.
قِيلَ إنّه فرق ستين حبا من الصيني [6] ملاء بالغالية الّتي غرِم عليها ما لَا يحصى.
وقال الصُّوليّ: كَانَ المقتدر يفرّق يوم عَرَفَة من الإبل والبقر أربعين ألف
__________
[1] تاريخ الخميس 2/ 391، تاريخ الخلفاء 384، أخبار الدول 167.
[2] نهاية الأرب 23/ 101، تاريخ الخميس 2/ 391، النجوم الزاهرة 3/ 234.
[3] الفخرى 260، تاريخ الخميس 2/ 391، النجوم الزاهرة 3/ 234، تاريخ الخلفاء 384.
[4] الفخري 260، العبر 2/ 180، دول الإسلام 1/ 194، مرآة الجنان 2/ 279، تاريخ الخميس 2/ 391، النجوم الزاهرة 3/ 234، تاريخ الخلفاء 384.
[5] النجوم الزاهرة 3/ 234 وفيه: «قيمتها ثلاثمائة ألف دينار» ، تاريخ الخلفاء 384.
[6] النجوم الزاهرة 3/ 234.(23/397)
رأس، ومن الغنم خمسين ألفًا [1] .
ويقال: إنّه أتلف من المال ثمانين ألف ألف دينار [2] .
وكان في داره عشرة آلاف خادم من الصَّقالبة، وأتلفَ نفسه بيده وبسوء تدبيره [3] .
وخلّف من الأولاد محمدا الراضي، وإبراهيم المتّقي، وإِسْحَاق والد القادر، والمطيع، وعبد الواحد، وعبّاسًا، وهارون، وعليًا، وعيسى، وموسى، وأبا العبّاس [4] .
وكان طبيبه ثابت بْن سِنان، وابن بُخْتَيْشُوع.
وقال ثابت بْن سِنان الطبيب: إنّ المقتدر أتلف نيّفا وسبعين ألف ألف دينار [5] .
وقد وزر للمقتدر، كما قدَّمنا، جماعة.
[خلافة القاهر]
قَالَ ثابت: لما قُتِل المقتدر انحدر مؤنس ونزل الشّمّاسيّة، فقدم إِلَيْهِ رأس المقتدر، فبكى وقال: قتلتموه؟ واللَّه لنقتلن كلنا، فأقلّ ما يكون أنّ تُظهروا أنّ ذَلِكَ جرى عَنْ غير قصد منكم، وأن تنصبوا في الخلافة ابنه أبا العبّاس [6] .
__________
[1] النجوم الزاهرة 3/ 234.
[2] قال مسكويه: فأمّا المقتدر فإنه أتلف نيّفا وسبعين ألف ألف دينار سوى ما أنفقه في موضعه وأخرجه في وجوهه، وهذا أكثر مما جمعه الرشيد وخلّفه. (تجارب الأمم 1/ 238) (العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 362) ، والخبر في: دول الإسلام 1/ 194، والعبر 2/ 180، ومرآة الجنان 2/ 279، وتاريخ الخميس 2/ 391، والنجوم الزاهرة 3/ 234.
[3] العبر 2/ 180.
[4] مختصر التاريخ لابن الكازروني 173، 174، خلاصة الذهب المسبوك 240، نهاية الأرب 23/ 102، صبح الأعشى 3/ 261، مآثر الإنافة 1/ 275، 276، تاريخ الخلفاء 384، 385.
[5] تجارب الأمم 1/ 238، وانظر ما أورده مسكويه في تجارب الأمم 1/ 238- 241 حول ما كان للخلفاء العباسيين من ثروات طائلة.
[6] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 70، تجارب الأمم 1/ 241، المنتظم 6/ 241، العبر 2/ 108، دول الإسلام 1/ 194، مرآة الجنان 2/ 279.(23/398)
فقال إِسْحَاق بْن إسماعيل النّوَبْخِتيّ: استرحنا ممن لَهُ أمُّ وخاله وحرم، فنعود إلى تِلْكَ الحال؟! وما زال بمؤنس حتّى ثنى رأيه عَنِ ابن المقتدر، وعدل إلى القاهر محمد. فأحضر محمد بْن المكتفي والقاهر محمد، فقال لمحمد بْن المكتفي: تتولّى هذا الأمر؟
فقال: لَا حاجة لي فيه، وعمّي هذا أحقّ بهِ.
فكلم القاهر فأجاب. فبايعه واستحلفه لنفسه ولبُليق ولولده عليّ بْن بليق، ولقب بالقاهر باللَّه، كما لقب بهِ في سنة سبْع عشرة [1] .
وكان ربعة، أسمر، معتدل الجسم، أصهب الشعر، أقنى الأنف [2] .
[تعذيب أمّ المقتدر وموتها]
وأوّل ما فعل أنْ صادر آل المقتدر وعذبهم، وأحضر أمّ المقتدر وهي مريضة فضربها بيده ضربًا مبرحًا، فلم تظهر من مالها سوى خمسين ألف دينار.
وأحضر القضاة وأشهد عليها ببيع أملاكها بعد أنّ كشفت وجهها ورأوها، فلمّا عاينوا ما بها من الضُرّ بكوا. وما زال يعذبها حتّى ماتت معلقة بحبل [3] .
[تعذيب القهرمانة]
وضرب أمّ موسى القهرمانة وعذبها، ووجد عندها أبا العبّاس بْن المقتدر فقبض عَلَيْهِ، وبالغ في الإساءة، فنفرت القلوب عنه.
__________
[1] تجارب الأمم 1/ 242، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 362، 363، الإنباء في تاريخ الخلفاء 161، المنتظم 6/ 241.
[2] المنتظم 6/ 241، وفيه: «طويل الأنف» ، ومثله في: مختصر التاريخ لابن الكازروني 176، وخلاصة الذهب المسبوك 241، وتاريخ الخميس 2/ 390.
[3] صلة تاريخ الطبري لعريب 155، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 71، 72، تجارب الأمم 1/ 243، 244، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 364، المنتظم 6/ 253، 254، الكامل في التاريخ 8/ 245، تاريخ مختصر الدول 159، تاريخ الزمان 54، 55، الفخري 276، نهاية الأرب 23/ 106، 107، المختصر في أخبار البشر 2/ 77، العبر 2/ 180، تاريخ ابن الوردي 1/ 263، مرآة الجنان 2/ 279، 280، البداية والنهاية 11/ 171، تاريخ ابن خلدون 3/ 391، النجوم الزاهرة 3/ 239، مآثر الإنافة 1/ 283، تاريخ الخلفاء 386، أخبار الدول 167.(23/399)
[وزارة ابن مُقْلَة]
وكان المقتدر قد نفى ابن مُقْلَة إلى الأهواز، فأحضره القاهر مكرمًا واستوزره [1] .
[إهانة مؤنس لشفيع المقتدريّ]
وفيها ادّعى مؤنس أنّ شفيعًا المقتدريّ عَلَى ملكه، ونادى عَلَيْهِ إهانةً لَهُ بسبعين ألف دينار، فاشتري بذلك للقاهر وأعتقه [2] .
[الصلاة عَلَى المقتدر]
وذكر المسبّحي أنّ العامّة لم تزل تصلّي عَلَى مصرع المقتدر. وبني في ذَلِكَ المكان مسجد [3] .
آخر الوقائع الكائنة في الطبقة الثانية والثلاثين من تاريخ الإسلام ومن خط مؤلّفه علّقته وللَّه الحمد والمنّة
__________
[1] صلة تاريخ الطبري 156، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 72، تجارب الأمم 1/ 245، مروج الذهب 4/ 313، التنبيه والإشراف 336، الإنباء في تاريخ الخلفاء 161، المنتظم 6/ 241، الفخري 276، مختصر التاريخ 178، العبر 2/ 180، مرآة الجنان 2/ 280.
[2] صلة تاريخ الطبري 155، تكملة تاريخ الطبري للهمداني 72.
[3] صلة تاريخ الطبري لعريب 152.(23/400)
بسم الله الرحمن الرحيم اللَّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد وسلّم
المتوفّون في هذه الطبقة
سنة إحدى عشرة وثلاثمائة
- حرف الألف-
1- أحمد بْن إبراهيم بْن أَبِي صالح المَرْوَزِيّ.
نزيل نَيْسابور.
تُوُفّي هُوَ وابن خُزَيْمة في جمعة.
سمع: إِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد الدّارميّ، والذُّهْليّ.
وعنه: يحيى العَنْبريّ، ومحمد بن صالح بْن هانئ، وغيرهما.
2- أحمد بْن الحارث بْن مسكين.
أبو بَكْر الْمَصْرِيّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وأبي الطّاهر بْن السَّرْح.
ومولده سنة تسع وثلاثين.
وكان الطَّحَاويّ ينكر حديثه عَنْ أَبِيهِ، أي لم يدركه.
3- أحمد بْن حفص بْن يزيد [1] .
أبو بَكْر، نزيل المعافر.
مصريّ، سمع: عيسى بْن حمّاد، ومحمد بن سَلَمَةَ المُرَاديّ.
وكان فاضلا.
روى عنه: ابن يونس، وقال: تُوُفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن حفص) في:
المنتظم 6/ 174 رقم 287.(23/401)
4- أحمد بْن حمدان بْن عليّ بْن سِنان [1] .
أبو جعفر النَّيْسابوريّ الحيريّ الزّاهد الحافظ، المُجاب الدعوة. سمع:
محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعَبْد اللَّه بْن هاشم، وعَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر، وأحمد بْن الأزهر.
وفي الرحلة: عَبْد اللَّه بْن أَبِي مسرة، وأحمد بْن أَبِي غَرَزَة الغِفَاريّ، وإسماعيل القاضي، وعثمان بْن سَعِيد الدّارميّ، وخلقًا سواهم.
وصنَّف «الصحيح» عَلَى شرط مُسْلِم.
روى عَنْهُ: ابناه أبو العبّاس محمد نزيل خوارِزْم شيخ البَرْقانيّ، وأبو عَمْرو محمد شيخ أَبِي سعد الكَنْجَروديّ، وأبو الوليد حسّان بْن محمد الفقيه، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ، وعبد اللَّه بْن سعد، وأبو عثمان سَعِيد بْن إسماعيل الزّاهد.
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ ابنه أبا عَمْرو يَقُولُ: لمّا بلغ أَبِي من كتاب مُسْلِم إلى حديث محمد بْن عَبّاد، عَنْ سُفْيَان، عَنْ عَمْرو، عَنْ سَعِيد بْن أَبِي بردة، لم يجده عند أحد. فقيل لَهُ: الحديث عند أَبِي يَعْلَى المَوْصِليّ، عَنْ محمد.
فخرج إِلَيْهِ قاصدًا من نَيْسابور إلى المَوْصِل. وخرج عَلَى كبر السِّنّ إلى جُرجْان ليسمع من عِمران بْن موسى حديث سُوَيد، عَنْ حفص بْن ميسرة في تحويل القبلة، فسمعته مَعَ أَبِي. وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: كلمّا قَالَ الْبُخَارِيّ: قَالَ لي فلان.
فهو عرْضُ ومناولة. وكان أَبِي يُحْيى اللَّيْلَ، وتُوُفّي قبل ابن خُزَيْمة بأيّام.
وقال السُّلَميّ [2] : صحب أبو جعفر أبا حفص، والشّاه بْن شجاع، وكان الْجُنَيْد يكاتبه.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن حمدان) في:
طبقات الصوفية للسلمي 332- 334 رقم 20، وتاريخ بغداد 4/ 115، 116 رقم 1780، والمنتظم 6/ 176 رقم 289، وسير أعلام النبلاء 14/ 299- 303 رقم 194، وتذكرة الحفاظ 2/ 761، 762، والعبر 2/ 147، 148، والوافي بالوفيات 6/ 360، 361، 2863، ومرآة الجنان 2/ 264، وطبقات الأولياء 48، 49 رقم 12، وطبقات الحفاظ 320 وشذرات الذهب 2/ 261 وكشف الظنون 556، والرسالة المستطرفة 27، وديوان الإسلام لابن الغزّي 2/ 206 رقم 831، ومعجم المؤلّفين 1/ 212، والأعلام 1/ 119، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 121.
[2] في طبقات الصوفية 332.(23/402)
وكان أبو عثمان يقول: مَن أحبّ أنّ ينظر إلى سبيل الخائفين فلينظر إلى أَبِي جعفر بْن حمدان.
وكان ولداه زاهدَيْن.
وكان ابن بنته الشَّيْخ أبو بِشْر الحَلْوانيّ [1] أوحد وقته وشيخ الحرم، بقي إلى سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة.
5- أحمد بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز البغويّ [2] .
أبو الطَّيِّب.
سمع: زياد بْن أيّوب، وعُبَيْد اللَّه بْن سعْد الزُّهْرِيّ.
وعنه: أبو بَكْر بْن المقرئ، ومحمد بن إبراهيم العاقوليّ.
وكان ثقة.
6- أحمد بْن عَبْد الواحد بْن رُفَيْدة بْن وهْب الْبُخَارِيّ [3] .
أبو بَكْر.
عَنْ: نَصْر بْن الحَسَن، وأبي عِصْمة سعد بْن مُعَاذ، والوليد بْن إسماعيل، وطبقتهم.
وعنه: إبراهيم بْن محمد بْن هارون بْن حمدين، ومحمد بن بَكْر بْن خَلَف، وداود بْن موسى البخاريون.
مات في سلخ رمضان.
ومات أَبُوهُ سنة سبعٍ وستين ومائتين.
__________
[1] في طبقات الصوفية 332: «الحلاويّ» .
[2] انظر عن (أحمد بن أبي القاسم) في:
تاريخ بغداد 4/ 223، 224 رقم 1925.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الواحد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 445 في ترجمة (محمد بن أحمد بن سويد رقم 847) .(23/403)
7- أحمد بْن محمد بْن بشّار [1] .
أبو بَكْر البغداديّ، ويُعرف بابن أَبِي العجوز.
سمع: لُوَيْنًا، وأبا همّام السَّكُونيّ.
وعنه: ابن المظفّر، وغيره.
وكان ثقة.
8- أحمد بْن محمد بْن الحُسين [2] .
أبو محمد الْجُريريّ الصُّوفيّ الزّاهد، مختلف في اسمه وفي وفاته.
وقد قِيلَ اسمه: الحَسَن بْن محمد، وقيل: عَبْد اللَّه بْن يحيى، وإنّما يُعرف بكنيته.
لقي السَّرِيّ السقطي، والكبار. وكان الْجُنَيْد يُجلُّه ويتأدَّب معه، وإذا تكلَّم في الحقائق قال: هذا من بابه أبي محمد الْجُريريّ.
فلمّا تُوُفّي الْجُنَيْد أجلسوه مكانه، وأخذوا عَنْهُ أخلاق القوم وأنفاسهم.
وقد حجّ في هذه السنة واستشهد في الرجوع يوم وقعة الهبير، وطأته الجمال فمات. وذلك في أوائل المحرَّم من سنة اثنتي عشرة.
وقال أحمد بْن عطاء الرُّوذَبَاريّ: اجتزتُ بهِ بعد سنة وهو في البرّيه
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن بشار) في:
تاريخ بغداد 4/ 400، 401 رقم 2299.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحسين) في:
طبقات الصوفية للسلمي 259- 264 رقم 1، وحلية الأولياء 10/ 347، 348 رقم 617، وتاريخ بغداد 4/ 430- 434 رقم 2333، والزهد الكبير للبيهقي رقم 187 و 420، والرسالة القشيرية 23، والمنتظم 6/ 174- 176 رقم 288، وصفة الصفوة 2/ 447، 448 رقم 310، والكامل في التاريخ 8/ 145، والمختصر في أخبار البشر 2/ 72، وتاريخ ابن الوردي 1/ 258، وسير أعلام النبلاء 14/ 467 رقم 257، والوافي بالوفيات 7/ 378 رقم 3371، والبداية والنهاية 11/ 148، وطبقات الأولياء 71- 75 رقم 16، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 171- 173، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 11، وكشف المحجوب 148، 149، ونفحات الأنس 157، والكواكب الدرية 2/ 9، 20. وسيعاد في هذا الجزء، باب الكنى من وفيات السنة التالية، برقم (82) .(23/404)
مستندٌ ورُكْبَتاه إلى صدره، وهو يُشير بإصبعه إلى اللَّه [1] وقد يبس، رحمة اللَّه عَلَيْهِ.
9- أحمد بْن محمد بْن الصَّلْت [2] .
أبو بَكْر الكاتب.
وبعضهم سمّاه محمد بْن أحمد بْن الصَّلْت.
سمع: وهْب بْن بقية، وطبقته.
وعنه: الْجِعَابيّ، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ.
وكان ثقة.
10- أحمد بْن محمد بْن شَبطون زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] .
أبو القاسم الَّلْخمي المعروف بالحبيب.
سمع: محمد بْن وضّاح، وغيره.
وكان من أكمل النّاس عقلًا وأدبًا. واسع الحال، كثير المكسب والصَّدقات.
ولي القضاء بُقْرطُبة مدةً.
11- أحمد بْن محمد بْن نَصْر [4] .
أبو جعفر الضُّبَعيّ الأحول.
عَنْ: محمد بْن أَبِي مَعْشَر الْمَدَنِيّ، ومحمد بن موسى الحرشي.
وعنه: أبو بكر الشافعي، وعبد الله بن موسى الهاشميّ.
صدوق.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 433، 434.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن الصلت) في:
تاريخ بغداد 5/ 34 رقم 2383.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 29 رقم 81، وقضاة قرطبة 98 رقم 37.
وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- في وفيات السنة التالية، انظر رقم (50) من هذا الجزء.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن نصر) في:
تاريخ بغداد 5/ 107 رقم 2513.(23/405)
12- أحمد بْن محمد بْن هارون [1] .
أبو بَكْر الخلّال الفقيه.
سمع: الحَسَن بْن عَرَفَة، ومحمد بن عوف الحمصيّ، وسَعْدان بْن نَصْر، والمَرْوَزِيّ، وخلقًا كثيرًا.
وكان أحدُ مَن صَرَف عِنايته إلى جمْع علوم الْإِمَام أحمد بْن حنبل، وسافر إلى البلاد لأجلها، وسمعها عاليه ونازله [2] .
وصنَّف كتاب «الجامع» ، وهو في عدة مجلَّدات، وكتاب «السنة» ، وكتاب «العِلَل» لأحمد بْن حنبل، وغير ذَلِكَ.
قَالَ أبو بَكْر بْن شَهْرَيار: كلنا تبعٌ للخلّال لأنّه لم يسبقنا إلى جمْعهِ عِلم أحمد أحدٌ قَبله [3] .
روى عَنْهُ: أبو بَكْر عَبْد العزيز بْن جعفر، ومحمد بن المظفَّر، وغيرهما.
وتُوُفّي في ربيع الأوَّل وقد نيّف عَلَى الثّمانين.
قَالَ الخطيب [4] : جمع علوم أحمد وطلبها، وسافرَ لأجلها، وكتبها وصنَّفها كُتُبًا. ولم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد أحدٌ أجمع منه لذلك.
قَالَ لي أبو يَعْلَى بْن الفّراء: دُفن الخلّال إلى جنْب أبي بكر المرّوذيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن هارون) في:
تاريخ بغداد 5/ 112، 113 رقم 2522، وطبقات الفقهاء للشيرازى 171، وطبقات الحنابلة 2/ 12- 15 رقم 582، والمنتظم 6/ 174 رقم 286، وتذكرة الحفاظ 3/ 785، 786، وسير أعلام النبلاء 14/ 297، 298 رقم 193، والعبر 2/ 148، ودول الإسلام 1/ 188، والمعين في طبقات المحدّثين 108 رقم 1217، ومرآة الجنان 2/ 264، والوافي بالوفيات 8/ 99 رقم 3521، والبداية والنهاية 11/ 148، والنجوم الزاهرة 3/ 209، وطبقات الحفاظ 329، 330، وشذرات الذهب 2/ 261، والرسالة المستطرفة 37، 38، وكشف الظنون 576، وهدية العارفين 1/ 57، والأعلام 1/ 206، ومعجم المؤلّفين 2/ 166، وديوان الإسلام 2/ 230، 231 رقم 866، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 311.
[2] تاريخ بغداد 5/ 112.
[3] في تاريخ بغداد 5/ 113: «لأنه لم يسبقه إلى جمعه وعلمه أحد» .
[4] في تاريخه.(23/406)
13- إبراهيم بْن السَّرِيّ بْن سهل [1] .
أبو إِسْحَاق الزّجّاج النَّحْويّ.
بغداديّ مشهور. لَهُ كتاب «معاني القرآن» ، وله كتاب «الاستقامة» ، وكتاب «خلْق الإنسان» ، وكتاب «الأنواء» ، وكتاب «العروض والقوافي» ، وكتاب «خلْق الفرس» ، وكتاب «فعلت وأفعلت» ، و «مختصر في النَّحْو» ، وغير ذَلِكَ.
حكى عَنْهُ أبو محمد بْن دَرَسْتُوَيْه قَالَ: كنتُ أخرط الزُّجاج فاشتهيت النَّحْو، فلزمت المبردّ، وكان لَا يُعَلّم مَجَّانًا، فقال لي: أي شيء صنْعَتُك؟
قلت: زَجّاج، وكسْبي كلّ يوم دِرْهم ونصف، وأريد أنّ تُبالغ في تعليمي، وأعطيك كلّ يومٍ درهمًا، وأشرط أنّي أعطيكه إلى أنّ يفرق بيننا الموتَ.
قَالَ: فنصحني. فجاءه كتابٌ من بني مارمّة [2] من الصّراة يلتمسون نحويّا
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن السريّ) في:
مروج الذهب 1509، 2932، 3380، 3409، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي 111، والفهرست لابن النديم 90، وتاريخ بغداد 6/ 89- 93 رقم 3126، ومراتب النحويين 136، وتاريخ حلب للعظيميّ 283، والمنتظم 6/ 176- 180 رقم 290، ونزهة الألبّاء 244، والكامل في التاريخ 8/ 145، وإنباه الرواة 1/ 159- 166 رقم 96، وأخبار النحويين البصريين للسيرافي 108، والأنساب 272 أ، ومراتب النحويين 136، ومعجم الأدباء 1/ 130- 151، واللباب 1/ 397، ووفيات الأعيان 1/ 49، 50، رقم 13، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 170، 171 رقم 272، وتلخيص ابن مكتوم 28، 29، وسلّم الوصول 18، والمختصر في أخبار البشر 2/ 72، والعبر 2/ 148، وتاريخ ابن الوردي 1/ 258، ومرآة الجنان 2/ 262، والوافي بالوفيات 5/ 347- 350 رقم 2426، والبلغة في تاريخ أئمّة اللغة 5، والبداية والنهاية 11/ 148، 149، وطبقات النحاة لابن قاضي شبهة 1/ 165- 168، وتاريخ الخميس 2/ 389، ونور القيس 342، والنجوم الزاهرة 3/ 208، وبغية الوعاة 1/ 179، 180، رقم 825، والمزهر 2/ 409، 420، 465، وتاريخ الخلفاء 385، وشذرات الذهب 2/ 259، ومفتاح السعادة 1/ 134، وروضات الجنات 44، 45، وكشف الظنون 575، 723، 1391، 1399، 1428، 1438، 1445، 1446، 1447، 1451، 1459، 1980، وإيضاح المكنون 1/ 359، وهدية العارفين 1/ 5، وديوان الإسلام 2/ 383 رقم 1058، ومعجم المصنّفين للتونكي 4/ 355، والأعلام 1/ 40، ومعجم المؤلّفين 1/ 33.
[2] هكذا في الأصل وتاريخ بغداد. وفي المنتظم 6/ 176: «مادمة» ، وفي بغية الوعاة: «مارقة» بالقاف.(23/407)
لأولادهم، فخرجت فعلمتهم. وكنت أنفذ إِلَيْهِ في الشهر ثلاثين درهمًا.
ثمّ طلب منه عُبَيْد الله بن سليمان مؤدبًا لابنه القاسم.
قَالَ: فأدبته، وكان ذَلِكَ سبب غنايّ. وصح لي من جهته أموال كثيرة [1] .
وعن الزّجّاج قَالَ: قلتُ للقاسم وأنا أعلمّه النَّحْو: إنّ وليت الوزارة ماذا تصنع بي؟
قَالَ: ما تحبّ.
فقلت لَهُ: تعطيني عشرين ألف دينار. فما مضت إلّا سنون حتّى وزر وأنا نديمه، فجعلني أقدم لَهُ القصص، فربّما قَالَ لي: كم ضمن لك صاحبها؟
فأقول: كذا وكذا.
فيقول: غُبنْت.
قَالَ: فحصل لي في مدّة شهور عشرون ألف دينار، ثمّ حصل لي ضعفها. ووقع لي مرة من ماله بورقة إلى خازنه بثلاثة آلاف دينار [2] .
ثمّ إنّ الزّجّاج نادمَ المعتضد، وكان يسأله عَنِ الأدب.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وقد شاخ.
14- إبراهيم بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد اللَّه [3] .
أبو إِسْحَاق العَنْسيّ [4] الدّمشقيّ.
سمع: جَدّه الهَيْثَم بْن مروان، وشُعَيب بْن شُعَيب، وأبا أميَّة الطَّرَسُوسيّ.
وعنه: ابنه أبو محرز، وعَبْد اللَّه بْن عديّ، وأبو بَكْر الرّبعيّ، وأبو هاشم المؤدِّب، وأبو بَكْر بْن المقرئ.
توفّي في جمادى الأولى.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 90، المنتظم 6/ 176.
[2] تاريخ بغداد 6/ 91، المنتظم 6/ 177.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عبد الواحد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 231، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 79، 80 رقم 94.
[4] في التهذيب: «العيسى» وهو غلط. وفي المختصر: «العبسيّ» .(23/408)
15- إبراهيم بْن مطروح.
أبو إِسْحَاق الْمَصْرِيّ. مولى خَوْلان.
سمع: عيسى بْن حمّاد، وَسَلَمَةَ بْن شبيب.
قال أبو يونس: كتبتُ عَنْهُ، وكان صالح الحديث، كتبَ لقاضي مصر.
16- إِسْحَاق بْن إبراهيم المَرْوَزِيّ.
أبو يعقوب التّاجر.
حدَّثَ بنَيْسابور عَنْ: عليّ بْن حُجْر، وأحمد بْن عَبْد اللَّه الفِرْيابيّ.
وعنه: أبو العبّاس السَّيّاريّ، وابن عَمْرو بْن حمدان، وجماعة.
17- إسحاق بن محمد بن علي بن سعيد المديني.
أبو يعقوب.
سمع: عمرو بن علي الصيرفي، وحميد بن مسعدة، وعمر بن شبة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيْخ، وغيرهم.
18- إسماعيل بْن عليّ بْن نُوبَخْت [1] .
أبو سهل النّوَبْخِتيّ، الكاتب المعتزليّ.
أحد رءوس الشيعة المتكلمين ببغداد. لَهُ مصنفات في الكلام، وردود على ابن الرَّاوَنْديّ.
وكان كاتبًا بليغًا، شاعرا إخباريًا.
روى عَنْهُ: الصُّوليّ، وأبو عليّ الكوكبيّ، وابنه عليّ بْن إسماعيل.
تُوُفّي في شوّال عَنْ أربع وسبعين سنة.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن علي بن نوبخت) في:
أخبار الراضي والمتّقي 76، والفهرست لابن النديم 251، والفهرست للطوسي 39، 40 رقم 36، وسير أعلام النبلاء 15/ 326 (في ترجمة أبيه على رقم 161) ، ولسان الميزان 1/ 424، ومجمع الرجال للقهپائي 1/ 217 و 218، 219 ذكره مرتين فكنّاه في، الأولى «أبا إسماعيل» ، ولم يكنّه في الثانية، وهدية العارفين 1/ 208، وإيضاح المكنون 2/ 261 وغيرها، وديوان الإسلام 4/ 327 رقم 2110، ونوابغ الرواة (من طبقات أعلام الشيعة) 63، 64، وأعيان الشيعة 12/ 33.(23/409)
- حرف الباء-
19- بدر الحمّاميّ [1] .
الأمير أبو النَّجْم، مولى المعتضد باللَّه.
ولى إمرة دمشق سنة تسعين ومائتين.
وحدَّثَ عَنْهُ: هلال بْن العلاء، وعُبَيْد اللَّه بْن ماسَرْجس.
وولي إمرة إصبهان من سنة خمس وتسعين إلى سنة ثلاثمائة.
وكان عادلًا حسن السيرة.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ [2] ، كَانَ عبدًا صالحًا مستجاب الدعوة تُوُفّي بشيراز.
روى عَنْهُ: ابنه محمد بْن بدر.
- حرف الجيم-
20- جعفر بْن محمد بْن بشّار [3] .
أبو العبّاس بْن أَبِي العجوز.
سمع: محمود بْن خراش، وعَبْد اللَّه بْن هاشم الطُّوسيّ.
وعنه: أبو الفضل الزُّهْرِيّ، وابن شاهين.
- حرف الحاء-
21- حامد بن العبّاس الوزير [4] .
__________
[1] انظر عن (بدر الحمامي) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 239، وتاريخ بغداد 7/ 105- 107 رقم 3547، والمنتظم 6/ 180 رقم 261، والوزراء للصابي 17- 19، 25، 27، 109، 199- 201، 205، 207، 209، 218، 271، 278، 284، والبداية والنهاية 11/ 149، وأمراء دمشق في الإسلام 16 رقم 57، والوافي بالوفيات 10/ 94 رقم 4543.
[2] في أخبار أصبهان 1/ 239.
[3] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 207، 208 رقم 3674.
[4] انظر عن (حامد بن العباس) في:
صلة تاريخ الطبري 213- 215، مروج الذهب 4/ 305، وتجارب الأمم 1/ 57- 104،(23/410)
كَانَ قديمًا عَلَى نَظَر فارس، ثمّ ولي بعدها نظر واسط والبصرة. وآل أمره إلى وزارة أمير المؤمنين المقتدر. وكان كثير الأموال والحشم، بحيث أنّ له أربعمائة مملوك يحملون السلاح، وفيهم جماعة أمراء.
واستوزره المقتدر في سنة ستّ وثلاثمائة وعزل ابن الفُرات. فقدم حامد بْن العبّاس من واسط في أبهة عظيمة، فجلس في الدست أيامًا، فظهر منه سوء تدبير، وقلة خبرة بأعباء الوزارة، وشراسة خلق، فضم المقتدر معه. عليّ ابن عيسى الوزير، فمشت الأحوال. ولكنْ كَانَ الحلّ والعَقْد إلى ابن عيسى.
ولهُ أثر صالح في إهلاك الحلّاج يدلّ عَلَى حُسْن إيمانه وعلمه في الجملة.
وُلِد سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وسمع من: عثمان بْن أَبِي شَيْبة، وما حدّث.
وفي سنة ثمان وثلاثمائة ضمّن حامد سواد الطرق، وجدّد مظالم، وغَلَت الأسعار، فقصدت العامةُ دار حامد وضجّوا وتكلموا، وهمّوا بهِ، فخرج إليهم غلمانه فاقتتلوا، ودام القتال، واشتد الأمر، وعظم الخطب، وقتل جماعة.
ثمّ استضرت العامة وأحرقوا جسر بغداد، وركب حامد في طيار فرجموه.
وكان مَعَ ظلمه وعسفه وجبروته جوادًا ممدحًا معطاءٍ.
قَالَ أبو عليّ التّنُوخيّ [1] : حدَّثني القاضي أبو الحَسَن محمد بن عبد الواحد
__________
[ () ] ونشوار المحاضرة 1/ 22- 24، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 176، 207، 321 و 2/ 43، 114، 115، 172 و 3/ 194، والوزراء للصابي 37- 44 و 48- 52 و 93- 95 و 103- 105 و 113- 117 و 194- 196 وانظر فهرس الأعلام 418، والمنتظم 6/ 180- 184 رقم 292، والكامل في التاريخ 8/ 10- 12 و 139- 141، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 294- 298 وانظر فهرس الأعلام 371، ووفيات الأعيان 2/ 142- 144 و 3/ 422، والفخرى 268، والعبر 2/ 151، 152، وسير أعلام النبلاء 14/ 356- 359 رقم 208، والبداية والنهاية 11/ 149، والوافي بالوفيات 11/ 274- 277 رقم 404، والنجوم الزاهرة 3/ 208، 209، وشذرات الذهب 2/ 263، وانظر عنه في الحوادث في أول هذا الجزء.
[1] في: نشوار المحاضرة 1/ 22.(23/411)
الهاشمي، قَالَ: كَانَ حامد بْن العبّاس من أوسع من رأيناه نفسًا، وأحسنهم مروءة، وأكثرهم نعمة، وأشدّهم سخاء وتفقّدا لمروءته. وكان ينصب في داره كلّ يوم عدة موائد، ويطعم كل من حضر حتّى العامة والغلمان. فيكون في بعض الأيّام أربعين مائدة [1] .
ورأى يومًا في دهليزه قشر باقلّاء. فأحضر وكيله وقال: ويلك، يؤكل في داري باقلي؟ فقال: هذا فعل البوَّابين.
فقال: أو ليست لهم جراية لحم؟ قَالَ: بلى. فسألهم فقالوا: لَا نتهنّأ بأكل اللحم دون عيالنا، فنحن ننفذه إليهم، ونجوع بالغداة، فنأكل الباقلّي.
فأمر أنّ يجرى عليهم لحمٌ لعيالاتهم أيضًا.
فلمّا كَانَ بعد أيّام رأي قِشْر باقلّاء في الدِّهْليز، فاستشاط، وكان سفيه الّلسان، فشتم وكيله وقال: ألم أضعف الجرايات؟
فقال: إنّهم لم يغيّروا عادتهم، بل صاروا يجمعون الثانية عند اللَّحَّام.
فقال: ليكن ذَلِكَ بحاله، ولتجدد مائدة تنصب لهم عدوة قبل موائدنا.
ولئن رأيت بعدها في دهليزي قشرًا لأضربنك وإياهم بالمقارع [2] .
قَالَ التّنُوخيّ: وحدَّثني [أبو] الحسين عبد الله [3] الجوهريّ وأبو الحسن بن المأمون الهاشميّ أَنَّهُ وجد لحامد في نكبته في بيت مستراح له أربعمائة ألف دينار عينا دلّ عليها لمّا اشتدت بهِ المطالبة. فقيل: إنّه كَانَ يدخل ومعه الكيس، فيه ألف دينار ليقضي حاجة، فيرميه في المرحاض، فتجمع هذا فيه [4] .
وقال غيره: عُزل حامد وابنُ عيسى عَنِ الأمر، وقُلَّدَ أبو الحَسَن بْن الفُرات، وهذه ولايته الثالثة، فصادرَ حامدًا وعذبه.
قَالَ المسعودي: كَانَ في حامد طيش وحدة. كلّمه إنسان بشيء، فقلب
__________
[1] المنتظم 6/ 181.
[2] نشوار المحاضرة 1/ 22، 23، المنتظم 6/ 181.
[3] في الأصل: «وحدثني الحسين بن عبد الله» ، والتصحيح من: نشوار المحاضرة 1/ 24.
[4] النشوار 1/ 24، المنتظم 6/ 183.(23/412)
ثيابة عَلَى كتفه وصاح: ويلكم، عليَّ بهِ.
وقال: دخلت عَلَيْهِ أم موسى القهرمانة، وكانت كبيرة المحلّ، فخاطبته في طلب مال، فقال لها: اضرطي والتقطي، واحسُبي لَا تَغْلطي. فخجلها. وبلغ المقتدر فضحك وكان شابًا لعّابًا، فأمر بقيناته فغنّين بذلك [1] .
وجرت لحامد فصول، وتجلد عَلَى الضرب، ثمّ أحدر إلى واسط فسم في الطريق في بيض نيمرشت، فتلف بالإسهال في رمضان سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
وذكر الصُّوليّ أنّ أصل حامد من خراسان، ولم يزل يتقلد الأعمال الجليلة من طساسيج [2] السَّواد، يتصرف مَعَ العمال حتّى ضمن الخراج والضّياع بالبصرة وكور دجلة مَعَ الأشراف بكسكر وغيرها سنين، في دولة ابن الفُرات. فكان يعمّر ويربح ويحسن إلى الأكارين ويرفع المؤن حتّى صار لهم كالأب. وكثرت صدقاته.
وقيل: إنّه وزر وقد علت سنة، ثمّ تحدثّ الأمراء بما في حامد من الحدة وقلة الخبرة بأمور الوزارة، فعاتب المقتدر أبا القاسم بْن الحواري، وكان أشار بهِ.
ونقل ابن النّجّار أنّ حامدًا أضيف إِلَيْهِ في الأمور عليّ بْن عيسى.
قَالَ الصُّوليّ: فجلس عليّ بْن عيسى في دار سليمان بْن وهْب وفعل كما يفعل الوزراء. واشتغل حامد بمصادرة ابن الفُرات. وقد وقعت بينه وبين ابن عيسى مشاجرات ومناظرات في الأموال، فقيل:
أعجبُ مِن كلّ ما تراه ... إنّ وزيرين في بلادِ
هذا سوادٌ بلا وزير ... وذا وزيرٌ بلا سوادِ
واستخرج حامد من المحسّن ولد أَبِي الحَسَن بْن الفُرات ألف ألف دينار،
__________
[1] تقدّم هذا الخبر في الحوادث ولم أجد رواية المسعودي في: مروج الذهب، وغيره.
[2] طساسيج: مفردها: طسّوج، وهو اسم يطلق على الناحية في بلاد فارس، مثل: الكورة في بلاد الشام.(23/413)
وعذَّبه. فلمّا فرغ من المصادرة بقي بلا عمل سوى اسم الوزارة والركوب يومي الموكب. وسقطت حرمته عند المقتدر، وبان لَهُ أنّ لَا فائدة منه، فأفرد ابن عيسى بالأمور. واستأذن حامد المقتدر في أنّ يضمن إصبهان والسّواد وبعض المغرب، فأذن لَهُ حتّى قيل في ذَلِكَ:
أنظر إلى الدَّهْر ففي عجائبِهْ ... معتبرٌ يُسليك عَنْ نوائبهْ
وتُؤيِس العاقلَ عَنْ رغائبِهْ ... حتّى تراه حذرًا من جانبهْ
صار الوزيرُ عاملًا لكاتبهْ ... يأملُ أنّ يرفقَ في مطالبهْ
ليستدر النفع من مكاسبهْ قَالَ أبو عليّ التّنُوخيّ: حدَّثني أبو عبد الله الصَّيْرفيّ: حدَّثني أبو عليّ القَنَويّ التّاجر قَالَ: ركب حامد بْن العبّاس قبل الوزارة بواسط إلى بستان لَهُ، فرأى شيخًا يُوَلْول وحولهُ نساء وصبيان يبكون، فسأل عَنْ خبرهم، فقيل: احترق منزله وقماشه وافتقر، فرق لَهُ ووَجَمَ لَهُ، وطلب وكيله وقال: أريد منك أنّ تضمن لي أنّ لَا أرجع العشيّة من النُّزهة إلّا وداره كما كانت مجصَّصة، وبها القماش والمتاع والنّحاس أفضل ممّا كَانَ، وكسوة عياله مثل ما كَانَ لهم.
فأسرع في طلب الصُّنّاع، وبادروا في العمل، وصبَّ الدّراهم، وأضعف الأجر، وفرغوا من الجميع بعد العصر. فلمّا ردّ حامد وقت العتْمة شاهدها مفروغةً بآلاتها وأمتعتها الْجُدد، وازدحم الخلْق يتفرجون، وضجوّا لحامد بالدّعاء.
ونال التّاجر من المال فوق ما ذهبَ لَهُ، ثمّ زاده بعد ذَلِكَ كلّه خمسة آلاف درهم ليقوى بها في تجارته [1] .
وقيل: إنّ رجلًا دخل واسطًا في شغل، واشترى خبزًا بدينار ليتصدق بهِ، وجلس يراعي فقيرًا يعطيه منه، فقال لَهُ الخباز: إنك لَا تجد أحدًا يأخذه منك، لأنّ جُمَيْع ضعفاء البلد في جراية حامد، لكلّ واحدٍ رطل خبز ودانق فضّة.
__________
[1] المنتظم 6/ 182، 183.(23/414)
وقيل: إنّه يقدَّم، وهو وزير، عَلَى موائده بين يدي كلّ رجل جدي، لَا يشاركه أحد.
قَالَ الصُّوليّ: كَانَ حامد قليل الرَّغْبة في استماع الشِّعْر، إلّا أَنَّهُ كَانَ سخيًا، جميل الأخلاق، كثير المزح. وكان إذا خولفَ في أمرٍ يصيح ويَحْرَد.
فَمَن داريَ مزاجه انتفع بهِ.
قَالَ إبراهيم نِفْطَوَيْه: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قِيلَ لبعض المجانين: في كم يتجنّن الإنسان؟
قَالَ: ذاك إلى صبيان المحلّة.
وكان حامد ثالث يوم من وزارة المقتدر قد ناظر ابن الفُرات، وجَبَهَه وأفحش لَهُ، وجذب بلحيته، وعذب أصحابه. فلمّا انعكس الدَّسْت ووَزَر ابن الفُرات تنمَّر لحامد، فليم حامد فقال: إنّ كَانَ ما عملته معكم من الأحوال السيئة بكم أثر لي خيرًا فزيدوا منه، وإن كَانَ قبيحًا، وهو الّذي أصارني إلى التمكُّن منّي، فالسعيد من وعظ بغيره.
وبعد أنّ استصفاه دَسَّ مَن سقاه سُمًّا في بيضٍ، فأتلفه إسهالٌ مُفْرِط.
نِفْطَوَيْه: نا حامد بْن العبّاس الوزير: حدَّثني سند بْن عليّ، قَالَ: كنتُ بين يدي المأمون، فعطس فلم نُشَمِّتْه.
فقال: لِمَ لَمْ تُشَمِّتاني؟
قُلْنَا: أجللناك يا أمير المؤمنين.
قَالَ: لستُ من الملوك الّتي تتحالّ عَنِ الدّعاء.
قُلْنَا: يرحمك اللَّه. قَالَ: يغفر اللَّه لكما.
قَالَ الصُّوليّ: سُلِّم حامد إلى المحسّن ابن الوزير ابن الفُرات، فعذَّبه بألوان العذاب. وكان إذا شرب أَخْرَجَهُ وألبسه جلْد قرد، فيرقّص ويُصْفع، وفُعِلَ به ما يستحيى من ذكره. ثمّ أحضر إلى واسط فأُهلك. وصلّي الناسُ عَلَى قبره أيّامًا.
قَالَ أحمد بْن كامل بْن شَجَرة: تُوُفّي بواسط، ثمّ بعد أيّام ابن الفُرات نُقِل(23/415)
فدُفِنَ ببغداد. وسمعته يَقُولُ: وُلدت سنة ثلاث وعشرين ومائتين. وأبي من الشهاردة.
22- حمّاد بْن شاكر بْن سَوِيّة [1] .
أبو محمد النَّسَفيّ.
روى «الصّحيح» عَنِ الْبُخَارِيّ.
وروى عَنْ: عيسى بْن أحمد العسقلانيّ، ومحمد بن عيسى التِّرْمِذيّ.
وعنه: جماعة.
قَالَ جعفر المُسْتَغِفريّ: هُوَ ثقة مأمون. رحل إلى الشام. حدَّثني عَنْهُ بَكْر بْن محمد بْن جامع ب «صحيح الْبُخَارِيّ» ، وأبو أحمد قاضي بخاري.
ورخّ وفاته ابن ماكولا. وقيَّد جَدّه: سَوِيّة.
- حرف السين-
23- سليمان بْن حامد.
أبو أيّوب القُرْطُبيّ الزّاهد.
كَانَ يقال إنّه من الأبدال. وكان مُجاب الدَّعوة، كبير القدر.
روى عَنْ: إبراهيم بْن باز، ومحمد بن وضّاح، وجماعة.
وكان أعبد أهل زمانه، رحمة [2] اللَّه عَلَيْهِ.
24- سهل بْن يحيى [3] .
أبو السَّرِيّ الحدّاد.
عَنْ: الحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ.
__________
[1] انظر عن (حمّاد بن شاكر) في:
الإكمال لابن ماكولا 4/ 394، والتقييد لابن النقطة 257، 258 رقم 316، وسير أعلام النبلاء 15/ 5، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 377، والوافي بالوفيات 13/ 152 رقم 164، وتبصير المنتبه 2/ 701، والنجوم الزاهرة 3/ 209.
[2] في الأصل: رحمت.
[3] انظر عن (سهل بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 9/ 119 رقم 4732.(23/416)
وعنه: أبو بَكْر الأبْهَريّ، وعليّ الحربيّ، وعُمَر بْن شاهين. وبقي إلى بعد هذا العام بيسير.
- حرف الشين-
25- شُعَيب بْن إبراهيم.
أبو صالح العِجْليّ النَّيْسابوريّ.
سمع: محمد بْن رافع، وعليّ بْن حرب، وعُبَيْد اللَّه بْن سعْد الزُّهْرِيّ، وطبقتهم.
وعنه: أبو زكريّا يحيى العَنْبريّ، وجماعة.
- حرف العين-
26- العبّاس بْن أحمد بْن أَبِي شحمة القَطِيعيّ [1] .
عَنْ: أَبِي هَمّام السَّكُونيّ، ومحمود بْن غَيْلان.
وعنه: مَخْلَد بْن جعفر، والجِعَابيّ، ومحمد بن الشِّخِّير.
وثّقه الخطيب.
27- عَبْد الله بن إسحاق بن إبراهيم [2] .
أبو محمد المدائني الأنْماطيّ. نزيل بغداد.
سمع: الصَّلْت بْن مسعود، وعثمان بْن أَبِي شَيْبة، وأبا كامل الجحدريّ، ومحمد بن بكّار.
وعنه: الْجِعَابيّ، وابن المظفّر، وأبو بَكْر الورّاق، ومحمد بن الشِّخِّير، وابن حيّويه.
وثّقه الدّارقطنيّ.
__________
[1] انظر عن (العباس بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 153 رقم 6622.
[2] انظر عن (عبد الله بن إسحاق) في:
تاريخ جرجان 356، وتاريخ بغداد 9/ 412، 414 رقم 5025، والمنتظم 6/ 184 رقم 293، والعبر 2/ 148، وسير أعلام النبلاء 14/ 437، 438 رقم 244، والنجوم الزاهرة 3/ 309، وشذرات الذهب 2/ 262.(23/417)
28- عَبْد اللَّه بْن عُرْوَة [1] .
الحافظ أبو محمد الهَرَوِيّ.
مصنف كتاب «الأقضية» .
سمع: أبا سَعِيد الأشج، والحَسَن بْن عَرَفَة، ومحمد بن الوليد البُسْريّ، وخلْقًا سواهم.
وعنه: محمد بْن أحمد بن الأزهر، ومحمد بن عَبْد اللَّه السَّيّاريّ، وأبو منصور محمد بْن عَبْد اللَّه البزّاز.
29- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن سليمان [2] .
أبو العبّاس الكوكّبي النَّيْسابوريّ.
واسع الرحلة، سمع: عليّ بْن خَشْرَم، وأحمد ابن أخي ابن وهب، ويونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حرب، وجماعة.
وعنه: أبو علي الحافظ، وإسحاق بن سعد النّسويّ، وجماعة.
وثّقه أبو عبد الله الحاكم.
30- عبد الله بن محمود السعدي [3] .
أبو عبد الرحمن المروزي الحافظ.
سمع: حبان بن موسى، ومحمود بن غيلان، وعلي بن حجر السعدي.
ورحل إلى العراق فأكثر عن: عُمَر بْن شبة، وهذه الطبقة.
وعنه: أبو منصور الأزهري، وأحمد بن سعيد المعداني الفقيه، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عروة) في:
العبر 2/ 148، وسير أعلام النبلاء 14/ 294، رقم 190، وتذكرة الحفاظ 3/ 786، 787، وطبقات الحفاظ 330، وشذرات الذهب 2/ 262، وإيضاح المكنون 2/ 270، وهدية العارفين 1/ 443، ومعجم المؤلّفين 6/ 82، 83.
[2] انظر عن (عبد الله بن عمر) في:
الأنساب 10/ 501.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمود) في:
العبر 2/ 148، وسير أعلام النبلاء 14/ 399، 400 رقم 217، وتذكرة الحفاظ 2/ 718، 719، وطبقات الحفاظ 309، وشذرات الذهب 2/ 262.(23/418)
قال الحاكم: ثقة مأمون، وقد سمع منه إمام الأئّمة ابن خُزَيْمة، وهو من أقرانه.
31- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَمْرو النَّصْراباذيّ النَّيْسابوريّ [1] .
أبو محمد. من محلَّة نصراباذ.
سمع: محمد بْن رافع، ومحمد بن أسلم الطُّوسيّ.
وعنه: أحمد بْن هارون، ومحمد بن سَعِيد المؤدِّب.
32- عَبْدان بْن أحمد بْن أَبِي صالح النهدانيّ.
بأرَّجان.
ورَّخ موته ابن مَنْدَه.
33- عليّ بْن أحمد بْن عليّ بْن عِمران الْجُرْجانيّ [2] .
حدَّثَ بحلب، عَنْ: بُنْدار، وأبي حفص الفلّاس، وابن مُثَنَّى.
وعنه: أبو بَكْر بْن المقرئ، وأبو أحمد بْن عديّ، وغيرهما.
سكن حلب.
34- عُمَر بْن محمد بْن بُجير بْن حازم بْن راشد الهَمْدانيّ [3] .
أبو حفص السَّمَرْقَنْديّ الحافظ، مصنّف «الصّحيح» و «التّفسير» . لَهُ الرحلة الواسعة والمعرفة التّامّة، وهو من أبناء المحدّثين. فإنّ أباه رحّال كبير،
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في:
الأنساب 12/ 88.
[2] انظر عن (علي بن أحمد بن علي) في:
تاريخ جرجان للسهمي 299، 300 رقم 508.
[3] انظر عن (عمر بن محمد بن بجير) في:
الإكمال (بالحاشية) 4/ 564، والأنساب 66 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 175 ب، والتقييد لابن النقطة 394، 395 رقم 515، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 48، وسير أعلام النبلاء 14/ 402- 404 رقم 219، وتذكرة الحفاظ 2/ 719، 720، والعبر 2/ 149، ودول الإسلام 1/ 188، والمعين في طبقات المحدّثين 108 رقم 1218، والبداية والنهاية 11/ 149، وتاريخ الخميس 2/ 389 وفيه تحرّف اسم جدّه «بجير» إلى «يحيى» ، وتبصير المنتبه 3/ 1020، وتوضيح المشتبه 1/ 357، والنجوم الزاهرة 3/ 209، وطبقات الحفاظ 309، 310، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 7، 8، وشذرات الذهب 2/ 262، وهدية العارفين 1/ 780، وديوان الإسلام 1/ 273 رقم 422 (وقد أخطأ في ترقيمه في فهرس الكتاب) ، والأعلام 5/ 60، ومعجم المؤلفين 7/ 307، 308.(23/419)
روى عَنْ أَبِي الوليد، وعارم، وطبقتهما.
وعُمَرُ هذا رحلَ إلى خُراسان، والبصْرة، والكوفة، والشّام، ومصر، والحجاز، وجمع ما لم يجمعه غيره، حتّى أَنَّهُ قَالَ: رحلت إلى بُنْدار ثلاث مرّات، سَمِعْتُ منه ستين ألف حديث أو أكثر.
قلت: سمع: محمد بْن معاوية خال الدّارميّ، وعيسى بْن زُغْبة، وبِشْر بْن مُعَاذ العَقَديّ، وعَمْرو بْن عليّ، وبُندارًا، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن عَبْدة، وطبقتهم.
وعنه: محمد بْن صابر، ومحمد بن بَكْر الدهقان، ومحمد بن أحمد بْن عِمران الشّاشيّ، ومحمد بن عليّ المؤدِّب، ومعمر بْن جبريل الكرمينيّ، وأَعْيَن بْن جعفر السَّمَرْقَنْديّ، وعيسى بْن موسى الكِسائيّ، وآخرون.
ومولده سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. ورحل سنة بضعٍ وأربعين، وحضر جنازة أحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ، وهو صدوق.
وَقَدْ رَوَى عَنِ الْعَبَّاسِ بن الوليد الخلّال، وثنا مَرْوَانُ بْنُ محمد، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَرْفُوعًا: «إِنَّ اللَّهَ زَادَكُمْ صَلاةً إِلَى صَلاتِكُمْ هِيَ خَيْرٌ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ، أَلا وَهِيَ الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ صَلاةِ الْفَجْرِ» [1] تَفَرَّدَ بِهِ مَرْوَانُ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
35- عَمْرو بْن محمد بْن الخليل بْن نُعَيْم العَتَكيّ النّاقد [2] .
عَنْ: نَصْر بْن الحُسين، وسعيد بْن أيّوب، وأحمد بْن زهير، وأبي عَبْد اللَّه بن أبي حفص.
__________
[1] ذكره البيهقي في: السنن الكبرى 2/ 469 باب: تأكيد صلاة الوتر. وقال في آخره: قال العباس بن الوليد: قال لي يحيى بن معين: هذا حديث غريب من حديث معاوية بن سلام، ومعاوية بن سلام محدّث أهل الشام، وهو صدوق الحديث، ومن لم يكتب حديثه- مسندة ومنقطعة- فليس بصاحب حديث. وبلغني عن محمد بن إسحاق بن خزيمة أنه قال: لو أمكنني أن أرحل إلى ابن بجير لرحلت إليه في هذا الحديث.
[2] انظر عن (عمرو بن محمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 165 في ترجمة (أبي يعقوب إسحاق بن علي بن إسحاق القومسي رقم 192) ، والإكمال لابن ماكولا 7/ 328.(23/420)
وعنه: أحمد بْن القاسم بْن عُمَيْر، وأبو عِصْمة أحمد بْن محمد الجواليقيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن إبراهيم.
مات في عاشر جمادى الآخرة.
أظنَّه بُخاريّا. ذكره الأمير.
- حرف الكاف-
36- كامل بْن مكّيّ بْن محمد بْن وردان.
أبو العلاء التَّميميّ الْبُخَارِيّ.
كَانَ يورّق عَلَى باب صالح جَزَرَة.
وسمع: الربيع المُرَاديّ، ومحمد بن عَوْف الحمصيّ.
وعنه: عَبْد اللَّه بن عزير السَّمَرْقَنْديّ.
تُوُفّي في شَعْبان، وقد أَسَنّ.
- حرف الميم-
37- محمد بْن أحمد بن الصَّلْت [1] .
أبو بَكْر البغداديّ الكاتب.
روى عَنْ: وهْب بْن بقية، ومحمد بن خَالِد الطّحّان، وسوار بن عبد الله العنبري، وطبقتهم.
وعنه: الجعابي، ومحمد بن المظفر، وأبو الفضل الزهري، وأبو الحسن الحربي.
وقد سماه بعضهم أحمد بن محمد.
توفي في المحرم.
وقد وثقه عمر البصري.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن الصلت) في:
تاريخ جرجان للسهمي 314، وتاريخ بغداد 1/ 308 رقم 185، والمنتظم 6/ 186، 187 رقم 295.(23/421)
38- محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد [1] .
أبو بكر البصلاني شيخ بغدادي.
ثقة جليل.
روى عَنْ: بُنْدار، وعليّ بْن الحُسين الدِّرْهَميّ.
وعنه: عبد العزيز الخرقي، وأبو القاسم بن النحاس، وعلي بن لؤلؤ.
مات في شعبان.
39- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة بْن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري [2] .
إمام الأئمة أبو بكر الحافظ.
سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وما حدَّثَ عَنْهُمَا لصغره، فإنه وُلِد في صَفَر سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمد بن أبان المستملي، وإِسْحَاق بْن موسى الخطْميّ، وعتبة بْن عَبْد اللَّه اليحمدي، وعليّ بْن حُجْر، وأبا قُدَامة السَّرْخَسيّ، وأحمد بْن مَنِيع، وبِشْر بْن مُعَاذ، وأبا كُرَيْب، وعبد الجبار بْن العلاء، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وخلقا كثيرا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 2/ 46 رقم 440، والمنتظم 6/ 187 رقم 296.
[2] انظر عن (محمد بن إسحاق بن خزيمة) في:
الجرح والتعديل 7/ 196 رقم 1103، والثقات لابن حبّان 9/ 156، وتاريخ جرجان للسهمي 413، وطبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 44، وطبقات الفقهاء للشيرازي 105، 106، والمنتظم 6/ 184- 186 رقم 294، والتقييد لابن النقطة 36، 37 رقم 13، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 78 رقم 7، والعبر 2/ 149، 150، وسير أعلام النبلاء 14/ 365- 382 رقم 214، والمعين في طبقات المحدّثين 108 رقم 1219، وتذكرة الحفاظ 2/ 720- 731، ودول الإسلام 1/ 188، ومرآة الجنان 2/ 264، والوافي بالوفيات 2/ 196، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 109، 110، والبداية والنهاية 11/ 149، وغاية النهاية 2/ 97، 98 رقم 2846، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 100، 101 رقم 45، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 462 رقم 416، والنجوم الزاهرة 3/ 209، وتاريخ الخلفاء 385، وطبقات الحفاظ 310، 311، وشذرات الذهب 2/ 262، 263، والرسالة المستطرفة 20، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 48، والأعلام 6/ 253، وذيل تاريخ الأدب العربيّ 1/ 345، وكشف الظنون 1075، 1406، وهدية العارفين 2/ 29، ومعجم المؤلفين 9/ 39، وديوان الإسلام 2/ 240، 241 رقم 881.(23/422)
وعنه: الْبُخَارِيّ، ومسلم في غير «الصحيح» ، ومحمد بن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم شيخه، وأبو عَمْرو بْن المبارك، وإبراهيم بْن أَبِي طَالِب وَهُم أكبر منه، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ، وإِسْحَاق بْن سعْد النَسَويّ، وأبو عَمْرو بْن حَمْدان، وأبو حامد أحمد بْن محمد بْن بالوَيْه، وأبو بَكْر أحمد بْن مِهْران المقرئ، ومحمد بن أحمد بْن عليّ بْن نُصَيْر المعدَّل، وحفيده مُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، وخلْق كثير.
قَالَ أبو عثمان سَعِيد بْن إسماعيل الحِيّريّ، قال: ثنا أبو بكر بن خزيمة قال: كنت إذا أردت أن أصنف الشيء دخلت الصلاة مستخيرا حتى يفتح لي فيها، ثم أبتدئ التصنيف.
وقال الزاهد أبو عثمان الحيري: إنّ اللَّه لَيْدفع البلاء عَنْ أهل هذه المدينة بمكان أَبِي بَكْر محمد بْن إِسْحَاق.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ محمد بْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُولُ، وسئل: من أين أوتيت العلم؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» [1] . وَإِنِّي لَمَّا شَرِبْتُ مَاءَ زَمْزَمَ سَأَلْتُ اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا.
وقال أبو بَكْر بْن بالوَيْه: سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وقيل لَهُ: لو حلقت شَعْرك في الحمّام، فقال: لم يَثْبُت عندي أن رسول اللَّه صلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل حمّامًا قطّ، ولا حلق شعرَه، إنمّا يأخذ شعري جاريةٌ لي بالمِقْراض.
وقال محمد بْن الفضل كَانَ جدّي أبو بَكْر لَا يدَّخِر شيئًا جهده، بل يُنْفقه عَلَى أهل العلم. وكان لَا يعرف سنجة الوزن، لا يميّز بين العشرة والعشرين.
وقال أبو بكر محمد بْن سهل الطُّوسيّ: سَمِعْتُ الربيع بْن سليمان وقال لنا: هَلْ تعرفون ابن خُزَيْمة؟ قُلْنَا: نعم. قَالَ: استفدنا منه أكثر ممّا استفاد منّا.
وقال محمد بْن إسماعيل السُّكّريّ: سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة يَقُولُ: حضرت مجلسَ المُزَنيّ يومًا فسُئل عَنْ شبه العَمْد، فقال السائل: إنّ اللَّه وصف في كتابه
__________
[1] أخرجه ابن ماجة (3062) وأحمد في المسند 3/ 357، والبيهقي في: السنن الكبرى 5/ 148، والخطيب في: تاريخ بغداد 10/ 166 في ترجمة عبد الله بن المبارك.(23/423)
القتل صنفين عمدًا وخطأ. فلِمَ قلتم إنّه عَلَى ثلاثة أصناف؟ يحتجُّ بعليّ بْن زيد بْن جدْعان.
فسكت المُزَنيّ: فقلتُ لمناظرة: قد روى هذا الحديث أيضًا أيّوب وخالد الحذاء.
فقال لي: فَمَن عُقْبة بْن أَوْس؟
قلت: بَصْريّ روى عَنْهُ ابن سيرين مَعَ جلالته.
فقال للمُزَنيّ: أنتَ تناظر أو هذا؟
فقال: إذا جاء الحديثُ فهو يناظر، لأنّه أعلم بالحديث منّي، ثمّ أتكلّم أَنَا.
وقال محمد بْن الفضل: سَمِعْتُ جدّي يَقُولُ: استأذنت أَبِي في الخروج إلى قُتَيْبة، فقال: اقرأ القرآن أوّلًا حتّى آذن لك. فاستظهرت القرآن. فقال لي:
اسكت حتّى تصلّي بالختْمة. فمكثت. فلمّا عيَّدنا آذن لي، فخرجت إلى مَرْو، وسمعتُ بمروالرّوذ من محمد بْن هشام، فنُعي إلينا قُتَيْبة.
وقال أبو عليّ الحُسين بْن محمد الحفاظ: لم أرَ مثل محمد بْن إِسْحَاق.
وقال ابن سُرَيْج، وذكر لَهُ ابن خُزَيْمة، فقال: يستخرج النُّكَت مِنْ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنّقاش.
وقال أبو زكريّا العَنْبريّ: سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة يَقُولُ: لَيْسَ لأحدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قولٌ إذا صحّ الخبر عَنْهُ.
وقال محمد بْن صالح بْن هانئ: سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة يَقُولُ مَن لم يقرّ بأنّ الله عَلَى عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافرٌ حلال الدّم، وكان مالُه فَيْئًا.
وقال أبو الوليد الفقيه: سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة يَقُولُ: القرآن كلامُ اللَّه، ومن قَالَ مخلوق فهو كافر يُستتاب، فإن تابَ وإلّا قُتِل، ولا يُدفن في مقابر المسلمين.
وقال الحاكم، في علوم الحديث: فضائل ابن خُزَيْمة مجموعة عندي في(23/424)
أوراق كثيرة ومصنفاته تزيد عَلَى مائة وأربعين كتابًا سوى المسائل. والمصنفة أكثر من مائة جزء. وله فقه حديث بُرَيْرة في ثلاثة أجزاء.
وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه المعدّل: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن خَالِد الإصبهانيّ يَقُولُ:
سُئل عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، عَنِ ابن خُزَيْمة فقال: ويحكم، هُوَ يُسأل عنَّا ولا نسأل عَنْهُ. هُوَ إمام يُقتَدَى بهِ.
وقال أبو بَكْر محمد بْن عليّ الفقيه الشّاشيّ: حضرتُ ابن خُزَيْمة، فقال لَهُ أبو بَكْر النَّقاش المقرئ: بلغني أَنَّهُ لما وقع بين المُزَنيّ وابن عَبْد الحَكَم، قِيلَ للمُزَنيّ إنّه يردّ عَلَى الشّافعيّ، فقال. لَا يُمكنه إلّا بمحمد بْن إِسْحَاق النَّيْسابوريّ.
فقال أبو بَكْر: كذا كَانَ.
وقال الحاكم: سَمِعْتُ أبا سعد عَبْد الرَّحْمَن بْن المقرئ: سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة يَقُولُ: القرآن كلام اللَّه ووحْيه وتنزيله غير مخلوق. ومن قَالَ إنّ شيئًا من تنزيله ووحيه مخلوق، أو يَقُولُ: إنّ أفعاله تعالى مخلوقه، إنّ القرآن محدث فهو جَهْميّ.
ومن نظر في كُتُبي بْان لَهُ أنّ الكلابية كذبة فيما يحكون عنّي، فقد عرف الخلْق أَنَّهُ لم يصنف أحدٌ في التوحيد والقدر وأصول العلم مثل تصنيفي.
وقال أبو أحمد حُسَيْنَك: سَمِعْتُ إمام الأئمّة ابن خُزَيْمة يحكي عَنْ عليّ بْن خَشْرَم، عَنْ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه أنه قَالَ: أحفظ سبعين ألف حديث.
فقلت لابن خُزَيْمة: فكم يحفظ الشَّيْخ؟ فضربني عَلَى رأسي، وقال: ما أكثر فضولك.
ثمّ قَالَ: يا بُنيّ، ما كتبت سوادًا في بياض إلّا وأنا أعرفه.
قال: وحكى أبو بِشْر القطّان قَالَ: رأى جارٌ لابن خُزَيْمة من أهل العلم كأنّ لوحًا عَلَيْهِ صورة نبّينا صلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن خُزَيْمة يعتقله، فقال المعبّر: هذا رجلٌ يُحْيى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَدْ نقل الحاكم أنّ ابن خُزَيْمة عمل دعوةً عظيمة ببستان، فمرّ في(23/425)
الأسواق يعزم عَلَى التُّجّار، فبادروا معه وخرجوا، ونقل كلّ ما في البلد من المأكل والشِّواء والحلْواء. وكان يومًا مشهودًا بكثرة الخلْق، لم يتهيأ مثله إلّا لسلطان كبير.
قَالَ: الْإِمَام أبو عليّ الحافظ: كَانَ ابن خُزَيْمة يحفظ الفِقْهيّات من حديثه، كما يحفظ القارئ السُّورة.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كَانَ ابن خُزَيْمة إمامًا ثَبْتًا معدوم النّظير.
تُوُفّي ابن خُزَيْمة في ثاني ذي القعدة.
وقد استوعب أخباره الحاكم أبو عبد الله في «تاريخ نَيْسابور» ، وفيها أشياء كيّسة وأخبار مفيدة.
ذكر ابن حِبّان [1] أَنَّهُ لم يرَ مثل ابن خُزَيْمة في حِفْظ الإسناد والمَتْن، فأخبرنا ابن الخلّال، أَنْبَأَ ابْنُ اللُّتِّيِّ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ، أَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن صالح، نا أَبِي، نا محمد بْن حِبّان التَّميميّ قَالَ: ما رأيتُ عَلَى وجه الأرض مَن يُحسن صناعة السُّنَن ويحفظ ألفاظها الصِّحاح وزياداتها، حتّى كأنّ السُّنَن كلّها بين عينيه إلّا محمد بْن إِسْحَاق فقط [2] .
40- محمد بن زكريّا الرّازيّ [3] .
__________
[1] قال في: الثقات 9/ 156: وكان رحمه الله أحد أئمّة الدنيا علما وفقها وحفظا وجمعا واستنباطا حتى تكلّم في السنن بإسناد لا نعلم سبق إليها غيره من أئمّتنا مع الإتقان الوافر والدين الشديد.
[2] وقال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق. (الجرح والتعديل 7/ 196) .
[3] انظر عن (محمد بن زكريا الرازيّ) في:
طبقات الحكماء لابن جلجل 77، والفهرست لابن النديم 504، وطبقات الأمم لصاعد 33، وتاريخ الحكماء 278- 282، وعيون الأنباء 414- 427، وتاريخ مختصر الدول 158، ووفيات الأعيان 5/ 157- 161 رقم 707، والعبر 2/ 150، وسير أعلام النبلاء 14/ 354، 355، ودول الإسلام 1/ 188، والوافي بالوفيات 3/ 75- 77، ونكت الهميان 249، 250، ومرآة الجنان 2/ 263، 264، والبداية والنهاية 11/ 149، وتاريخ الخميس 4/ 389، 390، والنجوم الزاهرة 3/ 209، وتاريخ الخلفاء 385، ومفتاح السعادة 1/ 268، 269، وشذرات الذهب 2/ 263، وروضات الجنات 165، 166، وكشف الظنون 577، وغيرها، وهدية العارفين 2/ 27، وديوان الإسلام 2/ 340- 343 رقم 1007، والأعلام 6/ 130، ومعجم المؤلّفين 10/ 6.(23/426)
الطبيب العلّامة في علم الأوائل، وصاحب المصنّفات المشهورة المنتشرة، أبو بَكْر.
تُوُفّي ببغداد، وكان عَلَى مارستان بغداد في زمن المكتفي.
وكان في صباه مغنيًا بالعود، ثمّ أقبل عَلَى قراءة كتب الفلسفة والطّبّ، فبلغ فيه الغاية [1] .
صنَّف «الحاوي» في نحو ثلاثين مجلدًا في الطّبّ، و «كتاب الجامع» وهو كبير، و «كتاب الأعصاب» ، و «المنصوريّ» ، وغير ذَلِكَ.
وطال عمره.
وقيل إنّه إنّما اشتغل بعد أنّ صار ابن أربعين سنة، وأضَرَّ في آخر عمره [2] .
وكان اشتغاله عَلَى أبي الحسن عليّ بن زبّن الطَّبَريّ صاحب التّصانيف الطّبّيّة.
41- محمد بْن شادَل بْن عليّ [3] .
أبو العبّاس النَّيْسابوريّ.
مولى بُنيّ هاشم.
كُفّ بصره بعد الثمانين.
سمع: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعَمْرو بْن زُرارة، وأبا مُصْعَب، وهَنَّاد بْن السَّرِيّ، ولُوَيْنًا.
وعنه: أحمد بْن الخضر، وعَبْد اللَّه بْن سعْد، ويوسف المَيَانِجيّ، وأحمد ابن سهل الْأَنْصَارِيّ، والشيوخ بعدهم.
وقال طاهر بْن أحمد الورّاق إنّه نَيَّف عَلَى المائة سنة وتوفّي في ربيع الأوّل
__________
[1] أخبار العلماء 178.
[2] أخبار العلماء 178.
[3] انظر عن (محمد بن شادل) في:
العبر 2/ 150، وسير أعلام النبلاء 14/ 263، 264، رقم 170، وشذرات الذهب 2/ 263، وتاج العروس (مادّة: شدل) .(23/427)
سنة إحدى عشرة. وإنه كَانَ يختم القرآن في كلّ يوم.
وقال غيره: تُوُفّي في صَفَر سنة تسع، فاللَّه أعلم.
وقعَ لنا من طريقه جزء إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، رواه عَنْهُ أبو أحمد الحاكم، وقال: كَانَ صحيح الُّأصول، سمع ابن رَاهَوَيْه، ومحمد بن عثمان العثمانيّ.
سألنا أبا العبّاس الماسرجسي عَنْهُ، فثبت سماعه من إِسْحَاق.
42- محمد بْن مكّيّ بْن محمد بْن سليمان الخَوْلانيّ.
مولاهم الْمَصْرِيّ.
عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى.
43- محمد بْن يَزْداد بْن أدين.
يُكنّى أبا جعفر.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن عَبْدان الحافظ، ومحمد بن أحمد بْن السَّرِيّ، وهبة اللَّه بْن الحَسَن القاضي، وآخرون.
وهو فارسيّ من أهل جُور.
سمع: عَبْده الصّفّار، وبِشْر بْن آدم، وجماعة.
وحدَّث.
44- مظفر بْن عاصم بْن أَبِي الأغرّ [1] .
أبو القاسم البَجَليّ.
كذّاب، حدّث في هذا العام ببغداد، وزعم أَنَّهُ ابن مائة وتسعةٍ وثمانين سنة وأشهر، وأنّه سمع من: حُمَيْد الطويل، ومن مكلبة بخوارزم. وزعم أنّ لمكلبة صحبة.
روى عَنْهُ من لَا يستحى كعمر بْن محمد بْن إبراهيم، ومحمد بن محمد بْن مُعَاذ، وغيرهما.
كذّبه ابن الْجَوْزيّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (مظفّر بن عاصم) في:
تاريخ بغداد 13/ 127 رقم 7112، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 126 رقم 3349، والمغني في الضعفاء 2/ 663، 664 رقم 6297 و 2/ 675 رقم 6408 (في ترجمة: مكلبة بن ملكان) ، وميزان الاعتدال 4/ 131 رقم 8605 و 4/ 178 رقم 8750 في ترجمة: مكلبة، والكشف الحثيث 423 رقم 770، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 93، ولسان الميزان 6/ 53، 54 رقم 196، و 6/ 85- 87 في ترجمة: مكلبة رقم 308.(23/428)
سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة
- حرف الألف-
45- أحمد بْن الحَسَن بْن هارون [1] .
أبو بَكْر الخّراز الكوفيّ، ثمّ البغداديّ الصّبّاحيّ.
عَنْ: عَمْرو بْن الفلّاس، ومحمد بن منصور الطُّوسيّ.
وعنه: عليّ بْن عُمَر السُّكّريّ، والطَّبَرانيّ، والحَسَن بْن رشيق، وأبو عُمَر بْن فَضَالَةَ، وآخرون.
وثّقه الخطيب.
46- أحمد بْن الحُسين بْن أحمد [2] .
أبو عبد الله الكَرْخيّ الْمُعَدَّلُ.
سمع من حسين الكرابيسيّ تصانيفه، ومن: إِسْحَاق بْن موسى، وغير واحد.
وعنه: عليّ بْن لؤلؤ، وابن المظفّر، لكنْ سمَّى أَبَاهُ حسينًا.
مات في جُمَادَى. أرّخه ابن قانع.
47- أحمد بْن زكريّا [3] .
أبو حامد النّيسابوريّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن بن هارون) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 50، وتاريخ بغداد 4/ 87 رقم 1721.
[2] انظر عن (أحمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 4/ 100 رقم 1752.
[3] انظر عن (أحمد بن زكريا) في:
تاريخ بغداد 4/ 161 رقم 1838.(23/429)
نزل بغداد، وحدَّثَ عَنِ الذُّهْليّ، وابن وَارَةَ، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ.
وعنه: ابن لؤلؤ، ومحمد بن المظفّر.
وهو موثَّقٌ نبيل.
48- أحمد بْن عَمْرو الألْبيريّ.
الحافظ بالأندلس.
فيها، وقد مَرّ.
49- أحمد بْن محمد بْن الأزهر بْن حُريث [1] .
أبو العبّاس السِّجْزيّ.
سمع: عليّ بْن حُجْر، وسعيد بْن يعقوب الطّالقانيّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، ومحمد بن رافع، وأبا حفص الفلّاس، وطبقتهم.
واتّهمه بالكذِب أبو قُرَيْش الحافظ فإنه قَالَ: حججت معه سنة ستٍّ وأربعين ومائتين، فلمّا بلغنا أنّ محمد بْن مُصَفَّى قد حجّ صرْنا إلى رحْلة في منزلة الدّمشقيَّيْن بمِني، فلم نصل، ثمّ قصدناه بمكة فقال: تعالوا غدًا. فبكّرت أنا وأبو العبّاس بْن الأزهر إِلَيْهِ، فإذا بهِ قد رحل من الليل. وقد بلغني الآن أنّ ابن الأزهر يحدّث عَنِ ابن مُصَفَّى.
قلت: روى عَنْهُ أبو بَكْر بْن عليّ الحافظ، وعبد العزيز بن محمد بن مسلم، وجماعة [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن الأزهر) في:
المجروحين 1/ 163- 165، وذكر أخبار أصبهان 1/ 138، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 84 رقم 237، والأنساب 291 أ، وميزان الاعتدال 1/ 130- 132 رقم 530، وسير أعلام النبلاء 14/ 296 رقم 292، والمغني في الضعفاء 1/ 53 رقم 406، ولسان الميزان 1/ 253، 254 رقم 795 (مكرر) .
[2] وقال ابن حبان: «كان ممّن يتعاطى حفظ الحديث ويجري مع أهل الصناعة فيه، ولا يكاد يذكر له باب إلّا وأغرب فيه عن الثقات ويأتي فيه عن الأثبات بما لا يتابع عليه، ذاكرته بأشياء كثيرة فأغرب عليّ فيها في أحاديث الثقات. فطالبته على الانبساط فأخرج إليّ أصول أحاديث منها حديث داود بن أبي هند، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة: «لا تسأل الإمامة» ... وقد روى عن محمد بن المصفّى أكثر من خمسمائة حديث، فقلت له: يا أبا العباس، أين رأيت محمد بن المصفّى؟ فقال: بمكة. فقلت: في أيّ سنة؟ قال: سنة ست وأربعين ومائتين، قلت:(23/430)
50- أحمد بْن محمد بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو القاسم بْن شبطون الَّلخْمي القُرْطُبيّ المالكيّ.
من كبار العلماء ذوي الأموال.
ولي القضاء مدّة.
أخذ عَنِ ابن وضّاح.
51- أحمد بْن محمد بْن عثمان بْن شبيب.
أبو بَكْر الرّازيّ.
نزيل مصر. قرأ القرآن عَلَى: الفضل بْن شاذان، وأحمد بْن أَبِي شُرَيْح.
وسمع: أبا زُرْعة الرّازيّ.
سمع منه: الحَسَن بْن رشيق، وأحمد بْن عُمَر الدّاجُونيّ، وأحمد بْن محمد المهندس.
تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
52- أحمد بن محمد بن الهيثم الدّوريّ [2] .
__________
[ () ] وسمعت هذه الأحاديث منه في تلك السنة بمكة؟ قال: نعم، فقلت: يا أبا العباس، سمعت محمد بن عبيد الله بن الفضيل الكلاعي عابد الشام بحمص يقول: عادلت محمد بن المصفّى من حمص إلى مكة سنة ست وأربعين فاعتلّ بالجحفة علّة صعبة، ودخلنا مكة فطيف به راكبا، وخرجنا في يومنا إلى منى واشتدّت به العلّة، فاجتمع عليّ أصحاب الحديث وقالوا: أتأذن لنا حتى ندخل عليه؟ قلت: هو لما به. فأذنت لهم، فدخلوا عليه وهو لما به لا يعقل شيئا، فقرءوا عليه حديث ابن جريج عن مالك في المغفر، وحديث محمد بن حرب، عن عبيد الله بن عمر:
«ليس من البرّ الصيام في السفر» ، وخرجوا من عنده، ومات، فدفنّاه، فبقي أبو العباس ينظر إليّ، فكنت عنده يوما فذكر حديث عمرو بن الحارث، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد: «لا حليم إلّا ذو عثرة» ، فقلت: يا أبا العباس، هذا حديث مصريّ، ما رواه مصريّ ثقة عن ابن وهب، وإنّما حدّث عنه الغرباء، قال: حدّثنا يزيد بن موهب، عن ابن وهب، فقلت له:
أين رأيت يزيد بن موهب؟ قال: بمكة سنة ست وأربعين. فقلت له: سمعت ابن قتيبة يقول:
دفنّا يزيد بن موهب بالرملة سنة اثنتين وثلاثين، فبقي ينظر إليّ.
وعندي أنّ كتبا رفعت عنده فيها من حديث موهب بن يزيد فتوهّم أنه يزيد بن موهب فحدّث ولم يميّز ... » (المجروحون 1/ 163- 165) .
[1] تقدّمت ترجمته في وفيات السنة السابقة، برقم (10) من هذا الجزء.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن الهيثم) في:
تاريخ بغداد 5/ 116 رقم 2527.(23/431)
أبو بَكْر الدّلّال.
بغداديّ، سمع: أحمد بْن مَنِيع، وعبد الرحمن بْن يونس السّرّاج.
وعنه: أبو بكر الأبهري، وابن المظفر، وغيرهما.
وهو إن شاء الله أحمد بن محمد بن الهيثم الدوري الدقاق حدَّثَ في سنة ثمانٍ هذه عَنْ أحمد بْن مَنِيع، وأحمد بْن عَبْدة، وسلم بْن جُنَادَةَ.
وعنه: أبو الفضل الزهري، وابن المظفر، وابن شاهين.
صالح الحديث.
53- إبراهيم بن حمش النيسابوري [1] .
أبو إسحاق الزاهد الواعظ.
سمع: محمد بن مقاتل الرازي، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، ومحمد بن رافع.
وعنه: ابنه أبو عبد الله، وجماعة.
تُوُفّي فِي رمضان.
54- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن جعفر الكندي الصيرفي [2] .
روى عَنْ: الفلّاس، ومحمد بن المُثَنَّى، وعبده الصّفّار.
وعنه: أبو عمر بن حَيَّوَيْهِ، ومحمد بن عبد الملك بن الشخير.
وثقه الدارقطني.
يعرف بابن الخنازيري.
55- إسحاق بن بنان بن معن الأنماطيّ [3] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن حمش) في.
الإكمال لابن ماكولا 2/ 535 (بالهامش نقلا عن: الإستدراك لابن نقطة) ، وفيه: حمش: بفتح الحاء المهملة وسكون الميم، وآخره شين معجمة، أما في المنتظم 6/ 190 رقم 298:
«خمش» بالخاء المعجمة من فوق، وفي البداية والنهاية 11/ 151: «إبراهيم بن خميس» ، وفي:
تبصير المنتبه: «جمش» بالجيم!.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 6/ 157 رقم 3201.
[3] انظر عن (إسحاق بن بنان) في:
تاريخ جرجان للسهمي 46 وفيه تحرّف «بنان» إلى «بيان» ، وتاريخ بغداد 6/ 390 رقم 3432،(23/432)
بغدادي، سمع: أبا همّام، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل.
وعنه: عليّ بْن لؤلؤ، وابن البّواب المقرئ.
ووثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
56- إِسْحَاق بْن أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه.
أبو يعقوب النَّسَفيّ القاضي.
عَنْ: عليّ بْن خَشْرَم، ومحمود بْن آدم، وغيرهما.
وعنه: عَبْد المؤمن بْن خَلَف الحافظ.
57- إِسْحَاق بْن محمد بْن إبراهيم بْن حكيم الإصبهانيّ [1] .
أخو أَبِي عَمْرو أحمد بْن محمد بْن مَمّك.
سمع: محمد بْن عاصم الثَّقْفيّ، وأبا أمية الطَّرَسُوسيّ.
وكان يحفظ ويصنّف.
روى عَنْهُ: أبو أحمد العسّال.
- حرف الحاء-
58- حَزْم بْن وهْب بْن عَبْد الكريم.
أبو وهْب الأندلسيّ.
تُوُفّي بمصر في رمضان.
59- الحسن بن عليّ بن نصر [2] .
__________
[ () ] والمنتظم 6/ 190 رقم 299.
[1] انظر عن (إسحاق بن محمد بن إبراهيم) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 219، 220.
[2] انظر عن (الحسن بن علي بن نصر) في:
تاريخ جرجان للسهمي 184، 185 رقم 246، وص: 427، 428، وذكر أخبار أصبهان 1/ 262، 263، وطبقات المحدّثين بأصبهان 1/ رقم 534، بتحقيق: سيد كسروي حسن، والتدوين في أخبار قزوين 2/ 426، 427، رقم 995، وميزان الاعتدال 1/ 509 رقم 1909، وسير أعلام النبلاء 14/ 287، 288، رقم 182، وتذكرة الحفاظ 3/ 787، 788، والمغني في الضعفاء 1/ 163 رقم 1441، ولسان الميزان 2/ 232، 233 رقم 992، وطبقات الحفاظ 330، وشذرات 2/ 264، وديوان الإسلام 4/ 58 رقم 1738، ومعجم المؤلّفين 3/ 264.(23/433)
أبو عليّ الطُّوسيّ.
سمع: محمد بْن رافع، وإِسْحَاق الكَوْسَج، ومحمد بن بشّار، والزُّبَير بْن بكّار، وأبا موسى الزَّمِن، وطائفة سواهم.
وعَنْهُ: محمد بْن جعفر البُسْتيّ، وأحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس، وأبو سهل محمد الصُّعْلُوكيّ، وجماعة.
وكان يُعرف بكَرْدُوش.
وحدَّثَ بَقْزوين.
قَالَ الخليلي: سَمِعْتُ عَلَى عشرة من أصحابه [1] ، وله تصانيف تدلّ عَلَى معرفته.
وقد روى عَنْهُ الحافظ أبو حاتم الرّازيّ أحد شيوخه حكايات.
وروى عَنْهُ أبو أحمد الحاكم.
وقد تكلّموا في روايته كتاب «الأنساب» للزُّبَيْر بْن بكّار [2] .
60- الحَسَن بْن محمد بْن حسين بْن هزاريّ [3] .
أبو عليّ الأشعري الإصبهانيّ.
سمع: إسماعيل بْن يزيد القطّان، وأحمد بْن بُدَيْل.
وعنه: محمد بْن جعفر، وأبو أحمد العسّال، وابن المقرئ، وأبو بَكْر الطّلْحيّ، وجماعة.
61- الحُسين بْن أحمد بْن حفص بْن عَبْد اللَّه النَّيْسابوريّ.
أبو عليّ.
__________
[1] في: التدوين في أخبار قزوين 2/ 427: «أدركت من أصحابه ثمانية» .
[2] وقال الرافعي: رأيت بخط هبة الله بن زاذان أنه كان يدعى أسد السّنّة، ويقال إنه يعرف بصاحب الزبير، وذكر أبو يعلى الخليلي الحافظ أنه ثقة عارف بالرجال، وأنه ورد قزوين قبل الثلاثمائة، وروى وكتب عنه الكبار.. ثم ورد بها سنة سبع وثلاثمائة، فكتب عنه الصغار والكبار.
(التدوين 2/ 426) .
وقال عبد الرحمن الأنماطي: رأيت جعفر الكرابيسي يجلّ أبا عليّ ويحمد أمره ويروي عنه كتاب الأحكام، وتكلّم فيه بعضهم، توفي سنة ثمان وثلاثمائة. (التدوين 2/ 427) .
أقول: إن صح تاريخ وفاته بسنة 308 فيجب أن يحوّل إلى الطبقة السابقة.
[3] انظر عن (الحسن بن محمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 268، 269.(23/434)
سمع: محمد بن رافع، وعلي بن خشرم.
وعنه: أبو القاسم بْن المؤمِّل، وأبو عليّ الحافظ.
62- الحُسين بْن إدريس بْن عَبْد الكبير [1] .
أبو عليّ الغَيْفيّ الْمَصْرِيّ.
وغَيْفة: من قرى مصر [2] .
سمع: سَلَمَةَ بْن شبيب، وغيره.
وتُوُفّي بمكّة في شهر رمضان.
63- الحُسين بْن عليّ بْن حَسَن بْن عليّ بْن عُمَر بْن زين العابدين عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب الحُسينيّ.
الكوفيّ المعروف بالزَّيْديّ.
قال أبو سعيد بن يونس: كتبت عَنْهُ، وكان ثقة ديِّنًا. قدِم علينا وثنا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حاتم بْن إسماعيل، وأبي ضَمْرَةَ.
- حرف السين- 64- سُفْيَان بْن هارون القاضي [3] .
عَنْ: فضل بْن سهل الأعرج، والعبّاس البَحْرانيّ.
وعنه: محمد بْن المظفَّر.
65- سليمان بْن عَبْد السّلام القرطبيّ [4] .
خيّر، فاضل.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن إدريس) في:
الإكمال 7/ 49، والأنساب 9/ 203، واللباب 2/ 398.
[2] قال ياقوت: غيقة: بالفتح ثم السكون ثم القاف ثم الهاء، الغاقة والغاق: من طير الماء، وغاق:
حكاية صوت الغراب. (معجم البلدان 4/ 221) .
أما ابن ماكولا، وابن السمعاني، وابن الأثير، والمؤلّف، فقد أثبتوها: «غيفة» بالفاء، وهي قرية تقارب بلبيس.
[3] انظر عن (سفيان بن هارون) في:
تاريخ بغداد 9/ 186 رقم 4767.
[4] انظر عن (سليمان بن عبد السلام) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 186 رقم 555، وجذوة المقتبس للحميدي 225 رقم 456، وبغية الملتمس للضبيّ 300 رقم 772.(23/435)
سمع من: محمد بْن أحمد العُتْبيّ، ويحيى بْن إبراهيم بْن مزيّن.
وحدَّثَ.
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن محمد الباجيّ.
- حرف العين-
66- عَبَّاس بْن الفضل النَّيْسابوريّ المحمداباذيّ [1] .
سمع: عليّ بْن الحَسَن الهلاليّ، وأحمد بْن يوسف، وعبّاس الدُّوريّ.
وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إِسْحَاق المزكي [2] .
67- عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الْحَسَن بْن الفرات [3] .
__________
[1] انظر عن (عباس بن الفضل) في:
الأنساب 11/ 168، 169،
[2] كنّاه ابن السمعاني بأبي الفضل، وقال: كتب الكثير عن أبي حاتم الرازيّ، بالرّيّ. وتوفي في المحرّم سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة. (11/ 169) .
[3] انظر عن (علي بن محمد بن موسى) في:
تاريخ الطبري 10/ 145، وصلة تاريخ الطبري لعريب 32- 40، 50، 59- 71، 88، 95- 105، 110، 130، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 4- 13، 18- 10 و 32- 37 و 40- 47 و 110، والتنبيه والإشراف 329، ومروج الذهب 3400، 3415، 3422، 3423، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 186، 207، 266، 232، 284، 322- 325 و 3/ 43، 45- 49، 51، 100، 124، 131، 134- 136، 141- 143، 153، 173، 216، 292، 293، 7304 363 و 3/ 23، 194، 365، و 4/ 112، 370 و 5/ 58، وانظر فهارس الأعلام في نشوار المحاضرة، له 1/ 382 و 2/ 391 و 3/ 315 و 4/ 310 و 5/ 319 و 6/ 299 و 7/ 311 و 8/ 295، وتجارب الأمم 1/ 3، 5، 7، 8 10- 16، 41- 68، 85- 137، والوزراء للصابى 11- 294 و 304- 308 و 313- 321 و 324- 335 و 337، 339، 340، 344، 349، 352، 359، 366، 377، 381، 390، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 202، 210، 213، 214، 225، 227، 228، 236، 247، 248، 254، 263، 264، 270، 279، 280، 306، 308، 309، 360، وثمار القلوب 84، 212، 213، وإعتاب الكتّاب 180، والمنتظم 6/ 190- 192 رقم 302، والإنباء في تاريخ الخلفاء 156، 157، وتاريخ حلب للعظيميّ 117، 118، 286، 288، 290، والفخري 64، ووفيات الأعيان 3/ 421- 429 رقم 487، والكامل في التاريخ 8/ 9 وما بعدها، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 175، وخلاصة الذهب المسبوك 242، وسير أعلام النبلاء 14/ 474- 479 رقم 262، والعبر 2/ 152، 153، ونهاية الأرب 23/ 62، 69، 72، والمختصر في أخبار البشر 2/ 72، وتاريخ أخبار القرامطة 40- 43، ودول الإسلام 1/ 188، وتاريخ ابن الوردي 1/ 258، ومرآة الجنان 2/ 265، 266، والبداية والنهاية 11/ 150، وتاريخ ابن خلدون 3/ 373، والنجوم الزاهرة 3/ 207، 213، وشذرات الذهب 2/ 264.(23/436)
أبو الحسن الوزير.
وزر للمقتدر باللَّه ثلاث مرّات.
الأولى سنة ستٍّ وتسعين ومائتين. ثمّ نُكب ونُهب. ثمّ استغلَّ من أملاكه إلى أنّ أُعيد إلى الوزارة سبعة آلاف ألف دينار [1] . لأنّه فيما بلغنا كَانَ يستغلّ من ضياعه في العام ألفي ألف دينار.
وذكروا عَنْهُ أَنَّهُ كتب إلى الأعارب أن يكبسوا بغداد [2] ، فاللَّه أعلم.
ووزر في سنة أربع وثلاثمائة، وخلع عليه سبع خلع [3] ، وسُقي في ذَلِكَ اليوم والليلة في داره أربعون ألف رطل ثلج [4] .
ثمّ قُبِض عَلَيْهِ بعد سنة ونصف، ثمّ ولي بعد خمس سنين، فقتلَ الوزيرَ الّذي كَانَ قبله حامد بْن العبّاس، وسفك الدّماء وبدّع. ثمّ أُمْسِك بعدَ سنة في ربيع الأوَّل في هذه السنة.
قَالَ الصُّوليّ: مَدَحته بقصيدةٍ فنالني منه ستّمائة دينار، وكان هُوَ وأخوه أبو العبّاس عُجَبًا في معرفة حساب الدّيوان [5] .
وكان أبو الحَسَن يُجري الرِّزقَ عَلَى خمسة آلاف من أهلِ العلم والدّين والفقراء والمستورين، أكثرهم مائة دينار في الشهر، وأقلهم خمسة دراهم [6] .
ثمّ تولّّى قتله نازوك صاحب الشُّرطة. قتلهُ هُوَ وابنه المحسّن بْن عليّ في ربيع الآخر [7] .
وعاش أبو الحسن إحدى وسبعين سنة [8] .
__________
[1] وفيات الأعيان 3/ 421.
[2] وفيات الأعيان 1/ 421.
[3] الوفيات 3/ 422.
[4] الوفيات 3/ 422.
[5] انظر: وفيات الأعيان 3/ 422.
[6] وفيات الأعيان 3/ 423.
[7] الوفيات 3/ 423.
[8] راجع أخباره في الحوادث من هذا الجزء.(23/437)
68- عَبْد اللَّه بْن عَبْد السّلام بْن بُنْدار الإصبهانيّ [1] .
أبو محمد الزّاهد.
تُوُفّي بالبادية حاجًّا.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، وبحر بْن نَصْر.
وعنه: أبو الشَّيْخ، وعَبْد اللَّه بْن محمد بْن مَنْدُوَيْه، وابن المقرئ، وآخرون [2] .
69- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن عَبّاد [3] .
أبو محمد الثّقفيّ الهمذانيّ عَبْدُوس.
عَنْ: محمد بْن عُبَيْد الأَسَديّ، وزياد بْن أيّوب، وحُمَيْد بْن الربيع، وأبي سَعِيد الأشجّ، ويعقوب الدّورقيّ، وطائفة.
وعنه: أحمد بن عُبَيْد الأَسَديّ، وجبريل المعدّل، ومحمد بن حَيَّوَيْه بْن المؤمِّل، وأبو أحمد الغِطْريفيّ، ومحمد بن الفَرَج المعدّل.
قَالَ صالح بْن أحمد: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ عَبْدُوس ميزان بلدنا في الحديث.
تُوُفّي في صفر.
70- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن محمد البغداديّ [4] .
أبو العبّاسّ الصَّيْرفي.
سمع: عَبْد الأعلى بْن حمّاد، ومحمد بن سليمان لوين.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عبد السلام) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 69، 70.
[2] وقال أبو نعيم: كان من الصالحين. توفي بالبادية سنة القرمطي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وكان من جيران إبراهيم بن متّويه.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
تذكرة الحفاظ 2/ 773، 774، وسير أعلام النبلاء 14/ 438، 439، رقم 245، وطبقات الحفاظ 324، وشذرات الذهب 2/ 265.
[4] انظر عن (عبيد الله بن عبد الله) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) 154، 155، وتاريخ بغداد 10/ 346، رقم 5485، والمنتظم 6/ 190 رقم 300.(23/438)
وعنه: أبو الحَسَن البّواب، وابن أَبِي سَمُرَة، وأبو الحَسَن الحربيّ.
وكان صدوقًا.
71- عُبَيْد اللَّه بْن عليّ بْن إبراهيم العلويّ البغداديّ [1] .
نزيل مصر.
ذكره ابن يونس فقال: روى عَنِ البغداديّ. وعلت سنة.
ويقال إنّه عنده عَنْ إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ. لم نكتب عَنْهُ، وكان عنده كُتُب فِقْه للشيعة يرويها.
تُوُفّي في رجب.
72- عليّ بْن الحَسَن بْن خَلَف بْن قُديد [2] .
أبو القاسم الْمَصْرِيّ.
محدِّث موثَّق مشهور.
سمع: محمد بْن رُمْح، وحَرْمَلَة، وجماعة.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، ووُلِد سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.
روى عَنْهُ: ابن يونس، وأبو بكر بن المقرئ، وخلْق كثير من الرّحّالة.
73- عُمَر بْن أَبِي حسّان عَبْد اللَّه بْن عَمْرو الزّياديّ البغداديّ [3] .
ثقة، سمع: إِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل، والمفضل بْن غسّان الغلابيّ، وزيد بْن أخزم.
وعنه: زوج الحُرّة محمد بْن جعفر، وابن المظفّر، وعليّ بْن لؤلؤ، وابن شاهين.
ويقال: توفّي سنة 14 [4] .
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن علي) في:
تاريخ بغداد 10/ 346، 347 رقم 5486.
[2] انظر عن (علي بن الحسن بن خلف) في:
العبر 2/ 153، وسير أعلام النبلاء 14/ 435، 436، رقم 241، وحسن المحاضرة 1/ 367، وشذرات الذهب 2/ 265.
[3] انظر عن (عمر بن أبي حسان) في:
تاريخ بغداد 11/ 224 رقم 5949، والمنتظم 6/ 190 رقم 301 وفيه اسم جدّه: «عمر» بدل:
«عمرو» .
[4] هكذا في الأصل.(23/439)
حرف الميم-
74- محمد بْن دُبَيْس بْن بكّار المقرئ البُنْدار [1] .
بغداديّ.
سمع: الوليد بْن شجاع، وأبا هشام الرّفاعيّ.
وعنه: عُمَر بْن بِشْران، وعَبْد اللَّه بْن الحَسَن النّحّاس.
75- محمد بْن سليمان بْن فارس [2] .
أبو أحمد النَّيْسابوريّ الدّلّال.
كَانَ ذا ثروة وتجارة واسعة، فذهبت، فاشتغل بالدّلالة.
وقد كَانَ أنفق عَلَى طلب العلم أموالًا كثيرة.
سمع: محمد بْن رافع، والسحين بْن عيسى [3] البِسْطاميّ، وأبا سَعِيد الأشجّ، وعُمَر بْن شَبَّة، وطبقتهم.
وعنده نزل أبو عبد الله الْبُخَارِيّ لمّا قدِم نَيْسابور، فقرأ عَلَيْهِ من أوّل تاريخه إلى ترجمة فضَيْل.
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن سعْد، ومحمد بن صالح بْن هانئ، وطائفة.
وسُئل أبو عبد الله بْن الأخرم عَنْهُ فقال: ما أنكرنا إلّا لسانَه فإنه كَانَ فحّاشًا [4] .
76- محمد بْن سُفْيَان بْن عَبْد اللَّه بْن بَيَان النَّيْسابوريّ.
أبو عَبْد الرَّحْمَن.
سمع: الذُّهْليّ، وعَبْد اللَّه بْن هاشم الطُّوسيّ، وعُمَر بْن شَبَّة، والرَّماديّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن دبيس) في:
تاريخ بغداد 5/ 270 رقم 2764.
[2] عن (محمد بن سليمان) في:
الأنساب 5/ 386.
[3] في الأصل: «علي» ، والتصحيح من: الأنساب وتهذيب التهذيب 2/ 363 رقم 621.
[4] ورّخ ابن السمعاني وفاته بسنة اثنتي عشرة وثلاثمائة بنيسابور.(23/440)
وعنه: أبو الفضل محمد بْن إبراهيم، وعَبْد اللَّه بْن سعْد، وأبو بَكْر بْن جعفر النَّيْسابوريُّون.
77- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قاسم القُرْطُبيّ [1] .
سمع من: بَقِيّ بْن مَخْلَد مسندَه وتفسيرَه.
وسمع من: عمّه قاسم بْن محمد.
روى عَنْهُ: ابن أخي ربيع، وخالد بْن سعْد.
وكان فاضلًا فيه زهْد.
78- محمد بن عُبَيْد الله بن يحيى بن خاقان [2] الوزير أبو عليّ. كَانَ أكبر ولد أَبِيهِ.
أحضره المعتمد عَلَى اللَّه بعد موت أَبِيهِ عُبَيْد اللَّه، فقلّده مكانه. فلم ينهض بالأمور، وعُزل بعد أسبوع، واستوزر الحَسَن بْن مَخْلَد.
ثمّ بقي بطّالًا مدّةً طويلة إلى أنّ وزر بعد عزل ابن الفُرات في سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
فأقام في الأمر سنة، ثمّ عُزل لعجزه ولينه، وطُلِبَ من مكّة عليّ بْن عيسى، فولي الأمر في عاشر المحرّم سنة إحدى وثلاثمائة.
__________
[1] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 33 رقم 1183، وجذوة المقتبس للحميدي 62 رقم 80، وبغية الملتمس للضبّي 87 رقم 159.
[2] انظر عن (محمد بن عبيد الله بن يحيى) في:
صلة تاريخ الطبري لعريب (في ذيول الطبري) 106، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 48 وفيه وفاته سنة 313 هـ.، والوزراء للصابي، 34، 35، 37، 40، 65، 108، 124، 157، 164، (284) ، 305، 306، 308، 314، 350، 367، 377، 381، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 235، 360، وتجارب الأمم 1/ 127، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 176، 232 و 2/ 363 و 5/ 58، 71، ونشوار المحاضرة، له 1/ 29، 42 و 2/ 152 و 3/ 178 و 5/ 60، 61 و 8/ 93، 121، ومروج الذهب (طبقة الجامعة اللبنانية) 3422، والهفوات النادرة للصابي 30، 147، 207- 209، 279، وتاريخ حلب للعظيميّ 283، والإنباء في تاريخ الخلفاء 156، 157، والكامل في التاريخ 8/ 151، والفخري 266، 267، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 175.(23/441)
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى الصُّوليّ.
وطال عُمره، وتغيّر ذهنه.
تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
79- محمد بْن محمد بْن سليمان بْن الحارث [1] .
أبو بَكْر الواسطيّ الحافظ ابن الباغَنْديّ.
سمع: عليّ بْن المَدِينيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وشَيْبان بْن فَرُّوخ، وسُوَيْد بْن سَعِيد، وهشام بن عمّار، والحارث بْن مسكين، وخلقًا كثيرًا بمصر، والشّام، والعراق.
وعُني بهذا الشّأن أتمّ عناية. وسكن بغداد.
روى عَنْهُ: دَعْلَج، ومحمد بن المظفّر، وعُمَر بْن شاهين، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعليّ بْن القاضي المَحَامليّ، وأبو بَكْر أحمد بْن عَبْدان الشِّيرازيّ، وأبو الحَسَن عُبَيْد اللَّه بْن البّواب، وخلْق كثير.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب [2] : بلغني أنّ عامّة ما حدَّثَ بهِ كَانَ يرويه من حفظه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن سليمان) في:
الفوائد المنتقاة للعلوي (بتحقيقنا) 54، 55، وتاريخ جرجان للسهمي 203 و 513، وانظر: 76 و 189 و 254 و 275 و 433، والكامل لابن عديّ 6/ 2302، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي 79، 80، 82، 86، وتاريخ بغداد 3/ 209- 213 رقم 1258، والسابق واللاحق 119، والأنساب 61 أ، والمنتظم 6، 193، 194، رقم 305، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 97 رقم 3182، والكامل في التاريخ 8/ 160 في وفيات 313 هـ، والعبر 2/ 153، 154، وسير أعلام النبلاء 14/ 383- 388 رقم 215، وتذكرة الحفاظ 2/ 736، 737، ودول الإسلام 1/ 189، وميزان الاعتدال 4/ 26، 27 رقم 8130، والمغني في الضعفاء 2/ 629 رقم 5945، والمعين في طبقات المحدّثين 108 رقم 1221، وديوان الضعفاء، رقم 3958، والوافي بالوفيات 1/ 99 رقم 1، والبداية والنهاية 11/ 152، وغاية النهاية 2/ 240 رقم 3411، ولسان الميزان 5/ 360- 362 رقم 1180، والتبيين لأسماء المدلّسين 53، 54 رقم 71، وتعريف أهل التقديس 10 رقم 108، والنجوم الزاهرة 3/ 212، 213، وطبقات الحفاظ 311، وشذرات الذهب 2/ 265، والحث على العلم 77، والتمهيد 1/ 32، والعلل المتناهية 1/ 40، وديوان الإسلام 1/ 242، 243 رقم 370، والأعلام 7/ 19، ومعجم المؤلفين 11/ 220.
[2] في تاريخه 3/ 210.(23/442)
وقال أبو بَكْر الأَبْهَريّ، وغيره: سمعنا أبا بكر بن الباغنديّ يقول: أجبت في ثلاثمائة ألف مسالة في حديث النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] .
وَقَالَ ابْنُ شاهين: قام أبو بَكْر بْن الباغَنْديّ ليُصَلّي، فكبّر ثمّ قَالَ: ثنا محمد بْن سليمان، فسبّحنا بهِ، فقرأ [2] .
وقال أبو بَكْر الإسماعيليّ: لَا أتَّهِمُه بالكذِب، ولكنّه خبيث التّدليس ومصحِّف أيضًا [3] .
وقال أبو بَكْر الخطيب [4] : رأيتُ كافّة شيوخنا يحتجّون بهِ ويُخرجونه في الصّحيح.
وقال محمد بْن أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة الحافظ: هُوَ ثقة. لو كَانَ بالمَوْصل لخَرَجْتم إِلَيْهِ، ولكنّه ينطرح عليكم [5] .
وقال أبو القاسم حمزة السَّهْميّ: سألت أحمد بْن عَبْدان عَنِ الباغَنْديّ، فقال: كَانَ يخلِّط وكان يدلِّس. وهو أحفظ من أَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد. وسألت الدَّارَقُطْنيّ عَنْهُ. فقال: كَانَ كثير التّدليس يحدِّث بما لم يسمع [6] .
وسمعتُ أحمد بْن عَبْدان: سَمِعْتُ أبا عَمْرو الرّاسبيّ يَقُولُ: دخلت أَنَا وعَبْد اللَّه بْن مُظاهر عَلَى الباغَنْديّ، فأخرج إلينا من تخريجه، فقال لَهُ ابن مُظَاهر:
يا أبا بَكْر، اقبل نصيحتي وادفع إليَّ تخريجك أغرّقه، وأُخرج لك ما تصير بهِ أبا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة.
ثمّ قَالَ لي ابن مُظَاهر: هذا لَا يكذب، ولكنّه شَرِه، يَقُولُ فيما لم يسمعه:
أنبا [7] .
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 210.
[2] تاريخ بغداد 3/ 211.
[3] تاريخ بغداد 3/ 213.
[4] في تاريخه 3/ 213.
[5] تاريخ بغداد 3/ 213.
[6] تاريخ بغداد 3/ 212.
[7] تاريخ بغداد 3/ 212، 213 وفيه: ثم يقول: أخبرنا.(23/443)
وقال الدَّارَقُطْنيّ في «الضعفاء» : هُوَ مدلّس يخلّط ويسمع من بعض أصحابه عَنْ شيخ، ثمّ يُسقط ذِكْر صاحبه. وهو كثير الخطأ.
وقال أبو القاسم اللّالكائي: يُذكر أنّ الباغَنْديّ يسرد الحديث من حَفْظِه كَسْرد التّلاوة السريعة حتّى تسقط عمامته.
وسمعنا في «مُعْجَم ابن جُمَيْع» [1] قَالَ: ثنا أحمد بْن محمد بالأهواز، قَالَ:
كنّا عند إبراهيم بْن موسى الْجَوْزيّ، وعنده أبو بَكْر الباغَنْديّ ينتقي عَلَيْهِ، فقال لَهُ إبراهيم: هُوَ ذا تُضْجِرُني [2] . أنت أكثر حديثًا منّي وأَحْفظ.
فقال لَهُ: قد حُبِّبَ إليّ هذا الحديث. حسْبُك إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النّوم، فلم أقل لَهُ ادْعُ اللَّه لي، وقلت: يا رسول اللَّه أيّما أَثْبَتُ فِي الْحَدِيثِ، مَنْصُورٌ أَوِ الأَعْمَشُ؟ فَقَالَ: منصور منصور [3] .
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ إنّه سمع أبا بَكْر الباغَنْديّ أملى عليهم في الجامع في حديث: وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ 25: 63 [4] هُوِيًّا، بياء مشددة، صحفها.
تُوُفّي في ذي الحجّة من السنة في العشرين منه. وأوّل سماعه من أَبِيهِ سنة سبْعٍ وعشرين ومائتين [5] .
80- محمد بن هارون بن حميد [6] .
__________
[1] هو: معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (305- 402 هـ) نشرناه محقّقا، وطبع مرّتين 1985 و 1987.
[2] في المنتظم 6/ 194: «هو ذا تسخر بي» .
[3] معجم الشيوخ لابن جميع 178 رقم 127، تاريخ بغداد 3/ 211، المنتظم 6/ 194.
[4] سورة الفرقان، الآية 63.
[5] وقال إبراهيم الأصبهاني: أبو بكر الباغندي كذّاب.
وقال عبدان: كنت أنا وفضلك الرازيّ، وجعفر بن الجنيد، والمعمري، فلحقنا الباغندي إلى دمشق وسبقنا إلى مصر بالدخول على البغال.
وقال ابن عديّ: وللباغندي أشياء أنكرت عليه من الأحاديث وكان مدلّسا يدلّس على ألوان وأرجو أنه لا يتعمّد الكذب. (الكامل 6/ 2302) .
[6] انظر عن (محمد بن هارون) في:
تاريخ جرجان 186، 447، 513، وتاريخ بغداد 3/ 357 رقم 1463، والأنساب 508 ب،(23/444)
أبو بَكْر بْن المجدّر البغداديّ.
سمع: بِشْر بْن الوليد، وداود بْن رُشَيْد، وعبد الأعلى النَّرْسيّ، وأبا الربيع الزَّهْرانّي، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ.
وعنه: محمد بْن المظفّر، وابن حَيَّوَيْه، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وجماعة.
وكان يُعرف بالانحراف عَنْ عليّ رضى الله عنه.
تُوُفّي في سلخ ربيع الآخر.
وثّقه الخطيب.
81- موسى بْن عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حمّاد.
أبو العبّاس البزّاز الْمَصْرِيّ. مولى قُرَيش. يُنسَب إلى ولاء عثمان رضى الله عنه.
روى عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى.
وكانت القُضاة تقبله ولم يكن بذاك في الحديث.
مات في شوّال سنة اثنتي عشرة.
الكنى
82- أبو محمد الْجُرِيريّ [1] .
شيخ الصّوفيّة.
__________
[ () ] والعبر 2/ 154، وسير أعلام النبلاء 14/ 436 رقم 242، وميزان الاعتدال 4/ 57 رقم 8278، والمغني في الضعفاء 2/ 640 رقم 6056، ولسان الميزان 5/ 410، 411 رقم 1356، والنجوم الزاهرة 3/ 213، وشذرات الذهب 2/ 265.
[1] انظر عن (أبي محمد الجريريّ) في:
طبقات الصوفية للسلمي 259- 264 رقم 1، وحلية الأولياء 10/ 347، 348 رقم 617، وتاريخ بغداد 4/ 430- 434 رقم 4333، والرسالة القشيرية 23، والمنتظم 6/ 174- 176 رقم 288، وصفة الصفوة 2/ 447، 448 رقم 310، والكامل في التاريخ 8/ 45، وسير أعلام النبلاء 14/ 467 رقم 257، والوافي بالوفيات 7/ 378 رقم 3371، والبداية والنهاية 11/ 148، وطبقات الأولياء 71- 75 رقم 16، وغيره.
وقد تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 311 هـ. من هذا الجزء، برقم (8) .(23/445)
تُوُفّي فيها، وقيل: في السنة الماضية كما مر.
وهو من كبار مشايخ الصُّوفيّة.
واختُلِفَ في اسمه، فذكره الخطيب في تاريخه [1] في الأحمدين، فقال:
أحمد بْن محمد بْن الحَسَن أبو محمد الْجُرِيريّ، سمع شيئًا من السَّرِيّ السَّقَطيّ.
وقيل: اسمه: الحَسَن بْن محمد، وقيل: عَبْد اللَّه بْن يحيى. ولا يكاد يُعرف إلّا بالكنْية.
كَانَ الْجُنَيْد يُكْرمه ويُبَجّله. وإذا تكلّم الْجُنَيْد في الحقائق قَالَ: هذا من بابة أَبِي محمد الْجَرِيريّ [2] .
وكان من كبار مشيخة القوم ببغداد. ولما تُوُفّي الْجُنَيْد أقعدوه في مجلس الْجُنَيْد [3] .
وقيل: قعد بإشارة الْجُنَيْد بذلك.
وقال أبو الحسن بْن مُقْسِم: مات الْجَرِيريّ سنة وقْعة الهبير. مات عَطَشًا.
بَلَغَنَا أَنَّهُ أُحْضِرَ إِلَيْهِ شَرْبة، فنظر إلى من حوله وقال: كيف أشرب وهؤلاء يتلفون حولي؟ أعطه مَن شئت، فإنْ كَانَ يصحّ في وقتٍ إيثارٌ، ففي مثل هذا الوقت.
قَالَ السُّلَميّ في تاريخه: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن عليّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الوجيهيّ يَقُولُ: قَالَ أبو عليّ الرُّوذَبَاريّ: قدمت من مكّة، فبدأتُ بالْجُنَيْد لكيلا يَتَعَنَّى، ثمّ مضيت إلى البيت، فلمّا سلّمتُ من الفجر إذا هُوَ خلفي في الصّفْ، فقلت:
يا أبا القاسم، إنّما جئتك أمس لكيلا تتعنّي. فقال: هذا حقّك، وذاك فضلٌ منك.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: مات أبو محمد في سنة قطع ابن الجنابيّ على الوفد في
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 430.
[2] تاريخ بغداد 4/ 432.
[3] طبقات الصوفية 259.(23/446)
الهَبِير في سنة اثنتي عشرة.
زادَ غيره: في المحرَّم.
وروى أبو الحَسَن السَّيْروانيّ أنّ أبا محمد الْجَرِيريّ دخل البادية مَعَ أَبِي العبّاس بْن عطاء عام الهَبِير، فلمّا وقعت الفتنة قَالَ لَهُ أبو العبّاس: يا أبا محمد، ادْعُ اللَّه.
فقال الْجَرِيريّ: إذا أراد إظهار حُكْم في عبادة قيَّد ألسنة أوليائه حتّى لَا يدعوه، فإنّه يستحيي أنّ يردّهم.
وقيل: إنّه وطِئته الْجِمال، فمات حين الوقعة.
وقال أحمد بْن عطاء الرُّوذَبَاريّ: اجتزتُ بهِ بعد سنة وقد يبس، وهو مُسْنِد رُكْبته إلى صدره، وهو يشير بإصبعه إلى الله تعالى [1] .
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 434.(23/447)
سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة
- حرف الألف-
83- أحمد بْن إسماعيل بْن خَالِد [1] .
أبو العبّاس الْجُرْجانيّ الفارض، الصّوَّاف.
عَنْ: عَبَّاس الدُّوريّ، وأحمد بْن خَالِد الدّامغانيّ.
وعنه: ابنه محمد، وأبو بَكْر الإسماعيليّ.
84- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن سابور [2] .
أبو العبّاس الدّقاق.
بغداديّ ثِقَة.
سمع: أبا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، وأبا نُعَيْم عُبَيْد بْن هشام، ونصر بْن عليّ.
وعنه: ابن حَيَّوَيْه، وأبو بَكْر الأَبْهَريّ، وابن المقرئ.
85- أحمد بْن عَبْدان الهَمْدانيّ المقرئ.
الزّاهد.
رحل وسمع: إِسْحَاق الدَّبَريّ، وعلي بْن عَبْد العزيز.
86- أحمد بْن محمد بْن بَطّة بن إسحاق بن إبراهيم المدينيّ [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إسماعيل) في:
تاريخ جرجان للسهمي 93 رقم 55.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن سابور) في:
تاريخ بغداد 4/ 225 رقم 1928، وسير أعلام النبلاء 14/ 462، 463 رقم 252، والعبر 2/ 155، وشذرات الذهب 2/ 266.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن بطّة) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 133.(23/448)
ورّخه أبو نُعَيْم في تاريخه، ولم يَزِد.
87- أحمد بْن محمد بْن الحُسين [1] .
أبو العبّاس الماسَرْجسيّ ابن بِنْت الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجس.
سمع منه، ومن: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وشَيْبان بْن فَرُّوخ، والربيع بْن ثعلب، ووهْب بْن بقيّة.
وعنه: أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو إِسْحَاق المُزكّيّ، وأبو سهل الصُّعْلُوكيّ، وجماعة غيرهم.
تُوُفّي في صفر، وقد أكثرَ عَنْهُ أبو أحمد الحاكم.
88- إبراهيم بْن السِّنْديّ بْن عليّ بْن بَهْرام [2] .
أبو إِسْحَاق الإصبهانيّ الخصيب.
سمع: محمد بْن أَبِي عَبْد اللَّه المقرئ بمكة، ومحمد بن زياد الزِّياديّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن حمزة، وأبو الشَّيْخ، وجماعة.
89- إبراهيم بْن محمد بْن أيّوب البغداديّ [3] .
أبو القاسم الصّائغ.
سمع: عليّ بْن أشْكَاب، والحَسَن الزَّعْفرانيّ.
وسمع من ابن قُتَيْبة تصانيفه.
وعنه: عليّ بْن عُمَر الحربيّ.
وثّقه الخطيب.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحسين) في:
الأنساب 501، 502، وسير أعلام النبلاء 14/ 405، 406 رقم 221، والعبر 2/ 155، والنجوم الزاهرة 3/ 215، وشذرات الذهب 2/ 266.
[2] انظر عن (إبراهيم بن السندي) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 193، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 93.
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
تاريخ بغداد 6/ 157 رقم 2302، والمنتظم 6/ 197 رقم 306.(23/449)
90- إبراهيم بْن نَجِيح [1] .
أبو القاسم الفقيه.
كوفيّ، نزل بغداد.
روى عَنْهُ: محمد بْن إِسْحَاق البَكّائيّ.
وعنه: محمد بْن المظفّر، وغيره.
وقال محمد بْن أحمد بْن حمّاد الحافظ: كَانَ لَا يتقدَّم عَلَيْهِ أحدٌ، وكان من أحفظ النّاس للسُّنَن، وكان فقيه الكوفة. صنَّف كتابًا في السُّنَن، وكان صاحب قرآن وتعبُّد وصِدْق، وله حِفْظ ومعرفة.
91- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن محمد بْن جميل [2] .
راوي «المُسْنَد» عَنِ ابن مَنِيع.
يُقال فيها.
وقد مَرَّ سنة عشر.
- حرف الثاء-
92- ثابت بْن حَزْم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُطَرِّف العَوْفيّ السَّرَقُسْطيّ [3] .
أبو القاسم.
سمع: محمد بْن وضّاح، والخُشَنّي، وعَبْد اللَّه بْن مُرَّة، ورحل مَعَ ابنه قاسم فسمعا بمكّة من: محمد بْن عليّ الجوهريّ.
وبمصر من: أحمد بن عمر، والبزّار، والنّسائيّ.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن نجيح) في:
تاريخ بغداد 6/ 198 رقم 3255، والمنتظم 6/ 197 رقم 307.
[2] تقدّمت ترجمة (إسحاق بن إبراهيم) في الجزء السابق.
[3] انظر عن (ثابت بن حزم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 100 رقم 308، وجذوة المقتبس للحميدي 185 رقم 345، والمنتظم 6/ 203 رقم 322، وبغية الملتمس للضبيّ 254 رقم 603، ومعجم البلدان 3/ 213، وتذكرة الحفاظ 3/ 869، 870، وسير أعلام النبلاء 14/ 562، 563 رقم 321، والعبر 2/ 155، 156، ومرآة الجنان 2/ 266، والديباج المذهب 1/ 319، 320، وطبقات الحفاظ 355، 356، وبغية الوعاة 1/ 480 رقم 987، ونفح الطيب 2/ 49 (في ترجمة ابنه قاسم) ، وشذرات الذهب 2/ 266، والرسالة المستطرفة 155.(23/450)
وكان فيما قاله ابن الفَرَضيّ [1] : مُفْتِيًا، بصيرًا بالحديث، والنّحْو، واللّغَةَ، والغريب، والشِّعْر.
وتُوُفّي في رمضان وله خمسٌ وتسعون سنة.
قلت: كَانَ يمكنه أن يسمع من عَبْد الملك بْن حبيب وطبقته، وله مصنّفات مفيدة. ولي قضاء بلده.
ورّخ ابن يونس وفاته سنة أربع عشرة. وكان ابنه من الأذكياء، مات سنة اثنتين وثلاثمائة.
- حرف الجيم-
93- جُماهر بْن محمد بْن أحمد الدّمشقيّ الْأَزْدِيّ [2] .
أبو الأزهر الزّمَلَكانيّ.
تُوُفّي في المحرَّم.
سمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وأحمد بْن أَبِي الحواري، ومحمود بْن خَالِد، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وحمزة بْن الكِنَانيّ ووثّقه، وأبو بَكْر بْن السُّنّي، وجُمَح بْن القاسم، والرّبعيّ.
- حرف الحاء-
94- الحَسَن بْن الأزهر بْن الحارث بْن سَكْسَك [3] .
أبو سَعِيد النَّيْسابوريّ السّكسكيّ.
سمع: إِسْحَاق، وأيّوب بْن الحَسَن، والذُّهليّ، وعَتِيق بْن محمد.
وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وآخرون.
__________
[1] في تاريخ علماء الأندلس 1/ 100.
[2] انظر عن (جماهر بن محمد) في:
الأنساب 277 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 3 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 393، ومعجم البلدان 3/ 150، وسير أعلام النبلاء 14/ 406 رقم 222، والعبر 2/ 155، وشذرات الذهب 2/ 266.
[3] انظر عن (الحسن بن الأزهر) في: الأنساب 7/ 99.(23/451)
95- الحَسَن بْن عليّ بْن موسى الْمَصْرِيّ.
ابن الإبريقيّ.
سمع: محمد بْن رُمْح، وحَرْمَلَة.
تُوُفّي في ذي الحجة.
96- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُعْبَة [1] .
أبو علي الْأَنْصَارِيّ البغداديّ.
سمع: إسحاق بْن شاهين، وحوثرة بْن محمد، والأشجّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ.
وعنه: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، ومحمد بن المظفّر، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ، وأبو حفص بْن شاهين.
وكان موثّقًا.
تُوُفّي في ذي القعدة.
97- حفص بْن عُمَر بْن نَجِيح الخَوْلانيّ إلْبِيريّ المالكيّ [2] .
كَانَ مدار الفُتيْا عَلَيْهِ ببلده.
سمع: العُتْبيّ، وأبان بْن عيسى.
وفي الرحلة من: يونس بْن عَبْد الأعلى، وابن عَبْد الحَكَم، وأحمد ابن أخي ابن وهْب.
وحدَّثَ عَنْهُ ابنه عُمَر، وغيره.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 7/ 415 رقم 3968، والمنتظم 6/ 197 رقم 408.
[2] انظر عن (حفص بن عمر) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 118 رقم 366، وفيه: «حفص بن عمرو» ، وجذوة المقتبس للحميدي 197 رقم 384، وفيه: «حفص بن عمر بن يحيى بن سليمان بن عيسى الخولانيّ وقيل: هو حفص بن عمر بن نجيح بن سليمان بن عيسى» ، ومثله في: بغية الوعاة للضبّي 272 رقم 665.(23/452)
- حرف الخاء-
98- الخليل بْن أَبِي رافع [1] .
أبو بَكْر الواسطيّ الطّحّان. أحد المحدِّثين.
سمع: تميم بْن المنتصر.
وشارك بَحْشَلًا في أكثر شيوخه.
وآخر من حدَّث عَنْهُ أبو عبد الله الحُسين العلويّ.
ورّخه خميس فيها ظنا.
- حرف الزاي-
99- زكريّا بْن محمد بْن بكّار المَيْدانيّ [2] .
أبو يحيى. نَيْسابوريّ، صاحب حديث.
سمع: يحيى بْن محمد الذُّهْليّ، وإسماعيل بْن قُتَيْبة.
وعنه: أبو الحُسين بْن يعقوب، وأبو أحمد حُسَيْنَك.
100- زكريّا بْن يحيى بْن حَوْثرة النَّيْسابوريّ.
أبو يحيى الدُّهْقان.
سمع: إِسْحَاق الكَوْسَج، وعلي بْن الحَسَن الذُّهْليّ.
وعنه: عليّ بْن عيسى، وأبو عليّ الحافظ.
- حرف السين-
101- سَعِيد بْن سَعْدان [3] .
أبو القاسم الكاتب.
بغداديّ، صدوق.
سمع: ابن أبي الشوارب.
__________
[1] انظر عن (الخليل بن أبي رافع) في:
سؤالات الحافظ السلفي لخميس الجوزي عن جماعة من أهل واسط- ص 110 رقم 96.
[2] انظر عن (زكريا بن محمد) في: الأنساب 11/ 564.
[3] انظر عن (سعيد بن سعدان) في:
تاريخ بغداد 9/ 103 رقم 4695، والمنتظم 6/ 197 رقم 309.(23/453)
وعنه: إبراهيم الخِرَقيّ، وابن المظفّر.
تُوُفّي في المحرَّم منها.
102- سليمان بْن محمد بن البَخْتَريّ بْن عَبْد الوهّاب.
أبو أيّوب الْمَصْرِيّ.
سمع: سَلَمَةَ بْن شبيب.
- حرف الشين-
103- شيخ بْن عميرة بْن صالح [1] .
روى عَنْ: الزُّبَيْر بْن بكّار.
وعنه: ابن المقرئ، وأحمد بْن جعفر الخلّال.
- حرف العين-
104- العبّاس بْن يوسف بْن عديّ الكوفيّ.
ثمّ الْمَصْرِيّ، أبو الفضل.
قَالَ: مات أَبِي ولي سنة.
قلت: روى عَنْ: بحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: ابن يونس، وأبو بَكْر بْن المقرئ.
قَالَ ابن يونس: كَانَ ثقة عطّارًا.
مات في ذي الحجّة.
105- عَبْد اللَّه بْن إسحاق بْن إبراهيم.
أبو محمد بْن سَحْنُون الْمَصْرِيّ.
في المحرَّم.
سمع: حَرْمَلَة.
106- عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق بن إلياس.
__________
[1] انظر عن (شيخ بن عميرة) في:
تاريخ بغداد 9/ 267 رقم 4833.(23/454)
أبو القاسم النَّيْسابوريّ.
سمع: محمد بْن رافع، وإِسْحَاق الكَوْسَج.
وعنه، عَبْد اللَّه بْن حَمُّوَيْه، وعَبْد الرَّحْمَن المؤذِّن، وغيرهما.
107- عَبْد اللَّه بْن الحُسين بْن حُمَيْد بْن مَعْقِل.
أبو محمد القَنْطَريّ.
ورّخه ابن مَنْدَه.
108- عَبْد اللَّه بْن زَيْدان بْن بُرَيْد بْن رَزين بْن الربيع بْن قَطَن البَجَليّ [1] .
أبو محمد الكوفيّ. أحد الثقات والعُبّاد.
سمع: هنّاد بْن السَّرِيّ، وأبا كُرَيْب، ومحمد بن طريف، ومحمد بن عُبَيْد المُحَارِبيّ، وإبراهيم بْن يوسف الصَّيْرَفيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، ويوسف المَيَانِجيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة كثيرة.
قَالَ: محمد بْن أحمد بْن حمّاد الحافظ: تُوُفّي يوم جمعة وقت الزّوالَ لثلاث عشرة خَلَت من ربيع الأوّل. وحضره من النّاس أمرٌ عظيم. ووُلِد سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
قَالَ: وكان ثقة، حُجّة، كثير الصَّمْت. كَانَ أكثر كلامه منذ يقعد إلى أن يقوم: يا مقلّب ثبّت قلبي عَلَى طاعتك. لم تَرَ عيني مثله. أُخِبرْتُ أَنَّهُ مكثَ ستّين سنة أو نحوها، لم يضع جنبه عَلَى مُضَرَّبة. صاحب صلاة باللّيل، وكان حَسَن المذهب، صاحب جماعة.
109- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بْن مهران الأصبهانيّ الخزّاز [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن زيدان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 119، وسير أعلام النبلاء 14/ 436، 437 رقم 243، والعبر 2/ 156، ومرآة الجنان 2/ 266، وغاية النهاية 1/ 419 رقم 1774، والنجوم الزاهرة 3/ 215، وشذرات الذهب 2/ 266.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 85، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 228.(23/455)
سمع: عُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بن سَعِيد بْن غالب العطّار.
وعنه: الطَّبَرانيّ، ومحمد بن جعفر بْن يوسف، وابن المقرئ.
110- عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بْن عُقْبة [1] .
أبو عَمْرو الإصبهانيّ.
مُجاب الدَّعْوة.
سمع: أحمد بْن بُدَيْل، والحَسَن الزَّعْفرانيّ.
وعنه: أبو أحمد القاضي، وأحمد بْن عُبَيْد الله بن محمود، وأبو أَبِي نُعَيْم.
111- عُبَيْد اللَّه بْن عثمان [2] .
أبو عُمَر الأُمَويّ العُثْمانيّ. بغداديّ صدوق [3] .
سمع: عليّ بْن المَدِينيّ، وعبد الأعلى بْن حمّاد.
وعنه: ابن حَيَّوَيْه، وابن المظفّر، وعُمَر بْن شاهين، وجماعة.
112- عَتِيق بْن عَبْد اللَّه بْن المتوكّل.
مصريّ.
روى عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وبَحْر الخَوْلانيّ.
توفي في ربيع الأول.
113- عثمان بن سهل البغدادي الأدمي [4] .
روى عَنِ: الحَسَن الزَّعْفرانيّ.
روى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وعَبْد اللَّه بْن موسى.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة.
ثمّ ورّخ موته.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 101.
[2] انظر عن (عبيد الله بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 10/ 347، 348 رقم 5489، والمنتظم 6/ 197 رقم 310 وفيه: «عبيد الله بن محمد» والكنية: «أبو عمرو» ، وسير أعلام النبلاء 14/ 266، 267 رقم 174.
[3] قاله الخطيب 10/ 347.
[4] انظر عن (عثمان بن سهل) في:
تاريخ بغداد 11/ 294 رقم 6072، والمنتظم 6/ 197، 198 رقم 311.(23/456)
114- عليّ بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه [1] .
أبو الحَسَن العسكريّ، بالرِّيّ.
يقال: في هذه السنة، ويقال: في سنة خمسٍ كما مَرّ.
115- عليّ بْن عَبْد الحميد بْن عَبْد اللَّه بْن سليمان [2] .
أبو الحَسَن الغَضَائريّ، نزيل حلب.
سمع: عَبْد اللَّه بْن معاوية، وبِشْر بْن الوليد، وعبد الأعلى النَّرْسيّ، وأبا إبراهيم التَّرْجُمانيّ، وعُبَيْد اللَّه القواريريّ، وطائفة.
وعنه: عَبْد الأعلى بْن عديّ، وعليّ بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وجماعة كثيرة.
وثّقه الخطيب.
وروى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: حججتُ عَلَى رِجلَيَّ ذاهبًا وراجعا من حلب أربعين حَجّة [3] .
ومات في شوّال عَنْ سن عالية.
116- عليّ بْن محمد بْن بشّار [4] .
أبو الحَسَن البغداديّ الزّاهد.
__________
[1] انظر عن (علي بن سعيد) في:
الأنساب 391 ب، وسير أعلام النبلاء 14/ 463، 464 رقم 253، وتذكرة الحفاظ 2/ 749، وطبقات الحفاظ 315، وشذرات الذهب 2/ 246، والرسالة المستطرفة 55.
[2] انظر عن (علي بن عبد الحميد) في:
تاريخ بغداد 12/ 29، 30 رقم 6395، والأنساب 409 ب، والمنتظم 6/ 198 رقم 312، والعبر 2/ 156، وسير أعلام النبلاء 14/ 432، 433 رقم 238، والبداية والنهاية 11/ 153، والنجوم الزاهرة 3/ 213، 214، وشذرات الذهب 2/ 266، وأعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 15، 16.
[3] تاريخ بغداد 12/ 30.
[4] انظر عن (علي بن محمد بن بشار) في:
تاريخ بغداد 12/ 66 رقم 6462، وطبقات الحنابلة 2/ 57- 63 رقم 599، وصفة الصفوة 2/ 449، 447 رقم 309، والمنتظم 6/ 198، 199 رقم 313، والكامل في التاريخ 8/ 161، والمختصر في أخبار البشر 2/ 72، وتاريخ ابن الوردي 1/ 259.(23/457)
روى عَنْ: صالح ابن الْإِمَام أحمد مسائل.
وعن: أَبِي بَكْر المَرُّوذِيّ.
وعنه: أحمد بْن محمد بْن مُقْسِم، وعليّ بْن جعفر البَجَليّ، وعُمَر بْن بدر المغازلي.
قَالَ ابن بَطّة: إذا رأيت الرجل البغداديّ يحبّ أبا الحَسَن بْن بشّار، وأبا محمد البَرْبَهاريّ فاعلم أَنَّهُ صاحب سنة [1] .
وروى عَنِ ابن بشّار قَالَ: أعرف رجلًا منذ ثلاثين سنة يشتهي أنّ يشتهي ليترك للَّه ما يشتهي، فلا يجد شيئًا يشتهي [2] .
كَانَ ابن بشّار من أعيان حنابلة بغداد، وقبره يُزار.
117- عمر بْن محمد بْن حفص.
أبو حفص الورّاق.
بلْخيّ.
يروي عَنْ: إبراهيم بْن يوسف.
- حرف الميم-
118- محمد بْن أحمد بْن أَبِي عَوْن [3] .
أبو جعفر النَسَويّ الرَّيّانيّ.
وقيده ابن ماكولا [4] : «الرَّيّانيّ» بالتثقيل، وقال، حدَّثَ عَنْ أَبِي مصعب.
شيخ ثقة حدّث ببغداد ونيسابور.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 67، طبقات الحنابلة 2/ 58.
[2] تاريخ بغداد 12/ 66، طبقات الحنابلة 2/ 58، صفة الصفوة 2/ 446.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي عون) في:
تاريخ جرجان للسهمي 450 رقم 871، وتاريخ بغداد 1/ 311 رقم 192، والإكمال لابن ماكولا 4/ 236، في المتن والحاشية، والأنساب 264 ب، وسير أعلام النبلاء 214/ 343- 435 رقم 240، والعبر 2/ 157.
[4] في الإكمال 4/ 236.(23/458)
سمع: عليّ بْن حُجْر، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ.
روى عَنْهُ: يحيى بْن منصور، وعَبْد اللَّه بْن سعْد، وأبو الفضل محمد بْن إبراهيم، وأبو عَمْرو بْن حَمْدان، وعبد الباقي بْن قانع، وأبو القاسم الطّبرانيّ- كذا ذكر الخطيب [1] أنّ الطَّبَرانيّ روى عَنْ أَبِي جعفر، ولم أجد ذَلِكَ [2] ، وأبو أحمد بْن عديّ، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، والغِطْريفيّ، ومحمد بن محمد بن سَمْعان، وآخرون.
وثّقه الخطيب [3] .
وقيل فيه: الرَّيّانيّ بالتّشديد، وقيل: الرَّذانيّ وهو أصحّ، والرَّذان من أعمال نسأ [4] .
قال الحاكم: سألت ابن ابنه ونحن بالرّذان عَنْ وفاة جَدّه، فقال: سنة ثلاث عشرة.
119- محمد بْن أحمد بْن المؤمِّل بْن أبان [5] .
أبو عُبَيْد الصَّيْرفيّ.
بغداديّ، سمع: أَبَاهُ، والفضل الرّغاميّ، والقاسم بْن هاشم السِّمسار.
وعنه: الْجِعَابيّ، وابن حَيَّوَيْه، وأبو الحَسَن الْجِراحيّ.
120- محمد بْن أحمد بن هشام [6] .
أبو نصر الطّالقانيّ.
__________
[1] في تاريخه 1/ 311.
[2] صدق المؤلّف- رحمه الله- بذلك، فلم أجده أيضا في: المعجم الصغير للطبرانيّ.
[3] في تاريخه.
[4] الإكمال 4/ 236.
[5] انظر عن (محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 1/ 361 رقم 297، والمنتظم 6/ 200 رقم 316.
[6] انظر عن (محمد بن أحمد بن هشام) في:
تاريخ بغداد 1/ 371 رقم 321، والمنتظم 6/ 200 رقم 317.(23/459)