حرف القاف
122- القاسم بْن محمد بْن الْحَارِث المَرْوَزِيُّ [1] .
الفقيه.
قدِم بغداد، وصحب الْإِمَام أَحْمَد مدّة.
وحدّث عن: عَبْدان بن عُثْمَان، وعليّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، ومُسَدَّد بْن مُسَرْهَد، وطبقتهم.
وعنه: أبو حاتم الرَّازيّ، وابن صاعد، والمَحَامليّ، وجماعة.
وثقة أبو بكر الخطيب [2] .
وتوفي سنة ثلاث وستّين [3] .
123- القاسم بْن يزيد [4] .
أبو محمد الكوفيّ الوزّان المقرئ الحاذق.
قرأ على: خلّاد بْن خَالِد، وكان من أجلّةِ أصحابه.
قرأ عليه: الحسن بن الحسين الصّوّاف، وغيره [5] .
__________
[1] انظر عن (القاسم بن محمد) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 316، والثقات لابن حبّان 9/ 19 وفيه قال محقّقه بالحاشية (3) : «لم نظفر به» ، وتاريخ بغداد 12/ 431، 432 رقم 6886، وطبقات الحنابلة 1/ 258 رقم 364.
[2] في تاريخه 12/ 431.
[3] وقال ابن حبّان إنه: صاحب كتاب الردّ على النعمان.
[4] انظر عن (القاسم بن يزيد) في:
غاية النهاية 2/ 25 رقم 2609.
[5] وقال ابن الجزري: حاذق جليل ضابط مقريء مشهور، عرض على خلّاد وهو من جلّة أصحابه ... قال أبو عبد الله الحافظ وهو أجلّ أصحاب خلّاد: قديم الوفاة توفي قريبا من سنة خمسين ومائتين.(20/152)
حرف الميم
124- محمد بْن أَحْمَد بْن يزيد بْن عَبْد الله بْن يزيد [1] .
أبو يُونُس القُرَشيّ الْجُمَحيّ المدنيّ الفقيه. مفتي أَهْل المدينة. أخذ عن أصحاب مالك، وحدَّث عن: إِسْمَاعِيل بْن أُوَيْس، وأبي مُصْعَب، وإسحاق بْن محمد الفَرَويّ، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وجماعة.
وعنه: زكريّا السّاجيّ، ويحيى بْن الحَسَن بْن جَعْفَر النَّسَّابة العلويّ، وأبو بِشْر الدُّولابيّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الدّيبليّ، وأبو عوانه الإسفرائيني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم [2] : هُوَ صدوق، وكان مفتي أَهْل المدينة [3] .
125- محمد بْن أَحْمَد بْن حَفْص بْن الزِّبْرقان [4] .
أبو عبد الله الْبُخَارِيّ، عالِم أَهْل بُخَاري وشيخهم.
قَالَ ابنُ مَنْدَه: كان شيخ خُراسان سمعتُ محمد بْن يعقوب الشَّيبانيّ يقول: سمعتُ أَحْمَد بْن سَلَمَةَ يقول: سُئِل محمد بْن إِسْمَاعِيل عن القرآن فقال: كلام الله. فقال: كيفما يُصرف؟
قال: والقرآن ينصرف إلّا بالسّنّة!
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن يزيد) في:
الجرح والتعديل 7/ 183 رقم 1040، والثقات لابن حبّان 9/ 154، وتهذيب التهذيب 9/ 24 رقم 37، وتقريب التهذيب 2/ 143 رقم 129.
[2] الجرح والتعديل.
[3] قال مسلمة في كتاب «الصلة» : مات سنة 255 هـ. (تهذيب التهذيب) .
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن حفص) في:
سير أعلام النبلاء 12/ 617، 618 رقم 240.(20/153)
فأُخْبِرَ محمد بْن يحيى فقال: مَن ذهبّ إِلَى مجلسه فلا يدخل مجلسي.
وأخرَج جماعة من مجلسه. فخرج محمد بْن إِسْمَاعِيل إِلَى بُخَارَى، وكتب محمد بْن يحيى إِلَى خَالِد بْن أَحْمَد الأمير وشيوخ بخارى بأمره، فهمَّ خَالِد حَتَّى أَخْرَجَهُ أبو عبد الله محمد بْن أَحْمَد بْن حَفْص إِلَى بعض رِباطات بُخَارَى، فبقي إِلَى أن كتب إِلَى أَهْل سَمَرْقَنْد يستأذنهم بالقدوم عليهم، فامتنعوا عليه، ومات فِي قرية.
قَالَ ابنُ مَنْدَه: نسخة كتاب أَبِي عَبْد الله محمد بْن أَحْمَد بْن حَفْص فقيه أَهْل خُراسان وما وراء النَّهر في «الرّدّ على اللّفظيّة» : «الحمد للَّه الَّذِي حمد نفسه وأمر بالحمد عِباده» . ثُمَّ سرد الكتاب فِي ورقتين.
قلت: تُوُفيّ فِي رمضان سنة أربعٍ وستّين. أرّخه أبو عبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَه.
وأبوه وَرَدَ أنّه سمع ورحل مع أبي عَبْد الله الْبُخَارِيّ، وكتب معه.
وروى عن: الحميدي، وأبي الْوَلِيد الطيالسيّ.
وأبوه فقيه بُخَارى، تفقّه على محمد بْن الْحَسَن.
قلت: وسمع محمد هَذَا أيضًا من عارٍم، وطبقته.
روى عَنْهُ: أبو عِصْمَة أَحْمَد بْن محمد اليَشْكُريّ، وعَبْدان بْن يوسف، وعليّ بْن الْحَسَن بْن عَبْدة، وآخرون.
وتفقَّه عليه جماعة.
وقد تفقه على أَبِيهِ: أبو جَعْفَر، وانتهت إليه رئاسة الحنفيّة، ببُخَارَى.
تفقّه عليه جماعة، منهم: عَبْد الله بْن محمد بْن يعقوب الْبُخَارِيّ الحارثيّ الملقّب بالأستاذ فيما قَيِل. فَإِن كان لقِيَه فهو من صغار تلامذته.
قَالَ السُّلَيْمانيّ: هُوَ أبو عبد الله العْجِليّ ومولاهم. له كتاب «الأهواء والاختلاف» .
قال: وكان تقيّا ورعا زاهدا، ويُكَفِّر من قَالَ بخلْق القرآن. ويُثْبت أحاديث الرؤية والنّزول، ويحرِّم المُسْكر. أدرك أَبَا نُعَيْم، ونحوه.
126- محمد بن إبراهيم [1] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:(20/154)
أبو حَمْزَةَ الْبَغْدَادِيّ الصُّوفيّ الزّاهد.
جالس بِشْر بْن الْحَارِث، وأحمد بْن حنبل.
وصحِبَ سرِيّ السَّقَطيّ، وغيره.
وكان عارفًا بالقرآن، كثير العدْو بالثَّغْر.
حكى عَنْهُ: خير النّسّاج، ومحمد بْن عليّ الكتّانيّ، وغيرهما.
فَمَنْ كلامه: علامة الصُّوفي الصّادق أن يفتقر بعد الغنى، ويُذَلّ بعد العزّ، ويُخفى بعد الشُّهْرة، وعلامة الصَّوفيّ الكاذب أن يستغني بعد الفقر، ويُعَزّ بعد الذّلّ، ويشتهر بعد الخفى.
وقَالَ إِبْرَاهِيم بْن عليّ المؤيّديّ: سمعت أَبَا حَمْزَةَ يقول: من المُحال أن نحبّه ثُمَّ لا نذكره، ومن المُحال أن نذكره ثُمَّ لا يوجد له ذِكْر، ومن المُحال أن يوجد له ذِكْر ثُمَّ نشتغل بغيره [1] .
قَالَ أبو نُعَيْم فِي «الحلية» [2] : حكى لي عَبْد الواحد بْن أبي بَكْر: حَدَّثَنِي محمد بْن عَبْد الْعَزِيز: سمعتُ أَبَا عَبْد الله الرمليّ يقول: تكلّم أبو حَمْزَةَ فِي جامع طَرسُوس فقتلوه. فبينما هُوَ يتكلَّم ذات يوم إذ صاح غرابٌ على سطح الجامع، فزعق أبو حَمْزَةَ: لَبَّيك لَبّيك. فنسبوه إِلَى الزَّنْدَقة وقَالَوا: حُلُوليّ زِنْديق. فشهدوا عليه، أُخرج وبيع فَرَسُهُ ونُودي عليه: هَذَا فرس الزِّنْديق.
وقَالَ أبو نصر السّراجّ صاحب اللُّمَع: بلغني عن أبي حَمْزَةَ أنّه دخل على الْحَارِث المحاسبيّ، فصاحت الشّاة: ماع. فشهق أبو حَمْزَةَ شهقة وقَالَ: لبْيك لَبَّيك يا سيّديّ.
فغضب الْحَارِث- رحمه الله. وعمدَ إِلَى السِّكّين، وقال: إن لم تتب ذبحتك.
__________
[ () ] طبقات الصوفية للسلمي 295- 298 رقم 10، والرسالة القشيرية 32، وحلية الأولياء 1/ 320- 322 رقم 590، وتاريخ بغداد 1/ 390- 394 رقم 364، وطبقات الحنابلة 1/ 268، 269 رقم 382، والمنتظم 5/ 68، 69 رقم 155 وسير أعلام النبلاء 13/ 165- 168 رقم 99، والوافي بالوفيات 1/ 344، 345، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 116، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 177 وسيعاد برقم (190) من هذا الجزء.
[1] طبقات الصوفية 296 رقم 1.
[2] ج 10/ 321.(20/155)
وقَالَ إِبْرَاهِيم: حَدَّثَنَا أبو نُعَيْم: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن محمد بن مقسم:
حَدَّثَنِي أبو بدْر الخيّاط: سمعتُ أَبَا حَمْزَةَ قَالَ: بينما أَنَا أسير فِي سفرة على التَّوكُّل والنّوم فِي عيني إذ وقعت فِي بئرٍ، فلم أقدر على الخروج لعُمْقها. فبينما أَنَا جالس إذ وقف على رأسها رجلان، فقال أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هَذِهِ فِي طريق السّابلة؟
قَالَ: فَمَا نصنع؟
قَالَ: نُطْبِقُها [1] .
فَبَدَرَتْ نفسي أن أقول: أَنَا فيها، فَنُودِيتُ: تتوكل علينا، وتشكو بلاءنا إِلَى سِوانا؟
فسكتُّ، وَمَضَيَا. ثُمَّ رجعا ومعهما شيء جعلاه على رأسها غطّوها به فقالت لي نفسي: أمِنْتَ طيَّها ولكن حصلت مسجونًا فيها.
فمكثت يومي وليلتي، فَلَمَّا كان من الغد ناداني شيء يهتف بي ولا أراه:
تمسّك بي شديدًا. فَمَددت يدي، فوقعت على شيءٍ خشِنٍ، فتمسّكت به، فَعَلاها وطرحني. فتأمَّلتُ فإذا هُوَ سَبُع. فَلَمَّا رَأَيْته لحِق من نفسي من ذلك ما يلحق من مثله. فهتف بي هاتف: يا أبا حَمْزَةُ استنقذناك من البلاء بالبلاء، وكَفَيْناك ما تخاف [2] .
قَيِل: إنّ أَبَا حَمْزَةَ تكلَّم يوما على كُرْسِيِّه ببغداد، فتغيَّر عليه حاله وسقط عن كُرْسِيّه، ومات فِي الجمعة الثانية [3] .
نقل أبو بَكْر الخطيب [4] وفاته سنة تسْعٍ وستّين ومائتين.
وقَالَ أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ [5] : تُوُفيّ سنة تسع وثمانين.
قلت: تصحّفت ذي بذي.
__________
[1] في الحلية: «نطمسها» ، وفي تاريخ بغداد: «نطمها» .
[2] حلية الأولياء 10/ 320، 321، المنتظم 5/ 69، تاريخ بغداد 1/ 391، 392 وفيه «كفيناك بما تخاف» . ثم ذكر شعرا بعد خروجه من البئر.
[3] طبقات الصوفية 295.
[4] في تاريخه 1/ 393.
[5] في طبقات الصوفية 296.(20/156)
127- محمد بْن إِسْحَاق [1] .
أبو بَكْر الصّاغانيّ الحافظ.
طوَّف وجال، وأكثر التّرْحال، وبرع فِي العِلَل والرجال.
سمع: يزيد بْن معروف، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ويَعْلَى بْن عُبَيْد، والأسود بْن العاص، وسعيد بْن أبي مريم، وطبقتهم.
وعنه: مُسْلِم، والأربعة، وأبو عُمَر الدُّوريّ المقرئ العراقيَّ، وهو أكبر منه، وموسى بْن هارون، وابن خُزَيْمَة ذكره، وابن صاعد، وعَبْدان، وأبو عَوَانة، وأبو سَعِيد بْن الأعرابيّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو العبّاس الأصمّ، وخلْق آخرهم موتًا شجاع بن جعفر الأنصاريّ.
قال ابن أبي حاتم [2] : ثَبْتٌ، هُوَ صدوق.
وقَالَ ابنُ خراش: ثقة، مأمون [3] .
وقال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: ثقة، وفوق الثّقة [4] .
وعن أبي مُزَاحم الخاقانيّ قَالَ: كان الصّاغانيّ يشبه يحيى بْن مَعِين فِي وقته [5] .
وقَالَ الأصمّ: سأله أبي: إلى أيّ قبيلة تنتسب؟
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسحاق) في:
مسند أبي عوانة 1/ 4، 7، 13، 28، 29، 33، 34، 35، 54، 58، 59، 67، ومواضع كثيرة، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 80، 91، 92، 102، 103، 106- 108، 118، 125، 126، 169، 223، 271، 278، 295، 299، 303، 305- 307، 325، 330- 334، 359، 360، 372 و 2/ انظر فهرس الأعلام (ص 492) ، و 3/ فهرس الأعلام (364) ، والجرح والتعديل 7/ 195، 196 رقم 1099، والثقات لابن حبّان 9/ 136، وتاريخ بغداد 1/ 240، 241 رقم 57، والمنتظم 5/ 78 رقم 171، والأنساب 8/ 68، والمعجم المشتمل 225 رقم 757، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1165، والعبر 2/ 46، وسير أعلام النبلاء 12/ 592- 594 رقم 224، وتذكرة الحفاظ 2/ 573، والكاشف 3/ 17 رقم 4785، وتاريخ ابن الوردي 1/ 240، وتهذيب التهذيب 9/ 35، 36 رقم 47، وتقريب التهذيب 2/ 144 رقم 36، وطبقات الحفاظ 256، وخلاصة التذهيب 326، وشذرات الذهب 2/ 160.
[2] في الجرح والتعديل 7/ 196، وزاد: من الحفّاظ.
[3] تاريخ بغداد 1/ 241.
[4] تاريخ بغداد 1/ 240.
[5] تاريخ بغداد 1/ 240.(20/157)
فقال: إنّ جدّي كان فِي الصّحراء فاستقبله رَجُل فقال له: أسلم. فأسلم وقطع الزّنّار [1] .
وقَالَ أبو بَكْر الخطيب [2] : كان أحد الأثبات المتقنين، مع صلابةٍ فِي الدّين واشتهارٍ بالسنة، واتِّساعٍ فِي الرّواية.
وقَالَ أَحْمَد بْن كامل، مات فِي سابع صَفَر سنة سبعين [3] .
128- محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن مِقْسَم الأسَدَيّ [4] .
الْإِمَام أبو بَكْر، وأبو عبد الله، وكذا الْإِمَام أبو عُلَيّة البصْريّ قاضي دمشق. لم يدرك الأخذْ عن أَبِيهِ، فإنّ أَبَاهُ تُوُفيّ وهو صغير.
فسمع من: محمد بْن بِشْر العبْديّ، ويحيى بْن آدم، وإسحاق الأزرق، وعبد الله بْن بَكْر، ووهْب بْن جرير، ويزيد بْن هارون، وطائفة.
وعنه: النَّسائيّ [4] وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وأبو بِشْر الدُّولابيّ، وأبو عَرُوبة، وابن جَوْصا، ومحمد بْن جَعْفَر بْن ملّاس، ومحمد بْن بكّار البَتَلْهِيّ قاضي داريّا، وأبو الدَّحْداح أَحْمَد بْن محمد التميمي، وآخرون.
قال س.: قاضي حافظ، دمشقيّ ثقة [5] .
قَالَ محمد بْن الغيض: لم يزل قاضيا بدمشق حَتَّى تُوُفيّ سنة أربعٍ وستّين.
وَوَلِيَ بعده القضاء أبو خازم عَبْد الحميد بْن عَبْد الْعَزِيز.
قلت: وهو أخو إِبْرَاهِيم بْن عُلَيّة الَّذِي ناظَرَه الشّافعيّ، وَالَّذِي كان من كبار الجهميّة.
129- محمد بن إشكاب [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 241.
[2] في تاريخه 1/ 240.
[3] تاريخ بغداد 1/ 241.
[4] انظر عن (محمد بن إسماعيل بن إبراهيم) في:
المعجم المشتمل 226 رقم 761، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1172، وسير أعلام النبلاء 12/ 294، 295 رقم 106، والكاشف 3/ 18، 19 رقم 4791، وتهذيب التهذيب 9/ 55، 56 رقم 54، وتقريب التهذيب 2/ 144 رقم 44، وقضاة دمشق لابن طولون 20.
[5] قضاة دمشق 20.
[6] انظر عن (محمد بن إشكاب) في:(20/158)
الحافظ أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ، أخو عليّ بْن إشكاب، واسم أبيهما الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن الحُرّ بْن زَعْلان [1] .
سمع: عَبْد الصّمد بْن عَبْد الوارث، وأبا النَّضْر هاشم بْن القاسم، وإسماعيل بْن عُمَر.
وعنه: الْبُخَارِيّ، والنَّسائيّ، وأبو دَاوُد، وابن صاعد، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: صدوق [2] .
وقَالَ غيره: وُلِدَ سنة إحدى وثمانين ومائة، ومات يوم عاشوراء سنة إحدى وستّين ومائتين [3] .
130- محمد بْن بجير.
أبو عبد الله الإسْفرائينيّ.
رحّال محدِّث.
سمع: المقري، والحُمَيْديّ، وسَلْمَان بْن حرب.
وعنه: أبو عَوَانَة الحافظ، ومحمد بْن شريك، وعبد الله بْن محمد بْن مُسْلِم الإسفرائينيّون.
131- محمد بْن أيوب بْن الْحَسَن.
الفقيه أبو عبد الله النّيسابوريّ.
__________
[ () ] أخبار القضاة لوكيع 1/ 41، 88، 303 و 2/ 15، 51، 57، 67، 185، 218، 234، 266، 270- 274، 293، 306- 308، 327، 369، 377 و 3/ 19، 63، 145، 190، 255، 257، 258، وتاريخ وفاة الشيوخ للبغوي 87 رقم 254، والجرح والتعديل 7/ 229، 230 رقم 1262، والثقات لابن حبّان 9/ 124، وتاريخ بغداد 2/ 223، 224 رقم 668، وأدب القاضي للماوردي 2/ 261، والمعجم المشتمل 235 رقم 798، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1188، والكاشف 3/ 30 رقم 4873، وسير أعلام النبلاء 12/ 352 رقم 145، والمعين في طبقات المحدّثين 99 رقم 1127، وتذكرة الحفاظ 2/ 574، 575، وتهذيب التهذيب 9/ 121، 122 رقم 166، وتقريب التهذيب 2/ 155 رقم 145، وطبقات الحفاظ 257، وخلاصة التذهيب 333، وشذرات الذهب 2/ 146.
[1] ويقال: «زغلان» بالغين المعجمة.
[2] وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وهو ثقة. (الجرح والتعديل 7/ 230) .
[3] وقال البغوي: مات في المحرّم سنة 262 هـ. (تاريخ وفاة الشيوخ) .
وقال ابن حبّان: وكان صاحب حديث ويتعسّر. (الثقات) .(20/159)
رحل وسمع: سَلْمان بْن حرب، وأحمد بْن يُونُس، وسعيد بْن مَنْصُور.
وعنه: إبراهيم بن محمد بن سفيان، وغيره.
وكان صالحا زاهدا.
مات في ذي الحجة سنة إحدى وستين.
132- محمد بن بجير البخاري [1] .
والد عمر الحافظ.
روى عن: [أبي] الْوَلِيد الطياليسي، وغارم، وجماعة.
وعنه: محمد بْن حاتم.
تُوُفيّ فِي شعبان سنة ثمانٍ وستّين.
133- محمد بْن بكّار بْن الْحَسَن بْن عُثْمَان العنْبريّ الفقيه الحنفيّ [2] .
من كبار الفقهاء بإصبهان.
سمع من: سهل بْن عُثْمَان، وأبي جَعْفَر الفلّاس.
وما كان روى شيئًا.
تُوُفيّ سنة خمسٍ وستّين كَهْلًا [3] .
134- محمد بْن الْحَسَن العسكريّ [4] بن عليّ الهادي بن محمد الجواد بْن عليّ الرضا بْن مُوسَى الكاظم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن بجير البخاري) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 143 وفيه: «محمد بن بحير (بالحاء المهملة) الهمدانيّ، من أهل خشوفغن، يروي عن القعنبي، وأبي الوليد، حدّثنا عنه أبو حفص عمر بن محمد بن بجير (بالجيم) مات في شعبان سنة ثمان وستين ومائتين» .
وقد أشار محقّق «الثقات» في الحاشية (2) أن له ترجمة في الأنساب 2/ 96، ولم أجده!
[2] انظر عن (محمد بن بكار) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 200، وطبقات المحدّثين بأصبهان 3/ 41 رقم 272 و 3/ 96 رقم 334 مكرر.
[3] ذكره أبو الشيخ مرتين، فقال في المرة الأولى بأنه لم يحدّث. وفي المرة الثانية قال: كان يتفقّه على مذهب الكوفيين.
[4] انظر عن (محمد بن الحسن العسكري) في:
تاريخ حلب للعظيميّ 265، ورجال الطوسي 427- 438، ومروج الذهب 4/ 199، ووفيات الأعيان 4/ 176، والعبر 2/ 31، وسير أعلام النبلاء 13/ 119- 122 رقم 60، والوافي بالوفيات 2/ 336، وشذرات الذهب 2/ 150، والأئمة الاثنا عشر 117، 118.(20/160)
أبو القاسم العلويّ الحُسينيّ، خاتم الاثني عشر إمامًا للشيعة.
وهو مُنْتَظَر الرّافضة الَّذِي يزعمون أنّه المَهْديّ.
وأنّه صاحب الزّمان، وأنّه الخَلَف الحجّة.
وهو صاحب السّرداب بسامرّاء، ولهم أربعمائة وخمسون سنة ينتظرون ظهوره. ويدَّعون أنّه دخل سِرْدابًا فِي البيت الَّذِي لوالده وأمّه تنظر إليه، فلم يخرج منه وَإِلَى الآن.
فدخل السّرداب وعدم وهو ابن تسع سنين.
وأمّا أبو محمد بْن حزْم فقال: إنّ أَبَاهُ الْحَسَن مات عن غير عَقِب. وثبَّت جُمْهور الرّافضة على أنّ للحسن ابنًا أخفاه.
وقِيلَ: بل وُلِدَ بعد موته من جاريةٍ اسمها «نرجس» أو «سَوْسَن» [1] .
والأظهر عندهم أنّها صقيل، لأنّها ادَّعت الحمْل به بعد سيّدها فوقف ميراثه لذلك سبْع سنين، ونازعها فِي ذلك أخوه جَعْفَر بْن عليّ، وتعصَّب لها جماعة، وله آخرون. ثُمَّ انْفَشَّ ذلك الحَمْل وبَطُلَ وأخذ الميراث جعفرُ وأخٌ له.
وكان موت الْحَسَن سنة ستّين ومائتين.
قَالَ: وزادت فتنة الرّافضة بصَقِيل هَذِهِ، وبِدَعْواها، إِلَى أن حبسها المعتضد بعد نيِّفٍ وعشرين سنة من موت سيّدها وبقيت فِي قصره إِلَى أن ماتت فِي زمن المقتدر [2] .
وذكره القاضي شمس الدّين بْن خلّكان فقال [3] : وقِيلَ: بل دخل السِّرْداب وله سبْع عشرة سنة فِي سنة خمسٍ وسبعين ومائتين. والأصح الأول، وأنّ ذلك كان سنة خمسٍ وستّين.
قُلْتُ: وَفِي الْجُمْلَةِ جَهْلُ الرَّافِضَةِ مَا عَلَيْهِ مَزِيدٌ. اللَّهمّ أَمِتْنَا عَلَى حُبِّ محمد وَآلِ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالَّذِي يَعْتَقِدُهُ الرَّافِضَةُ فِي هَذَا الْمُنْتَظَرِ لَوِ اعْتَقَدَ الْمُسْلِمُ فِي عَلِيٍّ بَلْ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا جَازَ لَهُ ذَلِكَ وَلَا أُقِرَّ عَلَيْهِ.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ،
__________
[1] وقيل: «خمط» . (الأئمة الاثنا عشر) .
[2] سير أعلام النبلاء 12/ 121.
[3] في وفيات الأعيان 4/ 176.(20/161)
فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ.
فإنهم يعتقدون فِيهِ وَفِي آبائه أنّ كلّ واحدٍ منهم يعلم علم الأوَّلين والآخرين، وما كان وما يكون، ولا يقع منه خطأ قطّ، وأنّه معصوم من الخطأ والسَّهْو. نسأل الله العفو والعافية، ونعوذ باللَّه من الاحتجاج بالكذِب وردّ الصِّدْق، كما هُوَ دأب الشيعة.
135- محمد بْن حمّاد بْن بَكْر المقرئ [1] .
صاحب خلف البزّار.
مقريء مجوِّد، وصالح عابد. كان الْإِمَام [أَحْمَد] [2] يجلُّهُ ويحترمه، ويُصلّي خلفه فِي رمضان.
روى عن: يزيد بْن هارون، وعبد الله بْن أبي بَكْر السَّهْميّ.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، وأبو سعد بْن الأعرابيّ، وجماعة.
تُوُفيّ سنة سبْعٍ وستّين.
136- محمد بْن خَلَف [3] .
أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ الحدّاديّ المقرئ.
عن: حُسَيْن الْجُعْفيّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وأبي يحيى الحِمّانيّ، وطائفة.
وعنه: الْبُخَارِيّ، وأبو دَاوُد، وأحمد بْن الباغَنْدِيّ، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وابن مَخْلَد، وطائفة.
قال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: ثقة، فاضل، له حديث فِي «الصّحيح» [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن حمّاد) في:
تاريخ بغداد 2/ 270، 271 رقم 741، وطبقات الحنابلة 1/ 291، 292 رقم 399.
[2] إضافة على الأصل للتوضيح من المصدرين السابقين.
[3] انظر عن (محمد بن خلف) في:
الجرح والتعديل 7/ 245 رقم 1347، والثقات لابن حبّان 9/ 141، وتاريخ بغداد 5/ 234، 235 رقم 2723، والمعجم المشتمل 238 رقم 831، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1195، والكاشف 3/ 35 رقم 4906، وتهذيب التهذيب 9/ 149، 150 رقم 214، وتقريب التهذيب 2/ 159 رقم 191، وخلاصة التهذيب 335.
[4] تاريخ بغداد 5/ 235.(20/162)
وقد روى القراءة عن أبي يوسف الأعشى.
مات فِي ربيع الأول سنة إحدى وستّين [1] .
137- محمد بْن الخليل [2] .
أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الفلّاس المخرَّميّ.
عن: محمد بْن عُبَيْد، ورَوْح بْن عُبَادة، وحجّاج الأعور.
وعنه: أبو بَكْر بْن دَاوُد، وأبو عَوَانَة، ومحمد بْن مَخْلَد، ومحمد بْن جَعْفَر الطَّبَريّ، وجماعة.
وكان من خيار المسلمين.
تُوُفيّ فِي شعبان سنة تسعٍ وستّين.
ووثّقه الخطيب [3] .
ولم يصّح أنّ النَّسائيّ روى عَنْهُ.
138- محمد بْن سَحْنُون الفقيه [4] عَبْد السّلام بْن سلّام التَّنُوخيّ القَيْروانيّ المالكيّ، الحافظ أبو عبد الله.
سمع: أَبَاهُ، وأبا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وجماعة.
وكان خبيرًا بمذهب مالك، عالمًا بالآثار.
وقَالَ يحيى بْن عُمَر: كان ابنُ سَحْنُون من أكبر النّاس حُجَة وأتقنهم لها.
وكان يناظر أَبَاهُ، وما شبهّه إلّا بالسيف.
قَيِل لعيسى بْن مِسكين: مَن خير من رَأَيْت فِي العلم؟
قَالَ: محمد بْن سَحْنُون.
وقَالَ غيره: ألّف كتابه المشهور، جمع فِيهِ فنون العِلم والفِقْه، وكتاب «السِّيَر» وهو عشرون كتابًا، وكتاب «التاريخ» وهو ستّة أجزاء، وكتاب «الرّدّ على
__________
[1] وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه ببغداد، ومحلّه الصدق. (الجرح والتعديل) .
[2] انظر عن (محمد بن الخليل) في:
مسند أبي عوانة 1/ 34، 295، والثقات لابن حبّان 9/ 136، وتاريخ بغداد 5/ 250، 251 رقم 2738.
[3] في تاريخه 5/ 250.
[4] انظر عن (محمد بن سحنون) في:
العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 69، 318، وطبقات الفقهاء للشيرازي 157، وترتيب المدارك 3/ 104، والديباج المذهب 234، والوافي بالوفيات 3/ 86 رقم 1005.(20/163)
الشّافعيّ وأهل العراق» ، وكتاب «الزُّهْد» ، وكتاب «الإمامة» ، وتصانيفه كثيرة.
ولما مات ضُرِبت الأخبية على قبره وأقام النّاس فيها شهورًا حَتَّى قامت الأسواق حول قبره. ورثاه غير واحدٍ من الشُّعراء. وكانت وفاته سنة خمسٍ وستّين بالقيروان. مات كهْلًا رحمه الله.
139- محمد بْن سَعِيد بْن غالب [1] .
أبو يحيى القطّان الضّرير. بغداديْ، ثقة.
روى عن: ابنُ عُيَيْنَة، وإسماعيل بْن عُلَيَّة، ومُعَاذ بْن مُعَاذ، ويحيى بْن آدم، وأبي أسامة، والشّافعيّ، وطائفة كثيرة.
وعنه: ابنُ ماجة فِي تفسيره، وابن شُرَيْح الفقيه، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومُحَمَّد بْن مخلد، والمَحَامليّ، وابن أبي حاتم وقَالَ [2] : صدوق، وابن الأعرابيّ وهو آخر أصحابه موتًا.
تُوُفيّ فِي شوّال سنة إحدى وستّين.
140- محمد بْن سَعِيد بْن هنّاد بْن هنّاد [3] .
أبو حاتم الخُزاعيّ البُوسَنْجيّ.
حدّث ببغداد ونيسابور عن: أبي نُعَيْم، والقَعْنبيّ، وأبي الْوَلِيد الطَّيالِسيّ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وأبو حامد بْن الشَّرْقيّ، وأبو بكر بن المنذر صاحب «الخلافيّات» ، ومحمد بْن عَقِيل البلْخيّ، ومكي بن عبدان، وعدد.
واستوطن بنيسابور.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سعيد بن غالب) في:
صحيح ابن خزيمة 1/ رقم 23، والجرح والتعديل 7/ 266 رقم 1451، والثقات لابن حبّان 9/ 128، وتاريخ بغداد 5/ 306، 307 رقم 2816، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1202، وذيل الكاشف 248 رقم 1340، والمعين في طبقات المحدّثين 99/ رقم 1129، وسير أعلام النبلاء 12/ 345 رقم 140، والوافي بالوفيات 3/ 95 رقم 1028، وتهذيب التهذيب 9/ 189 رقم 283، وتقريب التهذيب 2/ 164 رقم 253، وخلاصة التذهيب 338.
[2] في الجرح والتعديل 7/ 266، وأضاف: سمعت عليّ بن الحسين بن الجنيد يقول: كتبنا عنه في تلك الأيام، يعني أيام رحلته أيام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
[3] انظر عن (محمد بن سعيد بن هناد) في:
تاريخ بغداد 5/ 308 رقم 2820.(20/164)
وقيل: لقي ابن عيينة.
توفي سنة سبع وستين ومائتين.
وقد ذكر الخطيب في تاريخه أنّه روى عن سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وهذا بعيدٌ لا وجه لبُعْده.
141- محمد بْن شجاع [1] .
أبو عبد الله بْن الثَّلْجيّ [2] الْبَغْدَادِيّ، الفقيه الحنفيّ. أحد الأعلام الكبار. قرأ القرآن على أبي محمد اليزَّيْديّ.
وروى الحروف عن: يحيى بْن آدم.
وتفقَّه على: الْحَسَن بْن زياد اللُّؤْلؤيّ، وغيره.
وروى عن: إِسْمَاعِيل بْن عُلَيَّة، ووكيع، وأبي أسامة، ومحمد بْن عُمَر الواقديّ، ويحيى بن آدم، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن أحمد بن ثابت البزاز، وعبد الوهاب بن أبي حية، ومحمد بن إبراهيم بن حبيش البغوي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، وجده يعقوب.
قال ابن عدي [3] : كان يضع أحاديث في التشبيه وينسبها إلى أصحاب الحديث يثلبهم بذلك.
رُوِي عَنْ حَسَّانِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أبي الهرم، عن
__________
[1] انظر عن (محمد بن شجاع) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 20، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 6/ 2292، 2293، والفهرست لابن النديم 259، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 109، وتاريخ بغداد 5/ 350- 352 رقم 2869، والأنساب 3/ 138، والمنتظم 5/ 57، 58 رقم 132، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 70، 71 رقم 3035، واللباب 1/ 241، وسير أعلام النبلاء 12/ 379، 380 رقم 163، والعبر 2/ 33، 34، وميزان الاعتدال 3/ 577، 578 رقم 7664، والمغني في الضعفاء 2/ 591 رقم 5611، ودول الإسلام 1/ 161، والكشف الحثيث 379 رقم 678، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 55، والوافي بالوفيات 3/ 148 رقم 1101، والبداية والنهاية 11/ 40، وتهذيب التهذيب 9/ 220 رقم 343، وتقريب التهذيب 2/ 169 رقم 302، والنجوم الزاهرة 3/ 42، والفوائد البهيّة 271، وخلاصة التذهيب 341، وشذرات الذهب 2/ 151، والجواهر المضيئة 2/ 60.
[2] في الوافي بالوفيات 3/ 148 «البلخي» وهو تحريف.
[3] في الكامل 6/ 2292.(20/165)
أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْفَرَسَ فَعَرِقَتْ، ثُمَّ خَلَقَ نَفْسَهُ مِنْهَا» . قُلْتُ: هَذَا كَذِبٌ لَا يَدْخُلُ فِي عَقْلِ الْمَجَانِينَ لِاسْتِحَالَتُهُ، إِلَّا أَنْ يُرِيدَ خَلَقَ شَيْئًا سَمَّاهُ نَفَسًا، وَأَضَافَهُ إِلَيْهِ إِضَافَةَ مِلْكٍ. وَبِكُلِّ حَالٍ هَذَا وَاللَّهِ كَذِبٌ بِيَقِينٍ.
وقد سَأَلَ عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى بْن خاقان أَحْمَد بْن حنبل، عَنْهُ فقال:
مبتدع صاحب هوى [1] .
قلت: ومع مذهبه فِي الوقْف فِي القرآن كان متعبدًا كثير التّلاوة.
قَالَ أَحْمَد بْن الحَسَن البَغَويّ: سمعته يقول: ادفنوني فِي هَذَا البيت فإنه لم يبق فِيهِ طابق إلّا وقد ختمت عليه القرآن [2] .
قلت: وُلِدَ سنة إحدى وثمانين ومائة، ومات وهو ساجد فِي صلاة العصر فِي رابع ذي الحجة سنة ستٍّ وستّين [3] . وخُتِم له بخير إنّ شاء الله وأناب عند الموت.
قَالَ ابنُ عديّ [4] : سمعت مُوسَى بْن القاسم بْن الْحَسَن الأشيبْ يقول:
كان ابنُ الثّلْجيّ يقول: من كان الشّافعيّ؟ إنّما كان يصحب بربر المعنى. فلم يزل يقول هَذَا إِلَى أنْ حضرته الوفاة فقال: رحم الله أَبَا عَبْد الله الشّافعيّ. وذكر علمه وقَالَ: قد رجعت عمّا كنت أقول فِيهِ.
وقَالَ أبو عبد الله الحاكم: رَأَيْت عند محمد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى القُمّيّ الْحَارِث، عن أَبِيهِ، عن محمد بْن شجاع كتاب «المناسك» فِي نَيِّفٍ وستّين جزءًا كبارًا. روى هَذَا أبو عُمَر المدائني، عن عَبْد الملك الصِّقلّيّ، عن الحكم.
وقَالَ هارون بْن يعقوب الهاشميّ: سمعت أَبَا عَبْد الله وقِيلَ له إنّ ابنَ الثّلْجيّ كان ينال من أَحْمَد بْن حنبل وأصحابه ويقول: أيّ شيء قام به أحمد بن حنبل؟!
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 351.
[2] تاريخ بغداد 5/ 351.
[3] تاريخ بغداد 5/ 350، 351.
[4] في الكامل 6/ 2293.(20/166)
قَالَ المَرُّوذيّ: أتيته ولمتُه، فقال: إنّما أقول كلام الله كما أقول سماء الله وأرض الله.
فقمت وما كلّمناه حَتَّى مات.
وكان المتوكّل قد همّ بتوليته القضاء، فَقِيلَ له: هُوَ مِن أصحاب بِشْر المَرِيسيّ، فقال: نحنُ بَعْدُ فِي بِشْر؟ فقطّع الكتاب الَّذِي كان كُتِب له فِي ذلك.
142- محمد بْن عاصم بْن عَبْد الله الثَّقفيّ [1] .
أبو جَعْفَر الإصبهانيّ.
سمع: ابنَ عُيَيْنَة، وحسين الْجُعْفيّ، ويحيى بْن آدم، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بْن عليّ بْن الجارود، وخلْق آخرهم موتًا عَبْد الله بْن جَعْفَر بْن فارس. رُوِيَ عن إِبْرَاهِيم بْن أُورَمَة الحافظ قَالَ: ما رَأَيْت مثل محمد بْن الأهوازيّ وما رَأَى هُوَ مثل نفسه [2] .
وقَالَ عليّ بْن محمد الثَّقفيّ: كنت أختلف إِلَى أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة، فَمَا رَأَيْت أحدًا يُشْبِهه فِي حُسْن روايته وحِفْظ لسانه إلّا محمد بْن عاصم [3] .
وقَالَ غيره: كان محمد وأسعد وعليّ والنُّعمان بنو عاصم من سكّان المدينة مدينة جيّ.
قلت: وهو صدوق [4] .
تُوُفيّ سنة اثنتين وستّين.
143- محمد بْن العبّاس بن خالد [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عاصم) في:
الجرح والتعديل 8/ 46 رقم 212، وذكر أخبار أصبهان 2/ 189، وطبقات المحدّثين بأصبهان 2/ 257، 258 رقم 164، والعبر 2/ 25، وسير أعلام النبلاء 12/ 277، 278 رقم 291، والبداية والنهاية 11/ 35، والوافي بالوفيات 3/ 180 رقم 1157، وتذكرة الحفاظ 2/ 517، ودول الإسلام 1/ 159، وتهذيب التهذيب 9/ 240، 241 رقم 385، وتقريب التهذيب 2/ 173 رقم 341، ومعجم المؤلّفين 10/ 115، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 224 رقم 81.
[2] طبقات المحدّثين 2/ 257.
[3] طبقات المحدّثين 2/ 257.
[4] وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم قال: سألت أبا مسعود بن الفرات عمّن ترى أن أكتب؟ قال: يونس بن حبيب، بدأ به ثم ثنّى بمحمد بن عاصم. (الجرح والتعديل) .
[5] انظر عن (محمد بن العباس) في:(20/167)
أبو عبد الله السُّلَميّ الإصبهانيّ، الرّجل الصالح.
رحل فِي العلم، وسمع: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأبا عاصم النّبيل، وجماعة.
وعنه: يُونُس بْن محمد المؤذّن، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وعبد الله بْن محمد ولده، وآخر من روى عَنْهُ عَبْد الله بْن فارس.
قَالَ ابنُ أبي حاتم [1] : صدوق من عباد الله الصّالحين، صاحب فضل وعبادة.
ولما توفي محمد بن العباس حضره أحمد بن عصام فقال: كان من ثقات إخواننا، وكان عندي ممن كان يخشى الله تعالى [2] .
قلت: توفي إلى رحمة الله تعالى سنة ست وستين.
144- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ بن أعين بن ليث [3] .
الإمام أبو عبد الله المصري الفقيه، أخو عبد الرحمن وسعيد. ولد سنة
__________
[ () ] الجرح والتعديل 8/ 48 رقم 222، ذكر أخبار أصبهان 2/ 195، وطبقات المحدّثين بأصبهان 3/ 27، 28 رقم 254.
[1] في الجرح والتعديل 8/ 48.
[2] طبقات المحدّثين 3/ 27، 28.
وقال يونس بن حبيب: كان من إخواننا القدماء وكان من الأربعة المعدودين باليهودية في فضلهم هو وعبد الرحمن بن علي، والعباس الطامذي، وزكريا بن الصلت، وكان عنده الموطأ عن القعنبي.
[3] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ) في:
مسند أبي عوانة 1/ 22، 224، 272، 323، 349، 382، 400 و 2/ 185، 228، وصحيح ابن خزيمة 1/ رقم 185 و 499 و 648، وتاريخ الطبري 1/ 13 و 3/ 168، 197، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 110، والجرح والتعديل 7/ 300، 301 رقم 1630، والثقات لابن حبّان 9/ 132، والانتقاء لابن عبد البر 113، وطبقات الفقهاء للشيرازي 99، والمنتظم 5/ 65 رقم 148، ووفيات الأعيان 4/ 193- 195 رقم 571، والمعجم المشتمل 249 رقم 864، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1220، والكاشف 3/ 55 رقم 5036، وسير أعلام النبلاء 12/ 497- 501 رقم 181، وميزان الاعتدال 3/ 611، 612 رقم 7815، والعبر 2/ 38، 39، والمعين في طبقات المحدّثين 99/ 1132، ودول الإسلام 1/ 162، وتذكرة الحفاظ 2/ 546- 548، والوافي بالوفيات 3/ 338 رقم 1402، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 67- 71، والبداية والنهاية 11/ 42، وتقريب التهذيب 2/ 178 رقم 390، والنجوم الزاهرة 3/ 44، وطبقات الحفاظ 241، وحسن المحاضرة 1/ 124، وخلاصة التذهيب 345، وطبقات المفسّرين 2/ 174، ومفتاح السعادة 2/ 295، وشذرات الذهب 2/ 154، وطبقات العبادي 20، وطبقات الحسيبي 70.(20/168)
اثنتين وثمانين ومائة.
وروى عن: عَبْد الله بْن وهب، وابن أبي فُدَيْك، وأبي ضمرة أنس بن عياض، وبشر بن بكير، وأيوب بن سويد الرملي، وإسحاق بن الفراش، وأشهب بن عبد العزيز، وشعيب بن الليث بن سعد، وأبي عبد الرحمن المقري، وطائفة.
ولزم الشافعي مدة، وتفقه به، وبابنه عبد الله، وغيرهما.
وعنه: ن.، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعمرو بن عثمان المكي الزاهد، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وإسماعيل بن داود بن وردان، وأبو العباس الأصم، وجماعة.
وثقه النسائي [1] ، وقَالَ مرّة: لا بأس به.
وقَالَ غيره: كان أَبُوهُ قد ضمّه إلى الشّافعيّ، فكان الشّافعيّ معجَبًا به لذكائه وحرصه على الفِقْه.
قَالَ أبو عُمَر الصَّدَفيّ: رَأَيْت أَهْل مصر لا يعدلون به أحدًا، ويصفونه بالعلم والفضل والتواضع.
وقَالَ إمام الأئمّة ابنُ خُزَيْمَة: ما رَأَيْت فِي فقهاء الْإِسْلَام أعرف بأقاويل الصّحابة والتابعين من مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ [2] .
وقَالَ مَرَّة: كان محمد بْن عَبْد الله أعلم مَن رَأيت على أديم الأرض بمذهب مالك، وأحفظهم. سمعته يقول: كنت أتعجّب ممّن يقول فِي المسائل:
لا أدري [3] .
قَالَ ابنُ خُزَيْمَة: وأمّا الإسناد فلم يكن يحفظه، وكان من أصحاب الشّافعيّ، وكان ممّن يتكلّم فِيهِ. فوقعت بينه وبين البُوَيْطي وحشة فِي مرض الشّافعيّ فحدَّثني أبو جعفر السّكّريّ صديق الرَّبِيع قَالَ: لمّا مرض الشّافعيّ جاء ابنُ عَبْد الحَكَم ينازع البُوَيْطيّ فِي مجلس الشافعي، فقال البويطي: أَنَا أحق بِهِ منك.
__________
[1] فقال: ثقة مأمون. وقال: صدوق لا بأس به. (المعجم المشتمل 249) .
[2] ميزان الاعتدال 3/ 611، وسير أعلام النبلاء 12/ 498، تذكرة الحفاظ 2/ 547.
[3] طبقات الشافعية للسبكي 2/ 68.(20/169)
فجاء الحُمَيْديّ، وكان بِمصر، فقال: قَالَ الشّافعيّ، لَيْسَ أحدٌ أحقّ بمجلسي من البُوَيْطيّ، وليس أحد من أصحابي أعلمُ منه.
فقال الحُمَيْديّ: كذبت أنت وأبوك وأُمُّك.
وغضب ابنُ عَبْد الحكم فترك مجلس الشّافعيّ، فحدَّثني ابنُ عَبْد الحَكَم قَالَ: كان الحُمَيْديّ معي فِي الدّار نحوًا من سنة وأعطاني كتاب ابنُ عُيَيْنَة، ثُمَّ أَبَوْا إلّا أن يُوقِعُوا بيننا ما وقع.
روى هَذَا كله الحاكم عن حُسَيْنَك التَميميّ، عن ابنُ خُزَيْمَة [1] .
وعن المُزَنيّ قَالَ: نظر الشّافعيّ إلى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ وقد ركَب دابّته فأتْبعه بصره وقَالَ: ودِدت أنّ لي ولدًا مثله وعليّ ألف دينار لا أجد قضاءها [2] .
وقَالَ أبو الشَّيْخ: ثنا عَمْرو بْن عُثْمَان المكّيّ قَالَ: رَأَيْت مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ يُصلّي الضُّحَى، فكان كلّما صلّى ركعتين سجد سجدتين، فسأله من يأنس به فقال: أسجد شكرا للَّه على ما أَنْعم به عليّ من صلاة الركعتين [3] .
وقَالَ ابنُ أبي حاتم [4] : صدوق، ثقه، أحد فقهاء مصر من أصحاب مالك.
وقَالَ أبو إِسْحَاق الشّيرازيّ [5] : قد حُمِل محمد فِي محنة القرآن إِلَى ابنِ أبي دُؤاد، ولم يُجِب إِلَى ما طلب منه، ورُدَّ إِلَى مصر، وانتهت إليه الرئاسة بمصر، يعني فِي العِلْم.
وقَالَ غيره: إنّه ضُرِب فهرب واختفى، وقد نالْته محنةٌ أخرى صَعْبة مرَّت فِي ترجمة أَخِيهِ الشهيد سنة سبْعٍ وثلاثين [6] .
__________
[1] طبقات الشافعية للسبكي 2/ 68، 69، تذكرة الحفاظ 2/ 547، سير أعلام النبلاء 12/ 498، 499، ميزان الاعتدال 3/ 611.
[2] وفيات الأعيان 4/ 7193 194، سير أعلام النبلاء 12/ 499، الوافي بالوفيات 3/ 339.
[3] سير أعلام النبلاء 12/ 499.
[4] في الجرح والتعديل 7/ 300، 301.
[5] في طبقات الفقهاء 99.
[6] سير أعلام النبلاء 12/ 500.(20/170)
نسب ابنُ الْجَوْزيّ [1] ، قَالَ أبو سَعِيد بْن يُونُس: كان محمد المفتي بمصر فِي أيّامه، تُوُفيّ يوم الأربعاء النِّصف من ذي القعدة سنة ثمانٍ وستّين وصلّى عليه بكّار بْن قُتَيْبَةَ القاضي.
قلت: آخر من روى حديثه عاليًا عَبْد الغفّار الشِّيرَويّ.
وله تصانيف كثيرة منها: كتاب «أحكام القرآن» ، وكتاب «الرّدّ على الشّافعيّ مما خالف فِيهِ الكتاب والسنة» ، وكتاب «الرّدّ على أَهْل العراق» ، وكتاب «أدب القضاة» .
وَفِي المحدثين.
145- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ [2] .
رحل وروى عن أَحْمَد بْن مَسْعُود المقدسيّ.
روى أبو نُعَيْم الحافظ حديثه فِي «الحلْية» فقال: ثنا أبو حامد أَحْمَد بن محمد بن الحسن: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
146- محمد بْن عَبْد الله بْن المستورد [3] .
الحافظ أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ [4] .
عن: أبي نُعَيْم، ويحيى بْن بُكَيْر، والحسن بْن بُسْر، وجماعة.
حدَّث ببغداد، وإصبهان.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله المحَامِليّ، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن فارس، وآخرون [5] .
توفّي سنة ستّ وستّين [6] .
__________
[1] في المنتظم 5/ 65.
[2] وهو البالسيّ، متأخّر في طبقته عن الفقيه صاحب الترجمة. (تهذيب التهذيب 9/ 262 رقم 434) .
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله بن المستورد) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 153، وتاريخ بغداد 5/ 427.
[4] ويعرف بأبي سيّار.
[5] قال أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي السرّاج: ثقة مأمون.
وقال إبراهيم بن أورمة: ما قدم عليكم مثل أبي سيّار.
[6] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد: سنة اثنتين وستين.(20/171)
147- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الأشعث [1] .
أبو بَكْر الرَّبَعيّ العِجْليّ، إمام جامع دمشق.
روى عن: أبي مُسْهِر، ومحمد بن عِيسَى بْن الطّبّاع، وحَجّاج بْن أبي منيع، وغيرهم.
وعنه: النَّسائيّ، وابن صاعد، وأبو عَوَانةَ، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، وأبو بَكْر بْن زياد، والحسن بْن عَبْد الملك الحصائريّ، وجماعة.
وثّقه النَّسائيّ [2] .
مات سنة ستٍّ وستّين.
148- محمد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن المَرْزُبان بْن جَعْفَر البَغَويّ.
والد أبي [3] القاسم البَغَويّ.
قَالَ محمد بْن أَحْمَد الإسكافيّ فِي تاريخه: وُلِدَ سنة ثمانٍ وثمانين ومائة، وهو أسنّ إخوته.
سمع من: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وغيره.
وكان يحبّه ويحبّ أخاه [4] عليّ ابني أَحْمَد بْن مَنِيع.
تُوُفيّ بسُرَّ مَنْ رَأَى سنة سبْعٍ وستّين ومائتين.
149- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ [5] .
أبو جَعْفَر الواسطيّ الدّمشقيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ ورقة 296 ب، والمعجم المشتمل 254 رقم 883، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1229، والكاشف 3/ 59 رقم 5062، وتهذيب التهذيب 9/ 291 رقم 484، وتقريب التهذيب 2/ 182 رقم 439، وخلاصة التذهيب 347.
[2] المعجم المشتمل.
[3] في الأصل: «أبو» ، وهو غلط.
[4] في الأصل: «أخيه» وهو غلط.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في:
مسند أبي عوانة 1/ 52، 67، 77، 144، 159، 166، 181، 203 ومواضع كثيرة، والجرح والتعديل 8/ 5 رقم 19، والثقات لابن حبّان 9/ 131، وتاريخ بغداد 2/ 346، والمعين في طبقات المحدّثين 100 رقم 1138، وتهذيب التهذيب 9/ 318 رقم 525 وذكره للتمييز، وتقريب التهذيب 2/ 186 رقم 484.(20/172)
عن: يزيد بن هارون، ووهب بن جرير، وَمُعَلَّى بْن عُبَيْد، وأبي أَحْمَد الزُّبَيْريّ، وطائفة.
وعنه: أبو دَاوُد، وابن ماجة، وإبراهيم الحربيّ، وإبراهيم بْن محمد بْن نِفْطَوَيْه، وابن صاعد، وابن أبي حاتم [1] ، وإسماعيل الصّفّار، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
ووثّقه الدّار الدّارَقُطْنِيّ [2] .
تُوُفيّ فِي شوّال سنة ستٍّ وستّين.
150- محمد بْن عُبَيْد الله بْن يزيد [3] .
أبو جَعْفَر الشَّيْبانيّ مولاهم الحرّانيّ، ويُعرف بالقَرْدُوانيّ [4] . قاضي حَرّان.
روى عن: أَبِيهِ، وعثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن الظَّرِيفيّ، وأبي نعيم الفضل بن دكين.
وعنه: النسائي، وأحمد بن عمرو البزاز، وأبو عروبة، وابن صاعد، وأبو عوانة، وعدة.
قال ابن عروبة: كان من عدول الحكام. ولم يكن يعرف الحديث. كان عنده كتب ذكر أنّه سمعها من أَبِيهِ [5] .
ومات لليالٍ بقين من شهر ذي الحجّة سنة ثمانٍ وستّين [6] .
151- محمد بْن عُثْمَان الهرويّ الحافظ متّويه.
__________
[1] وهو قال: كتبت عنه مع أبي بواسط.
[2] تاريخ بغداد 2/ 346.
[3] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 140، 141، ومسند أبي عوانة 2/ 236، والمعجم المشتمل 258 رقم 899، والأنساب 10/ 92، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1238، والكاشف 3/ 65 رقم 5106، وتهذيب التهذيب 9/ 325 رقم 537، وتقريب التهذيب 2/ 188 رقم 497، وخلاصة التذهيب 350.
[4] القردواني: بفتح القاف وسكون الراء وضم الدال وفتح الواو بعد الألف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قردوان. (الأنساب) .
[5] تهذيب الكمال 3/ 1238.
[6] ورّخه بها ابن حبّان في «الثقات» وقال: حدّثنا عنه مكحول ببيروت وغيره.(20/173)
سمع: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، والحَرَميّ.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وستّين.
152- محمد بْن عليّ بْن بسّام [1] .
أبو جَعْفَر الحافظ، ولَقَبُه مَعْدان.
روى عن: عَبْد الصمد بْن النُّعمان، وقَبيِصة.
وعنه: مُطَيَّن، ومحمد بْن مَخْلَد.
تُوُفيّ سنة اثنتين وستّين [2] .
153- محمد بْن عليّ بْن ميمون الرَّقيّ القطّان [3] .
عن: عَبْد الله بْن جَعْفَر الرَّقّيّ، ومحمد بْن يوسف الفِرْيَابِيّ، والقعْنَبيّ، وطبقتهم.
وعنه: النِّسائيّ، وأبو عرُوبة، ومحمد بْن جرير الطَّبَريّ، وأبو الْعَبَّاس الأصغر، وجماعة.
قَالَ الحاكم: ثقة مأمون. كان إمام أَهْل الجزيرة فِي عصره [4] .
قلت: تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وستّين. وقِيلَ: سنة ثمانٍ وستّين [5] ، وهو أصحّ.
154- محمد بْن علي بْن دَاوُد الْبَغْدَادِيّ [6] .
الحافظ أبو بَكْر ابنُ أخت غزال.
سمع: عفّان، وسعيد بْن دَاوُد الزُّبَيْريّ، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عليّ) في:
تاريخ بغداد 3/ 58، 59 رقم 1006.
[2] وثّقه الخطيب. وقال محمد بن عبد الله بن سليمان: كان من الحفّاظ.
[3] انظر عن (محمد بن عليّ بن ميمون) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 144، والمعجم المشتمل 263 رقم 918، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1247، والكاشف 3/ 71 رقم 5147، وتهذيب التهذيب 9/ 356 رقم 588، وتقريب التهذيب 2/ 193 رقم 551، وخلاصة التذهيب 352.
[4] تهذيب الكمال 3/ 1247.
[5] وبها أرّخه ابن حبّان.
[6] انظر عن (محمد بن علي بن داود) في:
مسند أبي عوانة 1/ 222، 258 و 2/ 178، 179، 213، وتاريخ بغداد 3/ 59، 60 رقم 1009.(20/174)
وعنه: أبو جَعْفَر الطّحاويّ، وعليّ بْن أَحْمَد علّان، وأبو عَوَانة.
وثّقه أبو بَكْر الخطيب [1] .
ومات سنة أربعٍ وستّين.
155- محمد بن عُمَر بْن يزيد [2] .
أبو عبد الله الزُّهْرِيّ الإصبهانيّ. أخو رُسْتَة.
عن: أبي دَاوُد الطَّيالِسيّ، وبكر بْن بكّار، ومحمد بن أبان العنْبريّ.
وعنه: ابنه عَبْد الله، وأحمد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ، وعبد الله بن جعفر بن فارس.
توفي سنة ثلاثٍ وستّين [3] .
156- محمد بْن عُمَيْر [4] .
أبو بَكْر الطَّبَريّ الفقيه، جليس أبي زُرْعة الرَّازيّ، والمفتي فِي مجلسه.
روى عن الحُمَيْدي كتاب «التفسير» ، وكتاب «الرّد على النُّعمان» .
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كان يفتى برأي أبي ثور.
سمعت منه، وهو ثقة صدوق.
157- محمد بْن محمد بن عيسى الزّاهد [5] .
الزّاهد أبو الْحَسَن بْن أبي الورد الْبَغْدَادِيّ المعروف بحَبشيّ.
صحب بِشْر بْن الْحَارِث، وغيره.
وروى عن: أبي النَّضْر هاشم بْن القاسم.
__________
[1] في تاريخه، وقال أبو سعيد بن يونس: كان يحفظ الحديث ويفهم. قدم مصر وحدّث وخرج إلى قرية من أسفل أرض مصر، فتوفي بها في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائتين، وكان ثقة حسن الحديث.
[2] انظر عن (محمد بن عمر بن يزيد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 187.
[3] وكانت وفاته في الوباء، وكان أصغر الإخوة.
[4] انظر عن (محمد بن عمير) في:
الجرح والتعديل 8/ 40 رقم 182.
[5] انظر عن (محمد بن محمد بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 3/ 201، 202 رقم 1246.(20/175)
وعنه: أبو القاسم البَغَويّ، وعليّ بْن الْجُنَيْد الغضائري، وغيرهما.
وله أخٌ اسمه أَحْمَد، كُنْيته أيضًا أبو الْحَسَن. زاهد كبير، تُوُفيّ قبل حَبَشيّ.
وتُوُفيّ حَبَشيّ سنة اثنتين وستّين.
وقَالَ ابنُ قانع: سنة ثلاثٍ وستّين [1] .
وقِيلَ: سنة اثنتين.
وكان من أعيان مشايخ القوم من موالي سَعِيد بْن العاص الأمويّ. وسُمّي حَبَشيّ لسُمْرته. وأبو الورد جدّه من أصحاب المنصور وإليه تُنْسَب سُوَيْقة أبي الورد [2] .
158- محمد بْن مُسْلِم بْن عُثْمَان بْن وارة [3] .
أبو عبد الله الرَّازيّ الحافظ.
طوّف وسمع الكثير.
وأخذ عن: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبي عاصم النّبيل، وهَوْذَة بْن خليفة، وأبي مُسْهِر، وأبي المغيرة الحمصيّ، وأبي نُعَيْم، وآدم بْن أبي إياس، وقَبِيصة، وبَشَرٍ كثير.
وعنه: ن.، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ مع تقدمة، والبخاري خارج «الصحيح» ، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابن صاعد، وأبو عوانة، والقاضي أبو عمر محمد بن يوسف، وأبو بكر بن مجاهد
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 202.
[2] تاريخ بغداد 3/ 201.
[3] انظر عن (محمد بن مسلم) في:
مسند أبي عوانة 1/ 251، 314، و 2/ 291، والجرح والتعديل 8/ 79، 80 رقم 332، والثقات لابن حبّان 9/ 150، وتاريخ بغداد 3/ 256- 260 رقم 1349، وطبقات الحنابلة 1/ 324 رقم 455، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ ورقة 516 أ- 518 ب، والمعجم المشتمل 271 رقم 955، والمنتظم 5/ 55 رقم 127، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1270، 1271، والعبر 2/ 46، وسير أعلام النبلاء 13/ 28- 32 رقم 17، وتذكرة الحفاظ 2/ 575- 577، والمعين في طبقات المحدّثين 100 رقم 1145، والكاشف 3/ 85 رقم 5239، والوافي بالوفيات 5/ 27 رقم 1992، وتهذيب التهذيب 9/ 451- 453 رقم 733، وتقريب التهذيب 2/ 207 رقم 703، وطبقات الحفاظ 257، وخلاصة التذهيب 359، وشذرات الذهب 2/ 160.(20/176)
المقري، والمحاملي، وابن أبي حاتم، وخلق من آخرهم أبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم.
وقال ن: ثقة، صاحب حديث [1] .
وقَالَ ابنُ أبي حاتم [2] : ثقه، صدوق.
وكان أبو زُرْعة يجلّه ويُكْرمه.
وقَالَ عَبْد المؤمن بْن أَحْمَد: كان أبو زُرْعة لا يقوم لأحدٍ ولا يُجلِس أحدًا فِي مكانه إلّا ابنُ وَارَةَ [3] .
وقَالَ فَضْلَك الرَّازيّ: سمعت أَبَا بَكْر بْن أبي شَيْبَة يقول: أَحْفَظُ من رَأَيْت أَحْمَد بن الفُرات، وأبو زُرْعة، وابن وَارَةَ.
وقَالَ الطّحاويّ: ثلاثةٌ من علماء الزمان بالحديث اتّفقوا بالرِّيّ، لم يكن فِي الأرض فِي وقتهم أمثالهم. فذكر أَبَا زُرْعة، وابن وَارَةَ، وأبا حاتم [4] .
وعن عَبْد الرَّحْمَن بْن خِراش قَالَ: كان ابنُ وَارَةَ من أَهْل هَذَا الشأن المتقِنين الُأمناء. كنت ليلةً عنده، فذكر أَبَا إِسْحَاق السَّبِيعيّ، فذكر شيوخه، فذكر فِي طَلْق واحدٍ سبعين ومائتي رَجُل. ثُمَّ قَالَ: كان آيةً شيئًا عجبًا [5] .
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيَّ يَقُولُ: جَاءَنِي محمد بْنُ مُسْلِمٍ، فَقَعَدَ يَتَقَعَّرُ فِي كَلامِهِ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ بَلَدٍ أَنْتَ؟
قَالَ: مِنْ أَهْلِ الرِّيِّ.
ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ يَأْتِكَ خَبَرِي، أَلَمْ تَسْمَعْ بِنَبَئِي، أَنَا ذُو الرِّحْلَتَيْنِ.
قُلْتُ: مَنْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنّ من الشّعر حكمة» [6] .
__________
[1] المعجم المشتمل 171 وقال أيضا: «لا بأس به» .
[2] في الجرح والتعديل 8/ 80.
[3] تاريخ بغداد 3/ 259.
[4] تاريخ بغداد 3/ 259.
[5] تاريخ بغداد 3/ 258 وفيه: «كان ابن مسلم غاية شيئا عجبا» .
[6] أخرجه البخاري في الأدب (10/ 448) باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء، وفي فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، وباب أيام الجاهلية، وفي الرقاق، باب الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، ومسلم في الشعر (2256، وأبو داود في الأدب، باب: ما جاء في الشعر (5011) ، والترمذي في الأدب، (1848) باب ما جاء إن من الشعر حكمة. والجريريّ في الجليس الصالح 217، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيدواي 294 رقم 255، ومسند الشهاب للقضاعي 2/ 98 رقم 961.(20/177)
فَقَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا.
قُلْتُ: مَنْ أَصْحَابُكَ؟
قَالَ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَقَبِيصَةُ.
قُلْتُ: يَا غُلامُ، ائْتِنِي بِالدِّرَّةِ.
فَأَتَانِي بِهَا، فَأَمَرْتُهُ، فَضَرَبَهُ بِهَا خَمْسِينَ، وَقُلْتُ: أَنْتَ تَخْرُجُ مِنْ عِنْدِي مَا آمَنُ أَنْ تَقُولَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ غِلْمَانِنَا [1] .
وقَالَ زكريا السّاجيّ: جاء ابنُ وَارَةَ إِلَى أبي كُرَيْب، وكان فِي ابنِ وارة بَأْوٌ، فقال لأبي كُرَيْب: ألم يبلغْك خبري، ألم يأتِك نبئي؟ أَنَا ذو الرّحلتين، أَنَا محمد بن مُسْلِم بْن وَارَةَ.
فقال: وَارَةُ، وما وَارَةُ؟ وما أدراك ما وارة؟ قُم، والله لا حدثتك، ولا حدَّثتُ قومًا أنت فيهم [2] .
وقَالَ ابنُ عُقْدة: دقَّ ابنُ وَارَةَ على أبي كُرَيْب، فقال: مَنْ؟
قَالَ: ابنُ وَارة أبو الحديث وأُمُّه.
ذكر أبو أَحْمَد الحاكم أنّ ابنُ وَارَةَ سمع من سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وهذا وَهْمٌ منه.
قَالَ: ابنُ مَخْلَد، وغيره: تُوُفيّ فِي رمضان سنة سبعين [3] .
وقَالَ المنادي: مات سنة خمسٍ وستّين. وهذا وهْم أيضًا [4] .
159- محمد بْن مُوسَى [5] .
أبو جَعْفَر الحرشيّ البغداديّ الحافظ، الملقّب: شاباص.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 258، 259.
[2] تاريخ بغداد 3/ 259.
[3] تاريخ بغداد 3/ 260.
[4] وقال ابن حبّان: «كان صاحب حديث يحفظ على صلف فيه» . (الثقات) .
[5] انظر عن (محمد بن موسى) في:
صحيح ابن خزيمة 1/ 175، والجرح والتعديل 8/ 84 رقم 354، والثقات لابن حبّان 9/ 108، وتاريخ بغداد 3/ 240 رقم 1323، والمعجم المشتمل 274 رقم 970، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1279 وفيه «الجرشي» بالجيم، وهو تحريف، والكاشف 3/ 89 رقم 5263، والوافي بالوفيات 5/ 147 رقم 2163، وتهذيب التهذيب 9/ 482 رقم 778، وتقريب التهذيب 2/ 211 رقم 748، وخلاصة التذهيب 361 وفيه «الحرسي» بالسين المهملة، وهو تحريف.(20/178)
حدَّث عن: يزيد بْن حيرة المدنيّ، وخليفة بْن خيّاط.
وعنه: المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وإسماعيل الصّفّار.
وهو ثقة [1] .
160- محمد بْن هارون [2] .
أبو جَعْفَر المُخَرّميّ الْبَغْدَادِيّ الفلّاسي شيْطا الحافظ.
سمع: أَبَا نُعَيْم، وسليمان بْن حَرْب، وعَمْرو بْن حمّاد، وطبقتهم.
وعنه: المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وابن أبي حاتم وقَالَ [3] : هُوَ مِن الحُفّاظ الثّقات، وأبو عَوَانة.
وكان من أحفظ النّاس [4] .
تُوُفيّ بالنِّهْروان سنة خمسٍ وستّين.
161- محمد بْن هشام بْن ملّاس [5] .
أبو جَعْفَر النُّمَيْريّ الدّمشقيّ.
عن: مروان بْن مُعَاوِيَة، وحَرْمَلَة بْن عَبْد الْعَزِيز.
وعنه: حفيده محمد بْن جَعْفَر بْن محمد الحافظ، وأبو عليّ الحصائريّ، وابن أبي حاتم وقَالَ [6] : صدوق، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وجماعة.
وله جزء رواه أبو القاسم بْن رواحة عاليًا.
تُوُفيّ سنة سبعين، وله مائة سنة إلّا ثلاث سنين.
__________
[1] قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي وروى عنه. سئل أبي عنه فقال: شيخ. قال الخطيب: وكان ثقة حافظا. (تاريخ بغداد 3/ 240) .
[2] انظر عن (محمد بن هارون) في:
الجرح والتعديل 8/ 118 رقم 526.
[3] في الجرح والتعديل 8/ 118، وأضاف: سمعت منه ببغداد مع أبي في منزلنا.
[4] وقال الخطيب: وكان من المذكورين بالمعرفة والحفظ.
وقال الدار الدّارقطنيّ: كان من الحفّاظ للمسند والمقطوع. وقال أيضا: ثقة حافظ.
وقال ابن المنادي: كان من الحفّاظ سيّما للمقطوع. (تاريخ بغداد 3/ 353 و 354) .
[5] انظر عن (محمد بن هشام) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 53، وتقدمة المعرفة 328، والجرح والتعديل 8/ 116 رقم 519، والثقات لابن حبّان 9/ 123، والعبر 2/ 46، وسير أعلام النبلاء 12/ 354 رقم 147، والوافي بالوفيات 5/ 166 رقم 2195، وشذرات الذهب 2/ 160.
[6] في الجرح والتعديل، وقال: سمعت منه بدمشق.(20/179)
قَالَ: لقيت ابنُ عُيَيْنَة سنة اثنتين ومائتين، فكَثُرُوا عليه، فلم أكتب عَنْهُ.
162- محمد بْن وهب [1] .
أبو بكر الثّقفيّ المقرئ.
عن: أبي الْوَلِيد الطَّيالِسي، وجماعة.
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وأبو سَعِيد بن الأعرابيّ، وغيرهم.
وكان صدر القرَّاء فِي البصْرة فِي زمانه.
سمع الحروف من يعقوب. وقرأ القرآن على رَوْح صاحب يعقوب.
تلا عليه: محمد بْن يعقوب المعدّل، ومحمد بْن المؤمّل الصَّيْرفيّ، ومحمد بْن جامع الحلْوانيّ.
بقي إلى قرب السبعين ومائتين [2] .
163- محمد بْن يحيى بْن كثير [3] .
أبو عبد الله الكْلبيّ الحرّانيّ الحافظ لؤلؤ.
سمع: أَبَا قَتَادَة عَبْد الله بْن واقد، وعثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن الطَّرائفيّ، وأبو النُّعمان الحَكَم بْن نافع، وأحمد بْن يُونُس، وطبقتهم.
وعنه: النَّسائيّ وقَالَ: هُوَ ثقة [4] ، وأبو عَروُبَة الحرّانيّ، وأبو عَوَانَة، وأبو عليّ محمد بْن سَعِيد الرَّقّيّ، وطائفة [5] .
تُوُفيّ فِي صَفَر سنة سبع وستّين [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن وهب) في:
تاريخ بغداد 3/ 332، 333 رقم 1440، ومعرفة القراء الكبار 1/ 257، 258 رقم 168، وغاية النهاية 2/ 276 رقم 3521.
[2] حدّث في مسجد رغبان سنة خمس وستين ومائتين. ولم يؤرّخ الخطيب لوفاته.
[3] انظر عن (محمد بن يحيى بن كثير) في:
مسند أبي عوانة 1/ 137، 207 و 2/ 174، والجرح والتعديل 8/ 125 رقم 563، والثقات لابن حبّان 9/ 142، 143، والأنساب 161 ب، والمعجم المشتمل 281 رقم 1000، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1288، والكاشف 3/ 95 رقم 5305، وسير أعلام النبلاء 12/ 605، 606 رقم 230، وتهذيب التهذيب 9/ 521، 522 رقم 850، وتقريب التهذيب 2/ 218 رقم 818، وخلاصة التذهيب 364.
[4] المعجم المشتمل 281.
[5] وقال ابن أبي حاتم: كتب إلينا بشيء من حديثه. (الجرح والتعديل) .
[6] ورّخه ابن حبّان.(20/180)
164- محمد بْن أبي يحيى بْن زكريّا بْن يحيى الوقّاد.
المصريّ الفقيه أحد العالمين بمذهب مالك.
صنّف كتاب «السّنّة» ، و «مختصر فِي الفقه» ، وغير ذلك.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وستّين.
165- محمد بْن يوسف [1] .
أبو عبد الله الْبَغْدَادِيّ الجوهريّ.
الرجل الصالح الحافظ.
رحل وطوّف، وحدَّث عن عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأبي غسّان مالك بْن إِسْمَاعِيل، وعبد الْعَزِيز الُأوَيْسيّ، وبِشْر الحافي وصَحِبه، وَمُعَلَّى بْن أسَد، وطبقتهم.
روى عَنْهُ: عُمَر بْن شَبَّة وهو أكبر منه، وابن صاعد، وابن أبي حاتم وقَالَ [2] : ثقة، وابن مَخْلَد، وآخرون.
قال الخطيب [3] : كان موصوفا بالدّين والسّنن.
وقال ابن قانع: مات في ربيع الآخر سنة خمس وستين [4] .
166- مالك بن علي بن مالك بن عبد العزيز [5] .
الإمام أبو خالد القرشي الفهري الأندلسي القرطبي الزاهد.
روى عن: يحيى بْن يحيى اللَّيْثيّ، والقعْنَبيّ، وأَصبغ بْن الفَرَج، وجماعة.
وعنه: محمد بْن عُمَر بْن لُبابة، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أعين، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في:
الجرح والتعديل 8/ 120، 121 رقم 538، وتاريخ بغداد 3/ 394 رقم 1517.
[2] قوله في (الجرح والتعديل) : كتبت عنه مع أبي ببغداد وهو صدوق.
[3] في تاريخه 3/ 394.
[4] تاريخ بغداد 3/ 394.
[5] انظر عن (مالك بن علي) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 1 رقم 1093، وجذوة المقتبس 346، 347 رقم 805، وبغية الملتمس 463، 464 رقم 1350.(20/181)
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وستّين ومائتين.
وصنَّف أيضًا فِي مذهب مالك مختصرًا [1] .
167- المُثَنَّى بْن جامع [2] .
أبو الْحَسَن بْن زياد الأنباريّ الزّاهر.
روى عن: سَعْدَوَيْه الواسطيّ، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصّبّاح، وسُرَيْج بْن يُونُس.
وعنه: أَحْمَد بن محمد بْن الهيثم، ويوسف الأزرق.
قَالَ الخطيب: كان ثقة مشهورًا بالسنة، من أصحاب أَحْمَد. يُقال كان مستجاب الدعوة. وكان بِشْر الحافي يُكرمه ويُجِلّه [3] .
168- مُسْلِم بْن الحجّاج بْن مُسْلِم [4] .
__________
[1] وكان محمد بن عمر بن لبابة يذكر فضله وتقدّمه على جميع من رأى من أهل العلم في الاجتهاد والعبادة. (بغية الملتمس 464) .
[2] انظر عن (المثنّى بن جامع) في:
تاريخ بغداد 13/ 173، 174 رقم 1750.
[3] وقال أبو بكر الخلّال: مثنّى بن جامع الأنباري رجل جليل جدا من أصحاب أبي عبد الله، جليل القدر عند بشر بن الحارث أيضا، وعبد الوهاب الورّاق، ويقال إنه كان مستجاب الدعوة، وكان أبو عبد الله يعرف له حقّه وقدره.
وقال أبو العباس أحمد بن أصرم بن خزيمة المغفّلي: إذا رأيت الأنباري يحبّ أبا جعفر الحذّاء، ومثنّى بن جامع الأنباري، فاعلم أنه صاحب سنّة.
[4] انظر عن (الإمام مسلم) في:
مسند أبي عوانة 1/ 344 و 2/ 78، 94. 316، 356، والجرح والتعديل 8/ 182، 183 رقم 797، والفهرست لابن النديم 286، وتاريخ بغداد 13/ 100- 104 رقم 7089، وطبقات الحنابلة 1/ 337- 339 رقم 488، والأنساب 453 ب، وتاريخ العظيمي 264، والفهرست لابن خير 470، 473، 481، 483، واللباب 3/ 38، وجامع الأصول 1/ 187، والمعجم المشتمل 291 رقم 1043، وتهذيب الأسماء واللغات ج 2 ق 1/ 89- 92 رقم 131، ووفيات الأعيان 5/ 194- 196 رقم 717، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1323، 1324، والمنتظم 5/ 32 رقم 75، والمختصر في أخبار البشر 2/ 51، وتاريخ الخميس 2/ 382، 383، وتاريخ ابن الوردي 1/ 237، وأدب القاضي (انظر فهرس الأعلام) 2/ 538، والكامل في التاريخ 8/ 123، والوفيات لابن قنفذ 185، 186 رقم 261، وشرح ألفية العراقي 1/ 10، 11، والكاشف 3/ 123 رقم 5509، وسير أعلام النبلاء 12/ 557- 580 رقم 217، والعبر 2/ 23، وتذكرة الحفاظ 2/ 588- 590، ودول الإسلام 1/ 158، ومرآة الجنان 2/ 174، 175، والبداية والنهاية 11/ 33- 35، وتهذيب التهذيب 10/ 126- 128 رقم 226، وتقريب التهذيب 2/ 245 رقم 1077، والنجوم الزاهرة 3/ 33، وطبقات(20/182)
الْإِمَام أبو الْحُسَيْن القُشَيْريّ النَّيْسابوريّ الحافظ صاحب «الصّحيح» .
قَالَ بعض النّاس: وُلِدَ سنة أربعٍ ومائتين. وما أظنّه إلّا وُلِدَ قبل ذلك.
سمع سنة ثمان عشرة ومائتين ببلده مِن: يحيى بن يحيى، وبشر بن الحكم، وإسحاق بْن راهَوَيْه.
وحجّ سنة عشرين، فسمع من: القَعْنَبيّ، وهو أقدم شيخ له، ومن:
إِسْمَاعِيل بْن أبي أُوَيْس، وأحمد بْن يُونُس، وعُمَر بْن حَفْص بْن غِياث، وسعيد بْن مَنْصُور، وخالد بْن خِدَاش، وجماعة يسيرة.
وردَّ إِلَى وطنه. ثُمَّ رحل فِي حدود الخمس وعشرين ومائتين فسمع من:
عليّ بْن الْجَعْد، ولم يروِ عَنْهُ فِي صحيحه لأجل بِدعةٍ ما.
وسمع من: أَحْمَد بْن حنبل، وشَيْبان بْن فرّوخ، وخلف البزّار، وسعيد بْن عَمْرو الأشْعثيّ، وعَوْن بْن سلّام، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران الجمّال، ومحمد بْن الصَّبّاح الدُّولابيّ، وأبي نصر التّمّار، ويحيى بْن بِشْر الحريريّ، وقُتَيْبَة بْن سَعِيد، وأُميّة بْن بِسْطام، وجعفر بْن حُمَيْد، وحيّان بْن مُوسَى المَرْوَزِيّ، والحَكَم بْن مُوسَى القَنْطَريّ، وعبد الرَّحْمَن بْن سلّام الْجُمَحيّ، وخلْق كثير من العراقيّين، والحجازيّين، والشّاميّين، والمصريّين، والخُراسانيّين. فسمي شيخُنا فِي «تهذيب الكمال [1] » مائتين وأربعةً وعشرين شيخًا.
ورأيت بخطّ حافظ أنّه قد روى فِي صحيحه عن مائتين وسبعة عشر.
روى عَنْهُ: ت.، حديثًا واحدًا فِي «جامعه» [2] ، ومحمد بْن عَبْد الوهاب الفرّاء، وعليّ بْن الْحَسَن بْن أبي عِيسَى الهلاليّ، وهما أكبر منه، وصالح بن محمد جَزَرَة، وأحمد بْن سَلَمَةَ، وأحمد بْن الْمُبَارَك المستملي، وهم من أقرانه،
__________
[ () ] الحفاظ 260، وخلاصة التذهيب 375، وشذرات الذهب 2/ 144، 145، والفهرست لابن خير 212، والأعلام 8/ 117، ومعجم المؤلفين 12/ 232، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 210- 22 رقم 77، وديوان الإسلام لابن الغزّي 4/ 114، 115 رقم 1811، وكشف الظنون 175، وغيرها، وهدية العارفين 2/ 431.
[1] ج 3/ 1323.
[2] الحديث هو في الصوم، باب ما جاء في إحصاء هلال شعبان ورمضان (687) ونصّه: عن مسلم، حدّثنا يحيى بن يحيى، حدثنا أبو معاوية، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أحصوا هلال شعبان لرمضان» .(20/183)
وإبراهيم بْن أبي طَالِب، والحسين بْن محمد القبّانيّ، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد الرَّازيّ، وابن خُزَيْمَة، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن صاعد، وأبو حامد بْن الشَّرْقيّ، وأبو عَوَانة الإسْفرائينيّ، وأبو حامد أَحْمَد بْن حمدون الْأَعْمَش، وسعيد بْن عَمْرو البَرْذَعيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، ونَصْرَك بْن أَحْمَد بْن نصر الحُفّاظ، وأحمد بْن عليّ بْن الْحُسَيْن القلانسيّ، وإبراهيم بن محمد.
سُفْيَان الفقيه، وأبو بَكْر محمد بْن النَّضْر الجاروديّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، ومحمد بْن مَخْلَد العطّار، وخلْق آخرهُم وفاةً أبو حامد أَحْمَد بْن عليّ بْن حَسْنَوية المقرئ أحد الضعفاء.
ذكر الحافظ ابنُ عساكر [1] فِي ترجمة مُسْلِم أنه سمع بدمشق من محمد بْن خَالِد السَّكْسكيّ، ولم يذكر أنّه سمع من غيره.
وهذا بعيد، ولعلّه لقي محمد بْن خَالِد فِي الموسم، لكن قَالَ ابنُ عساكر: حَدَّثَنِي أبو النَّصْر اليُونارْتيّ [2] قَالَ: دفع إليَّ صالح بْن أبي ورقة من لحاء شجرةٍ بخطّ مُسْلِم، قد كتبها بدمشق من حديث الْوَلِيد بْن مُسْلِم.
قلت: إنّ صح هَذَا فيكون قد دخل دمشق مجتازًا، ولم يُمْكنْه المُقام، أو مرض بها ولم يتمكّن من السّماع على شيوخها.
قَالَ أبو عَمْرو أحمد بْن الْمُبَارَك: سمعت إِسْحَاق بْن مَنْصُور يقول لمسلم بْن الحجّاج: لن نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين [3] .
وقَالَ أَحْمَد بْن سَلَمَةَ: رَأَيْت أَبَا زُرْعة، وأبا حاتم يقدّمان مُسْلِم بْن الحَجّاج فِي معرفة الصّحيح على مشايخ عصرهما [4] .
وسمعت الْحَسَن بْن مَنْصُور يقول: سمعت إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وذكر مُسْلِم بْن الحجّاج، فقال بالفارسيّة كلامًا معناه: أيّ رَجُل يكون هَذَا [5] ؟
قَالَ أَحْمَد بْن سَلَمَةَ: وعُقِد لمسلم مجلس المذاكرة، فذُكِر له حديث لم
__________
[1] في تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 41/ 362.
[2] اليونارتي: بضم الياء، وسكون الواو، وفتح النون، وسكون الألف والراء، وفي آخرها تاء، نسبة إلى يونارت، قرية على باب أصبهان، ينسب إليها الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم، وهو توفي بأصبهان في حدود سنة 530 هـ. (الأنساب 12/ 433، 434) .
[3] سير أعلام النبلاء 12/ 563.
[4] تاريخ بغداد 13/ 101، طبقات الحنابلة 1/ 338، تهذيب الأسماء واللغات ج 2 ق 1/ 91.
[5] تاريخ بغداد 13/ 102، والكلام بالفارسية هو: «مرداكا بن بوذ» .(20/184)
يعرفه، فانصرف إِلَى منزله وأوقد السراج، وقَالَ لِمن فِي الدّار: لا يدخل أحدٌ منكم. فَقِيلَ له: أُهْدِيَتْ لنا سلّة تمر.
فقال: قدِّموها.
فقدَّموها إليه، فكان يطلب الحديث، ويأخذ تمرة تمرة، فأصبح وقد فَنِي التّمرْ ووجد الحديث [1] .
رواها الحاكم ثُمَّ قَالَ: زادني الثّقة من أصحابنا أنّه منها مات [2] .
وقَالَ عَبْد الرحمن بن أبي حاتم: كان ثقة من الحفّاظ، كتبت عَنْهُ بالرِّيّ [3] ، وَسُئِلَ أبي عَنْهُ فقال: صدوق.
وقَالَ أبو قُرَيْش الحافظ: سمعت محمد بْن بشّار يقول: حُفاظ الدُّنيا أربعة: أبو زُرْعة بالرِّيّ، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدّارميّ بَسَمرْقَنْد، ومحمد بن إسماعيل ببخارى [4] .
وقَالَ أبو عَمْرو بْن حمدان: سَأَلت ابنُ عُقْدة الحافظ، عن الْبُخَارِيّ، ومسلم، أيُّهما أعلم؟ فقال: كان محمد عالمًا ومسلم عالمًا.
فكرّرت عليه مِرارًا، ثُمَّ قَالَ: يا أَبَا عَمْرو قد يقع لمحمد بْن إِسْمَاعِيل الغلط فِي أَهْل الشّام، وذلك أنّه أَخَذَ كُتُبَهم فنظر فيها، فربّما ذكر الواحد منهم بكُنْيته، ويذكره فِي مواضِع أُخَر باسمه ويتوهَّم أنّهما اثنان، وأمّا مُسْلِم، فقلّ ما يقع له من الغَلَط فِي العِلَل، لأنّه كتب المسانيد، ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل [5] .
وقَالَ أبو عبد الله محمد بْن يعقوب بن الأخرم: إنّما أخْرَجَتْ نيسابور ثلاثة رجال: محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، ومسلم بْن الحجّاج، وإبراهيم بْن أبي طَالِب [6] .
وقَالَ الْحُسَيْن بْن محمد الماسَرْجِسيّ: سمعت أبي يقول: سمعت مسلما
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 103، وتهذيب الكمال 3/ 1324، المنتظم 5/ 32، 33.
[2] تاريخ بغداد 13/ 103، المنتظم 5/ 33، تهذيب الكمال 3/ 1324.
[3] وزاد: له معرفة بالحديث. (الجرح والتعديل 8/ 182) .
[4] تاريخ بغداد 2/ 16 في ترجمة الإمام البخاري.
[5] تاريخ بغداد 13/ 102، جامع الأصول 1/ 188.
[6] سير أعلام النبلاء 12/ 565.(20/185)
يقول: صنّفت هذا «المسند الصّحيح» من ثلاثمائة ألف حديثٍ مسموعة [1] .
وقَالَ أَحْمَد بْن سَلَمة: كنت مع مُسْلِم فِي تأليف صحيحه خمسة عشر سنة. قَالَ: وهو اثنا عشر ألف حديث، يعني بالمكرَّر، بحيث أنّه إذا قَالَ: ثنا قُتَيْبَةُ وابن رُمْح يَعُدُّهُما حديثين، سواء اتّفق لفْظُهما أو اختلف [2] .
وقَالَ ابنُ مَنْدَه: سمعت الحافظ أَبَا عليّ النَّيْسابوريّ يقول: ما تحت أديم السماء كتاب أصّح من كتاب مُسْلِم [3] .
وقَالَ مكي بْن عَبْدان: سمعت مسلمًا يقول: عرضت كتابي هَذَا «المُسْنَد» على أبي زُرْعة فكلّ ما أشار عليّ فِي هَذَا الكتاب أنّ له علّة وسببًا تركته. وكلّ ما قَالَ إنّه صحيح ليس له علّة، فهو الَّذِي أخرجت. ولو أنّ أَهْل الحديث يكتبون الحديث مائتي سنة فَمَدَارُهُم على هَذَا المُسْنَد [4] .
وقَالَ مكي: سَأَلت مسلمًا عن عليّ بن الجعد فقال: ثقة، ولكنّه كان جهميّا.
فسألته عن محمد بْن يزيد فقال: لا تكتب عنه.
وسألته عن محمد بْن عَبْد الوهّاب وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر فوثُّقهما.
وسألته عن قَطَن بْن إِبْرَاهِيم فقال: لا يُكتَب حديثه [5] .
وممَّن صنف مستخرجًا على «صحيح مُسْلِم» أبو جَعْفَر بْن حمدان الحِيريّ، وأبو بَكْر محمد بْن محمد بْن رجاء النَّيْسابوريّ، وأبو عَوَانة يعقوب بْن إِسْحَاق الإسْفَرائينيّ، وأبو حامد الشّاركيّ الهَرَوِيّ، وأبو بَكْر محمد بْن عَبْد الله الشّافعيّ، وأبو عبد اللَّه محمد بْن عَبْد اللَّه الحاكم، وأبو الْحَسَن الماسَرِجسيّ، وأبو نُعَيْم الإصبهانيّ، وأبو الْوَلِيد حسّان بْن محمد الفقيه [6] .
وقَالَ أبو أَحْمَد الحاكم: نا أبو بَكْر محمد بْن عليّ الْبُخَارِيّ: سمعت إِبْرَاهِيم بْن أبي طَالِب يقول: قلت لمسلم: قد أكثرت فِي «الصّحيح» عن
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 101، طبقات الحنابلة 1/ 338، جامع الأصول 1/ 187، 188.
[2] سير أعلام النبلاء 12/ 566.
[3] تاريخ بغداد 3/ 101، جامع الأصول 1/ 188، وفيات الأعيان 5/ 194.
[4] مقدمة صحيح سلم بشرح النووي 15.
[5] سير أعلام النبلاء 12/ 568.
[6] سير أعلام النبلاء 12/ 569، 570.(20/186)
أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَن الوَهْبيّ، وحاله قد ظهر.
فقال: إنّما نقموا عليه بعد خروجي من مصر [1] .
وقال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: لولا الْبُخَارِيّ لمّا راح مُسْلِم ولا جاء [2] .
وقَالَ الحاكم: كان مَتْجَر مُسْلِم خان محْمَش، ومَعاشُه من ضِياعه بأُسْتُوا [3] أَتَتْ من أعقابه من جهة البنات فِي داره. وسمعت أبي يقول: رَأَيْت مُسْلِم بْن الحجّاج يحدّث فِي خان مَحْمِش، وكان تامّ القامة، أبيض الرأس واللّحية، يرخي طرف عمامته بين كتفيه [4] .
وقَالَ أبو قُرَيْش: كنّا عند أبي زُرْعة، فجاء مُسْلِم فسلّم عليه وجلس ساعة وتَذَاكَرا، فَلَمَّا ذهبَ قلتُ له: هَذَا جمع أربعة آلاف حديث فِي «الصّحيح» ! فقال أبو زُرْعة: لِمَ ترك الباقي؟
ثُمَّ قَالَ: ليس لهذا عقل لو داري محمد بن يحيى لصار رجلًا [5] .
وقَالَ مكّيّ بْن عَبْدان: وافى دَاوُد بْن عليّ نَيْسابور أيام إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، فعقدوا له مجلس النّظر، وحضر مجلسه يحيى بْن محمد بْن يحيى، ومسلم بْن الحَجّاج، فجرت مسألة تكلَّم فيها يحيى فَزَبَره دَاوُد وقَالَ: اسكت يا صبيّ. ولم ينصرْه مُسْلِم. فرجع إِلَى أَبِيهِ وشكى إليه دَاوُد، فقال أَبُوهُ: ومَن كان؟ ثُمَّ قَالَ: مُسْلِم ولم ينصرْني.
قَالَ: قد رجعت عن كلّ ما حدّثته به.
فبلغ ذلك مسلمًا، فجمع ما كتب عَنْهُ فِي زِنْبِيلٍ وبعث به إليه، وقَالَ: لا أروي عنك أبدًا، ثُمَّ خرج إِلَى عَبْد بْن حُمَيْد.
قَالَ الحاكم: علَّقْت هَذِهِ الحكاية عن طاهر بْن أَحْمَد، عن مكّيّ. وقد
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 568.
[2] تاريخ بغداد 13/ 102، جامع الأصول 1/ 188.
[3] أستوا: بالضم ثم السكون، وضم التاء المثنّاة وواو، وألف. كورة من نواحي نيسابور معناه بلسانهم المضحاة والمشرقة، تشتمل على ثلاث وتسعين قرية وقصبتها خبوشان (معجم البلدان 1/ 175) .
[4] سير أعلام النبلاء 12/ 570.
[5] سير أعلام النبلاء 12/ 570، 571.(20/187)
كان مُسْلِم يختلف بعد هَذِهِ الواقعة إِلَى محمد، وإنّما انقطع عَنْهُ من أجل قصّة الْبُخَارِيّ.
وكان أبو عبد الله بْن الأخرم أعْرَف بِذَلِك، فأخبر عن الوحشة الأخيرة.
وسمعته يقول: كان مُسْلِم بْن الحَجّاج يُظْهِر القول باللّفْظ ولا يكتمه. فَلَمَّا استوطن الْبُخَارِيّ نَيْسابور أكثر مسلم الاختلاف إليه، فلما وقع بين الْبُخَارِيّ وبين محمد بْن يحيى ما وقع فِي مسألة اللّفظ، ونادى عليه، ومنعَ النّاس من الاختلاف إليه حَتَّى هجر وسافر من نَيْسابور، قَالَ: فقطعه أكثر النّاس من غير مُسْلِم، فبلغ محمد بْن يحيى فقال يومًا: ألا مَن قَالَ باللَّفْظ فلا يحلّ له أن يحضر مجلسنا.
فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته، وقام على رءوس النّاس، وبعثَ إليه بما كتب عَنْهُ على ظهر جَمّال.
وكان مُسْلِم يُظْهر القول باللَّفْظ ولا يكتمه [1] .
وقَالَ أبو حامد بْن الشَّرْقيّ: حضرت مجلس محمد بْن يحيى فقال: ألا مَن قَالَ: لفْظي بالقرآن مخلوق فلا يحضر مجلسَنا فقام مُسْلِم من المجلس [2] .
قَالَ أبو بَكْر الخطيب [3] : كان مُسْلِم يناضل عن الْبُخَارِيّ حَتَّى أوحش ما بينه وبين محمد بْن يحيى بسببه.
قَالَ أبو عبد الله الحاكم: ذكْر مصنَّفات مُسْلِم: كتاب «المُسْنَد الكبير على الرجال» ، ما أرى أنّه سمعه منه أحد، كتاب «الجامع على الأبواب» ، رَأَيْت بعضه، كتاب «الأسامي [4] والكنَى» ، كتاب «المُسْنَد الصّحيح» ، كتاب «التّمييز» ، كتاب «العِلَل» ، كتاب «الوحْدان» ، كتاب «الأفراد» ، كتاب «الأقران» ، كتاب «سؤالات [5] أَحْمَد بْن حنبل» كتاب [ «حديث] [6] عَمْرو بْن شُعَيْب» ، كتاب «الانتفاع بأُهُب السِّبَاع» ، كتاب «مشايخ مالك» ، كتاب «مشايخ الثَّوْريّ» ، كتاب
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 571، 572.
[2] تاريخ بغداد 13/ 103.
[3] في تاريخه 13/ 103، ووفيات الأعيان 5/ 194.
[4] في تذكرة الحفّاظ «الأسماء» ، والمثبت يتفق مع: المنتظم.
[5] في تذكرة الحفاظ «سؤالاته» ، والمثبت يتفق مع: المنتظم.
[6] إضافة من تذكرة الحفاظ.(20/188)
«مشايخ شُعْبَة» ، كتاب «من ليس له إلّا راوٍ واحد» ، كتاب «المُخَضْرمين» ، كتاب «أفراد الشّاميّين» [1] .
وقَالَ ابنُ عساكر فِي أول كتاب «الأطراف» له بعد ذكر «صحيح الْبُخَارِيّ» ، ثُمَّ سلك سبيله مُسْلِم، فأخذ فِي تخريج كتابه وتأليفه، وترتيبه على قسمين، وتصنيفه. وقصد أن يذكر فِي القسم الأول أحاديث أَهْل الإتقان، وَفِي القسم الثّاني أحاديث أَهْل السّتْر والصِّدقَ الّذين لم يبلغوا درجة المثَبَّتِين. فحال حُلُولُ المَنِيَّة بينه وبين هَذِهِ الُأمْنية، فمات قبل استتمام كتابه. غير أنَّ كتابه مع إعْوازِهِ اشتهرَ وانتشر.
وذكر ابنُ عساكر كلامًا غير هَذَا.
وقَالَ أبو حامد بْن الشَّرْقيّ: سمعت مسلمًا يقول: ما وَضَعْتُ شيئًا فِي هَذَا «المُسْنَد» إلّا بحُجّة، وما أسْقَطتُ منه شيئًا إلّا بحُجّة [2] .
وقَالَ ابنُ سُفْيَان الفقيه: قلت لمسلم: حديث ابنُ عجلان، عن زَيْد بْن أسلم: وَإِذَا قُرئ [3] فأنصتوا. قَالَ صحيح.
قلت: لِمَ لمْ تضعْه فِي كتابك؟
قَالَ: إنّما وضعت ما أجمعوا عليه.
قَالَ الحاكم: أراد مُسْلِم أن يخرج «الصّحيح» على ثلاثة أقسام وثلاث طبقات من الرُّواة.
وقد ذكر مُسْلِم هَذَا فِي صدر خُطْبته.
قَالَ الحاكم: فلم يُقَدَّر له إلّا الفراغ من الطبقة الأولى، ومات [4] .
ثُمَّ ذكر الحاكم ذاك القول الَّذِي هُوَ دعوى، وهو قَالَ أن لا يذكر من الحديث إلّا ما رواه صحابيٌ مشهور، له راويان ثقتان وأكثر، ثُمَّ يرويه عَنْهُ تابعيّ مشهور، له أيضًا راويان ثقتان وأكثر، ثُمَّ كذلك مَن بعدهم.
قَالَ أبو عليّ الْجَيّانيّ: المُراد بهذا أنّ الصحابيّ أو هَذَا التابعيّ، قد روى عَنْهُ رجلان خرج بهما عن حدّ الجهالة [5] .
__________
[1] المنتظم 5/ 32، تذكرة الحفاظ 2/ 590.
[2] تذكرة الحفّاظ 2/ 590، سير أعلام النبلاء 12/ 580.
[3] في الأصل: «قرأ» .
[4] سير أعلام النبلاء 12/ 574.
[5] سير أعلام النبلاء 12/ 574.(20/189)
قَالَ عِياض: وَالَّذِي تأوّله الحاكم على مُسْلِم من اخترام المَنِيّة له قبل استيفاء غَرَضه إلّا من الطبقة الأولى. فأنا أقول إنّك إذا نظرت تقسيم مُسْلِم فِي كتابه الحديث كما قَالَ على ثلاث طبقات من النّاس على غير تكرار. فذكر أنّ القسم الأول حديث الحُفّاظ، ثُمَّ قَالَ: إذا انقضى هَذَا أتْبَعَه بأحاديث من لم يوصف بالحِذْق والإتقان، وذكر أنّهم لاحقون بالطبقة الأولى، فهؤلاء مذكورون فِي كتابه لمن تدبَّر الأبواب، والطبقة الثالثة قومٌ تكلَّم فيهم قومٌ وزكّاهم آخرون، فخرج حديثهم من ضُعِّف أو اتُّهِمَ بِبِدْعة. وكذلك فعل الْبُخَارِيّ.
قَالَ عياض: فعندي أنّه أتى بطبقاته الثلاث فِي كتابه، وطرح الطبقة الرابعة [1] .
ثُمَّ سرد الحاكم تصانيف أخَرَ تركتُها.
ثُمَّ قَالَ: سمعت أَبَا عَبْد الله محمد بْن يعقوب يقول: تُوُفيّ مُسْلِم يوم الأحد، ودُفِنَ يوم الإثنين لخمسٍ بقين من رجب سنة إحدى وستّين ومائتين، وهو ابنُ خمسٍ وخمسين سنة [2] .
قلت: وقبره مشهور بنَيْسابور ويُزار. تُوُفيّ وقد قارب السّتّين. وقد سمعت كتابه على زينب الكِنْدِيّة إِلَى «النّكاح» ، وعلى ابنُ عساكر من «النّكاح» إِلَى آخر «الصّحيح» . كلاهما عن المؤيَّد الطُّوسيّ كتابة: أنا العزيزي، أنا الفارسي، أنا ابن عروبة، عن ابن سفيان، عن مسلم.
وسمعه المزني، والبرزالي، وطبقتهما قبلنا على القاسم الإربلي منه إجازة، بسماعه نقوله عن الطّوسيّ، وهو عذْلٌ مقبول.
وسمعه النّاس قبل ذلك على الرّضى التّاجر، وابن عبد الدّائم، والمُزَنيّين.
وبِقَيْد الحياة منهم عددٌ كثير من الشّيوخ والكُهُول فِي وقتنا بمصر، والشّام.
وسمعه النّاس قبل ذلك بحين على ابنِ الصّلاح، والسَّخَاويّ، وتلك الحَلَبة بدمشق على رأس الأربعين وستّمائة، من المؤيّد وأقرانه، وبمصر على ابنُ الحُبَاب، والمُدْلِجيّ، عن المأمون. فأحسن ما يُسمع فِي وقتنا على من يبقى من أصحاب هَؤُلَاء لَتَقَدُّم سماعهم، فإنْ تعذر فعلى أجلّ أصحاب المذكورين
__________
[1] مقدّمة صحيح مسلم بشرح النووي 23.
[2] تهذيب الأسماء واللغات ج 2 ق 1/ 92.(20/190)
قبلهم، وأجلّهم بالإقليمين علما وفضلا وثقة ونُبْلًا شيخ الْإِسْلَام أبو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن الفَزَاريّ الشّافعيّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وأرضاه.
169- مُصْعَب بْن أَحْمَد الْبَغْدَادِيّ القلانِسيّ الزّاهد [1] .
أبو أَحْمَد.
صحبه أبو سَعِيد بْن الأعرابيّ، وجعفر الخُلْديّ، وغيرهما.
وكان من طبقة الْجُنَيْد، ولكن تقدَّم موته.
كان على قدمٍ عظيمٍ من العبادة والأوراد والورع والتّجريد والقناعة، يأوي المساجد والصّحراء.
تُوُفيّ سنة سبعين.
170- مُعَاوِيَة بْن صالح ابْن الوزير أبي عُبَيْد الله مُعَاوِيَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ الأَشْعَرِيُّ [2] .
الحافظ أبو عُبَيْد الله.
رحل وكتب الكثير، وقلّد يحيى بْن مَعِين.
وحدَّث عن: أبي مُسْهَر الغسّانيّ، وعبد الله بْن جَعْفَر الرَّقّيّ، وأبي غسان النهدي، وخالد بن مخلد القطواني. وأبي الوليد الطيالسي، وأبي عبد الرحمن المقري، وخلق.
وعنه: النسائي، وقَالَ: لا بأس به [3] .
وعنه: أبو زُرْعة الدّمشقي، وأبو حاتم، وابن جَوْصا، وأبو عوانة، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (مصعب بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 13/ 114، 115 رقم 7097، الكامل في التاريخ 7/ 412.
[2] انظر عن (معاوية بن صالح) في:
عمل اليوم والليلة 333 رقم 462، ورقم 531، وتاريخ الطبري 1/ 16، 32، 48، 192 و 2/ 315، وصحيح ابن خزيمة 2/ رقم 1147 و 1202، وطبقات الحنابلة 1/ 389 رقم 500، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16/ 336 أ، ب، والمعجم المشتمل 293 رقم 1053، والفهرست لابن خير 478، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1344، 1345، والكاشف 3/ 139 رقم 5626، والعبر 2/ 27، والمعين في طبقات المحدّثين 101 رقم 1155، وسير أعلام النبلاء 13/ 23، 24 رقم 14، وتهذيب التهذيب 10/ 212 رقم 390، وتقريب التهذيب 2/ 259 رقم 1232، وخلاصة التذهيب 381، وشذرات الذهب 2/ 147.
[3] المعجم المشتمل 293.(20/191)
تُوُفيّ بدمشق سنة ثلاث وستّين ومائتين.
171- مُوسَى بْن بُغا الكبير [1] .
أحد قوّاد المتوّكل.
نُدِبَ سنة خمسين ومائتين لحرب أَهْل حمص حين قاتلوا واليهم. فأوقع بهم وقتل منهم خلْقًا، ورمى النّيران بحمص، وبالغ فِي العَسْف.
ثُمَّ ولي حرب الزَّنْج بالبصرة فنُصِر عليهم، وولي حرب الْحَسَن بْن أَحْمَد الكوكبيّ الحسينيّ الَّذِي استولى على قَزْوين وزنجان، فهزمه مُوسَى وقتل من عسكر الكوكبيّ نحو العشرة آلاف.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وستّين ومائتين.
172- مُوسَى بْن سهل بْن قادم [2] .
أبو عِمْرَانَ الرَّمليّ. أخو عليّ بن سهل.
__________
[1] انظر عن (موسى بن بغا) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 197، وتاريخ اليعقوبي 2/ 496، 501، وفتوح البلدان 159، 386، 398، وتاريخ الطبري 9/ 110، 130، 226، 227، 258، 276، 279، 306، 314، 356، 362، 373، 378، 389، 394، 406- 409، 438- 468، 473، 501، 504، 506، 512- 514، 517، 518، 520، 526، 532، 533، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 26- 28، 30- 33، 36، 38، 68، 73- 76، 83، 135، ومروج الذهب 4/ 160، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 293 و 3/ 24- 27، والتذكرة الحمدونية 2/ 232، وتجارب الأمم 6/ 555، 563، 581، ونهاية الأرب 22/ 331، 333، 335، والكامل في التاريخ 7/ 98، 118، 135، 144، 149، 169، 172، 178، 184، 203، 218، 219، 222- 228، 230، 231، 235، 240، 257، 161، 275- 277، 291، 305، 310، وتاريخ الخميس 2/ 383، ودول الإسلام 1/ 159، ومآثر الإنافة 1/ 249، 251، وشذرات الذهب 2/ 147.
[2] انظر عن (موسى بن سهل) في:
تاريخ الطبري 1/ 32، والجرح والتعديل 8/ 146 رقم 660، وصحيح ابن خزيمة 1/ رقم 43 و 3/ رقم 1530، والمعجم المشتمل 297 رقم 1067، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 531 وانظر: ج 33/ 217، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1386، وسير أعلام النبلاء 12/ 242 رقم 86، والكاشف 3/ 163 رقم 5802، وتهذيب التهذيب 100، 347 رقم 618، وتقريب التهذيب 2/ 284 رقم 1466، وخلاصة التذهيب 391، وموسوعة علماء المسلمين 5/ 102 رقم 1718.(20/192)
سمع: عليّ بْن عبّاس، وعَمْرو بْن هاشم البيروتيّ، وآدم بْن إياس، وطبقتهم.
وعنه: أبو داود، وابن خزيمة، ومحمد بن المسيّب الأرْغِيانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق [1] .
تُوُفّي فِي جُمَادى الأولى سنة اثنتين وستّين ومائتين.
173- مُوسَى بْن نصر بْن دينار [2] .
أبو سهل الرَّازيّ.
سمع: جرير بْن عَبْد الحميد، وعبد الرَّحْمَن بْن مغراء، وجماعة.
وعنه: أَهْل الرِّيّ.
لكن قَالَ أبو حاتم: هُوَ أكفر من إبليس. يقول: الجنّة والنّار لم يُخْلقا، وإن خُلِقتا فسَيَفْنَيَان.
نقله الخلّال فِي كتاب «السنة» له.
تُوُفيّ سنة إحدى وستّين ومائتين [3] .
__________
[1] وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وهو صدوق ثقة. (الجرح والتعديل) .
[2] انظر عن (موسى بن نصر) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 163، وتاريخ جرجان للسهمي 516، ولسان الميزان 6/ 134 رقم 461.
[3] وقال ابن حبّان: مات سنة ثلاث وستين ومائتين. وقال: وكان من عقلائهم، صدوق في الحديث.(20/193)
حرف النون
174- النَّضْر بْن الْحَسَن.
الْمَوْصِلِيّ الفقيه الحنفيّ.
روى عَنْهُ: يزيد بْن هارون، ورَوْح بْن عُبادة، ويَعْلَى بْن عُبَيْد، وجماعة.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن محمد الْمَوْصِلِيّ.
تُوُفيّ سنة إحدى أو اثنتين وستّين ومائتين.
175- النَّضر بْن سلمة بْن الجارود بْن يزيد.
سمع: جدّه، ويحيى بْن يحيى، وأبو الْوَلِيد الطَّيَالِسيّ.
وعنه: ولده الحافظ أبو بَكْر الجاروديّ، والحسن بْن عليّ بْن مَخْلَد، وغيرهما.(20/194)
حرف الهاء
176- الهيثم بْن سهل التُسْتَريّ [1] .
نزيل بغداد.
حدث عن: حمّاد بْن زَيْد، وأبي عَوَانه، وعليّ بْن مُسْهِر، وجماعة.
وعنه: عليّ بْن حَمَّاد، وجعفر والد أبي بَكْر القَطِيعيّ، ومحمد بْن يوسف الزّيّات، وأبو سَعِيد بْن الأعرابيّ، وآخرون.
ضعّفه الدّار الدّارَقُطْنِيّ [2] .
وقَالَ الحافظ عَبْد الغني الْمَصْرِيّ: ضرب القاضي إسماعيل على تحديث الهيثم بن سهل، عن حمّاد بْن زَيْد [3] ، وأنكر عليه.
وقَالَ الهيثم: وُلِدْتُ سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وعاش نيّفا وستّين.
__________
[1] انظر عن (الهيثم بن سهل) في:
تاريخ بغداد 14/ 60، 61 رقم 7401، والضعفاء والمتروكين 3/ 179 رقم 3619، وميزان الاعتدال 4/ 323 رقم 9306، وسير أعلام النبلاء 12/ 158، 159 رقم 58، والمغني في الضعفاء 2/ 716 رقم 6803، ولسان الميزان 6/ 207 رقم 735.
[2] تاريخ بغداد 14/ 61.
[3] وردت العبارة هكذا في الأصل، وهي في تاريخ بغداد: إن إسماعيل بن إسحاق القاضي ضرب الهيثم بن سهل على تحديثه عن حمّاد بن زيد وأنكر عليه ذلك.(20/195)
حرف الواو
177- وهْب بْن حَفْص بْن الْوَلِيد بْن المحتسب [1] .
الحرّانيّ الزّاهد.
عن: أَبِي قَتَادَة الحرّانيّ، وجعفر بْن عَوْن، وعبد الله بْن إِبْرَاهِيم الجدّيّ، وعثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وجماعة.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد بْن سهل الصّفّار، وأحمد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الصمد، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم النَّخَعيّ، وآخرون.
قَالَ أبو عَرُوبه: كذّاب يضع الحديث [2] .
وقَالَ أَحْمَد بْن خَالِد الحرّانيّ [3] : كان من الصّالحين. مكث عشرين سنة لا يكلّم أحدا [4] .
__________
[1] انظر عن (وهب بن حفص) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 3/ 76، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2532، 2533، وفيه: «وهب بن حفص بن عمر ويعرف بأبي الوليد بن المحتسب» ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 188 رقم 3679 وفيه «وهب بن حفص بن عمرو أبو الوليد» ، والمغني في الضعفاء 2/ 726، رقم 6902، وميزان الاعتدال 4/ 351 رقم 9425، والكشف الحثيث 453 رقم 827، ولسان الميزان 6/ 229، 230 رقم 819.
[2] الكامل 7/ 2532، وقال ابن عديّ: فسألته مرة أخرى عنه فقال: يكذب كذبا فاحشا، وهو ابن أخي عبد الرحمن بن عمرو.
[3] الكامل 7/ 2532.
[4] وقال ابن حبّان: كان شيخا مغفلا يقلب الأخبار ولا يعلم ويخطئ فيها ولا يفهم، ولا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
وقال ابن عديّ: وكل أحاديثه مناكير غير محظوظة. (الكامل 7/ 2533) .(20/196)
حرف الياء
178- ياسين بْن عَبْد الأحد بْن أبي زرارة [1] .
أبو اليُمْن القِتْبانيّ المصريّ.
عن: جدّه، وأيوب بْن سُوَيْد المصريّ الرمليّ، ونعيم بْن حَمَّاد، وجماعة.
وعنه: النَّسائيّ، وابن خُزَيْمَة، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القَزْوينيْ، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسابوريّ، وجماعة.
قَالَ النَّسائيّ: لا بأس به [2] .
واسم جدّه: اللَّيْث بْن عاصم.
قَالَ: ابنُ خُزَيْمَة: كان ياسين ملكًا من الملوك.
وقَالَ ابنُ يُونُس: صدوق [3] .
مات فِي عاشر رمضان سنة تسعٍ وستّين.
179- يحيى بْن حجّاج الأندلسيّ [4] .
عَنْ: يحيى بْن يَحْيَى اللَّيْثِيّ، وعيسى بْن دينار، وسَحْنُون بْن سَعِيد، وغيرهم.
قُتِلَ فِي الوقعة التي كَانَتْ بالأندلس بين المسلمين والمشركين فِي سنة ثلاثٍ وستّين. واستشهد فيها جماعة.
__________
[1] انظر عن (ياسين بن عبد الأحد) في:
المعجم المشتمل 315 رقم 1130، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1484، 1485، والكاشف 3/ 218 رقم 6232، وتهذيب التهذيب 11/ 173 رقم 295، وتقريب التهذيب 2/ 341 رقم 2، وخلاصة التذهيب 420.
[2] المعجم المشتمل 315.
[3] وقال مسلمة بن القاسم: مصريّ صدوق. (تهذيب التهذيب 11/ 173) .
[4] انظر عن (يحيى بن حجّاج) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 182 رقم 1560، وجذوة المقتبس 374 رقم 886، وبغية الملتمس 500 رقم 1466.(20/197)
180- يحيى بْن محمد بْن يحيى بْن عَبْد الله بْن خَالِد بْن فارس [1] .
الشّهيد أبو زكريا الذُّهْليّ النَّيْسابوريّ. شيخ نَيْسابور بعد والده ومفتيها، ورأس المطَّوّعة.
من القرّاء.
سمع: يحيى بْن يحيى، وإسحاق بْن رَاهَوَيْه، وجماعة ببلده، وإبراهيم بْن مُوسَى بالرِّيّ، وأبا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، وسلمان بْن حرب، وعليّ بْن عُثْمَان اللّاحقيّ، ومسدّد بالبصرة.
وأحمد بْن حنبل، وعليّ بْن الْجَعْد، وطائفة ببغداد، وإسماعيل بْن أبي أُوَيْس، وسعيد بْن مَنْصُور، وجماعة بالحجاز.
روى عَنْهُ: أَبُوهُ، والحسين بْن محمد القبّانيّ، وإبراهيم بن أبي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن صالح بْن هانئ، ومحمد بن يعقوب بْن الأصرم، وآخرون.
وكان لقبه: حَيْكان.
قَالَ الحاكم: حيْكان الشّهيد إمام نيسابور فِي الفتوى والرئاسة، وابن أميرها، ورأس المطَّوَّعة بخُراسان. كان يسكن بدار أَبِيهِ ولكلٍّ منهما فيه صَوْمعة وآثار لعبادتهما [2] .
وكان أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ قد ورد نَيْسابور ويحيى رئيس بها والقرّاء يَصْدُرُون عن رأيه.
وكانت الظّاهرية قد رفعت من شأنه وصيَّرته مُطَاعًا، ولم يُحسِن أَحْمَد الصُّحبةَ معه، وقصد الوضْع منه. ومع هَذَا فكان أحمد مجتهدا في التّمكّن من
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد بن يحيى) في:
الجرح والتعديل 9/ 186 رقم 774، وتاريخ بغداد 14/ 217- 219 رقم 7508، والكامل في التاريخ 7/ 300، 301، والمنتظم 5/ 62 رقم 143، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1516، 1517، وسير أعلام النبلاء 12/ 285- 294 رقم 105، والكاشف 3/ 234 رقم 6355، والعبر 2/ 36، وميزان الاعتدال 4/ 407 رقم 9624، والبداية والنهاية 11/ 42، ومرآة الجنان 2/ 180، وتهذيب التهذيب 11/ 276- 278 رقم 550، وتقريب التهذيب 2/ 357 رقم 170، والنجوم الزاهرة 3/ 43، وخلاصة التذهيب 428، وشذرات الذهب 2/ 152. وهو الّذي يقال له: «حيكان» أو «كيكان» .
[2] تذكرة الحفّاظ 2/ 607، سير أعلام النبلاء 12/ 285، النجوم الزاهرة 3/ 43.(20/198)
الإمارة والاستبداد والأمور دون عِلْم يحيى، فكان لا يقدر، فَلَمَّا قدِم شِيرَوَيْه تمكّن. فَلَمَّا خرج عن البلد تشوّش النّاس. وعرض يحيى بضعة عشر ألفا، وحاربوا قوّاد الخجستانيّ وطردوهم. وقتلوا أمّ أَحْمَد. فَلَمَّا رجع طلب يحيى وقتله.
سمعت أَبَا عَبْد الله بْن خُزَيْمَة يقول: ما رَأَيْت مثل حيْكان لا رحِمَ الله قاتله [1] .
وسمعت محمد بْن يعقوب يقول: أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ هاربًا من نَيْسابور، فَلَمَّا خشي أهلُها رجوعَه اجتمعوا على باب حَيْكان يسألونه القيام لمنع الخُجُسْتانيّ، فامتنع. فَمَا زالوا به حَتَّى أجابهم. فعرضوا عليه زُهاء عشرة آلاف. ولمّا رجع الخُجُسْتانيّ تفرّقوا عن حَيْكان، فطُلِبَ، فخاف وهرب، فبينا هُوَ يسير فِي قافلة بين الحمّالين وهو بِزيِّهم إذ عرف. فأخذ وأتوا به إلى الخُجُسْتانيّ، فحبسه أيّامًا، ثُمَّ غُيِّب شخصهُ. فَقِيلَ: إنّه بنى عليه جدارًا، وقِيلَ: قتله سرًّا [2] .
سمعت أَبَا عليّ أَحْمَد بْن محمد بْن زَيْد خَتن حَيْكان على ابنته يقول:
دخلنا على أبي زكريّا بعد أن رُدّ من الطريق فقال: اشترك فِي دمي خمسة:
العبّاسان، وابن ياسين، وشِيرَوَيْه، وأحمد بْن نصر اللّبّاد [3] .
سمعت أَبَا بَكْر الضُّبَعيّ يقول: سمعت نوح بن أَحْمَد: سمعت الخُجُسْتانيّ يقول: دخلت على حيكان فِي مَحْبَسه على أن أضربه خشبتين وأُطْلقه، فلما قربت منه قبضت على لحيته، فعض على خصيتي حتى لم أشك أنّه قاتلي، فَذَكَرْت سِكِّينًا فِي خُفّي، فجررتها وشَقَقْتُ بطْنه [4] .
سَمِعْتُ محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ: حضرنا الإملاء عند يحيى بْن محمد فِي رمضان، وقُتِل فِي شوّال سنة سبْعٍ وستّين، فَرَبَضَتْ مجالسُ الحديث، وخُبِّئت المحابر، حَتَّى لم يقدر أحد يمشي بمحبرة ولا كراريس إلى
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 219.
[2] انظر: تاريخ بغداد 14/ 218.
[3] سير أعلام النبلاء 12/ 287.
[4] سير أعلام النبلاء 12/ 287، تذكرة الحفاظ 2/ 617، 618، تهذيب التهذيب 22/ 277.(20/199)
سنة سبعين، فاحتال أبو سَعِيد بْن إِسْمَاعِيل فِي ورود السَّرِيّ بْن خُزَيْمَة وعقد له مجلس الإملاء، وعلَّى المحبرة بيده، واجتمع عنده خلقٌ عظيم حَتَّى حضر ذلك المجلس [1] .
قَالَ محمد بْن عَبْد الوهاب الفرّاء: حَتَّى لا نستطيع أن نسايره نَحْنُ ولا أعقابنا أنّ رجلًا جعل نحره لنا ونحن مطمئنون نعبد الله.
قَالَ صالح بْن محمد الحافظ فِي كتابه إِلَى أبي حاتم الرَّازيّ: كتبت تسألني عن أحوال أَهْل العلم بنَيْسابور وما بقي لهم من الإسناد فاعلم أنّ أخبار الدّين وعلم الحديث دون سائر العلوم اليوم مطروح مجفوّ حاله وأهل العناية به فِي شغل بالفِتَن الّتي دَهَمَتْهم وتواترت عليهم عند مقتل أبي زكريا يحيى بْن محمد بْن يحيى، وقد مضى لسبيله، ولم يخلف أحد مثله. ولزِم كلّ خاصّة نفسه. ومرقت طائفة ممّن كانوا يُظْهرون السنة فصارت تَدِين بدين ملوكها.
وقَالَ أبو عُمَر أَحْمَد بْن الْمُبَارَك المستملي: رَأَيْت يحيى فقلت: ما فعل الله بك؟
فقال: غُفِر لي.
فقلت: ما فعل الله بالخُجُسْتانيّ. بعده سنة واحدة، وقتله غلمانه كما تقدم [2] .
181- يزيد بْن سِنَان بْن يزيد [3] .
أبو خَالِد البصْريّ القزّاز، مَوْلَى قُرَيْش.
نزل مصر، وحدَّث عن: يحيى بْن سَعِيد القطّان، ومُعاذ بْن هشام،
__________
[1] تذكرة الحفاظ 2/ 617، سير أعلام النبلاء 12/ 288، 289.
[2] قَالَ ابن أَبِي حاتم: سمعتُ منه بالرّيّ بمحضر أبي وأبي زرعة، أملى علينا من حفظه، وهو صدوق. (الجرح والتعديل) .
وقال المزكّي: كان يحيى بن محمد له موضع من العلم والحديث. (تاريخ بغداد 14/ 218) .
[3] انظر عن (يزيد بن سنان) في:
مسند أبي عوانة (في مواضع كثيرة) ، والجرح والتعديل 9/ 267 رقم 1121، والثقات لابن حبّان 9/ 276، والمنتظم 5/ 49 رقم 115، والمعجم المشتمل 324 رقم 1169، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1534، وميزان الاعتدال 4/ 428 رقم 9706، وسير أعلام النبلاء 12/ 554 رقم 212، والكاشف 3/ 244 رقم 6426، وتهذيب التهذيب 11/ 335 رقم 631، وتقريب التهذيب 2/ 366 رقم 365، وخلاصة التذهيب 432.(20/200)
وعبد الرَّحْمَن بن مهديّ، وجماعة.
وعنه: النَّسائيّ، وأبو عوانة، والطّحاويّ، وابن أبي حاتم [1] ، وآخرون.
وهو أخو محمد بْن سِنان القزّاز صاحب الجزء المشهور، وعمّ محمد بْن خُزَيْمَة الَّذِي سكن معه مصر.
وكان ثقة نبيلًا عالمًا. خرّج لنفسه «المُسْنَد» .
وهو آخر من حدّث عن يحيى القطّان بديار مصر.
تُوُفيّ فِي جُمادى الأولى سنة أربعٍ وستّين [2] .
182- يعقوب بْن بختان [3] .
الفقيه، صاحب الْإِمَام أَحْمَد.
روى عن: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وأحمد بْن حنبل.
وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدنيا، وأحمد بن محمد بن أبي شَيْبَة.
قَالَ الخطيب: كان أحد الصالحين الثّقات [4] .
183- يعقوب بْن شَيْبَة بْن الصَّلْت بْن عُصْفُور [5] .
الحافظ الكبير أبو يوسف السَّدُوسيّ البصْريّ، نزيل بغداد.
سمع: عليّ بْن عاصم، ويزيد بْن هارون، وأزهر السَّمّان، وبِشْر بْن عُمَر الزّهْرانيّ، وجعفر بْن عَوْن، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهميّ، وأبا عامر العَقَديّ، وعبد الوهاب الخفّاف، ووهْب بْن جرير، ويعلى بن عبيد،
__________
[1] وهو قال: كتبت عنه وهو صدوق ثقة. (الجرح والتعديل) .
[2] وبها أرّخه ابن حبّان.
[3] انظر عن (يعقوب بن بختان) في:
تاريخ بغداد 14/ 280 رقم 7573 وفيه كنيته «أبو يوسف» .
[4] وقال ابن أبي الدنيا: كان من خيار المسلمين.
[5] انظر عن (يعقوب بن شيبة) في:
طبقات الحنابلة 1/ 416 رقم 543، وتاريخ بغداد 14/ 281- 283 رقم 7575، والمنتظم 5/ 43 رقم 94، والعبر 2/ 52، وسير أعلام النبلاء 12/ 476- 479 رقم 174، وتذكرة الحفاظ 2/ 577، 578، ودول الإسلام 1/ 159، والبداية والنهاية 11/ 35، والنجوم الزاهرة 3/ 37، وطبقات الحفاظ 254، وشذرات الذهب 2/ 146، ومعجم المؤلّفين 13/ 250، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 222 رقم 79، والديباج المذهب 355، والأعلام 9/ 6.(20/201)
وخلْقًا من طبقتِهم.
ثُمَّ كتب عن طبقةٍ أخرى بعدهم، كعليّ بْن المدينيّ، ويحيى بْن معين، وأحمد بْن حنبل.
ثُمَّ كتب عن طبقةٍ أخرى بعدهم كالحسن بْن عليّ الحلْوانيّ، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ، وهارون الجمّال.
روى عَنْهُ: حفيده محمد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، ويوسف بْن يعقوب الأزرق، وجماعة.
وثّقه الخطيب [1] ، وغيره.
وصنَّف مسندًا كبيرًا إِلَى الغاية القُصْوى لم يُتمّه. ولو تمّ لجاء فِي مائتي مجلّد.
قال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: لو كان كتاب يعقوب بْن شَيْبَة مسطورًا على حرامٍ لَوَجَبَ أن يُكْتَب [2] .
وقَالَ أبو بَكْر الخطيب [3] : حَدَّثَنِي الأزهريّ قَالَ: بلغني أنّه كان فِي منزل يعقوب بْن شَيْبَة أربعون لحافًا أعدَّها لمن كان يكتب عنده من الورّاقين الّذين يبيّضون «المُسْنَد» ، ولَزِمَه على ما خرج منه عشرة آلاف دينار.
قَالَ: وقِيلَ لي: إنّ نسخةً بمُسْنَد أبي هُرَيْرَةَ شُوهِدت بمصر، فكانت مائتي جزء [4] .
قَالَ: وَالَّذِي ظهر له من «المُسْنَد» : مُسْنَد العشرة، وابن مَسْعُود، وعمّار، وعُقْبة بْن عَدْوان، وبعض الموالي.
قلت: وبلغني أنّ مُسْنَد عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه له فِي خمس مجلَّدات، وقع لنا الجزء الأول من مُسْند عمّار بُعُلوّ.
قَالَ أَحْمَد بْن كامل القاضي: كان يعقوب من كبار أصحاب أَحْمَد بْن المعدّل، والحارث بْن مِسْكين. فقيهًا ثريًّا. وكان يقف فِي القرآن [5] .
__________
[1] في تاريخه 14/ 281.
[2] تاريخ بغداد 14/ 281.
[3] في تاريخه 14/ 281.
[4] المنتظم 5/ 43.
[5] تاريخ بغداد 14/ 283.(20/202)
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى بْن خاقان: أمر المتوكل بمُسْنَد أَحْمَد بْن حنبل عمّن يتقلّد القضاء. قَالَ: فسألته، حَتَّى قلت: يعقوب بْن شَيْبَة؟
فقال: مبتدع صاحب هوى [1] .
قَالَ أبو بَكْر الخطيب [2] : وُصِف بِذَلِك لأجل الوقف، يعني يقول فِي القرآن فلا يقول: مخلوق ولا غير مخلوق.
قلت: أَخَذَ الوقف عن شيخه أَحْمَد بْن المعدل.
قَالَ المَرُّوذيّ: أظهر يعقوب بْن شَيْبَة الوقف فِي ذلك الجانب، فحذِر أبو عبد الله أَحْمَد بْن حنبل منه.
تُوُفيّ فِي ربيع الأول سنة اثنتين وستّين.
184- يعقوب بْن اللَّيْث الصّفّار [3] .
الأمير أبو يوسف السّجِسْتانيّ، المستولي على خُراسان.
ذكر عليّ بن محمد أنّ يعقوب وعمرا كانوا أخوين صفارين [4] يظهران الزهد.
وكان صالح بن النضر المطوعي مشهورا بقتال الخوارج، فصحباه إلى أن مات، فتولّى مكانه درهم بْن الحسين المطّوّعيّ، فصار معه يعقوب [5] .
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 282.
[2] في تاريخه 14/ 282، والمنتظم 5/ 43.
[3] انظر عن (يعقوب بن الليث) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 495، 504، وتاريخ الطبري 9/ 255، 382- 386، 409، 476، 502، 507- 512، 514- 520، 527، 530، 531، 533، 543، 544، والتنبيه والإشراف 319، وتاريخ سنيّ ملوك الأرض 170، 171، وصورة الأرض لابن حوقل 353، وتجارب الأمم 6/ 563، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 3/ 25، 28، 105، ومروج الذهب 3158- 3176، 3185، 3240، والبدء والتاريخ 6/ 121، 122، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 46، 71- 73، 75- 79، 87، 226. والكامل في التاريخ 7/ 64، 120، 184، 185، 191، 193، 247. 261، 262، 266، 268، 276، 277، 280، 288، 296، 300، 310، 321، 325، 327، 367 و 8/ 277 و 11/ 345، والمنتظم 5/ 56 رقم 129، ووفيات الأعيان 6/ 402، 432، ونهاية الأرب 22/ 332، 333، والمختصر في أخبار البشر 2/ 52، ودول الإسلام 1/ 158- 160، والعبر 2/ 19، 24، 32، وسير أعلام النبلاء 12/ 513- 515 رقم 191، والبداية والنهاية 11/ 39، ومرآة الجنان 2/ 180، وتاريخ ابن الوردي 1/ 338، 339، ومآثر الإنافة 1/ 259، والنجوم الزاهرة 3/ 38، وشذرات الذهب 2/ 150، 151.
[4] يعملان في النحاس، كما في: سير أعلام النبلاء 12/ 513.
[5] الكامل في التاريخ 7/ 184، وفيات الأعيان 6/ 402.(20/203)
ثُمَّ إنّ أمير خُراسان ظفر بدرهم، وبعث به إِلَى بغداد، فحبسوه ثُمَّ أطلقوه، فخدم السّلطان، ثُمَّ إنّه تنسّك ولزِم الحجّ، وأقام ببيته.
قَالَ ابنُ الأثير [1] : تغلب صالح بْن النَّضْر الكِنانيّ على سِجِسْتان ومعه يعقوب، فاستنقذها منه طاهر بْن عَبْد الله بْن طاهر. ثُمَّ ظهر بها درهم المطَّوِّعيّ فغلب عليها، وصار يعقوب قائد عسكره.
ورأى أصحاب دِرْهم عجزه وضَعْفه، فملكوا عليهم يعقوب لمّا رأوا من حُسْن سياسته. فلم ينازْعه دِرْهم. واستبدّ يعقوب بالإمرة، وقويت شوكته.
قَالَ عليّ بْن محمد: لمّا دخل درهم بغداد وَلِيَ يعقوب أمر المطّوّعة، وحارب الخوارج الشّراة حَتَّى أفناهم، وأطاعه جُنْدُه طاعة لم يطيعوها أحدًا.
واشتهرت صَوْلتُه، وغلب على سجِسْتان، وهَرَاة، وبُوشَنْج، ثُمَّ حضّهُ أَهْل سجِسْتان على حرب التّرْك الّذين بأطراف خُراسان مع رُتْبِيل لشدّة ضررهم، فغزاهم وظفر برُتْبيل فقتله، وقتل ثلاثة من ملوك التُّرْك، ثُمَّ ردّ إِلَى سِجِسْتان وقد حمل رءوسهم مع رءوس أُلوفٍ منهم، فرهبته الملوك الّذين حوله، ملك المُولتان، وملك الرُّخَّج، وملك الطّبْسين، وملوك السِّنْد [2] .
وكان على وجهه ضربة مُنْكَرَةَ من بعض قتال الشُّراة، سقط منها نصف وجهه، وَخَاطه ثُمَّ عُوفي [3] .
وقد أرسل إِلَى المعتز باللَّه هديّة عظيمة، من جملتها مسجد فضّة يسع خمسة عشر نَفْسًا يصلُّون فِيهِ [4] . وكان يُحمل على عدّة جِمال، ويُفَكَّك ثُمَّ يُركَّب.
ثُمَّ إنّه حارب عسكر فارس سنة خمسٍ وخمسين ومائتين، وقتل منهم أُلُوفًا. فكتب إليه وجُوه أَهْل فارس: إنّ كنت تريد الدّيانة والتّطَوُّع وقتل الخوارج فما ينبغي لك أن تتسرع فِي الدّماء [5] . واعتدّوا للحصار، ونازلهم ووقع القتال،
__________
[1] في الكامل في التاريخ 7/ 184، 185، واقتبسه ابن خلّكان في وفيات الأعيان 6/ 403.
[2] وفيات الأعيان 6/ 403، 404.
[3] وفيات الأعيان 6/ 405.
[4] وفيات الأعيان 6/ 405.
[5] وفيات الأعيان 6/ 407.(20/204)
فظفر يعقوب بأميرهم عليّ بْن الْحُسَيْن بْن قُرَيْش وقد أُثْخِنَ بالجراح، وقتل من جُنْد فارس خمسة آلاف [1] .
ودخل يعقوب شِيراز، فأمَّن أهلها وأحسن إليهم. وأخذ من ابنُ قُرَيش أربعمائة بدرة، فأنفق في جيشه لكل واحد ثلاثمائة درهم [2] .
ثُمَّ بسط العذاب على ابنُ قُرَيْش حَتَّى أنّه عصره على أُنْثَيَيْه وصدْغَيْه، وقيّده بأربعين رطلًا، فاختلط عقله من شدّة العذاب [3] .
ورجع يعقوب إِلَى سِجِسْتان، وخلع المعتز، وبويع المعتمد على الله. ثُمَّ رجع يعقوب إِلَى فارس، فجبى خراجها ثلاثين ألف ألف درهم. واستعمل عليها محمد بْن واصل [4] .
وكان يحمل إِلَى الخليفة فِي العام نحو خمسة آلاف ألف درهم [5] .
وعجز الخليفة عَنْهُ، ورضي بمُدَاراته ومُهادنته. ودخل يعقوب إِلَى بَلْخ فِي سنة ثمانٍ وخمسين. ودخل إِلَى نَيْسابور بعد شهرين، وابن طاهر فِي أسْره ومعه ستُّون نفْسًا من أَهْل بيته، فقصد يعقوب جُرْجان وطَبَرِسْتان، فالتقاه المتغلِّب عليها حسن بْن زَيْد العلويّ فِي جيشٍ كبيرٍ، فحمل عليهم يعقوب فِي خمسمائة من غلمانه، فهزمهم. وغنم يعقوب ثلاثمائة وقرْ مالًا كَانَتْ خزانة الْحَسَن بْن زَيْد، وأسر جماعة من العلويّين وأساء إليهم.
وكانت هذه الوقعة في رجب في سنة ستّين [6] .
ثُمَّ دخل آمُل طَبَرِسْتان وقَصَد الرِّيّ، وأمر نائبها بالخروج عَنْهَا، وأظهر أنّ المعتمد على الله ولّاه الرِّيّ. فغضب المعتمد عند ما بلغه ذلك، وعاقب غلمان يعقوب الّذين ببغداد. فسار يعقوب في سنة إحدى وستّين نحو جرجان، فقصده الْحَسَن بْن زَيْد العلويّ فِي الدَّيْلم من ناحية البحر، فنال من يعقوب وهزمه إِلَى جُرْجان. فجاءت بجُرْجان زلزلة قتلت من جُنْد يعقوب ألفي نفس. وأقام يعقوب
__________
[1] وفيات الأعيان 6/ 409.
[2] وفيات الأعيان 6/ 410.
[3] وفيات الأعيان 6/ 410.
[4] وفيات الأعيان 6/ 411.
[5] وفيات الأعيان 6/ 411.
[6] وفيات الأعيان 6/ 411.(20/205)
بها فظلم وعَسَف، واستعان مَن ببغداد مِن أَهْل خُراسان على يعقوب، فعزم المعتمد على حربه، ورجع يعقوب إِلَى جوار الرِّيّ وأخذ يستعدّ. ودخل نَيْسابور وصادر أهلها، ثُمَّ خرج إِلَى سِجِسْتان [1] .
وجاءت كُتُب المعتمد إِلَى أعيان خُراسان بالحطّ على يعقوب وبأنْ يهتمّوا له. فأخذَ يكاتب الخليفة ويُداريه، ويسأله ولاية خُراسان وفارس وشرطتي بغداد وسامرّاء، وأن يعقد أيضًا على الرِّيّ، وطَبَرِسْتان، وجُرْجان، وأَذْرَبِيجَان، وكرْمان، وسِجِسْتان، ففعل ذلك المعتمد بإشارة أَخِيهِ الموفَّق. وكان المعتمد مقهورًا مع أَخِيهِ الموفَّق، فاضطّربت الموالي بسامرّاء لذلك وتحرّكوا [2] .
ثُمَّ إنّ يعقوب لم يلتفت إِلَى ما أُجيبَ إليه من ذلك، ودخلَ خُوزستان وقارب عسكر مُكْرَم عازمًا على حرب المعتمد، وأخذ العراق منه. فوصلت طلائع المعتمد، وأقبلت جيوش يعقوب إِلَى قرب دير العاقول، ووقع المصافّ، فبرز بين الصّفَّين خشتج أحد قوّاد المعتمد وقَالَ: يا أَهْل خُراسان وسِجِسْتان ما عرفناكم إلّا بالطاعة والتّلاوة والحجّ، وإنّ دينكم لا يتّم إلّا بالإتّباع. وما نشك أنّ هَذَا الملعون قد موَّه عليكم، فَمَنْ تمسَّك منكم بالإسلام فلينفُرْ عَنْهُ. فلم يجيبوه [3] .
وقِيلَ: كان عسكر يعقوب ميلًا فِي ميل، ودوابُّهم على غاية الفراهة، فوقف المعتمد بنفسه، وكشف الموفَّق أخوه رأسه وقَالَ: أَنَا الغلام الهاشميّ.
وحمل وحمي الحرب، وقُتِل خلقٌ من الفريقين، فهُزِم يعقوب وأُخِذَتْ خزائنه، وما أفلت أحد من أصحابه إلّا جريحًا، وأدركهم الليل فوقعوا من الزّحمة وأثقلتهم الجراح [4] .
وقَالَ أبو السّاج ليعقوب: ما رأيتك، وما رَأَيْت منك شيئًا من تدبير الحرب، فكيف كنت تغلب النّاس؟ فإنّك جعلت ثِقَلَك وأسْراك أمامك، وقصَدت بلدًا على قلة معرفة منك بمَخَائضه وأنهاره، وسرت من السّوس إلى
__________
[1] وفيات الأعيان 6/ 412.
[2] وفيات الأعيان 6/ 413.
[3] وفيات الأعيان 6/ 414.
[4] الكامل لابن الأثير 7/ 290، 291، وفيات الأعيان 6/ 415.(20/206)
واسط فِي أربعين يومًا، وأحوال عسكرك مُنْحَلَّة. فقال: لم أعلم أنّي محارب، ولم أشكّ فِي الظَّفر [1] .
وقَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن أبي طاهر: بعث يعقوب رُسُلَه إِلَى المعتمد، ثُمَّ سار إِلَى واسط فاستناب عليها، ووصل إِلَى دَيْر العاقول، فسار المعتمد لحربه [2] .
وقَالَ أبو الفَرَج الكاتب: نهض الخليفة لمحاربة الصّفّار، ولم تزل كُتُبه تصل إِلَى الخليفة بالمراوغة ويقول: إنّي قد علمت أنّ نهوض أمير المؤمنين يشرّفني وينبّه على موقعي منه. والخليفة يرسل إليه ويأمره بالانصراف، ويحذّره سوء العاقبة. ثمّ عبّأ الخليفة وجيشه، وأرسلوا المياه على طريق الصّفّار، فكان ذلك سبب هزيمته، فإنّهم أخذوا عليه الطّريق وهو لا يعلم. والتحم القتال، ثُمَّ انهزم الصّفّار وغنموا خزائنه. وتوهَّم النّاس أنّ ذلك حيلة منه ومكرًا، ولولا ذلك لاتّبعوه. ورجع المعتمد منصورًا مسرورًا [3] .
وخلص من أسر الصّفّار يومئذٍ محمد بْن طاهر أمير خُراسان، وجاء فِي قيوده إِلَى الخليفة، فخلع عليه خلْعةً سلطانية [4] .
وقِيلَ إنّ بعض جيش يعقوب كانوا نصارى على أعلامهم الصُّلْبان [5] .
وكانت الوقعة فِي ثاني عشر رجب سنة اثنتين وستّين [6] .
وانهزم الصّفّار إِلَى واسط، وعاث أصحابه فِي أعمال واسط، ثُمَّ سار إِلَى تُسْتَر، لم يهجمه أحد، ولا اقتحموا عليه، فحاصر تُسْتَر وأخذها. وتراجع جيشه وكثُر جمعه [7] .
وكان موته بالقُولَنْجٍ، فَقِيلَ: إنّ طبيبةُ أخبره أنّ لا دواء له إلّا الحُقْنة فامتنع، وبقي ستّة عشر يوما وهلك [8] .
__________
[1] وفيات الأعيان 6/ 415.
[2] وفيات الأعيان 6/ 416.
[3] وفيات الأعيان 6/ 416، 417.
[4] وفيات الأعيان 6/ 417.
[5] وفيات الأعيان 6/ 418.
[6] وفيات الأعيان 6/ 419.
[7] وفيات الأعيان 6/ 419.
[8] وفيات الأعيان 6/ 420.(20/207)
وكان المعتمد قد أنفذ إليه رسولًا يترضاه فوجده مريضًا [1] .
وكان الْحَسَن بْن زَيْد العلويّ صاحب جُرْجان يسمّيه السّندان لثَباته. وكان قل أن يُرَى متبسّمًا [2] .
وولي بعده أخوه وأحسن السّيرة إِلَى الغاية، وامتدّت أيّامه [3] .
مات يعقوب فِي رابع عشر شوّال سنة خمسٍ وستّين بجُنْدَيْسابور.
185- يعقوب الزّيّات.
أحد مشايخ الطّريق بالعراق، صحب أَبَا تراب النَّخْشبيّ، وأبا حاتم العطّار، وأبا عليّ بْن الذّارع.
وذكر السُّلَميّ فقال: هُوَ من أقران الْجُنَيْد.
مات هُوَ وأخوه جَعْفَر مُحرِمَيْن فِي طريق الحجّ سنة اثنتين وستّين.
186- يوسف بْن بحر التّميميّ [4] .
أبو القاسم، قاضي حمص.
روى عن: عليّ بْن عاصم، ويزيد بْن هارون، وطبقتهما.
وعنه: ابنُ صاعد، ومحمد بن المسيّب الأرْغِيانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، ومحمد بن سليمان بْن حيدرة.
وأمّا أخوه خيثمة بْن سُلَيْمَان [5] فأسرته الإفرنج، فلم يخلص من الأسر
__________
[1] وفيات الأعيان 6/ 421.
[2] وفيات الأعيان 6/ 421.
[3] وفيات الأعيان 6/ 421.
[4] انظر عن (يوسف بن بحر) في:
الجرح والتعديل 9/ 219، 220 رقم 915، والثقات لابن حبّان 9/ 282 وفيه «يوسف بن بحر الجبليّ، من أهل جبلة» ، وقال محقّقه بالحاشية (8) : «لم نظفر به» ، والأسامي والكنى للحاكم (مخطوطة دار الكتب المصرية) ج 1 ورقة 9 ب، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2627، 2628، وتاريخ بغداد 14/ 305، 306 رقم 7617، وطبقات الحنابلة 1/ 420 رقم 549، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 19/ 586، وميزان الاعتدال 4/ 462، 463 رقم 9589، وسير أعلام النبلاء 13/ 122، 123 رقم 61، والمغني في الضعفاء 2/ 762 رقم 7229، ولسان الميزان 6/ 318، 319 رقم 1142، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 226، 227 رقم 1864.
[5] في الأصل: «خيثمة بن بحر» وهو وهم، والصواب ما أثبتناه فهو: خيثمة بن سليمان القرشيّ الأطرابلسي أخو محمد بن سليمان بن حيدرة، وكان أسره الفرنج أربعة أشهر. انظر حكاية(20/208)
حَتَّى مات يوسف. وكان بغداديًا نزل الشّام.
قال ابن عديّ [1] : ليس بالقويّ، أتى عن الثّقات بمناكير [2] .
187- يوسف بْن محمد بْن صاعد [3] .
مَوْلَى بني هاشم، أخو الحافظ يحيى.
سمع: خلّاد بْن يحيى، وسليمان بْن حرب، وجماعة.
روى عَنْهُ: أخوه يحيى، وعليّ بْن إِسْحَاق المادَرَائيّ، وعبد الله الحامض.
وكان مُوَثَّقًا [4] .
تُوُفيّ سنة سبْعٍ وستّين [5] .
188- يُونُس بْن حبيب [6] .
أبو بِشْر العِجْليّ، مولاهم الإصبهانيّ.
روى عن: أبي دَاوُد الطيالسيّ جملة كثيرة من «المُسْنَد» .
وعن: عامر بن إبراهيم، وبكر بن بكّار، ومحمد بن كثير الصّنعانيّ [7] ، وجماعة.
__________
[ () ] أسره في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 582، وبغية الطلب لابن العديم (المخطوط) 5/ 250، وكتابنا: من حديث خيثمة الأطرابلسي 30، 31.
[1] في الكامل 7/ 2627 وفيه: «ليس بالقوي رفع أحاديث وأتى ... » .
[2] وذكره ابن حبّان في «الثقات» .
وقال الدارقطنيّ: ليس بالقويّ. (تاريخ بغداد 14/ 306) .
وقال الحاكم: ليس بالمتين عندهم. (الأسامي والكنى 1/ ورقة 9 ب) .
[3] انظر عن (يوسف بن محمد) في:
تاريخ بغداد 14/ 307 رقم 7621.
[4] وثّقه الدار الدّارقطنيّ.
[5] وقال البربهاري: وحدّث مجلسا واحدا.
[6] تاريخ الطبري 7/ 23، ومسند أبي عوانة (في مواضع كثيرة جدا) ، وذكر أخبار أصبهان 2/ 345، والجرح والتعديل 9/ 237، 238 رقم 1000، وطبقات المحدّثين بأصبهان 3/ 4- 6 رقم 236، والثقات 9/ 290، والأنساب 12/ 40، والتمهيد 2/ 299، والتقييد لابن الصلاح 2/ 309، وسير أعلام النبلاء 12/ 596، 597 رقم 227، والعبر 2/ 37، والبداية والنهاية 11/ 41، ودول الإسلام 1/ 161، وغاية النهاية 2/ 406 رقم 3948، وشذرات الذهب 2/ 152.
[7] في سير أعلام النبلاء 12/ 596: «محمد بن نشر- بالنون- الصنعاني» ، ويقول خادم العلم «عمر تدمري» : هذا وهم، محمد بن نشر هو حمداني كوفي مؤذّن ابن الحنفية، وليس بالصنعاني. (انظر: تهذيب التهذيب 9/ 488 رقم 796) .(20/209)
وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وعليّ بن رستم، وأبو بكر بن عاصم، جماعة.
آخرهم موتًا عَبْد الله بْن جَعْفَر بْن فارس.
قال ابن أبي حاتم [1] : كتبت عنه [بأصبهان] وهو ثقة. وحدَّثني ابنُ أبي عاصم أنّ أَحْمَد بْن الفُرات أمره بالكتابة عن يُونُس بْن حبيب.
وقَالَ غيره [2] : كان عظيم القدر بإصبهان، معروفًا بالسّتْر والصّلاح. تُوُفيّ سنة سبْعٍ وستّين أيضًا.
روى القراءة عن قتيبة بن مهران [3] .
__________
[1] في الجرح والتعديل، والإضافة منه.
[2] هو أبو نعيم الأصفهاني في: ذكر أخبار أصفهان 2/ 346.
[3] وكان يونس من الرواة عن أبي داود يقال إنه كان عنده ثلاثين ألفا عن أبي داود وكان من المعروفين بالستر والصلاح وكان مقبول القول، وكان كتب إليه المعتز باللَّه كتابا بالنظر في أمر متظلّم تظلّم إليه وحمله وأباه على الحق، وكان عظيم القدر خطيرا. (طبقات المحدّثين لأبي الشيخ) .(20/210)
الكُنَى
189- أبو حاتم العطّار [1] .
الْبَصْرِيّ العارف، أحد مشايخ الطّريق بالبصرة.
قَالَ ابنُ الَأعرابي: لم يبلغنا أنّه كان في عصره أحد يُقَدَّم عليه فِي العلم بهذه المذاهب، وكان مع ذلك ملازمًا لسوقه وتجارته. يركب الحمار ويدلّل فِي العطّارين غير متمكن من الدُّنيا منحلّ، غير أنّه يرِد فِي هَذِهِ المذاهب حَتَّى ناب عن غيره، وتَلْمَذَ له من كان بالبصرة ممّن هُوَ أحسن منه.
وكان البغداديون يدخلون البصرة يقصدون كلٌّ منهم محمد بن وهب، ويعقوب الزَّيَّات، ورزيق النّفّاط، وغيرهم.
وكان ظاهره مظاهر التّجار والعامّة منبسطًا معهم، فإذا تكلم كان غير ذلك.
أخبرني محمد بْن عليّ: سمع أَبَا حَمْزَةَ الْبَغْدَادِيّ: ربّما ذكر أبو حاتم، وكان يتكلم يوم الجمعة، فيقول فِي كلامه: لا تسألوني عن حالي، واعْفوا لي عن نفسي. حسابي على غيركم. اجعلوني كالفتيل أحرق نفسي وأُضيء لكم.
وكان لا يظهر عليه خشوع ولا تنكيس رأس ولا لباس. وكان من أَهْل السنة والإتقان، يُزْري على الغسّانيّة وأهل الأوراد وأخْذِ المعلوم، كما يذمّ أَهْل الدُّنيا ومن يأوى إِلَى الأسباب.
يقول: من لم يعبد الله الغالب على قلبه، فإنّما يعبد هواه ونفسه.
وكان يقول: من ذكر الله نسي نفسه. ومن ذكر نعمة الله نسي عمله.
وكان عامّة فِي المعاني. ويقول: الأبطال فِي النُّجوم، والسّرائر فِي القلوب.
وتحتاج تتوب من توبتك وتعبد الله له لا لك.
ويْحَك كم تبكي وتصيح، صحّح واسترح.
__________
[1] انظر عن (أبي حاتم العطار) في:
طبقات الصوفية 146 في ترجمة أبي تراب النخشبي.(20/211)
السيّاحة بالقلوب، وسَيْر الشّواتي سفر لا يقضي.
دع الإحصاء والعَدَد، وصُمِ الدُّنيا وأفطِر الآخرة.
وكان يقول، إذا رَأَى عليهم الفُوَط والّأبْراد والصوف، وهم يُصَلّون: قد نشرتم أعلامكم وضربتم طُبُولكم، فليت شعري فِي اللّقاء أيّ رجال أنتم؟
قَالَ رُزَيق النّفّاط، أو غيره: رَأَيْت أَبَا حاتم بيده عطْر يعرضه للبيع، فسألته عن مسألة، فقال: لكلّ مقامٍ مقال، ولكن اصْبِر حَتَّى أفرغ. وكان إذا فرغ جلس يوم الجمعة، اجتمع إليه الصُّوفية وأصحاب الحديث والغُرَباء، وعامّة، مسجد البصرة، وجميع الطبقات.
وكان الّذين يلزمون حلقته: ابنُ الشُّوَيْطيّ. وأبو سَعِيد الغَنَويّ، والمَرْزُوقيّ. وكان الغَنَويّ يميل إِلَى شيءٍ من الكلام ويعرفه.
وكان فِي المسجد طائفة من النّاس يُنْكِرون على أَهْل المحبّةِ لمّا يبلغهم من التّخليط، وكانوا أهل حديث، وكلّهم يستملي أَبَا حاتم ويُعْجبه كلامه لِرِقَّته، ولقَوْله بالسنة ومخالفته الغسّانيّة.
وكانوا يميلون إليه هُوَ وعبد الجبار السُّلَمّي، والحسن بْن المُثَنَّى، وأحمد بن أبي عُمَر، وابن أبي عاصم، والْجُذُوعيّ. كلّ هَؤُلَاء صوفيّة المسجد من أَهْل السنة والحديث يتحلّون النُّسُك والأمر بالمعروف والنَّهْي عن المُنْكَر.
وكان لهم بالبلد قدْرٌ وهَيْبة.
وقَالَ السُّلَمّي: كان أبو حاتم العطّار أستاذ الْجُنَيْد، وأبي سَعِيد الخرّاز.
وكان من جِلّة مشايخهم، مِن أقران أبي تراب النَّخْشبيّ. وهو أول من تكلّم بالعراق فِي علوم الإشارات.
وعن محمد بْن وهْب قَالَ: دخلت البصرة أَنَا ويعقوب الزَّيَّات، فأتينا أَبَا حاتم العطّار، فدقَقْنا الباب، فقال: من هَذَا؟
قلت: رَجُل يقول الله.
فخرج ووضع خدّه على الأرض، وقَالَ: بقي مَن يُحْسِن يقول الله! 190- أبو حَمْزَةَ البغداديّ الصوفيّ [1] .
__________
[1] انظر عن (أبي حمزة البغدادي) في:(20/212)
أحد الكبار، اسمه محمد بْن إِبْرَاهِيم.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وستّين [1] . قاله أبو سَعِيد بْن الأعرابيّ.
تحوَّل ترجمته إِلَى هنا من بعد الثمانين.
ومن أخباره: قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ فِي كِتَابِ «طبقات النُّسَّاك» : قدم أبو حَمْزَةَ من طَرَسُوس إِلَى بغداد، فجلس واجتمع إليه النّاس. وما زال مقبولًا حَسَن الظّاهر والمنزلة إِلَى أن تُوُفيّ. وحضر جنازته أَهْل العلم والنُّسُك. وصلّى عليه بعض بنيه، وغسّله جماعة من بني هاشم.
وقُدِّم عليه الْجُنَيْد، يعني فِي الصّلاة، فامتنع، فتقدَّم ولده. وقام المكبرِّون يسمعون النّاس [2] .
وصعد الخطيب المعروف بالكاهليّ على سطح ليبلّغ النّاس.
قال ابن الأعرابيّ: وكنت أَنَا وأبو بَكْر غلام بُلْبل، ومحمد الدِّينَوريّ، بائتين فِي مسجد أبي حَمْزَةَ ليلة موته، فمات فِي السَّحَرِ. وأُخبرتُ أنَه كان يقرأ حزبه من القرآن حَتَّى ختم فِي تلك اللّيلة. وكان صاحب ليل، مقدَّمًا فِي علم القرآن وحِفْظه. خاصّة قراءة أبي عَمْرو. وقد حملها عَنْهُ جماعة. وأخذ عَنْهُ كتاب اليزيديّ [3] . وأخبرني مَرْدَويْه أبو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ أنّه لم يَرَ أحدًا يقدّمه فِي قراءة أبي عَمْرو، والقيام بها على أبي حَمْزَةَ.
وقد قرأ ابنُ مجاهد على مَرْدَويْه.
وكان سبب عِلّته أنّ النّاس كثُروا، فأُتي أبو حَمْزَةَ بكُرسيّ، فجلس عليه، ثُمَّ مرّ فِي كلامه بشيءٍ أعجبه، فردّده وأُغمي عليه حَتَّى سقط عن الكرسيّ [4] .
__________
[ () ] طبقات الصوفية للسلمي 295- 298 رقم 10، وحلية الأولياء 10/ 320- 322 رقم 590، والرسالة القشيرية 432، والفهرست لابن النديم، المقالة 5، الفن 5، وتاريخ بغداد 1/ 390- 394 رقم 364، وطبقات الحنابلة 1/ 268، 269 رقم 380، والمنتظم 5/ 68، 69 رقم 155، وسير أعلام النبلاء 13/ 165- 168 رقم 99، والوافي بالوفيات 1/ 344، 345 رقم 229، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 116، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 177، وكشف المحجوب 194 وقد تقدم في المحمّدين برقم (126) .
[1] في طبقات الصوفية 296: توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. قال ابن الجوزي: والأول أصح.
(المنتظم 5/ 69) .
[2] انظر: سير أعلام النبلاء 13/ 168.
[3] سير أعلام النبلاء 13/ 168.
[4] طبقات الصوفية 295.(20/213)
وقد كان هَذَا يصيبه كثيرًا، فانصرف من المجلس بين اثنين يوم الجمعة، فتعلّل ودُفِن فِي الجمعة الثانية بعد الصّلاة.
وكان أستاذ البغداديّين، وهو أوّل من تكلّم ببغداد فِي هَذِهِ المذاهب من صفاء الذِّكْر وجمع الهمّة والمحبّة والشَّوْق والقُرب والُأنس [1] ، لم يسبقه بها على رءوس النّاس ببغداد أحد [2] .
وكان قد طاف البلاد، وصحِب النُّسَاك بالبصرة، وغيرهما.
وسافر مع أبي تراب وأشكاله طالبًا الحقائق.
وجالس أَبَا نصر التّمّار، وأحمد بن حنبل، وسَرِيّ السَّقَطيّ، وهو مَوْلَى لعيسى بْن أبان القاضي [3] .
وقد سمعت أَبَا حَمْزَةَ غير مرّة يقول: قَالَ لي أَحْمَد بْن حنبل: يا صوفيّ ما نقول فِي هَذِهِ المسألة [4] ؟
191- أبو السّاج [5] .
كان من كبار قُوّاد المعتمد على الله، وإليه تُنْسب الأجناد السّاجيّة ببغداد [6] .
مات بجُنْدَيْسابُور فِي ربيع الأول سنة ستٍّ وستّين ومائتين، وخلّف أموالا عظيمة.
__________
[1] حلية الأولياء 10/ 320.
[2] تاريخ بغداد 1/ 393، المنتظم 5/ 69.
[3] حلية الأولياء 10/ 320، تاريخ بغداد 1/ 390.
[4] طبقات الصوفية 295، تاريخ بغداد 1/ 390، طبقات الحنابلة 1/ 268، المنتظم 5/ 69.
[5] انظر عن (أبي الساج) في:
تاريخ الطبري 9/ 47، 51، 85، 206، 293، 314، 315، 317، 321، 327، 330، 332، 333، 335، 353، 370، 371، 513، 515، 516، 549، ومروج الذهب 3093، 4104، والمنتظم 5/ 56، والكامل في التاريخ 7/ 85، 151، 152، 157، 168، 176، 276، 278، 290، 292، 333، 362، 372، 396، ووفيات الأعيان 2/ 250، 251، وزبدة الحلب 1/ 74، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) ج 2/ 299.
واسمه ديوداد بن ديودست.
[6] وفيات الأعيان 2/ 251.(20/214)
(بعون الله وتوفيقه تمّ إنجاز تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» لمؤرّخ الإسلام الحافظ «شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي» - رحمه الله- على يد الفقير إليه تعالى، طالب العلم وخادمه «أبو غازي» ، عمر عبد السلام تدمري، الحاج الأستاذ الدكتور، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، الطرابلسيّ مولدا وموطنا، وقد قام بتصحيحه، وضبط نصّه، وتخريج أحاديثه وأشعاره، والإحالة إلى مصادره، فكان الفراغ منه قبيل غروب شمس يوم الخميس الرابع من شهر شوّال 1411 هـ. الموافق للثامن عشر من شهر نيسان (أبريل 1991 م.) والرجاء من الله تعالى أن يفتح علينا فتوح العارفين ويوفّقنا لإنجاز هذا السّفر الجليل، ويجعل عملنا هذا خالصا لوجهه، وخدمة لتراث الأمّة، وهو المستعان والموفّق) .(20/215)
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الثامنة والعشرون
سنة إحدى وسبعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: عَبَّاس الدُّوريّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن مَنْصُور الحارثيّ، ومحمد بْن حَمَّاد الظهراني، ومحمد بْن سِنَان القزاز، ويوسف بْن سَعِيد بْن مُسْلِم.
[تعطيل الجمعة فِي مسجد الرَّسُول]
وفيها دخل محمد، وعليّ ابنا الْحُسَيْن بْن جَعْفَر بْن مُوسَى بْن جَعْفَر الصّادق بْن محمد المدينة، فقتلا فيها، وجَبَيا الأموال، وعطِّلت الجمعة والجماعة فِي مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهرًا [1] .
[عزْل عَمْرو بْن اللَّيْث]
وفيها عزل المعتمد عَمْرو بْن اللّيث، وأمر بلعنه على المنابر [2] . وولّى
__________
[1] انظر عن تعطيل الجمعية في:
تاريخ الطبري 10/ 7، وتاريخ حلب للعظيميّ 267، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 80، والكامل في التاريخ لابن الأثير 7/ 413، ونهاية الأرب للنويري 22/ 339، 340، وتاريخ ابن خلدون 3/ 344، والنجوم الزاهرة 3/ 65.
[2] انظر عن عزل ابن الليث ولعنه في:
تاريخ الطبري 10/ 7، وتاريخ حلب للعظيميّ 267، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 80، والكامل في التاريخ لابن الأثير 7/ 413، والبداية والنهاية 11/ 48، 49، وتاريخ ابن خلدون 3/ 344، والنجوم الزاهرة 3/ 65.(20/219)
خُراسان محمد بْن طاهر [1] . وكان محمد ببغداد، فاستناب عَنْهُ على نَيْسابور رافع بْن هرثمة [2] .
[إقرار نصر بْن أَحْمَد على بخارى وسمرقند]
وأمر على بخارى وسمرقند نصر بْن أَحْمَد بْن أسد [3] .
[مسير رافع بْن هرثمة إِلَى جرجان]
ثُمَّ جاءت كتب الموفَّق إِلَى رافع بقصد جرجان وآمل، وكانت للحسن بْن زَيْد، فسار إليه رافع سنة أربع وسبعين [4] .
[الوقعة بين أبي الْعَبَّاس بْن الموفَّق وخمارويه]
وفيها كَانَتْ وقعة عظيمة بين أبي الْعَبَّاس بْن الموفق، وبين خمارويه بن أحمد بن طولون بأرض فلسطين. كان الموفَّق قد جهز ولده فِي جنود العراق، وأعطاه الأموال، وولّاه أعمال مصر والشام. فسار إِلَى الشّام، فنزل بفلسطين.
وجاء خمارويه، وكان قد قام فِي ولاية أَبِيهِ بعده، فالتقيا بحيث جرت الأرض من الدماء. ثُمَّ انهزم خمارويه إِلَى مصر، ونُهِبَتْ أثقاله. ونزل أبو الْعَبَّاس فِي مضربه.
وكان سعد أعدّ كمينًا لخمارويه، فخرج على أبي الْعَبَّاس وهم عابرون، فانهزم جيشه، وذهب إِلَى طَرَسُوس منهزمًا فِي نفرٍ يسير، وذهبت خزائنه. فانتهب الجميع سعد ومن معه. وهذا من أعجب الأمور، وهو انهزام كل واحدٍ من المقدمَّين، ثُمَّ اقتتال عسكرهما بعد رواحهما. ثُمَّ كان النّصر للمصريّين [5] .
__________
[1] انظر عن ولاية ابن طاهر في:
تاريخ حلب للعظيميّ 267، والمنتظم 5/ 80، والكامل في التاريخ 7/ 414، والنجوم الزاهرة 3/ 65.
[2] الخبر في:
تاريخ بخارى للنرشخي 113، والكامل في التاريخ 7/ 414، والنجوم الزاهرة 3/ 65.
[3] انظر: تاريخ بخارى للنرشخي 112.
[4] تاريخ بخارى للنرشخي 114، 115.
[5] انظر عن الوقعة في:(20/220)
[تقييد ابنُ أبي الساج وإطلاقه]
وفيها قدم يوسف بْن أبي الساج مقيدًا على جمل. وكان قد وثب على الحاجّ، فقاتلوه وأسروه، ثُمَّ إنّه حَسنت حاله، وبكى على فعله، وشفع فِيهِ مؤنس، فأطلق [1] .
[خروج إِسْحَاق الطالبي وإفساده بالمدينة]
وفيها خرج بالمدينة إِسْحَاق بْن محمد الطالبي الجعفري، فقتل أمير المدينة الفضل بْن الْعَبَّاس بْن حسن العباسي، وعاث وأفسد وخرّب المدينة.
__________
[ () ] تاريخ الطبري 10/ 8، وولاة مصر للكندي 259، 260، والولاة والقضاة، له 235، ومروج الذهب 4/ 210، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 113، 114، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 80، والكامل في التاريخ 7/ 415، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 81، ونهاية الأرب 22/ 340، والمختصر في أخبار البشر 2/ 54، وتاريخ ابن الوردي 1/ 240، ودول الإسلام 1/ 165، والبداية والنهاية 11/ 49، ومرآة الجنان 2/ 186، وتاريخ ابن خلدون 3/ 344، والنجوم الزاهرة 3/ 50، وتاريخ الخلفاء 366.
[1] انظر عن ابن أبي الساج في:
تاريخ الطبري 10/ 8، والمنتظم 5/ 80، والكامل في التاريخ 7/ 417، ونهاية الأرب 22/ 340، والنجوم الزاهرة 3/ 65.(20/221)
سنة اثنتين وسبعين ومائتين
تُوُفيّ فيها: أَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي وهو ابنُ عاصم الإصبهانيّ، وأبو عُتْبة أَحْمَد بْن الفرج الحمصيّ، وأحمد بْن مهديّ بْن رستم، وسليمان بْن سيف الحرّاني، وأبو أَحْمَد محمد بْن عَبْد الوهاب الفراء، وأبو جَعْفَر محمد بْن عَبْد الله بْن المنادي، ومحمد بْن عوف الحمصي.
[الخلاف بين ابنُ الموفَّق ويازمان الخادم]
وفيها وقع خلاف بين أبي الْعَبَّاس بْن الموفَّق وبين يازمان [1] الخادم فِي طَرَسُوس، فأخرج أهلها أَبَا الْعَبَّاس عَنْهُمْ. فقدِم بغداد فِي جمادى الآخرة [2] .
[دخول الخوارج المَوْصِل]
وفيها دخل حمدان بْن حمدون وهارون الشّاريّ الخوارج مدينة المَوْصِل.
وصلّى الشّاريّ بالنّاس في الجامع [3] .
__________
[1] في الأصل: «بازمان» بالباء الموحّدة، وكذا في كل المواضع التي تستقبلنا. والتحرير من: تاريخ الطبري، وغيره. وفي الكامل في التاريخ 7/ 418 «بازمار» وهو تحريف.
[2] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 9، وتاريخ حلب للعظيميّ 267، والكامل في التاريخ 7/ 418، والبداية والنهاية 11/ 50، والنجوم الزاهرة 3/ 67.
[3] انظر خبر الشاري في:(20/222)
[القبض على صاعد بْن مخلد وبنيه]
وفيها قبض الموفَّق على صاعد بْن مخلد وعلى بنيه ومواليه، واستكتب عوضه إِسْمَاعِيل بْن بلبل [1] .
[حركة الزَّنْج بواسط]
وفيها تحركت الزَّنْج بواسط وصاحوا: أنكلائيّ [2] يا مَنْصُور. وكان أنكلائيّ [2] ابنُ الخبيث، وسليمان بْن جامع، والمهلبي، والشعراني، وغيرهم من قواد الزَّنْج محبوسين ببغداد فِي يد فتح السعيدي. فكتب إليه الموفَّق أن يذبح الجماعة ويبعث رءوسهم، ففعل [3] .
وقِيلَ صلبت أبدانهم على الجسر. والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________
[ () ] تاريخ الطبري 10/ 9، وتاريخ حلب للعظيميّ 267، والكامل في التاريخ 7/ 419، والبداية والنهاية 11/ 50، والنجوم الزاهرة 3/ 67.
[1] انظر عن ابن مخلد في:
تاريخ الطبري 10/ 10، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 114، والكامل في التاريخ 7/ 419، والفخري لابن طباطبا 252، والبداية والنهاية 11/ 50.
[2] في تاريخ الطبري: «أنكلاي» ، وفي الأصل: «الكلائي» .
[3] انظر عن حركة الزنج في:
تاريخ الطبري 10/ 11، وتاريخ حلب للعظيميّ 267، والمنتظم 5/ 85، والكامل في التاريخ 7/ 420، والفخري لابن طباطبا 250، 251، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 161، والبداية والنهاية 11/ 50، والنجوم الزاهرة 3/ 67.(20/223)
سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن الْوَلِيد الفحّام، وإسحاق بْن سيّار النصيبي، وحنبل بْن إِسْحَاق، والفضل بْن شخرف، وأبو أُميّة محمد بْن إِبْرَاهِيم الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بْن يزيد بْن ماجة.
[وقعة الرافقة]
وفيها كَانَتْ بالرافقة [1] واقعة بين إِسْحَاق بْن كنداج [2] ، ومحمد بْن أبي الساج، فانهزم إِسْحَاق. ثُمَّ تواقعا أيضًا، فانهزم إِسْحَاق فِي ذي الحجة [3] .
[قَتْلُ ملك الروم]
وفيها وثب ثلاثة بنين لملك الروم على أبيهم فقتلوه، وملّكوا أحدهم [4] .
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري 10/ 12: «الرّقّة» ، ولا خلاف، فالإثنان واحد.
[2] في الأصل ورد: «إسحاق بن سيار النصيبي وكنداج» ، وهذا شطح قلم، والتصحيح من: تاريخ الطبري: «إسحاق بن كنداج» ، وفي الكامل: «إسحاق بن كنداجيق» .
[3] انظر عن وقعة الرافقة في:
تاريخ الطبري 10/ 12، والعيون والحدائق ق 4 ج 1/ 116، والكامل في التاريخ 7/ 424، والبداية والنهاية 11/ 51، والنجوم الزاهرة 3/ 69.
[4] انظر عن قتل ملك الروم في:
تاريخ الطبري 10/ 12، وتاريخ حلب للعظيميّ 268، والمنتظم 5/ 88، والكامل في التاريخ 7/ 422، 424، والبداية والنهاية 11/ 51، والنجوم الزاهرة 3/ 69.(20/224)
[القبض على لؤلؤ الطولوني]
وفيها قبض الموفَّق على لؤلؤ الطّولونيّ، وأخذ له أربعمائة ألف دينار شَرَهَا. ولم يكن له ذنب، بل ادعي عليه أنّه كاتب خمارويه بْن أحمد بن طولون [1] . والله أعلم.
__________
[1] انظر عن لؤلؤ في:
تاريخ الطبري 10/ 12، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 115، 116، وتاريخ حلب للعظيميّ 268، والكامل في التاريخ 7/ 425، والبداية والنهاية 11/ 51، وتاريخ ابن خلدون 3/ 345، والنجوم الزاهرة 3/ 69.(20/225)
سنة أربعٍ وسبعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن الْوَلِيد الفحام النصيبيّ، وإسحاق بْن سيار النصيبي، وحنبل بْن إِسْحَاق، والفتح بْن شخرف، وأبو أُميّة محمد بْن إِبْرَاهِيم الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بْن يزيد بْن ماجة، والحسن بْن مكرم، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم الواسطيّ، ومحمد بْن عِيسَى بْن حِبّان المدائنيّ، وأبو غسان مالك بْن يحيى، بمصر.
وفيها خرج الموفَّق إِلَى كرمان لحرب عَمْرو بْن اللَّيْث الصّفّار [1] .
وفيها غزا يازمان الخادم الروم، فقتل وسبى [2] وعاد سالمًا [3] .
__________
[1] تاريخ الطبري 10/ 13، الكامل في التاريخ 7/ 426، نهاية الأرب 22/ 340، البداية والنهاية 11/ 52، تاريخ ابن خلدون 3/ 345.
[2] في الأصل: «سبا» .
[3] تاريخ الطبري 10/ 13، تاريخ حلب للعظيميّ 268، الكامل في التاريخ 7/ 427، البداية والنهاية 11/ 52، 53.(20/226)
سنة خمسٍ وسبعين ومائتين
تُوُفيّ فيها: أبو بَكْر المروزيّ الفقيه، وأحمد بْن يحيى بْن ملاعب، والحسين بْن محمد بْن أبي معشر نجيح، وأبو دَاوُد صاحب السنن، وأبو عوف البزوريّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مرزوق، ويحيى بْن جَعْفَر بْن الزِّبْرِقان.
[غزوة يازمان البحر]
وفيها غزا يازمان البحر، فأخذ عدّة مراكب للروم [1] .
[حبس الموفّق لابنه أبي الْعَبَّاس]
وفيها حبس الموفَّق ابنه أَبَا الْعَبَّاس، فشغب أصحابه وحملوا السلاح، واضطربت بغداد. فركب الموفَّق وقَالَ: يا أصحاب ولدي أتراكم أشفق على ابني منّي؟ وقد احتجت إِلَى تأديبه.
فوضعوا السلاح وتفرَّقوا، واطمأنُّوا عليه [2] .
والله أعلم.
__________
[1] انظر عن غزوة يازمان في:
تاريخ الطبري 10/ 14، وتاريخ حلب للعظيميّ 268، والكامل في التاريخ 7/ 433.
[2] انظر خبر حبس الموفق في:
تاريخ الطبري 10/ 15، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 118، والكامل في التاريخ 7/ 433، ونهاية الأرب 22/ 341.(20/227)
سنة ست وسبعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن حازم بْن أبي غَرَزَة، وبَقِيّ بْن مخلد الأندلسيّ، وعبد الله بْن مُسْلِم بْن قُتَيْبَةَ، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْعَوَّام، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الصائغ، ومحمد بْن سعد العوفي، ويزيد بْن محمد بْن عَبْد الصمد.
[رضا المعتمد على عَمْرو بْن اللَّيْث]
وفيها رَضِيَ المعتمد على عَمْرو بْن اللَّيْث، وكتب اسمه على الأعلام والأترِسة ببغداد [1] .
[هرب ابنُ أبي الساج من خمارويه]
وفيها قدم محمد بن أبي السّاج هاربا من خمارويه بعد وقعات جرت بينهما، وضعف عنه محمد [2] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 16، والمنتظم 5/ 99، 100، والكامل في التاريخ 7/ 436، ونهاية الأرب 22/ 341، والبداية والنهاية 11/ 56، وتاريخ ابن خلدون 3/ 345، والنجوم الزاهرة 3/ 74.
[2] انظر عن هرب ابن أبي الساج في:
تاريخ الطبري 10/ 16، وولاة مصر للكندي 262، والولاة والقضاة، له 238، والكامل في(20/228)
[مسير الموفَّق إِلَى إصبهان]
وفيها سار الموفَّق إِلَى إصبهان، فنزح محمد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي دُلَف بجيشه وعِياله [1] .
[ولاية ابنُ اللَّيْث شرطة بغداد وعزله]
وفيها ولي عَمْرو بن اللَّيْث شرطة بغداد. ثُمَّ بعد قليل غضب عليه المعتمد وعزله، وأسقط اسمه من الأعلام [2] .
__________
[ () ] التاريخ 7/ 429، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 784 ودول الإسلام 1/ 167، وتاريخ ابن خلدون 3/ 333، والنجوم الزاهرة 3/ 74.
[1] انظر عن مسير الموفّق في:
العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 119، والكامل في التاريخ 7/ 436.
[2] انظر عن ابن الليث في:
تاريخ الطبري 10/ 16 و 17، والمنتظم 5/ 100، والكامل في التاريخ 7/ 436، والنجوم الزاهرة 3/ 75.(20/229)
سنة سبعٍ وسبعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: إِبْرَاهِيم بْن أبي العيش القاضي، والحسن بْن سلام السواق، وأبو حاتم الرَّازيّ، ومحمد بْن الجهم السمري.
[اتفاق يازمان وخمارويه]
وفيها اتفق يازمان الخادم أمير الثغر مع خمارويه، ودعا له على المنابر بطرسوس. فبعث إليه بثلاثين ألف دينار، وخمسمائة دابّة، وخمسمائة ثوب من مصر. ثمّ بعث إليه بخمسين ألف دينار [1] .
[استيلاء ابنُ هرثمة على طبرستان]
وفيها: استولى ابن هرثمة على طبرستان.
__________
[1] انظر عن يازمان في:
تاريخ الطبري 10/ 18، وولاة مصر للكندي 263، والولاة والقضاة، له 239، وتاريخ حلب للعظيميّ 269، والكامل في التاريخ 7/ 439، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 84 وفيه «يازمار» ، ونهاية الأرب 22/ 342، والبداية والنهاية 11/ 57، وتاريخ ابن خلدون 3/ 345، والنجوم الزاهرة 3/ 76.(20/230)
سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين
تُوُفيّ فيها: أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وإِبْرَاهِيم بْن الهيثم البلديّ، وعبد الكريم بْن الهيثم الديرعاقولي، والأمير أبو أَحْمَد الموفَّق، ومحمد بْن شداد المسمعي، وموسى بْن سهل الوشّاء، وموسى بْن عِيسَى بْن المنذر الحمصي، وهاشم بْن مرثد الطَّبَرَانِيّ.
[غور النيل بمصر وغلاء الأسعار]
وفيها وردت الأخبار أن نيل مصر غار ونقص نقصًا عظيمًا، وغلت الأسعار.
قَالَ «أبو المظفر بْن الجوزي» [1] : غار النيل فلم يبق منه شيء.
__________
[1] قول ابن الجوزي في «المنتظم» (5/ 110) ونصّه: «وفي هذه السنة غار ماء النيل، وكان ذلك شيئا لم يعهد مثله، ولا بلغ في الأخبار السالفة» . وقد نقله «النويري» في: نهاية الأرب 22/ 344، وابن كثير في: البداية والنهاية 11/ 61، وابن تغري بردي في النجوم الزاهرة 3/ 77، والسيوطي في: تاريخ الخلفاء 366.
أما ابن إياس، فذكر خبر النيل مرتين، فقال في حوادث سنة 278: «احترق (كذا في المطبوع) بحر النيل جميعه، حتى لم يبق منه شيء، فكان الناس يشربون من الحفائر، وهذا شيء لم يعهد بمثله فيما تقدّم» . (بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 170) ثم ذكر ابن إياس الخبر ثانية نقلا عن ابن الجوزي. (ج 1 ق 1/ 173) .(20/231)
قلت: ولم يتعرض «المسبحي» فِي تاريخه إِلَى شيء من ذلك.
[مرض الخليفة الموفَّق ووفاته]
وَفِي المحرم انصرف الموفَّق من الجبل إِلَى بغداد مريضًا، وكان به نُقْرُس. وزاد مرضه فصار داء الفيل. وكان يبردون رجليه بالثلج، ويحمل على سرير، يحمله عشرون نفسًا. فقال مَرَّة للذين يحملون: لعلكم قد ضجرتم منّي. وددت الله أني كأحدكم أحمل على رأسي وآكل، وأني فِي عافية.
وقَالَ فِي مرضه: قد أطبق ديواني على مائة ألف مرتزق، وما أصبح فيهم أسوأ حالًا منيّ.
وزاد به انتفاخ رجله ومات [1] .
[ظهور القرامطة بسواد الكوفة]
وفيها ظهرت القرامطة بسواد الكوفة، وقد اختلفوا فيهم على أقوال:
أحدها: إنّه قَدِمَ رجلٌ من ناحية خوزستان إِلَى الكوفة، فنزل النهرين وأظهر الزهد والتقشف، يعمل الخوص ويصوم. وَإِذَا جلس إليه إنسان وعظه وزهّده في الدّنيا، وأعلمه أنّ الصّلوات المفترضة في اليوم واللّيلة خمسون صلاة. حتى خشي ذلك منه. ثمّ أعلمهم أنه يدعو إِلَى إمام من أَهْل البيت، فكانوا يجلسون إليه. ثُمَّ نظر نخلًا، فكان يأخذ من بقالٍ كل ليلة رطل تمر ثُمَّ يفطر عليه، ويبيعه النوى.
فأتاه أصحاب النخل فأهانوه، وقَالَوا: ما كفاك أكل تمر النخل حَتَّى تبيع النوى؟ فقال البقال: ويحكم ظلمتموه، فإنه لم يذق تمركم، وإنما يشتري منّي
__________
[1] انظر عن وفاة الموفّق في:
تاريخ الطبري 10/ 20- 22، ومروج الذهب 4/ 227، 228، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 121- 122، والإنباء في تاريخ الخلفاء 138، والمنتظم 5/ 109، 110، والكامل في التاريخ 7/ 441، 442، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 148، ونهاية الأرب 22/ 342، 343، والمختصر في أخبار البشر 2/ 54، وتاريخ ابن الوردي 1/ 241، ودول الإسلام 1/ 168، والبداية والنهاية 11/ 61، ومرآة الجنان 2/ 192، وتاريخ الخميس 2/ 383، وتاريخ ابن خلدون 3/ 335 و 346، وتاريخ الخلفاء 366.(20/232)
التمر فيفطر عليه، ويبيعنيّ النوى.
فندموا على ضربه وتحللوه، وازداد نبلًا عند أَهْل القرية. وتبعه جماعة، فكان يأخذ من كل رجلٍ دينارًا، واتخذ منهم اثني عشر نقيبًا. وفرض عليهم كل يومٍ خمسين صلاة، سوى نوافل اشتغلن بها عن زراعاتهم، فخربت الضياع.
وكانت للهيصم ضياع هناك فقصروا. فبلغه شأنه، فطلبه وسأله عن أمره، فَأَخْبَرَه ودعاه إِلَى مذهبه. فحبسه فِي بيتٍ وحلف ليقتلنه. فسمعته جارية من جواريه، فرقت له، وأخذت المفتاح وفتحت عليه. ثُمَّ قفلت الباب، وأعادت المفتاح إِلَى مكانه، فانتبه الهيصم ففتح الباب فلم يجده. وقَالَ النّاس: رفع إِلَى السماء.
ثُمَّ ظهر فِي مكانٍ آخر، فسألوه عن قصته فقال: من تعرض لي بسوء هلك. ثُمَّ انسحب إِلَى الشّام، فلم يعرف له خبر. وصحبه رجل يقال له كرميتة [1] ، ثمّ خفّف، فَقِيلَ قرمط.
وَفِي قولٍ: كان هَذَا الرجل قد لقي الخبيث ملك الخوارج الزَّنْج، فقال له: ورائي مائة ألف سيف، فوافقني على مذهبي حَتَّى أصير إليك بمن معي.
وتناظرا فاختلفا، ولم يتفقا، فافترقا [2] .
القول الثاني: إنّ أول من أظهر مذهبهم رجلٌ يُقَالُ له محمد الوراق يعرف بالمقرمط الكوفي. شرع لهم شرائع وتراتيب خالف بها دين الْإِسْلَام [3] .
والثالث، إنّ بعض دعاتهم اكترى دواب من رَجُل يقال له قرمط بن
__________
[1] كرميتة، بالتاء، وقيل: كرميثة، بالثاء. وفي المنتظم لابن الجوزي 5/ 111 «كرمية» .
[2] الخبر عن ظهور القرامطة في:
تاريخ الطبري 10/ 23- 27، وتاريخ أخبار القرامطة لابن سنان 7- 10، 12 والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 125- 129، وتاريخ حلب للعظيميّ 269، والمنتظم 5/ 110- 113، والكامل في التاريخ 7/ 444- 447، وتاريخ الزمان لابن العبري 45، 46 وهو يسمّي القرامطة بالنصيريّين، وتاريخ مختصر الدول 149، 150، والمختصر في أخبار البشر 2/ 55، وتاريخ ابن الوردي 1/ 241، ودول الإسلام 1/ 168، والبداية والنهاية 11/ 61، ومرآة الجنان 2/ 192، وتاريخ الخميس 2/ 383، وتاريخ ابن خلدون 3/ 335، 336، والنجوم الزاهرة 3/ 78، وتاريخ الخلفاء 366، ومآثر الإنافة 1/ 254، 255.
[3] المنتظم 5/ 111.(20/233)
الأشعث، فدعاه فأجابه [1] .
والقول الأول أشهر.
[من فِرَقِ الباطنية]
ثُمَّ فِرَق القرامطة، والباطنية، والخُرَّمية، والبابكية، والمحمرة، والسبعية، والتعليمية [2] .
[القرامطة]
فَمِنْ قول القرامطة: إنّ محمد بْن الحنفية هُوَ المهديّ، وَإِنَّهُ جبريل، وَإِنَّهُ هُوَ المسيح، وَإِنَّهُ هُوَ الدابة. ويزيدون أذانهم. وإن نوحًا رسول الله، وإن عِيسَى رسول الله، وإن محمد بْن الحنفية رسول الله، وإن الحج والقبلة إِلَى بيت المقدس، ويوم الجمعة والإثنين ويوم الخميس يوم استراحة، وإن الصوم فِي السنة يومان: يوم النيروز ويوم المهرجان. وإن الخمر حلال، ولا غسل من الجنابة [3] .
وتَحَيَّلُوا على المسلمين بطرق شتى. ونفق قولهم على الجهال وأهل البر. ويُدخلون على الشيعة بما يوافقهم، وعلى السنة بما يوافقهم.
ويخدعون الطوائف، ويظهرون لكل فرقة أنهم منهم [4] .
[الباطنية]
وأما الباطنية، فقالت: لظواهر الآيات والأحاديث بواطن تجري مجرى اللُّبّ من القشر. واحتجوا لكل آية ظهر وبطن. وأن من وقف على علم الباطن سقطت عنه التّكاليف [5] .
__________
[1] المنتظم 5/ 111.
[2] ذكرها ابن الجوزي في (المنتظم 5/ 111) ، وفي أولها: الإسماعيلية. وانظر: البداية والنهاية 11/ 62.
[3] تاريخ أخبار القرامطة لابن سنان 10، 11 والكامل في التاريخ 7/ 448، والمختصر في أخبار البشر 2/ 55.
[4] المنتظم 5/ 114، 115.
[5] انظر تفصيلات أكثر في: المنتظم لابن الجوزي 5/ 111، والبداية والنهاية 11/ 62.(20/234)
[الخُرَّميّة]
وأما الخرمية، فخرم اسم أعجمي معناه الشيء المستلذ، وهم أصل الإباحة فِي المجوس الّذين نبغوا فِي أيام قباذ، فأباحوا المحظورات [1] .
[البابكيّة]
وأمّا البابكيّة، فأصحاب بابك الخرمي. لهم ليلة فِي السنة يختلط فيها النساء والرجال، فَمَنْ وقعت فِي يده امْرَأَة استحلها، إِلَى غير ذلك من الخروج عن الملة [2] .
[المحمِّرة]
وأما المحمرة، فيلبسون الثياب الحمر، ولهم مقالة [3] .
[السبعية]
وأما السبعية، فزعموا أن الكواكب السبعة تدبر العالم السفلي [4] .
[التعليمية]
وأمّا التّعليميّة، فأبطلوا القياس، ولا عِلْمَ عندهم إلّا ما تُلُقِّيَ من إمامهم [5] .
__________
[1] انظر عن الخرّميّة في:
المنتظم 5/ 113، والبداية والنهاية 11/ 62 وفيه «الجرمية» وهو تحريف.
[2] انظر عن البابكيّة في:
المنتظم 5/ 113، 114، وانظر: تاريخ أخبار القرامطة لابن العديم 99، 100، والبداية والنهاية 11/ 62.
[3] انظر عن المحمّرة في:
المنتظم 5/ 114، والبداية والنهاية 11/ 62.
[4] انظر عن السبعية في:
المنتظم 5/ 114، والبداية والنهاية 11/ 62.
[5] انظر عن التعليمية في:
المنتظم 5/ 114، والبداية والنهاية 11/ 62.(20/235)
[الإسماعيلية]
والإسماعيلية من القرامطة [1] .
وقِيلَ: إنّ قرمط غلام إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر الصادق، ولم يصح.
[الملاحدة]
وكل هَؤُلَاء يذهبون إِلَى مذهب الملاحدة كزرادشت، ومزدك، وماني، الّذين جحدوا النبوة وأباحوا المحظورات. وقَالَوا بقول الفلاسفة والدهرية، لعنهم الله تعالى [2] .
[وفاة يازمان الخادم]
وفيها غزا يازمان الخادم حصن سكند [3] ، فنصب عليه المجانيق وكاد يفتحه، فجاءه حجرٌ من الحصن فقتله، فارتحلوا وبه رمقٌ، فمات فِي الطريق. وحمل فدفن بطرسوس [4] .
وكان شجاعا، جوادا، كريما.
__________
[1] انظر عن الإسماعيلية في:
المنتظم 5/ 110.
[2] أقرد ابن الجوزي أكثر من فصل عن الفرق الباطنية في: المنتظم 5/ 110- 119.
[3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري «سلندو» ، وفي تاريخ ابن خلدون «اسكندا» . (3/ 336 و 339) وفي النجوم الزاهرة 3/ 78، ومرآة الزمان 7/ 131 «سلند» .
[4] انظر عن وفاة يازمان في:
تاريخ الطبري 10/ 27، ومروج الذهب 4/ 213 وفيه أنه توفي تحت الحصن المعروف لكوكب، وتاريخ حلب للعظيميّ 269، والكامل في التاريخ 7/ 449، والبداية والنهاية 11/ 64، وتاريخ ابن خلدون 3/ 336، 337 و 339، ومرآة الزمان 7/ 131، والنجوم الزاهرة 3/ 78.(20/236)
سنة تسعٍ وسبعين ومائتين
تُوُفيّ فيها: المعتمد على الله، وأحمد بْن الخليل البرجلاني، وأحمد بْن أبي خيثمة، وإبراهيم بْن عَبْد الله القصار، وأبو يحيى بْن أبي ميسرة، وأبو عِيسَى التّرمِذيّ.
[ولاية العهد للمعتضد]
ولثمانٍ بقين من المحرم خلع جَعْفَر المفوض من العهد، وقدم عليه المعتضد، وكتب إِلَى الآفاق بِذَلِك. وذلك لتمكن المعتضد من الأمور، ولطاعة الجيش له [1] .
[منع المنجمين والقصاص]
وفيها أمر المعتضد أن لا يقعد فِي الطريق منجم ولا قصّاص، واستحلف
__________
[1] انظر عن ولاية العهد في:
تاريخ الطبري 10/ 28، والمنتظم 5/ 122، والكامل في التاريخ 7/ 452، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 148، ونهاية الأرب 22/ 344، والمختصر في أخبار البشر 2/ 55، 56، وتاريخ ابن الوردي 1/ 242، ودول الإسلام 1/ 168، والبداية والنهاية 11/ 64، وتاريخ الخميس 2/ 383، وتاريخ ابن خلدون 3/ 346، والنجوم الزاهرة 3/ 79 و 80، وتاريخ الخلفاء 367.(20/237)
الوراقين لا يبيعوا كتب الفلاسفة والجدل ونحو ذلك [1] .
[وفاة المعتمد وولاية ابنُ الموفَّق]
وضعف أمر المعتمد معه، وتُوُفيّ بعد أشهر من السنة، فولي المعتضد أبو الْعَبَّاس بن الموفَّق الخلافة [2] .
[قدوم رسول خمارويه إِلَى المعتضد]
وفيها قدم رسول خمارويه صاحب مصر إِلَى المعتضد، وذلك عشرون حمل بغلٍ من الذهب من سوى الخيول والسروج والجواهر والتحف، وزرافة [3] .
[ولاية ابنُ اللَّيْث خُراسان]
وقدمت عليه هدايا عَمْرو بن اللّيث، فولّاه خراسان [4] .
__________
[1] انظر عن المنجّمين وغيرهم في:
تاريخ الطبري 10/ 28، وتاريخ حلب للعظيميّ 269، والمنتظم 5/ 122، والكامل في التاريخ 7/ 453، ونهاية الأرب 22/ 345، ودول الإسلام 1/ 168، والبداية والنهاية 11/ 64، ومرآة الجنان 2/ 192، وتاريخ الخميس 2/ 383، والنجوم الزاهرة 3/ 80، وتاريخ الخلفاء 367.
[2] انظر عن وفاة المعتمد في:
تاريخ الطبري 10/ 28 و 29، وتاريخ حلب للعظيميّ 269، والإنباء في تاريخ الخلفاء 139، والمنتظم 5/ 122، والكامل في التاريخ 7/ 455 و 456، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 84، وخلاصة الذهب المسبوك 234، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 148، ونهاية الأرب 22/ 345، والمختصر في أخبار البشر 2/ 56، والفخري 251، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 162، وتاريخ ابن الوردي 1/ 242، ودول الإسلام 1/ 169، والبداية والنهاية 11/ 65، ومرآة الجنان 2/ 193، وتاريخ الخميس 2/ 382، وتاريخ ابن خلدون 3/ 346، والنجوم الزاهرة 3/ 80، وتاريخ الخلفاء 367.
[3] انظر عن قدوم رسول خمارويه في:
تاريخ الطبري 10/ 30، ومروج الذهب 4/ 233، 234، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 137، والمنتظم 5/ 138، والكامل في التاريخ 7/ 459، وزبدة الحلب 1/ 85، وتاريخ مختصر الدول 150، والمختصر في أخبار البشر 2/ 56، وتاريخ ابن الوردي 1/ 242، والبداية والنهاية 11/ 66، والنجوم الزاهرة 3/ 80.
[4] انظر عن ولاية ابن الليث في:
تاريخ الطبري 10/ 30، والمنتظم 5/ 138، والكامل في التاريخ 7/ 457، والبداية والنهاية 11/ 66، وتاريخ ابن خلدون 3/ 346.(20/238)
[وفاة نصر بْن أَحْمَد بن أسد]
وفيها تُوُفيّ نصر بْن أَحْمَد بْن أسد أمير ما وراء النهر، فولى بعده أخوه إِسْمَاعِيل [1] .
[زواج المعتضد]
وتوجهت الرسل فِي تزويج عليّ بْن المعتضد ببنت خمارويه، ثُمَّ تزوجها المعتضد [2] .
[فتح ابنِ الشَّيْخ قلعة ماردين]
وفيها فتح أَحْمَد بْن عِيسَى بْن الشَّيْخ قلعة ماردين. أخذها من محمد بْن إِسْحَاق بْن كنداج [3] .
[صلاة المعتضد الأضحى]
وصلّى المعتضد بالناس صلاة الأضحى، فكبر فِي الأولى ستًا، وَفِي الثانية واحدة. ولم تسمع منه الخطبة [4] .
__________
[1] انظر عن وفاة نصر في:
تاريخ الطبري 10/ 30، وتاريخ بخارى للنرشخي 116، والمنتظم 5/ 141، والكامل في التاريخ 7/ 456، والمختصر في أخبار البشر 2/ 56، وتاريخ ابن الوردي 1/ 242، وتاريخ ابن خلدون 3/ 346.
[2] انظر عن زواج المعتضد في:
تاريخ الطبري 10/ 30، ومروج الذهب 4/ 234، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 138، وولاة مصر للكندي 264، وتاريخ حلب للعظيميّ 270، والمنتظم 5/ 138، وزبدة الحلب 1/ 85، وتاريخ مختصر الدول 150، ونهاية الأرب 22/ 346، 347، والمختصر في أخبار البشر 2/ 56، وتاريخ ابن الوردي 2/ 242، والبداية والنهاية 11/ 66، والنجوم الزاهرة 3/ 80، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 171.
[3] انظر عن ابن الشيخ في:
تاريخ الطبري 10/ 31، ومروج الذهب 4/ 233، والكامل في التاريخ 7/ 460، ونهاية الأرب 22/ 347، والأعلاق الخطيرة لابن شدّاد ج 3 ق 2/ 545، والبداية والنهاية 11/ 766 والنجوم الزاهرة 3/ 80.
[4] انظر عن صلاة المعتضد في:
تاريخ الطبري 10/ 31، وتاريخ حلب للعظيميّ 269، والنجوم الزاهرة 3/ 80.(20/239)
[الحج هَذَا الموسم]
وحج بالناس هارون بْن محمد العباسي، وهي آخر حجةٍ حجها بالناس.
وكان قد حج بهم ست عشرة حجة متوالية [1] .
__________
[1] انظر عن حجّ هذا الموسم في:
تاريخ الطبري 10/ 31، ومروج الذهب 4/ 407، وفيه أنه حجّ تسع حجج متوالية، والمنتظم 5/ 138، والكامل في التاريخ 7/ 460، ونهاية الأرب 22/ 347، والبداية والنهاية 11/ 66.(20/240)
سنة ثمانين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن محمد البريّ، وعثمان بْن سَعِيد الدارمي، وأبو إِسْمَاعِيل التّرمِذيّ، وهلال بْن العلاء.
[القبض على محمد بْن الْحَسَن بْن سهل]
وَفِي أولها قبض المعتضد على محمد بْن الْحَسَن بْن سهل. وكان أحد قواد صاحب الزَّنْج استأمن إِلَى الموفَّق، فبلغ المعتضد أنه يدعو إِلَى وَلَدِ المهتدي باللَّه فقرره، وقَالَ: أخبرني عن الرجل الَّذِي تدعو إليه؟ فقال: لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عَنْهُ. فقتله [1] .
[مسير المعتضد إِلَى بني شَيْبَان]
وَفِي صفر، سار المعتضد بجيوشه يريد بني شَيْبَان، وكانوا قد عاثوا وأفسدوا، فلحقهم بالجيش، فقتل منهم خلقًا، وغرّق خلقا، وغنم الجيش من أموالهم ما لا يحصى، بحيث أبيعت الشاة بدرهم، والجمل بخمسة دراهم.
وأمر المعتضد بحفظ النساء والذّراري، ولم يتعرّض لهم.
__________
[1] انظر عن ابن سهل في:
تاريخ الطبري 10/ 32، والمنتظم 5/ 141، 142، والكامل في التاريخ 7/ 461 وفيه:
«محمد بن الحسين» ، ونهاية الأرب 22/ 347.(20/241)
ثُمَّ وصل إِلَى المَوْصِل. ثُمَّ لقيه بنو شيبان وتذلّلوا له، فأخذ منهم خمسمائة رَجُل رهائن، ورد عليهم نساءهم وذراريهم [1] .
[فتح ابن أبي الساج مراغة]
وفيها افتتح محمد بْن أبي الساج مراغة بعد حصار طويل، وأخذ منها مالًا كثيرًا [2] .
[وفاة جَعْفَر بْن المعتضد]
وفيها مات المفوض إِلَى الله جَعْفَر بْن المعتضد الَّذِي ولي عهد أَبِيهِ، فِي ربيع الآخر. وكان محبوسًا فِي دار المعتضد لا يراه أحد.
وقِيلَ: إنّ المعتضد كان ينادمه [3] .
[مولد القائم بسلمية]
وفيها وُلِدَ بسلمية القائم أبو القاسم محمد بْن المهديّ عُبَيْد الله ببلد سلمية. وكان بها أمرهم وأموالهم. وأسلفنا سنة سبعين شيئًا من خبرهم [4] .
[دخول الداعية أبي عَبْد الله أرض القيروان]
وفيها دخل داعيهم أبو عبد الله مع بني كتامة إِلَى أرض القيروان فِي ربيع الأول، فاشتهر أمره وتسامعوا به، وأتوه وبالغوا في احترامه. فاتّصل خبره
__________
[1] انظر عن مسير المعتضد في:
تاريخ الطبري 10/ 32، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 139، وتاريخ حلب للعظيميّ 270، والمنتظم 5/ 142، والكامل في التاريخ 7/ 462، ونهاية الأرب 22/ 347، 348، والبداية والنهاية 11/ 68، وتاريخ ابن خلدون 3/ 347.
[2] انظر عن فتح مراغة في:
تاريخ الطبري 10/ 33، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 139، وتاريخ حلب للعظيميّ 270، والكامل في التاريخ 7/ 464، وتاريخ ابن خلدون 3/ 333.
[3] انظر عن وفاة ابن المعتضد في:
تاريخ الطبري 10/ 33، والكامل في التاريخ 7/ 464، والمختصر في أخبار البشر 2/ 56، وتاريخ ابن الوردي 1/ 242.
[4] راجع في ذلك:
الدرّة المضيّة لابن أبيك الدواداريّ 5 و 8 و 19، واتّعاظ الحنفا للمقريزي 1/ 26، 27.(20/242)
بإبراهيم بْن أَحْمَد صاحب إفريقية، فبعث يخوفه ويحذره الخروج. فلم يباله [1] .
[الحرب بين الداعي وصاحب إفريقية]
واشتهر زهد الداعي أبي عَبْد الله وعلمه، فَلَمَّا هَمَّ صاحب إفريقية بقبضه استنهض الّذين تبعوه، فالتقى الفريقان، فانتظر أبو عبد الله، وقتل وغنم، فحاربه صاحب إفريقية مرات، وأبو عبد الله فِي زيادة، وصاحب إفريقية فِي نقص. ثُمَّ إنّه فِي الآخر قُتِلَ [2] .
[غزوة إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بلاد الترك]
وفيها غزا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن أسد أمير ما وراء النهر بلاد الترك، وأسر ملكها وزوجته، وأسر عشرة آلاف، وقتل عشرة آلاف. وأصاب أموالًا عظيمة، بحيث أصاب الفارس فِي الغنيمة ألف درهم [3] .
[موت الأمير مسرور البلخي]
ومات الأمير مسرور البلخي الَّذِي كان مع الموفّق وقت الحصار [4] .
__________
[1] انظر عن دخول الداعية مع كتامة في:
رسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان بن محمد 71، والكامل في التاريخ 8/ 32، وسيرة الحاجب جعفر لمحمد بن محمد اليماني، نشرها إيقانوف (مجلة كلية الآداب بالجامعة المصرية 1937) ق 2/ 112، 117، والبيان المغرب لابن عذاري 1/ 128، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) - طبعة جرّوس برس 60، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 370.
ووقع في: تاريخ ابن خلدون 4/ 32، والمواعظ والاعتبار للمقريزي 1/ 350 و 2/ 11، واتّعاظ الحنفا له 1/ 56 أن دخول الداعية كان في سنة 288 هـ. وانظر: الدّرّة المضيّة لابن أيبك 38، وتاريخ الأنطاكي 61.
[2] انظر: رسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان بن محمد 84 و 93، واتعاظ الحنفا للمقريزي 1/ 57، 58، والبيان المغرب لابن عذاري 1/ 128، 129، وتاريخ الخلفاء 370.
[3] انظر عن غزو بلاد الترك في:
تاريخ الطبري 10/ 34، وتاريخ بخارى للنرشخي 117 وما بعدها، والمنتظم 5/ 142، 143، والكامل في التاريخ 7/ 464، 465، وتاريخ الزمان لابن العبري 46، 47، والبداية والنهاية 11/ 69.
[4] انظر عن موت البلخي في:
تاريخ الطبري 10/ 34، والكامل في التاريخ 7/ 465.(20/243)
[خبر الزلزلة فِي بلاد الدُّبيل]
رُوِيَ أن فِي ذي الحجة ورد كتاب من الدبيل أن القمر انكسف فِي شوال من السنة، وأن الدُّنيا أصبحت مظلمة إِلَى العصر. فهبت ريح سوداء، فدامت إِلَى ثلث الليل، وأعقبها زلزلة عظيمة أذهبت عامة المدينة. وأنهم أخرجوا من تحت الهدم ثلاثين ألف إِلَى تاريخ الكتاب.
ثُمَّ زلزلت خمس مرات، فكان عدة مَنْ أُخْرِجَ مَنْ تحت الردم مائة ألف وخمسين ألفًا [1] .
[زيادة دار المنصور]
وفيها زِيدَ فِي جامع المنصور دار المنصور الّتي كان يسكنها. وغرم على إصلاح ذلك عشرين ألف دينار [2] . والله أعلم.
__________
[1] انظر عن الزلزلة في:
تاريخ الطبري 10/ 34، 35، وتاريخ حلب للعظيميّ 270 وفيه «أردبيل» بدل «الدبيل» ، والمنتظم 5/ 143، والكامل في التاريخ 7/ 465، وتاريخ الزمان لابن العبري 47، ونهاية الأرب 22/ 348، والبداية والنهاية 11/ 6، وتاريخ الخلفاء 370.
[2] انظر عن الزيادة في دار المنصور في:
المنتظم 5/ 143، والبداية والنهاية 11/ 68.(20/244)
ذكر رجال هَذِهِ الطبقة على المعجم
حرف الآلف
192- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْبَغْدَادِيّ [1] .
أبو بسطام الأطروش.
سمع: هوذة بْن خليفة.
وعنه: أبو بَكْر الشّافعيّ البزار.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وسبعين [2] .
193- أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى.
أبو حارثة الغساني الدمشقي.
سمع: أَبَاهُ، وهشام بْن عمّار، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بْن جوصا، وأبو يعقوب إِسْحَاق الأذرعي، وأبو عوانة فِي صحيحه وقَالَ: ثنا أبو حارثة سيد أَهْل الشّام.
194- أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن الْمُخْتَار [3] .
أبو بَكْر الدقاق.
سمع: أَبَا كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ.
وعنه: أحمد بن كامل القاضي، وغيره [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم البغدادي) في:
تاريخ بغداد 4/ 10، 11 رقم 1593 وفيه كنيته: أبو بكر الأطروش المعروف بأبي بسطام، وتاريخ جرجان للسهمي 443.
[2] الموجود في تاريخ بغداد 4/ 11 أنه مات في ذي الحجة من سنة سبع وتسعين ومائتين.
[3] انظر عن (أحمد بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 4/ 25 رقم 1129.
[4] وثّقه الخطيب.(20/245)
تُوُفيّ سنة سبعٍ وسبعين [1] .
195- أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن مهدي السكوني الحمصي [2] .
روى عن: أَحْمَد بْن كثير الصنعاني.
وعنه: الطَّبَرَانِيّ.
196- أَحْمَد بْن الأسود [3] .
أبو علي الحنفي الْبَصْرِيّ.
سمع: يزيد بْن هارون، وغيره.
وولي قضاء قرقيسيا.
ذكره ابنُ حِبّان فِي «الثقات» ، وقَالَ: ثنا عَنْهُ: أَحْمَد بْن عَبْد الله الجسيري [4] .
وتُوُفيّ سنة خمسٍ وسبعين.
197- أَحْمَد بْن أيوب بْن زريع الهاشميّ.
يروي عن: عَبْد الله بْن صالح العجليّ، وغيره.
تُوُفيّ سنة سبعٍ وسبعين.
198- أَحْمَد بْن بَكْر بْن سيف المَرُّوذيّ.
سمع من: أبي نُعَيْم، وغيره.
وكان موثقًا.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين.
199- أَحْمَد بن بكر البالسيّ [5] .
__________
[1] يوم جمعة في ذي القعدة.
[2] انظر عن (أحمد بن إسماعيل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 25.
[3] انظر عن (أحمد بن الأسود) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 46 وقال محقّقه في الحاشية: «لم نظفر به» .
[4] في الأصل: «وقال عنه: أحمد بن عبيد الله الجسري» ، والتصحيح من «الثقات» .
[5] انظر عن (أحمد بن بكر البالسي) في:(20/246)
أبو بَكْر [1] .
تُوُفيّ بعد السبعين أو قبلها.
وحدث عن: يزيد بْن هارون، وزيد بْن الْحُبَاب، ومحمد بْن مصعب، وطائفة.
وكان ثقة يخطئ.
وقد تقدم فِي تلك الطبقة.
وأما الْأَزْدِيّ فقال: كان يضع الحديث [2] .
200- أَحْمَد المعتمد على الله [3] .
__________
[ () ] الثقات لابن حبّان 8/ 51، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 191 وفيه يقال «ابن بكرويه» ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 66 رقم 158، وسير أعلام النبلاء 13/ 64، 65 رقم 47، والمغني في الضعفاء 1/ 35 رقم 249، وميزان الاعتدال 1/ 86 رقم 309، ولسان الميزان 1/ 140 رقم 446.
[1] في لسان الميزان: «أبو سعيد» ، وكذا في: سير أعلام النبلاء.
[2] وقال ابن حبّان: «حدّثنا عنه عمرو بن سعيد بن سنان الطائي بنسخ» .
وقال ابن عديّ: «روى أحاديث مناكير عن الثقات» .
[3] انظر عن (المعتمد الخليفة) في:
طبقات الشعراء 447، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 260، وتاريخ الطبري 9/ 474، والتنبيه والإشراف 318، 319، ومروج الذهب 32، 600، 770، 3075، 3144، 3153- 3241، 3352، 3619، 3626، والعقد الفريد 4/ 166 و 5/ 125، 126 و 6/ 268، والولاة والقضاة للكندي 215، 217، 222، 225، 226، 231، 237، 240، 512، 514، 515، وولاة مصر 242، 243، 248، 251، 252، 256، 261، 263، ونشوار المحاضرة للتنوخي 1/ 18، 78، 144، 151، 236، 270 و 2/ 25، 111، 118، 119، 187، 190، 327 و 3/ 267 و 4/ 23، 134، 141، 213 و 5/ 42، 43 و 6/ 22، 23 و 7/ 129، 200 و 8/ 21، 29، 30، 31، 33، 35- 37، 63، 65، 96، 97، 116، 145، 197، والفرج بعد الشدّة، له 1/ 175، 182- 184، 186، 209، 250، 303، 335 و 2/ 9، 18، 76، 77، 114، 241- 243، 245، 307، 389 و 3/ 25، 85، 131، 132، 151، 155، 234، وتاريخ بغداد 4/ 60 وثمار القلوب للثعالبي 187، 292، 375، وتحفة الوزراء، له 116، 123، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 25، 27، 35، 36، 38- 40، 46، 57، 64، 66، 68، 71، 73، 74، 76- 78، 84، 85، 88، 108، 109، 123، 124، 120، 133، 135، 172، والوزراء للصابي 82، 270، 284، وزبدة الحلب 1/ 74، 75، 85، وتاريخ حلب للعظيميّ 48، 138، 262- 266، 269، والهفوات النادرة 50، 159، 260، 266، 279، 360، والإنباء في تاريخ الخلفاء 15، 137، 138، 139،(20/247)
أبو الْعَبَّاس أمير المؤمنين ابنُ المتوكل على الله جعفر بن المعتصم باللَّه محمد بن الرشيد الهاشمي العباسي.
وُلِدَ سنة تسع وعشرين ومائتين بسر من رأي، وأمه رومية اسمها فتيان [1] .
قال ابن أبي الدُّنيا: كان أسمر رقيق اللون، أعين، خفيفًا، لطيف اللحية، جميلًا [2] . وُلِدَ فِي أول سنة تسعٍ، ومات ليلة الإثنين لإحدى عشرة بقيت من رجب سنة تسعٍ وسبعين فجأة ببغداد. فحمل ودفن بسامراء. وكانت خلافته ثلاثة وعشرين سنة وستّة أيام، والصّواب: وثلاثة أيّام.
قلت: استخلف بعد المهتدي باللَّه، وقد سار بنفسه لحرب يعقوب بْن اللَّيْث الصّفّار. فالتقاه بقرب دير العاقول، فنصر عليه، وهزم جيش الصّفّار أقبح هزيمة سنة اثنتين وستّين [3] .
وقِيلَ: كان المعتمد مربوعًا نحيفًا. فَلَمَّا استخلف سمن وأسرع إليه الشيب.
مات بالقصر الحسيني مع الندماء والمطربين. أكل فِي ذلك اليوم رءوس
__________
[167،) ] والتذكرة الحمدونية 1/ 442 رقم 1161، وآثار البلاد في أخبار العباد 78، والإشارات 712، والكامل في التاريخ 7/ 455، والفخري 250- 255، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 144، 148، 151، 153، 161- 163، 165، وتاريخ الزمان لابن العبري 44- 46، وتاريخ مختصر الدول، له 147- 150، ووفيات الأعيان 1/ 173، 281، و 2/ 249، 415 و 3/ 43، 120، 374 و 4/ 190 و 6/ 198، 410، 412، 413، 415، 416، 417، 419، 421، 424، وخلاصة الذهب المسبوك 233- 235، ودول الإسلام 1/ 169، ومرآة الجنان 2/ 193، والبداية والنهاية 11/ 65، والنجوم الزاهرة 3/ 80، وتاريخ الخلفاء 363- 368، ومآثر الإنافة 1/ 252- 261، وتاريخ الخميس 2/ 383، وتاريخ ابن الوردي 1/ 241.
[1] تاريخ بغداد 4/ 60 و 61.
[2] تاريخ بغداد 4/ 62.
[3] تاريخ بغداد 4/ 61، وذلك في رجب يوم الشعانين. قال محمد بن أبي عون البلخي:
للَّه ما يومنا، يوم الشعانين ... فضّ الإله به جيش الملاعين
وطار بالناكث الصفّار منشمر ... كأنما بعرة غسل السراجين(20/248)
الجداء [1] ، ومات في اليوم الثاني فجأة. فَقِيلَ: إنّه سم فِي الرءوس. ومات معه من أكل منها.
قَيِل: بل نام فغُمّ فِي بساط.
وقِيلَ: سموه فِي كأس. فدخل عليه إِسْمَاعِيل القاضي وجماعة شهود، فلم يروا به أثرًا [2] .
وكان منهمكا على اللذات. فاستولى أخوه الموفَّق على الأمور وقوي عليه، وانقهر معه المعتمد.
ثُمَّ مات المعتمد وهو كالمحجور عليه من بعض الوجوه، من جهة المعتضد أيضًا ابنِ الموفَّق.
وكانت عريب جارية المعتمد قد وصلها أموال جزيلة من المعتمد، ولها فِيهِ مدائح.
وكان يتعانى المسكر ويعربد على الندماء.
واستخلف بعده المعتضد بْن الموفَّق.
201- أَحْمَد بْن حازم بْن أبي غرزة [3] .
أبو عَمْرو الغفاري الكوفي.
أحد الأثبات المجودين.
سمع: جَعْفَر بْن عون، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد، وعبد الله [4] بْن مُوسَى، وإسماعيل بْن أبان، وطائفة.
__________
[1] في مروج الذهب: «رءوس حملان» .
[2] انظر تفصيل الخبر في مروج الذهب 4/ 229، 230.
[3] انظر عن (أحمد بن حازم) في:
مسند أبي عوانة 1/ 309، والجرح والتعديل 2/ 48 رقم 40، والثقات لابن حبّان 8/ 44، وتاريخ جرجان للسهمي 149، 513، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 40، والمستدرك على الصحيحين 1/ 52 وفيه «أحمد بن حازم عن أبي عروة الغفاريّ» ! وهو وهم، والسابق واللاحق 329، واللباب 2/ 377، 378، ودول الإسلام 1/ 167، وسير أعلام النبلاء 13/ 239، 240، والعبر 2/ 55، وتذكرة الحفاظ 2/ 594، 595، والبداية والنهاية 11/ 56 وفيه «ابن أبي عزرة» ، والوافي بالوفيات 6/ 298، 299، وطبقات الحفاظ 266، وشذرات الذهب 2/ 168، 169، والأعلام 1/ 104، ومعجم المؤلفين 1/ 186، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 233.
[4] في المستدرك: «عبيد الله» .(20/249)
وعنه: مطيَّن، وابن رحيم الشَّيْبانيّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله بْن أبي العزائم، والكوفيون كابن عقدة [1] ، وغيره.
وله مسند مشهور، وقع لنا منه شيء.
ذكره ابنُ حِبّان فِي «الثقات» [2] ، وقَالَ: كان متقنًا.
قلت: تُوُفيّ فِي ذي الحجة سنة ست وسبعين [3] .
202- أَحْمَد بْن الْحُبَاب بْن حَمْزَةَ [4] .
أبو بَكْر الحميري النسابة البلخي.
سمع: مكي بْن إِبْرَاهِيم، وإسماعيل بْن أبي أويس.
وعنه: حرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد عَبْد الله بْن دَرَسْتُوَيْه.
تُوُفيّ سنة سبعٍ.
203- أَحْمَد بْن حرب بْن مسمع الْبَغْدَادِيّ المعدّل [5] .
أبو جَعْفَر البرجلاني. والبرجلانية مَحِلَّة ببغداد.
سمع: أَبَا النضر هاشم بْن القاسم، والواقدي، والأسود بْن عامر بْن شاذان، والحسن الأشيب.
وعنه: النجاد، وأبو عَمْرو بْن السماك، ومحمد بْن جَعْفَر بْن الهيثم الأنباريّ، وآخرون.
__________
[1] في الأصل: «كابن أبي عقدة» ، وهو غلط.
[2] ج 8/ 44.
[3] وقع في ثقات ابن حبّان:
«مات في أول سنة سبع وتسعين ومائتين» (كذا) والصواب: «سبع وسبعين» وقال: «وهو أحمد بن حازم بن محمد بن يونس بن حازم بن قيس بن أبي غرزة» .
[4] انظر عن (أحمد بن الحباب) في:
تاريخ الطبري 4/ 205، والثقات لابن حبّان 8/ 53 وفيه قال محقّقه بالحاشية (4) : «ولم نظفر به» ، والسابق واللاحق للخطيب 73.
[5] انظر عن (أحمد بن حرب) في:
تاريخ بغداد 4/ 119، 120 رقم 1786، والنجوم الزاهرة 3/ 71.(20/250)
وثقة الخطيب [1] ، وقَالَ: مات فِي ربيع الأول سنة تسعٍ [2] .
204- أَحْمَد بْن الخليل بْن حرب النّوفليّ [3] .
مولى بني نوفل، ابنُ الْحَارِث القومسي.
حدّث عن: أبي النضر هاشم، وعبد الله بن مُوسَى، وأبي عبد الرحمن المقري، ومعلى بن أسد.
وهو من أهل قومس. محدث فاضل، يكنى أبا عبد الله.
روى عنه: عمر بن عبد الله بن حسن، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وأهل إصبهان، وأبو حاتم الرازي [4] ، ويحيى بن عبدوس، والفضيل بن الخصيب.
وقال أبو زرعة: يكذب على من لقي وعلى من لم يلق. ويحدّث عن قوم ماتوا قبل أن يولد بعشرين سنة.
وقَالَ ابنُ مردويه: فيه لين.
قلت: وكان قديم الوفاة [5] .
__________
[1] فقال: «كان حسن الحديث، ثبتا في الرواية» .
وقال محمد بن العباس بن نجيح البزّار: حدّثنا أحمد بن حرب بن مسمع، ثقة ثقة.
وقال الدارقطنيّ: كان أحمد بن حرب المعدّل ثقة.
[2] هكذا في الأصل، أما ابن المنادي فقال: «ومات بمدينتنا أبو جعفر أحمد بن حرب بن مسمع البزّار صاحب القعنبي فجأة لثلاث بقين من شعبان سنة خمس وسبعين ومائتين. وكان من قراء القرآن وأحد الشهود الذين رغبوا في آخر أعمارهم عن الشهادة» .
[3] انظر عن (أحمد بن الخليل) في:
الجرح والتعديل 2/ 50 رقم 49، وذكر أخبار أصبهان 1/ 90، 91، وطبقات الحنابلة 1/ 42 رقم 19، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 305- 307 رقم 34، وميزان الاعتدال 1/ 96 رقم 367، وسير أعلام النبلاء 13/ 155، 156 رقم 87، والمغني في الضعفاء 1/ 38 رقم 281، ولسان الميزان 1/ 167 رقم 539، وتهذيب التهذيب 1/ 28، 29 رقم 43، وتقريب التهذيب 1/ 14 رقم 37.
[4] وقال عنه: كذّاب. وقال أيضا: «روى عمّن لم يخلق، روى عن فلان ابنا للأعمش سمّاه، ولم يكن للأعمش أبناء غير هود» .
وقال أيضا: «خرج أحمد بن الخليل مرّة إلى دباوند، وروى عن داود الجعفري، فقلت له: متى سمعت من داود الجعفري؟ فقال: اسكت يا أبا حاتم، إن أول سفرة حمقاء» .
[5] وقال أبو بكر الخلال: رفيع القدر، سمع من أبي عبد الله مسائل أغرب فيها على أصحابه.(20/251)
205- أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب بْن شداد [1] .
أبو بَكْر النَّسائيّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ الحافظ، صاحب التاريخ المشهور.
سمع: أَبَاهُ، وأبا نُعَيْم، وهوذة بْن خليفة، وقطبة بْن العلاء بْن المنهال الغنويّ، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وعفان، ومحمد بْن سابق، وموسى بْن إِسْمَاعِيل، وأحمد بْن يُونُس اليربوعي، وأبا غسان النهدي، وخلقًا كثيرًا.
وعنه: البغوي، وابن صاعد، ومحمد بْن عليّ بن عُبَيْد، ومحمد بْن مخلد، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيميّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو سهل بْن زياد، وأحمد بْن كامل، وخلق.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب [2] : كان ثقة عالمًا متفننًا حافظًا، بصيرًا بأيام النّاس، راوية للأدب.
أَخَذَ علم الحديث عن: أَحْمَد، وابن معين.
وعلم النسب عن: مصعب الزُّبَيْريّ.
وأيام النّاس عن: أبي الْحَسَن عليّ بْن محمد المدائني.
والأدب عن: محمد بْن سلام الجمحي.
وله كتاب «التاريخ» الَّذِي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته (فلا أعرف أغزر فوائد منه) [3] .
__________
[ () ] (طبقات الحنابلة) .
[1] انظر عن (أحمد بن أبي خيثمة) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 88، 105، 126، 239، 244، 295 و 2/ 3- 5، 53، 192، 198، 204، 207، 208، 411، 413، 426، وانظر فهرس الأعلام في الجزء الثالث 342، وتاريخ الطبري (انظر الفهرس) 10/ 170، والجرح والتعديل 2/ 52 رقم 57، والثقات لابن حبّان 8/ 55، ومروج الذهب 1971، 2129، وفيه قال محققه بالحاشية (1) : «ولم نظفر به» ، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 18 رقم 8، وص 130، 131، 138، 207، وتاريخ بغداد 4/ 162- 164 رقم 1840، ودول الإسلام 1/ 168، والعبر 2/ 61، ومرآة الجنان 2/ 193، والبداية والنهاية 11/ 766 والروض المعطار 119، وتاريخ الخميس 2/ 383.
[2] في تاريخه 4/ 162.
[3] العبارة التي بين القوسين وردت عند الخطيب بنصّ مختلف هو: «ولا أعرف أغزر فوائد من كتاب التاريخ الّذي صنّفه ابن أبي خيثمة، وكان لا يرويه إلّا على الوجه، فسمعه الشيوخ الأكابر، كأبي القاسم البغوي، ونحوه» . (تاريخ بغداد 4/ 163) .(20/252)
وقَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة مأمون.
وقَالَ ابنُ قانع: مات فِي جمادى الأولى سنة سبعٍ وسبعين. وكذا قَالَ ابنُ المنادى، وزاد: وقد بلغ أربعًا وتسعين سنة [1] .
وقِيلَ: دون ذلك [2] .
206- أَحْمَد بْن سَعِيد بْن زياد [3] .
أبو الْعَبَّاس الجمال.
بغدادي ثقة.
سمع: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وأبا النضر، وحجاج بْن محمد.
وعنه: محمد بن عَبَّاس بْن نجيح، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وأحمد بْن كامل، وجماعة.
تُوُفيّ فِي شوال سنة ثمانٍ وسبعين [4] .
وثقه الخطيب [5] .
207- أَحْمَد بْن سَعِيد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 164.
[2] قال أبو حاتم: «كتب إلينا وكان صدوقا» . (الجرح والتعديل 2/ 52) .
وقال ابن حبّان: «ممّن جمع وصنّف مع إتقان فيه» . (الثقات 8/ 55) .
[3] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 321 و 3/ 160، والثقات لابن حبّان 8/ 47، وتاريخ بغداد 4/ 170 رقم 1848.
[4] يوم السبت، ودفن يوم الأحد لاثنتي عشرة بقين من شوال.
[5] فقال: «كان ثقة حسن الحديث» .
وكان محمد بن أحمد بن أبي خيثمة يثني عليه.
وكان ابن المنادي: أحمد بن سعيد الجمال كان ينزل سوق يحيى، من الثقات.
[6] انظر عن (أحمد بن سعيد الزهري) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 106، 132، 145، 160، 285، 321، 344، 359 وفيه: «أحمد بن سعد» ، و 2/ 54، 58، 133- 135، 403، 406، ومسند أبي عوانة 2/ 254، وتاريخ بغداد 4/ 181- 183 رقم 1865 وفيه: «أحمد بن سعيد» : والسابق واللاحق 91، وفيه: «أحمد بن سعد» ، وطبقات الحنابلة 1/ 46، 47، رقم 29، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 88، 89 رقم 197، وسير أعلام النبلاء 13/ 117، 118 رقم 57، وفي كلها: «أحمد بن سعد» ، وكذا في:(20/253)
أبو إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ.
سمع: عفان، وعلي بْن الجعد، ويحيى بْن بكير، ويحيى بْن سُلَيْمَان الجعفي، وعليّ بْن بحر القطان، ومحمد بْن سلام الجمحي، وغيرهم.
وعنه: ابنُ صاعد، والمحاملي، وإسماعيل الصّفّار، وأبو عوانة فِي صحيحه فِي أماكن، وقَالَ مُرَّة: وكان من الأبدال، وجماعة.
قَالَ الخطيب [1] : وكان مذكورًا بالعلم والفضل، موصوفًا بالصلاح والزهد، ومن أَهْل بيت كلهم علماء ومحدثون.
وله أخوان أكبر منه: عُبَيْد الله، وعبد الله.
وقَالَ عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْريّ: حدَّثني أبي قَالَ: مضى عمي أبو إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ إِلَى أَحْمَد بْن حنبل فسلَّم عليه، فَلَمَّا رآه وثب وقام إليه وأكرمه، فَلَمَّا أن مضى قَالَ له ابنه: يا أبه [2] ، شاب تعمل به هَذَا وتقوم إليه؟ قَالَ:
يا بني لا تعارضني فِي مثل هَذَا، ألا أقوم إِلَى ابنِ عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف [3] ؟
وقَالَ ابنُ المنادي: تُوُفيّ فِي خامس المحرم سنة ثلاثٍ وسبعين، وقد بلغ خمسًا وسبعين سنة [4] .
وقَالَ ابنُ صاعد: كان ثقة [5] .
وقَالَ غيره: كان من الأبدال [6] .
208- أَحْمَد بن سليمان [7] .
__________
[ () ] النجوم الزاهرة 3/ 69.
[1] في تاريخه 4/ 181.
[2] في تاريخ بغداد: «يا أبت» .
[3] تاريخ بغداد 4/ 183.
[4] تاريخ بغداد 4/ 183.
[5] المصدر نفسه.
[6] وقال ابن المنادي: «كان معروفا بالخير والصلاح والعفاف إلى أن مات» .
وقال أبو بكر الخلّال: كان عنده عن أبي عبد الله مسائل حسانا. (طبقات الحنابلة) .
[7] انظر عن (أحمد بن سليمان الصوري) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 17، 18، 106، 133، وتاريخ دمشق (مخطوطة(20/254)
أبو بَكْر الصوري.
نزل عرقة [1] ، وحدث عن: سَعِيد بْن مَنْصُور، ومهدي بْن جَعْفَر الرملي، وغير واحد.
روى عَنْهُ: محمد بْن يوسف الهرويّ، وخيثمة الأطرابلسي.
209- أَحْمَد بْن السميدع الشاشي الحافظ [2] .
سمع: مسددًا، ويحيى بْن بكير، وجماعة.
وطوف وصنف.
تُوُفيّ فِي صفر سنة أربعٍ وسبعين [3] .
210- أَحْمَد بْن أبي طَالِب [4] .
أبو الْعَبَّاس التّميميّ القيرواني. قاضي القيروان. تفقه على سَحْنُون حَتَّى برع. وحج وأخذ عن: يُونُس بْن عَبْد الأعلى، وابن عَبْد الحكَم.
وكان سمحا جوادا سريا عادلا، قوالا بالحق. تلاعن في أيامه زوجان.
وقد أنكر علي أمير القيروان ابن الأغلب، فامتحنه وسجنه، فيقال إنه سقاه سما، فمات في سنة خمس وسبعين.
211- أحمد بن أبي طاهر الكاتب [5] .
__________
[ () ] التيمورية) 16/ 596، والروض المعطار للحميري 409، 410، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 1/ 300 رقم 119.
[1] عرقة: بكسر العين وسكون الراء، حصن وبلدة في الشمال الشرقي من طرابلس، على بعد عشرين كيلومترا. زالت معالمها منذ العصر العثماني في ظروف غامضة.
[2] انظر عن (أحمد بن السميدع) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 53، 54 وقال محقّقه في الحاشية (4) : «لم نظفر به» .
[3] قال ابن حبّان: «مات سنة سبعين أو إحدى وسبعين ومائتين، وكان ممّن صنّف وحدّث» .
[4] انظر عن (أحمد بن أبي طالب) في:
البيان المغرب 1/ 121 وفيه: «عبد الله بن أحمد بن طالب بن سفيان» .
[5] انظر عن (أحمد بن أبي طاهر) في:
طبقات الشعراء لابن المعتزّ 319، 413، 416، والعقد الفريد 2/ 134، ومروج الذهب 8، 3003، 3011، 3025، 3350، وتحفة الوزراء 11، وثمار القلوب 207، 209، 583، والأغاني 9/ 9، 34 و 18/ 41 و 19/ 115، والفهرست 123، وتاريخ بغداد 4/ 211، 212،(20/255)
أبو الفضل. أحد البلغاء والشعراء. أصله مروذي، استوطن بغداد، وصنف كتاب «أخبار الخلفاء» .
ويروي عن: عمر بْن شبة، وطبقته.
روى عَنْهُ: محمد بْن المرزبان، وغيره.
وتوفّي سنة ثمانين [1] ، عن ست وسبعين سنة.
ومن شعره:
حسب الفتى أن يكون ذا حسب ... من نفسه ليس حسبه حسبه
ليس الَّذِي يبتدئ به نسب ... مثل الَّذِي ينتهي به نسبه
212- أَحْمَد بْن الْعَبَّاس بْن أشرس [2] .
أبو الْعَبَّاس [3] الْبَغْدَادِيّ الحافظ.
سمع: أَبَا إِبْرَاهِيم الترجماني، وخلف بْن سالم.
وعنه: محمد بْن جَعْفَر الطَّبَريّ، وعثمان بْن السماك.
وكان ثقة [4] .
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وسبعين [5] .
213- أحمد بن عبد الله الكنديّ اللّجلاج [6] .
__________
[ () ] والهفوات النادرة 261، وإعتاب الكتّاب 157- 159، ومعجم الأدباء 3/ 87- 98 رقم 21، وبدائع البدائه 79، 82، 111، 150، 222، 223، ووفيات الأعيان 6/ 55، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 148، 170، 171، والأمالي للقالي 2/ 84 و 3/ 96، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 239، وأخبار النساء لابن قيّم الجوزية 193، 225.
[1] في الأصل: «سنة ثمان وثمانين» ، والتصويب من مصادر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن العباس بن أشرس) في:
تاريخ بغداد 4/ 327 رقم 2139.
[3] ويقال: أبو جعفر.
[4] قال الخطيب: كان حافظا ثقة.
[5] كانت وفاته فجأة يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة.
[6] انظر عن (أحمد بن عبد الله الكندي) في:
تاريخ بغداد 4/ 216 رقم 1908، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 197، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 79 رقم 212، وميزان الاعتدال 1/ 110، رقم 432، والمغني في الضعفاء 1/ 44 رقم 329، ولسان الميزان 1/ 199 رقم 621.(20/256)
عن: أسد بْن مُوسَى.
تُوُفيّ سنة ثلاث وسبعين أيضًا [1] .
214- أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن يزيد بْن جَعْفَر [2] .
عن: أبي مُعَاوِيَة الضرير، وعبد الرّزّاق.
وعنه: أبو ذَرّ بْن الباغندي.
وكان كذابًا.
قَالَ ابنُ عدي [3] : كان يضع الحديث [4] .
تُوُفيّ سنة إحدى وسبعين [5] .
215- أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن ثابت [6] .
أبو شيخ السائميّ [7] .
عن: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وأبي الْوَلِيد.
وعنه: مذكور بْن فراس شيخ لابن حِبّان. وذكره فِي كتاب «الثقات» .
216- أَحْمَد بْن زكريا بن كثير الجوهريّ [8] .
__________
[1] قال ابن عديّ: حدّث بأحاديث منكرة لأبي حنيفة.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن يزيد) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 152، 153، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 195، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 55 رقم 68، وتاريخ بغداد 4/ 218- 220 رقم 1915 وفيه كنيته: أبو جعفر المكتّب، يعرف بالهشيمي، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 79 رقم 214، وميزان الاعتدال 1/ 109 رقم 429، والمغني في الضعفاء 1/ 43 رقم 327، ولسان الميزان 1/ 197، 198 رقم 620، وكشف الخفاء ومزيل الإلباس للعجلوني 1/ 235.
[3] في الكامل 1/ 195، وكان بسرّ من رأى.
[4] وقال ابن حبّان: «يروي عن عبد الرزاق، والثقات الأوابد، والطّامّات» . (المجروحون 1/ 152) .
وقال الخطيب: «وفي بعض حديثه نكرة» .
وقال الدار الدّارقطنيّ: «يحدّث عن عبد الرزاق وغيره بالمناكير، يترك حديثه» .
[5] تاريخ بغداد 4/ 220.
[6] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن ثابت) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 55.
[7] في «الثقات» : «الشامي من أهل أسوركث» ؟ وقال محققه بالحاشية (1) : «لم نظفر به» .
[8] انظر عن (أحمد بن زكريا) في:(20/257)
عن: إِبْرَاهِيم بْن حُميد الطويل، وسعد بْن شُعْبَة بْن الحجاج، وأبي مُعَاوِيَة.
ثقة.
عَنْهُ: ابنُ مخلد، وأبو بَكْر الشّافعيّ [1] .
217- أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن قاسم الْبَغْدَادِيّ الحافظ [2] .
أعف حافظ موصوف بالفهم.
تحمل عن: عُبَيْد الله بْن مُعَاذ العنبري، وطبقته.
وعنه: ابنُ الأعرابي، وابن مخلد.
مات سنة تسعٍ وستّين.
218- أَحْمَد بْن عَبْد الله اللحياني العكاوي [3] .
سمع: آدم، وابن أبي إياس.
لقيه الطَّبَرَانِيّ بعكا سنة خمسٍ وسبعين.
وهذا لم يذكره «ابنُ عساكر» فِي تاريخه.
219- أَحْمَد بْن عَبْد الجبار بْن محمد بن عمير بن عطارد [4] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 4/ 161 رقم 1837.
[1] «وذكر الشافعيّ أنه سمع منه في سنة ثمان وسبعين ومائتين، وهو نسبه، وخالفه في نسبه محمد بن مخلد، فقال: حدّثنا أحمد بن زكريا بن يحيى بن كثير بن يزيد» .
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن قاسم) في:
تاريخ بغداد 4/ 218 رقم 1913 وكنيته: «أبو بكر التميمي الورّاق، يعرف برغيف» .
[3] انظر عن (أحمد اللحياني) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 38، 39.
[4] انظر عن (أحمد بن عبد الجبّار) في:
مسند أبي عوانة 1/ 95، 298، 299، 392 و 2/ 25، 31، 117، 285، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 125، والجرح والتعديل 2/ 62 رقم 99، والثقات لابن حبّان 8/ 45، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 194، وتاريخ بغداد 4/ 262- 265 رقم 2004، والسابق واللاحق 156، وتاريخ جرجان للسهمي 417، والمستدرك على الصحيحين 1/ 120، 156، والأنساب لابن السمعاني 8/ 476، واللباب لابن الأثير 2/ 345، 346، والكامل في التاريخ 7/ 421، وتاريخ إربل 1/ 110، 147، ووفيات الأعيان 4/ 352، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 75 رقم 195، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 423، وتهذيب الكمال للمزّي(20/258)
أبو عمر التّميميّ العطاردي الْكُوفِيُّ.
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي بَكْرِ بْنِ عياش، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وأبي مُعَاوِيَة، ويونس بن بكير، روى عنه «مغازي ابن إسحاق» .
وعنه: ابن صاعد، وابن أبي الدنيا، وابن أبي داود، والمحاملي، ورضوان الصيدلاني، وعثمان بن السماك، وأبو سهل بن زياد، وأبو العباس الأصم، وطائفة.
ولد سنة سبع وسبعين ومائة [1] . وسمع بعناية أَبِيهِ.
وكان أسند من بقي، إلّا أنّه ضعيف.
وقَالَ ابنُ عدي [2] : رأيتهم [3] مجتمعين على ضعفه. ولم أر له حديثا منكرًا.
إنما ضعفوه بأنه لم يلق أولئك [4] .
وقَالَ الأصم: سمعت أَبَا عبيدة السري بْن يحيى، وسأله أبي عن العطاردي فوثقه [5] .
وقَالَ أبو كُرَيْب: إنّه سمع من أبي بكر بن أبي عيّاش [6] .
وقال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: لا بأس به [7] .
وقد أثنى عليه أبو كريب [8] .
__________
[1] / 378- 383 رقم 65، وميزان الاعتدال 1/ 112، 113 رقم 443، والمغني في الضعفاء 1/ 45 رقم 340، ودول الإسلام 1/ 166، والعبر 2/ 49، والمعين في طبقات المحدّثين 94 رقم 1054، وسير أعلام النبلاء 13/ 55- 59 رقم 43، وتذكرة الحفاظ 2/ 582، والوافي بالوفيات 7/ 15، وغاية النهاية 1/ 56، والبداية والنهاية 11/ 50، وتهذيب التهذيب 1/ 51، 52 رقم 88، وتقريب التهذيب 1/ 19 رقم 75، وخلاصة تذهيب التهذيب 8، وشذرات الذهب 2/ 162، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 228.
[1] في شهر ذي الحجة في عشر الأضحى. (تاريخ بغداد 4/ 263) .
[2] في الكامل 1/ 194.
[3] في الكامل: «رأيت أهل العراق مجمعين ... » ، وكذا نقل الخطيب في تاريخه 4/ 263.
[4] وقال ابن عديّ: «وكان أحمد بن محمد بن سعيد لا يحدّث عنه لضعفه، وذكر أن عنده عنه قمطر، على أنه لا يتورّع أن يحدّث عن كل أحد» . (الكامل 1/ 194، تاريخ بغداد 4/ 263) .
[5] تاريخ بغداد 4/ 263.
[6] تاريخ بغداد 4/ 264.
[7] نفسه.
[8] نفسه.(20/259)
وقَالَ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن حُمَيْد بْن الرَّبِيع، عن أَبِيهِ قَالَ: ابتدأ أبو كُرَيْب يقرأ علينا المغازي، فقرأ علينا مجلسًا أو مجلسين، فلغط بعض أصحاب الحديث، فقطع قراءته وحلف لا يقرأ [1] علينا. فعدنا إليه نسأله [2] ، فأبى وقَالَ:
امضوا إِلَى عبد الجبار العطاردي فإنه كان يحضر سماعه معنا من يُونُس بْن بكير.
فقلنا: وإن كان قد مات؟
قَالَ: اسمعوه من ابنه أَحْمَد، فإنّه كان يحضره معنا [3] .
قَالَ: فدللنا إِلَى منزل أَحْمَد، وكان يلعب بالحمام، فقال لنا: مذ سمعناه ما نظرت فِيهِ، ولكن هُوَ فِي قماطر فِيها كتب فاطلبوه.
فقمت فطلبته، فوجدته وعليه ذرق الحمام، وَإِذَا سماعه مع أَبِيهِ بالخط العتيق. فسألته أن يدفعه إِلَيّ ويجعل وراقته لي، ففعل [4] .
قول مطين: روى الخطاب بإسناده إِلَى جَعْفَر الخلدي قَالَ: قَالَ محمد بْن عَبْد الله الْحَضْرَمِيّ: أَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي كان يكذب [5] .
قلت: هَذَا إنّ كان كما قَالَ، فمحمولٌ على نطقه ولهجته، لا أنه كان يكذب فِي الحديث، إذ ذلك معدوم. لأن أَبَا كُرَيْب شهِدَ له أنه سمع من يُونُس، وأبي بَكْر بْن عيّاش.
وأيضا فإنّ أباه كان محدّثا، منكّر بسماعه. ومما يقوى صدقه أنه روى أوراقًا فِي المغازي، عن أَبِيهِ، عن يُونُس. فهذا يدل على تحريه الصدق.
وقد أثنى عليه الخطيب، وقوّاه غالبا [6] .
__________
[1] في تاريخ بغداد: «لا يقرؤه» .
[2] في تاريخ بغداد: «فسألناه» .
[3] في تاريخ بغداد: «يحضره معه» . وبعدها زيادة حذفها المؤلّف- رحمه الله-.
[4] تاريخ بغداد 4/ 264.
[5] تاريخ بغداد 4/ 264، 265.
[6] فقال: «كان أبو كريب من الشيوخ الكبار الصادقين الأبرار، وأبو عبيدة السريّ بن يحيى شيخ جليل أيضا ثقة من طبقة العطاردي. وقد شهد له أحدهما بالسماع، والآخر بالعدالة، وذلك يفيد حسن حالته، وجواز روايته، إذ لم يثبت لغيرهما قول يوجب إسقاط حديثه، واطّراح خبره، فأمّا قول الحضرميّ في العطارديّ أنه كان يكذب فهو قول مجمل يحتاج إلى كشف وبيان، فإن كان(20/260)
قَالَ ابنُ السماك: مات بالكوفة سنة اثنتين وسبعين في شعبان [1] .
وقع حديثه عاليا للمؤتمن بْن قميرة وطبقته [2] .
220- أحمد بْن عَبْد الرحيم بْن يزيد [3] .
أبو زَيْد الحوطي الحمصي. نزيل جبلة.
سمع: أَبَا المغيرة، وأبا اليمان، وعليّ بْن عيّاش، ومحمد بْن مصعب القرقساني.
وعنه: أَبَو القاسم الطَّبَرَانِيّ، وجعفر بْن محمد بْن هشام الكندي، وجماعة.
وكان حيًا فِي سنة تسعٍ وسبعين [4] .
وقِيلَ: هُوَ أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن بَكْر بْن فضيل الحوطي.
__________
[ () ] أراد به وضع الحديث فذلك معدوم في حديث العطاردي، وإن عني أنه روى عمّن لم يدركه فذلك أيضا باطل، لأن أَبَا كُرَيْب شهِدَ له أنه سمع معه من يونس بن بكير، وثبت أيضا وسماعه من أبي بكر بن عياش، فلا يستنكر له السماع من حفص بن غياث، وابن فضيل، ووكيع، وأبي معاوية، لأن أبا بكر بن عياش تقدّمهم جميعا في الموت، وأما ابن إدريس فتوفي قبل أبي بكر بسنة، وليس يمتنع سماعه منه، لأنّ والده كان من كبار أصحاب الحديث فيجوز أن يكون يكذّبه، وقد روى العطاردي، عن أبيه، عن يونس بن بكير أوراقا من مغازي ابن إسحاق، ويشبه أن يكون فاته سماعها من يونس فسمعها من أبيه عنه، وهذا يدلّ على تحرّيه للصدق، وتثبّته في الرواية، والله أعلم» . (تاريخ بغداد 4/ 264، 265) .
[1] تاريخ بغداد 4/ 265.
[2] وقال أبو حاتم: «كتبت عنه وأمسكت عن التحديث عنه لما تكلم الناس فيه» ، وقال أيضا: «ليس بقويّ» . (الجرح والتعديل 2/ 62) .
وقال ابن حبّان: «ربّما خالف، لم أر في حديثه شيئا يجب أن يعدل به عن سبيل العدول إلى سنن المجروحين» . (الثقات 8/ 45) .
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الرحيم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 8، والمعجم الكبير، له 10/ 99 رقم 10019 وفيه: «أحمد بن يزيد» . والمعجم الأوسط، له 1/ 67 رقم 58، ومسند معاوية بن يحيى الأطرابلسي (بعنايتنا) ، رقم 14، وتاريخ جرجان للسهمي 418 وفيه نسبته «الجيلي» وهو تحريف من الطباعة، والصحيح «الجبليّ» نسبة إلى «جبلة» على ساحل الشام، والأنساب لابن السمعاني 5/ 354، 355، واللباب لابن الأثير 1/ 512، وسير أعلام النبلاء 13/ 153 رقم 84 وفيه زاد محقّقه السيد «علي أبو زيد» إلى مصادر ترجمته: المنتظم لابن الجوزي، وهو ليس فيه.
[4] ففيها لقيه الطبراني.(20/261)
221- أَحْمَد بْن عَبْد الوهاب بْن نجدة [1] .
أبو عبد الله الحوطي [2] الحمصي: نزيل جبلة.
سمع: أَحْمَد بْن خَالِد العوصي، وجنادة بْن مروة الْأَزْدِيّ، وأبا المغيرة عَبْد القدوس، وعليّ بْن عيّاش، وجماعة.
وعنه: ن. فِي «اليوم والليلة» ، وعليّ بْن سراج المصريّ، وعبد الصمد بْن يزيد بْن سَعِيد القاضي، وسليمان الطَّبَرَانِيّ.
حدّث أيضًا فِي سنة سبع بجبلة [3] .
وهذا من كبار شيوخ الطَّبَرَانِيّ [4] .
222- أَحْمَد بْن عبد الوهاب العبدي النَّيْسابوريّ الفراء أخو محرز.
سمع: مكي بْن إِبْرَاهِيم، وعبدان عَبْد الله بْن عُثْمَان.
وعنه: أَهْل بلده.
تُوُفيّ سنة اثنتين وسبعين.
223- أَحْمَد بْن عُبَيْد الله بن إدريس [5] .
أبو بكر البغداديّ النّرسيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 7، 8، وسنن الدار الدّارقطنيّ 1/ 65 رقم 15 و 1/ 254 رقم 12، وموضح أوهام الجمع والتفريق 330 رقم 304، وتاريخ بغداد 3/ 353، والمعجم المشتمل لابن عساكر 53 رقم 59، ومعجم البلدان (مادّة حوط) ، واللباب 1/ 402، وتهذيب الكمال للمزي 1/ 396، 397 رقم 74، وسير أعلام النبلاء 13/ 152، 153 رقم 83، وتهذيب التهذيب 1/ 58 وتقريب التهذيب 1/ 20 رقم 84، وخلاصة تذهيب التهذيب 9، والمغني في ضبط أسماء الرجال 88. وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 327 رقم 154.
[2] الجوطيّ: يفتح الحاء وسكون الواو، وكسر الطاء، نسبة إلى حوط. قال في اللباب: والظن أنها من قرى حمص أو جبلة.
[3] ولهذا قال ابن عساكر: مات بعد سنة 279 هـ.
[4] ذكره في أول الشيوخ الذين حدّث عنهم في معجمه الصغير.
[5] (انظر عن أحمد بن عبيد الله) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 59، وتاريخ بغداد 4/ 250، 251 رقم 1978.(20/262)
مَوْلَى بني ضبة.
سمع: يزيد بْن هارون، وأبا بدْر السكوني، ورَوْح بْن عُبَادة، وشيبان، ويحيى بْن أبي بَكْر، وطائفة.
وعنه: ابنُ صاعد، وابن السماك، ومكرم بْن أَحْمَد القاضي، وأحمد بْن كامل القاضي، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الخطيب [1] : كان ثقة أمينًا.
وقَالَ ابنُ كامل: تُوُفيّ فِي خامس ذي الحجة سنة ثمانين.
وقَالَ مَرَّةً أخرى: فِي خامس ذي الحجة سنة تسعٍ وسبعين. والقولان صحيحان عنده. والأول له فِيهِ متابع، وهو أبو الْحُسَيْن بْن المنادي. تابعه على السنة فقط.
وكان مولده سنة ست وثمانين ومائة.
وثقة أيضًا الدّارَقُطْنِيّ [2] ، وكان مسنِدًا منفردًا.
224- أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن ناصح بْن بلنجر الديلمي ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ النحوي [3] .
مَوْلَى بني هاشم أبو جَعْفَر الملقب بأبي عصيدة.
روى عن: يزيد بْن هارون، وأبي دَاوُد، وعبد الله بْن بَكْر، وعلي بْن عاصم، والأصمعيّ، ومحمد بْن مصعب، وجماعة.
__________
[1] في تاريخه 4/ 251.
[2] المصدر نفسه.
[3] انظر عن (أحمد بن عبيد بن ناصح) في:
طبقات النحويين واللغويين للزبيدي 204، والفهرست لابن النديم، المقالة الثانية، الفن الثاني، وأمالي المرتضى 1/ 193 و 2/ 191، والفرج بعد الشدة 4/ 378، ونشوار المحاضرة 5/ 182، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 192، وتاريخ بغداد 4/ 258- 260 رقم 1999، وتاريخ جرجان للسهمي 490، والأمالي للقالي 1/ 237 و 2/ 5، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 207، 208، ومعجم الأدباء 3/ 228- 232، وإنباه الرواة للقفطي 1/ 84- 86، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 402- 404 رقم 79، وميزان الاعتدال 1/ 118 رقم 462، والمغني في الضعفاء 1/ 47 رقم 357، وسير أعلام النبلاء 13/ 193، 194 رقم 110، والوافي بالوفيات 7/ 166، 167، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 26، وتهذيب التهذيب 1/ 60 رقم 130، وتقريب التهذيب 1/ 21 رقم 89، وبغية الوعاة 1/ 333، وخلاصة تذهيب التهذيب 10.(20/263)
وعنه: عليّ بْن محمد الْمَصْرِيّ، ومحمد بْن جَعْفَر الأدميّ، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخراساني، وجماعة.
وله مناكير.
أَنْبَأَنِي الْمُسْلِمُ بْنُ عِلانَ، وجماعة قَالُوا: أَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّمِيمِيُّ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُعَدَّلُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، أَنَا الأَصْمَعِيُّ، أَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «زُرَّ عَلَى [1] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصُهُ الَّذِي كُفِّنَ فِيهِ» .
قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: وَأَنَا زَرَرْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ قَمِيصَهُ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَ: أَنَا زَرَرْتُ على ابن عون قميصه. تَابَعَهُ عَمَّارُ بْنُ زُرَيْقٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ [2] ، فِي وَجْهٍ غَرِيبٍ، وَلا يَصِحُّ رَفْعُهُ [3] .
والمحفوظ حديث بشر بْن مُوسَى، وكان ثقة، سمع الأصمعيّ يقول:
سمعت ابنِ عون: سمعت محمدا يقول: يستحب أن يكون قميص الميت مثل قميص الحي مكففًا مزررًا [4] .
قَالَ: فحدثت به حَمَّاد بن زيد فقال: أنا زررت على ابن عون قميصه، وألبسته [5] .
قَالَ ابنُ عدي [6] : أبو عصيدة كان بسر من رَأَى يحدث عن الأصمعي، ومحمد بْن مصعب بمناكير. ثم ذكر الحديث المذكور، وقَالَ: لا أعلم رَوَاه غير أبي عصيدة، وعمار بْن زربي الْبَصْرِيّ. وأبو عصيدة [7] أصلح حالا من عمّار.
__________
[1] في الأصل: «زرّ عليّ على رسول الله» ، والتصحيح من: «تاريخ بغداد» .
[2] تاريخ بغداد 4/ 259.
[3] تاريخ بغداد 4/ 260.
[4] تاريخ بغداد 4/ 460.
[5] تاريخ بغداد 4/ 460، قال الخطيب: لم يذكر فيه أبا هريرة ولا النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو الصحيح.
[6] في «الكامل» 1/ 192.
[7] في «الكامل» : «أبو عبيدة» ، وهو غلط.(20/264)
سمعت عبدان يصرح بكذب عمّار.
قَالَ: وله حديث طويل عن محمد بْن مصعب، عن الأوزاعي فِي دخوله على المنصور، لم يحدث به غيره.
وقَالَ: وأبو عصيدة مع هَذَا كله كان من أَهْل الصدق [1] .
قلت: تُوُفيّ سنة ثمانٍ وسبعين. وكان من أئمة العربية [2] .
225- أَحْمَد بْن عتيق [3] .
أبو النضر الخزاعي المَرْوَزِيُّ.
عن: عبيد الله بن موسى، وغيره.
وعنه: أَهْل مرو.
وهو مستقيم الحديث.
مات سنة أربع وسبعين.
226- أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن سَعِيد [4] .
أبو بَكْر الأحول كرنيب. حافظ صدوق.
عن: كثير بْن يحيى صاحب الْبَصْرِيّ، وعليّ بْن بحر القطان، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ.
وعنه: محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري [5] .
توفي سنة ثلاث وسبعين [6] ، ولم يشتهر لأنّه لم يشخ [7] .
__________
[1] الكامل 1/ 192.
[2] وقال أبو أحمد الحافظ النيسابورىّ: «لا يتابع في جلّ حديثه» .
[3] انظر عن (أحمد بن عتيق) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 52 وقال فيه محقّقه بالحاشية (1) : «لم نظفر به» .
[4] انظر عن (أحمد بن عثمان الأحول) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 89، وتاريخ بغداد 4/ 297 رقم 2066، وتاريخ دمشق (طبعة مجمع اللغة) 7/ 2- 4 رقم 3.
[5] المطري: نسبة إلى مطيرة، قرية من قرى سرّ من رأى.
[6] ورّخه ابن قانع. (تاريخ بغداد) .
[7] وقال الخطيب: «وكان ثقة حافظا» .(20/265)
227- أحمد بن عصام [1] .
أبو يحيى الأنصاري، مولاهم. ابن أخت الزاهد محمد بن يوسف الإصبهاني. ذكره ابن أبي حاتم، ويروى عنه، ووثقه [2] ، وقَالَ: هُوَ أَحْمَد بْن عصام بْن عَبْد المجيد بْن كثير بْن أبي عمرة الْأَنْصَارِيّ الإصبهاني.
سمع: أَبَا دَاوُد الطَّيَالِسِيّ، ومعاذ بْن هشام، وأبا أَحْمَد الزُّهْرِيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، وأَحْمَد بْن جَعْفَر السمسار، وطائفة.
ولا أعلم أحدًا تكلم فِيهِ بسوء.
تُوُفيّ فِي رمضان سنة [اثنتين وسبعين ومائتين] [3] .
228- أَحْمَد بْن عليّ بْن بشر الأمويّ الإصبهاني [4] .
عن: محمد بْن بكير.
وعنه: ابنه محمد.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين [5] .
229- أَحْمَد بْن عليّ [6] .
أبو جعفر العكبريّ، المعروف بخسرو.
روى عن: أبي نُعَيْم، والحسن بْن الرَّبِيع البورانيّ، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عصام) في:
مسند أبي عوانة 1/ 317، والجرح والتعديل 2/ 66، 67 رقم 119، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 87، 88، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 30، وسير أعلام النبلاء 13/ 41، 42 رقم 25.
[2] فقال: «كتبنا عنه، وهو ثقة صدوق» .
[3] في الأصل بياض، استدركته من: أخبار أصبهان 1/ 87.
وقال فيه أبو نعيم: «وكان من الثقات مقبول القول» .
[4] انظر عن (أحمد بن علي بن بشر) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 93، 94 و 97 وفي المرّة الثانية سمّاه: «أحمد بن علي بن بشر بن عبد الملك بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مريم الأموي. روى عن أبيه عليّ بن بشر» .
[5] أخبار أصبهان 1/ 93.
[6] انظر عن (أحمد بن علي العكبريّ) في:
تاريخ بغداد 4/ 306 رقم 2092.(20/266)
وعنه: محمد بن مخلد، وعلي بن يعقوب بن أبي العقب.
230- أحمد بن العلاء بن هلال [1] .
أخو هلال أبو العلاء الرقي [2] .
فقيه فاضل يكنى أبا عبد الرحمن. ولي قضاء ديار مصر، وتوفي سنة أربع أيضا. وقيل: سنة خمس.
روى عنه: خيثمة الأطرابلسي، وأبو الميمون بن راشد، وابن حزم.
سمع: عبد الله بن جعفر الرقي، وطبقته.
231- أحمد بن عمرو [3] بن أبان [4] .
أبو جعفر الفارسي، ثم الصوري.
روى عن: عَبْد الوهاب بْن نجدة، وأبي إِبْرَاهِيم الترجماني، وموسى بْن أيوب النصيبي.
وعنه: ابن جَوْصَا، ومحمد بن يوسف الهَرَوِي، ومحمد بن جعفر بن ملاس.
232- أحمد بن عياض.
أبو غسان الفرضي. شيخ مصر.
روى عن: يحيى بْن حسان، ويحيى بْن عَبْد الله بْن بكير.
وعنه: ابنه أبو علاثة، ومحمد حفيده، وعبد الله بْن عَبْد الملك، والمعافي بْن عِمْرَانَ، وغيرهم.
تُوُفيّ سنة 73 [5] فِي رجب.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن العلاء) في:
النجوم الزاهرة 3/ 69، 70.
[2] ستأتي ترجمته في هذا الجزء.
[3] في الأصل «عمران» ، وهو غلط.
[4] انظر عن (أحمد بن عمرو) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 77 و 26/ 166 و 33/ 3 ز 38/ 203، 352، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 414، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 357 رقم 171.
[5] هكذا في الأصل.(20/267)
وسيأتي ابنه أبو علاثة بعد التسعين.
تفرد بحديث الطير.
233- أَحْمَد بْن عِيسَى بْن زَيْد اللخمي الخشاب التِّنّيسيّ [1] .
عن: عَمْرو بْن أبي سلمة، وعبد الله بْن يوسف.
وعنه: عَبْد الله بْن محمد بن المنهال، وعيسى بْن أَحْمَد الصَّوفيّ، وموسى بْن الْعَبَّاس، وجماعة.
ضعفه ابنُ عديّ [2] ، وغيره.
وقَالَ ابنُ يُونُس: مضطرب الحديث جدًا.
وتُوُفيّ سنة ثلاثٍ أيضًا بتنيس.
وَلَهُ عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا: «الأُمَنَاءُ عِنْدَ اللَّهِ ثَلاثَةٌ: جِبْرِيلُ، وَأَنَا، وَمُعَاوِيَةُ» [3] . قَالَ ابْنُ جَوْصَا: وَمِثْلُ هَذَا لَا يَحْمِلُهُ عَبْدُ اللَّهِ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: الْحَدِيثُ موضوع [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عيسى الخشّاب) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 146، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 174، 175، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 56 رقم 73، والمستدرك على الصحيحين 1/ 97، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 83 رقم 230، وتذكرة الموضوعات، له 22، وميزان الاعتدال 1/ 126 رقم 508، والمغني في الضعفاء 1/ 51 رقم 396، والكشف الحثيث لسبط ابن العجمي 68 رقم 74، ولسان الميزان 1/ 240 رقم 755، وتهذيب التهذيب 1/ 65 رقم 116، وتقريب التهذيب 1/ 23 رقم 101.
[2] فقال: «ذكر عنه غير حديث لا يحدّث به غيره عن عمرو بن أبي سلمة، وغيره» . (الكامل 1/ 194) .
[3] المجروحون لابن حبّان 1/ 46، الكامل لابن عديّ 1/ 175.
[4] قال ابن حبّان: «يروي عن المجاهيل الأشياء المناكير وعن المشاهير الأشياء المقلوبة، لا يجوز عندي الاحتجاج بما انفرد به من الأخبار» . (المجروحون 1/ 146) .
وقال محمد بن طاهر: أحمد بن عيسى كذّاب يضع الحديث. (الضعفاء لابن الجوزي) .
وقد وقع في لسان الميزان أنه توفي سنة 293 هـ. وهو غلط.(20/268)
فَأَمَّا 234- أَحْمَد بْن إِسْحَاق الخشاب الرقي البلدي [1] .
يروي عن عفان.
لقيه الطَّبَرَانِيّ ببلد.
235- وأحمد بْن إِسْحَاق الخشاب الرقي [2] .
روى عن: عُبَيْد الله بْن جناد الحلبي.
وعنه: الطَّبَرَانِيّ.
236- أَحْمَد بْن [الفرج] [3] بْن سُلَيْمَان [4] .
أبو عُتْبة الكندي، الحمصيّ المعروف بالحجازيّ، المؤذّن.
عن: [بقية] [5] بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، وابن أبي فديك، وعُمَر بْن عَبْد الواحد الدمشقي، وأيوب بْن سُوَيْد الرملي، وعقبة بْن علقمة البيروتي، ومحمد بْن حمير، ومحمد بْن حرب الأبرشي، وعثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن الطوابقي، ومحمد بْن يوسف الفريابيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إسحاق البلدي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 14 وليس فيه نسبة «الرقي» .
[2] انظر عن (أحمد بن إسحاق الرقي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 14.
[3] في الأصل بياض، استدركته من مصادر الترجمة التالية.
[4] انظر عن (أحمد بن الفرج) في:
مسند أبي عوانة 1/ 352، والجرح والتعديل 2/ 67 رقم 124، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي 19، 70، 185، 192، 197، 198، 202، والثقات لابن حبّان 8/ 45، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 193، وتاريخ بغداد 4/ 339- 341 رقم 2168، والسابق واللاحق 154، وتاريخ دمشق 7/ 134- 138 رقم 77، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 435، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوطة معهد المخطوطات) 5/ 248، والأنساب لابن السمعاني 157 أ، وتاريخ جرجان للسهمي 465، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 83 رقم 232، وميزان الاعتدال 1/ 128 رقم 516، والمغني في الضعفاء 1/ 52 رقم 400، والعبر 2/ 49، وسير أعلام النبلاء 13/ 40، 41 رقم 23، ودول الإسلام 1/ 166، وتهذيب التهذيب 1/ 67- 69 رقم 118، ولسان الميزان 1/ 245، 246 رقم 768، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 1/ 370- 372 رقم 182.
[5] في الأصل بياض، استدركته من مصادر الترجمة.(20/269)
وعنه: النِّسائيّ فِي غير «السنن» ، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، وموسى بن هارون، ومحمد بن [جرير الطَّبَريّ] [1] ، ويحيى بْن صاعد، وابن أبي حاتم، وابن جوصا، وأبو التريك محمد بْن الْحُسَيْن الأطرابلسي، وأبو الْعَبَّاس الأصم، ويوسف بْن يعقوب الأزرق، وخلق.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: محله عندنا الصدق [2] .
قَالَ ابنُ عدي [3] : كان محمد بْن عوف يضعفه ويتكلم فِيهِ. وكان ابنُ جوصا يضعفه.
وقَالَ ابنُ عديّ: مع ضعفه قد احتمله النّاس، وليس ممّن يحتج به [4] .
وأما عَبْد الغافر بْن سلامة الحمصي فقال: كان محمد بْن عوف، وعُمَر، وأصحابنا يقولون: إنّه كذاب. فلم نسمع منه شيئًا [5] .
قَالَ: وقَالَ محمد بْن عوف: هَذَا كذاب رَأَيْته عند بئر أبي عبيدة فِي سوق الرستن، وهو يشرب مع مردان. وهو يتقيأ [6] ، وأنا مشرف عليه من كوة فِي بيت كَانَتْ لي فِيهِ تجارة سنة تسعٍ وعشرين [7] ومائتين.
وكان أيام أبي الهرماس [8] يسمونه الغداف. كان له ترس فِيهِ أربع مسامير كبار، إذا أخذوا رجلًا يريدون قتله صاحوا: أين الغداف؟ فيجيء. فَإِنَّمَا يضربه بها أربع ضربات حَتَّى يقتله. قد قُتِلَ غير واحدٍ بترسه ذاك [9] . ثُمَّ ساق له فصلا في كذبه.
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] لفظه في الجرح والتعديل 2/ 67 «محلّه عندنا محلّ الصدق» ، والمثبت يتّفق مع تاريخ بغداد 4/ 339.
[3] في الكامل 1/ 193.
[4] وزاد: «إلّا أنه يكتب حديثه» .
[5] تاريخ بغداد 4/ 341، تاريخ دمشق 7/ 138.
[6] يعني: الخمر. (كما في: تاريخ بغداد، وتاريخ دمشق) .
[7] كذا في الأصل. والمثبت في: تاريخ بغداد، وتاريخ دمشق: «سنة تسع عشرة» .
[8] في تاريخ بغداد: «الهرناس» ، والمثبت يتفق مع تاريخ دمشق.
[9] تاريخ بغداد 4/ 340، تاريخ دمشق 7/ 138.(20/270)
قَالَ عَبْد الغافر: كان أبو عُتْبة جارنا، وكان مؤذن الجامع. وكان يخضب بالحمرة [1] .
وقَالَ الخطيب [2] : بلغني أنه تُوُفيّ سنة إحدى وسبعين [3] .
237- أَحْمَد بن الفرج بْن شاكر.
أبو بَكْر الغافقي الْمَصْرِيّ.
عن: سَعِيد بْن أبي مريم، وغيره.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين.
238- أَحْمَد بن الفرج بْن عَبْد الله [4] .
أبو عليّ الجشمي الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ.
عن: عباد بْن عباد، وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي، وسويد بْن عَبْد الْعَزِيز، وعبد الله بْن نمير، وغيرهم.
وعنه: إِسْحَاق بْن سنين الختلي، ومحمد بْن جَعْفَر القماطري، وأبو جَعْفَر البَخْتَرِيّ.
وكان ضعيفًا.
وقَالَ الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن بَكْر الحافظ: هُوَ ضعيف [5] .
239- أَحْمَد بْن كعب بْن خريم [6] .
أبو جَعْفَر المرّيّ الدّمشقيّ.
عن: أبيه، وأبي مسهر.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 341، تاريخ دمشق 7/ 138.
[2] في تاريخ بغداد 4/ 341.
[3] ووقع في «الأنساب» لابن السمعاني أنه مات بحمص سنة 291 هـ، وهو غلط.
[4] انظر عن (أحمد بن الفرج الجشمي) في:
تاريخ بغداد 4/ 341 رقم 2169، وميزان الاعتدال 1/ 128 رقم 515، ولسان الميزان 1/ 244 رقم 766.
[5] تاريخ بغداد 4/ 341.
[6] انظر عن (أحمد بن كعب) في:
الإكمال لابن ماكولا 3/ 133، 134، وتاريخ دمشق 7/ 153، 154 رقم 89.(20/271)
وعنه: ابن جوصا، والحسن بن حبيب الحصائري، وغيرهما.
تُوُفيّ سنة اثنتين وسبعين.
240- أَحْمَد بْن محمد بن يزيد بن مُسْلِم بْن أبي الحناجر [1] .
الْإِمَام أبو عليّ الْأَنْصَارِيّ الأطرابلسي.
عن: يحيى بْن أبي بكير، ومؤمل بن إِسْمَاعِيل، ويزيد بْن هارون، ومحمد بْن مصعب، ومعاوية بْن عَمْرو، وجماعة.
وعنه: ابنُ جوصا، وأبو نُعَيْم، وابن عدي، وابن أبي حاتم، وخيثمة، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق [2] .
وقَالَ غيره: كان شيخا جليلا نبيلا.
وقَالَ تمام [3] : ثنا خيثمة: نا ابنُ أبي الحناجر قَالَ: كنت فِي مجلس يزيد بْن هارون فجاء المأمون فوقف علينا، وَفِي المجلس ألوف، فالتفت إِلَى أصحابه وقَالَ: هَذَا الملك.
وقَالَ ابنُ دحيم: تُوُفيّ فِي جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد الأطرابلسي) في:
الجرح والتعديل 2/ 73 رقم 144، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي 16، 18، 19، 210، وتاريخ بغداد 3/ 277، وشرف أصحاب الحديث للخطيب 2/ 100، وتلخيص المتشابه، للخطيب 1/ 530 رقم 890، وجامع بيان العلم لابن عبد البر 1/ 50، والمستدرك على الصحيحين 4/ 399، والسنن الكبرى للبيهقي 1/ 425، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 186، و 5/ 174، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 81، والإكمال 3/ 82، والأنساب 173 أ، وبغية الطلب (مخطوطة معهد المخطوطات) 2/ 15، 16، والروض البسّام لتمّام 1/ رقم 99 و 307، وأدب الإملاء والاستملاء لابن السمعاني 22، والعبر 2/ 52، وسير أعلام النبلاء 13/ 240 رقم 121، وشذرات الذهب 2/ 165، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 425- 428 رقم 251 ويقال: ابن أبي الحناجر، بالحاء المهملة، وابن أبي الخناجر، بالخاء المعجمة.
[2] وقال: «كتبنا عنه» .
[3] في الروض البسّام 1/ 154، 155 رقم 99، ونقله الخطيب في: شرف أصحاب الحديث 2/ 100 رقم 220، وابن السمعاني في: أدب الإملاء 22.(20/272)
241- أَحْمَد بْن محمد بْن [أَنَس] [1] .
الحافظ أبو الْعَبَّاس بْن القربيطي. أحد الأعلام المجودين.
روى عن: محمد بْن جميل، وأبي حَفْص الفلاس، وإبراهيم بْن زياد، وسلامة.
وأدرك أصحاب شعبة. فإن محمد بن سعد مع جلالته وتقدمه قَالَ فِي «الطبقات» : ثنا محمد بْن أَنَس، أَنَا أبو حَفْص الصيرفي، فذكر حديثًا.
ويجوز أن يكون هَذَا فِي زيادات ابنِ فهم فِي «الطبقات» .
وقد كتب عَنْهُ: أبو حاتم الرَّازيّ وهو معاصره، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم [2] ، ومحمد بن مخلد العطار، وآخرون [3] .
وسكن الرِّيّ [4] .
242- أَحْمَد بْن محمد بْن الحجاج [5] .
أبو بَكْر المَرُّوذيّ الفقيه. أحد الأعلام، وأجل أصحاب أَحْمَد بْن حنبل.
كان من كبار علماء بغداد، وكان أبوه خوارزميّا، وكان أمه مروذية.
حمل عن أَحْمَد علمًا كثيرًا، ولزمه إِلَى أن مات. وصنف فِي الحديث والسّنة والفقه.
__________
[1] في الأصل بياض، استدركته من:
الجرح والتعديل 2/ 74 رقم 146، وتاريخ بغداد 4/ 397 رقم 2289، والسابق واللاحق 70، وسير أعلام النبلاء 13/ 53، 54 رقم 40.
[2] ذكر ذلك في: الجرح والتعديل.
[3] وثّقه الخطيب.
[4] قال الخطيب: «قرأت في كتاب ابن مخلد بخطّه: سنة أربع وستين ومائتين، فيها مات أبو العباس أحمد بن محمد بن أنس القربيطي في شوّال» .
قال خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن صحّت وفاته كما ذكر ابن مخلد فكان على المؤلّف- رحمه الله- أن يحوّل هذه الترجمة إلى الطبقة السابقة (261- 270 هـ) ، فليحرّر.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحجّاج) في:
تاريخ بغداد 4/ 423- 425 رقم 2318، والسابق واللاحق 56، والكامل في التاريخ 7/ 435، ودول الإسلام 1/ 166، 167، والبداية والنهاية 11/ 54، والنجوم الزاهرة 3/ 72.(20/273)
سمع: أَحْمَد بْن حنبل، وهارون بْن معروف، ومحمد بْن منهال الضرير، وسريج بْن يُونُس، وعُبَيْد اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير، وعثمان بْن أبي شَيْبَة، وعباس بْن عَبْد العظيم العنبري، ومحمد بن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي رزمة، وطوائف.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو بَكْر الخلال، ومحمد بْن عِيسَى بْن الْوَلِيد، ومحمد بْن مخلد، ووالد أبي القاسم الخرقيّ، وآخرون.
قال الخلّال أبو بكر: أخبرني محمد بْن جَعْفَر الراشدي: سمعت إِسْحَاق بْن دَاوُد يقول: لا أعلم أحدًا يقوم بأمر الْإِسْلَام من أبي بَكْر المَرُّوذيّ [1] .
وقَالَ الخلال: سمعت أَبَا بَكْر المَرُّوذيّ يقول: كان أبو عبد الله يبعث بي فِي الحاجة فيقول: قل ما قلت فهو على لساني، فأنا قلته [2] .
قلت: ما كان يقول أبو عبد الله ذلك إلّا لمّا يعلم من صدقه وأمانته وورعه.
وقَالَ الخلال: خرج أبو بَكْر المَرُّوذيّ إِلَى الغزو، فشيعه النّاس إِلَى سامراء، فجعل يردهم فلا يرجعون.
قَالَ: فحزروا فإذا هُمْ بسامراء، سوى من رجع، نحو خمسين ألف إنسان.
فَقِيلَ له: يا أَبَا بَكْر أَحْمَد الله فهذا علم قد نشر لك.
فبكى وقَالَ: ليس هَذَا العلم لي، وإنما هُوَ لأحمد بْن حنبل [3] .
وقَالَ الخطيب أبو بَكْر فِي ترجمة المَرُّوذيّ [4] : هُوَ المقدم من أصحاب أَحْمَد لورعه وفضله.
وكان أَحْمَد يأنس به، وينبسط إليه، وهو الَّذِي تولى إغماضه لمّا مات
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 423.
[2] تاريخ بغداد 4/ 424.
[3] تاريخ بغداد 4/ 424.
[4] في تاريخ بغداد 4/ 423.(20/274)
وغسله. وروى عَنْهُ مسائل كثيرة [1] .
وقَالَ ابنُ المنادي: تُوُفيّ فِي سادس جمادى الأولى سنة خمسٍ وسبعين ودفن قريبًا من قبر أَحْمَد بْن حنبل [2] ، رحمهما الله.
243- أَحْمَد بْن محمد بْن نصر اللباد [3] .
الفقيه أبو نصر النَّيْسابوريّ، شيخ أهل الرّأي ببلده ورئيسهم.
سمع: أَبَا نُعَيْم، ويحيى بْن هاشم السمسار، وبشر بْن الْوَلِيد، وطبقتهم.
روى عَنْهُ: أبو يحيى زكريا بْن يحيى البزار، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، ومحمد بن ياسين بْن النضر، وأحمد بْن هارون الفقيه.
تُوُفيّ سنة ثمانين.
244- أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى بْن نيزك [4] .
أبو الْعَبَّاس الهمداني القومسي.
عن: سُلَيْمَان بْن حرب، وقرة بْن حبيب، وعبد السلام بْن مطهر، وغيرهم.
وعنه: أسد بْن حمدويه النسفي، وإبراهيم بْن حمدويه السَّمَرْقَنْديّ، وجماعة.
تُوُفيّ سنة خمس أيضًا.
245- أَحْمَد بْن محمد بن عبد الله بن المدبّر [5] .
__________
[1] وزاد: «وأسند عنه أحاديث صالحة» .
[2] تاريخ بغداد 4/ 424.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد اللباد) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 115.
[4] انظر عن (أحمد بن القومسي) في:
تهذيب الكمال للمزّي 1/ 476 رقم 102 وذكره للتمييز.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن المدبر) في:
الفرج بعد الشدّة 1/ 247، 249 و 2/ 124، 159، 261، وأمالي المرتضى 1/ 569، والجامع الكبير لابن الأثير 97، وبدائع البدائه 340، والأغاني 22/ 159، 117، والهفوات النادرة 92، 93، وإعتاب الكتّاب 157- 159، والتذكرة الحمدونية 2/ 105، 106 رقم 211، والفخري 248.(20/275)
الكاتب.
تُوُفيّ فِي صفر سنة إحدى وسبعين.
تقدم.
246- أَحْمَد بْن محمد بْن غالب بْن خَالِد بْن مرداس [1] .
أبو عبد الله الباهلي البصريّ الزاهد المعروف بغلام خليل.
نزيل بغداد، وشيخ العامة بها وصالحهم، ورأسهم فِي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ضعفه.
حدّث عن: دينار الَّذِي ادعى أنه سمع من أَنَس بْن مالك.
وحدث عن: قُرَّةَ بْن حبيب، وسليمان الشاذكوني، وشيبان بْن فروخ، وسهل بْن عُثْمَان العسكري.
وعنه: محمد بْن مخلد، وابن السماك، وأحمد بْن كامل.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: سئل أبي عَنْهُ فقال: كان رجلًا صالحًا، لم يكن عندي ممّن يفتعل الحديث [2] .
وقَالَ عبدان الأهوازي: قلت لعبد الرَّحْمَن بْن خراش: هَذِهِ الأحاديث الّتي يحدث بها غلام خليل لسليمان بْن بلال من أَيْنَ له؟
قَالَ: سرقه من عَبْد الله بْن شبيب. وسرقه ابنُ شبيب من النضر بْن سلمة الّذي وضعها [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن غالب) في:
الجرح والتعديل 2/ 73 رقم 142، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي 19، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 150، 151، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 198، 199، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 54 رقم 58، وتاريخ بغداد 5/ 78- 80 رقم 2465، وتاريخ جرجان للسهمي 150، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 88 رقم 253، والمنتظم 5/ 95، 96 رقم 214، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوطة معهد المخطوطات) 5/ 248، وميزان الاعتدال 1/ 141، 142 رقم 557، والمغني في الضعفاء 1/ 57 رقم 440، وسير أعلام النبلاء 13/ 282- 285 رقم 136، والبداية والنهاية 11/ 54، ولسان الميزان 1/ 272- 274 رقم 832، والنجوم الزاهرة 3/ 72.
[2] عبارته في «الجرح والتعديل» : «روى أحاديث مناكير عن شيوخ مجهولين، ولم يكن محلّه عندي ممن يفتعل الحديث، وكان رجلا صالحا» .
[3] الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 199.(20/276)
وقَالَ أبو بَكْر بْن إِسْحَاق الصيفي: غلام خليل محمد لا أشك فِي كذبه.
وكذا كذبه إِسْمَاعِيل القاضي.
وعن أبي دَاوُد السّجِسْتانيّ، وذكر غلام خليل، قَالَ: ذاك دجال بغداد.
عرض عليّ من حديثه، فنظرت في أربعمائة حديث أسانيدها ومتونها كذب كلها.
قلت: وقد كان لغلام خليل جلالة عظيمة ببغداد. وفيه حدة وتسرع. فقدم من واسط فِي أول سنة أربعٍ وستّين.
قَالَ أبو سَعِيد بْن الأعرابيّ: فذكرت له هذه الشناعات، يعني خوض الصُّوفيّة فِي دقائق الأحوال الّتي يذمها أَهْل الأثر.
وقَالَ ابنُ الأعرابي: وذكر له بعض مذاهب البغداديين وقولهم فِي المحبة، ولم يزل يبلغهم عن الشاذ من أَهْل البصرة أنهم يقولون نَحْنُ نحب ربنا وربنا يحبنا، وقد أسقط عنا خوفه بغلبة محبته. فكان ينكر هَذَا الخطأ بخطإ مثله، وأغلظ منه، حَتَّى جعل محبة الله بدعة. وقَالَ: إنما المحبة للمخلوقين، والخوف أفضل وأولى بنا. وليس هَذَا كما توهّم، بل المحبة والخوف أصلان من أصول الْإِيمَان لا يخلو المؤمن منهما، وإن كان أحدهما أغلب على بعض النّاس من بعض.
قَالَ: فلم يزل غلام خليل يقص بهم ويذكرهم فِي مجالسه ويحذر منهم، ويغري بهم السلطان والعامة، ويقول: كان عندنا بالبصرة قومٌ يقولون بالحلول، وأقوام يقولون بالإباحة، وأقوام يقولون كذا، تعريضًا بهم، وتحريضًا عليهم.
إِلَى أن قَالَ ابنُ الأعرابي: فانتشر فِي أفواه العامة أنّ جماعة من أَهْل بغداد ذكر عَنْهُمُ الزندقة. وكانت السيدة والدة الموفَّق مائلة إِلَى غلام خليل، وكذلك الدولة والعوام لِما هُوَ عليه من الزهد والتقشف. فأمرت السيدة المحتسب أن يطيع غلام خليل، فطلب القوم، وفرق الأعوان فِي طلبهم وكتب أسماءهم، وكانوا نيفًا وسبعين نفسًا، فاختفى عامتهم، وبعضهم خلصتهم العامة. والقصة فيها طول. وجدر جماعة منهم مدة.(20/277)
وقَالَ أَحْمَد بْن كامل: سنة خمسٍ وسبعين تُوُفيّ أبو عبد الله غلام خليل فِي رجب، وحمل فِي تابوت إِلَى البصرة. وغلقت أسواق مدينة السلام، وخرج الرجال والنساء والصبيان لحضور جنازته والصلاة عليه، ودفن بالبصرة، وبنيت عليه قبة.
قَالَ: وكان فصيحًا يعرب الكلام، ويحفظ علمًا عظيمًا، ويخضب بالحناء، ويقتات بالباقلاء صرفًا رحمه الله.
وقَالَ ابنُ عدي [1] : سمعت أَبَا عَبْد الله النهاوندي يقول: قلت لغلام خليل:
هَذِهِ الأحاديث الّتي ترويها؟
قَالَ: وضعناها لترقق القلوب.
وَفِي «تاريخ بغداد» أن أَبَا جَعْفَر الشعيري قَالَ: قلت لغلام خليل لمّا روى عن بَكْر بْن عِيسَى، عن أبي عوانة: يا أَبَا عَبْد الله هَذَا قديم الوفاة لم تلحقه.
ففكر، فخفت أَنَا، فقلت: كأنّك سمعت من رَجُل بهذا الاسم عَنْهُ؟
فسكت وافترقنا، فَلَمَّا كان من الغد لقيته، فقال لي: إني نظرت البارحة فيمن سمعت منه بالبصرة، يُقَالُ له بَكْر بْن عِيسَى، فوجدتهم ستّين رجلا [2] .
__________
[1] في الكامل 1/ 198، 199.
[2] وقال ابن حبّان: «كان يتقشّف، يروي عن ابن أبي أويس وأهل المدينة والعراق، لم يكن الحديث شأنه. كان يجيب في كل ما يسأل ويقرأ كل ما يعطى، سواء كان ذلك من حديثه أو من حديث غيره، أتوه بصحيفة محمد بن إسماعيل البخاري، عن ابن أبي أويس، عن أخيه، عن سليمان بْن بلال، عَنْ يحيى بْن سعيد الأنصاري، عن الزهري، وهي ثمانون حديثا، فحدّث بها كلها عن ابن أبي أويس.
سمعت أحمد بن عمرو بن جابر بالرملة يقول: كنت عند إسماعيل بن إسحاق القاضي، فدخل عليه غلام الخليل، فقال له في خلال ما كان يحدّثه: تذكر أيّها القاضي حيث كنا بالمدينة سنة أربع وعشرين، فكتب، فالتغت إلينا إسماعيل وقال: قليلا تكذب، وما كنت في تلك السنة بها» .
(المجروحون 1/ 150، 151) .
وقال ابن عديّ: «وغلام الخليل أحاديثه مناكير لا تحصى كثرة، وهو بيّن الأمر بالضعف» .
(الكامل 1/ 199) .
وقال الدار الدّارقطنيّ: متروك.(20/278)
247- أَحْمَد بْن محمد بْن عمّار بْن نصير السُّلَمّي الدمشقي [1] .
عن: عمه هشام بْن عمّار، وإبراهيم بْن هشام الغساني، وأبي النضر إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الفراديسي.
وعنه: ابنُ الميمون بْن راشد، وغيره.
تُوُفيّ سنة ثمان وسبعين.
248- أَحْمَد بْن محمد بْن عِيسَى بْن الأزهر [2] .
القاضي أبو الْعَبَّاس البرتي الحنفي الحافظ الحجة.
وُلِدَ قبل المائتين، وسمع: أَبَا نُعَيْم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبا حُذَيْفة النهدي، وأبا الْوَلِيد، والقعنبي، وعاصم بْن عليّ، وأبا عُمَر الحوضي، وطبقتهم.
وأخذ الفقه عن: أبي سُلَيْمَان الجوزجاني الفقيه صاحب محمد بْن الْحَسَن.
وعنه: ابنُ صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الصّفّار، وأبو بَكْر النجاد، وأبو سهل بْن زياد، وطائفة.
قَالَ الخطيب [3] : ولي قضاء بغداد بعد وفاة أبي هاشم الرّفاعيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عمّار) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 72، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 82 رقم 224، وفيه:
«أحمد بن عمار بن بصير» ، بإسقاط «محمد» بعد أحمد، وتحريف «نصير» إلى «بصير» ، وميزان الاعتدال 1/ 123 رقم 497، ولسان الميزان 1/ 234 رقم 738.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عيسى) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 39، 46، 54، 281، 293، 322، 324، 326، ومسند أبي عوانة 1/ 16، 97، 239، 319 و 2/ 33، 82، 195، 260، 265، 360، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي 19، 171، والثقات لابن حبّان 8/ 51، ومروج الذهب 3350، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 17، وتاريخ بغداد 5/ 61- 63 رقم 2431، والمستدرك على الصحيحين 1/ 46، وطبقات الفقهاء للشيرازي 140، وطبقات الحنابلة 1/ 66 رقم 56، والمنتظم 5/ 145، 146 رقم 276، والأنساب لابن السمعاني 2/ 135، والأمالي لابن مندة 1/ رقم 17، واللباب 1/ 133، والعبر 2/ 63، وتذكرة الحفاظ 2/ 596، 597، ودول الإسلام 1/ 169، وسير أعلام النبلاء 13/ 407- 410 رقم 197، والعبر 2/ 63، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 11، ومرآة الجنان 2/ 2/ 193، وفيه «البوني» ، وتاريخ الخميس 2/ 384، والبداية والنهاية 11/ 69، وطبقات الحفاظ 267، وشذرات الذهب 2/ 175.
[3] في تاريخه 5/ 61.(20/279)
قَالَ طَلْحَةُ بْن محمد بْن جَعْفَر: مات أبو هاشم سنة تسعٍ وأربعين، فاستقضى أَحْمَد بن محمد البرتي. وكان رجلًا من خيار المسلمين دينًا، عفيفًا، على مذهب أَهْل العراق. وكان من أصحاب يحيى بْن أكثم.
وكان قبل ذلك يتقلد واسطًا [1] .
روى كتب محمد بن الْحَسَن، عن أبي سُلَيْمَان الجوزجاني. وحدث بحديث كثير [2] .
وقَالَ الخطيب [3] : كان ثقة [ثبتًا] حجة يذكر بالصلاح والعبادة.
ثُمَّ قَالَ [4] : أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري: ثنا القاضي أبو عبد الله الضُّبَعيّ، ثنا محمد بن صالح الْقُرَشِيّ الهاشمي القاضي، ثنا أبو عُمَر محمد بْن يوسف القاضي قَالَ: ركبت يومًا مع إِسْمَاعِيل القاضي إِلَى أَحْمَد بْن محمد بْن عِيسَى البرتي، وهو ملازم لبيته، فرأيت شيخًا مصفارًا، أثر العبادة عليه. ورأيت إِسْمَاعِيل عظمه إعظامًا شديدًا، وسأله عن نفسه وأهله وعجائزه. وجلسنا عنده ساعة وانصرفنا.
فقال لي إِسْمَاعِيل: يا بني، تدري من هَذَا الشَّيْخ؟
قلت: لا.
قَالَ: هَذَا البرتي القاضي، لزم بيته واشتغل بالعبادة. هكذا يكون بالقضاء، لا كَمَا نَحْنُ.
وعن العلاء بْن صاعد قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد دخل عليه القاضي البرتي، فقام إليه وصافحه وقَالَ: مرحبًا بالذي يعمل بسنتي وأثري [5] . قَالَ: فذهبت وبشّرته بالرؤيا.
ووثّقه الدّار الدّارقطنيّ [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 62 وزاد: «وقطعة من أعمال السواد» .
[2] تاريخ بغداد 5/ 62.
[3] في تاريخه 5/ 61 والزيادة منه.
[4] في تاريخه 5/ 62.
[5] تاريخ بغداد 5/ 62.
[6] تاريخ بغداد 5/ 63.(20/280)
وقَالَ أَحْمَد بْن كامل: كان إِسْمَاعِيل القاضي يقدم البرتي على كافة أقرانه فِي القضاء والرواية والعدالة.
قلت: وقع لنا مسند أبي هُرَيْرَةَ للبرتي بإسناد عالٍ.
تُوُفيّ فِي ذي الحجة سنة ثمانين [1] .
249- أَحْمَد بن محمد بْن عاصم الرَّازيّ [2] .
عن: قُتَيْبَةَ، وهدبة بْن خَالِد، وإسحاق بْن رَاهَوَيْه، وطبقتهم.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم [3] ، وعلي بْن إِبْرَاهِيم القطان، وعُمَر بْن إِسْحَاق، وأبو أَحْمَد محمد بْن أَحْمَد العسال، وآخرون.
وكان أحد الحفاظ المصنفين. وأبوه ثقة يروى عن عَبْد الرّزّاق.
وتُوُفيّ أَبُوهُ فِي حدود الخمسين ومائتين.
وتُوُفيّ هو فِي حدود الثمانين.
250- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الحميد بْن شاكر [4] .
أبو عبد الله الجعفي الكوفي. نزيل بغداد.
سمع: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن كياسة، والواقدي، وجماعة.
وعنه: عَبْد الصمد الطستي، وأحمد بْن خُزَيْمَة، وأحمد بْن كامل، وأبو بكر الشّافعيّ.
قال الدّار الدّارقطنيّ: صالح الحديث [5] .
__________
[1] ووقع في تاريخ الخميس للدياربكري 2/ 384 أنه مات سنة ثمان وثمانين ومائتين. وهذا وهم.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عاصم) في:
تاريخ الطبري 9/ 201، والجرح والتعديل 2/ 75 رقم 151، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 60، وسير أعلام النبلاء 13/ 375، 376 رقم 176.
[3] وقال: «كتبت عنه وهو صدوق» . (الجرح والتعديل 2/ 75) .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الحميد) في:
تاريخ بغداد 5/ 54 رقم 2415.
[5] المصدر نفسه.(20/281)
251- أَحْمَد بْن محمد بْن يزيد الأنباري.
عن: شبانة بْن سوار، وغيره.
وعنه: أبو بَكْر الشّافعيّ، وأبو بَكْر بْن الهيثم الأنباري.
قَالَ الدّار الدّارقطنيّ: ليس بقويّ.
وقَالَ الأمير [ابنُ ماكولا] : وروى أيضًا عن: هانئ بْن يحيى، وبشر الحافي.
وعنه أيضًا: عبد الله بن أحمد بن زيد القاضي، وقاسم بْن محمد الأنباري.
وكان وراقًا ينسخ.
252- أَحْمَد بْن أبي عَبْد الله محمد بْن خَالِد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عليّ البرقيّ [1] .
أبو جعفر الشّيعيّ. من رءوس الإمامية. له تصانيف كثيرة تدل على تبحره وسعة روايته. وقد أتى فيها بالطامات والمناكير. وألف فِي كل فن.
سمي له ابنُ أبي طيِّئ من المصنفات أزيد من مائة كتاب من أنواع الكتب لابن أبي الدُّنيا. ولم أعرف من أشياخه ولا من الرواة عَنْهُ أحدًا [2] .
تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين ومائتين [3] .
وقِيلَ: سنة إحدى وثمانين [4] .
253- أَحْمَد بْن محمود الشروي الرام [5] .
أحد الموصوفين بالرّمي.
__________
[1] انظر عن (أحمد البرقي) في:
الفهرست للطوسي 48- 50 رقم 65 والبرقي: نسبة إلى برقة قمّ.
[2] في الأصل: «أحد» . وقال الطوسي: وكان ثقة في نفسه غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل وصنّف كتبا كثيرة. وذكرها.
[3] هو قول أحمد بن الحسين في تاريخه.
[4] قاله علي بن محمد ماجيلويه. (انظر حاشية الفهرست) .
[5] انظر عن (أحمد بن محمود الشروي) في:
تاريخ بغداد 5/ 155، 156 رقم 2595.(20/282)
سمع: عاصم بْن عليّ، وأبا الْوَلِيد.
وعنه: ابن مخلد، وأبو الْحُسَيْن بْن المنادي.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين [1] .
254- أَحْمَد بْن مَسْعُود المقدسي الخياط [2] .
عن: عَمْرو بْن أبي سلمة التِّنّيسيّ، والهيثم بْن جميل الأنطاكي، ومحمد بْن كثير المصيصي، ومحمد بْن عِيسَى بْن الطباع، وغيرهم.
آخر من حدّث عنه: الطّبرانيّ.
سمع من: المقدسيّ سنة أربع وسبعين [ومائتين] [3] .
وممن روى عَنْهُ: أبو نُعَيْم عَبْد الملك، وعديّ، وأبو عوانة.
255- أَحْمَد بْن مُعَاذ.
أبو عبد الله السالمي النَّيْسابوريّ.
سمع: الجارود بْن يزيد، وحفص بْن عَبْد الله، وقبيصة بْن عُقْبَة، وجماعة.
وعنه: أبو حامد بْن الشرقي، ومحمد بْن أَحْمَد الحميري، وأبو الطيب محمد بْن عَبْد الله شيخا الحاكم.
وكان رجلًا صالحًا.
تُوُفيّ سنة إحدى وسبعين فِي نصف شعبان.
256- أَحْمَد بْن مهدي بْن رستم [4] .
أبو جعفر الأصبهانيّ العابد. أحد حفّاظ الحديث.
__________
[1] كان أحد الموصوفين بالرمي، المشتهرين به، مع صلاح وصبر جميل.
[2] انظر عن (أحمد بن مسعود) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 10، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 92، وسير أعلام النبلاء 13/ 244 رقم 126.
[3] الزيادة من المعجم.
[4] انظر عن (أحمد بن مهدي) في:
الجرح والتعديل 2/ 79 رقم 172، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 85، 86، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 7، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 103، 104، والنجوم الزاهرة 3/ 67.(20/283)
رحل وسمع: أَبَا نُعَيْم، وسعيد بْن أبي مريم، وطبقتهما.
وعنه: محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم، وأحمد السمسار، وجماعة.
قَالَ أبو نُعَيْم [1] : كان صاحب ضياع وثروة. أنفق على أهل العلم ثلاثمائة ألف درهم.
وقال محمد بن يحيى بن منده: لم يحدث ببلدنا منذ أربعين سنة أوثق منه. صنف «المُسْنَد» ولم يعرف له فراش منذ أربعين سنة، صاحب عِبادةٍ [2] ، رحمه الله.
تُوُفيّ سنة اثنتين وسبعين [3] .
قال ابن النّجّار: كان من الأئمّة الثقات وذوي المروءات. رحل إِلَى العراق والشام ومصر. وسمع: أَبَا نُعَيْم، وقبيصة، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وِأبا اليمان، وعلى بْن الجعد، وعبد الله بْن صالح. وسمى طائفة.
انا اللبان كتابة، أَنَا الحداد، أَنَا أبو نُعَيْم: سمعت محمد بْن أبان: سمعت أَبَا عليّ أَحْمَد بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم يقول: قَالَ أَحْمَد بْن مهديّ: جاءتني امْرَأَة ببغداد ليلةً، فَذَكَرَتْ أنها من بنات النّاس، وأنها امتحنت بمحنة: وأسألك باللَّه أن تسترني، فقد أُكْرِهْتُ على نفسي، وأنا حبلي، وقلت: إنك زوجي، فلا تفضحني.
فنكست عَنْهَا ومضت. فلم أشعر حَتَّى جاء إمام المحلة والجيران يهنوني بالولد الميمون. فأظهرت التهلل. ووزنت فِي اليوم الثاني للإمام دينارين وقلت:
أعطها للمرأة نفقةً، فَإِنِّي فارقتها. وكنت أعطيه كل شهر دينارين يوصلها لها.
إِلَى أن أتى على ذلك سنتان. فمات الولد، وجاءني النّاس يعزونني. فكنت أظهر لهم التسليم والرضا. فجاءتني المرأة بعد شهر ومعها تلك الدنانير لردها وقَالَت: سترك الله كما سترتني.
__________
[1] في أخبار أصبهان 1/ 85 وفيه زيادة.
[2] أخبار أصبهان 1/ 85، 86 وفيه زيادة.
[3] أخبار أصبهان 1/ 85.(20/284)
فقلت: هَذِهِ كَانَتْ صلة مني للمولود. وهي لك لأنك ترثينه، فاعملي بها ما تريدين [1] .
257- أَحْمَد بْن مُوسَى بن يزيد [2] .
أبو جَعْفَر الشطوي الْمُقْرِئ البزار.
عن: زكريا بْن عدي، ومحمد بْن سماعة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم [3] ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن محرم، وغيرهما.
وهو صدوق [4] .
تُوُفيّ سنة سبعٍ وسبعين بسامراء [5] .
258- أَحْمَد بْن أبي عِمْرَانَ مُوسَى بْن عيسى [6] .
أبو جعفر البغداديّ الحنفيّ الفقيه. أحمد المشاهير.
نزل مصر، وحدث بها عن: عاصم بْن عليّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن صاعد، وسعيد بْن سُلَيْمَان سعدويه، وطائفة.
وعليه تفقه: أبو جعفر الطحاوي، وكان قد قدم مصر على قضائها.
وذهب بصره بآخرة. وكان أحد الموصوفين بالحفظ. روى حديثا كثيرا من حفظه.
__________
[1] قال ابن أبي حاتم: «كتبنا عنه وكان صدوقا. قال أبو محمد: هو الّذي روى عن أبي عبيد كتاب (غريب الحديث) » . (الجرح والتعديل) .
[2] انظر عن (أحمد بن موسى الشطوي) في:
الجرح والتعديل 2/ 75 رقم 155، وتاريخ بغداد 5/ 141 رقم 2573.
[3] فقال: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.
[4] وثّقه الدار الدّارقطنيّ.
[5] تاريخ بغداد 5/ 141 وقال ابن المنادي: «وكان صالحا مقبولا عند الحكام ومن أهل القرآن والحديث» .
[6] انظر عن (أحمد بن أبي عمران) في:
تاريخ بغداد 5/ 141، 142 رقم 2574، وطبقات الفقهاء للشيرازي 140، والمنتظم 5/ 146 رقم 277، والكامل في التاريخ 7/ 465، والعبر 2/ 63، ودول الإسلام 1/ 169، وسير أعلام النبلاء 13/ 334، 335 رقم 153، والبداية والنهاية 11/ 69، وشذرات الذهب 2/ 175.(20/285)
وتوفي بمصر سنة ثمانين في المحرم.
قال أبو عبد الله الصيمري: كان شيخ أصحاب مصر في وقته. أخذ عن:
محمد بْن سماعة، ومحمد بن بشر بْن الْوَلِيد، وغيرهما من أصحاب أبي يوسف [1] .
259- أَحْمَد بْن ملاعب بْن حسان [2] .
أبو الفضل المخرمي الحافظ.
سمع: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وعبد الصمد بْن النُّعمان، وأبا نُعَيْم، وعفان، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وطبقتهم.
وعنه: ابنُ صاعد، وإسماعيل بْن الصّفّار، وأبو بَكْر النجاد، وأبو عَمْرو السماك، وطائفة.
وُلِدَ سنة إحدى وسبعين ومائة، وتُوُفيّ فِي جمادى الأولى سنة خمسٍ وسبعين. وكان صدوقا بصيرا بالحديث، عالي الرواية. سمع صغيرًا.
وثقه ابنُ خراش [3] ، وغيره.
وقَالَ ابنُ عقدة: سمعت أَحْمَد بْن ملاعب قَالَ: لا أحدث إلّا ما أحفظه حفظي للقرآن. ورأيته يفصل بين الفاء والواو [4] .
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 142، وقال أبو سعيد بن يونس: «وكان مكينا في العلم، حسن الدراية بألوان من العلم كثيرة، وكان ضرير البصر، وحدّث بحديث كثير من حفظه، وكان ثقة» .
[2] انظر عن (أحمد بن ملاعب) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 62، 90 و 2/ 24، ومسند أبي عوانة 2/ 53، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي 19، 98، 102، 103، 108، 137، 170، وتاريخ بغداد 5/ 168- 170 رقم 2614، وتاريخ جرجان للسهمي 145، وطبقات الحنابلة 1/ 79 رقم 72، وتذكرة الحفاظ 2/ 595، والعبر 2/ 54، وسير أعلام النبلاء 13/ 42، 43 رقم 26، والوافي بالوفيات 8/ 208، وطبقات الحفاظ 266، 267، وشذرات الذهب 2/ 166، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 232.
[3] كان هو والحسين بن محمد بن حاتم يقولان: أحمد بن ملاعب ثقة متقن. ومثلهما قال عبد الله بن أحمد، (تاريخ بغداد 5/ 169) والدار الدّارقطنيّ.
[4] في الحديث. كما في تاريخ بغداد.(20/286)
وَفِي «مستدرك الحاكم» فِي غير مكان: ثنا أَحْمَد بْن ملاعب: ثنا عليّ بْن عاصم. وصوابه عاصم بْن عليّ [1] .
260- أَحْمَد بْن نصر بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أبو حامد الهروي.
عن: مكّيّ بن إبراهيم، وغيره.
توفّي سنة خمس أيضًا.
261- أَحْمَد بْن الوزير بن بسام [2] .
أبو عليّ قاضي إصبهان.
عن: جَعْفَر بْن عون، وأبي عامر الْعَقَدِيّ.
وعاش إِلَى سنة ست وخمسين.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: تُوُفيّ سنة ست وسبعين ومائتين.
وأنا أستبعد بقاءه إِلَى هَذَا الوقت [3] .
262- أَحْمَد بْن الْوَلِيد الفحام [4] .
أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ.
سمع: عَبْد الوهاب بْن عطاء، وأسود بْن عامر شاذان، وحجاج بْن محمد الأعور.
__________
[1] وقال ابن المنادي: «وكان من أحفظ الناس للحديث إلى أن مات على ذلك، وكان موصوفا بحفظ القرآن» . (تاريخ بغداد 5/ 170) .
[2] انظر عن (أحمد بن الوزير) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 181، وتاريخ الطبري 9/ 276، وذكر أخبار أصبهان 1/ 82، 83.
[3] قال أبو نعيم: «قدم أصبهان قاضيا عليها، حسن السيرة، كان أول قاض ولي القضاء بأصبهان في أيام المتوكل، وذاك أنّ ابن أبي دؤاد كان قد عزل القضاة بضع عشرة سنة عن البلدان، وولّى عليهم أصحاب المظالم. حدّث عن جعفر بن عون، وأبي عامر، وأبي داود، وأبي عاصم. عاش إلى سنة ثمان وخمسين، وعزل بالعباس بن محمد بن أبي الشوارب، وكان سبب عزله أن رمي كاتبه بالزندقة، فكتب في أمره وأشخص معزولا. توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين» . (ذكر أخبار أصبهان 1/ 82، 83) .
[4] انظر عن (أحمد بن الوليد) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي 20 رقم 26، وتاريخ بغداد 5/ 188، 189 رقم 2643، والعبر 2/ 51.(20/287)
وعنه: ابنُ صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وحمزة الدهقان، وعثمان بْن السماك.
وثقه الخطيب [1] .
وتُوُفيّ سنة ثلاثٍ وسبعين.
263- أَحْمَد بْن الهيثم بْن خَالِد [2] .
أبو جَعْفَر السامري.
عن: عفان، وعثمان بْن الهيثم.
وعنه: خيثمة، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
وكان ثقة [3] .
تُوُفيّ سنة ثمانين [4] .
264- أَحْمَد بْن يحيى بن عميرة التّنّيسيّ.
عن: عَمْرو بْن أبي سلمة التِّنّيسيّ.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وسبعين.
265- أَحْمَد بْن يحيى.
أبو عبد الله الكوفي.
سمع: أسيد بْن زَيْد الحمال، وعليّ بْن عَبْد الحميد المفتي.
وعنه: أبو الْعَبَّاس الأصم، والكوفيون.
266- أَحْمَد بْن يحيى بْن المنذر السعدي الإصبهاني المكتب [5] .
ويلقب: شلمابق.
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (أحمد بن الهيثم) في:
مسند أبي عوانة 1/ 236، والمنتخب من فوائد خيثمة (مخطوطة الظاهرية) 1/ 190 ب، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي 20 رقم 25، وتاريخ بغداد 5/ 192، 193 رقم 2655.
[3] وثّقه الدار الدّارقطنيّ.
[4] تاريخ بغداد 5/ 193.
[5] انظر عن (أحمد بن يحيى بن المنذر) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 87.(20/288)
عن: أبي دَاوُد الطَّيالِسيّ، وعبد الله بْن رجاء، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، والحسين بْن حَفْص، وأبي بَكْر الحميدي.
وعنه: يوسف بْن محمد الْإِمَام.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وسبعين أيضًا [1] .
267- أَحْمَد بْن يحيى بْن جَابِر البلاذري الْبَغْدَادِيّ الكاتب [2] .
أبو بَكْر [3] الأديب، صاحب التصانيف.
سمع: عَبْد الله بْن صالح العجلي، وعفان، وهوذة، وابن الْحَسَن المدائني، وهشام بْن عمّار، وخلف بْن هشام، وشيبان بْن فروخ، وأبا عُبَيْد، وعلي بْن المَدِينيّ، وجماعة.
وجالس المتوكل ونادمه.
وروى عَنْهُ: يحيى بْن النديم، وأحمد بْن عمّار، وجعفر بْن قدامة، ويعقوب بْن نُعَيْم قرقار، وعبد الله بْن أبي سَعِيد الوراق.
قَالَ عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر: والبلاذري بغدادي كاتب، شاعر راويةٌ. أحد البلغاء. كان جَدّه جَابِر يكتب للخطيب بمصر. وله كتب جياد.
وهو صاحب كتاب «البلدان» [4] ، صنفه وأحسن تصنيفه.
وحكى ابنُ المرزباني أنّ أَبَا الْحَسَن البلاذري وَسْوَسَ فِي آخر عمره، لأنه شرب البلاذر، فأفسد عقله. وله فِي المأمون مدائح، وجالس المتوكّل.
__________
[1] وثّقه أبو نعيم.
[2] انظر عن (أحمد بن يحيى بن جابر) في:
مروج الذهب 9، وثمار القلوب 218، والفهرست، مقالة 3، فن 1، والهفوات النادرة 19، وأمالي المرتضى 2/ 261، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 112، ومعجم الأدباء 5/ 89- 102، وآثار البلاد وأخبار العباد 181، وسير أعلام النبلاء 13/ 218، 162، 163 رقم 96، وفوات الوفيات 10/ 155- 157، والوافي بالوفيات 8/ 239- 241، والبداية والنهاية 11/ 65، 66، ولسان الميزان 1/ 322، 323 رقم 982، والأعلام 1/ 252، وانظر مقدّمة كتابه «فتوح البلدان» بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد.
[3] ويقال: أبو الحسن، ويقال: أبو جعفر.
[4] هو كتاب: «فتوح البلدان» ، حقّقه الدكتور صلاح الدين المنجّد، ونشره بالقاهرة في 3 أجزاء.(20/289)
وتُوُفيّ فِي أيام المعتمد.
وذكر محمد بْن إِسْحَاق النديم أنّه شرب البلاذر على غير معرفة، فلحقه ما لحقه، وشُدَّ فِي المارستان ومات فِيهِ.
وقَالَ عَبْد الله بْن عدي الحافظ: أَنَا محمد بْن خلف: أخبرني أَحْمَد بْن يحيى البلاذري قَالَ: قَالَ لي محمود الوراق: قل من الشعر ما يبقى لك ذكره، ويزول عنك إثمه، فقلت:
استعدي يا نفس للموت وابتغي ... لنجاة فالحازم المستعد
قد تبينت أنه ليس للحي ... خلود، ولا من الموت بد
إنما أنت مستعيرة ما ... سوف تردين والعواري ترد [1]
أنت تسهين والحوادث لا ... تسهو وتلهين والمنايا تجد
أي ملك فِي الأرض، أو أي حظٍ ... لامرئٍ حظه من الأرض لحد
كيف يهوى امرؤٌ لذاذة أيام ... عليه الأنفاس فيها تعد [2]
ذكرنا أن أَبَا جَعْفَر، ويقال أَبَا الْحَسَن، وأبا بَكْر البلاذري قويت عليه السوداء فِي آخر أيامه ووسوس، ومات فِي أيام المعتمد.
وقِيلَ: عاش بعد ذلك، ولا يصح.
268- أَحْمَد بْن يوسف بْن خَالِد [3] .
أبو عبد الله التغلبي [4] الدمشقي الْبَغْدَادِيّ.
عن: عفان، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وجماعة كثيرة.
وعنه: مكرم بْن أَحْمَد بْن السماك، وأبو بَكْر بن مجاهد المقرئ،
__________
[1] في الأصل: «تسترد» ، وهو مخالف للوزن.
[2] الأبيات في تهذيب تاريخ دمشق 2/ 112 بإسقاط البيت الثاني، وزيادة بيت قبل الأخير، هو:
لا ترجى البقاء في معدن الموت ... ودار حتوفها لك ورد
[3] انظر عن (أحمد بن يوسف التغلبي) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 48، وتاريخ بغداد 5/ 218، 219 رقم 2693، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 123، وغاية النهاية 1/ 152، 153 رقم 710.
[4] في الأصل: «الثعلبي» ، والتصحيح من تاريخ بغداد، وفيه ساق نسبه مطوّلا.(20/290)
وأبو مزاحم الخاقانيّ، وآخرون.
وكان قد قرأ على ابنِ ذكوان، وصحب أَبَا عبيد وتفقه به.
وقرأ عليه أبو مزاحم القرآن.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وسبعين.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن خراش: ثقة مأمون [1] .
269- أَحْمَد بْن يوسف [2] .
أبو جَعْفَر البحيري الخراساني الفقيه. وقِيلَ هُوَ جرجاني.
ثقة جليل، صاحب تصانيف.
روى عن: خَالِد بْن مخلد، وقبيصة بْن عُقْبَة.
تُوُفيّ سنة إحدى وسبعين.
روى عَنْهُ: أبو جَعْفَر كميل بْن جَعْفَر، ويوسف بْن يعقوب بْن عَبْد الوهاب، والحسن بْن أَحْمَد الثَّقفيّ الجرجانيون.
270- إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن أبي العنبس الزُّهْرِيّ الكوفي [3] .
أبو إِسْحَاق القاضي. قاضي الكوفة.
سمع: جَعْفَر بْن عون، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد، وطائفة.
وعنه: أبو العبّاس بن عقدة، وخيثمة الأطرابلسي، وعلي بْن محمد بْن الزبير الْقُرَشِيّ.
ومن القدماء: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 219.
وقال: عبد الله بن أحمد: «ثقة» .
[2] انظر عن (أحمد بن يوسف البحيري) في:
تاريخ جرجان للسهمي 65 رقم 9 وانظر: ص 233، 234، 250، 318، 359، 441.
[3] انظر عن (إبراهيم بن إسحاق) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 198، 284، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي 17 رقم 3، وفضائل أبي بكر الصديق (مخطوطة الظاهرية) لخيثمة 5 أ، والثقات لابن حبّان 8/ 88، وتاريخ بغداد 6/ 25، 26 رقم 3057، والمنتظم 5/ 105، 106 رقم 245، وسير أعلام النبلاء 13/ 198، 199 رقم 113، والبداية والنهاية 11/ 58 وفيه «ابن أبي العينين» وهو غلط فاحش، والنجوم الزاهرة 3/ 76، 77.(20/291)
قَالَ الخطيب [1] : وكان ثقة [خيرًا] فاضلًا [دينًا] صالحًا، ولي القضاء بعد أَحْمَد بْن محمد بْن سماعة.
وقَالَ محمد بْن خلف وكيع: كتبت عَنْهُ سنة ثلاثٍ وخمسين ومائتين، وهو على قضاء مدينة المنصور. فبقي سنة وصرف، لأن الموفَّق أراد منه أن يقرضه أموال الأيتام فقال: لا، والله ولا حبة. فصرفه ورده إِلَى قضاء الكوفة [2] .
مات سنة سبعٍ وسبعين فِي ربيع الآخر، وله نيف وسبعون سنة رحمه الله [3] .
وله أخ ظريف ماجن مشهور.
271- إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل السوطي [4] .
عن: عفان، وعبد الرَّحْمَن بْن الْمُبَارَك العيشي، وخلق.
وعنه: أَحْمَد بْن عُثْمَان الأدمي، وعبد الله الخراساني.
ثقة [5] .
تُوُفيّ سنة [اثنتين وثمانين ومائتين] [6] .
272- إِبْرَاهِيم بْن أبي دَاوُد البرلسي الحافظ.
قَيِل: تُوُفيّ سنة اثنتين وسبعين.
وقَالَ الطحاوي: سنة سبعين.
تقدّم.
__________
[1] في تاريخه 6/ 25 والزيادة منه.
[2] وذلك في سنة 254 هـ. (تاريخ بغداد 6/ 25) .
[3] وقال وكيع أيضا: وهذا رجل جليل القدر، صالح العلم، حسن الدين، ومن أصحاب الحديث.
حمل الناس عنه حديثا كثيرا. (تاريخ بغداد) .
[4] انظر عن (إبراهيم السوطي) في:
تاريخ بغداد 6/ 23، 24 رقم 3055.
[5] قال الدار الدّارقطنيّ: لا بأس به.
وأساء ابن المنادي القول فيه لأجل مذهبه. (تاريخ بغداد) .
[6] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ بغداد 6/ 24.
ومن حقّ هذه الترجمة أن تتأخّر إلى الطبقة التالية لوفاته في عشر الثمانين. والله أعلم.(20/292)
273- إِبْرَاهِيمُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي الجبيري [1] .
أبو إِسْحَاق العبسي القصار. شيخ كوفي عالي الإسناد.
تفرد بالرواية عن وكيع.
وسمع أيضًا من: جَعْفَر بْن عون، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، والعباس بْن الْوَلِيد الضَّبِّيّ.
وعنه: أبو الْحَسَن الإسواريّ، وعلي بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ماني، وقاسم بْن أصبغ الأندلسي، وخيثمة الأطرابلسي، والأصم، وطائفة.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وسبعين.
وهو راوي نسخة وكيع. صدوق مُعَمَّر.
274- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحيم بْن دنوقا [2] .
عَنْهُ: أبو الحسين بن المنادي، و [محمد بْن] [3] حَمْزَةََ الدهقان، وابن نجيح، وجماعة.
وثّقه الخطيب [4] .
وتُوُفيّ سنة تسعٍ أيضًا.
275- إِبْرَاهِيم بْن لبيب [5] .
أبو إسحاق القرطبيّ الحافظ الفقيه.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم الجبيري) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 17/ رقم 5، وص 202، والثقات لابن حبّان 8/ 88، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 261، والإكمال لابن ماكولا 2/ 255، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوطة معهد المخطوطات) 5/ 248، والعبر 2/ 62.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الرحيم) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 87، وتاريخ بغداد 6/ 135، 136 رقم 3172، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 239 رقم 268.
[3] ما بين الحاصرتين زيادة من: تاريخ بغداد.
[4] الّذي وثّقه هو الدار الدّارقطنيّ، كما في: تاريخ بغداد.
وقال ابن المنادي: تخين الستر، صدوق في الرواية، كتب الناس عنه فأكثروا. (تاريخ بغداد 6/ 136) .
[5] انظر عن (إبراهيم بن لبيب) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 11 رقم 11.(20/293)
عنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسلمة القعنبي، ويحيى بْن يحيى اللَّيْثيّ، وسعيد بْن حسان.
وعنه: عَبْد الله بْن يُونُس القبري، ومحمد بْن قاسم، وأهل الأندلس.
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وسبعين.
276- إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن باز [1] .
أبو إِسْحَاق بْن القزاز القرطبي الزاهد. أحد الفقهاء العابدين.
سمع: يحيى بْن يحيى، ويحيى بْن بكير، وسحنون، وغيرهم.
وكان يلزم الثغر ولا يدخل الحمام. وربما قرئت عليه المدونة وغيرها فيرد الواو والألف.
وتُوُفيّ سنة أربع وسبعين [2] .
277- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المدبر [3] .
الوزير أبو إِسْحَاق الضَّبِّيّ الكاتب الأديب الشاعر.
ولي الوزارة مَرَّة للمعتمد.
وتُوُفيّ سنة تسعٍ وسبعين. وكان أحد من جمع بين الرئاسة والأدب والبلاغة. وهو أخو أحمد، ومحمد.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن باز) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 10، 11 رقم 10، وجذوة المقتبس للحميدي 150 رقم 258، وبغية الملتمس للضبي 211 رقم 481.
[2] بها أرّخه ابن الفرضيّ. أما الحميدي، والضبي فقالا إنه مات سنة 273.
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد المدبّر) في:
طبقات الشعراء لابن المعتزّ 319، وتاريخ الطبري 9/ 472، 443، 477 و 10/ 31، والأغاني 22/ 156- 198، و 23/ 24، 25، 75، 76، 83، وأمالي القالي 1/ 29، وإعتاب الكتّاب 159- 163، ومروج الذهب 2845- 2848، 3124، والهفوات النادرة 260، 264، 269، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 18، 124 و 5/ 57، وتحسين القبيح للثعالبي (انظر فهرس الأعلام) 125، والتذكرة الحمدونية 1/ 428 رقم 1124، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 163، والجامع الكبير لابن الأثير 97، وبدائع البدائه لابن ظافر 176 رقم 203، والكامل في التاريخ 7/ 460، ونثر الدرّ للآبي 3/ 48، ومعجم الأدباء 1/ 226- 232، وسير أعلام النبلاء 13/ 124- 126 رقم 63، وفوات الوفيات 1/ 45- 47، والوافي بالوفيات 6/ 107- 110، والروض المعطار 193، 254، والأعلام 1/ 56.(20/294)
حكى عَنْهُ: عليّ بْن سُلَيْمَان الأخفش، وجعفر بْن قدامة، ومحمد بْن يحيى الصولي وقَالَ: كان جليلًا عالمًا، ليس فِي الكتاب من يدانيه فِي علمه وكتابته.
ولم يزل فِي رتبة الوزير. حضر فِي سنة ثلاثٍ وستّين للوزارة، فاستعفى لعظم المطالبة بالمال.
وفيه يقول أبو هفان:
أيا ابنِ المدبر أنت علمت الورى ... بَذْلَ النوال وهم به بخلاء
لو كان مثلك فِي البرية واحد ... فِي الجود لم يك فيهم فقراء [1]
عاش الوزير المدبر تسعًا وتسعين سنة.
ساق ترجمته ابنُ النجار فِي تسع ورقات.
278- إِبْرَاهِيم بْن أبي سُفْيَان مُعَاوِيَة القيسراني [2] .
سمع: محمد بْن يوسف الفريابي، وفديك بْن سُلَيْمَان القيسراني، وغيرهما.
وعنه: خيثمة، والطبراني [3] .
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وسبعين.
279- إِبْرَاهِيم بْن مسلم بن عثمان [4] .
أبو مسعود العبسيّ الحذ [يفيّ] [5] ، الْبَغْدَادِيّ، ثُمَّ الهمداني.
عن: عفان، وسليمان بْن حرب، وعَمْرو بْن مرزوق، وجماعة.
وعنه: محمد بْن نصر القطان، والحسن بْن أبي الحسناء.
__________
[1] البيتان في: الوافي بالوفيات 6/ 107، وسير أعلام النبلاء 13/ 125.
[2] انظر عن (إبراهيم بن أبي سفيان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 77.
[3] سمعه بقيسارية سنة 275 هـ.
[4] انظر عن (إبراهيم بن مسلم) في:
تاريخ بغداد 6/ 186، 187 رقم 3242.
[5] في الأصل بياض، استدركته من تاريخ بغداد.(20/295)
وكان مكثرًا.
يُقَالُ: كان عنده عن أبي سلمة التبوذكي سبعون ألف حديث.
وهو من وُلِدَ حُذَيْفة بْن اليمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه [1] .
280- إِبْرَاهِيم بْن الهيثم بْن المهلب البلدي [2] .
أبو إسحاق، نزيل بغداد.
سمع: أبا اليمان، وَعَلِيَّ بن عَيَّاش، وآدم بن أبي إياس، وأبا صالح كاتب اللّيث، وجماعة.
وعنه: إسماعيل الصَّفَّار، وأبو بكر النَّجَّاد، وأبو بكر الشافعي، وابن مخرّم، وطائفة.
قال ابن عديّ [3] : أحاديثه مستقيمة سوى حديث الغار. حدّث به عن الهيثم بْن جميل، عن مبارك، عن الْحَسَن، عن أَنَس، فكذبه فِيهِ النّاس [4] .
قَالَ الخطيب [5] : كذا روى حديث الغار عن الهيثم جماعة. وإبراهيم عندنا
__________
[1] قال الخطيب: محلّه الصدق.
وقال أحمد بن محمد بن أوس المقرئ: صالح.
[2] انظر عن (إبراهيم بن الهيثم) في:
الفرج بعد الشدّة 1/ 128، والثقات لابن حبّان 8/ 88، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 272، 273، والمستدرك على الصحيحين 1/ 85، وتاريخ بغداد 6/ 206- 209 رقم 3263، والمنتظم 5/ 119 رقم 259 والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 59 رقم 134، وميزان الاعتدال 1/ 73 رقم 245، والمغني في الضعفاء 1/ 29 رقم 202، وسير أعلام النبلاء 13/ 411، 412 رقم 199، والوافي بالوفيات 6/ 163، ولسان الميزان 1/ 123.
[3] في الكامل 1/ 273.
[4] وزاد ابن عديّ: وبلغني أن أول من أنكر عليه في المجلس: أحمد بن هارون البرديجي.
وقال أيضا: وقد فتّشت عن حديثه الكثير، فلم أر له منكرا يكون من جهته، إلّا أن يكون من جهة من روى عنه.
[5] في تاريخه 6/ 207 وزاد: لا يختلف شيوخنا فيه، وما حكاه ابن عديّ من الإنكار عليه لم أر أحدا من علمائنا يعرفه، ولو ثبت لم يؤثر قدحا فيه، لأن جماعة من المتقدّمين أنكر عليهم بعض رواياتهم، ولم يمنع ذلك من الاحتجاج بهم، مثل أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي. فإنّ يحيى بن معين أنكر عليه رواياته عن همّام، عن ثابت، عن أنس، عن أبي بكر الصّديق ... وأما قول محمد بن عوف: إن حديث الغار لم يسمعه من الهيثم بن جميل إلا هو والحسن بن منصور فلا حجّة فيه، لجواز أن يكون قد سمعه من لم يعلم به.(20/296)
ثقة ثبت.
وقال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: ثقة [1] .
وقَالَ غيره: مات فِي جمادى الآخرة سنة ثمانٍ [2] .
281- إِبْرَاهِيم بْن مهديّ الأبُليّ [3] .
عن: شَيْبَان بْن فروخ، وهلال الرأي [4] .
وعنه: الصّفّار، وأبو سهل بْن زياد.
وكان معروفًا بوضع الحديث [5] .
تُوُفيّ سنة ثمانين.
282- إِبْرَاهِيم بْن نصر بْن عَبْد الْعَزِيز [6] .
أبو إِسْحَاق الرَّازيّ نزيل نهاوند.
حدّث بهمدان عن: أبي نُعَيْم، والقعنبي، وعبد الله بْن رجاء.
وعنه: علي بن إبراهيم القطان، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة.
صنف «المسند» .
283- إبراهيم الآجرّيّ البغداديّ [7] .
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 209.
[2] وقيل: مات سنة 277 هـ.
[3] انظر عن (إبراهيم بن مهدي) في:
تاريخ بغداد 6/ 178، 179 رقم 3233، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 55 رقم 124، والمغني في الضعفاء 1/ 26 رقم 182، وميزان الاعتدال 1/ 68 رقم 227، وتهذيب التهذيب 1/ 169 رقم 305، وتقريب التهذيب 1/ 44 رقم 287، والكشف الحثيث 48 رقم 26.
[4] في تاريخ بغداد: هلال بن يحيى الرازيّ، وهو وهم.
[5] قال أبو الفتح الأزدي: يضع الحدث مشهو بذاك، لا ينبغي أن يخرج عنه حديث ولا ذكر.
[6] انظر عن (إبراهيم بن نصر) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 89 وفيه قال محقّقه بالحاشية رقم (1) : «ولم نظفر به» .
[7] انظر عن (إبراهيم الآجرّي) في:
جلية الأولياء 10/ 223 رقم 551، وتاريخ بغداد 6/ 211، 212 رقم 3269.(20/297)
أبو إسحاق الزاهد.
صاحب كرامات. أنبئت عن الكاغديّ، أنّ الخلّال أخبره: أَنَا أبو نُعَيْم في «الحلية» أنا الخلدي فِي [كتابه] [1] ، وحدَّثني عَنْهُ أبو عُمَر [2] العثمانيّ:
ثنا ابنُ مسروق، وأبو أَحْمَد المَغَازِليّ، وغيرهما عن إِبْرَاهِيم الآجُرّيّ قَالُوا: جاء يهوديّ يقتضيه شيئًا من ثمن قَصَب. فكلَّمه فقال: أرِني شيئًا أعرف به شرف الْإِسْلَام وفضْله على دِيني [3] .
قَالَ: هات رداءك. فأخذه فجعله فِي ردائه، ولفّ به ورمى به فِي أتُّون الآجُرّ. ثُمَّ دخل فِي أَثَره، فأخذ الرّداء وخرج من الباب، وفتح رداءه صحيحًا، وأخرج رداء اليهوديّ محروقًا. فأسلم اليهوديّ [4] .
284- إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد الجشّاش [5] .
أبو إِسْحَاق.
سمع: عفّان، وأبا بلال الْأَشْعَرِيّ، وعثمان بْن الهيثم، وأحمد بْن يُونُس، والقعنبيّ.
روى عَنْهُ: ابنُ الأعرابي فِي معجمه أحاديث، وابن السماك، وإسماعيل الصّفّار، وابنُ البَخْتَرِيّ، وطائفة.
وثَّقَهُ الدّارَقُطْنِيّ [6] ، والخطيب [7] .
مات فِي المحرّم سنة اثنتين وسبعين.
__________
[1] في الأصل بياض، استدركته من الحلية.
[2] في الأصل: «عمرو» ، والتصويب من: الحلية.
[3] وزاد: حتى أسلم.
[4] الحلية 10/ 223.
[5] انظر عن (إبراهيم بن الوليد) في:
مسند أبي عوانة 1/ 96، والثقات 8/ 80، وتاريخ بغداد 6/ 199، 200 رقم 3257، والمنتظم 5/ 85 رقم 187 وفيه «الجشاش» ، والكامل في التاريخ 7/ 421 وفيه «الخشخاش» ، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 164، والبداية والنهاية 11/ 50 وفيه «الحسحاس» بالمهملات.
[6] تاريخ بغداد 6/ 199.
[7] في تاريخه 6/ 200.(20/298)
285- إدريس بْن سليم بْن وهب الْمَوْصِلِيّ [1] .
عن: أبي جَعْفَر النُّفَيْلي، وغسان بْن الرَّبِيع، وجماعة.
وعنه: أبو زكريا يزيد بْن محمد الأزديّ فِي تاريخه وقَالَ: مات سنة ثمانٍ وسبعين.
286- أزهر بْن سُهَيل الخَوْلانيّ.
الْمَصْرِيّ.
عن: يحيى بْن بُكَيْر.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
287- إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن الحُصَيْن بْن حاتم [2] .
أبو صَفْوان السُّلَميّ السُّرْماريّ [3] الْبُخَارِيّ.
ثقة صدوق. رحل به والده الزّاهد المجاهد أبو إسحاق.
وسمع من: أبي عاصم النَّبيل، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وأبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وجماعة.
وعنه: صالح جَزَرَة، وعَمْرو بْن محمد بْن بجير، وغيرهما.
تُوُفِّيَ سنة ست وسبعين ومائتين.
ذكره أبو الفضل السليمانيّ فقال: روى أيضًا عن: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأشهل بْن حاتم سماعه.
288- إسحاق بن أحمد بن مهران الرازي.
أبو يعقوب.
قال الخليلي: مات سنة خمس وسبعين ومائتين، وقد قارب المائة.
__________
[1] انظر عن (إدريس بن سليم) في:
الكامل في التاريخ 7/ 451، والبداية والنهاية 11/ 64.
[2] انظر عن (إسحاق بن أحمد) في:
الأنساب لابن السمعاني 7/ 74، وسير أعلام النبلاء 13/ 35، 36 رقم 21.
[3] في الأصل: «السرمارئي» والصحيح: السّرماري: بضم السين المهملة وسكون وفتح الميم وسكون الألف وفي آخرها راء ثانية. هذه النسبة إلى سرمارى قرية من قرى بخارى. (اللباب 2/ 114) .(20/299)
روى عن: أبي الْحَسَن القطّان. وأدرك إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرَّازيّ، لكنه غير حافظ.
مات قبل أبي حاتم بسنة واحدة. وهو ثقة.
289- إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن هانئ [1] .
أبو يعقوب النَّيْسابوريّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ.
له سؤالات فِي مجلَّدة مَرْوِيّة، سألها الْإِمَام أَحْمَد.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن زياد النَّيْسابوريّ، ومحمد بْن أبي هارون الورّاق، وعبد الله بْن سُلَيْمَان الفاميّ.
وكان صالحًا خيّرًا فقيهًا.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين. وكان أَبُوهُ من العابدين.
290- إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم المنادي [2] .
عن: أبي حُذَيْفة النهدي، وهدبة بْن خَالِد.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، ومحمد بْن جَعْفَر المَطِيريّ.
مات فِي ربيع الأوْل سنة أربعٍ وسبعين.
291- إِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل الجلكي الإصبهاني [3] .
عن: أبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، ومعاذ بْن أسد، وجماعة.
وتُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين بإصبهان.
292- إِسْحَاق بْن حنيفة [4] .
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم بن هانئ) في:
المنتظم 5/ 96 رقم 215، وطبقات الحنابلة 1/ 108، 109 رقم 121، والبداية والنهاية 11/ 54.
[2] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم المنادي) في:
المنتظم 5/ 92 رقم 206.
[3] انظر عن (إسحاق بن إسماعيل الجلكي) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 217.
[4] انظر عن (إسحاق بن حنيفة) في:
تاريخ جرجان للسهمي 152- 155 رقم 178.(20/300)
أبو يعقوب الْجُرْجاني الزّاهد العابد.
قَالَ الفقيه أبو عِمْرَانَ إِبْرَاهِيم بْن هاني الفقيه: لم أرَ مثل إِسْحَاق بْن حنيفة، ولا رَأَى مثل نفسه.
كان يأكل من كسْبه بالوِراقة، ويوم مات رأينا طيورًا خضراء مُصْطَفّين فوق الجنازة، وفوق القبر إِلَى أن دُفِن. لم أرها قبل ولا بعد [1] .
مات بجُرْجان رحمة الله عليه [2] .
293- إِسْحَاق بْن سيار بْن محمد [3] .
أبو يعقوب النَّصِيبيّ.
سمع: أَبَا النضر هاشم بْن القاسم، وعبد الله بْن دَاوُد الخُرَيْبيّ، وأبا عاصم، وطبقتهم.
وعنه: خَيْثَمة بن سُلَيْمَان، وابن صاعد، ومحمد بْن يوسف الهَرَويّ، وآخرون.
وكان من كبار العلماء.
قَالَ أبو بَكْر محمد بْن حَمْدَوَيْه بْن خَالِد: ثنا إِسْحَاق بْن سَيْار النَّصِيبيّ إمام الأئمّة.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم [4] : كتب إليّ ببعض حديثه، وكان [صدوقا] ثقة.
__________
[1] تاريخ جرجان 152.
[2] وقال السهمي: «عزيز الحديث جدا، وكان مشتغلا بالعبادة» .
وقد أجازه أبو حاتم الرازيّ في سنة 253 هـ.
[3] انظر عن (إسحاق بن سيّار) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي 196، 201، والجرح والتعديل 2/ 223 رقم 770، والثقات لابن حبّان 8/ 121، 122، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 116، والإكمال لابن ماكولا 4/ 429، والأنساب لابن السمعاني 12/ 96 وفيه: «إسحاق بن منصور بن سيار» ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 380 أ، ب، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 443، والعبر 2/ 51، وسير أعلام النبلاء 13/ 194- 196 رقم 111، والبداية والنهاية 11/ 52 وفيه: «إسحاق بن يسار» وهذا وهم، وشذرات الذهب 2/ 163.
[4] في الجرح والتعديل، والزيادة منه.(20/301)
وقَالَ أبو عدويَّة: مات بنصّيبين فِي ذي الحجة سنة ثلاثٍ وسبعين [1] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ: أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْد الله، أنا أبو الفضل الأرمويّ، وغيره، قَالُوا: أَنَا أَبُو جَعْفَر بْن المُسْلِمة، أَنَا أَبُو الفضل الزُّهريّ، ثنا جَعْفَر الفِرْيابيّ، ثنا إِسْحَاق بْن سيار، ثنا أبو صالح: أَنَا مُعَاوِيَة بن صالح، عن المهاجر بْن حبيب، أنّ عِيسَى بْن مريم كان يقول: «إنّ الَّذِي يصلي ويصوم، ولا يترك الخطايا، مكتوب فِي المَلَكُوت كذّابًا» .
قَالَ ابنُ أبي حاتم [2] : كان إِسْمَاعِيل القاضي يقول: ما بقي فِي زماننا أحدٌ تجب الرحلة إليه غير إِسْحَاق بْن سيّار النَّصِيبيّ، وأبي حاتم، ويعقوب الفَسَويّ.
294- إِسْحَاق بْن الصبّاح الكِنْديّ الأشعثيّ [3] .
من أولاد الأشعث بْن قَيْس.
سمع: سَعِيد بْن أبي مريم، وسريج بْن يُونُس، وغيرهما.
وعنه: [ ... ] [4] ، وحمّاد بْن الْحَسَن بْن عَنْبَسَةَ، وغيرهما.
تُوُفِّيَ بمصر فِي سنة سبْعٍ وسبعين.
295- إِسْحَاق بْن محمد بْن أَحْمَد بْن أبان النَّخَعيّ [5] .
أبو يعقوب الكوفيّ.
عن: عَبْد الله بْن عَائِشَةَ، وإبراهيم بْن بشار الرماديّ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن خلف وكيع، وأبو خلف سهل بن زياد، وآخرون.
__________
[1] وبها أرّخه ابن حبّان في الثقات 8/ 122.
[2] في الجرح والتعديل.
[3] انظر عن (إسحاق بن الصباح) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 153، 166، 171، 174، وتاريخ الطبري 8/ 120، 123، 134، 141، 149، 346، والجرح والتعديل 2/ 225 رقم 780.
[4] في الأصل بياض، ولم أتمكن من معرفة الاسم إذ لم تذكره مصادره.
[5] انظر عن (إسحاق بن محمد النخعي) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 249، ومروج الذهب 1135، ونشوار المحاضرة 6/ 120، 121، وتاريخ بغداد 6/ 378- 381 رقم 3413، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 103 رقم 331، وميزان الاعتدال 1/ 196- 198 رقم 784، والمغني في الضعفاء 1/ 73 رقم 578، ولسان الميزان 1/ 370- 373 رقم 1156، والأعلام 1/ 287.(20/302)
وكان من غُلاةِ الرّافضة الَّذِي تُنْسب إليه الإسحاقيَّة الّذين يقولون: عليّ هُوَ الله تعالي، فتعالى الله عما يقولون عُلُوًّا كبيرًا.
وقد روى عنه الكبار، فأنبئونا، عن الكِنْديّ، عن القزّاز، عن الخطيب، عن ابنُ رزقَوَيْه [1] ، عن أبي بَكْر الشّافعيّ قَالَ: ثنا بشر بْن مُوسَى، ثنا عُبَيْد بْن الهيثم، ثنا إِسْحَاق بْن محمد أبو يعقوب النّخَعيّ، ثنا عَبْد الله بْن الفضل الهاشميّ، ثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ لُوطِ بْن يحيى، عن فضَيل بْن خُدَيْج، عن كُمَيْلِ بْن زياد قَالَ: أَخَذَ بيدي عليّ حَتَّى انتهينا إِلَى الْجَبّانة فقال:
إنّ القلوب أَوْعية. وذكر الحديث [2] .
ثُمَّ نقل الخطيب، عن غير واحدٍ، خبث مذهب هذا الشقي.
وقال الحسن بن يحيى النوبختي في الرد على الغلاة، مع أن النُّوبَخْتيّ من فُضَلاء الشِّيعة، قَالَ: وكان مِمَّنْ جوّد الْجُنُون فِي الغُلُوّ فِي عصرنا إِسْحَاق بْن محمد المعروف بالأحمر. يزْعُم أنْ علّيًا هُوَ الله، وأنّه يظهر فِي كلّ وقت. فهو الْحَسَن فِي وقت، وكذلك هُوَ الْحُسَيْن، وهو واحد. وهو الَّذِي بعث بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: وقال في كتاب له: لو كانوا ألفًا لكانوا واحدًا. كان راوية للحديث.
قَالَ: وعمل كتابًا ذكر أنّه كتاب «التّوحيد» ، فجاء به بجنونٍ وتخليطٍ لا يُتَوهّمان، فضلًا عن أنّه يدلّ عليهما.
وكان مِمَّنْ يقول: باطن صلاة الظُّهر محمد لإظهار الدّعوة [3] .
296- إِسْحَاق بْن يعقوب الْبَغْدَادِيّ الأحْوَل العطّار [4] .
عن: خلف بْن هشام، والقواريريّ.
وعنه: عُثْمَان بْن السّمّاك، وغيره.
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد 6/ 379 «رزق» وكذا في: ميزان الاعتدال 1/ 198.
[2] ذكره الخطيب بطوله في تاريخه 6/ 379.
[3] تاريخ بغداد 6/ 380 وفيه «الدعوى» .
[4] انظر عن (إسحاق بن يعقوب) في:
تاريخ بغداد 6/ 376، 377 رقم 3409، والمنتظم 5/ 106 رقم 246.(20/303)
وكان ثقة.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين.
وثَّقَهُ الدّارَقُطْنِيّ [1] .
297- إِسْمَاعِيل بْن بحر [2] .
أبو عليّ العسكري سِمْعان.
حدّث بإصبهان عن: سهل بْن عُثْمَان العسكري، وعبد الله بْن عَائِشَةَ، وإسحاق بْن محمد الْعَمِّيّ.
وعنه: أَحْمَد بْن محمد الصّفّار، والقاسم بْن هارون المؤِّدب، وغيرهما.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
298- إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل [3] .
الوزير أبو الصَّقْر الشَّيْبانيّ. كاتب بليغ، شاعر محسن جواد ممدوح. وزر للمعتمد سنة خمس وستّين ومائة، بعد الْحَسَن بْن مخلد، ثُمَّ عُزِل بعد شهر، ثُمَّ وزر ثانيًا، ثُمَّ عُزِل. ثُمَّ وزر ثالثًا بعد القبض على صاعد بْن مَخْلَد الوزير سنة اثنتين وسبعين.
وكان واسع النَّفْس. وظيفته فِي كلّ يوم سبعون جَدْيًا، ومائة حمل، ومائة
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 376.
[2] انظر عن (إسماعيل بن بحر) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 211، 212.
[3] انظر عن (إسماعيل بن بلبل) في:
تاريخ الطبري 9/ 544، و 10/ 10، 18- 22، والجليس الصالح للجريري 3/ 140- 142، 175، والتنبيه والإشراف 320، ومروج الذهب 3232- 3234، 3236، 3354، 3408، 3413، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 182، 183، 185، 207، و 2/ 114، 210، 259، 307، 394، ونشوار المحاضرة، له 1/ 42، 45، 151، 156، 257 و 2/ 25، 26، 318، 319 و 3/ 97، 98 و 8/ 30، 31، 63، 98، 164، 165، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 87، 114، 122، 124، 125، 134، 246، وربيع الأبرار 4/ 214، والوزراء للصابي 13، 44، 82، 226، 232، 350، 351، وأمالي المرتضى 1/ 303، 305، والهفوات النادرة 277، 279، 360، 361، والإنباء في تاريخ الخلفاء 137، 139، والكامل في التاريخ 7/ 328، والفخري 252، 253، ووفيات الأعيان 4/ 206، 346، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 163، وسير أعلام النبلاء 13/ 199- 202 رقم 115.(20/304)
رطل حلواء. ولم يزل على وزارته إِلَى أن ولي العهد أَحْمَد بْن الموفَّق، فقبض عليه وقيده، وعذبه حَتَّى هلك فِي صفر سنة ثمانٍ وسبعين.
وقَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن أبي طاهر: وقع اختيار الموفَّق لوزارته على أبي الصَّقْر، فاستوزر منه رجلًا قلّ ما جلس مجلسه كفاية للمهمّ، واستقلالًا بالأمور، وإمضاءً للتدبير، فيما قلْ وجلْ فِي أصحْ سُبُله وأَعْوَدِها بالنَّفْع فِي عواقبه، وأَحْوَطها لأعمال السلطان ورعيّته، وأَوْقَعها بطاعة. مع رِفْعة قدرٍ للأدب وأهله، وتجديده. ما دَرَسَ فِي أحوالهم قبله، وبذله لهم كريم ماله، مع شجاعة نفسه، وعلو همته، وصِغَر مقدار الدُّنيا عنده، إلّا ما قدّمه لِمَعَاده، مع سَعَةِ عِلْمه وكظْمه، وإفضاله على من أراد تَلَفَ نفسه.
قَالَ أبو عليّ التَّنُوخيّ: نا أبو الْحُسَيْن عَبْد الله بْن أَحْمَد: نا سُلَيْمَان بْن الْحَسَن أبو القاسم قَالَ: قَالَ أبو الْعَبَّاس بْن الفُرات: حضرت مجلس إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل، وقد جلس جلوسًا عامًا. فدخل إليه المتظلّمون والنّاس عليّ طبقاتهم. فنظر فِي أمورهم، فَمَا انصرف أحدٌ منهم إلّا بولاية، أو صلة، أو قضاء حاجة، أو إنصاف. وبقي رَجُل، فقام إليه من آخر المجلس يسأله سبب إجارة ضيعته، فقال: لأنّ الأمير، يعني الموفَّق، قد أمرني أن لا أُسبّب شيئًا إلّا عن أمره، وأنا أكتب إليه فِي ذلك.
فراجعه الرجل وقَالَ: مَتَى تركني الوزير، وأخّرني فَسد حالي.
فقال لعبد الملك بْن محمد: اكتُب حاجته فِي التّذْكرة.
فولّى الرجل غير بعيد، ثُمَّ رجع فقال: أيأذن الوزير؟
قَالَ: قُلْ.
فأنشأ يقول:
ليس فِي كلّ دولةٍ وأوانِ ... [تتهيَّأ] [1] صنائع الإحسانِ
وَإِذَا أمْكَنَتْكَ يومًا من الدّهرِ ... فبادِرْ بها صُروفَ الزّمان
__________
[1] ساقطة من الأصل.(20/305)
فقال لي: يا أَبَا الْعَبَّاس اكتُب له يتسبَّب [1] إجارة ضيعته السّاعة.
وأمر الصَّيْرفيّ أن يدفع له خمسمائة دينار.
ويُروى أنْ إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل كان جالسًا وعليه دُرّاعة منسوجة بماء الذَّهَب لها قيمة، وبين يديه غلام، ومعه دَوَاة. فطلب منه مدّة، فنقط الغلام على الدُّرّاعة من الهدية. فجزع، فقال: يا غلام لا تجزع، فَإِن هَذِهِ إلّا عن ابنِ الهدى. وأنشد يقول:
إذا ما المِسْكُ طيَّبَ رِيحَ قومٍ ... كفاني ذاك رائحةُ المِدادِ
فَمَا شيءٌ بأحَسَنَ من ثيابٍ ... على حافاتِها حُمَمُ السَّوَادِ
وقَالَ أبو عليّ التَّنُوخيّ: حَدَّثَنِي أبو الْحُسَيْن بْن عيّاش: أخبرني من أثق به أنّ إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل لمّا قصده صاعد بْن حزم، وكان له حمل قد قارب الوضْع، فقال: اطلبوا منجِّمًا. فأخذ بمولده، فأُتي به، فقال له بعض من حضر: ما يُصنع بالنّجوم؟ هاهنا أعرابي عائق ليس فِي الدُّنيا أحذق منه.
فقال: يحضر ما سمّاه الرجل. فَطُلِبَ، فَلَمَّا دخل له إِسْمَاعِيل:
أتدري لِمَ طلبتك؟
قَالَ: نعم. وأدار عينه فِي الدّار، فقال: يسألني عن حَمْل.
فعجب منه، وقَالَ: فَمَا هُوَ؟
فأدار عينه وقَالَ: ذَكَر.
فقال للمنجم: ما يقول؟ قَالَ: هَذَا جهل.
قَالَ: فبينا نَحْنُ كذلك إذ طار زُنْبُورٌ على رأس إِسْمَاعِيل وغلام يذبّ عَنْهُ، فقتله. فقال الأعرابيّ: قُتِلَ والله المزنَّر ووُلِّيت مكانه. ولي حقّ البشارة. وجعل يرقص. فنحن كذلك، إذ وقعت الضّجّة بخبر الولادة، وَإِذَا هُوَ ذَكَر. فَسُرَّ إِسْمَاعِيل بِذَلِك، وَوَهَبَ للأعرابيّ شيئًا. فَمَا مضى عليه إلّا دون شهر، حَتَّى استدعاه الموفَّق، وقلَّده الوزارة، وسلَّم إليه صاعدًا. فكان يعذّبه إلى أن قتله.
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 13/ 201: «بتسييب» .(20/306)
ثُمَّ طلب الأعرابيّ فسأله: من أَيْنَ قَالَ ما قَالَ؟
فقال: نَحْنُ إنّما نتفاءل بزَجْر الطَّيْر وبعينٍ كما نراه. فسألتني أولًا لأيّ شيء طُلِبتُ، فتلمحّت الدّار، فوقَعَتْ عيني على برّادة عليها كيزان [1] معلَّقة، فقلت لي: أصبت. ثُمَّ تلمّحْتُ فرأيت فوقها عُصْفورًا ذَكَرًا. ثُمَّ طار الزُّنْبُور عليك، وهو مخصّر النّصارى يتخصَّرون بالزّنابير. والزُّنْبُور عدوٌّ أراد أن يلسعك، وصاعد نصراني الأصل، وهو عدوك فزجرت أن الزُّنْبُور عدوّك، وأنّ الغلام لمّا قتله أنّك ستقتله.
قَالَ فوهب له شيئًا صالحًا وصرفه [2] .
وقَالَ جِحْظَة:
لأبي الصقر علينا ... نِعَمُ الله جليلةٌ
ملِكٌ فِي عيِنِه الدُّنيا ... لراجية قليلةٌ
فوصلني بمائتي دينار [3] .
وقَالَ عَبْد الله بْن أبي طاهر: أنشدني جَحْظَة: أنشدني أبو الصَّقْر إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل لنفسه:
ما آن للمعتوق أن يُرْحَما ... قد انْحَلّ الجسمُ وأبكى الدّما
ووكَّلَ العينَ بتسْهيدها ... تفديه نفسي لَمَا طَالَمَا ما حكّما
وسنة المعشوقِ أنْ لا يرى ... فِي قتْل من يعشقه مَأْثَمَا
لو رآه الله شَفَى غايتي ... فالعدْلُ أن يُبْدي فَمَا سَقَما
وُلِدَ إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل سنة ثلاثين ومائتين. قاله الصُّوليّ.
وقَالَ: رأيته مرّات، وكان فِي نهاية الجمال، وتمام القدّ والجِسْم.
فُقِبض عليه فِي صفَرَ سنة ثمانٍ وسبعين، وكُبِّلَ بالحديد، وأُلْبِسَ جُبَّةَ صوف مغموسة فِي الدِّبْس، وماء الأكارع، وأُجْلِسَ فِي مكان حارّ. وعُذِّب بأنواع
__________
[1] كيزان: جمع كوز، يبرّد فيها الماء.
[2] الخبر في: نشوار المحاضرة 2/ 318، 319.
[3] سير أعلام النبلاء 13/ 201.(20/307)
العذاب، فمات لِلَيْلَةٍ بقيت من جُمادَى الأولى.
قال عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر فِي حديث، عن إِبْرَاهِيم الحربيّ، أو غيره، أنّه رَأَى ابنُ بُلْبُل فِي المنام، فَقِيلَ: ما فعل الله بك؟
قَالَ: غفر الله لي بما لقيت. ولم يكن الله ليجمع عليَّ عذاب الدُّنيا والآخرة.
قَالَ أبو عليّ التَّنُوخيّ: حَدَّثَنِي أبي: أخبرني جماعة من أهل الحضرة أنّ المعتضد [أمر ب] [1] إسماعيل بن بلبل، فاتّخذ له تغارا [2] كبيرا، ومليء إسفيذاجًا حيًّا وبلّه، ثُمَّ جعل رأس إِسْمَاعِيل فِيهِ إِلَى آخر عُنُقه وبعض صدْره. ومسك عليه حَتَّى جمد [3] الإسفيذاج عليه، فلم تزل روحه تخرج حَتَّى مات [4] .
299- إِسْمَاعِيل بن حَمْدَوَيْه [5] .
أبو سعيد البَيْكَنْدي الْبُخَارِيّ.
عن: أبي نُعَيْم، وعبدان، وعبد الله بْن عُثْمَان، وجماعة.
وعنه: ابنُ جوصا، وأبو الميمون بْن راشد، وأحمد بْن زكريا المقدسي، وخلق.
وسكن الرملة.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين [6] .
300- إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن [7] .
أبو هشام الخولانيّ الكتّانيّ الدّمشقيّ.
__________
[1] في الأصل بياض، استدركته من سير أعلام النبلاء 13/ 202.
[2] التغار: وعاء كبير. واللفظ فارسي.
[3] في السير: «حتى خمد» .
[4] الخبر في: نشوار المحاضرة 1/ 151.
[5] انظر عن (إسماعيل بن حمدويه) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 105، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 20، 21.
[6] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 21.
[7] انظر عن (إسماعيل بن عبد الرحمن) في:
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 36.(20/308)
عن: علاء بْن عيّاش، والوليد بْن الْوَلِيد القَلانِسيّ.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن دُحَيْم، وأبو عليّ بْن فَضَالَةَ، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين.
301- إِسْمَاعِيل بْن يعقوب [1] .
أبو محمد الحرّانيّ الصُّبِيحيّ.
عن: يحيى بْن عَبْد الله البابْلُتّيّ، ومعاوية بْن عَمْرو الْأَزْدِيّ، ومحمد بْن مُوسَى بْن أَعْيَن.
وعنه: ن. وقَالَ: لا بأس به [2] ، وأحمد بْن عَمْرو البزار، وأبو عَوْن الإسفرائينيّ، وغيرهم.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين، أو بعدها بأَشْهُر [3] .
302- أصبغ بْن خليل [4] .
أبو القاسم القُرْطُبيّ الفقيه.
سمع من: الغاز بْن قَيْس، ويحيى بْن يحيى الليثي، وأصْبَغ بْن الفَرَج، وسَحْنُون.
وبرع فِي المذهب، وأقرأ وأفتى دهرًا. وكان بارعًا فِي عقد الوثائق، إلّا أنّه جاهلا بالأثر، ضعيفا.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن يعقوب) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 106، والمعجم المشتمل لابن عساكر 82، 83 رقم 182، وتهذيب الكمال للمزّي 3/ 215، 216 رقم 495، والكاشف 1/ 79 رقم 418، وتهذيب التهذيب 1/ 337 رقم 610، وتقريب التهذيب 1/ 75 رقم 565، وخلاصة تذهيب التهذيب 34.
[2] المعجم المشتمل 82، وقال أيضا: «من الثقات» .
[3] قال ابن عساكر: مات بعد السبعين ومائتين، وقبل أبي داود الحرّاني. ومات أبو داود سنة اثنتين وسبعين ومائتين. (المعجم المشتمل 82، 83) .
[4] انظر عن (أصبغ بن خليل) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 77- 79 رقم 247، وجذوة المقتبس للحميدي 173 رقم 323، وبغية الملتمس للضبي 240 رقم 572، وميزان الاعتدال 1/ 269- 271 رقم 1008، والمغني في الضعفاء 1/ 92 رقم 766، وسير أعلام النبلاء 13/ 202، 203 رقم 116، ولسان الميزان 1/ 458، 459 رقم 1416، والديباج المذهب لابن فرحون 1/ 301.(20/309)
يُقَالُ: له وضْع أحاديث نصر الرّاية فِي عَدَم رفْع اليدين، وغيره.
قَالَ قاسم بْن أصْبغ: سمعته يقول: أحب إليّ أن يكون فِي تابوت خنزير ولا يكون فِيهِ مصنَّف أبي بكر بن أبي شَيْبَة.
ثُمَّ دعا عليه قاسم، وقَالَ: هُوَ الَّذِي حرمني السماع من بَقيّ بْن مَخْلَد، وكان يحضّ أبي على مَنْعي منه. وكان جارَنا.
وقَالَ بعضهم: إنّ أصْبَغ بْن خليل المالكيّ قرأ عليه أحمد بن خالد (اسم) [1] أسيد بْن الحُضَيْر، فرده أَصْبَغ وقَالَ: بخاءٍ [2] المعجمة.
وهذا يدّل على نقْص معرفةٍ بالحديث.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن خَالِد الْحُبَاب، وقاسم بْن أَصْبَغ، ومحمد بن عبد الملك بْن أَعْيَن.
وعاش ثِمانيةً وثمانين سنة.
وتُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين. وكان صاحب عِبَادة ووَرَع، رحمه الله.
303- أيوب بْن سُلَيْمَان الصُّغْديّ [3] .
عن: أبي اليَمَان، وآدم بْن أبي أياس، وغيرهما.
وعنه: عُثْمَان بْن السّمّاك، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
وثقه أبو بكر الخطيب [4] .
وتوفي سنة أربع وسبعين.
__________
[1] في الأصل: «عريه» ، والتصويب من: سير أعلام النبلاء 13/ 203.
[2] في الأصل: «ما لمخالف» .
[3] انظر عن (أيوب بن سليمان) في:
تاريخ بغداد 7/ 11 رقم 3474، والأنساب لابن السمعاني 8/ 71، والمنتظم 5/ 93 رقم 207، والبداية والنهاية 11/ 53.
والصّغدي: بضم الصاد المهملة، وسكون الغين المعجمة، وفي آخرها الدال المهملة. نسبة إلى «سغد» سمرقند، وأبدلوا الصاد بالسين، وعرّبوه.
[4] في تاريخه.(20/310)
حرف الباء
304- بدْر بْن الهيثم الدّمشقيّ.
عن: بسر بْن صَفْوان، وسليمان ابنِ بِنْت شُرَحْبيل.
وعنه: أبو عليّ الحصائريّ، وأحمد بْن محمد بْن صدقة، وجماعة.
305- بركة بْن نشيط.
أبو القاسم الفَرَغانيّ. نزيل دمشق.
سمع: أَبَا بَكْر، وعثمان ابني أبي شَيْبَة، وداود بْن راشد.
وعنه: ابنُ جوصا، وأحمد بْن سُلَيْمَان بْن حَذْلَم، وآخرون.
306- بشير بْن مُسْلِم بْن مجاهد.
أبو مُسْلِم التَّنُوخيّ الحمصيّ.
عن: أبي المغيرة، ويحيى الوُحَاظيّ، ويزيد بْن عَبْد ربّه الْجُرْجُسيّ، وغيرهم.
وعنه: ابنُ جَوْصَا، وابن أبي حاتم، وأحمد بْن مُسْلِم، ومحمد بْن عِيسَى الْبَغْدَادِيّ، وآخرون. وأبو حامد الحَسْنَويّ، ومحمد بْن أَحْمَد الرَّسْعَنيّ الورّاق، ومحمد بْن يوسف الباوَرديّ، وسمّاه بشرا.
307- بقيّ بن مخلد بن يزيد [1] .
__________
[1] انظر عن (بقيّ بن مخلد) في:
العقد الفريد 4/ 494 وفيه «بقي بن محمد» وهو غلط، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 91- 93 رقم 283، والحلّة السيراء لابن الأبّار 1/ 137، 237، 254 و 2/ 370، والمنتظم 5/ 100، 101 رقم 228، والصلة لكتاب التكملة لابن بشكوال 1/ 116- 119، ومعجم الأدباء 7/ 75- 85 رقم 21، والمصعد الأحمد لابن الجوزي 39، وتلقيح فهوم أهل الأثر، له(20/311)
أبو عَبْد الرَّحْمَن الأندلُسيّ القُرْطُبيّ الحافظ. أحد الأعلام، وصاحب «التّفسير» و «المسند» .
أَخَذَ عن: يحيى بْن يحيى اللَّيْثيّ، ومحمد بْن عِيسَى الأعشي.
وارتحل إِلَى المشرق ولقي الكبار، فسمع بالحجاز: أَبَا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وإبراهيم بْن المنذر الحِزاميّ، وطبقتهما.
وبمصر: يحيى بْن بُكَيْر، وزهير بْن عبّاد، وأبا الطّاهر بْن السرح، وطائفة.
وبدمشق: إِبْرَاهِيم بْن هشام الغسّانيّ، وصفوان بْن صالح، وهشام بْن عمّار، وجماعة.
وببغداد: أَحْمَد بْن حنبل، وطبقته.
وبالكوفة: يحيى بْن عَبْد الحميد الحِّمانيّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن نُمَيْر، وأبا بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وطائفة.
وبالبصرة من أصحاب حمّاد بْن زَيْد.
وقد فتَّشت فِي «مُسْنَد بَقِيّ» لأظفر له بحديثٍ عن أَحْمَد بْن حنبل فلم أجد ذلك. وما دخل بغداد إلّا سنة نيِّفٍ وثلاثين، بعد موت عليّ بْن الْجَعْد، وكان أَحْمَد قطع الحديث فِي سنة ثمانٍ وعشرين إِلَى أن مات.
__________
[377،) ] وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 120 رقم 141، وتاريخ دمشق 10/ 273، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 280- 283، وفهرست ابن خير 290، 225، وقضاة قرطبة للخشني 7، 8، وتاريخ قضاة الأندلس للنباهي 18، 19، 65، والمنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد للعلمي 259- 261، والروض المعطار 119، والمعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي 49- 51، وترتيب المدارك للقاضي عياض 3/ 318- 333، والبيان المغرب لابن عذاري 2/ 109، 110، والعبر 2/ 56، وسير أعلام النبلاء 13/ 285- 296 رقم 137، وتذكرة الحفاظ 2/ 629- 631، ودول الإسلام 1/ 167، والبداية والنهاية 11/ 56، 57، 82، ومرآة الجنان 2/ 190، والوافي بالوفيات 10/ 182، 183 رقم 4665، وبغية الملتمس للضبي 229 رقم 584، وجذوة المقتبس للحميدي 167، والمرتبة العليا للنباهي 18، والنجوم الزاهرة 3/ 75، وطبقات الحفاظ 277، وطبقات المفسّرين 41، وطبقات المفسّرين للداوديّ 117، ونفح الطيب 2/ 47، 518- 520، وشذرات الذهب 2/ 169، والرسالة المستطرفة 41، وكشف الظنون 444، 1679، وتاريخ الخلفاء 367، وتاج العروس (مادّة بقي) ، والأعلام 2/ 33، ومعجم المؤلّفين 3/ 53، 54، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 239، وانظر مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد، للدكتور أكرم ضياء العمري- وطبعة 1404 هـ. / 1984 م.(20/312)
وقد روى بَقِيّ عن: حكيم بْن سيف الرَّقّيّ، ومحمد بْن أبان الواسطيّ، وداود بْن رُشَيْد، ووَهْب بْن بقيّة، وإبراهيم بن محمد الشّافعيّ، وسويد بْن سَعِيد، وهُدْبة القَيْسيّ، ومحمد بْن أبي السري، ومحمد بْن رمح، وحرملة، وشيبان بْن فروخ، وعبد الأعلى بْن حَمَّاد النرسي، وجبارة بْن المغلّس، وعبد الله بْن مُعَاذ، وأبي كامل الجحدري، وأبي خيثمة، وحجاج بْن الشاعر، وهارون الحمال، وهذه الطبقة.
وعُني بالأثر عناية لا مزيد عليها. وعدد شيوخه مائتان وأربعة وثمانون رجلًا.
وعنه: ابنه أَحْمَد، وأيوب بْن سُلَيْمَان المري، وأحمد بْن عَبْد الله الأموي، وأسلم بْن عَبْد الْعَزِيز، ومحمد بْن وزير، ومحمد بْن عُمَر بْن لبابة، والحسن بْن سعد الكناني، وعبد الله بْن يُونُس المرادي، وعبد الواحد بْن حمدون، وهشام بْن الْوَلِيد الغافقي، وآخرون.
وكان إمامًا زاهدًا، صوامًا، صادقًا، كثير التهجد، مجاب الدعوة، قليل المثل.
وكان مجتهدًا لا يقلد أحدًا بل يفتي بالأثر.
وقد أَخَذَ بإفريقية عن: سَحْنُون بْن سَعِيد.
قَالَ أَحْمَد بْن أبي خيثمة: ما كُنَّا نسميه إلّا المكنسة. وهل احتاج بلدٌ فِيهِ بقيّ إلى أن يأتي إلى هاهنا منه أحد [1] .
وقَالَ طاهر بْن عَبْد الْعَزِيز: حملت معي جزءا من «مسند بقيّ» إِلَى المشرق، فأريته محمد بْن إِسْمَاعِيل الصائغ، فقال: ما اغترف هَذَا إلّا من بحر.
وعجب من كثرة علمه [2] .
وقَالَ إِبْرَاهِيم بن حيّون، عن بقيّ قال: لمّا رجعنا من العراق، أجلسني
__________
[1] معجم الأدباء 7/ 83.
[2] سير أعلام النبلاء 13/ 287.(20/313)
يحيى بْن بُكَيْر إِلَى جنبه، وسمع مني سبعة أحاديث [1] .
وقَالَ أبو الْوَلِيد بْن الفرضي [2] : ملأ بقيّ بْن مخلد الأندلس حديثًا، فأنكر عليه أصحابه الأندلسيون، ابنُ خَالِد، ومحمد بْن الْحَارِث وأبو زَيْد ما أدخله فِي كتب الاختلاف وغرائب الحديث، فأغروا به السلطان، وأخافوه به.
ثُمَّ إنّ الله أظهره عليهم وعصمه، فنشر حديثه وقرأ للناس روايته [3] . ثُمَّ تلاه ابنُ وضاح، فصارت الأندلس دار حديث [4] .
وممّا أنفرد به، ولم يدخله سواه «مصنف أبي بَكْر بْن أبي شيبة» ، وكتاب «الفقه» للشّافعيّ بكماله، و «تاريخ خليفة» ، وكتابه «الكبير فِي الطبقات» ، وكتاب «سيرة عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز» للدورقي، وليس لأحدٍ مثل مُسْنَده.
وكان ورعًا فاضلًا زاهدًا، قد ظهرت له إجابات الدعوة فِي غير ما شيء.
قَالَ: وكان المشاهير من أصحاب ابنِ وضّاح لا يسمعون منه، للذي بينهما من الوحشة.
وُلِدَ فِي رمضان سنة إحدى ومائتين، ومات لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين. ورخه عَبْد الله بْن يُونُس. قَالَ محيي الدين بْن العربي:
الكرامات منها وطْفة بلا كَوْن قبل أن يكون، والإخبار بالمعنيات. وهي على ثلاثة ضُرُب: إلقاء، وكتابه، ولقاء. وكان بقيّ بْن مخلد، رحمه الله، قد جمعها. وكان صاحبًا للخضر. شهر هَذَا عَنْهُ.
ذكره فِي مواقع النّجوم، ثمّ شطح المحبّين وقَالَ علينا جماعة كذلك.
وشاهدناها من ذاتنا غير مَرَّة. ومن هَذَا المقام ينتقلون إِلَى مقام يقولون فِيهِ للشيء كن فيكون بإذن الله.
وقَالَ الحافظ ابنُ عساكر [5] : لم يقع إليّ حديث مسند من حديثه.
__________
[1] السير 13/ 287.
[2] في تاريخ علماء الأندلس 1/ 92، 93.
[3] زاد ابن الفرضيّ: «فمن يومئذ انتشر الحديث بالأندلس» .
[4] زاد: «وإسناد. وإنما كان الغالب عليها قبل ذلك حفظ رأي مالك وأصحابه» .
[5] في تاريخ دمشق 10/ 273، التهذيب 3/ 280، 281.(20/314)
وقَالَ محمد بْن حزم: أقطع أنه لم يُولف فِي الْإِسْلَام مثل تفسيره، ولا تفسير محمد بْن جرير، ولا غيره [1] .
قَالَ: وكان محمد بن عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس محبّا للعلوم، عارفا، فلمّا دخل بقيّ الأندلس بمصنف ابنِ أبي شَيْبَة، وأنكر عليه جماعة من أَهْل الرأي ما فِيهِ من الخلاف واستبشعوه، ونشطوا العامة عليه، ومنعوه من قراءته.
فاستحضره الأمير محمد المذكور، وأتاهم، وتصفح الكتاب كله جزءًا جزءًا، حَتَّى أتى على آخره، ثُمَّ قَالَ لخازن الكتب: هَذَا كتاب لا تستغني خزانتنا عَنْهُ، فانظر فِي نسخه لنا.
وقَالَ لبقي: أنشر علمك، وارو ما عندك. ونهاهم أن يتعرضوا له [2] .
وَقَالَ أَسْلَمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: ثنا بَقِيٌّ قَالَ: لَمَّا وَضَعْتُ مُسْنَدِي جَاءَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى، وَأَخُوهُ إِسْحَاقُ فَقَالا: بَلَغَنَا أَنَّكَ وَضَعْتَ مُسْنَدًا قَدَّمْتَ فِيهِ أَبَا مُصْعَبٍ الزُّهْرِيَّ، وَيَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ، وَأَخَّرْتَ أَبَانَا.
فَقَالَ بَقِيٌّ: أَمَّا تَقْدِيمِي لِمُصْعَبٍ، فَلِقَوْلِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قدِموا قُرَيْشًا وَلا تَقَدَّمُوهَا» [3] . وَأَمَّا تَقْدِيمِي ابْنَ بُكَيْرٍ، فَلِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَبِّرْ كَبِّرْ» [4] ، يُرِيدُ السِّنَّ، وَمَعَ أَنَّهُ سَمِعَ «الْمُوَطَّأَ» مِنْ مَالِكٍ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَأَبُوكُمَا لَمْ يَسْمَعْهُ إِلا مَرَّةً وَاحِدَةً. فَخَرَجَا وَلَمْ يَعُودَا. وخرجا إلى حدّ العداوة [5] .
ولأبي عبد الملك أَحْمَد بْن نوح بْن عَبْد البر القرطبيّ، المتوفّى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، كتاب فِي «أخبار علماء قرطبة» ، ذكر فِيهِ بقيّ بْن مخلد، فقال: كان فاضلًا تقيًّا صواما متبتلا، منقطع القرين فِي عصره، منفردًا عن النّظير.
__________
[1] معجم الأدباء 7/ 77، 78.
[2] تاريخ دمشق 10/ 281، 282، التهذيب 3/ 281، وانظر: البيان المغرب 2/ 109، 110.
[3] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 121، وفي مناقب الشافعيّ 1/ 21 و 22 و 23، وذكره ابن حجر في: توالي التأسيس 45.
[4] الحديث بطوله ذكره الإمام مالك في «الموطّأ» ، باب القسامة، 2/ 877، 7878 وأخرجه البخاري في الديات 2/ 203- 206، ومسلم في القسامة، (رقم 1669) ، وأبو داود (4520) و (4521) و (4523) ، والترمذي (1422) والنسائي في السنن 8/ 1205.
[5] معجم الأدباء 7/ 81، 82.(20/315)
فِي مصر كان أوّل طَلَبِهِ عند محمد بْن عِيسَى الأعشي، ثُمَّ رحل وروى عن أَهْل الحَرَمَيْن، ومصر، والشام، والجزيرة، وحلوان، والبصرة، والكوفة، وواسط، وبغداد، وخراسان- كذا قَالَ فغلط، لم يصل إِلَى خُراسان- قَالَ: وعدن، والقيروان.
قلت: وما أحسبه دخل اليمن.
قَالَ: وذكر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد، عن أَبِيهِ، أنّ امرأة جاءت إلى بقيّ فقالت: ابني فِي الأسر، ولا حيلة لي، فلو أشرت إِلَى من يفديه، فإنّي والهة.
قَالَ: نعم، انصرفي حَتَّى أنظر فِي أمره.
ثُمَّ أطرق وحرّك شفته. ثُمَّ بعد مدة جاءت المرأة بابنها، فقال: كنت فِي يد ملك، فبينا أَنَا فِي العمل سقط قيدي. فذكر اليوم والساعة، فوافق وقت دعاء الشَّيْخ.
قَالَ: فصاح عليّ المرسم بنا، ثُمَّ نظر وتحير، ثُمَّ أحضر الحداد وقيدني، فَلَمَّا فرغ ومشيت سقط. فبهتوا ودعوا رهبانهم. فقالوا: لك والدة؟
قلت: نعم.
قَالُوا: وافق دعاؤها الإجابة، وقد أطاعك الله، فلا يمكننا تقييدك.
فزوّدوني وبعثوني [1] .
قال: وكان بقيّ أوّل من كثر الحديث بالأندلس ونشره، وهاجم به شيوخ الأندلس. فثاروا عليه لأنهم كان علمهم المسائل ومذهب مالك. وكان بقيّ يفتي بالأثر، ويشذ عَنْهُمْ شذوذًا عظيمًا. فعقدوا عليه الشهادات وبدعوه، ونسبوا إليه الزندقة وأشياء نزّهه الله منها.
وكان بقيّ يقول: لقد غرست لهم بالأندلس غرسًا لا يقع إلّا بخروج الدّجّال.
قال: وقال بقيّ: أتيت العراق، وقد منع أَحْمَد بْن حنبل من الحديث،
__________
[1] معجم الأدباء 7/ 84، 85، تاريخ دمشق 10/ 281، 282، جذوة المقتبس 167.(20/316)
فسألته أن يحدثني، وكان بيني وبينه خلّة، فكان يحدثني بالحديث بعد الحديث فِي زي السؤال، ونحن خلوة. حَتَّى اجتمع لي منه نحو من ثلاثمائة حديث.
وقال ابن حزم: مسند بقيّ روى فيه عن ألف وثلاثمائة صاحب ونيف، ورتب حديث كل صاحب على أبواب الفقه. فهو مُسْنَد ومصنف. وما أعلم هَذِهِ الرتبة لأحد قبله مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله فِي الحديث. وله مصنف فِي فتاوى الصحابة والتابعين، فَمَنْ دونهم الَّذِي أوفى فِيهِ عليّ مصنف أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وعلى مصنف عَبْد الرّزّاق، ومصنف سَعِيد بْن مَنْصُور.
ثُمَّ ذكر تفسيره وقَالَ: فصارت تصانيف هَذَا الْإِمَام الفاضل قواعد الْإِسْلَام لا نظير لها. وكان متخيرًا لا يقلد أحدًا.
وكان ذا خاصة من أَحْمَد بْن حنبل، وجاريًا فِي مضمار الْبُخَارِيّ، ومسلم، وأبي عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ [1] .
وقَالَ أبو عَبْد الملك القرطبي في تاريخه: كان بقيّ طويلًا أقْنى، ذا لحية، مضبرًا [2] ، قويًّا، جلدًا على المشي. لم ير راكبًا دابة قط. وكان ملازمًا لحضور الجنائز، متواضعًا.
وكان يقول: إنّي لأعرف رجلًا كان يمضي عليه الأيام فِي وقت طلبه العلم، ليس له عيش إلّا ورق الكرنب [3] الَّذِي يرمى. وسمعت من كل من سمعت منه فِي البلدان ماشيًا إليهم على قدمي [4] .
قلت: وَهِمَ من قَالَ إنّه تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ. بل تُوُفِّيَ سنة ست وسبعين كما تقدم.
قَالَ ابنُ لبانة: كان بقيّ من عقلاء النّاس وأفاضلهم. وكان أسلم بْن عَبْد الْعَزِيز يقدمه على جميع من لقي بالمشرق، ويصف زهده، ويقول: إنّما
__________
[1] تاريخ دمشق 10/ 282.
[2] الضّبر: تلزيز العظام، واكتناز اللحم.
[3] الكرنب: هو الملفوف كما في ساحل الشام.
[4] تذكرة الحفاظ 2/ 630، سير أعلام النبلاء 13/ 291، 292.(20/317)
كنت أمشي معه فِي أزقة قرطبة، فإذا نظر فِي موضعٍ خالٍ إِلَى ضعيفٍ محتاج أَعْطَاه أحد ثوبيه [1] .
وذكر أبو عبيدة صاحب القبلة قال: كان بقيّ يختم القرآن كلّ ليلة في ثلاث عشر ركعة. وكان يصلي بالنهار مائة ركعة، ويصوم الدهر، وكان كثير الجهاد، فاضلًا.
يذكر عَنْهُ أنه رابط اثنتين وسبعين غزوة [2] .
ونقل بعض العلماء من كتاب حفيده عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بن بقيّ:
سمعت أبي يقول: رحل أبي من مكّة إِلَى بغداد، وكان جل بغيته ملاقاة أَحْمَد بْن حنبل. قَالَ: فَلَمَّا قربت بلغتني المحنة، وأنه ممنوع. فاغتممت غما شديدًا، فأحللت بغداد واكتريت بيتًا فِي فندق. ثُمَّ أتيت الجامع، وأنا أريد أن أجلس إِلَى النّاس، فدفعت إلى حلقة نبيلة، فإذا برجل يتكلم فِي الرجال، فَقِيلَ لي: هَذَا يحيى بْن معين، ففرجت لي فرجة، وقمت إليه، فقلت: يا أَبَا زكريا- رحمك الله- رَجُل غريب ناءٍ عن وطنه، يحب السؤال فلا تستجفني. فقال: قل.
فسألته عن بعض من لقيته، فبعضًا زكّى، وبعضًا جرح.
فسألت عن هشام بْن عمّار، فقال لي: أبو الْوَلِيد صاحب صلاة دمشق، ثقة وفوق الثقة. ولو كان تحت ردائه كبرًا ومتقلدًا كبرًا ما ضره شيئًا لخيره وفضله.
فصاح أصحاب الحلقة: يكفيك- رحمك الله- غيرك له سؤال.
فقلت وأنا واقف على قدمي: أكشفك عن رجلٍ واحد: أَحْمَد بْن حنبل.
فنظر إليَّ كالمتعجب، وقَالَ لي: ومثلنا نَحْنُ نكشف عن أَحْمَد بْن حنبل؟
ذاك إمام المسلمين وأخبرهم وفاضلهم.
فخرجت أستدلّ على منزل أحمد، فدللت عليه. فقرعت بابه، فخرج
__________
[1] سير أعلام النبلاء 13/ 292.
[2] في الأصل: «وغزوة» ، والتصحيح: من تذكرة الحفاظ 2/ 631.(20/318)
إليّ، فقلت: يا أَبَا عَبْد الله رَجُل غريب نائي الدار، وهذا أوّل دخولي هَذَا البلد، وأنا صاحب حديث، ومقيد بسنة. ولم تكن رحلتي إلّا إليك.
فقال: أدخل الأسطوانة، ولا يقع عليك عين. [فدخلت] .
فقال لي: وأين موضعك؟
قلت: المغرب الأقصى.
قَالَ: إفريقية؟
فقلت له: أبعد من إفريقية. أجوز من بلد البحر إِلَى إفريقية. الأندلس.
قَالَ: إنّ موضعك لبعيد، وما كان شيء أحب إِلَى من أن أحسن عون مثلك، غير أني ممتحن بما لعله قد بلغك. فقلت له: بلى، لقد بلغني، وهذا أوّل دخولي، وأنا مجهول العين عندكم. فإذا أذنت لي أن آتي كل يوم فِي زي السؤال، فأقول عند الباب ما يقوله السائل، فتخرج إِلَى هَذَا الموضع. فلو لم تحدثني كل يوم إلّا بحديث واحدٍ لكان لي فِيهِ كفاية.
فقال لي: نعم، على شرط أن لا تظهر فِي الخلق، ولا عند المحدثين.
فقلت: لك شرطك.
فكنت آخذ عودًا بيدي، وألف رأسي بخرقةٍ مدنسة وآتي بابه، فأصيح:
الأجر، رحمكم الله، والسؤال هناك كذلك، فيخرج إليَّ ويغلق الباب، ويحدثني بالحديثين، والثلاثة، والأكثر. فالتزمت ذلك حَتَّى مات الممتحن له [1] ، وولي بعد من كان على مذهب السنة [2] ، فظهر أَحْمَد وعلت إمامته، وكانت تضرب إليه آباط الإبل، فكان يعرف لي حق صبري، فكنت إذا أتيت حلقته فسح لي، ويقصّ على أصحاب الحديث قصتي معه. فكان يناولني الحديث مناولة، ويقرأه عليّ، وأقرأه عليه. واعتللت، فعادني فِي خلقٍ معه.
وذكر الحكاية أطول من هَذَا، نقلها ابنُ بشكوال فِي غير «الصلة» . وأنا نقلتها من خط أبي الوليد بن الحاجّ شيخنا [3] .
__________
[1] وهو الخليفة المأمون.
[2] وهو الخليفة المتوكّل.
[3] وهي منكرة. (سير أعلام النبلاء 13/ 292- 294) .(20/319)
وقَالَ أيضًا: نقلت من خط حفيده عَبْد الرحمن بن أحمد بن بقيّ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ: أخبرتني أمي أنها رأت أبي مع رجلٍ طويل جدًا. فسألته عَنْهُ، فقال هو: أرجو أن تكوني امْرَأَة صالحة، ذاك الخضر عليه السلام.
وذكر عَبْد الرَّحْمَن عن جَدّه أشياء، فاللَّه أعلم.
قَالَ: كان جدي قد قسّم أيامه على أعمال البر. فكان إذا صلى الصبح قرأ حزبه من القرآن فِي المصحف بسدس القرآن. وكان أيضًا يختم القرآن فِي الصلاة فِي كل يوم وليلة. ويخرج كل ليلة فِي الثلث الأخير إِلَى مسجده، فيختم قرب انصداع الفجر. وكان يصلي بعد حزبه فِي المصحف صلاة طويلة جدًا، ثُمَّ ينقلب إِلَى داره، وقد اجتمع فِي مسجده الطلبة، فيجدد الوضوء ويخرج إليهم. فإذا انقضت الدول صار إِلَى صومعة المسجد، فيصلي إِلَى الظهر. ثُمَّ يكون هُوَ المبتدئ بالأذان. ثُمَّ يهبط، ثُمَّ يستمع إِلَى العصر ويصلي ويسمع. وربما خرج فِي بقية النهار، فيقعد بين القبور يبكي ويعتبر، فإذ غربت الشمس أتى مسجده، ثُمَّ يصلى ويرجع إِلَى بيته فيُفْطِر.
وكان يسرد الصوم إِلَى يوم الجمعة. ثُمَّ يخرج إِلَى المسجد، فيخرج إليه جيرانه، فيتكلم معهم فِي دينهم ودنياهم. ثُمَّ يصلى العشاء، ويدخل بيته، فيحدث أهله، ثُمَّ ينام نومة قد أخذتها نفسه، ثُمَّ يقوم. هَذَا دأبه إِلَى أن تُوُفِّيَ.
وكان جلدًا، قويًا على المشي، مواظبًا لحضور الجنائز [1] ، ولم يُرَ راكبًا قط.
ومشى مع ضعيفٍ فِي مظلمة إِلَى إشبيلية، ومع آخر إِلَى إلْبيرة، ومع امْرَأَة ضعيفة إِلَى جَيّان [2] .
308- بوران [3] .
__________
[1] تقدّم هذا الوصف في ترجمته.
[2] سير أعلام النبلاء 13/ 295.
[3] انظر عن (بوران) في:
تاريخ الطبري 8/ 566، 606، والعقد الفريد 5/ 120، ومروج الذهب 3752، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 227 و 3/ 329، 332، وثمار القلوب للثعالبي 165، 166، وتاريخ حلب للعظيميّ 241، ونشوار المحاضرة 1/ 302 و 6/ 58، 174 و 8/ 21، والعيون والحدائق ج 4(20/320)
ابْنَةُ الوزير الْحَسَن بْن سهل الّتي تزوج المأمون بها، ودخل بها فِي سنة عشرٍ ومائتين. فاحتفل أبوها لعرسها وجهازها احتفالًا يضرب به المثل. ونثر على الأمراء الجواهر والذهب وبنادق من المسك الّتي فِي باطنها رقاعًا بأسماء ضياع، وأسماء جواهر، وخيل. وقام بمئونة العسكر كله أيام العرس. فأنفق عليهم وعلى العروس ونحو ذلك فِي مدة عشرين يومًا خمسين ألف ألف درهم.
ولا أعلم جرى فِي الْإِسْلَام مثله.
تُوُفِّيَت فِي ربيع الأول سنة إحدى وسبعين، عن ثمانين سنة. ودفنت فِي قُبَّتها. وما زالت وافرة الحرمة، كاملة الحشمة إلى أن ماتت.
__________
[ () ] ق 1/ 161، وبغداد لابن طيفور 101، 113- 116، والإنباء في تاريخ الخلفاء 15، 98، 100- 102، 104، 119، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 137، 164، 165، ومعجم ما استعجم للبكري 839، ووفيات الأعيان 1/ 50 (287- 290) ، 386 و 2/ 120 و 3/ 354 و 4/ 44 و 6/ 113، وخلاصة الذهب المسبوك 194، ومرآة الجنان 2/ 186، 187، والبداية والنهاية 11/ 49، 50، والنجوم الزاهرة 3/ 65، 66، والروض المعطار 358، 359، والوافي بالوفيات 10/ 317- 320 رقم 4831، ونزهة الجلساء في أشعار النساء 30، وشرح البسّامة 37، والأعلام 1/ 56، وأعلام النساء 1/ 134.(20/321)
حرف الجيم
309- جَعْفَر بْن المعتمد أَحْمَد بْن المتوكل جَعْفَر بْن المعتصم العبّاسيّ [1] .
المفوَّض إِلَى الله وليّ العهد.
عقد له أَبُوهُ، وخطب له على المنابر زمانًا. ثُمَّ خلعه أَبُوهُ وولّى أخاه المعتضد العهد خوفًا من المعتضد.
ويقال: إنّ المعتضد لمّا استُخِلف قَتَلَ المفوض هَذَا فِي سنة ثمانين.
وقِيلَ: بل مات فيها موتًا.
310- جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن سَلْم [2] .
أبو الفضل، قاضي البصرة.
يروي عن: إِسْحَاق الفَرَويّ، وغيره.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وأحمد بن كامل القاضي.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن المعتمد) في:
تاريخ الطبري 9/ 501، 507، 514، 516، 627، 628، و 10/ 21، 22، 28، 33، ومروج الذهب 3159، 3232، 3233، 3236، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 9، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 4، 76، 77، 124، والإنباء في تاريخ الخلفاء 138، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 162، والكامل في التاريخ 7/ 277، 444، 452، 464، وخلاصة الذهب المسبوك 234، والعبر 2/ 354، والنجوم الزاهرة 3/ 33، 79، وتاريخ الخلفاء 364، وتاريخ ابن الوردي 1/ 242.
[2] انظر عن (جعفر بن أحمد بن سلم) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 62، 109، والمنتظم 5/ 101 رقم 229 وفيه: «جعفر بن أحمد بن العباس» .(20/322)
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين.
311- جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن الْمُبَارَك كردان [1] .
عن: أبي كامل الْجَحْدَريّ، وشَيْبان بْن فَرُّوخ.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، وعليّ بْن إِسْحَاق المادرائيّ.
وكان صدوقًا [2] .
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين.
312- جعفر بن أحمد بن معبد الوراق [3] .
بغدادي سمع: عاصم بن عليّ، ومسددا.
وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة ثمانين.
313- جَعْفَر بْن طرْخان.
أبو محمد الإستراباذيّ الفقيه.
رحل وطوّف وصنّف، وحدّث عن: أبي نُعَيْم، وأبي حُذَيْفة النَّهْديّ، وجماعة.
وعنه: مالك بْن عديّ، وجعفر بْن سهديل، والإستراباذيّون.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين.
314- جعفر بن عنبسة اليشكريّ الكوفيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (جعفر بن أحمد كردان) في:
تاريخ بغداد 7/ 184 رقم 3635، والمنتظم 5/ 106 رقم 247 وفيه: وقيل: جعفر من المبارك أبو محمد المعروف بكردان الخلقاني.
[2] وثّقه الخطيب.
[3] انظر عن (جعفر بن أحمد بن معبد) في:
تاريخ بغداد 7/ 187 رقم 3638، والمنتظم 5/ 146 رقم 279 وهو في الأصل «جعفر بن محمد» ، ولكن هذا سيأتي برقم (129) .
[4] انظر عن (جعفر بن عنبسة) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 199، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 88 وفيهما: «جعفر بن محمد بن عنبسة» .(20/323)
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
روى عن: حَفْص بْن عُمَر الْمَكِّيّ، وعبد الحميد بْن صالح البُرْجُميّ وقرأ عليه.
وعنه: ابنُ عُقْدة، والحسن بْن محمد بْن سعدان، وأبو سَعِيد بْن الأعرابيّ، وجماعة.
وقرأ عليه: عَبْد الله بْن جَعْفَر السّوّاق.
وكان مُقْرِئًا نَحْويًا. وكان شيخه عَبْد الحميد يروي القرآن عن أبي بَكْر بْن عيّاش.
315- جَعْفَر بن محمد بْن عامر [1] .
أبو الفضل السّامُرّيّ البزّاز.
عن: أبي نُعَيْم، وقبيص.
وعنه: ابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، والصفار.
توفي سنة اثنتين وسبعين [2] .
316- جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح البغدادي [3] .
حدث بأذنة عن: محمد بْن عيسى بن الطباع.
وعنه: يحيى بن صاعد، والأصمّ، والبردعيّ.
وكان ثقة [4] .
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد بن عامر) في:
الجرح والتعديل 2/ 487 رقم 1989 (دون ترجمة) ، وفضائل أبي بكر الصدّيق (مخطوطة الظاهرية) 6 أ، وحديث خيثمة الأطرابلسي 137، وتاريخ بغداد 7/ 181 رقم 3628، والمنتظم 5/ 85، 86 رقم 188.
[2] قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وهو صدوق. (تاريخ بغداد) . وقال خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» إن عبارة ابن أبي حاتم ليست في النسخة المطبوعة من «الجرح والتعديل» ، والخطيب قد نقلها من نسخة أخرى وصلته.
وقال الخطيب: «وكان أحد الشهود المعدّلين» .
وأرّخ ابن قانع وفاته بسنة 272 أما ابن المنادي فأرّخه في شعبان سنة 273.
[3] انظر عن (جعفر بن محمد بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 7/ 180 رقم 3626.
[4] وثّقه البرديجي.(20/324)
317- جَعْفَر بْن محمد بن عروة النّيسابوريّ.
شيخ مسند قديم.
سمع: حَفْص بْن عَبْد الرَّحْمَن، والجارود بْن أبي يزيد.
وعنه: أبو عَمْرو، وأحمد بْن الْمُبَارَك المستملي، وجعفر بْن سهل، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين أيضًا.
318- جَعْفَر بْن محمد بْن عُمَر البلْخيّ [1] .
أبو مَعْشَر المنّجم المشهور. وهو بكنيته أَعْرَف.
كان إليه المنتهى فِي فنّ التّنجيم. وكان له حَظْوَة فِي هَذَا الهذيان الملعون بالعراق. وله إصابات كثيرة كإصابات الكُهّان.
صنّف كتاب «الزّيج» ، وكتاب «المدخل» ، و «الألوف» ، وغير ذلك.
قَيِل: إنّه مات سنة اثنتين وسبعين أيضًا، رحم الله تعالى المسلمين.
يُقَالُ إنّه تعلّم فنّ التّنجيم بعد ما تكهّل.
وقِيلَ: إنّ المستعين ضربه مرّة لإصابته فِي تنجيم، وكان يقول: أَصَبْتُ فعُوقِبت.
وذكر النّديم محمد بْن إِسْحَاق [2] أنّ أَبَا مَعْشَر جَاوَز المائة، وله كُتُب كثيرة.
قَالَ: وتُوُفِّيَ لليلتين بقيتا من رمضان سنة اثنتين وسبعين.
__________
[1] انظر عن (جعفر البلخي) في:
الفهرست 1/ 277، وتاريخ الحكماء 152، وعيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 1/ 207، وتاريخ مختصر الدول للعبري 258، وطبقات ابن صاعد 56، ووفيات الأعيان 1/ 358، 359 رقم 136، وثمار القلوب 522، ومروج الذهب 358، 835، 1200، 1328، 1419، وسرح العيون 2/ 122، وسير أعلام النبلاء 13/ 161، 162 رقم 94، والبداية والنهاية 11/ 51، والوافي بالوفيات 11/ 133- 135 رقم 212، وشذرات الذهب 2/ 161، وكشف الظنون 18، 51، 965، 1219، 1397، وإيضاح المكنون 1/ 188 و 2/ 77، ومعجم المؤلفين 3/ 148، 149.
[2] في الفهرست 1/ 277.(20/325)
319- جَعْفَر بْن محمد [بْن] القعقاع البّغَويّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ [1] .
عن: سَعِيد بْن مَنْصُور، وأبي مُعَمَّر المُقْعَد.
وعنه: أبو القاسم البَغَويّ، وعبد الله بن محمد الخراسانيّ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين [2] .
320- جَعْفَر بْن محمد بْن شاكر الصّائغ الْبَغْدَادِيّ الزّاهد [3] .
أبو محمد.
سمع: عفّان، وأبا نُعَيْم، والحسين بْن محمد المَرْوَزِيُّ، وسُرَيْج بْن النُّعمان، وقُبَيْصة، وأبا غسّان مالك بْن إِسْمَاعِيل، ومعاوية بْن عَمْرو، وطائفة.
وعنه: مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل، وابن صاعد، وابن البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصّفّار، والنّجّاد، وابن السّمّاك، وابن نَجِيح، وأبو بَكْر الشّافعيّ، ومحمد بْن جَعْفَر بْن الهيثم، وخلْق.
وقَالَ الخطيب [4] : وكان عابدًا زاهدًا ثقة. صادقًا متقنًا ضابطًا.
وقَالَ أبو الْحُسَيْن بْن المنادي: كان ذا فضلٍ وعِبادة وزُهْد، انتفع به خلْق كثير فِي الحديث، وأكثروا عنه لثقته وصَلاحه [5] .
تُوُفِّيَ لإحدى عشرة خَلَت من ذي الحجّة سنة تسعٍ وسبعين، وبلغ تسعين
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد بن القعقاع) في:
تاريخ بغداد 7/ 182 رقم 3631، والمنتظم 5/ 96 رقم 216.
[2] وثّقه الخطيب.
[3] انظر عن (جعفر بن محمد بن شاكر) في:
مسند أبي عوانة 1/ 101، 266، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 124، 340 و 3/ 155، 185، 187، والثقات لابن حبّان 8/ 163، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 128، وتاريخ بغداد 7/ 185- 187 رقم 3637، وطبقات الحنابلة 1/ 124، 125، والمنتظم 5/ 140 رقم 270، وتهذيب الكمال للمزّي 5/ 103- 105 (دون ترقيم) ، وتذكرة الحفاظ 2/ 635، وسير أعلام النبلاء 13/ 117 رقم 112، والعبر 2/ 62، 291، وتهذيب التهذيب 2/ 102 رقم 155، وتقريب التهذيب 1/ 132 رقم 96، وخلاصة تذهيب التهذيب 63، 64، وشذرات الذهب 2/ 174.
[4] في تاريخه 7/ 186.
[5] تاريخ بغداد 7/ 187.(20/326)
سنة غير أشْهُرٍ يسيره. رحمه الله تعالى.
وحديثه فِي الغَيْلانيّات.
321- جعفر بْن محمد الورّاق [1] .
عن: أبي عُبَيْد [2] .
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وقَالَ: مات فِي شعبان سنة إحدى وسبعين.
322- جَعْفَر بْن محمد بْن الْحَسَن بْن زياد [3] .
أبو يحيى الرَّازيّ الزَّعْفرانيّ.
حدّث ببغداد عن: سهل بْن عُثْمَان العسكريّ، وإبراهيم بْن مُوسَى الفرّاء، ومحمد بْن مهران، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ.
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وعبد الصَّمد الطَّسْتيّ، وأبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم [4] : سمعت عَنْهُ وهو صدوق ثقة:
وقَالَ غيره: كان إمامًا فِي التّفسير [5] .
تُوُفِّيَ فِي ربيع الآخر سنة تسعٍ وسبعين.
323- جَعْفَر بْن محمد بْن الحَجّاج القطّان [6] .
__________
[1] انظر عن (جعفر الوراق) في:
تاريخ بغداد 7/ 180، 181 رقم 3627.
[2] هو القاسم بن سلّام.
[3] انظر عن (جعفر بن محمد الزعفرانيّ) في:
الجرح والتعديل 2/ 488، 489 رقم 1996، وفضائل أبي بكر الصديق (مخطوطة الظاهرية) 3/ 104 ب، وحديث خيثمة الأطرابلسي 21 رقم 32، وص 95، وتاريخ بغداد 7/ 184، 185 رقم 3636، والمنتظم 5/ 139 رقم 269.
[4] في الجرح والتعديل 2/ 488.
[5] وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ، فقلت له: الفضل الصائغ أحفظ أو أبو يحيى الزعفرانيّ؟
فقال: الفضل أحفظ للمسند، وأبو يحيى أحفظ للتفسير.
وقال الدار الدّارقطنيّ: صدوق.
وقال ابن المنادي: توفي بالري سنة تسع وسبعين وكان قد قدم إلينا وكتب الناس عنه.
[6] انظر عن (جعفر بن محمد بن الحجاج) في:
مسند أبي عوانة 1/ 100.(20/327)
عن: عَبْد الله بْن جَعْفَر، ومحمد بْن أبي أُسامة الرّقيبيّ، وغيرهما.
وعنه: أبو حاتم الرَّازيّ، وأبو عليّ محمد بْن سَعِيد الحرّانيّ.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين.
324- جَعْفَر بْن محمد بن حمّاد [1] .
أبو الفضل الرَّمْليّ القلانِسيّ الزّاهد. نزيل عسقلان.
عن: آدم بْن أبي إياس، وعفان، وأحمد بْن يُونُس، وطبقتهم.
وعنه: ابنُ جَوْصا، وأبو عَوَانة، وخَيْثَمَة، وطائفة آخرهم الطَّبَرَانِيّ. وهو من كبار شيوخه.
قَالَ محمد بْن حُمَيْد الأهوازيّ: أزهد من رَأَيْت جَعْفَر بْن محمد القلانسيّ.
قلت: مات فِي ذي الحجّة سنة ثمانين.
وجعفر بْن محمد بْن الفضل الرَّسْعَنيّ.
أقدم منه.
325- جَعْفَر بْن هاشم [2] .
أبو يحيى العسْكريّ. نزيل بغداد.
سمع: القَعْنبيّ، وأبا الْوَلِيد، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم.
وعنه: حَمْزَةُ الدّهْقان، وعثمان بن السّمّاك، والطّبشيّ.
وثّقه الخطيب [3] .
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد القلانسي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 114، والثقات لابن حبّان 8/ 163 وقال محقّقه بالحاشية (1) : «لم نظفر به» .
[2] انظر عن (جعفر بن هاشم) في:
تاريخ بغداد 7/ 183 رقم 3633، والمنتظم 5/ 106 رقم 249.
[3] في تاريخه.(20/328)
ومات فِي ربيع الأول سنة سبْعٍ وسبعين.
326- جموك بْن حنجة.
أبو إِبْرَاهِيم الْبُخَارِيّ. وقِيلَ: اسمه عَبْد الله.
يروي عن: أبي حُذَيْفة إِسْحَاق بْن بِشْر صاحب «المبتدأ» ، وأحمد بْن حَفْص، ورجاء بْن مقابل، والمُسْنِديّ.
ولم يرحل.
وعنه: محمد بْن جَابِر بْن كاتب، ومحمد بْن صالح البُخاريّان.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.(20/329)
حرف الحاء
327- الْحَارِث بْن أبيض بْن أسود.
أبو القاسم الفِهْريّ المصريّ.
رَأَى ابنِ وهْب، وسمع: زَيْد بْن بِشْر، وغيره.
تُوُفِّيَ بالإسكندرية فِي جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وسبعين.
328- حامد بْن سهل [1] .
أبو جَعْفَر الثَّغْريّ.
حدّث ببغداد عن: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الصمد، ومُعَاذ بْن فَضَالَةَ.
وعنه: ابن السماك، وأحمد بن كامل، وأبو بكر الشافعي، وابن الهيثم القيدار.
وثّقه الدّار الدارقطني [2] .
توفي سنة ثمانين.
329- حرب بن إسماعيل الكرماني الفقيه.
صاحب الإمام أحمد.
قد ذكرته في الطّبقة الماضية على التقريب، ثم وجدتّ ابنَ قانع قد قيَّد وفاته فِي سنة ثمانين ومائتين.
330- الْحَسَن بْن أحمد بن بكّار بن بلال [3] .
__________
[1] انظر عن (حامد بن سهل) في:
تاريخ بغداد 8/ 167، 168 رقم 4275، والمنتظم 5/ 146 رقم 280.
[2] تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (الحسن بن أحمد العاملي) في:(20/330)
أبو عليّ العامليّ الدّمشقيّ.
سمع: جدّه، ومروان بْن محمد الطّاطَريّ، ومحمد بْن الْمُبَارَك الصُّوريّ.
وعنه: أبو عَوَانة، وقَالَ: هُوَ قَدَرِيّ، ثقة فِي الحديث، وأبو الميمون بْن راشد، وجماعة.
تُوُفِّيَ فِي صفر سنة أربعٍ وسبعين ومائتين [1] .
331- الْحَسَن بْن إِسْحَاق بْن يزيد [2] .
أبو عليّ الْبَغْدَادِيّ العطّار.
عن: عُمَر بْن شبيب الْمُعَلَّى، وزيد بْن الحُباب، والحسن الأشْيب، ومحمد بْن بَكْر الْحَضْرَمِيّ، وأبي نُعَيْم، وجماعة.
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار، والأصمّ، ومحمد بن مَخْلَد.
وثّقه الخطيب، ثمّ قال [3] : أنا أبو سَعِيد الصَّيْرفيّ: أَنَا الأصمّ، ثنا الْحَسَن بْن إِسْحَاق العطّار: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بن هارون يقول: كنّا فِي البحر سائرين إِلَى إفريقية، فركدت علينا الرّيح، فأرسينا إِلَى موضع يُقَالُ له البرطون، ومغنا صبيّ صَقْلبيّ يُقَالُ له أيْمَن، معه شِصٌّ. يصطاد به السمك. فاصطاد سمكةً، نحوًا من شِبْر أو أقلّ. وكان على صنيفة (أذنها) [4] الْيُمْنَى مكتوب: «لا إله إلّا اللَّه» ، وعلى قَذالها وصنيفة أُذُنها [5] اليُسْرى مكتوب: «محمد رسول الله» .
وكان أَبْيَنُ من نقشٍ على حَجَر. وكانت السَّمكة بيضاء، والكتابة سوداء كأنّه كُتب بحبر.
__________
[ () ] مسند أبي عوانة 2/ 329، وطبقات الحنابلة 1/ 145، 146 رقم 189، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 9/ 369 و 37/ 213 و 41/ 249، والتهذيب 4/ 152، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 90، 91 رقم 410.
[1] في تاريخ دمشق 9/ 369 توفي في السابع من صفر يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائتين.
[2] انظر عن (الحسن بن إسحاق العطار) في:
تاريخ بغداد 7/ 286 رقم 3786، والمنتظم 5/ 86 رقم 189، وسير أعلام النبلاء 13/ 144، 145 رقم 76.
[3] في تاريخه.
[4] «أذنها» ساقطة من الأصل.
[5] في الأصل: «أذنه» والتصويب من: تاريخ بغداد.(20/331)
قَالَ: فقذفناها فِي البحر، ومُنِع النّاس أن يصيدوا من ذلك الموضع حَتَّى أوْغَلْنا.
قَالَ ابنُ قانع: مات فِي صفر سنة اثنتين وسبعين.
332- الْحَسَن بْن أيوب القَزْوينّي [1] .
وثّقه الخليليّ، وقَالَ: سمع من: عَبْد الْعَزِيز الُأوَيْسيّ، وعليّ بْن محمد الطَّنافسيّ، وأبي مُصْعَب.
روى عَنْهُ: أبو الْحَسَن القطّان [2] .
مات سنة تسعٍ وسبعين ومائتين [3] .
333- الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ العلاء بْن أبي صُفْرة بْن المُهلَّب [4] .
أبو سَعِيد المُهَلّبيّ السُّكَّريّ النَّحْويّ.
سمع: يحيى بْن معين، وأبا حاتم السّجِسْتانيّ، وأبا الفضل الرّيّانيّ، وعُمَر بْن شَبَّة.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن أيوب) في:
التدوين في أخبار قزوين للرافعي 2/ 402، 403 وفيه كنيته: أبو علي.
[2] وروى عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: هو صدوق.
وقال الخليل الحافظ: وهو من أولاد الحجازيين، ثقة، متّفق عليه.
[3] قال في التدوين: مات الحسن سنة نيّف وثمانين ومائتين. (2/ 403) .
[4] انظر عن (الحسن بن الحسين السكّري) في:
طبقات النحويين واللغويين للزبيدي 183، والفهرست لابن النديم، 78، 157، وتاريخ بغداد 7/ 296، 297 رقم 3805، والمنتظم 5/ 97 رقم 218، ومعجم الأدباء 8/ 94- 99 رقم 7، وإنباه الرواة 1/ 291- 293 رقم 189، وسير أعلام النبلاء 13/ 126، 127 رقم 64، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 56، 57، وبغية الوعاة 1/ 502 رقم 1040، والمختصر في أخبار البشر 2/ 54، والبداية والنهاية 11/ 54، وتلخيص ابن مكتوم 53، وطبقات النحويين لابن قاض شهبة 1/ 300، 301، ونزهة الألبّاء 138، 145، 160، 161، وتاريخ ابن الوردي 1/ 241 وفيه:
«البكري» ، ومراتب النحويين للسيرافي 96، والمزهر 2/ 413، والوافي بالوفيات 2/ 325، والنجوم الزاهرة 2/ 321، وكشف الظنون 1469، والتنبيه للبكري 87، وتخليص الشواهد 146، وأمالي القالي 1/ 201، 276 و 2/ 307 و 3/ 15، 66، وأمالي المرتضى 1/ 323، 373، والكامل في التاريخ 7/ 145، وإيضاح المكنون 2/ 325، وروضات الجنات 215، وأعيان الشيعة 21/ 212- 217، ومعجم المؤلفين 3/ 219.(20/332)
وعنه: أبو سهل بْن زياد، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيميّ، ومحمد بْن عَبْد الملك التّاريخيّ.
وروى الكثير من كُتُب الأدب، وصنَّف أشياء.
قَالَ الخطيب [1] : كان ثقة ديِّنًا صادقًا، يُقْرئ القرآن، وانتشر عنه من كُتُب الأدب شيء كثير.
قَالَ ابنُ المنادي: تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين. وكان ميلاده سنة اثنتي عشرة ومائتين [2] . ومن قَالَ: مات سنة تسعين وَهِمَ. وله كتاب «الوحوش» ما قصّر فيه، و «كعاب البنات» .
وكان آيةً فِي جمْع أشعار العرب. فإنّه جمع شعر امرئ القيس ودوَّنه، وكذا جمع «ديوان النّابغتين» ، و «ديوان قيس بن الحطيم» ، و «ديوان تميم» ، و «ديوان شعر هذيل» ، و «ديوان هدبة بن خشرم» ، و «ديوان الأعشى» ، و «ديوان الأخطل» ، و «ديوان زهير» ، و «ديوان مزاحم العقيليّ» ، و «ديوان أبي نُوَاس» ، ثُمَّ شرحه فِي نحو ألف ورقة [3] .
334- الْحَسَن بْن سلّام بْن حَمَّاد [4] .
أبو عليّ السّوّاق.
حدّث ببغداد عن: عَبْد الله بن موسى، وأبي نعيم، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وعمرو بن حكام، وعفان، وطائفة.
وعنه: ابن صاعد، والصفار، وعثمان بن السماك، وأبو بكر النّجّاد، والشّافعيّ، وآخرون.
قال الدّار الدّارقطنيّ: ثقة صدوق [5] .
__________
[1] في تاريخه 7/ 296.
[2] وقيل: توفي سنة تسعين ومائتين، في خلافة المكتفي، والأول أصح. (نزهة الألبّاء 161) .
[3] إنباه الرواة 1/ 292، 293، الفهرست 157، 158، معجم الأدباء 8/ 98، 99.
[4] انظر عن (الحسن بن سلام) في:
الإيمان لابن مندة 1/ رقم 138 وفيه: «الحسن بن سلام بن أحمد» ، وتاريخ بغداد 7/ 326 رقم 3839، والمنتظم 5/ 107 رقم 250، وسير أعلام النبلاء 13/ 192 رقم 108.
[5] تاريخ بغداد.(20/333)
وقال الشافعي: مات لثلاث خلون من صفر سنة سبع وسبعين.
335- الحسن بن علي بن مالك [1] .
أبو محمد الشيباني المعروف بالأشناني.
حدث ببغداد عن: عَمْرو بْن عون، وسويد بْن سَعِيد، وابن معين.
وعنه: ابنه عَمْرو، ومحمد بْن مَخْلَد، وأحمد بْن الفضل بْن خُزَيْمَة.
تُوُفِّيَ فِي شعبان سنة ثمانٍ وسبعين. وصلّى عليه أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا.
قَالَ ابنُ المنادي: فِيهِ أدنى لين.
336- الْحَسَن بْن عليّ بْن بحر بْن برّي القطّان [2] .
تُوُفِّيَ ببابسير [3] سنة ثمانين، في ربيع الأوّل.
وقد روى عن: أَبِيهِ، وغيره.
337- الْحَسَن بْن الفضل بْن السَّمْح [4] .
أبو عليّ الزَّعْفرانيّ البُوصرائيّ.
عن: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وأبي مُعَمَّر النّقْريّ.
وعنه: ابنُ صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بْن عُثْمَان الأدميّ، وجماعة.
قَالَ ابنُ المنادى: مات فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثمانين.
قَالَ: ثُمَّ انكشف [ستره] [5] فتركوه، وخرّق أخي كلَّ شيءٍ كتبه عَنْهُ، لأنّه تبيّن له أمره.
__________
[1] انظر عن (الحسن الأشناني) في:
تاريخ بغداد 7/ 367، 368 رقم 3888، والمنتظم 5/ 120 رقم 261.
[2] انظر عن (الحسن بن علي بن بحر) في:
معجم البلدان 1/ 308 في ترجمة أبيه «علي بن بحر» المتوفى سنة 234 هـ.
[3] بابسير: بفتح الباء الثانية، وكسر السين المهملة، وياء ساكنة، وراء. بلدة من ناحية الأهواز.
[4] انظر عن (الحسن بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 7/ 401، 402 رقم 3943.
[5] في الأصل بياض، استدركته من: تاريخ بغداد.(20/334)
338- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [1] .
الْعَلَوِيُّ الْمَعْرُوفُ بالحَرُون.
ظهر بالكوفة فِي خلافة المستعين، وقوي أمره، وحارب جيش المستعين، فهرب وتفرَّق جَمْعه. ثُمَّ قُبِض عليه وحُبِس دهرًا، إِلَى أن أطلقه المعتمد فِي سنة ثمانٍ وستّين. ثُمَّ إنّه عاد إِلَى غَيِّه، وخرج بناحية الكوفة، وعاثَ بأرض السّواد وطريق مكّة. ثُمَّ أُخِذَ وأُتِيَ به إِلَى الموفَّق، فحبسه. ومات فِي الحبس سنة إحدى وسبعين ومائتين.
339- الْحَسَن بْن محمد بن الْحَارِث السّجِسْتانيّ [2] .
ذكره ابنُ حِبّان فِي «الثّقات» ، وقَالَ: صاحب سنة وفضل، يروي عن: أبي نُعَيْم.
روى عَنْهُ أَهْل بلده.
ومات سنة ستٍّ وسبعين.
340- الْحَسَن بْن محمد بْن مَزْيَد [3] .
أبو سَعِيد الإصبهانيّ.
سمع: إِبْرَاهِيم بْن محمد بن عرعرة، وهشام بن عمّار، وحامد بن يحيى البلخيّ.
وعنه: أهل أصبهان.
ومات قبل الثمانين.
قال أبو نعيم: هو أوّل من حمل علم الشّافعيّ إلى أصبهان.
__________
[1] انظر عن (الحسن الحرون) في:
تاريخ الطبري 9/ 612، 613، ومروج الذهب 3040 وفيه «الحسين بن محمد بن حمزة بن عبد الله» ، ومقاتل الطالبيين 665 وفيه أيضا: «الحسين بن محمد بن حمزة ... » ، والكامل في التاريخ 7/ 57، 58.
[2] انظر عن (الحسن السجستاني) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 180.
[3] انظر عن (الحسن بن محمد بن مزيد) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 260.(20/335)
341- الحسن بن موسى بن ناصح [1] .
أبو سعيد الرّسعنيّ [2] الخفّاف.
قدم بغداد، فروى عن: المُعَافَى بْن سُلَيْمَان، وعُقْبة بْن مُكْرم.
وعنه: ابنُ صاعد، ومحمد بن مَخْلَد، ومحمد بْن خَلَف وَكِيع.
342- الْحَسَن بْن ناصح [3] .
أبو عليّ الخلّال.
عن: أبي النَّضْر، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وطبقتهما.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وأبو بَكْر الخرائطيّ.
قَالَ ابنُ أبي حاتم [4] : صدوق.
343- الْحَسَن بْن مُكْرَم [5] .
أبو عليّ الْبَغْدَادِيّ البزّار.
سمع: عليّ بْن عاصم، وابن هارون، وأبا النّضْر، ورَوْح بْن عُبَادة.
وعنه: المَحَامِليّ، والصّفّار، وأبو بَكْر النّجّاد، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
وثّقه الخطيب [6] .
مولده سنة اثنتين وثمانين ومائة.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن موسى) في:
تاريخ بغداد 7/ 429 رقم 4001.
[2] الرسعني: نسبة إلى رأس العين.
[3] انظر عن (الحسن بن ناصح) في:
الجرح والتعديل 3/ 39 رقم 167، وتاريخ بغداد 7/ 435 رقم 4014.
[4] في الجرح والتعديل، وزاد: «أدركته ولم أكتب عنه» .
[5] انظر عن (الحسن بن مكرم) في:
مسند أبي عوانة 1/ 326، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 38، وحديث خيثمة الأطرابلسي 21 رقم 38، وص 130، 133، 139، 165، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 94، والثقات لابن حبّان 8/ 180، والمستدرك على الصحيحين 1/ 72، وتاريخ بغداد 7/ 432، 433 رقم 4007، والمنتظم 5/ و 2/ 80، 93 رقم 208، وبغية الطلب (مخطوطة معهد المخطوطات) 5/ 248، والعبر 2/ 53، وسير أعلام النبلاء 13/ 162، 193 رقم 109، وشذرات الذهب 2/ 165.
[6] في تاريخه.(20/336)
ومات فِي رمضان سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
344- الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن مهاجر.
أبو محمد السُّلَميّ النَّيْسابوريّ.
عن: هشام بْن عمّار، ودحيم، وأبي مُصْعَب، ومحمد بْن رُمْح، وخلق.
كتب عَنْهُ الْبُخَارِيّ مع تقدُّمه.
وحدَّث عَنْهُ: أبو حامد بْن الشّرقيّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وعليّ بْن جمشاد، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين. وكان محلُّه الصِّدْق.
345- الْحُسَيْن بْن عليّ بْن محمد بْن عُبَيْد الطّنافسيّ الكوفيّ ثُمَّ القَزْوِينيّ [1] .
قاضي قَزْوِين.
سمع: أَبَاهُ، وأبا بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وإبراهيم بْن مُوسَى الفرّاء، وطائفة.
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي القطّان، وآخرون.
وكان ثقة جليلًا.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين.
قَالَ الخليليّ: هُوَ ثقة مُتَّفَقٌ عليه [2] .
346- الْحُسَيْن بْن محمد بْن أبي مَعْشَر السِّنْديّ [3] .
المدنيّ الأصل الْبَغْدَادِيّ.
روى عن: وكيع، ومحمد بن ربيعة.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن علي القزويني) في:
التدوين في أخبار قزوين للرافعي 2/ 453، 454 وفيه اسمه الحسين بن علي بن محمد بن إسحاق أبو علي الطنافسي.
[2] جاء في التدوين للرافعي: قال الخليل الحافظ: وكان كبيرا في العلم، وارتحل إلى الريّ والعراق، وكان على قضاء قزوين إلى أن مات سنة ست وسبعين ومائتين.
[3] انظر عن (الحسين بن محمد السندي) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 21 رقم 41، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوطة معهد المخطوطات) 5/ 248، وتاريخ بغداد 8/ 91، 92 رقم 4187.(20/337)
وعنه: محمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل الصفار، وابن السماك.
قال أبو الحسين بن المنادي: حدّث عن وَكِيع، ولم يكن بالثّقة. فتركه النّاس [1] .
تُوُفِّيَ فِي اليوم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أبو عَوْف البُزُوريّ، يعني تاسع رجب، سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
347- الْحُسَيْن بْن مُعَاذ بْن حرب [2] .
أبو عبد الله الحَجَبيّ الْبَصْرِيّ الأخفش. ابنُ عم عَبْد الله بْن عَبْد الوهّاب.
حدّث ببغداد عن: الرَّبِيع بْن يحيى الأشْنانيّ، وشاذ بْن فَيّاض، وجماعة.
وعنه: الْحُسَيْن الكوكبيّ، وأبو بَكْر النجاد، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيْ.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين. وهو ضعيف، فإنّه أتى بحديث باطلٍ، عَنْ ثِقَةٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: «يَا مَعْشَرَ الْخَلائِقِ طَأْطِئُوا حَتَّى تَجُوزَ فَاطِمَةُ» [3] . 348- الْحُسَيْن بْن مَنْصُور.
أبو عَبْد الرَّحْمَن الواسطيّ التّمّار الطّويل.
عن: الهيثم بْن عديّ، ويزيد بْن هارون، وعبد الرّحيم بْن هارون العسكريّ.
وعنه: جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن سِنَان القطّان، وعليّ بْن عَبْد الله بْن مبشّر.
وثّقه ابنُ حِبّان [4] .
349- الْحُسَيْن بْن منصور [5] .
__________
[1] تاريخ بغداد.
[2] انظر عن (الحسين بن معاذ) في:
تاريخ بغداد 8/ 141، 142 رقم 4234، والمنتظم 5/ 107 رقم 251.
[3] تاريخ بغداد 8/ 141.
[4] لم أجده في ثقات ابن حبّان.
[5] انظر عن (الحسين بن منصور البغدادي) في:(20/338)
أبو عليّ الْبَغْدَادِيّ.
عن: أبي نُعَيْم، وأبي الجوّاب، وموسى بْن سلمة، وأبي حُذَيْفة النَّهْديّ.
وعنه: الحافظ وصيف الأنطاكيّ، وخَيْثَمَة بْن سُلَيْمَان لقِيه بالرَّقّة.
ذكره ابنُ حِبّان فِي «الثّقات» .
350- حُصَيْن بْن عَبْد القادر.
أبو عليّ الإسكندرانيّ البزّار.
عن: نُعَيْم بْن حَمَّاد، وغيره.
وتُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين.
351- حَفْص بن عُمَر بْن الصّبّاح الرَّقّيّ سَنْجة ألف [1] .
أبو عَمْرو.
كان مُسْنِدَ الرَّقَّةِ فِي وقته، فإنّه رحل وسمع: أَبَا نُعَيْم، وقُبَيْصة بْن عُقْبَة، وعبد الله بْن رجاء، وفَيْض بْن الفضل البَجَليّ، وطبقتهم.
وعنه: الْعَبَّاس بْن محمد الرّافقي، وأبو القاسم الطَّبَرَانِيّ، وقبلهما ابنُ صاعد، وأبو عَرُوبة، وجماعة.
وتُوُفِّيَ سنة ثمانين.
قَالَ أبو أَحْمَد الحاكم: حدّث بغير حديث لم يُتَابع عليه.
352- حمدان بْن غارم، بغين مُعْجَمَةٍ، بْن ينّار [2] (بفتح الياء، ثمّ نون مشدّدة) .
__________
[ () ] حديث خيثمة الأطرابلسي 21 رقم 42، وص 197، 207، والثقات لابن حبّان 8/ 191، وتاريخ بغداد 8/ 111 رقم 4231، وبغية الطلب (مخطوطة معهد المخطوطات) 5/ 247.
[1] انظر عن (حفص بن عمر) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 152، والمغني في الضعفاء 1/ 181 رقم 1633، وميزان الاعتدال 1/ 566 رقم 2155، وسير أعلام النبلاء 13/ 405، 406 رقم 5195، ولسان الميزان 2/ 328، 329 رقم 1342.
[2] انظر عن (حمدان بن غارم) في:
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 435 ويقال: نيار (بتقديم النون) .(20/339)
أبو حاتم [1] ، وقِيلَ: اسمه الأصلي أَحْمَد.
سمع: صَفْوان بْن صالح، ودُحَيْمًا، وخلف بْن هشام، وأبا كُرَيْب، وطائفة.
وعنه: أَحْمَد بْن حَمْدَوَيْه النَّسَفيْ، وعبد الله بْن الحامض المَرْوَزِيُّ، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومائتين.
353- حمدون بْن أَحْمَد بْن سلام السّمْسار.
عن: سَعِيد بْن سُلَيْمَان سعدويه، وغيره.
وعنه: أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشّافعيّ.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين.
354- حمدون بْن أَحْمَد بْن عمارة [2] .
أبو صالح النَّيْسابوريّ الصُّوفيّ العارف، المعروف بحمدون القصّار. قُدْوَة المَلاميّة بخراسان، ومنه انتشر مذهبهم، وهو تخريب الظاهر وتعمير الباطن، مع التزام الشرع وواجباته ظاهرًا وباطنًا.
وكان فقيهًا على مذهب سُفْيَان الثَّوْريّ.
سمع من: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن بكّار بْن الرّيّان، وأبي مُعَمَّر القَطِيعيّ، وجماعة.
وصحِب أَبَا تراب النّخشبيّ، وأبا حفص النّيسابوريّ.
وكان كبير الشّأن، يُقال إنّه كان من الأبدال.
روى عَنْهُ: ابنه الحافظ أبو حامد الْأَعْمَش، ومكّيّ بن عبدان، وأبو جعفر
__________
[1] كذا في الأصل، وفي تاريخ دمشق: أبو حامد البخاري الزندي.
[2] انظر عن (حمدون بن أحمد بن عمارة) في:
طبقات الصوفية للسلمي 123- 129 رقم 16، وحلية الأولياء 10/ 231، 232 رقم 562، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 293، والمنتظم 5/ 82 رقم 175، وصفة الصفوة 4/ 100، والرسالة القشيرية 24، وسير أعلام النبلاء 13/ 50، 51 رقم 37، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 359، 360 رقم 11، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 98، ودائرة معارف البستاني 7/ 173، ومعجم البلدان 1/ 465، وكشف المحجوب 125، 126، والكواكب الدرّية 1/ 220، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 137، ونفحات الأنس 60.(20/340)
أَحْمَد بْن حمدان، وآخرون.
ومن كلامه قَالَ: لا يجزع من المصيبة إلّا من اتَّهَمَ ربّه [1] .
وسئل عن طريق الملامة فقال: خوفُ القَدَرِيّة ورجاءُ المُرْجئة [2] .
وقد جمع السُّلَميّ جزءًا من حكايات هَذَا الشَّيْخ. وذكر موته فِي سنة إحدى وسبعين ومائتين.
صحِبه الشّيخ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُنازِل.
355- حمدون بْن أَحْمَد بْن بَكْر.
أبو نصر النَّيْسابوريّ الدّهانّ.
عن: محمد بْن رافع، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وجماعة.
وبقي إِلَى بعد السَّبعين.
روى عَنْهُ: يحيى بْن مَنْصُور القاضي، ومحمد بْن صالح بْن هانئ، وآخرون.
356- حمدان بْن رجاء بْن شجاع.
أبو رجاء القارئ النَّيْسابوريّ.
سمع: سَعِيد بْن مَنْصُور بمكّة، وسهل بْن عُثْمَان العسْكريّ، ومحمد بْن قُدامة الجمّال.
وعنه: أبو حامد، وعبد الله ابنا الشَّرْقيّ، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين.
357- حمدون بْن خَالِد بْن يزيد.
أبو محمد النَّيْسابوريّ اللَّقاباذيّ.
سمع: يحيى بْن يحيى، ويزيد بْن صالح الفرّاء.
وعنه: ابنه أبو بَكْر أَحْمَد بْن حمدون، وعبد الله بْن إِبْرَاهِيم.
حدّث سنة خمس وسبعين.
__________
[1] حلية الأولياء 10/ 231.
[2] طبقات الصوفية للسلمي 129 رقم 30، حلية الأولياء 10/ 231.(20/341)
358- حمدون بْن الفضل.
أبو سَعِيد النَّيْسابوريّ الخفّاف.
عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرَارة.
وعنه: أبو نصر محمد بْن أَحْمَد بْن عُمَر الخفّاف، وعليّ بْن عِيسَى.
359- حَمْش بْن عَبْد الرحيم.
أبو عبد الله النَّيْسابوريّ التركي الزّاهد، واسمه محمد.
سمع: أَحْمَد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ، ويحيى بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: مكّيّ بْن عَبْدان، ومحمد بْن القاسم العَتَكيّ، ومحمد بْن صالح بْن هانئ.
وكان مجاهدًا غازيًا عابدًا، مُحِبًّا أَحْمَد بْن حرب الزّاهد.
وحمش: مُسَكِّن.
مات فِي شوّال سنة خمسٍ وسبعين.
360- حُمَيْد بْن النّضْر البَيْكَنْديّ.
عن: سَعِيد بْن أبي مريم، ومحمد بْن سلّام البَيْكَنْديّ، وعبد الله بْن صالح الكاتب، وطائفة.
وعنه: عليّ بْن الْحَسَن بْن عَبْدة، ومُسَبّح بْن سَعِيد، وحسين بْن حاتم، وغيرهم.
361- حُمَيْد بْن هشام العنْسيّ الدّارانيّ [1] .
قَالَ: قلت لأبي سُلَيْمَان الدّارانيّ: يا عم، لِمَ تُشَدِّد علينا وقد قَالَ الله:
لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً 39: 53 [2] .
فقال: اقرأ.
فقرأتُ، إِلَى قوله: بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها 39: 59 [3] .
__________
[1] انظر عن (حميد بن هشام) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 9، 10.
[2] سورة الزمر، الآية 53.
[3] سورة الزمر، الآية 59.(20/342)
فقلت: يا عم، فأنا بحمد الله لم أكذب. فمسح رأسي وقَالَ: يا بُنيّ، اتَّقِ الله وخَفْهُ وارجوه.
قلت: روى عَنْهُ عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن أبي الحواريّ، ومحمد بْن جَعْفَر بْن ملاس، والحسن بْن حبيب الحصائريّ.
362- حنبل بْن إِسْحَاق بْن حنبل بْن هلال بْن أسد [1] .
أبو عليّ الشَّيْبانيّ، ابنُ عم الْإِمَام أَحْمَد، وأحد تلامذته.
سمع: أَبَا نُعَيْم، ومحمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وعفان، وسليمان بْن حرب، وأبا غسان مالك بْن إِسْمَاعِيل، وعاصم بْن عليّ، وموسى بْن إِسْمَاعِيل، والحُمَيْديّ، وأبا حُذَيْفة، ومسددًا، وخلقا كثيرا.
وصنف تاريخا حسنا. وكان يفهم ويحفظ.
روى عنه: البغوي، وابن صاعد، وأبو بكر الخلال، ومحمد بن مخلد، وابن السماك، وأبو جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب [2] : كان ثقة ثَبْتًا.
وقَالَ ابنُ المنادي: كان حنبل قد خرج إِلَى واسط، فجاءنا نَعْيُهُ منها فِي جُمَادَى الأولى سنة ثلاثٍ وسبعين [3] .
قلت: روى المؤتمن بْن قُمَيْرة جزءًا عاليًا من حديث حنبل. وسمعنا الجزء الرابع من كتاب «الفتن» لحنبل. وسمعنا محنة ابنُ عمّه تأليفه. وعاش نيِّفًا وسبعين سنة، أو جاوز الثمانين، فإنّه أدرك الأنصاريّ.
__________
[1] انظر عن (حنبل بن إسحاق) في:
الجرح والتعديل 3/ 320 رقم 1434، وتاريخ بغداد 8/ 286، 287 رقم 4386، وطبقات الفقهاء للشيرازي 170، وطبقات الحنابلة 1/ 143- 145 رقم 188، والمنتظم 5/ 89 رقم 198، وسير أعلام النبلاء 13/ 51- 53 رقم 38، وتذكرة الحفاظ 2/ 600، 601، والعبر 2/ 51، والنجوم الزاهرة 3/ 70، وطبقات الحفاظ 268، وشذرات الذهب 2/ 163، 164.
[2] في تاريخه.
[3] تاريخ بغداد.(20/343)
حرف الخاء
363- خازم بْن يحيى الحلوانيّ [1] .
حدّث ببغداد عن: شَيْبَان بْن فَرُّوخ، وهانئ بْن المتوكلّ، وجماعة.
وعنه: محمد بن أَحْمَد الحليميّ، وإسماعيل الصّفّار.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين. وهو أخو أَحْمَد.
364- خَالِد بْن روح [2] .
أبو عَبْد الرحمن الثّقفيّ الدّمشقيّ.
عن: أبي الجماهر الكفرسوسيّ، وإسحاق بن إبراهيم الفراديسيّ.
وعنه: ن. وقال: ثقة، وأبو الميمون بن راشد، وأبو القاسم الطّبرانيّ، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين.
365- خَالِد بْن يزيد بن الصّبّاح.
أبو الهيثم الخثعميّ.
مولاهم الرَّازيّ الفقيه.
حدّث عن: مكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وإبراهيم بن شماس.
روى عنه: أبو إسحاق البزّار الحافظ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (خازم بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 8/ 338، 339 رقم 4441.
[2] انظر عن (خالد بن روح) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 159، 160 وفيه: «خالد بن أبي روح» ، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 37.(20/344)
وعاش تسعين سنة.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين.
366- خلف بْن عامر بْن سَعِيد الهمْدانيّ.
الْبُخَارِيّ الحافظ، مصنِّف «المُسْنَد» .
كان من تلامذة عَبْد الله بْن محمد المُسْنَديّ.
أورده السُّلَيمانيّ مختصرًا.
367- خلف بْن محمد بْن عِيسَى [1] .
أبو حُسَيْن الواسطيّ. كُرْدُوس.
سمع: يزيد بْن هارون، وعليّ بن عاصم، وروح بن عبادة، وطبقتهم.
وعنه: ق.، والمَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وإسماعيل الصفار، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقَالَ: صدوق، وأبو سَعِيد بْن الأعرابيّ، وخيثمة بْن سُلَيْمَان.
وقَالَ الدّار الدّارَقُطْنِيّ: ثقة.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.
368- الخليل بن عبد القهّار [2] .
__________
[1] انظر عن (خلف بن محمد) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 22 رقم 44، ص 194، وتاريخ واسط لبحشل 176، 265، والثقات لابن حبّان 8/ 228، وتاريخ بغداد 8/ 330، 331 رقم 4420، والمنتظم 5/ 93 رقم 209، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوطة معهد المخطوطات) 5/ 248، وتهذيب الكمال للمزّي 8/ 294- 296 رقم 1710، والعبر 2/ 53، وسير أعلام النبلاء 13/ 199 رقم 114، والكاشف 1/ 215 رقم 1412، والبداية والنهاية 2/ 260، وتهذيب التهذيب 3/ 154 رقم 294، وتقريب التهذيب 1/ 226 رقم 143، وخلاصة تذهيب التهذيب 106، وشذرات الذهب 2/ 165.
[2] انظر عن (الخليل بن عبد القهار) في:
فضائل الصحابة لخيثمة (مخطوطة الظاهرية) 3/ 107 أ، وحديث خيثمة الأطرابلسي 22 رقم 45 وص 194 وفيهما «الخليل بن عبد القاهر» ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 553، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 177، وبغية الطلب (مخطوطة معهد المخطوطات) 1/ 151، ولسان الميزان 3/ 293، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 213- 216 رقم 566.(20/345)
أبو جَعْفَر الصَّيْدُونيّ [1] .
عن: يحيى بْن الْمُبَارَك، وهشام بن خَالِد، وجماعة.
وعنه: ابنُ قُتَيْبَةَ العسقلّاني [2] ، وخَيْثَمَة الأطْرابُلُسيّ، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ، وقيل: سنة سبع وسبعين.
__________
[1] الصّيدوني: نسبة إلى صيدا، مدينة على ساحل الشام جنوبي بيروت. ويقال: الصيداني، والصيدائي.
[2] وهو: محمد بن الحسن بن قتيبة، وقال عنه: ما كتبت في الإسلام عن شيخ أبهى ولا أهيب ولا أنبل من: الخليل، ومن ابن أبي الخناجر، وسمعت جماعة من أهل بلدنا يقولون إنه كان رجلا أديبا من أهل المروءات، ما رئي في حمّام قطّ ولا في سوق، إلّا أن يكون في جنازة، ولا رئي في ميضأة قطّ، وكان فصيحا. توفي سنة سبع وسبعين.
وقد علّق مهذّب تاريخ دمشق الشيخ عبد القادر بدران- رحمه الله- على تاريخ وفاة صاحب الترجمة فقال: «هكذا في الأصل ولعلّه سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، والله أعلم» .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : الصحيح أنه توفي سنة 277 فهو معاصر لابن أبي الخناجر الأطرابلسي الّذي تقدّمت ترجمته في هذا الجزء، كما أنه من شيوخ خيثمة الأطرابلسي المتوفى 343 هـ.(20/346)
حرف الذال
369- ذاكر بْن شَيْبة العسقلّانيّ [1] .
كان بقرية عجين [2] .
روى عن: رَوّاد بْن الجرّاح العسقلّانيّ.
وعنه: الطَّبَرَانِيّ.
لا أعرفه.
__________
[1] انظر عن (ذاكر بن شيبة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 163.
[2] كذا في الأصل، وفي معجم الطبراني: «عجشر» .(20/347)
حرف الراء
370- رباح بْن أَحْمَد.
أبو النَّضر الصُّوفيّ الواعظ، نزيل المَوْصل.
روى عن: مُعَاذ بْن محمد الهرويّ، وغيره.
وتُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
وهو كالمجهول.
371- الرَّبِيع بْن محمد بْن مُوسَى بْن عِيسَى [1] .
أبو الفضل الكِنْديّ اللّاذقيّ.
عن: آدم بْن أبي إياس، وإسماعيل بْن أبي أُوَيْس، ومحمد بْن يزيد السَّكُونيّ.
وعنه: ن [2] .، ومحمد بْن المسيّب الأرغيانيّ، وأحمد بن محمد بن عيسى مؤرخ حمص، وخيثمة بن سليمان.
372- ربيعة بن الحارث القاضي [3] .
أبو زياد الحمصيّ.
__________
[1] انظر عن (الربيع بن محمد) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 22 رقم 48، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 13/ 409، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 308، 309، والمعجم المشتمل لابن عساكر 120 رقم 336، وتهذيب الكمال 9/ 101 رقم 1869، والكاشف 1/ 236 رقم 1551، وتهذيب التهذيب 3/ 250، 251 رقم 478، وتقريب التهذيب 1/ 245 رقم 47.
[2] وقال: لا بأس به.
[3] انظر عن (ربيعة بن الحارث) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 306.(20/348)
حدث عن: عُتْبة بْن السَّكَن، وأحمد بْن حنبل، وجماعة.
وعنه: أبو عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ، وأبو عوانة، وعبد الصمد بْن سَعِيد الحمصيّ، وأبو الميمون بْن راشد، ومحمد بْن محمد بْن أبي حُذَيْفة.
373- رجاء بْن عَبْد الله الهَرَويّ الورّاق.
كان عنده مصنَّفات مالك بْن سُلَيْمَان الهرويّ، ومصنفات سَعِيد بْن مَنْصُور.
وروى أيضا عن: أَحْمَد بْن يُونُس، ومهديّ بْن جَعْفَر الرمليّ، وجماعة.
وكان من أعيان المحدِّثين بهَرَاة.
روى عنه: الحافظان أبو إسحاق البزّار، وأبو الفضل بْن إِسْحَاق.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين. وقِيلَ: سنة تسعٍ وسبعين ومائتين.
374- رزق الله بْن يوسف المصريّ.
عن: يحيى بْن بُكَيْر.
تُوُفِّيَ فِي شوّال سنة ستٍّ وسبعين.
وكان يكون بالإسكندرية.(20/349)
حرف الزاي
375- زكريا بْن يحيى بْن شَيْبَان.
أبو عبد الله القُرَشيّ الكوفيّ.
عن: عليّ بْن سيف، وغيره.
وعنه: أبو الْعَبَّاس بْن عُقْدة.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
376- زياد بْن محمد بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن اللَّخْميّ الأندلسيّ [1] .
المعروف جدُّه بشَبْطُون.
يروى عن: يحيى بْن يحيى اللَّيْثيّ، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ أيضًا.
377- زيدان بْن يزيد البَجَليّ الكوفيّ.
والد عَبْد الله بْن زيدان.
تُوُفِّيَ فِي شوّال سنة أربعٍ وسبعين.
378- زَيْد بْن إِسْمَاعِيل بْن سيّار [2] .
أبو الحسن البغداديّ الصّائغ.
__________
[1] انظر عن (زياد بن محمد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 155 رقم 460، وجذوة المقتبس للحميدي 219 رقم 440، وبغية الملتمس للضبي 294 رقم 752.
[2] انظر عن (زيد بن إسماعيل) في:
الجرح والتعديل 3/ 557 رقم 2519، والثقات لابن حبّان 8/ 252، وتاريخ بغداد 8/ 447، 448 رقم 4559، وتاريخ جرجان للسهمي 208.(20/350)
عن: زَيْد بْن الْحُبَاب، وهاشم بْن القاسم، وجعفر بْن عون، وطائفة.
وعنه: أبو بَكْر بْن مجاهد، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم [1] ، وإسماعيل الصّفّار، وآخرون.
محلُّه الصِّدْق [2] .
379- زَيْد بْن بُنْدار [3] .
أبو جَعْفَر الإصبهانيّ النُّخَانيّ. ونُخَان: قرية بإصبهان.
كان فقيهًا صالحًا يسرد الصَّوم [4] .
روى عن: القَعْنَبيّ، وإسماعيل بْن عَمْرو البجليّ.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد الزُّهْرِيّ، وغيره [5] .
380- زَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي الفحل السَّهميّ.
مولاهم المصريّ.
عن: أَبِيهِ، ويحيى بْن بُكَيْر.
تُوُفِّيَ سنة أربع وسبعين ومائتين.
__________
[1] سمع منه مع أبيه ببغداد.
[2] قاله ابن أبي حاتم.
وقال ابن حبّان: «مستقيم الحديث» .
[3] انظر عن (زيد بن بندار) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 320، 321.
[4] قال أبو نعيم: صام نحو أربعين سنة هو وابنه وامرأته.
[5] أرّخ أبو نعيم وفاته بسنة 273 هـ.(20/351)
حرف السين
381- السَّريّ بْن خُزَيْمَة بْن مُعَاوِيَة [1] .
الحافظ أبو محمد الّأبِيوَرْدِيّ الثّقة.
سمع: عَبْدان بْن عُثْمَان، وأبا نُعَيْم، وأبا عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، ومحمد بْن الصَّلْت، وطبقتهم بخُراسان، والحجاز، والعراق.
وعنه: ابنُ خُزَيْمَة، وإبراهيم بْن أبي طَالِب، وأبو حامد بْن الشّرقيّ، ومحمد بْن صالح بْن هانئ، والحسن بْن يعقوب، وخلْق كثير.
قَالَ الحاكم: هُوَ شيخ فوق الثّقة. وَرَد نَيْسابور سنة سبعين، وبقي بها يُحَدِّث إِلَى سنة أربعٍ وسبعين، ثُمَّ انصرف إِلَى أبِيوَرْد.
سمعتُ محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ: لمّا قُتِلَ حَيْكان رفضوا مجالس الحديث، حَتَّى لم يقدر أحد أن يأخذ لنَيْسابور مَحْبَرة، إِلَى أنْ مَنَّ الله علينا بورود السَّريّ بْن خُزَيْمَة. فاجتمعنا لنذهب إليه فلم نقدر. فقصدنا أَبَا عُثْمَان الخيريّ الزّاهد، واجتمع النّاس عنده. وأخذ أبو عُثْمَان مِحْبَرةً بيده، وأخذنا المحابر بأيدينا، فلم يقدر أحد من المبتدعة أن يقرب منّا. فخرج السَّرِيّ، فأملى علينا وأبو بَكْر بْن خُزَيْمَة ينتخب.
وسمعتُ أَبَا الفضل يعقوب بْن الْحَسَن بن يعقوب يقول: ما رأيت مجلسا
__________
[1] انظر عن (السري بن خزيمة) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 302 وفيه قال محقّقه بالحاشية (4) : «لم نظفر به» ، وسير أعلام النبلاء 13/ 245، 246 رقم 128.(20/352)
أبهى من مجلس السَّريّ بْن خُزَيْمَة، ولا شيخًا أبهى منه. كانوا يجلسون بين يديه وكأنّما على رءوسهم الطَّيْر. وكان لا يُحَدَّثُ إلّا من أصل كتابه، رحمه الله تعالى [1] .
382- السَّريّ بْن يحيى بْن السَّريّ مُصْعَب [2] .
أبو عبيدة ابنُ أخي هنّاد بْن السَّريّ الكوفيّ الدّارميّ.
روى عن: أبي نُعَيْم، وقُبَيْصة، وأبي غسّان النَّهْديّ، وأحمد بْن يُونُس، وطبقتهم.
وعنه: أبو ذَرّ محمد بْن محمد بْن يوسف، وعبد الله بْن جامع الحلْوانيّ بْن عُقْدة، وأبو نُعَيْم بْن عديّ، وخيثمة الأطْرابُلُسيّ، وطائفة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كان صدوقًا [3] .
وقَالَ ابنُ عُقْدة: تُوُفِّيَ فِي المحرَّم لسبْعٍ بقين من سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
383- سعد بْن محمد بْن سعد [4] .
__________
[1] قال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 13/ 246: «توفي- أظنّه- في سنة خمس وسبعين ومائتين» .
وقال ابن حبّان في «الثقات» : «مستقيم الحديث» .
[2] انظر عن (السريّ بن يحيى) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 261، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 261، 262، ومسند أبي عوانة 2/ 250، 300، وحديث خيثمة الأطرابلسي 22 رقم 49، ص 34، 186، 191، 195، 201، والثقات لابن حبّان 8/ 302، والجرح والتعديل 4/ 285 رقم 1225، وتاريخ بغداد 5/ 470، وبغية الطلب (مخطوطة معهد المخطوطات) 5/ 247، وتاريخ جرجان للسهمي 44.
[3] وزاد: لم يقض لنا السماع منه، وكتب إلينا بشيء من حديثه.
[4] انظر عن (سعد بن محمد قاضي بيروت) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 206، وتقدمة المعرفة 1/ 101، والجرح والتعديل 4/ 95 رقم 421 و 2/ 56 و 6/ 9، 322، 485، ومسند أبي عوانة 2/ 29، 122، وسنن الدار الدّارقطنيّ 1/ 47 رقم 19، والروض البسام 1/ رقم 214 و 352 و 2/ رقم 404 و 586 و 608، وحلية الأولياء 7/ 17، وتاريخ بغداد 3/ 405، وموضح أوهام الجمع 2/ 100، والأنساب لابن السمعاني(20/353)
القاضي أبو الْعَبَّاس، أبو محمد البَجَليّ البيروتيّ.
سمع: صفوان بن صالح، وهشام بن عمار، ودُحَيْمًا، وجماعة.
وعنه: ابن صاعد، وأبو بِشْر الدّولابيّ، وعبد الله بن أَحْمَد بْن زَبْر، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم ووثَّقه [1] ، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.
وأقدم شيخ له عَبْد الحميد بْن بكّار.
384- سعد الأعسر [2] .
أمير دمشق.
كان من كبار أمراء أَحْمَد بْن طولون، وهو الَّذِي هزم أَبَا الْعَبَّاس بْن الموفَّق بفلسطين سنة إحدى وسبعين.
وكان جليلًا عادلًا مُحَبَّبًا إِلَى أَهْل دمشق.
وكان يُعيب على خَمَارَوَيْه بن أحمد اشتغاله بلهوه، ويقول: هَذَا الصبيّ لَعَّاب، وأنا أكابِدُ الأمر.
فبلغ ذلك خُمَارَوَيْه، فخرج من مصر ونزل الرملة واستدعاه، فذهب إِلَى الخدمة، فقام وذبحه بيده.
وبلغ ذلك أَهْل دمشق، فحزنوا عليه، ولعنوا خمارويه وخرجوا عليه،
__________
[357] أ (ونسخة عوامة 8/ 105) ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 352، 475، و 15/ 228 و 19/ 612، و 20/ 94، و 23/ 324 و 37/ 287، 289 و 38/ 236، 409، و 39/ 342، وتاريخ دمشق (دهمان) 10/ 133، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 64 و 6/ 92، 93، 109، وتهذيب التهذيب 8/ 89، وتاج العروس 4/ 439، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 272- 275 رقم 610 و 2/ 281 في ترجمة «سعيد بن عبد العزيز التنوخي» .
وهو يرد في المصادر: «سعيد» و «سعد» ، فليحرّر.
[1] فقال: كتبت أنا عنه، وهو صدوق ثقة. (الجرح والتعديل 4/ 95) .
[2] انظر عن (سعد الأعسر) في:
تاريخ الطبري 10/ 8، وولاة مصر للكندي 249، 253، 258، 260، والولاة والقضاة، له 223، 228، 233، 235، 236، ومروج الذهب 3190، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 213، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 117، وأمراء دمشق في الإسلام 37 رقم 121، ويقال:
سعد الأيسر، والمواعظ والاعتبار 1/ 311، والنجوم الزاهرة 3/ 50، 51، 72، 73.(20/354)
وسبّوه على منبر دمشق. وبعث إليهم أميرًا، فطردوه وكاتبوا الموفَّق، وأقاموا المآتم على الأعسر.
قُتِلَ إلى رحمة الله سنة ثلاثٍ، وقِيلَ: سنة خمسٍ وسبعين.
385- سعدون [1] بْن سُهَيل بْن أبي ذؤيب العكّاويّ.
عن: أَبِيهِ عن شَيْبَان النَّحْوِيِّ.
وعنه: الطَّبَرَانِيّ.
386- سَعِيد بْن سعد بْن أيوب [2] .
أبو عُثْمَان الْبُخَارِيّ، نزيل الرِّيّ.
عن: أبي نُعَيْم، والقَعْنَبيّ، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وعَمْرو بْن مرزوق، وطائفة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وأبو الْحَسَن بْن سَلَمَةَ القطّان، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صَدُوق [3] .
وقَالَ أبو يَعْلَى الخليليّ: كان له معرفة بالحديث، ومات قبل أبي حاتم بأشره.
قَالَ أبو الحجاج الحافظ: وَهِم الحافظ أيضًا وذكر أنّ ق. روى عن هَذَا، وإنّما الَّذِي يروي عنه أبو الحسن القطان. وللقطان زيادات كثيرة عن الأسانيد فِي كتاب ابنِ ماجة. ويدل على هَذَا أنّ هَذَا الرجل لا وجود له فِي «سُنَن ابنِ ماجة» من طريق إِبْرَاهِيم بْن دينار عن المصنّف.
387- سَعِيد بْن مَسْعُود المروزيّ [4] .
__________
[1] في الأصل: «سعد» ، والتصويب من:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 168.
[2] انظر عن (سعيد بن سعد) في:
الجرح والتعديل 4/ 32 رقم 135.
[3] الجرح والتعديل.
[4] انظر عن (سعيد بن مسعود) في:(20/355)
عن: النضر بْن شُمَيْل، ويزيد بْن هارون، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وشبانة، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، وأزهر بْن سعد، ورَوْح بْن عُبَادة، وطبقتهم.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد بْن محبوب، وعُمَر بْن أَحْمَد بن مالك، ومحمد بْن نصر المَرْوَزِيُّ، وأهل مَرْو.
وكان صاحب حديث.
وحديثه يقع عاليًا لأبي الوفا محمود بْن مندم.
ذكره الحاكم فِي الكنى فقال: أبو عُثْمَان سَعِيد بْن مَسْعُود بْن عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ المَرْوَزِيُّ.
388- سَعِيد بْن نَمِر.
الفقيه أبو عُثْمَان الغافقيّ الأندلسيّ الأكثيريّ، صاحب سَحْنُون.
كان من أعيان المالكيّة بالأندلس.
روى عن: يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وسعيد بْن حِبّان.
ورحل إليه الطلبة وحملوا عَنْهُ.
وتُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين [1] .
389- سَعِيد بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُزَيْن [2] .
مَوْلَى رملة بِنْت عُثْمَان بْن عفّان.
من فقهاء الأندلس. وأبوه ممّن يروي عن مُطَرِّف، والقَعْنَبيّ.
وأخوه الْحَسَن بْن يحيى مات بعده، مات سَعِيد سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
__________
[ () ] الثقات لابن حبّان 8/ 271، 272 وقال محقّقه بالحاشية (2) : «لم نظفر به» .
انظر عن (سعيد بن نمر) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 161 رقم 474، وجذوة المقتبس للحميدي 234 رقم 483، وبغية الملتمس للضبي 313 رقم 821.
[1] تاريخ علماء الأندلس، وقيل: مات سنة 269 هـ. انظر المصادر الثلاثة.
[2] انظر عن (سعيد بن يحيى) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 162 رقم 478، وجذوة المقتبس للحميدي 235 رقم 487، وبغية الملتمس للضبي 314 رقم 825.(20/356)
وأخوهما جَعْفَر بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مزين، يروي عن محمد بْن وضّاح، وغيره. وكان فقيهًا مقدَّمًا.
مات سنة إحدى وسبعين ومائتين.
390- سُفْيَان بْن شعيب الدّمشقيّ [1] .
مَوْلَى بني أُميّة.
عن: محمد بْن عُثْمَان الكَفَرْسُوسيّ، وصّفْوان بْن صالح، وغيرهما.
وعنه: محمد بْن جَعْفَر بن ملاس، ومحمد بْن أبي حُذَيْفة.
وتُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
391- سَلَمَةُ بْن أَحْمَد بْن محمد بن مجاشع السّمرقنديّ [2] .
حدّث ببغداد عن: خَالِد بْن يزيد العُمريّ.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وجماعة.
وَفِي حديثه مناكير.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.
392- سُلَيْمَان بْن الأشعث بْن إِسْحَاق بْن بشير بْن شدّاد بْن عمرو بن عمران [3] .
__________
[1] انظر عن (سفيان بن شعيب) في:
تهذيب تاريخ دمشق 5/ 183.
[2] انظر عن (سلمة بن أحمد) في:
تاريخ دمشق 9/ 135، 136 رقم 4752، والمغني في الضعفاء 1/ 274 رقم 2528، وميزان الاعتدال 2/ 188 رقم 3385، ولسان الميزان 3/ 66 رقم 245.
[3] انظر عن (سليمان بن الأشعث) في:
مسند أبي عوانة 2/ 132، 155، 318، 345، 59 رقم 4638، والجرح والتعديل 4/ 101، 102 رقم 456، والثقات لابن حبّان 8/ 282، والسابق واللاحق 264، وتاريخ بغداد 9/ 55- والمستدرك على الصحيحين 1/ 32، وطبقات الحنابلة 1/ 159، 162 رقم 216، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 7/ 271 ب- 274 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 246- 248، والمنتظم 5/ 97، 98 رقم 219، ووفيات الأعيان 2/ 404، 405 رقم 272، واللباب 1/ 533، والكامل في التاريخ 7/ 142، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 225- 227، وطبقات الشافعية الكبرى 2/ 48، والمختصر في أخبار البشر 2/ 57، وسير أعلام النبلاء(20/357)
الإمام أبو داود الأزديّ السّجستانيّ، صاحب «السُّنَنَ» .
قَالَ أبو عُبَيْد الآجُريّ: سمعته يقول: وُلدتُ سنة اثنتين ومائتين. وصلَّيت على عفّان ببغداد سنة عشرين.
قلت: مات فِي ربيع الآخر.
قَالَ: ودخلت البصرة وهم يقولون: أمس مات عُثْمَان بْن الهيثم المؤذِّن [1] .
قلت: مات فِي رجب سنة عشرين.
قَالَ: سمعتُ من أبي عُمَر الضّرير مجلسًا واحدًا.
قلت: مات فِي شعبان من السنة بالبصرة.
قال: وتبعت عمر بن حفص بن غِياث إِلَى منزله، ولم أسمع منه.
وسمعت من سعدون مجلسًا واحدًا، ومن عاصم بْن عليّ مجلسًا واحدًا.
قَالَ أبو عِيسَى الأزرق: سمعتُ أَبَا دَاوُد يقول: دخلت الكوفة سنة إحدى وعشرين، ومضيت إِلَى منزل عُمَر بْن حَفْص، فلم يُقْضَ لي السّماع منه [2] .
قلت: وسمع من: القعْنَبيّ، وسليمان بْن حرب، وجماعة بمكّة سنة عشرين أيّام الحج.
وسمع من: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وعُبَيْد الله بْن رجاء، وأبي الْوَلِيد، وأبي سَلَمَةَ التبوذكيّ، وخلْق بالبصرة.
__________
[13] / 203- 221 رقم 117، والعبر 2/ 54، 55، وتذكرة الحفاظ 2/ 591- 593، ودول الإسلام 1/ 167، والمعين في طبقات المحدّثين 103 رقم 1170، والبداية والنهاية 11/ 54- 56، ومرآة الجنان 2/ 189، 190، والوافي بالوفيات 15/ 353، 354 رقم 499، والوفيات لابن قنفذ 188 رقم 275، وتاريخ ابن الوردي 1/ 240، وتهذيب التهذيب 4/ 169- 173 رقم 298، وتقريب التهذيب 1/ 321 رقم 410، وطبقات الحفاظ 261، 262، ومفتاح السعادة 2/ 9، وطبقات المفسرين 1/ 201، 202، وشذرات الذهب 2/ 167، 168، وهدية الأحباب للقمي 15، وكشف الظنون 760، 1004، 1387، 1402، 1405، 1418، 1423، 1458، 1462، 1739، وتنقيح المقال للمامقاني 2/ 55، ومعجم المؤلفين 4/ 255، 256، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 233، 234.
[1] تاريخ بغداد 9/ 56.
[2] تاريخ بغداد 9/ 56.(20/358)
ومن: الْحَسَن بْن الرَّبِيع البُورانيّ، وأحمد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ، وطائفة بالكوفة.
ومن: صفوان بْن صالح، وهشام بْن عمّار، وطائفة بدمشق.
ومن: قُتَيْبَةَ، وابن رَاهَوَيْه، وطائفة بخراسان.
ومن: أبي جَعْفَر النُّفَيْليّ، وطائفة بالجزيرة.
ومن خلْقٍ بالحجاز، ومصر، والشام، والثَّغر، وخُراسان.
وسمع من: أبي تَوْبَة الرَّبِيع بْن نافع، بحلب.
ومن: أَحْمَد بْن أبي شعيب بحَرّان، وحَيَّوَة، ويزيد بْن عَبْد ربّه، بحمص.
وعنه: ن.، وابنه أبو بَكْر.
وروى عَنْهُ سُنَنَه: أبو عليّ اللّؤْلُؤيّ، وأبو بَكْر بْن داسة، وأبو سَعِيد بْن الأعرابيّ بقولٍ له، وعليّ بْن الْحَسَن بْن العبد، وأبو أسامة محمد بْن عَبْد الملك الرّوّاس، وأبو سالم محمد بْن سَعِيد الْجُلُوديّ، وأبو عُمَر، وأحمد بْن عليّ، وغيرهم.
وروى عنه من الحفّاظ: أبو عوانة الأسفرايينيّ، وأبو بِشْر الدُّولابيّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وأبو بَكْر الخلّال، وعَبْدان الأهوازيّ، وزكريّا السّاجيّ، وطائفة.
ومن الشيوخ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، ومحمد بْن يحيى الصُّوليّ، وأبو بَكْر النّجّاد، وأحمد بْن جَعْفَر الأشعريّ، وعبد الله ابن أخي أبي زُرْعة الرَّازيّ، وعبد الله بْن محمد بْن يعقوب الْبُخَارِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يعقوب المتولّيّ، وخلْق.
وكتب عَنْهُ الْإِمَام أحمد شيخه حديث المغيرة.
ويقال: إنّه صنَّف «السُّنَنَ» فعرضه على الْإِمَام أَحْمَد، فاستجاده واستحسنه [1] .
وروى إِسْمَاعِيل الصّفّار عن أبي بَكْر الصَّنعانيّ قَالَ: ليّن لأبي داود
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 56.(20/359)
السّجِسْتانيّ الحديثُ، كما لُيِّنَ لداود الحديدُ.
وقَالَ أبو عُمَر الزّاهد: قَالَ إِبْرَاهِيم الحربيّ: أُلِين لأبي دَاوُد الحديثُ كما أُلينَ لداود عليه السلام الحديد.
وقَالَ مُوسَى بْن هارون الحافظ: خُلِق أبو دَاوُد فِي الدُّنيا للحديث، وَفِي الآخرة للجنَّة. ما رأيت أفضل منه.
وقَالَ ابن داسة: سمعت أبا داود يقول: كتبت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسمائة ألف حديث، وانتخبت منها ما ضمّنته كتاب «السّنن» . جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث، ذكرت الصّحيح وما يشبهه ويُقاربه. فإنْ كان فيه وهن شديد بيّنته [1] .
قلت: وقا [ل] رحمه الله بِذَلِك فإنّه يبيّن الضّعيف الظّاهر، ويسكت عن الضّعيف المحتمل. فَمَا سكت لا يكون حَسَنًا عنده ولا بدّ، بل قد يكون فِيهِ ضعفٌ ما.
وقَالَ زكريا السّاجيّ: كتاب الله أصل الْإِسْلَام، وكتاب أبي دَاوُد عهد الْإِسْلَام.
وقَالَ أَحْمَد بْن محمد بْن ياسين الهَرَوي فِي «تاريخ هَرَاة» : أبو دَاوُد السِّجْزيّ كان أحد حُفاظ الْإِسْلَام لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعِلْمه وعِلَله، وسنده، في أعلى درجة النّسْك والعَفاف والصلاح والورع. من فُرْسان الحديث [2] .
قلت: وتفقَّه بأحمد بْن حنبل، ولازمه مدّة. وكان من نُجَباء أصحابه، ومن جِلَّة فُقَهاء زمانه، مع التقدُّم فِي الحديث والزُّهد.
روى أبو مُعَاوِيَة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ، عن عَبْد الله أنّه كَانَ يُشبه بالنّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هدْيِهِ ودَلِّهِ. وكان علقمة يشبَّه بابن مسعود.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 57.
[2] تاريخ بغداد 9/ 58، وانظر ما قاله ابن حبّان في «الثقات» 8/ 282.(20/360)
قَالَ جرير بْن عَبْد الحميد: وكان إِبْرَاهِيم يشبَّه بعَلْقَمة، وكان مَنْصُور يشبّه بإبراهيم.
وقَالَ غيره: كان سُفْيَان الثَّوْريّ يشبّه بمنصور، وكان وكيع يشبّه بسُفيان، وكان أَحْمَد بْن حنبل يشبّه بوكيع، وكان أبو دَاوُد يشبّه بأحمد [1] .
وقال أبو عبد الله الحاكم: أبو دَاوُد هُوَ إمام أَهْل الحديث فِي عصره بلا مُدَافعة. كتب بخُراسان قبل خروجه إلى العراق فِي بلده، وَفِي هَرَاة، وكتب ببغداد عن قُتَيْبَةَ، وبالرِّيِّ عن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى. وقد كتب قديمًا بنيْسابور، ثُمَّ رحل بابنه إِلَى خُراسان. كذا قَالَ الحاكم.
وأمّا القاضي شمس الدين بْن خلكان فقال [2] : سَجِسْتان قرية من قرى البصرة.
قلت: سِجِسْتان إقليم منفرد متاخم لبلاد السِّنْد، يُذْهَبُ إليه من ناحية هراة.
وقد قَيِل: إنّ أَبَا دَاوُد من سَجِسْتان، قرية من قرى البصرة، وهذا ليس بشيء. بل دخل بغداد قبل أن يجيء إِلَى البصرة.
وقَالَ الخطّابيّ: حَدَّثَنِي عَبْد الله بْن محمد الْمَكِّيّ: حَدَّثَنِي أبو بَكْر بْن جَابِر خادم أبي دَاوُد رحمه الله قَالَ: كنتُ مع أبي دَاوُد ببغداد، فصلَّينا المغرب، فجاءه الأمير أبو أَحْمَد الموفَّق فدخل، ثُمَّ أقبل عليه أبو دَاوُد فقال: ما جاء بالأمير فِي مثلِ هَذَا الوقت؟
قَالَ: خِلالٌ ثلاث.
قَالَ: وما هِيَ؟
قَالَ: تنتقل إِلَى البصرة فتتّخذها وطنًا ليرحل إليك طلبة العلم، فتعمر
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 58.
[2] في وفيات الأعيان 2/ 405.(20/361)
بك، فإنّها قد خربت وانقطع عَنْهَا النّاس، لِما جرى عليها من محنة الزَّنْج.
فقال: هَذِهِ واحدة.
قَالَ: وتروي لأولادي «السُّنَنَ» .
فقال: نعم، هاتِ الثالثة.
قَالَ: وتُفرد لهم مجلسًا، فإنّ أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامّة.
قَالَ: أمّا هَذِهِ فلا سبيل إليها، لأنّ النّاس فِي العلم سواء.
قَالَ ابنُ جَابِر: فكانوا يحضرون ويقعدون فِي كمٍّ ضُرِب عليه ستْر، ويسمعون مع العامّة [1] .
وقَالَ ابنُ دَاسَة: كان لأبي دَاوُد كُمٌّ واسع وكُمٌّ ضيّق، فَقِيلَ له فِي ذلك، فقال: الواسع للكُتُب، والآخر لا يُحتاج إليه [2] .
وقَالَ أبو بَكْر الخلّال: أبو دَاوُد الْإِمَام المقدَّم فِي زمانه لم يسبق إِلَى معرفته بتخريج العلوم وبَصَره بمواضعه. رَجُل ورع مقدَّم. كان أبو بَكْر بْن صدقة وإبراهيم الإصبهانيّ يرفعون من قَدْره، ويذكرونه بما لا يذكرون أحدًا فِي زمانه مثله [3] .
وقَالَ أبو بَكْر بْن أبي دَاوُد: سمعت أبي يقول: خير الكلام ما دخل فِي الأذُن بغير إذن [4] .
وقَالَ أبو دَاوُد فِي سُنَنه: شَبَرْت قِثّاءةً بمصر ثلاثة عشر شِبْرًا، ورأيت أُتْرُجَّةً على بعيرٍ قُطِعَتْ قطعتين، وعُمِلت مثل عِدْلين [5] .
قَالَ أبو دَاوُد: دخلت دمشق سنة اثنتين وعشرين.
وقَالَ أبو عُبَيْد الآجُرِيّ: تُوُفِّيَ في سادس عشر شوّال سنة خمسٍ وسبعين.
قلت: آخر من روى حديثه عاليا سبط السّلفيّ.
__________
[1] تاريخ دمشق 7/ 273 ب.
[2] تاريخ دمشق 7/ 274 أ.
[3] تاريخ دمشق 7/ 274 أ.
[4] المصدر نفسه.
[5] نفسه.(20/362)
وقع كتاب «الناسخ والمنسوخ» له بعُلُوٍّ من طريق السِّلَفيّ.
393- سُلَيْمَان بْن الرَّبِيع النَّهْديّ [1] .
أبو محمد الكوفيّ.
عن: أبي نُعَيْم.
وعنه: ابنُ صاعد، ومحمد بن مخلد.
ضعّفه الدّار الدّارَقُطْنِيّ.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
394- سُلَيْمَان بْن سيف بْن يحيى بْن درهم الطّائيّ [2] .
مولاهم الحافظ أبو دَاوُد الحرّانيّ.
سمع: يزيد بْن هارون، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ، وجعفر بْن عون، والحسن بْن محمد بْن أَعْيَن، وعبد الله بْن بَكْر السَّهميّ، ومحاضر بن الورع، ووهب بن جرير، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وخلقا كثيرا.
وعنه: ن. وقال: ثقة، وأبو عروبة الحراني، ومكحول البيروتي، وأبو عوانة، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبو نعيم الجرجاني، وأبو علي محمد بن سعيد الحراني، وأحمد بن عمرو بن جابر الرملي، وهاشم بن أحمد بن مسرور النصيبي، وحفيده أبو عليّ أحمد بن محمد بن سليمان، وطائفة.
قال ابن عقدة: مات في شعبان سنة اثنتين وسبعين.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن الربيع) في:
تاريخ بغداد 9/ 54، 55 رقم 4637.
[2] انظر عن (سليمان بن سيف) في:
الجرح والتعديل 4/ 122 رقم 530، والثقات لابن حبّان 8/ 281 وتاريخ جرجان للسهمي 489، والمعجم المشتمل لابن عساكر 135 رقم 396، وتهذيب الكمال للمزّي 11/ 450- 453 رقم 2528، ومعجم البلدان 1/ 716، 786، وسير أعلام النبلاء 13/ 147، 148 رقم 78، والعبر 2/ 50، والكاشف 1/ 315 رقم 2119، وتذكرة الحفاظ 2/ 593، 594، والوافي بالوفيات 15/ 391 رقم 536، وتهذيب التهذيب 4/ 199 رقم 337، وتقريب التهذيب 1/ 316 رقم 450، وطبقات الحفاظ 262، وخلاصة تذهيب التهذيب 152، وشذرات الذهب 2/ 162.(20/363)
قلت: وقع لي حديث من موافقاته العالية، وأظنّ أنه جاوز التّسعين. وكان من أئمّة هَذَا الشأن.
395- سُلَيْمَان بْن شعيب بْن سُلَيْمَان بْن كَيْسان [1] .
أبو محمد الكَيْسانيّ المصريّ.
عن: بشر بن التنيسي، وأسد بن موسى، وطائفة.
وعنه: محمد بن أَحْمَد العامريّ المصريّ، وعليّ بْن محمد الواعظ، وآخرون.
وكان موثَّقًا.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
396- سُلَيْمَان بْن محمد بْن حسّان الْمَوْصِلِيّ الحنّاط.
عن: عَبْد الوهاب بْن عطاء، وعبد الوهاب بْن بُكَيْر السَّهميّ، ورَوْح بْن عُبَادة، وغيرهم.
قَالَ أبو زكريّا الأزْديّ: ثنا عَنْهُ العلاء بْن أيوب.
وتُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
قلت: ذكر له حديثًا واهيًا.
397- سليمان بن وهب بن سعيد [2] .
__________
[1] انظر عن (سليمان بن شعيب) في:
تاريخ جرجان للسهمي 527.
[2] انظر عن (سليمان بن وهب) في:
تاريخ الطبري 9/ 112، 114، 125، 128، 169، 408، 440، 441، 446، 448، 532، 540، 541، 543 و 10/ 9، ومروج الذهب 2834، 3121، 3154، 3189، وثمار القلوب 209، وتحفة الوزراء 116، 122، وخاص الخاص 51، والوزراء للصابي 28، 36، 199، 214، 230، 284، وولاة مصر 229، والأغاني 23/ 3- 18، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 37، 83، 84، 87، 134، والإنباء في تاريخ الخلفاء 136، 139، 149، 167، والعقد الفريد 1/ 77 و 4/ 171 و 4/ 295، 197 و 6/ 167، والمنتظم 5/ 86 رقم 190، والكامل في التاريخ 7/ 10، 46، 219، 310، 316، 327، 418، ووفيات الأعيان 2/ 415- 418 رقم 277، وسير أعلام النبلاء 13/ 127- 129 رقم 65، وأخبار أبي تمّام 104، والوافي بالوفيات 15/ 440- 443 رقم 592، والفخري 182- 184، والنجوم الزاهرة(20/364)
أَبُو أيوب الكاتب. أخو الْحَسَن بْن وهب.
كانا من أجلّاء بغداد وفُضلائها. وكان سُلَيْمَان جوادا ممدّحا سريّا، كامل الرّئاسة وافر الأدب. له ديوان ترسّل.
وكذا الأخية ديوان رسائل وشعر.
وقد وزر سُلَيْمَان للمعتمد على الله.
وفيه يقول البُحْتُريّ الشاعر:
كلُّ شِعْبٍ كنتم به آل وَهْبٍ ... فهو شِعْبي وشِعْب كلّ أديب
إنّ قلبي لكم كالكَبِد الحَرَّى ... وقلبي لغيركم كالقُلُوبِ [1]
تُوُفِّيَ الوزير أبو أيوب سنة اثنتين وسبعين فِي صفر، ومات فِي حَبْس الموفَّق.
398- سهل بْن عَبْد الله بْن الفَرُّخان الإصبهانيّ الزّاهد [2] .
أبو طاهر.
رحل فِي العلم إِلَى الشّام [3] .
وسمع: سُلَيْمَان ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ العسقلاني، ومحمد بْن مُصَفَّى، وحَرْمَلَةَ، وصفوان بْن صالح، وهشام بن عمّار.
__________
[3] / 37، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 160، 163، والأعلام 3/ 201 وربيع الأبرار 4/ 162، 174، وتاريخ حلب للعظيميّ 138، 263، 267، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 186، 188، 206، 208، 210، 215، 216، 237 و 2/ 63، 76، 77، 78، 79، 80، 84، 93، 94، 95، 97، 98، 134، 213، 215، 259، 260، 261، 264 و 3/ 129، 130، 151، 154، 173، 199 و 4/ 293، ونصوص ضائعة من الوزراء والكتّاب 65، 66، 68، 70، 85، 86.
[1] البيتان في: ديوان أبي تمام 1/ 131، 132، ووفيات الأعيان 2/ 416، والوافي بالوفيات 15/ 440.
[2] انظر عن (سهل بن عبد الله) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 339، وحلية الأولياء 10/ 212، 213 رقم 547، وسير أعلام النبلاء 13/ 333، 334 رقم 152، وغاية النهاية 1/ 319 رقم 1400، والوافي بالوفيات 16/ 5 رقم 1.
[3] ورحل إلى مصر.(20/365)
وعنه: محمد بن أحمد بن زيد الزُّهْرِيّ، ومحمد بْن عَبْد الله الصّفّار، وأبو علي الصحاف، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وجماعة من أَهْل أصفهان.
وكان كبير القدْر. ويقال إنّه من الأبدال.
وقد سمع أبو نُعَيْم الحافظ من أصحابه، وقَالَ [1] : مات سنة ستٍّ وسبعين، رحمه الله تعالى. وكان مُجاب الدعوة. كان أَهْل بلدنا مفْزَعهم إِلَى دعائه.
له آثار مشهورة فِي إجابة دعوة الدّعاء. وأمّا رفيع حاله من إدمان الذكر والمشاهدة والحضور [والمسامرة والتحريّ] [2] من حضور النفس، فشائع ذائع.
حُكِيَ ذلك عن مشايخنا. وهو أول من حمل من علم الشّافعيّ مختصر حَرْمَلَة.
لقي أَحْمَد بْن عاصم، وأحمد بْن أبي الحواري، وعبد الله بْن خُبَيْق.
وكتب الكُتُب.
399- سهل بْن عَبْد الله السّرِيّ الزّاهد.
شيخ الصُّوفيّة.
يُقَالُ: مات سنة ثلاثٍ وسبعين، ويُذكر فِي الطبقة الآتية.
400- سهل بْن مهران [3] .
أبو بِشْر الْبَغْدَادِيّ الدّقّاق. نزيل نَيْسابور.
سمع: عَبْد الله بن بكر السهمي، وهوذة بن خليفة، وأبا عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن عَبْدُوس، ومحمد بْن صالح بْن هانئ.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين ومائتين [4] .
__________
[1] في أخبار أصبهان.
[2] في الأصل بياض، استدركته من: حلية الأولياء 10/ 112.
[3] انظر عن (سهل بن مهران) في:
تاريخ بغداد 9/ 118 رقم 4729، والمنتظم 5/ 82، 83 رقم 176.
[4] وكان ثقة.(20/366)
401- سوادة بن عليّ [1] .
أبو الحسين الأحمسيّ الكوفيّ.
قدِم بغداد وحدَّث عن أبي نُعَيْم.
وعنه: أبو بَكْر الشّافعيّ، وغيره، ون.
ضعّفه الدّار الدّارَقُطْنِيّ [2] .
وكان سِبْط عَبْد الله بْن نُمَيْر.
توفّي سنة ثمانين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (سوادة بن علي) في:
تاريخ بغداد 9/ 233، 234 رقم 4807.
[2] المصدر نفسه.(20/367)
حرف الشين
402- شعيب بْن بكّار الْمَوْصِلِيّ المؤِّدب [1] .
عن: أبي عاصم، وأبي نُعَيْم.
وعنه: الْحُسَيْن بْن عَبْد الحميد الخرقيّ، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
403- شعيب بْن اللَّيْث [2] .
أبو صالح السَّمَرْقَنْديّ.
سمع: إِبْرَاهِيم بن المنذر، والحِزَاميّ، وأبا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، ومحمد بْن سلّام، وجماعة.
ويقال له الشّرغبيّ. وشرعب قرية من عمل بُخَاري.
وروى عَنْهُ: محمد بْن أَحْمَد بْن مردك، وأحمد بْن حاتم، وغيرهما.
تُوُفِّيَ فِي رجب سنة اثنتين أيضًا.
__________
[1] انظر عن (شعيب بن بكار) في:
الكامل في التاريخ 7/ 421.
[2] انظر عن (شعيب بن الليث) في:
تاريخ الطبري 1/ 114 و 3/ 168، 197.(20/368)
حرف الطاء
404- طُفَيْلُ بْن زَيْد بْن طُفَيْلِ بْن شريك.
القاضي أبو زَيْد التّميميّ النَّسَفيّ، قاضي نَسَف وعالمها.
رحل فِي طلب العلم.
وروى عن: يحيى بن بُكَيْر.
ورأى سُلَيْمَان بْن حرب.
وعنه: حفيده عَبْد المؤمن بْن خلف، وأهل نَسَف.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.(20/369)
حرف العين
405- عاصم بْن ياسين بْن عَبْد الأحد بْن اللَّيْث.
أبو اللَّيْث القَتْبانيّ الْمَصْرِيّ. من أكابر المصريّين وفُضَلائهم.
روى عن: جدّه، وعن: يحيى بْن بُكَيْر.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
406- عَبَّاس بْن عَبْد الله بْن الْعَبَّاس بْن السَّنْديّ [1] .
أبو الْحَارِث الّأسديّ الأنطاكيّ.
عن: الهيثم بْن جميل الأنطاكيّ، والقَعْنَبيّ، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، وأبي صالح كاتب اللّيث، وخلق.
وعنه: ن.، وأبو عوانة، وأحمد بْن مهران الفارسيّ، وأبو جعفر العقيلي، وأبو الطيب محمد بن حميد الحوراني، وجماعة.
قال النسائي: لا بأس به [2] .
407- الْعَبَّاس بْن الفضل بْن رُشَيْد الطَّبَريّ [3] .
أبو الفضل.
__________
[1] انظر عن (عباس بن عبد الله) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 514 وفيه قال محقّقه بالحاشية (3) : «لم نظفر به» ، وقد ورد اسمه:
«عباس بن السندي» ، والمعجم المشتمل 149 رقم 451، وتهذيب الكمال للمزّي 14/ 214، 215 رقم 3123، والكاشف 2/ 59 رقم 2622، وتهذيب التهذيب 5/ 119 رقم 208، وتقريب التهذيب 1/ 397 رقم 143، وخلاصة تذهيب التهذيب 189.
[2] المعجم المشتمل 149.
[3] انظر عن (العباس بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 12/ 147 رقم 6602.(20/370)
نزل بغداد، وحدَّث عن: محمد بْن مُصْعَب القَرْقِسانيّ، وسَعْدَوَيْه الواسطي، وجماعة.
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وابن نجيح، وجماعة.
قال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: صدوق [1] .
قلت: تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
408- عَبَّاس بْن محمد بْن حاتم الحافظ [2] .
أبو الفضل الدُّوريّ. مَوْلَى بني هاشم.
محدِّث بغداد فِي وقته. وُلِدَ سنة خمسٍ وثمانين ومائة.
وسمع: الْحُسَيْن بْن عليّ الجعفيّ، وأبا النَّضْر هاشم بْن القاسم، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ، وأبا دَاوُد الطيالسيّ، وعبد الوهاب بْن عطاء،
__________
[1] المصدر نفسه.
[2] انظر عن (عباس بن محمد) في:
المعرفة والتاريخ 1/ 445 و 2/ 54، 59، 98، 609، 674 و 3/ 46، 77، وتاريخ واسط 64، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 8- 10، 13، 38، 46، 58، 62، 66، 75، 81، 87، 89، 98، 100، 131، 161، 251، 252، 286، 292، 320، 322، 324- 326، 330، 340، 343، 345، 360 و 3/ 7، 10، 25، 30، 38، 66، 154، 182، 189، 243، 253، 254، 286، 305، وتاريخ الطبري 2/ 378 و 4/ 523 و 8/ 347، ومسند أبي عوانة (في مواضع كثيرة) ، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 28، والجرح والتعديل 6/ 216 رقم 1189، وتاريخ جرجان للسهمي 91، 93، 94، 199، 294، 296، 374، 400، 497، 515، 553، 558، والثقات لابن حبّان 8/ 513، والمستدرك على الصحيحين 1/ 42، والسابق واللاحق 139، وموضح أوهام الجمع 2/ 303، وتاريخ بغداد 12/ 144- 146 رقم 6599، وطبقات الحنابلة 1/ 236- 239 رقم 333، والمنتظم 5/ 83 رقم 179، والولاة والقضاة للكندي 535، 539، وسنن الدار الدّارقطنيّ 1/ 123، والأنساب 5/ 400، والمعجم المشتمل 149، 150 رقم 455، ومعجم البلدان 1/ 748 و 2/ 132، 524 و 3/ 279، 692 و 4/ 73، وتهذيب الكمال 14/ 245- 249 رقم 3141، والكاشف 2/ 61 رقم 2634، وسير أعلام النبلاء 12/ 522- 524 رقم 199، والمغني في الضعفاء 1/ 330 رقم 3083، والعبر 1/ 388، وتذكرة الحفاظ 2/ 579، والمعين في طبقات المحدّثين 97 رقم 1095، ودول الإسلام 1/ 165، ومرآة الجنان 2/ 186، والبداية والنهاية 11/ 49 وفيه تحرّفت نسبته إلى «الدينَوَريّ» ، والوافي بالوفيات 16/ 658 رقم 706، وتهذيب التهذيب 5/ 129، 130 رقم 226، وتقريب التهذيب 1/ 399 رقم 161، وطبقات الحفاظ 257، وخلاصة تذهيب التهذيب 189، 190، وشذرات الذهب 2/ 161.(20/371)
ويحيى بن أبي بكير الكرمانيّ، وعبيد الكرمانيّ، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، وشبابة بْن سوّار، وطبقتهم.
ولزم يحيى بْن معين دهرًا وأكثر عَنْهُ، وسأله عن الرجال.
وعنه: د. ت. ق. ن. وقَالَ: ثقة [1] ، وأبو جَعْفَر البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصّفّار، وحمزة بن محمد بن الدهقان، وأبو العباس الأصم وقَالَ: لم أر فِي مشايخي أحسن حديثًا منه [2] .
قلت: وروى عَنْهُ خلْق من الغرباء والرحالة.
وتُوُفِّيَ فِي صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين [3] .
409- الْعَبَّاس بْن نُعَيْم البوسَنْجيّ [4] .
سكن بغداد، وصحب الْإِمَام أَحْمَد. وتزوّج امرأةً، فبقي معها أربعين سنة، فاتّفق أنهما مرضا وماتا فِي ساعةٍ واحدةٍ، فِي شهر رجب سنة ثلاثٍ وسبعين.
410- عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن شَبَّوَيْه [5] .
أبو عَبْد الرَّحْمَن المَرْوَزِيُّ.
قد تقدّمت ترجمته فيما مضى.
__________
[1] المعجم المشتمل 149، 150.
[2] تاريخ بغداد 12/ 145، 146.
[3] وقد بلغ ثمانيا وثمانين سنة. (المعجم المشتمل) .
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق. سئل أبي عنه فقال: صدوق، (الجرح والتعديل) .
وقال محمد بن مخلد الدوري: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر محمد بْن عَبْد اللَّه بن عتّاب بن مربّع قال: سمعت يحيى بن معين، وسأله يحيى بن الخطاب أن يحدّثه، فقال: ليس أحدّث، فقال له: هو ذا تحدّث، قال: من؟ قال: عباس الدوري، قال: صاحبنا وصديقنا. (تاريخ بغداد 12/ 146) .
[4] البوسنجي: بضم أوله، وسكون الواو، وفتح السين المهملة، وسكون النون، وكسر الجيم. نسبة إلى قرية من قرى ترمذ. (توضيح المشتبه 1/ 648) .
ولم يذكر ابن السمعاني، وابن الأثير، وياقوت هذه النسبة.
[5] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في:
الجرح والتعديل 5/ 6 رقم 27، والثقات لابن حبّان 8/ 366.(20/372)
وذكر بعضهم أنه تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين [1] .
411- عامر بْن محمد المتقمّر الْبَغْدَادِيّ [2] .
أبو نصر الكوّاز.
عن: كامل بْن طَلْحَةَ، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بْن خُزَيْمَة، وعبد الله الخُراسانيّ.
وكان شاهدًا [3] .
412- عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن كثير [4] .
أبو الْعَبَّاس العبْديّ.
عن: عفّان، ومُسند بْن إِبْرَاهِيم، وأبي الْوَلِيد، وأحمد بْن نصر الخُزَاعيّ، وطائفة.
وعنه: محمد بْن الْعَبَّاس بْن نجيح، وأحمد بْن الفضل بْن خُزَيْمَة، وعبد الله الخراسانيّ، وابن قانع، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان السَّقَطيّ لا القَطيعيّ، فَإِنّ القَطيعيّ لم يلحقه.
قَالَ ابنُ أبي حاتم [5] : كتب إليّ بجزءٍ من حديثه، وكان صدوقًا.
وقال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: ثقة [6] .
وقَالَ ابنُ قانع، وابن عُقْدة، وابن المنادي: تُوُفِّيَ فِي ربيع الأول سنة ستّ وسبعين ومائتين [7] .
__________
[1] قال ابن حبّان: «مستقيم الحديث» .
[2] انظر عن (عامر بن محمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 239 رقم 6687.
[3] زاد في تاريخ بغداد: «معدّلا» .
[4] انظر عن (عبد الله بن أحمد العبديّ) في:
الجرح والتعديل 5/ 6 رقم 31، وتاريخ بغداد 9/ 371، 372 رقم 4947، والمنتظم 5/ 102 رقم 231.
[5] في الجرح والتعديل 5/ 6.
[6] تاريخ بغداد 9/ 372.
[7] تاريخ بغداد.(20/373)
413- عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن زكريا بْن أبي مسرة [1] .
أبو يحيى المكّيّ.
سمع: أَبَا عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الله بْن يزيد الْمُقْرِئ، وعثمان بْن أبان اللُّؤلُؤيّ، ويحيى بن محمد الحارثيّ، ويحيى بْن قَزَعَة.
وعنه: خيثمة بْن سُلَيْمَان، وأبو محمد الفاطميّ، وأبو القاسم البغويّ، ويعقوب بْن يوسف العاصميّ.
تُوُفِّيَ بمكّة فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وسبعين [2] .
414- عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن يزيد [3] .
أبو محمد الشَّيْبانيّ الإصبهانيّ المؤذّن.
عن: حاتم بْن عُبَيْد الله، وبكر بْن بكّار، وأبي بَكْر بْن بكّار الحُمَيْديّ، وطائفة.
وعنه: محمد بْن الْحَسَن بْن المُهَلَّب، وأبو عليّ بْن عاصم، وأحمد بْن محمد بْن نصير الأصبهانيّ.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ أيضًا.
415- عَبْد الله بْن بِشْر بْن عُمَيْرة البكْريّ الوائليّ الطّالْقانيّ [4] .
عن: أَحْمَد بْن حنبل، وسعيد بْن رحمة المِصِّيصيّ، وعليّ بْن حُجْر، وخلق.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن زكريا) في:
مسند أبي عوانة 1/ 85، 91، 265 و 2/ 46، 57، 108، 170، 184، 228، 299، 319، والجرح والتعديل 5/ 6 رقم 28، وحديث خيثمة الأطرابلسي 23، 68، 198، والثقات لابن حبّان 8/ 369 وفيه: «ابن أبي ميسرة» ، وقال محقّقه بالحاشية رقم (1) : «لم نظفر به» .
[2] قال ابن أبي حاتم: «كتبت عنه بمكة، ومحلّه الصدق» .
[3] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 55.
[4] انظر عن (عبد الله بن بشر) في:
الجرح والتعديل 5/ 14، والإكمال لابن ماكولا 6/ 281، وتاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن توّب) 457- 461 رقم 198.(20/374)
وعنه: أبو الْعَبَّاس الدُّغُوليّ، ومحمد بْن صالح بْن هانئ، ومحمد بْن الأصرم، ومحمد بْن أَحْمَد المحبوبيّ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
قَالَ الحاكم: هُوَ مجوّد عن الشّاميّين.
416- عَبْد الله بْن محاضر عبدوس الْبَغْدَادِيّ [1] .
عن: محمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وقُبَيْصة بْن عُقْبَة.
وعنه: محمد بْن يوسف الهرويّ، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ليس بالقويّ [2] .
417- عَبْد الله بْن حسن بْن محمد بْن إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس [3] .
الهاشميّ السّامُرّيّ.
عن: رَوْح بْن عُبَادة، وعبد الله بْن بَكْر، ويزيد بْن هارون، وجماعة.
وعنه: أبو بَكْر الخرائطيّ، وصَدقَة الخُراسانيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب.
وتُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين [4] بسامراء. ورّخه ابنُ قانع.
418- عَبْد الله بْن حَمَّاد بْن أيّوب [5] .
الحافظ أبو عَبْد الرَّحْمَن الآمُليّ [6] ، آمُل جَيْحُون الّتي من أعمال مرو.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محاضر) في:
تاريخ بغداد 9/ 448 رقم 5077 وفيه: «عبد الله بن محمد بن محاضر» .
[2] المصدر نفسه.
[3] انظر عن (عبد الله بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 9/ 434، 435 رقم 5051.
[4] وقع في المطبوع من: تاريخ بغداد 9/ 435: «في سنة سبع وتسعين ومائتين» ، وهذا وهم، فليصحّح.
[5] انظر عن (عبد الله بن حمّاد) في:
تاريخ بغداد 9/ 444، 445 رقم 5072، والأنساب 1/ 107، ومعجم البلدان 1/ 58، واللباب 1/ 22.
[6] في تاريخ بغداد: «الأيلي» ، وقد تكرّر، وهو وهم، والمثبت يتفق مع: الأنساب، ومعجم(20/375)
ويقال الَأمُويّ، لأنّها تُسمّى أيضًا أَمُو.
سمع: سَعِيد بْن أبي مريم، وسليمان بْن حرب، ويحيى بن صالح الوحاظيّ، وأبا الجماهر محمد بْن عُثْمَان، والقَعْنَبيّ، وأبا اليمان، ويحيى بْن معين فِي غالب الظّنّ، فإنّه قَالَ فِي «الصّحيح» : ثنا عَبْد الله، ثنا يحيى بْن معين، فذكر حديثًا. وقَالَ: ثنا عَبْد الله، أَنَا سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن. وقد سمع الآمُليّ من المذكورين.
وروى عَنْهُ طائفة، منهم: عُمَر بْن محمد بْن بُجَيْر فِي «مُسْنَده» ، والهيثم بْن كُلَيْب فِي «مُسْنَده» ، وإبراهيم بْن خُزَيْمَة الشّاشيّ، والقاضي المَحَامِليّ، وعبد الله بْن محمد بن يعقوب الْبُخَارِيّ الفقيه [1] .
تُوُفِّيَ فِي رجب سنة ثلاثٍ وسبعين. وقِيلَ: فِي ربيع الآخر سنة تسع وستّين ومائتين [2] .
419- عَبْد الله بْن رَوْح المدائني [3] .
أبو محمد.
وقِيلَ إنّه كان يُعرف بعَبْدوس.
قَالَ: وُلِدت يوم قُتِلَ جَعْفَر البرمكيّ سنة سبْعٍ وثمانين ومائة.
سمع: زَيْد بْن هارون، وأبا بدْر شجاع بْن الْوَلِيد، وشبابة بْن سوار، وجماعة.
وعنه: أبو سهل القطّان، ومُكْرَم بْن أَحْمَد، وأحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشّافعيّ، وآخرون.
__________
[ () ] البلدان، واللباب.
[1] قال ابن السمعاني: وكان من العلماء الثقات، روى عنه البخاري في صحيحه. (الأنساب 1/ 107) .
[2] ورّخه بها ياقوت في: معجم البلدان 1/ 58.
[3] انظر عن (عبد الله بن روح) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 366، وتاريخ بغداد 9/ 454، 455 رقم 5087، وتاريخ جرجان للسهمي 98، 182، والمنتظم 5/ 93 رقم 210، وسير أعلام النبلاء 13/ 5 رقم 1، ولسان الميزان 3/ 286 رقم 1210.(20/376)
توفّي سنة سبع وسبعين [1] .
قال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: ليس بِهِ بأس [2] .
420- عَبْد الله بْن عَمْرو بْن أبي سعد الْبَغْدَادِيّ الورّاق [3] .
عن: حُسَيْن المَرْوَزِيُّ، وهَوْذَة بْن خليفة، وعفّان، وخلْق.
وعنه: حُسَيْن الكوكبيّ، والمحاملي، وعثمان بْن السّمّاك، وجماعة.
قَالَ الخطيب [4] : ثقة إخباريّ، صاحب مُلَح.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.
قلت: عَبْد الله بْن أبي سعد الورّاق وُلِدَ سنة سبْعٍ وتسعين [5] ومائة، واسمه عَمْرو بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن هلال الْأَنْصَارِيّ البلْخيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ.
421- عَبْد الله بْن غافق.
أبو عَبْد الرَّحْمَن التُّونسيّ الفقيه المالكيّ.
إمام مشهور معدود من أصحاب سَحْنُون.
عُرِض عليه قضاء القيروان فامتنع. وكان عالمًا ناسكًا مهيبًا.
ذكر الشَّيْخ أبو إِسْحَاق أنّه من أَهْل إفريقية، وأنّ اعتماد أَهْل بلده فِي الفتوى عليه. وأنه تفقَّه بعليّ بْن زياد التُّونسيّ، فَوَهِمَ فِي هَذِهِ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين، وقِيلَ: سنة سبْعٍ.
422- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حبيب [6] .
__________
[1] وقيل: مات سنة أربع وسبعين ومائتين، وهذا خطأ.
[2] تاريخ بغداد 9/ 454.
[3] انظر عن (عبد الله بن عمرو) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 66، 114، 167، 205، 414 و 3/ وانظر فهرس الأعلام 356، وتاريخ جرجان للسهمي 427، وتاريخ بغداد 10/ 25، 26 رقم 5144، والمنتظم 5/ 93، 94 رقم 211.
[4] في تاريخه.
[5] في الأصل: «سبع وسبعين» ، والتصويب من: تاريخ بغداد، وفي المنتظم 5/ 93: «ولد سنة تسع وتسعين ومائة» .
[6] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ) في:(20/377)
أبو رفاعة العدوي الْبَصْرِيّ.
عن: سعد بْن شعبة بن الحجّاج، وإبراهيم بْن بشّار الرّماديّ، وجماعة.
وعنه: ابنُ مَخْلَد العطار، ومحمد بْن عَبْد الملك التّاريخيّ، وغيرهما.
وثّقه الخطيب [1] .
وتُوُفِّيَ بشِمْشاط سنة إحدى وسبعين.
423- عَبْد الله بْن محمد بْن لاحق [2] .
أبو محمد الْبَغْدَادِيّ البزّاز الْمُقْرِئ.
سمع: يزيد بْن هارون، ورَوْح بْن عُبَادة.
وعنه: ابنُ صاعد، وعليّ بْن إِسْحَاق المادرائيّ، وجماعة.
وكان ثقة [3] .
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين [4] .
424- عَبْد الله بْن محمد بْن الفضل الصداويّ [5] .
روى عن: يحيى بْن أيّوب المقابريّ، ومحمد بْن بشّار، ومحمد بْن صالح الهاشميّ.
وعنه: أبو حاتم الرَّازيّ وهو أكبر منه، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم.
وكان صاحب سنة [6] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 10/ 83، 84 رقم 5197.
[1] وقال: وكان ثقة وولي القضاء في بعض النواحي.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن لاحق) في:
تاريخ بغداد 10/ 84 رقم 5198، وفيه: عبد الله بن أبي عبد الله، وهو: عبد الله بن محمد بن إسْمَاعِيل بن لاحق البزاز، والمنتظم 5/ 86، 87 رقم 191.
[3] وثّقه الخطيب.
[4] وقع في المطبوع من: تاريخ بغداد: مات عبد الله بن أبي عبد الله المقرئ في سنة اثنتين ومائتين. وهذا غلط. فليصحّح.
[5] انظر عن (عبد الله بن محمد بن الفضل) في:
الجرح والتعديل 5/ 163 رقم 752.
[6] قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي وأبو زرعة، ورويا عنه. سئل أبي عنه فقال: صدوق.(20/378)
425- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن محمد البكراويّ [1] .
عن: محمد بْن كثير، وعبد الله بْن رجاء.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، ومحمد بْن جَعْفَر المَطِيريّ، وغيرهما.
426- عَبْد الله بْن محمد بْن يزيد الحنفي المَرْوَزِيُّ [2] .
حدّث ببغداد.
عن: عَبْدان المَرْوَزِيُّ، وجماعة.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، والمطيري، وابن نجيح.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
وقِيلَ: سنة سبْعٍ.
وثّقه الخطيب.
427- عَبْد الله بْن محمد بْن عُبَيْدة الْبَغْدَادِيّ [3] .
عن: عليّ بْن المَدِينيّ، وسليمان الشّاذكونيّ.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، وعثمان بْن سهل، وأبو بَكْر النّجّاد.
428- عَبْد الله بْن محمد بْن صالح الأسديّ بْن عُمَيْرة بْن بِشْر بْن مُوسَى [4] .
روى عن: خَالِد بْن خداش، وأحمد بْن حنبل.
روى عَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم مع تقدُّمهما، وأحمد بْن محمد الأسديّ.
وكان ثقة [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد البكراوي) في:
تاريخ بغداد 10/ 85 رقم 5200.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن يزيد) في:
تاريخ بغداد 10/ 85، 86 رقم 5201.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عبيدة) في:
تاريخ بغداد 10/ 86، 87 رقم 5303.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد بن صالح) في: الجرح والتعديل 5/ 163 رقم 752 وفيه:
عبد الله بن محمد بن الفضل بن الشيخ بن عميرة، وتاريخ بغداد 10/ 87 وفيه: «عبد الله بن محمد بن صالح بن شيخ بن عميرة، أبو بكر الأسدي ابن عم بشر بن موسى» .
[5] قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بواسط وبالريّ، وكتب عنه أبي وأبو زرعة، ورويا عنه ... سئل(20/379)
429- عبد الله بن سِنَان [1] .
أبو محمد السَّعْديّ الرَّوحيّ الْبَصْرِيّ. قاضي الدّينور.
روى عن: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الله بْن رجاء، وأبي الْوَلِيد.
وعنه: المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وجماعة.
قال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: متروك [2] .
وقَالَ أبو نُعَيْم الإصبهانيّ: كان يضع الحديث [3] .
وقَالَ كثيرٌ غيره: وضع كثيرًا على رَوْح بْن القاسم [4] .
430- عَبْد الله بْن محمد بن محاضر [5] .
__________
[ () ] أبي عنه فقال: صدوق.
[1] انظر عن (عبد الله بن سنان) في: المجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 45 وفيه: عبد الله بن محمد بن سنان، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 115 رقم 324، وذكر أخبار أصبهان 2/ 54، 55، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 573، وتاريخ بغداد 10/ 87، 88 رقم 5206 وفيه:
عبد الله بن محمد بن سنان بن الشماخ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 139 رقم 2107، والأنساب 6/ 186، واللباب 2/ 41، وميزان الاعتدال 2/ 489 رقم 4547، والمغني في الضعفاء 1/ 353 رقم 3329، والكشف الحثيث 242، 243 رقم 401، ولسان الميزان 3/ 336 رقم 1383.
[2] تاريخ بغداد 10/ 88.
[3] المصدر نفسه.
[4] روى عن روح أكثر من مائة حديث لم يتابع عليها. وقال البرقاني: ليس بثقة: (تاريخ بغداد 10/ 88) .
وقال ابن حبّان: يضع الحديث ويقلبه ويسرقه، لا يحلّ ذكره في الكتب، لكنّي ذكرته لأنه قدم الجبل فوضع لهم على روح بن القاسم مقدار مائتي حديث ما لشيء منها أصل يرجع إليه من حديث روح، وأقلب على غير روح بن القاسم أشياء كثيرة يطول الكتاب بذكرها، شهرته عند من شمّ رائحة العلم تغني عن الاشتغال بأمره. (المجروحين 2/ 45) .
وقال ابن عديّ: يعرف بالروحي من كثرة ما يروي لروح بن القاسم، عن قوم ثقات بالبواطيل، ويحدّث عن الثقات بغير أحاديث روح بمناكير ويسرق حديث الناس. (الكامل 4/ 1573) .
وقال أبو نعيم: قدم أصبهان وحدّث بها، كثير الوضع، حدّث بأحاديث لم يتابع عليها، ونسخة لروح بن القاسم لم يتابع عليها، فلذلك سمّي الروحي. أخبرنا عبد الله بن جعفر بن أحمد إجازة، ثنا عبد الله بن محمد بن سنان قدم علينا سنة ثلاث وستين ومائتين.
وقال أبو الشيخ: حدّث عندنا بأحاديث لم يتابع عليها. وازدحم الناس عليه، ولم يزالوا يسمعون منه حتى ظهر أمره ووقفوا على كذبه تركوا حديثه وأجمعوا أنه كذّاب ذاهب نسأل الله الستر والسلامة. (لسان الميزان 3/ 336) .
[5] تقدّمت ترجمته برقم (416) .(20/380)
ولقبه: عبدوس.
روى عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، وغيره.
وعنه: الطَّسْتيّ، وأبو بَكْر الشّافعيّ، لكن نَسَبه إِلَى جدّه.
431- عَبْد الله بْن محمد بْن قاسم بن هلال القُرْطُبيّ الفقيه [1] .
رحل وأخذ عن المُزَنيّ، وبالعراق عن دَاوُد الظّاهريّ.
وأدخل الأندلس كُتُب دَاوُد.
وكان عارفًا بمذهب مالك، فقيه النَّفْس.
روى عَنْهُ: محمد بْن عَبْد الملك بْن أَعْيَن، وقاسم بْن أَصْبَغ، ومحمد بْن قاسم، وغيرهم.
وتُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين كَهْلًا.
432- عَبْد الله بْن مُسْلِم بْن قُتَيْبَةَ [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد القرطبي) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 219 رقم 655.
[2] انظر عن (عبد الله بن مسلم) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 38، 334، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي 116، والفهرست 77، وتاريخ بغداد 10/ 170، 171 رقم 5309، والمنتظم 5/ 102 رقم 232، وإنباه الرواة 2/ 143- 147، و 357، وأمالي المرتضى (انظر فهرس الأعلام) 2/ 587، ومروج الذهب 11، 1327، وثمار القلوب 308 رقم 466، وتخليص الشواهد 44، 84، 85، وأمالي السهيليّ 123، وبدائع البدائه 215، وأمالي القالي 1/ 118، 119، 181، وأخبار النحويين 93، وتاريخ ابن الوردي 1/ 241، والعقد الفريد 2/ 208 و 4/ 37، 38، والزاهر للأنباري 2/ 67، 69، 302، 303، 316، 317، 366، 373، 374، 383، 384، 388، 389، 402، والمثلث للبطليوسي 2/ 340، 362، 432، ونزهة الألبّاء 153، (159، 160) ، 198، 213، 214، والأنساب 443 أ، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 281، ومراتب النحويين 85، واللباب 2/ 242، ووفيات الأعيان 3/ 42- 44، والمختصر في أخبار البشر 2/ 54، وتذكرة الحفاظ 2/ 633، والعبر 2/ 56، وسير أعلام النبلاء 13/ 296- 302 رقم 138، وميزان الاعتدال 2/ 503 رقم 4601، والمغني في الضعفاء 1/ 357 رقم 3366، ودول الإسلام 1/ 167، والبداية والنهاية 11/ 48، ومرآة الجنان 2/ 191، 192، والوافي بالوفيات 17/ 607- 609 رقم 516، ولسان الميزان 3/ 357- 359 رقم 1449، وتاريخ الخميس 2/ 383، والنجوم الزاهرة 3/ 75، 76، والوفيات لابن قنفذ 188، 189 رقم 276 وفيه عبد الله بن قتيبة، وبغية الوعاة 2/ 763 64 رقم 1444، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 245،(20/381)
أبو محمد الدِّينَوَريّ، وقِيلَ: المَرْوَزِيُّ الكاتب. نزيل بغداد. صاحب التّصانيف.
حدّث عن: إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه، ومحمد بن زياد الزِّياديّ، وزياد بْن يحيى الحسّانيّ، وأبي حاتم السّجِسْتانيّ، وغيرهم.
وعنه: ابنه القاضي أَحْمَد، وعُبَيْد الله السُّكَّريّ، وعُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن بَكْر، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن دُرُسْتُوَيْه، وغيرهم.
وكان مولده سنة ثلاث عشرة ومائتين.
قَالَ الخطيب [1] : كان ثقة ديِّنًا فاضلًا.
ذكر تصانيفه صنَّف: «غريب القرآن» ، و «غريب الحديث» ، وكتاب «المعارف» ، وكتاب «مُشْكل القرآن» ، وكتاب «مُشْكل الحديث» ، وكتاب «أدب الكاتب» ، وكتاب «عيون الأخبار» ، وكتاب «طبقات الشعراء» ، وكتاب «إصلاح الغَلَط» ، وكتاب «الفرس» ، وكتاب «الهجو» ، وكتاب «المسائل» ، وكتاب «أعلام النُّبُوَّة» ، وكتاب «الميسرة» ، وكتاب «الإبل» ، وكتاب «الوحش» ، وكتاب «الرّؤْيا» ، وكتاب «الفقه» ، وكتاب «معاني الشعر» ، وكتاب «جامع النحو» ، وكتاب «الصيام» ، وكتاب «الرّدّ على من يقول بخلْق القرآن» ، وكتاب «أدب القاضي» ، وكتاب «إعراب القران» ، وكتاب «القرآن» ، وكتاب «الأنوار» ، وكتاب «التّسوية بين العرب والعجم» ، وكتاب «الأشْرِبة» .
وقد ولي قضاء الدينور. وكان عالمًا في اللّغة العربيّة والأخبار، وأيّام النّاس.
__________
[246] رقم 234، وشذرات الذهب 2/ 169، 170، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 116، وروضات الجنات 447، والشوارد في اللغة للصغاني 777 86، وكشف الظنون 32، 47، 108، 335، 463، 575، 609، 722، 760، 807، 1102، 1184، 1204، 1392، 1399، 1415، 1464، 1465، 1724، وإيضاح المكنون 1/ 356 و 2/ 134، 146، 506، وهدية العارفين 1/ 73، وكنوز الأجداد لكرد علي 88- 96، ومعجم المؤلفين 6/ 150، 151، والأعلام 4/ 280، والرسالة المستطرفة 62.
[1] في تاريخه 10/ 170.(20/382)
وقَالَ البيهقيّ: كان يرى الكرّامية.
ونقل صاحب «مرآة الزّمان» [1] عن الدّار الدّارَقُطْنِيّ أنه قَالَ: كان ابنُ قُتَيْبَةَ يميل إِلَى التشبيه.
وقَالَ أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن المنادي: مات ابنُ قُتَيْبَةَ فجأة، صاح صيحة سُمعَتْ من بُعْدٍ، ثم أُغْمِيَ عليه. وكان أكل هريسةً، فأصاب حرارةً، فبقي إِلَى الظُّهْر، ثُمَّ اضطّرب ساعةً، ثُمَّ هدأ. فَمَا يزال يتشهّد إِلَى السَّحَر، ومات، سامحه الله. وذلك فِي رجب سنة ستٍّ وسبعين [2] . وَالَّذِي قَيِل عَنْهُ فِي التّشبيه لم يصحّ، وإن صحَّ فالنّارُ أَوْلَى به. فَمَا فِي الدِّين مُحاباة.
وقَالَ مَسْعُود السّجزيّ: سمعتُ الحاكم يقول: أجمعت الُأمة على أنّ القُتَيْبِيّ كذّاب.
وهذه مجازفة بَشِعة من الحاكم. وما علمتُ أحدًا اتَّهم ابنُ قُتَيْبَةَ فِي نقْلٍ. مع أنّ أَبَا بَكْر الخطيب قد وثّقه.
وما أعلمُ أحدًا اجتمعت الأمّة على كَذِبه إلّا مُسَيْلمة والدّجّال. غير أن ابنُ قُتَيْبَةَ كثير النقل من الصُّحُف كَدَأب الإخباريّين. وَقَلَّ ما روى من الحديث.
وكان حَسَن البِزَّة، أبيض اللّحية طويلها، ولّاه ذو الرّئاستين مَظَالم البصرة.
[وبعد ثورة] [3] الزَّنْج رجع إِلَى بغداد وأخذ يصنّف.
حمل عَنْهُ: قاسم بْن أَصْبغ، وغيره.
قَالَ حَمَّاد بْن هبة الله الحرّانيّ: سمعت أَبَا طاهر السِّلَفيّ يذكر على الحاكم فِي قوله: لا يجوز الرواية عن ابنُ قُتَيْبَةَ، ويقول: ابنُ قُتَيْبَةَ من الثِّقات وأهل السنة، لكنّ الحاكم قَصَدهُ لأجل المذهب.
__________
[1] هو: يوسف قزأوغلي المعروف بسبط ابن الجوزي المتوفّى سنة 654 هـ.
[2] تاريخ بغداد 10/ 170، 171، وورد أيضا أنه مات في ذي العقدة سنة سبعين ومائتين.
(10/ 170) والأول أصح. (المنتظم 5/ 102) .
[3] في الأصل بياض.(20/383)
433- عَبْد الله بْن مهران [1] .
أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيُّ.
سمع: هَوْذَة بْن خليفة، وعفّان بْن مُسْلِم.
وعنه: محمد بْن الْعَبَّاس بْن نَجِيح، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
وكان ثقة ضريرًا فاضلًا [2] .
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين [3] .
434- عَبْد الله بْن هشام.
أبو محمد الهمْدانيّ التّرّاس عَبْدَوَيْه.
عن: القاسم بن الحَكَم العَوْفيّ، والحَسَن بْن مُوسَى الأشْيَب، وهشام بْن عُبَيْد الله الرَّازيّ، وجماعة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، وعليّ بْن محمد بْن عصرويه القَزْوينيّ، وأبو عَمْرو أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم المديني، والقاسم بْن أبي صالح.
وكان صدوقًا مستقيم الأمر.
435- عَبْد الجليل بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أيّوب [4] .
أبو حاتم الهَرَويّ.
عن: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وقُبَيْصة بْن عُقْبَةَ، وجماعة.
وتُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
436- عَبْد الحميد بْن عَبْد الله بن هانئ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن مهران) في:
تاريخ بغداد 10/ 178، 179 رقم 5319.
[2] قاله الخطيب.
[3] سمعه بها ابن كامل.
وقال محمد بن العباس بن نجيح البزّاز: كان من خيار الناس.
وقال الدارقطنيّ: لا بأس به.
[4] انظر عن (عبد الجليل بن عبد الرحمن) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 421.(20/384)
أبو هانئ النَّيْسابوريّ.
سمع: أَبَا نُعَيْم، وعبد المنعم بْن إدريس.
وعنه: الْحَسَن بْن يعقوب، ومحمد بْن عَبْد الله بْن دينار، وغيرهما.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين ومائتين.
437- عَبْد الرَّحْمَن بْن أزهر [1] .
أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ الأعور.
عن: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وغيره.
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ [2] .
438- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خلف الضَّبِّيّ الْبَصْرِيّ [3] .
عن: أبي عليّ الحنفيّ، وعبد الله بْن رجاء.
وعنه: القاضي المحامليّ، وإسماعيل الصّفّار.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين أيضًا.
439- عَبْد الرَّحْمَن بْن دَاوُد بْن أبي طيبة [4] .
أبو القاسم المصريّ الْمُقْرِئ، مَوْلَى آل عُمَر بْن الخطّاب.
أَخَذَ القراءة عرْضًا على أَبِيهِ.
قرأ عليه: محمد بْن عَبْد الرحيم الإصبهانيّ، والحسن بْن عُمَيْر الرُّعَيْنيّ، وعبد الله بْن المضاء، ومُطَرِّف بْن عَبْد الرَّحْمَن الأندلسيّ، وآخرون.
وكان من أهل الإتقان.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أزهر) في:
تاريخ بغداد 10/ 276 رقم 5393.
[2] وثّقه الخطيب.
ووثّقه: محمد بن مخلد.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن خلف) في:
تاريخ بغداد 10/ 275، 276 رقم 5391.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن داود) في:
غاية النهاية 1/ 368 رقم 1565.(20/385)
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
440- عَبْد الرَّحْمَن بْن زياد بن كوشيذ [1] .
أبو مسلم الأصبهانيّ التّاني.
عن: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكِيع بْن الجرّاح.
روى عَنْهُ: محمد بْن القاسم بْن كوفيّ.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين، عن مائة وسبْع سنين.
وقِيلَ: بل عاش سبْعًا وتسعين سنة [2] .
441- عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل بْن محمود [3] .
أبو محمد بْن أبي السَّرِيّ.
عن: يحيى بْن معين، وغيره.
وعنه: الْعَبَّاس الشَّكَليّ، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيميّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ [4] .
442- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الفضل الهاشميّ الحلبيّ.
عن: آدم بْن أبي إياس.
وعنه: مُوسَى بْن عبّاس الْجُويْنيّ، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ وكنّاه أَبَا القاسم.
443- عبد الرحمن بن محمد بن منصور [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن زياد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 111، 112.
[2] وقيل: مائة وثلاث سنين.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن سهل) في:
تاريخ بغداد 10/ 276 رقم 5392.
[4] قال ابن المنادي: كتب عنه وكان صالحا.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
أخبار القضاة لوكيع (انظر فهرس الأعلام) 1/ 31، و 3/ 18، 28، 30، 125، 305، ومسند أبي عوانة 1/ 28، والجرح والتعديل 5/ 283 رقم 1347، والثقات لابن حبّان 8/ 383، وفيه قال محقّقه بالحاشية (1) : «لم نظفر به» ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1627، وتاريخ بغداد 10/ 273 رقم 5389، والمغني في الضعفاء 2/ 386 رقم 3626، وميزان الاعتدال 2/ 586، 587 رقم 4958، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 549، ولسان الميزان 3/ 430،(20/386)
أبو سَعِيد الحارثيّ الْبَغْدَادِيّ، الْبَصْرِيّ الأصل. ويلقَّب كُرَيْزان [1] .
سمع: يحيى بْن سَعِيد القطّان، ومعاذ بْن هشام، ووهْب بْن جرير، وسالم بْن نوح.
وعنه: ابنُ صاعد، وابن مَخْلَد، وإسماعيل الصّفّار، وحمزة الهاشميّ، وأبو جَعْفَر البَخْتَرِيّ، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيّ.
قَالَ ابنُ أبي حاتم [2] : كتبت عَنْهُ مع والدي، تكلّموا فِيهِ. سألت أبي عنه، فقال: شيخ.
وقال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: ليس بالقوي [3] .
مات يوم عيد النَّحْر سنة إحدى وسبعين ومائتين.
444- عَبْد الرَّحْمَن بْن مرزوق بْن عطيّة [4] .
أبو عوف الْبَغْدَادِيّ البُزُوريّ.
سمع: عَبْد الوهاب بْن عطاء، ورَوْح بْن عُبَادة، وشَبَابة بْن سَوَّار، ويحيى بْن أبي بُكَيْر.
وعنه: ابنُ البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
قال الدّار الدّارقطنيّ: لا بأس به [5] .
__________
[431] رقم 1687.
[1] كذا في الأصل وتاريخ بغداد 10/ 273، وفي ثقات ابن حبّان «كيرزان» ، وفي الكامل:
«كربزان» .
[2] في الجرح والتعديل.
[3] ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عديّ: حدّث بأشياء لا يتابعه أحد عليه، ويقال إنه آخر من حدّث عن يحيى القطان. سمعت إبراهيم بن محمد الجهنيّ يقول: كان موسى بن هارون الحمال يرضاه وكان حسن الرأي فيه. (الكامل 4/ 1637) .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن مرزوق) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 166 و 2/ 11، وتاريخ بغداد 10/ 274، 275 رقم 5390 وفيه: «عطاء» بدل «عطية» ، والمنتظم 5/ 98 رقم 223.
[5] تاريخ بغداد 10/ 274.(20/387)
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين [1] .
فأمّا سمّية.
445- أبو عوف عَبْد الرَّحْمَن بْن مرزوق بْن عوف [2] .
شيخ طَرَسُوس، كذّاب.
قَالَ ابنُ حِبّان: كان يضع الحديث، جدّ محمد بْن المسيّب.
ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ بِطَرَسُوسَ: أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ [عَطَاءٍ الْخَفَّافُ] [3] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ: «لَنْ تَخْلُو الأَرْضُ مِنْ ثَلاثِينَ مِثْلَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، بِهِمْ يُرْزَقُونَ وَبِهِمْ يُمْطَرُونَ» . 446- عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى بْن خاقان [4] .
أبو عليّ. من بيت حشمة وتقدُّم.
روى عن أَحْمَد بْن حنبل مسائل، رواها عَنْهُ ابنُ أَخِيهِ أبو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد الله [5] .
447- عَبْد الرَّحْمَن بن عَبْد الله.
أبو القاسم الهاشميّ.
__________
[1] وكان قد بلغ ثلاثا وتسعين سنة.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن مرزوق الطرسوسي) في:
المجروحين لابن حبّان 2/ 61، والمغني في الضعفاء 1/ 386 رقم 3629، وميزان الاعتدال 2/ 588، 589 رقم 4969، ولسان الميزان 3/ 435 رقم 1703.
[3] في الأصل بياض، استدركته من: المجروحين.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 10/ 278 رقم 5395، وطبقات الحنابلة 1/ 207 رقم 278، والمنتظم 5/ 40، 41 رقم 86.
[5] قال أبو مزاحم موسى بن عبيد الله: كان عمّي عبد الرحمن بن يحيى كثير الجماع، وكان قد رزق من الولد لصلبه مائة وستة، وكان قد انحله كثرة الجماع. (تاريخ بغداد، طبقات الحنابلة، المنتظم) .(20/388)
عن: عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم الغِفَاريّ، وأبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ.
وعنه: محمد بْن الْعَبَّاس، وابن نجيح، وإسماعيل الصّفّار.
وكان ثقة.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
448- عَبْد الكريم بْن يعقوب بْن حُمَيْد [1] .
أبو القاسم القُرَشيّ القيسرانيّ.
عن: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ.
وعنه: الطبرانيّ.
449- عَبْد الكريم بْن الهيثم بْن زياد بْن عِمْرَانَ بْن يحيى الدَّيْرعَاقُوليّ الْبَغْدَادِيّ [2] .
القطّان.
طوّف، وكتب الكثير.
وسمع: أَبَا نُعَيْم، وسليمان بْن حرب، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبا اليمان الحكيم بْن نافع، وأبا بَكْر الحُمَيْديّ، وطبقتهم.
وعنه: مُوسَى بْن هارون، وابن صاعد، وابن السّمّاك، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
قَالَ أَحْمَد بْن كامل: كتبنا عنه، وكان ثقة مأمونا [3] .
__________
[1] لم أجد (عبد الكريم بن يعقوب) في: المعجم الصغير للطبراني، المطبوع.
[2] انظر عن (عبد الكريم بن الهيثم) في:
تاريخ الطبري 1/ 435، ومسند أبي عوانة 1/ 29 و 2/ 379، وحديث خيثمة الأطرابلسي 23 رقم 59، والثقات لابن حبّان 8/ 423، وقال محقّقه: «لم نظفر به» ، وتاريخ بغداد 11/ 78، 79 رقم 5753، وطبقات الحنابلة 1/ 216، 217 رقم 284، والمنتظم 5/ 120 رقم 262، واللباب 1/ 523، وبغية الطلب (مخطوطة معهد المخطوطات) 5/ 248، وسير أعلام النبلاء 13/ 335، 336 رقم 154، وتذكرة الحفاظ 2/ 602، 603، والعبر 2/ 60، وطبقات الحفاظ 269، وشذرات الذهب 2/ 172، وكشف الظنون 1297، وهدية العارفين 1/ 607، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 241.
[3] تاريخ بغداد 11/ 79.(20/389)
وقَالَ الخطيب [1] : كان ثقة ثَبْتًا.
مات فِي شعبان سنة ثمانٍ وسبعين.
450- عَبْد المجيد بْن إِبْرَاهِيم البُوسَنْجيّ.
قاضي هَرَاة.
سمع: عَبْد الصمد بْن حسّان، وعبد الله بْن حسّان، وعبد الله بْن عُثْمَان، وعَبْدان المَرْوَزِيّين.
وعنه: محمد بْن عَبْد الله بْن مَخْلَد، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
451- عَبْد الملك بْن عَبْد الحميد بْن عَبْد الحميد بْن ميمون بن مهران [2] .
أبو الْحَسَن الميموني الرَّقّيّ، صاحب الْإِمَام أَحْمَد.
كان من جِلّة الفقهاء وكبار المحدِّثين.
سمع: إِسْحَاق الأزرق، ومحمد بن عُبَيْد الطّنافسيّ، ورَوْح بْن عُبَادة، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وحَجّاج بْن محمد الأعور، والقَعْنبيّ.
وعنه: ن. ووثّقه [3] ، وأبو عوانة، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسابوريّ، وأبو عليّ محمد بْن سَعِيد الحرّانيّ، ومحمد بْن المنذر شكر، وإبراهيم بْن محمد بْن متّويه.
__________
[1] في تاريخه 11/ 78، وقال أيضا: أقام عبد الكريم ببغداد دهرا طويلا، وحدّث بها حديثا كثيرا.
وقال أبو بكر الخلّال: جليل كبير، عنده جزءان صغيران مسائل حسان مشبعة، وأخبرني أنه قال:
كنت مع أحمد، فجعلت أتأخّر عنه في الصفّ إجلالا له، فوضع يده على يدي، فقدّمني إلى الصفّ. (طبقات الحنابلة) .
[2] انظر عن (عبد الملك بن عبد الحميد) في:
الجرح والتعديل 5/ 358 رقم 1690، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 57، وطبقات الحنابلة 1/ 212- 216 رقم 282، والمعجم المشتمل لابن عساكر 175، رقم 565، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 855، وسير أعلام النبلاء 13/ 89، 90 رقم 50، والكاشف 2/ 185 رقم 3506، وتذكرة الحفاظ 2/ 603، 604، والعبر 2/ 53، وتهذيب التهذيب 6/ 400 رقم 853، وتقريب التهذيب 1/ 520 رقم 1321، وطبقات الحفاظ 263، وخلاصة تذهيب التهذيب 244، وشذرات الذهب 2/ 165، 166.
[3] وقال أيضا: لا بأس به. (المعجم المشتمل 175) .(20/390)
تُوُفِّيَ فِي ربيع الأوّل سنة أربعٍ وسبعين.
وكان شيخ بلده ومُفْتيه [1] .
452- عَبْد الملك بْن محمد بْن عَبْد الله [2] .
أبو قِلابة الرّقاشيّ. الحافظ العابد، رحمة الله عليه. عُني به أَبُوهُ، وأسمعه فِي صِغَره، وأشغله فِي العلم لِما رَأَى من ذكائه، فإنّه وُلد سنة تسعين ومائة.
وسمع: يزيد بْن هارون، وعبد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وأبا دَاوُد الطَّيَالِسِيّ، ورَوْح بن عُبَادة، وبِشْر بْن عُمَر الزّهْرانيّ، وأبا عامر العَقَديّ، ووهْب بْن جرير، وأبا عاصم النبيل، وخلْقًا سواهم.
وعنه: ق.، ومحمد بن إسحاق الصّاغانيّ، وابن صاعد، وإسماعيل
__________
[1] وذكره أبو بكر الخلّال فقال: الإمام في أصحاب أحمد، جليل القدر. كان سنّه يوم مات دون المائة، فقيه البدن. كان أحمد يكرمه، ويفعل معه ما كان يفعله مع غيره. قال لي: صحبت أبا عبد الله على الملازمة من سنة خمس ومائتين إلى سنة سبع وعشرين. قال: وكنت بعد ذلك أخرج وأقدم عليه الوقت بعد الوقت. قال: وكان أبو عبد الله يضرب لي مثل ابن جريج في عطاء، من كثرة ما أسأله ويقول لي: ما أصنع بأحد، ما أصنع بك.
وعنده عن أبي عبد الله مسائل في ستة عشر جزءا، منها جزءين كبيرين بخط جليل مائة ورقة إن شاء الله، أو نحو ذلك، لم يسمعه منه أحد غيري فيما علمت، من مسائل لم يشركه فيها أحد كبار جياد تجوز الحدّ، في عظمتها وقدرها وجلالتها. وكان أبو عبد الله يسأله عن أخباره ومعاشه، ويحثّه على إصلاح معيشته، ويعتني به عناية شديدة. وقدمت عليه ثلاث مرات. وسمعته يقول:
ولدت سنة إحدى وثمانين ومائتين. (كذا في المطبوع من طبقات الحنابلة 1/ 213) .
[2] انظر عن (عبد الملك بن محمد الرقاشيّ) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 333، 346 انظر فهرس الأعلام 19 و 2/ 191، ومسند أبي عوانة 1/ 379، و 2/ 94، 159، 261، 266، 267، والجرح والتعديل 5/ 369، 370 رقم 1730، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 32، والثقات لابن حبّان 8/ 391، والمستدرك على الصحيحين 1/ 32، والسابق واللاحق 268، وتاريخ بغداد 10/ 425- 427 رقم 5584، وطبقات الحنابلة 1/ 216 رقم 283، والمنتظم 5/ 102، 103 رقم 233 والمعجم المشتمل لابن عساكر 176 رقم 567، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 861، والكاشف 2/ 188 رقم 3525، والعبر 2/ 56، 57، وتذكرة الحفاظ 2/ 580، وسير أعلام النبلاء 13/ 177- 179 رقم 104، وميزان الاعتدال 2/ 663، 664 رقم 5245، والمغني في الضعفاء 1/ 408 رقم 3840، وتاريخ الخميس 2/ 383، وتاريخ ابن الوردي 1/ 241، وتهذيب التهذيب 6/ 419- 421 رقم 875، وتقريب التهذيب 1/ 522 رقم 1344، وخلاصة تذهيب التهذيب 245، وشذرات الذهب 2/ 170.(20/391)
الصفار، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل بن زياد، وإبراهيم بن علي الهجيمي، وأحمد بن كامل، وخلقا آخرهم أبو بكر الشافعي.
وقع حديثه في السماء علوا لأصحاب ابن طبرزد، وهو مصريّ سكن بغداد.
قال الدّار الدارقطني: صدوق كثير الخطأ لكونه يُحَدِّث من حفظه [1] .
وقَالَ ابنُ كامل القاضي: حُكي أنّه كان يصلّي في اليوم واللّيلة أربعمائة رَكْعَةٍ [2] .
قَالَ: ويقال إنّه حدّث من حِفْظه بستّين ألف حديث [3] .
قلت: الَّذِي كان يُصلّي أربعمائة ركعة هو والده فيما حكى أَحْمَد العِجْليّ [4] . فلعلّه فعل كأبيه.
وقَالَ أَبُو عُبَيْد الآجُرّيّ: سألتُ أَبَا دَاوُد عَنْهُ، فقال: [رَجُل صدوق] أمين مأمون، كتبتُ عَنْهُ [5] .
وقَالَ محمد بْن جرير الطَّبَريّ: ما زلت أحفظ من أبي قلابة.
قلت: مات فِي شوّال سنة ستٍّ وسبعين [6] .
453- عَبْد الواحد بْن شُعَيْب [7] .
قاضي جبلة.
عن: أبي اليمان، وسليمان ابنِ بِنْت شُرَحْبيل.
وعنه: ابنُ جَوْصا، وخيثمة، وأبو عمرو بن حليم، وجماعة.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 425.
[2] تاريخ بغداد 10/ 426.
[3] تاريخ بغداد 10/ 426.
[4] انظر: تاريخ الثقات للعجلي 407 رقم 1475.
[5] تاريخ بغداد 10/ 427 والزيادة منه.
[6] وذكره ابن حِبّان في «الثقات» وقال: كان يحفظ أكثر حديثه.
[7] انظر عن (عبد الواحد بن شعيب) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 25، 73، والثقات لابن حبّان 8/ 426، وفيه قال محقّقه: لم نظفر به، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 91.(20/392)
454- عَبْد الواحد بْن فُلَيْح بْن رباح.
مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، المكّيّ، أبو إسحاق مقريء أَهْل مكّة مع قُنْبُل.
وُلِدَ سنة مائتين.
وقرأ القرآن على: محمد بْن بزيع، وداود بْن أسد بْن عَبّاد، ومحمد بْن سعدون.
قرأ عليه: إِسْحَاق بْن أَحْمَد الخُزَاعيّ الْمَكِّيّ، وغيره.
455- عبيدة بْن سُلَيْمَان [1] .
أبو سهل الْبَصْرِيّ، نزيل مصر.
عن: القَعْنَبيّ، ويوسف بْن عدي، وأحمد بْن عَبْد الله بْن يُونُس، وجماعة.
وعنه: أسامة بْن عليّ الرَّازيّ، وأبو عوانة الإسفرائينيّ، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
456- عُبَيْد الله بْن رماحس بْن محمد بْن خَالِد بن حبيب بْن جُبَيْر [2] .
أبو محمد العقيبي الجشمي.
حدّث برمادة الرَّمْلَةِ عن: زياد بْن طارق الْجَشَميّ.
وعنه: أبو النَّجْم بدْر الجمّاس الأمير، وأبو القاسم الطَّبَرَانِيّ [3] ، وأبو جَعْفَر أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل بْن عاصم بْن القاسم، وآخرون.
وكان شيخًا معمّرًا جاوز المائة.
قَالَ ابنُ عَبْد البرّ فِي شِعْر زُهَير بْن صُرَد [4] : رواه عبيد الله، عن زياد بن
__________
[1] انظر عن (عبيدة بن سليمان) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 13، 88.
[2] انظر عن (عبيد الله بن رماحس) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 236، 237 وفيه: «عبيد الله بن رما حبيب القيسي» ، وهو تحريف فاحش، وتاريخ جرجان للسهمي 542.
[3] وقد سمعه برمادة الرملة سنة أربع وسبعين ومائتين.
[4] انظر الشعر في معجم الطبراني، وهو 12 بيتا.(20/393)
طارق، عن زياد بْن صُرَد، عن أَبِيهِ، عن جدّه زُهَيْر بْن صُرَد.
قلت: فهذه علّة قويّة قادحة فِي قول من رواه عَنْهُ، عن زياد بْن طارق، عن زُهَيْر بْن صُرَد.
وقد صرّح الطَّبَرَانِيّ فِي روايته، بسماع ابنُ رماحس، من زياد، وبسماع زياد من زُهير بْن صُرَد الصَّحابيّ [1] .
وممّن روى عن ابنُ رماحس: أبو سَعِيد بْن الأعرابيّ، وأبو محمد الْحَسَن بْن زَيْد الْجَعْفريّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى المقْدِسيّ.
وبقي إِلَى سنة ثمانين ومائتين.
457- عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد بْن كثير بْن عُفَيْر [2] .
أبو القاسم المصريّ.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ أيضًا فِي آخرها.
روى عن: أَبِيهِ، وجماعة.
روى عَنْهُ: الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق الإصبهانيّ [3] ، وعليّ بْن الْحَسَن بْن قُدَيد، وآخرون.
قال ابن حبّان [4] : يروي عن الثّقات [الأشياء] المقلوبات. لا يشبه حديثه حديث الثّقات، ولا يجوز الاحتجاج به.
قلت: روى عن ابنُ قُدَيْد، عن أَبِيهِ سَعِيد حكاية إِبْرَاهِيم بْن سعد، أنّه حلف لا يحدّث ببغداد حتّى يغنّي.
__________
[1] المعجم الصغير 1/ 236.
[2] انظر عن (عبيد الله بن سعيد) في:
مسند أبي عوانة 2/ 89، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 67، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 247، في ترجمة أبيه «سعيد بن كثير» ووقع فيه «عبد الله» ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 163 رقم 2241، والمغني في الضعفاء 2/ 415 رقم 3927، وميزان الاعتدال 3/ 9 رقم 5365، ولسان الميزان 4/ 104 رقم 202.
[3] وهو قال: حدّثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
[4] في المجروحين 2/ 67 والزيادة منه.(20/394)
وروى عَنْهُ الْحُسَيْن، عن أَبِيهِ، عن مالك، بإسناد الصّحيحين، حديثًا منكرًا جدًا [1] .
458- عُبَيْد الله بْن واصل بْن عَبْد الشَّكُور بْن زين [2] .
الْإِمَام أبو الفضل الزَّيْنيّ، البطل الشجاع الْبُخَارِيّ الحافظ.
رحل وسمع: أَبَا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، وعَبْدان بن عُثْمَان المَرْوَزِيُّ، ويحيى بْن يحيى التّميميّ، ومُسَدّدًا، وعبد السلام بْن مطهّر، وَخَلْقًا من طبقتهم.
وعنه: محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ وهو أكبر منه، وصالح بْن محمد جَزَرةَ، وأهل بُخَارى.
وُجِد مقتولًا إِلَى رحمة الله فِي سنة سبْعٍ وسبعين، وقِيلَ: فِي سنة اثنتين وسبعين فِي شوّال، فِي وقعة خُوكيجة شهيدًا.
ومولده سنة إحدى ومائتين.
وكان أَبُوهُ ممّن رحل أيضًا، وأدرك ابنُ عُيَيْنَة، وابن وهْب، وأكثر عَنْهُ ولده.
وآخر من روى عن عُبَيْد الله الأستاذ عَبْد الله بْن محمد بْن يعقوب الحارثيّ.
وكان موصوفًا بالشّجاعة، له شأن بين المجاهدين، رحمه الله تعالى.
قَالَ السُّلَيمانيّ: روى عَنْهُ شيوخنا.
قَالَ: وكان الْبُخَارِيّ يفتتح به. لقي: سَعِيد بْن مَنْصُور، وسهل بْن بكّار، وهلال بْن فَيّاض، وسمّى جماعة.
459- عبيد الله بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهيّ [3] الدّمشقيّ.
__________
[1] انظر: الكامل لابن عديّ 3/ 1247، وقد روى عنه أبو عوانة في صحيحه.
[2] انظر عن (عبيد الله بن واصل) في:
الأنساب 6/ 347، واللباب 2/ 88، وسير أعلام النبلاء 13/ 238، 239 رقم 119.
[3] البتلهيّ: بفتح الباء والتاء وسكون اللام. نسبة إلى: بيت لهيا، بكسر اللام. قرية مشهورة بغوطة دمشق.(20/395)
أخو أَحْمَد بْن محمد.
روى عن: أَبِيهِ، وأبي الجماهر محمد بْن عُثْمَان، وغيرهما.
وعنه: ابنه أَحْمَد بْن عُبَيْد، وابن جَوْصا، وأبو الميمون بْن راشد.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومائتين.
460- عُثْمَان بْن سَعِيد بْن خَالِد بْن سَعِيد الحافظ [1] .
أبو سَعِيد الدّارميّ السّجِسْتانيّ. مُحدِّث هَرَاة. وأحد الأعلام. طوَّف الأقاليم، ولقي الكبار، وسمع: أَبَا اليمان الحمصيّ، ويحيى الوُحَاظيّ، وحَيَوة بْن شُرَيْح بحمص.
وسعيد بْن أبي مريم، وعبد الغفار بْن دَاوُد الحرّانيّ، ونُعَيْم بْن حمّاد، وطبقتهم بمصر.
وسليمان بْن حرب، وموسى بْن إِسْمَاعِيل التَّبُوذكيّ، وخلْقًا بالعراق.
وهشام بْن عمّار، وحمّاد بْن مالك الحرستانيّ، وطائفة بدمشق.
وأخذ علم الحديث عن: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بْن رَاهَوَيْه، ويحيى بْن معين.
وعنه: أبو عُمَر أَحْمَد بْن محمد الحِيريّ، ومؤملّ بْن الْحَسَن الماسَرْجسيّ، وأحمد بْن محمد الأزْهريّ، ومحمد بْن يوسف الهروي نزيل دمشق، ومحمد بن إِسْحَاق الهَرَويّ، وأحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس الطّريفيّ، وأبو النَّضْر محمد بْن محمد الطُّوسيّ الفقيه، وحامد الرّفّاء، وأحمد بْن محمد العنبريّ، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن سعيد الدارميّ) في:
الجرح والتعديل 6/ 153 رقم 837، والثقات لابن حبّان 8/ 455 وقال محقّقه بالحاشية رقم (1) : «لم نظفر به» ! والمستدرك على الصحيحين 1/ 20، 22، 31، وطبقات الحنابلة 1/ 221 رقم 298، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ 49 أ- 50 أ، وسير أعلام النبلاء 13/ 319- 326 رقم 148، وتذكرة الحفاظ 2/ 621، 622، والعبر 2/ 64، ودول الإسلام 1/ 169، والمعين في طبقات المحدّثين 104 رقم 1180، ومرآة الجنان 2/ 193، والبداية والنهاية 11/ 69، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 305، 306، وطبقات الحفاظ 274، وشذرات الذهب 2/ 176، وكشف الظنون 838، وإيضاح المكنون 2/ 482، وهدية العارفين 1/ 651، ومعجم المؤلفين 6/ 254.(20/396)
قَالَ أبو الفضل يعقوب الهرويّ ابنُ الفُرات: ما رأينا مثل عُثْمَان بْن سَعِيد، ولا رَأَى هُوَ مثل نفسه: أَخَذَ الأدب عن ابنِ الأعرابيّ، والفِقْه عن أبي يعقوب البُويْطيّ، والحديث عن عليّ بْن المَدِينيّ، ويحيى بْن معين، وتقدَّم فِي هَذِهِ العلوم، رحمه الله.
وقَالَ الحافظ أبو حامد الْأَعْمَش: ما رَأَيْت فِي المحدّثين مثل: محمد بْن يحيى، وعثمان بْن سَعِيد، ويعقوب الفَسَويّ [1] .
وقَالَ أبو عبد الله بن أبي ذهل: قلت لأبي الفضل بْن إِسْحَاق الهَرَويّ:
رَأَيْت أفضل من عُثْمَان الدّارميّ؟
فأطرق ساعةً، ثُمّ قَالَ: نعم، إِبْرَاهِيم الحربيّ!.
قَالَ أبو الفضل: ولقد كنّا فِي مجلس عُثْمَان غير مرّة، ومرّ به الأمير عَمْرو بْن اللَّيْث فسلَّم عليه، فقال: عليكم. ثنا مسدَّد: ولم يزد على هَذَا [2] .
وقَالَ ابنُ عَبْدُوس الطّريفيّ: لمّا أردت الخروج إِلَى عُثْمَان بْن سَعِيد، كتب لي ابنُ خُزَيْمَة إليه، فدخلت هَرَاة فِي ربيع الأوّل سنة ثمانين. فقرأ الكتاب ورحَّب بي، وسألني عن ابنُ خُزَيْمَة، ثُمّ قَالَ: يا فتى مَتَى قدِمْت؟
قلت: غدًا.
قَالَ: يا بُنيّ، فارجع اليوم فإنك لم تقدم بعد [3] .
قلت: كأنّه ما كان عرف اللّسان العربيّ جيّدا، فقال غدا، وظنّها أمس.
وللدّارميّ كتابًا فِي «الرّدّ على الْجَهْميّة» ، سمعناه، وكتاب فِي «الرّدّ على بِشْر المَريسيّ» ، سمعناه. وكان جِذْعًا فِي أَعْيُن المجتهدين المبتدِعين. وصنَّف مُسْنَدًا كبيرًا. وهو الَّذِي قام على محمد بْن كرّام، وطرده من هَرَاة، فيما قَيِل.
قَالَ أبو إِسْحَاق أَحْمَد بْن محمد بْن يونس الهرويّ، وأبو يعقوب بن الفرات
__________
[1] تذكرة الحفاظ 2/ 622، سير أعلام النبلاء 13/ 321.
[2] تاريخ دمشق 11/ 49 ب، سير أعلام النبلاء 13/ 321.
[3] تاريخ دمشق 11/ 50 أ.(20/397)
إنّه تُوُفِّيَ فِي ذي الحجّة سنة ثمانين [1] . وَوَهِمَ من قَالَ: سنة اثنتين وثمانين [2] .
قَالَ الحاكم: سمعت أَبَا الطَّيِّب محمد بْن أَحْمَد الورّاق: سمعت أَبَا بَكْر الفَسَويّ: سمعت عُثْمَان بْن سَعِيد الدّارميّ يقول: قَالَ لي رَجُل ممّن يحسدني:
ماذا كنت لولا العلم؟
فقلت: أردتُ شيئًا فصار قريبًا. سمعت نُعَيْم بْن حَمَّاد يقول: سمعت أَبَا مُعَاوِيَة يقول: قَالَ الْأَعْمَش: لولا العلم لكنتُ بقّالًا. وأنا لولا العِلْم لكنتُ بزّازًا من بزّازي سَجِسْتان.
قَالَ عُثْمَان الدّارميّ: من لم يجمع حديث شُعْبَة، وسفيان، ومالك، وحمّاد بْن زَيْد، وابن عُيَيْنَة، فهو مُفْلِس فِي الحديث [3] .
يعنيّ أنّه ما بلغ رُتْبة الحُفّاظ فِي العلم. ولا ريب أنّ من حصل على علم هَؤُلَاء الأكابر الأئمّة الخمسة، وأحاط بمُرْوِيّاتهم عاليًا ونازلًا، فقد حصل على ثُلثَي السنة، أو نحو ذلك.
461- عُثْمَان بْن سَعِيد.
أبو بَكْر الأسْتَرَاباذيّ الإسكافيّ.
فقيه أسْتراباذ، وشيخها.
كان ثقة ورِعًا محدِّثًا.
روى عن: إِسْمَاعِيل بْن أبي أُوَيْس، وطبقته.
وعنه: أبو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عدِيّ.
وتُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
462- عُثْمَان بْن عَبْد الله بْن أبي جميل.
أبو سَعِيد الْقُرَشِيّ الدمشقي.
عن: مروان بْن محمد الطَّاطَرِيّ، وحجّاج بن محمد، وهشام بن عمّار.
__________
[1] وقال ابن حبّان: مات سنة إحدى وثمانين.
[2] قاله ابن حبّان.
[3] سير أعلام النبلاء 13/ 323.(20/398)
وعنه: عليّ بْن الْحُسَيْن بْن الأشقر، وأبي الميمون بْن راشد.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين ومائتين.
463- عصمة بْن إِبْرَاهِيم [1] .
أبو صالح النَّيْسابوريّ البِيليّ [2] ، بالباء، الزّاهد العدْل.
قَالَ الحاكم: كان من الأبدال. وهو عصمة بْن أبي عصمة.
سمع: عَبْدان بْن عُثْمَان، والقَعْنَبيّ، ويحيى بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن أبي طَالِب، وأحمد بْن محمد الشَّرْقيّ، وأحمد بْن عليّ الرَّازيّ، ومحمد بْن القاسم العَتَكيّ.
قَالَ ابنه إِبْرَاهِيم: تُوُفِّيَ سنة ثمانين، رحمه الله.
464- عليّ بْن إِبْرَاهِيم بن عَبْد المجيد [3] .
أبو الْحُسَيْن الواسطيّ نزيل بغداد.
سمع: يزيد بْن هارون، ووهْب بْن جرير، وجماعة.
وعنه: ابنُ صاعد، وأبو عمرو بن السّمّاك، وأبو سهل القطّان، وأبو بَكْر النّجّاد، وآخرون.
وثّقه الدّار الدّارَقُطْنِيّ [4] ، وغيره [5] .
مات فِي رمضان سنة أربع وسبعين.
__________
[1] انظر عن (عصمة بن إبراهيم) في:
تاريخ جرجان للسهمي 338، 339، 340.
[2] البيليّ: بكسر أوله، ثمّ مثنّاة تحت ساكنة، ثم لام مكسورة. نسبة إلى بيل من عمل الريّ.
(توضيح المشتبه 1/ 685) .
[3] انظر عن (علي بن إبراهيم الواسطي) في:
الجرح والتعديل 6/ 175 رقم 957، وفيه: «علي بن إبراهيم بن عبد الحميد» ، وتاريخ بغداد 11/ 335، 336 رقم 6168، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 954، 955، والكاشف 2/ 242 رقم 3935، وتهذيب التهذيب 7/ 281، 282 رقم 489، وتقريب التهذيب 2/ 31 رقم 291، وخلاصة تذهيب التهذيب 271.
[4] تاريخ بغداد 11/ 336.
[5] وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه ببغداد بعد انصرافي من مصر، وهو صدوق سنة اثنتين وستين.
(الجرح والتعديل 6/ 175) .(20/399)
وَفِي صحيح (خ) : ثنا رَوْح بْن عُبَادة. فقال الحكم: هُوَ الواسطيّ هَذَا.
وقَالَ ابنُ عديّ الْجُرْجانيّ: يشبه أن يكون عليّ بْن الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن أشكاب [1] . والله أعلم.
465- عليّ بْن إِسْمَاعِيل [2] .
أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ عَلُّويه.
عن: عفّان، وعَمْرو بْن مرزوق.
وعنه: ابنُ صاعد، وأبو عوانة، وأبو الْحُسَيْن بْن المنادي [3] .
تُوُفِّيَ فِي صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين [4] .
466- عليّ بْن الْحَسَن بْن عرفة العبْديّ [5] .
روى عن: أَبِيهِ، ويحيى بْن أيّوب العابد.
وعنه: عبد الله بن محمد العطش.
وثّقه الدّار الدارقطني [6] .
توفي سنة سبع وسبعين.
467- علي بن الحسن الهسنجاني الرازي [7] .
ثقة صاحب حديث ومِطْواف.
سمع: سَعِيد بْن أبي مريم، وأبا الْوَلِيد، وأبا الجماهر محمد بن عُثْمَان، وأبا تَوْبة الحلبيّ، وخلْقًا.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 336.
[2] انظر عن (علي بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 11/ 343 رقم 6182.
[3] وثّقه الخطيب.
[4] هكذا أرّخه ابن المنادي. أما ابن قانع فقال: مات في صفر من سنة سبعين ومائتين. قال الخطيب: وهذا القول وهم.
[5] انظر عن (علي بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 11/ 374 رقم 6229.
[6] المصدر نفسه.
[7] انظر عن (علي بن الحسن) في:
الجرح والتعديل 6/ 181 رقم 992.(20/400)
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم ووثقه [1] ، ومحمد بْن قارن الرَّازيّ، وعبد الرَّحْمَن الجلاب، وغيرهم.
قَالَ أبو الشّيخ: تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
468- عليّ بْن الْحَسَن الهَرْثميّ [2] .
عن: سَعِيد بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْراباذيّ، وأبي زُرْعة الرَّازيّ.
وعنه: ابنُ ماجة في تفسيره، وابن أبي حاتم.
ويجوز أن يكون هُوَ الهسنْجانيّ المذكور.
469- عليّ بْن الْحَسَن بْن عَبْدَويْه [3] .
أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ الخزّاز.
كان صدوقًا.
روى عن: عَبْد الله بْن بَكْر، وأبي النَّضْر هاشم بن القاسم، وحَجّاج الأعور.
وعنه: أبو بَكْر النّجّاد، والشّافعيّ، ومُكْرم، وغيرهم.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين.
470- عليّ بْن حمّاد بْن السَّكَن الْبَغْدَادِيّ البزّاز [4] .
عن: يزيد بْن هارون، وأبي النَّضْر، ومحمد بْن عُمَر الواقديّ.
وعنه: الطَّسْتيّ، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الدّار الدّارقطنيّ: متروك [5] .
__________
[1] فقال: كتبنا عنه وهو ثقة صدوق.
[2] انظر الّذي قبله.
[3] انظر عن (علي بن الحسن بن عبدويه) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 199 وفيه: «عدوية الخراز» .
[4] انظر عن (علي بن حمّاد) في:
تاريخ بغداد 11/ 420 رقم 6297، وميزان الاعتدال 3/ 125 رقم 5831، والمغني في الضعفاء 2/ 446 رقم 4255، ولسان 4/ 226 رقم 594.
[5] تاريخ بغداد 11/ 420.(20/401)
471- عليّ بْن دَاوُد بْن يزيد [1] .
أبو الْحَسَن التّميميّ القنْطريّ الْبَغْدَادِيّ الَأدَميّ.
محدَّث رحّال.
سمع: محمد بن عبد الله الأنصاري، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مريم، وآدم بْن أبي إياس، وطبقتهم.
وعنه: ق.، وإبراهيم الحربي وهو من أقرانه، وإسماعيل الصّفّار، والهيثم بْن كليب الشاشي، ومحمد بن أَحْمَد الحكيمي، وجماعة.
وثّقه الخطيب [2] .
وتُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين ومائتين [3] .
472- عليّ بْن سهل بْن المغيرة [4] .
أبو الْحَسَن النَّسائيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ البزّاز.
سمع: أَبَا بدْر شجاع بْن الْوَلِيد، وعبد الوهاب بْن عطاء، ويحيى بن أبي
__________
[1] انظر عن (علي بن داود) في:
الجرح والتعديل 6/ 182 رقم 1015 (دون ترجمة) ، والثقات لابن حبّان 8/ 473، وتاريخ جرجان للسهمي 265، وتاريخ بغداد 11/ 424، 425 رقم 6308، والمنتظم 5/ 87 رقم 192، والمعجم المشتمل 192 رقم 630، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 969، والكاشف 2/ 247 رقم 3970، وتهذيب التهذيب 7/ 317 رقم 538، وتقريب التهذيب 2/ 36 رقم 337، وخلاصة تذهيب التهذيب 273.
[2] في تاريخه 11/ 424.
[3] وقيل: سنة سبعين ومائتين. (المعجم المشتمل) .
[4] انظر عن (علي بن سهل) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 47، 91، 94، 322 و 2/ 282 و 3/ 57، والجرح والتعديل 6/ 189 رقم 1039، والثقات لابن حبّان 8/ 473، وتاريخ بغداد 11/ 429، 430 رقم 6319، وتاريخ جرجان للسهمي 116، 451، وطبقات الحنابلة 1/ 225 رقم 313، والمنتظم 5/ 83 رقم 178، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 970، وتهذيب التهذيب 7/ 329، 330 رقم 553، وتقريب التهذيب 2/ 38 رقم 350، وخلاصة تذهيب التهذيب 274.
وقد أضاف السيد علي أبو زيد في تحقيقه لسير أعلام النبلاء 13/ 159 بالحاشية، كتاب «ميزان الاعتدال» إلى مصادر صاحب الترجمة، وأقول إن الموجود في «الميزان» هو: «علي بن سهل النسائي ثم الرمليّ» الّذي له عن: الوليد بن مسلم، وضمرة. وروى عنه: أبو داود، والنسائي، وغيرهما. وتوفي سنة 261 هـ. وترجمته في سير أعلام النبلاء 12/ 241 رقم 85.(20/402)
بُكَيْر، ومحمد بْن عُبَيْد، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، وطائفة.
وعنه: ابنُ صاعد، وعليّ بْن عُبَيْد الحافظ، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيميّ، وإسماعيل الصّفّار، وجماعة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم [1] : صدوق.
قلت: تُوُفِّيَ هُوَ وعَلُّويه بْن إِسْمَاعِيل المذكور في يومٍ واحد، فِي صفر سنة إحدى وسبعين [2] .
473- عليّ بْن شَيْبَة بْن الصَّلْت السَّدُوسي [3] .
مولاهم الْبَصْرِيّ، نزيل مصر. أخو الحافظ يعقوب بْن شَيْبَة.
روى عن: يزيد بْن هارون، والحسن بْن مُوسَى الأشيب.
وعنه: عبد العزيز الغافقي، وغيره [4] .
توفي سنة اثنتين وسبعين [5] .
474- علي بن العباس بن واضح النسائي [6] .
ثقة فاضل، نزل بغداد.
وروى عن: عفّان، وأحمد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، وإسماعيل الصّفّار.
تُوُفِّيَ سنة أربع [7] .
475- عليّ بْن عَبْد الله الثّقفيّ الأصبهانيّ المؤدّب [8] .
__________
[1] في الجرح والتعديل 6/ 189 وقال: كتبنا بعض حديثه ولم يقض لنا السماع منه.
[2] ووثّقه الدار الدّارقطنيّ. (تاريخ بغداد 11/ 430) .
[3] انظر عن (علي بن شيبة) في:
تاريخ بغداد 11/ 436، 437 رقم 6332.
[4] رووا عنه أحاديث مستقيمة.
[5] وكان قد عمي قبل موته بيسير.
[6] انظر عن (علي بن العباس) في:
تاريخ بغداد 12/ 22، 23 رقم 6386.
[7] وثّقه الخطيب.
[8] انظر عن (علي بن عبد الله) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 5.(20/403)
عن: بَكْر بْن بكّار.
وعنه: عَبْد الله بْن الْحَسَن بْن بُنْدار.
476- عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن المغيرة المخزوميّ المصريّ عَلّان [1] .
أبو الْحَسَن. محدِّث نبيل، أغفله أبو سَعِيد بْن يُونُس.
سمع: آدم بْن أبي إياس، وخلّاد بْن يحيى، وعبد الله بْن يوسف التِّنّيسيّ [2] ، وسعيد بْن أبي مريم، وطبقتهم.
وعنه: أبو جَعْفَر الطَّحاويّ، وأبو عليّ بْن حبيب الحصائريّ، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسابوريّ، وأحمد بْن مَسْعُود الزَّنْبرِيّ، وأبو عليّ بْن فَضَالَةَ، ومحمد بْن يوسف الهرويّ، وجماعة.
وقد روى أبو عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ فِي كتاب «اليوم واللّيلة» [3] حديثًا عن زكريّا خيّاط السنة، عَنْهُ.
قَالَ الطَّحاويّ: تُوُفِّيَ فِي شعبان سنة اثنتين وسبعين.
477- عليّ بْن عُثْمَان بْن محمد بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان بْن نُفَيْل [4] .
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد الرحمن علّان) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 12/ 33 ب، واللباب 2/ 367، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 983، 984، وسير أعلام النبلاء 13/ 141 رقم 71، وتهذيب التهذيب 7/ 360، 361 رقم 580، وتقريب التهذيب 2/ 40 رقم 373، وخلاصة تذهيب التهذيب 276.
[2] في المنتقى من تاريخ الإسلام لابن الملّا: «عبد الله بن يوسف العتبي» ، وهو وهم، والمثبت يتفق مع: سير أعلام النبلاء 3/ 141.
[3] ص 494، 495 رقم 864 فقال: أخبرني زكريا بن يحيى قال: حدّثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة قال: حدّثنا يوسف بن عديّ قال: حدّثنا عثّام بن علي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تضوّر من الليل قال: «لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار» .
[4] انظر عن (علي بن عثمان) في:
مسند أبي عوانة 1/ 80، 248، 323، 416، والثقات لابن حبّان 8/ 476، وتاريخ جرجان(20/404)
أبو الْحَسَن.
عن: يحيى بْن بُكَيْر، وطبقته.
مات بمصر فِي رمضان سنة ثمانين ومائتين [1] .
478- عليّ بْن المنجّم [2] .
أحد الأدباء والظُّرَفاء.
كان رئيسًا إخباريًّا، شاعرًا مُجِيدًا. نادم المتوكّل والخلفاء بعده. ولمّا مات رثاه ابنُ المعتزّ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
وقد أَخَذَ عن إِسْحَاق الْمَوْصِلِيّ، وغيره.
وعاش أربعًا وأربعين سنة.
ومن شِعره:
بأبي والله مَنْ طَرَقا ... كابْتِسام الْبَرْقِ إذ خفقا
زادني شَوْقًا برؤْيتِهِ ... وَحَشَا [3] قلبي به حرقا [4]
__________
[ () ] للسهمي 494، والمعجم المشتمل لابن عساكر 194 رقم 641، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية 37/ 213) ، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 985، والكاشف 2/ 253 رقم 4005، وتهذيب التهذيب 7/ 364 رقم 587، وتقريب التهذيب 2/ 41 رقم 380، وخلاصة تذهيب التهذيب 276. وقد ذكره مرتين، فنسبه في الأولى: «الحراني» ، وفي الثانية «البصري» ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 347، 348 رقم 1102.
[1] ذكره ابن حبّان في الثقات. وقال النسائي: ثقة، وقال في موضع آخر: لا بأس به. وقال مسلمة في الصلة. ثقة.
[2] انظر عن (علي المنجّم) في:
تاريخ الطبري 9/ 216، 229، 253، 341، 343، 344، ومروج الذهب 2972، والأغاني 8/ 369، والفهرست 205، ومعجم الشعراء للمرزباني 286، وتاريخ بغداد 12/ 121، 122 رقم 6572، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 209، ومعجم الأدباء 15/ 144- 175، ووفيات الأعيان 3/ 373، 374 رقم 441، وسير أعلام النبلاء 13/ 282 رقم 138، وسمط اللآلي 525، وعيون الأنباء 1/ 205، ونور القبس 334، والوافي بالوفيات 22/ 303- 307 رقم 222.
[3] في الأصل: «وحشي» .
[4] البيتان مع بيتين آخرين في: وفيات الأعيان 3/ 374.(20/405)
479- عِمران بْن بكّار بْن راشد [1] .
أبو مُوسَى الكّلاعيّ الحمصيّ البرّاد المؤذّن.
سمع: محمد بْن حُمَيْد البلْخيّ، وأبا المغيرة الخَوْلانيّ، وأحمد بن خَالِد الوهْبيّ، وعُتْبة بْن السَّكَن، وجماعة.
ولم يرحل.
وعنه: ن. ووثّقه [2] ، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وأبو عوانة، وخيثمة بْن سُلَيْمَان، وعبد الله بْن زَبْر، وجماعة [3] .
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين [4] .
480- عِمران بْن مُوسَى الطَّرَسُوسيّ [5] .
أبو مُوسَى.
عن: عفّان، وأبي جَابِر محمد بْن عَبْد الملك، وسُنَيْد بْن دَاوُد.
وعنه: أبو حاتم، وسعيد بْن عَمْرو البَرْدَعيّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق [6] .
481- عمر بن حفصون [7] .
__________
[1] انظر عن (عمران بن بكار) في:
سنن النسائي 3/ 172، ومسند أبي عوانة 2/ 247، وتاريخ الطبري 1/ 210، والجرح والتعديل 6/ 294 رقم 1633، وحديث خيثمة الأطرابلسي 25، 193، والإكمال لابن ماكولا 1/ 244، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 342، والمعجم المشتمل 198 رقم 661، والكاشف 2/ 299 رقم 4325، وسير أعلام النبلاء 13/ 142، 143 رقم 73، وتهذيب التهذيب 8/ 124 رقم 215، وتقريب التهذيب 2/ 82 رقم 716، وخلاصة تذهيب التهذيب 295، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 370، 371 رقم 1134.
[2] المعجم المشتمل.
[3] وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعت منه وهو صدوق.
[4] وقع في التهذيب لابن حجر (8/ 124) أنه مات سنة إحدى وسبعين ومائة، وكذا في حاشية الكاشف. وهو غلط.
[5] انظر عن (عمران بن موسى) في:
الجرح والتعديل 6/ 306 رقم 1698.
[6] وزاد: ثقة.
[7] انظر عن (عمر بن حفصون) في:(20/406)
رأس الخوارج بجزيرة الأندلس. ظهر من أعمال ريّة، وكاد أن يغلب على الأندلس، وأتعبَ السّلاطين. وطال أمره، وعظُم البلاء به.
وكان جَلْدًا شجاعًا فاتكًا. وكان يتحصَّن بقلعةٍ منيعة [1] .
وجرت له أمور يطول شرحها، إِلَى أن قُتِلَ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
ذكره الحُمَيْديّ [2] وقَالَ: ثنا أبو محمد عَبْد الله بْن سبعون القَيروانيّ أنّه من ذُرّيّته.
482- عِمران بْن مُوسَى الْمَوْصِلِيّ القصير.
عن. يزيد بْن هارون، وكثير بْن هشام.
وعنه: يزيد بْن محمد بْن إياس الأزْديّ وقَالَ: لم يكن من أَهْل الحديث.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.
483- عِمْرَانَ بْن عَبْد الله [3] .
أبو مُوسَى الْبُخَارِيّ النُّوريّ الحافظ.
قَالَ ابنُ ماكولا: ونور [4] من أعمال بُخَارِيّ.
روى عن: أَحْمَد بْن حَفْص، ومحمد بْن سلّام البَيْكَنْديّ، وحيّان بْن مُوسَى، ومحمد بْن حَفْص البْلخيّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن رُفَيْد، وعبد الله بْن مَنِيح.
484- عمر بن محمد الشّطويّ [5] .
__________
[ () ] الحلّة السيراء 1/ 149- 152، 155، 159، 228، 230، و 2/ 241، 367، 376، 378، 379، والمقتبس من أنباء أهل الأندلس لابن حيّان 58- 61، وجذوة المقتبس للحميدي 16 و 406 رقم 1162، وبغية الملتمس للضبي 301 رقم 687، والكامل في التاريخ 7/ 361، 416، 420، والبيان المغرب 2/ 114- 119، ونهاية الأرب 23/ 393، 394.
[1] الجذوة 406.
[2] في جذوة المقتبس 406.
[3] انظر عن (عمران بن عبد الله) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 590.
[4] في الأصل: نورة، والمثبت عن الإكمال.
[5] انظر عن (عمر الشطوي) في:(20/407)
عن: أسد الجمّال.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، والشّافعيّ [1] .
485- عُمَر بْن محمد بْن الحكم النَّسائيّ [2] .
عن: خليفة بْن خيّاط، وعبد الأعلى بْن حمّاد، وطائفة.
وكان إخباريًا علَّامة. رحل إِلَى الشّام، وغيرها.
روى عَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيميّ، والخرائطيّ.
486- عَمْرو [3] بْن يحيى بْن الْحَارِث الحمصيّ الزّنْجاويّ [4] .
عن: المُعَافيّ بْن سُلَيْمَان الرَّسْعَنيّ، ومحبوب بْن مُوسَى، وأحمد بْن أبي شُعَيْب الحرّانيّ، وجماعة.
وله رحلة.
روى عَنْهُ: ن.، وأحمد بْن محمد الرشيديّ، وعيسى بن العباس بن ورد.
وثقه النسائي [5] .
وقد حدّث سنة تسعٍ وسبعين [6] .
487- عِيسَى بْن إِسْحَاق الخطميّ الأنصاريّ [7] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 11/ 213، 214 رقم 5922.
[1] قال ابن المنادي: مات بمدينتنا عمر بن محمد الشطوي من الكرخ في ربيع الأول سنة تسع وسبعين.
[2] انظر عن (عمر بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 213 رقم 5921.
[3] في الأصل: «عمر» وهو غلط.
[4] انظر عن (عمر بن يحيى) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 207 رقم 698، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1054، 1055، والكاشف 2/ 298 رقم 4318، وتهذيب التهذيب 8/ 117، 118 رقم 197، وتقريب التهذيب 2/ 81 رقم 705، وخلاصة تذهيب التهذيب 294.
[5] فقال في موضع: ثقة، وفي موضع آخر: لا بأس به.
[6] وقال ابن حجر في «التقريب» : مات بعد الثمانين.
[7] انظر عن (عيسى بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 11/ 171، 172 رقم 5871.(20/408)
أبو العبّاس، أخو موسى [1] .
عن: خلف البزّار، وأبي الرَّبِيع الزَّهْرانيّ، وعبد المنعم بن إدريس.
وعنه: ابنُ قانع، وأحمد بن كامل، وأبو سهل بن زياد، وأبو عمر الزّاهد وقَالَ: كان يُقَالُ إنّه من الأبدال.
قَالَ الخطيب [2] : كان ثقة عابدًا.
مات قبل الثمانين ومائتين، رحمه الله.
488- عَمْرو بْن ثور بْن عَمْرو الحِزَاميّ القَيْسرانيّ [3] .
عن: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ.
وعنه: خَيْثَمَة بْن سُلَيْمَان، والطَّبَرَانِيّ.
تُوُفِّيَ سنة تسع وسبعين.
489- عَمْرو بْن سَلَمَةَ الجعفي القزويني [4] .
عن: محمد بْن سَعِيد بْن سابق، وداود بْن إِبْرَاهِيم العُقَيْليّ، وخلف بْن الْوَلِيد.
وعنه: إِسْحَاق الكشّاف، وعليّ بْن محمد مهْرويّه، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وجماعة من أَهْل قَزْوين.
وثّقه الخليليّ، وقَالَ: مات سنة اثنتين وسبعين.
وقيل: في أوّل سنة ثلاث [5] .
__________
[1] وكان أسنّ منه.
[2] في تاريخه: وكان ثقة صادقا صالحا عابدا، وذكر ابن كامل أنه كان يمشي حافيا، ويلبس قميص بابياف تزهّدا.
[3] انظر عن (عمرو بن ثور) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 257 وفيه تحرّفت «الحزاميّ» إلى «الجذامي» .
[4] انظر عن (عمرو بن سلمة) في:
التدوين في أخبار قزوين 3/ 466، 467 وفيه: «عمر بن سلمة» ثم صحّحه أثناء الترجمة، فقال:
«عمرو» .
[5] قال القزويني: أصله من اليمن، من كبار شيوخ قزوين ... رأيت بخط علي بن إبراهيم القطان في أجزاء جمع فيها أحاديث انتخبها، عن شيوخه، أنبا أبو سعيد عمرو بن سلمة بقزوين، سنة اثنتين وسبعين ومائتين.(20/409)
490- عمير بن مرداس.
أبو سَعِيد الدّويقيّ.
قَالَ الخليلي: ثقة مشهور.
سمع: عَبْد الله بْن نافع الزُّبَيْريّ، ومُطَرِّف بْن عَبْد الله، ويحيى بْن بُكَيْر، وطبقتهم.
يروي عَنْهُ: القطّان.
بقي إِلَى قرب الثمانين ومائتين.
491- عِيسَى بْن جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الورّاق [1] .
ثقة ورع، بطلٌ شجاع مجاهد.
سمع: أَبَا بدْر شجاع بْن الْوَلِيد، وشَبَابة بْن سَوّار.
وعنه: المَحَامِليّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو الْحُسَيْن بْن المنادي، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين [2] .
492- عِيسَى بْن عَبْد الله بْن سَيّار بْن دَلُّوَيْه الْبَغْدَادِيّ [3] .
أبو مُوسَى الطَّيَالِسِيّ رغاث.
سمع: عُبَيْد الله بْن موسى، وأبا عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بن خُزَيْمَة، وابن نجِيح، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
تُوُفِّيَ سنة سبع وسبعين في شوّال.
__________
[1] انظر عن (عيسى بن جعفر) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 7 و 2/ 143 و 3/ 287، والثقات لابن حبّان 8/ 496، وتاريخ بغداد 11/ 168، 169 رقم 5867، وطبقات الحنابلة 1/ 247، 248 رقم 347، وسير أعلام النبلاء 13/ 144 رقم 75.
[2] قال ابن المنادي: كان أبو موسى عيسى بن جعفر الورّاق من أفاضل الناس، وشجعان المجاهدين، مع ورع، وعقل، ومعرفة، وحديث كثير عال، وصدق وفضل. (تاريخ بغداد 11/ 169) .
[3] انظر عن (عيسى بن عبد الله) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 495، وتاريخ بغداد 11/ 170 رقم 5869.(20/410)
قال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: ثقة [1] .
ووصفه بعضهم بالحِفْظ والمعرفة.
493- عِيسَى بْن محمد بْن مَنْصُور [2] .
أبو مُوسَى الإسكافيّ.
عن: شُعَيْب بْن حرب، وأُمَيّة بْن خَالِد.
وعنه: عليّ بْن إِسْحَاق المادرائي، وابن السّمّاك، وجماعة.
وهو مستقيم الحديث.
494- عِيسَى بْن عَبْد الله.
أبو عمر، وأبو حسّان العثمانيّ الْبَغْدَادِيّ.
روى عن: ابنُ أبي الشّوارب، وعليّ بن حجر، وأبي حَفْص الفلّاس.
وأتى بالطَّامّات، وادّعى السماع من ابنة بِنْت أَنَس بْن مالك، عن ابنها.
قَالَ جَعْفَر المستغفريّ: وهذا يكفيه فِي الفضيحة.
قلت: روى عَنْهُ: عَبْد المؤمن بْن خلف النّسفيّ، ومحمد بن زكريّا النّسفيّ، وغيرهما.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 170.
[2] انظر عن (عيسى بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 169، 170 رقم 5868.(20/411)
حرف الفاء
495- الفتْحُ بْن شُخْرُف [1] .
أبو نصر الكشّي الزّاهد. نزيل بغداد، ومن كبار مشايخ الصُّوفيّة.
روى عن: جَابِر بْن رجاء [2] الحافظ، والجارود بْن مُعَاذ التّرمِذيّ [3] ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد الحكيميّ، وأبو بَكْر النّجّاد، وأبو عَمْرو بْن السّمّاك، ومحمد بْن مَخْلَد العطار، وآخرون.
وكان عابدًا سائحًا كبير الشأن.
رَأَى: أَحْمَد، والقاسم، وابن أبي الحواري الْجَوْعيّ.
وجُلّ روايته حكايات [4] .
قَالَ أبو محمد الجريريّ: قَالَ لي فتح بْن شخرف: من إعجابي بكلّ شيء جيّد أنّ عندي قَلَمٌ كتبتُ به أربعين سنة. وكنت أكتب به باللّيل والنّهار فِي ضوء القمر، فإذا انشعب رأسه قطَطْتُه، وهو عندي. فأخرجه من أنبوبة نحاس [5] .
__________
[1] انظر عن (الفتح بن شخرف) في:
طبقات الصوفية للسلمي 11، 143، وتاريخ بغداد 12/ 384- 388 رقم 6843 وفيه «النكسي» ، وطبقات الحنابلة 1/ 255- 257 رقم 361، والمنتظم 5/ 89، 90 رقم 199، وصفة الصفوة 2/ 227، وطبقات الأولياء 274، 275 رقم 56، والكواكب الدرّية 1/ 260، وجامع كرامات الأولياء 2/ 233، ونفحات الأنس 26، واللمع 228.
[2] كذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد: «رجاء بن مرجّى» .
[3] في تاريخ بغداد: «الجارود بن سنان الترمذي» .
[4] فقال الخطيب: وكان قليل المسانيد كثير الحكايات. (12/ 384) .
[5] تاريخ بغداد 12/ 385، 386 بزيادة بعض العبارات والألفاظ.(20/412)
وقَالَ جَعْفَر الخلديّ: رَأَيْت الفتح بْن شخرف، وكان صالحًا زاهدًا. لم يكن يأكل الخُبز ثلاثين سنة. وكان له أخلاق حَسنة.
وكان يُطعم الفقراء الطّعام الطّيّب [1] .
وقَالَ ابنُ البَربَهاريّ: سمعت الفتح يقول: رأيتُ ربّ العِزّة فِي المنام، فقال لي: يا فتح، احذر لا آخذك على غِرّة.
قَالَ: فتُهْت فِي الجبال سبْعَ سنين [2] .
وقِيلَ: إنّ الفتح بْن شخرف قرأ أربعين ألْف صَفْحة. والله أعلم.
ولمّا مات كَانَتْ له جنازة عظيمة، وشيّعه خلائق.
تُوُفِّيَ فِي شوّال سنة ثلاثٍ وسبعين.
496- الفضل بْن حمّاد الأنطاكيّ.
عن: عِيسَى بْن سُلَيْمَان الحجازي، وغيره.
لا أعرفه.
وكذا.
497- الفضل بْن حَمَّاد الواسطيّ [3] .
يروي عن: محمد بن وزير.
ذكره ابنُ أبي حاتم، ولم يزد.
498- الفضل بْن الحكم العدْل.
أبو الْعَبَّاس الخُراسانيّ التاجر.
عن: عبْدان بْن عُثْمَان، ويحيى بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: أبو حامد بن الشرقي، ومحمد بن القاسم العَتَكيّ.
وكان من كبار أصحاب يحيى بْن يحيى.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ أيضًا.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 388 وزاد: وكان حسن العبادة والورع والزهد.
[2] تاريخ بغداد 12/ 387.
[3] انظر عن (الفضل الواسطي) في:
الجرح والتعديل 7/ 60 رقم 348.(20/413)
499- الفضل بْن حَمَّاد الفارسيّ الخبريّ الحافظ.
صاحب «المُسْنَد الكبير» .
رحل وسمع: ابنَ أبي مريم، وسعيد بْن عُفَيْر، وطبقتهما.
وعنه: أبو بَكْر بْن سعدان الشّيرازيّ، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد.
500- الفضل بْن الْعَبَّاس بْن مهران.
عن: خلف بْن هشام.
وعنه: عليّ بْن الْحَسَن بْن العبد، وأحمد بْن عَبْد الحكيم البصْريّان، وغيرهما.
501- الفضل بْن الْعَبَّاس.
أبو مَعْشَر الهَرَويّ.
رحل وأخذ عن: قُتَيْبَةَ بْن سَعِيد، وسُوَيد بْن سَعِيد، وطائفة.
وَتُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين ومائتين.
502- الفضل بْن الْعَبَّاس [1] .
أبو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ، ثُمَّ الحلبيّ.
عن: القَعْنَبيّ، وعفّان، وسَعْدَوَيْه، وعاصم بْن عليّ، ومعاوية بْن عَمْرو الأزْديّ، وخلْق.
وعنه: ن.، ومحمد بن بركة بْن داعس، ومحمد بْن المنذر شكر، وعليّ بْن الْحَسَن بْن العبد، والطبراني، ومحمد بْن جَعْفَر السّقّاء الحلبيّ.
قَالَ النَّسائيّ: ليس به بأس [2] .
503- الفضل بْن عمير بن عثم [3] .
__________
[1] انظر عن (الفضل الحلبي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 264، والمعجم المشتمل لابن عساكر 214 رقم 724، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1099، والكاشف 2/ 328 رقم 4536، وتهذيب التهذيب 8/ 279، 280 رقم 511، وتقريب التهذيب 2/ 110 رقم 41، وخلاصة تذهيب التهذيب 309.
[2] تهذيب الكمال 2/ 1099، وقال في موضع آخر: ثقة. (المعجم المشتمل، تهذيب الكمال)
[3] انظر عن (الفضل بن عمير) في:(20/414)
أبو الحسن التميمي المروزي.
نزل بخاري، وحدَّث عن: عَبْدان المَرْوَزِيُّ، وسليمان بْن حرب، وأبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، ويحيى بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بْن سُلَيْمَان فرينام، ومحمد بْن أَحْمَد بْن مَرْدَك.
تُوُفِّيَ بالشاش فِي صفر سنة خمس وسبعين. ورّخه غنجار، وابن ماكولا.
عَثْم: مثلَّثة.
504- الفضل بْن محمد بْن يحيى بْن الْمُبَارَك [1] .
أبو الْعَبَّاس اليزيديّ الأديب. من بيت العربيّة والأدب.
روى عن: محمد بْن سلّام الْجُمَحيّ، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم الْمَوْصِلِيّ، ومحمد بْن صالح بْن النّطّاح، والمازنيّ.
وبرع فِي فنون عِلم اللّسان.
روى عَنْهُ: محمد بن أَحْمَد الحكيميّ، ومحمد بْن عبد الملك التّاريخيّ، وأبو عليّ الطّوبياريّ.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين [2] .
505- الفضل بْن يوسف [3] .
أبو الْعَبَّاس القصبانيّ الكوفيّ.
يروي عن: أبي غسّان النَّهْديّ، وغيره.
وعنه: ابنُ عُقدة، وخَيْثَمَة.
__________
[ () ] الإكمال لابن ماكولا 6/ 139 وفيه: الفضل بن عمير بن عثيم، وقيل فيه: ابن عثم، و 7/ 36 وفيه ساق نسبه مطوّلا، وقال في جدّه: «عثم» ، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 487.
[1] انظر عن (الفضل بن محمد اليزيدي) في:
تاريخ بغداد 12/ 370 رقم 6809، ومعجم الأدباء 16/ 215- 218 رقم 37، وغاية النهاية 2/ 276 في ترجمة أبيه «محمد بن يحيى بن المبارك» رقم 3528.
[2] قال الخطيب: كان أديبا نحويا عالما فاضلا.
[3] انظر عن (الفضل بن يوسف) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 8، وحديث خيثمة الأطرابلسي 96، وفضائل الصحابة لخيثمة (مخطوطة الظاهرية) 3/ 105 أ.(20/415)
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
506- فهد بْن سُلَيْمَان [1] .
أبو محمد الكوفيّ الدّلّال النّحّاس. نزيل مصر.
سمع: أَبَا مسهر الغسّانيّ، ويحيى بْن عَبْد الله البابْلُتّيّ، وأبا نُعَيْم، وجماعة كثيرة.
وعنه: أبو جعفر الطّحاويّ، وعليّ بن سراج المصريّ، والحسن بْن حبيب الحصائريّ، وابن جَوْصا، وأبو الفوارس الصّابونيّ.
قَالَ ابنُ يُونُس: كان دلّالًا فِي البَزّ. وكان ثقة ثبْتًا.
تُوُفِّيَ فِي صفر سنة خمسٍ أيضًا.
507- فهد بْن مُوسَى بْن أبي رباح القاضي.
أبو الخير الأزْديّ الفقيه الإسكنْدرانيّ. قاضي الإسكندرية.
روى بدمشق عن: عَبْد الله بْن صالح كاتب اللَّيْث، وعبد الله بْن عَبْد الحكم، ويحيى بْن بُكَيْر.
وعنه: محمد بْن جَعْفَر بْن ملّاس، وأبو الميمون بْن راشد، وأبو الدَّحْداح أَحْمَد بْن محمد.
تُوُفِّيَ فِي شعبان سنة سبعين، وقِيلَ: سنة خمس وسبعين.
والأوّل أصحّ.
__________
[1] انظر عن (فهد بن سليمان) في:
تاريخ جرجان للسهمي 265.(20/416)
حرف القاف
508- القاسم بْن الْحَسَن [1] .
أبو محمد الهمْدانيّ الْبَغْدَادِيّ الصّائغ المتكلِّم.
ثقة صدوق عالم.
سمع: يزيد بن هارون، وعبد الله بن بَكْر السَّهميّ.
وعنه: أبو بَكْر بْن مجاهد، وعليّ المادَرَائيّ، والهيثم بْن كُلَيْب فِي مُسْنَده، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين ومائتين بمصر.
وثّقه الخطيب.
509- القاسم بْن زهير بْن حرب النَّسائيّ [2] .
عن: عمه أبي خيثمة زُهير بْن حرب، وعفان بْن مُسْلِم، ومحمد بْن سابق، وجماعة.
وعنه: عليّ بْن إِسْحَاق المادَرَائيّ، وحمزة الدِّهْقان.
وثّقه الخطيب [3] .
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 12/ 432، 433 رقم 6888، وسير أعلام النبلاء 13/ 158 رقم 89.
[2] انظر عن (القاسم بن زهير) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 275 وفيه: «القاسم بن زاهر» ، وكذلك في: تاريخ بغداد 12/ 432 رقم 6887.
[3] في تاريخه.(20/417)
510- القاسم بْن عَبَّاس [1] .
أبو محمد المعشريّ الْبَغْدَادِيّ الفقيه سِبْط أبي معشر السِّنْدي المدنيّ.
شيخ صدوق، يروي عن. أبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، ومُسَدّد.
وعنه: ابن السماك، وأبو بكر الشافعي [2] .
توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين.
511- القاسم بن عبد الله بن المغيرة البغدادي الجوهري [3] .
ثقة صاحب حديث.
سمع: عَبْد الصمد بْن النُّعمان، وحسين بْن محمد المَرْوَزِيُّ، وأبا نُعَيْم، وطبقتهم.
وعنه: محمد بْن الْعَبَّاس بْن نجيح، وعبد الله الخُراسانيّ [4] .
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
512- القاسم بْن محمد بن قاسم بْن محمد بْن سيّار [5] .
مَوْلَى الْوَلِيد بْن عَبْد الملك. أَبُو محمد الأندلسيّ القُرْطُبيّ الفقيه. أحد الأعلام.
رحل وأخذ عن الأئمّةِ: الْحَارِث بْن مِسْكين، وإبراهيم بْن المنذر
__________
[1] انظر عن (القاسم بن عباس المعشري) في:
تاريخ بغداد 2/ 436 رقم 6897.
[2] قال الدار الدّارقطنيّ: لا بأس به.
وقال أحمد بن كامل: وكان من الثقة والزهد والفقه بمحلّ رفيع.
[3] انظر عن (القاسم بن عبد الله) في:
الجرح والتعديل 7/ 112 رقم 644، وتاريخ بغداد 12/ 433، 434 رقم 6891.
[4] قال ابن أبي حاتم: حدّث بعدنا، فلم نكتب عنه.
وقال الخطيب: كان ثقة.
وقال الدار الدّارقطنيّ: ثقة مأمون.
[5] انظر عن (القاسم بن محمد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 355- 357 رقم 1049، وجذوة المقتبس للحميدي 329 رقم 764، وبغية الملتمس للضبي 446 رقم 1293، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 383.(20/418)
الحِزاميّ، وأبي طاهر السّرْح، وإبراهيم بن محمد الشّافعيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأبي إِبْرَاهِيم المُزَنيّ، وطائفة.
ولزِم مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ حَتَّى برع فِي الفِقْه، وفاق أَهْل عصره، وصار إمامًا مجتهدًا لا يُقَلِّد أحدًا. وقد ألفّ كتاب «الإيضاح» فِي الرَّدّ على المقلِّدين، وكان يميل إِلَى مذهب الشّافعيّ وأهل الأثر [1] .
تفقّه به خلق بالأندلس، وروى عَنْهُ: الأعناقيّ، وأحمد بْن خَالِد بْن الحُبَاب، ومحمد بْن عُمَر بْن لُبانة، وابنه محمد بْن قاسم، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن أَعْيَن، وآخرون.
واسم صاحبه الأعناقيّ: سَعِيد بْن عُثْمَان.
قَالَ ابنُ الفَرَضي [2] : لزم ابنُ عبد الحكم التّفقّه والمناظرة، وتحقّق به وبالمزنيّ. وكان يذهب مذهب الحُجَّة والنّظر، وترْك التقليد. ويميل إِلَى مذهب الشّافعيّ. ولم يكن بالأندلس مثل قاسم فِي حُسْن النَّظَر والبَصَر بالحُجَّة.
وقَالَ أَحْمَد بْن خَالِد: ما رَأَيْت مثل قاسم فِي الفقه مِمَّنْ دخل الأندلس من أَهْل الرجال.
وقَالَ محمد بْن عَبْد الله بْن قاسم الزّاهد: سمعت بقيّ بْن مَخْلَد يقول:
قاسم بْن محمد أعلم من مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
وقال أسلم بْن عَبْد الْعَزِيز: سمعت ابنُ عَبْد الحكم يقول: لم يَقْدَم علينا من الأندلس أحد [3] أعلم من قاسم بْن محمد. ولقد عاتبته حين رجوعه إِلَى الأندلس، قلت: أقِمْ عندنا فإنّك تعتقد هنا رئاسة، ويحتاج النّاس إليك.
فقال: لا بُدّ من الوطن.
قَالَ ابنُ الفَرضيّ [4] : ألَّف قاسم فِي الرّدّ على يحيى بن إبراهيم بن مزين،
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 356.
[2] في تاريخ علماء الأندلس 1/ 355.
[3] في الأصل: أحدا.
[4] في تاريخ علماء الأندلس 1/ 356، 357.(20/419)
وعبد الله بْن خَالِد، والعُتْبيّ كتابًا نبيلًا يدلُّ على علم. وله كتابٌ شريف فِي خبر الواحد [شريف] [1] يلي وثائق الأمير محمد، يعني صاحب الأندلس، طول أيّامه.
وقَالَ أبو عليّ الغسّانيّ: سمعت ابنُ عَبْد البر يقول: لم يكن أحدٌ ببلدنا أفقه من قاسم بْن محمد، وأحمد بْن خَالِد بْن الْحُبَاب.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين، وقِيلَ: فِي أول سنة سبْع.
513- القاسم بْن منّبه الحربيّ [2] .
عن: بِشْر الحافي [3] .
وعنه: محمد بن شجاع، وأبو جَعْفَر بْن البَخْتَرِيّ.
514- القاسم بْن نصر الْبَغْدَادِيّ العابد [4] .
يُقَالُ له دوست.
روى عن: سُرَيْج بْن النُّعمان، وعَمْرو بْن عوف، وغيره.
وعنه: عَبْد الصمد الطَّسْتيّ، وجعفر الخلّديّ.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين.
وقَالَ الخطيب [5] : تُوُفِّيَ سنة إحدى وثمانين ومائتين.
515- القاسم بْن نصر المخرمي [6] .
روى عن: يحيى بْن هاشم، وإسماعيل بْن عَمْرو البجليّ.
وعنه: أبو علي اللؤلؤي، ومحمد بن هارون، وغيرهما.
قال الخطيب [7] : ثقة.
__________
[1] في الأصل بياض، استدركته من: تاريخ ابن الفرضيّ 1/ 357.
[2] انظر عن (القاسم بن منبّه) في:
تاريخ بغداد 12/ 434 رقم 6892.
[3] روى عنه حكايات.
[4] انظر عن (القاسم العابد) في:
تاريخ بغداد 12/ 436، 437 رقم 6898.
[5] في تاريخه 12/ 437، وقال: كان من خيار المسلمين، وأعيان المتعبّدين.
[6] انظر عن (القاسم المخرمي) في:
تاريخ بغداد 12/ 434، 435 رقم 6893.
[7] في تاريخه 12/ 435.(20/420)
حرف الكاف
516- كثير بن عبد الله.
روى عن: يحيى بْن هاشم، وإسماعيل بْن عَمْرو البجليّ.
وعنه: أبو علي اللؤلؤي.
وكان مفتيا، وأصله من القبط.
كتب كثيرا من كتب الشافعي، وصحبه.
روى عنه عشرة أجزاء.(20/421)
حرف الميم
517- مالك بن الفروي.
عن: محمد بن سابق، وعبد الله بن الجراح.
وعنه: محمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار، وابن البختري، وأبو الحسن القطان، وجماعة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم [1] : صدوق. كتبت عَنْهُ بقَزْوين.
قلت: مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
518- مالك بن يحيى [2] .
أبو غسّان الكوفيّ الحمْدانيّ السُّوسيّ.
عن: عليّ بْن عاصم، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وعنه: عليّ بْن محمد الواعظ، ومحمد بْن محمد بْن عِيسَى الخيّاش المصريّ، وآخرون.
تُوُفِّيَ بمصر فِي ربيع الأول سنة أربعٍ وسبعين [3] .
519- محمد بْن أَحْمَد بْن رزين الْبَغْدَادِيّ [4] .
عن: يزيد بْن هارون، وعليّ بْن عاصم، وشبابة بْن سوّار، وأبي النّضر.
__________
[1] لم أجده في الجرح والتعديل.
[2] انظر عن (مالك بن يحيى) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 166.
[3] قال ابن حبّان: مستقيم الحديث.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن رزين) في:
تاريخ بغداد 1/ 301، 302 رقم 166.(20/422)
وعنه: عَبْد الله بْن سُلَيْمَان الفاميّ، وأبو الْعَبَّاس بْن عُقْدة.
مات سنة ثلاثٍ وسبعين.
520- محمد بْن أَحْمَد بْن رزْقان [1] .
أبو بَكْر المِصِّيصيّ.
روى عن: عليّ بْن عاصم، وحجّاج الأعور، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ الحصائريّ، ومحمد بْن أبي حُذَيْفة، وأبو بَكْر بْن أبي دُجَانة، وأبو الميمون بْن راشد.
رِزقان قيّده ابنُ مَنْدَه، وابن ماكولا بالكسْر.
521- محمد بن أَحْمَد بْن واصل [2] .
أبو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ.
عن: خَلَف بْن هشام، وأحمد بن حنبل، ومحمد بْن سَعْدان الهرويّ.
وعنه: أبو مُزاحم الخاقانيّ، وأبو الْحُسَيْن بْن شَنَبُوذ المقرئان.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ أيضًا.
522- محمد بْن أَحْمَد بْن يزيد بْن أبي الْعَوَّام الرِّياحيّ [3] .
أبو بَكْر، وقِيلَ: أبو جَعْفَر.
سمع: يزيد بْن هارون، وعبد الوهاب بْن عطاء، وقُريش بن أَنَس، وأبي عامر العقديّ.
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وأبو الْعَبَّاس بْن عُقْدة، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وأبو
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن رزقان) في:
الإكمال بن ماكولا 4/ 184.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن واصل) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 262 رقم 177، وغاية النهاية 2/ 91 رقم 2818.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن يزيد) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 134، والإيمان لابن مندة 2/ رقم 1030، وتاريخ بغداد 1/ 372 رقم 323، وطبقات الحنابلة 1/ 263، 264 رقم 373، والأنساب لابن السمعاني 6/ 200، وسير أعلام النبلاء 13/ 7 رقم 3.(20/423)
بَكْر بْن الهيثم الأنباريّ، وجماعة.
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وغيره.
ثقه صدوق [1] .
مات فِي رمضان سنة ستٍّ وسبعين.
وحديثه يقع لنا عاليًا.
523- محمد بْن أحْمَد بْن أبي المُثَنَّى يحيى بْن عِيسَى بْن هلال [2] .
أبو جَعْفَر التّميميّ الْمَوْصِلِيّ، شيخ المَوْصل ومحدِّثها فِي وقته.
رحل وسمع: أَبَا بدْر شجاع بْن الْوَلِيد، وعبد الوهاب بْن عطاء، وجعفر بْن عَوْن، ويَعْلَى بْن عُبَيْد، وأخاه محمد بْن عُبَيْد، وأبا النَّضْر، ومحمد بْن القاسم الأسديّ، وطبقتهم.
وعنه: ابنُ أخته [3] أبو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن الفضل بيّاع الطّعام، ويزيد بْن محمد بْن إياس الحافظ، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن إِسْحَاق الجابريّ، وآخرون.
وسائر «جزء الجابريّ» ، عَنْهُ.
قَالَ ابنُ إياس: كان من أَهْل الفضل والثقة، ومن الآداب من رأينا من المحدثين.
قَالَ: وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وابن معين يكرمونه. وكانت الرجلة إِلَيْهِ بِالْمَوْصِلِ بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ. سَمِعْتُهُ يَقُولُ: خَرَجَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَوْمًا فَقُمْتُ، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فليتبوَّأ
__________
[1] وقال ابن حبّان: «ربّما أخطأ» . وقال الدار الدّارقطنيّ: هو صدوق. وقال أبو العباس بن سعيد: سألت عنه عبد الله بن أحمد، فقال: صدوق، ما علمت منه إلّا خيرا.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي المثنّى) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 143، 144 وفيه «محمد بن أحمد بن المثنّى» وقال محقّقه بالحاشية (5) :
لم نظفر به، والسابق واللاحق، للخطيب 320، وطبقات الحنابلة 2638 رقم 372، وفيه أيضا «ابن المثنى» ، وسير أعلام النبلاء 13/ 139- 141 رقم 70.
[3] في الأصل: «ابن أخيه» ، والتصحيح من: سير أعلام النبلاء 13/ 140، والمنتقى من تاريخ الإسلام لابن الملّا.(20/424)
مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [1] ؟. فَقُلْتُ: إِنَّمَا قُمْتُ إِلَيْكِ وَلَمْ أَقُمْ لَكَ. فَاسْتَحْسَنَ ذَلِكَ.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين فِي شوّال.
524- محمد بْن أَحْمَد بْن الْوَلِيد بْن بُرْد الأنطاكيّ [2] .
أبو الْوَلِيد.
عن: رَوّاد بْن الجرّاح، ومحمد بْن كثير الصَّنْعانيّ، ومحمد بْن عِيسَى بْن الطّبّاع، والهيثم بْن جميل.
وحدَّث ببغداد.
ويروي عَنْهُ: أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن المنادي، وإسماعيل الصّفّار، وأبو بكر الشّافعيّ، وجماعة.
وثّقه الدّار الدّارَقُطْنِيّ [3] ، وغيره.
ومات بأنطاكية عند قدومه من مكّة سنة ثمانٍ وسبعين.
525- محمد بْن أَحْمَد بن حبيب البغداديّ الذّارع [4] .
شيخ صدوق.
سمع: أَبَا عاصم النّبيل، وغيره.
وعنه: عَبْد الصمد الطَّسْتيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن تميم القَنْطريّ.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومائتين.
526- محمد بْن أَحْمَد بْن أَنَس القُرَشيّ النَّيْسابوريّ.
__________
[1] الحديث صحيح، أخرجه البخاري في الأدب المفرد، رقم (977) ، وأبو داود (5229) ، والترمذي (3775) وأحمد في المسند 4/ 93 و 100.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن الوليد) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 20، 23، 24، 304، 322، والجرح والتعديل 7/ 183، 184 رقم 1041، وتاريخ بغداد 1/ 367، 368 رقم 311.
[3] فقال: ثقة، وقال النسائي: صالح. وقال ابن أبي حاتم: أدركته ولم أسمع منه، وكتب إليّ بشيء يسير من فوائده. (الجرح والتعديل 7/ 184) .
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن حبيب) في:
تاريخ بغداد 1/ 291، 292، رقم 149.(20/425)
عن: حَفْص بْن عَبْد الله، وأبي عاصم النبيل، والمقرئ.
وعنه: محمد بن الأخرم، ومحمد بْن صالح بْن هانئ وقَالَ: ثقة.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين.
527- محمد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبان [1] .
أبو جَعْفَر النَّيْسابوريّ السّرّاج.
بغدادي صدوق [2] .
سمع: عليّ بْن الْجَعْد، ويحيى بْن معين.
وعنه: أبو سهل القطّان، والطَّسْتيّ، وجماعة.
528- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُسْلِم [3] .
أبو أمية الْبَغْدَادِيّ، ثُمَّ الطَّرَسُوسيّ الحافظ.
رحل وطوّف وصنَّف، وسمع: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وشبابة بن سوّار، وعمر بْن يُونُس اليمانيّ، وعبد الوهاب بْن عطاء، ورَوْح بْن عُبَادة، وجعفر بْن عون، وأبا مُسْهَر، وخلْقًا كثيرًا.
وعنه: أبو عَوَانَة، وابن جَوْصا، وعثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسابوريّ، وأبو عليّ الحصائريّ، وحفيده محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي أُميّة، وخلْق.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد السراج) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 22 و 3/ 48، وتاريخ بغداد 1/ 266، 267 رقم 100.
[2] قال الخطيب: أحاديثه مستقيمة.
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن مسلم) في:
مسند أبي عوانة 2/ 7، 244، ومواضع كثيرة، والجرح والتعديل 7/ 187 رقم 1061، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 161، وتاريخ بغداد 1/ 394- 396 رقم 365، وطبقات الحنابلة 1/ 265، 266 رقم 376، والمنتظم 5/ 90، 91 رقم 202، واللباب 2/ 275، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1157، وميزان الاعتدال 3/ 447 رقم 7106، والمغني في الضعفاء 2/ 545 رقم 5217، وتذكرة الحفاظ 2/ 581، والعبر 2/ 51، وسير أعلام النبلاء 13/ 91- 93 رقم 52، وتهذيب التهذيب 9/ 15، 16 رقم 20، وتقريب التهذيب 2/ 141 رقم 14، وطبقات الحفاظ 258، وخلاصة تذهيب التهذيب 324، 325، وشذرات الذهب 2/ 164.(20/426)
وثّقه أبو دَاوُد [1] ، وغيره.
وقَالَ أبو بَكْر الخلّال: إمامٌ فِي الحديث رفيع القدر جدًا [2] .
وقَالَ ابنُ يُونُس: تُوُفِّيَ بطرسوس فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين [3] .
529- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن جنّاد [4] .
أبو بَكْر المِنْقَري الْبَصْرِيّ، ويقال: البغداديّ، البزّار. ويقال أصله من مروالرّوذ.
سمع: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وأبا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، والحوْضيّ، وجماعة.
وعنه: عليّ بن محمد المصريّ، والحكيميّ، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن نجيح.
وكان ثقة [5] .
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين بطريق مكّة أو بمصر.
530- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبان [6] .
أبو عبد الله الجيرانيّ الإصبهانيّ المؤدِّب.
سمع: بكر بْن بكّار، والحسين بْن حَفْص، وغيرهما.
وعنه: أَحْمَد بْن جَعْفَر السمسار، وعبد الله بْن محمد العتّاب.
وقَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: ثقة.
توفّي سنة ثمان وسبعين.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 395، تهذيب الكمال 3/ 1157.
[2] وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي وروى عنه بطرسوس، وكتب إليّ ببعض فوائده وأدركته ولم أكتب عنه.
[3] وقال: إنه من أهل سجستان، كان من أهل الرحلة، فهما بالحديث، وكان حسن الحديث.
(تاريخ بغداد 1/ 396) .
[4] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن جنّاد) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 360 وفيه «حنّاذ» ، وتاريخ بغداد 1/ 397، 398 رقم 367، والأنساب 11/ 503، 504 وفيه «حناد» ، وفي نسخة أخرى «حماد» .
[5] قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن خِراش: عدل ثقة مأمون.
[6] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن أبان) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 210.(20/427)
وقَالَ أبو عبد الله بْن مَنْدَه: مشهور، ثقة.
531- محمد بْن إِبْرَاهِيم [1] .
أبو حَمْزَةَ المَرْوَزِيُّ، نزيل بغداد.
روى عن: عَبْدان بن عُثْمَان، وعليّ بْن الْحَسَن ابنِ شقيق عثمان بن السماك، وغيرهما.
وثقه الخطيب.
532- محمد بن إبراهيم [2] .
أبو بكر الحلواني قاضي بلخ.
حدث ببغداد في أواخر عمره عن: أبي جَعْفَر النُّفَيْليّ، وأحمد بْن عَبْد الملك بْن واقد الحرّانيّ.
وعنه: إسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وحمزة العقبي.
وثقه الخطيب.
533- محمد بن إبراهيم بن عبدوس القرشي.
مولاهم المغربي الفقيه المالكي، صاحب سَحْنُون.
كان إمامًا كبيرًا مشهورًا، زاهدًا، عابدًا، خاشعًا، مُجاب الدعوة.
سمع من: سَحْنُون شيخه، ومن: مُوسَى بْن مُعَاوِيَة.
وكان مولده سنة اثنتين ومائتين.
واجتمع فِي عصر واحد أربعةُ محمدين لا مثل لهم فِي معرفة مذهب مالك: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ومحمد بْن الموّاز، مصريّان، ومحمد بْن سحنون، ومحمد بن عبدوس، قيروانيّان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 1/ 398 رقم 368.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم الحلواني) في:
تاريخ بغداد 1/ 398، 399 رقم 369.(20/428)
534- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن ميمون الرّمّاح [1] .
أبو بَكْر الخراساني البلْخيّ.
رحل وسمع: أَبَا نُعَيْم، وعبد الله بْن نافع الصّائغ، وعصام بْن يوسف البلْخيّ، وجماعة.
وعنه: عُمَر بْن سهل الدِّينَوَرِيّ، وأحمد بْن شهاب العُكْبُريّ. وناب فِي القضاء لجعفر بْن عَبْد الواحد الهاشميّ بعُكْبرا. ثُمَّ ولي قضاء إصبهان من قبل المعتزّ باللَّه.
ذكر ابنُ النّجاد فِي تاريخه أنّه تُوُفِّيَ سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وهو غلط ظاهر.
535- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن كثير الصُّوريّ [2] .
أبو الْحَسَن.
محدِّث مشهور أغفله ابنُ عساكر، وهو من شرطه.
روى عن: مؤمّل بْن إِسْمَاعِيل، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وجماعة.
روى عنه: عمرو بن عصيم الصوري [3] ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم الرماح) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 204، والجواهر المضية 2/ 4، ومشايخ بلخ من الحنفية 1/ 77 رقم 13 و 2/ 500، وفيه قال مؤلّفه بالحاشية (33) لم أعثر على بلخي بهذا الاسم، ولعل هناك تحريفا في اسمه ... مع أنه ذكره قبل ذلك، فليراجع.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم الصوري) في:
الثقات 9/ 144، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 95، وتاريخ بغداد 5/ 64 و 8/ 97 و 9/ 382، وشرف أصحاب الحديث 1/ 15، والإكمال لابن ماكولا 1/ 462 و 4/ 193 و 6/ 27، والأنساب لابن السمعاني 86 أو 317 ب، ونسخة (محمد عوّامة) 7/ 187، وتاريخ دمشق في عدة مواضع (مخطوطة التيمورية) 4/ 258 و 9/ 350 و 12/ 222 و 20/ 251 و 37/ 413 و 38/ 578 و 39/ 21، 32، والمغني في الضعفاء 2/ 545 رقم 5216، وميزان الاعتدال 3/ 449 رقم 7114، ومعرفة القراء الكبار 1/ 231 (نشره: محمد سيد جاد الحق) ، ولسان الميزان 5/ 23، 24 رقم 89، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 4/ 62، 63 رقم 1259.
[3] انظر عنه في: معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 160، والفوائد المنتقاة للعلوي (بتحقيقنا)(20/429)
فيل الأنطاكي، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وآخرون.
فروى الجلّاب عنه قال: ثنا داود بْن الجرّاح، ثُمَّ ذكر حديثًا مُنْكَرًا فِي ذكر المهديّ. لكن من أقصر الجلّاب فقال: هَذَا حديث باطل، ومحمد لم يسمع من دَاوُد ولا رآه. وكان مع هَذَا غاليًا فِي التّشيُّع.
قلت: آخر من روى عَنْهُ بالإجازة الطَّبَرَانِيّ.
536- محمد بْن إدريس بْن المُنْذِر بْن دَاوُد بن مهران [1] .
أبو حاتم الغطفانيّ الحنْظليّ الرَّازيّ الحافظ. أحد الأئمّةِ الأعلام.
وُلِدَ سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كتبتُ الحديث سنة
__________
[43،) ] وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 33/ 40، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 395، 396 رقم 1175.
[1] انظر عن (محمد بن إدريس الرازيّ) في:
مسند أبي عوانة 1/ 293، 402 و 2/ 199، 367، وتقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل 1/ 349- 375، والجرح والتعديل 7/ 204 رقم 1133، وذكر أخبار أصبهان 2/ 201، والثقات لابن حبّان 9/ 137، وتاريخ جرجان للسهمي 47، 153، 266، 301، 304، 341، 363، 374، 411، 412، 440، 486، 487، 513، 520، 539، والسابق واللاحق 323، وتاريخ بغداد 2/ 73- 77 رقم 455، والرحلة في طلب الحديث 213- 216، ورجال الطوسي 512، والفهرست، له 178 رقم 629، وطبقات الحنابلة 1/ 284- 286 رقم 390، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 473، و (مخطوطة الظاهرية) 15/ 24 ب- 28 ب، والمستدرك على الصحيحين 1/ 71، والمعجم المشتمل لابن عساكر 224 رقم 755، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 123، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 25، والمنتظم 5/ 107، 108 رقم 255، والكامل في التاريخ 7/ 439، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1163، 1164، وتذكرة الحفاظ 2/ 567- 569، والعبر 2/ 58، وسير أعلام النبلاء 13/ 247- 263 رقم 129، والمعين في طبقات المحدّثين 99 رقم 1120، ودول الإسلام 1/ 167، والبداية والنهاية 11/ 59، ومرآة الجنان 2/ 192، والوافي بالوفيات 2/ 183 رقم 539، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 299- 30، وغاية النهاية 2/ 97 رقم 2841، وتاريخ الخميس 2/ 383، وتهذيب التهذيب 9/ 31- 34 رقم 40، وتقريب التهذيب 2/ 143 رقم 32، وطبقات الحفاظ 255، وتاريخ الخلفاء 367، وخلاصة تذهيب التهذيب 326، وشذرات الذهب 2/ 171، وهدية العارفين 2/ 19، والأعلام 6/ 250، ومعجم المؤلفين 9/ 35، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 391، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 111- 115 رقم 1321.(20/430)
تسعٍ وثمانين وأنا ابنُ عشر سنوات.
سمع: عَبْد الله بْن مُوسَى، وأبا نُعَيْم، وطبقتهما بالكوفة، ومحمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، والأصمعيّ، وطبقتهما بالبصرة، وعفّان، وهوذة بْن خليفة، وطبقتِهِما ببغداد، وأبا مسهر، وأبا الجماهر محمد بْن عُثْمَان، وطبقتهما بدمشق، وأبا اليمان، ويحيى الوُحَاظيّ، وطبقتهما بحمص، وسعيد بْن أبي مريم، وطبقته بمصر، وخلْقًا بالنواحي الثّغور.
وتردَّد فِي الرحلة زمانًا.
قَالَ ابنه: سمعتُ أبي يقول: أول سنة خرجت فِي طلب الحديث أقمت (سبْع) [1] سنين. أحصيت ما مشيت على قدميّ زيادةً على ألف فرسخ، ثُمَّ تركت العدد بعد ذلك. وخرجت من البحرين إِلَى مصر ماشيًا، ثُمَّ إِلَى الرْملة ماشيًا، ثُمَّ إِلَى دمشق، ثُمَّ إِلَى أنطاكية، ثُمَّ إِلَى طَرَسُوس. ثُمَّ رجعت إِلَى حمص، ثُمَّ منها إِلَى الرَّقَّةِ، ثُمَّ ركبتُ إِلَى العراق. كلّ هَذَا وأنا ابنُ عشرين سنة [2] .
دخلت الكوفة فِي رمضان سنة ثلاث عشرة [3] .
قلت: أدرك عُبَيْد الله قبل موته بشهرين.
قَالَ: وجاءنا نعي أبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ وأنا بالكوفة. ورحلتُ مرّةً ثانية سنة اثنتين وأربعين ومائتين، ورجعت إِلَى الرِّيّ سنة خمسٍ وأربعين.
وحججتُ رابع حجَّةٍ سنة خمسٍ وخمسين [4] .
قَالَ: وفيها حجّ ابني عَبْد الرَّحْمَن، وحزرت ما كتبت عن ابنِ نُفَيْل يكون نحوًا من أربعة عشر ألفًا [5] . وكتب محمد بْن مُصّفَّى عنّي جزءًا انتخبه.
قلت: وحدَّث عَنْهُ من شيوخه: الصّفّار، ويونس بن عبد الأعلى،
__________
[1] «سبع» ساقطة من: تاريخ بغداد 2/ 74.
[2] تقدمة المعرفة 1/ 360.
[3] في الأصل: «ثلاث وعشرين» ، والتصحيح من: تقدمة المعرفة.
[4] تقدمة المعرفة 1/ 361.
[5] التقدمة 1/ 363.(20/431)
وعَبْدة بْن سُلَيْمَان المَرْوَزِيُّ، ومحمد بْن عوف الحمصيّ، والربيع بْن سُلَيْمَان المراديّ.
ومن أقرانه: أبو زُرْعة الرَّازيّ، وأبو زُرْعة الدمشقيّ.
ومن أصحاب السُّنَنَ: د. ن.، وقِيلَ خ. وق. رويا عَنْهُ ولم يصحّ، وأبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وابن صاعد، وأبو عوانة، والقاضي المحامليّ، وأبو الْحَسَن عليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان صاحب ابنِ ماجه، وأبو عَمْرو محمد بن أحمد بن حكيم المدينيّ، ومحمد بن مخلد العطار، والحسين بن عياش القطان، وحفص بن عمر الأردبيلي، وسليمان بن يزيد القاضي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وبكر بن محمد المروزي الصيرفي، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، وأبو حامد أحمد بْن عليّ بْن حَسْنَوية المقرئ التاجر، وخلق كثير.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم [1] : قَالَ لي مُوسَى بْن إِسْحَاق القاضي: ما رَأَيْت أحفظ من والدك.
وقَالَ أَحْمَد بْن سَلَمَةَ الحافظ: ما رَأَيْت بعد إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن يحيى، أحفظ للحديث من أبي حاتم، ولا أعلم بمعانيه [2] .
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعت يُونُس بْن عَبْد الأعلى يقول: أبو زُرْعة وأبو حاتم إماما خُراسان. بقاؤهما صلاحٌ للمسلمين [3] .
وقَالَ هبة الله اللّالكائيّ: أبو حاتم إمام حافظ ثَبْت.
وقَالَ النَّسائيّ: ثقة [4] .
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كنتُ أذاكر أَبَا زُرْعة، فقال لي:
يا أَبَا حاتم قلَّ من يفهم هَذَا من واحدٍ واثنتين، فَمَا أقلّ من يُحسن هَذَا. وربُما أتيتك فِي شيء وأبقى إِلَى أن ألتقي معك، لا أجد من يشفيني [5] .
__________
[1] في الجرح والتعديل 7/ 204.
[2] تاريخ بغداد 2/ 75.
[3] تاريخ بغداد 2/ 76.
[4] تاريخ بغداد 2/ 77.
[5] تاريخ بغداد 2/ 76.(20/432)
وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْهَمْدَانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ يَقُولُ: قَالَ لِي أَبُو زُرْعَةَ: تَرْفَعُ يَدَيْكَ فِي الْقُنُوتِ؟
قُلُتْ: لا، أَفَتَرْفَعُ أَنْتَ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: مَا حُجَّتُكَ؟
قَالَ: حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ.
قُلْتُ: رَوَاهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ.
قَالَ: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قُلْتُ: رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ.
قَالَ: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قُلْتُ: رَوَاهُ عَوْفٌ.
قَالَ: فَمَا حُجَّتُكَ فِي تَرْكِهِ.
قُلْتُ: حَدِيثُ أَنَسٍ «أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الدُّعَاءِ إِلا فِي الاسْتِسْقَاءِ» . فَسَكَتَ أَبُو زُرْعَةَ [1] .
قُلْتُ: قَدْ ثَبُتَتْ عِدَّةُ أَحَادِيثَ فِي رَفْعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، وَأَنَسٌ حَكَى بِحَسَبِ مَا رَآهُ مِنْهُ.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعتُ أبي يقول: قلت على باب أبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ: من أغرب عليّ حديثًا صحيحًا فَلَه عليَّ درهم يتصدق به. وكان ثَمَّ خلقٌ، أَبُو زُرْعة فَمَنْ دونه، وإنّما كان مرادي أن يُلْقى عليَّ ما لم أسمع به.
فيقولون هُوَ عند فلان، فأذهب فأسمعه، فلم يتهيَّأ لأحدٍ أن يُغْرب عليَّ حديثًا [2] .
وسمعت أبي يقول: كان محمد بْن يزيد الأسفاطيّ قد ولع بالتفسير وبحفظه، فقال يومًا: ما تحفظون فِي قوله تعالى: فَنَقَّبُوا في الْبِلادِ 50: 36 [3]
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 76.
والحديث، أخرجه البخاري في الاستسقاء 2/ 429 باب رفع الإمام يده في الاستسقاء، ومسلم (895/ 7) .
[2] تاريخ بغداد 2/ 75.
[3] سورة ق، الآية 36.(20/433)
فسكتوا. فقلت: ثنا أبو صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن ابنِ عَبَّاس قَالَ: ضربوا فِي البلاد [1] .
وسمعت أبي يقول: قدِم محمد بْن يحيى النَّيْسابوريّ الرِّيّ. فألقيت عليه ثلاثة عشر حديثًا من حديث الزُّهْرِيّ، فلم يعرف منها إلّا ثلاثة أحاديث [2] .
قلت: إنما ألقى عليه من حديث الزّهريّ، لأنّ محمد كان إليه المنتهى فِي معرفة حديث الزُّهْرِيّ، قد جمعه وصنَّفه وتتبّعه حَتَّى كان يُقَالُ له الزّهر.
قَالَ: وسمعت أبي يقول: وبقيت بالبصرة سنة أربع عشرة ثمانية أشهرُ، فجعلت أبيع ثيابي حَتَّى نفدت. فمضيت مع صديق لي أدور على الشّيوخ، فانصرف رفيقي العشِيّ، ورجعت فجعلت أشرب الماء من الجوع. ثُمَّ أصبحت، فغدا عليّ رفيقي، فطفت معه على جوعٍ شديد، وانصرفت جائعًا.
فَلَمَّا كان من الغد، غدا عليّ فقلت: أَنَا ضعيف لا يُمكنني. قَالَ: ما بك؟
قلت: لا أكتمك، مضى يومان ما طُعِمت فيهما شيئًا.
فقال: قد بقي معي دينار، فنصفه لك، ونجعل النصف الآخر فِي الكراء.
فخرجنا من البصرة، وأخذت منه النّصف دينار.
سمعت أبي يقول خرجنا من المدينة من عند دَاوُد الجعفريّ، وصرنا إِلَى الجار، فركبنا البحر، فكانت الريح فِي وجوهنا، فبقينا فِي البحر ثلاثة أشهر وضاقت صدورنا، وفني ما كان معنا. وخرجنا إِلَى البرّ نمشي أيّامًا حَتَّى فني ما تبقي معنا من الزّاد والماء. فمشينا يومًا لم نأكل ولم نشرب، واليوم الثاني كمثل، ويوم الثالث. فَلَمَّا كان المساء صلّينا وألقينا بأنفسنا. فَلَمَّا أصبحنا فِي اليوم الثالث جعلنا نمشي على قدَر طاقتنا. وكنّا ثلاثة، أنا، وشيخ نَيْسابوريّ، وزهير المَرْوَزِيُّ. فسقط الشَّيْخ مغشيًّا عليه، فجئنا نحرّكه وهو لا يعقل. فتركناه ومشينا قدر فرسخ، فضعفت وسقطت مغشيّا عليّ، ومضى صاحبي يمشي، فرأى من بعيدٍ قومًا قرِّبوا سفينتهم من البرّ ونزلوا على بئر موسى فلمّا عاينهم لوّح
__________
[1] تقدمة المعرفة 1/ 357.
[2] تقدمة المعرفة 1/ 358.(20/434)
بثوبه إليهم فجاءوا معهم ماء، فسقوه وأخذوا بيده، فقال لهم: الحقوا رفيقين لي، فَمَا شعرت إلّا برجلٍ يَصُبُّ الماء على وجهي، ففتحت عينيّ، فقلت:
اسقني. فصبَّ من الماء فِي مشربة قليلًا، فشربت ورجعت إِلَيّ نفسي. ثُمَّ سقاني قليلًا وأخذ بيدي، فقلت: ورائي شيخ مُلقى. فذهب جماعةٌ إليه. وأخذ بيدي وأنا أمشي وأجرَّ رجلي، حَتَّى إذا بلغت عند سفينتهم وأتوا بالشيخ، وأحسنوا إليه، فبقينا أيّامًا حَتَّى رَجَعت إلينا أنفُسُنا. ثُمَّ كتبوا لنا كتابًا إِلَى مدينة يُقَالُ لها راية، إِلَى واليهم. وزوّدونا من الكعك والسَّوِيق والماء. فلم نزل نمشي حَتَّى نفد ما كان معنا من الماء والقُوت، فجعلنا نمشي جياعًا على شاطئَ البحر، حَتَّى دُفِعنا إِلَى سُلْحُفاةٍ مثل الفرس. فعمدنا إلي حجر كبير، فضربنا على ظهرها فانفلق، فإذا فِيهِ مثل صُفْرة البيض، فحسيناه حَتَّى سكت عنّا الجوع، حَتَّى توصلنا إِلَى مدينة الرّاية وأوصلنا الكتاب إِلَى عاملها.
فأنزلنا فِي داره. وكان يُقَدّمُ إلينا كل يوم القَرْع، ويقول لخادمه: هات لهم اليَقْطِين الْمُبَارَك. فيُقَدِّمه مع الخُبز أيّامًا. فقال واحد منّا: ألا تدعو باللّحم المشئوم. فسمع صاحب الدّار، فقال: أَنَا أحسن الفارسية فَإِنّ جدّتي كَانَتْ هَرَويّة. وأتانا بعد ذلك باللّحْم. ثُمَّ زوَّدنا إِلَى مصر [1] .
سمعتُ أبي يقول: لا أُحصي كم مرّةٍ سرت من الكوفة إِلَى بغداد [2] .
تُوُفِّيَ أبو حاتم فِي شعبان سنة سبْعٍ وسبعين، وله اثنان وثمانون سنة.
قال: وأنشدني أبو محمد الإياديّ فِي أبي مَرْثيَّةً بقصيدة طويله أوّلها:
أَنَفْسي ما لك لا تجزعينا ... وعيني ما لك لا تدمعينا
ألم تسمعي بكسوف العلو ... م فِي شهر شعبانَ محقًا مبينا
ألم تسمعي خبر المرتضى ... أبي حاتم أعلم العالمينا [3]
__________
[1] تقدمة المعرفة 1/ 364- 366.
[2] تقدمة المعرفة 1/ 367.
[3] تقدمة المعرفة 1/ 369.(20/435)
537- محمد بْن إدريس بْن عُمَر [1] .
أبو بَكْر الْمَكِّيّ، ورّاق أبي بَكْر الحُمَيْديّ.
يروي عن: أبي عاصم النبيل، وأبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وخلّاد بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم.
وهو أقدم وفاةً من أبي حاتم بقليل.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق [2] .
538- محمد بن أزهر [3] .
أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الكاتب.
سمع: أَبَا نُعَيْم، وأبا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بْن خُزَيْمَة، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
تُوُفِّيَ فِي بغداد فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وسبعين.
539- محمد بن إِسْرَائِيل [4] .
أبو بَكْر الْجَوْهريّ.
عن: عَمْرو بْن حكّام، ومحمد بْن سابق.
وعنه: ابنُ صاعد، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
وَتُوُفِّيَ سنة تسعٍ أيضا.
540- محمد بن إسحاق [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن إدريس) في:
الجرح والتعديل 7/ 204 رقم 1131، والثقات لابن حبّان 9/ 137، 138.
[2] وقال: كتبت عنه بمكة. وقال ابن حبّان: «مستقيم الأمر في الحديث» .
[3] انظر عن (محمد بن أزهر) في:
تاريخ بغداد 2/ 83، 84 رقم 465.
[4] انظر عن (محمد بن إسرائيل) في:
تاريخ بغداد 2/ 87 رقم 471.
[5] انظر عن (محمد المسوحي) في:(20/436)
أبو جَعْفَر الإصبهانيّ المُسُوحيّ، نزيل همدان.
عن: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وأبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، وجماعة.
وكان من الحُفّاظ.
وعنه: عليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وابن أبي حاتم [1] .
541- محمد بْن إِسْحَاق البغويّ.
روى عن: أبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، وخالد بن خداش.
وعنه: محمد بن أحمد بن يعقوب، وقتيبة، والطيالسي.
ثقة.
542- محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ القرشي [2] .
أبو جعفر مولى المهدي. بغدادي نزل مكة.
سمع: روح بن عبادة، وأبا أسامة، وأبا داود الحفري، وحجاج بن محمد، وطائفة.
وعنه: د.، وابن صاعد، وابن أبي حاتم، وعبد الله بْن الْحَسَن بْن بُنْدار، وجماعة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم [3] : صدوق.
وقَالَ غيره: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ وسبعين، وقد قارب السّبعين. وكان من كبار المحدّثين.
__________
[ () ] الجرح والتعديل 7/ 196 رقم 1102.
[1] وقال: كتبت عنه وهو صدوق.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
الجرح والتعديل 7/ 190 رقم 1084، والثقات لابن حبّان 9/ 133، وتاريخ بغداد 2/ 38، 39 رقم 431، والسابق واللاحق 180، والمنتظم 5/ 104 رقم 238، والمعجم المشتمل 227 رقم 764، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1173، والمعين في طبقات المحدّثين 99 رقم 1121، وتهذيب التهذيب 9/ 58 رقم 57، وتقريب التهذيب 2/ 145 رقم 47، وخلاصة تذهيب التهذيب 327.
[3] في الجرح والتعديل، وقال: سمعت منه بمكة.(20/437)
543- محمد بْن إِسْمَاعِيل [1] .
أبو عبد الله الْبَغْدَادِيّ الدُّولابيّ.
عن: أبي النَّضر هاشم بْن القاسم، ومنصور بْن سَلَمَةَ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وأبو عَمْرو بْن السّمّاك.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.
وثّقه الخطيب.
وله رحلة. لقي أبي اليمان، ونحوه.
544- محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن بشير.
أبو عبد الله الْبُخَارِيّ المَيْدانيّ.
عن: أبي نُعَيْم، والقعنبي، وسعيد بْن مَنْصُور، وصدقة بْن الفضل المَرْوَزِيُّ، وجماعة.
وعنه: أبو عصمة أَحْمَد بْن محمد، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
545- محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن يوسف [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 2/ 38 رقم 430.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل الترمذي) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 77، 202، 318 و 3/ 17، والجرح والتعديل 7/ 190، 191 رقم 1085، وحديث خيثمة الأطرابلسي 26، 102، وفضائل الصحابة لخيثمة (مخطوطة الظاهري) 107 أ، ومسند أبي عوانة 1/ 302، 2/ 311، والثقات لابن حبّان 9/ 150، 151، مات سنة 275 أو قبلها وبعدها بقليل، وتاريخ بغداد 2/ 42- 44 رقم 435، وطبقات الحنابلة 1/ 279، 280 رقم 388، والكامل في التاريخ 7/ 265، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1174، وتذكرة الحفاظ 2/ 604، 605، والعبر 2/ 64، والكاشف 3/ 20 رقم 4799، ودول الإسلام 1/ 169، والمعين في طبقات المحدّثين 99 رقم 1124، وسير أعلام النبلاء 13/ 242، 243، رقم 123، والبداية والنهاية 11/ 69، والوافي بالوفيات 2/ 212 رقم 600، وغاية النهاية 2/ 102 رقم 2862، وتهذيب التهذيب 9/ 62، 63، وتقريب التهذيب 2/ 145 رقم 54، وطبقات الحفّاظ 263، وخلاصة تذهيب التهذيب 328، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 104، 105، وشذرات الذهب 2/ 176.(20/438)
أبو إِسْمَاعِيل السّالميّ التّرمِذيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ الحافظ.
رحل وطوف وجمع وصنّف.
سمع: محمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وأبا نُعَيْم، وقبيصة، وسعيد بْن أبي مريم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبا بَكْر الحُمَيْديّ، وسليمان ابنَ بِنْت شُرَحْبيل، والحسن بْن سوّار البَغَويّ، وإسحاق الفرويّ، وخلقًا كثيرًا.
وعنه: ق. ن.، وموسى بْن هارون، والفريابي، وإسماعيل الصّفّار، وخيثمة الأطْرابُلُسيّ، وأبو سهل القطّان، وأبو بكر الشافعي، وأبو بَكْر النّجّاد، وأبو عبد الله بْن محرَّم، وخلْق.
قَالَ النَّسائيّ: ثقة [1] .
وقَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة صدوق. تكلَّم فِيهِ أبو حاتم [2] .
وقَالَ الخطيب [3] : فَهِمًا مُتْقِنَا، مشهورًا بمذهب السنة [4] .
وقَالَ ابنُ المنادي: تُوُفِّيَ فِي رمضان سنة ثمانين.
546- محمد بْن أصْبَغ بْن الفَرَج.
أبو عبد الله المصريّ المالكيّ. أحد الأئمّة.
تفقّه على والديه.
ومات بمصر فِي شعبان سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
547- محمد بْن بسّام بْن بَكْر [5] .
أبو بَكْر الْجُرْجانيّ.
كان يسكن قرية هَيّانة بالقرب من جرجان.
__________
[1] المعجم المشتمل 228.
[2] فقال: سمعت منه بمكة، وتكلّموا فيه.
[3] في تاريخه 2/ 42.
[4] وقال النسائي: ثقة. وقال أبو بكر الخلّال: رجل معروف ثقة كثير العلم، متفقّه. وقال عمر بن إبراهيم: صدوق مشهور بالطلب.
[5] انظر عن (محمد بن بسام) في:
تاريخ جرجان للسهمي 376 رقم 629، وص: 131، 164، 216، 359، 424، 445، 474، 520.(20/439)
رحل وروى عن: القَعْنَبيّ، ومحمد بْن كثير، وجماعة.
وكان عنده «المُوَطّأ» عن القَعْنَبيّ.
وروى عَنْهُ: كُمَيْلُ بْن جَعْفَر، وأبو نُعَيْم بْن عديّ، وغيرهما.
وذكر أبو نُعَيْم قَالَ: خرجنا إليه أربعين نفسًا، فأقمنا عنده شهرين، وكانت مئونتنا ومئونة دوابّنا عليه.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.
548- محمد بْن بِشْر بْن شريك النَّخَعي الكوفيّ [1] .
ضعيف.
لقبُه حَمْدان.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.
549- محمد بْن بَكْر.
أبو حَفْص الفارسي، ثُمَّ الْمَوْصِلِيّ، الزّاهد.
عن: أبان بن سُفْيَان، وغسان بْن الرَّبِيع، وأحمد بْن يُونُس، ومسدّد بْن مُسَرْهَد، وطبقتهم.
وعنه: أبو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن صَدَقَة، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة نيِّفٍ وسبعين.
550- محمد بْن جَابِر.
أبو عبد الله المَرْوَزِيُّ الحافظ.
عن: حِبّان بن مُوسَى، وأحمد بْن حنبل، وهُدْبَة بْن خَالِد، وطبقتهم.
وعنه: أبو عبد الله الْبُخَارِيّ فِي تاريخه، وهو أكبر منه، وأبو العبّاس محمد ابن أَحْمَد بْن محبوب.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن بشر) في:
ميزان الاعتدال 3/ 491 رقم 7273، والمغني في الضعفاء 2/ 559 رقم 5230، ولسان الميزان 5/ 94 رقم 309.(20/440)
551- محمد بْن الْجَهْم [1] .
أبو عبد الله السِّمَّريّ الكاتب الأديب، تلميذ يحيى الفرّاء وروايته.
سمع: عبد الوهاب بن عطاء، ويزيد بن هارون، وجعفر بْن عون، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد، وطائفة.
وعنه: مُوسَى بْن هارون، وأبو بَكْر بْن مجاهد، وإسماعيل الصّفّار، وأبو سهل القطّان، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وآخرون.
وقَالَ الدّار الدّارَقُطْنِيّ: ثقة [2] .
قلت: مات فِي جُمَادَى الآخرة سنة سبْعٍ وسبعين، وله تسع وثمانون سنة.
قَالَ الدّانيّ: أَخَذَ القراءة عَرضًا عن: عابد بْن أبي عابد صاحب حَمْزَةَ، وسمع الحروف من: خلف بْن هشام، وسليمان بْن دَاوُد الهاشميّ.
روى عَنْهُ القراءة: ابنُ مجاهد، وجماعة.
وكان من أئمّة العربية، العارفين بها.
552- محمد بن الحسن بن سعيد [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الجهم) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 54 وف/ 425 و 3/ 48، 176، وبغداد لابن طيفور 174، وتاريخ الطبري 8/ 665، والثقات لابن حبّان 9/ 149، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 244، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 41، 42، وأمالي المرتضى 1/ 182، 197، وثمار القلوب 365، والعقد الفريد 4/ 235 و 6/ 177، 197، 231، 245، والزاهر للأنباري 1/ 296، 524 و 2/ 298، 354، والمحمدون من الشعراء 253، وتاريخ بغداد 2/ 161 رقم 588، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 245، والمنتظم 5/ 108، 109 رقم 256، ومعجم الأدباء 18/ 109، 110 رقم 28، واللباب 2/ 562، ونزهة الألبّاء 48، 77، 81، 194، 215 (224) ، 230، وسير أعلام النبلاء 13/ 163، 164 رقم 97، والوافي بالوفيات 2/ 313، 314 رقم 756، وغاية النهاية 2/ 113 رقم 2907، ولسان الميزان 5/ 110، 111 رقم 372.
[2] وزاد: صدوق. (تاريخ بغداد 2/ 161) .
وقال عبد الله بن أحمد: صدوق، ما أعلم إلا خيرا.
[3] انظر عن (محمد بن الحسن) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 58، 81، وذكر أخبار أصبهان 2/ 212 و 230، 231، وتاريخ بغداد 2/ 183، 184 رقم 595.(20/441)
أبو جَعْفَر الإصبهانيّ.
قدم بغداد، وحدَّث عن: بَكْر بْن بكّار، وغيره.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وجماعة.
وكان موثَّقًا [1] .
553- محمد بْن الْحُسَيْن بْن مُوسَى بْن أبي الحُنَيْن [2] .
أبو جَعْفَر الحنفيّ الكوفيّ المحدِّث صاحب «المُسْنَد» .
وقع لنا بعض مسنده عاليًا.
سمع: عَبْد الله بْن مُوسَى، وأبا غسّان مالك بْن إِسْمَاعِيل، وأبا نُعَيْم، وعبد الله بْن مُسْلِم القَعْنَبيّ، وكان عنده عَنْهُ «الموطّأ» [3] .
وعنه: ابنُ مَخْلَد، والقاضي المَحَامِليّ، وعثمان بْن السّمّاك، وأبو سهل ابنُ زياد، ومُكْرَم القاضي، ومحمد بْن عليّ بْن دُحَيم الكوفي، وجماعة.
وثّقه الدّار الدّارَقُطْنِيّ [4] ، وغيره [5] .
ومات سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين.
554- محمد بن حمّاد [6] .
__________
[1] وثّقه الخطيب. وقال أبو نعيم: قديم الموت.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين الحنفي) في:
مسند أبي عوانة 1/ 185 و 2/ 84، 116، 164، 327، والجرح والتعديل 7/ 230 رقم 1263، والثقات لابن حبّان 9/ 152، وتاريخ بغداد 2/ 225، 226 رقم 674، والمنتظم 5/ 109 رقم 257، واللباب 1/ 398، والعبر 2/ 58، وسير أعلام النبلاء 13/ 243، 244 رقم 124، وشذرات الذهب 2/ 171.
[3] تاريخ بغداد 2/ 225.
[4] فقال: صنّف مسندا وحدّث به، كان ثقة صدوقا.
[5] وقال ابن أبي حاتم: كتبنا بعض فوائده سنة ست وخمسين ومائتين، ولم يقدّر لنا السماع منه، وعمّر بعدنا، وهو صدوق.
[6] انظر عن (محمد بن حماد) في:
الجرح والتعديل 7/ 240 رقم 1320، والثقات لابن حبّان 9/ 129، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 206، وتاريخ بغداد 2/ 271، 272 رقم 742، والأنساب 9/ 104، والمعجم المشتمل 236 رقم 803، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1189، والكاشف 3/ 31 رقم 4879، ودول الإسلام 1/ 195، والمعين في طبقات المحدّثين 99 رقم 1128، وتهذيب التهذيب 9/ 124- 126 رقم(20/442)
أبو عبد الله الطِّهْرانيّ [1] الرَّازيّ المحدِّث، نزيل عسقلان. رحّال جوَّال.
سمع: عَبْد الرّزّاق، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأبا عاصم، وعُبَيْد الله بْن عَبْد المجيد الحنفيّ، وخلْقًا من طبقتهم.
وعنه: ق.، وإبراهيم بْن أبي ثابت، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم ووثّقه.
وقَالَ [2] : كتبت عنه بالرّيّ، وبغداد، والإسكندريّة.
وقال الدّار الدّارقطنيّ: ثقة [3] .
وقال ابن عديّ: سمعت مَنْصُور الفقيه يقول: لم أرَ من الشيوخ أحدًا، فأحببت أن أكون مثلهم، يعني فِي الفضل، غير ثلاثة أنفُس، أوَّلهم محمد بْن حمّاد الطِّهْرانيّ.
تُوُفِّيَ الطِّهْرانيّ بعسقلان، سنة إحدى وسبعين [4] فِي ربيع الآخر، وقد نَيَّف على الثَّمانين.
555- محمد بْن خَالِد بْن يزيد [5] .
أبو بَكْر الشَّيْبانيّ القُلُوصُيّ الرَّازيّ.
سمع: أَحْمَد بْن حنبل، وهشام بن عمّار، وابن أبي الحواري، وجماعة كثيرة.
وأكثر التَّرْحال ونزل نَيْسابور.
روى عَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وإسحاق بْن أَحْمَد الفارسيّ، والحسن بْن يعقوب البخاريّ، وآخرون.
__________
[175،) ] وتقريب التهذيب 2/ 155 رقم 154، وخلاصة تذهيب التهذيب 333.
[1] الطّهراني: بالطاء المهملة، نسبة إلى طهران. وفي بعض المصادر وردت: «الظهرانيّ» بالظاء المعجمة.
[2] في الجرح والتعديل 7/ 240.
[3] تاريخ بغداد 2/ 272.
[4] وقع في «الكاشف» 3/ 31 أنه توفي سنة 221، وهو غلط.
[5] انظر عن (محمد بن خالد) في:
تاريخ الطبري 9/ 164، 303، 326، والجرح والتعديل 7/ 244، 245 رقم 1344.(20/443)
قَالَ ابنُ أبي حاتم [1] : كان صدوقًا.
556- محمد بْن خُزَيْمَة بْن راشد [2] .
أبو عَمْرو الْبَصْرِيّ.
حدّث بالدّيار المصرية عن: محمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وحجّاج بن مِنْهال، وجماعة.
روى كُتُب حَمَّاد بْن سَلَمَةَ.
روى عَنْهُ: ابنُ جوصا، والطَّحاويّ.
وأدركه الموت بالإسكندرية فِي جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وسبعين ومائتين.
أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ: أنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يوسف: أنا أحمد ابن محمد الْحَافِظُ، أنا محمد بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ ببغداد قالوا: ثنا الحسن بن أحمد البزّار: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زُفَرَ الْمِصْرِيُّ الشَّاعِرُ مِنْ حِفْظِهِ: ثنا محمد بْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ:
حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشُّرْطَةِ [3] مِنَ الأَمِيرِ» ، يَعْنِي يَنْظُرُ فِي أُمُورِهِ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [4] ، عَنْ محمد بن غسّان الأنصاريّ [5] .
557- محمد بن خليفة [6] .
__________
[1] في الجرح والتعديل، وقال: كتبت عنه بالريّ.
[2] انظر عن (محمد بن خزيمة) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 123.
[3] في الصحيح: «صاحب الشرط» .
[4] في الأحكام 8/ 108 باب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الّذي فوقه، وأخرجه الترمذي في المناقب (3939) مناقب قيس بن سعد بن عبادة، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث الأنصاري.
[5] وقال ابن حبّان عن محمد بن خزيمة: مستقيم الحديث.
[6] انظر عن (محمد بن خليفة) في:
تاريخ بغداد 5/ 251، 252 رقم 2740.(20/444)
أبو جَعْفَر الدَّيْرعاقُوليّ.
عن: أبي نُعَيْم، وعفّان بْن مُسْلِم.
وعنه: أبو سهل القطّان، وغيره.
توفّي سنة ستّ أيضا.
قال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: ثقة صدوق [1] .
558- محمد بْن راشد الصُّوريّ [2] .
عن: يحيى البابْلُتّيّ.
وعنه: الطَّبَرَانِيّ.
559- محمد بْن الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان المُراديّ الْمَصْرِيّ.
حدّث عن: يحيى بْن بُكَيْر، وغيره.
ولم تَطُلْ حياتُه بعد أَبِيهِ.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.
560- محمد بْن سَعْد بْن محمد بْن الحَسَن بْن عطية العَوْفيّ [3] .
أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ. من بيت الحديث والعلم.
سمع: أَبَاه، ويزيد بْن هارون، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، ورَوْح بْن عُبَادة، وعُبَيْد الله بْن بُكَيْر.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وأحمد بْن كامل، وعُبَيْد الله الخراسانيّ، وجماعة.
قَالَ الحاكم: سَأَلت الدّارَقُطْنِيّ عنه، فقال: لا بأس به [4] .
__________
[1] تاريخ بغداد، وليس فيه «ثقة» ، وقال الخطيب: رواياته مستقيمة.
[2] انظر عن (محمد بن راشد الصوري) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 8 وهو: محمد بن أحمد بن راشد، والأنساب (المصوّر) 357 ب، ونسخة عوّامة 8/ 107، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 72، 73 رقم 1279.
[3] انظر عن (محمد بن سعد العوفيّ) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 53، 106 و 2/ 328، وتاريخ بغداد 5/ 322، 323 رقم 2845.
[4] تاريخ بغداد 5/ 323، وقال الخطيب: وكان ليّنا في الحديث.(20/445)
تُوُفِّيَ أبو جَعْفَر فِي ربيع الآخر سنة ستٍّ وسبعين.
561- محمد بْن سُلَيْمَان المِنْقَريّ الْمَصْرِيّ.
حدّث بالشّام عن: سُلَيْمَان بْن حرب، وأبي عُمَر الحَوْضيّ، ومسدَّد.
وعنه: محمد بن زبر القاضي، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة، وآخرون.
562- محمد بن سلمة.
من شيوخ الحنفية.
عاش نيفا وثمانين سنة. ومات سنة ثمان وسبعين.
563- محمد بن سنان بن يزيد [1] .
أبو الحسن البصري القزاز، صاحب «جزء القرآن» .
سمع: عُمَر بْن يُونُس، ورَوْح بْن عُبَادة، ومحمد بْن بَكْر البُرْسانيّ، وأبا عامر العقديّ، وجماعة.
وعنه: المَحَامِليّ، وابن صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وجماعة.
رماه أبو داود بالكذب.
وأمّا الدّار الدّارَقُطْنِيّ فقال: لا بأس به [2] .
تُوُفِّيَ ببغداد فِي رجب سنة إحدى وسبعين. وكان أخوه يزيد بن سنان من شيوخ مصر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سنان) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 145، وتاريخ الطبري 1/ 17، 39، 87، 121، 156، 259، 266، 276 و 2/ 156 و 4/ 429 و 5/ 157، والثقات لابن حبّان 9/ 133، والجرح والتعديل 7/ 279، والمستدرك على الصحيحين 1/ 180، 222، وتاريخ بغداد 5/ 343- 346 رقم 2860، وتهذيب الكمال 243 رقم 838، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1206، 1207، والكاشف 3/ 45 رقم 4967، وتذكرة الحفاظ 2/ 579، وتهذيب التهذيب 9/ 206، 207 رقم 323، وتقريب التهذيب 2/ 167 رقم 283، وخلاصة تذهيب التهذيب 339، وكشف الظنون 589، وهدية العارفين 2/ 18، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 228.
[2] تاريخ بغداد 5/ 343.(20/446)
قَالَ ابنُ خداش: محمد بْن سِنَان ليس بثقة [1] .
وقَالَ أبو عُبَيْد الآجُرّيّ: سمعت أَبَا دَاوُد يُطْلق فِي محمد بْن سِنَان الكذِب [2] .
564- محمد بْن سهل.
أبو الفضل العَتَكيّ الهَرَويّ.
عن: خلّاد بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: محمد بن الحسن المحمدآباذيّ النَّيْسابوريّ، ومحمد بْن وصيف الفاميّ.
565- محمد بْن شاذان القاضي [3] .
أبو بَكْر الْبَصْرِيّ، نائب القاضي بكّار وخليفته على قضاء الدّيار المصريّة حين سار إِلَى الشّام.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.
566- محمد بْن شدّاد بْن عِيسَى [4] .
أبو يَعْلَى المسمعيّ المتكلّم المعتزليّ المعروف بزُرْقان.
كان آخر من حدّث عن يحيى بْن سَعِيد القطّان.
وروى عن: أبو زُكَيْر يحيى بْن محمد الْمَدَنِيّ، وعَبّاد بْن صُهَيْب، ورَوْح بْن عُبَادة، وجماعة.
وعنه: الْحُسَيْن بْن صفوان، ومكرم القاضي، وأبو بكر الشّافعيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 345.
[2] تاريخ بغداد 5/ 344.
[3] انظر عن (محمد بن شاذان) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 321، والولاة والقضاة للكندي 512.
[4] انظر عن (محمد بن شداد) في:
تاريخ بغداد 5/ 353 رقم 2872، واللباب 3/ 312، وسير أعلام النبلاء 13/ 148، 149 رقم 79، وتذكرة الحفاظ 2/ 602، وميزان الاعتدال 3/ 579 رقم 7665، والمغني في الضعفاء 2/ 591 رقم 5612، والوافي بالوفيات 3/ 148، 149 رقم 1102، ولسان الميزان 5/ 199 رقم 686.(20/447)
وحديثه من أعلى ما فِي «الغَيْلانيّات» .
قَالَ البرقانيّ: ضعيف جدّا، كان الدّار الدّارَقُطْنِيّ يقول: لا يُكتب حديثه [1] .
وقَالَ الشّافعيّ: تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين.
وقَالَ ابنُ عُقْدة: سنة تسعٍ.
567- محمد بْن صالح [2] .
أبو بَكْر الأنماطيّ الْبَغْدَادِيّ كَيْلَجَة. حافظ حُجّة مشهور.
طوَّف وسمع: عفّان بْن مُسْلِم، وسعيد بْن أبي مريم، ومسلم بن إبراهيم، وطبقتهم.
روى عنه: المحاملي، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار.
قال أبو داود: صدوق.
توفي بمكة سنة إحدى وسبعين.
وقد سماه ابن مخلد في بعض المواضع: أحمد [3] .
وقال النسائي: أحمد بن صالح بغداديّ ثقة.
وقال الدّار الدارقطني كذلك، وزاد فقال: اسمه محمد بن صالح.
وقال الخطيب: هو محمد بلا شك [4] .
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 353.
[2] انظر عن (محمد بن صالح كيلجة) في:
مسند أبي عوانة 1/ 8 و 2/ 179، وتاريخ بغداد 4/ 203 رقم 1889 وفيه: «أحمد بن صالح الصوفي وهو محمد بن صالح بن عبد الرحمن» ، والمعجم المشتمل 48 رقم 42 باسم:
«أحمد بن صالح البغداديّ» ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1211، وتهذيب التهذيب 9/ 226، 227 رقم 356، وتقريب التهذيب 2/ 170 رقم 313، وخلاصة تذهيب التهذيب 341.
[3] تاريخ بغداد 4/ 203.
[4] وقال ابن عساكر: «لم يذكره ابن حنزابة في شيوخه، ولا أبو بكر الخطيب في تاريخه. وذكره أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني فقال: أحمد بن صالح بغدادي ثقة. كيلجة. ويقال:
محمد بن صالح، فإن كان كيلجة فهو محمد بن صالح بن عبد الرحمن أبو بكر الأنماطي. مات في سنة إحدى. ويقال: سنة اثنتين وسبعين ومائتين. وكيلجة لم يدرك أبا زكير» . (المعجم المشتمل 48) .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن قول ابن عساكر- رحمه الله- لم يذكره ابن حنزابة في شيوخه، ولا أبو بكر الخطيب في تاريخه، يوحي بأن الخطيب لم(20/448)
وقال المزني: روى النسائي حديثا، عن أَحْمَد بْن صالح، عن يحيى بْن محمد، عن ابنِ عجلان. فإنّه كان كَيْلَجَة، وقد سقط بينه وبين يحيى بْن محمد بْن زُكَيْر رَجُل. وإن كان يحيى هُوَ الحارثيّ، فقد سقط بينه وبين ابنُ عَجْلان رَجُل.
قلت: بل أقول هو شيخ للنّسائيّ يروي عن أبي زُكَيْر، ولعلّه ابنُ المطيري [1] الحافظ الَّذِي نال منه النَّسائيّ.
568- محمد بْن صالح بْن شُعْبَة [2] .
أبو عبد الله الواسطيّ، ويعرف بكعب الذّارع.
حدّث ببغداد عن: عاصم بْن عليّ، وأبي سَلَمَةَ التَّبُوذكيّ، وجماعة.
وعنه: أبو جَعْفَر بْن البَخْتَرِيّ، وأبو بَكْر بْن مالك الإسكافيّ.
وثقة الخطيب.
ومات سنة ستٍّ وسبعين.
569- محمد بْن صالح التّرمِذيّ.
عن: عُثْمَان بْن أبي شَيْبَة، وهشام بْن عمّار، وطبقتهما.
وعنه: الهيثم بْن كُلَيْب فِي مُسْنَده، وأبو الْعَبَّاس الحبوب.
570- محمد بن عبد الله بن مخلد الأصبهانيّ [3] .
رحل وسمع: محمد بن أبي بَكْر المقدّميّ، وقتيبة بْن سَعِيد، وداود بْن رشيد، وجماعة.
وعنه: أبو الْحَسَن بْن جَوْصا، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مروان الدمشقيان، وجماعة.
__________
[ () ] يذكره مطلقا. مع أنه ذكره في الأحمدين.
[1] في «المنتقى» لابن الملّا «الطبري» وهو تحريف.
[2] انظر عن (محمد بن صالح) في:
تاريخ بغداد 5/ 360 رقم 2882.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله الأصبهاني) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 229، 230.(20/449)
ذكره أبو نُعَيْم وكنّاه أَبَا الْحَسَن، وقَالَ: يُعْرف بورّاق الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان.
تُوُفِّيَ بمصر قبل التّسعين.
قلت: تُوُفِّيَ فِي رجب سنة أربع وسبعين.
571- محمد بْن عَبْد الله بْن الْإِمَام أبي مُسْهِر عَبْد الأعلى بْن مُسْهِر الغسّانيّ الدّمشقيّ.
عن: جده، وأبي الجماهر محمد بن عثمان، وأبي النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، وجماعة.
وعنه: أبو ذَرّ عَبْد الرّبّ بْن محمد بن جوصا، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين عن خمسٍ وتسعين سنة.
572- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى.
أبو عبد الله السَّعْديّ الْبُخَارِيّ.
يروى عن: أبي حفص أَحْمَد بْن حَفْص الْبُخَارِيّ، وحيّان بْن مُوسَى، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.
573- محمد بْن عَبْد الحكم بْن يزيد القِطْريّ [1] .
قيّده الأمير [2] .
سمع: سعيد بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وجماعة.
وعنه: عُثْمَان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وخَيْثَمة الأطْرابُلُسيّ، وابن الأعرابيّ، ومحمد بْن يوسف الهروي.
وقد روى قالون قراءته، وتفرَّد عَنْهُ بلفظة لا تُعرف فِي قراءته. وكان من أهل الرملة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الحكم) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 26 رقم 89، والإكمال لابن ماكولا 7/ 148، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوطة معهد المخطوطات) 5/ 248، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 69.
[2] وجوّده بكسر القاف وسكون الطاء المهملة.(20/450)
574- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يُونُس الرَّقّيّ السّرّاج [1] .
حدّث ببغداد عن: أَبِيهِ، وعَمْرو بْن خَالِد الحرّانيّ، ومحمد بن إسماعيل بن عياش.
روى عنه: محمد بن مخلد، وغيره.
وحدث بدمشق. وروى عنه: ابن جوصا، وخيثمة.
مولده سنة مائتين.
575- محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن صقر بن أمية عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية بْن هشام بْن عبد الملك [2] .
الأمير أبو عبد الله الأموي المرواني الأندلسي، صاحب الأندلس.
كان من خيار ملوك بني أمية، ذا فضل ودين وعلمٍ وفصاحة وإقدام وحزْم وعدْل.
بويع بالإمرة عند موت والده سنة ثمانٍ وثلاثين، فامتدّت أيّامه، وبقي فِي الإمرة خمسًا وثلاثين سنة. وأُمُّه أُمُّ ولد.
وقِيلَ: إنّه كان يتوغّل فِي بلاد الفِرَنْج، ويبقي فِي الغزوة العام والعامين، فيقتل ويأسر ويسبي.
قال بقيّ بن المخلد المحدِّث: ما رَأَيْت ولا علمت أحدًا من الملوك، ولا
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في:
تاريخ بغداد 2/ 314 رقم 800.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن الحكم) في:
العقد الفريد 4/ 493- 495، والحلّة السيراء لابن الأبار 1/ 14 أ (119، 120) ، 121، 125، 137، 138، 140، 141، 144، 162، 241 و 2/ 177، 366، 367، 369، 371، 373، 374، 375، 377، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 116، وجذوة المقتبس 11، والكامل في التاريخ 7/ 424، والبيان المغرب 2/ 141- 169، والمختصر في أخبار البشر 2/ 54، ودول الإسلام 1/ 116، والعبر 2/ 52، وسير أعلام النبلاء 13/ 171، 172 رقم 102، وتاريخ ابن الوردي 1/ 331، والبداية والنهاية 11/ 51، 52، والوافي بالوفيات 3/ 224، 225 رقم 1220، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 383، ومآثر الإنافة 1/ 261، ومرآة الجنان 2/ 188، 189، وشذرات الذهب 2/ 164، 165.(20/451)
سمعت أبلغ لفظًا من الأمير محمد، ولا أفصح ولا أعقل منه [1] .
وقَالَ المظفَّر بْن الْجَوْزي: هُوَ صاحب وقعة سَلِيط فِي ملحمةٍ مشهورة، لم يعهد قبلها مثلها بالأندلس. يقال إنّه قتل فيها ثلاثمائة ألف كافر. وهذا لم يُسمع بِمِثْلِهِ.
قَالَ: وللشُّعراء فيها أقوال كثيرة [2] .
قلت: وهو الَّذِي نصر بقي بْن مَخْلَد على الّذين تعصَّبوا عليه.
تُوُفِّيَ إِلَى رحمة الله فِي صفر سنة ثلاثٍ وسبعين، وبُويع من بعده ابنه المنذر بْن محمد، فلم يُطَوِّل.
576- محمد بْن عَبْد النّور [3] .
أبو عبد الله الكوفي الخزاز الْمُقْرِئ.
قرأ القرآن على خَالِد بْن يزيد.
وسمع من: جَعْفَر بْن عون، ويحيى بْن آدم.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وأحمد بْن جَعْفَر بْن المنادي.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة سنة إحدى وسبعين.
577- محمد بْن عَبْد الوهاب بْن حبيب [4] .
الفقيه أبو أَحْمَد العَبْديّ النَّيْسابوريّ الفرّاء الأديب.
سمع: حَفْص بْن عَبْد الله السُّلَميّ، وشَبَّابة بْن سَوّار، ومُحَاضر بْن المورّع، وجعفر بْن عون، والواقديّ، ويحيى بْن أبي بُكَيْر، والأصمعيّ.
__________
[1] العقد الفريد 4/ 494 وفيه: «بقيّ بن محمد» وهو غلط.
[2] انظر قصيدة عباس بن فرناس بهذه المناسبة في: العقد الفريد 4/ 495.
[3] انظر عن (محمد بن عبد النور) في:
تاريخ بغداد 2/ 392، 393 رقم 909.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الوهاب) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 128، والمعجم المشتمل 257 رقم 895، وتهذيب الكمال (المصور) 3/ 1236، والمعين في طبقات المحدّثين 100 رقم 1139، والكاشف 3/ 64 رقم 5099، وتهذيب التهذيب 9/ 319، 320 رقم 528، وتقريب التهذيب 2/ 187 رقم 488، وخلاصة تذهيب التهذيب 349.(20/452)
وأقدم شيخ له موتًا حَفْص بْن عَبْد الرَّحْمَن الفقيه.
وكان مُكثرًا عن الحجازيّين والعراقيّين.
أَخَذَ الأدب عن: الأصمعيّ، وابن الأعرابيّ، وأبي عُبَيْد.
والحديث عن: أَحْمَد بْن المدينيّ.
والفقه عن: أَبِيهِ، وعليّ بْن عَثَّام.
وكان قيما. قَالَ عَنْهُ الحاكم: يفتى فِي هَذِهِ العلوم ويُرجع إليه فيها.
كتب عَنْهُ: أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَلِيُّ بْنُ عَثّام، وبِشْر بْن الحكم.
وروى عَنْهُ من أقرانه: محمد بْن يحيى، وأحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، وغيرهم.
ومن الأئمّة: ن. ومسلم وقَالَ: ثقة، وإبراهيم بْن أبي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، والسّرّاج، وأبو عبد الله بْن الأخرم، والحسن بِن يعقوب، وآخرون.
وحديثه فِي «الثّقفيّات» بعُلُوّ.
ذكر أبو أَحْمَد مرّة السلاطين فقال: اللَّهمّ أَنْسِهم ذِكري، ومن أراد ذِكري عندهم فاشْدُدْ على قلبه فلا يذكرني.
وقال أبو أحمد: أوّل ما كتبت عن يحيى بْن يحيى سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
قلت: في «صحيح البخاريّ» : ثنا أبو أَحْمَد، أَنَا أبو غسان، فذكر حديثًا.
ويقال: إنّ أَبَا أَحْمَد هُوَ الفرّاء، وقِيلَ هُوَ مراد بْن حمَّويه، وقِيلَ: محمد بْن يوسف البَيْكَنْدي.
تُوُفِّيَ الفرّاء في أواخر سنة اثنتين وسبعين، وله خمسٌ وتسعون سنة.
قَالَ ابنُ ماكولا وغيره: لقبه حمك.
578- محمد بْن عبدك القزّاز [1] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبدك) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 26/ رقم 90، وتاريخ بغداد 2/ 384، 385 رقم 901، وتاريخ(20/453)
بغدادي ثقة.
عن: عَبْد الله بْن بَكْر، ورَوْح بْن عُبَادة، وحجّاج الأعور، وجماعة.
وعنه: ابنُ البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن السّمّاك، وعبد الله بْن سُلَيْمَان الفاميّ.
مات فِي شوّال سنة ستٍّ وسبعين ومائتين.
579- محمد بْن أبي دَاوُد عُبَيْد الله بْن يزيد [1] .
أبو جَعْفَر بْن المنادي الْبَغْدَادِيّ.
سمع: حَفْص بْن غِياث، وإسحاق الأزرق، وأبا بدْر السَّكُونيّ، وأبا أُسامة، ورَوْح بْن عُبَادة، وطبقتهم.
وعنه: خ. لكن قَالَ: ثنا أَحْمَد بْن أبي دَاوُد. والأكثر على أنّه هُوَ.
وَهِمَ الْبُخَارِيّ فِي اسمه. وقد وقع لنا الحديث المذكور موافقةً عليه فِي «المجالس السّلْمانيّة» .
وروى عَنْهُ: أبو القاسم البَغَويّ، وأبو جَعْفَر بْن البَخْتَرِيّ، وحفيده أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن المنادي، وإسماعيل الصّفّار، وابن أبي حاتم، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وأبو عَمْرو الدّقّاق، وأبو سهل القطّان، وخلق.
قَالَ أبو حاتم: صدوق [2] .
وقَالَ ابنُ المنادي: كتب عنّي يحيى بْن معين حديثًا، عن أبي النَّضْر [3] .
وقَالَ أبو الحسين بْن المنادي: قَالَ لنا جدّي: وُلِدَت فِي نصف جُمَادَى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائة [4] .
__________
[ () ] دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 402.
[1] انظر عن (محمد بن أبي داود) في:
مسند أبي عوانة 1/ 39، 134، 125، 336، 392، 408 و 2/ 186، والثقات لابن حبّان 9/ 132، والجرح والتعديل 8/ 3 رقم 12، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 1، وتاريخ بغداد 2/ 326- 329 رقم 816، ودول الإسلام 1/ 166، والمعين في طبقات المحدّثين 100 رقم 1140.
[2] الجرح والتعديل 8/ 3.
[3] تاريخ بغداد 2/ 327.
[4] تاريخ بغداد 2/ 329.(20/454)
ومات فِي رمضان سنة اثنتين وسبعين، وله مائة سنة، وسنة وأربعة أشهر، واثني عشر يومًا [1] .
580- محمد بْن عُثْمَان النَّشيطيّ [2] .
كان بحلب فِي حدود الثمانين ومائتين.
سمع: أَبَا عَلِيٍّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ.
روى عَنْهُ: الطَّبَرَانِيّ. وهو من كبار شيوخه.
581- محمد بْن عليّ بْن سُفْيَان الصَّنْعانيّ النّجّار.
أبو عبد الله.
سمع: عبد الرّزّاق.
روى عَنْهُ: محمد بْن حمدون الْأَعْمَش، وأبو عوانة.
تُوُفِّيَ فِي رمضان سنة أربع وسبعين.
ورّخه ابنُ عُقْدة، وقَالَ: بلغني أنّه مات وله مائة سنة وشهران أو ثلاثة.
582- محمد بْن عليّ [3] .
أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الحافظ، حمدان الورّاق.
من فُضَلاء أصحاب الْإِمَام أَحْمَد.
سمع: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأبا نُعَيْم، وطبقتهما.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بْن عُثْمَان بْن ثوبان، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
قَالَ الخطيب [4] : وكان ثقة حافظًا، من النّبلاء.
__________
[1] وقال أبو العباس بن سعيد: سألت عنه عبد الله بن أحمد، ومحمد بن عبدوس، فقالا: ثقة.
[2] انظر عن (محمد بن عثمان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 5.
[3] انظر عن (محمد بن علي الورّاق) في:
تاريخ بغداد 3/ 61، 62، وطبقات الحنابلة 1/ 308- 310 رقم 435، وسير أعلام النبلاء 13/ 49، 50 رقم 36، وتذكرة الحفاظ 2/ 590، 591، وطبقات الحفّاظ 265.
[4] عبارته في تاريخه 3/ 61 هي: «وكان فاضلا حافظا عارفا ثقة» .(20/455)
583- محمد بْن عليّ بْن عفّان الكوفي العامري [1] .
أخو الْحَسَن بْن عليّ.
سمع من: الْحَسَن بْن عطية، وغيره.
وقرأ القرآن على: عُبَيْد الله بْن مُوسَى.
وقرأ عَنْهُ: ابنُ عُقْدة، وعليّ النَّخَعيّ، وعليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر.
وآخرون.
تُوُفِّيَ فِي صفر سنة سبْعٍ وسبعين.
584- محمد بْن عليّ بْن زُهَيْر [2] .
أبو عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ الجرجاني، المُلقَّب: حمار عفّان، للُزُومه إيّاه.
أكثر عن: أبي نُعَيْم، وعفّان، وطبقتهما.
روى عَنْهُ: ابنه عَبْد الرَّحْمَن، وغيره.
585- محمد بْن عِمْرَانَ بْن حبيب الهمدانيّ [3] .
عن: القاسم بْن الحكم العربيّ، وعبد الصمد بن حسان، وعبيد الله بن موسى، وطائفة.
وعنه: عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وحفص بن عمر الأردبيلي.
توفي في سنة تسع وسبعين.
قَالَ ابنُ أبي حاتم [4] : صدوق، أجاز لي وأبو الْحَسَن القطّان.
586- محمد بْن عُمَيْرَة العنقيّ التّدميريّ الأندلسيّ [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي العامري) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 141 وفيه قال محقّقه بالحاشية (8) : «لم نظفر به» ، وسير أعلام النبلاء 13/ 27 رقم 19، وغاية النهاية 2/ 206 رقم 3270.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن زهير) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 148، وتاريخ جرجان للسهمي 449.
[3] انظر عن (محمد بن عمران) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 147، والجرح والتعديل 8/ 41، 42 رقم 190.
[4] في الجرح والتعديل 8/ 42: «كتب إليّ ببعض حديثه وهو صدوق» .
[5] انظر عن (محمد بن عميرة) في:(20/456)
روى عن: يحيى بن يحيى، وأصبغ بْن الفرج، ويحيى بْن بُكَيْر، وسحنون بْن سَعِيد، وأبي مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وطبقتهم.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين ومائتين.
587- محمد بْن عوف بْن سُفْيَان الحافظ [1] .
أبو جَعْفَر الطّائيّ الحمصيّ.
رحل وسمع الكثير من: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبي المغيرة عَبْد القدوس، وعبد السلام بْن الحميد السَّكُونيّ، وهاشم عَمْرو شقران، وأبي مُسْهر الغسّانيّ، وآدم بن أبي إياس.
وعنه: د. ن [2] . فِي «مُسْنَد عليّ» ، وأبو حاتم، وابن جَوْصا، وعبد الرَّحْمَن ابن أبي حاتم [3] ، وعبد الغافر بْن سَلَامة، وخيثمة بْن سُلَيْمَان، وطائفة.
وقد سمع منه: الْإِمَام أَحْمَد، مع جلالته، حديثًا رَوَاه له، عن أَبِيهِ.
قَالَ ابنُ عدي: محمد بْن عوف عالمٌ بحديث الشّام، صحيحًا وضعيفًا.
وكان عليه اعتماد ابنُ جَوْصا، ومنه يسأل، وخاصّة حديث أَهْل حمص.
قلت: وقد أثنى عليه غير واحد من الكبار، ووصفوه بالحفظ والتَّبَحُّر.
وقَالَ الْقَاضِي عَبْدُ الصَّمَدِ فِي «تَارِيخِهِ» : سَمِعْتُ محمد بْنَ عَوْفٍ يَقُولُ:
كُنْتُ أَلْعَبُ فِي الْكَنِيسَةِ بِالْكُرَةِ وَأَنَا حَدَثٌ، فَدَخَلَتِ الْكُرَةُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فوقعت
__________
[ () ] تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 10، 11 رقم 1119، وجذوة المقتبس للحميدي 77 رقم 116، وبغية الملتمس للضبي 115 رقم 236.
[1] انظر عن (محمد بن عوف) في:
تاريخ الطبري 1/ 11 و 4/ 202، والجرح والتعديل 8/ 52، 53 رقم 241، وحديث خيثمة الأطرابلسي 69، 70، 71، 196، 197، 199، 200، 205، 208، والثقات لابن حبّان 9/ 143، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 64، والمعجم المشتمل لابن عساكر 265 رقم 930، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1254، والكاشف 3/ 76 رقم 5181، ودول الإسلام 1/ 166، والمعين في طبقات المحدّثين 100 رقم 1144، وتهذيب التهذيب 9/ 383، 384 رقم 632، وتقريب التهذيب 2/ 197 رقم 599، وخلاصة تذهيب التهذيب 354.
[2] وقد وثّقه النسائي. (المعجم المشتمل) .
[3] وقال: روى عنه أبي وأبو زرعة، وكتبت عنه. سئل أبي عنه فقال: صدوق.(20/457)
بِالْقُرْب مِنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، يَعْنِي الْحِمْصِيَّ، فَدَخَلْتُ لآَخُذَهَا، فَقَالَ: ابْنُ مَنْ أَنْتَ؟
قُلْتُ: ابْنُ عَوْفٍ.
قَالَ: أَمَا إِنَّ أَبَاكَ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا، وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ مَعَنَا الْعِلْمَ وَالَّذِي يُشْبِهُكَ أَنْ تَتَّبِعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ وَالِدُكَ. فَصِرْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا، فَقَالَتْ: صَدَقَ يَا بُنَيَّ. فَأَلْبَسَتْنِي ثَوْبًا وَإِزَارًا، ثُمَّ جِئْتُ إِلَيْهِ وَمَعِي مِحْبَرَةٌ وَوَرَقٌ، فَقَالَ لِي: اكْتُبْ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَتَبَتْ لِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ فِي لَوْحِي: «اطْلُبُوا مِمَّا يُعَلِّمُنِي الْعِلْمُ صِغَارًا تَعْمَلُوا بِهِ كِبَارًا، فَإِنَّ لِكُلِّ حَاصِدٍ مَا زَرَعَ» .
فَكَانَ هَذَا أَوَّلَ مَا سَمِعْتُهُ [1] .
تُوُفِّيَ فِي وسط سنة اثنتين وسبعين.
588- محمد بْن عِيسَى بْن حَيّان [2] .
أبو عبد الله المدائنيّ الْمُقْرِئ.
عن: سُفْيان بْن عُيَيْنة، وشُعَيْب بْن حرب، ومحمد بْن الفضل بْن عطيّة، وعليّ بْن عاصم، ويزيد بْن هارون.
وعنه: أبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، وأبو بَكْر بْن مجاهد، وخيثمة، وإسماعيل الصّفّار، وعثمان بْن السّمّاك، والأدميّ، وآخرون.
قال الدّار الدّارقطنيّ: ضعيف [3] .
__________
[1] تهذيب الكمال 3/ 265.
[2] انظر عن (محمد بن عيسى بن حيّان) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 143 وفيه قال محقّقه بالحاشية (2) : لم نظفر به» ، وحديث خيثمة الأطرابلسي 27 رقم 95، وتاريخ بغداد 2/ 398، 399 رقم 920، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوطة معهد المخطوطات) 5/ 248، ودول الإسلام 1/ 166 وفيه: «حبّان» ، والمغني في الضعفاء 2/ 622 رقم 5885، والعبر 2/ 53 و 262، وتذكرة الحفاظ 2/ 603، وسير أعلام النبلاء 13/ 21- 23 رقم 12، وميزان الاعتدال 3/ 678 رقم 8034، والوافي بالوفيات 4/ 294، ولسان الميزان 5/ 333 رقم 1104، والنجوم الزاهرة 3/ 71، وشذرات الذهب 2/ 166.
[3] تاريخ بغداد 2/ 399.(20/458)
وقَالَ البَرْقانيّ: لا بأس به [1] .
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين، عن سِنٍّ عالية.
589- محمد بْن عِيسَى التّرمِذيّ بْن سوراء بْن مُوسَى السُّلَميّ [2] .
الحافظ أبو عِيسَى التّرمِذيّ الضّرير، مصنَّف كتاب «الجامع» .
وُلِدَ سنة بضْعٍ ومائتين.
وسمع: قُتَيْبَةَ بْن سَعِيد، وأبا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله الهرويّ، وإسماعيل بن مُوسَى السُّدّيّ، وصالح بْن عَبْد الله التّرمِذيّ، وعبد الله بْن مُعَاوِيَة، وحُمَيْد بْن مسعدة، وسُوَيْد بْن نصر المروزيّ، وعليّ بْن حُجر السعديّ، ومحمد بْن حميد الرَّازيّ، ومحمد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي رزمة، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن أبي الشَّوارب، وأبا كُرَيْب محمد بْن العلاء، ومحمد بْن أبي معشر السِّنْديّ، ومحمود بْن غَيْلان، وهنّاد بْن السَّريّ، وخلْقًا كثيرًا.
وأخذ علم الحديث عن أبي عَبْد الله البخاريّ.
__________
[1] وقال أيضا: ثقة. وقال أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ: حدّث عن مشايخه بما لم يتابع عليه. سمعت من يحكي أنه كان مغفّلا لم يكن يدري ما الحديث.
وقال هبة الله بن الحسن الطبري: ضعيف. وسئل عنه مرة أخرى فقال: صالح ليس يدفع عن السماع، لكن كان الغالب عليه إقراء القرآن.
[2] انظر عن (محمد بن عيسى الترمذي) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 353، والفهرست 233، والأنساب 3/ 42، والكامل في التاريخ 7/ 46، واللباب 1/ 174، ووفيات الأعيان 4/ 278 رقم 613، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1254، 1255، والمعين في طبقات المحدّثين 104 رقم 1178، وتذكرة الحفاظ 2/ 633- 635، والعبر 2/ 62، 63، وسير أعلام النبلاء 13/ 270- 277 رقم 132، وميزان الاعتدال 3/ 678 رقم 8035، والكاشف 3/ 77 رقم 5185، ودول الإسلام 1/ 168، والمختصر في أخبار البشر 2/ 56، والبداية والنهاية 11/ 766 67، ومرآة الجنان 2/ 193، والوافي بالوفيات 4/ 294- 296 رقم 1829، ونكت الهميان 264، وتهذيب التهذيب 9/ 387- 389 رقم 636، وتقريب التهذيب 2/ 198 رقم 603، والنجوم الزاهرة 3/ 88، وتاريخ الخميس 2/ 383، والوفيات لابن قنفذ 189 رقم 279، وتاريخ ابن الوردي 1/ 242، وطبقات الحفاظ 278، وتاريخ الخلفاء 367، وخلاصة تذهيب التهذيب 355، وشذرات الذهب 2/ 174، 175، وتكملة تاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 1/ 267، والأعلام 7/ 213، ومعجم المؤلفين 11/ 104، 105، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 241، 251 رقم 101.(20/459)
وعنه: حَمَّاد بْن شاكر، ومكحول بْن الفضل، وعبد بْن محمد، ومحمد بْن محمود بْن عنبر النَّسَفيّون، والهيثم بْن كُلَيْب الشّاشيّ، وأحمد بْن عليّ بْن حَسْنَوَيْه النَّيْسابوريّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن محبوب المَرْوَزِيُّ، ومحمد بْن المنذر شكر، والربيع بْن حِبّان الباهليّ، والفضل بْن عمّار الصّرّام، وآخرون.
ذكره ابنُ حِبّان فِي «الثّقات» [1] وقَالَ: كان مِمَّنْ جمع وصنَّف وحفظ وذاكر.
قلت: ويقال له «البُوغيّ» ، بضم الموحّدة وبغَيْنٍ مُعْجَمَةٍ.
وبُوغ: قرية على ستّة فراسخ من تِرْمِذ، بفتح التّاء، وقِيلَ بضمها، ويقال بكسرها. وهي على نهر بلْخ.
وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ شَيْخُهُ أبو عبد الله الْبُخَارِيُّ حَدِيثًا، فَإِنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال لِعَلِيٍّ: «لا يَحِلُّ لأَحَدٍ يُجْنِبُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ» سَمِعَ مِنِّي محمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ هَذَا الْحَدِيثَ.
وقَالَ عَبْد المؤمن بْن خلف النَّسَفيّ: قرأ عليه «الجامع» فِي دارنا بنَسَف وأنا صغير ألْعب.
قلت: وآخر من روى حديثه عاليًا أبو المِنْجاب اللَّيْثيّ: وكتابه «الجامع» يدلّ على تبحُّرهِ فِي هَذَا الشأن، وَفِي الفقه، واختلاف العلماء. ولكنّه يترخَّص فِي الصّحيح والتَّحسين. ونَفَسُه فِي التخريج ضعيف.
قَالَ أبو سَعِيد الإدريسيّ: كان أبو عِيسَى يُضْرَبُ به المثل فِي الحِفْظ.
سمعت أَبَا بَكْر محمد بْن الْحَارِث المَرْوَزِيُّ الفقيه يقول: سمعت أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن دَاوُد المَرْوَزِيُّ يقول: سمعت أَبَا عِيسَى يقول: كنت فِي طريق مكّة وكنت قد كتبت جزءين من أحاديث شيخ، فمرّ بنا، فذهبت إليه وأنا أظنّ أنّ الجزءين معي، ومعي فِي مَحْمَلِي جزءان حسبتهما الجزءين. فَلَمَّا أذِن لي أخذتُ الجزءين، فإذا هما بياض. فتحيّرت، فجعل الشَّيْخ يقرأ عليّ من حفظه.
__________
[1] ج 9/ 153.(20/460)
ثُمَّ نظر إليَّ فرأى البياض فِي يدي، فقال: أما تستحي منّي؟
فقصصت عليه أمره، وقلت: أحفظه كلّه.
فقال: اقرأ. فقرأت جميع ما قرأ عليَّ أولًا، فلم يصدقني.
وقَالَ: استظهرت قبل أن تجيئني.
فقلت: حَدَّثَنِي بغيره.
فقرأ عليَّ أربعين حديثًا من غرائب حديثه، ثُمَّ قَالَ: هاتِ اقرأ.
فقرأت عليه من أوّله إِلَى آخره، فَمَا أخطأت فِي حرف. فقال: ما رَأَيْت مثلك.
وقَالَ أبو أَحْمَد الحاكم: سمعت عُمَر بْن مالك يقول: مات محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ ولم يُخلف بخُراسان مثل ابنِ عِيسَى فِي العلم والحفظ والزُّهْد والورع. بكى حَتَّى عَمي وبقي على ضرره سنين.
وقَالَ محمد بْن طاهر الحافظ فِي «المنثور» له: سمعت الْإِمَام أَبَا إِسْمَاعِيل عَبْد الله بْن محمد الْأَنْصَارِيّ بهراة، وجرى ذكر التّرمِذيّ، فقال: كتابه أنفع من كتاب الْبُخَارِيّ، ومسلم، فإنّه لا يقف على الفائدة منهما إلّا المتبحر العالم.
وكتاب أبي إِسْمَاعِيل يصل إِلَى فائدته كلّ واحد من النّاس.
قَالَ غُنْجار فِي تاريخه: تُوُفِّيَ فِي ثالث عشر رجب سنة تسعٍ وسبعين بترمِذ.
والعجب من أبي محمد بْن حزم حيث يقول فِي أبي عِيسَى: مجهول.
قاله فِي الفرائض من كتاب «الأجيال» .
قَالَ أبو الفتح اليَعْمُريّ: قَالَ أبو الْحَسَن القطّان فِي «بيان الوهم والإبهام» عقيب قول ابنِ حزْم: هَذَا كلام من لم يبحث عَنْهُ، وقد شهِدَ له بالإمامة والشّهرة الدّار الدّارَقُطْنِيّ، والحاكم.
وقَالَ أبو يَعْلَى الخليليّ: هُوَ حافظ متقن ثقة.
وذكره أيضًا الأمير أبو نصر بْن الفَرَضيّ، والخطابيّ.
قَالَ أبو الفتح: وذُكر عن ابنِ عِيسَى قَالَ: صنَّفت هَذَا الكتاب، وعرضته(20/461)
على علماء الحجاز، والعراق، وخُراسان، فرضوا به. ومن قَالَ فِي بيته هَذَا الكتاب، فكأنما فِي بيته نبيّ يتكلم.
قلت: ما فِي جامعه من الثُّلاثيات سوى حديثٍ واحد، وإسناده ضعيف.
وكأنّه من الُأصُول السّتّة الّتي عليها العقد والحلّ وَفِي كتابه ما صحّ إسناده، وما صلح، وما ضُعِّف ولم يُترَك، وما وهى وسقط، وهو قليل يوجد فِي المناقب وغيرها.
وقد قَالَ: ما أخرجت فِي كتابي هَذَا إلّا حديثًا قد عمل به بعض الفقهاء.
قلت: يعني فِي الحلال والحرام. أمّا فِي سوى ذلك ففيه نظر وتفصيل.
وقد أطلق عليه الحاكم بْن وكيع «الجامع» ، وهذا تجوُّز من الحاكم.
وكذا أطلق عليه أبو بَكْر الخطيب اسم «الصّحيح» .
وقَالَ السِّلَفيّ: الكُتُب الخمسة اتَّفَقَ على صحّتها علماء المشرق والمغرب. وهذا محمولٌ منه على ما سكتوا عن توهينه.
وقَالَ أبو بَكْر بْن العربيّ: وليس فِي مدد أبي عِيسَى مثله حلاوة مقطع، ونفاسة مَنْزَع، وعذوبة مَشْرع. وفيه أربعة عشر عِلْمًا فرائد. صنَّف وأسند وصحّح وأشهر، وعدّد الطُّرُق، وجرّح وعدّل وأسمى وكنّى، ووصل وقطع، وأوضح المعمول به والمتروك، وبيّن اختلاف العلماء فِي الإسناد فِي الأوائل.
وكلّ علم منها أصلٌ فِي بابه.
590- محمد بْن عِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
الوزير أبو عليّ النَّيْسابوريّ. كان المأمون يحبّه ويكرمه.
وطالت أيّامه، وحدّث عن: أبي النَّضْر هاشم بْن القاسم، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين أيضًا.
591- محمد بْن عِيسَى بن يزيد الطّرسوسيّ [2] :
__________
[1] انظر عن (محمد بن عيسى بن عبد الرحمن) في:
تاريخ الطبري 9/ 400، 404.
[2] انظر عن (محمد بن عيسى الطرسوسي) في:(20/462)
أبو بَكْر التّميميّ الحافظ، نزيل بلْخ.
رحل وطوَّف وحدَّث عن: أبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وأبي نُعَيْم، وعفّان بْن اليَمَان، وجماعة.
وعنه: أبو عَوَانة الإسفرائينيّ، وأبو بَكْر بْن خُزَيْمَة، ومحمد بْن الدّغُوليّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وعبد الله بْن إِبْرَاهِيم بْن الصّبّاح الإصبهانيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن محبوب، وآخرون.
وحدَّث بإصبهان وخُراسان.
قَالَ ابنُ عديّ [1] عَنْهُ: هُوَ فِي عداد من يسرق الحديث.
قلت: تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين [2] .
وقَالَ الحاكم: هُوَ من المشهورين بالرحلة والفهم والتَّثَبُت. أكْثَرَ أهلُ مَرْو عَنْهُ [3] .
فأمّا.
592- محمد بْن عِيسَى بْن عَبْد الكريم الطَّرَسُوسيّ [4] ، فشيخ لابن رِزْقَوَيْه.
593- محمد بْن محمد بْن عروس.
أبو عليّ الشيرازي الكاتب الشاعر، نزيل سامرّاء. له أشعار رائقة، ومعاني لائقة. مدح المستعين باللَّه وغيره.
__________
[ () ] الثقات لابن حبّان 9/ 151، 152، والمستدرك على الصحيحين 1/ 197، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2285، 2286، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 89 رقم 3146، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ 426 أ، ب، وسير أعلام النبلاء 13/ 164، 165 رقم 98، وتذكرة الحفاظ 2/ 601، 602، وميزان الاعتدال 3/ 679، والوافي بالوفيات 4/ 296، وطبقات الحفاظ 268، ولسان الميزان 5/ 335.
[1] في الكامل 6/ 2285.
[2] في الوافي بالوفيات: مات سنة 280.
[3] وقال ابن حبّان: دخل ما وراء النهر فحدّث بها، يخطئ كثيرا.
[4] انظر عن (محمد بن عيسى بن عبد الكريم) في:
تاريخ بغداد 2/ 405 رقم 935 وهو ممّن قدم بغداد في سنة ست وأربعين وثلاثمائة.(20/463)
وروى عنه من شعره: أبو محمد القاسم بْن محمد الأنباريّ. ورآه ابنه أبو بَكْر بْن الأنباريّ.
وروى عَنْهُ أيضًا: الصُّوليّ، والحسين بْن القاسم الكوكبيّ، وعيسى بْن عَبْد الْعَزِيز، وغيرهم.
وله يمدح المستعين يوم العيد:
فلو أنّ بُرْد المصطفى إذ لبستَهُ ... بموطن يظنّ البُردّ أنّك صاحبُه
وقَالَ لقد حَلَلْته ولبسْته ... نعم، هَذِهِ أعطافُه ومناكبُه
ومن شعره:
لا والمنازلِ فِي نجدٍ وليلتنا ... ببغداد حسدنا بيننا حسد
كم دام فينا الْكَرَى مع لُطْف مَسْلِكه ... نومًا، فَمَا انفكّ لا خدّ ولا عضدُ
594- محمد بن مروان البَيْروتيّ [1] .
روى عن: أبي مُسْهر الدْمشقيْ، وغيره.
وعنه: محمد بْن يوسف الهرويّ، وخيثمة بْن سُلَيْمَان.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين، وقِيلَ: سنة أربعٍ.
595- محمد بْن ميمون الإسكندرانيّ الفخّاريّ.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ أيضًا، وقد قارب المائة.
وكان هُوَ وضمام بْن إِسْمَاعِيل فِي منزلٍ واحد.
596- محمد بْن مَنْدَه بْن أبي الهيثم منصور الأصبهانيّ [2] .
حدّث بالرّيّ وبغداد، عن: بكر بن بكار، والحسين بن حفص،
__________
[1] انظر عن (محمد بن مروان البيروتي) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 17، 27 رقم 97، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 19/ 397، و 35/ 542، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 6، 7 رقم 1601 و 1602.
[2] انظر عن (محمد بن مندة) في:
الجرح والتعديل 8/ 107 رقم 463، وذكر أخبار أصبهان 2/ 193، وتاريخ بغداد 3/ 304، 305 رقم 1395.(20/464)
وإبراهيم بْن مُوسَى الفرّاء.
وعنه: أبو بكر محمد بن الحسن العجلي، وإسماعيل الصفار، وحمزة الدهقان، وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم [1] : لم يكن عندي بصدوق، ولم يكن سنه في سن من لحق بكر بن بكار.
وقال أبو نعيم الحافظ [2] : ضعف لروايته عن الْحُسَيْن بْن حَفْص، عن شُعْبَة.
قلت: وهذا ليس هُوَ من بيت بني مَنْدَه. وقع حديثه عاليًا لابن قُمَيْرة.
597- محمد بْن المغيرة السُّكَّريّ.
لقبه حمدان.
سمع: القاسم بْن الحكم العربيّ، وهشام بْن عَبْد الله الرَّازيّ.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو الْحَسَن القطّان، وطائفة.
مات سنة ستٍّ وسبعين.
كذا قَالَ الخليليّ، وقِيلَ غير ذلك. وسيُعاد.
598- محمد بْن نصر [3] .
أبو الأخوص الأثرم.
سمع: عليّ بْن الجعد، وأبا بلال الأشعريّ، وعدّة آخرون.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، وعليّ بْن محمد بْن عُبَيْد الصّفّار.
ثقة.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
599- محمد بن موسى بن الفضل.
__________
[1] في الجرح والتعديل 8/ 107، واقتبسه الخطيب في تاريخه 3/ 304.
[2] في أخبار أصبهان 2/ 193.
[3] انظر عن (محمد بن نصر الأثرم) في:
تاريخ بغداد 3/ 313، 314 رقم 1413.(20/465)
أبو بَكْر القسطاني الرَّازيّ.
عن: شَيْبَان بْن فرُّوخ، وطالوت بْن عبّاد، وغيرهما.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وأبو سهل القطّان، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
وهو مستقيم الحديث.
600- محمد بْن النَّضْر بْن حبيب الهلاليّ الإصبهانيّ [1] .
روى عن: بكر بن بكار، والحسين بن حفص.
وعنه: يوسف بن محمد المؤذن، وسعيد بن يعقوب السراج.
توفي سنة خمس أو سبع وسبعين، على قولين.
601- محمد بن هارون بن عيسى [2] .
أبو بكر الأزدي البصري الرزاز.
عن: مسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد، وجماعة.
وعنه: أبو العباس بن عقدة، وأبو بكر الشافعي.
قال الدّار الدارقطني: ليس بالقوي [3] .
قلت: حدّث فِي سنة ستٍّ وسبعين ومائتين.
602- محمد بْن الهيثم بْن حمّاد [4] .
أبو الأحوص قاضي عكبرا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن النضر) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 209.
[2] انظر عن (محمد بن هارون) في:
تاريخ بغداد 3/ 354 رقم 1456.
[3] وقال الخطيب: أحاديثه مستقيمة.
[4] انظر عن (محمد بن الهيثم) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 23، 24، 26، 48، 161، 304، 318 و 2/ 310 و 3/ 122، 237، وحديث خيثمة الأطرابلسي 27، 72، والثقات لابن حبّان 9/ 151، والمستدرك في الصحيحين 1/ 58، وتاريخ بغداد 3/ 362- 364 رقم 1474، والمعجم المشتمل 278، 279 رقم 991، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1281، والمعين في طبقات المحدّثين 100 رقم 1147، وسير أعلام النبلاء 13/ 156، 157 رقم 88، وتذكرة الحفاظ 5/ 605، 606، والعبر 2/ 63، وتهذيب التهذيب 9/ 498، 499 رقم 819، وتقريب التهذيب 2/ 215 رقم 784، وطبقات الحفاظ 263، 264، وخلاصة تذهيب التهذيب 362، وشذرات الذهب 2/ 175.(20/466)
عن: عَبْد الله بْن رجاء، وسعيد بْن عُفَيْر، وأبي نُعَيْم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وطبقتهم.
وله رحلة واسعة إِلَى البصرة، والكوفة، والشّام، ومصر، والجزيرة، والحجاز.
لقي بالشام: محمد بْن عائذ، وطبقته.
وبالجزيرة: أَبَا جَعْفَر النُّفَيْليّ.
روى عَنْهُ: ق. حديثًا واحدًا، وقع لنا موافقة.
وعنه أيضًا: مُوسَى بْن هارون، وابن صاعد، وعثمان بْن السّمّاك، وأبو بَكْر بْن مالك الإسكافيّ، وأبو بَكْر النّجّاد، وأبو بَكْر محمد بْن عَبْد الله الشّافعيّ، وأبو عوانة فِي «صحيحه» ، وطائفة.
قال الدّارقطنيّ: كان من الحُفّاظ الثّقات [1] .
قلت: مات فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وسبعين بعُكْبَرا.
603- محمد بْن الورد بن زنجويه.
أبو جعفر البغداديّ، نزيل مصر.
حدّث عن: عفّان بْن مُسْلِم، وغيره.
وعنه: أبو جَعْفَر الطَّحاويّ.
تُوُفِّيَ فِي المحرّم سنة اثنتين وسبعين، ولم يدركه حفيده عَبْد الله بْن جعفر راوي «السّيرة» .
604- محمد بن يزيد [2] .
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 363 ومثله قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن خِراش: محمد بن الهيثم من الأثبات المتقنين.
[2] انظر عن (محمد بن يزيد) في:
السابق واللاحق 118، والتدوين في أخبار قزوين 2/ 49- 53، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16/ 63 ب- 64 أ، والمنتظم 5/ 90 رقم 200، ووفيات الأعيان 4/ 279 رقم 614، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1290، 1291، والعبر 2/ 51، وسير أعلام النبلاء 13/ 277- 281 رقم 133، والكاشف 3/ 97 رقم 5317، ودول الإسلام 1/ 166، والمعين في طبقات المحدّثين 103 رقم 1177، وتذكرة الحفاظ 2/ 636، 637، والبداية والنهاية(20/467)
مَوْلَى ربيعة، الحافظ أبو عبد الله بْن ماجة القزوينيّ، مصنّف «السّنن» و «التّفسير» و «التّاريخ» .
كان محدث قزوين غير مدافع. وُلِدَ سنة تسعٍ ومائتين.
وسمع: عليّ بْن محمد الطَّنَافِسيّ، وعبد الله بن معاوية، وهشام بن عمار، ومحمد بْن رُمْح، وسُويد بْن سَعِيد، وعبد الله بْن الجرّاح القهسْتانيّ، ومُصْعَب بْن عَبْد الله الزُّبَيْريّ، وإبراهيم بْن محمد الشّافعيّ، ويزيد بْن عَبْد الله اليماميّ، وجُبَارَة بْن المُغَلّس، وداود بْن رُشَيْد، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَير، وخلقًا كثيرًا.
وعنه: محمد بْن عِيسَى الَأبْهريّ، وأبو عَمْرو أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم المَدِينيّ، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وسليمان بْن يزيد الفامي، وأبو الطَّيّب أَحْمَد بْن روح الْبَغْدَادِيّ.
قَالَ الخليليّ: كان أَبُوهُ يزيد يُعرف بماجة، ولاؤه لربيعة.
وعن أبي عَبْد الله بْن ماجة قَالَ: عرضتُ هَذِهِ «السُّنَنَ» على أبي زُرْعة فنظر فِيهِ وقَالَ: أظنّ إنْ وقع هَذَا فِي أيدي النّاس تعطّلت هَذِهِ الجوامع أو أكثرها.
ثُمَّ قَالَ: لعلّ لا يكون فِيهِ تمام ثلاثين حديثًا مما فِي إسناده ضَعْفٌ، أو نحو ذا [1] .
قلت: كان ابنُ ماجة حافظًا صدوقًا ثقة فِي نفْسه، وإنّما نقص كتابه بروايته أحاديث منكرة فيه.
__________
[11] / 752 والمختصر في أخبار البشر 2/ 54، ومرآة الجنان 2/ 188، والوافي بالوفيات 5/ 220 رقم 2288، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 383، والوفيات لابن قنفذ 187 رقم 273، وتاريخ ابن الوردي 2/ 240، 241، وتهذيب التهذيب 9/ 530- 532 رقم 870، وتقريب التهذيب 2/ 220 رقم 835، والنجوم الزاهرة 3/ 75، وطبقات الحفاظ 278، 279، وتاريخ الخلفاء 367، وخلاصة تذهيب التهذيب 365، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 272، 273، وشذرات الذهب 2/ 164، والأعلام 8/ 15، ومعجم المؤلّفين 12/ 115، 116، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 229- 232 رقم 93، وذيل تاريخ الأدب العربيّ 1/ 270.
[1] تذكرة الحفاظ 2/ 636، سير أعلام النبلاء 13/ 278.(20/468)
وكانت وفاته لثمانٍ بقين من رمضان سنة ثلاثٍ وسبعين، وله أربعٌ وستّون سنة.
وقَالَ أبو يعليّ الخليليّ فِيهِ: ثقة كبير متَّفقٌ عليه، مُحْتَجٌّ به. له معرفة بالحديث وحِفْظ. ارتحل إِلَى العراقَيْن، ومكّة، والشام، ومصر، والرِّيّ لكتْب الحديث.
وقَالَ ابنُ طاهر المقدسيّ: رَأَيْت له بقْزوين تاريخًا على الرجال والأمصار إِلَى عصره. وَفِي آخره بخط صاحبه جَعْفَر بن إدريس:
مات أبو عبد الله يوم الاثنين، ودُفِن يوم الثلاثاء لثمانٍ بقين من رمضان.
وصلّى عليه أخوه أبو بَكْر، وتولّى دَفْنَه أخواه أبو بَكْر وأبو عبد الله، وابنه عَبْد الله.
وقَالَ غيره: مات سنة خمسٍ وسبعين، والأوّل أصحّ.
وقد حدَّث أبو محمد بن الْحَسَن بْن يزيد بْن ماجة القَزْوينيّ ببغداد فِي حدود الثّمانين لمّا حجّ عن إِسْمَاعِيل بْن توبة محدِّث قَزْوين.
سمع منه: أبو طَالِب محمد بْن نصر الحافظ. فالظاهر أنّ هَذَا من إخوة أبي عَبْد الله صاحب «السُّنَنَ» ، والله أعلم.
605- محمد بْن يزيد بْن عَبْد الوارث الدّمشقيّ [1] .
عن: يحيى بْن صالح الوُحاظيّ.
وعنه: أبو القاسم الطَّبَرَانِيّ.
مجهول الحال، لم يذكره ابنُ عساكر [2] .
606- محمد بْن يزيد.
أبو جَعْفَر الحربيّ.
هُوَ أقدم شيخ للواعظ عليّ بن محمد الحمصيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يزيد الدمشقيّ) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 7.
[2] أي في: تاريخ دمشق.(20/469)
روى له عن أبي بلال الأشعريّ مرداس بْن محمد.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
607- محمد بْن يعقوب بْن الفرج [1] .
الشَّيْخ أبو جَعْفَر الفَرَجيّ الصّوفيّ الزّاهد الواعظ.
كان إماما فقيها يفتي بالأثر. وله فضل وعبادة.
صحب ذا النّون المصريّ، وأبا تراب النّخشبيّ.
وسمع من: عليّ بن المدينيّ، وأبي داود، وجماعة.
وكان على غاية التّجريد. يأوي المساجد والصّحراء.
توفّي بالرملة بعد سنة سبعين.
قال أبو نعيم [2] : له مصنّفات في معاني الصّوفيّة.
وروى عنه أنّه قَالَ: مكثت عشرين سنة لا أسأل عن مسأله إلّا ومنازلتي فيها قبل قولي [3] .
وقَالَ: لو صحّ الودّ لسقطت شروط الأدب [4] .
وقد رَأَيْت له حكاية، وهي أنّه سافر على التّجريد، فوقع فِي تِيه بني إِسْرَائِيل، وصحب راهبين لهما حالٌ من أحوال الرُّهْبان المتولّدة من الجوع والوَحْدة.
قَالَ: فكان يبيع لهما الماء ويُحضر لهما الطعام إذا جاعا.
فقالا له بعد ليلتين: يا مُسْلِم هَذِهِ نَوْبتُك.
قَالَ: فدخل بعضي فِي بعض، فقلت: اللَّهمّ إنّي أعلم أنّ ذنوبي لم تدع
__________
[1] انظر عن (محمد بن يعقوب) في:
مسند أبي عوانة 2/ 293، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 98، 99، وحلية الأولياء 10/ 287- 291 رقم 571، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 291 و 491.
[2] في الحلية 10/ 287.
[3] الحلية 10/ 288.
[4] الحلية 10/ 288.(20/470)
لي عندك جاهًا. ولكنْ أسألك أن لا تفضحني عندهما، ولا تُشمّتهما بنبيّنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبأُمَّته.
قَالَ: [فإذا] بعينٍ [خرّارة] وطعام كثير. وذكر قصة إسلامهما على يده [1] .
وقَالَ أبو نُعَيْم: روى عَنْهُ أبو سَعِيد بْن الأعرابيّ [2] ، وأبو عَمْرو بْن حكيم [3] ، وأبو مَسْعُود محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن المقدسيّ [4] .
وروى الطَّبَرَانِيّ [5] عن محمد بْن يعقوب بْن الفَرَجيّ الرَّمْليّ، عن إِبْرَاهِيم بْن المنذر، فإنْ كان هُوَ هُوَ فقد تأخر إِلَى حدود الثمانين ومائتين.
608- محمد بْن يوسف بْن مطروح [6] .
الفقيه أبو عبد الله البكريّ، بَكْر بْن وائل، الأندلسيّ القُرْطُبيّ.
عن: الغاز بْن قَيْس، وعيسى بْن دينار، وأصْبغ بْن الفَرَج، ومُطَرِّف بْن عَبْد الله، وسَحْنُون القَيْروانيّ.
وقد حجّ فِي العام الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أبو عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ.
وقد تكلم بعض الأئمّة فِي سماعه منه.
وكانت الفتوى دائرة بالأندلس على ابنِ مطروح، وأبي وهْب عَبْد الأعلى، وأَصْبَغ بْن خليل.
وولي هُوَ إمامه الجامع بقُرْطُبَة. وكان أعرج.
ذكره ابنُ الفَرَضيّ [7] فقال: دخل مكّة بعد موت المقرئ، ثم قدم
__________
[1] الحكاية بطولها في: الحلية 10/ 288، 289 والزيادة منه.
[2] الحلية 10/ 288.
[3] الحلية 10/ 290.
[4] الحلية 10/ 290.
[5] في المعجم الصغير 2/ 98.
[6] انظر عن (محمد بن يوسف بن مطروح) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 9 رقم 1113، وجذوة المقتبس 96، 97 رقم 158، وبغية الملتمس للضبي 141 رقم 302.
[7] في تاريخ علماء الأندلس 2/ 9.(20/471)
الأندلس، فادّعى السّماع منه. وصوّبه جماعة.
تُوُفِّيَ يوم عاشوراء سنة إحدى وسبعين [1] .
609- محمد بْن يوسف بْن عِيسَى بْن برغل [2] .
أبو بَكْر.
حدّث عن: يزيد بْن هارون، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، ومحمد بْن سَعِيد القرقساني، وجماعة.
وعنه: المحامليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وأحمد بْن عُثْمَان الَأدَميّ، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن نَجِيح، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ، وقِيلَ: سنة خمسٍ وسبعين.
وثّقه الخطيب.
وقال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: صدوق.
610- مجشّر بْن عصام.
أبو عَمْرو النَّيْسابوريّ المعدّل.
عن: حَفْص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وحفص بْن عَبْد الله، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم.
وعنه: عَمْرو بْن عَبْد الله الزّاهد، وأبو الطَّيّب محمد بْن عَبْد الله، وجماعة من أَهْل بلده.
وحدّث فِي سنة ثلاثٍ.
611- مسرور [3] .
أبو هاشم مَوْلَى المعتصم، أمير جليل كبير.
روى عن: نصر بن منصور.
__________
[1] في الجذوة: مات سنة 261، وفي البغية، مات سنة 262 هـ.
[2] انظر عن (محمد بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 3/ 394، 395 رقم 1518.
[3] انظر عن (مسرور) في:
تاريخ الطبري 8/ 169، 295، 296، 300، 323، 329، 344، 532 و 9/ 7، 17، 220.(20/472)
روى عَنْهُ: عَبْد الصمد الطَّسْتيّ.
وكان نظير مُوسَى بْن بُغَا فِي المرتبة والحال.
بلغ ثمانين سنة.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين ومائتين.
612- مُسْلِم بْن عِيسَى الصّفّار [1] .
عن: عَبْد الله بْن دَاوُد الخُريبيّ، وعفّان.
وعنه: أَحْمَد بْن عُثْمَان الَأدّميّ، وعبد الصمد الطَّسْتيّ.
تُوُفِّيَ سنة سبع وسبعين [2] .
تركه الدّار الدّارَقُطْنِيّ، وغيره.
وروى عَنْهُ: محمد بْن حسن بْن الفرج، شيخ لابن مَرْدَوَيْه.
613- مُضَر بْن محمد بْن خَالِد بْن الْوَلِيد [3] .
القاضي أبو محمد الَأسَديّ الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ.
عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن سلّام الْجُمَحيّ، وطالوت بْن عبّاد، وهُدْبَة بْن خَالِد، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم بْن المنذر الحِزَاميّ، وخلْق. وكان راوية لكُتُب القراءات.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن محمد بْن الباغَنْديّ، وأبو بَكْر بْن مجاهد، وأبو عَوَانة، وعثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وأبو الميمون بْن راشد.
وحدَّث بدمشق وبغداد، وولي قضاء واسط.
قال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: ثقة [4] .
وقَالَ أَحْمَد بْن المنادي، وأبو بكر الشّافعيّ: توفّي سنة سبع وسبعين.
__________
[1] انظر عن (مسلم بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 13/ 104 رقم 7090.
[2] (قال الخطيب) كان حيّا سنة سبع وسبعين ومائتين، وفي حديثه نكرة.
[3] انظر عن (مضر بن محمد) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 276، 350 و 3/ 11، وتاريخ بغداد 13/ 268، 269 رقم 222.
[4] تاريخ بغداد 13/ 269.(20/473)
زاد أحمد: في رجب.
قلت: وَهِمَ من قَالَ إنّه تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وتسعين.
614- مطروح بْن محمد بْن شاكر.
أبو نصر القُضاعيّ الْمَصْرِيّ.
وُلِدَ سنة تسعين ومائة. وسمع الحديث وكان موثَّقًا.
روى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله الرشيديّ، وعليّ بْن عَبْد الله بْن أبي مضر.
تُوُفِّيَ بالإسكندرية فِي جُمَادَى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين.
615- مُعَاذ بْن عفّان.
أبو عُثْمَان الخراشيّ الحافظ، نزيل هراة.
سمع: أَبَا كُرَيْب، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ، وهشام بْن خَالِد الدّمشقيّ، وطبقتهم.
وعنه: أبو إسحاق البزّار المَرْوَزِيُّ.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ أيضًا.
616- المُنْسَجر بْن الصَّلْت [1] .
أبو الضّحّاك القَزْوينيّ.
سمع: أَبَاهُ، والقاسم بْن الحكم العربيّ، ومحمد بْن بُكَيْر الحضرميّ، وجماعة.
وعنه: أبو نُعَيْم عَبْد الملك بْن محمد الْجُرْجانيّ، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وسليمان بْن يزيد الفامي، وأحمد بْن محمد بْن ميمون، وهو آخر من مات من أصحابه، فإنّه بقي إلى حدود الخمسين وثلاثمائة.
تُوُفِّيَ المُنْسَجر فِي سنة ستٍّ وسبعين. وكان صدوقا.
ورّخه الخليليّ سنة سبع وسبعين [2] .
__________
[1] انظر عن (المنسجر) في:
التدوين في أخبار قزوين 4/ 84، 85.
[2] التدوين 4/ 85.(20/474)
617- مقاتل بْن عمّار بْن محمد بْن صالح الْبَغْدَادِيّ المطرّز [1] .
عن: أَحْمَد بْن يُونُس، وسعيد بْن مَنْصُور، وجماعة، وعبد الله الزُّبَيْريّ.
وعنه: ابنُ صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد، والحكيميّ، وآخرون.
قَالَ ابنُ المنادي: كان من المبرّزين فِي الصّلاح. وكان يحضر معنا مجلس عَبَّاس الدُّوريّ [2] .
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين [3] .
618- مُعَمَّر بْن محمد بْن مُعَمَّر العَوْفيّ البلْخيّ [4] .
أبو شهاب.
روى عن: عمّه شهاب، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعصام بْن يوسف.
وقَالَ السُّلَيْمانيّ: أنكروا عليه حديثًا عن مكّيّ.
619- المغيرة بْن محمد بْن المهلب [5] .
أبو حاتم المهلَّبيّ الأزْديّ الْبَصْرِيّ الأديب.
حدّث عن: محمد بْن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن رجاء، وجماعة.
وعنه: محمد بن المَرْزُبان، ومحمد بْن يحيى الصُّوليّ.
وكان صدوقًا بارع الأدب، حسن النَّظْم. مدح المتوكّل وغيره.
وَتُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
__________
[1] انظر عن (مقاتل بن عمّار) في:
تاريخ بغداد 13/ 169، 170 رقم 7144.
[2] وزاد: يسمع ولا يكتب ولا يسمع مع أحد.
[3] قال الخطيب: قلت معنى قول ابن المنادي إنه لم يحدّث أي لم يتّسع في رواية الحديث، وكذا كناه ابن صاعد أبا صالح، وكنّاه الحكيمي: أبا علي.
[4] انظر عن (معمّر بن محمد) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 192، وميزان الاعتدال 4/ 157 رقم 8694، ولسان الميزان 6/ 71 رقم 268.
[5] انظر عن (المغيرة بن محمد) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 169 وفيه قال محقّقه بالحاشية (4) : «لم نظفر به» ، وتاريخ بغداد 13/ 195، 196 رقم 7173.(20/475)
رَأَيْت له نسخة كبيرة عن الْأَنْصَارِيّ [1] .
620- المنذر بْن محمد بْن الصّبّاح [2] .
أبو عبد الله الإصبهانيّ الزّاهد.
عن: محمد بْن المغيرة، وإبراهيم بْن مُوسَى الفرّاء، ومحمد بْن حُمَيْد الرَّازيّ، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن محمد بن عِيسَى، وأحمد بْن شاهي الإصبهانيّان.
تُوُفِّيَ سنة أربع وسبعين.
621- المُنْذر بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم بن هشام [3] .
الأمير أبو الحكم الُأمويّ المروانيّ صاحب الأندلس.
ولي الأمر بعد أَبِيهِ سنتين. وكان شجاعًا مقدامًا ماضي العزيمة. عاش ستًّا وأربعين سنة. ومات وهو [محاصر] [4] عُمَر بْن حفصون البدويّ الخارج عليهم فِي سابع عشر صفر سنة خمسٍ وسبعين، فولي الأمر بعده أخوه الأمير عَبْد الله بْن محمد، فبقي في الملك إلى سنة ثلاثمائة.
622- مَوّاس بْن سهل [5] .
أبو القاسم المَعَافِريّ الْمَصْرِيّ المقرئ.
__________
[1] وقال الخطيب: كان أديبا إخباريا ثقة، وهو من أهل البصرة، ورد بغداد وحدّث بها.
[2] انظر عن (المنذر بن محمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 322.
[3] انظر عن (المنذر بن محمد) في:
العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 118، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 6، وجذوة المقتبس للحميدي 11، والكامل في التاريخ 7/ 51، 162، 306، 310، 320، 369، 416، 424 435، وبغية الملتمس للضبي 16، والحلّة السيراء 1/ 120، 129، 137، 138، 141، 142، 144، 145، 210، 241 و 2/ 36، 369، 373، 375، 377، 379، ولسان الدين الخطيب 23، ووفيات الأعيان 1/ 111، والبيان المغرب 2/ 113- 120، ونهاية الأرب 23/ 393، 394، ومعجم بني أمية 179 رقم 369.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: جذوة المقتبس.
[5] انظر عن (مواس بن سهل) في:
غاية النهاية 2/ 316 رقم 3670.(20/476)
قرأ على: أبي يعقوب الأزرق، وعبد الصمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، وداود بْن عطيّة، وأصحاب وَرْش.
وسمع: يحيى بْن بُكَيْر.
قرأ عليه: محمد بْن عَبْد الرحيم الأصبهانيّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الأهناسيّ، ومُطَرِّف بْن عَبْد الرَّحْمَن الأندلُسيّ، وجماعة.
وكان ثقة ضابطًا محقّقًا. لم يكن فِي طبقته مثله.
623- مُوسَى بْن الْحَسَن الصِّقِلّيّ [1] .
أبو عِمْرَانَ.
عن: أبي نُعَيْم، وأبي عُمَر الحَوْضيّ، وسعيد بْن مَنْصُور، وأحمد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ.
وعنه: أبو الميمون بْن راشد، وأبو عليّ الحصائري، وأبو جَعْفَر البَخْتَرِيّ، والصّفّار.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
حدّث ببغداد، ودمشق.
624- مُوسَى بْن سهل بْن كثير [2] .
أبو عِمْرَانَ الوشّاء الحُرْفيّ.
بغداديّ ضعيف.
عن: أبي عُلَيَّة، وإسحاق الأزرق، وعليّ بْن عاصم، وشُجاع بْن أبي
__________
[1] انظر عن (موسى بن الحسن الصقلّي) في:
تاريخ بغداد 13/ 46، 47 رقم 7012.
[2] انظر عن (موسى بن سهل) في:
السابق واللاحق 128، وتاريخ بغداد 13/ 48 رقم 7014، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 146 رقم 3451، والمغني في الضعفاء 2/ 684 رقم 6495، وميزان الاعتدال 4/ 206 رقم 8871، وسير أعلام النبلاء 13/ 149، 150 رقم 80، والعبر 2/ 60، وتهذيب التهذيب 10/ 348 رقم 619، وتقريب التهذيب 2/ 284 رقم 1467، ولسان الميزان 6/ 119 رقم 412، وشذرات الذهب 2/ 172.(20/477)
الْوَلِيد، ويزيد بْن هارون.
وعنه: عُثْمَان بْن السّمّاك، وأحمد بْن عُثْمَان الَأدميّ، وأبو عُمَر الزّاهد، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وعُمَر بْن الْحَسَن الأشنانيّ، وجماعة.
قال الدّار الدّارَقُطْنِيّ: ضعيف [1] .
وقَالَ البَرْقانيّ: ضعيف جدًا [2] .
قلت: فِي «الغَيْلانيّات» من عَوَاليه.
ومات فِي ذي القعدة سنة ثمانٍ وسبعين.
625- مُوسَى بْن عُمَر الْجُرْجانيّ [3] .
سمع: مسدّد، وإسماعيل بْن أبي يُونُس، ويحيى بْن معِين.
وعنه: كُمَيْلُ بْن جَعْفَر، وإبراهيم بْن محمد البريديّ، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.
626- مُوسَى بْن عِيسَى بْن المنذر [4] .
أبو عَمْرو السُّلَميّ الحمصيّ.
عن: أَبِيهِ، وأحمد بْن مجالد، وحيوة بْن شُرَيْح الحمصيّين.
وعنه: الطَّبَرَانِيّ. لقِيَه سنة ثمانين [5] .
وقد قَالَ فِيهِ النّسائيّ: ليس بثقة.
مات سنة 81 [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 48.
[2] المصدر نفسه.
[3] انظر عن (موسى بن عمر) في:
تاريخ جرجان 465- 467 رقم 930.
[4] انظر عن (موسى بن عيسى) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 28 رقم 102، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 109، والمعجم الكبير، له 8/ 225، 226، 110، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوطة معهد المخطوطات) 5/ 249، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 106 رقم 1725.
[5] المعجم الصغير.
[6] هكذا في الأصل، وإذا صحّ فمن حقّ هذه الترجمة أن تؤخّر إلى الطبقة التالية، على شرط المؤلّف.(20/478)
627- مُوسَى بْن محمد بْن أبي عوْف.
أبو عِمْرَانَ المُرّيّ الصّفّار.
ارتحل وسمع من: يوسف بْن عديّ، وأبي جَعْفَر النُّفَيْليّ.
وعنه: أبو عوانة، وأبو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أبي ثابت، وأحمد بن حَذْلَم، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
628- مُوسَى بْن مُوسَى [1] .
أبو عِيسَى الْبَغْدَادِيّ الحافظ يُعرف بالشّصّ.
سمع: عليّ بْن الجعد، ومحمد بْن مِنْهال، وأبا بَكْر بْن شَيْبَة، وطبقتهم.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، وأبو طَالِب الحافظ، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن نَجِيح، وجماعة.
وثقة الدّار الدّارَقُطْنِيّ [2] .
وَتُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
629- مُوسَى بْن نصر القَنْطريّ [3] .
بغداديّ مستور.
سمع: عَبْد الله بْن عون الخرّاز، وطبقته.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وخيثمة، ومحمد بْن جَعْفَر المطيري.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
630- الموفَّق أبو أَحْمَد بْن المتوكّل على الله بن المعتصم [4] .
__________
[1] انظر عن (موسى بن موسى) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 290 و 2/ 69، وتاريخ بغداد 13/ 47 رقم 7013.
[2] فقال: هو الختّليّ أحد الثقات.
وقال ابن المنادي: كان من الحفّاظ، إلّا أنّ البدعة وضعته.
[3] انظر عن (موسى بن نصر) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 28 رقم 103، وتاريخ بغداد 13/ 46 رقم 7010، والأنساب لابن السمعاني 464 أ.
[4] انظر عن (الموفق) في:(20/479)
اسمه محمد، وقِيلَ: طَلْحَةُ. ولي عهد أمير المؤمنين. والد المعتضد باللَّه وأمّه أم ولد.
مولده سنة تسعٍ وعشرين ومائتين. وعقد له أخوه المعتمد ولاية العهد بعد ابنه جَعْفَر، وذلك فِي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين [1] .
وكان الموفَّق من أجَلّ الملوك رأيًا، وأشجعهم قلبًا، وأسمحهم نفْسًا، وأغزرهم عقلًا، وأجْوَدهم رأيًا. وكان محبَّبًا إِلَى النّاس، قد استولى على الأمور وانقادت له الجيوش، وحارب صاحب الزَّنْج وظفر به وقتله.
وكان النّاس يلقّبونه: النّاصر لدين الله [2] .
قال الخطبيّ: لم يزل أمر أبي أحمد يقوى ويزيد حتّى صار صاحب
__________
[ () ] تاريخ الخلفاء لابن ماجة 45، 48، وتاريخ الطبري 9/ 290، 291، 316، 337، 349، 353، 361، 377، 475، 476، 490 و 10/ 22، والتنبيه والإشراف 320، ومروج الذهب 4/ 210، 227، 228، 229، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 183- 185، 206، 321 و 2/ 9، 47، 114، 209- 212، 227، 308، 348، 395 و 3/ 23، 118، 155، 175 و 5/ 99، ونشوار المحاضرة 1/ 16، 78، 138، 144، 153- 155، 255، 257 و 2/ 25- 27 و 90، 119، 190، 319، 327، 328 و 3/ 31، 38، 85، 97، 220 و 4/ 23، 213، 277 و 5/ 214، 215، 271 و 6/ 106، 172 و 7/ 200، و 8/ 33، 34، 36، 78، 96- 105، 107، 153، وتاريخ حلب للعظيميّ 115، 265، 266، 269، وتحفة الوزراء 43، 55، 56، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 118، 121، 122، 123، 124، والوزراء للصابي 44، 82، 249، والإنباء في تاريخ الخلفاء 15، 121، 137- 139، والفخري 31، 251، 252، 254، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 148، 161، 164، 168، 172، 176، 179، 213، 219، 224، 228، 233، 237، 242، 254، 258، 266، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 366، وتاريخ بغداد 2/ 127، 128 رقم 518، والعقد الفريد 4/ 166 و 5/ 125، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ 91 أ- 92 أ، والمنتظم 5/ 121، 122، رقم 265، وخلاصة الذهب المسبوك 233، 235، والمختصر في أخبار البشر 2/ 54، 55، ونهاية الأرب 22/ 340، 341، 342، 343، والعبر 2/ 39، 43، 47، 59، 60، وسير أعلام النبلاء 13/ 169، 170 رقم 100، والوافي بالوفيات 2/ 294، 295، والبداية والنهاية 11/ 63، 64، ومرآة الجنان 2/ 186، وشذرات الذهب 2/ 172، وتاريخ الخلفاء 364، 365، وتاريخ الخميس 2/ 383، 384، وآثار البلاد 540، ومآثر الإنافة 1/ 253، 254، وتاريخ ابن الوردي 1/ 240.
[1] تاريخ بغداد 2/ 127.
[2] تاريخ بغداد 2/ 127.(20/480)
الجيش، وكلّه تحت يده. ولمّا غلب على الأمر حظر على المعتمد أَخِيهِ، واحتاط عليه وعلى ولده، وجمعهم فِي موضعٍ واحدٍ، ووكّل بهم. وأجرى الأمور مجاريها إِلَى أن تُوُفِّيَ لثمانٍ بقين من صفر سنة ثمانٍ وسبعين، وله تسعٌ وأربعون سنة [1] .
وكانوا ينظرونه بأبي جَعْفَر المنصور فِي حزْمه ودهائه ورأيه. وكان قد غضب على ولده أبي الْعَبَّاس المعتضد وحبسه، ووكّل به إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل، فضيَّق عليه. فَلَمَّا احتضر أبو أحمد رضي عن ولده، وكان ولده من أُنْمُوذَجته، فألقى إليه مقاليد [الأمور] ، فولّاه المعتمد ولاية العهد فِي الحال بعد ابنه المفوّض بن المعتمد، وخطب الخُطَب له ثُمَّ لولده المفوّض، ثمّ لأبي العبّاس المعتضد. وانتقم أبو الْعَبَّاس من ابنِ بُلْبُل وعذّبه حَتَّى مات. ثُمَّ بعد أيام خلع المفوّض، وتفرَّد أبو العبّاس بالعهد.
__________
[1] تنقص شهرا وأياما. (تاريخ بغداد 2/ 127) .(20/481)
حرف النُّون
631- نجاح بْن إِبْرَاهِيم الكوفي الفقيه.
حدث بمصر عن: سَعِيد بْن عُمَر، والأشعثيّ، وغيرهما.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ أيضًا فِي ذي الحجّة.
632- نصر بْن أَحْمَد بْن أسد بْن سامان [1] .
أمير ما وراء النّهر والتُّرْك.
كان أديبًا فاضلًا مَهِيبًا من أجلّ الأمراء.
مات سنة تسعٍ وسبعين، وولي الأمر بعده أخوه إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد الَّذِي ظفر بالصّفّار.
633- نصر بْن دَاوُد [2] .
أبو مَنْصُور الصَّغانيّ الخلنجيّ.
روى عن: خَالِد بْن خِداش، وأبي عُبَيْد القاسم بْن سلّام، وحرميّ بْن حَفْص.
وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم [3] ، وجماعة.
توفّي سنة إحدى وسبعين.
__________
[1] انظر عن (نصر بن أحمد) في:
تاريخ بخارى للنرشخي 9، 25، 106- 117، 138، وتاريخ الطبري 9/ 514 و 10/ 30، 147، 148، ومروج الذهب 3284، 3350، والكامل في التاريخ 7/ 279- 281، 368، 456، ووفيات الأعيان 6/ 424، وخلاصة الذهب المسبوك 246، وتاريخ ابن الوردي 1/ 242.
[2] انظر عن (نصر بن داود) في:
الجرح والتعديل 8/ 472 رقم 2166، وتاريخ بغداد 13/ 292 رقم 7262.
[3] وقال: سمعت منه بواسط، وروى عنه موسى بن إسحاق القاضي بعض كتب أبي عبيد، ومحلّه الصدق.(20/482)
حرف الهاء
634- هارون بْن الْعَبَّاس الهاشميّ [1] .
عن: إِبْرَاهِيم بْن المنذر، وأبي مُصْعَب، وغيرهما.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، والتّاريخيّ.
قَالَ الخطيب: كان ثقة.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين [2] .
635- هارون بْن عِمْرَانَ الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ [3] .
عن: أبي مُسْهِر الغسّانيّ، وأبي الجماهر.
وعنه: أبو الميمون بْن راشد.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.
636- هارون بْن محمد بْن بكّار بن بلال العامليّ [4] .
__________
[1] انظر عن (هارون بن العباس) في:
تاريخ بغداد 14/ 27 رقم 7361.
[2] في أول المحرّم، وكان قد استكمل سبعا وستين سنة، وميلاده كان في سنة ثمان ومائتين.
[3] انظر عن (هارون بن عمران) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 45/ 642.
[4] انظر عن (هارون بن محمد العاملي) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي، رقم 1127، والجرح والتعديل 9/ 97 رقم 401، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 3/ 323 و 15/ 539 و 19/ 639 و 34/ 610 و 37/ 169، 209، 371 و 39/ 207، والمعجم المشتمل 309 رقم 1106، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1430، 1431، والكاشف 3/ 189 رقم 6020، وتهذيب التهذيب 11 رقم 21، وتقريب التهذيب 2/ 312 رقم 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 407، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 140، 141 رقم 1760.(20/483)
عن: أَبِيهِ، ومحمد بْن عِيسَى بْن سميع، ومنبّه بْن عُثْمَان، ومروان بْن محمد الطّاطَريّ.
وعنه: د. ن.، ومحمد بْن يوسف الهرويّ، وابن جوصا، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
قال النسائي: لا بأس به [1] .
قلت: تُوُفِّيَ بعد السبعين، أو قبل ذلك [2] .
637- هارون بْن مُوسَى الَأشنانيّ [3] .
عن: مكّيّ بن إِبْرَاهِيم، وأبي نُعَيْم.
وعنه: ابنُ أبي حاتم [4] ، ومحمد بْن بُلْبُل الهمْدانيّ.
638- هاشم بْن مَرْثَد [5] .
أبو سَعِيد الطَّبَرَانِيّ.
عن: آدم بْن أبي إياس، وصفوان بْن صالح، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، ويحيى بْن معين، والمُعَافي بْن سُلَيْمَان الرَّسْعَنيّ.
وعنه: سُلَيْمَان الطَّبَرَانِيّ، ويحيى بْن يزيد النَّيْسابوريّ، وابنه سَعِيد بْن هاشم، وآخرون.
وهو من قُدماء شيوخ الطَّبَرَانِيّ، فإنّه سمع منه سنة ثلاثٍ وسبعين. ومات فِي شوّال سنة ثمانٍ وسبعين.
639- هاشم بْن يُونُس الْمَصْرِيّ القصّار [6] .
__________
[1] المعجم المشتمل 309.
[2] سئل عنه أبو حاتم، فقال: صدوق.
[3] انظر عن (هارون بن موسى) في:
الجرح والتعديل 9/ 97 رقم 402.
[4] وقال: كتبت عنه بهمذان، وهو صدوق.
[5] انظر عن (هاشم بن مرثد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 126.
[6] انظر عن (هاشم بن يونس) في:(20/484)
عن: عَبْد الله بْن صالح.
وعنه: الطَّبَرَانِيّ، وأبو عَوَانة الإسْفراينيّ، وغيرهما.
وقد سمع أيضًا من سَعِيد بْن أبي مريم، والطبقة سنة ... [1] .
640- هبةُ الله بْن الأمير إِبْرَاهِيم بْن المهديّ بْن المنصور.
أبو القاسم العباسيّ. كان كاتبًا، حاذقًا بالغناء، رقيق النَّظْم. جالس المعتضد وغيره.
حكى عن: أَبِيهِ.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن يزيد المُهَلَّبيّ، وعون بْن محمد، وعبد الله بْن مالك النَّحْوِيُّ.
وقَالَ عون الكِنْديّ: مات عن تَوْبةٍ حَسنة، وفرّق مالًا عظيمًا.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
641- هلال بْن العلاء بْن هلال [2] .
أبو عُمَر بْن أبي محمد الباهليّ. مولاهم الرَّقّيّ الأديب، شيخ الرَّقّةِ وعالمها.
__________
[ () ] المعجم الصغير للطبراني 2/ 126، 127.
[1] بياض في الأصل.
[2] انظر عن (هلال بن العلاء) في:
مسند أبي عوانة، 1/ 97، 231، 250، 267، 395، و 2/ 8، 52، 104، 161، 221، 292، وتاريخ الرقّة 160، وعمل اليوم والليلة للنسائي، رقم 135 و 274 مكرر و 459 و 468 و 507، 686 و 807 و 968، والجرح والتعديل 9/ 79 رقم 318، وحديث خيثمة الأطرابلسي 28، 50، 101، 130، 189، 194، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 330، والمستدرك على الصحيحين 1/ 35، 89، والسابق واللاحق للخطيب 366، ومعجم الأدباء 19/ 294 رقم 115، وفيه كنيته: «أبو عمرو» ، وطبقات الحنابلة 1/ 395 رقم 514، والمعجم المشتمل 313 رقم 1124، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1452، 1453، والكاشف 3/ 201 رقم 6111، وسير أعلام النبلاء 13/ 309، 310 رقم 143، وتذكرة الحفاظ 612، 613، وميزان الاعتدال 4/ 315، 316 رقم 9276، والمعين في طبقات المحدّثين 101 رقم 1158، وتهذيب التهذيب 11/ 83، 84 رقم 135، وتقريب التهذيب 2/ 324 رقم 141، وطبقات الحفاظ 264، 265، وبغية الوعاة 2/ 329 رقم 2103، وفيه كنيته: «أبو عمرو» ، وخلاصة تذهيب التهذيب 412، وشذرات الذهب 2/ 176، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 252.(20/485)
سمع: أَبَاهُ العلاء بْن هلال بْن عُمَر بْن هلال مَوْلَى قُتَيْبَةَ بْن مُسْلِم أمير خُراسان، وحَجّاج بْن محمد الأعور، ومحمد بْن مُصْعَب القَرْقِسائيّ، وحسين بْن عيّاش، وعبد الله بْن جَعْفَر الرَّقّيّ، وأبا جَعْفَر النُّفَيْليّ.
وعنه: ن.، وأبو بَكْر النّجّاد، وخيثمة بْن سُلَيْمَان، والعبّاس بْن محمد الرّافعيّ، ومحمد بن أيوب بن الصمت، وخلق سواهم.
قال النسائي: ليس به بأس. روى أحاديث منكرة عن أَبِيهِ، ولا أدري الرَّيب منه أو من أَبِيهِ [1] .
وقَالَ غيره: تُوُفِّيَ فِي ذي الحجّة يوم النّحر سنة ثمانين.
وقِيلَ: تُوُفِّيَ فِي ثامن ربيع الأوّل سنة إحدى وثمانين.
وله شِعر رائق، لائق بكلّ رائق، فمنه:
سَيَبْلَى لسانٌ كان يُعْرِبُ لَفْظَهُ ... فيا لَيْتَهُ من وَقْفَةِ الْعَرْضِ يَسْلَمُ
وما ينفع الإعراب [2] إنّ لم يكن تُقًى ... وما ضَرّ ذا تَقْوى لسانٌ معجّم
وله، وقد رواه عَنْهُ خيثمة:
اقْبَلْ معاذِيرَ من يأتيك معتذرا ... إن بر عندك فيما قَالَ أو فَجَرا
فقد أطاعك مَن أرضاك ظاهِرُهُ ... وقد أجَلَّك مَن يَعْصِيكَ مُسْتَتِرا [3]
وله أبيات حَسنة فِي فقْد الشباب [4] .
642- همّام بْن محمد بْن النُّعمان بْن عَبْد السّلام التَّيْميّ [5] .
أبو عَمْرو الإصبهانيّ. أخو عَبْد الله الإصبهانيّ بْن محمد.
روى عن: جَنْدَل بْن والِق، وإسحاق بْن بِشْر الكاهليّ، وأحمد بن يونس
__________
[1] المعجم المشتمل 313.
[2] في سير أعلام النبلاء 13/ 310، «وما تنفع الآداب» .
[3] حديث خيثمة 50، تذكرة الحفاظ 2/ 169.
[4] وقال ابن أبي حاتم: سمع أبي منه بالرقّة وكتب إليّ ببعض فوائده، سمعت أبي يقول: هو صدوق.
[5] انظر عن (همّام بن محمد بن النعمان) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 340، 341.(20/486)
اليَرْبُوعيّ، وعبد الحميد بْن صالح.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: قَيِل إنّه كان من الأبدال.
روى عَنْهُ: سَعِيد بْن يعقوب، ومحمد بْن الْحَسَن بْن المهلَّب، وأحمد بْن الزُّبَيْر الإصبهانيّون.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
643- الهيثم بْن خالد الكوفيّ الوشّاء.
ورّاق أبي نُعَيْم الفضل بْن ذكوان.
روى عَنْهُ: أبو الْعَبَّاس بْن عُقْدة، وأبو بَكْر الخلّال الحنْبليّ.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
644- الهيثم بْن مروان [1] .
أبو الحكم الدمشقي.
عن: محمد بْن عِيسَى بْن سميع، وأبي مُسْهِر، وخاله محمد بْن عائذ الكاتب.
وعنه: ن.، وأبو الْحَسَن بْن جَوْصا.
645- هَيْذام بْن قُتَيْبَةَ الْبَغْدَادِيّ [2] .
عن: عَبْد الله بْن صالح العِجْليّ، وسليمان بْن حرب، وعاصم بْن عليّ.
وعنه: أبو بَكْر النّجّاد، وعثمان بْن السّمّاك، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كان ثقة عابدًا [3] .
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (الهيثم بن مروان) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 204.
[2] انظر عن (هيذام بن قتيبة) في:
تاريخ بغداد 14/ 96، 97 رقم 438.
[3] وقال الدار الدّارقطنيّ: لا بأس به.(20/487)
حرف الواو
646- وزير بْن القاسم الْجُبَيْليّ [1] .
عن: عمر بْن هشام البَيْروتيّ، وأبي اليمان الحمصيّ، وجماعة.
وعنه: ابن جوصا، والحسن بن حبيب الحصائري، وخيثمة الأطْرابُلُسيّ.
647- وهْب بْن نافع الَأسَديّ القُرْطُبيّ [2] .
أحد علماء الأندلس.
رحل وسمع من: إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبي الطّاهر بْن السَّرْح، وسَحْنُون بْن سَعِيد، ونصر بْن عليّ الجهضميّ، وطبقتهم.
وهو أوّل من أدخل تصانيف أبي عُبَيْد القاسم بْن سلّام الأندلسيّ.
تُوُفِّيَ فِي مُسْتَهَلِّ جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين [3] .
__________
[1] انظر عن (وزير بن القاسم) في:
الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان للعلوي بانتخاب الصوري (بتحقيقنا) 43، والإكمال لابن ماكولا 2/ 259، والأنساب لابن السمعاني 123 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 407 و 36/ 537 و 45/ 239، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 166 رقم 1784.
[2] انظر عن (وهب بن نافع) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 164 رقم 1515، وجذوة المقتبس للحميدي 360 رقم 851، وبغية الملتمس للضبي 479 رقم 1407.
[3] وقيل سنة سبعين ومائتين. (تاريخ علماء الأندلس) : وفي الجذوة، والبغية مات سنة 290 هـ.
وهو غلط.(20/488)
حرف الياء
648- يحيى بْن أبي طَالِب جَعْفَر بْن عَبْد الله بْن الزّبرقان [1] .
قَالَ أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ: أخو الْعَبَّاس، والفضل.
أصلهم من واسط.
سمع: عليّ بْن عاصم، ويزيد بْن هارون، وعبد الوهاب الخفّاف، وأبا بدْر السَّكُونيّ، وزيد بْن الحُبَاب، وأبا دَاوُد الطَّيَالِسِيّ، وطبقتهم.
وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وابن صاعد، وإسماعيل الصَّفّار، ومحمد بْن البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن السّمّاك، وأبو بَكْر النّجّاد، وأبو سهل القطّان، وعبد الله بْن إِسْحَاق، وخلْق.
قَالَ أبو حاتم: محلّه الصّدق [2] .
وقال البرقانيّ: أمرني الدّار الدّارَقُطْنِيّ أن أُخرِّج له فِي الصّحيح [3] .
وقَالَ البَغَويّ: سمعت مُوسَى بْن هارون يقول: أشهد على يحيى بْن أبي طَالِب أنّه كذّاب [4] .
وقال أبو أحمد الكاتب: ليس بالمتين [5] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن أبي طالب) في:
الجرح والتعديل 9/ 134 رقم 567، والإيمان لابن مندة 1/ رقم 104، وتاريخ بغداد 14/ 220، 221 رقم 7512، والسابق واللاحق 372.
[2] الجرح والتعديل 9/ 134 وقال ابنه: كتبت عنه مع أبي.
[3] تاريخ بغداد 14/ 221.
[4] تاريخ بغداد 14/ 220.
[5] تاريخ بغداد 14/ 221.(20/489)
قلت: وُلِدَ سنة اثنتين وثمانين ومائة، ومات سنة خمسٍ وسبعين فِي شوّال.
وقد وقع لي جملةٌ من عواليه. وولاؤه لبني هاشم [1] .
649- يحيى بْن الرَّبِيع بْن ثابت البُرْجُميّ الكوفيّ [2] .
عن: يزيد بْن هارون، وعليّ بْن شقيق.
وعنه: ابنُ عُقْدة، ومحمد بْن مَخْلَد.
650- يحيى بْن الفُضَيْل الْبَغْدَادِيّ الكاتب [3] .
نزل مصر، وحدَّث عن: الأصمعيّ، وعَوْن بْن عُمارة.
وعنه: عَبْد الْعَزِيز الغافِقيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن وَرْدان، ومحمد بْن أَحْمَد الخلّال المصريّون.
قَالَ الخطيب: مات سنة ثمانين.
651- يحيى بْن عَبْد العظيم [4] .
وهو يحيى بْن عَبْدك القَزْوينيّ.
محدّث كبير القدْر.
طاف وسمع: أَبَا عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وعفّان بْن مُسْلِم، وعبد الله بْن رجاء البغدادي، وطبقتهم.
وعنه: أبو نعيم عبد الملك بن محمد الْجُرْجانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم [5] ، وأبو الْحَسَن عليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وآخرون.
__________
[1] وقال الخطيب: روى الحاكم أبو عبد الله بن البيع أنه سمع الدار الدّارقطنيّ ذكر يحيى بن أبي طالب، فقال: لا بأس به عندي، ولم يطعن فيه أحد بحجّة.
[2] انظر عن (يحيى بن الربيع) في:
تاريخ بغداد 14/ 221، 222 رقم 7514.
[3] انظر عن (يحيى بن الفضيل) في:
تاريخ بغداد 14/ 222، 223 رقم 7517.
[4] انظر عن (يحيى بن عبد العظيم) في:
الجرح والتعديل 9/ 173 رقم 711 وفيه: يحيى بن عبد الأعظم، وكنيته: أبو زكريا، والثقات لابن حبّان 9/ 271، وهو ساقط من المطبوع من كتاب: التدوين في أخبار قزوين.
[5] وقال: كتبت عنه وهو ثقة صدوق.(20/490)
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين، وكان صدوقًا.
قَالَ الخليليّ: كان شيخًا ثقة، متَّفق عليه [1] .
652- يحيى بْن القاسم بْن هلال [2] .
أبو زكريا الأندلسيّ القُرْطُبيّ الفقيه المالكيّ.
أحد الأئمّة والزُّهّاد.
سمع: يحيى بْن يحيى، وسعيد بْن حسّان، وعبد الله بْن قانع الصائغ، وسَحْنُون بْن سَعِيد، وطائفة.
وعنه: أَحْمَد بْن خَالِد بْن الحُباب، ومحمد بْن أَعْيَن، وجماعة. قَيِل إنّه كان من العبادة على أمر عظيم. كان يصوم حَتَّى يَخْضَرّ. قَالَ ابنُ الفَرَضيّ فِي تاريخه [3] : قَالَ لي عبّاس بْن أَصبَغ إنّ يحيى بْن القاسم كان فِي داره شجرةٌ تسجد لسجوده، رحمة الله عليه.
قَيِل: تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين، وقِيلَ: سنة ثمانٍ وسبعين [4] .
653- يحيى بْن مُطَرِّف بْن الهيثم [5] .
الفقيه أبو الهيثم الثّقفيّ، مفتي أصبهان وعالمها.
سمع: الحسين بْن حَفْص، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، والقَعْنَبيّ، وطائفة.
وعنه: أَحْمَد بْن جَعْفَر بن مَعْبَد، وأبو علي الصحاف، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وآخرون.
تُوُفِّيَ فِي يوم عاشوراء سنه ثمانٍ وسبعين ومائتين.
__________
[1] وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: يغرب.
[2] انظر عن (يحيى بن القاسم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 183 رقم 1565، وجذوة المقتبس للحميدي 506 رقم 1488، وبغية الملتمس للضبي 378 رقم 902.
[3] ج 2/ 183.
[4] وقيل سنة 292 هـ. على اختلاف فيه.
[5] انظر عن (يحيى بن مطرّف) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 360، 361.(20/491)
654- يزيد بْن محمد بْن عَبْد الصمد [1] .
وقد يُنْسب إِلَى جدّه، فيقال يزيد بْن عَبْد الصمد.
أبو القاسم الدّمشقيّ. مَوْلَى بني هاشم.
سمع: أَبَا مُسْهَر، وآدم بْن أبي إياس، وأبي بَكْر الحُمَيْديّ، وطبقتهم.
وعنه: د. ن. وقَالَ: ثقة [2] ، وابن جَوْصا، وأبو عليّ الحصائري، والحسين بْن جرلان، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وأبو عوانة فِي مُسْنَده، وإبراهيم بْن أبي ثابت، وجماعة.
وثّقه أيضا الدّار الدّارَقُطْنِيّ.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وتسعين ومائة، ومات فِي شوّال سنة ستٍّ وسبعين ومائتين [3] . وكان موصوفًا بالحِفْظ والفَهْم [4] .
655- يعقوب بْن إِسْحَاق بْن زياد [5] .
أبو يوسف الْبَصْرِيّ القلوسيّ.
عن: عمّار بْن عُمَر بْن فارس، وأبي عاصم النّبيل، وجماعة كثيرة.
__________
[1] انظر عن (يزيد بن محمد) في:
مسند أبي عوانة 1/ 45، 98، 305، 367، و 2/ 93، 149، والجرح والتعديل 9/ 288، 289 رقم 1231، والثقات لابن حبّان 9/ 277، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 169 و 26/ 5 و 33/ 217 و 37/ 213 و 38/ 301 و 39/ 342 و 46/ 746 و (47/ 250) ، والمعجم المشتمل 325 رقم 1173، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1540، 1541، والكاشف 3/ 249 رقم 6465، والعبر 2/ 58 (في حوادث سنة 276 هـ) ، وسير أعلام النبلاء 13/ 151، 152 رقم 82، وتهذيب التهذيب 11/ 357، 358 رقم 689، وتقريب التهذيب 2/ 370 رقم 317، وخلاصة تذهيب التهذيب 434، وشذرات الذهب 2/ 170، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 217، 218 رقم 1853.
[2] المعجم المشتمل 325، تاريخ دمشق 47/ 250، وقال في مشيخته: صدوق.
[3] ورّخه بها عمرو بن دحيم، وابن ملّاس. وقال أبو بكر بن فطيس: مات سنة 275 أو 276 هـ.
وأرّخه ابن عساكر بسنة 277 هـ.
[4] وقال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه وروى عنه أبي وهو صدوق ثقة.
[5] انظر عن (يعقوب بن إسحاق القلوسي) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 61 و 2/ 328، ومسند أبي عوانة 1/ 100، و 2/ 88 والثقات لابن حبّان 9/ 286، وتاريخ بغداد 14/ 285، 286 رقم 7580، والمنتظم 5/ 84 رقم 184 وفيه:
«الفلوسي» بالفاء.(20/492)
وعنه: المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وأبو الْحُسَيْن بْن المنادي.
وكان ثقة حافظًا. ولي قضاء نصيبّين [1] .
وَتُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين ومائتين [2] .
656- يعقوب بْن إِسْحَاق الْبَغْدَادِيّ [3] .
أبو يوسف الدّعاء.
يروي عن: أبي اليمان، وعاصم بْن عليّ، وجماعة.
وعنه: أبو سهل القطّان، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين. ولا أعلم فِيهِ جَرْحًا.
657- يعقوب بْن إِسْحَاق بْن مِهْران الإصبهانيّ [4] .
المعروف بابن أبي يعقوب المعدّل.
سمع: محمد بْن عَبْد الله الأنصاريّ، وعمرو بْن مرزوق، وأحمد بْن يوسف، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بْن جَعْفَر السِّمْسار، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن يوسف الإصبهانيّان.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين.
658- يعقوب بن سفيان بن جوّان [5] .
__________
[1] قاله الخطيب.
[2] وقال ابن حبّان: مات سنة سبعين ومائتين، أو قبلها أو بعدها بقليل.
[3] انظر عن (يعقوب بن إسحاق الدعّاء) في:
تاريخ بغداد 14/ 287 رقم 7585.
[4] انظر عن (يعقوب الأصبهاني) في:
تاريخ الطبري 8/ 291، 361، 519، وذكر أخبار أصبهان 2/ 354.
[5] انظر عن (يعقوب الفسوي) في:
مسند أبي عوانة 1/ 168، 17، 263، 372 و 2/ 176، 279، 281، 294، 303، 309، والجرح والتعديل 9/ 208 رقم 868، والإكمال لابن ماكولا 3/ 202، والثقات لابن حبّان 9/ 287، والمستدرك على الصحيحين 1/ 36، والسابق واللاحق 92، وطبقات الحنابلة 1/ 416 رقم 542، والأنساب 99 أ، واللباب 2/ 432، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 19/ 579 و 22/ 169، والمعجم المشتمل 327 رقم 1178، وتهذيب الكمال (المصوّر)(20/493)
الحافظ الكبير أبو يوسف بْن أبي مُعَاوِيَة الفسويّ الفارسيّ صاحب «التاريخ» و «المشيخة» .
طوّف الأقاليم وسمع ما لا يوصف كثرة.
سمع: أَبَا عاصم النبيل، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، ومحمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وعبد الله بْن مُوسَى، وعبد الله بْن رجاء، وأبا مُسْهَر، وحبّان بْن هلال، وأبا نُعَيْم، وسعيد بْن أبي مريم، وعَوْن بْن عُمارة، وخلقًا كثيرًا بالشّام، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة.
وعنه: ت. ن. وقَالَ: لا بأس به [1] ، وإبراهيم بْن أبي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بْن أبي حاتم، وأبو عوانة، ومحمد بْن حَمْزَةَ بْن عُمارة، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن درستَوَيْه، والحسن بْن محمد الفَسَويّ، وآخرون.
وبقي فِي الرحلة ثلاثين سنة.
قَالَ أبو زُرْعة الدّمشقيّ: قدِم علينا رجلان من نُبلاء النّاس.
أحدهما: يعقوب بْن سُفْيَان، يعجز أَهْل العراق أن يروا مثله. والثّاني:
حرب بْن إِسْمَاعِيل، وهو مِمَّنْ كتب عنّي.
وقَالَ محمد بْن دَاوُد الفارسيّ: ثنا يعقوب بْن سُفْيَان العبد الصالح، فذكر حديثًا.
قَالَ أبو بَكْر أحمد بْن عبْدان الشّيرازيّ: كان يَتَشَيَّعُ ويتكلَّم فِي عثمان.
__________
[3] / 1549، 1550، وتاريخ ابن الوردي 1/ 241، والعبر 2/ 58، 59، وسير أعلام النبلاء 13/ 180- 184 رقم 106، وتذكرة الحفاظ 2/ 582، 583، والكاشف 3/ 254 رقم 6503.
والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 187، والمعين في طبقات المحدّثين 101 رقم 1161، والبداية والنهاية 11/ 59، 60، وغاية النهاية 2/ 390 رقم 3896، وتهذيب التهذيب 11/ 385- 389 رقم 747، وتقريب التهذيب 2/ 275 رقم 377، وطبقات الحفاظ 259، وخلاصة تذهيب التهذيب 436، وشذرات الذهب 2/ 171، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 221- 223 رقم 1857، وانظر مقدّمة كتاب: المعرفة والتاريخ، له، بتحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري، طبعة وزارة الأوقاف العراقية ببغداد.
[1] المعجم المشتمل 327، تهذيب الكمال 3/ 1550.(20/494)
وعن محمد بْن يزيد العطّار: سمعت يعقوب الفَسَويّ قَالَ: كنت أُكْثِرُ النَّسْخ باللّيل، وقلَّت نَفَقَتي، فجعلت أستعجل. فنسخت ليلةً حَتَّى تصرّم اللّيل، فنزل الماء من عيني، فلم أُبصر السّراج، فبكيت على انقطاعي، وعلى ما يفوتني من العِلْم. فاشتدّ بكائي، فنمت، فرأيت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، فناداني: يا يعقوب بْن سُفْيَان لِمَ بَكيت؟
فقلت: يا رسول الله ذهب بصري، فتحسَّرت على ما فاتني من كَتْب سُنَّتك، وعلى الانقطاع من بلدي.
فقال: أدنُ منّي.
فدنوت منه، فأمرَّ يده على عينيّ كأنّه يقرأ عليهما، ثُمَّ استيقظت، فأبصرت، وأخذت نُسختي، وقعدت فِي السّراج أكتب.
تُوُفِّيَ يعقوب فِي وسط سنة سبْعٍ وسبعين [1] ، قبل أبي حاتم الأزْديّ بشهر.
659- يعقوب بْن سَوّاك الخُتُّليّ الزّاهد [2] .
صاحب بِشْر الحافي.
روى عَنْهُ: ابنُ مسروق، ومحمد بْن ثوبة الهاشميّ، وغيرهما.
تُوُفِّيَ بعد السبّعين ومائتين [3] . قاله الخطيب.
660- يعقوب بْن يزيد [4] .
أبو يوسف الْبَغْدَادِيّ التّمّار.
أحد الشُّعراء المحسنين، سيما فِي الغزل.
اتّصل بالخليفة المنتصر.
__________
[1] أرّخه بها ابن حاتم وغير واحد. وأرّخه ابن حبّان في الثقات فقال: مات سنة ثمانين أو إحدى وثمانين ومائتين، وكان ممّن جمع وصنّف وأكثر، مع الورع والنسك والصلابة في السّنة.
[2] انظر عن (يعقوب بن سواك) في:
تاريخ بغداد 14/ 284، 285 رقم 7579.
[3] قال ابن قانع: مات في سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
[4] انظر عن (يعقوب بن يزيد) في:
تاريخ بغداد 14/ 287، 288 رقم 758.(20/495)
روى عَنْهُ: قاسم الإنباريّ، وابن المَرْزُبان، وغيرهما.
661- يعقوب بْن يوسف القَزْوينيّ [1] .
ابنُ أخي حُسَيْن.
سمع: القاسم بْن الحكم العُرَنّي، وغيره.
وعنه: أَحْمَد بْن محمد بْن رزمة، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن إِسْحَاق الصِّبْغيّ الفقيه، وجماعة.
كان صدوقًا.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
662- يعقوب بْن يوسف بْن مَعْقِل بْن سِنَان النَّيْسابوريّ [2] .
والد أبي الْعَبَّاس الأصمّ.
روى عن: إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن حُمَيْد، وعليّ بْن حُجْر، وطبقتهم ثُمَّ رحل بابنه فلقي أصحاب ابنِ عُيَيْنَة، وابن وهْب.
روى عَنْهُ: ابنه، وأبو عَمْرو المُسْتَملي، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، ومحمد بْن مَخْلَد الدُّوريّ.
وكان من أبرع النّاس خطًّا. نسخ الكثير بالُأجْرة.
ومات فِي المحرَّم سنة سبْعٍ وسبعين.
663- يوسف بْن سَعِيد بن مسلم [3] .
__________
[1] ترجمة القزويني ليست في المطبوع من كتاب: التدوين في أخبار قزوين، إذ سقطت منه معظم تراجم حرف الياء.
[2] انظر عن (يعقوب بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 14/ 286 رقم 7582.
[3] انظر عن (يوسف بن سعيد) في:
مسند أبي عوانة 1/ 24، 33 وفي مواضع كثيرة منه، والجرح والتعديل 9/ 224 رقم 938، وحديث خيثمة الأطرابلسي 29، 30، والثقات لابن حبّان 9/ 281، حلية الأولياء 9/ 305، والأنساب لابن السمعاني 463 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 342، والمعجم المشتمل 328 رقم 1184، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1559، 1560، والكاشف 3/ 261 رقم 6552، والعبر 2/ 48، وتذكرة الحفاظ 2/ 583، وتهذيب التهذيب 11/ 414، 415 رقم(20/496)
الحافظ أبو يعقوب المِصِّيصيّ.
سمع: حجّاج الأعور، ومحمد بْن مُصْعَب، وعبيد الله بْن مُوسَى، وأبا مُسْهَر الغساني، وخالد بْن يزيد القسريّ، وهَوذة بْن خليفة، وقبيصة بْن عُقْبَة، وطائفة.
وعنه: ن. وقَالَ: ثقة حافظ [1] ، وأبو عوانة، ويحيى بْن صاعد، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسابوريّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن صفوة، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم [2] : كان صدوقًا ثقة.
قلت: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة سنة إحدى وسبعين.
664- يوسف بن الضّحّاك البغداديّ [3] .
مولى بني أُميَّة.
عن: سُلَيْمَان بْن حرب، ومحمد بْن سِنَان العَوْفيّ.
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
وكان فقيهًا ثقة.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.
665- يوسف بْن عَبْد الله.
أبو يعقوب الخوارزميّ، نزيل فلسطين.
محدِّث رحَّال. روى عن: عَبْدان بْن عُثْمَان المَرْوَزِيُّ، وحَرْمَلة بْن يحيى الْمِصْرِيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو الْعَبَّاس الأصمّ، وأبو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن أبي ثابت.
__________
[807،) ] وتقريب التهذيب 2/ 381 رقم 435، وخلاصة تذهيب التهذيب 439، وشذرات الذهب 2/ 162، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 228، 229 رقم 1868.
[1] المعجم المشتمل.
[2] في الجرح والتعديل 9/ 224.
[3] انظر عن (يوسف بن الضحاك) في:
تاريخ بغداد 14/ 307، 308 رقم 7623.(20/497)
قَالَ زكريا بْن يحيى التِّنِّيسيّ: شيخ ابنِ عديّ، وغيره، وما علمت به بأسًا.
666- يوسف بْن مُوسَى الحربيّ العطّار الفقيه [1] .
روى عن: أَحْمَد بْن حنبل مسائل معروفة.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخلّال وأثنى عليه، وقَالَ: كان يهوديًّا فأسلم على يد الْإِمَام أَحْمَد، وهو حَدَث. فحَسُن إسلامُهُ ورحل فِي طلب العلم. وسمع من قوم جلّة [2] .
__________
[1] انظر عن (يوسف بن موسى) في:
تاريخ بغداد 14/ 308 رقم 7624، وطبقات الحنابلة 1/ 420، 421 رقم 550.
[2] وزاد: ولزم أبا عبد الله حتى كان ربّما كان يتبرّم به من كثرة لزومه إيّاه.(20/498)
الكنى
667- أبو سَعِيد الخرّاز [1] .
شيخ العارفين فِي وقته.
واسمه أَحْمَد بْن عِيسَى.
قَيِل: تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين. والأشْهَرُ أنّه تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وثمانين كما سيأتي.
أبو سَعِيد السُّكَّريّ النَّحْوِيُّ [2] .
حسن بْن حُسَيْن.
668- أبو الهيثم الرَّازيّ اللُّغَويّ [3] .
أحد أئمّةِ العربيّةِ.
له كتاب «الشّامل فِي اللُّغة» ، وكتاب «زيادات معاني القرآن» ، وغير ذلك.
وكان بارعًا فِي الأدب، علّامة.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين ومائتين، والله أعلم.
669- أبو أحمد القلانسيّ [4] .
أحد مشايخ القوم ببغداد.
__________
[1] انظر ترجمة (أبي سعيد الخراز) في: الجزء التالي (281- 290 هـ.) .
[2] تقدّمت ترجمته برقم (141) في هذا الجزء.
[3] انظر عن (أبي الهيثم الرازيّ) في:
بغية الوعاة 2/ 329 رقم 2105.
[4] انظر عن (أبي أحمد القلانسي) في:
تاريخ بغداد 13/ 114 رقم 7097.(20/499)
تُوُفِّيَ فِي حدود سنة إحدى وسبعين ومائتين.
واسمه مُصْعَب بْن أَحْمَد بْن مُصْعَب.
أبو أَحْمَد الموفَّق بْن المتوكّل.
قد ذكرناه بَلَقَبه لاختلاف اسمه [1] .
670- أبو عُبَيْد البُسْريّ الزّاهد.
مرّ فِي عُشْر السّتّين ومائتين، واسمه محمد بْن حسّان، رحمه الله.
671- أبو مُعين الرَّازيّ الحافظ.
اسمه: الْحَسَن بْن الْحَسَن على الصّحيح، كذا سمّاه ابنُ أبي حاتم، وهو أخبر النّاس به، لأنّه شيخه ومن بلده.
وقَالَ أَحْمَد الحاكم: اسمه محمد بْن الْحَسَن، سمّاه لنا أَحْمَد بْن محمد بْن مَسْعُود البذشيّ.
قلت: روى عن: سَعِيد بْن أبي مريم، وأبي سلمة التَّبُوذكيّ، ويحيى بْن بُكَيْر، وأحمد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ، وهشام بْن عمّار، ونُعَيْم بْن حَمَّاد، وأبي ثَوْبة الرّبيع بْن نافع، وخلق.
طوّف الشّام، ومصر، والعراق. وبرع فِي الحديث وفنونه.
روى عَنْهُ: أبو نُعَيْم بْن عديّ، وأبو محمد بْن الشَّرْقيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، ومحمد بن الفضل المحمّداباذيّ، ويوسف بْن إِبْرَاهِيم الهَمْدانيّ، وأحمد بْن قشْمر.
وقَالَ أبو عبد الله الحاكم: هُوَ من كبار حفّاظ الحديث.
قلت: تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
أبو مَعْشَر [2] .
المنجّم صاحب الزيْج.
__________
[1] انظر الترجمة رقم (630) من هذا الجزء.
[2] تقدّمت ترجمته برقم (318) .(20/500)
هُوَ جَعْفَر بْن محمد البلْخيّ غلام خليل.
أبو عبد الله [1] .
هُوَ أَحْمَد بْن محمد.
تقدم.
672- أبو مَعْشَر الْبُخَارِيّ [2] .
حَمْدَويْه بْن الخطّاب.
بقي إِلَى حدود الثّمانين.
وروى عن: الْبُخَارِيّ، وغيره.
وعنه: الْحَسَن بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العزيزيّ، وغيره.
من «الإكمال» .
673- أبو الْحَارِث الأوْلاسيّ الزّاهد [3] .
من مشايخ الطّريق.
سمّاه السُّلَميّ فِي «تاريخ الصُّوفيّة» [4] : الفَيْض بْن الخضر بْن أَحْمَد.
ويقال: الفَيْض بْن محمد.
من قدماء المشايخ وأجلّهم، صحب إِبْرَاهِيم بْن سعد العلويّ، وغيره.
قَالَ أبو بَكْر الفَرَغانيّ: اسمه الفَيْض بن الخضر.
__________
[1] تقدّمت ترجمته برقم (55) .
[2] انظر عن (أبي معشر البخاري) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 555.
[3] انظر عن (أبي الحارث الأولاسي) في:
الرسالة القشيرية 2/ 682، وحلية الأولياء 10/ 156 في ترجمة «إبراهيم بن سعد العلويّ» رقم 524، وصفة الصفوة 4/ 281، 282 و 348 و 6/ 93، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 35/ 45، وطبقات الأولياء 24، 302، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 19، 20 رقم 1211.
والأولاسي: بفتح الهمزة وسكون الواو، نسبة إلى بلدة على ساحل بحر الشام من نواحي طرسوس، وفيها حصن يسمّى حصن الزهاد. (اللباب 1/ 76) .
[4] لم أجده فيه.(20/501)
وقال سعيد بن أبي حاتم: قَالَ أبو الْحَارِث الَأوْلاسيّ: مَن اشتغل بما لم يكن فكأنْ فاته من لم يزل ولا يزال.
قَالَ السُّلَميّ: سمعت عليّ بْن سَعِيد: سمعت أَحْمَد بْن عطاء: سمعت أَبَا صالح: سمعت أَبَا الْحَارِث يقول: سمع سرّي من لساني ثلاثين سنة، وسمع لساني من سريّ ثلاثين سنة [1] .
وقَالَ محمد بْن المنذر الهَرَويّ: حَدَّثَنِي أبو الْحَارِث الفَيْض بْن الخضر بْن أَحْمَد التّميميّ الَأوْلاسيّ.
وقَالَ أبو زُرْعة الطّبريّ: مات أبو الْحَارِث الَأوْلاسيّ سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين.
قلت: وقد روى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكي.
حدث عنه: أبو عوانة الإسفرايني، ومحمد بن إسماعيل الفرغاني.
وقيل: مات سنة سبع وتسعين، فسيعاد. وهذا أشبه وأصح.
مات بطرسوس، والله سبحانه وتعالى أعلم.
آخر الطّبقة الثامنة والعشرين من تاريخ الإسلام للحافظ أبي عبد الله الذّهبيّ تغمده الله برحمته يليه الطبقة التاسعة والعشرون (حوادث ووفيات سنة 281- 290 هـ) (بعون الله وتوفيقه، تم تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام» للحافظ الذهبي، وتخريج أحاديثه، وضبطه، وتوثيقه، والإحالة إلى مصادره، والعناية بتراجمه وترتيب أرقامها، قدر الطاقة، على يد طالب العلم وخادمه، الحاج، الدكتور، أبي غازي عمر عبد السلام تدمري، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، الطرابلسي مولدا وموطنا، وذلك عند أذان العشاء من مساء الأحد الواقع في 9 ربيع الثاني 1411 هـ. / الموافق 28 تشرين الأول (أكتوبر) 1990 م. بمنزله بساحة النجمة بطرابلس الشام، حرسها الله، وهو المستعان على تحقيق الأجزاء التالية من هذا السفر الجليل، والحمد للَّه) .
__________
[1] وفي رواية: مكثت ثلاثين سنة ما يسمع لساني إلّا من سرّي، ثم تغيّرت الحال، فمكثت ثلاثين سنة لا يسمع سرّي إلّا من ربّي.(20/502)
[المجلد الحادي والعشرون (سنة 281- 290) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة التاسعة والعشرون
سنة إحدى وثمانين ومائتين
فيها تُوُفِّي: أحمد بن إسحاق الوزّان، وإبراهيم بن دِيزِيل، وعبد الله بن محمد بن سَعِيد بن أبي مريم، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن محمد بن النُّعْمَان، وأبو زُرْعَة البصري الدِّمِشْقِيّ، وعثمان بن خُرَّزَاذ الأنطاكي، ومحمد بن إبراهيم بن المَوّاز المالكي، ووَرِيزَة الغسّانيّ.
[فتح طُغْج لملورية]
وفيها دخل طُغْجُ بنُ جُفّ صاحب خُمَارَوَيْه من ناحية طَرَسُوس لغزو الرُّوم، ففتح مَلُورِيةَ [1] .
[غور المياه بالري وطبرستان]
وفيها غارت مياه الرَّيِّ وطَبَرسْتَان، حَتَّى أُبيع الماءُ ثلاثةَ أرطالٍ بدِرهم،
__________
[1] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 36، ومروج الذهب 4/ 246، وفيه: ملورية مما يلي بلاد برغوث ودرب الراهب، والكامل في التاريخ لابن الأثير 7/ 467، ووقع فيه «بلودية» بدل «ملورية» ، وهو تحريف. والمختصر في أخبار البشر 2/ 56، وتاريخ ابن الوردي 1/ 242، والبداية والنهاية 11/ 70، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 370 وفيه: «مكورية» ! وهو تحريف أيضا.(21/5)
وقحط الناس، وأكلوا الجيفَ [1] .
[تقليد المُعْتَضِد للمكتفي بعض البلاد]
وفي رجب شخصَ المُعْتَضِد إلى الجبل ناحية الدَّيْنَوَر، وقلَّد ابنه عليًّا الرِّيَّ، وقزوين، وهَمَذان، والدينور [2] ، وجعل كاتبه أحمد بن أبي الأصبغ. وقلّد عمر بن عبد العزيز بن أبي دُلَف إصبهان، وأسرع الانصراف من غلاء السِّعر، فقدم بغدادَ في رمضان [3] .
[خروج المُعْتَضِد لقتال حمدان بن حمدون]
ثُمَّ خرج في ذي القِعْدَة إلى المَوْصِل عامدًا لحمدان بن حمدون بن الحارث بن منصور بن لقمان، وهو جدّ ناصر الدولة. وكان قد بلغ المُعْتَضِد أَنَّهُ يميل إلى هارون الشاري الخارجي [4] .
[إيقاع المُعْتَضِد بالأعراب والأكراد]
وكانت الأعراب والأكراد قد تجمعوا وتحالفوا أَنَّهُم يُقتلون على دمٍ واحد، فالتقوا على الزّاب، فحمل عليهم المُعْتَضِد فمزَّق شملهم، فكان من غرق أكثر ممّن قتل [5] .
__________
[1] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 36 (باختصار) ، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 147 وفيه أن الناس أكلوا بعضهم بعضا، وأكل إنسان منهم ابنته، والكامل في التاريخ لابن الأثير 7/ 467 (باختصار) ، والبداية والنهاية 11/ 70، وتاريخ الخلفاء 370.
[2] في تاريخ الطبري، ومروج الذهب، والمنتظم، والكامل، وغيره زيادة: وزنجان، وأبهر، وقمّ.
[3] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 36، 37، ومروج الذهب 4/ 245، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 147، والكامل لابن الأثير 7/ 467، ونهاية الأرب 22/ 349، وتاريخ ابن خلدون 3/ 347، 348.
[4] الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 37 وفيه: هارون الشاري الوازقي، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 147، والكامل لابن الأثير 7/ 466، وتاريخ ابن الوردي 1/ 242.
[5] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 37، 38 بالتفصيل، والكامل لابن الأثير 7/ 466، وهو باختصار في:
المنتظم 5/ 147، وذكره المسعودي في مروج الذهب 4/ 244 في حوادث سنة 280 هـ.
وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 150، ونهاية الأرب 22/ 349.(21/6)
[ظفر المُعْتَضِد بحمدان]
ثُمَّ سار إلى مارِدِين وبها حَمْدَان، وخلف فيها ابنه، فنازلها المُعْتَضِد، فحاربه من كان بها. فلما كان مِن الغد ركب المُعْتَضِد ودنا من باب القلعة، فصاح بنفسه: يا ابن حَمْدَان. فأجابه، فَقَالَ: افتح الباب. فَقَالَ: نعم. ففتحه، وقعد المُعْتَضِد على الباب، ونقل ما فيها من الحَوَاصِلِ. وأمَرَ بهدمها، فهُدمت.
ووجّه وراء حَمْدَان، ثُمَّ ظفر به وحبسه [1] .
[الظفر بشدّاد الكُرْديّ]
ثُمَّ سار المُعْتَضِد إلى قلعة الحَسَنيّة [2] ، وبها شداد الكُردي، في عشرة آلاف مقاتل، فحاصره حَتَّى ظفر به، وهَدَمَها [3] .
[هدم المُعْتَضِد دار النَّدْوَة]
وفيها هدم المُعْتَضِد دار النَّدْوة بمكة، وصيَّرها مسجدا إلى جانب المسجد الحرام [4] .
__________
[1] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 38، ومروج الذهب 4/ 264، والمنتظم 5/ 147، والكامل 7/ 466، وتاريخ مختصر الدول 150، والمختصر في أخبار البشر 2/ 56، وتاريخ ابن خلدون 3/ 348.
[2] الحسنيّة: بلد في شرق الموصل، بينها وبين جزيرة ابن عمر. (معجم البلدان 2/ 260) .
[3] انظر الخبر في:
الكامل لابن الأثير 7/ 466، وتاريخ حلب للعظيميّ 270، ونهاية الأرب 22/ 349، والبداية والنهاية 11/ 70.
[4] انظر عن آثار المعتضد في المسجد الحرام: كتاب أخبار مكة للأزرقي 1/ 321 و 2/ 89 و 111 و 114 (بالحاشية) ، وكتاب شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام لقاضي مكة المالكي (بتحقيقنا) ج 1/ 188 و 346 و 347 و 363 و 364، والخبر نقله السيوطي عن المؤلّف- رحمه الله- في:
تاريخ الخلفاء 370.(21/7)
سنة اثنتين وثمانين ومائتين
تُوُفِّي فيها: إسماعيل بن إسحاق القاضي الفقيه، وجعفر بن أبي عثمان الطَّيَالِسِيّ، والحارث بن محمد بن أبي أسامة، وصاحب مصر خمارويه بن أحمد بن طُولون، والفضل بن محمد الشّعْراني، ومحمد بن الفَرَج الأزرق، وأبو العَيْنَاء محمد بن القاسم الأديب، ومحمد بن سَلَمَةَ الواسطي، ويحيى بن عثمان بن صالح الضَّبِّيّ.
[إبطال المُعْتَضِد لما يعمل في النّيروز]
وفيها أبطل المُعْتَضِد ما يُفعل في النَّيْرُوز من وقيد النيران، وَصَبِّ الماء على الناس، وأزال سنة المَجُوس [1] .
[قدوم قطر الندى على المُعْتَضِد]
وفي أولها قَدِمَتْ قَطْرُ الندى [2] بنت خُمَارَوَيْه من مصر، ومعها عمّها لِتُزَف إلى المُعْتَضِد، فدخل عليها في ربيع الأول. وكان في جِهَازها أربعة آلاف تِكّة مُجوْهرة، وعشرة صناديق جواهر. وَقُوِّمَ ما دخل معها فكان ألف ألف دينار
__________
[1] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 39، والبداية والنهاية 11/ 76 (في حوادث سنة 284 هـ) ، وتاريخ الخلفاء 370.
[2] في الأصل: «الندا» .(21/8)
ونيِّف. أعطاه ذلك أبوها [1] .
[خروج المُعْتَضِد إلى الكَرْج]
وفيها خرج المُعْتَضِد إلى الجبل، فبلغ الكَرْج، وأخذ أموال ابن أبي دُلَف [2] .
[تفريق المال على العلويين]
وفيها بعث محمد بن زيد العَلَوِيّ من طَبَرسْتَان إلى محمد بن الورد العطار ببغداد ثلاثين ألف دينار، ليُفرّقها على العلويين. فبلغ المُعْتَضِد، فسألوه، فَقَالَ محمد: إِنَّهُ يبعث إليَّ كل سنة بمثلها، فأُفرقها.
قَالَ المُعْتَضِد: أنا رأيت أمير المؤمنين عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه في النَّوم، فأوصاني بذُرِّيّته خيرًا. ففرِّق ما تُفرقه من هَذَا المال ظاهرًا [3] .
[ذبح خُمَارَوَيْه]
وفيها ذُبح خُمَارَوَيْه بن أحمد على فراشه بدمشق. وكان يتعانى الفاحشة بغلْمانه، راود مملوكًا في الحَمّام، فامتنع عليه حَيَاءً من الخَدَم، فأمر أن يُدخل في دُبُره مثلُ الذَّكر خَشَب، فلم يزل يصيح حَتَّى مات في الحمام، فأبغضه الخدم، فذبحه جماعة وهربوا، فَمُسِكت عليهم الطّرق، وجيء بهم وقتلوا [4] .
__________
[1] الخبر باختصار شديد في: الكامل لابن الأثير 7/ 473، وهو مفصّل في تاريخ الطبري 10/ 40 دون ذكر للأموال والجواهر، وكذلك في المنتظم 5/ 150، وتاريخ مختصر الدول 150، 151، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 85، وتاريخ ابن خلدون 4/ 307، 308، والعبر 2/ 66، ودول الإسلام 1/ 170، ومرآة الجنان 2/ 194 و 195، والبداية والنهاية 11/ 70، 71، وتاريخ الخميس 2/ 384، ومآثر الإنافة 1/ 265، وتاريخ الخلفاء 370.
[2] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 41، والمنتظم 5/ 150، والكامل 7/ 473، ونهاية الأرب 22/ 350.
[3] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 0/ 41، 44، والمنتظم 5/ 150، 151، والكامل 7/ 474.
[4] انظر عن ذبح خمارويه في:
تاريخ الطبري 10/ 42، والمنتظم 5/ 51، ومروج الذهب 4/ 264، والكامل 7/ 474، 475، وولاة مصر للكندي 264، والولاة والقضاة، له 241، وسيرة ابن طولون للبلوي 336- 340، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 179- 181، ووفيات الأعيان 2/ 249- 251، ومصادر أخرى نذكرها في ترجمته رقم (248) من هذا الجزء.(21/9)
وكان ذبحه في ذي الحِجَّة. وحُمل في تابوتٍ إلى مصر، وصلّى عليه ابنه جيش بن خُمَارَوَيْه. وكان الذي نَهَضَ في مسك أولئك الخَدَمِ طُغْجُ بنُ جُفّ، فَصَلَبَهم بعد القتل.
[ولاية جيش وقتله]
وولي بعده ابنُه جيش، فقتلوه بعد يسيرٍ [1] .
[ولاية هارون بن خُمَارَوَيْه وعزله]
وأقاموا مكانه أخاه هارون بن خُمَارَوَيْه، وقرَّر على نفسه أن يحمل إلى المعتضد كلّ سنة ألف ألف وخمسمائة ألف دينار. فلما استُخلف المكتفي عزله، وولي محمد بن سليمان الواثقي، فاستصفى أموال آل طولون [2] .
[قتل المُعْتَضِد لابن عمّه أحمد] وفيها، أَوْ قبلها، أهلك المُعْتَضِد عمّه أحمد بن المتوكل لِأَنَّهُ بلغه أَنَّهُ كاتب خُمَارَوَيْه بن أحمد، فيما قيل. وكان عالما شاعرا.
__________
[1] تاريخ الطبري 10/ 45، 46 (في حوادث سنة 283 هـ.) ، وولاة مصر 265، والولاة والقضاة 241، 242، والمنتظم 5/ 151، والكامل 7/ 477، 478، وتاريخ حلب للعظيميّ 270 و 271، وتاريخ مختصر الدول 2/ 57، وزبدة الحلب 1/ 86، وتاريخ ابن خلدون 4/ 308.
[2] الخبر في:
المنتظم لابن الجوزي 5/ 151، وتاريخ مختصر الدول 151، وقارن بزبدة الحلب 1/ 86.(21/10)
سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين
فيها تُوُفِّي: إسحاق بن إبراهيم بن سُفْيَان الخُتُّليّ، وسهل بن عبد الله التُّسْتَرِيُّ الزاهد، والعباس بن الفضل الأسفاطي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وعَليُّ بْن محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب القاضي، ومحمد بن سُلَيْمَان الْبَاغَنْدِيُّ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، ومِقْدَام بن داود الرُّعَيْنيّ.
[الظفر بهارون الخارجي]
وفي أولها خرج المُعْتَضِد إلى المَوْصِل بسبب هارون الشاري، وكان الحسين بن حَمْدَان قد قَالَ له: إنْ أَنَا جئتُ بهارون إليك فليَ ثلاثُ حوائج.
قَالَ: اذكرها.
قَالَ: تُطلق أبي، والحاجتان أذكرهما بعد أن آتي به.
قَالَ: لك ذلك.
قال: أريد أنتخب ثلاثمائة فارس. قَالَ: نعم.
وخرج الحسين يطلب هارون حَتَّى انتهى إلى مخاضةٍ في دجلة، وكان معه وَصيف الأمير. فَقَالَ لوصيف: ليس لهارون طريق يهرب منه غير هَذَا، فقِف هاهنا، فإنْ مرَّ بك فامنعه من العبور. قَالَ: نعم.
ومضى الحسين فالتقى مع هارون، فقتل جماعة وهرب هارون، وأقام(21/11)
وصيف على المخاضة ثلاثًا، فَقَالَ لأصحابه: قد طال مقامنا. ولسنا نأمن أن يأخذ الحسين هارون فيكون له الفتح دوننا. فالصواب أن نمضي في آثارهم.
فأطاعوه ومضوا. وجاء الشاري إلى المخاضة فَعَبَرَ. وجاء الحسين في إثره فلم يجد وَصِيفًا. ولم يُعرف لهارون خبر. فبلغه أَنَّهُ عبر دِجْلة، فعبر خلفه. وجاء هارون إلى حيٍّ من العرب، فأخذ دابة ومضى، وجاء الحسين فسألهم فكتموه، فَقَالَ: المُعْتَضِد في إثري، فأخبروه بمكانه، فاتَّبعه في مائة فارس، فأدركه.
فناشده هارون الشاري وتوعَّده، فألقى الحسين نفسه عليه، وأسره، وجاء به إلى المُعْتَضِد، فأمر بفك قيود حَمْدَان والتوسعة عليه. ورجع بهارون إلى بغداد، وخلع على الحسين بن حَمْدَان وطوّقه، وعُمِلَت قِباب الزّينة، وركَّبوا هارون فيلًا بين يدي المُعْتَضِد، وازدحم الخَلْق حَتَّى سقط كرسي الجسر الأعلى ببغداد، فغرق خلق كثير.
وكان على المُعْتَضِد قِباء أسود، وعِمَامة سوداء، وجميع الأمراء يمشون بين يديه [1] .
[ولاية طغج إمرة الجيش]
وفيها ولي طُغْج بن جُف إمرةَ الجيش الطُّولوني [2] .
[وصول تقادُم ابن الليث]
وفيها وصلت تَقَادُم عمرو بن اللَّيث أمير خراسان، فكانت مائتي حِمل مال، ومائتي حمارة، وغير ذلك من التُّحَف.
[إطلاق المُعْتَضِد لحمدان]
وفيها خلع المُعْتَضِد على حَمْدَان وأطلقه [3] .
__________
[1] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 43، 44، والكامل في التاريخ 7/ 476، 477، وهو باختصار في: مروج الذهب 4/ 254، 255، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 161، وتاريخ ابن خلدون 3/ 348، والعبر 2/ 69، ودول الإسلام 1/ 170، ومرآة الجنان 2/ 198، والبداية والنهاية 11/ 73.
[2] الخبر في:
ولاة مصرة للكندي 271، والولاة والقضاة، له 248.
[3] الخبر في:(21/12)
[الأمر بتوريث ذوي الأرحام]
وفيها كُتِبَت الكتب إلى الآفاق، بأن يورَّث ذَوُو الأرحام، وأن يبطل ديوان المواريث. وكثُر الدُّعاء للمعتضد. وكان قد سأل أبا حازم القاضي عن ذَلِكَ، فقال: وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ 8: 75 [1] .
فَقَالَ المُعْتَضِد: قد رُوِيَ عدم الرد عن الخُلفاء الأربعة.
فَقَالَ أبو حازم: كَذِب الناقلُ عنهم، بل كلِّهم ردّ، هم وجميع الصحابة، سوى زيد بن ثابت. وكان زيد يُخفيه حَتَّى مات عمر، وَهُوَ مذهب فقهاء التابعين ومن بعدهم. ولم يذهب إلى قول زيد غير الشافعي في إحدى القولين، والقول الآخر كالجماعة.
فَقَالَ المُعْتَضِد: اكتبوا بذلك إلى الآفاق [2] .
[خروج عمرو بن الليث من نيسابور]
وفيها خرج عمرو بن اللَّيْث من نَيْسَابُور، فهاجمها رافع بن هَرْثَمَة وخطب بها لمحمد بن يزيد العلوي، فعاد عمرو ونزل بظاهر نَيْسَابُور محاصرًا لها [3] .
[ذبح جيش بن خُمَارَوَيْه]
وفيها وثب الْجُنْدُ من البربر على جيش بن خُمَارَوَيْه وقالوا: لو تتنحى عن الأمر لنُولي عمَّك؟ فكلمهم كاتبه عَليَّ بن أحمد الماذرائي، وسألهم أن ينصرفوا عنه يومهم، فانصرفوا. فغدا جيش على عمه أبي [4] العشائر، فضرب عُنقه وعنق
__________
[ () ] تاريخ الطبري 10/ 44، ومروج الذهب 4/ 254، والمنتظم 5/ 161، والكامل 7/ 477، ونهاية الأرب 22/ 350، والبداية والنهاية 11/ 73.
[1] سورة الأنفال، الآية 75.
[2] انظر الخبر في:
المنتظم 5/ 161، 162، وهو باختصار في: تاريخ الطبري 10/ 44، والكامل لابن الأثير 7/ 482، وتاريخ حلب للعظيميّ 271، والمختصر في أخبار البشر 2/ 57، والعبر 2/ 70، ودول الإسلام 1/ 170، وتاريخ ابن الوردي 1/ 244، ومرآة الجنان 2/ 198، والبداية والنهاية 11/ 73، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 265، وتاريخ الخلفاء 370.
[3] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 44، والكامل لابن الأثير 7/ 483، ودول الإسلام 1/ 170، والبداية والنهاية 11/ 73.
[4] في الأصل: «أبا» .(21/13)
عمّ له آخر، ورمى برءوسهما إليهم. فهجم الجند على جيش فذبحوه، وذبحوا أمه، وانتهبوا الدار، وأجلسوا أخاه هارون مكانه [1] .
[قتل رافع بن هرثمة]
وفيها هزم عمرو بنُ اللَّيْث رافعَ بن هرْثَمَة، وساقَ وراءه إلى أن أدركه بخوارزم فقتله. وكان المُعْتَضِد قد عزله سنة سبعٍ وسبعين عن خُراسان، وولى عليها عمرو بن اللَّيْث. فبقي رافع بالرِّي [2] .
ثُمَّ إِنَّهُ هادن الملوك المجاورين له يستعين بهم على عَمْرو، ودعا إلى العلوي. ثُمَّ سار إلى نَيْسَابُور. فوافقه عمرو في ربيع الآخر من هذه السنة، وهزمه إلى أبِيورد. وقصد رافع أن يخرج إلى مَرْو أَوْ هراة، ثُمَّ دخل نَيْسَابُور.
فأتى عَمْرو فحاصره بها، فهرب رافع وأصحابه على الجمازات إلى خُوَارِزْم في رمضان. فأحاط به أمير خُوَارِزْم وقتله في سابع شوال، وبعث برأسه إلى عَمْرو بن اللَّيْث، فنفذه إلى المُعْتَضِد [3] .
ولم يكن رافع ولد هرثمة، وإنما هو زوج أمّه، فنسب إليه، وهو رافع به تُومَرْد [4] . وَصَفَتْ خراسان لعمرو بن اللَّيْث.
[رواية ابن طولون عن قتل جيش بن خُمَارَوَيْه]
قَالَ ربيعة بن أحمد بن طولون: لما دخل ابن أخي جيش مصر قبض عليّ
__________
[1] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 45، 46، ومروج الذهب 4/ 259، والكامل لابن الأثير 7/ 477، 478، ويراجع: ولاة مصر 265، والولاة والقضاة 241، 242.
[2] قارن هذا الخبر بما في:
تاريخ الطبري 20/ 50، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 161، ومروج الذهب 4/ 260، وتاريخ ابن خلدون 3/ 346، 347، والعبر 2/ 70، ودول الإسلام 1/ 171، والبداية والنهاية 11/ 73، والنجوم الزاهرة 3/ 114.
[3] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 49، 50 و 51 (حوادث سنة 284 هـ.) ، والكامل 7/ 483، والبداية والنهاية 11/ 76.
[4] هذه المعلومة ذكرها ابن خلكان في: وفيات الأعيان 6/ 425 وهو ينقل أخبار عمرو بن الليث عن الطبري.(21/14)
وعلى عمَّيه مُضر وشيبان، وحبسنا. ثُمَّ إِنَّهُ أخذ أخانا مُضر فأدخله بيتًا، وجوعه خمسة أيام، ثُمَّ دخل علينا ثلاثة من غلمان جيش، فقالوا: أين أخوكم؟ قلنا: لا ندري.
فدخلوا عليه البيت، فرماه كل واحدٍ بسهم، فقتلوه وأغلقوا علينا الباب، وتركونا يومين بلا طعام، فظننا أَنَّهُم يُهلكوننا بالجوع. فسمعنا صُراخًا في الدار، ففتحوا علينا، وادخلوا إلينا جيش بن خُمَارَوَيْه، فقلنا: ما جاء بك؟ قَالَ: غَلبني أخي هارون على مصر.
فقلنا: الحمد للَّه الذي قبض يدك وأضرع خدك.
فَقَالَ: ما كان في عزمي إِلا أن أُلْحِقَكُما بأخيكما.
وبعث إلينا هارون أن نقتله بأخينا، فلم نفعل، وانصرفا إلى دُورِنا، فبعث إليه من قتله.(21/15)
سنة أربعٍ وثمانين ومائتين
تُوُفِّي فيها: أبو عَمْرو أحمد بن المبارك المُسْتَمْلِي، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبو خالد عبد العزيز بن معاوية القُرَشي، ومحمود بن الفرج الأصبهاني الزاهد، وهشام بن عَليَّ السيرافي، ويزيد بن الهيثم أبو خالد البادا.
[القدوم برأس ابن هَرْثَمَة على المُعْتَضِد]
وفي رابع المحرم قُدم على المُعْتَضِد برأس ابن هَرْثَمَة، فنُصب يومًا ببغداد [1] .
[الوقعة بين النوشري وابن أبي دُلف]
وفيها كانت وقعة بين عيسى النُّوشَري المعتضدي وبين بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف، وكان قد أظهر العصيان، فهزمه النَّوْشَرِيّ بقرب أصبهان، واستباح عسكره [2] .
__________
[1] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 51، والكامل 7/ 483، 5/ 170، ومروج الذهب 4/ 260، والعيون والحدائق، لمؤرّخ مجهول، ج 4 ق 1/ 150، 151، ووفيات الأعيان 6/ 425.
[2] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 51، والكامل 7/ 484، والنجوم الزاهرة 3/ 113.(21/16)
[ولاية القضاء بمدينة المنصور]
وفي ربيع الأول وَلِيَ القضاء أبو [1] عمر محمد بن يوسف [2] على مدينة المنصور [3] .
وفيها ظهر بمصر حُمرة عظيمة، حَتَّى كان الرجل ينظر إلى وجه الرجل فيراه أحمر، وكذا الحيطان. فتضرًّع الناس بالدعاء إلى الله. وكانت من العصر إلى الليل [4] .
[إرسال ابن اللَّيْث للأموال]
وفيها بعث عَمْرو بن اللَّيْث بألف ألف درهم لتنفق على إصلاح درب مكة من العراق [5] .
[عزْم المُعْتَضِد على لعن معاوية]
قَالَ ابن جرير الطبري [6] : وفيها عزم المُعْتَضِد على لعن معاوية على المنابر، فخوَّفه عُبَيْد الله الوزير اضطراب العامة. فلم يلتفت، وتقدَّم إلى العامة بلزوم أشغالهم وترك الاجتماع، ومنع القُصَّاص من القعود في الأماكن، ومنع من اجتماع الخلق في الجوامع، وكتب المُعْتَضِد كتابًا في ذلك. واجتمع النّاس يوم
__________
[1] في الأصل: «أبا» .
[2] هكذا في الأصل، ويبدو أن المؤلّف- رحمه الله- ينقل عن كتاب «المنتظم» لابن الجوزي، ففيه: «محمد بن يوسف بن يعقوب» . (انظر ج 5/ 170) .
أما في: تاريخ الطبري: 10/ 51، والكامل لابن الأثير 7/ 484 فهو: «يوسف بن يعقوب» بإسقاط اسم «محمد» ، فليراجع، وهو سيأتي بعد قليل «يوسف بن يعقوب» دون اسم «محمد» أيضا.
[3] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 51، والمنتظم 5/ 170، والكامل 7/ 484.
[4] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 53، والمنتظم 5/ 170، 171، والكامل 7/ 485، والبداية والنهاية 11/ 76، والنجوم الزاهرة 3/ 113، ومآثر الإنافة 1/ 266، وتاريخ الخلفاء 370، 371.
[5] النجوم الزاهرة 3/ 113.
[6] في تاريخه 10/ 54- 63، وتابعه: ابن الجوزي في: المنتظم 5/ 171، وابن الأثير في:
الكامل 7/ 485، 486 (باختصار) ، ومؤرّخ مجهول في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 151- 154.(21/17)
الجمعة بناء على أن الخطيب يقرأه، فما قرأه، وكان من إنشاء الوزير عُبَيْد الله، وفيه: «وقد انتهى إلى أمير المؤمنين ما عليه جماعة من العامة من شُبهة [قد] دخلتهم في أديانهم [1] ، على غير معرفة ولا روية، خالفوا السنن، وقلدوا فيها أئمة الضلالة، ومالوا إلى الأهواء [2] ، وقد قَالَ الله تعالى: وَمن أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً من الله 28: 50 [3] خروجًا عن الجماعة، ومسارعةً إلى الفتنة [4] ، وإظهارًا لموالاة من قطع الله عنه الموالاة. وبتر منه العصمة، وأخرجه من الملة [5] . قَالَ الله تعالى: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ في الْقُرْآنِ 17: 60 [6] وإنما أراد بني أمية الملعونين على لسان نبيّه. وهو [7] كانوا أشدّ عداوة له من جميع الكفار. ولم يرفع الكفار رايةً يوم بدرٍ وأُحد والخندق إِلا وأبو سُفْيَان وأشياعه أصحابها وقادتها» [8] .
ثُمَّ ذَكَرَ أَحَادِيثَ وَاهِيَةٍ وَمَوْضُوعَةٍ فِي ذَمِّ أَبِي سُفْيَانَ وَبَنِي أُمَيَّةَ، وَحَدِيثَ:
«لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ» ، عَنْ مُعَاوُيَةَ. وَأَنَّهُ نَازَعَ عَلِيًّا حَقَّهُ، وَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِعَمَّارٍ: «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» . وَأَنَّ مُعَاوِيَةَ سَفَكَ الدِّمَاءَ، وَسَبَى الْحَرِيمَ، وَانْتَهَبَ الْأَمْوَالَ الْمُحَرَّمَةَ، وَقَتَلَ حُجْرًا [9] ، وَعَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ، وَادَّعَى زِيَادَ بْنَ أَبِيهِ جُرْأَةً على الله، والله يقول: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ 33: 5 [10] وَالنَّبِيُّ صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ يَقُولُ: «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ» . ثُمَّ دعى إلى بيعة ابنه يزيد، وقد عَلِمَ فسْقة، ففعل بالحسين وآله ما فعل، ويوم الحرّة، وحرق البيت الحرام.
__________
[1] في تاريخ الطبري هنا زيادة:
«وفساد قد لحقهم في معتقدهم، وعصبيّة قد غلبت عليها أهواؤهم، ونطقت بها ألسنتهم» .
(انظر: ج 10/ 56) .
[2] النّص هنا مختلف عن نص الطبري الّذي ينقل منه المؤلّف، وهو يتصرّف دون الالتزام بحرفيّته، فليراجع.
[3] سورة القصص، الآية 50، وقد ورد في الأصل: «ممن يتّبع» ، فصحّحت اللفظ إلى «اتّبع» ليستقيم اللفظ مع صحّة الآية الكريمة.
[4] في نص الطبري زيادة هنا: «وإيثارا للفرقة، وتشتيتا للكلمة» .
[5] من هنا حذف المؤلّف قطعة كبيرة من النص. (راجع تاريخ الطبري 10/ 56 و 57) .
[6] سورة الإسراء، الآية 60.
[7] هكذا في الأصل، والصحيح: «وهم» .
[8] قارن بالنص عند الطبري 10/ 57 فالمؤلّف- رحمه الله- يقدّم ويؤخّر في النّصّ متصرّفا.
[9] أي: حجر بن عديّ.
[10] سورة النساء، الآية 93.(21/18)
وَهُوَ كتاب طويل فيه مصائب. فلما كتبه الوزير قَالَ للقاضي يوسف بن يعقوب [1] : كلِّم المُعْتَضِد في هَذَا.
فَقَالَ له: يا أمير المؤمنين، أخاف الفتنة عند سماعه.
فَقَالَ: إنْ تحرَّكت العامةُ وضعتُ السيف فيها.
قَالَ: فما نصنع بالعلويين الذين هم في كل ناحية قد خرجوا عليك؟ وَإِذَا سمع النَّاس هَذَا من فضائل أهل البيت كانوا إليهم أمْيل وصاروا أبسطَ ألْسنة [2] .
فأمسك المُعْتَضِد.
[ذكر الخادم وظهوره على المُعْتَضِد]
وفيها ظهر في دار المُعْتَضِد شخص، في يده سيف مسلول، فقصده بعض الخدم فضربه بالسيف فجرحه، واختفى بالبُستان. وطُلب فلم يوجد له أثر.
فعظُم ذلك على المُعْتَضِد، وقيل هُوَ من الجن. وساءت الظُّنون. وأقام الشخص يظهر مرارًا ثُمَّ يختفي [3] . ولم يظهر خبره حَتَّى مات المُعْتَضِد والمكتفي، فَإِذَا هُوَ خادم أبيض كان يميل إلى بعض الجواري التي في الدُّور [4] .
وكان منْ بلغَ من الخُدّام يُمنعون من الحرم، وكان خارج دور الحرم بستان كبير، فاتّخذ هَذَا الخادم لحية بيضاء، فبقي تارةً يظهر في صورة راهب، وتارة يظهر بزيّ جنْديّ بيده سيف، واتخذ عدّة لِحًى مختلفة الهيئات [5] ، فَإِذَا ظهر خرجت الجارية مع الجواري لتراه- يعني ليخلو بها بين الشجر- فيحدِّثها خلسة. فَإِذَا طُلب دخل بين الشجر ونزع اللحية والبُرْنُس ونحو ذلك، وخبّأها،
__________
[1] سبق أن أشرت إلى أن اسم القاضي في المنتظم هو: «محمد بن يوسف بن يعقوب» .
[2] انظر: تاريخ الطبري 10/ 63، والعبر 2/ 72، ودول الإسلام 1/ 171، وتاريخ ابن الوردي 1/ 244، ومرآة الجنان 2/ 202، والبداية والنهاية 11/ 76، وتاريخ الخميس 2/ 384، والنجوم الزاهرة 3/ 113، 114، وتاريخ الخلفاء 371.
[3] الخبر حتى هنا في:
تاريخ الطبري 10/ 63، 64، والكامل 7/ 486، ومروج الذهب 4/ 260، والنجوم الزاهرة 3/ 114.
[4] هذا الخبر انفرد به ابن الجوزي في: المنتظم 5/ 172.
[5] الخبر هنا يتّفق مع خبر المسعودي في: مروج الذهب 4/ 260.(21/19)
وترك السيف في يده مسلولًا كَأَنَّه من جملة الطالبين لذلك الشخص. وبقي كذلك إلى أن ولي المقتدر، وخرج الخادم إلى طوس، فتحدّثت الجارية بحديثه بعد ذلك [1] .
__________
[1] هذا الخبر تفرّد به ابن الجوزي في: المنتظم 5/ 172، واقتبسه ابن كثير في: البداية والنهاية 11/ 77.(21/20)
سنة خمسٍ وثمانين ومائتين
فيها تُوُفِّي: إبراهيم الحربي، وإسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، وعبيد بن عبد الواحد بن شَريك، وأبو العَبَّاس محمد بن يزيد المبرّد.
[إيقاع الطائي بالحجّاج]
وفي المحرّم قطع صالح بن مدرك الطائي الطريق على الحُجاج بالأجْفُر [1] . وأخذ للرَّكب ما قيمته ألف [2] ألف دينار، وأسر الحرائر [3] .
[ولاية ابن اللَّيْث ما وراء النهر]
وفي المحرّم عُزل إسْمَاعِيل بن أَحْمَد عن ما وراء النهر، ووليه عمرو بن اللّيث [4] .
__________
[1] الأجفر: ماء لبني جأوة، عند ضريّة، وضريّة في أوسط الحمى إلى المدينة. انظر: معجم ما استعجم للبكري 1/ 113 و 3/ 860 و 874، وسمّاه المسعودي: قاع الأجفر: (مروج الذهب 4/ 261) .
[2] هكذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري، ومروج الذهب والمنتظم، والكامل: «ألفي ألف دينار» .
[3] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 67، ومروج الذهب 4/ 261، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 154، والمنتظم 6/ 3، والكامل 7/ 490، ودول الإسلام 1/ 171، ومرآة الجنان 2/ 209، والبداية والنهاية 11/ 78، والنجوم الزاهرة 3/ 115.
[4] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 67، والمنتظم 6/ 2، والكامل 7/ 490.
ويقصد بالنهر: نهر بلخ.(21/21)
[الريح الصفراء بالبصرة]
وفي ربيع الأول هبّت ريح صفراء بالبصرة، ثُمَّ صارت خضراء، ثُمَّ سوداء، وامتدت في الأمصار، ووقع عقِبها بَرَدٌ، وزن البردة مائةٌ وخمسون درهمًا. وقلعت الرّيح نحو ستّمائة نخْلة، ومُطرت قرية حجارةً سوداء وبيضاء [1] .
[استعمال ابن أبي الساج]
وفيها استعمل المُعْتَضِد على أرمينية وأَذْرَبِيجَان ابن أبي السّاج [2] .
[غزوة راغب في البحر]
وفيها غزا راغب الموفَّقي الخادم الرومي في البحر، فظفر بمراكب كثيرة، ضرب منها ثلاثة آلاف رَقَبة، وفتح حُصونًا كثيرة [3] .
[تكريم عَليّ بن المُعْتَضِد]
وفي ذي الحجّة قدم عَليّ بن المُعْتَضِد بغداد، وكان قد جهّزه لقتال محمد بن زيد العلوي، فدافع محمدا عن الجبال وتحيز إلى خُرَاسَان، ففرح به أبوه فَقَالَ: بعثناك ولدًا فرجعت أخًا. كرامةً له منه بهذا القول. ثُمَّ أعطاه ألف ألف دينار [4] .
[وفاة أَحْمَد بن عيسى بن الشيخ]
وفي ذي الحجّة خرج المُعْتَضِد وابنه يريد آمد، لما بلغه موت أَحْمَد بن عيسى بن الشّيخ [5] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 68، وتاريخ سنّي ملوك الأرض لحمزة الأصبهاني 146، والمنتظم 6/ 2، 3، والكامل 7/ 490، والبداية والنهاية 11/ 78، والنجوم الزاهرة 3/ 116، وتاريخ الخلفاء 371.
[2] الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 68، والكامل 7/ 491، والنجوم الزاهرة 3/ 116.
[3] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 68، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 3، والكامل 7/ 491، وتاريخ ابن خلدون 3/ 354، والبداية والنهاية 11/ 78، والنجوم الزاهرة 3/ 116.
[4] الخبر، باختصار، في: المنتظم 6/ 3، والنجوم الزاهرة 3/ 116.
[5] انظر الخبر في:(21/22)
[صلاة ابن المُعْتَضِد بِالنَّاس]
وصلى بالناس يوم الأضحى ببغداد عَليّ بن المُعْتَضِد، وركب كما تركب ولاة العهود [1] .
__________
[ () ] تاريخ الطبري 10/ 68، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 154، والمنتظم 6/ 3، والكامل 7/ 491، والبداية والنهاية 11/ 78، وقد ورد هذا الخبر في: الأعلاق الخطيرة لابن شداد على هذا النحو:
«ولما وصل الخبر إلى المعتضد بموت أحمد بن عيسى بن الشيخ وتولية ولده محمد ديار بكر تجهّز إلى ديار بكر في سنة خمس وثمانين ومائتين. ونازل آمد وحاصرها، وهدم سوريا (كذا وقع وهو غلط من الطباعة والصحيح سورها) ودخلها عنوة. واستأمن إليه محمد بن أحمد وأهل بيته فأمّنهم ونفذ سرية إلى ميافارقين، فدخلوا تحت الطاعة، وسلّموها إليه. وأقام آمد بآمد مدّة، وأقطع ديار بكر وديار ربيعة ولده عليا- المكتفي-. (ج 3- ق 1/ 294) .
[1] انظر الخبر في:
المنتظم 6/ 3، والنجوم الزاهرة 3/ 116.(21/23)
سنة ستٍّ وثمانين ومائتين
فيها تُوُفِّي: أَحْمَد بن سَلَمَةَ النَّيْسَابُوري الحَافِظ، وَأَحْمَد بن عَليّ الخزّاز، وأبو سعيد الخرّاز شيخ الصوفية، وَأَحْمَد بن الْمُعَلَّى الدِّمِشْقِيّ، وأبو نُعَيْم بن سُوَيْد الشامي، وإبراهيم بن محمد [1] الصَّنْعَانيّ، وَالحَسَن بن عبد الأعلى البوسي أصحاب عبد الرزاق، وعبد الرحيم بن عبد الله البَرْقي، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن وضّاح القرطبيّ، ومحمد بن يوسف البنّاء الزاهد، وَمحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وأبو عُبادة البُحْتُريّ الشاعر.
[منازلة المُعْتَضِد لآمد]
وفي ربيع الآخر نازل المُعْتَضِد آمد، وبها محمد بن أَحْمَد بن الشيخ، فنصب عليها المجانيق، ودام الحصار أربعين يومًا. ثُمَّ ضَعُف محمد، وتخاذَل أصحابه، فطلب الأمان. ثُمَّ خرج فخلع عليه [2] .
__________
[1] في الأصل: «إبراهيم بن برة» ، والتصويب مما سيأتي من ترجمته في هذا الجزء.
[2] انظر هذا الخبر في:(21/24)
[قبض المُعْتَضِد على راغب الخادم]
وفيها قبض المُعْتَضِد على راغب الخادم أمير طَرَسُوس واستأصله، فمات بعد أيَّام [1] .
[قدوم هدية ابن اللَّيْث على المُعْتَضِد]
وفيها، في جُمَادَى الآخرة، قدمت هدايا عَمْرو بن اللَّيْث، وهي أربعة آلاف ألف درهم، وعشرة من الدّوابّ بسروجها ولُجُمها المذهبّة، وخمسون أخرى بجلالها [2] .
[الحرب بين ابن الصَّفَّار وَإسْمَاعِيل بن أَحْمَد]
وفيها التقى جيش عمرو بن اللّيث الصَّفَّار، وَإسْمَاعِيل بن أَحْمَد بن أسد بما وراء النَّهْر. فانكسر أصحاب عَمْرو، ثُمَّ في آخر السنة عبَرَ إسْمَاعِيل بن أَحْمَد «جَيْحُون» بعسكره، ثُمَّ التقى هُوَ وَعَمْرو بن اللَّيْث على بلْخ. وكان أهل بلْخ قد ملّوا عَمْروًا وأصحابه، وضجوا من نزولهم في دُورهم وأخذهم لأموالهم، وتعرُّضهم لنسائهم. فَلَمَّا التقوا حمل عليهم إسْمَاعِيل، فانهزم عَمْرو إلى بلخ، فوجد أبوابها مغلقة، ففتحوا له ولجماعة معه، فوثب عليه أهل بلخ وأوثقوه، وحملوه إلى إسْمَاعِيل. فَلَمَّا دخل عليه قام إسْمَاعِيل واعتنقه، وقبّل ما بين عينيه، وخلع عليه، وحلف أَنَّهُ لا يؤذيه.
وَقِيلَ: إن إسْمَاعِيل لَمَّا كان على ما وراء النَّهْر، سأل عَمْرو بن اللَّيْث المُعْتَضِد أنْ يوليه ما وراء النَّهْر، فولاه فعزم عَمْرو على محاربته، فكتب إليه إسْمَاعِيل: إنك قد وُليت الدُّنيا، وإنما في يدي ثغر، فاقنع بما في يدك ودعني [3] . فأبى، فَقِيلَ له: بين يديك «جيحون» كيف تعبره؟
__________
[ () ] تاريخ الطبري 10/ 70، والمنتظم 6/ 15، والكامل 7/ 491 (حوادث سنة 285 هـ) ، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 156، 157، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 294 (حوادث سنة 285 هـ) ، وتاريخ ابن خلدون 3/ 350، وتاريخ ابن الوردي 1/ 244، والبداية والنهاية 11/ 80.
[1] انظر تفاصيل هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 72، والكامل 7/ 496.
[2] انظر الخبر في: تاريخ الطبري 10/ 71، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 158، 159، والمنتظم 6/ 17، والكامل 7/ 493.
[3] في تاريخ الطبري، والكامل: «قد ولّيت دنيا عريضة، وإنما في يدي ما وراء النهر، وأنا في ثغر،(21/25)
فَقَالَ: لو شئت أن أسكّره ببذْل [1] الأموال لفعلت حَتَّى أعبره [2] .
فَقَالَ إسْمَاعِيل: أنا أعبر إليه. فجمع الدَّهاقين وغيرهم، وجاوز النَّهْر.
فجاء عَمْرو فنزل بلخ. فأخذ إسْمَاعِيل عليه الطُّرق، فصار كالمحاصر. وندِم عَمْرو، وطلب المحاجزة، فلم يُجبه، واقتتلوا يسيرًا، فانهزم عَمْرو، فتبعوه، فتوحَّلت دابته، فأُخذ أسيرًا [3] .
وبلغ المُعْتَضِد، فخلع على إسْمَاعِيل خِلَع السلطنة وَقَالَ: يُقلَّد أبو [4] إِبْرَاهِيم كل ما كان في يد عَمْرو بن اللَّيْث.
[ابن اللَّيْث في أسر المُعْتَضِد]
ثُمَّ بعث يطلب من إسْمَاعِيل عَمْرو، ويعزم عليه. فما رأى بُدًّا من تسليمه، فبعث به إلى المُعْتَضِد، فدخل بغداد على جمل ليُشهره، فقال الحُسَيْن بن محمد بن الفَهْم [5] :
ألم ترَ هَذَا الدَّهْر كيف صُروفهُ ... يكون يسيرًا مُرّةً [6] وعسيرًا
وحسبك بالصفار نُبلًا وَعِزّةً ... يرُوح ويغدُو في الجيوش أميرا
__________
[ () ] فاقنع بما في يدك، واتركني مقيما بهذا الثغر» . والنص أيضا في: وفيات الأعيان 6/ 426، 427، وهو ينقل عن الطبري.
[1] في تاريخ الطبري 10/ 76: «ببدر» ومثله في: وفيات الأعيان 6/ 427، وفي الكامل لابن الأثير 7/ 501: «ببذر» .
[2] سيأتي نحو هذا القول بعد قليل.
[3] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 76، والكامل لابن الأثير 7/ 501، 502، (وقد أورداه في حوادث سنة 287 هـ) . ووفيات الأعيان 6/ 427، وهو باختصار شديد في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 160، وتاريخ ابن خلدون 3/ 351، والعبر 2/ 75، ودول الإسلام 1/ 172، والبداية والنهاية 11/ 80، 81، ومآثر الإنافة 1/ 267.
[4] في الأصل: «أبا» .
[5] في الأصل: «الحسن بن محمد بن فهم» كما في: مروج الذهب 4/ 272، أما في: الإنباء في تاريخ الخلفاء فهو: «أبو الحسن علي بن الفهم» - ص 147، وفي: عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي (المخطوط) ورقة 84 أ: «أبو الحسين علي بن محمد بن الفهم» ، وأقول: الصحيح هو:
الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم أبو علي، كما سيأتي في ترجمته رقم (232) من هذا الجزء.
[6] في: الإنباء في تاريخ الخلفاء: «يسيرا أمره» ، وفي مروج الذهب: «يكون عسيرا مرة ويسيرا» .(21/26)
حباهم بأجمال، ولم يدر أنه ... على جمل منها يُقاد أسيرًا [1]
[نهاية عَمْرو بن اللَّيْث]
ثُمَّ حبسه المُعْتَضِد في مطمورة، فكان يَقُولُ: لو أردت أن أعمل على جيحون [2] جسرًا من ذهب لفعلت، وكان مطبخي يُحمل على ستّمائة جمل، وأركبُ في مائة ألف، أصارني الدَّهْر إلى القيد والذُّلّ [3] ! فَقِيلَ: إِنَّهُ خُنق عند موت المُعْتَضِد، وَقِيلَ: قبل موته بيسير.
وَقِيلَ: إنَّ إسْمَاعِيل خيّره بين أن يقعد عنده معتقلًا، وبين توجيهه إلى المُعْتَضِد، فاختار توجيهه إلى المُعْتَضِد. فأُدخل بغداد سنة ثمانٍ وثمانين على جملٍ له سنامان، وعلى الجمل الدّيباج وَالْحُلِيُّ، وطِيف به في شوارع بغداد.
وأُدخل على المُعْتَضِد، فَقَالَ له: يا عَمْرو هَذَا ببغيك [4] .
ثُمَّ سجنه.
[إنعام المُعْتَضِد على إسْمَاعِيل]
وبعث المُعْتَضِد إلى إسْمَاعِيل ببدرةٍ من لؤلؤ، وتاج مرصًّع، وسيف، وعشرة آلاف درهم.
[ظهور القرمطي بالبحرين]
وفيها ظهر بالبحرين أبو سَعِيد الجنّابيّ [5] القرمطيّ في أوّل السّنة.
__________
[1] البيتان الثاني والثالث في: وفيات الأعيان 6/ 429، والأبيات الثلاثة في: الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 147، ومروج الذهب 4/ 272.
[2] العبارة في: الفخري في الآداب السلطانية لابن طباطبا- ص 256: «لو شئت أن أعقد على نهر بلخ» .
[3] الخبر في:
الفخري- ص 256، ودول الإسلام 1/ 172، والبداية والنهاية 11/ 81، والنجوم الزاهرة 3/ 119.
[4] الخبر في:
وفيات الأعيان 6/ 428.
[5] الجنّابي: بفتح الجيم وتشديد النون، نسبة إلى جنّابة وهي بلدة بالبحرين. (اللباب 1/ 238) .(21/27)
وفي وسطها قويت شوكته، وانضم إليه طائفة من الأعراب، فقتل أهل تِلْكَ القرى، وقصد البصرة. فبنى المُعْتَضِد عليها سورًا وحصّنها.
وكان أبو سَعِيد كَيّالًا بالبصرة، وَهُوَ من قرى الأهواز. وَقِيلَ من البحرين [1] .
قَالَ الصولي: كان أبو سَعِيد فقيرًا يرفو أعدال الدقيق بالبصرة [2] ، وكان يُسخر منه ويُستخف به، فخرج إلى البحرين، وانضاف إليه جماعة من بقايا الزنْج والخرّمّية، فعاث وأفسد وتفاقم أمره، حَتَّى بعث إليه الخليفة جيوشا وهو يهزمها [3] .
وَهُوَ جدّ أبي عَليّ المستولي على الشام الّذي مات بالرّملة سنة خمس وستّين وثلاثمائة.
وَقَالَ غيره: أقام أبو سَعِيد مدة، ثُمَّ ذُبح في حمامٍ بقصره. ثُمَّ خلفه ابنه أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الحَسَن بن بهرام الجنابيّ القَرْمَطيّ، وَهُوَ الذي تأتّى أَنَّهُ قَتل الحجيج واقتلع الحجر الأسود [4] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 71، ومروج الذهب 4/ 264، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 158، والمنتظم 6/ 18، وتاريخ أخبار القرامطة لثابت بن سنان 13، والكامل لابن الأثير 7/ 493، والدّرّة المضيّة لابن أيبك الدواداريّ 55- 57، والعبر 2/ 79، ودول الإسلام 1/ 172، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 151، وتاريخ ابن الوردي 1/ 245، ومرآة الجنان 2/ 213، والبداية والنهاية 11/ 81، وتاريخ الخميس 2/ 384، والنجوم الزاهرة 3/ 119، 120، وتاريخ الخلفاء 371.
[2] وقيل: كان يبيع للناس الطعام ويحسب لهم بيعهم. (تاريخ أخبار القرامطة 14) والبداية والنهاية 11/ 81) .
[3] العبر 2/ 76، دول الإسلام 1/ 172.
[4] العبر 2/ 76، مرآة الجنان 2/ 213.(21/28)
سنة سبعٍ وثمانين ومائتين
فيها تُوُفِّي: أَحْمَد بن إسحاق بن نُبَيْط، وأبو بكر أَحْمَد بن عَمْرو بن أبي عاصم، وَمحمد بن عَمْرو الْجُرَشيّ أبو عَليّ قشْمرد، وموسى بن الحَسَن الْجَلاجليّ، وأبو سَعِيد يحيى بن منصور الهَرَويّ.
[واقعة ركب الحاجّ]
وفي المحرّم واقعتْ طيِّئ رَكْبَ الحاجّ العراقيّ بأرض المعدن. وكانت الأعراب في ثلاثة آلاف ما بين فارس وراجل. وكان أمير الحاجّ أبو الأغرّ، فأقاموا يقاتلونهم يومًا وليلة. واشتد القتال، ثُمَّ إنَّ الله أيّد الركب وهزموهم، وقُتل صالح بن مدرك الذي نهب الحاجّ فيما مضى، وقُتل معه أعيان طيِّئ، ودخل الرّكب بغداد بالرّءوس على الرماح وبالأسرى [1] .
[الوقعة بين ابن اللَّيْث وَإسْمَاعِيل بن أَحْمَد]
وفي نصف ربيع الأول كانت الوقعة على بلْخ بين عَمْرو بن اللّيث وإسماعيل بن أحمد، فأسره إسماعيل [2] .
__________
[1] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 74، ومروج الذهب 4/ 264، 265، والكامل لابن الأثير 7/ 508، وتاريخ ابن خلدون 3/ 353، والعبر 2/ 74 و 78، ودول الإسلام 1/ 173، مرآة الجنان 2/ 214، 215، والنجوم الزاهرة 3/ 121، 122.
[2] تقدّم هذا الخبر ضمن حوادث السنة الماضية، وهو أيضا في:(21/29)
[ذكر القرامطة وغِلَظ أمرهم]
وفيها غَلُظ أمر القرامطة، وأغاروا على البصرة ونواحيها، فسار لحربهم العَبَّاس بن عَمْرو الغنوي، فالتقوا، فأُسر الغنوي، وقُتل خلقٌ من جنده [1] .
[إطلاق القَرْمَطيّ للغنوي]
ثُمَّ إنَّ أبا سَعِيد بعد أنْ ضيق عليه أطلقه وَقَالَ: بلِّغ المُعْتَضِد عني رسالة، ومضمونها أَنَّهُ يكفّ عنه ويحفظ حُرمته: فأنا قد قنعت بالبرية، فلا يتعرّض لي [2] .
[رواية ابن خلّكان عن القرامطة]
قَالَ ابن خلّكان [3] : كان من حديث العَبَّاس أَنَّ القرامطة لَمَّا اشتد أمرهم وبالغوا في القتل، أرسل إليهم المُعْتَضِد جيشًا عليه العَبَّاس بن عَمْرو، فالتقوا، فأسره أبو سَعِيد القَرْمَطيّ في الوقعة، وأسر جميع مَن معه مِن الجيش [4] .
ثُمَّ مِن الغد أحضر الأسرى فقتلهم بأسرهم وحرّقهم، رحمهم الله. وأطلق العَبَّاس فجاء إلى المُعْتَضِد وحده [5] .
وكانت الوقعة بين البصرة والبحرين.
__________
[ () ] تاريخ الطبري 10/ 76، ومروج الذهب 4/ 265، والإنباء في تاريخ الخلفاء 146، 147، وتجارب الأمم 5/ 10، وتاريخ ابن خلدون 3/ 351، وتاريخ ابن الوردي 1/ 245.
[1] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 75 و 77 و 78، ومروج الذهب 4/ 265، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 159، 160، والمنتظم 6/ 24، والكامل 7/ 498، 499، وتاريخ أخبار القرامطة لثابت بن سنان 14، ووفيات الأعيان 6/ 431، والدّرّة المضيّة 57، 58، مرآة الجنان 2/ 215، والبداية والنهاية 11/ 83،، والنجوم الزاهرة 3/ 122.
[2] انظر نحو هذا في:
تاريخ الطبري 10/ 78، 79، ومروج الذهب 4/ 265، 266، وتاريخ أخبار القرامطة 16، والدّرّة المضيّة 58، ودول الإسلام 1/ 173، ومرآة الجنان، 2/ 215، والبداية والنهاية 11/ 83، والنجوم الزاهرة 3/ 122.
[3] في: وفيات الأعيان 6/ 431.
[4] الخبر حتى هنا.
[5] انظر خبرا مفصّلا عن إطلاق القرمطي لسراح الغنويّ في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 161- 164، والبداية والنهاية 11/ 83.(21/30)
[خروج المُعْتَضِد إلى الثغور]
وفي شوال خرج المُعْتَضِد من بغداد، وسار إلى عين زَرْبة، فأسرَ وصيفًا الخادم. ثُمَّ قدِم المِصيصة ونزل طَرَسُوس، ثُمَّ رحل إلى أنطاكية. ثُمَّ جاء إلى حلب، ثُمَّ إلى بالس، وأقام بالرَّقَّة إلى سلْخ السنة [1] .
[وفاة صاحب طَبَرسْتَان]
وفيها مات صاحب طَبَرسْتَان محمد بن زيد العلويّ [2] .
[الإيقاع بالقرامطة]
وفيها أوقع بدر بالقرامطة على غرة، فقتل منهم مقتلةً عظيمة [3] ، والحمد للَّه.
__________
[1] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 79 و 80، ومروج الذهب 4/ 267، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 164، والكامل لابن الأثير 7/ 497، 498.
[2] انظر هذا الخبر مفصّلا في:
تاريخ الطبري 10/ 81، 82، ومروج الذهب 4/ 266، والكامل لابن الأثير 7/ 504، 505، وتاريخ ابن الوردي 1/ 245، والبداية والنهاية 11/ 83، والنجوم الزاهرة 3/ 122.
[3] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 82، وتاريخ أخبار القرامطة 17، والكامل 7/ 500، والدّرّة المضيّة 70، والنجوم الزاهرة 3/ 122.(21/31)
سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين
فيها تُوُفِّي: إسحاق بن إسْمَاعِيل الرملي بإصبهان، وَبِشْر بن موسى الأسديّ، وجعفر بن محمد بن سوار الحَافِظ، وعثمان بن سَعِيد بن بشار الأَنْمَاطِيُّ، ومُعاذ بن المُثَنَّى العَنْبَريّ، وخلْق سواهم.
[دخول ابن اللَّيْث بغداد أسيرًا]
وفي جُمَادَى الأولى أُدخل عَمْرو بن الليث الصَّفَّار بغداد أسيرًا على جَمل [1] ، فسجن إلى سنة تسعٍ وثمانين، وأُهلك عند موت المُعْتَضِد.
[الزلزلة في دبيل]
وزُلزِلت دبيل [2] ليلا. قال أبو الفرج ابن الْجَوْزيّ [3] : فأُخرج من تحت الهدْم خمسون ومائة ألف ميّت.
__________
[1] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 83، ومروج الذهب 4/ 268، والإنباء في تاريخ الخلفاء 147، والنجوم الزاهرة 3/ 124.
[2] دبيل: بفتح أول وكسر ثانية، موضع يتاخم أعراض اليمامة، ودبيل أيضا: مدينة بأرمينية تتاخم أرّان، ودبيل: من قرى الرملة بفلسطين. (معجم البلدان 2/ 438، 439) ونرجّح أنّ المراد هنا:
دبيل التي بأرمينية نظرا لكثرة الوفيات في الزلزلة مما يتناسب مع كونها مدينة.
[3] في: المنتظم 6/ 27، ونقله ابن كثير في البداية والنهاية 11/ 84 وفيه تحرّفت «دبيل» إلى «أردبيل» . واقتبسه ابن تغري بردي في: النجوم الزاهرة 3/ 124.(21/32)
وَقِيلَ: كان ذَلِكَ في العام الماضي، كما تقدّم.
[الوباء بأذربيجان]
وفيها وقع وباءٌ عظيم بِأَذْرَبِيجَان حَتَّى فُقدت الأكفان، حَتَّى كفّنوا بالأكسية واللُّبُود. ثُمَّ طُرحوا في الطُّرق [1] .
[موت ابن أبي الساج وأصحابه]
ومات من أصحاب محمد بن أبي السّاج وأقاربه سبعمائة إنسان، وكان ببرذعة، ثُمَّ تُوُفِّي هُوَ، فقام بعده ابنه ديوداد، وخالفه أخوه يوسف [2] .
[موت وصيف الخادم في السجن]
وفيها قدم المُعْتَضِد ومعه وصيف خادم محمد بن أبي الساج، وكان قد عصى عليه بالثُّغور، فأسره وأُدخل على جملٍ. ثُمَّ تُوُفِّي في السجن بعد أيام، فصُلبت جُثّته عند الجسر [3] .
[ظهور الشيعي بالمغرب]
وفيها ظهر أبو عبد الله الشيعي بالمغرب، ونزل بكُتامة [4] ، ودعاهم إلى المهديّ عُبَيْد الله [5] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 83، والمنتظم 6/ 27، والكامل 7/ 509، والعبر 2/ 80، ودول الإسلام 1/ 174، وتاريخ مختصر الدول 151، والنجوم الزاهرة 3/ 123.
[2] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 83، ومروج الذهب 4/ 268، والكامل 7/ 509، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 169، ودول الإسلام 1/ 174، والنجوم الزاهرة 3/ 123، 124.
[3] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 85، ومروج الذهب 4/ 269، والكامل 7/ 510.
[4] كتامة: قبيلة مغربية مشهورة.
[5] الخبر في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 165 (حوادث سنة 289 هـ) ، والعبر 2/ 80، ودول الإسلام 1/ 174، والنجوم الزاهرة 3/ 124.(21/33)
سنة تسعٍ وثمانين ومائتين
فيها تُوُفِّي: أبو عبد الملك أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، والمعتضد باللَّه الخليفة، وَأَحْمَد بن يَحْيَى بن حمزة [1] ، وَإِبْرَاهِيم بن محمد الأغلبي أمير القيروان، وأنس بن السّلم، وجماعة كبار.
[فيضان ماء البحر على السواحل]
وفيها فاض ماء البحر على السواحل، فأخرب البلاد والحصون التي عليه، وَهَذَا لم يُعهد [2] .
[اعتلال المُعْتَضِد]
وفي ربيع الآخر اعتل المُعْتَضِد علّة صعبة، وتماثل، فَقَالَ ابن المعتز:
طار قلبي بجناح الوجيب ... جزعًا من حادثات الخُطوب
وحذارًا من أن يُشاك بسوء ... أسدُ المُلك وسيفُ الحروب [3]
ثُمَّ انتكس ومات في الشّهر.
__________
[1] في الأصل: «وأحمد بن محمد، ويحيى بن حمزة» ، والصحيح ما أثبتناه، انظر ترجمة:
«أحمد بن يحيى بن حمزة» في هذا الجزء برقم (74) .
أما ما جاء في الأصل «أحمد بن محمد» ، فهناك الكثير بهذا الاسم، ولا يمكن معرفة المراد.
[2] هذا الخبر نقله ابن تغري بردي عن المؤلف- رحمه الله- في: النجوم الزاهرة 3/ 125.
[3] البيتان مع أبيات أخرى في: ديوان ابن المعتزّ (مخطوط بدار الكتب المصرية، رقم 524 أدب) ، والمنتظم 6/ 30، 31، وهما فقط في: النجوم الزاهرة 3/ 125، وتاريخ الخلفاء 373.(21/34)
[خلافة المُكْتَفِي]
وقام بعده ابنه المُكْتَفِي باللَّه أبو محمد عَليّ، وليس في الخلفاء من اسمه عَليّ إِلا هو، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وُلد سنة أربعٍ وستين.
ومائتين، وأُمه تركية. وكان من أحسن النَّاس [1] .
[أخذ البيعة للمكتفي]
وَلَمَّا نُقل المُعْتَضِد اجتمعوا في دار العامة، وفيهم مؤنس [2] الخادم، ومؤنس الخازن، ووصيف، موشكير، والفضل بن راشد، ورشيق. وكان بدر المعتضدي بفارس، فقالوا للقاسم بن عُبَيْد الله الوزير: خُذ البيعة.
فَقَالَ: المُعْتَضِد حي، ولا آمن إفاقته، وقد أطلقتُ المال، فيُنكر عَليّ.
فقالوا: إنْ عُوفي فنحن المناظرون دونك.
وكان في عزْمه أن يزوي الأمر عن المُكْتَفِي، لكن رأى ميلهم إلى المُكْتَفِي، فأخذ له البيعة بعد العصر من يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلةً بقيت من ربيع الآخر. وأحضر أحمدُ بن محمد بن بسطام أولاد الخلفاء: عبد الله بن المعتز، وقصيّ بن المؤيّد، وعبد العزيز بن المعتضد، وعبد الله بن الموفّق، وأبي أَحْمَد، وأخذ عليهم البيعة للمكتفي [3] .
[وفاة المُعْتَضِد]
وَتُوُفِّي المُعْتَضِد ليلة الإثنين لثمان بقين من الشّهر [4] .
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 6/ 31، وهو باختصار في: مروج الذهب 4/ 276.
[2] في الكامل لابن الأثير 7/ 513: «يونس» .
[3] انظر هذا الخبر في:
الكامل لابن الأثير 7/ 513، 514 ووقع فيه: «ومضى ابن المؤيّد» وهو غلط.
[4] في مروج الذهب للمسعوديّ 4/ 273: «وكان وفاة المعتضد لأربع ساعات خلت من ليلة الإثنين لثمانٍ بقين من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين، في قصره المعروف بالحسني، بمدينة السلام» .
وفي: «التنبيه والإشراف» للمسعوديّ أيضا: مات لثمان أو لست.
وفي: «العيون والحدائق» ج 4 ق 1/ 170 مات ليلة الإثنين لسبع.
وفي: «الإنباء في تاريخ الخلفاء: «مات في الجمعة التاسع عشر من ربيع الآخر» . (ص 148) .(21/35)
[الأموال التي خلفها المُعْتَضِد]
وكان المُكْتَفِي بالرقة. فكتب إليه الْقَاسِم بالخلافة [1] ، وَأَنَّ في بيوت الأموال عشرة آلاف ألف دينار، ومن الدراهم أضعافها، ومن الجواهر ما قيمته كذلك، ومن الثياب والخيل، وذكر أشياء كثيرة [2] .
[تحرُّك الْجُنْد ببغداد]
وَقِيلَ: إنَّ الجند تحركوا ببغداد عند موت المُعْتَضِد، ففرّق الْقَاسِم فيهم العطاء، فسكنوا.
[دخول المُكْتَفِي بغداد]
ووافى المُكْتَفِي بغداد في سابع جُمَادَى الأولى، ومر بدجلة في سمارية، وكان يومًا عظيمًا. وسقط أبو عُمَر القاضي من الزّحمة من الجسر، وأُخرج سالمًا. ونزل المُكْتَفِي بقصر الخلافة، وتكلمت الشعراء، وخلع على الْقَاسِم بن عُبَيْد الله سبْع [3] خِلع، وقلّده سيفًا. وهدم المطامير التي اتخذها أبوه، وصيّرها مسجدًا [4] .
وأمر بردّ البساتين والحوانيت التي اتخذها أبوه من النَّاس ليعملها قصرًا.
وفرّق أموالا جزيلة. وسار سيرةً جميلة، فأحبه النَّاس ودعوا له [5] .
[موت عَمْرو بن اللَّيْث]
ومات في السجن عَمْرو بن اللَّيْث الصَّفَّار في اليوم الذي دخل فيه
__________
[1] انظر:
تاريخ الطبري 10/ 88، ومروج الذهب 4/ 275، والمنتظم 6/ 31 و 32، والكامل 7/ 516، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 173، وتاريخ مختصر الدول 153.
[2] انظر: المنتظم 6/ 32.
[3] في: المنتظم 6/ 33: «ستّ خلع» ، وكذلك في: البداية والنهاية 11/ 95.
[4] في الأصل: «مساجدا» ، والتصحيح من: المنتظم 6/ 33، والخبر باختصار شديد في: تاريخ الطبري 10/ 88، والكامل لابن الأثير 7/ 516، وهو أيضا في: مروج الذهب 4/ 276، والبداية والنهاية 11/ 95، وتاريخ الخلفاء 376 وفيه «مساجد» .
[5] الخبر في:
مروج الذهب 4/ 276، وتاريخ الخلفاء 376.(21/36)
المُكْتَفِي بغداد. فَقِيلَ: إنَّ الْقَاسِم الوزير قتله سرًا، خوفًا من إخراجه، فإنه كان محسنًا إلى المُكْتَفِي أيام مقامه بالري [1] .
[خلع محمد بن هارون الطاعة]
وفي رجب ورد الخبر إلى بغداد أَنَّ أهل الرَّيِّ كتبوا إلى الأمير محمد بن هارون الذي كان إسْمَاعِيل بن أَحْمَد متولي خُرَاسَان بعثه لقتال العلوي وولاه طَبَرسْتَان، فخلع محمد بن هارون الطاعة، ولبس البياض، وسار إلى الرَّيِّ، وكان واليها أوكرتُمُش قد غشم وظلم، فالتقيا، فهزمه محمد وقتله، وقتل ولديه وقوّاده، واستولى على الرَّيِّ [2] .
[زلزلة بغداد]
وفي رجب زُلزلت بغداد زلزلةً عظيمة دامت أيامًا [3] .
[إمارة ابن بسطام آمد وديار ربيعة]
وفيها خُلع على أَحْمَد بن محمد بن بسطام، وأمّر على آمد، وديار ربيعة [4] .
__________
[1] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 88، وتجارب الأمم 5/ 24، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 173، والكامل 7/ 516.
[2] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 88، 89، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 182، وتجارب الأمم 5/ 32، والكامل 7/ 517.
[3] انظر خبر الزلزلة ببغداد في:
تاريخ بغداد 10/ 89، والمنتظم 6/ 33، والكامل 7/ 522 وفيه أن بغداد زلزلت عدّة مرات، فتضرّع أهلها في الجامع، فكشف عنهم، والخبر أيضا في: البداية والنهاية 11/ 95، والنجوم الزاهرة 3/ 126.
[4] ذكر ابن الأثير في: خلافة المكتفي باللَّه أنه «وجّه إلى النواحي من ديار ربيعة ومضر ونواحي العرب من يحفظها» . (ج 7/ 516) دون تسمية أميرها.
وفي: الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 32 قال ابن شدّاد: «وبويع المكتفي، فسار من الرقّة إلى بغداد، واستخلف على الجزيرة من يضبطها» .(21/37)
[ريح بالبصرة]
وفيها هبت ريحٌ عظيمة بالبصرة، قلعت عامة نخلها، ولم يُسمع بمثل ذَلِكَ [1] .
[خروج القَرْمَطيّ ومقتله]
وفيها خرج بالشام يَحْيَى بن زكرويه القَرْمَطيّ، وجمع الأعراب، فقصد دمشق وبها طُغْج بن جُفّ نائب هارون بن خُمَارَوَيْه، فكانت بينهما حروبٌ، إلى أن قُتل في أول سنة تسعين [2] .
وسبب خروجه أَنَّ زَكْرَوَيْه بن مهرويه القَرْمَطيّ لَمَّا رأى متابعة الجيوش إلى من بسواد الكوفة وضعُف، سعى في استغواء الأعراب الذين بالسواد، فاستجابوا له. وكان طائفة من كلب يخفرون الطريق على السماوة، فيما بين دمشق والكوفة على طريق تدمر. ويحملون الرسل وأمتعة التجار على إبلهم. فأرسل زَكْرَوَيْه أولاده إليهم فبايعوهم، وخالطوهم، وانتسبوا إلى أمير المؤمنين عَليّ، وإلى إسْمَاعِيل بن جعفر بن محمد الصادق، فقبلوهم، فدعوهم إلى رأي القرامطة، فلم يقبل منهم إِلا طائفة، فبايعوهم. وكان المُشار إليه في القرامطة يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه أبو الْقَاسِم. وذكر لهم أَنَّهُ له بالعراق والشرق مائة ألف تابع، وَأَنَّ ناقته مأمورة، وَأَنَّهُم متى اتبعوها في مسيرها ظفروا، فقصدوا الرصافة، التي هي غربي الفرات، فقتلوا أميرها، وأكثروا الفساد [3] .
__________
[1] الخبر في:
الكامل لابن الأثير 7/ 522 وزاد: «وخسف بموضع منها هلك فيه ستة آلاف نفس» . والنجوم الزاهرة 3/ 126.
[2] انظر:
مروج الذهب 4/ 280، والمنتظم 6/ 33، وتاريخ أخبار القرامطة 17، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 178، والعبر 2/ 82، ودول الإسلام 1/ 174، وتاريخ مختصر الدول 154، وتاريخ ابن الوردي 1/ 246، والبداية والنهاية 11/ 85، والنجوم الزاهرة 3/ 128، ومآثر الإنافة 1/ 269، وتاريخ الخلفاء 376.
[3] انظر عن هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 94، 95، وتجارب الأمم 5/ 31، والعيون والحدائق ج 6/ 179- 181، وتاريخ أخبار القرامطة 17، 18، والكامل 7/ 523، والدرّة المضية 68 و 69، والبداية والنهاية 11/ 85، 86.(21/38)
[الوقعة بين إسْمَاعِيل بن أَحْمَد وَمحمد بن هارون]
وفيها كانت وقعة بين جيش إسْمَاعِيل بن أَحْمَد، وبين محمد بن هارون على باب الرَّيِّ. وكان محمد في مائة ألف، فكانت الدائرة عليه، فانهزم إلى الدَّيلم في ألف رجل، فاستجار بهم [1] .
[صاحب إفريقية ينسلخ من الإمارة ويتصوف]
وفيها قَوِيَت أمور أبي عبد الله الشيعي بالمغرب، فصنع صاحب إفريقية صُنع محمد بن يَعْفُر ملك اليمن، فانسلخ من الإمارة، وأظهر توبةً، ولبس الصُّوف، وردّ المظالم، وخرج إلى الروم غازيًا. فقام بعده ابنه أبو العَبَّاس [2] .
وكان خروج إِبْرَاهِيم بن أَحْمَد صاحب إفريقية [3] منها وركوبه البحر سنة تسعٍ وثمانين، فوصل إلى صقلية، ومنها إلى طَبَرْمين، فافتتحها، ثُمَّ حاصر كنيسة، فمرض بإسهال، ومات في ذي القِعْدَة. وكانت ولايته ثمانية وعشرين عاما ونصف [4] ، ودفن بصقلّية [5] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 96، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 182، وتجارب الأمم 5/ 32، والكامل 7/ 522، والبداية والنهاية 11/ 95.
[2] هو الأمير إبراهيم بن محمد: كما في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 165، وهو: عَبْد الله بْن إبراهيم بْن أحمد أبو العباس، كما في: الحلّة السّيراء لابن الأبّار 1/ 174 الّذي وصفه بأنه «كان شجاعا بطلا ذا بصر بالحروب والتدبير، عاقلا أديبا عالما، له نظر في الجدل وعناية باللغة والآداب ... » . وذكره ابن عذاري بكنيته ولم يسمّه فقال: أبو العباس بن إبراهيم بن أحمد: «أظهر التقشّف، والجلوس على الأرض، وإنصاف المظلوم، وجالس أهل العلم، وشاورهم، وكان لا يركب إلّا إلى الجامع» . (البيان المغرب 1/ 133) ، وانظر: المؤنس في أخبار أهل الأندلس- ص 52، ونهاية الأرب للنويري 24/ 135، وتاريخ ابن خلدون 4/ 436، وتاريخ تونس لحسين بن محمد بن وادران- نشر في تونس سنة 1847 (نقلا عن المكتبة العربية الصقلّية- ص 544) ، والكامل لابن الأثير 7/ 520، 521.
[3] هو إبراهيم بن أبي إبراهيم أحمد بن أبي عبد الله بن أبي عقال الأغلب، الّذي سمّي بالفاسق، لكثرة ما ارتكب من العدوان وسفك الدماء ما لم يرتكبه أحد قبله، كما قال ابن الأبار في: الحلّة السيراء 1/ 171، 172.
[4] قال ابن الأبّار إنه «ملك تسعا وعشرين سنة إلا خمسة أشهر وثمانية عشر يوما» . وذلك من شهر جمادى الأولى سنة 261 إلى أن ولّى عهده لابنه عبد الله أبي العباس وصيّر إليه خاتمه ووزارته، وكتب بذلك كتابا تاريخه يوم الجمعة لثمان بقين من شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين ومائتين.
وهلك في ذي القعدة من هذه السنة. (الحلّة السّيراء 1/ 171- 174) .
[5] راجع في نهاية الأرب للنويري 24/ 135 وما بعدها سبب اعتزاله الحكم وتصوّفه وخروجه إلى(21/39)
[اشتهار أمر أبي عبد الله الشيعي]
واشتهر أمر أبي [1] عبد الله بأرض كُتامة، وسُمي «المشرقي» لقُدُومه من الشرق.
وكان إِذَا بايعه الواحد قِيلَ: تشرَّق، وتسارع المغاربة إليه. وَلَمَّا استفاضت دعوة المهدي كثُر الطلب عليه من العراق والشّام، فسار متنكّرا من سلمية، ثُمَّ إلى الرملة، ثُمَّ مصر، ومعه ولده محمد صبي، وأبو العَبَّاس أخو الداعي أبي [1] عبد الله بزي التُّجار. فتوصلوا إلى طرابلُس الغرب. فَلَمَّا وصل المهدي إلى طرابلُس الغرب قدم أبو [2] العَبَّاس أخو [2] الداعي إلى القَيْرُوَان فوصلها، وقد جاءت المكاتبات من مصر بالإنذار وصفته والتوكيد في طلبه، فعُني زيادةُ الله بطلبه، وتقصّى أخباره، فوقع بأبي العَبَّاس، فقرّره فلم يعترف، فحبسه برقّادة.
وكتب إلى طرابلُس في طلب المهدي، وكان قد خرج منها قاصدًا أبا عبد الله داعيته، وفات أمره.
ثُمَّ علِم في طريقه بحبْس رفيقه، فعدل إلى سِجِلْماسة [3] ، وأقام بها يتَّجر، فبلغ زيادة الله أَنَّهُ بسِجِلْماسة، فقبض متوليها على المهدي وابنه. ثُمَّ وقعت الحرب بين زيادة الله وبين أبي عبد الله الداعي، فهزمه أبو عبد الله مرات، وهرب من الجيش أبو العَبَّاس، ثُمَّ مُسك. ثُمَّ سار زيادة الله منهزمًا إلى مصر، ولحق أبو العَبَّاس بأخيه. ثُمَّ سارا في جيشٍ كثيفٍ وطلبا سِجِلْماسة، فخرج اليَسَع متوليها للقتال، فهزمه أبو عبد الله سنة ستّ وتسعين، كما سيجيء [4] .
__________
[ () ] غزو الروم. وانظر: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 165- 167، وتاريخ ابن خلدون 4/ 436، 437، والمؤنس 50، والمختصر في أخبار البشر 2/ 50، وتاريخ ابن الوردي 1/ 237، وفيه دفن بالقيروان، والبيان المغرب 1/ 178، والمكتبة العربية الصقلّية 452.
[1] في الأصل: «أبو» .
[2] في الأصل: «أبا» و «أخا» .
[3] سجلماسة: بكسر أوله وثانيه وسكون اللام. مدينة في جنوب المغرب في طرف بلاد السودان.
[4] انظر الخبر، باختصار، في:
نهاية الأرب 24/ 146، والعبر 2/ 85 (حوادث سنة 290 هـ) ، ودول الإسلام 1/ 175، ومرآة الجنان 2/ 218.(21/40)
[صلاة المُكْتَفِي يوم النحر]
وفيها صلى المُكْتَفِي بِالنَّاس يوم النحر بالمُصلّى [1] .
[خبر مقتل بدر المعتضديّ]
وفيها قتل بدر المعتضدي. وكان المعتضد يحبه.
وكان بدر جوادًا كريمًا شجاعًا، وكان يؤثر الْقَاسِم بن عُبَيْد الله الوزير ويتعصب له، فَقَالَ المُعْتَضِد: والله لا قتله غيره. فكان كما قَالَ. وذلك أَنَّ الْقَاسِم همّ بنقل الخلافة عند موت المُعْتَضِد إلى غير ولده، وناظر بدرًا في ذَلِكَ، فامتنع بدر. فَلَمَّا رأى الْقَاسِم ذَلِكَ علم أن لا سبيل إلى مخالفة بدر، إِذْ كان المستولي على الأمور، اضطغنها على بدر. وحدث على المُعْتَضِد الموت، وبدر بفارس، فعمل الْقَاسِم على هلاكه.
وكان بين بدر وبين المُكْتَفِي تباعد في أيام أبيه. فأشار القاسم على المُكْتَفِي أن يكتب إلى بدر بأن يقيم بفارس، وأن يبعث إليه بالمال، وأن يختار من الولايات ما شاء، ولا يقدم الحضرة. وخوّف المُكْتَفِي منه. فكتب إليه مع يانس المُوفّقي بذلك، وبعث إليه بعشرة آلاف ألف درهم. فَلَمَّا وصل إلى بدر فكّر وخاف لبعده من مكر الْقَاسِم. فكتب إلى المكتفي يقول: لا بدّ من المصير إلى الحضرة، وأن أشاهد مولاي.
فَقَالَ الْقَاسِم له: قد جاهرك بالعصيان، ولا آمنه عليك. وكاتب الْقَاسِم الأمراء الذين مع بدر بالمصير إلى باب الخليفة. فأوقفوا بدرًا على الكُتب وقالوا: قُمْ معنا حَتَّى نجمع بينك وبين الخليفة.
فَقَالَ: قد كتبت إليه، وأنا منتظر جوابه.
ففارقوه ووصلوا إلى بغداد. فجاء بدر فنزل واسطًا. فندب الْقَاسِم أبا حازم القاضي وَقَالَ: اذهب إلى بدرٍ برسالة أمير المؤمنين بالأمان والعُهود. فامتنع، وكان وَرعًا، وَقَالَ: لمَ أؤدي عن الخليفة رسالة لم أسمعها منه؟
قال: أما تقنع بقولي؟
__________
[1] هذا الخبر اقتبسه ابن تغري بردي عن المؤلّف- رحمه الله- وأثبته في: النجوم الزاهرة 3/ 128، وبه زيادة.(21/41)
قَالَ: في مثل هَذَا ما يكفيني.
فندب أبا عُمَر محمد بن يوسف القاضي، فأجاب مسرعًا، وانحدر إلى واسط، فاجتمع ببدر، وأعطاه الأيمان المُغلّظة عن المُكْتَفِي، فنزل بدر بطيّار، وترك أصحابه بواسط ليلحقوه في البَرّ. فبينا هُوَ يسير، إِذْ تلقاه لؤلؤ غلام الْقَاسِم في جماعةٍ، فنقلوا القاضي إلى طيار آخر، وأصعدوا بدرا إلى جزيرة. فَلَمَّا عرف أَنَّهُم قاتلوه قَالَ: دعُوني أصلّي ركعتين وأُوصي، فتركوه، فأوصى بعتق أرقابه، وصدقة ما يملك، وذبحوه في الرّكعة الثانية، في ليلة الجمعة السابعة والعشرين من شهر رمضان، وقدموا برأسه على المُكْتَفِي، فسجد.
[ما قِيلَ في ذم القاضي أبي عُمَر]
وذمّ النَّاس أبا عُمَر القاضي وقالوا: هُوَ غرير [1] ، وندم القاضي غاية الندم.
فَقَالَ شاعر:
قل لقاضي مدينة المنصور ... بمَ أحللت أخذ رأس الأمير؟
بعد إعطائه المواثيق والعهد ... وعقد الأمان [2] في منشور
أين أيمانك التي شهد [3] الله ... على أنها يمينُ فُجور [4]
أَنَّ كفّيكَ لا تُفارقُ كفيه ... إلى أنْ تُرى مَلِيكَ [5] السرير
يا قليل الحياء يا أكذب الأ ... الأُمةٍ يا شاهدًا شهادة زور [6]
أيّ أمر ركبت [7] في الْجُمعة الغراء ... [8] من ذي شهر هذي الشّهور [9]
__________
[1] في الأصل: «غريرا» .
[2] في: تاريخ الطبري، والعيون الحدائق، والمنتظم، والكامل: «الأيمان» ، والمثبت يتفق مع:
مروج الذهب 4/ 277.
[3] في: مروج الذهب، والعيون والحدائق: «يشهد» .
[4] زاد المسعودي بعده:
أين تأكيدك الطّلاق ثلاثا ... ليس فيهنّ نيّة التّخيير؟
[5] في: الكامل: «عليل» .
[6] في: تاريخ الطبري، ومروج الذهب، والعيون والحدائق، والكامل، زيادة بيت بعده، هو:
ليس هذا فعل القضاة ولا يحسن ... أمثاله ولاة الجسور
[7] في: مروج الذهب: «أيّ ذنب أتيت» .
[8] في: تاريخ الطبري، ومروج الذهب، والكامل: «الزهراء» .
[9] في: تاريخ الطبري:(21/42)
قد مضى من قتلت في رمضان ... صائمًا بعد سجدة التعفير [1]
يا بني يوسف بن يعقوب أضحى ... أهل بغداد منكم في غرور [2] [3]
__________
[ () ] من شهر خير خير الشهور وفي: مروج الذهب:
في خير خير خير الشهور وفي: الكامل:
منه في خير هذي الشهور
[1] في: مروج الذهب:
راكعا بعد سجدة التكبير.
[2] الأبيات كلها في: تاريخ الطبري 10/ 93 بزيادة ثلاثة أبيات في آخرها، ومثله في. الكامل لابن الأثير 7/ 519، وفي: مروج الذهب 4/ 278 بزيادة بيتين في آخرها، وفي العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 177، 178 ورد منها خمسة أبيات، وفي: المنتظم لابن الجوزي 6/ 35، 36 ورد بيتان فقط هما الأول والثاني، وكلّها في: نهاية الأرب للنويري 23/ 14، ومنها خمسة أبيات في تجارب الأمم 5/ 29.
[3] انظر عن مقتل بدر المعتضدي في:
تاريخ الطبري 10/ 89- 93، ومروج الذهب 4/ 276- 278، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 173- 178، والإنباء في تاريخ الخلفاء 150، والمنتظم 6/ 34- 36، وتجارب الأمم 5/ 26- 29، والكامل 7/ 517- 519، ونهاية الأرب 23/ 12- 14، والعبر 2/ 82، والبداية والنهاية 11/ 95.(21/43)
سنة تسعين ومائتين
فيها تُوُفِّي: أَحْمَد بن عَليّ الأبار، وَالحَسَن بن سهل المجوز، وَالحُسَيْن بن إِسْحَاق التُّسْتَريّ، وعبد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وَمحمد بن زكريا الغلابي الإخباري، وَمحمد بن العَبَّاس المُؤَدِّب، وَمحمد بن يَحْيَى بن المنذر القزاز، شيوخ الطَّبَرَانيّ.
[ظفر القَرْمَطيّ بغلام طُغْج]
وفي أولها قصد يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه الرّقّةِ، فجاء جمعٌ، فخرج إليه عسكرها فهزمهم وقتل منهم، فبعث طغج لحربه بشيرًا غلامه، فالتقوا، فقتل بشيرًا [1] ، وانهزم جُنده. فندب المُكْتَفِي أبا الأغر في عشرة آلافٍ، وجهزه لحربهم [2] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 97، وتاريخ أخبار القرامطة 19، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 182، 183، وتجارب الأمم 5/ 33، والمنتظم 6/ 38، والكامل 7/ 523، والدّرّة المضية (من كنز الدرر) 71، والنجوم الزاهرة 3/ 130.
[2] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 97، وتجارب الأمم 5/ 33، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 183، والمنتظم 6/ 38، ونهاية الأرب 23/ 16، والعبر 2/ 84، ودول الإسلام 1/ 175، ومرآة الجنان 2/ 317، والبداية والنهاية 11/ 96، وتاريخ الخميس 2/ 385، والنجوم الزاهرة 3/ 130.(21/44)
[حصار القَرْمَطيّ دمشق]
ثُمَّ سار القَرْمَطيّ فحاصر دمشق، وبها طُغْج بن جف، فضعف عن مقاومة القرامطة [1] .
[صرف المُكْتَفِي عن السكن بسامراء]
وفيها خرج المُكْتَفِي من بغداد يريد سامراء ليسكن بها، فصرفه الوزير عن ذَلِكَ وَقَالَ: نحتاج إلى غرامات كثيرة. فعاد إلى بغداد [2] .
[إقامة الحُسَيْن مقام أخيه يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه]
وَلَمَّا قتل الكلبُ يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه على حصار دمشق أقاموا مقامه أخاه الحُسَيْن [3] .
[مسير المُكْتَفِي إلى المَوْصِل لحرب القرامطة]
وفيها عسكر المُكْتَفِي وسار إلى المَوْصِل في رمضان لحرب القرامطة، وتقدّم أمامه إلى حرب الحُسَيْن أبو الأغرّ، فنزل بوادي بُطْنان [4] . فكبسهم على غِرة صاحبُ الشامة القَرْمَطيّ، فقتل منهم خلقًا، وهرب أبو الأغرّ في ألف رجلٍ إلى حلب، وقُتل تسعة آلاف. وتبعهم صاحب الشامة، فحاربه أبو الأغر على باب حلب، ثُمَّ تحاجزوا، ووصل المُكْتَفِي إلى الرّقّة، وسرح الجيوش إلى القرمطيّ [5] .
__________
[1] انظر عن حصار القرامطة لدمشق في:
تاريخ الطبري 10/ 97، والتنبيه والإشراف 322، وتجارب الأمم 5/ 33، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 183، وتاريخ أخبار القرامطة 19، والكامل 7/ 523، والدّرّة المضيّة 70.
[2] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 98. والمنتظم 6/ 38، والكامل 7/ 529، ونهاية الأرب 23/ 16.
[3] انظر الخبر مفصّلا في:
تاريخ الطبري 10/ 99، والتنبيه والإشراف 322، وتجارب الأمم 5/ 33، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 183، 184، وتاريخ أخبار القرامطة 19/ 20، والمنتظم 6/ 38، والكامل 7/ 523، والمختصر في أخبار البشر 2/ 59، وتاريخ ابن الوردي 1/ 247، والنجوم الزاهرة 3/ 130.
[4] وادي بطنان: بضم الباء وسكون الطاء، بالقرب من حلب.
[5] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 103، 104، والتنبيه والإشراف 323، وتجارب الأمم 5/ 34، 35، والعيون(21/45)
[هزيمة القَرْمَطيّ أمام بدر الحمامي]
وفي رمضان وصل القَرْمَطيّ أَيْضًا إلى دمشق، فخرج لقتاله بدر الحمامي صاحب ابن طولون فهزم القَرْمَطيّ، ووضع في أصحابه السيف وهرب الباقون في البادية. وبعث المُكْتَفِي في أثر صاحب الشامة الحُسَيْن بن حَمْدَان والقوّاد [1] .
وَقِيلَ: إنما كانت الوقعة بين بدر والقرمطي بأرض مصر. وأن القَرْمَطيّ انهزم إلى الشام في نفرٍ يسير. فسار على الرَّحْبة وهيت [2] ، فنهب وسبى، ومضى إلى الأهواز [3] .
[مقتل يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ]
وفيها قُتل أبو الْقَاسِم يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه بن مهرويه القَرْمَطيّ المعروف بالشيخ، وبالمُبَرْقَع. وكان يسمي نفسه كذِبًا وبُهْتانًا: عَليّ بْن أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الله بن الحسين. وكان من دعاة القرامطة [4] .
قيل: إن بدر الحمامي لقيه بحوران فِي هذه السنة، فاقتتلوا قتالًا عظيما، فقتل، فقام أخوه موضعه.
وكان سبب قتله أن بربريًا رماه بمِزْراقٍ، واتبعه نفّاط فأحرقه بالنار في وسط القتال، فنصب أصحابه أخاه الحُسَيْن بن زَكْرَوَيْه، ويسمّى بصاحب
__________
[ () ] والحدائق ج 4 ق 1/ 185، 186، وتاريخ أخبار القرامطة 23، والمنتظم 6/ 39، والكامل 7/ 526، ونهاية الأرب 23/ 16، والدّرّة المضيّة 71، 72، والمختصر في أخبار البشر 2/ 60، وولاة مصر للكندي 267، والولاة والقضاة، له 243، وتاريخ ابن خلدون 4/ 309، والعبر 2/ 84، ودول الإسلام 1/ 175، وتاريخ ابن الوردي 1/ 247.
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 104، والتنبيه والإشراف 322، وتاريخ أخبار القرامطة 23، والكامل 7/ 526.
[2] هيت: بالكسر، بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار، (معجم البلدان 5/ 421) .
[3] العبر 2/ 85، مرآة الجنان 2/ 217، 218.
[4] تقدّم خبر مقتل يحيى بن زكرويه قبل قليل، انظر:
تاريخ الطبري 10/ 99، والتنبيه والإشراف 322، وتجارب الأمم 5/ 33، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 183، 184، وتاريخ أخبار القرامطة 19، 20، والمنتظم 6/ 38، والكامل 7/ 523، والمختصر في أخبار البشر 2/ 59، ودول الإسلام 1/ 175، وتاريخ ابن الوردي 1/ 247، والبداية والنهاية 11/ 96، وتاريخ الخميس 2/ 385.(21/46)
الشامة، وزعم بكذبه أَنَّهُ: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن إسْمَاعِيل بن الصادق جعفر، وأظهر شامةً في وجهه يزعم أنها آيته. وجاءه ابن عمّه عيسى بن مهرويه وزعم أَنَّهُ عبد الله بن أَحْمَد بن محمد بن إسْمَاعِيل بن جعفر، ولقبّه المدثر.
وعهد إليه. وزعم أَنَّهُ المُعين في السُّورة. ولقب غلامًا له المطوّق بالنُّور، وظهر على دمشق وحمص والشام، وعاث وأفسد، حَتَّى قتل الأطفال وسبى الحريم، وتسمى أمير المؤمنين المهدي، ودُعي له على المنابر [1] .
وكان ليحيى بن زَكْرَوَيْه شعرٌ جيد في الحماسة والحرب. والله أعلم.
__________
[1] انظر:
تاريخ الطبري 10/ 95، 96، وتجارب الأمم 5/ 37، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 187، وتاريخ أخبار القرامطة 24، والكامل 7/ 523، والدّرّة المضيّة 74، وتاريخ ابن خلدون 4/ 309، وتاريخ ابن الوردي 1/ 247، والبداية والنهاية 11/ 96، والنجوم الزاهرة 3/ 104- 106، ومآثر الإنافة 1/ 269، 270، وتاريخ الخلفاء 376، 377.(21/47)
تراجم رجال هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ
- حَرْفُ الأَلِفِ-
1- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن فيل [1] .
أبو الحَسَن البالسي [2] ، نزيل أنطاكية.
سَمِعَ: أبا جعفر النُّفَيْلِيَّ، وأبا توْبة الحلبي، والمُعافى بن سُلَيْمَان، وعبد الوهاب بن نجدة، وسليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وطائفة.
وعنه: أبو عوانة، وحاجب بن أركين، وأبو سَعِيد بن الأعرابي، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسيّ، وسليمان الطَّبَرَانيّ، وطائفة.
وقد روى عنه النّسائيّ في حديث مالك تأليفه.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين، وَهُوَ والد صاحب الجزء المشهور أبي طاهر الحَسَن بن أَحْمَد.
2- أَحْمَد بن إبراهيم [3] .
أبو جعفر الأصبهاني الغسّال، والد القاضي أبي أحمد الحافظ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن فيل) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 44، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 18 رقم 7، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 25 وتاريخ جرجان للسهمي 84، 263، 417، والروض البسّام بترتيب وتخريج فوائد تمّام 1/ 147 رقم 84، و 1/ 176 رقم 1104 و 2/ 222 رقم 612 ورقم 670 و 677، وبغية الطلب لابن العديم الحلبي (المخطوط) 5/ 247، والأنساب لابن السمعاني 2/ 55، ومعجم البلدان 1/ 329، واللباب لابن الأثير 1/ 113، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 247- 249 رقم 2، وذيل الكاشف للعراقي 31 رقم 1، وتهذيب التهذيب 1/ 1029 رقم 2، وتقريب التهذيب 1/ 9 رقم 2، وخلاصة تذهيب التهذيب 3.
[2] البالسيّ: بفتح أوله، وبعد الألف لام مكسورة، ثم سين مهملة، نسبة إلى بالس: بلدة على الفرات من الشام. (الأنساب، معجم البلدان، توضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 330) .
[3] انظر عن (أحمد بن إبراهيم الغسّال) في:(21/48)
سَمِعَ: إسْمَاعِيل بن عَمْرو البجلي، وسهل بن عُثْمَان العسكري.
وعنه: ابنه.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
3- أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن فروة [1] .
أبو عبد الله اللَّخْمي القُرْطُبيّ. له رحلة إلى العراق.
سَمِعَ بمصر من: عبد الغني بن أبي عقيل، وغيره.
وبالعراق من: عُبَيْد الله القواريريّ، وبُنْدار.
وعنه: أَحْمَد بن خالد بن الحُباب، وَمحمد بن عبد الله بن أعيْن.
وكان شيخًا مُغَفَّلًا.
عاش تسعين سنة، ومات سنة تسعين ومائتين.
4- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكار [2] .
أبو عبد الملك القُرشي العامري البُسْريّ الدِّمَشْقِيّ، من ولد بَسر بن أبي أرطأة.
سَمِعَ: أبا الجماهر محمد بن عُثْمَان، وَمحمد بن عائذ، وجدّه محمد بن عبد الله، وجماعة.
وعنه: ن. وَقَالَ: لا بأس به [3] ، وابن جَوصا، وأبو عوانة، وعليّ بن أبي العَقِب، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
مات في شوال سنة تسعٍ وثمانين.
سمعنا من طبقة «مغازي» ابن عائذ.
__________
[ () ] ذكر أخبار أصبهان 1/ 100.
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن فروة) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 23 رقم 57.
[2] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن محمد البسري) في:
المعجم الصغير 1/ 9، وسنن الدارقطنيّ 1/ 47 رقم 21، والإكمال لابن ماكولا 1/ 487 (الحاشية) ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 38 رقم 4، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 252- 254 رقم رقم 4، والكاشف 1/ 11 رقم 3، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 503، وتهذيب التهذيب 1/ 11 رقم 4، وتقريب التهذيب 1/ 10 رقم 4، وخلاصة تذهيب التهذيب 3.
[3] المعجم المشتمل 38.(21/49)
5- أَحْمَد بن مِلحان [1] .
أبو عبد الله البلْخي الأصل البغداديّ.
سَمِعَ من: يَحْيَى بن عبد الله بن بُكَيْر، وغيره.
وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن قَانع، والطَّبَرَانيّ، وأبو بكر جلاد، وجماعة.
ووثَّقه الدارقطني [2] .
مات سنة تسعين ومائتين.
6- أَحْمَد بن إِسْحَاق بن صالح [3] .
أبو بكر البغدادي.
عن: مسلم بن إِبْرَاهِيم، وجنْدل بن والق، وَقُرَّةَ بن حبيب، وطبقتهم.
وعنه: ابن مَخْلَد، وأبو جعفر بن البَخْتَرِيّ، وعبد الله بن إِسْحَاق الخُرَاسَانِيّ، وأبو عَمْرو بن السَّمَّاك.
قَالَ ابن أبي حاتم [4] : كتبت عنه أنا وأبي، وَهُوَ صدوق.
أثنى عليه الدَّارَقُطْنيّ [5] .
تُوُفِّي في أول سنة إحدى وثمانين.
7- أَحْمَد بن إِسْحَاق بن واضح [6] .
أبو جعفر المصري العسال.
عن: سعيد بن أبي مريم، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن ملحان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 44 وفيه (أحد بن إبراهيم بن ملحان) ، وتاريخ بغداد 4/ 11 رقم 1594.
[2] تاريخ بغداد 4/ 11.
[3] انظر عن (أحمد بن إسحاق بن صالح) في:
الجرح والتعديل 1/ 41 رقم 9، وتاريخ بغداد 4/ 28، 29 رقم 1630.
[4] في الجرح والتعديل، وفيه: كتبت عنه مع أبي بسرّ من رأى.
[5] فقال: لا بأس به. (تاريخ بغداد 4/ 28) .
[6] انظر عن (أحمد بن إسحاق بن واضح) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 25، والإكمال لابن ماكولا 7/ 47 وفيه: أحمد بن إسحاق بن واضح بن عبد الصمد بن واضح العسّال أبو جعفر مولى قريش.(21/50)
وعنه: أبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في صفر سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
8- أَحْمَد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نُبَيْط الأشجعي [1] .
صاحب النسخة المشهورة الموضوعة.
روى عن: أبيه، وزعم أَنَّهُ وُلد سنة سبعين ومائة.
وعنه: أَحْمَد بن محمد البيروتي [2] ، وأحمد بن الْقَاسِم بن الزيات، والطَّبَرَانيّ، وغيرهم.
قَالَ أبو سَعِيد بن يونس: تُوُفِّي بمصر سنة سبع وثمانين.
وَهُوَ كوفي قدم مصر، وكان يكون بالجيزة.
9- أَحْمَد بن إِسْحَاق البلدي الخشّاب [3] .
عن: عفان بن مُسْلِم، وعبد الله بن جعفر الرقي، وغيرهما.
وعنه: أبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
10- أَحْمَد بن إِسْحَاق بن يزيد الرقي الخشّاب [4] .
عن: عُبَيْد بن جِناد الحلبي.
وعنه: الطَّبَرَانيّ أَيْضًا.
وَهُوَ أصغر من البلدي الذي قبله.
11- أحمد بن إسحاق الصّدفيّ المصريّ [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إسحاق الأشجعي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 30، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 25 رقم 24، وميزان الاعتدال 1/ 39، والمغني في الضعفاء 1/ 34 رقم 243، والوافي بالوفيات 6/ 242، رقم 2720، ولسان الميزان 21/ 136.
[2] هو: أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السلام، أبو علي ابن مكحول البيروتي. (انظر ترجمته.
ومصادرها في كتابنا: «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 403، 404 رقم 224» ) .
[3] انظر عن (أحمد بن إسحاق البلدي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 14.
[4] انظر عن (أحمد بن إسحاق الرقّيّ) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 14، ومسند الشاميين، له 1/ 41 رقم 30.
[5] انظر عن (أحمد بن إسحاق الصدفي) في:(21/51)
روى عَن: عَمْرو بن الربيع بن طارق.
وعنه: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
12- أَحْمَد بن إسْمَاعِيل العَدَويّ البصْري [1] .
روى عن: عَمْرو بن مرزوق، وطبقته.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
13- أَحْمَد بن إسْمَاعِيل الوساوسي البصري [2] .
عن: شَيْبَان بن فَرُّوخ.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
14- أَحْمَد بن أصرم بن خُزَيْمَة [3] .
أبو العَبَّاس الْمُغَفَّلِيُّ [4] المُزَنِيّ البصري.
حدَّث بدمشق عن: أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بن مَعين، وعبد الأعلى بن حمّاد، والقواريري.
وعنه: أبو عَوَانة، وأبو جعفر النُّفَيْلِيُّ، وأبو بكر النَّجَّاد، وأبو عبد الله بن مروان، وجماعة.
__________
[ () ] المعجم الصغير للطبراني 1/ 21.
[1] انظر عن (أحمد بن إسماعيل العدوي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 52.
[2] انظر عن (أحمد بن إسماعيل الوساوسي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 56 وفيه (الوساويني:) وهو غلط، واللباب لابن الأثير 3/ 366.
[3] انظر عن (أحمد بن أصرم) في:
الجرح والتعديل 1/ 42 رقم 13، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 89، وتاريخ بغداد 4/ 44، 45 رقم 1650، وطبقات الحنابلة 1/ 22 رقم 4، والروض البسام لتمّام 1/ 273 رقم 236، واللباب 3/ 241، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 3 رقم 1.
[4] المغفّلي: بضم الميم وبالغين المعجمة وبالفاء المشدّدة. (ضبطه ابن ماكولا في الإكمال 7/ 319) وساق نسبه: «أحمد بن أصرم بن خزيمة بن عبّاد بن عبد الله بن حسّان بن عبد الله بن مغفّل أبو العباس المزني ثم المغفّلي. حدّث عن: محمد بن بكار بن الريّان، وعبد الأعلى بن حمّاد النرسي، وأبي إبراهيم الترجماني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعثمان بن أبي شيبة، وغيرهم. روى عنه: أحمد بن سليمان النجّاد، وأبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول» .(21/52)
قَالَ أبو بكر الخلال: هُوَ ثقة، كتبنا عن المَرْوَزِيّ، عنه [1] .
وَقَالَ ابن أبي حاتم [2] : كتبت عنه مع أبي، وَسَمِعْتُ موسى بن إِسْحَاق القاضي يُعظّم شأنه ويرفع منزلته.
قُلْتُ: كان صاحب سنة، شديدًا على المُبتدِعة.
تُوُفِّي في جُمَادَى الأولى سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.
15- أَحْمَد بن بحر الدِّمَشْقِيّ [3] .
سَمِعَ من: ابن عُثْمَان.
وعنه: الطَّبَرَانيّ فقط.
16- أَحْمَد بن بِشْر المَرْثَدِيّ [4] .
أبو عَليّ البغدادي.
عن: عَليّ بن الْجَعْد، والهيثم بن خارجة، وجماعة.
وعنه: عُثْمَان بن السَّمَّاك، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
وثّقه ابن المنادى وَقَالَ [5] : مات سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
17- أَحْمَد بن الحَسَن بن مُكرَم البغدادي [6] .
سَمِعَ: عَليّ بن الْجَعْد.
وعنه: الطَّبَرَانيّ، وابن قانع.
وكان بزّازا.
18- أحمد بن جعفر [7] .
__________
[1] وكان المروزي يرضاه، ومن رضيه المروزي فحسبك به. (تاريخ بغداد 4/ 44، 45) .
[2] في الجرح والتعديل 1/ 42.
[3] لم أهتد إلى «أحمد بن بحر الدمشقيّ» في المعجم الصغير للطبراني، فلعلّه سقط من النسخة المطبوعة والمليئة بالأغلاط والتحريفات والتصحيفات.
[4] تاريخ بغداد 4/ 54 رقم 1661.
[5] المصدر نفسه.
[6] انظر عن (أحمد بن الحسن بن مكرم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 36، وتاريخ بغداد 4/ 80 رقم 1713.
[7] انظر عن (أحمد بن جعفر النحويّ) في:
المختصر من تاريخ اللغويين والنحويين لمحمد الزبيدي 42، وإنباه الرواة للقفطي 1/ 33، 134(21/53)
أبو عَليّ الدَّيْنَوَري النَّحْوِيّ. تلميذ أبي عُثْمَان المازني.
أخذ عن: المازني كتاب سِيبَوَيْهِ.
وسكن مصر وأفاد أهلها.
وكان روح بيت تغْلب، وله مصنّف في النحو.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
19- أَحْمَد بن الحُسَيْن بن مدرك القصْري [1] .
عن: أبي شُعَيْب السوسي، وَسُلَيْمَان بن أَحْمَد الواسطي المقرئ.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة تسعين [2] .
وعنه أيضا: الطَّستي، وعمر بن الحَسَن الشيباني.
وكان بقصر ابن هُبَيْرَة [3] .
20- أَحْمَد بن الحُسَيْن.
أبو الفضل النَّيْسَابُوري المُسْتَمْلِي.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، واستملى على إسحاق.
وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن يعقوب، والأخرم، وآخرون.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
21- أَحْمَد بن حَمَّاد بن سُفْيَان [4] .
__________
[ () ] ومعجم الأدباء 2/ 239، 240، والوافي بالوفيات 6/ 285، 286، رقم 2782، وبغية الوعاة للسيوطي 1/ 301 رقم 553، وفيه أنه مات سنة تسع وثمانين ومائتين، وكشف الظنون 1087، 1914، ومعجم المؤلّفين 1/ 182.
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين بن مدرك) في:
المعجم الصغير للطبراني 29، ومسند الشاميين، له 1/ 8، رقم 97 و 98 و 99- 104 وص 81 رقم 106- 109، وتاريخ بغداد 4/ 96، 97 رقم 1745.
[2] وثّقه الخطيب، وهو معروف الحديث.
[3] ينسب قصر ابن هبيرة إلى يزيد بن عمر بن هبيرة بن معيّة بن سكين بن خديج ... بنى قصره المعروف به بالقرب من جسر سوار على فرات الكوفة. (معجم البلدان 4/ 364) .
[4] انظر عن (أحمد بن حمّاد بن سفيان) في:(21/54)
أبو عبد الرحمن الكوفي الفقيه. ولي قضاء المِصَّيْصَة.
وروى عن: أبي بلال الأشعري، ويزيد بن عَمْرو الغنوي، وأبي بكر بْن أَبِي شَيْبة، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه بن عمار.
وارتحل إلى مصر فلقي أصحاب ابن وهْب [1] .
قَالَ الخليلي: صالحٌ في الحديث، له معرفة.
وَقَالَ: مات سنة ثمانٍ وثمانين [2] .
قُلْتُ: روى عنه: أبو الحَسَن القطّان، وابن قانع، وَمحمد بن عَليّ بن حُبيش، وآخرون.
مات بالمِصَّيْصَة.
22- أَحْمَد بن حمدون.
أبو نصر المَوْصِليّ الخفّاف.
عن: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وَأَحْمَد بن السّكن، وغيرهم.
وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه.
وقال: كان صاحب حديث حسن الحفظ.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين ومائتين.
23- أَحْمَد بن خالد بن يزيد الآجري.
أبو بكر، وسمّاه أبو بكر الشافعي: محمدا.
سَمِعَ: أبا نُعَيْم، وعفان، وجماعة.
وعنه: الشافعي، وعثمان بن السَّمَّاك، وجماعة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
24- أَحْمَد بن خالد الدّامغانيّ.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 4/ 124.
[1] قال الخطيب: وكان ثقة. وقال الدارقطنيّ: لا بأس به.
[2] وقال أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد: «توفي ... بالمصّيصة ليومين بقيا من المحرّم سنة سبع وتسعين ومائتين، ورأيته لا يخضب» . (تاريخ بغداد 4/ 124) .
أقول: وعلى هذا فيجب أن يؤخّر إلى الطبقة التالية.(21/55)
نزيل نَيْسَابُور.
عن: أبي مصعب الزهري، وداود بن رشيد، وجماعة.
وعنه: أبو حامد بن الشرقي، ومحمد بن الأخرم، ودعْلج، وجماعة.
وله رحلة إلى الشام، ومصر، والعراق.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
25- أَحْمَد بن خُشنام الأصبهاني [1] .
عن: بكر بن بكار، وَالحُسَيْن بن حفص، وجماعة.
تُوُفِّي في عام أربعٍ وثمانين.
وثّقه ابن مردويه.
حدّث عنه: أَحْمَد بن محمد بن عاصم.
وَقَالَ ابن الشيخ: كانت فيه غفْلة.
26- أَحْمَد بن خطاب الأصبهاني [2] .
عن: طالوت بن عباد.
وعنه: عبد الله بن محمد القباب، وغيره.
27- أَحْمَد بن خُليد [3] .
أبو عبد الله الكِنْدي الحلبي.
سَمِعَ: أبا نُعَيْم، وأبا اليمان، والوُحَاظي، والحميدي، وَمحمد بن عيسى الطباع، وزُهير بن عبّاد، وطبقتهم.
وله رحلة واسعة، ومعرفة جيدة.
روى عنه: عَليّ بن أَحْمَد المِصِّيصِيّ، وأحمد بن مروان الدّينوريّ، وسليمان الطّبرانيّ، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن خشنام) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 98
[2] انظر عن (أحمد بن خطاب) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 103 وفيه كنيته: أبو سعيد.
[3] انظر عن (أحمد بن خليد) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 53.(21/56)
28- أَحْمَد بْن داود [1] .
أبو حنيفة الدَّيْنَوَري النحوي صاحب ابن [السِّكِّيت] [2] .
ثقة، بارع الأدب، كثير الفنون، كبير الدّائرة، طويل النفس. له مصنفات في العربية واللُّغة والهندسة والهيئة، والوقت، وغير ذَلِكَ.
ذكره الوزير القفطي وَقَالَ: تُوُفِّي لأربعٍ بقين من جُمَادَى الأولى سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
29- أَحْمَد بن داود بن موسى [3] .
أبو عبد الله السَّدُوسي البَصْرِيّ، ثُمَّ المالكي. نزيل مصر.
حدَّث عن: عبد الله بن أبي بكر العتكي، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
قَالَ ابن يونس: ثقة.
تُوُفِّي في صفر سنة اثنتين أيضا.
30- أحمد بن داود السّمنانيّ [4] .
عن: أبي بكر بن أبي شَيْبَة، وَمحمد بن حميد الرازي.
تُوُفِّي سنة تسعين.
31- أَحْمَد بن دبيس المَوْصِليّ.
عن: غسان بن الربيع، وَمُعَلَّى بن مهديّ.
يروي عنه: يزيد في تاريخه.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن داود الدينَوَريّ) في:
مروج الذهب للمسعوديّ 1285، 1327، والعقد الفريد 2/ 97، والفهرست 116، وإنباه الرواة للقفطي 1/ 41، ومعجم الأدباء 3/ 26، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 65، والكامل في التاريخ 6/ 475، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 57، والبداية والنهاية 11/ 72، وانظر مقدّمة كتابة: «الأخبار الطوال» ، والوافي بالوفيات 6/ 377- 379 رقم 2880، وبغية الوعاة 1/ 132، وخزانة الأدب 1/ 60، وذيل تاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 1/ 187.
[2] ما بين الحاصرتين بياض في الأصل، استدركته من مصادر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن داود بن موسى) في:
المنتظم لابن الجوزي 5/ 151 رقم 285.
[4] انظر عن (أحمد بن داود السمناني) في:
تاريخ جرجان للسهمي 199.(21/57)
وَقَالَ: مات سنة تسعٍ وثمانين.
32- أَحْمَد بن ربيعة بن سُلَيْمَان بن زُفَر.
والد القاضي عبد الله بن زُفَر.
سَمِعَ: إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن زُفَر، وَمحمد بن المُثَنَّى، وجماعة.
وعنه: ابنه.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
33- أَحْمَد بن رضوان بن أَحْمَد الْبُخَارِيُّ.
سَمِعَ: أبا حفص أَحْمَد بن حفص، وَمحمد بن سلام البِيكَنْدِيّ، وغيرهما.
مات سنة ستٍّ أَيْضًا.
34- أَحْمَد بن رواع.
أبو الحَسَن الأيدغاني المصري.
روى عن: يحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، وجماعة.
وكان كريمًا جوادًا ثقة.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين، قَالَه ابن يونس.
35- أَحْمَد بن روح بن زياد [1] .
أبو الطيب الشَّعْرَانِيّ البغدادي.
له مصنّفات في الزهد وغير ذَلِكَ.
روى عن: عبد الله بن خُبَيْق الأنطاكي، وَمحمد بن حرب النَّسَائِيُّ، وَالحَسَن الزَّعْفَرَانِيّ.
وأقام بإصبهان.
روى عنه: أبو أَحْمَد العسال، وَأَحْمَد بن بُنْدَار الشعار، والطَّبَرَانيّ. وإنما سَمِعَ منه الطَّبَرَانيّ ببغداد [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن روح بن زياد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 110، وتاريخ بغداد 4/ 159 رقم 1832.
[2] وقال أبو نعيم: قدم أصبهان قبل سنة تسعين ومائتين.(21/58)
36- أَحْمَد بن زياد بن مهران [1] .
أبو جَعْفَر البغدادي البزاز السمسار.
عن: سُلَيْمَان بن حرب، وزكريا بن عَدِيّ، وأبي نُعَيْم، ومعاوية، وطائفة.
وعنه: أَحْمَد بن عُثْمَان الآدمي، وَمحمد بن نجيح، وأبو عَمْرو الزاهد، وغيرهم.
وكان شاهدًا مُعدّلًا صدوقًا [2] .
تُوُفِّي في صفر سنة إحدى وثمانين ومائتين.
37- أَحْمَد بن زياد الرَّقِّيّ الحداد [3] .
روى عن: حجاج الأعور.
وَهُوَ من كبار شيوخ الطَّبَرَانيّ.
38- أَحْمَد بن سَلَمَةَ بن عبد الله [4] .
أبو الفضل النَّيْسَابُوري البزاز الْمُعَدَّلُ الحَافِظ. رفيق مُسْلِم في الرحلة إلى قُتَيْبَة وإلى البصرة.
جمع له مُسْلِم «الصحيح» على كتابه [5] .
سَمِعَ: قُتَيْبَة، وابن راهَوَيْه، وَمحمد بن مهران، وأبا كُريب، وَمحمد بن حميد، وعبد الله بن معاوية، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وَأَحْمَد بن منيع، وطبقتهم فأكثر.
روى عنه: ابن وارة، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم [6] وَهُوَ أكبر منه، وأبو حامد بن
__________
[1] انظر عن (أحمد بن زياد بن مهران) في:
تاريخ بغداد 4/ 164 رقم 1841.
[2] وثّقه الدارقطنيّ.
[3] انظر عن (أحمد بن زياد الرقي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 24.
[4] انظر عن (أحمد بن سلمة) في:
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 1/ 54 رقم 69، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 99، وتاريخ بغداد 4/ 186، 187 رقم 1872.
[5] تاريخ بغداد 4/ 186.
[6] قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بالري، قدم علينا في حياة أبي، فكتب عنه أبي، ومحمد بن مسلم، وكتبنا عنه. (الجرح 1/ 54) .(21/59)
الشرقي الحَافِظ، وَيَحْيَى بن منصور القاضي، وَسُلَيْمَان بن محمد بن ناجية، وعَليُّ بن عيسى، وأبو الفضل الهاشمي [1] .
تُوُفِّي في غُرة جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وثمانين [2] .
قَالَ أبو الْقَاسِم النصراباذي: رأيت أبا عَليّ الثقفي في النوم فَقَالَ: عليك بصحيح أَحْمَد بن سلمة [3] .
39- أَحْمَد بن سُلَيْمَان بن أبي الربيع الأندلسي الفقيه [4] .
روى عن: سحنون، وَسَعِيد بن حسان، والحارث بن مسكين، وغيرهم.
ورحل إلى مصر.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين بحاضرة إلبيرة من الأندلس.
40- أَحْمَد بن سهل بن الربيع بن سُلَيْمَان الجهني [5] .
مولاهم الأصمعي.
عن: يَحْيَى بن بكير، وَيَحْيَى بن سُلَيْمَان الجعفري، وَإِبْرَاهِيم بن الغمد.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
41- أَحْمَد بن سهل [6] .
أبو حامد الإسفرائيني.
عن: أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاق، وعَليِّ بن حجر، وعبدان، وابن أبي حاتم، وقال: صدوق.
__________
[1] قال أبو نعيم: قدم أصبهان سنة 288.
[2] تاريخ بغداد 4/ 187.
[3] وقال الخطيب: روى عنه عامّة النيسابوريّين، وورد بغداد غير مرة، وحدّث بها، ولم يقع إلى أصحابنا عنه رواية.
[4] انظر عن (أحمد بن سليمان) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 25، 26 رقم 67.
[5] انظر عن (أحمد بن سهل بن الربيع) في:
المنتظم لابن الجوزي 5/ 148 رقم 282 وفيه (الإخميمي) .
[6] انظر عن (أحمد بن سهل الأسفرائيني) في:
الجرح والتعديل 1/ 54 رقم 67، وطبقات الحنابلة 1/ 47 رقم 31.(21/60)
42- أَحْمَد بن سهل البلخي [1] .
الفقيه حَمْدَان.
عن: الْقَعْنَبِيِّ، ومسلم بن إِبْرَاهِيم.
وَهُوَ صدوق.
تفقّه عليه: محمد بن عقيل البلخي.
ولعله مات قبل هَذَا الوقت.
43- أَحْمَد بن سهل بن بحر النَّيْسَابُوري.
عن: داود بن رشيد، ودحيم، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وطبقتهم. وله رحلة إلى الشام والعراق.
وروى عنه: محمد بن صالح بن هانئ، وعبد الله بن الأخرم.
وكان ابن الأخرم يعتمده أيّ اعتماد.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
44- أَحْمَد بن صالح بن عبد الصمد بن أبي خداش.
أبو جَعْفَر المَوْصِليّ.
عن: جده لأمه محمد بن عَليّ، وغسان بن الربيع.
وعنه: يزيد بن محمد الأزدي.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
وكان رجلًا صالحًا صدوقًا.
45- أَحْمَد بن الضوء بن المنذر الشّيبانيّ النّجديّ.
توفّي بكر مينية في صفر سنة اثنتين أَيْضًا.
46- أَحْمَد المُعْتَضِد باللَّه [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سهل البلخي) في:
الجرح والتعديل 1/ 54 رقم 68، ولم يذكره الدكتور محمد محروس بن عبد اللطيف المدرّس في: مشايخ بلخ من الحنفية.
[2] انظر عن (أحمد: المعتضد باللَّه) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 510، وتاريخ الطبري 9/ 530، 540، 544، 557، 663، 667، و 10/ 8، 15، 15، 20- 22، 28- 89، 94، 128، 133، ومروج الذهب للمسعوديّ 9، 32، 297، 503، 731، 1074، 1382، 3145، 3179، 3190، 3232- 3234،(21/61)
__________
[ () ] 3236، 3238، 3241- 3258، 3363، 3365- 3366، 3371، 3373، 3401، 3402، 3409، 3420، 3619، 3626، والتنبيه والإشراف، له 320، 321، والعقد الفريد لابن عبد ربّه 4/ 166 و 5/ 125، 126، والخراج وصناعة الكتابة لقدامة 459، والعيون والحدائق لمؤرّخ مجهول ج 4 ق 1/ 124، 131، 132، 137- 144، 150، 151، 153- 162، 164، 167- 171، 173، 174، 179، 181، 205، 208، 249، وتحفة الوزراء للثعالبي 27، 44، 115، 123، 155، وثمار القلوب، له 228، 385، 513، 682، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج 693، 694، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 125، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 29، 79، 182، 183، 206، 235، 247، 322 و 2/ 6، 9، 10، 18، 76، 85، 86، 89- 92، 96، 104، 106، 112، 114، 137، 156، 172، 185، 190، 209- 212، 252، 308، 309، 389، 393- 395 و 3/ 155، 185، 189، 229، 276، 354، 365 و 5/ 24، ونشوار المحاضرة، له (انظر فهرس الأعلام) 1/ 386 و 2/ 394 و 3/ 318 و 4/ 315 و 5/ 324 و 6/ 304 و 7/ 316 و 8/ 299، والأغاني لأبي الفرج 24/ 1، والوزراء للصولي 12- 18، 21- 25، 56، 83، 95، 96، 109، 119، 132، 143، 148، 157، 158، 172، 192، 201، 202، 204، 206- 210، 241، 249، 251، 263، 268- 271، 275- 280، 286، 287، 308، 317، 340، والهفوات النادرة لهلال الصابي 159، 167، 205، 207، 208، 218، 219، 260، 279، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 27، 28، 29، 135، 326، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 130، 167، وتاريخ حلب للعظيميّ 48، 89، 116- 118، 138، 186، 269- 273، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 15، 16، 137، 151، 153، 166، 167، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 254، 432، 434، 435، 442، 443، 445 و 2/ 53، 198، ونثر الدّرّ للآبي 573، والبصائر والذخائر 2/ 833، ورحلة النهروالي (الفوائد السنيّة) 155، والإمتاع والمؤانسة للتوحيدي 3/ 88- 91، والمصباح المضيء في سيرة المستضيء لابن الجوزي 1/ 250، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 83، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 81، 82، 86، 87، 118، والمنتظم لابن الجوزي (انظر فهرس الأعلام) 5/ 75، 76 و 6/ 128، والكامل في التاريخ لابن الأثير (انظر فهرس الأعلام) 13/ 350، والفخري لابن طباطبا 30، 254، 258، 273، 274، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 235- 237، ومعجم ما استعجم للبكري 340، وولاة مصر للكندي 258- 261، 263- 265، 267، والولاة والقضاة، له 234، 235، 238، 240، 242، 243، 519، 520، 584، والمرصّع لابن الأثير 209، وبدائع البدائه لابن ظافر 69، 98، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 150- 153، وتاريخ الزمان، له 46- 49، ووفيات الأعيان لابن خلّكان 1/ 173، 205، 279، 404، 405 و 2/ 108، 147، 181، 249، 250، 417، و 3/ 121، و 361، 364، 422 و 4/ 335 و 5/ 262 و 6/ 104، 198، 199، 413، 424، 425، 427- 429، 431، والتذكرة الفخرية للإربلي 331، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (انظر فهرس الأعلام) 340، ودول الإسلام للذهبي 1/ 169- 174، والعبر، له (انظر فهرس الأعلام) 2/ 493، وسير أعلام النبلاء 13/ 463- 479 رقم 230، وفوات الوفيات لابن شاكر 1/ 72، 73، وتاريخ الخلفاء لابن ماجة 49، 50، وتاريخ بغداد 4/ 403- 407، والوافي بالوفيات للصفدي 6/ 428- 430، والبداية والنهاية 11/ 66، 86- 94، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 262- 268، والنجوم(21/62)
أمير المؤمنين أبو العَبَّاس ابن ولي العهد أبي أَحْمَد طلحة الموفق باللَّه ابن المتوكل على الله جَعْفَر بن المُعْتَضِد بن الرشيد الهاشمي العباسي.
ولد في ذي القِعْدَة سنة اثنتين وأربعين ومائتين في دولة جده. وقدم دمشق سنة إحدى وسبعين لحرب خُمَارَوَيْه الطولوني، فالتقوا على حمص، فهزمهم أبو العَبَّاس. ثُمَّ دخل دمشق ومر بباب البريد، فالتفت فوقف ينظر إلى الجامع، فَقَالَ: أي شيء هَذَا؟ قَالُوا: الجامع.
ثُمَّ نزل بظاهر دمشق بمحلة الراهب أيامًا، وسار فالتقى خُمَارَوَيْه عند الرملة.
واستخلف بعد عمه المعتمد في رجب سنة تسعٍ وسبعين. وكان ملكًا شجاعًا مهيبًا، أسمر نحيفًا، معتدل الخلق، ظاهر الجبروت، وافر العقل، شديد الوطأة، من أفراد خلفاء بني العَبَّاس. كان يقوم على الأسد وحده لشجاعته.
قَالَ المسعودي [1] : كان المُعْتَضِد قليل الرحمة، قِيلَ إِنَّهُ كان إِذَا غضب على قائد أمر بأن يحفر له حفيرة ويُلقى فيها، ويُطم عليه.
قَالَ: وكان ذا سياسة عظيمة.
وعن عبد الله بن حمدون أن المُعْتَضِد تصيد فنزل إلى جانب مقثأة وأنا معه. فصاح الناطور، فَقَالَ: عَليّ به.
فأُحضر فسأله، فَقَالَ: ثلاثة غلمان نزلوا المقثأة فأخربوها. فجيء بهم فضربت أعناقهم في المقثأة من الغد. فكلمني بعد مدة وَقَالَ: أصدقني فيما ينكر عَليّ النَّاس.
__________
[ () ] الزاهرة لابن تغري بردي 3/ 126، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 588- 599، وشذرات الذهب 2/ 199- 201، والانتصار لابن دقماق 4/ 67، 121، والجليس الصالح للجريري 1/ 419- 421، والأذكياء لابن الجوزي 40- 45، وأخبار الحمقى والمغفّلين، له 176، ونصوص ضائعة من كتاب الوزراء والكتّاب 88، وآثار البلاد للقزويني 220 د 386، ونهاية الأرب للنويري 22/ 346 وما بعدها، وبدائع الزهور 1/ 171، 172، والمختصر في أخبار البشر 2/ 56- 59، ومرآة الجنان 2/ 192 وما بعدها، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 321 و 2/ 89، 181، 114، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 188، 346، 347، 363، 364، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 294، وأخبار الدول وآثار الأول 164، 165: وتاريخ ابن خلدون 3/ 346- 354.
[1] في مروج الذهب 4/ 233 وعبارته مختلفة ومطوّلة هناك.(21/63)
قُلْتُ: الدماء.
قَالَ: والله ما سفكت دمًا حرامًا منذ وليت.
قُلْتُ: فلم قتلت أَحْمَد بن الطيب؟
قَالَ: دعاني إلى الإلحاد.
قُلْتُ: فالثلاثة الذين نزلوا المقثأة؟
قَالَ: والله ما قتلتهم، وإنما قتلت لصوصًا قد قتلوا، وأوهمت أَنَّهُم هم [1] .
وَقَالَ البَيْهَقِيّ، عن الحاكم، عَنْ أَبِي الوليد حسّان بْن محمد الفقيه، عن أبن شريح، عن إسْمَاعِيل القاضي قَالَ: دخلت على المُعْتَضِد، وعلى رأسه أحداث صباح الوجوه روم، فنظرت إليهم، فرآني المُعْتَضِد أتأملهم، فَلَمَّا أردت القيام أشار إليَّ ثُمَّ قَالَ: أيها القاضي، والله ما حللت سروالي على حرامٍ قط [2] .
ودخلتُ مرة، فدفع إليَّ كتابا، فنظرت فيه، فَإِذَا قد جمع له فيه الرخص من ذَلِكَ العلماء، فَقُلْتُ: مصنّف هَذَا زنديق.
فَقَالَ: ألم تصح هذه الأحاديث؟
قُلْتُ: بلى، ولكن من أباح المُسكر لم يبح المُتعة. ومن أباح المتعة لم يُبح الغناء. وما من عالم إِلا له زلة، ومن أخذ بكلّ زلل العلماء ذهب دينه. فأمر بالكتاب فأُحرق [3] .
وَقَالَ أبو عليّ المحسّن التّنوخيّ: بلغني عن المُعْتَضِد أَنَّهُ كان جالسًا في بيتٍ يُبنى له، فرأى في جملتهم أسود منكر الخلقة يصعد على السّلالم درجتين درجتين، ويحمل ضعفا ما يحملونه، فأنكر أمره، فأحضره وسأله عن سبب ذَلِكَ، فتلجلج. وكلمه ابن حمدون فيه وقال: من هَذَا حَتَّى صرفت فكرك إليه؟
قَالَ: قد وقع في خلدي أمر ما أحسبه باطلا.
__________
[1] المنتظم 5/ 123، 124، نهاية الأرب 22/ 361، الوافي بالوفيات 6/ 430، تاريخ الخلفاء 368.
[2] تاريخ بغداد 4/ 404، المنتظم 5/ 125، نهاية الأرب 22/ 371، المختصر في أخبار البشر 2/ 59، البداية والنهاية 11/ 87، تاريخ الخلفاء 369.
[3] البداية والنهاية 11/ 87، تاريخ الخلفاء 369.(21/64)
ثُمَّ أمر به فضرب مائة، وتهدد بالقتل ودعا بالنطع والسيف، فَقَالَ: لي الأمان؟ قَالَ: نعم. فَقَالَ: أنا أعمل في أتون الآجر، فأتى عَليّ منذ شهور رجل في وسطه هميان [1] ، فتبعته. فجلس بين الآجر ولا يعلم بي، فحل هميانه وأخرج دنانير، فوثبت عليه وسددت فاه، وكتفته وألقيته في الأتون، والدنانير معي يقوى بها قلبي. فاستحضرها فإذا على الهميان اسم صاحبه. فأمر فنودي في البلد، فجاءت امرأة فَقَالَتْ: هُوَ زوجي، ولي منه طفل. فسلم الذهب إليها، وَهُوَ ألف دينار، وضرب عنق الأسود [2] .
قَالَ: وبلغني عن المُعْتَضِد أَنَّهُ قام في الليل فرأى بعض الغلمان المردان قد وثب على غلام أمرد، ثُمَّ دب على أربعة حَتَّى اندسّ بين الغلمان. فجاء المعتضد فوضع يده على فؤاد واحد واحد حَتَّى وضع يده على ذَلِكَ الفاعل، فَإِذَا به يخفق، فوكزه برجله فجلس، فقتله [3] .
قَالَ: وبلغنا عنه أَنَّ خادمًا له أتاه فأخبره أَنَّ صيادًا أخرج شبكته، وَهُوَ يراه، فثقلت، فجذبها، وَإِذَا فيها جراب، فظنه مالًا، ففتحه فإذا فِيهِ آجر، وبين الآجر يدٌ مخضوبة بحناء. وأحضر الْجُراب.
فهال ذَلِكَ المُعْتَضِد، فأمر الصّيّاد، فعاد وطرح الشبكة، فخرج جرابٌ آخر فيه رجل. فَقَالَ: معي في بلدي من يقتل إنسانًا ويقطع أعضاءه ولا أعلم به؟ ما هَذَا مُلك.
فلم يُفطر يومه، ثُمَّ أحضر ثقةً له وأعطاه الجراب وَقَالَ: طُف به على من يعمل الْجُرب ببغداد [فسل] لمن باعه.
فغاب الرجل وجاء، فذكر أَنَّهُ عرف بائعه بسوق يَحْيَى، وأنه اشترى منه عطار جرابًا. فذهب إليه فَقَالَ: نعم، اشترى مني فلان الهاشمي عشرة جرب، وَهُوَ ظالم من أولاد المهدي. وذكر من أخباره إلى أن قَالَ: يكفيك أَنَّهُ كان يعشق جارية مغنية لإنسان، فاكتراها منه، وادّعى أنّها هربت.
__________
[1] الهميان: كيس النقود من جلد.
[2] الأذكياء لابن الجوزي 42، 43.
[3] الأذكياء 43.(21/65)
فَلَمَّا سَمِعَ المُعْتَضِد سجد للَّه شكرًا، وأحضر الهاشمي، فأخرج إليه اليد والرجل، فامتقع لونه واعترف. فأمر المُعْتَضِد بدفع ثمن الجارية إلى صاحبها، ثُمَّ سجن الهاشمي. ويقال إنه قتله [1] .
قَالَ التنوخي: وثنا أبو محمد بن سُلَيْمَان: حَدَّثَنِي أبو جَعْفَر بن حمدون، حَدَّثَنِي عبد الله بن أَحْمَد بن حمدون قَالَ: كنت قد حلفت لا أعقد مالًا من القمار، ومهما حصل صرفته في ثمن شمع أو نبيذ أَوْ خدر [2] مغنية.
فقمرت المُعْتَضِد يومًا سبعين ألفًا، فنهض يصلي سنة العصر، فجلست أفكر أندم على اليمين، فَلَمَّا سلّم قَالَ: في أي شيء فكرت؟ فما زال بي حَتَّى أخبرته. فَقَالَ: وعندك أني أعطيك سبعين ألفا في القمار؟
قلت له: فتضغوا [3] ؟
قَالَ: نعم، قم ولا تفكر في هَذَا.
ثُمَّ قام يصلي، فندمت ولُمت نفسي لكوني أعلمته، فَلَمَّا فرغ من صلاته قَالَ: أصدقني على الفكر الثاني، فصدقته. فَقَالَ: أما القمار فقد قُلْتُ إني ضغوت [4] ، ولكن أهب لك من مالي سبعين ألفًا. فقبلت يده وقبضت المال [5] .
وَقَالَ ابن المحسن التنوخي، عن أبيه: رأيت المُعْتَضِد وعليه قباء اصفر، وكنت صبيًا، وكان خرج إلى قتال وصيف بطرسوس.
وعن خفيف السَّمَرْقَنْدِيّ قَالَ: خرجت مع المُعْتَضِد للصيد، وقد انقطع عنا العسكر، فخرج علينا أسد فَقَالَ: يا خفيف أفيك خير؟
قُلْتُ: لا. قَالَ: ولا تُمسك فرسي؟ قُلْتُ: بلى.
فنزل وتحزّم وسلّ سيفه وقصد الأسد، فقصده الأسد، فتلقاه المُعْتَضِد بسيفه قطع يده، فتشاغل الأسد بها، فضربه فلق هامته، ومسح بسيفه في صوفته وركب.
__________
[1] الأذكياء 43، 44.
[2] في الأذكياء: «أو جذر» .
[3] في الأذكياء: «أفتصغر؟» .
[4] في الأذكياء: «صغرت» .
[5] الأذكياء 44، 45.(21/66)
قَالَ: وصحبته إلى أن مات، فما سَمِعْتُهُ يذكر ذَلِكَ لقلة احتفاله بما صنع [1] .
قُلْتُ: وكان المُعْتَضِد يبخل ويجمع المال. وقد ولي حرب الزنج وظفر بهم. وفي أيامه سكنت الفتن لفرط هيبته [2] .
وكان غلامه بدر على شرطته، وعبيد الله بن سُلَيْمَان على وزارته، وَمحمد بن سياه على حرسه. وكانت أيامه أيامًا طيبة كثيرة الأمن والرخاء. وكان قد أسقط المكوس، ونشر العدل، ورفع الظلم عن الرعية.
وكان يُسمى السفاح الثاني، لأنه جدد ملك بني العَبَّاس، وكان قد خلق وضعف وكاد يزول. وكان في اضطراب من وقت موت المتوكل [3] .
وبلغنا أَنَّهُ أنشأ قصرا أنفق عليه أربعمائة ألف دينار. وكان مزاجه قد تغير من كثرة إفراطه في الجماع وعدم الحمية بحيث أَنَّهُ أكل في علته زيتونًا وسمكًا [4] .
ومن عجيب ما ذكر المسعودي [5] إن صح قَالَ: شكوا في موت المُعْتَضِد، فقدم الطبيب فجس نبضه، ففتح عينه ورفس الطبيب برجله فدحاه أذرعًا، فمات الطبيب. ثُمَّ مات المُعْتَضِد من ساعته.
وعن وصيف الخادم قَالَ: سَمِعْتُ المُعْتَضِد يَقُولُ عند موته:
تَمَتَّع من الدُّنْيَا فَإِنَّك لا تبقى ... وَخُذْ صفوها ما إن صفت ودع الرَّنْقا [6]
ولا تأمننَّ الدَّهْر إني أمنتُهُ [7] ... فلم يُبق لي حالًا [8] ولم يَرْع لي حقّا
قتلت صناديدَ الرِّجال فلم أدَعْ ... عدوًا، ولم أمهل على ظنّة [9] خلقا
__________
[1] المنتظم 5/ 129، نهاية الأرب 22/ 372، 373، الوافي بالوفيات 6/ 428، 429.
[2] ونقله الصفدي في: الوافي بالوفيات 6/ 429.
[3] الوافي 6/ 429.
[4] سير أعلام النبلاء 13/ 467، الوافي بالوفيات 6/ 429، نهاية الأرب 22/ 358.
[5] في مروج الذهب 4/ 274.
[6] الرنق: بسكون النون، الكدر.
[7] في الكامل لابن الأثير: «إني قد أمنته» . وفي البداية والنهاية: «إني ائتمنته» .
[8] في الكامل: «خلّا» .
[9] في الكامل: «على طغيه» ، وفي البداية: «على خلق» .(21/67)
وأخليتُ دُور المُلك من كلِّ بازلٍ [1] ... وشتَّتُّهم [2] غربًا ومزَّقْتُهم [3] شرقا
فَلَمَّا بلغتُ النَّجم عِزًّا ورِفعةً ... ودانت [4] رقابُ الخلقِ أجمعٍ لي رقّا
رماني الرّدى سهما فأخمد جمرتي ... فها أنا ذا في حُفْرتي عاجلًا مُلْقى [5]
فأفسدت ديني ودُنْيَاي [6] سفاهةً ... فمن ذا الذي مني [7] بمصرعه أشقى [8]
فيا ليت شعري بعد موتي ما أرى [9] ... إلى نعمة [10] الله أم ناره ألقى؟ [11]
وَقَالَ الصولي: ومن شعر المُعْتَضِد:
يا لاحظي بالفتور والدعج ... وقاتلي بالدلال والغنج
أشكو إليك الذي لقيت من ... الوجد، فهل لي إليك من فرج؟
حللت بالظرف والجمال من النَّاس ... محل العيون والمهج [12]
ذكر المُعْتَضِد من «تاريخ الخطبي» قَالَ: كان أبو العَبَّاس محبوسًا، فَلَمَّا اشتدت علة أبيه الموفق عمد غلمان أبي العَبَّاس فأخرجوه بلا إذن، فأدخلوه عليه، فَلَمَّا رآه أيقن بالموت.
قَالَ: فبلغني أَنَّهُ قَالَ: لهذا اليوم خبأتك، وفوض الأمور إليه. وضم إليه الجيش، وخلع عليه قبل موته بثلاثة أيام.
__________
[1] في الكامل، والبداية: «وأخليت دار الملك من كل نازل» ، وفي نهاية الأرب: «نازع» .
[2] في الكامل، ونهاية الأرب: «فشرّدتهم» .
[3] في نهاية الأرب: «وشرّدتهم» .
[4] في الكامل، ونهاية الأرب، والبداية: «وصارت» .
[5] في الكامل، ونهاية الأرب، والبداية: «ألقى» .
[6] في سير أعلام النبلاء 13/ 477: «دنياي وديني» .
[7] في البداية: «مثلي» . وهذا.
[8] لم يرد هذا البيت في «الكامل» ولا نهاية الأرب. وورد بدله في الكامل:
ولم يغن عنّي ما جمعت ولم أجد ... لذي الملك والأحياء في حسنها رفقا
[9] في البداية والنهاية: «بعد موتي أهل أصر» ، وفي نهاية الأرب: «ما ألقى» .
[10] في سير أعلام النبلاء: «إلى رحمة» . وفي الكامل ونهاية الأرب: «إلى نعم الرحمن» والمثبت يتفق مع: تاريخ الخلفاء للسيوطي.
[11] الأبيات في: الكامل لابن الأثير 7/ 514، 515، ونهاية الأرب 22/ 519، وخلاصة الذهب، 236، 237، والبداية والنهاية 11/ 94، وتاريخ الخلفاء 374، ومنها خمسة أبيات في:
المختصر لأبي الفداء 2/ 59.
[12] تاريخ الخلفاء 374.(21/68)
قَالَ: وكان أبو العَبَّاس شهما جلدًا رجلًا بازلًا، موصوفًا بالرُّجلة والجزالة.
قد لقي الحروب، وعُرف فضله، فقام بالأمر أحسن قيام، وهابه النَّاس ورهبوه أعظم رهبة. وعقد له المعتمد العقد أَنَّهُ مكان أبيه، وأجرى أمره عَلَى ما كَانَ أَبُوهُ الموفق باللَّه، ورسم في ذَلِكَ، ودعي له بولاية العهد على المنابر. وجعل المعتمد ولده جميعًا تحت يد أبي العَبَّاس. ثُمَّ جلس المعتمد مجلسًا عامًا، أشهد فيه على نفسه بخلع ولده المفوض إلى الله من ولاية العهد، وإفراد المُعْتَضِد أبي العَبَّاس بالعهود في المحرّم سنة تسعٍ وسبعين. وَتُوُفِّي في رجب من السنة- يعني المعتمد- فَقِيلَ إِنَّهُ غُمّ في بساط حَتَّى مات.
قَالَ: وكانت خلافة المعتضد تسع سنين وتسعة أشهر وأيامًا. وكان أسمر نحيفًا. معتدل الخلق، أقنى الأنف، إلى الطول ما هُوَ، في مقدم لحيته امتداد، وفي مقدم رأسه شامة بيضاء، تعلوه هيبة شديدة. رأيته في خلافته [1] .
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن عرفة: تُوُفِّي المُعْتَضِد يوم الإثنين لثمانٍ بقين من ربيع الآخر سنة تسعٍ وثمانين، ودفن في حجرة الرُّخام. وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي [2] .
قُلْتُ: بويع بعده ابنه المُكْتَفِي باللَّه عَليّ بن أَحْمَد، وأبطل كثيرًا من مظالم أبيه، ورثاه الأمير عبد الله بن المعتز الهاشمي بهذه الأبيات:
يا ساكنَ القبرِ في غبراءَ مُظلمةٍ ... بالظَّاهرية [3] مُقْصى الدار مُنْفردا
أين الجيوش التي كنت تسحبُها [4] ؟ ... أين الكنوزُ التي أحصيتُها عددا
أين السريرُ الذي قد كنت تملؤُه ... مَهَابةً، مَنْ رأتْهُ عينُهُ ارْتَعَدا؟
أين الأعادي الأُولي ذلّلْتَ مَصْعَبهم [5] ؟ ... أين اللُّيُوثُ التي صَيَّرتَها نقدًا [6] ؟
أين الجياد التي حجَّلتها بدمٍ؟ ... وكنَّ يحملن منك الضَّيغم الأسدا
أين الرِّماح التي غذَّيْتها مُهَجًا؟ ... مُذْ مِتَّ ما وردت قلبا ولا كبدا
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 407.
[2] تاريخ بغداد 4/ 407.
[3] الظاهرية: قرية ببغداد.
[4] في البداية والنهاية: «تشحنها» .
[5] في البداية والنهاية: «صعبهم» .
[6] في سير أعلام النبلاء، وتاريخ الخلفاء «صيّرتها بردا» .(21/69)
أين الجنان التي تجري جَدَاولُها ... ويستجيب إليها الطائر الغردا؟
أين الوصائفُ كالغزلان رائحةً [1] ؟ ... نُسِجَتْ [2] من حُلَلِ مَوْشِيّةٍ جُدُدا
أين الملاهي؟ وأين الراح تحسبها ... ياقوتةً كُسيت من فِضَّةٍ زردا؟
أين الْوُثُوبُ إلى الأعداء مُبْتَغيًا ... صلاح مُلك بني العَبَّاس إِذْ فَسَدا؟
ما زِلْتَ تقسر منهم كل قَسْوَرَةٍ ... وتَخْبطُ [3] العالي [4] الجبار مُعْتَمِدا
ثمّ انقضيت فلا عين ولا أثر ... حَتَّى كأنك يومًا لم تكن أحدا [5]
47- أَحْمَد بن عبد العزيز المَوْصِليّ شُقلاق.
عن: عاصم بن عَليّ، وخلف البزّار.
أخذ عن خلف كتاب «القراءات» ، وبقي إلى بعد الثمانين.
ذكره يزيد بن محمد في تاريخه.
48- أَحْمَد بن عبد الوهاب الحوْطي.
يُقَالُ: تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
وقد ذكر في الطبقة الماضية.
49- أَحْمَد بن عبد القاهر بن العنبريّ اللَّخْمي الدِّمَشْقِيّ [6] .
شيخ لا يُعرف.
روى عن: منبه بن عُثْمَان.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
لم يُعرّفه ابن عساكر إِلا بهذا.
50- أَحْمَد بن عطية.
عن: محمد بن مقابل، وسجّادة، وطبقتهما.
__________
[1] في تاريخ الخلفاء «راتعة» .
[2] في سير أعلام النبلاء: «يسحبن» .
[3] في تاريخ الخلفاء: «تحطم» .
[4] في البداية والنهاية: «تحطم العاتي» .
[5] الأبيات في: سير أعلام النبلاء 13/ 478، 479، والبداية والنهاية 11/ 92، 93، وتاريخ الخلفاء 375.
[6] انظر عن (أحمد بن عبد القاهر) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 12.(21/70)
وعنه: مُكرم بن أَحْمَد القاضي.
51- أَحْمَد بن عُثْمَان [1] .
أبو عبد الرحمن النَّسَائِيُّ.
من أقران مصنّف «السنن» .
سَمِعَ بمصر والشام والعراق وخراسان من: قُتَيْبَة، وأبي مُصعب، وهشام بن عمار، وعيسى بن عَبَّاس، وطبقتهم.
وعنه: أبو حامد بن الشرقي، وأبو عبد الله الأخرم، وَيَحْيَى بن منصور القاضي، وجماعة.
وروى عنه من القدماء: أبو بكر بن عاصم.
قَالَ ابن أبي حاتم [2] : سَمِعْتُ منه وَهُوَ ثقة صدوق.
وَقَالَ الحاكم: حدَّث بنيسابور سنة أربع وثمانين ومائتين.
وقد روى الطَّبَرَانيّ، عن أَحْمَد بن عبد الرحمن بن بشار النَّسَائِيِّ: ثَنَا قُتَيْبَة فذكر حديثًا. وَهُوَ هُوَ إن شاء الله تعالى.
52- أَحْمَد بن عقبة بن مضرّس الأصبهاني [3] .
نزيل الريّ.
سمع: شيبان بن فرّوخ، وهُدبة بن خالد، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن فارس الأصبهاني.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
وله ولد صالح عابد اسمه عُبَيْد الله، يروي عن الحَسَن بن عرفة.
53- أَحْمَد بن عليّ الخزّاز [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عثمان) في:
الجرح والتعديل 1/ 63 رقم 106، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 5، وتهذيبه 1/ 390، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 1/ 328 رقم 158.
[2] في الجرح والتعديل 1/ 63.
[3] انظر عن (أحمد بن عقبة) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 99.
[4] انظر عن (أحمد بن علي الخزّاز) في:(21/71)
أبو جَعْفَر البغدادي المقرئ.
سَمِعَ: هوذة بن خليفة، وشريح بن النُّعْمَان، وأُسيد بن زيد الجمال، وسعدويه، وَأَحْمَد بن يونس، وعاصم بن عَليّ، وطبقتهم.
وعنه: ابن صاعد، وَجَعْفَر الخلدي، وابن السَّمَّاك، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وجماعة.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
تُوُفِّي في المحرّم سنة ستٍّ وثمانين.
وقد روى تلاوة عن هُبَيْرَة بن محمد التمار صاحب حفص الغاضري.
حمل عنه الحروف: ابن مجاهد، وابن شَنَّبُوذ، وأحمد بن عجلان.
وقد مرّ لنا:
أَحْمَد بن عَليّ الخزاز الدِّمَشْقِيّ.
كان ببغداد بعد الستين ومائتين.
54- أَحْمَد بن عللة الجوهري المَرْوَزِيّ.
أبو العَبَّاس، والد عُمَر.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وابن راهَوَيْه، والعُرني.
سَمِعَ بالشام والحجاز.
وعنه: ابنه عُمَر، وَإِبْرَاهِيم بن محمد السُّكَّري، وَمحمد بن سُلَيْمَان بن فارس، وغيرهم.
واسم أبيه: عَليّ.
55- أَحْمَد بن عَليّ بن سهل بن عيسى بن نوح المروزيّ ثمّ الدّوريّ [1] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 4/ 303 رقم 2084، وتذكرة الحفّاظ 2/ 637، ومعرفة القراء الكبار 1/ 258 رقم 169، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 160، 161، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 86، 87.
وفي تاريخ بغداد «الخراز» بالراء المهملة، وهو تحريف.
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن سهل) في:
تاريخ بغداد 4/ 303، 304، رقم 2086.(21/72)
حدّث بمصر عن: عُبَيْد الله القواريري، وعَليِّ بن الْجَعْد، وَيَحْيَى بن معين، وخلف بن هشام البزار، وطائفة.
وعنه: أبو يعقوب إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الأذْرعي، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن الورد، وأحمد بن إبراهيم بن الحداد، وغيرهم [1] .
56- أَحْمَد بن عَليّ بن الحَسَن بن جابر البربهاري [2] .
أبو العَبَّاس.
سَمِعَ: عفان، وعاصم بن عَليّ، وَمحمد بن سابق، وجماعة.
وعنه: عبد الصمد الطستي، وابن قانع، وعثمان بن محمد، وأبو أَحْمَد العسال، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب [3] .
57- أَحْمَد بن عَليّ بن مُسْلِم [4] .
أبو العَبَّاس الأبار الحَافِظ.
نزل بغداد وحدّث عن: مسدد، وأُمية بن بسطام، وعَليِّ بن الْجَعْد،
__________
[1] قال الخطيب: أحاديثه مستقيمة. حدّثني محمد بن علي الصوري، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف التنيسي، أخبرنا محمد بن إسماعيل بن محمد الطائي القاضي بتنّيس، حدّثنا أَحْمَد بن عَليّ بن سهل بن عيسى بن نوح بن سليمان بن عبد الله بن ميمون المروزي من ساكني الدور ببغداد- حدّثنا زهير بن حرب.
قال الخطيب: ليس لأهل العراق عن أحمد بن علي الدوري رواية، وهذا القاضي التّنيسي سمع منه بمصر، وقوله في الرواية ببغداد أراد أنه من ساكني الدور التي ببغداد، لا أنه سمع منه بها.
(تاريخ بغداد 4/ 304) .
[2] انظر عن (أحمد بن علي البربهاري) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 33، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 118، وتاريخ بغداد 4/ 304 رقم 2087، والروض البسّام 1/ 387 رقم 383 و «البربهاري» : بفتح الباء الموحدّة والراء المهملة وفتح الباء الثانية هذه النسبة إلى بربهار، وهي الأدوية التي تجلب من الهند يقال لها البربهار، ومن يجلبها يقال له: البربهاريّ.
[3] في تاريخ بغداد.
[4] انظر عن (أحمد بن علي بن مسلم) في:
السابق واللاحق 60، وتاريخ بغداد 4/ 306، 307 رقم 2093، وطبقات الحنابلة 1/ 52 رقم 45، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 411، 412، وتذكرة الحفّاظ 2/ 639، 640، والعبر 2/ 85، 86، وسير أعلام النبلاء 13/ 443، 444 رقم 218، وطبقات الحفّاظ 280، واللباب 1/ 23.
وهو في نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» للمؤلّف: «أحمد بن مسلم بن علي» .(21/73)
وشيبان بن فرُّوخ، ودحيم، وهشام بن عمار، وَمحمد بن المنهال، وخلق، بالشام والعراق وخراسان.
وعنه: ابن صاعد، ودعلج، والنجاد، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر بن أَحْمَد بن جَعْفَر القطيعي، وخلق.
قَالَ الخطيب [1] : كان ثقة حافظًا متقنًا، حسن المذهب.
تُوُفِّي يوم نصف شعبان سنة تسعين.
وَقَالَ أبو سهل: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: بايعت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ على إقامة الصَّلاة وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكر [2] .
وَقَالَ جَعْفَر الخلدي: كان أَحْمَد الأبار من أزهد النَّاس. استأذن أمّه في الرحلة إلى قُتَيْبَة فلم تأذن. ثُمَّ ماتت، فخرج إلى خُرَاسَان، ثُمَّ وصل إلى بلْخ وقد مات قُتَيْبَة.
وكانوا يعزّونه على هَذَا فَقَالَ: هَذَا ثمرة العلم، لأني اخترتُ رضى الوالدة.
قَالَ أَحْمَد بن جَعْفَر بن سلم: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كنت بالأهواز، فرأيت رجلًا قد حفّ شاربه، وأظنه قد اشترى كُتُبًا، وتعيّن للفتوى، فذُكر له أصحاب الحديث فَقَالَ: ليسوا بشيء، وليس يسوُون شيئًا.
فَقُلْتُ: أَنْتَ لا تُحسن تُصلي. قَالَ: أنا؟ قُلْتُ: نعم، أيش تحفظ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افتتحت ورفعت يديك؟ فسكت.
فَقُلْتُ: أيش تحفظ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سجدتَ؟ فسكت.
فَقُلْتُ: ألم أقل لك إِنَّك لا تحسن الصَّلاة؟ أَنْتَ إنما قِيلَ لك تُصلي الغداة ركعتين، والظهر أربعًا، فالزم ذَلِكَ خيرٌ لك من أن تذكر أصحاب الحديث.
قُلْتُ: وله تاريخ وتصانيف [3] .
__________
[1] في تاريخ بغداد 4/ 306.
[2] تاريخ بغداد 4/ 306.
[3] توفي يوم الأربعاء النصف من شعبان سنة تسعين ومائتين. وقال الدارقطنيّ: أحمد بن علي بن مسلم الأبّار أبو العباس ثقة. (تاريخ بغداد 4/ 307) .(21/74)
58- أَحْمَد بن عَمْرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخْلد بن مُسْلِم [1] .
القاضي أبو بكر الشيباني الحَافِظ الزاهد الفقيه، قاضي إصبهان بعد صالح ابن الإمام أَحْمَد.
ولد في حياة جده، ولم يدرك السماع منه.
وَسَمِعَ: أبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، وَعَمْرو بن مرزوق، وَمحمد بن كثير، وأبا سلمة التبوذكي، وَهُوَ جده لأمه، وأبا عَمْرو الحوضي، وهدبة بن خالد، والأزرق بن عَليّ، وأبا كامل الجحدري، وهشام بن عمار، ودحيمًا، وخلقًا كثيرًا بالبصرة، والكوفة، وبغداد، ودمشق، وحمص، والحجاز، والنواحي.
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو العَبَّاس أَحْمَد بن بُنْدَار الشعار، وَأَحْمَد بن جَعْفَر معبد، وأبو الشيخ الحَافِظ، وَمحمد بن إِسْحَاق بن أيوب، وعبد الرحمن بن محمد سياه، وَمحمد بن أَحْمَد الكسائي، والقاضي أبو أَحْمَد العسال، وطائفة.
وَقَالَ ابن أبي حاتم [2] : صدوق.
قُلْتُ: صنف كتابًا حافلًا في السنن، وقع لنا عنده كُتُب صغار منه. وكان فقيهًا إمامًا يُفتي بظاهر الأثر. وله قدمٌ في العبادة والورع والعلم. وقد ولي قضاء إصبهان ستة عشرة سنة، ثُمَّ صرف لشر وقع بينه وبين عَليّ بن متُّويه. وكانت كُتُبُه قد ذهبت بالبصرة في فتنة الزّنْج، وَقَالَ: لم يبق لي شيءٌ من كُتُبي، فأعدتُ من ظهر قلبي خمسين ألف حديث. كنتُ أمرُّ إلى دُكان بقال، فأكتب بضوء سراجه، ثُمَّ ذكرت أني لم أستأذن، فذهبت إلى البحر، فغسلت ما كتبت، ثمّ أعدته ثانيا.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عمرو بن أبي عاصم) في:
الجرح والتعديل 3/ 67 رقم 120، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 100، 101، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 419، 420، وتذكرة الحفاظ 2/ 640، 641، والعبر 2/ 79، ودول الإسلام 1/ 173، ومرآة الجنان 2/ 215، والبداية والنهاية 11/ 84، والوافي بالوفيات 7/ 269، 270 رقم 3238، وشذرات الذهب 2/ 195، ومعجم المؤلفين 2/ 36، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 229 رقم 12 وفيه: «أحمد بن عمر» .
[2] في الجرح والتعديل 1/ 67.(21/75)
هَذَا الكلام رواه أبو الشيخ في تاريخه، عن ولده عبد الرزاق، عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن أَحْمَد الكسائي، عن أبي عاصم.
وروى أبو الشيخ، عن ابنه، عن أَحْمَد بن محمد بن عاصم، عنه قَالَ:
وصلَ إليَّ من دراهم القضاء زيادة على أربعمائة ألف درهم، لا يحاسبني الله يوم القيامة أني شربت منها شربة ماء.
وعن محمد بن جَعْفَر الصوفي قَالَ: سَمِعْتُ الحكيمي يَقُولُ: ذُكر عند أبي ليلى الديلمي أَنَّ أبا بكر بن أبي عاصم ناصبي، فبعث غلامًا بسيف ومِخلاة وَقَالَ: ائتني برأسه. فجاء الغلام وأبو بكر يروي الحديث فَقَالَ: أمرني أن أحمل إليه رأسك.
قَالَ: فنام على قفاه، ووضع الكتاب على وجهه وَقَالَ: افعل ما شئت.
فلحقه آخر فَقَالَ: أمرك الأمير أن لا تقتله.
فقعد أبو بكر ورجع إلى الحديث. فعجب النَّاس منه. رواها ابن عساكر في تاريخه.
وَقَالَ محمد بن أَحْمَد الكسائي: كنت جالسًا عند أبي بكر، فَقَالَ رجل:
أيها القاضي، بلغنا أَنَّ ثلاثة كانوا بالبادية يقلبون الرمل، فَقَالَ أحدهم: اللَّهمّ إِنَّك قادر على أن تُطعمنا خبيصًا على لون هَذَا الرمل. فَإِذَا هم بأعرابي بيده طبق، فوضعه بين أيديهم، خبيص حارٌ. فَقَالَ ابن أبي عاصم: قد كان ذَلِكَ.
قَالَ الكسائي: كان الثلاثة: هُوَ، وعثمان بن صخر الزاهد أستاذ أبي تُراب النخشبي، وأبو تُراب. وكان أبو بكر هُوَ الذي دعا.
قَالَ الكسائي: رأيت أبا بكر فيما يرى النائم، كَأَنَّهُ يصلي من قعود، فسلمت، فرد عَليّ، فَقُلْتُ: أَنْتَ أَحْمَد بن عَمْرو؟ قَالَ: نعم.
قُلْتُ: ما فعل الله بك؟
قَالَ: يُؤنسني ربي.
قُلْتُ: يؤنسك ربُّك؟
قَالَ: نعم.
فشهقت شهقةً فانتبهت.(21/76)
وَقَالَ ابن الأعرابي في «طبقات النُّسّاك» : وأمّا ابن أبي عاصم فسمعت من يذكر أَنَّهُ كان يحفظ لشقيق البلخي ألف مسالة. وكان من حفّاظ الحديث.
والفقه. وكان مذهبه القول بالظاهر ونفي القياس. وقد ولي قضاء إصبهان.
وَقَالَ أبو نُعَيْم الحَافِظ: ابن أبي عاصم من ذُهل بن شَيْبَان، كان فقيهًا ظاهري المذهب. ولي القضاء بإصبهان ست عشرة سنة، أو قيل ثلاث عشرة سنة، بعد وفاة صالح.
تُوُفِّي في ربيع الآخر سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
59- أَحْمَد بن عَمْرو [1] .
أبو جَعْفَر الفارسي الوراق المُقعد.
طوَّف وَسَمِعَ: هُدبة بن خالد، وشيبان بن فرُّوخ، وجماعة.
وسكن دمشق.
روى عنه: خَيْثَمَة، وعَليُّ بن أبي العقب، وأبو عَليّ بن محمد بن هارون.
وبقي إلى بعد الثّمانين.
وثّقه خيثمة.
60- أحمد بن عيسى [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عمرو الفارسيّ) في:
تاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمل) 84 رقم 60، وتهذيبه 1/ 419.
[2] انظر عن (أحمد بن عيسى الخرّاز) في:
طبقات الصوفية للسلمي 228- 232، وحلية الأولياء لأبي نعيم 10/ 246- 249، وتاريخ بغداد 4/ 276- 278 رقم 2505، والسابق واللاحق 98، والرسالة القشيرية 1/ 167، 168، والزهد الكبير للبيهقي رقم 480 و 729 و 745، والأنساب لابن السمعاني 5/ 65، وتاريخ دمشق لابن عساكر (مخطوطة الظاهرية) 2/ 31 أ- 35 ب، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 105، وصفة الصفوة، له 2/ 245- 247، واللباب لابن الأثير 1/ 429، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 330، ودول الإسلام 1/ 173، والعبر 2/ 77، وسير أعلام النبلاء 13/ 419- 422 رقم 207، ومرآة الجنان 2/ 213، 214، والوافي بالوفيات للصفدي 7/ 275، والبداية والنهاية لابن كثير 11/ 58، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 40- 45 رقم 10، وشذرات الذهب 2/ 192، 193، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 167- 169، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 107، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 427، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 364- 368 رقم 178، ومعجم المؤلّفين 2/ 38، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 451، 452، رقم 18، وتاريخ الخميس 2/ 384.(21/77)
أبو سَعِيد الخراز البغدادي العارف. شيخ الصوفية.
حدّث عن: إِبْرَاهِيم بن بشار صاحب إِبْرَاهِيم بن أدهم، وعن: محمد بن منصور الطُّوسي.
وعنه: عَليّ بن محمد الواعظ المصري، وأبو محمد الحريري، وعَليُّ بن حفص الرازي، وَمحمد بن عَليّ الكتاني، وجماعة.
وصَحِب السري السّقطي، وأخذ عن ذي النُّون.
وَيُقَال إِنَّهُ أول من تكلم في علم الفناء والبقاء.
وَقَالَ أبو الْقَاسِم عُثْمَان بن مردان [1] النهاوندي: أول ما لقيت أبا سَعِيد الخراز سنة اثنتين وسبعين ومائتين، فصحبته أربع عشرة سنة.
وَقَالَ: وَتُوُفِّي سنة ست وثمانين [2] .
وعن غيره [3] إن أبا سَعِيد تُوُفِّي سنة سبعْ وسبعين.
قَالَ السلمي: أبو سَعِيد إمام القوم في كل فنٍ من علومهم. له في بادئ أمره عجائب. فَلَمَّا مات ظهرت بركاته عليه وعلى من صحبه. وَهُوَ أحسن القوم كلامًا خلا الْجُنيْد، فإنه الإمام.
وَقَالَ أبو الْقَاسِم القشيري [4] : صحب ذا النون، والنّباجي، والسَّريّ، وَبِشْرًا.
قَالَ: ومن كلامه: باطنٌ يخالف ظاهرًا فَهُوَ باطل.
وَقَالَ أبو بكر الطرسوسي: أبو سَعِيد الخراز قمر الصوفية [5] .
وعن أبي سَعِيد قَالَ: أوائل الأمر التوبة، ثُمَّ ينتقل إلى مقام الخوف، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام الرجاء، ثُمَّ منه إلى مقام الصالحين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام المريدين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام المُطيعين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام المحبين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام المشتاقين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام الأولياء، ثُمَّ ينتقل منه
__________
[1] في تاريخ بغداد 4/ 278: «وردان» بالواو.
[2] تاريخ بغداد 4/ 278.
[3] هو أبو بكر بن أبي العجوز، كما في: تاريخ بغداد.
[4] في شرح الرسالة القشيرية 1/ 167.
[5] تاريخ بغداد 4/ 276.(21/78)
إلى مقام المقربين [1] .
وَقَالَ السلمي: أنكر على أبي سَعِيد أهل مصر وكفّروه بألفاظه، فإنه قَالَ في كتاب «السر» : فَإِذَا قِيلَ لأحدهم: ما تقول؟ قال: الله، وإذا تكلّم قال: الله، وإذا نظر قال: الله، فلو تكلّمت جوارحه قال: الله [2] .
وعن الْجُنيْد قَالَ: لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سَعِيد الخراز هلكنا.
فَقِيلَ لإبراهيم بن شَيْبَان: وأيش كان حاله؟ قَالَ: قام كذا وكذا سنة يخرزُ، ما فاته الحق بين الخرزتين [3] .
وعن المرتعش قَالَ: الخلق عيالٌ على أبي سَعِيد إِذَا تكلم في الحقائق.
وَقَالَ محمد بن عَليّ الكتاني: سَمِعْتُ أبا سَعِيد الخراز يَقُولُ: من ظن أَنَّهُ ببذل المجهود يضل فمُتَعَنِّي، ومن ظن أَنَّهُ بغير بذل المجهود وصل فمُتَمَني.
رواها السلمي، وأبو حاتم العبدري، والماليني، عن محمد بن عبد الله الرازي، عن الكسائي [4] .
وله ترجمة مطولة في «تاريخ دمشق» [5] ، رحمه الله تعالى.
61- أَحْمَد بن عيسى بن ماهان [6] .
أبو جَعْفَر الرازي الجوّال. حدَّث سنة تسع وثمانين بإصبهان.
عن: هشام بن عمار، ودُحيم، وعبد العزيز بن يَحْيَى المدني، وأبو غسان زُنيْج.
وعنه: مُكرَم بن أَحْمَد القاضي، وأبو الشيخ الحَافِظ، وعبد الرحمن محمد بن أَحْمَد سياه، وَأَحْمَد بن إِسْحَاق الشّعّار.
وله غرائب.
__________
[1] حلية الأولياء 10/ 248.
[2] تاريخ بغداد 4/ 277، وانظر: حاشية الرسالة القشيرية 1/ 167.
[3] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 129 وما بعدها، طبقات الأولياء لابن الملقّن 42 رقم 10، نتائج الأفكار القدسية 1/ 167.
[4] الزهد الكبير للبيهقي 283 رقم 729.
[5] انظر: مخطوطة الظاهرية 2/ 31 أ- 35 ب، ومخطوطة التيمورية 3/ 129 وما بعدها.
[6] انظر عن (أحمد بن عيسى بن ماهان) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 11، 112.(21/79)
62- أَحْمَد بن عيسى بن الشيخ [1] .
صاحب ديار بكر وآمد. كان المعتز باللَّه استعمله عليها. فَلَمَّا مات المعتز استولى ابن الشيخ على ناحيته، وامتدت أيامه. وقام بعده ابنه محمد.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
63- أَحْمَد بن الغمر بن أبي حَمَّاد الحمصي [2] .
روى عن: إِبْرَاهِيم بن المنذر، ومحمد بن السّريّ، وسليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وَسَعِيد بن نُصير [3] .
وعنه: ابن جوصا، وَخَيْثَمَة [4] ، وأبو يعقوب الأذرعي، وَمحمد بن أَحْمَد بن حَمْدَان الرَّسعَني، وآخرون [5] .
64- أَحْمَد بن فارس البُوشَنْجي [6] .
عن: عُتبة بن عبد الله الهرويّ، وعليّ بن حجر، وغيرهما.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
65- أَحْمَد بن اللّيث بن منصور الأنماطيّ [7] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عيسى بن الشيخ) في:
تاريخ الطبري 10/ 31، 33، 68، ومروج الذهب 3240، 3271، وجمهرة أنساب العرب 325، والعيون والحدائق ق 4 ج 1/ 154، والفرج بعد الشدّة 2/ 9، والكامل في التاريخ 7/ 453، 460، 462، 464، 491، وزبدة الحلب 1/ 74، والبداية والنهاية 11/ 78، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 269، 293، 294 و 2/ 545.
[2] انظر عن (أحمد بن الغمر) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 19 رقم 14، وحلية الأولياء 10/ 132، والإكمال لابن ماكولا 7/ 22- 24، والروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمّام 117 رقم 60، و 1/ 252 رقم 206، وتاريخ مدينة دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمل) 126، 127 رقم 74، وتهذيبه 1/ 434، وموسوعة علماء المسلمين 1/ 368، 369 رقم 180.
[3] في الأصل: «سعيد بن أبي نصير» ، والتحرير من تاريخ دمشق.
[4] في الأصل: «أبو خيثمة» وهو غلط، والصحيح ما أثبتناه.
[5] كنيته: أبو عمر، ويقال: أبو عمرو، كذا كنّاه أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي، عن خيثمة، وحدّث بأنطرطوس من عمل دمشق.
[6] البوشنجي: بضم الباء المعجمة بواحدة من تحتها، وفتح الشين المعجمة. نسبة إلى بليدة من أعمال هراة.
[7] انظر عن (أحمد بن الليث الأنماطي) في:(21/80)
نزل الكوفة. وَسَمِعَ: أَحْمَد بن إبراهيم الدورقي، وعباس بن يزيد البَحْراني.
وعنه: عبد الله بن يَحْيَى الطلحي، وأبو بكر بن أبي دارم.
حدَّث سنة 289 [1] .
66- أَحْمَد بن محمد البغدادي.
رجلان، أحدهما أبو بكر.
عن: جُنادة بن المُغلس.
وعنه: أبو بكر الشافعي.
والآخر:
67- أبو الحَسَن سبط محمد بن حاتم.
عن: هُدبة.
وعنه: ابن مخلد.
ماتا في سنة اثنتين وثمانين.
وأمّا ابن قانع فَقَالَ: مات سبط محمد بن حاتم بن ميمون في سنة خمسٍ وثمانين.
يروي عنه: أبو جَعْفَر العُقيلي.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: هُوَ ثقة نبيل، يروي عن يمان بن حرب، والعُرني.
68- أَحْمَد بن محمد بن حميد البغدادي المقرئ المخضوب [2] .
أبو جَعْفَر الملقب بالفيل لعظم خلقه.
قرأ على: عُمَر بن الصّبّاح، وعلى: يحيى بن هاشم السّمسار، عن حمزة.
أخذ عنه: ابن مجاهد، وَأَحْمَد بن خَلَف، ووكيع، وَحَمَّاد.
وقد روى عن: عاصم بن عَليّ، وأبي بلال الأشعري، وغيرهما.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 4/ 359 رقم 2210.
[1] هكذا في الأصل.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن حميد) في:
تاريخ بغداد 4/ 436، 437 رقم 2339.(21/81)
وعنه: عبد الصّمد الطّستيّ، وابن قانع.
تُوُفِّي سنة ست وثمانين ومائتين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقوي [1] .
69- أَحْمَد بن محمد بن سالم [2] .
أبو حامد السالمي النَّيْسَابُوري.
عن: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بن إِسْحَاق الصبغي الفقيه.
تُوُفِّي سنة ست أيضا.
70- أحمد بن محمد بن الشاه البزاز [3] .
عن: منصور بن أبي مزاحم، وَيَحْيَى بن معين.
وعنه: ابن صاعد، والطستي.
تُوُفِّي سنة سبع وثمانين ومائتين.
ثقة [4] ، يروي عن طائفة.
71- أَحْمَد بن محمد بن عبد القادر الإسكندراني.
صاحب نُعَيْم بن حَمَّاد.
تُوُفِّي سنة خمس أيضا.
72- أحمد بن محمد بن الصلت الضرير [5] .
حدث بمصر عن: عَليّ بن الجعد، وغيره.
وعنه: الطّبرانيّ، وأهل مصر.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 437.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن سالم) في:
تاريخ بغداد 5/ 23 رقم 2367.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن الشاه) في:
تاريخ بغداد 5/ 31 رقم 2378.
[4] وثّقه الدارقطنيّ. وقال محمد بن العباس: قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع:.. وكان أحد الثقات وذوي العقول، أريد على الشهادة عند إسماعيل بن إسحاق القاضي فأبى ذلك بردّ جميل.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن الصلت) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 20، وتاريخ بغداد 5/ 33 رقم 2381.(21/82)
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين ومائتين [1] .
73- أَحْمَد بن محمد بن عاصم بن يزيد الرازي [2] .
أبو بكر.
عن: إبراهيم بن الحجّاج السامي، وأبي الربيع الزهراني، وعَليِّ بن الْمَدِينِيِّ، وحرملة، وقتيبة بن سَعِيد، وابنه محمد.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
وعنه: أبو جَعْفَر العُقيلي، وأبو أحمد العسال.
74- أَحْمَد بن يَحْيَى بن حمزة [3] .
أبو عبد الله الحضرمي البَتَلْهي [4] .
عن: أبي مُسهر، وعَليِّ بن عَيَّاش، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بن محمد بن عُمارة، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة تسعٍ أَيْضًا.
وكان ضعيفًا.
قَالَ أبو أَحْمَد الحاكم: ثَنَا عنه أبو الجهْم بن طلاب [5] بأحاديث بواطيل [6] .
75- أَحْمَد بن محمد بن بكر النَّيْسَابُوري الوراق القصير [7] .
عن: داود بن رشيد، ودحيم، والطّبقة.
__________
[1] وقيل سنة ثمان وثمانين ومائتين. (تاريخ بغداد) .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عاصم) في:
تاريخ الطبري 9/ 201، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 60.
[3] انظر عن (أحمد بن يحيى البتلهي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 8، والمغني في الضعفاء 1/ 58، ولسان الميزان 1/ 295.
[4] البتلهي: بفتح الباء والتاء فوقها نقطتان وتسكين اللام ثم الهاء، نسبة إلى بيت لهيا من أعمال دمشق بالغوطة. (اللباب 1/ 119) و (معجم البلدان 1/ 522) .
[5] هو أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن طلاب أبو الجهم المشغراني، محدّث وإمام وخطيب بلدة مشغرى، من قرى البقاع. (انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 292- 294 رقم 108) .
[6] روى البتلهي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن جابر يرفعه: «من أراد أن يشمّ رائحتي فليشمّ الورد» . وهو حديث باطل.
[7] انظر عن (أحمد بن محمد بن بكر) في:
تاريخ بغداد 4/ 399، 400 رقم 2295، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 454.(21/83)
ورحل إلى الشام والعراق.
وعنه: أبو بكر بن مجاهد، وعثمان بن السَّمَّاك، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
وَتُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
76- أَحْمَد بن محمد بن الحَسَن بن جُنَيد [1] .
أبو بكر البغدادي الفقيه، صاحب أبي ثَوْر.
كان أحد الفقهاء المستورين في وقته.
تُوُفِّي في ذي القِعْدَة سنة خمسٍ وثمانين.
77- أَحْمَد بْن محمد بْن سُلَيْمَان [2] .
أبو الحَسَن البغدادي العلاف [3] .
سَمِعَ: طالوت بن عبّاد، وهشام بن عمّار.
وعنه: القاضي الأشْناني، وَإسْمَاعِيل بن عُلية الخطْبي، وآخرون.
توفي سنة خمس أيضا [4] .
78- أحمد بن محمد بن صاعد [5] .
مولى بني هاشم. أخو الحافظ يَحْيَى، ويوسف [6] .
سَمِعَ: عبد الله بن عون الخزاز، وأبا بكر بن أبي شَيْبَة.
وعنه: الحُسَيْن بن صفوان البردعي، وأبو بكر بن خلاد النصيبي.
وليس بالقوي، قاله الدَّارَقُطْنيّ [7] .
وقوّاه الخطيب [8] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 4/ 245 رقم 2321 وفيه «ابن الحنيد» بالحاء المهملة.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن سليمان) في:
تاريخ بغداد 5/ 23، 24 رقم 2368.
[3] يعرف بالفأفاء.
[4] قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيرا. (تاريخ بغداد 5/ 24) .
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن صاعد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 448 (فهرس الأعلام) ، وتاريخ بغداد 5/ 35، 36 رقم 2386.
[6] وأحمد هو الأوسط.
[7] وزاد: لا يحتجّ به.
[8] قال: ما رأيت له شيئا منكرا فاللَّه أعلم.(21/84)
79- أَحْمَد بن محمد بن صَعْصَعَة البغدادي [1] .
عن: منصور بن أبي مزاحم.
وعنه: أبو القاسم الطّبرانيّ، وابن قانع، ومحمد بن عمرو العُقيلي، والطستي.
وأكبر شيخ له عبد الله بن صالح العِجْلي.
80- أَحْمَد بن محمد بن عمار.
أبو حامد النيسابوري المُسْتَمْلِي.
سَمِعَ: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وجماعة.
وعنه: يَحْيَى بن محمد العُنْبري، وَمحمد بن صالح بن هانئ.
81- أَحْمَد بن محمد بن الصلت [2] .
أبو عبد الله البغدادي الضرير.
سكن مصر وحدّث عن: عَليّ بن الْجَعْد، وَمحمد بن زياد الكلبي.
وعنه: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
تُوُفِّي سنة تسعْ وثمانين ظنًّا.
82- أحمد بن محمد بن مُظَفَّر [3] .
عن: أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وسُريج بن يونس.
وعنه: أبو بكر نجاد، والشافعي، وآخرون.
وكان ثقة.
83- أَحْمَد بن محمد بن أبي موسى [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن صعصعة) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 93، 104، 118، وتاريخ بغداد 5/ 36 رقم 2387، وكنيته: أبو العباس القزّاز، وقيل البزّاز.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن الصلت) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 20.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن مظفّر) في:
تاريخ بغداد 5/ 98 رقم 2498.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن أبي موسى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 13، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 80، 81.(21/85)
الفقيه أبو بكر الأنطاكي.
عن: هشام بن عمار، وابن أبي الحواري، وَمحمد بن زَنْبور، وعبيد بن هشام الحلبي، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بن عُتبة الرازي، وأبو بكر النّقّاش، وأبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وابن مجاهد المقرئ، وآخرون.
حدَّث بمصر والشّام.
84- أحمد بن المبارك [1] .
أبو عمرو المُسْتَمْلِي النَّيْسَابُوري الزاهد المُجاب الدعوة.
ويُعرف بحمكويه.
قَالَ الحاكم: كان مُجاب الدَّعوة وراهب عصره.
سَمِعَ: قُتَيْبَة، ويزيد بن صالح، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وَأَحْمَد بن حَنْبَلٍ، والقواريري، وسُريج بن يونس، وأبا مُصعب الزُّهري، وسهل بن عُثْمَان العسكري، وخلْقًا كثيرًا.
وكتب الكثير.
روى عنه: أبو عُمَرو أَحْمَد بن نصر، وَجَعْفَر بن محمد بن سوَّار، وأبو عُثْمَان سَعِيد بن إسْمَاعِيل الزاهد، وأبو عَمْرو أَحْمَد بن محمد الجيزي، وأبو حامد بن الشرقي، وزنجويه بن محمد، ومشايخنا.
ثَنَا محمد بن صالح: أنا أبو عَمْرو فذكر حديثًا.
وثنا محمد بن صالح قَالَ: كنا عند أبي عَمْرو المُسْتَمْلِي، فسمع جلبةً فَقَالَ: ما هَذَا؟ قَالُوا: أَحْمَد بن عبد الله، يعني الخُجُسْتاني في عسكره.
فَقَالَ: اللَّهمّ مزِّق بطنه.
قَالَ: فما تم الأسبوع حَتَّى قتل.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن المبارك) في:
المنتظم لابن الجوزي 5/ 173، رقم 315، والعبر 2/ 73، وسير أعلام النبلاء 13/ 373- 375 رقم 175، وتذكرة الحفاظ 2/ 644، والوافي بالوفيات 7/ 302، ومرآة الجنان 2/ 202، والبداية والنهاية 11/ 77، 78، وطبقات الحفاظ 283، وشذرات الذهب 2/ 186.(21/86)
سَمِعْتُ عَليّ بن محمد الفامي يَقُولُ: حضرت مجلس أبي عُثْمَان الزاهد، ودخل أبو عَمْرو المُسْتَمْلِي وعليه أثواب رثّة. فبكي أبو عُثْمَان، فَلَمَّا كان يوم مجلس الذّكر قَالَ: دخل عليّ رجل من مشايخ العلم، فاشتغل قلبي برثاثة حاله، ولولا أنّي أُجلّه عن تسميته في هَذَا الموضع لسمَّيته.
قَالَ: فرمى النَّاس بالخواتيم والدراهم والثياب.
فقام أبو عمرو على رءوس النَّاس وَقَالَ: أنا الذي ذكرني أبو عُثْمَان، ولولا أنّي كرهت أن يُتّهم به غيري لسكتّ. ثمّ أخذ جميع ذَلِكَ وحمله معه. فما بلغ باب الجامع إِلا وقد وهب للفقراء جميع ذَلِكَ [1] .
أول ما استملى أبو عَمْرو سنة ثمانٍ وعشرين، وقد استملى على جماعة عاشوا بعده.
وَسَمِعْتُ أبا بكر بن إِسْحَاق الضُّبَعيّ يَقُولُ: كان أبو عمرو يصوم النّهار ويحيي الليل [2] .
وَأَخْبَرَنِي غير واحد: يَقُولُ أبو بكر إن الليلة التي قُتل فيها أَحْمَد بن عبد الله صلّى أبو عَمْرو صلاة العتمة. ثُمَّ صلى طول الليل وَهُوَ يدعو بصوتٍ عالٍ: اللَّهمّ شُقّ بطنه، اللَّهمّ شُقّ بطنه [3] .
قُلْتُ: وروى عنه أَيْضًا محمد بن يعقوب الأخرم، وأبو الطيب بن المبارك، وَمحمد بن داود الزاهد.
ومات في جُمَادَى الآخرة سنة أربعٍ وثمانين.
85- أَحْمَد بن مجاهد [4] .
أبو جَعْفَر الْمَدِينِيُّ.
عن: أبي بكر، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وعبد الله بن عُمَر بن أبان.
وعنه: أَحْمَد بن إِسْحَاق الشعار، والطَّبَرَانيّ، والأصبهانيون.
__________
[1] المنتظم 5/ 173.
[2] تذكرة الحفاظ 2/ 644، سير أعلام النبلاء 13/ 375.
[3] سير أعلام النبلاء 13/ 375.
[4] انظر عن (أحمد بن مجاهد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 65، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 108.(21/87)
تُوُفِّي سنة تسعين ومائتين [1] .
86- أَحْمَد بن محمود بن مقاتل بن صُبيح [2] .
أبو الحَسَن الهَرَويّ الفقيه.
حَدَّثَ ببغداد عن: شَيْبَان بن فرّوخ، وعبد الأعلى بن حَمَّاد، وخلْق [3] .
87- أَحْمَد بن مروان [4] .
أبو الرضا الأندلسي القُرْطُبيّ.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وسعيد بن حسان، وجماعة.
وكان حافظًا للفقه والحديث.
روى عنه: محمد بن قاسم، وغيره.
وَقِيلَ إِنَّهُ هُوَ الذي ألف «المستخرجة» للعُتْبي.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
88- أَحْمَد بن الْمُعَلَّى بن يزيد [5] .
__________
[1] قال أبو نعيم: نزل باب كوشك، خرج إلى خرجان فتوفّي بها.
[2] انظر عن (أحمد بن محمود بن مقاتل) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 129، وتاريخ بغداد 5/ 156 رقم 2596، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 91.
[3] سمع منه أحمد بن كامل القاضي في سنة خمس وتسعين ومائتين، وقال أبو العباس بن سعيد:
سمعت داود بن يحيى يقول: قل من رأيت من هؤلاء الغرباء خيرا منه. (تاريخ بغداد) .
وقال ابن عساكر: «كان قد رحل في طلب الحديث ثلاثا وثلاثين مرة، وقدم دمشق طالب علم سنة تسع وسبعين ومائتين، ومات سنة إحدى وثلاثمائة» .
يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن صحّت وفاته كما ورّخه ابن عساكر فينبغي أن يحوّل من هنا ويؤخّر إلى الطبقة الحادية والثلاثين من الكتاب.
[4] انظر عن (أحمد بن مروان) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 25 رقم 65، وجذوة المقتبس للحميدي 147 رقم 245، وبغية الملتمس للضبّي 207 رقم 463.
[5] انظر عن (أحمد بن المعلّى) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 19، 20 رقم 22 والمعجم الصغير للطبراني 26، ومسند الشاميين، له 1/ 48 رقم 41، وبغية الطلب لابن العديم (المخطوط) 5/ 249، وحلية الأولياء 9/ 366، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 450، و 11/ 458 و 19/ 579 و 22/ 169، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 97، وتهذيب الكمال 1/ 485- 487 رقم 108، وتذكرة(21/88)
أبو بكر الأسدي الدِّمَشْقِيّ خَتَن دُحَيْم.
عن: صفوان بن صالح، وهشام بن عمار، ودحيم، وَأَحْمَد بن أبي الحواري، وجماعة.
وناب في قضاء دمشق عن أبي زُرْعَة محمد بن عُثْمَان.
روى عنه: ن.، وَخَيْثَمَة، وعَليُّ بن أبي العقب، وأبو الميمون راشد، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
89- أَحْمَد بن منصور بن حبيب المروذي [1] .
أبو بكر الخُصيب.
عن: عفان.
وعنه: الحَسَن بن محمد بن شُعبة الأنصاري، وَإسْمَاعِيل الخَطْبي.
90- أَحْمَد بن مهران اليزدي الأصبهاني الزاهد [2] .
عن: عبد الله بن موسى، وخالد بن مخلد، وخُنيس بن بكر بن خُنيس، وَإسْمَاعِيل بن عَمْرو البَجلي.
وعنه: سَعِيد بن يعقوب، وأبو بكر المنكدري، وَمحمد بن جمعة الكِرماني، وآخرون.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين. وَقِيلَ: سنة اثنتين وثمانين. وَهُوَ أَحْمَد بن مهران بن خالد، أبو جَعْفَر.
91- أَحْمَد بن أبي عمران موسى القنطريّ الخيّاط [3] .
__________
[ () ] الحفاظ 2/ 638، والكاشف 1/ 28 رقم 86، والوافي بالوفيات 8/ 195، وتهذيب التهذيب 1/ 80، 81، رقم 138، وتقريب التهذيب 1/ 26 رقم 122، وخلاصة تذهيب التهذيب 12، وموسوعة علماء المسلمين 1/ 429، 430 رقم 255.
[1] انظر عن (أحمد بن منصور) في:
تاريخ بغداد 5/ 153 رقم 2587.
[2] انظر عن (أحمد بن مهران) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 95.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي عمران الخياط) في:
تاريخ بغداد 5/ 142، 143 رقم 2575.(21/89)
سَمِعَ: أبا نُعَيْم، وعفان.
وعنه: محمد بن العَبَّاس بن نجيح، وأبو بكر الشافعي.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ [1] .
92- أَحْمَد بن موسى بن يزيد السامي البَصْرِيّ [2] .
سَمِعَ: مُسْلِم بن إِبْرَاهِيم.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
لا أعرفه بعد.
93- أَحْمَد بن موسى بن إِسْحَاق [3] .
أبو جَعْفَر التميمي الكوفي الحمّار [4] البزار.
تُوُفِّي في رمضان سنة ست وثمانين.
روى عن: أبي نُعَيْم، وقُطبة بن العلاء، وعَليِّ بن ثابت، والدهقان، وَالحَسَن بن الربيع.
ومات سنة خمس وثمانين.
قُلْتُ: سنة ست على الصحيح.
94- أَحْمَد بن مِيثَم [5] بن أبي نُعَيْم الفضل بن دكين الكوفيّ [6] .
__________
[1] ووثّقه عبد الله بن أحمد بن حنبل.
[2] انظر عن (أحمد بن موسى بن يزيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 52 وفيه «الشامي» بالشين المعجمة، وهو غلط.
[3] انظر عن (أحمد بن موسى بن إسحاق) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 53، وتاريخ جرجان للسهمي 369، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 299 رقم 261.
[4] المشتبه في أسماء الرجل 1/ 170.
[5] ورد ذكر «ميثم» في آخر ترجمة: الفضل بن دكين، وفيها أن دكين أوصى ابنه عبد الرحمن ببني ابن له يقال له ميثم كان مات قبله.
لأحمد، واحد من أولئك الأبناء.
[6] انظر عن (أحمد بن ميثم) في:
المجروحين لابن حبّان 1/ 148، 149، والفهرست للطوسي 53، 54 رقم 77، والإكمال لابن ماكولا 7/ 205، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 90 رقم 264، وميزان الاعتدال 1/ 639، ولسان الميزان 1/ 316 رقم 953.(21/90)
سَمِعَ من: جده، وعبيد الله بن موسى، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ معروف، وأهل الكوفة.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين. وكان من أجلاء الشيعة وكبارهم. له مصنفات عندهم [1] .
95- أَحْمَد بن نصر بن حُميد [2] .
أبو بكر الوازع البزاز.
حدث ببغداد عن: محمد بن أبان الواسطي، وغيره.
وعنه: أبو سهل القطان، وابن نجيح.
وكان صدوقًا [3] سمّاه بعضهم محمد.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
96- أَحْمَد بن النّضر بن بحر [4] .
أبو جَعْفَر العسكري المقرئ، نزيل الرّقّة.
قرأ على: هشام بن عمار، وذكر أبو بكر النّقّاش أَنَّهُ قرأ عليه.
وحدّث ببغداد عن: سَعِيد بن حفص النُّفَيْلِيِّ، وهشام بن مُصفّى، وجماعة.
وعنه: أبو جَعْفَر العُقيلي، وَإسْمَاعِيل الخَطبي، وعبد الباقي بن قانع، والطَّبَرَانيّ.
قَالَ ابن المنادي: وكان من ثقات النّاس [5] .
__________
[1] قال الطوسي: كان من ثقات أصحابنا الكوفيين وفقهائهم، وله مصنّفات، منها: كتاب الدلائل، كتاب المتعة، كتاب النوادر، كتاب الملاحم، كتاب الشراء والبيع.
[2] (أحمد بن نصر بن حميد) في:
تاريخ بغداد 5/ 181 رقم 2625، وذكره باسم: «محمد بن نصر بن حميد» في الجزء 3/ 319 رقم 1418.
[3] قال الخطيب: كان ثقة.
[4] انظر عن (أحمد بن النضر) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 32، وتاريخ بغداد 5/ 185، 186 رقم 2635، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 107، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 146 رقم 677.
[5] وزاد: «وأكثرهم كتابا» . (تاريخ بغداد) .(21/91)
تُوُفِّي بالرّقّة في ذي الحجة سنة تسعين ومائتين.
97- أحمد بن وازن.
الفقيه أبو جَعْفَر الصواف صاحب سَحْنون.
كان إماما عالما عاملا كبير القدر. يُقَالُ كان مُستجاب الدّعوة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين، وله تسعٌ وثمانون سنة رحمه الله.
98- أَحْمَد بن حمزة الثقفي الأصبهاني [1] .
عن: الحُسَيْن بن حفص، وَمحمد بن أبان العَنْبَريّ.
وعنه: عبد الله بن محمود خال أبي الشيخ، وَمحمد بن أَحْمَد الكسائي المقرئ، وغيرهما.
تُوُفِّي سنة اثنتين أَيْضًا [2] .
99- أَحْمَد بن يَحْيَى بن نصر [3] .
الأصبهاني العسال.
عن: هُدْبة بن خالد، وَعَمْرو بن رافع القَزْويني، وإبراهيم بن يعقوب الْجَوْزَجَانيّ، ونصر الجهْضمي، وطائفة.
وكان واسع الرحلة.
روى عنه: أبو الشيخ، وعبد الرحمن بن محمد المذكّر، وَأَحْمَد بن بُنْدَار الشعار.
وَقَالَ أبو الشيخ [4] : ثقة.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
100- أَحْمَد بن يزيد السِّجِسْتَاني [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يحيى بن حمزة) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 97 وفيه: يعرف بوشجة، وقيل: خشجة.
[2] ويقال: سنة إحدى وثمانين.
[3] انظر عن (أحمد بن يحيى بن نصر) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 102.
[4] في طبقات المحدّثين بأصبهان. (في الجزء الّذي لم يطبع) .
[5] انظر عن (أحمد بن يزيد السجستاني) في:
المعجم الصغير 33.(21/92)
حَدَّثَ ببغداد عن: الحَسَن بن سوار.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
101- أَحْمَد بن أبي العلاء البغدادي المغني.
ورّخه النِّفْطوي في سنة أربعٍ وثمانين فَقَالَ: يُقَالُ إِنَّهُ مات على بطن جارية له، ورُفع خبره إلى المُعْتَضِد وَأَنَّهُ خلّف أربعة وعشرين ألف دينار، وسبعمائة ثوب، وغير ذَلِكَ. وكان واحد دهره في الغناء.
كان فردًا في صناعته لا يُقاس به أحد. ومنْ رأى إليه نظيرًا فقد ظلمه.
102- أَحْمَد بن يَحْيَى [1] .
أبو جَعْفَر السَّوطي.
عن: أبي عون، وعفان، وَأَحْمَد بن يونس.
وعنه: هبة الله بن محمد الفراء، وأبو عليّ محمد بن يوسف بن المعتمر البَصْرِيّ.
وَقِيلَ: هُوَ أَحْمَد بن محمد بن يَحْيَى السوطي شيخ الطَّبَرَانيّ.
103- أَحْمَد بن يَحْيَى [2] .
أبو سَعِيد الخُوَارَزْمِي [3] .
روى عن: أَحْمَد بن نصر الفرّاء، وَمحمد بن عبد الله بن قُهزاد.
وعنه: أَحْمَد بن بنجاب [4] ، والطَّبَرَانيّ [5] ، وغيرهما.
فيه ضعف [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يحيى السوطي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 58 وفيه (السيوطي) .
[2] انظر عن (أحمد بن يحيى الخوارزمي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 29، وتاريخ بغداد 5/ 204 رقم 2680.
[3] في الأصل: «الخوار» ، والتحرير من مصادر ترجمته.
[4] في الأصل: «أحمد بن صحاب» ، والتصحيح من: تاريخ بغداد 4/ 35 رقم 1641، وقيل:
«نيخاب» . (تاريخ بغداد 5/ 204 رقم 2680) .
[5] سمعه ببغداد سنة 287 هـ.
[6] قال الدارقطنيّ: لا يحتجّ به. (تاريخ بغداد 5/ 204) .(21/93)
104- إِبْرَاهِيم بن أَحْمَد [1] .
أبو إِسْحَاق الأصبهاني النقاش المقرئ.
قرأ على: محمد بن عيسى مقريء إصبهان.
وروى عن: أبي الوليد الطَّيَالِسِيّ، وأبي عمرو الحوضيّ، وجماعة.
توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين.
105- أحمد بن يحيى بن مهنا [2] .
أبو بكر الأزدي [3] .
عن: بشر بن الوليد، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
وعنه: الطستي، والطبراني، وجماعة.
106- إبراهيم بن أحمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب [4] .
أبو إسحاق التميمي الأغلبي أمير القيروان وابن أُمرائها. ولي الإمرة سنة إحدى وستين ومائتين. وكان عادلا سائسا حازما صارما. كانت التجارة تسير من مصر إلى سبتة لا تُعَارض ولا تُرّوع. ابتنى الحصون والمحارس على سواحل البحر، بحيث كانت توقد النيران في لَيْلَةٍ واحدة من سبتة إلى الإسكندرية، حَتَّى يُقَالُ: كان بأرض المغرب من بنائه وبناء آبائه ثلاثون ألف حصنا، وهذا شيء لم يسمع بمثله لمُلك. وقد قصد سوسة وعمل لهم سُورًا، وأقام في المُلك بضعًا وعشرين سنة.
وقد دُونت سيرته وأيامه وعدله وبذله وجوده، وكان مصدّقا للعدل وإنصاف
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن أحمد النقاش) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 187.
[2] انظر عن (أحمد بن يحيى بن مهنّا) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 42، وتاريخ بغداد 5/ 212 رقم 2682.
[3] يعرف بنقمة. (تاريخ بغداد) .
[4] انظر عن (إبراهيم بن أحمد بن الأغلب) في:
العيون والحدائق، لمؤرّخ مجهول- ج 4 ق 1/ 44، 80، 131، 146، 147، 149، 150، 166، 167، 224، وولاة مصر للكندي 248، والولاة والقضاة، له 222، والكامل في التاريخ 7/ 284- 287، 311، 370، و 8/ 33، والبيان المغرب 1/ 116- 124، وسير أعلام النبلاء 13/ 487- 489 رقم 234، ونهاية الأرب للنويري 24/ 127- 143، والمختصر في أخبار البشر 2/ 59.(21/94)
الرعية، معتنيًا بذلك. فَقِيلَ إنَّ امرأة تاجر اتّصل خبرُ جمالها بوزيره، فأرسل الوزير إليها فأبت، فكلف بها، وبثّ أمره إلى عجوزٍ تغشاه، وكانت حظّية عند الأمير إِبْرَاهِيم وعند أمه يتبرّكون بها، ويطلبون منها الدُّعاء، فَقَالَتْ: أنا أقضي الشُّغل. وقصدت المرأة فدقَّت بابها، ففتحت لها الجارية. وكانت العجوز مشهورة في البلد، فتلقتها المرأة وقبّلت يدها، وقدّمت لها شيئًا. فَقَالَتْ: أنا على نيّة، ويكون وقتًا آخر. وإنما أصابت إزاري نجاسة فأريد غسلها.
فأحضرت الطست والصابون، وغسّلت طرفه بنفسها. وقامت العجوز تصلّى حَتَّى نشف ولبسته وذهبت.
ثُمَّ تردّدت إليها وتأكدت المعرفة، فَقَالَتْ لها: عندي يتيمة أريد عرسها اللّيلة، فإن خفّ عليك تعيريها حليك؟
قَالَتْ: يا حبّذا. وأعطتها حُقّ الحلي. فانصرفت. وجاءت بعد أيام فَقَالَتْ:
يا أمي وأين الحلي؟.
قَالَتْ: عبرت إلى فلان وَهُوَ معي، فَلَمَّا علم أَنَّهُ لك أخذه مني وحلف أن لا يسلمّه إِلا إليك.
قَالَتْ: لا تفعلي.
قَالَتْ: هَذَا الذي تم. ومضت، فاشتد على المرأة البلاء، وبقيت تتقلى.
فَلَمَّا دخل زوجها رأى الضُّرّ في وجهها، فسألها فأعلمته القصة. فاشتد بلاؤه. ثُمَّ أنهى أمره إلى الأمير إِبْرَاهِيم، وقصّ عليه القصة، فتغيّر لِذَلِكَ وَقَالَ: أكتُم هَذَا، وائتني بعد يومين. ثُمَّ دخل إلى أمه، وطلب منها العجوز، فحضرت، فاحترمها ووانسها، ووضع رأسه في حجرها، وأخذ يتمسّح بها، وأخذ خاتمها وجعل يقلّبه ويشاغلها. ودعا خادمًا وكلّمه بالصَّقْلبية: امضي إلى دار العجوز. وقل لبنتها:
أمك تَقُولُ لك هاتي حُقّ الحلي، فقد طلبت أم الأمير أن تعمل لها مثله. وَهَذَا خاتمها. فمضى الخادم، وجاء لوقته بالحُقّ. فنظر الأمير فيه فوجده كما وصف الرجل، وتغيّرت العجوز واعترفت، فطلب الفؤوس والمجارف، وحفر في الحال حُفرة، فألقيت العجوز فيها. وصاحت أمّه، فَقَالَ: لئن لم تسكتي لأُلحقنك بها، تُدخلين إلى قصري قوّادة!؟(21/95)
وجاء الرجل للموعد، فأعطاه الحق وزاده من حلي أهله وَقَالَ: ما منعني من معاجلة الوزير إِلا خوف شُهرة أهلك. وأنا أفكر في هلاكه بوجه.
ثُمَّ قتله بعد قليل.
وعن بعضهم قَالَ: قدمت سجلماسة لألحق الرفقة إلى مصر، وكان معي ثلاثة ألاف دينار، فخرجت من القَيْرُوَان مسرعًا حَتَّى دخلت قابس. فَلَمَّا سرت عنها فرسخًا لقيني سبعةُ فوارس، فأنزلوني، فأخذوا الخرج، وقتلوا الغلام، وأضجعوني للذبح، فتضرعت إليهم وَقُلْتُ: غريب ولا أعرفكم فأطلبكم. وقد أخذتم الذهب، وخلفي أطفال، فأطلقوني للَّه. وبكيت. فأطلقوني، فرجعت إلى قابس، فما عرفت بها أحدا. فذهبت إلى القَيْرُوَان راجلًا عُريانًا، فأتيت صديقًا لي، فأصلح شأني وَقَالَ: أعْلِم الأمير.
فقصدناه وَهُوَ جالس للناس، فقصصت عليه شأني، فتنمر، وأمرني بالجلوس. ثُمَّ رأيته يأمر وينهى. فَلَمَّا قام أمر بعض الخدم فأدخلني القصر، وبعث إليَّ طعامًا، ثُمَّ نمت. ثُمَّ طلبني قبل العصر إلى رَوْشَنة، ودعا أمير الجيش فَقَالَ:
هل وجّهت إلى طرابلس بخيل؟ قَالَ: نعم، سبعة فوارس وقد عادوا.
قَالَ: فطلبهم وَقَالَ: من تعرف من هَؤُلاءِ فعرّفني به؟
فَقُلْتُ: هَذَا منه، إلى أن جمع السبعة.
فأخذهم بالرّغبة والرّهبة فأنكروا، ففُرِّقوا في بيوت، وجيء بالسياط وضُربوا مفرَّقين. ثُمَّ دار بنفسه عليهم، وبقي يَقُولُ للواحد: قد اعترف صاحبك بعد ما هلك، فلا تحوج نفسك إلى ما حل به. فأقروا وأحضروا الخرج والبغلة والثياب، لم تنقص سوى سبعة دنانير. فأتمها إِبْرَاهِيم من ماله، وأعطاني غلامًا، وخفرني بناسٍ إلى طرابلس. فَلَمَّا عبرنا على الموضع الذي أُخذت فيه وجدتُ السبعة فوارس على الخشب، والكلاب تأكل من أقدامهم.
وَقِيلَ إنه جاءه قومٌ برجلٍ، في يده سكين، وثيابه ملطخة بالدماء، فَقَالَ: ما لهذا؟
قَالُوا: أبونا خرج لصلاة الصُّبح، فوُجد في الطريق مذبوحًا، وَهَذَا قائمٌ عنده هكذا.
فَقَالَ: أقتلت؟(21/96)
قَالَ: نعم.
قَالَ: اذهبوا به فاقتلوه.
وَقَالَ: إن اخترتم أن أؤدي عنه الديةَ، وأوليكم شيئًا فعلت.
قَالُوا: ما نريد إِلا القصاص.
وراحوا به، فَلَمَّا هموا بقتله برز رجل من الحلقة وَقَالَ: والله ما هَذَا قتله، وأنا قتلته.
فرجعوا به، فأقرّ عند الأمير، فَقَالَ لِذَلِكَ: وما الذي ألجأك إلى الإقرار؟
قَالَ: أصلح الله الأمير، عبرت فوجدت أبوهم يضطرب والسكين في نحره، فخطر لي أنني إن أزلت السكين من نحره ربما سلم. فأزلتها فمات والسكين في يدي، والدم على ثوبي، فرأيت الإقرار أولى من العذاب بالضّرب والمُثلة.
فَقَالَ الأمير: وَهَذَا أيضًا إن أخذتم أخذ الدّية وأن أوّليكم فعلت.
قَالُوا: ما نريد إِلا القود.
ثُمَّ راحوا ليقتلوه، فبدرهم رجل من الحلقة وَقَالَ: والله ما قتله الأول ولا الثاني. وما قتله إِلا أنا.
فردوا إلى الأمير، وزاد التعجُّب، فَقَالَ لِذَلِكَ: أقتلته؟
قَالَ: لا والله.
قَالَ: فما أحوجك إلى الإقرار؟
قَالَ: إني كنت في شبابي مسرفًا على نفسي، وقد قتلت جماعة ثُمَّ تُبْتُ ورجعت إلى الله. وكنت في غرفةٍ لي، فأخرجت رأسي فرأيت الشيخ قد أضجعه رجل وذبحه وهرب، فجاء ذَلِكَ وأنا أنظر، فأزال السكين، فأمسكوه، وأنا أعلم براءته، فَلَمَّا قبل بالقتل سمحت نفسي بالقتل، عسى أن يُغفر لي ما مضى.
فسأل الثالث فأقرّ، وأبدى أسبابًا عُرف بها أَنَّهُ قاتله.
وَقَالَ: لَمَّا رأيت هَذَا وَهُوَ بريء، قد فدى بنفسه ذاك الأول.
قُلْتُ: أنا أولى من أداء حقٍّ [1] وجبَ عليّ.
__________
[1] في الأصل: «حقا» .(21/97)
فَقَالَ الأمير: إن اخترتم أخذتم الدية والولاية أَيْضًا.
قَالُوا: لا نفعل.
فَلَمَّا ذهبوا ليقتلوه ودارت الحلقة قَالُوا: اللَّهمّ إنّا عفونا عنه لا لما بذله الأمير من الدية والولاية، ولكن لوجهك خالصًا.
وَقِيلَ إنَّ الأمير إِبْرَاهِيم خرج يومًا إلى نُزهة، فقدّم إليه رجل قصة وَقَالَ:
إجلالك أيها الأمير منعني أن أذكر حاجتي. وإذا في القصة: إنني عشقت جارية وتيّمني حبُّها، فَقَالَ مولاها: لا أبيعها بأقل من خمسين دينارًا. فنظرت في كل ما أملكه فَإِذَا هُوَ ثلاثون دينارًا. فإن رأى الأمير النظر في أمري.
فأطلق له مائة دينار.
فسمع به آخر، فتعرّض له الآخر وَقَالَ: أعزّ الله الأمير، إني عاشق.
قَالَ: فما الذي تجد؟
قَالَ: حرارة ولهيبًا.
قَالَ: اغمره في الماء مرات حَتَّى يمّر ما بقلبه.
ففعلوا به ذَلِكَ فصاح، فَقَالَ: ما فعلت الحرارة؟
قَالَ: ذهبت والله وصار مكانها برد.
فضحك وأمر له بثلاثين دينارًا.
وكان طبيبه إِسْحَاق بن عمران الإسرائيلي بارعًا في الطِّب، مشهورًا، وَهُوَ صاحب طرائف.
وكان المعتمد أنفذ إِسْحَاق إليه من بغداد. وكان إبراهيم يجزل عطاياه.
وكان إِسْحَاق يُعجب بنفسه ويُسيء أدبه على إِبْرَاهِيم وَيَقُولُ: بعد مجالسة الخلفاء صرت إلى ما أنا فيه.
فَلَمَّا أكثر عليه أمر بقصده في الأكحلين من ذراعيه إلى أن كاد يهلك. ثُمَّ رقّ له وَقَالَ: يمكنك إن تسدّ رمقك؟
قَالَ: نعم، تشد المواضع، وتعجل لي بشرائح مشوية أمتصها. ففعل وسَلِم.
وتمادى على طباعه، فأمر بقتله، فَقَالَ: والله إنَّ مزاجك ليقضي بأن يصيبك(21/98)
من الخلط السودائي ما يعجز عنه حذّاق الأطباء، ويُحتاج إليَّ. فقتله وصلبه، فبقي حَتَّى عشش الخذا في جوفه. وهاج بإِبْرَاهِيم كما قَالَ خلط سودائي، فقتل فيه جماعة من إخوته وأهله وبناته. ثُمَّ أفاق وأظهر التوبة، وردّ المظالم، وفرّق الأموال والصدقات في سنة ثمانٍ وثمانين. فظهر فيها أبو عبد الله الشيعي، فنفذ لحربه ابنه الأحوال في اثنى عشر ألفًا، فالتقى هُوَ وأبو عبد الله، فهزمه أبو عبد الله، ثُمَّ جرت بينهما حروب. ثم هزم أبو عبد الله ووصل الأحوال إلى تاهرت [1] فحرّقها، وهدم قصر أبي عبد الله، وحرّق مسيلة وساق ذراريه. ثُمَّ ردّ إلى إفريقية لَمَّا بلغه توجُّه أبيه إلى الجهاد.
ونفّد إبراهيم إلى ابنه أمير صقلية يأمره بولاية ولده زيادة الله على صقلية، وأن يسير إليه، ففعل. فَلَمَّا قدم عليه ولاه إفريقية، وكتب له العهد، وأحضر قاضي عيسى بن مسكين، وكان من الصالحين، فاستشاره، فأمره برد المظالم، فكشفت الدواوين من يوم ولايته، وكل من كانت له مظلمة رُدّت عليه. وعزم على الحجّ على طريق الإسكندرية، ونودي بذلك ليجمع بين الحجّ والجهاد، وليفتح ما بقي بها من حصون. وخرج إلى سوسة بجيشه في أول سنة تسعٍ وثمانين، فدخلها وعليه فَرْو مرقَّع في زي الزُّهاد، وأخرج المال، وأعطى الفارس عشرين دينارًا، والراجل عشرة دنانير [2] . ووصلت [سفن] الأسطول طرابلس، واجتمعت العساكر وفيهم ولده أبو اللَّيْث، وولد ولده أبي مُضر بن أبي العَبَّاس، وأخوه معد. وافتتح حصونها. ثُمَّ نزل على طبرمين وافتتحها عنوةً [3] . ثُمَّ لحقه زلق الأمعاء، وأخذه فواق، فمات رحمه الله في تاسع ذي القِعْدَة سنة تسعٍ وثمانين ومائتين [4] . فرجع الجيش به إلى صقلية، فدُفن بها في قُبّة. وقام بالأمر بعده أبو العَبَّاس عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمَد المُتوفَّى سنة تسعين.
107- إِبْرَاهِيم بن أحمد بن عُمَر الوكيعي الفَرَضي الضرير [5] .
__________
[1] تاهرت: بفتح الهاء، وسكون الراء. اسم لمدينتين متقابلتين بأقصى المغرب، يقال لإحداهما:
تاهرت القديمة، وللأخرى: تاهرت المحدثة. بينها وبين المسيلة ست مراحل، وهي بين تلمسان وقلعة بني حمّاد. (معجم/ البلدان 2/ 7) .
[2] نهاية الأرب 24/ 136.
[3] نهاية الأرب 24/ 136.
[4] نهاية الأرب 24/ 138، المختصر في أخبار البشر 2/ 50.
[5] انظر عن (إبراهيم بن أحمد الوكيعي) في:(21/99)
سَمِعَ: شَيْبَان بن فَرُّوخ، وأباه أَحْمَد بن عُمَر الوكيعي، وعبيد الله بن معاذ، وطائفة.
ولم يكن ببغداد في زمانه أعلم بالفرائض منه.
روى عنه: أبو سهل بن زياد، وابن قانع، والطَّبَرَانيّ، وجماعة.
ومات سنة تسع وثمانين.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ [1] .
108- إِبْرَاهِيم بن أَحْمَد بن مروان الواسطي [2] .
حَدَّثَ ببغداد عن: هُدبة بن خالد، وجُبارة بن المُغلّس، وجماعة.
وعنه: عبد الصّمد الطّستيّ، وعثمان بن بشر السّقطيّ.
وحدّث في سنة خمس وثمانين ومائتين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقوي.
109- إِبْرَاهِيم بن إسحاق بن إِبْرَاهِيم الثقفي [3] .
مولاهم أبو إِسْحَاق، أخو الحَافِظ أبي العَبَّاس، وَإسْمَاعِيل، وَهُوَ نيسابوري.
نزل بغداد وحدّث عن: يَحْيَى بن يَحْيَى، ويزيد بن صالح الفرّا، وأحمد بن حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى الحماني، وطائفة.
وعنه: أخوه أبو العَبَّاس، وَأَحْمَد بن المنادي، وأبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
وكان أَحْمَد بن حَنْبَلٍ يأنس به ويُفطر عنده وينبسط في منزله. وثّقه الدّارقطنيّ.
__________
[ () ] أخبار القضاة لوكيع 1/ 212 و 3/ 76، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 80، وتاريخ بغداد 6/ 5، 6 رقم 4034.
[1] تاريخ بغداد 6/ 6، وقال ابن المنادي: وكان ضريرا من أعلم الناس بالفرائض.
[2] انظر عن (إبراهيم بن أحمد بن مروان) في:
تاريخ بغداد 6/ 5 رقم 3033.
[3] انظر عن (إبراهيم بن إسحاق الثقفي) في:
تاريخ بغداد 6/ 26، 27 رقم 3058، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 162، 163 رقم 303، وطبقات الحنابلة 1/ 86 رقم 85، والبداية والنهاية 11/ 74.(21/100)
وَتُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين [1] ، وَهُوَ معدود في أصحاب الإمام أَحْمَد.
110- إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن بشير [2] .
أبو إِسْحَاق الحربي الفقيه الحَافِظ أحد الأعلام.
وُلد سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. وطلب العلم سنة بضع عشر. فسمع:
هَوْذة بن خليفة، وأبا نُعَيْم، وَعَمْرو بْن مرزوق، وعبد الله بْن صالح العِجلي، وعاصم بن عَليّ، وعفان، وأبا عَمْرو الحَوْضي، وأبا سَلَمَةَ التبوذكي، ومسدد بن مُسرْهد، وأبا عُبَيْد الْقَاسِم بن سلام، وَشُعَيْب بن محرز.
وتفقه على الإمام أَحْمَد وحمل عنه الكثير. وكان من نُجباء أصحابه.
وروى عنه: ابن صاعد، وعثمان بن السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، وعمر بن جَعْفَر الخُتُّليّ، وعبد الرحمن بن العَبَّاس المخلِّص، وخلق آخرهم موتًا أبو بكر القطيعي.
قَالَ الخطيب [3] : كان إمامًا في العلم، رأسًا في الزُّهد، عارفًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، حافظًا للحديث، مميزًا لعلله، قيمًا بالأدب، جمّاعة للّغة [4] . صنّف
__________
[1] وقال أخوه: أقام أخي إبراهيم ببغداد خمسين سنة، وتوفي في ذي الحجة من سنة إحدى وثمانين ومائتين. هكذا قال وهو وهم.
[2] انظر عن (إبراهيم بن إسحاق الحربي) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 230، 242، 299، والثقات لابن حبّان 8/ 89، والسابق واللاحق 220، وتاريخ بغداد 6/ 27- 40 رقم 3059، والفهرست لابن النديم، المقالة 6، فن 6، وطبقات الفقهاء للشيرازي 171، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 86- 93، رقم 86، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 80، والإكمال لابن ماكولا 3/ 220، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 3- 7، ومعجم الأدباء 1/ 112- 119، والكامل في التاريخ 7/ 492، و 510 وفيه «المريّ» وهو تحريف، واللباب 1/ 355، وإنباه الرواة 1/ 155- 158، والمختصر في أخبار البشر 2/ 58، ومرآة الجنان 2/ 209، 210، وتذكرة الحفاظ 2/ 584- 586، وسير أعلام النبلاء 13/ 356- 372 رقم 173، وميزان الاعتدال 3/ 138 في ترجمة (علي بن عاصم بن صهيب الواسطي) ، والمعين في طبقات المحدّثين 104 رقم 1183، ودول الإسلام 1/ 171، والعبر 2/ 74، وفوات الوفيات 1/ 14- 17، والوافي بالوفيات 5/ 320- 324، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 256، 257، والبداية والنهاية 11/ 79، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 4، 5، وطبقات الحفاظ 259، وبغية الوعاة 1/ 418، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 5، وشذرات الذهب 2/ 190.
[3] في تاريخ بغداد 6/ 28.
[4] في تاريخ بغداد: «جمّاعا» . وفي الأصل: «جمّاعة للفقه» ، والتحرير من تاريخ بغداد 6/ 28،(21/101)
«غريب الحديث» وكُتبًا كثيرة. أصله من مرو.
وَقَالَ القفطي في «تاريخ النُّحاة» [1] : كان رأسًا في الزّهد، عارف بالمذاهب، بصيرًا بالحديث حافظًا له. له في اللغة كتاب «غريب الحديث» ، وَهُوَ من أنفس الكُتُب وأكبرها في هَذَا النَّوع.
قَالَ ابن جهضم، وهو ضعيف: ثنا الخلديّ، ثنا أحمد بن عبد الله بن ماهان: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق يَقُولُ: أجمع عقلاء كل أمه أَنَّهُ من لم يجر مع القدر لم يتهنَّ بعيشه [2] .
وكان يَقُولُ: قميصي أنظف قميص، وإزاري أوسخ إزار. ما حدثت نفسي أن أصلحها، ولا شكوت إلى أهلي وأقاربي حُمى أجدها. لا يغم الرجل نفسه وعياله. ولي عشر سنين أنظر بفرد عين ما أخبرت به أحدًا.
وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفين، إن جاءتني بهما أمي أَوْ أختي، وإلا بقيت جائعًا إلى الليلة الثانية.
وأفنيت ثلاثين سنة برغيف في اليوم والليلة، إن جاءتني امرأتي أَوِ ابنتي به، وإلا بقيت جائعًا. والآن آكل نصف رغيف أَوْ أربعة عشر تمرة. وقام إفطاري في رمضان هَذَا بدرهمٍ ودانقين ونصف [3] .
وَقَالَ أبو الْقَاسِم بن بُكير: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم الحربي يَقُولُ: ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئًا. كنتُ أجيء من عشي إلى عشي، وقدّمت لي أمي باذنجانة مشويةً، أَوْ لعقة بن [4] ، أَوْ باقة فجل [5] .
وَقَالَ أبو عُمَر الزاهد: سَمِعْتُ ثعلب يَقُولُ غير مرة: ما فقدت إِبْرَاهِيم
__________
[ () ] وسير أعلام النبلاء 13/ 357.
[1] إنباه الرواة 1/ 155.
[2] تاريخ بغداد 6/ 30.
[3] تاريخ بغداد 6/ 30، 31، طبقات الحنابلة 1/ 86، 87، معجم الأدباء 1/ 113- 115، سير أعلام النبلاء 13/ 367.
[4] البنّ: بكسر الباء، هو طبقة من الشحم والسمن.
[5] تاريخ بغداد 6/ 31، طبقات الحنابلة 1/ 87.(21/102)
الحربي من مجلس لغة أَوْ نحو من خمسين سنة [1] .
قَالَ الخطيب [2] : أنا محمد بن جَعْفَر [3] بن غيلان: أنا عيسى بن محمد بن أَحْمَد بن عُمَر بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيْح الطُّوماري قَالَ: جئت إلى إِبْرَاهِيم الحربي وقد فاتني حديث، فأخذته وجئت به إليه فَقُلْتُ: فاتني هَذَا.
قَالَ: ضعه على رأسك. ففعلت، وكان إلى جنبه محمد بن خلف وكيع، فَقَالَ له: يا سيدي، هَذَا من ولد ابن جُرَيْح. فأدناني ثُمَّ قَالَ: أنا محمد بن منصور، أنا عفان، ثُمَّ قَالَ لوكيع: لو قُلْتُ لك: نا عفان من أين كنت تعلم؟
فَقَالَ رجل: يا أبا إِسْحَاق، لو قُلْتُ فيما لم تسمع: سَمِعْتُ، ما حوَّل الله هذه الوجوه إليك.
قَالَ محمد بن أيوب العُكْبَري: سَمِعْتُ الحربي يَقُولُ: ما تروّحت ولا رُوّحت قط، ولا أكلت من شيءٍ في يومٍ مرتين [4] .
قَالَ أبو الحَسَن بن شمعون: قَالَ أَحْمَد بن سُلَيْمَان القطيعي: أضقت إضاقةً، فأتيت إِبْرَاهِيم الحربي لأبثه، فَقَالَ لي: لا يضيق صدرك، فإنّ الله من وراء المعونة، فإني أضقت مرة حَتَّى انتهى أمري إلى الإضاقة إلى أن عدم عيالي قوتهم. فَقَالَتِ الزوّجة: هب أني وإياك نصبر، فكيف بالصبيين؟ هات شيئًا من كُتُبك نبيعه أَوْ نرهنه، فضننت بذلك، وَقُلْتُ: أقترض غدًا. فَلَمَّا كان الليل دُقّ الباب فَقُلْتُ: من ذا؟ قَالَ: رجل من الجيران، أطفئ السَّرَّاج حَتَّى أدخل. فكببت شيئًا على السَّرَّاج، فدخل وترك شيئًا، فَإِذَا هُوَ منديل فيه أنواع من المآكل، وكاغد [5] ، فيه خمسمائة درهم. فأنبهنا الصغار وأكلوا.
ثُمَّ من الغد [6] ، إِذَا جمّال يقود جملين، عليهما حملين وُرقًا، وهو يسأل
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 33.
[2] في تاريخ بغداد 6/ 30.
[3] في الأصل: «محمد بن أبي جعفر» ، والتصحيح من: تاريخ بغداد.
[4] تاريخ بغداد 6/ 31، طبقات الحنابلة 1/ 87 وفيه: ما تزوجت ولا زوجت. بالزاي، وهو غلط.
[5] الكاغد: القرطاس. وهو لفظ فارسي معرّب.
[6] في تاريخ بغداد: «ولما كان من الغد» .(21/103)
عن منزلي، فَقَالَ: هذان الجملان أنفذهما لك رجل من خُرَاسَان، واستحلفني أن لا أقول من هو [1] .
قلت: إسنادها فيه انقطاع.
قَالَ الحَسَن بن فَهْم: لا ترى عيناك مثل الحربي، إمام الدُّنْيَا. لقد رأيت وجالست العلماء، فما رأيت رجلًا أكمل منه.
وَقَالَ الحاكم: سَمِعْتُ محمد بن صالح القاضي يَقُولُ: لا نعلم أَنَّ بغداد أخرجت مثل إِبْرَاهِيم الحربي في الأدب، والفقه، والحديث، والزُّهد [2] .
قَالَتْ: يريد اجتماع الأربعة علوم.
وَقَالَ أبو أيوب سُلَيْمَان بن الخليل: سَمِعْتُ الحربي يَقُولُ: في «غريب الحديث» [3] ثلاثة وخمسون حديثًا ليس لها أصل [4] .
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: أبو إِسْحَاق الحربي إمام مصنف، عالم بكل شيء، بارع في كل علم، صدوق [5] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: كان يَقُولُ لي أبي: امض إلى إِبْرَاهِيم الحربي حَتَّى يُلقي عليك الفرائض [6] .
وَقَالَ أبو بكر الشافعي: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم الحربي يَقُولُ: عندي عن عَليّ بن الْمَدِينِيِّ قِمْطرٌ، ولا أُحدّث عنه بشيء لأني رأيته بالمغرب وبيده نعل مُبادرًا، فَقُلْتُ: إلى أين؟
قَالَ: ألحق الصَّلاة مع أبي عبد الله.
قُلْتُ: من أبو عبد الله؟
قال: ابن أبي دؤاد [7] .
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 368، طبقات الحنابلة 1/ 87، 88.
[2] طبقات الحنابلة 1/ 89.
[3] لأبي عبيد كما في تاريخ بغداد.
[4] تاريخ بغداد 6/ 35.
[5] تاريخ بغداد 6/ 40.
[6] طبقات الحنابلة 1/ 89.
[7] تاريخ بغداد 6/ 37.(21/104)
وَقَالَ أبو الحُسَيْن العتكي: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم الحربي يَقُولُ لجماعة عنده:
من تُعدّون الغريب في زماننا؟
فَقَالَ واحد: الغريب من نأى عن وطنه.
وَقَالَ آخر: الغريب من فارق أحبابه.
وَقَالَ كل واحدٍ شيئًا، فَقَالَ: الغريب في زماننا رجل عاش بين قومٍ صالحين، إن أمر بالمعروف آزروه، وإن نهى عن منكر أعانوه، وإن احتاج إلى سبب من الدُّنْيَا مانوه، ثُمَّ ماتوا وتركوه [1] .
وَقَالَ أبو الفضل الزُّهري، عن أبيه، عن الحربي قَالَ: ما أنشدتُ بيتًا قط، إِلا قرأت بعده: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 [2] ثلاث مرات.
قَالَ السُّلمي: سألت الدَّارَقُطْنيّ عن إِبْرَاهِيم الحربي فَقَالَ: كان يُقاس بأحمد بن حَنْبَلٍ في زهده وعلمه وورعه.
وَقَالَ غيره: سيَّر المُعْتَضِد إلى إِبْرَاهِيم الحربي عشرة آلاف، فردّها، فَقِيلَ له: فرِّقها. فأبى [3] .
ثُمَّ لَمَّا مرض سيَّر إليه المُعْتَضِد ألف دينار، فلم يقبلها. فخاصمته ابنته فَقَالَ: أتخشين إِذَا متُّ الفقر؟ قَالَتْ: نعم.
قَالَ: في تِلْكَ الزاوية اثنا عشر ألف جزء حديثية ولُغوية وغير ذَلِكَ، كتبتها بخطي، فبيعي منها كل يومٍ جزءًا بدرهم وأنفقيه [4] .
تُوُفِّي لسبعٍ بقين من ذي الحجة سنة خمسٍ وثمانين، وصلّى عليه يوسف القاضي. وكانت جنازته مشهودة.
111- إِبْرَاهِيم بن إسْمَاعِيل البغدادي السوطي [5] .
عن: عفّان.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 36، طبقات الحنابلة 1/ 89.
[2] أول سورة الإخلاص.
[3] طبقات الحنابلة 1/ 88.
[4] انظر: تاريخ بغداد 6/ 33، طبقات الحنابلة 1/ 88.
[5] انظر عن (إبراهيم بن إسماعيل السوطي) في:
تاريخ بغداد 6/ 23، 24 رقم 3055.(21/105)
وعنه: عبد الله بن إِسْحَاق الخُرَاسَانِيّ، وأحمد بن عُثْمَان الآدمي.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
وَهُوَ موثّق [1] .
112- إِبْرَاهِيم بن إسْمَاعِيل [2] .
أبو إِسْحَاق الطوسي العَنْبَريّ الحَافِظ الزاهد.
ذكره الحاكم فَقَالَ: محدّث عصره بطُوس، وأزهدهم بعد محمد بن أسلم، وأخصهم بصُحبة محمد. وأكثرهم رحلة في الحديث.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وَعَلِيَّ بن حُجر، وَمحمد بن عَمْرو زُنيْج، وعبد الله القواريري، وهشام بن عمار، وقتيبة بن سَعِيد، وَإِبْرَاهِيم بن يوسف، وأبا مُصْعَب، وحرملة بن يَحْيَى، وخلقًا كثيرًا.
قُلْتُ: سَمِعَ بخراسان، والعراق، والشام، والحجاز، ومصر، والجزيرة.
روى عنه: أبو النضر الفقيه، وأبو الحَسَن بن زُهير، وَمحمد بن صالح بن هانئ، وجماعة.
قال أبو نضر: كتبت عنه مسندة بخطّي في مائتي وبضعة عشر جزءًا.
قُلْتُ: هَذَا المُسْند يقرب من «مُسْند الإمام أَحْمَد» في الحجم.
وقد ذكر هَذَا الرجل كمالُ الدين في «تاريخ حلب» [3] أَيْضًا.
ولا أعلم متى تُوُفِّي.
113- إِبْرَاهِيم بن الحسين [4] .
__________
[1] قال الدارقطنيّ: لا بأس به. وأساء ابن المنادي القول فيه لأجل مذهبه.
[2] انظر عن (إبراهيم بن إسماعيل العنبري) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 200، 201، ومرآة الجنان 2/ 194.
[3] هو كتاب: «بغية الطلب في تاريخ حلب» (مخطوط) .
[4] انظر عن (إبراهيم بن الحسين الكسائي) في: تاريخ جرجان للسهمي 301، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 213 أ- 214 أ، والعبر 2/ 65، وسير أعلام النبلاء 13/ 184- 192 رقم 107، وتذكرة الحفاظ 2/ 608- 610- والوافي بالوفيات 5/ 346، والبداية والنهاية 11/ 71، وغاية النهاية 1/ 11، ولسان الميزان 1/ 48، 49، وطبقات الحفاظ 269، 270، وشذرات الذهب 2/ 177، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 208، 209، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 177 رقم (125) ، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 515 رقم 24، ومعجم المؤلفين 1/ 24.(21/106)
أبو إِسْحَاق بن دَيْزيل [1] الكسائي الهمداني الحَافِظ. يُلقب بدابة عفان، للزُومه له. ويُعرف بسيفنَّة [2] ، وَهُوَ اسم طائر بمصر، لا يقع على شجرة إِلا أكل ورقها حَتَّى يُعريها، وكذلك كان إبراهيم إِذَا قدم على شيخ لم يفارقه حَتَّى يكتب جميع حديثه، فشبّهوه به [3] .
سَمِعَ بالحجاز، والشام، ومصر، والعراق، والجبال.
فسمع: أبا مُسهر، وأبا اليمان، وَعَلِيَّ بن عَيَّاش، وآدم بن أبي إياس بالشام.
وَسَمِعَ: أبا نُعَيْم، وعفان، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وَسُلَيْمَان بن حرب بالعراق.
و: نعيم بن حمّاد، وأصبغ، وطبقتهما بمصر.
و: إسماعيل بن أبي أُويس، وعيسى بن مينا قالون بالحجاز.
وعنه: أبو عوانة، وَأَحْمَد بن صالح البروجردي، وعمر بن حفص المُسْتَمْلِي، وَأَحْمَد بن هارون الزنجي، وعبد السلام بن عبديل، وعَليُّ بن حَمَّاد النَّيْسَابُوري، وَأَحْمَد بن مروان الدِّينَوَري، وعَليُّ بن إِبْرَاهِيم بن سَلَمَةَ القطان، وعبد الرحمن بن أَحْمَد الجلاب، وَمحمد بن عبد الله بن برُزة الرُّوذراوري، وَأَحْمَد بن إِسْحَاق بن مُجاب الطبسي، وخلق.
وكان يصوم يومًا ويُفطر يومًا، رحمه الله.
سُئل الحاكم أبو عبد الله عنه، فَقَالَ: ثقة مأمون.
وَقَالَ ابن خراش: صدوق اللهجة.
وعن إِبْرَاهِيم بن ديْزيل قَالَ: إِذَا كان كتابي بيدي، وأحمد بن حَنْبَلٍ عن يميني، وَيَحْيَى بن معين عن يساري، ما أبالي، يعني لضبطه وجودة كُتُبه.
وَقَالَ صالح بن أَحْمَد الحَافِظ: سَمِعْتُ أبي: سَمِعْتُ عَليّ بن عيسى يَقُولُ: إن الإسناد الذي يأتي به إبراهيم لو كان فيه أن لا يؤكل الخبز لوجب أن لا يؤكل، لصحّة إسناده.
__________
[1] ديزيل: بفتح الدال وكسرها.
[2] في تاريخ دمشق 2/ 213 أ: «هو بكسر السين وبعدها ياء مثنّاة تحتية وفاء مفتوحة ونون مشدّدة.
ويقال: سيبنه بالباء الموحّدة بدل الفاء.
[3] تاريخ دمشق.(21/107)
وَقَالَ الحاكم: بلغني أَنَّهُ قَالَ: كتبت حديث أبي حمزة، عن ابن عَبَّاس، عن عفان، وسمعته منه أربعمائة مرة.
وقال الْقَاسِم بن أبي صالح: سَمِعْتُ إبراهيم بن ديزيل يَقُولُ: قَالَ لي يَحْيَى بن معين: حدثْني بنسخة اللَّيْث، عن ابن عجلان، فإنها فاتتني على أبي صالح.
فَقُلْتُ: ليس هَذَا وقته.
قَالَ: متى يكون؟
قُلْتُ: إِذَا متُّ.
وَقَالَ الْقَاسِم بن أبي صالح: جاء أيام الحج أبو بكر محمد بن أبي الفضل القُسطاني، وحُريش بن أحمد إلى إِبْرَاهِيم بن الحُسَيْن، فسألاه عن حديث الإفك، رواية الفروي، عن مالك. فحانت منه التفاتة، فَقَالَ له الزَّعْفَرَانِيّ: يا أبا إِسْحَاق تُحدّث الزّنادقة؟
وقال: ومن الزنديق؟
قَالَ: هَذَا، قَالَ إن أبا حاتم لا يُحدّث حَتَّى يمتحن.
فَقَالَ: أبو حاتم عندنا أمير المؤمنين في الحديث، والامتحان دين الخوارج. من حضر مجلسي فكان من أهل السنة، سَمِعَ ما تقرُّ به عينه، ومن كان من أهل البدعة يسمع ما سخّن الله عينه.
فقاما، ولم يسمعا.
وعن عَليّ بن عيسى قَالَ: وقد طول شيرويه الحَافِظ ترجمة ابن ديزيل وروى فيها بلا إسناد أَنَّهُ قَالَ: كتبت في بعض الليالي، فجلست كثيرًا، وكتبت ما لا أحصيه حَتَّى عييت، ثُمَّ خرجت أتأمل السماء، وكان أول الليل، فعدت إلى بيتي، وكتبت أَيْضًا حَتَّى عييت، ثُمَّ خرجت، فَإِذَا الوقت آخر الليل.
فأتممت جُزئي وصليت الصُّبح، ثُمَّ حضرت عند تاجر يكتب حسابًا له، فورّخه يوم السبت. فَقُلْتُ: سبحان الله أليس اليوم الجمعة؟
فضحك وَقَالَ: لعلك لم تحضر أمس الجامع.
قَالَ: فراجعت نفسي، فَإِذَا أنا قد كتبت لليلتين ويومًا.
وَقَالَ الخليلي في شيوخ ابن سَلَمَةَ القطان: كان يُسمى سيفنّة. لكثرة ما(21/108)
يكون في كمه من الحديث.
قَالَ: كان يكون في كمّي خمسون جزءًا، في كل جزء ألف حديث. إلى أن قَالَ: وَهُوَ مشهور بالمعرفة بهذا الشأن.
مات سنة سبعٍ وسبعين ومائتين. هكذا قَالَ قوم.
وجاء عن عبد الله بن وهب الدِّينَوَري قَالَ: كنا نذاكر إِبْرَاهِيم بن الحُسَيْن فيذاكرنا بالقمطر، فنذكر حديثًا واحدًا، فيقول: عندي منه، قمطر [1] ، يعني طُرُقه وعلله واختلاف ألفاظه.
قَالَ عَليّ بن الحُسَيْن الفلكي: تُوُفِّي في آخر شعبان سنة إحدى وثمانين ومائتين.
114- إِبْرَاهِيم بن سعدان الْمَدِينِيُّ الأصبهاني الكاتب [2] .
أبو سَعِيد. آخر أصحاب بكر بْن بكار.
وكان صدوقًا مشهورًا.
روى عنه: أَحْمَد بن بُنْدَار، وَمحمد بن إِسْحَاق بن أيوب، وأبو الشيخ، وآخرون.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
- إبراهيم بن سويد السّامر.
في الورقة الأخرى، وَهُوَ أبو محمد.
115- إِبْرَاهِيم بن صالح الشِّيرَازِيّ [3] .
حَدَّثَ بمكة عن: حجاج بن نُصير الفساطيطي.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
116- إِبْرَاهِيم بن عبد السلام [4] .
__________
[1] تاريخ دمشق 2/ 214 أ.
[2] انظر عن (إبراهيم بن سعدان) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 186، 187، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 87، 221.
[3] انظر عن (إبراهيم بن صالح الشيرازي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 82.
[4] انظر عن (إبراهيم بن عبد السلام) في:(21/109)
أبو إِسْحَاق البغدادي الوشاء. نزيل مصر.
سَمِعَ: أَحْمَد بن عبدة، وأبا كُريب محمد بن العلاء.
وعنه: أبو بكر الشافعي، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة اثنتين.
ضعّفه الدَّارَقُطْنيّ [1] .
117- إِبْرَاهِيم بن عبد العزيز بن صالح الصالحي [2] .
عن: أبي سَعِيد الأشج، وغيره.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
وَهُوَ ثقة [3] .
118- إِبْرَاهِيم بن فهد بن حكيم البَصْرِيّ الساجي [4] .
عن: عُثْمَان بن الهيثم، وقرة بن حبيب، وأبي الوليد الطَّيَالِسِيّ، وأبو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيّ، وطائفة.
وعنه: أحمد بن إبراهيم بن يوسف الأصبهاني، وعِصْمة الْبُخَارِيُّ، وطائفة.
خرّجه ابن عَدِيّ [5] .
توفّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين [6] .
__________
[ () ] المعجم الصغير للطبراني 1/ 88، وتاريخ بغداد 6/ 136 رقم 3173.
[1] تاريخ بغداد. وكان قد كُفَّ بَصَرُهُ في آخر عمره، وانتقل إلى مصر فمات بها.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 6/ 136، 137 رقم 3174، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 173، 174 رقم 317.
[3] قال ابن المنادي: كان يعرف بالطلب والصلاح، كتب الناس عنه، ووثّقوه.
[4] انظر عن (إبراهيم بن فهد) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 86 وفيه (إبراهيم بن مهد) ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 268، 269، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 186، والأنساب لابن السمعاني 7/ 11، وميزان الاعتدال 1/ 53 رقم 169، ولسان الميزان 1/ 91، 92، رقم 260.
[5] فقال: سائر أحاديثه مناكير، وهو مظلم الأمر، كان ابن صاعد إذا حدّثنا عنه ينسبه إلى جدّه لضعفه.
[6] وقيل: توفي سنة خمس وسبعين ومائتين. ضعّفه البردعي. ذهبت كتبه، وكثر خطأه لرداءة(21/110)
119- إِبْرَاهِيم بن قاسم بن هلال [1] .
أبو إِسْحَاق القيسي الأندلسي القُرْطُبيّ.
سَمِعَ: أباه، وسحنون بن سَعِيد، وغير واحد.
وكان فقيهًا عابدًا.
روى عنه: أحمد بن خالد بن الحباب، وغيره.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين أَيْضًا.
قَالَ ابن يونس: روى عن يَحْيَى بن يَحْيَى.
120- إِبْرَاهِيم بن محمد بن سَلَمَةَ بن أبي فاطمة المرادي.
أبو إِسْحَاق بن المحدّث أبي عبد الله المصري.
سَمِعَ: عبد الله بن يوسف التِّنِّيسِي، والنضر بن عبد الجبار المرادي.
تُوُفِّي في رمضان سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
121- إِبْرَاهِيم بن محمد بن الصَّنْعَانيّ [2] .
عن: عبد الرزاق.
وَهُوَ أحد الأربعة الذين أدركهم الطَّبَرَانيّ من أصحاب عبد الرزاق.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
122- إِبْرَاهِيم بن محمد بن الهيثم [3] .
أبو الْقَاسِم القطيعي.
عن: منصور بن أبي مزاحم، وعمرو النّاقد، وغيره.
__________
[ () ] حفظه. وقال أبو الشيخ: قال البردعي: ما رأيت أكذب منه. قال أبو الشيخ: وكان مشايخنا يضعّفونه. وروى الدارقطنيّ في غرائب مالك، عن محمد بن بكر بن داسة إجازة، أنا أبو داود، وإبراهيم بن فهد قالا: ثنا القعنبي. عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رفعه: «لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام» وقال: هذا باطل- بهذا الإسناد، وابن داسة ثقة، ولعلّه دخل عليه حديث في حديث أو توهّمه فمرّ فيه. (لسان الميزان 1/ 91، 92) .
[1] انظر عن (إبراهيم بن قاسم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 11 رقم 12، وجذوة المقتبس للحميدي 156 رقم 286، وبغية الملتمس للضبيّ 224 رقم 517.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن الصنعاني) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 77.
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد القطيعي) في:
تاريخ بغداد 6/ 154، 155 رقم 3194.(21/111)
وعنه: المحاملي، والطَّسْتِيّ، وإسماعيل الخطبي.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ [1] .
123- إِبْرَاهِيم بن محمد بن بكار بن الريان البغدادي [2] .
عن: أبيه.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
124- إِبْرَاهِيم بن محمد بن إسْمَاعِيل [3] .
أبو إِسْحَاق المسمعي البَصْرِيّ.
عن: مُسْلِم بن إِبْرَاهِيم، وَعَمْرو بن مرزوق.
وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي.
ضعّفه الدَّارَقُطْنيّ.
125- إِبْرَاهِيم بن محمد بن سَعِيد بن هلال بن عاصم بن سَعِيد بن مسعود الثّقفيّ الكوفيّ [4] .
من رءوس الشيعة. صاحب تصانيف.
وجدّه عاصم هُوَ ابن عمّ المختار بن أبي عُبَيْد، ذاك الكذّاب، ووالده سَعِيد قِيلَ له صحبة، وولي للإمام عَليّ [5] .
سكن صاحب الترجمة إصبهان، ويُكنّى أبا إسحاق.
__________
[1] فقال: ثقة صدوق. وقال أبو المنادي: مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثمائة، كان حسن المعرفة بالحديث، وثقة متيقّظا، منزله في الجانب الغربي في قطيعة عيسى، كتب الناس عنه.
قال خادم العلم محقق هذا الكتاب: «عمر عبد السلام تدمري» : إن صحّت وفاته سنة إحدى وثلاثمائة فينبغي أن يؤخر إلى الطبقة الحادية والثلاثين.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن بكار) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 79.
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 6/ 153 رقم 1390.
[4] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن سعيد) في:
الفهرست للطوسي 31- 33 رقم 7، والفهرست لابن النديم 224، ومعجم الأدباء 1/ 294- 296، ولسان الميزان 2/ 102، وأعيان الشيعة 5/ 350- 353، والذريعة إلى تصانيف الشيعة للطهراني 54/ 62- 64، والأعلام 1/ 56، ومعجم المؤلفين 1/ 95، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 515 رقم 25.
[5] ولي له المدائن.(21/112)
بثَّ الرَّفض، وطلبه أهلُ قُمْ ليأخذوا عنه، فامتنع.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
ألَّف في المغازي، وخبر السَّقيفة، وكتاب الرِّدّة، ومقتل عُثْمَان، وكتاب الشورى، وكتاب الجمل، وصفين، والحكمين، وسيرة عَليّ، وكتاب المصرع، وكتاب الجامع الكبير في الفقه، وكتاب الإمامة، وكتاب أخبار عُمَر، وكتاب التفسير، وأشياء كثيرة [1] .
روى عنه أَحْمَد بن الأسود، وجماعة.
126- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُوَيْد [2] .
أبو إِسْحَاق الشِبامي. وشِبام على مرحلتين من صنعاء اليمن.
وُلد سنة تسعين ومائة.
وَسَمِعَ من: عبد الرزاق.
وعنه: محمد بن محمد بن حمزة البغدادي، وأبو القاسم الطّبرانيّ [3] .
توفّي سنة ستّ وثمانين. وله ستّ وتسعون سنة.
127- إِبْرَاهِيم بن نصر [4] .
أبو إِسْحَاق بن أبرول [5] الجهني القُرْطُبيّ. ثُمَّ السرقسطي الحَافِظ.
رحل في الحديث وَسَمِعَ: أبا الطاهر بن السَّرَّاج، والحارث بن مِسكين، وَمحمد بن بشار، ويونس بن عبد الأعلى، وخلْقًا من هذه الطبقة. وكان عالمًا بالحديث وعلله.
روى عنه: ثابت بن حزم، وغيره.
وَتُوُفِّي سنة سبعْ وثمانين.
__________
[1] انظر أسماء مؤلّفاته عند الطوسي في الفهرست- ص 32.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن عبد الله الشبامي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 79.
[3] سمع منه بمدينة شبام باليمن سنة 282 هـ.
[4] انظر عن (إبراهيم بن نصر) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 12 رقم 16، وجذوة المقتبس للحميدي 157، 158 رقم 291، وبغية الملتمس للضبيّ 225 رقم 523.
[5] في الأصل: «أردل» ، والتصحيح من نسخة أخرى من تاريخ الإسلام، ومن مصادر الترجمة.(21/113)
128- إدريس بن جَعْفَر بن يزيد [1] .
أبو محمد العطار.
حَدَّثَ عن: يزيد بن هارون، وأبي بدر شجاع بن الوليد، وروح بن عُبادة، وغيرهم.
وعنه: عُثْمَان بن السَّمَّاك، وَجَعْفَر بن محمد بن الحكم، وَإسْمَاعِيل الخطبي، والطَّبَرَانيّ، وغيرهم.
قَالَ الخطيب [2] : حَدَّثَ عن أبي بدر خمسة أحاديث، ولا يعرف أصحابنا البغداديون لإدريس شيئًا مُسْندًا سوى هذه الأحاديث.
وقد روى عنه الطَّبَرَانيّ أحاديث عدة.
قَالَ: وروى شعبة بن الفضل الثعلبي عن إدريس حديثًا بمصر.
قَالَ الخطيب [3] : سألته عَن سنه فَقَالَ: مائة وست سنين.
وقَالَ الدارقطني: متروك [4] .
قلت: سَمِعَ منه الطبراني فِي سنة ثمان وثمانين ومائتين [5] .
129- إدريس بن يزيد [6] .
أبو سُلَيْمَان البلخي النابلسي الضرير الشاعر.
روى عن: أَحْمَد بن عبد العزيز الواسطي، عن عبد الرزاق خبرًا موضوعًا رواه أبو عُمَر بن مهدي، عن إسْمَاعِيل الصَّفَّار، عنه.
وقد روى عنه: ابن المَرْزُبان، والصولي، وعمر بن الحَسَن، والأشناني القاضي، وَالحُسَيْن الكواكبي، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (إدريس بن جعفر العطار) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 103، وتاريخ بغداد 7/ 13، 214 رقم 3479، والوافي بالوفيات 8/ 328 رقم 3751.
[2] في تاريخه.
[3] في تاريخه 7/ 13.
[4] تاريخ بغداد.
[5] وجاء في الوافي بالوفيات أنه توفي سنة سبع وثمانين ومائتين! فليحرّر.
[6] انظر عن (إدريس بن يزيد) في:
معجم الشعراء للمرزباني، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 340، 341.(21/114)
وَقَالَ الأشناني: أنشدنا أبو سُلَيْمَان الضرير:
إِذَا كملت للمرء ستُّون حجَّة ... فلم يَحْظ بالستين إِلا بسدْسها
ألم ترَ أَنَّ النّصف لِلَيْلٍ حاصلٍ ... وتذهب أيّام المقيل بخُمسها
وتأخذ ساعات الهموم بحصةٍ ... وساعات أوجاع تُميتُ بحِسها
فحاصلُ ما تبقى له سُدس عُمره ... إِذَا ما صدقت النّفسُ عن حُكم حَدْسِها
قَالَ المَرْزُباني: تُوُفِّي بعد الثمانين ومائتين.
130- أزهر بن رُستة [1] .
أبو عبد الله الأصبهاني.
سَمِعَ: محمد بن بكير، وسهل بن عُثْمَان، وسعدويه الأصبهاني.
وعنه: أبو الشيخ، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
131- أسباط بن محمد بن عُبَيْد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي [2] .
من أولاد الشيوخ.
روى عن: أبي هشام الرفاعي، وغيره.
ومات سنة إحدى وثمانين ومائتين.
132- إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن حازم بن سنين الخُتُّليّ [3] .
أبو الْقَاسِم. نزيل بغداد.
عن: عَليّ بن الْجَعْد، وأبي نصر التمار، وكامل بن طلحة، وهشام بن
__________
[1] انظر عن (أزهر بن رستة) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 237، 238.
[2] انظر عن (أسباط بن محمد) في:
سنن الدارقطنيّ 1/ 66 رقم 11.
[3] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم الختّليّ) في:
تاريخ بغداد 6/ 381 رقم 3414، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 163 رقم 304 قد نبّه في ترجمته أنه غير: إسحاق بن إبراهيم الجبليّ الّذي بعده، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 411، والبداية والنهاية 11/ 74 وفيه (الجيلي) وهو غلط، والوافي بالوفيات 8/ 386 (دون ترقيم) ، وتذكرة الحفاظ 2/ 685، وميزان الاعتدال 1/ 85، ولسان الميزان 6/ 348، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 253 رقم 104، و «الختّليّ» : بضم الخاء والتاء المشددة، نسبة إلى قرية على طريق خراسان إذا خرجت من بغداد بنواحي الدسكرة. (الأنساب 5/ 44) .(21/115)
عمار، وداود بْن عمرو الضَّبِّيّ، وخلق كثير بالشام، والعراق، والجزيرة.
وعنه: أبو جَعْفَر بن البختريّ، وأبو سهل القطّان، وأبو عمرو الدقاق، وأبو بكر الشافعي.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقوي [1] .
قُلْتُ: تُوُفِّي في شوال سنة ثلاث وثمانين [2] . وقد بلغ ثمانين سنة.
وقع لنا من تأليفه «كتاب الدَّيباج» في جُزءين.
133- إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم البغدادي [3] .
أبو الْقَاسِم بن الجبُّلي [4] . وجبُّل من سواد العراق.
سَمِعَ: منصور بن أبي مزاحم، وطبقته.
قَالَ الخطيب [5] : ولم يُحدّث إِلا بشيء يسير، وكان يوصف بالحفظ.
روى عنه: أبو سهل بن زياد.
وَقَالَ ابن المنادي: أبو الْقَاسِم بن الْجَبُّلي كان في أكثر عمره بالجانب الشرقي. وكان بوجهه ويديه وضحٌ. وكان يُفتي النَّاس بالحديث، ويُذاكر ولا يُحدّث إلى أن مات [6] .
قَالَ: وكان موته لثمانٍ بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين، وصلّى عليه إِبْرَاهِيم الحربي.
قُلْتُ: عاش سبعين سنة [7] ، وروى له الخطيب [8] حديثا.
__________
[1] وقال في موضع آخر: ضعيف. (تهذيب تاريخ دمشق 2/ 411) .
[2] وقيل: توفي في سنة 284 في أولها. (تهذيب تاريخ دمشق) .
[3] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم الجبليّ) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 326 وفيه «الجيلي» وهو تحريف، وتاريخ بغداد 6/ 378 رقم 3412، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 148 رقم 283، والبداية والنهاية 11/ 71 وفيه (ابن الجيلي) وهو تحريف، والوافي بالوفيات 8/ 395 رقم 3831.
[4] الجبليّ: بفتح الجيم وضم الباء المشدّدة المنقوطة بنقطة واحدة، نسبة إلى جبّل، وهي بلدة على الدجلة بين بغداد وواسط. (الأنساب 3/ 182) .
[5] في تاريخه 6/ 378.
[6] تاريخ بغداد.
[7] حيث ولد سنة 212 كما قال ابن الجوزي في: المنتظم 5/ 148.
[8] في تاريخه.(21/116)
134- إِسْحَاق بن إبراهيم الفرغاني [1] .
ولقبه: جيش.
حَدَّثَ سنة تسعٍ وثمانين ومائتين بدمشق.
عن: محمد بن آدم المِصِّيصِيّ، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام.
وعنه: أَحْمَد بن محمد بن عمارة، وغيره.
135- إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبّاد [2] .
أبو يعقوب الدَّبَرِيُّ اليماني الصَّنْعَانيّ.
سَمِعَ مصنّفات عبد الرزاق سنة عشرة باعتناء والده إِبْرَاهِيم، وكان صحيح السّماع.
ومولده على ما ذكر الخليلي سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
روى عنه: أبو عوانة في «صحيحه» ، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسيّ، وَمحمد بن عبد الله التقوي، وَمحمد بن محمد بن حمزة، وأبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وجماعة.
وَتُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين بصنعاء [3] .
قَالَ ابن عَدِيّ [4] : استصغر في عبد الرزاق، أحضره أبوه عنده وَهُوَ صغير جدًا، فكان يَقُولُ: قرأنا على عبد الرزاق قراءة غيره، وحدّث عنه بأحاديث منكرة [5] .
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم الفرغاني) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 433، والروض البسّام بترتيب وتخريج فوائد تمّام 1/ 128 رقم 66.
[2] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 20 رقم 27، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 338، وسنن الدارقطنيّ 1/ 62 رقم 1، و 2/ 139 رقم 4، وشرح السّنّة للبغوي، في مواضع كثيرة، منها في ج 1/ 21 رقم 8 و 125/ رقم 11 و 131 رقم 72 و 233 رقم 111 و 260 رقم 121 و 169 رقم 124، وتاريخ جرجان للسهمي 105، 471، 493، 528، والسابق واللاحق 274، والأنساب لابن السمعاني 222 أ، وبغية الطلب (المخطوط) 5/ 247، ومعجم البلدان 1/ 217، والعبر 2/ 54، والمعين في طبقات المحدّثين 104 رقم 1184، ودول الإسلام 1/ 172، والوافي بالوفيات 8/ 394، رقم 383، ولسان الميزان 1/ 349، وشذرات الذهب 2/ 190.
[3] السابق واللاحق 274.
[4] في الكامل 1/ 338.
[5] في الكامل: «وحدّث عنه بحديث منكر» .(21/117)
قُلْتُ: ساق له حديثًا واحدًا من طريق ابن أنعم الإفريقي [1] يحتمل مثله، فأين الأحاديث الذي [2] ادّعى أنّها له مناكير. والدَّبري صدوق محتجٌّ به في «الصحيح» . سَمِعَ كُتبًا، فَإِذَا جاء كما سمعها.
وَقَالَ الحاكم: سألت الدَّارَقُطْنيّ عن الدَّبري أيدخل في الصحيح؟
قَالَ: أي والله، هُوَ صدوق، ما رأيت فيه خلافًا.
136- إِسْحَاق بن إبراهيم بن يزيد بن أبي عمران الإسفرايني الحَافِظ.
الفقيه أبو يعقوب، والد الحَافِظ أبي عوانة.
سيأتي عن قريب.
137- إِسْحَاق بن إسْمَاعِيل [3] .
أبو يعقوب الرملي النحاس.
دخل إصبهان وحدّث بها بأحاديث من حفظه، عن آدم بن أبي إياس، فأخطأ في بعضها، وعن محمد بن روْح.
وكان يَخْضب شَيْبَه.
روى عنه: أبو الشيخ، وأخوه عبد الرحمن بن محمد بن جَعْفَر بن حَيَّان، وَأَحْمَد بن بُنْدَار، وأبو أَحْمَد العسال، وجماعة.
قال النَّسَائِيُّ: صالح [4] .
وَقَالَ مرة: كتبت عنه، ولا أدري ما هُوَ.
قُلْتُ: ورَّخوا موته سنة ثمان وثمانين ومائتين [5] .
__________
[1] عن عطاء بن يسار، عن سليمان قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «لا يدخل الجنة أحد إلّا بجواز: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنَ الله لفلان بن فلان أدخلوه جنّة عالية قطوفها دانية» .
[2] كذا في الأصل، والصحيح: «التي» .
[3] انظر عن (إسحاق بن إسماعيل الرمليّ) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 267، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 434، والمعجم المشتمل 75 رقم 149، والسابق واللاحق 149، وتهذيب الكمال 2/ 407، 408 رقم 339، وميزان الاعتدال 1/ 184، والكاشف 1/ 60 رقم 283، وتهذيب التهذيب 1/ 225 رقم 416، وتقريب التهذيب 1/ 55 رقم 381، وخلاصة تذهيب التهذيب 207.
[4] وقال: لم أقف عليه. (المعجم المشتمل) .
[5] وقال أبو نعيم: قدم علينا أصبهان وكان نحّاسا حدّث بأحاديث من حفظه أخطأ فيها.(21/118)
138- إِسْحَاق بن الحَسَن بن ميمون الحربي [1] .
سَمِعَ: هوْذة بن خليفة، وعفان، وأبا نُعَيْم، وأبا حذيفة النَّهدي، وَالحُسَيْن بن محمد المروذي، والقعنبي، وموسى بن داود الضَّبِّيّ، وجماعة.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وأبو بكر النَّجَّاد، وأبو سهل القطان، وأبو عَليّ بن الصواف، وأبو بكر القطيعي، وخلق سواهم.
وقد سُئل عنه إِبْرَاهِيم الحربي هل سَمِعَ من حسين المروذي، فَقَالَ: هُوَ أكبر مني بثلاث سنين، وأنا قد لقيت حُسينًا لا يلقاه هُوَ. لو أن الكذب حلال ما كذب إِسْحَاق [2] .
وَقَالَ عبد الله بن أَحْمَد: ثقة [3] .
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: قَالَ لنا أبو بكر الشافعي: سُئل إِبْرَاهِيم الحربي، عن إِسْحَاق بن الحَسَن، فَقَالَ: هُوَ ينبغي أن يُسأل عني.
تُوُفِّي في شوال سنة أربعٍ وثمانين [4] .
139- إِسْحَاق بن حُميد المَرْوَزِيّ، ثُمَّ البغدادي [5] .
قَالَ الخطيب: حَدَّثَ عن: عفان أحاديث مستقيمة.
روى عنه: عبد الصمد الطَّسْتِيّ، وأبو بكر الشّافعيّ.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن الحسن الحربي) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 8، 40، 42، 43، 51 و 2/ 213، 232، 235، 236، 238 و 3/ 27، 61، 63، 66، 71، 81، 82، وتاريخ جرجان للسهمي 532، والمنتظم 7/ 174 رقم 318، وتاريخ بغداد 6/ 382، 383 رقم 3416، والسابق واللاحق 140 رقم 24، وميزان الاعتدال 1/ 190 رقم 746، والبداية والنهاية 11/ 78، ولسان الميزان 1/ 360، والوافي بالوفيات 8/ 409 رقم 3862، والعبر 2/ 13، وشذرات الذهب 2/ 186.
[2] تاريخ بغداد 6/ 382.
[3] تاريخ بغداد 6/ 382.
[4] وقال ابن المنادي: كتب الناس عنه ثم كرهوه لإلحاقات بين السطور في المراسيل ظاهرة الصنعة لطراوتها.
[5] انظر عن (إسحاق بن حميد) في:
تاريخ بغداد 6/ 377 رقم 3411.(21/119)
140- إِسْحَاق بن مأمون بن إِسْحَاق الطالقاني [1] .
أبو سهل.
سكن بغداد، وحدّث عن: سَعِيد بن يعقوب الطّالقانيّ، وإسحاق الكوْسَج.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وغيرهما.
كتبوا عنه كتاب الشافعي، عن الربيع، عنه. وكان كثير الكُتُب.
مات سنة خمسٍ وثمانين [2] .
141- إِسْحَاق بن مَعْمر.
أبو يعقوب السَّدُوسي البَصْرِيّ.
تُوُفِّي بمصر في ذي الحجّة سنة أربعٍ وثمانين.
142- إِسْحَاق بن محمد بن أبان [3] النخعي الأحمر.
الزِّنْديق الإلحادي، قد تقدًّم.
143- إِسْحَاق بن أبي عمران الإسفرايني الفقيه [4] .
هُوَ إِسْحَاق بن موسى بن عمران، أبو يعقوب الشافعي صاحب المُزَنِيّ.
تفقه على: أبي إبراهيم المُزَنِيّ.
وَسَمِعَ «المبسوط» من الربيع.
وَسَمِعَ من: قُتَيْبَة، وَإِسْحَاق [5] ، وعَليَّ بن حُجر، وَإِبْرَاهِيم بن يوسف البلخي، وَمحمد بن بكار بن الريان، وجُبارة بن المُغلّس، ومنصور بن أبي مُزاحم، وأبي مُصْعَب، وهشام بن عمار، وخلق كثير بالشّام، والعراق، ومصر.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن مأمون) في:
تاريخ بغداد 6/ 383 رقم 3417.
[2] كتب الناس عنه كتاب الشافعيّ بروايته إيّاه عن الربيع ومن الحديث شيئا صالحا.
[3] في المنتظم: «إسحاق بن محمد بن أحمد بن ربان» (6/ 19 رقم 16) .
[4] انظر عن (إسحاق بن أبي عمران) في:
الكامل في التاريخ 7/ 489، والوافي بالوفيات 8/ 419، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 258، 259، وسير أعلام النبلاء 13/ 456- 458 رقم 226، والمختصر في أخبار البشر 2/ 58، والبداية والنهاية 11/ 78.
[5] هو إسحاق بن راهويه.(21/120)
وعنه: مُؤَمَّل بن الحَسَن، وأبو عوانة، وَمحمد بن عبْدَك، وَمحمد بن الأخرم، وجماعة.
وكان من كبار الأئمة في الفقه والحديث.
تُوُفِّي بأسفرايين في رمضان سنة أربعٍ وثمانين.
قُلْتُ: هُوَ والد الحَافِظ أبو عوانة يعقوب بن إِسْحَاق بن إبراهيم بن يزيد فيما أرى. أظن أن الحاكم وَهِمَ في تسميته أبيه موسى بن عمران.
وقد ذُكر أَنَّ أبا عوانة روى عنه، وما بيّن أَنَّهُ ولده. وما ذكر في تاريخه ترجمة أخرى لوالد أبي عوانة. وقد رأيت أنا في «صحيح أبي عوانة» روايته عن أبيه في أماكن، عن عَليّ بن حُجر، وابن راهَوَيْه، وأبي مروان العثماني. وما ظفرت له بروايةٍ عن إِسْحَاق بن أبي عمران، فَهُوَ آخر [1] ، والله أعلم.
144- إِسْحَاق بن أبي عمران [2] .
أبو يعقوب اليُحمدي الإستراباذي.
هُوَ إِسْحَاق بن موسى بن عبد الرحمن بن عُبَيْد الشافعي، الفقيه أيضًا.
سَمِعَ: قتيبة، وابن راهويه، وهشام بن عمار، وحرملة، وطبقتهم بخراسان، ومصر، والشام، والعراق.
روى عنه: أبو نُعَيْم، وابن عَدِيّ، ووالد عبد الله بن عَدِيّ القطان.
ذكره حمزة في «تاريخ جُرجان» [3] .
145- إسْمَاعِيل بن أَحْمَد بن أسيد الثقفي الأصبهانيّ الحافظ [4] .
له «مسند» و «تفسير» .
__________
[1] انظر عبارة المؤلّف في: سير أعلام النبلاء 13/ 458.
[2] انظر عن (إسحاق بن أبي عمران) في:
تاريخ جرجان للسهمي 518 رقم 1073، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 453، والوافي بالوفيات 8/ 427 رقم 3900.
[3] وقال: كان من ثقاتهم وفقهائهم. يقال إنه أول من حمل كتب الشافعيّ إلى أستراباذ وقال الصفدي: توفي في حدود الثلاثمائة. (الوافي بالوفيات) .
[4] انظر عن (إسماعيل بن أحمد بن أسيد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 212، والوافي بالوفيات للصفدي 9/ 85 رقم 3999، ومعجم المؤلفين 2/ 259.(21/121)
روى عن: إسْمَاعِيل بن موسى الفزاري، وأبي كريب، وَمحمد بن عاصم، وطبقتهم. وله رحلة أكثر فيها عن العراقيين.
روى عنه: عبد الله بن الحُسَيْن بُنْدَار، وغيره.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
146- إسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن إسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن يزيد بن درهم [1] .
القاضي أبو إِسْحَاق الأزدي مولاهم البَصْرِيّ المالكي قاضي بغداد، وشيخ مالكية العراق وعالمهم.
وُلد سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
وَسَمِعَ من: محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن رجاء، ومسلم بن إبراهيم، والقعنبيّ، وحجّاج بن منهال، ومسدّد بن مُسرهد، وَإسْمَاعِيل بن أبي أويس، وقالون المقرئ، وخلق.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن إسحاق القاضي) في:
الجرح والتعديل 2/ 158، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 9، 12، 22، 23، 44، 54، 101، 135، 148، 152، 256، 323، 327، 339، 340، 345، 348، 349 و 2/ 361- 365 و 380- 382 وانظر فهرس الأعلام 466 و 3 (الفهرس) 344، وتاريخ الطبري 9/ 476، 513، 516، 526 و 10/ 26، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 321، والإكمال لابن ماكولا 3/ 220، وشرح السّنّة للبغوي 1/ 5 رقم 1، والسابق واللاحق 259، وتاريخ بغداد 6/ 248- 290 رقم 3318، وحلية الأولياء 10/ 250، 251، وبهجة المجالس 2/ 336، وزهر الآداب للحصري 991، وسراج الملوك 55، وأدب القاضي للماوردي 1/ 464 و 2/ 57، 355، وتاريخ جرجان للسهمي 76، 414، والفهرست لابن النديم، المقالة السادسة، الفن الأول، وطبقات الفقهاء للشيرازي 164، 165، والتذكرة الحمدونية 1/ 217، وأمالي المرتضى 1/ 194، 195، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 151- 153، رقم 286، ومعجم الأدباء لياقوت 6/ 129- 140، وخلاصة الذهب المسبوك 237، والكامل في التاريخ 7/ 290، 305، 515، و 10/ 537، والمعين في طبقات المحدّثين 104 رقم 1181، ودول الإسلام 1/ 170، وسير أعلام النبلاء 13/ 339- 342 رقم 157، والعبر 2/ 17، وتذكرة الحفاظ 2/ 625، 626، والبداية والنهاية 11/ 72، والديباج المذهب لابن فرحون 1/ 282- 290، والوافي بالوفيات 9/ 91- 93 رقم 4009، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 162، وطبقات الحفاظ للسيوطي 275، وبغية الوعاة، له 1/ 443، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 105- 107، وشذرات الذهب 2/ 178، ونهاية الأرب 22/ 376، ومرآة الجنان 2/ 194، ومعجم المؤلفين 2/ 261، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 150، 151 رقم 20.(21/122)
وتفقّه على: أَحْمَد بن المُعَدَّل الفقيه، وأخذ العلل وصناعة الحديث عن عَليّ بن الْمَدِينِيِّ، وبرع في هذين العِلْمين.
روى عنه: أبو الْقَاسِم البَغَوِيّ، وَإسْمَاعِيل الصَّفَّار، وأبو بكر النَّجَّاد، وأبو بكر الشافعي، وَالحُسَيْن بن محمد بن كيسان، وأبو بحر محمد بن الحَسَن بن كوثر البربهاريّ، وطائفة سواهم.
ومن جلالته أَنَّ النَّسَائِيَّ روى في كتاب «الكنى» عن رجلٍ، عنه، فَقَالَ:
ثَنَا إِبْرَاهِيم بن موسى: ثَنَا إسْمَاعِيل بن إِسْحَاق، ثَنَا عَليّ بن الْمَدِينِيِّ، فذكر كنيته.
قَالَ أبو سهل القطان: ثَنَا يوسف بن يعقوب القاضي قَالَ: خرج توقيع أمير المؤمنين المُعْتَضِد إلى وزيره: استوص بالشَّيخين الخيّرين [1] الفاضلين خيرًا:
إسْمَاعِيل بن إسحاق، وموسى بن إِسْحَاق. فإنهما ممّن إذا أراد الله بأهل الأرض عذابًا صرف عنهم بدُعائهما.
وتفقّه عليه خلْق.
قَالَ الخطيب [2] : كان عالمًا مُتقنًا فقيهًا على مذهب مالك. شرح المذهب واحتجَّ له، وصنّف المُسند، وصنّف في علوم القرآن، وجمع حديث أيوب، وحديث مالك.
قُلْتُ: وصنّف موطأ، وصنّف كتابًا في الرد على محمد بن الحَسَن نحو مائتي جزء لم يتمّ.
قال الخطيب [3] : واستوطن بغداد، وولي قضاءها إلى أن تُوُفِّي: وتقدّم حَتَّى صار علَمًا، ونشر مذهب مالك بالعراق ما لم يكن في وقت من الأوقات.
وله كتاب «أحكام القرآن» لم يُسبق إلى مثله، وكتاب «معاني القرآن» ، وكتاب «القراءات» .
__________
[1] في الأصل «الحرين» ، والتصحيح من نسخة أخرى للمؤلف، ومن سير أعلام النبلاء.
[2] في تاريخه 6/ 84.
[3] في تاريخه 6/ 284 و 285.(21/123)
قَالَ أبو بكر بن مجاهد: سَمِعْتُ المبّرد يَقُولُ: إسْمَاعِيل القاضي أعلم مني بالتصريف [1] .
وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي قَالَ: أَتَيْتُ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ، فَلَمَّا رَآنِي مُقْبِلًا قَالَ:
قَدْ جَاءَتِ الْمَدِينَةُ [2] .
وَقَالَ نِفْطَوَيْهِ فِي تَارِيخِهِ: كَانَ إسْمَاعِيلُ كَاتِبَ محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ فَحَدَّثَنِي قَالَ: قَالَ لِي محمد: أَخْبِرْنِي عَنْ نَقْدِي الْحَدِيثَيْنِ: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى» [3] ، و «من كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» [4] ، كَيْفَ إِسْنَادُهُمَا؟
فَقُلْتُ: الْأَوَّلُ أَصَحُّ، وَالْآخَرُ دُونَهُ.
قَالَ نِفْطَوَيْهِ: فَقُلْتُ لإِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي: فِيهِ طُرُقٌ، رَوَاهُ الْبَصْرِيُّونَ وَالْكُوفِيُّونَ؟
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 286.
[2] المصدر نفسه.
[3] وتمامه: «غير أنه لا نبيّ بعدي» . أخرجه البخاري في المغازي 8/ 86 باب غزوة تبوك، وفي فضائل أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم 7/ 59، 60 باب مناقب عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، ومسلم (2404) ، والترمذي (3731) ، ومسند سعد بن أبي وقّاص 176 رقم 101، والنسائي في الخصائص (50، 51) ، والطيالسي في مسندة 29، وأحمد في المسند، رقم (1509) و (1547) والحميدي في مسندة 1/ 38، وأبو نعيم في حلية الأولياء 7/ 195، وابن عديّ في الكامل 5/ 1843، والخطيب في موضح أوهام الجمع 2/ 246، وكلهم من طريق شعبة، عن علي بن زيد.
ورواه عبد الرازق في المصنّف 5/ 405، 406 و 11/ 226 من طريق معمر، عن قتادة، وعلي بن زيد بن المسيّب، وأحمد في المسند، رقم (1532) ، وفي فضائل الصحابة 2/ 567، وابن أبي عاصم في السّنّة 6072، ورواه ابن شاهين في: الكتاب اللطيف لشرح مذهب أهل السّنّة، رقم (80) من طريق حماد بن زيد، عن علي بن زيد.
ورواه ابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (بتحقيقنا) ص 240 من طريق سفيان الثوري.
ورواه ابن ماجة في المقدّمة 11، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي (من حديثه بتحقيقنا) ص 199، وابن المغازلي في: مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- ص 276 رقم (29) و (30) .
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي رضي الله عنه المستخرجة منه) ج 1/ 321 وما بعدها. وسبق تخريج هذا الحديث في أكثر من موضع من أجزاء هذا الكتاب.
[4] أخرجه أحمد في المسند 4/ 281، وابن ماجة (116) ، والترمذي (3714) ، وابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي رضي الله عنه رقم (23) و (24) و (25) و (26) و (27) و (29) و (30) و (31) و (32) و (33) و (37) و (38) من عدة طرق.(21/124)
فَقَالَ: نَعَمْ، وَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ مَنْ لَمْ يَكُنْ عَلِيٌّ مَوْلَاهُ. هَذَا لَفْظُ إِسْمَاعِيلَ.
قَالَ محمد بْنُ إِسْحَاقَ النَّدِيمُ: دَعَا النَّاسَ إِلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ، وَاحْتَجَّ لَهُ.
وَهُوَ أوّل من عيّن الشهادة ببغداد لقومٍ بأعيانهم، وحظّر على غيرهم.
وَقَالَ: إنَّ النَّاس قد فسدوا، ولا سبيل إلى ضبط الشهادة إِلا بهذا. فاقتصر على بعض، وزكي بعضُهم بعضًا.
قُلْتُ: وحديثه «في الغَيْلانيات» يقع عاليًا.
وقد ولي قضاء بغداد اثنتين وعشرين سنة. وولي قبل ذَلِكَ بمدة قضاء الجانب الشرقي سنة ستٍّ وأربعين بعد موت سوار العَنْبَريّ. وكان وافر الحُرْمة، ظاهر الحشمة، كبير القدر.
تُوُفِّي فجأة في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، رحمه الله تعالى.
147- إسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن إبراهيم بن مهران [1] .
أبو محمد [2] الثّقفيّ النّيسابوريّ. أخو إبراهيم، ومحمد.
سكن ببغداد، وحدّث عن: يَحْيَى بن يَحْيَى، وابن راهَوَيْه. وأحمد بن حَنْبَل، وجُبَارة بن المُغلّس، وجماعة.
وكان مختصًا بالإمام أَحْمَد [3] .
روى عنه: دعلج، وأبو بكر بن إِسْحَاق الضُّبَعيّ، وابن قانع، وجماعة.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ [4] .
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
وقيل: توفّي سنة ثلاث وتسعين ومائتين [5] .
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن إسحاق النيسابورىّ) في:
تاريخ بغداد 6/ 292، 293 رقم 3321، والمنتظم 6/ 19 رقم 15، والوافي بالوفيات 9/ 94 رقم 4011.
[2] في تاريخ بغداد، كنيته: «أبو بكر» .
[3] المصدر نفسه.
[4] نفسه.
[5] نفسه.(21/125)
148- إسْمَاعِيل بن بكر البغدادي السُّكَّري [1] .
عن: عَمْرو بن مرزوق، وخلف البزار.
وعنه: أبو عَليّ الصواف، وعبد الله بن ماسي، وآخرون.
وكان صدوقًا [2] .
149- إسْمَاعِيل بن عبد الله بن عَمْرو بن سَعِيد [3] .
أبو الحَسَن المصري النّحّاس المقرئ، صاحب الأزرق.
قرأ على: أبي يعقوب الأزرق، عن ورش.
وتصدّر بمصر للإقراء.
وقرأ عليه خلقٌ منهم: أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن عبد اللَّه بن هلال الأزدي، وحمدان بن عون الخولاني، وَمحمد بن عُمَر بن خيرون المعافري الأندلسي، وأبو الحَسَن بن شنبوذ، وأبو جَعْفَر أَحْمَد بن أُسامة التُّجيبي، وأبو بكر أَحْمَد بن أبي الرخاء [4] ، وأحمد بن إِبْرَاهِيم الخياط.
وآخر من مات من أصحابه التجيبي، وابن أبي الرخاء شيخا خلف بن خاقان.
وكان محققًا مجوّد، بصيرًا بقراءة ورش، وعبد القوي بن كمُونة، وهما من أصحاب ورش.
ورحل القُراء إليه من البلاد، وكان يُقرئ بمكتبه وبجامع مصر وكُفّ بصره بأخره.
وَقَالَ ابن شنبوذ: أخبرني أَنَّهُ قرأ على أبي يعقوب ختمتين.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن بكر) في:
تاريخ بغداد 6/ 293، 294 رقم 3323.
[2] قاله الخطيب: وقال أبو عبد الرحمن السلمي: إسماعيل بن بكر السّكّري بغداديّ كان من أقران الجنيد، صحب أبا تراب النخشبي، حكي عن أبي تراب أنه قال: إسماعيل السّكّري درّة لا يزيده مرور الأيام إلّا نورا.
[3] انظر عن (إسماعيل بن عبد الله بن عمرو) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 231 رقم 130، والوافي بالوفيات 9/ 146 رقم 4050 وفيه (عمر) بدل «عمرو) ، وغاية النهاية لابن الجرزي 1/ 165 رقم 770، وحسن المحاضرة للسيوطي 1/ 487.
[4] الرخاء: بالخاء المعجمة، كما في: المشتبه في أسماء الرجال للمؤلف 1/ 309.(21/126)
وَقَالَ النقاش: قرأ على عبد الصمد، إلى سورة (طه) . وعلى ابن كمّونة ختمتين.
وَقَالَ بعضهم: إِنَّهُ قرأ على أبي يعقوب سبع عشرة ختمة [1] .
150- إسْمَاعِيل بن الفضل البْلخي [2] .
عن: قُتَيْبَة، وَإسْمَاعِيل بن عيسى العطار، وغيرهما.
وعنه: ابن قانع، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وأبو بكر الشافعي.
ومات سنة ستٍّ وثمانين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به [3] .
قُلْتُ: هُوَ أخو عبد الصمد البلخي [4] . وقد رحل إلى الشام.
وَسَمِعَ من: سُلَيْمَان بن عبد الرحمن، وَإِسْحَاق بن الأركون، والمعافى بن سُلَيْمَان.
قَالَ ابن قانع: تُوُفِّي في رجب [5] .
151- إسْمَاعِيل بن قُتَيْبَة بن عبد الرحمن [6] .
أبو يعقوب السُّلمي النَّيْسَابُوري الزاهد.
سمع: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح الفرّا، وسعيد بن يزيد الفرّا، وعبد الله بن محمد المُسْنِدي.
وفي الرحلة: أَحْمَد بن حَنْبَل، وأبا بكر بن أبي شَيْبَة، وزهير بن حرب، وَيَحْيَى الحماني، وخلْقًا.
__________
[1] قال المؤلّف في: معرفة القراء: «توفي سنة بضع وثمانين ومائتين» .
[2] انظر عن (إسماعيل بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 6/ 290، 291 رقم 3319 وكنّاه: أبا بكر، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 19 رقم 14، ومشايخ بلخ من الحنفية 1/ 142 رقم (4) .
[3] المصدر نفسه 291.
[4] وقاله الخطيب.
[5] ووثّقه الخطيب.
[6] انظر عن (إسماعيل بن قتيبة) في:
طبقات الحنابلة 1/ 106، 107، ومعجم البلدان 1/ 425، وسير أعلام النبلاء 13/ 344، 345 رقم 160، والوافي بالوفيات 9/ 193 رقم 4098.(21/127)
وقرأ المصنّفات كُلّهَا عَلَى ابن أبي شَيْبَة.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بن أبي طالب، وأبو بَكْر بن خُزَيْمَة، وأبو حامد بن الشرقي، وَأَبُو بَكْر بن إِسْحَاق الضُّبَعيّ، وَمحمد بن صالح بن هانئ، وطائفة.
قَالَ الضُّبَعيّ: كَانَ الإنسان إِذَا رآه يذكر السّلف لسَمْته وزُهده وورعه. وَهُوَ أوّل من سَمِعْتُ منه. كنا نختلف إِلَيْهِ إلى قرية بُشْتَنِقَان [1] ، فيخرج إلينا، فيقعد عَلَى حصى النَّهْر، والكتاب بيده، فيحدثنا وَهُوَ يبكي. وَإِذَا قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بن يَحْيَى قَالَ: رحم الله أبا زكريا.
تُوُفِّي في رجب سنة أربعٍ وثمانين، وكانت لَهُ جنازة مشهودة، رحمه الله.
152- إسْمَاعِيل بن محمد بن أبي كثير [2] .
أَبُو يعقوب الفَسَوي، قاضي المدائن. شيخ ثقة.
روى عن: مكي بن إِبْرَاهِيم.
وعنه: أبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين [3] .
153- إسْمَاعِيل بن محمود النَّيْسَابُوري [4] .
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى.
وَعَنْهُ: أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
لم يذكره الحاكم.
154- إسْمَاعِيل بن نميل [5] .
__________
[1] بشتنقان: بضم الباء في أوله، ثم السكون، وفتح التاء المثنّاة، وكسر النون، وقاف، من قرى نيسابور وأحد متنزّهاتها، بينهما فرسخ. (معجم البلدان) .
[2] انظر عن (إسماعيل بن محمد الفسوي) في:
تاريخ بغداد 6/ 283 رقم 3316، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 153 رقم 287.
[3] لأربع خلون من شعبان.
[4] انظر عن (إسماعيل بن محمود) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 94.
[5] انظر عن (إسماعيل بن نميل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 96، وتاريخ بغداد 6/ 291، 292 رقم 3320، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 25 رقم 25.(21/128)
أَبُو عَليّ الخلال شيخ صدوق.
سَمِعَ: أبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، وأحمد بن يونس اليربوعي.
وَعَنْهُ: عبد الصّمد الطّستيّ، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ثقة [1] . ثَنَا عَنْهُ جماعة.
155- إسْمَاعِيل بن يَحْيَى بن حازم.
أَبُو يعقوب السُّلمي النَّيْسَابُوري الأعور.
عن: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وعبد الأعلى النَّرْسي، وجماعة.
وعنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة.
توفي سنة تسعين ومائتين.
156- الأفشين بن أبي الساج [2] .
أمير كبير مشهور، كَأَنَّهُ مات في ربيع الأول سنة ثمانٍ وثمانين بِأَذْرَبِيجَان.
157- أنس بن السّلم [3] .
أبو عقيل الخولانيّ الطّرطوسيّ [4] ، ثم الدّمشقيّ.
__________
[1] وقال أيضا: صدوق. (تاريخ بغداد 6/ 292) .
[2] انظر عن (الأفشين محمد بن أبي الساج) في:
تاريخ الطبري 9/ 549، 553، 590، 612، 613، 621، 628، و 10/ 12، 16، 21، 22، 33، 36، 41، 68، 70، 77، 83، 84، ومروج الذهب 4/ 244، 245، 268، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 139، 143، 155، والأعلاق الخطيرة ج 3/ ق 1/ 29، 30، 31، والكامل في التاريخ 6/ 98 و 7/ 333، 336، 372، 397، 398، 409، 410، 414، 422- 424، 429، 431، والعبر 2/ 80، ودول الإسلام 1/ 174، وتاريخ ابن خلدون 3/ 350 و 4/ 306، 307.
[3] انظر عن (أنس بن السلم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 105 وفيه: أنس بن سليم، ومسند الشاميين، له 1/ 74، 92 ومواضع أخرى، وفيه أيضا: «سليم» ، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 156، وتاريخ دمشق لابن عساكر (مخطوطة التيمورية) 3/ 135، 431 و 11/ 182 و 12/ 39 و 20/ 290 و 22/ 57 و 24/ 136، و 36/ 510، وتهذيبه 3/ 138، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 483 رقم 324.
[4] نسبة إلى طرطوس على ساحل حمص. وفي المعجم الصغير للطبراني: أنطرسوس. والأصحّ:
أنطرطوس.(21/129)
عن: إِبْرَاهِيم بن هشام بن يَحْيَى الغساني، وَمَخْلَد بن مالك الحَرَّاني، ومعلّل بن بُقيل، وَدُحَيْم، وجماعة كبيرة من الشاميين والحرانيين.
وَعَنْهُ: عَليّ بن أبي يعقوب، وابن عَدِيّ، والطَّبَرَانيّ، وخلق.
158- أُنيس بن عبد الله [1] .
أَبُو عُمَر البغدادي المقرئ النّخاس، بمعجمة.
عن: أبي نصر التَّمَّار، وأبي مَعْمَر الهذلي.
وَعَنْهُ: عُثْمَان بن السَّمَّاك، وَأَبُو بَكْر الشافعي، وجماعة.
وَكَانَ موثّقًا [2] .
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين، وَقِيلَ: سنة ثمانٍ [3] .
__________
[1] انظر عن (أنيس بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 7/ 49، 50 رقم 3606، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 28 رقم 25.
[2] وثّقه الخطيب. وقال الدارقطنيّ: لا بأس به.
[3] في شهر ربيع الأول.(21/130)
- حرف الباء-
159- بدر بن المنذر [1] .
أَبُو بَكْر المَغَازلي العابد، صاحب أَحْمَد بن حَنْبَل.
وَهُوَ بكنيته أشهر.
قيل: اسمه أحمد.
وروى عن: معاوية بن عَمْرو الأزدي.
وَعَنْهُ: النَّجَّاد، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد.
وَكَانَ صدوقًا قانعًا باليسير، ثقة. يُعدّ من الأولياء، رحمة الله عَلَيْهِ.
تُوُفِّي في جُمَادَى الأولى سنة اثنتين وثمانين.
قَالَ أَبُو نُعَيْم [2] : أطبقت الألسنة من الحنبلية، والمحدثين أَنَّهُ كَانَ من الأبدال، لَهُ أحوال عجيبة.
وَقَالَ أَبُو بَكْر الخلال: الحنبلي بدر كَانَ أبو عبد الله [3] يقدّمه ويُكرمه.
وكنتَ إِذَا رأيته ورأيت منزله وقُعوده، شهدت لَهُ بالصبر والصلاح [4] .
__________
[1] انظر عن (بدر بن المنذر) في:
حلية الأولياء 10/ 305، 306، وتاريخ بغداد 7/ 103 رقم 3545، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 153، 154 رقم 288، وطبقات الحنابلة 1/ 77، 78 وفيه: أحمد بن أبي بدر المنذر بن بدر بن النضر أبو بكر المغازلي، وسير أعلام النبلاء 13/ 490، 491 رقم 238، والوافي بالوفيات 10/ 93 رقم 4541.
[2] في الحلية 10/ 305.
[3] يعني: أحمد بن حنبل.
[4] تاريخ بغداد 7/ 104، وفيه: «شهدت له بالصلاح والصبر على الفقر» .(21/131)
وعن أَحْمَد بن حَنْبَل أَنَّهُ كَانَ يتعجب من بدر وَيَقُولُ: منْ مِثل بدرٍ؟ بدرٌ مَلَك لسانه [1] .
وَقَالَ أَبُو عبد الرحمن السلمي: قَالَ أَبُو محمد الجريري: كنت عند بدر المغازلي، وكانت امرأته باعت دارًا لها بثلاثين دينارًا، فَقَالَ لها بدر: نفرّق هذه الدنانير في إخواننا، ونأكل [رزق] يومٍ بيوم. ففعلت [2] ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
160- بدر [3] .
أَبُو الحَسَن الرُّومي الجصّاص.
عن: عاصم، وعَليَّ، وشباب العصفُري.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر النقاش، وإسماعيل الخُطَبي.
وَكَانَ يكون ببغداد [4] .
161- بدر [5] .
مولى المُعْتَضِد باللَّه ومقدَّم جيوشه.
وَكَانَ في حرب فارس لَمَّا تُوُفِّي المُعْتَضِد، فعمل القاسم بن عبيد الله الوزير
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 104.
[2] تاريخ بغداد 7/ 104.
[3] انظر عن (بدر الجصّاص) في:
تاريخ بغداد 7/ 104، 105 رقم 3546، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 7 رقم 4.
[4] حدّث ببغداد في المحرّم سنة خمس وثمانين ومائتين.
[5] انظر عن (بدر مولى المعتضد) في:
تاريخ الطبري 9/ 561 و 10/ 41، 42، 47، 49، 51، 63، 67، 75، 84، 89، 90، 93، ومروج الذهب 3228، 3242، 3284، 3307، 3316، 3337، 3340، 3341، 3360، 3366، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 124، 137، 173- 177، 181، والكامل في التاريخ لابن الأثير 7/ 443، 456، 474، 480، 481، 484، 509، 517، 518، 422 و 8/ 145 و 8/ 145، و 10/ 514، وتاريخ بغداد 7/ 105 رقم 3547، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 34- 36 رقم 46، والتذكرة الحمدونية 1/ 443 رقم 1162 و 2/ 198 رقم 481، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 179، ووفيات الأعيان 6/ 199، والعبر 2/ 79، 82، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 96، 156، 173، 211، 307، 393، 395، و 3/ 185، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 239، والوزراء للصابي 17- 19، 25، 27، 109، 199- 201، 205، 207، 209، 218، 271، 278، 284، والهفوات النادرة للصابي 206، والإنباء في تاريخ الخلفاء 27، 149- 151، ونهاية الأرب للنويري 22/ 346، 366، 367، 374 و 23/ 12- 14، والبداية والنهاية 11/ 95، والوافي بالوفيات 10/ 94، رقم 4543.(21/132)
عَلَيْهِ وغيّر قلب المُكْتَفِي عَلَيْهِ، فطلبه المُكْتَفِي فتخوّف واختفى.
ثُمَّ أرسل إليه أمانًا وغدَرَ بِهِ بإشارة الْقَاسِم. وَلَمَّا وصل عدَلَ بِهِ في السفينة إلى جزيرة بِشْر.
وقُتل صبرًا في رمضان سنة تسع وثمانين.
162- بِشْر بن موسى بن صالح [1] .
شيخ ابن عُميرة. أبو عَليّ الأسدي البغدادي.
وُلد سنة تسعين ومائة.
وَسَمِعَ من: روح بن عُبادة حديثًا واحدًا.
ومن: حفص بن عُمَر العدني، وهوذة بن خليفة، والأصمعي، وَالحَسَن بن موسى الأشيب، وعبد الصمد بن حسان، وَعَمْرو بن حَكّام، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وأبي نُعَيْم، وخلْق.
وَعَنْهُ: إسماعيل الصّفّار، وابن نجيح، وأبو عُمَر الزاهد، وَأَبُو بَكْر الشافعي، وَأَبُو عَليّ بن الصواف، وأبو بَكْر بن مالك القطيعي، وأبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وخلْق.
وَهُوَ من بيت حشمة وجلالة.
قَالَ الخطيب [2] : كَانَ ثقة، أمينًا، حافظًا، عاقلًا، ركينًا.
وَقَالَ ابن المقرئ الأصبهاني: ثَنَا محمد بن الحَسَن بن أبي خُبزة:
سَمِعْتُ بِشْر بن موسى يَقُولُ: ذهب بي خالي حسّان بن بِشْر الأسدي إلى
__________
[1] انظر عن (بشر بن موسى) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 270، 348 و 2/ 233، 234، 333، 335، 336، والجرح والتعديل 2/ 367 رقم 1415، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 108، وسنن الدارقطنيّ 1/ 60 رقم 7، وتاريخ جرجان للسهمي 288، 275، 515، 520، 532، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 330 رقم (305) ، والإيمان لابن مندة، رقم 2، والسابق واللاحق 90، وتاريخ بغداد 7/ 86- 88 رقم 3523، وطبقات الحنابلة 1/ 121- 221 رقم 143، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 28 رقم 36، ودول الإسلام 1/ 174، وسير أعلام النبلاء 13/ 352- 354 رقم 170، والعبر 2/ 80، 81، وتذكرة الحفاظ 2/ 611، 612، والبداية والنهاية 11/ 85، والوافي بالوفيات 10/ 156 رقم 4622، وطبقات الحفاظ 270، 271، وشذرات الذهب 2/ 196.
[2] في تاريخه 7/ 86.(21/133)
يَحْيَى بن آدم، وصلّيت خلف عَمْرو الشَّيباني النَّحْوِيّ، فقرأ بسورة «السجدة» [1] ، فسجد [2] .
وَقَالَ أَبُو بَكْر الخلال: كَانَ أبو عبد الله يُكْرم بِشْر بن موسى، وكتب لَهُ إلى الحُميْدي إلى مكّة [3] .
وقال الدّارقطنيّ: ثقة [4] .
وقال الخطيب [5] : تُوُفِّي لأربعٍ بقين من ربيع الأول سنة ثمانٍ وثمانين.
163- بَكْر بن الحَبَطي.
حَدَّثَ بإصبهان عن: محمد بن سَعِيد بن سابق، وَإِبْرَاهِيم بن موسى الفرّا، وجماعة.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ أَيْضًا.
164- بَكْر بن سهل بن إسْمَاعِيل [6] .
أبو محمد الدّمياطيّ، مولى بني هاشم.
__________
[1] هي السورة الثانية والثلاثون في القرآن الكريم، وهي مكّيّة.
[2] تاريخ ببغداد 7/ 7.
[3] المصدر نفسه.
[4] نفسه.
[5] في تاريخه.
[6] انظر عن (بكر بن سهل الدمياطيّ) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 110، وفيه (بكر بن سهيل) وهو غلط، ومسند الشاميين، له 1/ 41 رقم 31 و 1/ 45 رقم 38 ومواضع أخرى، والدعاء للطبراني أيضا 2/ 935 رقم 310، و 2/ 1071 رقم 606 و 3/ 1583 رقم 1735، والمعجم الأوسط، له 1/ 176 أ، والمعجم الكبير 8/ 231، والروض البسام 2/ 50 رقم 437، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 125، 251، والإيمان لابن مندة، رقم 134، وتاريخ جرجان للسهمي 170، 171، 417، 480، والكفاية في علم الرواية للخطيب 48، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 20/ 666، ونشره محمد أحمد دهمان 10/ 248، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 288، 289، وحديث السكن بن جميع (ملحق بمعجم الشيوخ) 406 رقم (2) ، ومعجم البلدان 2/ 475، وميزان الاعتدال 1/ 345، 346 و 1284، وتذكرة الحفاظ 2/ 680، والعبر 1/ 82، 298، 300، 334، 342، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 178 رقم 828، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 117، 118، ومشارع الأشواق للدمياطي 1/ 459، ولسان الميزان 2/ 51، 52، وحسن المحاضرة 1/ 155، وشذرات الذهب 2/ 201، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 255، 256 رقم 110، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 25، 26 رقم 348.(21/134)
عن: عبد الله بن هاشم بن يوسف التِّنِّيسِي، وعبد الله بن صالح كاتب اللَّيْث، وَسُلَيْمَان بن أبي كريمة البيروتي، وَشُعَيْب بن يَحْيَى، ونعيم بن حَمَّاد، وَمحمد بن مَخْلَد الرُّعيني، وصفْوان بن صالح الدِّمَشْقِيّ، وطائفة.
وقرأ القرآن عَلَى أصحاب وَرْش.
قرأ عَلَيْهِ: ابن شَنَبُوذ، وزكريا بن يَحْيَى الأندلسي.
وحمل الحروف عَنْهُ: أَحْمَد بن يعقوب النائب، وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرّزّاق في كتابه إليهما.
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَر الطَّحاوي، وأبو العَبَّاس الأصم، وَأَحْمَد بن عُتْبة الرّازيّ، وعَليَّ بن محمد الواعظ، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وَأَبُو أَحْمَد العسال، وطائفة.
وَكَانَ شيخًا أسمر، مربوعًا، كبير الأُذنين.
وُلد سنة ستٍّ وتسعين ومائة.
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ [1] : وَكَانَ قد جمعوا له بالرّملة خمسمائة دينار ليقرأ عليهم التفسير، فامتنع. وقدِم بيتَ المَقْدِس، فجمع لَهُ من الرملة وبيت المَقْدِس ألف دينار، فقرأ عليهم الكتاب.
ومات في هذه السّنة، أي سنة تسع وثمانين.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضعيف.
وَقَالَ ابن يونس: تُوُفِّي بدِمياط في ربيع الأوّل، سنة تسعٍ وثمانين. وَهَذَا أصحّ.
165- بَكْر بن عبد العزيز بن أبي دُلف العِجلي الأمير [2] .
من بيت إمرة وتقدُّم. خرج عَلَى المُعْتَضِد، فلم يتم أمره.
ومات بطَبَرسْتَان.
وجاء الخبر، فأعطى المُعْتَضِد البشيرَ ألفَ دينار.
مات سنة خمسٍ وثمانين.
__________
[1] في طبقات المحدّثين بأصبهان. (في الجزء الّذي لم يطبع بعد) .
[2] انظر عن (بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف) في:
تاريخ الطبري 10/ 33، 47، 49، 51، 63، ومروج الذهب 3334، 3352.(21/135)
- حرف التاء-
166- تميم بن محمد بن طمخاج [1] .
الحَافِظ أَبُو عبد الرحمن الطوسي.
طوَّف وَسَمِعَ: أَحْمَد بن حَنْبَل، وشيبان بن فَرُّوخ، وهدبة بن خالد، وَمحمد بن رُمح، وحرملة، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وَسُلَيْمَان بن سَلَمَةَ الخبائري، وطائفة.
وعنه: أبو النضر الفقيه، وعلي بن جمشاد، وأبو عبد الله بن الأخرم.
وروى الحسن بن سفيان مع تقدمه في مسنده عن ولده أبي بَكْر، عن تميم بن محمد.
قَالَ الحاكم: وتميم محدّث ثقة، مصنَّف. جمع المُسْند الكبير عَلَى الرجال.
قُلْتُ: تُوُفِّي في حدود التّسعين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (تميم بن محمد) في:
طبقات الحنابلة 1/ 122 رقم 144، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 361.(21/136)
- حرف الثاء-
167- ثابت بن قُرة بن مروان بن ثابت بن زكريا الحرّانيّ [1] .
الصّابيء الفيلسوف الحاسب. نزيل بغداد. وَكَانَ إِلَيْهِ المُنتهى في علوم الأوائل، حقّها وباطِلِها. صنّف تصانيف كثيرة. وَكَانَ بارعًا في فنّ الهيئة والهندسة. وَلَهُ عقبٌ ببغداد عَلَى دِين الصابئة.
وَكَانَ ابنه إِبْرَاهِيم بن ثابت رأسًا في الطب، ترْكنُ النَّفس إلى ما يؤرخه.
مات عَلَى كُفره.
وأمّا ثابت بن قُرة فأول أمره كَانَ صيرفيًا بحرَّان. ثُمَّ استصحبه محمد بن موسى بن شاكر لَمَّا انصرف من بلد الروم، لِأَنَّهُ رآه فصيحًا ذكيًا.
وَيُقَال: إِنَّهُ قدم عَلَى محمد بن موسى، فتعلم عنده، فوصله إلى المُعْتَضِد، وأدخله في جملة المنجمين. فَكَانَ أول ما تجدّد للصابئين من الرئاسة والوجاهة ببغداد.
قَالَ ابن أبي أُصيبعة [2] : لم يكن في زمان ثابت بن قُرة الحكيم من يماثله
__________
[1] انظر عن (ثابت بن قرّة) في:
مروج الذهب للمسعوديّ 835، 1328، 1382، والفهرست لابن النديم 272، والكامل في التاريخ 7/ 510، وتاريخ حلب للعظيميّ 273، 286، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 29، رقم 37، وعيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 295- 300، وتاريخ الزمان لابن العبري 48، ووفيات الأعيان 1/ 313- 315، وسير أعلام النبلاء 13/ 485، 486 رقم 232، والبداية والنهاية 11/ 85، وشذرات الذهب 2/ 196- 198، والوفيات لابن قنفذ 193 رقم 288، وتاريخ الحكماء للقفطي 115، 122، وطبقات الأطبّاء والحكماء لابن جلجل 75، وطبقات الأمم 37، والملل والنّحل للشهرستاني 2/ 202- 251، ودائرة المعارف الإسلامية 6/ 189- 191، ونهاية الأرب 22/ 359، ومرآة الجنان 2/ 215، 216، والوافي بالوفيات 10/ 466، 467 رقم 4973 ومعجم المؤلّفين 3/ 101، 102.
[2] في عيون الأنباء 295.(21/137)
في الطب، ولا في جميع أنواع الفلسفة. وتصانيفه موصوفة بالْجَودة. ونال رُتبة عالية إلى الغاية عند المُعْتَضِد، وأقطعه ضياعًا جليلة. وَكَانَ يجلس عنده والوزير قائم.
وَلَهُ من التّلامذة في الطب عيسى بن أَسيد النَّصراني المشهور.
قلت: توفّي لا إلى رحمة الله سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
168- ثابت بن نُعَيْم [1] .
أَبُو معن الهَوْجي.
عن: آدم بن أبي إياس، وَمحمد بن أبي اليُسر العسقلاني.
وَعَنْهُ: أَبُو القاسم الطَّبَرَانيّ.
وهَوْجة قرية من أعمال عسقلّان.
__________
[1] انظر عن (ثابت بن نعيم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 114.(21/138)
- حرف الجيم-
169- جَعْفَر بن أَحْمَد بن فارس [1] .
أبو الفضل الأصبهاني.
سَمِعَ: سهل بن عُثْمَان العسكري، وأبا مُصْعَب الزُّهري، وَمحمد بن حُميد الرازي، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابنه عبد الله بن جَعْفَر مُسْند إصبهان، وأبو الشَّيْخ، وآخرون.
وَكَانَ محدِّثًا فاضلًا، لَهُ تصانيف [2] .
واتُّفق عَلَى موته بالكرج، وَذَلِكَ في سنة تسع وثمانين.
170- جَعْفَر بن أَحْمَد بن أبي موسى المَوْصِليّ الحذّاء.
عن: الحُمَيْدِيّ، وغسان بن الربيع، وغيرهما.
وَعَنْهُ: يزيد بن محمد الأزدي.
وذكر يزيد أَنَّهُ مات سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
171- جَعْفَر بن أَحْمَد بن الحَافِظ عَليّ بن الْمَدِينِيِّ.
مات بالبصرة في ذي القِعْدَة سنة اثنتين وثمانين.
172- جَعْفَر بن حميد بن عبد الكريم الأنصاري الدِّمَشْقِيّ [3] .
روى عن: جَدّه لأمه عِمران بن أبان المُزَنِيّ، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن أحمد بن فارس) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 245، ومعجم البلدان 1/ 417، ومعجم المؤلفين 3/ 133، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 255 رقم 109.
[2] قال أبو نعيم: كتب الكثير بالبصرة ومكة، وسمع المؤطّأ من أبي مصعب.
[3] انظر عن (جعفر بن حميد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 116.(21/139)
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
173- جَعْفَر بن سُلَيْمَان النَّوفلي المدني [1] .
عن: عبد العزيز الأُويسي.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
174- جَعْفَر بن محمد بن أبي عُثْمَان [2] .
أَبُو الفضل الطَّيَالِسِيّ البغدادي الحَافِظ.
سَمِعَ: عفان، وَسُلَيْمَان بن حرب، ومسلمة بن إبراهيم، وَمحمد بن الفضل عارم، وَإِسْحَاق بن محمد الفَرْوي، وابن مَعين، وخلْقًا سواهم.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وَإسْمَاعِيل الصَّفَّار، وأبو بَكْر النَّجَّاد، وَمحمد بن العَبَّاس بن نجيح، وأبو سهل القطان، وأبو بَكْر الشافعي، وآخرون.
قَالَ الخطيب [3] : كَانَ ثقة ثَبْتًا، صعب الأخذ، حسن الحِفظ.
قَالَ ابن المنادي: كَانَ مشهورًا بالإتقان والحِفظ والصدق [4] .
تُوُفِّي في رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائتين [5] .
175- جَعْفَر بن محمد الخَنْدقي الخباز [6] .
كَانَ يوصف بالحفظ.
روى عن: خالد بن خداش، وسريج بن يونس.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن سليمان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 115 وهو: جعفر بن سليمان البرمكي.
[2] انظر عن (جعفر بن محمد بن أبي عثمان) في:
السابق واللاحق 372، وتاريخ بغداد 7/ 188، 189 رقم 3640، وطبقات الحنابلة 1/ 123، 124 رقم 149، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 154، رقم 289، وسير أعلام النبلاء 13/ 346، 347 رقم 162، وتذكرة الحفاظ 2/ 626، والعبر 2/ 67، 68، ومرآة الجنان 2/ 194، والوافي بالوفيات 11/ 132، 133 رقم 211، وطبقات الحفّاظ 275، 276، وشذرات الذهب 2/ 178.
[3] في تاريخه 7/ 188.
[4] تاريخ بغداد 7/ 188.
[5] وقال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 13/ 347: «توفي في عشر التسعين» .
[6] انظر عن (جعفر بن محمد الخندقي) في:
تاريخ بغداد 7/ 190 رقم 3645.(21/140)
وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الله بن محمد بن ياسين [1] .
176- جَعْفَر بن محمد بن حرب العبَّاداني، ثُمَّ البغدادي [2] .
عن: سُلَيْمَان بن حرب، وعبد السلام بن مطهر، وَمحمد بن كثير العبْدي، وسهل بن بكار.
وَعَنْهُ: جَعْفَر الخلدي، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
177- جَعْفَر بن محمد بن كزال [3] .
أَبُو الفضل السمسار.
عن: عفان، وسعد بن سُلَيْمَان سَعْدويه، وَالحَسَن بن بِشْر بن سلم، وَيَحْيَى بن عبدويه، وخالد بن خداش، وَيَحْيَى الحماني، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القطان، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وأبو بَكْر الشافعي، وجماعة.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقوي [4] .
قُلْتُ: تُوُفِّي في شوال سنة اثنتين وثمانين ومائتين [5] .
178- جَعْفَر بن محمد القلانسي الرملي.
عن: آدم بن أبي إياس.
قد مرّ في الطبقة الماضية.
179- جَعْفَر بن محمد بن بَكْر البالِسي.
أَبُو العَبَّاس.
عن: النّجّاد، وأحمد بن إسحاق الرّازيّ.
__________
[1] قال الخطيب: كان ثقة حافظا.
[2] انظر عن (جعفر بن محمد بن حرب) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 122.
[3] انظر عن (جعفر بن محمد بن كزال) في:
تاريخ بغداد 7/ 189، 190 رقم 3643 وهو: «جعفر بن محمد بن عبد الله بن بشر بن كزال» ، وكذلك في المنتظم 5/ 154 رقم 290.
[4] المصدر نفسه.
[5] قاله ابن المنادي. (تاريخ بغداد) .(21/141)
180- جَعْفَر بن محمد بن عَليّ [1] .
أَبُو الْقَاسِم البلخي المُؤَدِّب الوراق.
سكن بغداد وحدّث عن: سهل بن عُثْمَان العسكري، وَمحمد بن حُميد.
وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي [2] .
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين [3] .
181- جَعْفَر بن محمد بن هاشم المُؤَدِّب [4] .
عن: عفان.
وَعَنْهُ: الطَّسْتِيّ.
182- جَعْفَر بن محمد بن إِسْحَاق المصري.
المعروف بابن الحمارة.
عن: يَحْيَى بن بُكير، وغيره.
تُوُفِّي في عام أربعٍ وثمانين.
183- جَعْفَر بن محمد بن عَرَفة [5] .
أَبُو الفضل البغدادي الْمُعَدَّلُ.
عن: محمد بن شعبة بن جوان.
وعنه: الطّستيّ.
ومات في آخر سنة سبع وثمانين ومائتين [6] .
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد بن علي البلخي) في:
تاريخ بغداد 7/ 190 رقم 3644، وطبقات الحنابلة 1/ 126، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 263 رقم 305.
[2] سمع منه في قنطرة البردان.
[3] في شهر رمضان.
[4] انظر عن (جعفر بن محمد بن هاشم) في:
تاريخ بغداد 7/ 189 رقم 3642.
[5] انظر عن (جعفر بن محمد بن عرفة) في:
تاريخ بغداد 7/ 190، 191 رقم 3646، والمنتظم 6/ 25 رقم 27.
[6] قال ابن المنادي: كتب الناس عنه قبل موته بقليل، وكان ثقة مقبولا عند الحكّام أيضا.. مات من منصرفه من الحج بمنزل يقال له العمق يوم الجمعة لسبع بقين من ذي الحجة سنة سبع وثمانين ومائتين، وأدخل إلى بغداد فدفن بها يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرّم سنة(21/142)
184- جَعْفَر بن محمد بن شريك [1] .
أَبُو الفضل الأصبهاني.
عن: يونس، وعبد الله بن عمران، وَالحُسَيْن بن الفرج.
وَعَنْهُ: أَبُو الشَّيْخ، وَأَحْمَد بن بُنْدَار، وأبو أَحْمَد العسال، وَأَحْمَد بن جَعْفَر السمسار.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين.
185- جَعْفَر بن محمد بن عمران بن بريق، بالراء [2] .
أَبُو الفضل المخرمي.
عن: سَعِيد بن محمد الجرمي، وخلف بن هشام.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن كامل، والطَّبَرَانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة تسعين ومائتين [3] .
186- جَعْفَر بن محمد بن اليمان المُؤَدِّب [4] .
ثقة.
يروي عن: شريح بن النُّعْمَان، وأبي الوليد الطَّيَالِسِيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القطان، وأبو بَكْر الشّافعيّ [5] .
187- جعفر بن محمد بن سوّار [6] .
__________
[ () ] ثمان وثمانين ومائتين، وصلّينا عليه.
[1] انظر عن (جعفر بن محمد بن شريك) في:
طبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ في (الجزء غير المطبوع) .
[2] انظر عن (جعفر بن محمد بن عمران) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 117، وتاريخ بغداد 7/ 192، 193 رقم 3651، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 39 رقم 53.
قال الخطيب: إلّا أنّ الطبراني قال: ابن بويق، بالواو، وهم في ذلك.
[3] في يوم الخميس لأيام بقيت من صفر. قال ابن المنادي: كان قد حدّث قبل موته بقليل، ومات على ستر جميل. (تاريخ بغداد 8/ 193) .
[4] انظر عن (جعفر بن محمد بن اليمان) في:
تاريخ بغداد 7/ 194، 195 رقم 3655.
[5] وثّقه الخطيب.
[6] انظر عن (جعفر بن محمد بن سوّار) في:
الإيمان لابن مندة، رقم الحديث 304، وتاريخ بغداد 7/ 191 رقم 3647، والمنتظم لابن(21/143)
أَبُو محمد النَّيْسَابُوري.
عن: قُتَيْبَة، وأبي مروان العماني، وعبد الله بن عُمَر بن الرماح، وعليّ بن حجر، وأبي مُصْعَب، وخلق.
وَعَنْهُ: محمد بْن صالح بْن هانئ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وَيَحْيَى بن منصور، وأبو العَبَّاس بن حَمْدَان، وَإسْمَاعِيل بن مجيد، وَمحمد بن العَبَّاس بن نجيح البغداديّ.
حدّث نيسابور، وبغداد، وَكَانَ من علماء هَذَا الشأن [1] .
تُوُفِّي في ذي القِعْدَة سنة ثمانٍ وثمانين.
وقع حديثه عاليًا.
188- جَعْفَر بن محمد الخياط [2] .
صاحب أبي ثَوْر الفقيه.
روى عَنْ: عبد الصمد بن يزيد مردويه.
وَعَنْهُ: أبو عَمْرو بن السماك، وغيره.
189- جَعْفَر بن إلياس بن صدقة المصري الكبّاش الحلاب [3] .
عن: نُعَيْم بن حَمَّاد، وأصبْغ بن الفرج الفقيه.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في شوال سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
190- جُنَيْد بن حُكيم [4] .
أَبُو بَكْر الأزدي الدّقّاق.
بغداديٌّ فيه لين ما.
__________
[ () ] الجوزي 6/ 29 رقم 38.
[1] وثّقه الخطيب.
[2] انظر عن (جعفر بن محمد الخياط) في:
تاريخ بغداد 7/ 192 رقم 3650.
[3] انظر عن (جعفر بن إلياس) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 115.
[4] انظر عن (جنيد بن حكيم) في:
تاريخ بغداد 7/ 241 رقم 3738، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 435.(21/144)
سَمِعَ: عَليّ بن الْمَدِينِيِّ، وعبادة بن زياد.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القطان، وَمحمد بن مَخْلَد العطار، وَأَحْمَد بن كامل، وعَليَّ بن حَمَّاد، وأبو بَكْر الشافعي.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقوي [1] .
191- جيش بن خُمَارَوَيْه بن أَحْمَد بن طولون [2] .
أَبُو العساكر الطولوني. تملَّك بعد قتل أَبِيهِ بدمشق. أقام بها ستة أشهر ثُمَّ سار إلى الديار المصرية، فوثب عليه أخوه هارون فقتله، لكونه قتل عمَّيْه. وَذَلِكَ في سنة ثلاثٍ وثمانين. خرج عَلَيْهِ الأمراء فخلعوه في جُمَادَى الآخرة، وسُجن فمات، أَوْ قُتل، في السجن.
__________
[1] تاريخ بغداد.
[2] انظر عن (جيش بن خمارويه) في:
تاريخ الطبري 10/ 45، 46، ومروج الذهب للمسعوديّ 3290، 3313، 3314، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 86، وولاة مصر للكندي 265، 266، والولاة والقضاة له 241، 242، 257، 479، 517، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 420، 421، والكامل في التاريخ 7/ 435، 477، 488، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 145، 178، ومآثر الإنافة 1/ 266، والوافي بالوفيات 11/ 229، 230 رقم 326، وامرأة دمشق في الإسلام 24، والنجوم الزاهرة 3/ 88، وحسن المحاضرة 1/ 596، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 417.(21/145)
- حرف الحاء-
192- الحارث بن عبد العزيز.
أَبُو ليلى أمير إصبهان.
قُتل في سنة أربعٍ وثمانين، وطيف برأسه.
193- الحارث بن محمد بن أبي أُسَامَةَ داهر [1] .
المحدّث أَبُو محمد التيمي البغدادي الخطيب مُسْند بغداد في وقته. وُلد سنة ستٍّ وثمانين ومائة.
وَسَمِعَ: عبد الوهاب بن عطاء، ويزيد بن هارون، وعَليَّ بن عاصم، وَسَعِيد بن عامر الضُّبَعيّ، وعبد الله بن بَكْر السَّهمي، وهاشم بن الْقَاسِم، وكثير بن هشام، والواقدي، وروح بْن عُبادة، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس، وَمحمد بْن عَبْد الله بْن كناسة، وَبِشْر بن عُمَر الزهراني، وأبا عاصم، وأبا بدر شجاع بن الوليد، وَيَحْيَى بن أبي بُكير، وخلقًا كثيرًا.
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ، وَمحمد بن مَخْلَد، وعبد الصّمد الطّستيّ، وأبو
__________
[1] انظر عن (الحارث بن محمد) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 265، 269، 373، 283. 287، 300، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ، والثقات لابن حبّان 8/ 183، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 383 رقم 377، والإيمان لابن مندة، رقم الحديث 20، والسابق واللاحق 184، وتاريخ بغداد 8/ 218، 219 رقم 4332، والمنتظم 5/ 155، رقم 293، والكامل في التاريخ 7/ 475، والمختصر في أخبار البشر 2/ 57، ودول الإسلام 1/ 170، والعبر 2/ 68، وميزان الاعتدال 1/ 442، 443 رقم 1644، وتذكرة الحفاظ 2/ 175، وسير أعلام النبلاء 13/ 388- 390 رقم 187، ومرآة الجنان 2/ 194، والوافي بالوفيات 11/ 260، 261 رقم 383، وغاية النهاية 1/ 201، والبداية والنهاية 11/ 72، ولسان الميزان 2/ 157- 159، وطبقات الحفاظ 372، 373، وشذرات الذهب 2/ 178، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 3/ 158، والأعلام 2/ 160، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 252 رقم 103، وكشف الظنون 1678، 1682، 1685(21/146)
بَكْر النَّجَّاد، وَأَبُو بَكْر بن خلاد النَّصيبي، وأبو بَكْر الشافعي، وعبد الله بن الحُسَيْن النَّضري المَرْوَزِيّ، وخلْق.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: صدوق [1] .
وذكره ابن حبان في «الثقات» [2] .
وَقَالَ أَبُو الفتح الأزدي الضعيف: الحارث بن أبي أسامة ضعيف، لم أر في شيوخنا من يُحدّث عَنْهُ.
قُلْتُ: هذه مجازفة، وليت الأزدي عرف ضَعْف نفسه.
وقد أمر الدَّارَقُطْنيّ البرقاني بإخراج حديث الحارث في «الصحيح» .
وكذا ضعفه محمد بن حزم [3] .
قُلْتُ: والحارث ثقة، وربّما أُخذ عَلَى التحديث. ولهذا عمل فيه محمد بن خلف بن المَرْزُبان:
أبلغِ الحارثَ المحدِّث قوْلًا ... من أخٍ صادقٍ شديد المحبَّه
ويْك قد كنت تعتزي [4] سالف الدَّهْر ... قديمًا إلى قبائل ضَبَّه
كتبتَ الحديثَ عن سائر النَّاس ... ، وحاذيت في اللقاء ابن شَبَّه
عن يزيد، والواقدي، وروحٍ ... وابن سعد، والقعنبيّ، وهدبة [5]
ثمّ صنّفت من أحاديث سُفْيَان ... وعن مالكٍ ومُسند شعبه
وعن ابن الْمَدِينِيِّ فما زلتَ ... قديمًا تبثُّ في النَّاس كتبه
أفعنهم أخذت بيعك ... للعلم وإيثار من يزيدك حَبَّه [6]
في أبيات.
فَلَمَّا سمعها قَالَ: أدخلوه، فضحني، قاتله الله.
وَلَهُ مُسْند كبير، سمعنا منه عدة أجزاء بالاتصال.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 219.
[2] ج 8/ 183 وقال: كان ممّن عمّر.
[3] في «المحلّى» .
[4] في الأصل: «تعتري» ، والتصحيح من: ميزان الاعتدال.
[5] في الأصل: «وابن هدبة» ، وهو وهم.
[6] الأبيات في: ميزان الاعتدال 1/ 443 بزيادة بيتين، وسير أعلام النبلاء 13/ 390 كما هنا.(21/147)
وَقَالَ محمد بن محمد بن مالك الإسكافي: سألت إِبْرَاهِيم الحربي، عن الحارث بن محمد، وَقُلْتُ إِنَّهُ يأخذ الدراهم، فَقَالَ: اسمع منه فإنّه ثقة [1] .
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ: أنا يُوسُفُ الْحَافِظُ، أَنا خَلِيلُ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ النُّصَيْبِيُّ: ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، ثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ الْخَلْدَ بْنَ سَعْدَانَ حَدَّثَهُ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نَصْرٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَهُ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ أَصْفَرَيْنِ فَقَالَ:
«إِنَّ هَذِهِ ثِيَابُ الْكُفَّارِ، فَلا تَلْبَسْهُ» . صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
قَالَ غنجار الْبُخَارِيُّ: سَمِعْتُ محمد بن موسى الرازي: سَمِعْتُ الحارث بن أُسَامَةَ يَقُولُ: لي ستّ بنات، أكبرُهنّ بنت سبعين سنة، وأصغرهن بنت ستّين سنة. وما زوّجت واحدة منهن لأني فقير، وما جاءني إلا فقير، فكرهت أن أزيد في عيالي. وإني وضعت كفني عَلَى هَذَا الوتد منذ نيِّفٍ وثلاثين سنة، مخافة أن لا يجدوا ما يكفنوني فيه. رواها عَليّ بن محمد الرازي الطبيب، عن محمد بن موسى أَيْضًا.
تُوُفِّي في يوم عرفة سنة اثنتين وثمانين، عن سبعٍ وتسعين سنة [2] .
194- حامد بن شاذي الكشي [3] .
حَدَّثَ ببغداد عن: قتيبة، وعليّ بن حجر.
وعنه: عبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
195- حبشي بن أَحْمَد بن سُلَيْمَان المَوْصِليّ السِّمْسار.
عن: الْقَعْنَبِيِّ، وغيره من أهل الموصل.
توفّي سنة ستّ وثمانين.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 219.
[2] قال أحمد بن كامل: بلغ الحارث بن أسامة ستا وتسعين سنة، وكان يخضب بالحمرة، وكان ثقة.
(تاريخ بغداد) .
[3] انظر عن (حامد بن شاذي) في:
تاريخ بغداد 8/ 168 رقم 4277.(21/148)
196- حبّوش بن رزق للَّه بن سنان [1] .
أبو محمد الكلوذانيّ الأصل المصري.
عن: عبد الله بن صالح، وَالنَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يوسف التِّنِّيسِي، وجماعة.
وَكَانَ من عُدُولي مصر.
روى عَنْهُ: عَليّ بن أَحْمَد بن إِسْحَاق البغدادي، وأبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
197- حجّاج بن عمران السَّدُوسي [2] .
كاتب الحُكم للقاضي بكار.
حَدَّثَ عن: بكار، وقبله عن: سُلَيْمَان بن داود الشاذكوني.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ:
تُوُفِّي في صفر سنة خمسٍ وثمانين.
198- الحَزَنْبَل الأديب.
هُوَ: محمد بن عبد الله بن عاصم.
أبو عبد الله التَّمِيمِيّ البغدادي الإخباري.
روى عن: أبي عبيدة بن الأعرابي، وابن السكيت.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الصولي، وَمحمد حمَّويه الفَرَضي، وغيرهما.
مدح الخلفاء والأمراء، وطال عمره، واشتهر ذكره.
199- الحَسَن بن أَحْمَد بن أبان الرافقي.
عن: أبي جَعْفَر النُّفَيْلِيِّ.
تُوُفِّي سنة تسعين.
__________
[1] انظر عن (حبّوش بن رزق الله) في المعجم الصغير للطبراني 1/ 154.
[2] انظر عن (حجّاج بن عمران) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 152.(21/149)
200- الحَسَن بن أَحْمَد بن اللَّيْث [1] .
أَبُو الحَسَن الرازي.
سَمِعَ: إِبْرَاهِيم بن موسى الحَافِظ، وعبد الله القواريري، وأقرانهما.
وَعَنْهُ: أَبُو الحَسَن القطان، وطائفة.
مات سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
201- الحَسَن بن أحمد بن الطّيب الصَّنْعَانيّ.
سَمِعَ «الموطأ» من محمد بن عبد الرحيم بن شروس، عن مالك.
أخذ عَنْهُ: أَبُو الحَسَن القطان.
مات سنة سبعٍ وثمانين، ورّخه الخليلي.
202- الحَسَن بن أيوب بن مُسْلِم القزويني [2] .
عن: عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيْسيّ، وأحمد بن يونس.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق الكيْساني، وأهل قزوين.
وَكَانَ أسند من بقي بتلك الديار.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين [3] .
203- الحَسَن بن جرير [4] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن أحمد بن الليث) في:
طبقات الحنابلة 1/ 129، 130 رقم 159 وفيه: الحسن بن أحمد بن أبي الليث، ثم صحّحه في أثناء الترجمة.
[2] انظر عن (الحسن بن أيوب) في:
الجرح والتعديل 3/ 2 رقم 3، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي 2/ 402، 403.
[3] قَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعنا منه وهو صدوق. (الجرح والتعديل) .
وقال الخليل الحافظ: وهو من أهل الحجازيين، ثقة متّفق عليه. (التدوين) .
[4] انظر عن الحسن بن جرير الصوري) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي 21 رقم 35، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 124، والدعاء، له 2/ 964 رقم 364، و 3/ 1357 رقم 1188، و 3/ 1814 رقم 2251، والمعجم الكبير، له 1/ 115، 124، 234، و 4/ 93، 94، و 5/ 236 و 6/ 305، 306 و 2/ 257 و 7/ 258 و 8/ 109، 110، 118، 149، 369، 372، 373 و 10/ رقم 10253 و 10682، و 10687 و 11/ رقم 11141 و 11143 و 19/ رقم 895 و 22/ رقم 188 و 24/ رقم 951، ومسند الشاميين، له 1/ رقم 153 و 156 و 159 و 170 و 279 و 582 و 651 و 680 و 2/ 1106، 1188، و 1340 و 1445 و 1598 و 1616، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيدواي 258 (وفيه:(21/150)
أَبُو عَليّ الصُّوري الزَّنبقي.
عن: عيسى بن مينا قالون، وَسَعِيد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أُويس، وَيَحْيَى بن بُكير، وجماعة كثيرة.
وَعَنْهُ: عَليّ بن أبي العقب، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسيّ، وسلامة بن أَحْمَد الصُّوري، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
والزَّنبقي: بالنون.
204- الحَسَن بن إِبْرَاهِيم بن مطروح الخولاني المصري [1] .
عن: يزيد بن سَعِيد الإسكندراني، عن مالك.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
توفي سنة تسع وثمانين بمصر.
205- الحسن بن الجهم.
أبو علي التميمي الأصبهاني.
عن: الحسين بن الفرج، وحبان بن بشر.
وعنه: أحمد بن بندار الشعار.
توفي سنة تسعين ومائتين.
206- الحسن بن ليلى الموصلي.
عن: غسان بن الربيع، وجبارة بن المغلس، وجماعة.
وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه وقال: مات سنة خمس وثمانين ومائتين.
__________
[ () ] الحسين) ، 284، 363، 364، والإكمال لابن ماكولا 4/ 227، ومسند الشهاب للقضاعي 2/ 227 رقم 1243، وتاريخ جرجان للسهمي 417، والأنساب لابن السمعاني 279 أ، وتاريخ بغداد 2/ 142، والإكمال لابن ماكولا 5/ 151، وحلية الأولياء 6/ 145، 344 و 8/ 334، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) (9/ 385- 388) و 10/ 227 و 30/ 203، 499، و 23/ 74، و 26/ 166، و 36/ 385 و 37/ 323، 347، 422 و 38/ 201، 150، و 42/ 540 و 43/ 572، و 46، 318 و 48/ 288، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 156، 258، 354 و 5/ 256، وموسوعة العلماء المسلمين 2/ 91- 98 رقم 412، والروض البسام 1/ 205 رقم 153 و 1/ 226 رقم 179 ورقم 184 و 354. و 2/ 24 رقم 409 ورقم 443 و 598 و 692.
[1] انظر عن (الحسن بن إبراهيم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 129.(21/151)
207- الحَسَن بن سهل بن عبد العزيز البَصْرِيّ بن المجوز [1] .
سَمِعَ: أبا عاصم النبيل، وعثمان بن الهيثم.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وعَليَّ بن محمد بن سختويه، وجماعة.
ذكره ابن حبان في «الثقات» [2] وَقَالَ: ربما أخطأ.
تُوُفِّي الحَسَن بن سهل بالبصرة في ذي الحجة سنة تسعين ومائتين.
208- الحَسَن بن العَبَّاس بن أبي مهران الرازي الجمال [3] .
أَبُو عَليّ المقرئ المجوِّد، نزيل بغداد.
سَمِعَ: ابن عُثْمَان، وعبد المؤمن بن عَليّ الزَّعْفَرَانِيّ، ويعقوب بن حميد بن كاسب.
وقرأ القرآن عَلَى: أحمد بن قالون، وَأَحْمَد بن يزيد الحلواني، ومحمد بن عيسى الإصبهاني، وأحمد بن صالح المصري.
وتصدّر للإقراء. وَكَانَ من كبار المحققين للقراءات.
قرأ عَلَيْهِ: أبو بَكْر بن مجاهد، وأبو الحَسَن بن شَنَبُوذ، وأبو بَكْر النقاش، وَأَحْمَد بن حَمَّاد صاحب المشطاح.
وروى عَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وابن السَّمَّاك، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وابن قانع، وأبو سهل القطان، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب [4] .
وَتُوُفِّي في رمضان سنة تسع وثمانين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن سهل بن عبد العزيز) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 181، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 132، والسابق واللاحق 10، واللباب لابن الأثير 3/ 101، والوافي بالوفيات 12/ 40، 41 رقم 34، وتذكرة الحفاظ 2/ 639.
[2] ج 8/ 181.
[3] انظر عن (الحسن بن العباس) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 14، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 126، وتاريخ بغداد 7/ 396 رقم 3935، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 36 رقم 49 وفيه «ابن أبي حمدان» ومعرفة القراء الكبار 1/ 235 رقم 134، وغاية النهاية 1/ 216 رقم 986، والوافي بالوفيات 12/ 62 رقم 51.
[4] في تاريخه 7/ 397.(21/152)
209- الحَسَن بن عبد الأعلى بن إبراهيم [1] بن عُبَيْد الله الأبناوي [2] اليماني البَوْسي [3] الصَّنْعَانيّ.
روى عن: عبد الرزاق، وغيره.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
قَالَ أَبُو الْقَاسِم بن منده: تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
والبوسي: بالفتح والإهمال: ضبطه السلفي، وغيره [4] .
وروى عَنْهُ: حفيده عبد الأعلى محمد بن الحسن، وأبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي الجمال، وأحمد بن شُعَيْب الأنطاكي، وأبو عوانة الحَافِظ في «صحيحه» ، وأبو الحسن بن سلمة القطّان وَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
وُلدت سنة اربع وتسعين ومائة، وسمعت من عبد الرّزّاق نحوًا من خمسين حديثًا.
وَتُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
210- الحَسَن بن عَليّ بن الفرات [5] .
أَبُو عَليّ الكرماني.
حَدَّثَ بإصبهان عن: يزيد بن هارون، وأبي نعيم.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن عبد الأعلى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 124 وفيه «البوشي» وهو غلط، وتاريخ جرجان للسهمي 475، 532، والأنساب لابن السمعاني 2/ 332، ومعجم البلدان 1/ 508، واللباب 1/ 187، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 100، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 649، وتبصير المنتبه 1/ 180، والوافي بالوفيات 12/ 62، 63 رقم 52، وطبقات فقهاء اليمن لعمر بن سمرة الجندي 64.
[2] الأبناوي: نسبة إلى أبناء الفرس الذين نزلوا اليمن ممّن جهّزهم كسرى مع سيف بن ذي يزن إلى ملك الحبشة باليمن فطردوا الحبشة عن اليمن: انظر: الإكمال لابن ماكولا 1/ 140، 141 بالمتن والحاشية، وتوضيح المشتبه 1/ 142، وتبصير المنتبه 1/ 35، 36.
[3] البوسي: بفتح الباء الموحّدة، وسكون الواو، والسين المهملة، نسبة إلى: بوس، قرية بصنعاء اليمن.
[4] قال ابن ناصر الدين: وقيّد نسبته بفتح الأول: ابن نقطة، والفرضيّ، والمصنّف، ووجدته في «المستخرج» لأبي القاسم عبد الرحمن بن مندة بضم أوله، وقيّده كذلك ابن الجوزي في «المحتسب» .
[5] انظر عن (الحسن بن علي بن الفرات) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 264.(21/153)
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن الحَسَن النقاش.
وبقي إلى بعد الثمانين.
قَالَ أَبُو نُعَيْم الحَافِظ: فيه ضعف [1] .
211- الحَسَن بن عَليّ بن خالد بن زولاق [2] .
أَبُو علي المصري الشيعي.
عن: عبد الله بن صالح الكاتب، وَيَحْيَى بن سليمان الجعفري.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
212- الحَسَن بن عَليّ بن ياسر [3] .
الفقيه أَبُو عَليّ البغدادي خال الحَافِظ أبي الآذان.
حدث عن: محمد بن بكار بن الريان، وطبقته.
وَعَنْهُ: عَليّ بن محمد الواعظ، والطَّبَرَانيّ.
قَالَ الخطيب [4] : ثقة.
تُوُفِّي بمصر سنة تسع وثمانين ومائتين.
213- الحَسَن بن عَليّ بن حجاج الأنصاري البغدادي [5] .
عن: عبد الله بن معاوية الْجُمحي.
وَعَنْهُ: الطبراني.
214- الحَسَن بن عليّ بن خلف الصّيلانيّ الدّمشقيّ الصّرّار [6] .
__________
[1] في ذكر أصبهان: «في حديثه لين» .
[2] انظر عن (الحسن بن علي بن خالد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 125.
[3] انظر عن (الحسن بن علي بن ياسر) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 126، وتاريخ بغداد 7/ 368، 369 رقم 3889، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 36 رقم 48.
[4] في تاريخه.
[5] انظر عن (الحسن بن عليّ بن حجّاج) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 131.
[6] انظر عن (الحسن بن عليّ بن خلف) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 135، وتاريخ جرجان للسهمي 417، وتهذيب تاريخ دمشق(21/154)
سَمِعَ: سُلَيْمَان بن عبد الرحمن، وإسماعيل بن إبراهيم التّرجماني، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو محمد بن زبر القاضي، والطَّبَرَانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة تسع وثمانين أَيْضًا.
215- الحَسَن بن عُلَيْلِ بن الحُسَيْن بن عَليّ بن جيش [1] .
أَبُو عَليّ اللغوي العَنْبَريّ البغدادي.
عن: أبي نصر التمار، وَيَحْيَى بن معين، وهُدبة، وخالد.
وَعَنْهُ: الحُسَيْن بن الْقَاسِم الكوكبي، وعبد الله بن إِسْحَاق الخُرَاسَانِيّ، وابن قانع، والطَّبَرَانيّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا صاحب أدب وأخبار. واسم أَبِيهِ علي.
وَقَالَ غيره: لَهُ كتاب «التَّوارد» .
وَتُوُفِّي في سلخ المحرم سنة تسعين ومائتين.
216- الحَسَن بن عَمْرو بن الجهم [2] .
أبو الحَسَن الشيعي. وَقِيلَ: السَّبيعي.
قَالَ الخطيب: روى عن: عَليّ بن الْمَدِينِيِّ، وَبِشْر الحافي.
وعنه: ابن السماك، وأبو بكر الشافعي.
وثقه الدارقطني. وصوابه: الشيعي.
وكان يَقُولُ ابن السَّمَّاك وحده: السبيعي [3] .
تُوُفِّي سنة ثمان وثمانين ومائتين.
__________
[ () ] 4/ 200.
[1] انظر عن (الحسن بن عليل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 128، وتاريخ بغداد 7/ 398، 399، وإنباه الرواة للقفطي 1/ 317، 318، ومعجم المؤلفين لكحّالة 3/ 265، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 604، 605 رقم 9.
[2] انظر عن (الحسن بن عمرو بن الجهم) في:
تاريخ بغداد 7/ 396 رقم 3933، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 29 رقم 39، والبداية والنهاية 11/ 85.
[3] وزاد: إنما هو الشيعي من شيعة المنصور. (تاريخ بغداد) .(21/155)
217- الحَسَن بن غليب بن سَعِيد الأزدي [1] .
مولاهم المصري.
عن: سَعِيد بن أبي مريم، وَسَعِيد بن عفير، ومهدي بن جَعْفَر الرّملي، وجماعة.
وعنه: ن. وَقَالَ: ثقة [2] .
حكاه أَبُو الْقَاسِم الحَافِظ. وَقَالَ أَبُو الحجاج الحَافِظ: لم أقف عَلَى روايته عَنْهُ.
وروى عَنْهُ: محمد بن هارون بن شُعَيْب بن الأنصاري، وعَليَّ بن محمد المصري الواعظ، وأحمد بن مروان الدينوري، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في ذي الحجة سنة تسعين ومائتين.
218- الحُسَيْن بن أَحْمَد بن أبي بِشْر [3] .
أَبُو عَليّ السامُري [4] المقرئ السَّرَّاج.
عن: بِشْر بن الوليد الكندي، وأبي صلت الهَرَويّ، وأبي سهم الأنطاكيّ، وغيرهم.
وعنه: عبد الله الخراسانيّ، وابن قانع.
تُوُفِّي سنة تسعين أَيْضًا.
أرّخه ابن المنادى وَقَالَ: كَانَ من أفضل النَّاس [5] .
219- الحسن بن المتوكّل البغداديّ [6] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن غليب) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 101 رقم 260، وتهذيب الكمال 6/ 300، 301 رقم 1264، وتهذيب التهذيب 2/ 315 رقم 546، وتقريب التهذيب 1/ 170 رقم 309، وخلاصة تذهيب التهذيب.
[2] في المعجم المشتمل: قال: لا بأس به.
[3] انظر عن (الحسين بن أحمد السامري) في:
تاريخ بغداد 8/ 3 رقم 4032، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 39 رقم 54.
[4] السّامرّيّ: نسبة إلى سرّ من رأى.
[5] وزاد: كتب الناس عنه.
[6] انظر عن (الحسن بن المتوكل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 125.(21/156)
عن: هَوْذة بن خليفة، وسريج بن النُّعْمَان.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
220- الحُسَيْن بن إِسْحَاق التُّسْتَرِيُّ الدِّمَشْقِيّ [1] .
محدّث رحّال ثقة.
سَمِعَ: سَعِيد بن منصور، وعَليَّ بن بحر القطان، وحامد بن يَحْيَى البلخي، وَيَحْيَى بن سُلَيْمَان، وشيبان بن فَرُّوخ، وَيَحْيَى الحماني، وخلْقًا.
وَعَنْهُ: أبو جَعْفَر العُقيلي، وأبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وجماعة.
قَالَ ابن قانع: تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين ومائتين [2] .
221- الحُسَيْن بن إسْمَاعِيل.
أبو عبد الله المهدي البغدادي. ذكره الخليليّ في مشيخة أبي الحسن القطان، وَأَنَّهُ سَمِعَ منه: إبراهيم الرّمادي، وهُدبة بن خالد.
مات سنة سبعٍ وثمانين.
222- الحُسَيْن بن بشار [3] .
أبو عَليّ البغدادي الخياط.
عن: أبي بلال الأشعري، ونصر بن خراش.
وَعَنْهُ: عبد الصمد الطَّسْتِيّ، وأبو بَكْر الشافعي.
قَالَ الخطيب [4] : كَانَ ثقة [5] .
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن إسحاق التستري) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 139، وطبقات الحنابلة 1/ 142 رقم 184.
[2] قال أبو بكر الخلّال: شيخ جليل، سمعت منه سنة خمس وسبعين وقت خروجي إلى كرمان.
وكان عنده عن أبي عبد الله جزء مسائل كبار، وكان رجلا مقدّما. رأيت موسى بن إسحاق القاضي يكرمه ويقدّمه. (طبقات الحنابلة) .
[3] انظر عن (الحسين بن بشار) في:
تاريخ بغداد 8/ 24، 25 رقم 4070، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 21 رقم 17.
[4] المصدر نفسه.
[5] وقيل إنه كان حسن الدراية بعبارة الرؤيا.(21/157)
223- الحُسَيْن بن الحكم بن مُسْلِم [1] .
أبو عبد الله القرشي الكوفي الحِبري [2] الوشاء.
عن: إسْمَاعِيل بن أبان الوراق، وحسن بن حسين الأشقر، وأبي غسان مالك بن إسْمَاعِيل.
وَعَنْهُ: أبو العَبَّاس بن عقبة، وأحمد بن إِسْحَاق بن هلال، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسيّ، وآخرون.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين ومائتين.
224- الحُسَيْن بن حميد بن الربيع [3] الكوفيّ الخزّار [4] .
عن: أبي نُعَيْم، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وجماعة.
وَعَنْهُ: عُمَر بن محمد الكاغدي، وعثمان بن السَّمَّاك، وآخرون.
وَهُوَ ضعيف، وقد جمع تاريخًا.
تُوُفِّي في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين.
ورماه بالكذب مطيّن [5] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن الحكم) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 21 رقم 39، وبغية الطلب لابن العديم (المخطوط) 5/ 249، والإكمال لابن ماكولا 3/ 40، 41، والأنساب لابن السمعاني 4/ 45.
[2] الحبري: بكسر الحاء المهملة، وفتح الباء المعجمة بواحدة والراء. (الإكمال لابن ماكولا 3/ 40 و 141 وفي «التوضيح» عن ابن الجوزي: «وبعض الحفّاظ يسكّن الباء» .
[3] انظر عن (الحسين بن حميد) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 777، 778، والسابق واللاحق 85، وتاريخ بغداد 8/ 38، 39، رقم 4091، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 212 رقم 879، والموضوعات، له 3/ 177، والمنتظم 5/ 154 رقم 291، وميزان الاعتدال 1/ 533 رقم 1993، والمغني في الضعفاء 1/ 170 رقم 1518 والكشف الحثيث لسبط ابن العجمي 149 رقم 239، ولسان الميزان 2/ 280، 281 رقم 1166.
[4] وفي نسخة أخرى: «الجزار» .
[5] فقال: هذا كذّاب ابن كذّاب. (الكامل 2/ 777) .
وقال ابن عديّ: وسمعت عبدان يقول: سمعت حسين بن حميد بن الربيع الخزاز يقول: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يتكلّم في يحيى بن معين ويقول: من أين له حديث حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «من أقال نادما أقال الله عثرته» هو ذا كتب حفص بن غياث عندنا وكتب ابنه عمر بن حفص بن غياث عندنا فليس فيه من هذا شيء.
وقال ابن عديّ: وهذه الحكاية لم يحكها عن أبي بكر بن أبي شيبة غير حسين بن حميد هذا،(21/158)
225- الحُسَيْن بن داود بن مُعاذ [1] .
أَبُو عَليّ البلخي الأديب العلامة، نزيل نَيْسَابُور، وأحد المتروكين.
حَدَّثَ عن: الفضيل بن عياض، وابن المبارك، وأبي بَكْر بن عَيَّاش، وشقيق البلخي، والنضر بن شميل، وعبد الرزاق، وإبراهيم بن هدبة، وغيرهم.
وحدث ببغداد فروى عنه من أهلها: علي بن محمد بن عبيد الحافظ، وعبد الله بن إبراهيم بن هرثمة، وأبو بكر الشافعي.
قال الخطيب [2] : ولم يكن ثقة، فإنه روى عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس، نسخةً أكثرها موضوعة.
وَقَالَ الخلال: أنا يوسف القواس، ثَنَا محمد بن العَبَّاس بن شجاع، ثَنَا الحُسَيْن بن داود، ثَنَا الفضيل بن عياض.
قُلْتُ: فذكر حديثًا قَالَ فيه الخطيب [3] : موضوع.
وَقَالَ الحاكم: لم يُنكر تقدّم حسين بن داود بن معاذ في الأدب والزهد، إلا أَنَّهُ روى عن جماعة لا يحتمل سنه السماع منهم، مثل الفضيل، وابن المبارك. وقد كثرت المناكير أَيْضًا في رواياته، منها حديث عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: «أُوحِيَ إِلَى الدُّنيا أَنِ اخْدُمِي مَنْ خَدَمَنِي، وَأَتْعِبِي من خدمك» [4] .
__________
[ () ] وهو متّهم في هذه الحكاية، وأما يحيى بن معين فهو أجلّ من أن يقال فيه شيء هذا لأنّ عامّة الرواة به يستبرأ أحوالهم. وهذا الحديث قد رواه عن حفص بن غياث زكريا بن عديّ.
ثناه العباس بن عصام، عن أبي عوف المروزي، عن عبد الرحمن بن مرزوق، عنه. وقد رواه عن الأعمش أيضا: مالك بن سعيد، والحسين بن حميد عندي متّهم فيما يرويه كما قال مطيّن.
[1] انظر عن (الحسين بن داود بن معاذ) في:
السابق واللاحق 252، وتاريخ بغداد 8/ 44، 45 رقم 4100، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 212 رقم 881 و 1/ 218 رقم 914 (باسم: الحسين بن معاذ) ، والمغني في الضعفاء 1/ 171 رقم 1521، وميزان الاعتدال 1/ 534 رقم 1998، والكشف الحثيث لسبط ابن العجمي 148، 149 رقم 238، ولسان الميزان 2/ 282، 283 رقم 1175.
[2] في تاريخه 8/ 44.
[3] تاريخ بغداد 8/ 44.
[4] ذكره الخطيب.(21/159)
قَالَ الحاكم: وأخبرونا أَنَّهُ تُوُفِّي بنيسابور سنة اثنتين وثمانين ومائتين [1] .
226- الحُسَيْن بن السميدع [2] .
أبو بَكْر البجلي الأنطاكي.
قدم بغداد، وحدث عن: محمد بن المبارك الصوري، وموسى بن أيوب النصيبي، ومحبوب بن موسى الفراء، وَمحمد بن رُمح المصري، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وَمحمد بن مَخْلَد، وَإسْمَاعِيل الصَّفَّار، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب [3] .
وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ ومائتين [4] .
227- الحُسَيْن بن عبد الله بن شاكر [5] .
أَبُو عَليّ السَّمَرْقَنْدِيّ. سكن بغداد.
وحدّث عن: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وَمحمد بن رمح، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وَأَبُو بَكْر الشافعي.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف [6] .
وَقَالَ ابن المنادى: مات في شوال سنة ثلاث وثمانين.
وَقَالَ غيره: كَانَ وراق داود الظاهري.
وقد وثّقه أبو سعيد الإدريسيّ [7] .
__________
[1] وقال الحاكم: وله عندنا عجائب يستدلّ بها على حاله. (لسان الميزان 2/ 283) ، وقال الصفدي: توفي في حدود التسعين والمائتين. (الوافي بالوفيات 12/ 365) .
[2] انظر عن (الحسين بن السميدع) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 138، ومسند الشاميين، له 1/ 174 و (1/ 353، 375، 394) وفيها تحرّف إلى «الحسن» ، و 2/ 20 و 22 و 168 و 169 و 199 و 232 و 245 و 285 و 360 و 369 و 430، وتاريخ بغداد 8/ 51 رقم 4111، والهفوات النادرة للصابي 305، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 299، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 105، والمنتظم، له 6/ 25، 26 رقم 28.
[3] في تاريخه.
[4] تاريخ بغداد.
[5] انظر عن (الحسين بن عبد الله بن شاكر) في:
تاريخ بغداد 8/ 58، 59، رقم 1431، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 307، 308.
[6] تاريخ بغداد.
[7] فقال: كان فاضلا ثقة، كثير الحديث حسن الرواية.(21/160)
228- الحُسَيْن بن عَليّ [1] .
أَبُو العلاء الشاشي.
عن: عليّ بن حجر، ونحوه.
روى عَنْهُ: أهل الشاش.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» وَقَالَ: مَاتَ سنة ثلاث أَيْضًا.
229- الحُسَيْن بن عَليّ بن الفضل الأنصاري الموصلي.
عن: محمد بن عبد الله بن عمار، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة.
وعنه: يزيد الأزدي، وَقَالَ: ثقة.
تُوُفِّي سنة خمس وثمانين ومائتين.
230- الحُسَيْن بن عَليّ بن بِشْر الصوفي [2] .
عن: قطن بن نُسير، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن خُزَيْمَة.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
231- الحُسَيْن بن عَليّ بن مهران الدّقّاق [3] .
شيخ نَيْسَابُور.
سَمِعَ: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وَعَمْرو بن زرارة.
وَعَنْهُ: أَبُو الفضل بن محمد بن إِبْرَاهِيم، وعَليَّ بن عيسى، وجماعة.
تُوُفِّي سنة خمسٍ أَيْضًا.
232- الحُسَيْن بن الفضل بن عمير البجلي الكوفي [4] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن علي) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 192 وفيه: «حسين بن العلاء أبو علي الساسي» (بالسين المهملة) ، وقال محقّقه في الحاشية (1) : لم نظفر به.
[2] انظر عن (الحسين بن عليّ بن بشر) في:
تاريخ بغداد 8/ 69 رقم 3143.
[3] انظر عن (الحسين بن علي بن مهران) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 277.
[4] انظر عن (الحسين بن الفضل) في:
اللباب 1/ 98، وسير أعلام النبلاء 13/ 414- 416 رقم 202، والعبر 2/ 68، ومرآة الجنان(21/161)
أبو عَليّ المفسر الأديب إمام عصره في معاني القرآن.
قَالَ الحاكم: أقدمه عبد الله بن طاهر معه نَيْسَابُور سنة سبع عشرة ومائتين.
وابتاع لَهُ الدار المشهورة بِهِ بدار عمه، فسكنها. وبقي يُعلم النَّاس العلم، ويُفتي عنده في تِلْكَ الدار إلى أن تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين، عن مائة وأربع سنين.
وقبره مشهور يُزار.
سمع: يزيد بن هارون، وعبد الله بن بَكْر السهمي، وَالحَسَن بن قُتَيْبَة المدائني، وأبا النَّضر، وشبابة، وهوذة بن خليفة.
سَمِعْتُ محمد بن أبي الْقَاسِم المذكر يَقُولُ: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: لو كَانَ الحُسَيْن بن الفضل في بني إسرائيل لكان ممن يذكر في عجائبهم [1] .
وَسَمِعْتُ محمد بن يعقوب الحَافِظ يَقُولُ: ما رأيت أفصح لسانًا من الحُسَيْن بن الفضل.
وَسَمِعْتُ أبا سَعِيد بن أبي حامد: سَمِعْتُ محمد بن يعقوب الكرابيسي، صاحب دار الحُسَيْن بن الفضل يَقُولُ: كَانَ الحُسَيْن في آخر عمره يأمرنا أن نبسط لَهُ بحذاء سكة عمار، فكنا نحمله في المحفة. فمر بِهِ جماعة من الفرسان على زيّ أهل العلم، فرفع حاجبه ثُمَّ قَالَ لي: من هَؤُلاءِ؟
فَقُلْتُ: هَذَا أَبُو بَكْر بن خُزَيْمَة، وجماعة معه.
فَقَالَ: يا سُبحان الله! بعد أن كَانَ يزورنا في هذه الدار إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الحنظلي، وَمحمد بن رافع، وَمحمد بن يَحْيَى، يمر بنا ابن خُزَيْمَة، فلا يسلّم! أرأيتم أعجب من هَذَا [2] ؟.
سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بن مضارب بن إِبْرَاهِيم: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: كَانَ علم الحُسَيْن بن الفضل بالمعاني إلهامًا من الله تعالى. فإنه كَانَ تجاوز حدّ التّعليم.
__________
[ () ] 2/ 195، والوافي بالوفيات 13/ 27، 28 رقم 23، ولسان الميزان 2/ 307، 308 رقم 1265، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 156 رقم 152، وطبقات المفسّرين للسيوطي 37، 38 رقم 33، وشذرات الذهب 178، وأهل المائة فصاعدا للذهبي، نشره الدكتور بشار عوّاد معروف في مجلّة المورد العراقية 2/ العدد 4/ 122، والأعلام 2/ 251.
[1] سير أعلام النبلاء 13/ 415.
[2] سير أعلام النبلاء 13/ 415.(21/162)
وكان يركع في اليوم واللّيلة ستّمائة ركعة، وَيَقُولُ: لولا الضّعف والسن لم أُطعم بالنهار [1] .
سَمِعْتُ أبا زكريا العَنْبَريّ يَقُولُ: لَمَّا قلد المأمون عبد الله بن طاهر خُرَاسَان قَالَ: يا أمير المؤمنين لي حاجة.
قَالَ: مقضية.
قَالَ: تسعفني بثلاثة: الحُسَيْن بن الفضل البجلي، وأبو سَعِيد الضرير، وأبو إِسْحَاق القرشي.
قَالَ: قد أسعفناك. وقد أخليتُ العراق من الأفراد [2] .
ثُمَّ ساق لَهُ الحاكم من الأحاديث في الغرائب والأفراد نحو بضعة عشر حديثًا. فيها حديثٌ باطل.
قَالُوا: حَدَّثَنَا محمد بْنُ مُصْعَبٍ: ثَنَا الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَرْفُوعًا: «مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً جَعَلَ اللَّهُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُعْبَتَيْنِ مِنْ نُورٍ عَلَى الصِّرَاطِ يَسْتَضِيءُ بِهِمَا مَنْ لا يُحْصِيهِمْ إِلا رَبُّ الْعِزَّةِ» [3] . روى عَنْهُ: محمد بن الأخرم، وَمحمد بن صالح، وَمحمد بن الْقَاسِم العتكي، وَعَمْرو بن محمد بن منصور، وأحمد بن شُعَيْب الفقيه، وَمحمد بن عَليّ الْمُعَدَّلُ، وأبو الطيب محمد بن عبد الله بن المبارك، وآخرون.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 13/ 415.
[2] المصدر نفسه.
[3] ذكره السيوطي في الجامع الكبير 850، ومحمد بن مصعب الّذي يروي عن الأوزاعي هو:
محمد بن مصعب بن صدقة القرقيسائي. قال أحمد: حديث القرقيسائي عن الأوزاعيّ مقارب.
وقال أيضا: لا بأس به. وقال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال أيضا: لم يكن من أصحاب الحديث. كان مغفّلا. وقال البخاري: كان ابن معين سيّئ الرأي فيه.
وقال أحمد بن محمد بن يزيد بن أبي الخناجر الأطرابلسي: كنا على باب محمد بن مصعب، فأتاه ابن معين فقال له: أخرج إلينا كتابك، فقال له: عليك بأفلح الصيدلاني، فغضب وقال له:
لا ارتفعت له راية أبدا، وقال: ما رأيت لابن مصعب كتابا قط، إنما كان يحدّث حفظا.
وقال النّسائي: ضعيف. وقال صالح بن محمد: ضعيف في الأوزاعي. (انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 11- 13 رقم 1607» ) .(21/163)
سَمِعْتُ محمد بن صالح يَقُولُ: شهدت جنازة الحُسَيْن، وَتُوُفِّي يوم السبت لخمسٍ بقين من شعبان سنة ثلاث وثمانين، وَهُوَ ابن مائة وأربع سنين. وصلى عَلَيْهِ أبو بَكْر محمد بن النَّضر الجارودي. ودُفن في مقبرة الحُسَيْن بن معاذ.
واجتمع لِذَلِكَ اليوم خلقٌ عظيمٌ للصلاة عَلَيْهِ.
233- الحُسَيْن بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم بن مُحرز [1] .
أَبُو عَليّ البغدادي الحَافِظ. صاحب محمد بن سعد مؤلف «الطبقات» .
سَمِعَ منه، ومن: مُصْعَب، وخلف بن هشام، وَمحمد بن سلام الجمحي، وَيَحْيَى بن معين، ومحرز بن عون، وأبي خَيْثَمَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن معروف الخشاب، وَأَحْمَد بن كامل، وَإسْمَاعِيل الخطبي، وَأَبُو عَليّ الطُّوماري.
وَكَانَ لَهُ جلساء من أهل العلم يذاكرهم. وَكَانَ عسرًا في الرواية.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقوي [2] .
وَقَالَ الخطبي: ولد سنة إحدى عشر ومائتين، ومات في رجب سنة تسعٍ وثمانين.
قَالَ ابن كامل: كَانَ حسن المجلس، مُفنّنًا في العلوم، كثير الحفظ للحديث مسنده ومقطوعه، ولأصناف الأخبار، والنسب، والشعر، والمعرفة بالرجال، فصيحًا، متوسطًا في الفقه. ويميل إلى مذهب العراقيين.
سَمِعْتُهُ يَقُولُ: صحبت ابن معين، فأخذت عَنْهُ معرفة الرجال، وصحبتُ مُصْعَب بن عبد الله، فأخذت عَنْهُ معرفة النسب، وصحبت أبا خَيْثَمَة، فأخذت عَنْهُ المُسند، وصحبت الحَسَن بن حَمَّاد سجّادة، فأخذت عنه الفقه [3] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد بن عبد الرحمن) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 279، وتاريخ بغداد 8/ 92، 93 رقم 4190، والسابق واللاحق والمنتظم 6/ 36، 37 رقم 50، وسير أعلام النبلاء 13/ 427، 428 رقم 211، والعبر 2/ 83، وتذكرة الحفاظ 2/ 680، والبداية والنهاية 11/ 95، 96، ولسان الميزان 2/ 309، وطبقات الحفّاظ 295، 296، وشذرات الذهب 2/ 201.
[2] تاريخ بغداد 8/ 92.
[3] تاريخ بغداد 8/ 92 و 93.(21/164)
234- الحُسَيْن بن محمد بن زياد [1] .
أَبُو عَليّ النَّيْسَابُوري القباني الحَافِظ. أحد أركان الحديث بنيسابور.
سمع: إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وطائفة ببلده.
و: سهل بن عُثْمَان العسكري، وَإِبْرَاهِيم بن المنذر الحزامي، ومنصور بن أبي مزاحم، وأبا مُصْعَب، وأبا بَكْر بن أبي شَيْبَة، وسريج بن يونس، وطبقتهم في رحلته.
روى عَنْهُ: محمد بن إسماعيل البخاريّ وهو من شيوخه، وقد قال خ. في صحيحه [2] : ثَنَا حسين، ثَنَا أَحْمَد بن منيع، فذكر حديثًا. فَقِيلَ إِنَّهُ القباني.
كذا قاله أَبُو النصر الكلاباذي [3] ، وغيره.
وَقَالَ بعضهم: هُوَ الحُسَيْن بن يَحْيَى بن جَعْفَر البِيكَنْدِيّ. والأول أشبه، لأن القباني كَانَ عنده «مُسند ابن منيع» بكماله، ولأنه كَانَ يلزم الْبُخَارِيَّ، ويهوى هواه، لَمَّا وقع للبخاري بنيسابور ما وقع مَعَ الذهلي [4] .
وَعَنْهُ أَيْضًا: دعلج، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي، وَيَحْيَى بن محمد العنبريّ، وجماعة كثيرة من شيوخ الحاكم.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد بن زياد) في:
رجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 175 رقم 222، والسابق واللاحق للخطيب 187، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 88 رقم 339، والمعجم المشتمل لابن عساكر 106 رقم 282، والأنساب لابن السمعاني 10/ 43، واللباب لابن الأثير 3/ 12، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 476- 478 رقم 1336، وسير أعلام النبلاء 13/ 499- 502 رقم 247، وتذكرة الحفّاظ 2/ 680- 682، والكاشف 1/ 172، رقم 1117، والعبر 2/ 83، ومرآة الجنان 2/ 217، وفيه «العتابي» ، والوافي بالوفيات 13/ 47 رقم 49، وتهذيب التهذيب 2/ 368، 369 رقم 646، وتقريب التهذيب 1/ 181 رقم 402، وطبقات الحفاظ 296، وخلاصة تذهيب الكمال 84، وشذرات الذهب 2/ 201، والرسالة المستطرفة للكتاني 70، ومعجم المؤلفين 4/ 51، والأعلام 2/ 253.
وقد أضاف محقق «سير أعلام النبلاء» السيد علي أبو زيد، إلى مصادر الترجمة كتاب «ميزان الاعتدال» للمؤلّف، وهو ليس فيه.
[2] انظر: كتاب الطب 7/ 158.
[3] في رجال صحيح البخاري 1/ 175 رقم 222، واقتبسه ابن القيسراني في: الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 88 رقم 339 وفيه: (الحسين، غير منسوب) .
[4] تهذيب الكمال 6/ 477.(21/165)
وَقَالَ فيه الحاكم: أحد أركان الحديث وحُفاظ الدُّنْيَا. رحل وأكثر، وصنف «المسند» ، والأبواب، والتاريخ، والكني، ودُونت في الدُّنْيَا [1] .
ثُمَّ روى الحاكم بإسناده، عن القباني قَالَ: كَانَ لزياد جدي قبّان، ولم يكن وزانًا. ولم يكن بنيسابور إِذْ ذاك كثير قبان. وَكَانَ النَّاس إِذَا أرادوا أن يزنوا شيئًا، جاءونا، فاستعاروا قبان جدي. فشهر بالقباني. وَكَانَ جدي حمله من بلاد فارس إلى نَيْسَابُور [2] .
وَقَالَ أبو عبد الله بن الأخرم: كَانَ أَبو عَليّ القباني يجمع أهل الحديث عنده بعد مُسْلِم بن الحجاج.
وَقَالَ محمد بن صالح بن هانئ: سَمِعْتُ الحُسَيْن بن محمد بن زياد، وثنا بحديثٍ عن سريج بن يونس فَقَالَ: هَذَا الحديث كتبه عني محمد بن إسْمَاعِيل الْبُخَارِيُّ، وحدّث بِهِ. ورأيته في كتاب بعض الطلبة، قد سمعه من الْبُخَارِيِّ عني.
تُوُفِّي القباني سنة تسع وثمانين ومائتين، رحمه الله تعالى.
235- الحُسَيْن بن مُعاذ بن محمد بن منصور.
أبو عَليّ النميري النَّيْسَابُوري (....) [3] الضبع.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وابن راهَوَيْه.
وبالعراق: سهل بن عُثْمَان، وأبا الربيع الزهراني.
وبالحجاز: يعقوب بن حميد، وَمحمد بن زنبور.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بن عَليّ الرازي الحَافِظ، وَمحمد بْن يعقوب بْن الأخرم، وَمحمد بْن صالح بن هانئ.
تُوُفِّي في الخامس والعشرين من رمضان سنة ثلاث وثمانين بنيسابور.
236- الحُسَيْن بن الهيثم بن ماهان [4] .
__________
[1] تهذيب الكمال 6/ 476.
[2] تهذيب الكمال 6/ 477، 478.
[3] بياض في الأصل.
[4] انظر عن (الحسين بن الهيثم) في:
تاريخ بغداد 8/ 145 رقم 4241، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 369، 370.(21/166)
أَبُو الربيع الرازي الكِسائي.
سَمِعَ: هشام بن عمار، وَمحمد بن الصباح الْجُرجاني، وحرملة التجيبي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: النَّجَّاد، وابن زياد القطان، وأبو عوانة، وَأَحْمَد بن يوسف بن خلاد، وآخرون.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ [1] .
237- حُسنُونُ بن الهيثم [2] .
أَبُو عَليّ الدُّويري المقرئ.
قرأ عَلَى: هُبَيْرَة التَّمَّار صاحب حفص [3] .
وحدث عن: محمد بن كثير الفِهْري، وداود بن رشيد.
وأقرأ النَّاس.
قرأ عَلَيْهِ: أبو بَكْر الدَّيْبلي شيخٌ لأبي العلاء القاضي الواسطي.
وذكر أَبُو بَكْر النقاش أَنَّهُ قرأ عَلَيْهِ.
وحدث عَنْهُ: عبد الرحمن بن العَبَّاس والد المخلِّص، وأبو بحر البربهاري، وغيرهما.
تُوُفِّي سنة تسعين.
وقد سَمِعَ منه الحروف: ابن مجاهد.
وقرأ عَلَيْهِ: محمد بن أحمد بن هارون الحربيّ [4] .
__________
[1] تاريخ بغداد.
[2] انظر عن (حسنون بن الهيثم) في:
تاريخ بغداد 8/ 288 رقم 4389، ومعرفة القراء الكبار 1/ 252 رقم 158، وغاية النهاية 1/ 234، 235 رقم 71، 10، وفيه (الحسن بن الهيثم) المعروف بحسنون.
[3] قال الداني: وروايته أشهر الروايات وأصحّها. وقال ابن سوّار: ولم يخالف هبيرة عمرو بن الصباح، يعني من طريق حسنون إلّا في خمسة أحرف.
قال ابن الجزري: وقد نظمها في بيت، وهو:
وهاك حروفا عن هبيرة خالفت ... لعمرو بن صباح رواية حسنون
(غاية النهاية 1/ 334) .
[4] في تاريخ بغداد 8/ 288: «أحمد بن محمد بن هارون الحربي» . والمثبت عن الأصل وهو يتفق مع: معرفة القراء، وغاية النهاية.(21/167)
238- حفص بن عُمَر سنجة الرَّقِّيّ [1] .
قِيلَ: تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
وقيل: تُوُفِّي سنة ثمانين. وقد ذكر.
239- حَمْدَان بن ذي النون [2] .
أَبُو أَحْمَد السلمي.
عن: مكي بن إبراهيم.
وَعَنْهُ: عَبْد الله بْن محمد بْن يعقوب البْخَاري الفقيه، وغيره.
تُوُفِّي في آخر سنة.... [3] وثمانين [4] .
240- حَمْدَان بن ياسين المَوْصِليّ الفراء.
أَبُو أَحْمَد.
عن: أبيه، وَمُعَلَّى بن مهدي.
وَعَنْهُ: أهل المَوْصِل.
وروى يزيد بن محمد في تاريخه، عن رجل، عَنْهُ وَقَالَ: تُوُفِّي بعد الثمانين ومائتين.
241- حمدون بن أَحْمَد بن عمارة بن زياد بن رستم [5] .
__________
[1] انظر عن (حفص بن عمر) في:
الإكمال لابن ماكولا 4/ 385، و «سنجة» بفتح السين المهملة، ونون ساكنة، وجيم مفتوحة.
وذكره المؤلّف في «المشتبه في أسماء الرجال» 1/ 373 وقال: سنجة ألف: حفص بن عمر الرقّيّ، مشهور.
[2] انظر عن (حمدان بن ذي النون) في:
الثقات 8/ 220.
[3] بياض في الأصل.
[4] قال ابن حبّان: «مستقيم الحديث يغرب» .
[5] انظر عن (حمدون بن أحمد) في:
طبقات الصوفية للسلمي 114- 119، وحلية الأولياء 10/ 231 رقم 562، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 82 رقم 175، وسير أعلام النبلاء 13/ 50، والوافي بالوفيات 13/ 165 رقم 188، وتقريب التهذيب 1/ 198 رقم 558، وخلاصة تذهيب التهذيب 1/ 270 رقم 1719.
وفيه وفاته سنة 262 هـ. والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 67، والأعلام 2/ 274 وفيه وفاته في حدود 271 هـ.(21/168)
أَبُو صالح القصار، شيخ أهل الملامة [1] ، ورئيسهم. وأول من أظهر الملامة بنيسابور.
كَانَ قليل الكلام كثير الفوائد.
قَالَ السلمي: مات بعد الثمانين ومائتين.
قُلْتُ: قد مرّ في الطبقة الماضية.
242- حشنام بن إسْمَاعِيل.
أَبُو بَكْر النَّيْسَابُوري.
عن: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وأبي سَعِيد الأشج، وَإِبْرَاهِيم بن بشار الخُرَاسَانِيّ الصوفي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: جَعْفَر بن محمد بن سوار، وزنجويه اللباد، وعبد الله بن المبارك الشّعيريّ.
__________
[1] إحدى طرق الصوفيّة.(21/169)
- حرف الخاء-
243- خالد بن يزيد بن وَهْب بن جرير بن حازم الأَزْدِيّ البَصْرِيّ [1] .
رَوَى عَنْهُ عبد الصمد الطَّسْتِيّ حديثًا مُنكرًا [2] .
وَتُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا: أَحْمَد بن أبي طاهر، وَمحمد بن خلف بن المَرْزُبان.
وَهُوَ ابن يزيد، كذا ضبطه في «تاريخ الخطيب» مرّتين.
244- خَطّاب بن سعد الخير الأَزْدِيّ الحِمْصِيّ [3] .
عن: هشام بن عَمَّار، وأبي نُعَيْم عُبَيْد بن هشام الحلبي.
وَعَنْهُ: أَبُو الحَسَن بن شَنَبُوذ، والطَّبَرَانيّ، وأبو عَليّ بن هَارُون الأَنْصَارِيّ، وجماعة.
ولعله بقي إلى بعد التسعين ومائتين.
245- خَلَفُ بنُ الحَسَن بن جُوان الواسطي [4] .
عن: محمد بن خَالِد بن عبد الله الطَّحَّان، وغيره.
وَعَنْهُ: ابن قانع، والطَّسْتِيّ.
قال الدّارقطنيّ: لا بأس به [5] .
__________
[1] انظر عن (خالد بن يزيد) في:
تاريخ بغداد 8/ 316، 317 رقم 4411، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 155 رقم 294.
[2] هو: «ما خلا يهوديّ قطّ بمسلم إلّا حدّث نفسه بقتله» . (تاريخ بغداد) .
[3] انظر عن (خطّاب بن سعد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 5/ 170، 171.
[4] انظر عن (خلف بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 8/ 331 رقم 4421.
[5] المصدر نفسه.(21/170)
246- خلفُ بنُ المختار المغربي الأَطْرَابُلُسيّ النَّحْوِيّ اللُّغَويّ [1] .
من كبار علماء العربية ببلده.
تُوُفِّي سنة تسعين ومائتين.
247- خُمَارَوَيْه بن أَحْمَد بن طُولُون [2] .
الملك أَبُو الجيش صاحب مصر وَالشَّام بعد والده سنة خمسين ومائتين.
وولي الأمر سنة سبعين.
وَكَانَ جوادًا ممدَّحًا، شجاعًا مبذّرًا بيوت الأموال. ذكر أَبُو الفتح بن مسرور البَلْخِيّ، عن عَليّ بن محمد المَاذَرَائيّ، عن عمّ أَبِيهِ أبي عَليّ الحُسَيْن بن أَحْمَد الكاتب قَالَ: كَانَ أَبُو الجيش خُمَارَوَيْه يتنزه بمرج دمشق بعذْرا، فغنّى له المغني صوتًا أبدل منه كلمة وهو:
__________
[1] انظر عن (خلف بن المختار) في:
طبقات النحويين واللغويين للزبيدي- تحقيق محمد إبراهيم- ص 259- طبعة مصر 1954، والوافي بالوفيات 13/ 360 رقم 447، وبغية الوعاة للسيوطي 1/ 556 رقم 1169.
[2] انظر عن (خمارويه بن أحمد بن طولون) في:
تاريخ الطبري 10/ 87، 18، 30، 42، وولاة مصر للكندي 242، 250، 254- 258، 277، والولاة والقضاة، له 215، 224، 233- 241، 256، 279، 515- 521، ومروج الذهب 3190، 3249، 3251، 3288، 3290، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 113، 114، 137، 143، وتاريخ حلب للعظيميّ 269- 271، 302، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 179- 181، وفيه (خمار) ، والكامل في التاريخ 7/ 409- 415، 422، 423، 425- 431، 439، 449، 454. 459، 464، 467، 473- 475، 498، ووفيات الأعيان 1/ 404 و (2/ 249- 251) و 5/ 57 و 7/ 316، والمنتظم 5/ 77، 80، 138، 147، 150، 151، 155، و 6/ 383، وسير أعلام النبلاء 13/ 446- 448 رقم 220، والعبر 2/ 47، 55، 66، 68، 265، ودول الإسلام 1/ 170، وزبدة الحلب لابن العديم 80- 85، وخلاصة الذهب المسبوك 183، 236، والبداية والنهاية 11/ 72، 73، والوافي بالوفيات 13/ 416- 418 رقم 506، وأمراء دمشق 10، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 29- 31، والانتصار لابن دقماق 4/ 67، 121، 122، ومرآة الجنان لليافعي 2/ 194- 196، والمختصر في أخبار البشر 2/ 57، 60، وسيرة ابن طولون للبلوي 336- 340، 349، ونهاية الأرب 22/ 350، والوافي بالوفيات 13/ 416- 418 رقم 506، ومآثر الإنافة 1/ 256، 258، 265- 267. والنجوم الزاهرة 3/ 49 وما بعدها، وشذرات الذهب 2/ 178، 179، وحسن المحاضرة 1/ 596، وبدائع الزهور 1/ 169- 172، وتاج العروس (مادّة: خمار) ، والأعلام 2/ 324،(21/171)
قد قُلْتُ لَمَّا هاج قلبي الذكرى ... وأعرضت وسط السّماء الشّعرى
ما أطيب اللّيل بسرّمن رأى [1]
فَقَالَ: ما أطيب الليل بمرج عذرا.
فأمر لَهُ أَبُو الجيش بمائة ألف دينار.
فَقُلْتُ: أيها الأمير، تعطي مغنيًا في بَدَلِ كلمة مائة ألف دينار، وتضايق المُعْتَضِد؟
فَقَالَ لي: كيف أعمل وقد أمرت، ولست أرجع؟.
فَقُلْتُ: نجعلها مائة ألف درهم.
فقال لي: أطْلقها له معجّلة، وما بقي [لَهُ] نبسطها في سنين حَتَّى تصل إِلَيْهِ [2] .
قَالَ ابن مسرور: وَحَدَّثَنِي أَبُو محمد، عن أَبِيهِ قَالَ: كنت مَعَ أبي الجيش عَلَى نهر ثور، فانحدر من الجبل أعرابي فأخذ بلجامه، فصاح بِهِ الغلمان فَقَالَ:
دعوه.
قَالَ: أيها الملك اسمع لي.
قَالَ: قُل.
فَقَالَ:
إنَّ السِّنان وحدَّ السيف لو نطقا ... لحَدّثا عنك بين النَّاس بالعَجَبِ
أفنيت [3] مالَك تُعطيه وتُنْهبُهُ ... يا آفة الفضّة البيضاءِ والذّهب
فأعطاه خمسمائة دينار.
فَقَالَ: أيها الملك زدني.
فَقَالَ للغلمان: اطرحوا سيوفكم ومنَاطقكم.
فَقَالَ: أيها الملك، أثْقَلتني.
قَالَ: أعطوه بَغْلا [4] .
ونقل غير واحد أَنَّ محمد بن أبي الساج قصد خُمَارَوَيْه في جيش عظيم
__________
[1] هي: سرّ من رأى.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 179، 180.
[3] في سير أعلام النبلاء 13/ 447: «أتلفت» .
[4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 180.(21/172)
من بلاد أرمينية فالجبال، وسار إلى جهة مصر، فالتقاه خمارويه فهزمه خمارويه، وكانت ملحمة مشهورة.
ثُمَّ ساق خُمَارَوَيْه حَتَّى بلغ الفُرات ودخل أصحابه الرُّوم، وعاد وقد ملك من الفرات إلى النُّوبة. وَلَمَّا استُخلف المُعْتَضِد بادر خُمَارَوَيْه وبعث إِلَيْهِ بالهدايا والتحف، وسأله أن يُزَوِّج ابنته قطْر النَّدي بولده المُكْتَفِي باللَّه.
فَقَالَ المُعْتَضِد: بل أنا أتزوجها.
فتزوج بها في سنة إحدى وثمانين، ودخل بها في آخر العام.
وأصْدَقها ألف ألف درهم. فَقِيلَ: إنَّ المُعْتَضِد أراد بزواجها أن يُفقر أباها. وكذا وقع، فَإِنَّهُ جهزها بجهاز عظيم يتجاوز الوصف. حَتَّى قِيلَ إِنَّهُ أدخل معها ألف هاونٍ من الذَّهَب، والله أعلم بصحة ذَلِكَ.
والتزم للمعتضد أن يحمل إِلَيْهِ في السنة مائتي ألف دينار، بعد القيام بمصالح بلاده.
قَالَ ابن عساكر [1] : قرأت بخطّ أَبِي الحُسَيْن الرَّازِيّ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بن محمد بن صالح الدِّمَشْقِيّ قَالَ: كان أبو الجيش كثير اللّواط بالخَدَم مجترئًا عَلَى الله. بلغ من أمره أَنَّهُ دخل الحمام، فأراد من واحدٍ الفاحشة، فأمر أن يدخل في دُبُره يد كرنيب. ففعل بِهِ، فصاح واضطرب في الحمام إلى أن مات. فأبغضه الخَدَم، واستفتوا العُلَمَاء في حدّ اللّوطيّ، فقالوا: حدّه الْقَتْلُ.
فتواطئوا عَلَى قتله، فقتلوه في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين في قصر [دير] مُرّان ظاهر دمشق. وهربوا، فظفر بهم طُفّ بن جُفّ الأمير، فأدخلهم دمشق، ثُمَّ ضرب أعناقهم.
وَقِيلَ إِنَّهُ نُقل إلى مصر، فدُفن عند أَبِيهِ.
وَرَوَى عبد الوهاب بن الحَسَن بن الحَسَن الكلابي، عن أَبِيهِ أَنَّهُ ذهب إلى حمص، قَالَ: عرفني مؤذن الجامع، فأضافني في المئذنة في لَيْلَةٍ مُقمرة، فَلَمَّا كَانَ وقت السَّحر قام يؤذّن. فأشرفت في المئذنة، فَإِذَا بكلبٍ قد جاء بكلبٍ، فقام إليه فقال: من أين جئت؟
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 181.(21/173)
قَالَ: من دمشق، الساعة قُتل أَبُو الجيش بن طُولُون. قتله بعض غلمانه.
فَقُلْتُ للمؤذن: ألا تسمع؟
قَالَ: نعم.
وأصبحنا، فورّخت ذَلِكَ، وسرت إلى دمشق، فوجدته صحيحًا.
248- خير بن سَعِيد بن خير.
الفقيه أَبُو عبد الرحمن المالكي قاضي الإسكندرية وبرقة.
حَدَّثَ عن: محمد بن خلاد، وغيره.
وَتُوُفِّي في ربيع الأول سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
249- خير بن عرفة بن عبد الله بن كامل [1] .
أَبُو طاهر المصري.
عن: يَحْيَى بن بُكَيْر، وَعُرْوَة بن مروان الرَّقِّيّ [2] ، وعبد الله بن صالح، وزيد بن عبد ربه الحمصي، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَليّ بن محمد الواعظ، وأبو القاسم الطبراني، وأبو طالب الحَافِظ، وآخرون.
تُوُفِّي في المحرم سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين [3] .
250- خير بن مُوَفَّق.
أَبُو مُسْلِم المصري.
عن: يَحْيَى بن بُكَيْر، ومنصور بن أبي مُزَاحِم، وجماعة.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ ومائتين.
__________
[1] انظر عن (خير بن عرفة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 160، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 195، والإكمال لابن ماكولا 2/ 19 و 180 و 6/ 317، والأنساب لابن السمعاني 389 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 587- 589 و 27/ 486، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 188، 189، وسير أعلام النبلاء 13/ 413، 414 رقم 201، ولسان الميزان 4/ 164 في ترجمة (عروة بن مروان العرقي) ومشارع الأشواق للدمياطي 1/ 380، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 236 رقم 569.
[2] هو: عروة بن مروان الرّقّي العرقي، من أهل عرقة القريبة من طرابلس الشام. كان من العابدين المتقشّفين. (انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين 3/ 283، 284 رقم 1011) .
[3] وكان قد أسنّ. (تهذيب تاريخ دمشق) .(21/174)
- حرف الدال-
251- داود بن إسْمَاعِيل الْجَوْزيّ [1] .
في «تاريخ بغداد» أَنَّهُ حَدَّثَ عن: بِشْر الحافي، ويزيد بن أبي عمرو بن جَنْزة [2] .
وَعَنْهُ: عُبَيْد بن عبد الرحمن، وعثمان بن إسْمَاعِيل السُّكَّريان، ويعقوب الدَّوْرَقِيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَليّ بن إبراهيم بن سَلَمَةَ القطان، وابن قانع، وغيرهما.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
252- داود بن سُلَيْمَان الساجي [3] .
عن: مُسْلِم بن إِبْرَاهِيم، وَسُلَيْمَان بن حرب.
وَعَنْهُ: محمد بن نجيح، والطَّسْتِيّ.
وأحاديثه مستقيمة [4] .
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
253- دبيس بن سلّام [5] .
__________
[1] انظر عن (داود بن إسْمَاعِيل الْجَوْزيّ) في:
تاريخ بغداد 8/ 376 رقم 4476.
[2] جنزة: بفتح الجيم وسكون النون وفتح الزاي، ذكره المؤلّف في «المشتبه في أسماء الرجال» 1/ 134 فقال: وباسم بلد جنزة يزيد بن عمر بن جنزة المدائني. (هكذا بدون «أبي» ) .
[3] انظر عن (داود بن سليمان) في:
تاريخ بغداد 8/ 375، 376 رقم 4474.
[4] المصدر نفسه.
[5] في الأصل: «سلامه» ، والتصحيح من:
تاريخ بغداد 8/ 387 رقم 4493.(21/175)
أَبُو عَليّ القَصَباني.
عن: عَليّ بن عاصم.
وَعَنْهُ: عبد الصمد الطَّسْتِيّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف [1] .
وقال الطّستيّ: ثقة [2] .
__________
[1] المصدر نفسه.
[2] نفسه.(21/176)
- حرف الراء-
254- رَوْح بن الفَرَج القَطَّان [1] .
أَبُو الزنْباع المصري.
محدّث مكثر مقبول.
سَمِعَ: أبا عاصم صالح كاتب اللَّيْث، وعبد الغفار بن داود، وَسَعِيد بن عُفَيْر، وَيَحْيَى بن سُلَيْمَان الْجُعْفِيّ، ويوسف بن عَدِيّ، وَيَحْيَى بن بُكَيْر.
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ، وعبد الله بن أَحْمَد بن إِسْحَاق، وعَليَّ بن محمد الواعظ، وَأَحْمَد بن الحَسَن بن عُقْبَة الرَّازِيّ، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانيّ، وآخرون.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر البزار في «مسنده» وَقَالَ: يُقَالُ ليس بمصر أوثق ولا أصدق منه.
وَقَالَ الطَّحَاوِيّ: كَانَ من أوثق النَّاس [2] .
وَقَالَ ابن قُديد: رفعه الله بالعلم والصدق [3] .
تُوُفِّي في ذي القِعْدَة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (روح بن الفرج) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 163، والروض البسّام لتمّام 1/ 318 رقم 295، والولاة والقضاة للكندي 423، 450، 551، والإيمان لابن مندة، رقم الحديث 548، وسنن الدارقطنيّ 1/ 68 رقم 11 و 1/ 76 رقم 10، و 2/ 171 رقم 1، وتهذيب الكمال 9/ 250، 251 رقم 1935، والديباج المذهب لابن فرحون 2/ 365، وتهذيب التهذيب 3/ 297، 298 رقم 554، وتقريب التهذيب 1/ 254 رقم 119، وخلاصة تذهيب التهذيب 118.
[2] الولاة والقضاة 423.
[3] ووثّقه الدارقطنيّ في سننه 2/ 171.(21/177)
255- رَوْح بن الفرج [1] .
أَبُو حاتم البَّغْدَادِيّ المُؤَدِّب.
عن: محمد بن زنبور [2] .
__________
[1] هكذا في الأصل، وهو في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 164 (روح بن حاتم) : وتاريخ بغداد 8/ 409 رقم 4510، وتهذيب الكمال 9/ 251 رقم 2936 (ذكره تمييزا) ، وتهذيب التهذيب 3/ 298 رقم 555، وتقريب التهذيب 1/ 254 رقم 120، وخلاصة تذهيب التهذيب 118.
[2] قال الحافظ المزّي: ذكره الحافظ أبو يعلى الخليلي القزويني في شيوخ أبي الحسن بن سلمة وقال: كان ثقة. (تهذيب الكمال 9/ 251) .
وقال ابن قانع: إن روح بن الفرج المؤدّب مات في سنة ثمان وثمانين ومائتين. (تاريخ بغداد 8/ 409) .(21/178)
- حرف الزاي-
256- زُرقان الرياق.
عن: عبد الله بن صالح العجلي، ومسدّد.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القَطَّان.
تُوُفِّي في شوال سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
واسمه محمد بْن عَبْد الله.
257- زكريا بن حمدويه البَّغْدَادِيّ الصَّفَّار [1] .
عن: عفان.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين.
258- زكريا بن داود بن بَكْر النَّيْسَابُوري [2] .
قَالَ الحاكم أبو عبد الله: هُوَ أَبُو يَحْيَى الخفاف المقدَّم في عصره، صاحب «التفسير» الكبير.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، ويزيد بن صالح، وعَليَّ بن جعد، وأبا مُصْعَب الزُّهري، وأبا بَكْر بن أبي شَيْبَة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو حامد بن الشّرقيّ.
__________
[1] انظر عن (زكريا بن حمدويه) في:
المعجم الصغير للطبراني. 1/ 165.
[2] انظر عن (زكريا بن داود النيسابورىّ) في:
تاريخ جرجان للسهمي 278، وتاريخ بغداد 8/ 462، 463 رقم 4578، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 21 رقم 18.(21/179)
وثنا عَنْهُ: الحَسَن بن يعقوب، وَمحمد بن صالح بن هانئ، وَمحمد بن داود بن سُلَيْمَان، وعَليَّ بن عيسى.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ ومائتين [1] .
259- زكريا بن يَحْيَى بن إياس بن سَلَمَةَ [2] .
أَبُو عبد الرحمن السِّجْزِيُّ الحَافِظ. نزيل دمشق. ويُعرف بخياط السنة.
سَمِعَ: قُتَيْبَة، وشيبان بن فَرُّوخ، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وَبِشْر بن الوليد، وحكيم بن سيف الرَّقِّيّ، وصفوان بن صالح المؤذن، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ن، فأكثر، وابن جوصا، وَمحمد بن إبراهيم بن دودان، وأبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
وثّقه النَّسَائِيُّ [3] ، وغيره.
ومولده سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
وَتُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين [4] عن أربعٍ وتسعين سنة.
قَالَ الحَافِظ عبد الغني بن سعيد: كان ثقة حافظا [5] ، ثنا عنه إِسْحَاق، وأحمد أبناء إبراهيم بن الحداد.
260- زكريا بن يحيى بن عبد الملك البغداديّ [6] .
__________
[1] وثّقه الخطيب (تاريخ بغداد 8/ 462) .
[2] انظر عن (زكريا بن يحيى بن إياس) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 6/ 219، 220، وتهذيبه 5/ 385، 386، والمعجم المشتمل 122 رقم 346، وتهذيب الكمال 9/ 374- 378 رقم 1998، ودول الإسلام 1/ 173، وسير أعلام النبلاء 3/ 507، 508 رقم 252، وتذكرة الحفّاظ 2/ 650، والكاشف 1/ 253 رقم 1664، والعبر 2/ 79، وتهذيب التهذيب 3/ 334 رقم 622، وتقريب التهذيب 1/ 262 رقم 58، وطبقات الحفاظ 284، وخلاصة تذهيب التهذيب 122، وشذرات الذهب 2/ 196 (في حوادث سنة 287 هـ.) .
[3] المعجم المشتمل 122.
[4] تاريخ دمشق (المخطوط) 6/ 220، تهذيب الكمال 9/ 378.
[5] تهذيب الكمال 9/ 378، وقال المؤلّف في: سير أعلام النبلاء 13/ 507: «وكان واسع الرحلة، متبحّرا في الحديث» .
[6] انظر عن (زكريا بن يحيى بن عبد الملك) في:
تاريخ بغداد 8/ 461، 462 رقم 4577، وطبقات الحنابلة 1/ 158، 159 رقم 213، والمنتظم لابن الجوزي.(21/180)
أبو يحيى الناقد. أحد العباد.
سمع: خالد بن خداش، وأحمد بن حنبل، وفضيل بن عبد الوهاب.
وعنه: أبو بكر الخلال، وأبو سهل القطان، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: ثقة فاضل [1] .
قال محمد بن جعفر بن سام: لو قِيلَ لأبي يَحْيَى الناقد: غدًا تموت، ما ازداد في عمله [2] .
قُلْتُ: تُوُفِّي في ربيع الآخر سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.
261- زياد بن الخليل [3] .
أَبُو سهل التُّسْتَرِيُّ.
حَدَّثَ ببغداد عن: مسدد، وَإِبْرَاهِيم بن بشار، والرمادي، وجماعة.
وَعَنْهُ: الطَّسْتِيّ، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: لا بأس به [4] .
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين. وَقِيلَ سنة تسعين.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 461.
[2] تاريخ بغداد 8/ 462.
[3] انظر عن (زياد بن الخليل) في:
تاريخ بغداد 8/ 481، 482 رقم 4596، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 22 رقم 19.
[4] المصدر نفسه.(21/181)
- حرف السين-
262- السري بن سهل الْجُنْدَيْسابوري [1] .
عن: عبد الله بن رُشيد.
وَعَنْهُ: عبد الصمد الطَّسْتِيّ، والطَّبَرَانيّ، وغيرهما.
تُوُفِّي بفارس سنة تسعٍ وثمانين.
263- سَعِيد بن إسرائيل القطيعي البَّغْدَادِيّ [2] .
عن: حبان بن موسى، وَإسْمَاعِيل بن عيسى العطار.
وَعَنْهُ: الطَّسْتِيّ، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة ثمان وثمانين.
264- سَعِيد بن الأشعث السِّجِسْتَاني.
أخو الإمام أبي داود السِّجِسْتَاني.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
265- سَعِيد بن أوس [3] .
أَبُو عُثْمَان السُّلمي الدِّمَشْقِيّ الإسكافي.
عن: أَحْمَد بن أبي الحواري، وهشام الأزرق.
وعنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وسليمان الطّبرانيّ، وجماعة. وهو
__________
[1] انظر عن (السريّ بن سهل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 177.
[2] انظر عن (سعيد بن إسرائيل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 169، وتاريخ بغداد 9/ 98 رقم 4686.
[3] انظر عن (سعيد بن أوس) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 169، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 121.(21/182)
سَعِيد بن الحَكم بن أوْس، نسبوه إلى جَدّه [1] .
266- سَعِيد بن سيار الواسطي [2] .
سَمِعَ: عَمْرو بن عَون.
رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
267- سَعِيد بن عَبْدَوَيْه البَّغْدَادِيّ بن الصَّفَّار [3] .
عن: الربيع بن ثعلب.
وَعَنْهُ: ابن قانع، والطَّبَرَانيّ.
268- سَعِيد بن عُثْمَان [4] .
أَبُو سهل الأهوازي.
عن: أبي الوليد الطَّيَالِسِيّ، وبكار السٍّيريني، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القَطَّان، وَأَحْمَد بن خُزَيْمَة، وأبو بَكْر الشافعي.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: صدوق [5] .
269- سَعِيد بن محمد بن المغيرة المصري [6] .
عن: سَعِيد بن سُلَيْمَان سَعْدَوَيْه.
وعنه: الطّبرانيّ.
270- سعيد بن محمد [7] .
__________
[1] قال ابن عساكر: كان من أهل الحديث.
[2] انظر عن (سعيد بن سيار) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 169.
[3] انظر عن (سعيد بن عبدويه) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 171.
[4] انظر عن (سعيد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 9/ 97 رقم 4684.
[5] المصدر نفسه. ووثّقه الخطيب.
[6] انظر عن (سعيد بن محمد بن المغيرة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 168.
[7] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 96، 97 رقم 4683، والأنساب لابن السمعاني 1/ 358، 359، واللباب لابن الأثير 1/ 87، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 8 رقم 6.(21/183)
أَبُو عُثْمَان [الأنْجُذاني] [1] .
عن: أبي عَمْرو الحَوْضي، وغيره.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن كامل، والطَّسْتِيّ، وأبو تلا الشافعي.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين [2] .
271- سَعِيد بن ياسين البَلْخِيّ الوراق [3] .
حَدَّثَ ببغداد عن: قُتَيْبَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: الطَّسْتِيّ، وابن قانع، وابن نجيح.
قَالَ الخطيب: ما علمت [من حاله] [4] إِلا خيرًا.
272- سلامة بن محمد بن ناهض [5] .
وَيُقَال: سلام مخفَّفًا أَيْضًا. أَبُو بَكْر الترياقي الْمَقْدِسِيُّ.
سَمِعَ: هشام بن عَمَّار، وصفوان بن صالح، والوليد بن حجر الرَّملي.
وَعَنْهُ: جَعْفَر الفِرْيَابِيّ وَهُوَ من أقرانه، وأبو طالب أحمد بن نصر، وأبو القاسم الطَّبَرَانيّ.
273- سُلَيْمَان بن أيوب بن سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن عَبْد اللَّه بْن حَذْلم [6] أَبُو أيوب الأسَدي الدِّمَشْقِيّ.
عن: أَبِيهِ، عن الوليد بن المسلم.
__________
[1] في الأصل بياض، استدركته من: تاريخ بغداد. و «الأنجذاني» : بفتح الألف وسكون النون وضمّ الجيم وفتح الذال المعجمة. نسبة إلى: أنجذان. قال ابن السمعاني: وظنّي أنه نوع من البزور.
ثم ذكر صاحب الترجمة. وفي المنتظم: «الأنجداني» بالدال المهملة.
[2] قال الدارقطنيّ: لا بأس به. (تاريخ بغداد) .
وقال ابن السمعاني: من أهل الصدق. (الأنساب) .
[3] انظر عن (سعيد بن ياسين) في:
تاريخ بغداد 9/ 98، 99 رقم 4687.
[4] ما بين الحاصرتين من تاريخ بغداد 9/ 99.
[5] انظر عن (سلامة بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 174.
[6] انظر عن (سليمان بن أيوب) في:
تهذيب تاريخ دمشق 6/ 248، والمعجم المشتمل 133 رقم 288، وتهذيب الكمال 11/ 367- 369 رقم 2493، وتهذيب التهذيب 4/ 173 رقم 173، وتقريب التهذيب 1/ 321 رقم 411، وخلاصة تذهيب التهذيب 150.(21/184)
وعن: صفوان بن صالح، وَسُلَيْمَان ابن بنت شُرَحْبِيل، وَدُحَيْم، وجماعة.
وَعَنْهُ: ن [1] .
274- سُلَيْمَان بن محمد بن الفضل النَّهْرواني [2] .
أَبُو منصور.
عن: محمد بن السَّري العسقلاني، وعبد الوهاب بن الضحاك، وَمحمد بن وَهْب الحَرَّاني.
وَعَنْهُ: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ.
وهو ضعيف، قاله الدَّارَقُطْنيّ [3] .
275- سماعة بن أَحْمَد [4] .
أَبُو بَكْر البَصْرِيّ القاضي.
عن: بكار بن محمد السيريني.
وَعَنْهُ: عبد الباقي بن قانع، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وابن نجيح.
وَهُوَ ثقة [5] .
276- سِماك بن عبد الصمد [6] .
أَبُو الْقَاسِم الأَنْصَارِيّ الدِّمَشْقِيّ.
عن: خَالِد بن عَمْرو السِّلفي، وأبي مسهر الغسّاني.
وَعَنْهُ: أَبُو عوانة، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وَأَبُو بَكْر الشّافعيّ.
توفّي سنة اثنتين وثمانين بطرسوس [7] .
__________
[1] وقال: صدوق. وقال ابن عساكر: مات سنة تسع وثمانين ومائتين.
وقال محمد بن يوسف الهروي: مات سنة تسع وثمانين ومائتين. (تهذيب الكمال 11/ 369) .
[2] انظر عن (سليمان بن محمد بن الفضل) في:
تاريخ جرجان للسهمي 224، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 286.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 286، وقال الحاكم النيسابورىّ: حديثه ليس بالقائم. وضعّفه علي بن عمرو الحافظ. قال ابن قانع: مات سنة سبع وثمانين ومائتين.
[4] انظر عن (سماعة بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 222 رقم 4797.
[5] قال الدارقطنيّ: لا بأس به.
[6] انظر عن (سماك بن عبد الصمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 216، 217 رقم 4793.
[7] قال الخطيب: وما علمت من حاله إلّا خيرا.(21/185)
277- سٍنان بن محمد بن طالب.
أَبُو بَكْر التَّمِيمِيّ المَوْصِليّ.
عن: أبي نُعَيْم، وعفان، وأبي الجوّاب، وغيرهم.
وَعَنْهُ: يزيد بن محمد الأَزْدِيّ في تاريخه، وَقَالَ: تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
278- السِّندي بن أبان [1] .
أَبُو نصر، غلام خَلَف بن هشام البَزَّار.
عن: يَحْيَى الحماني، وغيره.
وَعَنْهُ: عبد الصمد الطَّسْتِيّ.
تُوُفِّي سنة إحدى أَيْضًا.
279- سهل بن سعد بن نضلة الطائي [2] .
أَبُو الْقَاسِم القزويني.
سَمِعَ: عَليّ بن محمد الطنافسي، وأبا مُصْعَب الزُّهري، وجماعة.
قَالَ الخليلي في شيوخ القَطَّان: كَانَ ثقة أَيْضًا.
وذكر أنّه كان حيّا في هذا الحين [3] .
280- سهل بن عبد الله التّستريّ [4] .
__________
[1] انظر عن (السندي بن أبان) في:
تاريخ بغداد 9/ 234 رقم 4808.
[2] انظر عن (سهل بن سعد) في:
التدوين في أخبار قزوين للرافعي 3/ 61، 62.
[3] وقال الرافعي: سمع مختصر التاريخ لعثمان بن محمد بن أبي شيبة، منه.
[4] انظر عن (سهل بن عبد الله التستري) في:
طبقات الصوفية للسلمي 206- 211، رقم 10، وحلية الأولياء 10/ 189- 212 رقم 546، والفهرست لابن النديم، مقالة 5، الفن 5، والرسالة القشيرية 18، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 322 و 323 و 515 و 647 و 898 و 918 و 937 و 942 و 975، وصفة الصفوة 4/ 64- 66 رقم 645، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 163 رقم 306، ومعجم البلدان (مادّة: تستر) ج 2، واللباب لابن الأثير 1/ 216، والكامل في التاريخ 7/ 483، وفيه: سهل بن عبد الله بن يونس بن رفيع السري، وهو غلط، ووفيات الأعيان 2/ 429، 430 رقم 281، والعبر 2/ 70، ودول الإسلام 1/ 171، وسير أعلام النبلاء 13/ 330- 333 رقم 151، ومرآة الجنان 2/ 200، 201، والبداية والنهاية 11/ 74، والوافي بالوفيات 16/ 16، 17 رقم 19، وطبقات الأولياء لابن(21/186)
الإمام العارف أَبُو محمد شيخ الصوفية.
رَوَى عن: خاله محمد بن سوار.
وصحِبه ذي النّون المصريّ قليلًا. لقيه في الحج.
وَعَنْهُ: عُمَر بن واصل، وَأَبُو محمد الحريري، وعباس بن عصام، وَمحمد بن المنذر الهُجَيْمي، وجماعة.
وَكَانَ من أعيان الشيوخ في زمانه، يُعدّ مَعَ الْجُنَيْد. وَلَهُ كلام نافع في التصوف والسنة وغير ذَلِكَ. فنقل أَبُو الْقَاسِم التَّمِيمِيّ في «الترغيب والترهيب» من طريق أبي زُرْعَة الطَّبَرِيّ: سَمِعْتُ ابن درستويه صاحب سهل بن عبد الله يَقُولُ: قَالَ سهل، ورأى أصحاب الحديث فَقَالَ: اجتهدوا أن لا تلاقوا الله إِلا ومعكم المحابر.
وفي «ذمّ الكلام» [1] ، بإسنادٍ، عن سهل وَقِيلَ لَهُ: إلى متى يكتب الرجل الحديث؟
قَالَ: حَتَّى يموت، ويُصبُّ باقي حبره عَلَى قبره.
قرأت على ابن الخلّال، أَنَا ابنُ اللَّتي، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا شيخ الإِسْلام عبد الرحمن بنيسابور: سَمِعْتُ الحُسَيْن الدَّقيقي، يَقُولُ: سَمِعْتُ سهل بن عبد الله يَقُولُ: من أراد الدُّنْيَا والآخرة فلْيكتُب الحديث. فإنّ فيه منفعة الدُّنْيَا والآخرة.
قُلْتُ: هكذا كَانَ مشايخ الصوفية في حرصهم عَلَى الحديث والسنة، لا كمشايخ عصرنا الْجَهَلة البَطَلة الأكَلَة الكسلة.
وبلغنا أَنَّهُ أتى إلى أبي داود السِّجِسْتَاني مصنّف «السُّنن» ، فَقَالَ: أريد أن تُخرج لي لسانك هَذَا الذي حدثت بِهِ أحاديث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أقبّله.
فأخرجه له فقبّله.
__________
[ () ] الملقّن 232- 236 رقم 43، والنجوم الزاهرة 3/ 98، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 210، وشذرات الذهب 2/ 182- 184، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 90، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 109- 113، وتاريخ الخميس 2/ 384.
[1] لأبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي المتوفى سنة 481 هـ.(21/187)
ومن كلامه: لا مُعين إِلا الله، ولا دليل إِلا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا زاد إِلا التَّقوى، ولا عمل إِلا الصبر عَلَيْهِ [1] .
وَقَالَ: الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمُصرّ هالك.
وَقَالَ: الجوع سرُّ الله في أرضه، لا يُودعه عند مَن يُذِيعه.
وَقَالَ إسْمَاعِيل بن عَليّ الأُبُليّ: سَمِعْتُ سهل بن عبد الله بالبصْرة سنة ثمانين ومائتين يَقُولُ: العقل وحده لا يدلّ عَلَى قديم أَزَلِي فوق عرش مُحدث، نصبه الحقّ دِلالةً وعِلْمًا لنا، لتهتدي القلوبُ بِهِ إليه، ولا تُجاوزه، أي بما أثبت الحق فيها من نور الهداية، ولم يكلّفها علم ماهيّة هُويته. فلا كيف للاستواء عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ لا يجوز للمؤمن أن يَقُولُ: كيف الاستواء؟ لِمَ خلقَ الاستواء؟ وإنما عَلَيْهِ الرضى والتسليم، لقول النبي صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ «إِنَّهُ عَلَى عرشه» . وإنما سُمي الزنديق زنديقًا، لِأَنَّهُ وزن دق الكلام بمخبول عقله، وقياس هوى طبعه، وترك الأثر والاقتداء بالسنة، وتأول القرآن بالهوى. فعند ذَلِكَ لم يؤمن بأن الله عَلَى عرشه.
فسبحان من لا تكيّفه الأوهام موجودًا، ولا تمثله الأفكار محدودًا.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْم [2] : نا أبي، نا أَبُو بَكْر الجوربي: سَمِعْتُ سهل بن عبد الله يَقُولُ: أصولنا ستة أشياء: التّمسّكُ بالقرآن، والاقتداء بالسنة، وأكل الحلال، وكفّ الأذى [3] ، والتّوبة، وأداء الحقوق.
وعن سهل: من تكلم فيما لا يعنيه حُرم الصدق، ومن اشتغل بالفضول حُرم الورع، ومن ظنّ السوء حُرم اليقين. فَإِذَا حُرِم من هذه الثلاثة هلك [4] .
وَعَنْهُ قَالَ: من أخلاق الصَّديقين أن لا يُحلفوك باللَّه، ولا يغتابون، ولا يُغتاب عندهم، ولا يُشبعون بطونهم، وَإِذَا وعدوا لم يُخلفوا، ولا يمزحون أصلا [5] .
__________
[1] طبقات الصوفية للسلمي 211 رقم (24) ، وحلية الأولياء 10/ 198، والزهد الكبير للبيهقي 335 رقم 898.
[2] في حلية الأولياء 10/ 190.
[3] زاد في طبقات الصوفية للسلمي 210 رقم (19) ، والزهد الكبير للبيهقي 344 رقم 2942، والحلية: «واجتناب الآثام» .
[4] حلية الأولياء 10/ 196 وفيه زيادة: «وهو مثبت في ديوان الأعداء» . وقارن بطبقات الصوفية 210 رقم (17) .
[5] حلية الأولياء 10/ 201 وفيه العبارة: من أخلاق الصديقين ألا يحلفوا الله لا صادقين ولا كاذبين(21/188)
وَقَالَ ابن سالم: قَالَ عبد الرحمن بعض تلامذة سهل التّستريّ لسهل: يا أبا محمد، إني أتوضأ، فيسيل الماء من يدي، فيصير قُضبان ذهبٍ.
فَقَالَ سهل: الصِّبيان يباركون خشخشاشة.
تُوُفِّي سهل- رحمة الله عَلَيْهِ- في المحرّم سنة ثلاث وثمانين، وعاش ثمانين سنة، أَوْ جاوزها.
وَيُقَال: مات سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين، والأول أصح.
281- سهل بن عَليّ الدوري [1] .
عن: عَليّ بن الْجَعْد، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد [2] ، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ.
وَكَانَ متَّهمًا بالكذب.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
ورّخه ابن قانع. ولاؤه لآل عَليّ بن أبي طالب.
رَوَى عن: سريج بن يونس، والقواريريّ، وَإِبْرَاهِيم التَّرْجُمَانيّ.
قَالَ أَبُو مُزَاحِم الحَافِظ: يُرمى بالكذب [3] .
282- سهل بن المتوكل الْبُخَارِيُّ [4] .
عن: الْقَعْنَبِيِّ، وَمحمد بن سلام البِيكَنْدِيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
قَالَ السليماني: كَانَ من أئمة اللّغة، يكنّى أبا عصفور [5] .
__________
[ () ] وزيادة: ولا يتكلّمون إلّا والاستثناء في كلامهم.
وقوله في: طبقات الصوفية للسلمي 209 رقم (13) .
[1] انظر عن (سهل بن علي الدوري) في:
تاريخ بغداد 9/ 118، 119 رقم 4730.
[2] وكان يقول في كثير من رواياته عنه: حدّثني ابن أبي الحسن مولى عليّ.
[3] تاريخ بغداد 9/ 119.
[4] انظر عن (سهل بن المتوكل) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 294.
[5] وقال ابن حبّان: إذا حدّث عن إسماعيل بن أويس، أغرب عنه.(21/189)
- حرف الشين-
283- الشاذ بن نصر بن سيار.
أَبُو الحَكَم الدِّمَشْقِيّ.
عن: قُتَيْبَة، وهشام بن عَمَّار، وحرْمَلة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: عبد الله بن زَبْر القاضي، وَمحمد بن أَحْمَد الرَّافقي، وعبد الله بن المهتدي باللَّه.
ذكره ابن ماكولا [1] .
__________
[1] لم أجده في: الإكمال، ولم يذكر في المطبوع منه في مادّة: «شاذ» إلّا: «شاذ بن فياض» ، فلعلّ المؤلّف- رحمه الله- اطّلع على نسخة من (الإكمال) فيها: «الشاذ بن نصر» هذا، كما أن المؤلّف الذهبي لم يذكره في: «المشتبه في أسماء الرجال» تحت مادّة «شاذّ» (2/ 185) بل ذكر فقط: شاذّ بن فيّاض، الأمير.(21/190)
- حرف الصاد-
284- صالح بن شُعَيْب البَصْرِيّ الزاهد [1] .
عن: بَكْر بن محمد القرشي.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في صفر سنة ستٍّ وثمانين.
285- صالح بن العلاء بن وضاح.
أَبُو شُعَيْب المَوْصِليّ.
عن: غسان بن الربيع، وأبي هاشم محمد بن عَليّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
286- صالح بن عَليّ بن الفضل النوفلي [2] .
حَدَّثَ ببغداد وغيرها.
عن: خَالِد بن يزيد العُمري، وعبد الله بن محمد بن القدامي (؟) .
وَعَنْهُ: ابن جوصا، ومحمود الرافقي، وآخرون [3] .
287- صالح بن عمران [4] .
__________
[1] انظر عن (صالح بن شعيب) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 179.
[2] انظر عن (صالح بن علي النوفلي) في:
تاريخ جرجان للسهمي 108، وطبقات الحنابلة 1/ 177 رقم 236.
[3] قال ابن أبي يعلى: من آل ميمون بن مهران. ذكره أبو بكر الخلّال فقال: سمعنا منه في سنة سبعين بحلب، وسمعنا منه عن أبي عبد الله أيضا مسائل. وكان مقدّما على أهل حلب.
[4] انظر عن (صالح بن عمران) في:
تاريخ جرجان للسهمي 76، وطبقات الحنابلة 1/ 177 رقم 239، وتاريخ بغداد 9/ 321 رقم 4860، ووقع في فهرس أعلام تاريخ بغداد (ص 345) غلط في رقم الصفحة، ورقم الترجمة،(21/191)
أَبُو شُعَيْب الدعاء.
عن: عبد الْقَاسِم بن سلام، وعفان، وَسُلَيْمَان بن حرب، وطبقتهم.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
رَوَى عَنْهُ: إسْمَاعِيل الخُطبي، وأحمد بن كامل، وأبو بكر الشافعي.
قال الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ [1] .
288- صالح بن محمد بن عبد اللَّه [2] .
أَبُو الفضل الرَّازِيّ.
نزل بغداد.
عن: عفان، وَسُلَيْمَان بن حرب، وجماعة.
وَعَنْهُ: الطَّسْتِيّ، وَأَبُو بَكْر الشافعي، وجماعة.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ [3] ، وَرَوَى عَنْهُ أَنَّهُ تلا أربعة آلاف ختمة [4] .
تُوُفِّي في شوال سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
289- صالح بن مقاتل الأعور [5] .
عن: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القَطَّان، وابن قانع.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بقوي [6] .
290- صالح بن يونس.
أَبُو شعيب الواسطيّ الزّاهد.
__________
[ () ] فليراجع.
[1] تاريخ بغداد 9/ 321.
[2] انظر عن (صالح بن محمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 320، 321 رقم 4859، والمنتظم 7/ 163 رقم 307.
[3] المصدر نفسه 9/ 320.
[4] المصدر نفسه 9/ 321.
[5] انظر عن (صالح بن مقاتل) في:
تاريخ بغداد 9/ 321، 322 رقم 4861.
[6] المصدر نفسه. وقال ابن قانع: مات في سنة سبع وثمانين ومائتين. وقال ابن المنادي: إن صالح بن مقاتل الّذي كان عنده أحاديث هدبة بن المنهال، مات- إما في آخر المحرّم، وإما في أول صفر- سنة تسع وثمانين ومائتين.(21/192)
كَانَ من سادات الصوفية. وردَ عَنْهُ أَنَّهُ رأى الحقَّ في النوم، وحجَ عَلَى قدميه سبعين حجّة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين بالرملة. وَكَانَ يعرف بالمقنَّع، والدّعاء عند قبره مُستجاب. وَكَانَ يكون بمصر. وَكَانَ يُحرِم من القُدس إلى الرملة.
وَيُقَال: رأى مرة كلبًا يلهث عطشًا في البادية، فَقَالَ: من يشتري مني سبعين حجّة بشربةٍ لهذا؟ فأعطاه رجل دمشقي، ماءً، فسقى الكلب.
291- صدَقَةُ بن موسى [1] .
عن: أبي نُعَيْم، والأصمعي.
شيخ مجهول، لم يرو عنه إلّا الذّارع. الشيخ المتروك [2] صاحب الجنّ [3] .
__________
[1] انظر عن (صدقة بن موسى) في:
تاريخ بغداد 9/ 333، 334 رقم 4877.
[2] كان غير ثقة.
[3] حدّث صدقة ببغداد سنة تسع وثمانين ومائتين.(21/193)
- حرف الضاد-
292- الضَّحَّاك بن الحُسَيْن الأَزْدِيّ الإستراباذي الفقيه [1] .
عن: إسْمَاعِيل الشالنجي، وهشام بن عَمَّار، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: نُعَيْم بن عبد الملك بن عَدِيّ، وَمحمد بن إِبْرَاهِيم بن أبْرَوَيْه، وَأَحْمَد بن محمد بن مُطرّف، وغيرهم.
تُوُفِّي سنة تسع وثمانين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (الضحّاك بن الحسين) في:
تاريخ جرجان للسهمي 142، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 5.(21/194)
- حرف الطاء-
293- طاهر بن حزم الأندلسي الطَّرْطُوشِيّ [1] .
مولى بني أمية، يروي عن: يَحْيَى بن يَحْيَى اللَّيْثي.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
294- طاهر بن محمود النَّسَفِيّ.
رحل وَسَمِعَ: هشام بن عَمَّار، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: عبد المؤمن بن خلف النَّسَفِيّ، وَتُوُفِّي سنة تسع وثمانين.
أغفله ابن عساكر.
295- الطيب بن محمد بن غالب.
أَبُو عبد الرحمن السَّعدي الْبُخَارِيُّ.
عن: محمد بن سلام البِيكَنْدِيّ، وقتيبة بن سَعِيد، وعثمان بن أبي شَيْبَة.
وَعَنْهُ: محمد بن عبد الرحمن بن الطيب حفيده.
تُوُفِّي في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (طاهر بن حزم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 206، 207 رقم 620، وفيه من أهل سرقسطة، وجذوة المقتبس للحميدي 247 رقم 516، وبغية الملتمس للضبيّ 326 رقم 860.(21/195)
- حرف العين-
296- عامر بن المُثَنَّى.
أَبُو عَمْرو الكَرْمِيني [1] . من حُفّاظ ما وراء النَّهْر.
ذكره السُّليماني فَقَالَ: لزم الْبُخَارِيَّ وتفقه بِهِ.
ورحل وَسَمِعَ: عَمْرو بن عَليّ، وَمحمد بن بشار.
297- عُبادة بن محمد بن عبد الله العَدَني [2] .
سَمِعَ: حَفْص بْن عَمْرو العدني الفرج.
روى عَنْهُ: الطبراني.
298- الْعَبَّاس بْن حَمْزَةَ بْن عَبْد الله بْن أشرس [3] .
أَبُو الفضل النَّيْسَابُوري الواعظ. أحد العُلَمَاء والزّهاد في وقته.
صحب أَحْمَد بن حرب الزاهد.
وَسَمِعَ: أَحْمَد بن حَنْبَل، وَسَعِيد بن محمد الجرمي، وقتيبة بن سَعِيد، وهشام بن عَمَّار، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وخلقًا.
وَعَنْهُ: أَبُو العَبَّاس السَّرَّاج، وَإِبْرَاهِيم بن محمد بن سُفْيَان، وسبطه
__________
[1] الكرميني: بفتح الكاف وسكون الراء وكسر الميم. نسبة إلى كرمينية، وهي إحدى بلاد ما وراء النهر على ثمانية عشر فرسخا من بخارى. (الأنساب 10/ 405) .
[2] انظر عن (عبادة بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 255 وفيه (عباد) وهو غلط.
[3] انظر عن (العباس بن حمزة) في:
تهذيب تاريخ دمشق 7/ 224، 225، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 29 رقم 41، ولم يذكره ابن أبي يعلى في: طبقات الحنابلة، مع أنه سمع الإمام أحمد. والوافي بالوفيات 16/ 659. رقم 708.(21/196)
محمد بن عبد الله، وَمحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
قَالَ أَبُو الوليد الفقيه: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: كَانَ العَبَّاس بن حمزة مُجاب الدَّعوة.
وَقَالَ ابن مُجيد: كَانَ العَبَّاس يصوم النهار ويقوم الليل. وَكَانَ يَقُولُ: لقد لَحقتني بركة ذي النون.
وَقَالَ السَّرَّاج: سَمِعْتُ العَبَّاس بن حمزة، وسأله رجلٌ عن الزهد فَقَالَ:
تركُ ما يشغلك عن الله أخْذُه، وأخذ ما يُبعدك عن الله تركه.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين، وَكَانَ من علماء الحديث، رحمه الله تعالى.
299- عَبَّاس بن محمد بن عبد اللَّه [1] .
أَبُو الفضل دُبيس البَّغْدَادِيّ البزاز.
سَمِعَ: عفان بن مُسْلِم، وسُريج بن النُّعْمَان، وسليمان بن حرب.
وعنه: ابن السّمّاك، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وَمحمد بن عَليّ بن الهيثم، وآخرون.
قَالَ الخطيب [2] : ثقة. رماه الحمار، فعلقت رِجلُه بالرِّكاب، فجره الحمار، فمات في رجب سنة ثلاثٍ أَيْضًا.
300- عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل بن هلال [3] .
__________
[1] انظر عن (عباس بن محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 12/ 148 رقم 6605، وفيه «عباس بن محمد بن عبيد الله» ، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 168، 169 رقم 311 وفيه: «عباس بن محمد بن عبد الله» ، كما هو هنا.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عَنْ (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ) فِي:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 45، 108، 109، 116، 297، 326، 333، 371، 373 و 2/ انظر فهرس الأعلام 482، و 3/ انظر فهرس الأعلام 355، والجرح والتعديل 5/ 7 رقم 32، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 213، ومسند الشاميين، له 1/ 36 رقم 21 و 21/ 46 رقم 39، والسنن للدارقطنيّ 1/ 75 رقم 4، و 1/ 81 رقم 5 و 85/ رقم 10 و 402 رقم 3 و 2/ 79 رقم 12، والإيمان لابن مندة، رقم الحديث 6، وتاريخ جرجان للسهمي 551، والسابق واللاحق 259، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 205، وتاريخ بغداد 9/ 375، 376 رقم 4951، وطبقات الفقهاء للشيرازي 169، 170، وطبقات الحنابلة 1/ 180- 188 رقم 249، والمنتظم 6/ 39- 40 رقم 55، ووفيات الأعيان 1/ 65، 276 و 2/ 243 و 4/ 163، 164، ومعجم(21/197)
الحَافِظ أَبُو عبد الرحمن الإمام وأبي عبد الله الذُّهلي الشيباني المَرْوَزِيّ الأصل البَّغْدَادِيّ.
وُلد سنة ثلاث عشرة ومائتين، في السنة التي مات فيها عُبَيْد الله بن موسى العبْسي.
وَسَمِعَ من أَبِيهِ شيئًا كثيرًا من العلم.
وَسَمِعَ من: يَحْيَى بن عَبْدَوَيْه صاحب شعبة.
ولم يأذن له أبوه في السّماع من عَليّ بن الْجَعْد.
وَسَمِعَ من: يَحْيَى بن معين، وشيبان بن فَرُّوخ، والهيثم بن خارجة، وَسُوَيْد بن سَعِيد، وعبد الأعلى بن حَمَّاد، وَمحمد بن جَعْفَر الوركاني، وأبي خَيْثَمَة، وأبي بَكْر بن أبي شَيْبَة، وأبي الربيع الزهراني، وَإِبْرَاهِيم بن الحجّاج السامي، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بن عُمَر القواريري، وخلْق كثير.
وَعَنْهُ: ن. وعبد الله بن إِسْحَاق المدائني، وأبو القاسم البغوي، وأبو محمد بن صاعد، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو بكر الخلال، ودعلج، وأحمد بن سلمان الفقيه النجاد، وإسحاق الكاذي [1] ، وأبو علي الصواف، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر الشافعي، وأبو الحسن أحمد بن محمد اللّنبانيّ [2] ، وخلق سواهم.
__________
[ () ] البلدان (باب التبن) ، وجمهرة أنساب العرب 319، والمعجم المشتمل لابن عساكر 151 رقم 462، وأنساب القرشيين 94، والكامل في التاريخ 7/ 529، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 76- 78، ومناقب أحمد بن حنبل، له 306، وتهذيب الكمال 14/ 285- 292 رقم 3157، والكاشف 2/ 63، 64 رقم 2651، وسير أعلام النبلاء 13/ 516- 526 رقم 257، والعبر 2/ 86، وتذكرة الحفاظ 2/ 665، 666، والمعين في طبقات المحدّثين 105 رقم 1190، ودول الإسلام 1/ 175، ومرآة الجنان 2/ 218، والبداية والنهاية 11/ 96، 97، وشرح علل الترمذي لابن رجب 67، والوافي بالوفيات 17/ 24 رقم 19، وأدب القاضي للماوردي 1/ 351، وتاريخ الخميس 2/ 385، وغاية النهاية 1/ 408، وتهذيب التهذيب 5/ 141- 143، رقم 246، وتقريب التهذيب 1/ 401، وخلاصة تذهيب التهذيب 190، وشذرات الذهب 2/ 203، 204، والأعلام 4/ 189، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 211- 212 رقم 8.
[1] نسبة إلى «كاذة» من قرى بغداد.
[2] اللّنبانيّ: بضم اللام وسكون النون وفتح الباء الموحّدة. نسبة إلى محلّة كبيرة بأصبهان ولها باب يقال له: لبنان. (اللباب 3/ 133) .(21/198)
قال أبو بكر الخطيب [1] : كان ثقة ثبتا فهما.
وقال ابن المنادي في تاريخه: لم يكن أحد روى في الدنيا عن أَبِيهِ منه، عن أبيه، لأنّه سمع من «المسند» وهو ثلاثون ألفا، و «التّفسير» ، وَهُوَ مائة وعشرون ألفًا.
سَمِعَ منه ثمانين ألفًا، والباقي وجادةً.
وَسَمِعَ منه: «الناسخ والمنسوخ» و «التّاريخ» ، و «حديث شعبة» ، و «المقدّم والمؤخّر من كتاب الله» ، و «جوابات القرآن، والمناسك» الكبير والصغير، وغير ذَلِكَ من التصانيف وحديث الشيوخ [2] .
قَالَ ابن المنادي: وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون لَهُ بمعرفة الرجال وعلل الحديث والأسماء، والمواظبة عَلَى الطلب، حتّى أَنَّ بعضهم أفرط في تعظيمه إياه بالمعرفة، وزيادة السّماع عَلَى أَبِيهِ [3] .
وعن إسْمَاعِيل الخُطبي قَالَ: بلغني عن أبي زُرْعَة قَالَ: قَالَ لي أَحْمَد بن حَنْبَل: ابني عبد الله محفوظ من علم الحديث، لا يذاكرني إِلا بما أحفظ [4] .
وَقَالَ عَبَّاس الدوري: قَالَ لي أَحْمَد بن حَنْبَل: يا عَبَّاس، قد، وعى عبدُ الله علمًا كثيرًا [5] .
وَقَالَ ابن الصواف: قَالَ عبد الله بن أَحْمَد: كلّ شيء أقول: قَالَ أبي، فقد سَمِعْتُهُ مرّتين وثلاثة، وأقلّهُ مرة [6] .
تُوُفِّي عبد الله في جُمَادَى الآخرة سنة تسعين ومائتين، وشيعه خلْق.
301- عبد الله بن أَحْمَد بن إشكاب الأصبهاني الحَافِظ [7] .
__________
[1] في تاريخ بغداد 9/ 375.
[2] تاريخ بغداد 9/ 375.
[3] تاريخ بغداد 9/ 375، 376.
[4] تاريخ بغداد 9/ 376.
[5] المصدر نفسه.
[6] نفسه.
[7] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن إشكاب) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 58، وفيه (ابن إشكيب) .(21/199)
طوّف وصنّف «المُسند» .
وَسَمِعَ: أَحْمَد بن عبدة، وهلال بن بِشْر، وَإسْمَاعِيل بن بهرام، وطبقتهم.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
302- عبد اللَّه بن أَحْمَد بن سوادة [1] .
أَبُو طالب البَّغْدَادِيّ نزيل طَرَسُوس.
سَمِعَ: طالوت بن عبّاد، وَمحمد بن بكار، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو العَبَّاس بن عُقدة، وَأَبُو بَكْر القبّاب، وأهل إصبهان.
وَكَانَ صدوقًا [2] .
تُوُفِّي في سنة خمسٍ وثمانين.
وقد حَدَّثَ بدمشق، فروى عَنْهُ: الحُسَيْن بن حبيب، وَأَبُو عَليّ بن هَارُون.
303- عبد الله بن المحدّث أَحْمَد بن سَعِيد الرِّباطي الصُّوفي الزاهد [3] .
صحِب أبا تُراب النخشبي، وسافر معه.
وَكَانَ الْجُنَيْد إِذَا ذكره يُثني عَلَيْهِ وَيَقُولُ: هُوَ رأس فتيان خُرَاسَان.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ في «المنتظم» [4] : تُوُفِّي سنة تسعين.
قُلْتُ: لم يقع لي شيء من كلامه.
304- عبد الله بن أَحْمَد بن زياد [5] .
أَبُو جَعْفَر الهمداني، ويقال لَهُ الدُّحيمي لكثرة ما سَمِعَ من دُحَيْم.
وَسَمِعَ من: بِشْر بن الوليد، والحكم بن موسى، وسريج بن يونس، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن سوادة) في:
تاريخ بغداد 9/ 373 رقم 4949، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 286، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 19/ 620 و 23/ 69، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 8 رقم 7، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 165، 166 رقم 842.
[2] تاريخ بغداد 9/ 373.
[3] انظر عن (عبد الله بن أحمد الرباطي) في:
المنتظم لابن الجوزي 6/ 40، 41 رقم 56، والبداية والنهاية 11/ 97.
[4] ذكره في عداد المتوفّين هذه السنة.
[5] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن زياد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 7/ 286.(21/200)
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن عُبَيْد، والقاسم بن صالح، وَأَحْمَد بن إِسْحَاق بن منجاب، وحامد الرّفّاء، وجماعة.
قَالَ صالح بن أَحْمَد: ثقة صدوق.
305- عبد الله بن إِبْرَاهِيم السوسي [1] .
رَوَى عن: محمد بن بكار بن بلال العاملي.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ [2] .
لا أعرفه، ولا ذكره ابن عساكر.
306- عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن الأغلب التَّمِيمِيّ الأغلبي [3] .
الأمير أَبُو العَبَّاس أمير المغرب، وابن أمرائها الأغلبيين.
عهد إِلَيْهِ أَبُوهُ بالأمر قبل موته في أول سنة تسعٍ وثمانين، ومات أَبُوه في ذي القِعْدَة من العام.
وَقِيلَ: كاتب ببيعته المُعْتَضِد أمير المؤمنين، فقدم عَلَى الأمير إِبْرَاهِيم في آخر سنة ثمانٍ رَسُول المُعْتَضِد، فأمره أن يعتزل الإمرة، ثُمَّ يفوضها إلى ولده أبي العَبَّاس، ويصير هُوَ إلى حضرة المُعْتَضِد. وَذَلِكَ لَمَّا بلغ المُعْتَضِد عَنْهُ من أفعاله في مرضه بالسوداء من الْقَتْلِ والجهل. ففعل ما أُمر بِهِ، وأظهر التوبة.
وَكَانَ أَبُو العَبَّاس، دينًا صالحًا لينًا، عاقلًا عالمًا فاضلًا، أديبًا شاعرًا، موصوفًا بالشجاعة، محبًا للعدل.
وقوي أمرُ أبي عبد الله الشيعي، فندب لحربه أخاه الأحول. ولم يكن أحولًا، وإنما لقب بذلك لِأَنَّهُ كَانَ إِذَا نظر كَسَر جفنه. فالتقوا عند ملوشة، وقُتل خلْق، وانهزم الأحول، ثم ثبت في مقاتلته.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم السوسي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 232.
[2] سمعه بحلب.
[3] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم بن أحمد) في:
الحلّة السّيراء لابن الأبّار 1/ 174، 175 رقم 65، والبيان المغرب لابن عذاري 1/ 133، 134، والدّرّة المضيّة (من كنز الدرر) لابن الدواداريّ 6/ 38، 39، والوافي بالوفيات 17/ 8 رقم 6، وأعمال الأعلام لابن الخطيب 3/ 36، 37.(21/201)
وكان أَبُو الْعَبَّاس يداري سوء أخلاق أَبِيهِ، وكان يظهر طاعته والتذلل لَهُ، فكان يوجهه لمحاربة الأعادي، فبلغ من ذَلِكَ إلى أكثر من أمله، فبذلك كَانَ يفضله عَلَى إخوته. وولاه صقلية، فأفتتح بِهَا حصونا، وظهرت شجاعته. وَلَمَّا تملك لم يسكن فِي قصر أبيه، بل اشترى دارا سكنها، ورد مظالم كثيرة. فكانت أيامه أيام عدل وخير.
ومن شعره، وقد شرب دواء بصقلية:
شربت الدواء على غربة ... بعيدا عَن الأهل والمنزل
وكنت إذا، شربت الدّواء ... تطيّبت بالمسك والمندل
فقد صار شربي بحار الدماء ... ونقع العجاجة والقسطل [1]
واتصل بأبي الْعَبَّاس عَن ولده أبي مضر زيادة الله متولي صقلية اعتكافه عَلَى اللهو والخمر، فعزله، وقدم عَلَيْهِ فسجنه. فلما كانت ليلة الأربعاء ليوم بقى من شعبان سنة تسعين قتل الأمير أَبُو الْعَبَّاس. قتله ثلاثة من غلمانه الصقالبة عَلَى فراشه، وأتوا برأسه ابنه زيادة الله، وأخرج مِنَ الْحبس، وتملك، وقتل الثلاثة وصلبهم، وهو الَّذِي كَانَ واطأهم.
والمثل السائر: سمير الغضب يزول، ووالي الغدر معزول.
وكان قتله بمدينة تونس، رحمه الله.
307- عبد الله بن جابر بن عبد الله [2] .
أبو محمد الطرسوسي البزار.
قال ابن عساكر، وأبو أحمد الحاكم: سمع أبا مسهر، وعبد الله بن يوسف التنيسي، ومحمد بن المبارك الصوري.
وعنه: أبو بكر محمد بن أحمد المستنير، وإبراهيم بن جعفر بن سنيد بن داود المصيصيان.
قلت: وهما شيخا الحاكم.
__________
[1] الأبيات في: الحلّة السيراء 1/ 175.
[2] انظر عن (عبد الله بن جابر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 89. وتهذيبه 7/ 325، ولسان الميزان 3/ 265، وموسوعة علماء الحديث في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 173 رقم 854.(21/202)
زاد ابن عساكر فقال: وجعفر الخالدي، وأحمد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي، وأبو بكر ابن المقرئ. كذا قال ابن عساكر فوهم، وإنما روى ابن المقرئ، عن عبد الله بن جابر بطرسوس، عن عبد الله بن خبيق الأنطاكي، وهو متأخر عن ذا.
وَكَذَا قَالَ حَدِيثًا مَوْضُوعًا مَتْنُهُ: «الأُمَنَاءُ ثَلَاثَةٌ: جِبْرِيلُ، وَأَنَا، وَمُعَاوِيَةُ» . وَهَذَا قَالَ فِيهِ أَبُو أَحْمَدَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [1] .
308- عبد الله بن الحسين بن جابر [2] .
أبو محمد البغدادي ثم المصيصي البزار.
عن: علي بن عياش الحمصي، وآدم بن أبي إياس، والحسن بن موسى الأشهب، وعفان بن مسلم، وهوذة بن خليفة، وطائفة.
وعنه: أبو عوانة، وخيثمة الأطرابلسي، وأبو الحسن بن حذلم، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ. كان يسرق الحديث [3] .
قلت: أظنه الذي قبله.
309- عبد الله بن أبي عطاء الأندلسي [4] .
نزيل القيروان. صالح صدوق صحيح النقل.
سمع من: زهير بن عباد، وسحنون بن سعيد الفقيه.
روى عنه: محمد بن أحمد التميمي القيرواني.
وتوفي سنة (....) [5] وثمانين.
__________
[1] قال الحاكم: سألت أحمد بن عمير الدمشقيّ، وكان عالما بحديث الشام، فقال: هو ثقة.
(تاريخ دمشق 20/ 89) .
[2] انظر عن (عبد الله بن الحسين بن جابر) في:
المجروحين لابن حبّان 2/ 46، 47، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي 24 رقم 64، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 214، وحلية الأولياء 9/ 303، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 369، 370، ولسان الميزان 3/ 372، 373، وموسوعة علماء المسلمين 3/ 180 رقم 865.
[3] عبارته في المجروحين: «يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد» .
[4] انظر عن (عبد الله بن أبي عطاء) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 218 رقم 653.
[5] في الأصل بياض، وفي تاريخ ابن الفرضيّ: «توفي- رحمه الله- سنة وثمانين ومائتين بالقيروان» !(21/203)
310- عبد الله بن عَبْدَوَيْه بن النضر.
أَبُو محمد الْبُخَارِيُّ، نزيل نَسْف.
رَوَى عن: هشام بن عَمَّار، وَدُحَيْم، وَأَحْمَد بن صالح المصري، وجماعة.
وعنه: عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن محمود بن عنبر، ومحمد بن زكريا النسفيون.
وكان إماما فاضلا محدثا.
توفي في سنة ست وثمانين ومائتين، ولعل أباه عبد ربه.
311- عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن شعيب [1] .
أبو موسى القرشي المدني القصير الكاتب نزيل مصر.
قرأ على: قالون، وَسَمِعَ منه الحروف.
وَسَمِعَ من: مُطرّف بن عبد الله الفقيه وَكَانَ كاتبه. ويُعرف بالطيارة.
رَوَى عَنْهُ القراءة: محمد بن أَحْمَد بن منير الإمام، وَسَمِعَ منه في سنة أربعٍ وثمانين ومائتين، وَلَهُ تسعون سنة إِذْ ذاك.
وَسَمِعَ منه عامة المصريين.
وَرَوَى عَنْهُ الحروف أَيْضًا: محمد بن أَحْمَد بن شاهين البَّغْدَادِيّ بمصر، شيخ لأبي بَكْر بن مجاهد [2] .
312- عبد الله بن قريش [3] .
أَبُو أَحْمَد الأَسَدي.
عن: الحُسَيْن بن حُريث، والوليد بن شُجاع، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن مَخْلَد، والطَّسْتِيّ، وَإسْمَاعِيل الخُطبي.
قَالَ الدّارقطنيّ: لا بأس به [4] .
__________
[ () ] كذا: سنة وثمانين!!.
[1] انظر عن (عبد الله بن عيسى) في:
غاية النهاية 1/ 440 رقم 1839.
[2] ولد له بالمدينة سنة خمس وتسعين ومائة، ومات في صفر سنة سبع وثمانين ومائتين.
[3] انظر عن (عبد الله بن قريش) في:
تاريخ بغداد 10/ 43، 44 رقم 5173.
[4] المصدر نفسه.(21/204)
313- عبد الله الأشعث [1] .
أَبُو الورد الأنطرطوسي.
عن: إِبْرَاهِيم بن المنذر الحزِاميّ، وَإِبْرَاهِيم بن محمد الحمصي.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وَمحمد بن عبد الرحمن الطَّيئي الأصبهاني.
314- عبد الله بن محمد بن سَعِيد بن أبي مريم [2] .
أَبُو بَكْر الْجُمحي، مولاهم المصري.
سَمِعَ: جَدّه، وَمحمد بن يوسف الفِرْيَابِيّ، وَعَمْرو بن أبي سَلَمَةَ التِّنِّيسِي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن الْقَاسِم المالكي، وعَليَّ بن محمد المصري الواعظ، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في رمضان سنة إحدى وثمانين، وقد أضر بأخرة.
315- عبد الله بن محمد بن سلام [3] .
أَبُو بَكْر الأصبهاني.
عن: أبي توبة بن نافع الحلبي، وَمحمد بن سَعِيد بن سابق.
وَعَنْهُ: أَبُو عَليّ الصحاف، والأصبهانيون.
تُوُفِّي سنة إحدى أَيْضًا.
ومن الرواة عَنْهُ: أَبُو بَكْر القباب، وَأَحْمَد بن جَعْفَر بن مفيد.
فيه ضعف [4] .
316- عبد اللَّه بن محمد بن النُّعْمَان بن عبد السّلام [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله الأشعث) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 217 وفيه: عبد الله بن محمد بن الأشعث أبو الدرداء بمدينة الطرسوس!.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن سعيد) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 264، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 212.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن سلام) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 57.
[4] قال أبو نعيم: كان عبدا فأعتق.
[5] انظر عن (عبد الله بن محمد بن النُّعمان) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 369، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 56، 57.(21/205)
أَبُو بَكْر التيمي الأصبهاني الزاهد.
سَمِعَ: أباه، وأبا نُعَيْم، وَعَمْرو بن طلحة القتاد، وأبا غسان النَّهدي، وَعَمْرو بن حفص بن غياث، وَمحمد بن سَعِيد بن سابق، وطائفة.
وَعَنْهُ: أَبُو عَليّ الصحاف، وَمحمد بن أَحْمَد الكسائي، وعبد الله بن الحَسَن بن بُنْدَار، وَأَحْمَد بن جَعْفَر السمسار، وَأَبُو بَكْر عبد الله بن محمد القباب، وخلْق من الأصبهانيين.
وَكَانَ ثقة صالحًا من أولياء الله تعالى [1] .
تُوُفِّي سنة إحدى أَيْضًا [2] .
317- عبد الله بن محمد بن عُبَيْد بْن سُفْيَان بن قيس [3] .
الحَافِظ أَبُو بَكْر بن أبي الدُّنْيَا القرشي مولى بني أُمية البَّغْدَادِيّ. صاحب التصانيف المشهورة.
وُلد سنة ثمان ومائتين، وَسَمِعَ: أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم المَوْصِليّ، وأحمد بن جميل المَرْوَزِيّ.
ولم يسمع من الإمام أَحْمَد شيئًا.
وَسَمِعَ من: سعد بن سُلَيْمَان سَعْدَوَيْه، وَهُوَ أقدم شيخٍ لَهُ.
ومن: خالد بن خراش، وعَليَّ بن الْجَعْد، وخَلَف بن هشام، وسعد بن
__________
[1] قال أبو نعيم: ثقة مأمون. وقال: ذكر أنه كان يمتنع من التحديث، ثم رأى رؤيا فتحدّث، وكان من عباد الله الصالحين. (ذكر أخبار أصبهان 2/ 56) .
[2] بها أرّخه أبو نعيم. أما ابن حبّان فقال: مات سنة ثمانين ومائتين. (الثقات 8/ 369) .
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عبيد) في:
الجرح والتعديل 5/ 163 رقم 751، والفهرست لابن النديم، مقالة 5، فن 5، وتاريخ بغداد 10/ 89- 91 رقم 5209، والسابق واللاحق 258، وطبقات الحنابلة 1/ 192- 195 رقم 260، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 148، 149 رقم 284، والكامل في التاريخ 7/ 468 وفيه «عبيد الله» ، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/، ودول الإسلام 1/ 169، وسير أعلام النبلاء 13/ 397- 404 رقم 192، وتذكرة الحفاظ 2/ 677- 679، والعبر 2/ 65، ومرآة الجنان 2/ 193 وفيه: أبو بكر محمد بن عبيد، وفوات الوفيات 2/ 228، 229، والوافي بالوفيات 17/ 519، 520 رقم 440، والبداية والنهاية 11/ 71، وتهذيب التهذيب 6/ 12، 13، وتقريب التهذيب 11/ 447 رقم 606، والنجوم الزاهرة 3/ 86، وطبقات الحفاظ 294، 295، وخلاصة تذهيب التهذيب 213، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 384.(21/206)
محمد العَوْفي، وَسَعِيد بن محمد الحربي، وشُجاع بن أشرس، وعبد الله بن خَيْران صاحب عبد الرحمن المسعودي، وعبد الله بن عَوْن الخزاز، وأبي نصر التَّمَّار، وعبيد الله بن محمد بن عائشة، وخلق كثير.
وَعَنْهُ: الحارث بن أبي أُسَامَةَ، وَهُوَ من شيوخه، وابن ماجه في تفسيره، وَأَبُو عَليّ أَحْمَد بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم الصحاف، وَأَبُو العَبَّاس بن عُقدة، وَأَبُو سهل القَطَّان، وَأَحْمَد بن مروان الدِّينَوَري، وعثمان بن محمد الذهبي، وعيسى بن محمد الطُّوماري، وَأَبُو عَليّ الحُسَيْن بن صفوان، وهو راويته. وأبو بكر النَّجَّاد، وَأَبُو الحَسَن أَحْمَد بن محمد اللنباني، وعبد الله بن بُريْه الهاشمي، وَأَحْمَد بن خُزَيْمَة، وَأَبُو بَكْر الشافعي، وجماعة.
قَالَ ابن أبي حاتم [1] : كتبت عَنْهُ مَعَ أبي، وَقَالَ أبي: هُوَ صدوق.
وَقَالَ الخطيب [2] : كَانَ يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء.
وَقَالَ غيره: كَانَ ابن أبي الدُّنْيَا إِذَا جالس أحدًا، إن شاء أضحكه، وإن شاء أبكاه في آنٍ واحد، لتوسُّعه في العلم والأخبار [3] .
قُلْتُ: وقع لنا جملة صالحة من مصنّفاته. وآخر من رَوَى حديثه بعُلُوّ:
الشَّيْخ الفخر بن الْبُخَارِيِّ، بينه وبينه أربعة أنفس [4] .
تُوُفِّي في جُمَادَى الأولى سنة إحدى وثمانين.
وَقَالَ أَحْمَد بن كامل: كَانَ ابن أبي الدُّنْيَا مؤدب المُعْتَضِد [5] .
318- عبد الله بن محمد بن أبي قُريش [6] .
أَبُو عبد الرحمن البصريّ.
__________
[1] في: الجرح والتعديل 5/ 163.
[2] في تاريخ بغداد 10/ 89.
[3] قارن بتاريخ بغداد 10/ 90.
[4] السابق واللاحق 258.
[5] تاريخ بغداد 10/ 91، وسئل أبو علي صالح بن محمد عن ابن أبي الدنيا فقال: صدوق، وكان يختلف معنا، إلّا أنه كان يسمع من إنسان يقال له: محمد بن إسحاق، بلخيّ، وكان يضع للكلام إسنادا، وكان كذّابا يروي أحاديث من ذات نفسه مناكير.
[6] انظر عن (عبد الله بن محمد بن أبي قُريش) في:
تاريخ بغداد 10/ 88، 89 رقم 5207 وفيه: (عبد الله بن محمد بن مضر أبو عبد الرحمن الثقفي) .(21/207)
عن: محمد بن عبد الله الأَنْصَارِيّ.
وَعَنْهُ: حبيب القزاز، وخلاد بن عبد الكبير الخطابي [1] ، وَأَبُو بَكْر الشافعي [2] ، وغيرهم.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين [3] .
وَسَمِعَ أَيْضًا من: عُثْمَان بن عُمَر بن فارس، وأبي عاصم، وجماعة.
319- عبد الله بن محمد بن هانئ.
أَبُو محمد النَّيْسَابُوري عبدوس الحَافِظ.
يروي عن: قُتَيْبَة بن سَعِيد، وَيَحْيَى بن يَحْيَى، وابن أبي الشوارب، وبندار، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن إِسْحَاق العُصْفري، وَمحمد بن محمد بن نصر المَرْوَزِيّ، وعمر بن محمد بن يَحْيَى، وسهل بن شاذويه، وغيرهم.
ومات بسمرقند سنة ثلاثٍ أَيْضًا في شعبان.
وَكَانَ من أئمة الحديث.
320- عبد الله بن محمد بن زكريّا [4] .
أَبُو محمد الأصبهاني.
ثقة فاضل، مصنف جليل.
سَمِعَ: إسْمَاعِيل بن عَمْرو البَجَليَّ، وأبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، وَمحمد بن بَكْر، وسهل بن بكار، وطائفة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن بُنْدَار الشعار، وأحمد بن إِبْرَاهِيم بن يوسف، وَأَبُو الشَّيْخ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين [5] .
__________
[1] لم يذكره الخطيب بين تلاميذه.
[2] قال الخطيب: روى عنه أحاديث مستقيمة.
[3] لم يؤرّخ الخطيب لوفاته.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد بن زكريا) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 61، 62.
[5] قال أبو نعيم: مقبول القول من الثقات، له المصنّفات الكبار.(21/208)
321- عبد الله بن محمد بن عزيز التَّمِيمِيُّ المَوْصِليّ [1] .
عن: غسان بن الربيع.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وَإسْمَاعِيل الخطبي، وغيرهما.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ.
322- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن منصور الهَرَوي البَزَّار.
رحل وطوف وَسَمِعَ: هشام بن عَمَّار، وَسُوَيْد بن سَعِيد، وحرملة بن يَحْيَى.
وَعَنْهُ: الحَافِظ أَبُو إِسْحَاق أَحْمَد بن محمد بن يونس الحدّاد.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين ومائتين.
323- عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي [2] .
أَبُو أُسَامَةَ.
سَمِعَ: أَبَاه، وحجّاج بن أبي منيع، وَإِسْحَاق بن الأخْيَل.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وَمحمد بن محمد بن خليفة، وَأَبُو المنقور بن راشد، وجماعة.
324- عبد الله بن مَسَرَّة بن نجيح بن مرزوق [3] .
أَبُو محمد البربري المغربي، مولى أبي قُرّة.
كَانَ من علماء أهل قُرْطُبة. رحل بِهِ أخوه إِبْرَاهِيم التّاجر إلى المشرق.
فسمع: بِشْر بن آدم [4] ، ونصر بن عَليّ الْجَهْضمي، وَعَمْرو بن عَليّ الفلاس، وبندار، وطبقتهم.
ورجع إلى الأندلس. وَكَانَ جليلًا فاضلًا خيّرًا، لكنّه اتّهم بالقدر.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عزيز) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 216، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 29 رقم 40.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن أبي أسامة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 213.
[3] انظر عن (عبد الله بن مسرّة) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 217، 218 رقم 652.
[4] في تاريخ علماء الأندلس: «بشر بن أحمد» .(21/209)
حمل عَنْهُ: عُثْمَان بن عبد الرحمن، وثابت بن حزم، وَمحمد بن الْقَاسِم، وقاسم بن أصبغ، والأندلسيون.
وحجّ في آخر عمره فتُوُفِّي بمكة في ذي الحجّة سنة ستٍّ وثمانين.
325- عبد الله بن موسى الأَنْمَاطِيُّ الدِّهْقان.
ويُعرف بابن بلهاء.
عن: يَحْيَى بن معين، وَإِبْرَاهِيم بن محمد بن عُرْوَة.
وَعَنْهُ: دَعْلَج، وأحمد بن يوسف بن خلاد.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين ومائتين.
326- عبد الأعلى [1] بن وَهْب الأندلسي [2] .
أَبُو وَهْب.
رَوَى عن: يَحْيَى بن يَحْيَى اللَّيْثي.
ثُمَّ رحل وأدرك أصبغ بن الفرج، فأخذ عَنْهُ.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين [3] .
327- عبد الرحمن بن عَبْدُوس [4] .
أَبُو الزعراء البَّغْدَادِيّ المقرئ. أحد الحُذاق، وأكبر أصحاب أبي عُمَر الدوري وأضبطهم.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو بَكْر بن مجاهد، وعَليَّ بن الحَسَن [5] الرَّقِّيّ، وَمحمد بن مُعَلَّى الشُّونيزي، وَمحمد بن يعقوب الْمُعَدَّلُ، وعمر بن عجلان.
قَالَ ابن مجاهد: قرأت عَلَيْهِ لنافع نحوًا من عشرين مرة، وقرأ عَلَيْهِ لأبي
__________
[1] في الأصل: «عبد الله» ، والتصحيح من مصادر ترجمته، ومن نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» .
[2] انظر عن (عبد الأعلى بن وهب) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 280 رقم 837، وجذوة المقتبس للحميدي 290 رقم 654، وبغية الملتمس للضبي 392 رقم 1106.
[3] وقيل: سنة إحدى وستين ومائتين. (الجذوة) و (البغية) .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبدوس) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 238 رقم 138، وغاية النهاية 1/ 373، 374.
[5] هكذا في الأصل، وأصل: معرفة القراء، وصحّحه محقّقه إلى «الحسين» نقلا عن: غاية النهاية، والله أعلم بالصواب.(21/210)
عُمَر، وحمزة، والكِسائي.
ذكره الداني، وغيره [1] .
328- عبد الرحمن بن أَحْمَد [2] .
الأصبهاني المُتَعبَد.
رحل وَسَمِعَ: دُحَيْمًا، وعثمان بن أبي شَيْبَة.
وعنه: علي بن الصباح، وعبد الله بن محمد الخشاب [3] .
329- عبد الرحمن بن جابر الطائي الحمصي [4] .
عن: بشر بن شعيب بن أبي حمزة.
وعنه: الطبراني.
توفي سنة إحدى وثمانين.
وروى أيضا عن: عبد العزيز بن موسى اللاحوني.
330- عبد الرحمن بن رَوْح [5] ، أَبُو صفوان السمسار.
بَغْدَادِيّ.
سَمِعَ: خَالِد بن خِراش.
وَعَنْهُ: عيسى الطُّوماري، والطّستيّ.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين [6] .
331- عبد الرحمن بن عبد الحميد بن فضالة [7] .
__________
[1] أرّخ ابن الجزري وفاته بسنة بضع وثمانين ومائتين. (غاية النهاية 1/ 374) .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد المتعبّد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 110.
[3] قال أبو نُعَيْم: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن الفضل أبو بشر من أهل المدينة، يعرف بالولّادي، من كبار المتعبّدين، قديم الموت، توفي بعد الثمانين، حدّث عن العراقيين والشاميين والمصريين.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن جابر) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 244.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن روح) في:
تاريخ بغداد 10/ 279 رقم 5397.
[6] وقال ابن المنادي: وكان معروفا، كتب عنه الحديث بعد الحديث.
[7] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الحميد) في:(21/211)
أَبُو محمد الكتاني الدِّمَشْقِيّ.
عن: سُلَيْمَان بن عبد الرحمن، وَمحمد بن أبي السَّرِيّ.
وَعَنْهُ: خَيْثَمَة، وَأبو عبد الله بن مروان، وغيرهما.
332- عبد الرحمن بن عَمْرو بن عبد الله بن صَفْوَان بن عَمْرو [1] .
الحَافِظ أَبُو زُرْعَة النَّصْري الدِّمَشْقِيّ، محدَّث الشَّام.
رَوَى عن: أَحْمَد بن خَالِد الوَهْبي، وأبي نُعَيْم، وهَوْذَة بن خليفة، وعَليَّ بن عَيَّاش، وأبي مُسْهِر الغساني، وَسُلَيْمَان بن حرب، وأبي بَكْر الحُمَيْدِيّ، وَسَعِيد بن منصور، وعفان، وَسَعِيد بن سُلَيْمَان سَعْدَوَيْه، وأبي اليَمَان الحَكَم بن نافع، وَأَحْمَد بن حَنْبَل، وخلْق كثير.
وَعَنْهُ: د. تفسير حديث [2] ، ويعقوب الفَسَوي، وابن صاعد، وَأَبُو العَبَّاس الأصمّ، وَأَبُو يعقوب الأذْرَعي، وَأَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ، وعَليَّ بن العَقِب، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانيّ، وخلْق كثير.
قَالَ أَبُو الميمون بن راشد: سَمِعْتُ أبا زُرْعَة يَقُولُ: أُعجب أَبُو مُسْهِر بمجالستي إياه صغيرًا [3] .
__________
[ () ] من حديث خيثمة الأطرابلسي 23 رقم 56، وبغية الطلب لابن العديم (المخطوط) 5/ 247.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة) في:
الجرح والتعديل 5/ 267 رقم 1259، والثقات لابن حبّان 8/ 384، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 240، والإيمان لابن مندة، رقم الحديث 10، والروض البسّام 1/ 290 رقم 258، 19/ 368 رقم 368، وسنن الدارقطنيّ 1/ 320 رقم 12، و 340/ 8 وتاريخ جرجان للسهمي 474، والسابق واللاحق 364، وطبقات الحنابلة 1/ 205، 206، رقم 276، والمعجم المشتمل لابن عساكر 169 رقم 539، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 122، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 32 ب- 33 ب، وتهذيب الكمال للمزّي، (المصوّر) 2/ 806، 807، وسير أعلام النبلاء 13/ 311- 316 رقم 146، وتذكرة الحفاظ 2/ 624، 625، والعبر 2/ 65، 66، والمعين في طبقات المحدّثين 97 رقم 1102، ودول الإسلام 1/ 169، والكاشف 2/ 158 رقم 3319، ومرآة الجان 2/ 194، والبداية والنهاية 11/ 7، وتهذيب التهذيب 6/ 236، 237، وتقريب التهذيب 1/ 493، والنجوم الزاهرة 3/ 87، وطبقات الحفاظ 266، وشذرات الذهب 2/ 177، وانظر مقدّمة تاريخه، وموسوعة علماء المسلمين 3/ 112، 113 رقم 777.
[2] المعجم المشتمل 169.
[3] سير أعلام النبلاء 13/ 313، تذكرة الحفاظ 2/ 624.(21/212)
وَقَالَ أَبُو حاتم الرَّازِيّ [1] : ذكر أَحْمَد بن أبي الحواري أبا زُرْعَة الدِّمَشْقِيّ.
فَقَالَ: هُوَ شيخ الشباب.
وَقَالَ أَبُو حاتم: صدوق [2] .
وَقَالَ جماعة: تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين في جُمَادَى الآخرة [3] ، ومَن قَالَ:
سنة ثمانية فقد وَهِم [4] .
333- عبد الرحمن بن معدان بن جُمعة الطائي [5] .
سَمِعَ: مُطَرِّف بن عبد الله الشاري الفقيه، وعبد العزيز بن عبد الله الإدريسي.
رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
ولم يذكره ابن عساكر في تاريخه.
334- عبد الرحمن بن يوسف بن سَعِيد بن خراش [6] .
الحَافِظ أَبُو محمد المَرْوَزِيّ الأصل البَّغْدَادِيّ.
سَمِعَ: خَالِد بن يوسف السمتي، وعبد الجبار بن العلاء المكي، وعَليَّ بن حشرم، وأبا مَعْمَر بن النحاس، ويعقوب الدَّوْرَقِيّ، ويونس بن عبد الأعلى، وأبا النقي هشام بن عبد الملك، وَأَحْمَد بن خَالِد الخلال، وأبا حفص الفلاس، ونصر بن عَليّ الْجَهْضَمي، وَمحمد بن يَحْيَى الذُّهَلِيّ، وخلقًا من طبقتهم.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القَطَّان، وَأَبُو العَبَّاس بن عقدة، وبكر بن محمد الصّيرفيّ، وآخرون.
__________
[1] الجرح والتعديل.
[2] وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 5/ 267: وكتبت عنه وكتبنا عنه وكان صدوقا ثقة.
[3] وقيل: سنة ثمانين ومائتين. (المعجم المشتمل) .
[4] ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان من علماء أهل بلده بالحديث والجمع له.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن معدان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 241 وهو (اللاذقي) .
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن يوسف) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 112، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 12629، وتاريخ بغداد 10/ 280، 281 رقم 5398، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 102 رقم 1912، والمنتظم، له 5/ 164 رقم 308، والمغني في الضعفاء 2/ 390 رقم 3660، وميزان الاعتدال 2/ 600، 601 رقم 5009، والمعين في طبقات المحدّثين 105 رقم 1191، والبداية والنهاية 11/ 74، ولسان الميزان 3/ 444، 445 رقم 1732.(21/213)
قَالَ بَكْر بن محمد: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: شربت بَوْلِي في هَذَا الشأن، يعني الحديث، خمس مرات.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْم بن عَدِيّ الجرجاني الحَافِظ: ما رأيت أحفظ من ابن خِراش [1] .
قُلْتُ: وَلَهُ كلام في الجرح والتَّعديل. وقد اتُّهم بالرَّفض.
تُوُفِّي في خامس رمضان سنة ثلاثٍ وثمانين. ورّخه ابن المنادي.
وَقَالَ ابن عَدِيّ [2] : ذُكر بشيء من التَّشيع، وأرجو أَنَّهُ لا يتعمد الكذب.
سَمِعْتُ ابن عقدة يَقُولُ: كَانَ ابن [3] خراش عندنا إِذَا كتب شيئًا من التَّشيع يَقُولُ: هَذَا لا ينفق إِلا عندي وعندك.
سَمِعْتُ عبدان يَقُولُ: حمَل ابن خراش إلى بُنْدَار عندنا جزءين صنَّفهما في مثالب الشَّيخين، فأجازه بألفي درهم بنى بها حجرة ببغداد ليُحدّث فيها، فمات حين فرغ منها [4] .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ محمد بْنُ يُوسُفَ الْحَافِظُ: أَخْرَجَ ابْنُ خِرَاشٍ مَثَالِبَ الشَّيْخَيْنِ، وَكَانَ رَافِضِيًّا.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [5] : سَمِعْتُ عَبْدَانَ يَقُولُ: قُلْتُ لِابْنِ خِرَاشٍ: حَدِيثَ «إِنَّ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ» ، قَالَ: بَاطِلٌ. أَتَّهِمُ مَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ.
قَالَ عَبْدَانُ: وَقَدْ حَدَّثَ بِمَرَاسِيلَ وَصَلَهَا وَمَوَاقِيفَ رَفَعَهَا [6] .
335- عبد الرحمن بن محمد بن عقيل.
أَبُو الْقَاسِم النَّيْسَابُوري. أكبر الإخوة.
سَمِعَ: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وطبقته.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بن عِصْمة، وَمحمد بن عبد الله بن المبارك، وغيرهما.
__________
[1] الكامل 4/ 1628 وزاد: «لا يذكر له شيخ من الشيوخ والأبواب إلّا مرّ فيه» .
[2] في الكامل.
[3] لفظ «ابن» ساقط من المطبوع من «الكامل» .
[4] الكامل 4/ 1629.
[5] في الكامل.
[6] الكامل.(21/214)
336- عبد الرحيم بْن عبد الله بْن عبد الرحيم الزهري [1] .
مولاهم البرقي أَبُو سَعِيد أخو محمد، وأحمد.
رَوَى «السيرة» عن عبد الملك بن هشام، عن البكائي. وَكَانَ ثقة.
رَوَى عَنْهُ: عبد الله بن جَعْفَر بن الورد، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ. لكن الطَّبَرَانيّ سماه أَحْمَد بن عبد الله، فَوَهِم [2] واشتبه عَلَيْهِ اسمه بأخيه.
تُوُفِّي في ذي القِعْدَة سنة ستٍّ وثمانين.
337- عبد الرحيم بن الفضل بن موسى بن مسمار بن هانئ.
أَبُو يَحْيَى البلخي.
سَمِعَ: مكي بن إِبْرَاهِيم المقرئ، وعَليَّ بن محمد المنجوري، وقبيصة، وخالد بن مَخْلَد، وشهاب بن مَعْمَر، وطائفة.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب الفقيه، وجماعة.
قَالَ السليماني: رَوَى عَنْهُ شيوخنا.
وَتُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
338- عبد الصمد بن هَارُون.
أَبُو بَكْر النَّيْسَابُوري الملقب بقاتل قُتَيْبَة.
سَمِعَ: قُتَيْبَة بن سَعِيد، وَأَحْمَد بن حَنْبَل، وعَليَّ بن الْمَدِينِيِّ.
رَوَى عَنْهُ جماعة من شيوخ الحاكم.
وَتُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
339- عبد الملك بن الحَسَن بن بَكْر الشرود الصَّنْعَانيّ.
رَوَى جملة عن أَبِيهِ، عن جَدّه بَكْر صاحب الثوري، ومالك.
روى عنه جماعة.
مات سنة سبع وثمانين ومائتين.
340- عبد الملك بن أيمن بن فرجون [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن عبد الله الزهري) في:
المعجم الصغير للطبرانيّ 1/ 48، 49 وفيه: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم البرقي.
[2] انظر: المعجم الصغير.
[3] انظر عن (عبد الملك بن أيمن) في،(21/215)
أبو محمد الأندلسي.
روى عن: سحنون بن سَعِيد.
ومات سنة سبع وثمانين ومائتين.
341- عبد العزيز بن عمران بن كوشيد [1] .
أَبُو بَكْر الأصبهاني، أحد الرحالة والمصنفين.
كتب عن: أَحْمَد بن عبد الرحمن بن وَهْب، وطبقته.
وَعَنْهُ: أَبُو عَليّ الصحاف، وعبد الله بن محمد القباب، وغيرهما.
342- عبد العزيز بن معاوية [2] .
أَبُو خَالِد القرشي البَصْرِيّ.
عن: أزهر بن سعد السمان، وَجَعْفَر بن عون، وأبي عاصم، وبدل بن المحبر، وأشهل بن حاتم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَر البَخْتَرِيّ، وَأَبُو عَمْرو بن السَّمَّاك، وخيثمة.
قال الدّارقطنيّ: لا بأس بِهِ [3] .
تُوُفِّي في أربع وثمانين.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم: وعن عاصم ما لا يتابع عليه [4] .
__________
[ () ] جذوة المقتبس للحميدي 281 رقم 625، وفيه قال الحميدي: «وظنّه والد محمد بن عبد الملك بن أيمن المصنّف» ، وبغية الملتمس للضبي 375، 376 رقم 1059.
[1] انظر عن (عبد العزيز بن عمران) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 396، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 125.
[2] انظر عن (عبد العزيز بن معاوية) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 397، وتاريخ بغداد 10/ 452، 453 رقم 5611، والمنتظم 7/ 174، 175 رقم 322، والكامل في التاريخ 7/ 489، وميزان الاعتدال 2/ 636 رقم 5133، والمغني في الضعفاء 2/ 400 رقم 3757، والبداية والنهاية 11/ 78، ولسان الميزان 4/ 38 رقم 107، وتهذيب التهذيب 6/ 358، 359، وتقريب التهذيب 1/ 513 رقم 1254.
ولم يذكره الحافظ المزيّ في «تهذيب الكمال» .
[3] تاريخ بغداد 10/ 453.
[4] المصدر نفسه. وذكر ابن حبّان حديثا عن ابن جوصا وغيره قالوا: ثنا عبد العزيز بن معاوية، ثنا أبو عاصم، ثنا عزرة بن ثابت، عن علباء بن أحمر، عن أبي زيد الأنصاري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله- الحديث» . قال أبو حاتم منكر لا أصل له، ولعلّه أدخل عليه فحدّث به، فأما غير هذا الحديث من حديثه فيشبه حديث الأثبات. (الثقات 8/ 397، 398) .(21/216)
343- عبد (الوارث) [1] بن إِبْرَاهِيم [2] .
أَبُو عبيدة العسكري.
عن: وَهْب بن محمد البناني، وكثير بن يَحْيَى، ومسدد، وَمحمد بن جامع العطار.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وابن قانع.
تُوُفِّي سنة تسع وثمانين ومائتين.
344- عَبْدُوس بن دِيزويه الرَّازِيّ [3] .
عن: إِبْرَاهِيم بن المنذر الحزامي، وهشام بن عَمَّار، وعبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم دُحَيْم، وجماعة.
وَعَنْهُ أَبُو بَكْر بن خرُوف، والطَّبَرَانيّ، وابن الورد.
تُوُفِّي سنة تسعين بمصر.
345- عُبَيْد الله بن أَحْمَد بن منصور الهمذاني الكسائي [4] .
عن: عَليّ بن الطنافسي، وابن خَيْثَمَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر النجاد، وابن قانع، وجماعة.
قَالَ صالح بن أَحْمَد الهمذاني الحَافِظ: محلُّه الصدق [5] .
346- عُبَيْد الله بن سليمان [6] .
__________
[1] في الأصل بياض، استدركته من: المعجم الصغير للطبراني.
[2] انظر عن (عبد الوارث بن إبراهيم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 251، وتاريخ جرجان للسهمي 200.
[3] انظر عن (عبدوس بن ديزويه) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 254.
[4] انظر عن (عبيد الله بن أحمد الكسائي) في:
تاريخ بغداد 10/ 339، 340 رقم 5477.
[5] المصدر نفسه.
[6] انظر عن (عبيد الله بن سليمان الوزير) في:
تاريخ الطبري 9/ 532، 540، 544 و 10/ 22، 30، 41، 42، 45، 47، 54، 63، 67، 73، 74، ومروج الذهب 3239، 3247، 3307، 3401، 2413، والتنبيه والإشراف 320، 321، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 211، 303 و 2/ 9، 85، 86، 89، 91، 96، 172، 173، 174، 307، 311، 395، والولاة والقضاة للكندي 522، والعقد الفريد 4/ 166، وتحفة الوزراء للثعالبي 146، 155، والتمثيل والمحاضرة، له 431، وثمار القلوب، له 689(21/217)
أَبُو وَهْب الوزير، والد الْقَاسِم بن عُبَيْد الله الوزير.
ولي الوزارة للمعتضد، وَكَانَ شجاعًا ناهضًا، خبيرًا بالأمور، متمكنًا من مخدومه.
تُوُفِّي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين، عن اثنتين وستين سنة.
347- عُبَيْد الله بن محمد بن يَحْيَى بن المبارك اليزيدي اللُّغَويّ [1] .
أخذ عن: ابن أخي الأصمعي، وغيره.
وَعَنْهُ: أحمد بن عُثْمَان الأدمي، والطَّبَرَانيّ.
وَكَانَ رأسًا في اللغة والأخبار.
تُوُفِّي سنة بضع وثمانين.
وَرَوَى القراءة عن: عمّه إِبْرَاهِيم بن اليزيدي، وأخيه أَحْمَد بن محمد.
رَوَى عَنْهُ القراءة: ابن مجاهد، وابن المنادي، وَمحمد بن يعقوب المعدّل [2] .
348- عبيد بن الحسن [3] .
__________
[ () ] رقم 1222، والعيون والحدائق لمؤرّخ مجهول ج 4 ق 1/ 84، 87، 125، 137، 151، 153، 164، 171، 249، والإمتاع والمؤانسة لأبي حيّان 3/ 88- 91، والمصباح المضيء 1/ 250، وربيع الأبرار 10/ 563 و 4/ 400، والهفوات النادرة 159، 205، 207، 276، 279، والوزراء للصابي (انظر فهرس الأعلام) 426، والإنباء في تاريخ الخلفاء 27، 146، 149، 150، 167، والبصائر والذخائر 3/ 1/ 194- 196، والتذكرة الحمدونية 1/ 435، 436، 441، 443، و 2/ 198، 232، 273، 364، ونثر الدرّ 5/ 14 وتاريخ حلب للعظيميّ 1378، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 55، 56، 90، 91، 176، والفخري 209، 210، والكامل في التاريخ 7/ 510، ووفيات الأعيان 3/ 122 في ترجمة عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، وخلاصة الذهب المسبوك 237، وفوات الوفيات 2/ 434- 436، ونهاية الأرب 22/ 346، 357، 359، 363، 375، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 163، 167، والعبر 2/ 72، 81، والبداية والنهاية 11/ 85، وسير أعلام النبلاء 13/ 497، 498 رقم 246، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 50، 51، رقم 43، ونصوص ضائعة من كتاب الوزراء والكتّاب 68، 88، 90، 92- 94.
[1] انظر عن (عبيد الله بن محمد اليزيدي) في:
تاريخ بغداد 10/ 338، 339 رقم 5475.
[2] وثّقه الخطيب: وقال ابن المنادي: كان اليزيدي جدّه. كتب عنه الحروف وشيء من اللغة، والنذر من الحديث في أضعاف الكتب. مات في المحرّم سنة أربع وثمانين ومائتين.
[3] انظر عن (عبيد بن الحسن) في:(21/218)
أبو عبد الله الأَنْصَارِيّ الأصبهاني الغزّال الحَافِظ.
سَمِعَ: عَمْرو بن مرزوق، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وأبا سَلَمَةَ، وأبا عَمْرو البجلي.
وَكَانَ مُفتيًا مُصنفًا عالمًا.
رَوَى عَنْهُ: عَليّ بن الصباح، وأحمد بن جَعْفَر السمسار، وأحمد بن بُنْدَار، وَمحمد بن عبد الله بن حَمَّاد، وَأَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن يوسف، وغيرهم.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين. وذكره بعضهم في سنة أربع وستين، وَهُوَ غلط.
349- عُبَيْد بن عبد الواحد بن شريك [1] .
أَبُو محمد البَّغْدَادِيّ البَزَّار.
محدّث رحّال صدوق.
سَمِعَ: سَعِيد بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وأبا الجماهر محمد بن عُثْمَان، ونعيم بن حَمَّاد، وطائفة.
وَعَنْهُ: عُثْمَان بن السَّمَّاك، وابن نجيح، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وَأَبُو بَكْر النَّجَّاد، والشافعي، وآخرون.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: صدوق [2] .
قُلْتُ: تُوُفِّي في رجب سنة خمس وثمانين [3] .
__________
[ () ] ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 137، 138.
[1] انظر عن (عبيد بن عبد الواحد) في:
تاريخ جرجان 512، 520، وتاريخ بغداد 11/ 99، 100 رقم 5794، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ 11 أوب، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 8، 9، رقم 8، وسير أعلام النبلاء 13/ 385 رقم 185، ولسان الميزان 4/ 120 رقم 255.
[2] تاريخ بغداد 11/ 99.
[3] قال أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقان: وكان أحد الثقات ولم أكتب عنه في تغيّره شيئا.
وقال ابن المنادي: أكثر الناس عنه، ثم أصابه أذى فغيّره في آخر أيامه. وكان على ذلك صدوقا.
وقال إسماعيل الخطبيّ: مات أبو محمد عبيد بن شريك البزّار يوم الأحد لسبع مضين من رجب سنة خمس وثمانين ومائتين. ودفن عند قبر أحمد بن حنبل، وصلّيت عليه ولم أكتب عنه شيئا.
(تاريخ بغداد 10/ 100) .(21/219)
وَمِنْ عَوَالِيهِ: أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ سَمِعُوا الرَّطْبَ بْنَ بُجَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبْدَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبَزَّارُ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ:
ثَنَا الْمَعْمَرِيُّ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ دُقَّ الْبَابُ، فَارْتَاعَ لِذَلِكَ وَوَثَبَ وَثْبَةً مُنْكَرَةً وَخَرَجَ، وَخَرَجْتُ فِي أَثَرِهِ، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَى دَابَّةٍ، وَالنَّبِيُّ مُتَّكِئٌ عَلَى مَعْرِفَةِ الدَّابَّةِ، فَكَلَّمَهُ، فَرَجَعْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ: «ذَاكَ جِبْرِيلُ أَمَرَنِي أَنْ أَمْضِيَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ» . 350- عُبَيْد بن محمد بن موسى المؤذن [1] .
أَبُو الْقَاسِم المصري المقرئ.
عُرف برجّا [2] .
قرأ القرآن عَلَى: داود بن أبي طيبة صاحب ورش.
وحدّث عن: يَحْيَى بن بُكَيْر، وغيره.
رَوَى عَنْهُ القراءة: أَحْمَد بن محمد بن يَحْيَى الصدفي.
رَوَى عَنْهُ الطَّبَرَانيّ فَقَالَ [3] : ثَنَا عُبَيْد بن رجّال، ثَنَا أَحْمَد بن صالح المصري.
وَقَالَ ابن ماكولا [4] : هُوَ محمد بن محمد موسى البَزَّار المؤذن يُعرف بعبيد بن رجّال.
رَوَى عَنْهُ أَبُو طالب الحَافِظ المصري [5] .
351- عُبَيْد بن محمد بن يَحْيَى بن قضاء الجوهري البَصْرِيّ [6] .
عن: عُمَر بن محمد بن أحمد.
__________
[1] انظر عن (عبيد بن محمد المؤذّن) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 246 وفيه: عبيد بن رجال المصري، والإكمال لابن ماكولا 4/ 33، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 497 رقم 2066.
[2] ويقال: «أبو الرجال» . (غاية النهاية) .
[3] في معجمه الصغير 1/ 246.
[4] في الإكمال 4/ 33، وانظر الحاشية رقم 2.
[5] توفي يوم الأربعاء لعشر خلون من شوال سنة أربع وثمانين ومائتين. (الإكمال 4/ 33 بالحاشية) .
[6] انظر عن (عبيد بن محمّد الجوهري) في:
تاريخ بغداد 11/ 99 رقم 5793، وفيه كنيته: أبو العباس.(21/220)
رَوَى عن: سُلَيْمَان الشاذكوني، وحكّامة بنت عُثْمَان.
وَعَنْهُ: عُمَر بن محمد بن هَارُون العسكري، وعبد الله الخُرَاسَانِيّ [1] .
352- عُبَيْد بن محمد الكَشْوري [2] .
أَبُو محمد الصَّنْعَانيّ.
عن: عبد الله بن أبي غسان الصَّنْعَانيّ، وَمحمد بن عُمَر السمسار، وعبد الحميد بن صُبيح.
ولم يدرك الأخذ عن عبد الرزاق.
وَعَنْهُ: خَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسيّ، وَمحمد بن أَحْمَد بن مسعود البرتي، وَمحمد بن محمد بن عبد الله البَّغْدَادِيّ نزيل بُخارى، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين ومائتين. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: «تاريخ اليمن» .
قَالَ الخليلي: هُوَ عبد الله بن محمد، عالم حافظ لَهُ مصنفات.
مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
353- عُثْمَان بن سَعِيد الدارمي [3] .
ورّخه الحاكم سنة اثنتين [وثمانين] ومائتين [4] .
__________
[1] لم يؤرّخ الخطيب لوفاته.
[2] انظر عن (عبيد بن محمد الكشوري) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 246، والروض البسّام 1/ 255، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي 24 رقم 68، وص 75، والأنساب لابن السمعاني 10/ 439، واللباب 3/ 100، ويقال:
عبد الله بن محمد، وعبيد الله.
و «الكشوريّ» : بفتح الكاف- وقيل بالكسر- والواو بينهما الشين المعجمة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى: كشور، وهي قرية من قرى صنعاء اليمن. (الأنساب) .
[3] انظر عن (عثمان بن سعيد الدارميّ) في:
الجرح والتعديل 6/ 153 رقم 837، وطبقات الحنابلة 1/ 221 رقم 298، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ 49 أ- 50 أ، والكامل في التاريخ 7/ 475، وفيه: «الداريّ» ، وسير أعلام النبلاء 13/ 319- 326 رقم 148، والعبر 2/ 64، وتذكرة الحفاظ 2/ 621، 222، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 305، 306، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 516 رقم 469، وطبقات الشافعيّة للعبّادي 45، ومرآة الجنان 2/ 193. والبداية والنهاية 11/ 72، 73، وطبقات الحفّاظ 274، وشذرات الذهب 2/ 176، ومعجم المؤلّفين 5/ 254، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 370 رقم 6.
[4] ويقال: توفي سنة ثمانين ومائتين. انظر مصادر ترجمته.(21/221)
354- عُثْمَان بن سَعِيد بن بشار [1] .
الفقيه أَبُو القائم البَّغْدَادِيّ الأَنْمَاطِيُّ الشَّافِعِيّ الأحول. شيخ الشَّافِعِيّة ببغداد.
تفقه: عَلَى المُزَنِيّ، والربيع بن سُلَيْمَان.
وَعَلَيْهِ تفقه: الإمام أَبُو العَبَّاس بن سُرَيْج.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين في شوال ببغداد.
قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق: كَانَ هُوَ السبب في نشاط النَّاس ببغداد لكُتُب فقه الشَّافِعِيّ وحفظه.
355- عُثْمَانَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خرّزاذ [2] .
أبو عمرو الضرير الأنطاكي الحَافِظ. محدَّث أنطاكية.
سَمِعَ: عَفَّان، وَسُلَيْمَان بن حرب، وَعَمْرو بن مرزوق، وأبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، وَسَعِيد بن عُفَيْر، وَصَفْوَان بن صالح المؤذن، وَمحمد بن عائذ، وَسَعِيد بن منصور، وطبقتهم.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن سعيد بن بشّار) في:
تاريخ بغداد 11/ 292، 293 رقم 667، ووفيات الأعيان 3/ 241، وسير أعلام النبلاء 13/ 420، ودول الإسلام 1/ 174، 430 رقم 214، والعبر 2/ 81، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 301، 302، والبداية والنهاية 11/ 85، وشذرات الذهب 2/ 198، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 32، 33.
[2] انظر عَنْ (عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُرَّزَادَ) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي 25 رقم 73، ومعجم البلدان 1/ 269، وبغية الطلب (المخطوط) 5/ 247، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 191، وسنن الدارقطنيّ 1/ 308 رقم 25 وفيه «عثمان بن خرزاذ» ، و 2/ 35 رقم 19 و 2/ 171 رقم 22 و 2/ 212 رقم 24، والإيمان لابن مندة، رقم الحديث 295، والمعجم المشتمل لابن عساكر 185 رقم 604، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ 64 أ، 65 ب، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 73، 212، 213، 321، والروض البسّام 1/ 262 رقم 226 و 2/ 224 رقم 616، وتهذيب الكمال للمزيّ (المصوّر) 2/ 914، 915، ودول الإسلام 1/ 169، 170، والعبر 2/ 66، وسير أعلام النبلاء 13/ 378- 381 رقم 180، وتذكرة الحفّاظ 2/ 623، 624، وتهذيب التهذيب 7/ 131، 132 رقم 275، وتقريب التهذيب 2/ 11 رقم 83، وطبقات الحفاظ 265، وخلاصة تذهيب التهذيب 260، وشذرات الذهب 2/ 177.(21/222)
وَعَنْهُ: ن. وَقَالَ: ثقة [1] ، وَأَبُو حاتم الرَّازِيّ [2] وَهُوَ أكبر منه، وابن جَوْصا، وَأَبُو عَوَانَة، وَخَيْثَمَة، وهشام بن محمد الكِنْدِيّ، وطائفة.
ودخل عَلَيْهِ الطَّبَرَانيّ وَهُوَ مريض فأجاز لَهُ [3] .
قَالَ محمد بن مَحْمَويه الأهوازي: هُوَ أحفظ من رأيت [4] .
وَقَالَ أبو عبد الله الحاكم: ثقة مأمون [5] .
وَقَالَ محمد بن بركة: سَمِعْتُ عُثْمَان بن خُرَّزَاذ يَقُولُ: يحتاج صاحب الحديث إلى خمسٍ: عقل جيد، ودينٍ، وضبط، وحِذْق بالصناعة، مَعَ أمانة تُعرف منه [6] .
تُوُفِّي في ذي الحجّة سنة إحدى وثمانين ومائتين [7] ، وَهُوَ في عشر التسعين.
وقد سمي لَهُ صاحب «التهذيب» [8] مائة واثنتين وثلاثين شيخًا.
356- عُثْمَان بن عُمَر الضَّبِّيّ البَصْرِيّ [9] .
أَبُو عَمْرو.
عن: عبد الله بن رجاء الغُداني، وأبي الوليد، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن إِسْحَاق الضُّبَعيّ الفقيه، وعَليَّ بن جمشاد، وأبو القاسم الطّبرانيّ.
__________
[1] المعجم المشتمل 185.
[2] لم يذكره ابنه في الجرح والتعديل.
[3] قال الطبراني: حدّثنا عثمان بن خرّزاذ في كتابه، وقد رأيته دخل أنطاكية، فدخلنا عليه وهو عليل مسبوت، فلم أسمع منه، وعاش بعد خروجي من أنطاكية ثلاث سنين ونيّفا. (المعجم الصغير 1/ 191) .
[4] تاريخ دمشق 11/ 64 أ.
[5] تاريخ دمشق 11/ 64 أ.
[6] تاريخ دمشق 11/ 65 أ، ب.
[7] في المعجم المشتمل: مات في المحرّم سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
[8] أي الحافظ المزّي في تهذيب الكمال (المصور) 2/ 914.
[9] انظر عن (عثمان بن عمر الضّبي) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 455، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 189.(21/223)
قَالَ الحاكم فيه: ثقة مشهور [1] .
357- عزيز بن الأحنف بن الفضل [2] .
أَبُو عِصمة الْبُخَارِيُّ البِيكَنْدِيّ، نزيل جرجان.
طوّف وَسَمِعَ الكبار: محمد بن الصباح الْجَرْجرائي، وَقُتَيْبَة، وهشام بن عَمَّار، وَأَحْمَد بن صالح المِصْرِيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: كُميْل بن جَعْفَر، وَأَبُو بَكْر الإسماعيلي، وَأَبُو بَكْر محمد بن أَحْمَد الصرّاميّ، وجماعة.
تُوُفِّي في المحرم سنة ثمانٍ وثمانين.
وبعضهم قَالَ: عزيز بن الفضل الأحنف.
358- العلاء بن أيوب بن رَزين المَوْصِليّ الحَافِظ [3] .
سَمِعَ: محمد بْن عَبْد الله بْن عمار، وعبد الله بن عبد الصمد، وأبي خراش، ويعقوب الدُّورِيّ، وأبا سَعِيد الأشج، وطبقتهم.
وصنّف «المُسْنَد» ، والسنن» وغير ذَلِكَ.
رَوَى عَنْهُ: يزيد بن محمد الأَزْدِيّ وَقَالَ: كَانَ عابدًا خاشعًا متجنبًا، من أحسن النَّاس صوْتًا بالقرآن.
359- عَليّ بن الحَسَن بن بيان [4] .
أَبُو الحَسَن بن بيان. أَبُو الحَسَن البَّغْدَادِيّ الباقلاني المقرئ.
عن: عبد الله بن رجاء، وأبي حُذَيْفة النّهدي.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل بن زياد، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وغيرهما.
توفّي سنة أربع وثمانين.
صدوق [5] .
__________
[1] قال ابن حبّان: كتب عنه أصحابنا.
[2] انظر عن (عزيز بن الأحنف) في:
تاريخ جرجان للسهمي 282، 283، رقم 484، وفيه: عزيز بن الفضل البخاري.
[3] انظر عن (العلاء بن أيوب) في:
سير أعلام النبلاء 13/ 350 رقم 166، ومعجم المؤلّفين 6/ 290، 291.
[4] انظر عن (علي بن الحسين بن بيان) في:
تاريخ جرجان للسهمي 168، وتاريخ بغداد 11/ 375 رقم 6231.
[5] وثّقه الدارقطنيّ.(21/224)
360- عَليّ بن الحَسَن بن عبدة.
أَبُو الحَسَن الْبُخَارِيُّ.
عن: نصر بن المغيرة، وحفص بن داود، وَمحمد بن المهلب، وَمحمد بن حميد الرَّازِيّ، وعبد الجبار بن العلاء العطار، وطبقتهم.
وعنه: محمد بن محمد بن محمود، وأحمد بن سهل بن حمدويه، وأهل بُخارى.
تُوُفِّي سنة تسعين في ذي الحجة.
361- عَليّ بن الحُسَيْن بن عاصم.
أَبُو الحارث البِيكَنْدِيّ، الملقّب: كندة.
سَمِعَ: محمد بن سلام البِيكَنْدِيّ، وعَليَّ بن حجر، وجيش بن حرب.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن سُلَيْمَان بن حَمْدَوَيْه، وَالحَسَن بن سُلَيْمَان.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
362- عَليّ بن العَبَّاس بن جُرَيْج [1] .
__________
[1] انظر عن (علي بن العباس) في:
مروج الذهب للمسعوديّ 2345، 3348- 3376- 3380، 3389، 3391، 3556، والعقد الفريد 2/ 372 و 3/ 303 و 6/ 11، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 9، 114، 154، 173، 270، 365، 387 و 3/ 46 و 5/ 85، وتحسين القبيح للثعالبي 44/ 47، 52، 65، 70، 94، 96، 105، 106، 112، 113، 117، وثمار القلوب (انظر فهرس الأعلام) 577، وخاص الخاص 31- 34، 102، 128، وربيع الأبرار 4/ 190، 262، 410، 422، 425، وتاريخ بغداد 12/ 23- 26 رقم 6387، والبخلاء للخطيب 99، 135، 170، وجمهرة أنساب العرب 58، والهفوات النادرة 10، والفهرست المقالة 4، الفن 2، ورسالة الغفران 476- 383 (طبعة دار المعارف) ، والمنتظم 5/ 165- 168 رقم 310، والتذكرة الحمدونية 1/ 248، 266 و 2/ 109، 182، 223، 301، 304، 469، والوزراء والكتّاب 227 وسراج الملوك. 294، 301، 345، ومحاضرات الأدباء 1/ 453 و 2/ 388، والمجتنى لابن دريد 63، ومجموعة ديوان المعاني 15، ولباب الآداب 122، والمنازل والديار 2/ 7، 285، وتشبيهات ابن أبي عون 321، وزهر الآداب 1011، ومختار الحكم لمبشر بن فاتك 91، ومعجم الشعراء للمرزباني 147، وأخبار البحتري 121، وأمالي القالي 1/ 39، 84، 100، 112، 226، 228، 231، 267، 273، 280، 281، وذيله 70، وأمالي المرتضى 1/ 239، 290، 446، 447، 523، 595، 596، 607، 626، 627 و 2/ 127، 152، والجامع الكبير لابن الأثير 47، والمختصر في أخبار البشر 2/ 57، والكامل في التاريخ 7/ 215، 483 و 11/ 149، والذخيرة لابن بسام 4/ 25، وبدائع البدائه،(21/225)
أَبُو الحَسَن بن الرومي الشاعر المشهور صحب التشبيهات البديعة والأهاجي. وَكَانَ شاعرًا ببغداد في وقته مَعَ البُحْتُريّ.
فمن شعره:
عدوك من صديقك مُستفاد ... فلا تستكثرن من الصحاب
فإن الداء أكثر ما تراه ... يكون من الطعام أو الشّراب [1]
وشعر ابن الرّوميّ كثير سائر مدوّن، وَلَهُ معانٍ مُبتكرة في التشبيهات وغيرها.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
363- عَليّ بن عبد الصَّمَد [2] .
أَبُو الحَسَن الطَّيَالِسِيّ، ويلقب بعلان ما غمَّه.
سَمِعَ: مسروق بن المَرْزُبان، وأبا مَعْمَر إسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم، والجراح بن مَخْلَد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن كامل، وابن قانع، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب [3] .
__________
[ () ] 9، 72، 163، وخلاصة الذهب المسبوك 204، 237، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 152، 165، 171، 175، 178، ووفيات الأعيان 3/ 358- 362، والفخري 9، 67، 241، 252، 253، 257، ونهاية الأرب للنويري 3/ 309، وسير أعلام النبلاء 13/ 495، 496 رقم 244، والبداية والنهاية 11/ 74، 75، ومعاهد التنصيص 1/ 108- 118، وشذرات الذهب 2/ 188- 190، والمستطرف 1/ 226، وتخليص الشواهد للأنصاريّ 187، ومغني اللبيب، له 118، وألف ليلة وليلة (طبعة ثانية) 2/ 462، والتذكرة الفخرية للإربلي (انظر فهرس الأعلام) 497، والروض المعطار للحميري 1108، 351، ومرآة الجنان 2/ 198- 200، وتسهيل النظر للماوردي 133، وذم الهوى لابن الجوزي 34، 251، وأخبار الحمقى والمغفّلين، له 186، وأمل الآمل للعاملي 2/ 88 في ترجمة (الحسين بن أحمد بن الحجاج الكاتب) ، ونهاية الأرب للنويري 22/ 360، ب.
[1] البيتان مع أبيات أخرى في: المنتظم لابن الجوزي 5/ 165.
[2] انظر عن (علي بن عبد الصمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 204، وتاريخ بغداد 12/ 28 رقم 6393، وطبقات الحنابلة 1/ 228، 229 رقم 317، واللباب 2/ 367، والعبر 2/ 83، وسير أعلام النبلاء 13/ 429 رقم 213، وشذرات الذهب 2/ 201.
[3] في تاريخه.(21/226)
ومات سنة تسعٍ وثمانين في شعبان. قاله أَحْمَد بن كامل، وَقَالَ: يُلقّب ما غمَّه [1] .
364- عَليّ بن عبد العزيز بن المَرْزُبان بن سابور [2] .
أَبُو الحَسَن البَغَوِيّ، عم أبي الْقَاسِم البَغَوِيّ.
سَمِعَ: أبا نُعَيْم، وعاصم بن على، وعفان، وأبا عبيد، وأحمد بن يونس اليربوعي، ومسلم بن إبراهيم، والقعنبي، وعلى بن الجعد، وموسي بن إسماعيل، وخلقا كثيرا.
وعنى بهذا الشأن، وصنف «المسند» .
وكتب القراءات عن أبي عُبَيْد فحملها عَنْهُ سماعًا: إِسْحَاق الْخُزَاعِيُّ، وَأَبُو سَعِيد بن الأعرابي، وَأَبُو إِسْحَاق بن فراس، وَأَحْمَد بن يعقوب السائب، وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرزاق، وَمحمد بن عيسى بن رفاعة، وأحمد بن خالد بن الحباب الأندلسيان.
وحدّث عَنْهُ: عَليّ بن محمد بن مهرويه القزويني، وَأَبُو عَليّ حامد الرفاء، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وَأَبُو الحَسَن عَليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن سَلَمَةَ القَطَّان، وعبد المؤمن بن خلف النَّسَفِيّ، وخلق كثير من المشارقة والمغاربة، فَإِنَّهُ جاور بمكة.
وَسَمِعَ منه أُمم. وَكَانَ حسن الحديث وليس بحُجة.
توفّي سنة ستّ وثمانين، وله نيّف وتسعون سنة.
وقيل:
__________
[1] وقال: كان كثير الحديث، قليل المروءة.
[2] انظر عن (علي بن عبد العزيز بن المرزبان) في:
الجرح والتعديل 6/ 196 رقم 1076، والثقات لابن حبّان 8/ 477، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 192، والفهرست لابن النديم 71، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي 227، ونزهة الألباء 279، والإنباه للقفطي 2/ 292، وتاريخ جرجان للسهمي 105، 251، 305، 532، ومعجم الأدباء لياقوت 14/ 11- 14، والكامل في التاريخ 7/ 508، والمختصر في أخبار البشر 2/ 59، والمعين في طبقات المحدّثين 104 رقم 1185، ودول الإسلام 1/ 173، وتذكرة الحفاظ 2/ 622، 623، وميزان الاعتدال 3/ 143، والعبر 2/ 77، ومرآة الجنان 2/ 213، والبداية والنهاية 11/ 82، ولسان الميزان 4/ 241، وشذرات الذهب 2/ 193، والنجوم الزاهرة 13/ 121، والأعلام 5/ 113، 114، ومعجم المؤلفين 7/ 124، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 54 رقم 108.(21/227)
تُوُفِّي سنة سبعٍ [1] .
وأما الدَّارَقُطْنيّ فَقَالَ: ثقة مأمون.
وَقَالَ ابن أبي حاتم [2] : كتب إلينا بحديثٍ أبي عبيدة وَكَانَ صدوقا.
وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن السني: سَمِعْتُ النَّسَائِيَّ وسُئل عَنْهُ فَقَالَ: قبّحه الله.
فَقِيلَ: أتروي عَنْهُ. قَالَ: لا.
فَقِيلَ: كَانَ كذّابًا؟ قَالَ: لا، ولكنّ قوما اجتمعوا ليقرأوا عَلَيْهِ شيئًا وبرُّوه بأسهل، وَكَانَ فيهم غريب لم يبرُّه، فأبى أن يحدّث بحضرته. فذكر الغريب أَنَّهُ ليس معه إِلا قصعة، فأمره بإحضارها، فَلَمَّا أحضرها حَدَّثَ.
ثُمَّ قَالَ ابن السني: بلغني أَنَّهُ كَانَ إِذَا عاتبوه عَلَى الأخذ قَالَ: يا قوم أنا بين الأخشبين إِذَا خرج الحاجّ نادي أَبُو قُبيس قُعيقعان يَقُولُ: من بقي؟
فيقول: بقي المجاورون. فيقول: أطبق [3] .
365- عَليّ بْن عَبْد الله بْن محمد بْن حسنون الأَنْصَارِيّ.
مصري.
سَمِعَ: محمد بن رَوْح، وحَرْمَلَة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن بهزاد السيرافي، وغيره.
تُوُفِّي في رمضان سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
366- عَليّ بن الفضل الواسطي.
عن: يزيد بن هَارُون.
وَعَنْهُ: أَبُو يَحْيَى محمد بن كوثر البربهاري.
لا أعرفه.
367- عَليّ بن محمد بن الحَسَن بن متّويه.
أخو إِبْرَاهِيم بن متّوَيْه الأصبهاني. كَانَ زاهد إصبهان في زمانه.
حكى عَنْهُ أَبُو الشَّيْخ الحَافِظ وَقَالَ: لم يدرك في زماننا مثله في زهده
__________
[1] وقال ابن حبّان: «مات بمكة يوم الخميس غرة ربيع الأول سنة سبع وثمانين ومائتين» .
[2] في الجرح والتعديل 6/ 196.
[3] معجم الأدباء 14/ 13.(21/228)
وعبادته. ودخلت إِلَيْهِ مَعَ أبي.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
368- عَليّ بْن محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب [1] .
أَبُو الحَسَن الأموي البَصْرِيّ، قاضي القُضاة.
سَمِعَ: أبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، وأبا سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيّ، وسهل بن بكار، وأبا عَمْرو الحَوْضي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وَأَبُو بَكْر النَّجَّاد، وَإِسْحَاق الكاذي [2] ، وابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
قال الخطيب [3] : كان ثقة.
قَالَ طلحة الشاهد: لَمَّا مات إسْمَاعِيل مَكثَتْ بغداد ثلاثة أشهر ونصف [4] بغير قاضٍ، حَتَّى ولي عَليّ بن محمد بن أبي الشوارب، مُضافًا إلى قضاء مَرْو بعد أخيه الحَسَن.
قَالَ: وَكَانَ عَليّ بن محمد رجلًا صالحًا، عظيم الخطر، كثير الطَّلب للحديث، ثقة أمينًا، فبقي عَلَى بغداد أشهرًا.
تُوُفِّي في شوال سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
369- عَليّ بن محمد بن سَعِيد الثقفي الكوفي.
رحل وسَمِعَ: أَحْمَد بن يونس، ومنجاب بن الحارث، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن عبد الملك) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 70، 83، و 2/ 50، 90، وتاريخ الطبري 9/ 526، و 10/ 49، وتاريخ بغداد 12/ 59، 60 رقم 6444، والكامل في التاريخ 7/ 482 وفيه «محمد بن أبي الشوارب» من غير اسمه علي. والمنتظم لابن الجوزي 5/ 164، 165 رقم 409، والعبر 2/ 71، ودول الإسلام 1/ 171، وسير أعلام النبلاء 13/ 412، 413 رقم 200، ومرآة الجنان 2/ 201، والبداية والنهاية 11/ 74، والوافي بالوفيات 22/ 69 رقم 19، والأنساب 7/ 402، ومعجم الألقاب للفوطي ق 3/ 543، ورفع الإصر 402، والنجوم الزاهرة 3/ 97، وقضاة دمشق 32، وشذرات الذهب 2/ 185.
[2] في الأصل «الكلاباذي» ، والتصحيح من نسخة أخرى للمؤلف، وتاريخ بغداد، والكاذي: نسبة إلى كاذة وهي من قرى بغداد. (اللباب 3/ 73) .
[3] في تاريخه.
[4] في تاريخ بغداد: ثلاثة أشهر وستة عشر يوما.(21/229)
وَعَنْهُ: يوسف بن محمد المؤذن، وَمحمد بن محمد والد القبّاب، وابنه أَبُو بَكْر القبّاب، وأحمد بن جَعْفَر بن مُفيد.
وَكَانَ قد هجر أخاهُ إِبْرَاهِيم لِميْله للرّفض. وَكَانَ إِبْرَاهِيم هُوَ الأكبر.
تُوُفِّي في سنة ثلاثٍ وثمانين.
370- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حَكَم المِصْرِيّ الفقيه.
تفقّه عَلَى أَبِيهِ، وَسَمِعَ: محمد بن رمح، ونحوه.
وَتُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
371- عَليّ بن المبارك الصَّنْعَانيّ [1] .
عن: إسْمَاعِيل بن أبي أُويس، وَمحمد بن عبد الرحيم بن شروس [2] .
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
وسمّاه الخليلي: عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المبارك، وكنّاه أبا الحَسَن، وزاد أَنَّهُ سَمِعَ من: زيد بن المبارك، وَمحمد بن يوسف. وَأَنَّهُ مات سنة ثمانٍ وثمانين.
رَوَى عَنْهُ: القَطَّان.
372- عُمارة بن وثيمة بن موسى [3] .
أَبُو زُرْعَة الفارسي الأصل، المِصْرِيّ، صاحب «التاريخ» عَلَى السنين.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وولده رفاعة، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (علي بن المبارك) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 192.
[2] في الأصل: «أشروس» ، وفي: المعجم الصغير «سروس» بالسين المهملة، وهو تحريف.
[3] انظر عن (عمارة بن وثيمة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 259، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 37 رقم 51، ووفيات الأعيان (طبعة مصر) 5/ 65، وحسن المحاضرة 1/ 319، وكشف الظنون 280، والأعلام 5/ 194، ومعجم المؤلّفين، 7/ 269، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 517 رقم 29.(21/230)
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين في جُمَادَى الأولى.
373- عِمران بن عبد الرحيم.
أَبُو سَعِيد الباهلي الأصبهاني.
عن: بَكْر بن بكار، وعبد الله بن رجاء، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وقُرّة بن حبيب، وقطيعة بن العلاء، وَالحُسَيْن بن حفص، وجماعة من الكبار.
وَعَنْهُ: يوسف بن محمد المؤذن، وأحمد بن عَليّ بن الجارود، وَأَحْمَد بن إِبْرَاهِيم شيخ لأبي نُعَيْم، وآخرون.
قَالَ أَبُو الشَّيْخ: حَدَّثَ بعجائب، ورُمي بالرَّفض.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
وَقَالَ السُّليماني: يُقَالُ إِنَّهُ وضع حديثًا.
374- عُمَر بن إِبْرَاهِيم [1] .
الحَافِظ أَبُو الآذان [2] البَّغْدَادِيّ.
عن: محمد بن المُثَنَّى الزَّمِن، وعبد الله بن محمد بن المُسوَّر، وَمحمد بن عَليّ بن خلف العطار، وَإسْمَاعِيل بن مسعود الجحدريّ، ويحيى بن حكيم المقوّم، وخلق.
وعنه: ن. وَهُوَ أكبر منه، وابن قانع، وعبد الله بن إسحاق الخُرَاسَانِيّ، ومظفر بن يَحْيَى، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب [3] .
وأثنى عَلَيْهِ أَبُو بكر الإسماعيليّ.
قال البرقانيّ: الإسماعيليّ قَالَ: يُحكى أَنَّ أبا الآذان طالت خصومةٌ بينه
__________
[1] انظر عن (عمر بن إبراهيم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 187، وتاريخ بغداد 11/ 215، 216 رقم 5926، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 41 رقم 57، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/، والكاشف 2/ 264 رقم 4083، وتهذيب التهذيب 7/ 424، 425 رقم 693، وتقريب التهذيب 2/ 51 رقم 384، وخلاصة تذهيب التهذيب 281.
[2] جمع أذن، كما في «التقريب» .
[3] في تاريخه 11/ 215.(21/231)
وبين يهودي، فَقَالَ لَهُ: أدخِل يدَك ويدي في النار، فمن كَانَ مُحقًا لم تحترق يده. فذكر أَنَّ يده لم تحترق وَأَنَّ يد اليهودي احترقت.
رواها الخطيب [1] ، عن البَرْقاني [2] .
تُوُفِّي سنة تسعين، عن ثلاثٍ وستين سنة [3] .
375- عُمَر بن بحر الأسَدي الأصبهاني [4] .
عن: دُحَيْم، وغيره.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن بُنْدَار، وَأَبُو الشَّيْخ.
تُوُفِّي سنة ثمان وثمانين.
وصحب ذا النُّون، وابن أبي الحواري.
376- عُمَر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مِقْلاص [5] .
أَبُو حفص الْخُزَاعِيُّ.
عن: أَبِيهِ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن الورد، وَأَحْمَد بن الحَسَن بن عُتْبة الرَّازِيّ، والطَّبَرَانيّ.
وَكَانَ فقيهًا خيّرًا.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
377- عمر بن موسى بن فيروز [6] .
__________
[1] في تاريخه.
[2] وقد أثنى عليه جدا.
[3] تاريخ بغداد 11/ 215، 216.
[4] انظر عن (عمر بن بحر) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 354 وكنيته: أبو حفص.
[5] انظر عن (عمر بن عبد العزيز بن عمران) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 185، ومسند الشاميين، له 1/ 40 رقم 29، والمعجم المشتمل لابن عساكر 201 رقم 672، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2، والكاشف 2/ 274 رقم 4153، وتهذيب التهذيب 7/ 475 رقم 789، وتقريب التهذيب 2/ 59 رقم 475، وخلاصة تذهيب التهذيب 284.
[6] انظر عن (عمر بن موسى بن فيروز) في:
تاريخ بغداد 11/ 214 رقم 5924.(21/232)
أَبُو حفص التّوَّزي ثُمَّ البَّغْدَادِيّ.
عن: عَفَّان بن مسلم، وغيره.
وَعَنْهُ: عُمَر بن سلم الخُتُّليّ، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
تُوُفِّي سنة أربعٍ.
378- عَمْرو بن الشَّيْخ أبي الطاهر أَحْمَد بن عَمْرو بن السَّرح المِصْرِيّ [1] .
أبو عبد الله.
ثقة زاهد صالح، رَوَى عن: سَعِيد بن أبي مريم، وغيره.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وَأَبُو طالب أَحْمَد بن نصر الحَافِظ، وآخرون.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين.
وثّقه ابن يونس.
379- عَمْرو بن اللَّيْث الصَّفَّار [2] .
أخو يعقوب بن اللَّيْث السِّجِسْتَاني الملكين.
كَانَ هُوَ وأخوه صفّارَيْن بسجستان يصنعان النّحاس.
__________
[1] انظر عن (عمرو بن الشيخ أبي الطاهر) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 257.
[2] انظر عن (عمرو بن الليث الصفار) في:
تاريخ الطبري 9/ 544، 545، 549، 552، 557، 589، 600، 601، 611، 653، و 10/ 7، 12، 13، 16، 17، 30، 34، 44، 49، 50، 63، 67، 71، 77، 81، 83، 88، 129، وتاريخ جرجان للسهمي 115، 202، ومروج الذهب للمسعوديّ 3163، 3176، 3260، 3261، 3283، 3317، 3331، 3341، 3349، 3439، وتاريخ سنيّ ملوك الأرض والأنبياء لحمزة الأصفهاني 171، وربيع الأبرار 4/ 141، 147، والمنتظم 5/ 56، 80، 92، 99، 121، 138، 161، 170، وأخبار الحمقى والمغفّلين 48، وتاريخ حلب للعظيميّ 264، 266، 267، 271، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 87، 88، 133، 150، 158، 160، 168، 168، 173، 205، 285، 305، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 259، ووفيات الأعيان 5/ 62، و 6/ 402، 419، 420 و (421) ، 422- 430، 432، و 7/ 156، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 3/ 28، 30، والإنباء في تاريخ الخلفاء 11/، 138، 147، ومآثر الإنافة 1/ 267، ودول الإسلام 1/ 170، 172، والعبر 2/ 32، 33، 70، 75، 83، والفخري 356، وآثار البلاد للقزويني 204، 428، 473، ونهاية الأرب 22/ 355، 356، والمختصر في أخبار البشر 2/ 58.(21/233)
وَقِيلَ: كَانَ عَمْرو مكاري حُمَيْر [1] .
قَالَ عُبَيْد الله بن طاهر: عجائب الدُّنْيَا ثلاث: جيش العَبَّاس بن عَمْرو الغنوي، يؤسَر العَبَّاس، ويسلَم وحده، ويُقتل جميع جيشه، وكانوا عشرة آلاف.
يعني قتلهم القرامطة. وجيش عَمْرو بن اللَّيْث الصَّفَّار، يؤسَر عَمْرو وحده، ويموت في سجن الخليفة، ويسْلَم جميع جيشه، وكانوا خمسين ألفًا. وأنا لا أترك بيتي قطّ، وتولى ابني أَبُو العَبَّاس [2] .
قُلْتُ: ولي عَمْرو بن اللَّيْث مملكة فارس متغلبًا عليها بعد موت أخيه بالقُولنج سنة خمسٍ وستين. وقد جرت فيها أمور يطول شرحها، وتقلبت بهما أحوال إلى أن بلغَا درجةَ السَّلْطنة بعد الصَّنْعة في الصُّفْر.
وَكَانَ عَمْرو جميل السيرة في جيوشه. ذكر السلامي أَنَّهُ كَانَ ينفق في الجند في كل ثلاثة أشهر [3] مرة، فيحضر بنفسه، ويقعد عارض الجيش والأموال بين يديه، والْجُنْد بأسرهم حاضرون. فأول ما ينادي إنسان باسم عَمْرو بن اللَّيْث، فيقدم فرسه إلى العارض بجميع آلتها، فيتفقّدها، ثم يأمر بوزن ثلاثمائة درهم، فتُحمل إلى الملك عَمْرو في صُرّة، فيقبضها وَيَقُولُ: الحمد للَّه الذي وفقني لطاعة أمير المؤمنين، حَتَّى استوجبت منه العطاء. ثُمَّ يضعها في خفّه، فيكون لمن ينزع خفّه [4] . ثُمَّ يدعو بعده بالأمراء عَلَى مراتبهم بخيولهم وعددهم وآلتهم، فتُعرض. فمن أخل بشيء من لوازم الْجُنْد حُرم رزْقه [5] .
وَقِيلَ: كَانَ في خدمة زوجة عمرو ألف وسبعمائة جارية [6] .
وقد دخل في طاعة الخلفاء فولي للمعتضد أمرَ خُرَاسَان، وامتدت أيامه، واتسع سلطانه.
وقد سقنا من أخباره في الحوادث.
__________
[1] وفيات الأعيان 6/ 430.
[2] وفيات الأعيان 6/ 431.
[3] وفي نسخة أخرى: «في كلّ ستّة أشهر» ، والمثبت يتفق مع «وفيات الأعيان» .
[4] في الأصل: «لمن يعلقه الحق» ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[5] وفيات الأعيان 6/ 421، 422.
[6] وفيات الأعيان 6/ 429.(21/234)
وحاصل الأمر أَنَّهُ بغى عَلَى إسْمَاعِيل بن أَحْمَد بن أسد مُتولي ما وراء النَّهْر، وأراد أخذ بلاده، فبعث إليه إسْمَاعِيل يَقُولُ: أنا في ثغر وقد قنعت بِهِ، وأنت معك الدُّنْيَا فاتركني. فلم يدعه، وعزم عَلَى حربه، فعبر إسْمَاعِيل نهر جيحون إِلَيْهِ بغتة في الشتاء، فخارت قوى عَمْرو، وأخذ في الهرب في الوحل والبرد.
فأحاط بِهِ أصحاب إسْمَاعِيل وأسروه.
قَالَ ابن عَرَفَة نِفْطَوَيْه النَّحْوِيّ في تاريخه: حَدَّثَنِي محمد بن أَحْمَد بن حَيَّان الكاتب، وَكَانَ شَخَصَ مَعَ عَبْد الله بن الفتح حين وجّه بِهِ إلى إسْمَاعِيل بن أَحْمَد قَالَ: كَانَ السبب في انهزام عَمْرو بن اللَّيْث وهربه وهرب أصحابه عند عبور إسْمَاعِيل إلى بَلْخ، مقام عَمْرو بها، إِذْ أهلها سئموا مقامه ونزول أصحابه في منازلهم، وإفسادهم أولادهم، ومد أيديهم إلى أموالهم. فوافى إسْمَاعِيل، فأقام عَلَى باب بَلْخ مدّة. ثُمَّ خرج أمير من أمراء إسْمَاعِيل في أربعين رجلًا إلى موضع فيه ثلج عَلَى فرسخِ من بَلْخ. ليحمل لإسماعيل الثلج. فصادف رجالًا من أصحاب عَمْرو في الموضع، فأوقع فيهم وقتل، فانهزموا مجروحين إلى البلد، وأنذروا أصحاب عَمْرو، وعرّفوهم أن إسْمَاعِيل قد قدم، فأخذوا في الهزيمة. فركب عسكر إسْمَاعِيل أقفيتهم، وخرج عمرو من البلد هاربا عند ما رأى من هرب من جيشه من غير حرب جَرَت. وتقنطر بعَمْرو الشهري تحته في بُحُورٍ ووحلٍ عَلَى نحو فرسخين. وصادفه غِلمان إسْمَاعِيل الأتراك وَهُوَ قاعد في الموضع والشهري واقفة، فأتوا به، وضرب إسْمَاعِيل صاحبهم، فقام إليه إسْمَاعِيل وضمّه إلى نفسه وقبّل عينيه وأجلسه إلى جانبه، وَقَالَ: عزَّ والله عَليّ يا أخي ما نالك، وما كنت أحبّ أن يجري هَذَا. وأمر بنزع خلَقِه وثيابه التي استوحل فيها، ودعا بطَسْتٍ وماء وردٍ فغسّل وجهه ورِجليه، وألبسه خلقه، ودعا لَهُ بسكنجبين. وفي خلال ذَلِكَ تمسح إسْمَاعِيل وجه عَمْرو بمنديل معه، فامتنع من السكنْجَبيْن، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْر وزير إسْمَاعِيل: اشرب واطمئن. وأخذ إسْمَاعِيل القدح وشرب منه وناوله. ثُمَّ دعا بالطعام وأكلا. وَقَالَ: أيما أحبّ إليك، المُقام، أَوِ البعث بك إلى أخي أبي يعقوب متولي سمرقند؟
قَالَ: احلف أنك لا تغدر بي، ولا تغتالني، ولا تسلّمني. فحلف لَهُ وتوثّق. ثُمَّ بعث بِهِ إلى أخيه. ووافى عبد الله بن الفتح من المُعْتَضِد بالخلع والمال إلى إسْمَاعِيل، وبكتاب المُعْتَضِد يأمره فيه بتسليم عَمْرو إِلَيْهِ، فامتنع(21/235)
وَقَالَ: هَذَا رجل أهل خُرَاسَان، وَالرَّيِّ، وجميع البلدان التي يجتازها، يميلون إِلَيْهِ، وهم كالعبيد لَهُ، ومتى سلّمته إليك وشخصت بِهِ لم آمن أن تخرج إليكم العساكر من عند طاهر بن محمد بن عَمْرو، فيسلبونه منكم، ويقعون بكم. ولولا أَنَّ الله أظفرني بِهِ بلا حرب لطال عَليّ أن أظفر بِهِ. ومن كنت أنا عنده مَعَ قوة سلطانه؟ والله يا أبا محمد لقد كتب إليَّ من غير تكنُّن يَقُولُ: يا ابن أَحْمَد، والله لو أردت أن أعمل جسرًا عَلَى نهر بَلْخ من دنانير لا من خشبٍ لفعلت وصرت إليك حَتَّى أقبض عليك. فكتبت إِلَيْهِ: الله بيني وبينك. وأنا رجل ثغري مُصافٌّ للتُرْك، لباسي الكُرْدُواني والغليظ، ولا مال لي. ورجالي إنما هُوَ جيش بغير رزق، وقد بغيت عَليّ، والله بيني وبينك.
فلم يزل عبد الله يناظره، ويسأله تسليم عَمْرو إِلَيْهِ، فَقَالَ: إني أحببت أن يُحمل رأسه إلى سيدي أمير المؤمنين. فطال الخطاب إلى أن أذعن بحمله معه. فوافى رجال إِسْحَاق بعمرو بن اللَّيْث، وسُلّم إلى عبد الله مُقيدًا وَعَلَيْهِ دُرّاعة خزّ مبطَّنَة بثعلب. ووكّل بِهِ تكين التركي، وأمر أن يُعادله عَلَى الحمارة في قُبة، ومعه سكين طويلة وَقَالَ: متى خرج إليكم أحد يحاربكم فاذبحه في الحال. وبعث معه نحو خمسمائة نفس. وَكَانَ عَمْرو يدعو الله عَلَى إسْمَاعِيل وَيَقُولُ: غدر بي، خذَلَه الله. ولم يزل صائمًا إلى أن وافي كتاب الوزير عُبَيْد بن سُلَيْمَان إلى عبد الله بن الفتح يأمره بترفيهه وبسط أمله وإكرامه، فأكل ثلاثة أيام، وعاود الصوم. وجرت لَهُ أمور حَتَّى أَنَّهُ اشترى لَهُ فانيذ بثلاثة دراهم، فعرف أَبُو حامد أَحْمَد بن سهل وكبّله بذلك ليشتري لَهُ، فبكى وجعل يتعجب من الدُّنْيَا وَقَالَ: يا أبا الحَسَن، عهدي بِهِ إِذَا سار إلى بلده يحمل فرشه ومطبخه عَلَى ستّمائة جمل، وَهُوَ اليوم يطلب بدرهم فانيذًا. ورأيت سراويل عَمْرو وقد نزلنا سِجسْتان عَلَى حائط الخان، وقد غسّله غلامه، والريح تلعب بِهِ، وَالنَّاس يتعجبون من ذَلِكَ. وَكَانَ إِذَا سار معنا يُخرج رأسه من العمارية، وَيَقُولُ لمن يمرّ بِهِ بالفارسية: يا سادتي، أدعو الله لي بالفرج. فَكَانَ النَّاس وأصحاب عبد الله بن الفتح يدعون لَهُ. وَكَانَ يتصدّق بسائر ما يترتب لَهُ من التُّرك.
وأما تكين عدِيلُهُ، فَإِنَّهُ أكل جملًا تامًا، فمات فجأة، واستراح عَمْرو منه.
وأُركب معه شخص ظريف كَانَ معنا، فَكَانَ عَمْرو يدعو عَلَى إسْمَاعِيل ويَقُولُ:
خذله الله، انتقم الله منه كما أسلمني.(21/236)
فَقَالَ لَهُ جَعْفَر عديله: سألتك باللَّه، لو كنت ظفرت بإسماعيل، أكنت تُقعده في مثل هذه القبة وهذه الفرش، لا والله، ما كنت تحمله إِلا عَلَى قتَبٍ وتُؤذيه، فلمَ تلعنه؟
فلطم وجه نفسه، ونتف لحيته وصاح: يا ويله ويا عوله، بالفارسية.
ووجّه إلى عبد الله: اكفني مئونة هذا العيّار الطّنبوريّ [و] إلّا خنقت نفسي. فجاء عبد الله وأصلح بينهما، فَقَالَ عديله: فكم يُبرمني ويلعن صاحبي؟
ومن يصبر عَلَى هَذَا من أحمق قيمته مكاري. والله ما يحسن أن يقرأ الفاتحة ولا كيف يصلي.
وَلَهُ أخبار طويلة في مسيرنا بِهِ.
وَأَخْبَرَنَا عبد الله بن الفتح أَنَّهُ أمر بتقييده فجزع، وجعل يعد حُسن آثاره وطاعته، ولعمْري، لقد هلك أخوه يعقوب بعد هزيمته بثلاث سنين، فغلب عَلَى الأهواز، وحمل الأموال إلى السّلطان.
وَأَخْبَرَنِي عبد الله أَنَّهُ قَالَ لَهُ حين قيّده: كَانَ في أمس وراء هَذَا ستون ألف مقاتل، ومن الخيل والبغال والأموال كذا وكذا، فما نفعني الله بشيء من ذَلِكَ.
وتوجّه إسْمَاعِيل، فافتتح خُرَاسَان وطبرستان، وقتل محمد بن زيد العلوي، وأسَر ابنه، فأنفذ إِلَيْهِ لواء خُرَاسَان. وأُدخل عَمْرو مدينة السلام، وشُهر عَلَى فالج، يُقَالُ إِنَّهُ أهداه، فرأيته باسطًا يديه يدعو، فرق لَهُ النَّاس. ثُمَّ حبس في موضعٍ لا يراه فيه أحد حَتَّى مات.
وَقَالَ غيره: دخل بغداد على جمل له سنامان، وعليه جبّة ديباج وبُرْنس السَّخط، وَعَلَى الجمل الديباج والزينة، فَقِيلَ في ذَلِكَ:
وحسبُكَ بالصَّفَّار نُبْلا وعزَّةً ... يروح ويغدو في الجيوش أميرا
حباهم بأجمال ولم يدر أنه ... على جمل منها يقاد أسيرا [1]
فَلَمَّا أُدخل عَلَى المُعْتَضِد قَالَ: هَذَا ببغيك يا عَمْرو.
ولم يزل في حبْسه نحوًا من سنتين، وهلك يوم وفاة المعتضد.
__________
[1] وفيات الأعيان 6/ 429.(21/237)
فيقال: إن الْقَاسِم بن عُبَيْد الله الوزير خاف وبادر بقتله خوفًا من المُكْتَفِي باللَّه أن يُطلقه، فَإِنَّهُ كَانَ محسنًا إلى المكتفي [1] .
380- عَبَّاس بن تميم البَّغْدَادِيّ السكري [2] .
رَوَى عن: مَخْلَد بن مالك.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، والطّبرانيّ.
توفّي سنة وتسعين.
وثّقه الخطيب.
381- عون بن محمد الكِنْدِيّ الإخباري [3] .
حَدَّثَ عن: مُصْعَب الزُّبَيْريّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الصولي الحكيميّ.
توفّي ببغداد [4] .
__________
[1] انظر: وفيات الأعيان 6/ 429، 430.
[2] انظر عن (عباس بن تميم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 256.
[3] انظر عن (عون بن محمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 294.
[4] قال الخطيب: وهو أخباريّ صاحب حكايات وآداب، روى عنه محمد بن يحيى الصولي فأكثر، ولا أعرف راويا عنه غيره.(21/238)
- حرف الفاء-
382- الفضل بن عبد الله بن عبد الجبار بن عون الشكري الماليني الْهَرَويّ.
أَبُو العَبَّاس.
عن: مالك بن سُلَيْمَان السعدي.
وَعَنْهُ: أَبُو النضر محمد بن الطُّوسي، وَأَبُو طاهر محمد بن الحسن المحمّدآباذيّ، وحامد الرّفّاء، وجماعة.
383- الفضل بن محمد بن المسيب [1] .
الحَافِظ أَبُو محمد البَيْهَقِيّ الشَّعْرَانِيّ. من ذُرية باذان ملك اليمن الذي أسلم بكتاب النبي صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ.
سَمِعَ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح، وعيسى بن قالون، وَسُلَيْمَان بن حرب، وأحمد بن يونس اليربوعي، وَإسْمَاعِيل بن أبي أُويس، وإسحاق الفرويّ، وأبا ثوبة الحلبيّ، وأبا جَعْفَر النُّفَيْلِيَّ، وخلقًا بالشام، والحجاز، ومصر، والعراق، وخراسان، والجزيرة.
وَعَنْهُ: إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبو حامد بن الشرقي، ومحمد بن الْقَاسِم العتكي، وعَليَّ بن حَمَّاد، وَأبو عبد الله محمد بن يعقوب، وحفيده إسْمَاعِيل بن
__________
[1] انظر عن (الفضل بن محمد) في:
الجرح والتعديل 7/ 69 رقم 363، وتاريخ جرجان للسهمي 204، 303، 441، والإكمال لابن ماكولا 4/ 571، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 155، 156، رقم 296 وفيه (فضيل) ، واللباب 2/ 199، والمعين في طبقات المحدّثين 105 رقم 1189، وتذكرة الحفاظ 2/ 626، 627، والعبر 2/ 69، وميزان الاعتدال 3/ 358، ومرآة الجنان 2/ 196، والبداية والنهاية 11/ 73، وطبقات الحفاظ 276، وشذرات الذهب 2/ 179، 180.(21/239)
محمد بن الفضل، وخلْق.
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ أبا بَكْر بن المؤمل يَقُولُ: كُنَّا نقول: ما بقي في الدُّنْيَا مدينة لم يدخلها الفضل في طلب الحديث، إِلا الأندلس.
قَالَ الحاكم: وَكَانَ الفضل أديبًا عابدًا عارفًا بالرّجال. وَكَانَ يرسل شعره، فلقب بالشَّعراني.
وَقَالَ ابن ماكولا [1] : كَانَ قد قرأ القرآن عَلَى خلف بن هشام.
وَكَانَ عنده «تاريخ أَحْمَد بن حنبل» ، عنه، و «تفسير سُنَيْد بن داود» ، عَنْهُ.
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ أبا عبد الله بن الأخرم وسُئل عَنْهُ فَقَالَ: صدوق. إِلا أَنَّهُ كَانَ غاليًا في التَّشيع [2] .
قِيلَ لَهُ: فقد حُدّث عَنْهُ في «الصحيح» .
قَالَ: كَانَ كتاب مُسْلِم ملآن من حديث الشيعة.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم: سئل عَنْهُ الحُسَيْن القباني، فرماه بالكذب [3] .
وَقَالَ ابن أبي حاتم: صدوق [4] .
وَقَالَ مسعود السِّجْزِيُّ: سألت أبا عبد الله الحاكم عن الفضل الشَّعْرَانِيّ.
فَقَالَ: ثقة مأمون، لم يُطعن في حديثه بحُجّة [5] .
قَالَ إسْمَاعِيل حفيده: تُوُفِّي جدي في المحرم سنة اثنتين وثمانين.
384- فضل بن محمد بن رومي البَّغْدَادِيّ [6] .
عن: خلف البَزَّار، وجُبارة بن المغلّس.
وَعَنْهُ: عبد الله الخُرَاسَانِيّ، وغيره.
قال الخطيب [7] : لم يكن به بأس.
__________
[1] في الإكمال 4/ 571.
[2] سير أعلام النبلاء 13/ 318.
[3] سير أعلام النبلاء 13/ 319.
[4] هذا القول ليس في «الجرح والتعديل» ، والّذي فيه: «كتبت عنه بالري وتكلّموا فيه» .
[5] سير أعلام النبلاء 13/ 319، تذكرة الحفاظ 2/ 627.
[6] انظر عن (فضل بن محمد بن رومي) في:
تاريخ بغداد 12/ 370 رقم 6810.
[7] المصدر نفسه.(21/240)
385- فضل بن الحَسَن [1] .
أَبُو العَبَّاس الأهوازي.
عن: سُلَيْمَان الشاذكوني.
وَعَنْهُ: ابن السَّمَّاك، وابن نجيح، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين.
وثَّقه الخطيب [2] .
386- فُضيل بن محمد بن فضيل [3] .
أَبُو يَحْيَى المَلَطي.
عن: أبي نُعَيْم، وموسى بن داود، وَمحمد بن عيسى بن الطباع، وأبي الوليد الطَّيَالِسِيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم بالإجازة [4] . وَكَانَ إمام جامع ملَطْيَة.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
وقد رَوَى عَنْهُ من الكبار أَبُو عروبة الحافظ، وأصله خزريّ.
__________
[1] انظر عن (فضل بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 12/ 371 رقم 6812.
[2] المصدر نفسه.
[3] انظر عن (فضيل بن محمد الملطي) في:
الجرح والتعديل 7/ 76 رقم 427، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 265.
[4] وقال: كتب إلي بجزءين من حديثه. (الجرح والتعديل) .(21/241)
- حرف القاف-
387- الْقَاسِم بْن أَحْمَد بْن محمد الخطابي البغدادي [1] .
شيخ حسن الحديث.
سَمِعَ: هوذة بن خليفة، وأبا نُعَيْم.
وَعَنْهُ: إسْمَاعِيل الخطبي، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وآخرون.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
388- الْقَاسِم بن أَحْمَد بن زياد البَّغْدَادِيّ الشيباني [2] .
عن: عَفَّان بن مُسْلِم.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي قبل التسعين ومائتين.
389- الْقَاسِم بن عبد الرحمن الأنباري [3] .
عن: يَحْيَى بن هاشم السمسار، وأبي جَعْفَر النُّفَيْلِيِّ.
وَعَنْهُ: القاضي مكرم، وعثمان بن السَّمَّاك.
تُوُفِّي سنة أربعٍ.
390- الْقَاسِم بن أسد الأصبهانيّ الحافظ [4] .
__________
[1] انظر عن (القاسم بن أحمد الخطابي) في:
تاريخ بغدادي 12/ 438 رقم 6901.
[2] انظر عن (القاسم بن أحمد بن زياد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 268، وتاريخ بغداد 12/ 438، 439 رقم 6903.
[3] انظر عن (القاسم بن عبد الرحمن) في:
تاريخ بغداد 12/ 437 رقم 6900.
[4] انظر عن (القاسم بن أسد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 160.(21/242)
أحد أئمة السنة بإصبهان.
رحل وطوّف وجمع وصنّف.
سَمِعَ: أَحْمَد بن حَنْبَل، وهشام بن عَمَّار، وأبا مُصْعَب، وعبد الله بن عُمَر القواريريّ، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: غزوان بن إِسْحَاق الهمداني أحد شيوخ أبي بَكْر الخلال، وَأَحْمَد بن عبد الله بن النُّعْمَان الأصبهاني أحد شيوخ ابن منده، وغيرهما [1] .
391- الْقَاسِم بن محمد بن الصباح الأصبهاني النَّحْوِيّ [2] .
كَانَ رأسًا في العربية.
يروى عن: سهل بن عُثْمَان، وعبد الله بن عمران.
وعنه: أبو الشيخ وَقَالَ: تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
392- الْقَاسِم بن محمد الدلال [3] .
أَبُو محمد الكوفي.
قَالَ الخليلي: ثقة.
سَمِعَ: أبا نُعَيْم، وقُطبة بن العلاء، وأسيد بن زيد، وأبا بلال الأشعري، وَأَحْمَد بن يونس.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: ابن عُقدة، والطَّبَرَانيّ، والفضلان، وجماعة.
قَالَ الخليلي: مات في آخر سنة ستٍّ وثمانين.
قُلْتُ: فيه خلاف.
393- قَطْرُ النَّدَى [4] .
__________
[1] قال أبو نعيم: سكن طرسوس.
[2] انظر عن (القاسم بن محمد بن الصباح) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 160.
[3] انظر عن (القاسم بن محمد الدلّال) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 266.
[4] انظر عن (قطر الندى) في:
مروج الذهب للمسعوديّ 3250، 3251، 3348، وزبدة الحلب 1/ 85، وخلاصة الذهب المسبوك 236، والكامل في التاريخ 7/ 498، 508، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 202، والعبر 2/ 66، 80، 121، 122، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 171، ومآثر الإنافة 1/ 265،(21/243)
بنت السلطان خُمَارَوَيْه بن أَحْمَد بن طُولُون التي تزوّج بها المُعْتَضِد باللَّه.
أصدقها المُعْتَضِد ألف ألف درهم. وَيُقَال إنما قصد بتزوجها أن يُفقر أباها، فَإِنَّهُ أدخل معها جهازًا هائلًا، من جملته فيما قِيلَ ألف هاون ذهب.
وكانت أَيْضًا بديعة الجمال، عاقلة جليلة.
ماتت في تاسع رجب سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
__________
[ () ] والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 112، 252، ووفيات الأعيان 1/ 404، 405 و 2/ 249، (250) ، والمنتظم 6/ 26 رقم 29، ودول الإسلام 1/ 173، ونهاية الأرب 22/ 346، 347، 357، وبدائع الزهور 1/ 171، 172، ومرآة الجنان 2/ 195، 196، والبداية والنهاية 11/ 71، 72، والكامل في التاريخ 7/ 508، وتاريخ الخميس 2/ 384.(21/244)
- حرف الكاف-
394-[ ... ] [1] بن إِبْرَاهِيم الطَّوابيقي المُؤَدِّب.
حسنُ الحديث عن عبد الأعلى بن حَمَّاد.
وَعَنْهُ: ابن قانع، وغيره.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
395- كُنيز الفقيه [2] .
أَبُو عَليّ الخادم، مولى المنتصر باللَّه ابن المتوكل.
يروي عن: حَرْمَلَة بن يَحْيَى، والربيع المرادي، والحسن بن محمد الزعفراني.
وعنه: أبو علي الحصائري، وأبو القاسم الطبراني.
وكان يقرئ الفقه بجامع دمشق على مذهب الشافعي، وكان من أئمة المذهب.
قال الحسن بن حبيب الحصائري: سَمِعْتُ أبا عَليّ كُنيز الخادم يَقُولُ:
كنت للمنتصر باللَّه، فَلَمَّا مات خرجت إلى مصر، فكنت أجلس في حلقة ابن عبد الحكم، وأناظرهم عَلَى مذهب الشَّافِعِيّ، وكانوا مالكيين. فكنت أقيم قيامتهم، فَلَمَّا لم يقْوَوْا عَليّ أتوا أَحْمَد بن طُولُون، وقالوا: هذا جاسوس للدّولة
__________
[1] بياض في الأصل.
[2] انظر عن (كنيز الفقيه) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 270 وفيه: مولى أحمد بن طولون، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 79، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 545، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 344 رقم 979، وتاج العروس (مادّة كنز) .(21/245)
ها هنا. فحبسني سبع سنين، ثُمَّ لَمَّا مات أُطلقت، فأعدت صلاة سبع سنين، لأن الحبس كَانَ قذرًا [1] .
قَالَ الحصائري: كَانَ فقيهًا عليمًا بقول الشّافعيّ.
__________
[1] السبكي 2/ 79.(21/246)
- حرف الميم-
396- محمد بن أَحْمَد بن حُمَيْد بن نعيم البغداديّ [1] .
عن: عفّان بن مُسْلِم، وَسُلَيْمَان بن حرب، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل أَحْمَد بن محمد.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين [2] .
397- محمد بن أَحْمَد بن رَوْح الكسائي الصفواني [3] .
عن: محمد بن عباد المكي.
وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني.
توفي سنة ثمانٍ وثمانين ببغداد [4] .
398- محمد بن أَحْمَد بن حُنين العطار [5] .
عن: داود بن رُشيد.
وَعَنْهُ: ابن مَخْلَد، والطَّبَرَانيّ أَيْضًا.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
399- محمد بن أَحْمَد بن عنْبَسة البَزَّار [6] .
شيخ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن حميد) في:
تاريخ بغداد 1/ 292 رقم 150، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 156 رقم 297.
[2] وثّقه الخطيب. وقال الدارقطنيّ: لا بأس به.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن روح) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 24، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 29، 30 رقم 42.
[4] في شهر ربيع الأول.
[5] انظر عن (محمد بن أحمد بن حنين) في:
تاريخ بغداد 1/ 292، 293 رقم 151.
[6] انظر عن (محمد بن أحمد بن عنبسة) في:(21/247)
حَدَّثَ عن: محمد بن كثير الصَّنْعَانيّ.
رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرَانيّ [1] .
400- محمد بن أَحْمَد بن يَحْيَى بن بشير [2] .
المحدّث أَبُو أَحْمَد الشيريني الْجُرْجَانِيّ، الملقب بالمأمون.
رَوَى عَنْ: عَليّ بن الْجَعْد، ويحيى بن بكير [3] ، وطبقتهما.
وعنه: محمد بن يزداد البكراوي، وَمحمد بن أَحْمَد بن إسْمَاعِيل الصوام، وَأَبُو إِسْحَاق اليزيدي الْجُرْجَانِيّون، وَمحمد بن الْقَاسِم العتكي.
401- محمد بن أَحْمَد بن لبيد [4] .
إمام جامع بيروت.
سَمِعَ: عَمْرو بن هشام [5] البيروتيّ، وعبد الحميد بن بكّار.
__________
[ () ] المعجم الصغير للطبراني 2/ 77.
[1] سمعه بكفربيّا.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن يحيى) في:
تاريخ جرجان للسهمي 386 رقم 640، والإكمال لابن ماكولا 4/ 487، والأنساب لابن السمعاني 7/ 465، واللباب 2/ 225.
[3] كتب عنه بمكة في سنة سبع وعشرين ومائتين.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن لبيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 42، والمعجم الكبير، له 1/ 363 رقم 1118، و 7/ 43 رقم 6314، و 7/ 60 رقم 6359 و 7/ 150 رقم 6584 و 8/ رقم 7377 و 7394 و 10/ رقم 10884 و 11/ رقم 10994 و 17/ رقم 87 و 18/ رقم 54 و 560 و 766 و 767 و 19/ رقم 109 و 682 و 20/ رقم 95 و 96 و 687 و 1085 و 22/ رقم 178 و 911 و 948 و 24/ رقم 227، ومسند الشاميين، له 1/ رقم 198 و 210 و 224 و 310 و 480 و 582 و 590 و 604 و 616 و 631 و 679 و 790، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 372.
وهو: محمد بن محمد بن لبيد البيروتي. (تاريخ دمشق- المخطوط- 26/ 5) .
وهو: أبو عبد الله السلاماني البيروتي خطيب وإمام جامع بيروت المعروف بورد. ويسمّيه الطبراني: «ورد بن أحمد» . (تاريخ دمشق 22/ 169 و 38/ 473) ، وانظر كتابنا: «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان» 4/ 84، 85 رقم 1296 و 5/ 162- 164 رقم 1782.
[5] هكذا في الأصل، وتاريخ دمشق 36/ 372.
أما المشهور فهو: عمرو بن هاشم، وكان إمام جامع بيروت أيضا.
انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا:
موسوعة علماء المسلمين 3/ 397- 403 رقم 1178.(21/248)
وَعَنْهُ: أبو عبد الله محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مروان، وَأَبُو عَليّ بن هَارُون، والطَّبَرَانيّ.
402- محمد بن أَحْمَد بن سُفْيَان التِّرْمِذِيُّ [1] .
حَدَّثَ ببغداد عن: القواريري.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن كامل، والطَّبَرَانيّ [2] .
403- محمد بن أَحْمَد بن محمد بن مطر [3] .
أَبُو بَكْر الفزاري الخرَّاط الفذائي، وفذايا قرية صغيرة عَلَى باب شرقي من دمشق.
سَمِعَ: سُلَيْمَان ابن بنت شُرَحْبِيل، وَإِبْرَاهِيم بن المنذر الحِزَامي، وجماعة.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بن محمد بن سُفْيَان، وَأَبُو عَليّ بن هَارُون الأَنْصَارِيّ، وغيرها [4] .
404- محمد بن أَحْمَد بن مهدي [5] .
أَبُو عُمارة البَّغْدَادِيّ. أحد المتروكين.
رَوَى عن: أبي بَكْر بن أبي شَيْبَة، ولوين محمد بن سليمان.
وعنه: أبو سهل القطان، ودعلج، وأبو بكر الشّافعيّ.
وهّاه الدّارقطنيّ [6] .
405- محمد بن أحمد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن سفيان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 10، وتاريخ بغداد 1/ 305، 306.
[2] وثّقه الخطيب.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في:
معجم البلدان 4/ 241.
[4] قال ابن مندة: مات بعد الثمانين أو 290.
[5] انظر عن (محمد بن أحمد بن مهدي) في:
تاريخ بغداد 1/ 360، 361 رقم 296، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 38 رقم 2868.
[6] فقال: ضعيف جدا. وقال الخطيب: في حديثه مناكير وغرائب.(21/249)
قاضي القضاة بنيسابور، أبو رجاء الجوزجانيّ الحنفيّ.
ولي القضاء لعمرو بن اللّيث الصّفّار، وحدث عن: حَوْثَرة المنقري، وَإِسْحَاق الشهيد، وأبي سَعِيد الأشج.
وتفقَه عَلَى أبي سُلَيْمَان الْجَوْزَجَانيّ، كذا قَالَ الحاكم.
وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر الحيري، ومؤمل بن الحَسَن، وجماعة.
مات سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.
406- محمد بن إِبْرَاهِيم بن زياد [1] .
الإمام أبو عبد الله ابن المواز الإسكندراني المالكي صاحب التصانيف المشهورة.
أخذ المذهب عن: عبد الله بن عبد الحكم، وعبد الملك بن الماجشون، وأصبغ بن الفرج.
وكان اعتماده في الفقه على أصبغ.
وانتهت إليه رئاسة المذهب والمعرفة بدقائقه وتعريفه. وله مصنف حافل في الفقه، رواه ابن أبي مطر، وابن أبي مُبشّر، عنه.
وآخر من روى عنه: ولده بكر بن محمد.
وقد قدم دمشق في صحبة الملك أحمد بن طولون.
وقيل إنه انملس إلى بعض الحصون الشامية في آخر عمره، فلزمه إلى أن أدركه أجلهُ.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين والمعوّل بالديار المِصْرِيّة عَلَى قوله.
وأما ابن يونس فَقَالَ: تُوُفِّي سنة تسعٍ وستين بدمشق، وحدث عن يَحْيَى بن بُكَيْر.
وَقِيلَ: إِنَّهُ رَوَى أيضا عن أشهب.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن زياد) في:
العبر 2/ 66، والمعين في طبقات المحدّثين 104 رقم 188، وسير أعلام النبلاء 13/ 6 رقم 2، ودول الإسلام 1/ 170، وترتيب المدارك للقاضي عياض (انظر فهرس الأعلام) ، ومرآة الجنان 2/ 194، والوافي بالوفيات 1/ 335، 336، رقم 209، والديباج المذهب 2/ 166، 167، والوفيات لابن قنفذ 191 رقم 281، وشذرات الذهب 2/ 177.(21/250)
407- محمد بن إِبْرَاهِيم [1] .
أَبُو عامر الصوري النَّحْوِيّ.
عن: سُلَيْمَان بن عبد، وهشام بن عَمَّار، وَيَحْيَى بن بُكَيْر، وعبد الله بن ذكوان المقرئ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَليّ بن هَارُون، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وغيرهما.
وآخر من رَوَى عَنْهُ: موسى بن عبد الرحمن الصباغ [2] .
408- محمد بن إبراهيم بن كثير [3] .
أبو الحسن الصّوريّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم الصوري النحويّ) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 79، والدعاء، له 1/ 572 وقال محقّقه إنه لم يقف على ترجمة النحويّ الصوري، و 2/ 1046 رقم 534 و 2/ 1065 رقم 586، و 2/ 1308 رقم 1084 وفيه تصحّفت كنيته إلى (أبي عاصم) ، و 3/ 1528، 1529 رقم 1602، والمعجم الكبير، له 1/ رقم 1001 و 2/ رقم 1528 و 1572 و 4/ رقم 4239 و 6/ رقم 5461 و 588 و 11/ رقم 12035 و 22224 و 12/ رقم 12609 و 17/ رقم 367 و 18/ رقم 108 و 19/ 293 و 802 و 20/ رقم 182 و 208 و 22/ رقم 163 و 554 و 844 و 935 و 937 و 941 و 23/ رقم 303 و 1039، ومسند الشاميين، له 1/ رقم 262 و 263 و 264 و 265 و 2/ رقم 1224، و 1466، وسنن الدارقطنيّ 2/ 15 رقم 9 و 4/ 76 رقم 28، ومسند الشهاب للقضاعي 1/ 72 رقم 250، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 307، وحلية الأولياء 4/ 357، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 596 و (36/ 502) ، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 63، وتهذيب التهذيب 5/ 140، وبغية الوعاة 1/ 7، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 53- 57 رقم 1250.
[2] هو: أبو عمران البيروتي، المقرئ والإمام بجامع بيروت. (انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا:
موسوعة علماء المسلمين 5/ 104، 105 رقم 1722) .
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن كثير) في:
الثقات لابن حبان 9/ 144، والمحدّث الفاضل بين الراويّ والواعي للقاضي الرامهرمزيّ 358 رقم 297، وسنن الدارقطنيّ 2/ 188، و 4/ 76 رقم 28، وصحيح ابن خزيمة 1/ 87 رقم 133 وقد تحرّف فيه إلى «كبير» بدل «كثير» ، ومشكل الآثار للطحاوي 4/ 169، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 95، 216، 356، والسابق واللاحق 79، وتاريخ بغداد 5/ 64، و 8/ 97 و 9/ 382، وشرف أصحاب الحديث 1/ 15، والمستدرك على الصحيحين 1/ 38 و 555، والسنن الكبرى للبيهقي 3/ 142 و 10/ 252، والإكمال لابن ماكولا 4/ 193 و 6/ 27، والأنساب لابن السمعاني 86 أ، و 317 ب، و 7/ 187 تحقيق محمد عوامة، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ، 4/ 258 و 9/ 350 و 10/ 251، و 12/ 222 و 37/ 413 و 38/ 578 و 39/ 21، 32، والوافي بالوفيات 1/ 309، والمغني في الضعفاء 2/ 545، ومعرفة القراء الكبار 1/ 231، ولسان الميزان 5/ 23، 24، وموسوعة علماء المسلمين 4/ 62، 63 رقم 1259.(21/251)
يروي عن: محمد بن يوسف الفِرْيَابِيّ، ومؤمل بن إسْمَاعِيل، وطبقتهما.
وأظنّه مات قبل الثمانين ومائتين [1] .
409- محمد بن إِبْرَاهِيم [2] .
أَبُو بَكْر الصوري.
عن: أَحْمَد بن صالح المِصْرِيّ، وأبي نُعَيْم الحلبي.
وَعَنْهُ: أَبُو الحَسَن بن حذلم.
410- محمد بْن إدريس.
أَبُو بَكْر الأنطاكي.
عن: يعقوب بن ( ... ) [3] ، وَمحمد بن عبد الرحمن بن سهم، وَصَفْوَان بن صالح المؤذن.
وَعَنْهُ: ابن العقب، وَأَبُو الميمون بن راشد.
411- محمد بن أُسَامَةَ بن صخر [4] .
__________
[1] قال عمر بن إسحاق الشيرازي: قرئ على محمد بن إبراهيم الصوري وأنا شاهد بأنطاكيّة.
(المحدّث الفاصل، رقم 297) .
وروى عنه الطبراني فقال: أنبأنا محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري في كتابه إلينا. (السنن الكبرى للبيهقي 10/ 252) .
وقد دخل الصوريّ مصر وحدّث بالفسطاط. (صحيح ابن خزيمة 1/ 87 رقم 133) .
وذكر الخطيب اسمه بالكامل: محمد بن إبراهيم بن كثير بن وقدان الصوري. (السابق واللاحق 79) .
وقال ابن حجر: روى عن روّاد بن الجرّاح خبرا باطلا أو منكرا في ذكر المهديّ. قال الجلّاب:
هذا باطل، ومحمد الصوري لم يسمع من رواد. وكان مع هذا غاليا في التشيّع.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن كثير، حدّثنا روّاد مرفوعا إلى حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «المهديّ رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدّرّي» . قال ابن حجر: وهذا الكلام برمّته منقول من كتاب «الأباطيل» للجوزقاني.
ومحمد بن إبراهيم قد ذكره ابن حبّان في الثقات. (لسان الميزان) .
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 569، وموسوعة علماء المسلمين 4/ 51، 52 رقم 1247.
[3] بياض في الأصل.
[4] انظر عن (محمد بن أسامة بن صخر) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 17، 18 رقم 1138.(21/252)
أَبُو يَحْيَى الحجري السَّرَقُسْطي.
حَدَّثَ بالقيروان «بمستخْرَجة» العُتْبي، عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بن نصر، وَأَبُو تميم بن محمد التَّمِيمِيّ.
وقتله عامل سَرَقُسْطَة سنة سبعٍ وثمانين.
وقد رَوَى عن: أبي صالح، وَيَحْيَى بن بُكَيْر [1] .
412- محمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم.
أَبُو بَكْر العُقيلي الأصبهاني الفابراني.
عن: هشام بن عَمَّار، وعبد الرحمن دُحَيْم.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، وغيره.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
413- محمد بن إِسْحَاق بن أسد الهَرَويّ [2] .
ثُمَّ البَّغْدَادِيّ الخراز [3] .
عن: داود بن رُشيد، وَمحمد بن معاوية النَّيْسَابُوري.
وَعَنْهُ: ابن مَخْلَد العطار.
تُوُفِّي سنة أربعٍ.
414- محمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن جَوثي.
أبو عبد الله الصَّنْعَانيّ. من شيوخ أبي الحَسَن العطار باليمن.
ثقة.
سَمِعَ: جوير بن المسلم، وابن أبي غسان.
مات سنة ثمانٍ وثمانين.
415- محمد بن إسحاق بن الحرير [4] .
__________
[1] وكان ثقة حسن الضبط لكتبه. قاله ابن الفرضيّ.
[2] انظر عن (محمد بن إسحاق بن أسد) في:
تاريخ بغداد 1/ 242 رقم 61.
[3] قال الخطيب: يعرف بزريق، وكنّاه: أبا جعفر، وقال: وما علمت من حاله إلّا خيرا. ولم يؤرّخ لوفاته.
[4] انظر عن (محمد بن إسحاق بن الحرير) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 58.(21/253)
أَبُو الحُسَيْن القُرَشِيّ الدِّمَشْقِيّ خَتَنُ هشام بن عَمَّار.
سَمِعَ: إِبْرَاهِيم بن هشام الغَسَّانِيّ، وعبد الرحمن دُحَيْم، وَسُلَيْمَان بن عبد الرحمن، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو عَليّ الحصائري، وَأبو عبد الله بن مروان، وعَليَّ بن أبي العَقِب، والطَّبَرَانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي في المحرم سنة ثمانٍ وثمانين.
416- محمد بن إسْمَاعِيل.
أَبُو حُصين التَّمِيمِيّ الدِّمَشْقِيّ، والد أبي الدّحداح.
سمع: صفوان بن صالح المؤذن، وغيره.
وَعَنْهُ: ابنه، وَمحمد بن إِبْرَاهِيم بن مروان، وَالطَّبَرِيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة تسعين.
417- محمد بن بِشْر بن مروان الصّيرفي البَّغْدَادِيّ [1] .
جيّد الحديث.
سَمِعَ: عبد الله بن خَيْران، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وعبد الباقي بن قانع.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين [2] .
وأمّا:
418- محمد بن بِشْر بن مروان [3] أَبُو بَكْر القراطيسي الدِّمَشْقِيّ، فحدّث ببغداد سنة عشرين وثلاثمائة عن: يَحْيَى بن نصر، والربيع المُرادي.
رَوَى عنه: الدّارقطنيّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن بشر الصيرفي) في:
تاريخ بغداد 1/ 90، 91 رقم 482، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 30 رقم 43.
[2] قال الخطيب: أحاديث مستقيمة.
[3] انظر عن (محمد بن بشر القراطيسي) في:
تاريخ بغداد 1/ 91 رقم 483.(21/254)
419- محمد بن جَعْفَر بن محمد بن ميسرة [1] .
بغدادي عُرف بابن الرَّازِيّ.
عن: أبي همّام السّكُوني، وطبقته.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
420- محمد بن بِشْر بن مطر [2] .
أَبُو بَكْر البَّغْدَادِيّ الوراق، أخو خطّاب.
سَمِعَ: عاصم بن عَليّ، وشيبان بن فَرُّوخ.
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَر بن بُرَيْه، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ثقة [3] .
قُلْتُ: مات في رمضان سنة خمس وثمانين.
421- محمد بن حجّة [4] .
أَبُو بَكْر البَزَّار.
عن: يَحْيَى الحِمّاني.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن عُبَيْد الصَّفَّار، وغيره.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
422- محمد بن حامد المَوْصِليّ الصائغ.
عن: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عَمَّار، وجماعة.
وَعَنْهُ: يزيد بن محمد في تاريخه وَقَالَ: مات سنة ستٍّ وثمانين أو سنة سبع.
__________
[1] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 19، ومسند الشاميين، له 1/ 32 رقم 15.
[2] انظر عن (محمد بن بشر) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 16، وتاريخ بغداد 2/ 90 رقم 481، وطبقات الحنابلة 1/ 286، 287 رقم 392، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 9 رقم 9.
[3] وقال إبراهيم الحربي: أخو خطاب صدوق لا يكذب. (تاريخ بغداد) .
[4] انظر عن (محمد بن حجّة) في:
تاريخ بغداد 2/ 296 رقم 785.(21/255)
423- محمد بن حسن بن دينار [1] .
أَبُو العَبَّاس الأحول: إخباري أديب، لَهُ تصانيف منها كتاب «الدَّواهي» وكتاب «الأشباه» .
وَكَانَ موثّقًا.
رَوَى عن: محمد بن الأعرابي.
وَرَوَى عَنْهُ: نِفْطَوَيْه.
424- محمد بن الحَسَن بن حيدة البَّغْدَادِيّ البَزَّار.
الفقيه.
عن: مِنْجاب بن الحارث، وغيره.
وَعَنْهُ: ابن قانع.
425- محمد بن الحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن زياد الأبهري [2] .
أَبُو الشَّيْخ.
عن: محمد بن موسى الحَرَشِيّ، وأبي سَعِيد الأشج.
وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَد العسال، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي قبل التسعين [3] .
وَكَانَ ثقة عالمًا.
وَقِيلَ: تُوُفِّي سنة تسعين ومائتين.
426- محمد بن الحُسَيْن بن الدَّسْتبان [4] .
أبو جعفر السّامرّيّ [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن حسن بن دينار) في:
تاريخ بغداد 2/ 185 رقم 599، والفهرست لابن النديم 1/ 79، ومعجم الأدباء 18/ 125، 126، والوافي بالوفيات 2/ 344، 345 رقم 797، وبغية الوعاة 1/ 33، وكشف الظنون 1447، وهدية العارفين 2/ 16، ومعجم المؤلّفين 9/ 191.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين الأبهري) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 48، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 227، 228، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 22 رقم 20.
[3] قال أبو نعيم: مات سنة ست وثمانين ومائتين.
[4] انظر عن (محمد بن الحسين بن الدستبان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 67 وفيه «البستنيان» .
[5] في المعجم للطبراني: «السرمري» ، وهو مركب: سرّ من رأى.(21/256)
عن: الحَسَن بن بِشْر الكوفي.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وَأبو عبد الله بن مخرم.
وَكَانَ ثقة.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
427- محمد بن حَمَّاد بن ماهان الدّباغ [1] .
عن: مسدّد، وعَليَّ بن الْمَدِينِيِّ، وأبي الربيع الزّهْراني.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل بن زياد، وحمزة الدهقان.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقوي [2] .
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين [3] .
428- محمد بن حُمَيْد بن زياد [4] .
أَبُو المسلم السَّعيدي.
عن: محمد بن حُمَيْد، وعبد الجبار بن العلاء، وعباد بن أَحْمَد العزرمي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن بُنْدَار، وأحمد بن جَعْفَر بن معيد، ومحمد بن عمر الْجَوْرَجيري الأصبهانيون.
429- محمد بن حَيَّان [5] .
أَبُو العَبَّاس المازنيّ البصريّ [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن حمّاد) في:
تاريخ بغداد 2/ 273 رقم 744، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 9 رقم 10.
[2] في المصدر نفسه.
[3] ورّخه بها ابن المنادي، وقال: كان عنده حديث كثير عن مسدّد وغيره، وكتاب الحروف عن أبي الربيع الزهراني.
وقال ابن قانع: مات في سنة أربع وثمانين ومائتين.
وقال ابن الجوزي: وكان ثقة.
[4] انظر عن (محمد بن حميد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 216.
[5] انظر عن (محمد بن حيّان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 30 وفيه (محمد بن حسان) وهو غلط.
[6] في المعجم الصغير: «المصري» ، وهو تصحيف.(21/257)
سَمِعَ: عَمْرو بْن مرزوق، وأبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، ومسدد بن مُسَرْهَد، وَسُلَيْمَان بن يزيد الملحمي، وجماعة.
وَعَنْهُ: دَعْلَج، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وفاروق الخطابي، وآخرون.
430- محمد بن خلف بن عبد [السلام] [1] .
أبو عبد الله البَّغْدَادِيّ الأعور.
عن: عاصم بن عَليّ، وَيَحْيَى بن هاشم السمسار.
وعنه: محمد بن العباس بن نجيح، وأبو بَكْر الشَّافِعِيّ.
وَكَانَ ثقة [2] .
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين ومائتين.
431- محمد بن الخطاب العدوي [3] .
مولاهم.
رَوَى عن: أبي نُعَيْم.
رَوَى عَنْهُ: ابن قانع.
تُوُفِّي سنة اربعٍ وثمانين.
432- محمد بن ربح بن سُلَيْمَان [4] .
أَبُو بَكْر البَّغْدَادِيّ البَزَّار [5] .
عن: يزيد بن هارون، ويعقوب الحضرميّ، وأبي نعيم.
وعنه: أبو سهل القطان، ودعلج، وأبو بكر الشافعي.
وثقه الخطيب [6] .
وتوفي سنة ثلاث وثمانين.
__________
[1] في الأصل بياض، استدركته من تاريخ بغداد 5/ 235 رقم 2724.
[2] قال الخطيب: كان صدوقا، وقال الدارقطنيّ: لا بأس به.
[3] انظر عن (محمد بن الخطاب) في:
تاريخ بغداد 5/ 252 رقم 2742.
[4] انظر عن (محمد بن ربح) في:
تاريخ بغداد 5/ 278 رقم 2776، والإكمال لابن ماكولا 4/ 92.
[5] هكذا بالراء المهملة في الأصل وتاريخ بغداد. وفي: الإكمال «البزّاز» بالزاي في آخره.
[6] في تاريخ بغداد.(21/258)
433- محمد بن الربيع بن شاهين [1] .
شيخ بصري صاحب حديث.
حَدَّثَ ببغداد عن: أبي الوليد الطَّيَالِسِيّ، وعيسى بن إِبْرَاهِيم البركي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرَانيّ في «المعاجم» [2] ، وَأَبُو الحَسَن القزويني القَطَّان.
434- محمد بن زكريا بن دينار [3] .
أَبُو جَعْفَر الغلابي البَصْرِيّ الإخباري.
عن: عبد الله بن رجاء الغُداني، وبكار بن محمد السّيريني، وَالعَبَّاس بن بكار، ويعقوب بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان العَبَّاسي الأمير، وأبي الوليد الطَّيَالِسِيّ، وَشُعَيْب بن واقد، وأبي زيد الأَنْصَارِيّ النَّحْوِيّ، وطائفة كثيرة.
وَعَنْهُ: هلال بن محمد، وفهد بن إِبْرَاهِيم بن فهد، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
وآخرون.
وَهُوَ في عداد الضُّعفاء.
وأما ابن حبان فذكره في «الثقات» [4] وَقَالَ: يُعتبر بحديثه إِذَا رَوَى عن ثقة [5] .
قُلْتُ: كَانَ راوية للأخبار علامة [6] . تُوُفِّي في شوال سنة تسعين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: بصري يضع.
وَقَالَ ابن منده: تُكُلّم فيه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الربيع) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 11، وتاريخ بغداد 5/ 278، 279 رقم 2777.
[2] أي في معاجمه الثلاثة: الصغير، والأوسط، والكبير.
[3] انظر عن (محمد بن زكريا) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 35، 46، 47، 222، والثقات لابن حبّان 9/ 154، والمعجم الصغير 2/ 35، وتاريخ جرجان للسهمي 170، والأنساب 413 ب، وميزان الاعتدال 3/ 58، والمغني في الضعفاء 2/ 581 رقم 5512، والوافي بالوفيات 3/ 77 رقم 986، وانظر: لسان الميزان 5/ 167 رقم 561.
[4] ج 9/ 154.
[5] وزاد: لأنه في روايته عن المجاهيل بعض المناكير.
[6] وقال ابن حبّان: كان صاحب حكايات وأخبار.(21/259)
435- محمد بن زكريا بن عبد الله [1] .
أَبُو جَعْفَر القُرَشِيّ الأصبهاني.
عن: عبد الله بن رجاء الغُداني أَيْضًا، وعبد الله بن مسلمة الْقَعْنَبِيُّ، وَأَبُو حُذَيْفة النّهدي، وبكار بن محمد السيريني.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بن أبي داود، وأحمد بن إِبْرَاهِيم بن يوسف، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وَأَبُو أَحْمَد بن العسال، وَأَبُو الشَّيْخ، وَأَبُو بَكْر القباب، وآخرون.
تُوُفِّي بإصبهان في جُمَادَى الأولى سنة تسعين أَيْضًا.
وَقَالَ ابن منده: تُكُلّم في سماعه.
436- محمد بن زيدان بن يزيد البجلي الكوفي [2] .
أخو عبد الله بن زيدان.
سَمِعَ: سلام بن سُلَيْمَان المدِيني، وغيره.
وحدّث بمصر.
رَوَى عنه: الطّبرانيّ [3] .
437- محمد بن زيد العلويّ [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن زكريا بن عبد الله) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 216، 217.
[2] انظر عن (محمد بن زيدان) في:
المعجم الصغير للطبراني 6/ 89.
[3] في مصر سنة 285 هـ.
[4] انظر عن (محمد بن زيد العلويّ) في:
تاريخ الطبري 10/ 41، 44، 63، 81، 88، 93، وتاريخ جرجان للسهمي 536، ومروج الذهب للمسعوديّ 3036، 3285، 3333، 3334، 3450، 3462، 3517، 3581، ومقاتل الطالبين لأبي الفرج 693، 694، 712، 714، والكامل في التاريخ 7/ 407، 418، 434، 457، 459، 474، 483، 504، 505، 517، 527، و 8/ 7، 81، 83، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 334، 335، والمستجاد، له 149، 150، والتذكرة الحمدونية 2/ 208 رقم 513، وجمهرة أنساب العرب 58، والمنتظم 5/ 78، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 167، 168، وربيع الأبرار 4/ 237، والنجوم الزاهرة 3/ 122، والمختصر في أخبار البشر 2/ 58، والبداية والنهاية 11/ 83، والوافي بالوفيات 3/ 81، 82 رقم 997.(21/260)
المتغلب عَلَى طَبَرسْتَان. سار لحربه محمد بن هَارُون أحد أمراء أمير خُرَاسَان إسْمَاعِيل بن أَحْمَد، فالتقاه عَلَى باب جُرجان، فكانت الدائرة أولًا عَلَى محمد بن هَارُون، ثُمَّ كرَّ عَلَى العلوي فهزم جيشه، وثبت العلوي وقاتل، وأصيب في وجهه عدّة ضربات مات منها بعد أيام. وأسروا ابنه زيد بن محمد بن زيد، وحاز محمد بن هَارُون عَلَى عسكره وأمواله، واستولى عَلَى طَبَرسْتَان، ودُفن العلوي عَلَى باب جُرجان.
وَكَانَ لَهُ مدة قد غلب عَلَى تِلْكَ الممالك. وقد أُسر أخوه الحسن بن زيد سنة سبعين.
وقد جرت لهما حروب وخُطُوب.
438- محمد بن سَعِيد بن عبد الرحمن بن زياد.
أبو عبد الله الهمدانيّ الشيعي، مولاهم الكوفي النَّحْوِيّ الملقب بعُقدة.
والد الحَافِظ أبي العَبَّاس بن عُقدة.
كَانَ ديّنًا ورعًا ناسكًا. ولقبّوه بعُقْدة لعلمه بالتصريف والعربية.
تُوُفِّي في شوال سنة ثلاثٍ وثمانين.
439- محمد بن سَعِيد الأزرق [1] .
أبو عبد الله.
قَالَ ابن عَدِيّ [2] : مات سنة تسعين، يضع الحديث.
رَوَى عن: هدبة بن خَالِد، وَسُرَيْج بن يونس.
وعنه: أحمد بن موسى بن سعدويه.
ووضعه بارد، فإنه قَالَ: ثَنَا هُدْبَةُ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ، مَرْفُوعًا: «لا شِغَارَ فِي الإِسْلامِ» . وَأَبُو عَوَانَة مملوك صبي من جُرجان، أَبُوه كافر، فمن أين له رواية عن أنس؟.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سعيد) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2296.
[2] في المصدر نفسه.(21/261)
440- محمد بن سُفْيَان بن المنذر الرملي [1] .
عن: محمد بن السَّرِيّ العسقلاني، وَدُحَيْم، وغيرهما.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
441- محمد بن سُلَيْمَان بن الحارث [2] .
أَبُو بَكْر الْبَاغَنْدِيُّ الواسطي. أَبُو الحَافِظ الكبير محمد بْن محمد.
سكن بغداد وحدّث عن: عبيد الله بن موسى، وقبيصة بن عُقْبَة، وَمحمد بن عبد الله الأَنْصَارِيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابنه، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وَمحمد بن الحَسَن بْن مقسم، وعبد الخالق بن أبي رويا، وجماعة.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ [3] .
وقال الخطيب [4] : رواياته كُلّهَا مستقيمة.
وَقَالَ ابن أبي الفوارس: ضعيف [5] .
قُلْتُ: تُوُفِّي آخر سنة ثلاثٍ وثمانين.
ولعلّ ابن أبي الفوارس إنّما عَنَى بالضَّعف عن ولَده.
442- محمد بن سهل بن زنجلة الرَّازِيّ [6] .
رحل بِهِ أَبُوه الحَافِظ أَبُو عَمْرو فسمع: أبا جَعْفَر النُّفَيْلِيَّ، وأبا صالح كاتب
__________
[1] انظر عن (محمد بن سفيان) في:
المعجم الصغير 2/ 77 وفيه (محمد بن سفيان بن حدير) .
[2] انظر عن (محمد بن سليمان) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 149، وتاريخ جرجان للسهمي 76، 189، 254، 275، 433، 473، والسابق واللاحق 98، وتاريخ بغداد 5/ 298 رقم 2801، والكامل في التاريخ 7/ 483، والمنتظم 5/ 169، رقم 312، والعبر 2/ 71، وسير أعلام النبلاء 13/ 386، 387 رقم 186، وتذكرة الحفاظ 2/ 675، 686، والبداية والنهاية 11/ 75، ولسان الميزان 5/ 186، 187، وشذرات الذهب 2/ 185.
[3] تاريخ بغداد 5/ 298.
[4] في تاريخه.
[5] المصدر نفسه.
[6] انظر عن (محمد بن سهل بن زنجلة) في:
الجرح والتعديل 7/ 277، 278، رقم 1505، وتاريخ جرجان للسهمي 443.(21/262)
اللَّيْث، وَيَحْيَى بن عبد الله بن بُكَيْر، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بن إِسْحَاق السَّرَّاج، وعبد الرحمن بن أبي حاتم [1] ، وعَليَّ بن مهدَوَيْه، وَإِسْحَاق بن محمد الكِسائي، وغيرهم.
443- محمد بن سهل بن المهاجر الرَّقِّيّ [2] .
عن: مُؤَمَّل بن إسماعيل، ومحمد بن مصعب القرقيسائي. ولعله آخر من حَدَّثَ عنهما.
رَوَى عَنْهُ الطّبرانيّ.
444- محمد بن أبي سهل شيرزاد الأصبهاني [3] .
عن: سُلَيْمَان بن حرب، وَالْقَعْنَبِيِّ، وَأَحْمَد بن يونس، وَيَحْيَى الحماني، وطائفة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن يوسف، وعبد الله بن محمد القباب، وآخرون.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
445- محمد بن سُوَيْد [4] .
أَبُو جَعْفَر البَّغْدَادِيّ الطَّحَّان.
سَمِعَ: عاصم بن عَليّ، وَإسْمَاعِيل بن أُوَيْس.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن خُزَيْمَة، وابن نَجِيح، وجماعة.
وكان ثقة.
توفّي سنة [اثنتين] [5] وثمانين.
__________
[1] وقال: سمعت منه وهو صدوق في سنة ثمان وسبعين ومائتين.
[2] انظر عن (محمد بن سهل بن المهاجر) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 76، 77.
[3] انظر عن (محمد بن أبي سهل) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 213.
[4] انظر عن (محمد بن سويد) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 18، وتاريخ بغداد 5/ 330 رقم 2853.
[5] في الأصل بياض، استدركته من تاريخ بغداد.(21/263)
446- محمد بن شاذان [1] .
أَبُو بَكْر البَّغْدَادِيّ الجوهري.
عن: هَوْذَة بن خليفة، وزكريا بن عَدِيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر النجاد، وابن قانع، وجماعة.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ [2] .
وَتُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين وَهُوَ في عَشر المائة.
وَكَانَ قرأ القرآن عَلَى خَلاد بن خَالِد.
قرأ عَلَيْهِ ابن شَنَبُوذ، وغيره [3] .
447- محمد بن شاذان.
أَبُو سَعِيد النَّيْسَابُوري الأصمّ. شيخ عالم مُتقن.
سَمِعَ: قُتَيْبَة، وإسحاق بْن راهويه، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو حامد بن الشَّرْقِيّ، وَمحمد بن يَعْقُوب بن الأخرم.
تُوُفِّي سنة ستٍّ أَيْضًا.
448- محمد بن صالح الأشج [4] .
شيخ صدوق.
سَمِعَ: عبد الصَّمَد بن حسان، وقتيبة بن سعيد.
ويعرف بحمدان الهمدانيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن شاذان) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 68، 246، 248، 255، 257، 261، 269، 281، 282، 290، 292، 294، 296، 311، 312، 323، 330، 338، 374، 376، 387، 390، 396، 406 و 3/ 68، 79، والثقات لابن حبّان 9/ 150، والإيمان لابن مندة، رقم الحديث 140، وتاريخ بغداد 5/ 353، 354 رقم 2873، وغاية النهاية لابن الجزري 152 رقم 3059، وتهذيب التهذيب 9/ 217 رقم 338 ذكره للتمييز، وكذا في: تقريب التهذيب 2/ 169 رقم 298.
[2] فقال: ثقة صدوق.
[3] وقال أحمد بن كامل القاضي: كان محمد بن شاذان الجوهري ثقة في الحديث مأمونا.
وقال ابن المنادي: كان عنده كتاب المعلّى بن منصور.
[4] انظر عن (محمد بن صالح الأشج) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 148، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 75، 243.(21/264)
رَوَى عَنْهُ: حامد الرّفّاء، وعَليَّ بن إِبْرَاهِيم القَطَّان، وَمحمد بن عَليّ الصَّنْعَانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين بهمدان [1] .
449- محمد بن الضَّوء بن المُنذر [2] .
أبو عبد الله الكَرْمِينيّ [3] ، الملقّب خنب.
رحل وعُني بالحديث، وَسَمِعَ: عَمْرو بن مرزوق، وأبا الوليد، ومسدّد بن مُسَرْهَد، وأبا عُبَيْد الْقَاسِم بن سلام، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن اللَّيْث، وَعَمْرو بن حفص، والبُخَارِيُّون.
وفي أهل بُخَارَى جماعة يُقَالُ لهم خنب.
تُوُفِّي في صَفر سنة اثنتين وثمانين. من أعلى أهل بُخَارَى إسنادًا.
وَهُوَ صدوق. مولده سنة تسع وتسعين ومائة.
450- محمد بن العَبَّاس بن ماهان المَرْوَزِيّ الكابُلي [4] .
نزيل بغداد.
عن: عاصم بن عليّ، وعبد العزيز بن عبد الله الأُوَيْسيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَمْرو بن السَّمَّاك، وَأَحْمَد بن كامل، وجماعة.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين [5] .
451- محمد بن العبّاس المؤدّب [6] .
__________
[1] ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: كان يخطئ.
[2] انظر عن (محمد بن الضوء) في:
الأنساب لابن السمعاني 10/ 406، واللباب 3/ 94.
[3] الكرميني: بفتح أولها وسكون الراء وكسر الميم وسكون الياء تحتها نقطتان وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى كرمينية، وهي بلدة بين بخارى وسمرقند.
[4] انظر عن (محمد بن العباس بن ماهان) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 11، 119 و 3/ 15، 57، 260، وتاريخ بغداد 3/ 111، 112 رقم 1117.
[5] قال الدارقطنيّ: ثقة.
وقال محمد بن العباس: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع: أن عبد الله الكابلي مات ببغداد في سنة سبع وسبعين ومائتين. قال: وكان له أدنى حفظ، ولم يكن عند الناس بالمحمود في مذهبه ولا في روايته.
[6] انظر عن (محمد بن العباس المؤدّب) في:(21/265)
أبو عبد الله البَّغْدَادِيّ، مولى بني هاشم [1] .
سَمِعَ: هَوْذَة بن خليفة، وعبد الله بن صالح العِجْليّ، وعَفَّان بن مُسْلِم، وشُرَيْح بن النُّعْمَان، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الباقي بن قانع، وَأَبُو بَكْر النَّجَّاد، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، والطَّبَرَانيّ.
وثقه الخطيب [2] ، ومات في ربيع الأول سنة تسعين.
452- محمد بن العَبَّاس بن بسام [3] .
أَبُو عبد الرحمن مولى بني هاشم المقرئ الرَّازِيّ.
قرأ عَلَى: أَحْمَد بن يزيد الْحُلْوَانِيِّ وَهُوَ من أعيان أصحابه.
وحدّث عن: سهل بن عُثْمَان العسكريّ.
رَوَى عَنْهُ الحروف والحديث: الحُسَيْن بن المهلّب [4] المُؤَدِّب، وَمحمد بن عبد الله المقرئ، وَأَبُو الطّيّب أَحْمَد بن عبد الله الدّارميّ.
وَسَمِعَ منه: ابن أبي حاتم وَقَالَ: صدوق [5] .
453- محمد بن العَبَّاس بن الوليد [6] ، النَّسَائِيُّ الفقيه أَبُو العَبَّاس صاحب أبي ثَوْر.
سَمِعَ: هَوْذَة، وعَفَّان، وطائفة.
وَعَنْهُ: عَليّ بن محمد المصريّ، وعبد الله بن إسحاق الخراسانيّ، وجماعة.
__________
[ () ] المعجم الصغير للطبراني 2/ 3، وتاريخ بغداد 3/ 112 رقم 1118.
[1] قال الخطيب: يعرف بلحية الليف.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (محمد بن العباس بن بسّام) في:
الجرح والتعديل 8/ 48 رقم 223.
[4] كذا في الأصل. وفي الجرح والتعديل «الحسين بن حريث» .
[5] المصدر نفسه.
[6] انظر عن (محمد بن العباس بن الوليد) في:
تاريخ بغداد 3/ 110، 111 رقم 1115.(21/266)
وثّقه الخطيب [1] .
454- محمد بن عبد الله الزّاهد [2] .
أبو عبد الله بن الدّفّاع [3] القُرْطُبيّ المالكي.
سَمِعَ: عبد الملك بن حبيب وغيره.
وبمصر: أبا الطّاهر بن السرح، والحارث بن مِسْكين.
وَعَنْهُ: محمد بن عُثْمَان، وغيره.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
455- محمد بن عبد الله بن منصور [4] .
أَبُو إسْمَاعِيل الشَّيْبَانِيّ العسْكري الفقيه الحنفي المعروف بالبطّيخيّ.
أحد أئمة الحنفية.
عن: سُلَيْمَان بن عبد الرحمن ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ العسقلاني.
وَعَنْهُ: المحاملي، وعبد الباقي بن قانع، وعبد الله الخُرَاسَانِيّ.
وَكَانَ فقيهًا ثقة [5] .
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
456- محمد بن عبد الله بن الحَسَن بن حفص.
أبو عبد الله الهَمَدَانيّ الذّكوانيّ الأصبهاني. أحد الأشراف والأكابر
__________
[1] المصدر نفسه.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله الزاهد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 12، 13 رقم 1126، وجذوة المقتبس للحميدي 62 رقم 79، وبغية الملتمس للضبيّ 87 رقم 158.
[3] في الأصل: «الرقاع» ، وفي نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «أبو عبد الله بن السائح» ، وفي جذوة المقتبس «الرفاع» ، وقال محقّقه بالحاشية رقم (2) : يحتمل أن تقرأ في الأصل: «الدفاع» بالدال، وفي: بغية الملتمس أيضا: «الرّفاع» ، وقال محقّقه بالحاشية رقم (2) : «في الجذوة:
في نسخة بخط أبي عبد الله الصوري بالقاف، وهو أصح» . وقال المحقق: انظر الترجمة رقم 77، وأقول: الصحيح 79.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله بن منصور) في:
تاريخ بغداد 5/ 431 رقم 2947.
[5] وثّقه الدارقطنيّ.(21/267)
بإصبهان. وَهُوَ آخر من حَدَّثَ عن أبي سُفْيَان بن صالح بن مِهْرَان، وَمحمد بن بُكَيْر.
وقد أتاه كتاب من المستعين بقضاء إصبهان، فهرب منها مدّة، وَهُوَ الذي قام في خلاص أبي بَكْر بن أبي داود السِّجِسْتَاني من المحنة وَالْقَتْلِ لَمَّا تعصبوا عَلَيْهِ بإصبهان، ورموه بسبّ عَليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَد العسّال، وَمحمد بن أَحْمَد بن الحَسَن، وَمحمد بن إِسْحَاق بن أيّوب، وَأَبُو الشَّيْخ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
457- محمد بن عبد الله بن عتّاب [1] .
أَبُو بَكْر الأَنْمَاطِيُّ البَّغْدَادِيّ، مربع.
سَمِعَ: عاصم بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يونس، وَيَحْيَى بن مَعِين.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن كامل، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب [2] .
ومات سنة ستٍّ وثمانين [3] .
- محمد بن عبد الله بن سُفْيَان الخُصَيب زُرْقان.
ذكرناه بلَقَبه.
458- محمد بن عبد الله بن مِهْرَان الدِّينَوَري [4] .
عن: عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيْسيّ، وَأَحْمَد بن يونس.
وَعَنْهُ: ابن قانع، وَأَبُو بكر الشّافعيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن عتّاب) في:
تاريخ بغداد 5/ 432 رقم 2949، وطبقات الحنابلة 1/ 301 رقم 420، والكامل في التاريخ 7/ 496 وفيه: «أبو جعفر محمد بن إبراهيم الأنماطي، المعروف بمربع» .
[2] في تاريخه.
[3] قاله أحمد بن كامل القاضي، وصوّبه الخطيب. أما ابن قانع فقال إن ابن مربع مات في سنة أربع وثمانين ومائتين.
وقال ابن الأثير في وفيات سنة 286: «وكان حافظا للحديث» . (7/ 496) .
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله بن مهران) في:
تاريخ بغداد 5/ 432، 433 رقم 2950.(21/268)
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: صدوق [1] .
مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
459- محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الكَتَانيّ اليافونيّ [2] .
عن: صَفْوَان بن صالح، وإسماعيل بن إِبْرَاهِيم التَّرْجُمَانيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَليّ محمد بن الْقَاسِم بن معروف [3] ، والطَّبَرَانيّ.
460- محمد بن عبد الله بن مَخْلَد [4] .
أَبُو الحُسَيْن الأصبهاني، خال محمد بن عبد الله بن رُسْتَة، ويُعرف بصاحب الشَّافِعِيّ، وبورّاق الربيع بن سُلَيْمَان.
نزل مصر وحدَّث عن: قُتَيْبَة، وَمحمد بن أبي بَكْر المُقَدَّميّ، وهاني بن المتوكّل، وكثيِّر بن عُبَيْد، وطائفة.
قُلْتُ: ذكرناه في الطبقة الماضية، وإنّما أعدناه لقول أبي نُعَيْم: تُوُفِّي قبل التّسعين.
461- محمد بن عبد البَرّ الكِلابي الأندلسي الفرضيّ [5] .
روى عن: يحيى بْن يحيى، وعبد الملك بن حبيب.
وطال عُمره. وَكَانَ ورعًا فاضلًا وفرضيّا حاسبا.
__________
[1] المصدر نفسه.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله اليافوني) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 91، والروض البسّام لتمّام 1/ 132 رقم 73 و 2/ 80 رقم 476 ورقم 479.
واليافوني: نسبة إلى مدينة يافا بساحل فلسطين.
[3] في الروض البسّام، قال: «أخبرنا أبو بكر أَحْمَد بْن القاسم بْن معروف بْن أَبِي نصر، نا أبو العباس محمد بن عبد الله بن إبراهيم اليافوني بيافا سنة ست وثمانين ومائتين» . فلعلّ الراويّ عنه هو أخو: أبي علي محمد بن القاسم بن معروف.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله بن مخلد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 229، 230، والوافي بالوفيات 3/ 339 رقم 1403، وطبقات الشافعية للسبكي 2/ 19.
[5] انظر عن (محمد بن عبد البر) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 13 رقم 1127 وفيه، «الكلاي» بدل «الكلابي» ، وقال محقّقه بالحاشية: كذا بالأصل، ولعله الكلاعي.(21/269)
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
462- محمد بن عبد الرحمن بن عُمارة [1] .
أَبُو قُبَيْصَة البَّغْدَادِيّ الضَّبِّيّ المقرئ.
سَمِعَ: عاصم بن عَليّ، وسَعْدَوَيْه، وجماعة.
وعنه: عثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي.
وَكَانَ سريع التلاوة جدًّا.
قَالَ إسْمَاعِيل الخُطَبيّ: سألته عن أكثر ما قرأ قَالَ: قرأت في النهار الطّويل أربع خِتَم، وفي الخامسة إلى سورة براءة، وأذّن المؤذِّن العصر.
وَكَانَ من أهل الصّدق. رواها الخطيب [2] ، عن الحَسَن بن أبي طالب، ثَنَا يوسف القوّاس، ثَنَا الخُطَبيّ، فذكرها.
قَالَ الخُطَبيّ: وَتُوُفِّي في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين [3] .
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بَأْسَ بِهِ [4] .
463- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنَ بن كامل [5] .
أَبُو الإِصبعَ الأَسَدي الفرقانيّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي جَعْفَر النُّفَيْلِيِّ، وَإِبْرَاهِيم بن المنذر الحِزَاميّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وابن السَّمَّاك، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وآخرون.
وَكَانَ يَخْضِب بالحِنّاء.
وثّقه الخطيب [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن عمارة) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 111، 112، وتاريخ بغداد 2/ 314، 315 رقم 801 وفيه اسمه:
«محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عمار بن القعقاع بن شبرمة» ، وهو أخو عبد الله بن شبرمة الضبيّ، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 156 رقم 298.
[2] في تاريخه 2/ 315.
[3] المصدر نفسه.
[4] نفسه.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن كامل) في:
تاريخ بغداد 2/ 315، 316 رقم 803.
[6] في المصدر نفسه.(21/270)
ومات سنة سبعٍ وثمانين.
464- محمد بن أبي زُرْعَة عبد الرحمن بن عَمْرو البَصْرِيّ الدِّمَشْقِيّ [1] .
عن: هشام بن عَمَّار، وَدُحَيْم، وجماعة.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
وَلَهُ شعرٌ جيّد.
تُوُفِّي بعد أَبِيهِ بقليل.
وَلَهُ:
إنَّ حظّي ممّن أُحب كفاف ... لا حدود مقصّر ولا إنصاف
كُلّما قُلْتُ: قد أثابت إليَّ ... الوصل ثناها عمّا أَرُومُ العَفَاف
فكأنّي بين الصُّدودِ وبين ... الْوَصْلِ ممّن مكانُه الأَعْراف
ومن شِعْره السّائر:
لا يلزم مستقصر أَنْتَ ... في البرّ، ولكنْ مُسْتَعْطَفٌ مُسْتَزَاد
قديمُ الحُسامِ وَهُوَ حُسامٌ ... ويحبُّ الْجَوَاد وَهُوَ جَوَاد
465- محمد بن عبد السلام بن بشّار [2] .
الشَّيْخ أبو عبد الله النَّيْسَابُوري الورّاق الزّاهد.
كَانَ يورِّق «التّفسير» [3] لإسحاق بن راهَوَيْه.
وسمع الكتب من: يحيى بن يحيى.
و «المسند» و «التّفسير» من إِسْحَاق.
وَسَمِعَ من: الحَسَن بن عيسى، وَعَمْرو بن زُرَارة، وَمحمد بن رافع.
ولم يرحل.
رَوَى عَنْهُ: مُؤَمَّل بن الحَسَن، وَأَبُو حامد بن الشَّرْقِيّ، وطائفة.
قَالَ ابنه عَبْدان: كان أبي يقول: نحن في مرحلة. وكان يصوم النّهار
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي زرعة) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 82.
[2] انظر عن (محمد بن عبد السلام) في:
سير أعلام النبلاء 13/ 460، 461 رقم 228، وتذكرة الحفاظ 2/ 649.
[3] في السير: «وكان ينسخ التفسير ويتقوّت» .(21/271)
ويقوم اللّيل، وَيَقُولُ: هَذَا ما أوصانا بِهِ يَحْيَى بن يَحْيَى [1] .
فائدة قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ أبا زكريا العَنْبَريّ: سَمِعْتُ ابن يوسف المقرئ:
سَمِعْتُ الحُسَيْن بن محمد بن زياد القَبَّانيّ يقول: ثَنَا محمد بن بشّار، ثَنَا يَحْيَى، فلمّا فرغ قَالَ: أتدرون عمّن حدّثتكم؟
قَالُوا: حدَّثْتنا عن بُنْدَار، عن يَحْيَى بن سَعِيد.
قَالَ: لا والله. ثَنَا محمد بن عبد السّلام بن بشّار، ثَنَا يَحْيَى بن يَحْيَى [2] .
وَتُوُفِّي في رمضان سنة ستٍّ وثمانين.
466- محمد بن عبد السلام بن ثُعْلبة [3] .
أَبُو الحَسَن الخُشَنيّ الأندلسيّ القُرْطُبيّ الحافظ اللُّغَويّ صاحب التّصانيف.
أخذ عن: يَحْيَى بن يَحْيَى الليثي.
وفي الرحلة عن: محمد بْن بشار بندار، وَمحمد بْن يَحْيَى بْن أبي عُمَر العدني، وسلمة بْن شبيب، والمزني، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أسلم بن عبد العزيز القاضي، وَمحمد بن قاسم بن محمد، وقاسم بن أَصْبَغ، وابنه محمد بن محمد، وآخرون.
وَقَالَ: كَانَ ثقةٍ كبير القدْر، أُرِيدَ عَلَى قضاء قُرْطُبة فامتنع.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين وقد شاخ.
تُوُفِّي ابنه محمد سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة.
__________
[1] السير 13/ 460، التذكرة 2/ 649.
[2] السير، التذكرة.
[3] انظر عن (محمد بن عبد السلام بن ثعلبة) في:
طبقات النحويين واللغويين 268، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 14، 15، وجذوة المقتبس للحميدي 68- 70، وبغية الملتمس للضبيّ 103- 105، واللباب 1/ 446، 447، وسير أعلام النبلاء 13/ 459، 460 رقم 227، وتذكرة الحفاظ 2/ 649، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 226 ووقع فيه أن وفاته سنة (209) وهو غلط، وطبقات الحفاظ 284، وبغية الوعاة 1/ 160.(21/272)
وجدُّه ثَعْلبة هُوَ ابن زيد بن الحَسَن بن كلب بن أبي ثعلبة الخشنيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ ابن الفَرَضيّ، وغيره: وقد رَوَى الحَافِظ أَبُو الحَسَن بالأندلس عِلْمًا كثيرًا، رحمه الله.
467- محمد بن عبد العزيز بن المبارك الدِّينَوَري [1] .
رحل، وَسَمِعَ: الْقَعْنَبِيَّ، وَعُثْمَان بن الهَيْثَم، وأبا حُذَيْفة النَّهْديّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن مروان صاحب المجالد وصاحب ابن رُكَيْن، وَالحُسَيْن بن إسْمَاعِيل الصُّوفيّ، وَمحمد بن إِبْرَاهِيم بن جمك القَزْوِينِيّ، وجماعة.
وَكَانَ ضعيفًا بمرّة.
تُوُفِّي بالدِّينَوَر سنة إحدى وثمانين.
وَقَدْ سَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ [2] مَنَاكِيرَ وَيُقَالُ: لَهُ غَيْرَ هَذَا، إِنَّمَا أَنْكَرَ عَلَيْهِ.
قُلْتُ: مِنْهَا: «بُدَلَاءُ أُمَّتِي لَمْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِكَثْرَةِ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ، وَلَكِنْ بِنَقَاوَةِ [3] الأَنْفُسِ وَسَلَامَةِ الصِّدْقِ» [4] . 468- محمد بن عبد العزيز بن أبي رجاء [5] .
أَبُو بكر التّيميّ البغداديّ.
عن: هوذة بن خليفة، وَقُبَيْصَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وعبد الباقي بن قانع.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد العزيز الدينَوَريّ) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2291، 2292، والتدوين في أخبار قزوين 1/ 322، والمغني في الضعفاء 2/ 609 رقم 5771، وميزان الاعتدال 3/ 629 رقم 7877، ولسان الميزان 5/ 260.
[2] في الكامل 6/ 2291.
[3] في الكامل: «بسخاء» .
[4] وذكر الخليل الحافظ في التاريخ أنه سمع شيوخ العراق كأبي نعيم بالكوفة، والقعنبي بالبصرة، وأنه قدم قزوين سنة نيّف وستين ومائتين.. ولم يكن بذاك القويّ. (التدوين 1/ 322) .
[5] انظر عن (محمد بن عبد العزيز التيمي) في:
تاريخ بغداد 2/ 352 رقم 855.(21/273)
ضعّفه الدَّارَقُطْنيّ [1] .
469- محمد بن عبد الغنيّ بن عبد العزيز.
أَبُو الطاهر القُرَشِيّ مولاهم المِصْرِيّ الفقيه.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
قَالَ أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ: كَانَ فقيهًا لا يُدَافَع، رحمه الله.
470- محمد بن عبد بن حُمَيْد بن نصر.
أَبُو جَعْفَر الكشّيّ.
رَوَى عَنْهُ: عبد المؤمن بن خَلَف النَّسَفِيّ، وغيره.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
471- محمد بن عَبْدة [2] .
أَبُو بَكْر المِصِّيصِيّ.
حَدَّثَ عن: محمد بن كثير بن مروان الفِهريّ، وأحمد بن يونس اليَرْبوعيّ، وأبي توبة الرّبيع بن نافع، وجماعة.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وَأَبُو أَحْمَد بن عَدِيّ، وجماعة.
قَالَ ابن عَدِيّ: أملي في سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
472- محمد بن عُبَيْد بن الفرْطاس الأَنْصَارِيّ المَوْصِليّ.
عن: محمد بن عبد الله بن عمار، وأبي مُصْعَب الزُّهري، وأبي كُرَيْب محمد بن العلاء.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
473- محمد بن عُبَيْد بن أبي الأسد البَّغْدَادِيّ [3] .
أَبُو بَكْر.
عن: عَمْرو بن مرزوق، وَإسْمَاعِيل بن أبي أويس، والحميديّ.
__________
[1] المصدر نفسه.
[2] انظر عن (محمد بن عبدة) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 43.
[3] انظر عن (محمد بن عبيد بن أبي الأسد) في:
تاريخ بغداد 2/ 370 رقم 879، وهو مروزي الأصل.(21/274)
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم البَخْتَرِيّ، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
وثّقه الخطيب [1] .
تُوُفِّي سنة اثنتين [2] وثمانين ومائتين.
474- محمد بن عُثْمَان بن سَعِيد [3] .
أَبُو عامر الضرير الكوفيّ.
يروي عن: أَحْمَد بن يونس، ومِنْجاب بن الحارث.
توفي سنة تسع أيضا.
روى عنه: الطبراني، وابن سلمة القطان، وغيرهما.
475- محمد بن عاصم بن بلال الضبي.
عن: محمد بن نافع، وغيره.
توفي سنة أربع وثمانين. وولد سنة مائتين.
476- محمد بن عصمة بن حمزة السّعديّ الجوزجانيّ الخراسانيّ.
كنيته: أبو المطالع.
روى عن: يَحْيَى الحِمّانيّ، وَعَمْرو بن محمد الخُرَيْبِيّ، والرَّبيع بن سُلَيْمَان.
وَعَنْهُ: عبد الله بن محمد البَلْخِيّ، وَمحمد بن أَحْمَد بن عُبَيْد بن فيّاض، وزكريا بن حامد البَلْخِيّ.
477- محمد بن عقيل.
أَبُو سَعِيد الفِرْيَابِيّ.
حَدَّثَ بمصر عن: قُتَيْبَة بن سَعِيد، وداود بن مِخرْاق، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَليّ بن محمد المِصْرِيّ الواعظ، وَأَبُو محمد بن الورد، وَأَبُو طالب أَحْمَد بن نصر، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
وَكَانَ أحد الفقهاء.
__________
[1] في المصدر نفسه. وزاد: «وكفّ بصره في آخر عمره» .
[2] في الأصل: «تسع» وهو وهم، والتصحيح من: تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (محمد بن عثمان الضرير) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 21.(21/275)
تُوُفِّي بمصر في صَفَر سنة خمسٍ وثمانين.
478- محمد بن عَليّ بن الحسين بن بِشْر الزّاهد [1] .
المحدِّث أبو عبد الله الحكيم التِّرْمِذِيُّ المؤذّن، صاحب التّصانيف في التصوُّف والطريق.
سَمِعَ الحديث الكثير بخراسان والعراق.
وحدَّث عن: أبيه، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيِّ، وصالح بن محمد التّرمذيّ، وعليّ بن حجر السعدي، وعتبة بن عبد الله المروزي، ويحيى بن موسى خت، ويعقوب الدورقي، وعباد بن يعقوب الرواجني، وعيسى بن أحمد العسقلاني البلخي، وسفيان بن وكيع، وطبقتهم.
روى عنه: يحيى بن منصور القاضي، والحسن بن علي، وغيرهما من علماء نيسابور، فإنه حدَّث بها في سنة خمسٍ وثمانين.
وقد صَحِبَ من مشايخ الطّريق: يَحْيَى بن الْجَلاء، وَأَحْمَد بن خَضْرَوَيْه، ولقي أبا تُراب النَّخْشَبيّ.
ومن كلامه وحِكَمه: ليس في الدُّنْيَا حمْل أثقل من البِرّ، لأنّ مَنْ بَرَّكَ فقد أوثقك، ومن جفاك فقد أطلقك [2] .
وَقَالَ: كفى بالمرء عَيْبًا أنْ يَسُرُّه ما يَضُرُّه [3] .
وَقَالَ: من جهِل أوصاف العُبُوديّة فَهُوَ بِنُعُوت الرّبّانيّة [4] أجْهَل.
وَقَالَ: صلاح خمسة أصناف في خمسة مواطن: صلاح الصّبيان في
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن الحسين) في:
طبقات الصوفية للسلمي 217- 220، وحلية الأولياء 10/ 233- 235، والرسالة القشيرية 29، وصفة الصفوة 4/ 141، وسير أعلام النبلاء 13/ 439- 442 رقم 216، وتذكرة الحفاظ 2/ 645، وطبقات الشافعية للسبكي 2/ 245، 246، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 362، ولسان الميزان 5/ 308- 310، وطبقات الحفاظ 282، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 164- 166، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 106.
[2] حلية الأولياء 10/ 235، طبقات الصوفية 218، 219 رقم 5.
[3] الحلية 10/ 235، طبقات الصوفية 219 رقم 6.
[4] في الحلية: «بنعوت الربوبية» ، وفي: سير أعلام النبلاء 13/ 440 «فهو بنعوت الربوبية» ، والمثبت يتفق مع: طبقات الصوفية 219 رقم 9.(21/276)
الكُتّاب، وصلاح الفِتْيان في العِلم، وصلاح الْكُهُولِ في المساجد، وصلاح النّساء في البيوت وصلاح القُطّاع في السّجن [1] .
وَقَالَ: المؤمن بِشْرُهُ في وجهه، وحُزْنه في قلبه، والمنافق حزنه في وجهه، وبِشره في قلبه [2] .
وَقَالَ: حقيقةُ مَحَبّةِ الله تعالى دَوَامُ الأُنْس بذِكره [3] .
وسُئل عن الخلق فَقَالَ: ضَعْفٌ ظاهر، وَدَعْوَى عريضة [4] .
وذكره أَبُو عبد الرحمن السُّلمي فَقَالَ: نفوه من تِرْمذ وأخرجوه منها، وشهدوا عَلَيْهِ بالكفر، وذاك بسبب تصنيفه كتاب «ختم الولاية» ، وكتاب «مِلَلِ الشّريعة» . وقالوا: إنّه يَقُولُ إنَّ للأولياء خاتمًا كما أَنَّ للأنبياء خاتمًا. وَأَنَّهُ يفضل الولاية عَلَى النُّبُوة، واحتجّ بقوله عَلَيْهِ السلام: «يَغْبِطُهُم النّبيّون والشُّهَداء» . [5] وَقَالَ: لو لم يكونوا أفضل منهم لَمَّا غَبَطُوهم [6] .
فجاء إلى بَلْخ، فقبلوه بسبب موافقته إيّاهم عَلَى المذهب.
وقد ذكره ابن النَّجَّار، ولم يذكر لَهُ وفاة، ولا راويًا، إِلا عَليّ بن محمد بن ينال العُكْبَري. فوهِم لأن العُكْبَري سَمِعَ محمد بن فلان التّرمذيّ سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وقال أبو عبد الرحمن السُّلَمي، فيما يروي الْبُخَارِيُّ بإسناده إِلَيْهِ: سَمِعْتُ عَليّ بن بُنْدَار الصَّيْرَفيّ: سَمِعْتُ أَحْمَد بن عيسى الْجَوْزَجَانيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ محمد بن عَليّ التِّرْمِذِيَّ يَقُولُ: ما صنَّفت ممّا صنّفت حرفا عن تدبير، ولا لأن
__________
[1] طبقات الصوفية 219 وفي: سير أعلام النبلاء 13/ 441: «وصلاح المؤذي في السجن» .
[2] طبقات الصوفية 220 رقم 13.
[3] طبقات الصوفية 219 رقم 12.
[4] طبقات الصوفية 220 رقم 15، حلية الأولياء 10/ 235.
[5] أخرجه الترمذي في الزهد (2390) باب: ما جاء في الحب في الله من حديث معاذ بن جبل قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قال الله عز وجلّ: المتحابّون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النّبيون والشهداء، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وذكره أحمد مطوّلا في المسند 5/ 229 و 239 و 328.
[6] طبقات الشافعية للسبكي 2/ 245.(21/277)
يُنْسب إليَّ شيءٌ منه، ولكنْ كَانَ إِذَا اشتدّ عَليّ وقتي كنت أتسلّى بمصنَّفاتي [1] .
قَالَ السُّلمي: بَلَغَني أَنَّ أبا عُثْمَان سُئل عن محمد بن عَليّ فَقَالَ: بيِّنوا سِرّي عَنْهُ من غير سبب.
وَقَالَ أَيْضًا السُّلَمي: وَقِيلَ إِنَّهُ هُجِر بتِرْمِذ في آخر عُمره، وَهُوَ من سبب تصنيفه كتاب «ختم الولاية» «وَعِلَلِ الشّريعة» . وليس فيه ما يوجب ذَلِكَ. ولكن لبُعد فَهْمهم عَنْهُ. كذا قَالَ السُّلَميّ [2] .
وَقَالَ: لَهُ كتاب حقائق التَّفسير، من هَذَا النَّمَط أشياء تُنافي الحقَّ.
(قول المؤلّف في شطحات الصوفية) فما أدري ما أقول. أسأل الله السّلامة من شَطَحات الصُّوفية، وأعوذ باللَّه من كُفْريات صوفيّة الفلاسفة الَّذِين تستَّروا في الظّاهر بالإسلام، ويعملوا عَلَى هدْمه في الباطن. وربطوا العَوَالم برُبَط ورُموز الصّوفيّة وإشاراتهم المتشابهة، وعباراتهم العَذْبَة، وسَيْرهم الغريب، وأسلوبهم العجيب، وأذواقهم الجلفة التي تجرُّ إلى الانسلاخ والفَنَاء، والمَحْو والوحدة، وغير ذَلِكَ.
قَالَ الله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ 6: 153 [3] يعني طريق الكتاب السّنّة المحمدية. ثُمَّ قَالَ: وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ 6: 153 [4] .
والحكيم التِّرْمِذِيُّ، فحاشى الله، ما هو مِن هَذَا النَّمَط، فَإِنَّهُ إمامٌ في الحديث، صحيح المتابعة للإشارة، حُلْو العبارة، عَلَيْهِ مؤاخذات قليلة كغيره من الكبار.
وكلّ أحدٍ يُؤْخذُ من قوله ويُتْرك، إِلا ذاك الصّادق المعصوم رَسُول الله صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ فيا مسلمين باللَّه، تعالوا نبْكي عَلَى الكتاب والسنة وأهلها. وقولوا: اللَّهمّ أَجِرْنا في مصيبتنا، فقد عاد الإِسْلام والسنة غريبين، فلا قوة إِلا باللَّه العلي العظيم.
479- محمد بن عَليّ بن بَطْحا [5] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 13/ 441، 442.
[2] تقدّم نحو هذا القول قبل قليل.
[3] سورة الأنعام، الآية 153.
[4] تكملة الآية.
[5] انظر عن (محمد بن علي بن بطحا) في:(21/278)
أَبُو بَكْر البَّغْدَادِيّ التَّمِيمِيّ. ثقة مقبول [1] .
رَوَى عن: هَوْذَة، وعَفَّان.
وعنه: إسماعيل الخطبي.
توفي سنة ست وثمانين ومائتين.
480- محمد بن علي بن حمزة [2] .
أبو عبد الله العلوي الإخباري الشاعر.
يروي عن: أبي عُثْمَان المازني، وعمر بن شبَّة، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم [3] ووثَّقه، وَمحمد بن مَخْلَد.
تُوُفِّي سنة سبْعٍ وثمانين [4] .
481- محمد بن عَليّ بن عتّاب [5] .
أَبُو بَكْر الإياديّ القمّاط.
سَمِعَ: عُبَيْد الله بن غاشم، وداود بن عَمْرو الضَّبِّيّ، وأبا الرّبيع الزّهْرانيّ.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن جَعْفَر بن المنادي، وَإسْمَاعِيل الخُطَبيّ.
وثّقه ابن المنادى [6] وَقَالَ: تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
482- محمد بن عليّ بن الفضل [7] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 3/ 62، 63 رقم 1015.
[1] وثّقه الخطيب.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن حمزة) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 247 و 2/ 37، والجرح والتعديل 8/ 28 رقم 129 ومعجم الشعراء للمرزباني 453، وتاريخ بغداد 3/ 63 رقم 1016، والوافي بالوفيات 4/ 106 رقم 1590، والرجال للنجاشي، طبعة طهران 267، 268، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 60، وتهذيب التهذيب 9/ 352، والأعلام 6/ 155، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 416 رقم 27.
[3] الجرح والتعديل، وقال: سمعت منه وهو صدوق.
[4] قاله ابن قانع.
[5] انظر عن (محمد بن علي بن عتاب) في:
تاريخ بغداد 3/ 65 رقم 1020.
[6] فقال: كتب أهل الحديث عنه. كان كثير الكتاب، أحد الأثبات.
[7] انظر عن (محمد بن علي بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 3/ 64، 65 رقم 1019، والوافي بالوفيات 4/ 107 رقم 1591.(21/279)
أَبُو العَبَّاس البَّغْدَادِيّ، الحَافِظ فُسْتُقَة.
سَمِعَ: خَلَف بن هشام، وَقُتَيْبَة، وعَليَّ بن المَدِيَنِيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن قانع، والطَّبَرَانيّ.
ومات سنة تسع أَيْضًا.
وثقه الخطيب [1] .
483- محمد بن عَليّ البَّغْدَادِيّ [2] .
الحَافِظ قَرْطَمَة.
سَمِعَ: محمد بن حُمَيْد الرَّازِيّ، وأبا سَعِيد الأشجّ، وَمحمد بن يَحْيَى الذُّهليّ، وَالحَسَن بن محمد الزَّعْفَرَانِيّ، وطبقتهم بالحجاز، وَالشَّام، وخراسان، والعراق، ومصر.
وَكَانَ الولي في الحفظ. رَوَى شيئًا قليلًا.
وذكر أَبُو أَحْمَد الحاكم أَنَّهُ سَمِعَ ابن عقدة قَالَ: سَمِعْتُ داود بن يَحْيَى بن يَمَان، يَقُولُ النَّاس فيقولون: أَبُو زُرْعَة وَأَبُو حاتم في الحِفْظ، والله ما رأيت أحفظ من قرطمة [3] .
قَالَ الخطيب [4] : تُوُفِّي سنة تسعين ومائتين.
484- محمد بن عَليّ بن شعيب [5] .
أبو بكر البغداديّ السّمسار.
__________
[1] فقال: كان أحد من يحفظهم الحديث ويحفظه. وقال: وكان ثقة. وقال الصفدي: توفي سنة تسعين ومائتين أو ما قبلها.
[2] انظر عن (محمد بن علي قرطمة) في:
تاريخ بغداد 3/ 65، 66 رقم 1022.
[3] المصدر نفسه، وزاد ابن يمان: دخلت عليه غرفته وبين يديه كتب وكيع سماعه من عمرو الأزدي مصبوبة. قال: ترى هذه الكتب المصبوبة؟ أيّما أحبّ إليك أن أذكر من أول الباب إلى آخره، أو من آخر الباب إلى أوله؟ فقال: خذ أيّ كتاب شئت. فقلت: كتاب الأشربة- وكان من أشقّ كتبه- فجعل يذكر من آخر الباب إلى أوله حتى أتى على الكتاب كله.
[4] في تاريخه.
[5] انظر عن (محمد بن علي بن شعيب) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 16، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 4، وتاريخ بغداد 3/ 66 رقم 1023، وطبقات الحنابلة 1/ 308 رقم 434.(21/280)
سَمِعَ: عاصم بن عَليّ، وخالد بن خِداش، وعَليَّ بن الْجَعْد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو محمد بن ماسي.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: وَكَانَ ثقة [1] .
485- محمد بن عَليّ بن خلف الأطروش الدِّمَشْقِيّ [2] .
عن: هشام بن عمّار، وأحمد بن أبي الحواري، وَدُحَيْم.
وَعَنْهُ: عبد الله بن الورد المِصْرِيّ، وعبد المؤمن النَّسَفِيّ، والطَّبَرَانيّ.
486- محمد بن عَليّ بن محمد المَرْوَزِيّ [3] .
الحَافِظ أبو عبد الله.
عن: عَليّ بن حزم، وَإِسْحَاق الكَوْسَج، وَمحمد بن يَحْيَى القَطِيعيّ، وخَلَف بن شاذان، وخلق.
وعنه: ابن مَخْلَد، والطَّبَرَانيّ.
وَكَانَ ثقة [4] .
رَوَى عَنْهُ جماعة من أهل مَرْو.
487- محمد بن عُمَر بن إسْمَاعِيل.
أَبُو بَكْر الدُّولابي العسكري.
عن: هَوْذَة بن خليفة، وأبي مُسْهِر الغَسَّانِيّ، وابن اليَمَان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الخرائطي، وعَليَّ بن محمد المِصْرِيّ الواعظ، وَأَحْمَد بن مروان الدِّينَوَري، وآخرون.
488- محمد بن عَمْرو بن الموجّه [5] .
__________
[1] ورّخ ابن قانع وفاته فقال: مات في سنة تسعين ومائتين.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن خلف) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 81.
[3] انظر عن (محمد بن علي المروزي) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 24، 82، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 59، وتاريخ بغداد 3/ 68 رقم 1029.
[4] وثّقه الخطيب.
[5] انظر عن (محمد بن عمرو بن الموجّه) في:(21/281)
الفَزَاري المَرْوَزِيّ اللُّغَويّ الحَافِظ.
سَمِعَ: صدَقَة بن الفضل المَرْوَزِيّ، وَسَعِيد بن منصور، وعَبْدان بن عُثْمَان، وحبان بن موسى، وطبقتهم.
ذكره ابن أبي حاتم مختصرًا.
وَرَوَى عَنْهُ: الحَسَن بن محمد بن حليم المَرْوَزِيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
وَسَمِعَ أَيْضًا: سَعِيد بن هُبَيْرَة، وَسَعِيد بن سُلَيْمَان، وعَليَّ بن الْجَعْد.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
489- محمد بن عَمْرو بن النَّضْر.
أَبُو عَليّ الْجُرَشيّ النَّيْسَابُوري، قَشْمرد [1] .
سمع: حفص بن عبد الله السلمي، وعبدان بن عُثْمَان الْقَعْنَبِيَّ، وجماعة.
فطال عُمره وتفرّد عن حفص بن عبد الله. وَكَانَ صدوقًا مقبولًا.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن صالح بن هانئ، وَيَحْيَى بن محمد العَنْبَريّ، وَدَعْلَج البَخْتَرِيّ، وآخرون.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
490- محمد بن عيسى بن السَّكن بن أبي قماش [2] .
أَبُو بَكْر الواسطيّ.
سَمِعَ: مُسْلِم بن إِبْرَاهِيم، والحارث بن منصور الواسطيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر النَّجَّاد، وَإسْمَاعِيل الخُطَبيّ، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
تُوُفِّي راجعًا من الحجّ سنة سبع أيضا [3] .
__________
[ () ] الجرح والتعديل 8/ 35 رقم 158، والإيمان لابن مندة، رقم الحديث 49، وسير أعلام النبلاء 13/ 347، 348 رقم 163، وتذكرة الحفّاظ 2/ 15 د، 616، والوافي بالوفيات 4/ 290، رقم 1816، وطبقات الحفاظ 270.
[1] في الأصل: «قشمر» ، والتحرير مما سبق في وفيات سنة سبع وثمانين ومائتين.
[2] انظر عن (محمد بن عيسى بن السكن) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 89، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 26، وتاريخ جرجان للسهمي 515، وتاريخ بغداد 2/ 400، 401 رقم 923.
[3] وثّقه الخطيب.(21/282)
491- محمد بن غالب بن حرب [1] .
أَبُو جَعْفَر الضَّبِّيّ المِصْرِيّ تمتام. نزيل بغداد.
وُلد سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة [2] .
سَمِعَ: أبا نُعَيْم، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وعَفَّان، وَالْقَعْنَبِيَّ، وعبد الصَّمَد بن النُّعْمَان، وأبا حُذَيْفة، وطبقتهم.
من أصحاب شُعْبَة، والثَّوْري، وَكَانَ مكثرًا ثقة حافظًا [3] .
رَوَى عَنْهُ: أَبُو جَعْفَر بْن البَخْتَرِيّ، وإِسْمَاعِيل الصَّفَّار، وَعُثْمَان بْن السَّمَّاك، وَأَبُو سهل بن زياد، وابن كوثر البَرْبَهَاريّ، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وخلْق.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ثقة مأمون، إِلا أَنَّهُ كَانَ يُخطئ [4] .
وَقَالَ أَيْضًا في موضع آخر: ثقة مجوّد. سَمِعْتُ أبا سهل بن زياد يَقُولُ:
سَمِعْتُ موسى بن هَارُون يَقُولُ في حَدِيثِ محمد بْنِ غَالِبٍ، عَنِ الْوَرْكَانِيِّ، عَنْ حَمَّادِ الأَبَحِّ، عَنِ ابْنِ عَوْفٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «هُودُ وَأَخَوَاتُهَا» ، إِنَّهُ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ [5] .
قَالَ ابن زياد: فحضرنا مجلس إسْمَاعِيل القاضي، وموسى بن هارون عنده، والمجلس غاصّ بأهله. فدخل محمد بن غالب، فَلَمَّا بصُر به إسماعيل
__________
[1] انظر عن (محمد بن غالب) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 151، والجرح والتعديل 8/ 55 رقم 254، والسنن للدارقطنيّ 1/ 74 رقم 13، وتاريخ جرجان للسهمي 76، 164، 276، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 320 رقم 289، والإيمان لابن مندة، رقم الحديث 65، وتاريخ بغداد 3/ 143- 146 رقم 1176، والمنتظم 5/ 169، رقم 313، واللباب 1/ 222، وسير أعلام النبلاء 3/ 390- 393 رقم 188، وتذكرة الحفاظ 2/ 615، والعبر 2/ 71، وميزان الاعتدال 3/ 681، والبداية والنهاية 11/ 75، 76، والوافي بالوفيات 4/ 307، رقم 1850، ولسان الميزان 5/ 337، 338، وطبقات الحفاظ 270، وشذرات الذهب 2/ 185.
[2] تاريخ بغداد 3/ 143.
[3] في تاريخ بغداد 3/ 144، كان كثير الحديث صدوقا حافظا.
[4] وزاد: وكان وهم في أحاديث.
[5] أي: موضوع السند، لا المتن. فالحديث صحيح أخرجه الترمذي في سننه (3293) وفي الشمائل (40) ، وابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 435- 436، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 350، والحاكم في المستدرك 2/ 343، وصحّحه، ووافقه الذهبي في المستدرك.
والمراد بهود في الحديث: سورة هود وأخواتها. وراجع: تاريخ بغداد 3/ 145.(21/283)
قَالَ: إليَّ يا أبا جَعْفَر، إليَّ. ووسّع لَهُ معه عَلَى السّرير. فَلَمَّا جلس أخرج كتابًا وَقَالَ: أيها القاضي تأمَّلْه. وعرض عَلَيْهِ الحديث، وَقَالَ: أليس الجزء كله بخطٍّ واحد؟
قَالَ: نعم.
قَالَ: هل ترى شيئا عَلَى الحاشية؟
قَالَ: لا.
قَالَ: أفَتَرْضى هَذَا الأصل؟
قَالَ: إي والله.
قَالَ: فلم أُوذَى ويُنْكَر عَليّ؟
فصاح موسى بن هَارُون وَقَالَ: الحديث موضوع.
قَالَ: فرواه محمد بن غالب بحضرة القاضي وهو ساكت، وما زال القاضي يذكر مِن فضل محمد بن غالب وتقدُّمه [1] .
قُلْتُ: مات في رمضان سنة ثلاثٍ وثمانين.
492- محمد بن الفَرَج بن محمود الأزرق [2] .
أَبُو بَكْر.
عن: أبي النَّضر هاشم بن الْقَاسِم، وحَجّاج بن محمد، والواقدي، وَمحمد بن كُناسة، وعبيد الله بن موسى، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الصَّمَد الطَّسْتِيّ، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وابن نَجِيح، وَأَبُو بَكْر بن خَلاد النَّصِيبيّ، وآخرون.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 13/ 392، وزاد الدارقطنيّ: فقال إسماعيل القاضي: ربّما وقع الخطأ للناس في الحداثة، فلو تركته لم يضرّك. فقال تمتام: لا أرجع عمّا في أصل كتابي. (تاريخ بغداد 3/ 145) .
وقال الدارقطنيّ أيضا: كان يتّقى لسان تمتام.
وذكره ابنُ حِبّان فِي «الثقات» وقَالَ: «كان متقنًا صاحب دعابة» .
[2] انظر عن (محمد بن الفرج الأزرق) في:
أخبار القضاة 1/ 340، والثقات لابن حبّان 9/ 144، وتاريخ بغداد 3/ 159، 160 رقم 1198، وميزان الاعتدال 4/ 4، وسير أعلام النبلاء 13/ 394، 395 رقم 190، والعبر 2/ 69، والوافي بالوفيات 4/ 318، وتهذيب التهذيب 9/ 399، ولسان الميزان 5/ 339، 340، وشذرات الذهب 2/ 180، وهدية العارفين 2/ 21، ومعجم المؤلفين 11/ 123.(21/284)
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنيّ يَقُولُ: لا بأس بِهِ، وَهُوَ من أصحاب الكرابيسيّ يُطْعن عَلَيْهِ في اعتقاده [1] .
وَقَالَ الخطيب [2] : أمّا أحاديثه فصِحاح.
مات في آخر سنة إحدى وثمانين.
493- محمد بن الفَرَج بن مَيْسَرة الهمذاني الحَافِظ [3] .
صاحب «المُسْنَد» .
سَمِعَ من: كامل بن طلحة، وطبقته.
وَعَنْهُ: محمد بن محمد الْبَاغَنْدِيُّ، وعبد الباقي بن قانع [4] .
494- محمد بن الفضل بن جابر الثقفي البَّغْدَادِيّ [5] .
سَمِعَ: سَعِيد بن سُلَيْمَان سَعْدَوَيْه، وأبا بلال الأشعريّ، والليث بن حَمَّاد، وعبد الأعلى بن حَمَّاد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بن محمد بن الحَسَن النّقّاش، وَأَبُو بَكْر بن خَلاد العطار، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ [6] : صدوق [7] .
مات أَبُو جَعْفَر السَّقَطيّ في رمضان سنة ثمانٍ وثمانين.
495- محمد بن الفضل بن موسى [8] .
أبو بكر القسطانيّ، الرّازيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 159، 160، وقال أيضا: هو ضعيف.
[2] في تاريخه 3/ 159، وزاد: ورواياته مستقيمة، لا أعلم فيها شيئا يستنكر، ولم أسمع أحدا من شيوخنا يذكره إلّا بجميل، سوى ما ذكرته عن البرقاني.
[3] انظر عن (محمد بن الفرج بن ميسرة) في:
المنتظم لابن الجوزي 6/ 42 رقم 60 وفيه: «محمد بن الحسين بن الفرج أبو ميسرة الهمدانيّ» .
[4] قال ابن الجوزي: كان أحد من يفهم شأن الحديث، وصنّف مسندا، وحدّث عن كامل بن طلحة، وطبقته وهو صدوق.
[5] انظر عن (محمد بن الفضل الثقفي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 10، وتاريخ بغداد 3/ 153 رقم 1184.
[6] تاريخ بغداد.
[7] وقال الخطيب: ثقة.
[8] انظر عن (محمد بن الفضل بن موسى) في:
الجرح والتعديل 8/ 60 رقم 273، وتاريخ بغداد 3/ 152، 153 رقم 1183.(21/285)
سَمِعَ: طالوت بن عَبّاد، وهُدْبة بن خَالِد، وشيبان بن فَرُّوخ.
رَوَى عَنْهُ: ابن أبي حاتم وَقَالَ [1] : صدوق، وَأَبُو سهل بن زياد، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
496- محمد بن فيروز البَّغْدَادِيّ [2] .
نزيل دمشق.
عن: عاصم بن عَليّ بن قُتَيْبَة، وعَليَّ بن محمد المصري الواعظ.
497- محمد بن الْقَاسِم بن خَلاد بن ياسر [3] .
أَبُو العَيْنَاء الهاشمي، مولى أبي جَعْفَر المنصور البَصْرِيّ الإخباريّ اللُّغَويّ الضّرير. وُلِد بالأهواز، ونشأ بالبصرة.
وأخذ عن: أبي عبيدة، والأصمعيّ، وأبي زيد الأنصاريّ، وأبي عاصم النّبيل. وَكَانَ أحد الموصوفين بالذَّكاء والحِفْظ وسُرْعة الجواب.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله محمد بْن أَحْمَد الحكيمي، وَمحمد بن يَحْيَى الصُّوليّ، وَأَبُو بَكْر الأذْرَعيّ، وَأَحْمَد بن كامل، وَمحمد بن العَبَّاس بن نَجِيح، وآخرون.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بقويّ في الحديث [4] .
__________
[1] في الجرح والتعديل.
[2] انظر عن (محمد بن فيروز) في:
تاريخ بغداد 3/ 166 رقم 1209.
[3] انظر عن (محمد بن القاسم بن خلّاد) في:
طبقات الشعراء لابن المعتز 415، 416، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 31، 32، 64، 109، 111، 114، 116، 118، 168، و 3/ 66، 162، 163، والفهرست، المقالة 3، الفن 2، ومروج الذهب 764، 3020، 3223، 3259، والهفوات النادرة 261، 267، 268، 278، وتاريخ بغداد 3/ 170- 179، والمنتظم 5/ 156- 160 رقم 299، وأخبار الحمقى والمغفّلين 110، 120، 145، 146، 154، والأذكياء 67، 69، 81، 82، وأخبار النساء لابن القيّم 74، والمختصر في أخبار البشر 2/ 57، ومعجم الأدباء 28/ 286- 306، والكامل في التاريخ 7/ 575، ووفيات الأعيان 4/ 343- 348، وسير أعلام النبلاء 13/ 308، 309 رقم 142، والعبر 2/ 69، وميزان الاعتدال 4/ 13 رقم 8071، والمغني في الضعفاء 2/ 625 رقم 5916، والوافي بالوفيات 4/ 341- 344، والبداية والنهاية 11/ 73، ولسان الميزان 5/ 344- 346، وشذرات الذهب 2/ 180- 182، والأعلام 7/ 226، ومراجع تراجم الأدب العربيّ للوهابي 1/ 264- 226، ومرآة الجنان 2/ 196- 198.
[4] تاريخ بغداد 3/ 172.(21/286)
وَقِيلَ إنَّ بعضهم سأله: كيف كُنِّيت أبا العيناء؟
فقال: قلت لأبي زيد سعيد بن أَوْس: كيف تُصَغِّر عَيْنًا؟
فَقَالَ: عُيَيْنَا يا أبا العَيْناء [1] .
وَقِيلَ إن المتوكل قَالَ: أشتهي أن أنادم أبا العَيْناء، لولا أَنَّهُ ضرير.
فَقَالَ: إنَّ أعفاني أمير المؤمنين من رؤية الهلال ونقْش الخواتيم، فإنّي أصلُح [2] .
وَكَانَ قد ذهب بصره وَهُوَ ابن أربعين سنة تقريبًا.
ومات سنة اثنتين وثمانين. وَكَانَ قد استوطن بغداد، فخرج نحو البصرة في أواخر عُمره في سفينةٍ فيها ثمانون نفسًا، فغرقت بهم، فما سلم غيرُه فيما قِيلَ. فَلَمَّا صار إلى البصرة مات.
وَكَانَ يَخْضِب بالحُمرة [3] ، والغالب عَلَى روايته الحكايات [4] .
قَالَ أَبُو نُعَيْم الحَافِظ: نا أَحْمَد بن عبد الرحمن الخاركي بالبصرة: سَمِعْتُ أبا العَيْنَاء يُعَزّي جدّي أبا بَكْر عَلَى زوجته، فَقَالَ: إِذَا كَانَ مُسْنَدنا البقيّة ورُفِعت عَنْهُ الرَّزيَّة كانت التَّعْزية تهنئة، والمصيبة نعمة.
نحن ومَن في الأرض يَفْديكا ... لا زلتَ تبقى ونُعَزِّيكا [5]
وعن ابن وَثّاب أَنَّهُ قَالَ لأبي العَيْنَاء: واللهِ إنّي أحبّك بِكُلِّيَّتي.
فَقَالَ: إِلا عضوًا واحدًا.
فبلغ ذَلِكَ ابن أبي دُؤاد، فَقَالَ: لقد وُفِّقَ في التحديد [6] . وسأله المنتصر فَقَالَ: ما أحسن الجواب ما أسكتَ الْمُبْطِلَ، وصبَّر المُحِقّ [7] .
قَالَ أَحْمَد بن كامل: تُوُفِّي في جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وثمانين، وولد سنة إحدى وتسعين ومائة [8] .
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 172.
[2] الأذكياء لابن الجوزي 82، تاريخ بغداد 3/ 174.
[3] معجم الأدباء 18/ 289.
[4] تاريخ بغداد 3/ 170.
[5] تاريخ بغداد 3/ 176، 177.
[6] تاريخ بغداد 3/ 177.
[7] تاريخ بغداد 3/ 177.
[8] تاريخ بغداد 3/ 179.(21/287)
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين [1] .
498- محمد بن محمد بن الحُسَيْن بن غَزْوان [2] .
أَبُو سَعِيد الهَرَويّ الْجَوْهريّ.
عن: خَالِد بن هيّاج.
ورَدَ بغداد، وحدَّث.
رَوَى عَنْهُ: مُكرم القاضي، وَأَبُو بَكْر الشافعي.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ [3] .
499- محمد بن محمد بن رجاء بن السِّنْدي [4] .
أَبُو بَكْر الإسفرائيني الحَافِظ. مصنّف «الصّحيح» عَلَى شرط مُسْلِم.
سَمِعَ: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وعَليَّ بن المَدِينِيّ، وأحمد بن حَنْبَل، وابن نُمَيْر، وَإِبْرَاهِيم بن المنذر الحِزَاميّ، وأبا بَكْر بن أبي شَيْبَة، وأبا الرّبيع الزّهْرَانيّ، وطبقتهم بالحجاز، والعراق، ومصر، وغير ذَلِكَ.
وَعَنْهُ: أَبُو حامد بن الشَّرْقِيّ، ومؤمل بن الحَسَن، ومحمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وَأَبُو النَّضْر محمد بن محمد الفقيه، وآخرون.
قَالَ الحاكم: كَانَ ثَبْتًا دينًا مقدَّمًا في عصره. سَمِعَ جَدّه، وابن راهَوَيْه، إلى أن قَالَ: وَسَمِعْتُ محمد بن صالح: سَمِعْتُ أبا بَكْر بن رجاء يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن حَنْبَل من كتابه في ربيع الآخر سنة أربعٍ وثلاثين.
بِشْر بن أَحْمَد قَالَ: تُوُفِّي أَبُو بَكْر سنة ستٍّ وثمانين.
__________
[1] المصدر نفسه.
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 3/ 204، 205 رقم 1249.
[3] المصدر نفسه.
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن رجاء) في:
الجرح والتعديل 8/ 87 رقم 371، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ 451 ب- 452 أ، وتذكرة الحفاظ 2/ 686، وسير أعلام النبلاء 13/ 492، 493 رقم 240، وطبقات الحفاظ 298، وشذرات الذهب 2/ 193، 194.(21/288)
500- محمد بن محمد بن حبان [1] .
أَبُو جَعْفَر البَصْرِيّ التَّمَّار.
سَمِعَ: الْقَعْنَبِيَّ، وَمحمد بن الصَّلْت التَّوَّزيّ، وأبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وغيره.
قَالَ دَعْلَج: سَمِعْتُ محمد بن محمد بن حبّان التَّمَّار يَقُولُ: كنت لا أُحدِّث، فرأيت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ لَهُ رجل: يا رسول الله، قل لهذا.
فقال لي: حدِّث. فَقُلْتُ: عمّن أُحدِّث؟
قَالَ: عن الْقَعْنَبِيِّ، وأبي الوليد، وعمر بن مرزوق، وابن كثير. ونحوه أَوْ كما قَالَ.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
501- محمد بن محمد بن أَحْمَد بن يزيد بن مِهْرَان [2] .
أَبُو أَحْمَد البَّغْدَادِيّ المطرِّز الحَافِظ.
عن: داود بن رُشَيْد، وغيره.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وعبد الله بن إِسْحَاق الخُرَاسَانِيّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ [3] .
502- محمد بن مسلمة بن الوليد الواسطيّ [4] .
أَبُو جَعْفَر الطَّيَالِسِيّ.
حدَّث ببغداد عن: يزيد بن هَارُون، وأبي جابر محمد بن عبد الملك،
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد التمّار) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 27.
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 3/ 208 رقم 1254.
[3] وزاد: وكان يحفظ.
[4] انظر عن (محمد بن مسلمة) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 150، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2294، وتاريخ بغداد 3/ 305- 307 رقم 1397، وميزان الاعتدال 4/ 41، 42، وسير أعلام النبلاء 13/ 395، 396 رقم 191، والوافي بالوفيات 5/ 390 رقم 1997، ولسان الميزان 6/ 381.(21/289)
وأبي عبد الرحمن المقري.
وعنه: أبو جعفر بن البختريّ، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» .
قال الخطيب [1] : له مناكير. إلا أن الحاكم [2] سَمِعَ الدّار الدَّارَقُطْنيّ يَقُولُ: لا بأس بِهِ.
قَالَ الخطيب [3] : ورأيت أبا الْقَاسِم اللالكائي، وَالحَسَن بن محمد بن الخلال يضعّفانه.
وَتُوُفِّي في جُمَادَى الأولى سنة اثنتين وثمانين، وقد نيّف عَلَى المائة. فَإِنَّهُ ذكر أَنَّهُ سَمِعَ من موسى الطّويل مولى أنس بواسط سنة إحدى وتسعين ومائة.
قَالَ: وَكَانَ لي ثلاث عشْرة سنة.
قُلْتُ: وقد ذكره ابن عَدِيّ في «الكامل» ، وَقَالَ: ثَنَا عبد الحميد الورّاق قَالَ: قاطعنا محمد بن مَسْلَمَة عَلَى أجزاء، فقرأنا عَلَيْهِ، وفيها حديث طويل فَقَالَ: ما أحسن هَذَا، والله إنْ سَمِعْتُ بهذا الحديث قطّ إِلا السّاعة.
قَالَ: وَقَالَ لَهُ رجل: قل عن هشام بن عُرْوَة، فَقَالَ: بدرهمين صحاح [4] .
ثُمَّ ساق لَهُ ابن عَدِيّ مناكير يسيرة [5] .
503- محمد بن المغيرة بن سنان الضَّبِّيّ الهمذانيّ السُّكَّري الحنفيّ [6] .
محدّث همذان ومُسندها وشيخ فقهائها الحنفيّة.
رَوَى عن: الْقَاسِم بن الحكم العُرنيّ، وهشام بن عبد الله بن عُبَيْد الله الرَّازِيّ، ومكي بن إبراهيم، وعبيد الله بن موسى، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: عَليّ بن إِبْرَاهِيم القزوينيّ القطّان، وحامد الرّفّاء، وجماعة.
__________
[1] في تاريخه 3/ 305: «في حديثه مناكير بأسانيد واضحة» .
[2] أبو عبد الله البيّع، كما في تاريخ بغداد.
[3] في تاريخه 3/ 307.
[4] الكامل لابن عدي 6/ 2294.
[5] وقد ذكره ابن حبّان في «الثقات» .
[6] انظر عن (محمد بن المغيرة) في:
السابق واللاحق 362، والوافي بالوفيات 5/ 50 رقم 2034، والجواهر المضية 2/ 134.(21/290)
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين ومائتين [1] .
قَالَ السُّليماني: فيه نظر.
504- محمد بن موسى بن الهُذيْل.
أَبُو بَكْر النَّسَفِيّ الملقّب: مت.
رَوَى عن: أبي محمد الدارمي، وعبد بن حميد.
توفي سنة خمس وثمانين.
505- محمد بن موسى النهروي [2] .
أبو عبد الله. صدوق نبيل معظم ثقة [3] .
توفي سنة تسع وثمانين ببغداد.
506- محمد بن أبي هارون موسى [4] .
أبو الفضل الوراق البغدادي زريق.
صالح فاضل واسع العلم.
روى عن: خَلف بن هشام، وغيره.
وَعَنْهُ: أَبُو الحُسَيْن بن المنادي، وَأَبُو سهل القَطَّان.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين [5] .
507- محمد بن أبي هَارُون موسى الهمداني.
شيخ جليل زاهد عابد، وَكَانَ لسُؤدده يقال له: صاحب البلد.
__________
[1] وقال الصفدي: توفي سنة تسعين ومائتين أو ما دونها.
[2] انظر عن (محمد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 3/ 341، 242 رقم 1325، وهو: النهرتيري: وفي سنن الدارقطنيّ 1/ 317 رقم 1 «محمد بن أبي موسى النهرتيري» .
[3] قال الخطيب: وكان ثقة فاضلا جليلا، ذا قدر كبير، ومحلّ عظيم.
وقال أبو بكر الخلّال: رجل معروف، جليل مقريء، وهو صاحب ابن سعدان، وكان ينزل الخريبة.
[4] انظر عن (محمد بن أبي هارون) في:
تاريخ بغداد 3/ 241 رقم 1324.
[5] وقال عبد العزيز بن جعفر: حدّثنا أبو بكر الخلال قال: محمد بن أبي هارون الورّاق رجل، يا لك من رجل! جليل القدر، كثير العلم، وهو قرابة إدريس الحدّاد.
وقال ابن المنادي: وكان مشهودا له بالصلاح والصدق.(21/291)
يروي عن: أبي نُعَيْم، وموسى بن إسْمَاعِيل، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحُسَيْن بن إِسْحَاق الكرمي، وعَليَّ بن مَهْرَوَيْه القَزْوِينِيّ، وعبد الله بن حمَّويه، وجماعة.
508- محمد بن نصر [1] .
أَبُو بَكْر الأدميّ ويُعرف بابن أبي شجاع.
عن: حبيب، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن كامل، وَأَبُو سهل بن زياد.
مات سنة 86 [2] ببغداد [3] .
509- محمد بن النَّضْر بن رباح الهَرَويّ.
نزيل المَوْصِل.
عن: عاصم بن عَليّ، وأبي الصّلْت الهَرَويّ، وغيرهما.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
510- محمد بن أبي النُّعْمَان الأنطاكي [4] .
سَمِعَ: الهَيْثَم بن جميل.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
511- محمد بن نُعَيْم بن عبد الله.
أَبُو بَكْر النَّيْسَابُوري المَدِينِيّ.
سَمِعَ: قُتَيْبَة، وابن راهَوَيْه، وَعُثْمَان بن أبي شيبة، وأبا المصعب، وَمحمد بن أبي الشوارب، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بن إِسْحَاق السَّرَّاج، وَأَبُو حامد بن الشَّرْقِيّ، ومكّي بن
__________
[1] انظر عن (محمد بن نصر) في:
تاريخ بغداد 3/ 315 رقم 2415.
[2] هكذا في الأصل.
[3] وقال ابن المنادي: وكان أحد الشهود ينزل بجانبنا في مربعة الخرسي. كتب الناس عنه غير كثير.
[4] انظر عن (محمد بن أبي النعمان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 7.(21/292)
عبدان، وعبد الله بن سعد، وجماعة.
تُوُفِّي سنة تسعين في ذي القِعْدَة.
512- محمد بن نهار [1] .
أَبُو الحَسَن.
يروي عَنْهُ: أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وغيره.
ضعّفه الدَّارَقُطْنيّ [2] .
تُوُفِّي سنة [اثنتين] [3] وثمانين.
وَهُوَ: محمد بن نهار بن عَمَّار بن أبي المُحيّاه يَحْيَى بن يَعْلَى التَّيْمِيّ.
يروي عن: العَبَّاس بن الفَرَج الرياشيّ، وَمحمد بن يزيد الحنفيّ.
وَعَنْهُ: محمد بن نَجِيح أيضا، وجعفر بن أبي محمد العَلَويّ.
513- محمد بن هَارُون بن محمد بن بكار بن بلال العامليّ الدِّمَشْقِيّ [4] .
عن: أَبِيهِ، وعبد الله بن يزيد بن راشد المقري، وصَفْوان بْن صالح، وسُليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله بن مروان، وَأَحْمَد بن حُمَيْد بن أبي العجائز، وَأَبُو عَليّ بن هَارُون، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
514- محمد بن هشام بن أبي الدّميك [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن نهار) في:
تاريخ بغداد 3/ 327، 328 رقم 1434.
[2] تاريخ بغداد 3/ 328.
[3] في الأصل بياض، واستدركته من: تاريخ بغداد 3/ 328.
[4] انظر عن (محمد بن هارون العاملي) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 151، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 90، والمعجم الكبير، له 7/ 111، 112، رقم 6476 و 7/ 258 رقم 6887، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 256 و 18/ 524 و 22/ 169 و 24/ 57 و 35/ 143 و 37/ 551 و 38/ 506 و 46/ 296، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 32- 34 رقم 1632.
[5] انظر عن (محمد بن هشام بن أبي الدميك) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 4، ومسند الشاميين، له 1/ 30 رقم 12، والإيمان لابن مندة، رقم الحديث 90، وتاريخ جرجان للسهمي 468، وتاريخ بغداد 3/ 461، 362 رقم 1472.(21/293)
أَبُو جعفر المَرْوَزِيّ، ثُمَّ البَّغْدَادِيّ.
سَمِعَ: سُلَيْمَان بن حرب، وعَفَّان، وابن المَدِينِيّ، وعاصم بن عَليّ، وَيَحْيَى الحِمّاني، وطائفة.
وَعَنْهُ: عُثْمَان بن السَّمَّاك، وَأَبُو عُمَر غلام ثعلب، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب [1] . وَكَانَ مستملي الحَسَن بن عَرَفة [2] .
تُوُفِّي سنة تسعٍ أَيْضًا [3] .
515- محمد بن هشام [4] .
وَقِيلَ: ابن هاشم بن خَلَف بن هشام البَزَّار.
عن: جَدّه، وعَليَّ بن الْجَعْد.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل بن زياد، وعبد الصَّمَد الطَّسْتِيّ، وغيرهما.
516- محمد بن هاشم.
أَبُو صالح العُذْري الْجَسْريّ الغُوطيّ.
سَمِعَ: زُهير بن عبّاد، وَمحمد بن أبي السَّرِيّ العسقلاني.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن حذلم، وَأَبُو عَليّ بن هَارُون، وجماعة.
517- محمد بن وضّاح بن بَزيع [5] .
__________
[1] في تاريخه.
[2] وقال الدارقطنيّ: لا بأس به. وقال ابن المنادي: كتب الناس عنه، صدوق.
[3] تاريخ بغداد 3/ 362، والأصل. وفي نسخة أخرى للمؤلف «سنة سبع وثمانين» .
[4] انظر عن (محمد بن هشام البزار) في:
تاريخ بغداد 3/ 362 رقم 1473 و 3/ 364، 365 رقم 1478 (محمد بن هشام بن خلف) .
[5] انظر عن (محمد بن وضاح) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 15- 17، والعقد الفريد 3/ 185، 478، و 6/ 353، وجمهرة أنساب العرب 5، وجذوة المقتبس للحميدي 93، 94 رقم 152، والمقتبس من أنباء أهل الأندلس لابن حيّان القرطبي 183، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 169- 172، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16/ 42 أ- 43 أ، وبغية الملتمس للضبي 133، 134، وترتيب المدارك للقاضي عياض (انظر فهرس الأعلام) ، وطبقات الفقهاء للشيرازي 483، والكامل في التاريخ لابن الأثير 7/ 489، وفهرسة ابن خير الإشبيلي 126، 127، 137، 138، 150، والمعين في طبقات المحدّثين 104 رقم 1189، والمغني في الضعفاء 2/ 641(21/294)
مولى عبد الرحمن بن معاوية الداخل، أبو عبد الله الأموي المروانيّ القُرْطُبيّ الحَافِظ.
قَالَ: وُلدت سنة تسعٍ وتسعين ومائة، أَوْ سنة مائتين بقرطبة.
وَسَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وَمحمد بن خَالِد صاحب ابن الْقَاسِم، وَسَعِيد بن حسان صاحب أشهب، وعبد الملك بن حبيب، وجماعة بالأندلس.
قَالَ ابن الفرضيّ [1] : رحل إلى المشرق رحلتين، إحداهما سنة ثمان عشرة ومائتين، لقي فيها: سَعِيد بن منصور، وآدم بن أبي إياس، وَأَحْمَد بن حَنْبَل، وَيَحْيَى بن معين. ولم يكن مذهبه في رحلته هذه طلب الحديث، وإنما كان شأنه الزّهد وطلب العبادة. ولو سَمِعَ في رحلته هذه لكان أرفع أهل وقته درجةً.
وَكَانَ قبل رحلة بقيّ بن مَخْلَد.
ورحل ثانيةً فسمع: إسْمَاعِيل بن أبي أُوَيْس، وَيَعْقُوب بن حُمَيْد بن كاسب، وَمحمد بن المبارك الصُّوري، وحامد بن يَحْيَى البَلْخِيّ، وَمحمد بن عَمْرو القرني، وزهير بن عباد، وأصبغ بن الفرج، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وَدُحَيْم، وحَرْمَلَة بن يَحْيَى، وسحنون بن سَعِيد الإفريقي، وجماعة كثيرة من البَّغْدَادِيّين، وَالبَصْرِيّين، والمكيين، وَالشَّاميين، وَالمِصْرِيّين، والقَزْوِينِيّين. وعدة شيوخه مائة وستون رجلًا [2] ، ولقي ابن مَخْلَد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وصارت الأندلس دار حديث. قَالَ: وَكَانَ محمد عالمًا بالحديث بصيرًا بطُرقه. متكلمًا عَلَى علله، كثير الحكاية عن العُبّاد، ورعًا زاهدًا، فقيرًا، متعففًا، صبورًا عَلَى الإسماع، محتسبًا في نشر علمه. سَمِعَ منه النَّاس كثيرًا، ونفع الله به أهل الأندلس.
__________
[ () ] رقم 9064، وميزان الاعتدال 4/ 59، وسير أعلام النبلاء 13/ 445، 446 رقم 219، ودول الإسلام 1/ 173، وتذكرة الحفاظ 2/ 646- 648، والعبر 2/ 77، 56، 212، 271، 274، ومرآة الجنان 2/ 214، والبداية والنهاية 11/ 82، والوافي بالوفيات 5/ 174، وغاية النهاية 2/ 275، والوفيات لابن قنفذ 192 رقم 287، ولسان الميزان 5/ 416، 417، والنجوم الزاهرة 3/ 121، وطبقات الحفاظ 283، وشذرات الذهب 2/ 194، والديباج المذهب لابن فرحون 239- 241، وشجرة النور الزكية في طبقات الماكية 79، وموسوعة علماء المسلمين 5/ 36- 38 رقم 1636.
[1] في تاريخ علماء الأندلس 2/ 15.
[2] كذا، والموجود في: تاريخ علماء الأندلس: وعدّة الرجال الذين سمع منهم في الأمصار خمسة وسبعون ومائة رجل.(21/295)
وَكَانَ أَحْمَد بن خَالِد بن الحُباب لا يقدِّم عَلَيْهِ أحدًا ممّن أدرك. وَكَانَ يُعظمه جدًّا، ويصف عقله وفضله وورعه. غير أَنَّهُ يُنكر عَلَيْهِ كثرة ردّه في كثير من الأحاديث.
قَالَ ابن الفَرَضيّ [1] : وَكَانَ ابن وضّاح كثيرًا ما يَقُولُ: ليس هَذَا من كلام النبي صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ في شيء. وَهُوَ ثابت من كلامه صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ. وَلَهُ خطأ كثير محفوظ عَنْهُ، وأشياء كَانَ يغلط فيها ويصحّفها. وَكَانَ لا علم لَهُ بالفِقْه ولا بالعربية.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بن الحُباب، وقاسم بن أصْبَغ، وَمحمد بن عبد الملك بن أعْين، وَأَبُو عُمَر أَحْمَد بن عبادة الرُّعيْنيّ، وَجَعْفَر بن مَزْيَد، وعيسى بن ليث، وَمحمد بن المسوّر الفقيه، وخلق.
تُوُفِّي ليلة السبت لأربعٍ بقين من المحرم سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
وحكى الفقيه إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم التجيبي أن ابن وضاح لمّا انصرف عقد لسانه سبعة أيام عن الكلام. فدعا الله: إنْ كنتَ تَعْلَم في إطلاق لساني خيرًا فأطْلقه، فأطلَقه الله تَعَالَى، ونشر بالأندلس عِلْمًا كثيرًا.
وَكَانَ يرون ذَلِكَ من كراماته.
وَقَالَ ابن حزْم في «المُحلي» : كَانَ ابن وضّاح يواصل أربعة أيام.
قَالَ أَبُو عَمْرو الداني: رَوَى القراءة عَنِ: عبد الصَّمَد بن عبد الرحمن صاحب وَرْش. وصارت عندهم مدوّنة. وقرأ في عشرين يومًا ستين ختْمَة.
هكذا نقله عَنْهُ وَهْب بن مسرّة، وَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كلّ من أدركت من فُقهاء الأمصار يقولون: القرآن كلام الله ليس بخالقٍ ولا مخلوق.
518- محمد بن الوليد بن هُبَيْرَة [2] .
أَبُو هُبَيْرَة الهاشميّ الدِّمَشْقِيّ القلانسي.
سَمِعَ: أبا مُسْهِر الغَسَّانِيّ، وسلام بن سُلَيْمَان المدائني، وَيَحْيَى بن صالح الوحاظيّ، وسلامة العذريّ، وجماعة.
__________
[1] في تاريخ علماء الأندلس 2/ 16.
[2] انظر عن (محمد بن الوليد بن هبيرة) في:
الجرح والتعديل 8/ 113 رقم 499.(21/296)
رَوَى عَنْهُ: د. تفسير حديث، وَأَبُو زُرْعَة الدّمشقيّ وهما من أقرانه، وابن صاعد، وَأَبُو عَوَانَة، وابن جوْصا، وَالحَسَن بن حبيب الحصائري.
قَالَ ابن أبي حاتم [1] : صدوق.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
519- محمد بن الوليد الرَّملي.
أَبُو بَكْر المعروف بالأمي.
سَمِعَ: سُلَيْمَان ابن بنت شُرَحْبِيل، وَمحمد بن السَّرِيّ العسقلاني، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن جَوْصا، وابن الأعرابيّ.
ومات قديمًا.
- محمد بن الوليد بن أبان القلانسيّ.
قد مرّ.
520- محمد بن دينار.
أبو عبد الله بن أبي عَليّ الْبُخَارِيُّ.
عن: بجير بن النَّضْر، وأبي قُدامة السَّرْخسيّ، والمسيّب بن إِسْحَاق.
تُوُفِّي سنة ثمانية وثمانين.
521- محمد بن ياسر الدِّمَشْقِيّ الحذّاء [2] .
إمام جامع جُبيل [3] .
عن: دُحَيْم، وهشام بن عَمَّار.
وعنه: عفر بن محمد بن عديس، والطّبرانيّ، وغيرهما.
__________
[1] في الجرح والتعديل، وقال: سمع منه أبي في الرحلة الثانية، وقصدته بدمشق ولم يقض لي السماع منه.
[2] انظر عن (محمد بن ياسر) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 75، والأنساب لابن السمعاني 123 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 35/ 385، والوافي بالوفيات 5/ 181، 182 رقم 2225، وموسوعة علماء المسلمين 5/ 39، 40 رقم 1639.
[3] جبيل: مدينة على ساحل الشام بين طرابلس وبيروت.(21/297)
522- محمد بن يَحْيَى بن المنذر [1] .
أَبُو سُلَيْمَان البَصْرِيّ القزّاز.
عن: سَعِيد بن عاصم الضُّبَعيّ، ويزيد بن بنان العُقَيْلِيّ، وأبي عاصم النبيل، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وجماعة.
وتفرّد في زمانه بالرواية عن الضُّبَعيّ، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن عَليّ بن مُسْلِم العُقَيْلِيّ، وفاروق الخطّابيّ، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانيّ، وآخرون.
تُوُفِّي في رجب سنة تسعين ومائتين.
523- محمد بن يَحْيَى الكِسائي الصّغير [2] .
أبو عبد الله. بغداديّ مقريء.
قرأ عَليّ: اللَّيْث بن خَالِد، وَهُوَ أجلّ أصحابه.
قرأ عَلَيْهِ: أَحْمَد بن الحَسَن البطّيّ، وابن مجاهد، وَمحمد بن خلف، ووكيع، وَإِبْرَاهِيم بن زياد، وَأَحْمَد بن عَليّ السِّمْسار.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين [3] .
524- محمد بن يزداد.
أبو عبد الله الأستراباذيّ.
عن: إسْمَاعِيل الشّالنْجيّ الفقيه، وَيَحْيَى بن معين.
وَعَنْهُ: محمد بن إِبْرَاهِيم بن أَبْرَوَيْه، وَالحَسَن بن حمّويه، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى بن المنذر) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 153، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 27، والإيمان لابن مندة، ص 347، رقم الحديث 185، وقال محقّقه الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي في الحاشية رقم (2) لم أعثر له على ترجمة فيما اطلعت عليه من المراجع! والسابق واللاحق 219، وسير أعلام النبلاء 13/ 418 رقم 204، وتذكرة الحفاظ 2/ 639، 640، وشذرات الذهب 2/ 206.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى الكسائي) في:
تاريخ بغداد 3/ 421 رقم 1552، وغاية النهاية 2/ 279 رقم 3535.
[3] وقال عبد الباقي بن الحسن: رجلان غلطا في محمد بن يحيى، أحدهما رفعه إلى السماء السابعة وهو عبد المنعم بن غلبون الّذي ذكر أنه قرأ على الكسائي نفسه. والثاني أدخله تحت الأرض السابعة وهو عبد الله بن الحسين السامري الّذي ذكر أنه قرأ عليه. وموته قبل مولده، مات سنة ثمان وثمانين ومائتين، وقال الداني: سنة ثمانين ومائتين. وقال الخزاعي: سألت الدارقطنيّ عن وفاة محمد بن يحيى فقال: سنة نيف وسبعين ومائتين. (غاية النهاية) .(21/298)
مات في ربيع الأوّل سنة تسع وثمانين.
قاله الإدريسي.
525- محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأَزْدِيّ البَصْرِيّ [1] .
أَبُو العَبَّاس المبرَّد، إمام العربية ببغداد.
أخذ عن: أبي عُثْمَان المازني، وأبي حاتم السِّجِسْتَاني، وغيرهما.
وَعَنْهُ: إسْمَاعِيل الصَّفَّار ولزمه مدّة، وَأَبُو سهل بن زياد، وعيسى الطُّوماريّ، وَأَحْمَد بن مقرويه الدِّينَوَري، وَأَبُو بَكْر الخرائطيّ، وَإِبْرَاهِيم بن محمد نِفْطَوَيْه، وَمحمد بن يَحْيَى الصُّوليّ، وجماعة.
وَكَانَ فصيحًا بليغًا مُفَوَّهًا، ثقةً إخباريًا علامة، صاحب نوادر وظرافة.
وَكَانَ جميلًا وسيمًا، لا سيّما في صباه، وَلَهُ تصانيف مشهورة.
قَالَ أَبُو الفتح بن جِنيّ: إنَّ أبا عُثْمَان المازني لَمَّا صنّف كتاب «الألِف واللام» سأل أبا العَبَّاس عن دقيقه وغامضه، فأحسن الجواب فقال له: قم، فأنت المبرّة، أي المثبت للحق.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يزيد بن عبد الأكبر) في:
معجم الشعراء للمرزباني 449، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 128 و 2/ 41، 121، 176، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 26، وتاريخ بغداد 3/ 373 رقم 1498، وطبقات النحويين واللغويين 101- 110، والفهرست 600، والمنتظم 6/ 9- 11 رقم 11، ومعجم الأدباء 19/ 111- 122، والعقد الفريد 2/ 316، 451، 453، 457، 476، 488 و 3/ 195 و 5/ 300، والهفوات النادرة 36، 101، 263، 264، 268، 360، 361، 366، ومعجم ما استعجم 261، 264، 393، 509، 657، 828، 896، 1019، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 234 و 3/ 339، 342، 356، وإنباه الرواة 3/ 241- 253، وبدائع البدائه 9، 159، 355، ووفيات الأعيان 4/ 313- 322، وثمار القلوب 57، 103، 141، 165، 181، 218، 257، 271، 272، 312، 613، وربيع الأبرار 4/ 9، 256، 312، 366، 371، ودول الإسلام 1/ 172، والعبر 2/ 74، 75، وسير أعلام النبلاء 13/ 576، 577 رقم 299، والتذكرة الحمدونية 2/ 272، 469، والوافي بالوفيات 5/ 216- 218، والبداية والنهاية 11/ 79، 80، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 250، 251، وغاية النهاية 2/ 280، ولسان الميزان 5/ 430- 432، والنجوم الزاهرة 3/ 117، وبغية الوعاة 1/ 269- 271، وطبقات المفسّرين 2/ 267- 271، وشذرات الذهب 2/ 190، 191، ونزهة الظرفاء للغسانى 71، والأذكياء لابن الجوزي 1، 204، 205، 216، وأخبار الحمقى والمغفّلين، له 151، 194، والوفيات لابن قنفذ 191 رقم 286، وسمط اللآلي 340، وروضات الجنّات للخوانساري 600، وآثار البلاد للقزويني 369، والمختصر في أخبار البشر 2/ 58، ومرآة الجنان 2/ 210- 213، والكامل في التاريخ 7/ 492، والمثلّث لابن السيد البطليوسي 2/ 75، 338، 420، 424.(21/299)
قال أبو العباس: فغير الكوفيون اسمي، فجعلوه بفتح الراء [1] .
وقال السيرافي [2] : انتهى علم النحو بعد طبقة الحرمي، والمازني إلى المبرد.
هو من ثمالة، قبيلة من الأزد.
أخذ عن: الحرميّ، والمازنيّ، وغيرهما.
وَكَانَ إسْمَاعِيل القاضي ما رأى المبرّد في «معاني القرآن» وَقَالَ: لقد فاتني منه علم كثير.
وَقِيلَ: إِنَّهُ من ثعلب، والمبرّد منافره. وأكثر الفُضلاء يرجّحونه عَلَى ثعلب. وحكى الخطّابيّ عن الرّفّاء النَّحْوِيّ قَالَ: اجتمع ابن شُرَيْح الفقيه، والمبرّد، وَأَبُو بَكْر بن داود الظّاهريّ في طريق، فتقدَّم ابن شُرَيْح وتلاه المبرّد، فَلَمَّا خرجوا إلى الفضاء قَالَ ابن شُرَيْح: الفقه قدَّمني.
وَقَالَ ابن داود: الأدب أخَّرني.
فَقَالَ المبرّد: أخطأتما معًا، إذا صحَّت المودَّة سقط التكلُّف.
وَقَالَ الصَّفَّار: سَمِعْتُ المبرّد يَقُولُ: كَانَ فتًى يهواني وأنا حَدَث، فاعتلّ علّة كنت سبَبَها فمات، فكبر أسفي عَلَيْهِ، فرأيته في النّوم، فَقُلْتُ: فلان؟ قَالَ: نعم.
فبكيت، فأشار يَقُولُ:
أتبكي بعد قلْيك لي عليًّا ... ومن قَبل المماتِ تُسيءُ إلَيّا
سكبت عليَّ دَمْعَكَ بعد موتي ... فهلا كَانَ ذاك وكنتُ حيّا؟
تجافَ عن البُكاء ولا تَزِدْه ... فإنّي ما أراك صنعت شيئا
تُوُفِّي في آخر سنة خمسٍ وثمانين، وَقِيلَ تُوُفِّي سنة ستٍّ.
وللحسن بن بشّار بن العلاف يرثيه:
ذهب [3] المبرّدُ وانْقضَتْ أيامُهُ ... ولْيَذْهبنَّ إثر المبرّد ثعلب
__________
[1] معجم الأدباء 19/ 112.
[2] في طبقات النحويين.
[3] في تاريخ بغداد 3/ 387: «مات» ، وكذا في المنتظم 6/ 10.(21/300)
فابكوا لِما سَلَب الزَّمانُ، ووطِّنوا ... للدَّهر أنفسكم عَلَى ما يسلب
وأولى لكم أن تكتبوا [1] أنفاسَهُ ... إن كانتِ الأنفاسُ مما يُكْتَبُ
عاش المبرّد خمسًا وسبعين سنة، ولم يُخَلِّف بعدّه في النحو مثله أبدًا.
526- محمد بن يوسف بن معدان الثقفي الأصبهاني [2] .
البناء الزاهد المُجاب الدعوة. جدّ والد أبي نُعَيْم الحَافِظ لأمه.
لَهُ مصنّفات حسان في الزُّهد والتصوف.
حَدَّثَ عن: عبد الجبار بن العلاء، والنضر بن سلمة، وعبد الله بن محمد الأسدي، وحميد بن مسعدة، وجماعة.
وعنه: سبطه عبد الله بن أحمد، وأحمد بن بندار الشعار، وعبد الله بن يحيى المديني الزاهد، ومحمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه المذكر، وأبو بكر عبد الله بن محمد القباب، وآخرون.
وهو أستاذ علي بن سهل الزاهد.
ومن تصانيفه كتاب «معاملات القلوب» ، وكتاب «الصبر» .
وممن روى عنه: أبو الشيخ وَقَالَ: كَانَ مُستجاب الدّعوة.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْم [3] : كَانَ رأسًا في علم التصوف.
حجّ فسمع: عبد الجبّار بن العلاء، وَمحمد بن منصور، وعبد الله بن عمران العابديّ، وجماعة.
وَتُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
قُلْتُ: وَهُوَ سميّ:
__________
[1] في معجم الأدباء 19/ 120: «أوصيكم أن تكتبوا» .
[2] انظر عن (محمد بن يوسف بن معدان) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 220، وحلية الأولياء 10/ 402، 403 رقم 686، وطبقات الصوفية للسلمي 233، وصفة الصفوة لابن الجوزي 4/ 15، والمنتظم، له 6/ 24 رقم 22، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 404- 406 رقم 110، والوافي بالوفيات 4/ 137، ونفحات الأنس 103، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني 1/ 101، ومعجم المؤلفين 12/ 138.
[3] في الحلية 10/ 402.(21/301)
527- محمد بن يوسف بن معدان الأصبهاني عروس الزّهّاد [1] المذكور في طبقة ابن المبارك. وبينهما نحوٌ من مائة سنة [2] .
قَالَ النقاش الأصبهاني: ثَنَا أَبُو عبد الرحمن عبد الله بن يَحْيَى: سَمِعْتُ محمد بن يوسف يَقُولُ: علامة موت القلب طلب الدُّنْيَا بعمل الآخرة.
وَقِيلَ: وما بُدُوّاه؟
قَالَ: مرض القلوب، وبُدُوّ مرض القلوب الطّمع في المخلوقين، وعلامة الطمع في المخلوقين الاشتغال بهم، والتزين باللباس، والادعاء لإقامة الجاه والعَيْش، ومن لا يستغني باللَّه افتقر إلى النَّاس.
ولمحمد بن يوسف البنّاء- رحمه الله- أشياء نافعة من هَذَا النَّمط. هُوَ أشهر من عروس الزُّهاد.
528- محمد بن يونس بن موسى بن سُلَيْمَان بن عبيدة بن ربيعة بن كُديم [3] .
أَبُو العَبَّاس الشامي الكديميّ البصريّ الحافظ.
أحد الضّعفاء.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف عروس الزهاد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 171- 173، وحلية الأولياء 8/ 225- 237، وصفة الصفوة 4/ 63، والبداية والنهاية 10/ 389، والنجوم الزاهرة 2/ 112، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 70.
[2] فقد مات عروس الزهاد سنة 184 هـ.
[3] انظر عن (محمد بن يونس الكديمي) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 64، والجرح والتعديل 8/ 122 رقم 548، والمجروحين لابن حبّان 2/ 312- 314، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي 28 رقم 101، ومروج الذهب للمسعوديّ 3327، وأخبار البحتري 14، 144، والكامل لابن عدي 6/ 2294- 2296، وتاريخ بغداد 3/ 435- 445 رقم 1574، والسابق واللاحق 324 رقم 179، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 22- 23 رقم 21، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 79، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 112، 363، وطبقات الحنابلة 1/ 326، والمنتظم 6/ 22، 23، واللباب 3/ 87، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1293، 1294، وميزان الاعتدال 74- 76 رقم 8353، والمغني في الضعفاء 2/ 646 رقم 6109، والعبر 2/ 78، وسير أعلام النبلاء 13/ 302- 305 رقم 139، وتذكرة الحفاظ 2/ 618، 619، ودول الإسلام 1/ 173، والوافي بالوفيات 5/ 291، 292، والبداية والنهاية 11/ 82، وتهذيب التهذيب 9/ 539- 544، رقم 884، وتقريب التهذيب 2/ 222 رقم 850، والكشف الحثيث 417 رقم 757 والنجوم الزاهرة 3/ 241، وطبقات الحفاظ 266، وشذرات الذهب 2/ 194.(21/302)
وُلد سنة ثلاث، وَقِيلَ: سنة خمسٍ وثمانين ومائة.
وَهُوَ ابن امرأة رَوْح بن عُبادة، فسمع نسيبه من خلق كثير.
وحدَّث عَنْهُ، وعن: أبي داود الطَّيَالِسِيّ، وعبد الله بن داود الخُرَيْبِيّ، وأزهر بن سعد السمان، والأصمعي، وأبي عاصم النبيل، وعبد الرحمن بن حَمَّاد الشُّعيثي، وأبي زيد الأَنْصَارِيّ، وخلق.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بن الأنباري، وَإسْمَاعِيل الصَّفَّار، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وَأَحْمَد بن خَلاد النَّصيبيّ، وَأَبُو بَكْر القَطِيعيّ، وأحمد بن الرَّيان المكيّ، وعمر بن مُسْلِم الخُتُّليّ، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسيّ، وَعُثْمَان بن سَنَقة، وَأبو عبد الله بن مُحرم، وخلق.
قَالَ ابن خَلاد: قَالَ الكُدَيْميّ: قَالَ لي عَليّ بن المَدِينِيّ: عندك ما ليس عندي [1] .
وَقَالَ الكُدَيْميّ: كتبت عن ألفٍ ومائة وستٍّ وثمانين رجلًا من البَصْرِيّين، وحججت سنة ستٍّ وثمانين، فرأيت فيها عبد الرزاق، ولم أسمع منه [2] .
وَقَالَ عبد الله بن أَحْمَد: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: كَانَ محمد بن يونس الكُدَيْميّ حَسَن الحديث، حسن المعرفة، ما وُجِد عَلَيْهِ إِلا صُحْبتُه لسليمان الشاذكوني [3] .
وَرَوَى حَسَنٌ الصَّائِغُ: ثَنَا الْكُدَيْمِيُّ قَالَ: خرجت أنا وابن المدينيّ وَالشَّاذَكُونِيُّ نَتَنْزَهُ، لم يبق لنا موضع غير بستان الأمير، وكان الأمير قد منع من الخروج إلى الصحراء. فلما قصدناه وافى الأمير فقال: خذوهم. فأخذونا، وكنت أصغرهم. فبطحوني، وقعدوا على أكتافي، فقلت: أيها الأمير اسمع مني: ثم قُلْتُ: ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السّماء» [4] .
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 436، 437.
[2] تاريخ بغداد 3/ 437.
[3] تاريخ بغداد 3/ 439.
[4] أخرجه أحمد في المسند 2/ 160، والحميدي (591) ، وأبو داود (4941) ، والترمذي(21/303)
قَالَ: أعده. فأعدْته، فَقَالَ لأولئك: قوموا.
قَالَ: أَنْتَ تحفظ مثل هَذَا وتخرج تتنزه، كذا قَالَ ابن عَبَّاس [1] !؟
قَالَ أَبُو أَحْمَد بن عَدِيّ [2] : قد اتُّهم الكُدَيْميّ بوضع الحديث.
وقَالَ أَبُو حاتم بْن حبان [3] : لعله قد وضع أكثر من ألف حديث.
وقال ابن عدي [4] : ادعى الكديمي رؤية قومٍ لم يرهم. ترك عامّة مشايخنا الرّواية عَنْهُ.
قَالَ أَبُو عبيد الآجري: رأيت أبا داود يتكلّم في محمد بن سنان، وَمحمد بن يونس، يطلق فيهما الكذب [5] .
وَكَانَ موسى بن هَارُون الحَافِظ يَنْهَى النَّاس عن السَّماع من الكُدَيْميّ، وَقَالَ، وَهُوَ متعلق بأستار الكعبة: اللَّهمّ إني أشهدك أن الكُدَيْميّ كذاب يضع الحديث [6] .
وَقَالَ الْقَاسِم بن زكريا المطرز: أنا أُجاثي [7] الكُدَيْميّ بين يدي الله، وأقول: كَانَ يكذب عَلَى رَسُولك صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ، وَعَلَى العُلَمَاء [8] .
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: كان يتّهم بالوضع [9] .
__________
[ () ] (2924) ، والخطيب في تاريخ بغداد 3/ 260، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصحّحه الحاكم في المستدرك 4/ 159، ووافقه الذهبي في التلخيص.
[1] تاريخ بغداد 3/ 438، 439.
[2] في الكامل 6/ 2294، وعبارته بتمامها: «اتّهم بوضع الحديث وبسرقته، وادّعى رؤية قوم لم يرهم ورواية عن قوم لا يعرفون، وترك عامّة مشايخنا الرواية عنه، ومن حدّث عنه نسبه إلى جدّه موسى بأن لا يعرف» .
وقال ابن عدي أيضا: «وكان ابن صاعد وشيخنا عبد الملك بن محمد كان لا يمنعنا الرواية عن كل ضعيف كتبنا عنه إلّا عن الكديمي، فكانا لا يرويان عنه لكثرة مناكيره وإن ذكرت كل ما أنكر عليه وادّعاه ووضعه لطال ذاك» . (الكامل 6/ 2296) .
[3] في المجروحين والضعفاء 2/ 313.
[4] في الكامل 6/ 2294.
[5] تاريخ بغداد 3/ 441.
[6] تاريخ بغداد 3/ 441.
[7] في تاريخ بغداد «أنا أحاسب» .
[8] تاريخ بغداد 3/ 442.
[9] تاريخ بغداد 3/ 442.(21/304)
وأما إسْمَاعِيل الخطبيّ فَقَالَ: ما رأيت أُناسًا أكثر من مجلسه. وَكَانَ ثقة [1] .
تُوُفِّي الكُدَيْميّ في جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وثمانين، وإذا صدق في مولده فقد جاوز المائة.
529- ( ... ) [2] بن محمد بن عَمْرو بن أبي سلمة التِّنِّيسِي.
يروي عن جَدّه [3] .
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين.
530- مُحَمَّود بن الفرج [4] .
أَبُو بَكْر الأصبهاني الزاهد.
عن: إسْمَاعِيل بن عَمْرو البجلي، وَبِشْر بن هلال، وأحمد بن عبدة الضبي، وجماعة. وَكَانَ كبير القدر من أولياء الله.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بن محمد المؤذن، وَأَبُو سهل بن زياد، وأحمد بن جَعْفَر السمسار، وَمحمد بن عبد الله بن جمشاد، وعبد الرحمن بن محمد سياه المذكّر، وسِبطه أَبُو الشَّيْخ ابن حبّان.
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ [5] : كَانَ مُستجاب الدُّعاء.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 445. وقد اتّهمه المؤلّف في (ميزان الاعتدال) بالجهل لقوله هذا، وقال في (سير أعلام النبلاء) 13/ 305 إنه: «تبارد» .
وقال الخطيب في تاريخه 3/ 440: «لم يزل الكديمي معروفا عند أهل العلم بالحفظ، مشهورا بالطلب مقدّما في الحديث، حتى أكثر من روايات الغرائب والمناكير، فتوقف إذ ذاك بعض الناس عنه، ولم ينشطوا للسماع منه» .
[2] في الأصل بياض، لعلّه «محمد» .
[3] وجدّه هو: أبو حفص عمرو بن أبي سلمة الهاشمي التنيسي الدمشقيّ مولى بني هاشم، روى عن الإمام الأوزاعي، والإمام مالك، وغيره، وهو من أهل دمشق قدم مصر وسكن تنّيس فتوفّي فيها سنة 214 هـ. على الأرجح. (انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 391، 392 رقم 1969) ، يضاف إليه: كتاب الإيمان لابن مندة، رقم الحديث 44.
[4] انظر عن (محمود بن الفرج) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 314، 315، والجرح والتعديل 8/ 292 رقم 1343، وتاريخ بغداد 13/ 93، 94 رقم 7077.
[5] في طبقات المحدّثين بأصبهان- الجزء الّذي لم يطبع بعد.(21/305)
قال: وحكي أنّه رئي في النّوم فَقَالَ: كنت من الأبدال ولم أعلم.
وخرج إلى طرسوس ثلاث مرّات.
وقال ابن أبي حاتم [1] : كَانَ ثقة.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين [2] .
531- محمود بن محمد بن أبي المضاء [3] .
أَبُو حفص الحلبي.
حدَّث ببغداد عن: محبوب بن موسى الأنطاكي، والمسيب بن واضح، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن مَخْلَد، وَأَبُو العَبَّاس بن عُقدة.
قَالَ الخطيب [4] : ثقة.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين [5] .
532- مسعدة بن سعد العطّار [6] .
أبو الْقَاسِم المكيّ.
عن: سعد بن منصور، وَإِبْرَاهِيم بن المنذر الحِزاميّ.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
533- مسلمة بن جابر اللَّخْمي الدِّمَشْقِيّ [7] .
عن: منبّه بن عثمان.
وعنه: الطّبرانيّ.
__________
[1] في الجرح والتعديل 8/ 292 قال: «كتبت عنه بالريّ، قدم علينا، وكان ثقة صدوقا» .
[2] تاريخ بغداد 13/ 94.
[3] انظر عن (محمود بن محمد) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 13، 35، وتاريخ بغداد 13/ 93 رقم 7076.
[4] في تاريخه.
[5] في تاريخ بغداد: مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
[6] انظر عن (مسعدة بن سعد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 117.
[7] انظر عن (مسلمة بن جابر) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 116.(21/306)
مجهول الحال.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.
534- المسيب بن زُهير [1] .
أَبُو مُسْلِم البَّغْدَادِيّ التّاجر، نزيل نَيْسَابُور.
سَمِعَ: الْقَعْنَبِيَّ، وَيَحْيَى بن هاشم السمسار.
وَعَنْهُ: أَبُو حامد بن الشَّرْقِيّ، وغيره.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
535- مُطَرِّف بن عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن قيس [2] .
مولى عبد الرحمن بن معاوية الداخل، أبو سَعِيد الأموي المروانيّ القُرْطُبيّ.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وعبد الملك بن حبيب، وجماعة.
وحجّ فسمع من: عبد العزيز بن يَحْيَى المكيّ، وَيَعْقُوب بن كاسب، وأبي مُصْعَب الزُّهري، وَيَحْيَى بن بُكَيْر، وعمر بن خَالِد، ويوسف بن عَدِيّ، وإبراهيم بن المنذر الحِزَاميّ، وسحنون، وطائفة.
ذكره ابن الفَرَضيّ وَقَالَ: كَانَ شيخًا نبيلًا بصيرًا باللُّغة والنَّحو والشِّعر، وَكَانَ شاعرًا. سَمِعَ منه النَّاس كثيرًا، وَكَانَ ثقة صالحًا.
تُوُفِّي في ذي القِعْدَة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
536- مطّلب بن شعيب بن حيّان [3] .
__________
[1] انظر عن (المسيّب بن زهير) في:
تاريخ بغداد 13/ 141 رقم 7125.
[2] انظر عن (مطرّف بن عبد الرحمن) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 135 رقم 1434، وجذوة المقتبس للحميدي 347 رقم 807، وبغية الملتمس للضبيّ 464 رقم 1353.
ويقال: مطرّف بن عبد الرحيم.
[3] انظر عن (مطّلب بن شعيب) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2455، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 116 وفيه (مطّلب بن سعيد) وهو غلط، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 160 رقم 300 والمغني في الضعفاء 2/ 663 رقم 6288، وميزان الاعتدال 4/ 128 رقم 8592، ولسان الميزان 6/ 50 رقم 189(21/307)
أبو محمد الأَزْدِيّ، مولاهم البَصْرِيّ، ثُمَّ المِصْرِيّ.
سَمِعَ: عبد الله بن صالح الكاتب، ونعيم بن حَمَّاد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
وأما ابن عَدِيّ فَقَالَ [1] : هُوَ شيخ مَرْوَزِيّ سكن بمصر، مستقيم الحديث.
ثنا عِصْمَةُ الْبُخَارِيُّ، ثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأكْرِمُوهُ» . قَالَ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ [2] .
537- معاذ بن المُثَنَّى بن معاذ [3] .
أَبُو المُثَنَّى العَنْبَريّ البَصْرِيّ ثُمَّ البَّغْدَادِيّ.
ثقة جليل. سَمِعَ: أباه، وَالْقَعْنَبِيَّ، وَمحمد بن عبد الله الْخُزَاعِيَّ، وَمحمد بن كثير العبدي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وَجَعْفَر بن الحَكَم المُؤَدِّب، وعمر بن مُسْلِم، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين، ودفن بجنب الكُدَيْميّ، وله ثمانون سنة [4] .
__________
[1] في الكامل 6/ 2455.
[2] وزاد: «ومتن هذا الحديث بهذا الإسناد منكر جدا، وسائر أحاديثه عن أبي صالح مستقيمة» .
وقال ابن الجوزي: كان ثقة.
[3] انظر عن (معاذ بن المثنّى) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 57، 58، 155، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 114، وسنن الدارقطنيّ 2/ 116 رقم 4، وتاريخ جرجان للسهمي 137، 140 275، وتاريخ بغداد 13/ 136، 137 رقم 7121، وطبقات الحنابلة 2/ 339 رقم 489، ودول الإسلام 1/ 174، وهو مذكور في كتاب: «الإيمان» لابن مندة، رقم الحديث 7، وقال محقّقه الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي- ج 1/ 131 بالحاشية رقم (4) : «أبو المثنّى، معاذ بن نصر بن حسان العنبري، أبو المثنّى البصريّ القاضي، ثقة متقن، من كبار التاسعة، مات سنة ست وتسعين» . وهو ينقل عن: «تقريب التهذيب» لابن حجر 2/ 257 رقم 1209، ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن معاذ بن المثنّى بن معاذ العنبري البصري صاحب الترجمة هنا هو الوارد في سند الحديث عند ابن مندة 1/ 131 رقم 7، أما معاذ بن معاذ بن بن نصر بن حسان العنبري البصري المتوفى سنة 96، فهو غيره، فليراجع.
[4] وقد وثقه الخطيب.(21/308)
538- مُعَاذٍ بن نجدة بن العُريان.
أَبُو سَلَمَةَ الهَرَويّ.
عن: خَلَّاد بن يَحْيَى، وَقُبَيْصَة بن عُقْبَة، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: الحَافِظ أَبُو إِسْحَاق البزاز، والهرويون.
تُوُفِّي في جُمَادَى الآخرة سنة اثنتين وثمانين عن خمسٍ وثمانين سنة.
539- معاوية بن حرب بن محمد.
أَبُو سُفْيَان الطائي المَوْصِليّ، أخو عَليّ، وأحمد.
سَمِعَ: عُبَيْد، وأبا نُعَيْم، وَقُبَيْصَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: يزيد بن محمد الأَزْدِيّ.
وَقَالَ: تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين وَلَهُ ثمانون سنة.
540- المفضّل بن سَلَمَةَ بن عاصم [1] .
أَبُو طالب البَّغْدَادِيّ الأديب، لَهُ مصنّفات في الغريب وغير ذَلِكَ.
حدث عن: عُمَر بن شَبَّة، وغيره.
وكان ابنه أبو الطّيّب من كبار الفُقهاء التّابعة، وَكَانَ من أئمة الأدب.
رَوَى عن المفضّل الصُّولِيِّ، وغيره. وَلَهُ كتاب «المفاخرة فيما يلحن فيه العامّة» ، وكتاب «المقصور والممدود» ، وكتاب «ضياء القلوب في الأدب» ، وكتاب «البارع في اللغة» كبير جدًّا.
541- مِقْدام بن داود بن عيسى بن تليد [2] .
__________
[1] انظر عن (المفضّل بن سلمة) في:
تاريخ بغداد 13/ 124، 125 رقم 7109، وثمار القلوب 143، ومعجم الأدباء 19/ 163، ووفيات الأعيان 4/ 205، 206، والفهرست 1/ 74، ونزهة الألباء 265، 266، وبغية الوعاة 396، وكشف الظنون 216، 1091، 1443، 1445، 1461، 1644 وإيضاح المكنون 1/ 15 و 2/ 272، 333، ومعجم المؤلّفين 12/ 314.
[2] انظر عن (مقدام بن داود) في:
الجرح والتعديل 8/ 303 رقم 1399، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 116، والولاة والقضاة للكندي 562، ومروج الذهب، للمسعوديّ 3315، قال مفهرسه (7/ 698) : «لم أجد له ذكرا في مظانّي» . والسنن للدارقطنيّ 1/ 203 رقم 2، و 1/ 39 رقم 11 و 2/ 86 رقم 205/ 133 رقم 19 و 2/ 274 رقم 178، وسير أعلام النبلاء 13/ 345، 346 رقم 161، وميزان الاعتدال 4/ 175، 176 رقم 8745، والمغني في الضعفاء 2/ 675 رقم 6043، ولسان الميزان 6/ 84، 85 رقم 304.(21/309)
أَبُو عَمْرو بن الرُّعينيّ المِصْرِيّ.
عن: أسد بن موسى السنة، وعبد الله بن محمد بن المغيرة، وخالد بن نزار الأَيْلِيِّ، وَيَحْيَى بن بكير، وعمّه سَعِيد بن تَليد، وطائفة.
وَعَنْهُ: عَليّ بن أَحْمَد البَّغْدَادِيّ، وَأَحْمَد بن الحَسَن بن عُتْبة الرَّازِيّ، وَمحمد بن أَحْمَد بن أبي الأَصْبغ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم [1] ، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وجماعة.
قَالَ النَّسَائِيُّ في الكُنَى: ليس بثقة.
وَقَالَ ابن يونس: تكلَّموا فيه.
وَتُوُفِّي في رمضان سنة ثلاثٍ وثمانين.
وَقَالَ غيره: كَانَ رحْلة الفقهاء المالكية.
قَالَ الكِنْدِيّ: كَانَ فقيهًا مُفْتيًا لم يكن بالمحمود في الرّواية. ضعّفه أَبُو العَبَّاس بن دلْهاث.
نا محمد بْنُ نُوحٍ الأَصْبَهَانِيُّ بِمَكَّةَ، نا الطَّبَرَانِيُّ، نا الْمِقْدَامُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: «طَعَامُ الْبَخِيلِ دَاءٌ، وَطَعَامُ السَّخِيِّ شِفَاءٌ» [2] . فَهَذَا بِهَذَا الإِسْنَادِ بَاطِلٌ [3] .
542- مُكْرم بن مُحْرز بن مَهْديّ بن عبد الرحمن بن عَمْرو الْخُزَاعِيُّ الحجّار القريريّ [4] .
__________
[1] وقال: سمعت منه بمصر وتكلّموا فيه.
[2] أورده السخاوي في: المقاصد الحسنة 272 وقال: رواه الدارقطنيّ في «غرائب مالك» ، والخطيب في «المؤتلف» ، والديلميّ في «مسندة» من جهة الحاكم، وأبو علي الصدفي في «عواليه» ، وابن عديّ في «كامله» ، من طريق: أحمد بن محمد بن شعيب السجزيّ، عن محمد بن معمر البحراني، عن روح بن عبادة، عن الثوري، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.. قال شيخنا (الحافظ ابن حجر) : وهو حديث منكر، وقال الذهبي: كذب، وقال ابن عديّ: إنه باطل عن مالك، فيه مجاهيل وضعفاء ولا يثبت.
[3] وقال مسلمة بن القاسم: رواياته لا بأس بها. وقال المسعودي في مروج الذهب: كان من جلّة الفقهاء ومن كبار أصحاب مالك، وقال أبو عمر الكندي: لم يكن بالمحمود في روايته عن خالد بن نزار وذلك لأنهم سألوه عن مولده فأخبرهم، ثم نظروا إلى الأسطوانة على رأس خالد بن نزار فإذا سنّ المقدام يومئذ أربعة أعوام أو خمسة.
قال ابن حجر: وهذا جرح هيّن فلعلّه سمع عليه وهو صغير. (لسان الميزان 6/ 85) .
[4] انظر عن (مكرم بن محرز) في:(21/310)
رَوَى عن أَبِيهِ قصّة أُمِّ مَعْبَد.
رواها عنه: الحسين بن محمد القبّانيّ، وَيَعْقُوب الفَسَويّ وَهُوَ أكبر منه، وَمحمد بن جرير الطَّبَرِيّ، وابن خُزَيْمَة، وآخر من رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بن مالك القَطِيعيّ، قَالَ: حجّ بي أبي وأنا ابن سبْع سِنين، فأدخلني عَلَيْهِ [1] .
543- موسى بن جُمْهُور البَّغْدَادِيّ السِّمْسَار [2] .
عن: هشام بن عَمَّار، والحسن بن عيسى بن ماسرجس.
وعنه: أبو طالب أَحْمَد بن نصر الحَافِظ الطَّبَرَانيّ [3] .
544- موسى بن الحَسَن بن عبّاد [4] .
أَبُو السَّرِيّ النَّسَائِيُّ، ثُمَّ البَّغْدَادِيّ الْجَلاجِليّ، لقّبوه بِهِ لحُسْن صوته.
سَمِعَ: عبد الله بن بَكْر السَّهْمي، وَرَوْح بن عُبادة، وَمحمد بن مُصْعَب القَرْقِسائيّ، وأبا نُعَيْم، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَر بن البَخْتَرِيّ، وَأَبُو بَكْر النَّجَّاد، وعبد الباقي بن قانع، وعمر بن مُسْلِم الخُتُّليّ، وآخرون.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ [5] .
وَقَالَ أَبُو الحُسَيْن بن المنادي: قِيلَ إنَّ الْقَعْنَبِيَّ قدَّمه في التَّراويح، فأعجبه صوته.
__________
[ () ] الثقات لابن حبّان 9/ 207، والأنساب 11/ 122.
[1] قال ابن حبّان: مات سنة تسع وأربعين وله يوم مات قريب من مائة سنة.
أقول: على هذا يجب أن تحوّل هذه الترجمة إلى ما قبل هذه الطبقة بكثير.
[2] انظر عن (موسى بن جمهور) في:
تاريخ بغداد 13/ 51، 52 رقم 7020، وهو: موسى بن جمهور بن زريق البغدادي حدّث بتنّيس عَنْ: هشام بْن خَالِد الأزرق، ومحمد بن العباس اليزيدي، وغيرهما. روى عنه: أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب الحافظ، وعلي بن محمد المصري، وسليمان بن أحمد الطبراني.
[3] في الأصل: «وَعَنْهُ أَبُو طالب أَحْمَد بن نصر الحَافِظ الطبراني» ، والتصحيح من: تاريخ بغداد.
[4] انظر عن (موسى بن الحسن) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 28، والسابق واللاحق 272، وتاريخ بغداد 13/ 49، 50 رقم 7017، واللباب 1/ 319، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 133 أ، ب، والمنتظم 6/ 26، وسير أعلام النبلاء 13/ 378 رقم 179.
[5] تاريخ بغداد 13/ 49.(21/311)
قَالَ: فَقَالَ لي: كَأَنَّ صوتك صوت الجلاجل [1] .
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين، وقد قارب المائة [2] .
وَكَانَ آخر من حَدَّثَ عن السَّهْميّ، وأقدم شيخٍ لابن قانع.
545- موسى بن عيسى بن المنذر الحمصيّ [3] .
أَبُو عَمْرو السُّلَميّ.
عن: أَبِيهِ، وَأَحْمَد بن خَالِد الوهْبيّ، وَمحمد بن المبارك الصُّوريّ، وحَيَّوَة بن شُرَيْح.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ [4] ، وغيره.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
قَالَ ابن قانع: وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بثقة.
وَرَوَى عَنْهُ: موسى بن العَبَّاس الْجُوَينيّ.
546- موسى بن فَضَالَةَ بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِيّ [5] .
عن: صَفْوَان بن صالح، وأبي مُصْعَب المَدِينِيّ، وَسُلَيْمَان بن عَبْد الرحمن، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه أَبُو عُمَر محمد صاحب «جزء» ابن فَضَالَةَ. سَمِعَ منه في سنة تسعٍ وثمانين.
547- موسى بن محمد بن كثير [6] .
أَبُو هارون السّرّينيّ [7] .
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 49، 50.
[2] السابق واللاحق 272.
[3] انظر عن (موسى بن عيسى) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 109، ومسند الشاميين، له 1/ 26 رقم 2، والمعجم الكبير، له 7/ 225، 226، والسنن للدارقطنيّ 1/ 157 رقم 27، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 106 رقم 1725.
[4] سمع منه بحمص سنة 278.
[5] انظر عن (موسى بن فضالة) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 44/ 187.
[6] انظر عن (موسى بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 109، والإكمال لابن ماكولا 4/ 687.
[7] تحرّفت هذه النسبة في المعجم الصغير إلى «السديني» ، والصحيح ما أثبتناه عن الإكمال فقد(21/312)
سَمِعَ: عبد الملك بن إِبْرَاهِيم الْجُدّيّ.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
548- موسى بن هَارُون بن حَيَّان القَزْوِينِيّ [1] .
سَمِعَ بالعراق من: أبي بَكْر، وَعُثْمَان ابني أبي شَيْبَة، وأقرانهما. ورجع.
قَالَ الخليل: ثقة كبير، من شيوخ أبي الحَسَن القَطَّان.
ومات سنة إحدى وثمانين ومائتين [2] . ويُكنَّى: أبا عِمران [3] .
549- موسى بن محمد السَّامرّيّ الخيّاط [4] .
عن: عبد الأعلى بن حَمَّاد النَّرْسيّ، وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله الهَرَويّ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بن الأنباري، وابن خَلَّاد النَّصِيبيّ.
قَالَ الخطيب: ثقة [5] .
550- موسى بن هَارُون [6] .
أَبُو عيسى الطُّوسيّ، ثُمَّ البَّغْدَادِيّ.
عن: حسين بن محمد المَرُّوذي، وَعَمْرو بن حكّام.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وابن نَجِيح، وآخرون.
وَكَانَ موثَّقًا.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
551- موسى بن يوسف بن موسى القطّان [7] .
أبو عوانة الكوفيّ.
__________
[ () ] ضبطه بسين مهملة بعدها راء مشدّدة مفتوحة نسبة إلى السّرين.
[1] انظر عن (موسى بن هارون) في:
التدوين في أخبار قزوين للرافعي 4/ 134، 135.
[2] في: التدوين: توفي سنة ثمانين ومائتين.
[3] في التدوين: ورد أولا: أبو عمرو، ثم ورد: «أبو عمران» .
[4] انظر عن (موسى بن محمد السامري) في:
تاريخ بغداد 13/ 52 رقم 7021، وكنيته: أبو عمران.
[5] المصدر نفسه.
[6] انظر عن (موسى بن هارون) في:
تاريخ بغداد 13/ 48، 49 رقم 7015.
[7] انظر عن (موسى بن يوسف القطان) في:
الجرح والتعديل 8/ 167 رقم 747، وتاريخ جرجان للسهمي 434.(21/313)
عن: أَبِيهِ، وأحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وأبي مَعْمَر القَطِيعيّ.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وَقَالَ [1] : صدوق، وَمحمد بن أَحْمَد بن عَليّ الإسْواريّ، وحامد الرّفّاء.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
__________
[1] في الجرح والتعديل.(21/314)
- حرف النون-
552- نصر بن محمد بن رباح.
أَبُو منصور العبْديّ المَوْصِليّ.
عن: غسّان بن الرّبيع، وكامل بن طلحة، وعَليَّ بن الْجَعْد.
حَدَّثَ بالموصل.
ومات سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
553- نصر بن الحَكَم بن سهل المَرْوَزِيّ الأحول [1] .
عن: عليّ بن حجر، وَمحمد بن بسّام.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، والطَّبَرَانيّ.
حَدَّثَ قبل التسعين ومائتين.
554- نصر بن عبد السّلام بن نصر بن قاسم.
أَبُو قاسم القَيْسيّ المَوْصِليّ.
عن: مُعَلَّى بن مهديّ، وهشام بن عَمَّار، وعبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم، وطائفة.
وَعَنْهُ: يزيد بن محمد وَقَالَ: تُوُفِّي سنة نيِّفٍ وثمانين.
555- نصر بن منصور بن يوسف.
أَبُو اللَّيْث الْبُخَارِيُّ النَّحْوِيّ.
يروي عن: أبي حذيفة إسحاق بن بشر صاحب «المبتدأ» ، وَقُتَيْبَة بن سَعِيد، وَمحمد بن سلام البِيكَنْدِيّ.
__________
[1] انظر عن (نصر بن حكم) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 120.(21/315)
وعنه: خلف بن محمد التمتام.
556- نصر بن هاشم.
أبو الفتح المصري. إمام جامع مصر.
رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْر.
وَتُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.(21/316)
- حرف الهاء-
557- هَارُون بن سُلَيْمَان بن سهل [1] .
أَبُو ذَرّ المِصْرِيّ الجبّان.
سَمِعَ: يوسف بن عَدِيّ الكوفيّ.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
وَسَمِعَ أَيْضًا من: يَحْيَى بن سُلَيْمَان الْجُعْفِيّ.
رَوَى عَنْهُ: عبد الله بْن جَعْفَر بْن الورد، وَأَحْمَد بْن غالب، وغيرهما.
558- هَارُون بن عبد الصَّمَد بن عَبْدوس النَّيْسَابُوري.
أحد العُلَمَاء.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وعَليَّ بن المَدِينِيّ، وهشام بن عَمَّار، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بن عبد الله الشُّعيريّ، وَمحمد بن يَعْقُوب الأخرم، وجماعة.
تُوُفِّي سنة خمسٍ أَيْضًا. ولقبه رخى.
559- هَارُون بن عَليّ بن يَحْيَى بن أبي منصور [2] .
أبو عبد الله البَّغْدَادِيّ الإخباريّ النّديم المنجِّم، مصنّف كتاب «البارع في أخبار الشُّعراء المُولَدين» ، افتتحهم ببشّار بن بُرْد. وهذه الكتب: «خريدة العماد
__________
[1] انظر عن (هارون بن سليمان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 128.
[2] انظر عن (هارون بن علي بن يحيى) في:
مروج الذهب للمسعوديّ 297، 1328، والفهرست لابن النديم 206، ومعجم الشعراء للمرزباني 485، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي 19/ 262، 263، وتاريخ بغداد 14/ 230، ووفيات الأعيان 6/ 78، 79، وفوات الوفيات، رقم 751، وسير أعلام النبلاء 13/ 404، 405 رقم 193، وشذرات الذهب 2/ 21 وفيه وقع وفاته سنة 208.(21/317)
الكاتب» [1] ، وكتاب «الحظيريّ» ، وكتاب الثَّعالبيّ «اليتيمة» ، وكتاب «الباخَرْزيّ في الشُّعراء» [2] فروع عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ أصْلٌ نسجوا عَلَى مِنْواله.
وَكَانَ جَدّه أَبُو منصور مَجُوسيًا، وَكَانَ منجّمًا للمنصور، وَكَانَ يَحْيَى بن أبي منصور منجّم المأمون ونديمه، وأسلم عَلَى يده. وَكَانَ عَليّ بن يَحْيَى مِن أعيان الشُّعراء.
تُوُفِّي هَارُون شابًّا في سنة سبْعٍ وثمانين ومائتين.
560- هَارُون بن كامل المِصْرِيّ [3] .
سَمِعَ: أبا صالح كاتب اللَّيْث.
وَعَنْهُ الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
561- هَارُون بن محمد بن إِسْحَاق بْن موسى بْن عيسى بْن موسى بْن محمد [4] .
الأمير أَبُو موسى الهاشميّ العَبَّاسيّ.
وَكَانَ ثقة شريفًا نبيلًا، ولي إمرة الحجّ غير مرّة، وسكن مصر، وَلَهُ بها عَقِب.
وَتُوُفِّي في مصر سنة ثمانٍ وثمانين.
562- هَارُون بن عيسى [5] .
__________
[1] أي كتاب: «خريدة القصر وجريدة العصر» للعماد الأصفهاني، وهو من عدّة أقسام: شعراء الشام، والعراق، ومصر والمغرب والأندلس. وطبع كل قسم في مكان: بغداد، دمشق، القاهرة.
[2] هو كتاب: «دمية القصر في شعراء أهل العصر» .
[3] انظر عن (هارون بن كامل) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 128 وكنّاه: أبو ذرّ.
[4] انظر عن (هارون بن محمد الهاشمي) في:
تاريخ الطبري 9/ 541، 548، 556، 600، 612، 653، 667 و 10/ 8، 11- 13، 15، 17، 18، 27، 31، ومروج الذهب للمسعوديّ 3654، وجمهرة أنساب العرب 32، 33، والمنتظم 6/ 30 رقم 44، والكامل في التاريخ 7/ 321، 328، 337، 363، 373، 395، 398، 412، 417، 420، 425، 427، 437، 439، 450، 460، والبداية والنهاية 11/ 85.
[5] انظر عن (هارون بن عيسى الهاشمي) في:(21/318)
أَبُو جَعْفَر الهاشميّ المنصوريّ.
عن: داود بن عَمْرو الضَّبِّيّ، وغيره.
وَعَنْهُ: دَعْلَج، وعبد الخالق بن أبي روبة.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ [1] .
وسيأتي أخوه يَحْيَى سنة ثلاثمائة.
وَكَانَ ابن أخيه أَحْمَد بن عيسى من فقهاء بغداد، أَخذ عن ابن جرير.
563- هَارُون بن ملّول [2] .
واسم ملول، عيسى بن يَحْيَى التُّجَيْبيّ المِصْرِيّ.
عن: عبد الله بن عبد الحَكَم، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وغيرهما.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ [3] .
تُوُفِّي في ربيع الآخر سنة خمسٍ وثمانين ومائتين [4] .
564- هَارُون بن أبي الهيذام محمد بن هَارُون.
أَبُو يزيد العسقلاني، قيِّم جامع الرَّمْلَةِ.
محدَّث حافظ رحّال.
سَمِعَ: إسْمَاعِيل بن أبي أُوَيْس، وَقُتَيْبَة، وهُدْبة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بن العبّاس بن الدَّوْرَقِيّ، وَأَحْمَد بن إِسْحَاق بن عُتْبة الرَّازِيّ، وَمحمد بن أَحْمَد بن مَحْمَوَيْه العسكريّ، وآخرون.
565- هاشم بن بكّار المَوْصِليّ.
عن: غسان بن الربيع، وَمحمد بن عَليّ بن أبي خِداش، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 14/ 28 رقم 7363 (ووقع في فهرس الأعلام لتاريخ بغداد) - ص 504 خطأ في رقم الصفحة ورقم الترجمة.
[1] المصدر نفسه.
[2] انظر عن (هارون بن ملول) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 127، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 15 رقم 13.
[3] في سنة 285 هـ.
[4] وقال ابن الجوزي: وكان من عقلاء الناس، ثقة في الحديث.(21/319)
566- هشام بن عَليّ السِّيرافي [1] .
عن: عبد الله بن رجاء، والربيع بن يَحْيَى الأشْنانيّ، ونسف بن مسكين، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن عُبَيْد الصَّفَّار، وفاروق الخطّابيّ، وَأَحْمَد بن زكريا السّاجيّ، وأهل البصرة.
وَتُوُفِّي في ذي الحجّة سنة أربعٍ وثمانين.
قَالَ يَحْيَى بن صاعد: ثَنَا هشام بن عَليّ السَّدُوسِيُّ بالبصرة [2] .
567- هشام بن يونس المصري القصار [3] .
عن: عبد الله بن صالح الكاتب، ونعيم بن حَمَّاد، وعَليَّ بن مَعْبَد.
وَعَنْهُ: أَبُو طالب أَحْمَد بن نصر الحَافِظ، وعَليَّ بن محمد الواعظ، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة نيِّفٍ وثمانين.
وَرَوَى عن الطَّبَرَانيّ في «معجمه» حديثًا موضوعًا.
568- الهَيْثَم بن خَالِد المِصِّيصِيّ [4] .
عن: محمد بن عيسى بن الطّبّاع، وعبد الكبير بن المُعَافى بن عِمران الموصليّ.
وعنه: الطّبرانيّ.
__________
[1] انظر عن (هشام بن عليّ) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 234.
[2] قال ابن حبّان: مستقيم الحديث كتب عنه أصحابنا.
[3] انظر عن (هشام بن يونس) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 126 وفيه (هاشم) .
[4] انظر عن (الهيثم بن خالد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 129.(21/320)
- حرف الواو-
569- وَرِيزَةُ بنُ محمد [1] .
أَبُو هاشم الغَسَّانِيّ الحمصيّ الشَّاميّ الإخباريّ.
عن: هشام بن عَمَّار، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، وَيَعْقُوب الدَّوْرَقِيّ، وَعَمْرو بن عُثْمَان الحمصيّ، وأبي عَمْرو الدَّوْرَقِيّ، وخلْق.
وَعَنْهُ: أَبُو الميمون بن راشد، ومحمد بن جعفر بن ملاس، ومحمد بن حُمَيْد الحَوْرانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
570- وليد بن العَبَّاس المِصْرِيّ [2] .
أَبُو العَبَّاس.
سَمِعَ: عبد الغفار بن داود الحَرَّاني.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
__________
[1] انظر عن (وريزة بن محمد) في:
الروض البسام لتمام 1/ 336 رقم 318 و 2/ 373 رقم 741، ومسند الشهاب للقضاعي 1/ 296 رقم 488 و 2/ 29 رقم 799 و 2/ 267 رقم 1332، وكتاب الرجال لتقيّ الدين الحلّي 1/ 362، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 434 و (45/ 234- 236) و 47/ 541، ومعجم البلدان 4/ 336، وطبقات الحنابلة 1/ 393 رقم 510، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 661، ولسان الميزان 6/ 220، وطبقات أعلام الشيعة (نوابغ الرواة في رابعة المئات) لآقا بزرك الطهراني 1/ 327، وتاج العروس للزبيدي 15/ 371، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 164- 167 رقم 1783.
وكثيرا ما يتحرّف إلى «وزيرة» بتقديم الزاي.
[2] انظر عن (وليد بن العباس) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 124.(21/321)
571- الوليد بن عُبَيْد بن يَحْيَى بن عُبَيْد بن شملان [1] .
أَبُو عُبادة الطّائيّ البُحْتُريّ الشّاعر المشهور صاحب الدّيوان المعروف. من أهل مَنْبج.
كَانَ حامل لواء الشّعر في زمانه.
__________
[1] انظر عن (الوليد بن عبيد- الشاعر البحتري) في:
تاريخ الطبري 6/ 411 و 8/ 521 و 9/ 111، 218، 352، ومروج الذهب للمسعوديّ 1021، 2841، 2842- 2885- 2887، 2952- 2956، 2959، 2993، 3020، 3066، 3072، 3542، والأغاني 21/ 39- 57، والفهرست، المقالة 4، الفن 2 وتاريخ بغداد 13/ 446- 450، والعقد الفريد 6/ 377، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 426 ب- 431 أ، والمنتظم 6/ 11- 14، رقم 12، ومعجم الأدباء 19/ 248- 258، والكامل في التاريخ 7/ 483، ووفيات الأعيان 6/ 21- 30، وخلاصة الذهب المسبوك 236، والتذكرة الحمدونية 1/ 347 و 2/ 88، 136، 277، 448، ومحاضرات الأدباء 2/ 595، وربيع الأبرار 1/ 326، 4/ 120، 325، ونهاية الأرب 1/ 388، وتشبيهات ابن أبي عون 352، وزهر الآداب 73، 531، ومجموعة المعاني 32، 63، والريحان والريعان لابن خيرة الأندلسي 1/ 16، ودول الإسلام 1/ 171، والعبر 2/ 73، وسير أعلام النبلاء 13/ 486، 487 رقم 233، والفرج بعد الشدّة 1/ 237، 356 و 2/ 11- 14، 16- 18، 114، 216، 270، 294 و 3/ 18، 324 و 5/ 16، 32، وتحسين القبيح 40، 56، 68، 69، وجمهرة أنساب العرب 36، 401، والإنباء في تاريخ الخلفاء 120، 123، 128- 130، 134- 136، 139، وخاص الخاص 18، 25، 26، 98، 122، 123، وتحفة الوزراء 22، 90، 116، 141، 152، 154، 167، وتاريخ حلب للعظيميّ 11، 240، 258، 259، 262- 264، وثمار القلوب (انظر فهرس الأعلام) 768، والكامل في التاريخ 7/ 8، 168، 483، والبداية والنهاية 11/ 76، والنجوم الزاهرة 3/ 99، وشذرات الذهب 2/ 186- 190، ودول الإسلام 1/ 171، ومعجم ما استعجم 240، 318، 623، 712، 734، 1083، 1178، والهفوات النادرة 6، 261، 269، 275، 277، وبدائع البدائه 344، والوزراء للصابي 87، وتخليص الشواهد 141، والتذكرة الفخرية (انظر فهرس الأعلام) 494، والمنازل والديار (انظر فهرس الأعلام) 401، 402، والتذكرة السعدية 152، 259، 275، ولباب الآداب 98، وأمالي المرتضى (انظر فهرس الأعلام) 2/ 576، والجامع الكبير لابن الأثير 97، 124، 126، 190، 199، 213، وأمالي القالي 1/ 40، 768 والروض المعطار 9، 69، 177، 301، 450، ومرآة الجنان 2/ 202- 209، وتسهيل النظر للماوردي 106، ومسالك الأبصار 2/ 176، وذم الهوى 250، والمحاسن والمساوئ 208، 209، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 254، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 146، ومعجم البلدان 2/ 144 و (مادّة منبج) ، والبخلاء للخطيب 130، والمشترك وضعا لياقوت 415، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 454، 455، وخريدة القصر للعماد (شعراء مصر) ق 4 ج 1/ 4357، و (شعراء العراق) ج 1/ 278، 365، والمختصر في أخبار البشر 2/ 57، وسير أعلام النبلاء 13/ 486، 487 رقم 233، وأخبار البحتري للصولي، والموشح 330، وتاريخ الخميس 2/ 384.(21/322)
الخلفاء والوزراء والأعيان. وقدِم دمشق في صحبة المتوكّل، ثُمَّ وفدَ عَلَى الملك خُمَارَوَيْه الطُّولونيّ.
حكى عَنْهُ. القاضي المَحَامليّ، والصُّوليّ، وَأَبُو الميمون بن راشد، وعبد الله بن جَعْفَر بن دَرَسْتَوَيْه، وجماعة.
وُلِد بمنبج سنة ستٍّ ومائتين، ونشأ بها. وقاربَ وَقَالَ الشِّعر البديع. ثُمَّ سار إلى العراق، وجالسَ الأدباء.
وأخذ عن: أبي تمّام الطّائيّ.
قَالَ الصُّوليّ: حَدَّثَنِي أَبُو الغَوْث بن أبي عُبَادة البُحْتُريّ قَالَ: قَالَ أبي:
أنشدتُ أبا تمّام شِعرًا في بعض بني حُمَيْد وصلت بِهِ إلى مالٍ عظيم، فَقَالَ لي أَبُو تمّام: أحسنْتَ، أَنْتَ أمير الشِّعر بعدي. فَكَانَ قوله أحبُّ إليَّ من جميع ما حويته [1] .
وَقَالَ أَبُو العَبَّاس المبرّد: أنشَدَنا شاعرُ دَهْره ونسيجُ وحده أَبُو عُبَادة البُحْتُريّ.
وَقَالَ الصُّوليّ: سَمِعْتُ عبد الله بن المُعْتَزّ يَقُولُ: لو لم يكن للبُحْتُريّ إِلا قصيدته السّينيّة في وصف إيوان كِسْرى فليس للعرب سِينية مثلها، وقصيدته في وصف البركة، لكان أشْعَرَ النَّاس في زمانه.
ونقل الخطيب أن البُحْتُريّ كَانَ في صِباه يمدح بمَنْبِج أصحاب الْبَصَلِ والباذنجان [2] .
وَقَالَ البُحْتُريّ: أنشدت أبا تمّام قصيدة فَقَالَ: نَعَيْت إليَّ نفسي.
فَقُلْتُ: أُعيذُك باللَّه.
فَقَالَ: إنَّ عُمري ليس يطول، وقد ثار مثلك [3] .
وَقَالَ أَبُو العَبَّاس بن طُومار: كنت أُنادم المتوكّل ومعنا البُحْتُريّ، وَكَانَ بين يديه غلام حَسَن الوجه، اسمه: راح. فقال المتوكّل للفتح إنّ البحتريّ يعشق
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 448.
[2] تاريخ بغداد 13/ 447.
[3] في تاريخ بغداد 13/ 448: «وقد نشأ مثلك لطيّئ» .(21/323)
راحًا، فنظر إِلَيْهِ الفتح وأدمن النظر، فلم يره ينظر إليه، فَقَالَ الفتح: يا أمير المؤمنين أرى البُحْتُريّ في شُغُلٍ عَنْهُ.
فَقَالَ: ذاك دليلي عَلَيْهِ، يا راح، قَدَحًا بِلَّوْرًا، فاملأه شرابًا وناوِله [1] .
ففعل، فَلَمَّا ناوله بُهِتَ البُحْتُريّ ينظر إِلَيْهِ، فَقَالَ المتوكّل للفتح: كيف ترى؟
ثُمَّ قَالَ: يا بُحْتُريّ، قل في راح بيتَ شِعْرٍ، ولا تُصَرِّحْ باسمه.
فَقَالَ:
حار بالودّ فتًى أمسى ... رهينًا بك مُدْنَفُ
اسم من أهواه في ... شِعْري مقلوبٌ مُصَحَّفُ [2]
ذِكْر سِينيّة البُحْتُريّ التي أوّلها:
صُنْتُ نفسي عمّا يُدنِّسُ نفسي ... وتَرَفَّعت عن جدا كُلِّ جبسِ
وَكَأَنَّ الإيوان من عَجَبِ الصَّنْعة ... جَوْنٌ [3] في جَنْبٍ أَرْعَنَ [4] جَلْسِ [5]
يُتَظَنَّى من الكآبةِ أن يَبْدو ... لعَيْني مُصَبِّحٍ أَوْ مُمَسِّي
مُزْعجًا بالفِرَاقِ عَن أُنْسِ إلفٍ ... عَزّ أَوْ مُرْهَقًا بِتَطْلِيق عِرْسِ
عَكَسَتْ حَظَّه اللّيالي وَبَاتَ ... المشْتري فيه وهو كَوْكبُ نَحْسِ
فَهُوَ يُبْدي تَجَلُّدًا وَعَلَيْهِ ... كَلْكَلٌ مِن كلاكل الدَّهْر مُرْسي
لم يَعِبْهُ أنْ بُزَّ [6] مِن بُسُطِ الدَّيباج ... واسْتَلَّ منْ سُتُور الدِّمَقْس [7]
مُشْمَخِرٌّ تَعْلُو لَهُ شُرُفَاتٌ ... رفعت في رءوس رَضْوَى وقُدْس
ليس يُدْرَى أَصُنْعُ إنْسٍ لِجنِّ ... سكنوه [8] أَمْ صُنْعُ جِنٍّ لإِنْسِ؟
غير أَنّي أَرَاهُ يشهد أَنْ لَمْ ... يكن بَانِيهِ في الملوك بنكس [9]
__________
[1] العبارة في تاريخ بغداد: «يا راح خذ رطل بلور فاملأه شرابا وادفعه إليه» .
[2] تاريخ بغداد 13/ 449.
[3] الجون: الجبل الصغير.
[4] أرعن: جبل.
[5] جلس: طويل.
[6] بزّ: انتزع أو استلّ.
[7] الدّمقس: الحرير.
[8] في معجم الأدباء: «صنعوه» (19/ 257) .
[9] النكس: المقهور الذليل.(21/324)
وهي طويلة.
ومن شعره:
دَنَوْتَ تواضُعًا وَعَلَوْتَ مجدا ... فشأناك انحدارٌ وارتفاعُ
كذاك الشمسُ يبعد أنْ تُسَامَى ... ويدنو الضَّوء منها والشُّعَاعُ
وَلَهُ:
وَإِذَا دَجَتْ أقلامُه ثُمَّ انْتَحَتْ ... برقَت مصابيحُ الدُّجَى في كُتُبه
باللَّفْظ يَقْرُب فَهْمُهُ في بُعْدهِ ... منَّا وَيَبْعُدُ نَيْلُه في قُرْبه
حكم سَحَابتها خلالَ بَنَانه ... هطَالة قُلَيْبُها في قلبه
الرَّوْضُ مختلفٌ [1] بحُمْرة نُورِه ... وبياض زَهْرته وخُضْرة عُشْبه
وكأنّها- والسّمْعُ معقودٌ بها- شخصُ الحبيبِ بدا لعينِ مُحِبّه [2] وَقَالَ أَيْضًا:
أتاك الرّبيع الطَّلْقُ يختال ضاحكًا ... من الحُسْن حَتَّى كاد أن يتكلّما
وقد نبّه النُّورُوز في مجلس الدُّجى ... أوائل وردٍ كَانَ بالأمس نُوَّما
وَقَالَ في قصيدةٍ مدح بها المتوكّل:
لو أَنَّ مشتاقًا تكلَّف غير ما ... في وُسْعِه لَسَعى إِلَيْهِ المنبر [3]
فقال المستعين: لست أقبل من أحدٍ إِلا من قَالَ مثل هَذَا.
قَالَ أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بن يَحْيَى البلاذُرِيّ: فأنشدته لي:
ولو أَنَّ بُرْدَ المُصْطَفى إِذْ لبسْتُه ... يظنّ لظنّ الْبُرْدُ أنّك صاحبه
وَقَالَ- وقد أُعْطيته ولبِسْته- ... نعم، هذه أعطافه ومناكبه
قَالَ: فأجازني سبعة آلاف دينار [4] .
ونقل القاضي شمس الدين بن خلّكان [5] : كَانَ بحلب طاهر بن محمد الهاشميّ، محتشمٌ، خلّف لَهُ أَبُوه نحو مائة ألف دينار، فأنفقها عَلَى الشعراء والزُّوار في سبيل الله، فَقَصَدهُ البُحْتُريّ من العراق، فَلَمَّا وصل إلى حلب، قيل
__________
[1] في تاريخ بغداد: «كالروض مؤتلفا» .
[2] تاريخ بغداد 13/ 448.
[3] في وفيات الأعيان 6/ 24، 25 «لمشى إليك المنبر» .
[4] وفيات الأعيان 6/ 24.
[5] في وفيات الأعيان 6/ 26، 27.(21/325)
لَهُ: إِنَّهُ قعد في بيته لديُون رَكِبَتْه، فاغتمّ البحتريّ، وبعث بالمدّحة إِلَيْهِ مَعَ غلام. فَلَمَّا وقف عليها طاهرٌ بكى، ودعا بغلامٍ لَهُ فَقَالَ: بعْ داري.
فقال: أتبيعها وتبقى على رءوس النّاس؟
قال: لا بدّ من بيعها.
فباعها بثلاثمائة دينار، فبعث إلى البُحْتُريّ بمائة دينار، وهذه الأبيات:
لو يكون الحَبَاء حَسْبَ الذي أَنتَ ... لدينا بِهِ محلّ وأهْلُ
لَحُبِيتَ اللُّجَيْنَ والدُّر والياقوتَ ... حَبيًا [1] ، وَكَانَ ذاك يقلُ
والأديب الأريبُ يسمعُ بالعُذْر ... إِذَا قصّر الصّديق الْمُقِلُّ
فَلَمَّا وصلت إلى البُحْتُريّ ردّ الذَّهَب، وكتب إليه:
بأبي أَنْتَ للبرِّ أهلُ ... والمساعي بعدٌ وسَعْيُك قبلُ
والنَّوالُ القليل يكثُر إن شاء ... مُرَجيّك والكثير يقلُّ
غير أنّي رددت برَّك إِذْ كَانَ ... ربًا منك، والرّبا لا يحلُّ
وَإِذَا ما جزيتّ شعرًا بشعرٍ ... قُضي الحقٌّ، والدّنانيرُ فضلُ
قَالَ: فحل طاهر الصُّرة وزادها خمسين دينارًا، وحلف أَنَّهُ لا يردّها عَلَيْهِ.
فَلَمَّا وصلت إلى البُحْتُريّ أنشأ يَقُولُ:
شكرتك إنَّ الشُّكر للعبد نعمةٌ ... ومَن يَشْكُر المعروفَ فاللَّه زائدُهْ
لكلّ زمانٍ واحدٌ يُقْتَدى بِهِ ... وَهَذَا زمانٌ أَنْتَ لا شكّ واحدُهْ [2]
وَقِيلَ: إن أبا العلاء المَعَرّيّ سُئل: أيُّ الثلاثة أشعر: أَبُو تمّام، أم البُحْتُريّ، أم المتنبيّ؟
فَقَالَ: حكيمان، والشاعر البُحْتُريّ.
جمع الصُّوليّ شِعْرَ البُحْتُريّ ودوّنه عَلَى ترتيب الحروف. ودوّنه عَليّ بن حمزة عَلَى الأنواع.
وقد جمع البُحْتُريّ كتاب «الحماسة» كما فعل أَبُو تمام. وله كتاب «معاني الشعر» [3] .
__________
[1] في وفيات الأعيان 6/ 27 «حثوا» .
[2] في وفيات الأعيان 6/ 27.
[3] معجم الأدباء 19/ 25، وفيات الأعيان 6/ 28.(21/326)
وعاش ثمانين سنة، وانتقل في أواخر عُمره إلى الشَّام.
وَتُوُفِّي بمنبج، وَقِيلَ بحلب، سنة ثلاثٍ وثمانين، وَقِيلَ: سنة أربعٍ، وَقِيلَ: سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.
572- الوليد بن مروان الحمصيّ [1] .
عن: جنادة بن مروان.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ [2] .
573- الوليد بن مضاء.
أَبُو العَبَّاس المَوْصِليّ الخشّاب الأثطّ.
عن: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عَمَّار، وأبي كُرَيْب بن محمد الأَزْدِيّ، عن رجلٍ، عَنْهُ.
574- وُهَيْب بن عبد الله بن نصر [3] .
أَبُو بَكْر البَّغْدَادِيّ المُؤَدِّب.
سَمِعَ: عاصم بن عَليّ، والهَيْثَم بن خَالِد.
وَعَنْهُ: ابن قانع، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة سبْعٍ وثمانين.
وَرَوَى عَنْهُ ابن المنادي أَيْضًا، وَقَالَ: ثقة [4] .
__________
[1] انظر عن (الوليد بن مروان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 124.
[2] سمع منه بحمص سنة 278.
[3] انظر عن (وهيب بن عبد الله) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 125، وتاريخ بغداد 13/ 490، 491 رقم 7339.
[4] تاريخ بغداد 13/ 491.(21/327)
- حرف الياء-
575- يَحْيَى بن أيوب بن بادي [1] . [س] [2] .
أبو زكريّا العلّاف المصريّ.
عن: سَعِيد بن أبي مريم، وَأَحْمَد بن يزيد المكيّ، وعبد الغفّار بن داود الحَرَّاني، ويوسف بن عَدِيّ.
وَعَنْهُ: ن [3] .، وَمحمد بن جَعْفَر الحضْرميّ، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون.
توفي المحرم سنة تسع وثمانين [4] .
وكان أعور، شديد الأدمة، ثقة.
وفي «المحلى» لابن حزم بإسناد قَالَ: ثَنَا أَحْمَد بن خَالِد، ثَنَا يَحْيَى بن أيوّب العلّاف فقيه أهل مصر.
576- يَحْيَى بن زكريا بن حرب النَّيْسَابُوري.
عن: عمّه أَحْمَد بن حرب الزّاهد، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وعمرو بن زرارة.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن أيوب) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 48 و 3/ 86، 113، 155، 264، 265، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 138، ومسند الشاميين، له 1/ 48 رقم 42، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 374 رقم (3065) ، والإيمان لابن مندة، رقم الحديث 145، والمعجم المشتمل لابن عساكر 316 رقم 1134، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1488، والعبر 2/ 83، والكاشف 3/ 220 رقم 6245، وميزان الاعتدال 4/ 362 وسير أعلام النبلاء 13/ 453 رقم 223، ومرآة الجنان 2/ 217، وتهذيب التهذيب 11/ 185 رقم 313، وتقريب التهذيب 2/ 343 رقم 20، وخلاصة تذهيب التهذيب 421، وشذرات الذهب 2/ 202.
[2] زيادة من: المعجم المشتمل لابن عساكر.
[3] وقال: صالح. وفي موضع آخر قال: لا بأس به.
[4] يوم الثلاثاء لستّ بقين من المحرّم.(21/328)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو العَبَّاس السَّرَّاج، وَهُوَ في درجته.
تُوُفِّي سنة تسعين ومائتين.
577- يَحْيَى بن زكريا بن يزيد الدّقّاق [1] .
رَوَى عن: أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم المَوْصِليّ، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
578- يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه بن مَهْرَوَيْه القَرْمَطيّ [2] .
الزِّنْديق الخارجيّ. سمّى نفسه عَليّ بن عبد الله، وَقِيلَ: عَليّ بْن أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الله. وَكَانَ يُعرف بالشيخ. وبالمُبَرْقَع.
هلك سنة تسعين.
مرّت أخباره في الحوادث.
579- يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الصَّمَد بن شُعَيْب بن إِسْحَاق [3] .
أَبُو سَعِيد الدِّمَشْقِيّ.
حَدَّثَ بمصر عن: أَبِيهِ، ومحمود بن خَالِد السُّلَميّ.
وعنه: مكحول البيروتي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وأبو بشر الدولابي، وأبو القاسم الطبراني لكنه قَالَ فيه: يَحْيَى بن عبد الله.
قَالَ ابن عَدِيّ [4] : قَالَ ابن حَمَّاد: كَانَ يكذب [5] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن زكريا الدقاق) في:
تاريخ بغداد 14/ 224 رقم 7520.
[2] انظر عن (يحيى بن زكرويه) في:
تاريخ الطبري 10/ 95، 97، 99، 115، ومروج الذهب للمسعوديّ 3368، 3395، والتنبيه والإشراف 322، 323، والعيون والحدائق لمؤرّخ مجهول 4/ 108- 111، وتاريخ أخبار القرامطة لثابت بن سنان 18، 19، 24، 72، 74، 110، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 43 رقم 62، وتجارب الأمم 5/ 33- 37، والمختصر في أخبار البشر 2/ 60، والكامل في التاريخ 7/ 523، 726، والدّرّة المضيّة 71، 72، 74.
[3] انظر عن (يحيى بن عبد الرحمن) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 140 وفيه: يحيى بن عبد الله، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1628 في ترجمة أبيه: عبد الرحمن.
[4] في الكامل 4/ 628.
[5] قال ابن حمّاد: سمعت شعيب بن شعيب بن إسحاق يقول: عبد الرحمن بن عبد الصَّمَد بن شُعَيْب بن إسحاق يكذب، وما حمله على الكذب إلّا ابنه أبو سعيد يحيى بن عبد الرحمن بن(21/329)
وَقَالَ ابن يونس: تُوُفِّي سنة تسعين ومائتين.
580- يحيى بن عبدويه بن شبيب [1] .
أبو زكريا البَّغْدَادِيّ.
عن: أبي نُعَيْم [2] .
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
581- يَحْيَى بن عُثْمَان بن صالح بن صَفْوَان [3] .
أَبُو زكريا السَّهْميّ المِصْرِيّ.
عن: أبيه، وَيَحْيَى بن بُكَيْر، ونعيم بن حَمَّاد، وعبد الله بن صالح، وأَصْبَغ بن الفرج، وَإِسْحَاق بن بَكْر بن مُضر، وَسَعِيد بن أبي مريم، وأبي النَّضْر بن عبد الجبّار.
وَعَنْهُ: ق.، وعبد المؤمن بن خَلَف النَّسَفِيّ، وأبو جعفر محمد بن محمد بن حمزة البغدادي، وعلي بن محمد المصري، ومحمد بن جعفر بن كامل، وعلي بن الحسن بن قديد، وسليمان الطبراني، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم [4] : كتبت عنه [5] ، وتكلموا فيه.
__________
[ () ] عبد الصمد.
وقال ابن عديّ: ويحيى بن عبد الرحمن بن عبد الصمد، حدّثنا عنه ابن حمّاد، عن أبيه عبد الرحمن، عن جدّه شعيب بأحاديث مستقيمة.
[1] انظر عن (يحيى بن عبدويه) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 140.
[2] أي الفضل بن دكين.
[3] انظر عن (يحيى بن عثمان) في:
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9/ 175 رقم 721، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 137، وتاريخ جرجان للسهمي 398، والمعجم المشتمل لابن عساكر 320 رقم 1154، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1511، والمنتظم 5/ 161، رقم 302، والمغني في الضعفاء 2/ 740 رقم 7017، وميزان الاعتدال 4/ 396 رقم 9586، والكاشف 3/ 230، 231 رقم 6324، وسير أعلام النبلاء 13/ 354، 355 رقم 171، وتهذيب التهذيب 11/ 257، وتقريب التهذيب 2/ 257، وحسن المحاضرة 1/ 197، وخلاصة تذهيب التهذيب 426، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 576، 577 رقم 5.
[4] في الجرح والتعديل 9/ 157.
[5] وبعدها: وكتب عنه أبي.(21/330)
وقال ابن يونس: كان عالما بأخبار مصر وبموت العلماء، وحافظا للحديث. وحدَّث بما لم يوجد عند غيره [1] .
وَتُوُفِّي في ذي القِعْدَة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
582- يَحْيَى بن عُمَر بن يوسف [2] .
أَبُو زكريا الكِنَانيّ الأندلسيّ الفقيه المالكيّ.
قَالَ ابن الفَرَضيّ، رحل وَسَمِعَ بإفريقية من: سُحْنُون بن سَعِيد، وأبي زكريا الحُفْريّ، وعَوْن.
وبمصر من: يَحْيَى بن بُكَيْر، وابن رمح، وحرملة.
وسمع من: أبي مصعب، يعني بالمدينة، وانصرف إلى القَيْرُوَان فاستوطنها.
وَكَانَ فقيهًا حافظا للرأي، ثقة، ضابطًا لكُتُبه.
سَمِعَ منه من الأندلُسييّن: أَحْمَد بن خَالِد، وجماعة.
ومِن القَيْروانييّن ومَن اتّصل بهم جماعة.
وكانت الرّحلة إِلَيْهِ في وقته. وسكن سُوسَة في آخر عُمره، فمات بها في ذي الحجّة سنة تسعٍ وثمانين.
وَقَالَ الحُمَيْدِيّ [3] : سنة خمسٍ وثمانين. وَإِنَّهُ كَانَ من موالي بني أميّة.
وَإِنَّهُ رَوَى عَنْهُ: سَعِيد بن عُثْمَان العناقيّ [4] ، وإبراهيم بن نصر، وَمحمد بن مسرور، وقَمّود بن مُسْلِم القابِسيّ، وعبد الله بن محمد القِرْباط.
__________
[1] المنتظم 5/ 161.
[2] انظر عن (يحيى بن عمر) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 184، ورياض النفوس للمالكي 1/ 396- 406، وطبقات الفقهاء للشيرازي 163، وجذوة المقتبس للحميدي 377، 378، وبغية الملتمس للضبي 505، 506، وسير أعلام النبلاء 13/ 462، 463 رقم 229، ولسان الميزان 6/ 270- 272 رقم 950، ونفح الطيب 2/ 633، وقضاة قرطبة للخشني 184- 186، ومعالم الإيمان لابن ناجي الدباغ 2/ 156- 165، والديباج المذهب لابن فرحون 351- 353، ومعجم المؤلفين 13/ 721، والأعلام 9/ 200، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 149، 150 رقم 19.
[3] في جذوة المقتبس 377.
[4] يقال: العناقي، والأعناقي، نسبة إلى موضع يقال له: أعناق، وعناق. (انظر: نفح الطيب للمقّري 2/ 633) .(21/331)
583- يَحْيَى بن محمد بن غالب.
أَبُو زكريا النَّسَائِيُّ العابد.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وَقُتَيْبَة، ويزيد بن صالح الفرّاء، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ.
وَعَنْهُ: أَبُو حامد بن الشَّرْقِيّ، وَأَبُو بَكْر بن علي الرازي، وأبو عبد الله بن يَعْقُوب الأخرم، وَأَبُو الفضل محمد بن إِبْرَاهِيم.
حَدَّثَ في سنة ثمانٍ وثمانين.
584- يَحْيَى بن محمد بن ماهان.
أَبُو زكريا الكرابيسيّ الهَمَدَانيّ.
عن: أَحْمَد بن يونس، وسهل بن عُثْمَان.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن عُبَيْد، وعمر بن سهل الحَافِظ، وعمر بن أَحْمَد بن علّك، والقاسم بن صالح، وأحمد بن عُبَيْد.
قَالَ حسين بن صالح: ما رأيت من يحدّث للَّه إِلا أبا زُرْعَة، وَيَحْيَى بن عبد الله الكرابيسيّ.
585- يَحْيَى بن المختار بن منصور [1] .
أَبُو زكريا النَّيْسَابُوري نزيل بغداد.
رَوَى عن أَحْمَد بن حَنْبَل مسائل نافعة.
وعن: عيسى الرّمليّ.
وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
وَكَانَ صَدُوقًا [2] .
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
586- يحيى بن منصور [3] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن المختار) في:
تاريخ بغداد 14/ 224، 225 رقم 7521، وطبقات الحنابلة 1/ 407، 408 رقم 532، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 169، 170 رقم 314.
[2] قاله الخطيب في تاريخه 14/ 224، وقال الخلّال: شيخ ثقة.
[3] انظر عن (يحيى بن منصور الهروي) في:(21/332)
أبو سعد الهرويّ الحافظ. شيخ هَرَاة الطَّسْتِيّ.
رَوَى عن: حَيَّان بن موسى، وعَليَّ بن المَدِينِيّ، وأحمد بن حَنْبَل، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وَإسْمَاعِيل الخُطَبيّ.
قَالَ الخطيب [1] : كَانَ ثقة حافظًا [صالحًا] [2] زاهدًا.
تُوُفِّي بهَرَاة سنة سبْعٍ وثمانين.
قُلْتُ: الأصحّ موته سنة اثنتين وتسعين، وسيُعاد.
587- يَحْيَى بن نافع [3] .
أَبُو حبيب المِصْرِيّ.
عن: سَعِيد بن أبي مريم.
وَعَنْهُ: أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
588- يَحْيَى بن عَبْدَوَيْه بن شبيب [4] .
أَبُو زكريّا البَّغْدَادِيّ.
رَوَى عن: أبي نُعَيْم، وغيره.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
589- يَحْيَى بن محمد بن [أبي] بِشْر الدّقّاق [5] .
بغدادي صدوق.
عن: سُرَيْج بن يونس، وَعَمْرو النّاقد.
وعنه: أبو عمرو بن السّمّاك.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 14/ 225 رقم 7524 وهو: يحيى بن أبي نصر منصور بن الحسن بن منصور، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 26 رقم 31.
[1] في المصدر نفسه.
[2] زيادة من تاريخ الخطيب.
[3] انظر عن (يحيى بن نافع) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 138.
[4] تقدّمت ترجمته قبل قليل.
[5] انظر عن (يحيى بن محمد) في:
تاريخ بغداد 14/ 226 رقم 7526 وفيه كنيته: أبو القاسم. والزيادة منه.(21/333)
590- يَحْيَى بن يَعْقُوب بن مرداس المباركيّ [1] .
عن: سُوَيْد بن سَعِيد، وغيره.
وَعَنْهُ: إسْمَاعِيل الخُطَبيّ، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، والطَّبَرَانيّ [2] .
591- يزيد بن أَحْمَد [3] .
أبو عمر السّلميّ الفقيه الدّمشقيّ.
روى عن: أبي مُسْهِر، وأبي الجماهر الكَفَرْسُوسيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو الميمون بن راشد، وعَليَّ بن أبي العَقِب، وجماعة.
وَكَانَ فقيهًا بصيرًا بمذهب الكوفييّن.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
592- يزيد بن خَالِد [4] .
أَبُو مسعود الأَنْصَارِيّ الأصبهاني التّاجر الزّاهد.
سَمِعَ: أبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، وَإِبْرَاهِيم بن المنذر الحِزَاميّ، وزيد بن الحَسَن، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن محمود، وَأَبُو عَليّ الصّحّاف.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
593- يزيد بن خلدون بن جابر الخَوْلانيّ المَوْصِليّ.
عن: غسّان بن الربيع، وأبي هاشم محمود بن عَليّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: يزيد بن محمد بن في تاريخه وَقَالَ: مات سنة ثمانٍ وثمانين.
594- يزيد بن الهَيْثَم بن طهمان البغداديّ الدّقّاق [5] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن يعقوب) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 139.
[2] ببغداد.
[3] انظر عن (يزيد بن أحمد الدمشقيّ) في:
تاريخ جرجان للسهمي 493.
[4] انظر عن (يزيد بن خالد التاجر) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 344، 345.
[5] انظر عن (يزيد بن الهيثم) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 350، وتاريخ جرجان للسهمي 553، وتاريخ بغداد 14/ 349 رقم 7666، والمنتظم لابن الجوزي 7/ 175 رقم 323، والبداية والنهاية 11/ 78.(21/334)
أَبُو خَالِد البادا.
سَمِعَ: عاصم بن عَليّ، ويحيى بن معين، وعبيد الله بن عائشة.
وَعَنْهُ: مُكْرَم القاضي، وعثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وأبو سهل ابن زياد.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ثقة [1] .
قُلْتُ: والبادا بالفتح. ومن أولاده داود راوي كتاب «الأموال» .
أَحْمَد بن عَليّ بن الباداء فَكَانَ يَقُولُ إنّما جدّي البادي بالباء.
وَقَالَ سبب هذه التّسمية أَنَّهُ وُلد هُوَ وآخر تَوْمًا، وَكَانَ هُوَ الأول [2] ، فَقِيلَ لَهُ البادي.
تُوُفِّي يزيد في جُمَادَى الأولى سنة أربعٍ وثمانين.
595- الْيَسَعُ بنُ زيد بن سهل [3] الزَّيْنَبي [4] المكّيّ.
حَدَّث بمكة سنة اثنتين وثمانين.
عن: سُفْيَان بن عيينة وَهُوَ آخر من حَدَّثَ في الدُّنْيَا عَنْهُ.
وَعَنْهُ: عبد الله بن محمد بن موسى الكعبيّ النيسابوريّ، وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن يوسف الْجُرْجَانِيّ، وغيرهما.
وأتى بحديث مُنْكر عن سُفْيَان، عن حُمَيْد، عن أنس. أظنّه موضوعا،
__________
[1] تاريخ بغداد.
[2] المصدر نفسه.
[3] انظر عن (أليسع بن زيد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 453، والسابق واللاحق 227، وميزان الاعتدال 4/ 445 رقم 9785، والمغني في الضعفاء 2/ 756 رقم 7168، ولسان الميزان 6/ 298 رقم 1073 وفيه: اليسع بن سهل.
[4] في الأصل والمغني في الضعفاء: «الزينبيّ» . وفي لسان الميزان: «الرسي» !، وفي ميزان الاعتدال: «الزبيني» ، وكذلك نسبه السيد محمد بن مطر الزهراني في تحقيقه لكتاب السابق واللاحق للخطيب 227 في المتن، وقال في الحاشية رقم (2) : «الزبيني نسبة إلى زبينة بن أمية بن حرثان. قال الذهبي: روى عن ابن عيينة خبرا باطلا، ولم أر لأحد فيه كلام (كذا) وزعم أنه آخر من سمع من سفيان بن عيينة» .
ويقول خادم العلم، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : الصحيح أن نسبته «الزينبي» كما في: الإكمال لابن ماكولا 4/ 202، والأنساب لابن السمعاني 6/ 347، وليس «الزبيني» .(21/335)
رواه جماعة عن الكعبيّ، عَنْهُ. والكعبيّ فقد صحّح الحاكم سماعاته وقَالَ:
وَهَذَا الزَّيْنَبي لا يُعْتَمَد عَلَيْهِ.
وقد ذكره ابن ماكولا [1] وَأَنَّهُ يروي أَيْضًا عن هَوْذَة بن خليفة.
سُئل عَنْهُ أبو عبد الله الحاكم فَقَالَ: لا أعرفه بعدالة ولا بجَرْح.
596- يَعْقُوب بن أَحْمَد بن أسد السّامانيّ.
الأمير، متولي سَمَرْقَنْد.
مات سنة اثنتين وثمانين.
597- يَعْقُوب بن إِسْحَاق [2] بن [تحيّة] [3] الواسطيّ.
حَدَّثَ سنة ستٍّ وثمانين ببغداد.
عن: يزيد بن هَارُون.
رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر بن محمد بن الحَكَم.
وَهُوَ ضعيف [4] .
598- يَعْقُوب بن إِسْحَاق المِصْرِيّ.
أَبُو يوسف المَوّاز.
عن: يَحْيَى بن بُكَيْر.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
599- يَعْقُوب بن إسحاق الضّبّيّ المعروف بالبيهسيّ [5] .
__________
[1] في الإكمال 4/ 202.
[2] انظر عن (يعقوب بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 14/ 288، 289 رقم 7588، والإكمال لابن ماكولا 1/ 498، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 24 رقم 23، والمغني في الضعفاء 2/ 757 رقم 7179، وميزان الاعتدال 4/ 448 رقم 9801، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 112، والبداية والنهاية 11/ 82، ولسان الميزان 6/ 303 رقم 1087.
[3] في الأصل بياض استدركته من: تاريخ بغداد والمنتظم. وكذا ضبطه في: تبصير المنتبه. ووقع في: البداية والنهاية: «نخبة» ، وفي: لسان الميزان: «نجية» .
[4] وقال أبو القاسم بكر بن أحمد بن محمد بن كثير بن صالح النسّاج البغدادي بواسط: عمّر أبو يوسف يعقوب بن تحية مائة واثنتي عشرة سنة، وحدّث بأربعة أحاديث، حفظت أنا ثلاثة ونسيت الواحد، وما حدّث غيرها.
[5] انظر عن (يعقوب بن إسحاق البيهسي) في:(21/336)
عن: عَفَّان بن مُسْلِم، وأبي الوليد.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القَطَّان، وَجَعْفَر بن الحكم.
تُوُفِّي سنة تسعين.
وَهُوَ ضعيف [1] .
600- يَعْقُوب بن إِسْحَاق البَّغْدَادِيّ المُخَرّميّ [2] .
عن: مُسْلِم بن إِبْرَاهِيم، وَيَحْيَى بن زُهير.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
601- يَعْقُوب بن إِسْحَاق البَصْرِيّ العطّار.
عن: عَمْرو بن مرزوق، وهشام بن عَمَّار، وجماعة.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بن محمد بن صالح القنْطريّ، وعمر بن عَليّ العَتَكيّ، وغيرهما.
602- يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن أبي إسرائيل المَرْوَزِيّ ثُمَّ البَّغْدَادِيّ [3] .
عن: أَبِيهِ، وداود بن رُشَيْد.
وَعَنْهُ: عبد الصَّمَد الطَّسْتِيّ، والطَّبَرَانيّ.
قَالَ الدّار الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ. [4] .
603- يَعْقُوب بن محمد اللّخميّ البغداديّ [5] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 14/ 290، 291 رقم 7590، والمغني في الضعفاء 2/ 757 رقم 7180، وميزان الاعتدال 4/ 449 رقم 9803، ولسان الميزان 6/ 303 رقم 1089.
[1] ضعّفه الدارقطنيّ. (تاريخ بغداد) وقال ابن المنادي: كان في ربضنا ثم انتقل إلى المخرم ثم خرج إلى البصرة فتوفي بها سنة تسعين. كتبنا عنه في حياة جدّي، ثم ظهر لنا من انبساطه في تصريح الكذب ما أوجب التحذير عنه، وذلك بعد معاتبة وتوقيف متواتر. فرمينا كل ما كتبنا عنه، نحن وعدّة من أهل الحديث.
[2] انظر عن (يعقوب بن إسحاق المخرمي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 130.
[3] انظر عن (يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 130، وتاريخ بغداد 14/ 291 رقم 7591 وهو: يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن كامجر، أبو يوسف المعروف والده بإسحاق بن أبي إسرائيل.
[4] تاريخ بغداد.
[5] انظر عن (يعقوب بن محمد اللخمي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 132.(21/337)
عن: وَهْب بن بقيّة.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
604- يَعْقُوب بن يوسف بن يعقوب بن عبد الله.
أَبُو يوسف الأخرم الشَّيْبَانِيّ النَّيْسَابُوري. والد الحَافِظ أبي عبد الله.
سَمِعَ: قُتَيْبَة بن سَعِيد، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وَسُوَيْد بن سَعِيد، وعبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، وهشام بن عَمَّار، وَمحمد بن وَهْب بن أبي كريمة الحَرَّاني، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابنه، وَأَبُو حامد بن الشَّرْقِيّ، وعَليَّ بن جُمشْاد، وَمحمد بن صالح بن هانئ، وَأَبُو النَّضْر محمد بن الفقيه، وآخرون.
وَكَانَ لبيبًا نبيلًا فقيهًا، كثير العلم.
تُوُفِّي في شَعْبان سنة سبْعٍ وثمانين.
605- يَعْقُوب بن يوسف [1] .
أَبُو بَكْر المطَّوّعيّ.
عن: أَحْمَد بن حَنْبَل، وعَليَّ بن المَدِينِيّ، وأبي بَكْر الشَّافِعِيّ، وعمر بن مُسْلِم، وجماعة.
وَكَانَ ثقة منصفًا [2] .
تُوُفِّي سنة سبعٍ أَيْضًا.
606- يَعْقُوب بن يوسف القَزْوِينِيّ [3] .
ويُعرف بأخي حسنكا. ذكره الخليليّ في شيوخ أبي الحسن القطّان، وقال: ثقة.
__________
[1] انظر عن (يعقوب بن يوسف المطّوعي) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 57 وفيه (الطوعي) ، وتاريخ بغداد 14/ 289، 290 رقم 7589، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 26، 27 رقم 32، وطبقات الحنابلة 1/ 417 رقم 545، والبداية والنهاية 11/ 84.
[2] قال الدارقطنيّ: ثقة فاضل مأمون.
[3] ترجمته في القسم الضائع من آخر كتاب «التدوين في أخبار قزوين» للرافعي، حيث ينقص معظم تراجم حرف الياء.(21/338)
سَمِعَ: الْقَاسِم بن الحَكَم العُرَنيّ، وَمحمد بن سَعِيد بن سابق.
مات سنة إحدى وثمانين.
607- يوسف بن يَحْيَى [1] .
الإمام أَبُو عَمْرو الأَزْدِيّ القُرْطُبيّ المعروف بالمغامِيّ [2] ، الفقيه المالكيّ.
وقد ساق بعضهم نسبه فقال: يوسف بن يحيى بن منصور ابن الشيخ الأزديّ الدَّوسيّ. ثُمَّ الدَّوْسيّ من ولد أبي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه.
قال ابن الفَرَضيّ [3] : سَمِعَ من: يَحْيَى بن يَحْيَى، وَسَعِيد بن حسّان.
وَرَوَى عن: عبد الملك بن حبيب مصنَّفاته.
ورحل فسمع بمصر من: يوسف بن يزيد القَرَاطيسيّ.
وبمكّة من: عَليّ بن عبد العزيز، وبضعًا من أبي يَعْقُوب الدَّبَرِيّ.
وانصرف إلى الأندلس.
وَكَانَ حافظًا للفقه، نبيلًا فيه، فصيحًا بصيرًا بالعربية.
ثُمَّ رحل إلى مصر فسكنها، وَرَوَى بها «الواضحة» لابن حبيب، وعظُم قَدْرُه هناك.
وَرَوَى تميم بن محمد القَيْرَوَانِيّ، عن أبيه قَالَ: كَانَ أَبُو عَمْرو المَغَامي ثقة إمامًا، جامعًا لفنون العِلم، عالمًا بالأدب عن مالك ومذاهب الحجازيّين، فقيه البدن، عاقلا وقورا، قَلَّ ما رأيت مثله في عقله وأدبه وخُلُقه.
رحل في الحديث، وَهُوَ شيخ رأيته. وقد جاءته كُتُب كثيرة، نحو المائة كتاب، من أهل مصر، بعضهم يسأله الإجازة، وبعضهم يسأله في كتابه الرّجوع
__________
[1] انظر عن (يوسف بن يحيى القرطبي) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 201، 202، وطبقات الفقهاء للشيرازي 162، وجذوة المقتبس للحميدي 373، وبغية الملتمس للضبي 496، 497، ومعجم البلدان (مادّة: مغام) ، واللباب لابن الأثير 3/ 240، والعبر 2/ 81، وسير أعلام النبلاء 13/ 336- 338 رقم 155، ودول الإسلام 1/ 174، وبغية الوعاة للسيوطي 2/ 363، 364، ونفح الطيب 2/ 520، 521، وشذرات الذهب 2/ 198.
[2] المغامي: بفتح الميم، نسبة إلى مغام: بلد بالأندلس. ويجوز ضمّ الميم، كما في: اللباب، وتاج العروس للزبيدي.
[3] في تاريخ علماء الأندلس 2/ 201.(21/339)
إليهم. سألته عن مولده فأبى أن يُخْبرني. وَتُوُفِّي عندنا بالقَيْروان في سنة ثمانٍ وثمانين، وصليّنا عَلَيْهِ بباب سَلْم.
قُلْتُ: صنَّف أَبُو عَمْرو في الرّدّ عَلَى الشَّافِعِيّ عشرة أجزاء، وصنَّف كتاب «فضائل مالك» ، وقد رجع من مصر في آخر عُمره، فأدركه أجَلُه بالقَيْروان.
وقد تفقّه بِهِ خلْق منهم: سَعِيْد بن فحلون، وَمحمد بن فُطَيْس.
وَقِيلَ: مات سنة ثلاثٍ وثمانين، وَقِيلَ: سنة خمس وثمانين ذكرهما الحميديّ [1] ، وَقَالَ: كنيته أَبُو عُمر، ومُقامُه قرية من أعمال طُلَيْطِلَة.
608- يوسف بن يزيد بن كامل بن حكيم [2] .
مولى عبد العزيز بن مروان بن الحَكَم، أَبُو يزيد القَراطيسيّ المِصْرِيّ.
سَمِعَ: أسد بن موسى السنة، وعبد الله بن صالح كاتب اللَّيْث، وسعد بن أبي مريم، وحَجَّاج بن إِبْرَاهِيم الأزرق، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: عبد الله بن جَعْفَر بن الورد، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانيّ [3] ، وعَليَّ بن محمد المِصْرِيّ، وآخرون.
وَقِيلَ: إنَّ النَّسَائِيَّ رَوَى عَنْهُ.
تُوُفِّي في ربيع الأول سنة سبعٍ وثمانين عن مائة سنة.
وثّقه ابن يونس وَقَالَ: قد رأى الشَّافِعِيّ.
وَقَالَ أَحْمَد بن خَالِد الجبَّاب: الحَافِظ أَبُو يزيد القَرَاطيسيّ من أوثق النَّاس، لم أر مثله، ولا لقيت أحدًا إِلا وقد مُسَّ أَوْ تُكلِّمَ فيه، إِلا هُوَ، وَيَحْيَى بن أيّوب العلّاف. ورفع من شأن القراطيسيّ [4] .
__________
[1] في جذوة المقتبس 373.
[2] انظر عن (يوسف بن يزيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 133، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 116، والمنتظم 6/ 27، رقم 33، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1563، وسير أعلام النبلاء 13/ 455، 456 رقم 335، وتذكرة الحفاظ 2/ 680، والعبر 2/ 84، وتهذيب التهذيب 11/ 429، وخلاصة تذهيب التهذيب 440، وشذرات الذهب 2/ 202.
[3] سمع منه سنة 285.
[4] سير أعلام النبلاء 13/ 455.(21/340)
الكنى
- أَبُو سَعِيد الْخراز.
وَهُوَ أَحْمَد بن عيسى. تقدَّم ذكره.
- أَبُو حمزة الزّاهد العارف.
محمد بن إِبْرَاهِيم. قد ذُكِر.
609- أَبُو العَبَّاس السَّرْخَسِيّ [1] .
واسمه أَحْمَد بن الطّيّب عَلَى الصّحيح.
وَقَالَ محمد بن إِسْحَاق النّديم [2] : وجدّه اسمه: أَحْمَد بن محمد بن مروان السَّرْخَسِيّ النّديم.
وقال: كان متفنّنا في علومٍ كثيرة من علوم القُدماء والعرب، حَسَن المعرفة، جيّد القريحة، بليغ اللسان، مليح التَّصنيف. كَانَ معلّمًا للمعتضد، ثُمَّ نادَمَه وخُصّ بِهِ، وَكَانَ يفضي إِلَيْهِ بسرّه ويستشيره، وَلَهُ مصنّفات في الفلسفة.
وَقَالَ ابن النَّجَّار: وَكَانَ يعرف أيضا بابن الفرائقيّ [3] . وَكَانَ تلميذًا ليعقوب بن إِسْحَاق الكِنْدِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بن إِسْحَاق قَالَ: كانت الفلاسفة تنكر النّظر في المرآة
__________
[1] انظر عن (أبي العباس السرخسي) في:
مروج الذهب 268، 277، 297، 298، 503، 730، 731، 1328، 3316، والفهرست لابن النديم 1/ 171، الفنّ 1، ومعجم الأدباء 3/ 98- 102، وأخبار الحكماء للقفطي 77، وعيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 1/ 214، 215، وسير أعلام النبلاء 13/ 448، 449 رقم 221، والوافي بالوفيات 7/ 5- 8، رقم 2947، ولسان الميزان 1/ 189- 192.
[2] في الفهرست.
[3] معجم الأدباء 9/ 98.(21/341)
تطيُّرًا من طلعة المَشِيب، ويزعمون أَنَّهُ يُورِث البَصَر خوارًا، والجسْمَ ضُمُورًا.
ثُمَّ إنَّ المُعْتَضِد قتل السَّرْخَسِيّ لفلسفته وسُوء اعتقاده.
قَالَ المَرْزُباني: نا عَليّ بن هَارُون بن عَليّ بن يَحْيَى المنجِّم: أَخْبَرَنِي عُبَيْد الله بن أَحْمَد بن أبي طاهر: حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَد يَحْيَى بن عَليّ النّديم قَالَ:
حضرت أَحْمَد بن الطَّيّب وَهُوَ يَقُولُ للمعتضد: قد بعتُ دفاتري التي في النُّجُوم والفلسفة والكلام والشِّعر، وتركت ما فيها من الحديث، وما همّي في هَذَا الوقت إِلا الفِقْه والحديث. فَلَمَّا خرج قَالَ المُعْتَضِد: أنا أعلم أَنَّهُ زِنْديق، وَأَنَّ هَذَا الذي فعله كله رِياء.
فَلَمَّا خرجت قُلْتُ فيه:
يا من يُصَلّي رياءً ... ويُظْهرُ الصَّوم [1] سُمْعَه
قد كنت عطّلت دَهْرًا ... فكيف أسلمتَ دُفْعه؟
قل لي: أَبَعْد اتّباع ... الكِنْدِيّ تَعْمُرُ رَبْعَه
وليس يعبد ربًا ... ولا يدين بشرعه
إنْ قُلْتَ: قد تبتُ ... فالشَّيْخ لا يفارق طَبْعَه
أظْهَرْتَ تَقْوًى وَنُسُكًا ... هيهات [2] في الأمر صَنْعَه [3] .
رَوَى عَليّ التنوخيّ، عن أَبِيهِ، أَنَّ المعتضد أسرَّ إلى أَحْمَد بن الطّيّب أَنَّهُ قابضٌ عَلَى وزيره عُبَيْد الله بن سليمان، فأفشى ذَلِكَ إليه، فقبض المُعْتَضِد عَلَى أَحْمَد.
قَالَ: وَقِيلَ بل دعا المُعْتَضِد إلى مذهب الفلاسفة، فاستحلّ دَمَه، فأرسل إِلَيْهِ يَقُولُ: أَنْتَ عرَّفْتنا أن الحكماء قَالُوا: لا يجب للملك أن يغضب، فَإِذَا غضب فلا يجب لَهُ أن يرضى، ولولا ذَلِكَ أطلقتك لسالف خدمتك، فاخْتَرْ أيَّ قِتْلَةٍ أقتُلُك، فاختار أن يُطعم اللَّحْم الملَبَّب، وأن يُسقى الخمر حَتَّى يسكر، ويُفْصد في يديه حَتَّى يموت، ففعل بِهِ ذَلِكَ. وظنّ أَحْمَد أَنَّ دمه إِذَا فرغ يموت في الحال بغير ألم، فانعكس ظنُّه، فَفُصِدَ وبذل جميع دمه، وبقيت فيه حياة،
__________
[1] في الوافي بالوفيات: «ويظهر الدّين» .
[2] في الوافي: «أيهات» .
[3] في الوافي بالوفيات 7/ 7، 8 زيادة.(21/342)
فلم يَمُت. وَغَلَبَتْ عَلَيْهِ الصَّفْراء، فصار كالمجنون، ينطح برأسه الحيطان، ويصيح لفرط الآلام، ويَعْدو ساعاتٍ كثيرة إلى أن مات.
ذكر أَبُو الحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن القوّاس فِي «تاريخه» أَنَّ المُعْتَضِد غضب عَلَى أَحْمَد بن الطّيّب في سنة ثلاثٍ وثمانين، وضربه مائة سوْط، وسجنه، وَأُهْلِكَ في المحرّم أَوْ صَفَر سنة ستٍّ وثمانين.
610- أَبُو جَعْفَر بن الكرنبيّ الزّاهد [1] .
من كبار صوفيّة بغداد.
قَالَ الخطيب: تأدَّب بِهِ خلق.
حكى عَنْهُ: الْجُنَيْد، وغيره.
وَقَالَ صاحبه أَبُو الحَسَن بن الحُبَاب: أوصى الشَّيْخ لي بمُرَقَّعَتِه، فوزَنْتُ فَرْدَ كُمٍّ منها، فَكَانَ أحد عشر رِطْلًا [2] .
611- أَبُو حمزة الخُرَاسَانِيّ الزّاهد [3] .
شيخ الصوفيّة، مِن أقران الْجُنَيْد.
ذكره السّلميّ وَقَالَ: أظنّ أن أصله [من] زَوْزَجان [4] . وَقِيلَ: كَانَ نَيْسَابُوريًا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ محمد بن الحَسَن المخرميّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابن المالكيّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو حمزة الخُرَاسَانِيّ: حججتُ، فبينا أنا أمشي وقعتُ في بئر، فقلتُ: لي الله، لا أستغيث إِلا باللَّه، فمرّ رجلان فقالا: نسدّ هَذَا البئر في هذه الطريق. فأتوا بقَصَب وبارِيةَ [5] ، فهممت أن أَصيح فَقُلْتُ: إلى من هو أقرب إليك منهما. وسكنت.
__________
[1] انظر عن (أبي جعفر بن الكرنبي) في:
تاريخ بغداد 14/ 413- 415 رقم 7749.
[2] تاريخ بغداد 14/ 414.
[3] انظر عن (أبي حمزة الخراساني) في:
طبقات الصوفية للسلمي 326- 328 رقم 18، والرسالة القشيرية 33، والكامل في التاريخ 7/ 522 وفيه: أبو حمزة بن محمد بن إبراهيم الصوفي، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 155، 156 رقم 40، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 185- 187، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 120، ودائرة معارف البستاني 2/ 115.
[4] قوله هذا ليس في: طبقات الصوفية. وفي نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «أصله زوزجاني» .
[5] البارية: الحصير.(21/343)
قَالَ: فَإِذَا بشيء قد جاء فكشف البئر، ودلَّى برِجْله في البئر، وكأنه يَقُولُ في هَمْهَمَته: تعلّق بي.
فتعلّقت بِهِ، فأخرجني، فَإِذَا بِهِ سَبْعٌ، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة أليس ذا أحسن؟ نجَّيناك من التَّلف بالتَّلَف.
تُوُفِّي أَبُو حمزة سنة تسعين ومائتين.
قُلْتُ: مرّ مثل هذه الحكاية في ترجمة أبي حمزة البَّغْدَادِيّ، والله أعلم أيّ الرَّجُلَين صاحبها.
612- أبو عبد الله الخلنْجيّ البَّغْدَادِيّ [1] .
أحد مشايخ الصُّوفية، وأولي المعاملات.
رَوَى عن: لوين، وغيره.
أخذ عنه: أبو سعيد بن الأعرابي.
وله كلام في الرّياضات وعيوب النفس [2] .
613- أبو يعقوب الزيات [3] .
أحد زهاد بغداد وفقهائها.
ذكره الخطيب مختصرا فقال: حكى عنه الجنيد.
آخر هذه الطبقة والحمد للَّه رب العالمين ويليه الطبقة الثلاثون (291- 300 هـ)
__________
[1] انظر عن (أبي عبد الله الخلنجي) في:
تاريخ بغداد 14/ 404، 405 رقم 7726.
[2] قال السلمي: كان عالما اتخذ حلقة في جامع المدينة يتكلم في الرياضات، وعيوب النفس، وآفات الأعمال، لا يتجاوز ذلك، فإذا سئل عن شيء فوق ذلك لا يجيب.
وقال أحمد بن محمد الزيادي: لم أر في الصوفية أعقل من جنيد بن محمد القواريري، ولا أفقه من الثوري، ولا أشدّ فقرا من ابن الخلنجي، لعلّي ما رأيت معه قطعة قط.
[3] انظر عن (أبي يعقوب الزيات) في:
تاريخ بغداد 14/ 408 رقم 7737.(21/344)
(بعون الله وتوفيقه، انتهى تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام» للحافظ للذهبي، على يد الفقير إليه تعالى، خادم العلم وطالبه الحاج الدكتور أبي غازي عمر عبد السلام تدمري، الطرابلسي مولدا وموطنا. أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية- بفرعي طرابلس وبيروت- ووافق إنجاز تحقيقه، وضبط نصّه، وتخريج أحاديثه، والإحالة إلى مصادره وتوثيقه، عند أصيل يوم السبت سلخ ذي الحجة من سنة 1410 هـ. الموافق للحادي والعشرين من شهر تموز (يوليو) 1990 م. وذلك بمنزله بساحة النجمة بمدينة طرابلس الشام، حرسها الله، والحمد للَّه رب العالمين) .(21/345)
[المجلد الثاني والعشرون (سنة 291- 300) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة الثلاثون
سنة إحدى وتسعين ومائتين
تُوفّي فيها: أبو العباس ثَعلب، وعبد الرحمن بن محمد بن سَلْم الرّازي، وقُنْبُل المقرئ، ومحمد بن أحمد بن عبد الله العُبَيْديّ، ومحمد بن أحمد بن النضر ابن بنت معاوية، ومحمد بن إبراهيم البُوشنجيّ الفقيه، ومحمد بن علي الصّائغ المكّيّ، وهارون بن موسى الأخفش المقرئ.
[مقتل الحسين بن زكرويه]
وفيها قُتِل الحسين بن زَكرَوَيْه المدَّعي أنّه أحمد بن عبد الله صاحب الشّامة [1] .
[زواج ابن المكتفي]
وفيها زوّج المكتفي ولَدَه أبا أحمد بابنة الوزير عبيد الله، وخطب أبو عمر
__________
[1] انظر عن قتل ابن زكرويه في:
تاريخ الطبري 10/ 114، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 323، وتاريخ أخبار القرامطة لثابت بن سنان 25 و 90، والعيون والحدائق لمجهول ج 4 ق 1/ 189، وتاريخ حلب للعظيميّ 274، والمنتظم 6/ 43، والكامل لابن الأثير 7/ 530، 531، وتاريخ ابن الوردي 1/ 247، والبداية والنهاية 11/ 97، وتاريخ الخميس 2/ 385، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 270، والنجوم الزاهرة 3/ 131، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 377.(22/5)
القاضي، وخلع القاسم أربعمائة خَلْعة. وكان الصَّدَاق مائة ألف دينار [1] .
[خروج الترك إلى بلاد المسلمين] .
وفيها خرجت الترْك إلى بلاد المسلمين في جيوشٍ عظيمة، يقال: كان معهم سبعمائة خركاه [2] ، ولا يكون الخركاه إلّا الأمير. فنادى إسماعيل بن أحمد في خُراسان، وسِجِسْتان، وطَبَرِستان، بالنّفير، وجهّز جيشه، فوافوا الترْكَ على عِدَّةٍ سَحَرًا، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وانهزم من بقي. وغنِم المسلمون، وعادوا منصورين [3] .
[وصول الروم إلى الحَدَث]
وفيها بعث صاحب الرُّوم جيشًا مبلغه مائة ألف، فوصلوا إلى الحَدَث [4] ، فنهبوا وسَبَوْا وأحرقوا [5] .
[غزوة غُلام زُرَافة]
وفيها غزا غُلام زُرافة [6] من طَرَسُوس إلى الرّوم، فوصل إلى،
__________
[1] خبر زواج ابن المكتفي في:
تاريخ الطبري 10/ 115، والنجوم الزاهرة 3/ 131.
[2] خركاه: بكسر الخاء المعجمة، وسكون الراء، فارسية، بمعنى القبّة أو الخيمة.
[3] انظر تفاصيل هذا الخبر في: تاريخ الطبري 10/ 116، والمنتظم 6/ 43، 44، والكامل في التاريخ 7/ 533، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 154، والعبر للذهبي 2/ 87، ودول الإسلام 1/ 175، والبداية والنهاية 11/ 98، والنجوم الزاهرة 3/ 131، 132.
[4] الحدث: بالتحريك. مدينة صغيرة من ثغور الشام. وهي ثغر في نحر العدوّ، بينها وبين أنطاكية 78 ميلا. (الخراج لقدامة 216) .
[5] الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 116، وتاريخ حلب للعظيميّ 274، والمنتظم 6/ 44، والكامل في التاريخ 7/ 533، وتاريخ مختصر الدول 154، والعبر 2/ 87، ودول الإسلام 1/ 176، والبداية والنهاية 11/ 98، وتاريخ ابن خلدون 3/ 357، والنجوم الزاهرة 3/ 132.
[6] غلام زرافة، هو أمير البحر المسلم «ليو الطرابلسيّ «Loeoftripoli أصله يونانيّ، اعتنق الإسلام، ونسب إلى طرابلس الشام حيث تولّى إمرتها، وقد التقى به المسعودي في رحلته ببحر الشام وقال إنه صاحب طرابلس بعد سنة 300 هـ. وقد ورد اسمه معرّبا: «لاوي» و «لاو» و «لاون» و «لاوي الطرابلسي» و «لاوي الزّرافيّ» ، ويكنّى أبا الحرث أو أبا الحرب. وهو «رشيق(22/6)
أَنْطَالية [1] ، قريبًا من قسطنطينية، فنازلها إلى أن فتحها عَنْوَةً، وقتل نحوًا من خمسة آلاف، وأسر أضعافهم، واستنقذ مِن الأسر أربعة آلاف مسلم، وغنم مِن الأموال ما لا يُحْصَى، بحيث أنّه أصاب سهمُ الفارس ألفَ دينار [2] .
[مسير محمد بن سليمان إلى الرملة]
وفيها جهّز المكتفي محمد بن سليمان في جيشٍ، فسار إلى دمشق، وكان بها بدْر الحَمّاميّ، فتلقّاه فقلّده دمشق، وسار محمد إلى الرَّمْلَةِ [3] .
__________
[ () ] الوردامي» كما يسمّيه «الكندي» في «ولاة مصر» . وقيل له: «غلام زرافة» لأنه كان مملوكا لزرافة حاجب المتوكّل العباسي. (انظر عنه وعن أفراد أسرته في كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- ج 1/ 207- 215، وكتابنا: دراسات في تاريخ الساحل الشامي- لبنان من قيام الدولة العباسية حتى سقوط الدولة الإخشيدية- الجزء الثاني» .
[1] في الأصل «أنطاكية» (بالكاف) وهو غلط، لأنّ «أنطاكية» كانت بيد المسلمين في ذلك الوقت، والصحيح «أنطالية» (باللام) وهي ميناء «أتاليا» أو «أضاليا» بمقاطعة «بامفيليا» أو «أضاليا» بمقاطعة «بامفيليا» على الساحل الجنوبي لآسية الصغرى. (انظر تاريخ الطبري 10/ 117، الكامل في التاريخ لابن الأثير 7/ 533، وتاريخ الخلفاء القائمين بأمر الله للسيوطي 151) وهي: «أنطالية» بالعربية، و «أتّاليا Attaleia «بالإنكليزية، و «ستاليا Satalia «باليونانية، و «أضالية» بالتركية. تقع على خليج يسمّى باسمها وتقوم على صخرة وعرة ترتفع عن سطح البحر، وهي شبيهة بحدوة الفرس.
تحيط بها أسوار ثلاثة، بعضها وراء بعض، بناها الرومان. (دائرة المعارف الإسلامية- مادّة:
أنطالية) .
وممّن أخطأ في تسميتها بأنطاكيّة (بالكاف) : المسالك والممالك للإصطخري 50، وتاريخ حلب للعظيميّ 274، والعبر في خبر من غبر 2/ 87، والبداية والنهاية 11/ 98، ومشارع الأشواق إلى مصارع الأشواق لابن النحاس 2/ 930، 931، والنجوم الزاهرة 3/ 132 وفيه نبّه محقّقه بالحاشية إلى هذا الخطأ، ومرآة الجنان 2/ 218.
[2] غزوة «غلام زرافة» هذه لم تقتصر على مدينة «أنطالية» ، بل تعدّتها إلى مدينة «سالونيكا» باليونان، ثانية مدن الإمبراطورية البيزنطية حجما وسكانا. (انظر عن هذه الغزوة الكبرى في كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ- ج 1/ 215- 238، وكتابنا: دراسات في تاريخ الساحل الشامي ج 2 «لبنان من قيام الدولة العباسية حتى سقوط الدولة الإخشيدية، وتاريخ البيزنطيين لفنلاي CH.IS 2. -A.D.886 -912 -P.P.317 -331 ryoftheByzantine -GeorgeFinlay -FromDccxviMlvll -Book 11 -ومواقف حاسمة في تاريخ الإسلام، لمحمد عبد الله عنان- الطبعة الرابعة- ص 93) .
وقد تتبّعت في كتابيّ: تاريخ طرابلس، ودراسات في الساحل الشامي، جميع المصادر والمراجع التي تناولت هذه الغزوة، من عربية وأجنبية.
[3] انظر: تاريخ الطبري 10/ 115، 116.(22/7)
[ذكر ما فعله صاحب الشامة ببلاد الشام]
وكان الحسين بن زَكْرَوَيْه صاحب الشّامة قد قويت شوكته، وعَظُمَت أذِيّتُه، فصالحه أهل دمشق على أموال، فانصرف عنها إلى حمص، فمَلَكَها وآمن أهلَها، وتسمّى بالمهديّ. وسار إلى المعرَّة، وحماة، فقتل وسبى النساء، وجاء إلى بَعْلَبَكّ، فقتل عامَّةَ أهلها، وسار إلى سَلَمْيَة، فدخلها بعد مُمَانَعَة، وقَتَلَ مَن بها مِن بني هاشم، وقتل الصّبْيان والدّوابّ، حتّى ما خرج منها وبها عين تَطْرُف [1] .
[هزيمة صاحب الشّامة وقتله]
ثم إنّ محمد بن سليمان الكاتب- لما سيّره المكتفي- التقى هو وهذا الكلب بقرب حمص، فهزمهم محمد، وأسر منهم خلقًا. وركب صاحب الشامة وابن عمّه المدّثّر وغلامه، واخترق البِّريَّة نحو الكوفة، فمرُّوا على الفُرات بدالِيَّة ابن طوق [2] ، فأنكروا زِيَّهم، فتهدّدهم والي ذلك الموضع، فاعترف أنّ صاحب الشّامة خلْف تِلْكَ الرابية، فجاء الوالي فأخذهم، وحملهم إلى المكتفي بالرَّقَّة.
ثمّ أُدْخُلُوا إلى بغداد بين يديه، فعذبَّهم، وقطع أيديهم، ثمّ أحرقهم [3] ، وللَّه الحمد.
__________
[1] انظر هذا الخبر في حوادث سنة 290 هـ. في:
تاريخ الطبري 10/ 100، وتاريخ أخبار القرامطة 20، 21، والكامل في التاريخ 7/ 523، 524، وكنز الدرر (الدرّة المضية) 72، ودول الإسلام 1/ 176 (حوادث 291 هـ.) ، ومرآة الجنان 2/ 218، وتاريخ الخميس 2/ 385.
[2] داليّة ابن طوق: مدينة صغيرة على شاطئ الفرات في غربيّه بين عانة والرحبة (رحبة مالك بن طوق) .
[3] انظر تفاصل هذا الخبر فيه:
تاريخ الطبري 10/ 108- 114، تاريخ أخبار القرامطة 22- 25، كنز الدرر (الدرّة المضيّة) 73- 75، العبر 2/ 87، 88. دول الإسلام 1/ 176، مرآة الجنان 2/ 218، وتاريخ الخميس 2/ 385.(22/8)
سنة اثنتين وتسعين ومائتين
تُوُفّي فيها: أحمد بن الحَسَن المصريّ الأيْليّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ بن سعيد قاضي حمص، وأحمد بن عَمْرو أبو بكر البزّار، وأبو مسلم الكَجّيّ، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأسلم بن سهل الواسطيّ بَحْشَل، وأبو حامد القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز، وعليّ بن محمد بن عيسى الجكانيّ، وعليّ بن جبلة الأصبهاني.
[عودة مصر إلى العباسيّين]
وفي صَفَر سار محمد بن سليمان إلى مصر، لحرب صاحبها هارون بن خُمَارَوَيْه فجرت بينهما وقعات، ثمّ وقع بين أصحاب هارون اختلاف، فاقتتلوا، فخرج هارون ليُسَكِّنَهم، فرماه بعضُ المغاربة بسهمٍ قتله، وهربوا، فدخل محمد بن سليمان مصر، واحتوى على خزائن آل طولون، وقيَّد منهم بضعة عشر نفْسًا، وحبسهم. وكتب بالفتح إلى المكتفي [1] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 118، 119، وتفاصيله في: ولاة مصر للكندي 268، 269، والولاة والقضاة، له 245- 247 وقد أسهم بإسقاط الدولة الطولونية بمصر: «دميان الصوري» ، و «ليو الطرابلسي» المعروف برشيق الوردامي غلام زرافة، وانظر: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 190،(22/9)
وَرُوِيَ أنّ محمد بن سليمان لما قرُب من مصر، أرسل إلى هارون يقول:
إن الخليفة قد ولّاني مصر، ورسم أن تسير إلى بابه إنْ كنت مطيعًا. فشاور قوّاده، فأبوا عليه، فخرج هارون. فصاح: المكتفي يا منصور، فقال القّواد: هذا يريد هَلَاكَنا. فدُّسوا خادمًا، فقتله على فراشه، وأقاموا مكانه شيبان بن أحمد بن طولون. ثمّ خرج شَيبان إلى محمد مستأمنًا. ثمّ سُيِّر آل طولون إلى بغداد، فحُبِسوا بها [1] .
قال نِفْطَوَيْه: ظهر من شجاعة محمد بن سليمان، وإقدامه على النَّهْب، وضرب الأعناق، وإباحة الأموال الطُّولونية، ما لم يُرَ مثله. ثمّ اجتبى الخراج.
وكان يركب بالسُّيوف المُسلَّلة والسّلاح [2] .
[القبض على محمد بن سليمان]
وفيها وافى طُغْجُ بنُ جُفٍّ وأخوه بدْرُ بغدادَ، ودخل بدْر الحمّاميّ، فوجّه يومئذٍ مائتي جَمّازة إلى عسكر محمد بن سليمان، لأن العباس بن الحَسَن الوزير ساء ظنه بمحمد بن سليمان، وخاف أن يغلب على مصر، وبلغه عنه كلام، فكتب إلى القُوّاد الّذين مع محمد بالقبض عليه، ففعل ذلك جماعة منهم وقيَّدوه.
[زيادة دجلة]
وفي جُمادَى الأولى زادت دِجْلة زيادةً لم يُرَ مثلها، حتّى خربت بغداد، وبلغت الزّيادة إحدى وعشرين ذراعا [3] .
__________
[191،) ] والمنتظم 6/ 50، والكامل في التاريخ 7/ 535، 536، وزبدة الحلب 1/ 90، ونهاية الأرب 23/ 17، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، وتاريخ مختصر الدول 154، والعبر 2/ 91، ودول الإسلام 1/ 177، ومرآة الجنان 2/ 220، والبداية والنهاية 11/ 99، وتاريخ ابن خلدون 3/ 355، ومآثر الإنافة 1/ 270، 271، و 272، وصبح الأعشى 3/ 429، والنجوم الزاهرة 3/ 136- 138.
[1] ولاة مصر 270، 271، الولاة والقضاة 246، 247، الكامل في التاريخ 7/ 536، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 174.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 3/ 138 و 139.
[3] الخبر في المنتظم 6/ 50 هكذا: «وزادت في هذه السنة دجلة زيادة مفرطة، فتهدّمت المنازل(22/10)
[استيلاء الخليجي على مصر]
وفيها خرج الخليجيّ القائد بنواحي مصر، فسار من بغداد فاتك المعتضديّ لمحاربته، واستولى الخليجيّ على مصر [1] .
[تكريم المكتفي لبدر الحمّامي]
وفيها قدِم بدر الحمّاميّ على المكتفي، فبالغ في إكرامه وحَبَائه، وتلقّته الدّولة، وطُوِّق وسُوِّر، وجهز مع فاتك في جيشٍ كثيفٍ لحرب الخليجيّ [2] .
[وصول تَقَادُم إسماعيل بن أحمد]
وفيها وصلت تَقَادُم إسماعيل بن أحمد من خراسان على ثلاثمائة جمل، ومائة مملوك [3] .
__________
[ () ] على شاطئها من الجانبين، ونبعت المياه من المواضع القريبة منها» ، والكامل في التاريخ 7/ 537.
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 119، ومروج الذهب 4/ 286، وولاة مصر 279 (بالحاشية) ، ومثله في الولاة والقضاة 259، والكامل في التاريخ 7/ 536، والمواعظ والاعتبار للمقريزي 1/ 327، ونهاية الأرب 23/ 17، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، والعبر 2/ 91، ودول الإسلام 1/ 177، وتاريخ ابن خلدون 3/ 355، 356، والنجوم الزاهرة 3/ 147.
[2] الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 119، 120.
[3] النجوم الزاهرة 3/ 156، وسيأتي مثل هذا الخبر فيما بعد.(22/11)
سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين
فيها تُوُفي: إبراهيم بن عليّ الذُّهَليّ، وداود بن الحسين البَيْهَقيّ، وعبدان المروزيّ، وعيسى بن محمد الطّهمانيّ المَرْوَزِيّ، والفضل بن العبّاس بن مِهران الأصبهاني، ومحمد بن أسد المَدِينيّ، ومحمد بن عَبْدُوس بن كامل السّرّاج، وهميم بن همّام الطَّبَريّ الأَيْليّ.
[تغلُّب الخليجيّ على جيش المكتفي]
وفي أولها: واقع الخليجيّ المتغلّب على مصر المكتفي على العريش، فهزمهم أقبح هزيمة [1] .
[ظهور أخي الحسين بن زكرويه]
وفيها ظهر أخو الحسين بن زَكْرَوَيْه، فندب المكتفي لحربه الحسين بن
__________
[1] هكذا ورد هذا الخبر في الأصل، وهو غلط، والصحيح: أنّ الخليجيّ المتغلّب على مصر واقع أحمد بن كيغلغ وجماعة من القوّاد بالقرب من العريش، فهزمهم أقبح هزيمة.
والخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 121، وتاريخ حلب للعظيميّ 275، والكامل في التاريخ 7/ 540 وفيه:
«الخلنجي» ، والعبر للذهبي 2/ 94، ودول الإسلام 1/ 177، والبداية والنهاية 11/ 100، والنجوم الزاهرة 3/ 148.(22/12)
حمدان، وصار ابن زَكْرَوَيْه إلى دمشق، فحارب أهلها، ثم مضى إلى طَبَرّية وحارب مَن بها، ودخلها، فقتل عامّة أهلها الرّجال والنساء، وانصرف إلى البادية [1] .
[استغواء القرامطة لبعض بطون كلب]
وقيل: لمّا قُتِل صاحب الشّامة وكان أبوه حيًّا، نفَّذ رجلًا يقال له أبو غانم عبد الله بن سعيد، كان يؤدِّب الصِّبْيان، فتسمَّى نصرًا ليُعْمي أمرَه، فدار على أحياء كلْب يدعوهم إلى رأيه، فلم يقبله سوى رجل يُسمَّى المقدام بن الكيّال، فاستغوى له طوائف من بُطُونِ كلْب، وقدم الشّامَ، وعامل دمشق أحمد بن كَيَغْلَغ، وهو بأرض مصر يحارب الخليجيّ.
[مسير القرمطي ببلاد الشام]
فسار عبد الله بن سعيد إلى بُصْرَى وأذْرِعات، فحارب أهلها، ثمّ أمَّنهم وغدر بهم، فقتل وسبى ونهب، وجاء إلى دمشق، فخرج إليه صالح بن الفضل، فقتله القَرْمَطي وهزم جُنْده، ودافَعَه أهلُ دمشق، فلم يقدر عليهم، فمضى إلى طَبَريّة، فقتل عاملها يوسف بن إبراهيم، ونهب وسبى، فَوَرد الحسين بن حَمْدان دمشق والقَرْمَطيُّ بطَبَريّة، فعطفوا نحو السَّمَاوَة [2] ، فتبعهم ابن حمدان، فلجَّجُوا في البَرِّيَّة، ووصلوا إلى هِيت [3] في شَعْبان، فقتلوا عامّة أهلها ونهبوها، فجهَّز المكتفي إلى هِيت محمد بن إسحاق بن كُنْداجيق، فهربوا منه [4] .
__________
[1] انظر هذا الخبر فيه:
تاريخ الطبري 10/ 121، 122، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 191، 192، والمنتظم 6/ 56، ودول الإسلام 1/ 177، ومرآة الجنان 2/ 421، والنجوم الزاهرة 3/ 158.
[2] السّماوة: بفتح أوله. هي بادية بين الكوفة والشام. ويقال: السّماوة: ماء لكلب. (معجم البلدان 3/ 245) .
[3] هيت: بالكسر. بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ذات نخل وخيرات واسعة، وهي مجاورة للبرّيّة. (معجم البلدان 5/ 420، 421) .
[4] الخبر إلى هنا في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 191- 193.(22/13)