213- عَبْد اللَّه بْن سلَّام الشّاشِيّ [1] .
عَنْ: حمّاد بْن زيد، ومعاوية الضّال، وهشيم، وعمرو بن الأزهر.
وعنه: فتح بن عبيد السمرقندي، وغيره.
مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
وذكره الخطيب في تلخيصه.
214- عبد الله بن سليمان [2] .
أبو محمد البعلبكي [3] العدوي.
سمع: اللَّيْث بْن سعد، وابن المبارك، وغيرهما.
وعنه: يَحْيَى بْن محمد بْن أَبِي الصُّفَيْرَاء شيخ لابن عديّ، ومحمد بْن محمد بْن الباغَنْدِيّ [4] .
وهو مستقيم الحديث مُقِلّ.
215- عَبْد اللَّه بْن عامر بن زرارة [5] .
__________
[1] لم أجد له ترجمة.
[2] انظر عن (عبد الله بن سليمان البعلبكيّ) في:
الثقات لابن 8/ 364 وفيه «العبديّ» ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 4/ 1545، وتاريخ بغداد 9/ 463، 464 رقم 5094، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 20/ 666 و 46/ 366، وتهذيبه 7/ 449، وميزان الاعتدال 2/ 432 رقم 4366، والمغني في الضعفاء 1/ 341 رقم 3205، ولسان الميزان 3/ 293 رقم 1237.
[3] ويقال: البغدادي. (تاريخ دمشق) ، ونسبه الخطيب فقال: الجارودي. (تاريخ بغداد 9/ 463) .
[4] روى عنه حديثا منكرا ورفعه: «لما عرج بي دخلت الجنة فأعطيت تفاحة، فانفلقت عن حوراء.
قلت: «لمن أنت؟» قالت: للخليفة عثمان..» . الحديث. وقد رواه خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في «فضائل الصحابة» عن خليل بن عبد القاهر، فلم ينفرد به العبديّ لكن يحيى بن المبارك أيضا.
وقد ضعّفه الدار الدّارقطنيّ، وقال ابن عديّ: العبديّ ليس بذاك المعروف. (الكامل 4/ 1545) .
[5] انظر عن (عبد الله بن عامر) في:
المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 153، والجرح والتعديل 5/ 123 رقم 564، والثقات لابن حبّان 8/ 355، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 378 رقم 830، والجرح والتعديل 1/ 123 رقم 564، والمعجم المشتمل لابن عساكر 156 رقم 480، وتهذيب الكمال 15/ 142، 143 رقم 3353، والكاشف 2/ 89 رقم 2827، والوافي بالوفيات 17/ 226 رقم 211، وتهذيب التهذيب 5/ 272 رقم 467، وتقريب التهذيب 1/ 425 رقم 398، وخلاصة تذهيب التهذيب 202.(17/217)
أَبُو محمد الحضرميّ، مولاهم الكوفيّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وشَرِيك، ويَحْيَى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، وعليّ بْن مُسْهِر، وأبي بَكْر بْن عيّاش، وجماعة.
وعنه: م.، د.، ق، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وعبْدَان، وأبو يعْلَى، ومحمد بْن صالِح بْن ذَرِيح، وطائفة.
قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق.
وقال مُطَيَّن: مات سنة سَبْعٍ وثلاثين [2] .
وكان يلّون بصُفْرَة [3] .
216- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الجبّار [4] .
أَبُو القاسم الخَبائريّ الحمصيّ.
من ولد خبائر بْن كَلاع بْن شُرَحْبيل.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، ومحمد بْن حرب، وبقيّة، وأبي إِسْحَاق الفَزَارِيّ، وطائفة.
وأقْدَمَ شيخ لَهُ الحكم بْن الوليد الوُحَاظيّ- تابعيّ سَمِعَ من عَبْد اللَّه بْن بُسْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وعُمِّر دهرًا.
وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتِم الرّازيّان، وإسماعيل بْن محمد بْن قيراط، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ، وجعفر الفريابيّ، وجماعة.
__________
[1] الجرح والتعديل 5/ 123 رقم 564، وقد سمع منه في رحلته الثانية سنة خمس وثلاثين ومائتين.
[2] المعجم المشتمل 156 رقم 480.
[3] وذكره ابن حِبان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» . (8/ 355) .
[4] انظر عن (عبد الله بن عبد الجبّار) في:
تاريخ خليفة 404، والمعرفة والتاريخ للبسوي 3/ 364، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 213، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 84، والجرح والتعديل 5/ 106 رقم 487، والثقات لابن حبّان 8/ 348، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 2/ 201، 202، والإكمال لابن ماكولا 3/ 292، والأنساب لابن السمعاني 5/ 37، وتهذيب الكمال 15/ 189- 191 رقم 3370، والكاشف 2/ 91 رقم 2844، وتهذيب التهذيب 5/ 288 رقم 488، وتقريب التهذيب 1/ 427 رقم 418، وخلاصة تذهيب التهذيب 203، 204.(17/218)
قَالَ ابن عديّ [1] : تُوُفِيّ سنة خمسٍ وثلاثين.
وقال أبو حاتم: صدوق [2] .
وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم: كَانَ إمام مسجد حمص [3] .
217- عَبْد اللَّه بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زيد بْن الخطّاب [4]- ن. - أَبُو محمد، وقيل أَبُو عُمَرَ الخطّابيّ الْبَصْرِيّ.
سَمِعَ: عَبْد العزيز بْن محمد الدَّرَاوَرْدِيّ، ومُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، ومحمد بْن يزيد الواسطي، وجَمَاعة.
وعنه: أَبُو بَكْر الأثرم، وعِمْرَان بْن مُوسَى بْن مُجَاشِع، وهِلالُ بْن العلاء، وعَبْدَان الأهوَازِيّ، والبَغَويّ.
وثّقه الخطيب [5] ، وغيره.
ومات فِي ذي القعدة سنة ستًّ وثلاثين [6] .
روى النَّسَائيّ، عَنْ هلال، عَنْهُ [7] .
218- عَبْد اللَّه بن عمر بن الرّمّاح [8] .
__________
[1] لم أجده عند ابن عديّ، والّذي أرّخه: القرّاب. (تهذيب التهذيب 5/ 288) .
[2] الجرح والتعديل 5/ 106، وزاد: «ليس به بأس» .
[3] وذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 349 وقال: «يغرب» .
[4] انظر عن (عبد الله بن عمر الخطابي) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 356، وتاريخ بغداد 10/ 21 رقم 5136، والأنساب لابن السمعاني 5/ 146.
[5] في تاريخ بغداد 10/ 21.
[6] تاريخ بغداد 10/ 22.
[7] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: وهو: عبد الله بن عمر بن زيد بْنِ عَبْد الْحَمِيدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بن الخطاب.
[8] انظر عن (عبد الله بن عمر بن الرماح) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 2/ 365، والجرح والتعديل 5/ 111، والثقات لابن حبّان 8/ 357، والوافي بالوفيات 17/ 364 رقم 298، وسير أعلام النبلاء 11/ 12، 13 رقم 7 والجواهر المضية 2/ 319، 320 رقم 715، والطبقات السنية، رقم 1080، ومشايخ بلخ من الحنفية 1/ 61 رقم 22 وفيه توفي سنة 177 هـ. و 1/ 77 رقم 9 وفيه: ولي قضاء بلخ بعد شداد بن حكيم، و 1/ 84 رقم 8 وفيه: فقيه عارف، توفي سنة 177 هـ. وأقول: هذا وهم.(17/219)
أَبُو محمد النَّيْسَابُوريّ قاضي نَيْسَابُور.
قَالَ الحاكم: وليَ القضاء أيام المعاذية، ثم بقي إلى أول أيام الطّاهريّة.
وكان أبوه بلخيا.
سَمِعَ منه: يحيى بْن يَحْيَى. وروى الرّمّاح عَنْ مقاتل بْن سُلَيْمَان. واسم الرّمّاح: ميمون.
رحل عبد الله وسمع: مالكًا، وحمّاد بْن زيد، ومُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، وجماعة.
روى عَنْهُ: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه مَعَ تقدُّمه، والذُّهِليّ، وإبراهيم بْن أَبِي طالب، وجعفر بْن محمد بْن سَوّار، وزكريّا بْن دَلُّويه، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب الفَرّاء، وخلْق سواهم.
وقد كَانَ عبدُ اللَّه من غُلاةِ السنة القوّالين بالحقّ.
قَالَ أَبُو زيد عَبْد اللَّه بْن محمد: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: من قَالَ القرآن مخلوق فهو كافر. وَمَنْ قَالَ الجمعة ليست بواجبة فهو كافر، ومَن شكّ فِي كُفْرِهم فهو كافر.
قَالَ محمد بْن يحيى الذُّهَليّ: هُوَ ثقة.
وقال الحاكم: ثنا أَبُو الفضل محمد بْن إِبْرَاهِيم، ثنا أَبُو الْعَبَّاس مكّي بْن محمد البلْخِيّ، ثنا أَبُو سُلَيْمَان محمد بْن منصور قَالَ: قَالَ لي بِشْر بْن الوليد:
اشكروا ابن الرّمّاح. فقد كُنَّا فِي مجلس أمير المؤمنين وهو وراء السِّتْر، فخرجَ خَصِيّ فقال: أميرُ المؤمنين يَقُولُ: مَنْ لَمْ يكن عَلَى رأينا فلا يشهد مجلسَنا.
فقام ابن الرّمّاح وقال: لسنا عَلَى هذا الرأي، ولا نُبَالِي أن لا نجلسَ هذا المجلس.
قَالَ بِشْر: فغطّيتُ وجهِي وسدَدْتُ أُذُنِي وقلت: السّاعة أسمع وقع السّيوف. فلمّا لَم أسمع رفعتُ يدي، وإذا قفاهُ ووجهه إلينا قد بلغ الباب ليخرج. فقلتُ: الحمد للَّه الَّذِي سلّمه منهم.
تُوُفِيّ فِي ثالث عشر ذي القعدة سنة أربعٍ وثلاثين [1] .
__________
[1] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: عبد الله بن عمرو بن ميمون بن الرماح السعدي، أبو(17/220)
219- عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن محمد بْن أبان بْن صالِح بْن عُمَيْر الأُمَويّ [1]- م. د. - مولى عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الكوفي، مُشْكُدَانَة.
سَمِعَ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وابن المبارك، وعبيد اللَّه الأشجعي، وعليّ بْن هاشم بْن البُرَيد، ويَحْيَى بْن زكريّا بْن أبي زائدة، وابن فُضَيْل، وطائفة.
وعنه: م.، د.، وأبو زُرْعَة الرازيّ، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن عليّ القاضيّ، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، ومحمد بن عبدوس السّرّاج، و [محمد بْن] [2] إِبْرَاهِيم بْن أبان السّرّاج، وأبو القاسم البَغَويّ.
قَالَ أَبُو حاتِم [3] : صدوق.
وقال أَبُو العبّاس السّرّاج: سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وأتاهُ رجلٌ عَلَى كتابهِ مُشكدانة فغضب، وقال: إنّما لقَّبني مُشْكدانة أَبُو نُعَيْم. كنت إذا أتيتُه تلبّست وتطيَّبت، فإذا رآني قَالَ: قد جاء مُشكدانة [4] . [وهو] [5] بلسان الخراسانيّين: وعاء المسك.
__________
[ () ] عبد الرحمن البلخي ... مستقيم الحديث إذا حدّث عن الثقات، وقد قيل كنيته أبو محمد، وكان مرجئا، مات سنة أربع وثلاثين ومائتين. (8/ 357) .
وقال محقّق الثقات: «لم نظفر به» (الحاشية 3) .
[1] انظر عن (عبد الله بن عمر بن محمد) في:
العلل لأحمد 1/ 392، والزهد، له 286، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 145، 146، 146 رقم 442، وتاريخه الصغير 233، والضعفاء الصغير 214، 215، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 70، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 281 رقم 845، والجرح والتعديل 5/ 110، 111 رقم 505، والثقات لابن حبّان 8/ 358، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 34 رقم 751، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 269 رقم 985، والمعجم المشتمل لابن عساكر 157 رقم 488، والأنساب لابن السمعاني 3/ 269، وتهذيب الكمال 15/ 345- 347 رقم 3444، والعبر 1/ 430، والمعين في طبقات المحدّثين 86 رقم 943، والكاشف 2/ 100 رقم 2907، وميزان الاعتدال 2/ 466، 467 رقم 4473، وسير أعلام النبلاء 11/ 155، 156 رقم 60، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 189، والوافي بالوفيات 17/ 368، 369 رقم 301، وتهذيب التهذيب 5/ 332، 333 رقم 568، وتقريب التهذيب 1/ 435، ونزهة الألقاب 31، وخلاصة تذهيب التهذيب 207، 208، وشذرات الذهب 2/ 92.
[2] بياض في الأصل، واستدركته من: سير أعلام النبلاء 11/ 156.
[3] الجرح والتعديل 5/ 111.
[4] الثقات 8/ 358.
[5] بياض في الأصل، واستدركته من: سير أعلام النبلاء 11/ 156.(17/221)
قَالَ ابن عساكر [1] : مات فِي المحرم سنة تسعٍ وثلاثين.
قِيلَ: كَانَ يتشيّع. وسيُذكَر فِي ترجمة صالِح جزرَة [2] .
220- عَبْد اللَّه بْن عَمْرو [3]- م. - ويُقالُ عَبْد اللَّه بْن محمد بْن الروميّ اليماميّ. نزيل بغداد.
سَمِعَ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وأبا معاوية، وجماعة.
وعنه: م.، وإبراهيم الحربيّ، وأبو حاتم الرازي، وقال: صدوق [4] .
تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين [5] .
221- عَبْد اللَّه بْن عِمْرَان بْن أَبِي عليّ الأسَديّ الأصبهانيّ [6]- ق. - نزيل الرِّيّ.
سَمِعَ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وأبا معاوية، وجماعة.
وعنه: ق.، وأبو محمد الدّارميّ، وإسماعيل سَمُّويْه، وإبراهيم بن نائلة،
__________
[1] في المعجم المشتمل 157/ رقم 488، وبها أرّخه البخاري في تاريخه الصغير 233، وذكره في ضعفائه.
[2] وهو في ثقات ابْنُ حِبَّانَ 8/ 358: «عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ محمد بن أبان..» ، وقال محقّقه: لم نظفر به. (2) .
[3] انظر عن (عبد الله بن عمرو الرومي) في:
تاريخ بغداد 10/ 71، 72 رقم 5186، والمعجم المشتمل لابن عساكر 157، 158 رقم 489.
[4] تاريخ بغداد 10/ 72، ولم يذكره ابنه في الجرح والتعديل، لا في من اسمه «عبد الله بن عمرو» ، ولا في من اسمه «عبد الله بن محمد» ، ووجدت فيه: «عبد الله بن محمد اليمامي البكري. روى عن آدم بن علي الشيبانيّ. روى عنه: عبيد بن إسحاق العطار. نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو مجهول» . (5/ 157، 158 رقم 726) وهو غير صاحب الترجمة، والله أعلم.
وقال عبد الخالق بن منصور: سئل يحيى بن معين، وأنا أسمع، عن ابن الرومي، فقال: مثل أبي محمد لا يسأل عنه، إنه مرضيّ. (تاريخ بغداد 10/ 72) .
[5] تاريخ بغداد.
[6] انظر عن (عبد الله بن عمران) في:
تاريخ واسط لبحشل 272، والجرح والتعديل 5/ 130 رقم 604، والثقات لابن حبّان 8/ 358، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 160- 162 رقم 135، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 46، 47، وتهذيب الكمال 15/ 379- 381 رقم 3463، والكاشف 2/ 103 رقم 2925، وتهذيب التهذيب 5/ 343 رقم 592، وتقريب التهذيب 1/ 438 رقم 518، وخلاصة تذهيب التهذيب 209.(17/222)
وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق.
وقد روى عَنْهُ البخاريّ خارج «الصحيح» [2] .
222- عَبْد اللَّه بْن عَوْن [3]- م. ن. - ابن أمير الديّار المصرية أَبِي عَوْن عَبْد الملك بْن يزيد الهِلاليّ البغداديّ أَبُو محمد الأدميّ الخرّاز الزاهد.
أخو محرز بن عون.
سَمِعَ: مالِكًا، وشَرِيكًا، وإبراهيم بْن سعْد، وإسماعيل بْن جَعْفَر، ومبارك بْن سَعِيد الثَّوْرِيّ، وخلف بن خليفة، ويوسف بن الماجشون، وخلقا.
وعنه: م.، ون.، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وأبو زُرْعَة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو شُعَيْب الحرَّانيّ، وأحمد بْن عليّ الْمَرْوَزِيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، ومطيَّن، وأبو القاسم البغويّ، وخلق.
وثّقه ابن معين [4] ، والدّار الدّارقطنيّ [5] .
__________
[1] الجرح والتعديل 5/ 130.
[2] قال أبو الشيخ: حدّث بأصبهان سنة خمس وعشرين ومائتين، ثم تحوّل إلى الري، ومات بها.
يكنى بأبي محمد، وأبو علي جدّه قدم أصبهان أيام عبد الملك بن مروان، ونزل ميدان الشبيبة.
روى عن أبي داود، ووكيع، والناس، وروى عن أبي داود أحاديث تفرّد بها من غرائب حديثه.
(طبقات المحدّثين 2/ 160) .
[3] انظر عن (عبد الله بن عون) في:
طبقات ابن سعد 7/ 357، والجرح والتعديل 5/ 131 رقم 606، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 14 أ، رقم (304) حسب ترقيم نسختي، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 381 رقم 839، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 276 رقم 1030، وتاريخ جرجان للسهمي 275، 341، وتاريخ بغداد 10/ 34 رقم 5153، والمعجم المشتمل لابن عساكر 158 رقم 491، ووفيات الأعيان 5/ 398، والكامل في التاريخ 5/ 607، وتهذيب الكمال 15/ 402- 405 رقم 3470، والعبر 1/ 412، ودول الإسلام 1/ 139، والكاشف 2/ 103، 104 رقم 2932، ومرآة الجنان 2/ 107 وفيه: عبد الله بن عوف، والوافي بالوفيات 17/ 389 رقم 319، وتهذيب التهذيب 5/ 349، 350 رقم 601، وتقريب التهذيب 1/ 439 رقم 527، وخلاصة تذهيب التهذيب 209، وشذرات الذهب 2/ 75.
[4] فقال: صدوق. (الجرح والتعديل 5/ 131) وقال ثقة. (تاريخ بغداد 10/ 35) .
[5] تاريخ بغداد 10/ 36.(17/223)
وقال صالِح جَزَرَة [1] : ثقة مأمون، يُقال إنّه كَانَ من الأبدال.
وقال [ابن منيع] [2] . ثنا عبد الله [بن عون الخرّاز وكان] [3] من خيار عباد الله.
قَالَ: ومات فِي رمضان سنة اثنتين وثلاثين [4] .
قلتُ: وقع حديثه عاليًا.
223- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أسماء بْن عُبَيْد بْن مخارق [5]- خ. م. د. ن. - ويُقال: ابن مِخْراق. أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الضُّبَعِيّ البصريّ.
سَمِعَ: عمّه جُوَيْرية بْن أسماء، ومهديّ بْن ميمون، وجعفر بْن سُلَيْمَان، وابن المبارك.
وعنه: خ.، م.، د.، ون.، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن إِبْرَاهِيم البوسنجيّ، وموسى بْن هارون، ويوسف القاضي، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وأبو خليفة، وأخرون.
وثَّقه أَبُو حاتِم [6] .
وقال ابن وارة: حدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن محمد، وقيل لَهُ: هُوَ أفضل أهل
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 35.
[2] بياض في الأصل، واستدركته من تاريخ بغداد 10/ 36.
[3] بياض في الأصل.
[4] تاريخ بغداد 10/ 36، ويقال: إحدى وثلاثين. (معجم المشتمل 158) .
[5] انظر عن (عبد الله بن محمد بن أسماء) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 307، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 189 رقم 596، والجرح والتعديل 5/ 159 رقم 734، والثقات لابن حبّان 8/ 356، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 426 رقم 619، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 387 رقم 855، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 259 رقم 947، والمعجم المشتمل لابن عساكر 159 رقم 494، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 733، 734، وتذكرة الحفّاظ 1/ 489، 490، والعبر 1/ 409، والمعين في طبقات المحدّثين 86 رقم 946، والكاشف 2/ 111 رقم 2986، وسير أعلام النبلاء 10/ 685- 687 رقم 253، والوافي بالوفيات 17/ 440 رقم 379، وتهذيب التهذيب 6/ 5، 6 رقم 3، وتقريب التهذيب 1/ 446، وطبقات الحفّاظ 211، وخلاصة تذهيب التهذيب 212، وشذرات الذهب 2/ 70.
[6] الجرح والتعديل 5/ 159.(17/224)
البصرة، فذكرته لِعليّ بْن الْمَدِيني فعظَّم شأنه [1] .
وقال أَحْمَد الدَّوْرَقِيّ: لَم أرَ بالبصرة أفضل منه [2] .
تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين [3] .
وفي مُسْنَد أَبِي يَعْلَى جملةٌ من عواليه.
224- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [4] .
أَبُو محمد [5] الْفَهْميّ المعروف بالبيطاريّ الفقيه الْمَصْرِيّ.
روى عَنْ: مالك، وابن لَهِيعة، وسليمان بن بلال، وجماعة.
وعنه: أبو زرعة الرازي، ويعقوب الفسوي، وآخرون.
قَالَ ابن يونس: تُوُفِيّ فِي صَفَر سنة إحدى وثلاثين. وكان ينزلُ عِنْدَ بلال البيطار، فنُسِبَ إِلَيْهِ.
وثّقه أَحْمَد بْن صالِح المصريّ [6] .
225- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نُفيل بْن زراع بْن عليّ [7]- وقيل ابن
__________
[1] الجرح والتعديل 5/ 159.
[2] تهذيب الكمال 2/ 733، 734.
[3] الثقات لابن حبّان 8/ 356، رجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 426، المعجم المشتمل 159 رقم 494.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد الفهميّ) في:
الجرح والتعديل 5/ 160 رقم 739، والثقات لابن حبّان 8/ 343، والأنساب لابن السمعاني 2/ 370.
[5] في الجرح والتعديل: «أبو محمويه» .
[6] الجرح والتعديل 5/ 160.
[7] انظر عَنْ (عَبْد الله بْن محمد بْن عليّ) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 487، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 408، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 189، وتاريخه الصغير 2/ 364، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 19، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 209، والجرح والتعديل 5/ 159 رقم 735، والثقات لابن حبّان 8/ 356، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 425 رقم 618، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 102 ب، والأنساب لابن السمعاني 12/ 126، والمعجم المشتمل لابن عساكر 161 رقم 501، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 738، والمعين في طبقات المحدّثين 86 رقم 948، ودول الإسلام 1/ 142، والكشاف 2/ 114 رقم 3001، وسير أعلام النبلاء 10/ 634- 637 رقم 221، وتذكرة الحفاظ 2/ 440، والعبر 1/ 417، والبداية والنهاية 10/ 312، وتهذيب التهذيب 6/ 16- 18 رقم 21، وتقريب التهذيب 1/ 448 رقم 609، وطبقات الحفاظ 193، وخلاصة تذهيب التهذيب 213، وشذرات الذهب 2/ 80.(17/225)
زرّاع بْن عَبْد اللَّه بْن قيس بْن عصم بن كرز بن هلال- خ. ع. - الإمام أبو جعفر القضاعيّ النّفيليّ الحرّانيّ الحافظ.
سَمِعَ: مالك بْن أنس، وزُهَيْر بْن مُعَاوِيَة، وَمَعْقِلَ بْن عُبَيْد اللَّه، وأبا الْمُلَيْح الْحَسَنَ بْن عُمَرَ الرَّقِيّ، وابن المبارك، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزِّنَاد، وعُفَيْر بْن مَعْدَان، وهُشَيْم بْن بشير، وَخَلْقًا.
وأقدمَ شيخ سَمِعَ منه محمد بْن عمران الحَجَبيّ- شيخ مدنيّ- روى عَنْ جدَّته صفيّة بِنْت شَيْبَة.
وعنه: د.، وخ. ت. ن. ق.، عن رجل، عَنْهُ، وأحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، ومحمد بْن يَحْيَى الذُّهَليّ، وأبو زُرْعَة، وأبو داود سُلَيْمَان بْن سيف الحرّانيّ، وأحمد بْن سُلَيْمَان الرُّهَاويّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم البُوسَنْجِيّ، وجعفر الفِرْيَابيّ، وخلْق.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الآجُرِّيّ: سمعتُ أَبَا دَاوُد يقول: ما رَأَيْت أحفظ من النُّفَيْلِيّ.
قلتُ: ولا عِيسَى بْن شاذان؟
قَالَ: ولا عِيسَى بْن شاذان.
وكان الشَّاذكُونِيّ لا يقرّ لأحدٍ فِي الْحِفْظ إلَّا للنُّفَيْلِيّ.
وكان أَحْمَد إذا ذكره يعظمّه.
قَالَ أَبُو داود: ما رأينا لَهُ كتابًا قطّ. وكلّ ما حَدَّثَنَا فمن حِفْظِه.
وقال: قلتُ لأحمد: أيّما أثبت فِي زُهَيْر: أَحْمَد بْن يونس، أو النُّفَيْلِيّ؟
فقال: أَحْمَد بْن يونس رجلٌ صالِح، والنُّفَيْلِيّ صاحب حديث.
وسمعتُ أَبَا داود يَقُولُ: اشْهَدْ عليَّ أنيِّ لَمْ أرَ أحفظ من النُّفَيْلِيّ [1] .
وقال أَبُو حاتِم [2] : ثنا ابنُ نُفَيْل الثّقة المأمون.
وروى أَحْمَد بْن سَلَمَةَ النَّيْسَابُوريّ، عَنِ ابْن وارة قَالَ: أَحْمَد بْن حنبل
__________
[1] تهذيب الكمال 2/ 738.
[2] الجرح والتعديل 5/ 159.(17/226)
ببغداد، وأحمد بْن صالِح بِمصر، وابن نُمَيْر بالكوفة، والنُّفَيْلِيّ، بِحرَّان، هَؤُلَاءِ أرْكَانُ الدِّين [1] .
وقال جَعْفَر بْن أبان: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: أَبُو جَعْفَر النُّفَيْلِيّ أهلٌ أن يُقْتَدى به [2] .
وعن ابن نمير قال: كان النُّفَيْلِيّ رابع أربعة.
قِيلَ: مَنْ هُم؟
قَالَ: ابن مَهْديّ، ووكيع، وأبو نُعَيْم، وهو رابعهم [3] .
تُوُفِيّ النُّفَيْلِيّ فِي أحد الربيعين سنة أربعٍ وثلاثين [4] ، وأحسبه جاوز الثَّمانين [5] .
226- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي شَيْبَة [6] إِبْرَاهِيم بْن عثمان بن خواستى
__________
[1] تهذيب الكمال 2/ 738.
[2] الثقات لابن حبّان 8/ 357.
[3] تهذيب الكمال 2/ 238.
[4] جزم ابن عساكر أن وفاته في شهر ربيع الآخر. (المعجم المشتمل 161 رقم 501) .
[5] وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» وَقَالَ: مَاتَ سنة أربع وثلاثين ومائتين، وكان متقنا يحفظ.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: سمعت يحيى بن معين يثني على النفيلي. (الجرح والتعديل 5/ 159) .
[6] انظر عن (عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي شَيْبَة) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 413، وطبقات خليفة 173، والتاريخ الصغير للبخاريّ 232، والأدب المفرد، له، رقم 83 و 133 و 235 و 262 و 290 و 567، والزهد لأحمد 28، 29، 197، 353، 403، 477، والورع 189، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 210، 227، 233، 286، 293، 335، 365، 454، 496، 518، 536، 712 و 2/ 541، 546، 553، 617، 618، 624، 625، 636، 698، 770، 771 و 3/ 80، 127، 136، 142، 145، 220، 222، 224، 226، 227، 264، 288، 318، وتاريخ الثقات للعجلي 276 رقم 878، والجرح والتعديل 5/ 160 رقم 737، والثقات لابن حبّان 8/ 358، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 427 رقم 621، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 385، 386 رقم 852، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 259 رقم 948، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 68 أ، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي، بتخريج الصوري 112، 114، والسابق واللاحق، للخطيب 257، وتاريخ بغداد 10/ 66 رقم 5185، والأنساب لابن السمعاني 8/ 366، والمعجم المشتمل لابن عساكر 158 رقم 492، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 4، والفهرست لابن النديم 229، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 732، 733، والمعين في طبقات المحدّثين 86 رقم 945، ودول الإسلام 1/ 143، والكاشف 2/ 111 رقم 2984، وميزان الاعتدال 2/ 490 رقم 4549، وسير أعلام النبلاء 11- 122- 127 رقم 44، وتذكرة الحفّاظ 2/ 432، 433، والعبر 1/ 421، ومرآة(17/227)
- خ. م. د. ن. ق. - الإمام أبو بكر العبسيّ، مولاهم الكوفيّ الحافظ أحد الأعلام.
سَمِعَ: شَرِيك بْن عَبْد اللَّه القاضي، وأبا الأَحْوَص، وعبد السَّلام بْن حرب، وأبا خَالِد الأحمر، وجرير بْن عَبْد الحميد، وابن المبارك، وعليّ بْن مُسْهِر، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وعَبّاد بْن العَوَّام، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وخلف بْن خليفة، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعليّ بْن هاشم بْن البُرَيْد، وعمر بْن عُبَيْد، وهُشَيْم بْن بشير، وخلْقًا كثيرًا.
وعنه: خ.، م.، د.، ق.، ون.، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وابنه إِبْرَاهِيم بْن أَبِي بَكْر، وابن أخيه محمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، وأبو زرعة، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بْن وضَّاح، وبَقِيّ بْن مَخْلَد القُرْطُبيّان، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وجعفر الفِرْيَابيّ، وَالْبَغَويّ، وخَلْق سواهم.
وروى عَنْهُ من القدماء: محمد بْن سَعْد فِي «الطبّقات» .
قَالَ يَحْيَى الحِمّانيّ: أولاد ابن أَبِي شَيْبَة من أهل العلم، كانوا يزاحموننا عِنْدَ كلّ محدِّث [1] .
وقال أَحْمَد بْن حنبل: أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة صدوق [2] ، وهو أحبُّ إليّ من أخيه عثمان [3] .
وقال أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ [4] : كَانَ ثقة حافظًا للحديث.
وقال محمد بْن عُمَرَ بْن العلاء الْجُرْجَانيّ: سمعتُ أَبَا بكر بن أبي شيبة،
__________
[ () ] الجنان 2/ 116، والبداية والنهاية 10/ 315، والوافي بالوفيات 17/ 442 رقم 382، ومشارع الأشواق (انظر فهرس الأعلام) 2/ 1159، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 246، 247 رقم 235، وتهذيب التهذيب 6/ 2- 4 رقم 1، وتقريب التهذيب 1/ 445 رقم 589، والنجوم الزاهرة 2/ 282، وخلاصة تذهيب التهذيب 212، وشذرات الذهب 2/ 5، والرسالة المستطرفة 13، والأعلام 4/ 260، ومعجم المؤلّفين 6/ 107، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 161 رقم 51.
[1] تاريخ بغداد 10/ 68.
[2] تاريخ بغداد 10/ 71.
[3] تهذيب الكمال 2/ 733.
[4] في تاريخ الثقات 276 رقم 878.(17/228)
وأنا معه فِي جُبّانة كِنْدَة، فقلتُ لَهُ: يا أَبَا بَكْر سمعتَ من شُريك وأنتَ ابنُ كم؟
قَالَ: وأنا ابنُ أربع عشرة سنة، وأنا يومئذ أحفظُ للحديث منّي اليوم.
فسألتُ ابن مَعِين عَنْ سماع أَبي بَكْر، عَنْ شَرِيك، فقال: أَبُو بَكْر عندنا صدوق. وما يحمله أن يَقُولُ وجدتُ فِي كتاب أَبِي بخطّه، وحُدِّث عَنْ رَجُل حديث الدّجّال وكُنّا نظنُّ أَنَّهُ سمعه من أَبِي هشام الرِّفَاعِيّ [1] .
وقال عَمْرو الفلاس: ما رأيتُ أحفظَ من ابن أَبِي شَيْبَة. قَدِمَ علينا مَعَ عليّ بن المدينيّ [فسرد] [2] الشّيبانيّ أربعمائة حديث حفظًا وقام.
وقال أَبُو عُبيد: انتهى الحديث إلى أربعة: أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة أسردهم له، وأحمد بن حنبل أفقههم فِيهِ، ويَحْيَى بْن مَعِين أجمعهم لَهُ، وعليّ بْن المديني أعلمهم بِهِ [3] .
وقال عَبْدَان الأهْوازيّ: كَانَ يقعد عِنْدَ الأُسْطُوانة أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأخوهُ، ومُشْكَدَانة، وعبد اللَّه بْن البَرّاد، وغيرهم، كلّهم سُكُوت إلا أَبَا بَكْر، فإنَّه يَهْدُر [4] .
قَالَ ابن عَدِيّ: هِيَ الأُسْطُوانة الَّتِي كَانَ يجلسُ إليها ابنُ عُقْدَةَ. فقال لي ابنُ عقدة: هِيَ أسْطُوانة ابن مَسْعُود، جلس إليها بعده عَلْقَمة، وبعده إِبْرَاهِيم، وبعده منصور، وبعده الثَّوْرِيّ، وبعده وكيع، وبعده أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وبعده مُطَيَّن [5] .
وقال صالِح جَزَرَة: أعلمُ من أدركت بالحديث وعِلَله: عليّ بْن الْمَدِيني [6] ، وأحفظهم عِنْدَ المذاكرة أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة.
وقال ابن عُقْدَةَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن خِرَاش: سمعتُ أَبَا زرْعَة يَقُولُ:
ما رأيتُ أحفظَ من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شيبة.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 71.
[2] في الأصل بياض، والإستدراك من: تهذيب الكمال 2/ 733.
[3] تاريخ بغداد 10/ 69.
[4] تاريخ بغداد 10/ 69.
[5] تاريخ بغداد 10/ 79، 70 وزاد: «وبعده ابن سعيد» .
[6] وزاد في تاريخ بغداد 10/ 70: «وأعلمهم بتصحيف المشايخ يحيى بن معين» .(17/229)
فقلتُ: يا أَبَا زُرْعَة، فأصحابنا البغداديّون؟
فقال: دع أصحابك، فإنَّهم أصحابُ مخاريق، ما رأيتُ أحفظَ من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة [1] .
وعن أبي عبيد قَالَ: أحسنهم وضْعًا لِكتَابٍ أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة [2] .
قَالَ الخطيب [3] : كَانَ متقنًا حافظًا. صنّف «المسند» و «الأحكام» و «التّفسير» ، وحدَّث ببغداد هُوَ وأخواه: القاسِم، وعُثْمَان.
قَالَ نَفْطَوَيْه فِي تاريخه: وفي سنة أربعٍ وثلاثين أشخص المتوكّل الفقهاءَ والمحدِّثينَ، فكان بيْنَهُم مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ، وإسحاق بْن أَبِي إسرائيل، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الْهَرَويّ، وأبو بَكْر، وعثمان ابنا أَبِي شيبة، وكانا من الحفّاظ.
قَالَ: فَقُسِّمَت بينهم الجوائز، وأمرهم المتوكّل أن يُحدِّثوا بالأحاديث التي فيها الرّدُّ عَلَى الْمُعْتَزِلَة والْجَهْمِيَّة، فجلس عثمان فِي مدينة المنصور، واجتمعَ عَلَيْهِ نحوٌ من ثلاثين ألفًا. وجلس أَبُو بَكْر فِي مسجد الرّصافة، وكان أشدّ تقدُّمًا من أخيه، واجتمعَ عَلَيْهِ نحوٌ من ثلاثين ألفًا [4] .
قَالَ البخاريّ [5] : مات فِي الْمُحَرَّم سنة خمسٍ وثلاثين [6] .
قلت: له كتابان كبيران نفيسان: «المسند» و «المصنّف» .
227- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن هاني [7] .
أَبُو عَبْد الرَّحْمَن النَّيْسَابُوريّ النَّحْوِيّ تلميذ الأخفش الأوسط.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 69.
[2] تاريخ بغداد 10/ 69.
[3] في تاريخ بغداد 10/ 66.
[4] تاريخ بغداد 10/ 67.
[5] في تاريخه الصغير 232.
[6] وبها أرّخه ابن حبّان في (الثقات 8/ 358) وقال: «وكان متقنا حافظا ديّنا، ممن كتب وجمع وصنّف وذاكر، وكان أحفظ أهل زمانه بالمقاطيع» . وأرّخه الخطيب، وابن عساكر.
[7] انظر عن (عبد الله بن محمد بن هانئ) في:
تاريخ بغداد 10/ 72، 73 رقم 5187.(17/230)
سَمِعَ: يُوسف بْن عطيّة، وعبد الأعلى بْن عبد الأعلى، ومحمد بن جعفر غندرا، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن ناجية، وجعفر بن محمد بن سوار، ومحمد بن شادل، والسراج.
قَالَ الخطيب: ثقة [1] .
تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين.
228- عَبْد اللَّه بْن محمد [2] .
أَبُو الوليد الكِنَانيّ.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن إدريس، وأبي معاوية الضّرير، وأبي داود الطّيالسيّ.
كان كثير الحديث، إلا أَنَّهُ تَجَاهَرَ بالرَّفْض، وأنكر خلافة الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فجمع لَهُ الأمير عَبْد العزيز بْن دُلَف مشايخ ناحيته، أَبَا مَسْعُود الحافظ، ومحمد بْن بكّار، ومحمد بْن الفَرَج وزيد بْن خَرَشَة، فناظروه، فأبى إلا الثّبوت عَلَى ضلاله. فضربه أربعين سَوْطًا، وهَجَرَهُ النّاس [3] . ثُمَّ صنّف ابن مَسْعُود كتابًا فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ [4] .
229- عَبْد اللَّه بْن مروان بْن معاوية. [5] أَبُو حُذَيْفَة الفَزَارِيّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم.
وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأبو القاسم البغويّ.
وثّقه الخطيب.
__________
[1] وزاد أيضا: وكان عارفا بعلم الأدب، بصيرا بالنحو.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد الكناني) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 49، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 329 رقم 201، والأنساب لابن السمعاني 10/ 477، 478، ولسان الميزان 3/ 347 رقم 1410.
[3] طبقات المحدّثين 2/ 329 وزاد: «وذهب حديثه وبطل» . (ذكر أخبار أصبهان 2/ 49، اللسان 3/ 347) .
[4] الأنساب 10/ 477، 478.
[5] انظر عن (عبد الله بن مروان) في:
تاريخ بغداد 10/ 151، 152 رقم 5304، وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة السابقة.(17/231)
توفي سنة إحدى وثلاثين.
230- عبد الله بن مسلم بن رشيد [1] .
أبو محمد بن الهاشمي، مولاهم.
حدَّثَ بنَيْسَابور عَنْ: مالك، واللَّيْث بْن سعد، وإبراهيم بْن هَدْبة.
وعنه: الْعَبَّاس بْن حمزة، وعبد اللَّه بْن محمد النَّصْراباذيّ، وغيرهما.
وكان غير ثقة قد اتُّهِمَ بالوضع [2] .
231- عَبْد الله بن مطيع بن راشد [3]- م. ن. - أبو محمد البكريّ النّيسابوريّ.
عن: إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر، وهُشَيْم، وابن المبارك.
وعنه: م.، ون.، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البَغَويّ، وجماعة.
وقعَ لِي حديثه عاليًا [4] .
وتُوُفِيّ سنة سَبْعٍ وثلاثين [5] .
232- عَبْد اللَّه بْن مُوسَى بن شيبة [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن مسلّم بن رشيد) في:
المجروحين لابن حبّان 3/ 44، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 141 رقم 2121، والمغني في الضعفاء 1/ 358 رقم 3369، ولسان الميزان 3/ 359 رقم 1450.
[2] وقال ابن حبّان: لا يحلّ كتب حديثه. وهذا شيخ لا يعرفه أصحابنا، وإنما ذكرته لئلا يحتج به أحد من أصحاب الرأي لأنهم كتبوا عنه فيتوهّم من لم يتبحّر في العلم أنه ثقة، وهو الّذي روى عن ابن هدبة نسخة كأنها معمولة. (المجروحون لابن حبّان 3/ 44) .
[3] انظر عن (عبد الله بن مطيع) في:
الزهد لأحمد 460، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 154 و 2/ 397، والجرح والتعديل 5/ 153 رقم 703، والثقات لابن حبّان 8/ 351، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 390 رقم 861، وتاريخ بغداد 10/ 177 رقم 5316، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 278 رقم 1041، والمعجم المشتمل لابن عساكر 162 رقم 507، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 743، 744، والكاشف 2/ 118 رقم 3030، والوافي بالوفيات 17/ 621 رقم 524، وتهذيب التهذيب 6/ 37 رقم 21، وتقريب التهذيب 1/ 452 رقم 648، وخلاصة تذهيب التهذيب 215.
[4] ذكره ابن حبّان في (الثقات 8/ 351) وقال: «مستقيم الحديث» ووثّقه الخطيب في تاريخ بغداد 10/ 177.
[5] لعشر بقين من ذي القعدة. (تاريخ بغداد 10/ 178) .
[6] انظر عن (عبد الله بن موسى بن شيبة) في:(17/232)
أَبُو محمد الْأنْصَارِيّ.
حدَّث ببغداد، عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن قيس، ومُصْعَب النَّوْفَليّ، وإبراهيم بن صرمة، وعنه: تمتام، والبغوي، ومحمد بن المجدر.
قَالَ أبو حاتم [1] : كَانَ بحُلْوان، ومحلُّه الصِّدْق [2] .
233- عَبْد اللَّه بْن يزيد بْن راشد [3] .
أَبُو بَكْر الْقُرَشِيّ الدّمشقي المقري، الملقب بحمار القُرّاء [4] .
شيخٌ مُسِنّ مُعَمِّر، روى عَنْ: ثور بْن يزيد، وهشام بْن الغاز، والأوزاعيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، والوليد بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي السَّائب.
وعنه: أبوا زرعة [5] ، وأبو حاتم، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وأحمد بن المعلى، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن الفيض الغساني، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وجماعة.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ، قد حدَّث عَنْهُ ثقات.
وقال بعضهم: لَم يدرك ثور بْن يزيد، إنّما روى عن صدقة بن عبد الله، عنه.
__________
[ () ] الجرح والتعديل 5/ 167 رقم 771، والثقات لابن حبّان 8/ 355، وتاريخ بغداد 10/ 147 رقم 5295.
[1] الجرح والتعديل 5/ 167.
[2] وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: «يحتجّ بأخباره إذا روى عن الثقات لأنه في نفسه ثقة» .
(8/ 355) .
[3] انظر عن (عبد الله بن يزيد بن راشد) في:
المعرفة والتاريخ للبسوي 2/ 438، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 118، والجرح والتعديل 5/ 202 رقم 941، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (المطبوع) 62، وتاريخ جرجان للسهمي 93، 130، 394، 467، 521، 522، 533، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 333- 337، والوافي بالوفيات 17/ 678 رقم 574، وغاية النهاية 1/ 463 رقم 1930، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 230 رقم 923.
[4] في الوافي بالوفيات 17/ 678: «حماد الفرس» .
[5] أي: أبو زرعة الدمشقيّ، وأبو زرعة الرازيّ.(17/233)
وقال ابن أَبِي حاتِم [1] : روى عَنِ الأوزاعي حديثًا واحدًا ومسائل، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حديثين، وعن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عَبْلَة حديثًا واحدًا.
وقال الفَسَويّ: سألتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم عَنْهُ.
فقال: أُفٍّ.
... [2] وقال الفَسَوِيّ: لَم تخف نفسي أن أُحدِّث عَنْهُ [3] .
وقالَ الْحَسَن بْن ... [4] .
[وقال أَبُو حاتِم [5] : أثنى عَلَيْهِ دُحَيْم ووصفه بالصِّدْق والسّتْر.
تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين، عَنْ خمسٍ وتسعين سنة] [6] .
234- عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر بْن عليّ المقدّميّ الْبَصْرِيّ [7] .
عَنْ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وفُضَيْل بْن عِياض.
قَالَ أبو حاتم [8] : كتبنا عنه، وكنّا نكتب عَنْ أخيه محمد وهو ينظرُ من بعيد.
__________
[1] في الجرح والتعديل 5/ 202.
[2] في الأصل بياض.
[3] في المعرفة والتاريخ: حدّثنا بعض أصحابنا قال: حدّثنا صدقة بن عبد الله وهو السمين، وسمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يحسّن أمره ويميل إلى عدالته ولذلك ذكر لي عن مروان الطاطري- وهو عندي ضعيف الحديث-: كان شيخا يقال له عبد الله بن يزيد يجالس هشاما، وكان عنده كتب صدقة بن عبد الله وحديثه، فلم يخف عليّ إذا نظر فيها ولا أكتب عنه. (المعرفة والتاريخ 2/ 438) .
[4] بياض في الأصل.
[5] الجرح والتعديل 5/ 202.
[6] ما بين الحاصرتين بياض في الأصل، والإستدراك من (المنتقى لابن الملّا) . ووقع بياض في:
غاية النهاية لابن الجزري، وفيه: قال الحافظ أبو عمرو: أبو محمد عبد الله بن الجارود، ولا أدري على من قرأ ولا من قرأ عليه، قلت. (بياض) . (1/ 463) .
[7] انظر عن (عبد الله بن أبي بكر المقدّمي) في:
الجرح والتعديل 5/ 18، 19 رقم 84، والثقات لابن حبّان 8/ 357، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 15071، والأنساب لابن السمعاني 11/ 442، وميزان الاعتدال 2/ 398، 399 رقم 4232، والمغني في الضعفاء 1/ 333 رقم 1/ 311، ولسان الميزان 3/ 263، 264 رقم 1129.
[8] الجرح والتعديل 5/ 18، 19 وفيه: «تكلّموا فيه، كان عنده عن جعفر بن سليمان أكثر مما عند سيّار أو نحوه إن كان سمع، وكان بارد الأمر حيث كتبنا عنه..» .(17/234)
وقال أبو زُرْعة: رَأَيْته وليس بشيء [1] .
تُوُفِيّ هُوَ وأخوهُ سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين [2] .
235- عَبْد الأعلى بْن حمّاد بْن حمّاد بْن نصر [3]- خ. م. د. ن. - الحافظ أبو يحيى الباهليّ مولاهم البصْرِيّ المعروف بالنَّرْسِيّ، ابن عمّ عباس المذكور آنفًا.
روى عَنْ: الحمَّادَيْن، وعبدُ الجبار بْن الورد، ووُهَيْب بْن خَالِد، ومالك بْن أنس، وسلام بْن أَبِي مطيع، ويزيد بن زريع.
وعنه: خ.، م.، د.، ون. بواسطة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن
__________
[1] الجرح والتعديل 5/ 19 وفيه: «ليس بشيء أدركته ولم أكتب عنه، قال يوما لسليمان بن حرب:
أنا أروى عن حماد بن زيد منك، فقال سليمان: لأنك تأخذ أحاديث الناس فترويها عن حمّاد: نا عبد الرحمن قال: سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول: كنّا نمرّ به وهو قاعد فلا نكتب عنه ونكتب عن أخيه محمد. نا عبد الرحمن قال: سألت أبي عن عبد الله بن أبي بكر المقدّمي فقال: أخوه محمد أوثق منه، وفيه نظر» .
وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: كان يخطئ.
وقال ابن عديّ: هو أخو محمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد ثقة، وعبد الله ضعيف. (الكامل 4/ 1571) .
[2] الثقات 8/ 357 وليس فيه ذكر لوفاة أخيه.
[3] انظر عن (عبد الأعلى بن حمّاد) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 74 رقم 1752، وتاريخه الصغير 233، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 120، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 28، 525، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 332 و 2/ 48، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، والجرح والتعديل 6/ 29 رقم 154، والثقات لابن حبّان 8/ 409، ومروج الذهب 2975، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 486، 487 رقم 745، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 444، 445 رقم 998، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي بتخريج الصوري (تحقيقنا) 124، وتاريخ جرجان للسهمي 66، وتاريخ بغداد 11/ 75 رقم 5751، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 321، 322 رقم 1219، والأنساب لابن السمعاني 12/ 70، 71، والمعجم المشتمل لابن عساكر 164 رقم 516، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 121، 318، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 322، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 51، والكامل في التاريخ 7/ 66، ووفيات الأعيان 1/ 477 وفيه (عبد الأعلى بن عباد) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 759، 760، والعبر 1/ 424، والكاشف 2/ 130 رقم 3116، وتذكرة الحفاظ 2/ 468، ودول الإسلام 1/ 144، وسير أعلام النبلاء 11/ 28، 29 رقم 12، والبداية والنهاية 10/ 317 وفيه (عبد الأعلى بن عباد) ، وتهذيب التهذيب 6/ 93، 94 رقم 196، وتقريب التهذيب 1/ 464 رقم 780، والنجوم الزاهرة 2/ 291، وطبقات الحفاظ 203، وخلاصة تذهيب التهذيب 220، وشذرات الذهب 2/ 88.(17/235)
عبد الحميد الكشي، وعبد الله بن ناجية، وبقي بن مخلد، وأحمد بن يحيى البلاذري الكاتب، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر أحمد بن علي القاضي المروزي، وجعفر الفريابي، والبغوي، وخلق.
وثقه أبو حاتم [1] ، وغيره [2] .
توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين [3] ، وأخطأ من قَالَ سنة ستٍّ [4] .
وقع لي حديثه عاليًا.
236- عَبْد الجبار بْن عاصم [5] .
أَبُو طالب النَّسَائيّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي المليح الحسن بن عمر، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وإسماعيل بن عيّاش، وبقية بن الوليد، وغيرهم.
وعنه: أحمد بن أبي خيثمة، وأبو القاسم البغوي، وجماعة.
قَالَ مُوسَى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ: كَانَ أَبُو طالب جلادًا فتاب اللَّه عَلَيْهِ.
فيُقال إنه دُلّي عَلَيْهِ كيس، فكان يُنفقُ منه. رواها ابن أَبِي حاتِم [6] ، عَنْ مُوسَى.
وثّقه غير واحد [7] .
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 29.
[2] وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وقال الخليلي: «ثقة متّفق عليه مخرّج في الصحيحين» . (الإرشاد 1/ 51) .
[3] بها أرّخه البخاري في تاريخه الكبير 6/ 74، وتاريخه الصغير 233، وابن حبّان 8/ 409 وذكره على التضعيف «وقد قيل» ، وذكر قبله سنة: تسع وثلاثين. وأرّخه بسبع وثلاثين أيضا: ابن السمعاني، وابن عساكر.
[4] المعجم المشتمل 164.
[5] انظر عن (عبد الجبّار بن عاصم) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 350، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 356 و 2/ رقم 583، والتاريخ الصغير للبخاريّ 231، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 58، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 16، والجرح والتعديل 6/ 33 رقم 173، والثقات لابن حبّان 8/ 418، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 298 ب، وتاريخ بغداد 11/ 111 رقم 5804.
[6] في الجرح والتعديل 6/ 33 رقم 173.
[7] منهم يحيى بن معين حيث قال: لا بأس به. (معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 93 رقم 356 و 2/ 178 رقم 583) وقال أيضا: ثقة. وقال: صدوق. (تاريخ بغداد 11/ 111 و 112) .(17/236)
وتوفّي سنة ثلاث وثلاثين [1] .
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: ثقة [2] .
237- عَبْد الْحَكَم بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْحَكَم بْن أَعْيَن [3] .
الفقيه أَبُو عثمان الْمَصْرِيّ. أحد الإخوة.
سَمِعَ: أباهُ، وابن وهْب.
وكان فقيها صالحا عالما، ولد سنة ثمانين ومائة وسجن وعذب عذابا شديدا.
قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يونس: عُذِّبَ فِي السجن ودُفِنَ عَلَيْهِ فمات فِي جُمَادى الأولى سنة سَبْعٍ وثلاثين لكونه اتُّهِمَ بودائع لعليّ بْن الْجَرَوِيّ [4] .
وقال ابن أَبِي دُلَيْم: لَم يكن في إخوته أفقه منه.
وقيل: إنّ بني عَبْد الحَكَم ألزموا فِي نوبة ابن جَرَويّ بأكثر من ألف ألف دينار. واستُصفيت [5] أموالُهم وأموال أصحابِهم، ونُهِبَت منازلهُمْ. ثُمَّ بعد مُدّة ورد كتاب المتوكّل بإخراج من بقي منهم من السّجون، وردّ إليهم أموالَهم أو بعضها، وسجن القاضي الأصمّ الَّذِي تعصَّب عليهم، وحلقت لحيته، وضرب السّياط، وطِيفَ بِهِ عَلَى حمار. وكان من كبار الْجَهْمِيّة، نسألُ اللَّه السِّتْر [6] .
قَالَ أَبُو الطّاهر ابن أَبِي [عُبَيْد اللَّه المدينيّ: لَم يكن فِي أصحاب] [7] ابن وَهْب أتقنَ منه ولا أجود خطًّا، يعني عَبْد الْحَكَم.
وقال يَحْيَى بْن عثمان بْن صالِح: أحضر بنو عَبْد الحَكَم شهودا بأنّ ابن
__________
[1] وبها أرّخه ابن سعد في الطبقات 7/ 350، والبخاري في التاريخ الصغير 231، وقال ابن حبّان:
مات سنة ثلاثين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل. (الثقات 8/ 418) .
[2] تاريخ بغداد 11/ 112.
[3] انظر عن (عبد الحكم بن عبد الله) في:
الجرح والتعديل 6/ 36 رقم 194، والولاة والقضاة للكندي 200 و 438 و 464 و 465، وسير أعلام النبلاء 11/ 162، 163 رقم 66، وخطط المقريزي 1/ 312، ولسان الميزان 3/ 393.
[4] الولاة والقضاة 200 و 465.
[5] في الولاة والقضاة 465 «فاستقصيت» .
[6] الولاة والقضاة للكندي 199، 200 و 464، 465.
[7] ما بين الحاصرتين استدركته من: سير أعلام النبلاء 11/ 163، ومكانه بياض في الأصل.(17/237)
جَرَويّ أَبْرأَهم، وأحضرَ وكيل ابن الْجَرَويّ شُهودًا بِخلافِ ذَلِكَ، حتّى كاد أن تكون فتنة. وبعث المتوكل مستخرجًا للمال، ومعه عَبْد اللَّه ولد الْجَرَويّ، فحُكِم عَلَى بني عَبْد الْحَكَم بألف ألف دينار وأربعمائة ألف وأربعة آلاف دينار [1] .
238- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق الضّبيّ [2] .
مولاهم القاضي الفقيه الحنفيّ أحد العلماء.
ولي قضاء الرَّقَّةِ، ثُمَّ ولي قضاء مدينة المنصور والجانب الشرقيّ من بغداد فِي خلافة المأمون [3] .
وتُوُفِيّ سنة اثنتين وثلاثين [4] .
239- عَبْد الرَّحْمَن بن الحكم بن هشام [5] .
__________
[1] الولاة والقضاة 414.
وقال عثمان الدارميّ، عن ابن معين: لا أعرفه. (لسان الميزان 3/ 393) .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن إسحاق الضبي) في:
تاريخ الطبري 8/ 636، 637 و 9/ 56، 138، وتاريخ بغداد 10/ 260، 261 رقم 5376، والجواهر المضيّة 2/ 375، 376 رقم 767، والطبقات السنية، رقم 1167.
[3] وقال طلحة بن محمد بن جعفر: وكان من أصحاب أبي حنيفة، حسن الفقه، وتقلّد الحكم في أيام المأمون ... قال الخطيب: قول طلحة: وكان من أصحاب أبي حنيفة يعني به أنه كان ينتحل في الفقه مذهب أبي حنيفة، ولم ير أبا حنيفة ولا أدركه.
وقال الدار الدّارقطنيّ: كان على قضاء مدينة الشرقية، وكان من أصحاب الرأي، وكان مترفا جمّاعا للمال، وكان قد ولي قبل ذلك قضاء الرقّة، ثم قدم بغداد فولاه المأمون قضاء الجانب الغربي، وكان عبد الله بن طاهر سبب ولايته، فولّى عبد الرحمن وكتب له كتب أصحاب الرأي، وعني بعد ذلك بحفظ الحديث فحفظ منه شيئا صالحا، إلى أن عزل في صفر سنة ثمان وعشرين ومائتين.
(تاريخ بغداد 10/ 260 و 261) .
[4] تاريخ بغداد 10/ 261.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن الحكم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 5، والحلّة السيراء لابن الأبّار 1/ 29، 40، 48، 63، 113- 119، 135، 136، 140، 144، 161، 241 و 2/ 183، 363، 364، 366، 371، 372، 375، والتكملة، له رقم 2852- 2856 و 2858، وافتتاح الأندلس لابن القوطية 76، 77، والمغرب لابن سعيد 1/ 124، وجذوة المقتبس للحميدي 10، وبغية الملتمس للضبّي 14، والعقد الفريد 2/ 469 و 3/ 61 و 4/ 493 و 5/ 281، 321، 322 و 6/ 34، 125، والكامل في التاريخ 3/ 258، 524، و 4/ 12 و 6/ 133، 200- 202، 378، 383، 400، 408- 411- 415، 444، 454، 475، 494، 507، 516، 529، والمختصر في أخبار البشر 2/ 38، 39، ودول الإسلام 1/ 145، والبيان المغرب 2/ 84- 93، ومرآة الجنان 2/ 122، ومآثر الإنافة 1/ 228.(17/238)
أَبُو المطرّف الأمويّ المروانيّ صاحب الأندلس.
وُلِدَ بطُلَيْطِلة فِي سنة ستٍّ وسبعين، وأمّه أمّ ولد. ولي الأندلسَ سنة ست ومائتين، وامتدت أيامه.
وكان عادلا في الرعية مشكور السيرة بخلاف أبيه، فاضلا له نظر في العلوم العقلية. وهو أول من أقام رسوم الإمرة، وامتنع من التبذل للعامة.
وبنوا بأمره سور إشبيلية، وأمرَ بالزيادة فِي جامع قرطبة. وكان يتشبّه بالوليد بْن عَبْد الملك فِي عُلُوّ الهِمّة. وكان مُحبًّا للعلماء مقربًا لَهم، مهمًّا بالثُّغور والجهاد [1] .
وكان يقيم الصلوات للنّاس بنفسه، ويُصلِّي إمامًا بِهم فِي كثير من الأوقات. وجاءه من الأولاد ما لَم يجيء لأحد من الخلفاء. كَانَ لَهُ خمسون ابنًا وخمسون بنتًا. وكانت دولته اثنتين وثلاثين سنة [2] .
تُوُفيّ في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وولي الأندلس بعده ابنه محمد، وعاش إلى سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين [3] .
قَالَ ابن ماكولا [4] : واسمُ أمه حلاوة.
240- عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله الجمحي [5]- م. - مولاهم أَبُو حرب الْبَصْرِيّ، أخو محمد بْن سلام الإخباريّ.
__________
[1] البيان المغرب 2/ 91.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 5، جذوة المقتبس 10، بغية الملتمس 14.
[3] البيان المغرب 2/ 91.
[4] في الإكمال 2/ 575.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن سلام) في:
الكنى والأسماء للدولابي 1/ 146، والجرح والتعديل 5/ 242، 243 رقم 1154، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 411 رقم 919، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 297 رقم 1131، والسابق واللاحق 86، والأنساب لابن السمعاني 3/ 300، والمعجم المشتمل لابن عساكر 167 رقم 532، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 793، والكاشف 2/ 149 رقم 3257، وسير أعلام النبلاء 10/ 650، 651 رقم 232، والعبر 1/ 409، 410، والبداية والنهاية 10/ 308، وتهذيب التهذيب 6/ 192، 193 رقم 387، وتقريب التهذيب 1/ 483 رقم 968، وخلاصة تذهيب التهذيب 129، وشذرات الذهب 2/ 71.(17/239)
روى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان، وحمّاد بْن سَلَمة، والربيع بْن مُسْلِم، ومبارك بْن فَضَالَةَ، وأبي المقدام هشام بْن زياد، وجماعة.
وعنه: م.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وَمحمد بْن غلاب تَمتام، ومُعاذ بْن الْمُثَنَّى، وموسى بْن هارون الحافظ، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وأبو يَعْلَى الموصلي، وأبو خليفة الْجُمَحِيّ، وآخرون.
وقال أبو حاتم [1] : صدوق [2] .
قَالَ مُوسَى بْن هارون: تُوُفِيّ بالبصرة سنة إحدى وثلاثين [3] ، وفيها مات أخوه.
241- عَبْد الرَّحْمَن بْن صالِح الأزديّ العَتَكيّ [4] .
أَبُو صالِح، ويُقالُ أَبُو محمد. كوفي نزل بغداد.
عَنْ: شَرِيك، ويَحْيَى بْن أَبِي زائدة، وعليّ بْن مُسْهِر، وإبراهيم بْن محمد بْن أَبِي يَحْيَى، وعبدُ اللَّه بْن المبارك، وفُضَيْل بْن عِياض، ومهديّ بْن ميمون.
وعنه: إِبْرَاهِيم الحربي، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وعبدُ اللَّه بْن أحمد الدورقي، وعبد الله بن أَحْمَد بْن حنبل، ويوسف القاضي، وأبو يَعْلَى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسن بن [عبد الجبّار الصُّوفيّ الكبير] [5] ، وخلق.
__________
[1] الجرح والتعديل 5/ 243.
[2] وسئل أبو علي صالح بن محمد بن جزرة عن عبد الرحمن ومحمد ابني سلّام الجمحيّين فقال:
صدوقان، رأيت يحيى بن معين يختلف إليهما. (الأنساب 3/ 300) .
[3] المعجم المشتمل 167.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن صالح الأزدي) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 360، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 352 و 2/ رقم 579، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 298 رقم 974 (دون ترجمة) ، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 3، 423 و 3/ 10، 27، 48، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 99، وتاريخ الطبري 5/ 215، والجرح والتعديل 5/ 246 رقم 1174، والثقات لابن حبّان 8/ 380، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 218 رقم 788، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 794، 795، وميزان الاعتدال 2/ 569 رقم 4889، والمغني في الضعفاء 2/ 381 رقم 3581، وتهذيب التهذيب 6/ 197، 198 رقم 398، وتقريب التهذيب 1/ 484 رقم 978، وخلاصة تذهيب التهذيب 229.
[5] ما بين الحاصرتين استدركته من (تهذيب الكمال 2/ 794) ، ومكانه بياض في الأصل.(17/240)
وكان أحدُ مَنْ عُنِيَ بالأثَر.
قَالَ الْحُسَيْن بْن فَهْم: قَالَ خَلَف بْن سالِم ليَحْيَى بْن مَعِين: نمضي إلى عَبْد الرَّحْمَن بْن صالِح؟
فقال لَهُ: أُغْرُب، لا صَلّى اللَّه عليك. عنده والله سبعون حديثًا، ما سمعتُ منها شيئًا [1] .
وقال سهل بْن علي الدُّوريّ: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يَقُولُ: يَقْدَم عليكم رَجُل من أهل الكوفة، يُقال لَهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن صالح، ثقة صدوق شيعي، لأنْ يخرّ من السّماء، أحبّ إِلَيْهِ أن يكذب فِي نصف حرف [2] .
وقال أبو حاتم [3] : صدوق.
وقال أَبُو داود: كَانَ رَجُل سَوْء، وضع كتاب مثالب فِي الصّحابة [4] .
وقال صالح جَزَرَة: كَانَ يقرض عثمان [5] .
وقال مُوسَى بْن هارون: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن ثقة فِي الحديث، وكان يحدّث بمثالب أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وأصْحَابِهِ. وكان شيعيّ محترق [6] .
وقال البغويّ: سمعته يَقُولُ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْر وعمر [7] .
تُوُفِيّ فِي سَلْخ ذي الحجّة سنة خمسٍ وثلاثين [8] .
وقد روى لَهُ النَّسَائيّ في كتاب «خصائص علي رضي الله عنه» حديثا واحدا [9] .
__________
[1] تهذيب الكمال 2/ 795.
[2] تهذيب الكمال 2/ 795.
[3] الجرح والتعديل 5/ 246.
[4] تهذيب الكمال 2/ 795.
[5] تهذيب الكمال 2/ 795.
[6] تهذيب الكمال، وفيه زاد: حرقت عامّة ما سمعت منه. (2/ 795) .
[7] تهذيب الكمال 2/ 795.
[8] طبقات ابن سعد 7/ 360، ثقات ابن حبّان 8/ 380.
[9] سأل ابن محرز: يحيى بن معين عنه فقال: لا بأس به. (معرفة الرجال 1/ 92 رقم 352 و 2/ 177 رقم 579) .
وقال ابن معين أيضا: ثقة إلّا أنه يتشيّع. (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 218 رقم 788) .(17/241)
242- عَبْد الرَّحْمَن بْن عفّان [1] .
أَبُو بَكْر الصُّوفيّ، أحد المتروكين.
يروي عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عيّاش، وأبي إِسْحَاق الفَزَاريّ.
وعنه: إِسْحَاق الْخُتَّليّ، وجعفر الْفِرْيَابيّ.
قَالَ ابن مَعِين: كذّاب [2] .
243- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو البَجَليّ الحرّانيّ [3] .
عَنْ: زهير بْن معاوية، وغيره.
وعنه: أَبُو عَرُوبَة وهو أكبرُ شيخ لَهُ.
تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين [4] .
وقد ذكره الحاكم فِي «الكنى» [5] فقال: يُكنَّى أَبَا عثمان. سَمِعَ زُهَيْرًا، وأبا عَوَانة الوضّاح.
روى عَنْهُ: يَعْقُوبَ الفَسَويّ، وَمحمد بْن يَحْيَى بْن كثير الحرّانيّ [6] .
244- عبد الرحمن بن أبي الغمر عمر بن عبد الرحمن [7] .
أَبُو زيد السَّهْميّ، مولاهم الْمَصْرِيّ الفقيه، صاحب ابن القاسم.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عفّان) في:
تاريخ بغداد 10/ 264، 265 رقم 5379، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 98 رقم 1886، وميزان الاعتدال 2/ 579 رقم 4921، والمغني في الضعفاء 1/ 384 رقم 3604، ولسان الميزان 3/ 423، 424 رقم 1663.
[2] تاريخ بغداد 10/ 264، 265، وقال: رأيت له حديثا حدّث به عن أبي إسحاق الفزاري كذبا.
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 98.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عمرو البجلي) في:
الجرح والتعديل 5/ 267 رقم 1258، والثقات لابن حبّان 8/ 380.
[4] ثقات ابن حبّان 8/ 380.
[5] هو كتاب «الأسامي والكنى» ، وقد وصلنا منه الجزء الأول فقط، ولا يزال مخطوطا.
[6] سئل عنه أبو زرعة الرازيّ فقال: شيخ. (الجرح والتعديل) .
[7] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي الغمر) في:
الجرح والتعديل 5/ 274، 275 رقم 302 و 8/ 317، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 205 ب، والإكمال لابن ماكولا 7/ 33، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 42/ 556، وتهذيب التهذيب 6/ 249، 250 رقم 497، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 45 رقم 749.(17/242)
روى عَنْ: مفضل بْن فضالة، وابن وهْب، وابن القاسم [1] .
وعنه: أحمد بن محمد بن رشدين، والبخاري، وأبو الزنباع روح بن الفرج القطان. وعاش ثلاثا وسبعين سنة.
توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين [2] .
245- عبد الرحمن بن نافع [3] .
أبو زياد المخرمي، ولقبه: درخت.
روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزّناد، والمغيرة بْن سقْلاب، وغيرهما.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الدَّوْرَقيّ، وعبدُ اللَّه بْن أَبِي سعد الورّاق.
وثّقه بعضهم [4] .
246- عَبْد الرحيم بْن عَبْد العزيز [5] .
أَبُو يزيد الزُّرَيْقِيّ [6] .
سَمِعَ: هُشَيْمًا، وبَهْز بْن أسد.
__________
[1] وهو يروي أيضا عن: معاوية بن يحيى الأطرابلسي. انظر كتابنا: مسند الحديث والفوائد والتاريخ لمعاوية بن يحيى الأطرابلسي، وهو تحت الطبع.
[2] قال الحافظ ابن حجر: عبد الرحمن بن أبي الغمر أبو زيد المصري الفقيه. روى عن: معاوية بن يحيى الطرابلسي، وعبد الرحمن بن القاسم. روى عنه أبو الطاهر بن السرح والحارث بن مسكين، ويونس بن عبد الأعلى، وأبو زرعة الرازيّ. هكذا ذكره صاحب الكمال، ولم يذكر من أخرج له، فلم يترجم له المزّي بذلك. (لسان الميزان 6/ 249، 250) ولقد أصاب الحافظ ابن حجر، إذ لم أجده في تهذيب الكمال، ولم يذكره المؤلّف الذهبي في الكاشف أو الميزان أو المغني، كما لم يذكره ابن حجر في التقريب.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن نافع) في:
معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 239 و 2/ رقم 569، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 117، والجرح والتعديل 5/ 294 رقم 1395، والثقات لابن حبّان 8/ 381، وتاريخ بغداد 10/ 263 رقم 5378، وتهذيب التهذيب 6/ 285 رقم 559.
[4] قال ابن محرز: سألت يحيى عن عبد الرحمن بن نافع أبي زياد المخرّمي، فقال: ليس به بأس إذا حدّث عن ثقة. (معرفة الرجال 1/ 80 رقم 239 و 2/ 115 رقم 569) وقال أبو زرعة الرازيّ: هو صدوق. (الجرح والتعديل 5/ 294) ، وذكره ابن حبّان في «الثقات» (8/ 381) ووثّقه عبد الله بن أحمد الدورقي. (تاريخ بغداد 10/ 264) .
[5] انظر عن (عبد الرحيم بن عبد العزيز) في:
الجرح والتعديل 5/ 341 رقم 1612، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 266.
[6] بتقديم الزاي، هكذا في الأصل وتصحيفات المحدّثين. أما في: الجرح والتعديل فهو: «رزيق» بتقديم الراء» .(17/243)
وعنه: أَبُو حاتم، وعلى بْن الْحُسَيْن بْن الجنيد.
قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق.
247- عَبْد الرحيم بن مطرّف بن أنيس بن قدامة [2]- د. ن. - أبو سفيان الرّؤاسيّ الكوفيّ السّروجيّ ابن عمّ وكيع.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وعُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو، وأبي إِسْحَاق الفَزَارِيّ، ويزيد بْن زُرَيْع، وعَتّاب بْن بشير، وعيسى بْن يونس، وجماعة.
[وعنه [3] : أَبُو داود، وأبو زُرْعَة، وابن أَبِي الدُّنيا، وأَبُو بَكْر بْن أبي عاصم، وأحمد بْن أَبِي خيْثَمة، وعثمان بْن خُرّزاذ.
وثّقه أَبو حاتِم [4] ، وغيره.
مات سنة اثنتين [5] وثلاثين ومائتين.
248- عَبْد السّلام بْن رَغْبَان بْن عَبْد السّلام بْن حبيب [6] .
أَبُو محمد الكلبيّ الحمصيّ الشاعر الملقَّب بديك الْجِنّ.
أحد شعراء الدَّولة العبّاسية، أصله من بلدة سَلَمية، ومولده بِحمص. قِيلَ
__________
[1] الجرح والتعديل.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن مطرّف) في:
الكنى والأسماء للدولابي 1/ 199، والجرح والتعديل 5/ 341 رقم 1611، والثقات لابن حبّان 8/ 413، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 257 ب، 258 أ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 170، 171 رقم 546، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 828، والكاشف 2/ 170 رقم 3406، وتهذيب التهذيب 6/ 307 رقم 602، وتقريب التهذيب 1/ 504 رقم 1177، وخلاصة تذهيب التهذيب 237.
[3] من هنا يبدأ النقص في الأصل من تاريخ الإسلام.
[4] وقال: حدّثنا عنه أحمد بن أبي الحواري وكان من خيار مشايخنا. (الجرح والتعديل 5/ 341) .
[5] قال ابن حبّان: مات سنة الفداء بالثغر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين» (8/ 413) وقد وقع في المطبوع «سنة العداء» . وبها أرّخه ابن عساكر في المعجم المشتمل 170، 171.
[6] انظر عن (عبد السلام بن رغبان ديك الجن الشاعر) في:
الأغاني 14/ 51- 68، وثمار القلوب 27، 69، 339، 470، 604، وخاص الخاص 128، والوزراء والكتاب 102، والمحاسن والمساوئ 289، 290، والمنازل والديار 2/ 10، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 112- 115، وبدائع البدائه 68، وذمّ الهوى 356، وأخبار النساء 98، 99، ووفيات الأعيان 3/ 184- 186، والمختصر في أخبار البشر 2/ 38، وسير أعلام النبلاء 11/ 163، 164 رقم 67، وحياة الحيوان الكبرى للدميري 1/ 519.(17/244)
لَمْ يُفارق الشّام، وكان شيعيًا ظريفًا خليعًا ماجنًا، لَهُ مَرَاثٍ فِي الْحُسَيْن [1] . وكان مولده سنة إحدى وستين ومائة.
أخذ عَنْهُ: أَبُو تَمَّام الطّائيّ، وغيره.
وقيل إنّ أَبَا نُوَاس لَمَّا سارَ إلى مصر ليمدح الخصيب بْن عَبْد الحميد اجتاز بحمص فاختفى منه ديك الْجِنّ واستصغر نفسه معه، فجاء إلى داره وقال لجاريته: قولي أن يخرج، فقد فتن أهل العراق بقوله:
مُوَرّدةٌ من كفّ ظَبْيٍ كأنَّما ... تناولَها من خدِّهِ فأدارها
فلمّا سَمِعَ ذَلِكَ خرجَ إِلَيْهِ وأدْخَلهُ، وعمل لَهُ ضيافة.
ومن أبيات هذه القصيدة:
فقُمْ أنت فاحْثُثْ كأسها غير صاغر ... ولا تسق غير [2] خَمْرَها وعُقَارَها
فَقَامَ يكادُ الكأسُ يحرِقُ كَفَّهُ ... من الشَّمْس أو من وَجْنَتَيْه استعارها
ظللْنَا بأيدينا نُتَعْتعُ روحَها ... فتأخذُ من أرواحنا الرّاحُ ثارها [3]
عَنْ يقظان بْن سلام قَالَ: قُلْنَا لأبي تمّام: لو نَهَيْتَ ديكَ الجنّ مِمّا هُوَ فِيهِ، ولك عشرة آلاف درهم.
قَالَ أَبُو تَمّام: فدخلتُ عَلَيْهِ وهو مطَّرِحٌ عَلَى حصيرٍ سَكْران، وعلى رأسه غُلام يروّحُه. فلمّا رآنِي الغلام نبههُ، فلمّا رآني قام يلبّني، وقال: تُحسِن تَقُولُ مثلي؟ ثُمَّ أنشد:
أما ترى راهبَ الأسحارِ قد هتفا ... وحثّ تغريدُه لَمَّا علا السُّعُفا
أَوْفَى يصيغُ إلى فانوس مغرقة ... كغُرَّة التّاج لَمَّا عُولي الشُّرَفَا
مشنّف بعقيق فوقَ مديحِهِ ... هَلْ كنت فِي غير أُذنٍ تعهد الشّنفا
لَمّا أراحت رُعاةُ الليل عاريةً ... من الكواكبِ كادت ترتقي السّدُفا
هزّ اللّواء عَلَى ما كَانَ من هَيَفٍ ... فارْتَجّ لَمّا علاه اهْتَزّ ثُمَّ هَفَا
ثُمَّ استمرّ كما غنّى عَلَى طَرَبٍ ... تكدّر الْمَاءُ عَلَى تغريده وصفا
__________
[1] الأغاني 14/ 51.
[2] في وفيات الأعيان: «إلا» .
[3] ديوانه 107، وفيات الأعيان 3/ 185.(17/245)
وقام مختلفا كالدّور مطَّلِعًا ... والرَّيمُ ملتفتًا والغُصْنُ مُنعطِفا
رقّت غُلالة خَدَّيْه فلو رميا ... باللّحظ أو بالْمُنَى همّا بأن يَكِفا
كأنّ قافًا أُديرتْ فَوْقَ وجنته ... واختطّ كاتبُها من فوقها ألِفَا
فاستلّ راحًا كبيضٍ واقَعَتْ جحفًا ... حَلا لَنَا أو كنارٍ صادَفَتْ سُعُفا
فلَم أزَل من ثلاثٍ واثنتين ومن ... خمسٍ وستٍّ وما استعلى وما لَطُفا
حتّى توهَّمتُ نَوشروانَ لِي خَوَلا ... وخِلْتُ أنّ نديمي عاشِرُ الْخُلَفا
قَالَ: فلم أزل بِهِ حتّى نوَّمتُه وخرجتُ، فقيل لي: إنّما قُلْنَا تنهاه.
قلتُ: دعه ينام، فإنّي إن نهيته تجرَّمنا عشرة آلاف كبيرة.
وقيل: إنّ ديك الْجِنّ كَانَ لَهُ غُلام وجارية مليحان، وكان يهواهما. فدخلَ يومًا فرآهما فِي لُحافٍ معتنِقَيْن، فشدّ عليهما فقتلهما ثُمَّ سُقِطَ من يده، وجلس عِنْدَ الجارية يبكي ويقول:
يا طلعةً طلع الحِمَامُ عليها [1] ... وجَنَى لَها ثَمَرَ الرَّدَى بيديها
روَّيتُ من دمها الثَّرى ولطالَما [2] ... روّى الهوى شفتيّ من شفتيها
فو حقّ عينيها ما وطِئَ الثَّرَى [3] ... شيءٌ أعزُّ عليّ من عينيها [4]
ما كَانَ قَتْلِيها لأنّي لَم أَكُن ... أبْكِي إذا سفك العيار [5] عليها
لكن نَحَلت عَلَى سواي بِحُسْنها [6] ... وأنفت من نظر الغُلام [7] إليها [8]
ثم جلس عند الغلام وقال:
__________
[1] في ذم الهوى: «يا مهجة برك الحمام عليها» .
[2] في ذم الهوى: «الثراء وطالما» .
[3] في أخبار النساء: «فو حقّ نعليها وما وطئ الحصى» ، وكذا في: وفيات الأعيان.
[4] في ذم الهوى: «من نعليها» ، وكذا في وفيات الأعيان.
[5] في أخبار النساء، ووفيات الأعيان: «إذا سقط الغبار» . وفي ذم الهوى: «سقط الذباب» ، وكذا في الأغاني.
[6] في أخبار النساء: «لكن بخلت على الأنام بحسنها» . وفي الأغاني، وذم الهوى: «لكن ضننت على العيون بحبّها» ، وفي وفيات الأعيان: «لكن بخلت على سواي بحبّها» . وفي رواية: «لكن نفست عن العيون بنظرة» .
[7] في الأغاني، وذم الهوى: «نظر الحسود» . وفي وفيات الأعيان: «نظر العيون» .
[8] الأبيات في: ديوان ديك الجنّ 90، والأغاني 14/ 57، وذم الهوى 356، ووفيات الأعيان 3/ 186، 187، وأخبار النساء لابن قيّم الجوزية 1/ 9، 99.(17/246)
قمرٌ أَنَا استخرجته من خِدْرِه [1] ... بمودّتي وجزيته من غدره [2]
فقتلته وله [3] عليّ كرامةٌ ... ملء [4] الحشا وله الفؤاد بأسره
عهدي بِهِ ميتًا كأحسن نائمٍ ... والدَّمعُ [5] يَنْحَرُ مُقْلتي فِي نَحْرِه [6]
لو كَانَ يدري الميْتُ ماذا بعدَه ... بالحيّ منه بَكَى [7] لَهُ فِي قَبره
غُصَصٌ تكادُ تفيضُ [8] منها نفسُهُ ... ويكادُ يخرُجُ قلبُهُ [9] من صدرِه [10]
قَالَ سَعِيد بْن زيد الحمصيّ: دخلتُ عَلَى ديك الْجِنّ، وكنتُ اختلفتُ إِلَيْهِ لَمّا كتب شِعره، فرأيته وقد شابت لحيته وحاجباهُ وشعر زَنْدَيه. وكانت عيناهُ خضراوين، ولذلك سُمِّي ديك الْجِنّ، وقد صبغ لحيته بالزِّنْجَار، وعليه ثياب خُضْر.
وكان جيّد الغناء بالطَّنْبُور، وفي يديه آلة الشُّرْب وهو يُغنّي.
تُوُفيّ سنة خمسٍ أو ست وثلاثين ومائتين [11] .
249- عَبْد السلام بن سعيد بن حبيب [12] .
__________
[1] في الأغاني، وأخبار النساء، ووفيات الأعيان «من دجنه» .
[2] في الأغاني، ووفيات الأعيان: «لبليّتي وجلوته من خدره» ، وفي أخبار النساء: «لمودّتي وجلوته في خدره» .
[3] في أخبار النساء: «فقتلته وبه» .
[4] في أخبار النساء: «فلي الحشا» .
[5] في وفيات الأعيان: «والحزن ينحر» .
[6] في الأغاني: «والحزن يسفح عبرتي في نحره» . وفي أخبار النساء: «والطرف يسفح دمعتي في نحره» .
[7] في الأغاني: «بالحيّ حلّ بكى» .
[8] في الأغاني، ووفيات الأعيان: «تغيظ» بالظاء.
[9] في الأغاني: «وتكاد تخرج قلبه» .
[10] الأبيات في: الديوان 92، والأغاني 14/ 59، وتاريخ دمشق 24/ 114، ووفيات الأعيان 3/ 187، 188، وأخبار النساء 99.
[11] وفيات الأعيان 3/ 185.
[12] انظر عن (عبد السلام بن سعيد سحنون) في:
طبقات الفقهاء للشيرازي 25، 147، 152، 153، 156- 159، 163، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 56، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 585- 626، ووفيات الأعيان 3/ 180- 182، ودول الإسلام 1/ 146، والعبر 2/ 34، وسير أعلام النبلاء 12/ 63- 69 رقم 15، ومرآة الجنان 2/ 131، 132، والبداية والنهاية 10/ 322 و 323، والديباج المذهب 2/ 30- 40، ومعالم الإيمان للدبّاغ 2/ 49، وشجرة النور الزكية 70، ورياض النفوس للمالكي 1/ 249، 290.(17/247)
شيخ المغرب أَبُو سَعِيد التّنوخيّ الحمصيّ ثُمَّ القيروانيّ الفقيه المالكيّ سَحْنُون، قاضي القيروان ومصنف المدوَّنة.
دخل إلى مصر وقرأ عَلَى ابن وَهْب، وابن القاسم، وأشهب.
وبرعَ فِي مذهب مالك. وعلى قوله المعوَّل بالمغرب [1] .
انتهت إِلَيْهِ رئاسة العِلم بالمغرب، وتفقّه بِهِ خلق كثير.
وقد تفقّه أولًا عَلَى ابن غانِم، وغيره بإفريقية، ورحلَ فِي العِلم سنة ثمانٍ وثمانين ومائة.
فسمع بِمكة من: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكيِع، والوليد بْن مُسْلِم.
وكان موصوفًا بالدّيانة والورع، مشهورًا بالسّخاء والكَرَم.
فعن أشهب قَالَ: ما قَدِمَ علينا مثلُ سَحْنُون.
وعن يُونس بْن عَبْد الأعلى قَالَ: سَحْنُون سيّد أهل المغرب [2] .
وروى عَنْهُ منهم: يحيى بْن عَمْرو، وعيسى بْن مسكين، وحمديِس، وابن المغيث.
قَالَ ابن عَجْلان الأندلسيّ: ما بُورك لأحدٍ بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي أصحابه ما بُورِكَ لسَحْنُونَ فِي أصحابه، فإنَّهم كانوا فِي بلد أئمّة [3] .
وعن سَحْنُون قَالَ: إذا أتى الرجلُ مجلس القاضي ثلاثة أيّام متوالية بلا حاجة ينبغي أن لا تُقْبَلُ شهادته [4] .
وسُئِلَ سَحْنُون: أَيَسَعُ العالِم أن يَقُولُ: لا أدري فيما يدري؟.
فقال: أمّا ما فِيهِ كتاب أو سنة بائنة فلا. وأمّا ما كَانَ من هذا الرأي فإنّه يَسَعُهُ ذَلِكَ، لأنه لا يدري أَمُصيبٌ هُوَ أَمْ مُخْطئ [5] .
ومن كلامه: أَكْلُ بالمسكنة خيرٌ من أكْلٍ بالعِلم.
محبّ الدنيا أعمى لَم ينِّوره العقل [6] .
__________
[1] طبقات الفقهاء 156.
[2] ترتيب المدارك 2/ 590، الديباج المذهب 2/ 32.
[3] سير أعلام النبلاء 12/ 65.
[4] ترتيب المدارك 2/ 65، الديباج المذهب 2/ 39.
[5] ترتيب المدارك 2/ 591، الديباج المذهب 2/ 33.
[6] الديباج المذهب 2/ 38.(17/248)
ما أقبحَ بالعالِم أن يأتي الأمراء فيُقال هُوَ عِنْدَ الأمير. والله ما دخلت عَلَى سلطان إلا إذا خرجت حاسبتُ نفسي، فوجدتُ عليها الدرك. وأنتم ترون مخالفتي لهواه، وما ألقاه من الغلظة- وو الله ما أخذتُ لَهم دِرْهَمًا، ولا لبستُ لَهم ثوبًا [1] .
وُلِدَ سنة ستين ومائة، وتُوُفِيّ فِي رجب سنة أربعين ومائتين [2] . وكان يقولُ: قبَّح اللَّه الفقر. أدركنا مالك، وقرأنا عَلَى ابن القاسم.
وأمّا «المدوّنة» فأصلها أسئلة، سألَها أَسَد بْن الفُرات لابن القاسم. فلمّا رَحَل بِها سَحْنُون عرضها عَلَى ابن القاسم، وصحّح فيها كثيرًا، ثُمَّ رتّبها سَحْنُون وبَوَّبَها، واحتجّ للكثير منها بالآثار.
وسَحْنُون بفتح السين وبضمّها طائر بالمغرب [3] .
250- عَبْد السلام بْن صالِح بْن سُلَيْمَان بْن أيّوب بْن ميسرة [4] .
أَبُو الصَّلْت الْقُرَشِيّ العَبْشَميّ، مولاهم الهَرَوِيّ ثُمَّ النيسابوريّ. مولى عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة.
عَنْ: مالك، وشَرِيك، وحمّاد بْن زيد، وعبد السلام بْن حرب، وخَلَف بن
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 65، 66.
[2] طبقات الفقهاء 157.
[3] ترتيب المدارك 2/ 586، الديباج المذهب 2/ 30، وقال الخليلي: «له في الفقه ذكر لم يرض أهل الحديث حفظه» . (الإرشاد 1/ 56) .
[4] انظر عن (عبد السلام بن صالح) في:
معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 231، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 205، 206 رقم 379، والمعرفة والتاريخ للبسوي 3/ 77، وتاريخ الثقات للعجلي 303 رقم 1002، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 11، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 70 رقم 1036، والجرح والتعديل 6/ 48 رقم 257، والمجروحين لابن حبّان 2/ 151، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 191، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1968، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 287 ب، والسابق واللاحق، للخطيب 85، وتاريخ بغداد 11/ 46 رقم 5728، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 106 رقم 1926، والكاشف 2/ 172 رقم 3416، وميزان الاعتدال 2/ 616 رقم 5051، والمغني في الضعفاء 2/ 394 رقم 3694، وسير أعلام النبلاء 11/ 446- 448 رقم 103، والبداية والنهاية 10/ 315، وتهذيب التهذيب 6/ 319- 322، وتقريب التهذيب 1/ 506، والنجوم الزاهرة 2/ 287.(17/249)
خليفة، وهُشيم، وعلي بْن مُوسَى الرّضي، وإسماعيل بن عياش.
وعنه: سهل بن أبي سهل، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وابن أبي الدنيا، وعباس الدوري، وعليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وأحمد بن أبي خيثمة، والحسن بن الحباب المقرئ، والحسن بن علويه القطان، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
وكان موصوفا بالزهد والتأله.
قَالَ أَحْمَد بْن سيَّار المروزي: قَدِمَ مَرْو غازيًا، فأدخلَ عَلَى المأمون، فلمّا سَمِعَ كلامه جعله من خاصة إخوانه، وحبسه عنده، إلى أن خرج معه إلى الغزو.
ولَم يزل مُكرمًا عنده إلى أن أراد المأمون إظهار كلام جَهْم وخلْق القرآن.
فجمع [بينه وبين] [1] بشر المريسي، وسأله أن يُكلمه.
وكان أَبُو الصلت يرد عَلَى أهل الأهواء من الْمُرْجِئة والْجَهْميّة والزّنادقة والقَدرية، وكَلَّم بشر المذكور غير مرة بحضرة المأمون، وغيره من أهل الكلام.
وفي كل ذَلِكَ كَانَ الظفر لَهُ.
قَالَ: وكان يعرف كلام الشّيعة، فناظرته فِي ذَلِكَ لاستخراج ما عنده، فما وجدته يُفرط. ورأيته يقدّم أَبَا بَكْر وعمر، ويترحّم عَلَى عليّ وعثمان، ولا يذكرُ الصّحابة إلا بالجميل.
وسمعته يَقُولُ: هذا مذهبي الَّذِي أُدين للَّه بِهِ. إلا أن ثَمَّ أحاديث يرويها فِي المثالب.
وسألتُ إسحاقَ بْن إِبْرَاهِيم عَنْ تِلْكَ الأحاديث، نحو ما جاء فِي أَبِي مُوسَى، وما رُوِيَ فِي معاوية، فقال: هذه أحاديث قد رُويَتْ، فأمّا من يرويها عَلَى طريق المعرفة فلا أكرهُ لَهُ ذَلِكَ. وأمّا من يرويها ديانة، فإنِّي لا أرى الرواية عَنْهُ.
وسُئِلَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْت فقال: قد سمع وما أعرفه بالكذب [2] .
__________
[1] ما بين الحاصرتين مستدرك من: ميزان الاعتدال 2/ 616. ومكانها بياض في الأصل.
[2] قال ابن محرز: «وسألت يحيى بن معين عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، فقال:(17/250)
وقال أبو حاتم: لَم يكن عندي بصدوق [1] .
وأمّا أَبُو زُرْعَة فأمر أن يضرب عَلَى حديثه [2] .
وقال النّسائيّ: ليس بثقة [3] .
وقال الدّار الدّارَقُطْنيّ: كَانَ رافضيًّا خبيثًا. قِيلَ إنه كَانَ يَقُولُ: كلب للعلوية خير من جميع بني أمية [4] .
تُوُفيّ يوم الأربعاء لستٍّ بقين من شوّال سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
251- عَبْد السلام بْن عاصم الهِسِنْجَانيّ الرازيّ [5] .
عَنْ: حَريز بْن عَبْد الحميد، والصباح بْن مُحَارب، وعبد الرَّحْمَن بْن مغراء، ومُعاذ بْن هشام.
وعنه: أبو يحيى بن أبي مسرة المكي، وأبو حاتم، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرّازيّون، ومطيّن.
__________
[ () ] ليس ممن يكذب. فقيل له في حديث أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس:
«أنا مدينة العلم وعليّ بابها» ، فقال: هو من حديث أبي معاوية. أخبرني ابن نمير قال: حدّث به أبو معاوية قديما ثم كفّ عنه. وكان أبو الصلت رجلا موسرا، يطلب هذه الأحاديث، ويكرم المشايخ، وكانوا يحدّثونه بها» . (معرفة الرجال 1/ 79 رقم 231) .
[1] وزاد: «وهو ضعيف، ولم يحدّثني عنه» . (الجرح والتعديل 6/ 48) .
[2] وزاد: «لا أحدّث عنه ولا أرضاه» . (الجرح والتعديل 6/ 48) .
[3] تاريخ بغداد 11/ 51.
[4] تاريخ بغداد 11/ 51، وقال الجوزجاني: «كان أبو الصلت الهروي زائغا عن الحق، مائلا عن القصد، سمعت من حدّثني عن بعض الأئمة أنه قال فيه: هو أكذب من روث حمار الدجّال، وكان قديما متلوّثا في الأقذار» . (أحوال الرجال 205، 206) ، ذكره العجليّ في ثقاته (303 رقم 1002) ، وقال العقيلي: «كان رافضيا خبيثا» وقال: «وأبو الصلت غير مستقيم الأمر» .
(الضعفاء الكبير 3/ 70 و 71) ، وقال ابن حبّان: يروي عن حمّاد بن زيد وأهل العراق العجائب في فضل عليّ وأهل بيته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. (المجروحون 2/ 151) .
وذكره ابن عدي في الضعفاء، وقال: وهو متّهم في هذه الأحاديث. (الكامل 5/ 1968) .
[5] انظر عن (عبد السلام بن عاصم) في:
الجرح والتعديل 6/ 49 رقم 261، وتاريخ جرجان للسهمي 407، والمعجم المشتمل لابن عساكر 171 رقم 548، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 105، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 832، والكاشف 2/ 172 رقم 3417، وتهذيب التهذيب 6/ 322 رقم 617، وتقريب التهذيب 1/ 506 رقم 1191، وخلاصة تذهيب التهذيب 238.
ووقع في (الجرح والتعديل) : «تمام» بدل: «عاصم» ، وهو غلط.(17/251)
قَالَ أبو حاتم [1] : شيخ.
252- عَبْد السلام بْن محمد الحضرمي الحمصيّ [2] .
ويُعرف بسُلَيْم.
عَنْ: بقية، وعبد اللَّه بْن سالِم، والوليد بْن مُسْلِم.
وعنه: محمد بن عوف، وأبو حاتم وقال [3] : صدوق.
253- عَبْد الصمد بْن أَبِي خِداش الموصِليّ [4] .
عَنْ: زُهير بْن معاوية، وإسماعيل بْن عيّاش، والوليد بْن مُسْلِم.
وعنه: حفيده أحمد بن صالح.
توفي بالحدث سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
254- عبد الصمد بن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم المصري [5] .
أبو الأزهر.
عَنْ: أَبِيهِ، وسُفيان بْن عُيَيْنَة.
كان فقيها، إماما، مصنفا. قرأ القرآن عَلَى وَرْش، ومن أجله اعتمد أهلُ الأندلس عَلَى قراءة وَرْش.
روى عَنْهُ: محمد بْن الوضاح القُرْطُبيّ، وغيره.
وهو أخو الفقيه مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن المتوفى سنة تسع وأربعين.
قَالَ الدَّانِيّ: قرأ عَلَيْهِ محمد بْن سَعِيد الأنماطيّ، وبكر بْن سهل الدِّمياطيّ، وإسماعيل بن عبد الله النّخّاس، وغيرهم.
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 49.
[2] انظر عن (عبد السلام بن محمد الحضرميّ) في:
المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 278، والجرح والتعديل 6/ 48، 49 رقم 259، والثقات لابن حبّان 8/ 427، وميزان الاعتدال 2/ 618 رقم 5060.
[3] الجرح والتعديل 6/ 49.
[4] انظر عن (عبد الصمد بن أبي خداش) في:
معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 293، والإكمال لابن ماكولا 2/ 429 (بالحاشية) .
[5] انظر عن (عبد الصمد بن الفقيه عبد الرحمن) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 182 رقم 81، وغاية النهاية 1/ 389 رقم 1660، وحسن المحاضرة 1/ 486.(17/252)
تُوُفيّ فِي رجب سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
255- عَبْد الصمد بْن المعذّل العْبديّ الْبَصْرِيّ [1] .
الشاعر المشهور، أخو أَحْمَد بْن المعذل الفقيه.
كَانَ من فحول الشعراء.
ومن شعره:
تكلّفني إذلالُ نفسي لعزِّها ... وهانَ عليها أن أُهَانَ لتُكْرَما
تَقُولُ: سلِ المعروف يحيى بْن أكثمٍ ... فقلتُ: سليه ربّ يحيى بْن أكثما
وله:
أرى النّاس أحدوثةً ... فكوني حديثًا حَسَنْ
كأنْ لَم يزل ما أتى ... وما قد مضى لَمْ يَكُنْ
إذا وطني رابَني ... فكل بلادٍ لي وطَنْ
256- عَبْد الصَّمد بْن يزيد [2] .
أبو عبد الله الصَّائغ مَرْدَوَيْه الصُّوفِيّ. خادم الفُضَيْل بْن عِيَاض.
كَانَ ثقةً دَيِّنًا صالِحًا من أهل الورع والسنة [3] .
عَنْ: الفُضَيْل، وابن عُيَيْنَة، وشقيق البلخي.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصُّوفيّ.
مات سنة خمس وثلاثين ومائتين [4] ، يوم مات عبد الرحمن بن صالح
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن المعذّل) في:
عيون الأخبار 2/ 33، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 180 و 3/ 92، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 367- 369، والأغاني 13/ 226- 255، والهفوات النادرة للصابي 44، والكامل في اللغة والأدب للمبرّد 1/ 391، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 168، ووفيات الأعيان 1/ 124 و 2/ 130، 232، 233 و 3/ 402 و 4/ 88، 317، 320 و 6/ 162، ونزهة الألبّاء 168.
[2] انظر عن (عبد الصمد بن يزيد) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 363، والجرح والتعديل 6/ 52 رقم 278، والثقات لابن حبّان 8/ 415، وتاريخ بغداد 11/ 40 رقم 5715، وميزان الاعتدال 2/ 621 رقم 5081.
[3] طبقات ابن سعد 7/ 363، تاريخ بغداد 11/ 40 وزاد الحسين بن فهم: «وقد كتب الناس عنه» .
[4] طبقات ابن سعد 7/ 363، الثقات لابن حبّان 8/ 415، تاريخ بغداد 11/ 40.(17/253)
الأزدي. وحضره أمة من الأمم [1] .
قَالَ ابن هارون: وكان عَبْد الرَّحْمَن ميّتًا فِي داره، وما رأيتُ عَلَى بابه أحدًا [2] .
257- عَبْد العزيز بْن بحر الْمَرْوَزِيّ المؤدِّب [3] .
نزيل بغداد.
عَنْ: سُلَيْمَان بْن أرقم، وعطّاف بْن خَالِد، وإسماعيل بْن عيّاش.
وعنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، وابن أبي الدنيا.
لم يضعف [4] .
258- عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص [5] .
الإمام أبو علي الخزاعي. مولاهم المصري الفقيه.
كان من كبار أصحاب ابن وهب، والشافعي.
لزمهما مدة. وكان صالحا ورعا زاهدا.
توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
روى عنه: أبو زرعة، وأبو حاتم وقال [6] : صدوق.
وهو ابن بنت سعيد بن أبي أيّوب.
__________
[1] وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سألت يحيى بن معين عن مردويه الصائغ، فقال: لا بأس به، ليس ممن يكذب، (تاريخ بغداد 11/ 40) .
[2] في الأصل: «أحد» .
[3] انظر عن (عبد العزيز بن بحر) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 363، وتاريخ بغداد 10/ 448 رقم 5606، وميزان الاعتدال 2/ 623 رقم 5085، والمغني في الضعفاء 2/ 396 رقم 3723، ولسان الميزان 4/ 25 رقم 68.
[4] قال الحافظ ابن حجر: «وقال ابن عدي في ترجمة عبد العزيز بن يحيى المدني: عبد العزيز بن بحر ليس بمعروف» . (لسان الميزان 4/ 25) .
وأقول: لم يفرد ابن عديّ لعبد العزيز بن يحيى المدني ترجمة في (الكامل) .
[5] انظر عن (عبد العزيز بن عمران) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 191، 207، والجرح والتعديل 5/ 391 رقم 1818، والثقات لابن حبّان 8/ 396، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 567، وطبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي 25، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 19، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 302، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 143، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 23 رقم 6.
[6] الجرح والتعديل 5/ 391.(17/254)
259- عَبْد العزيز بْن يحيى بْن يوسف [1] .
أَبُو الأصبغ البكائيّ، مولاهم الحرّانيّ.
عَنْ: أَبِي إِسْحَاق الفَزَاريّ، وابن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، ومحمد بن سلمة.
وعنه: أبو داود، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجعفر الفريابي.
قَالَ أبو حاتم [2] : صدوق.
تُوُفيّ بتلّ عبدي سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين [3] .
260- عَبْد العزيز بْن يحيى بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد العزيز المدنيّ [4] .
أَبُو محمد الهاشمي، من موالي آل الْعَبَّاس.
عَنْ: اللَّيْث بْن سعد، ومالك، وسليمان بْن بلال، والدَّرَاورْدِيّ.
وعنه: زكريّا بْن داود الخفّاف، وصالِح بْن عليّ النَّوْفَليّ الحلبي،
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن يحيى البكائي) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 19، 20 رقم 1553 والكنى والأسماء للدولابي 1/ 110، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 20 رقم 976، والجرح والتعديل 5/ 399، 400 رقم 1853، والثقات لابن حبّان 8/ 397، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1930، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 50 ب، والمعجم المشتمل لابن عساكر 173 رقم 556، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 844، والكاشف 2/ 179 رقم 3462، وميزان الاعتدال 2/ 638 رقم 5137، والمغني في الضعفاء 2/ 400 رقم 3761.
[2] الجرح والتعديل 5/ 400.
[3] الثقات لابن حبّان 8/ 397، الكامل لابن عدي 5/ 1930، والمعجم المشتمل 173 رقم 556، وفيه: مات سنة ست وثلاثين، ويقال: خمس وثلاثين.
وقال الحاكم النيسابورىّ: كنّاه ونسبه لنا أبو عروبة الحرّاني، قد رأيته يخضب رأسه ولحيته.
(الأسامي والكنى 1/ ورقة 50 ب) و (الكامل 5/ 1930) وفيه: عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ راوية لحديث الحرّانيين محمد بن سلمة وغيرهم، لا بأس برواياته.
وقال البخاري: لا يتابع عليه. (التاريخ الكبير 6/ 20) و (الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 20 رقم 976) .
[4] انظر عن (عبد العزيز بن يحيى) في:
الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 19 رقم 975، والجرح والتعديل 5/ 400 رقم 1853، وتاريخ جرجان للسهمي 428، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 111 رقم 1962، والمغني في الضعفاء 2/ 400 رقم 3760، والوضّاعون لابن عراق 1/ 80، ولسان الميزان 4/ 37 رقم 101 في ترجمة (عبد العزيز بن القاسم) .(17/255)
وَمحمد بْن أيّوب الرازيّ، وَمحمد بْن علي الصائغ المكي، وموسى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ، وغيرهم.
قَالَ البخاريّ [1] : لَيْسَ من أهل الحديث. يضع الحديث.
وقال أبو زُرْعة: لَيْسَ يصدق [2] .
وقال العقيلي [3] : يحدث عن الثقات بالبواطيل.
وقال ابن عديّ [4] : ضعيف جدًّا، يسرق حديث النّاس. حدّث فِي شعبان سنة ثلاثين ومائتين، وعاش بعد ذَلِكَ قليلًا.
261- عَبْد العزيز بْن يحيى بْن مُسْلِم بْن ميمون الكِنَانيّ [5] .
المكيّ الفقيه. صاحب كتاب «الحيدة» [6] . وكان يلقب بالغُول لَدمَامة منظره.
عن: سفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية الفزاريّ، وعبد الله بْن مُعَاذ الصّغانيّ، وَمحمد بْن إدْرِيس الْإِمَام الشافعيّ، وهشام بْن سُلَيْمَان المخزوميّ.
وعنه: أَبُو العَيْنَاء محمد بْن القاسم، والْحُسَيْن بْن الفضل البَجَليّ، وأبو بَكْر بْن يعقوب بْن إِبْرَاهِيم التّيميّ.
__________
[1] لم أجده عند البخاري في تواريخه.
[2] الجرح والتعديل 5/ 400 وزاد: «ذكرته لإبراهيم بن المنذر فكذّبه، وذكرته لأبي مصعب فقلت:
يحدّث عن سليمان بن بلال، فقال: كذب، أنا أكبر منه ما أدركته» .
[3] في الضعفاء الكبير 3/ 19 رقم 975، وزاد: «ويدّعي من الحديث ما لا يعرف به غيره من المتقدّمين، عن مالك، وغيره» .
[4] لم أجده عند ابن عديّ في الكامل. وقال الرازيّ: ضعيف. (الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 111) .
[5] انظر عن (عبد العزيز بن يحيى الكناني) في:
تاريخ بغداد 10/ 449 رقم 5607، والفهرست لابن النديم 261، وطبقات الفقهاء للشيرازي 84، ودول الإسلام 1/ 146، ومرآة الجنان 2/ 132، وطبقات العبّادي 38، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 144، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 41 رقم 20، والعبر 1/ 434، ومرآة الجنان 2/ 132، وميزان الاعتدال 2/ 639، وتهذيب التهذيب 6/ 363، وشذرات الذهب 2/ 95، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 163، ومقدّمة كتاب «الحيدة» 9- 54 طبعة دمشق 1964 م. بتحقيق د. جميل صليبا، وأصدره المجمع العلمي العربيّ بدمشق.
[6] في هامش (المنتقى لابن الملّا) هذه العبارة: «إلا أن صاحب الأصول قال: بأنه لم يصح إسناد هذا الكتاب عنه» .(17/256)
وهو قليل الحديث.
قَالَ الخطيب [1] : قَدِمَ بغداد زمن المأمون، وجرى بينه وبين بشر المريسي مناظرة فِي القرآن. وكان من أهل العلم والفضل.
وله مصنفات عدّة. وكان مِمّن تفقّه بالشافعيّ، واشتهرَ بصُحبته.
قَالَ داود بْن عليّ الطّاهريّ: كَانَ عَبْد العزيز بْن يَحْيَى الْمَكِّيّ أحد أتباع الشافعيّ والمقتبسين عَنْهُ. وقد طالت صحبته لَهُ. وخرج معه إلى اليمن [2] .
ونقل الخطيب فِي «تاريخه» [3] عَنْ عَبْد العزيز قَالَ: دخلتُ عَلَى أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد وهو مفلوج، فقلتُ: إنِّي لَم آتك عائدًا، ولكن جئت لأحمد الله عَلَى أَنَّهُ سجنك فِي جلْدك.
وعن أَبِي العَيْنَاء قال: لَمَّا دخلَ عَبْد العزيز عَلَى المأمون، وكانت خلْقته بشعة جدًّا، ضحك أَبُو إِسْحَاق المعتصم، فقال، يا أمير المؤمنين لِم ضَحك هذا؟ إن اللَّه لم يصطف يوسف لجماله، وإنّما اصطفاهُ لدينه وبيانه.
فضحِكَ المأمون وأعجبه [4] .
262- عَبْد الملك بْن حبيب بْن سُلَيْمَان بْن هارون بْن جاهمة بْن العبّاس بْن مرداس السّلميّ [5] .
__________
[1] في تاريخ بغداد 10/ 449.
[2] تاريخ بغداد 10/ 449.
[3] ج 4/ 155، 156 في ترجمة القاضي أحمد بن أبي دؤاد.
[4] تاريخ بغداد 10/ 449، 450.
[5] انظر عن (عبد الملك بن حبيب الأندلسي) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 269- 272 رقم 816، وطبقات الفقهاء للشيرازي 148، 162، وترتيب المدارك للقاضي عياض 3، 30، وجذوة المقتبس للحميدي 263، 264، وبغية الملتمس للضبّي 364- 366، وإنباه الرواة 2/ 206، 207، ووفيات الأعيان 6/ 145، وميزان الاعتدال 2/ 148، وتذكرة الحفاظ 2/ 107، 108، ودول الإسلام 1/ 145، ومرآة الجنان 2/ 122، والبداية والنهاية 10/ 318، وتهذيب التهذيب 6/ 390، 391 رقم 736، وتقريب التهذيب 1/ 518 رقم 1304، ولسان الميزان 4/ 59، 60 رقم 174، وبغية الوعاة 312، وكشف الظنون 123، 909، 1105، 1205، 1907، 1996، والديباج المذهب 154- 156، وإيضاح المكنون 2/ 490، والأعلام 4/ 302، ومعجم المؤلّفين 6/ 181، 182.(17/257)
الفقيه أَبُو مروان العباسيّ الأندلسيّ القُرطبيّ المالكيّ.
أحد الأعلام.
وُلِدَ سنة نَيِّفٍ وسبعين ومائة فِي حياة مالك.
وروى قليلًا عَنْ: صَعْصَعة بْن سلّام، والغاز بْن عيسى، وزياد شَبْطُون.
ورحل وحجّ فِي حدود العشرين ومائتين، فسمعَ من: عَبْد الملك بْن الماجِشُون، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وأسد السنة بْن مُوسَى، وأصبغ بْن الْفَرَج، وإبراهيم بْن الْمُنْذر الحزاميّ، وغيرهم.
ورجع إلى الأندلس بعلم جَمّ وفِقْهٍ كثير.
وكان موصوفًا بالحذْق فِي مَذْهَب مالك.
وله مصنَّفَات كثيرة منها: كتاب «الواضحة» ، وكتاب «الجامع» ، وكتاب «فضائل الصَّحابة» ، وكتاب «تفسير الموطأ» ، وكتاب «حروب الْإسْلَام» ، وكتاب «سيرة الْإِمَام فِي الملحدين» ، وكتاب «طبقات الفقهاء» ، وكتاب «مصابيح الهُدى» .
قَالَ ابن بَشْكَوال: قِيلَ لِسَحنون: مات ابن حبيب.
فقال: مات علم الأندلس، بل والله عالِم الدُّنْيَا.
وقال بعضهم: هاجت رياح وأنا فِي البحر، فرأيتُ عَبْد الملك بْن حبيب رافعًا يديه متعلقًا بِحبال السّفينة يَقُولُ: اللَّهمّ إنْ كنت تعلم أنِّي إنّما أردتُ ابتغاء وجهك وما عندك فخلِّصنا. فسلَّم اللَّه.
وقد أضعف ابن حزم وغيره وعبد الملك بن حبيب، ولا ريب فِي أَنَّهُ كَانَ ضعيفًا.
قَالَ أَبُو عُمَر أَحْمَد بْن سَعِيد الصَّدفيّ: قلتُ لأحمد بْن خَالِد: إنّ «الواضحة» عجيبة جدًا، وإن فيها عِلْمًا عظيمًا، فما مدخلها؟
قَالَ: أول شيء إنّه حكى فيها مذاهب لَم نجدها لأحدٍ من أصحابه، ولا نُقِلَت عنهم، ولا هِيَ فِي كتبهم.
ثُمَّ قَالَ الصَّدفيّ فِي تاريخه: كَانَ كثير الرواية، كثير الجمع، يعتمدُ عَلَى الأخذ بالحديث. ولَم يكن يميّزه، ولا يعرف الرجال. وكان فقيهًا فِي المسائل.(17/258)
وكان يُطْعَنُ عَلَيْهِ بكثرة الكُتُب [1] .
وذُكِرَ أنّه كَانَ يستجيزُ الأخذ بلا رواية ولا مقابلة.
وذُكِرَ أَنَّهُ أخذ إجازة كثيرة وأُشير إِلَيْهِ بالكذب.
سمعتُ أَحْمَد بْن خَالِد يطعن عَلَيْهِ بذلك ويتنقّصه غير مرّة.
وقال: قد ظهر لنا كذبه فِي «الواضحة» من غير شيء.
وقال ابن أَبِي مريم: كَانَ ابن حبيب بِمصر، فكان يضعُ الطّويلة، وينسخُ طول نَهاره. فقلتُ: إلى كم ذا النَّسْخ، مَتَى تقرأه عَلَى الشيخ.
فقال: قد أجازَ لي كُتُبه، يعني أسد بْن مُوسَى، فخرجتُ من عنده فأتيتُ أسدًا فقلتُ: تمنعنا أن نقرأ عليك وتجيز لغيرنا؟
فقال: أَنَا لا أرى القراءة، فكيف أُجيز؟
فأخبرته فقال: إنّما أخذ منّي كُتُبي ليكتب منها، لَيْسَ ذا عليّ [2] .
وقال أَحْمَد بْن عَبْد البَرّ النَّارَنْجِيّ: هُوَ أولُ من أظهر الحديث بالأندلس، وكان لا يميز صحيحه من سقيمه، ولا يفهم طُرُقه، ويُصَحِّف أسماء الرجال، ويحتجّ بالمناكير. فكان أهلُ زمانه لا يرضون عَنْهُ، وينسبونه إلى الكذب.
ثُمَّ قَالَ: وكان ما بين عَبْد الملك بْن حبيب ويحيى بْن يحيى سيّئًا، وذلك أَنَّهُ كَانَ كبير المخالفة، ليحيى. وكان قد لقي أصبغ بِمصر، فأكثر عَنْهُ، فكان إذا اجتمعَ مَعَ يحيى بْن يحيى، وسعيد بْن حسّان، ونُظَرائهم عِنْدَ الأمير عَبْد الرَّحْمَن وقُضاته فسئلوا، وقال يحيى بِما عنده، وكان أسنّ القوم وأَوْلاهُم بالتقدُّمِ- يدفع عَلَيْهِ عَبْد الملك بأنه سمعَ أصبغ بْن الفَرَج يَقُولُ كذا. فكان يحيى يغمّه مخالفته لَهُ.
فلمّا كَانَ فِي بعض الأيام جمعهم القاضي في الجامع، فسألهم عَنْ مسألة، فأفتى فيها يحيى بْن يحيى، وسعيد بْن حسان بالرواية، فخالفهما عَبْد الملك، وذكر خلافهما روايةً عَنْ أصبغ.
وكان عَبْد الأعلى بْن وهب من أحداث أهل زمانه، وكان قد حجّ وأدركَ أصبغ بْن الفَرَج بِمصر، وروى عَنْهُ. فدخل يومًا بأثر شورى القاضي على
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 270.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 271.(17/259)
سَعِيد بْن حسّان، فقال لَهُ: يا أَبَا وهْب، ما تقولُ فِي مسألة كذا؟ - المسألة التي سألَهم فيها القاضي- هَلْ تذكر لأصبغ بْن الْفَرَج فيها شيئًا؟
فقال: نعم، أصبغ يَقُولُ فيها كذا. فأفتى بموافقة يحيى، وسعيد.
فقال لَهُ سَعِيد: أنظر ما تَقُولُ، أنت عَلَى يقين من هذا؟
قَالَ، نعم.
قَالَ: فأتني بكتابك.
قَالَ عَبْد الأعلى: فخرجتُ مسرعًا، ثُمَّ ندمتُ ودخل عليّ الشك. ثُمَّ أتيتُ داري، فأخرجتُ الكتاب من قرطاس كما رويته عَنْ أصبغ، فسُررتُ، ومضيتُ إلى سَعِيد بالكتاب.
فقال: تمضي بِهِ إلى أَبِي محمد.
فمضيتُ بِهِ إلى يحيى بْن يحيى، فأعلمته ولَم أدر ما القصة. فاجتمعنا بالقاضي وقالا: إن عَبْد الملك يُخالفنا بالكذب. والمسألة التي خالفنا فيها عندك. هنا رجلٌ قد حجّ وأدرك أصبغ، وروى عَنْهُ هذه المسألة، كقولنا عَلَى خلاف ما ادّعاهُ عَبْد الملك، فارْدَعْه وكُفَّهُ.
فجمَعهم القاضي ثانيًا، وتكلّموا، فقال عَبْد الملك: قد أعلمتُك ما يقولُ فيها أَصْبَغ. فبَدرَ عَبْد الأعلى بْن وَهْب وقال: يكذب عَلَى أصبغ، أَنَا رويت هذه المسألة عَنْهُ عَلَى ما قَالَ هذان، وهذا كتابي.
فأخرج المسألة: فأخذ القاضي الكتاب وقرأ المسألة، وقال لعبد الملك ما ساءه من القول، وقال: تُفْتينا بالكذِب والخطأ، وتُخالفُ أصحابَك بالهوى؟ لولا البُقْيَا عليك لعاقبتك. ثُمَّ قاموا.
قَالَ عَبْد الأعلى: فلمّا خرجتُ مررتُ عَلَى دار ابن رستم الحاجب، فرأيتُ عَبْد الملك خارجًا من عنده وفي وجهه الشّر. فقلت: ما لي لا أدخلُ عَلَى ابن رستم؟
فدخلتُ، فلم ينتظر جلوسي حتّى قَالَ: يا مسكين من غرّك، أو من أدخلك فِي هذا العارض؟ مثل عَبْد الملك بْن حبيب وتكذّبه؟
فقلتُ: أصلحكَ اللَّه، إنّما سألني القاضي عَنْ شيء، فأجبته بِما عندي.(17/260)
ثُمَّ خرجتُ من عنده. وكان عَبْد الملك قد شكا إِلَيْهِ ما وقع وقال، إنّ القاضي أتى برجل لَيْسَ من أهل العلم والرواية، فأجلس معي وكذبني، وأوقفني موقفًا عجيبًا.
فقال لَهُ ابن رستم: اكتب بطاقة بالقصة وارفعها للأمير.
فكتبَ يصف القصة، ويَشنّع. فأمر الأمير أن يبعث فِي القاضي. فبعث فِيهِ، فخرجت وصيّة الأمير يَقُولُ: لك فِي أمرك أن تشاور عَبْد الأعلى.
وكان عَبْد الملك قد بنى بطاقته عَلَى أن يحيى بْن يحيى أمره بذلك. فقال القاضي: ما أمرني أحد بمشاورته، ولكنه كَانَ يختلفُ إليّ، وكنتُ أعرفه من أهل الخير والعلم، مَعَ الحركة والفَهْم والحج والرحلة، فلمْ أرَ نفسي فِي سَعَة من تَرْك مشاورة مثله.
وسأل الأمير وزراءه عَنْ عَبْد الأعلى، فأثنوا عَلَيْهِ ووصفوا عِلْمَه وولاءه.
وكان لَهُ ولاء.
قَالَ عبدُ الأعلى: فصَحِبْتُ يومًا عيسى بْن الشهيد، فقال لي: قد رُفِعْت عليك بطاقة رديئة لكنّ اللَّه دفع شرّها.
وعن محمد بْن وضّاح قَالَ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم بْن المنذر: أتاني صاحبكم عَبْد الملك بْن حبيب بغرارة مملوءة كتبًا، فقال لي: هذا عِلْمُكَ تُجيزه لي؟
قلت: نعم. ما قرأ عليّ منه حرفًا ولا قرأته عَلَيْهِ [1] .
وكان محمد بْن عُمَرَ بْن أبان يَقُولُ: عَبْد الملك بْن حبيب عالِم الأندلس، ويحيى بْن يحيى عاقلها، وعيسى بْن دينار فقيهها [2] .
مات ابن حبيب يوم السبت لأربع مضين من رمضان سنة ثمانٍ [3] ، وقيل فِي ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومائتين.
263- عَبْد الملك بْن حبيب [4] .
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 270.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 271.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 272.
[4] انظر عن (عبد الملك بن حبيب) في:(17/261)
أَبُو مروان المصِّيصي البزّاز.
عَنْ: أَبِي إِسْحَاق الفَزَاريّ، وعبد اللَّه بْن المُبارك.
وعنه: أَبُو داود، وَمحمد بْن عَوْف الطّائي، وعثمان بْن خرّزاذ، وَمحمد بْن وضّاح القَرْطُبيّ، وجعفر الفِرْيَابيّ.
264- عَبْد الملك بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن زريق [1] بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَبُو الْحَسَن الأندلسيّ الزّاهد.
عَنْ: ابن القاسم، وابن وهْب، وغيرهما.
مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
265- عَبْد الملك بْن زُونان [2] .
أَبُو مروان الأندلسيّ.
شيخ مُعمّر، فقيه كبير. أدرك مُعَاويَة بْن صالِح الحمصيّ قاضي المغرب، وأخذ عَنْهُ. ورحل بأخرة فسمع من: ابن وهب، وابن القاسم.
وكان يُفتي بالأندلس أولًا عَلَى مذهب الأوزاعي، ثُمَّ رجع إلى مذهب مالك.
قِيلَ: زونان لَقَبُه، واسمه: حسن بْن محمد.
مات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين بالأندلس فِي شَعْبَان، وقد جاوزَ التّسعين [3] .
266- عبد الواحد بن غياث [4] .
__________
[ () ] الكنى والأسماء للدولابي 1/ 110، والمعجم المشتمل لابن عساكر 175 رقم 563، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 852، وسير أعلام النبلاء 12/ 108 رقم 33، وتهذيب التهذيب 6/ 389، 390 رقم 735، وتقريب التهذيب 1/ 518 رقم 1303، وخلاصة تذهيب التهذيب 243.
[1] انظر عن (عبد الملك بن الحسن بن محمد) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 269 رقم 815، وجذوة المقتبس للحميدي 282 رقم 627، وبغية الملتمس للضبّي 376، 377 رقم 1062.
[2] هو: عَبْد الملك بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن زريق نفسه. انظر مصادر ترجمته.
[3] المصادر الثلاث.
[4] انظر عن (عبد الواحد بن غياث) في:(17/262)
أَبُو بحر البصْريّ الْمِرْبَديّ.
سَمِعَ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وفَضَال بْن خيبر، وعبد العزيز القسْمَليّ.
وعنه: أبو داود، وأبو يعلى الموصلي، والبزار، وبقي بن مخلد، وأبو القاسم البغوي، وزكريا الساجي.
وكان من الثقات المسندين.
قَالَ أبو زُرْعة [1] : صدوق.
مات سنة أربعين ومائتين [2] .
267- عَبْد الوارث بْن عُبَيْد اللَّه العَتَكيّ الْمَرْوَزِيّ [3] .
عَنْ: ابن المبارك [4] ، وخالد بْن مُسْلِم الزَّنْجيّ.
وعنه: الترمذي، وعبد الله بن محمود المروزي، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي.
مات سنة تسع وثلاثين ومائتين [5] .
__________
[ () ] التاريخ الصغير للبخاريّ 234، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 15، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 31، 335، 337، 35 و 2/ 12، 51، 81، 83، 128، 138، 335، والجرح والتعديل 6/ 23 رقم 119، والثقات لابن حبّان 8/ 426، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 85 أ، وتاريخ جرجان للسهمي 146، وتاريخ بغداد 11/ 5 رقم 5653، والإكمال لابن ماكولا 7/ 312، والأنساب لابن السمعاني 11/ 224، والمعجم المشتمل لابن عساكر 176، 177 رقم 569، والأذكياء لابن الجوزي 74، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 866، 867، والمعين في طبقات المحدّثين 87 رقم 952، والكاشف 2/ 192 رقم 3554، والبداية والنهاية 10/ 322، وتهذيب التهذيب 6/ 438، 439 رقم 918، وتقريب التهذيب 1/ 526 رقم 1390، وخلاصة تذهيب التهذيب 247.
[1] الجرح والتعديل 6/ 23.
[2] التاريخ الصغير للبخاريّ 234، وقال ابن عساكر: مات سنة تسع وثلاثين، ويقال: سنة أربعين.
(المعجم المشتمل 176، 177) أما في ثقات ابن حبّان (8/ 426) : مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
[3] انظر عن (عبد الوارث بن عبيد الله) في:
الجرح والتعديل 6/ 76 رقم 388، والثقات لابن حبّان 8/ 416) : والمعجم المشتمل لابن عساكر 177 رقم 571.
[4] قال ابن أبي حاتم: «روى عن عبد الله بن المبارك الكثير حتى روى عنه مسائل وسئل وهو حاضر» . (الجرح والتعديل 6/ 76) .
[5] الثقات لابن حبّان 8/ 416، وقال: وكان اسمه وارثا فسمّى نفسه عبد الوارث.(17/263)
268- عبد الوهاب بن نجدة [1] .
أبو محمد الحوطي الجبلي.
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقيّة بْن الوليد.
وعنه: ابنه أحمد، وأبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم.
وكان صدوقا.
توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين [2] .
269- عبيد الله بن عمر بن يزيد الزهري الإصبهاني القطان [3] .
أبو عمرو، وهو القصار.
سَمِع: جرير بْن عَبْد الحميد، ويحيى القطّان، ومحمد بن أبي عدي، ووكيع بن الجراح.
وعنه: إسحاق بن حنبل، وعبدان بن أحمد، ومحمد بن يحيى بن منده.
قَالَ أَبُو الشيخ [4] : لَهُ أحاديث ينفردُ بِهَا.
وقال الذَّهبِيّ: آخر ما حُدِّث عَنْهُ سنة سبْعٍ وثلاثين ومائتين فيما علمتُ.
270- عُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مَيْسَرة [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن نجدة الحوطي) في:
الجرح والتعديل 6/ 73 رقم 378، والثقات لابن حبّان 8/ 411، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (تحقيقنا) 193، وحلية الأولياء 4/ 150- 152، 237 و 5/ 149، 150، وتاريخ جرجان للسهمي 85، 398، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 251، 252، والإكمال لابن ماكولا 2/ 235، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 188، 190 و 40/ 592، والمعجم المشتمل لابن عساكر 178 رقم 575، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 871، والكاشف 2/ 194 رقم 3569، وتهذيب التهذيب 6/ 453، 454 رقم 937، وتقريب التهذيب 1/ 529 رقم 1408، وخلاصة تذهيب التهذيب 248، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 256، 257 رقم 967 ويقال له: الأطرابلسي.
[2] المعجم المشتمل 178، تاريخ دمشق 25/ 190.
[3] انظر عن (عبيد الله بن عمر الزهري) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 100، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 208- 210 رقم 153.
[4] في طبقات المحدّثين 2/ 208.
[5] انظر عن (عبيد الله بن عمر بن ميسرة) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 350، والزهد لأحمد 23، 41، 90، 101، 117، 136، 138، 139، 142، 147، 209، 251، 288، 298، 329، 359، 360، 368، 371،(17/264)
أَبُو سَعِيد القواريري الْبَصْرِيّ الحافظ. مَوْلَى بني جُشَم.
نزل بغداد ونشر بِهَا عِلْمًا كبيرًا.
سَمِعَ: حمّاد بْن زيد، وأبا عَوَانة، ويوسف بْن الماجِشُون، وعبد الواحد بْن زياد، والفضل بْن عِيَاض، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد الوارث بْن سَعِيد، ومسلم بْن خَالِد الزّنجيّ، وسفيان بْن عُيَيْنَة.
وعنه: الشيخان، وأبو داود، وأبو زُرْعَة، وإبراهيم الحربيّ، وصالِح جَزَرَة، وأبو يَعْلَى الموصلي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو القاسم البغويّ.
وكتب عنه: أحمد، وابن معين، والقدماء.
قَالَ ابن مَعِين [1] ، والنَّسائيّ [2] : ثقة.
وقال أَحْمَد بْن سيّار الْمَرْوَزِيّ: لَم أرَ فِي جَميع من رأيت مثل مسدّد بالبصرة، والقواريري ببغداد، ومن عليّ، ومن إِبْرَاهِيم بْن عَرْعَرة [3] .
تُوُفِيّ ببغداد يوم الجمعة لثلاث عشرة خَلَت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين [4] ، وحضره خلق كثير، وله أربع وثمانون سنة [5] .
__________
[ () ] 416، 427 والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 974، و 2/ رقم 1694 و 3/ رقم 3962، والتاريخ الصغير للبخاريّ 232، وتاريخه الكبير 5/ 395، 396، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 45، وتاريخ الثقات للعجلي 318/ 1066، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 12، 15، والجرح والتعديل 5/ 327، 328 رقم 1547، والثقات لابن حبّان 8/ 405، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 239 رقم 912، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 467 رقم 705، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 229 أ، وتاريخ جرجان للسهمي 559، والسابق واللاحق 265، وتاريخ بغداد 10/ 320 رقم 5464، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 303 رقم 1157، والأنساب لابن السمعاني 10/ 255، 256، والمعجم المشتمل لابن عساكر 180 رقم 584، والكامل في التاريخ 7/ 53، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 886، 887. والعبر 1/ 315، والمعين في طبقات المحدّثين 87 رقم 954، ودول الإسلام 1/ 143، وتذكرة الحفاظ 2/ 438، 439، والكاشف 2/ 203 رقم 3628، وسير أعلام النبلاء 11/ 442- 446 رقم 102، وتهذيب التهذيب 7/ 40، 41 رقم 72، وتقريب التهذيب 1/ 537 رقم 1489، وخلاصة تذهيب التهذيب 252.
[1] الجرح والتعديل 5/ 327، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 239 رقم 912، تاريخ بغداد 10/ 321.
[2] تاريخ بغداد 10/ 322.
[3] تاريخ بغداد 10/ 322.
[4] التاريخ الصغير للبخاريّ 232، وطبقات ابن سعد 7/ 350، وتاريخ بغداد 10/ 322، المعجم المشتمل 180 أما ابن حبّان فقال: مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. (الثقات 8/ 406) .
[5] طبقات ابن سعد 7/ 350، وفيه: وكان كثير الحديث ثقة. وقال محمد بن هارون الفلاس(17/265)
271- عُبَيْدُ اللَّه بْن فضالة بْن إِبْرَاهِيم [1] .
أَبُو قُدَيد النَّسائيّ الحافظ.
رحل وسمع من: عَبْد الرزّاق باليمن، وَمحمد بْن يوسف الفِريابيّ بالشام، ويزيد بْن هارون بواسط، وأبي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ بِمكّة، وأبي اليمان بحمص، والأنصاري بالبصرة، ويحيى بْن يحيى بنيْسَابور.
وعنه: النسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، والحسن بن سفيان.
قال النسائي: ثقة مأمون [2] .
بقي إلى حدود الأربعين ومائتين [3] .
272- عُبَيْدُ اللَّه بْن مُعاذ بْن معاذ بن نضر بن حسّان [4] .
__________
[ () ] المخرّمي: سألت يحيى بن معين عن عبيد الله القواريري ومسدّد فقال: ما منهم إلا صدوق.
قلت: ميّز بينهما؟ قال: لا أميّز: وسئل أبو حاتم عنه فقال: بصريّ صدوق. (الجرح والتعديل 5/ 327 و 328) .
[1] انظر عن (عبيد الله بن فضالة) في:
الجرح والتعديل 5/ 331 رقم 1564، والثقات لابن حبّان 8/ 407، والمعجم المشتمل لابن عساكر 180 رقم 585، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 887، والكاشف 2/ 203 رقم 3632، وتهذيب التهذيب 7/ 43، 44 رقم 77، وتقريب التهذيب 1/ 538 رقم 1493، وخلاصة تذهيب التهذيب 252.
[2] المعجم المشتمل 180.
[3] وسئل عنه أبو حاتم فقال: صدوق. (الجرح والتعديل 5/ 331) ، وقال ابن حبّان: «مات سنة إحدى وأربعين ومائتين» .
[4] انظر عن (عبيد الله بن معاذ) في:
معرفة الرجال لابن محرز 2/ رقم 653، والزهد لأحمد 361، والورع، له 37، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 401 رقم 1294، وتاريخه الصغير 233، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 77، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 142، 211، 447، 515، 680 و 2/ 104، 111، 125، 127، 160، 245، 246، 325، 622، 641، 781 و 3/ 135، 183، 280، 315، 316، 356، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 43 وفيه (عبد الله) ، والجرح والتعديل 5/ 335 رقم 158، والثقات لابن حبّان 8/ 406، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 17 رقم 1037، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 304 رقم 1163، والمعجم المشتمل لابن عساكر 181، 182 رقم 589، والكامل في التاريخ 7/ 66، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 889، والمعين في طبقات المحدّثين 87 رقم 955، ودول الإسلام 1/ 144، والكاشف 2/ 204 رقم 3640، وسير أعلام النبلاء 11/ 384، 385 رقم 81، وتذكرة الحفاظ 2/ 490، والعبر 1/ 425،(17/266)
أَبُو عَمرو العنْبَريّ الْبَصْرِيّ الحافظ، من بني عمّ سوّار بْن عُبَيْد اللَّه العنبريّ.
عَنْ: أَبِيهِ، ومُعَتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويحيى القطّان، ووكيع.
وعنه: مسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد الدارمي، وزكريا بن يحيى الساجي، وجعفر الفريابي، والبغوي.
قَالَ أَبُو حاتِم الرازيّ [1] : ثقة. [2] مات سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين [3] .
273- عُبَيْد بْن الصّباح بْن صُبَيْح [4] .
أَبُو محمد الْكُوفيّ المقرئ أخو عَمْرو بْن الصباح.
أخذ القراءة عَرْضًا عَنْ حفص، وهو من أجل أصحابه وأضبطهم.
روى عَنْهُ القراءة عرضًا أَحْمَد بْن سهل الأشنانيّ.
قَالَ: وكان ما علمت من الورعين المتقين [5] .
مات سنة خمس وثلاثين ومائتين [6] .
__________
[ () ] والبداية والنهاية 10/ 37، وغاية النهاية 1/ 493، وتهذيب التهذيب 7/ 48، 49 رقم 92، وتقريب التهذيب 1/ 539 رقم 1508، وطبقات الحفاظ 212، وخلاصة تذهيب التهذيب 253، وشذرات الذهب 2/ 85.
[1] الجرح والتعديل 5/ 335.
[2] وقال ابن محرز: سألت علي بن المديني يقول: عبيد الله هذا- يعني ابن معاذ بن معاذ- لم أره قط، طلب الحديث، إنما كان يطلب الشعر، مثنّى أحبّ إليّ منه ذاك كان يطلب الحديث، (معرفة الرجال 2/ 196 رقم 653) .
[3] التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 401، والتاريخ الصغير له 233، والثقات لابن حبّان 8/ 406، والمعجم المشتمل 181، 182 وفيه: ويقال سنة خمس وثلاثين.
[4] انظر عن (عبيد بن الصبّاح) في:
تاريخ الطبري 5/ 40، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 117 رقم 1094، والجرح والتعديل 5/ 408 رقم 1893، والثقات لابن حبّان 8/ 1429، ومعرفة القراء الكبار 1/ 204 رقم 97، وغاية النهاية 1/ 495، 496 رقم 2061، ولسان الميزان 4/ 119 رقم 250.
[5] غاية النهاية 1/ 496، وقال العقيلي: «لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلّا به» . (الضعفاء الكبير 3/ 117 رقم 1094) ، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. (الجرح والتعديل 5/ 408) .
[6] وقال أبو العباس الأشناني: مات عبيد بن الصباح سنة تسع عشرة ومائتين. قال ابن الجزري:
وهذا أصح، والله أعلم. (غاية النهاية 1/ 496) .(17/267)
274- عَبْدَة بْن سُلَيْمَان الْمَرْوَزِيّ [1] .
صاحب ابن المبارك.
عَنْهُ، وعن: الفضل السِّينانيّ، وأبي إِسْحَاق الفَزَاريّ، ونوح بْن أَبِي مريم.
وعنه: أَبُو داود، وأبو بَكْر الأثرم، وعثمان الدّارميّ، وَمحمد بْن عاصم الثقفيّ، وأبو حاتِم، وقال [2] : صدوق [3] .
275- عثمان بْن صخر العُقَيْلِيّ الْبَصْرِيّ الزّاهد [4] .
أحد مشايخ القوم، كَانَ يَقُولُ بالخصوص، يعني أن اللَّه يختصّ برحمته من يشاء، ويقول بالمحنة.
وكان مقدَّمًا في النُّسَّاك.
كتب الحديث، وروى عَنْهُ: الكُدَيْمِيّ، وغيره.
وصحِبَهُ أَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وسافر معه.
276- عثمان بْن طالوت بْن عبّاد الصَّيْرَفِيّ [5] .
تُوُفِيّ فِي حياة والده سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
عَنْ: عَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث، وأزهر السّمّان، وقريش بن أنس، والأصمعيّ.
__________
[1] انظر عن (عبدة بن سليمان) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 115 رقم 1880، والجرح والتعديل 6/ 89، 90 رقم 458، والثقات لابن حبّان 8/ 437، والسابق واللاحق، للخطيب 76، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 872، والكاشف 2/ 95 رقم 3575، وتهذيب التهذيب 6/ 459، 460 رقم 947، وتقريب التهذيب 1/ 530 رقم 1418.
[2] الجرح والتعديل 6/ 90.
[3] قال ابن حبّان: «عبده بن سليمان المصّيصي، كنيته أبو عبد الرحمن، يروي عن ابن المبارك ومخلد بن الحسين. روى عنه أبو حاتم الرازيّ، مستقيم الحديث، وكان أصله من مرو، سكن المصّيصة» . (الثقات 8/ 437) .
[4] لم أجد لعثمان بن صخر ترجمة في المصادر التي بين يديّ.
[5] انظر عن (عثمان بن طالوت) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 454.(17/268)
وعنه: أبو عبد الله البخاريّ، ومحمد بن الذهلي، وهاشم بن مرثد الطبراني.
وكان صدوقا [1] .
277- عثمان بن عبد الله [2] .
أبو عمرو الأموي.
عَنْ: حمّاد بْن سلمة، ومالك، واللَّيْث.
وعنه: علي بن إسحاق بن زاطيا، وعبد الله بن ناجية، وأبو يعلى.
وهو أحد المتروكين لإتيانه بالطامات.
وقال ابن عديّ [3] : لَهُ أحاديث موضوعة [4] .
وجدّه هُوَ: عَمْرو بْن عثمان بْن عفان.
278- عثمان بْن عَبْد الوهّاب بْن عَبْد المجيد الثّقفِيّ [5] .
أَبُو عَمْرو.
روى بإصبهان عَنْ: والده، وسفيان بن عيينة.
__________
[1] نسبه ابن حبّان «الجحدري» وقال: من أهل البصرة، يروي عن عبد الوهاب الثقفي، وأبي عاصم، وأهل بلده، وكان أحفظ من أبيه. حدّثنا عنه محمد بن علي الصيرفي غلام طالوت بن عبّاد، مات وهو شاب ولم يتمتّع بعلمه في سنة أربع وثلاثين ومائتين.
[2] انظر عن (عثمان بن عبد الله الأموي) في:
المجروحين لابن حبّان 2/ 102، 103، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1823، 1824، وتاريخ بغداد 11/ 282 رقم 6053، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 170 رقم 2274، وميزان الاعتدال 3/ 41، 42 رقم 5523، والمغني في الضعفاء 2/ 426 رقم 4033، ولسان الميزان 4/ 143- 147 رقم 332.
[3] عبارته في (الكامل 5/ 1823) : حدّث عن مالك وحمّاد بن سلمة، وابن لهيعة وغيرهم بالمناكير، يكنى أبا عمرو وكان يسكن نصيبين، ودار البلاد، وحدّث في كل موضع بالمناكير عن الثقات.
[4] وقال الدار الدّارقطنيّ: متروك الحديث. وقال مرة: يضع الأباطيل على الشيوخ.
وقال الخطيب: وكان ضعيفا والغالب على حديثه المناكير. (تاريخ بغداد 11/ 283) .
وقال ابن حبّان: شيخ قدم خراسان فحدّثهم بها، يروي عن الليث بن سعد، ومالك، وابن لهيعة، ويضع عليهم الحديث، كتب عنه أصحاب الرأي، لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار. (المجروحون 2/ 102) .
[5] انظر عن (عثمان بن عبد الوهاب) في:
معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 66، والثقات لابن حبّان 8/ 453، وذكر أخبار أصبهان 1/ 359، 360.(17/269)
وعنه: النضر بن هشام، ويعقوب بن إسحاق الضّبّيّ، ومحمد بن إبراهيم ابن شبيب.
لا نعلمُ فِيهِ جرحًا [1] .
279- عثمان بْن أَبِي شَيْبَة [2] .
هُوَ عثمان بْن محمد بْن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستى، أَبُو الْحَسَن العبسي، مولاهم الْكُوفيّ. أخو أَبُو بَكْر، والقاسم.
كَانَ من كبار الحُفاظ كأخيه.
دخل إلى الحجاز، والرِّيّ، والبصرة، والشّام، وبغداد، وصنّف «المسند» ، و «التّفسير» ، وغير ذلك.
__________
[1] بلى كذّبه ابن معين: قال ابن محرز: «وسمعت يحيى وذكرت عنده عثمان بْن عَبْد الوهّاب بْن عَبْد المجيد الثقفي فقال: هذا كذّاب (معرفة الرجال 1/ 58 رقم 66) .
وفي الأصل: «جرح» .
[2] انظر عن (عثمان بن أبي شيبة) في:
طبقات خليفة 173، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 250 رقم 2308، وتاريخه الصغير 233، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 228، 293، 304، 326 و 2/ 35، 36، 277، 536، 603، 638، 654، 795، 796، 798 و 3/ 94، 120، وتاريخ الثقات للعجلي 329 رقم 1111، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 204، 401، 416 و 3/ 8، 27، 58، 89، 95، 112، 145، 191، والجرح والتعديل 6/ 166، 167 رقم 913، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 522، 523 رقم 808، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 48، 49 رقم 1122، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 349 رقم 1317، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 135 ب، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي، بتخريج الصوري 117، 153، والفهرست لابن النديم 285، وتاريخ جرجان للسهمي 71، 322، 552، 555، 556، والسابق واللاحق، للخطيب 287، والأنساب لابن السمعاني 8/ 365، والمعجم المشتمل لابن عساكر 185 رقم 605، والكامل في التاريخ 7/ 45، وأدب القاضي للماوردي 1/ 459، 462، 499، 517، 566، 646، و 2/ 8، 85، 91، 92، 188، 380، والإقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العبد 493، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 73، والزاهر للأنباري 2/ 328، 388، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 919، 920، والمعين في طبقات المحدّثين 87 رقم 957، ودول الإسلام 1/ 145، والكاشف 2/ 223 رقم 3789، وميزان الاعتدال 3/ 35- 39 رقم 5518، وسير أعلام النبلاء 11/ 151- 154 رقم 58، وتذكرة الحفّاظ 2/ 444، والعبر 1/ 430، ومرآة الجنان 2/ 122، والبداية والنهاية 10/ 318، وتهذيب التهذيب 7/ 149- 151 رقم 298، وتقريب التهذيب 2/ 13، 14 رقم 107، وهدي الساري 424، وطبقات الحفاظ 193، والنجوم الزاهرة 2/ 301، وخلاصة تذهيب التهذيب 262، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 379، وشذرات الذهب 2/ 92.(17/270)
روى الكثير عَنْ: شَرِيك، وأبي الأحوص، وهُشَيْم، وإسماعيل بْن عَبَّاس، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وحَرِيز بْن عَبْد الحميد، وابن عُلَيَّة، وابن المبارك، وعلي بن مسهر، وغيرهم.
وعنه: الشيخان، وأبو داود، وإبراهيم الحربي، وإبراهيم بن أبي طالب، وعبد الله بن أحمد، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، والفريابي، والبغوي، وآخرون.
سُئل عَنْه أَحْمَد بْن حنبل فَقَالَ: ما علمت إلا خيرا. وأثنى عليه [1] .
وقال ابن مَعِين: ثقة مأمون.
قَالَ الذَّهبِيّ [2] : وكان لا يحفظُ القرآن، وإذا جاء منه شيء صحَّف فِي بعض الأحايين.
مات فِي ثالث المحرّم سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين [3] .
280- عثمان بْن محمد بْن سَعِيد [4] .
أَبُو القاسم الرازيّ الدَّشْتَكيّ [5] . نزيل البصرة.
__________
[1] قال محمد بن مسلم: قيل لأحمد بن حنبل: مات عثمان بن أبي شيبة فقال: مات محمد بن مهران الجمّال، فكرّر عليه، فكرّر: مات محمد بن مهران ثلاثا، ولا يزيد هو على أن يقول:
مات محمد بن مهران. قال ابن مسلم: لأنه كم من حيّ هو ميّت.
وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل فيما كتب إليّ قال: سمعت أبي حين نعي له عثمان بن أبي شيبة، فقال: تلك الأحاديث التي حدّث بها ما كان أخوه يطنف نفسه لمثل هذا، وأنكرها. وذكر حديث جرير، عن شيبة بن نعامة، عن فاطمة بنت قيس، وحديث جرير، عن الثوري، عن ابن عقيل، عن جابر قال، شهد النبي صلّى الله عليه وسلم عيدا للمشركين.
قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن عثمان بن أبي شيبة فقال: كان أكبر من أبي بكر إلّا أن أبا بكر صنّف ما كان يطلب، وعثمان لم يصنّف، وقال أبي: هو صدوق. (الجرح والتعديل 6/ 166، 167) .
[2] قال في (سير أعلام النبلاء 11/ 152) : لا ريب أنه كان حافظا متقنا، وقد تفرّد في سعة علمه بخبرين منكرين عن جرير الضبّي ذكرتهما في كتاب «ميزان الاعتدال» [3/ 35، 36] . غضب أحمد بن حنبل منه لكونه حدّث بهما. وهو مع ثقته صاحب دعابة حتى فيما يتصحّف من القرآن العظيم، سامحه الله.
[3] التاريخ الصغير للبخاريّ 233، المعجم المشتمل 185.
[4] لم أجد له ترجمة.
[5] الدّشتكيّ: بفتح الدال المهملة، وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها.
هذه النسبة إلى دشتك، وهي قرية بالري، وقرية بأصبهان، ومحلّة بأستراباذ. (الأنساب(17/271)
عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الدَّشْتكيّ، وغيره.
مُقِلّ.
وعنه: أَبُو دَاوُد، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وعَبْدَان الأهوازيّ.
281- عصام بْن الحَكَم الشَّيْبَانيّ العُكْبَريّ [1] .
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، ويحيى بْن آدم.
وعنه: ابنه عَبْد الوهاب، وابن ذَريح، وصالِح القيراطيّ.
282- عصام بْن مُكْرَم الضَّبّيّ الهلاليّ الْكُوفيّ [2] .
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ومُصْعَب بْن سلام، والمسيب بْن شَرِيك، ويحيى بْن يَمَان.
وعنه: إبراهيم بن ديزيل، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن علي الأبار، ومطين، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، وعبدان.
قَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال مُطَين: تُوُفِيّ فِي ذي القعدة سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
وكان صدوقًا.
283- عَلْكَدَة بْن نوح الأندلسيّ الرُّعَيْنِيّ [3] .
عَنْ: ابن وهْب، وابن القاسم.
مات بالأندلس سنة سَبْعٍ وثلاثين ومائتين.
284- عليُّ بن بحر بن موسى [4] .
__________
[ () ] 5/ 313) .
وعبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي الّذي يروي عنه صاحب الترجمة من دشتك قرية بالري، والأرجح أن صاحب الترجمة عثمان بن محمد منها أيضا.
[1] انظر عن (عصام بن الحكم) في:
تاريخ بغداد 12/ 289 رقم 6731.
[2] لم أجد له ترجمة.
[3] انظر عن (علكدة بن نوح) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 343 رقم 1011، وجذوة المقتبس للحميدي 323 رقم 746، وبغية الملتمس للضبي 436 رقم 1267.
[4] انظر عن (علي بن بحر) في:(17/272)
أَبُو الْحَسَن الفارسي ثُمَّ البغداديّ القطّان الحافظ.
عَنْ: عَبْد العزيز الدَّراورْدِيّ، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل، وعبد المهيمن بْن عبّاس الساعدي، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وبقيّة بْن الوليد، وعبد الرزّاق، وهشام بْن يوسف، وحَرِيز بْن عَبْد الحميد، وأبي خَالِد الأحمر، وخلْق.
وعنه: أَبُو داود، وَمحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وحنبل بْن إِسْحَاق، وهلال بْن العلاء، وإبراهيم الحربيّ.
وثقه ابن مَعِين [1] .
ومات ببابسير من ناحية الأهواز سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين [2] .
285- عليّ بْن بِشْر الإصبهانيّ الأُمَويّ [3] .
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، ويزيد بْن هارون، وعبد الرزاق.
وعنه: عبيد بن الحسن، وإبراهيم بن نائلة، والقاسم بن منده.
متروك.
مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
__________
[ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 263 رقم 2354، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25، وتاريخ الثقات للعجلي 344 رقم 1176، والجرح والتعديل 6/ 176 رقم 965، والثقات لابن حبّان 8/ 468، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 134 ب، وتاريخ بغداد 11/ 352 رقم 6200، والمعجم المشتمل لابن عساكر 188 رقم 615، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 955، 956، والعبر 1/ 417، 418، والكاشف 2/ 243 رقم 3939، وسير أعلام النبلاء 11/ 12 رقم 6، ودول الإسلام 1/ 142، ومرآة الجنان 2/ 113، وتهذيب التهذيب 7/ 284، 285 رقم 494، وتقريب التهذيب 2/ 32 رقم 296، وطبقات الحفّاظ 204، وخلاصة تذهيب التهذيب 274.
وهو: علي بن بحر بن برّي.
[1] تاريخ بغداد 11/ 352، وكذا وثّقه العجليّ، وابن حبّان، وقال: وكان من أقران أحمد بن حنبل رحمه الله في الفضل والصلاح. (8/ 468) ووثّقه أبو حاتم فقال: هو ثقة عندي. (الجرح والتعديل 6/ 176) . وقال أبو بكر الخلّال: أخبرني محمد بن علي، حدّثنا مهنّى قال: سألت أحمد عن علي بن بحر بن برّي- يكون بالكرخ- قال: لا بأس به. فقلت: ثقة هو؟ قال: نعم.
قلت: من أين هو؟ قال: من الأهواز. (تاريخ بغداد 11/ 352) ووثّقه الدار الدّارقطنيّ.
[2] ثقات ابن حبّان 8/ 468، تاريخ بغداد 11/ 353.
[3] انظر عن (علي بن بشر لأصبهاني) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 1، 2، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 138- 145 رقم 129، وغاية النهاية لابن الجزري 2/ 190 رقم 2361.(17/273)
286- علي بن بريد [1] .
أبو دعامة القيسي الإخباري الراوية.
عَنْ: أَبِي العتاهية، وأبي نواس.
وعنه: أَحْمَد بْن طاهر، ويزيد بْن محمد المهلَّبيّ، وعون بْن محمد الكندي. وهو بلقبه أشهر.
287- عليّ بْن حبيب [2] .
أَبُو الْحَسَن البلْخِيّ عَلُّوَيَّة.
شيخٌ مُعَمِّر.
عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، ونوح بْن أَبِي مريم.
وعنه: دُحَيْم بْن نوح، وعليّ بْن إِسْمَاعِيل الجوهري.
مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وله من العمر مائة وخمس عسر سنة [3] .
288- عليّ بْن الْحَسَن بْن سُلَيْمَان [4] .
أَبُو الْحَسَن [5] الحضرميّ الواسطيّ، ويُقال الْكُوفيّ الأدميّ، الملقّب بأبي الشَّعْثَاء.
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عياش، وحفص بْن غِياث، وعَبْدة بْن سُلَيْمَان، وخالد بْن عَبْد اللَّه الطّحان، وغيرهم.
وعنه: مسلم، وأبو زرعة الرازي، وأسلم بن سهل بحشل، وصالح بن
__________
[1] سعيدة المؤلّف في آخر تراجم الكنى، من هذا الجزء برقم (516) .
[2] انظر عن (علي بن حبيب) في:
الجرح والتعديل 6/ 183 رقم 1004.
[3] قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سَمِعَ منه أَبِي بالري سنة إحدى عشرة ومائتين. وسئل عنه فقال: صدوق.
[4] انظر عن (علي بن الحسن الحضرميّ) في:
الجرح والتعديل 6/ 180 رقم 987، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 52 رقم 1128، وتاريخ بغداد 11/ 377 رقم 6237، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 358 رقم 1360 وفيه (علي بن الحسين) ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 189 رقم 619، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 96، والكاشف 2/ 245 رقم 3952، وتهذيب التهذيب 7/ 297، 298 رقم 509، وتقريب التهذيب 2/ 33 رقم 310، وخلاصة تذهيب التهذيب 272.
[5] هكذا في الأصل، وتاريخ بغداد، وغيره: أما في الجرح والتعديل: فكنيته أبو الحسن.(17/274)
محمد جزرة، والحسن بن سفيان.
وثقه أبو داود [1] .
مات في آخر سنة ست وثلاثين ومائتين [2] .
289- علي بن حكيم بن ذبيان [3] .
أبو الحسن الأودي الكوفي، أخو عثمان.
عَنْ: جَعْفَر بْن زياد الأحمر، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، ومُصْعَب بْن المقدام.
وعنه: مُسْلِم، والْبُخَاريّ فِي كتاب «الأدب» [4] ، وَأَحْمَد بْن أَبِي غَرَزَة، وعُبيد بْن غنّام، وعثمان بْن خُرَّزاذ، ومُطّين، وموسى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ، والفِرْيَابيّ، وعَبْدَان.
قَالَ أبو حاتم [5] : صدوق [6] .
تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين [7] .
290- عليّ بْن حكيم بْن زاهر السَّمَرقَنْدِيّ [8] .
أَبُو الحسن.
__________
[1] تهذيب الكمال 2/ 960، ووثّقه الخطيب (تاريخ بغداد 11/ 377) .
[2] وقيل في المحرّم. (تاريخ بغداد 11/ 377) .
[3] انظر عن (عليّ بن حكيم) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 410 وفيه كنيته «أبو الحسين» ، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 271 رقم 2376، وتاريخه الصغير 231، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 147، والجرح والتعديل 6/ 183 رقم 1002، والثقات لابن حبّان 8/ 467، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 54 رقم 1134، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 134 أ، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي، بتخريج الصوري 125، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 358 رقم 1363، والأنساب لابن السمعاني 1/ 383، والمعجم المشتمل لابن عساكر 191 رقم 628، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 965 وفيه (علي بن حكيم بن دينار) ، والكاشف 2/ 247 رقم 3966، وتهذيب التهذيب 7/ 311، 312 رقم 528، وتقريب التهذيب 2/ 36 رقم 329، وخلاصة تذهيب التهذيب 273.
[4] برقم 125- ص 58.
[5] الجرح والتعديل 6/ 183.
[6] وقال ابن السمعاني: هو من شيوخ مسلم تفرّد به. (الأنساب 1/ 383) .
[7] تاريخ البخاري الكبير، والصغير، والمعجم المشتمل لابن عساكر 191، وثقات ابن حبّان 8/ 467.
[8] انظر عن (علي بن حكيم) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 160، والثقات لابن حبّان 8/ 466، 467.(17/275)
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وأبي خَالِد الأحمر، وحفص بْن سلم السمرقنديّ.
وعنه: جيهان الفَرَغانيّ، وجعفر الفِرْيَابيّ.
قَالَ الخطيبُ: كَانَ فقيهًا يُعرف بعليّ البكّاء لكثرة بكائه. وكان ثقة. جاور بمكة نحوًا من عشرين سنة، ومات سنة خمس وثلاثين ومائتين [1] .
291- عليّ بْن حمزة بْن سَوّار العكّيّ [2] .
بصْرِيّ صَدُوق.
عَنْ: جرير بْن حازم، وحمزة المعْوَليّ.
وعنه: أبو زرعة، وأبو يعلى.
292- عليّ بن المدينيّ [3] .
__________
[1] ورّخه بها ابن حبّان، وقال: كان صاحب سنّة وفضل، جاور بمكة قريبا من عشرين سنة، وقد كتب أصناف وكيع كلها عنه. (الثقات 8/ 466، 467) .
[2] انظر عن (علي بن حمزة) في:
الجرح والتعديل 6/ 183 رقم 1005.
[3] انظر عن (عليّ بن المديني) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 308، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 2/ رقم 719، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 1762 و 3/ رقم 4214، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 284 رقم 2414، وتاريخه الصغير 232، والأدب المفرد، له (انظر فهرس الأعلام) 502، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25، والمعارف لابن قتيبة 124، 207، 527، والمعرفة والتاريخ للبسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 687، 688، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 161، وتاريخ الثقات للعجلي 349، 350 رقم 1198، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 14، 79، 101، 148، 152، 262 و 3/ 60، 118، 124، والجرح والتعديل 6/ 193، 194 رقم 1064، والثقات لابن حبّان 8/ 469، والفهرست لابن النديم 231، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 531 رقم 826، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 201، وتاريخ جرجان للسهمي 83، 246، 389، والسابق واللاحق، للخطيب 277، وتاريخ بغداد 11/ 458 رقم 6349، وطبقات الفقهاء للشيرازي 85، 103، 149، 164، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 356 رقم 1351، والمعجم المشتمل لابن عساكر 193 رقم 637، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 225- 228 رقم 315، والكامل في التاريخ 7/ 45، والإقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العيد 312، ونشوار المحاضرة للتنوخي 7/ 43، 63، 64، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1/ ج 1/ 350، 351 رقم 431، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 978- 982، ودول الإسلام 1/ 142، والكاشف 2/ 251 رقم 3996، وميزان الاعتدال 3/ 138- 141 رقم 5874، وسير أعلام النبلاء 11/ 41- 60 رقم 22، والعبر 1/ 418، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 145- 150، والأنساب 1/ 516، واللباب 2/ 376 و 3/ 115، والمختصر في أخبار البشر 2/ 37، والمنهج الأحمد 1/ 97، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 350، والبداية والنهاية(17/276)
هو عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن جعْفَر بْن نجيح، مولى عروة بن عطية السعدي.
الإمام أبو الحسن البصري، أحد الأعلام، وصاحب التصانيف.
ولد سنة إحدى وستين ومائة.
سَمِعَ: أباهُ، وحمّاد بْن زيد، وهُشَيْمًا، وابن عُيَيْنَة، والدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد العزيز بْن عَبْد الصمد العَمّيّ، وجعفر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعيّ، وجرير بْن عَبْد الحميد، وابن وهْب، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، وعبد الوارث، والوليد بْن مُسْلِم، وغُنْدَرًا، ويحيى القطّان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وابن عُلَيَّة، وعبد الرّزّاق، وغيرهم.
وعنه: الْبُخَاريّ، وأبو داود، وَأَحْمَد بْن حنبل، وَمحمد بْن يَحْيَى الذُّهَلِيّ، وهلال بْن العلاء، وحُمَيْد بْن زَنْجَويَه، وإسماعيل القاضي، وصالِح جَزَرَة، وعليّ بْن غالب البَهِيّ، وأبو خليفة الْجُمَحِيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وَمحمد بْن جَعْفَر الْإِمَام الدِّمياطيّ، وَمحمد بْن محمد الباغَنْدي، وعبد اللَّه البَغَويّ، وغيرهم، آخرهم وفاةً عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أيوب الكاتب، وأقدمهم وفاة شيخه سُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
قَالَ الخطيب [1] : وبين وفاتيهما مائة وعشرون سنة.
قَالَ أَبُو حاتِم [2] : كَانَ ابن الْمَدِينِيّ عَلَمًا فِي النّاس فِي معرفة الحديث والعِلل، وما سَمِعْتُ أحدًا سمّاهُ قطّ، إنّما كَانَ يُكنّيه تبجيلا له.
وعن ابن عيينة قال: يلومونني عَلَى حُبّ عليّ بْن الْمَدِينِيّ. والله لَمَّا أتعلم منه أكثر مِمّا يتعلم منّي [3] .
وعن ابن مهديّ قَالَ: عليّ بْن الْمَدِينِيّ أعلمُ النّاس بحديث
__________
[ () ] 10/ 312، وتهذيب التهذيب 7/ 349- 357 رقم 575، وتقريب التهذيب 2/ 39، 40 رقم 368، والنجوم الزاهرة 2/ 276 277، وطبقات الحفاظ 184، وخلاصة تذهيب التهذيب 275، وشذرات الذهب 2/ 81، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 160 رقم 50.
[1] في السابق واللاحق 277.
[2] الجرح والتعديل 6/ 194 وفيه: «وكان أحمد بن حنبل لا يسمّيه إنما يكنّيه أبا الحسن تبجيلا له، وما سمعت أحمد سمّاه قط» . وكذا في: تاريخ بغداد 11/ 458، 459.
[3] تاريخ بغداد 11/ 459.(17/277)
رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وخاصّة بحديث ابن عُيَيْنَة [1] .
وقال ابنُ مَعِين: عليٌّ من أروى النّاس.
وقال أَبُو قُدامة السَّرْخَسيّ: سمعتُ عليّ بْنَ الْمَدِينِيّ يَقُولُ: رأيتُ فيما يرى النائم كأن الثريا تدلت حتى تناولتُها [2] .
قَالَ أَبُو قُدامة: فصدَّق اللَّه رؤياهُ. بلغ فِي الحديث مبلغًا لَم يبلغه كبير أحد [3] .
وقال النَّسَائيّ: كأنّ اللَّه خلق عليّ بْن الْمَدِينِيّ لِهذا الشأن [4] .
وقال أَبُو يحيى صاعقة: كَانَ عليّ بْن الْمَدِينِيّ إذا قدِم بغداد تصدَّر للحلقة، وجاء يحيى، وَأَحْمَد بْن حنبل، والْمُعَيْطِيّ، والنّاس يتناظرون، فإذا اختلفوا فِي شيء تكلَّم فِيهِ عليّ [5] .
وقال أَحْمَد بْن زُهير يَقُولُ: سَمِعْتُ ابن مَعين يَقُولُ: كَانَ عليّ بْن الْمَدِينِيّ إذا قَدِمَ علينا أظهرَ السنة، وإذا ذَهبَ إلى البصرة أظهر التشيُّع [6] .
وقال إِبْرَاهِيم بْن معقل: سمعتُ الْبُخَاريّ يَقُولُ: ما استصغرتُ نفسي عِنْدَ أحدٍ إلَا عِنْدَ عليّ بْن الْمَدِينِيّ [7] .
وقيل لأبي داود: أَحْمَد أعلمُ أم عليّ؟
قَالَ: عليّ أعلم باختلاف الحديث من أَحْمَد [8] .
وقال أَبُو داود: ابن الْمَدِينِيّ خيرٌ من عشرة آلاف مثل الشَّاذَكونيّ [9] .
وعن أَبِي عُبَيْدَة قَالَ: انتهى العلم إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وَأَحْمَد بْن حنبل أفقههم فِيهِ، وعليّ بْن المدينيّ أعلمهم به،
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 460.
[2] تاريخ بغداد 11/ 461.
[3] تاريخ بغداد 11/ 461.
[4] تاريخ بغداد 11/ 461.
[5] تاريخ بغداد 11/ 463.
[6] تاريخ بغداد 11/ 463.
[7] تاريخ بغداد 11/ 463.
[8] تاريخ بغداد 11/ 464.
[9] تاريخ بغداد 11/ 464.(17/278)
ويحيى بْن مَعِين أكتَبُهم لَهُ [1] .
ومع ذَلِكَ كَانَ مِمّن أجاب فِي المحنة، نسألُ اللَّه العافية.
قال إبراهيم بن محمد عَرْعَرة: سمعتُ يحيى القطّان يَقُولُ: ويْحَك يا عليّ، أراك تتبع الحديث تتبُّعًا، لا أحسبك تموت حتَّى تُبْتَلَى [2] .
وقال أزهر بْن جميل: كنّا عِنْدَ يحيى بْن سَعِيد، فجاء عبدُ الرَّحْمَن بْن مهديّ ممتقع اللون أشعث، فقال: رأيتُ البارحة كأن قومًا من أصحابنا قد نُكِّسوا.
فقال ابن الْمَدِينِيّ: يا أَبَا سَعِيد هُوَ خير، قَالَ اللَّه تعالى: وَمن نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ في الْخَلْقِ 36: 68 [3] .
فقال عبد الرحمن: اسكت، فو الله إنّك لفي القوم [4] .
وقال الأثرم عليّ بْن المغيرة: سمعتُ الأصمعي وهو يَقُولُ لابن الْمَدِينِيّ:
واللهِ يا عليّ، لتتركنّ الْإسْلَام وراء ظهرك [5] .
وقال الصولي: ثنا الحسين بن فهم قال: قَالَ أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد لابن الْمَدِينِيّ، بعد أن وصلهُ بعشرة آلاف درهم وثياب ومركبٍ بعدّته: يا أَبَا الْحَسَن، حديث جرير فِي الرؤية ما هُوَ؟
قَالَ: صحيح.
قَالَ: هَلْ عندك فِيهِ شيء؟
قَالَ: يعفيني القاضي.
قَالَ: يا أَبَا الْحَسَن هذه حاجة الدَّهْر.
ولَم يزل بِهِ حتّى قَالَ: فِيهِ من لا يعوَّل عَلَيْهِ قيس بْن أَبِي حازم، إنّما كَانَ أعرابيًّا بوَّالًا عَلَى عَقِبَيْه. فقبّله ابن أَبِي دُؤاد واعتنقه.
فلمّا ناظر أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: يا أمير المؤمنين يحتجّ علينا بحديث جرير،
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 465.
[2] تاريخ بغداد 11/ 465.
[3] سورة يس، الآية 68.
[4] تاريخ بغداد 11/ 465.
[5] تاريخ بغداد 11/ 465.(17/279)
وإنّما هُوَ من رواية قيس بْن أَبِي حازم، أعرابيّ بوّال عَلَى عقبيه.
قَالَ: فقال أَحْمَد بْن حنبل بعد ذَلِكَ: فحين أطْلَع لي هذا علمت أَنَّهُ من عمل عليّ بْن الْمَدِينِيّ [1] .
قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب [2] : هذا باطل، قد نزَّه اللَّه عليَّ بْن الْمَدِينِيّ عَنْ قول ذَلِكَ فِي قيس بْن أَبِي حازم، وليس فِي التّابعين من أدركَ العشرة وروى عنهم غيره. ولَم يحك أحدٌ مِمن ساق محنة أَحْمَد أَنَّهُ نوظر فِي حديث الرؤية.
قَالَ والدي: يُحكى عَنْ علي أَنَّهُ روى لابن أَبِي دُؤاد حديثًا عَنِ الوليد بْن مُسْلِم فِي القرآن أخطأ فِيهِ، فكان أَحْمَد بْن حنبل يُنْكرُ عَلَيْهِ رواية ذَلِكَ الحديث.
واللفظُ: «كِلُوه إلى عالِمِهِ» ، فقال عليّ: «كِلُوه إلى خالِقِه» [3] .
وقال أَبُو العَيْنَاء: دخلَ عليّ بْن الْمَدِينِيّ إلى أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد بعد محنة أَحْمَد بْن حنبل، فناوله رُقْعَةً، فقال: هذه طُرِحَت فِي داري. فإذا فيها:
يا ابن الْمَدِينِيّ الَّذِي شُرِعَت لَهُ ... دُنيا فجاد بدينه لينالها
ماذا دعاكَ إلى اعتقاد مقالةٍ ... قد كَانَ عندك كافرًا من قالها
أمرٌ بدا لك رُشْدُهُ فقبِلْتَهُ ... أمْ زهرة الدُّنيا أردتَ نَوَالها
فلقد عهِدتُكَ- لا أَبَا لك- مرَّةً ... صعْبَ الْمَقادة للّتي تُدْعَى لَها
إنّ الحريب لَمَنْ يُصَابُ بدِينِه ... لا من يرزئ ناقة وفِصَالها
فقال لَهُ: لقد قمت وقمنا من حقّ اللَّه بِما يصغّر قدْر الدُّنيا عِنْدَ كبير ثوابه.
ثُمَّ وصله بِخمسة آلاف درهم [4] .
وقال ابن عدي: سمعتُ مُسَدَّد بْن أَبِي يوسف القَلوَسيّ: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: قلتُ لعلي بْن الْمَدِينِيّ: مِثْلُك وفي علمك يجيب إلى ما أجبت إِلَيْهِ؟
قَالَ: يا أَبَا يوسف ما أهْون عليك السّيف [5] .
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 466، 467 وزاد: «فكان هذا وأشباهه من أوكد الأمور في ضربه» .
[2] في تاريخ بغداد 11/ 467.
[3] تاريخ بغداد 11/ 468.
[4] تاريخ بغداد 11/ 469، 470.
[5] تاريخ بغداد 11/ 471.(17/280)
وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعتُ ابن مَعِين، وذُكِرَ عِنْدَه ابن الْمَدِينِيّ، فحملوا عَلَيْهِ، فقلت: ما هُوَ عِنْدَ النّاس إلا مُرْتَدّ. فقال: ما هُوَ بِمُرْتَدّ، وإنّما هُوَ عَلَى إسلامه. رَجُل خافَ فقال ما عَلَيْهِ [1] .
وعن محمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبَة: سمعتُ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ عَلَى المنبر يَقُولُ: من زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر، ومن زعم اللَّه لا يرى فهو كافر، ومن زعم أنّ اللَّه لَم يكلِّم مُوسَى حقيقة فهو كافر [2] .
تُوُفِّيَ لليلتين بقِيتا من ذي القعدة سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين بسامرّاء [3] .
293- عليّ بْن عيسى المخرميّ البغداديّ [4] .
عَنْ: هُشَيْم، وحفص بْن غِياث، وعبد اللَّه بْن إدريس.
وعنه: حرب الكرْمَاني، وابن أَبِي الدُّنْيَا، وعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي.
وثَّقه صالح بْن محمد جَزَرَة [5] .
تُوُفيّ فِي ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائتين [6] .
294- عليّ بْن قَرِين بْن بَيْهَس [7] أَبُو الْحَسَن الْبَصْرِيّ.
سكن بغداد، وحدَّث عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وعبد الوارث.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 471، 472.
[2] تاريخ بغداد 11/ 472.
[3] طبقات ابن سعد 7/ 308، التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 284.، وتاريخه الصغير 232، الثقات لابن حبّان 8/ 469، تاريخ بغداد 11/ 472، المعجم المشتمل 193، وقيل سنة خمس وثلاثين، وقيل سنة ست وثلاثين، والمثبت أصحّ.
[4] انظر عن (علي بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 12/ 11 رقم 6371، وفي الأصل: «المخزومي» ، والتصحيح من تاريخ بغداد.
وأقول: ليس هو: «علي بن عيسى المخرمي الّذي يقال له الكراكيسي (أو الكراجكي) الّذي ذكره ابن حبّان في (الثقات 8/ 474) فهذا توفي سنة 247 هـ.
[5] تاريخ بغداد 12/ 12.
[6] المصدر نفسه.
[7] تقدّمت ترجمة (علي بن قرين) في الجزء السابق.(17/281)
وعنه: عَبْد اللَّه بْن هارون السَّعْدِيّ، وغيره.
وهو متروك متَّهم.
قَالَ مُوسَى بْن هارون: كذّاب.
وقال ابن قانع: يضع الحديث.
مات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين.
295- عليّ بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن أَبِي شدّاد الحافظ [1] .
أَبُو الْحَسَن الطَّنَافِسيّ الكوفِيّ. محدِّث قَزْوِين.
عَنْ: أخواله محمد، وَيَعْلَى ابني عُبَيْد الطَّنافسيّ، وأبي بَكْر بْن عياش، وأبي مُعَاويَة، وابن عُيَيْنَة، وحفص بْن غياث، وعبد اللَّه بْن وهب.
وعنه: أَبُو زُرْعة، وأبو حاتِم، وابن وَارَةَ، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وَمحمد بْن الضُّرَيْس، وعليّ بْن سَعِيد بْن بشير الرازيّون، وابنه الْحُسَيْن بْن عليّ قاضي قَزْوين، ويحيى بْن عَبْدَك القَزْويني.
قَالَ أبو حاتم [2] : كَانَ ثقة صدوقًا. وهو أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة فِي الفضل والصَّلاح. وأبو بَكْر أكثر حديثًا منه وأفهم [3] .
تُوُفِّيَ سنة ثلاث ومائتين [4] .
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد الطنافسي) في:
الجرح والتعديل 6/ 202 رقم 1111. والثقات لابن حبّان 8/ 467، والمعجم المشتمل 196 رقم 649، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي 3/ 397، 398، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 990، والكاشف 2/ 256 رقم 4022، والمعين في طبقات المحدّثين 87 رقم 7962 وتهذيب التهذيب 7/ 378، 379 رقم 613، وتقريب التهذيب 2/ 43 رقم 404، وخلاصة تذهيب التهذيب 277.
[2] الجرح والتعديل 6/ 202.
[3] وقال ابن حبّان: «حدّث بالري وقزوين، حديثه عند أهل هذين المصرين» . (الثقات 8/ 467) .
وقال الخليلي: خرج من الكوفة مع أخيه الحسن بن محمد إلى قزوين سنة اثنتين ومائتين، وهو من الأئمة الثقات. (التدوين 3/ 397) .
[4] وقال ابن حبّان: مات سنة خمس وثلاثين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل. (الثقات 8/ 467) ، وحكى أبو عبد الله بن ماجة في تاريخه عن علي بن محمد أنه قال: ولدت سنة سبعين ومائة، وعن أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن علي بْن محمد الطنافسي قال: كان أبي إذا مرض يكثر من سؤال العافية. سمعته في مرضته التي مات فيها يقول: يا رب اقبضني إليك، فقد أحببت لقاءك، فقال له أبو جعفر الطيب: يا أبا الحسن لا تغمّ الصبيان، واسأل الله تعالى العافية، فقال: قد مات(17/282)
296- عليُّ بْن هاشم بْن مرزوق [1] .
أَبُو الْحَسَن الرّازيّ، مولى بني هاشم.
عَنْ: هُشَيْم، وعُبَيْدَة بْن حُمَيْد، وعَبَّاد بْن العَوَّام، وعليّ بْن غُرَاب، وابن مطيع الْحَكَم بن عبد الله قاضي بلخ، وأبي بكر بن عياش.
وعنه: أبو حاتم، والحسن بن العباس، وأحمد بن جعفر الحمال، وعبد الرحمن بن محمد بن سالم، ومحمد بن عبد الله بن رسته الإصبهاني.
قَالَ أبو حاتم [2] : صدوق.
297- عليُّ بْن المغيرة [3] .
أَبُو الْحَسَن الأثرم، صاحب اللُّغَة، كَانَ من كبار علماء اللِّسَان ببغداد.
حمل عَنْ: أَبِي عُبَيْدَة، والأصمعي، وغيرهما.
وعنه: أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، وَمحمد بْن يَحْيَى الكِسَائي الصَّغير، وَأَحْمَد بْن يحيَى البلاذُريّ، والزُّبير بْن بكّار، وأبو العبّاس ثعلب.
__________
[ () ] أصحابي والمشايخ، وأرى قوما لا أحب البقاء معهم، وأخاف أن يفسدوا عليّ ديني. وبقي في مرضه ثمانية أيام، ومات في ربيع الآخرة سنة خمس وثلاثين ومائتين. (التدوين 3/ 398) .
[1] انظر عن (علي بن هاشم) في:
الجرح والتعديل 6/ 208 رقم 1138، والثقات لابن حبّان 8/ 475، والمعجم المشتمل لابن عساكر 197 رقم 655، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 994، والكاشف 2/ 259 رقم 4040، وتهذيب التهذيب 7/ 393 رقم 634، وتقريب التهذيب 2/ 45 رقم 424، وخلاصة تذهيب التهذيب 278.
[2] الجرح والتعديل 6/ 208.
[3] انظر عن (علي بن المغيرة) في:
أنساب الأشراف للبلاذري 3/ 16، 125، 172، والثقات لابن حبّان 8/ 470، وتاريخ بغداد 12/ 107 رقم 6547، والكامل في التاريخ 7/ 35، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 126- 128، وإنباه الرواة 2/ 319، والأنساب لابن السمعاني 119 أ، والفهرست لابن النديم 56، واللباب لابن الأثير 1/ 21، ومعجم الأدباء 5/ 108 و 8/ 141 و 15/ 77 و 18/ 15 و 19/ 155 و 20/ 50، 56، ووفيات الأعيان 4/ 159 و 5/ 235 و 6/ 184، والوافي بالوفيات 22/ 214، 215 رقم 154، ومراتب النحويين 94، ونور القبس 215، والنجوم الزاهرة 2/ 263، والمزهر 2/ 412، وبغية الوعاة 2/ 206 رقم 1804.(17/283)
وكان مقبول الرواية، بصيرًا بالنَّحْو واللُّغة.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
298- عُمَرَ بْن فرج الرُّخَّجيّ الكاتب [1] .
كَانَ من علية الكُتّاب، يصلح للوزارة. سخط عَلَيْهِ المتوكّل، فأخذ منه ما قيمته مائة وعشرون ألف دينار. ثُمَّ صالحه على أن يرد إِلَيْهِ ضياعه عَلَى ماله. ثُمَّ غضب عَلَيْهِ وصُفِعَ ستّة آلاف صفعة فِي أيام، وأُلْبِسَ عباءة. ثُمَّ رضي عَنْهُ، ثُمَّ سَخطَ عَلَيْهِ ونفاهُ.
تُوُفِيّ ببغداد.
299- عُمَرَ بْن مُوسَى [2] .
أَبُو حفص الحادي البصْريّ ثُمَّ الكُدَيْمِيّ.
عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وأبي الربيع السّمّان أشعث، وأبي هلال محمد بْن سُلَيْم.
وعنه: عَبْدَان الأهوازيّ، وعِمْرَان السّخْتياني، وزكريّا الساجيّ.
قَالَ ابن عديّ [3] : ضعيف، يسرق الحديث [4] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن فرج الرّخّجي) في:
تاريخ الطبري 9/ 140، 150، 154، 156، 161، 182، 216، 266، والكامل في التاريخ 7/ 23، 29، 33، 39، 126، والهفوات النادرة للصابي 77، 78، 151- 156، والإنباء في تاريخ الخلفاء 113، وتاريخ اليعقوبي 2/ 456، 457، 481، 483، 485، وفتوح البلدان للبلاذري 357، ومروج الذهب 2834، 2912، وتجارب الأمم 6/ 7536 537، 597، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 218، 219 و 3/ 105، 190، 306، 313 و 4/ 17- 19، 43، والمحاسن والمساوئ 193، وأمالي القالي 3/ 99، والأغاني 19/ 301 و 22/ 209، 223، والروض المعطار 301، ووفيات الأعيان 1/ 474.
[2] انظر عن (عمر بن موسى) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 445، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1710، والإكمال لابن ماكولا 2/ 257، 258 (بالحاشية) نقلا عن «الإستدراك» لابن نقطة، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 216 رقم 2509، وميزان الاعتدال 3/ 226 رقم 6223، والمغني في الضعفاء 2/ 474 رقم 4552، ولسان الميزان 4/ 334 رقم 945.
[3] في الكامل 5/ 1710.
[4] وذكره ابن حبّان في الثقات (8/ 445، 446 وقال: ويقال له السياري. ربّما أخطأ. مات سنة أربعين ومائتين.(17/284)
300- عُمَرَ بْن هشام [1] .
أَبُو حفص النَّسَويّ. صاحب مظالم الرَّيِّ.
عَنْ: الفضل بْن مُوسَى السِّينانيّ، والنَّضْر بْن شُمَيْلٍ، وفَضَالة بْن إِبْرَاهِيم.
وعنه: أَبُو داود، وأبو حاتِم [2] ، وعبد اللَّه الخُتَّليّ.
301- عمّار [3] بْن زَرْبي [4] .
أَبُو الْمُعْتَمِر الْبَصْرِيّ الضرير المؤدِّب.
عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، وبِشْر بْن منصور.
وعنه: عبدان، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى.
كذبه عبدان [5] .
302- عمرو بن حفص [6] .
ويقال عمر. أبو هشام [7] الثقفي مولاهم الدمشقي البزاز. ولاؤه للحجّاج بن يوسف.
__________
[1] انظر عن (عمر بن هشام) في:
الجرح والتعديل 6/ 142 رقم 768، وميزان الاعتدال 3/ 230 رقم 6240، والمغني في الضعفاء 2/ 476 رقم 4571.
[2] سمع منه بالري، وقد أجمعت كل مصادر ترجمته على تسميته: عمّار.
[3] في الأصل: «عمرو» .
[4] انظر عن (عمار بن زربي) في:
الكنى والأسماء للدولابي 2/ 119، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 327 رقم 1346 والجرح والتعديل 6/ 392 رقم 2183، والثقات لابن حبّان 8/ 517، 518، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1731، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 151، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 201 رقم 2414، وميزان الاعتدال 3/ 164 رقم 5987، ولسان الميزان 4/ 271، 272 رقم 762.
[5] قال العقيلي: «الغالب على حديثه الوهم ولا يعرف إلّا به» . (الضعفاء الكبير 3/ 327) .
وقال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عنه فقال: هو كذّاب متروك الحديث، وضرب على حديثه ولم يقرأه علينا» . (الجرح والتعديل 6/ 392) .
وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: كان ضريرا.. يغرب ويخطئ. (8/ 518) .
وقال عبدان: كان عمّار بن زربي مؤدّبا. (الكامل لابن عديّ 5/ 1731) .
[6] انظر عن (عمرو بن حفص) في:
الجرح والتعديل 6/ 229 رقم 1270، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 32/ 304، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 392 رقم 1170.
[7] في تاريخ دمشق: «أبو محمد» .(17/285)
عَنِ: الوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن شُعَيب.
وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن المعلى، وأحمد بن إبراهيم البسري.
قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق.
303- عَمْرُو بْن الْحُصَيْن العُقَيْلِيّ الباهليّ الْبَصْرِيّ ثُمَّ الحَرزيّ [2] .
أَبُو عثمان.
عَنْ: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عُلاثة، وأبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد، ويحيى بْن العلاء الرازيّ، وعبد العزيز بن مسلم، وعلي بن سارة.
وعنه: أحمد بن داود المكّيّ، وعثمان بن خُرَّزاذ، ومحمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، ومعاذ بْن المثنى، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وأبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي، والحسين بن إسحاق التستري، وأبو يعلى الموصلي.
قَالَ أبو حاتم [3] : ذاهب الحديث.
وقال ابن عديّ [4] : حدَّث عَنِ الثّقات بغير حديث مُنْكَر، وهو مظلم الحديث.
وقال الدّار الدّارَقُطْنيّ [5] : متروك.
تُوُفيّ بعد الثلاثين ومائتين.
304- عَمْرُو بن رافع بن الفرات [6] .
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 229، وقد سمع منه في رحلته الأولى.
[2] انظر عن (عمرو بن الحصين) في:
الجرح والتعديل 6/ 229 رقم 1272، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 130 رقم 390، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1798، 1799، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 224، 225 رقم 2552، وميزان الاعتدال 3/ 253 رقم 6351، والمغني في الضعفاء 2/ 482 رقم 4643.
[3] الجرح والتعديل 6/ 229.
[4] في الكامل 5/ 1798.
[5] في الضعفاء 130.
[6] انظر عن (عمرو بن رافع) في:(17/286)
أَبُو حُجْر البَجَليّ القَزْوينيّ.
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وابن المبارك، وإسماعيل بْن جَعْفَر، وابن عيينة، والفضل بن موسى، وعباد بن العوام.
وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، والحسن بن العباس، وأحمد بن عبد الرحمن القلانسي، ومحمد بن أيوب الرازيون، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، ومحمود بن الفرج الإصبهاني [1] .
قَالَ أَبُو حاتِم [2] : قلّ من كتبنا عَنْهُ أصدق لَهجةً وأوضح حديثًا منه [3] . مات سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين [4] .
305- عَمْرو بْنُ زُرارة بْن واقد [5] .
أَبُو محمد الكلابِيّ النيسابوريّ المقرئ.
قرأ القرآن عَلَى الكسائي، وحدَّث عَنْ: هُشَيْم، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وزياد بْن عَبْد الله البكّائيّ.
__________
[ () ] الجرح والتعديل 6/ 232، 233 رقم 1286، والثقات لابن حبّان 8/ 487، والمعجم المشتمل لابن عساكر 203 رقم 680، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي 3/ 465، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1032، 1033، والكاشف 2/ 284 رقم 4221، وسير أعلام النبلاء 11/ 385، 386 رقم 82، وتهذيب التهذيب 8/ 32 رقم 49، وتقريب التهذيب 2/ 69 رقم 579، وطبقات الحفاظ 214، وخلاصة تذهيب التهذيب 288، 289.
[1] وقال الخليل الحافظ: وآخر من روى عنه بقزوين: محمد بن مسعود، ويوسف بن حمدان المدائني. (التدوين 3/ 465) .
[2] الجرح والتعديل 6/ 233.
[3] وذكره ابن حِبان في الثقات 8/ 487 وقال: «مستقيم الحديث جدا» .
[4] التدوين في أخبار قزوين 3/ 465.
[5] انظر عن (عمرو بن زرارة) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 332 رقم 2554، وتاريخه الصغير 190، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 100، والجرح والتعديل 6/ 233 رقم 1293، والثقات لابن حبّان 8/ 487، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 542 رقم 850، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 67، 68 رقم 1171، وتاريخ جرجان للسهمي 412، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 365 رقم 1389، والأنساب لابن السمعاني 10/ 512، والمعجم المشتمل لابن عساكر 203 رقم 682، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1033، 1034، والكاشف 2/ 284 رقم 4224، وسير أعلام النبلاء 11/ 406، 407 رقم 93، والعبر 1/ 427، وتهذيب التهذيب 8/ 35 رقم 53، وتقريب التهذيب 2/ 70 رقم 583، وخلاصة تذهيب التهذيب 289، وشذرات الذهب 2/ 90.(17/287)
وعنه: الشَّيْخَان، والنسائيّ، وَمحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وإبراهيم بْن أَبِي طالب، والحسن بْن سُفْيَان، وَمحمد بْن إِسْحَاق السّراج.
قَالَ النسائيّ: ثقة [1] .
ومات سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين [2] .
306- عَمْرُو بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ثَوْبَان [3] .
مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو الْحَسَن الباهليّ.
عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سعد، ويعقوب القُمّيّ، وابن المبارك، وحمّاد بْن زيد.
وعنه: يزيد بْن خَالِد الإصبهاني، وصالِح بْن العلاء العَبْدِيّ، ورَوْح بْن عَبْد المجيب، وسمع منه فِي سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
قَالَ ابن عديّ [4] : يسرق الحديث ويُحدِّثُ بالبواطيل [5] .
__________
[1] المعجم المشتمل 203.
[2] التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 332، الثقات لابن حبّان 8/ 487، المعجم المشتمل لابن عساكر 203.
[3] انظر عن (عمرو بن زياد) في:
الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 274، 275 رقم 1281، والجرح والتعديل 6/ 233، 234 رقم 1294، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 130 رقم 391، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1800، وتاريخ بغداد 12/ 204 رقم 6664، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي 3/ 465، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 226 رقم 2561، وميزان الاعتدال 3/ 260، 261 رقم 6371، والمغني في الضعفاء 2/ 484 رقم 4658، ولسان الميزان 4/ 364، 365 رقم 1068.
[4] في الكامل 5/ 1800.
[5] وقال العقيلي: قال لنا محمد بن يوسف: قدم علينا هذا الشيخ من الري، وذكر أنه كان ببغداد، وكان يذكر أحمد بن حنبل، وأنه يعرفه، وذكر أبا زرعة الرازيّ، وأملى علينا أحاديث، فأنكرها بعض من كان معنا من أصحابنا فكتبنا إلى أبي زرعة وبعثنا إليه بحديثه، فكتب إلينا أبو زرعة:
إن هذه الأحاديث موضوعة وإن الرجل كذّاب. (الضعفاء الكبير 3/ 275) .
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: قدم الريّ، فرأيته، ووعظته، فجعل يتغافل كأنه لا يسمع، كان يضع الحديث. قدم قزوين فحدّثهم بأحاديث منكرة، أنكر عليه علي الطنافسي، وقدم الأهواز فقال: أنا يحيى بن معين، هربت من المحنة، فجعل يحدّثهم ويأخذ منهم، فأعطوه مالا، وخرج إلى خراسان وقال: أنا من ولد عمر، وخرج إلى قزوين، وكان على قزوين رجل باهلي، فقال: أنا باهلي، وكان كذّابا أفّاكا، قال: كتبت عنه ثم رميت به. (الجرح والتعديل 6/ 234) .(17/288)
307- عَمْرُو بْن الْعَبَّاس الباهليّ [1] .
أَبُو عثمان البصريّ الأهْوَازِيّ الرازيّ والد محمد بْن عَمْرو الباهليّ.
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وغُنْدر، وابن مهديّ.
وعنه: الْبُخَاريّ، وحرب الكِرْمَانيّ، وعَبْدَان الأهْوازيّ.
كَانَ حافظًا صاحب حديث [2] .
مات فِي ذي الحجّة سنة خمس وثلاثين ومائتين [3] .
308- عَمْرُو بْن قسطْ أو قُسَيْط [4] .
أَبُو عليّ السُّلَمِيّ الرَّقِيّ.
عَنْ: أَبِي الْمُلَيْح، وعبيد اللَّه بْن عمرو الرِّقيين، ويعلى بن الأشدق.
وعنه: أبو داود، وأحمد بن إسحاق بن يزيد الخشاب، وأبو زرعة الرازي، وعثمان بن خرزاذ.
توفي سنة ثلاثين ومائتين [5] .
قلتُ: كَانَ حقّه أن يحوَّل إلى الطبقة الّتي قبل هذه الطبقة [6] .
__________
[1] انظر عن (عمرو بن العباس) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 362 رقم 2641، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 73، والجرح والتعديل 6/ 252 رقم 1396، والثقات لابن حبّان 8/ 486، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 547 رقم 859، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 371 رقم 1412، والمعجم المشتمل لابن عساكر 204، 205 رقم 686، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1039، والكاشف 2/ 288 رقم 4245، وتهذيب التهذيب 8/ 60 رقم 94، وتقريب التهذيب 2/ 73 رقم 617، وخلاصة تذهيب التهذيب 290.
[2] ذكره ابن حبان في (الثقات 8/ 486) وقال: «ربما خالف» .
[3] المعجم المشتمل 205.
[4] انظر عن (عمرو بن قسط) في:
الجرح والتعديل 6/ 256 رقم 1413، والثقات لابن حبّان 8/ 486، والمعجم المشتمل لابن عساكر 206 رقم 692، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1047، والكاشف 2/ 293 رقم 4282، وتهذيب التهذيب 8/ 90، 91 رقم 139، وتقريب التهذيب 2/ 76 رقم 657، وخلاصة تذهيب التهذيب 292.
[5] المعجم المشتمل 206.
[6] قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عمرو بن قسيط قال: هو دون عمرو بن عثمان، خرج إلى أرمينية، فلما قدم كان قد توفي عبد الله بن جعفر الرقي، فبعث إلى أهل بيت عندهم، فأخذ منهم كتب عبيد الله بن عمرو، (الجرح والتعديل 6/ 256) .(17/289)
309- عَمْرُو بْن عَمْرو بْن يزيد [1] .
أبو عبد الله الغافِقيّ.
مولاهم الْمَصْرِيّ.
عَنْ: الليث بْن سعد، وابن لَهِيعة.
وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح.
وهو والد إسماعيل بن عمرو المدني راوي «الموطأ» عَنْ عَبْد الملك بْن الماجِشُّون، عَنْ مالك.
مات سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
310- عَمرو بْن محمد بْن بُكَيْر بْن سابور [2] .
الحافظ أَبُو عثمان البغداديّ النّاقد. نزلَ الرَّقَّةَ مُدّةً.
عَنْ: هُشَيْم، وأبي خَالِد الأحمر، والسفيان بْن عُيَيْنَة، وحفص بْن غِياث، ومُعْتَمر بن سليمان، وأبي معاوية، وعبد الرزّاق.
وعنه: الشّيحان، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وجعفر الفريابي.
__________
[1] لم أجد له ترجمة.
[2] انظر عن (عمرو بن محمد بن بكير) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 358، والزهد لأحمد 208 وفيه: «عمر» ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1358 و 1709 و 2075، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 375 رقم 2682، وتاريخه الصغير 231، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 73، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 225، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 26، والجرح والتعديل 6/ 262 رقم 1451، والثقات لابن حبّان 8/ 485، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 549 رقم 864، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 77، 78 رقم 1197، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي، بتخريج الصوري 100، 114، 124، وتاريخ جرجان للسهمي 165، وتاريخ بغداد 12/ 205 رقم 6667، والإكمال لابن ماكولا 7/ 328، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 368 رقم 1401، والأنساب لابن السمعاني 12/ 20، والمعجم المشتمل لابن عساكر 206 رقم 693، والكامل في التاريخ 7/ 35، وأدب القاضي للماوردي 1/ 505، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 104، وملء العيبة للفهري 2/ 290، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1048، 1049، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 967، والكاشف 2/ 294 رقم 4292، وميزان الاعتدال 3/ 287 رقم 6442، وسير أعلام النبلاء 11/ 147، 148 رقم 55، وتذكرة الحفّاظ 2/ 445، 446، وتهذيب التهذيب 8/ 96، 97، 156، وتقريب التهذيب 2/ 78 رقم 670، والنجوم الزاهرة 2/ 265، وطبقات الحفاظ 194، 195، وخلاصة تذهيب التهذيب 293، وشذرات الذهب 2/ 75.(17/290)
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل [1] : كَانَ عَمْرو الناقد يتحرّى الصِّدْق.
وقال أبو حاتم [2] : ثقة أمين.
وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: كَانَ ثقة صاحب حديث، فقيهًا من الحفّاظ المعدودين [3] .
تُوُفيّ لأربعٍ خَلَوْنَ من ذِي الحجّة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين [4] .
311- عِمْران بْن يزيد بْن أَبِي جميل الدمشقي [5] .
ذكره ابن أَبِي حاتم فقال:
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بْن سَمَاعة، وهِقْل بْن زياد [6] ، والدَّرَاوَرْدِيّ، وشهاب بْن خِراش.
وعنه: أبي، وأبو زرعة.
312- عون بن يوسف [7] .
أبو محمد الخزاعي المغربي الكناني الفقيه.
سَمِعَ من: عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم، وغيره.
__________
[1] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 566 رقم 1358.
[2] الجرح والتعديل 6/ 262.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 358.
[4] التاريخ الصغير للبخاريّ 231، تاريخ بغداد 12/ 205، المعجم المشتمل 206، ووقع في طبقات ابن سعد 7/ 358: توفي ببغداد وذلك يوم الخميس لأربع ليال خلون من ذي الحجة سنة اثنتين ومائتين» . والصحيح: سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
[5] انظر عن (عمران بن يزيد) في:
الجرح والتعديل 6/ 307 رقم 1710، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 30/ 437- 440، وتهذيب التهذيب 9/ 223 (في ترجمة: محمد بن شعيب بن شابور) ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 371، 372 رقم 1135.
[6] ومروان بن معاوية، وعيسى بن يونس، وحاتم بن إسماعيل، ومدرك بن أبي سعيد. وقال: كتب عنه أبي في الرحلة الثانية، وأبو زرعة. سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن عمران بن أبي جميل حديثا واحدا، حديث رديح بن عطية.
وفي تاريخ دمشق: عمران بن خالد بن يزيد بن أبي جميل أبو عمر القرشي ويقال الطائي. يقال إنه من موالي مالك بن عرق البصري.
[7] انظر عن (عون بن يوسف) في:
ترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 627، وطبقات الفقهاء للشيرازي 157.(17/291)
وعنه: محمد بْن وضّاح، وكان يُفضِّلْه وَيُثْنِي عَلَيْهِ.
مات فِي جُمَادى الأولى سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين، عَنْ سنٍّ عالية.
313- عيّاش بْن الوليد [1] .
وهو عياش بْن الأزرق [2] . بصريٌّ نزل أَذَنَة.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب.
وعنهُ: أَبُو داود، وَأَحْمَد بْن عَبْد اللَّه العجليّ الحافظ، وجعفر الفِرْيَابيّ.
314- عِياض بْن عَبْد الملك الْمُراديّ [3] .
مولاهم المصريّ، أَبُو يزيد.
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن كُلَيْب، وابن وهب.
وكان من أفضل أهل زمانه.
وعنه: عَبْد الكريم بْن إِبْرَاهِيم.
تُوُفِّيَ بأَيْلَة سنة تسع وثلاثين ومائتين.
315- عيسى بْن سالِم الشّاشيّ [4] .
عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقِيّ، وعبد اللَّه بْن المبارك.
وعنه: مُوسَى بْن هارون، وَأَحْمَد بن الحسن بن عبد الجبار الصُّوفيّ، وأبو القاسم البغويّ.
قَالَ الخطيب [5] : كَانَ ثقة، تُوفيّ بطريق حلوان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين [6] .
__________
[1] انظر عن (عيّاش بن الوليد) في:
الإكمال لابن ماكولا 6/ 68، والمعجم المشتمل لابن عساكر 209 رقم 704.
[2] كنّاه ابن عساكر: «أبا النجم» . (المعجم المشتمل) .
[3] لم أجد له ترجمة.
[4] انظر عن (عيسى بن سالم) في:
الجرح والتعديل 6/ 278 رقم 1542، والثقات لابن حبّان 8/ 494، وتاريخ بغداد 11/ 161 رقم 5854.
[5] في تاريخ بغداد 11/ 161.
[6] ورّخه البغويّ، وقال: كتب عنه. (تاريخ بغداد 11/ 161) .(17/292)
- حرف الغين-
316- غُزَيْلُ بْن سِنَان الموصِليّ [1] .
مولى بَنِي تَميم.
عَنْ: المعافى بْن عِمران، وعفيف بْن سالم.
وعنه: أَحْمَد بْن حمدون الموصليّ.
توفّي سنة تسع وثلاثين ومائتين. مجهول.
__________
[1] لم أجد له ترجمة.(17/293)
- حرف الفاء-
317- الفتح بْن هشام الترجمانيّ [1] .
عَنْ: أَبِي عُلَيَّة.
وعنه: أَبُو إِسْحَاق السّرّاج [2] .
مات سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين [3] .
318- الفُرات بْن نصر [4] .
الفقيه أَبُو حفص القُهُنْدُزيّ الْهَرَويّ.
سَمِعَ الكُتُب من: محمد بْن الْحَسَن.
وحمل أيضًا عَنْ: أَبِي يوسف.
وعنه: أحمد بْن حَبُّوَيْه.
مات سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين [5] .
319- الْفَرَجُ بنُ سَهيل بن الفرج القضاعيّ ثم الفارابيّ الزّاهد [6] .
__________
[1] انظر عن (الفتح بن هشام) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 14، وتاريخ بغداد 12/ 383 رقم 6842.
[2] قال ابن حبّان: «يغرب» .
[3] تاريخ بغداد.
[4] انظر عن (الفرات بن نصر) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 14.
[5] وقال ابن حبّان: قديم الموت مشهور عندهم. روى عنه أهل بلده، ما سمعت أحدا بهراة يروي عنه إلّا المأمون بن أحمد، والمأمون ليس بمأمون.
[6] انظر عن (الفرج بن سهيل) في:
الجرح والتعديل 7/ 86 رقم 487.(17/294)
عَنْ: ابن وهْب، وأبي إِسْمَاعِيل الزّاهد.
وصحب إدريس بْن يحيى.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم [1] : كَانَ حكيمًا ينطقُ بالحكمة.
تُوفيّ فِي المحرم سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
320- الفضل بْن زياد [2] .
أَبُو الْعَبَّاس الطَّسْتِيّ [3] ، بغداديّ ثقة [4] .
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، وعبّاد بْن عبّاد.
وعنه: ابن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وإبراهيم بن هاشم البغوي.
321- الفضل بن غانم [5] .
أبو علي المروزي الخزاعي.
عَنْ: مالك، وسليمان بْن بلال، وأبي يوسف.
وعنه: أَحْمَد بْن أَبِي خَيْثَمة، وَمحمد بْن يَحْيَى الْمَرْوَزِيّ، وأبو القاسم البَغَويّ.
وقد تولّى قضاء مصر عامًا وعُزِلَ، وذلك سنة ثمانٍ وتسعين ومائة، وكان كبير اللحية جدًّا، وكان يُصلِّي بالنّاس الجمعة، فإذا خطبَ جعل فِي لحيته عودًا ليردّ عنها عين لَهِيعة بْن عيسى، وكان فيما قِيلَ عُيُونًا مجرّبا [6] .
__________
[1] في المصدر نفسه:
[2] انظر عن (الفضل بن زياد) في:
الكنى والأسماء للدولابي 2/ 24، والجرح والتعديل 7/ 62 رقم 355، والثقات لابن حبّان 9/ 6، وفيه الطستي، وتاريخ بغداد 12/ 360 رقم 6791 وفيه «الطستي» ، وميزان الاعتدال 3/ 351 رقم 6723 وفيه «بيّاع الطّساس» .
[3] في الجرح والتعديل: «الطّساس» . قال ابن أبي حاتم: سُئِل أبو زُرْعة عنه فقال: كتبت عنه، كان يبيع الطساس، شيخ ثقة.
[4] وثّقه الخطيب أيضا. (تاريخ بغداد 12/ 360) .
[5] انظر عن (الفضل بن غانم) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 239، وتاريخ الطبري 8/ 637، 642، 645، والجرح والتعديل 7/ 66 رقم 374، والثقات لابن حبّان 9/ 6، والولاة والقضاة للكندي 420، 421، 435، وتاريخ بغداد 12/ 357 رقم 6790، والضعفاء والمتروكين 3/ 7 رقم 2715، وميزان الاعتدال 3/ 357 رقم 6741، والمغني في الضعفاء 2/ 513 رقم 4934، ولسان الميزان 4/ 445- 447 رقم 1364.
[6] الولاة والقضاة 420.(17/295)
قال الدّار الدَّارَقُطْنِيّ: الفضل لَيْسَ بقويّ [1] .
وتكلَّم فِيهِ أيضًا أَحْمَد بْن حنبل [2] .
وولي قضاء الرِّيّ فيما قاله ابن أَبِي حاتِم [3] .
مات سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين [4] .
322- الفضل بْن مُقاتِل [5] .
أَبُو مُقاتِل الأزْدِيّ البلْخِيّ.
عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْلٍ، وعبد الرزّاق، ويزيد بْن أَبِي حكيم.
وعنه: البخاري في كتاب «الأدب» [6] ، وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، وجعفر الفريابي.
وثقه البخاري.
323- فضيل بن الحسين بن طلحة [7] .
أبو كامل الجحدري البصري ابن أخي كامل بن طلحة.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 359.
[2] فقد قال أحمد بن حنبل: من يقبل عن ذلك حديثا؟ قال ابن أبي حاتم: يعني من يكتب عنه؟.
وقال يحيى بن معين: ضعيف ليس بشيء. (تاريخ بغداد 12/ 359) .
[3] في الجرح والتعديل 7/ 66، وروى عنه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد صاحب كتب الزهد.
[4] قال أبو سعيد بن يونس: حدّث الفضل بن غانم بمصر، وكتب عنه جماعة من أهل مصر، وخرج فتوفي ببغداد سنة سبع وعشرين ومائتين. قال الخطيب: وهم أبو سعيد في تاريخ وفاته. لأن الفضل مات بعد ذلك. ثم ذكر السنة. (تاريخ ببغداد 12/ 359 و 360) .
[5] انظر عن (الفضل بن مقاتل) في:
الجرح والتعديل 7/ 69 رقم 392.
[6] ص 121، 122 رقم 331.
[7] انظر عن (فضيل بن الحسين) في:
الزهد لأحمد 27، 30، 241، 243، 365، 637، 371، 443، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 93، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 89، والجرح والتعديل 7/ 71، 72 رقم 409، والثقات لابن حبّان 9/ 10، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 880 رقم 11506، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 133 رقم 1334، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 414، 415 رقم 1586، والمعجم المشتمل لابن عساكر 215 رقم 727، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1102، والكاشف 2/ 330 رقم 4452، وسير أعلام النبلاء 11/ 111، 112 رقم 35، والعبر 1/ 425، والبداية والنهاية 10/ 317، وتهذيب التهذيب 8/ 290، 291 رقم 532، وتقريب التهذيب 2/ 112 رقم 61، وخلاصة تذهيب التهذيب 310، وشذرات الذهب 2/ 88.(17/296)
عَنْ: الحمَّادَيْن، وعبد الواحد بْن زياد، وخالد بن عبد الله الطّحّان، وسُلَيْم بْن أخضر.
وعنه: مسلم، وأبو داود، وابن أبي عاصم، وعبدان، والبغوي.
وكان ثقة مشهورا [1] .
مات سنة سبع وثلاثين ومائتين [2] .
324- فطر بن حماد بن واقد الصفار [3] .
بصري، مقل.
عَنْ: أَبِيهِ، ومالك بْن أنس.
وعنه: مُسْلِم فِي غير «الصحيح» ، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو البزّاز، وعليّ بْن سَعِيد الرّازيّ.
توفّي سنة سبع وثلاثين ومائتين.
__________
[1] قال أحمد بن حنبل: أبو كامل بصير بالحديث متقن يشبه الناس وله عقل سديد لا يتكلّم إلا أن يسأل.
وقال علي بن المديني: أبو كامل ثقة. (الجرح والتعديل 7/ 72) .
[2] المعجم المشتمل 215، وفي ثقات ابن حبّان: مات سنة بضع وثلاثين ومائتين. (8/ 10) .
[3] تقدّمت ترجمة (فطر بن حمّاد) في الجزء السابق.(17/297)
- حرف القاف-
325- القاسم بْن أُميّة العَبْدِيّ الْبَصْرِيّ الحذّاء [1] .
عَنْ: مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، وحفص بْن غِيَاث.
وعنه: أبو زرعة وقال: صدوق، وأبو حاتِم [2] .
326- القاسم بْن محمد بْن أَبِي شَيْبَة [3] .
أخو أَبِي بَكْر، وعثمان. ضعيف الحديث بمرّة.
عَنْ: يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وعبد اللَّه بْن إدريس، وإسماعيل بْن عُلَيَّة.
وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتِم ثُمَّ تركا حديثه [4] ، وصالح جررة، وأبو يَعْلَى.
مات سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.
327- القاسم بن هلال [5] .
__________
[1] انظر عن (القاسم بن أميّة) في:
الجرح والتعديل 7/ 107 رقم 618، والمغني في الضعفاء 2/ 517 رقم 4980.
[2] وقال: ليس به بأس.
[3] انظر عن (القاسم بن محمد) في:
الجرح والتعديل 7/ 120 رقم 682، وتاريخ جرجان 299، 534، وميزان الاعتدال 3/ 379 رقم 6839، والمغني في الضعفاء 2/ 521 رقم 5013، ولسان الميزان 4/ 465، 466 رقم 1446.
[4] قال أبو زرعة: كتبت عن القاسم بن محمد بن أبي شيبة ولم أحدّث عنه بشيء. وسئل أبو حاتم عنه فقال: كتبت عنه وتركت حديثه. (الجرح والتعديل) .
[5] انظر عن (القاسم بن هلال) في:(17/298)
أَبُو محمد القُرْطُبيّ.
رحل، وسمع: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وعبد الرَّحْمَن بْن القاسم.
حدَّث عَنْهُ: أولاده.
وكان بصيرًا بِمذهب مالك.
تُوُفِيّ سنة إحدى، وقال ابن يونس: سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين.
328- قُتَيْبَة بْن سَعِيد بْن جميل بْن طريف [1] .
أَبُو رجاء الثّقفي، مولاهم البلْخَيّ، نزيل قرية بغلان [2] .
__________
[ () ] تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 355 رقم 1048، وجذوة المقتبس للحميدي 332، 333 رقم 777، وبغية الملتمس للضبّي 451 رقم 1309.
[1] انظر عن (قتيبة بن سعيد) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 379، وطبقات خليفة 324، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5133، و 5862، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 195 رقم 870، والتاريخ الصغير، له 233، والأدب المفرد، له، (انظر فهرس الأعلام) 503، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 37، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 212 و 2/ 493، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 424، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 10، 24، 53، 81، 106، 168 و 2/ 256، 399 و 3/ 48، 92، 231، وتاريخ الطبري 2/ 388، 390 و 8/ 637، 639، والجرح والتعديل 7/ 140 رقم 784، والثقات لابن حبّان 9/ 20، وحلية الأولياء 6/ 319 و 7/ 20، 319، و 9/ 166، 168، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 625 رقم 994، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 151 رقم 1379، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 190 أ، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي، بتخريج الصوري 126، وتاريخ جرجان للسهمي 89، 106، 181، 206، 239، 240، 267، 268، 361، 410، 518، 540، والسابق واللاحق، للخطيب 298، وتاريخ بغداد 12/ 464 رقم 6944، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 426 رقم 1635، والمعجم المشتمل لابن عساكر 218 رقم 736، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 257، 258 رقم 362، والكامل في التاريخ 7/ 75، وأدب القاضي للماوردي 1/ 404، والإقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العيد 318، 322، ومعجم ما استعجم للبكري 262، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 6، ووفيات الأعيان 4/ 130، 131، 278، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1123، 1124، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 970، ودول الإسلام 1/ 146، والكاشف 2/ 341، 342 رقم 4625، وسير أعلام النبلاء 11/ 13- 24 رقم 8، وتذكرة الحفّاظ 2/ 446، 447، والعبر 1/ 433، والبداية والنهاية 10/ 322، وتهذيب التهذيب 8/ 358- 361 رقم 639، وتقريب التهذيب 2/ 123 رقم 85، والنجوم الزاهرة 2/ 303، وطبقات الحفاظ 195، وخلاصة تذهيب التهذيب 318، وشذرات الذهب 2/ 94، 95، ومشايخ بلخ من الحنفية 1/ 65. 124، 159.
[2] وهي قرية من قرى بلخ.(17/299)
قَالَ ابن عديّ: اسمه يَحْيَى، وقُتَيْبَة لَقَبٌ لَهُ [1] .
وُلِدَ سنة تسعٍ وأربعين ومائة.
سَمِعَ: مالكًا، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ، وأبا عَوَانة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الموّال، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، ومفضّل بْن فَضَالَةَ، وحمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بْن زياد، وبكر بْن مُضَر، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وأبا الأحوص، وجعفر بْن سُلَيْمَان، وإسماعيل بْن جَعْفَر، وخلقًا بِخُراسان، والعراق، والحجاز، ومصر.
وعنه: من عدا ابن ماجة، وابن حمّاد، وَأَحْمَد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيْثَمَة، ويَحْيَى بْن مَعِين، والحسن بْن عَرَفة، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زُرْعَة، وجعفر الفِرْيَابي، والحسن بْن سُفيان، وموسى بْن هارون، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج.
عَنْ: الْحَسَن بْن سُفْيَان قَالَ: كُنَّا عَلَى باب قُتَيْبَة، وكان معنا رجلٌ يقول:
لا أخرج حتّى أكبّر عَلَى قُتَيْبَة. فمرض الرجل ومات، فأُخبرَ قُتَيْبَة فخرج فصلّى عَلَيْهِ، وكتب عَلَى قبره: هذا قبر قاتل قُتَيْبَة [2] .
قَالَ أَحْمَد بْن سيّار: كَانَ جدّ قُتَيْبة مولى للحجاج، وكان يذكر كرامته عَلَيْهِ، وأنه كَانَ يجلس عَلَى سرير عَنْ يمينه [3] .
وكان قتيبة رَبْعَةً، أصلع، حُلو الوجه، حَسَن الخَلْق، غَنيًّا من ألوان الأموال من البقر، والإبل، ولقد قَالَ لي: أقِمْ عندي هذه الشّتْوَة حتّى أُخرج لك مائة ألف حديث عَنْ خمس أُناسيّ [4] .
وكان ثَبْتًا صاحب سنة. كتب الحديث عَنْ ثلاث طبقات [5] .
وقال ابن أَبِي خيثمة: سُئِلَ يَحْيَى بن معين، عن قتيبة، فقال: ثقة [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 464.
[2] تاريخ بغداد 12/ 470.
[3] تاريخ بغداد 12/ 468.
[4] تاريخ بغداد 12/ 468، 469.
[5] تاريخ بغداد 12/ 469.
[6] تاريخ بغداد 12/ 469.(17/300)
وقال النسائي: ثقة مأمون [1] .
ومن شعر قُتَيْبَة:
لولا القضاءُ الَّذِي لا بُدّ مُدْركُهُ ... والرّزْق يأكله الْإِنْسَان بالقَدَر
ما كَانَ مثلي فِي بَغْلانَ مَسْكَنُهُ ... ولا يَمرُّ بِهَا إلا عَلَى سَفَر [2]
ومن عجيب الاتفاق أنّ التِّرْمِذِيَّ روى حديث «الجمع بين الصلاتين» [3] عَنْ قُتَيْبَة، ثُمّ رَوَاهُ عَنْ عَبْد الصمد بْن سُلَيْمَان، عَنْ زكريّا اللُؤلؤيّ، عَنْ أَبِي بَكْر الأعْيَن، عَنْ عليّ بْن الْمَدِينِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن حنبل، عَنْ قُتَيْبَة [4] .
329- قَطَنُ بنُ نُسَير [5] .
أَبُو عبّاد الغُبَريّ الْبَصْرِيّ.
عَنْ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ.
وعنه: مسلم، وأبو داود، ومطين، وأبو يعلى الموصلي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 469، المعجم المشتمل 218.
[2] تاريخ بغداد 12/ 470.
[3] في الجامع الصحيح، رقم (554) .
[4] قال البخاري: مات في غرّة شعبان سنة أربعين ومائتين. (التاريخ الكبير 7/ 195، والصغير 233) ، وقال ابن عساكر: مات ليلة الأربعاء مستهلّ شعبان، ومولده سنة ثمان وأربعين ومائة.
(المعجم المشتمل 218) .
وانظر: تاريخ بغداد 12/ 470.
[5] انظر عن (قطن بن نسير) في:
الجرح والتعديل 7/ 138 رقم 777، والثقات لابن حبّان 9/ 22، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2075، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 155، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني ورقة 34 أ، رقم (865) حسب ترقيم نسختي، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 148 رقم 1374 وفيه (قطن بن بشير) ، والإكمال لابن ماكولا 7/ 43، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 425 رقم 1632، والمعجم المشتمل لابن عساكر 218 رقم 739، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 18 رقم 2771، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1130، 1131 وفيه (قطن بن بشير) ، والكاشف 2/ 345، 346 رقم 4657، وميزان الاعتدال 3/ 391 رقم 6901، والمغني في الضعفاء 2/ 526 رقم 5056، وتهذيب التهذيب 8/ 382، 383 رقم 677، وتقريب التهذيب 2/ 126 رقم 121، وخلاصة تذهيب التهذيب 316.(17/301)
قَالَ ابن أَبِي حاتِم [1] : رأيتُ أَبِي يحمل عَلَيْهِ.
وقال ابن عدِيّ [2] : كَانَ يسرق الحديث ويوصله.
__________
[1] الموجود في (الجرح والتعديل 7/ 138) أن الّذي حمل عليه هو أبو زرعة. وليس أبا حاتم. قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فرأيته يحمل عليه ثم ذكر أنه روى أحاديث عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، مما أنكر عليه.
[2] في الكامل 6/ 2075.(17/302)
- حرف الكاف-
330- كامل بْن طلحة [1] .
أَبُو يَحْيَى الْجَحْدَريّ الْبَصْرِيّ.
وُلِدَ سنة خمسٍ وأربعين ومائة.
عن: مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وأبي الأشهب جَعْفَر بْن حبّان، واللّيث بْن سعد، ومالك، وابن لَهِيعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وإبراهيم الحربي، وأبو داود السجستاني في كتاب «المسائل» ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي.
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل فِيهِ: مقارب الحديث [2] .
وقال أَبُو حاتم [3] : لا بأس به.
__________
[1] انظر عن (كامل بن طلحة) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 363، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 9 رقم 1562، والجرح والتعديل 7/ 172 رقم 982، والثقات لابن حبّان 9/ 28، وتاريخ جرجان للسهمي 138، والسابق واللاحق، للخطيب 303، وتاريخ بغداد 12/ 485 رقم 6959، والأنساب لابن السمعاني 3/ 193، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1141، وميزان الاعتدال 3/ 400 رقم 6928، والمغني في الضعفاء 2/ 529 رقم 5074، وسير أعلام النبلاء 11/ 107- 111 رقم 34، والعبر 1/ 409، وذيل الكاشف 236 رقم 1278، والبداية والنهاية 10/ 308، وتهذيب التهذيب 8/ 408، 409، رقم 733، وتقريب التهذيب 2/ 131 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 319، وشذرات الذهب 2/ 70، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 157 رقم 46.
[2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 9، وقال أيضا وقد سئل عن كامل بن طلحة، وأحمد بن أيوب: ما أعلم أحدا يدفعهما بحجّة. (4/ 9، 10) .
[3] الجرح والتعديل 7/ 172 وزاد: «ما كان له عيب إلّا أنه يحدّث في مسجد الجامع» .(17/303)
وقال الدّار الدّارَقُطْنيّ: ثقة [1] .
مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين [2] .
331- كثير بْن يحيى بْن كثير [3] .
أَبُو مالك. عن: أبي عوانة، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وثابت بْن يزيد الأحول، وغيرهم.
وعنه: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي زيادات «المسند» ، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وعبيد الله بن النعمان المنقري، وهشام بن علي السدوسي.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم [4] : روى عَنْهُ أَبِي، وأبو زُرْعة، وقال: صدوق.
تُوُفيّ سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
332- كعب بْن سَعِيد [5] .
أَبُو سَعِيد العامريّ الْبُخَاريّ، يُعرف بكَنْعَان.
ذكره السُّلَيْمَانيّ فقال: كَانَ ناسكًا صَدُوقًا من الأبدال.
سَمِعَ: مروان بْن مُعَاويَة، ويحيى بْن سُليَم، وأبا أسامة، وعبد الرّزاق.
وعنه: بحر بن النّضر، وأبو صفوان السّرماريّ.
وكان يقول: الإيمان قول وعمل.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 487.
[2] تاريخ بغداد 12/ 487، وقيل: مات سنة اثنتين وثلاثين. (طبقات ابن سعد 7/ 363) وقال ابن حبّان: مات في آخر سنة إحدى وثلاثين. (الثقات 9/ 28) .
[3] انظر عن (كثير بن يحيى) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 219 رقم 952، والجرح والتعديل 7/ 158 رقم 885، والثقات لابن حبّان 9/ 26، وميزان الاعتدال 3/ 410 رقم 6952، ولسان الميزان 4/ 484، 485 رقم 1534، وذكره الخطيب في شيوخ (محمد بن يحيى بن الحسين العمّي) تاريخ بغداد 3/ 426 رقم 1563.
[4] في الجرح والتعديل 7/ 158.
[5] انظر عن (كعب بن سعيد) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 28.(17/304)
- حرف اللام-
333- لَيْثُ بنُ حمّاد الصّفّار [1] .
حدّث ببغداد فِي سنة اثنتين وثلاثين.
عَنْ: عَبْد الواحد بْن زياد، وأبي عَوَانة.
وعنه: محمد بْن جَابِر السَّقَطيّ، وإدريس بْن عَبْد الكريم الحدّاد، وعبد اللَّه بْن محمد البَغَويّ.
قَالَ الخطيب [2] : كَانَ صدوقًا.
334- اللَّيْث بْن خَالِد [3] .
أَبُو الحارث البغداديّ، وقيل: الْمَرْوَزِيّ. المقرئ. من كبار المقرءين ببغداد.
قرأ عَلَى: أَبِي الْحَسَن الكِسَائي، وأخذ الحروف عَنْ: يحيى اليزيديّ، وحمزة بْن القاسم الأحْوَل.
وتصدَّرَ للإقراء، وحمل النّاس عَنْهُ. وكان ثقة ثبتا فيما ينقله.
روى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْن عاصم، وَمحمد بْن يحيى الكسائيّ الصّغير.
مات سنة أربعين.
__________
[1] انظر عن (ليث بن حمّاد) في:
تاريخ بغداد 13/ 16 رقم 6970.
[2] في المصدر نفسه.
[3] انظر عن (الليث بن خالد) في:
تاريخ بغداد 13/ 16 رقم 6971.(17/305)
- حرف الميم-
335- مالك بْن حويص الهَرَويّ [1] .
عَنْ: مالك بْن أنس، وفُضَيْل بْن عِياض.
وعنه: يحيى بن أحمد بن زياد، وغيره.
توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين.
336- مالك بن سليمان الألهاني [2] .
حمصي، ضعيف [3] ، يكنى: أبا أنس.
حدَّث بسامرّاء عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقيّة بْن الوليد.
وعنه: ابن البراء العبدي، وعلي بن أحمد بن النضر، ومحمد بن محمد الباغندي.
ضعفه محمد بن عوف وقال: كَانَ ابن عمّ زوجتي، سَمِعَ منه أَبُو بَرْزة الحاسب سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين [4] .
337- محمد بْن أبان بن عمران بن زياد الواسطيّ الطّحّان [5] .
__________
[1] انظر عن (مالك بن حويص) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 165. وفيه «حريص» بالراء بدل الواو.
[2] انظر عن (مالك بن سليمان) في:
الجرح والتعديل 8/ 210 رقم 926، والثقات لابن حبّان 9/ 165، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 45 ب، 46 أ، وتاريخ بغداد 13/ 158 رقم 7142، والمغني في الضعفاء 2/ 538 رقم 5145.
[3] وذكره ابن حبّان في «الثقات» . وضعّفه محمد بن عوف الحمصي. (تاريخ بغداد 13/ 159) .
[4] تاريخ بغداد 13/ 159.
[5] انظر عن (محمد بن أبان) في:(17/306)
أَبُو الْحَسَنَ، وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أَبُو عِمْران السُّلَمي، وقيل الْقُرَشِيّ.
عَنْ: أبان بْن يزيد العطّار، والحَمَّادّيْن، وجرير بْن حازم، وسلام بْن مسكين. وشَرِيك، وعُقبَةُ بْن عَبْد اللَّه الأصم، وفُلَيْح بْن سُلَيْمَان.
وعنه: بَقِيّ بْن مَخْلَد، وأبو زُرْعة، ومطيّن، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، ومُضَر بْن محمد الأسديّ، وَمحمد بْن محمد الباغَنْديّ.
قَالَ ابن حبّان فِي كتاب «الثِّقَات» [1] : ربّما أخطأ.
وفي «صحيح الْبُخَاريّ» : ثنا محمد بْن أبان، ثنا غُنْدَر، فِي موضعين من كتاب الصلاة [2] .
وقال ابن عدي: هُوَ الواسطيّ.
وقال أَبُو نصر الكَلاباذيّ [3] ، وجماعة: هُوَ محمد بْن أبان البلْخِيّ.
وقال بَحْشَل: كَانَ فقيهًا، ومولده سنة سبْعٍ وأربعين ومائة.
قَالَه ابن أَحْمَد.
وتُوُفِيّ سنة تسعٍ، وقيل ثمانٍ وثلاثين ومائتين [4] .
338- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن العَنْبسيّ الْكُوفيّ [5] .
عَنْ: أَبِي مَعْشَر السِّنْديّ.
وعنه: محمد بْن عَبْد اللَّه مُطَيّن.
قَالَ أبو عبد الله بن مندة: توفّي بعد الثّلاثين ومائتين.
__________
[ () ] تاريخ الطبري 5/ 295 و 6/ 113، والجرح والتعديل 7/ 199، 200 رقم 1121، والثقات لابن حبّان 9/ 187، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 638، 639 رقم 1013، وتاريخ جرجان للسهمي 415، 430، والمعجم المشتمل لابن عساكر 222، رقم 748، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1156، وسير أعلام النبلاء 11/ 117، 118 رقم 41، وميزان الاعتدال 3/ 453، وذيل الكاشف 242 رقم 1307، وتهذيب التهذيب 9/ 2، 3 رقم 1، وتقريب التهذيب 2/ 140 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 324.
[1] ج 9/ 187.
[2] رجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 639.
[3] في رجال صحيح البخاري 2/ 638 رقم 1013.
[4] في المعجم المشتمل 222: مات بواسط سنة ست أو سبع وثلاثين ومائتين.
[5] لم أجد له ترجمة.(17/307)
339- محمد بْن القاضي أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد [1] .
أَبُو الوليد الإياديّ.
لَمَّا ضُرِبَ أَبُوهُ بالفالِج وانقطعَ فِي بيته ولاه المتوكّل قضاء القضاة. لأن ابن أَبِي دُؤاد كَانَ يبالغ فِي خدمة المتوكّل وفي نُصْحه. وكان المتوكّل يكرهُ أَحْمَد لأجل مذهبه وتهجُّمه عَلَى القول بخلق القرآن.
ثُمَّ عزل المتوكّل أَبَا الوليد عَنِ القضاء بيحيى بْن أكثم. وصادر أَبَا الوليد، فَحُمِلَ إِلَيْهِ مائة ألف دينار وجواهر ونفائس. ثم صولح بعد ذلك على ستة عشر ألف ألف دِرْهَم.
وتوالت الآفات عَلَى ابن أبي دؤاد بمرضه ونكبته، ثمّ فجع بابنه أَبِي الوليد هذا، فمات سنة سَبْعٍ وثلاثين، أو فِي سنة أربعين ومائتين. ومات أَحْمَد بعده بعشرين يومًا [2] .
ولأبي الوليد أخبار طريفة فِي الْبُخْل [3] .
340- محمد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّدُ [4] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن المسّيب بْن أَبِي السّائب بْنُ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن مخزوم.
أبو عبد الله الْقُرَشِيّ المخزوميّ المسيبيّ الْمَدَنِيّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وسُفيان بْن عُيَيْنَة، وأنس بْن عياض، ومعن بن عيسى،
__________
[1] انظر عن (محمد بن القاضي أحمد) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 173- 179 و 3/ 300، 302، 303، 324، وتاريخ الطبري 9/ 188، 189، 196، 197، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 220، وتاريخ بغداد 1/ 297 رقم 163، ووفيات الأعيان 1/ 88- 90 و 6/ 163، والبداية والنهاية 10/ 317، والوافي بالوفيات 2/ 33، 34 رقم 291.
[2] قال الخطيب: وهذا عندي خطأ، والّذي قدّمناه من وفاة أبي الوليد هو الصواب، لأن أحمد بن أبي دؤاد توفي أول سنة أربعين ومائتين بغير شك، وتقدّمت وفاة ابنه أبي الوليد على وفاته.
(تاريخ بغداد 1/ 298) .
[3] انظر: تاريخ بغداد 1/ 300.
[4] انظر عن (محمد بن إسحاق بن محمد) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 40، 41 رقم 64، وتاريخه الصغير 232، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 66، والجرح والتعديل 7/ 194 رقم 1090، والثقات لابن حبّان 9/ 89، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 163 رقم 1403، وتاريخ جرجان للسهمي 253، وجمهرة أنساب العرب 143، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 469 رقم 1803، والأنساب لابن السمعاني 11/ 322، 323، والمعجم المشتمل لابن عساكر 225 رقم 759، وتهذيب الكمال (المصوّر)(17/308)
وعبد اللَّه بْن نافع، وَمحمد بْن فُلَيْح.
وقرأ القرآن على أبيه عَنْ نافع. وأقرأ.
وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، وأبو زُرْعة، وإبراهيم الحربيّ، وأبو يَعْلَى الموصلي، وَمحمد بْن عبدوس بْن كامل.
كَانَ عالِمًا صالِحًا جليل القدر.
قَالَ مُصْعَب الزُّبَيْريّ: لا أعلمُ فِي قريش كلّها أفضل من المسيبيّ [1] .
وثَّقه صالح جَزَرَة [2] .
مات ليومين بقيا من ربيع الأول سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين [3] .
341- محمد بْن إِسْحَاق بْن هاشم الرافعيّ [4] .
من ولد أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. دمشقيّ.
عَنْ: سَعِيد بْن عَبْد العزيز.
وعنه: أَحْمَد بْن نصر بْن شاكر، وجعفر الفريابيّ، وَأَحْمَد بْن الْمُعَلَّى.
342- محمد بْن أسد الحَوْشِيّ الحافظ [5] .
أبو عبد الله الإسفرائينيّ أحد الأعلام. إمام، رحّال، مصنِّف. وحَوْش من قرى إسفرائين [6] .
عَنْ: ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، وبقية بن الوليد، والوليد بن مسلم، وفضيل بن عياض.
__________
[ () ] 3/ 1166، 1167، والكاشف 3/ 17 رقم 4787، وتهذيب التهذيب 9/ 37، 38 رقم 49، وتقريب التهذيب 2/ 144 رقم 38، وخلاصة تذهيب التهذيب 326.
[1] تهذيب الكمال 2/ 1167.
[2] تهذيب الكمال 2/ 1167.
[3] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 40، 41، والصغير له 232، ورجال صحيح مسلم 2/ 163، والأنساب 11/ 323، والمعجم المشتمل 225.
[4] انظر عن (محمد بن إسحاق بن هاشم) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 100.
[5] انظر عن (محمد بن أسد) في:
الجرح والتعديل 7/ 209 رقم 1155، وتاريخ جرجان للسهمي 130، وتاريخ بغداد 2/ 81 رقم 461 وفيه «الخشّي» ، والإكمال لابن ماكولا 2/ 406، والأنساب لابن السمعاني 4/ 270 وفيه «الحوشي» ، ومعجم البلدان 2/ 406، واللباب 1/ 376، وسير أعلام النبلاء 10/ 655، 656 رقم 236، وتذكرة الحفاظ 2/ 460، والمشتبه في الرجال 1/ 218، وتبصير المنتبه 2/ 554، وطبقات الحفاظ 198.
[6] الأنساب 4/ 270.(17/309)
وعنه: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر الصغاني، وأبو حاتم الرازي، وأبو لبيد السرخسي.
ولما مات قَالَ إِسْحَاق بْن راهَوَيه: كَانَ نصف خُراسان [1] .
343- محمد بْن أَبِي العتاهية إِسْمَاعِيل البغداديّ [2] .
الشاعر ابن الشاعر، ويُلَقَّب عتاهية.
لَهُ شعر جيّد فِي الزُّهد.
عَنْ: أَبِيهِ، وهشام الكلبيّ.
وعنه: ابن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، والمبرد.
ومن شعره:
قد أفلح الساكت الصموت ... كلام راعي الكلام قوت
ما كل نطق له جواب ... جواب ما يكره السكوت
يا عجبا [3] لامرئ ظلوم [4] ... مستيقن أَنَّهُ يَموتْ [5]
344- محمد بْن بشير بْن مروان [6] .
أَبُو جَعْفَر الكِنْدِيّ الدّعاء.
بغداديّ، جائز الحديث.
عَنْ: ابن المبارك، وابن السمّاك الواعظ، وابن عيينة [7] .
وعنه: ابن أبي الدنيا، وأبو يعلى.
__________
[1] سمع منه أبو حاتم بمكة سنة 216 وقال: صدوق. (الجرح والتعديل 7/ 209) ، وسمّاه إبراهيم الحربي: أحمد، ووثّقه الخطيب. وقال عبد الله بن أسامة الكلبي: كان ثقة جيّد الفهم. (تاريخ بغداد 2/ 82) .
[2] انظر عن (محمد بن أبي العتاهية) في:
طبقات الشعراء لابن المعتزّ 363، 364، وتاريخ بغداد 2/ 34 رقم 425، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 116، ونشوار المحاضرة، له 5/ 179 و 6/ 146، وأمالي المرتضى 2/ 82، ومعجم الشعراء للمرزباني 432، والأغاني 4/ 788 والوافي بالوفيات 2/ 209 رقم 591.
[3] في نشوار المحاضرة: «يا عجبي» .
[4] في الوافي بالوفيات 2/ 209: «ضعيف» ، والمثبت يتفق مع بقية المصادر.
[5] معجم الشعراء 432، تاريخ بغداد 2/ 34، ونشوار المحاضرة 5/ 179، وقال الصفدي في «الوافي بالوفيات» . 2/ 209: «شعر منحطّ، توفي سنة أربع وأربعين بعد المائتين» .
[6] انظر عن (محمد بن بشير الكندي) في:
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 44 رقم 2901، وميزان الاعتدال 3/ 491 رقم 7274، والمغني في الضعفاء 2/ 559 رقم 5331.
[7] في ضعفاء ابن الجوزي: «ابن عليّة» .(17/310)
مات سنة ستّ وثلاثين ومائتين.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: لَيْسَ بالقويّ [1] .
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بثقة [2] .
345- محمد بْن بكّار بْن الرّيان الهاشمي [3] .
مولاهم الرُّصَافِيّ البغداديّ، أبو عبد الله.
عَنْ: محمد بْن طلحة بْن مَطَرِّف، وعبد الحميد بْن بِهْرام، وفُلَيْح بْن سُلَيْمَان، وقيس بْن الربيع، وأبي مَعْشَر نَجِيح السِّنْدِيّ، والوليد بْن أَبِي ثور، وإسماعيل بْن جَعْفَر.
وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، وابنه إِبْرَاهِيم بْن محمد، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وموسى بْن هارون، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وحامد بْن شُعَيْب، وإبراهيم بْن هاشم البَغَويّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وَأَحْمَد بْن الْحَسَن الصُّوفيّ، وعِمْران بْن مُوسَى بْن مُجاشع، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، وَمحمد بْن الْحُسَيْن بْن مُكْرَم.
قَالَ مُوسَى: شيخ لا بأس به [4] .
وقال الدّار الدّارقطنيّ: ثقة [5] .
__________
[1] ضعفاء ابن الجوزي 3/ 44.
[2] المصدر نفسه.
[3] انظر عن (محمد بن بكار بن الريان) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 347، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 1207، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 44 رقم 83، وتاريخه الصغير 233، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 59، والجرح والتعديل 7/ 212 رقم 1174، والثقات لابن حبّان 9/ 788 ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 166، 167 رقم 1411، وتاريخ جرجان للسهمي 407، وتاريخ بغداد 2/ 100 رقم 496، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 469 رقم 1806، والإكمال لابن ماكولا 6/ 356، والأنساب لابن السمعاني 6/ 132، والمعجم المشتمل لابن عساكر 229 رقم 773، والكامل في التاريخ 7/ 70، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1178، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 976، ودول الإسلام 1/ 145، والكاشف 3/ 22 رقم 4816، وسير أعلام النبلاء 11/ 112- 114 رقم 37، والعبر 1/ 428، والوافي بالوفيات 2/ 255 رقم 667، والبداية والنهاية 10/ 317، وفيه (محمد بن بكار بن الزيات) وهو تحريف، وغاية النهاية 2/ 104، 105، وتهذيب التهذيب 9/ 75، 76 رقم 92، وتقريب التهذيب 2/ 147 رقم 75، وخلاصة تذهيب التهذيب 329، وشذرات الذهب 2/ 90.
[4] تاريخ بغداد 2/ 100.
[5] وقال صالح جزرة: صدوق يحدّث عن الضعفى. (تاريخ بغداد 2/ 100) .(17/311)
مات فِي ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين [1] ، عَنْ ثلاثٍ وتسعين سنة.
346- محمد بْن بكّار بْن الزُّبَيْر العَيْشيّ البصْرِيّ الصَّيْرَفيّ [2] .
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وزياد بْن عَبْد اللَّه البكّائيّ، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، ومروان بن معاوية.
وعنه: مسلم، وأبي داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، والحسن بن سفيان، وإبراهيم بن محمد بن نائلة الإصبهاني.
وكان ثقة صاحب حديث.
تُوُفيّ سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين [3] .
347- محمد بْن أَبِي بَكْر بْن عليّ بْن عطاء بن مقدم [4] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 7/ 347، التاريخ الكبير 1/ 44، التاريخ الصغير 233، الثقات 8/ 88، تاريخ بغداد 2/ 101، المعجم المشتمل 229.
[2] انظر عن (محمد بن بكار) في:
الإكمال 6/ 356، وفيه (محمد بن بكار بن الريان) ، والمثبت أعلاه يتّفق مع «مؤتلف النسبة» لعبد الغني بن سعيد، والأنساب لابن السمعاني 9/ 107 وفيه (محمد بن بكار بن الريان العيشي) ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 229 رقم 774، واللباب 2/ 369، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1178، والكاشف 3/ 22 رقم 4817، وسير أعلام النبلاء 11/ 115 رقم 39، وتهذيب التهذيب 9/ 76، 77 رقم 93، وتقريب التهذيب 2/ 147 رقم 76، وخلاصة تذهيب التهذيب 329.
[3] المعجم المشتمل 229.
[4] انظر عن (محمد بن أبي بكر بن علي) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 308، والزهد لأحمد 29، 134، 182، 227، 325، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 49 رقم 97، وتاريخه الصغير 232، والأدب المفرد، له، رقم 679، 819، 1041، 1179، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 9، 19، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 60، والجرح والتعديل 7/ 213 رقم 1178، والثقات لابن حبّان 9/ 85، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 689 رقم 1127، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 168 رقم 1414، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 454 رقم 1732، والأنساب لابن السمعاني 11/ 442، والمعجم المشتمل لابن عساكر 229 رقم 775، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1179، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 977، ودول الإسلام 1/ 143، والكاشف 3/ 22، 23 رقم 4820، وسير أعلام النبلاء 10/ 660، 661 رقم 239، والبداية والنهاية 10/ 312، والوافي بالوفيات 2/ 259 رقم 673، وتهذيب التهذيب 9/ 79 رقم 98، وتقريب التهذيب 2/ 148 رقم 79، وخلاصة تذهيب التهذيب 329.(17/312)
الْمُحَدِّث أبو عبد الله الثَّقِفيّ مولاهم الْبَصْرِيّ المقدَّميّ، والد أَحْمَد، وَمحمد.
عَنْ: عمّه عُمَرَ بْن عليّ، وأبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد، ويزيد بْن زُرَيْع، وفُضَيْل بْن سُلَيْمَان، ويوسف بْن الماجشون، وعثّام بْن عليّ، وعبّاد بْن عَبّاد.
وعنه: الشيخان، وإسماعيل القاضي، ويوسف القاضي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الْمَوْصِليّ، وَأَحْمَد بْن عليّ بْن سَعِيد الْمَرْوَزِيّ، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان.
وثّقة ابن مَعِين، وأبو زُرْعَة [1] .
مات فِي أول سنة أربع وثلاثين ومائتين [2] .
348- محمد بْن ثعلبة بْن سواء السَّدُوسيّ البصْرِيّ [3] .
عَنْ: عمّه محمد بْن سواء فقط.
وعنهُ: أَبُو بَكْر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون، وأبو لَبِيد محمد بْن إدريس السَّرْخَسِيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو يَعْلَى [4] .
349- محمد بْن جامع البصْرِيّ العطّار [5] .
عَنْ: حمّاد بْن زيد، ومُعْتَمِر.
وعنه: أبو يعلى، وعبدان، وعلي بن سعيد الرازي، وأحمد بن حفص الجرجانيّ.
__________
[1] الجرح والتعديل 7/ 2- 213، وقال ابن أبي حاتم: صالح الحديث محلّه الصدق.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 308، والتاريخ الكبير 1/ 49، والتاريخ الصغير 232، والثقات 9/ 86، والمعجم المشتمل 229، وفيه: ويقال خمس وثلاثين.
[3] انظر عن (محمد بن ثعلبة) في:
الجرح والتعديل 7/ 218 رقم 1210.
[4] وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه.
[5] انظر عن (محمد بن جامع) في:
الجرح والتعديل 7/ 223 رقم 1231، والثقات لابن حبّان 9/ 97، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2273، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 28 ب، رقم (689) حسب ترقيم نسختي، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 46 رقم 2911، وميزان الاعتدال 3/ 498 رقم 7302، والمغني في الضعفاء 2/ 562 رقم 5350.(17/313)
ضعفه أبو يعلى [1] .
وقال ابن عديّ [2] : لَهُ أحاديث لا يُتَابعُ عليها.
وقال أبو حاتم [3] : كتبتُ عَنْهُ، وهو ضعيف الحديث [4] .
350- محمد بْن جَعْفَر بْن أَبِي مؤاتية الكلبيّ الكوفيّ [5] .
نزيل فَيْد. ويُقال لَهُ الْفَيْدِيّ العلاف.
عَنْ: أَبِي مُعَاويَة، وابن فُضَيْل، ووكيع.
وعنه: البخاري، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، ومطين.
مات في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ومائتين [6] .
351- محمد بن حاتم بن ميمون المروزي ثم البغداديّ السّمين [7] .
أبو عبد الله.
__________
[1] الكامل لابن عديّ 6/ 2273.
[2] في الكامل 6/ 2274.
[3] الجرح والتعديل 7/ 223، وقال يحدّث بأحاديث كبار فامتنع أبو حاتم من الرواية عنه.
[4] وقال أبو زرعة: ليس بصدوق، ما حدّثت عنه شيئا ولم يقرأ علينا حديثه.
[5] انظر عن (محمد بن جعفر بن أبي مؤاتية) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 57 رقم 118، والثقات لابن حبّان 9/ 132 وفيه (ابن أبي مواثة) ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 103 ب وكناه: أبا جعفر. والمعجم المشتمل لابن عساكر 231 رقم 782.
[6] المعجم المشتمل 231 ويقال: سنة إحدى وثلاثين.
[7] انظر عن (محمد بن حاتم بن ميمون) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 359، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 363، و 2/ رقم 571، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 70 رقم 173، وتاريخه الصغير 232، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 210، وتاريخ الطبري 8/ 637، 642، 645، والجرح والتعديل 7/ 237، 238 رقم 1303، والثقات لابن حبّان 9/ 86، وحلية الأولياء 10/ 336، 337، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 172، 173 رقم 1425، وتاريخ بغداد 2/ 266 رقم 736، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 470 رقم 810، والأنساب لابن السمعاني 7/ 155، 156، والمعجم المشتمل 232 رقم 7517، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 47 رقم 2919، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1184، والكاشف 3/ 27 رقم 4849، وميزان الاعتدال 3/ 503 رقم 7330، وسير أعلام النبلاء 11/ 450، 451 رقم 106، وتذكرة الحفاظ 2/ 455، والوافي بالوفيات 2/ 315 رقم 760، وتهذيب التهذيب 9/ 101، 102 رقم 135، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 114، وطبقات الحفّاظ 199، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 117، وخلاصة تذهيب التهذيب 331، وشذرات الذهب 2/ 86.(17/314)
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن إدريس، ويحيى القطّان، وابن عيينة، وعبد الله بن نمير، وإسماعيل بن علية.
وعنه: مسلم، وأبو داود، والحسن بن سفيان، وأحمد بن يحيى البلاذري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصُّوفيّ.
وثقه ابن حبّان [1] ، وابن عديّ، والدّار الدّارقطنيّ [2] .
قَالَ محمد بْن سواء: استخرج كتابًا فِي تفسير القرآن كتبه النّاس ببغداد، وكان يَنْزِلُ قطيعة الربيع [3] .
وقال الفلاس: لَيْسَ بشيء [4] .
تُوفيّ يوم الأربعاء لِخمس بقين من ذي الحجّة سنة خمس وثلاثين ومائتين [5] .
وأمّا.
352- محمد بْن حاتِم المصِّيصيّ.
الملقب جنّي، فهو صدوق من أقرانه، ولكنّه تأخّر موته.
وكذا:
353- محمد بْن حاتِم الزّميّ [6] .
من أقرانِهما، ولكنْ تأخّر موته.
354- وَمحمد بْن حاتِم بْن بَزيع [7] .
أصغر منهم، توفّي قبل الخمسين.
__________
[1] بذكره في (الثقات 9/ 86) .
[2] تاريخ بغداد 2/ 267.
[3] طبقات ابن سعد 7/ 359.
[4] تاريخ بغداد 2/ 267، وقال يحيى بن معين: كذّاب. وقال ابن قانع: صالح.
[5] التاريخ الكبير 1/ 70، والتاريخ الصغير 232، وفي طبقات ابن سعد: مات يوم الخميس لأربع بقين من ذي الحجّة، سنة خمس وثلاثين ومائتين، وفي ثقات ابن حبّان 8/ 86: مات في ذي الحجة سنة خمس أو ست وثلاثين ومائتين.
[6] انظر عن (محمد بن حاتم الذمّي) في:
الجرح والتعديل 7/ 238 رقم 1304، والثقات لابن حبّان 9/ 90.
[7] انظر عن (محمد بن حاتم بن بزيع) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 108.(17/315)
355- وَمحمد بْن حاتِم بْن نُعَيْم المصيصي.
من صغار شيوخ النسائي. أدركهُ ابن عديّ، وبقي إلى قرب الثلاثمائة.
356- محمد بْن الحارث بْن راشد الْمَصْرِيّ [1] .
يُعرف بعذرة [2] .
سَمِعَ: ابن لَهِيعة، وعبيد اللَّه بْن عَمْرو الرقيّ، وضمام بْن إِسْمَاعِيل.
وعنه: الْحَسَن بْن سُفْيَان، وَأَحْمَد بْن داود بْن أَبِي صالِح الحراني، وحسن بْن سَعِيد.
فِيهِ لين.
تُوفيّ فِي ذي القعدة سنة أربعين ومائتين [3] .
357- محمد بْن حبيب الجاروديّ الْبَصْرِيّ [4] .
عَنْ: عَبْد العزيز بْن أَبِي حازم.
وعنه: أَحْمَد بْن عليّ الجزّار، وأبو القاسم البَغَويّ.
وكان صدوقًا.
358- محمد بْن حبيب الشمونيّ [5] .
أَبُو جَعْفَر الكوفيّ المقرئ.
قرأ عَلَى أَبِي يوسف الأعشى صاحب ابن عيّاش.
وكان أحذق أصحاب الأعشى.
قرأ عَلَيْهِ: إدريس بْن عَبْد الكريم، والقاسم بْن أَحْمَد الخيّاط، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه الحربيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحارث المصري) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 233 رقم 790.
[2] هكذا في الأصل، وفي «المعجم المشتمل» : «يعرف بصدرة» . وهو: مولى عمر بن عبد العزيز، مؤذّن جامع مصر.
[3] قال ابن عساكر: «روى عنه (ق) . مات يوم الإثنين لأربع خلون من ذي القعدة سنة إحدى وأربعين ومائتين. وقع لي من حديثه» . (المعجم المشتمل) .
[4] انظر عن (محمد بن حبيب الجارودي) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 110، وميزان الاعتدال 3/ 508 رقم 7349.
[5] انظر عن (محمد بن حبيب الشموني) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 205 رقم 200، وغاية النهاية 2/ 114، 115 رقم 2913.(17/316)
وكان يُلَقِّن القرآن [1] .
359- محمد بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي شيخ [2] .
أَبُو جَعْفَر البُرْجُلانيّ صاحب المعلَّقَات فِي الزُّهد والرقائق.
عَنْ: مالك بْن ضَيْغَم، وحسين الْجُعْفيّ، والهيثم بن عبيد، وزيد بن الحباب، وسعيد بن عامر، وأزهر السمان.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وإبراهيم بن الجنيد، ومحمد بن يحيى الواسطي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس بن مسروق.
قَالَ أبو حاتم: ذُكِرَ لي أنّ رجلًا سألَ أَحْمَد بْن حنبل عَنْ شيء فِي أخبار الزُّهد، فقال: عليك بِمحمد بْن الْحُسَيْن [3] .
360- محمد بْن حفص [4] .
أَبُو عَبْد الرَّحْمَن البصْريّ القطان، خال عيسى بْن شاذان.
عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وأبي داود، ومسلم بْن قُتَيْبة، وأبي عاصم.
وعنه: أَبُو داود، وحرب الكرمانيّ، ومطين، وابن أَبِي الدُّنْيَا.
وثَّقه ابن حِبّان.
361- محمد بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد الواسطيّ الطّحّان [5] .
__________
[1] قال عبد الله بن محمد بن هاشم الزعفرانيّ: قرأت عليه سنة أربعين ومائتين. وهذا يعني أن وفاته كانت بعد هذه السنة.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين البرجلاني) في:
الجرح والتعديل 7/ 229، وتاريخ بغداد 2/ 222، 223، والأنساب لابن السمعاني 2/ 131، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 290، 291 رقم 397، واللباب 1/ 134، وميزان الاعتدال 3/ 522 رقم 7414، وسير أعلام النبلاء 11/ 112 رقم 36، والعبر 1/ 428، ولسان الميزان 5/ 137، وشذرات الذهب 2/ 90.
[3] وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي لما سئل عن محمد بن الحسين البرجلاني، فقال: ما علمت إلّا خيرا. ومات في سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
[4] انظر عن (محمد بن حفص) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 95، والمعجم المشتمل لابن عساكر 235 رقم 801.
[5] انظر عن (محمد بن خَالِد بن عبد الله الطحّان) في:(17/317)
سمعَ: أباهُ، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، وأبا شهاب عَبْد ربّه بْن نافع، وفَرَج بْن فَضَالَةَ، وهُشَيْم.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وإبراهيم بْن يوسف الهِسِنْجَانيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، ومحمود بْن محمد الواسطيّ، ويوسف بْن يعقوب إمام جامع واسط.
ضَعَّفه أَبُو زُرْعة [1] .
واتَّهمه ابن معين [2] .
تُوُفيّ سنة أربعين ومائتين [3] .
362- محمد بن خالد بن العبّاس بن زميل السَّكْسكيّ البتلهي [4] .
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وبقيّة بن الوليد.
__________
[ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 74 رقم 190، وتاريخ واسط لبحشل، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 62 رقم 1615، والجرح والتعديل 7/ 243، 244 رقم 1338، والثقات لابن حبّان 9/ 90، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2275، 2276، والمعجم المشتمل 237 رقم 809، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 55 رقم 2964، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1193، والكاشف 3/ 33 رقم 4894، وميزان الاعتدال 3/ 533 رقم 7467، وتهذيب التهذيب 9/ 141، 142 رقم 198، وتقريب التهذيب 2/ 157 رقم 173، وخلاصة تذهيب التهذيب 334.
[1] فقال: ضعيف الحديث، لا أحدّث عنه ولم يقرأ علينا حديثه وكان حدّث عنه قديما وأبي أن يقرأ علينا. (الجرح والتعديل 7/ 244) .
[2] فقال: لا شيء، وأنكر روايته عن أبيه، عن ابن أبي عروبة، والأعمش وقال: قال خالد بن عبد الله كتبت حديث الأعمش ولم أسمع منه. (التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 74) وقال أيضا:
حديثه ليس بشيء. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 62) ، وقال أبو حاتم: سألت يحيى بن معين عن محمد بن خالد بن عبد الله هذا، قال: ذاك رجل سوء كذّاب. وقال أبو حاتم: سألت عمرو بن عون عن ابن خالد بن عبد الله فقال: اكتب عنه، وحمل عليه يحيى بن معين بمرة. (الجرح والتعديل 7/ 243) وقال أبو حاتم: بلغني عن يحيى بن معين أنه قال: أخرج محمد بن خالد لأبيه عن الأعمش ولم يسمع أبوه من الأعمش وأخرج أصناف ابن أبي عروبة وأخرج أشياء منكرة. (الجرح والتعديل 7/ 243، 244) .
وذكره ابن حبّان في «الثقات» 8/ 90 وقال: يخطئ ويخالف.
وقال أبو صالح جزرة: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي كذّاب إن لقيتموه فاصفعوه، (الكامل لابن عديّ 6/ 2275) .
[3] المعجم المشتمل 237، وفيه مولده سنة خمسين ومائة.
[4] انظر عن (محمد بن خالد السكسكي) في:
المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 535 و 2/ 348 و 3/ 349، والثقات لابن حبّان 9/ 93 وفيه (محمد بن خالد بن العباس بن رملي) .(17/318)
وعنه: يعقوب الفسوي، ومسلم بن الحجاج، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة [1] .
363- محمد بن خلاد بن كثير [2] .
أبو بكر الباهلي البصري.
عَنْ: مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، ونوح بْن قيس، وغندر، ويحيى القطّان ولَزمه مدّة.
وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، والحسن بْن سُفْيَان، وعبد اللَّه بْن ناجية، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل.
وثَّقه مُسَدِّد [3] .
قَالَ ابن حبّان [4] : مات سنة تسعٍ وثلاثين.
وقال ابن أَبِي حاتِم [5] : سنة أربعين ومائتين.
364- محمد بن خلّاد بن هلال [6] .
__________
[1] قال ابن حبّان: من أهل دمشق، كان ينزل بيت لبيد.
[2] انظر عن (محمد بن خلّاد بن كثير) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 76 رقم 194، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 405، 432 و 2/ 785، والجرح والتعديل 7/ 246 رقم 1352، والثقات لابن حبّان 9/ 86، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 175 رقم 1432، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) 129، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 68 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 471 رقم 1812، والمعجم المشتمل لابن عساكر 239 رقم 817، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1195، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 979، والكاشف 3/ 36 رقم 4909، وتهذيب التهذيب 9/ 152 رقم 219، وتقريب التهذيب 2/ 159 رقم 196، وخلاصة تذهيب التهذيب 335.
[3] تهذيب الكمال 3/ 1195.
[4] في (الثقات 9/ 86) .
[5] ليس في (الجرح والتعديل) ذكر لتاريخ وفاته، بل فيه عن ابن أبي حاتم قال، سمعت أبي يقول:
أبو بكر بن خلّاد عرفته معرفة قديمة، لقيناه أيام المعتمر بالبصرة وببغداد، وكان ملازما ليحيى بن سعيد.
وفي (المعجم المشتمل 239) قال ابن عساكر: مات سنة تسع وأربعين ومائتين، ويقال: تسع وثلاثين. ويقال: سبع وخمسين ومائتين.
[6] انظر عن (محمد بن خلّاد الإسكندراني) في:
الجرح والتعديل 7/ 245 رقم 1351، والثقات لابن حبّان 9/ 85، وميزان الاعتدال 3/ 537(17/319)
أبو عبد الله التّميميّ الإسكندرانيّ.
سَمِعَ: اللَّيْث، وضمام بْن إِسْمَاعِيل، ويعقوب الإسكندرانيّ.
قَالَ ابن يونس: يروي المناكير.
مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين [1] .
365- محمد بْن زياد بْن الأعرابي [2] .
أبو عبد الله الهاشمي مولى آل الْعَبَّاس بْن محمد الهاشميّ.
كَانَ عَجَبًا فِي معرفة لُغة العرب والأنساب. وكان أَحْوَلَ.
عَنْ: أَبِي مُعَاويَة الضَّرير، وغيره.
وعن: الكِسَائيّ، والقاسم بْن مَعْن المسعوديّ.
وعنه: إِبْرَاهِيم الحربيّ، وعثمان الدّارمي، وأبو الْعَبَّاس ثعلب، وأبو شُعَيْب الحَرّانيّ، وشِمْر بْن حمدويه.
وكان يَقُولُ: وُلِدْتُ فِي الليلة التي مات فيها أَبُو حنيفة.
ولَم يكن فِي الكوفيين أشبه برواية البصْريين منه [3] .
وكان يزعم أنّ الأصمعي وأبا عبيدة لا يعرفان شيئا [4] .
__________
[ () ] رقم 7488، والمغني في الضعفاء 2/ 576 رقم 5473، ولسان الميزان 5/ 155، 156 رقم 533.
[1] وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي وروى عنه. (الجرح والتعديل) .
[2] انظر عن (محمد بن زياد بن الأعرابي) في:
المعارف لابن قتيبة 172، 345، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 9، 57، 73، 81، 125، 183، 185، 189، 192، 195، 259، 276، 294، 306، ومراتب النحويين 149، 150، وتهذيب اللغة للأزهري 1/ 20، 21، وطبقات الزبيدي 135- 137، والفهرست لابن النديم 61، وتاريخ بغداد 5/ 282- 285 رقم 2781، والأنساب لابن السمعاني 1/ 310، ونزهة الألبّاء 119- 122، وإنباه الرواة 3/ 128- 137، والكامل في التاريخ 7/ 25، واللباب 1/ 74، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 295، ووفيات الأعيان 4/ 306- 7309 والمختصر في أخبار البشر 2/ 36، ومسالك الأبصار 4/ 230، 231، والبداية والنهاية 10/ 307، ومرآة الجنان 2/ 106، 107، والوافي بالوفيات 3/ 79، 80 رقم 993، وسير أعلام النبلاء 10/ 687، 688 رقم 254، وطبقات النحويين لابن قاضي شهبة 2/ 50، 51، والنجوم الزاهرة 2/ 264، وروضات الجنات 596، 597، وبغية الوعاة 1/ 105، 106، والمزهر 2/ 411، وشذرات الذهب 2/ 70، وكشف الظنون 198.
[3] تاريخ بغداد 5/ 282.
[4] تاريخ بغداد 5/ 282 وفيه: «لا يحسنان قليلا ولا كثيرا» .(17/320)
وقال ابن الأعرابيّ فِي كلمة رواها الأصمعيّ: سمعتها من ألف أعرابيّ خلاف ما قاله الأصمعيّ [1] .
وقال ثعلب: لزمتُ ابن الأعرابي تسع عشرة سنة، وكان يحضر مجلسه زُهاء مائة إنسان، ما رأيتُ بيده كتابًا قطّ [2] . وانتهى إِلَيْهِ علمُ اللُّغة والِحفِظِ.
وقال أَبُو منصور الأزهريّ: ابن الأعرابي كوفيّ الأصل، زاهد، ورِع، صدوق، حفظ من الغريب والنوادر ما لَمْ يحفظه غيره. وسمعَ من الأعراب الذين كانوا ينزلون بظاهر الكوفة بني أسد، وبني عقيل، فاستكثر، وأخذ النَّحْو عَنِ الكِسَائيّ [3] . وكان أَبُوهُ عبدًا سِنْديًّا.
ومن تأليفه: كتاب «النّوادر» ، وهو كبير، وكتاب «تفسير الأمثال» ، وكتاب «معاني الشِّعْر» ، وغيرها [4] .
تُوفيّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين [5] .
366- محمد بْن أَبِي زكير يحيى بْن إِسْمَاعِيل [6] .
أبو عبد الله الصّدفي، مولاهم المصريّ.
مكثر عَنِ ابْن وهْب، وغيره.
وعنه: يعقوب الفَسَويّ.
مات فِي جُمَادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
367- محمد بْن سَعْدان [7] .
أبو عبد الله النّحويّ المقرئ الضّرير. أحد الأئمّة بالعراق.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 283.
[2] تاريخ بغداد 5/ 283.
[3] مراتب النحويين 149، 150.
[4] انظر كتاب الفهرست لابن النديم 61.
[5] تاريخ بغداد 5/ 285.
[6] لم أجد له ترجمة. وسيعاد برقم (422) .
[7] انظر عن (محمد بن سعدان) في:
الفهرست لابن النديم 75، وطبقات النحويين للزبيدي 153، وتاريخ بغداد 5/ 324 رقم 2846، ومعجم الأدباء 18/ 201، والكامل في التاريخ 7/ 26، ونزهة الألبّاء 123، والبداية والنهاية 10/ 307، وغاية النهاية 2/ 143 رقم 3019، وبغية الوعاة 1/ 111 رقم 182، وكشف الظنون 1449.(17/321)
عن: عبد الله بن إدريس، وأبي معاوية.
وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وَمحمد بْن يحيى الْمَرْوَزِيّ.
وصنَّف فِي النَّحو والقراءات [1] ، وكان بصيرًا بِهَا.
قرأ القرآن عَلَى سُلَيْم، وغيره.
قرأ عَلَيْهِ: محمد بْن أَحْمَد بْن واصل، وسليمان بْن يحيى الضبي، وجعفر بن محمد الأدميّ.
قال أبو الحسين بْن المنادي: اختار لنفسه ففسد عَلَيْهِ الأصل. إلا أَنَّهُ كَانَ نحويًا.
قَالَ الخطيب [2] : ثقة.
توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين [3] .
368- محمد بن سَعِيد بْن أَبِي مريم [4] .
أَبُو عبد الله الْمَصْرِيّ.
عَنْ: ابن وهْب، والفِرْيَابيّ.
مات سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.
369- محمد بْن سَعِيد بْن زياد [5] .
أَبُو سَعِيد الْقُرَشِيّ الكُرَيْزِيّ الْبَصْرِيّ الأثرم. نزيل بغداد.
عَنْ: حمّاد بْن سَلَمة، وهَمَّام بْن سَعِيد، وأبان بْن يزيد.
وعنه: يعقوب الفَسَويّ، وَمحمد بْن غالب تَمْتَام، وعبد اللَّه بن الأزهر البلخي، ومحمد بن حاتم المصيصي، وأبو زرعة [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 324.
[2] في تاريخ بغداد 5/ 324.
[3] المصدر نفسه.
[4] لم أجد له ترجمة.
[5] انظر عن (محمد بن سعيد بن زياد) في:
الجرح والتعديل 7/ 264، 265 رقم 1444، والثقات لابن حبّان 9/ 77، وتاريخ بغداد 5/ 305، 306 رقم 2815، وميزان الاعتدال 3/ 564 رقم 7602، والمغني في الضعفاء 2/ 586 رقم 5564، ولسان الميزان 5/ 176 رقم 616.
[6] قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سَمِعَ منه أَبِي ولم يحدّث عنه، سمعته يقول: هو منكر الحديث مضطرب(17/322)
مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين [1] .
370- محمد بْن سلام بْن عُبَيْد اللَّه [2] .
أبو عبد الله الْجُمَحِيّ مولاهم البَصْرِيّ الإخباريّ، أخو عَبْد الرَّحْمَن.
ولاؤهم لقُدامة بْن مظعون.
قَالَ ابن قانع: كَانَ أديبًا عالِمًا عارفًا بارعًا. صنَّفَ كتاب «طبقات الشعراء» .
وحدَّث عَنْ: حمّاد بْن سَلَمة، ومبارك بْن فضالة، وأبي عَوَانة.
وعنه: أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، وثعلب، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وَأَحْمَد بْن عليّ الأبّار، وجماعة آخرهم أَبُو خليفة الْجُمَحِيّ.
وقال صالح جَزَرَة: صدوق [3] .
وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: قَدِمَ علينا محمد بْن سلام بغداد سنة اثنتين وثلاثين، فاعتلّ علّة شديدة، فأهدى إِلَيْهِ الرؤساء أطباءَهم، وكان منهم ابن ماسُوَيْه، فلمّا رآه قَالَ: ما أرى مِنَ العلة كما أرى من الْجَزَع.
فقال: والله ما ذاكَ بحرصٍ عَلَى الدُّنْيَا مَعَ اثنتين وثمانين سنة، ولكنّ
__________
[ () ] الحديث ضعيف، كان عفّان اتّكأ عليه. (الجرح والتعديل) وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عن محمد بن سعيد بن زياد البصري فقال: ضعيف الحديث، كتبت عنه بالبصرة، وكتب عنه أبو حاتم ببغداد وليس بشيء، وترك حديثه ولم يقرأ علينا.
[1] تاريخ بغداد 5/ 306.
[2] انظر عن (محمد بن سلام) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 294، 317، 346، 347، 357 و 2/ 5، 18، 22، 33، 35، 39، 41، 66، 79، 90، 92، 116، 117، 124، 125، 180، 216، 388 و 3/ 117، 119، وتاريخ الطبري 6/ 157، 158 و 7/ 26 و 8/ 161، 182، والجرح والتعديل 7/ 278 رقم 1510، وتاريخ بغداد 5/ 327 رقم 2851، والأنساب لابن السمعاني 3/ 299، والكامل في التاريخ 7/ 26 وفيه (محمد بن سلام بن عبد الله) ، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 125، 126، وإنباه الرواة 3/ 143، وطبقات الزبيدي 116، والفهرست لابن النديم 113، واللباب لابن الأثير 1/ 236، ومراتب النحويين 67، ومعجم الأدباء 8/ 204، وأمالي المرتضى 1/ 234، 235، 268، 278، 323، والزاهر للأنباري 1/ 416 و 2/ 348، 350، ووفيات الأعيان 1/ 321 و 5/ 189 و 6/ 174، 175 و 7/ 246، والبداية والنهاية 10/ 308، وميزان الاعتدال 3/ 567، 568 رقم 7611 (وفيه محمد بن سلام بن عبد الله) ، والمغني في الضعفاء 2/ 587 رقم 5571، والوافي بالوفيات 3/ 114، 115 رقم 1050، ولسان الميزان 5/ 182، 183 رقم 631، والنجوم الزاهرة 2/ 260، وبغية الوعاة 1/ 115 رقم 192.
[3] تاريخ بغداد 5/ 328.(17/323)
الْإِنْسَان فِي غَفْلة حتّى يوقظ بعِلْمه.
فقال: لا تجزع، فقد رأيت فِي عَرَقك من الحرارة الغريزيّة وقوّتها ما إن سلَّمك اللَّه من العوارض بلّغك عشر سِنين أخرى.
قَالَ ابن فَهْم: فوافق كلامُه قَدَرًا، فعاش كذلك. ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين [1] .
371- محمد بْن أَبِي داود سُلَيْمَان الأنباريّ [2] .
عَنْ: أَبِي مُعاوية، وابن نُمَيْر، ووكيع.
وعنه: أبو داود، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو بكر بن أبي عاصم.
توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين [3] .
372- محمد بن سليم بن مسلم [4] .
أبو عبد الله الحجبي المكي.
عَنْ: شَرِيك، ومسلم الزّنْجِيّ.
وعنه: مضر بن محمد الأسدي، ومحمد بن علي الصائغ، ومطين.
وكان أبوه من أصحاب ابن جريج.
373- محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال التّميمي الفقيه [5] .
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 329.
[2] انظر عن (محمد بن أبي داود الأنباري) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 243 رقم 836.
[3] المصدر نفسه.
[4] لم أجد له ترجمة.
[5] انظر عن (محمد بن سماعة) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 95، 214، 271، 282، 289، 326، وتاريخ الطبري 8/ 271، والفهرست لابن النديم 258، 259، وتاريخ جرجان للسهمي 520، وتاريخ بغداد 5/ 341 رقم 2859، ونشوار المحاضرة للتنوخي 227، ووفيات الأعيان 4/ 350 و 6/ 387، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1206، ودول الإسلام 1/ 141، والمغني في الضعفاء 2/ 589 رقم 5599، وسير أعلام النبلاء 10/ 646، 647 رقم 228، والبداية والنهاية 10/ 312، والوافي بالوفيات 3/ 139، 140 رقم 1084، والجواهر المضيّة 2/ 58، 59، وتهذيب التهذيب 9/ 204، 205 رقم 318، وتقريب التهذيب 2/ 167 رقم 278، والنجوم الزاهرة 2/ 271، وخلاصة تذهيب التهذيب 339، ومفتاح السعادة 2/ 124، والفوائد البهية 170، 171(17/324)
أبو عبد الله الكوفي قاضي بغداد، وصاحب أبي يوسف القاضي.
أخذ عنه، وعن: محمد بن الحسن.
وبرع في مذهب أبي حنيفة، وصنف التصانيف.
وروى أيضا عَنْ: اللَّيْث، والمسيّب بْن شَرِيك.
وعنه: الْحَسَن بْن محمد بْن عَنْبر الوشّاء، وَمحمد بْن عِمْران الضَّبِيّ.
قَالَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ: لو كَانَ أهلُ الحديث يصدقون فِي الحديث كما يصدق محمد بْن سِمَاعة فِي الرأي لكانوا فِيهِ عَلَى نهاية.
وكان ابن سماعة هذا يصلي كل يوم مائتي ركعة [1] .
وعن محمد بْن عمران الضبيّ: قَالَ محمد بْن سماعة: مكثتُ أربعين سنة لَم تفُتْني التكبيرة الأولى إلا يومًا واحدًا ماتت فيه أمّي. وفاتتني صلاة في جماعة، فقمتُ وصلَّيْتُ خمسًا وعشرين صلاة، أريدُ بذلك التضعيف. فغلبتني عيني فقيل لي: فِي اليوم قد صليت، ولكن كيف لك بتأمين الملائكة [2] ؟
ولي ابنُ سماعة القضاء لِهارُون الرشيد سنة اثنتين وتسعين ومائة بعد يوسف بْن أَبِي يوسف القاضي، فلم يزل قاضيًا إلى أن ضعُف بصره، فعزله المعتصم بإسماعيل بْن حمّاد بْن أَبِي حنيفة [3] .
قَالَ طلحة بْن محمد بْن جَعْفَر: وُلِدَ ابن سماعة سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين، وله مائة وثلاث سنين [4] .
374- محمد بْن سماعة [5] .
أَبُو الأصبغ الْقُرَشِيّ الرمليّ.
عَنْ: ضمرة، ومَعْن بْن عيسى.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 343.
[2] تاريخ بغداد 5/ 342، 343.
[3] تاريخ بغداد 5/ 342.
[4] تاريخ بغداد 5/ 343.
[5] انظر عن (محمد بن سماعة) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 23، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 110، والجرح والتعديل 7/ 283 رقم 1529، والثقات لابن حبّان 9/ 112، والمعجم المشتمل لابن عساكر 243 رقم 837.(17/325)
وعنه: أبو داود، وجعفر الفريابي [1] .
مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين [2] .
375- محمد بن الصباح بن سفيان [3] .
أبو جعفر الجرجرائي [4] الباهلي، (مولى عمر) [5] بن عبد العزيز.
وجرجرايا بين واسط وبغداد.
سكن المخرم من بغداد.
عَنْ: عَبْد العزيز بْن أَبِي حازم، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وهُشَيْم، وجرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ومروان بْن شجاع.
وعنه: أَبُو داود، وموسى بْن هارون، وجعفر الفريابي، وأبو الْعَبَّاس السّراج، والقاسم المطرّز.
وثّقه أبو زرعة [6] ، وغيره [7] .
__________
[1] ذكره ابن حِبان في «الثقات» ، وقال: «مستقيم الحديث» .
[2] المعجم المشتمل 243، وقد بلغ نيّفا وستين سنة.
[3] انظر عن (محمد بن الصبّاح) في:
معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 280 و 2/ رقم 679، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 118 رقم 348 (دون ترجمة) ، وتاريخه الصغير 234، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 19، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 134، والجرح والتعديل 7/ 289 رقم 1570، والثقات لابن حبّان 9/ 103، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 653 رقم 1048، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 104 أ، وتاريخ جرجان للسهمي 283، 519، وتاريخ بغداد 5/ 367، والأنساب لابن السمعاني 3/ 223، 224، والمعجم المشتمل لابن عساكر 245 رقم 844، ومعجم البلدان 2/ 123، واللباب 1/ 270، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1211، 1212، والكاشف 3/ 48 رقم 4987 وميزان الاعتدال 3/ 584 رقم 7694، والمغني في الضعفاء 2/ 593 رقم 5632، وسير أعلام النبلاء 10 ج 672، 673 رقم 248، والمعين في طبقات المحدّثين 89 رقم 987. والوافي بالوفيات 3/ 158 رقم 1117، وتهذيب التهذيب 9/ 288، 229 رقم 360، وتقريب التهذيب 2/ 171 رقم 317، وخلاصة تذهيب التهذيب 341.
[4] في ثقات ابن حبّان: «الجرجاني» .
[5] في الأصل بياض، استدركته من: تاريخ بغداد.
[6] الجرح والتعديل 7/ 289.
[7] وقال ابن محرز: وسألت يحيى عن محمد بن الصباح الجرجرائي، فقال: ليس به بأس، من أهل المحرّم، ولكن انتقل. قلت: عنده عن الوليد بن مسلم كتاب صالح، وعن ابن عيينة حديث كثير، فقال: ليس به بأس. (معرفة الرجال 1/ 84 رقم 280) ، وقال ابن محرز: سمعت علي بن المديني يقول: إسماعيل بن زكريا كان عبد الرحمن بن مهدي يروي عنه، وكان أصحابكم(17/326)
وقال البخاريّ [1] : مات بَجَرْجَرايا لانْسِلاخ جُمَادى الآخرة سنة أربعين ومائتين [2] .
376- محمد بْن الضُّرَيْس الصَّلْصَال [3] .
أَبُو الغَضَنْفَر الْكُوفيّ. مشهور بالزُّور والخمور.
عَنْ: العطّاف بْن خَالِد، وأبيه.
وعنه: محمد بن الباغندي، وعلي بن سعيد العسكري.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ [5] .
377- محمد بْن عائذ [6] .
__________
[ () ] البغداديون رووا عنه، وما كان فيهم مثل محمد بن الصبّاح، وكان هذا الشيخ عنده عن عاصم أحاديث كثيرة غرائب، فقال رجل لعليّ بن المديني: قال محمد بن الصباح: عددت على يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل عشرين ومائة حديث كتبناها من كتاب عاصم، فقال علي بن المديني: لا ننظر إلى ما يكتب هؤلاء، ما كتبت أنا منها إلا نحوا من ثلاثين حديثا، وذلك أن الباقي رأيتها فبعضها حدّث به عبد الواحد، وبعضها حدّث به ثابت بن يزيد وغيرهما. (معرفة الرجال 2/ 240 رقم 679) .
[1] في تاريخه الصغير 234.
[2] وبها أرّخه ابن حبّان، والخطيب، وابن عساكر، وغيرهم.
[3] انظر عن (محمد بن الضريس) في:
المجروحين لابن حبّان 2/ 310، وتاريخ بغداد 5/ 374- 376 رقم 2900، وفيه: محمد بن الضوء بين الصلصال بن الدلهمس بن حمل بن جندلة. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 72 رقم 3045، وفيه «محمد بن الضوء» ، وميزان الاعتدال 3/ 586 رقم 7707، والمغني في الضعفاء 2/ 594 رقم 5641، ولسان الميزان 5/ 206، 207 رقم 722، وفيه: «محمد بن الضوء بن الصلصال بن الدلهمس» .
[4] في المجروحين 2/ 310.
[5] وقال الخطيب: ومحمد بن الضو ليس بمحلّ لأن يؤخذ عنه العلم لأنه كان كذّابا، وكان أحد المتهتّكين المشتهرين بشرب الخمور والمجاهرة بالفجور. (تاريخ بغداد 5/ 375) .
[6] انظر عن (محمد بن عائذ) في:
الكنى والأسماء للدولابي 2/ 60، والثقات لابن حبّان 9/ 75، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 138، والكامل في التاريخ 7/ 35 وفيه (محمد بن عامر القرشي مصنّف الصوايف وغيرها) ، ودول الإسلام 1/ 141، والبداية والنهاية 10/ 312، والوافي بالوفيات 3/ 181 رقم 1160، والكاشف 3/ 50 رقم 5006، والمعين في طبقات المحدّثين 89 رقم 988. وميزان الاعتدال 3/ 589 رقم 7724، وسير أعلام النبلاء 11/ 104- 107 رقم 33، والعبر 1/ 414، والبداية والنهاية 10/ 312، والوافي بالوفيات 3/ 181، 182، وتهذيب التهذيب 9/ 241، 242 رقم 388، وتقريب التهذيب 2/ 173 رقم 344، والنجوم الزاهرة(17/327)
أبو أَحْمَد، وأبو عبد الله، الدمشقي. المفتي الكاتب.
ولي خراج الغُوطة زمن المأمون، وصنَّف «المغازي» و «الفتوح» و «الصّوائف» .
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، والهيثم بْن حُمَيْد، ويحيى بْن حمزة، والوليد بْن محمد الموقريّ، والوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، والعطاف بن خالد، وعَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيدَ بْنِ جابر.
وعنه: محمود بن خالد السلمي، ويعقوب الفسوي، وأبوا زرعة، وأبو داود في غير السنن، وأحمد بن إبراهيم البسري، ومحمد بن وضاح القرطبي، وجعفر الفريابي.
قَالَ صَالِح جَزَرَة: ثقة إِلَّا أَنَّهُ قَدَريّ [1] .
وقال النسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس [2] .
وُلِدَ سنة خمسين ومائة، ومات بدمشق لِخمسٍ بقين من ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين [3] .
وسئل عَنْهُ ابن مَعِين فوثَّقه [4] .
378- محمد بْن عبّاد بن الزّبرقان المكّيّ [5] .
__________
[ () ] 2/ 265، وطبقات الحفاظ 106، وخلاصة تذهيب التهذيب 343، والرسالة المستطرفة 82، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 214 رقم 1450.
[1] تاريخ دمشق 38/ 138.
[2] تاريخ دمشق 38/ 139.
[3] وفي ثقات ابن حبّان: مات سنة أربع وثلاثين ومائتين. (8/ 75) ، وذكره ابن الأثير في المتوفّين.
سنة 232 هـ. (الكامل في التاريخ 7/ 35) .
[4] تاريخ دمشق 38/ 140.
[5] انظر عن (محمد بن عبّاد بن الزبرقان) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 358، والتاريخ الصغير للبخاريّ 232، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 252، 297 و 2/ 119، 310، والجرح والتعديل 8/ 14 رقم 60، والثقات لابن حبّان 9/ 90، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 289 رقم 1196، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 266، 667 رقم 1075، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه. 2/ 198 رقم 1492، وتاريخ بغداد 2/ 374 رقم 883، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 445 رقم 1699، والمعجم المشتمل لابن عساكر 247 رقم 853. وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1216، والكاشف 3/ 51 رقم 5010، والوافي بالوفيات 3/ 182 رقم 1162، وتهذيب التهذيب(17/328)
نزيل بغداد.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل، وَالدَّرَاوَرْدِيّ، ومروان بْن مُعَاويَة.
وعنه: الشيخان، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وعثمان بن خرّزاذ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى بن منده، وموسى بن هارون، والبغوي، وأبو يعلى.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا بَأْسَ بِهِ [1] .
وَقَالَ أَحْمَد: حديثُه حديثُ أهل الصِّدْق [2] .
مات فِي آخر يوم من ذي الحجّة سنة أربعٍ وثلاثين [3] .
379- محمد بْن عبّاد بْن مُوسَى الكوفيّ سندولا [4] .
عَنْ: عَبْد السّلام بْن حرب، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ.
وعنه: إبْرَاهِيم الحربيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وغيرهما.
فيه ضعف [5] .
380- محمد بن العبّاس [6] .
__________
[9] / 244، 245 رقم 392، وتقريب التهذيب 2/ 174 رقم 348، وخلاصة تذهيب التهذيب 343.
[1] الجرح والتعديل 8/ 14.
[2] الجرح والتعديل، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 289 رقم 1196، وفيهما زيادة: أرجو أن لا يكون به بأس.
وذكر مرة أخرى فقال: يقع في قلبي أنه صدوق. (ابن شاهين) .
[3] طبقات ابن سعد 7/ 358، والتاريخ الصغير للبخاريّ 232، وثقات ابن حبّان 9/ 90، والمعجم المشتمل 247، وفيه: أول يوم من المحرّم سنة خمس وثلاثين.
[4] انظر عن (محمد بن عباد سندولا) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 252، 297، و 2/ 119، 310 و 3/ 42، 112، وتاريخ الطبري 5/ 38، وتاريخ بغداد 2/ 373 رقم 882، وميزان الاعتدال 3/ 589 رقم 7727.
[5] قال الخطيب: كان صاحب أخبار وحفظ لأيام الناس. وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سألت يحيى بن معين عن محمد بن عباد بن موسى فلم يحمده. قلت: أيّما أكتب عنه؟ سمر وعربية؟
فرخّص لي فيه. وقال أبو العباس بن سعيد: في أمره نظر. (تاريخ بغداد 2/ 373، 374) .
[6] انظر عن (محمد بن العباس) في:
الجرح والتعديل 8/ 48 رقم 223 والثقات لابن حبّان 9/ 153، وتاريخ بغداد 3/ 109 رقم 1114،(17/329)
أبو عبد الله، مولى بني هاشم البغدادي، صاحب الشّامة.
سَمِعَ: شعيب بْن حرب، ومبشّر بْن إِسْمَاعِيل.
وعنه: موسى بن هارون، وعبد الله بن ناجية [1] .
مات سنة تسع وثلاثين ومائتين [2] .
381- محمد بْن عَبْد الله بْن نمير [3] .
أَبُو عبد الرحمن الهمداني الحارثي [4] الكوفي الحافظ. أحد الأعلام.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وعمر بْن عُبَيْد، والمطلَّب بْن زياد، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس، وَمحمد بْن فُضَيْل، وعبدة بْن سُفْيَان، وحفص بْن غِياث، وابن عُلَيَّة.
وعنه: الشيخان، وأبو داود، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وأحمد بن
__________
[1] قال أبو حاتم: كتبت عنه وهو صدوق. (الجرح والتعديل) . وقال ابن حبّان: يعرف بلحية اللّيف، يروي عن هوذة بن خليفة، وأبي الوليد وأهل البصرة، ربّما أخطأ. (الثقات 9/ 153) ووثقه الخطيب في تاريخ بغداد 3/ 109.
[2] تاريخ بغداد 3/ 110.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله بن نُمَيْر) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 413، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 2/ رقم 41، والزهد لأحمد 29، 32، 33، 34، 53، 228، 262، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 708، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 144 رقم 431، والتاريخ الصغير له 232، وتاريخ الثقات للعجلي 406 رقم 1473، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 70، والمعرفة والتاريخ للبسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 756، والجرح والتعديل 7/ 307 رقم 1664، والثقات لابن حبّان 9/ 85، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 285 رقم 1170، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 658 رقم 1059، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 184 رقم 1453، وتاريخ جرجان للسهمي 71، 116، 217، 389، 491، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 367، والسابق واللاحق 112، وتاريخ بغداد 5/ 429 رقم 2942، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 442 رقم 1691، والأنساب لابن السمعاني 5/ 10، والمعجم المشتمل لابن عساكر 252 رقم 876، وتهذيب الكمال (المصوّرة) 3/ 1227، ودول الإسلام 1/ 143، والكاشف 3/ 58 رقم 5057، وسير أعلام النبلاء 11/ 455- 458 رقم 111، وتذكرة الحفّاظ 2/ 439، 440، والعبر 1/ 418، والمعين في طبقات المحدّثين 89 رقم 990، والوافي بالوفيات 3/ 304 رقم 1344، والبداية والنهاية 10/ 312، وتهذيب التهذيب 9/ 282، 283 رقم 463، وتقريب التهذيب 2/ 180 رقم 419، وطبقات الحفّاظ 192، 193، وخلاصة تذهيب التهذيب 346، 347.
[4] وفي طبقات ابن سعد: «الخارفي» .(17/330)
ملاعب، ومحمد بن وضاح، ومطين، وأبو يعلى الموصلي.
قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يعظّم ابن نُمَيْر تعظيمًا عَجَبًا، ويقول: أيّ فتى هُوَ؟! وعنه قَالَ: هُوَ دُرَّة العراق [1] .
وقَالَ عليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد: ما رأيتُ بالكوفة مثل محمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمير، كَانَ رجلًا قد جمع العلم والفَهْم والسنة والزُّهْد [2] .
وقال أَحْمَد بْن سُلَيْمَان: ما رأيتُ من أحداث الكوفيين رجلًا أفضل عندي من محمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر.
وقال أبو حاتم: ثقة يُحْتَجّ بحديثه [3] .
وقال النسائي: ثقة مأمون.
قَالَ الذَّهبِيّ: وله كلام فِي الجرح والتعديل والعِلَل.
قَالَ ابن الْجُنَيْد: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل، وابن مَعِين يقولان فِي شيوخ الكوفيّين ما يَقُولُ ابن نُمَيْر فيهم [4] .
مات فِي شَعْبَان أو رمضان سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين [5] .
382- محمد بن عبد الله [6] .
__________
[1] الجرح والتعديل 7/ 307.
[2] الجرح والتعديل 7/ 307، وعن ابن رشدين قال: سألت أحمد بن صالح عن محمد بن عبد الله بن نُمَيْر، قال: تسألني عن رجل لم أر بالعراق مثل رجلين: هذا ابن نمير الصغير محمد، والّذي ببغداد، يعني أحمد بن حنبل، ما رأيت بالعراق مثلهما، أجمع منهما للعقل، والعلم، والدين، ولكلّ شيء، (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 285 رقم 1170) .
[3] الجرح والتعديل 7/ 307.
[4] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: وكان من الحفّاظ المتقنين وأهل الورع في الدين.
(9/ 85) .
[5] طبقات ابن سعد 6/ 413، والتاريخ الصغير 232، وثقات ابن حبّان 9/ 85، والمعجم المشتمل 252 وانظر حكاية عنه رواها ليحيى بن معين، في (معرفة الرجال 2/ 33 رقم 41) .
[6] انظر عن (محمد بن عبد الله الرزّي) في:
الجرح والتعديل 7/ 310 رقم 1688، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 187 رقم 1461، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 472 رقم 821، والأنساب لابن السمعاني 6/ 113، والمعجم المشتمل لابن عساكر 253 رقم 878، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1228، والكاشف 3/ 59 رقم 5060، وتهذيب التهذيب 9/ 285 رقم 467، وتقريب التهذيب 2/ 181(17/331)
أَبُو جَعْفَر الْبَصْرِيّ الرُّزّيّ.
عَنْ: عاصم بْن هلال، ومُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان.
وعنه: مسلم، وأبو داود، وعباس الدوري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
كان صدوقا.
توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين [1] .
383- محمد بن عبد الله بن بكار [2] .
أبو عبد الله البسري الدمشقي.
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، والوليد بْن مُسْلِم.
وعنه: حفيده أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، وجعفر الفريابي.
مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
384- محمد بن عبد الأعلى بن موسى المرادي [3] .
مولاهم المصري القراطيسي الفقيه.
ولد سنة خمسين ومائة.
عَنْ: نافع بْن يزيد، والمفضل بْن فَضَالَةَ.
توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين.
385- محمد بن عبد الجبار الهمذاني [4] .
من رؤساء همذان. كثير الحج والغزو والعبادة.
يقال: إن يحيى بن معين أخذ بركابه.
عَنْ: سُفيان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بن هارون.
__________
[ () ] رقم 423، وخلاصة تذهيب التهذيب 347.
[1] المعجم المشتمل 253.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن بكار) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 77.
[3] لم أجده.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الجبّار) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 145، والمعجم المشتمل لابن عساكر 253 رقم 882، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي 1/ 312، 3123، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1228، 1229، وتهذيب التهذيب 9/ 289، 290 رقم 481، وتقريب التهذيب 2/ 182 رقم 436، وخلاصة تذهيب التهذيب 347.(17/332)
وعنه: أبو داود في «المراسيل» ، ومطين، وابن أخيه إبراهيم بن مسعود الهمذاني [1] .
386- محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد العنبري البصري [2] .
عَنْ: أُمَيّة بْن خَالِد، وابن مهديّ.
وعنه: أبو دَاوُد، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وعبدان الأهوازي [3] .
387- محمد بن عبد المجيد التميمي البغدادي المفلوج [4] .
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وعُبَيْد الله بن عمرو الرقي، وبقية بن الوليد.
وعنه: ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن صالح بن ذريح.
ضعيف.
ضعفه تمتام [5] .
388- محمد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة [6] .
__________
[1] وقال الرافعي: «وكان من الثقات، ويقال إنه حجّ نيّفا وأربعين حجّة، وكان له مجلس بمكة، يعرف بأسطوانة سندول، وكانت له داران بقزوين بجنب الجامع موقوفتان على السابلة والغزاة» .
وهو المعروف بسندول. (التدوين في أخبار قزوين 1/ 312، 313) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد) في:
الزهد لأحمد 225، والمعجم المشتمل لابن عساكر 254 رقم 886، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1231، وتهذيب التهذيب 9/ 299 رقم 496، وتقريب التهذيب 2/ 184 رقم 455، وخلاصة تذهيب التهذيب 348.
[3] قال ابن عساكر: «روى عنه (د) فإن كان ابن أبي عبيدة فإنه مات في أول سنة أربع وثلاثين ومائتين راجعا من الحج، وقع لي من موافقاته» .
[4] انظر عن (محمد بن عبد المجيد) في:
تاريخ بغداد 2/ 392 رقم 907. وميزان الاعتدال 3/ 630 رقم 7887، والمغني في الضعفاء 2/ 609 رقم 5779، ولسان الميزان 5/ 264، 265 رقم 911.
[5] تاريخ بغداد 2/ 392.
[6] انظر عن (محمد بن عبد الملك الوزير) في:
تاريخ بغداد 2/ 346 رقم 849، وأمالي المرتضى 1/ 195، 523، 535، 536، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 102، 105، 186- 188، 212 و 2/ 63- 65، 93، 95- 98، 176، 259، 261 و 3/ 175، 176، 220 و 4/ 18، 415، ونشوار المحاضرة، له 1/ 17- 19، والعيون والحدائق 3/ 384، 405، 406، 309، وتجارب الأمم 481، 482، 516، 520، 521 528، 535- 539، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 264، 389، وثمار القلوب 196، 291، 426، 429، 664، وبدائع البدائه 48، 49، 95، وتاريخ اليعقوبي 2/ 478، 483،(17/333)
الوزير أبو جعفر بن الزيات.
كان أبوه زياتا، ونشأ هو فقرأ الأدب، وقال الشعر البديع، وتوصّل بالكتابة إلى أن اتّصل بالمعتصم، ووزر له، وللواثق.
وكان أديبًا بليغًا عالِمًا باللّغة والنَّحْو والشِّعْر [1] . رثى أَبَا تَمّام الطّائيّ [2] .
وكان بينه وبين ابن أَبِي دُؤاد عداوة. فلمّا استخلف المتوكّل أغراهُ ابن أَبِي دُؤاد بابن الزيّات، فصادره وعذَّبه وسجنهُ [3] .
وكان من القائلين بخلق القرآن.
رُوِيَ أنّه كَانَ يَقُولُ: الرَّحْمَةُ خَوَرٌ فِي الطبيعة. ما رحمتُ أحدًا قط. ولَمّا سُجِنَ فِي القفص الضيّق وسائر جهاته بِمسامير إلى داخله كالمسالّ، كان لا يقرّ
__________
[ () ] 484، وتاريخ الطبري 9/ 20، 22، 53، 103، 107، 109، 119، 125، 140، 141، 150، 153، 160، 167، 231، 232، والتنبيه والإشراف 308، 313، و 493 ومروج الذهب 1285، 2787، 2788، 2831- 2833، 2878- 2880، 2898، وأمالي القالي 2/ 69، وربيع الأبرار 4/ 118 والتذكرة الحمدونية 1/ 376 و 2/ 105، 203، 204، ونثر الدّرّ 3/ 44 و 5/ 39، 44، والأجوبة المسكتة رقم 3، ومحاضرات الأدباء 1/ 243، 272، 605، وخاص الخاص 8/ 58، 124، وعيون الأخبار 1/ 51، 95، 273 و 2/ 124 و 3/ 31، 74، والعقد الفريد 2/ 130 و 142 و 164 و 356 و 3/ 193، 194، 213 و 4/ 50، 165، 170، 182، 193، 203، 227، 233، 240 و 1275، 122، 301 و 6/ 400- 402، وبغداد لابن طيفور 107، وتحفة الوزراء 43، 116، 142، والهفوات النادرة 252، 253، 259، 275، 349، 362- 365، 388، 390، 391، والإنباء في تاريخ الخلفاء 107، 108، 110، 113- 120، والفخري 149، 233- 237، والجليس الصالح 3/ 96، 242، والبصائر والذخائر 1/ 325 و 2/ 35، 36 و 7/ 196، والمنظوم والمنثور 422، وخلاصة الذهب المسبوك 223، والأغاني 19/ 74، 95، 219، 252 و 20/ 139، 144، 145، 269، 271، 272، 274، 276، و 23/ 45- 74، 97، 98، 104- 108، والروض المعطار 301، ومعجم الشعراء 365، ووفيات الأعيان 5/ 94- 103 رقم 696، والفهرست 122، والعبر 1/ 414، ودول الإسلام 1/ 142، والوافي بالوفيات 4/ 32- 34 رقم 1486، ومرآة الجنان 2/ 106، 111- 113، والمختصر في أخبار البشر 2/ 37، والبداية والنهاية 10/ 311، والكامل في التاريخ 6/ 454، 550 و 7/ 29- 43، ومآثر الإنافة 1/ 226، وشذرات الذهب 2/ 78، وخزانة الأدب 1/ 215، وتكملة تاريخ الأدب العربيّ 1/ 121، وعصر المأمون للرفاعي 3/ 278- 282، والتدوين في أخبار قزوين 2/ 385.
[1] تاريخ بغداد 2/ 342.
[2] نفسه.
[3] نفسه.(17/334)
لَهُ فِيهِ قرار، ويصيح: ارحموني.
فيقولون: الرَّحْمَةُ خَوَر فِي الطّبيعة.
مات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين [1] .
389- محمد بْن عُبَيْد بْن حِسَاب الغُبَريّ الْبَصْرِيّ [2] .
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وأبي عَوَانة، وجعفر بن سليمان الضبعي، وعبد الواحد بن زياد، ومعاوية الضال، وعبد العزيز بن المختار، ومحمد بن ثور الصغاني.
وعنه: مسلم، وأبو داود، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان، وزكريا الساجي، وجعفر الفريابي، وأبو يعلى، وعبدان.
وثقه النسائي [3] .
وقال أَبُو داود: ابن حِسَاب عندي حُجَّة [4] .
مات سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين [5] .
390- محمد بْن عُبَيْد بن ميمون التّيميّ المدنيّ التّبّان [6] .
__________
[1] نفسه.
[2] انظر عن (محمد بن عبيد بن حساب) في:
الزهد لأحمد 59، 84، 182، 190، 191، 301 وقد وقع فيه «حسان» ، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 713 و 2/ 122، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 63 وفيه (ابن حسان) ، والجرح والتعديل 8/ 11، رقم 41، والثقات لابن حبّان 9/ 89، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 313، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 192 رقم 1475 وفيه (حسان) ، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 34 أ، رقم (866) حسب ترقيم نسختي، وفي المطبوع 58 بتشديد السين، وتاريخ جرجان للسهمي 97، والإكمال لابن ماكولا 2/ 469، والأنساب لابن السمعاني 9/ 124، ووقع في المطبوع: السين مشدّدة، والمعجم المشتمل لابن عساكر 258 رقم 900، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1238، 1239، والكاشف 3/ 66 رقم 5108، وتهذيب التهذيب 9/ 329 رقم 540، وتقريب التهذيب 2/ 188 رقم 501، وخلاصة تذهيب التهذيب 350.
[3] تهذيب الكمال 3/ 1239.
[4] تهذيب الكمال. وقال أبو حاتم: صدوق. (الجرح والتعديل 8/ 11) .
[5] ويقال: سنة سبع وثلاثين ومائتين. (المعجم المشتمل 258) .
[6] انظر عن (محمد بن عبيد بن ميمون) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 259، والجرح والتعديل 8/ 11 رقم 42، والثقات لابن حبّان 9/ 82، والمعجم المشتمل لابن عساكر 259 رقم 905.(17/335)
عَنْ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعيسى بْن يونس، ومسكين بْن بُكَيْر.
وعنه: الْبُخَاريّ، وأبُو زُرْعة الرازيّ، وأبو العبّاس ثعلب، ومُطَيَّن.
قَالَ أبو حاتم [1] : شيخ [2] .
391- محمد بْن أَبِي عتّاب الأعْيَن [3] .
أَبُو بَكْر بْن الْحَسَن بْن طريف البغدادي الحافظ.
عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وأبي عَبْد الرحمن المقرئ، وزيد بن الحباب، وعمرو بْن أَبِي سلمة التنيسي، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون.
وعنه: مسلم في مقدمة كتابه، وأبو داود في غير السنن، وعباس الدوري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج.
وثقه ابن حبان [4] .
مات في جمادى الآخرة سنة أربعين ومائتين [5] .
392- محمد بن عمر بن حفص القصبيّ البصريّ المقرئ [6] .
__________
[1] الجرح والتعديل 8/ 11.
[2] وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: «ربّما أخطأ» .
[3] انظر عن (محمد بن أبي عتّاب) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 234، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، والجرح والتعديل 7/ 229 رقم 1259، والثقات لابن حبّان 9/ 95، وتاريخ بغداد 2/ 182، 183 رقم 594 و 5/ 384 رقم 2911، والأنساب لابن السمعاني 1/ 318، والمعجم المشتمل لابن عساكر 260 رقم 906، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 213، واللباب 1/ 76، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1240، وطبقات الحنابلة 1/ 331 رقم 473، والمعين في طبقات المحدّثين 100 رقم 1141، والكاشف 3/ 67 رقم 5117، وسير أعلام النبلاء 12/ 119، 120 رقم 40، وتذكرة الحفّاظ 2/ 552، والعبر رقم 512، وطبقات الحفّاظ 247، وخلاصة تذهيب التهذيب 351، وشذرات الذهب 2/ 95، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 262 رقم 1514.
[4] بذكره في ثقاته 9/ 95، وسئل عنه يحيى بن معين فقال: ليس هو من أصحاب الحديث. قال:
الخطيب: عنى يحيى بذلك أنه لم يكن من الحفّاظ لعلله، والنّقّاد لطرقه، مثل علي بن المديني، ونحوه. وأمّا الصدق والضبط لما سمعه فلم يكن مدفوعا عنه.
[5] يوم الثلاثاء لثلاث عشرة بقين من جمادى الأولى. (تاريخ بغداد 2/ 183، المعجم المشتمل 260، وفيه أيضا: من جمادى الآخرة) .
[6] انظر عن (محمد بن عمر القصبي) في:(17/336)
روى الحروف عَنْ: عَبْد الوارث التَّنُّوريّ، عَنْ أَبِي عَمْرو.
وعنه: أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، وَأَحْمَد بْن محمد بْن الشّمّاس، ويموت بْن المُزَرِّع.
قَالَ ابن مَعِين: صدوق.
393- محمد بْن عَمْرو الروميّ البغدادي الإخباريّ النّديم [1] .
جالَسَ المعتصم والواثق.
حكى عَنْهُ: أَبُو العَيْناء، ويزيد بْن محمد المهلّبيّ، وعَوْن بْن محمد الكِنْدِيّ.
تُوُفِيّ بسامرّاء فِي شَعْبَان سنة أربعين ومائتين.
394- محمد بْن عَمْرو بْن عبّاد بْن جَبَلَة بْن أَبِي رَوّاد [2] .
أَبُو جَعْفَر العَتَكيّ الْبَصْرِيّ.
سَمِعَ: محمد بْن جَعْفَر، وابن أَبِي عديّ، وأمية بن خالد.
وعنه: مسلم، وأبو داود، ومطين، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي.
وثقه أبو داود [3] .
مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.
395- محمد بن عمرو بن بكر التميمي العدوي الرازيّ [4] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 3/ 21 رقم 920.
[1] انظر عن (محمد بن عمرو الرومي) في:
البيان والتبيين 1/ 61، وفتوح البلدان 396، ومروج الذهب 2721، 2722، والهفوات النادرة للصابي 396، والمحاسن والمساوئ 192.
[2] انظر عن (محمد بن عمرو بن عباد) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 83، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 194، 195 رقم 1483، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 474 رقم 1834، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1251، 1252، والكاشف 3/ 74 رقم 5167، وتهذيب التهذيب 9/ 373 رقم 615، وتقريب التهذيب 2/ 195 رقم 580، وخلاصة تذهيب التهذيب 354.
[3] تهذيب الكمال 3/ 1252، وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يغرب ويخطئ» . (9/ 83) .
[4] انظر عن (محمد بن عمرو الطيالسي) في:
الكنى والأسماء للدولابي 2/ 76. والجرح والتعديل 8/ 34 رقم 154، ورجال صحيح مسلم(17/337)
أبو غسان الطيالسي زنيج.
عَنْ: جرير، وَسَلَمَةُ بْن الفضل، وحَكّام بْن سلْم، وأبي نُمَيْلة يَحْيَى بْن واضح، وبَهْز بْن أسد.
وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، والحسن بْن سُفْيَان، وموسى بْن هارون، وَمحمد بْن إِسْحَاق السّرّاج، وأبو بِشْر الدَّولابِي.
وثّقه أَبُو حاتِم [1] .
مات فِي آخر سنة أربعين [2] ، وقيل فِي سنة إحدى وأربعين ومائتين.
396- محمد بْن عُمَرو البلْخَيّ السّوّاق [3] ، ويُقالُ السَّوِيقيّ.
عَنْ: هُشَيْم، وحاتِم بْن إِسْمَاعِيل، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ] [4] ، وجماعة.
وعنه: خ.، ت.، وأبو زُرْعة الرازيّ، وآخرون.
والأظهر أنّه هُوَ الَّذِي قَالَ الْبُخَاريّ: ثَنَا محمد بْن عَمْرو، نا مكيّ بْن إِبْرَاهِيم.
قَالَ أَبُو زُرْعَة: كَانَ صالِحًا، قَدِمَ علينا للحجّ [5] .
تُوُفِيّ سنة ستّ وثلاثين ومائتين [6] .
__________
[ () ] لابن منجويه 2/ 197 رقم 1488، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 474 رقم 1835، والمعجم المشتمل لابن عساكر 264 رقم 924، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1251، والمعين في طبقات المحدّثين 89 رقم 996، والكاشف 3/ 74 رقم 5162، وتهذيب التهذيب 9/ 369، 370 رقم 609، وتقريب التهذيب 2/ 195 رقم 573، وخلاصة تذهيب التهذيب 353.
[1] الجرح والتعديل 8/ 34.
[2] المعجم المشتمل 264.
[3] انظر عن (محمد بن عمرو البلخي) في:
تاريخ الطبري 10/ 50، والجرح والتعديل 8/ 34 رقم 155، والمعجم المشتمل لابن عساكر 265 رقم 928، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1253، والكاشف 3/ 75 رقم 5172، والوافي بالوفيات 4/ 289 رقم 1813، وتهذيب التهذيب 9/ 379، 380 رقم 622، وتقريب التهذيب 2/ 196 رقم 589، وخلاصة تذهيب التهذيب 354.
[4] حتى هنا ينتهي النقص في «تاريخ الإسلام» للمؤلّف.
[5] الجرح والتعديل 8/ 34 وفيه: كان شيخا صالحا، قدم علينا حاجّا.
[6] المعجم المشتمل 265.(17/338)
397- محمد بْن عَمْرو الغَزِّيّ الزّاهد [1] .
روى عَنْ: العُطّاف بْن خَالِد، ومالك، والوليد بْن مُسْلِم، وجماعة.
وعنه: أَبُو زُرْعَة الرازيّ، وَمحمد بْن الْحَسَن بْن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وولده عَبْد اللَّه بْن محمد الغَزِّيّ، وإبراهيم بْن أَبِي أيّوب، وسعد البَيْروتيّ.
قَالَ أبو زُرْعة: ما رأيتُ بالشام أصلحَ من محمد بْن عَمْرو. وكان تأتي عَلَيْهِ ثمانية عشر يومًا لا يأكُلُ فيها ولا يشربُ [2] .
وقال إِبْرَاهِيم بْن أَبِي أيّوب: كَانَ يأكلُ فِي رمضان جميعه أكلتين.
وقال أَبُو حاتِم: لا بأس بِهِ [3] .
قُلتُ: هُوَ والد عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَمْرو بْن الحَجّاج الغَزِّي شيخ أَبِي داود.
398- محمد بْن غُرَيْر بْن الوليد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزّهريّ [4]- خ. - أبو عبد الله المدنيّ، نزيل سمرقَنْد.
عَنْ: يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وغيرهما.
وعنه: خ.، وعبد اللَّه بْن شَبِيب، وأبو جَعْفَر محمد بن أحمد التّرمذيّ.
399- محمد بن الفرج بن عبد الوارث البغدادي [5]- م. د. -
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمرو الغزّي) في:
الجرح والتعديل 8/ 33 رقم 148، وحلية الأولياء 7/ 282، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 31 رقم 1557.
[2] عبارته في (الجرح والتعديل 8/ 33) : كان يأكل في ثمانية عشر يوما مرة.
[3] الجرح والتعديل.
[4] انظر عن (محمد بن غرير) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 207 رقم 651، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 92 ب، والمعجم المشتمل لابن عساكر 267 رقم 937.
[5] انظر عن (محمد بن الفرج) في:
العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 387، والجرح والتعديل 8/ 60 رقم 271، والثقات لابن حبّان 9/ 121، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 201 رقم 1498، وتاريخ بغداد 3/ 158 رقم 1137، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 476 رقم 1841، والمعجم المشتمل لابن عساكر 267 رقم 939، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1257،(17/339)
مولى بني هاشِم. صالِحٌ عَابِد.
سَمِعَ: هُشَيْمًا، وابن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، وخاله أبا همام محمد بن الزبرقان، وجماعة.
وعنه: م. د.، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وحامد بْن شُعَيْب البلْخِيّ، وموسى بن هارون، والبغوي، والسراج، وخلق.
قَالَ أبو زُرْعة [1] : صَدُوق [2] .
وقال البَغَويّ: مات سنة ستٍّ وثلاثين [3] .
400- محمد بْن قُدَامَة [4] .
أَبُو جَعْفَر البغداديّ اللؤْلُؤيّ الْجَوْهَريّ، مولى الأنصار.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس، وابن عُلَيَّة، وزيد بن الحباب، ووكيع، وأبي معاوية، ويزيد بْن هارون.
وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدنيا، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن صالح البخاري، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.
قَالَ ابن معين: ليس بشيء [5] .
__________
[ () ] 1258، والكاشف 3/ 79 رقم 5194، وتهذيب التهذيب 9/ 398 رقم 650، وتقريب التهذيب 2/ 200 رقم 620، وخلاصة تذهيب التهذيب 355.
[1] الجرح والتعديل 8/ 60.
[2] وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سألت يحيى عن محمد بن الفرج شيخ في دار رقيق فقال: ليس به بأس، ثم قال: هو الّذي يحدّث عن محمد بن الزبرقان؟ قلت: نعم. قال: ليس به بأس.
(العلل ومعرفة الرجال 2/ 604 رقم 3873، الجرح والتعديل 8/ 60) .
[3] المعجم المشتمل 267.
[4] انظر عن (محمد بن قدامة) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 7، 125، والجرح والتعديل 8/ 66 رقم 301، والثقات لابن حبّان 9/ 111، وتاريخ بغداد 3/ 188 رقم 1231، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلي 1/ 299 رقم 416، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1260، والكاشف 3/ 80 رقم 5204، وميزان الاعتدال 4/ 15 رقم 8083، وتهذيب التهذيب 9/ 410، 411 رقم 666، وتقريب التهذيب 2/ 201 رقم 636، وخلاصة تذهيب التهذيب 356.
[5] تاريخ بغداد 3/ 189.(17/340)
وقال أَبُو داود: ضعيف لَم أكتب عَنْهُ شيئًا [1] .
فأمّا.
401- محمد بْن قُدَامَة المِصِّيصيّ.
مولى بني هاشم، فإنّ أبا داود قد روى عَنْهُ عِدّة أحاديث، وبقي إلى حدود الخمسين بالمصيصة. سيأتي.
وقد وَهِمَ أَبُو بَكْر الخطيب فخلط ترجمة أحدهما بالآخر [2] ، وفرَّق بينهما ابن أَبِي حاتِم، وجماعة.
وأيضًا فإنّ النّسَائيّ لَم يُدْرِك الجوهريّ، لأنه مات سنة سبْعٍ وثلاثين وأدرك المصيصيّ كما هُوَ مذكور فِي ترجمته. وقال فِيهِ: لا بأسَ بِهِ [3] .
402- محمد بْن قُدَامة [4] .
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد.
شيخ طوسيّ تأخرّ.
403- محمد بْن قُدَامة بْن إِسْمَاعِيل [5]- م. -
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 189.
[2] ذكره الخطيب باسم: «محمد بن قدامة بن أعين بن المسور، أبو جعفر الجوهري من أهل المصّيصة» ، وخلال الترجمة ورد: محمد بن قدامة الجوهري، ومحمد بن قدامة مصيصي. وقال إنه مات سنة سبع وثلاثين ومائتين، (تاريخ بغداد 3/ 188- 190) وهذا التاريخ يتعلّق بالجوهري، إذ أنّ المصّيصي تأخّرت وفاته إلى حدود سنة 250 هـ.
[3] وفي موضع آخر قال: صالح. (المعجم المشتمل 268 رقم 943) .
[4] انظر عن (محمد بن قدامة) في:
الجرح والتعديل 8/ 66 رقم 300.
[5] انظر عن (محمد بن قدامة البخاري) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 98، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 203 رقم 1504، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 476 رقم 1844، والمعجم المشتمل لابن عساكر 268 رقم 942، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1260، والكاشف 3/ 80 رقم 5202، وميزان الاعتدال 4/ 15(17/341)
أبو عبد الله السّلميّ البخاريّ، نزيل مَرْو، ومُسْتَملي النّضْر بْن شُمَيْل.
رحَلَ، وسمع من: عُمَرَ بْن عُبَيْد، وجرير بْن عَبْد الحميد، والنَّضْر بْن شُمَيْل، ويزيد بْن هارون، وزيد بْن الْحُبَاب، وإسحاق بْن بِشْر صاحب «المبتدأ» .
وعنه: م.، وعيسى بْن محمد الْمَرْوَزِيّ الكاتب، وعبد الله بن صالح البخاري، والحسن بن سفيان، وأبو داود في غير «السنن» ، وآخرون.
ذكره ابن حبان في «الثّقات» [1] .
404- محمد بن كامل المروزي [2]- ت. ن. - عَنْ: هُشَيْم، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، وعَبّاد بْن العَوّام، ووكِيع.
وعنه: ت.، ن. وقال: ثقة [3] .
405- محمد بْن كوثر الْبُخَاريّ [4] .
عَنْ: فُضَيْل بْن عِياض، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وأبي ضمرة.
وعنه: الفضل بْن أَبِي عُلْوان، وأسباط بْن اليَسَع، وفتح بْن الْحُسَيْن البخاريّون.
406- محمد بْن المتوكّل [5] .
أبو عبد الله اللّؤلؤيّ المقرئ، صاحب يعقوب الحضرميّ وتلميذه.
ولقبه: رويس.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو بَكْر محمد بْن هارون التّمّار، وغيره.
تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين بالبصرة.
__________
[ () ] رقم 8087. وتهذيب التهذيب 9/ 409 رقم 664، وتقريب التهذيب 201 رقم 634، وخلاصة تذهيب التهذيب 356.
[1] ج 9/ 98.
[2] انظر عن (محمد بن كامل المروزي) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 368 رقم 944، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1261، 1262، والكاشف 3/ 81 رقم 5210، وتهذيب التهذيب 9/ 415 رقم 681، وتقريب التهذيب 2/ 202 رقم 652، وخلاصة تذهيب التهذيب 357.
[3] المعجم المشتمل 368.
[4] لم أجده.
[5] انظر عن (محمد بن المتوكل المقرئ) في:
وفيات الأعيان 6/ 391.(17/342)
407- محمد بْن أَبِي السَّرِيّ المتوكّل بْن عَبْد الرحمن [1]- د. - أبو عبد الله العسقلانيّ.
سَمِعَ: الفُضَيْل بْن عِيَاض، وعبد اللَّه بْن وَهْب، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز، وسفيان بْن عُيَيْنَة، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ورِشْدِين بْن سعد، وخَلْق سواهم.
وعنه: د.، وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وبكر بن سهل الدمياطي، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وعلي بن محمد بن عيسى الجكاني، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وطائفة.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن الْجُنَيْد: سألتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، عَنِ ابْن أَبِي السّريّ فقال: ثقة [2] .
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عديّ: كثير الغَلَط.
وقال ابن حِبّان فِي كتاب «الثّقات» [4] : كَانَ مِنَ الْحُفّاظ.
وقال ابن عديّ: سمعتُ محمود بْن عَبْد البَرّ يَقُولُ: ثنا ابن أَبِي السَّريّ، ومات يوم الخميس لِخمسٍ خَلَوْنَ من شَعْبان سنة ثمانٍ وثلاثين [5] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْد السّلام، أنا محمد بن إبراهيم
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي السري المتوكل) في:
المعرفة والتاريخ للبسوي 3/ 230، والجرح والتعديل 8/ 105 رقم 452، والثقات لابن حبّان 9/ 88، وتاريخ جرجان للسهمي 319، والمعجم المشتمل لابن عساكر 269 رقم 948، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1264، والكاشف 3/ 82 رقم 5217، وميزان الاعتدال 3/ 560 و 4/ 23 رقم 8114، والمغني في الضعفاء 2/ 628 رقم 5937، وسير أعلام النبلاء 11/ 161، 162 رقم 64، وتذكرة الحفاظ 2/ 473، 474، والعبر 1/ 429، الوافي بالوفيات 3/ 86، والبداية والنهاية 10/ 317، وغاية النهاية 2/ 234، 235، وتهذيب التهذيب 9/ 424، 422، وتقريب التهذيب 2/ 2094 رقم 665، والنجوم الزاهرة 2/ 292، وطبقات الحفّاظ 206، وخلاصة تذهيب التهذيب 357.
[2] تهذيب الكمال 3/ 1264.
[3] الجرح والتعديل 8/ 105.
[4] ج 9/ 88.
[5] المعجم المشتمل 369.(17/343)
الطّرائفيّ، وغيره، أَنَا ابن الْمُسْلمة، أَنَا أَبُو الفضل الزُّهْريّ، نا جَعْفَر الفِرْيَابيّ، ثنا محمد بْن أَبِي السّريّ العسقلانيّ، نا زيد بْن أَبِي الزَّرْقَاء، عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ قَالَ: خلاف ما بيننا وبين الْمُرْجِئة ثلاث: نقول: الْإيِمَان قولٌ وعملٌ، وهم يقولون: قول ولا عمل.
ونقول: الإيمان يزيد وينقص، وهو يقولون: لا يزيد ولا ينقص.
ونحنُ نقول: النّفاق وهم يقولون: لا نفاق [1] .
408- محمد بْن مُعَاويَة العَتَكيّ الْبَصْرِيّ [2] .
يروي عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، وسهل بْن عثمان.
وعنه: عبد الله بن محمد بن زكريا، وزكريا بن عصام الإصبهانيون.
قَالَ أَبُو نُعَيْم: قَدِمَ إصبهان بعد الثلاثين.
409- محمد بْن المغيرة بْن سلْم [3] بْن عَبْد اللَّه بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مريم.
أبو عبد الله الأموي الإصبهانيّ العابد. صاحب النُّعْمَان بْن عَبْد السلام.
سَمِعَ منه تصانيفه. وكان من صِغَرِه صاحب ليل وعبادة وأوراد.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن الفُرات، وَمحمد بْن عاصم، ويَحْيَى بْن مُطَرِّف، وإبراهيم بْن محمد بْن نائلة، وعبد اللَّه بْن محمد بْن العبّاس الإصبهانيّون.
تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين.
410- محمد بْن مُقاتِل العبّادانيّ [4] .
أبو جعفر.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 2/ 473، 474.
[2] انظر عن (محمد بن معاوية العتكيّ) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 181، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 176- 178 رقم 141.
[3] انظر عن (محمد بن المغيرة بن سلم) في:
الجرح والتعديل 8/ 92 رقم 394، وذكر أخبار أصبهان 2/ 310، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 222- 224 رقم 156.
[4] انظر عن (محمد بن مقاتل) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 87، وتاريخ بغداد 3/ 276 رقم 1364، والأنساب لابن السمعاني 8/ 336، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلي 1/ 323 رقم 453، ووفيات الأعيان 2/ 369.(17/344)
أحد المشهورين بالفضل والسنّة والعبادة.
يروي عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وابن المبارك.
وعنهُ: أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقيّ، وأبو بَكْر الْمَرْوَزِيّ، وموسى بْن هارون، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ [1] .
تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين [2] .
411- محمد بْن المنذر البغدادي [3] .
حدَّث بإصبهان سنة اثنتين وثلاثين، عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وبقيّة بْن الوليد، وجماعة.
وعنه: محمود بْن أَحْمَد بْن الفَرَج.
412- محمد بْن المِنْهَال التَّميميّ المُجَاشِعيّ الْبَصْرِيّ [4]- خ. م. د. ن. - الضَّرير الحافظ أَبُو جَعْفَر، وقيل: أبو عبد الله.
سَمِعَ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وأبا عَوَانة، ويزيد بْن زُرَيْع، وجماعة.
وعنه: خ. م. د. ون. بواسطة، وعبد اللَّه الدّارميّ، وعثمان الدّارميّ، ويوسف بْن يعقوب القاضي، وَمحمد بن إبراهيم البوسنجيّ، وأبو يعلى
__________
[1] قال الخطيب: لم ينتشر عنه كثير شيء من الحديث. (تاريخ بغداد 3/ 276) .
[2] تاريخ بغداد 3/ 276.
[3] انظر عن (محمد بن المنذر) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 182، 183، وطبقات الحفّاظ بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 186، 187، وتاريخ بغداد 3/ 300 رقم 1388.
[4] انظر عن (محمد بن المنهال التميمي) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 247 رقم 786، والمعرفة والتاريخ للبسوي 371 و 2/ 257- 259، 830، وتاريخ الثقات للعجلي 414 رقم 1507، والجرح والتعديل 8/ 92 رقم 396، والثقات لابن حبّان 9/ 85، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 681. 682 رقم 1105، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 213 رقم 1525، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 451 رقم 1719، والمعجم المشتمل لابن عساكر 274 رقم 968، وأدب القاضي للماوردي 1/ 241، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1277، والمعين في طبقات المحدّثين 90/ 1002، وتذكرة الحفّاظ 2/ 33، والكاشف 3/ 88 رقم 5257، وسير أعلام النبلاء 10/ 642- 644 رقم 226، ودول الإسلام 1/ 139، والعبر 1/ 410، والوافي بالوفيات 5/ 8، رقم 2075، ونكت الهميان 276، وتهذيب التهذيب 9/ 475، 476 رقم 768، وتقريب التهذيب 2/ 210 رقم 737، وطبقات الحفّاظ 195، وخلاصة تذهيب التهذيب 360، وشذرات الذهب 2/ 71.(17/345)
الْمَوْصِليّ، وَأَحْمَد بْن عليّ بْن سَعِيد الْمَرْوَزِيّ.
قَالَ أَحْمَد العِجْلِيّ: بصْريٌّ ثقة، لَم يكن لَهُ كتاب.
قلتُ لَهُ: لك كتاب؟
قَالَ: كتابي صدري.
وقال أبو حاتم: كتب عَنْهُ عليّ بْن الْمَدينيّ كتاب يزيد بْن زُرَيْع، وهو ثقة حافظ.
وقال عثمان بْن خُرَّزاذ: أحفظ من رأيتُ أربعة: محمد بْن المِنْهَال الضَّرير، وإبراهيم بْن محمد عَرْعَرَة، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم.
وقال ابن عديّ: سمعتُ أَبَا يَعْلَى يذكرُ محمد بْن الْمِنْهَال ويُفَخِّمُ أمره، ويذكر أَنَّهُ كَانَ أحفظَ من بالبصرة فِي وقته، وأثبتهم فِي يزيد بْن زُرَيْع [1] .
مات فِي سابِع عشر من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين [2] .
413- محمد بْن الْمِنْهَالِ الْبَصْرِيّ العطّار [3] .
أخو حَجّاج بْن مِنْهَال.
عَنْ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعيّ، ويزيد بْن زُرَيْع، وعبد الواحد بْن زياد.
وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتِم، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ومُطَيّن، وأبو يعلى الموصليّ.
__________
[1] وقال العجليّ: ثقة لم يكن له كتاب، قلت: لك كتاب؟ قال: كتابي في صدري. (تاريخ الثقات 414) .
وقال أبو حاتم: كتب عَنْهُ عليّ بْن المديني كتاب يزيد بن زريع. وقال: ثقة حافظ كيّس هو أحبّ إليّ من أميّة بن بسطام. وقال أبو زرعة: سألت محمد بن المنهال أن يقرأ عليّ تفسير أبي رجاء ليزيد بن زريع. (الجرح التعديل 8/ 92) .
[2] في الثقات لابن حبّان 9/ 75 مات ليلة الأحد لسبع خلون من شعبان.
[3] انظر عن (محمد بن المنهال البصري) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 247، والجرح والتعديل/ 92 رقم 395، والثقات لابن حبّان 9/ 100، والرحلة في طلب الحديث 144، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1277، والمعين في طبقات المحدّثين 90 رقم 1003، والعبر 1/ 410، والكاشف 3/ 88 رقم 1257، وسير أعلام النبلاء 10/ 645 رقم 227، والوافي بالوفيات 5/ 78 رقم 2074، والبداية والنهاية 10/ 308، وتهذيب التهذيب 9/ 476، 477 رقم 769، وتقريب التهذيب 2/ 210 رقم 737 (مكرر) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 360، وشذرات الذهب 2/ 71.(17/346)
قال ابن أبي حاتم [1] : سَأَلت أبي عَنْهُ وعن الضّرير فقال: ثقتان، والضَّرير أحفظ وأكيْس.
قِيلَ: مات أيضًا سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
414- محمد بن مهران الرازيّ الجمّال [2]- خ. م. د. - أبو جعفر الحافظ.
عَنْ: معتمر بْن سُلَيْمَان، ونوح بْن قيس الْحُدَّانِيّ، وعبد العزيز الدراوردي، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وحاتم بن إسماعيل، وعيسى بن يونس، وعبد الرزاق، والوليد بن مسلم، ومسكين بن بكير، وخلق.
وعنه: خ.، م.، د.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وَمحمد بْن إِسْحَاق السّرّاج، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي، وجعفر بن أحمد بن فارس، وموسى بن هارون، وطائفة.
قَالَ أبو حاتم [3] : كَانَ أَبُو جَعْفَر الجمّال أوسع حديثًا من إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى، وكان مُوسَى أتقن.
وقال أَبُو بَكْر الأَعْيَن: مشايخ خُرَاسان ثلاثة: أوّلُهم قُتَيْبَة، والثاني محمد بْن مهران، والثالث عليّ بْن حجر [4] .
__________
[1] في الجرح والتعديل 8/ 92.
[2] انظر عن (محمد بن مهران) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ رقم 777، وتاريخه الصغير 233، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 19، والجرح والتعديل 8/ 93 رقم 402، والثقات لابن حبّان 9/ 93، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 295 رقم 1226 ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 682 رقم 1106، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 210 رقم 1516، وتاريخ جرجان للسهمي 322، وتاريخ بغداد 1/ 246 رقم 68، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 451 رقم 1720، والأنساب لابن السمعاني 3/ 294، والمعجم المشتمل لابن عساكر 274 رقم 972، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1277، 1278، والمعين في طبقات المحدّثين 90 رقم 1004، وتذكرة الحفّاظ 2/ 35، والعبر 1/ 430، ودول الإسلام 1/ 146، والكاشف 3/ 88 رقم 2559، والبداية والنهاية 10/ 318، والوافي بالوفيات 5/ 81 رقم 579، وتهذيب التهذيب 9/ 478، 479 رقم 773، وتقريب التهذيب 2/ 211 رقم 742، وخلاصة تذهيب التهذيب 361.
[3] الجرح والتعديل 8/ 93، وسئل عنه، فقال: صدوق.
[4] تهذيب الكمال 3/ 1278، وقال يحيى بن معين: ليس به بأس. (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 295) .(17/347)
قَالَ البخاريّ [1] : مات أول سنة تسعٍ وثلاثين، أو قريبًا منه [2] .
415- محمد بْن ناصح البغداديّ [3] .
عَنْ: بقيّة، ويحيى بْن سَعِيد الأمويّ.
وعنه: ابن أبي الدنيا، ومحمد بن الليث الجوهري، وغيرهما.
416- محمد بن النضر بن مساور بن مهران المروزي [4]- د. ن. - عَنْ: حمّاد بْن زيد، وجعفر بْن سُلَيْمَان، وفُضَيْل بْن عِياض، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وجماعة.
وعنه: د.، ن.، وعبد اللَّه بْن محمود السَّعْدِيّ، ونصر بن الحكم، وأحمد بن تميم المروزيّون.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [5] وَقَالَ: مَاتَ سنة تسعٍ وثلاثين.
وكان أبوهُ مِمَّن يروي عَنْ خارجة بْن مُصْعَب، وقد حدَّث قديمًا [6] .
417- محمد بْن الهُذَيْل بْن عَبْد اللَّه البَصْرِيّ [7] .
أَبُو الْهُذَيْل العلاف. شيخ الاعتزال ورأس الضّلال، وصاحب التّصانيف.
عمَّر دهرًا وكُفّ بصره وخَرِف. وعاش مائة سنة أو نحوها.
__________
[1] في تاريخه الصغير 233، وجزم ابن حبّان بوفاته سنة 239 هـ.
[2] وقال ابن عساكر: مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين، ويقال أول تسع. (المعجم المشتمل 274) .
[3] انظر عن (محمد بن ناصح) في:
تاريخ بغداد 3/ 324 رقم 1428، ووفيات الأعيان 5/ 398 وفيه نسبته (الأهوازي) .
[4] انظر عن (محمد بن النضر) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 97 وفيه (محمد بن النضر بن سيار) ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 276 رقم 978. وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1281، والكاشف 3/ 91 رقم 5273، وتهذيب التهذيب 9/ 491، 492 رقم 801، وتقريب التهذيب 2/ 213 رقم 770، وخلاصة تذهيب التهذيب 362.
[5] ج 9/ 97.
[6] وقال النسائي: لا بأس به. وذكر الدار الدّارقطنيّ، والبرقاني أن البخاري روى عنه، وهما في ذلك، إنما روى عن الّذي قبله. (المعجم المشتمل لابن عساكر 276) .
[7] انظر عن (محمد بن الهذيل) في:
تاريخ الطبري 7/ 521، وتاريخ بغداد 3/ 366 رقم 1482، والوافي بالوفيات 5/ 161- 163 رقم 2193، ونكت الهميان 277، وذيل تاريخ الأدب العربيّ 1/ 338.
وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة السابقة.(17/348)
ومات بالبصرة سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين، وقيل: تُوُفِيّ سنة ستٍّ وعشرين بالبصرة.
418- محمد بْن يحيى بْن حمزة الدِّمشقيّ البَتَلْهِيّ [1] .
قاضي مدينة دمشق وابن قاضيها.
عَنْ: أَبِيهِ وجادَةً، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز.
وعنه: ابناه أحمد وعبيد، ومحمد بن الفيض الغساني.
مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
روي أَنَّهُ كَانَ لِمحمد بْن بَيْهَس الكِلابيّ بِنْت خطبها جماعة من الكبار، وامتنعَ عَنْ تزويجها. فشكت ذَلِكَ إلى محمد بْن يَحْيَى بْن حمزة القاضي، فراسله فامتنعَ. فزوّجها القاضي بكفؤ عَلَى كُرْهٍ من أبيها. ثُمَّ أثبتت البنت بأنّه كَفُؤ. وكان ذَلِكَ سبب الحرب بين اليَمَانيّة والقَيْسية.
فجمع ابن بَيْهس القيسيّة لهدْم بيت لِهْيَا قرية القاضي، وجمع القاضي اليمانية، وامتنعَ بِهم، فبقي الحرب بينهم خمس عشرة سنة، إلى أن قدم عَبْد اللَّه بْن طاهر.
وعن الْحَسَن بْن حامد: أنّ كتاب المأمون وردَ عَلَى متولّي دمشق بامتحان قاضي دمشق محمد بْن يحيى، فأجاب، وكان بعدُ يمتحن الشهود [2] .
وقال غيره: كَانَ يَحْيَى بْن أكثم لَمّا قدِمَ مَعَ المأمون استعمل عَلَى قضاء دمشق محمد بْن يَحْيَى البَتَلْهِيّ، فلمّا ولي ابن أبي دؤاد القضاء عزله [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى بن حمزة) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 74، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي 1/ 431، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 187، و 46/ 114 في ترجمة أبيه، والوافي بالوفيات 5/ 183 رقم 2228، وقضاة دمشق 18.
و «البتلهي» : بفتح أوله وثانيه، وسكون اللام. نسبة إلى «بيت لهيا» قرية بغوطة دمشق.
وتوجد قرية بالاسم نفسه في البقاع بلبنان قرب الحدود مع الجمهورية العربية السورية حاليا شرقي عنجر.
[2] تاريخ دمشق.
[3] وقال ابن حبّان: «ثقة في نفسه، يتّقى حديثه، ما روى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ وأخوه عبيد، فإنّهما كان يدخلان عليه كل شيء» . (الثقات 9/ 74) .(17/349)
419- محمد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد بْن فَرُّوخ [1]- م. - أبو صالح البصريّ القطّان.
سَمِعَ: أباهُ، وفُضَيْل بْن عِيَاض، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ومُعَاذ بْن مُعَاذ، وجماعة.
وعنه: ابناهُ أَحْمَد وصالِح، والبخاري فِي تاريخه، وعلّق لَهُ تعليقا.
وروى م. فِي مقدّمة صحيحه، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ.
وروى عَنْهُ أيضًا: عفّان وهو أكبر منه، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وجماعة.
وكان صدوقًا [2] .
تُوُفِيّ سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين.
وقال بعضهم: تُوُفِيّ سنة ثلاثٍ وعشرين [3] ، وذلك غلط.
420- محمد بْن يَحْيَى بْن أَبِي سمينة مِهران [4]- د. -
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى بن سعيد) في:
معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 433، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 266، 267 رقم 853، وتاريخه الصغير 229، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 55، والمعرفة والتاريخ للبسوي 3/ 9، 49، 394، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 9، والجرح والتعديل 8/ 123، 124 رقم 555، والثقات لابن حبّان 9/ 82، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 283 أ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 279 رقم 994، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1285، والكاشف 3/ 94 رقم 5295، وتهذيب التهذيب 9/ 509، 510 رقم 838، وتقريب التهذيب 2/ 217 رقم 806. وخلاصة تذهيب التهذيب 363.
[2] قال ابن محرز: وسمعت يحيى يقول: ما بالبصرة إلا محمد بن يحيى بن سعيد، وقال يحيى بن معين هذا الكلام والناس متوافرون، أبو الوليد الطيالسي، وسليمان بن حرب، وغيرهما من المشيخة أحياء يومئذ. (معرفة الرجال 1/ 100 رقم 433) .
[3] أرّخه ابنه بهذه السنة، كما ذكر البخاري في تاريخه الصغير 229، وبها أرّخه ابن حبّان 9/ 82، وابن عساكر (المعجم 279) وقيل: مات سنة ست وعشرين ومائتين. (تهذيب الكمال للمزي 3/ 1285) . وقال الحافظ ابن حجر: قرأت بخط الذهبي هذا وهم في تاريخ وفاته فإن أبا يعلى، والحسن بن سفيان إنما دخلا البصرة بعد موت أبي الوليد الطيالسي في حدود الثلاثين ومائتين، وقد قيل إن وفاته سنة ثلاث وثلاثين. قال: وهذا متوجّه. انتهى. وفي سنة ثلاث وثلاثين أرّخه ابن مروديه في كتاب أولاد المحدّثين له. (تهذيب التهذيب 9/ 509، 510) .
[4] انظر عن (محمد بن يحيى بن أبي سمينة) في:
الجرح والتعديل 8/ 124 رقم 557، والثقات لابن حبّان 9/ 86، وتاريخ بغداد 3/ 413 رقم 1546، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 327 رقم 466، وتهذيب الكمال (المصوّر)(17/350)
البغداديّ التمّار.
عَنْ: هُشَيْم، والْمُعَافَى بْن عِمْرَان، ومعتمر بْن سليمان، وأبي معاوية، وأبي بكر بْن عيّاش، وجرير بْن عبد اللَّه، وعَبّاد بْن العوّام، وعبد الرزّاق، وخلق كثير.
وقيل: إنّه روى عَنْ أَبِي عَوَانة، وليس بشيء، ما أدركه.
وعنه: د.، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وأبو القاسم البغوي، والبخاري في غير «الصّحيح» .
قَالَ أَبُو حاتِم [1] : صدوق.
وسأل المروذيّ عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل فقال: لولا أنّ فِيهِ تِلْكَ الخُلّة، يعني شُرْب النَّبِيذ عَلَى مذهب الكوفيين [2] .
وقال البَغَويّ، ومُطَيّن: تُوُفِيّ سنة تسعٍ وثلاثين [3] .
قلتُ: أمّا.
- محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سَمِينة فبَصْرِيّ، تقدَّم ذِكْرُه.
421- محمد بْن يَحْيَى بْن نَجِيح المكّيّ [4] .
قَدِمَ إصبهان.
وروى عَنْ: هُشَيْم، والْفُضَيْل بْن عِيَاض، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس.
__________
[ () ] 3/ 1285، 1286، والكاشف 3/ 94 رقم 5297، وميزان الاعتدال 4/ 63، 74 رقم 8304، والوافي بالوفيات 5/ 184 رقم 2230، وتهذيب التهذيب 9/ 5190، 511 رقم 840.
وتقريب التهذيب 2/ 217 رقم 808، وخلاصة تذهيب التهذيب 363.
[1] الجرح والتعديل 8/ 124.
[2] تاريخ بغداد 3/ 414.
[3] تاريخ بغداد.
[4] انظر عن (محمد بن يحيى بن نجيح) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 180 و 306، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 172- 175 رقم 140.(17/351)
وعنه: أحمد بن الفرات، وعبيد بن الحسن، وعبد الله بن بندار الضبي، وجماعة.
له غرائب.
422- محمد بن أبي زكير يحيى بن إسماعيل [1] .
الفقيه أبو عبد الله الصَّدَفيّ، مولاهم المصريّ.
عَنْ: ابن وهْب، وضُمْرَة بْن ربيعة، والشافعيّ.
وعنه: أَبُو إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ، وأبو زَكريّا البَرْدَعيّ، ويعقوب الفَسَويّ.
وكان صدوقًا.
تُوُفِيّ سنة اثنتين وثلاثين.
423- محمد بْن يوسف [2] .
أَبُو أَحْمَد الْبُخَاريّ البِيكَنْديّ، مُحَدِّث، عالِم رحّال.
روى عَنْ: إِبْرَاهِيم ولد حُمَيْد الطّويل، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وَوَكِيع، والنَّضْر بْن شُمَيْل، وطائفة.
وعنه: خ.، وعُبَيْد اللَّه بْن واصل، وحُرَيْث بْن عَبْد الرَّحْمَن البخاريّون، وأحمد بن سيار المروزي، وغيرهم.
وقد روى عَنْ أقرانه كأحمد بْن حنبل، وأبي سَعِيد الأشَجّ.
424- محمد بْن يوسف بْن الصّبّاح الغضيضيّ [3] .
__________
[1] لم أجده. وقد تقدم برقم (366) .
[2] انظر عن (محمد بن يوسف) في:
رجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 685، 686 رقم 1118، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 33 أ، ب، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 464 رقم 1785، والمعجم المشتمل لابن عساكر 283 رقم 1012، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 327 رقم 464، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1293، 1294، والكاشف 3/ 98 رقم 5325، والمعين في طبقات المحدّثين 90 رقم 1011، وتهذيب التهذيب 9/ 538 رقم 880، وتقريب التهذيب 2/ 221 رقم 846، وخلاصة تذهيب التهذيب 365.
[3] انظر عن (محمد بن يوسف الغضيضي) في:
الجرح والتعديل 8/ 120 رقم 536، وتاريخ بغداد 3/ 392 رقم 1513، والأنساب لابن السمعاني 9/ 158، ونسبه إلى: «غضيض» ، فهو كان يتولى حمدونة بنت غضيض أم ولد الرشيد(17/352)
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْب، وغيره.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، والبَغَويّ.
وكان ثقة [1] .
تُوُفِيّ سنة تسعٍ وثلاثين [2] .
425- مالك بْن حويص الهروي [3] .
عن: مالك بن أنس، وفضيل بْن عِياض.
وعنه: يحيى بن أحمد بن زياد.
توفي سنة تسع أيضا.
426- محفوظ بن الفضل بن أبي توبة [4] .
حدَّث ببغداد عَنْ: ضمرة بْن ربيعة، وعبد الرّزاق، ومَعْن القزّاز.
وعنه: صالح جزرة، وإسماعيل القاضي، وعمر بن أيوب السقطي.
وليس بالقوي.
توفي سنة سبع وثلاثين [5] .
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: كَانَ معنا باليمن، ولَم يكن ينسخ. وضعّف أمره جدًّا [6] .
427- محمود بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي مطر [7]- ن. -
__________
[ () ] فنسب إليها.
[1] تاريخ بغداد 3/ 393.
[2] قاله البغوي. (تاريخ بغداد) .
[3] انظر عن (مالك بن حريص) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 165.
[4] انظر عن (محفوظ بن الفضل) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 233، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 267 رقم 1874، والجرح والتعديل 8/ 422، 423 رقم 1922، والثقات لابن حبّان 9/ 204، وتاريخ بغداد 13/ 191 رقم 7168، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 36 رقم 2857، وميزان الاعتدال 3/ 444 رقم 7093، والمغني في الضعفاء 2/ 544 رقم 5201.
[5] التاريخ الصغير للبخاريّ 233، ثقات ابن حبّان 9/ 204، تاريخ بغداد 13/ 192، وذلك يوم الأحد لتسع بقين من ذي الحجة.
[6] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 267 رقم 1874، الجرح والتعديل 8/ 422، 423.
[7] انظر عن (محمود بن سليمان) في:(17/353)
قاضي بَلْخ.
عَنْ: الفضل السِّينانيّ، وأبي أُسَامة، وجماعة.
وعنه: ن.
تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين.
428- محمود بن غيلان [1]- ع. سوى د. - أبو أحمد العدويّ. مولاهم الْمَرْوَزِيّ الحافظ.
رحل وعنِي بالأثر، وتقدّم فِي السنة.
وحدّث عَنْ: الفضل السِّينانيّ، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم، وعبد الرّزاق، ويحيى بْن سُلَيم، وأبي مُعَاويَة، وَوكيع، وخلْق.
وعنه: الجماعة سوى أَبِي داود، وأبو زُرْعة، وأبو حاتِم، ومُطَيّن، والحسن بْن سُفْيَان، والهيثم بْن خَلَف الدُّوريّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وخَلْق.
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: أعرفه بالحديث صاحب سنّة، قد حبس بسبب القرآن [2] .
__________
[ () ] المعجم المشتمل لابن عساكر 288 رقم 1030.
[1] انظر عن (محمود بن غيلان) في:
الورع لأحمد 141، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 404 رقم 1769، والتاريخ الصغير له 233، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 7، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 189 رقم 246، والزاهر للأنباري 2/ 294، والجرح والتعديل 8/ 291 رقم 1340، والثقات لابن حبّان 9/ 202، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 721 رقم 1198، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 242 رقم 1598، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 33 ب، وتاريخ جرجان للسهمي 219، والسابق واللاحق 128، وتاريخ بغداد 13/ 89 رقم 7073، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 505 رقم 1964، والمعجم المشتمل 288 رقم 1031، والكامل في التاريخ 7/ 72، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 340، 341 رقم 492، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1310، 1311، والعبر 1/ 431، وتذكرة الحفاظ 2/ 475، 476، والكاشف 3/ 111 رقم 5420، وسير أعلام النبلاء 12/ 223، 224 رقم 77، ودول الإسلام 1/ 146، والمعين في طبقات المحدّثين 91 رقم 1022، والمختصر في أخبار البشر 2/ 39، والبداية والنهاية 10 318، وتهذيب التهذيب 10/ 64، 65 رقم 109، وتقريب التهذيب 2/ 233 رقم 961، وطبقات الحفاظ 206، وخلاصة تذهيب التهذيب 371، وشذرات الذهب 2/ 92.
[2] تاريخ بغداد 13/ 89.(17/354)
وقال النَّسائيّ: ثقة [1] .
وقال محمود: سَمِعَ منّي إِسْحَاق بْن راهَوَيْه حديثين.
قلتُ: تُوُفِيّ فِي رمضان سنة تسعٍ وثلاثين [2] ، وغلط مَن قَالَ سنة تسعٍ وأربعين [3] . وقع لنا من عواليه.
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ قَالا: أَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أنا سَعِيدُ بْنُ أحمد بن البنّاء، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُنْدَارُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد: ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، نَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، نَا الْجُعَيْدُ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا يَكِيدُ [أَهْلَ الْمَدِينَةِ] أَحَدٌ بِسُوءٍ إلَّا انْمَاعَ كَمَا يَنْمَاعُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ» . قَالَ الحاكم: [روى] [4] عَنْهُ خ. م. فِي «الصّحيحين» ، وإبراهيم بْن أَبِي طالب، وَمحمد بْن شاذان، (....) [5] ، وَمحمد بْن إِسْحَاق السّراج، وسائر مشايخنا. ثُمَّ قَالَ: [أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر] [6] محمد [بْن] عَبْد اللَّه بِمَرْوَ، وثنا أَبُو رجاء محمد بْن حَمْدَوَيْهِ قَالَ: خَرَجَ محمود بْن غَيْلان إلى الْحَجّ سنة ستٍّ وأربعين ومائتين، ثُمَّ انصرف إلى مَرْو، وتوفي لعشرٍ بقين من ذي القعدة سنة تسعٍ وأربعين، رَحِمَهُ اللَّه.
قلتُ: كذا ورّخه ابن حَمْدَويْه.
429- محرز بْن سَلَمَةَ العدنيّ المكّيّ [7]- ق. -
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 90.
[2] التاريخ الصغير 233، تاريخ بغداد 13/ 90، المعجم المشتمل 288.
[3] قاله أبو رجاء محمد بن حمدويه، وسيأتي قوله.
[4] مكانها في الأصل بياض، استدركته من السياق.
[5] بياض في الأصل. ولم أتبيّن اسم الّذي بيّض له. فالرواة عن ابن غيلان كثر.
[6] في الأصل بياض، واستدركت ما بين الحاصرتين من: (سير أعلام النبلاء 12/ 224) .
[7] انظر عن (محرز بن سلمة) في:
الجرح والتعديل 8/ 246 رقم 1587، والثقات لابن حبّان 9/ 192، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 270، والمعجم المشتمل لابن عساكر 286 رقم 1025، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1308، والكاشف 3/ 109 رقم 5407، وتهذيب التهذيب 10/ 56 رقم 91، وتقريب التهذيب 2/ 231 رقم 943، وخلاصة تذهيب التهذيب 370.(17/355)
شيخٌ معمر مُسْنَد، من أكبر شيوخ ابن ماجة.
روى عَنْ: نافع بْن عمرَ الْجُمَحِيّ، ومالك بْن أنس، والْمُنْكَدِر بْن محمد بْن الْمُنْكَدِر، وجماعة.
وعنه: ق.، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وَمحمد بْن عليّ الصّائغ، وموسى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ، وَمُطيّن، وآخرون.
يُقال إنّه حجّ ثلاثًا وثمانين حَجَّة [1] ، وتُوُفِيّ سنة أربعٍ وثلاثين بِمكة.
ذكره ابن حِبّان فِي «الثقات» [2] .
430- محرز بن عون [3]- م. - أبو الفضل البغداديّ، أخو الزّاهد عَبْد اللَّه بْن عَوْن الخزّاز.
روى عَنْ: مالك بْن أنس، وشَرِيك القاضي، وخلف بن خليفة، وعلي بن مسهر، وجماعة.
وعنه: م.، والإمام أَحْمَد، وابنه عَبْد اللَّه بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [4] .
__________
[1] المعجم المشتمل 286.
[2] ج 9/ 192.
[3] انظر عن (محرز بن عون) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 361، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3871 و 3/ 3885، والجرح والتعديل 8/ 346 رقم 1586، والثقات لابن حبّان 9/ 191، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 318 رقم 1386، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 270، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 281 رقم 1697 وفيه (محرز بن عوف) ، وتاريخ بغداد 13/ 262 رقم 7214، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 527 رقم 2053، والمعجم المشتمل لابن عساكر 287 رقم 1026، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1308، 1309، والكاشف 3/ 109 رقم 5409، وتهذيب التهذيب 10/ 57، 58 رقم 93، وتقريب التهذيب 2/ 231 رقم 945، وخلاصة تذهيب التهذيب 370.
[4] وزاد: ثقة. ورأيت محرزا جاء يوما يسلّم على أبي: فقال أبي: أيّ شيء عنده؟ فقلت: عن حسان بن إبراهيم، عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: «توفي النبي صلّى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة» فكتب عنه أبي هذا الحديث. العلل ومعرفة الرجال 2/ 603، 604 رقم(17/356)
وقال غيره: تُوُفِيّ فِي رجب سنة إحدى وثلاثين [1] ، ومولده كَانَ فِي سنة خمس وأربعين ومائة [2] .
431- مُخَارِق [3] .
المغنّي المشهور. غَنّى للرشيد والمأمون. وله أخبار مسطورة فِي كتاب «الأغاني» [4] .
تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين.
وكان ذا تَجمُّلٍ وأموال وخَدَم.
قَالَ ابن النّجّار: مُخَارق بْن يحيى بْن ناووس أَبُو الْمُهَنّا المغنّي، مولى عاتكة، ثُمَّ مولى الرشيد.
نشأ بالمدينة، وكان أَبُوهُ لحّامًا، وكان مُخَارق ينادي وهو صبيّ عَلَى اللّحم. فلمّا بان طِيبُ صوته علّمته عاتكة المغنيّة الغناء، وقدِمَت بِهِ الكوفة، واشتراهُ إِبْرَاهِيم الْمَوْصِليّ منها بثلاثين ألف دِرهم، وأهداهُ للفضل، فأخذه منه
__________
[ () ] 3871) ، و (الجرح والتعديل 8/ 346) وانظر: تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 318 رقم 1386.
[1] المعجم المشتمل 287.
[2] وفي طبقات ابن سعد، قال محرز بن عون: «أخبرني أبي قال: ولدت سنة أربع وأربعين ومائة.
قال: وفي هذا السنة حجّ أبو جعفر المنصور بالناس، وتوفي ببغداد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وقد كان حدّث وكتب الناس عنه كتابا كبيرا، وكان ثقة ثبتا» .
(7/ 361) وانظر: رجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 281.
[3] انظر عن (مخارق المغنّي) في:
عيون الأخبار 3/ 10، وتاريخ الطبري 8/ 521، 523، 661، 665 و 9/ 145، والكامل في التاريخ 7/ 26، وبغداد لابن طيفور 111، 112، 152، 154، 175، 176، 182، والعقد الفريد 6/ 5، 31، 37، والهفوات النادرة للصابي 274، 378، ومروج الذهب 2954، وشعر دعبل الخزاعي 156، والفهرست لابن النديم 174، 378، وزهر الآداب 592، وجمع الجواهر للحصري 20، والوزراء والكتّاب 214، ونهاية الأرب للنويري 4/ 329- 337، والفرج بعد الشدّة 1/ 381 و 3/ 348، والجليس الصالح للجريري 2/ 228- 230، وأخبار النساء لابن القيّم 180، 181، والأغاني 18/ 336- 373 و 19/ 300 و 20/ 275، 303 و 21/ 92، 252 و 22/ 52، والروض المعطار 388، ووفيات الأعيان 1/ 40، 222، والبداية والنهاية 10/ 307، والمختصر في أخبار البشر 2/ 36، والنجوم الزاهرة 2/ 260، وانظر الشعر والشعراء 2/ 729.
[4] في الجزء 18/ 336- 373.(17/357)
الرشيد ثُمَّ أعتقه. قاله أَبُو الفرج الإصبهانيّ [1] .
قَالَ محمد بْن خَلَف وكيع: حدَّثَنِي هارون بْن مُخَارق قَالَ: كَانَ أَبِي إذا غَنَّى هذا الصّوت بكى:
يا ربعَ سلمى لقد هيَّجْتَ لِي طَرَبًا [2] .
ويقول: غنّيته للرشيد فأعتقني، وقال: أعِدْهُ. فلمّا أعَدْتُه قَالَ: سَلْ حَاجَتك.
قلتُ: ضيعة يقيمني عليها.
قَالَ: قد أمرتُ لك، فأعِدْهُ.
فأعدتُه، فقال: حاجتُك؟ قلتُ: تأمر لي بِمنزل وفَرش وخادم. قَالَ: ذَلِكَ لك، أعِد الصَّوْت. فأعدْتُه، فبكى وقال: سل حاجتك؟ فقبّلت الأرض، وقلتُ:
أن يطيلَ اللَّه عُمُرك، ويجعلني من كل سوء فِداك [3] .
روى عَبد اللَّه بْن أَبِي سعد، عَنْ محمد بْن محمد قَالَ: كَانَ والله مُخارق [مِمَّن لو تنفَّس] [4] لأَطْرَب من يسمعه بنَفَسه.
وذكر صاحب «الأغاني» [5] قَالَ: قَالَ محمد بْن الْحَسَن الكاتب: حدَّثني محمد بْن أَحْمَد بْن يحيى المكيّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خرج مُخَارق مَعَ بعض إخوانه متنّزهًا، فنظرَ إلى قوس فسأله إيّاها، فبَخِلَ بِهَا، وسنحت ظِبَاءٌ بالقرب منه، فقال لصاحب القَوْس: أرأيت إن تَغَنَّيت صَوْتًا فعَطَفت بِهِ خدودَ هذه الظِّبَاء، أتدفعُ لي القَوْس؟.
قَالَ: نَعَمْ.
فاندفعَ يُغَنِّي بأبياتٍ، فتعطّفت الظِّبَاءُ راجعة إليه، حتّى وقفت بالقرب منه
__________
[1] في: الأغاني 18/ 336.
[2] وتكملته:
زدت الفؤاد على علّاته وصبا ... ربع تبدّل ممّن كان يسكنه
عفر الظّباء وظلمانا به عصبا
[3] الأغاني 18/ 340، 341.
[4] ما بين الحاصرتين استدركته من (الأغاني 18/ 358) ، وفي الأصل بياض.
[5] ج 18/ 358.(17/358)
مُصْغِيةً. فعجِب من حضر، وناوله الرجل القَوْس.
432- مَخْلَد بْن خَالِد الشُّعَيْريّ العسقلاني [1]- م. د. - نزيل طَرْسُوس.
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا مُعَاويَة، وإبراهيم بْن خَالِد الصَّغانيّ.
وعنه: م.، د.، وجعفر الفِرْيَابيّ، وأبو الحسن بن سفيان، وجماعة [2] .
433- مخلد بن الحسن الحراني [3] .
حدَّث ببغداد، عن: أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو الرَّقِيّ.
وعنه: ن.، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وأبو العباس السراج، وَمحمد بْن المجدر، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم [4] : صدوق.
وقيل: أصله مَرْوَزِيّ.
434- مَخْلَد بْن خِدَاش البصْرِيّ [5]- ن. - عَنْ: حَمّاد بْن زيد.
وعنه: ن.
مجهول [6] .
__________
[1] انظر عن (مخلد بن خالد) في:
الجرح والتعديل 8/ 349 رقم 1600، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 259 رقم 1639، وتاريخ بغداد 13/ 175 رقم 7153، والمعجم المشتمل 3/ 113 رقم 5434، وتهذيب التهذيب 10/ 73، 74 رقم 125، وتقريب التهذيب 2/ 235، وخلاصة تذهيب التهذيب 371، 372.
[2] سئل عنه أبو حاتم فقال: «لا أعرفه» .
[3] انظر عن (مخلد بن الحسن الحرّاني) في:
الجرح والتعديل 8/ 349 رقم 1062، وتاريخ بغداد 13/ 175 رقم 7154.
[4] الجرح والتعديل.
[5] انظر عن (مخلد بن خداش) في:
حلية الأولياء 5/ 19، والمعجم المشتمل 288 رقم 1035، وتهذيب التهذيب 10/ 74 رقم 127، وتقريب التهذيب 2/ 235 رقم 979، وخلاصة تذهيب التهذيب 372.
[6] قال ابن عساكر: لم يذكره ابن حنزابة. (المعجم المشتمل) .(17/359)
435- مروان بْن جَعْفَر بْن سعد بْن سَمُرَة بْن جُنْدب السَّمُريّ الْكُوفيّ [1] .
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عياش، وعثّام بْن عليّ، وَمحمد بْن إبراهيم بن حبيب، وداود بن المحبّر، وجماعة.
وعنه: أَبُو بَكْر الصَّغَانيّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم، وَأَحْمَد بْن عليّ الأبّار، ومُطَيّن، وَمحمد بْن أَبِي شَيْبَة.
ذكره ابن أَبِي حاتِم وقال [2] : صدوق صالِح الحديث.
وقال أَبُو الفتح الأزديّ: يتكلّمون فِيهِ [3] .
قلتُ: هذا غير مفسَّر فلا يضرّ.
قَالَ مُطَيّن: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
436- مسروق بْن المرزُبان بْن مسروق بْن مَعْدان [4]- ق. - أبو سعيد الكنديّ.
عَنْ: أَبِي الأحوص، وشَرِيك، وعبد اللَّه بْن المبارك، ويحيى بْن أَبِي زائدة، وجماعة.
وعنه: ق.، وأبو يعلى الْمَوْصِليّ، وعَبْدان الأهوازيّ، ومطين،
__________
[1] انظر عن (مروان بن جعفر) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 417، والجرح والتعديل 8/ 276 رقم 1261، والأنساب لابن السمعاني 7/ 136، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 113 رقم 3281، وميزان الاعتدال 4/ 89، 90 رقم 8423، والمغني في الضعفاء 2/ 651 رقم 6161، ولسان الميزان 6/ 15، 16 رقم 55.
و: «السّمري» بفتح السين المهملة، وضم الميم، نسبة إلى ولد سمرة بن جندب (الأنساب) إذ كانت عنده وصيّة سمرة إلى بنيه. (طبقات ابن سعد 6/ 417) .
[2] في الجرح والتعديل 8/ 276.
[3] الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 113.
[4] انظر عن (مسروق بن المرزبان) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 417، والجرح والتعديل 8/ 397 رقم 1822، والثقات لابن حبّان 9/ 206، والمعجم المشتمل لابن عساكر 290 رقم 1039، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 116 رقم 3299، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1321، والكاشف 3/ 120، 121 رقم 5490، وميزان الاعتدال 4/ 98 رقم 8463، والمغني في الضعفاء 2/ 654 رقم 6195، وتهذيب التهذيب 10/ 112 رقم 207، وتقريب التهذيب 2/ 243 رقم 1057، وخلاصة تذهيب التهذيب 374.(17/360)
ومحمود بن محمد الواسطي، وآخرون.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» وَقَالَ [2] : مَاتَ سنة أربعين ومائتين، أو قبلها بقليل، أَوْ بعدها بقليل.
437- مسلم بن أبي مسلم عبد الرحمن البغدادي [3] .
نزيل طَرْسُوس.
روى عَنْ: وكيع، ومَخْلَد بْن الْحُسَيْن، وجماعة.
وعنه: أَبُو يَحْيَى صاعقة، وخَلَف بْن عَمْرو العُكْبَريّ، وموسى بْن هارون، وجماعة.
وثّقه الخطيب وقال [4] : مات سنة أربعين.
438- مُصَرِّف بْن عَمْرو الإيَاميّ الْكُوفيّ [5]- د. - عَنْ: عَبْد اللَّه بْن إدريس، ويونس بْن بُكَيْر.
وعنه: د.، ومُطَيّن، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو زُرْعَة.
وثّقه أَبُو زُرْعَة [6] ، وتُوُفِيّ سنة أربعين ومائتين [7] .
439- مصعب [8] بن سعيد الحرّانيّ المصّيصيّ [9] .
__________
[1] الجرح والتعديل 8/ 397.
[2] ج 9/ 206.
[3] انظر عن (مسلم بن أبي مسلم) في:
تاريخ جرجان للسهمي 411، وتاريخ بغداد 13/ 100 رقم 7088.
[4] في تاريخ بغداد 13/ 100.
[5] انظر عن (مصرّف بن عمرو) في:
تاريخ الطبري 1/ 42، والجرح والتعديل 8/ 420، 421 رقم 1914، والثقات لابن حبّان 9/ 207، والإكمال لابن ماكولا 7/ 258، والمعجم المشتمل 291 رقم 1045، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1331، 1332، والكاشف 3/ 130 رقم 5557، وتهذيب التهذيب 10/ 158 رقم 300، وتقريب التهذيب 2/ 251 رقم 1148، وخلاصة تذهيب التهذيب 397.
[6] الجرح والتعديل 8/ 421، وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وكنّاه ابنه أحمد: أبا بكر.
[7] المعجم المشتمل 291.
[8] من هنا يعود النقص في تاريخ الإسلام، استدركته من «المنتقى» لابن الملّا.
[9] انظر عن (مصعب بن سعيد) في:(17/361)
أَبُو خَيْثَمَة المكفوف.
عَنْ: ابن المبارك، وزُهَيْر بْن مُعَاويَة، وعبد اللَّه بْن عُمَرَ، وعيسى بْن يونس، وموسى بْن أَعْيَن، وَمحمد بْن سَلَمَةَ، ومسكين بْن بُكَيْر.
وعنه: محمد بن عوف الطائي، وأحمد بن عبد الوهاب المصيصي، وأحمد بن مسيب الحلبي، وأحمد بن النضر العسكري، والفضل بن عبد الله الأنطاكي، والحسن بن سفيان.
قَالَ ابن عديّ [1] : يُحدّث عَنِ الثقات بالمناكير، ويصحّف عليهم.
وقال أبو حاتم [2] : صدوق، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر الرقي أحب إليّ منه [3] .
440- مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْن العوّام [4] .
__________
[ () ] الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 34، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 166، والجرح والتعديل 8/ 309 رقم 1428، والثقات لابن حبّان 9/ 175، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2362، 2363، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 180 أ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 123 رقم 3332 وفيه (مصعب بن سعد) ، وميزان الاعتدال 4/ 119، 120 رقم 8561، والمغني في الضعفاء 2/ 660 رقم 6262، ولسان الميزان 6/ 43، 44 رقم 167.
[1] في الكامل 6/ 2362.
[2] الجرح والتعديل 8/ 309.
[3] وذكره ابن حِبّان فِي (الثّقات 9/ 175) وقال: «ربّما أخطأ، يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات، وبيّن المساع في خبره لأنه كان مدلّسا، وقد كفّ في آخر عمره» .
[4] انظر عن (مصعب بن عبد الله بن مصعب) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 439 و 7/ 344، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1053، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 354 رقم 1532، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 8، 64، 105، 113، 114، 117، 127، 146، 150، 151، 181، 182، 184، 185، 199، 203، 208، 215، 228، 229، 242، 255، 205، 241، 415، 431 و 5/ 151، 476 و 8/ 71، 223، 353، 363، والجرح والتعديل 8/ 309 رقم 1429، والثقات لابن حبّان 9/ 175، والفهرست لابن النديم 123، والسابق واللاحق، للخطيب 345، وتاريخ بغداد 13/ 112 رقم 96: 7، والأنساب لابن السمعاني 6/ 250، والمعجم المشتمل لابن عساكر 291 رقم 1046، والكامل في التاريخ 7/ 57، ووفيات الأعيان 1/ 202 و 2/ 391، 467، 475 و 6/ 376، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 3133، ودول الإسلام 1/ 144، والكاشف 3/ 131 رقم 5564، والمغني في الضعفاء 2/ 660 رقم 6265، وسير أعلام النبلاء 11/ 30- 32 رقم 13، والعبر 1/ 423، وميزان الاعتدال 4/ 120، 121، ومرآة الجنان 2/ 116، والبداية والنهاية 10/ 315، وتهذيب التهذيب 10/ 162- 164 رقم 309، وتقريب(17/362)
الْإِمَام أبو عبد الله الْقُرَشِيّ الأسديّ الزُّبَيْريّ الْمَدَنِيّ، نزيل بغداد.
سَمِعَ: أباهُ، ومالِكًا، والضَّحّاك بْن عثمان، وإبراهيم بْن سعد، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ.
وعنه: ابن ماجة حديثا واحدا في النجش [1] ، وإبراهيم الحربي، والزبير بن بكار، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وأبو القاسم البغويّ، وسفيان بن عيينة.
وثّقه الدّار الدارقطني [2] ، ومنهم من لينه للوقف في القرآن.
قَالَ أَبُو بَكْر الْمَرْوَزِيّ: كَانَ من الواقفة [3] ، فقلتُ لَهُ: قد كَانَ وكيع وأبو بَكْر بْن عيّاش يقولان: القرآن غير مخلوق. فقال: أخطأ وكِيع وأبو بَكْر.
قلتُ: فعندنا عَنْ مالك أنّه قَالَ غير مخلوق.
قَالَ: إنّا لَمْ نَسْمَعه.
قلتُ: وكان مُصْعَب علامة فِي النَّسب، أديبًا إخباريًّا فصيحًا، من نُبلاءِ الرِّجَال وأفرادِهم.
روى عَنْهُ الشيخان مُسْلِم وأبو داود خارج كتابيهما.
وقال الزُّبَيْر بْن بكّار: كَانَ عمّي وجْهَ قريش مروءةً وعِلْمًا وشَرَفًا وثَبَاتًا
__________
[ () ] التهذيب 2/ 252 رقم 1157، وخلاصة تذهيب التهذيب 387، وشذرات الذهب 2/ 86، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان (الذيل) 212، ومعجم المؤلّفين 12/ 291، 292، والأعلام 8/ 150، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 437، 438، رقم 10، وانظر مقدّمة ليفي بروفنسال لكتاب «نسب قريش» لمصعب طبعة دار المعارف بمصر. والأغاني- طبعة بولاق- 1/ 53 و 3/ 130 و 5/ 130، 131 و 8/ 23، 25 و 12/ 111 و 15/ 159، 160 و 20/ 182، ومقدّمة جمهرة نسب قريش لمحمود محمد شاكر، ج 1.
[1] النّجش: المضاربة في التجارة، بأن يستقبل التاجر السلعة فيزيد في ثمنها أو يروّج لها، وهو لا يريد شراءها ليضرّ بذلك غيره، أو ليحتكرها.
والحديث أخرجه ابن ماجة في التجارات (2173) باب: ما جاء في النهي عن النّجش.
[2] تاريخ بغداد 13/ 114.
[3] وقال الحسين بن فهم: وكان إذا سئل عن القرآن وقف ويعيب من لا يقف. (طبقات ابن سعد 7/ 344) .(17/363)
وَقَدْرًا وجاهًا [1] . وكان نسّابةَ قريش، عاش ثمانين سنة [2] .
قَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مُصْعَب الزُّبَيْريّ مستثبت [3] .
مات فِي شوّال سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين [4] .
قَالَ الزُّبَيْر بْن بكّار: حدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن أَبِي صُبَيْح المربيّ قَالَ:
لَمَّا استُعْمِلَ جدّك عَبْد اللَّه عَلَى اليمن، قَالَ لي ابنه مُصْعَب: امضِ معنا.
فتأخّرتُ ثمّ قدِمْتُ عليهم صنْعَاء، فَنزلت فِي دار الإمارة، فأكرمني وأجرى عليّ خَمْسين دينارًا فِي الشَّهْرِ، ولَمَّا انصرفت وصلني بخمسمائة دينار [5] .
ولابن أَبِي صُبَيْح فِيهِ:
فما عَيْشُنَا إلّا الربيع وَمصْعَب ... يدور علينا مُصْعَبٌ ونَدُورُ
وفي مُصْعَب إنْ غَبَّنَا القَطْرُ والنَّدَى ... لَهَا وَرَقٌ مُعْرَوْرِقٌ وشكيرُ
مَتَى ما يرى الرَّاءون غُرَّة مُصْعَبٍ ... يُنِيرُ بِهَا إشراقه فَتُنيرُ
يَرَوْا ملكًا كالبدْرِ أمّا فِنَاؤه ... فَرَحْبٌ، وأمّا قَدْرَه فكبيرُ
له نِعَمٌ عَدَّ قَصَّرَ دُوَنَها ... وَلَيْسَ بِهَا عمّا يزيدُ قُصُورُ [6]
441- الْمُعَافَى بْن سُلَيْمَان الرّسعنيّ [7] .
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 113.
[2] تاريخ بغداد 13/ 113.
[3] تاريخ بغداد 13/ 114.
[4] وهو ابن ثمانين سنة. (تاريخ بغداد 13/ 114، المعجم المشتمل 291) .
[5] سير أعلام النبلاء 11/ 32.
[6] تهذيب الكمال 2/ 1333.
[7] انظر عن (المعافى بن سليمان) في:
الجرح والتعديل 8/ 400، 401 رقم 1837، والثقات لابن حبّان 9/ 199، وتاريخ جرجان للسهمي 294، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1341، ودول الإسلام 1/ 143، وسير أعلام النبلاء 11/ 121، 122 رقم 43، والعبر 1/ 419، والبداية والنهاية 10/ 312، وتهذيب التهذيب 10/ 198، 199 رقم 371، وتقريب التهذيب 2/ 257، 258 رقم 1214، وخلاصة تذهيب التهذيب 380.
وهو في الأصل: الرسغني، بالغين المعجمة، وكذا في تهذيب التهذيب 10/ 198، وقال الحافظ ابن حجر في «التقريب» : «الرّسعنيّ، بفتح الراء والعين بينهما سين ساكنة، مهملات، ثم نون.. وهي كذلك في «اللباب» بالعين المهملة، نسبة إلى «رأس عين» مدينة بديار بكر، وقد نصّ ابن حبّان أنه «من أهل رأس العين» . (الثقات 9/ 199) .(17/364)
عَنْ: فُلَيْح بْن سُلَيْمَان، وزُهير بْن مُعَاويَة، والقاسم بْن مَعْن المسعوديّ.
وعنه: هلال بن العلاء، وأحمد بن إبراهيم بن ملحان، والقاسم بن الليث العتابي الرسعني، وجعفر الفريابي.
وكان صدوقا [1] .
توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
442- معلل بن نفيل [2] .
أبو أحمد النهدي الحراني.
عَنْ: زُهَيْر بْن مُعَاويَة.
وعنه: أَبُو عَرُوبَة، وأبو عَقِيل أنس بْن السَّلْم.
ومات قبل الأربعين ومائتين.
443- مُعَلَّى بْن مهديّ بْن رستم [3] .
أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِليّ الزّاهد.
عَنْ: مهديّ بْن ميمون، وَشَريك بْن عَبْد اللَّه، وأبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد.
وعنه: أحمد بن حمدون، وإدريس بن سليم، وإبراهيم بن علي العدوي، وأبو يعلى.
قَالَ ابن حَمْدُون: حُمَّ ابنُ مَهْديّ أربعين سنة كلّ سنة دائمًا.
تُوُفِيّ فِي شَعْبَان سنة خمس وثلاثين ومائتين.
وهو بَصْرِيّ نزل البصرة [4] .
__________
[1] لم يكتب عنه أبو حاتم. وسئل أبو زرعة الرازيّ عنه فذكره بجميل. (الجرح والتعديل 8/ 401) .
[2] انظر عن (معلّل بن نفيل) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 201.
[3] انظر عن (معلّى بن مهديّ) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 23، 306، 332، والجرح والتعديل 8/ 335 رقم 1544، والثقات لابن حبّان 9/ 182، وميزان الاعتدال 4/ 151 رقم 8677، والمغني في الضعفاء 2/ 670 رقم 6360، ولسان الميزان 6/ 65 رقم 251.
[4] وثّقه شعبة، وأحمد، وابن معين. (الجرح والتعديل 8/ 336) .(17/365)
444- مَعْمَرُ بنُ مَخْلَد الْجَزَريّ السّرُوجيّ [1] .
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وخَلَف بْن خليفة.
وعنه: محمد بن جبلة الرافقي، وهلال بن العلاء.
توفي بملطية سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
قَالَ النسائيّ: ثقة.
445- مِنْجَاب بْن الحارث [2] .
أَبُو محمد التَّميميّ الْكُوفيّ.
عَنْ: أَبِي الأَحْوَص سلام بْن سُلَيْم، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، ومُصْعَب بْن سلّام، وعليّ بْن مُسْهِر.
وعنه: مسلم، وبقي بن مخلد، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطين، وجعفر الفريابي [3] .
توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين [4] .
446- منصور بْنُ الْمَهْدِيِّ [5] مُحَمَّدِ بْنِ الْمَنْصُورِ عَبْدِ اللَّهِ بن محمد الهاشميّ العبّاسيّ.
__________
[1] انظر عن (معمر بن مخلد) في:
الجرح والتعديل 8/ 259 رقم 1176.
[2] انظر عن (منجاب بن الحارث) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 412، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 2/ رقم 772، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 30، والزاهر للأنباري 2/ 328، والثقات لابن حبّان 9/ 206، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 271 رقم 1671، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 525 رقم 2042، والمعجم المشتمل 295 رقم 1060، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1371، 1372، والكاشف 3/ 153 رقم 5726، وتهذيب التهذيب 10/ 297، 298 رقم 507، وتقريب التهذيب 2/ 274 رقم 1362، وخلاصة تذهيب التهذيب 398.
[3] قال ابن نمير: كان منجاب يأخذ كتب الناس فينسخها ويحدّث بها. (معرفة الرجال 2/ 225 رقم 772) .
[4] الثقات لابن حبّان 9/ 206، المعجم المشتمل 295.
[5] انظر عن (منصور بن المهديّ) في:
المحبّر لابن حبيب 28، 244، والمعارف لابن قتيبة 380، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 11، 197، 204، 278، 305، 439، 454، 550، 569، 610، 611، و 2/ 705، وتاريخ الطبري 7/ 511 و 8/ 435، 445، 531، 533، 546، 549، 550، 553، 555، 557، 566، وتاريخ بغداد 13/ 82 رقم 7055، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية)(17/366)
ولي إمرة دمشق للأمين، وولي قبلها البصرة. دعي إلى الخلافة في أول دولة المأمون، فامتنع [1] .
روى عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز.
وعنه: أبو العيناء، وغيره.
قَالَ أَبُو الصَّقْر محمد بْن داود بْن عيسى: كَانَ أَبِي عَلَى شَرطة منصور بدمشق، وكان الأمين يعجبه البِلَّوْر، فدسّ منصور مَنْ سرقَ قُلَّةَ الجامع البِلَّوْر.
فلمّا رأى إمام الجامع مكانَها فارغًا ضربَ بقَلَنْسُوَتِه الأرضَ وصرخ: سُرِقَتْ قُلَّتُكُمُ.
فقال النّاس: لا صلاة بعد القُلَّة. فصارت مثلًا.
قَالَ أَبُو الصَّقْر: لَمّا رَجِعَ المأمون إلى بغداد وجد القُلّة، فردّها إلى جامع دمشق [2] .
تُوُفِيّ منصور سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين [3] .
447- منصور بن أبي مزاحم [4] .
__________
[ () ] 43/ 456- 458، والكامل في التاريخ 7/ 57 (وانظر: 6/ 251، 264، 277، 307، 321- 327، 348) ، والإنباه في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 116، وتاريخ اليعقوبي 2/ 402، 430، 484، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 278، ومروج الذهب 3647، والعيون والحدائق 3/ 281، 330، 352، 353، وتجارب الأمم 6/ 412، 413، 430، 431، 435- 437، 444، وخلاصة الذهب المسبوك 199، 200، 204، والمختصر في أخبار البشر 2/ 38، وسير أعلام النبلاء 11/ 449، 450، رقم 105، والنجوم الزاهرة 2/ 287، وأمراء دمشق في الإسلام 88 رقم 265.
[1] تاريخ بغداد 13/ 82.
[2] تاريخ دمشق 43/ 458، أمراء دمشق 88.
[3] تاريخ دمشق، الكامل في التاريخ 7/ 57.
[4] انظر عن (منصور بن أبي مزاحم) في:
التاريخ الكير للبخاريّ 7/ 349 رقم 1506، وتاريخه الصغير 232، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 38، 550، 624، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 173، والجرح والتعديل 8/ 170 رقم 756، والثقات لابن حبّان 9/ 173، وولاة مصر للكندي 94، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 256 رقم 1630، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 407، 408، وتاريخ بغداد 13/ 80- 82 رقم 7054، والمحاسن والمساوئ 320، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 497 رقم 1935، والمعجم المشتمل 295، 296 رقم 1062، والكامل في التاريخ 7/ 53، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1376، والكاشف 3/ 156 رقم 5745، والمعين في(17/367)
أَبُو نصر التُّرْكِيّ، واسم أَبِيهِ بشير. وولاؤه للأَزْدِ.
كَانَ كاتبًا ثقة صاحب سنة. وكان لَهُ ديوان فتركه.
سَمِعَ: مالِكًا، وشَرِيكًا، وإبراهيم بْن سعد، وأبا الأَحْوَصَ، وإسماعيل بْن جَعْفَرَ.
ورأى شُعْبَة [1] .
وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، وإبراهيم الحربيّ، وموسى بْن هارون، وَأَحْمَد بْن الْحَسَن الصُّوفيّ، وأبو القاسِم البَغَويّ.
قَالَ ابن مَعِين: صدوق [2] .
مات فِي ذي القعدة سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين [3] .
448- مهرجان النيسابوريّ الزّاهد [4] .
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن المبارك.
وعنه: أَبُو يحيى الخَفّاف، وإبراهيم بْن محمد بْن سُفْيَان، وزكريّا بْن دَلَّويه.
وحُكِيَ عَنْهُ أنَّهُ كَانَ لا يشربُ الماء فِي الصَّيْف أربعين يومًا زُهْدًا.
تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
449- مُوسَى بْن أيّوب النّصيبيّ [5] .
__________
[ () ] طبقات المحدّثين 91 رقم 1015 وفيه: «منصور بن مزاحم» وتهذيب التهذيب 10/ 311، 312 رقم 545، وتقريب التهذيب 2/ 276 رقم 1391، وخلاصة تذهيب التهذيب 388.
[1] تاريخ بغداد 13/ 80.
[2] الجرح والتعديل 8/ 170، وسأله أبو حاتم عنه فأثنى عليه وقال: كتبت عنه أحاديث ابن أبي الوضّاح على الوجه. (الجرح) .
وسئل ابن معين أيضا من أين تعرفه؟ قال: أعرفه وهو كاتب. (تاريخ بغداد 13/ 81) .
وقال الحسين بن فهم: كان من سبي الترك، وكان له ديوان فتركه، وكان ثقة صاحب سنّة.
(تاريخ بغداد 13/ 81، 82) .
وقال أبو حاتم: صدوق.
[3] التاريخ الصغير 232، تاريخ بغداد 13/ 82، المعجم المشتمل 296، الثقات لابن حبّان 9/ 173.
[4] لم أجده.
[5] تقدّمت ترجمته في الطبقة الماضية.(17/368)
أَبُو عِمْرَان، نزيل: أنطاكيَة.
عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، وابن المبارك.
وعنه: أَبُو حاتِم الرازيّ، وَمحمد بْن إِبْرَاهِيم البُوسَنْجِيّ، وَمحمد بْن يزيد بْن عَبْد الصَّمد.
قَالَ أبو حاتم: صَدُوق.
450- مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ البصْرِيّ الأسلع [1] .
عَنْ: عُمَرَ بْن سَعِيد الأبحّ.
وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو يَعْلَى، وَأَحْمَد بْن عليّ بْن سَعِيد الْمَرْوَزِيّ القاضي.
451- مُوسَى بْن مروان الرقي [2] .
عَنْ: عيسى بْن يونس، وأبي مُعَاويَة، وبقيّة.
وعنه: أبو داود، وابن ماجة، والقاسم بن الليث الرسعني.
توفي سنة أربعين ومائتين [3] .
452- موسى بن محمد بن حيان [4] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (موسى بن مروان الرقّيّ) في:
الجرح والتعديل 8/ 164 رقم 725، و 8/ 165 رقم 730، والثقات لابن حبّان 9/ 161، وتاريخ بغداد 13/ 41 رقم 7000، والمعجم المشتمل 298 رقم 1074، وأدب القاضي 2/ 278، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1392، والكاشف 3/ 166 رقم 5832، وتهذيب التهذيب 10/ 369 رقم 656، وتقريب التهذيب 2/ 288 رقم 1504، وخلاصة تذهيب التهذيب 392.
[3] ذكره المؤلّف- رحمه الله- في (الكاشف 3/ 166) باسم: «موسى بن مروان البغدادي التمار» ، وقال: عن: أبي المليح، والمعافى بن عمران، وعنه: د، ق، والفريابي، صدوق. مات سنة 246.
وقال ابن حبّان: مات في صفر سنة أربعين ومائتين. (الثقات 9/ 161) .
وقال ابن عساكر: مات سنة ست وأربعين ومائتين بالرّقة، ويقال: سنة أربعين ومائتين. وروى النسائيّ، عن رجل، عنه، (المعجم المشتمل 298) .
[4] انظر عن (موسى بن محمد بن حيّان) في:
الجرح والتعديل 8/ 961 رقم 714، والثقات لابن حبّان 9/ 161، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 123، وتاريخ بغداد 13/ 41، 42 رقم 7001، وميزان الاعتدال 4/ 221 رقم 8921 وفيه «جيّان» بالجيم، والمغني في الضعفاء 2/ 686 رقم 6523، ولسان الميزان 6/ 130 رقم 447 وفيه «موسى بن محمد بن حسان» .(17/369)
أو: ابن محمد بن سعيد بن حيان [1] ، بالحاء، ثم آخر الحروف [2] .
صدوق، صاحب حديث.
سَمِعَ بالبصرة: عَبْد الوهّاب الروميّ، وغُنْدَرًا، وابن أَبِي عديّ، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ.
وعنه: أَبُو بَكْر الصَّغَانيّ، وَأَحْمَد بْن الْحَسَن الصُّوفيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وعبد اللَّه المارستانيّ.
قَالَ الخطيب [3] : أحاديث مستقيمة [4] .
453- مُوسَى بْن مُعَاويَة بْن صُمَادِح [5] بْن عَوْن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ المحدِّث الصدوق، أَبُو جَعْفَر الهاشمي المغربيّ.
رحَال مكثر عَنْ: وكيع، وابن مهديّ.
وعنه: محمد بن أحمد العنسيّ.
قَالَ: محمد بْن وضّاح: لقيته بالقَيْرَوان، وهو كثير الحديث.
رحل إلى الكوفة والرِّيّ. وهو ثقة.
وقال ابن لُبَابة: ثقة.
مات بعد الثلاثين ومائتين.
454- مُوسَى.
الْإِمَام أَبُو الوليد بْن أبي الجارود [6] المكّيّ الفقيه، صاحب الشافعيّ.
__________
[1] كما في تاريخ بغداد 13/ 41.
[2] أي الياء. ليؤكّد أنه: «حيّان» ، وليس «حسّان» كما وقع في (لسان الميزان) .
[3] في تاريخ بغداد 13/ 42.
[4] وقال ابن أبي حاتم: ترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا، كان قد أخرجه قديما في فوائده.
(الجرح والتعديل 8/ 161) .
وقال الحافظ ابن حجر: «وقد نقطه بجيم في أماكن ابن الأزهر الصريفيني فوهم، والمعروف بالمهملة، ولفظ ابن أبي حاتم: ترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا وكان أخرجه قديما في فوائده، وذكره ابن حبّان في الثقات فقال: كنيته أبو عمران، ربّما خالف، مات سنة بضع وثلاثين ومائتين» . (الثقات 9/ 161، لسان الميزان 6/ 130) .
[5] تقدّمت ترجمته في الطبقة الماضية.
[6] انظر عن (موسى بن أبي الجارود) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 162، وطبقات الفقهاء للشيرازي 98، 100، وطبقات الفقهاء الشافعية(17/370)
من كبار أصحاب الشّافعيّ.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: روى عَنِ الشافعيّ حديثًا كثيرًا، وروى عَنْهُ كتاب «الأمالي» وغيره. وكان من القيّمين بِمذهب الشافعيّ بِمكّة [1] . وله رواية عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
روى عَنْهُ: التِّرْمِذيّ، والربيع بْن سُلَيْمَان المُرادي، ويعقوب الفَسَويّ، وابن وَارَةَ.
قَالَ الذّهبيّ: أظنّه قديم الموت.
__________
[ () ] للعبّادي 25، والأنساب لابن السمعاني 2/ 339، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ج 2 ق 1/ 120 رقم 117 وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1384، والكاشف 3/ 160 رقم 5785، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 274، 275، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 38 رقم 17، وتهذيب التهذيب 10/ 339 رقم 595، وتقريب التهذيب 2/ 281 رقم 1442، وخلاصة تذهيب التهذيب 390، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 29.
[1] طبقات الفقهاء للشيرازي 100، تهذيب الأسماء 2/ 120.(17/371)
- حرف النون-
455- نصر بْن الحُرَيْش [1] .
أَبُو القاسم الصّامت. بغداديّ.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: ضعيف [2] .
عَنْ: الْمُشْمَعِلِّ بْن مِلْحَان، وأبي سهل مسلم الخراسانيّ.
وعنه: إسحاق الختلي، والحسين بن بشار، ومحمد بن بشر بن مطر.
يقال: حج أربعين حجة لم يكلم فيها أحدا [3] .
456- نصر بن الحكم الياسري [4] .
عَنْ: خَلَف بْن خليفة، وَهُشَيْم.
وعنه: ابن البراء، وإسحاق بن سفيان، وأحمد بن علي الأبار، والحسن بن علوية.
457- نصر بن عاصم الأنطاكيّ [5] .
__________
[1] انظر عن (نصر بن الحريش) في:
حلية الأولياء 10/ 319، 320 رقم 589، وتاريخ بغداد 13/ 285 رقم 7250، والأنساب لابن السمعاني 8/ 19، وميزان الاعتدال 4/ 250 رقم 9028، ولسان الميزان 6/ 152 رقم 534.
[2] تاريخ بغداد 13/ 285.
[3] حلية الأولياء 10/ 320.
[4] انظر عن (نصر بن الحكم) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 215، وتاريخ بغداد 13/ 284 رقم 7249، والأنساب لابن السمعاني 12/ 281.
[5] انظر عن (نصر بن عاصم) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 217، والمعجم المشتمل لابن عساكر 301 رقم 1051، وتهذيب الكمال(17/372)
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، ويحيى القطّان، ومحمد بن سلمة الحراني، ومبشر بن إسماعيل، ومسكين بن بكير [1] ، وطبقتهم.
ورحل إلى النواحي في طلب العلم.
وعنه: د.، والحافظ بْن عَبْد اللَّه بْن المستورد البغداديّ أبو سيار، وعثمان بن خرزاذ، وجعفر الفريابي، وآخرون.
ذكره ابن حبان في «الثقات» [2] .
458- نصر بن زياد [3] .
الفقيه أبو محمد النيسابوري، قاضي نيسابور.
تفقه على: محمد بن الحسين.
وتأدب على: النضر بن شميل.
وروى عَنْ: خارجة بْن مُصْعَب، وابن المبارك، وجرير بْن عَبْد الحميد، وزافر بْن سُلَيْمَان، وهيّاج بْن بِسْطَام.
وعنه: محمد بن رافع، وأيوب بن الحسن، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وجعفر بن محمد بن الحسين، وإبراهيم بن علي الذهلي، وطائفة.
قَالَ الحاكم: نصر بْن زياد بْن نهيك بْن جشل، ولي قضاء نيسابور بضع عشرة سنة، ولَم يزل محمودًا عِنْدَ السُّلطان والرَّعية. وله عندنا بنيسَابور آثار كبيرة مذكورة. وكانت كُتُب المأمون إِلَيْهِ متواترة. وكان كوفيّ المذهب، وأعقابه عَنْ آخرهم حديثّيون.
سمعتُ يحيى بْن محمد العَنْبَريّ: سمعت أحمد بن محمد البالويّ
__________
[ () ] (المصوّر) 3/ 1409، والكاشف 3/ 177 رقم 5915، وميزان الاعتدال 4/ 252 رقم 9035، والمغني في الضعفاء 2/ 696 رقم 6614، وتهذيب التهذيب 10/ 427، 428 رقم 774، وتقريب التهذيب 2/ 299 رقم 63، وخلاصة تذهيب التهذيب 400.
[1] حتى هنا ينتهى الإستدراك من «المنتقى» لابن الملّا، ونعود إلى الأصل من «تاريخ الإسلام» .
[2] ج 9/ 217.
[3] انظر عن (نصر بن زياد) في:
الثقات لابن حبان 9/ 217.(17/373)
يقولون: كَانَ نصر بْن زياد يأمرُ بالمعروف ويَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، ويقول: لولا هذا لَم أتلبَّس لَهم بعمل، لكنِّي إذا لَم ألِ القضاء لَم أقدر عَلَيْهِ.
وكان يُحيي اللّيل ويصوم الاثنين والخميس والجمعة، ولا يرضى من العمّال حتّى يؤدّوا حقوق النّاس.
وقال غيره: عاش ستًّا وتسعين سنة.
وقال سِبْطُ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه: تُوُفِيّ فِي سابع صفر سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
459- نصر بْن فَضَالَةَ النَّيْسَابوريّ [1] .
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووكِيع.
وعنه: أحمد بن سيار المروزي، ومحمد بن إسحاق السراج.
توفي سنة ثمان وثلاثين عند قتيبة.
460- نصير بن يوسف بن أبي نصر الرازي النحوي المقرئ [2] .
أبو المنذر تلميذ أبي الحسن الكسائي.
كان من أئمة القراء المشهورين.
أخذ عنه: محمد بن عيسى بن رزين الإصبهاني، وعلي بن أبي نصر النحوي، ومحمد بن إدريس الدنداني [3] .
وآخر من قرأ عَلَيْهِ أَحْمَد بْن رُسْتُم الطَّبريّ شيخ عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم.
وله مصنَّف فِي رسم المصحف.
وقد روى الحديث عَنْ: إِسْحَاق بن سليمان، وغيره.
__________
[1] انظر عن (نصر بن فضالة) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 217.
[2] انظر عن (نصير بن يوسف) في:
الجرح والتعديل 8/ 492، 493، والسابق واللاحق 157، وإنباه الرواة 3/ 347، وتلخيص ابن مكتوم 264، ومعرفة القراء الكبار 1/ 213، 214 رقم 108، وغاية النهاية 2/ 340، 341 رقم 3742، وبغية الوعاة 2/ 316 رقم 2068، ومقدمة تهذيب اللغة 60، 61، وشذرات الذهب 2/ 95.
[3] في الأصل «الرنداني» ، والتصحيح من: غاية النهاية 2/ 97 رقم 2842.(17/374)
461- النّضر بْن سَعِيد بْن النَّضْر بْن شُبْرُمَة [1] .
أَبُو صُهَيْب الحارثيّ الْكُوفيّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وعبد اللَّه بْن بُكَيْر، والوليد بْن أَبِي ثور، والحسن بْن محمد إمام المطمورة.
وعنه: أَبُو سَعِيد الأشجّ، وَمحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، ومُطَيّن، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد الرازيّ، وغيرهم.
ما أعلمُ فِيهِ جَرْحًا لغير ابن قانع فإنّه ضعّفه [2] .
__________
[1] انظر عن (النضر بن سعيد) في:
الجرح والتعديل 8/ 481 رقم 2202، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 292 أ، وميزان الاعتدال 4/ 256 رقم 9062، والمغني في الضعفاء 2/ 697 رقم 6633، ولسان الميزان 6/ 160 رقم 567. وفيه: قال أبو حاتم: من عتق الشيعة.
[2] ووقع في ميزان الاعتدال 4/ 256: «قال أبو حاتم: من عتق الشيعة» . وأقول ليس في ترجمة النضر بن سعيد هذه العبارة، فليراجع.(17/375)
- حرف الهاء-
462- هارون بْن سالِم [1] .
أَبُو عُمَرَ القُرْطُبيّ الزّاهد.
عَنْ: يحيى بْن يَحْيَى اللَّيْثِيّ، وعيسى بْن دينار.
ورحل إلى ديار مصر فأخذ عَنْ: أشهب بْن عَبْد العزيز، وأصبغ بْن الفَرَج.
قَالَ ابن الفَرَضيّ [2] : كَانَ منقطع القرين فِي الزُّهد والعِلْم، مُجَاب الدَّعْوة، فقيهًا كبير القدر.
يُقال: امتُحنت إجابة دعوته فِي غير ما شيء، ومات فِي الْكُهُولَةِ. وكان عَلَيْهِ إخبات وحُزْن، وكان لا ينامُ عَلَى فراشٍ فِي رمضان.
حكى إمام مسجد قرطبة أنّه رأى هارون بْن سالِم باللّيل سجد، قَالَ:
فرأيتُ شجرة فِي المسجد سجدت وراءه، فلمّا قام قامت.
وقال إِبْرَاهِيم بْن هلال: ما رأيتُ هارون بْن سالِم يُصَلِّي قطّ إلّا وهو يرتعد.
وكان يسكن بيتًا بلا أبواب. وكان مقدَّمًا فِي زمانه فِي الزُّهد والعبادة.
قَالَ ابن بَشْكَوال: وقبره يتبرَّكُ بِهِ، ويعرف بإجابة الدّعوة. جرّبت ذلك مرارا.
__________
[1] انظر عن (هارون بن سالم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 169 رقم 1530، وجذوة المقتبس للحميدي 364 رقم 859، وبغية الملتمس للضبّي 484 رقم 1418.
[2] في تاريخ علماء الأندلس 2/ 169.(17/376)
قلت: روى عَنْهُ عامر بْن مُعَاويَة القاضي، وغيره.
تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين [1] .
463- هارون بْن عَبّاد النَّهْدِيّ المصِّيصيّ ثُمَّ الأنطاكيّ [2]- د. - عَنْ: جرير بن عبد الحميد، وأبي بكر بن عيّاش، وجماعة.
وعنه: د.، وَمحمد بْن وضّاح القُرْطُبيّ.
464- هارون بن عبد الله بن محمد بْن كثير بْن مَعْن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ [3] .
أَبُو يحيى المكي القاضي نزيل بغداد.
روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب.
وتفقّه عَلَى أصحاب مالك كأبي مُصْعَب، والهُدَيريّ.
وقيل إنه سمعَ من مالك.
قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب [4] : سَمِعَ: مالك بْن أنس، وَالدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم.
وعنه: يحيى بن عبد الله بن بكير، وعبد السلام الهروي، والزبير بن بكار، ويونس بن عبد الأعلى.
وولي قضاء العسكر، ثم ولي قضاء مصر إلى أن عُزِلَ فِي آخر خلافة المعتصم.
وقال أَبُو إِسْحَاق الشِّيرازيّ [5] : هُوَ أعلمُ مَنْ صَنَّف الكُتُب فِي مختلف قول مالك.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (هارون بن عبد الله) في:
المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 422، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 230، 257 و 2/ 134، 135 و 3/ 240، 273- 277، 326، والجرح والتعديل 9/ 92 رقم 381، وتاريخ بغداد 14/ 13 رقم 7349، وطبقات الفقهاء للشيرازي 153، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 515، ووفيات الأعيان 1/ 370.
[4] في تاريخ بغداد 14/ 13.
[5] في طبقات الفقهاء 153.(17/377)
وقال القاضي عيّاض [1] : كَانَ من الفقهاء العُلماء فِي مذهب أهل المدينة، واسع الأدب.
وقال أَبُو سَعِيد بْن يونس: تُوُفِيّ بسامرّاء فِي شعبان سنة اثنتين وثلاثين.
465- هارون الواثق باللَّه [2] .
__________
[1] في ترتيب المدارك 2/ 515.
[2] انظر عن (هارون الواثق باللَّه) في:
المحبّر 42، 45، 61، 62، 260، 376، 405، 490، 494، والمعارف لابن قتيبة 393، وعيون الأخبار 3/ 32، والأخبار الموفقيات 105، وطبقات الشعراء لابن المعتز 131، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 207- 209، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 175 و 2/ 277، 300، وتاريخ الطبري 9/ 12، 17، 111- 113، 120، 123- 157، 166، 169، 216، 223، 231، 232، 306، 413، 439، وتاريخ بغداد 14/ 15 رقم 7351، وثمار القلوب للثعالبي 157، 513، والتذكرة الحمدونية 1/ 431، و 2/ 105، 131، 132، والمصباح المضيء 1/ 322، ومحاضرات الأدباء 1/ 168، وشرح نهج البلاغة 17/ 75، وغرر الخصائص 379، والكامل في التاريخ 7/ 29- 33، وبغداد لابن طيفور 148، وتحفة الوزراء للثعالبي 43، 72، 116، 142، والعقد الفريد 2/ 101، 145، 465 و 4/ 50، 165، و 5/ 120 و 6/ 60، 61، 300، والهفوات النادرة 18/ 32، 80، 252، 362، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 104، 105، 110- 117، والبدء والتاريخ 6/ 120، وتاريخ اليعقوبي 2/ 479- 483، 485، وفتوح البلدان 243، 191، 357، 364، والخراج وصناعة الكتابة 59، والتنبيه والإشراف 312، 313، والعيون والحدائق 3/ 409، وتجارب الأمم 6/ 524، 527- 537، 542، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 99، 168، 186- 188، 208، 209، 217، 218، 293، 328، 329، 331، 332، 340، 381، 382، 483، 393 و 2/ 33، 60، 61، 63، 66، 76، 93، 97، 216، 244، 250، 259، 260، 264، و 3/ 48، 101، 108، 129، 151، 154، 276، 323، 340، و 4/ 399- 401، وتاريخ حلب للعظيميّ 89، 113، 136، 252، 255، ونصوص ضائعة من الوزراء والكتّاب 9، 26، 64- 68، 70، 77، 89، ونزهة الألبّاء 122- 124، 126، 128، 141، 143، ولطف التدبير للإسكافي 104، والوزراء للصولي 25، والمحاسن والمساوئ. 160، 169، 334، 439، 447، 531، والأذكياء لابن الجوزي 70، والفخري في الآداب السلطانية 234- 236، 248، وتاريخ مختصر الدول 141، وتاريخ الزمان لابن العبري 36/ 37، والولاة والقضاة للكندي 196، 451، ورفع الإصر (ملحق به) 403، وولاة مصر له 220، 221، ونشوار المحاضرة 1/ 17، 145، 223، 264، 282، 290 و 2/ 73، 74، 102، 195، و 3/ 101 و 4/ 128، 238 و 5/ 184، 227 و 6/ 66، 131، 167، 189، و 7/ 191 و 8/ 17- 19، 48، 49، 136، 246، وأمالي المرتضى 1/ 186، 286، 486، وآثار البلاد للقزويني 314، 386، 597، وخلاصة الذهب المسبوك 187، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 128، 141، 142، 144، 147، 151، 157، 159، والأغاني 18/ 221، 222، 342، 345، 352، 19/ 219، 224، 418 و 4/ 175 و 5/ 99، 101، 102 و 6/ 341 و 7/ 61، 62، 242،(17/378)
أَبُو جَعْفَر، وقيل أَبُو القاسم.
أمير المؤمنين ولد المعتصم باللَّه أَبِي إِسْحَاق محمد بْن الرشيد هارون بْن المهديّ محمد بْن المنصور الهاشميّ العبّاسيّ.
وأمّه روميّة اسمها قراطيس [1] ، أدركت دولة ابنها.
ولي الأمر بعهدٍ من أَبِيهِ. ونقل إِسْمَاعِيل الخطبيّ أنّه وُلِدَ لَعشْرٍ بقين من شَعْبَان سنة ستٍّ وتسعين ومائة [2] .
قَالَ يَحْيَى بْن أكثم: ما أحسَنَ أحدٌ إلى آل أَبِي طالب ما أحسن إليهم الواثق. ما مات وفيهم فقير [3] .
وقال حمدون بْن إِسْمَاعِيل: كَانَ الواثق مليح الشِّعْر، وكان يُحبُّ خادمًا أُهْدِيّ لَهُ من مصر، فأغضبه الواثق يومًا، ثُمَّ إنه سمعه يَقُولُ لبعض الخَدَم: واللهِ إنّه لَيَرُوم أن أكلّمه من أمس فما أفعل. فقال الواثق:
يا ذا الَّذِي بعذابي ظلّ مفتخرًا ... ما أنت إلّا مليكٌ جار، إذ قَدَرا
لولا الهَوَى لَتَجاريْنَا عَلَى قَدَرٍ ... وإنْ أُفِقْ منه يومًا ما، فسوف ترى [4]
قَالَ الخطيب [5] : كَانَ أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد قد استولى عَلَى الواثق وحمله عَلَى التشدُّد فِي المحنة. ودعا النّاس إلى القول بِخلْق القرآن.
ويُقال: إنّ الواثق رجع عَنْ ذَلِكَ القول قبل موته.
وقال عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى: نا إِبْرَاهِيم بْن أسباط بْن السّكن قال: حمل رجل
__________
[ () ] ودول الإسلام 1/ 138- 141، وسير أعلام النبلاء 10/ 306- 314 رقم 74، والمختصر في أخبار البشر 2/ 36، ونهاية الأرب للنويري 1/ 374، 375، ومرآة الجنان 2/ 107، والبداية والنهاية 10/ 308- 310، وفوات الوفيات 4/ 228- 230، والنبراس لابن دحية 73- 80، وتاريخ ابن الوردي 1/ 223، 224، ومآثر الإنافة 1/ 224- 228، وتاريخ الخميس 2/ 337، وتاريخ الخلفاء 367، وتاريخ ابن خلدون 3/ 270- 274، وشذرات الذهب 2/ 75، 76، وأخبار الدول وآثار الأول 157- 159، وتاريخ الأزمنة للدويهي 37، 38، وغيره.
[1] تاريخ بغداد 14/ 16.
[2] تاريخ بغداد 14/ 16.
[3] تاريخ بغداد 14/ 19.
[4] البيتان في: الأغاني 9/ 297، وفوات الوفيات 4/ 229، وتاريخ الخلفاء 368.
[5] في تاريخ بغداد 14/ 19.(17/379)
فيمَن حُمِلَ، مُكَبَّلٌ بالحديد من بلاده، فأُدْخِلَ. فقال ابن أَبِي دُؤاد: تقولُ أَوْ أقول؟
قَالَ: هذا أوّل جوركم. أخرجتم النّاس من بلادهم، ودعوتموهم إلى شيء.
لا، بل أقول.
قَالَ: قُلْ. والواثق جالس.
فقال: أخبرني عَنْ هذا الرأي الَّذِي دَعْوتُم النّاس إِلَيْهِ، أَعَلِمَهُ رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فلم يدعُ النَّاس إِلَيْهِ، أم شيء لم يَعْلَمْه؟
قَالَ: عَلِمَه.
قَالَ: فكانَ يسعه أن لا يدعو النّاس إِلَيْهِ، وأنتم لا يسعكم.
قَالَ: فبُهِتُوا.
قَالَ: فاستضحك الواثق، وقام قابضًا عَلَى فمه، ودخل بيتًا ومدَّ رِجْليه وهو يَقُولُ: وَسِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أن يسكت عنّا ولا يسعنا. فأمر أن يعطى ثلاثمائة دينار، وأن يُردّ إلى بلده [1] .
وعن طاهر بْن خَلَف: سمعتُ المهتدي باللَّه بْن الواثق يَقُولُ: كَانَ أَبِي إذا أراد أن يقتل رجلًا أَحْضَرَنا. فأُتِيَ بشيخ مخضوب مقيَّد، وقال أَبِي: ائذنوا لابن أَبِي دُؤاد وأصحابه. وأُدْخِلَ الشيخ فقال: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
فَقَالَ: لا سلَم اللَّه عليك.
قَالَ: بئس ما أدَّبك مؤدِّبُك. قَالَ اللَّه تعالى: وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها 4: 86 [2] .
قلت: هذه حكاية مُنْكرَة، ورُواتُها مَجاهيل، لكن نسوقها.
قَالَ: فقال ابن أَبِي دُؤاد: يا أمير المؤمنين الرجل متكلِّم.
فقال لَهُ: كلِّمْهُ.
فقال: يا شيخ ما تقولُ فِي القرآن؟.
قال: لم تنصفني، ولي السؤال.
__________
[1] فوات الوفيات 4/ 229.
[2] سورة النساء، الآية 86.(17/380)
قَالَ: سَلْ يا شيخ.
قَالَ: ما تقولُ في القرآن؟
قال: مخلوق.
قال: هذا شيء علمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بَكْر وعمر والخلفاء، أم شيء لَم يعلموه؟
فقال: شيء لَم يعلموه.
فقال: سبحان اللَّه، شيء لَم يعلموهُ أَعَلِمْتَه أنت؟
قَالَ: فَخَجِل وقال: أقِلْنِي.
قَالَ: والمسألةُ بِحالِها؟
قَالَ: نعم.
قَالَ: ما تقولُ فِي القرآن؟
قَالَ: مخلوق.
قَالَ: شيء علِمَهُ رسول اللَّه؟
قَالَ: عَلِمَه.
قَالَ: عَلِمَهُ ولَم يدْعُ النّاس إِلَيْهِ؟
قَالَ: نعم.
قَالَ: أفلا وسِعَك ما وسِعَه ووسِع الخلفاء بعده.
فقام أَبِي الواثق فدخل الخلْوة، واستلقى وهو يَقُولُ: شيء لَم يعلمه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا أَبُو بَكْرٍ، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، عَلِمْته أنت؟ سبحان اللَّه. عَلِمُوه ولَم يدْعوا النّاس إِلَيْهِ، أفلا وسِعَك ما وسِعَهم؟ ثُمَّ أمر برفع قيود الشيخ، وأمر له بأربعمائة دينار، وسقطَ ابن أَبِي دُؤاد من عينه، ولَم يمتحن بعدها أحدًا [1] .
وروى نحوًا من هذه الواقعة أَحْمَد بْن السِّنْديّ الحداد، عَنْ أَحْمَد بْن الممتنع، عَنْ صالِح بْن عليّ الهاشميّ المنصوريّ، عَنِ المهتدي باللَّه، رَحِمَهُ اللَّه.
قَالَ صالِح: حضرته وقد جلسَ للمتظلّمين، فنظرتُ إلى القصص تقرأ
__________
[1] سير أعلام النبلاء 10/ 308، 309، وقال: في إسنادها مجاهيل، فاللَّه أعلم بصحّتها.(17/381)
عَلَيْهِ من أولّها إلى آخرها، فيأمر بالتوقيع عليها، ويختمها، فيسُرّني ذَلِكَ.
وجعلت أنظر إِلَيْهِ، ففطِنَ، ونظر إليّ، فغضضت عَنْهُ، حتى كَانَ ذَلِكَ منه ومنّي مرارًا. فقال لي: يا صَالِح فِي نفسك شيء تُحب أن تقوله؟
قلتُ: نعم.
فلمّا انفضّ المجلسُ أُدْخِلْتُ مجلسه فقالَ: تَقُولُ ما دار فِي نفسك أو أقوله لك؟
فقلتُ: يا أمير المؤمنين ما ترى.
قَالَ: أقولُ إنَّه قد استحسنتَ ما رأيتَ منّا، فقلت: أيَّ خليفة خليفتنا، إن لَم يكن يَقُولُ القرآن مخلوق.
فوردَ عَلَى قلبي أمرٌ عظيم، ثُمَّ قلت: يا نفس هَلْ تموتين قبل أجَلِك؟
فقلتُ: نعم.
فأطرق ثم قال: اسمع منّي، فو الله لتسمعنّ الحقّ.
فسُرّي عنّي وقلت: ومَن أولى بالحقّ منك وأنت خليفة ربّ العالمين، وابن عمّ سيد المرسلين؟.
قَالَ: ما زلت أقول القرآن مخلوق صَدْرًا من أيام الواثق، حتى أقدَمَ شيخًا من أَذَنة فأُدْخِلَ مقيدًا، وهو جميل حسَن الشَّيْبَة. فرأيتُ الواثق قد استحيا منه ورَقّ لَهُ. فما زال يُدْنيه حتَّى قرُبَ منه وجلسَ، فقال: ناظِر ابنَ أَبِي دُؤاد.
فقال: يا أمير المؤمنين إنّه يَضْعُف عَنِ المناظرة.
فغضبَ وقال: أبو عبد الله يضعف عَنْ مناظرتِكَ أنتَ؟
قَالَ: هَوِّن عليك، وائذن لي فِي مناظرته.
فقال: ما دعوناك إلا لِهذا.
فقال: احفظ عليّ وعليه، ثُمَّ قَالَ: يا أَحْمَد أخبرني عَنْ مقالتك هذه، هِيَ مقالة واجبة داخلة فِي عقد الدّين، فلا يكون الدِّين كاملًا حتى يُقال فِيهِ بِما قلت؟
قَالَ: نعم.
قَالَ: فأخبرني عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين بعثه اللَّه، هَلْ سَتَر شيئًا مِمّا أُمِرَ بِهِ؟
قَالَ: لا.
قَالَ: فدَعا إلى مقالتِك هذه؟(17/382)
فسكت. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين واحدة.
فقال الواثق: واحدة.
فقال الشيخ: أخبرني عَنِ اللَّه تعالى حين قَالَ: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ 5: 3 [1] أَكَانَ اللَّه هُوَ الصّادق فِي إكْمَال دينه، أو أنتَ الصّادق فِي نُقْصَانه، حتّى يُقال بِمقالتِكَ هذه؟
فسكت.
فقال الشيخ: اثنتان.
قَالَ الواثق: نعم.
وقال: أخبرني عَنْ مقالتك هذه، أعَلِمَها رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أم جَهِلَها؟
قَالَ: عَلِمَها.
قَالَ: فدعا النّاسَ إليْهَا.
فسكت.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاثة.
قَالَ: نعم.
قَالَ: فاتسع لرسول اللَّه أنْ عَلِمها أن يُمسك عنها، ولَم يُطالب أمَّتَه بِهَا؟
قَالَ: نعم.
قَالَ: واتسع لأبي بَكْر، وعمر، وعثمان، وعليّ ذَلِكَ؟.
قَالَ: نعم.
فأعرض الشيخ عَنْهُ، وأقبلَ عَلَى الواثق فقال: يا أمير المؤمنين قد قدَّمْتُ القول أنّ أَحْمَد يصبو ويضعُف عَنِ المناظرة. يا أمير المؤمنين إنْ لَمْ يتَّسع لك من الإمساك عَنْ هذه المقالة ما زعم هذا أَنَّهُ اتسع للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، ولأبي بَكْر، وعمر، وعثمان، وعليّ، فلا وسَّع اللَّه عليك.
قَالَ الواثق: نعم كذا هُوَ. اقطعوا قيد الشيخ.
فلمّا قطعوهُ ضرب الشيخ بيده إلى القيْد فأخذه، فقال الواثق: لِمَ أخَذْتَه؟
فقال: لأنِّي نويتُ أن أتقدَّم إلى مَن أوصي إِلَيْهِ، إذا مت أن يجعله بيني وبين كَفَني، حتى أخاصم بِهِ هذا الظّالِم عِنْدَ اللَّه يوم القيامة وأقول: يا رب لم قيّدني وروّع أهلي؟
__________
[1] سورة المائدة الآية 3.(17/383)
ثُمَّ بكى فبكى الواثق وبكينا. ثُمَّ سأله الواثق أن يجعله فِي حِلّ، وأمر لَهُ بصلة فقال: لا حاجة لي بِها.
قَالَ المهتدي باللَّه: فرجعت عَنْ هذه المقالة، وأظنّ أنّ الواثق رجعَ عنها من يومئذ [1] .
وقال إِبْرَاهِيم نِفْطَوَيْه: حدَّثَنِي حامد بْن العبّاس، عَنْ رَجُل، عَنِ المهتدي باللَّه، أنّ الواثق مات وقد تاب عَنِ القول بِخلْق القرآن [2] .
وكان الواثق وافر الأدب. بَلَغَنَا أنّ جارية غنته بشعر العَرْجيّ:
أَظَلُومُ إنّ مُصَابَكُم رجُلًا ... ردَّ السّلامَ تَحيَّةً ظُلْمُ
فَمِن الحاضرين من صَوَّب نصْبَ رجُلًا، ومنهم من قَالَ: صوابها: رجلٌ.
فقالت: هكذا لقَّنني المازنيّ.
وطلب المازنيّ، فلمّا مثُل بين يدي الواثق، قَالَ: مِمّن الرجل؟
قَالَ: من بني مازن.
قَالَ: أي الموازن، أمازن تميم، أم مازن قيس، أم مازن ربيعة؟
قلتُ: مازن ربيعة.
فكلّمني حينئذ بلغة قومي فقال: با اسبُك. لأنّهم يقلبون الميم باء والباء ميم فكرهتُ أن أواجهه بِمَكرٍ، فقلتُ: بَكْر يا أمير المؤمنين.
ففطِنَ لَها وأعجبته. فقال: ما تقول في هذا البيت.
قلت: الوجه النّصب، لأن مُصَابكم مَصْدَر، بِمعنى أصابتكم. فأخذ البريديّ يعارضني، قلتُ: هُوَ بِمنزلة إنّ ضَرْبَك زيدًا ظُلْمٌ. فالرجل مفعول «مُصَابكم» ، والدليل عَلَيْهِ أن الكلام مُعلق، إلى أن تَقُولُ «ظُلْمٌ» فيتمّ. فأُعْجِبَ الواثق، وأعطاني ألف دينار [3] .
قَالَ ابن أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ الواثق أبيض، تعلوهُ صُفْرة، حسنَ اللحية، فِي عينيه نُكْتة.
وقال زُرقان بْن أَبِي دُؤاد: لَمَّا احتضر الواثق جعل يردّد هذين البيتين:
__________
[1] سير أعلام النبلاء 10/ 309، 310.
[2] تاريخ بغداد 14/ 18.
[3] نزهة الألبّاء 122- 124.(17/384)
الموتُ فِيهِ جميعُ الخلْقِ مُشْتَركٌ ... لا سُوقَةٌ منهم يبقى ولا ملكُ
ما ضَرَّ أهلَ عليلٍ [1] فِي تَنَافُرهم [2] ... وليس يُغْنِي عَنِ الأملاك ما مَلَكوا
ثُمَّ أمر بالبُسُط فطُويت، وألصق خدّه بالأرض، وجعل يَقُولُ: يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه [3] .
روى أَحْمَد بْن محمد الواثقي أمير البصرة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنتُ أحد من مرّض الواثق فِي عِلته، إذ لحقته غشيةٌ، فما شككنا أَنَّهُ مات. فقال بعضنا لبعض تقدموا. فما جَسَر أحدٌ، فتقدَّمت أَنَا، فلمّا صرتُ عِنْدَ رأسه، وأردتُ أن أضعَ يدي عَلَى أنفه، لِحقَتْه إفَاقَةٌ، ففتح عينيه، فكدتُ أموتُ فزِعًا، من أن يراني قد مشيت إلى غير رُتْبتي، فرجعتُ إلى خَلْف، فتعلقت قبيعة سيفي بالعتبة، فعثرت على سيفي فاندقّ، وكان أن يدخل فِي لحمي. فسلمتُ وخرجتُ، فاستدعيت سيفًا، وجئتُ فوقفتُ ساعة، فتلف الواثق تَلَفًا لم يُشك فِيهِ. فشددت لحيته وغمَّضْتُه وسجَّيْتُه، وجاء الفراشون، فأخذوا ما تحته يردوه إلى الخزائن، لأنه مثبت عليهم، وتُرِكَ وحده فِي البيت. فقال لي أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد القاضي: إنّا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، وأحب أن تحفظه إلى أن يُدْفن، فأنتَ من أخصّهم بِهِ فِي حياته.
فرددت باب المجلس، وجلستُ عِنْدَ الباب، فحَسَسْتُ بعد ساعة بحركة فِي البيت أفزعتني، فدخلت، فإذا بِجرذون قد جاء فاستل عينه فأكلها، فقلت:
لا إله إلا اللَّه، هذه العين التي فتحها من ساعة، فاندقّ سيفي هيبة لَهَا [4] .
قَالَ: وجاءوا فغسلوه، وأخبرت ابن أَبِي دُؤاد الخبر.
قَالَ: والجرذون دابَة أكبر من اليربوع [5] .
كانت خلافة الواثق خمس سنين ونصف. ومات بسُرَّ منْ رَأَى، يوم الأربعاء، لست بقين من ذي الحجة، من سنة اثنتين وثلاثين، وبُويع بعده المتوكّل.
__________
[1] في تاريخ بغداد، وسير أعلام النبلاء «قليل» .
[2] في سير أعلام النبلاء: «تفرّقهم» . (10/ 313) .
[3] تاريخ بغداد 14/ 19.
[4] تاريخ بغداد 14/ 9، 20، الكامل في التاريخ 7/ 30.
[5] تاريخ بغداد 14/ 20.(17/385)
466- هارون بن معروف [1]- خ. م. د. - أبو عليّ المروزيّ. نزيل بغداد.
كَانَ خزّازًا وأضَرّ بأخرة.
روى عَنْ: هُشَيْم، ويحيى بْن أَبِي زائدة، وابن عُيَيْنَة، ومروان بْن شجاع، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد اللَّه بْن وهْب، وأبي بَكْر بْن عيّاش، والوليد بْن مُسْلِم، وخلْق كثير من العراقيين، والحجازيين، والمصريين، والشاميين، والْجَزَريين.
وعنه: م.، د.، وخ.، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وَأَحْمَد بْن حنبل، وَمحمد بْن يحيى الذّهليّ، وصالح جَزَرَة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وَأَحْمَد بْن خيثمة، وموسى بْن هارون، وأبو القاسم البَغَويّ، وطائفة.
وثّقه أَبُو حاتِم [2] ، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم [3] : سَمِعَ منه أَبِي ببغداد سنة خمس عشرة، بعد ما عَمِي، من حفظه.
وقال أَبُو داود: سمعتُ الثقة يقول [4] .
__________
[1] انظر عن (هارون بن معروف) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 355، وتاريخ خليفة 479، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5852، والزهد لأحمد 115، 130، 191، 223، 244، 288، 305، 308، 324، 333، 354، 464، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 226 رقم 2811، وتاريخه الصغير 230، والمعرفة والتاريخ للبسوي 2/ 17، 257 و 3/ 116، وتاريخ الثقات للعجلي 454 رقم 1712، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 112، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 36، والجرح والتعديل 9/ 96 رقم 398، والثقات لابن حبّان 9/ 239، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 775، 776، رقم 776 رقم 1299، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 322 رقم 1790، وتاريخ بغداد 14/ 14 رقم 7350، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 550، 551 رقم 2142، والمعجم المشتمل لابن عساكر 309 رقم 1107، والكامل في التاريخ 7/ 26، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1431، والكاشف 3/ 190 رقم 6023، وسير أعلام النبلاء 11/ 129، 130 رقم 47، والعبر 1/ 410، والبداية والنهاية 10/ 308، وتهذيب التهذيب 11/ 11، 12 رقم 25، وتقريب التهذيب 2/ 313 رقم 25، وطبقات الحفاظ 214، وخلاصة تذهيب التهذيب 407، وشذرات الذهب 2/ 71.
[2] الجرح والتعديل 9/ 96.
[3] في الجرح والتعديل.
[4] تهذيب الكمال 3/ 1431.(17/386)
قَالَ هارون بْن معروف: رأيتُ فِي المنام قِيلَ لي مَن آثر الحديث عَلَى القرآن عُذِّب [1] .
قَالَ: فظننتُ أنّ ذَهاب بصري من ذَلِكَ.
وقال هارون الحمّال: سمعتُ هارون بْن معروف يَقُولُ: من زعم أنّ القرآن مخلوق فكأنّما عَبْد اللّات والعُزَّى [2] .
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ هارون بْن معروف قَالَ: ما زعم [3] أن اللَّه لا يتكلم فهو يعبدُ الأصنام.
قلتُ: عاش هارون أربعًا وسبعين سنة، ومات فِي آخر رمضان سنة إحدى وثلاثين [4] . وكان صدوقًا فاضلًا صاحب سنة.
467- هارون بْن أَبِي هارون العَبْديّ [5] .
حدَّث ببغداد عَنْ: أَبِي الْمُلَيْح الرَّقِيّ، وبقيّة.
وعنه: مطين، وعبد الله بن ناجية.
وكان صدوقا [6] .
468- هاشم بن الحارث المروذي نزيل بغداد [7] .
عَنْ: أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو الرقيين.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والبغوي، وأحمد بن الحسن الصّوفيّ الكبير، وغيرهم.
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 15.
[2] تاريخ بغداد 14/ 15.
[3] هكذا في الأصل، وصحّتها: «من» .
[4] طبقات ابن سعد 7/ 355، تاريخ خليفة 379، التاريخ الصغير للبخاريّ 230، تاريخ بغداد 14/ 15، المعجم المشتمل. 309.
[5] انظر عن (هارون بن أبي هارون) في:
الجرح والتعديل 9/ 98 رقم 406، والثقات لابن حبّان 9/ 240، وتاريخ بغداد 14/ 21، 22 رقم 7352.
[6] هو قول أبي حاتم.
[7] انظر عن (هاشم بن الحارث) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 244، وتاريخ بغداد 14/ 66 رقم 7407.(17/387)
وثقه الخطيب وقال [1] : تُوُفِيّ سنة أربع وثلاثين.
حديثه بعُلوٍّ فِي جُزءَين [2] .
469- هاشم بْن الوليد [3] .
أَبُو طالب الهَرَويّ.
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عياش، وحفص بْن غِياث، ويحيى بْن سُلَيْم الطائفيّ.
وعنه: أبو حاتم الرازي [4] ، ومحمد بن عبد الرحمن الشّامي، والحسين بن إدريس، وآخرون [5] .
توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين [6] .
470- هبيرة بن محمد التمار الأبرش [7] .
قرأ القرآن عَلَى حفص صاحب عاصم. وتصدّر للإقراء.
قرأ عَلَيْهِ: حُسْنُون بْن الهيثم الدُّوَيْريّ، والخَضر بْن الهَيْثَم الطُّوسي، وَأَحْمَد بْن عليّ الخزّاز، وغيرهم.
كنيته أَبُو عمر.
471- هدبة بن خالد بن الأسود بن هدبة [8]- خ. م. د. -
__________
[1] في تاريخ بغداد 14/ 66.
[2] وقال ابن حبّان في (الثقات 9/ 244) : «مستقيم الحديث، ربّما أغرب» .
[3] انظر عن (هاشم بن الوليد) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 349، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 16، والجرح والتعديل 9/ 106، رقم 448، والثقات لابن حبّان 9/ 243، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 298 ب، وتاريخ بغداد 14/ 66، 67 رقم 7408.
[4] وكتب عنه بالري. (الجرح والتعديل) .
[5] وثّقه الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 66.
[6] في تاريخ بغداد 14/ 67 عن أبي جعفر السامي محمد بن عبد الرحمن الهروي: مات هاشم بن الوليد أبو طالب الهروي سنة أربعين.
[7] انظر عن (هبيرة بن محمد) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 205 رقم 99، وغاية النهاية 2/ 353 رقم 3781.
[8] انظر عن (هدبة بن خالد) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 301، والزهد لأحمد 32، 33، 38، 40، 62، 89، 95، 211، 221، 226، 246، 290، 302، 326، 381، 413، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 247، 248 رقم 2887، والمعرفة والتاريخ للبسوي 2/ 663، وتاريخ الثقات للعجلي 455(17/388)
أَبُو خَالِد القَيْسيّ الثَّوْبَانيّ الْبَصْرِيّ، ويُقال لَهُ هدّاب.
صلّى عَلَى شُعْبَة، وسمع من: الحمّادين، وهَمّام بْن يحيى، وجرير بْن حازم، وأبان العطار، وسليمان بْن المغيرة، ومبارك بْن فضالة، وهارون بْن مُوسَى النحوي، وسلام بْن مسكين، وطائفة بصريين.
وعنه: خ.، م.، د.، وبقيّ بْن مَخْلَد، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأحمد بن عَمْرو القطرانيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وجعفر الفِرْيَابيّ، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو معشر الْحَسَن بْن سُلَيْمَان الدارميّ، وعبدُ اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وخلْق.
قَالَ عليّ بْنُ الْجُنَيْدِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ [1] .
وَقَالَ أبو حاتم [2] : صدوق.
وقال ابن عديّ [3] : لا بأس بِهِ. ولا أعرفُ لَهُ حديثًا مُنْكَرًا فيما يرويه.
وأمّا النسائي فقال: ضعيف [4] .
__________
[ () ] رقم 1720، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 295، والجرح والتعديل 9/ 114 رقم 484، والثقات لابن حبّان 9/ 246، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2598، 2599، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 784 رقم 1313، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 328 رقم 1805، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 174 ب، وتاريخ جرجان للسهمي 243، 276، 322، 390، 408، 415، 537، والسابق واللاحق، للخطيب 365، والإكمال لابن ماكولا 7/ 405، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 556 رقم 2064، والأنساب لابن السمعاني 10/ 294، والمعجم المشتمل لابن عساكر 310 رقم 1111، والكامل في التاريخ 7/ 57، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1453، ودول الإسلام 1/ 144، والكاشف 3/ 193 رقم 6046، وميزان الاعتدال 4/ 294 رقم 9212، والمغني في الضعفاء 2/ 708 رقم 6736، وسير أعلام النبلاء 11/ 97- 100 رقم 30، وتذكرة الحفّاظ 2/ 465، 466، والعبر 1/ 423، ومرآة الجنان 2/ 117، والبداية والنهاية 10/ 315، وتهذيب التهذيب 11/ 24، 25، رقم 53، وتقريب التهذيب 2/ 315 رقم 52، وطبقات الحفاظ 202، وخلاصة تذهيب التهذيب 413، وشذرات الذهب 2/ 86.
[1] الكامل لابن عدي 7/ 2599، تهذيب الكمال 3/ 1435.
[2] الجرح والتعديل 9/ 114.
[3] في الكامل 7/ 2599، وزاد: وهو كثير الحديث وقد وثّقه الناس وروى عنه الأئمة وهو صدوق لا بأس به.
[4] تهذيب الكمال 3/ 1435.(17/389)
وقال الْحَسَن بْن سُفْيَان: سمعتُ هُدْبَةَ يَقُولُ: صلَّيْتُ عَلَى شُعْبَة، فقيل لَهُ: رَأَيْته؟.
فقال: رأيتُ من هُوَ خيرٌ منه، حمّاد بْن سَلَمَةَ وكان سُنِّيًّا، وكان شُعْبَة يرى الإرجاء [1] .
وقال عَبْدان الأهوازيّ: كنّا لا نُصَلِّي خلف هُدْبة من طول صلاته، ويسبح فِي الركوع والسّجود نيّفا وثلاثين تسبيحة. وكان من أشبه خلق اللَّه بِهشام بْن عمّار، لحيته ووجهه، وكل شيء منه، حتّى صلاته [2] .
وقال ابن عديّ [3] : سمعتُ أَبَا يَعْلَى، وسُئِلَ عَنْ هُدْبَةَ، وشَيْبان، أيهما أفضل؟ قَالَ: هُدْبَةُ أفضلهما وأوثقهما، وأكثرهما حديثًا. كَانَ حديث حمّاد بْن سَلَمَةَ عِنْدَه نسختين: واحدة عَلَى الشيوخ، وواحدة عَلَى التّصنيف.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالُوا: أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ الزُّهْرِيُّ، أَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآَنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ» [4] . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو داود، عَنْ محمد بْن عَبْد الملك: تُوُفِيّ هُدْبة سنة خمس وثلاثين.
وقال ابن حبان [5] : مات سنة ست أو سبع وثلاثين ومائتين [6] .
__________
[1] الكامل لابن عدي 7/ 2599، تهذيب الكمال 3/ 1435.
[2] الكامل لابن عدي 7/ 2598، تهذيب التهذيب 3/ 1435.
[3] في الكامل 7/ 2598.
[4] أخرجه البخاري في فضائل القرآن 9/ 58، 59، ومسلم في صلاة المسافرين (797) باب فضيلة حافظ القرآن، وأبو داود (4830) ، والترمذي (2869) ، والنسائي 8/ 124، 125، وتتمّة الحديث: «ريحها طيّب، وطعمها طيّب. ومثل المؤمن الّذي لا يقرأ القرآن، مثل التمرة، لا ريح لها، وطعمها حلو، ومثل المنافق الّذي يقرأ مثل الريحانة، ريحها طيّب، وطمعها مرّ.
ومثل المنافق الّذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة، ليس لها ريح، وطعمها مرّ» .
[5] في الثقات 9/ 246، وقال: وكان يقال له هدّاب.
[6] وفي المعجم المشتمل لابن عساكر 310: مات سنة خمس، ويقال سنة ست وثلاثين ومائتين.(17/390)
472- هريم بن عبد الأعلى بن الفرات [1]- م. - أبو حمزة الأسديّ البصريّ.
عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، وخالد بْن الحارث، وجماعة.
وعنه: م.، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وطائفة.
حدَّث بإصبهان سنة عشرين ومائتين [2] .
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [3] : مَاتَ سَنَةَ أربعين أو قبلها أو بعدها بقليل.
وقال أَبُو الشيخ [4] : مات بالبصرة سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين [5] .
473- هريم بن مسعر [6]- ت. - أبو عبد الله الأزديّ التّرمذيّ خادم الفُضَيْل بْن عِياض.
روى عَنْ: الفُضَيْل، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ.
وعنه: ت.، وجعفر الفِرْيَابيّ، وأحمد بن عبد الله بن مالك.
وثّقه ابن حبّان [7] .
__________
[1] انظر عن (هريم بن عبد الأعلى) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 246، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 336، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 157- 159 رقم 134، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 324 325 رقم 1797، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 151 ب والإكمال لابن ماكولا 7/ 413، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 555 رقم 2158، والمعجم المشتمل لابن عساكر 310، 311 رقم 1113، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1436، والكاشف 3/ 194 رقم 6056، وتهذيب التهذيب 11/ 30 رقم 66، وتقريب التهذيب 2/ 317 رقم 67، وخلاصة تذهيب التهذيب 409.
[2] طبقات المحدّثين لأبي الشيخ 2/ 157، ذكر أخبار أصبهان 2/ 336.
[3] ج 9/ 246.
[4] في طبقات المحدّثين 2/ 157.
[5] وبها أرّخه ابن عساكر في (المعجم المشتمل 310، 311) .
[6] انظر عن (هريم بن مسعر) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 245، والإكمال لابن ماكولا 7/ 413، والمعجم المشتمل لابن عساكر 311 رقم 1114، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1436، والكاشف 3/ 194 رقم 6057، وتهذيب التهذيب 11/ 31 رقم 67، وتقريب التهذيب 2/ 317 رقم 68، وخلاصة تذهيب التهذيب 409.
[7] بذكره في ثقاته 9/ 245، 246.(17/391)
474- هشام بن إسحاق [1] .
أبو ربيعة العامري مولاهم المصري.
قَالَ ابن يونس: كَانَ عالِمًا بأخبار مصر.
روى عَنْ: اللّيث، ومالك.
ومات في ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين.
475- الهيثم بن أيّوب [2]- ن. - أبو عمران الطّالقانيّ.
عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سعد، ويَحْيَى بْن أَبِي زائدة، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وجماعة.
وعنه: ن.، وجعفر الفريابيّ، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدّوريّ، وجماعة.
وثّقه النسائي [3] ، وكان إماما كبير القدر.
توفي سنة ثمان وثلاثين [4] : بالطالقان من بلاد خراسان.
476- الهيثم بن خالد الجهني الكوفي [5]- د. - عَنْ: وكيع، وحسين الجعَفيّ، وعبد الله بن نمير، وجماعة.
وعنه: د. وقال: ثقة [6] . كتبت عَنْهُ سنة خمسٍ وثلاثين.
لم أجد من روى عَنْهُ غير أبي داود.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (الهيثم بن أيوب) في:
الجرح والتعديل 9/ 86 رقم 354، وتاريخ جرجان للسهمي 223، والمعجم المشتمل لابن عساكر 314 رقم 1126، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1454، والكاشف 3/ 202 رقم 6120، وتهذيب التهذيب 11/ 90 رقم 150، وتقريب التهذيب 2/ 326 رقم 160 وفيه (الهيثم بن أبي أيوب) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 412.
[3] المعجم المشتمل 314.
[4] المصدر نفسه.
[5] انظر عن (الهيثم بن خالد الكوفي) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 314 رقم 1128، وميزان الاعتدال 4/ 321 رقم 9300، والمغني في الضعفاء 2/ 716 رقم 6800.
[6] المعجم المشتمل 314.(17/392)
وتُوُفِيّ سنة تسعٍ وثلاثين.
477- الهيثم بْن خَالِد الكوفي الورّاق.
مستملي أبي نُعَيْم سيأتي.
478- والهيثم بْن خَالِد المصيصي: حدّث ببغداد بعد الخمسين.
479- والهيثم بْن خَالِد البغداديّ: شيخ من طبقة المصيصيّ.
480- والهيثم بْن خَالِد الْكُوفيّ: عَنْ شَرِيك. شيخ فِيهِ جهالة.
481- الهيثم بْن اليَمَان [1] .
أَبُو بِشْر الرازيّ.
عَنْ: شَرِيك، وأبي الأحوص، وإسماعيل بْن زكريّا، وهُشَيْم.
روى عنه: أَبُو حاتم، وعلى بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وغيرهما.
وهو صالح الحديث.
قاله فيما أرى عبد الرحمن بن أبي حاتم [2] .
__________
[1] انظر عن (الهيثم بن اليمان) في:
الجرح والتعديل 9/ 86، 87 رقم 355.
[2] وذكر المؤلّف الذهبي- رحمه الله: «الهيثم بن اليمان، روى عنه محمد بن حسن الزعفرانيّ.
ضعّفه الأزديّ» . (المغني في الضعفاء 2/ 717 رقم 6813) .(17/393)
- حرف الواو-
482- وثيمة بن موسى بن الفرات الفارسي [1] .
نزيل مصر. صنف كتاب «الردة» ، وجوده.
وكان تاجرا في الوشي. وله معرفة بالأخبار وأيام الناس.
دخل إلى الأندلس وغيرها [2] .
روى عنه: ولده عمارة بن وثيمة.
ومات في جمادى الآخرة سنة سبع.
يروي عَنْ: سَلَمَةَ بْن الفضل الأبرش، ومالك بْن أنس، وطائفة.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم [3] : يُحدِّث عَنْ سَلَمَةَ بْن الفضل بأحاديث موضوعة.
- الواثق باللَّه.
اسمه هارون. مرّ [4] .
__________
[1] انظر عن (وثيمة بن موسى) في:
الجرح والتعديل 9/ 51، 53 رقم 3219، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 165، وجذوة المقتبس 341، وبغية الملتمس 482، 483 رقم 416 والأنساب 12/ 270، واللباب 3/ 367، ووفيات الأعيان 6/ 12- 21 رقم 769، ومعجم الأدباء 19/ 247، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 182 رقم 3634، ومرآة الجنان 2/ 118، وفوات الوفيات 2/ 625، وشذرات الذهب 2/ 89، ومرآة الجنان 2/ 118- 121، وميزان الاعتدال 4/ 331 رقم 9336، والمغني في الضعفاء 2/ 7619 رقم 6828، ولسان الميزان 6/ 217 رقم 760 وشذرات الذهب 2/ 89.
[2] وفيات الأعيان 6/ 12.
[3] في الجرح والتعديل 9/ 52.
[4] برقم (467) .(17/394)
483- الوليد بْن عَبْد الملك بْن مُسَرَّح [1] .
أَبُو وَهْب الحرّانيّ.
عَنْ: سُلَيْمَان بْن عطاء الحرانيّ، وعبيد اللَّه بْن عديّ بْن عديّ، وَيَعْلَى بْن الأشدق، وغيرهم.
وعنه: جَعْفَر الفِرْيَابيّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم وقال [2] : صدوق [3] .
قلتُ: مات سنة أربعين.
484- الوليد بن عتبة [4]- د. - أبو العبّاس الأشجعيّ الدّمشقيّ المقرئ.
قرأ على أيّوب بْن تَميم.
وسمع من: الوليد بْن مُسْلِم، وبقيّة، وضمرة بْن ربيعة، وجماعة.
وعنه: د.، وأبَوَا زُرْعَة، وجعفر الفريابي، وَمحمد بْن الْحُسَيْن بْن قُتَيْبَة العسقلاني، وعمر بْن سَعِيد المَنْبِجيّ، وجماعة.
قَالَ أَبُو زُرْعَة الدمشقيّ [5] : كَانَ القرّاء بدمشق الذين يحكمون القراءة
__________
[1] انظر عن (الوليد بن عبد الملك) في:
الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 114، والجرح والتعديل 9/ 10 رقم 41، والثقات لابن حبّان 9/ 227، والإكمال لابن ماكولا 7/ 252، والأنساب لابن السمعاني 9/ 23 بضم الميم وفتح السين المهملة وتشديد الراء.
[2] الجرح والتعديل 9/ 10.
[3] وذكره ابن حِبان في «الثقات» وقال: مستقيم الحديث إذا روى عن الثقات، كان مولده سنة أربع وخمسين ومائة، ومات سنة أربعين ومائتين.
[4] انظر عن (الوليد بن عتبة) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 150، 151 رقم 2523، والمعرفة والتاريخ للبسوي 2/ 200، 212، 315، و 340 و 2/ 8، 346، 347، 383، 409، 480، 876 و 3/ 200، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 74، والجرح والتعديل 9/ 12 رقم 54، والثقات لابن حبّان 9/ 226، وحلية الأولياء 6/ 112 و 9/ 376، و 10/ 8، والسابق واللاحق 137، والمعجم المشتمل 305 رقم 1093، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 45/ 424، 427، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1470، 1471، والكاشف 3/ 217 رقم 6186، وميزان الاعتدال 4/ 341 رقم 9285، والمغني في الضعفاء 2/ 723 رقم 6868، وتهذيب التهذيب 11/ 141، 142 رقم 237، وتقريب التهذيب 2/ 334 رقم 72، وخلاصة تذهيب التهذيب 416، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 175 رقم 1793.
[5] تاريخ دمشق 45/ 424.(17/395)
الشاميّة العثمانية ويضبطونَها: هشام، وابن ذَكْوان، والوليد بْن عُتبَة.
وقال محمد بْن عَوْف: هُوَ أوثق من صَفْوان بْن صالِح. وُلِدَ سنة ستٍّ وسبعين ومائة [1] .
وقال أَبُو زُرْعَة الدمشقيّ: مات فِي جمادى الأولى سنة أربعين [2] .
قلتُ: قرأ عَلَيْهِ أَحْمَد بْن مُضَر بْن شاكر، وأخذ عَنْهُ الحروف أَحْمَد بْن يزيد الحلوانيّ، وفضل بْن محمد الأنطاكيّ [3] .
485- وَهْب بْن بقيّة بن عثمان بن سابور [4]- م. د. - أبو محمد الواسطيّ، ويقال له وهبان [5] .
عَنْ: هُشَيْم، ويزيد بْن زُرَيْع، وخالد بْن عَبْد اللَّه الطحّان، وطبقتهم.
وعنه: م.، د.، وأبو يعلى الموصليّ، وأبو القاسم البغويّ، وجعفر الفريابيّ، وأبو العباس السراج، وآخرون.
قَالَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ: ثقة، لكنه سَمِعَ وهو صغير [6] .
قلتُ: وقع لنا حديثه عاليا.
وتُوُفيّ سنة تسع وثلاثين [7] .
__________
[1] تاريخ دمشق.
[2] تاريخ دمشق، ويقال: في شهر ربيع الآخر بصور. (المعجم المشتمل 305) .
[3] قال عنه البخاري: «معروف الحديث» . (التاريخ الكبير 8/ رقم 2523) .
[4] انظر عن (وهب بن بقية) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 233، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 99، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 41، 66، 104، 299 و 2/ 256، والجرح والتعديل 9/ 28 رقم 126، وتاريخ واسط لبحشل 218، وفيه: وهب بن بقية بن عبيد بن شابور، والثقات لابن حبّان 9/ 229، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 306 رقم 1760، وتاريخ جرجان للسهمي 519، وتاريخ بغداد 13/ 487 رقم 7324، والإكمال لابن ماكولا 4/ 248 (بالحاشية) نقلا عن «التوضيح» لابن ناصر الدين، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 542 رقم 2110، والمعجم المشتمل لابن عساكر 305، 306 رقم 1095، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1477، 1478، والكاشف 3/ 214 رقم 6210، وسير أعلام النبلاء 11/ 462- 464 رقم 116، والعبر 1/ 431، والبداية والنهاية 10/ 318 وفيه تحرّف «بقيّة» ، وتهذيب التهذيب 11/ 159، 160 رقم 270، وتقريب التهذيب 2/ 337 رقم 106، وخلاصة تذهيب التهذيب 418، وشذرات الذهب 2/ 92.
[5] التاريخ الصغير 233.
[6] تهذيب الكمال 3/ 1478.
[7] التاريخ الصغير 233، ثقات ابن حبّان 9/ 229، المعجم المشتمل 306، وولد سنة 155.(17/396)
- حرف الياء-
486- يحيى بن أيّوب [1] م. د. - أبو زكريّا البغداديّ المقابريّ العابد.
عَنْ: شَرِيك، وإسماعيل بْن جَعْفَر، وخَلَف بْن خليفة، وهُشَيْم، ومُصْعَب بْن سلّام، وعبّاد بْن عَبّاد، وعبد اللَّه بْن وَهْب، وخَلْق.
وعنه: م.، د.، وأبو زُرْعَة، وابن أَبِي الدُّنْيَا، ومحمد بن وضاح القرطبي، والحسين بن فهم، وأحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن إبراهيم السراج، وحامد بن شعيب البلخي، وخلق.
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: رجل صالح، صاحب سكون ودعة [2] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن أيوب) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 357، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 1709 و 3/ رقم 4125، وتاريخه الصغير 232، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 40، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 149، 165، 209 و 2/ 101، والجرح والتعديل 9/ 128 رقم 543، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 331 رقم 1809، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 211 أ، وتاريخ بغداد 14/ 188 رقم 7486، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 569، 570 رقم 2211، والمعجم المشتمل لابن عساكر 316 رقم 1135، والكامل في التاريخ 7/ 45، ووفيات الأعيان 2/ 470، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1490، ودول الإسلام 1/ 142، والكاشف 3/ 220 رقم 6248، وسير أعلام النبلاء 11/ 386- 388 رقم 783، والعبر 1/ 415، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 400، 401، والبداية والنهاية 10/ 312، وتهذيب التهذيب 11/ 188 رقم 316، وتقريب التهذيب 2/ 343 رقم 23، وطبقات الحفاظ 214، وخلاصة تذهيب التهذيب 421، وشذرات الذهب 2/ 79.
[2] تهذيب الكمال 3/ 1490.(17/397)
وقال عليّ بْن الْمَدِينِيّ: صدوق.
وقال أَبُو شُعَيْب الحرانيّ: ثنا يحيى بْن أيّوب، وكان من خيار عِباد اللَّه [1] .
وقال محمد بْن مَخْلَد: نا الْعَبَّاس بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الأشْهَليّ:
حدَّثَنِي أَبِي قَالَ: مررتُ بِمقابِر، فسمعتُ همهمةً، فاتبعتُ الأثر، فإذا يحيى بْن أيّوب فِي حُفْرة من تِلْكَ الحُفَر، وإذا هُوَ يدعو ويبكي ويقول: يا قُرّة عين المطيعين، ويا قُرَّةَ عين العاصين، ولِمَ لا تكون قُرّة عين العاصين، وأنت سترت عليهم الذّنوب. ولِمَ لا تكون قرّة عين المطيعين، وأنت مُثيب عليهم بالطاعة.
قَالَ: ويعاود البكاء. فغلبني البكاء، ففطنَ بي وقال: تعال، لعلّ اللَّه إنَّما بعث بك لخير [2] .
وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: كَانَ يحيى بْن أيّوب ثقة، وَرِعًا، مسلمًا، يَقُولُ بالسنة، ويَعيب من يَقُولُ بقول جَهْم وبِخلاف السنة [3] .
قَالَ: وتُوُفيّ يوم الأحد لاثنتي عشرة خَلَت من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين [4] .
وأمّا مُوسَى بْن هارون فقال: ليلة الأحد لعشرٍ مَضَيْن من ربيع الأول.
وأخبرني أَنَّهُ ولد سنة سبعٍ وخمسين ومائة [5] .
487- يحيى بن بشر البلخيّ الفلّاس العابد [6]- خ. - عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ووكيع، وشبابة، وطبقتهم.
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 188.
[2] تاريخ بغداد 14/ 189، تهذيب الكمال 3/ 1490.
[3] تاريخ بغداد 14/ 189، تهذيب الكمال 3/ 1490.
[4] التاريخ الصغير 232، تاريخ بغداد 14/ 189، المعجم المشتمل 316.
[5] المعجم المشتمل.
[6] انظر عن (يحيى بن بشر) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 263، 264 رقم 2935، والجرح والتعديل 9/ 131 رقم 553. وفيه «البجلي» ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 788 رقم 1316، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 558 (بالحاشية) نقلا عن الحافظ رشيد الدين، والمعجم المشتمل لابن عساكر 317 رقم 1136، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1491، والكاشف 3/ 220 رقم 6250، وتهذيب التهذيب 11/ 189 رقم 318، وتقريب التهذيب 2/ 344 رقم 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 421.(17/398)
وعنه: خ.، وَأَحْمَد بْن سَيَّار الْمَرْوَزِيّ، وعبد الله الدارمي، وعبد بن حميد، وآخرون.
قَالَ الْبُخَاريّ [1] : تُوُفِيّ فِي خامس المحرم سنة اثنتين وثلاثين، رحمه اللَّه.
488- يحيى بْن أَبِي عُبَيْدة رجاء بْن عَبْد اللَّه [2] .
أَبُو محمد الواديّ الحرانيّ.
سَمِعَ: زهير بْن مُعَاويَة، وأبا يوسف يعقوب بْن إِبْرَاهِيم.
وعنه: أَبُو عَرُوبة الحرّانيّ، ورّخه وقال: سمعت منه وكان لا يخضب.
مات فِي جُمَادَى الأولى سنة أربعين ومائتين.
489- يحيى بْن سُلَيْمَان بْن يحيى بْن سَعِيد بن مسلم بن عبيد [3]- خ. ت. - أبو سعيد الجعفيّ الكوفيّ المقرئ. نزيل مصر.
سَمِعَ حروف عاصم من: أَبِي بَكْر بْن عياش.
أخذها منه: أَحْمَد بْن محمد بْن رشدين.
وسمع: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وأبا خَالِد الأحمر، وعبد الرَّحْمَن المحاربيّ، وأبا بَكْر بْن عياش، ووكيعًا، وعبد اللَّه بْن وهْب، وطائفة.
وعنه: خ.، وت، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ،
__________
[1] في تاريخه الكبير 8/ 264، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 9/ 131.
[2] انظر عن (يحيى بن أبي عبيدة) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 264.
[3] انظر عن (يحيى بن سليمان بن يحيى) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 280 رقم 2999، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 45، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 183، 285، 292، 325، 444، 559 و 2/ 486، 524، 552، 576، 670، 757، 758، 761 و 3/ 197، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 145 و 2/ 195، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 188، والجرح والتعديل 9/ 154 رقم 638، والثقات لابن حبّان 9/ 263، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 794 رقم 1326، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 229 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 567 رقم 2202، والمعجم المشتمل لابن عساكر 319 رقم 1147، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1503، والمعين في طبقات المحدّثين 92 رقم 1028، والكاشف 3/ 226 رقم 6291، وميزان الاعتدال 4/ 382 رقم 9532، والمغني في الضعفاء 2/ 736 رقم 6983، ومرآة الجنان 2/ 122، وتهذيب التهذيب 11/ 227 رقم 367، وتقريب التهذيب 2/ 349 رقم 82، وخلاصة تذهيب التهذيب 424.(17/399)
وَمحمد بْن عَوْف الطائيّ، والحسين بْن إِسْحَاق التُّسْتُريّ، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو الطاهر محمد بْن أَحْمَد بْن عثمان الْمَدِينِيّ، والحسن بْن غُلَيب الْمَصْرِيّ، وآخرون.
قَالَ النسائي: لَيْسَ بثقة [1] .
وقال غيره بتوثيقه.
قَالَ أبو حاتم [2] : شيخ.
وقال ابن حبان فِي كتاب «الثقات» [3] : ربَّما أَغْرَب.
وقال ابن يونس: تُوُفِيّ سنة سبع وثلاثين.
وقال فِي مكان آخر: سنة ثمان [4] .
490- يحيى بْن سُلَيْمَان الْجُفْريّ الإفريقيّ [5] .
أَبُو زكريّا.
روى عَنْ: أَبِي مَعْمَر عباد بْن عَبْد الصمد، وغيره.
وعنه: حَبْرُون بْن عيسى البَلَويّ.
قِيلَ: تُوُفِيّ سنة سبعٍ أيضًا.
491- يحيى بْن طلحة اليربوعي الكوفي [6] .
عَنْ: شَرِيك، وفُضَيْل بْن عياض.
وعنه: علي بن الحسين بن الجنيد الرازيّ، وغيره.
__________
[1] تهذيب الكمال 3/ 1503.
[2] الجرح والتعديل 9/ 154.
[3] ج 9/ 263.
[4] المعجم المشتمل 319 ويقال سنة تسع وثلاثين.
[5] انظر عن (يحيى بن سليمان الجفري) في:
ميزان الاعتدال 4/ 383 رقم 9533، والمغني في الضعفاء 2/ 737 رقم 7984.
[6] انظر عن (يحيى بن طلحة) في:
تاريخ الطبري 1/ 324، والجرح والتعديل 9/ 160 رقم 663، والثقات لابن حبّان 9/ 264، والمعجم المشتمل لابن عساكر 319 رقم 1150، والكاشف 3/ 227 رقم 6298، وميزان الاعتدال 4/ 387 رقم 9549، والمغني في الضعفاء 2/ 738 رقم 6995، وتهذيب التهذيب 11/ 233، 234 رقم 378، وتقريب التهذيب 2/ 350 رقم 94، وخلاصة تذهيب التهذيب 424.(17/400)
492- يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر المخزوميّ [1]- خ. م. ق. - مولاهم الْمَصْرِيّ الحافظ أَبُو زكريّا.
ولد سنة أربع وخمسين ومائة.
وأخذ عَنْ: مالك، واللَّيْث، وابن لَهِيعة، وحماد بن زيد، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وبكر بن مضر، ومفضل بن فضالة، وابن وهب، وخلق سواهم.
وعنه: خ.، وم. ق.، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وحَرْمَلة بْن يحيى، وَمحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وأبو زُرْعَة، وَمحمد بْن إِسْحَاق الصَّاغانيّ، وَمحمد بْن إِبْرَاهِيم البُوسَنْجِي، ويحيى بن أيوب العلاف، ويحيى بن عثمان بن صالِح السهمي، وَأَحْمَد بْن محمد بْن الحجّاج بْن رشدين، وخير بْن موفّق، وأبو الزِّنْبَاع روح بن الفرج، وأبو عليّ الْحَسَن بْن الفَرَج الغزّيّ، وآخرون كثيرون.
قَالَ أبو حاتم [2] : كَانَ يفهم هذا الشأن، يُكْتَب حديثه، ولا يُحْتَج بِهِ.
قلتُ: قد احتج بِهِ صاحبا الصحيحين. وكان غزير العلم عارفًا بالحديث وأيّام الناس، بصيرًا بالفتوى.
قَالَ عُبَيْد بْن رجال: سمعتُ يحيى بْن بُكَيْر يَقُولُ لأبي زرعة: ليس ذا ليس ذا زغرغة عَنْ زوبعة، إنّما ترفع السِّتْر، تنظر إلى بنيك وأصحابه بين يديه،
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 285 رقم 3019، والمعرفة والتاريخ للبسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 824، 825، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 132، 356 و 2/ 37، 58، 162 و 3/ 235، 236، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 179، وتاريخ الطبري 3/ 429، 431، والجرح والتعديل 9/ 165 رقم 682، والثقات لابن حبّان 9/ 262، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 795، 796 رقم 1330، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 344 رقم 1847، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 210 ب، والسابق واللاحق 93، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 563 رقم 2184، والمعجم المشتمل لابن عساكر 320 رقم 1151، والضعفاء والمتروكون لابن الجوزي 3/ 198 رقم 3734، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1506، والكاشف 3/ 228 رقم 6303، والمغني في الضعفاء 2/ 739 رقم 7005، والمعين في طبقات المحدّثين 92 رقم 1029، وتهذيب التهذيب 11/ 237، 238 رقم 387، وتقريب التهذيب 2/ 351 رقم 103، وخلاصة تذهيب التهذيب 425.
[2] الجرح والتعديل 9/ 165.(17/401)
مالك، عن ابن عمر، عن نافع.
وقد قَالَ فِيهِ النسائيّ: ضعيف [1] .
وقال فِي موضع آخر: لَيْسَ بثقة [2] .
ولَم يقبل النّاس من النسائي إطلاق هذه العبارة فِي هذا، ما فِي الْجُعْفِيّ المتقدم فيما قبله، كما لَم يقبلوا منه ذَلِكَ فِي أَحْمَد بْن صالح الْمَصْرِيّ.
قَالَ أسلم بْن عَبْد العزيز الأندلسي: حَدَّثَنَا بَقِيّ بْن مَخْلد أنّ يحيى بْن بكير سَمِعَ «الْمُوَطَّأَ» مِنْ مَالِكٍ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً.
قلت: ومن جلالته عِنْدَ الْبُخَاريّ [3] روى عَنْ محمد بْن عَبْد اللَّه، وهو الذهليّ، عَنْ يحيى بْن بكير.
أَخْبَرَنَا محمد بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْعَصْرُونِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عَنِ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيِّ، وَغَيْرِهِ قَالَ الْمُؤَيِّدُ: أَنَا محمد بْنُ الْفَضْلِ الْفَزَارِيُّ، أَنَا عُمَرُ بْنُ مَسْرُورٍ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوسَنْجِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ وَبُطُونِ الأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ» [4] . تُوُفِيّ فِي النصف من صَفَر سنة إحدى وثلاثين [5] .
493- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن زياد الأسلميّ الخراسانيّ خاقان [6]- خ. -
__________
[1] تهذيب الكمال 3/ 1506.
[2] تهذيب الكمال 3/ 1506.
[3] رجال صحيح البخاري 2/ 796.
[4] أخرجه الترمذي في الطهارة (41) باب: ما جاء «ويل للأعقاب من النار» ، وأحمد في المسند 4/ 191، وقال الترمذيّ: وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وعائشة، وجابر، وعبد الله بن الحارث هو ابن جزء الزبيدي، ومعيقيب، وخالد بن الوليد، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص، ويزيد بن أبي سفيان.
وفقه هذا الحديث: أنه لا يجوز المسح على القدمين إذا لم يكن عليهما خفّان أو جوربان.
[5] المعجم المشتمل 320.
[6] انظر عن (يحيى بن عبد الله) في:
رجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 796 رقم 1331، وفيه (السلمي) ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 567، 568 رقم 2203، والمعجم المشتمل لابن عساكر 320 رقم 1152،(17/402)
الْمَرْوَزِيّ، ويُقال البلْخيّ. أخو جمعة وزَنْجَويْه.
ويكنى أَبَا سهل، وقيل: أَبُو اللَّيْث [1] .
روى عَنْ: ابن المبارك، ونوح بْن أَبِي مريم، وحفص بْن غياث، والوليد بْن مُسْلِم، وجماعة.
وعنه: خ.، وحاشد بْن إِسْمَاعِيل، وعبيد اللَّه بْن شريح، وجماعة آخرهم أَبُو الْعَبَّاس محمد بْن إِسْحَاق السّراج.
وكانت أمه جارية من أهل تُبَّت [2] .
494- يحيى بْن عثمان [3] .
أَبُو زكريّا الحربيّ.
عن: أبي المليح الرقي، وإسماعيل بن عياش، والهِقَل بْن زياد، وبقيّة، وطائفة.
وأصله من سجستان. وكان عابدًا صالِحًا قانتًا للَّه.
روى عَنْهُ: ابن أَبِي الدُّنْيَا، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن حبّان، وَمحمد بْن عبْدُوس بْن كامل، وأبو زُرْعة الرازيّ، والبَغَويّ، والسّراج.
وثّقه أَبُو زُرْعَة [4] ، وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس [5] ،
__________
[ () ] وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1506، والكاشف 3/ 228 رقم 6305، وتهذيب التهذيب 11/ 239 رقم 389، وتقريب التهذيب 2/ 351 رقم 105، وخلاصة تذهيب التهذيب 425.
[1] وقال الكلاباذي: «لا يصح» . (ورجال صحيح البخاري 2/ 796) .
[2] تهذيب الكمال 3/ 1506.
[3] انظر عن (يحيى بن عثمان) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 351، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 282 و 2/ رقم 516، والجرح والتعديل 9/ 174 رقم 718، وفيه: «السجزيّ» ، والثقات لابن حبّان 9/ 263، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 211 أ، ب، والفوائد والعوالي المؤرّخة للتنوخي، بتخريج الصوري 157، وتاريخ بغداد 14/ 189 رقم 7488، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1511، والكاشف 3/ 231 رقم 6327، وميزان الاعتدال 4/ 396 رقم 9585، والمغني في الضعفاء 2/ 740 رقم 7016، وتهذيب التهذيب 11/ 256، 257 رقم 413، وتقريب التهذيب 2/ 354 رقم 133.
[4] الجرح والتعديل 9/ 174.
[5] معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 84 رقم 282 و 2/ 163 رقم 516، تاريخ بغداد 14/ 191،(17/403)
وقال البَغَويّ: تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين [1] .
495- يَحْيَى بْن مَعِينٍ بْن عَوْن بْن زياد بْن بسطام [2]- ع. -
__________
[ () ] وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: «ربّما وهم» . (9/ 263) .
[1] طبقات ابن سعد 7/ 351.
[2] انظر عن (يحيى بن معين) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 354، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 808 و 849 و 851 و 862 و 886 و 887 و 888 و 906 و 938 و 2/ رقم 755، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 696 و 2/ رقم 2533 و 2651 و 3808 و 3/ رقم 3940 و 5221 و 5326 و 5572، والزهد لأحمد 40، 66، 160، 366، 438، والورع له، 87، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 307 رقم 3116، وتاريخه الصغير 231، والأدب المفرد، له، رقم 1161 و 1165، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 40، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 200، 427، 497، 716- 718، 722، 728 و 2/ 200، 171، 198، 286، 299، 301، 303، 409، 466- 468، 470، 472، 473، 475- 477، 502، 654، 669، 680، 799 و 3/ 56، 81، 131، 179، 472، وتاريخ الثقات للعجلي 475 رقم 1826، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 145، 160، 251، 252، 295، 322، 323 و 2/ 4، 193، 228، 408، 412، 426، 427، و 3/ 66، 109، 124، 131، 133، 148- 150، 154، 182، 189، 197، 253- 255، 265، 286، 305، 313، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 179، وتاريخ الطبري 2/ 155 و 4/ 225، 453، 476 و 8/ 634 و 8/ 135، والجرح والتعديل 9/ 292 رقم 800، والثقات لابن حبّان 9/ 262، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 130، 131، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 799، 800 رقم 1340، والفهرست لابن النديم 1/ 231، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 350، 351 رقم 18755، وحلية الأولياء 4/ 161 و 8/ 371 و 9/ 97، 169، 170، 181 و 10/ 14، والأسامي والكنى للحاكم ج 1 ورقة 211 أ، والفوائد المنتقاة للعلوي، تخريج الصوري (بتحقيقنا) 109، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) 83، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 101، وتاريخ جرجان للسهمي 71، 217، 279، 408. 431، 465، 547، 551- 560، والسابق واللاحق 371، وتاريخ بغداد 14/ 177 رقم 7484، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 564 رقم 2191، والأنساب لابن السمعاني 3/ 268- 270، والمعجم المشتمل لابن عساكر 322 رقم 1162، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 402- 407 رقم 530، والكامل في التاريخ 7/ 40، وآداب القاضي للماوردي 1/ 442، 452، 582، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 4/ 387، وتاريخ حلب للعظيميّ 249، ونزهة الألبّاء 22، 37، 100، 101، 113، والإقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العيد 159، وملء العيبة للفهري 2/ 188، 266، 289، 350، 360، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 59، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 156- 159 رقم 246، ووفيات الأعيان 6/ 139- 2143 رقم 791، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1519- 5122، والمختصر في أخبار البشر 2/ 37، وسير أعلام النبلاء 11/ 71- 96 رقم 28، والكاشف 3/ 235 رقم 6362، وميزان الاعتدال 4/ 410 رقم 9636، ودول الإسلام 1/ 142، والمعين في الطبقات المحدّثين 92 رقم 1031، وتذكرة الحفّاظ(17/404)
وقيل: غِيَاث بدل عَوْن.
الْإِمَام العالِم أَبُو زكريّا المُرّيّ، مُرّة بْن غَطَفان، مولاهم البغداديّ.
أصله من الأنبار، ونشأ ببغداد، وسمع بِهَا، وبالحجاز، والشّام، ومصر، والنَّواحي. وكان مولده فِي سنة ثمانٍ وخمسين ومائة [1] ، فهو أسنّ من عليّ بْن الْمَدِينِيّ، وَأَحْمَد بْن حنبل، وأبي بَكْر بْن أَبِي شيبة، وإسحاق بْن راهويه. وكانوا يتأدَّبون معه ويعرفونَ لَهُ فضله.
وكان أبوهُ كاتبًا لعبد اللَّه بْن مالك، فخلف ليحيى ألف ألف درهم [2] فيما قِيلَ.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن المبارك، وهُشيم بْن بشير، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وجرير بْن عَبْد الحميد، وإسماعيل بْن مجالد، ويحيى بْن أَبِي زائدة، ويحيى بْن عَبْد اللَّه الأنيسي المدنيّ، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا حفص الأبّار، وحفص بْن غِياث، وعَبّاد بْن العَوّام، وعمر بْن عُبَيْد الطَّنافسي، وعيسى بْن يونس، ويحيى بْن سَعِيد القطان، ووكيعًا، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وخلْقًا من طبقتِهم ومن بعدهم.
ورحل إلى اليمن إلى عَبْد الرزاق.
وعنه: خ.، م.، د.، وخ. ت. ن. ق.، عن رجل، عنه، وَأَحْمَد بْن حنبل، وَمحمد بْن سعد، وأبو خَيْثَمة، وهنّاد، وطائفة من أقرانه.
وعبّاس الدوري، وأبو بَكْر الصَّاغانِيّ، وَأَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، ومعاوية بْن صالِح الأشعري، وعثمان بْن سَعِيد الدارميّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن الْجُنَيْد، وإسحاق الكَوْسَج، وحنبل بن إسحاق، وصالح
__________
[ () ] 2/ 429، والعبر 1/ 415، ومرآة الجنان 2/ 108، والبداية والنهاية 11/ 312، وتهذيب التهذيب 11/ 280- 288 رقم 561، وتقريب التهذيب 2/ 358 رقم 181، ولسان الميزان 6/ 768، والنجوم الزاهرة 2/ 273، وطبقات الحفّاظ 185، وخلاصة تذهيب التهذيب 428، والرسالة المستطرفة 129، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 158 رقم 148، ومقدّمة تاريخه برواية الدوري، تحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف، طبعة مكة المكرّمة، وترجمته في مقدّمة الجرح والتعديل 1/ 314.
[1] تاريخ بغداد 14/ 177.
[2] وخمسين ألف درهم، (تاريخ بغداد 14/ 177) .(17/405)
جَزَرَة، وخلْق من هذه الطبقة.
وموسى بْن هارون، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وَأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبّار الصُّوفيّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وجعفر الفريابي، وَمحمد بْن إِبْرَاهِيم البغداديّ مربّع، وَمحمد بْن صالِح كَيْلَجَة، وعليّ بن الحسن بن عبد الصّمد ماغمّة، والحسين بْن محمد عُبيد العِجْل، الحُفاظ- ويُقال إنّهم من تلامذة يَحْيَى بْن مَعِينٍ، وإنّه هُوَ لقبهم- وآخرون.
ووقع لنا حديثه عاليًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: أَنَا أَبُو الْفَضْلِ [مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الْأَرْمَوِيُّ] [1] (ح) ، وَأَنَا أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ الْهَرَوِيِّ: أَنْبَا يُوسُفُ بْنُ أَيُّوبَ ال [الزَّاهِدُ] [2] قَالَا: أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ سنة سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ: ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ [3] ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ. وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى ابْنِ مَعِينٍ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بوضع الجوائح، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِينَ» [4] ، وَبِالْإِسْنَادِ: ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا عَثْرَتَهُ، أَقَالَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [5] .
أَخْرَجَهُمَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِ والده [6] ، عن ابن معين،
__________
[1] ما بين الحاصرتين استدركته من: سير أعلام النبلاء 11/ 73، وفي الأصل بياض.
[2] من: سير أعلام النبلاء، وهو بياض في الأصل.
[3] (3878) ، وقال: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه.
[4] أخرجه أبو داود في البيوع (3374) باب في بيع السنين.
[5] أخرجه أبو داود في البيوع (3460) باب في فضل الإقالة.
[6] 2/ 252.(17/406)
وَهُوَ مِمَّا قِيلَ إِنَّ ابْنَ مَعِينٍ تَفَرَّدَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : سَمِعْتُ عَبْدَانَ الأَهْوَازِيَّ: سَمِعْتُ حُسَيْنَ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَتَكَلَّمُ فِي ابْنِ مَعِينٍ وَيَقُولُ: مِنْ أَيْنَ لَهُ حَدِيثُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: «مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا» ؟ هُوَ ذَا كُتُبُ حَفْصٍ عِنْدَنَا. وَهُوَ هَذَا كُتُبُ ابْنِهِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عِنْدَنَا، وَلَيْسَ فِيهِ مِنْ هَذَا شَيْءٌ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَحْيَى أَوْثَقُ وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ يُنْسَبَ إِلَيْهِ شَيْءٌ كَذَلِكَ.
وَالْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ مُتَّهَمٌ فِي هَذِهِ الْحِكَايَةِ. وَقَدْ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو عَوْفٍ الْبُزُورِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ [2] .
قَالَ أَحْمَد بْن زُهَير: وُلِدَ يَحْيَى سنة ثمانٍ وخمسين ومائة.
وقال أَبُو حاتِم [3] : يَحْيَى بْن مَعِينٍ إمام.
وقال النسائي: هُوَ أَبُو زكريا الثقة المأمون، أحد الأئمة فِي الحديث [4] .
وقال عليّ بْن الْمَدِينِيّ: لا نعلمُ أحدًا من لدُن آدم كتب من الحديث ما كتب يَحْيَى بْن مَعِينٍ [5] .
وقال عبّاس الدوريّ: سمعتُ ابن معين يَقُولُ: لو لَم نسمع الحديث خمسين مرة ما عرفناهُ.
وعن يَحْيَى بْن مَعِينٍ، قَالَ: كتبتُ بيدي ألف ألف حديث [6] .
وقال صالِح بْن محمد جَزَرَة: ذُكِرَ لي أن يَحْيَى بْن مَعِينٍ خلّف من الكتب ثلاثين، قمطرًا وعشرين جُعْبًا [7] . طلب يحيى بْن أكثم كُتبه بمائتي دينار، فلم يدع أَبُو خَيْثَمة أن تُباع [8] .
وقال عبّاس الدوريّ، فيما رواهُ عَنْهُ الأصم: سمعتُ يحيى بن معين
__________
[1] في الكامل 2/ 777 في ترجمة: «حسين بن حميد بن الربيع الخزّاز» .
[2] الكامل 2/ 778.
[3] الجرح والتعديل 9/ 192.
[4] تاريخ بغداد 14/ 184.
[5] تاريخ بغداد 14/ 182.
[6] في تاريخ بغداد 14/ 182: «ستمائة ألف حديث» .
[7] تاريخ بغداد 14/ 183 وفيه: «عشرين حبا» .
[8] تاريخ بغداد 14/ 183.(17/407)
يَقُولُ: كُنَّا فِي قرية بِمصر، ولم يكن معنا شيء، ولا ثَمّ شيئًا نشتريه. فلما أصبحنا، إذا نحن بزنبيل مليء سمك مشويّ، وليس عنده أحد. فسألوني عَنْهُ، فقلتُ: اقتسموهُ فكُلُوه.
قَالَ يحيى: أظنّ أَنَّهُ رزقُ رزقهم اللَّه.
وسمعتُ يحيى مِرارًا يَقُولُ: القرآنُ كلامُ اللَّه وَلَيْسَ بِمخلوق، والإيمان قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص [1] .
عبّاس الدوريّ: سمعتُ ابن معين يَقُولُ: كنتُ إذا دخلت منزلي بالليل قرأتُ آية الكرسي عَلَى داري وعيالي خمس مرات، فبينا أَنَا أقرأ، إذا شيء يُكلمني: كم تقرأ هذا، كأن لَيْسَ إنسان يُحسن يقرأ غيرك.
فقلتُ: فأرى هذا يَسُوءك، والله لأزيدنّك.
فصرتُ أقرأها فِي الليلة خمسين ستّين مرة [2] .
قَالَ عَبَّاس الدوري: قِيلَ ليحيى بْن معين: ما تقولُ فِي الرجل يقوّم للرجل حديثه، يعني ينزع منه اللّحن،؟
فقال: لا بأس بِهِ [3] .
وقال عَبَّاس: سمعتُ يحيى يَقُولُ: لو لَم أكتب الحديث من ثلاثين وجْهًا ما عقِلْنَاهُ [4] .
وقال مجاهد بْن مُوسَى: سمعتُ ابن معين يَقُولُ: كتبنا عَنِ الكذّابين وسَجرنا بِهِ التنور، وأخرجنا خُبْزًا نضيجًا [5] .
قَالَ إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْجُنَيْد: سمعتُ يحيى بْن مَعِينٍ يَقُولُ: ما الدُّنْيَا إلا كحُلْم. والله ما ضرّ رجلًا اتَّقَى اللَّه عَلَى ما أصبح وأمسى. لقد حججتُ وأنا ابن أربعٍ وعشرين سنة، خرجتُ راجلًا من بغداد إلى مكة، هذا منذ خمسين سنة كأنّما كان أمس.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 11/ 85.
[2] سير أعلام النبلاء 11/ 87.
[3] سير أعلام النبلاء 11/ 87، 88.
[4] سير أعلام النبلاء 11/ 88.
[5] تاريخ بغداد 14/ 184.(17/408)
فقلتُ ليحيى بْن معين: ترى أن ينظر الرجل فِي الرأي، رأي الشافعيّ وأبي حنيفة؟
قَالَ: ما أرى لِمسلم أن ينظر فِي رأي الشافعي. ينظر فِي رأي أَبِي حنيفة أحبّ إليّ.
قلتُ: إنّما يَقُولُ هذا يحيى لأنه كَانَ حنفيًّا، وفيه انحرافٌ معروف عَنِ الشافعي والإنصاف عزيز.
قَالَ ابن الجنيد: سمعتُ يحيى يَقُولُ: تَحريمُ النبيذ صحيح، وأقفُ عنده لا أحرِّمه. قد شربه قومٌ صالِحون بأحاديث، صِحاح. وحرّمه قومٌ صالِحون بأحاديث صِحاح. أَنَا سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: حديث الطِّلاء [1] ، وحديث عُتْبَة بْن فرقد جميعًا صحيحان.
وقال عليّ بْن الْمَدِينِيّ: انتهى علمُ الناس إلى يَحْيَى بْن مَعِينٍ.
وقال القواريري: قَالَ لي يحيى القطّان: ما قَدِمَ علينا مثل هذين الرجلين أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين.
وقال أَحْمَد بْن حنبل: كَانَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ أعلمنا بالرجال.
وعن أَبِي سَعِيد الحدّاد قَالَ: النّاس عِيال فِي الحديث عَلَى يَحْيَى بْن مَعِينٍ.
وقال محمد بْن هارون الفلاس: إذا رأيت الرجال يبغضُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ فاعلم أَنَّهُ كذّاب [2] .
وعن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: كل حديث لا [يعرفه] [3] يَحْيَى بْن مَعِينٍ فهو كذاب، أو ليس هو بِحديث [4] .
وقال جَعْفَر بْن أَبِي عثمان الطيالسي: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، فجاء رجلٌ مستعجل وقال: يا أَبَا زكريّا حدِّثْنِي بشيء أذكرك بِهِ.
فقال يَحْيَى: أذكر أنك سألتني أن أحدّثك، فلم أفعل.
فقال يحيى: أذكرك أنّك سألتني أن أحدّثك، فلم أفعل.
__________
[1] انظر حديث الطلاء في المؤطّإ للإمام مالك- رقم 1543.
[2] تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل 1/ 216، وتاريخ بغداد 14/ 184.
[3] في الأصل بياض، استدركته من (وفيات الأعيان) .
[4] تاريخ بغداد 14/ 180، وفيات الأعيان 6/ 140.(17/409)
وقال أَبُو داود: سَمِعْتُ ابن معين يَقُولُ: أكلت عجنة خبزٍ وأنا ناقهٌ مِنَ علّة [1] .
وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: سمعتُ ابن معين يَقُولُ: كنت بِمصر فرأيتُ جارية بيعت بألف دينار ما رأيتُ أحسن منها صَلَّى اللَّه عليها.
فقلتُ: يا أَبَا زكريّا مثلك يَقُولُ هذا؟
قَالَ: نعم، صَلَّى اللَّه عليها وعلى كل مليح.
وقال عَبَّاس الدوري: رأيتُ أَحْمَد بْن حنبل فِي مجلس رَوْح بْن عُبَادة يسألُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ عَنْ أشياء، يَقُولُ: يا أَبَا زكريّا، كيف حديث كذا، وكيف حديث كذا؟ يستثبته فِي أحاديث سمعوها. وَأَحْمَد يكتب ما يَقُولُ. وقلّ ما سَمِعْتُ أَحْمَد يسمّيه، إنّما كَانَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو زكريّا [2] .
وقَالَ أَبُو عُبَيْد الآجُرّيّ: سألتُ أَبَا دَاوُد أيّما أعلم بالرجال: عليّ بْن الْمَدِينِيّ، أو ابن معين؟
قَالَ: يحيى عالِم بالرجال، وليس عِنْدَ عليّ من خبر أهل الشّام شيء [3] .
وقال عبّاس الدوري: نا ابن معين قَالَ: حضرتُ نُعَيْم بْن حمّاد بِمصر، فجعل يقرأ كتابًا صنَّفه فقال: نا ابن المبارك، عَنِ ابْن عَوْن، وذكر أحاديث.
فقلتُ: لَيْسَ هذا عَنِ ابْن المبارك.
فغضب وقال: تَرُدُّ عليّ.
قلتُ: أي والله أريد دينك. فأبى أن يرجع. فلمّا رَأَيْته لا يرجع قلت: لا والله ما سمعت هذه من ابن المبارك، ولا سمعها هُوَ من ابن عَوْن قط.
فغضب وغضب مَنْ عنده، وقام فدخل البيت، فأخرج صحائف وجعل يَقُولُ وهي بيده: أين الّذين يزعمون أن يَحْيَى بْن مَعِينٍ لَيْسَ بأمير المؤمنين فِي الحديث. نعم يا أَبَا زكريّا غلطت، وإنّما روى هذه الأحاديث عَنِ ابْن عَوْن غير ابن المبارك [4] .
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 184.
[2] تاريخ بغداد 14/ 180.
[3] تاريخ بغداد 14/ 181.
[4] سير أعلام النبلاء 11/ 89، 90.(17/410)
قَالَ الْحُسَيْن بْن حبّان: قَالَ ابن معين: دفع إليّ ابن وَهْب كتابًا عَنْ مُعَاويَة بن صالح خمسمائة حديث أو أكثر، فانتقيتُ منها شرارها. لَم يكن لي يومئذ معرفة. قلت: أسمعتها من أحد قبل ابن وهْب؟ قَالَ: لا.
قلتُ: يعني أنّه كَانَ مبتدئًا [لا يحسن الانتخاب، فعلنا نحو هذا وندمنا بعد] [1] .
قَالَ أَبُو زُرْعَة: لم ينتفَع بيحيى لأنه كَانَ يتكلمُ فِي النّاس. وكان أَحْمَد بْن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عن يَحْيَى بْن مَعِينٍ، ولا عَنْ أحدٍ ممن امتُحن فأجاب.
قلتُ: كَانَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ لَهُ أُبَّهة وجلالة. وله بَزّة حَسنة. وكان يركبُ البَغْلَة ويتجمّل. فأجاب فِي المحنة خوفًا عَلَى نفسه.
قَالَ حُبَيْش بْن مبشّر الفقيه: كَانَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يحج، فآخر حجة حجها ورجع ووصل إلى المدينة، أقام بِهَا يومين ثلاثة. ثُمَّ خرج حتى نزل المنزل مَعَ رُفقائه، فباتوا. فرأى فِي النّوم هاتِفًا يهتف بِهِ: يا أَبَا زكريّا أترغبُ عَنْ جواري، مرّتين؟.
فلمّا أصبح قَالَ لرُفقائه: امضوا. ورجعَ فأقام بِهَا ثلاثًا، ثُمَّ مات، فحُمِلَ عَلَى أعواد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ [2] ، وصلّى عَلَيْهِ النّاس، وجعلوا يقولون: هذا الذّابَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكَذِب [3] .
قَالَ الخطيب [4] : الصحيح أَنَّهُ مات فِي ذهابه قبل أن يحجّ [5] .
__________
[1] ما بين الحاصرتين بياض في الأصل، استدركته من: سير أعلام النبلاء 11/ 90.
[2] وفيات الأعيان 6/ 141.
[3] تاريخ بغداد 14/ 185، 186.
[4] في تاريخه 14/ 186، وفي طبقات ابن سعد 7/ 354: توفي بمدينة الرسول صلّى الله عليه وسلم، وهو متوجّه إلى الحج.
[5] وقد تعقّب ابن خلكان قول الخطيب، فقال: هو غلط قطعا، لما تقدّم ذكره، وهو أنه خرج إلى مكة للحج، ثم رجع إلى المدينة ومات بها، ومن يكون قد حجّ كيف يتصوّر أن يموت بذي القعدة من تلك السنة؟ فلو ذكر أنه توفي في ذي الحجة لأمكن. وكان يحتمل أن يكون هذا غلطا من الناسخ، لكني وجدته في نسختين على هذه الصورة، فيبعد أن يكون من الناسخ، والله أعلم. ثم ذكر بعد ذلك أن الصحيح أنه مات قبل أن يحجّ، وعلى هذا يستقيم ما قاله من تاريخ الوفاة. (وفيات الأعيان 6/ 141، 142) .(17/411)
وقال محمد بْن جرير الطبري: خرج يحيى حاجًا وكان أَكُولًا. فحدثني أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن شاه أَنَّهُ كَانَ فِي الرفقة التي فيها يَحْيَى بْن مَعِينٍ. فلمّا صاروا بفَيْد أُهْدِيَ إلى يَحْيَى بْن مَعِينٍ فالوذج ولَم ينضج، فقلنا: يا أَبَا زكريّا لا تأكله، فإنا نخافه عليك.
فلم يَعْبأ بكلامنا وأكله. فما استقرّ فِي معدته حتى شكا وجع بطنِه، واستطلق بطنه، إلى أن وصلنا إلى المدينة ولا نهوض بِهِ. وتفاوضنا فِي أمره، ولَم يكن لنا سبيل إلى المقام عَلَيْهِ لأجل الحج. ولَم ندر ما نعمل فِي أمره.
فعزم بعضنا عَلَى القيام عَلَيْهِ وترك الحج. وبتنا ليلتنا فلم نصبح حتى مضى ومات، فغسّلناهُ ودفناهُ [1] .
وقالَ مُهيب بْن سُليم الْبُخَاريّ: ثنا محمد بْن يوسف الْبُخَاريّ قَالَ: كُنَّا فِي الحج مَعَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، فدخلنا المدينة ليلة الجمعة، ومات من ليلته. فلمّا أصبحنا تسامَع الناس بقدوم يحيى وبِموته، فاجتمع العامة، وجاءت بنو هاشم فقالوا: نُخْرج لَهُ. الأعواد التي غُسِلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فكره العامة ذَلِكَ، وكثُر الكلام. فقالت بنو هاشم: نحنُ أَوْلَى بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ منكم، وهو أهلٌ أن يُغسل عليها.
ودُفِنَ يوم الجمعة فِي ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين.
قَالَ مهيب بْن سُليم: وفيها وُلْدتُ [2] .
قَالَ عبّاس الدوري: مات قبل أن يحجّ، وصلّى عَلَيْهِ والي المدينة. وكلّم الحزامي الوالي، فأخرجوا لَهُ سرير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فحُمِلَ عَلَيْهِ [3] .
وقال أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة: مات لسبعٍ بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين [4] . وقد استوفى خمسًا وسبعين سنة ودخل في السّتّ. ودفن بالبقيع.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 11/ 90.
[2] سير أعلام النبلاء 11/ 90، 91.
[3] سير أعلام النبلاء 11/ 91.
[4] التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 307، والتاريخ الصغير 231، والثقات لابن معين 9/ 263، وتاريخ بغداد 14/ 187، والمعجم المشتمل. 322.(17/412)
وقال حُبَيْش بْن مبشر، وهو ثقة: رأيتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ فِي النَّوم فقلتْ: ما فعلَ اللَّه بك؟.
قَالَ: أعطاني وحباني وزوّجني ثلاثمائة حَوْراء، ومهّد لي بين البابين [1] .
رأيتُ غريبةً، وهي أنّ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السلمي روى عن الدّار الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ:
مات يَحْيَى بْن مَعِينٍ قبل أَبِيهِ بعشرة أشهر.
قَالَ ابن خلكان [2] : رأيتُ في «الإرشاد» للخليلي أن ابن معين مات لسبع بقين من ذي الحجة.
قَالَ: فعلى هذا تكون وفاته بعد أن حجّ.
قلتُ: بل الصحيح أَنَّهُ فِي ذي القعدة كما مرّ، وما حجّ تِلْكَ السنة. والله أعلم.
496- يحيى بْن مُوسَى بْن عَبْد ربه المحدِّث [3]- خ. د. ت. ن. - أَبُو زكريّا الحُدّانيّ الْكُوفيّ، ثُمَّ البلْخيّ، ولَقَبُه ختّ.
رَحّال جَوّال. سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن فُضَيْل، وعبد اللَّه بْن نمير، وعبد الرزاق، وطبقتهم. وأكثر وأطْنَب.
وعنه: خ.، د.، ت.، ن.، وعبد اللَّه الدارمي، وجعفر الفريابي، وأبو الْعَبَّاس السراج، وطائفة.
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 187 وفيه: «بين الناس» .
[2] في وفيات الأعيان 6/ 142.
[3] انظر عن (يحيى بن موسى بن عبد ربّه) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 307 رقم 3114، وتاريخه الصغير 234، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 40، والجرح والتعديل 9/ 188 رقم 781، والثقات لابن حبّان 9/ 267، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 800 رقم 1341، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 211 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 568 رقم 2207، والأنساب لابن السمعاني 4/ 77، والمعجم المشتمل لابن عساكر 323 رقم 1164، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1522، 1523، والكاشف 3/ 236 رقم 6366، والمعين في طبقات المحدّثين 92 رقم 1032، وتهذيب التهذيب 11/ 289، 290 رقم 565، وتقريب التهذيب 2/ 359 رقم 185، وخلاصة تذهيب التهذيب 428.(17/413)
وثّقه أَبُو زُرْعة [1] ، وغيره [2] .
ومات فِي رمضان سنة تسعٍ وثلاثين [3] .
497- يحيى بْن يحيى بْن كثير بْن وَسْلاس بْن شِملال بْن مَنْعايا [4] .
الْإِمَام أَبُو محمد البربريّ المَصْمُوديّ الليثيّ، مولى بني ليث الأندلسيّ القُرْطُبيّ الفقيه.
دخل جدّه أَبُو عيسى كثير بْن وسلاس إلى الأندلس، وتولّى بني ليث.
ووُلِدَ يحيى بْن يحيى سنة اثنتين وخمسين ومائة، وسمع «الموطأ» من:
زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن شَبْطون.
وسمع من: يحيى بْن مُضَر، وغيرُ واحد. ثُمَّ رحل إلى المشرق وهو ابن بضع وعشرين سنة، فِي آخر أيام مالك رَحِمَهُ اللَّه. فسمع من مالك «الموطأ» غير أبواب من الاعتكاف، شك فِي سماعها، فرواها عَنْ زياد، عَنْ مالك.
وسمع: الليث بْن سعد، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وابن وهب، وحمل عنه موطأه، وعن ابن القاسم مسائله.
وحمل عَنِ ابْن القاسم من رأيه عشرة كُتب، أكثرها سؤاله وسماعه من
__________
[1] الجرح والتعديل 9/ 188.
[2] وذكره ابن حبّان في الثقات 9/ 267.
[3] قال البخاري: مات سنة أربعين أو نحوها، سمع ابن إدريس ووكيعا ومات بعد الأربعين.
(التاريخ الصغير 234) وقال ابن حبّان: مات سنة أربعين ومائتين. وقال ابن عساكر: مات سنة إحدى وأربعين، ويقال سنة أربعين ومائتين. (المعجم المشتمل 323) .
[4] انظر عن (يحيى بن يحيى بن كثير) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 179- 181 رقم 1556، والإرشاد للخليلي 1/ 54، وجذوة المقتبس للحميدي 382- 384 رقم 909. وبغية الملتمس للضبّي 510- 412 رقم 1498، ووفيات الأعيان 6/ 413، 144 رقم 792، والبيان المغرب 1/ 163، والديباج المذهب 350، ودول الإسلام 1/ 43، والمعين في طبقات المحدّثين 92 رقم 1034، وسير أعلام النبلاء 10/ 519- 525 رقم 168، والعبر 1/ 419، والإنتقاء 58، وترتيب المدارك 1/ 534، وطبقات الفقهاء 152، ومرآة الجنان 2/ 113، والبداية والنهاية 10/ 312، ومرآة الجنان 2/ 113، 114، وتهذيب التهذيب 11/ 300، 301 رقم 580، وتقريب التهذيب 2/ 360 رقم 199، وخلاصة تذهيب التهذيب 429، وشذرات الذهب 2/ 82، وشجرة النور الزكية 63، 64، ونفح الطيب للمقّري 2/ 9.(17/414)
مالك. ثُمَّ رجع إلى المدينة يسمع ذَلِكَ من مالك، فوجده عليلًا، فأقام بالمدينة إلى أن توفيّ مالك رَحِمَهُ اللَّه، وحضر جنازته.
وسمع أيضًا من: القاسم بْن عَبْد اللَّه العُمَريّ، وأنس بْن عياض الليثي، وطائفة.
وقيل: إنه سَمِعَ من نافع بْن أَبِي نُعَيْم قارئ المدينة، وما أحسبه أدركه.
روى عَنْهُ خلق من علماء الأندلس، وانتفعوا بِهِ وبعلمه وفضله. ونال من الرئاسة والحُرْمة الوافرة ما لم ينله غيره.
حمل عَنْهُ: ولده أَبُو مروان عُبَيْد اللَّه، وَمحمد بْن الْعَبَّاس بْن الوليد، وَمحمد بْن وضّاح، وبقيّ بْن مخلد، وصباح بْن عَبْد الرَّحْمَن العتقي، وآخرون.
وكان أَحْمَد بْن خَالِد بْن الحباب يَقُولُ: لم يُعْط أحد من أهل العلم بالأندلس من الحظوة وعِظم القدر وجلالة الذكر ما أعطيه يحيى بْن يحيى.
ويذكر أن يحيى بْن يحيى كَانَ عَنْد مالك، فخطر الفيل عَلَى باب مالك، فخرج كل من كَانَ فِي مجلسه لرؤيته سوى يحيى. فأعجب ذَلِكَ مالكًا، وسأله:
من أنتَ وأين بلدك؟ ولَم يزل مُكْرمًا عنده [1] .
وعن يحيى بْن يحيى قَالَ: أخذت بركاب الليث، فأراد غلامه أن يمنعني، فقال الليث: دعه. ثُمّ قَالَ لي: قد خدمك العلم. فلم فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذَلِكَ [2] .
وقيل: إن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم أمير الأندلس نظر إلى جارية فِي رمضان، فلّم يملك نفسه أن واقعها. فندم وطلب الفقهاء. فحضروا، فسألهم عَنْ توبته، فقال يحيى: صم شهرين متتابعين. فسكتوا.
فلمّا خرجوا قَالُوا ليحيى: ما لك لم تُفْته بمذهبنا عَنْ مالك، أنّه يخيّر بين العتق والصّوم والإطعام؟
__________
[1] الإنتقاء 60، تاريخ علماء الأندلس 2/ 180، ترتيب المدارك 2/ 526، وفيات الأعيان 6/ 146.
[2] جذوة المقتبس 382، 383، وترتيب المدارك 2/ 537، ووفيات الأعيان 6/ 144، ونفح الطيب للمقّري 2/ 9.(17/415)
فقال: لو فتحنا لَهُ هذا الباب لسَهُل عَلَيْهِ أن يطأ كل يوم، ويعتق رقبة.
فحملته عَلَى أصعب الأمور لئلا يعود [1] .
وقال ابن عَبْد البَرّ: قدم يحيى بْن يحيى إلى الأندلس بعلم كثير، فعادت فُتْيا الأندلس بعد عيسى بْن دينار عَلَيْهِ، وانتهى السلطان والعامة إلى رَأَيْه. وكان فقيهًا حسن الرأي، لا يرى القُنوت فِي الصبح، ولا فِي سائر الصلوات.
ويقول: سمعتُ الليث بْن سعد يَقُولُ: سمعتُ يحيى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ يَقُولُ: إنّما قنت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ أربعين [يومًا] [2] يدعو عَلَى قوم، ويدعو لآخرين.
قَالَ: وكان الليث لا يقنت [3] .
قَالَ ابن عَبْد البر [4] : وخَالَفَ يحيى مالكًا فِي اليمين مَعَ الشاهد، ولم يرَ القضاء بِهِ ولا الحكم، وأخذ بقول الليث فِي ذَلِكَ.
وكان يرى كِراء الأرض بجزء مما يؤخذ منها على مذهب الليث وقال: هِيَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَيْبَر. وقضى بدار أبين [5] إذا لَم يوجد فِي أهل الزوجين حكمان [6] يصلحان لذلك.
وقال ابن عَبْد البر أيضًا [7] : كَانَ يحيى بْن يحيى إمام أهل بلده، والمقتدى بِهِ منهم، والمنظور إِلَيْهِ، والمعول. وكان ثقة عاقلًا حسن الرأي والسمت، يشبه فِي سمته بسمت مالك. ولم يكن لَهُ بَصرٌ بالحديث.
وقال ابن الفَرضيّ [8] : كَانَ يُفْتي برأي مالك، وكان إمام وقته وواحد بلده.
وكان رجلًا عاقلًا.
__________
[1] ترتيب المدارك 2/ 542، وفيات الأعيان 6/ 145، نفح الطيب 2/ 10، 11.
[2] في الأصل بياض، استدركته من الإنتقاء لابن عبد البرّ.
[3] الإنتقاء 59.
[4] في الانتقاء 59.
[5] هكذا في الأصل، وفي أصل «سير أعلام النبلاء» : «بدار أمين» .
[6] في الأصل «حكمين» وهو غلط نحوي.
[7] في الإنتقاء 60.
[8] في تاريخ علماء الأندلس 2/ 179، 180.(17/416)
قَالَ محمد بْن عُمَرَ بْن لُبابة: فقيه الأندلس عيسى بْن دينار، وعالمها عَبْد الملك بْن حبيب، وعاقلها يحيى بْن يحيى [1] .
قال ابن الفرضيّ [2] : وكان يحيى ممن اتهم ببعض الأمر فِي الهَيْج، فهربَ إلى طُلَيْطِلة ثُمَّ استأمن، فكتب لَهُ الأمير الحكم أمانًا وردّه إلى قُرْطبة.
وقَالَ عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جَعْفَر: رأيتُ يحيى بْن يحيى نازلًا عَنْ دابته، ماشيًا إلى الجامع يوم جمعة [وعليه عمامة ورداء متين، وأنا أحبس دابة أَبِي] [3] .
وقال أَبُو القاسم بْن بَشْكَوال: كَانَ يحيى بْن يحيى مُجاب الدعوة، قد أخذ فِي نفسه وهيبته ومقعده هيئة مالك، رَحِمَهُ اللَّه.
قلتُ: وبه ظهر مذهب الْإِمَام مالك بالأندلس. فإنه عرض عَلَيْهِ القضاء فامتنع. فكان أمير الأندلس لا يولّي القضاء بمدائن الأندلس إلا من يشير بِهِ يحيى بْن يحيى، فكثر تلامذة يحيى لذلك، وأقبلوا عَلَى فقه مالك، ونبذوا ما سواه [4] .
قَالَ غير واحد: تُوُفِيّ فِي رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين: وقيل: سنة ثلاث [5] .
498- يزداد بْن مُوسَى بْن جميل [6] .
حدّث ببغداد عَنْ: أَبِي جَعْفَر الرازيّ، وإسرائيل بْن يونس.
وتفرد بالرواية عَنْهُمَا.
وعاش بضعًا وتسعين سنة.
روى عَنْهُ: عُمَرَ بْن أيوب السقطي، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، وعبد الله بن ناجية، وغيرهم.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 180.
[2] في تاريخه 2/ 180.
[3] ما بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ علماء الأندلس 2/ 180، ومكانه بياض في الأصل.
[4] وفيات الأعيان 6/ 146.
[5] وقال عنه الخليلي: «ثقة» (الإرشاد 1/ 54) .
[6] انظر عن (يزداد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 14/ 355 رقم 7678.(17/417)
499- يزيد بْن خَالِد بْن يزيد بْن عَبْد اللَّه بْن مَوْهب [1] .
أَبُو خَالِد الرمليّ الزاهد.
شيخ الرملة ومُسْندها.
روى عَنْ: الليث بْن سعد، ومفضل بْن فَضَالَةَ، ويحيى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، ويحيى بْن حمزة، وعيسى بْن يونس، وبكر بْن مُضَر، وابن وَهْب، وجماعة.
وعنه: د.، ون.، ق.، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وأبو حاتِم، وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وجعفر بْن محمد الفريابيّ، وَمحمد بْن الْحَسَن بْن قُتَيْبَة العسقلاني، والآخرون.
قَالَ أَحْمَد بْن محمد السجزيّ: ما رأيت محدّثا أخشع لليه من يزيد الرمليّ [2] .
قلتُ: وقع لي حديثه فِي السماء عُلُوًّا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْد اللَّه، أَنَا محمد بْن عليّ، والقاضي الأيوبيّ، ومحمد بن أحمد بن الداية، قَالُوا: أَنَا أَبُو جَعْفَر بْن المُسْلِمة، أَنَا أَبُو الفضل الزُّهريّ: ثنا جَعْفَر الفِرْيابيّ، ثنا يزيد بْن خَالِد بْن موهب بالرملة سنة اثنتين وثلاثين، ثنا الليث، عَنْ عُقَيْل، عَنِ ابْن شهاب، أنّ أَبَا إدريس الخولانيّ أخبره، أنّ يزيد بْن عُمَيْرة، وكان من أصحاب مُعَاذ بْن جَبَل، قَالَ: كَانَ مُعَاذ لا يجلسُ مجلسًا إلا قَالَ حين يجلس: اللَّه حكم قسط، تبارك اسمه، هلك المرتابون. وذكر الحديث.
قَالَ أَبُو القاسم بْن عساكر [3] : تُوُفِيّ سنة اثنتين، ويُقال: سنة ثلاث وثلاثين، ويقال: سنة سبع وثلاثين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (يزيد بن خالد) في:
المعرفة والتاريخ للبسوي 2/ 431، 516، 595، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 162، والجرح والتعديل 9/ 259 رقم 1092، والثقات لابن حبّان 9/ 276، وحلية الأولياء 6/ 168 و 8/ 331، والمعجم المشتمل 324 رقم 1168، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 557، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1532، والكاشف 3/ 242 رقم 6408، وتهذيب التهذيب 11/ 322، 323 رقم 621، وتقريب التهذيب 2/ 364 رقم 244، وخلاصة تذهيب التهذيب 431.
[2] تهذيب الكمال 3/ 1532.
[3] في المعجم المشتمل 324، وتاريخ دمشق 46/ 557.(17/418)
500- يزيد بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد بْن ميمون بْن مِهْران [1]- ق. - أبو محمد اليماميّ، نزيل مكة. شيخ معمّر، تفرَّد بالرواية عَنْ عِكْرِمة بْن عمّار.
وعنه: ق.، ويعقوب الفَسَوي، ومحمد بن عبد الله مطين، وموسى بن هارون، وجماعة.
توفي سنة ثلاث أو أربع وثلاثين ومائتين [2] .
501- يزيد بن مخلد [3] .
أبو خداش الواسطي.
عَنْ: هشيم، وبشر بْن ميسر.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن يوسف الهِسِنْجَانيّ، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الجنيد.
502- يعقوب بْن عيسى بْن ماهان الْمَرْوَزِيّ [4] .
ثُمَّ البغداديّ، المؤدِّب.
حدّث عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سعد.
وعنه: أَحْمَد بْن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي.
503- يعقوب بْن القاسم [5] .
أَبُو يوسف الطّلْحيّ التَّيْميّ.
عن: الدّراورديّ، وابن المبارك، وابن عيينة، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (يزيد بن عبد الله اليمامي) في:
الثقات لابن حبّان 7/ 620، والمعجم المشتمل لابن عساكر 324 رقم 1170، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1537، والكاشف 3/ 246 رقم 6442، وتهذيب التهذيب 11/ 343 رقم 656، وتقريب التهذيب 2/ 367 رقم 282، وخلاصة تذهيب التهذيب 432، 433.
[2] وفي (الكاشف 3/ 246) قال المؤلّف الذهبي إنه بقي حتى سنة 233 هـ.
[3] انظر عن (يزيد بن مخلد) في:
الجرح والتعديل 9/ 291 رقم 1245.
[4] انظر عن (يعقوب بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 14/ 271 رقم 7564.
[5] انظر عن (يعقوب بن القاسم) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 190، والجرح والتعديل 9/ 213 رقم 891، والثقات لابن حبّان 9/ 283، وتاريخ بغداد 14/ 272 رقم 7565.(17/419)
وعنه: الحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن أبي سعد الوراق.
وهو ثقة [1] .
504- يعقوب بن كعب الأنطاكي الحلبي [2]- د. - أَبُو حامد، وأبو يوسف.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وبقية بْن الوليد، وعيسى بْن يونس، والوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن سَلَمَةَ الحرّانيّ، وأبي معاوية الضرير، وخلق كثير.
وعنه: د.، وَأَحْمَد بْن سَيّار الْمَرْوَزِيّ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم [3] : ثقة.
وقال أَحْمَد العجليّ [4] : ثقة، رجلٌ صالِح صاحب سنّة.
505- يوسف بن عديّ [5]- خ. ن. - أبو يعقوب الكوفيّ، مولى تَيْم اللَّه.
أخو زكريّا بْن عديّ.
__________
[1] كتب عنه أبو حاتم ببغداد. (الجرح والتعديل) .
[2] انظر عن (يعقوب بن كعب) في:
تاريخ الثقات للعجليّ 484 رقم 1870، والجرح والتعديل 9/ 213، 214 رقم 892، والثقات لابن حبّان 9/ 284، والمعجم المشتمل لابن عساكر 327 رقم 1179، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1554، والكاشف 3/ 256 رقم 6515، وسير أعلام النبلاء 11/ 524، 535 رقم 147، وتهذيب التهذيب 11/ 394 رقم 759، وتقريب التهذيب 2/ 376 رقم 389، وخلاصة تذهيب التهذيب 437.
[3] الجرح والتعديل 9/ 214.
[4] في تاريخ الثقات 484.
[5] انظر عن (يوسف بن عديّ) في:
الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 121، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 527، وتاريخ الثقات للعجلي 486 رقم 1878، والجرح والتعديل 9/ 227 رقم 953، والثقات لابن حبّان 9/ 280، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 370، وتاريخ جرجان للسهمي 143، 144، والمعجم المشتمل لابن عساكر 328 رقم 1186، ووفيات الأعيان 4/ 195، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1560، 1561، والكاشف 3/ 262 رقم 6558، وسير أعلام النبلاء 10/ 484- 487 رقم 160، والعبر 1/ 412، وتهذيب التهذيب 11/ 417، 418 رقم 814، وتقريب التهذيب 2/ ج 381 رقم 442، والنجوم الزاهرة 2/ 265، وحسن المحاضرة 1/ 290، وخلاصة تذهيب التهذيب 439، وشذرات الذهب 2/ 75.(17/420)
حدّث عَنْ: مالك بْن أنس، وشَرِيك، وعُبَيد اللَّه بْن عمرو الرقيّ، وجماعة.
وعنه: خ.، ون.، عن رجل، عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتِم، ويعقوب الْفَسَوَِيُّ، وَمحمد بْن إِبْرَاهِيم البُوسنْجيّ، والحسن بْن الفرج الغزّيّ، وَمحمد بْن وضّاح، وطائفة من المصريين، وغيرهم.
قَالَ أبو زُرْعة: ثقة. ذهب إلى مصر للتجارة فسكنها [1] .
وقال غيره: تُوُفِيّ فِي ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين [2] . وأضرّ قبل موته بيسير.
506- يوسف بْن عَمْرو بْن يسار [3] .
الْإِمَام أَبُو يعقوب الْمَدَنِيّ ثُمَّ الْمَصْرِيّ، المقرئ المعروف بالأزرق.
لَزِمَ وَرْشًا مدة طويلة وأتقن عَلَيْهِ القراءة، وتصدر للإقراء.
وانفردَ عَنْ وَرْش بتغليظ اللامات وترقيق الراءات، وغير ذَلِكَ.
قرأ عَلَيْهِ خلق منهم: أَبُو الْحَسَن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النحّاس، وقَوَّاس المقرئ، وأبو بَكْر عَبْد اللَّه بْن مالك بْن سيف.
قَالَ أَبُو عديّ عَبْد العزيز: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن سيف يَقُولُ: سمعتُ أَبَا يعقوب الأزرق يَقُولُ: إن وَرْشًا لمّا تعمّق فِي النحو اتّخذ لنفسه مَقْرءًا يُسمّى مقرأ وَرْش. فلما جئت لأقرأ عَلَيْهِ قلت لَهُ: يا أَبَا سَعِيد إني أحب أن تُقرئني مقرأ نافع خالصًا، وتَدَعني مما استحسنت لنفسك.
قَالَ: فقلدته مقرأ نافع. وكنتُ نازلًا مَعَ ورش فِي الدار، فقرأتُ عَلَيْهِ عشرين ختمة بين حَدْر وتحقيق. فأمّا التحقيق، فكنتُ أقرأ عليه في الدّار الّتي
__________
[1] الجرح والتعديل 9/ 227.
[2] الثقات لابن حبّان 9/ 280، المعجم المشتمل 328، ويقال سنة ثلاثين ومائتين.
[3] انظر عن (يوسف بن عمرو الأزرق) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 181 رقم 80، وغاية النهاية 2/ 402 رقم 3934، وحسن المحاضرة 1/ 486.(17/421)
كُنَّا نسكنها فِي بيت عَبْد اللَّه. وأمّا الحَدْر، فكنت أقرأ عَلَيْهِ إذا رابطت معه بالإسكندرية [1] .
قَالَ أَبُو الفضل الخُزَاعيّ: أدركتُ أهل مصر والمغرب عَلَى رواية أبي يعقوب الأزرق عَنْ وَرْش لا يعرفون غيرها.
507- يوسف بْن يحيى [2] .
الْإِمَام أَبُو يعقوب الْمَصْرِيّ البُوَيْطيّ الفقيه، صاحب الشافعيّ.
روى عَنْ: ابن وَهْب، والشافعي، وغيرهما.
وعنه: الربيع المراديّ رفيقه، وإبراهيم الحربيّ، وَمحمد بْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ، وأبو حاتِم وقال [3] : صدوق، وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن فيل، والقاسم بْن هاشم السِّمْسَار، وآخرون.
كان صالحا عابدا متهجدا، دائم الذكر والتشاغل بالعلم. بلغنا أن الشافعي قَالَ: لَيْسَ فِي أصحابي أعلمُ من البويطي [4] .
قَالَ إمام الأئمة ابن خُزَيْمة: كَانَ ابن عَبْد الحكم أعلم من رأيت بِمذهب
__________
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 181، غاية النهاية 2/ 402.
[2] انظر عن (يوسف بن يحيى البويطي) في:
الجرح والتعديل 9/ 235 رقم 988، وتاريخ بغداد 14/ 299 رقم 7613، والفهرست 298، والأنساب 2/ 339، والكامل في التاريخ 7/ 26، واللباب 1/ 189، ووفيات الأعيان 7/ 61- 64 رقم 835، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1563، 1564، والمختصر في أخبار البشر 2/ 36، والعبر 1/ 411، ودول الإسلام 1/ 139، والمعين في طبقات المحدّثين 92 رقم 1039، والكاشف 3/ 263، 264 رقم 6574، وسير أعلام النبلاء 12/ 58- 63 رقم 13، وطبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي 7، ومرآة الجنان 2/ 201، 102، والبداية والنهاية 10/ 308، وطبقات الشافعية للقاضي ابن شهبة 45، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 275، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 20- 22 رقم 4، وطبقات الفقهاء للشيرازي 79، والإنتقاء 109، ومناقب الإمام أحمد 397، ومعجم البلدان 2/ 311، وتهذيب التهذيب 11/ 427- 429 رقم 834، وتقريب التهذيب 2/ 383 رقم 463، والنجوم الزاهرة 2/ 260، 261، وحسن المحاضرة 1/ 123، ومآثر الإنافة 1/ 227، وخلاصة تذهيب التهذيب 440، وشذرات الذهب 2/ 171، 72، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 16- 19.
[3] الجرح والتعديل 9/ 235.
[4] تاريخ بغداد 14/ 301، وفيات الأعيان، السبكي 2/ 163، الإسنوي 1/ 20.(17/422)
مالك، فوقعت بينه وبني البويطي وحشة عِنْدَ موت الشافعي، فحدثني أَبُو جَعْفَر السُّكري قَالَ: تَنَازعَ ابن عَبْد الحكم والبويطي مجلس الشّافعيّ، فقال البُوَيْطيّ:
أَنَا أحقُّ بِهِ منك. وقال الآخر كذلك. فجاء الحميدي، وكان تِلْكَ الأيام بِمصر، فقال: قَالَ الشّافعيّ: لَيْسَ أحدٌ أحقّ بمجلسي من يوسف، وليس أحد من أصحابي أعلمُ منه.
فقال لَهُ ابن عَبْد الحكم: كذبتَ.
قَالَ: كذبت أنت وأبوك وأُمُّك.
وغضب ابنُ عَبْد الحكم، وجلس البويطي فِي مجلس الشافعيّ، وجلس ابن عبد الحكم فِي الطاق الثالث [1] .
قَالَ زكريّا بْن أَحْمَد البلخي: نا أَبُو جَعْفَر محمد بْن أَحْمَد التِّرْمِذِيّ: ثنا الربيع بْن سُلَيْمَان قَالَ: كَانَ البويطي حين مرض الشافعيّ بمصر هُوَ، وابن عَبْد الحكم، والمزني، فاختلفوا فِي الحلقة أيُّهم يقعدُ فيها؟ فبلغ الشافعيّ، فقال: الحلقة للبويطيّ [2] . فلِهذا اعتزلَ ابن عَبْد الحكم الشافعيّ وأصحابه.
وكانت أعظمُ حلقة فِي المسجد، والناس إِلَيْهِ فِي الفُتْيَا، والسُّلطان إِلَيْهِ. فكان أَبُو يعقوب البُوَيْطيّ يصوم ويقرأ القرآن، لا يكادُ يمرّ يوم وليلة إِلَّا ختمَ. مَعَ صنائع المعروف إلى النّاس [3] .
قَالَ: فسَعَى بِهِ، وكان أَبُو بَكْر الأصمّ من سَعى بِهِ، لَيْسَ هُوَ بابن كَيْسَان الأصمّ. وكان أصحاب ابن أَبِي دُؤاد وابن الشافعيّ ممن سعى بِهِ، حتى كتب فِيهِ ابن أَبِي دُؤاد إلى والي مِصْرَ، فامتحنه، فلم يُجِب. وكان الوالي حَسَن الرأي فِيهِ. فقال: قل فيما بيني وبينك. قَالَ إنه يقتدي بي مائة ألف، ولا يدرون المعنى.
قَالَ: وكان قد أُمر أن يُحمل إلى بغداد فِي أربعين رطل حديد.
قَالَ الربيع: وكان المزنيّ ممن سَعَى بِهِ، وحَرْمَلة.
قَالَ أَبُو جَعْفَر التِّرْمِذِيّ: فحدثني الثّقة عن البويطيّ أنّه قال: بريء الناس
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 300، 301.
[2] تاريخ بغداد 14/ 301.
[3] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 164.(17/423)
من دمي إلا ثلاثة: حَرْمَلَةُ، والمزني، وآخر [1] .
وقال الربيع: كَانَ البويطي أبدًا يحرك شفتيه بذكر اللَّه [2] . ما أبصرتُ أحدًا أنْزَعَ لِحُجَّةٍ من كتاب اللَّه من البويطيّ [3] . ولقد رَأَيْته عَلَى بَغْلٍ فِي عُنقه غِلّ، وفي رجليه قَيْد. وبين الغل والقيد سلسلة حديد، وهو يَقُولُ: إنّما خَلَق اللَّه الخلق بِكُنَّ. فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقًا خُلِقَ بِمخلوق.
ولئن أدخلت عَلَيْهِ لأصدِّقَنه، يعني الواثق [4] ، ولأموتَنّ فِي حديدي هذا، حتى يأتي قومٌ يعلمون أَنَّهُ قد مات فِي هذا الشأن قومٌ فِي حديدهم.
وقال الربيع أيضًا: كتب إلى البويطي أن اصبر نفسك للغرباء، وحسّن خُلُقَك لأهل حلقتك، فإني لَم أزل أسمع الشافعيّ رَحِمَهُ اللَّه يُكثر أن يتمثّل بهذا البيت:
أهين لَهُمْ نفسي لكي يكرمونَها ... ولن تُكرم النفس التي لا تهينها [5]
قلت: ولَمّا تُوُفِيّ الشافعيّ جلس فِي حلقته بعده أَبُو يعقوب البُوَيْطيّ، ثُمَّ إنه حُمِلَ فِي أيّام المحنة إلى العراق مقيدًا، فسُجِنَ إلى أن مات فِي سنة إحدى وثلاثين ومائتين فِي رجب، رَضِيَ الله عنه [6] .
قال أبو عمرو المستملي: حضر نا مجلس محمد بْن يحيى الذُّهلي، فقرأ علينا كتاب البُوَيْطيّ إِلَيْهِ، وإذا فِيهِ: والذي أسألُكَ أن تعرض حالي عَلَى إخواننا أهل الحديث، لعل اللَّه يخلصني بدعائهم، فإني والحديد، وقد عجزت عَنْ أداء الفرائض الطهارة والصلاة. فضجّ الناس بالبكاء والدُّعَاء لَهُ.
ومن محاسن البويطي، قَالَ أَبُو بَكْر الأثرم: كُنَّا فِي مجلسي البُوَيْطيّ، فقرأ علينا عَنِ الشافعيّ أن التيمُّم ضربتان. فقلتُ لَهُ: حديث عمّار، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 60، 61.
[2] تاريخ بغداد 14/ 300.
[3] تاريخ بغداد 14/ 300.
[4] تاريخ بغداد 14/ 302.
[5] تاريخ بغداد 14/ 302.
[6] تاريخ بغداد 14/ 303.(17/424)
التيُّمم ضربة واحدة. فحكّ من كتابه ضربتان، وصيّره ضربة على حديث عمّار.
ثُمَّ قَالَ: قَالَ الشافعيّ: إذا رأيتم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألبست فاضربوا عَلَى قولي، وخذوا بالحديث فإنّه قولي.
قَالَ ابن الصلاح: روى هذا الحافظ أَبُو بَكْر بْن مَرْدَوَيْه، القول الَّذِي حكى عَنِ القديم أن التَّيُّمم للوجه والكف فحسْب.
508- يوسف بْن يعقوب الْكُوفيّ الصّفار [1]- خ. م. - عَنْ: عَبْد الله بْن إدريس، وأبي بَكْر بْن عيّاش، وجماعة.
وعنه: خ. م. وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، والحسن بْن سُفْيَان، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي مُطَيّن، وجماعة.
وثّقه أَبُو حاتِم [2] .
تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين [3] .
509- يونس بْن عَبْد الرحيم العسقلاني [4] .
سَمِعَ: ابن وهب، وضمرة بْن ربيعة.
وعنه: حنبل، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، ويعقوب الفَسَويّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل.
قَالَ أبو حاتم [5] : لَيْسَ بالقويّ.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن يعقوب الصفّار) في:
الأدب المفرد للبخاريّ، رقم 1289، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 386، والجرح والتعديل 9/ 234 رقم 985. والثقات لابن حبّان 9/ 281، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 815، 816 رقم 1376، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 376 رقم 1919، وتاريخ جرجان للسهمي 377، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 581، 572 رقم 2268، والمعجم المشتمل 329 رقم 1191، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1665، والكاشف 3/ 264 رقم 6578، وتهذيب التهذيب 11/ 432 رقم 839، وتقريب التهذيب 2/ 384 رقم 468، وخلاصة تذهيب التهذيب 440.
[2] الجرح والتعديل 9/ 234، وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يغرب» . (9/ 281) .
[3] المعجم المشتمل 329.
[4] انظر عن (يونس بن عبد الكريم) في:
الجرح والتعديل 9/ 241 رقم 1017، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 224 رقم 3868، وميزان الاعتدال 4/ 482 رقم 9911، ولسان الميزان 6/ 332، 333 رقم 1186.
[5] الجرح والتعديل 9/ 241. وقال: كان قدم بغداد فتكلموا فيه.(17/425)
الكِنى
510- أَبُو بَكْر بْن مروان بْن الحَكَم الأَسيْديّ البصْريّ [1] .
تُوُفِيّ سنة أربع وثلاثين.
حدَّث عن: جويرية بن أسماء، وحماد بن زيد.
وعنه: عُمَرَ بْن شَبَّة، والْمَعْمَريّ.
قَالَ أبو حاتم [2] : كتبتُ عنهُ وليس بِهِ بأس.
511- أَبُو عُبَيْدَة بْن الْفُضَيْل بْن عِيَاض المكيّ [3] .
قَدِمَ مصر فِي وكالة توكّلَها، فحدّث عَنْ والده رَحِمَهُ اللَّه، ثُمَّ رجع إلى مكة وبها تُوُفِيّ سنة ست وثلاثين فِي صفر، قاله ابن يونس.
512- أَبُو يوسف الغسُّولي الزّاهد [4] .
نزيل ثغر طَرَسُوس. رأى إِبْرَاهِيم بْن أدهم. وطال عُمره، ولقي كبار الصالحين.
وتوفي سنة أربعين ومائتين بطرسوس.
513- ماني الموسوس [5] .
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن مروان) في:
الجرح والتعديل 9/ 345 رقم 1538، والثقات لابن حبّان 9/ 293.
[2] الجرح والتعديل 9/ 345.
[3] لم أجده.
[4] انظر عن (أبي يوسف الغسولي) في:
الورع لأحمد 12، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 80 و 513، وصفة الصفوة 4/ 277 رقم 801.
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 215 في ترجمة إبراهيم بن أدهم.
[5] انظر عن (ماني الموسوس: محمد بن القاسم الشاعر) في:(17/426)
هُوَ أَبُو الْحَسَن محمد بْن القاسم الْمَصْرِيّ، الأديب الشاعر، نزيل بغداد.
لَهُ نظمٌ بديع. وكان يسكن مزاجه فِي بعض الأوقات. كَانَ في دولة المتوكل.
قَالَ ابن المرزُبان: أنشدتُ لِماني:
سلي عائداتي كيفَ أَبْصَرْنَ حالتي ... فإن قلت قد حابَيْنَني فاسْألي النّاسا
فإنْ لَم يقولوا مات وهو مَيِّتٌ ... فزيدي إذًا قلبي جُنونًا ووِسْواسا
وقال أَبُو هفّان الشاعر: أنشدني أَبُو الْحَسَن ماني لنفسه:
ما ساءني إعراضها ... عنّي ولكنْ سرَّني
سألتناها عِوَضٌ ... من كلّ وجهٍ حَسَنِ
وأنشد المبرد لِماني:
هِيف الخصُورِ قَواصدُ النَّبْلِ ... قَتَّلْنَنا بالأَعْين النُّجْلِ
كحّل الجمالُ جُفونَ أعْيُنها ... فغَنين عَنْ كَحَلٍ بلا كُحْلِ
وكَأنَّهُنَّ إذا أردنَ خُطًا ... يَقْلَعْنَ أرْجُلّهنَّ مِن وَحْلِ [1]
وقال أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه: أنشدني ماني الموسوس قَالَ: أنشدنا العُدَيّا الحنفيّ لنفسه:
ما أنصفتك الْجُفُونَ [2] لم تَكِفِ ... وقد رأينَ الحبيبَ لم يقفِ
فابكِ ديارًا دبّ الزمانُ لَها [3] ... فباعَ فيها الْجَفَاء باللُّطْفِ
ثُمَّ استعارت مسامعًا كسُدَ اللّوم ... عليها من عاشق كلف
كأنّها إذْ تقنّعت بِبِلًى ... شَمْطَاء ما تستقلُّ من خَرَفِ [4]
514- أَحْمَد بْن يحيى بْن عَبْد العزيز أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الأشعري نَسَبًا [5] .
ويُعرف بأبي عبد الرحمن الشافعيّ.
__________
[ () ] طبقات الشعراء لابن المعتزّ 382، 383، والأغاني 23/ 181- 187، وتاريخ بغداد 3/ 169، 170 رقم 1214، وبدائع البدائه 143- 146.
[1] طبقات ابن المعتزّ 383، تاريخ بغداد 3/ 170.
[2] في الأغاني: «العيون» .
[3] في الأغاني: «حل الحبيب بها» .
[4] الأبيات في الأغاني 23/ 181.
[5] انظر عن (أحمد بن يحيى بن عبد العزيز) في:
الفهرست لابن النديم 267، وتاريخ بغداد 5/ 200 رقم 2673، وسير أعلام النبلاء 10/ 555 رقم 190.(17/427)
واشتهر بالكنية والنسبة لكونه تفقّه بالشافعي، وغَلَبَ عَلَيْهِ الجدل والمناظرة والكلام.
وأخذ عَنْهُ: داود بْن عليّ الإصبهانيّ عِلْم الاختلاف. قاله أَبُو عُبَيْد بْن حربويه.
وقال الخطيب [1] : حدّث عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، والشافعيّ.
روى عَنْهُ: محمد بْن إِبْرَاهِيم القوهستاني، ومطين.
ثُمَّ ساق الخطيب [2] له حديثا.
قال الدّار الدَّارَقُطْنِيّ: كَانَ من كبار أصحاب الشافعيّ، ثُمَّ صار من أصحاب ابن أَبِي دؤاد، واتَّبعهُ عَلَى رأيه [3] .
515- ابنُ كُلّاب [4] .
هُوَ أَبُو محمد عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن كُلّاب المتكلم الْبَصْرِيّ. كَانَ يرُدُّ عَلَى المعتزلة وربَما وافقهم.
ذكر أَبُو طاهر الذُّهلي أن الْإِمَام داود بْن علي الإصبهاني أخذ الكلام والْجَدَل عَنْ عَبْد اللَّه بْن كُلّاب.
وفي ترجمة الحارث بْن أسد المحاسبي للخطيب [5] أَنَّهُ تخرج بأبي محمد عَبْد اللَّه بْن سَعِيد القطّان الملقب، فيما حكاهُ هُوَ، كُلابًا. وأصحابه كُلابية. لأنه كَانَ يجر الخصوم إلى نفسه بفضل بيانه، كأنه كُلاب.
قَالَ شيخنا ابن تَيْمية: كَانَ لَهُ فضل وعِلْم ودين، وكان ممن انتُدِبَ للردّ عَلَى الجهْميّة. ومن قَالَ عَنْهُ إنه ابتدعَ ما ابتدعه ليظهر دين النّصارى على
__________
[1] في تاريخه 5/ 200.
[2] في تاريخه.
[3] المصدر نفسه.
[4] انظر عن (ابن كلّاب) في:
الفهرست لابن النديم 230، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 299، 300، وسير أعلام النبلاء 11/ 174- 176 رقم 76، ولسان الميزان 3/ 290، 291، ومقالات الإسلاميين 1/ 249 وما بعدها، و 2/ 225 وما بعدها.
[5] تاريخ بغداد 8/ 211، وليس في الترجمة ذكر لابن كلّاب.(17/428)
المسلمين كما يذكره طائفة، ويذكرون أَنَّهُ أرضى أخته بذلك، فهذا كذب عَلَيْهِ، افتراهُ عَلَيْهِ المعتزلة والجهمية الذين رد عليهم. فإنّهم يزعمون أن من أثبت فقد قَالَ بقول النَّصَارى.
قَالَ شيخنا: وهو أقربُ إلى السنة من خصومه بكثير، فلمّا أظهروا القول بخلْق القرآن، وقال أئمة السنة بل هُوَ كلامُ اللَّه غير مخلوق، فأحدث ابن كُلاب القول بأنه كلامٌ قائمٌ بذات الربّ، بلا قدرة ولا مشيئة. فهذا لَم يكن يتصوّره عاقل، ولا خطرَ ببال الجمهور، حتى أحدث القول بِهِ ابن كُلاب.
وقد صنّف كُتُبًا كثيرة فِي التوحيد والصفات [1] ، وبيّن فيها أدلة عقلية عَلَى فساد قول الجهمية. وبيّن أن علو اللَّه تعالى عَلَى عرشه ومباينته لخلقه معلومٌ بالفِطرة والأدلة العقلية، كما دلّ عَلَى ذَلِكَ الكتاب والسنة.
وكذلك ذكرها الحارث المحاسبي فِي كتاب «فَهْم القرآن» .
516- أَبُو دِعَامة القَيْسيّ [2] .
إخباريّ مشهور اسمه عَلِيّ بْن بُرَيْد، تصغير بَرْد.
روى عَنْ: أبي نواس، وأبي العتاهية، وغيرهما.
ولم يرو غير الحكايات والأدب.
روى عنه: أحمد بن أبي طاهر، ويزيد بن محمد المهلبي، وعون بن محمد الكندي، وغيرهم.
ذكره ابن ماكولا في [3] «بريد» .
والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________
[1] انظر: الفهرست لابن النديم 230.
[2] انظر عن (أبي دعامة القيسي) في:
تاريخ الطبري 8/ 73، 224، 464، 470، 474، 480، وفيه (علي بن يزيد أو مرثد) ، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 133، وتاريخ بغداد 11/ 353 رقم 6201، والإكمال لابن ماكولا 1/ 229.
[3] في الإكمال 1/ 229.(17/429)
(بعونه تعالى وتوفيقه، تم تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام» للحافظ الذهبي، على يد طالب العلم وخادمه الحاج أبي غازي عمر عبد السلام تدمري، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، وذلك قبل ظهر يوم الجمعة، للثامن من شهر ذي القعدة 1410 هـ. الموافق لأول شهر حزيران (يونيه) 1990 م. وقد حقّقه، وضبطه، وخرّج أحاديثه، ووثّقه، وأحال إلى مصادره، وصنع فهارسه، وذلك بمنزله بساحة النجمة من مدينة طرابلس الشام حرسها الله، وجعلها ثغرا ورباطا آمنا مطمئنا، بحفظه ورعايته، وجعل الله هذا العمل خالصا لوجهه، وتجاوز عن كل سهو أو خطأ وقع فيه، فهو المعصوم وحده، والحمد للَّه أولا وآخرا) .(17/430)
[المجلد الثامن عشر (سنة 241- 250) ]
بسم الله الرحمن الرحيم حسبنا الله ونعم الوكيل
الطبقة الخامسةُ والعشرون
سنة إحدى وأربعين ومائتينِ
فيها تُوفّي: الإمام أحمد بْن حنبل، وجُبَارة بن المُغِّلس، والحَسَن بن حمّاد سَجَّادة، وأبو تَوْبة الربيع بن نافع الحلبيّ، وعبد الله بن منير المَرْوَزِيّ، وأبو قُدامة عُبَيْد الله بن سعيد السَّرخُسِيّ، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رَزْمة، وأبو مروان محمد بن عثمان العثمانيّ، ومحمد بن عيسى التَّيْميّ الرازيّ المقرئ، وهُدْبة بن عبد الوهاب المَرْوَزِيّ، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب.
[وثوب أهل حمص علي واليهم]
وفيها وثب أهل حمص بواليهم محمد بن عَبْدَوَيْه، وأعانهم النَّصارى، فقاتلهم، وأنجده صالح أمير دمشق [1] .
[تناثُر الكواكب]
وفي جُمَادَى الآخرة ماجت النّجوم في السّماء، وتناثرت الكواكب كالجراد
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 490، وتاريخ الطبري 9/ 199، 200، وتاريخ حلب للعظيميّ 257، والكامل في التاريخ 7/ 76، ونهاية الأرب 22/ 286، 287، والبداية والنهاية 10/ 323.(18/5)
أكثر الليل، وكان أمرًا مزعجًا لم يُعْهَد مثلُه [1] .
[غارة الروم على عين زربة]
وفيها أغارت الروم على من بعين زَرَبَة [2] .
[غارة البُجاة في مصر]
وأغارت البُجاة على ناحيةٍ من مصر، فسار إليهم القُمّي، وتبِعَه خلْقٌ من المطَّوَّعة من الصّعيد، فكان في عشرين ألفًا بين فارس وراجل. وحُمِل إليه في بحر القُلْزُم عدّة مراكب، فيها أقوات، ولجّجوا بها في البحر حتّى يلاقوا بها ساحل البُجاة. وحشد له ملك البُجاة عساكر يقاتلون على الإبِل بالحِراب، فتناوشوا أيّامًا من غير مصافّ، وقصد البجاة ذلك ليفنى زاد المسلمين. ثمّ التقوا، فحملوا على البُجاة، فنفرتِ إِبلُهم من الأجراس، ونفرت في الجبال، والأودية، ومزَّقت جمعهم. فأُسِرَ وقُتِل خَلْقٌ منهم، وساقَ وراءهم، فهرب الملك وأخذ تاجه وخزائنه.
ثمّ أرسل الملك يطلب الأمان وهو يؤدّي الخراج. وسار معهم إلى باب المتوكّل في سبعين من خواصّه، واستناب ولده، وكان يعبد الأصنام [3] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 491، وتاريخ الطبري 9/ 201، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 121، وتاريخ حلب للعظيميّ 257، والكامل في التاريخ 7/ 80، ونهاية الأرب 2/ 289، والبداية والنهاية 10/ 324، والنجوم الزاهرة 2/ 304، وتاريخ الخلفاء 348، وشذرات الذهب 2/ 96.
[2] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 9/ 201، والكامل في التاريخ 7/ 80، والبداية والنهاية 10/ 324.
[3] انظر عن غارة البجاة في:
تاريخ الطبري 9/ 203- 206، وتجارب الأمم 6/ 548- 551، والكامل في التاريخ 7/ 77- 79، ونهاية الأرب 22/ 288، 289، والبداية والنهاية 10/ 324، 325.(18/6)
سنة اثنتين وأربعين ومائتين
فيها تُوُفّي: أبو مُصْعَب الزُّهْريّ، والحَسَن بن عليّ الحُلْوانيّ، وابن ذَكْوان المقرئ، وزكريّا بن يحيى كاتب العُمريّ، ومحمد بن أسلم الطُّوسيّ، ومحمد بن رُمح التُّجَيْبيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمّار، ويحيى بن أكثم.
[خبر زلازل عدة]
ويقال: فيها كانت زلزلة عظيمة بقومس وأعمالها، هلك منها خلق تحت الهدْم، قيل: بلغت عُدَّتهم خمسةً وأربعين ألفًا [1] . وكان معظم ذلك بالدّامَغَان [2] ، حتّى قيل: سقط نصفها.
__________
[1] وستة وتسعين ألفا. كما في (تاريخ الطبري) و (الكامل في التاريخ) و (تاريخ الدول) .
[2] الخبر حتى هنا في: تاريخ الطبري 9/ 207، والكامل في التاريخ 7/ 81، وتاريخ مختصر الدول 143، والبداية والنهاية 10/ 343.
وفي تاريخ اليعقوبي 2/ 491: «وكانت الزلازل بقومس ونيسابور وما والاها سنة 242 حتى مات بقومس خلق كثير، ونالتهم رجفة يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من شعبان، فمات فيها زهاء مائتي ألف» .
ونقل حمزة بن الحسن الأصفهاني خبر زلزلة قومس عن الطبري، وجعله في سنة أحد وأربعين ومائتين. (تاريخ سنّي ملوك الأرض والأنبياء 145) .(18/7)
وزُلْزلت الرِّيّ، وجُرْجَان، ونَيْسابور، وطَبَرِسْتان [1] .
ورُجمت قرية السّويدا بناحية مُضَر، ووقع منها حجر على خيمة أعراب.
ووُزن حجر منها، فكان عشرة أرطال [2] .
[مسير جبل باليمن]
وسار جبل باليمن عليه مزارع لأهله حتّى أتى مزارع آخرين [3] .
[صياح الطائر بحلب]
ووقع بحلب على دُلْبة طائرٌ أبيض دون الرخمة في رمضان، فصاح: يا معاشر النّاس، اتقوا الله الله الله، فصاح أربعين صوتًا، ثمّ طار.
وجاء مِن الغد، ففعل كذلك. وكُتب البريد بذلك وأُشْهِد خمسمائة إنسان سمِعوه [4] .
[خروج الروم إلى آمِد والجزيرة]
وفيها حشدت الروم، وخرجوا من ناحية شِمْشاط إلى آمد والجزيرة، فقتلوا
__________
[1] قارن بتاريخ حلب للعظيميّ 257، 258، والكامل في التاريخ 7/ 81، والأعلاق الخطيرة 1/ 73.
[2] الخبر بطوله في: المنتظم لابن الجوزي (مخطوطة دار الكتب المصرية 1296 تاريخ) ق 2 ورقة 159، 160، ونهاية الأرب 22/ 290، والنجوم الزاهرة 2/ 307، وتاريخ الخلفاء 348، وشذرات الذهب 2/ 99، وفي الأصل: «مصر» ، وهو تحريف، ومآثر الإنافة 1/ 233.
[3] قال الأصفهاني: «ورد الخبر من اليمن على سلطان بمسير جبل يقال له السقرا» . (تاريخ سنيّ ملوك الأرض 145) .
وقال العظيمي: «واستقلّ جبل بأهله حتى أسند إلى جبل آخر وهلك كل من بالوادي» . (تاريخ حلب 258) .
وفي الكامل لابن الأثير 7/ 81: وكان باليمن- مثل ذلك- مع خسف، ونحوه في: تاريخ مختصر الدول 143.
والخبر في: المنتظم ق 2 ورقة 159، ونهاية الأرب 22/ 290، والنجوم الزاهرة 2/ 307، وشذرات الذهب 2/ 99.
[4] المنتظم ق 2 ورقة 159، نهاية الأرب 22/ 290، 291، الأعلاق الخطيرة 1/ 72، 73، النجوم الزاهرة 2/ 307، تاريخ الخلفاء 348، وشذرات الذهب 2/ 100.(18/8)
وسَبَوْا نحو عشرة آلاف، ورجعوا [1] .
[الحجّ هذا الموسم]
وحجّ بالنّاس والي مكّة عبد الصمد بن موسى بن محمد الهاشميّ [2] .
وحجّ من البصرة إبراهيم بن مطهِّر الكاتب على عجلة تجرّها الإبل، وتعجّب النّاس من ذلك.
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 9/ 207، والكامل في التاريخ 7/ 81 وفيه «سميساط» وهو تصحيف، ونهاية الأرب 22/ 289، 290، والبداية والنهاية 10/ 343، والنجوم الزاهرة 2/ 307.
[2] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 9/ 208، ومروج الذهب 4/ 406، والكامل في التاريخ 7/ 82، ونهاية الأرب 22/ 291، والبداية والنهاية 10/ 343، والنجوم الزاهرة 2/ 307.(18/9)
[سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين]
تُوُفيّ فيها: أحمد بن سعيد الرباطيّ، وأحمد بن عيسى المصريّ، وإبراهيم بن العبّاس الصُّوليّ، والحارث المُحَاسبِيّ، وحَرْمَلَة، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ، وهارون الحمّال.
[عزم المتوكل السّكنى بدمشق]
وفي آخرها قدِم المتوكّل إلى دمشق، فأعجبته، وبنى له القصر بدارَيّا، وَعَزَمَ على سُكْنَاهَا، فعمل يزيد بن محمد المُهَلّبيّ:
أظنُّ الشّام تشمَتُ بالعراقِ ... إذا عزم الإمامُ على انْطلاقِ
فإنْ تَدَعِ العِراقَ وساكنيه [1] ... فقد تُبْلى المليحةُ بالطّلاقِ
فبدا له ورجع بعد شهرين أو ثلاثة، في سنة أربع [2] .
__________
[1] في تاريخ الطبري 9/ 209: «وساكنيها» ، وكذا في: مروج الذهب 4/ 114، والمثبت يتفق مع الكامل في التاريخ 7/ 83، والمختصر في أخبار البشر 2/ 40، والبداية والنهاية 10/ 344، والنجوم الزاهرة 2/ 315، وتاريخ الخلفاء 348.
[2] انظر هذا الخبر في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 491، وتاريخ الطبري 9/ 209، ومروج الذهب 4/ 114، 115، وتجارب الأمم 6/ 552، وتاريخ حلب للعظيميّ 258 وفيه أن المتوكل خرج إلى الغزاة إلى دمشق،(18/10)
[الحجّ هذا الموسم]
وحجّ بالنّاس عبد الصّمد بن موسى، وسار بالموكب من العراق جعفر بن دينار [1] . والله أعلم.
__________
[ () ] والكامل في التاريخ 7/ 83، ونهاية الأرب 22/ 291، والمختصر في أخبار البشر 2/ 40، وتاريخ الخلفاء 348.
[1] انظر عن الحجّ في:
تاريخ الطبري 9/ 209، ومروج الذهب 4/ 406، وتاريخ حلب للعظيميّ 258 وفيه: حج بالناس عبد الله بن محمد بن داود، والكامل في التاريخ 7/ 83، ونهاية الأرب 22/ 291، والبداية والنهاية 10/ 344، والبداية والنهاية 10/ 346، والنجوم الزاهرة 2/ 314.(18/11)
سنة أربع وأربعين ومائتين
فيها تُوَفيّ: أحمد بن منيع، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَوِيّ، وإسحاق بن موسى الخَطْميّ، والحَسَن بن شُجاع البلْخيّ الحافظ، وأبو عمّار الحسين بن حُرَيْث، وحُمَيْد بن مَسْعَدَة، وعبد الحميد بن بيان الواسطيّ، وعليّ بن حُجْر، وعُقْبة بن عبد الله المَرْوَزِيّ، ومحمد بن أبان المستمليّ، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب، ويعقوب بن السّكّيت.
[فتح حصن للروم]
وفيها افتتح بُغَا حصنًا من الروم يقال له صملّة [1] .
__________
[1] انظر عن فتح صملّة في:
تاريخ الطبري 9/ 210، وفي تاريخ حلب للعظيميّ 258: غزا بغا من طرسوس ثم إلى ملطية، وظفر بطلائع الروم، الكامل في التاريخ 7/ 85، وفيه «صملة» بفتح الصاد المهملة، ونهاية الأرب 22/ 291، والبداية والنهاية 10/ 345، والنجوم الزاهرة 2/ 318.(18/12)
[نفي طبيب المتوكل]
وفيها سخط المتوكّل على طبيبه بَخْتَيْشُوع، ونفاه إلى البحرين [1] .
[اتفاق الأعياد]
وفيها اتّفق عيد الأضحى، وفَطِير اليهود، وعيد الشّعانين للنّصارى في يوم واحد [2] .
__________
[1] تاريخ الطبري 9/ 211، تاريخ حلب للعظيميّ 258، الكامل في التاريخ 7/ 85، تاريخ مختصر الدول 144، تاريخ الزمان 39، المختصر في أخبار البشر 2/ 40، البداية والنهاية 10/ 346، النجوم الزاهرة 2/ 318.
[2] تاريخ الطبري 9/ 211، تاريخ حلب للعظيميّ 258، الكامل في التاريخ 7/ 85، نهاية الأرب 22/ 291، البداية والنهاية 10/ 346، النجوم الزاهرة 2/ 318، شذرات الذهب 2/ 104.(18/13)
سنة خمسٍ وأربعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أحمد بن عَبْدة الضَّبّيّ، وإسحاق بن إسرائيل، وإسماعيل بن موسى السُّدّيّ، وذو النُّون المصريّ، وسَوّار بن عبد الله العنْبريّ، وعبد الله بن عِمران العابديّ، ودُحَيْم، وأبو تُراب النَّخْشَبيّ، ومحمد بن رافع، وهشام بن عمّار.
[عموم الزلازل في البلاد]
ويقال: فيها عمّت الزلازل الدُّنيا، فأخربت القلاع والمدن والقناطر، وهلك خلق بالعراق والمغرب. وسقطت من أنطاكية نيِّفٌ وتسعون برجًا. وتقطّع جبلها الأقرع وسقط في البحر. وسُمِع من السّماء أصوات هائلة، وهلك أكثر أهل اللاذقّية تحتّ الردْم. وذهبت جَبَلةُ بأهلها، وهُدِمت بالِس وغيرها. وامتدّت إلى خُراسان، ومات خلائق منها.
وأمر المتوكّل بثلاثة آلاف ألف درهم للّذين أصيبوا بمنازلهم [1] .
__________
[1] انظر خبر الزلازل في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 491، وتاريخ الطبري 9/ 212، 213، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 121،(18/14)
وزلزلت مصر. وسمعَ أهل بُلْبِيس [1] من ناحية مصر ضجّة هائلة، فمات خلق من أهل بُلْبِيس [1] .
وغارت عيون مكّة [2] .
[بناء الماحوزة]
وفيها أمر المتوكّل ببناء الماحوزة، وسماها الجعفريّ. وأقطع الأمراء بُنَاها، وأنفق بعد ذلك عليها أكثر من ألفَيْ ألف دينار. وبنى قصرًا سمّاه اللؤلؤة، لم يُرَ مثله في عُلُوِّه وارتفاعه. وحفر للماحوزة نهرًا كان يعمل فيه اثنا عشر ألف رجل، فقُتِل المتوكّل وهم يعملون فيه، فبطُل عمله، وخربت الماحوزة، ونُقِض القصر [3] .
[غارة الروم على سُميساط]
وفيها أغارت الروم على سميساط فقتلوا نحو خمسمائة، وسَبَوْا، فغزا عليّ بن يحيى، فلم يظفر بهم [4] .
__________
[ () ] وتاريخ حلب للعظيميّ 258 وفيه عن زلزلة أنطاكية فقط، والكامل وتاريخ 7/ 87، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 143 وفيه تقطّع الجبل الأقرع، وموت أهل اللاذقية في سنة (242 هـ) ، وتاريخ الزمان 40، والبدء والتاريخ 6/ 121، ونهاية الأرب 22/ 292، والبداية والنهاية 10/ 346، والنجوم الزاهرة 2/ 319، وتاريخ الخلفاء 349، وشذرات الذهب 2/ 107.
[1] في تاريخ الطبري: «تنّيس» ، وفي الكامل في التاريخ: «سيس» ، وهو تحريف، ونهاية الأرب 22/ 292 وفيه: «تنّيس» ، وكذا في: البداية والنهاية 10/ 346، وفي النجوم الزاهرة 2/ 319 «بلبيس» ، وكذلك في: تاريخ الخلفاء 349، وفي شذرات الذهب 2/ 107: «تنيس» ، ومآثر الإنافة 1/ 233.
[2] تاريخ الطبري 9/ 213، الكامل في التاريخ 7/ 88، البداية والنهاية 10/ 346، النجوم الزاهرة 2/ 320، تاريخ الخلفاء 349.
[3] انظر عن بناء الماحوزة في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 492، وتاريخ الطبري 9/ 212، وتجارب الأمم 6/ 552، والكامل في التاريخ 7/ 87 وفيه «الماخورة» وهو تحريف، ونهاية الأرب 22/ 291، 292 وفيه: أنفق عليها ألف ألف دينار، والبداية والنهاية 10/ 346، والنجوم الزاهرة 2/ 320.
[4] انظر عن غارة الروم على سميساط في:
تاريخ الطبري 9/ 218، والكامل في التاريخ 7/ 89، والنجوم الزاهرة 2/ 320.(18/15)
سنة ستٍّ وأربعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وأحمد بن أبي الحواريّ، وأبو عَمْرو الدُّوريّ المقرئ، ودِعْبِل الشّاعر، ولُوَيْن، ومحمد بن مُصَفَّى، والمسيِّب بن واضح.
[غزو المسلمين الروم]
وفيها غزا المسلمون الرومَ، فسبوا، واستنقذوا خلائق من الأسرى [1] .
[تحوُّل المتوكّل إلى الماحوزة]
ويوم عاشوراء تحوّل المتوكّل إلى الماحوزة مدينته التي أمر ببنائها، وفرَّق في الصُّنَّاع والعمّال عليها مبلغا عظيما [2] .
__________
[1] انظر هذا الخبر بالتفصيل في:
تاريخ الطبري 9/ 219، والكامل في التاريخ 7/ 93، ونهاية الأرب 22/ 392، والنجوم الزاهرة 2/ 322.
[2] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 9/ 219، والكامل في التاريخ 7/ 93، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، والبداية والنهاية 10/ 347، والنجوم الزاهرة 2/ 322.(18/16)
[المطر ببلخ]
وفيها مُطِرَت بناحية بلْخ مطرًا دمًا عبيطًا [1] .
[الحجّ هذا الموسم]
وحجّ بالرَّكْب العراقيّ محمد بن عبد الله بن طاهر، فولي أعمال الموسم، وأخذ معه ثلاثمائة ألف دينار لأهل مكة، ومائة ألف لأهل المدينة، ومائة ألف لإجراء الماء من عَرَفَات إلى مكّة [2] .
__________
[1] انظر عن المطر في:
تاريخ الطبري 9/ 221، وتاريخ حلب للعظيميّ 259، والكامل في التاريخ 7/ 93، ونهاية الأرب 22/ 293، والبداية والنهاية 10/ 347، والنجوم الزاهرة 2/ 322، وشذرات الذهب 2/ 110.
[2] انظر عن الحجّ في:
تاريخ الطبري 9/ 221، وفي مروج الذهب 4/ 406 الّذي حجّ هو محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام، وكذا في الكامل لابن الأثير 7/ 93 حجّ: محمد بن سليمان الزينبي، ونهاية الأرب 22/ 293، والبداية والنهاية 10/ 347، والنجوم الزاهرة 2/ 322.(18/17)
سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين
فيها تُوُفّي: إبراهيم بن سعد الْجَوْهريّ، وأبو عثمان المازنيّ، والمتوكّل على الله، وَسَلَمَةُ بن شبيب، وسُفْيان بن وكيع، والفتح بن خاقان الوزير.
[بيعة المنتصر باللَّه]
وفي رابع شوّال بُويع بالخلافة بعد قتل المتوكّل ابنُه المنتصر باللَّه محمد.
فولَّى المظالم أبا عَمْرة أحمد بن سعيد مولى بني هاشم [1] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 9/ 239.(18/18)
سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أحمد بن صالح المصريّ، والحسين الكرابيسيّ، وطاهر بن عبد الله الأمير، وعبد الجبار بْن العلاء، وعبد الملك بْن شعيب بن الليث، وعيسى بن حمّاد زُغْبة، والقاسم بن عثمان الْجَوْعيّ، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، والمنتصر باللَّه محمد، ومحمد بن زُنْبُور المكّيّ، وأبو كُرَيْب محمد بن العلاء، ومحمد بن موسى الحَرَشِيّ، وأبو هشام الرفاعيّ.
[وقوع الوحشة بين وصيف التركي والوزير]
وفيها وقع بين الوزير أحمد بن الخصيب وبين وصيف التُّرْكيّ وحْشَةٌ، فأشار الوزير على المنتصر أن يُبْعِدَ عنه وَصِيفًا، وخوَّفه منه. فأرسل إليه: إنّ طاغية الروم أقبل يريد الإسلام، فسِرْ إليه. فاعتذر، فأحضره وَقَالَ: إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ أَنْتَ أَوْ أَخْرُجَ.
فقال: لا، بل أخرج أنا.(18/19)
فانتخب المنتصر معه عشرة آلاف، وأنفق فيهم الأموال، وساروا. ثمّ بعث المنتصر إلى وصيف يأمره بالمقام بالثَّغْر أربع سِنِين [1] .
[خلع المعتزّ والمؤيّد من العهد]
وفي صفر خَلَعَ المعتزّ والمؤيَّد أنفسَهُما من العهد مُكْرَهَيْن.
لمّا استقامت الأمور للمنتصر ألحّ عليه أحمد بن الخصيب، ووصيف، وبغا في خلعهما خوفًا من موته قبل المعتزّ، فيهلكهم المعتزّ. وكان المنتصر مكرِمًا للمعتزّ والمؤيد إلى أربعين يومًا من خلافته، ثمّ جعلهما في حُجْرة، فقال المعتزّ لأخيه: أحضرنا يا شقيّ هنا للخلْع.
قال: ما أظنّه يفعل.
فجاءتهم الرُّسُل بالخَلْع، فأجاب المؤيّد، وامتنع المعتزّ وقال: إن كنتم تريدون قتْلي فافعلوا.
فمضوا وعادوا فحبسوه في بيتٍ، وأغلظوا له، ثمّ دخل عليه أخوه المؤيّد وقال: يا جاهل قد رأيت ما جرى على أبينا، وأنت أقربُ إلى القتل، اخلَعْ، ويلك، فإن كان في عِلْم الله أنّك تلي لَتَلِيَنَّ.
فخلع نفسه، وكتبا على أنفسهما أنّهما عاجزان، وقصْدنا أن لا يأثَم المتوكّل بسببنا، إذ لم نكن له موضعًا. واعترفا بذلك في مجلس العامّة بحضرة جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ، ووَصِيف، وبُغا، ومحمد بن عبد الله بن طاهر، وبُغا الصّغير، وأعيان بني عمّهما.
فقال لهما المنتصر: أَتَرَياني خلعتكما طمعًا في أن أعيش بعدكما حتّى يكبر ولدي عبد الوهَّاب وأُبايع له؟ والله ما طمعت في ذلك. وو الله لأن يلي بنو أبي أحبّ إليَّ من أن يلي بنو عمّي، ولكنّ هؤلاء- وأومأ إلى الأمراء- ألحّوا عليَّ في خلْعكما، فخفت عليكما من القتْل إن لم أفعل، فما كنت أصنع؟
__________
[1] انظر عن هذا الخبر بالتفصيل في:
تاريخ الطبري 9/ 240- 244، والنجوم الزاهرة 2/ 326.(18/20)
أقتلهم؟ فو الله ما تفي دماؤهم كلُّهم بدم بعضكما.
فأكبّا عليه فقبّلا يده وضَمَّهُما إليه وانصرفا [1] .
[مقتل محمد الخارجي]
وفيها حكم محمد بن عمر الخارجيّ بناحية المَوْصِل، ومال إليه خلق.
وسار لحربه إسحاق بن ثابت الفَرَغانيّ، فالتقوا، فقُتِل جماعة من الفريقين، ثمّ أسِر محمد وجماعة، فقتِلوا وصُلبوا إلى جانب خشبة بابَك [2] .
[استيلاء الصفّار على خراسان]
وفيها قويت شوكة يعقوب بن اللَّيْث الصَّفّار، واستولى على مُعْظم إقليم خُراسان، وسار من سِجِسْتان ونزل هراة، وفرّق في هذه الأموال [3] .
[مقتل المنتصر باللَّه]
وفيها قُتِل المنتصر باللَّه بالذَّبْحة، وهي الخوانيق، وقيل: إنه سمّ [4] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 9/ 244- 246 بالتفصيل، وتاريخ اليعقوبي 2/ 493 بإيجاز، ومروج الذهب 4/ 136، وتجارب الأمم 6/ 558- 560، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 123، وتاريخ حلب للعظيميّ 259، والكامل في التاريخ 7/ 112- 114، وتاريخ مختصر الدول 146، وتاريخ الزمان 40، 41، والبدء والتاريخ 6/ 123، ونهاية الأرب 22/ 298، 299، والبداية والنهاية 10/ 353، والنجوم الزاهرة 2/ 326، ومآثر الإنافة 1/ 238.
[2] انظر عن الخارجيّ في:
النجوم الزاهرة 2/ 326.
[3] تجارب الأمم 6/ 562، الكامل في التاريخ 7/ 120، المختصر في أخبار البشر 2/ 42، النجوم الزاهرة 2/ 326، 327.
[4] انظر عن مقتل المنتصر باللَّه في:
تاريخ الطبري 9/ 251، 252، الإنباء في تاريخ الخلفاء 122، الكامل في التاريخ 7/ 114، تاريخ مختصر الدول 146، تاريخ الزمان 41، ونهاية الأرب 22/ 300، والمختصر في أخبار البشر 2/ 42، ودول الإسلام 1/ 150، وتاريخ ابن خلدون 3/ 283، والبداية والنهاية 10/ 354، وتاريخ الخميس 2/ 378، والنجوم الزاهرة 2/ 328، ومآثر الإنافة 1/ 237.(18/21)
[بيعة المستعين باللَّه]
وبُويع بعده المستعين باللَّه أبو العباس أحمد بن المعتصم. وأمّه أمّ ولد، اسمها مُخَارِق [1] .
وكان مليحا أبيض، بوجهه أثر جُدَرِيّ، وكان أَلْثَغ.
ولمّا هلك المنتصر اجتمع القُوّاد وتشاوروا، وذلك برأي ابن الخصيب، فقال لهم أو تامش: متى وليْتم أحدًا من ولد المتوكّل لا يُبقي منّا باقية.
فقالوا: ما لها إلا أحمد بن المعتصم ولَد أُستاذنا.
فقال محمد بن موسى المنجّم سرّا: أَتُوَلُّون رجلا عنده أنُّه أحقّ بالخلافة من المتوكّل وأنتم دفعتموه عنها؟ ولكن اصطَنِعوا إنسانًا يعرف ذلك لكم.
فلم يقبلوا منه، وبايعوا أحمد المستعين وله ثمانٍ وعشرون سنة.
فاستكتب أحمد بن الخصيب، واستوزر أوتامِش. فبينا هو قد دخل دار العامة في دَسْت الخلافة، إذا جماعة من الشّاكريّة والغَوْغاء وبعض الْجُنْد، وهم نحو ألف، قد شهروا السَّلاح وصاحوا: المعتزّ يا منصور [2] .
[فتنة الغوغاء]
ونشبت الحرب بين الفريقين، وقُتل جماعة. فخرج المستعين عن دار العامّة وأتى إلى القصر الهارونيّ، فبات به. ودخل الغَوْغاء دار العامّة، فنهبوا خزائن السّلاح، ونهبوا دُورًا عديدة. وكثُرت الأسلحة واللامَة [3] عليهم، فأجلاهم بُغَا الصَّغير عن دار العامّة، وكثُرت القتلى بينهم. فوضع المستعين العطاء
__________
[1] انظر عن بيعة المستعين في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 494، وتاريخ الطبري 9/ 255 و 256، ومروج الذهب 4/ 144، والتنبيه والإشراف 315، وتاريخ حلب للعظيميّ 259، والإنباء في تاريخ الخلفاء 123، ونهاية الأرب 22/ 301، وتاريخ الخميس 2/ 379، وتاريخ الخلفاء 358.
[2] في تاريخ الطبري 9/ 257: «وصاحوا: يا معتزّ يا منصور» ، وفي الكامل في التاريخ 7/ 117:
«نفير، يا منصور» ، والبداية والنهاية 11/ 2.
[3] في تاريخ الطبري 9/ 257: السلاح والدروع والجواشن واللجم المغربية.
و «اللامة» أو «اللأمة» : هي الخوذة التي تقي رأس الفارس.(18/22)
فسكنوا. وبعث بكتاب البَيْعة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر إلى بغداد، فبايع النّاس. وأعطى المستعين أحمد بن الخصيب أموالا عظيمة [1] .
[نفي ابن الخصيب إلى أقريطش]
ثمّ في هذه السنة، في رجب أو قبله، نفاه إلى أقْرِيطش، ونهب أمواله بعد المحبّة الزائدة [2] .
وذلك بتدبير أوتامش، وحطّه عليه عند المستعين.
[تولية ابن طاهر العراق]
وفيها عقد المستعين لمحمد بن عبد الله بن طاهر على العراق والحَرَمَيْن والشّرطة [3] .
[وفاة طاهر بن عبد الله]
وتُوُفّي أخوه طاهر بن عبد الله بخراسان، فعقد المستعين لابنه محمد بن طاهر على خراسان [4] .
__________
[1] انظر عن فتنة الغوغاء في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 494، وتاريخ الطبري 9/ 256- 258، وتجارب الأمم 6/ 564، والكامل في التاريخ 7/ 118، والبدء والتاريخ 6/ 123، ونهاية الأرب 22/ 302، وتاريخ ابن خلدون 3/ 283، والبداية والنهاية 11/ 2.
[2] انظر عن نفي ابن الخصيب في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 494، وتاريخ الطبري 9/ 259، ومروج الذهب 4/ 145، والكامل في التاريخ 7/ 119، ونهاية الأرب 22/ 303، والنجوم الزاهرة 2/ 328.
[3] تاريخ اليعقوبي 2/ 494، تاريخ الطبري 9/ 258، تجارب الأمم 6/ 563، تاريخ سنّي ملوك الأرض 146، البدء والتاريخ 6/ 123، الإنباء في تاريخ الخلفاء 124، الكامل في التاريخ 7/ 118، والتاجي في أخبار الدولة الديلمية للصابي (مخطوطة المتوكلية بالجامع الكبير بصنعاء، رقم 144) ورقة 5 ب، نهاية الأرب 22/ 303، المختصر في أخبار البشر 2/ 42، النجوم الزاهرة 2/ 327، شذرات الذهب 2/ 117، 118.
[4] تاريخ اليعقوبي 2/ 494، 495، تاريخ الطبري 9/ 258، تاريخ سنّي ملوك الأرض 169، تجارب الأمم 6/ 563، الإنباء في تاريخ الخلفاء 123، الكامل في التاريخ 7/ 118، نهاية الأرب 22/ 303، المختصر في أخبار البشر 2/ 42، دول الإسلام 2/ 149، مرآة الجنان 2/ 155، تاريخ ابن خلدون 3/ 283، النجوم الزاهرة 2/ 328.(18/23)
[موت بُغا الكبير]
ومات بُغا الكبير في جُمَادَى الآخرة، فعقد المستعين لابنه موسى بن بُغا على أعمال أبيه [1] .
[حبْس المعتزّ والمؤيّد]
وفيها حبس المستعين المعتزّ والمؤيّد، وضيّق عليهما، واشترى أكثر أملاكهما كُرْهًا. وجعل لهما في السنة نحو ثلاثة وعشرين ألف دينار [2] .
[الفتنة بين أهل حمص وعاملهم]
وفيها أخرج أهل حمص عاملهم، فراسلهم وخدعهم حتى دخلها، فقتل منهم طائفة، وحمل من أعيانهم مائة إلى العراق، وهدم سور حمص [3] .
[العقد لأوتامش على مصر والمغرب]
وفيها عقد المستعين لأوتامش على مصر والمغرب مع الوزارة، ففرق في الْجُنْد ألفي ألف دينار [4] .
[غزوة الصائفة]
وفيها غزا وصيف الصّائفة [5] .
__________
[1] تاريخ الطبري 9/ 258، مروج الذهب 4/ 160، تجارب الأمم 6/ 563، تاريخ حلب للعظيميّ 260 (سنة 248 وسنة 249 هـ.) ، الكامل في التاريخ 7/ 118، نهاية الأرب 22/ 303، المختصر في أخبار البشر 2/ 42، دول الإسلام 1/ 149، تاريخ ابن خلدون 3/ 283، البداية والنهاية 11/ 2، النجوم الزاهرة 2/ 327، شذرات الذهب 2/ 117.
[2] تاريخ الطبري 9/ 258، 259، مروج الذهب 4/ 162، تجارب الأمم 6/ 563، الكامل في التاريخ 7/ 119، نهاية الأرب 22/ 303، النجوم الزاهرة 2/ 327.
[3] انظر عن فتنة حمص في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 495، وتاريخ الطبري 9/ 259، والكامل في التاريخ 7/ 119، ونهاية الأرب 22/ 303، والمختصر في أخبار البشر 2/ 42، وتاريخ ابن خلدون 3/ 283، والبداية والنهاية 11/ 2، والنجوم الزاهرة 2/ 327.
[4] تاريخ الطبري 9/ 260، الكامل في التاريخ 7/ 119، نهاية الأرب 22/ 303، تاريخ ابن خلدون 3/ 283.
[5] تاريخ الطبري 9/ 259، تجارب الأمم 6/ 557، الكامل في التاريخ 7/ 111 و 119، تاريخ(18/24)
[نفْي ابن خاقان]
وفيها نفي المستعين عُبَيْد الله بن يحيى بن خاقان إلى بَرْقَةَ [1] ، والله أعلم.
__________
[ () ] ابن خلدون 3/ 283، 284، الأعلاق الخطيرة 1/ 73، النجوم الزاهرة 2/ 327.
[1] تاريخ اليعقوبي 2/ 495، تاريخ الطبري 9/ 258، الكامل في التاريخ 7/ 119، نهاية الأرب 22/ 303، تاريخ ابن خلدون 3/ 283، النجوم الزاهرة 2/ 327.(18/25)
سنة تسعٍ وأربعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: عبد بن حُمَيْد، وأبو حفص الفّلاس.
[شغب الْجُنْد ببغداد]
وفي صَفَر، شغب الْجُنْد ببغداد عند مقتل عمر بن عُبَيْد الله الأقطع، وعلي بن يحيى الأرمني أمير الغُزاة ببلاد الروم مجاهدين، وعند استيلاء التُّرْك على بغداد، وَقَتْلِهِم المتوكّل وغيره، وتَمَكُّنِهِم من الخلفاء وأذِيّتهم للنّاس. ففتح الْجُند والشّاكريّة السُّجون، وأحرقوا الجسر، وانتهبوا الدَّواوين، ثمّ خرج نحو ذلك بسُرَّ من رأى. فركب بُغا وأُوتامِش، وقتلوا من العامّة جماعة. فحمل عليهم العامّة، ففتكت من الأتراك جماعة. وشُجّ وَصِيف بحجر، فأمر بإحراق الأسواق [1] .
[مقتل أوتامش]
وفي ربيع الآخر قُتِل أُوتامِش وكاتبه شجاع [2] ، فاستوزر المستعين [3] أبا
__________
[1] انظر عن خبر الشغب في:
تاريخ الطبري 9/ 262، 263، تجارب الأمم 6/ 562، 563، الكامل في التاريخ 7/ 121، 122، تاريخ مختصر الدول 146، تاريخ الزمان 41، نهاية الأرب 22/ 303، 304، المختصر في أخبار البشر 2/ 42، تاريخ ابن خلدون 3/ 284، البداية والنهاية 11/ 3، النجوم الزاهرة 2/ 329، 330، مآثر الإنافة 1/ 241.
[2] تاريخ اليعقوبي 2/ 496، تاريخ الطبري 9/ 263، مروج الذهب 4/ 145، التنبيه والإشراف 315، تجارب الأمم 6/ 565، 566، تاريخ حلب للعظيميّ 260، الكامل في التاريخ 7/ 123، نهاية الأرب 22/ 304، 305، المختصر في أخبار البشر 2/ 42، تاريخ ابن خلدون 3/ 284، البداية والنهاية 11/ 4، النجوم الزاهرة 2/ 330.
[3] في الأصل: «المعين» ، والتصحيح من السياق، وتاريخ الطبري، والكامل لابن الأثير، وغيره.(18/26)
صالح عبد الله بن محمد بن يزداد [1] .
[عزْل جعفر بن عبد الواحد عن القضاء]
وفيها عُزِل عن القضاء جعفر بن عبد الواحد وولاه جعفر بن محمد بن عمّار البُرْجُميّ الكوفيّ [2] .
[خبر الزلزلة في الرّيّ]
وجاءت زلزلة هلك فيها خلقٌ تحت الهدْم [في الريّ] [3] .
__________
[1] تاريخ الطبري 9/ 264، تجارب الأمم 6/ 566، الكامل في التاريخ 7/ 123، الفخري 242، تحفة الوزراء للثعالبي 122، مختصر التاريخ لابن الكازروني 153، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 229، نهاية الأرب 22/ 305، البداية والنهاية 11/ 4، النجوم الزاهرة 2/ 330.
[2] تاريخ الطبري 9/ 265، الكامل في التاريخ 7/ 124، النجوم الزاهرة 2/ 330.
[3] ما بين الحاصرتين أضفته على الأصل، اعتمادا على تاريخ الطبري 9/ 265، والكامل في التاريخ 7/ 124، والبداية والنهاية 11/ 4، والنجوم الزاهرة 2/ 330 وفيه كما هنا من غير ذكر مكان الزلزلة.(18/27)
[سنة خمسين ومائتين]
فيها تُوُفيّ: أبو الطّاهر أحمد بن السّرح، وأبو الحسين البزّيّ مقريء مكّة، والحارث بن مسكين، وأبو حاتم السِّجِسْتانيّ، وعبّاد بن يعقوب الرّواجنيّ شيعيّ، وعَمْرو بن عثمان الحمصيّ، والجاحظ، وكُثَيِّر بن عُبَيْد الحمصيّ، ونصر بن عليّ الْجَهضميّ.
[مقتل يحيى بن عمر في المصافّ بالكوفة]
وفيها ظهر يحيى بن عمر بن يحيى بن حسين بن زيد بن علي بن الحسين بالكوفة. وقُتِل في المصافّ بينه وبين جيش محمد بن عبد الله بن طاهر بناحية الكوفة، ومحمود بن خالد، وهشام بن خالد الأزرق [1] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 497، وتاريخ الطبري 9/ 266- 271، ومروج الذهب 4/ 147، وتجارب الأمم 6/ 566- 570، وتاريخ حلب للعظيميّ 260 (سنة 248 هـ.) ، والكامل في التاريخ 7/ 126- 130، والفخري لابن طباطبا 240، 241، والتاجي في أخبار الدولة الديلمية للصابي (مخطوطة المتوكلية بالجامع الكبير بصنعاء) ورقة 5 أ، 5 ب، ومقاتل الطالبين 639- 646، وشرح شافية أبي فراس 177، والمختصر في أخبار البشر 2/ 45، ونهاية الأرب 22/ 305، وتاريخ ابن خلدون 3/ 285، والبداية والنهاية 11/ 5، 6، ومآثر الإنافة 1/ 241.(18/28)
[استيلاء الحسن بن زيد على آمل]
ثمّ في رمضان، خرج الحَسَن بن زيد بن محمد الحَسنيّ بطَبَرسْتان واستولى على آمُل، وجبى الخَرَاج، وامتدَّ سلطانه إلى الرِّيِّ، وهمذان، والتجأ إليه كلّ من يريد الفتنة والنَّهْب. وانهزم عسكر ابن طاهر بين يديه مرَّتين. فبعث المستعين جيشًا إلى همدان [1] .
[العقد للعباس على العراق]
وفيها عقد المستعين لابنه العَبّاس على العراق والحَرَمَيْن [2] .
[نفي جعفر بن عبد الواحد]
وفيها نُفي جعفر بن عبد الواحد إلى البصرة لأنّه عُزِل عن القضاء، وبعث إلى الشّاكريَّة، فأفسدهم. [3]
[وثوب أهل حمص بعاملهم]
وفيها وثب أهل حمص بعاملها الفضل بن قارن، فقتلوه في رجب، فسار إليهم موسى بن بُغا، فالتقوا عند الرَّسْتَن، فهَزَمهم، وافتتح حمص، وقتل فيها مقتلة عظيمة. وأحرق فيها وأسَرَ من رءوسها [4] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 9/ 271- 276، ومروج الذهب 4/ 153، وتجارب الأمم 6/ 570- 574، وسنيّ ملوك الأرض 170، والبدء والتاريخ 6/ 123، والكامل في التاريخ 7/ 130- 132، مقاتل الطالبيين 615، البدء والتاريخ 6/ 123، المختصر في أخبار البشر 2/ 43، تاريخ ابن خلدون 3/ 286، البداية والنهاية 11/ 6، والنجوم الزاهرة 2/ 331.
[2] في مروج الذهب 4/ 154: «وفي سنة تسع وأربعين ومائتين عقد المستعين لابنه العباس على مكة والمدينة والبصرة والكوفة، وعزم على البيعة له، فأخّرها لصغر سنّه» . والخبر في: النجوم الزاهرة 2/ 331.
[3] الكامل في التاريخ 7/ 134، النجوم الزاهرة 2/ 331.
[4] انظر خبر حمص في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 496، 497، وتاريخ الطبري 9/ 276، وتاريخ حلب للعظيميّ 260، والكامل في التاريخ 7/ 134، 135، ونهاية الأرب 22/ 305، والمختصر في أخبار البشر 2/ 43، والبداية والنهاية 11/ 6، والأعلاق الخطيرة 1/ 73، والنجوم الزاهرة 2/ 331.(18/29)
تراجم رجال هَذِهِ الطبقة
- حرف الألف-
1- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بن كثير [1]- م. د. ت. ق. - أبو عبد الله العبدي النُّكْريّ البغداديّ الدَّوْرقيّ. أخو يعقوب الدَّوْرقيّ، وهي نسبة إلى عمل القَلانِس الدَّوْرَقيّة. وكان أبوه صالحا ناسكا. فقيل إنّه كان مَن تنسَّك في ذلك الزَّمان سمّي دورقيّا.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن كثير) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 361 (دون ترجمة) ، والتاريخ الكبير 2/ 6، والتاريخ الصغير للبخاريّ 236، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 395، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 5، 6، 13، 14، 36- 39، 46، 232، 293 و 4 ق 1/ 239، 240، 270، 309، 310، 333- 335، 350، 357، 378، 380، 387، 418- 426، 450، 459، 485، 487، 488، 495، 498، 541، 561، 563، 564، 567، 574، 579، 585، 588، 589، 594- 597، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 279 و 2/ 23، 382، وتاريخ الطبري 4/ 367 و 5/ 93 و 8/ 634 و 9/ 135، والجرح والتعديل 2/ 39 رقم 3، والثقات لابن حبّان 8/ 21، ومروج الذهب للمسعوديّ (طبعة الجامعة اللبنانية) 1701، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 31 رقم 3، وتاريخ بغداد 4/ 776 رقم 1585، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 432، 433، والسابق واللاحق 64، والإكمال لابن ماكولا 3/ 365، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 13 رقم 35، والأنساب لابن السمعاني 5/ 353، والعقد الفريد لابن عبد ربّه 1/ 256، وتاريخ حلب للعظيميّ 249، والمعجم المشتمل لابن عساكر 37 رقم 2، واللباب لابن الأثير 1/ 512، والكامل في التاريخ 7/ 94، وفتوح البلدان 35، 88، 373، 395، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 21 رقم 2، ووفيات الأعيان 2/ 241، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 249- 252 رقم 3، والكاشف 1/ 11 رقم 2، والمعين في طبقات المحدّثين 82 رقم 879، وسير أعلام النبلاء 12/ 130- 133 رقم 46، وتذكرة الحفاظ 2/ 505، والعبر 1/ 446، والبداية والنهاية 10/ 347، وتهذيب التهذيب 1/ 10، 11 رقم 3، وتقريب التهذيب 1/ 9، 10 رقم 3، وطبقات الحفاظ 220، وخلاصة تذهيب التهذيب 3، وشذرات الذهب 2/ 110، والمغني في ضبط أسماء الرجال للهندي 104، ومعجم المؤلفين 1/ 142، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 168.(18/31)
وقيل: كانوا يَلْبَسون القلانِس الطّويلة الدَّوْرَقيّة [1] .
سمع: هُشَيْما، وجرير بن عبد الحميد، وحفص بن غِياث، ويزيد بن زُرَيْع، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وطائفة.
وعنه: م. د. ت. ق.، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وأحمد بن منصور الرَّماديّ، والهيثم بن خَلَف الدُّوريّ، ومحمد بن محمد بن بدْر الباهليّ، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم [2] : صدوق.
وقال ابْن عساكر [3] : تُوُفّي لِسَبْعٍ [4] بقين من شعبان سنة ستٍّ وأربعين [5] .
قلت: كمّل ثمانين سنة، وقد جَمَعَ وصَنَّفَ، وكان حافظا فَهما.
2- أحمد بن أبان القُرَشيّ [6] .
سمع: الدّراورديّ.
وعنه: أبو بكر البزّاز في مُسْنَدِه [7] .
3- أحمد بن إبراهيم بن مهران [8] .
أبو الفضل البُوشَنْجيّ.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنة، وأنس بن عياض
__________
[1] وكان أحمد يقول: نحن من موالي عبد القيس. قال ابن السمعاني: لهذا قيل له العبدي.
(الأنساب 5/ 354) .
[2] الجرح والتعديل 2/ 39.
[3] في المعجم المشتمل 37.
[4] في ثقات ابن حبّان، وطبقات الحنابلة: «لتسع» .
[5] وبها ورّخه البخاري. وفي ثقات ابن حبّان: مات سنة ثنتين وأربعين ومائتين يوم السبت لتسع بقين من شعبان، وكان مولده سنة ثمان وستين ومائة، وكان أصغر من أخيه يعقوب بسنتين.
[6] انظر عن (أحمد بن أبان) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 32 وفيه قال محقّقه، بالحاشية (4) : «لم نظفر به» .
[7] وقع في ثقات ابن حبّان أنه مات سنة خمسين ومائة. وعلّق محقّقه في الحاشية (5) : «لعلّ الصواب مائتين» . وهو الصحيح، لأنه ذكره في: ممن روى عن أتباع التابعين وشافههم من المحدّثين.
[8] انظر عن (أحمد بن إبراهيم البوشنجي) في:
تاريخ بغداد 4/ 8، 9 رقم 1588، وميزان الاعتدال 1/ 79 رقم 278.(18/32)
وعنه: الحسين المَحَامليّ، ومحمد بن مَخْلَد.
ولعلّه بقي إلى بعد الخمسين [1] .
4- أحمد بن إدريس [2] .
أبو حُمَيْد الجلاب.
بغداديّ، روى عن: هُشَيْم.
وعنه: الحسين المَحَامليّ، وغيره.
5- أحمد بن إسحاق بن الحُصَيْن [3]- خ. - أبو إسحاق السّلميّ البخاريّ المعروف بالسّرماريّ، وسُرْماريا مِن قرى بُخَارى.
سمع: يَعْلَى بن عُبَيْد، وعثمان بن عمر بن فارس، وطبقتهما.
وعنه: خ.، وإسحاق ابنه، وإدريس بن عبدك، وطائفة.
وكان ثقة زاهدا مجاهدا فارسا مشهورا، يضرب بشجاعته المثل.
قال إبراهيم بن عفان البزاز: كنا عند أبي عبد الله البخاري، فجرى ذكر أبي إسحاق السرماري فقال: ما نعلم في الإسلام مثله.
فخرجت من عنده، فإذا أجد رئيس المطوعة، فأخبرته، فغضب ودخل على البخاري فسأله، فقال: ما كذا قلت. ولكن ما بَلَغَنا أنّه كان في الإسلام ولا في الجاهليّة مثله.
__________
[1] وقال الدار الدّارقطنيّ: لا بأس به.
وقال الخطيب: قرأت بخط أبي الحسن الدار الدّارقطنيّ، وحدّثنيه أحمد بن محمد العتيقي عنه، قال:
أحمد بن إبراهيم البوشنجي أبو الفضل، بغداديّ ليس بقويّ يعتبر به. (تاريخ بغداد 4/ 8، 9) .
[2] انظر عن (أحمد بن إدريس) في:
تاريخ بغداد 4/ 38، 39، رقم 1645.
[3] انظر عن (أحمد بن إسحاق بن الحصين) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 12، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 25، 26 رقم 1، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 8 رقم 10، والأنساب لابن السمعاني 7/ 73، 74، والمعجم المشتمل لابن عساكر 38، 39 رقم 6، واللباب لابن الأثير 2/ 14، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 261- 263 رقم 7، والوافي بالوفيات 6/ 241 رقم 2718، وتهذيب التهذيب 1/ 13، 14 رقم 8، وتقريب التهذيب 1/ 10 رقم 7، وخلاصة تذهيب التهذيب 3.(18/33)
رواها إسحاق بن أحمد بن خَلَف، عن إبراهيم هذا.
وقال أبو صَفْوان إسحاق: دخلتُ على أبي يومًا، وهو في البستان يأكل وحده، فرأيتُ في مائدته عُصْفُورًا يأكل معه، فلمّا رآني العصفور طار.
وعن أحمد بن إسحاق السّرْماريّ قال: ينبغي لقائد الغُزاة عشْر خِصال: أن يكون في قلب الأسد لا يجبُن، وفي كبر النِّمر لا يتواضع، وفي شجاعة الدُّبّ يقتل بجوارحه كلّها، وفي حملة الخنزير لا يُولّي دُبُرَه، وفي إغارة الذّئب إذا آيس من وجه أغار من وجه، وفي حمل السّلاح كالنّملة تحمل أكثر من وزنها، وفي الثَّبات كالصَّخْر، وفي الصّبر كالحمار، وفي وقاحة الكلب لو دخل صيده النّار لَدَخَل خلْفه، وفي التماس الفُرصة كالدّيك.
أخبرني أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخلال، أَنَا جعفر الهمدانيّ، أنا أبو طاهر السِّلَفّي، أنا المبارك بن الطُّيُوريّ، وأبو عليّ البَردانيّ قالا: أنا هَنّاد النَّسَفيّ، أنا محمد بن أحمد غُنْجار: سمعتُ أبا بكر محمد بن خالد المُطِّوَعيّ: سمعتُ أبا الحَسَن محمد بن إدريس المطّوّعّيّ البخاريّ: سمعتُ إبراهيم بن شمّاس يقول: كنت أكاتب أحمد بن إسحاق السُّرْماريّ، فكتب إليّ: إذا أردتّ الخروج إلى بلاد الغُزّية في شراء الأسرى فاكتب إليّ. فكتب إليه فقدم إلى سمرقند فخرجنا.
فلما علم جَبْغَويه استقبلنا في عدّة من جيوشه، فأقمنا عنده، إلى أن فرغنا من شراء الأسرى. فركب يومًا وعرض جيشه فجاء رجلٌ فعظَّمه وبجَّله وخلع عليه، فسألني السُّرْماريّ عن الرجل، فقلت: هذا رجل مبارز يُعَدُّ بألف فارس، لا يولّي من ألف.
فقال: أنا أبارزه.
فلم التفتْ إلى قوله، فسمع جبغويْه ذلك، فقال لي: ما يقول هذا؟
قلت: يقول كذا وكذا.
فقال: لعلّ هذا الرجل سكران لا يشعر، ولكنْ غدًا نركب.
فلمّا كان الغد ركب، وركب هذا المبارز، وركب أحمد السُّرْماريّ ومعه عامود في كُمّه، فقام بإزائه، فدنا منه المبارز، فهزَم أحمد نفسه منه حتّى باعده من الجيش، ثمّ ضربه بالعامود قتله، وتبع إبراهيم بن شمّاس لأنّه كان سبقه(18/34)
بالخروج إلى بلاد المسلمين فلحِقَه. وعلم جَبْغويه فبعث في طلبه خمسين فارسًا من خيار جيشه، فلحِقوا أحمد. فوقف تحت تلّ مختفيًا حتّى مرّوا كلّهم، ثمّ خرج، فجعل يضرب بالعامود واحدًا بعد واحد، ولا يشعر مَن كان بالمقدّمة حتّى قتل تسعة وأربعين نفسا، وأخذ واحدًا منهم فقطع أنفه وأُذُنَيه وأطلقه.
فذهب إلى جَبْغويْه فأخبره، فلمّا كان بعد عامين وتُوُفّي أحمد ذهب إبراهيم بن شمّاس في الفداء، فقال له جبْغويْه: من كان ذاك الّذي قتل فرساننا؟
قال: ذاك أحمد السُّرْماريّ.
قال: فلِمَ لم تحمله معك؟
قلت: إِنّه تُوُفِّيَ.
فصكِّ وجهه وصكِّ في وجهي وقال: لو أعلمتني أنه هو لكُنْت أصرفه من عندي مع خمسمائة بِرْذَوْن وعشرة آلاف غَنَم.
وبه إلى غُنْجار: ثنا أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن محمد المقرئ: سمعت بكر بن منير يقول: رأيت أحمد السُّرْماريّ، وكان ضخمًا، أبيض الرأس واللّحية.
ومات بقريته سرمارى، فبلغ كِراء الدّابّة من المدينة إليها عشرة دراهم.
وخلّف ديونًا كثيرة، فكان غرماؤه ربّما يشترون من ماله حزمة القصب من خمسين درهمًا إلى مائة درهم حُبّا له. فما رجعوا حتّى قضوا ديونه.
وبه: سمعت أبا نصر أحمد بن أبي حامد الباهليّ: سمعت أبا موسى عِمران بن محمد المّطّوعيّ: سمعت أبي يقول: كان عامود السُّرْماريّ ثمانية عشر مَنّا. فلمّا شاخ جعله اثني عشر منّا. وكان يقاتل بالعامود.
وبه: سمعت محمد بن خالد، وأحمد بن محمد قالا: سمعنا عبد الرحمن بن محمد بن جرير: سمعت عُبَيْد بن واصل: سمعت السُّرْماريّ يقول، وأخرج سيفه فقال: اعلم يقينًا أنّي قتلتُ به ألفَي تركي، وإنْ عشت قتلت به ألفًا أخرى. ولولا أنّي أخاف أن تكون بِدْعةً لأمرتُ أن يُدفن معي.
ذكر محمود بن سهل الكاتب، وذُكِر السّرماريّ، فقال: كانوا في بعض الحروب وقد حاصروا مكانًا ورئيس العدوّ قاعد على صفّة، فأخرج السّرماريّ(18/35)
سهمًا فَغَرَزَه في الصّفّة فأومأ الرئيس لينتزعه، فرماه بسهمٍ آخر خاط يده، فتطاول الكافر لينزع ما في يده، فرماه بسهمٍ في نَحْره قتله، وانهزم العدوّ، وكان الفتح.
تُوُفيّ سنة اثنتين وأربعين [1] .
6- أحمد بن إسحاق الأهوازيّ البزّاز [2]- د. ن. - عن: أبي أحمد الزُّبَيديّ، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
وعنه: د. ن.، وعَبْدان، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وجماعة.
وقال النسائي: صالح [3] .
توفي سنة خمسين.
7- أحمد بن أسد بن سامان [4] .
الأمير أبو إسماعيل والد الملوك السامانية أمراء ما وراء النهر.
وهو أخو الأمير نوح بن أسد الدين. افتتح اسبيجاب، إحدى مدائن الترك، في أيام المعتصم.
توفي أحمد بفرغانة سنة خمسين.
8- أحمد بن بجير.
أبو عبد الله البزّاز.
شيخ عراقيّ.
__________
[1] المعجم المشتمل. وقال ابن حبّان: «كان ممّن الغزّايين ممّن له في العدو- في المطبوع:
العدد- نكايات كثيرة محكيّة عنه ... وكان من أهل الفضل والنسك، مع لزومه الجهاد وشديد فيه، من جلساء أحمد بن حنبل ... » .
[2] انظر عن (أحمد بن إسحاق الأهوازي) في:
تاريخ الطبري 1/ 91، 97، 132، 284، و 2/ 432، والمعجم المشتمل لابن عساكر 39 رقم 7، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 265 رقم 9، والكاشف 1/ 12، 13 رقم 7، وتهذيب التهذيب 1/ 14، 15 رقم 10، وتقريب التهذيب 1/ 11 رقم 9، وخلاصة تذهيب التهذيب 4.
[3] المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (أحمد بن أسد) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 397، وتاريخ بخارى للنرشخي 105، 106، 138، والكامل في التاريخ 7/ 279، 280، ووفيات الأعيان 5/ 161، والوافي بالوفيات 6/ 243، رقم 2722.(18/36)
روى عن: إسماعيل بن عُلَيَّة، ومُعاذ بن مُعاذ، وإسحاق الأزرق.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا.
9- أحمد بن بكار بن أبي ميمونة [1]- ن. - أبو عبد الرحمن الحرّانيّ، مولى بني أميّة.
سمع: محمد بن سَلَمَةَ، وأبا معاوية الضّرير.
وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ [2] ، وأبو عَرُوبة، ومحمد بن الباغَنْديّ.
مات في صفر سنة أربعٍ وأربعين بحرّان [3] .
10- أحمد بن ثابت [4]- ق. - أبو بكر الجحدريّ البصريّ.
عن: سُفيان بن عُيَيْنَة، وغُنْدر، وعبد الوهْاب الثّقفيّ، ووكيع، ويحيى القطّان، وخلق.
وعنه: ق.، وابن أبي داود، وأبو عروبة الحراني، وعمر بن بجير، وأبو بكر بن خزيمة، وآخرون.
عاش إلى سنة خمسين [5] .
11- أحمد بن ثابت [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن بكار) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 23 وفيه اسم أبي ميمونة: زيد، والمعجم المشتمل لابن عساكر 40/ 11، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 277، 278 رقم 16، والكاشف 1/ 14 رقم 12، وتهذيب التهذيب 1/ 19 رقم 18، وتقريب التهذيب 1/ 12 رقم 16، وخلاصة تذهيب التهذيب 4.
[2] المعجم المشتمل.
[3] الثقات، المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (أحمد بن ثابت الجحدري) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 42، والمعجم المشتمل لابن عساكر 40 رقم 13، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 281، 282 رقم 18، والكاشف 1/ 14 رقم 14، وتهذيب التهذيب 1/ 21 رقم 22، وتقريب التهذيب 1/ 12 رقم 19، وخلاصة تذهيب التهذيب 4.
[5] ذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «مستقيم الأمر» .
[6] انظر عن (أحمد بن ثابت) في:
الجرح والتعديل 2/ 44 رقم 21، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 67 رقم 161، وميزان الاعتدال 1/ 314، والمغني في الضعفاء 1/ 35 رقم 250، ولسان الميزان 1/ 143 رقم 454.(18/37)
أبو يحيى الرازي الحافظ فرخويه.
سمع: عبد الرزاق، وعفان، وأقرانهما.
وعنه: محمد بن أيّوب الرّازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني.
وكان غير ثقة [1] .
12- أحمد بن الحسن بن جنيدب [2]- خ. ت. - أبو الحسن التّرمذيّ الحافظ.
سمع: أبا النّضر، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وأبا نُعَيْم، وسعيد بن أبي مريم، وأبا صالح كاتب اللَّيْث، وخلقا كثيرا بالعراق، ومصر، وخُراسان.
وعنه: خ. ت.، وأبو بكر بن محمد بن إسحاق بن خُزَيْمة، وأهل خُراسان.
وسألوه عن العِلل والْجَرْح والتّعديل والفقه. وكان من تلامذة أحمد بن حنبل.
روى عنه خ. حديثا عن أحمد بن حنبل في «المغازي» .
وقدِمَ نَيْسَابور سنة إحدى وأربعين. ولا تاريخ لموته [3] .
13- أحمد بن الحسن بن خراش [4]- م. ت. -
__________
[1] قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سَمِعَ منه أَبِي، وقال أبو حاتم: سمعت أبا العباس بن أبي عبد الله الطهراني يقول: كانوا لا يشكون أن فرخويه كذّاب.
[2] انظر عن (أحمد بن الحسن الترمذي) في:
الجرح والتعديل 2/ 47 رقم 33، والثقات لابن حبّان 8/ 27، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 28، 29 رقم 4، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 9 رقم 13، المعجم المشتمل 42 رقم 19، وطبقات الحنابلة 1/ 37، 38 رقم 11، والأنساب لابن السمعاني 3/ 45 وفيه: أبو أحمد بن الحسين، وتهذيب الكمال 1/ 290- 293 رقم 25، والكاشف 1/ 15 رقم 20، وسير أعلام النبلاء 12/ 156، 157 رقم 56، وتذكرة الحفاظ 2/ 536، والوافي بالوفيات 6/ 319 رقم 2822، وتهذيب التهذيب 1/ 24 رقم 31، وتقريب التهذيب 1/ 13 رقم 26، وطبقات الحفاظ 235، وخلاصة تذهيب التهذيب (5) .
[3] قال ابن حبّان: «كان قديم الموت» .
[4] انظر عن (أحمد بن الحسن بن خراش) في:(18/38)
أبو جعفر البغداديّ.
عن: عبد الرحمن بن مهديّ، وشَبّابة، ووهْب بن جرير.
وعنه: م. ت.، ومحمد بن هارون المجدّر، وأبو العباس السراج، وآخرون.
توفي سنة اثنتين وأربعين.
14- أحمد بن الحسن الكندي البغدادي [1] .
حدث بالري عن أبي عُبَيدة اللُّغَويّ، وحَجّاج بن نُصَيْر.
وعنه: الفضل بن شاذان المقرئ، والحسن بن الليث الرازيان.
ذكره ابن أبي حاتم.
15- أحمد بن حميد [2] .
أبو زرعة الجرجاني الصيدلاني الحافظ نزيل مكة.
صحب يحيى القطان. وكان عارفا بالعلل.
روى عنه: موسى بن هارون [3] .
16- أحمد بن حميد [4] .
__________
[ () ] الجرح والتعديل 2/ 48، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 33 رقم 11، وتاريخ بغداد 4/ 78- 80 رقم 1709 وفيه «حراش» بالحاء المهملة، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 14 رقم 42، والمعجم المشتمل لابن عساكر 42 رقم 20، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 293، 294 رقم 26، والكاشف 1/ 15، 16 رقم 21، وسير أعلام النبلاء 12/ 157، 158 رقم 57، وتهذيب التهذيب 1/ 24 رقم 32، وتقريب التهذيب 1/ 13 رقم 27، وخلاصة تذهيب التهذيب 5.
[1] انظر عن (أحمد الكندي) في:
الجرح والتعديل 2/ 47 رقم 35.
[2] انظر عن (أحمد بن حميد الجرجاني) في:
تاريخ جرجان للسهمي 61 رقم 2.
[3] قال أبو عمران بن هانئ: كان أبو زرعة الجرجاني أحفظ من أبي زرعة الرازيّ، وكان قد صحب يحيى بن سعيد القطان، وسلم بن يحيى بن سعيد ابنه إليه ليفيده الحديث. (تاريخ جرجان) .
[4] انظر عن (أحمد بن حميد الفقيه) في:
الجرح والتعديل 2/ 48 رقم 37، وتاريخ بغداد 4/ 123 رقم 1792، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 39، 40 رقم 13.(18/39)
أبو طالب الفقيه صاحب أحمد بن حنبل.
فقير صالح، خيرَّ، عالم، له مسائل.
روى عنه: أبو محمد فَوْزان، وزكريّا بن يحيى.
تُوُفّي سنة أربع وأربعين [1] .
17- أحمد بن خالد [2]- ت. ن. - أبو جعفر البغداديّ الخلّال.
قاضي الثَّغْر.
سمع: ابن عُيَيْنَة. وإسحاق الأزرق.
وعنه: ت. ن.، وجعفر الفِريابيّ، وأحمد الأبار، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة خير [3] .
وتوفي سنة ست وأربعين أو سنة سبع [4] .
18- أحمد بن الخصيب الجرجرائيّ الكاتب [5] .
__________
[1] قال ابن أبي يعلى: أحمد بن حميد أبو طالب المشكاني المتخصّص بصحبة إمامنا أحمد. روى عن أحمد مسائل كثيرة. وكان أحمد يكرمه ويعظّمه.
وقال أبو بكر الخلّال: صحب أحمد قديما إلى أن مات. وكان أحمد يكرمه ويقدّمه، وكان رجلا صالحا، فقيرا صبورا على الفقر، فعلّمه أبو عبد الله مذهب القنوع والاحتراف، ومات قديما بالقرب من موت أبي عبد الله. ولم تقع مسائله إلى الأحداث. (طبقات الحنابلة) .
[2] انظر عن (أحمد بن خالد) في:
تاريخ الثقات للعجلي 47 رقم 2، والجرح والتعديل 2/ 49 رقم 47، والثقات لابن حبّان 8/ 42، 43، وتاريخ بغداد 4/ 126- 128 رقم 1804، والمعجم المشتمل لابن عساكر 43 رقم 24، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 42 رقم 18، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 301- 303 رقم 31، والكاشف 1/ 17 رقم 26، وتهذيب التهذيب 1/ 27 رقم 40، وتقريب التهذيب 1/ 14 رقم 34، وخلاصة تذهيب التهذيب 5.
[3] في الجرح والتعديل: كان خيّرا فاضلا عدلا ثقة صدوقا رضا.
وقال أبو زرعة: أدركناه ولم نكتب عنه.
[4] ووثّقه العجليّ، وابن حبّان.
وقال النسائي: لا بأس به.
[5] انظر عن (أحمد بن الخصيب) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 479، 481، 487، 493، 494، وتاريخ الطبري 9/ 75، 125، 128، 234، 235، 240، 243، 248، 251، 253، 256، 259، والإنباء في تاريخ الخلفاء(18/40)
كاتب المنتصر قبل الخلافة. فلما استخلف وزر له، فظهر منه جهل وحمق وتيه.
قال له المنتصر يوما: أريد أن أقطع السيّدة، يعني أمَّه، ضياع شجاع والدة المتوكّل.
قال: وما قلت للفاجرة؟
فقال المنتصر: قتلني الله إن لم أقتلك.
وكان سيّئ الخُلق متكبّرًا، استغاث به مظلوم يومًا، فأخرج رِجْله من الرّكاب ورَفسه على فؤاده، فسقط ميتًا. فعزِّ ذلك على المنتصر، وأراد قتله، فمات قبل أن يتفرَّغ له.
وقيل: إنّه رُفعت له قَصص بني هاشم، فكتب عليها: هشَّم الله وجوههم.
وكتب على قصةٍ للأنصار: لا نَصَرَهم الله.
ولمّا ولي المستعين همَّ به، فأرضاه بالأموال، فيقال إنّه أعطى المستعين ألف ألف دِرهم، وغضب عليه، ونفاه إلى جزيرة أقريطش.
19- أحمد بن الخليل [1]- ن. -
__________
[ () ] لابن العمراني 126، 162، والعقد الفريد 3/ 10 و 4/ 165، 170، 172، والهفوات النادرة 261- 265، 267، والعيون والحدائق 1/ 499، 527، 557، 558، 562، 564، وتاريخ حلب للعظيميّ 113، 259، 284، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 250 و 2/ 63، 65، 66، 217 و 3/ 152- 154، ونشوار المحاضرة 8/ 49، 83، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 105، 279، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 146، والتنبيه والإشراف 314، ومروج الذهب 2834، 2985، 2988، 2992، 2998، 3006، 3009، 3017، وأخبار البحتري 112، 113، ومعجم الأدباء 18/ 303، 304، والأذكياء لابن الجوزي 61، والكامل في التاريخ 7/ 10، 103، 104، 111، 117، 119، وتحفة الوزراء للثعالبي 121، والفخري في الآداب السلطانية 239، 242، 269، 270، ووفيات الأعيان 2/ 418، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 228، 229، وسير أعلام النبلاء 12/ 553 رقم 211، والوافي بالوفيات 6/ 372، رقم 2873، وشذرات الذهب 2/ 149، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، وتاريخ ابن الوردي 1/ 228.
[1] انظر عن (أحمد بن الخليل) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 236، والثقات لابن حبّان 9/ 29، وتاريخ بغداد 4/ 129- 131 رقم(18/41)
أبو عليّ البغداديّ البزّاز، نزيل نَيْسابور.
عن: علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وحَجّاج بن محمد الأعور، وأبي النَّضْر، وطبقتهم.
وعنه: ن. وقال: ثقة [1] ، وعبدان الأهوازيّ، وابن خزيمة، وآخرون.
مات لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثمان وأربعين [2] .
20- أحمد بن سعيد بن إبراهيم الحافظ [3]- خ. م. د. ت. ن. - أبو عبد الله الرباطيّ الأشقر. نزيل نَيْسابور.
سمع: وَكِيعا، وعبد الرّزّاق، وإسحاق بن منصور السَّلُوليّ، ووهْب بن جرير، وسعيد بن عامر، وطائفة.
وعنه: الجماعة سوى ق.، وإبراهيم بْن أبي طَالِب، والحسين بْن محمد القبّانيّ، وابن خُزَيْمة، وأبو العبّاس السّرّاج، وعدّة.
وعنه قال: جئت إلى أحمد بن حنبل، فجعل لا يرفع رأسه إليّ، فقلت:
يا أبا عبد الله إنّه يُكتب الحديث عنّي بخراسان، فإن عاملتني بهذا رموا بحديثي.
__________
[ () ] 1507، والمعجم المشتمل 42 رقم 26، وتهذيب الكمال 1/ 303، 304، رقم 32، والكاشف 1/ 17 رقم 27، وتهذيب التهذيب 1/ 27، 28 رقم 41، وتقريب التهذيب 1/ 14 رقم 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 5، 6.
[1] المعجم المشتمل 42.
[2] الثقات، المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (أحمد بن سعيد الرباطي) في:
التاريخ الكبير 2/ 6، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 66، وعمل اليوم والليلة للنسائي 265 رقم 289، والجرح والتعديل 2/ 54 رقم 65، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 31 رقم 8، ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه 1/ 33 رقم 12، وتاريخ بغداد 4/ 165، 166 رقم 1844، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 6 رقم 3، والأنساب لابن السمعاني 6/ 71، والمعجم المشتمل لابن عساكر 44، 45 رقم 30، واللباب لابن الأثير 2/ 12، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 45 رقم 27، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 310- 312 رقم 37، والكاشف 1/ 17، 18 رقم 30، وسير أعلام النبلاء 12/ 207- 209 رقم 71، وتذكرة الحفاظ 2/ 538، 539، والعبر 1/ 439، 440، والوافي بالوفيات 6/ 390، رقم 2901، والبداية والنهاية 10/ 345، وتهذيب التهذيب 1/ 30، 31 رقم 52، وتقريب التهذيب 1/ 15 رقم 44، وطبقات الحفاظ 236، وخلاصة تذهيب التهذيب 6، وشذرات الذهب 2/ 102.(18/42)
فقال أحمد: هل بُدَّ أن يقال يوم القيامة: أين عبد الله بن طاهر وأتباعه؟
فانظر أين تكون منه.
قلت: إنما ولاني أمر الرّباط، فلذلك دخلت معه.
فجعل يكرِّر قولَهُ عليّ.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وأربعين، وقيل: سنة خمسٍ وأربعين [1] .
وكان يحفظ ويفهم [2] .
21- أحمد بن سعيد بن يعقوب الكِنْديّ الحمصيّ [3] .
أبو العبّاس.
عن: بقيّة، وعثمان بن سعيد بن كثير.
وعنه: ن. وقال لا بأس به [4] ، وسعيد بن عَمْرو البرذعيّ.
وأجاز لابن أبي حاتم.
22- أحمد بن صاعد الصُّوريّ الزّاهد [5] .
له مواعظ وكلام نافع.
حكى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وسعد بن محمد البّيْروتيّ، ومحمد بن الحَسَن الْجَوْهريّ، وآخرون.
ذكره ابن أبي حاتم.
__________
[1] طبقات الحنابلة، وقال ابن عساكر: مات يوم عاشوراء، أو النصف من المحرّم سنة ست.
(المعجم المشتمل) .
[2] وقال النسائي: ثقة. (المعجم المشتمل) .
[3] انظر عن (أحمد بن سعيد الكندي) في:
الجرح والتعديل 2/ 53، رقم 63، والثقات لابن حبّان 8/ 47، والمعجم المشتمل لابن عساكر 45 رقم 23، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 318، 319 رقم 41، والكاشف 1/ 18 رقم 33، وتهذيب التهذيب 1/ 32 رقم 56، وتقريب التهذيب 1/ 15 رقم 48، وخلاصة تذهيب التهذيب 6.
[4] المعجم المشتمل.
[5] انظر عن (أحمد بن صاعد) في:
الجرح والتعديل 2/ 56، 57 رقم 77، والأنساب لابن السمعاني 8/ 105، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 33/ 272 و 39/ 136، وتهذيب الكمال 1/ 370، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 302 رقم 122.(18/43)
23- أحمد بن صالح [1]- خ. د. - أبو جعفر الطّبريّ. أبوه المصريّ الحافظ أحد أركان العِلْم والحِفْظ.
قال أبو سعيد بن يونس: كان أبوه جُنْدِيًّا من جنود طَبَرِسْتان، فوُلِد له أحمد بمصر سنة سبعين ومائة [2] .
قلت: سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد الله بن وهْب، وحَرَمِيّ بن عُمارَة، وعَنْبَسَة بن سعيد، وابن أبي فُدَيْك، وعبد الرزاق، وعبد الله بن نافع، وطائفة.
وعنه: خ. د.، ثم خ. عن رجلٍ عنه [3] ، وعَمْرو النّاقد، والذُّهْليّ، ومحمد بن عبد الله بن نُمّيْر، ومحمود بن غَيْلان، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وصالح جَزَرَة، وأبو إسماعيل التِّرْمِذيّ، وخلق كثير آخرهم أبو بكر بن أبي داود.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن صالح) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 6 رقم 1510، وتاريخه الصغير 236، والأدب المفرد، له، رقم 882، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 290، 686، و 2/ 184، 191، 311، 386، 433، 435، و 3/ 368، وتاريخ الثقات للعجلي 48 رقم 5، والجرح والتعديل 2/ 56 رقم 73، والثقات لابن حبّان 8/ 25، 26، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 184- 187، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 34، 35 رقم 13، وتاريخ الطبري 4/ 195- 202 رقم 1886، وتاريخ جرجان للسهمي 368، 557، 558، 560، وتاريخ بغداد 4/ 195- 202 رقم 1886، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 10 رقم 19، والمعجم المشتمل لابن عساكر 47، 48 رقم 41، ومروج الذهب 3067، والطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 186- 199، وأخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي 87، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 157، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 48- 50 رقم 37، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 2/ 9، 13، 21، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 340- 354 رقم 49، والمغني في الضعفاء 1/ 41 رقم 309، والعبر 1/ 450، وتذكرة الحفاظ 2/ 495، وميزان الاعتدال 1/ 103، 104 رقم 406، والكاشف 1/ 19 رقم 39، والمعين في طبقات المحدّثين 82 رقم 884، ودول الإسلام 1/ 149، وسير أعلام النبلاء 12/ 160- 177 رقم 59، ومعرفة القراء الكبار 1/ 184- 188 رقم 84، والديباج المذهب 1/ 143- 145، والبداية والنهاية 11/ 2، ومرآة الجنان 2/ 154، 155، والوافي بالوفيات 6/ 424، رقم 2942، وغاية النهاية 1/ 62، وتهذيب التهذيب 1/ 39، 42 رقم 68، وتقريب التهذيب 1/ 16 رقم 58، وطبقات الحفاظ 216، 217، والنجوم الزاهرة 2/ 328، وحسن المحاضرة 1/ 306، 486، وخلاصة تذهيب التهذيب 7، وشذرات الذهب 2/ 117، وشجرة النور الزكية 1/ 67.
[2] تاريخ بغداد 4/ 202.
[3] في المعجم المشتمل: روى خ. عن محمد غير منسوب عنه، قيل إنه محمد بن يحيى.(18/44)
وقدِم بغداد سنة اثنتي عشرة ومائتين، فسمع من عفّان، وجالَسَ أحمد بن حنبل وناظَرَه.
قال أبو زُرْعة: سألني أحمد بن حنبل: مَن بمصر؟
قلت له: أحمد بن صالح.
فسُرَّ بذِكره ودعا له [1] .
وقال صالح بن محمد: قال أحمد بن صالح: كان عند ابن وهْب مائة ألف حديث [2] ، كتبتُ عنه خمسين ألف حديث [3] .
قال صالح: لم يكن بمصر أحد يُحسن الحديثَ غير أحمد بن صالح.
وكان رجلا جامعًا، يعرف الفِقْه والحديث والنَّحْو، ويتكلَّم في حديث الثَّوريّ وشُعْبة وأهل العراق، يعني يُذاكر به.
قال: وكان يذاكر بحديث الزُّهْريّ ويحفظه [4] .
وقال عليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد: سمعت ابن نُمَيْر يقول: ثنا أحمد بن صالح، وإذا جاوزت الفُرات فليس أحد مثله [5] .
وَسُئِلَ عنه أبو حاتم فقال: ثقة كتبت عنه بمصر، ودمشق، وأنطاكية [6] .
وقال البخاريّ: هو ثقة [صدوق] ، ما رأيت أحدا يتكلّم فيه بحجّة [7] .
وقال يعقوب الفسويّ: كتبت عن ألف شيخ وَكَسْرٍ، حجتي فيما بيني وبين الله رجلان: أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح [8] .
وقال أحمد بن عبد الله العجلي [9] : أحمد بن صالح ثقة، صاحب سنة.
__________
[1] الكامل لابن عديّ 1/ 184، تاريخ بغداد 4/ 196.
[2] في الكامل 1/ 185: قال أحمد بن صالح: صنَّف ابن وهْب مائة ألف وعشرين ألف حديث.
[3] تاريخ بغداد 4/ 200.
[4] تاريخ بغداد 4/ 200.
[5] تاريخ بغداد 4/ 199.
[6] الجرح والتعديل 2/ 56.
[7] تاريخ بغداد 4/ 201 والزيادة منه.
[8] تاريخ بغداد 4/ 200.
[9] في تاريخ الثقات 48.(18/45)
وقال أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: كتب أحمد بن صالح المصريّ عن سلامة بن رَوْح، وكان لا يُحَدِّث عنه. وكتبَ عن ابن زبالة خمسين ألف حديث، وكان لا يحدث عنه [1] .
وقال ابن وارة الحافظ: أحمد بن حنبل ببغداد، وأحمد بن صالح بمصر، والنُّفَيْليّ بحَرّان، وابن نُمَيْر بالكوفة، هؤلاء أركان الدِّين [2] .
وَقَالَ الْبَغَوِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ زَنْجَوَيْهِ يَقُولُ: قَدِمْتُ مِصْرَ فَأَتَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ، فَسَأَلَنِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟
قُلْتُ: مِنْ بَغْدَادَ.
قَالَ: تَكْتُبُ لِي مَوْضِعَ مَنْزِلِكَ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوَافِي الْعِرَاقَ، حَتَّى تَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ.
قَالَ: فَقَدِمَ، فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَى أَحْمَدَ، فَقَامَ إِلَيْهِ وَرَحَّبَ بِهِ وَقَرَّبَهُ وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ جَمَعْتَ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، فَتَعَالَ حَتَّى نَذْكُرَ مَا رَوَى عَنِ الصَّحَابَةِ.
فَتَذَاكَرَا، وَلَمْ يُغْرِبْ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ. ثُمَّ تَذَاكَرَا مَا رُوِيَ عَنْ أَنْبَاءِ الصَّحَابَةِ، إِلَى أَنْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عِنْدَكَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ محمد بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي حُمُرَ النَّعَمِ وَأَنِّي لَمْ أَشْهَدْ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ» [3] . فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: أَنْتَ الأُسْتَاذُ وَتَذَكَّرْ مِثْلَ هَذَا؟
فَجَعَلَ أَحْمَدُ يَتَبَسَّمُ وَيَقُولُ: رَوَاهُ عَنْهُ رَجُلٌ مَقْبُولٌ، أَوْ صَالِحٌ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ. فَقَالَ: مَنْ رَوَاهُ عَنْهُ.
قَالَ: ثناهُ رَجُلَانِ ثِقَتَانِ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ.
فَقَالَ: سَأَلْتُكَ باللَّه إِلَّا مَا أَمْلَيْتَهُ عَلَيَّ.
فَقَالَ: مِنَ الْكِتَابِ.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 196، طبقات الحنابلة 1/ 48.
[2] تاريخ بغداد 4/ 199.
[3] انظر عن حلف المطيّبين في (السيرة النبويّة) لابن هشام- بتحقيقنا- ج 1/ 149- 151.(18/46)
ثُمَّ قَامَ وَأَخْرَجَ الْكِتَابَ وَأَمْلَاهُ. فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: لَوْ لَمْ أَسْتَفِدْ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ كَثِيرًا.
ثُمَّ وَدَّعَهُ وَخَرَجَ [1] .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صالح قال: حدَّثت أحمد بن حنبل بحديث زيد بن ثابت في بيع الثّمار، فأعجبه، واستزادني مثلَه، فقلتُ:
ومن أين مثله [2] ؟
وعن أبي نُعَيْم قال: ما قدم علينا أحد [3] أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى، يعني أحمد بن صالح [4] .
وقال عَبْدان: سمعت أبو داود يقول: أحمد بن صالح ليس هو كما يتوهّمه النّاس.
وقال صالح جزرة: حضرت مجلس أحمد بن صالح فقال: حرج على كل مبتدع وماجن أن يحضر مجلسي.
فقلت: أمّا الماجن فأنا هو.
وذاك أنّه قيل له: إنّ صالحًا الماجِن قد حضَر مجلسك [5] .
قال أبو بكر الخطيب [6] : يقال كان آفة أحمد بن صالح الكِبْر وشراسة الخُلُق.
ونال النَّسائيّ منه جفاءٌ في مجلسه، فذلك الّذي أفسد بينهما [7] .
قال ابن عديّ [8] : سمعت محمد بن هارون البَرْقيّ يقول: حضرت مجلس
__________
[1] الكامل لابن عديّ 1/ 185.
[2] تاريخ بغداد 4/ 198.
[3] في المخطوط: «أحدا» .
[4] الكامل 1/ 184، تاريخ بغداد 4/ 197، 198 و 199.
[5] الكامل 1/ 187.
[6] في تاريخ بغداد 4/ 200.
[7] تاريخ بغداد 4/ 200.
[8] في الكامل 1/ 187، تاريخ بغداد 4/ 200.(18/47)
أحمد بن صالح وَطَرَد النَّسائي من مجلسه، فحمله على أن تكلَّم فيه.
قال النَّسائيّ في «الكنى» : أبو جعفر أحمد بن صالح ليس بثقة ولا مأمون، تركه محمد بن يحيى، ورماه يحيى بن مَعِين بالكذِب، ثناه معاوية بن صالح، عن يحيى قال: أحمد بن صالح كذّابٌ يتفلسف [1] .
وقال ابن عديّ [2] : سمعتُ محمد بن سعد السعْدي: سمعت النَّسائيّ:
سمعت معاوية بن صالح يقول: سألت ابن مَعِين، عن أحمد بن صالح فقال:
رأيته كذّابًا يَخْطُر في جامع مصر.
وروى الحاكم، عن أبي حامد السّيّاريّ: ثنا أبو بكر محمد بن داود الرّازيّ يقول: ارتحلت إلى أحمد بن صالح، فدخلت فتذَاكَرْنا إلى أن ضاق الوقت، ثمّ أخرجتُ من كُمّي أطرافًا فيها أحاديث سألته عنها. فقال لي: تعود. فعُدت من الغد مع أصحاب الحديث، فأخرجت الأطراف وسألته عنها، فقال: تعود.
فقلت: أليسَ قلت لي بالأمس تعود؟ ما عندك ما يُكتب أو ردّ عليّ مُسْنَدًا أو مُرْسَلا أو حَرْفًا ممّا أستفيد، فإنْ لم أورد لك عمّن هو أَوْثق منك فلست بأبي زُرْعة.
ثم قمتُ وقلت لأصحابنا: من هاهنا ممّن يُكتب عنه؟
قالوا: يحيى بن بُكَيْر.
فذهبتُ إليه.
وروى أبو عَمْرو الدّاني، عن مَسْلَمَة بن القاسم الأندلسيّ قال: النّاس مُجْمعون على ثقة أحمد بن صالح.
وقال. وكان سبب تضعيف النَّسائي له أنّه كان لا يحدِّث أحدًا حتّى يشهد عنده رجلان أنّه من أهلِ الخير والعدالة، كما كان يفعل زائدة. فدخل النِّسائيّ بلا إذْنٍ ولم يأته بمن يشهد له، فلمّا رآه أنكره وأمرَ بإخراجه.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 202.
[2] في الكامل 1/ 184.(18/48)
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : كَانَ النَّسَائِيُّ يُنْكِرُ عَلَيْهِ أحاديث منها: عن ابن وهب، عن مالك، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «الدّين النّصيحة» . والحديث فقد رواه يونس بْن عَبْد الأعلى، عَنِ ابن وهْب.
قال: وقد كان سمع في كُتُب حَرْمَلَة، فمنعه حَرْمَلَة، ولم يدفع إليه إلا نصف الكُتُب. فكان أحمد بن صالح ينكر كلَّ من بدأ بحَرْمَلَة إذا وافى مصر، لم يحدِّثه أحمد [2] .
وسمعت بعض مشايخنا يقول: قال أحمد بن صالح: صنَّف ابن وهْب مائة ألف وعشرين ألف حديث، فعند بعض النّاس منها الكُلّ، يعني حَرْمَلَة، وعند بعض النّاس النّصف، يعني نفسه [3] .
قال: وسمعت القاسم بن مهديّ يقول: كان أحمد بن صالح يستعير منّي كلّ جُمعة الحمار، فيركبه إلى الصّلاة. وكنتُ جالسًا عند حَرْمَلَة في الجامع، فجاء أحمد على باب الجامع، فنظر إلينا وإلى حَرْمَلَة ولم يسلِّم، فقال حرملة:
أنظر إلى هذا، بالأمس يحمل دواتي، واليوم يمرُّ بي فلا يُسَلِّم!.
قال القاسم: ولم يحدِّثني أحمد لأني كنت جالسًا عند حَرْمَلَة [4] .
قال: وسمعت عبد الله بن محمد بن سَلْم المقدسي يقول: قدمِتُ مصرَ، فبدأت بحَرْمَلَة، فكتبتُ عنه كتاب عَمْرو بن الحارث، ويونس بن يزيد، و «الفوائد» . ثم ذهبت إلى أحمد بن صالح، فلم يحدِّثني.
فحملت كتاب يونس فحرّقته بين يديه لأُرْضيه، وليتني لم أحرقْه، فلم يرض، ولم يحدِّثني [5] .
قال ابن عديّ [6] : وأحمد من حفّاظ الحديث. وكلام ابن معين فيه تحامل
__________
[1] في الكامل 1/ 187.
[2] الكامل 1/ 186.
[3] الكامل لابن عديّ 1/ 185، 186.
[4] الكامل لابن عدي 1/ 186.
[5] الكامل 1/ 186.
[6] في الكامل 1/ 187.(18/49)
وأما سوءُ ثناءِ النَّسائيّ عليه فلِما تَقَدَّم. إلى أن قال [1] : ولولا أنّي شرطت أن أذكر في كتابي كلّ من تكلَّم فيه متكلِّم لكنت أُجِلُّ أحمد بن صالح أن أذكره.
وقال ابن يونس: مات في ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين [2] .
قال: ولم يكن عندنا بحمد الله كما قال النَّسائيّ، ولم تكن له آفة غير الكبر [3] .
قلت: وقع لي حديثه عاليًا في «جزء ابن الطّلاية» وغيره.
24- أحمد بن صالح المكّيّ السوّاق [4] .
يقال له السَّمُوميّ.
عن: مؤمّل بن إسماعيل، ونُعَيْم بن حمّاد، وطبقتهما.
__________
[1] في الكامل أيضا 1/ 187.
[2] تاريخ البخاري، المعجم المشتمل.
[3] تاريخ بغداد 4/ 202، وقال ابن حبّان: «وكان أحمد هذا في الحديث وحفظه ومعرفة التاريخ وأسباب المحدّثين عند أهل مصر كأحمد بن حنبل عند أصحابنا بالعراق، ولكنه كان صلفا تيّاها لا يكاد يعرف أقدار من يختلف إليه، فكان يحسد على ذلك، والّذي روى معاوية بن صالح الأشعري عن يحيى بن معين: أن أحمد بن صالح كذّاب فإنّ ذلك أحمد بن صالح الشمومي، شيخ كان بمكة يضع الحديث، سأل معاوية بن صالح يحيى بن معين عنه، فأما هذا فإنّه مقارن يحيى بن معين في الحفظ والإتقان، كان أحفظ بحديث المصريين والحجازيين من يحيى بن معين، وكان بينه وبين محمد بن يحيى النيسابورىّ معارضة لصلفه عليه، وكذلك أبو زرعة الرازيّ دخل عليه مسلّما فلم يحدّثه، فوقع بينهما ما يقع بين الناس، وإن صحّت عدالته وكثر رعايته بالسنن والأخبار والتفقّه فيها لما يجري أن لا تخرج لصلف يكون فيه أوتيه وجد منه، ومن الّذي يتعرّى عن موضع عقب من الناس أو من يدخل في جملة من لا يلزق فيه العيب بعد العيب. وأما ما حكي عنه في قصة حور العين فإنّ ذلك كذب وزور وبهتان وإفك عليه، وذاك أنه لم يكن يتعاطى الكلام ولا يخوض فيه، والمحسود أبدا يقدح فيه، لأنّ الحاسد لا غرض له إلّا تتبّع مثالب المحسود، فإن لم يجد ألزق مثله به» . (الثقات 8/ 25، 26) .
[4] انظر عن (أحمد بن صالح المكيّ) في:
الجرح والتعديل 2/ 56، رقم 74، والثقات لابن حبّان 8/ 26 (في ترجمة «أحمد بن صالح الطبري» وفيه: «الشمومي» بالشين المعجمة، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 73، 74 رقم 189، وميزان الاعتدال 1/ 104 رقم 407، والمغني في الضعفاء 1/ 42 رقم 311، وتهذيب التهذيب 1/ 42، 43 رقم 69، وفيه «الشمومي» ، وتقريب التهذيب 1/ 16 (في ترجمة:
أحمد بن صالح المصري، رقم 58) وفيه: «الشموني» بالنون، ولسان الميزان 1/ 186 رقم 590 و 1/ 186، 187 رقم 592، وفيه: «الشمومي» .(18/50)
وعنه: الحسن بن اللَّيْث الرّازيّ.
قال أبو زُرْعَة: صدوق، لكنّه يحِّدث عن الضُّعَفاء والمجهولين [1] .
وقال ابن أبي حاتم [2] : روى عن مؤمّل أحاديث في الفِتَن تدلّ على توهين أمره [3] .
25- أحمد بن عبد الله بن الحكم [4]- م. ت. ن. - أبو الحسين ابن الكرديّ الهاشميّ مولاهم البصْريّ.
عن: مروان بن معاوية، وغندر، وجماعة.
وعنه: م. ت. ن. [5] ، والبزّار في «مُسْنَده» ، وقاسم بن زكريّا المطرِّز، وآخرون.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين [6] .
- أحمد بن عاصم الأنطاكيّ الزّاهد.
قد تقدمَّ.
26- أحمد بن أبي الحواري عبد الله بن ميمون [7]- د. ق. -
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 56.
[2] الجرح والتعديل.
[3] وقال ابن حبّان: كذّاب، شيخ كان بمكة يضع الحديث. (الثقات 8/ 26) .
[4] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن الحكم) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 506 رقم 7894 والثقات لابن حبّان 8/ 32، ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه 1/ 36 رقم 22، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 15 رقم 47، والمعجم المشتمل لابن عساكر 49 رقم 46، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 365 رقم 57، والكاشف 1/ 20، و 21 رقم 46، وتهذيب التهذيب 1/ 47 رقم 78، وتقريب التهذيب 1/ 18 رقم 66، وخلاصة تذهيب التهذيب 81.
[5] وقال عنه: ثقة. (المعجم المشتمل) .
[6] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .
[7] انظر عن (أحمد بن أبي الحواري) في:
المراسيل لأبي داود، رقم 25 و 219، و 487، والجرح والتعديل 2/ 47 و 56 و 4/ 95، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 226، 227 رقم 186، والسنن الكبرى للبيهقي 7/ 142، والزهد الكبير، له رقم 40 و 250 و 274 و 387 و 440 و 448 و 912، والرسالة القشيرية 21، والإكمال لابن ماكولا 4/ 573، والفقيه والمتفقّه للخطيب 2/ 168، وطبقات(18/51)
أبو الحسن الثّعلبيّ الغطفانيّ الدّمشقيّ الزّاهد. أحد الأئمّة.
أصله من الكوفة.
سمع: ابن عُيَيْنة، والوليد بن مسلم، وحفص بن غِيَاث، وعبد الله بن إدريس، وأبا معاوية، وعبد الله بن نُمَيْر، وعبد الله بن وهْب، وأبا الحسن الكِسائيّ، وخلْقا.
وصِحب أبا سليمان الدّارانيّ.
وأخذ بدمشق عن: أبي مُسْهر، وجماعة.
وعنه: د. ق.، وأبوا زرعة [1] ، وأبو حاتم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن خزيم، ومحمد بن المعافي الصيداوي، وأبو الجهم المشغراني، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق كثير.
قال هارون بن سعيد، عن يحى بن معِين، وذُكِر أحمد بن أبي الحواري، فقال: أهل الشّام به يمطرون.
__________
[ () ] الصوفية للسلمي 98- 102 رقم، والأنساب لابن السمعاني 8/ 105، واللباب لابن الأثير 3/ 217، وتاريخ دمشق (المخطوط بالخزانة التيمورية) 10/ 8 و 15/ 228 و 37/ 213، و 39/ 342 و 44/ 183، ومعجم البلدان 5/ 134، 237، 238، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 92، وتاريخ دمشق (مصوّرة المجمع العلمي بدمشق) 397، وصفة الصفوة لابن الجوزي 4/ رقم 764، وحلية الأولياء لأبي نعيم 10/ 5- 33 رقم 457، والعقد الفريد 1228، 2/ 235 و 3/ 178 و 6/ 377، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 117، والمعجم المشتمل لابن عساكر 50 رقم 51، وذم الهوى لابن الجوزي 29، 30، والإشارات إلى معرفة الزيارات 28، ولباب الآداب لابن منقذ 283، والتذكار في فضل الأذكار للقرطبي 84، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 369- 375 رقم 62، والكاشف 1/ 21 رقم 50، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 12/ 85- 94 رقم 26، والعبر 1/ 446، وطبقات الحنابلة 1/ 78، ومرآة الجنان 2/ 153، 154، والبداية والنهاية 10/ 348، 349، وتهذيب التهذيب 1/ 49، رقم 784 وتقريب التهذيب 1/ 18 رقم 72، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 31- 36 رقم 8، ومختصر طبقات الحنابلة 43، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 96، وخلاصة تذهيب التهذيب 8، وشذرات الذهب 2/ 110، وتاج العروس 8/ 42، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 1/ 278، 279 رقم 85، والمغني في ضبط أسماء الرجال 83.
[1] هما: أبو زرعة الدمشقيّ، وأبو زرعة الرازيّ.(18/52)
رواها ابن أبي حاتم [1] ، عن محمد بن يحيى بن مَنْدَه، عنه.
وقال محمود بن خالد، وذُكِر أحمد بن أبي الحواري، فقال: ما أظنّ بقي على وجه الأرض مثله [2] .
وعن الْجُنَيد قال: أحمد بن أبي الحواري رَيْحانة الشّام [3] .
وقال أبو زُرْعة: حدَّثني أحمد بن أبي الحواري قال: قلتُ لشيخ دخل مسجد النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دُلَّني على مجلس إبراهيم بن أبي يحيى. فما كلّمني. فإذا هو عبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ.
وقال أحمد بن عطاء الرُّوَذباريّ: سمعتُ عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن أبي الحواريّ قال: كنّا نسمع بكاء أبي باللَّيل حتّى نقول: قد مات. ثمّ نسمع ضَحِكَه حتّى نقول: قد جُنّ.
وقال محمد بن عَوْف الحمصيّ: رأيت أحمد بن أبي الحواري عندنا بطَرَسُوس، فلمّا صلّى العَتْمَة قام يصلّي، فاستفتح بالحمد إلى قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 1: 5 [4] فطُفْتُ الحائطَ كلّه ثمّ رجعت، فإذا هو لا يجاوز إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 1: 5. ثم نمتُ، ومَرَرْتُ به سَحرًا [5] وهو يقرأ إِيَّاكَ نَعْبُدُ 1: 5 فلم يزل يردَّدُها إلى الصُّبْح.
وقال سعيد بن عبد العزيز: سمعتُ أحمد بن أبي الحواري يقول: مَن عمل بلا اتّباع سنة فعَمَلُه باطل [6] .
وقال: مَن نظر إلى الدّنيا نَظَرَ إرادةٍ وحُبّ، أخرج الله نورَ اليقين والزّهد من قلبه [7] .
__________
[1] في الجرح والتعديل 2/ 47.
[2] حلية الأولياء 10/ 22، صفة الصفوة 4/ 237.
[3] صفة الصفوة.
[4] سورة الفاتحة، الآية 4.
[5] في المخطوط: «سحر» .
[6] طبقات الصوفية للسلمي 101 رقم (4) .
[7] طبقات الصوفية للسلمي 100 رقم (2) ، وحلية الأولياء 10/ 6، والزهد الكبير للبيهقي 134، 135 رقم 250، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 146، وطبقات الأولياء 32.(18/53)
قلت: ولأحمد قدم ثابت في العلم والحديث والزُّهْد والمواظبة.
ومن مناقبه: قال أبو الدَّحْداح الدّمشقيّ: نا الحسين بن حامد أنّ كتاب المأمون وردَ على إسحاق بن يحيى بن مُعاذ أمير دمشق، أن أحْضِر المحدِّثين بدمشق فامْتَحِنْهُم. فأحضر هشام بن عمّار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذَكْوان، وأحمد بن أبي الحواري، فامْتَحَنَهُم امتحانًا ليس بالشّديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري، فجعل يرفق به ويقول: أليس السَّماوات مخلوقة؟ أليست الأرض مخلوقة؟
وأحمد يأبى أن يُطيعه. فسجنه في دار الحجارة، ثمّ أجاب بعدُ، فأطلقه.
وقال أحمد بن أبي الحواري: قال لي أحمد بن حنبل: متى مَوْلدُك؟
قلت: سنة أربعٍ وستّين [1] ومائة.
قال: هي مولدي.
وقد ذكر السُّلَميّ في «مِحَن الصُّوفيّة» أحمدَ بنَ أبي الحواري فقال: شهد عليه قوم أنّه يُفَضِّل الأولياء على الأنبياء، وبذلوا الخطوط عليه. فهربَ من دمشق إلى مكّة، وجاورَ حتّى كتب إليه السّلطان يسأله الرجوع، فرجع.
قلت: هذا من الكذِب على أحمد، رحمه الله، فإنّه كان أعلم باللَّه من أن يقع في ذلك، وما يقع في هذا إلا ضالٌّ جاهل.
وقال السُّلَميّ في «تاريخ الصُّوفيّة» : سمعتُ محمد بن جعفر بن مطر:
سمعت إبراهيم بن يوسف الهَسَنْجانيّ يقول: رمى أحمد بن أبي الحواري بكُتُبه في البحر وقال: نِعْم الدّليل كنتِ. والاشتغال بالدّليل بعد الوصول مُحَال [2] .
ثم قَالَ السُّلَميّ: سمعتُ محمد بْن عَبْد الله الطِّبَريّ: سمعت يوسف بن الحسين يقول: طلب أحمد بن أبي الحواري العلم ثلاثين سنة، ثمّ حمل كُتُبه كلّها إلى البحر فغرّقها، وقال: يا عِلْم لم أفعلْ هذا بك استخفافا، ولكن لمّا
__________
[1] في أصل المخطوط: «أربع وتسعين» وهو غلط، والصواب ما أثبتناه. (تهذيب الكمال 1/ 374) .
[2] حلية الأولياء 10/ 6 و 7.(18/54)
أهتديتُ بك استغنيت عنك [1] .
ثم روى السُّلَميَ [2] وفاة ابن أبي الحواري سنة ثلاثين ومائتين [3] ، وهذا غلط.
حكاية عجيبة لا أعلم صحّتها روي السُّلَميّ، عن محمد بْن عَبْد اللَّه، وأبي عَبْد اللَّه بْن بالَويَهْ، عن أبي بكر الغارميّ: سمعا أبا بكر السّبّاك، سمعتُ يوسف بن الحسين يقول: كان بين أبي سليمان الدّارانيّ، وأحمد بن أبي الحواري عقْد لا يخالفه في أمر.
فجاءه يومًا وهو يتكلَّم في مجلسه فقال: إنَّ التّنُّور قد سُجِرِ. فلم يُجِبْه.
فقال: إنَّ التّنُّور قد سُجِر، فما تأمر؟
فلم يُجِبْه. فأعاد الثّالثة فقال: اذهب فاقْعُدْ فيه. كأنّه ضاقَ به. وتغافل أبو سليمان ساعةً، ثمّ ذكر فقال: اطلبوا أحمد، فإنّه في التّنّور، لأنه على عقْدٍ أن لا يخالفني.
فنظروا فإذا هو في التّنُّورِ لم يحترق منه شَعْرة [4] .
قال عَمْرو بن دُحَيْم: تُوُفّي لثلاثٍ بقين من جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وأربعين [5] .
27- أحمد بن عبد الله بن خالد بن موسى [6] .
__________
[1] حلية الأولياء 10/ 6.
[2] في طبقات الصوفية 99، وبها أرّخه ابن الجوزي في: صفة الصفوة 4/ 238.
[3] والصحيح وفاته سنة ست وأربعين ومائتين.
[4] تاريخ دمشق (مخطوطة التيموريّة) 19/ 587.
[5] ويقال: سنة خمس. (المعجم المشتمل) .
[6] انظر عن (أحمد بن عبد الله الجويباري) في:
أحوال الرجال للجوزجانيّ 206 رقم 380، والضعفاء والمتروكين للنسائي 67، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 142، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 181، 182، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 50 رقم 37، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 78، 79 رقم 209، ومعجم البلدان 2/ 176، والمغني في الضعفاء 1/ 43 رقم 322، وميزان الاعتدال 1/ 106- 108 رقم 421، والكشف الحثيث 58، 59 رقم 47، ولسان الميزان 1/ 193 رقم 611.(18/55)
أبو عليّ الشَّيْبانيّ الْجُوباريّ ويقال الْجُوَيْباريّ الهَرَوِيّ، المعروف بسَتّوق.
وجُوبار: من أعمال هَرَاة.
روى عن: جرير، وابن عُيَيْنَة، والفضل بن موسى السّينانيّ، ووَكِيع، وغيرهم أحاديث وضَعَها عليهم.
وعنه: محمد بن كرّام السّجِسْتانيّ شيخ الكرّاميّة، وأحمد بن بهْرام، وآحاد النّاس.
قال ابن عَدِيّ [1] : له أحاديث كثيرة وضعها.
وقال الدَّارَقُطْنيّ [2] : كذاب.
وقال الحاكم أبو عبد الله: لا يَحِلّ كَتْبُ حديثه بوجهٍ.
قُلْتُ: وَمِنْ مَوْضُوعَاتِهِ: رُوِي عَنْ أَبِي يَحْيَى الْمُعَلِّمِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ يَرْفَعُهُ قَالَ: «يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ يُكْنَى أَبَا حَنِيفَةَ، يُجَدِّدُ اللَّهُ سُنَّتِي عَلَى يَدَيْهِ» [3] . تُوُفيّ في رجب سنة سبع وأربعين [4] .
__________
[1] في الكامل 1/ 181، وقال: وكان يضع الحديث لابن كرّام على ما يريده، وكان ابن كرّام يضعها في كتبه عنه ويسمّيه أحمد بن عبد الله الشيبانيّ.
[2] في الضعفاء والمتروكين، رقم 37.
[3] الكامل لابن عديّ 1/ 182.
[4] وضعّفه النسائي.
وقال ابن حبّان: دجّال من الدجاجلة كذّاب، يروي عن ابن عيينة، ووكيع، وأبي ضمرة، وغيرهم من ثقات أصحاب الحديث، ويضع عليهم ما لم يحدّثوا، وقد روى عن هؤلاء الأئمة ألوف حديث ما حدّثوا بشيء منها، كان يضعها عليهم، لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى سبيل الجرح فيه، ولو أنّ أحداث أصحاب الرأي بهذه الناحية خفي عليهم شأنه، لم أذكره في هذا الكتاب لشهرته عند أصحاب الحديث قاطبة بالوضع على الثقات ما لم يحدّثوا. (المجروحون 1/ 142) .
وقال محمد بن أحمد بن حمّاد: أحمد بن عبد الله الهروي ستّوق، كان يضع الحديث ما أدري حسن إيمانه. (الكامل 1/ 181) .
وقال الجوزجاني: أحمد بن عبد الله ستّوق الهروي، كان يضع الحديث، ما أدري حسن إيمانه.
(أحوال الرجال 206) وقد تحرّفت «حسن» إلى «حسب» ، فلتصحّح.(18/56)
28- أحمد بن عبد الرحمن بن بكّار بن عبد الملك بن الوليد بن بُسْر بن أرطاة [1] . - ت. ن. ق. - أبو الوليد القرشيّ العامري البسريّ الدّمشقيّ، نزيل بغداد.
سمع: الوليد بن مسلم، وعِراك بن خالد، ومروان بن معاوية.
وعنه: ت. ن. ق.، وأبو محمد الدّارِميّ، وعبد الله بن ناجية، وأبو القاسم البَغَويّ، وأبو حامد الحضْرميّ، وحاجب الفَرَغانيّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ [2] .
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: صالح [3] . مات في رمضان سنة ثمان وأربعين [4] .
وقال الباغَنْديّ: نا إسماعيل بن عبد الله اليَشْكُريّ قال: لم يسمع أبو الوليد مِنَ الوليد بن مسلم شيئًا. وكنت أعرفه شبه قاصّ. وكان يحلّل النّساء للرّجال، ويُعطي السَّبْي، سامحه الله [5] .
29- أحمد بن عَبْدَة بن موسى الضّبّيّ [6]- م. ع. -
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن بكار) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 211، والجرح والتعديل 2/ 59 رقم 89، والثقات لابن حبّان 8/ 23، وتاريخ بغداد 4/ 241- 243 رقم 1967، والأنساب 2/ 212، والمعجم المشتمل لابن عساكر 51 رقم 54، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 383- 385 رقم 66، والمغني في الضعفاء 1/ 45 رقم 343، وميزان الاعتدال 1/ 115 رقم 445، والكاشف 1/ 22 رقم 53، وسير أعلام النبلاء 12/ 114 رقم 37، وتهذيب التهذيب 1/ 52، 53 رقم 89، وتقريب التهذيب 1/ 19 رقم 76، وخلاصة تذهيب التهذيب 8، 9.
[2] الجرح والتعديل 2/ 59.
[3] المعجم المشتمل 51.
[4] المعجم المشتمل. وقال البغوي: مات سنة ست وأربعين ومائتين، قال الخطيب: وهذا القول وهم.
[5] تاريخ بغداد 4/ 242 بأطول مما هنا. ثم قال: وأبو الوليد ليس حاله عندنا ما ذكر الباغنديّ عن هذا الشيخ، بل كان من أهل الصدق، وقد حدّث عنه من الأئمة: أبو عبد الرحمن النسائي وحسبك به، وذكره أيضا في جملة شيوخه الّذين بيّن أحوالهم.
[6] انظر عن (أحمد بن عبدة) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 236، وتاريخ الطبري 1/ 296، والجرح والتعديل 2/ 62 رقم 100، والثقات لابن حبّان 8/ 23، 24، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 21، 32 رقم 4، وتاريخ جرجان للسهمي 387، والمعجم المشتمل لابن عساكر 53 رقم 60، وتهذيب الكمال(18/57)
أبو عَبْد اللَّه البصريّ.
سمع: حمّاد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن جُمَيْع، وطائفة.
وعنه: م. ع.، وزكريا السّاجيّ، وأبو بكر بن خزيمة، وخلق كثير.
وكان ثقة نبيلا.
توفي في شوال [1] سنة خمس وأربعين.
30- أحمد بن عثمان بن عبد النّور [2]- م. ت. ن. - أبو عثمان النَّوْفَليّ البصْريّ، المعروف بأبي الْجَوْزاء عن: أبي داود الطَّيالِسيّ، وقريش بن أنس، وأزهر السّمّان، وغيرهم.
وعنه: م. ت [3] . ن [4] . وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وآخرون.
وكان من نُسّاك أهل البصرة وثقاتهم.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين ومائتين [5] .
31- أحمد بن عَمْرو بن عبد الله بن عُمَرو بن السّرح [6]- م. د. ن. ق. -
__________
[ () ] للمزّي 1/ 397- 399 رقم 75، والمغني في الضعفاء 1/ 47 رقم 354، والكاشف 1/ 23، رقم 59، والوافي بالوفيات 7/ 166 رقم 3099، وتهذيب التهذيب 1/ 59 رقم 99، وتقريب التهذيب 1/ 20 رقم 85، وخلاصة تذهيب التهذيب 8.
[1] في التاريخ الصغير للبخاريّ 236، والمعجم المشتمل: في رمضان، وكذا في ثقات ابن حبّان 8/ 23.
[2] انظر عن (أحمد بن عثمان النوفلي) في:
الجرح والتعديل 2/ 63 رقم 104، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 34 رقم 15، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 14 رقم 43، والمعجم المشتمل 54 رقم 65، وتهذيب الكمال 1/ 406، 407 رقم 81، والكاشف 1/ 24 رقم 64، وتهذيب التهذيب 1/ 61 رقم 105، وتقريب التهذيب 1/ 22 رقم 91، وخلاصة تذهيب التهذيب 10.
[3] وهو كنّاه أبا عثمان.
[4] وقال: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .
[5] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: مات في رمضان سنة خمس وأربعين.
[6] انظر عن (أحمد بن عمرو) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 385 رقم 578 ورقم 589، والمراسيل لأبي داود (في مواضع كثيرة) ، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 55، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 144، 145، 150، 164، 262، 359، والجرح والتعديل 2/ 15 رقم 115، والثقات لابن حبّان 8/ 29، والولاة(18/58)
أبو الطّاهر الأمويّ، مولاهم المصريّ الفقيه.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن وهْب، وسعيد الآدم.
وعنه: م. د. ن [1] . ق.، وطائفة آخرهم أبو بكر بن أبي داود.
وكان من جِلّة العلماء، شرح «موطّأ ابن وهب» .
وتوفّي لأربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة خمسين [2] .
وتفرَّد عن ابن وهْب بحديث.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ثناه أَبُو الْعَلاءِ الْكُوفِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ محمد، وَمحمد بْنُ زِيَادِ بْنِ حَبِيبٍ، وَغَيْرُهُمْ قَالُوا: ثنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ السَّرْحِ، نا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ سَيِّدٌ، الرَّجُلُ سَيِّدُ أَهْلِهِ، وَالْمَرْأَةُ سَيِّدَةُ بَيْتِهَا» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ [3] .
32- أحمد بن عيسى بن حسّان [4]- خ. م. د. ن. ق. -
__________
[ () ] والقضاة للكندي 304، 318، 333، 334، 338، 344، 345، 350، 364، 378، 398، 470، ومروج الذهب للمسعوديّ 3069، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 33، رقم 9، والمستدرك على الصحيحين للحاكم 1/ 213 وفيه «السراج» بدل «السرح» ، وهو غلط، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 14 رقم 40، وطبقات علماء إفريقية (انظر فهرس الأعلام) ، وترتيب المدارك للقاضي عياض 3/ 78، والمعجم المشتمل 56 رقم 70، واللباب 2/ 112، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 199، وتهذيب الكمال 1/ 415- 417 رقم 86، والكاشف 1/ 25 رقم 69، والعبر 1/ 455، وسير أعلام النبلاء 12/ 62، 63 رقم 14، وتذكرة الحفاظ 2/ 504، 505، والبداية والنهاية 11/ 6، وتهذيب التهذيب 1/ 64 رقم 112، وتقريب التهذيب 1/ 23 رقم 97، وطبقات الحفاظ 219، وحسن المحاضرة 1/ 309، وخلاصة تذهيب التهذيب 10، وشذرات الذهب 2/ 120.
[1] وقال: ثقة. المعجم المشتمل.
[2] الثقات لابن حبان، المعجم المشتمل.
[3] قال أبو سعيد بن يونس: قال لي علي بن الحسن بن خلف بن قديد: كان يونس جدّك يحفظ وكان أحمد بن عمرو لا يحفظ، وكان ثقة ثبتا صالحا.
[4] انظر عن (أحمد بن عيسى) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 6 رقم 1512، والتاريخ الصغير، له 235، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 66، والجرح والتعديل 2/ 64 رقم 109، والثقات لابن حبّان 8/ 15، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 40، 41 رقم 22، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 36 رقم 21،(18/59)
أبو عبد الله المصريّ المعروف بابن التُّسْتَريّ.
سمع: ضِمام بن إسماعيل، ومفضَّل بن فَضَالَةَ، وابن وهْب، وبِشْر بن بكر، وأزهر السَّمّان، وغيرهم.
وعنه: الجماعة سوى ت.، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربيّ، ويوسف القاضي، وأبو القاسم البَغَويّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وآخرون.
قال: أبو داود: سألت ابن مَعِين عنه فحلفَ باللَّه أنّه كذّاب [1] .
وقال أبو زُرْعة لمّا نظر في «صحيح مسلم» : يروي عن أحمد بن عيسى في الصّحيح، وما رأيتُ أهل مصر يشكّون في أنّه ... وأشارَ إلى لسانه [2] .
وأمّا النَّسائيّ فقال: ليس به بأس [3] .
وقال الخطيب [4] : ما رأيتُ لمن ترك الاحتجاج بحديثه حُجّة.
مات بسامرّاء في صفر سنة ثلاث وأربعين ومائتين [5] . وكان أبوه يّتَّجِر إلى تُسْتَر، فعرف بالتّستريّ، وهي ششتر [6] .
__________
[ () ] وتاريخ بغداد 4/ 272- 275 رقم 2023، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 7 رقم 7، والأنساب لابن السمعاني 3/ 55، والمعجم المشتمل لابن عساكر 56، 57 رقم 72، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 417- 421 رقم 87، والمغني في الضعفاء 1/ 51 رقم 394، وميزان الاعتدال 1/ 125، 126 رقم 507، والكاشف 1/ 25 رقم 70، وسير أعلام النبلاء 12/ 70، 71 رقم 16، والوافي بالوفيات 7/ 272 رقم 3245، وتهذيب التهذيب 1/ 65 رقم 116، وتقريب التهذيب 1/ 23 رقم 100، وهدي الساري 387، وخلاصة تذهيب التهذيب 10، 11، وشذرات الذهب 2/ 102.
[1] تاريخ بغداد 4/ 273.
[2] كأنه يقول الكذب. (تاريخ بغداد 4/ 274) .
[3] المعجم المشتمل، رقم 72.
[4] في تاريخ بغداد 4/ 275.
[5] المعجم المشتمل. وقال ابن حبّان في «الثقات» : مات قبل الأربعين، وقيل إنه مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين، والأول أشبه. (8/ 15) .
[6] وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي وأبو زرعة بالبصرة. وسألت أبي عنه فقال: قيل لي بمصر إنه قدمها واشترى كتب ابن وهب وكتاب المفضّل بن فضالة، ثم قدمت بغداد فسألت: هل يحدّث عن المفضّل؟ قالوا: نعم، فأنكرت ذلك، وذلك أن الرواية عن ابن وهب والمفضّل لا يستويان، قال: وسئل أبي عنه فقال: تكلّم الناس فيه. (الجرح والتعديل 2/ 64) .
وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: كان متقنا.(18/60)
33- أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ بن الشّهيد الحُسَين الحُسَينيّ [1] .
سيّد العلويّة وشيخهم. حَبَسه الرشيد عند الفضل بن الربيع مدةً، فهرب وتنقّل واختفى دهرا طويلا، وكبر وضعُف بصَرُه.
مات بالبصرة سنة سبْعٍ وأربعين في رمضان.
34- أحمد بن عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الإمام عليّ بن أبي طالب [2] .
أبو طاهر العلويّ المدنيّ.
عن: أبيه، وابن أبي فُدّيْك.
وعنه: محمد بن منصور بن يزيد الكوفيّ، وأبو يونس المّدِينيّ، وغيرهما.
ذكره ابن أبي حاتم، وأبو أحمد الحاكم، ولم يضعّفاه.
له غرائب.
35- الإمام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيَّان بن عبد الله بن أَنَس بن عَوْف بن قاسط بن مازن بن شَيْبان بن ذُهْل بن ثعلبة بن عُكابة بْن صَعْب بْن عليّ بْن بَكْر بْن وائل [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عيسى الحسيني) في:
تاريخ الطبري 8/ 275 و 9/ 412، 487، 488، ومقاتل الطالبيين 399، وسير أعلام النبلاء 12/ 72 رقم 18، والوافي بالوفيات 7/ 271، 272 رقم 3243.
[2] انظر عن (أحمد بن عيسى العلويّ) في:
الجرح والتعديل 2/ 65 رقم 111، ومقاتل الطالبيين 715، وميزان الاعتدال 1/ 126، 127، وسير أعلام النبلاء 12/ 71، 72 رقم 17.
[3] انظر عن (الإمام أحمد بن حنبل) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 354، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 19، 20، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 2/ رقم 445، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 5 رقم 1505، والتاريخ الصغير، له 234، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 65، والمراسيل لأبي داود (في مواضع كثيرة) ، وتاريخ اليعقوبي 2/ 472، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 436، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 443، 444، 466، 483، 553، 556، 559، 560، 570، 615، 617، 618، 621، 649، 651، 656، 662، 676، 677، و 716، 718، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 45، 108، 109، 116، 297، 326، 333، 371، 373 و 2/ 7، 161، 189، 195، 212، 213، 215، 224، 274، 276، 279، 283، 287، 289،(18/61)
__________
[ () ] 300، 307، 309، 313، 314، 316، 326، 380، 408، 423، 427 و 3/ انظر فهرس الأعلام 482، وتاريخ الطبري 2/ 292، 384، 390 و 8/ 637، 644، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 53، وتاريخ الثقات للعجلي 49 رقم 9، وتقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل 1/ 292- 313، والجرح والتعديل 2/ 68 رقم 126، والثقات لابن حبّان 8/ 18، 19، ومروج الذهب 2797، 2914، 2916، 3384، ورجال الطوسي 367 رقم 7، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 42، 43 رقم 25، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 66، 67، 98، 107، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 30، 31 رقم 1، وتاريخ بغداد 4/ 412- 425 رقم 2317، وجمهرة أنساب العرب 300، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 432، والسابق واللاحق 53 رقم 1، وتاريخ جرجان للسهمي 71، 83، 111، 115، 141، 147، 160، 203، 376، 389، 392، 405، 476، 536، 554، 556، 558، وطبقات الفقهاء للشيرازي 9، 13، 67، 72، 73، 82، 84، 85، 91، 92، 94، 97، 100، 147، 169- 171، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 5 رقم 1، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 121، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 12، 105، 118، والعيون والحدائق 1/ 360، 377، 384، 465، وتاريخ حلب للعظيميّ 229، 249، 257، والجليس الصالح للجريري 271، وتاريخ دمشق 7/ 218- 296 رقم 136، والمعجم المشتمل لابن عساكر 58 رقم 78، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 120، ونشوار المحاضرة، له 7/ 60، 61، 63، وذم الهوى لابن الجوزي 165، وأدب القاضي للماوردي (انظر فهرس الأعلام) 2/ 468، 469، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 15، والإشارات إلى معرفة الزيارات للهروي 74، والحمقى والمغفّلين 65، وطبقات الحنابلة 1/ 4- 20 رقم 1، وحلية الأولياء 9/ 161- 232، والكامل في التاريخ 7/ 80 وانظر فهرس الأعلام 13/ 13، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي، ووفيات الأعيان 1/ 63- 65 وانظر فهرس الأعلام 7/ 56، والروض المعطار للحميري 193، والإقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العيد 8، 97، 111، 392، والزهد الكبير للبيهقي رقم 73 و 725 و 897، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 195، وملء الغيبة للفهري 2/ 269، 289، 350، وطبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي 2/ 27- 37، وتهذيب الكمال 1/ 437- 470 رقم 96، والكاشف 1/ 26 رقم 77، والمعين في طبقات المحدّثين 82 رقم 887، ودول الإسلام 1/ 146، وسير أعلام النبلاء 11/ 177- 358 رقم 78، والعبر 1/ 435، وتذكرة الحفاظ 2/ 431، والفهرست لابن النديم 285، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 110- 112، والوافي بالوفيات 6/ 363- 369 رقم 2868، ومرآة الجنان 2/ 132- 134، والبداية والنهاية 10/ 325- 343، وغاية النهاية 1/ 112، والمختصر في أخبار البشر 2/ 39، وتاريخ ابن الوردي 1/ 226، وآثار البلاد وأخبار العباد 318، 319، 321، 322، 445، 511، وتاريخ الخميس 2/ 378، والنجوم الزاهرة 2/ 304- 306، وطبقات الحفاظ 186، وتهذيب التهذيب 1/ 72- 76 رقم 126، وتقريب التهذيب 1/ 24 رقم 110، وخلاصة تذهيب التهذيب 11، 12، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 70، وشذرات الذهب 2/ 96- 98، والكشكول 219، والرسالة المستطرفة 18، ومعجم المؤلّفين 2/ 96، والوفيات لابن قنفذ 189 رقم 241، ومشارع الأشواق للدمياطي (انظر فهرس الأعلام) 2/ 1142، وآثار الأول في ترتيب الدول للعباسي 249.(18/62)
الإمام أبو عبد الله الشَّيْبانيّ. هكذا نسَبه ولده عبد الله واعتمده أبو بكر الخطيب [1] ، وغيره.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا صالح بْن أَحْمَد قَالَ: وجدتُ في كتاب أَبِي نسبَهُ، فَسَاقه إلى مازن، ثم قال: ابن هُذَيْل بن شيبان بن ثعلبة بن عُكابة.
قلت: قال فيه هُذَيْل بن شَيْبان كما ترى، وهو غَلَط.
وقال البَغَويّ: نا صالح بن أحمد فقال فيه: ذُهْل، بدل: هُذَيْل.
وكذا نقل إبراهيم بن إسحاق الغَسيل، عن صالح. فدلَّ على أنّ الوهْم من ابن أبي حاتم.
وأما قَول عبّاس الدُّوريّ، وأبي بكر بن أبي داود أنّ الإمام أحمد كان من بني ذُهل بن شيبان، فغلَّطهما الخطيب وقال: إنّما كان من بني شيبان بن ذُهَل بن ثَعْلَبَة [2] .
قال: وذُهْل بن ثعلبة هو عمّ ذُهْل بن شيبان بن ثعلبة. فينبغي أن يقال فيه:
أحمد بن حنبل الذُّهْليّ على الإطلاق.
وقد نسبه البخاري [3] إليهما معًا فقال: الشَّيْبانيّ الذُّهْليّ.
وأمّا «ابن ماكولا» مع بَصَره بالأنساب فَوَهِم، وقال في سياق نَسَبه [4] :
مازن بن ذُهْل بن شَيْبان بن ذُهْل بن ثعلبة. ولم يتابَع عليه.
وقال صالح بن أحمد: قال لي أبي: وُلِدْتُ في ربيع الأول سنة أربع وستّين ومائة [5] .
قال صالح: وجيء بأبي حُمِل من مرو، فتوفّي أبوه محمد شابّا ابن ثلاثين
__________
[1] في تاريخ بغداد 4/ 412 و 413.
[2] تاريخ بغداد 4/ 413.
[3] في تاريخه الكبير 2/ 5.
[4] في: الإكمال 2/ 562، 563.
[5] تاريخ بغداد 4/ 415.(18/63)
سنة، فوليت أبي أمّه [1] .
قال أبي: وكانت قد ثقبت أذني، فكانت أمّي تصيّر فيهما لؤلؤتين. فلمّا ترعرعت نزعتهما، فكانتا عندها، فدفعتهما إليّ، فبعتهما بنحو من ثلاثين درهما [2] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وأحمد بن أبي خيثمة إنّه ولد في ربيع الآخر.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: طلبتُ الحديث سنة تسعٍ وسبعين، وجاءنا رجل وأنا في مجلس هُشَيْم فقال: مات حمّاد بن زيد [3] .
فمن شيوخه: هُشَيْم، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وإبراهيم بن سعد، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى القطّان، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن عُلَية، وعليّ بن هاشم بن البريد، ومعتمر بن سليمان، وعمّار بن محمد ابن أخت الثَّوريّ، ويحيى بن سُلَيْم الطّائفيّ، وغُنْدر، وبِشْر بن المفضّل، وزياد البكّائيّ، وأبو بكر بن عيّاش، وأبو خالد الأحمر، وعبّاد بن عبّاد المُهَلّبيّ، وعَبّاد بن العوّام، وعبد العزيز بن عبد الصّمد العمِّيّ، وعمر بن عُبَيْد الطّنَافِسِيّ، والمطَّلِب بن زياد، ويحيى بن أبي زائدة، والقاضي أبو يوسف، ووَكِيع، وابن نُمَيْر، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وعبد الرّزَاق، والشافعيّ، وخلْق كثير.
وممّن روى عنه: خ. م. د.، ومَنْ بَقي بواسطة، وخ. د. أيضا بواسطة، وابناه صالح، وعبد الله، وشيوخه: عبد الرّزّاق، والحَسَن بن موسى الأشيب، والشّافعيّ لكنه قال: الثقة [4] . ولم يُسَمَّه.
وأقرانه: عليّ بن المَدِينيّ، ويحيى بن مَعِين، ودُحْيم الشّاميّ، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن صالح المصريّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 415، تاريخ دمشق 7/ 222.
[2] حلية الأولياء 9/ 163.
[3] تاريخ دمشق 7/ 228.
[4] تاريخ دمشق 7/ 256.(18/64)
ومن القدماء: محمد بن يحيى الذّهليّ، وأبوا زُرْعَة، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو حاتم، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وإبراهيم الحربيّ، وأبو بكر الأثرم، وأبو بكر المّرْوَزيّ، وحرب الكِرمْانيّ، وموسى بن هارون، ومُطَيَّن، وخلْق آخرهم أبو القاسم البَغَويّ.
وقال أبو جعفر بن ذَرِيح العُكْبَريّ: طلبتُ أحمد بن حنبل لأسأله عن مسألة، فسلّمت عليه، وكان شيخًا مخضوبًا، طُوالا، أسمر شديد السُّمرة [1] .
وقال الخطيب [2] : وُلِد أبو عبد الله ببغداد ونشأ بها، وطلب العلم بها، ثمّ رحل إلى الكوفة، والبصْرة، ومكّة، والمدينة، واليمن، والشّام، والجزيرة.
وقال أحمد: مات هُشَيْمٍ سنة ثلاثٍ وثمانين، وخرجت إلى الكوفة في تلك الأيّام، ودخلت البصرة سنة ستٍّ وثمانين. ثمّ دخلتها سنة تسعين، وسمعت من عليّ بن هاشم سنة تسع وسبعين. ثمّ عدت إليه المجلسَ الآخر وقد مات.
وهي السنة الّتي مات فيها مالك [3] .
وقال: قدِمْنا مكة سنة سبْعٍ وثمانين، وقد مات الفُضَيْل، وفي سنة إحدى وتسعين، وفي سنة ستٍّ. وأقمتُ بمكة سنة سبُعٍ، وخرجنا سنة ثمانٍ. وأقمت سنة تسعٍ وتسعين عند عبد الرّزّاق، وحججت خمس حِجَج، منها ثلاث راجلا.
وأنفقت في إحدى هذه الحجج ثلاثين درهمًا [4] . ولو كان عندي خمسون دِرْهمًا لخرجتُ إلى جرير بن عبد الحميد [5] .
وقال: رأيت ابن وهْب بمكّة، ولم أكتب عنه.
وقال محمد بن حاتم: ولي جدّ الإمام أحمد حنبل بن هلال: سَرْخَس، وكان من أبناء الدّعوة. فحُدّثت أنّه ضربه المسيب بن زُهير الضّبيّ ببخارى، لكونه شغّب الجند [6] .
__________
[1] تاريخ دمشق 7/ 225.
[2] في تاريخ بغداد 4/ 412.
[3] تاريخ بغداد 4/ 416 وانظر: حلية الأولياء 9/ 162.
[4] تقدمة المعرفة 304.
[5] تاريخ دمشق 7/ 229، 230.
[6] تاريخ بغداد 4/ 415، تاريخ دمشق 7/ 224.(18/65)
وعن عبّاس النَّحْويّ قال: رأيت أحمد بن حنبل حسن الوجه، رَبْعَه، يَخْضِب بالحِنّاء خضابا ليس بالقاني. وفي لحيته شَعِرات سُود. ورأيت ثيابه غلاظا، إلا أنّها بِيض. ورأيتهُ مُعْتَمّا وعليه إزار [1] .
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: ذهبتُ لأسمع من ابن المبارك فلم أُدْرِكْه. وكان قد قدِم فخرج إلى الثَّغر، فلم أسمع منه ولا رأيته.
وقال عارم أبو النُّعْمان: وضع أحمد عندي نَفَقَتَه، فكان يجيء فيأخذ منها حاجته، فقلت له يومًا: يا أبا عبد الله بَلَغَني أنَّك من العرب.
فقال: يا أبا النُّعْمان نحن قوم مساكين.
فلم يزل يدافعني حتّى خرج ولم يقل لي شيئًا [2] .
وقال صالح: عزم أبي على الخروج إلى مكّة. ورافق يحيى بن مَعِين، فقال أبي: نحجُّ ونمضي إلى صنعاء إلى عبد الرّزّاق.
قال: فمضينا حتّى دخلنا مكّة، فإذا عبد الرّزّاق في الطَّواف، وكان يحيى يعرفه، فطفْنا، ثمّ جئنا إلى عبد الرّزّاق، فسلَّم عليه يحيى وقال: هذا أخوك أحمد بن حنبل.
فقال: حيّاه الله، إنّه لَيَبْلُغُني عنه كلام [3] أُسَرُّ بِهِ. ثبّته الله على ذلك.
ثمّ قام لينصرف، فقال يحيى: ألا نأخذ عليه الموعد.
فأبى أحمد وقال: لم أغير النية في رحلتي إليه. أو كما قال.
ثمّ سافر إلى اليمن لأجله، وسمع منه الكتب، وأكثر عنه [4] .
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 416، تاريخ دمشق 7/ 225.
[2] تاريخ دمشق 7/ 222، 223.
[3] في المخطوط: «كلاما» .
[4] تاريخ دمشق 7/ 230، 231.(18/66)
فصل في إقباله على العلم واشتغاله وحِفْظه قال الخلال: أنا المَرُّوذِيّ أنّ أبا عبد الله قال له: ما تزوّجت إلا بعد الأربعين.
وعن أحمد الدَّوْرَقيّ، عن أبي عبد الله قال: نحن كتبنا الحديث من ستّة وُجوه وسبعة وُجوه، لم نضبطه، فكيف يضبطه من كتبه من وجهٍ واحد.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سمعت أبا زُرْعَة يقول: كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث.
فقيل له: وما يُدْريك؟
قال: ذاكَرْتُه فأخذت عليه الأبواب [1] .
وقال جُنَيْد: سمعتُ أبا عبد الله يقول: حفظت كلّ شيء سمعته من هُشَيْم، وهُشَيْم حيّ [2] .
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم [3] : قال سعيد بن عَمْرو البَرْدَعيّ: يا أبا زُرْعَة، أنت أحفظ أَمّ أحمد بن حنبل؟
فقال: بل أحمد.
قلت: وكيف علمت؟
قال: وجدتُ كُتُبَه ليس في أوائل الأجزاء ترجمة أسماء المحدِّثين الذين سمع منهم. فكان يحفظ كلّ جزء ممّن سمعه، وأنا لا أقدر على هذا.
وعن أبي زُرْعة قال: حُزِر كُتُب أحمد يوم مات، فبلغت اثنى عشر حِملا وعِدْلا، ما كان على ظهر كتابٍ منها: حديث فلان، ولا: ثنا فلان.
وكلّ ذلك كان يحفظه عن ظهر قلبه.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 419، 420.
[2] انظر: تقدمة المعرفة 595.
[3] في تقدمة المعرفة 296.(18/67)
وقال الحَسَن بن منبّه: سمعت أبا زُرْعة قال: أخرج إليَّ أبو عبد الله أجزاء كلّها: سُفيان، سُفيان، ليس على حديثٍ منها: ثنا فلان. فظننتها عن رجلٍ واحدٍ، فانتخبْتُ منها. فلمّا قرأ عليّ جعل يقول: ثنا وكيع، ويحيى، وثنا فلان.
فعجبت من ذلك، وجهدت أن أقدر على شيءٍ من هذا، فلم أقدر.
قال المَرُّوذيّ: سمعت أبا عبد الله يقول: كنت أذاكر وَكِيعًا بحديث الثَّوريّ، وكان إذا صلى العِشاء الآخرة خرج من المسجد إلى منزله. فكنت أُذَاكره، فربّما ذكر تسعة عشرة أحاديث، فأحفظها. فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: أَمْلِ علينا. فأُمْلِها عليهم.
وقال الخلال: ثنا أبو إسماعيل التِّرْمِذيّ: سمعت قُتَيْبة بن سعيد يقول:
كان وَكِيع إذا كانت العَتْمَة ينصرف معه أحمد بن حنبل، فيقف على الباب فيُذَاكره. فأخذ وَكِيع ليلةً بعضادتي الباب ثمّ قال: يا أبا عبد الله، أريد أن ألقي عليك حديث سُفْيان.
قال: هات.
قال: تحفظ عن سُفْيان، عن سَلَمَةَ بن كُهَيْل كذا؟
قال: نعم. ثنا يحيى.
فيقول: سَلَمَةُ كذا وكذا، فيقول: ثنا عبد الرحمن. فيقول: وعن سَلَمَةَ كذا وكذا. فيقول: أنت حدَّثتنا. حتّى يفرغ من سَلَمَةَ، فيقول أحمد: فتحفظ عن سَلَمَةَ كذا وكذا؟ فيقول وكيع: لا. ثمّ يأخذ في حديث شيخ، شيخ.
فلم يزل قائمًا حتّى جاءت الجارية فقالت: قد طلع الكوكب. أو قالت الزُّهْرة. وقال عبد الله: قال لي أبي: خُذْ أيَّ كتاب شئت من كُتُب وَكِيع. فإنْ شئت أن تسألني عن الكلام حتّى أخبرك بالإسناد، وإن شئت بالإسناد، حتّى أخبرك عن الكلام.
وقال الخلال: سمعتُ أبا القاسم بن الخُتَّليّ- وكفاك به- يقول: أكثر النّاس يظنّون أنّ أحمد إذا سُئِل كان عِلْم الدُّنيا بين عينيه.
وقال إبراهيم الحربيّ: رأيت أحمد كأنّ الله جمع له عِلْم الأوّلين والآخرين.(18/68)
وعن أحمد بن سعيد الرّازيّ قال: ما رأيت أسود الرأس أحفَظَ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أعْلَم بِفقْهه ومعانيه من أحمد بن حنبل [1] .
وقال ابن أبي حاتم [2] : ثنا أحمد بن سَلَمَةَ: سمعت إسحاق بن راهَوَيْه يقول: كنت أجالس بالعراق أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعين، وأصحابَنَا. وكنا نتذاكر الحديث من طريقين وثلاثة. فيقول يحيى من بينهم: وطريق كذا.
فأقول: أليس قد صحّ هذا بإجماعٍ منّا؟ فيقولون: نعم.
فأقول: ما تفسيره؟ ما فِقْهُهُ؟
فيقفون كلّهم، إلا أحمد بن حنبل [3] .
وقال الخلال: كان أحمد قد كَتَبَ كُتُبَ الرَّأي وحفِظها، ثمّ لم يلتفت إليها.
وقال أحمد بن سِنان: ما رأيت يزيد بن هارون لأحدٍ أشدَّ تعظيمًا منه لأحمد بن حنبل. ولا رأيته أكْرَمَ أحدًا مثله. وكان يُقْعده إلى جَنْبه ويوقّره ولا يمازحه [4] .
وقال عبد الرّزّاق: ما رأيت أفقه من أحمد بن حنبل ولا أورع [5] .
وقال إبراهيم بن شماس: سمعت وَكِيعًا يقول: ما قدِم الكوفةَ مثل ذاك الفتى- يعني أحمد-، وسمعت حفص بن غيَاث يقول ذلك [6] .
وَعَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا نظرتُ إلى أحمد بن حنبل إلا تذكّرت به سُفْيان الثَّوريّ [7] .
وقال القواريريّ: قال لي يحيى القطّان: ما قدِم عليَّ مثل أحمد بن حنبل،
__________
[1] تقدمة المعرفة 294، تاريخ بغداد 4/ 419، تاريخ دمشق 7/ 251.
[2] في: تقدمة المعرفة 293.
[3] تاريخ بغداد 4/ 419، تاريخ دمشق 7/ 255 وفيه: «فيبقون كلهم» .
[4] تقدمة المعرفة 297.
[5] تاريخ دمشق 7/ 233.
[6] تاريخ دمشق 7/ 231.
[7] حلية الأولياء 9/ 169، تاريخ دمشق 7/ 233 و 245 و 246.(18/69)
ويحيى بن مَعِين [1] .
وقال أبو اليَمَان: كنت أشبّه أحمد بن حنبل بأرطأة بن المُنْذر [2] .
وقال الهيثم بن جميل: إنْ عاش هذا الفتى سيكون حُجَّة زمانه [3] ، يعني أحمد.
وقال قُتَيْبة: خير أهل زماننا ابن المبارك، ثمّ هذا الشّابّ، يعني أحمد بن حنبل.
وقال أبو داود: سمعتُ قُتَيْبة يقول: إذا رأيت الرجل يحبّ أحمد فاعلم أنّه صاحب سنة [4] .
وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه، عن قُتَيْبة: لو أدرك أحمد عصر الثَّوريّ، والأوزاعيّ، ومالك، واللّيث، لكان هو المقدَّم.
فقلت: لقُتَيْبة: تضمُّ أحمدَ إلى التّابعين؟
فقال: إلى كبار التّابعين [5] .
وسمعت قُتَيْبة يقول: لولا الثَّوريّ لَمَاتَ الورع، ولولا أحمد بن حنبل لأحْدَثوا في الدّين [6] .
وقال أحمد بن سَلَمَةَ: سمعتُ قُتَيْبَة يقول: أحمد بن حنبل إمام الدّنيا [7] .
وقال العبّاس بن الوليد البَيْروتيّ: ثنا الحارث بن عبّاس قال: قلت لأبي مُسْهِر: هل تعرفُ أحدًا يحفظ على هذه الأمّة أمر دِينها؟
قال: لا أعلمه إلا شابّ في ناحية الشّرق، يعني أحمد بن حنبل [8] .
وقال المُزَنيّ: قال لي الشّافعيّ: رأيتُ ببغداد شابًا إذا قال: حدّثنا، قال
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 165.
[2] تقدمة المعرفة 297.
[3] تقدمة المعرفة 295، حلية الأولياء 9/ 167.
[4] تقدمة المعرفة 308.
[5] تقدمة المعرفة 293، الجرح والتعديل 2/ 69، تاريخ دمشق 7/ 238.
[6] تاريخ بغداد 4/ 417.
[7] تقدمة المعرفة 295، الجرح والتعديل 2/ 69، تاريخ بغداد 4/ 417، تاريخ دمشق 7/ 239.
[8] تقدمة المعرفة 292، الجرح والتعديل 2/ 68، تاريخ دمشق 7/ 245.(18/70)
النّاس كلّهم: صَدَق.
قلت: من هو؟
قال: أحمد بن حنبل.
وقال حَرْمَلَة: سمعت الشّافعيّ يقول: خرجت من بغداد، فما خلَّفت بها رجلا أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل [1] .
وقال الزَّعْفُرانيّ: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي [2] .
وقال محمد بن إسحاق بن راهَوَيْه: سمعتُ أبي يقول: قال لي أحمد بن حنبل: تعالَ حتّى أُرِيكَ رجلا لم تَرَ مثله. فذهبَ بي إلى الشّافعيّ.
قال أبي: وما رأى الشّافعيّ مثل أحمد بن حنبل. ولولا أحمد وبذْل نفسِهِ لِمَا بذلَها له لذهب الإسلام [3] .
وعن إسحاق قال: أحمد حُجّة بين الله وبين خَلْقه [4] .
وقال محمد بن عَبْدَوَيْه: سمعت عليَّ بن المَدِينيّ وذكر أحمد بن حنبل فقال: هو أفضل عندي من سعيد بن جُبَيْر في زمانه. لأنّ سعيدًا كان له نُظرَاء، وإنّ هذا ليس له نظير. أو كما قال.
وقال عليّ بن المَدينيّ: إن الله أعَزَّ هذا الدين بأبي بكر الصِّدّيق يوم الرِّدَّةِ، وبأحمد بن حنبل يوم المِحْنَة [5] .
وقال أبو عُبَيْد: انتهى العِلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل وهو أفقههم، وذكر الحكاية.
وقال محمد بن نصر الفرّاء: سمعت أبا عُبَيْد يقول: أحمد بن حنبل إمامنا،
__________
[1] تاريخ دمشق 7/ 235.
[2] تقدمة المعرفة 296، تاريخ دمشق 7/ 234، 235.
[3] حلية الأولياء 9/ 171، تاريخ دمشق 7/ 240.
[4] تاريخ بغداد 4/ 417، تاريخ دمشق 7/ 240.
[5] تاريخ بغداد 4/ 418، تاريخ دمشق 7/ 240.(18/71)
إنّي لأتزَّين بذِكره [1] .
وقال أبو بكر الأثرم، عن أبي عُبَيْد: ما رأيت رجلا أعلم بالسنة من أحمد.
وقال أحمد بن الحَسَن التِّرْمِذيّ: سمعت الحَسَن بن الربيع يقول: ما شبّهت أحمد بن حنبل إلّا بابن المبارك في سَمْتِه وهيئته [2] .
وقال الطَّبَرانيّ: ثنا محمد بن الحسين الأنماطيّ قال: كنّا في مجلسٍ فيه يحيى بن مَعِين، وأبو خيثمة، وجماعة، فجعلوا يُثْنُون على أحمد بن حنبل فقال رجل: لا تُكثِروا بعض هذا.
فقال يحيى بن مَعِين: وكَثْرة الثّناء على أحمد تُسْتَنْكَر [3] ؟ لو جلسنا مجالسنا بالثنّاء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها [4] .
وقال عبّاس، عن ابن مَعِين: ما رأيت مثل أحمد.
وقال أبو جعفر النُّفَيْليّ: كان أحمد من أعلام الدّين [5] .
وقال المَرُّوذيّ: حضرتُ أبا ثوْر سُئِل عن مسألة فقال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا وإمامُنا فيها كذا وكذا.
وقال إبراهيم الحربيّ: قال ابن مَعِين: ما رأيتُ أحدًا يُحَدِّثُ للَّه إلا ثلاثة:
يَعْلَى بن عُبَيْد، والقَعْنَبيّ، وأحمد بن حنبل.
وقال عباس الدوري: سمعت ابن معين يقول: أرادوا أن أكون مثل أحمد، والله لا أكون مثله أبدًا.
وقال أبو خَيْثَمَة: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، ولا أشدّ قلْبًا منه.
وقال عليّ بن خَشْرَم: سمعت بشْر بن الحارث، وَسُئِلَ عن أحمد بن حنبل فقال: أنا أُسْأل عن أحمد؟ إنّ أحمد أدخل الكير فخرج ذهبا أحمر [6] .
__________
[1] تقدمة المعرفة 298.
[2] تاريخ دمشق 7/ 237.
[3] في الحلية: «يستكثر» ، وفي تاريخ بغداد: «يستنكر» ، وفي تاريخ دمشق: «تستكثر» .
[4] حلية الأولياء 9/ 169، 170، تاريخ بغداد 4/ 421، تاريخ دمشق 7/ 242.
[5] تقدمة المعرفة 295.
[6] حلية الأولياء 9/ 170 وفيه: «فخرج ذهبة حمراء» ، وتاريخ دمشق 7/ 248 وفيه: «فخرج ذهبه(18/72)
رواها جماعة، عن ابن خشرم.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قال أصحاب بِشْر بن الحارث حين ضُرب أحمد في المحنة: يا أبا نصر لو أنّك خرجتَ، فقلت: إنّي على قول أحمد بن حنبل.
فقال بِشْر: أتريدون أن أقومَ مقام الأنبياء؟ [1] .
رُوِيَتْ من وجهين عن بِشْر، وزاد أحدهما: قال بِشْر: حفظ الله أحمد من بين يديه ومِن خلفه [2] .
وقال القاسم بن محمد الصّايغ: سمعتُ المَرُّوذيّ يقول: دخلت على ذي النُّون السّجنَ ونحن بالعسكر، فقال: أيّ شيء حال سيّدنا؟، يعني أحمد بن حنبل. وقال إسحاق بن أحمد: سمعتُ أبا زُرْعة يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في فنون العِلم. وما قام أحدٌ مثل ما قام أحمد به.
وقال ابن أبي حاتم [3] : قالوا لأبي زُرْعة: فإسحاق بن راهَوَيْه؟
قال: أحمد بن حنبل أكبر من إسحاق وأَفْقَه. قد رأيت الشيوخ، فما رأيتُ أحدًا أكمل منه. اجتمع فيه زُهْدٌ وفضلٌ وفقهٌ وأشياءٌ كثيرة.
وقال ابن أبي حاتم [4] : سألت أبي عن عليّ بن المَدِينيّ وأحمد بن حنبل أيُّهما أحفظ؟
فقال: كانا في الحِفْظ متقاربَيْن وكان أحمد أفقه.
وقال أبي: إذا رأيت الرجل يحبّ أحمد فاعلم أنّه صاحب سنة [5] .
وسمعت أبي يقول: رأيت قُتَيْبَة بمكة فقلت لأصحاب الحديث: كيف
__________
[ () ] أحمر» .
[1] حلية الأولياء 9/ 170.
[2] تقدمة المعرفة 310، تاريخ دمشق 7/ 248 وفيه زيادة: «ومن فوقه ومن أسفل منه، وعن يمينه وعن شماله» .
[3] في: تقدمة المعرفة 294.
[4] في: تقدمة المعرفة 294.
[5] تقدمة المعرفة 308.(18/73)
تغفلون عنه وقد رأيت أحمد بن حنبل في مجلسه؟
فلمّا سمعوا هذا أخذوا نحوه وكتبوا عنه [1] .
وقال محمد بن حمّاد الطِّهْرانيّ: سمعتُ أبا ثَوْر يقول: أحمد بن حنبل أعلم أو أفقه من الثَّوريّ [2] .
وقال محمد بن يحيى الذُّهْليّ: جعلتُ أَحْمَد بْن حنبل إمامًا فيما بيني وبين الله.
وقال نصر بن عليّ الْجَهْضميّ: كان أحمد أفضل أهل زمانه [3] .
وقال عَمْرو النّاقد: إذا وافَقَني أحمد على حديثٍ لا أبالي مَن خالفني.
وقال محمد بن مِهران الجمّال وذُكِر له أحمد بن حنبل فقال: ما بقى غيره.
وقال الخلال: ثنا صالح بن عليّ الحلبيّ: سمعتُ أبا همّام السَّكُونيّ يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، ولا رأي أحمد مثلَه [4] .
وقال محمد بن إسحاق بن خُزَيْمة: سمعت محمد بن سَخْتَوَيْه البَرْذَعيّ يقول: سمعتُ أبا عُمَيْر عيسى بن محمد الرمليّ، وذكر أحمد بن حنبل فقال:
رحمه الله، عن الدّنيا ما كان أمُره، وبالماضين ما كان أشبَههُ، وبالصّالحين ما كان أَلْحَقَه. عُرِضَت له الدَنيا فأباها، والبِدَع فنفاها [5] .
وقال أبو حاتم الرازيّ: كان أبو عُمَيْر بن النّحّاس الرمليّ من عُبّاد المسلمين، فقال لي: كتبتّ عن أحمد بن حنبل شيئًا؟
قلت: نعم.
قال: فأملّ عليّ.
فأمليت عليه شيئا [6] .
__________
[1] تقدمة المعرفة 299.
[2] تقدمة المعرفة 293.
[3] تاريخ دمشق 7/ 249.
[4] تاريخ دمشق 7/ 251.
[5] تاريخ دمشق 7/ 252.
[6] تقدمة المعرفة 298.(18/74)
عن حَجّاج بن الشّاعر قال: ما كنت أحبّ أن أُقتل في سبيل الله ولم أُصَلِّ على أحمد بن حنبل [1] .
وعنه قال: قبَّلتُ يومًا ما بين عينَيْ أحمد بن حنبل وقلت: يا أبا عبد الله بلغتَ مبلغ سُفيان، ومالِك، ولم أظنّ في نفسي أنّي بقيتْ [لي] غاية. فبلغَ والله في الإمامة أكثر من مبلغهما.
وعن حَجّاج بن الشّاعر قال: ما رأت عيناي روحًا في جسد أفضل من أحمد بن حنبل [2] .
وعن محمد بن نصر المَرْوَزِيّ قال: اجتمعتُ بأحمد بن حنبل وسألته عن مسائل، وكان أكثر حديثًا من إسحاق بن راهَوَيْه وأفقه منه.
وعن محمد بن إبراهيم البُوسَنْجيّ قال: ما رأيت أجمع في كلّ شيءٍ من أحمد بن حنبل ولا أعقل.
وقال محمد بن مسلم بن وَارَةَ: كان أحمد صاحب فِقه، وصاحب حِفْظ، وصاحب معرفة.
وقال أبو عبد الرحمن النَّسائيّ: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث، والفقه، والورع، والزُّهد، والصّبر.
وَقَالَ خَطَّابُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْحَكَمِ الْوَرَّاقِ: لَمَّا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ» . رَدَدْنَاهُ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ. وَكَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ زَمَانِهِ [3] .
وقال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، لا يُذكر فيها شيءٌ من أمر الدّنيا. ما رأيته ذكر الدّنيا قطّ [4] .
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 173، تاريخ دمشق 7/ 251.
[2] تاريخ بغداد 5/ 21، تاريخ دمشق 7/ 251.
[3] تاريخ بغداد 4/ 418، 419.
[4] تاريخ دمشق 7/ 252.(18/75)
وقال صالح جَزَرَة: أفقه من أدركت في الحديث أحمد بن حنبل.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ، وذُكِر الشّافعي عنده، فقال: ما استفادَ منّا أكثر ممّا استفدنا منه [1] .
قال عبد الله: كلّ شيء في كتاب الشّافعيّ: أنا الثقة، فهو عن أبي [2] .
وقال الخلال: ثنا أبو بكر المَرُّوذيّ قال: قدِم رجل من الزّهّاد، فأدخلته على أبي عبد الله، وعليه فرو خَلِقٌ، وخُرَيْقَة على رأسه، وهو حافٍ في بردٍ شديد، فسلَّم وقال: يا أبا عبد الله قد جئت من موضعٍ بعيد، وما أردتُ إلا السّلام عليك، وأريد عَبّادان، وأريد إنْ أنا رجعتُ أن أمرَّ بك وأسلّم عليك.
فقال: إن قُدِّر.
فقام الرجلُ وأبو عبد الله قاعد.
قال المَرُّوذيّ: ما رأيت أحدًا قطّ قام من عند أبي عبد الله حتّى يقوم أبو عبد الله له، إلا هذا الرجل.
فقال لي أبو عبد الله: ما ترى ما أشبَهه بالأبدال. أو قال: إنّي لأذكر به الأبدال.
فأخرج إليه أبو عبد الله أربعة أَرْغِفة مشطورة بكامِخ وقال: لو كان عندنا شيء لو اسيناك.
قال الخلال: وأنا المَرُّوذيّ: قلت لأبي عبد الله: ما أكثر الدّاعي لك.
قال: أخاف أن يكون هذا استدراجًا بأيّ شيء هذا.
وقلت لأبي عبد الله: إنّ رجلا قدم من طَرَسُوس وقال لي: إنّا كنّا في بلاد الروم في الغزو، وإذا هدأ اللَّيْلُ ورفعوا أصواتهم بالدّعاء: ادعوا لأبي عبد الله، وكنّا نمدّ المنجنيق ونرمي عنه. ولقد رُمي عنه الحجر والعلج على الحصن مُتَتَرس بدَرَقَة، فذهبَ برأسه وبالدَّرَقَة. فَتَغَّير وجهه وقال: ليته لا يكون استدراجا.
__________
[1] تاريخ دمشق 7/ 256.
[2] تاريخ دمشق 7/ 257.(18/76)
فقلتُ: كلا.
قال الخلال: وأخبرني أحمد بن حسين قال: سمعتُ رجلا من خُراسان يقول: عندنا أحمد بن حنبل، يرون أنّه لا يُشبه البَشَر، يظنّون أنّه من الملائكة.
وقال لي رجل: نظرةٌ عندنا من أحمد تَعْدِل عبادةَ سنة.
قال الخلال: وقال المَرُّوذيّ: رأيتُ بعض النّصارى الأطّباء قد خرج من عند أبي عبد الله ومعه راهب، فسمعت الطّبيب يقول: إنّه سألني أن يجيء معي حتّى ينظر إلى أبي عبد الله.
وقال المَرُّوذيّ: وأدخلت نصرانيًا على أبي عبد الله يعالجه فقال: يا أبا عبد الله إنّي لأشتهي أن أراك منذ ستّين سنة. ما بقاؤك صلاحُ الإسلام وحدهم، بل للخلْق جميعًا، وليس من أصحابنا أحد إلا وقد رضي بك.
قال المَرُّوذيّ: فقلت لأبي عبد الله: إنّي لأرجو أن يكون يُدعى لك في جميع الأمصار.
فقال: يا أبا بكر، إذا عرف الرجلُ نفسه فما ينفعه كلام النّاس.
وقال عبد الله بن أحمد: خرج أبي إلى طَرَسُوس ماشيًا، وحجّ حَجَّتين أو ثلاثًا ماشيًا، وكان أصبر النّاس على الوحدة. وبِشْر فيما كان فيه لم يكن يصبر على الوحدة، كان يخرج إلى ذا وإلى ذاك [1] .
وقال عبّاس الدُّوريّ: حدَّثني علي بن أبي فَزَارَة جارنا قال: كانت أميّ مُقْعَدَة من نحو عشرين سنة، فقالت لي يومًا: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فَسَلْهُ أن يدعو لي.
فأتيتُ فدققت عليه وهو في دِهْليزه، فلم يفتح لي وقال: مَن هذا؟ قلت:
أنا رجلٌ سألتني أمّي، وهي مُقْعَدَة، أن أسألك أن تدعُوَ الله لها.
فسمعتُ كلامَهُ كلام رجل مُغْضَب فقال: نحن أحوج أن تدعُوَ الله لنا.
فوَّليْت منصرفًا، فخرجتْ عجوزٌ فقالت: إنّي قد تركته يدعو لها.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 1183، تاريخ دمشق 7/ 258.(18/77)
فجئت إلى بيتنا دققتُ الباب، فخرجت أميّ على رِجْلَيها تمشي وقالت:
قد وهبَ الله ليَ العافية [1] .
رواها ثقتان، عن عبّاس.
وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يُصلّي في كلّ يوم وليلة ثلاثمائة رَكْعة، فلمّا مرض من تلك الأسواط أضْعَفَتْه، فكان يصلّي كلّ يومٍ وليلة مائة وخمسين رَكْعة [2] .
وقال عبد الله بن أحمد: ثنا عليّ بن الْجَهْم قال: كان لنا جارٌ فأخرج إلينا كتابًا فقال: أتعرفون هذا الخطّ؟
قلنا: هذا خطّ أحمد بن حنبل، فكيف كتب لك؟
قال: كنّا بمكّة مقيمين عند سُفْيان بن عُيَيْنَة، ففقدْنا أحمد أيّامًا، ثمّ جِئنا لنسأل عنه، فإذا الباب مردودٌ عليه، وعليه خِلْقان. فقلت: ما خَبَرُك؟
قال: سُرِقت ثيابي.
فقلت له: معي دنانير، فإن شئت صِلةً، وإن شئت قَرْضًا.
فأبى. فقلت: تكتب لي بأجرة؟
قال: نعم.
فأخرجت دينارًا فقال: اشترِ لي ثوبًا واقطعه نصفَين، يعني إزارًا ورداء، وجئني ببقيّة الدينار.
ففعلتُ وجئت بورق، فكتب لي هذا [3] .
وقال عبد الرّزّاق: عرضت على أحمد بن حنبل دنانير، فلم يأخذها.
وقال إسحاق بن راهَوَيْه: كنت أنا وأحمد باليمن عند عبد الرّزّاق، وكنتُ أنا فوق الغرفة وهو أسفل. وكنتُ إذا جئت إلى موضع اشتريت جاريةً.
قال: فاطَلعتُ على أن نفقته فنَيت، فعرضت عليه، فامتنع فقلت: إن
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 186، تاريخ دمشق 7/ 259.
[2] حلية الأولياء 9/ 179 و 181، تاريخ دمشق 7/ 260.
[3] حلية الأولياء 9/ 177، تاريخ دمشق 7/ 261، 262.(18/78)
شئت قَرْضًا، وإن شئت صِلَة.
فأبى. فنظرت فإذا هو ينسج التكّك ويبيعه ويُنْفِق.
رواها أبو إسماعيل التِّرْمِذيّ، عنه [1] .
وعن أبي إسماعيل قال: أتى رجل بعشرة آلاف دِرهم من ربْح تجارته إلى أحمد، فأبى أن يقبلها [2] .
وقال عبد الله، عن أبيه قال: عرض عليّ يزيد بن هارون نحو خمسمائة درهم، فلم أقبلْها [3] .
وقيل إنَّ صَيْرفيًا وصل أحمد بخمسمائة دينار، فردَّها [4] .
وقال صالح: دخلت على أبي أيّام الواثق، والله يعلم كيف حالُنا، فإذا تحت لَبِده ورقة فيها: يا أبا عبد الله، بَلَغَني ما أنتَ فيه من الضِّيق، وقد وَجَّهْتُ إليك بأربعة آلاف دِرهم. فلمّا ردّ أبي من صلاته قلت: ما هذا؟ فاحمرّ وجهه وقال: رفعتها منك.
ثم قال: تذهب بجوابه.
فكتب إلى الرجل: وَصَل كتابك، ونحن في عافية. فأمّا الدَّيْن، فلرجلٍ لا يُرْهِقُنا، وأمّا العيال، فهم في نعمة الله.
فذهبت بالكتاب، فلمّا كان بعد حين، ورد كتاب الرجل بمثل ذلك، فامتنع. فلمّا مضى نحو سنة ذكرناها فقال: لو إنّا قبّلناها كانت قد ذَهَبَت [5] .
وقال جماعة: ثنا سَلَمَةُ بن شبيب قال: كنّا في أيّام المعتصم عند أحمد بن حنبل، فدخل رجلٌ فقال: مَن منكم أحمد بن حنبل؟ فسكتَنا، فقال أحمد: ها أنا ذا.
__________
[1] تاريخ دمشق 7/ 263، 264.
[2] تاريخ دمشق 7/ 264.
[3] حلية الأولياء 9/ 177، تاريخ دمشق 7/ 265.
[4] حلية الأولياء 9/ 176.
[5] تقدمة المعرفة 299، 300، حلية الأولياء 9/ 178، تاريخ دمشق 7/ 266.(18/79)
قال: جئت من أربعمائة فَرْسخ بَرّا وبحرًا. كنت ليلة جمعة نائمًا فأتاني آتٍ، فقال لي: تعرف أحمد بن حنبل؟ قلتُ: لا.
قال: فائْتِ بغداد وسَلْ عنه، فإذا رأيته فقل إنّ الخَضِر يقرئُكَ السّلام ويقول: إنّ ساكن السّماء الّذي على عرشه راضٍ عنك، والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك للَّه [1] .
فصل في آدابه قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي يأخذ شعرةٌ مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيضعها على فيه يُقبّلها، وأحسب أنّي رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفى به. ورأيته قد أخذ قَصْعَة النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغسّلها في جُبّ الماء، ثمّ شرب فيها. ورأيته يشرب ماء زمزم، يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه [2] .
وقال أحمد بن سعيد الدّارمِيّ: كتب إليِّ أحمد بن حنبل: لأبي جعفر أكرمه الله، من أحمد بن حنبل.
وعن سعيد بن يعقوب قال: كتب إليِّ أحمد: من أحمد بن محمد إلى سعيد بن يعقوب، أمّا بعد، فإنّ الّدنيا داء والسّلطان داء، والعالِم طبيب. فإذا رأيتَ الطبيب يجرُ الدّاء إلى نفسه فاحْذرْه، والسّلام عليك.
وقال عُبَيْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْريّ: حدَّثني أبي قال: مضى عمّي أبو إبراهيم أحمد بن سعْد إِلَى أَحْمَد بْن حنبل، فسلَّم عليه. فَلَمَّا رآه وثب قائمًا وأكرمه.
قال المَرُّوذِيُّ: قَالَ لِي أَحْمَدُ: مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا إِلَّا وَقَدْ عَمِلْتُ بِهِ، حَتَّى مَرَّ بِي «أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَأَعْطَى أَبَا طَيْبَةَ دِينَارًا» [3] ، فَأَعْطَيْتُ الْحَجَّامَ دِينَارًا حِينَ احتجمت.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 188، تاريخ دمشق 7/ 274.
[2] حلية الأولياء 9/ 183، 184.
[3] أخرجه البخاري في البيوع 4/ 272 باب ذكر الحجام، وباب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم، وفي الإجازة، باب ضريبة العبد، وتعاهد ضرائب الإماء، وباب من كلّم موالي(18/80)
وقال ابن أبي حاتم: ذكر عبد الله بن أبي عمر البكْريّ قال: سمعت عبد الملك الميمونيّ يقول: ما أعلم أنّي رأيت أحدًا أنظف ثوبًا ولا أشدّ تَعَاهُد لنفسه في شاربه وشَعر رأسه وشَعر بَدَنه، ولا أنقى ثوبًا وشدّة بياض من أحمد بن حنبل.
وقال الخلال: أخبرني محمد بن الْجُنَيْد أنّ المَرُّوذيّ حدَّثهم قال: كان أبو عبد الله لا يدخل الحمّام. وكان إذا احتاج إلى النَّورة تَنَوّر في البيت.
وأصلحت له غير مرّة النّورة، واشتريت له جلْدًا ليدِهِ يُدْخِل يَدَه فيه ويتنوَّر.
وقال حنبل: رأيت أبا عبد الله إذا أراد القيام قال لجُلَسائه: إذا شئتم.
وقال المَرُّوذيّ: رأيت أبا عبد الله قد ألقى لختَّانٍ دِرهَمين في الطّسْت.
وقال موسى بن هارون: سئل أحمد بن حنبل فقيل له: أين نطلب البُدَلاء؟
فسكت حتّى ظننّا أنّه لا يجيب، ثمّ قال: إنْ لم يكن من أصحاب الحديث فلا أدري.
وقال المَرُّوذيّ: كان الإمام أحمد إذا ذكر الموت خنقَتْه العبرة. وكان يقول: الخوف يمنعني أكْلَ الطّعام والشّراب.
وقال: إذا ذكرتُ الموت هان عليَّ كلُّ شيءٍ من أمرِ الدّنيا. وإنّما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنّها أيام قلائل. ما أعدِلُ بالفقر شيئًا.
وقال: لو وجدتُ السّبيل لخرجت حتّى لا يكون لي ذكر.
__________
[ () ] العبد أن يخفّفوا من خراجه، وفي الطب: باب الحجامة من الداء. ومسلم في المساقاة (1577) باب حلّ أجرة الحجامة، ومالك في الموطّأ (2/ 974) في الاستئذان، باب ما جاء في الحجامة وأجرة الحجام، وكلهم من طرق عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: حجم رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو طيبة، فأمر له بصاع من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه.
ومثله عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجّام أجره، واستعط. أخرجه البخاري 4/ 337 في الإجازة باب خراج الحجام، وفي البيوع، باب ذكر الحجام.
ولمسلم قال: حجم الغبيّ عبد لبني بياضة فأعطاه النبي صلّى الله عليه وسلّم أجره وكلّم سيّده، فخفّف عنه ضريبته، ولو كان سحتا لم يعطه النبي. (1202) في المساقاة باب حلّ أجرة الحجامة، ورواه أبو داود في البيوع (3423) باب في كسب الحجام، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (251) من طريق ابن سيرين، عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وآجره، ولو كان حراما لم يفعل.(18/81)
وقال: أريد أن أكون في بعض تلك الشِّعاب بمكّة، حتى لا أُعْرَف. قد بُليت بالشُّهْرة. إنّي لأتمنّى الموت صباحًا ومساءً.
وقال المَرُّوذيّ: ذُكِر لأحمد أنّ رجلا يريد لقاءه، فقال: أليس قد كره بعضُهم اللّقاء. يتزيَّن لي وأتزيَّن له.
وقال: لقد استرحت. ما جاءني الفرح إلا منذ حلفت أن لا أُحَدِّث، وليتنا نُتْرَك.
الطّريق ما كان عليه بِشْرُ بن الحارث.
وقال المَرُّوذيّ: قلت لأبي عبد الله: إنّ فلانًا قال: لم يزهد أبو عبد الله في الدّراهم وحدها، قد زهد في النّاس.
فقال: ومَن أنا حتّى أزهد في النّاس؟ النّاسُ يريدون أن يزهدوا فيَّ.
وسمعت أبا عبد الله يكره للرجل أن ينام بعد العصر، يخاف على عقله.
وسمعته يقول: لا يفلح من تَعَاطى الكلام، ولا يخلو من أن يتجهَّم.
وَسُئِلَ عن القراءة، بالألحان فقال: هذه بدعةٌ لا تُسْمع.
وكان قد قارب الثمانين، رحمه الله.
فصل في قوله في أُصول الدين قَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يقول: الإيمان قولٌ وعمل، يزيد وينقص [1] .
البر كله من الإيمان، والمعاصي تنقص من الإيمان.
وقال إسحاق بن إبراهيم البَغَويّ: سمعتُ أحمد بن حنبل، وَسُئِلَ عمّن يقول: القرآن مخلوق، فقال: كافر.
وقال سَلَمَةُ بن شبيب: سمعت أحمد يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
__________
[1] وهو قول الإمام الأوزاعي أيضا.(18/82)
وقال أبو إسماعيل التِّرْمِذيّ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
وقال إسماعيل بن الحسن السّرّاج: سألت أحمد عمّن يقول: القرآن مخلوق.
فقال: كافر.
وعمن يقول: لفْظي بالقرآن مخلوق.
فقال: جَهْميّ.
وقال صالح بن أحمد: تناهى إلى أبي أنّ أبا طالب يحكي أنّه يقول:
لفظي بالقرآن غير مخلوق. فأخبرت أبي بذلك، فقال: مَن أخبرك؟ قلت:
فلان. فقال: ابعث إلى أبي طالب. فَوَجَّهْتُ إليه، فجاء وجاء فوزان، فقال له أبي: أنا قلت لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ وغضب وجعل يرعد، فقال: قرأت عليك قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 [1] فقلت لي: ليس هذا بمخلوق.
فقال: فَلِمَ حكيت عنّي أنّي قلت لك: لفْظي بالقرآن غير مخلوق؟ وبَلَغَني أنّكَ وَضَعْتَ ذلك في كتاب، وكتبتَ به إلى قومٍ. فامْحه، واكتبْ إلى القوم أنّي لم أقُلْه لك. فجعل فَوْزان يعتذر إليه، وانصرف من عنده وهو مرعوب، فعاد أبو طالب، فذكر أنّه قد حَكَّ ذلك من كتابه، وأنّه كتب إلى القوم يخبرهم أنّه وهِمَ على أبي.
قلتُ: الَّذي استقرّ عليه قول أبي عبد الله: أنَّ مَن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جَهْميّ، ومَن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فهو مبتدع.
وقال أحمد بن زَنْجَوَيْه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اللّفظيّة شرٌّ من الْجَهْميّة.
وقال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: افترقت الْجَهْميّة على ثلاث فرق:
فرقة قالوا: القرآن مخلوق.
__________
[1] أول سورة الإخلاص.(18/83)
وفرقة قالوا: القرآن كلام الله تعالى، وسكتوا.
وفرقة قالوا: لفْظُنا بالقرآن مخلوق.
وقال أبي: لا يُصلِّي خلف واقِفيّ، ولا خلْف لفْظيّ.
وقال المَرُّوذيّ: أخبرتُ أبا عبد الله أنّ أبا شُعيب السُّوسيّ الذي كان بالرَّقَّة فرَّق بين ابنته وزوجها لمّا وقف بالقرآن. فقال: أحسَن، عافاه الله. وَجَعَل يدعو له.
وقد كان أبو شُعيب شاور النُّفَيْليّ، فأمره أن يفرِّق بينهما.
قال المَرُّوذيّ: ولمّا أظهر يعقوب بن شيبة الوقف حذَّر أبو عبد الله عنه، وأمَرَ بهجرانه وهجران من كلّمه.
قلت: ولأبي عبد الله في مسألة اللَّفظ نصوصٌ متعددَة.
وأولَ مَن أظهر اللّفظ الحسين بن عليّ الكرابيسيّ [1] ، وذلك في سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
وكان الكرابيسيّ من كبار الفُقَهاء.
وقال المَرُّوذيّ في كتاب «القَصَص» : عزم حَسن بن البزّاز، وأبو نصر بن عبد المجيد، وغيرهما على أن يجيئوا بكتاب «المدلّسين» الّذي وضعه الكرابيسيّ يطعن فيه على الأعمش، وسليمان التَّيْميّ. فمضيتُ إليه في سنة أربعٍ وثلاثينِ فقلت: إنّ كتابك يريدُ قومٌ أن يعرضوه على أبي عبد الله، فأظْهِر أنّك قد ندِمتَ عليه.
فقال: إنّ أبا عبد الله رجلٌ صالح، مثله يوفَّق لإصابة الحقّ. قد رضيتُ أن يُعرض عليه. لقد سألني أبو ثور أنْ أمحوَهُ، فأبيت.
فجيء بالكتاب إلى أبي عبد الله، وهو لا يعلم لمن هو، فعلَّموا على مُسْتَبْشَعات من الكتاب، وموضعٍ فيه وضْع على الأعمش، وفيه: إنْ زعمتم أنّ الحَسَن بن صالح كان يرى السّيف فهذا ابن الزّبير قد خرج.
__________
[1] انظر ترجمة الكرابيسي في هذا الجزء، برقم (155) .(18/84)
فقال أبو عبد الله: هذا أراد نُصْرة الحَسَن بن صالح، فوضع عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد جمع للرّوافض أحاديثَ في هذا الكتاب.
فقال أبو نصْر: إنّ فتياننا يختلفون إلى صاحب هذا الكتاب.
فقال: حذروا عنه.
ثم انكشف أمره، فبلغ الكرابيسيّ، فبلغني أنّه قال: سمعت حُسَيْنًا الصّايغ يقول: قال الكرابيسيّ: لأقولنَّ مقالة حتّى يقول أحمد بن حنبل بخلافها فيكفر، فقال: لفْظي بالقرآن مخلوق.
فقلت لأبي عبد الله: إنّ الكرابيسيّ قال: لفْظي بالقرآن مخلوق. وقال أيضًا: أقول: إنّ القرآن كلام الله غير مخلوق من كلّ الجهات، إلا أنّ لفظي بالقرآن مخلوق. ومن لم يقل إنّ لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر.
فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر، قاتَلَه الله، وأيُّ شيءٍ قالت الْجَهْميّة إلا هذا؟ قالوا كلام الله، ثمّ قالوا: مخلوق. وما ينفعه وقد نقضَ كلامه إلا خيرُ كلامه الأوّل حين قال: لفظي بالقرآن مخلوق.
ثمّ قال أحمد: ما كان الله لَيدَعَه وهو يقصد إلى التّابعين مثل سليمان الأعمش، وغيره، يتكلَّم فيهم. ماتَ بشر المَرِيسيّ، وخَلفَه حُسين الكرابيسيّ.
ثم قال: أيش خبر أبي ثَوْر؟ وافقَه على هذا؟
قلت: قد هجره.
قال: قد أحسن.
قلت: إنّي سألت أبا ثَوْر عمن قال: لفْظي بالقرآن مخلوق، فقال: مبتدع.
فغضبَ أبو عبد الله وقال: أيْش مبتدِع؟! هذا كلام جَهْمٍ بعينه. ليس يُفْلح أصحاب الكلام.
وقال عبد الله بن حنبل: سُئِل أبي وأنا أسمع عن اللّفظيّة والواقفة فقال:
من كان منهم يُحسن الكلام فهو جَهْميّ.
وقال الحَكَم بن مَعْبَد: حدَّثني أحمد أبو عبد الله الدّوْرقيّ قال: قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هؤلاء الذين يقولون: لفْظي بالقرآن مخلوق؟.(18/85)
فرأيته استوى واجتمع وقال: هذا شرّ من قول الْجَهْميّة. مَن زعم هذا فقد زعم أنّ جبريل تكلَّم بمخلوق، وجاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمخلوق.
وَقَالَ ابْنُ أبي حاتم: ثنا عبد الله بن محمد بْنِ الْفَضْلِ الأَسَدِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ أَحْمَدَ بْنَ حُمَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَدْ جَاءَتْ جَهْمِيَّةٌ رَابِعَةٌ.
فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟
قُلْتُ: قَالَ إِنْسَانٌ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ فِي صَدْرِهِ الْقُرْآنَ، فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ فِي صَدْرِهِ من الإلهيّة شيء.
فقال: من قال هذا فقد قَالَ مِثْلَ قَوْلِ النَّصَارَى فِي عِيسَى أَنَّ كَلِمَةَ اللَّهِ فِيهِ. مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِ هَذَا قَطُّ.
قُلْتُ: أَهَذِهِ الْجَهْمِيَّةُ.
قَالَ: أَكْبَرُ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ.
ثُمَّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُنْزَعُ الْقُرْآنُ مِنْ صُدُورِكُمْ» . قلتُ: الملفوظ كلام الله، وهو غير مخلوق، والتّلفُّظ مخلوق لأنّ التُّلفُّظ من كسْب القارئ، وهو الحركة، والصّوت، وإخراج الحروف، فإنّ ذلك ممّا أحدثه القارئ، ولم يُحْدِث حروف القرآن ولا معانيه، وإنّما أحدث نُطْقُهُ به.
فاللّفظ قَدر مشتَرك بين هذا وهذا، ولذلك لم يجوّز الإمام أحمد: لفْظي بالقرآن مخلوق ولا غير مخلوق، إذ كلّ واحدٍ من الإطلاقيْن مُوهِمٌ. والله أعلم.
وقال أبو بكر الخلال: أخبرني أحمد بن محمد بن مَطَر، وزكريّا بن أبي يحيى، أنّ أبا طالب حدَّثهم أنّه قال لأبي عبد الله: جاءني كتاب من طرسوس أنّ سَرِيّا السَّقَطيّ قال: لمّا خلق الله الحروف سَجَدَتْ إلا الألِف فإنّه قال: لا أسجد حتّى أُومر.
فقال: هذا كُفْر.
فرحم الله الإمام أحمد ما عنده في الدّين محاباة.
قال الخلال: أنبأ محمد بن هارون أنّ إسحاق بن إبراهيم حدَّثهم قال:
حضرت رجلا سأل أبا عبد الله فقال: يا أبا عبد الله إجماع المسلمين على(18/86)
الإيمان بالقَدَر خيره وشرّه؟
قال أبو عبد الله: نعم.
قال: ولا نكفّر أحدًا بذنب؟
فقال أبو عبد الله: أسكُتْ، من ترك الصّلاة فقد كفَر، ومَن قَالَ: القرآن مخلوق فهو كافر.
وَقَالَ الْخَلالُ: أَخْبَرَنِي محمد بْنُ سُلَيْمَانَ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَبْدُوسُ بْنُ مَالِكٍ الْعَطَّارُ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: أُصُولُ السنة عِنْدَنَا التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ، وَتَرْكُ الْبِدَعِ، وَتَرْكُ الْخُصُومَاتِ، وَالْجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ، وَتَرْكُ الْمِرَاءَ وَالْجَدَلِ. وَلَيْسَ فِي السنة قِيَاسٌ، وَلا يُضْرَبُ لَهَا الأَمْثَالُ، وَلا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ، وَالْقُرْآَنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَإِنَّهُ مِنَ اللَّهِ لَيْسَ بِبَائِنٍ مِنْهُ. وَإِيَّاكَ وَمُنَاظَرَةَ مَنْ أَحْدَثَ فِيهِ، وَمَنْ قَالَ بِاللَّفْظِ وَغَيْرِهِ، وَمَنْ وَقَفَ فِيهِ فَقَالَ: لا أَدْرِي، مَخْلُوقٌ أَوْ لَيْسَ مَخْلُوقٍ، وَإِنَّمَا هُوَ كَلامُ اللَّهِ، فَهُوَ صَاحِبُ بِدْعَةٍ. وَالإِيمَانُ بِالرُّؤْيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ، فَإِنَّهُ مَأْثُورٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَوَاهُ قَتَادَةُ وَالْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَالْحَدِيثُ عِنْدَنَا عَلَى ظَاهِرِهِ عَلَى مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْكَلامُ فِيهِ بِدْعَةٌ. وَلَكِنْ نُؤَمِّنُ عَلَى مَا جَاءَ عَلَى ظَاهِرِهِ. وَإِنَّ اللَّهَ يُكَلِّمُ الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانُ.
قال حنبل بن إسحاق: قلت لأبي عبد الله: ما معنى قوله: وَهُوَ مَعَكُمْ 57: 4 وما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ 58: 7 [1] ؟.
قال: عِلمُه عِلمُه.
وسمعته يقول: ربُّنا تبارك وتعالى على العرش بلا حَدٍّ ولا صفة.
قلت: معنى قوله بلا صفة أي بلا كيفيّة ولا وصْف.
وقال أبو بكر المَرُّوذيّ: حدَّثني محمد بن إبراهيم القيسيّ قال: قلت لأحمد بن حنبل: يُحكى عن ابن المبارك أنّه قيل له: كيف نعرف ربّنا؟
__________
[1] سورة المجادلة، الآية 7.(18/87)
قال: في السّماء السّابعة على عرشه.
قال أحمد: هكذا هو عندنا.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: من زعم أنّ أسماء الله مخلوقة فقد كفر.
وقال عبد الله بن أحمد في كتاب «الرّدّ على الْجَهْميّة» تأليفه: سألت أبي عن قومٍ يقولون: لمّا كلَّم الله موسى لم يتكلَّم بصوت.
فقال أبي: بلى تكلَّم- جلَّ ثناؤه- بصوت. هذه الأحاديث ترويها كما جاءت.
وقال أبي: حديث ابن مسعود: إذا تكلَّم الله سُمِع له صوت [1] كمرِّ السّلسلة على الصَّفْوان.
قال: وهذه الْجَهْميَّة تنكره، وهؤلاء كُفّار يريدون أن يموّهوا على النّاس.
ثُمَّ قَالَ: ثنا الْمُحَارِبِيُّ: عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ الله بالوحي سمع صوته أهل السّماء فيخرّن سُجَّدًا.
وقال عبد الله: وجدت بخطّ أبي ممّا يُحْتَجّ به على الْجَهْميّة من القرآن:
إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ 36: 82 [2] ، إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ 3: 45 [3] ، إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ 4: 171 [4] ، وَتَمَّتْ كَلِمَةُ [5] رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ 6: 115 [6] ، يَا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 27: 9 [7] ، أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ 7: 54 [8] ، كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ 28: 88 [9] ،
__________
[1] في الأصل: «صوتا» .
[2] سورة يس، الآية 82.
[3] سورة آل عمران، الآية 45.
[4] سورة النساء، الآية 171.
[5] في الأصل: «كلمات» وهو غلط.
[6] سورة الأنعام، الآية 115.
[7] سورة النمل، الآية 9.
[8] سورة الأعراف، الآية 54.
[9] سورة القصص، الآية 88.(18/88)
وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ 55: 27 [1] ، وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي 20: 39 [2] ، وَكَلَّمَ الله مُوسى تَكْلِيماً 4: 164 [3] ، يا مُوسى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ 20: 11- 12 [4] ، وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ 39: 67 [5] ، وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ، غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ، وَلُعِنُوا بِما قالُوا، بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ 5: 64 [6] .
قلت: وذكر آيات كثيرة في الصّفات، أنا تركت كتابتها هنا.
وقال يعقوب بن إسحاق المطّوّعيّ: سمعت أحمد بن حنبل، وَسُئِلَ عن التفضيل فقال: على حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أبو بكر، وعمر، وعثمان.
وقال صالح بن أحمد: سُئِل أبي، وأنا شاهد، عمّن يُقَدّم عليًا على عثمان يُبَدَّع؟
فقال: هذا أهلٌ أن يُبَدّع. أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدَّموا عثمان.
وقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لِأَبِي: مَنْ الرافضيّ؟
قال: الّذي يشتم رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو يتعرَّض لهم ما أراه على الإسلام.
وقال أبو بكر المَرُّوذيّ: قيل لأبي عبد الله ونحن بالعسكر، وقد جاء بعض رسُل الخليفة فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيما كان بين عليّ ومعاوية؟
قال: ما أقول فيهم إلا الحُسنَى.
وكلام الإمام أحمد كثير طيّب في أصول الدّين، لا يتّسع هذا الباب لسياقه
__________
[1] سورة الرحمن، الآية 27.
[2] سورة طه، الآية 38.
[3] سورة النساء، الآية 164.
[4] سورة طه، الآيتان 11 و 12.
[5] سورة الزمر، الآية 67.
[6] سورة المائدة، الآية 64.(18/89)
قد جمعه الخلّال في مصَّنفٍ سماه «كتاب السنة» عن أحمد بن حنبل في ثلاث مجلَّدات، فممّا فيه:
أنبا المَرُّوذيّ: سمعتُ أبا عبد الله يقول: مَن تعاطى الكلام لا يُفْلح، من تعاطى الكلام لم يَخْلُ من أن يتجهَّم.
وسمعتُ أبا عبد الله يقول: لست أتكلَّم إلا ما كان من كتاب أو سنة، أو عن الصّحابة والتّابعين. وأمّا غير ذلك فالكلام فيه غير محمود.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَن أحبّ الكلام لم يفلح، لا يؤول أمرُهم إلى خير.
وسمعته يقول: عليكم بالسنة والحديث وإيّاكم والخوض والجدال والمِراء، فإنّه لا يُفْلح من أحبّ الكلام.
وقال لي: لا تجالِسْهم، ولا تكلّم أحدًا منهم.
ثم قال: أدركنا الناس وما يعرفون هذا، ويجانبون أهلَ الكلام.
وسمعته يقول: ما رأيتُ أحدًا طلب الكلام واشتهاه فأفلح لأنه يخرجه إلى أمر عظيم. لقد تكلّموا يومئذٍ بكلام، واحْتَجّوا بشيءٍ ما يَقْوَى قلبي ولا ينطلق لساني أنْ أحكيه.
قال الخلال: أخبرني محمد بن أبي هارون، ثنا أبو الحارث: سمعت أبا عبد الله يقول: قال أيّوب: إذا تمرّق أحدكم لم يَعد.
وقال الخلال: أنا أحمد بن أصرم المُزَنيّ قال: حضرتُ أحمد بن حنبل قال له العبّاس الهَمْدانيّ: إنّي رُبّما رَدَدْت عليهم.
قال أحمد: لا ينبغي الجدال.
ودخل أحمد المسجد وصلّى، فلمّا انفتل قال: أنت عبّاس؟
قال: نعم.
قال: اتقِ الله، ولا ينبغي أن تَنْصب نفسك، وتشتهر بالكلام ولا بوضْع الكُتُب. لو كان هذا خيرًا لتقدَّمنا فيه الصّحابة. لم أرَ شيئًا من هذه في الكُتُب، وهذه كلّها بدعة.(18/90)
قال: مقبولٌ منك يا أبا عبد الله، استغفر الله وأتوبُ إليه، إنّي لست أطلبهم، ولا أدُقُّ أبوابهم، لكنْ أسمعهم يتكلّمون بالكلام، وليس أحدٌ يردّ عليهم فأَغْتَمّ، ولا أصبر حتّى أرُدّ عليهم.
قال: إن جاءك مسترشدٌ فأرشِدْه. قالها مِرارًا.
قال الخلال: أنا محمد بن هارون، ومحمد بن جعفر، أنّ أبا الحارث حدَّثهم قال: سألت أبا عبد الله قلت: إنّ هاهنا مَن يُناظر الْجَهْميَّة يبين خطأهم، ويُدقّق عليهم المسائل، فما ترى؟
قال: لستُ أرى الكلام في شيء من هذه الأهواء، ولا أرى لأحد أن يُنَاظرهم. أليس قال معاوية بن قُرَّةَ: الخصومات تحبط الأعمال. والكلام رديء لا يدعو إلى خير. تجنَّبوا أهل الجدال والكلام، وعليك بالسُّنَن، وما كان عليه أهل العلم قبلكم، فإنّهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل البِدَع. وإنّما السّلامة في تَرْك هذا. لم نؤمر بالجدال والخصومات.
وقال: إذا رأيتم من يحبّ الكلام فاحْذروه.
قال ابن أبي داود: ثنا موسى بن عمران الأصبهانيّ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تجالس أصحاب الكلام، وإنْ ذَبُّوا عن السنة.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: ما زال الكلام عند أهل الخير مذمومًا.
قلت: ذمّ الكلام وتعلّمه قد جاء من طُرُقٍ كثيرة عن الإمام أحمد، وغيره.
فصل في سيرته قال الخلال: قلت لزُهَير بن صالح بن أحمد: هل رأيت جدّك؟
قال: نعم، مات وقد دخلت في عشر سنْين. كنّا ندخل إليه كلّ يوم جمعة أنا وإخوتي، وكان بيننا وبينه باب. وكان يكتب لكلّ واحدٍ منا حبَّتين حبَّتين من فِضّةٍ في رقْعة إلى فاميّ [1] يعامله، فنأخذ منه الحبَّتين، وتأخذ الأخوات.
__________
[1] الفاميّ: الصائغ.(18/91)
وكان ربّما مررت به وهو قاعد في الشّمس، وظهره مكشوف، وأثر الضَّرْب بَيِّنٌ في ظهره.
وكان لي أخٌ أصغر منّي اسمه عليّ، فأراد أبي أن يختنه، فاتّخذ له طعامًا كثيرًا، ودعا قومًا، فلمّا أراد أن يختنه وجّه إليه جدّي فقال له: بَلَغَني ما أحدَثْته لهذا الأمر، وقد بلغني أنّك أسرفتُ، فابدأ بالفقراء والضُّعفاء فأطْعمْهم.
فلمّا كان من الغد، وحضر الحَجّام، وحضر أهلنا، فجاء جدّي حتّى جلس في الموضع الّذي فيه الصّبيّ، وأخرج صُرَيْرَة دفعها إلى الحَجّام، وصُرَيْرةً دفعها إلى الصبّيّ، وقام فدخل منزله. فنظر الحَجّام في الصُّرَيْرة فإذا درهم واحدٌ.
وكنّا قد رفعنا كثيرًا مما افْتُرِش، وكان الصبّيّ على مَصْطَبَة مرتفعة على شيء من الثّياب الملوّنة، فلم يُنْكِر ذلك.
وقدِم علينا من خُراسان ابن خالة جدّي، فنزل على أبي، وكان يُكنَّى بأبي أحمد، فدخلت معه إلى جدّي، فجاءت الجارية بطبق خلاف، وعليه خبز وبَقْل وخلّ وملْح. ثم جَاءت بغضارة فوضعتها بين أيدينا، فيها مَصلية، فيها لحم وسَلْق كثير، فجعلنا نأكل وهو يأكل معنا، ويسأل أبا أحمد عمّن بقي من أهلهم بخُراسان في خلال ما يأكل، فربّما استعجم الشّيء على أبي أحمد، فيكلّمه جدّي بالفارسيّة، ويضع القطعة اللّحم بين يديه وبين يديّ. ثمّ رفع الغِضارة بيده، فوضعها ناحيةً، ثمّ أخذ طَبَقًا إلى جنْبه، فوضعَه بين أيدينا، فإذا تمرٌ برّيّ، وجوز مُكَسَّر. وجعل يأكل، وفي خلال ذلك يناول أبا أحمد.
وقال عبد الملك الميمونيّ: كثيرًا ما كنتُ أسال أبا عبد الله عن الشّيء فيقول: لبَّيْك لبَّيْك.
وعن المَرُّوذيّ قال: لم أر الفقير في مجلس أعزَّ منه في مجلس أبي عبد الله. كان مائلا اليهم، مُقْصِرًا عن أهل الدّنيا. وكان فيه حلمٌ، ولم يكن بالعَجُول. وكان كثير التّواضع، تَعْلوه السّكينة والوَقار. إذا جلس في مجلس بعد العصر لا يتكلّم حتى يُسأل. وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدّر. يقعد حيث انتهى به المجلس.(18/92)
وقال الطِّبَرانيّ: ثنا موسى بن هارون: سمعت إسحاق بن راهَوَيْه يقول:
لمّا خرج أحمد بن حنبل إلى عبد الرّزّاق انقطعت به النَّفَقَة، فأكرى نفسه من جمّالين إلى أن جاء صنعاء، وعرض عليه أصحابه المواساة، فلم يقبل.
قال الفقيه عليّ بن محمد بن عمر الرّازّي: سمعتُ أبا عمر غلام ثعلب:
سمعتُ أَبَا القاسم بْن بشّار الأنْماطيّ: سَمِعْتُ المُزَنيّ: سمعت الشّافعيّ يقول:
رأيت ببغداد ثلاث أُعجوبات: رأيت فيها نَبَطيّا يتنحّى [1] عليَّ حتّى كأنّه عربيّ.
ورأيت أعرابيًّا يَلْحن حتّى كأنه نَبَطيّ، ورأيت شابّا وخَطَه الشَّيْب، فإذا قال:
حدَّثنا. قال النّاس كلُّهم: صَدَق.
قال المُزَنيّ: فسألته، فقال: الأول الزَّعْفرانيّ، والثّاني أبو ثَوْر الكلبيّ وكان لحّانًا، وأمّا الشّابّ فأحمد بن حنبل.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: رأيت أبي حرّج على النَّمل أن يخرج النّمْل من داره. ثم رأيت النَّمْل قد خرجن بعد ذلك نَمْلا سودًا، فلم أرهم بعد ذلك.
رواها أحمد بن محمد اللّبنانيّ، عنه.
قال أبو الفَرَج بن الْجَوزيّ: لما وقع الغرق سنة أربع وخمسين وخمسمائة، غرقت كتبي، وسلِم لي مجلد، فيه ورقتان بخط الإمام أحمد.
ومن نهي أبي عبد الله عن الكلام، قال المَرُّوذيّ: أُخْبِرت قبل موت أبي عبد الله بسنتين أن رجلا كتب كتابًا إلى أبي عبد الله يشاوره في أن يضع كتابًا يشرح فيه الرّدّ على أهل البِدَع، فكتب إليه أبو عبد الله.
قال الخلال: وأخبرني عليّ بن عيسى أنّ حنبلا حدّثهم قال: كتب رجل إلى أبي عبد الله.
قال: وأخبرني محمد بن عليّ الورّاق ثنا صالح بن أحمد قال: كتب رجلٌ إلى أبي يسأله عن مناظرة أهل الكلام والْجُلُوس معهم، فأملى عليّ أبي جواب
__________
[1] أي يتحدّث بالنّحو.(18/93)
كتابه: أحسنَ الله عاقبتك، الّذي كنّا نسمع عليه من أدركنا أنّهم كانوا يكرهون الكلام والْجُلُوس مع أهل الزَّيْغ، وإنّما الأمر في التّسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله، لا تَعْدُ ذلك. ولم يزل النّاس يكرهون كلّ مُحْدَث، من وضْعِ كتابٍ، وجلوسٍ مع مبتدع، ليُورد عليه بعض ما يُلْبس عليه في دينه.
وقال المَرُّوذيّ: بَلَغَني أنّ أبا عبد الله أنكر علي وليد الكرابيسيّ مناظرته لأهلِ البِدَعِ.
وقال المَرُّوذيّ: قلت لأبي عبد الله: قد جاءوا بكلام فلان ليُعْرَض عليك.
وأعطيته الرقعة، فكان فيها: والإيمان يزيد وينقص فهو مخلوق، وإنّما قلت إنّه مخلوق على الحركة والفعل لا على القول، فمن قال: الإيمان مخلوق، وأراد القول، فهو كافر.
فلمّا قرأها أحمد وانتهى إلى قوله: الحركة والفعل، غضب، فرمى بها وقال: هذا مثل قول الكرابيسيّ، وإنّما أراد الحركات مخلوقة، إذا قال الإيمان مخلوق، وأيّ شيء بقى؟ ليس يُفلح أصحابُ الكلام.
قلت: إنّما حطّ عليه أحمد بن حنبل لكونه خاض وأفتى وقسَّم، وفي هذا عبرة وزاجر، والله أعلم. فقد زجر الإمام أحمد كما ترى في قصّة الرقعة التي في الإيمان، وهي والله بحثٌ صحيح، وتقسيمٌ مليح. وبعد هذا فقد ذَمّ من أطلق الخَلْق على الإيمان، باعتبار قول العبد لا باعتبار مَقُوله، لأنّ ذلك نوعٌ من الكلام، وهو كان يذمّ الكلام وأهله، وإنْ أصابوا، ونهى عن تدقيق النَّظر في أسماء الله وصفاته، مع أنّ محمد بن نصر المروزيّ قد سمع إسحاق بن رَاهوَيْه يقول: خلق الله الإيمان والكفر، والخيرَ والشّرّ.
فصل في زوجاته وأولاده قال زهير بن صالح بن أحمد: تزوّج جدي بأمّ أبي عبّاسة بنت الفضل من العرب من الرَّبَض، لم يولد له منها غير أبي. ثمّ ماتت.
قال المَرُّوذيّ: سمعتُ أبا عبد الله يقول: أقامت معي أمّ صالح ثلاثين سنة، فما اختلفتُ أنا وهي في كلمة.(18/94)
وقال زهير: لمّا ماتت عبّاسة تزوّج جدّي بعدها امرأة من العرب، يقال لها رَيْحانة، فولدت له عبد الله وحده.
وقال أبو بكر الخلال: ثنا أحمد بن محمد بن خلف البراثيّ: أخبرني أحمد بن عَبْثَر قال: لمّا ماتت أمّ صالح قال أحمد لامرأة عندهم: اذهبي إلى فلانة ابنة عمّي فاخطبيها لي من نفسها.
قالت: فأتيتها فأجابته.
فلما رَجَعَتْ إليه قال: كانت أختها تسمع كلامك؟
قال: وكانت بعينٍ واحدة.
فقالت له: نعم.
قال: فاذهبي فاخطبي تلك التي بعينٍ واحدة.
فأتتها فأجابته. وهي أم عبد الله ابنه. فأقام معها سبعا ثمّ قالت له: كيف رأيت يا ابنَ عمّي؟ أنكرت شيئًا؟
قال: لا، إلا أَنَّ نَعْلِك هذه تصرّ.
فيما تقدّم وهْم من أن أحمد، رحمه الله، تزوّج بهذه بعد موت أم صالح، وذلك لا يستقيم، لأنّ عبد الله وُلد لأحمد، ولأحمد خمسون سنة غير أشهرُ، وكان صالح أكبر من عبد الله بسنوات، لأنّه سمع من عفّان، وأبي الوليد.
وذكر أبو يعقوب الهَرَويّ، وغيره أنّ صالحًا ولد سنة ثلاثٍ ومائتين، ولأبيه إذ ذاك تسعٌ وثلاثون سنة. فصالح أكبر من عبد الله بعشر سِنين والله أعلم.
وقال الخلال: حدَّثني محمد بن العبّاس: نا محمد بن عليّ: حدَّثني أبو بكر بن يحيى قال: قال أبو يوسف بن بْختان: لمّا أمرنا أبو عبد الله أن نشتري له الجارية مضيت أنا وفوزان، فتبِعني أبو عبد الله فقال لي: يا أبا يوسف، ويكون لها لحم.
قال زُهير بن صالح: لمّا تُوَفّيت أمّ عبد الله اشترى حُسْن، فولدت منه زينب، ثمّ الحسن، والحسين تَوْأمًا، وماتا بالقُرب من ولادتها، ثمّ ولدت الحسن، ومحمدا، فعاش، ثمّ حَتَّى صارا من السّنّ إلى نحوٍ من الأربعين سنة.(18/95)
ثمّ ولدت بعدهما سعيدًا.
قال الخلال: وثنا محمد بن عليّ بن يحيى: سمعت حُسْن، أمّ ولد أبي عبد الله تقول:
قلت لمولاي: يا مولاي اصرفْ فَرْدَ خلْخالي.
قال: وتَطيب نفسك؟
قلت: نعم.
قال: الحمد للَّه الذي وفَّقك لهذا.
قالت: فأعطيته أبا الحسن بن صالح، فباعه بثمانية دنانير ونصف، وفرَّقها وقت حَمْلي. فلما ولدتُ حَسَنًا أعطى مولاتي كرّامة درهمًا، وهي امرأة كبيرة كانت تخدمهم، وقال لها: اذهبي إلى ابن شجاع القصّاب يشتري لك بهذا رأسًا. فاشتري لنا رأسا، وجاءت به، فأكلنا.
فقال لي: يا حُسْن، ما أملك غير هذا الدِّرهم، وما لكِ عندي غير هذا اليوم.
قالت: وكان إذا لم يكن عند مولاي شيء فرحَ يومَه ذلك. فدخل يومًا فقال لي: أريد أن أحتجم اليوم وليس معي شيء. فجئتُ إلى جَرّة لي فيها غزْل، فبعته بأربعة دراهم، فاشتريت لحمًا بنصف درهم، وأعطى الحجّام درهمًا، واشتريت طِيبًا بِدِرهم.
ولمّا خرج إلى سُرّ مَنْ رأى كنتُ قد غزلت غزْلا ليّنًا، وعملت ثوبًا حسنًا، فلمّا قدِم أخرجته إليه، قال: ما أريده.
فدفعته إلى فَوْزان، فباعه باثنتين وأربعين درهمًا، واشتريت منه قطنًا، فغزلته ثوبًا كبيرًا، فلمّا أعلمته قال: لا تقطعيه دعيه. فكان كفنه كفّن فيه.
وأخرجت الغليظ فقطعَه.
وعن أحمد بن جعفر بن المنادى أنّ أبا عبد الله اشترى جاريةً بثمنٍ يسير، سمّاها ريحانة ليسترّى بها. لم يُتَابع ابن المنادي على هذا.
قال حنبل: وُلد سعيد قبل موت أحمد بنحوٍ من خمسين يومًا.(18/96)
وقال بعض النّاس: ولي سعيد قضاء الكوفة، ومات سنة ثلاث وثلاثمائة.
وهذا لا يصحّ. فإنّ سعيدًا ولد قبل موت أبيه، ومات قبل موت أخيه عبد الله بدهْر. لأنّ إبراهيم الحربيّ عَزّى عبد الله بأخيه سعيد.
وأمّا الحسن، ومحمد. قال ابن الْجَوْزيّ: فلا نعرف من أخبارهما شيئًا.
وأمّا زينب فكبرت وتزَّوجت. وله بنت اسمها فاطمة، إن صحّ ذلك.
ذِكْرُ المِحْنَة ما زال المسلمون على قانون السَّلَف من أنّ القرآن كلام الله تعالى ووحْيه وتنزيله غير مخلوق، حَتَّى نبغت المعتزلة والْجَهْميّة، فقالوا بخلق القرآن، متستّرين بذلك في دولة الرشيد. فروى أحمد بن إبراهيم الدَّورقيّ، عن محمد بن نوح، أنّ هارون الرشيد قال: بَلَغَني أنّ بِشْر بن غياث يقول: القرآن مخلوق. للَّه عليَّ إنْ أظفرني به لأقتلنّه.
قال الدَّورقيّ: وكان بِشْر مُتَواريًا أيّام الرشيد، فلمّا مات ظهر بِشْر ودعى إلى الضَّلالَةِ.
قلت: ثمّ إن المأمون نظر في الكلام، وباعث المعتزلة، وبقي يقدِّم رِجْلا ويؤخِّر أخرى في دعاء النَّاس إلى القول بخلق القرآن، إلى أنُ قوي عزمه على ذلك في السنة التي مات فيها، كما سُقْناه.
قال صالح بن أحمد بن حنبل: حُمِل أبي، ومحمد بن نوح مقَّيدين، فصرنا معهما إلى الأنبار، فسأل أبو بكر الأحول أبي فقال: يا أبا عبد الله، إن عُرِضت على السيف تجيب؟.
قال: لا.
ثمّ سُيِّرا، فسمعت أبي يقول: صرنا إلى الرّحْبَة ودخلنا فيها، وذلك في جوف اللّيل، فعَرَض لنا رجلٌ فقال: أيّكم أحمد بن حنبل؟
فقيل له: هذا.
فقال للجمّال: على رسْلك. ثمّ قال: يا هذا، ما عليك أن تقتل هاهنا وتدخل الجنّة. ثم قال: أسْتَوْدعُك الله، ومضى.(18/97)
قال أبي: فسألت عنه، فقيل: هذا رجل من العرب من ربيعة يعمل الشِّعْر في البادية، يقال له جابر بن عامر، يُذكر بخير [1] .
وروى أحمد بن أبي الحواري: ثنا إبراهيم بن عبد الله قال: قال أحمد بن حنبل: ما سمعتُ كلمة منذ وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة أعرابيّ كلَّمني بها في رَحْبة طَوْق، قال: يا أحمد، إن يَقْتُلُكَ الحقُّ مُتَّ شَهِيدًا، وإن عشْت عشت حميدًا. فقوي قلبي.
قال صالح بن أحمد: قال أبي: صِرْنا إلى أذَنَة، ورحلنا منها في جوف اللّيل، وفتح لنا بابها، فإذا رجل قد دخل فقال: البشرى، قد مات الرجل، يعني المأمون.
قال أبي: وكنت أدعو الله أن لا أراه.
وقال محمد بن إبراهيم البُوَشْنجيّ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: تبيّنت الإجابة في دعوتين: دعوتُ الله أن لا يجمع بيني وبين المأمون، ودعوته أن لا أرى المتوكّل. فلم أر المأمون ومات بالبَذَنْدُون [2] وهو نهر الرّوم، وأحمد محبوس بالرَّقَة حتى بويع المعتصم بالروم، ورجَع فردَّ أحمد إلى بغداد.
وأمّا المتوكّل فإنّه لمّا أحضر أحمد دار الخلافة ليحدِّث ولده، قَعَد لَهُ المتوكّل في خَوْخةٍ [3] حَتَّى نظر إلى أحمد، ولم يره أحمد.
قال صالح: لما صدر أبي ومحمد بن نوح إلى طرسوس رُدّا في أقيادهما، فلمّا صارا إلى الرّقّة حُملا في سفينة، فلمّا وصلا إلى عانات تُوَفّي محمد، فأطلق عنه قيده، وصلّى عليه أبي.
وقال حنبل: قال أبو عبد الله: ما رأيتُ أحدًا على حداثة سِنّهِ وقدر عِلْمه أَقْوَم بأمر الله من محمد بن نوح. وإنّي لأرجو أن يكون قد خُتِم له بخير. قال لي
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 196.
[2] البذندون: بفتحتين وسكون النون، ودال مهملة، وواو ساكنة، ونون، قرية بينها وبين طرسوس يوم من بلاد الثغر. (معجم البلدان 1/ 361، 362) ووقع في: حلية الأولياء 9/ 196:
«البذيذون» ، وهو تحريف.
[3] الخوخة: الباب الصغير.(18/98)
ذات يوم: يا أبا عبد الله، الله، الله، إنّك لستَ مثلي، أنت رجل يُقْتَدى بك، قد مَدَّ الخلْق أعناقهم إليك لما يكون منك. فاتَّقِ الله واثْبت لأمرِ الله. أو نحو هذا.
فمات وصلَّيت عليه ودفنته. أظنّه قال: بعانة.
قال صالح: وصار أبي إلى بغداد مقيَّدًا، فمكث بالياسريّة أيّامًا، ثمّ حُبِس في دارٍ اكْتُرِيَتْ عند دار عُمارة. ثمّ نُقِل بعد ذلك إلى حبْس العامّة في درب المَوْصِليّة [1] ، فقال أبي: كنتُ أصلّي بأهل السّجن وأنا مقيّد. فلمّا كان في رمضان سنة تسع عشرة حُوِّلْتُ إلى دار إسحاق بن إبراهيم.
وأمّا حنبل بن إسحاق فقال: حُبس أبو عبد الله في دار عُمارة ببغداد في إسطبلٍ لمحمد بن إبراهيم أخي إسحاق بن إبراهيم، وكان في حبْسٍ ضيّق، ومرِض في رمضان، فحُبِس في ذلك الحبْس قليلا، ثم حُوِّل إلى سجن العامّة، فمكث في السّجن نحوًا من ثلاثين شهرًا، فكنّا نأتيه. وقرأ عليَّ كتاب الإرجاء وغيره في الحبْس، فرأيته يصلّي بأهل الحبْس وعليه القيد، فكان يُخْرج رِجْله من حلقة القيد وقت الصّلاة والنّوم.
رَجَعْنَا إِلَى مَا حَكَاهُ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ: لَمَّا حُوِّلَ إِلَى دَارِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فَكَانَ يُوجَّهُ إِلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ بِرَجُلَيْنِ، أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ رَبَاحٍ، وَالْآخَرُ أَبُو شُعَيْبٍ الْحَجَّامُ، فَلَا يَزَالانِ يُنَاظِرَانِي حَتَّى إِذَا أَرَادَا الانْصِرَافَ دُعِيَ بِقَيدٍ، فَزِيدَ فِي قُيُودِي.
قَالَ: فَصَارَ فِي رِجْلِهِ أَرْبَعَةُ أَقْيَادٍ.
قَالَ أَبِي: فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ دَخَلَ عَلَيَّ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ فَنَاظَرَنِي، فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي عِلْمِ اللَّهِ؟
قَالَ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ.
فَقُلْتُ لَهُ: كَفَرْتَ.
فَقَالَ الرَّسُولُ الَّذِي كَانَ يَحْضُرُ مِنْ قِبَلِ إسحاق بن إبراهيم: إنّ هذا رسول
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 197.(18/99)
أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ هَذَا قَدْ كَفَرَ [1] .
فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الرَّابِعَةِ وَجَّهَ، يَعْنِي الْمُعْتَصَمِ، بِبُغَا الَّذِي كَانَ يُقَالُ لَهُ الْكَبِيرُ، إِلَى إِسْحَاقَ، فَأَمَرَهُ بِحَمْلِي إِلَيْهِ. فَأَدُخِلْتُ عَلَى إِسْحَاقَ فَقَالَ: يَا أَحَمْدُ، إِنَّهَا وَاللَّهِ نَفْسُكَ، إِنَّهُ لَا يَقْتُلُكَ بِالسَّيْفِ. إِنَّهُ قَدْ آلَى بِأَنْ لَمْ تُجِبْهُ أَنْ يَضْرِبَكَ ضَرْبًا بَعْدَ ضَرْبٍ، وَأَنْ يَقْتُلَكَ [2] فِي مَوْضِعٍ لَا يُرَى فِيهِ شَمْسٌ وَلَا قَمَرٌ. أَلَيْسَ قَدْ قال الله عزّ وجلّ: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا 43: 3 [3] ، أَفَيَكُونُ مَجْعُولًا إِلَّا مَخْلُوقًا؟
فَقُلْتُ: قَدْ قَالَ الله تعالى: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ 105: 5 [4] أَفَخَلَقَهُمْ؟
قَالَ: فَسَكَتَ. فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى الْمَوْضِعِ الْمَعْرُوفِ بِبَابِ الْبُسْتَانِ أُخْرِجْتُ وَجِيءَ بِدَابَّةٍ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهَا وَعَلَيَّ الْأَقْيَادُ، مَا مَعِي أَحَدٌ يُمْسِكُنِي. فَكِدْتُ غَيْرَ مَرَّةٍ أَنْ أَخِرَّ عَلَى وَجْهِي لِثِقَلِ الْقُيُودِ. فَجِيءَ بِي إِلَى دَارِ الْمُعْتَصِمِ، فَأُدْخِلْتُ حُجْرَةً، وَأُدْخِلْتُ إِلَى الْبَيْتِ، وَأُقْفِلَ الْبَابُ عَلَيَّ، وَذَلِكَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ سِرَاجٌ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَمَسَّحَ لِلصَّلَاةِ، فَمَدَدْتُ يَدَيَّ، فَإِذَا أَنَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٌ مَوْضُوعٌ، فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أخرجت تكنّى مِنْ سَرَاوِيلِي، وَشَدَدْتُ بِهَا الْأَقْيَادَ أَحْمِلُهَا، وَعَطَفْتُ سَرَاوِيلِي. فَجَاءَ رَسُولُ الْمُعْتَصَمِ فَقَالَ: أَجِبْ.
فَأَخَذَ بِيَدِي وَأَدْخَلَنِي عَلَيْهِ، وَالتَّكَّةُ فِي يَدِي أَحْمِلُ بِهَا الْأَقْيَادَ. وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، وَابْنُ أَبِي دُؤَادٍ حَاضِرٌ، وَقَدْ جَمَعَ خَلْقًا كَثِيرًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لِي، يَعْنِي الْمُعْتَصِمَ: ادْنُهُ، ادْنُهُ. فَلَمْ يَزَلْ يُدْنِينِي حَتَّى قَرُبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ لِي:
اجْلِسْ. فَجَلَسْتُ وَقَدْ أَثْقَلَتْنِي الْأَقْيَادُ، فَمَكَثْتُ قَلِيلًا ثُمَّ قُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي فِي الكلام؟ فقال: تكلّم.
__________
[1] في هامش الأصل: إنّما كفّره لأنّه إذا كان علمه مخلوقا لزم أن يكون في الأزل بغير علم حتّى خلقه. تعالى الله عمّا يقول الظّالمون....
[2] في حلية الأولياء 9/ 197 «وأن يلقيك» .
[3] سورة الزخرف، الآية 3.
[4] سورة الفيل، الآية 5.(18/100)
فَقُلْتُ: إِلَى مَا دَعَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟
فَسَكَتَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ: إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
فَقُلْتُ: فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّ جَدَّكَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلُوهُ عَنِ الْإِيمَانِ فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ» ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: «شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ محمدا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامَةَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمْسَ مِنَ الْمَغْنَمِ» [1] . قَالَ أَبِي: قَالَ- يَعْنِي الْمُعْتَصِمَ- لَوْلَا أَنِّي وَجَدْتُكَ فِي يَدِ مَنْ كَانَ قَبْلِي مَا عَرَضْتُ لَكَ.
ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ إِسْحَاقَ، أَلَمْ آمُرْكَ بِرَفْعِ الْمِحْنَةِ؟
فَقُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ إِنَّ فِي هَذَا لَفَرَجًا لِلْمُسْلِمِينَ.
ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: نَاظِرُوهُ، كَلِّمْهُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَلِّمْهُ.
فَقَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا تقول في القرآن؟
قلت له: ما تقول في عِلْمِ اللَّهِ؟
فَسَكَتَ.
فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: أَلَيْسَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ 13: 16 [2] وَالْقُرْآنُ أَلَيْسَ هُوَ شَيْءٌ؟
فَقُلْتُ: قَالَ اللَّهُ تعالى: تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها 46: 25 [3] فدمّرت إلّا ما أراد الله.
__________
[1] أخرجه البخاري في الإيمان 1/ 120، 125 باب: أداء الخمس من الإيمان، وفي: العلم، باب تحريض النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم، ويخبروا من وراءهم. وفي:
مواقيت الصلاة، باب: قول الله تعالى: مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ 30: 31. وفي: الزكاة، باب: وجوب الزكاة. وفي: الجهاد، باب: أداء الخمس من الدّين. وفي: الأنبياء، باب: نسبة اليمن إلى إسماعيل. وفي: المغازي: باب وفد عبد القيس. وفي: الأدب، باب: قول الرجل مرحبا.
وفي: خبر الواحد، باب: وصاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وفود العرب أن يبلّغوا من وراءهم. وفي: التوحيد.
باب: قول الله تعالى: وَالله خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ 37: 96. وأخرجه مسلم في الإيمان (17) باب:
الأمر بالإيمان باللَّه تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، وشرائع الدين، والدعاء إليه، والسؤال عنه.
[2] سورة الرعد، الآية 16.
[3] سورة الأحقاف، الآية 25.(18/101)
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ 21: 2 [1] أَفَيَكُونُ مُحْدَثٌ إِلَّا مَخْلُوقًا؟
فَقُلْتُ: قَالَ اللَّهُ: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ 38: 1 [2] فَالذِّكْرُ هُوَ الْقُرْآنُ. وَتِلْكَ لَيْسَ فِيهَا أَلِفٌ وَلَامٌ.
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ حَدِيثَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الذِّكْرَ.
فَقُلْتُ: هَذَا خَطَأٌ، حَدَّثَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الذِّكْرَ» [3] . وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: «مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ جَنَّةٍ وَلَا نَارٍ وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ أَعْظَمَ مِنْ آيَةِ الْكُرْسِيِّ» [4] . فَقُلْتُ: إِنَّمَا وَقَع الْخَلْقُ عَلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَمْ يَقَعْ عَلَى الْقُرْآنِ.
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَدِيثُ خَبَّابٍ: يَا هَنَتَاهْ، تَقَرَّبَ إِلَى الله بما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ كَلَامِهِ.
قُلْتُ: هَكَذَا هُوَ.
قال صالح بن أحمد: فجعل أحمد بن أبي دُؤَاد ينظر إلى أبي كالمُغْضَب، قال أبي:
وكان يتكلَّم هذا، فأردّ عليه، ويتكلَّم هذا، فأردّ عليه، فإذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي دُؤاد فيقول: يا أمير المؤمنين هو والله ضالّ مُضِلّ مُبْتَدِع.
فيقول: كلّموه، ناظروه.
__________
[1] سورة الأنبياء، الآية 2.
[2] أول سورة ص.
[3] هذا طرف من حديث أخرجه البخاري في أول بدء الخلق 6/ 205، 207، والتوحيد 13/ 345- 347 باب: وكان عرشه على الماء، عن عمران بن حصين، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، وعقلت ناقتي بالباب، فإذا ناس من بني تميم، فقال: أقبلوا البشرى يا بني تميم، قالوا: قد بشّرتنا، فأعطنا مرتين. ثم دخل عليه ناس من اليمن، فقال: أقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم. قالوا: قبلنا، جئناك نتفقّه في الدّين، ونسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال: كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض.
[4] أورده السيوطي في: الدرّ المنثور 1/ 323.(18/102)
فيكلّمني هذا، فأّرد عليه، ويكلّمني هذا، فأردّ عليه، فإذا انقطعوا يقول لي المعتصم: ويْحك يا أحمد ما تقول؟
فأقول: يا أمير المؤمنين، أعطُوني شيئًا من كتاب الله أو سنّة رسول الله حتّى أقول به.
فيقول ابن أبي دؤاد: أنت لا تقول إلا ما في كتاب الله أو سنة رسول الله؟
فقلت له: تأوّلت تأويلا، فأنتَ أعلم، وما تأوّلتَ ما يُحْبَس عليه وما يُقَيَّد عليه [1] .
قال حنبل: قال أبو عبد الله: ولقد احتجّوا عليَّ بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أنْ أحكيه. أنكروا الآثار، وما ظننتهم على هذا حتّى سمعتُ مقالتهم، وجعلوا يدعون [2] ، يقول الخصم: وكذا وكذا. فاحتججت عليهم بالقرآن بقوله: يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً 19: 42 [3] فذمَّ إبراهيم أباه أنْ عبد ما لا يسمع ولا يُبَصر، أَفَهَذا مُنْكَرٌ عندكم؟
فقالوا: شبَّه يا أمير المؤمنين، شبَّه يا أمير المؤمنين.
وقال محمد بن إبراهيم البُوشنْجيّ: حَدَّثَنِي بعض أصحابنا أنّ ابن أبي دؤاد يقول: يا أمير المؤمنين، والله لئن أجابك لَهُو أحب إليَّ من مائة ألف دينار، ومائة ألف دينار، ويَعُدّ من ذلك ما شاء الله أن يَعُدّ [4] .
فقال المعتصم: والله لئن أجابني لأطلقنّ عنه بيدي، ولأركبنّ إليه بجُنْدي، ولأطأنّ عَقِبَه.
ثمّ قال: يا أحمد، والله إنّي عليك لشَفيق، وإنّي لأشفق عليك كشفقتي على هارون ابني. ما تقول؟
فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسوله. فلمّا طال المجلس
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 197- 199.
[2] في سير أعلام النبلاء 11/ 247: «يرغون» بالراء والغين المعجمة.
[3] سورة مريم، الآية 42.
[4] حلية الأولياء 9/ 201.(18/103)
ضجر وقال: قوموا. وحبسني، يعني عنده، وعبد الرَّحْمَن بْن إسحاق يكلّمني.
فقال المعتصم: ويْحك أجِبْني. وقال: ما أعرفك، ألم تكن تأتينا؟
فقال له عبد الرَّحْمَن بْن إسحاق: يا أمير المؤمنين أعرفه منذ ثلاثين سنة يرى طاعتك والجهاد والحجّ معك.
قال: فيقول: والله إنّه لعالم، وإنّه لَفَقيه، وما يسوءني أن يكون معي يردّ عنّى أهل المِلَل [1] .
ثُمَّ قال لي: ما كنت تعرف صالحًا الرّشيديّ؟
قلت: قد سمعت باسمه.
قال: كان مؤدّبي، وكان فِي ذلك الموضع جالسًا، وأشار إلى ناحيةٍ من الدّار، فسألته عن القرآن فخالفني، فأمرت به فوطئ وسُحب.
ثُمَّ قال: يا أحمد أجِبْني إلى شيءٍ لك فِيه أدني مخرج [2] حتّى أطلق عنك بيدي.
قلت: أعطُوني شيئًا من كتاب اللَّه وسنة رسوله.
فطال المجلس وقام، ورُددت إلى الموضع الَّذِي كنتُ فِيهِ، فلمّا كان بعد المغرب وجّه إليّ رجلين من أصحاب ابن أبي دؤاد يبيتان عندي ويناظراني ويقيمان معي، حَتَّى إذا كان وقت الإفطار جيء بالطعام، ويجتهدان بي أن أُفِطر، فلا أفعل [3] .
ووجّه إليَّ المعتصم ابن أبي دؤاد فِي بعض اللّيالي فقال: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول؟
فأردّ عليه نحوًا مما كنت أردّ.
فقال ابن أبي دؤاد: والله لقد كتبت اسَمك فِي السَّبْعة، يحيى بْن مَعِين، وغيره، فمحوته. ولقد ساءني أخْذُهم إيّاك. ثُمَّ يقول: إنّ أمير المؤمنين قد
__________
[1] في الحلية 9/ 199: «يردّ على أهل الملك» .
[2] في الحلية 9/ 200: «أدنى فرج» .
[3] حلية الأولياء 9/ 200.(18/104)
حلف أن يضربك ضربًا بعد ضرب، وأن يُلْقيك فِي موضعٍ لا ترى فِيهِ الشّمس [1] ، ويقول: إن أجابني جئت إليه حَتَّى أطلق عَنْهُ بيدي.
وانصرفت، فلمّا أصبح جاء رسوله فأخذ بيدي حَتَّى ذهب بي إليه، فقال لهم: ناظروه وكلَّموه.
فجعلوا يناظرونني، فأردّ عليهم، فإذا جاءوا بشيء من الكلام ممّا ليس فِي الكتاب والسنة قلت: ما أدري ما هذا.
قال: يقولون: يا أمير المؤمنين إذا توهُّمَتْ له الحُجّة علينا ثبت [2] . وإذا كلّمناه بشيءٍ يقول لا أدري ما هذا.
فقال: ناظروه.
فقال رَجُل: يا أحمد أراك تذكر الحديث وتنتحله.
قلت: فما تقول فِي يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ 4: 11 [3] ؟
قال: خصّ اللَّه بها المؤمنين.
قلت: ما تقول إن كان قاتلا أو عبدًا؟
فسكت. وإنّما احتججت عليهم بهذا لأنّهم كانوا يحتجّون بظاهر القرآن، وحيث قال لي: أراك تنتحل الحديث [4] احتججت بالقرآن، يعني. فلم يزالوا كذلك إلى قرب الزّوال فلمّا ضجر قال لهم: قوموا، وخلا بي وبعبد الرحمن بْن إسحاق. فلم يزل يكلّمني.
ثُمَّ قال أبي: فقام ودخل، ورُددت إلى الموضع [5] .
قال: فلمّا كان فِي اللّيلة الثالثة قلت: خليق أن يحدث غدا من أمري
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 201.
[2] في الحلية 9/ 200: «وثب» بدل «ثبت» .
[3] سورة النساء، الآية 11.
[4] إلى هنا في حلية الأولياء 9/ 200، 201.
[5] الحلية 9/ 200.(18/105)
شيء، فقلت لبعض من كان معي الموكَّل بي: ارتَدْ [1] لي خيطًا. فجاءني بخيط، فشددتُ به الأقياد، ورددتُ التّكّة إلى سراويلي [2] مخافةَ أن يحدث من أمري شيء فأتعرّى [3] .
فلمّا كان من الغد فِي اليوم الثّالث وجَّه إليَّ، فأُدْخلت، فإذا الدَّار غاصّة، فجعلت أدخل من موضعٍ إلى موضع، وقوم معهم السّيوف، وقوم معهم السّياط، وغير ذلك. ولم يكن فِي اليومين الماضيين كبيرٌ أحدٍ من هؤلاء. فلمّا انتهيت إليه قال: اقعد. ثُمَّ قال: ناظروه، كلّموه [4] .
فجعلوا يناظرونني، ويتكلّم هذا فأردّ عليه، ويتكلَّم هذا فأردّ عليه، وجعل صوتي يعلو أصواتهم، فجعل بعض مَن على رأسه قائم يومئ إليَّ بيده، فلمّا طال المجلس نحّاني، ثُمَّ خلا بهم. ثُمَّ نحّاهم وردّني إلى عنده فقال: ويْحك يا أحمد، أجبني حَتَّى أطلق عنك بيدي. فرددت عليه نحوًا ممّا كنت يردّ، فقال لي: عليك، وذكر اللَّعْن.
وقال: خذوه واسْحبوه واخلعوه.
قال: فَسُحِبْتُ ثُمَّ خلعتُ [5] .
قال: وقد كان صار إليّ شعرٌ [6] مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُمّ قميصي، فوجّه إليّ إسحاق بْن إبراهيم: ما هذا المصرور فِي كُمّ قميصك؟
قلت: شَعرٌ مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: وسعى بعض القوم إلى القميص ليخرّقه [7] عليّ، فقال لهم، يعني المعتصم: لا تخرقوه.
فنزع القميص عنّي.
__________
[1] في الحلية 9/ 901: «أريد» .
[2] في الأصل: «سراويلي» .
[3] في الأصل: «فأتعر» .
[4] حلية الأولياء 9/ 201.
[5] حلية الأولياء 9/ 201.
[6] في الحلية 9/ 202: «صار إليّ شعرتان» .
[7] في الحلية: «ليحرقه» .(18/106)
قال: وظننت أنّه إنّما دُرِيء عن القميص الخرقَ بسبب الشَّعْر الَّذِي كان فِيهِ.
قال: وجلس المعتصم على كرسيّ ثُمَّ قال: العُقابين والسِّياط.
فجيء بالعقابين، فَمُدَّت يداي، فقال بعض من حضَر خلفي: خُذْ أي الخشبتين بيديك وشُدّ عليهما. فلم أفهم ما قال، فتخلّعت يداي [1] .
وقال محمد بْن إبراهيم البُوشَنْجيّ: ذكروا أنّ المعتصم لان فِي أمر أحمد لما عُلّق فِي العُقابين، ورأى ثُبوته وتصميمه وصلابته فِي أمره، حَتَّى أغراه ابن أبي دُؤاد وقال له: إن تركْتَه قيل إنّك تركت مذهبَ المأمون وسخطتَ قوله.
فهاجه ذلك على ضربه.
قال صالح: قال أبي: لمّا جيء بالسّياط نظرَ إليها المعتصم وقال: ائتوني بغيرها.
ثُمَّ قال للجلادين: تقدَّموا.
فجعل يتقدَّم إليَّ الرجل منهم فيضربني سوطين، فيقول له: شدّ، قطع اللَّه يدك.
ثُمَّ يتنحّى، فيقْدَم الآخر فيضربني سَوْطين وهو يقول فِي كلّ ذلك: شدّ، قطع اللَّه يدك.
فلمّا ضُربتُ تسع عشر سوطًا قام إليَّ، يعني المعتصم، وقال: يا أحمد، علامَ تقتل نفسك؟ إنّي والله عليك لَشَفيق.
قال: فجعل عُجَيْف [2] ينْخسني بقائمة سيفه وقال: أتريد أن تغلب هؤلاء كلَّهم.
وجعل بعضهم يقول: ويْلك، الخليفة على رأسك قائم.
وقال بعضهم: يا أميرَ المؤمنين دَمُهُ في عنقي [3] ، اقتله.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 202.
[2] في الحلية 9/ 202: «وجعل يعجب وينخسني» .
[3] الحلية 9/ 202.(18/107)
وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين أنت صائم وأنت فِي الشّمس قائم.
فقال لي: ويْحك يا أحمد ما تقول؟
فأقول: أعطوني شيئًا من كتاب الله أو سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقول به.
فرجع وجلس، وقال للجلاد: تقدَّم وأوجع، قطع اللَّه يدك.
ثُمَّ قام الثانية فجعل يقول: ويْحك يا أحمد أجِبْني [1] .
فجعلوا يُقْبلون عليَّ ويقولون: يا أحمد إمامك على رأسك قائم.
وجعل عبد الرحمن يقول: مَن صنع مِن أصحابك فِي هذا الأمر ما تصنع؟
وجعل المعتصم يقول: ويحك أجنبي إلى شيءٍ لك فِيهِ أدنى فرج حَتَّى أطلق عنك بيدي.
فقلت: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئًا من كتاب اللَّه فيرجع.
وقال للجلادين: تقدَّموا.
فجعل الجلاد يتقدَّم ويضربني سَوْطين ويتنحّى، وهو في خلال ذلك يقول: شُدّ، قطع اللَّه يدك.
قال أبي: فذهب عقلي، فأفقت بعد ذلك، فإذا الأقياد قد أُطلقت عنّي.
وقال لي رَجُل ممّن حضر: إنّا كَبَبْناك على وجهك، وطرحنا على ظهرك بارية [2] ودُسْناك.
قال أبي: فما شعرت بذلك، وأتوني بسَوِيق فقالوا لي: اشرب وتقيأ.
فقلت: لا أُفْطر.
ثُمَّ جيء بي إلى إسحاق بْن إبراهيم، فحضرت صلاة الظُّهر، فتقدَّم ابن سماعة فصلّى، فلمّا انفتل من الصّلاة قال لي: صلّيتَ والدّم يسيل فِي ثوبك؟! [3] .
فقلت: قد صلّى عمر وجرحه يثعب دما.
__________
[1] الحلية 9/ 202.
[2] في الحلية 9/ 203: «سارية» .
[3] في الحلية 9/ 203: «والدم يسيل من ضربك» .(18/108)
قال صالح: ثُمَّ خلي عَنْهُ [1] ، فصار إلى منزله. وكان مَكْثه فِي السّجن منذ أُخِذ وحُمِل إلى ضُرِب وخُلّي عَنْهُ ثمانية وعشرين شهرًا. ولقد أخبرني أحد الرجلين اللَّذَين كانا معه قال: يا ابن أخي، رحمة اللَّه على أَبِي عبد الله، والله ما رَأَيْت أحدا يُشْبهه. ولقد جعلت أقول له فِي وقت ما يوجّه إلينا بالطّعام: يا أَبَا عبد الله، أنت صائم وأنت فِي موضع تقيّة [2] .
ولقد عطش، فقال لصاحب الشّراب: ناوِلْني. فناوله قدحًا فِيهِ ماء وثلج، فأخذه ونظر إليه هُنيّة ثُمَّ رده ولم يشرب، فجعلت أعجب من صبره على الجوع والعطش وهو فيما هُوَ فِيهِ من الهَول [3] .
قال صالح: كنتُ ألتمس وأحتال أن أُوصِل إليه طعامًا أو رغيفًا فِي تلك الأيام، فلم أقدر. وأخبرني رَجُلٌ حضره أنّه تفقّده فِي هذه الأيام الثّلاثة وهم يناظرونه، فما لَحَن فِي كلمة [4] .
قال: وما ظننت أنّ أحدًا يكون فِي مثل شجاعته وشدّة قلبه [5] .
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: ذهبَ عقلي مرارًا، فكان إذا رُفِع عنّي الضَّرب رجعتُ إلى نفسي. وإذا استرخيت وسقطتُ رُفع الضَّرب. أصابني ذلك مرارا، ورأيته، يعني المعتصم، قاعدًا فِي الشمس بغير مِظَلّة، فسمعته وقد أَفَقْتُ يقول لابن أبي دؤاد: لقد ارتكبتَ فِي أمر هذا الرجل.
فقال: يا أمير المؤمنين إنّه والله كافر مشرك، قد أشرك من غير وجه. فلا يزال به حَتَّى يصرفه عمّا يريد. وقد كان أراد تخليتي بغير ضرب، فلم يدعْه ولا إسحاق بْن إبراهيم، وعزم حينئذٍ على ضرْبي.
قال حنبل: وبلغني أنّ المعتصم قال لابن أبي دؤاد بعد ما ضرب أبو
__________
[1] إلى هنا في الحلية 9/ 203.
[2] في الحلية 9/ 203: «في موضع مسغبة» ، وفي سير أعلام النبلاء 11/ 252 «موضع تفئة» ، والمثبت هنا يتفق مع: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 407.
[3] الحلية 9/ 203.
[4] الحلية 9/ 203.
[5] الحلية 9/ 203.(18/109)
عبد الله: كم ضُرِبَ؟
فقال ابن أبي دُؤاد: نيّف وثلاثين أو أربعة وثلاثين سوطًا.
وقال أبو عبد الله: قال لي إنسان ممّن كان: ثُمَّ ألقينا على صدرك بارية.
أكببناك على وجهك ودُسْناك [1] .
قال أبو الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ: قال المَرُّوذيّ: قلت وأحمد بين الهنبادين: يا أستاذ، قال الله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ 4: 29 [2] .
قال: يا مَرُّوذيّ، أخرج انظُر.
فخرجت إلى رَحْبة دار الخليفة، فرأيت خَلْقًا لا يُحصيهم إلا الله تعالى، والصُّحُف في أيديهم، والأقلام والمحابر. فقال لهم المَرُّوذيّ: أيّ شيء تعملون؟
قالوا: ننتظر ما يقول أحمد فنكتبه.
فدخل إلى أحمد فأخبره، فقال: يا مَرُّوذيّ أضلّ هؤلاء كلُّهم؟
قلت: هذه حكاية منقطعة لا تصحّ [3] .
قال ابن أبي حاتم [4] : ثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي قال: لمّا حُمِل أحمد ليُضْرَب جاءوا إلى بِشْر بن الحارث فقالوا: قد حُمِل أحمد بن حنبل وحُمِلت السِّياط، وقد وَجَبَ عليك أن تتكلَّم.
فقال: تريدون منّي مقام الأنبياء؟ ليس ذا عندي. حفظ الله أحمد مِن بين يديه ومِن خلفه.
وقال الحسن بن محمد بن عثمان الفَسَويّ: حدَّثني داود بن عَرَفة: ثنا ميمون بن الأصْبغ قال: كنت ببغداد، فسمعتُ ضجّة، فقلت: ما هذا؟ قالوا:
أحمد يمتحن.
__________
[1] الحلية 9/ 203.
[2] سورة النساء، الآية 29.
[3] ذكرها ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد 329، 330.
[4] في تقدمة المعرفة 310، وحلية الأولياء 9/ 170.(18/110)
فأخذت مالا له خطر، فذهبت به إلى من يُدْخلني إلى المجلس، فأدخلوني، وإذا بالسّيوف قد جُرِّدت، وبالرماح قد رُكِّزت، وبالتِّراس قد صُفِّفت، وبالسِّياط قد طُرِحت [1] ، فألبسوني قِباءً أسود ومنطقة وسيفًا، ووقّفوني حيث أسمع الكلام. فأتى أمير المؤمنين، فجلس على كرسيّ، وأُتِيَ بأحمد بن حنبل، فقال له: وقرابتي من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأضربنّك بالسّياط، أو تقول كما أقول.
ثم التفت إلى جلاد فقال: خُذْهُ إليك. فأخذه، فلمّا ضُرِب سوطًا قال:
بسم الله. فلمّا ضُرِب الثّاني قَالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه. فلمّا ضُرِب الثّالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق. فلما ضرب الرابع قال: قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنا 9: 51 [2] .
فضربه تسعة وعشرين سوطًا. وكانت تكّة أحمد حاشية ثوب، فانقطعت، فنزل السّراويل إلى عانَتِه، فقلت: السّاعة ينهتك.
فرمى بطرْفه إلى السّماء، وحرّك شفتيه، فما كان بأسرع من أن بقي السّراويل لم ينزل. فدخلت عليه بعد سبعة أيّام، فقلت: يا أبا عبد الله رأيتك وقد انحلّ سراويلك، فرفعت رأسك أو أطرافك إلى السّماء، فما قلت؟ قال:
قلت: اللَّهمّ إنّي أسألك باسمَك الّذي ملأت به العرش إنْ كنت تعلم أنّي علي الصّواب، فلا تَهْتِكْ لي ستْرًا [3] .
وقال جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهانيّ: ثنا أحمد بن أبي عُبَيْد الله قال: قال أحمد بن الفَرَج: حضرت أحمد بن حنبل لمّا ضُرِب، فتقدّم أبو الدَّنّ فضربه بضعة عشر سَوطًا، فأقبل الدّم من أكتافه، وكان عليه سراويل، فانقطع خيطه، فنزل السّراويل، فَلَحظْتُه وقد حرَّك شفتيه، فعاد السّراويل كما كان، فسألته عن ذلك فقال: قلت: إلهي وسيّدي، وقفتني هذا الموقف، فتهتكني
__________
[1] في: سير أعلام النبلاء 11/ 254: «وضعت» .
[2] سورة التوبة، الآية 51.
[3] قال المؤلّف- رحمه الله-: هذه حكاية منكرة، أخاف أن يكون داود وضعها. (سير أعلام النبلاء 11/ 255) .(18/111)
على رءوس الخَلائِقِ [1] ! هذه حكاية لا تصحّ. ولقد ساق فيها أبو نُعَيْم الحافظ من الخُرافات والكذِب ما يُسْتحى [2] من ذكره.
وأضعف منها ما رواه أبو نُعَيْم في «الحلية» [3] : ثنا الحسين بن محمد، نا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القاضي: حَدَّثَنِي أبو عبد الله الجوهري: حَدَّثَنِي يوسف بن يعقوب: سمعت عليّ بن محمد القُرَشيّ قال: لما قُدِّمَ أحمد ليُضْرب وجُرِّد وبقي في سراويله، فبينا هو يُضرب انحلّ سراويله، فجعل يحرّك شفتيه بشيءٍ، فرأيت يدين خرجتا من تحته وهو يُضرب، فشدَّتا السّراويل. فلمّا فرغوا من الضَّرب قلنا له: ما كنتَ تقول؟ قال: قلت: يا من لا يعلم العرش منه أين هو إلا هو، إن كنتُ على الحق فلا تُبْدِ عورتي.
قلت: هذه مكذوبة ذكرتها للمعرفة. ذكرها البيهقيّ، وما جسر على تضعيفها.
ثُمَّ روى بعدها حكاية في المحنة، عن أبي مسعود البَجَليّ إجازةً، عن ابن جَهْضَم، وهو كَذُوب، عن النّجّاد، عن ابن أبي العوّام الرّياحيّ، فيها من الرَّكاكة والخَرْط ما لا يروج إلا على الْجُهّال. وفيها أنّ مئزره اضطّرب، فحرَّك شفتيه، فما استتمّ الدّعاء حتى رأيت كفّا من ذهب قد خرج من تحت مئزره بقُدرة الله، فصاحت العامّة [4] .
وقال محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة: سمعتُ شاباص التّائب يقول:
لقد ضربت أحمد بن حنبل ثمانين سوطًا، لو ضربتُه فيلا لَهَدَّتُه.
قال ابن أبي حاتم: نا أبي قال: قال إبراهيم بن الحارث العُباديّ: قال أبو محمد الطُّفاويّ لأحمد: يا أبا عبد الله، أَخْبِرْنِي عما صَنَعوا بك.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 206.
[2] في سير أعلام النبلاء 11/ 255: «ما يستحيا» .
[3] ج 9/ 195، 196.
[4] سير أعلام النبلاء 11/ 256.(18/112)
قال: لمّا ضُرِبت جاء ذاك الطّويل اللّحية، يعني عُجَيفًا، فضربني بقائم سيفه فقلت: جاء الفَرَج، يُضرب عنقي وأستريح. فقال ابن سماعة: يا أمير المؤمنين اضرب عُنقه، ودَمُهُ في رقبتي.
قال ابن أبي دُؤاد: لا يا أمير المؤمنين، لا تفعل، فإنّه إن قُتِل أو مات في دارك قال النّاس: صبر حتّى قتل، واتّخذوه إمامًا، وثبتوا على ما هم عليه. ولكن أطِلْقه لساعة، فإنْ مات خارجًا من منزلك شكّ النّاس بأمره [1] .
قال ابن أبي حاتم [2] : وسمعت أبا زُرْعة يقول: دعي المعتصم بعمّ أحمد بن حنبل ثم قال للنّاس: تعرفونه؟
قالوا: نعم، وهو أحمد بن حنبل.
قال: فانظروا إليه أليس هو صحيح البدن؟
قالوا: نعم.
ولولا أنّه فعل ذلك لكنتُ أخاف أن يقع شيء [3] لا يُقام له.
قال: فلمّا قال: قد سلّمته إليكم صحيح البَدَن. هَدأ النّاس وسكنوا.
قال صالح: صار أبي إلى المنزل ووجّه إليه من السِّحَر من يُبْصر الضَّرْب والجراحات ويعالج منها. فنظر إليه وقال: أنا والله لقد رأيت مَن ضُرِب ألف سوط، ما رأيت ضربًا أشدّ من هذا. لقد جرّ عليه من خلفه ومن قُدّامه.
ثُمَّ أدخل ميلا في بعض تلك الجراحات وقال: لم ينضب. فجعل يأتيه ويعالجه، وكان قد أصاب وجهه غير ضربة، ثم مكث يعالجه ما شاء الله. ثم قال: إنّ هاهنا شيئًا أريد أن أقطعه. فجاء بحديدة، فجعل يعلق اللّحم بها ويقطعه بسكّين، وهو صابر بحمد الله، فبرأ. ولم يزل يتوجّع من مواضع منه.
وكان أثر الضرب بيّنا في ظهره إلى أن تُوُفّي.
وسمعت أبي يقول: والله لقد أعطيتُ المجهود من نفسي، وودِدْتُ أنّي أنجو مِنْ هَذَا الأَمْرِ كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لي.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 11/ 259.
[2] في تقدمة المعرفة 309.
[3] في التقدمة «يقع شر» .(18/113)
ودخلت على أبي يومًا فقلت له: بَلَغَني أنّ رجلا جاء إلى فضل الأنْماطيّ فقال له: اجعلني في حلّ إذ لم أقم بنُصْرتك.
فقال فضل: لا جعلت أحدًا في حِلّ.
فتبسّم أبي وسكت. فلمّا كان بعد أيّام قال: مررت بهذه الآية: فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله 42: 40 [1] فنظرت في تفسيرها، فإذا هو ما حَدَّثَنِي أبو النُّضْر: ثنا ابن فَضَالَةَ المبارك: حَدَّثَنِي من سمع الحَسَن يقول: إذا جَثَتِ الأُمم بين يدي ربّ العالمين نودوا: ليقُم من أجرُه على الله. فلا يقوم إلا من عفا في الدّنيا.
قال أبي: فجعلت الميت في حِلّ من ضربه إيايّ.
ثُمَّ جعل يقول: وما علي رجل ألا يعذّب الله بسببه أحدًا [2] .
وقال حنبل بن إسحاق: لمّا أمر المعتصم بتخلية أبي عبد الله خلع عليه مُبطّنة وقميصًا وطيلسانًا وخُفًّا وقَلَنْسُوَة، فبينا نحن على باب الدّار والنّاس في الميدان والدُّرُوب وغيرها، وأُغلقت الأسواق، إذ خرج أبو عبد الله على دابّة من دار أبي إسحاق المعتصم، وعليه تلك الثّياب، وابن أبي دُؤاد عن يمينه، وإسحاق بن إبراهيم، يعني نائب بغداد، عن يساره، فلمّا صار في دِهْليز المعتصم قبل أن يخرج قال لهم ابن أبي دُؤاد: اكشفوا رأسه. فكشفوه، يعني الطَّيلسان فقط، وذهبوا يأخذون به ناحية الميدان نحو طريق الحبْس. فقال لهم إسحاق: خذوا به هاهنا، يريد دِجْلة. فَذُهب به إلى الزَّورق، وحُمِل إلى دار إسحاق، وأقام عنده إلى أن صُلِّيت الظُّهْر. وبعث إلى أبي وإلى جيراننا ومشايخ المحالّ، فجُمِعوا وأدخِلوا عليه، فقال لهم: هذا أحمد بن حنبل إن كان فيكم من يَعرفه، وإلا فلْيعرفه.
وقال ابن سماعة حين دخل للجماعة: هذا أحمد بن حنبل، فإنّ أمير المؤمنين ناظَرَه في أمره، وقد خلّي سبيله، وها هو ذا.
فأُخرج على دابّة لإسحاق بن إبراهيم عند غروب الشّمس، فصار إلى
__________
[1] سورة الشورى، الآية 40.
[2] سير أعلام النبلاء 11/ 257.(18/114)
منزله ومعه السّلطان والنّاس، وهو منحني. فلمّا ذهب لينزل احتضنْتُه ولم أعلم، فوقعت يدي على موضع الضَّرْب فصاح، فنحّيت يدي، فنزل متوكِّئا عليّ، وأغلق الباب ودخلنا معه، ورمى بنفسه على وجهه لا يقدر يتحرّك إلا بجهد، وخلع ما كان عليه، فأمر به فبِيع، وأخذ ثمنه فتصدَّق به. وكان المعتصم أمر إسحاق بن إبراهيم أن لا يقطع عنه خبره، وذلك أنّه تُرِك فيما حُكي لنا عند الإياس منه. وبَلَغَنا أن المعتصم ندم وأُسقط في يده حتّى صحّ. فكان صاحب خبر إسحاق يأتينا كل يوم يتعرّف خبره حتّى صحّ، وبقَيتْ إبهاماه متخلعَتين تضربان عليه في البرد حتّى يُسَخّن له الماء.
ولمّا أردنا علاجه خِفنا أن يدسّ ابن أبي دُؤاد سُمًّا إلى المعالج، فعملنا الدّواء والمراهم في منزلنا. وسمعته يقول: كلّ من ذكرني في حِلّ إلا مبتدع.
وقد جعلت أبا إسحاق، يعني المعتصم، في حِلّ. ورأيت الله تعالى يقول:
وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ 24: 22 [1] وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بكر بالعفو في قصّة مِسْطح.
قال أبو عبد الله: العفو أفضل، وما ينفعك أن يعذّب أخوك المسلم في سبيلك.
فصل في محنته من الواثق قال حنبل: ولم يزل أبو عبد الله بعد أن بريء من مرضه يحضر الجمعة والجماعة ويفتي ويحدِّث حتّى مات المعتصم، وولى ابنه الواثق، فأظهر ما أظهر من المحنة والميل إلى ابن أبي دؤاد وأصحابه. فلما اشتد الأمر على أهل بغداد، وأظهرت القُضاة المحنة، وفُرّق بين فضل الأنماطيّ وامرأته، وبين أبي صالح وامرأته، كان أبو عبد الله يشهد الجمعة ويعيد الصّلاة إذا رجع ويقول: الجمعة تؤتي لفضلها، والصّلاة تُعاد خلف من قال بهذه المقالة.
وجاء نفر إلى أبي عبد الله وقالوا: هذا الأمر قد فشا وتفاقم، ونحن نخافه على أكثر من هذا. وذكروا أنّ ابن أبي دُؤاد أراد أن يأمر المعلّمين بتعليم
__________
[1] سورة النور، الآية 22.(18/115)
الصّبيان في الكتّاب مع القرآن القرآن كذا وكذا. فنحن لا نرضى بإمارته.
فمنعهم من ذلك وناظَرَهم. وحكى حنبل قصْده في مناظرتهم وأمرهم بالصَّبْر.
فبينا نحن في أيّام الواثق إذ جاء يعقوب ليلا برسالة إسحاق بن إبراهيم إلى أبي عبد الله: يقول لك الأمير إنّ أمير المؤمنين قد ذكرك، فلا يجتمعنّ إليك أحد، ولا تُسَاكنّي بأرضٍ ولا مدينة أنا فيها. فاذهب حيث شئت من أرض الله.
فاختفى أبو عبد الله بقيّة حياة الواثق. وكانت تلك الفتنة، وقُتل أحمد بن نصر، فلم يزل أبو عبد الله مختفيًا فِي غير منزله في القرب. ثمّ عاد إلى منزله بعد أشُهر أو سنة لمّا طغى خبره. ولم يزل في البيت مختفيًا لا يخرج إلى الصّلاة ولا غيرها حتّى هلك الواثق.
وعن إبراهيم بن هاني قال: اختفى أحمد بن حنبل عندي ثلاثة أيّام ثم قال: اطلبْ لي موضعا.
قلت: لا آمن عليك.
قال: افعل. فإذا فعلت أفدتك.
فطلبت له موضعًا، فلمّا خرج قال لي: اختفى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الغار ثلاثة أيّام، ثم تحوّل.
قلت: أنا أتعجَّب من الحافظ أبي القاسم كيف لم يَسُقِ المحنة ولا شيئًا منها في «تاريخ دمشق» مع فرط استقصائه، ومع صحّة أسانيدها، ولعلّ له نيّة في تَرْكها.
فصل في حال أبي عبد الله أيّام المتوكّل قال حنبل: ولي جعفر المتوكّل فأظهر الله السنة وفرّج عن النّاس، وكان أبو عبد الله يحدِّثنا ويحدِّث أصحابه في أيّام المتوكّل، وسمعته يقول: ما كان النّاس إلى الحديث والعلم أحوج منهم في زماننا.
ثمّ إنّ المتوكّل ذكره وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم في إخراجه إليه. فجاء رسول إسحاق إلى أبي عبد الله يأمره بالحضور، فمضى أبو عبد الله ثم رجع فسأله(18/116)
أبي عمّا دُعِيَ له فقال: قرأ عليَّ كتاب جعفر يأمرني بالخروج إلى العساكر.
قال: وقال لي إسحاق بن إبراهيم: ما تقول في القرآن؟
فقلت: إنّ أمير المؤمنين قد نهى عن هذا.
فقال: لا تُعِلْم أحدًا أنّي سألتك.
فقلت له: مسألة مسترشد أو مسألة متعنّت؟
قال: بل مسألة مسترشد.
فقلت له: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، وقد نهى أمير المؤمنين عن هذا.
وخرج إسحاق إلى العساكر، وقدِم ابنه خليفةً له ببغداد، ولم يكن عند أبي عبد الله ما يتجمّل به وينفقه، وكانت عندي مائة درهم، فأتيتْ بها أبي، فذهب بها إليه، فأخذها وأصلح بها ما احتاج إليه، واكْتَرى منها، وخرج ولم يلق محمد بن إسحاق بن إبراهيم، ولا سلَّم عليه. فكتب بذلك محمد إلي أبيه، فحقدها إسحاق عليه، فقال للمتوكّل: يا أمير المؤمنين إنّ أحمد بن حنبل خرج من بغداد ولم يأت محمدا مولاك.
فقال المتوكّل: يردّ ولو وطئ بساطي.
وكان أبو عبد الله قد بلغ بُصْرَى، فوجّه إليه رسولا يأمره بالرجوع، فرجع وامتنع من الحديث إلا لولده ولنا. وربّما قرأ علينا في منزلنا.
ثمّ إنّ رافعًا رفع إلى المتوكّل أن أحمد بن حنبل رَبَّصَ علويّا في منزله، وأنّه يريد أن يُخرجه ويُبايع عليه، ولم يكن عندنا عِلْم، فبينا نحن ذات ليلة نيام في الصَّيف سمعنا الْجَلَبة، ورأينا النّيران في دار أبي عبد الله، فأسرعنا، وإذا أبو عبد الله قاعدٌ في إزار، ومظفَّر بن الكلبيّ صاحب الخبر وجماعة معهم. فقرأ صاحب الخبر كتاب المتوكل: وَرَدَ على أمير المؤمنين أنّ عندكم علويًا ربصته لتُبايع عليه وتُظهره. في كلامٍ طويل.
ثمّ قال له مظفَّر: ما تقول؟
قال: ما أعرف من هذا شيئًا، وإنّي لأرى له السَّمع والطّاعة في عُسْرِي(18/117)
ومَنْشَطِي ومَكْرَهي، وآثره عليّ. وإني لأدعو الله له بالتّسديد والتّوفيق في اللّيل والنّهار. في كلامٍ كثير غير هذا.
وقال ابن الكلبيّ: قد أمرني أمير المؤمنين أن أُحَلِّفك.
قال: فاحلفه بالطّلاق ثلاثًا أن ما عنده طلْبه أمير المؤمنين.
قال: وفتَّشوا منزل أبي عبد الله والسَّرَب والغُرَف والسُّطُوح، وفتُشوا تابوت الكُتُب، وفتّشوا النّساء والمنازل، فلم يروا شيئًا ولم يحسّوا بشيء، وردّ الله الّذين كفروا بغيظهم.
فكتب بذلك إلى المتوكّل، فوقع منه موقعًا حسنًا وعلم أنّ أبا عبد الله مكذوبٌ عليه.
وكان الّذي دس عليه رجل من أهل البِدَع، ولم يَمُتْ حتّى بيَّن الله أمرَهُ للمسلمين، وهو ابن الثَّلجيّ. فلمّا كان بعد أيّام بينا نحن جلوسٌ بباب الدّار إذا يعقوب أحد حُجّاب المتوكّل قد جاء، فاستأذن على أبي عبد الله، فدخل ودخل أبي وأنا، ومع بعض غلمانه بدْرةٌ، على بغْلٍ، ومعه كتاب المتوكّل، فقرأه على أبي عبد الله: إنّه قد صحّ عند أمير المؤمنين برآءة ساحتك، وقد وجّه إليك بهذا المال تستعين به. فأبى أن يقبله وقال: ما لي إليه حاجة.
فقال: يا أبا عبد الله، اقبل من أمير المؤمنين ما أمرك به فإنّ هذا خير لك عنده، فاقبل ولا تردّه. فإنّك إنْ رددته خفت أن يظنّ بك ظَنّ سَوْء.
فحينئذ قبِلَها.
فلمّا خرج قال: يا أَبَا عليّ.
قلت: لبّيك.
قال: ارفع هذه الإجّانة وضعها، يعني البدْرة، تحتها.
فوضعتها وخرجنا. فلما كان اللَّيْلُ إذا أمّ ولد أبي عبد الله تدقّ علينا الحائط، فقلت لها: ما لكِ؟
قالت: مولاي يدعو عمَّه.
فأعلمت أبي، وخرجنا فدخلنا على أبي عبد الله، وذلك في جوف اللّيل.(18/118)
فقال: يا عمّ، ما أخذني النّوم هذه اللّيلة.
فقال له أبي: ولِمَ؟
قال: لهذا المال.
وجعل يتوجّع لأخْذه، وجعل أبي يُسَكِّنه ويُسَهِّل عليه، وقال: حتّى تُصبح وترى فيه رأيك، فإنّ هذا ليل والنّاس في منازلهم.
فأمسك، وخرجنا. فلمّا كان في السِّحَر وجَّه إلى عَبْدُوس بن مالك، والحَسَن بن البزّار، فحضرا، وحضر جماعة منهم: هارون الحمّال، وأحمد بن مَنِيع، وابن الدَّوْرقيّ، وأنا، وأبي، وصالح، وعبد الله فجعلنا نكتب من يذكرونه من أهل السنة والصّلاح ببغداد والكوفة، فوجّه منها إلى أبي سعيد الأشجّ، والى أبي كُرَيْب، وإلى من ذُكِر أنّه من أهل العلم والسنة ممّن يعلمون أنّه محتاج.
ففرِّقها كلّها ما بين الخمسين إلى المائة والمائتين، فما بقي في الكيس دِرهم.
ثمّ تصدَّق بالكيس على مسكين.
فلما كان بعد ذلك مات إسحاق بن إبراهيم وابنه محمد، وولي بغداد عبد الله بن إسحاق، فجاء رسوله إلى أبي عبد الله، فذهب إليه، فقرأ عليه كتابَ المتوكّل فقال له: يأمرك بالخروج.
فقال: أنا شيخ ضعيف عليل.
فكتب عبد الله بما ردّ عليه، فورد جواب الكتاب بأنّ أمير المؤمنين يأمره بالخروج. فوجّه عبد الله جنوده، فباتوا على بابنا أيّاما حتّى تهيّأ أبو عبد الله للخروج، فخرج وخرج صالح، وعبد الله، وأبو رُمَيْلة.
قال صالح: كان حُمل أبي إلى المتوكّل سنة سبْعٍ وثلاثين ومائتين، ثم عاش إلى سنة إحدى وأربعين، فكان قلّ يوم يمضي إلا ورسول المتوكًل يأتيه.
قال حنبل في حديثه: وقال أبي ارجع. فرجعت، فأخبرني أبي قال: لما دخلنا إلى العساكر إذا نحن بموكب عظيم مقبل، فلمّا حاذى بنا قالوا: هذا وَصيف. واذا فارس قد أقبل، فقال لأحمد: الأمير وصيف يُقْرئك السلام، ويقول لك: إنّ الله قد أمكنك من عدوّك، يعني ابن أبي دُؤاد، وأمير المؤمنين(18/119)
يقبل منك، فلا تدع شيئًا إلا تكلَّمت به.
فما رد عليه أبو عبد الله شيئًا. وجعلت أنا أدعو لأمير المؤمنين، ودعوتُ لوَصِيف، ومضينا، فأنزلنا في دار التّيّاح، ولم يعلم أبو عبد الله، فسأل بعد ذلك: لمن هذه الدار؟
قالوا: هذه دار التّيّاح.
فقال: حوّلوني، اكْتَروا لي.
فلم نزل حتّى اكترينا له دارًا. وكانت تأتينا في كل يوم مائدة فيها ألوان يأمر بها المتوكّل، والفاكهة والثّلج، وغير ذلك. فما نظر إليها أبو عبد الله، ولا ذاق منها شيئًا. وكانت نفقة المائدة كلّ يوم مائة وعشرين درهمًا.
وكان يحيى بن خاقان، وابنه عُبَيْد الله، وعليّ بن الْجَهْم يأتون أبا عبد الله ويختلفون إليه برسالة المتوكل.
ودامت العِلّةُ بأبي عبد الله وضعُف ضعفًا شديدًا. وكان يواصل، فمكث ثمانية أيّام ولا يأكل ولا يشرب. فلمّا كان في اليوم الثّامن دخلت عليه، وقد كاد أن يُطْفأ، فقلت: يا أبا عبد الله، ابْن الزُّبَيْر كان يواصل سبعة أيّام، وهذا لك اليوم ثمانية أيام.
قال: إنّي مُطِيق.
قلت: بحقّي عليك.
قال: فإنّي أفعل.
فأتيته بسَويق فشرب، ووجّه إليه المتوكّل بمالٍ عظيم فردَّه، فقال له عُبَيْد الله بن يحيى: فانّ أمير المؤمنين يأمرك أن تدفعها إلى ولدك وأهلك.
قال: هم مستعفون فردّها عليه.
فأخذها عُبَيْد الله فقسّمها على ولده وأهله.
ثُمَّ أجرى المتوكّل على أهله وولده أربعة آلاف في كلّ شهر، فبعث إليه أبو عبد الله: إنّهم في كفاية، وليست بهم حاجة.
فبعث إليه المتوكّل: إنّما هذا لولدك، ما لكَ ولهذا؟(18/120)
فأمسك أبو عبد الله. فلم يزل يُجْري علينا حتّى مات المتوكّل.
وجرى بين أبي عبد الله وبين أبي في ذلك كلام كثير، وقال: يا عمُّ، ما بقي من أعمارنا؟ كأنّك بالأمر قد نزل بنا، فاللَّه الله فإنّ أولادنا إنّما يريدون يتأكّلون بنا، وإنّما هي أيام قلائل. لو كُشِفَ للعبد عمّا قد حُجِب عنه لعَرف ما هو عليه من خيرٍ أو شرّ، صبرٌ قليل وثوابٌ طويل، وإنّما هذه فتنة.
قال أبي: فقلت: أرجو أن يؤمنك الله ممّا تَحْذَر.
قال: فكيف وأنتم لا تتركون طعامهم ولا جوائزهم، لو تركتموها لتركوكم.
وقال: ما ننتظر؟ إنّما هو الموت، فإمّا إلى جنة وإمّا إلى نار، فطوبى لمن قدِم على خير.
قال أبي: فقلت له: أليس قد أمرت، ما جاءك من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف نفس أن تأخذه.
قال: قد أخذت مرَّةً بلا إشراف نفسي فالثانية والثالثة، فما بال نفسك ألم تستشرف؟
فقلت: ألم يأخذ ابن عُمر وابن عبّاس؟
فقال: ما هذا وذاك؟
وقال: لو أعلم أنّ هذا المال يؤخذ من وجهه ولا يكون فيه ظُلم ولا حيف لم أُبَالِ.
قال حنبل: فلمّا طالت علّة أبي عبد الله كان المتوكّل يبعث بابن ماسَوَيْه المتطبّب فيصف له الأدوية، فلا يتعالج، ودخل المطبّب على المتوكّل فقال: يا أمير المؤمنين، أحمد ليست به عِلّة في بدنه، إنّما هو من قلّة الطّعام والصّيام والعبادة.
فسكت المتوكّل.
وبلغ أمَّ المتوكّل خبرُ أبي عبد الله، فقالت لابنها: أشتهي أن أرى هذا الرجل.
فوجّه المتوكّل إلى أبي عبد الله يسأله أن يدخل على ابنه المُعَتَزّ ويُسَلِّمَ(18/121)
عليه ويدعو له ويجعله فِي حُجْره. فامتنع أبو عبد الله من ذلك، ثُمَّ أجابَ رجاء أن يُطْلق وينحدر إلى بغداد.
فوجّه إليه المتوكّل خلعة، وأتوه بدابّة يركبها إلى المعتزّ، فامتنع، وكانت عليها مثيرة نُمُور. فقُدِّم إليه بَغْل لرجل من التّجّار فركبه، وجلس المتوكّل مع أمّه فِي مجلسٍ من المكان، وعلى المجلس سَترٌ رقيق. فدخل أبو عبد الله على المعتزّ، ونظر إليه المتوكّل وأمّه، فلمّا رأته قَالَتْ: يا بُنيّ، اللَّه اللَّه فِي هذا الرجل، فليسَ هذا ممّن يريد ما عندكم، ولا المصلحة أن تحبسه عن منزله، فَأذَن له فليذْهب.
فدخل أبو عبد الله على المعتزّ فقال: السّلام عليكم، وجلسَ ولم يسلّم عليه بالإمرة.
قال: فسمعت أَبَا عبد الله بعد ذلك ببغداد يقول: لمّا دخلت عليه وجلست قال مؤدِّب الصّبيّ: أصلح اللَّه الأمير، هذا الَّذِي أمَره أميرُ المؤمنين يؤدِّبك ويعلّمك.
فردَّ عليه الغلام وقال: إن علَّمني شيئًا تعلَّمته.
قال أبو عبد الله: فعجبتُ من ذكائه وجوابه على صِغَره. وكان صغيرًا.
قال: ودامت عِلّةُ أبي عبد الله وبلغ الخليفة ما هُوَ فِيهِ، وكلَّمه يحيى بْن خاقان أيضًا وأخبره أنّه رَجُل لا يريد الدّنيا. فأذِن له بالانصراف. فجاء عُبَيْد اللَّه ابن يحيى وقت العصر فقال: إنّ أمير المؤمنين قد أذِن لك، وأمرَ أن تُفرش لك حَرّاقة تنحدر فيها.
فقال أبو عبد الله: اطلبوا لي زَوْرقًا فأنحدر فِيهِ السّاعة.
فطلبوا له زورقًا فانحدرَ فِيهِ من ساعتِه.
قال حنبل: فما عِلمْنا بقدومه حَتَّى قيل لي إنّه قد وافى، فاستقبلته بناحية القطيعة، وقد خرج من الزَّورق، فمشيت معه فقال لي: تقدَّم لا يراك النّاس فيعرفوني.
فتقدَّمت بين يديه حَتَّى وصل إلى المنزل، فلمّا دخل ألقى نفسه على قفاه(18/122)
من التعب والعياء. وكان فِي حياته ربما استعار الشّيء من منزلنا ومنزل ولده.
فلمّا صار إلينا من مال السّلطان ما صار امتنع من ذلك، حَتَّى لقد وُصف له فِي عِلّته قَرْعةٌ تُشْوَى ويؤخذ ماؤها. فلمّا جاءوا بالقَرْعة قال بعض من حضر:
اجعلوها فِي تنّور، يعني فِي دار صالح، فإنّهم قد خبزوا. فقال بيده: لا. ومثل هذا كثير.
وقد ذكر صالح بْن أحمد قصّة خروج أَبِيهِ إلى العساكر ورجوعه، وتفتيش بيوتهم على العلويّ، ثُمَّ ورود يعقوب قَرْقَرَة ومعه العشرة آلاف، وأنّ بعضها كان مائتي دينار والباقي دراهم.
قال: فجئت بأجّانة خضراء، فأكببتها [1] على البدْرة، فلمّا كان عند المغرب قال: يا صالح خذ هذا صيّرْه عندك.
فصيّرته عند رأسي فوق البيت. فلمّا كان سَحَر إذا هُوَ ينادي: يا صالح.
فقمت وصعدت إليه، فقال: ما نمت. قلت: لِمَ يا أبه؟
فجعل يبكي وقال: سِلمتُ من هؤلاء، حَتَّى إذا كان فِي آخر عمري بُليتُ بهم. وقد عزمتُ عليك أن تفرّق هذا الشيء إذا أصبحت.
فقلت: ذاك إليك.
فلما أصبح جاءه الْحَسَن [2] بْن البزّار فقال: جئني يا صالح بميزان. وجِّهوا إلى أبناء المهاجرين والأنصار. ثُمَّ وجِّهْ إلى فلانٍ حَتَّى يفرّق فِي ناحيته، وإلى فلان، حَتَّى فرّقها كلّها، ونحن فِي حالةٍ اللَّه بها عليم.
فجاءني ابنٌ لي فقال: يا أبَه أعطني درهمًا.
فأخرجت قطعةً فأعطيته.
وكتب صاحب البريد إنّه تصدّق بالدّراهم فِي يومه، حَتَّى تصدَّق بالكيس.
قال عليّ بْن الْجَهْم: فقلت: يا أمير المؤمنين قد تصدَّق بها. وعلم النّاس أنّه قد قبل منك.
__________
[1] في الحلية 9/ 207 «كفأتها» .
[2] في الحلية 9/ 207: «الحسين» .(18/123)
ما يصنع أحمد بالمال وإنّما قُوتُه رغيف؟! قال: فقال لي: صدقت يا عليّ [1] .
قال صالح: ثم أخرج أبي ليلا، ومعنا حُرّاس معهم النّفّاطات، فلمّا أصبح وأضاء الفجر قال لي: صالحُ معك دراهم؟ قلت: نعم.
قال: أَعْطِهم.
فلمّا أصبحنا جعل يعقوب يسير معه، فقال له: يا أَبَا عبد الله [2] ، ابن الثّلجي بَلَغَني أنّه كان يذكرك.
فقال له: يا أَبَا يوسف سلِ اللَّه العافية.
فقال له: يا أَبَا عبد الله تريد أن نؤدّي عنك رسالةً إلى أمير المؤمنين؟
فسكت.
فقال: إنّ عبد الله بْن إسحاق أخبرني أنّ الوابصيّ قال له إنّي أشهد عليه أنّه قال: إنّ أحمد يعبُد ماني.
فقال: يا أَبَا يوسف يكفي اللَّه.
فغضب يعقوب والتفتَ إليَّ فقال: ما رَأَيْت أعجب ممّا نَحْنُ فِيهِ، أسأله أن يطلق لي كلمةً أخبر أمير المؤمنين، فلا يفعل.
قال: ووجّه يعقوب إلى المتوكّل بما عمل، ودخلنا العسكر وأبي منكِّس الرأس، ورأسه مُغَطّى، فقال له يعقوب: اكشف رأسك يا أَبَا عبد الله، فكشفه.
ثُمَّ جاء وصيف يريد الدّار، ووجّه إليه بعد ما جاز بيحيى بْن هَرْثَمَة فقال: يُقرئك أمير المؤمنين السّلام ويقول: الحمد للَّه الَّذِي لم يُشْمت بك أهل البِدَع. قد علمتَ ما كان من حال ابن أبي دُؤاد، فينبغي أن تتكلَّم بما يحبّ اللَّه [3] . ومضى يحيى وأنزل أبي دار إيتاخ. فجاء عليّ بْن الْجَهْم وقال: قد أمرَ لكم أمير المؤمنين بعشرة آلاف مكان تلك الّتي فرَّقتها، وأمرَ أن لا يعلم شيخكم بذلك
__________
[1] الحلية 9/ 207، 208.
[2] حتى هنا في الحلية 9/ 208.
[3] في الحلية 9/ 208: «بما يجب للَّه» .(18/124)
فيغتَمّ. ثُمَّ جاءه محمد بْن معاوية فقال: إنّ أمير المؤمنين يُكثر من ذِكْرِك ويقول:
يقيم هاهنا يُحَدِّث.
فقال: أَنَا ضعيف [1] .
ثُمَّ صار إليه يحيى بْن خاقان فقال: يا أَبَا عبد الله قد أمر أمير المؤمنين أن أصير إليك لتركب إلى ابنه أبي عبد الله، يعني المعتزّ.
ثُمَّ قال لي: قد أمرني أمير المؤمنين [أن] يُجْرى عليك وعلى قراباتك أربعة آلاف درهم، ففرِّقها عليهم [2] .
ثُمَّ عاد يحيى من الغد فقال: يا أَبَا عبد الله تركب؟
فقال: ذاك إليكم.
ولبس إزاره وخُفّه. وكان خفه له عنده نحو من خمسة عشر عامًا، قد رُقّع برقاع عدّة. فأشار يحيى أن يلبس قَلَنْسُوَة.
قلت: ما له قَلَنْسُوَة.
إلى أن قال: فدخل دار المعتزّ، وكان قاعدًا على دُكّان فِي الدّار، فلمّا صعِد الدُّكّان قعد فقال له يحيى: يا أَبَا عبد الله إنّ أمير المؤمنين جاء بك ليُسرّ بقربك، ويُصيّر أَبَا عبد الله ابنه فِي حُجْرك. فأخبرني بعضُ الخدم أنّ المتوكّل كان قاعدًا وراء سترٍ. فلمّا دخل أبي الدّار قال لأمه: يا أمَه قد نارت الدّار.
ثُمَّ جاء خادم بمنديل، فأخذ يحيى المنديل، وذكر قصّةً فِي إلباسه القميص والطَّيْلسان والقَلَنْسُوَة وهو لا يحرّك يده. ثُمَّ انصرف. وكانوا قد تحدّثوا أنّه يخلع عليه سوادًا. فلمّا صار إلى الدّار نزع الثّياب، ثُمَّ جعل يبكي وقال:
سلمت من هؤلاء منذ ستّين سنة، حَتَّى إذا كان فِي آخر عمري بُليتُ بهم. ما أحسبني سلمتُ من دخولي على هذا الغلام، فكيف بمن يجب عليَّ نُصْحه من وقت تقع عيني عليه، إلى أن أخرج من عنده. يا صالح وجّه بهذه الثّياب إلى بغداد تباع ويُتصدَّق بثمنها، ولا يشتري أحد منكم منها شيئا.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 208.
[2] الحلية 9/ 209.(18/125)
فوجَهتُ بها إلى يعقوب بْن بُخْتان [1] ، فباعها وصرف ثمنها، وبقيت عندي القَلَنْسُوة [2] . قال: ومكث خمسة عشر يومًا يُفْطر فِي كلّ ثلاثةٍ على تمر سَويق، ثُمَّ جعل بعد ذلك يُفطر ليلةً على رغيف، وليلة لا يُفْطر. وكان إذا جيء بالمائدة توضع بالدِّهْليز لئلا يراها، فيأكل مَن حَضَر. فكان إذا أجهده الحَرُّ بَلَّ خرقةً فيضعها على صدره. وفي كلّ يوم يوجّه إليه بابن ماسَوَيْه فينظر إليه ويقول: يا أَبَا عبد الله أَنَا أميل إليك وإلى أصحابك، وما بك علّة إلا الضُّعف وقلّة الزّاد [3] .
إلى أن قال: وجعل يعقوب وغِياث يصيران إليه ويقولان له: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول فِي ابن أبي دُؤاد وفي حاله؟
فلا يجيب فِي ذلك بشيء.
وجعل يعقوب ويحيى يخبراه بما يحدث فِي أمر ابن أبي دُؤاد فِي كلّ يوم، ثُمَّ أحْدِر إلى بغداد بعد ما أشهد عليه ببيع ضياعه [4] .
وكان ربّما صار إليه يحيى بْن خاقان وهو يصلّي، فيجلس فِي الدِّهْليز حَتَّى يفرغ.
وأمر المتوكّل أن يشترى لنا دار فقال: أَبَا صالح. قلت: لبَّيْك. قال: لئن أقررت لهم بشراء دار لتكوننّ القطيعة بيني وبينكم. إنّما يريدون أن يصيّروا هذا البلد لي مأوى ومسكنًا.
فلم نزل ندفع بشراء الدّار حتّى اندفع [5] .
وجَعَلَتْ رُسُل المتوكّل تأتيه يسألونه عَنْ خبره، ويصيرون إليه فيقولون: هُوَ ضعيف. وفي خلال ذلك يقولون: يا أَبَا عبد الله لا بدّ من أن يراك [6] .
وجاءه يعقوب فقال: يا أَبَا عبد الله، أمير المؤمنين مشتاق إليك ويقول:
__________
[1] في الحلية 9/ 210: «التختكان» .
[2] حلية الأولياء 9/ 209، 210.
[3] في الحلية 9/ 210 «وقلّة البر» .
[4] حلية الأولياء 9/ 210.
[5] الحلية 9/ 210، 211.
[6] الحلية 9/ 211.(18/126)
أنظر يومًا تصير فِيهِ أيّ يوم هُوَ حَتَّى أعرفه.
فقال: ذاك إليكم.
فقال: يوم الأربعاء يوم خال.
وخرج يعقوب، فلمّا كان من الغد جاء يعقوب فقال: البُشْرَى يا أَبَا عبد الله، أميرُ المؤمنين يقرأ عليك السّلام ويقول: قد أعفيتك عن لبس السّواد والرُّكُوب إلى وُلاة العهود وإلى الدّار. فإنْ شئت فالْبس القُطْن، وإن شئت فالْبس الصّوف.
فجعل يحمد اللَّه على ذلك [1] .
ثُمَّ قال يعقوب: إنّ لي ابنًا وأنا به مُعْجَب، وإنّ له من قلبي موقعًا، فأحبّ أن تحدّثه بأحاديث.
فسكت، فلمّا خرج قال: أتراه لا يرى ما أَنَا فِيهِ؟! وكان يختم من جمعة إلى جمعة. فإذا ختم دعا فيدعو ونُؤَمِّن، فلمّا كان غداة الجمعة وجَّه إليَّ والى أخي، فلما ختم جعل يدعو ونحن نُؤَمِّن، فلمّا فرغ جعل يقول: أستخير اللَّه مرّات. فجعلت أقول ما يريد. ثُمَّ قال: إنّي أعطي اللَّه عهدًا، إنّ عهده كان مسئولا. وقال الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ 5: 1 [2] إنّي لا أحدّث حديث تمامٍ أبدًا حَتَّى ألقى اللَّه، ولا أستثني منكم أحدًا.
فخرجنا وجاء عليّ بْن الْجَهْم، فأخبرناه فقال: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون.
وأخبر المتوكّل بذلك وقال: إنّما يريدون أن أُحدِّث ويكون هذا البلد حبْسي. وإنما كان سبب الَّذِين أقاموا بهذا البلد لما أُعطوا فقبلوا وأُمِروا فحدَّثوا [3] .
وجعل أبي يقول: والله لقد تمنّيت الموت في الأمر الّذي كان، وإنّي
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 211.
[2] أول سورة المائدة.
[3] حلية الأولياء 9/ 211.(18/127)
لأتمنّى الموت فِي هذا، وذلك أنّ هذا فتنة الدّنيا، وذاك كان فتنة الدّين.
ثُمَّ جعل يضمّ أصابعه ويقول: لو كان نفسي فِي يدي لأرسلتها. ثُمَّ يفتح أصابعه [1] .
وكان المتوكّل كلّ يوم يوجّه فِي كلّ وقت يسأله عن حاله، وكان فِي خلال ذلك يأمر لنا بالمال ويقول: يوصل إليهم، ولا يُعلم شيخهم فيغتمّ. ما يريد منهم إن كان هُوَ لا يريد الدّنيا، فلِمَ يمنعهم [2] ؟
وقالوا للمتوكّل: إنّه لا يأكل من طعامك، ولا يجلس على فراشك، ويحرّم الَّذِي تشرب. فقال لهم: لو نشر المعتصم وقال فِيهِ شيئًا لم أقبلْ منه [3] .
قال صالح: ثُمَّ انحدرتُ إلى بغداد، وخلَّفتُ عبد الله عنده، فإذا عبد الله قد قدِم، وجاء بثيابي الّتي كانت عنده. فقلت: ما جاء بك؟
فقال: قال لي: انحدرْ، وقُلْ لصالح لا يخرج، فأنتم كنتم آفتي. والله، لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أخرجت واحدا منكم معي. لولاكم لمن كانت توضع هذه المائدة؟ ولمن كان تُفرش هذه الفُرُش ويجري [هذا] الإجراء؟
فكتبت إليه أُعْلِمُه ما قال لي عبد الله، فكتب إليَّ بخطه: أحسنَ اللَّه عاقبتك، ودفع عنك كلّ مكروه ومحذور، الَّذِي حملني على الكتاب إليك الَّذِي قلت لعبد اللَّه: لا يأتيني منكم أحدٌ رجاء أن ينقطع ذِكْري ويَخْمُل. إذا كنتم هنا فشا [4] ذِكْري. وكان يجتمع إليكم قوم ينقلون أخبارنا، ولم يكن إلا خيرًا [5] . فإن أقمتَ فلم تأتني أنتَ ولا أخوك فهو رضائي، ولا تجعل فِي نفسك إلا خيرًا، والسّلام عليك ورحمة اللَّه.
قال: ولمّا خرجنا من العساكر رُفعت المائدة والفرش وكلّ ما أقيم لنا.
__________
[1] الحلية 9/ 211.
[2] في الحلية 9/ 212: «فما يمنعهم» .
[3] الحلية 9/ 212.
[4] في الأصل: «فشى» .
[5] في الأصل: «خير» ، والتحرير من: الحلية 9/ 212.(18/128)
ثُمَّ ذكر صالح كتاب وصيّته ثُمَّ قال: وبعث إليه المتوكّل بألف دينار ليقسمها، فجاء عليّ بْن الْجَهْم فِي جوف اللّيل، فأخبره أنه يهيّئ له حرّاقة لينحدر فيها. ثُمَّ جاء عُبَيْد اللَّه ومعه ألف دينار وقال: إنّ أمير المؤمنين قد أذِن لك، وقد أمر لك بهذه.
قال: قد أعفاني أمير المؤمنين ممّا أكره، فردّها.
وقال: أَنَا رقيق على البرد، والظّهر [1] أرفق بي. فكتب له جواز، وكتب إلى محمد بْن عبد الله فِي برِّه وتَعَاهُده، فقدِم علينا.
ثُمَّ قال بعد قليل: يا صالح. قلت: لبَّيْك.
قال: أحبّ أن تدع هذا الرزق، فإنّما تأخذونه بسببي.
فسكتُّ، فقال: ما لك؟
قلت: أكره أن أعطيك بلساني وأخالف إلى غيره، وليس في القوم أكثر عيالا منّي ولا أعذر. وقد كنت أشكو إليك وتقول. أمرك منعقد بأمري، ولعلّ اللَّه أن يحلّ عنّي هذه العُقْدة. وقد كنت تدعو لي. فأرجو أن يكون اللَّه قد استجاب لك.
فقال: والله لا تفعل.
فقلت: لا.
فقال: لِمَ فعل اللَّه بك وفعل [2] ؟
ثُمَّ ذكر قصّة فِي دخول عبد الله، وقوله له وجوابه له، ثُمَّ دخول عمّه عليه وإنكاره الأخذ، إلى أن قال: فهجَرنا وسدَّ الباب بيننا وبينه، وتحامي منازلنا أن يدخل منّا إلى منزله شيء. ثُمَّ أُخْبِرَ بأخذ عمّه فقال: نافقني، وكذَبَني. ثُمَّ هجره وترك الصّلاة فِي المسجدٍ، وخرج إلى مسجد خارج يصلّي فِيهِ [3] .
ثُمَّ ذكر قصّة دعائه صالحًا ومعاقبته فِي ذِكْره، ثُمَّ فِي كتابته إلى يحيى بن
__________
[1] في الأصل، وحلية الأولياء 9/ 213 «والطهر» بالطاء المهملة، وما أثبتناه يتفق مع: سير أعلام النبلاء 11/ 278.
[2] حلية الأولياء 9/ 213.
[3] الحلية 9/ 214.(18/129)
خاقان ليترك معاوية وأولاده. وبلغ الخبر إلى المتوكّل، فأمر بحمل ما اجتمع لهم فِي عشرة أشهر، وهو أربعون ألف درهم إليهم. وإنه أُخْبِر بذلك، فسكت قليلا وضرب بذقنه على صدره، ثُمَّ رفع رأسه فقال: ما حيلتي إن أردت أمرًا وأراد اللَّه أمرا؟! [1] .
قال أبو الفضل صالح: وكان رسول المتوكّل يأتي أبي يبلّغه السّلام، ويسأله عن حاله، فتأخذه نفضة حَتَّى نُدَثّره، ثُمَّ يقول: والله، لو أنّ نفْسي بيدي لأرسلتها. وجاء رسول المتوكّل إلى أبي يقول: لو سلم أحد من النّاس سلمتَ.
رَفَع رَجُلٌ إليَّ أن علويّا قدِم من خُراسان، وأنّك وجَّهت إليه من يلقاه، وقد حبست الرجل وأردتُ ضربه فكرهتُ أن تغتمّ فَمُرْ فِيهِ.
قال: هذا باطل، يُخْلى سبيله [2] .
ثُمَّ ذكر قصّة فِي قُدوم المتوكّل بغداد، وإشارته على صالح بأن لا يذهب إليهم، ثُمَّ فِي مجيء يحيى بْن خاقان من عند المتوكّل، وما كان من احترامه ومجيئه بألف دينار ليفرّقها، وقوله: قد أعفاني أمير المؤمنين من كلّ ما أكره.
وفي توجيه محمد بْن عبد الله بْن طاهر ليحضره وامتناعه من حضوره وقوله: أَنَا رَجُل لم أخالط السلطان، وقد أعفاني أمير المؤمنين ممّا أكره. وهذا ممّا أكره.
قال: وكان قد أدمن الصّوم لما قدم، وجعل لا يأكل الدَّسِم. وكان قبل ذلك يُشْتَري له الشحم بدرهم، فيأكل منه شهرًا، فترك أكل الشَّحم وأدمنَ الصوم والعمل، فتوهّمت أنّه قد كان جعل على نفسه إن سلم أن يفعل ذلك.
وقال الخلال أبو بكر: حَدَّثَنِي محمد بْن الْحُسَيْن أن أَبَا بَكْر المَرُّوذيّ حَدَّثَهم: كان أبو عبد الله بالعساكر يقول: أنظر هَلْ تجد لي ماء الباقِلاء.
فكنت ربّما بللت خبزه بالماء فيأكله بالملح. وربّما أنّه منذ دخلنا العساكر إلى أن خرجنا ما ذاق طبخًا ولا دَسَمًا.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 215.
[2] الحلية 9/ 215.(18/130)
وعن المَرُّوذيّ قال: أنبهني أبو عبد الله ذات ليلة وكان قد واصل، فإذا هُوَ قاعد فقال: هُوَ ذا يُدَارُ بي من الجوع، فأطعمني شيئًا، فجئته بأقلّ من رغيف، فأكله وقال: لولا أنّي أخاف العون على نفسي ما أكلت.
وكان يقوم من فراشه إلى المخرج، فيقعد يستريح من الضَّعف من الجوع حَتَّى أنْ كنت لأبلّ الخرقة فيلقِها على وجهه لترجع إليه نَفْسُه، حَتَّى وأوصى من الضعف من غير مرض، فسمعته يقول عند وصيّته ونحن بالعساكر، وأشهد على وصيّته:
هذا ما أوصى به أحمد بْن محمد، أوصى أنه يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، وأنّ محمدا عبده ورسوله، وذكر ما يأتي.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مكث أبي بالعساكر عند الخليفة ستّة عشر يومًا، ما ذاق شيئًا إلا مقدار رُبع سَوِيق، ورأيت ما في عينيه قد دخلا فِي حَدَقتيه [1] .
وقال صالح بْن أحمد: وأوصى أبي بالعساكر هذه الوصيّة:
بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1: 1 هذا ما أوصى به أحمد بْن محمد بْن حنبل:
أوصي أنه يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، وأنّ محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودِين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون.
وأوصى مَن أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا اللَّه فِي العابدين، ويحمدوه فِي الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين. وأوصي أنّي قد رضيتُ باللَّه ربّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيّا. وأوصي أن لعبد اللَّه بْن محمد المعروف بفوزان عليّ نحوًا من خمسين دينارا، وهو مصدّق فيما قال، فَيُقْضَى ما له عليَّ مِن غلّة الدّار إن شاء اللَّه، فإذا استوفى أُعطِيَ ولدُ صالح وعبد اللَّه ابني أحمد بْن محمد بْن حنبل، كلَّ ذَكَرٍ وأنثى عشرة دراهم بعد وفاء مال أبي محمد.
شهد أبو يوسف، وصالح، وعبد الله بن أحمد.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 179 وفيه: «ورأيت موقيه دخلتا في حدقتيه» .(18/131)
أُنْبِئْتُ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ فِي «الْحِلْيَةِ» [1] ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: كَتَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى إِلَى أَبِي يُخْبِرُهُ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكَ فَأَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِ الْقُرْآنِ، لَا مَسْأَلَةَ امْتِحَانٍ، وَلَكِنْ مَسْأَلَةَ مَعْرِفَةٍ وَتَبْصِرَةٍ.
فَأَمْلَى عَلَيَّ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهِ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى وَحْدِي مَا مَعِي أَحَدٌ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1: 1، أَحْسَنَ اللَّهُ عَاقِبَتَكَ أَبَا الْحَسَنِ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَدَفَعَ عَنْكَ مَكَارِهَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِرَحْمَتِهِ. قَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ بِالَّذِي سَأَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَمْرِ الْقُرْآنِ بِمَا حَضَرَنِي. وَإِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُدِيمَ تَوْفِيقَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَدْ كَانَ النَّاسُ فِي خَوْضٍ مِنَ الْبَاطِلِ وَاخْتِلافٍ شَدِيدٍ يَنْغَمِسُونَ فِيهِ، حَتَّى أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى أَمِيرِ المؤمنين، فنفى الله بأمير الْمُؤْمِنِينَ كُلَّ بِدْعَةٍ، وَانْجَلَى عَنِ النَّاسِ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الذُّلِّ وَضِيقِ الْمَجَالِسِ، فَصَرَفَ اللَّهُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَذَهَبَ بِهِ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَقَعَ ذَلِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَوْقِعًا عَظِيمًا، وَدَعُوا اللَّهَ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْ يَزِيدَ فِي نِيَّتِهِ، وَأَنْ يُعِينَهُ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ. فَقَدْ ذُكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: لا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُوقِعُ الشَّكَّ فِي قُلُوبِكُمْ.
وَذُكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ نَفَرًا كَانُوا جُلُوسًا بِبَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا؟
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا؟
فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ كأنّما فقئ في وجهه حَبُّ الرُّمَّانِ وَقَالَ:
«أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ إِنَّمَا ضَلَّتِ الأُمَمُ قَبْلَكُمْ فِي مِثْلِ هَذَا. إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِمَّا هاهنا في شيء. انظروا الّذي أمرتم فَاعْمَلُوا بِهِ، وَانْظُرُوا الَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ، فَانْتَهُوا عَنْهُ» [2] . وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مِرَاءٌ فِي القرآن كفر» [3] .
__________
[1] ج 9/ 216- 219.
[2] الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 118 و 195 و 196، وابن ماجة 5 (85) .
[3] أخرجه أحمد في المسند 2/ 286 و 300 و 424 و 475 و 503 و 528، وأبو داود في السّنّة(18/132)
وَرُوِيَ عَنْ أَبِي جَهْمٍ، رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تُمَارُوا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كُفرٌ» [1] . وقال ابن عَبَّاس: قدِم على عُمَر بْن الخطاب رجل، فجعل عُمَر يسأله عن النّاس، فقال: يا أمير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا.
فقال ابن عَبَّاس: فقلتُ: والله ما أحبّ أن يتسارعوا يومهم هذا فِي القرآن هذه المسارعة.
قال: فَزَبَرَني عُمَر وقال: مَهْ.
فانطلقت إلى منزلي مكتئبًا حزينًا، فبينا أَنَا كذلك إذ أتاني رَجُل فقال:
أجِبْ أمير المؤمنين. فخرجت فإذا هُوَ بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي، فخلا بي وقال: ما الَّذِي كرهت؟
قلت: يا أمير المؤمنين متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقُوا [2] ، ومتى ما يحتقوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا.
قال: للَّه أبوك، والله إن كنتُ لأكتُمها النّاس حَتَّى جئتَ بها.
وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ بِالْمَوْقِفِ فَيَقُولُ: «هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي» [3] . وَرُوِيَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ لَنْ تَرْجِعُوا إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ، يَعْنِي القرآن» [4] .
__________
[ () ] (4603) باب: النهي عن الجدال في القرآن، والحاكم في المستدرك 2/ 223 وقد صحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
[1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 170.
[2] في الحلية 9/ 217: «يختلفوا» ، والمثبت يتّفق مع: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 217، وسير أعلام النبلاء 11/ 283، والمعنى أن يقول أحدهم: الحقّ معي.
[3] أخرجه أبو داود في السّنّة (4734 باب: في القرآن، والترمذي في ثواب القرآن (2926) باب:
حرص النبي صلّى الله عليه وسلّم على تبليغ القرآن، وابن ماجة في المقدّمة (201) باب: فيما أنكرت الجهمية.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب صحيح.
[4] أخرجه الترمذي (2912) .(18/133)
وَرُوِيَ عن ابن مَسْعُود أنّه قال: جرّدوا القرآن ولا تكتبوا فِيهِ شيئًا إلا كلام اللَّه عزّ وجلّ.
وَرُوِيَ عن عُمَر بْن الخطّاب أنّه قال: إنّ هذا القرآن كلام اللَّه، فضعوه مواضعه.
وقال رَجُل لحَسَن الْبَصْرِيّ: يا أَبَا سَعِيد، إنّي إذا قرأت كتاب اللَّه وتدبّرته كدت أن آيس، وينقطع رجائي.
فقال: إنّ القرآن كلام اللَّه، وأعمال ابن آدم إلى الضَّعف والتّقصير، فاعمل وأَبْشِر.
وقال فَرْوة بْن نَوْفل الأشجعيّ: كنتُ جارا لخَبّاب، وهو مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرجتُ معه يومًا من المسجد وهو آخذ بيدي فقال: يا هَنَاه، تقرَّب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحبُّ إليه من كلامه.
وقال رَجُل للحَكَم بْن عُتَيْبَةَ [1] : ما يحمل أهل الأهواء على هذا؟
قال: الخصومات.
وقال معاوية بْن قُرَّةَ- وكان أَبُوهُ ممّن أتى النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم-: إيّاكم وهذه الخصومات فإنّما تُحبط الأعمال.
وقال أبو قِلابة- وكان قد أدرك غيرَ واحدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تُجالسوا أهل الأهواء، وقال: أصحاب الخصومات، فَإِنِّي لا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلالَتِهِمْ، ويُلْبِسوا عليكم بعضَ ما تعرفون.
ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بْن سِيرِينَ فقالا: يا أَبَا بَكْر نحدّثك بحديث؟
قال: لا.
قالا: فنقرأ عليك آية؟
قال: لا، لَتَقومان عنّي أو لأقومنّه. فقاما.
__________
[1] في الحلية 9/ 217 «عتبة» .(18/134)
فقال بعض القوم: يا أَبَا بَكْر، وما عليك أن يقرءا عليك آية؟
قال: إنّي خشيت أن يقرءا عليّ آية فَيُحَرِّفانها، فيقرّ ذلك فِي قلبي، ولو أعلم أنّي أكون مثلي [1] السّاعة لتركتهما.
وقال رَجُل من أهل البِدَع لأيوب السّختيانيّ: يا أَبَا بَكْر أسألك عن كلمةٍ، فولى وهو يقول بيده: ولا نصف كلمة.
وقال ابن طاووس لابن له يكلمه رَجُل من أهل البدع: يا بني، أدخل إصبعيك فِي أذنيك حَتَّى لا تسمع ما يقول. ثُمَّ قال: اشدد اشدد.
وقال عمر بْن عبد العزيز: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل.
وقال إبراهيم النخعي: إن القوم لم يدخر [2] عَنْهُمْ شيء خبيء لكم لفضل عندكم.
وكان الْحَسَن رحمه اللَّه يقول: شر داء خالط قلبا، يعني: الأهواء.
وقال حذيفة بْن اليمان: اتقوا اللَّه، وخذوا طريق من كان قبلكم، والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن تركتموه يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا، أو قال: مبينا.
قال أبي: وإنما تركت ذكر الأسانيد لما تقدم من اليمين الّتي قد حلفت بها مما قد علمه أمير المؤمنين. لولا ذاك ذكرتها بأسانيدها. وقد قال اللَّه تعالى:
وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله 9: 6 [3] .
وقال: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ 7: 54 [4] ، فأخبر بالخلق.
ثم قال: وَالْأَمْرُ 7: 54 فأخبر أنّ الأمر غير الخلق.
__________
[1] في الحلية 9/ 218: «متبلى» . وهذه الجملة الأخيرة لم يثبتها المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 11/ 285.
[2] في الحلية 9/ 218: «لم يدخل» .
[3] سورة التوبة، الآية 6.
[4] سورة الأعراف، الآية 54.(18/135)
وقال عزّ وجلّ: الرَّحْمنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنْسانَ، عَلَّمَهُ الْبَيانَ 55: 1- 4 [1] فأخبر أن القرآن من علمه.
وقال تعالى: وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ، قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ 2: 120 [2] .
وقال: وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ، وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ، وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ 2: 145 [3] .
وقال تعالى: وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ مَا جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ 13: 37 [4] . فالقرآن من علم اللَّه. وفي هذه الآيات دليل على أن الَّذِي جاءه هُوَ القرآن، لقوله: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ 2: 120 [5] .
وقد رُوِيَ عن غيرِ واحد ممّن مضى من سَلَفنا أنّهم كانوا يقولون: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق. وهو الَّذِي أذهب إليه. لستُ بصاحب كلام، ولا أرى الكلام فِي شيء من هذا، إلا ما كان فِي كتاب اللَّه، أو فِي حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو عن أصحابه، أو عن التابعين. فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود [6] .
قلت: رُواة هذه الرسالة عن أحمد أئمة أثبات، أشهدُ باللَّه أنّه أملاها على ولده. وأمّا غيرها من الرسائل المنسوبة إليه كرسالة الإصْطَخريّ [7] ففيها نَظَر. والله أعلم.
__________
[1] أول سورة الرحمن.
[2] سورة البقرة، الآية 120.
[3] سورة البقرة، الآية 145.
[4] سورة الرعد، الآية 37.
[5] سورة البقرة، الآية 145.
[6] إلى هنا عن: حلية الأولياء 9/ 219، والخبر في: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 9/ 216- 219، وسير أعلام النبلاء 11/ 281- 286.
[7] هو: أحمد بن جعفر بن يعقوب الفارسيّ، ورسالته في: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 24- 36.(18/136)
ذكر مرضه رحمه اللَّه قال ابنه عبد الله: سَمِعتُ أبي يقول: استكملت سَبْعا وسبعين سنة، فَحُمَّ من ليلته، ومات يوم العاشر.
وقال صالح: لمّا كان فِي أوّل يوم من ربيع الأوّل من سنة إحدى وأربعين ومائتين. حُمَّ أبي ليلة الأربعاء [1] ، وبات وهو محموم يتنفّس نَفَسًا شديدًا، وكنتُ قد عرفتُ علته. وكنتُ أمرّضُه إذا اعتلّ. فقلت له: يا أبه، على ما أفطرتَ البارحة؟
قال: على ماء باقلاء.
ثُمَّ أراد القيام فقال: خُذْ بيدي. فأخذت بيده، فلمّا صار إلى الخلاء ضعفت رِجلاه حَتَّى توكّأ علي. وكان يختلف إليه غير متطبب، كلهم مسلمون، فوصف له متطبّب قَرْعة تُشْوى ويُسقى ماؤها، وهذا يوم الثلاثاء وتُوُفّي يوم الجمعة، فقال: يا صالح. قلت: لَبَّيْك.
قال: لا تُشْوى فِي منزلك ولا فِي منزل أخيك.
وصار الفتح بْن سهل إلى الباب ليَعُوده فحجبه، وأتى ابن علي بْن الجعد فحجبه، وكثُر النّاس، فقال: أي شيء ترى؟
قلت: تأذن لهم فيدعون لك.
قال: أستخير الله تعالى.
فجعلوا يدخون عليه أفواجًا حَتَّى تمتلئ الدّار، فيسألونه ويدعون له ثُمَّ يخرجون، ويدخل فوج آخر. وكثُر النّاس، فامتلأ الشّارع، وأغلقنا باب الزقاق، وجاء رَجُل من جيراننا قد خضب، فقال أبي: إني لأرى الرجل يحيى شيئا من السنة فأفرح به.
وكان له فِي خُرَيْقة قُطَيْعات، فإذا أراد الشّيء أعطينا مَن يشتري له.
وقال لي يوم الثّلاثاء: أنظر فِي خُرَيقتي شيء.
فنظرت، فإذ فيها درهم، فقال: وجّه اقتضِ بعض السُّكّان.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 220.(18/137)
فوجّهتُ فأعطيت شيئًا، فقال وجّه فاشتر تمرًا وكفّر عنّي كفّارة يمين، وبقي ثلاثة دراهم أو نحو ذلك، فأخبرته فقال: الحمد للَّه [1] . وقال: اقرأ عليّ الوصيّة.
فقرأتها عليه فأقَرَّها. وكنتُ أنام إلى جنْبه، فإذا أراد حاجة حرّكني فأناوله.
وجعل يحرّك لسانَه ولم يئن إلا فِي اللّيلة التي تُوُفّي فيها. ولم يزل يصلّي قائمًا، أَمْسكه فيركع ويسجد، وأرفعه فِي ركوعه.
واجتَمَعَتْ عليه أوجاع الحصْر [2] وغير ذلك، ولم يزل عقله ثابتًا، فلمّا كان يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلةً خَلَت من ربيع الأوّل لساعتين من النّهار تُوُفّي [3] .
وقال المَرُّوذيّ: مرض أبو عبد الله ليلة الأربعاء لليلتين خَلَتا من ربيع الأول، مرض تسعة أيّام، وكان رُبّما أذن للنّاس، فيدخلون عليه أفواجًا يُسلّمون عليه، ويردّ عليهم بيده.
وتَسَامَعَ الناس وكثروا، وسمع السلطان بكثرة الناس، فوكل السّلطان ببابه وبباب الزُّقاق الرابطة وأصحاب الأخبار. ثُمَّ أغلق باب الزقاق، فكان النّاس فِي الشّوارع والمساجد، حَتَّى تعطل بعض الباعة، وحيل بينهم وبين الباعة والشراء [4] .
وكان الرجل إذا أراد أن يدخل إليه ربّما دخل من بعض الدُّور وطُرُز الحاكة، وربّما تسلّق.
وجاء أصحاب الأخبار فقعدوا على الأبواب.
وجاءه حاجب ابن طاهر فقال: إنّ الأمير يُقرئك السّلام وهو يشتهي أن يراك. فقال: هذا ممّا أكره، وأمير المؤمنين أعفاني ممّا أكره [5] .
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 220.
[2] في الحلية 9/ 220: «أوجاع الخصر» بالخاء، وما أثبتناه يتفق مع: سير أعلام النبلاء 11/ 335.
[3] الحلية 9/ 220.
[4] سير أعلام النبلاء 11/ 336.
[5] السير 11/ 336.(18/138)
وأصحاب الخبر يكتبون بخبره إلى العساكر، والبُرُدُ [1] تختلف كلّ يوم.
وجاء بنو هاشم فدخلوا عليه وجعلوا يبكون عليه، وجاء قوم من القضاة وغيرهم، فلم يؤذن لهم.
ودخل عليه شيخ فقال: أذكُرْ وقوفك بين يدي اللَّه. فشهق أبو عبد الله وسالت دموعه على خديه.
فلمّا كان قبل وفاته بيوم أو بيومين قال: ادعوا لي الصّبيان، بلسانٍ ثقيل.
فجعلوا ينضمّون إليه، وجعل يشمّهم ويمسح بيده على رءوسهم وعينه تدمع.
وأدخلت الطّسْت تحته، فرأيت بَوْلَهُ دمًا عبيطًا ليس فِيهِ بول، فقلت للطّبيب فقال: هذا رَجُل قد فتَّت الحُزْن والغَمُّ جَوْفَه.
واشتدّت علته يوم الخميس [ووضّأته [2]] فقال: خلال [3] الأصابع. فلما كانت ليلة الجمعة، ثقل، وقبض صدرا، فصاح الناس، وعلت الأصوات بالبكاء، حَتَّى كأن الدنيا قد ارتجت، وامتلأت السكك والشوارع [4] .
وقال أبو بَكْر الخلال: أخبرني عصمة بْن عصام: ثنا حنبل قال: أعطى ولد الفضل بْن إبراهيم أَبَا عبد الله وهو فِي الحبس ثلاث شعرات وقال: هذه مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأوصى عند موته أن يجعل على كل عين شعرة، وشعرة على لسانه.
ففعل به ذلك عند موته [5] .
وقال حنبل: تُوُفّي يوم الجمعة في ربيع الأوّل.
وقال مُطّيَّن: في ثاني عشر ربيع الأوّل.
وكذلك قال عبد الله بن أحمد، وعبّاس الدُّوريّ.
وقال البخاريّ: مرض أحمد بن حنبل لليلتين خَلَتَا من ربيع الأوّل، ومات
__________
[1] البرد: مفردها: بريد.
[2] في الأصل بياض، استدركته من: سير أعلام النبلاء 11/ 337.
[3] في السير: فقال: خلّل.
[4] السير 11/ 337.
[5] السير 11/ 337.(18/139)
يوم الجمعة لاثنتي عشرة خَلَت من ربيع الأوّل [1] .
قلت: غلِط ابنُ قانع، وغيره، فقالوا في ربيع الآخر، فلُيعرف ذلك.
وقال الخلال: ثنا المَرُّوذيّ قال: أُخرجت الجنازة بعد منصرف النّاس من الجمعة.
قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [2] : ثنا أَبُو عَامِرٍ، ثنا هشام بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ» [3] . وقال صالح: وجّه ابن طاهر، يعني نائب بغداد، بحاجبه مظفّر، ومَعه غلامين معهما مناديل، فيها ثياب وطيب فقالوا: الأمير يُقرئك السّلام ويقول: قد فعلتُ ما لو كان أمير المؤمنين حاضره كان يفعل ذلك.
فقلت: أقرِئ الأمير السّلام وقل له: إنّ أمير المؤمنين قد كان أعفاه فِي حياته مِمَّا كان يكره، ولا أحبّ أن أُتْبعه بعد موته بما كان يكره فِي حياته. فعاد وقال: يكون شعاره، فأعدت عليه مثل ذلك [4] .
وقد كان غَزَلت له الجارية ثوبًا عشاريًا قُوّم بثمانية وعشرين درهمًا ليقطع منه قميصين، فقطعنا له لفافتين، وأخذ منه فوزان لُفافَة أخرى، فأدرجناه فِي ثلاث لفائف، واشترينا له حَنُوطًا، وفُرغ من غسله، وكفّناه. وحضر نحوَ مائةٍ من بني هاشم ونحن نكفّنه، وجعلوا يقبّلون جبهته حَتَّى رفعناه على السّرير [5] .
وقال عبد الله بْن أحمد: صلّى على أَبِي محمد بْنُ عبد الله بْن طاهر، غَلبنا على الصّلاة عليه. وقد كُنَّا صلّينا عليه نحن والهاشميّون في الدّار [6] .
__________
[1] السير 11/ 337.
[2] ج 2/ 169.
[3] وأخرجه الترمذي (1074) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأبي عامر العقدي، عن هشام بن سعد.
[4] السير 11/ 338.
[5] مناقب الإمام أحمد 412.
[6] سير أعلام النبلاء 11/ 338.(18/140)
وقال صالح: وجّه ابن طاهر: مَن يصلّي عليه؟ قلت: أَنَا.
فلمّا صرنا إلى الصّحراء إذا ابن طاهر واقف، فخطا إلينا خطوات وعزَّانا ووضع السّرير. فلمّا انتظرت هُنَيَّةً تقدّمتُ وجعلتُ أسوّى صفوفَ النّاس، فجاءني ابن طاهر فقبض هذا على يدي، ومحمد بْن نصر على يدي وقالوا:
الأمير.
فمانَعْتُهُم فَنَحِّيَاني وصلّى، ولم يعلم النّاسُ بذلك. فلمّا كان من الغد علم النّاسُ، فجعلوا يجيئون ويصلُّون على القبر. ومكث النّاسُ ما شاء اللَّه يأتون فيصلُّون على القبر [1] .
وقال عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن خاقان: سمعت المتوكل يقول لمحمد بْن عبد الله: طوبى لك يا محمد، صليت على أحمد بْن حنبل، رحمة اللَّه عليه [2] .
وقال أبو بَكْر الخلال: سمعتُ عَبْد الوهّاب الورّاق يقول: ما بَلَغَنَا أن جَمْعًا فِي الجاهليّة والإسلام مثله، حَتَّى بَلَغَنَا أنّ الموضع مُسح وحُزِر على الصّحيح، فإذا هُوَ نحوٌ من ألف ألف، وحزرنا على القُبُور نحوًا من ستّين ألف امْرَأَة.
وفتح النّاسُ أبواب المنازل فِي الشّوارع والدُّرُوب ينادون: مَن أراد الوضوء؟ [3] .
وروي عبد الله بْن إسحاق البَغَويّ أَنْ بنَان بْن أحمد القَصَبانيّ أخبره أنّه حضر جنازة أحمد، فكانت الصُّفوف من الميدان إلى قنطرة باب [4] القطيعة، وحُزِر من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف، ومن النّساء ستّين ألف امْرَأَة [5] .
ونظروا فيمن صلّى العصر فِي مسجد الرُّصافة فكانوا نيّفًا وعشرين ألفًا [6] .
وقال مُوسَى بْن هارون الحافظ: يقال إنّ أحمد لما مات، مُسِحت الأمكنة
__________
[1] تقدمة المعرفة 312.
[2] السير 11/ 339.
[3] السير 11/ 339.
[4] في تاريخ بغداد: «قنطرة ربع القطيعة» .
[5] تاريخ بغداد 4/ 422.
[6] السير 11/ 339.(18/141)
المبسوطة الّتي وقف النّاسُ للصّلاة عليها، فحُزر مقادير النّاس بالمساحة على التقدير ستّمائة ألف وأكثر، سوى ما كان فِي الأطراف والحوالي والسُّطُوح والمواضع المتفرّقة أكثر من ألف ألف [1] .
وقال جَعْفَر بْن محمد بْن الْحُسَيْن النَّيْسابوريّ: حَدَّثَنِي فتح بْن الحَجّاج قال: سمعتُ فِي دار الأمير محمد بْن عَبْد الله بْن طاهر أنّ الأمير بعث عشرين رجلا يحزروا كم صلّى على أحمد بْن حنبل، فحُزروا فبلغ ألف ألف وثمانين ألفًا، سوى من كان فِي السُّفُن فِي الماء [2] .
ورواها خشنام بن سعيد فقال: بلغوا ألف ألف وثلاثمائة ألف.
وقال ابن أبي حاتم [3] : سمعتُ أَبَا زُرْعة يقول: بَلَغَني أنّ المتوكّل أمَر أن يُمسح الموضع الَّذِي وقف عليه الناس حيث صَلَّى على أحمد، فبلغ مقام ألفي ألف وخمسمائة [ألف] .
وقال البيهقيّ: بَلَغَني عن البَغَوَيّ أنّ محمد بْن عبد الله بْن طاهر أمر أن تُحْزَر الخلق الَّذِي فِي جنازة أحمد، فاتّفقوا على سبعمائة ألف.
وقال أبو هَمّام الوليد بْن شجاع: حضرت جنازة شَرِيك، وجنازة أبي بَكْر بْن عيّاش، ورأيت حضور النّاس، فما رَأَيْتُ جمعًا قطّ يشبه هذا. يعني في جنازة أحمد.
وقال أبو عبد الرحمن السُّلَميّ: حضرت جنازة أبي [الفتح القوّاس] [4] مع الدّار الدّارّقُطْنيّ، فلمّا نظر إلى الْجَمْع قال: سمعتُ أَبَا سهل بْن زياد: سمعتُ عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: قولوا لأهل البِدَع: بيننا وبينكم الجنائز.
وقال ابن أبي حاتم [5] : حَدَّثَنِي أبو بَكْر محمد بن العبّاس المكّيّ: سمعت
__________
[1] السير 11/ 339.
[2] حلية الأولياء 9/ 180 وفيه: «السفر» بدل، والسفن» .
[3] في تقدمة المعرفة 312 والزيادة منه.
[4] في الأصل بياض، استدركته من نسخة أياصوفيا.
[5] في تقدمة المعرفة 313.(18/142)
الوَرْكانيّ جار أحمد بْن حنبل يقول: يوم مات أحمد بْن حنبل وقع المأتم والنَّوْح فِي أربعة أصناف: المسلمين واليهود والنّصارى والمجوس. وأسَلَمَ يوم مات عشرون ألفًا من اليهود والنّصارى والمجوس [1] .
وفي لفظٍ عن ابن أبي حاتم: عشرة آلاف [2] .
وهي حكاية مُنْكَرَة لا أعلم رواها أحد إلا هذا الوَرْكانيّ، ولا عَنْهُ إلا محمد بْن الْعَبَّاس، [تفرّد بها ابن أبي حاتم، والعقل يحيل أن يقع مثل] [3] هذا الحادث فِي بغداد ولا يرويه جماعة تتوفّر هِمَمُهُم، ودَوَاعيهم على نقل ما هُوَ دون ذلك بكثير. وكيف يقع مثل هذا الأمر الكبير ولا يذكره المَرُّوذيّ، ولا صالح بْن أحمد، ولا عبد الله بْن أحمد بْن حنبل الّذين حكوا من أخبار أبي عبد الله جزئيات كثيرة لا حاجة إلى ذكرها. فو الله لو أسلم يوم موته عشرة أَنَفسٍ لكان عظيمًا، ولكان ينبغي أن يرويه نحو من عشرة أنفس.
وقد تركت كثيرًا من الحكايات، إمّا لضَعْفها، وإمّا لعدم الحاجة إليها، وإما لطولها.
ثُمَّ انكشف لي كذب الحكاية بأنّ أَبَا زُرعة قال: كان الوَرْكانيّ، يعني محمد بْن جَعْفَر، جار أحمد بْن حنبل وكان يرضاه.
وقال ابنُ سعد، وعبد اللَّه بْن أحمد، وموسى بْن هارون، مات الوَرْكانيّ فِي رمضان سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين. فظهر لك بهذا أنّه مات قبل أحمد بدهرٍ، وكيف يحكى يوم جنازة أحمد، رحمه اللَّه؟
قال صالح بْن أحمد: جاء كتاب المتوكّل بعد أيّام من موت أَبِي إلى ابن طاهر يأمره بتعزيتنا، ويأمر بحمل الكُتُب. فحملتها وقلتُ: إنّها لنا سماع، فتكون فِي أيدينا وتُنَسَخ عندنا.
فقال: أقول لأمير المؤمنين.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 180، تاريخ بغداد 4/ 423.
[2] حلية الأولياء 9/ 180.
[3] في الأصل بياض، والإستدراك من نسخة أياصوفيا.(18/143)
فلم نزل ندافع الأمير، ولم تخرج عن أيدينا، والحمد للَّه [1] .
وقد جمع مناقب أبي عبد الله غير واحد، منهم أبو بَكْر البَيْهقيّ فِي مجلّد، ومنهم أبو إسماعيل الْأَنْصَارِيّ فِي مُجَيْلد، ومنهم أبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ فِي مجلّد، والله تعالى يرضى عَنْهُ ويرحمه.
36- أحمد بن الزُّبَيْر الأطرابُلُسيّ [2] .
عَنْ: زيد بْن يحيى بْن عُبّيْد، ومؤمّل بن إسماعيل.
وعنه: ابن زياد النَّيْسابوريّ، ومحمد أخو خَيْثَمَة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.
37- أحمد بن عبد الله بن عبد الصّمد بن عليّ الهاشميّ العبّاسيّ.
أبو العَبَر الشاعر المُفْلِق.... [3] .
قيل إنّه هجا آل أبي طالب فقتله رجل كوفيّ بكلام استحلّ به دمه.
وله شِعْر فائق من عهد الأمين وإلى أَيام المتوكّل. ثمّ أخذ في الحمق والمجون. وكان من أذكياء العالم، حتّى قيل: لم يكن في الدّنيا صناعة إلا وهو يعلمها ويعملها بيده.
قُتِل سنة خمسين.
38- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم بن نافع بن أبي بزّة [4] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 11/ 343، 344.
[2] انظر عن (أحمد بن الزبير) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 12، 16، 19، 36، والإكمال لابن ماكولا 4/ 311، 313، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 308 و 15/ 7623 و (طبعة المجمع العلمي بدمشق) 7/ 301- 303 رقم 142، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 50، 81، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 1/ 394، 395 رقم 212.
وهو: «أحمد بن محمد بن الزبير بن عبد السلام، أبو علي المعروف بابن شقير» . وذكره ابن ماكولا فقدّم شقيرا على الزبير.
[3] في الأصل بياض.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد المخزومي) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 703، 704، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 127 رقم 155، والجرح والتعديل 2/ 71 رقم 129، والأنساب لابن السمعاني 2/ 202، واللباب لابن الأثير(18/144)
أبو الحسن المخزوميّ مولاهم البَزّي المكّيّ المقرئ. مؤذن المسجد الحرام أربعين سنة.
والبزّة: بالشَّدّة.
قال الْبُخَارِيّ: اسم أبي بَزّة بشّار مَوْلَى عبد الله بْن السّائب المخزوميّ، أصله من همدان. أسلم على يد السّائب بن صَيْفيّ.
قلت: وُلد سنة سبعين ومائة، وقرأ على: عِكْرمة بْن سُلَيْمَان مَوْلَى بني شَيبة، وأبي الإخريط [وهُب بْن واضح] [1] : وأحمد مَوْلَى عبد العزيز بْن أبي ( ... ) [2] ، وعبد اللَّه بْن زياد مَوْلَى [عُبَيْد بْن عُمَير] [3] الَّليْثيّ، عن أحدهم، عن إسماعيل القِسط، وغيره، عن ابن كثير إمام أهل مكّة نفسِه، قرأ عليه بعد أن أتقن القرآن على صاحبَيْه شِبْل بْن عَبّاد، ومعروف بْن مِشْكان. كذا رُوِيَ عَنْهُ أبو الإخريط.
قرأ عليه: أبو ربيعة محمد بْن إسحاق الرَّبعيّ، وإسحاق بْن أحمد الخزاعي، وأحمد بْن فَرَج، والحَسَن بْن الْحُبَابِ، وغيرهم.
وكان شيخ الحرم وقارئه فِي زمانه، مع الدّين والورع والعبادة. وقد تفرَّد بحديثٍ مسَلَسَلٍ في التّكبير من وَالضُّحى 93: 1. رَوَاهُ عَنْهُ: الحسن بْن مَخْلَد، ومحمد بْن يوسف بْن مُوسَى، والحسن بْن الْعَبَّاس الرّازيّ، ويحيى بْن محمد بْن صاعد، وجماعة.
وقع لي عاليا، وهو حديث منكر.
__________
[ () ] 1/ 149، والمغني في الضعفاء 1/ 55 رقم 428، ودول الإسلام 1/ 150، وسير أعلام النبلاء 12/ 50، 51 رقم 10، ومعرفة القراء الكبار 1/ 173- 178 رقم 77، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 763 وميزان الاعتدال 1/ 144، 145، والعبر 1/ 455، ومرآة الجنان 2/ 156، وتاريخ الخميس 2/ 379، والوفيات لابن قنفذ 174، 175، وغاية النهاية 1/ 119، 120، والبداية والنهاية 11/ 76 والعقد الثمين 3/ 142، 143، وتوضيح المشتبه 1/ 442، ولسان الميزان 1/ 283، 284 رقم 8043، وشذرات الذهب 2/ 120، 121.
[1] في الأصل بياض، استدركته من: معرفة القراء 1/ 174.
[2] في الأصل بياض.
[3] في الأصل بياض، استدركته من: معرفة القراء 1/ 174.(18/145)
قال أبو حاتم [1] : لا أُحَدِّث عَنْهُ، فإنّه روى عن عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ حديثًا منكرًا، وهو ضعيف الحديث. قلت: وذكره أبو جَعْفَر العُقَيْليّ فِي كتاب «الضّعفاء» [2] فقال: مُنْكر الحديث، يوصل الأحاديث.
ثنا خَالِدُ بْنُ مَنْصُورٍ: نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ:
ثنا الربيع بْنُ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدِّيكُ الأَبْيَضُ الأَفْرَقُ حَبِيبِي وَحَبِيبُ حَبِيبِي جِبْرِيلُ، يَحْرُسُ سِتَّةَ عَشَرَ بَيْتًا» [3] . قُلْتُ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ بِبَعِيدٍ عَنِ الْوَضْعِ.
وعاش ثمانين سنة. وتُوُفّي بمكّة سنة خمسين ومائتين.
وقد روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ فِي «تاريخه» ، وآخرون.
سمع من: مالك بْن سَعِيد، ومؤمّل بْن إسماعيل، وسليمان بْن حرب، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى.
39- أحمد بن محمد بن علقمة بن رافع بن عمر بن صبح بن عون [4] .
أبو الحَسَن المكّيّ المقرئ النّبّال القوّاس.
سمع من: مسلم بن خالد الزَّنْجيّ، وغيره.
وقرأ القرآن على أبي الإخريط وهْب بن واضح [5] .
قرأ عليه: قُنْبُل، وأحمد بن يزيد الحُلْوانيّ، وغير واحد.
وحدَّث عنه: بَقِيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن عليّ الصّائغ، ومُطَيَّن، وعليّ بن أحمد بن بسطام، وغيرهم.
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 71.
[2] ج 2/ 127 رقم 155.
[3] الحديث بأطول من هذا في: الضعفاء الكبير للعقيليّ.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد النبال) في:
تهذيب الكمال 1/ 482، 483 رقم 105، ومعرفة القراء الكبار 1/ 178، 179 رقم 78، والعقد الثمين 3/ 159، 160، وغاية النهاية 1/ 123، 124 رقم 570، وتهذيب التهذيب 1/ 79، 80 رقم 135، وتقريب التهذيب 1/ 25 رقم 119.
[5] في الأصل: «نافع» وهو وهم.(18/146)
تُوُفّي سنة خمسٍ وأربعين بمكة [1] .
قال ابن مجاهد: قال لي قَنْبَل: قال لي القوّاس: إِلْقَ هذا الرجل البَزّيّ [2] فَقُلْ له: ليس هذا الحرف من قراءتنا، يعني وَما هُوَ بِمَيِّتٍ 14: 17 [3] مخفَّفًا.
قال: فلقيته فأخبرته فقال: قد رجعت. ثُمَّ أتى إليه من الغد.
قال قنبل: سمعت القواس يقول: نَحْنُ نقف حيث انقطع البعض، إلّا في ثلاث نتعمّد الوقف عليها: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله 3: 7 [4] ، وَما يُشْعِرُكُمْ 6: 109 في الأنعام [5] ، وإِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ 16: 103 [6] .
قال الدّانيّ: تُوُفّي القُواس سنة أربعين ومائتين، فُيحَرَّر.
40- أحمد بن محمد بن عيسى [7] .
أبو جعفر السَّكُونيّ البغداديّ.
عن: أبي بكر بن عيّاش، وأبي يوسف القاضي.
روى عنه: محمد بن مَخْلَد، وغيره.
وهو من الضُّعَفاء.
41- أحمد بن محمد بن نيزك [8]- ت. -
__________
[1] وقيل: سنة أربعين. وقيل: سنة ست وأربعين.
[2] أي: أحمد بن محمد بن أبي بزّيّ، الّذي تقدّمت ترجمته قبله.
[3] سورة إبراهيم، الآية 17.
[4] سورة آل عمران، الآية 7.
[5] الآية 109.
[6] سورة النحل، الآية 103.
[7] انظر عن (أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى) فِي:
تَارِيخِ بغداد 5/ 59، 60 رقم 2429، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 88 رقم 252، والمغني في الضعفاء 1/ 56 رقم 439، وميزان الاعتدال 1/ 148 رقم 578، ولسان الميزان 1/ 288، 289 رقم 853.
[8] انظر عن (أحمد بن محمد بن نيزك) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 47، وتاريخ بغداد 5/ 108، 109 رقم 2517، والمعجم المشتمل 59 رقم 82، وتهذيب الكمال 1/ 475 رقم 101، والمغني في الضعفاء 1/ 57 رقم 449، وميزان الاعتدال 1/ 151 رقم 592، والكاشف 1/ 27 رقم 81، وتهذيب التهذيب 1/ 77، 78 رقم(18/147)
أبو جعفر البغداديّ المعروف بالطّوسيّ.
عن: رَوْح بن عُبادة، والأسود شاذان، وغيرهما.
وعنه: ت.، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وأبو حامد الحضرمي.
توفي سنة ثمان وأربعين [1] .
42- أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن الْمُبَارَك [2] .
أبو جعفر العدوي اليزيدي النحوي المقرئ.
من كبار ندماء المأمون وشعرائه.
سمع: أبا زيد الأنصاري صاحب العربيّة، وأباه.
وقرأ على جدّه فيما أظنّ.
روى عنه: أخواه الفضل وعُبَيد الله، وابن أخيه محمد بن العبّاس، وعَوْن بن محمد الكِنْديّ، ومحمد بن عبد الملك الزّيّات.
له ذِكْرٌ في «تاريخ دمشق» .
43- أحمد بن مُصَرِّف بن عَمْرو الياميّ [3]- ن. - كوفيّ محدّث.
روى عن: أبي أُسامة، ومحمد بن بشير، وزيد بن الحُباب، وطبقتهم.
وعنه: ن. في «السُّنَن» ، والحكيم التِّرْمِذيّ محمد بن عليّ، ومحمد بن عمر بن يوسف النّسائيّ، وغيرهم.
__________
[ () ] 131، وتقريب التهذيب 1/ 25 رقم 115 وفيه «نيزك» بكسر النون، وخلاصة تذهيب التهذيب 12.
[1] المعجم المشتمل.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد اليزيدي) في:
تاريخ بغداد 5/ 117 رقم 2529، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 82، 83، والفهرست لابن النديم 50، ومعجم الأدباء 4/ 139، وطبقات النحويين للزبيدي 86، وإنباه الرواة 1/ 126، والوافي بالوفيات 7/ 388- 390 رقم 3384، وغاية النهاية 1/ 133، وبغية الوعاة 1/ 169.
[3] انظر عن (أحمد بن مصرف) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 33، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 485 رقم 107، والكاشف 1/ 28 رقم 785 وتهذيب التهذيب 1/ 80 رقم 137، وتقريب التهذيب 1/ 25 رقم 121، وخلاصة تذهيب التهذيب 12.(18/148)
قال ابن حِبّان في كتاب «الثّقات» [1] : مستقيم الحديث.
44- أحمد بن منيع بن عبد الرحمن [2]- ع. - أبو جعفر البغويّ الحافظ الأصمّ المرورّوذيّ الأصل نزيل بغداد، وصاحب المُسْنَد المشهور.
سمع: هُشَيْما، وعَبّاد بن العوّام، وابن عُيَيْنَة، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن المبارك، وطبقتهم.
وعنه: الجماعة، لكن خ. بواسطة، وسِبْطه أبو القاسم البَغَويّ، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وخلق.
قال البَغَويّ: أُخْبِرتُ عن أحمد بْن منيع أنّه قال: أَنَا من نحو أربعين سنة أختم فِي كل ثلاث.
قال صالح جَزَرَة، وغيره [3] : ثقة.
__________
[1] ج 8/ 33.
[2] انظر عن (أحمد بن منيع) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 6 رقم 1508، والتاريخ الصغير، له 235، والمراسيل لأبي داود، رقم 149 و 420، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 515، 519، 542 و 2/ 22 و 3/ 82، وعمل اليوم والليلة للنسائي 425 رقم 685، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 16، 56، والجرح والتعديل 2/ 77 رقم 166، والثقات لابن حبّان 8/ 22، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 43، 44 رقم 26، وتاريخ بغداد 5/ 160، 161 رقم 2606 وتاريخ جرجان للسهمي 542، والأنساب لابن السمعاني 2/ 255، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 7 رقم 8، والأنساب لابن السمعاني 2/ 254، والمعجم المشتمل لابن عساكر 61 رقم 88، وأدب القاضي للماوردي 1/ 152، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 76، 77 رقم 65، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 495- 497 رقم 114، والكاشف 1/ 29 رقم 91، والمعين في طبقات المحدّثين 82 رقم 889، ودول الإسلام 1/ 147، وسير أعلام النبلاء 11/ 483، 484 رقم 127، والعبر 1/ 442، وتذكرة الحفاظ 2/ 481، والوافي بالوفيات رقم 3627، 8/ 192، والبداية والنهاية 10/ 346، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 139، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 566، وتهذيب التهذيب 1/ 84، 85 رقم 144، وتقريب التهذيب 1/ 27 رقم 128، والنجوم الزاهرة 2/ 319، وطبقات الحفاظ 208، 209، وخلاصة تذهيب التهذيب 13، والرسالة المستطرفة 65، وشذرات الذهب 2/ 105.
[3] قال النسائي: ثقة. (المعجم المشتمل) .(18/149)
وقال البَغَويّ: تُوُفّي جدّي في شَوَّال سنة أربعٍ وأربعينٍ [1] ، وكان مولده هُوَ وأبو خَيْثَمة سنة ستّين ومائة.
45- أحمد بن ناصح [2]- ن. - أبو عبد الله، نزيل الثَّغْر.
عن: عبد العزيز الدَّراوَرْديّ، وأبي بكر بن عيّاش.
وعنه: ن.، ومحمد بن سُفْيان المُصِّيصيّ الصفار، وغيره.
لم يذكره ابن أبي حاتم [3] .
46- أحمد بن نصر بن زياد [4] .
أبو عبد الله القرشي النيسابوري المقرئ الزاهد.
عن: عبد الله بن نمير، وابن أبي فديك، وأبي أسامة، والنضر بن شميل، وجماعة.
سمع منه: أبو نعيم أحد شيوخه.
__________
[1] التاريخ الصغير للبخاريّ، وثقات ابن حبّان، والأنساب لابن السمعاني، والمعجم المشتمل، وقيل فيه: سنة 243 هـ.
[2] انظر عن (أحمد بن ناصح) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 46 وفيه: «أحمد بن ناصح مولى بني هاشم، يروي عن: أبي عاصم. ثنا عنه: عبد الرحمن بن محمد بن حمّاد الطّهْراني» .
قال محقّقه: إن لم يكن أحمد بن ناصح المصيصي الّذي ذكره ابن حجر في التهذيب 1/ 85 فلم ندر من هو؟.
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : هو: أحمد بن ناصح المصّيصي، فقد ذكره ابن عساكر في: المعجم المشتمل 61 رقم 90، والحافظ المزّي في:
تهذيب الكمال 1/ 498 رقم 116، والذهبي في: الكاشف 1/ 29 رقم 92، وابن حجر في:
تهذيب التهذيب 1/ 85 رقم 147، وتقريب التهذيب 1/ 27 رقم 131.
[3] وقال النسائي: صالح. وفي موضع آخر: ليس به بأس. (المعجم المشتمل) .
[4] انظر عن (أحمد بن نصر) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 6 رقم 1507، والجرح والتعديل 2/ 79 رقم 173، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 104، 105، والمعجم المشتمل 61 رقم 91، وتهذيب الكمال 1/ 498- 503 رقم 117، والكاشف 1/ 29 رقم 93، وسير أعلام النبلاء 12/ 239 رقم 82، وتذكرة الحفاظ 2/ 540، 541، والبداية والنهاية 10/ 346، وغاية النهاية 1/ 145 رقم 675، وتهذيب التهذيب 1/ 85، 86 رقم 148، وتقريب التهذيب 1/ 27 رقم 132، وطبقات الحفاظ 237، وخلاصة تذهيب التهذيب 13.(18/150)
وحدث عنه: ت. ن. [1] ، وسلمة بن شَبِيب، وابن خزيمة، وأبو عروبة الحرّانيّ، وخلق.
وكان كثير الرحلة إلى الشّام، والعراق، ومصر.
ورحل إلى [أبي عبيد على كبر السن متفقها، فأخذ عنه، وكان يفتي] [2] على مذهبه، وعليه تفقه ابن خزيمة قبل أن يرحل. وكان ثقة نبيلا مأمونا صَاحب سنة.
تُوُفّي سنة خمس وأربعين [3] .
قال الحاكم: كان فقيه أهل الحديث في عصره، كثير الحديث والرحلة، رحمه الله.
47- أحمد بن نصر [4] .
أبو بكر العتكي السَّمَرْقَنْديّ.
ذكره ابن حِبّان في «الثقات» وقال: كان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة، قمع أهلَ البِدَع في أيّام المحنة، وقام بما ينبغي [5] .
يروى عن: ابن عُيَيْنَة، وأبي ضمرة.
وعنه: عبد الله بن عبد الرحمن الدَّارِميّ، وأهل سَمَرْقَنْد.
تُوُفّي سنة خمس وأربعين [6] .
48- أحمد بن هشام بن بهرام المدائنيّ [7] .
__________
[1] وقال: ثقة. (المعجم المشتمل) .
[2] في الأصل بياض، استدركته من: سير أعلام النبلاء 12/ 239.
[3] المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (أحمد بن نصر السمرقندي) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 22، والأنساب لابن السمعاني 8/ 390، وسير أعلام النبلاء 12/ 240 رقم 83.
[5] انظر: الثقات 8/ 22.
[6] الثقات.
[7] انظر عن (أحمد بن هشام) في:
أنساب الأشراف للبلاذري ج 4 ق 1/ 489، 494، 495، 560، 573، 594، وتاريخ بغداد(18/151)
عن: أبي معاوية، ووَكِيع.
وعنه: ابن صاعد، وأبو بَكْر بْن أَبِي داود.
وكان ثقة، قاله الخطيب [1] .
49- أحمد بن يحيى بن إسحاق [2] .
أبو الحسين الرَّاوَنْديّ.
قال المسعوديّ: تُوُفّي سنة خمسين ومائتين، عن أربعين سنة.
قال: وله من الكُتُب مائة وأربعة عشر كتابا.
قلت: غلط المسعوديّ، بل بقي إلى قريب الثّلاثمائة.
50- أحمد بن يحيى بن وزير بن سليمان بن مهاجر [3]- ن. - أبو عبد الله التّجيبيّ، مولاهم المصريّ الحافظ النَّحْويّ، أحد الأئمّة.
روى عن: عَبْد الله بْن وهْب، وشُعَيب بْن اللَّيْث، وأَصْبَغ بن الفَرجَ، وخلْق سواهم.
وعنه: ن. وقال ثقة، والحسين بن يعقوب المصريّ، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون.
وُلِد سنة إحدى وسبعين ومائة.
قال أبو عمر الكِنْديّ: كان فقيها من أصحاب ابن وهْب. كان أعلم أهل زمانه بالشِّعْر والغريب وأيّام النّاس. وكان يتقبّل، فانكسر عليه خَراجٌ، فسجنه
__________
[ () ] 5/ 197، 198 رقم 2665، والمنتظم 6/ 99، ورسالة الغفران 461، ومقالات الإسلاميين (انظر فهرس الأعلام) 633، ووفيات الأعيان 1/ 78 رقم 34، والوافي بالوفيات 8/ 232- 238 رقم 3673.
[1] في تاريخه 5/ 197.
[2] ستأتي ترجمته في الجزء المتضمّن لحوادث ووفيات (291- 300 هـ.) .
[3] انظر عن (أحمد بن يحيى التجيبي) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 536 و 2/ 625، والثقات لابن حبّان 8/ 24، والولاة والقضاة للكندي (انظر فهرس الأعلام) 620، والمعجم المشتمل لابن عساكر 62، 63 رقم 97، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 519، 520 رقم 126، والكاشف 1/ 30 رقم 97، والوافي بالوفيات 8/ 247، 248 رقم 3682، ومعجم الأدباء 5/ 149، وبغية الوعاة 1/ 174، وتهذيب التهذيب 1/ 89، 90 رقم 157، وتقريب التهذيب 1/ 28 رقم 141، وخلاصة تذهيب التهذيب 14.(18/152)
أحمد بن محمد بن مدبّر، فمات في حبّسه في شوّال سنة خمسين [1] ، رحمه الله [2] .
51- أحمد بن يعقوب بن صالح البلْخيّ [3] .
عن: أبي مقاتل حفص بن سَلْم.
تُوُفيّ في رمضان سنة سْبعٍ وأربعين [4] .
52- أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زُرَارَةُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ [5]- ع. - الفقيه أبو مصعب الزّهريّ العوفيّ، قاضي المدينة.
وُلِد سنة خمسين ومائة، ولزِم مالكا وتفقَّه عليه، وسمع منه «الموطّأ» .
وسمع من: العُطّاف بن خالد، ويوسف بن الماجشون، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وطائفة.
وعنه: الجماعة، لكن ن. بواسطة، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو زُرْعة الرّازيّ، ومُطَيَّن، وخلْق آخرهم موتا إبراهيم بن عبد الصَّمد الهاشميّ.
ذكره الزُّبَير بن بكّار فقال: هو فقيه أهل المدينة غير مدافع [6] .
__________
[1] المعجم المشتمل. وفي تهذيب التهذيب: مات سنة خمس وستين ومائتين. وفي الثقات قال ابن حبّان: قديم الموت.
[2] قال النسائي: ثقة. (المعجم المشتمل) .
[3] انظر عن (أحمد بن يعقوب) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 43، والمغني في الضعفاء 1/ 63 رقم 490، ولسان الميزان 1/ 327 رقم 996.
[4] قال في المغني: له مناكير وموضوعات.
[5] انظر عن (أحمد بن أبي بكر القاسم) في:
نسب قريش للمصعب الزبيري 272، والجرح والتعديل 2/ 43 رقم 16، والمعجم المشتمل 40 رقم 12، وتهذيب الكمال 1/ 278- 281 رقم 17، وسير أعلام النبلاء 11/ 436- 440 رقم 100، وتذكرة الحفاظ 2/ 60- 62، والعبر 1/ 436، والوافي بالوفيات 6/ 269، وتهذيب التهذيب 1/ 20، 21 رقم 21، وتقريب التهذيب 1/ 12 رقم 18، والديباج المذهب 30، وطبقات الحفاظ 209، وخلاصة تذهيب التهذيب 4.
[6] نسب قريش 272.(18/153)
تُوُفّي في رمضان سنة اثنتين وأربعين على القضاء، وله اثنتان وتسعون سنة.
قال عبد الرحمن بْن أبي حاتم: ثنا عبد الله بْن محمد بْن الفضل الصَّيْداويّ قال: أتى قوم أَبَا مُصْعَب الزُّهْرِيّ فقالوا: إنّ قِبَلَنا ببغداد رَجُلٌ يقول: لفظه بالقرآن مخلوق. فقال: هذا كلامُ خبيثٍ نبَطَيّ.
وقال أبو محمد بْن حزم: آخر ما رُوِيَ عن مالك «موطأ أبي مُصْعَب» و «موطأ أبي حُذافة» . وفي هذين الموطّأين على سائر الموطّآت نحوٌ من مائة حديث زائدة، وهي آخر ما روى عن مالك. فهذا دليل على أنه كان يزيد فِي «الموطأ» أحاديث بلغته فيما بعد، أو كان أغفلها ثُمَّ أَثْبَتَها. وهكذا تكون العُلماء رحمهم اللَّه.
قلت: أمّا أبو حُذافة فهو أحمد بْن إسماعيل السَّهْميّ الْمَدَنِيّ، سيأتي فِي الطبقة الآتية. وقد سمعتُ «مُوَطّأ أبي مُصَعَب» على ابن عساكر، بإجازته من المؤيد، وبين المؤَيَّد، وبين أبي مُصْعَب أربعةُ أنفس، وهذا فِي غاية العُلُوّ، وللَّه الحمد.
قال الدّار الدارقطني: أبو مصعب ثقة فِي «الموطأ» . وقدمه علي يحيى بْن بكير.
وقال أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ: قال الزُّبَيْر بْن بكار: كان أبو مُصْعَب على شَرِطة عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عبد الله الهاشميّ عامل المأمون على المدينة، وولي القضاء. ومات وهو فقيه أهل المدينة غير مدافَع.
قال أبو زُرْعة، وأبو حاتم: صدوق [1] .
قال ابن عَبْد البَرّ: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.
قلت: ما علمتُ فِيهِ جرحةً، ولا ذكر إلا فِي «الثّقات» .
لكنْ قال أحمد بْن أبي خَيْثَمَة: لا تكتُب عن أبي مُصْعَب، واكتب عمّن شئت.
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 43.(18/154)
قال ابن الذَّهَبيّ: أراه نهاه عن الأخْذ عَنْهُ، لكونه على القضاء، والله أعلم.
وقد ذكره ابن عساكر فِي «النُّبْل» [1] فقال فِيهِ: أحمد بن أبي بكر زرارة.
فقد أَخْبَرَنَا ابْنُ عَسَاكِرَ، عَنْ أَبِي رَوْح: أَنَا زاهر، أَنَا الكَنْجَروديّ، أَنَا أبو أحمد الحاكم، أَنَا أَبُو عَبْد اللَّه محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد الطَّيَالِسِيُّ: ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّاهريّ، وسألناه عن اسم أبيه فقال: لا نعرف له اسمًا [2] .
53- أحمد بن أبي سُرَيج الصّبّاح النّهشليّ [3]- خ. د. ن. - وقيل أحمد بن عمر بن الصّبّاح، أبو جعفر الرّازيّ البغداديّ.
قرأ القرآن على أبي الحَسَن الكِسائيّ، وأقرأه.
وسمع: شُعَيب بن حرب، وأبا معاوية الضّرير، وابن عُلَيّة، ووَكِيعا، وجماعة.
وعنه: خ. د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وأهل الرِّيّ.
وقرأ عليه: العبّاس بن الفضل الرّازيّ.
وقال النَّسائيّ: ثقة [4] .
وروى عنه أيضا: أبو زرعة، وأبو حاتم.
__________
[1] المعجم المشتمل 40 رقم 12.
[2] في الأصل: «اسم» .
[3] انظر عن (أحمد بن أبي سريج) في:
الجرح والتعديل 2/ 56 رقم 75، والثقات لابن حبان 8/ 38، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ رقم 14، وتاريخ جرجان للسهمي 410، 543، وتاريخ بغداد 4/ 205، 206 رقم 1894، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 10 رقم 20 وفيه «شريح» ، والمعجم المشتمل 55 رقم 68، وتهذيب الكمال 1/ 355- 357 رقم 51، والكاشف 1/ 20 رقم 41، ومعرفة القراء الكبار 1/ 219 رقم 117، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 199 وفيه «سرح» ، وغاية النهاية 1/ 63 رقم 269، وتهذيب التهذيب 1/ 44 رقم 72، وتقريب التهذيب 1/ 17 رقم 60، وخلاصة تذهيب التهذيب 7.
[4] المعجم المشتمل 55.(18/155)
وقال أبو حاتم [1] : صدوق [2] .
54- أحمد بن أبي عبيد الله السّليمي البصريّ الورّاق [3]- ت. ن. - اسم أبيه بِشْر.
عن: يزيد بن زريع، وسلم بن قتيبة، وعمر المقدمي.
وعنه: ت. ن.، وقال: ن. ثقة [4] ، والحسن بن عُلَيْل.
55- إبراهيم بن الحارث الأنصاريّ [5] .
أبو إسحاق العُباديّ. ومن ولد عُباده بن الصّامت.
بغداديُّ جليل نزل طَرَسُوس مُرابِطا.
كان الإمام أحمد بن حنبل يحترمه ويعظّمه، وكان هو يُفْتي بحضرة أبي عبد الله فيُعجبه ويقول: جزاك الله يا أبا إسحاق خيرا.
روى عن: مُصْعَب الزُّبَيْريّ، وجماعة.
وأكبر شيخ له عليّ بن عاصم.
روى عنه: أبو بكر الأثرم، وحرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، وأبو بَكْر بْن أبي داود [6] .
56- إبراهيم بن الحسين بن خالد [7] .
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 56.
[2] وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: «يغرب على استقامة فيه» .
[3] انظر عن (أحمد بن عبيد الله السليمي) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 54 رقم 63، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 402 رقم 78، وتهذيب التهذيب 1/ 60 رقم 102، وتقريب التهذيب 1/ 21 رقم 88، وخلاصة تذهيب التهذيب 9.
[4] وقال أيضا: لا بأس به.
[5] انظر عن (إبراهيم بن الحارث) في:
تاريخ بغداد 6/ 55، 56 رقم 3082، والأنساب 8/ 338، 339، وتهذيب الكمال 2/ 66، 67 رقم 159، وذيل الكاشف للعراقي 33، 34 رقم 15، وتهذيب التهذيب 1/ 113 رقم 197، وتقريب التهذيب 1/ 33 رقم 183، وخلاصة تذهيب التهذيب 16.
[6] وقال: كتبنا عنه بطرسوس. (تاريخ بغداد 6/ 55) .
[7] انظر عن (إبراهيم بن الحسين) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 8 رقم 1، وجذوة المقتبس للحميدي 153 رقم 270، وبغية الملتمس للضبي 215 رقم 496.(18/156)
الفقيه أبو إسحاق الأندلسيّ القُرْطُبيّ المالكيّ.
رحل وحجّ ولقي مُطَرِّف بن عبد الله، وعليّ بن مَعْبَد، وعبد الله بن هشام، وغيرهم.
وصنَّف تفسيرا للقرآن، وكان بصيرا بالفقه.
ولي أحكام الشرطة ببلده.
ومات في رمضان سنة تسعٍ وأربعين.
57- إبراهيم بن حمزة الرَّمْليّ البّزاز [1]- د. - عن: ضمرة بن ربيعة، وزيد بن أبي الزّرقاء.
وعنه: د.، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو بكر بن أبي داود.
58- إبراهيم بن خالد المروزي الجرميهني [2] .
الحافظ المعروف بالبطيطي [3] .
بلغنا عن بُنْدار أنه قال: حُفّاظ الدّنيا أربعة، وكلُّهم غلماني: إبراهيم الْجُرْمِيهَنيّ، وأبو زُرْعة، والبخاريّ، والدّارميّ [4] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن حمزة) في:
المعجم المشتمل 65 رقم 104، وتهذيب الكمال 2/ 76 رقم 165. والكاشف 1/ 35 رقم 129، وتهذيب التهذيب 1/ 116 رقم 206، وتقريب التهذيب 1/ 34 رقم 191، وخلاصة تذهيب التهذيب 17.
[2] انظر عن (إبراهيم بن خالد) في:
الجرح والتعديل 2/ 97 رقم 265، والأنساب لابن السمعاني 3/ 232، واللباب لابن الأثير 1/ 273، وسير أعلام النبلاء 12/ 76 رقم 20، والوافي بالوفيات 5/ 345 رقم 2420.
و «الجرميهنيّ» : بضم الجيم وسكون الراء وكسر الميم بعدها الياء والساكنة المنقوطة باثنتين من تحتها بعدها الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى جرميهن وهي قرية من قرى مرو بأعالي البلد. (الأنساب) .
[3] في الأصل: «ببلطيطي» ، والتصحيح من: الجرح والتعديل، والأنساب، والسير.
[4] وقال ابن السمعاني: الحافظ إمام الدنيا في عصره، وكان يشبّه بإمامي العصر أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازيّ، وأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في الحفظ والإتقان ... وكان أحمد بن سيّار يقول: حفّاظ زماننا أربعة: أبو زرعة بالري، وإبراهيم بن خالد الجرميهني بمرو، ومحمد بن إسماعيل ببخارا، وعبد الله بن أبي عرابة بالشاش ... وكان من حفظه أنه كتب مع رفيق له في الرحلة ووقع سماع إبراهيم في كتب ذلك الرفيق، وتوفي ذلك الرجل ودفنت كتبه، فقدم إبراهيم بن خالد فطلب الرجل فصادفه ميتا وكتبه مدفونة، فقعد ونسخ(18/157)
مات سنة خمسين.
59- إبراهيم بن زياد البغداديّ الصّائغ [1] .
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن عُلَيَّة.
وعنه: أبو حاتم الرازيّ، وابن صاعد، وداود بن سليمان، وغيرهم.
وكان ثقة.
60- أمّا إبراهيم بن زياد البغداديّ الخيّاط [2] .
عن شَرِيك، وجماعة، فشيخٌ أقدم من هذا. كتب عنه أبو حاتم أيضا.
61- إبراهيم بن سعيد الجوهريّ [3]- د. ت. ن. ق. -
__________
[ () ] تلك الكتب كلها من حفظه، واشترى كتب ابن عون بعد موته، وكان يلقّب إبراهيم بالبطيطي، واشتهر بالعراق بهذا اللقب.
[1] انظر عن (إبراهيم بن زياد الصائغ) في:
الجرح والتعديل 2/ 100، 101 رقم 278.
[2] انظر عن (إبراهيم بن زياد الخياط) في:
الجرح والتعديل 2/ 101 رقم 279، والثقات لابن حبّان 8/ 72، وتاريخ بغداد 6/ 76 رقم 383.
[3] انظر عن (إبراهيم بن سعيد الجوهري) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 504، وعمل اليوم والليلة للنسائي 221 رقم 180، ورقم 194، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 160، 353 و 3/ 20، 62، 90، وتاريخ الطبري 1/ 135 و 2/ 236، 293، 393 و 3/ 27، 217، والجرح والتعديل 2/ 104 رقم 294، والثقات لابن حبّان 8/ 83، وتاريخ بغداد 6/ 93- 95 رقم 3127، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 389- 391، وتاريخ جرجان للسهمي 174، 542، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 213، 214، والأنساب لابن السمعاني 9/ 428، ومعجم البلدان 1/ 254، والمعجم المشتمل لابن عساكر 66 رقم 109، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 145، 264، وفتوح البلدان 176، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 94 رقم 93، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 95- 98 رقم 176، وميزان الاعتدال 1/ 35، 36 رقم 99، والكاشف 1/ 37 رقم 139، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 12/ 149- 151 رقم 53، وتذكرة الحفاظ 2/ 515، 516، والعبر 1/ 448، ومرآة الجنان 2/ 154، والوافي بالوفيات رقم 2431، 5/ 354، وغاية النهاية 1/ 15، وتهذيب التهذيب 1/ 123- 125 رقم 27، وتقريب التهذيب 1/ 35 رقم 204، وطبقات الحفاظ 225، وخلاصة تذهيب التهذيب 17، وشذرات الذهب 2/ 113.(18/158)
أبو إسحاق البغداديّ. طبريّ الأصل، صاحب حديث.
سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، وابن فُضَيْل، ووَكِيعا، وأبا ضَمْرة، وأبا أُسامة، وأبا معاوية، وطائفة.
وعنه: الجماعة سوى البخاريّ، وأبو الْجَهْم المَشْغَرانيّ، وابن جَوْصا، وأبو طاهر الحسن بن فِيل، وأبو عَرُوبة الحَرَّانيّ، ومحمد بن عليّ الحكيم التِّرْمِذيّ، ويحيى بن صاعد، وخلق.
وروى النَّسائيّ في كتاب، خصائص علي رضي الله عنه، عن زكريّا السِّجْزِيّ، عنه، وقال: هو ثقة [1] .
وقال عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن خاقان السُّلَميّ: سَأَلت إبراهيم بْن سَعِيد الْجُوهريّ، عن حديثٍ لأبي بَكْر الصِّدّيق فقال: فقال لجاريته: أخرجي لي الجزء الثالث والعشرين من مُسْنَد أبي بَكْر.
فقلت له: لا يصحّ لأبي بَكْر خمسون حديثًا، من أَيْنَ ثلاثة وعشرون جزءًا؟
فقال: كلّ حديث لا يكون عندي من مائة وجهٍ، فأنا فِيهِ يتيم [2] .
قال الخطيب [3] : كان مكثرًا ثقة ثبتًا، صنَّف «المُسْنَد» .
وقال إبراهيم الهَرَويّ: كان أبوه ثقة محتشمًا نبيلا، حجّ مرةً، فحجّ معه أربعمائة نفس، منهم هُشَيْمٌ، وإسماعيل بْن عيّاش، وكنتُ أنا منهم [4] .
اختلف في موت إبراهيم، فقيل: سنة أربع، وقيل سنة سبْعٍ، وقيل: سنة تسعٍ وأربعين، وقيل: سنة ثلاثٍ وخمسين [5] .
مات بعَيْن زَرْبَة مُرابَطا، رحمه الله. وكان حَجّاج بن الشّاعر يليّنه بلا حُجّة.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 95، تهذيب الكمال 2/ 97.
[2] تاريخ بغداد 6/ 94، تهذيب الكمال 2/ 97.
[3] في تاريخه 6/ 93.
[4] تاريخ بغداد 6/ 94.
[5] المعجم المشتمل، تاريخ بغداد، وفي ثقات ابن حبّان: مات بعد سنة خمسين ومائتين.(18/159)
62- إبراهيم بن سفيان الزّياديّ [1] .
اللُّغَويّ النَّحْويّ، أحد أئمّة العربيّة بالعراق.
أخذ عن: الأصمعيّ، وغيره.
وهو من ولد زياد بن أبيه أمير الكوفة. ذكره يعقوب بن السكّيت فقال: هو نسيج وحده [2] .
قلت: وقد ذكره الوزير ابن القفطي في «تاريخ النُّحاة» [3] .
63- إبراهيم بْن سلام [4] .
أبو إسحاق الْمَكِّيّ، مَوْلَى بْني هاشم.
روى عن: الدَّرَاوَرْديّ، والفُضَيل، وسعيد بن سالم القدّاح، ويحيى بن سليم.
وعنه: أبو الأحوص العكبري، وابن صاعد، وابن خزيمة.
قال أبو أحمد الحاكم: ربما روى ما لا أصل له.
64- إبراهيم بن العبّاس بن محمد بن صول [5] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن سفيان) في:
وفيات الأعيان 3/ 42 و 7/ 54، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي 769 وأخبار النحويين للسيرافي 88، 89، ومراتب النحويين 122، ونزهة الألبّاء 269، وإنباه الرواة 1/ 166، 167 رقم 97، ومعجم الأدباء 1/ 158- 161، والفهرست 58، والأنساب لابن السمعاني 283 أ، وتلخيص ابن مكتوم 29، واللباب 1/ 515، وطبقات النحويين لابن قاضي شهبة 1/ 169، 170، والمزهر 2/ 408، وبغية الوعاة 181، وكشف الظنون 501، 1427، 1467.
[2] إنباه الرواة 1/ 166، وذكر ياقوت أن وفاته كانت سنة 249 هـ.
[3] هو: إنباه الرواة على أنباه النحاة 22، حقّقه محمد أبو الفضل إبراهيم، وصدر عن دار الكتب المصرية في أربعة أجزاء 1369 هـ. / 1950 م.
[4] انظر عن (إبراهيم بن سلام) في:
المغني في الضعفاء 1/ 16 رقم 91، وميزان الاعتدال 1/ 36 رقم 102، ولسان الميزان 1/ 64 رقم 160.
[5] انظر عن (إبراهيم بن العباس) في:
تاريخ الطبري 7/ 511، وتاريخ بغداد 6/ 117، 118 رقم 3147، والأنساب لابن السمعاني 8/ 112، وذم الهوى لابن الجوزي 83، والكامل في التاريخ 7/ 83، ومرآة الجنان 2/ 143، 144، والبداية والنهاية 10/ 344، 345، والمختصر في أخبار البشر 2/ 40، وتاريخ ابن الوردي 1/ 227، والوافي بالوفيات 6/ 24 رقم 2456.(18/160)
مولى يزيد بن المهلَّب بن أبي صُفْرة، أبو إسحاق الصُّوليّ البغداديّ الأديب، أحد الشّعراء المشهورين والكُتّاب المذكورين.
له ديوان مشهور، وكان جدّه صول المجوسيّ ملك جُرْجان، فأسلم على يد يزيد [1] .
سمع الصُّوليّ من: عليّ بن موسى الرضا.
روى عنه: أبو العبّاس ثعلب، وغيره.
وكان موصوفا بالبلاغة والبراعة والنَّظْم والشِّعْر.
قال دِعْبِل الخُزاعيّ: لو تكسّب إبراهيم بْن الْعَبَّاس بالشِّعْر لَتَرَكَنَا فِي غير شيء.
ومن نثْره عن الخليفة: أمّا بعد، فإنّ أمير المؤمنين.
أناةً فإنْ لم تُغْن أعقَب بعدها ... وعبدًا فإن لم يُغْن أغنت عزائمه
والسلام.
تُوُفّي في شَعْبان سنة ثلاث وأربعين بسامَرّاء.
65- إبراهيم بن عبد الله المَرْوَزِيّ الخلال [2]- ن. - عن: عبد الله بن المبارك.
وعنه: ن.، والحَسَن بْن سُفْيان، وعبد اللَّه بْن محمد المَرْوَزيّ.
وثقة ابن حبان [3] .
وتوفي سنة إحدى وأربعين.
66- إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهرويّ [4]- ت. ق. -
__________
[1] أي: يزيد بن المهلّب، كما في: تاريخ بغداد 6/ 117.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله المروزي) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 220، 379، 424، والثقات لابن حبّان 8/ 75، والمعجم المشتمل 66/ 110، وتهذيب الكمال 2/ 119 رقم 189، والكاشف 1/ 39 رقم 150، وتهذيب التهذيب 1/ 132 رقم 234، وتقريب التهذيب 1/ 37 رقم 218، وخلاصة تذهيب التهذيب 18.
[3] بذكره في ثقاته.
[4] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله الهروي) في:(18/161)
أبو إسحاق الحافظ، نزيل بغداد.
سمع: إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّناد، وهُشَيما، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، وطبقتهم.
وعنه: ت. ق.، وابن أَبِي الدُّنيا، وجعفر الفريابي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن فرج المقرئ، وأحمد بن الحسين الصوفي، وموسى بن هارون، وخلق سواهم.
وكان صالحا زاهدا متعففا دائم الصيام، إلا أن يدعوه أحد فيُفْطِر [1] .
وكان من أعلم النّاس بحديث هُشَيْم، وأثبتهم فيه.
قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا عَدْوَى وَلا هَامَةَ وَلا نَوَّ وَلا صَفَرَ» [2] نَوٌّ: مِنَ الأَنْوَاءِ.
قال صالح جَزَرَة عَنْهُ: ما مِن حديث هُشَيْمٌ إلا وقد سمعه عشرين مرّة وأكثر، وكنت أُوقفه. كنت سمعت منه مع سَعِيد الجوهريّ والد إبراهيم [3] .
قال صالح: أعلم الناس بحديث هُشَيْمٌ: عَمْرو بْن عون، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ [4] .
وقال ابن مَعِين: أصحاب هشيم محمد بن الصّبّاح الدّولابيّ، وإبراهيم
__________
[ () ] معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 353 و 2/ رقم 580، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 186، والجرح والتعديل 2/ 109 رقم 320، والثقات لابن حبّان 8/ 78، وتاريخ بغداد 6/ 118- 120 رقم 3148، والمعجم المشتمل لابن عساكر 66، 67 رقم 111، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 119- 123 رقم 190، وميزان الاعتدال 1/ 39 رقم 121، والكاشف 1/ 39 رقم 151، والوافي بالوفيات 6/ 28 رقم 2457، وتهذيب التهذيب 1/ 132، 133 رقم 235، وتقريب التهذيب 1/ 37 رقم 219 وفيه: «ابن أبي حاتم» ، وخلاصة تذهيب التهذيب 18.
[1] تاريخ بغداد 6/ 120 وزاد: «وكان أكولا» ، وكان يأكل حملا وحده» .
[2] تاريخ بغداد 6/ 118.
[3] تاريخ بغداد 6/ 118.
[4] تاريخ بغداد 6/ 118.(18/162)
الهَرَويّ، وإبراهيم أحسنهما [1] .
وقال أبو دَاوُد: إبراهيم بْن عبد الله الهَرَويّ ضعيف [2] .
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بالقويّ [3] .
تُوُفّي فِي رمضان سنة أربعٍ وأربعين، عن بضع وتسعين سنة [4] .
67- إبراهيم بن عبد الله بن خالد المِصِّيصيّ [5] .
عن: وَكِيع بن الجرّاح، والحارث بن عطيّة، وحَجّاج الأعور.
وعنه: عُبَيْد بن الهيثم الحلبيّ، وعلي بن موسى الرَّبعيّ.
ضعّفه ابن حِبّان [6] ، وغيره [7] . وله عجائب.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 119.
[2] تاريخ بغداد 6/ 119.
[3] تاريخ بغداد 6/ 119.
[4] وكان مولده سنة 148 هـ. (الثقات لابن حبّان، المعجم المشتمل) .
وسئل ابن معين عن إبراهيم بن حاتم الهروي، فقال: لا بأس به. (معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 92 رقم 353 و 2/ 177 رقم 580.
وقيل لابن معين: عمّن نكتب حديث هشيم؟ قال: عن إبراهيم الهروي وسريج بن يونس.
وقال عليّ بن الحسين بن حِبّان: وجدتُ في كتاب أبي بخط يده: سألت أبا زكريا- وهو يحيى بن معين- قلت: اختلف محمد بن الصباح والهروي في حديث عن هشيم، لمن يقضى منهما؟
قال: حتى يجيء ثالث. قلت: ليس ثالث. قال: ينظر في الحديث إن كان حدّث به غير هشيم إنسان فكان الصواب في يد أحدهما كان القول قوله. قلت: فإن كان لم يحدّث به أحد غير هشيم؟ قال: كان الهروي أكيسهما وأيقظهما، ومحمد بن الصبّاح ثقة.
وقال أبو علي صالح بن محمد: صدوق.
وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي: كان إبراهيم الهروي حافظا متقنا تقيّا، ما كان هاهنا أحد مثله. (تاريخ بغداد) .
[5] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله المصّيصي) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 116، 117، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 40 رقم 80، وميزان الاعتدال 1/ 40 رقم 117، والمغني في الضعفاء 1/ 18 رقم 109، والكشف الحثيث 41، 42 رقم 13، ولسان الميزان 1/ 71، 72 رقم 192.
[6] فقال: «يسوّي الحديث ويسرقه ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، يقلب حديث الزبيدي عن الزهري، على الأوزاعي، وحديث الأوزاعي عن مالك، وحديث زياد بن سعد على يعقوب بن عطاء، وما يشبه هذا (المجروحون 1/ 116) .
[7] وقال الذهبي: متروك متّهم. (المغني في الضعفاء) .(18/163)
68- إبراهيم بن عبد الله بن صَفْوان النَّصْريّ الدّمشقيّ الحمّاد [1] .
عمّ الحافظ أبي زُرْعة.
روى عن: ابن وهْب، وضَمْرة بن ربيعة، والهيثم بن عِمران.
روى عنه: أبو زُرْعة، وولده محمود بن أبي زُرْعة، وسليمان بن محمد الخُزاعيّ، وآخرون.
69- إبراهيم بن عبد الله بن المُنذر الباهليّ الصَّنْعانيّ [2]- ت. - روى عن: وَكِيع، وَيَعْلَى بن عُبَيْد، والمقرئ، وعبد الرّزّاق.
وعنه: ت.، ومحمد بن إسماعيل السّلميّ الترمذي.
70- إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي الفياض [3] .
أبو إسحاق البرقي الفقيه.
يروى عن: ابن وهْب، وأشهب.
أخذ النّاس عنه بمصر.
ومات سنة خمس وأربعين.
قال ابن يونس: له مناكير.
71- إبراهيم بن عَوْن بن راشد [4] .
أبو إسحاق السّعديّ الأصبهانيّ المدينيّ.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن صفوان) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 226.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن المنذر) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 67 رقم 113، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 130، 131 رقم 199، والكاشف 1/ 41 رقم 160، وتهذيب التهذيب 1/ 137 رقم 244، وتقريب التهذيب 1/ 38 رقم 228، وخلاصة تذهيب التهذيب 19.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عبد الرحمن) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 481، والأنساب لابن السمعاني 2/ 159، ولسان الميزان 1/ 76 رقم 206 و 1/ 92 رقم 263.
[4] انظر عن (إبراهيم بن عون) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 173، 174، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 277- 279 رقم 173.(18/164)
سمع: ابن عُيَيْنَة، وَوَكِيعا، وعُبَيْد الله بن موسى.
وعنه: محمد بن أحمد الأبْهَريّ، ومحمد بن أحمد بن يزيد.
قال أبو نُعَيْم الحافظ [1] : كان من خيار النّاس [2] .
72- إبراهيم بن عيسى الأصبهانيّ الزّاهد [3] .
صاحب معروف الكَرْخيّ.
روى عن: شَبّابة بن سَوّار، وأبي داود الطَّيالِسيّ.
وعنه: أحمد بن محمد البزّاز.
قال أبو الشّيخ [4] : كان [خيرا] عابدا فاضلا، لم يكن بإصبهان في زمانه مثله [5] .
ومن دعائه: اللَّهمّ إن كنت مدخلي النّار فعظّم خلقي [6] فيها حتّى لا يكون لأمّة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ فيها موضعًا [7] .
ومن الرُّواة عَنْهُ: النَّضْر بْن هشام.
تُوُفّي سنة سبعٍ وأربعين [8] .
وقيل: إن أَبَا الْعَبَّاس بْن مسروق رَأَى هذا يمشى على الماء [9] .
73- إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب التّميميّ [10] .
__________
[1] وزاد: توفي بعد سنة أربع وأربعين ومائتين.
[2] وقال أبو الشيخ: كان فاضلا خيّرا، ولم يخرّج له كثير حديث.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عيسى) في:
الجرح والتعديل 2/ 117، وحلية الأولياء لأبي نعيم 10/ 393، 672، وذكر أخبار أصبهان، له 1/ 180، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 341- 349 رقم 207، ولسان الميزان 1/ 88 رقم 252.
[4] في طبقات المحدّثين 2/ 341 والزيادة منه.
[5] وزاد أبو الشيخ: «لم يخرّج حديثه، وما رأينا أحدا حدّث عنه إلّا أبو العباس البزّار أحاديث يسيرة» .
[6] هكذا في الأصل وطبقات المحدّثين. وفي حلية الأولياء: «خلقتي» .
[7] حلية الأولياء 10/ 393، طبقات المحدّثين 2/ 341، 342.
[8] ورّخه أبو نعيم في: ذكر أخبار أصبهان 1/ 180، وأبو الشيخ في طبقات المحدّثين 1/ 341.
[9] وقال أبو نعيم: «كان من العبّاد والفضلاء لم يخرّج حديثه لإقباله على التعبّد» .
[10] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن الأغلب) في:(18/165)
أمير القيروان، وابن أمرائها، أبو أحمد.
كان حسن السّيرة، كثير العطاء، ميمون الطَّلْعة.
بنى بإفريقيّة حصونا كثيرة منيعة، واشترى العبيد والسّلاح. وأمِنت البلاد في أيّامه.
مات في ذي القعدة سنة تسعٍ وأربعين. وبعده ولي زيادة الله ابنه.
74- إبراهيم بن محمد بن عبد الله [1]- د. ن. - أبو إسحاق التّيميّ المعمريّ. قاضي البصْرة.
ثقة.
عن: ابن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وابن داود الخُرَيْبيّ.
وعنه: د. ن. [2] ، وأبو حامد الحضرميّ، وابن دُرَيْد، وأبو رَوْق الهِزّانيّ.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمسين.
وكان من كبار العلماء.
75- إبراهيم بن محمد بن يوسف بن سرج الفريابي [3]- ق. - نزيل القدس. ما هو بابن صاحب الثَّوريّ.
سمع: الوليد بن مسلم، وضّمرة بن ربيعة، وأيّوب بن سُوَيْد.
وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، والفِرْيابيّ، وابن قُتَيْبة العسقلانيّ، وبِقَيّ بن مخلد، وخلق.
__________
[ () ] الوافي بالوفيات 6/ 104 رقم 2535.
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن عبد الله) في:
الجرح والتعديل 2/ 131 رقم 413، والمعجم المشتمل لابن عساكر 68 رقم 118، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 176- 178 رقم 232، وتهذيب التهذيب 1/ 155 رقم 278، وتقريب التهذيب 1/ 42 رقم 263، وخلاصة تذهيب التهذيب 21.
[2] المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن يوسف) في:
الجرح والتعديل 2/ 131 رقم 412، والثقات لابن حبّان 8/ 77، وتاريخ جرجان للسهمي 33، والأنساب لابن السمعاني 9/ 293، والمعجم المشتمل لابن عساكر 69 رقم 120، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 191- 193 رقم 237، والكاشف 1/ 47 رقم 197، وتهذيب التهذيب 1/ 161 رقم 285، وتقريب التهذيب 1/ 42 رقم 27 وفيه: «سريج» ، وخلاصة تذهيب التهذيب 21 وفيه: «سريج» .(18/166)
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
76- إبراهيم بن المستمرّ [2] .
أبو إسحاق البصْريّ العُرُوقيّ.
عن: أبيه، وأبي داود، وأبي عامر العقديّ، وجماعة.
وعنه: د. ن. [3] ق.، وأبو عيسى التِّرْمِذيّ في «الشّمائل» ، وأبو بكر بن خُزَيْمة، وخلق كثير.
وكان أحد الثّقات [4] .
77- إبراهيم بن مكتوم المَصَاحِفيّ [5] .
حدَّث بالبصرة في هذا الوقت عن: أبي داود الطَّيالِسيّ، وعبد الصّمد بْن عَبْد الوارث.
وعنه: ابن صاعد، وأبو رَوْق الهِزّانيّ.
وكان صدوقا.
78- إبراهيم بن هارون البلخي العابد [6]- ن. - عن: حامد بن إسماعيل، وداود بن الجّراح.
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 131.
[2] انظر عن (إبراهيم بن المستمر) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 288 رقم 340، والجرح والتعديل 2/ 140 رقم 455، والثقات لابن حبّان 8/ 81، والمعجم المشتمل لابن عساكر 70 رقم 125، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 201- 203 رقم 247، والكاشف 1/ 48 رقم 206، وتهذيب التهذيب 1/ 164 رقم 295، وتقريب التهذيب 1/ 43 رقم 279، وخلاصة تذهيب التهذيب 22.
[3] وقال: صدوق، وقال أيضا: صويلح. (المعجم المشتمل) .
[4] ذكره ابن حبان في الثقات وقال: «ربما أغرب» .
[5] انظر عن (إبراهيم بن مكتوم) في:
الجرح والتعديل 2/ 139 رقم 452، والثقات لابن حبّان 8/ 84.
[6] انظر عن (إبراهيم بن هارون) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 71 رقم 130، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 230 رقم 262، والكاشف 1/ 50 رقم 217، وتهذيب التهذيب 1/ 176 رقم 321، وتقريب التهذيب 1/ 45 رقم 298، وخلاصة تذهيب التهذيب 23.(18/167)
وعنه: ن. [1] ، والتِّرْمِذيّ في «شمائله» ، ومحمد بن عليّ التِّرْمِذيّ الحكيم، ومحمد بن عليّ بن طرْخان.
79- إبراهيم بن هاشم بن عُبَيْد الله.
أبو إسحاق بن أبي صالح الثَّقفيّ المَرْوَزيّ، قاضي نَيْسابور.
عن: النَّضْر بن شُمَيْل، ورَوْح بن عُبادة.
وكان قَدَريّا.
روى عنه جماعة.
مات سنة ستِّ وأربعين.
80- إبراهيم بن الإمام يحيى بن المبارك اليَزِيديّ [2] .
العلامة أبو إسحاق. بصْريّ نزل بغداد. وكان رأسا في الأدب.
سمع من: الأنصاريّ، والأصمعيّ.
وله مصنَّف يَفتخر به اليزيديّون، وهو «ما اختلف مَعْناه واتّفق لفظه» ، نحو من سبعمائة ورقة [3] .
يرويه عنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وجماعة.
81- إبراهيم بن يوسف الحضْرميّ الكِنْديّ الكوفيّ الصَّيْرفيّ [4] .
عن: حفص بن غِياث، وأبي بكر بن عيّاش.
وعنه: ابن صاعد، وقاسم المطرّز، وعليّ التّابعيّ.
__________
[1] وقال: ثقة. (المعجم المشتمل) .
[2] انظر عن (إبراهيم بن الإمام يحيى) في:
الأغاني 18/ 87، وتاريخ بغداد 6/ 209، 210 رقم 3264، ومعجم الأدباء 2/ 97، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 308، ونور القبس 89، وإنباه الرواة 1/ 189، ونزهة الألبّاء 103، والوافي بالوفيات 6/ 165، 166 رقم 2616، وغاية النهاية 1/ 29، وبغية الوعاة 189.
[3] تاريخ بغداد 6/ 209.
[4] انظر عن (إبراهيم بن يوسف الحضرميّ) في:
الجرح والتعديل 2/ 148 رقم 489، والثقات لابن حبّان 8/ 75، والمعجم المشتمل 71 رقم 133، وتهذيب الكمال 2/ 255، 256 رقم 272، وميزان الاعتدال 1/ 76، 77 رقم 260، وذيل الكاشف 36، 37 رقم 35، وتهذيب التهذيب 1/ 185 رقم 336، وتقريب التهذيب 1/ 47 رقم 307، وخلاصة تذهيب التهذيب 24.(18/168)
وثّقة ابن حِبّان [1] .
مات سنة تسعٍ وأربعين [2] .
82- أزهر بن مروان الرّقاشيّ البصريّ النّواء [3]- ت. ق. - يلقّب فريخ.
عن: حمّاد بن زيد، وعبد الوارث، والحارث بن نبهان، ومحمد بن سواء.
وعنه: ت. ق.، وعبدان، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وأربعين [4] .
83- إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامَجْر المَرْوَزِيّ [5]- د. ن. - نزيل بغداد أبو يعقوب الحافظ.
عن: شَرِيك، وحمّاد بن زيد، وكثير بن عبد الله الأيْليّ، وخلْق.
ورأى زائدة.
__________
[1] في ثقاته 8/ 75.
[2] الثقات، المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (أزهر بن مروان) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 68، والجرح والتعديل 2/ 315 رقم 1190، والثقات لابن حبّان 8/ 132، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 466، والمعجم المشتمل لابن عساكر 72 رقم 137، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 330 رقم 312، والكاشف 1/ 56 رقم 258، وتهذيب التهذيب 1/ 205، 206 رقم 287، وتقريب التهذيب 1/ 52 رقم 353، وخلاصة تذهيب التهذيب.
[4] ذكره ابن حِبان في الثقات وقال: مستقيم الحديث.
[5] انظر عن (إسحاق بن أبي إسرائيل) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 353، والمحبّر لابن حبيب 478، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 380، والتاريخ الصغير، له 2/ 381، والأدب المفرد، رقم 1229، وتاريخ الطبري 1/ 343 و 5/ 501 و 622 و 8/ 637، 645 و 9/ 213، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 158، والجرح والتعديل 2/ 210 رقم 715، والثقات لابن حبّان 8/ 116، 117، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 63 رقم 762 وتاريخ بغداد 6/ 356- 365 رقم 3383، وموضح أوهام الجمع 1/ 425- 428، وتاريخ جرجان للسهمي 358، 359، 519، والمعجم المشتمل 74 رقم 142، والكامل في التاريخ 7/ 88، وتهذيب الكمال 2/ 398- 407 رقم 338، والعبر 1/ 444، وميزان الاعتدال 1/ 182، رقم 732 وفيه «كامجرا» ، والمعين في طبقات المحدّثين 83 رقم 897، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 11/ 476- 478 رقم 124، وتذكرة الحفاظ 2/ 484- 486، والبداية والنهاية 10/ 346، وتهذيب التهذيب 1/ 223، 224 رقم 415، وتقريب التهذيب 1/ 55 رقم 3810، وخلاصة تذهيب التهذيب 27.(18/169)
وعنه: د.، ون. بواسطة، وهارون الحمّال، والبخاريّ في كتاب الأدب، وابن ناجية، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن القاسم أخو أبي اللّيث الفرائضيّ، وأبو العبّاس السّرّاج، وخلْق.
وروى قراءة عليّ بن ضمرة الكِسائيّ، عنه. وقرأه ابن عامر، عن الوليد بن مَسْلَمَة، عن الذّماريّ، عنه.
قَالَ أحمد بن زُهير، عن ابن مَعِين: ثقة [1] .
وقال عثمان الدّارِميّ، عن ابن مَعِين: ثقة [2] .
ثُمَّ قال عثمان: لم يكن عثمان أظهر الوقف حين سَأَلت ابن مَعِين عَنْهُ [3] .
وقال أبو القاسم البَغَويّ: كان ثقة مأمونًا، إلا أنّه كان قليل العقل [4] .
وقال صالح جَزَرَة: صدوق، إلا أنّه كان يقول: القرآن كلام اللَّه، ويقف [5] .
وقال السّرّاج: سمعتُ إسحاق بْن أَبِي إسرائيل يقول: هؤلاء الصِّبيان يقولون: كلام اللَّه غير مخلوق. ألا قَالُوا كلام اللَّه وسكتوا. ويشير إلى دار أحمد بْن حنبل [6] .
قال إسحاق بْن دَاوُد: قال أحمد بْن حنبل: تجَّهمَ ابن أبي إسرائيل بعد تسعين سنة. فقال محمد بْن يحيى الْمَكِّيّ: ذكرتُ لأبي عبد الله إسحاقَ بْنَ أبي إسرائيل فقال: ذاك أحمق.
وقال إسحاق بْن إبراهيم بْن هانئ: سمعتُ أَبَا عبد الله أحمد بْن حنبل، ذَكَر ابن أبي إسرائيل فقال: بعد طلبه للحديث وَكَثْرة سماعه شكَّ، فصار ضالّا شكّاكا.
__________
[1] تاريخ أسماء الثقات 63 رقم 62، تاريخ بغداد 6/ 358.
[2] تاريخ بغداد 6/ 359.
[3] تاريخ بغداد 6/ 359 وزاد: وهذه الأشياء التي ظهرت عليه بعد، ويوم كتبنا عنه كان مستورا.
[4] تاريخ بغداد 6/ 361.
[5] تاريخ بغداد 6/ 360.
[6] تاريخ بغداد 6/ 360.(18/170)
وقال أبو حاتم الرّازّي [1] : كتبتُ عَنْهُ فوقفَ فِي القرآن، فوقفنا عَنْ حديثه.
وقد تركه النّاس حَتَّى كنت أمُرُّ بمسجده وهو وحيد لا يقربه أحد، بعد أن كان النّاس إليه عُنقًا واحدا.
قال شاهين بْن السَّمِيدَع العَبْديّ: سمعت أحمد بْن حنبل يقول:
إسحاق بن أبي إسرائيل واقفيّ مشئوم، إلا أنّه صاحب حديثٍ كيس [2] .
وقال زكريا السّاجيّ: وتركوا إسحاق بن أبي إسرائيل لموضع الوقف، وكان صدوقًا [3] /.
وقال الْحُسَيْن بْن إسماعيل الفارسيّ: سَأَلت عَبْدُوس بْن عبد الله النَّيسابوريّ عن إسحاق بْن أبي إسرائيل فقال: كان حافظًا جدًا ولم يكن مثله فِي الحفظ والورع.
فقلت: كان يُتَّهم بالوقف؟
قال: نعم [4] .
وقال أحمد بْن أبي خيثمة: قال لي مُصْعَب الزُّبَيريّ: نَاظَرَني إسحاق بْن أبي إسرائيل فقال: لا أقول كذا ولا أقول غير ذا، يعني فِي القرآن. فناظَرْتُه فقال: لم أقل فِي الشّك ولكنّي أسكت كما سكت القومُ قبلي [5] .
وقال مُوسَى بْن هارون: مولده سنة خمسين ومائة.
وقال الْبُخَارِيّ، وأحمد بْن عُبَيْد اللَّه الثقفي، وابن قانع: مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين [6] .
زاد ابن قانع: في شعبان [7] .
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 210.
[2] تاريخ بغداد 6/ 359، 360.
[3] تاريخ بغداد 6/ 360.
[4] وزاد: اتّهم ولم يكن بمتّهم. (تاريخ بغداد 6/ 360) .
[5] تاريخ بغداد 6/ 361.
[6] الثقات 8/ 117، المعجم المشتمل.
[7] تاريخ بغداد 6/ 362.(18/171)
وقال البَغَويّ، وعليّ بن أحمد بن النَّضْر: مات سنة ست [1] .
زاد البَغَويّ: في شَعْبان بسامرّاء.
وقع لي من عوالي ابن أبي إسرائيل.
84- إسحاق بن إبراهيم بن داود البصْريّ السَّوّاق [2]- ق. - عن: يحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، وأبي عاصم.
وعنه: ق.، والفضل بن الحسن الأهوازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حمّاد الطّهْرانيّ.
85- إسحاق بن الأخيل الحلبي [3] .
عن: مبشر بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي داود.
86- إسحاق بْن مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى بْن عَبْد الله بن يزيد الأنصاريّ الخطميّ [4]- د. ت. ن. ق. - أبو موسى المدنيّ الفقيه، نزيل سامرّاء. ثمّ قاضي نيسابور.
__________
[1] تاريخ بغداد، وقيل 242 هـ. (المعجم المشتمل) .
[2] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في:
المعجم المشتمل 73 رقم 139، وتهذيب الكمال 2/ 363 رقم 325، وتهذيب التهذيب 1/ 213 رقم 400، وتقريب التهذيب 1/ 53 رقم 366، وخلاصة تذهيب التهذيب 26.
[3] انظر عن (إسحاق بن الأخيل) في:
الجرح والتعديل 2/ 213 رقم 731 وفيه: «الأحبلي» بدل «الأخيل» ، وقال محقّقه في الحاشية رقم (3) : «كذا، ولم أجد هذا الرجل» .
[4] انظر عن (إسحاق بن موسى) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 177، 267 و 2/ 314، والجرح والتعديل 2/ 235 رقم 828، والثقات لابن حبّان 8/ 116، وتاريخ بغداد 6/ 355، 356 رقم 3382، والسابق واللاحق 266، والمعجم المشتمل 77 رقم 158، والكامل في التاريخ 7/ 86، وتهذيب الكمال 2/ 480- 483 رقم 385، والكاشف 1/ 65 رقم 323، وتذكرة الحفاظ 2/ 513، والمعين في طبقات المحدّثين 83 رقم 899، وسير أعلام النبلاء 11/ 554، 555 رقم 167، والعبر 1/ 442، والبداية والنهاية 10/ 346، والوافي بالوفيات 8/ 437 رقم 3899، وغاية النهاية 1/ 158، وتهذيب التهذيب 1/ 251 رقم 474، وتقريب التهذيب 1/ 61 رقم 438، وطبقات الحفاظ 223، 224، وخلاصة تذهيب التهذيب 30، وشذرات الذهب 2/ 105.(18/172)
سمع: ابن عُيَيْنَة، وعبد السّلام بن حرب، ومعن بن عيسى، وجماعة.
وكان فاضلا صاحب سنة.
ذكره أبو حاتم الرازيّ وأطنبَ في الثّناء عليه [1] وروى عنه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والفِرْيابيّ، وابن خُزَيْمة، وابنه موسى بن إسحاق الخطْميّ.
قيل: إنّه تُوُفيّ بجوسية مِن أعمال حمص سنة أربع وأربعين [2] .
وثّقه النَّسائيّ [3] .
وكثيرًا ما يقول التِّرْمِذيّ: ثنا الْأَنْصَارِيّ. وهو هذا.
وقد تفرّد بحديث رواه عنه النّسائيّ، وابن ناجية، وطائفة. قال: ثنا معن، نا مالك، عن عبد الله بْن إدريس، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أبيه:
قال: بعث عُمَر إلى عبد الله بْن مَسْعُود، وإلى أبي الدَّرْداء، وإلى أبي مَسْعُود فقال: ما هذا الحديث الَّذِي تُكْثِرون عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فحبسهم فِي المدينة حَتَّى استُشْهِد.
87- إسحاق بن يوسف الْجُرْجانيّ الدَّيْلَمانيّ [4] .
سمع: ابن عُيَيْنَة، وحفص بن عمر العَدَنيّ.
وعنه: ابنه عبد الله، وعقيل بن يحيى.
وثّقة أبو نُعَيْم الأصبهانيّ.
ومات سنة خمسٍ وأربعين.
88- إسماعيل بن بَهْرام الوشّاء الخزّاز الخِبْذَعِيّ الكوفيّ [5] .
__________
[1] في صدقه وإتقانه. (الجرح والتعديل 2/ 235) .
[2] الثقات 8/ 116، المعجم المشتمل.
[3] فقال: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .
[4] انظر عن (إسحاق بن يوسف) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 216.
ولم يذكره السهمي في تاريخ جرجان.
[5] انظر عن (إسماعيل بن بهرام) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 416، والجرح والتعديل 2/ 161 رقم 540، والثقات لابن حبّان 8/ 100، وتاريخ جرجان للسهمي 367، 368، والسابق واللاحق للخطيب 344 رقم 1956،(18/173)
سمع: عبد العزيز الدراوَرْديّ، ومعلَّى بن هلال، وعبيد الله الأشجعي.
وعنه: ق.، وبقيّ بن مَخْلَد، وأبو داود السجستاني، ومطَيَّن، والحسن بن سفيان.
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
وقال غيره: مات سنة إحدى وأربعين [2] .
89- إسماعيل بن تَوْبة الثَّقَفيّ الرّازيّ [3] .
نزيل قزوين، أحد الثِّقات الرّحّالة.
سمع: فُضَيْل بن عِياض، وإسماعيل بن جعفر، وخلف بن خليفة، وهشيم بن بشير.
وعنه: ق.، وَالحُسَيْن بن إِسْحَاق التُّسْتَريّ، وعبد الله بن وهب الدينوري، وأهل قزوين.
قال أبو حاتم [4] : صدوق [5] .
توفي سنة سبع وأربعين.
90- إسماعيل بن حفص [6] .
__________
[ () ] والإكمال لابن ماكولا 2/ 192، 193، والمعجم المشتمل 79 رقم 167، واللباب 1/ 418، وتهذيب الكمال 1/ 79 رقم 642، وميزان الاعتدال 1/ 224 رقم 859، والكاشف 1/ 71 رقم 363، وتقريب التهذيب 1/ 67 رقم 491، وخلاصة تذهيب التهذيب 33.
[1] الجرح والتعديل 2/ 161.
[2] السابق واللاحق 344، المعجم المشتمل 79.
[3] انظر عن (إسماعيل بن توبة) في:
الجرح والتعديل 2/ 162 رقم 543، والثقات لابن حبّان 8/ 102، وتاريخ جرجان للسهمي 386، 510، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي 2/ 290، 291، والمعجم المشتمل لابن عساكر 79 رقم 168، وتهذيب الكمال للمزّي 3/ 54- 56 رقم 431، والكاشف 1/ 71 رقم 364، وتهذيب التهذيب 1/ 286 رقم 530، وتقريب التهذيب 1/ 67 رقم 492، وخلاصة تذهيب التهذيب.
[4] الجرح والتعديل 2/ 162.
[5] وقال ابن حبّان: «مستقيم الحديث» .
[6] انظر عن (إسماعيل بن حفص) في:
الجرح والتعديل 2/ 165، 166 رقم 556، والثقات لابن حبّان 8/ 102، والمعجم المشتمل 80 رقم 169، وتهذيب الكمال 3/ 62، 63 رقم 436، وميزان الاعتدال 1/ 227 رقم 864،(18/174)
أبو بكر الأبلي البصري القطان [1] .
سمع: معتمر بن سليمان، وأبا بكر بن عياش، وطبقتهما.
وعنه: ن. ق.، وأبو بكر بن عاصم، وعَبْدان، وابن خُزَيْمَة، وجماعة.
91- إسماعيل بن خزيمة بن المغيرة السلمي النيسابوري.
سمع من: عبد الرزاق، وغيره.
وعنه: ابن أخيه أبو بكر بن إسحاق، ومحمد بن ياسين بن النضر.
وكان ثقة.
92- إسماعيل بن زياد البلخي الأزدي [2] .
عن: ضمرة بن ربيعة، وغيره.
مات سنة ست وأربعين [3] .
93- إسماعيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ [4] .
أبو عبد الله، وأبو الحسن القرشي العبدري الرقي الفقيه المعروف بالسكري. قاضي دمشق.
__________
[ () ] وتهذيب التهذيب 1/ 288، 289 رقم 538، وتقريب التهذيب 1/ 68 رقم 499، وخلاصة تذهيب التهذيب 33.
[1] قال ابن حبّان: وهو الّذي يقال له: إسماعيل بن حفص بن عمرو بن ميمون. مات سنة ست وخمسين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل. (الثقات 8/ 102) .
[2] انظر عن (إسماعيل بن زياد) في:
التاريخ الكبير 1/ 355، والجرح والتعديل 2/ 170 رقم 572، والثقات لابن حبّان 8/ 105، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 113 رقم 375، وميزان الاعتدال 1/ 231 رقم 853، ولسان الميزان 1/ 406 رقم 1282.
[3] قال أبو حاتم: مجهول.
وقال ابن الجوزي: وجملة من يجيء في الحديث (إسماعيل بن زياد) سبعة، لا نعلم أنه طعن في غير هذين. فذكر البلخي، وإسماعيل بن زياد السكونيّ. (الضعفاء والمتروكين 1/ 113) .
[4] انظر عن (إسماعيل بن عبد الله) في:
الجرح والتعديل 2/ 181 رقم 7614، والثقات لابن حبّان 8/ 109، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 26، وتهذيب الكمال 3/ 114- 119 رقم 456، وميزان الاعتدال 1/ 136 رقم 902، والكاشف 1/ 74 رقم 389، وتهذيب التهذيب 1/ 307، 308 رقم 564، وتقريب التهذيب 1/ 71 رقم 523، وخلاصة تذهيب التهذيب 34.(18/175)
روى عن: عُبَيْد الله بن عَمْرو، وأبي المَلِيح الحَسَن بن عمر، وَيَعْلَى بن الأشدق، وابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاريّ، وبقيّة، وعيسى بن يونس، وجماعة.
وعنه: ق.، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، ومحمد بن هشام بن ملاس، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وآخرون.
وثقة الدّار الدَّارَقُطْنيّ [1] .
وقال أبو حاتم [2] : صدوق.
قال ابن الفَيْض الدّمشقيّ: ولّي أحمد بْن أبي دؤاد على قضاء دمشق إسماعيل بْن عبد الله السّكّريّ في سنة ثلاث وثلاثين، فأقام قاضيا إلى أن وَلِيَ القضاء للمتوكّل يحيى بْن أكثم، فعزل إسماعيل محمد بْن هاشم بْن ميسرة [3] .
قلت: لم يذكره ابن عساكر فِي «شيوخ النُّبْل» ، وذكر بدله سميّه:
(إسماعيل بْن عبد الله بْن زرارة الرقي) [4] ، وقال: رُوِيَ عَنْهُ ق.، وروي ن. عن رجلٍ، عَنْهُ.
قال لنا الحافظ أبو الحجاج: رُوِيَ ق. خمسة أحاديث قال فيها: ثنا إسماعيل بْن عبد الله الرقي، وإنما هُوَ السكري لا ابن زرارة. لأن ابن زرارة مات سنة تسع وعشرين، وإنما رحل بعد الثلاثين [5] .
قال إبراهيم بْن أيّوب الحَوْرانيّ: قلت لإسماعيل بْن عبد الله القاضي:
بَلَغَني أنّك كنت صوفيّا، مَن أَكَلَ من جُرابك كِسْرةً افتخر بها.
فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل [6] .
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 26.
[2] الجرح والتعديل 2/ 181.
[3] تهذيب الكمال 3/ 116.
[4] المعجم المشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبل- ص 80، 81 رقم 173.
[5] أي السّكّري، كما في: تهذيب الكمال 3/ 119.
[6] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 26.(18/176)
وقال أبو الحَسَن عليّ بن الحسن بن علان الحرّانيّ [1] : مات إسماعيل بن عبد الله السُّكّريّ بعد الأربعين، وكان يُرمَى بالتّجهُّم [2] .
94- إسماعيل بن عَمرو.
أبو محمد المصريّ الفقيه، صاحب أشهب.
يروى عن: ابن وهْب، وعبد الملك بن الماجِشُون، وغيرهما.
وروى عنه جماعة آخرهم عبد الحَكَم بن أحمد الصّدَفيّ.
تُوُفّي في رجب سنة ثمان وأربعين، قاله ابن يونس.
95- إسماعيل بن الفضل [3] .
أبو إبراهيم الشّالَنْجيّ، قاضي جُرْجان.
روى عن: إسماعيل بن جعفر، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وجماعة.
وعنه: أحمد بن مُعَاذ السُّلَميّ، وابن مُجَاشِع السّخْتيانيّ، وأهل جُرجان.
تُوُفّي سنة ست وأربعين.
96- إسماعيل بن مسعود [4]- ن. - أخو الصَّلْت بن مسعود الْجَحْدَرِيّ البصْريّ.
عن: يزيد بن زُرَيْع، ومعتمر بن سليمان التَّيْميّ، وبشْر بن المفضّل.
وعنه: ن.، والفِرْيابيّ، ومحمد بن جرير، وجماعة.
قال النّسائيّ: ثقة [5] .
__________
[1] في الأصل «وقال الحسن بن علي علّان الحراني» ، والتصحيح من: تهذيب تاريخ دمشق 3/ 26، وتهذيب الكمال 3/ 116.
[2] نسبة إلى: الجهم بن صفوان صاحب فرقة الجهميّة المنسوبة إليه.
[3] انظر عن (إسماعيل بن الفضل) في:
تاريخ جرجان للسهمي 143 رقم 161، والأنساب لابن السمعاني 7/ 260.
[4] انظر عن (إسماعيل بن مسعود) في:
الجرح والتعديل 2/ 200 رقم 675، والثقات لابن حبّان 8/ 102، 103، والمعجم المشتمل لابن عساكر 82 رقم 180، وتهذيب الكمال للمزّي 3/ 195، 196 رقم 7481 والكاشف 1/ 78 رقم 410، وتهذيب التهذيب 1/ 331 رقم 596، وتقريب التهذيب 1/ 74 رقم 549، وخلاصة تذهيب التهذيب 36.
[5] المعجم المشتمل 82، وكتب عنه أبو حاتم الرازيّ، وسئل عنه فقال: صدوق. (الجرح والتعديل 2/ 200) .(18/177)
وتُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين.
97- إسماعيل بن موسى الفَزَاريّ [1]- د. ت. ق. - ابنُ ابنةِ إسماعيل السُّدّيّ [2] . أبو محمد، وقيل: أبو إسحاق.
كوفيّ، ثقة، شيعيّ متوال [3] .
سمع: عمر بن شاكر، ومالك بن أنس، وشَرِيك بن عَبْد الله، وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي الزّناد، وجماعة.
وعنه: د. ت. ق.، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وابن خُزَيْمَة، وطائفة كبيرة.
وأما ابن أبي حاتم فقال [4] : سمعتُ أبي يقول: سَأَلْتُهُ عن قرابته من السُّدّيّ، فأنكر أن يكون ابن ابنته، وإذا قرابته منه بعيدة.
قال أبو حاتم: صدوق [5] . سمعته يقول: سمَّتني أمّي باسم السُّديّ.
قلت: توفي سنة خمس وأربعين [6] ، وشيخه عُمَر بْن شاكر يروي عن أنس بْن مالك. وقيل: إنّه كان يغلو ويسُبّ.
قال عَبْدان الأهوازيّ: أنكر علينا أبو بَكْر بْن أبي شَيبة أو هنّاد ذهابنا إلى
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن موسى) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 412، والتاريخ الصغير للبخاريّ 235، وتاريخ الطبري 4/ 456 و 5/ 156، والجرح والتعديل 2/ 196 رقم 666، والثقات لابن حبّان 8/ 104، 105، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 318، 319، وسنن الدار الدّارقطنيّ 1/ 87 رقم 2، وتاريخ جرجان للسهمي 407، 523، 542، والأنساب لابن السمعاني 7/ 763 والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 122 رقم 4200، والمعجم المشتمل 82 رقم 181، وتهذيب الكمال للمزّي 3/ 211- 212 رقم 491، والمغني في الضعفاء 1/ 88 رقم 725، وميزان الاعتدال 1/ 251، 252 رقم 958، والكاشف 1/ 78 رقم 414، وتهذيب التهذيب 1/ 335، 336 رقم 606، وتقريب التهذيب 1/ 75 رقم 561، وخلاصة تذهيب التهذيب 36.
[2] انظر قول أبي حاتم في ذلك، وسيأتي.
[3] المتوالي: الّذي له الولاء لآل البيت وعلي رضي الله عنه، وهذا اللفظ لا يزال يستخدمه العوام في إطلاقه على الشيعة عموما.
[4] في الجرح والتعديل 2/ 196.
[5] الجرح والتعديل.
[6] التاريخ الصغير 235 وفيه: يوم السبت لأربع خلت من شعبان، وثقات ابن حبان، والمعجم المشتمل.(18/178)
إسماعيل بن موسى. وقال: أيش عملتم [1] عند هذا الفاسق الَّذِي يشتم السَّلَف؟
رواها ابن عديّ [2] عَنْهُ وقال: أوصَلَ عن مالك حديثين، وتفرَّد عن شَريك بأحاديث. وإنَّما أنكر غُلُوَّه فِي التَّشَيُّع [3] .
وقال عليّ بْن محمد بْن كاس الحنفيّ القاضي، وهو ثقة: ثنا عليّ بْن جَعْفَر الرُّمانيّ، نا إسماعيل ابن بِنْت السُّدّيّ قال: كنتُ فِي مجلس مالك، فَسُئِلَ عن فريضةٍ، فأجاب بقول زيد. فقلت: ما قال فيها عليّ وابن مَسْعُود.
فأومأ إلى الحجبة، فلما هموا بي عدوت وأعجزتهم، فقالوا: ما نصنع بكتبه ومحبرته؟
قال: اطلبوه برفق.
فجاءوا إلي، فجئت معهم، فقال مالك: من أين أنت؟
قلت: كوفي.
قال: فأين خلفت الأدب؟
قلت: إنما ذاكرتك لأستفيد.
فقال: إن عليا وعبد الله لا يُنْكَر فضلُهُما، وأهل بلدنا على قول زَيْدُ بْن ثابت. وإذا كنتَ بين قومٍ فلا تبدأهم بما لا يعرفون، فيبدو لك منهم ما تركه [4] .
98- إسماعيل بن يوسف [5] .
أبو عليّ الدَّيْلميّ الزّاهد الحافظ.
روى شيئا عن: مجاهد بن موسى.
__________
[1] في الكامل لابن عديّ 1/ 319: «أيش علّمتم» .
[2] في الكامل 1/ 319.
[3] زاد ابن عديّ: «وأمّا في الروايات فقد احتمله الناس ورووا عنه» .
[4] وقال محمد بن عبد الله الحضرميّ: كان صدوقا.
وقال النسائي: ليس به بأس. (تهذيب الكمال 3/ 211) .
(وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: كان يخطئ.
[5] انظر عن (إسماعيل بن يوسف الديلميّ) في:
تاريخ بغداد 6/ 274- 276 رقم 3305، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 107، 108 رقم 120، والوافي بالوفيات 9/ 245 رقم 4152.(18/179)
وأخذ عن: أحمد بن حنبل.
وكان شابا يتوقَّد ذكاءً، لم يشتهر لموته صغيرا.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: هو بغداديّ، زاهد ورِع، فاضل، ثقة [1] .
قلت: وكان يسهر في طاحون بثلاث دراهم [2] .
كتب عَنْهُ: الْحَسَن بْن أبي العنبر، والعبّاس بْن يوسف الشَّكليّ.
قال أبو الحُسَين بن المنادي: ذُكِر لي أنّه كان يحفظ أربعين ألف حديث، وكان مشهورا بالزُّهد. وكان مَكْسَبُه من المُساهَرَة في الأَرْحاء [3] ، رحمه الله.
وقد رآه محمد بن مخلد العطار.
99- أصْبَغُ بنُ دِحْية الصَّدفيّ المصريّ [4] .
عن: رِشْدين بن سعد، وعبد الله بن وهْب.
وعنه: ابنه جَرْوَل.
تُوُفّي سنة خمس وأربعين ومائتين [5] .
100- أيّوب بن محمد بن أيّوب الهاشميّ البصْريّ [6]- ق. - المعروف بالقلب.
عن: عبد الواحد بن زياد، وعبد القاهر بن السَّرِيّ، وأبي عَوَانة.
وعنه: ق.، وابن أبي الدُّنيا، والحسن بن سفيان، وزكريا الساجي،
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 276.
[2] قاله الخطيب في تاريخه.
[3] الأرحاء: مفردها رحى، وهو حجر الطحن، ويطلق على المطحنة ككلّ.
والخبر في تاريخ بغداد 6/ 275.
[4] انظر عن (أصبغ بن دحية) في:
المغني في الضعفاء 1/ 92 رقم 767، وميزان الاعتدال 1/ 270 رقم 1009، ولسان الميزان 1/ 459 رقم 1417.
[5] قال الذهبي في «المغني» 1/ 92: خبر منكر لكن رشدين واه.
[6] انظر عن (أيوب بن محمد) في:
المعجم المشتمل 84 رقم 188، وتهذيب الكمال 3/ 489 رقم 622، والكاشف 1/ 94 رقم 7529 وتهذيب التهذيب 1/ 410، 411 رقم 751، وتقريب التهذيب 1/ 91 رقم 705، وخلاصة تذهيب التهذيب 43.(18/180)
وعلي بن سعيد بن بشير الرازي.
101- أيوب بن عافية بن أيوب البصري.
يروي عن: ابن وهْب، ووالده عافية.
تُوُفّي في شَعْبان سنة ستٍ وأربعين. قاله ابن يونس.
102- أيّوب بن عليّ بن الهيصم بن أيّوب بن مسلم [1] .
الكِنانيّ الفلسطينيّ.
سمع: زياد بن سيّار.
وعنه: سليمان بن محمد بن الفضل، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن جوصا، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ.
وجده الأعلى مُسْلِم هُوَ أخو أبي قُرْصافة من أبيه.
103- أيّوب بن محمد بن زياد بن فرّوخ [2]- د. ن. - أبو سليمان الرّقّيّ الوزّان. مولى بني هاشم.
سمع: أبا إسحاق الفَزَاريّ، ومعّمر بن سليمان، ومروان بن معاوية، وابن عُلَيَّة.
وعنه: د. ن.، وأبو عَرُوبة، وأبو بكر بن أبي داود، وأهل الجزيرة.
وكان يزن القطن [3] .
__________
[1] انظر عن (أيوب بن علي) في:
الجرح والتعديل 2/ 252 رقم 905.
[2] انظر عن (أيوب بن محمد الرقّيّ) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 457، والجرح والتعديل 2/ 258 رقم 921، والثقات لابن حبّان 8/ 127، والأنساب لابن السمعاني 12/ 255، 256، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 213، والمعجم المشتمل لابن عساكر 84 رقم 189، ومروج الذهب 3067، واللباب لابن الأثير 3/ 363، وتهذيب الكمال للمزّي 3/ 489- 492 رقم 623، والكاشف 1/ 94 رقم 530، وتذكرة الحفاظ 2/ 534، وتهذيب التهذيب 1/ 411 رقم 7752 وتقريب التهذيب 1/ 91 رقم 706، وخلاصة تذهيب التهذيب 43.
[3] الثقات 8/ 127.(18/181)
وثقة النسائي [1] ، وغيره.
ومات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين [2] .
__________
[1] المعجم المشتمل 84.
[2] الثقات، المعجم المشتمل.(18/182)
- حرف الباء-
104- بَرَكَةُ بن محمد الحلبيّ [1] .
أبو سعيد الأنصاريّ.
عن: مروان بن معاوية، ويوسف بن أسباط، وعليّ بن بكّار، ومبشّر بن إسماعيل.
وعنه: أبو نَشِيط محمد بن هارون، وأبو الحسين عَبْد اللَّه [بْن محمد] [2] بْن يونس السّمْنانيّ، وموسى بن محمد الأنطاكيّ، وأحمد بن زكريّا البصْريّ شاذان، [وعمر بن] [3] محمد الهمدانيّ، وآخرون.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: كذّاب يضع الحديث [4] .
وقال ابن [أبي حاتم] [5] : سمعت أَبَا الْحُسَيْن السّمْنانيّ يقول: نظر صالح بْن الأشرس فِي بعض حديثي، عن بركة فقال: ليس هذا بركة، هذا عقوبة [6] .
__________
[1] انظر عن (بركة بن محمد) في:
الجرح والتعديل 2/ 433 رقم 1719، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 203، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 479، 480، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 137 رقم 498، والمغني في الضعفاء 1/ 102 رقم 865، وميزان الاعتدال 1/ 303، 304 رقم 1149، والكشف الحثيث 109 رقم 163، ولسان الميزان 2/ 8، 9 رقم 26.
[2] في الأصل بياض، والمثبت استدركته من: الجرح والتعديل 2/ 433.
[3] في الأصل بياض، استدركته من: ميزان الاعتدال 1/ 303.
[4] قال هذا في سننه. (ميزان الاعتدال 1/ 304) .
[5] في الأصل بياض، استدركته من: الجرح والتعديل.
[6] الجرح والتعديل 2/ 433، وانظر: الكامل لابن عدي 2/ 480.
وقال ابن حبّان: كان يسرق الحديث، وربّما قلّبه، وإذا أدخل عليه حديث حدّث به، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. (المجروحون 1/ 203) .(18/183)
105- بِسْطام بن جعفر الأزْديّ المَوْصِليّ [1] .
عن: مالك، وحمّاد بن زيد، و [إبراهيم] [2] بن أبي يحيى.
وعنه: أحمد بن حمدون، وإبراهيم بن عليّ المَوْصِليّان.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
106- بِشْر بن بشّار البغداديّ [3] .
عن: يزيد بن هارون، وداود بن المحبّر.
وعنه: ابن أبي الدُّنيا، والحسن بن الحُباب، وأبو العبّاس السّرّاج، وغيرهم.
107- بشر بن معاذ العقديّ [4]- ت. ن. ق. - أبو سهل البصريّ الضّرير.
عن: إبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد الملك بن أبي محذورة الْجُمَحيّ، وأبي عَوَانة، ومرحوم بن عبد العزيز العطّار، وعبد الواحد بن زياد، وحمّاد بن
__________
[ () ] وقال عبدان الأهوازي لابن عديّ: هات حديث المسلمين، أنا قد رأيت بركة هذا بحلب وتركته على عمد، ولم أكتب عنه لأنه كان يكذب.
وقال ابن عديّ: وسائر أحاديث بركة مناكير أيضا باطل كلها لا يرويها غيره، وله من الأحاديث البواطيل عن الثقات غير ما ذكرته، وهو ضعيف كما قال عبدان. (الكامل لابن عديّ 2/ 479 و 480) .
[1] انظر عن (بسطام بن جعفر) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 155 وفيه قال محقّقه بالحاشية (2) : «لم نظفر به» .
[2] في الأصل بياض، استدركته من ثقات ابن حيّان.
[3] انظر عن (بشر بن بشار) في:
تاريخ بغداد 7/ 84 رقم 3519.
[4] انظر عن (بشر بن معاذ) في:
تاريخ الطبري 1/ 26، 77، 83، 98، 100، 105، 132، 181، 188، 190، 192، 284، 285، 295، 298، 302، 305، 333، 345، 349، 354، 360، 375، 405، 436، 444، 479، 482 و 2/ 5، 19، 20، 433، 630، والجرح والتعديل 2/ 368 رقم 1417، والثقات لابن حبّان 8/ 144، والمعجم المشتمل لابن عساكر 87 رقم 200، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 146، 147 رقم 706، والكاشف 1/ 103 رقم 600، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 906، والوافي بالوفيات 10/ 154 رقم 4618، ونكت الهميان 130، وتهذيب التهذيب 1/ 458 رقم 7843 وتقريب التهذيب 1/ 101 رقم 74، وخلاصة تذهيب التهذيب 49.(18/184)
زيد، وهُشَيْم، ومعتمر، وطائفة.
وعنه: ت. ن. ق.، وأبو بكر البزّار، وعمر بن محمد بن بُجَير، والقاسم المطرِّز، وابن خزيمة، وآخرون.
وثقة ابن حبان وقال [1] : مات سنة خمس وأربعين أو في حدودها.
قلت: وكان من أبناء التّسعين [2] .
108- بشر بن هلال [3]- م. ع. - أبو محمد النّميريّ البصريّ الصّوّاف.
عن: جعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، وعبد الوارث، ويزيد بن زُرَيْع، وعليّ بن مُسْهِر، وداود بن الزِّبْرَقان.
وعنه: ع. سوى البخاريّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وإسحاق المَنْجنيقيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، ومحمد بن عليّ الحكيم، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
قال أبو حاتم [4] : محلُّه الصِّدق. وكان أيقظ من بِشْر بن مُعَاذ [5] .
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة سبع وأربعين.
__________
[1] في «الثقات» 8/ 144.
[2] كتب عنه أبو حاتم الرازيّ، وسئل عنه فقال: صالح الحديث صدوق. (الجرح والتعديل 2/ 368) .
[3] انظر عن (بشر بن هلال) في:
تاريخ الطبري 1/ 444، 449، 450، والجرح والتعديل 2/ 369، 370 رقم 1426، والثقات لابن حبّان 8/ 144، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 87 رقم 139، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 54 رقم 206، والمعجم المشتمل لابن عساكر 87، 88 رقم 202، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 159، 160 رقم 711، والكاشف 1/ 104 رقم 605، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 907، والوافي بالوفيات 10/ 157 رقم 4623، وتهذيب التهذيب 1/ 462 رقم 848، وتقريب التهذيب 1/ 102 رقم 79، وخلاصة تذهيب التهذيب 49.
[4] في كتاب ابنه: الجرح والتعديل 2/ 370.
[5] وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: «يغرب» .
وقال النسائي: ثقة. (المعجم المشتمل 87) .(18/185)
109- بُغا الكبير [1] .
أبو موسى التّركيّ، أحد قُوّاد المتوكّل وأكبرهم.
كان موصوفا بالشّجاعة والإقدام، وله همّة عالية وهيبَة، وَوَقْعٌ في النُّفوس.
وله فتوحات ووقعات.
وكان مملوكا للحَسَن بن سهل الوزير. وكان يحمق ويجهل في رأيه، وقد باشر عدّة حروب وما جُرح قطّ. وكان فيه دِين وإسلام.
طال عمره وعاش نحوا من ستّين سنة، وتُوُفّي سنة ثمان وأربعين.
110- بكْر بن محمد بن عديّ بن حبيب [2] .
__________
[1] انظر عن (بغا الكبير) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 478، 480، 489، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 167، وتاريخ الطبري 8/ 609 و 9/ 14، 17، 23، 27، 74، 102، 110، 129، 130، 132- 135، 140، 146- 150، 226، 246، 256، 258، 451، 455، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 391، 623، والولاة والقضاة 211، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 121، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 121، 123- 125، 137، وربيع الأبرار 4/ 455، والعيون والحدائق 1/ 385، 404، 474، 475، 478، 482، 498، 518، 523، 531، 533، 534، 535، 547، 548، 554، 555، 562، وتاريخ حلب للعظيميّ 113، 250، 252، 254، 258، 259، ولطف التدبير للإسكافي 19، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 275، 276، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 293 و 2/ 120، 162، 163، 219 و 3/ 24، 101، ونشوار المحاضرة، له 5/ 183، 184، و 8/ 13، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 439، 440، وتاريخ الزمان لابن العبري 38، وتاريخ مختصر الدول 146، والتنبيه والإشراف 314، 315، ومروج الذهب 2817، 2944- 2946، 2972، 3054، و 3055، والكامل في التاريخ 7/ 118، وفتوح البلدان 248، ووفيات الأعيان 1/ 354، والروض المعطار للحميري 300، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 518، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 229، ودول الإسلام 1/ 149، وتاريخ ابن الوردي 1/ 229، 230، وتاريخ الخميس 2/ 378، والوافي بالوفيات 10/ 172، 173 رقم 4656.
[2] انظر عن (بكر بن محمد المازني) في:
المعارف 531، والمعرفة والتاريخ 2/ 125، ومشاهير علماء الأمصار 153، وتاريخ بغداد 7/ 93، 94 رقم 3529، والأنساب لابن السمعاني 11/ 75، والأذكياء لابن الجوزي 92، وأخبار الحمقى والمغفّلين، له 113، واللباب لابن الأثير 3/ 145، والكامل في التاريخ 7/ 110، والتذكرة السعدية للعبيدي 223، ورجال العلّامة الحلّي 26 رقم 5، ووفيات الأعيان 1/ 283- 286 و 2/ 379، 432 و 4/ 314- 316، 321 و 5/ 94، 236، 248 و 6/ 397، 398 و 7/ 54، والمحاسن والمساوي للبيهقي 400، 423، وملء العيبة للفهري 2/ 234،(18/186)
أبو عثمان المازنيّ البصْريّ النَّحْويّ، وهو بكنيته أشهر.
أخذ عن: أبي عبيدة، والأصمعيّ.
وصنّف التّصانيف المشهورة في العربية والتصريف.
روى عنه: الحارث بن أبي أسامة، وأبو عمران موسى بن سهل الجونيّ، وأبو العبّاس محمد بن يزيد المبرد.
ولزمه المبرد وأكثر عنه.
وقد دخل على الواثق فوصله بجملة [1] .
توفي سنة سبع، أو ثمان وأربعين [2] .
وكان المبرد يقول: لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبي عثمان الْمَازِنِيِّ [3] .
قال المبرّد: قال أبو عثمان الْمَازِنِيِّ: قرأ علي رَجُل كتاب سيبويه فِي مدّة
__________
[ () ] ونزهة الظرفاء للغساني 70، ومعجم الأدباء 2/ 380، والعقد الفريد 1/ 101، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 142، ومحاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني 2/ 533، ودول الإسلام 1/ 149، وسير أعلام النبلاء 12/ 270- 272 رقم 103، والعبر 1/ 448، وأخبار النحويين البصريين 74- 85، وطبقات النحويين واللغويين 87- 93، والفهرست لابن النديم 62، 63، ومراتب النحويين 77- 80، وإنباه الرواة 1/ 246- 256، ومسالك الأبصار 4/ 285- 287، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، وتلخيص ابن مكتوم 45، ومعرفة القراء الكبار 1/ 100- 105 رقم 39، والمقتبس 25- 37، والفهرست لابن النديم 28، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 262، وفوات الوفيات 1/ 331، 332، ومرآة الجنان 1/ 325، والبداية والنهاية 10/ 302، والوفيات لابن قنفذ 131، والبلغة في أئمّة اللغة 81، وغاية النهاية 1/ 288- 292، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 1/ 281- 284، وتهذيب التهذيب 12/ 178، وتقريب التهذيب 2/ 454، ولسان الميزان 2/ 57، والنجوم الزاهرة 2/ 22، وبغية الوعاة 2/ 231، والمزهر 2/ 399، وشذرات الذهب 1/ 237، 238، وروضات الجنات 3/ 388- 390، وكشف الظنون 412، 1137، 1160، ومفتاح السعادة 1/ 114، 115، والذريعة 1/ 318، وإيضاح المكنون 1/ 482، وأعيان الشيعة 14/ 110- 127، وتاريخ ابن الوردي 1/ 229، وتاريخ الخميس 2/ 378، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 79 رقم 23، ونور القبس 22، والوافي بالوفيات 10/ 211- 216 رقم 4698.
[1] تاريخ بغداد 7/ 93.
[2] رجال العلّامة الحلّي 26 رقم 5، وقيل: مات سنة 249 هـ. (تاريخ بغداد 7/ 94، والأنساب لابن السمعاني 11/ 75) .
[3] معجم الأدباء 7/ 108.(18/187)
طويلة، فلما بلغ أخره قال: أما إنّي ما فهمت منه حرفا، وأمّا أنت فجزاك اللَّه خيرًا [1] .
وقال الْمَازِنِيِّ: قرأت القرآن على يعقوب، فلما ختمت رمى إلي بخاتمه وقال: خذه، ليس لك مثل [2] .
وكان الْمَازِنِيِّ ذا دينٍ وورع. قيل: إنّ يهوديًا أتاه ليقرأ عليه كتاب سِيبَوَيْه وبذل له مائة دينار، فامتنع وقال: هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة آية ونيّف، ولستُ أمكِّنُ منه ذِمِّيّا [3] .
وقال بكّار بْن قُتَيْبَةَ القاضي: ما رَأَيْت، نحْويّا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال، والمازني [4] .
وقال المبرّد: كان الْمَازِنِيِّ إذا ناظر أهل الكلام لم يستعِن بشيء من النَّحْو، وإذا ناظره النّجاة لم يستعن بشيءٍ من الكلام [5] .
وعن الْمَازِنِيّ قال: حضرت مجلس المتوكّل، وحضر يعقوب بْن السِّكّيت، فقال: تكلَّما فِي مسألة.
فقلت ليعقوب: ما وزن «نَكْتَل» ؟
فقال: «نفعل» .
قلت: اتَّئِدْ.
ففكّر وقال: «نفتعل» .
قلت: «نكتل» أربعة أحرف، و «نفتعل» خمسة.
فسكت.
فقال المتوكّل: ما الجواب؟
__________
[1] إنباه الرواة 1/ 248، وفيات الأعيان 1/ 286.
[2] إنباه الرواة 1/ 248.
[3] معجم الأدباء 7/ 111 وفيه زيادة: «فلم يمض على ذلك مديدة حتى أرسل الواثق في طلبه، وأخلف الله عليه أضعاف ما تركه كله» . وانظر: وفيات الأعيان 1/ 284.
[4] إنباه الرواة 1/ 247، وفيات الأعيان 1/ 284.
[5] إنباه الرواة 1/ 248.(18/188)
قلت: وزنها فِي الأصل «نفتعِل» لأنّها «نكتيل» ، فلمّا تحرّك حرف العِلَّة، وانفتح ما قبله، وقُلِب ألفا، فصارت «نكتال» ، ثُمَّ حُذِفت الألف للجزْم، فبقيت «نَكْتَلْ» .
فقال المتوكلْ: هذا هُوَ الحقّ.
فلمّا خرجنا قال يعقوب: بَالغْتَ اليوم في أذاي.
قلت: لم أقصدك بسوء [1] .
وقيل: إن جاريةً غنَّت الواثق:
أَظَلُومٌ [2] إنّ مُصابكم رجلا ... أهدى السّلام تحيّةً ظلْمٌ
فقال بعض الحاضرين: «رجل» ، بالرفع.
فقالت: هكذا لقنني الْمَازِنِيِّ.
فطلبه الواثق فقال: إن معناه «إن إصابتكم رجلا» كقوله «إن ضربك زَيْدا» فالرجل مفعول، وظلم هُوَ الخبر.
قال: فأعطاني الواثق ألف دينار [3] .
111- بكر بن النّطّاح [4] .
من أعيان الشّعراء.
كان في هذا الزّمان.
__________
[1] وفيات الأعيان 6/ 397، 398 (في ترجمة ابن السّكّيت) .
[2] في معجم الأدباء 7/ 112: «أظليم» .
[3] انظر الخبر مطوّلا في: معجم الأدباء 7/ 111- 113.
[4] انظر عن (بكر بن النّطّاح) في:
مروج الذهب 2824، والفهرست لابن النديم 232، والأغاني 19/ 39- 52، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 99- 103، والموشّح 298، وحياة الحيوان 3/ 196، و 4/ 332، وتاريخ بغداد 7/ 90، 91 رقم 3526، ومعجم الأدباء 3/ 92، وأمالي المرتضى 2/ 97، والتشبيهات لابن أبي عون 102، 390، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 209، ولباب الآداب لابن منقذ 209، والتذكرة السعدية للعبيدي 139، 297، 329، وفوات الوفيات 1/ 146- 148، ووفيات الأعيان 4/ 74- 76 و 6/ 327، وخلاصة الذهب المسبوك 164.(18/189)
- حرف التاء-
112- تميم بن المنتصر بن تميم بن الصّلت [1]- د. ن. ق. - أبو عبد الله الهاشميّ مولى ابن عبّاس، أبو عبد الله الواسطيّ.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق، ومحمد بن يزيد الواسطيّ، وأبي هَمّام بن الزّبْرقان، ويزيد بن هارون، وطائفة.
وعنه: سِبْطاه: أسْلَم بن سهل الحافظ بَحْشَل، وخليل بن أبي دانة، ود. ن. [2] ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وجعفر الفِرْيابيّ، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمود بن محمد الواسطي، وآخرون.
وكان محدثا ثقة.
مات سنة أربع وأربعين [3] .
__________
[1] انظر عن (تميم بن المنتصر) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 144، وتاريخ الطبري 1/ 15، 16، 33، 42، 47، 51، 54، وتاريخ واسط لبحشل 233، 234، والجرح والتعديل 2/ 444، 445 رقم 1784، والثقات لابن حبّان 8/ 156، والمعجم المشتمل لابن عساكر 89 رقم 207، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 334- 336 رقم 807، والكاشف 1/ 114 رقم 684، والوافي بالوفيات 10/ 409 رقم 4915، وتهذيب التهذيب 1/ 514، 515 رقم 514، وتقريب التهذيب 1/ 113 رقم 15، وخلاصة تذهيب التهذيب 55.
[2] وقال: ثقة. (المعجم المشتمل 89) .
[3] المعجم المشتمل، وفيه: ولد سنة ست وسبعين ومائة.
وفي ثقات ابن حبّان: مات سنة خمس وأربعين ومائتين. (8/ 156) .(18/190)
- حرف الجيم-
113- جابر بن كردي الواسطي [1] .
عن: يزيد بْن هارون، [وسعيد [2] بْن] عامر الضُّبَعيّ.
وعنه: محمد بن جرير، وابن صاعد.
قال النسائي: لا بأس به [3] .
114- الجارود بن مُعَاذ السّلميّ التّرمذيّ [4]- ت. ن. - أبو معاذ، وأبو داود.
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي خالد الأحمر، والفضل بن موسى السِّينانيّ، والوليد بن مسلم، ووَكِيع، و ( ... ) [5] وطائفة.
وعنه: ت. ن.، وابنه محمد بن الجارود، ومحمد بن عليّ الحكيم التِّرْمِذيّ، وأحمد بن عليّ الأبّار، ومحمود بن محمد المَرْوَزِيّ، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (جابر بن كردي) في:
تاريخ بغداد 7/ 238، 239 رقم 3731، والمعجم المشتمل لابن عساكر 89 رقم 209، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 4597458 رقم 875، وتهذيب التهذيب 2/ 44، 45 رقم 71، وتقريب التهذيب 1/ 123 رقم 13، وخلاصة تذهيب التهذيب 59.
[2] في الأصل بياض، والإستدراك من: تاريخ بغداد.
[3] تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (الجارود بن معاذ) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 299 رقم 370، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 125، والثقات لابن حبّان 8/ 166 وفيه قال محقّقه بالحاشية (2) : «لم نظفر به» ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 89 رقم 210، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 476- 478 رقم 883، والكاشف 1/ 123 رقم 751، وتهذيب التهذيب 2/ 53 رقم 80، وتقريب التهذيب 1/ 124 رقم 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 60.
[5] في الأصل بياض، ولا يمكن الاستدراك على وجه الدّقّة لكثرة الشيوخ الذين سمعهم وروى عنهم.(18/191)
قال النَّسائيّ: ثقة [1] .
قال ابن عساكر [2] : مات سنة أربع وأربعين.
115- جبارة بن المغلّس [3]- ق. - أبو محمد الحمّانيّ الكوفيّ.
عن: شبيب بن شبّة، وأبي بكر النَّهْشَليّ، وأبي شَيْبة إبراهيم بن عثمان العبْسيّ، وعبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر، وعُبَيْد بن وسيم الجمّال، وقيس بن الربيع، وأبي عَوَانَة، وطائفة.
وعنه: ق.، وابن أخيه أحمد بن الصّلت الحِمّانيّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحسين بن إدريس الهَرَويّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومطين، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، والحَسَن بن سُفْيان، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، والحسين بن بحر البَيْرُوذِيّ، وعَبْدان، وطائفة.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جبارة فأنكر بعضها وقال: هذه موضوعة [4] .
__________
[1] المعجم المشتمل 210، وقال ابن حبّان في «الثقات» : «مستقيم الحديث» .
[2] المعجم المشتمل 210.
[3] انظر عن (جبارة بن المغلّس) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 415، والعلل لأحمد 1/ 159، 160، والعلل ومعرفة الرجال، له برواية ابنه عبد الله، رقم 1090 والتاريخ الصغير للبخاريّ 234، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 206، 207 رقم 256، والجرح والتعديل 2/ 550 رقم 2284، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 221، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 602، 603، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 169 رقم 116، والسابق واللاحق للخطيب 297 رقم 155، وتاريخ جرجان للسهمي 408، والأنساب لابن السمعاني 4/ 211، والمعجم المشتمل لابن عساكر 90 رقم 211، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 165 رقم 635، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 489- 493 رقم 891، والمغني في الضعفاء 1/ 127 رقم 1087، وميزان الاعتدال 1/ 387 رقم 1433، والكاشف 1/ 123 رقم 757، وسير أعلام النبلاء 11/ 150، 151 رقم 57، والعبر 1/ 435، والوافي بالوفيات 11/ 43 رقم 81، وتهذيب التهذيب 2/ 57- 59 رقم 88، وتقريب التهذيب 1/ 124 رقم 29، والنجوم الزاهرة 2/ 306، وخلاصة تذهيب التهذيب 65، وشذرات الذهب 2/ 98، والمغني في ضبط أسماء الرجال للهندي 56 وفيه «المفلس» ، بالفاء، وهو تحريف.
[4] العلل لأحمد 1/ 159، والعلل ومعرفة الرجال، له، رقم 1090 والضعفاء الكبير للعقيليّ(18/192)
وقال البخاريّ [1] : مضطّرب الحديث.
وقال أبو مَعين الحسين بن الحَسَن الرّازيّ عن ابن مَعِين: كذّاب [2] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: ما هو ممّن يكذب. كان يوضع له الحديث فيُحدّث به [3] .
قال البخاريّ: مات بالكوفة سنة إحدى وأربعين [4] .
وقال مُوسَى بْن هارون: وقد قارب الأربعين [5] .
116- الجرّاح بن عبد الله بن الفَرَج التُّجَيْبيّ [6] .
مولاهم المصريّ.
سمع من: ابن وهْب مع يونس بن عبد الأعلى.
قَالَ ابن يونس: تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ.
__________
[ () ] 1/ 206، 207.
[1] في تاريخه الصغير 234، والكامل لابن عديّ 2/ 602.
[2] الجرح والتعديل 2/ 550.
[3] الجرح والتعديل 2/ 550 وزاد: «وما كان عندي ممّن يتعمّد الكذب» .
[4] وقع في التاريخ الصغير للبخاريّ 234: «توفي جبارة بن مغلّس بالكوفة في سنة إحدى ومائتين.! وهذا وهم.
[5] وقال ابن سعد في «الطبقات» : وهو يضعّف.
وقال ابن أبي حاتم الرازيّ: كان أبو زرعة حدّث عنه في أول أمره وكناه، قال: حدّثنا أبو محمد الحمّاني. ثم ترك حديثه بعد ذلك فلم يقرأ علينا حديثه.
وقال ابن أبي حاتم أيضا: سألت أبي عن جبارة فقال: هو على يدي عدل مثل القاسم بن أبي شيبة. (الجرح والتعديل 2/ 550) .
وقال ابن حبّان: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، أفسده يحيى الحمّاني حتى بطل الاحتجاج بأحاديثه المستقيمة لما شابها من الأشياء المستفيضة عنه التي لا أصول لها، فخرج بها عن حدّ التعديل إلى الجرح. (المجروحون 1/ 221) .
وقال الحضرميّ: سألت ابن نمير عن جبارة فقال: هو صدوق.
وقال ابن عديّ: ولجبارة أحاديث يرويها عن قوم ثقات، وفي بعض حديثه ما لا يتابعه أحد عليه غير أنه كان لا يتعمّد الكذب إنما كانت غفلة فيه، وحديثه مضطرب كما ذكره البخاري. (الكامل 2/ 602 و 603) .
[6] انظر عن (الجرّاح بن عبد الله) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 593.(18/193)
117- الجرّاح بن مَخْلَد العِجْليّ البصْريّ القزّاز [1]- ت. - عن: مُعّاذ بن هشام، ورَوْح بن عُبَادة، وأبي داود الطَّيالِسيّ، ووهْب بن جرير، وسَلْم بن قُتَيْبَة، وجماعة.
وعنه: ت.، وأبو داود في كتاب القَدر، والبخاريّ في «التاريخ» ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبو عروبة، وعبدان، وآخرون.
وكان ثقة [2] .
118- جعفر المتوكّل على الله [3] .
__________
[1] انظر عن (الجراح بن مخلد) في:
الجرح والتعديل 2/ 514 رقم 2180، والثقات لابن حبّان 8/ 164، والمعجم المشتمل لابن عساكر 90 رقم 212، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 515- 517 رقم 909، والكاشف 1/ 125 رقم 773، وتهذيب التهذيب 2/ 66 رقم 107، وتقريب التهذيب 1/ 126 رقم 47، وخلاصة تذهيب التهذيب 61.
[2] ذكره ابن حبّان في الثقات. وقد مات قريبا من سنة خمسين ومائتين. (تهذيب الكمال 4/ 517) .
[3] انظر عن (جعفر الخليفة المتوكل) في:
المعارف لابن قتيبة 393، وتاريخ اليعقوبي 2/ 478، 479، 484- 492، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 209، والبرصان والعرجان للجاحظ 48، 208، وتاريخ الطبري 9/ 20، 108، 112، 123، 154- 235، 237، 245- 249، 252، 255، 256، 262، 266، 278، 279، 289، 349، 354، 357، 391، 394، 395، 407، 439، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 390، وتاريخ بغداد 7/ 165- 172 رقم 3612، ومقاتل الطالبين 509، 510، 512، 515، 519، 530، 532، 539، 558، 577، 588، 593، 597، 598، 599، 602، 603، 608، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 120- 122، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 115- 120، 123، 129، 160، والعقد الفريد 1/ 269، 321 و 2/ 131، 164، 452 و 3/ 288، 310 و 4/ 165 و 5/ 122، 406 و 6/ 284، 400، 402، 404، والهفوات النادرة للصابي (انظر فهرس الأعلام) 424، 425، وتحسين القبيح للثعالبي 109، وخاص الخاص 51، وثمار القلوب 60، 69، 85، 86، 166، 167، 178، 190، 191، 513، 521، وربيع الأبرار 4/ 14، 18، 33، 70، 99، 133، 152، 220، 239، 241، 254، 322، 358، 423، والبدور المسفرة في نعت الأديرة لابن محمود 30، 33، والعيون والحدائق 3/ 409، 535- 557، 562، 565، ومعجم ما استعجم 5817580، وتاريخ حلب للعظيميّ 47، 89، 112، 115، 137، ولطف التدبير للإسكافي 62، 84- 86، والجليس الصالح للجريري 2/ 217، 218 و 3/ 177، وبدائع البدائه لابن ظافر 79، 96،(18/194)
أمير المؤمنين أبو الفضل بْن المعتصم باللَّه أَبِي إِسْحَاق محمد بْن هارون الرشيد القرشي العبّاسيّ البغداديّ.
__________
[ () ] 111، 112، 150، 291، 293، 336، 340، 341، 343، 344، والفرج بعد الشدّة للتنوخي (انظر فهرس الأعلام) 5/ 214، ونشوار المحاضرة، له 1/ 17، 18، 78، 82، 144، 255، 264، 265، 301 و 2/ 9، 15، 19، 120، 234، 241 و 4/ 55، 83، 134، 277 و 5/ 184، 205، 214، 227، 230، 237، و 6/ 10، 14، 16، 34، 52، 64، 66، 101، 104، 105، 132، 146، 169، 193، 194، 200، 234، 256 و 7/ 146، 245 و 8/ 12- 16، 43، 51، 52، 56، 57، 80، 136، 197، 246، 247، 249، والتنبيه والإشراف 313، 314، ومروج الذهب 32، 491، 498، 770، 1345، 2787، 2872- 2978، 2979، 2981، 2990- 2992، 2995- 2997، 3023، 3076- 3078، 3080، 3091، 3092، 3129، 3154، 3257- 3259، 3310، 3363، 3456، 3618، 3626، 3651، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 468، والجامع الكبير لابن الأثير 213، وتاريخ الزمان لابن العبري 37- 40، 42، وتاريخ مختصر الدول، له 142- 146، وأمالي المرتضى 1/ 146، 178، 194، 197، 199، 299- 301، والأذكياء لابن الجوزي 82، 134، 139، وأخبار الحمقى والمغفّلين، له 108، وأخبار النساء لابن قيّم الجوزيّة 183، 184، والكامل في التاريخ 7/ 33- 42 و 47- 52 و 70- 88 و 91- 105 وانظر فهرس الأعلام 13/ 308، وفتوح البلدان 6، 38، 55، 140، 173، 176، 187، 201، 203، 364، 365، 396، 405، والخراج وصناعة الكتابة لقدامة 260، 311، 316، 328، 335، 350، 351، 353، 369، 381، والمنازل والديار لابن منقذ 1/ 23 و 2/ 310، وتحفة الوزراء 43، 72، 116، 121، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 126، 128، 135، 136، 138- 140، 144، 145، 158، والفخري في الآداب السلطانية 6، 22، 30، 149، 234، 238، 240، 243، 251، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (انظر فهرس الأعلام) 334، ووفيات الأعيان 1/ 350- 356 وانظر فهرس الأعلام 8/ 194، والروض المعطار للحميري 17، 112، 177، 253، 300، 301، 345، 450، 476، 591، 599، 630، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 209799، 239- 241، 380، 532، 533، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 314، 368، 373، 386، 400، 446، 447، 518، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 223، 52، ودول الإسلام 1/ 149، وسير أعلام النبلاء 12/ 30- 41 رقم 7، والعبر 1/ 449، وفوات الوفيات 1/ 209- 292، والبداية والنهاية 10/ 310 و 349- 352، والعقد الثمين 3/ 431، 432، والنجوم الزاهرة 2/ 275 وما بعدها، و 324، وتاريخ الخلفاء 346- 356، وشذرات الذهب 2/ 114- 116، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 153، 154، 157، ومرآة الجنان 2/ 154، والبداية والنهاية 10/ 349- 352، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، وتاريخ ابن الوردي 1/ 228، وتاريخ الخميس 2/ 378، ومآثر الإنافة 1/ 228- 236، والإشارات للهروي 39، 72، وذم الهوى لابن الجوزي 268، 269، والكشكول للعاملي 219، وآثار الأول في ترتيب الدول للعباسي 181، 199، 250، 251، وأخبار الدول وآثار الأول للقرماني 159- 161.(18/195)
وُلِدَ سنة خمسٍ ومائتين، وبُويع فِي ذي الحجّة سنة اثنتين وثلاثين بعد الواثق. وقيل: بل وُلِدَ سنة سبْعٍ ومائتين.
حكي عن: أبيه، ويحيى بْن أكثم.
وعنه: علي بن الجهم الشاعر، وغيره.
وكان أسمر، مليح العينين، نحيف الجسم، خفيف العارضين، إلى القصر أقرب [1] . وأمه أمّ ولد اسمها: شُجاع.
قال خليفة [2] : استخلف المتوكّل، فأظهر السنة، وعمل بها فِي مجلسه، وكتب إلى الآفاق برفع المحنة وإظهار السنة وَبَسَطَها ونصر أهلها، يعني محنة خلْق القرآن. وقد قدِم دمشق فِي صفر سنة أربعٍ وأربعين وعزم على المُقام بها وأعجبته، ونقل دواوين المُلْك إليها. وأمر بالبناء بها. وأمر للأتراك بما أرضاهم من الأموال، وبنى قصرا كبيرًا بدَارَيّا من جهة المِزَّة.
قال عليّ بْن الْجَهْم: كانت للمتوكّل جُمّة إلى شحمة أُذُنَيه كأبيه وعمّه.
وقال ابن أبي الدّنيا: أمّ المتوكّل أم ولد اسمُها شجاع [3] .
وقال الفَسَويّ: بُويع له لستٍّ بقين من ذي الحجّة. خرج من دمشق المتوكّل بعد إقامة شهرين وأيّام، ورجع إلى سامرّاء دار ملكه على طريق الفُرات، وعرّج من الأنبار.
وقيل: إنّ إسرائيل بْن زكريّا الطبيب نعتَ له دمشق، وأنها توافق مزاجَه وتُذْهِبُ عَنْهُ العِلَل التي تَعْرِض له فِي الصَّيْف بالعراق.
وقال خليفة: حجّ المتوكّل بالنّاس قبل الخلافة فِي سنة سبْعٍ وعشرين.
وكان إبراهيم بْن محمد التيَّمِيُّ قاضي البصرة يقول: الخلفاء ثلاثة:
أبو بكر الصديق يوم الردة، وعمر بن عبد العزيز فِي ردّ مظالم بني أُميّة، والمتوكّل
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 172.
[2] قول خليفة ليس في تاريخه المطبوع.
[3] تاريخ بغداد 7/ 166.(18/196)
فِي مَحْو البِدَع وإظهار السنة [1] .
وقال يزيد بْن محمد المهلَّبيّ: قال لي المتوكّل: يا مُهَلَّبيّ، إنّ الخلفاء كانت تتصعَّب على النّاس ليطيعوهم، وأنا ألين لهم ليحبّوني ويُطيعوني [2] .
وحكى الأعسم أنّ عليّ بْن الْجَهْم دخل على المتوكّل وبيده دِرَّتان يقلِّبهما، فأنشده قصيدةً له يقول فِيها:
وإذا مررت ببئر عُروة ... فاسْقني من مائها
قال: فَدَحَا إليَّ بالدرّة، فقلَّبتها، فقال: تستنقص بها! وهي والله خيرٌ من مائة ألف.
قلت: لا والله، ولكنّي فكّرت فِي أبياتٍ أعملها آخذ بها الأخرى.
فقال: قُلْ.
فقلت:
بِسُرّ مَن رَأَى إمامٌ [3] عدْلٌ ... تغرف من بحره البحارُ
يُرْجَى ويُخْشَى لكلّ خَطْب ... كأنّه جنّةٌ ونارُ
المُلْكُ فِيهِ وفي بنيه [4] ... ما اختلف اللّيل والنهارُ
يداه فِي الْجُود صرّتان [5] ... عليه كِلتاهما تغارُ
لم تأتِ منه اليمينُ شيئًا ... إلا أتت مثلَها اليسارُ
[قال: فدحا التي فِي يساره] [6] وقال: خُذْها، لَا بارَكَ اللَّه لك فِيها.
قَالَ الخطيب أبو بَكْر [7] : ورُويت هذه [الأبيات] للبُحْتَريّ فِي المتوكّل.
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 170.
[2] تاريخ بغداد 7/ 166، الإنباء في تاريخ الخلفاء 117، تاريخ الخلفاء للسيوطي 352.
[3] في تاريخ بغداد 7/ 167: «أمير» .
[4] في تاريخ بغداد: «أبيه» .
[5] في تاريخ بغداد: «درّتان» .
[6] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ بغداد 7/ 167.
[7] في تاريخه 7/ 167 والإستدراك منه.(18/197)
وعن مروان بْن أبي الْجَنُوب أنّه مدح المتوكّل، فأمر له بمائة ألفٍ وعشرين ألفًا، وبخمسين ثوبًا [1] .
وقال علي بْن الْجَهْم: كان المتوكّل مشغوفًا بقبيحةٍ لا يصبر عَنْها، فوقفت له يومًا وقد كَتَبَتْ على خدّها بالغالية [2] «جَعْفَر» . فتأمّلها ثُمَّ أنشأ يقول:
وكاتبةٍ فِي الخد بالمِسْك جعفرًا ... بنفسي مَحَطُّ المِسْكِ من حيثُ أثَّرا
لَئِنْ أَوْدَعَتْ [سطرًا من المِسْك خ] [3]- دّها ... لقد أَوْدَعَتْ قلبي من الحبّ [أَسْطُرا] [4]
قد ورد عن المتوكّل شيء من [الحديث] [5] .
ويقال: إنّه سلَّم عليه بالخلافة ثمانيةٌ كلّ واحدٍ منهم أَبُوهُ خليفة:
مَنْصُورٌ بْن المهديّ، والعبّاس بْن الهادي، وأبو أحمد بْن الرشيد، وعبد اللَّه بْن الأمين، وموسى بْن المأمون، وأحمد بْن المعتصم، ومحمد بْن الواثق، وابنه المنتصر ابن المتوكّل [6] .
وكان جوادًا ممدحًا، ويقال: ما أعطى خليفةٌ شاعرًا ما أعطى المتوكّل.
وفيه يقول مروان بن أبي الجنوب:
فأمْسِك نَدَى كفّيك عنّي ولا تزِد ... فقد خِفْت أن أطغى وأن أتجبّرا
فقال: لا أُمْسِك حَتَّى يُغرقك جُودي [7] .
وقد بايع بولاية العهد ولَده المنتصر، ثُمَّ إنّه أراد أن يعزله ويولّي المعتزّ أخاه لمحبّته لأمّه قبيحة، فسأل المنتصر أن ينزل عن العهد، فأبى. وكان يحضره
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 154 في ترجمة «مروان بن أبي الجنوب» رقم 7132.
[2] الغالية: نوع من الطيّب، مركّب من مسك وعنبر ودهن.
[3] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: الأغاني.
[4] البيتان في: الأغاني 19/ 311 باختلاف بعض الألفاظ، وهو ينسبهما إلى فضل الشاعرة، والبداية والنهاية 10/ 351، وسير أعلام النبلاء 13/ 33، والنجوم الزاهرة 2/ 325، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 350.
[5] في الأصل بياض.
[6] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 115، 116.
[7] تاريخ بغداد 13/ 154.(18/198)
مجالس العامّة، ويحطّ منزلته ويتهدّده، ويشتمه ويتوعَّده.
واتّفق أن التُّرْك انحرفوا عن المتوكّل لكونه صادَر وصِيفًا وبُغا، وجرت أمور، فاتّفق الأتراك مع المنتصر على قتل أَبِيهِ. فدخل عليه خمسةٌ فِي جوف اللّيل وهو فِي مجلس لَهْوه فِي خامس شوّال، فقتلوه سنة سبَعٍ وأربعين [1] .
وورد أنّ بعضهم رآه فِي النّومِ، فَقَالَ لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟
قَالَ: غفر لي بقليل من السنة أَحْيَيَتُها [2] .
وقد كان المتوكّل منهمكًا فِي اللَّذّات والشُّرْب، فلعلّه رُحِمَ بالسنة، ولم يصحّ عَنْهُ النَّصْب [3] .
قال المسعوديّ [4] : ثنا ابن عَرَفَة النَّحْويّ، ثنا المبرّد قال: قال المتوكّل لأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُوسَى بْن جَعْفَر الصّادق: ما يقول ولدُ أبيك فِي الْعَبَّاس؟ قال: ما تقولُ يا أمير المؤمنين فِي رجل فرض الله طاعة نبيه على خلقه، وافترض طاعته على نبيّه. وكان قد سُعي بأبي الْحَسَن إلى المتوكًل، وإنّ فِي منزله سلاحًا وكتبًا من أهل قُمّ، ومِن نيّته التَّوَثُّب. فكبس بيته ليلا، فوُجِد فِي بيتٍ عليه مدرّعة صوف، متوجّه إلى ربّه يقوم بآيات. فَأُخِذ كهيئته إلى المتوكل وهو يشرب، فأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس فقال: ما خامر لحمي ودمي قطّ، فاعفِني منه.
فأعفاه وقال: أنشِدْني شِعْرًا. فأنشده.
باتوا على قُلَل الأجبالَ تحرسهم ... غُلْبُ الرجال ولم تنفعهم القلل [5]
الأبيات [6] .
__________
[1] انظر: سير أعلام النبلاء 12/ 38.
[2] تاريخ بغداد 7/ 170.
[3] النّصب: من النواصب، وهو اصطلاح يطلق على المتعصّبين على الإمام عليّ، ويقال للواحد:
ناصبيّ. أي من ينتصب لعداوة الإمام علي وشيعته.
[4] في مروج الذهب 4/ 93.
[5] البيت في مروج الذهب 4/ 94 وفيه: «فما أغنتهم القلل» .
[6] انظر الأبيات في: مروج الذهب.(18/199)
فبكى للَّه المتوكّل طويلا، وأمَر برفع الشّراب، وقال: يا أَبَا الْحَسَن لقد ليَّنت هنا قلوبًا قاسية. أعليك دَيْنٌ؟
قال: نعم، أربعة آلاف دينار.
فأمَر له بها وردّه مكرَّمًا [1] . وحكى المسعوديّ [2] أنّ بُغا الصّغير دعا بباغِر التُّركيّ، وكان باغر أهوج مِقْدامًا، فكلَّمه واختبره فِي أشياء، فوجده مُسارِعًا إليها، فقال: يا باغر هذا المنتصر قد صحّ عندي أنّه عامِلٌ على قتْلي، وأريد أن تقتله، فكيف قلبك؟
ففكّر طويلا ثُمَّ قال: هذا لا شيء، كيف نقتله وأبوه، يعني المتوكّل، باقٍ، إذا يقتلكم أَبُوهُ.
قال: فما الرأي عندك؟
قال: نبدأ بالأب.
قال: ويْحك، وتفعل؟
قال: نعم، وهو الصّواب.
قال: انظر ما تقول.
وردّد عليه، فوجده ثابتًا، ثُمَّ قال له: فادخل أنت على أثري فإن قتلتُه وإلا فاقتُلْني وضَعْ سيفَك عليَّ وقُلْ: أراد أن يقتل مولاه.
فتمّ التّدبير لبُغا فِي قتل المتوكّل.
حدَّث البُحْتُريّ قال: اجتمعنا فِي مجلس المتوكّل، فَذُكِر له سيف هِنْديّ، فبعث إلى اليمن فاشْتُرَى له بعشرة آلاف وأُتي به فأعجبه، ثُمَّ قال للفتح: ابغِني غلامًا أدفع إليه هذا السّيف لا يفارقْني به.
فأقبل باغر التُّرْكيّ، فقال الفتح بْن خاقان: هذا موصوف بالشّجاعة والبسالة فدفع المتوكّل إليه السِّيف وزاد في أرزاقه، فو الله ما انتضى ذلك السّيف إلى ليلة ضَرَبَه بها باغر. فلقد رَأَيْت من المتوكّل فِي اللّيلة الّتي قتل فيها عجبا.
__________
[1] مروج الذهب 4/ 93، 94.
[2] في مروج الذهب 4/ 117.(18/200)
تذاكَرْنا الكِبْر، فأخذ يذمُّه ويتبرّأ منه. ثُمَّ سجد وعفَّر وجهه بالتّراب، ونثر من التّراب على رأسه ولِحْيَته وقال: إنّما أَنَا عَبْدٌ.
فتطيّرت له من التّراب. ثُمَّ جلس للشُّرْب، وعمل فِيهِ النّبيذ، وَغَنَّى صوتًا أعجبّه فبكى، فتطيّرت من بكائه. فإنّا فِي ذلك إذ بَعَثَتْ إليه قبيحة بخلُعة استَعْمَلَتْها له دُرَاعة حمراء خَزّ، ومُطْرَف خَزّ، فلبِسها، ثُمَّ [جذب المطرف فخرقه من طرفه إلى طرفه و] [1] قلعه وقال: اذهبوا به ليكون كَفَني.
فقلت: إنّا للَّه، انقضت [والله المدّة، وسكر المتوكّل] [2] سكرًا شديدًا، ومضى من اللّيل ثلاثُ ساعات، إذ أقبلَ [باغر ومعه عشرة نفر من الأتراك] [3] تبرق أسيافهم فهجموا علينا، وقصدوا المتوكّل. وصعِد منهم واحدٌ إلى السّرير، فصاح الفتح: ويلكم مولاكم. وتهارب الغلْمان والْجُلَساء والنُّدَماء على وجوههم، وبقي الفتح وحده، فما رَأَيْت أقوى نَفْسًا منه، بقي يمانعهم، فسمعتُ صيحة المتوكّل وقد ضربه باغَر بالسّيف المذكور على عاتقه، فَقَدَّه إلى خاصِرته، وضربه آخرٌ بالسّيف، فأخرجه من ظهره، وهو صابر لا يزول، ثُمَّ طرح نفسه على المتوكّل، فماتا، فلُفّا فِي بساطٍ، [وطُرِحا ناحية، فلم يزالا فِي ليلتهما [4]] وعامّة النهار، ثُمَّ دُفِنا معًا.
وكان بُغا الصغير قد استوحش من المتوكّل لكلامٍ لَحِقَه منه. وكان المنتصر يتألف الأتراك لا سيّما مَن يبعده أَبُوهُ [5] .
قال المسعوديّ [6] : ونُقِل فِي قِتْلته غير ما ذكرنا.
قال [7] : وأنفق المتوكّل على الهارونيّ والْجَوْسَق والْجَعْفَريّ [8] أكثر من مائتي ألف ألف درهم.
__________
[1] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته معتمدا على: مروج الذهب 4/ 120 بتصرّف.
[2] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: مروج الذهب.
[3] في الأصل بياض، والمستدرك من: مروج الذهب.
[4] في الأصل بياض، والمستدرك من: مروج الذهب 4/ 121.
[5] الخبر في: مروج الذهب 4/ 118- 121.
[6] في المروج 4/ 121.
[7] في المروج 4/ 122.
[8] أسماء قصوره.(18/201)
ويقال: إنه كان له أربعة آلاف سَرِيّة وطئ الجميع، ومات وفي بيت المال أربعة آلاف ألف دينار، وسبعة آلاف ألف دِرهم. ولا يُعلمُ أحدٌ متقدّم فِي جِدٍّ أو هَزْل إلا وقد حظي بدولته، ووصل إليه نصيب وافرٌ مِن المال [1] .
ذكر محمد بْن أبي عَوْن قال: حضرت مجلس المتوكّل وعنده محمد بْن عبد الله بْن طاهر، فغمز المتوكّل مملوكًا مليحًا أن يسقى الْحُسَيْن بْن الضّحّاك الخليع كأسًا ويحييه بتُفّاحة عنبر. ففعل، فأنشأ الخليع يقول:
وكالدّرّة البيضاء حَيَّا بعنبر ... من الورد يَسْعَى فِي قرائط [2] كالوردِ
له عَبَثاتٌ عند كلّ تحيّة ... بعينيه تستدعي الخَليَّ إلى الوجْدِ
تمّنيتُ أن أُسْقَى بكفّيه شُرْبةً ... تُذَكّرُني ما قد نسِيتُ من العهد
سقى اللَّه دَهْرًا لم أبِتْ فِيهِ ساعةً ... من الدَّهْرِ إلا من حبيبٍ على وعدِ
فقال المتوكل: أحسنت والله، يعطى لكل بيت ألف دينار [3] .
ولما قتل رثته الشعراء، فمن ذلك قول يزيد المهلبي:
جاءت مَنيته والعينُ هاجعة ... هلا أَتَتْهُ المَنَايا والقنا قِصَدُ
خليفة لم يَنَلْ ما ناله أحدٌ ... ولم يُصَغْ مثله روحٌ ولا جَسَدٌ [4] .
قال علي بْن الجهم: أهدى ابن طاهر إلى المتوكل وصائف عدّة فيها «محبوبة» ، وكانت عالمة بصنوف من العلم عوادة، فحلت من المتوكل محلا يفوق الوصف. فلما قتل ضمت إلى بغا الكبير، فدخلت عليه يوما للمنادمة، فأمر بهتك الستر، وأمر القيان، فأقبلن يرفلن فِي الحلى والحلل. وأقبلت «محبوبة» فِي ثياب بيض، فجلست منكسرة، فقال: غنّ. فاعتلّت. فأقسم عليها. وأمر بالعود فوضع فِي حجرها، فغنت ارتجالا على العود:
أيّ [عيش] [5] عيلذّ لي ... لا أرى فيه جعفرا
__________
[1] مروج الذهب 4/ 122، 123.
[2] في المروج: «قراطق» .
[3] مروج الذهب 4/ 123.
[4] مروج الذهب 4/ 124.
[5] في الأصل بياض استدركته من: مروج الذهب.(18/202)
ملِك قد [رَأَيُتُه] [1] ... فِي نجيعٍ معُفرا
كل من كان ذا خبال ... وسقم فقد برا
غير مح [بوبة التي ... لو ترى] [2] الموتُ يُشترا
لاشترته بما حَوَتْهُ [يداها لتُقْبرا] [3] فغضب وأمر بها فسحبت، فكان آخر العهد بها [4] .
وبويع المنتصر باللَّه ابن المتوكل صبيحتئذ بالقصر الجعفري، وسنه ثلاث وعشرون سنة.
119- الجمّاز [5] .
اسمه محمد بن عَمْرو الشّاعر النّديم. من أهل البصْرة.
عُمِّر دهرا، وكان يقول: أَنَا أسنُّ من أبي نُوَاس [6] .
طلبه المتوكلّ، فلمّا حضر قال: إني أريد أن استبرئك.
فقال: بحَيْضةٍ يا أمير المؤمنين أم بحَيْضَتَين؟
ثُمَّ عبث به ابن خاقان، فقال: إنّ أميرَ المؤمنين قد عزم على أن يولّيك جزيرةَ القرود.
قال: أَفَعَلَيْكَ سمعٌ وطاعة؟ [7] .
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] في الأصل بياض.
[3] في الأصل بياض، والإستدراك من: مروج الذهب 4/ 126.
[4] مروج الذهب 4/ 127.
[5] انظر عن (الجمّاز) في:
تاريخ الطبري 9/ 189 وفيه «محمد بن سلام المكاري» ، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 9 ب، رقم (181) حسب ترقيمي لنسختي المصوّرة، وفيه:
«محمد بن عبد الله الجمّاز» ، ونشوار المحاضرة للتنوخي 5/ 272 و 6/ 102، وتاريخ بغداد 3/ 125، 126 رقم 1143، وخاص الخاص للثعالبي 31، 32، 39، 58، وثمار القلوب 107، 202، 404، 582، والأنساب لابن السمعاني 3/ 291، 292، والأذكياء لابن الجوزي 134، 141، 152، واللباب 1/ 290، والكامل في التاريخ 7/ 10، ووفيات الأعيان 2/ 351 و 4/ 124 و 7/ 70.
[6] تاريخ بغداد 3/ 125.
[7] تاريخ بغداد 3/ 126.(18/203)
ومرَّ مع رفيقٍ له المغرب، فرآهما إمامٌ فشرعَ يقيم الصّلاة، فقال: اصبر، أما نَهْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ تلّقي الْجَلب [1] .
وحضر عند أمير سِماطًا، فبقي يحوّل إليه زبادي فارغة وناقصة فقال: أيّها الأمير نَحْنُ اليومُ عصبة ربّما فضل لنا شيء، وربّما حوّله أهل السّهام [2] .
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 126.
[2] تاريخ بغداد 3/ 125، 126.(18/204)
- حرف الحاء-
120- الحارث بن أسد المُحَاسِبيّ [1] .
أبو عبد الله البغداديّ الصّوفيّ الزّاهد، العارف، صاحب المصنَّفات في أحوال القوم.
روى عن: يزيد بن هارون، وغيره.
وعنه: أبو العبّاس بن مسروق، وأحمد بن القاسم أخو أبي اللَّيْث، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصُّوفيّ، والْجُنيد رحمه الله، وإسماعيل بن إسحاق السّرّاج، وأبو عليّ بن خيْران الفقيه واسمه حسين.
__________
[1] انظر عن (الحارث بن أسد المحاسبي) في:
أدب القاضي للماوردي 1/ 483، 484، وتاريخ بغداد 8/ 211- 216 رقم 4330، والزهد الكبير للبيهقي 149 رقم 312، وذمّ الهوى لابن الجوزي 54، والأنساب لابن السمعاني 11/ 151، واللباب لابن الأثير 3/ 171، والكامل في التاريخ 7/ 84، ووفيات الأعيان 1/ 373 و 2/ 57، 58 و 7/ 313، وحلية الأولياء 10/ 73- 110، والوفيات لابن قنفذ 178 رقم 243، وتهذيب الكمال للمزّي 5/ 208- 212 رقم 1007 وذكره للتمييز، والفهرست لابن النديم 236، وطبقات الصوفية للسلمي 56- 60، والرسالة القشيرية 12، وصفة الصفوة لابن الجوزي 2/ 367- 369، رقم 270، وسير أعلام النبلاء 12/ 110، ودول الإسلام 1/ 147، والعبر 1/ 440، وميزان الاعتدال 1/ 430، 431، رقم 1606، والوافي بالوفيات رقم 377، 11/ 257، 258، ومرآة الجنان لليافعي 2/ 142، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 37- 41، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 26، وتهذيب التهذيب رقم 226، 2/ 134- 136، وتقريب التهذيب 1/ 139 رقم 18، والنجوم الزاهرة 2/ 316، وحسن المحاضرة 1/ 292، وخلاصة تذهيب التهذيب 67، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 64، وشذرات الذهب 1/ 103، والكواكب الدرّية 1/ 218، 219، ومرآة الجنان 2/ 142، 143، والبداية والنهاية 10/ 345، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 175- 177، والمختصر في أخبار البشر 2/ 40، وتاريخ ابن الوردي 1/ 227، 228، والإشارات للهروي 74، وآثار البلاد وأخبار العباد 322، والأعلام 2/ 153، ومعجم المؤلفين 3/ 174.(18/205)
قال الخطيب [1] : وله كُتُب كثيرة فِي الزُّهد، وأُصُول الدّيانة، والرّدّ على المعتزلة والرّافضة.
قال الْجُنَيْد: مات والدُ الحارث يوم مات، وإنّ الحارث لَمُحْتَاجٌ إلى دانِق، وخلّف مالا كثيرًا، فما أخذ منه الحارث حبّة وقال: أهلُ ملَّتين لا يتوارثان. وكان أَبُوهُ واقفيّا [2] ، يعني يقف في القرآن لا يقول: مخلوق، ولا غير مخلوق.
وقال أبو الْحَسَن بْن مُقْسِم: سمعت أَبَا عليّ بْن خيران الفقيه يقول: رَأَيْت الحارث بْن أسد بباب الطّاق متعلّقا بأبيه، والنّاس قد اجتمعوا عليه يقول له:
طلّق أمي، فإنّك على دينٍ وهي على غيره [3] .
وقال أبو نُعَيّم [4] : أنبأنا الخُلْديّ: سمعتُ الْجُنَيْد يقول: كان الحارث يجيء إلى منزلنا فيقول: اخرج معنا نُصْحِر [5] .
فأقول: تُخْرجني من عُزْلتي وأمْني على نفسي إلى الطُّرُقات والآفات ورؤية الشَّهَوات؟
فيقول: أخرج معي ولا خوف عليك.
فأخرج معه. فكأنّ الطريق فارغ من كلّ شيء، لا نرى شيئًا نكرهه. فإذا حصلتُ معه فِي المكان الَّذِي يجلس فِيهِ يقول: سَلْني.
فأقول: ما عندي سؤال.
__________
[1] في: تاريخ بغداد 8/ 211، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 37.
[2] حلية الأولياء 8/ 75، الرسالة القشيرية 12، تاريخ بغداد 8/ 214، ووفيات الأعيان 2/ 57، تهذيب الكمال 5/ 209، صفة الصفوة 2/ 368، 369، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 38 وفيه: كان أبوه رافضيا.
[3] حلية الأولياء 10/ 75، تاريخ بغداد 8/ 214، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 38، تهذيب الكمال 5/ 209.
[4] في حلية الأولياء 10/ 74.
[5] نصحر: أي نخرج إلى الصحراء.(18/206)
ثُمَّ تَنْثَالُ عليَّ السؤالات، فأسأله فيجيبني للوقت، ثُمَّ يمضي فيعملها كُتُبًا [1] .
وكان يقول لي: كم تقول عُزْلتي أُنسي، لو أنّ نصف الخلق تقرّبوا منّي ما وجدتُ بهم أُنْسًا، ولو أنّ النّصف الآخر نأى عنّي ما استوحشت لبُعْدِهم [2] .
واجتاز بي الحارث يومًا، وكان كثير الضّرّ، فرأيتُ على وجهه زيادة الضّرّ من الجوع. فقلت: يا عمُّ، لو دخَلْتَ إلينا؟
قال: أوَ تَفعَل؟
قلت: نعم، وتَسُرّني بذلك.
فدخلتُ بين يديه، وعمدت إلى بيت عمّي، وكان لا يخلو من أطْعِمة فاخرة، فجئت بأنواع من الطّعام، فأخذ لُقْمةً، فرأيته يلوكها ولا يَزْدَرِدها. فوثب وخرج وما كلَّمني. فلمّا كان من الغد لقيته فقلت: يا عمّ، سَرَرْتني، ثُمَّ نَغّصتَ عليّ. قال: يا بُنيّ أمّا الفاقة فكانت شديدة، وقد اجتهدتُ أن أنال من الطّعام، ولكن بيني وبين اللَّه علامة، إذا لم يكن الطّعام رَضيّا ارتفع إلى أنفي منه زَفْرة [3] ، فلم تقبلْه نفسي، فقد رميت بتلك اللُّقْمة فِي دِهْليزكم [4] .
وقال ابن مسروق: قال حارث المحاسبيّ: لكلّ شيء جوهر، وجوهر الإنسان العقل، وجوهر العقل التَّوفيق [5] .
قال: وسمعت الحارث يقول: ثلاثة أشياء عزيزة: حُسن الوجه مع الصيانة، وحُسن الخَلْق مع الدّيانة، وحسن الإخاء مع الأمانة [6] .
__________
[1] تهذيب الكمال 5/ 210.
[2] حلية الأولياء 10/ 74، تاريخ بغداد 8/ 213، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 37، 38، تهذيب الكمال 5/ 210، صفوة الصفوة 2/ 368.
[3] في تهذيب الكمال 5/ 211: «زفورة» .
[4] حلية الأولياء 10/ 74، 75، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 38، صفة الصفوة 2/ 368.
[5] تاريخ بغداد 8/ 213، تهذيب الكمال 5/ 211، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 41 وفيه:
«الوجوه العقل الصبر والعمل بحركات القلوب في مطالعات الغيوب أشرف من العمل بحركات الجوارح» ، وفي وفيات الأعيان 2/ 58: «وحسن القول مع الأمانة، وحسن الإخاء الوفاء» ، واللمع للطوسي 246، وانظر: طبقات الصوفية للسلمي 59 رقم 14.
[6] حلية الأولياء 10/ 75، تاريخ بغداد 8/ 212، تهذيب الكمال 5/ 212، صفة الصفوة 2/ 367،(18/207)
ومن كلامه: تَرْكُ الدُّنيا مع ذِكرها صفة الزّاهدين. وتَرْكها مع نسيانها صفة العارفين [1] .
وقد كان الحارث كبير الشّأن قليل المِثْل، لكنّه دخل في شيء يسير من الكلام، فنقموه عليه.
قال أحمد بْن إسحاق الصِبْغيّ الفقيه: سمعت إسماعيل بْن إسحاق السّرّاج يقول: قال لي أحمد بْن حنبل: يبلغني أنّ الحارث هذا يُكِثر الكَوْن عندك، فلو أحضرتَه منزلَكَ وأجلستني من حيث لا يراني، فأَسْمَع كلامَهُ.
فقصدت الحارث، وسألته أن يحضرنا تلك اللّيلة، وأن يُحضِر أصحابَه.
فقال: فيهم كثرة، فلا تُزِدْهم على الكُسْبِ والتَّمر.
فأتيت أَبَا عبد الله فأعلمته، فحضر إلى غرفةٍ واجتهد فِي وِرْده، وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا، ثُمَّ صلُّوا العتمة، ولم يصلُّوا بعدها، وقعدوا بين يدي الحارث لا ينطقون إلى قرب نصف اللّيل. ثُمَّ ابتدأ رَجُل منهم، فسأل عن مسألة، فأخذ الحارث فِي الكلام، وأصحابه يستمعون وكأنّ على رءوسهم الطَّير، فمنهم مَن يبكي، ومنهم مَن يحنّ، ومنهم من يَزعق، وهو فِي كلامه.
فصعدتُ الغرفة لأتعرَّف حال أبي عبد الله، فوجدته قد بكى حَتَّى غُشِي عليه، فانصرفتُ إليهم. ولم تزل تلك حالهم حَتَّى أصبحوا [فقاموا وتفرّقوا] [2] ، فصعدت [إلى أَبِي عبد الله وهو متغيّر الحال، فقلت: كيف رَأَيْت هؤلاء يا أَبَا عبد الله؟ فقال: ما أعلم] [3] أنّي رَأَيْت مثل هؤلاء القوم، ولا سمعت فِي علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل، ومع هذا فلا أرى لك صُحْبتهم. ثُمَّ قام وخرج.
رواها أبو عبد الله الحاكم، عن الصِبْغيّ. [4] .
وقال سَعِيد بْن عمرو البَرْدعيّ: شهدتُ أبا زرعة، وسئل عن الحارث
__________
[ () ] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 41.
[1] الزهد الكبير للبيهقي 149 رقم 312، تاريخ بغداد 8/ 213، تهذيب الكمال 5/ 211.
[2] في الأصل بياض، والإستدراك من: تاريخ بغداد 8/ 215.
[3] في الأصل بياض، والإستدراك من تاريخ بغداد.
[4] تاريخ بغداد 8/ 214، 215، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 39، 40.(18/208)
المُحَاسبيّ وكُتُبه، فقالَّ: إيّاك وهذه الكُتُب، هذه كُتُب بِدَعٍ وضَلالات. عليك بالأثر، فإنّك تجد فِيهِ ما يُغْنيك عن هذه الكُتُب.
قيل له: هذه الكُتْب عِبْرة.
قال: مَن لم يكن له فِي كتاب اللَّه عِبْرة، فليس له فِي هذه الكُتُب عِبْرة.
بَلَغَكم أنّ مالكًا، والثَّوريّ، والأوزاعيّ، صنَّفوا هذه الكُتُب فِي الخطرات والوساوس؟ ما أسرع النّاس للبِدَع [1] .
وقال أبو سَعِيد بْن الأعرابيّ فِي «طبقات النُّسّاك» : كان الحارث قد كتب الحديث وتفقّه، وعرف مذاهب النُّسّاك وآثارهم وأخبارهم. وكان من العلم بموضع، لولا أنّه تكلَّم فِي مسألة اللَّفْظ ومسألة الْإِيمَان، صحِبَه جماعة، وكان الْحَسَن المسوحيّ مِن أسنِّهم [2] .
وقال أبو القاسم النَّصْراباذيّ: بَلَغَني أنّ الحارث تكلَّم فِي شيءٍ من الكلام، فهجَره أحمد بْن حنبل، فاختفى فِي دارٍ ببغداد ومات فيها. ولم يُصَلِّ عليه إلا أربعةُ نَفَر. ومات سنة ثلاثٍ وأربعين [3] .
قال الْحُسَيْن بْن عبد الله الخِرَقيّ: سَأَلت المَرُّوذيّ عن ما أنكَر أبو عبد الله على المُحَاسبيّ فقال: قلت لأبي عبد الله: قد خرج المُحاسبيّ إلى الكوفة فكتب الحديث وقال: أَنَا أتوب مِن جميع ما أنكر عليّ أبو عبد الله.
فقال: ليس لحارث توبة. يشهدون عليه بالشّيء ويجحد، إنّما التَّوبة لمن اعترف. فأمّا من شُهِد عليه وجَحَد فليس له توبة.
ثُمَّ قال: احذروا عن حارث بالآفة إلا ( ... ) [4] .
فقلت: إنّ أَبَا بَكْر بْن حَمَّاد قال لي إنّ الحارث مرَّ به ومعه أبو حفص الخصّاف.
قال: فقلت له: يا أَبَا عبد الله، تقول إنّ كلام الله بصوت.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 215 وفيه زيادة.
[2] تاريخ بغداد 8/ 215، 216، وفيات الأعيان 2/ 58.
[3] تاريخ بغداد 8/ 215، 216، وانظر: وفيات الأعيان 2/ 58.
[4] بياض في الأصل مقدار كلمة لم أتبيّنها.(18/209)
فقال لأبي حفص: أجِبْه.
فقال أبو حفص: مَتَى قلت بصوتٍ احتجتَ أن تقول بكذا وكذا.
فقلت للحارث: إيش تقول أنت؟
قال: قد أجابك أبو حفص.
فقال: أبو عبد الله أحمد بْن حنبل: أَنَا من اليوم أُحذّر عن حارث.
حَدَّثَنَي الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ صَوْتَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ.
قلت: وبعد هذا فرحِم اللَّه الحارث، وأين مثل الحارث؟
- الحارث بْن أسد الهْمداني الْمَصْرِيّ.
يأتي فِي الطبقة الآتية.
121- الحارث بن أسد بن عبد الله [1] .
قاضي سِنْجار.
روى عن: مروان بن محمد.
وعنه: إبراهيم بن رحمون، وطلحة بن بكر السّنْجاريّان.
ذكره شيخنا المزّي للتمييز [2] ، ولا أعلم متى كان.
وقد مر:
- الحارث بْن أسد العَتَكيّ فِي عشَرٍ ومائتين.
- والحارث بْن أسد الإفريقيّ الفقيه صاحب مالك، سنة ثمانٍ ومائتين.
122- الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف [3]- د. ن. -
__________
[1] انظر عن (الحارث بن أسد السنجاري) في:
تهذيب الكمال للمزّي 5/ 212، 213 رقم 1008، وتهذيب التهذيب 2/ 136، رقم 227، وتقريب التهذيب 1/ 139 رقم 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 67.
[2] في: تهذيب الكمال 5/ 212.
[3] انظر عن (الحارث بن مسكين) في:(18/210)
قاضي الدّيار المصرية أبو عَمْرو الفقيه، مولى زبّان بن عبد العزيز بن مروان الأُمويّ.
سأل اللَّيْث بن سعد عن مسألة، وتفقَّه بابن وهْب، وابن القاسم، وروى عنهما.
وعن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأشهب، ويوسف بن [عَمْرو] [1] الفارسيّ، وبشر بن عمر الزّهرانيّ، وجماعة.
وعنه: د. ن.، وابنه أحمد بن الحارث، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى المَوْصِليّ، وعليّ بن الحَسَن بن قُديد، ومحمد بن زبّان بن حبيب، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن يونس السّمْنانيّ، وآخرون.
سُئِل عنه أحمد بن حنبل فقال فيه قولا جميلا [2] .
وقال ابن معين: لا بأس به [3] .
__________
[ () ] التاريخ الصغير للبخاريّ 537، وعمل اليوم والليلة للنسائي 307 رقم 394، والمراسيل لأبي داود، رقم 441، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 232، 233، 238، 240، 244، 326، والجرح والتعديل 3/ 90 رقم 419، والولاة والقضاة للكندي 8، 334، 379، 382، 391، 450، 463، 467، 475، 502، 504، 506، 507، 533، والثقات لابن حبّان 8/ 182، وتاريخ بغداد 8/ 216- 218 رقم 4331، وطبقات الفقهاء للشيرازي 154، وترتيب المدارك للقاضي عياض 3/ 569، والمعجم المشتمل لابن عساكر 93 رقم 225، والكامل في التاريخ 7/ 136، ووفيات الأعيان 2/ 56، 57 و 4/ 131، وتهذيب الكمال للمزّي 5/ 281- 285 رقم 1044، وسير أعلام النبلاء 12/ 54- 58، وتذكرة الحفاظ 2/ 514، والعبر 1/ 455، والكاشف 1/ 140، 141 رقم 884، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 909، ودول الإسلام 1/ 150، والبداية والنهاية 11/ 7، والوافي بالوفيات 11/ 257 رقم 376، وقضاة قرطبة 2/ 331، وتاريخ قضاة الأندلس 24، والديباج المذهب 106، ورفع الإصر 167- 184، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 249، وتهذيب التهذيب 2/ 156- 158 رقم 273، وتقريب التهذيب 1/ 144 رقم 66، والنجوم الزاهرة 2/ 289، وطبقات الحفاظ 224، وحسن المحاضرة 1/ 308، 347 و 2/ 144، وشذرات الذهب 2/ 121، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 171، والأعلام 2/ 160، ومعجم المؤلّفين 3/ 176.
[1] في الأصل بياض، والإستدراك من: تهذيب الكمال 5/ 282.
[2] تاريخ بغداد 8/ 216، 217.
[3] تاريخ بغداد 8/ 217.(18/211)
ونقل عليّ بن الحسين بن حبّان، عن أبيه قال: قال أبو زكريّا: الحارثُ بْن مِسكين خيرٌ من أصْبغ بْن الفَرَج وأفضل [1] .
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون [2] .
وقال أبو بَكْر الخطيب [3] : كان فقيهًا ثبتًا، حمله المأمون إلى بغداد وسجنه فِي المحنة، فلم يُجِبْ. فلم يزل محبوسًا ببغداد إلى أن وليَ المتوكّل فأطلقه، فحدَّث ببغداد ورجع إلى مصر. وكتب إليه المتوكّل بقضاء مصر. فلم يزل يتولاه من سنة سبْعٍ وثلاثين إلى أن استعفى من القضاء، فَصُرِف عَنْهُ سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
قال بحر بْن نصر: عرفتُ الحارث أيّام ابن وهْب على طريقة زهادة وورع وصدق حَتَّى مات.
قلت: كان مع تبحُّره فِي العلم، قَوَّالا بالحق، عديم النّظير.
قال يوسف بْن يزيد القراطيسيّ: قدِم المأمون مصر وبها مَن يتظلَّم من إبراهيم بْن تميم، وأحمد بْن أسباط عاملَيْ مصر، فجلس الفضل بْن مروان فِي الجامع، واجتمع الأعيان: فأُحْضِر الحارث بْن مِسكين ليولِّي القضاء، فبينا الفضل يكلِّمه إذْ قال المتظلِّم: سَلْهُ أصلحكَ اللَّه عن ابن تميم وابن أسباط.
فقال: ليس لذا حضر.
قال: أصلحك اللَّه سَلْهُ.
فقال له الفضل: ما تقول فيهما؟
قال: ظالمين غاشمين.
فاضطرب المسجد، فقام الفضل فأعلم المأمون وقال: خفت على نفسي من ثورة النّاس مع الحارث.
فطلبَه المأمون، فابتدأه بالأمثال، ثُمَّ قال: ما تقول في هذين الرجلين.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 217 وفيه تتمة: «وأفضل من عبد الله بن صالح كاتب الليث، وكان أصبغ من أعلم خلق الله كلّهم برأي مالك، يعرفها مسأله مسألة، متى قالها مالك، ومن خالفه فيها» .
[2] تاريخ بغداد 8/ 217.
[3] في تاريخه 8/ 216.(18/212)
قال: ظالِمَيْن غاشِمَيْن.
قال: [هَلْ ظلماك] [1] بشيء؟
قال: لا.
[قال: فعاملتهما؟
قال: لا.
قال: فكيف] [2] شهدت عليهما؟
قال: كما شهدت [أنّك أمير المؤمنين] [3] ، ولم أرك إلا السّاعة.
قال: اخرج من هذه البلاد، وبعْ قليلك وكثيرك.
وحبسه في خيمة، ثمّ انحدر إلى البَشَرُود [4] فأحْدَرَه معه، فلمّا فتح البَشَرُود أحضر الحارث، ثُمَّ سأله عن المسألةِ الّتي سأله عَنْهَا بمصر، فردَّ الجواب بعينه.
قال: فما تقول فِي خروجنا هذا؟
قال: أخبرني ابن القاسم، عن مالك أنّ الرشيد كتب إليه يسأله عن قتالهم.
فقال: إنْ كانوا خرجوا عن ظُلْمٍ من السّلطان فلا يحلّ قتالهم، وإن كانوا إنّما شقّوا العَصَا فقِتالهم حلال.
فقال له: أنت تَيْس، ومالك أتَيْس منك. ارحل عن مصر.
فقال: يا أمير المؤمنين إلى الثُّغُور؟
قال: الحق بمدينة السّلام [5] .
وروي دَاوُد بْن أبي صالح الحرّانيّ، عن أبيه قال: لما أحضر الحارث
__________
[1] في الأصل بياض، استدركته من: سير أعلام النبلاء 12/ 56.
[2] في الأصل بياض، والإستدراك من: سير أعلام النبلاء.
[3] في الأصل بياض. والإستدراك من: سير أعلام النبلاء.
[4] البشرود: بفتح الباء والشين المعجمة، وضم الراء المهملة، وسكون الواو والدال المهملة: كورة من كور بطن الريف بمصر.
[5] سير أعلام النبلاء 12/ 56.(18/213)
مجلس المأمون جعل المأمون يقول: يا ساعي. يردِّدُها.
قال: يا أمير المؤمنين إن أذنتَ لي فِي الكلام تكلَّمت.
قال: تكلَّم.
قال: والله ما أَنَا بساعي، ولكنّي أُحْضِرْتُ فسمعتُ، وأطعتُ حين دُعيت، ثُمَّ سُئِلتُ عن أمرٍ فاستعفيتُ، فلم أُعْفَ ثلاثًا، فكان الحقُّ آثرُ عندي من غيره.
فقال المأمون: هذا رَجُلٌ أراد أن يُرفع له عَلَمٌ ببلده، خذه إليك [1] .
وقال أحمد بْن المؤدِّب: خرج المأمون وأخرج بالحارث سنة سبع عشرة ومائتين. وخرجت امْرَأَةُ الحارث فحجَّت وذهبت إليه إلى العراق [2] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: قال لي ابن أبي دُؤاد: يا أَبَا عبد الله لقد مكرَ حارثكم للَّه عزّ وجلّ وحَلَّ مقامَ الأنبياء.
وكان ابن أبي دُؤاد إذا ذكره أعظمه جدّا [3] .
قال القراطيسيّ: فأقام الحارث ببغداد ستّة عشرة سنة، وأطلقه الواثق فِي أخر أيّامه، فنزل إلى مصر [4] .
قال ابن قُدْيد: أتاه فِي سنة سبْعٍ وثلاثين كتاب ولاية القضاء وهو بالإسكندريّة فامتنع، فلم يزل به إخوانه حَتَّى قبِل وقدِم مصر. فجلس للحكم، وأخرج أصحاب أبي حنيفة، والشّافعيّ مِن المسجد وأمَرَ بنزع حُصْرهم من العُمد، وقطعَ عامّة المؤذّنين من الأذان، وأصلح سقف المسجد، وبنى السّقاية، ولا عن بين رَجُلٍ وامرأته، ومنَع النّداء على الجنائز، وضربَ الحدّ فِي سبّ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، وقتل ساحرين [5] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 56، 57.
[2] سير أعلام النبلاء 12/ 57.
[3] السير 12/ 57.
[4] السير 12/ 57.
[5] وقال الكندي: أمر الحارث بإخراج أصحاب أبي حنيفة من المسجد وأصحاب الشافعيّ، وأمر بنزع حصرهم، ومنع عامّة المؤذّنين من الأذان، ومنع قريشا والأنصار أن يدفع إليهم من طعمة رمضان شيء، وأمر بعمارة المسجد الجامع، وحفر خليج الإسكندرية، ونهى عن تفتيل(18/214)
رُوِيَ عن الْحَسَن بْن عبد العزيز الْجَرَويّ أن رجلا كان مُسْرفًا على نفسه، فمات، فرُئي فِي النّوم، فقال: إن اللَّه تعالى غفر لي بحضور الحارث بْن مسكين جنازتي، وإنه استشفع لي عند ربّي [1] .
وُلِد الحارث سنة أربعٍ وخمسين ومائة، وتُوُفّي لثلاثٍ بقين مِن ربيع الأول سنة خمسين [2] .
123- حامد بن المساور [3] الأصبهانيّ شاذة [4] .
مؤذن الجامع.
سمع: أزهر لسّمّان، وسليمان بن حرب.
وعنه: أحمد بن محمود بن صبيح، وغيره.
تُوُفّي سنة خمسين.
124- حامد بن يحيى بن هاني [5]- د. - أبو عبد الله البلخيّ، نزيل طرسوس.
__________
[ () ] المصايد، فأبيحت الناس، ومنع من النداء على الجنائز، وضرب فيه، ومنع القرّاء الذين في مسجد محمود وغيره الذين يقرءون القرآن بالألحان، وكشف أمر المصاحف التي بالمسجد الجامع وولّى عليها أمينا من قبله، وهو أوّل القضاة فعل ذلك، وترك تلقّي الولاة والسلام عليهم، ولا عن بين رجل وامرأته في الجامع، وضرب الحدّ في سبّ عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وتهدّد بالرجم، وقتل نصرانيا سبّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد أن جلده الحدّ، وأمر بضرب عنق رجلين نصرانيين شهد عنده أنهما ساحران. (الولاة والقضاة 469، 470) .
[1] تهذيب الكمال 5/ 285.
[2] الثقات، المعجم المشتمل.
[3] في الأصل «المسوّر» ، والتصويب من: ذكر أخبار أصبهان.
[4] انظر عن (حامد بن المساور) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 293، 293.
[5] انظر عن (حامد بن يحيى) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 234، وفيه «طرطوس» وهو تحريف، والمعرفة والتاريخ 1/ 296 و 3/ 171، 295، 296، 348، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 4، 28، 56، 57، 91، 118، والجرح والتعديل 3/ 301 رقم 1338، والثقات لابن حبّان 8/ 218، والمعجم المشتمل 13 رقم 227، وتهذيب الكمال 5/ 325- 327 رقم 1063، والكاشف 1/ 143 رقم 901، وتهذيب التهذيب 2/ 169، 170 رقم 306، وتقريب التهذيب 1/ 146 رقم 90، وخلاصة تذهيب التهذيب 70.(18/215)
عن: أيّوب بن النّجّار، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومروان الفَزَاريّ، وأبي النَّضْر، ومحمد بن مَعْن الغِفاريّ، وغيرهم.
وعنه: د.، وأحمد بن العبّاس بن الوليد بن مَزْيد البيروتيّ، وأحمد بن يحيى بن الوزير المصري، وجعفر الفريابي، ومحمد بن يزيد الدمشقي، وجماعة.
قال أبو حاتم [1] : صدوق [2] .
وقال مطين: توفي سنة اثنتين وأربعين [3] .
125- حجاج بن يوسف بن مروان الموصلي المقرئ.
وليس بابن الشاعر. ذاك يأتي في الطبقة الأخرى.
سمع: جَعْفَر بْن عون، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد.
وعنه: حسين بن عبد الحميد الموصلي.
ومات سنة خمس وأربعين.
126- حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران [4]- م. ق. ن. -
__________
[1] الجرح والتعديل 3/ 301.
[2] وذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 218 وقال: وكان ممن أفنى عمره بمجالسة ابن عيينة وكان من أعلم أهل زمانه بحديثه.
[3] التاريخ الصغير، الثقات، المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (حرملة بن يحيى) في:
التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 105، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 69 رقم 245، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 236، 645، 651، 659، و 2/ 217، 218 و 3/ 138، 320، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 143 و 2/ 202، والجرح والتعديل 3/ 274 رقم 1324، والولاة والقضاة للكندي 30، 123، 429، وولاة مصر، له 54، 145، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 863- 866، والفهرست لابن النديم 265، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 177 رقم 362، وأدب القاضي للماوردي 1/ 578، وطبقات الفقهاء للشيرازي 86، 89، والسابق واللاحق للخطيب 265 رقم 120، والإنتقاء لابن عبد البرّ 109، وتاريخ جرجان للسهمي 89، 143، 518، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 112 رقم 434، والمعجم المشتمل لابن عساكر 95 رقم 224، واللباب لابن الأثير 1/ 207، وفيه: «حرملة بن عمرو» . ومعجم البلدان 3/ 888 و 4/ 48، 782، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 2/ 9، 10، والأنساب لابن السمعاني 3/ 25، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/ 155، 156 رقم(18/216)
أبو حفص التّجيبيّ، مولى بني رُمَيلة المصريّ الحافظ، صاحب الشافعيّ.
كان مِن أروى الناس عن ابن وهْب.
وروى عن: الشّافعيّ، وأيّوب بْن سُوَيْد الرَّمْليّ، وبشر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ، وسعيد بن أبي مريم، وجماعة.
وعنه: م. ق. ون.، عن أحمد بن الهيثم، عنه، وحفيده أحمد بن طاهر، وأبو عبد الرحمن أحمد بن عثمان النَّسائيّ. وأبو يعقوب إسحاق بن موسى النَّيْسابوريّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن أحمد بن عثمان المَدِينيّ، ومحمد بن الحسن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وخلْق.
قال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ به [1] .
وقال عَبَّاس، عن يحيى بْن مَعِين [2] : قال: شيخٌ بمصر يقال له حَرْمَلَة، كان أعلَمَ النّاس بابن وهْب.
وقال ابن عديّ [3] : سَأَلت عبد الله بْن محمد بْن إبراهيم الفَرْهَاذاني فقال:
حَرْمَلَة ضعيف.
وقال أبو عُمَر الكِنْديّ [4] : كان فقيهًا، لم يكن بمصر أحد أكتب عن
__________
[ () ] 116، ووفيات الأعيان 2/ 64، 65 رقم 79، و 5/ 409 و 7/ 313، وملء العيبة للفهري 2/ 281، وتهذيب الكمال للمزّي 5/ 548- 552 رقم 1166، والعبر 1/ 440، وتذكرة الحفاظ 2/ 486، وميزان الاعتدال 1/ 472، 473 رقم 1783، والمغني في الضعفاء 1/ 153 رقم 1351، وسير أعلام النبلاء 11/ 389، 391 رقم 84، والكاشف 1/ 154 رقم 986، ومرآة الجنان 2/ 143، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 911، والوافي بالوفيات 11/ 334، والمستدرك على الصحيحين 1/ 159، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 57- 59، والبداية والنهاية 10/ 345، وتاريخ الخميس 2/ 378، وتهذيب التهذيب 2/ 229- 231 رقم 426، وتقريب التهذيب 1/ 158 رقم 203، وحسن المحاضرة 1/ 307، وطبقات الحفاظ 210، 211، والوفيات لابن قنفذ 178 رقم 243، وطبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي 17، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 22، وخلاصة تذهيب التهذيب 74، وشذرات الذهب 2/ 103، ولسان الميزان 6/ 226.
[1] الجرح والتعديل 3/ 274 وفيه: «يكتب حديثه ولا يحتجّ به» .
[2] في تاريخه برواية الدوري 2/ 105، وذكر عنه يحيى أشياء سمجة، وقال: وكان حرملة هذا بمصر حين دخلتها.
[3] في الكامل 2/ 863.
[4] لم أجد قوله في: الولاة والقضاة.(18/217)
ابن وهب منه.
وذلك لأنّ ابن وهْب أقام فِي منزلهم سنة وأشهر مُستخفيًا من عبّاد، إذْ طلبه ليولّيه القضاء بمصر.
أخبرني بذلك يحيى بْن أبي معاوية.
وأخبرني أبو سَلَمة، وأبو دُجَانَة قالا: سمعنا حرملة يقول: عادني ابن وهْب من الرَّمَد وقال: يا أَبَا حفص، إنّه لا يُعاد من الرَّمَد، ولكنّك من أهلي.
وعن أحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ قال: صنَّف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث، عند بعض [النّاس منها النصف- يعني نفسه وعند] [1] ، بعض الناس الكل، يعني حرملة.
وقال محمد بْن [مُوسَى: وحديث ابن وهْب كلّه عند حرملة] [2] ، إلا حديثين.
قال ابن عديّ [3] : [وقد تبحّرت] حديث حرملة وفتّشته الكثير، فلم أجد في حديثه ما يجب أن يُضَعَّف من أجله. ورجلٌ تَوَارَى ابنُ وهْب عندهم ويكون حديثه كلّه عنده، فليس ببعيدٍ أن يُغرب على غيره [4] .
وقال هارون بْن سَعِيد: سمعت أشهب ونظر إلى حرملة فقال: هذا خيرُ أهلِ المسجد.
وقال ابن يونس: وُلِد سنة ست وستين ومائة، ومات لتسع بقين من شوّال
__________
[1] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: الكامل لابن عديّ 2/ 864.
[2] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: الكامل لابن عديّ 2/ 864.
[3] في الكامل 2/ 866 والإستدراك منه.
[4] وفي الكامل تتمة: «من أصحاب ابن وهب كتب ونسخ وإفرادات ابن وهب، وأما حمل أحمد بن صالح عليه فإنّ أحمد سمع في كتبه من ابن وهب فأعطاه نصف سماعه ومنعه النصف، فتولّدت بينهما العداوة من هذا، فكان من يبدأ إذا دخل مصر بحرملة، لا يحدّثه أحمد بن صالح، وما رأينا أحدا جمع بينهما فكتب عنهما جميعا، ورأينا أنّ من عنده حرملة ليس عنده أحمد، ومن عنده أحمد ليس عنده حرملة. على أن حرملة مات سنة أربع وأربعين، ومات أحمد بن صالح سنة ثمان وأربعين» .(18/218)
سنة ثلاث وأربعين [1] .
قال: وكان أملى النّاس بما حدَّث به ابن وهْب.
قلت: لم يرحل حرملة، ولا عنده عن أحدٍ من الحجازيّين [2] .
127- الحسن بن أحمد بن أبي شُعيب عبد الله بن مسلم [3]- م. ت. - أبو مسلم الحرّانيّ مولى بني أُميّة. كان جدُّه مسلم مولى عُمَر بْن عَبْد العزيز.
رَوى عَنْ: جدَّه، ومحمد بن سلمة، ومسكين بن بكير.
وعنه: م. ت.، وأبو داود في «المراسيل» ، وابنه أبو شُعَيب عبد الله بن الحسن، والدَّارميّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، وأبو العباس السراج، ومحمد بن الحسين بن مُكْرَم، وآخرون.
وثّقة ابن حِبّان [4] ، وغيره [5] .
وقال موسى بن هارون: مات بِسُرّ من رأى سنة خمسين ومائتين [6] .
__________
[1] وبها أرّخه ابن عساكر في: المعجم المشتمل، وقال أيضا: ويقال سنة أربع وأربعين. ووقع في «الإنتقاء» لابن عبد البر 109 أنه مات سنة 266 هـ، وكذلك في: طبقات الشافعية لابن هداية الله 22.
[2] وقال الخليلي: ومسلم أكثر في صحيحه عن حرملة، عن ابن وهب، والبخاري لم يخرج عن حرملة شيئا لما يحكى عنه من المذهب. (الإرشاد 2/ 9) .
[3] انظر عن (الحسن بن أحمد بن أبي شعيب) في:
الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 104، وتاريخ واسط لبحشل 295، والمراسيل لأبي داود 358 رقم 523، والجرح والتعديل 3/ 2 رقم 4، والثقات لابن حبّان 8/ 174، 175، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 132 رقم 250، وتاريخ بغداد 7/ 266، 267 رقم 3749، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 85، 86 رقم 329، والمعجم المشتمل لابن عساكر 96 رقم 238، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 48- 51 رقم 1200، والكاشف 1/ 158 رقم 1016، وتهذيب التهذيب 2/ 254 رقم 468، وتقريب التهذيب 1/ 163 رقم 243، وخلاصة تذهيب التهذيب 76.
[4] في «الثقات» 8/ 174، 175 وقال: «كان راويا لمسكين بن بكير» .
[5] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق. (الجرح والتعديل 3/ 2) .
ووثّقه الخطيب البغدادي في تاريخه 7/ 266.
وقال علي بن الحسين بن علان الحرّاني الحافظ: ثقة مأمون. (تاريخ بغداد 7/ 266) .
[6] المعجم المشتمل، وقيل: مات سنة 252 أو نحوه. وقال البغوي: ومات محمود بن خداش في(18/219)
128- الحسن بن إسحاق [1]- خ. ن. - أبو عليّ اللّيثيّ مولاهم المَرْوَزِيّ الشّاعر حَسْنَوَيْه.
عن: النَّضْر بن شُمَيْل، ورَوْح بن عُبادة، وأبي عاصم، وجماعة.
وعنه: خ. ن.، وأبو الدَّرْداء عبد العزيز بن منيب، وعَبْدان الأهوازيّ.
قال النسائي [2] : شاعر ثقة.
وقال البخاري [3] : مات يوم النحر سنة إحدى وأربعين.
129- الحسن بن إسماعيل بن سليمان بن مجالد [4]- ن. - أبو سعيد الكلبيّ المجالديّ المصّيصيّ.
عن: إبراهيم بن سَعْد، وهُشَيْم، وفُضّيْل بن عِياض، وعبد الله بن إدريس، والمطَّلِب بن زياد، وجماعة.
وعنه: ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن هارون الحضْرميّ، وأبو يعلى الموصليّ.
__________
[ () ] سنة ستين في شعبان، وفيها مات أبو مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب بسامرّاء.
قال الخطيب: وهذا القول وهم، ولا أشكّ أنه من بعض النّقلة، لأنّ محمودا مات في سنة خمسين ومائتين، لا يختلف في ذلك. وقد ذكره جماعة من أهل العلم، (تاريخ بغداد 7/ 267) .
[1] انظر عن (الحسن بن إسحاق الليثي) في:
التاريخ الكبير 3/ 285، والتاريخ الصغير للبخاريّ 234، والثقات لابن حبّان 8/ 175، وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 205، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 155 رقم 194، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 83 رقم 312، والمعجم المشتمل لابن عساكر 97 رقم 239، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 55، 56 رقم 1202، والكاشف 1/ 158 رقم 1018، وتهذيب التهذيب 2/ 255 رقم 470، وتقريب التهذيب 1/ 163 رقم 245، وخلاصة تذهيب التهذيب 76، وشذرات الذهب 2/ 99.
[2] المعجم المشتمل 97.
[3] في تاريخه الصغير 234، وثقات ابن حبّان، والمعجم المشتمل.
[4] انظر عن (الحسن بن إسماعيل) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 569 رقم 10044، والثقات لابن حبّان 8/ 176، والمعجم المشتمل 97 رقم 240، وتهذيب الكمال 6/ 56- 58 رقم 1203، والكاشف 1/ 158 رقم 1203، وتهذيب التهذيب 2/ 255 رقم 471، وتقريب التهذيب 1/ 163 رقم 246، وخلاصة تذهيب التهذيب 76.(18/220)
قال النَّسائيّ [1] : ثقة [2] .
130- الحسن بن أيّوب المدائنيّ [3] .
عن: عبد الوهاب الثّقفيّ، وأبي عبد الصّمد العمّيّ.
وعنه: أبو عبد الله المَحَامِليّ.
131- الحسن بن بِشْر بن القاسم [4] .
أبو عليّ السُّلَميّ النّيسابوريّ الفقيه، قاضي نيسابور ومفتي أهل الرأي ببلده.
رحل وسمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، ووَكِيعا، وأبا معاوية.
ودخل الديار المصرية بعد ذلك فسمع من: عبد الله بن صالح، وسعيد بن عُفَير.
روى عنه: أَبُو يحيى البزاز، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن سُفْيان، وجماعة.
قال إبراهيم بْن محمد بن يزيد: سمعت الْحَسَن بْن بِشْر يذكر أحمد بْن حنبل فقال: لقد أعجبني مذهبه وحيّرني قوله للحديث.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين.
132- الحَسَن بن بكر المروزيّ [5]- ت. - أبو عليّ، نزيل مكة.
__________
[1] المعجم المشتمل 97 وزاد: «أمين» .
[2] وذكره ابن حِبان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .
[3] انظر عن (الحسن بن أيوب) في:
تاريخ بغداد 7/ 286، 287 رقم 3787.
[4] انظر عن (الحسن بن بشر) في:
المعرفة والتاريخ 3/ 361، وتهذيب التهذيب 2/ 256، 257 رقم 474 (ذكره للتمييز) ، وتقريب التهذيب 1/ 163 رقم 249.
[5] انظر عن (الحسن بن بكر) في:
الجرح والتعديل 3/ 3 رقم 11، والمعجم المشتمل لابن عساكر 97 رقم 242، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 62 رقم 1205، والكاشف 1/ 159 رقم 1021، وتهذيب التهذيب 2/ 257 رقم 475، وتقريب التهذيب 1/ 163 رقم 250، وخلاصة تذهيب التهذيب 76.(18/221)
عن: إسحاق بن منصور السَّلُوليّ، وَمُعَلَّى بن منصور، والنَّضْر بن شُمَيْل، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد.
وعنه: ت.، وأحمد بن محمد بن عبّاد الجوهريّ البغدادي، وزكريا بن يحيى المقدسي، وجماعة.
133- الحسن بن الجنيد البلخي ثم البغدادي [1] .
عن: عيسى بن يونس، ووكيع، وجماعة.
وعنه: ابن أبي الدنيا، وقاسم المطرز، وسعيد أخو زبير الحافظ.
توفي سنة سبع وأربعين.
134- الحسن بن حمّاد بن كسيب [2]- د. ن. ق. - أبو عليّ الحضرميّ البغداديّ، سجّادة.
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وعبد الرَّحْمَن المُحَاربيّ، ومحمد بن فُضَيْل، وحفص بن غِياث، وأبي خالد الأحمر، وعليّ بن هاشم بن البريد، وطائفة.
وعنه: د. ق.، ون. بواسطة، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسين الصُّوفيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وعليّ بن زاطِيا، وأبو لَبِيد السَّرْخسيّ، ويحيى بن صاعد، وخلق سواهم.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن الجنيد) في:
تاريخ الطبري 7/ 466، والجرح والتعديل 3/ 4 رقم 16، وتاريخ بغداد 7/ 292 رقم 3766، وتهذيب الكمال 6/ 356، 357 رقم 1301 (ذكره للتمييز) ، وتقريب التهذيب 1/ 174 رقم 350 وفيه «الحسين» بفتح الحاء.
[2] انظر عن (الحسن بن حمّاد سجّادة) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 234، وتاريخ الطبري 5/ 336 و 6/ 69، 546، والجرح والتعديل 3/ 9 رقم 32، والثقات لابن حبّان 8/ 175، 176، وتاريخ بغداد 7/ 295، 296 رقم 3802، وتاريخ جرجان للسهمي 47، والمعجم المشتمل لابن عساكر 97 رقم 243، ومعجم البلدان 1/ 534، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 129- 133 رقم 1219، والعبر 1/ 435، وسير أعلام النبلاء 11/ 392، 393 رقم 85، والكاشف 1/ 160 رقم 1031، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 912، والوافي بالوفيات 11/ 437، رقم 612، والنجوم الزاهرة 2/ 306، وتهذيب التهذيب 2/ 272 رقم 491، وتقريب التهذيب 1/ 165 رقم 267، وخلاصة تذهيب التهذيب 77، وشذرات الذهب 2/ 99.(18/222)
قال الْحَسَن بْن الصّبّاح البزّاز: قيل لأحمد بْن حنبل إنّ سجّادة سُئِل عن رَجُلٍ قال لامرأته: أنتِ طالق ثلاثًا إن كلَّمتُ زنديقًا، فكلم رجلا يقول القرآن مخلوق، فقال سجّادة: طلقت امرأته.
فقال أحمد: ما أبعد [1] .
وقال علي بْن فيروز: سَأَلت سجّادة عن رَجُلٍ حلف بالطّلاق لا يكلِّم كافرًا، فكلَّم مَن يقول القرآن مخلوق، قال: طلقت امرأته [2] .
وقال أبو عليّ عبد الرحمن بْن يحيى بن خاقان: سألت أحمد بن حنبل عن سجّادة فقال: صاحبُ سنة وما بلغني عَنْهُ إلا خير [3] .
أخبرونا عن الفتح، عن ابن أبي شَريك، أنّ ابن النَّقُّور أخبرهم، نا أبو القاسم ابن الوزير، أَنَا ابن صاعد، ثنا الْحَسَن بْن حَمَّاد سجّادة وعبد اللَّه بْن الوضّاح اللُّؤْلُؤيّ قالا: ثنا أبو مالك الْجَنْبيّ، فذكر حديثًا فِي الحدود. رَوَاهُ النَّسائيّ [4] ، عن عثمان بْن خُرّزَاد، عن سجّادة.
تُوُفّي في رجب سنة إحدى وأربعين [5] ، وكان مِن جِلّة العلماء ببغداد.
135- الحَسَن بن خَلَف بن شاذان بن زياد [6]- خ. -
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 296.
[2] تاريخ بغداد 7/ 295.
[3] تاريخ بغداد 7/ 296.
[4] في «المجتبى» 8/ 71 في حدود السرقة، باب: ما يكون حرزا وما لا يكون. وهو من طريق أبي مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ تَأْتِي قَوْمًا فَتَسْتَعِيرُ مِنْهُمُ الْحُلِيَّ ثُمَّ تُمْسِكُهُ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، لتتب: «لتبب هَذِهِ الْمَرْأَةُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ وَتَرُدُّ عَلَى النَّاسِ مَتَاعَهُمْ، قُمْ يَا فُلانُ فَاقْطَعْ يدها» .
[5] التاريخ الصغير، الثقات، تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.
[6] انظر عن (الحسن بن خلف) في:
الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 74، وتاريخ واسط لبحشل 174، 236، والثقات لابن حبّان 8/ 177، وتاريخ بغداد 7/ 305 رقم 3819، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 83 رقم 314، والمعجم المشتمل لابن عساكر 98 رقم 244، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 138- 140 رقم 1226، وميزان الاعتدال 1/ 486 رقم 1840 و 1/ 494 رقم 1861، والكاشف 1/ 161 رقم 1033، وتهذيب التهذيب 2/ 273، 274 رقم 499، وتقريب التهذيب 1/ 166 رقم 269، وخلاصة تذهيب التهذيب 78.(18/223)
أبو عليّ الواسطيّ البزّاز، وقد نُسِب إلى جدَّه.
حدَّث ببغداد عن: إسحاق الأزرق، ويحيى القطّان، وابن مهديّ، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، وأبي معاوية، وغيرهم.
وعنه: خ. حديثا، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وعلي بن العباس المقانعيّ، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن صاعد، والقاسم بن المَحَامِليّ، وآخرون.
وثقة الخطيب [1] ، وغيره.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين [2] .
136- الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير [3]- ن. ق. - أبو محمد التّيميّ المنكدريّ.
عن: [عبد الرّزاق] [4] ، وابن عُيَيْنَة، وأبي ضَمْرة، ومحمد بن أبي فُدَيك.
وعنه: ن. ق. [وأبو عَرُوبة] [5] الحرّانيّ، وزكريّا السّاجيّ، وابن صاعد، وأبو [حامد] [6] محمد بن هارون، وجماعة.
وقال محمد بن عبد الرحيم البزاز: جلس إلينا المنكدري، فسألته في أي سنة كتب عن المعتمر، فقال: في سنة كذا.
__________
[1] وقال: أخرج البخاري حديثه في كتاب الصحيح. (تاريخ بغداد 7/ 305) ، وذكره ابن حبّان في الثقات.
[2] تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (الحسن بن داود المنكدري) في:
الجرح والتعديل 3/ 12 رقم 39، والثقات لابن حبّان 8/ 177، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 745، 746، والمعجم المشتمل لابن عساكر 98 رقم 245، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 143- 145 رقم 1228، وميزان الاعتدال 1/ 486، 487 رقم 1841، والمغني في الضعفاء 1/ 158 رقم 1397، وميزان الاعتدال 1/ 486، 487 رقم 1841، والكاشف 1/ 161 رقم 1034، والعقد الثمين 4/ 80، وتهذيب التهذيب 2/ 274، 275 رقم 501، وتقريب التهذيب 1/ 166 رقم 271، وخلاصة تذهيب التهذيب 78.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: ميزان الاعتدال.
[5] في الأصل بياض، استدركته من: تهذيب الكمال.
[6] في الأصل بياض، استدركته من: تهذيب الكمال.(18/224)
فنظرنا فإذا هُوَ قد كتب عن المعتمر ابن خمسٍ سنين [1] .
قال البخاريّ: يتكلّمون فيه [2] .
وقال ابن عدي [3] : أرجو أنه لا بأس به.
وقال ابن حِبّان [4] : إنّه من الثّقات [5] .
قال البخاريّ [6] : مات سنة سبعٍ وأربعين.
137- الحَسَن بنُ رجاء بن أبي الضّحّاك [7] .
الأديب أبو عليّ الجرجرائيّ الكاتب البليغ والشّاعر المُفْلِق.
أخذ عن: أبي محلّمٍ، وبكر بن النّطّاح.
روى عنه المبرّد كثيرا.
قلّده المأمون كُوَر الجبل، وضمّ إليه الأمير أَبَا دُلَف.
قال الْحَسَن بْن رجاء: قال المأمون: النّاس على أربعة أقْسَام: زراعة، وصناعة، وتجارة، وإمارة، فمن خرج عن هذه الأشياء فهو كَلٌّ علينا.
قال المبرد: أنشدني ابن رجاء لنفسه:
قد يصبر الحُرُّ على السَّيْف ... ولا يرى [8] الصَّبرَ على الحيف
__________
[1] في تهذيب الكمال 6/ 144 «ابن خمسين سنة» ، وهذا وهم، وما أثبتناه يتفق مع بقية المصادر، انظر: ميزان الاعتدال، وتهذيب التهذيب، وغيره.
[2] الكامل لابن عديّ 2/ 745.
[3] في الكامل 2/ 746.
[4] ذكره في ثقاته (8/ 177) .
[5] وقال النسائي: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .
[6] الكامل 2/ 745، الثقات، وفيه أنه مات قبل الموسم.
[7] انظر عن (الحسن بن رجاء) في:
تاريخ الطبري 9/ 111، ومروج الذهب 2838، والفهرست لابن النديم 236، وديوان أبي تمّام 1/ 407، والأغاني 7/ 196، 197 و 22/ 538، 539، والكامل في الأدب للمبرّد 266، 561، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 175- 179، والهفوات النادرة 185، وأخبار البحتري 30، 66، وإعتاب الكتّاب رقم 46، وأخبار أبي تمّام 166- 172، ووفيات الأعيان 2/ 167، 168، والوافي بالوفيات 12/ 9- 11 رقم 8.
[8] في تهذيب تاريخ دمشق: «ويأنف الصبر» .(18/225)
ويُؤثرُ الموتَ على حالةٍ ... يَعْجَزُ فيها عن قرى الضّيف [1]
قيل: كان ابن رجاء جوادا شاعرًا، يذهب بنفسه، ويُفْرط فِي الصَّلَف.
مات على حرب فارس وغيرها سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.
138- الحَسَن بن زُرَيْق [2] .
أبو عليّ الطُّهَويّ.
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة.
وعنه: موسى بن إسحاق الأنصاريّ [3] ، ومُطَيِّن، ويعقوب الفَسَويّ، وعبد الله بن ريعان البَجَليّ.
محلُّه الصدق [4] .
139- الحَسَن بن شبيب بن راشد [5] .
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 176.
[2] انظر عن (الحسن بن زريق) في:
الجرح والتعديل 3/ 15 رقم 52، والمجروحين لابن حبّان 1/ 240، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 748، وفيه «رزيق» بتقديم الراء، وهو غلط، والإكمال لابن ماكولا 4/ 57، والأنساب لابن السمعاني 8/ 279، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 202 رقم 820، وميزان الاعتدال 1/ 491 رقم 1848، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 315، ولسان الميزان 2/ 207، 208 رقم 924 وفيه «رزيق» بتقديم الراء، وهو غلط.
[3] وهو قال: ذهبت أنا والمطيّن إليه فكتبنا عنه. (الجرح والتعديل 3/ 15) .
[4] وقال ابن حبّان: شيخ يروي عن ابن عيينة المقلوبات تجب مجانبة حديثه على الأحوال، روى عن ابن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «يا أبا عمير ما فعل النغير» .
حدّثناه زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة، ثنا الحسن بن زريق الطهوي، ثنا ابن عيينة. ما روى هذا الخبر الزهري ولا ابن عيينة قط، والمتن صحيح، والإسناد مقلوب. (المجروحون 1/ 240) .
وقال ابن عديّ: حدّث عن ابن عيينة، وأبي بكر بن عيّاش، وغيرهما بأشياء لا يأتي بها غيره.
وذكر ابن عديّ حديث «النّغير» ، وقال: ولم أر له أنكر من حديث ابن عيينة، عن الزهري، عن أن الّذي ذكرته، فلا أدري وهم فيه أو أخطأ أو تعمّد، وسائر أحاديثه مقدار ما رواه مستقيمة.
(الكامل 2/ 748) .
[5] انظر عن (الحسن بن شبيب) في:
الجرح والتعديل 3/ 18 رقم 67، والثقات لابن حبّان 8/ 172، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 742، 743، وتاريخ بغداد 7/ 328، 329 رقم 3843، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 203 رقم 825، والمغني في الضعفاء 1/ 160 رقم 1413، وميزان الاعتدال(18/226)
أبو عليّ البغداديّ المؤدب.
عن: شَرِيك بن عبد الله، وهُشَيْم، وخَلَف بن خليفة، وأبي يوسف القاضي.
وعنه: أبو يَعْلَى المَوْصِليّ، والهَيْثَم بن خَلَف، ويحيى بن صاعد، والقاضي المَحَامِليّ، وآخرون.
قال ابن عديّ [1] : حدَّث بالبواطيل، وأوصل أحاديث مرسلة.
وقال الدّار الدَّارَقُطْنيّ [2] : ليس بالقويّ، وهو إخباريّ يُعْتَبَر به [3] .
140- الحسن بن شجاع بن رجاء [4]- ت. - أبو عليّ البلخيّ الحافظ، أحد الأئّمة.
سمع: مكّيّ بن إبراهيم، وعُبَيْد الله بن موسى، وأبا نُعَيْم، ومحمد بن الصَّلْت، وأبا مُسْهِر، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن يحيى النَّيْسابوريّ، وأبا الوليد، وخلقا بالشّام، والعراق، وخراسان، ومصر، والنّواحي.
__________
[ () ] 1/ 495، 496 رقم 1864، والكشف الحثيث 134 رقم 213، والوافي بالوفيات 12/ 55 رقم 42، ولسان الميزان 2/ 213 رقم 944.
[1] في الكامل 2/ 742.
[2] في تاريخ بغداد 7/ 329.
[3] وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: ربّما أغرب.
وقال ابن عديّ: «وأرى أحاديثه قلّ ما يتابع عليه» . (الكامل 2/ 743) .
وقال أبو بكر بن المقرئ: وكتب عنه جماعة أصحابنا، وكان يوثّق. (تاريخ بغداد 7/ 328) .
[4] انظر عن (الحسن بن شجاع) في) الثقات لابن حبّان 8/ 178، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 168 رقم 212، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 84 رقم 323، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 188، والمعجم المشتمل لابن عساكر 98، 99 رقم 248، ومعجم البلدان 1/ 714 و 4/ 441، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 172 رقم 1236، والعبر 1/ 442، والكشف 1/ 162 رقم 1042، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 12/ 187- 190 رقم 66، وتذكرة الحفاظ 2/ 542، والوافي بالوفيات 12/ 53، 54 رقم 40، وتهذيب التهذيب 2/ 282- 284 رقم 577، وتقريب التهذيب 1/ 167 رقم 282، وطبقات الحفاظ 238، وخلاصة تذهيب التهذيب 2/ 282- 284 رقم 577، وطبقات الحفاظ 238، وخلاصة تذهيب التهذيب 78، وشذرات الذهب 2/ 104، ومشايخ بلخ من الحنفية 1/ 65، 66 رقم 44.(18/227)
ومات كهلا.
رَوَى عَنْهُ: أبو زُرْعة الرّازيّ، والبخاريّ وهو رفيقه. وقد روى فِي «الصّحيح» [1] فقال: ثنا الْحَسَن بْن إسماعيل بْن الخليل، فقيل إنّه هُوَ.
وروى التِّرْمِذيّ [2] ، عن رَجُلٍ، عَنْهُ، وأحمد بْن عليّ الأبّار، ومحمد بْن إسحاق الثّقفيّ، ومحمد بْن زكريّا البَلْخيّ.
قال الْحَسَن بْن حَمَّاد الصَّغانيّ: سمعت قُتَيْبَةَ يقول: فُرسان خُراسان أربعة، فَذَكر هذا، والبخاريّ، والدّارميّ، وزكريّا بْن يحيى اللُّؤلُؤيّ [3] .
رواها أيضًا نصر بْن زكريّا، عن قُتَيْبَةَ [4] .
وكان الْحَسَن بْن شجاع إمامًا عارفًا بالأبواب لا يُجارى.
قال محمد بْن عُمَر بْن الأشعث البَيْكَنْديّ: سمعتُ عبد الله بْن أحمد بْن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: انتهى الحفظ إلى أربعة من خُراسان: أبو زُرْعة، والبخاريّ، وعبد اللَّه بْن عبد الرحمن السَّمَرْقَنْديّ، والحَسَن بْن شجاع البلْخيّ [5] .
قال البَيْكَنْديّ: فقلتُ لمحمد بْن عَقِيل: لِمَ لَمْ يشتهر الْحَسَن كما اشتهر هؤلاء؟
قال: لأنّه لم يُمَتّع بالعُمْر [6] .
وقال محمد بن جعفر البلْخيّ: مات لنصف شوّال سنة أربعٍ وأربعين [7] وله إخْوة: محمد، وهو أكبرهم، وأبو رجاء أحمد، وأبو شيخ [8] ، رحمهم اللَّه.
وعاش الحسن تسعا وأربعين سنة.
__________
[1] في تفسير سورة الزّمر. (الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 84) .
[2] في الجامع الصحيح، في تفسير سورة الزمر. رقم الحديث (3240) .
[3] تهذيب الكمال 6/ 173.
[4] المصدر نفسه.
[5] تهذيب الكمال 6/ 174.
[6] المصدر نفسه.
[7] المعجم المشتمل.
[8] تهذيب الكمال 6/ 175.(18/228)
قلت: وَهِمَ من قال تُوَفّي سنة ستٍّ وستّين ومائتين [1] .
141- الحَسَن بن الصّبّاح بن محمد [2]- خ. د. ت. - أبو عليّ الواسطيّ، ثمّ البغداديّ البزّار، أحد الأئّمة.
عن: إسحاق الأزرق، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومبشّر بن إسماعيل، وأبي معاوية، وشَبابة بن سَوّار، ومَعْن بن عيسى، وشُعَيب بن حرب، وحَجّاج الأعور، وخلْق.
وعنه: خ. د. ت.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يَعْلَى، والفِرْيابيّ، والحَسَن بن سُفْيان، وعمر بن بحر، وابن صاعد، وخلْق آخرهم المَحَامِليّ.
قال أبو حاتم: صدوق. وكانت له جلالة عجيبة ببغداد. كان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويُجِلّه [3] .
وقال ابن الإمام أحمد، عن أبيه: ما يأتي على ابن البزّار يومٌ إلا وهو يعمل خيرًا. ولقد كُنَّا نختلف إلى فُلان، فكنّا نقعد نتذاكر إلى خروج الشّيخ، وابن البزّار قائم يصلّي [4] .
__________
[1] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «من أصحاب الحديث من أكثر الرحلة والمكتب والحفظ والمذاكرة» . (8/ 178) .
[2] انظر عن (الحسن بن الصبّاح) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 295 رقم 2522، والتاريخ الصغير، له 237، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 74، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 789 و 3/ 393، والجرح والتعديل 3/ 19 رقم 71، والثقات لابن حبّان 8/ 176، ومروج الذهب 3068، وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 199، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 158 رقم 199، وتاريخ بغداد 7/ 330- 332 رقم 3845، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 53 رقم 316، وطبقات الحنابلة 1/ 133- 135 رقم 165، والمعجم المشتمل 99 رقم 250، وتهذيب الكمال 6/ 191- 195 رقم 1239، والعبر 1/ 453، والمغني في الضعفاء 1/ 161 رقم 1418، والكاشف 1/ 162 رقم 1045، وميزان الاعتدال 1/ 499، 500 رقم 1871، ودول الإسلام 1/ 150، وسير أعلام النبلاء 12/ 192- 195 رقم 69، ومرآة الجنان 2/ 155، والبداية والنهاية 11/ 4، والوافي بالوفيات 12/ 60 رقم 46، وتاريخ الخميس 2/ 379، وتهذيب التهذيب 2/ 289، 290 رقم 518، وتقريب التهذيب 1/ 167 رقم 285، وهدي الساري 397، وطبقات الحفاظ 207، وخلاصة تذهيب التهذيب 78، 79، وشذرات الذهب 2/ 119.
[3] الجرح والتعديل 3/ 19.
[4] تاريخ بغداد 7/ 331.(18/229)
وقال أبو الْعَبَّاس السرّاجّ: سمعتُ الْحَسَن بْن الصّبّاح يقول: أدخِلتُ على المأمون ثلاث مرّات. رُفع إليه أول مرّةٍ أنّه يأمر بالمعروف، وكان المأمون يَنْهَى أن يأمر أحدٌ بمعروفٍ، فأخذتُ فأُدْخِلْتُ عليه، فقال لي: أنت الْحَسَن البزّار؟
قلت: نعم.
قال: وتأمر بالمعروف؟
قلت: لا، ولكني أنْهَى عن المُنْكر.
قال: فرفعني على ظهر رَجُل، وضربني خمس دِرَر، وخلّى سبيلي.
وأُدْخِلتُ عليه المرّة الثانية، رُفِع إليه أنّي أشتم عليّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فأُدْخِلْتُ، فقال: تشتم عليّا؟
فقلت: صلّى اللَّه على مولاي وسيّدي عليّ، يا أمير المؤمنين أَنَا لا أشتم يزيد لأنّه ابن عمّك، فكيف أشتم مولاي وسيّدي؟! قال: خلّوا سبيله.
وذهبتُ مرّةً إلى أرض الروم إلى بَذَنْدون، فدُفِعْتُ إلى أَشْناس، فلمّا مات خلّى سبيلي [1] .
مات في ربيع الآخر سنة تسعٍ وأربعين [2] .
وعند ابن اللّتّي حديثٌ عالٍ من روايته موافقة للبخاريّ.
142- الحسن بن عثمان بن حمّاد [3] .
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 331.
[2] أرّخه محمد بن إسحاق السرّاج، وقال: من خيار الناس. (تاريخ بغداد 7/ 331) .
وفي تاريخ البخاري: مات في شهر ربيع الأول أو ربيع الآخر. وثقات ابن حبّان، والمعجم المشتمل.
[3] انظر عن (الحسن بن عثمان الزيادي) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 213، 312، وتاريخ الطبري 8/ 579، 609، 637، 642، 645 و 9/ 123، 200، 208، والجرح والتعديل 3/ 25 رقم 106، وتاريخ بغداد 7/ 356- 361 رقم 3877، والأنساب لابن السمعاني 6/ 336، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 194- 196، ومروج الذهب 8، والفهرست لابن النديم 160، ومعجم الأدباء 7/ 18- 24، واللباب لابن الأثير 2/ 84، وسير أعلام النبلاء 11/ 496- 498 رقم 134، والعبر 1/ 437، والبداية والنهاية 10/ 344، ومرآة الجنان 2/ 134، 135، والوافي بالوفيات 12/ 98، 99 رقم 85، وشذرات(18/230)
أبو حسان الزّياديّ البغداديّ القاضي.
ولى قضاء الشّرقيّة في إمرة المتوكّل. وكان رئيسا محتشما جوادا.
سمع: إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وهُشَيْما، وجرير بن عبد الحميد، وشُعَيب بن صَفْوان، ويحيى بن أبي زائدة، والوليد بن مسلم، والواقديّ، وطائفة.
وعنه: ابن أبي الدُّنيا، وإسحاق الحربيّ، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وأحمد بن الحسين الصُّوفيّ، وسليمان بن داود الطُّوسيّ، وغيرهم.
قال سُلَيْمَان الطوسي: سمعتُ أَبَا حسّان يقول: أَنَا أعمل فِي التّاريخ من ستّين سنة [1] .
وسُئل أحمد بْن حنبل، عن أبي حسّان فقال: كان مع ابن أبي دُؤاد، وكان من خاصّته، ولا أعرف رأيه اليوم [2] .
وعن إسحاق الحربيّ قال: حدَّثني أبو حسّان الزّياديّ أنّه رَأَى ربّ العِزّة فِي النّوم فقال: رأيتُ نورا عظيما لا أُحْسِن أصِفَه. ورأيتُ شخصًا خُيِّل إليِّ أنّه النّبي صلى اللَّه عليه وسلَّم وكأنّه يشفع إلى ربّه فِي رجلٍ من أمَّتِهِ، وسمعتُ قائلا يقول: ألم يكفك أنّي أنزلت عليك في سورة الرَّعْد وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ 13: 6 [3] . ثُمَّ انتبهت [4] .
قلت: والزّيادي نَسَبه إلى أحد أجداده، لكونه تزوّج من أمّ ولد لزياد بْن أَبِيهِ.
قال الخطيب [5] : كان أبو حسّان أحد العلماء الأفاضل الثّقات. ولي قضاء الشرقّية، وكان كريما مفضالا.
__________
[ () ] الذهب 2/ 100، والجواهر المضيّة 1/ 197.
[1] تاريخ بغداد 7/ 357.
[2] تاريخ بغداد 7/ 357.
[3] سورة الرعد، الآية 6.
[4] تاريخ بغداد 7/ 357، 358.
[5] في تاريخ بغداد 7/ 356.(18/231)
قال يوسف بْن البُهْلُول الأزرق: حَدَّثَنِي يعقوب بْن شَيْبة قال: أَظَلَّ العيدُ رجلا وعنده مائة دينار، لا يملك سواها، فكتب إليه أخ من إخوانه يستدعي منه نفقةً، فأنفذ إليه المائة دينار. فلم تلبث الصُّرَّة عنده إلا يسيرًا حَتَّى وردت عليه رُقْعة مِن بعض إخوانه يذكر فيها إضاقة فِي هذا العيد، فوجّه إليه بالصُّرّة بعينها.
فبقى الأوّل لا شيء عنده، فاَتفَقَ أنّه كتب إلى الثّالث، وهو صديقه، يذكر حاله، فأرسل إليه الصُّرّة بخَتْمها، فَعَرَفها وركب إليه وقال: ما شأن هذه؟ فأخبره الخبر.
فركِب إلى الَّذِي أرسلها، وشرحوا القصّة، ثُمَّ فتحوها واقتسموها. قال ابن البُهْلُول: الثلاثة: يعقوب بْن شَيْبة، وأبو حسّان الزّياديّ، وآخر نَسَبه الراوي [1] . إسنادها صحيح.
تُوُفّي أبو حسّان في رجب سنة اثنتين وأربعين، وكان مِن كبار أصحاب الواقديّ، وعاش تسعا وثمانين سنة [2] .
143- الحَسَن بن عليّ بن الْجَعْد بن عُبَيْد الجوهريّ [3] .
قاضي مدينة [المنصور] [4] .
كان سَرِيّا محتشما، ذا مُروءة. ولي القضاء فِي حياة أبيه سنة ثمانٍ وعشرين.
سُئِل الإمام أحمد عنه فقال: بَلَغَني أنّه رجع عن التَّجهُّم.
قال طلحة بن محمد الشّاهد: تُوُفّي هو وأبو حسّان الزياديّ في وقتٍ واحد، وكلُّ واحد منهما، قاضٍ، أحدهما على المدينة، والآخر على الشّرقيّة في سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 196.
[2] تاريخ بغداد 7/ 361، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 196.
[3] انظر عن (الحسن بن علي بن الجعد) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 283، 284، 292، وتاريخ الطبري 9/ 208، وتاريخ بغداد 7/ 364 رقم 3883، والكامل في التاريخ 7/ 82، ووفيات الأعيان 4/ 413، والبداية والنهاية 10/ 343.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: تاريخ بغداد 7/ 364.(18/232)
وفي ذلك يقول ابن أبي حكيم:
سُرَّ بالكرْخ والمدينة قومٌ ... مات فِي جُمعةٍ لهم قاضيان
لَهْفَ نفْسي على الزّيادي منهم ... ثُمَّ لهفي على فَتَى الفِتْيانِ [1]
144- الحَسَن بن عليّ بن محمد الهذليّ الحلوانيّ الخلّال الرّيحانيّ [2]- ع. سوى ن. - أبو محمد الحافظ نزيل مكّة.
عن: وَكِيع، وأبي معاوية، ومُعّاذ بن هشام، وأزهر السّمّان، وأبي أسامة، وزيد بن الحُباب، وعبد الرّزّاق، وعبد الصّمد بن عبد الوارث، ويزيد بن هارون، وخلق.
ولم يلحق ابن عُيَيْنَة.
وعنه: ع. إلا النَّسائيّ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن صالح البخاريّ، ومُطَيَّن، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، ومحمد بن المجدَّر، ويحيى بن الحَسَن النّسّابة العَلَويّ، وآخرون.
قال يعقوب بن شيبة: كان ثبتا ثقة متقنا [3] .
__________
[1] تاريخ بغداد.
[2] انظر عن (الحسن بن علي الهذلي) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 235، والمعارف لابن قتيبة 456، والمعرفة والتاريخ للفوسي 1/ 552، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 89، والجرح والتعديل 3/ 21 رقم 86، والثقات لابن حبّان 8/ 176، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 159، 160 رقم 202، وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 197، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 130، 131 رقم 244، وتاريخ بغداد 7/ 365، 366 رقم 3884، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 81 رقم 306، والأنساب لابن السمعاني 4/ 191، 192، والمعجم المشتمل لابن عساكر 100 رقم 255، ووفيات الأعيان 2/ 473، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 259- 263 رقم 1250، والعبر 1/ 437، وتذكرة الحفّاظ 2/ 522، 523، وسير أعلام النبلاء 11/ 398- 400 رقم 87، والكاشف 1/ 164 رقم 1056، ودول الإسلام 1/ 147، والوافي بالوفيات رقم 142، 12/ 166، والعقد الثمين 4/ 165، وتهذيب التهذيب 2/ 302- 304 رقم 530، وتقريب التهذيب 1/ 168 رقم 296، وطبقات الحفاظ 228، وخلاصة تذهيب التهذيب 79، وشذرات الذهب 2/ 100.
[3] تاريخ بغداد 7/ 366.(18/233)
وقال أبو داود: كان عالما بالرجال، ولا يَستعمل علمَه [1] .
تُوُفّي الحُلْوانيّ في ذي الحجّة سنة اثنتين وأربعين [2] .
قال إبراهيم بْن أورمة الحافظ: بقي اليوم فِي الدّنيا ثلاثة: محمد بْن يحيى بخُراسان، وابن الفُرات بإصبهان، والحَسَن بْن عليّ الحُلوانيّ بمكّة [3] .
145- الْحَسَنُ بن قَزَعَة بن عُبَيْد [4]- د. ن. ق. - مولى بني هاشم، أبو عليّ، ويقال أبو محمد البصْريّ الحلقانيّ.
عن: معتمر بن سليمان، وفُضَيْل بن عِياض، وعبّاد بن عبّاد، وفُضَيْل بن سليمان، ومَسَلَمَة بن علْقمة، وخالد بن الحارث، وحُصَيْن بن نُمَيْر.
وعنه: د. ن. ق.، وأحمد بن عمرو البزّار، وأبو يعلى، وبقي بن مخلد، وزكريا الساجي، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بن جرير، وخلق سواهم.
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 366.
[2] التاريخ الصغير للبخاريّ 235، والمعجم المشتمل 100، وفي ثقات ابن حبّان مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
[3] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سألت أبي عن الحسن بن الخلّال الّذي يقال له الحلواني.
قال: ما أعرفه بطلب الحديث، وما رأيته يطلب الحديث. قلت: إنه يذكر أنه كان ملازما ليزيد بن هارون. قال: ما أعرفه إلّا أنه جاءني إلى هنا يسلّم عليّ، ولم يحمده أبي. ثم قال:
يبلغني عنه أشياء أكرهها، ولم أره يستخفّه. وقال أبي مرة أخرى- وذكره- أهل الثغر عنه غير راضين، أو كلاما هذا معناه.
وقال أبو سليمان داود بن الحسين البيهقي: بلغني أن الحلواني الحسن بن علي قال: إني لا أكفّر من وقف في القرآن، فتركوا علمه. قال أبو سليمان: سألت أبا سلمة بن شبيب عن علم الحلواني، قال: يرمى في الحشّ، ثم قال أبو سلمة: من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر.
وقال محمد بن أحمد بن يعقوب: حدّثنا جدّي قال: الحسن بن علي الحلواني صاحب حديث، متقن ثقة.
وقال النسائي: ثقة. (تاريخ بغداد 7/ 365 و 366) .
[4] انظر عن (الحسن بن قزعة) في:
الجرح والتعديل 3/ 34 رقم 139، والثقات لابن حبّان 8/ 176، والمعجم المشتمل لابن عساكر 101 رقم 261، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 303- 305 رقم 1266، والكاشف 1/ 165 رقم 1067، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 915، وتهذيب التهذيب 2/ 316 رقم 548، وتقريب التهذيب 1/ 170 رقم 311، وخلاصة تذهيب التهذيب 80.(18/234)
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
ووثقه ابن حبان [2] .
توفي قريبا من سنة خمسين [3] .
146- الحسن بن مدرك [4]- خ. ن. ق. - أبو عليّ البصريّ الطّحان الحافظ.
عن: عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيْسيّ، ويحيى بن حمّاد.
وعنه: خ. ن. ق. وبَقِيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن هارون الرّويانيّ، ويحيى بن صاعد، وابن أبي داود، وآخرون.
ومات كَهْلا [5] .
147- الحَسَن بن يحيى بن كثير العنَبريّ [6] .
عن: عبد الرّزّاق، ومحمد بن كثير المصّيصيّ، ووالده.
وعنه: ن. في «النّبل» [7] .
__________
[1] الجرح والتعديل 3/ 34.
[2] بذكره في ثقاته.
[3] وقال النسائي: لا بأس به، وفي موضع آخر قال: صالح. (المعجم المشتمل 101) .
[4] انظر عن (الحسن بن مدرك) في:
الجرح والتعديل 3/ 38، 39 رقم 165، وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 198، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 165 رقم 210، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 84 رقم 322، والمعجم المشتمل لابن عساكر 102 رقم 264، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 323، وميزان الاعتدال 1/ 522 رقم 1949، والمغني في الضعفاء 1/ 167 رقم 1483، والكاشف 1/ 166 رقم 1073، وتهذيب التهذيب 2/ 321، 322 رقم 557، وتقريب التهذيب 1/ 171 رقم 320، وهدي الساري 397، وخلاصة تذهيب التهذيب 81.
[5] سئل أبو زرعة الرازيّ عنه فقال: كتبنا عنه. وسئل أبو حاتم الرازيّ عنه، فقال: شيخ. (الجرح والتعديل 3/ 38، 39) .
وقال النسائي: لا بأس به. (المعجم المشتمل 102) .
[6] انظر عن (الحسن بن يحيى العنبري) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 103 رقم 266، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 336 رقم 1280، وميزان الاعتدال 1/ 525، 526 رقم 1959، والمغني في الضعفاء 1/ 168 رقم 1492، وتهذيب التهذيب 2/ 325 رقم 564، وتقريب التهذيب 1/ 172 رقم 326، وخلاصة تذهيب التهذيب 81.
[7] قال ابن عساكر في: المعجم المشتمل على شيوخ الأئمة النبل: روى عنه ن. لا شيء، مصّيصيّ(18/235)
وأمّا المِزّيّ فقال [1] : لم أقف على روايته عنه.
وابن أبي الدنيا، وأبو بكر بن أبي دَاوُد.
148- الحَسَن بن يحيى بن هشام الرّزّيّ البصريّ [2]- د. - أبو عليّ.
عن: النَّضْر بن شُمَيْل، والخُرَيْبيّ، ويحيى بن حمّاد، وَيَعْلَى بن عُمَيْر، وبِشْر بن عُمَر الزّهْرانيّ، وطائفة.
وعنه: د.، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن هارون الروماني، وطائفة.
وكان ثقة حافظا.
149- الحسين بن بشر بن القاسم بن حماد [3] .
أبو محمد السلمي النيسابوري الفقيه، مفتي البلد، وأخو القاضي أبي علي.
سمع: ( ... ) [4] ، وأبا أسامة، ويزيد بن هارون، وحفص بن عبد الرحمن، وطائفة.
وعنه: ابنا ياسين، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وجعفر بن سهل.
توفي سنة أربع وأربعين.
150- الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة [5]- ع. إلا ق. -
__________
[ () ] خفيف الدماغ. (103 رقم 266) .
[1] في: تهذيب الكمال 6/ 336.
[2] انظر عن (الحسن بن يحيى الرزّي) في:
الكاشف 1/ 167 رقم 1079، وتهذيب التهذيب 2/ 325 رقم 565، وتقريب التهذيب 1/ 172 رقم 327، وخلاصة تذهيب التهذيب 81.
[3] انظر عن (الحسين بن بشر) في:
الجرح والتعديل 3/ 48 رقم 212.
[4] في الأصل بياض، ولم أتبيّن الاسم.
[5] انظر عن (الحسين بن حريث) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 393 رقم 2891، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 78، والجرح(18/236)
أبو عمّار المَرْوَزِيّ، مولى عِمران بن حُصَين الخُزاعيّ. كذا نَسَبَه جماعة [1] .
وقال ابن حِبّان [2] : الْحُسَيْن بْن حرَيْث مَوْلَى الحَسَنِ بْن ثابت بْن قُطْبة، مَوْلَى عِمْرَانَ بْن حُصَيْن.
سمع: ابن المبارك، والفضل بن موسى السِّينانيّ، وفُضَيْل بن عِياض، وجرير بن عبد الحميد، وابن عُيَيْنَة، وعبد العزيز بن أبي خازم، والدَّرَاوَرْدِيّ، وطائفة.
وعنه: ع. إلّا ابن ماجة، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن هارون الحضرميّ، وابن صاعد، وإبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيه، وابن خُزَيْمَة، وخلْق.
وثقة النَّسائيّ [3] .
قال أبو بَكْر بْن خزيمة: رَأَيْته فِي المنام بعد وفاته عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعليه ثياب بيض وعمامة خضراء، وهو يقرأ: أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ 43: 80 [4] فأجابه مجيبٌ من موضع القبر: حقّا قلت يا زينَ أركان الْجِنان [5] .
تُوُفّي بقَرمِيسين منصرِفا من الحجّ سنة أربع وأربعين [6] .
__________
[ () ] والتعديل 3/ 50، 51 رقم 225، والثقات لابن حبّان 8/ 187، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 174 رقم 221، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 136 رقم 261: وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 211، وتاريخ بغداد 8/ 36، 37 رقم 4088، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 87 رقم 337، ومعجم البلدان 1/ 889، والمعجم المشتمل 104 رقم 272، وتهذيب الكمال 6/ 358- 361 رقم 1303، والعبر 1/ 442، وسير أعلام النبلاء 11/ 400، 401 رقم 88، والكاشف 1/ 169 رقم 2090 والوافي بالوفيات 12/ 350 رقم 327، وتهذيب التهذيب 2/ 333، 334 رقم 592، وتقريب التهذيب 1/ 175 رقم 353، والنجوم الزاهرة 2/ چ 31، وخلاصة تذهيب التهذيب 82، وشذرات الذهب 2/ 105.
[1] وهكذا عن الخطيب في: تاريخ بغداد 8/ 36.
[2] في ثقاته 8/ 187.
[3] تاريخ بغداد 8/ 37، المعجم المشتمل 104.
[4] سورة الزخرف، الآية 80.
[5] تاريخ بغداد 7/ 37.
[6] الثقات، تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.(18/237)
151- الحسين بن الحسن بن حرب [1]- ت. ق. - أبو عبد الله السّلميّ المروزيّ، صاحب ابن المبارك.
جاور بمكّة.
وروى عن: ابن المبارك، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، والفضل بن موسى السِّينانيّ، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وهشيم، والوليد بن مسلم، وطائفة.
وعنه: ت. ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وداود الظّاهريّ، وعمر [2] بن بجير، ويحيى بن صاعد، وجعفر بن أحمد بن فارس، وخلق آخرهم إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي.
قَالَ أَبُو حاتم [3] : صدوق.
وقال ابْن حِبّان [4] : مات سنة ست وأربعين.
152- الحسين بن سلمة الأزدي اليحمدي البصري الطحان [5]- ت. ق. - عن: عبد الرحمن بن مهديّ، وسَلْم بن قُتَيْبَة، ويوسف بن يعقوب السّدوسيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن الحسن السلمي) في:
العلل لأحمد 1/ 289، والمعرفة والتاريخ 1/ 631، 716، 722، 724، 726 و 2/ 172 و 3/ 132، 176، 369، 370، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 54، والجرح والتعديل 3/ 49 رقم 219، والثقات لابن حبّان 8/ 190، وتاريخ جرجان للسهمي 73، 523، 533، 542، والمعجم المشتمل لابن عساكر 105 رقم 273، ومعجم البلدان 2/ 638، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 361- 363 رقم 1304، والعبر 1/ 446، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 917، وسير أعلام النبلاء 12/ 190، 191 رقم 67، والعقد الثمين 4/ 189، 190، وتهذيب التهذيب 2/ 334 رقم 593، وتقريب التهذيب 1/ 175 رقم 353، وخلاصة تذهيب التهذيب 82، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 168، 169.
[2] في الأصل: «عمرو» وهو وهم.
[3] الجرح والتعديل 3/ 49.
[4] في: الثقات 8/ 190: مات قبل الخمسين في سنة ست وأربعين ومائتين، المعجم المشتمل 105 رقم 273.
[5] انظر عن (الحسين بن سلمة) في:
الجرح والتعديل 3/ 54 رقم 243، والمعجم المشتمل لابن عساكر 105 رقم 274، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 380، 381 رقم 1312، والكاشف 1/ 170 رقم 1097، وتهذيب التهذيب 2/ 340 رقم 603، وتقريب التهذيب 1/ 176 رقم 363، وخلاصة تذهيب التهذيب 83.(18/238)
وعنه: ت. ق.، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعبدان الأهوازيّ، وابن أبي دؤاد، وابن خزيمة، وابن صاعد، وجماعة.
قال الدارقطني [1] : ثقة [2] .
153- الحسين بن الضحاك [3] .
أبو علي البصري الشاعر المعروف بالخليع.
أقام ببغداد مدة ينادم الخلفاء. وله مع أبي نواس أخبار معروفة.
وكان ظريقا ماجنا خفيف الروح. له يد طولى في فنون الشعر، وبلغ سنا عالية وعمر [4] .
ورأى العز والحشمة، وسمي الخليع لكثرة مجونه في شعره.
توفي سنة خمسين ومائتين، عن بضعٍ وتسعين سنة.
ومن شعره قوله:
إنَّ عطف الأديب فِي بلد الغُربة ... جودٌ على ذوي الآداب [5]
أَنَا فِي ذِمّة السّحاب وأظمأ ... إنّ هذا لوصمة في السّحاب [6]
__________
[1] تهذيب الكمال 6/ 381.
[2] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
وذكره ابن حبّان في «الثقات» .
[3] انظر عن (الحسين بن الضحّاك) في:
مروج الذهب 2664، 2962، 2966، والأغاني 7/ 146- 226، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 268- 271، وتاريخ بغداد 8/ 54، 55 رقم 4120، والهفوات النادرة 15، 211، 359، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 300- 304، ومعجم الأدباء 10/ 2305، والكامل في التاريخ 7/ 135، 136، ووفيات الأعيان 1/ 83، 353، 476، 477 (و 2/ 162- 168 رقم 183) ، والمختصر في أخبار البشر 2/ 43، وتاريخ ابن الوردي 2/ 230، وسير أعلام النبلاء 12/ 191، 192 رقم 68، ومرآة الجنان 2/ 156، 157، والوافي بالوفيات 12/ 379- 383 رقم 360، والنجوم الزاهرة 2/ 233، وشذرات الذهب 2/ 123، 124، وعصر المأمون 3/ 265- 277، وديوان ابن الضحّاك بتحقيق: عبد الستار أحمد فراج.
[4] تاريخ بغداد 8/ 55.
[5] ورد البيت في الأغاني هكذا.
أين عطف الكرام في مأقط الحاجة ... يحمون حوزة الآداب
[6] البيتان من جملة أبيات في: الأغاني 7/ 167.(18/239)
154- الحسين بن عبد الرحمن [1] .
أبو عبد الله الاحتياطيّ المقرئ.
قرأ القرآن على أبي بكر بن عيّاش. وطال عُمره، وتصدَّر للإقراء.
قرأ عليه: عليّ بن أحمد المكّيّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الكِلابيّ.
وطريقه فِي «المصباح» و «الكامل» .
كنّاه أبو أحمد الحاكم: أَبَا عليّ، وقال: سمع: سفيان بن عيينة، وابن وهب.
روى عنه: القاسم بن يحيى بن نصر المخرمي، وأبو عروبة الحراني، وجعفر بن محمد الخصيب، وغيرهم.
لم أر فيه جرحا [2] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 179، 180 باسم «الحسن» ، وفيه قال محقّقه بالحاشية (4) : «لم نظفر به» ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 746، 747 وفيه: «الحسن بن عبد الرحمن بن عباد بن الهيثم بن الحسن بن عبد الرحمن الفزاري» ، وتاريخ بغداد 7/ 337 رقم 3851 وفيه «الحسن» و 8/ 57، 58 رقم 4128، والأنساب لابن السمعاني 1/ 140 وفيه: «الحسن بن عبد الرحمن» ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 204 رقم 829، وفيه: «الحسن» ، وكذا في:
اللباب لابن الأثير 1/ 30، وميزان الاعتدال 1/ 502 رقم 1880، وغاية النهاية 1/ 242 رقم 1105، ولسان الميزان 2/ 218 رقم 959 و 2/ 294، 295 رقم 1221.
[2] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد جازف المؤلّف- رحمه الله- بقوله: «لم أر فيه جرحا» !، وقد ذكره ابن عديّ في الضعفاء وقال: يسرق الحديث منكر عن الثقات. ثنا عبد الله بن محمد بن نصر الرمليّ، ومحمد بن علي بن نعيم، وعلي بن إبراهيم بن الهيثم البلديان، ومحمد بن العباس الدمشقيّ، قالوا: ثنا الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي، ثنا يوسف بن أسباط، عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مداراة الناس صدقة» . قال ابن عديّ: وهذا الحديث حديث المسيّب بن واضح، عن يوسف بن أسباط سرقه منه الاحتياطي هذا وغيره من الضعفاء.
وذكر ابن عديّ عدّة أحاديث مرسلة وضعيفة ولا أصل لها لصاحب الترجمة، ثم قال:
«وللحسن بن عبد الرحمن غير ما ذكرته، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق» . (الكامل 2/ 746 و 747) .
وذكره الخطيب مرتين في تاريخ بغداد، مرة باسم «الحسن» ونقل قول ابن عديّ: يسرق الحديث(18/240)
وَقَدْ تَفَرَّدَ الْخَصِيبُ الْمَذْكُورُ عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: زَيِّنُوا مَجَالِسَكُمْ بِالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَبِذِكْرِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
هذا غريب موقوف.
155- الحسين بن عليّ بن يزيد [1] .
أبو عليّ الكرابيسيّ البغداديّ الفقيه.
سمع: إسحاق الأزرق، ومَعْن بن عيسى، ويعقوب بن إبراهيم، والشّافعيّ وتفقَّهَ به، ويزيد بن هارون.
وعنه: عُبَيْد بن محمد بن خلف البزّاز، ومحمد بن عليّ فستقة.
__________
[ () ] منكر عن الثقات، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق» . وقال: روى عنه غير واحد فسمّاه «الحسين» . (7/ 337) ثم ذكره في المرة الثانية باسم «الحسين» (8/ 57) وفيه أن أبا بكر المرّوذي قال: سألت أبا عبد الله- يعني أحمد بن حنبل- عن الاحتياطي، قلت: تعرفه؟ قال:
يقال له حسين أعرفه بالتخليط، وذكر أنه دخل مع إنسان في شيء من أمر السلطان. (8/ 58) .
وذكره ابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» 1/ 204، ونقل قول ابن عديّ. وقال الأزدي:
منكر الحديث، ولو قلت: كذّاب، لجاز.
كما أنّ المؤلّف، نفسه- رحمه الله- ذكره في: ميزان الاعتدال (1/ 502) ونقل قول ابن عديّ، والأزدي، وابن الجوزي فيه، ثم قال: هو مقريء، وله مناكير.
[1] انظر عن (الحسين بن علي الكرابيسي) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 775- 777، وتاريخ بغداد 8/ 64- 67 رقم 4139، والفهرست لابن النديم 230، 231، وطبقات الفقهاء للشيرازي 102، والإنتقاء لابن عبد البرّ 106، والأنساب لابن السمعاني 10/ 371، 372، وأدب القاضي للماوردي 2/ 97، 327، 378، واللباب لابن الأثير 3/ 88، والكامل في التاريخ 7/ 92، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 142 رقم 186، ووفيات الأعيان 6/ 393، والمغني في الضعفاء 1/ 173 رقم 1552، وميزان الاعتدال 1/ 544 رقم 2032، ودول الإسلام 1/ 149، وسير أعلام النبلاء 12/ 79- 82 رقم 23، والعبر 1/ 450، 451، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 251- 256، والوافي بالوفيات 12/ 430، 431 رقم 386، والبداية والنهاية 11/ 2، ومرآة الجنان 2/ 155، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، وتاريخ ابن الوردي 1/ 228، وتهذيب التهذيب 2/ 359- 362 رقم 618، وتقريب التهذيب 1/ 178 رقم 378، ولسان الميزان 2/ 303، والنجوم الزاهرة 2/ 321، وطبقات الحفاظ 368، وخلاصة تذهيب التهذيب 84، وشذرات الذهب 2/ 117، وطبقات الشافعية للعبّادي 23، والمغني في ضبط أسماء الرجال 214.(18/241)
وكان فقيها فصيحا ذكيّا صاحب تصَّانيف في الفِقْه والأصول تدلَّ على تبحُّره.
قال الخطيب أبو بَكْر [1] : حديث الكرابيسيّ يعزّ جدا. وذلك أن أحمد بْن حنبل كان يتكلم فِيهِ بسبب مسألة اللفظ. وكان هُوَ أيضًا يتكلم فِي أحمد، فتجنب الناس الأخذ عَنْهُ لهذا السبب. ولما بلغ يحيى بْن مَعِين أنه يتكلم فِي أحمد قال: ما أحوجه إلى أن يضرب. ثُمَّ لعنه [2] .
قال أبو الطّيّب الماورديّ، فيما رَوَاهُ أبو بَكْر بْن شاذان، عن عبد الله بْن إسماعيل بْن برهان عَنْهُ، قال: جاء رَجُل إلى الْحُسَيْن الكرابيسيّ فقال: ما تقول فِي القرآن؟
قال: كلام اللَّه غير مخلوق.
قال الرجل: فما تقول فِي لفظي بالقرآن؟
قال حُسَيْنِ: لفظك به مخلوق.
فمضى الرجل إلى أحمد بْن حنبل فعرّفه ذلك، فأنكره وقال: هذه بدعة.
فرجع إلى حُسَيْنِ فعرَّفه إنكار أبي عبد الله، فقال له حُسَيْنِ: تَلَفُّظُك بالقرآن غير مخلوق.
فرجع إلى أحمد فعرُّفه رجوع حُسَيْنِ وأنّه قال: تَلَفُّظُك بالقرآن غير مخلوق. فأنكر أحمد ذلك أيضًا وقال: هذا أيضًا بدعة.
فرجع إلى حُسَيْنِ فعرَّفه إنكار أبي عبد الله أيضًا فقال: إيش نعمل بهذا الصبي؟ إن قُلْنَا مخلوق، قال: بدعة، وإنْ قُلْنَا: غير مخلوق، قال: بدعة؟ فبلغ ذلك أَبَا عبد الله، فغضب له أصحابُه، فتكلّموا فِي حُسَيْنِ الكرابيسيّ [3] .
وقال الفضل بْن زياد: سَأَلت أَبَا عبد الله، عن الكرابيسيّ، وما أظهر،
__________
[1] في تاريخ بغداد 8/ 64.
[2] إذ قيل له إن حسينا الكرابيسي يتكلّم في أحمد بن حنبل، فقال: ومن حسين الكرابيسي؟ لعنه الله، إنما يتكلّم الناس في أشكالهم، ينطل حسين ويرتفع أحمد، قال جعفر: ينطل يعني ينزل، وهو الدردي الّذي في أسفل الدّنّ. (تاريخ بغداد 8/ 64، 65) .
[3] تاريخ بغداد 8/ 65 وفيه زيادة: وكان ذلك سبب الكلام في حسين والغمز عليه بذلك.(18/242)
فَكَلَح وجهه ثُمَّ أطرق، ثُمَّ قال: هذا قد أظهر رأي جَهْم. قال اللَّه تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله 9: 6 [1] فممّن يسمع؟
إنّما جاء بلاؤهم من هذه الكُتُب التي وضعوها. تركوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، وأقبلوا على هذه الكتب [2] .
وقال ابن عديّ [3] : سمعت محمد بْن عبد الله الصَّيرفيّ الشّافعيّ يقول لهم، يعني التّلامذة: اعتبِروا بهذين: حُسَيْنِ الكرابيسيّ، وأبو ثور. فالحسين فِي علمه وحِفْظه، وأبو ثور لا يعشُرُه فِي علمه، فتكلَّم فِيهِ أحمد بْن حنبل فِي باب اللّفظ فسقط، وأثنى على أَبِي ثور، فارتفع للزومه السنة.
تُوُفّي سنة ثمانٍ، وقيل: سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
وقال أبو جَعْفَر محمد بْن الْحُسَيْن بْن هارون المَوْصِليّ: سَأَلت أَبَا عبد الله أحمد بْن حنبل. قلت: أَنَا رَجُل من أهلِ المَوْصلِ، والغالب على بلدنا الْجَهْميّة، وقد وقعت مسألة الكرابيسيّ «نُطْقي بالقرآن مخلوق» . فقال: إيّاك وهذا الكرابيسيّ، لا تكلِّمْهُ، ولا نكلِّمُ مَنْ يكلّمه.
قلتُ: وهذا القول وما يتشعّب منه يرجع إلى قول جَهْم؟
قال: هذا كلّه من قول جَهْم [4] .
156- الحسين بن عليّ بن جعفر بن زياد الأحمر الكوفيّ [5]- د. -
__________
[1] سورة التوبة، الآية 6.
[2] تاريخ بغداد 8/ 66.
[3] في الكامل 2/ 776، 777.
[4] الكامل لابن عديّ 2/ 775.
وقال ابن عديّ: «والحسين الكرابيسي له كتب مصنّفة ذكر فيها اختلاف الناس من المسائل وكان حافظا لها، وذكر في كتبه أخبارا كثيرة ولم أجد منكرا غير ما ذكرت من الحديث، والّذي حمل أحمد بن حنبل عليه من أجل اللفظ في القرآن، فأما في الحديث فلم أر به بأسا» . (الكامل 2/ 776) .
[5] انظر عن (الحسين بن علي بن جعفر) في:(18/243)
عن: جدَّه جعفر الأحمر، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، وداود بن الربيع.
وعنه: د.، وأحمد بن محمد بن الهيثم الدَّوريّ الدقاق، وأحمد بن عمرو البزاز، وعبد الله بن أحمد بن سوادة.
وسمع منه النسائي [1] ، وما أظنه روى عنه شيئا [2] .
157- الحسين بن عليّ بن يزيد الصّدائيّ الأكفانيّ [3]- ت. - البغداديّ.
عن: أبيه، ووَكِيع، وعبد الله بن نُمَيْر، والوليد بن القاسم بن الوليد الهمْدانيّ، وعليّ بن عاصم، وجماعة.
وعنه: ت.، وأبو بكر بن أبي عاصم، والنَّسائيّ في «اليوم واللّيلة» ، وعبد الله بن ناجية، وعَبْدان، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمَحَامِليّ، وآخرون.
وكان عبدا صالحا نبيلا.
قال عبد الرحمن بن خِراش: عدل، ثقة [4] .
كان حجّاج بن الشاعر يمدحه يقول: هو من الأبدال [5] .
وقال البَغَويّ: مات في رمضان سنة ستّ [6] .
__________
[ () ] الجرح والتعديل 3/ 56 رقم 255، والمعجم المشتمل لابن عساكر 106 رقم 279، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 393- 395 رقم 1321، وميزان الاعتدال 1/ 544 رقم 2031، وتهذيب التهذيب 2/ 344، 345 رقم 613، وتقريب التهذيب 1/ 177 رقم 373.
[1] وقال: صالح. (المعجم المشتمل 106) .
[2] وقال أبو حاتم الرازيّ: لا أعرفه. (الجرح والتعديل 3/ 56) .
[3] انظر عن (الحسين بن علي الأكفاني) في:
تاريخ الطبري 1/ 23، 45، 55، 56، 63، والجرح والتعديل 3/ 56 رقم 254، والثقات لابن حبّان 8/ 188، وتاريخ بغداد 8/ 67، 68 رقم 4140، والمعجم المشتمل لابن عساكر 106 رقم 281، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 454- 456 رقم 1325، والكاشف 1/ 171 رقم 1107، وتهذيب التهذيب 2/ 359 رقم 617، وتقريب التهذيب 1/ 177 رقم 377، وخلاصة تذهيب التهذيب 84.
[4] تاريخ بغداد 8/ 67، 68.
[5] تاريخ بغداد 8/ 67.
[6] تاريخ بغداد 8/ 68، والمعجم المشتمل 106، ويقال مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. (الثقات(18/244)
158- الحسين بن عيسى بن حمران [1]- خ. م. د. ن. - أبو عليّ الطّائيّ البسطاميّ الدّامغانيّ نزيل نَيْسابور.
سمع: ابن عُيَيْنَة، ووَكِيعا، وأبا أسامة، وابن أبي فُدَيْك، ومَعْن بن عيسى، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وعنه: خ. م. د. ن.، وأحمد بن سَلَمَةَ، وإبراهيم بن أبي طالب، وعمر بن بجَيْر، وابن خُزَيْمَة، ومأمون بن هارون صاحب الجزء المشهور، وطائفة.
قال أبو حاتم [2] : صدوق.
وقال الحاكم: كان من ثقات المحدِّثين ومن أئّمة أصحاب العربيّة [3] .
مات سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين [4] .
159- الحسين بن الفضل بن أبي حُدَيْرة الواسطيّ [5] .
حدّث بمصر عن: ضمرة بن ربيعة، وجماعة.
وآخر من حدَّث عنه عبد الكريم بن إبراهيم المراديّ.
وقال ابن يونس: تُوُفّي قبل الخمسين ومائتين.
160- الحسين بن المبارك الطّبرانيّ [6] .
__________
[ () ] لابن حبّان 8/ 188، وتاريخ بغداد 8/ 68، والمعجم المشتمل 106) .
[1] انظر عن (الحسين بن عيسى) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 393 رقم 2893، وتاريخه الصغير 236، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 74، والجرح والتعديل 3/ 60 رقم 271، والثقات لابن حبّان 8/ 188، وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 212، ورجال البخاري للكلاباذي 1/ 173، 174 رقم 220، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 137 رقم 263، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 87 رقم 336، والمعجم المشتمل لابن عساكر 106 رقم 282، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 460- 462 رقم 1328، والكاشف 1/ 172 رقم 1110، وتهذيب التهذيب 2/ 363 رقم 621، وتقريب التهذيب 1/ 178 رقم 381، وخلاصة تذهيب التهذيب 84.
[2] الجرح والتعديل 3/ 60.
[3] ووثّقه النسائي. (المعجم المشتمل 106) .
[4] تاريخ البخاري 2/ 393، الثقات لابن حبّان 8/ 188.
[5] انظر عن (الحسين بن الفضل) في:
الجرح والتعديل 3/ 63 رقم 285.
[6] انظر عن (الحسين بن المبارك) في:(18/245)
عن: إسماعيل بن عيّاش، وبَقِيّة.
وعنه: عمر بن قنان المَنْبِجيّ.
روى له ابن عديّ حديثا موضوعا [1] وقال: البلاء من الحسين هذا [2] .
161- الحسين بن محمد بن أيّوب [3]- ت. ن. - أبو عليّ السّعديّ البصريّ الذّارع.
عن: ابن عُلَيَّة، وخالد بن الحارث، وحُصَين بن نُمَيْر، وعَثَّام بن عليّ، وفُضَيْل بن سليمان النُمَيْريّ، ويزيد بن زُرْيع.
وعنه: ت. ن.، وحرب الكرْمانيّ، وأحمد بن عمرو البزار، وأحمد بن الحسن الصوفي، وآخرون.
وقال أبو حاتم [4] : صدوق.
توفي سنة سبع وأربعين.
162- الحسين بن محمد بن جعفر البلخي الحريري [5]- ت. -
__________
[ () ] الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 774، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 217 رقم 908، وميزان الاعتدال 1/ 548 رقم 2056، ولسان الميزان 2/ 313 رقم 1283.
[1] في الكامل 2/ 774.
[2] وقال ابن عديّ: حدّث بأسانيد متون منكرة عن أهل الشام ... والحسين بن المبارك لا أعرف له من الحديث غير ما ذكرته، ولعلّ إن كان له غيره فيكون شيئا يسيرا وأحاديثه مناكير.
[3] انظر عن (الحسين بن محمد بن أيوب) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 18، 175، والجرح والتعديل 3/ 64 رقم 291، والثقات لابن حبّان 8/ 190، وتاريخ بغداد 8/ 90، والمعجم المشتمل لابن عساكر، رقم 285، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 469- 471 رقم 1332، والكاشف 1/ 172 رقم 1114، وتهذيب التهذيب 2/ 366 رقم 626، وتقريب التهذيب 1/ 178 رقم 386، وخلاصة تذهيب التهذيب 84.
[4] الجرح والتعديل 3/ 64.
[5] انظر عن (الحسين بن محمد الحريري) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 102 رقم 263 وفيه: «الحسن» ، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 475 رقم 1335، والكاشف 1/ 172 رقم 1116، وتهذيب التهذيب 2/ 368 رقم 629، وتقريب التهذيب 1/ 179 رقم 389، وخلاصة تذهيب التهذيب 84.
وهو «الحريري» بالحاء المهملة، ويقال: «الجريريّ» بالجيم، كما في: تهذيب التهذيب، والخلاصة للخزرجي، وهو يقول: الجريريّ، من ولد جرير البجلي. (84) ، والله أعلم بالصحيح.(18/246)
عن: عبد الرّزّاق، وجعفر بن عَوْن، وإبراهيم بن إسحاق الطّالقانيّ، وجماعة.
وعنه: ت.، وأحمد بن عليّ الأبّار، وأحمد بن محمد بن ماهان الباهلي، وعبد الله بن محمد بن عقيل بن طرخان البلخيان.
163- الحسين بن معاذ البصريّ [1]- د. - عن: سلّام بن أبي خبزة، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن أبي عديّ.
وعنه: د.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحسين [2] بن سُفْيان، وعبد الله بن ناجية.
قال د.: كان ثَبْتًا فِي عبد الأعلى.
__________
[ () ] وقد أضاف الدكتور بشار عوّاد معروف إلى مصادر الترجمة: الضعفاء لابن الجوزي، وميزان الاعتدال، للمؤلّف، وذلك في تحقيقه لتهذيب الكمال 6/ 475 الحاشية (1) .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد ناقض صديقنا الدكتور بشّار نفسه حين ذكر «ميزان الاعتدال» وغيره بين المصادر، ثم نفى ذلك في الحاشية (3) من الصفحة نفسها والتي بعدها. فقد قال ما نصّه:
«قال مغلطاي- وتابعه ابن حجر-: «قال الحافظ أبو بكر بن ثابت هو مجهول، كذا ألفيته في كتاب أبي إسحاق الصريفيني» (إكمال 1/ الورقة 262، وتهذيب 2/ 368) ، قال بشار: كيف يكون مجهولا وقد روى عنه أربعة من المعروفين، منهم الترمذي؟ فلعلّ الخطيب أراد شخصا آخر، وإلّا فهذا معروف. وقال مغلطاي أيضا: «وزعم بعض المتأخّرين من المصنّفين أن حديثه باطل» . قال بشار: هكذا قال وهو يريد بقوله الإمام الذهبي في الميزان، وهذه طريقته المعروفة في ذكره الذهبي لبغضه إيّاه، على أن الّذي ذكره الذهبي في الميزان (1/ الترجمة 2046) :
«الحسين بن محمد البلخي. عن الفضل بن موسى السيناني، لا يعرف، والخبر باطل» ، فهذا لا يقتضي أن الذهبي قصد شيخ الترمذي، بدلالة عدم ذكر المزّي روايته عن الفضل بن موسى البستاني (كذا) ، وعندي أن الذهبي لم يذكره أصلا في الميزان. (انتهى) .
وأقول: وقع في «تهذيب الكمال» 6/ 476 بالحاشية: «البستاني» وهو من أغاليط الطباعة، والصحيح «السيناني» ، وكذا وقع في: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 217 رقم 911 «الفضل بن موسى الشيبانيّ» ، والصحيح «السيناني» ، فليصحّح.
[1] انظر عن (الحسين بن معاذ) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 187، والمعجم المشتمل 107، 287، وتهذيب الكمال 6/ 480 رقم 1338، والمشتبه في أسماء الرجال 8/ 268، وميزان الاعتدال 1/ 548 رقم 2058، والكاشف 1/ 173 رقم 1119، وتهذيب التهذيب 2/ 370 رقم 632، وتقريب التهذيب 1/ 179 رقم 392، وخلاصة تذهيب التهذيب 85.
[2] في الثقات 8/ 187: «الحسن» .(18/247)
164- الحسين بن عديّ الأيليّ [1]- ت. ق. - أبو سعيد البصريّ.
عن: عبد الرّزّاق، وعُبَيْد الله بن موسى، والفِرْيابيّ، وغيرهم.
وعنه: ت. ق.، وأحمد البزّار، وأحمد الأبار، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي، وعمر بن بجير، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي.
قال أبو حاتم: صدوق [2] .
توفي سنة سبع وأربعين.
165- الحسين بن يزيد الكوفي الطحان [3]- د. ت. - عن: عبد السّلام بن حرب، والمطَّلِب بن زياد، وحفص بن غِياث، وابن فُضَيْل، وجماعة.
وعنه: د. ت.، وأبو زرعة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، ومحمد بن يحيى بن منده، وأبو يعلى، وآخرون.
قال أبو حاتم: لين الحديث [4] .
وذكره ابن حبان في «الثقات» [5] .
مات في رمضان سنة أربعٍ وأربعين [6] .
وقال ابن أبي حاتم [7] : ثنا عنه مسلم بن الحجّاج [8] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عديّ) في:
الجرح والتعديل 3/ 62 رقم 281.
[2] في الجرح والتعديل: مجهول. وليس فيه قوله: صدوق.
[3] انظر عن (الحسين بن يزيد) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 156، 157، والجرح والتعديل 3/ 67 رقم 304، والثقات لابن حبّان 8/ 188، والمعجم المشتمل لابن عساكر 108 رقم 291، ومعجم البلدان 2/ 107، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 501، 502 رقم 1349، وميزان الاعتدال 1/ 550 رقم 2066، والكاشف 1/ 174 رقم 1125، وتهذيب التهذيب 2/ 376 رقم 645، وتقريب التهذيب 1/ 181 رقم 401، وخلاصة تذهيب التهذيب 85.
[4] الجرح والتعديل 3/ 67.
[5] ج 8/ 188.
[6] المعجم المشتمل 108.
[7] في الجرح والتعديل 3/ 67.
[8] ووصفه ابن عساكر بالرجل الصالح. (المعجم المشتمل) .(18/248)
166- حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهيب، ويقال صهبان [1]- ق. - الإمام أبو عمر الدّوريّ الأزديّ المقرئ الضّرير نزيل سامرّاء، وشيخ المقرءين بالعراق.
سمع: إسماعيل بن جعفر المدنيّ، وقرأ عليه القرآن بقراءة نافع.
وقرأ القرآن على أبي الحسن الكِسائيّ بحَرْفه، وعلى يحيى اليزيديّ بحرف أبي عَمْرو، وعلى سليم بن عيسى بحرف حمزة.
ويقال: إنّه جمع القراءات وصنَّفها.
وروى عن: أبي إسماعيل المؤدّب إبراهيم بن سليمان، وإبراهيم بن أبي يحيى، وإسماعيل بن عيّاش، وابن عيينة، وأبي معاوية، ومحمد بن مروان السّدّيّ.
وروى عن: أحمد بن حنبل وهو من أقرانه، وعن نصر الْجَهْضَميّ، وهو أصغر منه. وقعد للإقراء ونْشر العِلم.
قرأ عليه: أبو الزّعراء بن عَبْدُوس أستاذ ابن مجاهد، وأبو جعفر أحمد بن فَرح [2] ، وأبو حفص عمر بن محمد الكاغذيّ، والحسن بن عليّ بن بشّار العلّاف
__________
[1] انظر عن (حفص بن عمر الدوري) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 364، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 41، والجرح والتعديل 3/ 183، 184 رقم 792، والثقات لابن حبّان 8/ 200 وفيه: «صهبان» بدل: «صهيب» ، والفهرست لابن النديم 287، والسابق واللاحق للخطيب 322، وتاريخ بغداد 8/ 203، والأنساب لابن السمعاني 5/ 356، والمعجم المشتمل لابن عساكر 108، 109 رقم 293، واللباب لابن الأثير 1/ 512، 513، ومعجم الأدباء 4/ 118، وتهذيب الكمال للمزّي 7/ 34- 37 رقم 1401، والمغني في الضعفاء 1/ 181 رقم 1638، وميزان الاعتدال 1/ 566 رقم 2154، ومعرفة القراء الكبار 1/ 191، 192 رقم 87، وسير أعلام النبلاء 11/ 541- 543 رقم 159، والكاشف 1/ 179 رقم 1164، وتذكرة الحفاظ 1/ 406، ودول الإسلام 1/ 148، والعبر 1/ 446، وغاية النهاية 1/ 255- 257 رقم 1159، والوافي بالوفيات 13/ 102 رقم 106، ونكت الهميان 146، والوفيات لابن قنفذ 179 رقم 246، وتاريخ الخميس 2/ 378، وتهذيب التهذيب 2/ 408 رقم 714، وتقريب التهذيب 1/ 187 رقم 454، والنجوم الزاهرة 2/ 323، والنشر في القراءات العشر 1/ 134، ومفتاح السعادة 2/ 33، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 162، 163، وخلاصة تذهيب التهذيب 87، وشذرات الذهب 2/ 111، والأعلام 2/ 264، ومعجم المؤلّفين 4/ 69.
[2] فرح: بالحاء المهملة. (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 502) .(18/249)
صاحب «مرثيّة الهرّ» ، والقاسم بن زكريّا المطرّز، وأبو عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضّرير، وعليّ بن سُلَيْم، وجعفر بن محمد بن أسد النَّصِيبيّ، والقاسم بن عبد الوارث، وأحمد بن مسعود السّرّاج، وبكر السّراويليّ، وعبد الله بن أحمد البلْخيّ، وابن النّفّاح الباهليّ نزيل مَصْر، ومحمد بن حمدون القطيعيّ، والحَسَن بن عبد الوهّاب، وأبو حامد محمد، والحَسَن بن الحسين الصّوّاف، وأحمد بن حرب المعدِّل، وغيرهم.
وعنه: ق.، وحاجب بن أركين الفَرغانيّ، وأبو زُرْعة الرّازيّ، ومحمد بن حامد خال ولد البُسْتيّ، وآخرون.
وصدقه أبو حاتم [1] .
قال أبو دَاوُد: رَأَيْت أحمد بْن حنبل يكتب عن أبي عُمَر الدُّوريّ [2] .
وقال أحمد بْن فرح: سألتُ أَبَا عُمَر الدُّوريّ: ما تقول في القرآن؟
قال: كلام الله غير مخلوق [3] .
وقال محمد بْن محمد بْن بدر الباهليّ: ثنا أبو عُمَر الدُّوريّ قال: قرأتُ على إسماعيل بْن جَعْفَر بقراءة أهل المدينة فِيهِ، وأدركت قراءة نافع، ولو كان عندي عشرة دراهم لَرَحَلْت إليه [4] .
قال أبو عليّ الأهوازي: رحل أبو عُمَر الدُّوريّ فِي طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف السّبعة وبالشّواذّ. وسمع من ذلك شيئًا كثيرًا. وصنف كتابًا فِي القراءات. وهو ثقة فِي جميع ما يرويه. وعاش دهرًا، وذهبَ بصره فِي آخر عمره، وكان ذا دِين [5] .
قال أبو عليّ الصّوّاف، وأبو القاسم البَغَويّ، وسعيد بن عبد الرّحيم
__________
[1] الجرح والتعديل 3/ 183.
[2] تاريخ بغداد 8/ 203.
[3] تاريخ بغداد 8/ 203.
[4] سير أعلام النبلاء 11/ 543.
[5] السير 11/ 543.(18/250)
المؤدّب الضّرير، وغيرهم: مات سنة ستٍّ وأربعين. زاد بعضهم: في شوّال [1] .
وقال حاجب بْن أركين: سنة ثمانٍ [2] . فَوَهِم، وهو منسوبٌ إلى الدُّور، مَحَلَّه معروفة بالجانب الشّرقيّ من بغداد.
مات فِي عَشْر المائة.
قال الحاكم: قال الدّار الدَّارّقُطْنِيّ: وأبو عُمَر الدُّوريّ أيضًا يقال له الضّرير، وهو ضعيف [3] .
167- حفص بن عمر [4]- ن. - أبو عمر المهرقانيّ الرّازيّ.
عن: يحيى بْن سعَيِد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وعبد الرّزّاق، وطائفة.
وعنه: ن.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعليّ بن سعيد الرّازيّون، وطائفة من أهل تلك النّاحية.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 203، 204، المعجم المشتمل 108، 109.
[2] الثقات لابن حبّان.
[3] وقال ابن سعد: «كان عالما بالقرآن وتفسيره» . (الطبقات الكبرى 7/ 364) .
وقال سليمان بن الأشعث: رَأَيْت أحمد بْن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري. (تاريخ بغداد 8/ 203) .
وعلّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- على قول الدار الدّارقطنيّ بأنه ضعيف، فقال: «وقول الدار الدّارقطنيّ:
ضعيف، يريد في ضبط الآثار. أما في القراءات، فثبت إمام. وكذلك جماعة من القرّاء أثبات في القراءة دون الحديث، كنافع، والكسائي، وحفص، فإنّهم نهضوا بأعباء الحروف وحرّروها، ولم يصنعوا ذلك في الحديث، كما أنّ طائفة من الحفّاظ أتقنوا الحديث، ولم يحكموا القراءة.
وكذا شأن كل من برّز في فنّ، ولم يعتن بما عداه» . (سير أعلام النبلاء 11/ 543) .
[4] انظر عن (حفص بن عمر المهرقاني) في:
الجرح والتعديل 3/ 184 رقم 793، والثقات لابن حبّان 8/ 201، والأنساب لابن السمعاني 11/ 537، والمعجم المشتمل لابن عساكر 109 رقم 295، واللباب لابن الأثير 3/ 274، وتهذيب الكمال للمزّي 7/ 33، 34 رقم 1400، وميزان الاعتدال 1/ 565 رقم 2148، والكاشف 1/ 179 رقم 1163، وتقريب التهذيب 1/ 187 رقم 453، وخلاصة تذهيب التهذيب 87.(18/251)
وقال أبو زرعة [1] ، وأبو حاتم [2] : صدوق [3] .
168- حماد بن إسماعيل بن عليّة [4]- م. ن. - الأسديّ البصريّ أخو إبراهيم، ومحمد.
سمع: أباه.
وعنه: م. ن.، ومحمد بن عَبْدُوس بن كامل، وغيرهم.
وثّقه ن [5] .
ومات سنة أربعٍ وأربعين.
169- حُمَيْدُ بن مَسْعَدَة [6]- ع. إلّا خ. - أبو عليّ الباهليّ البصريّ.
عن: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وعبد الوارث التّنّوريّ، وطائفة.
__________
[1] في الجرح والتعديل 3/ 184: «صدوق ما علمته إلّا صدوقا» .
[2] الجرح والتعديل 3/ 184.
[3] وذكره ابن حبّان في «الثقات» 8/ 201 وقال: «حسن الحديث، يغرب» .
[4] انظر عن (حمّاد بن إسماعيل) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 182، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 90 و 3/ 9، 15، والثقات لابن حبّان 8/ 207، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 159 رقم 317، وتاريخ بغداد 8/ 157 رقم 4258، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 104 رقم 403، والمعجم المشتمل 110 رقم 300، وتهذيب الكمال 7/ 224، 225 رقم 1472، والكاشف 1/ 187 رقم 1222، وتهذيب التهذيب 31/ 4 رقم 2، وتقريب التهذيب 1/ 195 رقم 530، وخلاصة تذهيب التهذيب 91.
[5] تاريخ بغداد 8/ 157.
[6] انظر عن (حميد بن مسعدة) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 235، وعمل اليوم والليلة للنسائي 285 رقم 228، ورقم 537، والمراسيل لأبي داود، رقم 81، والجرح والتعديل 3/ 229 رقم 1007، والثقات لابن حبّان 8/ 197، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 163 رقم 325، وأدب القاضي للماوردي 1/ 246، وتاريخ جرجان للسهمي 399، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 196- 199 رقم 149، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 291، والمعجم المشتمل لابن عساكر 112 رقم 307، ومعجم البلدان 1/ 546، 629، ووفيات الأعيان 2/ 108، وتهذيب الكمال للمزّي 7/ 395- 397 رقم 1538، والعبر 1/ 443، والكاشف 1/ 193 رقم 1266، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 919، والوافي بالوفيات 13/ 197 رقم 227، وتهذيب التهذيب 3/ 49 رقم 783 وتقريب التهذيب 1/ 203 رقم 611، والنجوم الزاهرة 2/ 319، وشذرات الذهب 2/ 105.(18/252)
وعنه: ع. سوى البخاريّ، وأبو زُرْعة، وجعفر الفِرْيابيّ، وأبو جعفر محمد بن جرير، والحسن بن محمد بن دَكّه، والأصبهانّيون، فإنّه وَفَدَ عليهم، وكان صدوقا مكثِرا [1] .
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين أيضا [2] . وهو مِن كبار شيوخ محمد بن جرير.
170- حُمَيْد بن هشام بن حُمَيْد بن خليفة القِبْليّ المصْريّ.
عُمّر دهرا، وروى عن: اللَّيث، وابن لَهِيعة.
وتوفي سنة سبع وأربعين في شوال.
روى عنه: ابنه محمد.
وقال حفيده قرة بن محمد: أدركته شيخا كبيرا.
وكان يقال إنه مستجاب الدعاء، رحمه الله.
__________
[1] قال أبو الشيخ: كاتب القاضي قدم أصبهان، وكان كاتبا لابن أبي الشوارب. (طبقات المحدّثين بأصبهان 2/ 196) .
وقال أبو حاتم: صدوق. (الجرح والتعديل 3/ 229) .
[2] التاريخ الصغير، الثقات لابن حبّان، ذكر أخبار أصبهان، طبقات المحدّثين بأصبهان، المعجم المشتمل.(18/253)
- حرف الخاء-
171- خالد بن عبد السلام بن خالد [1] .
أبو يحيى المصري.
جالس الليث بن سعد. وسمع: رِشْدِين بن سعد، وابن وهْب، والفضل بن المختار.
روى عنه: الربيع الجيزي، وأبو حاتم الرازي وقال: صالح الحديث، ومحمد بن محمد بن الأشعث.
وتُوُفّي في المحرَّم سنة أربع وأربعين ومائتين.
172- خالد بن عقبة بن خالد [2]- ن. - أبو عقبة السّكونيّ الكوفيّ.
سمع: أباه، والحسين الْجُعْفيّ، وأبا أُسامة.
وعنه: ن.، ومُطَيَّن، وأبو العبّاس السّرّاج، وغيرهم.
وثّقة ابن حبّان [3] .
__________
[1] انظر عن (خالد بن عبد السلام) في:
الجرح والتعديل 3/ 342 رقم 1545.
[2] انظر عن (خالد بن عقبة) في:
الجرح والتعديل 3/ 345 رقم 1555، والثقات لابن حبّان 8/ 226، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 115، والمعجم المشتمل لابن عساكر 113 رقم 313، وتهذيب الكمال للمزّي 8/ 133 رقم 1636، والتبيين لابن قدامة 133، والكاشف 1/ 206 رقم 1351، وتهذيب التهذيب 3/ 107، 108 رقم 201، وتقريب التهذيب 1/ 216 رقم 58، وخلاصة تذهيب التهذيب 102.
[3] بذكره في ثقاته.
وقال النسائي: صالح.(18/254)
وقال مُطَيَّن: تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين [1] .
173- خالد بن يوسف بن خالد بن عمر السَّمْتيّ [2] .
أبو الربيع البصريّ. والسّمتيّ لقب لأبيه.
روى عن: أبيه.
وعن: أبي عَوَانة، وفُضَيْل بن سليمان، وعبد الله بن رجاء المكّيّ، وآخرين.
وعنه: عَبْدان الأهوازيّ، ومحمد بن أحمد بن عَمْرو الأصبهانيّ، ومحمد بن هارون الحضْرميّ، ومحمد بن إسماعيل البهلانيّ، وأبو غسّان أحمد بن سهل الأهوازيّ، وطائفة.
ذكره ابن عديّ [3] وحسّن حاله. وفي بعض حديثه النُّكْرَة [4] .
وأما أبوه فساقط [5] .
تُوُفّي خالد سنة تسعٍ وأربعين ومائتين [6] .
174- خازم بن خزيمة البخاريّ [7] .
أبو خزيمة.
__________
[1] المعجم المشتمل 113.
[2] انظر عن (خالد بن يوسف) في:
التاريخ الصغير 237، والثقات لابن حبّان 8/ 226، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 915، والأنساب لابن السمعاني 7/ 133، واللباب 2/ 136، والمغني في الضعفاء 1/ 218 رقم 1898، وميزان الاعتدال 1/ 648، 649 رقم 2485، ولسان الميزان 2/ 392 رقم 1608.
[3] في الكامل 3/ 915.
[4] وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «يعتبر حديثه من غير روايته عنه» . (الثقات 8/ 226) .
[5] قال ابن عديّ: ضعيف.
[6] التاريخ الصغير، الثقات.
[7] انظر عن (خازم بن خزيمة) في:
التاريخ الكبير 3/ 194، وتاريخ الطبري 7/ 360، 363، 389، 404، 408، 412، 418، 451، 455، 456، 461- 463، 477، 498، 499، 506، 507، 509، 510، 512، 513، 517، 639 و 8/ 29- 31، والجرح والتعديل 3/ 393 رقم 1806، والثقات لابن حبّان 8/ 232، والعيون والحدائق 3/ 191، 225، 228، 255، 262- 264، 290، 291، ووفيات الأعيان 6/ 318.(18/255)
عن: خُلَيْد بن حسّان.
وعنه: أسلم بن بِشْر، ومحمد بن الحسين بن غَزْوان، وأحمد بن الْجُنَيْد، وحفص بن داود الرَّبْعيّ، ونصر بن الحسين.
قال السُّليمانيّ: فيه نظر [1] .
175- الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد المَوْصِليّ.
سمع: أباه، وعبد الوهّاب بن عطاء، ومعتمر بن سليمان.
وعنه: ابنه مغيرة.
قال يزيد بن محمد الأزْديّ: تُوُفّي سنة نيِّفٍ وأربعين ومائتين.
176- خلّاد بن أسلم البغداديّ الصّفّار [2]- ت. ن. - أبو بكر.
سمع: هُشَيْم بن بشر، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ.
وعنه: ت. ن.، ويحيى بن صاعد، والمَحَامِليّ، وجماعة.
وكان ثقة [3] .
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين في جُمَادَى الآخرة بسامرّاء [4] . وكان ذا جود وسخاء.
177- الخليل بن عَمْرو البغويّ [5]- ق. -
__________
[1] ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال: «ربما أخطأ، يعتبر حديثه بروايته عن الثقات» . (8/ 232) .
[2] انظر عن (خلّاد بن أسلم) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 237، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 162، 639 و 3/ 373، وتاريخ الطبري 1/ 13، 38 و 4/ 201، والثقات لابن حبّان 8/ 229، وتاريخ بغداد 8/ 342، 343 رقم 4451، والمعجم المشتمل لابن عساكر 116 رقم 324، وتهذيب الكمال للمزّي 8/ 351- 353 رقم 1735، والكاشف 1/ 217 رقم 1430، والوافي بالوفيات 13/ 376 رقم 473، وتهذيب التهذيب 3/ 171، 172، رقم 325، وتقريب التهذيب 1/ 229 رقم 172، وخلاصة تذهيب التهذيب 107.
[3] وثّقه الدار الدّارقطنيّ. (تاريخ بغداد 8/ 343) .
[4] التاريخ الصغير، الثقات، تاريخ بغداد.
[5] انظر عن (الخليل بن عمرو) في:
الجرح والتعديل 3/ 380 رقم 1737، والثقات لابن حبّان 8/ 230، وتاريخ بغداد 8/ 335، 336 رقم 4433، والمعجم المشتمل لابن عساكر 115 رقم 321، وتهذيب الكمال للمزّي(18/256)
حدَّث ببغداد.
عن: شَرِيك القاضي، وعيسى بن يونس، وجماعة.
وعنه: ق.، وعليّ بن سعيد بن بشير الرّازيّ، وأبو القاسم البغوي، وقاسم المطرز، وغيرهم.
قال الخطيب [1] : ثقة. توفي سنة اثنتين وأربعين في صفر [2] .
__________
[ () ] 8/ 341، 342 رقم 1731، وميزان الاعتدال 1/ 667 رقم 2571، وتهذيب التهذيب 3/ 168، 169 رقم 318، وتقريب التهذيب 1/ 228 رقم 165، وخلاصة تذهيب التهذيب 107.
[1] في: تاريخ بغداد. وذكره ابن حبّان في «الثقات» .
[2] تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.(18/257)
- حرف الدال-
178- دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله الخزاعيّ [1] .
__________
[1] انظر عن (دعبل بن علي) في:
الشعر والشعراء لابن قتيبة 2/ 727- 730 رقم 198، وتاريخ الطبري 8/ 660، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 264، والفوائد العوالي للتنوخي (بتحقيقنا) 45، 46، وتاريخ بغداد 8/ 382- 385 رقم 4490، والفهرست لابن النديم 229، والموشح للمرزباني 299، والأغاني 20/ 119- 184، والبخلاء للخطيب 83، 84، 142، 167، 168، والكامل في الأدب للمبرّد 3/ 884، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 123، وبغداد لابن طيفور 106، 124، 136، 154، 162، 163، والعقد الفريد 1/ 250، 271 و 2/ 196 و 5/ 374 و 5/ 375 و 6/ 180، 397، 398، 399، والهفوات النادرة 38776، 248، 249، 257، وتحسين القبيح 68، وخاص الخاص 25، 776 وثمار القلوب 168، 267، 291، 427، 528، 529، 692، وربيع الأبرار 4/ 30، 253- 255، 411، والزاهريّ للأنباري 2/ 250، والأمالي للقالي 1/ 110، 209 و 3/ 95 97، 98، 111، 118، 126، وذيله 60، 67، ومعجم ما استعجم 599، والجليس الصالح للجريري 154، 155، وبغية الطلب لابن العديم 5/ 336، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 230- 245، وبدائع البدائه لابن ظافر 43، 45، 65، 92، 221، 332، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 382 و 2/ 348 و 3/ 43، 230 و 4/ 227، 228، 230، 308 و 5/ 16، وذم الهوى لابن الجوزي 370، ومروج الذهب 389، 1086، 2271، 2406، 2608، وأمالي المرتضى 1/ 437، 484، 608 و 2/ 270، وأخبار النساء لابن قيّم الجوزيّة 116، 165، 166، والكامل في التاريخ 7/ 94، والتذكرة السعدية للعبيدي 300، والمنازل والديار لابن منقذ 2/ 297، ولباب الآداب، له 409، ورجال العلّامة الحلّي 70 رقم 1، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 137، ووفيات الأعيان 2/ 266- 270 وانظر فهرس الأعلام 8/ 107، والروض المعطار للحميري 130، 322، 337- 400، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 68، 281، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 392، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 182، وميزان الاعتدال 2/ 27 رقم 2673، ومعجم الأدباء 11/ 99، ورجال الكشي 313، ومعاهد التنصيص 2/ 190، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 11/ 519 رقم 141، والعبر 1/ 447، والبداية والنهاية 10/ 348، ولسان الميزان 2/ 430، ومرآة الجنان 2/ 145- 147، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، وتاريخ ابن الوردي 1/ 228، وتاريخ الخميس 2/ 378، والوافي بالوفيات 14/ 12- 17 رقم 12، ورجال الطوسي 375 رقم(18/258)
أبو علي الشاعر المشهور.
قيل: إنه من ولد بديل بن ورقاء، فاللَّه أعلم.
له ديوان مشهور، وكتاب في «طبقات الشُّعراء» . وكان يكون ببغداد.
وقيل: هو كوفيّ. وقيل: اسمه محمد، ودِعْبل لَقَبٌ له، وهو البعير المُسِنّ.
ويُقال للشيء القديم دِعْبل.
روى عن: مالك بن أنس، وشَرِيك.
وحكى عن: الواقديّ، والمأمون.
وقيل: إنّه روى عن: شعبة، وسُفْيان الثَّوريّ، ولا يصح ذلك.
روى عنه: أحمد بن أبي دؤاد القاضي، ومحمد بن موسى البربريّ، وأخوه عليّ بن عليّ. وحديثه يقع عاليا في «جزء الحفّار» .
وقد سار إلى خُراسان، فنادم عبد الله بْن طاهر فأُعجِب به ووصله بأموالٍ كثيرة، قيل إنّها بلغت ثلاثمائة ألف درهم.
وقال ابن يونس: قِدم دِعْبِل مصرَ هاربًا من المعتصم لكَوْنه هَجَاه، وخرج إلى المغرب.
وقال الخطيب [1] : رَوَى دِعْبِل، عن مالك، وغيره، وكلُّ ذلك باطل، تُراها من وضع ابن أخيه إسماعيل.
وكان دِعْبل أُطْرُوشًا وفي ظهره سَلعة.
ومن شِعره قوله:
وقائلة لمّا استمّرت بنا النَّوى ... ومِحْجَرها فِيهِ دمٌ ودموع
ترى يُقْضى للسَّفْر الَّذِين تحمّلوا ... إلى بلد فيه السّخى رجوع [2]
__________
[ () ] 6، والنجوم الزاهرة 2/ 322، 323، وشذرات الذهب 2/ 11، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 2/ 39- 41، وشعر دعبل الخزاعي- طبعة دمشق 1964.
[1] في تاريخ بغداد 8/ 383.
[2] ورد هذا البيت في «الأغاني» هكذا:
ألم يأن للسّفر الذين تحمّلوا ... إلى وطن قبل الممات رجوع(18/259)
فقلتُ- ولم أملِك سوابقَ عَبرةٍ ... نطقت [1] بما ضُمّت عليه ضلوع-
تأنّ [2] ، فكم دارٍ تَفَرّق شمْلُها ... وشملٍ شَتيت عاد وهو جميع
كذاك اللّيالي صَرْفُهنّ كما ترى ... لكلّ أُناسٍ جَدْبةٌ وربيع [3]
وقال ابن قُتَيْبَةَ: سمعت دِعْبِلا يقول: دخلت على المعتصم فقال: يا عدوّ اللَّه، أنت الَّذِي تقول فِي بني الْعَبَّاس إنهم فِي الكُتُب سبعة؟ وأمر بضربُ عُنقي. وما كان فِي المجلس إلا مَن هُوَ عدوّي، وأشدّهم عليّ ابن شَكْلة، ويعني إبراهيم بْن مَهْديّ، فقال: يا أمير المؤمنين أَنَا الَّذِي قلت هذا ونميته إلى دِعْبل.
فقال: وما أردتَ بهذا؟
قال: لِما تعلم من العداوة بيننا. فأردتُ أن أشيط بدمه.
فقال: أَطْلِقوه.
فلمَّا كان بعد مدّة، قال لابن شكلة: سَأَلتُك باللَّه، أنت الَّذِي قلته؟
قال: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكن رحِمتُهُ [4] .
وورد أنّ دِعْبلا هجا الرشيد، والمأمون، وطاهر بن الْحُسَيْن، وبني طاهر.
وكان خبيث اللسان رافضيًّا هَجّاءً.
وله فِي المعتصم:
ملوكُ بْني الْعَبَّاس فِي الكُتُب سبعة ... ولم تأتنا فِي ثامنٍ منهُمُ الكُتُبُ
كذاك أهل الكهف فِي الكهف سبعة ... غَداة ثَوَوا فِيه وثامنُهم كلبُ
وإنّي لأزهي كلبهم عنك رغبةً ... لأنّك ذو ذنب وليس له ذنَبُ
لقد ضاع أمرُ النّاس حيث يسوسُهم ... وصيفٌ وأشْناس وقد عظُم الخَطْبُ [5]
__________
[ () ] وفي: تهذيب تاريخ دمشق: «رجيع» .
[1] في تهذيب تاريخ دمشق «يطفن» .
[2] في «الأغاني» : «تبيّن» .
[3] الأبيات، ما عدا الأول- في: الأغاني 20/ 153، وكلها في: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 232.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 235، 236.
[5] ورد هذا الشطر في: تهذيب تاريخ دمشق هكذا:
وحلّ بهم عسر وقد عظُم الخَطْبُ(18/260)
وإنّي لأرجو أن تُرى من مغيبها ... مَطَالُع شمس قد يغصّ بها الشربُ
وهمُّك تركيٌّ عليه غلالة ... وهمّ سواك الطعن فِي الروع والضرب [1]
وهجا ابن أبي دُؤاد بعد كثْرة إنعامه عليه، حَتَّى قيل إنه هجا خُزاعة قبيلته، فقال:
أخزاعَ غيركم الكرامُ فأقْصِروا ... وضعوا أَكُفَّكم على الأفواه [2]
الرّاتقين ولاتَ حين مراتق ... والفاتقين شرائع الأستاه [3]
وله يهجو الْحَسَن بْن رجاء، وبني هشام، ودينار بْن أكثم جملةً:
[لا] [4] تشتروا منّي ملوك المخرّم ... أبِعْ حَسَنًا وبني هشام بِدِرهم [5]
[واعط] [6] رجاء بعد ذلك [7] زيادة ... وأغلط [8] بدينار بغير تَنَدُّم
فإن رُدَّ مِنْ عَيْبٍ عليّ جميعُهُم ... فليس يردّ العيبَ يحيى بْنُ أكثمِ [9]
وله يهجو أخاه ويهجو نفسه:
مَهّدتُ له وُدّي صغيرا ونُصْرتي ... وقاسَمْتُهُ مالي وبوّأته حُجْري
وقد كان يكفيه من العَيْش كلّه ... رجاءٌ ويأسٌ يرجعان إلى فقرِ
وفيه عيوبٌ ليس يُحصَى عِدادُها ... فأصْغَرها عَيْبٌ يَجِلُّ عن الفِكرِ
ولو أنّني أبديت للنّاس بعضَها ... لأصْبَحَ من بصق الأحبّة في بحر
__________
[1] الأبيات في: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 239، والبيت الأخير فيه هكذا:
وهمّك أن تدلى عليه مهانة ... فأنت له أم وأنت له أب
[2] البيت في تهذيب تاريخ دمشق هكذا:
أخزاعة غير الكرام فاقصروا ... وضعوا القلم على الأفواه
[3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 240 وفيه زيادة بيت:
فدعوا الفخار فلستم من أهله ... يوم الفخار ففخركم سياه
[4] في الأصل بياض، استدركته من: تهذيب تاريخ دمشق.
[5] في: الأغاني، ورد الشطر الثاني هكذا: أبع حسنا وابني رجاء بدرهم.
[6] في الأصل بياض.
[7] في الأغاني: «فوق ذاك» .
[8] في التهذيب: «وأعط» ، وفي الأغاني: «وأسمح» .
[9] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 241، الأغاني 20/ 156.(18/261)
فدونك عِرضي فاهْجُ حيّا وإن أمُتْ ... فباللَّه إلا ما خريتَ على قبري [1]
وله يهجو امرأته:
يا من أشبهها بحُمَّى نافض ... قطّاعة للظَّهْر ذات زئير
يا رُكْبَتَيْ جملٍ [2] وساقَ نَعَامة ... وزِنْبيلُ كُناس، ورأسُ بعير
صُدْغاكِ قد شمطا، ونَحْرُكِ يابسٌ ... والصَّدرُ منك كَجُؤْجُؤ الطُّنْبور
قبَّلْتُها فوجدت طَعْم لثاتها ... فوق اللّثام كلسعة الزُّنْبور [3]
وله الأبيات الشهيرة الّتي منها قوله:
أَيْنَ الشّبابُ وأية سلكا ... لا، أَيْنَ يطلب، ضلّ، بل هلكا
لا تعجبي يا سَلْمُ من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى
لا تأخذ [ي بظلامتي] [4] أحدًا ... طَرْفي [5] وقلبي فِي دمي اشتركا
يا ليت شِعْري كيف نَوْمُكما ... يا صاحبيَّ إذا دمي سُفِكا [6]
وله:
علمُ تحكيم وشَيْبُ مفارِقِ ... طَلَّسن [7] رَيْعان الشّباب الرّائقِ
وإمارة من [8] دولةٍ ميمونةٍ ... كانت على اللَّذَّات أشغب عائقِ
والآن لا أغدو ولست برائحٍ ... فِي كِبْر معشوقٍ وذلّةِ عاشقِ
أنّى يكون وليس ذاك بكائن ... يرث الخلافة فاسِقٌ عن فاسقِ
نَعَر ابنُ شكلة بالعراق وأهلِه [9] ... فهفا إليه كلّ أطلس مائق
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 242.
[2] في تهذيب تاريخ دمشق: «جزر» .
[3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 242.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: تهذيب تاريخ دمشق، وتاريخ بغداد، وفي الأغاني: «لا تأخذي» .
[5] في التهذيب: «عيني» ، وفي الأغاني «قلبي» .
[6] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 232، 233، وفي تاريخ بغداد 8/ 384 ثلاثة أبيات مع تقديم وتأخير، وهي في الأغاني 20/ 127 بتقديم وتأخير أيضا.
[7] في الأغاني: «طمّسن» .
[8] في الأغاني: «في» .
[9] في تهذيب تاريخ دمشق: «وأهلها» .(18/262)
إن كان إبراهيم مضطلعا بها ... فلتصلحن من بعده لمُخارقِ [1]
فلمّا بَلَغَت هذه الأبيات للمأمون ضحِك وقال: قد غفرنا لدِعْبِل كلّ ما هجانا به. وآمَنَه، فسار دِعبل إليه ومدحه لكون المأمون كان يتشيّع، فإنه عهد إلى الرضّا، وكتب اسمه على السّكّة. وأقبلَ يجمع ما جاء فِي فضائل أهل البيت.
وكان دِعبل أوّل داخل إليه وآخر خارجٍ من عنده. فلم يَنْشَب أن هجا المأمون، وبعث إليه بهذه الأبيات:
ويسومُني المأمونُ خِطّةَ ظالمٍ [2] ... أوَ ما رَأَى بالأمس رأيَ [3] محمد
إنّي من القوم الّذين سيوفُهُم ... قتلت أخاك، وشَرُّ فَتْكٍ بمُقْعَد
شادوا بذِكرك بعد طُول خُمُولِه ... واستنقذوك من الحضيضِ الأوهَدِ
ثُمَّ إنه مدح المعتصم ونَفَق عليه وأجزل له الصِّلات، فما لبث أن هجاه وهرب.
وله القصيدة الطّنّانة فِي أهل البيت تدلّ على رفضه:
مدارسُ آياتٍ خَلَت من تلاوةٍ ... ومنزلٌ وحيٌّ مُقْفَر العَرَصات
لآل رسول الله بالخيف من منى ... وبالرّكن والتعريف والْجَمَرات
ألم تر أنّي مُذْ ثلاثين حَجّة ... أروح وأغْدو دائم الحَسَرَاتِ
أرى فَيْئهم فِي غيرهم متقسّمًا ... وأيديهم من فَيْئهم صَفَرات
وآل رسول اللَّه نُحْفٌ جُسومُهُم ... وآل زياد غُلَّظُ الرَّقبات [4]
بِناتُ زيادٍ فِي القصور [5] مَصُونة ... وبنت رسول اللَّه فِي الفَلَوات
ولولا الَّذِي أرجوه فِي اليوم أو غدٍ ... تقطَّع قلبي إثرهم حسرات [6]
__________
[1] الأبيات في: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 237، ومنها أربعة أبيات في: الأغاني 20/ 181.
[2] في الأغاني: «خطة عاجز» .
[3] في الأغاني: 20/ 174 «رأس» .
[4] في تهذيب تاريخ دمشق: «غلظ القصرات» .
[5] في تهذيب التاريخ: «في الخدور» .
[6] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 237.(18/263)
وهي قصيدة طويلة.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين، عن بضعٍ وتسعين سنة.
ويقال إنّه هجا مالك بْن طوق، فجهّز عليه من ضربَه بعكّاز مسموم فِي قدمه، فمات من ذلك بعد يوم [1] .
ومات بالطّيب من ناحية واسط [2] .
وما أحلى قول عبد الله بْن طاهر الأمير: دِعبل قد حمل جذعَه على عنقه ولا يجد مَن يصلبه عليه.
ولامَ رَجُلٌ هاشمي دِعبلا فِي هجائه الخلفاءَ فقال: دعني من فُضُولك أَنَا والله استصلب منذ سبعين سنة، وما وجدتُ أحدًا يجود لي بخشبة.
179- دَهْثَمُ بنُ خَلَف [3] .
أبو سعيد الرَّمْليّ.
حدَّث ببغداد عن: ضَمرة بن ربيعة، وأيّوب بن سُوَيْد، وجماعة.
وعنه: ابن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن ناجية، ونصر بن القاسم الفَرَضيّ، وآخرون.
__________
[1] الأغاني 20/ 186، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 245.
[2] تاريخ بغداد 8/ 385.
[3] انظر عن (دهثم بن خلف) في:
تاريخ بغداد 8/ 386، 387 رقم 4492.(18/264)
- حرف الذال-
180- ذو النُّون المصريّ الزّاهد [1] ، رحمةُ الله عليه.
اسمه ثَوْبان بن إبراهيم، ويقال أبو الفيض بن أحمد، ويقال ابن إبراهيم أبو الفَيْض، ويقال أبو الفيّاض الإِخميميّ. وأبوه نوبيّ.
روى عن: مالك، واللَّيث، وابن لَهِيعة، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وسلم الخواص، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (ذي النون المصري) في:
طبقات الصوفية للسلمي 15- 26 رقم 2، وحلية الأولياء لأبي نعيم 9/ 331- 395 رقم 456 و 10/ 3، 4، وانظر فهرس أعلام الحلية- ص 570، والرسالة القشيرية 10، وتاريخ بغداد 8/ 393- 397 رقم 4497، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 5 و 37 و 56 و 64 و 66 و 67 و 68 و 69 و 70 و 71 و 72 و 84 و 94 و 139 و 140 و 141 و 142 و 143 و 181 و 182 و 193 و 196 و 294 و 341 و 585 و 616 و 684 و 701 و 744 و 759 و 795 و 835 و 853 و 967 و 980 و 981 و 982، والإكمال لابن ماكولا 3/ 389، والأنساب لابن السمعاني 1/ 155، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 274- 291، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 74، 129، ومروج الذهب 812، والإشارات إلى معرفة الزيارات 43، والإستبصار 58، 59، والأذكياء لابن الجوزي 84، 85، والمرصّع لابن الأثير 334، واللباب 1/ 35، والكامل في التاريخ 7/ 92، ووفيات الأعيان 1/ 315- 318 و 428، 429 و 2/ 429 و 6/ 59، وأخبار الحكماء للقفطي 185، والروض المعطار للحميري 17، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 140، 326، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 2/ 12، 13، وميزان الاعتدال 2/ 33 رقم 2701، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 48/ 669، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 11/ 532- 536 رقم 153، والعبر 1/ 444، والبداية والنهاية 10/ 347، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، وتاريخ ابن الوردي 1/ 228، ومرآة الجنان 2/ 149- 151، وآثار البلاد وأخبار العباد 140، وصفة الصفوة 4/ 315- 321، والنجوم الزاهرة 2/ 320، 321، الطبقات الكبرى للشعراني 1/ 81- 84، ولسان الميزان 3/ 437، 438، رقم 1791، وشذرات الذهب 2/ 107، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 153، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 45- 50 رقم 365، ودرر الأبكار 122، 123، وطبقات الأولياء 218- 227 رقم 41، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 73- 76.(18/265)
وعنه: أحمد بن صبيح الفيومي، وربيعة بن محمد الطائي، ورضوان بن محيميد، ومقدام بن داود الرعيني، والحسن بن مصعب النخعي، والجنيد بن محمد، وغيرهم.
روى سليمان بن أحمد الملطي- وهو ضعيف- ثنا أبو قُضَاعة ربيعة بْن محمد، ثنا ثَوْبان بْن إبراهيم، نا اللَّيث بْن سعد، فذكر حديثًا.
وقال محمد بْن يوسف الكِنْديّ فِي كتاب «الموالي من أهل مصر» : ومنهم ذو النُّون بْن إبراهيم الإخميميّ مَوْلَى لقُريش. وكان أَبُوهُ نُوبيّا.
وقال الدّار الدّارَقُطْنيّ: رَوَى عن مالك أحاديث فيها نظر [1] ، وكان واعظًا [2] .
وقال ابن يونس: كان عالمًا فصيحًا حكيمًا، أصله من النُّوبة.
تُوَفّي فِي ذي القعدة سنة خمسٍ وأربعين.
وقال الُّسَلميّ [3] : حُمِل ذو النُّون إلى المتوكّل على البريد من مصر ليَعِظه سنة أربعٍ وأربعين. وكان إذا ذُكر بين يدي المتوكّل أهل الورع بكى.
وقال يوسف بْن أحمد البغداديّ: كان أهلُ ناحيته يسمّونه الزِّنْديق، فلمّا مات أظلّت الطَّيْرُ جنازته، فاحترموا بعد ذلك قبره.
وقال أبو القاسم القُشَيْريّ: كان رجلا نحيفًا تعلوه حُمْرة [4] ، ليس بأبيض اللّحية.
وقيل كانت تعلوه صُفْرة [5] .
وعن أيّوب مؤذّن ذي النُّون قال: أتى أصحاب المطالب ذا النّون، فخرج معهم إلى قوص وهو شابّ، فحفروا قبرًا، فوجدوا فيه لوحًا فِيهِ اسم اللَّه الأعظم، فأخذه ذو النّون، وسلّم إليهم ما وجدوا.
__________
[1] هكذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد: «في أسانيدها نظر» .
[2] تاريخ بغداد 8/ 393.
[3] قول السلمي ليس في «طبقات الصوفية» ، وهو في: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 274.
[4] في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 275: «تعلوه صفرة» .
[5] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 275.(18/266)
وقال يوسف بْن الْحُسَيْن الرّازيّ: حضرت مجلس ذي النّون فقيل: يا أَبَا الفَيْض ما كان سبب توبتك؟
قال: أردت الخروج إلى قرى مصر فنمت فِي الصحراء ففتحت عيني فإذا أَنَا بقُبَّرةٍ عَمياء معلّقة بمكان، فسقطت من وَكْرها، فانشقَّت الأرض، فخرج منها سُكُرُّجْتان ذهب وفضّة، في إحداهما: سمسم، وفي الأخرى ماء، فأكلت وشربت. فقلت: حَسْبي، قد تُبتُ. ولزِمتُ البابَ إلى أن قِبلني [1] .
وفي كتاب «المِحَن» للسُّلَميّ أن ذا النُّون أول من تكلَّم ببلدته فِي ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية. أنكر عليه عبد الله بْن عَبْد الحَكَم، وكان رئيسَ مصر، وكان يذهب مذهب مالك، ولذلك هجره علماء مصر، حَتَّى شاع خبره، وأنّه أحْدَث عِلْمًا لم يتكلَّم فِيهِ السَّلَف. وهجروه حَتَّى رَمَوْه بالزَّنْدَقة.
قال: فدخل عليه أخوه فقال: إنّ أهل مصر يقولون أنتَ زِنْديق.
فأنشأ يقول:
وما لي سوى الإطراق والصَّمْت حيلةٌ ... ووضْعي كفّي تحت خدّي وتذكاري [2]
قال: وقال محمد بْن يعقوب بْن الفَرَجيّ: كنت مع ذي النُّون فِي الزَّورق، فمرّ بنا زورقٌ آخر، فقيل لذي النُّون: إنّ هؤلاء يمرّون إلى السُلطان يشهدون عليك بالكُفْر.
فقال: اللَّهمّ إنْ كانوا كاذبين فغرّقهم. فانقلب الزَّورق وغرقوا.
فقلت له: احسب أن هؤلاء قد مضوا يكذبون، فما بال الملاح؟
قال: لِمَ حَمَلَهم وهو يعلم قصْدهم. ولأن يقفوا بين يدي اللَّه غَرْقَى خير لهم من أن يَقِفُوا شهود زُور. ثُمَّ انتفض وتغيّر وقال: وعِزَّتك لا أدعو على خلْقك بعد هذا.
ثُمَّ دعاه أمير مصر وساله عن اعتقاده، فتكلَّم، فرضيَ أمره، وكتب به إلى
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 275.
[2] البيت في جملة أبيات في: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 291.(18/267)
المتوكّل، فأمر بإحضاره، فَحُمِل على البريد. فلمّا سمع كلامه ولَعَ به، وأحبّه وأكرمه، حتّى أنّه لو كان إذا ذكر العُّلماء يقول: إذا ذُكِر الصّالحون فحَيْ هَلا بذي النُّون [1] .
وقال عليّ بْن حاتم: سمعت ذا النّون يقول: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق.
وقال يوسف بْن الْحُسَيْن: سمعت ذا النّون يقول: مهما تصوّر فِي وهْمك، فاللَّه بخلاف ذلك.
وقال: سمعت ذا النّون يقول: الاستغفار اسمٌ جامع لمَعانٍ كثيرة، أوّلهنّ:
الندم على ما مضى، والثّاني: العزْم على تَرْك الرجوع، والثالث: أداء كلّ فرضٍ ضيَّعْته فيما بينك وبين اللَّه، والرابع: ردّ المظالم فِي الأموال والأعراض والمصالحة عليها، والخامس: إذابة كلّ لحم ودم نَبَتَ على الحرام، والسّادس: إذاقة البَدَن ألَمَ الطّاعة كما وجدت حلاوة المعصية.
وعن عَمْرو السّرّاج قال: قلت لذي النّون كيف خلصتَ من المتوكّل وقد أمر بقتلك؟
قال: لمّا أوصلني الغلام إلى السّتر رَفعه ثُمَّ قال لي: ادخُل.
فنظرت فإذا المتوكّل فِي غُلالةٍ مكشوفَ الرأس، وعبيد الله قائم على رأسه متّكئ على السّيف. فعرفتُ فِي وجوه القوم الشّرّ. فَفُتِح لي باب، فقلت فِي نفسي: يا من ليس في السّماوات قطرات ولا فِي البحار قَطَرات، ولا فِي ديلج الّرياح دلجات، ولا فِي الأرض خبيئات، ولا فِي قلوب الخلائق خَطَرات إلا وهي عليك دليلات، ولك شاهدات، وبربوبيّتك معترفات، وفي قُدْرَتِك متحّيرات. فبالقُدرة التي تُجير بها من في الأرض والسّماوات إلا صلّيت على محمد وآل محمد، وأخذتَ قلبه منّي. فقام إليَّ المتوكّل يخطو، حتّى اعتنقني وقال: أتْعَبْناك يا أَبَا الفَيْض. إن تشأ تقيم عندنا فأقم، وإن تشأ أن تنصرف فانصرف.
فاخترت الانصراف [2] .
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 274.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 277.(18/268)
وقال يوسف بْن الْحُسَيْن، حضرتُ مع ذي النّون مجلس المتوكّل، وكان مولعا به يفضّله على العُبّاد والزُّهّاد، فقال: يا أَبَا الفيض صِف لي أولياء اللَّه.
قال: يا أمير المؤمنين هُمْ قوم أَلْبَسهم اللَّه النّورَ السّاطع من محبّته، وجلّلهم بالبهاء من أرْدية كرامته، ووضع مَفَارقهم تيجان مَسَرَّته، ونشر لهم المحبّة فِي قلوب خليقته، ثمّ أخرجهم وقد ودع القلوب ذخائر الغيوب، فهي معلَّمة بمواصلة المحبوب، فقلوبهم إليه سائرة، وأَعْيُنُهم إلى عظيم جلاله ناظِرة. ثُمَّ أجلسهم بعد أن أحسنَ إليهم على كراسي طلب المعرفة بالدّواء، وعرَّفهم منابت الأدواء، وجعل تلاميذهم أهل الورع والتُّقَى، وضمِن لهم الإجابة عند الدّعاء، وقال: يا أوليائي لو أتاكم عليلٌ من فَرَقي فداووه، أو مريض من إرادتي فعالجوه، أو مجروح بِتَرْكي إياه فلاطِفُوه، أو فارٌّ منّي فرغِّبوه، أو خائف منّي فأمِّنوه [1] ، أو مستوصف نحوي فأرشدوه، أو مسيء فعاتبوه. أو استغاث بكم ملهوف فأغيثوه.
فِي فَصْلٍ طويل [2] .
ولذي النون ترجمة طويلة فِي «تاريخ دمشق» [3] ، وأخرى فِي «حِلْية الأولياء» [4] .
وما أحسن قوله: العارف لا يلتزم حالةً واحدة، ولكنْ يلتزم أمرّ ربّه فِي الحالات كلّها [5] .
قد تقدَّمت وفاته في سنة خمس. وكذا ورّخه عُبَيْد الله بن سعيد بن عُفَيْر.
وأمّا حيّان بن أحمد السَّهْميّ فقال: مات بالجيزة وعُدّيَ به إلى مصر في مركبٍ خوفا من زحمة النّاس على الجسْر لليلتين خَلَتا من ذي القعدة سنة ستّ وأربعين [6] .
__________
[1] هنا زيادة: «أو قصد نحوي فآووه، أو جبان من متاجرتي، فجدوه، أو آيس من فضلي فعدوه، أو راج لإحساني فبشّروه، أو حسّن الظنّ بي فباسطوه، أو محبّ لي فواصلوه، أو معظّم لقدري فعظّموه» . (تهذيب تاريخ دمشق 5/ 278) .
[2] انظر: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 278.
[3] تهذيبه 5/ 274- 291.
[4] ج 9/ 331- 395.
[5] طبقات الصوفية للسلمي 26، الزهد الكبير للبيهقي 298، 299 رقم 795.
[6] تاريخ بغداد 8/ 397، صفة الصفوة 4/ 321.(18/269)
وقال آخر: سنة ثمانٍ وأربعين [1] . والأوّل أصحّ. وقد قارب السّبعين أو جازها.
__________
[1] وقيل: سنة خمس وأربعين ومائتين. (تاريخ بغداد) .(18/270)
- حرف الراء-
181- راشد بن سعيد [1]- ق. - أبو بكر المقدسيّ.
حدَّث سنة ثلاث وأربعين عن: الوليد بن مسلم، وضَمْرة بن ربيعة.
وعنه: ق.، وأبو حاتم الرّازيّ، وعبد الله بن محمد بن سَلْم المقدسي.
وقال أبو حاتم [2] : صدوق. كتبتُ عنه ببيت المقدس [3] .
182- رَباح بن جرّاح [4] .
أبو الوليد العبْديّ المَوْصِليّ، صاحب الزُّهد والمواعظ.
عن: المُعَافَى بن عِمران، وعفيف بن سالم، والقاسم بن يزيد الْجَرْميّ، وزيد بن أبي الزّرقاء، وسابق المَوْصِليّ، وعمر بن أيّوب، وجماعة.
وعنه: أحمد بن بشر، وأبو يعلى الموصليّ، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (راشد بن سعيد) في:
تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 2/ 718، والجرح والتعديل 3/ 488 رقم 2210، والمعجم المشتمل لابن عساكر 119 رقم 333، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 13/ 331، والتذكار في أفضل الأذكار للقرطبي 159، وتهذيب الكمال للمزّي 9/ 12، 13 رقم 1827، والكاشف 1/ 231 رقم 1512، وتهذيب التهذيب 3/ 226، 227 رقم 433، وتقريب التهذيب 1/ 240 رقم 4، وخلاصة تذهيب التهذيب 113، وفيه «راشد بن سعد» ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 249 رقم 581.
[2] الجرح والتعديل 3/ 488.
[3] قال ابن عساكر: مات بعد سنة ثلاث وأربعين ومائتين، أو فيها. (المعجم المشتمل 119) .
[4] انظر عن (رباح بن جرّاح) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 362، والجرح والتعديل 3/ 491 رقم 2225، والثقات لابن حبّان 8/ 243، وحلية الأولياء 8/ 293، وتاريخ بغداد 8/ 429، رقم 2534، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 793.(18/271)
وكتب عنه: يحيى بن معين مع جلالته وتقدُّمه [1] .
قال الأزْديّ: كان صالحا خاشعا ذا قدرٍ ومحل [2] .
تُوُفّي سنة نيِّفٍ وأربعين ومائتين.
قلت: وآخر مَن روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد.
وكان ثقة.
وثّقه الخطيب وقال [3] : حدَّث ببغداد سنة ستٍّ وأربعين.
وممّن روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، والحَسَن بن الحسين الصّوّاف المقرئ. وكان حِفْظه للرّقائق، رحمه الله.
183- الرّبيع بن نافع [4]- خ. م. د. ن. ق. - أبو توبة الحلبيّ نزيل طَرَسُوس.
عن: معاوية بن سلام، وشَرِيك، وأبي الأحوص، وأبي المليح الرّقّيّ
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 428.
[2] عبارته في تاريخ بغداد: «كان يحفظ الرقائق وكلام الزهّاد، وكان شيخا خاشعا صالحا، وكتب عنه يحيى بن معين، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وغيرهما من العراقيين، وكان له هناك قدر ومنزلة» .
[3] في تاريخه 8/ 428.
[4] انظر عن (الربيع بن نافع) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 279 رقم 956، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 17، والمراسيل لأبي داود (في مواضع كثيرة) ، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 201، 212 و 2/ 340، 341 و 3/ 365، 390، وتاريخ الطبري 8/ 90، وتاريخ واسط لبحشل 61، والجرح والتعديل 3/ 470، 471 رقم 2105، والثقات لابن حبّان 8/ 239، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 246 رقم 328، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 204 رقم 432، وتاريخ جرجان للسهمي 303، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 134 رقم 525، والمعجم المشتمل لابن عساكر 120 رقم 337، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 310، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 156 رقم 211، وتهذيب الكمال للمزّي 9/ 103- 106 رقم 1872، ومعجم البلدان 2/ 890 و 3/ 509، وسير أعلام النبلاء 10/ 653، 654 رقم 235، والكاشف 1/ 237 رقم 1554، والعبر 1/ 436، وتذكرة الحفاظ 2/ 472، والمعين في طبقات المحدّثين 85 رقم 924، ودول الإسلام 1/ 148، والوافي بالوفيات 14/ 83 رقم 799 ومشارع الأشواق للدمياطي 1/ 432، وتهذيب التهذيب 3/ 251 رقم 481، وتقريب التهذيب 1/ 246 رقم 50، وخلاصة تذهيب التهذيب 115، وشذرات الذهب 2/ 96، والمغني في ضبط أسماء الرجال 286.(18/272)
الحسن بن عمر، وعبيد الله بن عمرو، والهيثم بن حُمَيْد، وإسماعيل بن عيّاش، وإبراهيم بن سعد، ويزيد بن المقدام، وابن المبارك، وطائفة.
وعنه: د. فأكثر، وخ. م. ن. ق. عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، والحسن بن الصّبّاح، والدَّارِميّ، وأبو حاتم، ويزيد بن جَهْوَر، ويعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن خُلَيد الحلبيّ، وآخرون.
قال أبو حاتم [1] : ثقة.
وقال أبو دَاوُد: قدم أبو توبة الكوفة ولم يَقْدَم البصْرة. وكان يحفظ الطِّوال يجيء بها. ورأيته يمشي حافيًا وعلى رأسه طويلة.
قال: وكان يقال إنّه من الأبدال [2] ، رحمه الله.
قلت: هو آخر مَن حدَّث عن معاوية بن سلام.
قال الفَسَويّ [3] : مات سنة إحدى وأربعين ومائتين [4] .
184- رجاء بن محمد [5]- ق. ن. - أبو الحسن العذريّ [6] البصريّ السّقطيّ.
عن: عبد الصّمد بن عبد الوارث، وسعيد بن عامر الضُّبَعيّ.
وعنه: ت. ن.، وجعفر الفريابي، وابن خزيمة، وآخرون.
ولا أعلم متى توفي. وقد سمع منه أبو حاتم والكِبار [7] .
__________
[1] الجرح والتعديل 3/ 470 وزاد: صدوق حجّة.
[2] تهذيب الكمال 9/ 106.
[3] في المعرفة والتاريخ 1/ 212.
[4] وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» وَقَالَ: مَاتَ بعد سنة عشرين ومائتين» ! وأثنى عليه الأثرم وقال: لا أعلم إلا خيرا.
وسئل عنه أبو حاتم فقال: ثقة صدوق حجّة. (الجرح والتعديل) .
[5] انظر عن (رجاء بن محمد) في:
الجرح والتعديل 3/ 503 رقم 2276، والثقات لابن حبّان 8/ 247 وفيه قال محقّقه بالحاشية (6) : «ولم نظفر به» ، والمعجم المشتمل 120 رقم 339، وتهذيب الكمال 9/ 166- 168 رقم 1896، ومعجم البلدان 4/ 736، والكاشف 1/ 240 رقم 1576، وتقريب التهذيب 1/ 249 رقم 76، وخلاصة تذهيب التهذيب 117.
[6] في الثقات «العدوي» وهو غلط.
[7] وقال النسائي: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .(18/273)
185- رجاء بن مرجّي [1]- د. ق. - أبو محمد الحافظ.
ويقال أبو أحمد المَرْوَزِيّ، ويقال السّمرقنديّ. نزيل بغداد.
سمع: النَّضْر بن شُمَيْل، ويزيد بن أبي حكيم العدَنيّ، وأبا نُعَيْم، ومسلم بن إبراهيم، وأبا اليَمَان، وعبد الله بن رجاء، وخلقا.
وعنه: د. ق. وأحمد بن محمد بن أبي شيبة البزّاز، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وأبو العبّاس السّرّاج، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحامليّ، وطائفة.
قال الدّار الدّارَقُطنيّ: حافظ ثقة [2] .
وقال الخطيب [3] : كان ثقة ثبتا إماما في علم الحديث وحفْظه والمعرفة به.
وقال البخاريّ [4] : مات ببغداد في غُرة جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وأربعين ومائتين [5] .
186- رُوحَ بن حاتم البغداديّ البزّاز [6] .
__________
[ () ] وذكره ابن حِبان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .
وسمع منه أبو حاتم الرازيّ بالبصرة في رحلته الثالثة. (الجرح والتعديل) .
[1] انظر عن (رجاء بن مرجّى) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 237، والجرح والتعديل 3/ 503 رقم 2277، والثقات لابن حبّان 8/ 247، وتاريخ بغداد 8/ 410، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 321، والمعجم المشتمل لابن عساكر 120، 121 رقم 340، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 155، 156 رقم 210، وتهذيب الكمال للمزّي 9/ 168- 170 رقم 1897، والعبر 1/ 454، وتذكرة الحفاظ 2/ 542، والكاشف 1/ 240 رقم 1577، وسير أعلام النبلاء 12/ 98- 100 رقم 29، والبداية والنهاية 11/ 4، والوافي بالوفيات 14/ 103، 104 رقم 125، وتهذيب التهذيب 3/ 269، 270 رقم 508، وتقريب التهذيب 1/ 249 رقم 77، وطبقات الحفاظ 238، وخلاصة تذهيب التهذيب 117، وشذرات الذهب 2/ 120.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 321.
[3] في تاريخ بغداد 8/ 411.
[4] في تاريخه الصغير 237، والثقات لابن حبّان، وتاريخ بغداد، وتهذيب تاريخ دمشق، والمعجم المشتمل.
[5] وسئل عنه أبو حاتم فقال: صدوق.
وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «كان متيقّظا، ممّن جمع وصنّف» .
[6] انظر عن (روح بن حاتم) في:(18/274)
عن: إسماعيل بن عيّاش، وهُشَيْم، وزياد البكّائيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأبو يَعْلَى، وأبو صخرة الكاتب.
وحدَّث سنة إحدى وأربعين [1] .
ضعّفه ابن مَعِين [2] ، ومشّاه غيره [3] .
187- روح بن عصام بن يزيد الأصبهانيّ [4] .
المعروف بابن جَبِّر. وكان أبوه جبّر يخدم سُفْيان الثَّوريّ.
عن: أبيه، وشَرِيك بن عبد الله، وعبّاد بن عبّاد، وأبي الأحوص، وهُشَيْم.
وكان به صَمَم، وهو أسن من أخيه محمد بن عصام.
روى عنه: أبو غسّان محمد بن أحمد الزّاهد، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وأحمد بن الحسين الأنصاريّ، وإسماعيل بن محمد بن عصام ولد أخيه.
__________
[ () ] المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 125، 155، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 165، 166، والثقات لابن حبّان 8/ 244، وتاريخ بغداد 8/ 406، 407 رقم 4504، والمغني في الضعفاء 1/ 233 رقم 2138، وميزان الاعتدال 2/ 58 رقم 2800، ولسان الميزان 2/ 465 رقم 1875 وفيه:
«البزّار» .
[1] سمعه فيها أبو صخرة الكاتب.
[2] فقال: ليس بشيء. (تاريخ بغداد 8/ 407) .
[3] وذكره ابن حبّان في الثقات.
[4] انظر عن (روح بن عصام) في:
الجرح والتعديل 3/ 500 رقم 2262، وذكر أخبار أصبهان 2/ 314.(18/275)
- حرف الزاي-
188- زكريّا بن يحيى بن صالح [1]- م. - أبو يحيى القضاعيّ المصريّ الحرسيّ. كاتب العُمَريّ القاضي.
واسم العُمَريّ: عبد الرحمن بن عبد الله بن مغفّل بن فَضَالَةَ، ورِشْدِين بن سعْد، ونافع بن يزيد، وغيرهم.
وعنه: م.، وأحمد بن محمد بن الحَجّاج الرشدينيّ، والحسين بن إدريس الهروي، ومحمد بن زبان بن حبيب، وإسماعيل بن داود بن وردان، وجماعة.
وكان من كبار عدول مصر.
قال ابن يونس: توفي في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين [2] .
189- زياد بن عبد الرحمن.
أبو محمد النيسابوري، وإليه ينسب ميدان زياد.
رحل وسمع بالكوفة: عبد الله بن نُمَير، وأبا أسامة، وجماعة.
وعنه: الحسين البُنَانيّ، وإبراهيم بن أبي طالب.
__________
[1] انظر عن (زكريا بن يحيى) في:
أخبار القضاة لوكيع 162، 163، والولاة والقضاة للكندي 199، 200، 394، 396، 397، 399، 462، 464، 465، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 227 رقم 489، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 152 رقم 597، والأنساب لابن السمعاني 4/ 102، 103، والمعجم المشتمل لابن عساكر 123 رقم 348، وتهذيب الكمال للمزّي 9/ 380 رقم 2000، ومعجم البلدان 2/ 240، والكاشف 1/ 253 رقم 1666، والوافي بالوفيات 14/ 202، 203 رقم 280، وتهذيب التهذيب 3/ 336 رقم 625، وتقريب التهذيب 1/ 262 رقم 62، وخلاصة تذهيب التهذيب 122.
[2] المعجم المشتمل 123.(18/276)
وقال محمد بْن سُلَيْمَان بْن خَالِد: سمعت زيادًا يقول: أتيتُ يونس بْن بُكَيْر فسألني: مِن أَيْنَ؟
قلت: مِن نيسابور.
قال: مَنْ تُقَدِّمون مِنَ الرجلين؟ يعني عليّا، وعثمان.
قلت: عثمان.
قال: وتُمْطَرُون؟
تُوُفّي زياد في رجب سنة سبْعٍ وأربعين.
190- زيادة الله بن إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم [1] .
أبو محمد التميمي الأغلبي أمير القيروان وابن أُمرائها.
ولي بعد أبيه سنة كاملة، ومات شابا في ذي القعدة سنة خمسين، ووليّ الأمر بعده ابن أخيه محمد بن أحمد.
191- زيد بن بِشْر بن زيد [2] .
أبو البِشْر الأزْديّ، وقيل الحضْرميّ.
رأى عبد الله بن لَهِيعة.
وسمع: ابن وهْب، ورِشْدِين بن سعد، وأشهب بن عبد العزيز.
وكان أحد فقهاء المغرب.
روى عنه: أبو زُرْعة الرّازيّ [3] وقال: ثقة رجل صالح عاقل، خرج إلى المغرب فمات هناك [4] .
وروى عنه: سليمان بن سالم، ويحيى بن عمر، وسعيد بن أبي إسحاق المغاربة.
__________
[1] انظر عن (زيادة الله بن محمد بن إبراهيم) في:
الكامل في التاريخ 7/ 91، 125، 135، والروض المعطار للحميري 304، 366، 67 520، والمختصر في أخبار البشر 2/ 43، وتاريخ ابن الوردي 1/ 230، ومآثر الإنافة 1/ 243
[2] انظر عن (زيد بن بشر) في:
الجرح والتعديل 3/ 557 رقم 2522، والثقات لابن حبّان 8/ 251، ولسان الميزان 2/ 25 رقم 2015.
[3] الجرح والتعديل 3/ 557.
[4] وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وقال: «يغرب» .(18/277)
وكان أحد الكُرماء الأجواد.
قال أبو العرب: كان سبب خروجه من مصر المحنة بخلق القرآن.
وقال ابن يونس: توفّي بتونس سنة اثنتين وأربعين.
وقال أبو عُمَر الكِنْديّ: كان زيد بن بشر من صليبة الأزد، وكانت أمّ أَبِيهِ مولاةً لحضرموت، فأعتق بِشْرًا عبد الله بْن يزيد الحضرميّ، ورُبّي زَيْدُ بْن بِشْر فِي حجْر ابن لَهِيعة، وما سمع منه شيئًا.
وقال يحيى بْن عثمان: كان فقيهًا من أكابر أصحاب ابن وهُب.
192- زَيْدُ بْن الحُرَيْش الأهوازيّ [1] .
عن: عِمْرَانَ بْن عُيَيْنة الهلاليّ، وعبد الوهّاب بْن عطاء، وجماعة.
وعنه: عَبْدان الأهوازيّ، وإبراهيم بْن يوسف الهِسنْجانيّ، وغيرهما.
تُوُفّي سنة إحدى وأربعين. وكان صاحب حديث [2] .
193- زيد بن سِنان الأَسَديّ.
أبو سِنان القيروانيّ. كان فقيها إماما مُفْتيا صالحا.
سمع: ابن عُيَيْنَة، وعبد الرحمن بن القاسم، وأبا ضَمْرة.
وعاش تسعين سنة. وكان يخدم نفسه، ويحمل خبْزَه إلى الفُرن.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين.
194- زيد بن أبي موسى المَرْوَزِيّ [3] .
عن: نوح بن أبي مريم الفقيه، وأبي غانم يونس بن رافع.
وعنه: بيان بن عَمْرو البخاريّ، وحَنَش بن حرب البِيكنْديّ، وغيرهما.
توفّي سنة خمسين ومائتين [4] .
__________
[1] انظر عن (زيد بن الحريش) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 443، وأخبار القضاة لوكيع 319 وفيه «الجريش» بالجيم، والجرح والتعديل 3/ 561 رقم 2537، والثقات لابن حبّان 8/ 251، ولسان الميزان 2/ 503، 504، رقم 2023 وفيه «الحرشيّ» .
[2] ذكره ابن حبان في الثقات وقال: «ربما أخطأ» .
[3] انظر عن (زيد بن أبي موسى) في:
الجرح والتعديل 3/ 573 رقم 2597.
[4] قال أبو حاتم: لا أعرفه.(18/278)
- حرف السين-
195- سختويه بن الْجُنَيْد [1] .
أبو عبد الله الْجُرْجانيّ الدبّاغ. رحّال جوّال.
سمع: عبد الرّزّاق، وأبا داود الطَّيالِسيّ، وأبا عاصم، وطبقتهم.
وعنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وأبو عِمران بن هانئ، ومحمد بن إبراهيم الرَّقّاقّ الْجُرْجانيّون.
ولا أعلم فيه جَرْحا.
196- سعيد بن العبّاس [2] .
أبو عثمان الرّازيّ الزّاهد. من سادة الصُّوفيّة.
قال أبو نُعَيْم الحافظ: له كلام في المبسوط في مصنَّفاته، وله من كثرة الحديث مَسَانيد وتفسير ما يُقارب الأئمّة في الكَثْرة.
حدَّث عن: أبي نُعَيْم، ومكّيّ بن إبراهيم، والحُمَيْديّ، وجماعة.
ثمّ روى فَصْلا طويلا من كلامه في الزّهد.
197- سعيد بن عبد الرحمن [3]- ت. ن. -
__________
[1] انظر عن (سختويه) في:
تاريخ جرجان للسهمي 224، 225 رقم 358، وص 205.
[2] انظر عن (سعيد بن العباس) في:
حلية الأولياء لأبي نعيم 10/ 70- 73 رقم 364.
[3] انظر عن (سعيد بن عبد الرحمن المخزومي) في:
الجرح والتعديل 4/ 42 رقم 183، والثقات لابن حبّان 8/ 270، وتاريخ جرجان للسهمي 187، 521، والمعجم المشتمل لابن عساكر 128 رقم 367، وتهذيب الكمال للمزّي 10/ 526، 527 رقم 2310، والكاشف 1/ 289 رقم 1936، والعقد الثمين 4/ 584، وتهذيب التهذيب 4/ 55 رقم 92، وتقريب التهذيب 1/ 300 رقم 208 وفيه كنيته «أبو عبد الله» ،(18/279)
أبو عبيد الله المخزوميّ المكّيّ.
سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، والحَسَن بن زيد بن عليّ بن الحسين، وعبد الله بن الوليد العدنيّ، وجماعة.
وعنه: ت. ن.، ويحيى بْن صاعد، وابن خُزَيْمَة، وطائفة.
وثقة النسائي [1] .
وتوفي سنة تسع وأربعين [2] .
198- سعيد بن عثمان الكريزي [3] .
عن: حفص بن غياث، وغندر، ويحيى القطّان.
وعنه: يوسف بن محمد المؤدب، ومحمد بن أحمد بن مزيد الزهري الأصبهانيان.
له مناكير [4] .
199- سعيد بن الفرج [5]- ن. - أبو النّضر البلخيّ.
عن: أبي النَّضْر هاشم بن القاسم، ويحيى بن أبي بكير.
وعنه: ن.، وعبد الله بن محمد البلْخيّ، ومحمد بن شاذان النّيسابوريّ.
__________
[ () ] وهو غلط، وخلاصة تذهيب التهذيب 140 وفيه كنيته أيضا «أبو عبد الله» .
[1] المعجم المشتمل 128.
[2] الثقات لابن حبّان، المعجم المشتمل لابن عساكر.
[3] انظر عن (سعيد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 9/ 94 رقم 4676، وفيه: «سعيد بن عيسى الكريزي» ، والأنساب لابن السمعاني 10/ 413، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 324 رقم 1428، وفيه: «سعيد بن عيسى» ، والمغني في الضعفاء 1/ 264 رقم 2432 و 2440 وهو: سعيد بن عثمان، وسعيد بن عيسى، وميزان الاعتدال 2/ 150 رقم 3237، ولسان الميزان 3/ 38 رقم 140.
[4] قال الدار الدّارقطنيّ: بصريّ ضعيف. (تاريخ بغداد 9/ 94) .
[5] انظر عن (سعيد بن الفرج) في:
المعجم المشتمل 129 رقم 371، وتهذيب الكمال 11/ 31، 32 رقم 2341، والكاشف 1/ 294 رقم 1964، والعقد الثمين 4/ 586، وتهذيب التهذيب 4/ 72 رقم 125، وتقريب التهذيب 1/ 303 رقم 241.(18/280)
قال النَّسائيّ: لا بأس به [1] .
تُوُفّي بمكّة سنة إحدى وأربعين ومائتين.
200- سعيد بن وهْب الأصبهانيّ الجرواءانيّ الحافظ [2] .
رحل وسمع: مسلم بن إبراهيم، وعَمْرو بن حَكّام، وأبا عمر الحَوْضيّ، وسليمان بن حرب، وخلقا.
وعنه: محمد بن أحمد الزُّهْريّ، وأبو عبد الرحمن المقرئ الأصبهانيان [3] .
201- سعيد بن يحيى بن الأزهر [4]- م. ق. - أبو عثمان الواسطيّ.
سمع: ابن عُيَيْنَة، ووَكِيعا، وجماعة.
وعنه: م. ق. وأبو خُبيب العباس بن البرتي، وعمران بن موسى السختياني، وغيرهم.
توفي سنة أربع وأربعين [5] .
ووثقه علي بن الحسين بن الجنيد [6] .
202- سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان [7]- ع. إلّا ق. -
__________
[1] المعجم المشتمل 129.
[2] انظر عن (سعيد بن وهب) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 328 وفيه «الجرواءانيّ» ، وكنّاه: أبا عمرو.
[3] وصفه أبو نعيم بأنه: أحد الحفّاظ.
[4] انظر عن (سعيد بن يحيى) في:
تاريخ واسط لبحشل 41، 70، 73، 86، 87، 110، 116، 148، 150، 167، 181، 230، والجرح والتعديل 4/ 75 رقم 315، والثقات لابن حبّان 8/ 271، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 175، والمعجم المشتمل 130 رقم 378، وتهذيب الكمال 11/ 102- 104 رقم 2376، والكاشف 1/ 297 رقم 1992، وتهذيب التهذيب 4/ 97 رقم 163، وتقريب التهذيب 1/ 308 رقم 278، وخلاصة تذهيب التهذيب.
[5] المعجم المشتمل 130، وفي الثقات لابن حبّان: مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
[6] فقال: ثقة من ثقات الواسطيين. (الجرح والتعديل 4/ 75) .
[7] انظر عن (سعيد بن يحيى الأموي) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 521 رقم 1745، والتاريخ الصغير، له 237، والمعرفة والتاريخ(18/281)
أبو عثمان الأمويّ البغداديّ.
سمع: أباه، وأعمامه عبدَا ومحمدا، وعبيدا، وعبد الملك بن المبارك، وعبد الله بن إدريس.
وعنه: الستة سوى ق.، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وخلق.
وثقة النسائي [1] ، وغيره [2] .
ومات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين [3] .
203- سعيد بن يعقوب [4]- د. ت. ن. - أبو بكر الطّالقانيّ.
__________
[ () ] للفسوي 1/ 182، 184 و 2/ 30، 31، 477، 799، 803 و 3/ 133، وتاريخ الطبري 1/ 246 و 2/ 158، 364 و 3/ 27، 68، 162، 194، والجرح والتعديل 4/ 74 رقم 314، والثقات لابن حبّان 8/ 270، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 297 رقم 410، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 251 رقم 540، وتاريخ بغداد 9/ 90، 91 رقم 4670، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 171 رقم 246، والمعجم المشتمل لابن عساكر 130 رقم 379، والتبيين في أسماء القرشيين 39، وتهذيب الكمال للمزّي 11/ 104- 106 رقم 2377، والكاشف 1/ 298 رقم 1993، والمعين في طبقات المحدّثين 85 رقم 930، وتهذيب التهذيب 4/ 97، 98 رقم 164، وتقريب التهذيب 1/ 308 رقم 278، وخلاصة تذهيب التهذيب 144.
[1] المعجم المشتمل 130، تاريخ بغداد.
[2] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «ربّما أخطأ» .
وسئل عنه أبو حاتم، فقال: صدوق. (الجرح والتعديل) .
وقال علي بن المديني: جماعة من الأولاد أثبت عندنا من آبائهم، منهم عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهذا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي أثبت من أبيه.
وقال صالح بن محمد وقد سئل عن سعيد بن يحيى: صدوق إلّا أنه كان يغلط. (تاريخ بغداد) .
[3] التاريخ الصغير، الثقات، تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (سعيد بن يعقوب) في:
التاريخ الكبير 3/ 478، والتاريخ الصغير للبخاريّ 235، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 372، والجرح والتعديل 4/ 75 رقم 320، والثقات لابن حبّان 8/ 270، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 328، وتاريخ بغداد 9/ 89، 90 رقم 4669، والأنساب لابن السمعاني 8/ 177، والمعجم المشتمل لابن عساكر 130 رقم 380، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 160، وتهذيب الكمال للمزّي 11/ 122- 124 رقم 2386، وتذكرة الحفاظ 2/ 460، والكاشف 1/ 299 رقم 2002، وتهذيب التهذيب 4/ 103 رقم 172، وتقريب التهذيب 1/ 309 رقم 288، وخلاصة تذهيب التهذيب 144.(18/282)
عن: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّحّان، وإسماعيل بن عيّاش، وطائفة.
وعنه: د. ت. ن.، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، والفريابي، وأبو العباس السراج، وطائفة.
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
توفي سنة أربع وأربعين [2] .
وكان يحفظ ويذاكر الأئمة [3] .
204- سفيان بن زياد الرصافي المخرمي [4] .
عن: عيسى بن يونس.
وعنه: عباس الدوري، وتمتام، وغيرهما.
وثقة الخطيب.
205- سفيان بن محمد المصّيصيّ [5] .
__________
[1] الجرح والتعديل 4/ 75.
[2] التاريخ الصغير للبخاريّ 235، والمعجم المشتمل 130، وتاريخ بغداد 9/ 90، ووقع في «الثقات» لابن حبّان أنه مات سنة أربعين ومائتين. (8/ 270) .
[3] قال أبو بكر الأثرم: رأيته عند أحمد بن حنبل يذاكره بالحديث. (تاريخ بغداد 9/ 89) .
وقال النسائي: ثقة. (تاريخ بغداد 9/ 90، المعجم المشتمل 130) .
[4] انظر عن (سفيان بن زياد) في:
تاريخ بغداد 9/ 184، 185 رقم 4765، والأنساب لابن السمعاني 6/ 132، والمعجم المشتمل لابن عساكر 131 رقم 381، واللباب لابن الأثير 2/ 29، وتهذيب الكمال للمزّي 11/ 149- 153 رقم 2405 (ذكره للتمييز) ، وميزان الاعتدال 2/ 168 رقم 3313، وتهذيب التهذيب 4/ 111 رقم 198، وتقريب التهذيب 1/ 311 رقم 310، وخلاصة تذهيب التهذيب 145.
[5] انظر عن (سفيان بن محمد المصّيصي) في:
الجرح والتعديل 4/ 230 رقم 7990 والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 358، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1255، 1256، وتاريخ بغداد 9/ 185، 186 رقم 4766، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 4 رقم 1450، والمغني في الضعفاء 1/ 269 رقم 2487، وميزان الاعتدال 2/ 172 رقم 3329، والكشف الحثيث 195، 196 رقم 316، ولسان الميزان 3/ 54، 55 رقم 210.(18/283)
عن: يوسف بن أسباط، وعبد الله بن وهب، وهشيم، وجماعة.
وعنه: الحسين بن فهم، وأحمد بن إسحاق بن بهلول، وآخرون.
قال الدّار الدارقطني: لا شيء [1] .
وقال أبو حاتم [2] : كتبتُ عنه، وهو ضعيف لا أُحَدِّثُ عنه.
وقال ابن عدّي [3] : يسرق الحديث.
206- سُفْيَانُ بن وكيع بن الجرّاح [4]- ت. ق. - أبو محمد الرّؤاسيّ الكوفيّ.
يروي عن: أبيه، وجرير بن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر، وعبد السّلام بن حرب، وحفص بن غِياث، وخلْق كثير.
وعنه: ت. ق.، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وأبو عروبة الحراني، ويحيى بن صاعد، وطائفة آخرهم أبو عليّ أحمد بن محمد الباشانيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 186.
[2] الجرح والتعديل 4/ 231.
[3] في الكامل في ضعفاء الرجال.
[4] انظر عن (سفيان بن وكيع) في:
العلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 1510، والعلل لأحمد 1/ 72، 73، 227، 233، والتاريخ الصغير للبخاريّ 236، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ، رقم 404، وسؤالات الآجري لأبي داود 3 رقم 95، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 182، 518 و 3/ 264، وأخبار القضاة لوكيع/ 3/ 117، وتاريخ الطبري 1/ 12، 37، 40، 59، 97، 112، 134، 136، 143، 144، 149، 158، 167، 188، 282، 290، 294، 295، 329، 332، 334، 337- 349، 352، 353، 355، 359، 360، 399، 400، 444- 446 و 2/ 325، 400، 447، 507، 526، 575، 583، 587، 592، 636، 649 و 3/ 136، 197، 421، والجرح والتعديل 4/ 231، 232 رقم 991، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 359، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1253، 1254، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 156 رقم 478، وتاريخ جرجان للسهمي 302، والأنساب لابن السمعاني 6/ 174، 175، والمعجم المشتمل لابن عساكر 131 رقم 382، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 4 رقم 1452، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 170 رقم 227، وتهذيب الكمال للمزّي 11/ 200- 203 رقم 2418، والعبر 2/ 186، وميزان الاعتدال 2/ 173 رقم 3334، والمغني في الضعفاء 1/ 269 رقم 2489، وسير أعلام النبلاء 12/ 152، 153 رقم 54، والكاشف 1/ 302 رقم 2024، وتهذيب التهذيب 4/ 123، 124 رقم 210، وتقريب التهذيب 1/ 312 رقم 323، وخلاصة تذهيب التهذيب 146.(18/284)
قال البخاري [1] : يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها.
وقال أبو زرعة: لا يُشتغل به. كان يُتَّهم [2] .
وقال ابن أبي حاتم [3] : أشار عليه أَبِي أن يُغّير ورّاقه فإنه أفسدَ حديثه، وقال له: لا تُحَدَّث إلا مِن أصولك.
فقال: سأفعل.
ثُمَّ تمادى وحدَّث بأحاديث أُدْخِلت عليه [4] .
__________
[1] في تاريخه الصغير 236.
[2] في الجرح والتعديل (4/ 231) قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: «سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْهُ، فقال: لا يشتغل به.
قيل له: كان يكذب؟ قال: كان أبوه رجلا صالحا. قيل له: كان يتّهم بالكذب؟ قال: نعم» .
[3] في الجرح والتعديل: قال ابن أبي حاتم: «سمعت أبي يقول: جاءني جماعة من مشيخة الكوفة فقالوا: بلغنا أنك تختلف إلى مشايخ الكوفة تكتب عنهم وتركت سفيان بن وكيع، أما كنت ترعى له في أبيه؟ فقلت لهم: أني أوجب له وأحب أن تجري أموره على الستر وله ورّاق قد أفسد حديثه. قالوا: فنحن نقول له أن يبعد الورّاق عن نفسه، فوعدتهم أن أجيئه، فأتيته مع جماعة من أهل الحديث وقلت له: إنّ حقّك واجب علينا في شيخك وفي نفسك، فلو صنت نفسك وكنت تقتصر على كتب أبيك لكانت الرحلة إليك في ذلك، فكيف وقد سمعت؟ فقال: ما الّذي ينقم عليّ؟ فقلت: قد أدخل ورّاقك في حديثك ما ليس من حديثك. فقال: فكيف السبيل في ذلك؟
قلت: ترمي بالمخرّجات وتقتصر على الأصول، ولا تقرأ إلّا من أصولك، وتنحّي هذا الورّاق عن نفسك، وتدعو بابن كرامة وتولّيه أصولك، فإنّه يوثق به. فقال: مقبول منك. وبلغني أنّ ورّاقه كان قد أدخلوه بيتا يتسمّع علينا الحديث، فما فعل شيئا مما قاله، فبطل الشيخ، وكان يحدّث بتلك الأحاديث التي قد أدخلت بين حديثه، وقد سرق من حديث المحدّثين» .
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه، فقال: «ليّن» . (الجرح والتعديل 4/ 231، 232) .
[4] وقال ابن حبّان: كان شيخا فاضلا صدوقا إلا أنه ابتلي بورّاق سوء كان يدخل عليه الحديث، وكان يثق به فيجيب فيما يقرأ عليه، وقيل له بعد ذلك في أشياء منها فلم يرجع، فمن أجل إصراره على ما قيل له استحقّ الترك. وكان ابن خزيمة يروي عنه، وسمعته يقول: ثنا بعض من أمسكنا عن ذكره، وهو من الضرب الّذي ذكرته مرارا، أن لو خرّ من السماء فتخطّفه الطير أحبّ إليه من أن يكذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكنهم أفسدوه، وما كان ابن خزيمة يحدّث عنه إلّا بالحرف بعد الحرف، وما سمعت منه عن سفيان بن وكيع إلا حديثا لأشعث بن عبد الملك فقط.
(المجروحون 1/ 359) .
وقال ابن عديّ: يتكلمون فيه لأشياء لقّنوه.
وقال بكر بن مقبل: سمعت أبا زرعة الرازيّ يقول: ثلاثة ليست لهم محاباة عندنا، فذكر منهم سفيان بن وكيع.
وقال ابن عديّ: وأخبرني بعض أصحابنا أنّ أبا عبد الرحمن النسائي انتقى على إسحاق بن(18/285)
تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين في ربيع الآخر [1] .
207- سَلَمَةُ بن الخليل.
أبو عَمْرو الكَلاعيّ الحمصيّ.
وعنه: ابن جَوْصا، والعبّاس بن الخليل الطّائي.
ولم يذكره ابن أبي حاتم. وما علمتُ فيه ضعفا.
208- سلمة بن شبيب [2]- م. ع. -
__________
[ () ] إبراهيم بن يونس المنجنيقي مسندة، وكان إسحاق بن إبراهيم يمنع النسائي أن يجيء وكان يذهب إلى منزل النسائي حتى سمع النسائي ما انتقاه عليه حسبة في ذلك وكان شيخا صالحا، فقال النسائي يوما لإسحاق بن إبراهيم: يا أبا يعقوب لا تحدّث عن سفيان بن وكيع، فقال له إسحاق: اختر أنت يا أبا عبد الرحمن لنفسك من شئت تحدّث عنهم، وأنا كل من كتب عنه فإنّي أحدّث عنه. (الكامل 3/ 1253) .
وقد ذكره أبو زرعة الرازيّ في ضعفائه، رقم 404، بينما ذكره ابن شاهين في الثقات 156 رقم 478، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين 2/ 4 رقم 1452.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت سفيان بن وكيع يقول: أحفظ عن أبي عبد الله مسألة منذ نحو من أربعين سنة. سئل عن الطلاق قبل النكاح، فقال: يروى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وعن عليّ، وعن ابن عباس، وعلي بن حسين، وسعيد بن المسيّب، ونيّف وعشرين من التابعين. لم يروا به.
بأسا.
فسألت أبي عن ذلك، وأخبرته بقول سفيان، فقال: صدق. كذا قلت. (طبقات الحنابلة 1/ 170 رقم 227) .
[1] التاريخ الصغير 236، المجروحون لابن حبّان، المعجم المشتمل لابن عساكر.
[2] انظر عن (سلمة بن شبيب) في:
العلل لأحمد 1/ 233، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 85 رقم 2054 (دون ترجمة) ، والتاريخ الصغير، له 326، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 564، 565، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 65، والجرح والتعديل 4/ 164 رقم 722، والثقات لابن حبّان 8/ 287، 288، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 278 رقم 600، وذكر أخبار أصبهان 1/ 336، والسابق واللاحق 60، وتاريخ جرجان للسهمي 73، 84، 415، 435، 450، 542، 545، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 192 رقم 721، وطبقات الحنابلة 1/ 168- 170 رقم 225، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 230، والمعجم المشتمل 132 رقم 385، ومعجم البلدان 2/ 128 و 3/ 426، 829، وتهذيب الكمال 11/ 284- 287 رقم 2455، والكاشف 1/ 306 رقم 2053، وسير أعلام النبلاء 12/ 256- 258 رقم 97، وتذكرة الحفاظ 2/ 543، 544، والعبر 2/ 187، 207، والوافي بالوفيات 15/ 320، 321 رقم 450، والعقد الثمين 4/ 598، وتهذيب التهذيب 4/ 146، 147 رقم 252، وتقريب التهذيب 1/ 316 رقم 365، وخلاصة تذهيب التهذيب 148، وشذرات الذهب 2/ 116.(18/286)
الحافظ أبو عبد الرحمن الحَجريّ المِسْمَعيّ النَّيْسابوريّ. نزيل مكّة، رحّال جوّال.
سمع: زيد بن الحُبَاب، ويزيد بن هارون، وعبد الرّزّاق، ومحمد بن يوسف الفِرْيابيّ، وأبا داود الطَّيالِسيّ، وحفص بن عبد الرحمن النَّيْسابوريّ، وحَجَّاج بن محمد، وأبا المغيرة الحمصيّ، وخلْقا.
وعنه: السّتّة إلا البخاريّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعليّ بن أحمد علان المصريّ، وحاتم بن محبوب الهَرَويّ، والحسن بن محمد بن دكّة الأصبهانيّ، ومحمد بن هارون الرّويانيّ، وخلْق. ومِن القدماء:
أحمد بن حنبل أحد شيوخه.
قال النَّسائيّ: ليس به بأس [1] .
قال أبو نعيم [2] : قدِم إصبهان سنة اثنتين وأربعين. وحدَّث بها.
وعن: سَلَمة بْن شبيب قال: بعْت داري بنَيسابور، وأردتُ التَّحوّل إلى مكّة بعيالي، فقلت أُصلّي أربع رَكعات وأودّع عُمّار الدّار. فصلّيت وقلت: يا عُمّار الدّار سلام عليكم، فإنّا خارجون إلى مكّة نجاور بها.
فسمعتُ هاتفا يقول: وعليكم السّلام يا سَلَمَةَ، ونحن خارجون من هذه الدّار، فإنّه بَلَغَنَا أنّ الذي اشتراها يقول: القرآن مخلوق.
وذكر ابن أبي دَاوُد أنّ سَلَمَةَ تُوُفّي من أكلة فالُوذَج.
تُوُفّي سَلَمَةُ بن شبيب في رمضان سنة سبْعٍ وأربعين [3] .
قال ابن يونس.
وذكر أنّه قدِم مصر سنة ستٍّ وأربعين فحدّث بها [4] ، رحمه الله.
__________
[1] تهذيب الكمال 11/ 286 وفيه: «ما علمنا به بأسا» .
[2] في ذكر أخبار أصبهان 1/ 336.
[3] التاريخ الصغير، الثقات لابن حبّان. وقيل: مات سنة ست وأربعين، وقيل سنة أربع وأربعين ومائتين. (المعجم المشتمل) .
[4] قال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: «كان مستملي المقرئ» .(18/287)
209- سليمان بن أبي شيخ [1] .
أبو أيّوب الواسطيّ.
عن: ابن عُيَيْنَة، وعبد الله بن إدريس.
وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأحمد بن خَيْثَمَة، وجماعة.
وثّقة أبو داود [2] . وكان إخباريا نسّابة [3] .
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين ومائتين [4] .
210- سليمان بن عُبَيْد الله بن عَمْرو الغَيْلانيّ [5]- م. ن. - أبو أيّوب البصريّ.
سمع: بَهْز بن أسد، وعبد الرحمن بن مهديّ، وسَلْم بن قُتَيْبَة، وأبا عامر العَقَديّ، وجماعة.
وعنه: م. ن.، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وعبد الله بن ناجية، وآخرون.
توفّي سنة ستّ وأربعين [6] .
__________
[1] انظر عن (سليمان بن أبي شيخ) في:
عيون الأخبار 2/ 211، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 34، 63، 168، 169، 408، 412 و 3/ انظر فهرس الأعلام 351، 352، وتاريخ الطبري 7/ 636، 637 و 7/ 186، 271- 273، والثقات 8/ 274، وتاريخ بغداد 9/ 50، 51 رقم 4630، والهفوات النادرة 52، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 164، 166، ونشوار المحاضرة، له 6/ 36، 62، 190 و 7/ 35، 40.
[2] تاريخ بغداد 9/ 51.
[3] ذكره ابنُ حِبّان فِي «الثّقات» وقَالَ: صاحب أخبار وحكايات.
وقال الخطيب: وكان عالما بالنسب، والتواريخ، وأيام الناس وأخبارهم. وكان صدوقا. (تاريخ بغداد 9/ 50) .
[4] وكان عمره خمسا وتسعين سنة، حيث ولد سنة إحدى وخمسين ومائة. (تاريخ بغداد 9/ 50) .
[5] انظر عن (سليمان بن عبيد الله) في:
الجرح والتعديل 4/ 127، 128 رقم 553، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 271 رقم 582، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 185 رقم 691، والأنساب لابن السمعاني 9/ 205، والمعجم المشتمل 136 رقم 402، واللباب لابن الأثير 2/ 398، وتهذيب الكمال للمزّي 12/ 35 رقم 2546، وميزان الاعتدال 2/ 214 رقم 3489، والكاشف 1/ 317 رقم 2134، وتهذيب التهذيب 4/ 209 رقم 356، وتقريب التهذيب 1/ 328 رقم 469، وخلاصة تذهيب التهذيب 153.
[6] وثّقه النسائي. (المعجم المشتمل) .(18/288)
211- سليمان بن عمر بن خالد بن الأقطع [1] .
أبو أيّوب المخرميّ مولاهم الرَّقّيّ.
سمع: ابن عُلَيّة، ويحيى بن سعيد الأُمويّ، وطبقتهما.
روى عنه: أبو عروبة، وطبقته.
قال ابن أبي حاتم [2] فيه: العامريّ. روى عن: عيسى بن يونس، ومحمد بن سَلَمَةَ، ومَخْلَد بن الحسين. كتب عنه أبي بالرقة.
وقال الحاكم أبو أحمد: يكنى أبا عمر، ويقال أبو أيوب.
ورخه أبو عروبة سنة تسع وأربعين [3] .
212- سليمان بن يوسف بن صالح العقيلي الأصبهانيّ [4] .
عن: النعمان بن عبد السلام.
وعنه: ابنه أحمد.
شيخ لأبي أحمد العسال.
توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين.
213- سهل بن صالح [5]- د. ن. - أبو سعيد الأنطاكيّ البزّاز [6] .
__________
[ () ] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
[1] انظر عن (سليمان بن عمر) في:
الجرح والتعديل 4/ 131 رقم 570، والثقات لابن حبّان 8/ 280.
[2] في الجرح والتعديل.
[3] الثقات لابن حبّان.
[4] انظر عن (سليمان بن يوسف) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 334.
[5] انظر عن (سهل بن صالح) في:
سؤالات الآجرّي لأبي داود 3 رقم 135، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 428، والجرح والتعديل 4/ 199 رقم 861، والثقات لابن حبّان 8/ 292، والمعجم المشتمل لابن عساكر 138 رقم 413، وتهذيب الكمال للمزّي 12/ 190- 192 رقم 2613، والكاشف 1/ 325 رقم 2193، وتهذيب التهذيب 4/ 253 رقم 432، وتقريب التهذيب 1/ 336 رقم 557، وخلاصة تذهيب التهذيب 157.
[6] هكذا بالمعجمتين في الأصل، والجرح والتعديل، والمعجم المشتمل، والتهذيب، والتقريب،(18/289)
عن: أبي خالد الأحمر، وأبي معاوية الضّرير، وغيرهما.
وعنه: د. ن. وابن جَوْصا، وإبراهيم بن متويه الأصبهانيّ، وأبو حاتم وقال: ثقة [1] ، والحَسَن بن أحمد بن فِيل، وجماعة [2] .
214- سَوّارُ بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة [3]- د. ت. ن. - أبو عبد الله التّميميّ العنبريّ البصريّ قاضي الرّصافة ببغداد.
وهو مِن بيت العلم والقضاء.
سمع: عبد الوارث بن سعيد، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان،
__________
[ () ] والخلاصة.
وقد أثبته الدكتور بشّار «البزار» بالراء المهملة في: تهذيب الكمال. فليراجع.
[1] الجرح والتعديل 4/ 199.
[2] وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: «ربّما أخطأ» .
[3] انظر عن (سوّار بن عبد الله) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 260، والتاريخ الصغير للبخاريّ 236، وعمل اليوم والليلة للنسائي 237 رقم 218، والمعارف لابن قتيبة 590، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 113، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 610، 611، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 91، 200، 226، 230، 257، 258، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 87، 161 و 3/ 278، 279، 280، 326، وتاريخ الطبري 9/ 189، 213، والجرح التعديل 4/ 271 رقم 1174، والثقات لابن حبّان 8/ 302، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 121، والعقد الفريد 1/ 243 و 3/ 417، 442، 454 و 4/ 149 و 6/ 372، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 55، وتاريخ بغداد 9/ 210- 212 رقم 4788، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 209، وطبقات الفقهاء للشيرازي 65، 91، والإكمال لابن ماكولا 6/ 297، والأنساب لابن السمعاني 6/ 131 و 9/ 69، 70، والمعجم المشتمل لابن عساكر 137 رقم 407، واللباب 2/ 360، 361، والكامل في التاريخ 7/ 92، وتهذيب الكمال للمزّي 12/ 238- 240 رقم 2638، وسير أعلام النبلاء 11/ 543- 545 رقم 160، والعبر 1/ 248، 444، والوافي بالوفيات 16/ 37، 38 رقم 49، وتهذيب التهذيب 4/ 268، 269 رقم 463، وتقريب التهذيب 1/ 339 رقم 591، ولسان الميزان 3/ 126، والنجوم الزاهرة 2/ 321، وخلاصة تذهيب التهذيب 159، وشذرات الذهب 2/ 108.
وقد أضاف الدكتور بشّار عوّاد معروف كتاب: «طبقات خليفة» ، و «الكنى والأسماء» لمسلم، و «تاريخ الثقات» للعجلي، إلى مصادر الترجمة في تحقيقه لتهذيب الكمال 12/ 238 حاشية (2) .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد وهم الدكتور بشّار في ذلك، فالمذكور في «طبقات خليفة» (ص 221) هو: سوار بن عبد الله بن قدامة المتوفى سنة 156 هـ. وهو جدّ المترجم له. وكذلك المذكور في: الكنى والأسماء لمسلم، وتاريخ الثقات للعجلي.(18/290)
وبِشْر بن المفضّل، ويحيى القطّان.
وعنه: د. ت. ن.، وعبد الله بن أحمد، وابن صاعد، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وطائفة.
قال النَّسائيّ [1] : ثقة [2] .
قلت: كان ظريفا مطبوعا شاعرا محسنا.
قال إسماعيل القاضي: دخل سوّار القاضي على محمد بْن طاهر فقال:
أيّها الأمير إنّي جئتُ فِي حاجةٍ رفعتها إلى اللَّه قبل رفعها إليك. فإنْ قضيتَها حمدنا اللَّه وشكرناك، وإن لم تقضِها حمدنا اللَّه وعَذَرْناك. فقضى جميع حوائجه [3] .
قال أحمد بْن المعدِّل: كان سوّار بْن عبد الله القاضي قد خامَرَ قَلْبه شيءٌ من الوجد فقال:
سلبتِ عظامي مُخّها [4] فتركتها ... عواري فِي أجلادها تتكسّرُ [5]
وأخليتِ منها مُخّها فكأنّها [6] ... قوارير فِي أجوافها الريح تصفُرُ
خذي بيدي ثُمَّ اكشفي الثّوب تنظري [7] ... بِلى جسدي لكنّني أتستّرُ [8]
مات سنة خمسٍ وأربعين [9] بعد أن عمِيّ، وكان فقيها فصيحا مُفَوَّها، وافر اللّحْية. وقع لي حديثه بعُلُو من رواية المخلّص، عن ابن صاعد، عنه.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 212.
[2] وفي المعجم المشتمل لابن عساكر في: لا بأس به.
[3] تاريخ بغداد 9/ 210.
[4] في تاريخ بغداد: «لحمها» .
[5] في تاريخ بغداد: «عواري ممّا نالها تتكسّر» .
[6] في تاريخ بغداد: «فتركتها» .
[7] في تاريخ بغداد: «خذي بيدي ثم ارفعي الثوب تنظري» .
[8] في تاريخ بغداد 9/ 211 بزيادة بيت قبل الأخير:
إذا سمعت ذكر الفراق تراعدت ... مفاصلها خوفا لما تتنظّر
[9] التاريخ الصغير 236، الثقات 8/ 302.(18/291)
- حرف الشين-
215- شُجاع [1] .
فتاةُ [2] المعتصم وأمّ المتوكّل. كانت لها الحُرْمة الوافرة في دولة ابنها.
وكانت دَيِّنة كثيرة الصّدقات والمعروف إلى الغاية.
وبلغنا أنها خلفت من الذهب المصري خمسة آلاف ألف دينار، هذا سوى الأثاث والجواري والعقار.
تُوُفّيت سنة ستٍّ وأربعين، وقيل: سنة سبْعٍ.
216- شُعَيْب بن سهل [3] .
أبو صالح الرّازيّ القاضي شعبويه.
__________
[1] انظر عن (شجاع أمّ المتوكل) في:
المحبّر 43، 44، والمعارف لابن قتيبة 393، وتاريخ اليعقوبي 2/ 484، وتاريخ الطبري 9/ 185، ولطف التدبير للإسكافي 85، 86، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 116، والهفوات النادرة 263، وتاريخ حلب للعظيميّ 256، 259، ومروج الذهب 2872، 2951، 3651، والكامل في التاريخ 7/ 103، ووفيات الأعيان 1/ 350، والوافي بالوفيات 16/ 119 رقم 132، وجمهرة أنساب العرب 24، ورسالة في أمّهات الخلفاء لابن حزم (ضمن رسائل ابن حزم- نشرها د. إحسان عباس) 2/ 121، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 145، والمستطرف للأبشيهي 35، والنجوم الزاهرة 2/ 323، وتاريخ الخلفاء 373، 380، وشذرات الذهب 2/ 117.
[2] في الأصل «فتات» .
[3] انظر عن (شعيب بن سهل) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 277، 326، وتاريخ الطبري 9/ 56، والجرح والتعديل 4/ 346، 347 رقم 1514، وتاريخ بغداد 9/ 243، 244 رقم 4816، والمغني في الضعفاء 1/ 299 رقم 2778، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 324، وميزان الاعتدال 2/ 276، والوافي بالوفيات 16/ 162 رقم 189، ولسان الميزان 3/ 147، 148 رقم 527.(18/292)
ولاه أحمد بن أبي دُؤاد قضاء بغداد، وكان من أعيان الْجَهْميّة وفُضَلائهم.
وكان قد كتب على باب مسجده القول بخلْق القرآن، فوثب قومٌ من ذُعّار السنة فأحرقوا بيته ونهبوه، فهربَ، وذلك في سنة سبْعٍ وعشرين.
وعاش إلى سنة ستٍّ وأربعين.
روى عن الصّبّاح بن مُحَارب.
وقد ذكره أحمد بن حنبل فقال: أخزاه الله كان يرى رأي جَهْم [1] .
رواها حرب، عنه.
217- شيبة بن الوليد بن سعيد.
أبو محمد العثّمانيّ الدّمشقيّ.
عن: أبيه، وجدّه لأمّه عبد الرحمن بن عليّ بن العَجْلان، وعمّه خالد.
وعنه: أبو داود السّجْزيّ، وأبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة، وأحمد بن المعلّى القاضي.
__________
[1] الجرح والتعديل 4/ 347.(18/293)
- حرف الصاد-
218- صالح بن حرب [1] .
أبو مَعْمَر.
حدَّث ببغداد عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وسلام بن أبي خبزة.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وابن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو يعلى، وأبو العباس السراج.
وهو صدوق [2] .
219- صالح بن مسمار السلمي المروزي [3]- م. ت. - عن: شُعَيب بن حرب، ومُعَاذ بن هشام، ووَكِيع، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن أبي فُدَيْك، ومَعْن بن عيسى، وجماعة.
وعنه: م. ت.، وأبو حاتم وقال: صدوق، وابن خُزَيْمَة، وابن جرير الطبري، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (صالح بن حرب) في:
تاريخ الطبريّ 1/ 125، والثقات لابن حبّان 8/ 318، وتاريخ بغداد 9/ 316، 317 رقم 4853، وتاريخ جرجان للسهمي 330، ولسان الميزان 3/ 168 رقم 679 وفيه: كنيته أبو محمد.
[2] ذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات» .
[3] انظر عن (صالح بن مسمار) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 420، والجرح والتعديل 4/ 415 رقم 1824، والثقات لابن حبّان 8/ 318، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 316 رقم 688، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 223 رقم 825، والأنساب لابن السمعاني 11/ 117، والمعجم المشتمل لابن عساكر 143 رقم 432، وتهذيب الكمال للمزّي 13/ 91، 92 رقم 2838، والكاشف 2/ 22 رقم 2384، وتهذيب التهذيب 4/ 403 رقم 686، وتقريب التهذيب 1/ 363 رقم 53، وخلاصة تذهيب التهذيب 172.(18/294)
توفي بكشميهن [1] في رمضان سنة ست وأربعين [2] .
220- صالح بن عديّ [3]- ن. - أبو الهيثم النّميريّ البصريّ الذّارع.
عن: يزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، والسّميدع بن راهب.
وعنه: ن.، وأبو حاتم، وعمر بن بُجَيْر، ومحمد بن جرير، وآخرون.
قال أبو حاتم [4] : صدوق [5] .
221- صالح بن محمد بن يحيى بن سعيد القطّان [6]- ق. - أخو أحمد بن محمد.
عن: عثمان بن عمر بن فارس، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ.
وعنه: ق.، وأبو داود السِّجِسْتانيّ في حديث مالك تأليفه، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، وآخرون.
222- صُهَيْب بن عاصم [7] .
أبو محمد القيسيّ الكرمينيّ.
__________
[1] كشميهن: بالضم ثم السكون، وفتح الميم، وياء ساكنة، وهاء مفتوحة، ونون. قرية كانت عظيمة من قرى مرو على طرف البرّية آخر عمل مرو لمن يريد قصد آمل جيحون (معجم البلدان 4/ 463) .
[2] الأنساب 11/ 117، وفي ثقات ابن حِبّان: مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل.
[3] انظر عن (صالح بن عديّ) في:
الجرح والتعديل 4/ 409 رقم 1803، والمعجم المشتمل 143 رقم 431، وتهذيب الكمال 13/ 72 رقم 2829، والكاشف 2/ 21 رقم 2376، وتهذيب التهذيب 4/ 397 رقم 677، وتقريب التهذيب 1/ 362 رقم 43، وخلاصة تذهيب التهذيب 171.
[4] الجرح والتعديل 4/ 409.
[5] وقال النسائي: صالح. (المعجم المشتمل) .
[6] انظر عن (صالح بن محمد بن يحيى) في:
الكاشف 2/ 22 رقم 2382، وتهذيب التهذيب 4/ 402 رقم 684، وتقريب التهذيب 1/ 362 رقم 50.
[7] انظر عن (صهيب بن عاصم) في:
الأنساب لابن السمعاني 10/ 407، 408.(18/295)
عن: الفُضَيْل بن عِياض، وابن عُيَيْنَة، ووَكِيع، وطبقتهم.
وعنه: عامر بن المنتجع، وسيف بن حفص، والطّيّب بن محمد الإستيخنيّ.
ورّخه ابن ماكولا.(18/296)
- حرف الضاد-
223- الضَّحَاك بن حَجْوة المَنْبِجِيّ [1] .
تالِف.
عن: ابن عيينة، ومحمد بن عبيد الطّنافسيّ، وجماعة.
وعنه: عمر بن سنان، وصالح بن أَصبَغ المَنْبِجِيّان.
قال ابن عديّ [2] : منكر الحديث.
وقال الدّار الدّارقطنيّ [3] : كان يضع الحديث [4] .
__________
[1] انظر عن (الضحّاك بن حجوة) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 379، 380، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1418، 1419، والإكمال لابن ماكولا 2/ 394، وانظر: الحاشية رقم (4) ، والأنساب لابن السمعاني 11/ 486، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 59 رقم 1710، والمغني في الضعفاء 1/ 311 رقم 2904، وميزان الاعتدال 2/ 223، والكشف الحثيث 213 رقم 349، ولم يذكره ابن حجر في: لسان الميزان؟
[2] في الكامل 4/ 1418: «منكر الحديث عن الثقات» . وقال أيضا: «والضحاك بن حجوة هذا كل رواياته مناكير إمّا متنا أو إسنادا» .
[3] الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 59.
[4] وقال ابن حبّان: «يروي عن ابن عيينة وأهل بلده العجائب، أخبرنا عنه عمر بن سعيد بن سنان بنسخة مقلوبة يطول ذكرها، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلّا للمعرفة فقط» .
(المجروحون 1/ 379) .(18/297)
- حرف الطّاء-
224- طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بْن الْحُسَيْن الخُزاعيّ المُصْعَبيّ [1] .
أمير خُراسان وابن أميرها.
حدَّث عن: سليمان بن حرب.
روى عنه: قَطَن بن إبراهيم، وغيره.
ولي الأمر بعد أبيه سنة ثلاثين ومائتين مِن قِبل الواثق.
ومات في رجب سنة ثمانٍ وأربعين. فولي خُراسان ولده محمد بن طاهر بعده.
225- الطَّيّب بن إسماعيل [2] .
أبو حَمْدون الذُّهْليّ البغداديّ اللّؤلؤيّ المقري العابد [3] .
__________
[1] انظر عن (طاهر بن عبد الله المصعبي) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 480، 494، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 203، 204، وتاريخ الطبري 9/ 131، 184، 258، ومقاتل الطالبيين 671، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 122، 123، والهفوات النادرة للصابي 43، وخاص الخاص للثعالبي 127، وثمار القلوب، له 590، 591، والعيون والحدائق 3/ 529، 563، وتاريخ حلب للعظيميّ 254، 259، وبدائع البدائه لابن ظافر 361، وتاريخ سنّي ملوك الأرض 169، والكامل في التاريخ 7/ 14، 15، 64، 118، 165، 279، ووفيات الأعيان 3/ 355 و 6/ 403، والروض المعطار للحميري 384، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 446، ودول الإسلام 1/ 149، ومرآة الجنان 2/ 155، وتاريخ ابن الوردي 1/ 229، والوافي بالوفيات 16/ 404 رقم 436، والديارات للشابشتي 141 (طبعة ثانية) ، وشذرات الذهب 2/ 117، ومآثر الإنافة 1/ 239، 243.
[2] انظر عن (الطيب بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 9/ 360- 362 رقم 4927، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 179 رقم 243، ووفيات الأعيان 6/ 183، 184، ومعرفة القراء الكبار 1/ 211، 212 رقم 106، وغاية النهاية 1/ 343، 344 رقم 1489، والوافي بالوفيات 16/ 510 رقم 558.
[3] قال الخطيب: ويعرف بأبي حمدون الفصّاص، واللآل، والثقّاب.(18/298)
كان كبير الشأن كثير الورع. إماما في القراءة والتجويد.
روى الحروف عن: الكسائي، ويعقوب الحضْرميّ، ويحيى بن آدم.
وقرأ على: إسحاق المسيبي، وعبيد الله بن موسى، وحسين الجعفي.
وروى عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وغير واحد.
روى عنه: إسحاق بن سُنَيْن الخُتُّليّ، وسليمان بن يحيى الضبي، وأبو العباس بن مسروق، والقاسم بن أحمد القَسْريّ.
وقرأ عليه: أبو عليّ الحَسَن بن الحسين الصَّوّاف المقرئ، والخضر بن الهيثم الطُّوسيّ، والقاسم بن زكريّا المطرّز، وعبد الله بن الهيثم البلْخيّ، والحسين بن شيرك الآدميّ شيخ المطّوّعيّ.
نقل الخطيب في تاريخه [1] أنّ أَبَا حمدون رحمه اللَّه كان له صحيفة فيها أسماء ثلاثمائة نفس من أصحابه، فكان يدعو لهم كلّ ليلة ويسمّيهم. فنام عَنْهُمْ ليلةً، فقيل له فِي النوم: يا أَبَا حمدون لم تُسْرِج مصابيحك. قال: فقعد ودعا لهم.
وبَلَغَنَا أنّه كان يلتقط الأشياء المنبوذة، فيتقّوت بها [2] ، رحمه الله.
__________
[1] ج 9/ 361، 362.
[2] تاريخ بغداد 9/ 362.(18/299)
- حرف العين-
226- عامر بن أسيد بن واضح [1] .
أبو عمر الأصبهانيّ الواضحيّ.
عن: معتمر بن سليمان، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ويحيى بن سعيد القطّان، وجماعة.
وعنه: أحمد بن محمود بن صَبِيح، والحسين بن إسحاق الخلال الأصبهانيان.
227- عامر بن سيّار [2] .
عن: سليمان بن أرقم، وسوّار بن مُصَعْب، وعبد الحميد بن بِهْرام، ومحمد بن عبد الملك المدنيّ الطويل، وغيرهم.
وعنه: حازم بن يحيى الحُلْوانيّ، وعمر بن الحسن الحلبيّ شيخ لأبي المظفَّر.
قال أبو حاتم [3] : هو مجهول.
وقال الخطيب أبو بكر [4] : بلغني أنّه تُوُفّي نحو سنة أربعين، (أو بعد ذلك) [5] .
__________
[1] انظر عن (عامر بن أسيد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 38، والأنساب لابن السمعاني 12/ 207، واللباب لابن الأثير 3/ 348، 349.
[2] انظر عن (عامر بن سيّار) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 35، والجرح والتعديل 6/ 322 رقم 1799، والسابق واللاحق 214 رقم 77، والمعجم المشتمل 2/ 71، رقم 1763، وميزان الاعتدال 2/ 359 رقم 4077، والمغني في الضعفاء 1/ 323 رقم 3003، ولسان الميزان 3/ 223 رقم 999.
[3] الجرح والتعديل 6/ 322.
[4] في السابق واللاحق 214.
[5] ما بين القوسين لم يرد في: السابق واللاحق.(18/300)
قلت: وروى عنه بَقِيّ بن مَخْلَد.
228- عامر بن عمر [1] .
أبو الفتح المَوْصِليّ المقرئ. الملَّقب بأوقيّة.
كان فصيحا مجوِّدا لكتاب الله.
قرأ على: يحيى بن المبارك اليَزِيديّ.
وسمع من: وَكِيع، وأبي أسامة، وغيرهما.
وتصدَّر للإقراء، فتلا عليه جماعة منهم: أحمد بن سمعَوَيْه، وعيسى بن رصاص، وأحمد بن مسعود السّرّاج، وموسى بن جُمْهُور.
وروى عنه بعض الشيوخ قليلا مِن الحديث.
تُوُفّي سنة خمسين، وقد أخذ القراءة أيضا عن العبّاس بن الفضل بالمَوْصِل.
229- عبّاد بن زياد الأَسَديّ السّاجيّ [2] .
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وعثمان بن عمر بن فارس، وعَمْرو بن أبي المقدام ثابت، ويحيى بن العلاء الرّازيّ.
وعنه: أبو بكر البزّار في «مُسْنَده» ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو داود السِّجِسْتانيّ في جَمْعة حديث مالك، وابنه أبو بكر بن أبي داود فقال: صدوق أراه كان يُتَّهم بالقدر.
230- عبّاد بن يعقوب الرّواجنيّ [3]- خ. ت. ق. -
__________
[1] انظر عن (عامر بن عمر) في:
وفيات الأعيان 6/ 183، ومعرفة القراء الكبار 1/ 220 رقم 119، وغاية النهاية 1/ 350، 351 رقم 1504، والوافي بالوفيات 16/ 590 رقم 633.
[2] انظر عن (عبّاد بن زياد) في:
تاريخ الطبري 5/ 168، 315، 317- 319، 321، 328، 472 و 6/ 499 و 7/ 239 و 8/ 100، وتهذيب التهذيب 5/ 94 رقم 156، وتقريب التهذيب 1/ 392 رقم 90، وخلاصة تذهيب التهذيب 186.
[3] انظر عن (عبّاد بن يعقوب) في:(18/301)
أبو سعيد الأسديّ الكوفيّ.
أحد رءوس الشّيِعة.
روى عن: شَرِيك القاضي، وعَبّاد بن العوّام، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن أَبِي يحيى المدني، وإسماعيل بن عيَّاش، وعبد الله بن عبد القُدُّوس، والحسين بن زيد بن عليّ العلويّ، والوليد بن أبي ثور، وعليّ بن هاشم بن البُرَيْد، وطائفة.
وعنه: خ. حديثا واحدا قرنه بغيره وت. ق.، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وصالح بن محمد جزرة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وابن صاعد، وابن خزيمة، وطائفة.
وروى عنه أبو حاتم [1] وقال: شيخ ثقة.
وقال الحاكم: كان ابن خُزَيْمة يقول: ثنا الثّقة فِي روايته، المتَّهم فِي دينه عَبّاد بن يعقوب.
وقال ابن عدي [2] : فيه غلو في التشيع. سمعت عبدان يذكر عن الثقة أن عباد بن يعقوب كان يشتم السَّلف.
__________
[ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 44 رقم 1645، وتاريخه الصغير 237، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 45، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 86 و 3/ 115، وتاريخ الطبري 1/ 189، والجرح والتعديل 6/ 88 رقم 447، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 172، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1653، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 863 رقم 1459، والفهرست للطوسي 119، ومعالم العلماء لابن شهرآشوب 88، والسابق واللاحق للخطيب 237، وتاريخ جرجان للسهمي 213، 214، 329، 330، 514، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 333 رقم 1265، والأنساب لابن السمعاني 6/ 170، والمعجم المشتمل لابن عساكر 148 رقم 447، واللباب لابن الأثير 2/ 39، وتهذيب الكمال للمزّي 14/ 175- 179 رقم 3104، ومعجم البلدان 3/ 119، وسير أعلام النبلاء 11/ 536، 538 رقم 155، وميزان الاعتدال 2/ 379 رقم 4149، والعبر 1/ 456، وتذكرة الحفاظ 2/ 541، والمغني في الضعفاء 1/ 328 رقم 3058، والكاشف 2/ 57 رقم 2606، وشرح علل الترمذي لابن رجب 85، والبداية والنهاية 11/ 7، والكشف الحثيث 370، والوافي بالوفيات 16/ 614، 615 رقم 668، ومجمع الرجال لعناية الله القهبائي 3/ 245، وتهذيب التهذيب 5/ 109، 110 رقم 183، وتقريب التهذيب 1/ 394، 395 رقم 118، وخلاصة تذهيب التهذيب 174، وشذرات الذهب 2/ 121.
[1] الجرح والتعديل 6/ 88 وليس فيه: «ثقة» .
[2] في الكامل 4/ 1653.(18/302)
قال ابن عديّ [1] : وقد روى أحاديث أُنْكِرَتْ عليه فِي فضائل أهل البيت ومثالب غيرهم.
وقال عليّ بْن محمد الحَسَنيّ، عن صالح جَزَرَة: كان ابن يعقوب يشتم عثمان رضي الله عنه، وسمعته يقول: اللَّه أعدل من أن يُدْخِل طلحةَ والزُّبَيْر الجنة قاتلا عليا بعد أنّ بايعاه.
وقال القاسم بْن زَكَرِيّا المطّرز: دخلتُ على عَبّاد بالكوفة، وكان يمتحن من يسمع منه. قال: مَن حفر البحر؟ فقلت: اللَّه خلق البحر.
قال: هُوَ كذلك، ولكن من حَفَره؟
فقلت: يذكر الشَّيْخ.
فقال: حَفَره عليّ. فمن أجراه؟
فقلت: اللَّه.
قال: هُوَ كذلك، ولكن مَن أجراه؟
قلت: يفيدني الشَّيْخ.
قال: أجراه الْحُسَيْن.
وكان عَبّاد بْن يعقوب مكفوفا، فرأيت سيفا وجحْفة، فقلت: لمن هذا السّيف؟
قال: لي، أعددته لأقاتل به مع المهديّ.
فلمّا فرغت من سماع ما أردتُ منه، دخلت عليه فقال: مَن حفر البحر؟
فقلتُ: حفره معاوية، وأجراه عَمْرو بْن العاص. ثُمَّ وثبت وَعدَوْت، فجعل يصيح: أدركوا الفاسق عدوَّ اللَّه فاقتلوه.
قلت: هذه حكاية صحيحة رواها ابن المظفّر الحافظ، عن القاسم.
قال محمد بْن جرير: سمعت عبّاد بن يعقوب يقول: من لم يتبرّأ فِي صلاته كلّ يوم من أعداء آل محمد صلّى الله عليه وسلّم، حشره الله معهم.
__________
[1] المصدر نفسه.(18/303)
قلت: هذا الكلام أَبُو جاد الرفض. فإن آل محمد عليه السلام قد عادى بعضهم بعضًا على المُلْك، كآل العباس، وأل عليّ، وإنْ تبرأت من آل العبّاس لأجل آل عليّ فقد تبرّأت من آل محمد، وإنْ تبرّأت من آل عليّ لأجل آل العبّاس فقد تبرّأت من آل محمد. وإنْ تبرّأت مِن الّظالم منهما للآخر، فقد يكون الّظالم علويّا قاطبا، فكيف أبرأ منه؟ وإنْ قلت: ليس فِي آل عليّ ظالم.
فهو دعوى العصمة فيهم، وقد ظلم بعضهم بعضًا. فباللَّه اسكتوا حتّى نسكت، وقولوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ 59: 10 [1] الآية.
قال البخاريّ [2] : مات في شوّال سنة خمسين [3] .
231- عَبّادة المخنّث [4] .
صاحب نوادر ومُجُون. كان ببغداد في هذا العصر.
قيل: إنّه دخل على الواثق زمن محنة القرآن فقال: أعظَمَ اللَّه أجرك يا أمير المؤمنين.
قال: ويْلَك، فيمن؟
قال: فِي القرآن.
قال: والقرآن يموت؟
قال: أليس كلّ مخلوق يموت [5] ؟ باللَّه مَن يصلّي بالنّاس التّراويح؟.
__________
[1] سورة الحشر، الآية 10.
[2] في تاريخيه الكبير، والصغير. والمجروحين لابن حبّان.
[3] وقال ابن حبّان: «وكان رافضيا داعية إلى الرفض، ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحقّ الترك» . (المجروحون 2/ 172) .
[4] انظر عن (عبّادة المخنّث) في:
الإكمال لابن ماكولا 6/ 28، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 117، 120، والديارات للشابشتي 184- 190، وفوات الوفيات لابن شاكر 1/ 429، ومختصر التاريخ لابن الساعي 67، وبغداد لابن طيفور 166، والأغاني 18/ 90، والكامل في التاريخ 7/ 36، 37، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 175، 402، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 218، 219، وتاريخ دمشق (طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق) 50- 52 رقم 70، وتبصير المنتبه 3/ 896، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 217، 218، ونشوار المحاضرة، له 1/ 264، والكامل في التاريخ 7/ 55، ووفيات الأعيان 1/ 355، والوافي بالوفيات 16/ 628، 629 رقم 678، ومآثر الإنافة 1/ 230، 231، والبصائر والذخائر 4/ 65، والملح والنوادر 282.
[5] ورد في هامش الأصل هنا: «اتخذوا دينهم هزوا ولعبا. فلا قوّة إلا باللَّه» .(18/304)
فقال: أَخْرِجوه، أَخْرِجوه [1] .
وقيل: إنِّ عبِّادة دخل على المتوكّل، فتوعّده بالضَّرْب وقال: تصفع إمام مسجد؟
فقال: يا أمير المؤمنين دخلت وأنا مستعجل، فصلَّى بنا الصُّبْح وطَوَّلَ، وقرأ جزءا حتّى كادت الشّمس أنّ تطلع، وأنا أتقلّب. فلمّا سلّم قال: أعيدوا صلاتكم، فإنّي كنت بِلا وُضوء. فصفعته واحدة.
فضِحك المتوكّل.
232- العبّاس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن تَوْبة الحافظ [2]- ع. - أبو الفضل العنبريّ البصريّ.
عن: يحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، ومُعَاذ بن هشام، وعبد الرّزّاق، وعمر بن يونس اليَمَاميّ، والنَّضْر بن محمد، ويزيد بن هارون، وأبي عاصم، وخلْق.
وعنه: ع. لكّن البخاريّ تعليقا، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعَبْدان الأهوازيّ،
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 218.
[2] انظر عن (العباس بن عبد العظيم) في:
العلل لأحمد 1/ 114، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 6 رقم 23، وتاريخه الصغير 236، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 90، والمراسيل لأبي داود، رقم 242 و 479، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 621، 637، 639، 643، 682 و 2/ 126، 137، 200، 401، 421، 761، 762 و 3/ 8، 17، 158، 255، 317، 394، وعمل اليوم والليلة للنسائي 350 رقم 405، وتاريخ واسط لبحشل 158، وتاريخ الطبري 2/ 497، 499، والجرح والتعديل د/ 206 رقم 1190، والثقات لابن حبّان 8/ 511، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 61 رقم 1153، وتاريخ بغداد 12/ 137، 138 رقم 76590 والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 361، 362 رقم 1377، والأنساب لابن السمعاني 9/ 70، والمعجم المشتمل لابن عساكر 149 رقم 453، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 235 رقم 330، ومعجم البلدان 2/ 430، وتهذيب الكمال للمزّي 14/ 222- 225 رقم 3128، والعبر 1/ 447 و 2/ 33، وتذكرة الحفاظ 2/ 524، وسير أعلام النبلاء 12/ 302، 303 رقم 111، والكاشف 2/ 59 رقم 2626، ومرآة الجنان 2/ 154، والوافي بالوفيات 16/ 656، 657 رقم 702، وتهذيب التهذيب 5/ 121، 122 رقم 213، وتقريب التهذيب 1/ 397 رقم 148، وطبقات الحفاظ 228، وخلاصة تذهيب التهذيب 189، وشذرات الذهب 2/ 112.(18/305)
وابن خُزَيْمَة، وعمر بن بُجَيْر، وزكريّا السّاجيّ، وطائفة.
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون [1] .
وقال محمد بن المثنَّى السِّمْسار: كان من سادات المسلمين.
وقال غيره: كان من عقلاء أهل زمانه وفضلائهم [2] .
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين [3] .
233- العبّاس بن الوليد بن صبح [4]- ق. - أبو الفضل السّلميّ الدّمشقيّ الخلّال.
عن: الْوَلِيدُ بْنُ مسْلمٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ومحمد بن عيسى بن سُميع، وعَمْرو بن هاشم البَيروتيّ، وزيد بن يحيى بن عُبَيْد الدّمشقيّ، وأبو مُسْهِر، وخلْق من الشّاميّين.
__________
[1] في المعجم المشتمل: ثقة مأمون صاحب حديث. (149) .
[2] انظر نحوه في «الثقات» لابن حبّان (8/ 511) .
[3] تاريخ البخاري، الثقات، تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن السمعاني: كان ثقة مأمونا.
وقيل إنه توفي سنة ست أو سبع وثلاثين ومائتين. كذا قال حنبل بن إسحاق. (تاريخ بغداد 12/ 138) .
[4] انظر عن (العباس بن الوليد) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 122، 152، 453، 538، 641، 642، 700، 701 و 2/ 327، 404- 408 و 3/ 198، 306، 327، 348، والجرح والتعديل 6/ 215 رقم 1179، والثقات لابن حبّان 8/ 512، وتاريخ جرجان للسهمي 254، 371، 473، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 272، 273، وتاريخ دمشق (طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق) 263- 265 رقم 121، و (مخطوطة التيمورية) 19/ 566 و 26/ 5، والمعجم المشتمل لابن عساكر 150 رقم 456، ومروج الذهب 2975، ومعجم البلدان 4/ 90، 215، 380، 975، ورجال الحلّي 118 رقم 10، وفيه: «صبيح» ، وتهذيب الكمال للمزّي 14/ 252- 254 رقم 3143، وميزان الاعتدال 2/ 386 رقم 4185، والكاشف 2/ 61 رقم 2636، وتهذيب التهذيب 5/ 131 رقم 229، وتقريب التهذيب 1/ 399 رقم 163، والنجوم الزاهرة 2/ 291، وخلاصة تذهيب التهذيب 190، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 19، 20 رقم 734. وقد أضاف الدكتور بشار عوّاد معروف إلى مصادر الترجمة كتاب «الطبقات الكبرى» لابن سعد، في تحقيقه لتهذيب الكمال 14/ 252، وهذا وهم، فالمذكور في طبقات ابن سعد هو: العباس السّلمي، صحابيّ شخص إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. (راجع الطبقات) .(18/306)
وعنه: ق.، وأبو الْجَهْم أحمد بن طلاب، والحسن بن سفيان، والحسن بن علي بن عوانة الكفربطنانيّ، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن تمام البهراني، وخلق.
قال أبو حاتم [1] : شيخ.
وقال غيره: كان عالما بالأخبار والرجال، فاضلا [2] .
وقال عمرو بن دحيم: توفي في صفر سنة ثمان وأربعين [3] .
234- عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان [4]- د. ق. - أبو عمرو وأبو محمد البهرانيّ، مولاهم الدّمشقيّ.
مقريء دمشق وإمام جامعها.
قرأ على أيوب بن تميم المقرئ، عن يحيى الذّماريّ، عن ابن عامر.
وتصدَّر للإقراء والحديث، فقرأ عليه خلْق منهم: أحمد بن يوسف التغْلبيّ، ومحمد بن موسى الصُّوريّ، وهارون بن شَرِيك الأخفش، ومحمد بن قاسم الإسكندرانيّ.
وحدَّث عن: بَقِيَّة، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز، والوليد بْن مُسلْمِ، ووَكِيع،
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 215.
[2] وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «مستقيم الأمر في الحديث» .
[3] تاريخ دمشق 265 (طبعة المجمع) ، المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن بشير) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 122، 200 و 3/ 159، والجرح التعديل 5/ 5 رقم 26، والثقات لابن حبّان 8/ 360، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 19/ 595- 600 و 24/ 286 و 40/ 101، 250، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 279، 280، و (طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق) 296- 300 رقم 136، والمعجم المشتمل لابن عساكر 151 رقم 460، والتذكار في أفضل الأذكار للقرطبي 165، وتهذيب الكمال للمزّي 14/ 280- 283 رقم 3155، والعبر 1/ 437، والكاشف 1/ 63 رقم 2649، والمعين في طبقات المحدّثين 86 رقم 941، ودول الإسلام 1/ 147، ومعرفة القراء الكبار 1/ 198- 201 رقم 92، والبداية والنهاية 10/ 34، والوافي بالوفيات 17/ 20 رقم 17، وغاية النهاية 1/ 404، 405 رقم 1720، والوفيات لابن قنفذ 177 رقم 242، وتهذيب التهذيب 5/ 140، 141 رقم 243، وتقريب التهذيب 1/ 401 رقم 176، وخلاصة تذهيب التهذيب 190، وشذرات الذهب 2/ 100، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 159، 160 رقم 836.(18/307)
وعِراك بن خالد المُرّيّ، وضمرة بن ربيعة، وجماعة.
وعنه: د. ق.، وابنه أبو عُبَيْدة أحمد بن عبد الله، وعثمان بن خُرَّزاد، وإسماعيل بن قيراط، وعبد الله بن محمد بن سَلْم المقدسي، ومحمد بن إسحاق بن الحَرِيص، وخلْق.
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: لم يكن بالعراق، ولا بالحجاز، ولا بالشام، ولا بمصر، ولا بخُراسان في زمان عبد الله بن ذَكْوان أقرأ عندي منه [2] .
وقال الوليد بن عُتْبة: ما بالعراق أقرأ من ابن ذَكْوان [3] .
وقال محمد بن الفيض الغسّانيّ: سمعت هشام بْن عمّار يقول وقد رَأَى عصا لعبد اللَّه بْن ذكْوان، وقد مضى ابن ذَكْوان يتوضّأ: ما هذه العصا؟ قَالُوا:
هذه لابن ذَكْوان.
فقال: أَنَا أكبر من أبيه وما أحمل عصا [4] .
وقال ابن ذَكْوان: وُلِدتُ يوم عاشوراء سنة ثلاثٍ وسبعين [5] .
وقال غير واحد: توفي يوم الاثنين لليلتين بقِيَتا من شوّال سنة اثنتين وأربعين [6] .
وغلط من قال سنة ثلاث [7] .
وكان إمام جامع بني أُميّة. وكان هشام الخطيب وهو أسنُّ من ابن ذَكْوان بعشرين سنة، وعليهما دارت قراءة ابن عامر.
وَقَدِ انْفَرَدَ ابْنُ ذَكْوَانَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَرَوَاهُ عَنْهُ جَمَاعَةٌ قَالَ: ثنا عِرَاكُ بن
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 5.
[2] تاريخ دمشق 298.
[3] تاريخ دمشق 298.
[4] تاريخ دمشق 299.
[5] تاريخ دمشق 297.
[6] تاريخ دمشق 297، المعجم المشتمل 151.
[7] أرّخه بها ابن حبّان في «الثقات» 8/ 360.(18/308)
خالد، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلْيَهِ وَسَلَّمَ بِابْنَتِهِ رُقَيَّةَ قَالَ: «الْحَمْدُ للَّه دَفْنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ» [1] . وقال محمد بْن الفيض الغسّانيّ: جاء رَجُل من الحُرْجُلَّة [2] يطلب لعّابين لعُرسه، فوجد السّلطان قد منعهم، فجاء يطلب المعّبرين، فلقيه صوفيّ ماجن، فأرشَدَه إلى ابن ذَكْوان وهو خلف المنبر، فجاءه وقال: إن السّلطان قد منع المخنّثين.
فقال: أحسن والله.
فقال: نعمل العرس بالمعَبّرين. وقد أُرْشِدتُ إليك.
فقال: لنا رئيس، فإنْ جاء معك جئت، وهو ذاك.
فقام الرجل إليه، وهو هشام بْن عمّار، وكان متّكئا بحدّ المحراب، فسلّم عليه، فقال هشام: أَبُو مَن؟
فردّ عليه ردّا ضعيفا وقال: أبو الوليد.
قال: أَنَا من الحُرْجُلَّة.
قال: ما أبالي من أَيْنَ كنت.
قال: أخي عمل عُرْسَه.
قال: فماذا أصنع؟
قال: قد أرسلني أطلب له المخنَّثين.
قال: لا بارك اللَّه فيهم ولا فيك.
قال: وقد طلبت المعَبّرين، فأُرشِدتُ إليك.
قال: مَن أرشدك؟
قال: ذاك.
فرفع هشام رِجْلَه ورفَسه وقال: قم. ثُمَّ قال لابن ذَكْوان: قد تفرّغت لهذا.
__________
[1] الحديث ذكره ابن الجوزي في «الموضوعات» 3/ 236، وتاريخ دمشق 297.
[2] الحرجلّة: من قرى دمشق.(18/309)
قال: أي والله أنت رئيسَنا وشيخَنا، لو مضيتَ مضينا [1] .
235- عبد الله بن أحمد بن حَرب البغداديّ الأديب [2] .
وهو أبو هَفّان الشّاعر المشهور.
أخذ الأدب عن: الأصمعيّ، وغيره.
وعنه: جُنَيْد بن حكيم، ويموت بن المزرِّع، وغيرهما.
236- عبد الله بْن أحمد بْن عبد الله بن يونس بن قيس [3]- ت. ن. - أبو حصين اليربوعيّ الكوفيّ.
سمع: أباه، وعَبْثَر بن القاسم ليس إلا.
وعنه: ت. ن. وقال: ثقة، ومُطَيَّن، وابن خُزَيْمَة، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير، وعمر البجيري، وأبو لبيد محمد بن إدريس، وأبو طاهر الحسن بن فيل.
__________
[1] الحكاية في تاريخ دمشق 299، 300 وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: حدّثنا عنه محمد بن المعافى العابد بصيداء وغيره من شيوخنا، ثقات.
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن حرب الشاعر) في:
تاريخ بغداد 9/ 370، 371 رقم 4945، والبخلاء للخطيب 103، والعقد الفريد 1/ 72، وثمار القلوب للثعالبي 73، 119، 206، 384، 560، 623، والأمالي للقالي 1/ 111 و 3/ 16، 70، 87، 95، 96، وذيله 78، ومعجم ما استعجم 1405، ومروج الذهب 3370، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 194، 195، ومعجم الأدباء 12/ 54، 55، ونزهة الألبّاء 125، والفهرست لابن النديم 207، وزهر الآداب 106، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 210، 296، وديوان المعاني 65، 80، وأخبار البحتري 133، 134، والعمدة لابن رشيق 1/ 783 والموشح (انظر فهرس الأعلام) ، وأمالي المرتضى 1/ 414، 501، 599، ولسان الميزان 3/ 249، 250 رقم 1091، وبغية الوعاة 2/ 31 رقم 1355، وأخبار أبي نواس لأبي هفان، تقدمة عبد الستار أحمد فراج 7- 16.
[3] انظر عن (عبد الله بن أحمد اليربوعي) في:
الجرح والتعديل 5/ 6 رقم 30، والثقات لابن حبّان 8/ 359، 360 وفيه كنيته: «أبو حصن» ، والمعجم المشتمل 151 رقم 461، وتهذيب الكمال 14/ 284، 285 رقم 3156، والكاشف 2/ 63 رقم 2650، وتهذيب التهذيب 5/ 141 رقم 245، وتقريب التهذيب 1/ 401 رقم 178، وخلاصة تذهيب التهذيب 190.(18/310)
وقال أبو حاتم [1] : صدوق [2] .
وقال مطين: توفي في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين [3] .
237- عبد الله بن جابر الأموي [4] .
مولاهم الأندلسي.
قال ابن يونس: روى عَنْ عَبْد اللَّه بْن وهْب.
ومات بسُوسَة من المغرب سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.
238- عَبْد اللَّه بْن خالد اللُّؤلؤيّ.
عن: محمد بن جعفر غُنْدر، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى.
وعنه: محمد بن محمد الباغَنْديّ، وابن صاعد.
وثّقة بعض الكِبار.
239- عبد الله بن خالد [5] .
أبو مقاتل الأزْديّ البخاريّ المكتِّب، ولَقَبُه: باباج.
روى عن: عيسى غُنْجار، ومحمد بن الفضل، وأبان بن نهشل.
وعنه: حَمْدَوَيْه بن خطّاب، وموسى بن أفْلح، وحامد بن مجاهد.
قال ابن ماكولا: مات في شوّال سنة إحدى وأربعين ومائتين.
240- عبد الله بن ذُؤاب المَوْصِليّ العابد.
عن: المُعَافَى بن عِمران، وعبد الله بن المبارك، وزيد بن أبي الورقاء.
وكان أمّارا بالمعروف، نَهّاءً عن المُنْكر.
استُشْهِد هو وابنه أحمد في الوقعة، ومقدَّمهم عمر بن عُبَيْد الله، وذلك في
__________
[1] الجرح والتعديل 5/ 6.
[2] وقال النسائي: ثقة. (المعجم المشتمل) .
[3] ورّخه ابن حبّان، وابن عساكر في المشتمل.
[4] انظر عن (عبد الله بن جابر) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 213 رقم 636، وجذوة المقتبس للحميدي 258 رقم 544، وبغية الملتمس للضبي 342 رقم 913.
[5] انظر عن (عبد الله بن خالد) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 180.(18/311)
سنة تسعٍ وأربعين.
روى عبد الله اليسير.
241- عبد الله بن سليمان بن يوسف [1] .
أبو محمد العبْديّ البَعْلَبَكّيّ. ويقال البغداديّ.
عن: اللَّيث بن سعد، وابن لَهِيعة، وأبي إسحاق الفَزَاريّ.
وعنه: بكر بن سهل الدمياطي، ومحمد بن قُتَيْبَة العسقلاَنيّ، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغَنْديّ، وجماعة.
قال أبو أحمد بن عديّ [2] : ليس بذاك المعروف.
242- عبد الله بن الصّبّاح الهاشميّ [3]- ع. إلا ق. - مولاهم البصْريّ العطّار.
عن: هُشَيْم، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن سواء، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصّمد العمّيّ، ويزيد بن هارون، وخلْق.
وعنه: الجماعة سوى ابن ماجة، وابن خُزَيْمَة، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن هارون الرّويانيّ، وابن صاعد، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن سليمان البعلبكي) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1545، وتاريخ بغداد 9/ 463، 464 رقم 5094، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 20/ 666 و 46/ 366، وتهذيبه 7/ 443، والمغني في الضعفاء 1/ 341 رقم 3205، وميزان الاعتدال 2/ 432 رقم 4366، ولسان الميزان رقم 1237، 3/ 293، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 189، 190 رقم 875.
[2] في الكامل 4/ 1545.
[3] انظر عن (عبد الله بن الصباح) في:
الجرح والتعديل 5/ 88 رقم 399، والثقات لابن حبّان 8/ 359، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 370 رقم 807، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 253 رقم 924، والمعجم المشتمل لابن عساكر 155 رقم 478، وتهذيب الكمال للمزّي 15/ 121- 123 رقم 3340، والكاشف 2/ 87 رقم 2814، وسير أعلام النبلاء 12/ 240، 241 رقم 84، تهذيب التهذيب 5/ 264، 265 رقم 452، وتقريب التهذيب 1/ 423 رقم 385، وخلاصة تذهيب التهذيب 201، 202.(18/312)
وثّقة النَّسائيّ [1] وغيره [2] .
مات سنة خمسين.
وقال السراج: سنة ثلاث وخمسين [3] .
243- عبد الله بن عامر بن برّاد بن يوسف بن أبي بُرْدَة بن أبي موسى الأشعريّ [4]- ق. - وهو ابن أخي عبد الله بن برّاد.
سمع: عبد الله بن إدريس، وأبا أسامة، وزيد بن الحُبَاب.
وعنه: ق.، وأبو يَعْلَى.
244- عبد الله بن عبد الجبّار بن نُضَيْر المراديّ.
عن: ابن عُيَيْنَة، وابن وهْب.
تُوُفّي سنة 248 [5] .
245- عبد الله بن عمران العابديّ المخزوميّ المكّيّ [6]- ت. - أبو القاسم.
عن: إبراهيم بن سعْد، وعبد العزيز بن أبي حاتم، وعبد الله بن عبد العزيز العمري الزّاهد، وفضيل بن عياض، وجماعة.
__________
[1] المعجم المشتمل 155.
[2] وقال أبو حاتم الرازيّ: صالح. (الجرح والتعديل) ، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
[3] وقال ابن حبّان في «الثقات» : مات سنة خمس وخمسين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل.
(8/ 359) .
[4] انظر عن (عبد الله بن عامر) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 155 رقم 479، وتهذيب الكمال للمزّي 15/ 139 رقم 3351، والكاشف 2/ 89 رقم 2825، وتهذيب التهذيب 5/ 270 رقم 464، وتقريب التهذيب 1/ 424 رقم 396، وخلاصة تذهيب التهذيب 202.
[5] هكذا في الأصل.
[6] انظر عن (عبد الله بن عمران) في:
الجرح والتعديل 5/ 130 رقم 603، والثقات لابن حبّان 8/ 363، والمعجم المشتمل لابن عساكر 157 رقم 486، وتهذيب الكمال للمزّي 15/ 378، 379 رقم 3462، وتذكرة الحفاظ 541، والكاشف 2/ 102 رقم 2924، والوافي بالوفيات 17/ 388 رقم 317.(18/313)
وعنه: ت.، وإسحاق بن إبراهيم النَّيْسابوريّ البشتي، وعبد الله بن صالح البخاري، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وعَليُّ بن عبد الحميد الغضائري، والمفضل بن محمد الجندي، ويحيى بن صاعد، وخلق.
قَالَ أَبُو حاتم [1] : صدوق.
وقَالَ ابْن حِبّان [2] : توفي سنة خمس وأربعين ومائتين.
246- عبد الله بن عمران [3]- ق. - أبو محمد الأسديّ، مولاهم الرّازيّ. أصبهانيّ سكن الرّيّ.
روى عن: جرير، وأبي معاوية، ووَكِيع، وطبقتهم.
وعنه: ق.، وإبراهيم بن محمد بن نائلة، وإبراهيم بن يوسف الرّازيّ، وجعفر بن أحمد بن فارس، وأبو يحيى جعفر بن محمد الزعفراني، وخلق.
قَالَ أَبُو حاتم [4] : صدوق [5] .
247- عَبْد اللَّه بْن محمد بن إسحاق [6]- د. ن. -
__________
[1] الجرح والتعديل 5/ 130.
[2] في الثقات 8/ 363، وقال: «يخطئ ويخالف» .
[3] انظر عن (عبد الله بن عمران) في:
الجرح والتعديل 5/ 130، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 46، 47، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 160- 162 رقم 135، وتاريخ واسط لبحشل 272، والثقات لابن حبّان 8/ 359، والمعجم المشتمل لابن عساكر 157 رقم 487، وتهذيب التهذيب 5/ 343 رقم 592، وتقريب التهذيب 1/ 428 رقم 518، وخلاصة تذهيب التهذيب 209.
[4] الجرح والتعديل 5/ 130.
[5] وقال أبو نعيم: حدّث بأصبهان سنة خمس وعشرين ومائتين.
وقال أبو الشيخ: روى عن أبي داود أحاديث تفرّد بها من غرائب حديثه.
[6] انظر عن (عبد الله بن محمد الأذرمي) في:
المراسيل لأبي داود، رقم 470، والجرح والتعديل 5/ 161 رقم 743، والثقات لابن حبّان 8/ 361، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 295 رقم 256، وتاريخ بغداد 10/ 74- 79 رقم 5189، والأنساب لابن السمعاني 1/ 98، والمعجم المشتمل لابن عساكر 159 رقم 493، ومعجم البلدان (مادّة: أذرمة) ، واللباب لابن الأثير 1/ 38، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 733، والكاشف 2/ 111 رقم 2985، وتهذيب التهذيب 6/ 4، 5 رقم 2، وتقريب التهذيب 1/ 446 رقم 590، وخلاصة تذهيب التهذيب 212.(18/314)
أبو عبد الرحمن الأذرميّ النّصيبيّ الموصليّ.
عن: جرير بن عبد الحميد، وزياد بن عبد الله البكائيّ، وهشيم، وغندر، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وطائفة.
وعنه: د. ن. [1] ، وموسى بن هارون، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وعبد الله بن صالح البخاريّ، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.
وثقة أبو حاتم [2] ، وغيره.
قال الخطيب [3] : كان الواثق أشخص شيخا من أهل أذنة للمحنة، وناظر ابن أبي دؤاد بحضرته، واستعلى بالحجّة، فأطلقه الواثق.
ويقال إنّه كان أبا عبد الرحمن الأذرمي.
قلت: وقع لي حديثه عاليًا. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيُّ حُضُورًا، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ السُّلَمِيُّ، أَنَا ابْنُ طَلَّابٍ، أنا محمد بْنُ أَحْمَدَ الْغَسَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ الصَّيْدَلَانِيُّ بِأَنْطَاكِيَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد الأَذْرَمِيُّ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لا يَبِيتَنَّ رَجُلٌ عِنْدَ امْرَأَةٍ ثَيِّبٍ إِلا أَنْ يَكُونَ نَاكِحًا أَوْ ذَا مَحْرَمٍ» [4] . الأذْرميّ: قيّده ابن نُقْطَة بالقصْر والسُّكون، مع «الْآزَرْمِيِّ» بِالْمَدِّ وَزَايٍّ مُحَرَّكَةٍ، وَهُوَ محمد بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْآزَرْمِيُّ يَرْوِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، وَطَبَقَتِهِ.
248- عبد الله بن محمد بن رُمح بن المهاجر التّجيبيّ [5]- ق. -
__________
[1] وهو قال: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .
[2] الجرح والتعديل 5/ 161.
[3] في تاريخ بغداد 10/ 75.
[4] أخرجه مسلم في السلام (2171) باب: تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها.
[5] انظر عن (عبد الله بن محمد بن رمح) في:(18/315)
مولاهم المصريّ.
سمع: عبد الله بن وهْب فقط.
وعنه: ق.، وبكر بن سهل الدِّمياطيّ، ومحمد بن محمد بن الأشعث.
توفي في ربيع الأول سنة خمسين [1] .
وأبوه مشهور روى عن اللَّيث، وابن لَهِيعة. نذكره في هذه الطبقة [2] .
249- عبد الله بن محمد بن يحيى الخشاب الرملي [3] .
عن: الوليد بن مسلم، والفريابي، والوليد بن محمد الموقري، وجماعة.
وعنه: أحمد بن سيّار المروزيّ، وأبو داود، وابنه عبد الله بن أبي داود، ويحيى بن عبد الباقي الأذني، وغيرهم.
250- عبد الله بن محمد بن يحيى الطّرسوسيّ [4]- د. ن. - الملقّب بالضّعيف، لكونه كان ضعيفا في بدنه.
وقال النَّسائيّ: شيخ صالح ثقة، لُقِّب بالضعيف لكثرة عبادته [5] .
وقال ابن حِبّان [6] : لإتقانه في ضبطه. قيل له الضّعيف.
يعني من تسمية الشيء بالضّدّ.
__________
[ () ] الإكمال لابن ماكولا 4/ 92، والمعجم المشتمل لابن عساكر 160 رقم 498، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 734، 735، والكاشف 2/ 112 رقم 2992، وتهذيب التهذيب 6/ 8، 9 رقم 9، وتقريب التهذيب 1/ 446 رقم 597، وخلاصة تذهيب التهذيب 212.
[1] الإكمال لابن ماكولا 4/ 92، المعجم المشتمل 160.
[2] برقم (426) .
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن يحيى) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 403، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 739، وتهذيب التهذيب 6/ 19، 20 رقم 25، وتقريب التهذيب 1/ 448 رقم 615، وخلاصة تذهيب التهذيب 213.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد الطرسوسي) في:
الجرح والتعديل 5/ 163 رقم 754، والثقات لابن حبّان 8/ 362، والمعجم المشتمل 161 رقم 503، وتهذيب الكمال 2/ 739 (المصوّر) ، والكاشف 2/ 114 رقم 3005، وتهذيب التهذيب 6/ 19 (دون رقم) ، وتقريب التهذيب 1/ 448 رقم 614، وخلاصة تذهيب التهذيب 213.
[5] في المعجم المشتمل: ثقة.
[6] في الثقات 8/ 362.(18/316)
سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبا معاوية، ومَعْن بن عيسى، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، ويعقوب الحضْرميّ، وطبقتهم.
وعنه: د. ن.، وموسى بن هارون الحافظ، وعمر بن سنان المَنْبِجيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وآخرون [1] .
251- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن دَاوُد [2] .
أبو محمد الأصبهانيّ البراد.
زاهد عابد قانت.
روى عن: يحيى القطّان، ومُعاذ، وجماعة.
وعنه: عليّ بن يونس، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ، وغيرهما.
252- عبد الله بن مسلم بن رشيد [3] .
أبو محمد الهاشميّ، مولاهم الدّمشقيّ.
شيخ واهٍ، حدَّث بنَيْسابور.
عن: مالك، واللَّيْث، وابن لَهِيعة.
وعنه: أيّوب بن الحَسَن، ومحمد بن شاذان، وجماعة.
وكان حيّا بعد الأربعين.
قال ابن حِبّان [4] : كان يضع الحديث.
وقال الحاكم: روى عنه من المتأخرين محمد بن عبد الله بن المبارك.
وأظنّه مات بعد الأربعين.
__________
[1] وقال أبو حاتم: صدوق. (الجرح والتعديل) .
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن داود) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 50، 51، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 332، 333 رقم 203.
[3] انظر عن (عبد الله بن مسلم) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 44، وتاريخ جرجان للسهمي 400، وتاريخ دمشق 39/ 147- 149، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 141 رقم 2121، والمغني في الضعفاء 1/ 358 رقم 3369، وميزان الاعتدال 2/ 503 رقم 4603، ولسان الميزان 3/ 359 رقم 1450.
[4] في المجروحين 2/ 44.(18/317)
253- عبد الله بن معاوية بن موسى الْجُمَحيّ البصريّ المعمّر [1]- د. ت. ق. - أبو جعفر مُسند العراق في زمانه.
روى عن: الحمَّادَيْن، والقاسم بن الفضل الحُدانيّ، ومحمد بن راشد المكحولي، ومهدي بن ميمون، وثابت بن يزيد الأحول، والحارث بن نبهان، وجماعة. وتفرد بالرواية عن غير واحد. وعُمّر مائة سنة وزيادة.
وعنه: د. ت. ق.، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وأبو يعلى الموصلي، وبكر بن أحمد بن مقبل، وعلي بن أحمد بن بسطام الزعفراني، وعلي بن عبد الحميد الغضائري.
وجده هو موسى بن أبي غليظ نشيط بن مسعود بن أمية بن خلف القرشي الجمحي.
قال الحسن بن أحمد بن الليث: رأيت عبد الله بن معاوية وكان له مائة سنة وزيادة على عشرة، تزوج جارية فبنى بها، فسألتها أمها من الغد، فقالت افتضها البارحة.
قال موسى بن هارون: مات بالبصرة سنة ثلاث وأربعين [2] .
254- عبد الله بن منير [3]- خ. ت. ن. -
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن معاوية) في:
الجرح والتعديل 5/ 178 رقم 835، وتاريخ جرجان للسهمي 397، 399، والمعجم المشتمل لابن عساكر 162 رقم 508، ومروج الذهب 2976، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 744، والكاشف 2/ 118 رقم 3033، والعبر 1/ 440، والبداية والنهاية 10/ 345، والوافي بالوفيات 17/ 629 رقم 533، وتهذيب التهذيب 6/ 38، 39 رقم 64، وتقريب التهذيب 1/ 452 رقم 651، وخلاصة تذهيب التهذيب 215، وشذرات الذهب 2/ 104.
[2] المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (عبد الله بن منير) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 212، 213 رقم 683، والجرح والتعديل 5/ 181، 182 رقم 842، والثقات لابن حبّان 8/ 355، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 431 رقم 629، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 267 رقم 979، وصفة الصفوة 4/ 123، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 40، والمعجم المشتمل لابن عساكر 162 رقم 509، وتهذيب(18/318)
أبو عبد الرحمن المروزيّ الزّاهد.
عن: النَّضْر بن شُمَيْل، وأبي النَّضْر بن القاسم، وعبد الرّزّاق، وسعيد بن عامر، ووهْب بن جرير، وعبد الله بن بكر السَّهْميّ، ويزيد بن هارون، وخلْق.
وعنه: خ. ت. ن.، وإسرائيل بن السِّمِيدَع، وعَبْدان المَرْوَزِيّ، وهبيرة بن الحسن البغوي.
ووثقه النسائي [1] .
وكان من الأولياء.
قال الفربري: سمعت بعض أصحابنا يقول: سمعت الْبُخَارِيّ يقول: لم أرَ مثله.
قال الفِرَبْريّ: كان يسكن فِرَبْر وبها تُوُفّي سنة إحدى وأربعين.
وقال اللالكائيّ: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وأربعين في ربيع الآخر.
وقال يعقوب بْن إسحاق بْن محمود الهَرَويّ: سمعت يحيى بْن بدر القُرَشيّ يقول: كان عبد الله بْن منير قبل الصّلاة يكون بفِرَبْر، فإذا كان وقت الصّلاة يرونه فِي مسجد آمُل، فكانوا يقولون إِنَّهُ يمشي على الماء. فقيل له، فقال: أما المشي على الماء فلا أدري، ولكنْ إذا أراد اللَّه جمع حافَّتَيِ النَّهر حتّى يعبر الْإِنْسَان.
قال: وكان إذا قام من المجلس خرج إلى البرّيّة مع قومٍ من أصحابه يجمع شيئا مثل الأشنان وغيره يبيعه فِي السوق، ويعيش منه.
فخرج يوما مع أصحابه، فإذا هُوَ بالأسد رابض، فقال لأصحابه: قفوا.
وتقدَّم هُوَ إلى الأسد، فلا ندري ما قال له، فقام الأسد فمرّ [2] .
__________
[ () ] الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 745، والكاشف 2/ 120 رقم 3043، ودول الإسلام 1/ 147، وسير أعلام النبلاء 12/ 316، 317 رقم 121، والعبر 1/ 436، والوافي بالوفيات 17/ 644 رقم 541، وتهذيب التهذيب 6/ 143 رقم 78، وتقريب التهذيب 1/ 454 رقم 665، وخلاصة تذهيب التهذيب 217، وشذرات الذهب 2/ 99.
[1] المعجم المشتمل 161.
[2] سير أعلام النبلاء 12/ 317.(18/319)
255- عبد الله بن نصر الأصمّ الخُراسانيّ ثمّ الأنطاكيّ [1] .
عن: أبي بكر بن عيّاش، ووَكِيع، وشَبّابة بن سَوّار.
وعنه: الفضل بن سليمان الأنطاكيّ، وعمر بن سِنان المَنْبجيّ، ويحيى بن عليّ بن هاشم، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
استنكر ابن عديّ له أحاديث، وأوردها [2] .
256- عبد الله بن الوضّاح بن سعيد أو سعد [3]- ت. - أبو محمد الأوديّ الوضّاحيّ الكوفيّ اللّؤلؤيّ.
عن: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وزياد بن عبد الله، وحسين الْجُعْفيّ، وجماعة.
وعنه: ت.، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وطائفة.
وثقة ابن حبان [4] .
وقال مطين: مات في جمادى الآخرة سنة خمسين [5] .
قلت: وقعَ لي مِن عواليه.
257- عَبْد اللَّه بْن يحيى بن سعد المُراديّ.
روى عن: ابن لهيعة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن نصر) في:
الجرح والتعديل 5/ 186 رقم 868، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1545، 1546، والمغني في الضعفاء 1/ 361 رقم 3399، وميزان الاعتدال 2/ 515 رقم 4654، ولسان الميزان 3/ 369 رقم 1378.
[2] في الكامل 4/ 1545، 1546.
[3] انظر عن (عبد الله بن الوضاح) في:
الجرح والتعديل 5/ 392 رقم 888، والثقات لابن حبّان 8/ 363، ورجال الحلّي 110 رقم 37، والمعجم المشتمل 122 رقم 510، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 752، والكاشف 2/ 125 رقم 3081، وتهذيب التهذيب 6/ 69768 رقم 134، وتقريب التهذيب 1/ 459 رقم 722، وخلاصة تذهيب التهذيب 218.
[4] بذكره في الثقات.
[5] المعجم المشتمل.(18/320)
وعنه: أحمد بن يحيى بن خالد الرَّقّيّ، وأبو عِلاثة محمد بن أبي غسّان.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
258- عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى بن هلال الأَسَديّ الكوفيّ [1]- ت. ن. - عن: عبد الله بن إدريس، وأبي أُسامة، وابن فُضَيْل، ويحيى بن آدم، وَيَعْلَى بن عُبَيْد، وطائفة.
وعنه: ت. ن، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.
قال النسائي [2] : ثقة [3] .
وقال مطين: مات سنة سبع وأربعين.
259- عبد الأول بن موسى بن إسماعيل.
أبو نعيم.
روى عن: ابن عُيَيْنَة، وابن وهْب.
قال ابن يونس: تُوُفّي سنة خمسين.
قلت: وكان مؤدّبا، روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عُرس شيخ للطّبَرانيّ.
260- عبد الجبّار بن العلاء بن عبد الجبّار [4]- م. ت. ن. -
__________
[1] انظر عن (عبد الأعلى بن واصل) في:
المعرفة والتاريخ 3/ 183، وتاريخ الطبري 1/ 325 و 4/ 532، والجرح والتعديل 6/ 30 رقم 157، والثقات لابن حبّان 8/ 409، والمعجم المشتمل 164 رقم 517، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 762، والكاشف 2/ 131 رقم 3123، وتهذيب التهذيب 6/ 101 رقم 204، وتقريب التهذيب 1/ 465 رقم 789، وخلاصة تذهيب التهذيب 221.
[2] المعجم المشتمل.
[3] وقال أَبُو حاتم: صَدُوق. وذكره ابن حِبّان فِي «الثقات» .
[4] انظر عن (عبد الجبار بن العلاء) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 109، والتاريخ الصغير، له 236، وعمل اليوم والليلة للنسائي 541 رقم 977، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 43، 44، 51، 52، 66، وتاريخ الثقات للعجلي 285 رقم 919، والجرح والتعديل 6/ 32 رقم 172، والثقات لابن حبّان 8/ 418، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 446، 447 رقم 1002، وتاريخ جرجان للسهمي 541، والجمع بين(18/321)
أبو بكر البصريّ المجاور بمكّة. مولى الأنصار.
سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، ومروان بن معاوية، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، ويوسف بن عطيّة، وغُنْدرا، وجماعة.
وعنه: م. ت. ن.، وأبو بَكْر بْن عاصم، وإسحاق بن أحمد الخُزَاعيّ، وعمر البجيري، وأبو قريش محمد بن جمعة، وابن صاعد، وابن خزيمة، وأبو عروبة.
وروى النسائي أيضا عن زكريّا خيّاط السنة، عنه، وقال: لا بأس به [1] .
وقال أبو حاتم [2] : صالح.
وقال ابن خُزَيْمَة: ما رأيت أسرع قراءةً منه ومن بُنْدار [3] .
قال السّرّاج: مات بمكّة في أوّل جُمادَى الأولى سنة ثمانٍ وأربعين [4] .
261- عبد الحميد بن بيان [5]- م. د. ق. - أبو الحسن الواسطيّ العطّار السّكّريّ.
__________
[ () ] رجال الصحيحين 1/ 327، 328 رقم 1240، والمعجم المشتمل 164 رقم 518، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 763، والكاشف 2/ 131، 132 رقم 3127، وسير أعلام النبلاء 11/ 401، 402 رقم 89، والعبر 1/ 451، والعقد الثمين 5/ 325، وتهذيب التهذيب 5/ 104 رقم 210، وتقريب التهذيب 1/ 466 رقم 794، وخلاصة تذهيب التهذيب 221، وشذرات الذهب 2/ 118.
[1] المعجم المشتمل، وقال أيضا: ثقة.
[2] الجرح والتعديل 6/ 32.
[3] الثقات لابن حبّان 8/ 418، وقال ابن حبّان: «كان متقنا» .
[4] التاريخ الصغير للبخاريّ، الثقات لابن حبّان.
[5] انظر عن (عبد الحميد بن بيان) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 80، وفيه «عبد الحميد بن بنان» ، وتاريخ الطبري 2/ 399، 632 و 3/ 160 و 4/ 224، وتاريخ واسط لبحشل 213، والجرح والتعديل 6/ 9 رقم 44، والثقات لابن حبّان 8/ 401، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 440 رقم 986، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 319 رقم 1211، والمعجم المشتمل 165 رقم 520، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 765، والكاشف 2/ 133 رقم 3136، والبداية والنهاية 10/ 346 وفيه «عبد الله بن سنان» ، وهو غلط، وتهذيب التهذيب 6/ 111 رقم 221، وتقريب التهذيب 1/ 467 رقم 805، وخلاصة تذهيب التهذيب 221 وفيه «اليشكري» .(18/322)
عن: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وإسحاق الأزرق، وعليّ بن هاشم بن البُرَيْد، وغيرهم.
وعنه: م. د. ق.، وابن أبي عاصم، وأبو حبيب العبّاس بن البَرْقيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وعلي بْن عَبْد الله بْن مبشّر الواسطيّ، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، ومُطَيَّن، وجماعة.
قال بَحْشَل [1] : مات سنة أربعٍ وأربعين ومائتين [2] .
262- عبد الحميد بن صُبَيْح العنَبريّ.
مولاهم البصْريّ.
عن: حمّاد بن زيد، وهُشَيْم بن بشير، وبشير بن ميمون.
وعنه: محمد بن إبراهيم الدّبيليّ المكّيّ، ومحمد بن إدريس ورّاق الحُمَيْديّ.
ولا بأس به.
263- عبد الخالق بن منصور.
أبو عبد الرحمن القشَيْريّ النَّيْسابوريّ.
عن: أبي النَّضْر هاشم بن القاسم، وأبي نُعَيْم، وجماعة.
وعنه: هلال بن العلاء، وسعيد بن هاشم، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة، وجماعة.
وآخر من روى عنه الحسين بن محمد بن داود مأمون القَيْسيّ.
تُوُفّي بمصر سنة ستٍّ وأربعين، ولا أعلم فيه جَرْحا.
264- عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون [3]- خ. د. ن. ق. -
__________
[1] في تاريخ واسط.
[2] المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن إبراهيم الأموي) في:
التاريخ الكبير 5/ 256، والتاريخ الصغير للبخاريّ 235، وعمل اليوم والليلة للنسائي 291 رقم 347، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 611، وتاريخ الثقات للعجلي 287 رقم 928، والجرح والتعديل 5/ 211، 212 رقم 999، والثقات لابن حبّان 8/ 381، ورجال(18/323)
أبو سعيد الأمويّ، مولى آل عثمان رضي الله عنه الحافظ الدّمشقيّ، دُحَيْم.
وُلِد سنة سبعين ومائة.
وسمع: الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومحمد بن شُعيب، وإسحاق الأزرق، وأبا أُسامة، وضَمْرة بن ربيعة، وأيّوب بن سُوَيد الرَّمْليَّيْن، ومُعْاذ بن هشام، وخلْقا.
ورحل إلى الكوفة، والبصْرة، ومصر.
وعنه: خ. د. ن. ق.، وابناه عَمْرو، وإبراهيم، وأحمد بن الْمُعَلَّى، وزكريّا السّجْزيّ، وسعيد بن هاشم بن مَرْثَد الطَّبَرانيّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبَوَا زُرْعة [1] ، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بن عَوْن الوحيديّ، ومحمد بن خُرَيم العُقيليّ، وخلْق كثير.
وكان من الأئمّة الأثبات. ولي قضاء الأردن، وقضاء فلسطين.
قال عَبْدان الأهوازيّ: سمعت الحَسّن بْن عليّ بْن بحر يقول: قدِم دُحَيْم بغدادَ سنة اثنتي عشرة، يعني ومائتين، فرأيت أبي، وأحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وخَلَف بْن سالم قعودا بين يديه كالصّبيان [2] .
__________
[ () ] صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 442، 443 رقم 651، وتاريخ بغداد 10/ 265- 267 رقم 5381، والسابق واللاحق للخطيب 149، وتاريخ جرجان للسهمي 89، والمعجم المشتمل لابن عساكر 166 رقم 524، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 204 رقم 274، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 2/ 40، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 291 رقم 1096، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 772، والكاشف 2/ 137 رقم 3172، والمعين في طبقات المحدّثين 86 رقم 950، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 11/ 515- 518 رقم 140، والعبر 1/ 445، وتذكرة الحفاظ 2/ 480، وميزان الاعتدال 2/ 546، والبداية والنهاية 10/ 346، وغاية النهاية 1/ 361، وتهذيب التهذيب 6/ 131، 132 رقم 274، وتقريب التهذيب 1/ 471 رقم 856، وطبقات الحفاظ 218، وخلاصة تذهيب التهذيب 223، وشذرات الذهب 2/ 108، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 43، 44 رقم 748.
[1] أبوا زرعة، هما: الرازيّ، والدمشقيّ.
[2] تاريخ بغداد 10/ 266.(18/324)
قال أبو بَكْر الخطيب [1] : كان دُحَيْم ينتحل فِي الفقه مذهب الأوزاعي.
وقال أبو حاتم [2] ، وغيره: ثقة.
وقال أبو دَاوُد: حُجَّة، لم يكن بدمشق فِي زمانه مثله [3] .
وقال النَّسَائيّ [4] : ثقة مأمون.
وقال أحمد بْن عبد الله العِجْليّ [5] : كان دُحَيْم يختلف إلى بغداد، فذكروا الفئة الباغية هُمْ أهل الشّام. فقال: مَن قال هذا فهو ابن الفاعلة.
فنكب عَنْهُ النّاس، ثُمَّ سمعوا منه [6] .
وقال محمد بْن يوسف الكندي [7] : ورد كتاب المتوكّل على دُحَيم وهو على قضاء فلسطين يأمره بالانصراف إلى مصر لِيَلِيها. فتُوُفّي بفلسطين يوم الأحد لثلاث عشرة بقين من رمضان سنة خمسٍ وأربعين [8] .
قلت: وقع لي حديثه عاليًا.
265- عبد الرحمن بن أيّوب بن سعيد [9] .
أبو عَمْرو السَّكُونيّ الحمصيّ.
سمع: العطّاف بن خالد، وبقيّة بن الوليد.
وعنه: عليّ بن ميمون الرَّقّيّ، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ.
266- عبد الرحمن بن الأسود الهاشميّ [10]- ت. ن. -
__________
[1] في تاريخه 10/ 266.
[2] الجرح والتعديل 5/ 212.
[3] تاريخ بغداد 10/ 266، 267.
[4] تاريخ بغداد 10/ 267 وفيه «ثقة» فقط، المعجم المشتمل.
[5] في تاريخ الثقات 287.
[6] في المطبوع من «تاريخ الثقات» : «ثم لم يسمعوا منه» ، والمثبت يتفق مع: تاريخ بغداد 10/ 266.
[7] في الولاة والقضاة 475، 476.
[8] التاريخ الصغير 235، الثقات 8/ 381.
[9] انظر عن (عبد الرحمن بن أيوب) في:
ميزان الاعتدال 2/ 549 رقم 4819، ولسان الميزان 3/ 406، 407 رقم 1602.
[10] انظر عن (عبد الرحمن بن الأسود) في:(18/325)
مولاهم البصْريّ الورّاق أبو عَمْرو.
عن: عُبَيْدة بن حُمَيْد، ومَعْمَر بن سليمان الرَّقّيّ، ومحمد بن ربيعة الكِلابيّ.
وعنه: ت. ن.، وإبراهيم بن محمد المَرْوَزِيّ، ومحمد بن عبدة بن حرب القاضي، ومحمد بن جرير الطبري.
267- عبد الرحمن بن الحارث الكفرتوثي [1] .
ولقبه جحدر.
سمع: بقية، وابن إدريس، ويحيى بن يمان، وجماعة.
وكان صاحب حديث لكنّه واهٍ.
روى عنه: القاسم بن اللَّيْث الرَّسْعَنيّ، والحسين بن عبد الله القطّان، وزيد بن عبد العزيز المَوْصِليّ، وإبراهيم بن محمد بن الحارث الغازي، وآخرون.
ذكره ابن عديّ فقال [2] : كان يسرق الحديث من قوم ثقات. وهو بيّن الضّعف.
ومن بلاياه: نابقيّة، نا ثَوْرٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذٍ، مَرْفُوعًا: «لَوْ تَعْلَمُ أُمَّتِي مَا لَهَا في الحلبة لاشتروها بوزنها ذهبا» [3] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 10/ 268، 269 رقم 5384، والمعجم المشتمل لابن عساكر 166 رقم 525، وتقريب التهذيب 1/ 472 رقم 867، وخلاصة تذهيب التهذيب 224.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن الحارث) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1628، 1629، والأنساب لابن السمعاني 10/ 447، والمعجم المشتمل 92 رقم 1861، ومعجم البلدان 4/ 468، والمشترك وضعا لياقوت 374، واللباب 3/ 103، والمغني في الضعفاء 1/ 378 رقم 3545، وميزان الاعتدال 2/ 555 رقم 4843، والكشف الحثيث 256، 257 رقم 427، ولسان الميزان 3/ 409 رقم 1612.
و «الكفرتوثي» : نسبة إلى: كفرتوثا، قرية كبيرة من أعمال الجزيرة، بينها وبين دارا خمسة فراسخ، وهي بين دارا ورأس عين. (معجم البلدان 4/ 468) .
[2] في: الكامل 4/ 1629.
[3] ذكره ابن عديّ في: «الكامل» .(18/326)
268- عبد الرحمن بن زُبّان [1] .
أبو عليّ بن أبي البَخْتَرِيّ الطّائيّ.
روى عن: عبد الله بن إدريس، وأبي بكر بن عيّاش، والمُحَاربيّ.
وعنه: ابن أبي الدُّنيا، ومحمد القِنَّبِيطيّ، وابن صاعد.
269- عبد الرحمن بن بُرْد التُجَيْبيّ الحافظ دُحَيْم.
ذكره ابن يونس فقال: مصريّ كان يحفظ الحديث يلقَّب دُحَيْم.
تُوُفّي في سلْخ شوّال سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
270- عبد الرحمن بن عبد الوهّاب العمّيّ البصريّ الصّيرفيّ [2]- ق. - عن: عبد الله بن نُمَيْر، ووَكِيع، وأبي عامر العَقَديّ، وجماعة.
وعنه: ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، ومُطَيَّن، وجماعة.
وثّقة ابن حِبّان [3] .
271- عبد الرحمن بن عُبَيْد الله بن حكيم الأسديّ الحلبيّ الكبير [4]- د. ن. - أبو محمد، المعروف بابن أخي الإمام. كان إمام جامع حلب ومحدِّثها في زمانه مع أبي نُعَيْم عُبَيْد بن هشام.
روى عن: عُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وخَلَف بن خليفة، وإبراهيم بن سعْد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدّراورديّ، وأبي المليح
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن زبّان) في:
تاريخ بغداد 10/ 267، 268 رقم 5382، والإكمال لابن ماكولا 4/ 118.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الوهاب) في:
الجرح والتعديل 5/ 262 رقم 1239، والثقات لابن حبّان 8/ 386، والمعجم المشتمل 168 رقم 537، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 803، والكاشف 2/ 155 رقم 3299، وتهذيب التهذيب 6/ 222، 223 رقم 448، وخلاصة تذهيب التهذيب 231.
[3] بذكره في ثقاته.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبيد الله) في:
الجرح والتعديل 5/ 258 رقم 1220، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 803، والكاشف 2/ 155 رقم 3301، وسير أعلام النبلاء 11/ 522 رقم 144، وتهذيب التهذيب 6/ 224 رقم 450، وتقريب التهذيب 1/ 490 رقم 1032، وخلاصة تذهيب التهذيب 231.(18/327)
الحَسَن بن عمر، وطبقتهم.
رحل إلى الحجاز، والشّام، والجزيرة، والعراق.
وعنه: د. ن.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحسين بن إسحاق التُّسْتَريّ، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي نزيل دمشق، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد العزيز المعروف أيضا ابن أخي الإمام الكلبي الهاشمي، وعبدان الأهوازي، والحسن بن سفيان، وعمر بن سعيد المنبجي، وخلق.
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
وقال النسائي: لا بأس به [2] .
272- عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير الزُّهْريّ [3]- ق. - رستة الأصبهانيّ المدينيّ.
سَمِعَ: يحيى القطّان، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، وعدة.
وعنه: ق.، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بن أسيد، وابن أخيه عبد الله أبو محمد بن عمر الزُّهْريّ، وابن أخيه الآخر محمد بن عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أحمد عبدوس الهمداني، والحسن بن محمد الدّاركيّ، وخلْق.
وكان عنده عن ابن مهديّ ثلاثون ألف حديث [4] .
__________
[1] الجرح والتعديل 5/ 258.
[2] تهذيب الكمال 2/ 803.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في:
الجرح والتعديل 5/ 263 رقم 1246، والثقات لابن حبّان 8/ 381، 382، وذكر أخبار أصبهان 2/ 109، 110، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 385- 388 رقم 221، والإكمال لابن ماكولا 4/ 72، والحاشية (4) ، والمعجم المشتمل 169 رقم 538، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 806، والمغني في الضعفاء 2/ 384 رقم 3605، وميزان الاعتدال 2/ 579 رقم 4926، وسير أعلام النبلاء 12/ 242، 243 رقم 87، وتهذيب التهذيب 6/ 234، 235 رقم 87، وتقريب التهذيب 1/ 492 رقم 1059، وخلاصة تذهيب التهذيب 232.
[4] تهذيب الكمال 2/ 806.(18/328)
قال إبراهيم بْن محمد بْن الحارث الأصبهانيّ، عن أحمد بْن حنبل: ما ذهبت يوما إلى عبد الرحمن إلا وجدت الأخَوَيْن الأزرقين عنده، يعني عبد الرحمن وأخاه عبد الله بْن عُمَر.
وقال أبو الشَّيْخ [1] : غرائب حديث رُسْتَه ثلاثة.
قلت: تُوُفّي سنة خمسين [2] . قاله ابن أخيه محمد بن عبد الله.
273- عبد الرحمن بن محمد بن سلام بن ناصح الطَّرَسُوسيّ [3]- د. ن. - وقد ينسب إلى جدّه تخفيفا. يُكّنى أبا القاسم، وولاؤه لبني هاشم.
سكن طَرَسُوس. وإنّما هو بغداديّ الدّار، محدِّث حافظ.
روى عن: أبي معاوية الضّرير، وإسحاق الأزرق، وحسين الجعفيّ، وأبي أسامة، ومحمد بن ربيعة الكلابي، ويزيد بن هارون، وأبي النضر، وحجاج الأعور، وطبقتهم.
وعنه: د. ن.، وحرب الكرْمانيّ، وأبو حاتم، وأبو علي وصيف الأنطاكي، وعمر بن سنان المنبجي، وإبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيْه، وعبد الله بن أبي داود، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة، وجماعة آخرهم حفيده أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شيخ لابن جميع [4] .
قال النّسائيّ: لا بأس به [5] .
__________
[1] في طبقات المحدّثين 2/ 385.
[2] وفي «الثقات» لابن حبّان: مات قبل سنة أربعين ومائتين. (8/ 382) ، وقيل: مات سنة ست وأربعين ومائتين. (المعجم المشتمل) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد الطرسوسي) في:
الجرح والتعديل 5/ 282، 283 رقم 1346، والثقات لابن حبّان 8/ 383، والمعجم المشتمل لابن عساكر 169 رقم 540، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 815، والكاشف 2/ 163 رقم 3351، وتهذيب التهذيب 6/ 266 رقم 525، وتقريب التهذيب 1/ 497 رقم 1103، وخلاصة تذهيب التهذيب 234.
[4] أي ابن جميع الصيداوي. (معجم الشيوخ لابن جميع- بتحقيقنا- ص 166 رقم 113) .
[5] المعجم المشتمل 169، وقال أيضا: ثقة.
وذكره ابن حِبّان فِي «الثَّقات» وقال: «ربّما خالف» .(18/329)
قلت: وقع لنا حديثه عاليا.
274- عبد الرحمن بن مسروق.
أبو عَوْن البغداديّ.
سمع: عبد الوهّاب بن عطاء، وكثير بن هشام.
وعنه: أبو القاسم البَغَويّ، ومحمد بن إسحاق السّرّاج.
275- عبد الرحمن بن واقد بن مسلم [1]- ت. ق. - أبو مسلم الواقديّ البصريّ ثمّ البغداديّ.
عن: خَلَف بن خليفة، وسعيد بن عبد الرحمن الْجُمَحيّ، وشَرِيك القاضي، وفَرج بن فَضَالَةَ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبي مسلم عبد الله قائد الأعمش، وخلْق.
وعنه: ت. وق. عن رجلٍ، عنه، وابن أبي الدُّنيا، وأبو بكر بن داود، وحاجب بن أركين الفَرَغانيّ، وأبو حامد الحضْرميّ، ومحمد بن حامد خال ولد البُسْتيّ، وجماعة.
وثّقة ابن حِبّان [2] ، وغيره [3] .
قال حاجب: مات سنة سبْعٍ وأربعين.
276- عبد الرحمن بن يونس بن محمد السّرّاج [4] .
__________
[ () ] وقال أبو حاتم: شيخ.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن واقد) في:
الجرح والتعديل 5/ 296 رقم 146، والثقات لابن حبّان 8/ 383، وتاريخ جرجان للسهمي 356، وتاريخ بغداد 10/ 265 رقم 5380، والمعجم المشتمل 170 رقم 543، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 101 رقم 1907، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 7824 والمغني في الضعفاء 2/ 385 رقم 3649، وميزان الاعتدال 2/ 596 رقم 4996، والكاشف 2/ 168 رقم 3383، وتهذيب التهذيب 6/ 292، 293 رقم 571، وتقريب التهذيب 1/ 502 رقم 1146، وخلاصة تذهيب التهذيب 236.
[2] بذكره في ثقاته.
[3] وقال أبو حاتم: شيخ.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن يونس) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 36 و 3/ 28، 88، 89، 130، 137، والثقات لابن حبّان 8/ 382،(18/330)
أبو محمد الرَّقّيّ.
عن: عتّاب بن بشير، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدَّرَاوَردِيّ، وأبي بكر بن عيّاش، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، وطائفة.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن صالح البخاريّ، وزكريّا السّاجيّ، وحاجب بن أركين، ومحمد بن هارون الرّويانيّ، وابن صاعد، والمَحَامِليّ، وآخرون.
وقع لي حديثه عاليا.
قال الدّار الدَّارقُطْنيّ: لا بأس به [1] .
وقال ابن صاعد: مات سنة ثمانٍ وأربعين.
وهو من أقران عبد الرحمن بن يونس المستملي المذكور بعد العشرين [2] .
277- عبد السّلام بن عبد الحميد بن سُوَيْد [3] .
أبو الحَسَن الْجَزَريّ إمام مسجد حرّان ومُسْنِدُها في وقته.
روى عن: زهير بن معاوية، وموسى بن أَعْيَن، وغيرهما.
روى عنه: محمد بن محمد الباغَنْديّ، وأبو عَرُوبة، وأخوه أبو مَعْشَر الفضل، وآخرون.
ويعقوب الفَسَويّ في مشيخته.
قال أبو عَرُوبة: كتب النّاس عَنْهُ قبل الأربعين، ثُمَّ ظهروا منه على تخليطٍ فتركوه، فلم يحدّث عنه أحد من أصحابنا.
__________
[ () ] وتاريخ بغداد 10/ 269، 270 رقم 5389، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 827، وميزان الاعتدال 2/ 601 رقم 5011، وتهذيب التهذيب 6/ 302، 303 رقم 488، وتقريب التهذيب 1/ 502 رقم 1163، وخلاصة تذهيب التهذيب 237.
[1] تاريخ بغداد 10/ 270.
[2] وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: «ربّما خالف وأخطأ» .
[3] انظر عن (عبد السلام بن عبد الحميد) في:
الجرح والتعديل 6/ 48 رقم 258، والثقات لابن حبّان 8/ 428، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1967، والسابق واللاحق للخطيب 204، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 107 رقم 1928، والمغني في الضعفاء 2/ 394 رقم 3696، وميزان الاعتدال 2/ 616 رقم 5053، ولسان الميزان 4/ 13 رقم 29.(18/331)
وقال أبو أحمد: ليس بالقويّ عندهم.
قلت: هو آخر من حدَّث عن زُهير [1] .
قال أبو عَرُوبة: تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين ومائتين [2] .
278- عبد السّلام بن عبد الرحمن بن صَخْر بن عبد الرحمن بن وابصة بن معْبد الأسديّ [3]- د. - القاضي أبو الفضل الرّقّيّ.
ولي قضاء الرَّقّة وحرّان، وقضاء حلب. ثم ولي قضاء بغداد في أيام المتوكل.
روى عن: أبيه، ووَكِيع، وعبد الله بن جعفر الرَّقّيّ.
وعنه: د. حديثا واحدا، وأحمد بن إبراهيم الدّورقيّ وهو من أقرانه، وجماعة.
وكان يُعرف بالوابصيّ. ولي قضاء بغداد بعد زوال دولة الْجَهْميّة في سنة أربع وثلاثين. وقيل كان ضعيفا في الفقه، ولكنّه حُمد في القضاء [4] .
تُوُفّي سنة سبع وأربعين، قاله أبو عروبة [5] .
__________
[1] ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ.
وقال ابن عديّ: حدّثني بعض أصحابنا عن أبي عروبة أنه كان يسيء الرأي في عبد السلام هذا، وكان يقول: قد كتبت عنه ولا أحدّث عنه. وعبد السلام هذا له أحاديث صالحة عن زهير بن معاوية وعن شيوخ حرّان، ولا أعلم بحديثه بأسا ولم أر في حديثه منكرا فأذكره. (الكامل 5/ 1967) .
وقال الأزدي: تركوه. وذكره ابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» .
[2] الثقات، الكامل لابن عديّ، السابق واللاحق.
[3] انظر عن (عبد السلام بن عبد الرحمن) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 277، 278، والثقات لابن حبّان 8/ 428، وتاريخ بغداد 11/ 52، 53 رقم 5729، والمعجم المشتمل لابن عساكر 171 رقم 549، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 7832 والكاشف 2/ 172 رقم 3418، وتهذيب التهذيب 6/ 322، 323 رقم 618، وتقريب التهذيب 1/ 506 رقم 1192، وخلاصة تذهيب التهذيب 238.
[4] انظر: تاريخ بغداد 11/ 52، 53.
[5] تاريخ بغداد 11/ 53، المعجم المشتمل 171.(18/332)
وقيل: سنة تسع [1] .
279- عبد الصّمد بن سليمان بن أبي مطر [2]- ت. - أبو بكر العَتَكيّ البلْخيّ الأعرج الحافظ، ولقبه عبدوس.
عن: أبي النَّضْر هاشم بن القاسم، وَيَعْلَى بن عُبَيْد، ومكّيّ بن إبراهيم، وأبي عبد الرحمن المقري، وهَوْذَة بن خليفة، وخلْق.
وعنه: ت.، وأبو بكر بن خُزَيْمَة، ومحمد بن عليّ الحكيم الترمذي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وجعفر بن محمد بن سوار، وجماعة.
حدث بنيسابور في رجب سنة ست وأربعين.
وقال الترمذي في عقيب حديث قتيبة، عن اللَّيْث حديث مُعَاذِ فِي الجمع بين الصّلاتين: حَدَّثَنَا عَبْد الصّمد بْن سُلَيْمَان، ثنا زَكَرِيّا بْن يحيى اللُّؤلُؤيّ، ثنا أبو بَكْر الأعين [قال: حَدَّثَنَا] [3] عليّ بْن المَدِينيّ، ثنا أحمد بْن حنبل، ثنا قُتَيْبَةَ بهذا.
قال شيخنا أبو الحَجَّاج الحافظ [4] : وهو فِي [عدّة] نُسَخ من رواية أبي الْعَبَّاس المحبوبيّ، وغيره، وسقط من النُّسخ المتأخّرة [5] .
280- عبد الصّمد بن الفضل بن خالد [6] .
__________
[1] الثقات 8/ 428، تاريخ بغداد 11/ 53، المعجم المشتمل 171.
[2] انظر عن (عبد الصمد بن سليمان) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 415، 416، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 217 رقم 286 وفيه:
«عبد الصمد بن أبي سليمان» ، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 833، والكاشف 2/ 173 رقم 3423، وتهذيب التهذيب 6/ 326 رقم 627، وتقريب التهذيب 1/ 507 رقم 1200 وخلاصة تذهيب التهذيب 239.
[3] ما بين الحاصرتين زيادة من: تهذيب الكمال 2/ 833.
[4] في تهذيب الكمال، والإستدراك منه.
[5] وذكره ابنُ حِبّان فِي «الثّقات» وقَالَ: «كان مِمَّنْ يتعاطى الحفظ» . (8/ 416) .
وقال ابن أبي يعلى: روى عن إمامنا- أحمد- أشياء. (طبقات الحنابلة 1/ 217) .
[6] انظر عن (عبد الصمد بن الفضل) في:
الجرح والتعديل 6/ 52 رقم 274، وطبقات الحنابلة 1/ 218 رقم 289، والمغني في الضعفاء 2/ 396 رقم 3715، ولسان الميزان 4/ 22 رقم 59.(18/333)
أبو نصر الرَّبعيّ.
عَنْ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن وهْب، ووَكِيع.
قال أبو سعيد بن يونس: قد لقيت مَن يروي عنه. لقّبوه بالمراوحيّ، لأنّه أوَل من عمل المراوح بمصر. وكان رجلا صالحا نزل المعافر بمصر، وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وأربعين.
قلت: روى عنه أبو حاتم.
281- عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن عليّ [1] .
الأمير أبو إبراهيم الهاشميّ العبّاسيّ.
ولي إمرة الحاجُ في خلافة المتوكّل غير مرّة [2] .
وحدث عن: أبيه، وعليّ بن عاصم.
وعنه: ولده إبراهيم.
وقع لنا حديثه في «جزء البانياسي» .
282- عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير [3] .
أبو نصر التمار الموصلي.
سمع: أبا شهاب الحناط، والمعافى بن عمران، وعلي بن مسهر، والعباس بن الفضل المقرئ صاحب أبي عَمْرو بن العلاء.
وعنه: أبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وغيره.
وتوفي سنة ثلاث وأربعين [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن موسى الأمير) في:
أنساب الأشراف للبلاذري 3/ 119، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 247، وتاريخ الطبري 9/ 208، 209، 211، 221، 265، 408، وتاريخ بغداد 11/ 41 رقم 5716، ومروج الذهب 3652، والكامل في التاريخ 7/ 85783، 125، ولسان الميزان 4/ 23 رقم 61.
[2] قال الخطيب: ولي إمارة الموسم وإقامة الحج في خلافة جعفر المتوكل سنة ثلاث وأربعين، وأربع وأربعين، وخمس وأربعين، ومائتين. (تاريخ بغداد) .
[3] انظر عن (عبد الغفار بن عبد الله) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 219، والجرح والتعديل 6/ 54 رقم 285، والثقات لابن حبّان 8/ 421.
[4] وقال ابن حبّان: «مات سنة أربعين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل» (8/ 421) .(18/334)
ذكره يزيد بن محمد في تاريخة.
283- عبد الكريم بن الحارث بن مسكين الزهري.
مولاهم المصري الفقية أبو بكر.
حدث عن: ابن وهْب، وغيره.
وليس أبوه قاضي مصر، بل آخر تُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين.
284- عبد الملك بن شعيب بن اللّيث بن سعد [1]- م. د. ن. - أبو عبد الله الفهميّ المصريّ.
عن: أبيه، وعبد الله بن وهْب، وأسد السنة.
وعنه: م. د. ن.، وأحمد بن إبراهيم البُسْريّ، وعبدان الأهوازي، وعمر البُجَيْريّ، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو حاتم الرازي، وقال [2] : صدوق.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وأربعين، وكان عسِرا في الحديث، بصيرا بالفِقْه.
285- عبد الملك بن عبد ربّه الطّائيّ [3] .
حدَّث ببغداد عن: هُشَيْم، وعَبْثَر بن القاسم.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والحسين بن محمد، وأحمد بن الحسن الصوفي الكبير، وأحمد بن الحسين الصّوفيّ الصغير، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن شعيب) في:
التاريخ الصغير 237، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 83، والجرح والتعديل 5/ 354 رقم 1673، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 435 رقم 979، والسابق واللاحق 121، والمعجم المشتمل 175 رقم 564، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 854، والكاشف 2/ 184 رقم 3503، وتهذيب التهذيب 6/ 398 رقم 849، وتقريب التهذيب 1/ 519 رقم 1316، وخلاصة تذهيب التهذيب 245.
[2] الجرح والتعديل 5/ 354.
[3] انظر عن (عبد الملك بن عبد ربّه) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 231، والثقات لابن حبّان 8/ 390، 391، وتاريخ بغداد 10/ 423 رقم 5579، والمغني في الضعفاء 2/ 406 رقم 3826، ولسان الميزان 4/ 67766 رقم 196.(18/335)
286- عبد الملك بن مروان بن قارظ الأهوازي [1]- د. - أبو مروان، وأبو الوليد البصريّ، إمام مسجد أبي عاصم.
عن: أبي داود الطَّيالِسيّ، وشَبّابة بن سَوّار، وأبي عامر العَقَديّ، وزيد بن الحباب، وطبقتهم.
وقيل إنه روى عن: يزيد بن زُرَيع.
وعنه: د، وأبو زُرْعة، وعِمران بن موسى السّخْتيانيّ، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وجماعة.
توفي سنة خمسين.
287- عبد الواحد بن يحيى بن خالد الغافقي المعروف بسوادة [2] .
نزل في غافق، وإنما ولاؤه لعمر بن عبد العزيز، رحمه الله.
روى عن: ضِمام بن إسماعيل، ورِشْدِين بن سعد، وابن وهْب.
روى عنه جماعة آخرهم عبد الكريم بن إبراهيم بن حبان.
ترجمه ابن يونس وقال: تُوُفّي قريبا من سنة خمسٍ وأربعين ومائتين [3] .
وأخبرنا أحمد بْن إبراهيم بْن حَكَم المَعَافِريّ: ثنا عَبْد الواحد بْن يحيى، ثنا ضمام بْن إسماعيل، عن ربيعة بْن سيف قال: كنّا برودُس، فقُتِل رجلٌ، قتله العدوّ، وتُوُفّي رجلٌ. فَحُمِلا إلى قبريهما، فمال النّاس إلى المقتول، فقال فَضَالَةُ بْن عُبَيْد صاحب النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم: والله ما كنتُ أبالي من أيّ حُفْرتيهما بُعِثت.
ثُمَّ تلا وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا 22: 58 [4] الآيتين.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن مروان) في:
الجرح والتعديل 5/ 368 رقم 177، والثقات لابن حبّان 8/ 389 وفيه «قيراط» بدل «قارظ» ، وقال محقّقه بالحاشية (10) : «لم نظفر به» ، وتاريخ جرجان للسهمي 166، والمعجم المشتمل 176 رقم 568، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 862، والكاشف 2/ 189 رقم 3528، وتهذيب التهذيب 6/ 423، 424، رقم 879، وتقريب التهذيب 1/ 523 رقم 1349، وخلاصة تذهيب التهذيب 246.
[2] انظر عن (عبد الواحد بن يحيى) في:
الأنساب لابن السمعاني 9/ 117، 118.
[3] وقع في الأنساب 9/ 118 أنه تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ! وهذا وهم.
[4] سورة الحج، الآيتان 57 و 58.(18/336)
رَوَاهُ ابن يونس فِي اسم «ربيعة» .
288- عبد الوهّاب بن زكريّا [1] .
أبو سعيد الأصبهانيّ المعدّل. عمّ عبد الله بن محمد بن زكريّا.
يروي عن: أبي دَاوُد الطَّيالِسيّ، وعبد الله بْن بكر السَّهْميّ، وأزهر السمان، والقعنبي، وجماعة.
وعنه: مطين، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري.
289- عبد الوهاب بن الضحاك [2]- ق. - أبو الحارث العرضيّ [3] .
يروى عن: إسماعيل بن عيّاش، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، والوليد بْن مُسلْمِ، وجماعة.
وعنه: ق.، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وعَبْدان، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن زكريا) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 133، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 376، 377 رقم 217.
[2] انظر عن (عبد الوهاب بن الضحّاك) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 100 رقم 1832، والمعرفة والتاريخ للفسوي 5138، 531 و 2/ 314 و 3/ 401، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 47، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 78 رقم 1044، والجرح والتعديل 6/ 74 رقم 381، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 147، 148، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1933، 1934، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 121 رقم 346، والفوائد العوالي للتنوخي 119، 121، والسابق واللاحق للخطيب 273 رقم 132، وتاريخ جرجان للسهمي 380، والأنساب لابن السمعاني 8/ 430، والمعجم المشتمل لابن عساكر 178 رقم 573، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 157 رقم 2209، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 164، واللباب لابن الأثير 2/ 335، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 869، والمغني في الضعفاء 2/ 412 رقم 3890، وميزان الاعتدال 2/ 679 رقم 5316، والكاشف 2/ 193 رقم 3564، وتهذيب التهذيب 6/ 446- 448 رقم 930، وتقريب التهذيب 1/ 527، 528 رقم 1401، وخلاصة تذهيب التهذيب 248، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 254 رقم 961.
[3] العرضي: بضم العين وسكون الراء المهملتين: نسبة إلى: عرض، وهي ناحية دمشق.(18/337)
وولي قضاء سلمية، وبها توفي سنة خمس وأربعين.
قال الدّار الدّارقطنيّ [1] وغيره: متروك.
وقال البخاري [2] : عنده عجائب.
وقال د: كان يضع الحديث، قد رَأَيْته [3] .
وأما محمد بْن عَوْف فكان يُحْسِن القول فِيهِ [4] .
وقال عَبْدان: هُوَ والمسيّب بْن وضّاح سواء [5] .
وقال ابن عديّ [6] : بعض حديثه لا يُتابَع عليه [7] .
290- عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعيّ الدّمشقيّ الْجُوَيْريّ [8]- د. - عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وشُعَيب بن إسحاق، وجماعة.
وعنه: د.، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأبو الدّحْداح أحمد بن محمد، وآخرون.
توفّي في المحرّم سنة خمسين ومائتين [9] .
__________
[1] في: الضعفاء والمتروكين 121 رقم 346: «له مقلوبات وأباطيل» .
[2] في تاريخه الكبير 6/ 100، واقتبسه ابن عديّ في «الكامل» 5/ 1933.
[3] تاريخ دمشق 25/ 164، تهذيب الكمال 2/ 869.
[4] الكامل لابن عديّ 5/ 1933.
[5] في الكامل 5/ 1933.
[6] في الكامل 5/ 1934.
[7] وذكره العقيلي في «الضعفاء» وقال: «متروك الحديث» .
وقال ابن أبي حاتم الرازيّ: سمع منه أبي بالسلمية، وترك حديثه والرواية عنه، وقال: كان يكذب.
وقال أبو حاتم أيضا: سألت أبا اليمان عنه فقال: لا يكتب عنه هذا قاصّ، ثم أتيناه فأخرج إلينا شيئا من الحديث فقال: هذا جميع ما عندي، ثم بلغني أنه أخرج بعدنا حديثا كثيرا.
وقال أيضا: قال محمد بن عوف وقيل لي إنه أخذ فوائد أبي اليمان فكان يحدّث بها عن إسماعيل بن عيّاش، وحدّث بأحاديث كثيرة موضوعة، فخرجت إليه فقلت: ألا تخاف الله عزّ وجلّ، فضمن لي أن لا يحدّث بها، فحدّث بها بعد ذلك. (الجرح والتعديل 6/ 74) .
[8] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد الرحيم) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 411، 412، والمعجم المشتمل 178 رقم 574، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 870، والكاشف 2/ 194 رقم 2566، وتهذيب التهذيب 6/ 449 رقم 933، وتقريب التهذيب 1/ 528 رقم 1404، وخلاصة تذهيب التهذيب 248.
[9] ويقال: سنة تسع وأربعين ومائتين. (المعجم المشتمل) .(18/338)
وكان صَدُوقا.
291- عبد الوهّاب بن فُلَيْح المكّيّ المقرئ [1] .
أبو إسحاق، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ.
أحد الحُذّاق بالقراءة.
قرأ على: داود بن شِبْل بن عَبّاد، ومحمد بن سبعون، ومحمد بن بَزِيع، وشُعَيب بن أبي مُرَّة، وجماعة من المكّيّين.
وسمع من: سُفْيان بن عُيَيْنَة، والْيَسَع بن طلحة، وعبد الله بن ميمون، ومروان بن معاوية الفَزَاريّ، والمُعَافَى بن عِمران المَوْصِليّ.
روى عنه القراءة عرْضا: إسحاق الخُزَاعيّ المكّيّ، ومحمد بن عِمران الدَّيَنَوريّ، والحسن بن محمد الحدّاد، والعبّاس بن أحمد.
قال النقّاش: نا محمد بْن عِمران: سمعت عَبْد الوهّاب بْن فُلَيْح يقول:
قرأت على أكثر من ثمانين نفسا، منهم مَن قرأت عليه، ومنهم مَن سَأَلْتُهُ عن الحروف المكّيّة.
قال عبد الرحمن بْن أبي حاتم [2] : عَبْد الوهّاب بْن فُلَيْح المقرئ، روى عَنْهُ أبي، وَسُئِلَ عَنْهُ فقال: صدوق، كتبتُ عَنْهُ [بمكة] [3] سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وقال محمد بْن أحمد الشَّطويّ: نا عَبْد الوهّاب بْن فليح، نا سُفيان، فذكر حديثا.
وقال محمد بْن هارون الْأَزْدِيّ: ثنا عَبْد الوهّاب بْن فُلَيْح، نا مروان بن مروان، فذكر حديثا.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن فليح) في:
الجرح والتعديل 6/ 73 رقم 379، والثقات لابن حبّان 8/ 411، ومعرفة القراء الكبار 1/ 180 رقم 79، والعقد الثمين 5/ 536، 537، وغاية النهاية 1/ 480، 481 رقم 2001.
[2] في الجرح والتعديل 6/ 73.
[3] الإضافة من: الجرح والتعديل.(18/339)
وقال يَحْيَى بْن مُحَمَّدِ بْن صَاعِدٍ: نَا عَبْد الوهاب بْن فليح، نا عبد الله بْن ميمون القداح.
وممن رُوِيَ عَنْهُ: حاتم بْن مَنْصُورٌ الشّاشيّ، ومحمد بْن مُوسَى الحُلْوانيّ.
وغلط من قال: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
وقد وقع لي حديثه عاليًا. قرأتُ على عبد الحافظ بنابلس، ويوسف الحجّار بدمشق: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ البنّاء، أنا عَلِيُّ بْنُ الْبُسْرِيِّ، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ: ثنا يَحْيَى بْنُ محمد بْنِ صَاعِدٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ فُلَيْحٍ الْمَكِّيُّ: حَدَّثَنِي جَدِّي الْيَسَعُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبْزُودَ الْمَكِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ مِحْصَنِ بِنْتُ قَيْسٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَبِيٍّ لَهَا لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَرِّكْ عَلَيْهِ. فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ فَبَالَ عَلَيْهِ الصَّبِيُّ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَى الْبَوْلِ وَلَمْ يَغْسِلْهُ [1] .
اليسع هذا يروي عن عطاء بْن أبي رباح أيضًا. كان الحُمَيْديّ يحطّ عليه، وقال الْبُخَارِيّ [2] : مُنْكَر الحديث [3] .
قلت: وأبوه لم يذكره أبو محمد بْن أبي حاتم، ولا أعرفه.
292- عبد بن حميد بن مضر [4]- م. ت. -
__________
[1] ذكره ابن عديّ في الكامل 7/ 2744، وفيه: «لم يأكل الشباع» بدل «الطعام» .
[2] في التاريخ الكبير 8/ 425.
[3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 462 رقم 2096.
[4] انظر عن (عبد بن حميد) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 68 (بالهامش) ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 29، 30 رقم 1070، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 337، 338 رقم 1277، والأنساب لابن السمعاني 10/ 429، والمعجم المشتمل لابن عساكر 179 رقم 579، واللباب لابن الأثير 3/ 98، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 871، 872، والكاشف 2/ 195 رقم 3572، ودول الإسلام 1/ 150، وسير أعلام النبلاء 12/ 235- 238 رقم 81، والعبر 1/ 454، ومرآة الجنان 2/ 155، والبداية والنهاية 11/ 4، وتهذيب التهذيب 6/ 455- 457 رقم 940، وتقريب التهذيب 1/ 529 رقم 1411، وطبقات الحفاظ 234، وخلاصة تذهيب التهذيب 248، وشذرات الذهب 2/ 120، وكشف الظنون 453، وهدية العارفين 1/ 437، والأعلام 4/ 41، ومعجم المؤلفين 5/ 66، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 169، 170.(18/340)
أبو محمد الكشّيّ، ويقال الكسّيّ بكسْر الكاف وسين مهملة. واسمه عبد الحميد، ولكن خُفِّف.
صنّف «المُسْنَد الكبير» الذّي وقع لنا منتخبه، و «التّفسير» ، وغير ذلك.
وكان أحد الحفّاظ بما وراء النّهر.
رحل في حدود المائتين ولقي الكبار.
فسمع: يزيد بن هارون، وابن أبي فُدَيْك، ومحمد بن بِشْر العبْديّ، وعليّ بن عاصم، ومحمد بن بكر البرسانيّ، وحسين بن عليّ الْجُعْفيّ، وأبا أُسامة، وعبد الرحمن بن عبد الله الدَّشْتكيّ، وعبد الرّزّاق، وخلْقا كثيرا.
وعنه: م. ت.، وولده محمد بن عبد، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وبكر بن المَرْزُبان السَّمَرْقَنْديّ، وزاهد بن عبد الله الصُّغْديّ، وإبراهيم بن خُرَيْم الشّاشيّ، وحامد بن الحَسَن الشّاشيّ، وحفص بن بوخاش، وخلْق سواهم.
تُوُفّي بسَمَرْقَنْد سنة تسعٍ وأربعين [1] .
علّق له الْبُخَارِيّ فِي دلائل النُّبُوة من «صحيحه» [2] .
قال غُنْجَار فِي تاريخه: نا أحمد بْن أبي حامد الباهليّ، ثنا حفص بْن برخاش [3] الكَشّي قال: كان شيخنا يحيى بْن عَبْد القادر مريضا، فعاده عَبْد بْن حُمَيْد، فبكى [4] وقال: لا أبقاني الله بعدك يا با زَكَرِيّا.
قال: فماتا جميعا. مات يحيى، ثُمَّ مات عَبْد اليوم الثّاني فجأةً من غير مرض، ورُفِعت جنازتهما فِي يومٍ واحد. كذا فِي السَّند «ابن برخاش» ، وهو ابن بوخاش.
وممّن حدَّث عن عَبْد: أبو مُعَاذ عَبَّاس بْن إدريس، وسليمان بْن إسرائيل الخُجَنْديّ، والشّاه بْن جَعْفَر النَّسْفيّ، ومحمود بْن عَبْثَر، ومكّيّ بن نوح المقرئ.
__________
[1] المعجم المشتمل 179.
[2] ج 4/ 268.
[3] سيأتي تصويبه.
[4] في الأصل: «فبكا» .(18/341)
293- عبد ربّه بن خالد النّميريّ البصريّ [1]- ق. - أبو المغلّس.
روى عن: أبيه، وفُضَيْل بن سليمان النُمَيْريّ.
وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وابن أبي الدُّنيا، وعَبْدان الأهوازيّ.
وثّقة ابن حِبّان [2] .
وتُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
294- عَبْدة بن عبد الرّحيم [3]- ن. - أبو سعيد المروزيّ.
عن: ابن عُيَيْنَة، وبقيّة، ووَكِيع، وطبقتهم.
وعنه: ق. وقال: ثقة [4] ، ومحمد بن زبّان المصريّ، ومحمد بن أحمد بن عمارة، وآخرون.
توفي يوم عرفة بدمشق من سنة أربع وأربعين [5] .
ويقال له: الباباني. وبابان محلة بمرو.
قال الحاكم: نا أبو الْحُسَيْن بْن أبي القاسم المذكّر: سمعت عُمَر بْن أحمد بْن عليّ الجوهريّ ابن علّك: أَنَا أبي قال: قال عَبْدة بْن عَبْد الرحيم:
خرجنا فِي سَرِيّةٍ، معنا شاب مقريء صائم قوّام، فمررنا بحصن، فمال لينزل، فنظر إلى امْرَأَة من الحصن فعشقها، فقال لها: كيف السّبيل إليك؟
__________
[1] انظر عن (عبد ربّه بن خالد) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 422، والكاشف 2/ 137 رقم 3166، وتهذيب التهذيب 6/ 126 رقم 262، وتقريب التهذيب 1/ 470 رقم 845، وخلاصة تذهيب التهذيب 223.
[2] بذكره في ثقاته.
[3] انظر عن (عبدة بن عبد الرحيم) في:
الجرح والتعديل 6/ 90 رقم 461، والثقات لابن حبّان 8/ 436، 437، والمعجم المشتمل 179 رقم 7578 وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 873، والمغني في الضعفاء 2/ 464 رقم 398، وميزان الاعتدال 2/ 685 رقم 5334، والكاشف 2/ 196 رقم 3577، وتهذيب التهذيب 6/ 461 رقم 950، وتقريب التهذيب 1/ 530 رقم 1421، وخلاصة تذهيب التهذيب 249.
[4] المعجم المشتمل 179، وقال في موضع آخر: لا بأس به.
[5] المعجم المشتمل.(18/342)
قالت: هيّن، تتنصّر وأنا لك.
ففعل، فأدخلوه. فلمّا قَفَلْنا من غزْونا رأيناه ينظر من فوق الحصن، فقلنا:
ما فعل قرآنك؟ ما فعلت صلاتك؟
قال: اعلموا أنّي نسيتُ القرآن كلّه، ما أذكر منه إلا قوله: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا 15: 2- 3 [1] الآية [2] .
295- عُبَيْد الله بن إدريس النَّرْسيّ ثمّ البغداديّ [3] .
عن: إسماعيل بن عيّاش، وعبد الله بن المبارك، وجماعة.
وعنه: ابنه أحمد، والقاسم بن زكريّا المطرِّز، وعبد الله المدائنيّ، وآخرون.
وكان ثقة، من موالي بني ضَبَّةَ.
تُوُفّي سنة خمس وأربعين ومائتين [4] .
296- عُبَيْد الله بن الجهم البصْريّ الأنْماطي [5]- ق. - عن: ضَمرة بن ربيعة، وأيوب بن سُوَيْد الرمليين.
وعنه: ق.، وأبو عَرُوبة الحرَانيّ، وابن خُزَيْمَة، وأبو روق أحمد بن محمد الهزاني، وجماعة.
297- عبيد الله بن حفص بن عمر.
__________
[1] سورة الحجر، الآيتان 2، 3.
[2] قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وذكره ابن حِبّان في «الثقات» وقال: دخل الشام فحدّثهم بها، فحديثه عند أهل خراسان والشام.
(8/ 436، 437) .
[3] انظر عن (عبيد الله بن إدريس) في:
الجرح والتعديل 5/ 308 رقم 1465، والثقات لابن حبّان 8/ 406، وتاريخ بغداد 10/ 323 رقم 5465، والمعجم المشتمل لابن عساكر 179 رقم 580.
[4] قال أبو حاتم: صدوق.
[5] انظر عن (عبيد الله بن الجهم) في:
المعرفة والتاريخ 1/ 199، والكاشف 2/ 197 رقم 3586، وتهذيب التهذيب 7/ 6 رقم 11، وتقريب التهذيب 1/ 531 رقم 1433، وخلاصة تذهيب التهذيب 249.(18/343)
أبو محمد العبدي البصري، ويعرف بعبيد.
سمع: معاذ بن هشام، والفضل بن عبد الحميد الموصلي.
وعنه: أبو عروبة.
298- عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن براد [1]- خ. م. ن. - أبو قدامة السّرخسيّ. مولى بني يشكر.
سكن نَيْسابور وَنَشَرَ بها عِلْمَه. وكان من الحُفَّاظ الأثبات.
سمع: حفص بن غِياث، ويحيى القطّان، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومُعَاذ بْن هشام، ووهْب بْن جرير، وعبد الرحمن بن مهديّ، وإسحاق الأزرق، وطبقتهم.
وقد روى الْبُخَارِيّ فِي كتاب «الأفعال» عَنْهُ، عن حَمَّاد بْن زَيْدُ. فإنْ كان لَقِيَه فهو أكبر شيوخه.
روى عنه: خ. م. ن.، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو زُرْعة، وجعفر الفِرْيابيّ، والحسين بن محمد القبّانيّ، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وخلْق.
قال النَّسائيّ: ثقة مأمون قَلَّ من كتبنا عنه مثله [2] .
وقال ابن حِبّان [3] : هو الذّي أظهر السنة بسَرْخَس، ودعا النّاس إليها.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن سعيد) في:
الأدب المفرد للبخاريّ، رقم 918 و 1012 و 1268، والتاريخ الكبير، له 5/ 383 رقم 1227، وفيه «برد» ، والتاريخ الصغير، له 234، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 92، والمعرفة والتاريخ 2/ 377، 378، والجرح والتعديل 5/ 367 رقم 1507، والثقات لابن حبّان 8/ 406، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 464 رقم 698، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 11 رقم 1023، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 301 رقم 1150، والمعجم المشتمل 180 رقم 582، وطبقات الحنابلة 1/ 198 رقم 269 وفيه: «برد» ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 878، والكاشف 2/ 198، رقم 3598، وسير أعلام النبلاء 11/ 405، 406 رقم 92 و 12/ 112، 113 رقم 36، وتذكرة الحفاظ 2/ 57، 58، والعبر 1/ 436، وتهذيب التهذيب 7/ 16، 17 رقم 31، وتقريب التهذيب 1/ 533 رقم 1451، وخلاصة تذهيب التهذيب 250، وشذرات الذهب 2/ 99.
[2] المعجم المشتمل 180.
[3] في الثقات 8/ 406.(18/344)
وقال يحيى بن المَوْصِليّ: كان إماما فاضلا خيّرا.
وقال البخاريّ [1] : مات سنة إحدى وأربعين. زاد غيره: بفِرَبْر.
299- عُبَيْد الله بن عبد الله بن المُنْكَدِر بن محمد بن المُنْكَدِر التَّيْميّ [2] .
أبو القاسم المدنيّ. نزيل قوص.
روى عن: ابن أبي فُدَيْك، وغيره.
روى عنه: عليل بن أحمد، وعليّ بن الحسن بن قُدّيد، وأحمد بن داود، وجماعة مصريون.
تُوُفّي في آخر سنة خمسٍ وأربعين بمكّة بعد قضاء النُّسُك [3] .
300- عُبَيْد بن أسباط بن محمد [4]- ت. ق. - أبو محمد القرشيّ. مولاهم الكوفيّ.
عن: أبيه، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن يَمَان، وغيرهم.
وعنه: ت. ق.، والبخاريّ في غير الجامع، ومُطَيَّن، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وإبراهيم بن محمد بن مُتُّوَيْه، وجماعة.
قَالَ مُطَيَّن: مات فِي ربيع الآخر سنة خمسين [5] .
قال: وكان ثِقة [6] .
__________
[1] في تاريخه الكبير وتاريخه الصغير، وثقات ابن حبّان، والمعجم المشتمل.
[2] انظر عن (عبيد الله بن عبد الله) في:
الجرح والتعديل 5/ 322 رقم 1533.
[3] قال أبو حاتم: ثقة.
[4] انظر عن (عبيد بن أسباط) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 442، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 63، والجرح والتعديل 5/ 402 رقم 186، والثقات لابن حبّان 8/ 432، والمعجم المشتمل 183 رقم 594، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 891، والكاشف 2/ 206 رقم 3655، وتهذيب التهذيب 7/ 58، 59 رقم 118، وتقريب التهذيب 1/ 541 رقم 1531، وخلاصة تذهيب التهذيب 254.
[5] المعجم المشتمل 183، وقال ابن حبّان: مات سنة خمس ومائتين، وكان من حلفاء قريش.
(8/ 432) .
[6] وقال ابن حبّان: «شيخ» .(18/345)
301- عبيد بن إسماعيل [1]- خ. - أبو محمد القُرَشيّ الهبّاريّ الكوفيّ.
اسمه عبد الله.
روى عن: المحاربيّ، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس، وعيسى بن يونس، وأبي أُسامة، وجماعة.
وعنه: خ.، وعبد اللَّه بن زيدان البَجَلي، وعلي بن العبّاس المقانعيّ، وعمر البجيري، ومطين، ومحمد بن الحسين الخيثمي الأشناني، وآخرون.
وثقة مطين أيضا وقال: مات في آخر ربيع الأوّل سنة خمسين [2] .
302- عُبَيْد بن هشام [3]- د. - أبو نعيم الحلبيّ القلانسيّ. جُرْجانيّ الأصل.
روى عن: مالك بن أنس، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلميّ، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وأبي الْمُلَيْح الْحَسَنَ بْن عُمَرَ الرَّقِيّ، وابن المبارك، وبكر بن خُنَيْس العابد، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد العزيز بن عبد الصّمد العمّيّ، وجماعة.
وعنه: د. حديثا واحدا، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحَسَن بن سفيان، وجعفر
__________
[1] انظر عن (عبيد بن إسماعيل) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 442، 443 رقم 1441 وفيه قال: اسمه في الأصل: عبد الله، والتاريخ الصغير، له 237، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 5، والجرح والتعديل 5/ 402 رقم 1861، والثقات لابن حبّان 8/ 433، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 499، 500 رقم 768، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 331 رقم 1253، والمعجم المشتمل لابن عساكر 183 رقم 595، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 891، والكاشف 2/ 207 رقم 3656، وتهذيب التهذيب 7/ 59 رقم 119، وتقريب التهذيب 1/ 541 رقم 1532، وخلاصة تذهيب التهذيب 254.
[2] التاريخ الكبير 5/ 443، والثقات 8/ 433.
[3] انظر عن (عبيد بن هشام) في:
الجرح والتعديل 6/ 5 رقم 20، وتاريخ جرجان للسهمي 279 رقم 476، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 896، 897، والمغني في الضعفاء 2/ 420 رقم 3978، وميزان الاعتدال 3/ 24 رقم 5447، والكاشف 2/ 210 رقم 3688، وتهذيب التهذيب 7/ 76، 77 رقم 165، وتقريب التهذيب 1/ 546 رقم 1578، وخلاصة تذهيب التهذيب 256.(18/346)
الفِرْيابيّ، وأبو عَرُوبة، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلْق.
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
وقال أبو داود: ثقة، إلا أنه تغيَّر في آخر أمره. لقَّن أحاديث ليس لها أصل [2] .
وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ [3] .
303- عبدوس بن مالك العطّار [4] .
صاحب الإمام أحمد.
كان أحمد يجلّه ويحترمه لسِنهِ.
روى عن: إسحاق الأزرق، وشَبّابة بن سَوّار، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، وآخرون.
304- عُتْبة بن عبد الله بن عتبة اليحمديّ المروزيّ [5]- ن. - أبو عبد الله. من بقايا المُسْنِدين بخُراسان.
روى عن: مالك بن أنس، وسعيد بن سالم القدّاح، وابن المبارك، وابن عيينة، والفضل بن موسى السيناني، وجماعة.
وعنه: ن.، ومحمد بن عليّ الحكيم الترمذي، وعيسى بن محمد المروزي الكاتب، وإسحاق بن إبراهيم البستيّ، والحسن بن سفيان،
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 5.
[2] تهذيب الكمال 2/ 896.
[3] تهذيب الكمال.
[4] انظر عن (عبدوس بن مالك) في:
تاريخ بغداد 11/ 115 رقم 5807، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 241- 246 رقم 338 وفيه كنيته: «أبو محمد» .
[5] انظر عن (عتبة بن عبد الله) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 508، وتاريخ جرجان للسهمي 202، والمعجم المشتمل 184 رقم 599، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 902، 903، والكاشف 2/ 214 رقم 3718، وسير أعلام النبلاء 11/ 539- 541 رقم 158، وتهذيب التهذيب 7/ 97، 98 رقم 207، وتقريب التهذيب 2/ 4 رقم 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 257، 258.(18/347)
وابن خزيمة، وهو من كبار شيوخه.
قال النسائي: لا بأس به [1] .
وقال مرَّةً: ثقة [2] .
وممن روى عَنْهُ: أَبُو رجاء محمد بْن حَمْدَوَيْه مؤرِّخ مَرْو وقال: مات في ذي الحجّة سنة أربعٍ وأربعين.
305- عتّاب بن ورقاء.
أحد فُحُولِ الشُّعراء في هذا الوقت.
وله فِي الزُّهد هذه القطعة البديعة:
أمَا صَحى، أما انتهى، أما ارعوى؟ ... أما رَأَى الشّيْب بفُودَيْه بدا؟
سُقْيَا لأيّام الشّباب وله ... غادَرَني من بعده بادي الأسى
أكان رَبْعا ذا أنينٍ فعفا ... أم كان بُرْدا ذا شباب فنضا؟
بل كان ملكا فانقضى وخفض ... عيش فمضى وجد سعد فكبا
وله:
إنّ اللّيالي للأنام مناهلٌ ... تُطْوَى وتنْشَرُ بينها الأعمارُ
فقِصارهنّ مع الهموم طويلةٌ ... وطِوَالُهن مع السّرور قِصَارُ
306- عثمان بن إسماعيل بن عمران [3]- ق. - أبو محمد الهذليّ الدّمشقيّ.
عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، ومروان بْن معاوية.
وعنه: ق.، وأحمد بن أنس بن مالك، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن خُرَيم العُقَيْليّ، وجماعة.
__________
[1] المعجم المشتمل.
[2] المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (عثمان بن إسماعيل) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 184 رقم 600، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 905، والكاشف 2/ 216 رقم 3732، وتهذيب التهذيب 7/ 106، 107 رقم 228، وتقريب التهذيب 2/ 6 رقم 36.(18/348)
307- عثمان بن أيوب بن أبي الصلت القرطبي [1] .
الفقيه الزاهد.
روى عن: الغاز بن قيس، وأصْبَغ بن الفَرَج المصريّ، وجماعة.
وهو أول من أدخل المدوّنة إلى الأندلس. وكان كبير المحل.
أُريد على القضاء فامتنع. وكان صديقا ليحيى بن يحيى.
تُوُفّي سنة ستٍّ أو سبْعٍ وأربعين ومائتين [2] .
308- عُذْرة بن مُصْعَب القَدَريّ [3] .
أبو مجاهد المصريّ المؤذّن بحلب.
عن: ابن وهْب، وغيره.
مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين [4] .
309- عسكر بن الحُصَين [5] .
أبو تُراب النَّخْشَبيّ الزّاهد.
من كبار مشايخ الطّريق. ونَخْشَب هي نَسَف، بلد من نواحي بَلْخ.
صحِب: حاتما الأصمّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن أيوب) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 302 رقم 889، وجذوة المقتبس للحميدي 303 رقم 696، وبغية الملتمس للضبي 410 رقم 1179.
[2] وقيل: سنة ثمان وثلاثين. (البغية 410) .
[3] انظر عن (عذرة بن مصعب) في:
الإكمال لابن ماكولا 6/ 203.
[4] ورّخه ابن ماكولا، وقال: أسند ثلاثة أحاديث فيما أعلم.
[5] انظر عن (عسكر بن الحصين) في:
طبقات الصوفية للسلمي 146- 151 رقم 20، وحلية الأولياء 10/ 219- 222 رقم 550، والرسالة القشيرية 22، وتاريخ بغداد 12/ 315- 318 رقم 6758، والأنساب 12/ 60، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 55، 56، واللباب 3/ 303، والكامل في التاريخ 7/ 92، وطبقات الحنابلة 1/ 248، 249 رقم 349، وآثار البلاد وأخبار العباد 334، 466، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 11/ 545، 546 رقم 161، والعبر 1/ 445، والبداية والنهاية 10/ 346، والنجوم الزاهرة 2/ 321، ومفتاح السعادة 2/ 174، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 96، والكواكب الدرّية 1/ 202، ودائرة معارف البستاني 2/ 54.(18/349)
وحدَّث عَنْ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ونُعَيْم بن حمّاد، وأحمد بن نصر النَّيْسابوريّ، وغيرهما.
وعنه: الفتح بن شخرف، وأحمد بن الجلاء، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهانيّ، ويوسف بن الحسين الرازي، وعلي بن أحمد السائح، وآخرون.
وكان صاحب أحوال وكرامات.
روى عن أحمد بْن نصر، عن أبي غسّان الكوفيّ، عن مُسْلِم بْن جعفر قال: قال وهْب بْن منبّه: الْإِيمَان عُرْيان ولباسه التَّقوى، وزينته الحياء، وماله الفِقْه.
وقال: ثلاثٌ من مناقب الْإِيمَان: الاستعداد للموت، والرّضا بالكَفاف، والتفويض إلى اللَّه. وثلاثٌ من مناقب الكفر: طول الغفلة عن اللَّه، والطِّيَرة، والحسد.
وعن يوسف بْن الْحُسَيْن قال: كنتُ مع أبي تُراب بمكّة فقال: احتاج إلى كيس دراهم. فإذا رَجُلٌ قد صَبَّ فِي حِجْره كيس دراهم، فجعل يفرِّقه على مَن حوله، وكان فيهم فقير يتراءى له أنّ يعطيه شيئًا، فما أعطاه شيئًا. ونفدت الدراهم، وبقيت أَنَا وأبو تراب والفقير، فقال له: تراءيت لك غير مرة، فلم تعطني شيئا.
فقال له: أنت لا تعرف المعطي.
وعن أبي تُراب قال: إذا رَأَيْت الصُّوفيّ قد سافر بلا رَكْوة فاعلم أنّه قد عزم على ترك الصّلاة.
وسئِل أبو تُراب عن صفة العارف، فقال: الذي لا يكدّره شيء، ويصفو به كلّ شيء.
وقال أبو عبد الله بْن الجلاء: لقيتُ ألفَيْ شيخ، ما لقيت فيهم من الصّادقين إلا رجلين، أحدهما أبو تُراب النَّخْشَبيّ والآخر أبو عبيد البسريّ [1] .
__________
[1] وفي طبقات الصوفية للسلمي 147 قال أبو عبد الله بن الجلّاء: لقيت ستمائة شيخ، ما لقيت(18/350)
وقال أحمد بْن مروان الدَّينَوَريّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: جاء أبو تُراب النَّخْشبيّ إلى أبي، فجعل يقول أبي: فلان ضعيف، فلان ثقة.
فقال أبو تُراب: لا تغتاب العلماء يا شيخ.
فالتفَت أبي إليه وقال له: ويْحك، هذا نصيحة، ليس هذا غيبة [1] .
كان أبو تراب رحمه الله عليه كثير الحجّ، فانقطع ببادية الحجاز، فَنهَشَتْه السباع فِي سنة خمسٍ وأربعين ومائتين [2] .
310- عصابة الجرجرائي [3] .
اسمه إسماعيل بن محمد بن حاتم الباذاميّ، نسبة إلى جدّه باذام.
قال الصُّوليّ: كان يتعسّف الألفاظ، ويتشيّع، ويهجو العبّاسيّين.
وقال محمد بْن دَاوُد بْن الجرّاح الكاتب فِي «أخبار الشعراء» : يُطيل ويتعسّف، غريب الكلام، وليس لشِعره حلاوة. وقد مدح إسحاق بْن إبراهيم متولّي بغداد.
قال الصُّولِيُّ: أنشدنا أبو مالك الكِنْديّ: أنشدنا إسماعيل بْن محمد الباذاميّ لنفسه فِي الْحَسَن بْن رجاء:
خِوانُ الأمير مُعَمَّى المكان ... له شَبَحٌ ليس بالمُسْتَهَانِ
يُرى بالخواطر لا بالمجسّ ... وبالخبر الشّاذّ لا بالعَيانِ
رِقاقٌ كمثل خيوط السّمام ... يقعن من الشّمس فِي حِراءان
فإنْ شرعتْ فِيهِ أيديهم ... رجعن إليهم قصار البَنانِ
وأمّا غضائره الواردات ... فأسماءٌ ليس لها معاني
__________
[ () ] فيهم مثل أربعة أوّلهم أبو تراب النخشبي. وفي حلية الأولياء 10/ 220: لقيت زيادة على خمسمائة شيخ، ما لقيت مثل أربعة ...
[1] تاريخ بغداد 12/ 316.
[2] طبقات الصوفية للسلمي 147، حلية الأولياء 10/ 220.
[3] انظر عن (عصابة الجرجرائي) في:
مروج الذهب 397، ومعجم البلدان (مادّة: جرجرايا) 2/ 123.(18/351)
311- عصمة بن الفضل النّميريّ [1]- ت. ق. - أبو الفضل النّيسابوريّ.
عن: أبي معاوية، وحسين الْجُعْفيّ، وزيد بن الحُبَاب، وحَرَميّ بن عُمارة، وجماعة.
وعنه: ت. ق.، وعبد الله بن أحمد بن أبي وارة، ومحمد بن إسحاق السراج، والحسن بن الحباب المقرئ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة.
قال أبو حاتم [2] : صدوق.
وقال الحسين القباني: مات عصمة سنة خمسين ومائتين [3] .
312- عقبة بن قبيصة بن عقبة [4]- ن. - أبو رياب السّوائيّ العامريّ الكوفيّ.
سمع: أباه، وعمه سُفْيان، وعُبَيْد الله بن موسى، وأبا نُعَيْم.
وعنه: ن.، ومحمد بن عليّ الحكيم الترمذي، ومطين، وابن خزيمة، وغيرهم.
قال النّسائيّ: صالح [5] .
__________
[1] انظر عن (عصمة بن الفضل) في:
الجرح والتعديل 7/ 21 رقم 108، والثقات لابن حبّان 8/ 520، وتاريخ بغداد 12/ 288 رقم 6728، والأنساب لابن السمعاني 12/ 146، والمعجم المشتمل لابن عساكر 186 رقم 609، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 932، والكاشف 2/ 231 رقم 3850، وتهذيب التهذيب 7/ 197 رقم 378، وتقريب التهذيب 2/ 21 رقم 184، وخلاصة تذهيب التهذيب 266.
[2] الجرح والتعديل 7/ 21.
[3] المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (عقبة بن قبيصة) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 7556 رقم 1013، والجرح والتعديل 6/ 316 رقم 1755، والثقات لابن حبّان 8/ 500، والمعجم المشتمل لابن عساكر 187 رقم 611، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 946، والكاشف 2/ 238 رقم 3903، وتهذيب التهذيب 7/ 249 رقم 447، وتقريب التهذيب 2/ 28 رقم 250، وخلاصة تذهيب التهذيب 269.
[5] تهذيب الكمال 2/ 946.(18/352)
313- عقبة بن مكرم [1]- م. د. ت. ق. - أبو عبد الملك العمّيّ البسريّ، لا الكوفيّ، ذلك تقدّم في الطبقة الماضية.
عن: غُنْدَر، ومحمد بن أبي عديّ، وابن أبي فُدَيْك، ويحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، ووهْب بن جرير، وخلْق.
وعنه: م. د. ت. ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأحمد بْن عَمْرو البزّار، وعليّ بن زاطيا، وأبو القاسم البَغَويّ، ويحيى بن صاعد، وآخرون.
قال أبو داود: ثقة ثقة، فوق بُنْدار في الثقة عندي [2] .
وقال غيره: كان ثقة مجودا.
قال السّرّاج: مات سنة ثلاثٍ وأربعين [3] .
314- عَلْكَدَة بن نوح بن الْيَسَع الرُّعَيْنيّ الأندلسيّ [4] .
عن: ابن وهْب، وابن القاسم، وغيرهما.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين [5] .
__________
[1] انظر عن (عقبة بن مكرم) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 235، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 80، والجرح والتعديل 6/ 317 رقم 1765، والثقات لابن حبّان 8/ 500، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 109 رقم 1272، وتاريخ بغداد 12/ 266، 267 رقم 6710، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 382 رقم 1459، وطبقات الحنابلة 1/ 246، 247 رقم 341، والأنساب لابن السمعاني 9/ 64، والمعجم المشتمل 87 رقم 612، واللباب 2/ 360، وتهذيب الكمال (المصوّر) / 946، 947، والكاشف 2/ 238 رقم 3906، وسير أعلام النبلاء 12/ 178، 179 رقم 61، وتهذيب التهذيب 7/ 250، 251 رقم 541، وتقريب التهذيب 2/ 28 رقم 255، وخلاصة تذهيب التهذيب 269.
[2] تاريخ بغداد 12/ 267.
[3] المعجم المشتمل وقال ابن حبّان في «الثقات» : مات سنة خمس ومائتين أو قبلها بقليل أو بعدها بقليل.
[4] انظر عن (علكدة بن نوح) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 343 رقم 1011، وجذوة المقتبس للحميدي 323 رقم 746، وبغية الملتمس للضبي 436 رقم 1267.
[5] وقال الضبي في البغية: مات بالأندلس سنة سبع وثلاثين ومائتين.(18/353)
315- عليّ بن الأزهر بن عبد ربه بن الجارود ابن صاحب تُسْتَر الهُرْمُزان [1] .
أبو الحَسَن الرّازيّ.
يروي عن: الفُضَيْل بن عِياض، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن سُلَيْم، وغيرهم.
تُوُفّي يوم عَرَفَة بِخُجَنْد [2] مما وراء النَّهْر [3] .
316- عليّ بْن بكار بْن هارون [4] .
أبو الْحَسَن المِصِّيصيّ.
عن: أبي إسحاق الفَزَاريّ، ومَخْلَد بْن الْحُسَيْن.
وعنه: أبو الطَّيّب أحمد بْن عُبَيْد اللَّه الدّارميّ، وأحمد بْن هارون البَرْدَنْجيّ، والحسن بْن أَحْمَد بْن فيل، ومحمد بْن بركة بُرْداعس، ومُطَيَّن، وجماعة.
وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» [5] .
تُوُفّي بعد الأربعين ومائتين.
317- عليّ بن جميل الرَّقّيّ [6] .
__________
[1] انظر عن (علي بن الأزهر) في:
الجرح والتعديل 6/ 175 رقم 159، والثقات لابن حبّان 8/ 470 وفيه قال محقّقه بالحاشية (3) : «لم نظفر به» !.
[2] انظر: معجم البلدان 3/ 402.
[3] قال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث جدّا» .
[4] انظر عن (علي بن بكار) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 474، والسابق واللاحق 108، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 956، والكاشف 2/ 243 رقم 3942، وتهذيب التهذيب 7/ 286، 287 رقم 497، وتقريب التهذيب 2/ 32 رقم 299، وخلاصة تذهيب التهذيب 271.
[5] وقال: «مستقيم الحديث» . (8/ 474) .
[6] انظر عن (علي بن جميل) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 116، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1857،(18/354)
أبو الحَسَن.
عن: جرير، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم.
وعنه: الحسين بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد القطّان، وأبو عَرُوبة، والفضل بن عبد الله بن مَخْلَد.
وكان كذابا.
قال ابن عديّ [1] : يسرق الحديث وروى البواطيل عن الثّقات.
وقال ابن حِبّان [2] : لا يحلّ كَتْبه حديثه بحال.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين [3] .
318- عليّ بن الْجَهْم بن بدر [4] .
أبو الحَسَن السّاميّ الخُراسانيّ الأصل. البغداديّ الشّاعر المشهور، صاحب الدّيوان المعروف.
قيل كان يرجع إلى دِين وخير، وبراعة فِي ضُروب الشِّعر. وله اختصاصٌ زائد بالمتوكّل.
ومن شعره:
خليليَّ ما أحلى الهوى وأمرّه ... وأعلمني بالحلو منه وبالمرّ
__________
[ () ] 1858، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 191 رقم 2363، والمغني في الضعفاء 2/ 444 رقم 4232، وميزان الاعتدال 3/ 117 رقم 5800، والكشف الحثيث 294، 295 رقم 500، ولسان الميزان 4/ 209، 210 رقم 556.
[1] في الكامل 5/ 1857.
[2] في المجروحين 2/ 116.
[3] في ثقات ابن حبّان: مات سنة تسع وأربعين ومائتين.
[4] انظر عن (علي بن الجهم) في:
معجم الشعراء للمرزباني 140، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 319، وتاريخ الطبري 9/ 152، 161، 170، 175، 196، 264، ومروج الذهب 49، 1722، 2840، 2876، 2933- 2941، 2964، 2967- 2971، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 384 رقم 378، والأغاني 10/ 203- 234، وطبقات الحنابلة 1/ 264، وتاريخ بغداد 11/ 367- 369 رقم 6217، والكامل في التاريخ 7/ 124، ووفيات الأعيان 1/ 355، 356 و 3/ 355- 358 و 5/ 223799، والبداية والنهاية 11/ 4، والمختصر في أخبار البشر 2/ 42، وتاريخ ابن الوردي 1/ 230، وآثار الأول في ترتيب الدول للعباسي 260.(18/355)
بما بيننا من حُرمة: هَلْ رأيتما ... أرقّ من الشَّكوى وأقسى من الهجر؟
وأفصح من عين المُحِبّ لسِتره ... ولا سيّما إنْ أطْلَقَتْ عبرةً تجري [1]
وله:
نُوّبُ الزمان كثيرة وأشدُّها ... شمل تحكم فِيهِ يومُ فراق
يا قلبُ لِمَ عرُّضتَ نفسَك للهوى؟ ... أوَ مَا رَأَيْت مصارعُ العُشَّاق [2]
وكان ناصبيّا منحرفًا عن عليّ عليه السّلام [3] . وقع فِي الآخر بينه وبين المتوكّل لكونه هجاه، فنفاه وكتبَ إلى ابن طاهر الأمير فصلَبه يومًا كاملا [4] ، ثُمَّ أطلقه. فسافر وتنقّل إلى الشام، فورد على المستعين كتابٌ من صاحب البريد بحلب أنّ عليّ بْن الْجَهْم خرج من حلب إلى العراق، فخرجت عليه وعلى جماعةٌ معه خيل من كلْب، فقاتلهم قتالا شديدًا دون ماله، فأُثْخِن بالجراح، ولَحِقَه النّاس بآخر رَمَق [5] ، فمات فِي سنة تسعٍ وأربعين.
وكانت بينه وبين أَبِي تمّام الطّائيّ مَوَدّة أكيدة [6] .
ويقال كان عليّ بْن الْجَهْم فِي المحدِّثين كالنّابغة فِي المتقدّمين، لأنّه اعتذر إلى المتوكّل بما لا يقصّر عن اعتذارات النّابغة إلى النُّعمان.
فمن ذلك:
عفا اللَّه عنك أما حُرْمه ... تعوذ بعفوك أنّ أبعَدا
ألم تَر عبدًا عدا طَوْرَه ... ومولى عفا وشيدًا هدا
أقِلْني أقالك مَن لم يزلْ ... يقيكَ ويَصرِفُ عنك الرّدا
وله في حبسه:
__________
[1] مروج الذهب 4/ 113.
[2] تاريخ بغداد 11/ 368.
[3] مروج الذهب 4/ 111.
[4] وفيات الأعيان 3/ 355.
[5] وفيات الأعيان 3/ 356.
[6] وفيات الأعيان 3/ 356.(18/356)
قَالُوا: حُبِستَ، فقلت: ليس بضائري ... حبْسي، وأيّ مُهَنَّدٍ لم يُغْمَدِ [1]
وله وقد عُري وصُلِب أبيات يشبّه نفسه بالسّيف وقد جُرّد. وكان يُعَدّ من طبقة أبي تمّام فِي الشِّعر.
وقد ذكر المسعوديّ [2] عَنْهُ أنه كان يسُبّ أَبَاهُ الّذي سمّاه عليًا بغضًا منه لعليّ، رضي الله عنه ولا رَضِيَ عن باغضه.
319- عليُّ بن حُجْر بن إياس بن مقاتل بن مخارش بن مشمرخ [3]- خ. م. ت. ن. - أبو الحسن السّعديّ المروزيّ. ولِمُشَمْرَخ صُحبة ووِفادة ثقة، حافظ، رحّال عالي الإسناد، كبير القدر.
سمع: شَرِيك بن عبد الله، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وإسماعيل بن
__________
[1] مروج الذهب 4/ 112 في أبيات عدّة، ووفيات الأعيان 3/ 357.
[2] في مروج الذهب 4/ 111.
[3] انظر عن (عليّ بن حجر) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 272 رقم 2381، والتاريخ الصغير، له 235، والأدب المفرد، له رقم 348، 531، 553، 705 والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25، وعمل اليوم والليلة للنسائي 302 رقم 378، رقم 497 وأخبار القضاة لوكيع 1/ 35 و 3/ 90، والجرح والتعديل 6/ 183 رقم 1003، والثقات لابن حبّان 8/ 468، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 529 رقم 820، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 53 رقم 1131، وتاريخ بغداد 11/ 416- 418 رقم 6295، وتاريخ جرجان للسهمي 277، 414، 450، 464، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 354 رقم 1328، والأنساب لابن السمعاني 7/ 84، 85، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 2، والمعجم المشتمل لابن عساكر 188، 189 رقم 617، واللباب لابن الأثير 2/ 118، والكامل في التاريخ 7/ 86، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 222 رقم 305، ووفيات الأعيان 4/ 278، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 959، والكاشف 2/ 244 رقم 3948، والمعين في طبقات المحدّثين 87 رقم 959، وسير أعلام النبلاء 11/ 507- 513 رقم 139، وتذكرة الحفاظ 2/ 450، والعبر 1/ 443، والبداية والنهاية 10/ 346، وتهذيب التهذيب 7/ 293، 294 رقم 504، وتقريب التهذيب 2/ 33 رقم 305، والنجوم الزاهرة 2/ 318، وطبقات الحفاظ 196، وخلاصة تذهيب التهذيب 272، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 395، وشذرات الذهب 2/ 105، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 313 رقم 1054، والأعلام 5/ 77، ومعجم المؤلفين 7/ 57، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 166.(18/357)
جعفر، وإسماعيل بن عيّاش، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الرحمن بن أبي الزِّناد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن المبارك، وهُشَيْم بن بشير، وأبا الخطّاب معروفا الخيّاط صاحب واثلة بن الأسقع، وخلقا كثيرا بالشّام، والعراق، والحجاز، وخُراسان، والجزيرة.
وعنه: خ. م. ت. ن.، وإبراهيم بن أورمة الأصبهانيّ، وعبدان بن محمد المروزي، والحسن بن سفيان، وأبو رجاء محمد بن حمدويه، ومحمد بن عليّ الحكيم التّرمذيّ، ومحمد بن أحمد بن أبي عون النسائي، وابن عمه محمد بن عبد الله بن أبي عون، والحسين بن الطيب البلخي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وخلق.
وروى عنه: محمد بن علي بن ضمرة المروزي وقال: كان فاضلا حافظا، نزل بغداد ثمّ تحوّل إلى مَرْو فنزل قرية زَرْزم.
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون حافظ [1] .
وقال أَبُو بَكْر الأَعْيَن: مشايخ خُرَاسان ثلاثة: قُتَيْبَةَ بْن سَعِيد، وعليّ بْن حُجْر، ومحمد بْن مِهْران الرّازيّ.
ولعليّ مصنّفات منها «أحكام القرآن» .
وقال الْحَسَن بْن سُفْيَان: سمعت عليّ بْن حُجْر ينشد:
وظيفتنا مائة للغريب ... فِي كلّ يومٍ سوى ما يُقاد
شريكيّة أو هُشَيْمِيّة أحاديث ... فِقْه قِصارٌ جياد [2]
قال: وأنشد مرّة وقد سألوه الزيادة:
لكم مائة فِي كلّ يوم أعُدُّها ... حديثًا حديثًا لا أزيدُكُم حَرْفا
وما طال منها من حديثٍ فإنّني ... به طَالِبٌ منكم على قدْرِه حرْفا
فإنْ أقنعْتُكُم فاسْمعوها سَرِيحة ... وإلا فجيئوا من يحدّثكم ألفا [3]
__________
[1] المعجم المشتمل.
[2] الثقات لابن حبّان 8/ 468 وفيه قال: «متيقّظ متقن» .
[3] سير أعلام النبلاء 11/ 512.(18/358)
وقال محمد بْن عبد الرحمن الدّغُوليّ: ثنا عَبْد اللَّه بْن جعْفَر بْن خاقان المَرْوزِيّ قال: وجّه بعض مشايخ مَرْو! إلى عليّ بْن حُجْر بشيءٍ من السُّكَّر والأُرُزّ وثوب، فردّه وكتب إليه:
جاءني عنك مُرْسلٌ بكلامٍ ... فِيهِ بعض الإيحاش والإحشامِ
فتعجّبتُ ثُمَّ قلت: تعالى ... ربُّنا، ذا من الأمورِ العظامِ
فات سعيي لئن شريتَ خلاقي ... بعد تسعين حَجَّة بحُطَامِ
أَنَا بالصّبر واحتمالي لإخواني ... أرجو حُلُول دارِ السّلامِ
والذي سُمْتَنِيه يُزْري بمثلي ... عند أهل العُقُولِ والأحلامِ [1] .
قال أبو عَمْرو أحمد بْن المبارك المستملي: سمعت عليّ بْن حُجْر يقول:
وُلِدُت سنة أربعٍ وخمسين ومائة.
وقال غير واحد: تُوُفّي في نصف جُمادَى الأولى سنة أربعٍ وأربعين [2] .
فاستكمل تسعين سنة.
320- عليّ بن الحَسَن الكوفيّ اللانيّ [3]- ت. - ولان من فَزَارة. واللان من بلاد العجم.
روى عن: المُعَافَى بن عِمران، وعبد الرّحيم بن سليمان.
وعنه: ت.، وعبد الله بن ناجية، ومُطَيَّن، وغيرهم.
صدوق.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 11/ 512.
[2] التاريخ الكبير، والصغير، والثقات، والمعجم المشتمل، وفيه: ويقال في سنة إحدى وأربعين ومائتين.
[3] انظر عن (علي بن الحسن) في:
الكاشف 2/ 245 رقم 3955، وتهذيب التهذيب 7/ 300، 301 رقم 513، وتقريب التهذيب 2/ 34 رقم 314 و 2/ 34 رقم 315 و 317، وخلاصة تذهيب التهذيب 272.(18/359)
321- عليّ بن الحَسَن الكوفيّ [1]- ت. - عن: إسماعيل بن إبراهيم التَّيْميّ، ومحبوب بن محرز القواريريّ.
وعنه: ت.
وأظنه اللانيّ [2] .
322- عليّ بن الحَسَن بن السّمّاك [3] .
ويقال السّمّان.
عن: عبد الرحمن المحاربيّ.
وعنه: مُطَيَّن، وأبو بكر أحمد بن عَمْرو البزّار.
كنيته أبو الحُسَين.
323- عليّ بن سعيد بن مسروق [4]- ت. ن. - أبو الحسن الكنديّ الكوفيّ، ابن أخي محمد بن مسروق قاضي مصر.
روى عن: ابن المبارك، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، ويحيى بن يَعْلَى التَّيْميّ، وعُبَيْد الله الأشجعيّ، وحفص بن غِياث، وجماعة.
وعنه: ت. ن.، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، وعلي بن العباس المقانعي، وابن خزيمة، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن صاعد، وطائفة.
قال أبو حاتم [5] : صدوق.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن الكوفي) في:
ميزان الاعتدال 3/ 121 رقم 5810، والكاشف 2/ 245 رقم 3956، وتقريب التهذيب 2/ 34 رقم 315.
[2] انظر الّذي قبله.
[3] انظر عن (علي بن الحسن بن السّمّاك) في:
تهذيب التهذيب 7/ 301 رقم 516، وتقريب التهذيب 2/ 34 رقم 317.
[4] انظر عن (علي بن سعيد الكندي) في:
تاريخ الطبري 1/ 445، والجرح والتعديل 6/ 189، 190 رقم 1042، والثقات لابن حبّان 8/ 475، 476، والسابق واللاحق للخطيب 276، والمعجم المشتمل لابن عساكر 192 رقم 632، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 969، والكاشف 2/ 249 رقم 3979، وتهذيب التهذيب 7/ 326، 327 رقم 549، وتقريب التهذيب 2/ 37 رقم 346، وخلاصة تذهيب التهذيب 274.
[5] الجرح والتعديل 190.(18/360)
وقال مطين: ثقة [1] .
مات في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين [2] .
324- علي بن عيسى بن يزيد الكراجكي البغدادي [3]- ت. - عن: شَبّابة، ورَوْح بن عُبادة، ومحمد بن عمر الواقديّ، وعبد الله بن بكر السَّهْميّ، وجماعة.
وثقة ابن حِبّان [4] .
ومات سنة سبْعٍ وأربعين [5] .
325- عليّ بن الفضل القَيْسيّ الكرابيسي البصْريّ [6] .
أبو الحَسَن.
سمع: إبراهيم بن سعْد، وسُفْيان بن عُيَيْنَة.
سمع: منه: أبو حاتم الرازيّ في الرحلة الثالثة وقال [7] : صدوق.
326- عليّ بن ميمون [8]- ن. ق. -
__________
[1] تهذيب الكمال 2/ 969.
وقال النسائي: ثقة، وفي موضع آخر قال: لا بأس به.
[2] المعجم المشتمل 192.
[3] انظر عن (علي بن عيسى الكراجكي) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 474 وفيه «الكراكيسي» ، وتاريخ بغداد 12/ 12، 13 رقم 6373، والأنساب لابن السمعاني 10/ 373، والمعجم المشتمل لابن عساكر 195 رقم 644، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 987، والكاشف 2/ 254 رقم 4012، وتهذيب التهذيب 7/ 369، 370 رقم 598، وتقريب التهذيب 2/ 42 رقم 391، وخلاصة تذهيب التهذيب 276.
[4] بذكره في ثقاته.
[5] المعجم المشتمل 195.
[6] انظر عن (علي بن الفضل) في:
الجرح والتعديل 6/ 201 رقم 1102.
[7] الجرح والتعديل.
[8] انظر عن (علي بن ميمون) في:
الجرح والتعديل 6/ 206 رقم 1127، والثقات لابن حبّان 8/ 472، والمعجم المشتمل 197 رقم 653، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 993، والكاشف 2/ 255 رقم 4034، وتهذيب التهذيب 7/ 389 رقم 628، وتقريب التهذيب 2/ 45 رقم 418، وخلاصة تذهيب التهذيب 278.(18/361)
أبو الحسن الرّقّيّ العطّار.
عن: أبي معاوية الضّرير، وحفص بن غِياث، ومعن بن عيسى، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وطبقتهم.
وعنه: ن. ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو عروبة، والحسن بن أحمد بن فيل الوابشي، وآخرون.
قال النسائي [1] : لا بأس به [2] .
وقال أبو عليّ الحرّانيّ: مات سنة ستٍّ وأربعين ومائتين [3] .
327- عليّ بْن نصر بْن عليّ بْن نصر بْن عليّ بن صُهْبان بن أبيّ [4]- م. د. ت. ن. - أبو الحسن الجهضميّ البصريّ، مِن أولاد العلماء.
روى عن: أبي عاصم النّبيل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ووهْب بْن جرير، ويزيد بْن هارون، وطائفة.
وعنه: م. د. ت. ن.، وأحمد بْن يحيى التُسْتَريّ، وجعفر الفريابي، وأبو بكر بن أبي داود، وطائفة.
وروى عنه البخاري في تاريخه.
__________
[1] المعجم المشتمل 197.
[2] وقال أبو حاتم الرازيّ: ثقة.
[3] المعجم المشتمل، وفيه سنة خمس وأربعين ومائتين، ويقال ست وأربعين ومائتين. وفي «الثقات» : مات سنة خمس وأربعين ومائتين.
[4] انظر عن (علي بن نصر) في:
التاريخ الكبير 6/ 299، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25 (بالهامش) ، وتاريخ الطبري 2/ 328، 366، 375، 426 و 3/ 70، 82، 163، والجرح والتعديل 6/ 207 رقم 1134، والثقات لابن حبّان 8/ 471، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 59، 60 رقم 1148، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 360 رقم 1371، والأنساب لابن السمعاني 3/ 391، 392، والمعجم المشتمل لابن عساكر 197 رقم 654، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 993، 994، والكاشف 2/ 258 رقم 4037، وسير أعلام النبلاء 12/ 138- 140 رقم 50، وتذكرة الحفاظ 2/ 541، وتهذيب التهذيب 7/ 390، 391 رقم 631، وتقريب التهذيب 2/ 45 رقم 421، وطبقات الحفاظ 237، وخلاصة تذهيب التهذيب 278.(18/362)
قال ابن أبي حاتم [1] : سَأَلت أبي عَنْهُ فوثقه، وأطنب في ذكره والثناء عليه.
وقال الترمذي: كان حافظا صاحب حديث [2] .
قلت: ورّخوه في شَعْبان سنة خمسين [3] ، ومات أبوه قبله بنحو مائة يوم أو أكثر [4] .
328- عليّ بن الهيثم البغداديّ [5]- خ. - صاحب الطعام.
عن: حمّاد بن مَسْعَدة، وعمر بن يونس اليَمَاميّ، ويحيى بن سُلَيم، وَمُعَلَّى بن منصور الرّازيّ، وغيرهم.
وعنه: خ.، ومحمد بن عليّ الطَّبَريّ، والقاضي المَحَامِليّ.
329- عليّ بن يونس بن أبان الأصبهانيّ [6] .
مولى بني تميم.
عن: عبد الرحمن بن مهديّ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن الْعَبَّاس الأخرم، وعبد اللَّه بْن أحمد بن أَسِيد، وابنه حسن بن عليّ.
330- عليّ بن أبي عليّ الأنصاريّ [7] .
__________
[1] في الجرح والتعديل 6/ 207.
[2] تهذيب الكمال 2/ 993.
[3] الثقات لابن حبّان، والمعجم المشتمل.
[4] ووثّقه النسائي. (المعجم المشتمل) .
[5] انظر عن (علي بن الهيثم) في:
رجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 534 رقم 834، وتاريخ بغداد 12/ 118 رقم 3563، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 357 رقم 1355، والمعجم المشتمل لابن عساكر 197 رقم 657، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 995، وتهذيب التهذيب 7/ 394 رقم 636، وتقريب التهذيب 2/ 45 رقم 426، وفيه: «علي بن هشيم» ، وخلاصة تذهيب التهذيب 278.
[6] انظر عن (علي بن يونس) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 3، 4، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 394- 396 رقم 223.
[7] انظر عن (علي بن أبي علي) في:(18/363)
مولاهم الأصبهانيّ.
عن: ابن عُيَيْنَة، وأبي داود الطَّيالِسيّ، وأبي عامر العَقَديّ، وحبيب بن هَوْذة.
وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاريّ، وأحمد بن عَليّ بن الجارود، وَأَحْمَد بن محمود بن صَبيح الأصبهانيون.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
331- عمّار بن الحسن بن بشير [1]- ن. - أبو الحسن الهمدانيّ الرّازيّ. نزيل نَسَا.
عن: جرير بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وشجاع البلْخيّ المقرئ، وزافر بن سليمان، وَسَلَمَةَ بن الفضل الأبرش، وجماعة.
وعنه: ن.، والحَسَن بن سُفْيان، وعبدان بن محمد المَرْوَزِيّ، وعبد الله بن أحمد بن خزيمة الباوردي، ومحمد بن أحمد بن أبي عون النسائي، وطائفة كبيرة.
وثقة النسائي [2] ، وغيره. وله شعر حسن.
توفي سنة اثنتين وأربعين [3] ، وله ثلاث وثمانون سنة.
__________
[ () ] ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 3، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 296، 297 رقم 181.
[1] انظر عن (عمّار بن الحسن) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 505- 507 و 2/ 774 و 3/ 291، 293، 300، 306، 309، وتاريخ الطبري 1/ 99، 102، 109، 118، 121، 126، 280، 283، 284، والثقات لابن حبّان 8/ 517 ووقع فيه: «بشر» بدل «بشير» ، وفيه قال محقّقه بالحاشية (3) : «لم نظفر به» ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 198 رقم 658، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 995، 996، والكاشف 2/ 260 رقم 4048، وتهذيب التهذيب 7/ 399 رقم 645، وتقريب التهذيب 2/ 47 رقم 436 وفيه: «الهلالي» بدل «الهمدانيّ» وهو وهم، وخلاصة تذهيب التهذيب 279.
[2] المعجم المشتمل، وقال في موضع آخر: لا بأس به.
[3] الثقات 8/ 517 وكان مولده سنة تسع وستين ومائة.
ومن شعره:
عمّار لا تغفل عن العمل ... واعمل لنفسك قبل الموت في مهل
واربع عليها فإن الله سائلها ... وليس ينفعها قول بلا عمل(18/364)
332- عمار بن طالوت بن عباد [1]- ق. - أخو عثمان.
يروي عن: أبي عاصم النّبيل، وعبد الملك بن عبد العزيز بن الماجِشُون، ومحمد بْن أَبِي عديّ، وجماعة.
وعنه: ق.، وإبراهيم بن أورمة، وعَبْدان الأهوازيّ، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الظهراني، وآخرون.
333- عمارة بن عقيل [2] .
بغدادي إخباري، أديب علامة.
روى عنه: أبو العيناء، والمبرد.
نقل الخطيب في تاريخه [3] عنه حكاية وهي: قال: كنت رجلا دميما داهيا، فتزوجت امرأة حسناء رعناء، ليكون أولادي في جمالها، وفي دهائي، فجاءوا في رعونتها ودمامتي.
334- عمران بن خالد بن يزيد [4]- ن. -
__________
[1] انظر عن (عمّار بن طالوت) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 518، والمعجم المشتمل لابن عساكر 198 رقم 660، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 996، والكاشف 2/ 261 رقم 4055، وتهذيب التهذيب 7/ 403، 404 رقم 655، وتقريب التهذيب 2/ 48 رقم 446، وخلاصة تذهيب التهذيب 279.
[2] انظر عن (عمارة بن عقيل) في:
بغداد لابن طيفور 133، 157، 159، 171، 173، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 166، وتاريخ الطبري 8/ 657، 662 و 9/ 146، 149، ومروج الذهب 2412، والشعر والشعراء 425، والبيان والتبيين للجاحظ (انظر فهرس الأعلام) ، والموشّح 119، 120، 157، وتاريخ بغداد 12/ 282، 283 رقم 6722، والمحاسن والمساوئ 209، والأذكياء لابن الجوزي 41، ومحاضرات الأدباء للراغب الأصبهاني 4/ 405، وآثار البلاد 314، ونزهة الطرفاء للغساني 34، 35، وديوانه، نشرته فائزة فائق مظهر، بغداد 1968.
[3] ج 12/ 383.
[4] انظر عن (عمران بن خالد) في:
الجرح والتعديل 6/ 307، والمعجم المشتمل لابن عساكر 199 رقم 662، وتاريخ دمشق لابن عساكر (مخطوطة التيمورية) 30/ 437- 440، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1057، والكاشف 2/ 300 رقم 4331، وتهذيب التهذيب 8/ 129، 130 رقم 223، وتقريب التهذيب(18/365)
أبو عُمَر، ويقال أبو عَمْرو القُرَشيّ، ويقال: الطّائيّ.
مولاهم الدّمشقيّ أخو هاشم بن خالد.
روى عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل، وعبد العزيز الدَّرَاوَردِيّ، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وعيسى بن يونس، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، ومعروف الخياط، وطائفة.
وعنه: ن.، وإبراهيم بن دُحَيْم، وأحمد بن أنس بن مالك، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن المُعَافَى الصَّيْداويّ، ومحمد بن محمد الباغندي، وطائفة.
قال النسائي: لا بأس به [1] .
وقال عَمْرو بن دُحَيْم: مات في ربيع الآخر سنة أربعٍ وأربعين ومائتين [2] .
335- عِمران بن محمد.
أبو جعفر المَوْصِليّ الخَيْزُرَانيّ.
عن: معتمر بن سليمان، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وعنه: صالح بن العلاء العبْديّ المَوْصِليّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين.
336- عمران بن موسى اللّيثيّ القزّاز [3]- ت. ن. ق. - أبو عمرو البصْريّ.
عن: حمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الوارث بن سعيد.
وعنه: ت. ن. ق.، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن خزيمة، وجماعة.
__________
[ () ] 2/ 83 رقم 723، وخلاصة تذهيب التهذيب 295، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 371، 372 رقم 1136.
[1] المعجم المشتمل، وفي موضع آخر قال: ثقة.
[2] المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (عمران بن موسى) في:
تاريخ الطبري 1/ 134، والجرح والتعديل 6/ 305، 306 رقم 1697، والثقات لابن حبّان 8/ 499، والمعجم المشتمل 199 رقم 663، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1059، والكاشف 2/ 302 رقم 4344، وتهذيب التهذيب 8/ 141 رقم 244، وتقريب التذهيب 2/ 85 رقم 744، وخلاصة تذهيب التهذيب 296.(18/366)
وثقة النسائي [1] .
وتوفي سنة بضع وأربعين ومائتين.
337- عمران بن موسى الطرسوسي [2] .
عن: أبي جابر محمد بن عبد الملك، وعفان، وجماعة.
ومات كهلا.
روى عنه: أبو الجهم بن طلاب، وسعيد بن عمرو البرذعي [3] .
338- عمر بن إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمَدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [4]- ت. - نزيل بغداد.
عن: أبيه، عن جدّه، وعن: حفص بن غِياث، ومعتمر بن سليمان، وَيَعْلَى بن الأشدق، وجماعة.
وعنه: ت.، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وابن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري، وطائفة.
قَالَ أبو حاتم: ضعيف [5] .
وقال النَّسَائيّ: متروك [6] .
__________
[1] فقال مرة: «ثقة» ، وقال مرة: «لا بأس به» . (المعجم المشتمل) .
وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق. (الجرح والتعديل) .
[2] انظر عن (عمران بن موسى) في:
الجرح والتعديل 6/ 306 رقم 1698.
[3] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق ثقة.
[4] انظر عن (عمر بن إسماعيل) في:
تاريخ الطبري 4/ 202، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 149، 150 رقم 1134، والجرح والتعديل 6/ 99 رقم 514، والمجروحين لابن حبّان 2/ 92، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1722، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 126 رقم 371، وتاريخ بغداد 11/ 203- 205 رقم 5098، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 205 رقم 2439، والمعجم المشتمل لابن عساكر 200 رقم 666، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1003، والمغني في الضعفاء 2/ 462 رقم 4423، وميزان الاعتدال 3/ 182، 183 رقم 6055، والكاشف 2/ 265 رقم 4087، وتهذيب التهذيب 7/ 427، 428 رقم 697، وتقريب التهذيب 2/ 52 رقم 388، وخلاصة تذهيب التهذيب 281.
[5] في الجرح والتعديل 6/ 99: ضعيف الحديث.
[6] قوله في تاريخ بغداد 11/ 205: «ليس بثقة، متروك الحديث» .(18/367)
قلت: ومن ذنوبه روايته عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ: «أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلَيَّ بَابُهَا» [1] . وَالْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ، مَا رَوَاهُ الأَعْمَشُ [2] .
339- عمر بن حفص بن صَبِيح [3] .
أبو الحَسَن الشَّيْبانيّ اليَمَانيّ ثمّ البصْريّ.
عن: عبد الله بن وهْب، ويحيى بْن سعَيِد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وجماعة.
وعنه: ت.، وابن خُزَيْمَة، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو عروبة الحراني، وآخرون.
__________
[1] ذكره ابن عديّ في: الكامل 5/ 1722.
[2] وقال ابن أبي حاتم الرازيّ: أخبرنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل فيما كتب إليّ قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: رأيت عمر بن إسماعيل بن مجالد ليس بشيء كذّاب رجل سوء خبيث، حَدَّثَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها» ، وهو حديث ليس له أصل، قال عبد الله: وسألت أبي عنه، فقال: ما أراه إلّا صدق.
وقال ابن أبي حاتم أيضا: سألت أبي عن عمر بن إسماعيل بن مجالد فقال: ضعيف الحديث.
وسئل أبو زرعة الرازيّ عنه فقال: أملى علينا عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها» ، فأتيت يحيى بن معين، فذكرت ذلك له فقال: قل يا عدوّ الله متى كتبت أنت هذا عن أبي معاوية؟ إنما كتبت أنت عن أبي معاوية ببغداد، ولم يحدّث أبو معاوية هذا الحديث ببغداد. (الجرح والتعديل 6/ 99) .
وقال العقيلي: «روى عن أبي ثمامة، كلاهما مجهول، الحديث غير محفوظ» . (الضعفاء الكبير 3/ 149) .
وقال ابن حبّان: «كان ممّن يخطئ حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات، فإن اعتبر له معتبر لم أر بذلك بأسا، كان يحيى بن معين يكذّبه» . (المجروحون 2/ 92) .
وقال ابن عديّ: «وهو مع ضعفه يكتب حديثه» . (الكامل 5/ 1722) .
وقال الدار الدّارقطنيّ: ضعيف.
[3] انظر عن (عمر بن حفص) في:
المعجم المشتمل 200، 201، رقم 669، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1005، والكاشف 2/ 266 رقم 4097، وتهذيب التهذيب 7/ 710 رقم 434، وتقريب التهذيب 2/ 53 رقم 401، وخلاصة تذهيب التهذيب 281.
و «صبيح» بفتح الصاد المهملة.(18/368)
توفي في حدود سنة خمسين.
وهو صدوق.
340- عمر بن حفص بن عمر بن سعد النميري الوصابي الحمصي [1]- د. - عن: بقيّة بن الوليد، ومحمد بن حِمْيَر [2] ، واليَمَان بن عديّ.
وعنه: د. [3] ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، ومكحول البَيْروتيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين ومائتين.
341- عمر بن حفص الدّمشقيّ الخيّاط [4] .
عن: معروف الخيّاط صاحب واثلة بن الأسقع.
وعنه: أحمد بن عامر، وأبو الحَسَن بن جَوْصا، وغيرهما.
وهو مُنْكَر الحديث.
342- عمر بن محمد بن الحَسَن ابن التّلّ [5]- خ. ن. -
__________
[1] انظر عن (عمر بن حفص النميري) في:
المراسيل لأبي داود، رقم 31، والجرح والتعديل 6/ 103 رقم 547، والمعجم المشتمل لابن عساكر 200 رقم 667، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1005، والكاشف 2/ 267 رقم 4099، وتهذيب التهذيب 7/ 434، 435 رقم 712، وتقريب التهذيب 2/ 53 رقم 402، وخلاصة تذهيب التهذيب 281.
ويقال: «الوصابي» ، و «الأوصابي» .
[2] في الجرح والتعديل: «حمير» ، وفي: تهذيب التهذيب مثله.
[3] في المراسيل، رقم الحديث 31.
[4] انظر عن (عمر بن حفص الدمشقيّ) في:
ميزان الاعتدال 3/ 190 رقم 6080، ولسان الميزان 4/ 300 رقم 836.
[5] انظر عن (عمر بن محمد بن الحسن) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 192 رقم 2141، وتاريخه الصغير 237، وعمل اليوم والليلة للنسائي 549 رقم 996، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 31، والجرح والتعديل 6/ 132 رقم 725، والثقات لابن حبّان 8/ 447، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 515 رقم 795، وتاريخ بغداد 11/ 206، 207 رقم 5911، والسابق واللاحق للخطيب 114، والإكمال لابن ماكولا 1/ 513، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 343 رقم 1296، والمعجم(18/369)
أبو حفص الأسديّ الكوفيّ. أخو جعفر.
سمع: أباه، ووَكِيعا، ويحيى بن يَمَان.
وعنه: خ. ن.، وزكريّا خيّاط السنة، ومحمد بن المجدر، وابن صاعد، وأحمد بن عبد الله الوكيل، وابنا المحاملي، وآخرون.
قال النسائي: صدوق [1] .
وقال البخاري [2] : مات في شوال سنة خمسين.
قال سعيد البردعي: قال لي أبو حاتم: كان ابن التلّ يصحّف فيقول معاذ بن «خيل» ، وحجّاج بن «قراقصة» ، و «علقمة» بْن مَرْثَد.
فقلت له: أبوك لم يُسلّمك إلى الكُتّاب؟
فقال: كان لنا «فِسه» أشغلتنا عن الحديث [3] .
343- عمر بن يزيد السّيّاريّ [4]- د. - أبو حفص البصريّ الصّفّار. نزيل الثّغر.
__________
[ () ] المشتمل لابن عساكر 202 رقم 674، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1022، 1023، والكاشف 2/ 277 رقم 4173، وتهذيب التهذيب 7/ 495 رقم 821، وتقريب التهذيب 2/ 62 رقم 504، وخلاصة تذهيب التهذيب 286.
[1] المعجم المشتمل 202.
[2] في تاريخه، وثقات ابن حبّان، والمعجم المشتمل.
[3] قال أبو حاتم الرازيّ: «محلّه الصدق» .
وقال ابن حبّان: «يعتبر حديثه ما حدّث من كتاب أبيه، فإنّ في روايته التي كان يرويها من حفظه بعض المناكير» . (الثقات 8/ 447) .
وقال الدار الدّارقطنيّ: لا بأس به. وفي موضع آخر قال: ثقة.
وقال مسلمة في «الصلة» : صدوق ثقة. (تهذيب التهذيب) .
[4] انظر عن (عمر بن يزيد السيّاري) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 396، والثقات لابن حبّان 8/ 446 وفيه قال محقّقه بالحاشية (3) :
«لم نظفر به» ، والأنساب لابن السمعاني 7/ 213، والمعجم المشتمل لابن عساكر 202 رقم 677، واللباب لابن الأثير 2/ 163، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1025، والمغني في الضعفاء 2/ 476 رقم 4575، وميزان الاعتدال 3/ 231 رقم 6249، والكاشف 2/ 279 رقم 4186، وتهذيب التهذيب 7/ 505، 506 رقم 843، وتقريب التهذيب 2/ 64 رقم 525، وخلاصة تذهيب التهذيب 286.(18/370)
عن: عبد الوارث، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وفُضَيْل بن عِياض، ومسلم بن خالد الزّنْجيّ، وعبّاد بن العوّام، وطائفة.
وعنه: د.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعَبْدان الأهوازيّ، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وأبو عبيد بن حربويه القاضي، وأبو الطاهر بن فيل، ووالده.
وقال محمد بن عبد الرحيم صاعقة: صدوق [1] .
344- عمرو بن بحر بن محبوب [2] .
__________
[1] وقال ابن حبّان في «الثقات» : «مستقيم الحديث» ، وقال: مات سنة بضع وأربعين ومائتين.
وقال الدار الدّارقطنيّ: لا بأس به.
[2] انظر عن (عمرو بن بحر) في:
الفهرست 208- 212، وتاريخ بغداد 12/ 212- 220 رقم 6669، وعيون الأخبار لابن قتيبة 3/ 121، والعقد الفريد 1/ 250 و 2/ 172، 342، 411، 458 و 3/ 28، 265، 416، 465 و 4/ 179، 242 و 5/ 20، 58، 391 و 6/ 77، 183، 197، 214، 215، والأمالي للقالي 1/ 50، 163، 168 و 2/ 94، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 223 رقم 2545، والتذكرة الفخرية 327، وبدائع البدائه لابن ظافر 339، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 335، 361، 369 و 2/ 32، 103، 355، 382 و 3/ 112، 122، 173، 210، 230، 242 و 4/ 40، 232 و 5/ 92، ونشوار المحاضرة، له 3/ 291 و 4/ 69768، 83 و 5/ 100، 101 و 8/ 202، 203، والتذكرة الحمدونية 1/ 239 و 2/ 51، 143، 162، 322، 330، 365، 374، 409، 490، ونثر الدرّ للآبي 1/ 458 و 3/ 100. ومحاضرات الأدباء للراغب 1/ 230، 231، 462، 503، وربيع الأبرار للزمخشري 2/ 530 و 3/ 664، وغرر الخصائص 301، والجامع الكبير لابن الأثير 2، 34، 82، 166، ومروج الذهب 8، 173، 217، 412، 432، 487، 845، 858، 863- 865، 955، 1841، 2280- 2282، 2534، 2563، 2907- 2911، 3146- 3149، 3435، 3486، 3487، وأمالي المرتضى 1/ 15، 16، 131، 139، 169، 177، 182، 183، 186، 187، 194- 199، 244، 286، 232 و 2/ 44، 105، 241، 276، وأدب القاضي للماوردي 1/ 7 و 2/ 7، 141، 310، والأذكياء لابن الجوزي 81، 217، وأخبار الحمقى والمغفّلين، له 89، 134، 137، 141، 142، 143، 178، 182، 188، 190، وأخبار النساء لابن قيّم الجوزيّة 217، واللباب لابن الأثير 1/ 248، والكامل في التاريخ 7/ 217، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 55، 65، 66، 84 (184- 151) ، 152، 179، ومسالك الأبصار لابن فضل الله العمري (دولة المماليك الأولى) 171، والفخري في الآداب السلطانية 6، ووفيات الأعيان 1/ 83، 249، 278 و 2/ 14، 151 و 3/ 72، 279، 350، 463 (470- 475) و 50/ 103، 235 و 6/ 180 و 7/ 54، 55، والروض المعطار 62، 106، 185، 264، 429، 620، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 488، وآثار البلاد وأخبار العباد(18/371)
أبو عثمان الجاحظ. البصري المتكلم المعتزلي.
صاحب التصانيف المشهورة.
أخذ عن: أبي إسحاق النّظّام، وغيره.
وحدَّث عن: أبي يوسف القاضي، وثُمامَة بن أشرس، وحَجّاج بن محمد.
وعنه: أبو العيناء محمد بن القاسم، ويموت بن المزرع، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو سعيد العدوي، وغيرهم.
وكان واسع النقل كثير الإطلاع، من أذكياء بني آدم وأفرادهم وشياطينهم.
قال أبو الْعَبَّاس ثعلب: ليس بثقة ولا مأمون [1] .
قال الخطيب [2] : ثنا عليّ بْن أحمد النُّعَيْميّ من حفظه: ثنا أَبُو أحْمَد الْحَسَن بْن عبد اللَّه بْن سَعِيد، ثنا أبو بَكْر بْن أبي دَاوُد قال: دخلتُ على عَمْرو بْن بحر الجاحظ فقلت له: حَدَّثَنِي بحديث.
فَقَالَ: ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ محمد، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةُ» [3] . وَأَمَّا مَا رَوَاهُ محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ الْكَذَّابُ فَقَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: أَتَيْتُ مَنْزِلَ الْجَاحِظِ، فَاطَّلَعَ إِلَيَّ مِنْ خَوْخَةٍ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟
قُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الحديث.
__________
[ () ] للقزويني 125، 185، 310، 371، والإقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العبد 77، ونزهة الظرفاء للغساني 54، ودول الإسلام 1/ 151، وسير أعلام النبلاء 11/ 526- 530 رقم 149، ومعجم الأدباء 16/ 74- 114، وسرح العيون 136، والبداية والنهاية 11/ 19، 20، ولسان الميزان 4/ 355- 357، وميزان الاعتدال 3/ 247، والعبر 1/ 456، ومرآة الجنان 2/ 156، ولسان الميزان 4/ 355- 357، وبغية الوعاة 265، وشذرات الذهب 2/ 121، 122، والمغني في ضبط أسماء الرجال 56.
[1] الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 223.
[2] في تاريخه 12/ 213.
[3] قال النعيمي: لا أعلم لحجّاج بن محمد، عن حمّاد بن سلمة غير هذا. (تاريخ بغداد) .(18/372)
قَالَ: وَمَتَى عَهِدْتَنِي أَقُولُ بِالْحَشَوِيَّةِ؟
قُلْتُ: [إِنِّي] ابْنُ أَبِي دَاوُدَ.
قَالَ: مَرْحَبًا بِكَ وَبِأَبِيكَ. فَنَزَلَ وَفَتَحَ لِي وَقَالَ: أُدْخُلْ، إِيشْ تُرِيدُ؟
فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ.
قَالَ: اكْتُبْ: ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى طِنْفِسَةٍ» . فقلت: حَدِّثْنِي حديثًا آخر.
فقال: ابن أبي دَاوُد لا يكذب [1] .
قال يموت بْن المزرِّع: كان جد الجاحظ حمالا أسود.
وعن الجاحظ قال: نسيت كنيتي ثلاثة أيّام، فأتيت أهلي فقلت: بمن أُكنّى؟
قَالُوا: بأبي عثمان [2] .
وقال المبرّد: حَدَّثَنِي الجاحظ قال: وقفت أَنَا وأبو حرب على قاصّ، فأردت الولوع به، فقلت لمن حوله: إنّه رَجُل صالح لا يحبّ الشُّهْرة، فتفرّقوا عَنْهُ. فقال لي: اللَّه حسيبك، إذا لم يرَ الصياد طيرًا كيف يمدّ شبكته [3] .
وذكر المبرّد أنّه ما رَأَى أحرَص على العِلم من ثلاثة: الجاحظ، وكان إذا وقع بيده كتاب قرأه كلّه، وإسماعيل القاضي، ما دخلت إليه إلا وبيده كتاب ينظر فِيهِ، والفتح بْن خاقان، كان يحمل الكتاب فِي خُفّه، فإذا قام من بين يدي المتوكّل لأمرٍ نظر فِيهِ وهو يمشي، وكذلك فِي رجوعه.
وقال يموت بْن المزرِّع: سمعت خالي الجاحظ يقول: أمليت على إنسان مرة: أَنَا عَمْرو، فكتب: أَبَا بِشْر وكتب أَبَا زَيْدُ.
وقال إسماعيل بْن الصّفّار: نا أبو العيناء قال: أَنَا والجاحظ وضعنا حديث
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 213.
[2] تاريخ بغداد 12/ 214.
[3] تاريخ بغداد 12/ 217.(18/373)
فدك، فأدخلناه على الشيوخ ببغداد، فقبلوه إلا ابن شيبة العلويّ، فإنّه قال: لا يشبه آخر هذا الحديث أوّلَه. فلم يقبله.
قال الصّفّار: كان أبو العيناء يحدِّث بهذا بعد ما تاب.
وأنشد المبّرد للجاحظ:
إنْ حال لونُ الرّاسِ عن حاله ... ففي خضاب الرأس مستمتعُ
هَبْ من له شَيْبٌ له حيلة ... فما الَّذِي يحتاله الأصلعُ [1] ؟
وقال رَجُل للجاحظ: كيف حالك؟
فقال: يتكلّم الوزير برأيي، وصلات الخليفة متواترة لي، [وآكُل من لحم الطّير] [2] أسمنها، وألبس من الثّياب ألينها، وأنا صابر حتّى يأتي اللَّه بالفرج.
فقال له: الفرج ما أنت فِيهِ.
قال: بل أحبّ أنّ ألي الخلافة، وتحيلت إلى محمد بْن عَبْد الملك، يعني الوزير، فهذا هُوَ الفرج [3] .
وقال أبو العَيْناء، أنشدنا الجاحظ:
يَطِيب العَيْش أنّ تلقى حكيما ... وفضل العلم يعرفه الأديب [4]
سقام الحرص ليس له داء [5] ... وداء الجهل ليس له طبيب [6]
وقد عُمّر الجاحظ وبقي كلحْمٍ على قضم.
قال المبرّد: دخلتُ على الجاحظ فِي آخر أيّامه فقلت: كيف أنت؟
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 215.
[2] في الأصل بياض، والّذي بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ بغداد.
[3] تاريخ بغداد 12/ 219.
[4] في تاريخ بغداد:
يطيب العيش أن تلقى حكيما ... غذاه العلم والظن المصيب
فيكشف عنك حيرة كل جهل ... وفضل العلم يعرفه الأديب
[5] في تاريخ بغداد: «ليس له شفاء» .
[6] تاريخ بغداد 12/ 215.(18/374)
قال: كيف مَن نصفُهُ مفلوج ونصفه الآخر منقرس، لو طار عليه الذُّباب لآلمه، والآفة فِي هذا أنّي قد جاوزت التّسعين [1] .
وعن عبدان الطبيب قال: دخلنا على الجاحظ نعوده فأتى إليه رسول المتوكل يطلبه، فقال: وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل؟ ما تقولون فِي رَجُل له شقان، أحدهما لو غرز بالمسال ما أحسّ والآخر يمر به الذباب فيغوث. وأكثر ما أشكوه الثمانون.
قال ابن زَبْر في «الوَفَيَات» : تُوُفّي سنة خمسين.
وقال الصّوليّ: سنة خمسٍ وخمسين.
قال أبو هَفّان: ثلاثة لم أر قطّ، ولا سمعت أحبّ إليهم من الكُتُب والعلوم: الجاحظ، لم يقع بيده كتاب إلا استوفى مطالعته، حَتَّى أنه كان يكتري دكاكين الورّاقين، ويبيت فيها للنَّظَر.
والفتح بْن خاقان، كان يمشي والكتاب فِي كُمّه ينظر فِيهِ.
وإسماعيل القاضي، ما دخلت إليه إلا رَأَيْته يطالع، أو نحو ذلك.
345- عَمْرو بن سوّاد بن الأسود بن عَمْرو بن محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سرح [2]- م. ن. ق. - أبو محمد العامريّ السّرحيّ المصريّ. راوية ابن وهْب.
وروى أيضا عن: الشّافعيّ، وأشهب بن عبد العزيز.
وعنه: م. ن. ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو حاتم، وأسامة بن أحمد التُّجَيْبيّ، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، والحسن بن سفيان،
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 219، وانظر نحو ذلك في: وفيات الأعيان 3/ 473.
[2] انظر عن (عمرو بن سواد) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 200 رقم 137 رقم 534، والجرح والتعديل 6/ 237 رقم 1316، والثقات لابن حبّان 8/ 487، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 70 رقم 1177، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 373 رقم 1422، والأنساب لابن السمعاني 7/ 69، والمعجم المشتمل لابن عساكر 204 رقم 683، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1036، والكاشف 2/ 286 رقم 4235، وتهذيب التهذيب 8/ 45، 46 رقم 75، وتقريب التهذيب 2/ 72 رقم 603، وخلاصة تذهيب التهذيب 289، 290.(18/375)
ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق.
قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق [2] .
قلت: تُوُفّي فِي العشرين من رَجَب سنة خمسٍ وأربعين ومائتين [3] .
346- عَمْرو بن سهل [4] .
أبو عليّ الرّازيّ.
عن: يحيى بن ضُرَيْس، وعبد الله بن نُمَيْر، وأبي أسامة، وطبقتهم.
وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.
وقال أبو حاتم [5] : صدوق.
347- عَمْرو بن أبي عاصم الضحاك بن مَخْلَد الشَّيبانيّ البصْريّ [6]- ق. - عن: أبيه أبي عاصم النّبيل.
وعنه: ق.، وابنه أبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وطائفة.
ولم أر له رواية عن غير والده.
قال ابن حِبّان في «الثّقات» : مستقيم الحديث. كان على قضاء الشّام.
وقال ابنه: مات سنة اثنتين وأربعين.
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 237.
[2] وقال ابن حِبّان: «كان راويًا لابن وهْب» . (الثقات 8/ 487) .
وقال النسائي: ثقة. وفي موضع آخر قال: لا بأس به.
[3] المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (عمرو بن سهل) في:
الجرح والتعديل 6/ 237 رقم 1317.
[5] في الجرح والتعديل: «ثقة صدوق» .
[6] انظر عن (عمرو بن أبي عاصم الضحاك) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 486، وفيه قال محقّقه بالحاشية (2) : «لم نظفر به» ، والمعجم المشتمل 204 رقم 684، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1037، والكاشف 2/ 287 رقم 4240، وتهذيب التهذيب 8/ 55، 56 رقم 82، وتقريب التهذيب 2/ 72 رقم 609، وخلاصة تذهيب التهذيب 290.(18/376)
348- عمرو بن عليّ بن بحر بن كنيز [1]- ع. - أبو حفص الباهليّ البصريّ الصَّيْرفيّ الفّلاس الحافظ. أحد الأعلام.
ولد في حدود الستين ومائة، أو بعدها بقليل.
سمع: يزيد بن زُرَيْع، وعمر بن عليّ المقدميّ، ومُعْتَمِر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وبِشْر بن المفضّل، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومحمد بن سواء، ويحيى بن سعيد القطّان، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وعبد الرحمن بن مهديّ، وفُضَيْل بن سليمان، ومحمد بن فُضَيْل، وخلْقا سواهم.
وعنه: ع.، ون. أيضا، عن رجلٍ، عنه، وعفّان بن مسلم أحد شيوخه، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، ومحمد بن جرير، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بن حنبل، ويحيى بن صاعد، وجعفر الفِرْيابيّ، والقاضي المَحَامِليّ، وخلْق آخرهم موتا أبو رَوْق أحمد بن محمد الهِزّانيّ.
قال النَّسائيّ: ثقة حافظ، صاحب حديث [2] .
__________
[1] انظر عن (عمرو بن علي بن بحر) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 237، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 640، والجرح والتعديل 6/ 249 رقم 1375، والثقات لابن حبّان 8/ 487، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 546، 547 رقم 858، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 73، 74 رقم 1186، وتاريخ بغداد 12/ 207- 212 رقم 6668، والسابق واللاحق للخطيب 282، وتاريخ جرجان للسهمي 61، 62، 139، 140، 299، 489، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 367 رقم 1397، والأنساب لابن السمعاني 9/ 354، 355، والإكمال لابن ماكولا 7/ 89، وثمار القلوب للثعالبي (انظر فهرس الأعلام) 770، والمعجم المشتمل لابن عساكر 205 رقم 689، واللباب لابن الأثير 2/ 449، ووفيات الأعيان 5/ 256، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1044، 1045، وسير أعلام النبلاء 11/ 470- 472 رقم 121، والعبر 1/ 454، والكاشف 2/ 290 رقم 4266، ودول الإسلام 1/ 150، ومرآة الجنان 2/ 155، وتهذيب التهذيب 8/ 80- 82 رقم 120، وتقريب التهذيب 2/ 75 رقم 640، وهدي الساري 432، والنجوم الزاهرة 2/ 330، وطبقات الحفاظ 211 وخلاصة تذهيب التهذيب 291 وفيه: «عمرو بن علي بن بحير بن كنين» ، وطبقات المفسّرين 2/ 17، وشذرات الذهب 2/ 120.
[2] المعجم المشتمل 205.(18/377)
وقال أبو حاتم [1] : كان أرشق من عليّ بن المَدِينيّ. سمعت عباسا العنبري يقول: ما تعلّمت الحديث إلا من عَمْرو بْن عليّ.
وقال حجاج بْن الشّاعر: لا يبالي عَمْرو بْن عليّ أَحَدَّث من حفظه أو من كتابه [2] .
وذكره أبو زُرْعة فقال: ذاك من فُرسان الحديث. ولم نَرَ بعصره أحدًا أحفظ منه، ومن عليّ بْن المَدِينيّ، وسليمان الشَّاذكُونيّ [3] .
وقال الفّلاس: حضرت مجلس حمّاد بْن زَيْدُ وأنا صبي وضيء، فأخذ رجلٌ بخدّي، ففررتُ فلم أعُد [4] .
وقال الفرهيانيّ: سمعت ابن أشْكاب الصّغير يقول: ما رَأَيْت مثل عَمْرو بْن عليّ. كان يُحسن كلَّ شيء [5] .
قال الفرهيانيّ: ولم يكن ابن أشكاب يَعُدّ لنفسه نظيرا [6] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: نا الْفَلاسُ، نا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ بَارِقٍ: حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَانَ لَهُ قُرْطَانِ مِنْ أُمَّتِي أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ» .. الْحَدِيثَ.
قَالَ الْفَلَّاسُ: [رَوَى [7]] هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو عَاصِمٍ.
وَقَالَ: رَوَى عَنِّي عَفَّانُ حَدِيثًا، فَسَمَّانِي الْفَلَّاسَ ( ... ) [8] فَلَا سَاقِطَ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الْقَرَافِيُّ، أَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْجُودِ، أَنَا أَحْمَدُ بن
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 249.
[2] تهذيب الكمال 2/ 1045.
[3] تاريخ بغداد 12/ 208.
[4] تاريخ بغداد 12/ 209.
[5] تاريخ بغداد 12/ 211.
[6] تاريخ بغداد 12/ 211.
[7] في الأصل بياض.
[8] في الأصل بياض لم أتبيّن المراد.(18/378)
غَالِبٍ، [أَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ] [1] بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ، ثَنَا محمد بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي» [2] . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
تُوُفّي الفلاس بالعسكر في آخر ذي القعدة سنة تسعٍ وأربعين ومائتين [3] ، وهو في عَشْر التّسعين.
وقد دخل إصبهان مرّات، وحدَّث بها [4] .
349- عَمْرو بن عيسى الضُّبَعيّ البصْريّ الأَدَميّ [5]- خ. ن. - عن: عبد العزيز بن عبد الصّمد، ومحمد بن سواء، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى.
وعنه: خ.، ون.، عن رجلٍ، عنه، وعَبْدان، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون [6] .
350- عَمْرو بن قتيبة [7]- ن. -
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 11/ 472.
[2] أخرجه الترمذي (2230) ، وأبو داود (4282) .
[3] التاريخ الصغير للبخاريّ، والمعجم المشتمل.
[4] وذلك في سنة 16 و 24 و 236 هـ. (ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 29) وسئل عنه أبو زرعة الرازيّ فقال: ذاك من فرسان الحديث.
[5] انظر عن (عمرو بن عيسى) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 488، وفيه: «الضبيعي» ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 547 رقم 860، والمعجم المشتمل 216 رقم 691، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1046، والكاشف 2/ 292 رقم 4275، وتهذيب التهذيب 8/ 87، 88 رقم 131، وتقريب التهذيب 2/ 76 رقم 649، وخلاصة تذهيب التهذيب 292.
[6] ذكره ابن حِبان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .
[7] انظر عن (عمرو بن قتيبة) في:
تهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1046، والكاشف 2/ 293 رقم 4280، وتهذيب التهذيب 8/ 89، 90 رقم 137، وتقريب التهذيب 2/ 76 رقم 655، وخلاصة تذهيب التهذيب 292،(18/379)
عن: الوليد بن مسلم.
وعنه: ن.، وسعد بن محمد البَيْروتيّ، وبالإجازة أحمد بن المعلى القاضي، وأبو الحسن أحمد بن جوصا.
له حديث واحد عند النسائي [1] ، من رواية حمزة الكناني، وأبي علي الأسيوطي، وأبي الحسن بن حَيَّوَيْهِ، وشذا بن السني. وقال عَمْرو بن عثمان، فوهم [2] .
351- عمرو بن مالك [3]- ت. - أبو عثمان الرّاسبيّ الغبريّ لا النُّكْريّ، البصْريّ.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، ويوسف بن عطيّة، وفُضَيْل بن سليمان النُّمَيْريّ، ومروان بن معاوية، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى.
وعنه: ت.، وعَبْدان، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة.
فيه لين.
وأما النكري ففي عصر الزهري.
352- عمرو بن محمد بن عمرو بن ربيعة بن الغاز.
أبو حفص الجرشي الدّمشقيّ.
__________
[ () ] وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 396 رقم 1176.
وهو: عمرو بن قتيبة الصوري.
[1] وهو قال في مشيخته: كتبنا عنه لا بأس به.
[2] وقال مسلمة في كتاب «الصلة» : صوريّ لا بأس به. روى عنه النسائي بحمص. (تهذيب التهذيب 8/ 90) .
[3] انظر عن (عمرو بن مالك) في:
الجرح والتعديل 6/ 259 رقم 1428، والمعجم المشتمل لابن عساكر 206 رقم 694، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1048، والمغني في الضعفاء 2/ 488 رقم 4699، وميزان الاعتدال 3/ 285 رقم 6435، والكاشف 2/ 294 رقم 4288، وتهذيب التهذيب 8/ 95 رقم 152، وتقريب التهذيب 2/ 77 رقم 666، وخلاصة تذهيب التهذيب 293.(18/380)
عن: الوليد بن مسلم، ومخيس بن تميم.
وعنه: أحمد بن نصر بن شاكر، وأحمد بن المعلى، وجماهر الزملكاني، وأحمد بن أنس، وآخرون.
وثّقه النّسائيّ.
353- عمرو بن منصور [1]- ن. - أبو سعيد النّسائيّ الحافظ.
عن: أبي نُعَيْم، وعفّان، ومحمد بن عيسى الطّبّاع، وعبد الأعلى بن مُسْهِر، وعليّ بن عيّاش، والقَعْنَبيّ، وخلْق كثير.
وعنه: ن. وقال: ثقة مأمون ثَبْت، وعبد الله بن محمد بن سيّار الفرهيانيّ، والقاسم بن زكريّا المطرّز.
قال عبّاس العنبريّ: ما قدم علينا مثله ومثل أبي بكر الأثرم [2] .
354- عَمْرو بن هشام بن بزين [3]- ن. - أبو أميّة الجزريّ الحرّانيّ.
عن: جدّه لأمّه عَتّاب بن بشير، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبي بكر بن عيّاش، ومحمد بن سَلَمَةَ، ومَخْلَد بن يزيد، وجماعة.
وعنه: ن.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأحمد بن عليّ الأبّار، والحسين بن إسحاق
__________
[1] انظر عن (عمرو بن منصور) في:
المعجم المشتمل 207 رقم 696، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1051، وميزان الاعتدال 3/ 289 رقم 6453، والكاشف 2/ 296 رقم 4302، وتهذيب التهذيب 8/ 107 رقم 175، وتقريب التهذيب 2/ 79 رقم 687، وخلاصة تذهيب التهذيب 294.
[2] تهذيب الكمال.
[3] انظر عن (عمرو بن هشام) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 459، والجرح والتعديل 6/ 268 رقم 1482، والثقات لابن حبّان 8/ 488، وفيه «بزرين» ، والإكمال لابن ماكولا 1/ 267، والمعجم المشتمل لابن عساكر 207 رقم 697، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1053، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 72، والكاشف 2/ 297 رقم 4311، وتوضيح المشتبه 1/ 494، وتهذيب التهذيب 8/ 113 رقم 187، وتقريب التهذيب 2/ 80 رقم 697، وخلاصة تذهيب التهذيب 294 وفيه: «الحدّاني» .(18/381)
التستري، وأَبُو عَرُوبة الحرّانيّ، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، وآخرون.
قال النسائي: ثقة [1] .
قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين [2] .
355- عمرو بن يزيد [3]- ن. - أبو بريد الجرميّ البصريّ.
عن: غُنْدر، وعبد الرحمن بن مهديّ، ومحمد بن أبي عديّ، وبَهْز بن أسد، وجماعة.
وعنه: ن.، وأبو حاتم الرّازيّ، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وأحمد بن عَمْرو البزّار، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وجماعة.
قال النسائي: ثقة [4] .
356- عنبسة بن إسحاق بن شمر الضبي البصري [5] .
الأمير.
كان من أجلاد القوم ودهاتهم. ولي الديار المصرية للمتوكل عشرة أعوام فبقي عليها إلى سنة اثنتين وأربعين.
قال ابن يونس: أخبرني من رآه يروح إلى الجمعة في محفة بيضاء
__________
[1] وزاد: «كان يحفظ» . (المعجم المشتمل) .
[2] وهو ذاهب الحجّ. (الثقات لابن حبّان 8/ 488، والمعجم المشتمل 207) .
[3] انظر عن (عمرو بن يزيد) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 251، والجرح والتعديل 6/ 270 رقم 1492، والثقات لابن حبّان 8/ 488، والمعجم المشتمل لابن عساكر 207 رقم 699، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1055، وميزان الاعتدال 3/ 294 رقم 6478، والكاشف 2/ 299 رقم 4322، وتهذيب التهذيب 8/ 120 رقم 201، وتقريب التهذيب 2/ 81 رقم 709، وخلاصة تذهيب التهذيب 295.
[4] المعجم المشتمل، وفي موضع آخر: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وذكره ابن حِبّان فِي «الثقات» : ربّما أغرب» .
[5] انظر عن (عنبسة بن إسحاق) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 479، 486، 488، وتاريخ الطبري 9/ 194، 204.(18/382)
طيلسان ويغلطاق راجلا.
وقيل: إنّه كتب الحديث ببلده.
357- العلاء بن مَسْلَمَة البغداديّ الرَّوّاس [1]- ت. - عن: ضَمْرة بن ربيعة، وعبد المجيد بْن أَبِي رَوّاد، وجماعة.
وعنه: ت.، وابن صاعد، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي.
وكان متهما بوضع الحديث [2] .
358- عيسى بن حمّاد زغبة [3]- م. د. ن. ق. - أبو موسى التّجيبيّ، مولاهم المصريّ.
عن: اللَّيث، ورِشْدين بن سعد، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن وهب، وابن القاسم.
__________
[1] انظر عن (العلاء بن مسلمة) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 185، 186، وتاريخ بغداد 12/ 241، 242 رقم 6691، وتاريخ جرجان للسهمي 440، والأنساب لابن السمعاني 6/ 172 وفيه كنيته: «أبو سالم» ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 208 رقم 703، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1074، والمغني في الضعفاء 2/ 440 رقم 4190، والكاشف 2/ 311 رقم 4409، وميزان الاعتدال 3/ 105، وتهذيب التهذيب 8/ 192 رقم 346، وتقريب التهذيب 2/ 93 رقم 835، وخلاصة تذهيب التهذيب 300.
[2] قال ابن حبّان: «يروي عن العراقيين المقلوبات وعن الثقات الموضوعات، لا يحلّ الاحتجاج به بحال» . (المجروحون 2/ 185) .
وقال أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ: كان رجل سوء لا يبالي ما روى، وعلى ما أقدم، لا يحلّ لمن عرفه أن يروي عنه. (تاريخ بغداد 12/ 242) .
[3] انظر عن (عيسى بن حمّاد) في:
الجرح والتعديل 6/ 274 رقم 1520، والثقات لابن حبّان 8/ 494، ومروج الذهب 3067، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 113 رقم 1285، وتاريخ جرجان للسهمي 329، والسابق واللاحق 307، والإكمال لابن ماكولا 4/ 81، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 392، 393 رقم 1504، والمعجم المشتمل 210 رقم 709، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1078، والكاشف 2/ 314 رقم 4440، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 968، والعبر 1/ 452، وسير أعلام النبلاء 11/ 506، 507 رقم 138، وتهذيب التهذيب 8/ 209، 210 رقم 386، وتقريب التهذيب 2/ 97 رقم 876، والنجوم الزاهرة 2/ 328، وخلاصة تذهيب التهذيب 301، 302، وشذرات الذهب 2/ 118.(18/383)
وعنه: م. د. ن. ق.، وبَقِيّ بن مخلد، وأبو زرعة، وأبو عمران موسى بن سهل الْجَوْني، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة، ومحمد بن زبان بن حبيب وأحمد بن عبد الوارث العسال، وإسماعيل بن داود بن وردان، والحسين بن محمد المصري مأمون، وأبو بكر بن أَبِي دَاوُد، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض الدمشقي، وآخر من روى عنه أحمد بن عيسى الوشاء.
وثقة النّسائيّ [1] ، والدّار الدّارقطنيّ.
قال ابن يونس: هو آخر من روى عن اللَّيث مِن الثّقات. وهو مُكْثِر عنه.
تُوُفّي في ثاني ذي الحجّة سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين [2] .
قال أبو حاتم [3] : كان ثقة رضيّا.
359- عيسى بن شاذان [البصْريّ] [4] القطّان- د. - أحد الحُفّاظ. مات كَهْلا ولم يشتهر اسمه.
يروي عن: عبد الله بن رجاء الغُدّانيّ، وأبي عمر الحَوْضيّ، وهذه الطبقة.
وعنه: د.، وولده أبو بكر بن أَبِي دَاوُد، [وعلي] [5] بْن عَبْد اللَّه بْن مبشر الواسطي، وآخرون.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يقول: ما رأيت أحفظ من النّفيليّ.
__________
[1] فقال: ثقة، وفي موضع آخر قال: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .
[2] في الثقات لابن حبّان مات سنة تسع وأربعين ومائتين. (8/ 494) .
[3] الجرح والتعديل.
[4] انظر عن (عيسى بن شاذان) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 494 وفيه قال محقّقه بالحاشية (6) : «لم نظفر به» ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1079، والكاشف 2/ 315 رقم 4445، وسير أعلام النبلاء 12/ 581، 582 رقم 219، وتذكرة الحفاظ 2/ 561، وتهذيب التهذيب 8/ 212، 213 رقم 394، وتقريب التهذيب 2/ 98 رقم 883، وطبقات الحفاظ 251، وخلاصة تذهيب التهذيب 302 وفي الأصل بياض، والإستدراك من مصادر الترجمة.
[5] بياض في الأصل، استدركته من: سير أعلام النبلاء 12/ 581.(18/384)
قلت له: ولا عِيسَى بْن شاذان؟
قَالَ: ولا عِيسَى بْن شاذان [1] .
360- عيسى بن صُبَيْح [2] .
من حذّاق المعتزلة البغداديّين.
توفي إلى ( ... ) سنة ( ... ) [3] .
ورّخه المسعودِيّ [4] ، 361- عيسى بن أبي عيسى السُّلَيْحيّ الحمصيّ [5]- د. ن. - المعروف بابن البرّاد.
عن: محمد بن حِمْيَر، ويحيى بن أبي بُكَيْر، وأبي المغيرة عبد القُدُّوس، وطائفة.
وعنه: د. ن.، وحَرَميّ بن أبي العلاء، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَبُو عَرُوبة.
362- عيسى بن المساور البغداديّ الجوهريّ [6]- ت. ن. -
__________
[1] وقال ابن حبّان: «وكان من الحفّاظ ممن يغرب، لم يعمّر حتّى ينتفع الناس بعلمه. مات وهو شابّ» . (8/ 494) .
[2] انظر عن (عيسى بن صبيح) في:
طبقات المعتزلة 138، والفهرست لابن النديم 61، 62، والفصل في الملل والأهواء والنحل للشهرستاني 1/ 88، 89، والإنتصار (انظر فهرس الأعلام) ، ومروج الذهب 2918، والأنساب لابن السمعاني 521، ولسان الميزان 4/ 398 رقم 1214، وضحى الإسلام لأحمد أمين 3/ 146، 147.
[3] في الأصل بياض.
[4] ورّخ المسعودي وفاته في سنة ست وعشرين ومائتين. وعلى هذا فيجب أن يحوّل من هذه الطبقة، ويقدّم إلى الطبقة الثالثة والعشرين.
[5] انظر عن (عيسى بن أبي عيسى) في:
المعجم المشتمل 211 رقم 712، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1082، 1083، والكاشف 2/ 317 رقم 4462، وتهذيب التهذيب 8/ 226 رقم 418، وتقريب التهذيب 2/ 100، 101 رقم 906، وخلاصة تذهيب التهذيب 303.
[6] انظر عن (عيسى بن المساور) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 495، وتاريخ بغداد 11/ 161، 162 رقم 5855، والمعجم المشتمل لابن عساكر 211 رقم 714، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 34/ 263، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1083، والكاشف 2/ 318 رقم 4466، وتهذيب التهذيب 8/ 229، 230(18/385)
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز، ومروان بن معاوية الفَزَاريّ، وطبقتهم.
وعنه: ت. ن.، والقاسم بن زكريّا المطرِّز، ومحمد بن هارون الحضرمي، وآخرون.
قال النسائي: لا بأس به [1] .
وقال غيره: تُوُفّي في شوّال سنة أربعٍ وأربعين [2] .
وقيل: سنة خمسٍ [3] .
363- عيسى بن مِهْران الرّازيّ [4] .
أبو موسى المستعطف.
عن: عبد الواحد بن زياد، معتمر بن سليمان، ومروان بن معاوية، وجماعة.
وعنه: محمد بن جرير الطّبريّ.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم [5] : سَمِعَ منه أَبِي ثمّ ترك حديثه وقال: هو كذّاب [6] .
وقال ابن عديّ [7] : هو متحرّف في الرّفض. حدّث بأحاديث موضوعة.
__________
[ () ] رقم 425، وتقريب التهذيب 2/ 101 رقم 912، وخلاصة تذهيب التهذيب 313، وموسوعة علماء المسلمين 3/ 408، 409 رقم 1188.
[1] المعجم المشتمل 211، تاريخ بغداد 11/ 162.
[2] المعجم المشتمل 211، تاريخ بغداد 11/ 162.
[3] الثقات لابن حبّان 8/ 495.
وقد وثّقه الخطيب في تاريخه 11/ 161.
وكان محمد بن إشكاب يحسن الثناء عليه.
[4] انظر عن (عيسى بن مهران) في:
الجرح والتعديل 6/ 260 رقم 1207، والكامل لابن عديّ 5/ 1899، وتاريخ بغداد 11/ 167، 168 رقم 5866، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 242 رقم 2661، والمغني في الضعفاء 2/ 501 رقم 4831، ولسان الميزان 4/ 406 رقم 1241.
[5] في الجرح والتعديل 6/ 290.
[6] عبارته في «الجرح» : «لا يحوّل حديثه فإنّه كذّاب» .
[7] في الكامل 5/ 1899 وفيه: «محترق» .(18/386)
364- عيسى بن يوسف بن عيسى بن الطّبّاع [1] .
أبو يحيى أخو محمد.
عن: أبي بكر بن عيّاش، وابن أبي فُدَيْك، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وآخرون.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (عيسى بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 11/ 162، 163 رقم 5857.(18/387)
- حرف الغين-
365- غِياث بن جعفر الرَّحْبيّ [1]- ق. -[من] [2] الرَّحْبة. ولا أعلم أحدا من أهلها له ذِكْر قبل هذا.
استملى على: سُفْيان بن عُيَيْنَة وروى عنه [حديثا كثيرا] [3] ، وعن:
الوليد بن مسلم، وجماعة.
وعنه: ق.، وأبو العبّاس السّرّاج، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، ومحمد بن المجدّر، وآخرون [4] .
__________
[1] انظر عن (غياث بن جعفر) في:
معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 52 رقم 21، والثقات لابن حبّان 9/ 3، والإكمال لابن ماكولا 6/ 132، والمعجم المشتمل لابن عساكر 212 رقم 717، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1091، والكاشف 2/ 323 رقم 4500، وتهذيب التهذيب 8/ 252 رقم 465، وتقريب التهذيب 2/ 106 رقم 24، وخلاصة تذهيب التهذيب 307.
[2] في الأصل بياض.
[3] ما بين الحاصرتين إضافة من «الإكمال» 6/ 132.
[4] قال يحيى بن معين: «محدود كذّاب، عدوّ للَّه، ليس بشيء» . (معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 52 رقم 21) .
وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .(18/388)
- حرف الفاء-
366- الفتح بن خاقان [1] .
الأمير أبو محمد التركي الكاتب، وزير المتوكل.
كان فصيحا مفوها، وشاعرا محسنا موصوفا بالسخاء والكرم والرئاسة
__________
[1] انظر عن (الفتح بن خاقان) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 492، وتاريخ الطبري 9/ 184، 200، 218، 222، 224- 228، 230، 234، 236، 237، 241، 614، ومقاتل الطالبيين 608، 609، 643، ولطف التدبير للإسكافي 62، 63، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 119، 120، والفهرست لابن النديم 169، ومعجم الشعراء للمرزباني 218، ومعجم الأدباء 6/ 116، وفوات الوفيات 2/ 246، والفخري 4، 326، والعقد الفريد 2/ 478، والهفوات النادرة للصابي 22، 23، 211، 212، والولاة والقضاة وولاة مصر 228، 230، وتحفة الوزراء 116، وخاص الخاص للثعالبي 51، والعيون والحدائق 3/ 546، 554- 557، وتاريخ حلب للعظيميّ 112، 259، والجليس الصالح للجريري 1/ 269، 270، والأذكياء لابن الجوزي 202، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 209، 211، 219 و 2/ 125 و 3/ 53، 234، 235، 324، 325 و 5/ 88، ونشوار المحاضرة، له 1/ 265، و 3/ 49، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 452، وذم الهوى لابن الجوزي 481، وتاريخ مختصر الدول، لابن العبري 146، ومروج الذهب 8، 1843، 1844، 2874، 2881، 2882، 2887، 2905، 2906، 2944، 2953، 2956، 2957، 2966، 2991، 3199، وأمالي المرتضى 1/ 194، 199، 300، 535، 586، و 2/ 41، والكامل في التاريخ 7/ 95- 100، 103- 105، والمنازل والديار لابن منقذ 2/ 310، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 171، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 147، ووفيات الأعيان 1/ 30، 355، 411، 477 و 2/ 236 و 3/ 155، 374 و 6/ 30، والروض المعطار للحميري 177، 283، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 315، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 401، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 266، وسير أعلام النبلاء 12/ 82، 83 رقم 24، والوافي بالوفيات 3/ 177- 179، والنجوم الزاهرة 2/ 313، 324، 325، وشذرات الذهب 2/ 114، وزهر الآداب 203، 204، ومحاضرات الأدباء 1/ 192، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، وتاريخ ابن الوردي 1/ 228، وتاريخ الخميس 2/ 378، ومآثر الإنافة 1/ 229، واكتفى الخطيب في تاريخ بغداد 12/ 389 رقم 6845: «الفتح بن خاقان وزير المتوكل قتل معه» . ولم يزد!، وآثار الأول وترتيب الدول للعباسي 199.(18/389)
والسؤدد. وكان المتوكل لا يكاد يصبر عنه، استوزره وقدّمه وأمّره على الشّام، وأذِنَ له أن يستنيب عنه بها.
وللفتح أخبار فِي الجود والأدب والمكارم والظّرافة. وكان معادلا للمتوكّل على جمّازة لمّا قدِم دمشق [1] .
حكى عَنْهُ: المبرّد، وأحمد بْن يزيد المؤدّب، وغيرهما.
قال أبو العَيْنَاء: دخل المعتصم يوما على خاقان يعوده، فرأى ابنه الفتح صبيّا لم يثغر [2] ، فمازحه، ثُمَّ قال: أيّما أحسن، دارنا أم داركم؟
فقال الفتح: دارنا أحسن إذا كنتَ فيها.
فقال المعتصم: والله لا أبْرَح حتّى أنثر عليه مائة ألف درهم [3] .
وقال الصُّوليّ: ثنا أبو العَيْناء قال: قال الفتح بْن خاقان: غضب عليّ المعتصم ثُمَّ رَضِيَ عنّي فقال: ارفع حوائجك لتُقْضى.
فقلت: يا أمير المؤمنين ليس شيء من عَرض الدّنيا وانْ جَلّ يفي برِضى أمير المؤمنين وانْ قلّ. فأمر فحُشِي فمي دُرّا [4] .
ومن شِعره قوله:
بُنيَ الحُبُّ على الْجَوْر فلو ... أَنْصَفَ المعشوق [5] فِيهِ لَسَمُجْ
ليس يُسْتَحْسَن وفي وصف الهوى [6] عاشقٌ ... يُحسنُ تأليف الحُجَجْ [7]
وقال البُحْتُريّ: قال لي المتوكًل: قُلْ فيّ شِعْرا وفي الفتح، فإني أحب أنْ يجيء معي ولا أفقده، فيذهب عيشي ولا يفقدني. فقل في هذا المعنى. فقلت
__________
[1] معجم الأدباء 16/ 175، والجمّازة: الناقة السريعة.
[2] في معجم الأدباء: «لم يتغدّ» .
[3] معجم الأدباء 16/ 172.
[4] معجم الأدباء 16/ 178 وفيه: «فحشي فمي جوهرا» .
[5] في: معجم الأدباء: «أنصف المحبوب» .
[6] في: معجم الأدباء: «ليس يستملح في حكم الهوى» .
[7] معجم الأدباء 16/ 184.(18/390)
أبياتي الّتي كنت عملتها فِي غلامي، وأريته أنّي عملتها فِي الحال. وغّيرت فيها لفظة ما عشت بيا فتح. وهي:
سيّدي أنتَ كيف أخلفتَ عهدي ... وتثاقلت عن وفاءٍ بعهدي
لا أرتني الأيّامُ فقْدَك يا فتح ... ولا عَرَّفَتْكَ ما عِشْت فَقْدي
أعظَمُ الرُّزْءِ أنْ تُقَدَّم قبلي ... ومن الرُّزْء أنْ تُؤَخَّر بعدي
حذرًا [1] أنْ تكون إلْفًا لغَيْري ... إذ تفرَّدْتُ بالهَوَى فيك وحدي [2]
قال: فقُتِلا معا، وكنت حاضرا فربحت هذه الضَّرْبة. وأومأ إلى ضَرْبة فِي ظَهره [3] .
قلت: قُتِلا في سنة سبع وأربعين ومائتين.
ويحى أنّ الفتح كان مع قوّة ذكائه متبحّرًا فِي العلوم، لا يكاد يملّ من المطالعة فِي فنون الأدب.
367- فتح بن عَمْرو التَّميميّ [4] .
أبو نصر الكِشّيّ.
رحل، وروى عن: أبي يحيى الحِمّانيّ، وأبي أُسامة، وأزهر السّمّاك، وعبد الرزاق بن همام، وخلق.
وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأحمد بن سلمة النيسابوري، وجماعة آخرهم وفاة محمد بن حاتم بن خزيمة شيخ لأبي عبد الله الحاكم.
وتوفي سنة خمسين.
قال أبو حاتم [5] : صدوق [6] .
__________
[1] في معجم الأدباء: «حسدا» .
[2] معجم الأدباء 16/ 179 وفيه: «قبل وحدي» .
[3] معجم الأدباء 16/ 179.
[4] انظر عن (فتح بن عمرو) في:
الجرح والتعديل 7/ 91 رقم 516، والثقات لابن حبّان 9/ 14، والأنساب لابن السمعاني 10/ 429.
[5] الجرح والتعديل 7/ 91.
[6] وذكره ابن حِبان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .(18/391)
368- فرج بن مرزوق.
أبو مسلم المدني، مولى المنكدر.
روى عن: مالك بن أنس، وعبد العزيز بن أبي حازم، وغيرهما.
وعنه: عليّ بن الحسن بن قديد.
توفي بمصر في ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين. قاله ابن يونس.
369- فَضَالَةُ بن الفضل الكوفيّ الطُّهَويّ [1]- ت. - عن: أبي بكر بن عيّاش، وأبي داود الحُفْريّ.
وعنه: ت.، وعليّ بن العبّاس المَقَانِعيّ، وعمر البُّجَيْريّ، ومحمد بن جرير، ويحيى بن صاعد، وأبو عَرُوبة، ومحمد بن الحسين الأشْنانيّ، وطائفة.
وثّقة النَّسائيّ [2] ، وغيره [3] .
قال مُطَيَّن: تُوُفّي سنة خمسين ومائتين [4] .
370- الفضل بن إسحاق الدُّوريّ البزّاز [5] .
عن: عُبَيْد الله الأشجعيّ، والقاسم بن مالك.
وعنه: عبد الله بن أحمد، والباغَنْديّ، ومحمد بن إسحاق السّرّاج.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
371- الفضل بن أبي حسّان البكّائيّ الورّاق [6] .
__________
[ () ] وقال ابن السمعاني: «مستقيم الحديث صدوق» .
[1] انظر عن (فضالة بن الفضل) في:
الجرح والتعديل 7/ 78 رقم 446، والثقات لابن حبّان 9/ 10، والمعجم المشتمل 213 رقم 719، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1092، والكاشف 2/ 327 رقم 4528، وتهذيب التهذيب 8/ 268 رقم 499، وتقريب التهذيب 2/ 109 رقم 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 308.
[2] المعجم المشتمل.
[3] وقال أبو حاتم الرازيّ: «صدوق» .
وقال ابن حبّان: «ربّما أخطأ، كان يحدّث بالكوفة في بني شيطان» .
[4] المعجم المشتمل 213.
[5] انظر عن (الفضل بن إسحاق) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 6، 7، وتاريخ بغداد 12/ 360، 361 رقم 6792.
[6] انظر عن (الفضل بن أبي حسّان) في:(18/392)
سمع: زيد بن الحُباب، وأبا النَّضْر، وشُرَيْح بن النُّعْمان، وعدّة.
وعنه: ابن صاعد، وأحمد بن عليّ بن العلاء الْجَوْزَجانيّ.
وثّقة الخطيب.
مات في شَعْبان سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
372- الفضل بن السُّكَيْن القَطِيعيّ [1] .
يُعرف بالسِّنْديّ، لسَوَاده.
روى عن: صالح بن بيان، وغيره.
وعنه: أبو يَعْلَى المَوْصِليّ، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ.
كذّبه يحيى بن معين وقال: لعن الله من يكتب عنه [2] .
373- الفضل بن الصّبّاح [3]- ت. ق. - أبو العبّاس البغداديّ السّمْسار.
عن: هُشَيْم، وسُفْيان، ووَكيع، وابن فُضَيْل، ومَعن القزّاز، وأبي معاوية.
وعنه: ت. ق.، وأبو يعلى الموصليّ، وأبو القاسم البغويّ، وأبو العبّاس السّرّاج، ومحمد بن هارون الحضرميّ، ومحمد بن المسيب الأرغيانيّ، وآخرون.
وثّقه ابن معين [4] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 12/ 313 رقم 6796.
وسيعاد ثانية في هذا الجزء برقم (374) .
[1] انظر عن (الفضل بن السكين) في:
تاريخ بغداد 12/ 362 رقم 6794، والمغني في الضعفاء 2/ 511، رقم 4921، وميزان الاعتدال 3/ 252 رقم 6726، ولسان الميزان 4/ 441 رقم 1350.
[2] تاريخ بغداد 12/ 362.
[3] انظر عن (الفضل بن الصبّاح) في:
معرفة الرجال، برواية ابن محرز 1/ 106 رقم 487، و 2/ 179، 180 رقم 591، والجرح والتعديل 7/ 63 رقم 362، والثقات لابن حبّان 9/ 6، وتاريخ بغداد 12/ 361، 362 رقم 6793، والمعجم المشتمل 214 رقم 722، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1098، 1099، والكاشف 2/ 328 رقم 4535، وتهذيب التهذيب 8/ 279 (دون ترقيم) ، وتقريب التهذيب 2/ 110 رقم 39، وخلاصة تذهيب التهذيب 309.
[4] فقال: ذاك الفتى صاحبنا ليس به بأس. (معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 106 رقم 487(18/393)
قال السراج: كان من خيار عباد الله [1] .
توفي سنة خمس وأربعين ومائتين [2] .
374- الفضل البكائي [3] .
عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، وزيد بن الحباب.
روى عنه: يحيى بن صاعد، وغيره، وأحمد بن علي الجوزجاني.
وثقة الخطيب.
ويقال له الفضل بن أبي حسان.
توفي سنة تسع وأربعين ومائتين.
375- الفضل بن مروان الوزير [4] .
روى عن: عليّ بن عاصم، وغيره.
روى عنه: المبّرد، وحسين بن يحيى، وسليمان بن وهْب الكاتب، وجماعة.
كنيته: أبو العبّاس. وأصله من البردان. وتنقّلت به الأحوال إلى أن وصل إلى وزارة المعتصم.
وكان أديبا فصيحا، وافر الحشمة والحرمة.
__________
[ () ] و 2/ 179، 180 رقم 591، وقال في موضع آخر: ثقة. (تاريخ بغداد 12/ 361) .
[1] تاريخ بغداد 12/ 361.
[2] تاريخ بغداد 12/ 362، المعجم المشتمل 214.
[3] تقدّمت ترجمته برقم (371) .
[4] انظر عن (الفضل بن مروان) في:
تاريخ الطبري 9/ 18- 21، 121، 123، 162، 264، ومروج الذهب 2695، 2834، والهفوات النادرة للصابي 196، 255، 356- 359، 364، والإعجاز والإيجاز 102، وتحفة الوزراء للثعالبي 120، 122، والتمثيل والمحاضرة 47، ونكت الوزراء للجاجرمي (طبعة ستنسل) ورقة 142، والإنباء في تاريخ الخلفاء 110، 113، وإعتاب الكتّاب 130، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ (في عدة مواضع) ، والكامل في التاريخ 6/ 453، 454 و 7/ 39، 124، 135، ووفيات الأعيان 1/ 473 و 4/ 45- 47 و 6/ 221، والفخري 232، 233، وسير أعلام النبلاء 12/ 83- 85 رقم 25، ومرآة الجنان 2/ 157، والنجوم الزاهرة 2/ 332، وشذرات الذهب 2/ 122.(18/394)
قال محمد بن إسحاق النديم [1] : الفضل بن مروان بن ماسرجس النصراني، وعمر ثلاثا وتسعين سنة، وخدم المأمون والمعتصم ووزر له، وخدم من بعدهما من الخلفاء. وكان قليل العلم خبيرا بخدمة الخلفاء. وكان المعتصم يكثر الإطلاق على اللهو، وكان الفضل لا يمضي ما يُطْلقه فِي بعض الأحايين، فبلغ المعتصم ذلك فنفاه إلى السّنّ، واستوزر محمد بْن عَبْد الملك الزّيّات. ثُمَّ إنّ الفضل فيما بعد سكن سامرّاء.
وعنه: قال: أنعمت النّظر فِي عِلْمَين، فلم أرهما يصحّان: النُّجوم [2] والسِّحْر.
وممّا كتبه بعض الأدباء على باب داره:
[تفر] [3] عنت يا فضل بْن مروانَ فاعتَبِرْ ... فقبلَكَ كان الفضل والفضل والفضل
[ثلاثة] [4] أملاك مضوا لسبيلهم ... أبادتهم التّنكيل [5] و [الحبس] [6] والقتلُ
[إنَّكَ] [7] قد أصبحتَ للنّاس عِبْرةً [8] ... سَتُودي كما أودي [الثلاثة من قبلُ] [9]
يعني الفضل بْن يحيى البرمكيّ، والفضل بْن الربيع الحاجب، والفضل.
[بْن سهل] [10] . ثمّ إنّ الفضل بقي خاملا إلى أن مات في شوّال سنة خمسين ومائتين [11] .
__________
[1] في الفهرست 127.
[2] هكذا في الأصل. وفي: سير أعلام النبلاء: «النحو» .
[3] في الأصل بياض، والإستدراك من: وفيات الأعيان.
[4] في الأصل بياض.
[5] في: وفيات الأعيان، وسير أعلام النبلاء: «أبادتهم الأقياد» .
[6] في الأصل بياض، والإضافة من: وفيات الأعيان، وشذرات الذهب. أما في: سير أعلام النبلاء:
«والذلّ» .
[7] في الأصل بياض.
[8] في وفيات الأعيان، وشذرات الذهب: «وإنك قد أصبحت في الناس ظالما» .
[9] في الأصل بياض. والإستدراك من: وفيات الأعيان 4/ 45، وشذرات الذهب 2/ 122، وورد البيتان الأولان فقط في: سير أعلام النبلاء 12/ 84، 85.
[10] في الأصل بياض، والإستدراك من: وفيات الأعيان 4/ 46.
[11] وفيات الأعيان 4/ 46.(18/395)
- حرف القاف-
376- القاسم بن بِشْر بن معروف البغداديّ [1]- د. - قيل هو القاسم بن أحمد البغداديّ الّذي روى د عنه، عن أبي عامر العَقَديّ.
روى عَنْ: سُفيان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بْن هارون، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وعنه: أبو العبّاس السّرّاج، وابن صاعد، وابن خُزَيْمَة، وعمر البُجَيْريّ.
وهو ثقة [2] .
377- القاسم بن زكريّا بن دينار [3]- م. ت. ن. ق. - أبو محمد القرشيّ الكوفيّ الطّحّان. وقد يُنسب إلى جَدّه.
روى عن: الحسين بن عليّ الْجُعْفيّ، وأبي أُسامة، ووَكِيع، وطَلْق بن غنّام، ومعاوية بن هشام، ومُصْعَب بن المِقْدام، وطائفة.
وعنه: م. ت. ن. ق.، والهيثم بن خَلَف، والقاسم بن زكريّا المطرِّز،
__________
[1] انظر عن (القاسم بن بشر) في:
تاريخ الطبري 1/ 23، 45، 55، 56، 187، 209، 350 و 3/ 40، والثقات لابن حبّان 9/ 19، وتاريخ بغداد 12/ 427 رقم 6775.
[2] ذكره ابن حبّان في «الثقات» ، ووثّقه الخطيب في «تاريخ بغداد» .
[3] انظر عن (القاسم بن زكريا) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 660، والثقات لابن حبّان 9/ 18، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 138 رقم 1346، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 421 رقم 1613، والمعجم المشتمل لابن عساكر 216 رقم 730، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1108، والكاشف 2/ 336 رقم 4580، وتهذيب التهذيب 8/ 313، 314 رقم 569، وتقريب التهذيب 2/ 116 رقم 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 312.(18/396)
والحسن بن سفيان، وجماعة.
وقال النَّسائيّ: ثقة [1] .
378- القاسم بن عثمان الْجُوعيّ [2] .
أبو عبد الملك العبْديّ الدّمشقيّ الزَاهد شيخ الصُّوفيّة ورفيق أحمد بن أبي الحواري في صُحْبة أبي سليمان الدّارانيّ.
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم، والزّاهد أبا معاوية الأسود، وجعفر بن عَوْن، وجماعة.
وعنه: أبو حاتم الرّازيّ، وإبراهيم بن دُحَيْم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبيّ، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وأحمد بن أنس بن مالك، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وطائفة.
قال أبو حاتم [3] : صدوق [4] .
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: تَفَرَّدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» [5] . وقال سَعِيد بْن أوس: ثنا قاسم الْجُوعيّ: وكان صوفيًا (نُسِبَ إلى الجوع.
وقال أبو بَكْر بْن أبي دَاوُد: رَأَيْت أحمد بْن أبي الحواري يقرأ عند
__________
[1] وقال أيضا: لا بأس به. (المعجم المشتمل 216) .
[2] انظر عن (القاسم بن عثمان الجوعي) في:
الجرح والتعديل 7/ 114 رقم 657، وطبقات الصوفية للسلمي 98، وحلية الأولياء 9/ 323، 324، والثقات لابن حبّان 9/ 17، والأنساب لابن السمعاني 3/ 373، واللباب لابن الأثير 1/ 311، ودول الإسلام 1/ 150، وسير أعلام النبلاء 12/ 77- 79 رقم 22، والعبر 1/ 452، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 280، 393، 397.
[3] الجرح والتعديل 7/ 114.
[4] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «من المتعبّدين، يروي عن أبي اليمان. وقد كان راويا لابن نافع، حدّثنا عنه محمد بن المعافى بصيداء، وغيره» . (9/ 17) .
[5] رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (13156) ، و «المعجم الأوسط» (153) ، وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» 4/ 9، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» 9/ 324.
وانظر: سير أعلام النبلاء 12/ 78 الحاشية (1) .(18/397)
القاسم بْن عثمان القرآن، فيصيح ويصعق. وكان فاضلا من محدثي دمشق.
وكان يقدم فِي الفضل على أحمد الحصائريّ.
قال قاسم الْجُوعيّ: وكان عابد أهل الشّام، فذكر حكايةً.
وقال محمد بْن الفيض الغسّانيّ: قدِم يحيى بْن أكثم دمشقَ مع المأمون، فبعث إلى أحمد بْن أبي الحواري، فجاء إليه وجالَسَهُ، وخلع عليه يحيى طويلة وشيئًا من ملابسه، ودفع إليه خمسة آلاف درهم وقال: يا أَبَا الْحَسَن فرّقها حيث ترى.
فدخل بها المسجد وصلّى صلوات بالقَلَنْسُوَة. فقال قاسم الْجُوعيّ: أخذ دراهم اللّصوص ولبس ثيابهم، ثُمَّ أتى الجامع. فمرّ بابن أبي الحواري وهو فِي التّحّيات، فلمّا حاذى به لطم القَلَنْسُوَة، فسلَّم أحمد وأعطى القَلَنْسُوَة ابنَه إبراهيم، فذهب بها. فقال له مَن رآه: يا أَبَا الْحَسَن ما رَأَيْت ما فعل بك هذا الرجل؟
فقال: رحمه اللَّه [1] .
ومن كلام القاسم: رأس الأعمال الرّضا عن اللَّه تعالى، والورع عماد الدّين، والْجَزَع [2] مُخّ العبادة، والحصن الحصين ضبط اللّسان [3] .
وقال قاسم الْجُوعيّ: سمعت سَلْم بْن زياد يقول: مكتوب فِي التّوراة: من سالَم سِلم، ومن شاتَمَ شُتِم، ومن طلب الفضل من غير أهله ندِم.
وقال سَعِيد بْن عبد العزيز: سمعت القاسم الْجُوعيّ يقول: الشّهوات نَفَسُ الدّنيا، فمن ترك الشّهوات فقد ترك الدُّنيا.
وسمعته يقول: إذا رَأَيْتَ الرجلَ يخاصم فهو يحبّ الرئاسة.
قال عَمْرو بن دُحَيْم: تُوُفّي في رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 78، 79.
[2] في حلية الأولياء: «والجوع» .
[3] حلية الأولياء 9/ 323.(18/398)
379- القاسم بن عيسى الطّائيّ الواسطيّ [1] .
عن: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وعبد الحكيم بن منصور.
وعنه: إبراهيم الحربيّ، وأبو داود السّجستانيّ، وبحشل الواسطيّ، وغيرهم.
تأخّر بآخره [2] .
__________
[1] انظر عن (القاسم بن عيسى الطائي) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 18، والمعجم المشتمل لابن عساكر 216 رقم 732، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1113، وتهذيب التهذيب 8/ 327 رقم 588، وتقريب التهذيب 2/ 118 رقم 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 313.
[2] ذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وقال: حدّثنا عنه عبد الله بن قحطبة بفم الصّلح.(18/399)
- حرف الكاف-
380- كثير بن عبيد [1]- د. ن. ق. - الإمام أبو الحسن المذحجيّ الحمصيّ الحذّاء المقرئ، إمام جامع حمص ستين سنة.
وكان سيّدا عارفا خائفا، قانتا للَّه.
حدَّث عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، والوليد بن مسلم، وبقيّة بن الوليد، وأبي ضَمْرة، وخلْق.
وعنه: د. ن. ق.، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو عَرُوبة الحراني، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحَسَن أحمد بن جَوْصا، وآخرون.
وثّقة أبو حاتم [2] ، وغيره.
وقال ابن أبي دَاوُد: كان يقال إِنَّهُ يَؤُمّ أهل حمص ستّين سنة فما سها في صلاة قطّ [3] .
قلت: وزاد غيره أنّه سُئِلَ عن ذلك فقال: ما دخلت من باب المسجد قطّ
__________
[1] انظر عن (كثير بن عبيد) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 308، والمراسيل لأبي داود، رقم 116، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 89، والجرح والتعديل 7/ 155 رقم 863، والثقات لابن حبّان 9/ 27، والأنساب لابن السمعاني 4/ 86، والمعجم المشتمل لابن عساكر 220 رقم 741، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 35/ 568، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1144، والكاشف 3/ 5 رقم 4709، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 971، والبداية والنهاية 11/ 7، وتهذيب التهذيب 8/ 423، 424 رقم 751، وتقريب التهذيب 2/ 132 رقم 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 320، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 35 رقم 1228.
[2] الجرح والتعديل 7/ 155.
[3] تاريخ دمشق 35/ 568.(18/400)
وفي نفسي غير اللَّه تعالى [1] .
قلت: رحل إليه ابن جَوْصَا فِي سنة خمسين وسمع منه.
وتوفّي فيها أو بعدها [2] .
__________
[1] ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: «كان من خيار الناس» .
وقال النسائي: لا بأس به. (المعجم المشتمل 220) .
[2] في المعجم المشتمل: مات سنة 247، وفي ثقات ابن حبّان: مات سنة 255 أو قبلها أو بعدها بقليل.(18/401)
- حرف اللام-
381- اللَّيث بن سعد بن نَجِيح المصريّ.
شيخ غريب الحال.
حدَّث عن: عبد الله بن وهْب، وغيره.
وتُوُفّي في المحرَّم سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين.(18/402)
- حرف الميم-
382- محمد بن آدم بن سليمان المِصِّيصيّ [1]- د. ن. - عن: عبد الله بن المبارك، وأبي المَلِيح الرَّقّيّ، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، وحفص بن غِياث، وطائفة.
وعُمّر دهرا ورحلوا إليه.
روى عنه: د. ن.، ومحمد بن سُفْيان المِصِّيصيّ، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن إبراهيم البسري، وعمر بن بحر الأسدي.
قال أبو حاتم [2] : صَدُوق.
وقال ابن أبي داود: يقال إنه من الأبدال، رحمه الله [3] .
توفي سنة خمسين ومائتين [4] .
383- محمد بن أبان بن وزير البلخي [5]- خ. ع. -
__________
[1] انظر عن (محمد بن آدم) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 480 رقم 830، والجرح والتعديل 7/ 209 رقم 1156، والثقات لابن حبّان 9/ 94، والأنساب لابن السمعاني 11/ 355، والمعجم المشتمل لابن عساكر 225 رقم 756، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1165، 1166، والكاشف 3/ 17 رقم 4783، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 973، وتهذيب التهذيب 9/ 34، 35 رقم 41، وتقريب التهذيب 2/ 143 رقم 33، وخلاصة تذهيب التهذيب 326.
[2] الجرح والتعديل 7/ 209.
[3] تهذيب الكمال 3/ 1166.
وقال النسائي: ثقة، صدوق لا بأس به. (المعجم المشتمل) .
[4] المعجم المشتمل 225.
[5] انظر عن (محمد بن أبان البلخي) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 236، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 4، 5، 39، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 4، والجرح والتعديل 7/ 200 رقم 1124، والثقات لابن حبّان 9/ 102، ورجال صحيح(18/403)
أبو بكر المستملي.
سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد الله بن وهْب، وأبا خالد الأحمر، ووَكِيعا، وطائفة.
واستملى على وَكِيع مدّة.
وعنه: خ. ع.، وإبراهيم الحربيّ، وعبد الله بن أحمد، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، ومسلم في غير صحيحه، وخلق كثير.
وكان ثقة حافظا مصنفا مشهورا [1] .
توفي سنة أربع وأربعين [2] في المحرم ببلخ، قاله جماعة.
384- محمد بن إبراهيم بن حدران- د. ت. ن. - أبو جعفر الأزديّ السّلميّ البصريّ المؤذّن.
عن: يزيد بن زُرَيْع، ومعتمر، وبِشْر بن المفضّل، وطائفة.
وعنه: د. ت. ن.، وأبو يَعْلَى، وابن خُزَيْمَة، وعمر بن بجير، وإبراهيم بن محمد بن متّويه، وآخرون.
__________
[ () ] البخاري للكلاباذي 2/ 6397638 رقم 1013، وتاريخ بغداد 2/ 78- 81 رقم 458، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 457 رقم 1741، والأنساب لابن السمعاني 11/ 299، والمعجم المشتمل لابن عساكر 223 رقم 749، واللباب لابن الأثير 3/ 209، والكامل في التاريخ 7/ 401، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 286 رقم 391، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1156، وميزان الاعتدال 3/ 454، 455 رقم 7132، والكاشف 3/ 14 رقم 4763، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 972، وسير أعلام النبلاء 11/ 115- 117 رقم 40، والعبر 1/ 443، والوافي بالوفيات رقم 203، 1/ 334، وغاية النهاية 2/ 43، وتهذيب التهذيب 9/ 3، 4 رقم 2، وتقريب التهذيب 2/ 140 رقم 2، وطبقات الحفاظ 217، 218، وخلاصة تذهيب التهذيب 324، وشذرات الذهب 2/ 105، ومشايخ بلخ من الحنفية 66 رقم 45.
[1] قال أبو حاتم الرازيّ: «صدوق» .
وذكره ابن حبّان في: «الثقات» وقال: «وكان حسن المذاكرة ممن جمع وصنّف» . ووقع في المطبوع: «حسن المناكرة» ! فليصحّح.
[2] في التاريخ الصغير للبخاريّ 236، وثقات ابن حبّان 9/ 102 مات سنة خمس وأربعين ومائتين.
والمثبت في: تاريخ بغداد 2/ 81 عن البغوي.(18/404)
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
توفي سنة سبع وأربعين.
385- محمد بن إبراهيم بن سليمان [2]- د. - أبو جعفر الأسباطيّ الكوفيّ الضّرير، نزيل مصر.
عن: عبد السّلام بن حرب، والمطَّلِب بن زياد، وجماعة.
وعنه: د.، وعبد الله بن محمد بن يونس السّمْنانيّ، وعبد الله بن محمد بن سَلْم المقدسي، وأبو حاتم وقال [3] : صدوق.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين [4] .
386- محمد بن إبراهيم بن العلاء الدّمشقيّ الغوطيّ الشّاميّ [5]- ق. - الزّاهد السّائح أبو عبد الله. نزيل عَبّادان.
عن: عبيد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وإسماعيل بن عيّاش، وبقيّة، وشُعَيْب بن إسحاق.
وعنه: ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو يعلى الموصليّ، وآخرون.
قال الدّار الدّارقطنيّ: كذّاب.
__________
[1] لم أجده في: الجرح والتعديل.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن سليمان) في:
الجرح والتعديل 7/ 186 رقم 1059، والمعجم المشتمل لابن عساكر 223 رقم 751، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1158، والكاشف 3/ 14 رقم 4766، وتهذيب التهذيب 9/ 11 رقم 13، وتقريب التهذيب 2/ 140 رقم 7، وخلاصة تذهيب التهذيب 324.
[3] الجرح والتعديل 7/ 186.
[4] المعجم المشتمل 223.
[5] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن العلاء) في:
الجرح والتعديل 7/ 186، 187 رقم 1060، والمعجم المشتمل لابن عساكر 224 رقم 753، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 519- 523، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1158، 1159، والمغني في الضعفاء 2/ 544 رقم 5207، وميزان الاعتدال 3/ 445، 446 رقم 7102، والكاشف 3/ 15 رقم 4771، والكشف الحثيث 344 رقم 603، وتهذيب التهذيب 9/ 14 رقم 18، وتقريب التهذيب 2/ 141 رقم 112، وخلاصة تذهيب التهذيب 324، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 59، 60 رقم 1257.(18/405)
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : عامّة أحاديثه غير محفوظة [2] .
387- محمد بن إبراهيم بن العلاء الزُّبَيْديّ الحمصيّ ابن زِبْريق [3] .
قال محمد بن عَوْف: كان يسرق الأحاديث.
فأمّا أبوه فشيخ غير متّهم.
388- محمد بن إبراهيم بن يحيى بن أبي سكينة [4] .
أبو عبد الله الحلبيّ.
عن: أبي الأحوص، ومالك، ومحمد بن الحَسَن الفقيه، والوليد بن مسلم.
وعنه: سبطه يحيى بن عليّ الكنديّ الحلبيّ.
وقع لي حديثه عاليا.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
يقع حديثه فِي «مُعْجَم ابن المقرئ» ، وفي «جزء الحلبيّ» .
وقد ذكره ابن ماكولا فِي «سُكينة» بالضّم، وزاد: رُوِيَ عن: فُضَيْل بن عياض، ومحمد بن سلمة الحرّانيّ.
__________
[1] في الكامل 6/ 2275.
[2] سمعه أبو حاتم الرازيّ في مكة. (الجرح والتعديل 7/ 186، 187) .
وقال ابن حبّان: يضع الحديث على الشاميين. لا تحلّ الرواية عنه إلا عند الاعتبار.
(المجروحون 2/ 301) .
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم الزبيدي) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 301، 302، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2274، 2275، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 38 رقم 2866، والمغني في الضعفاء 2/ 546 رقم 5218، والكشف الحثيث 344 رقم 603، ولسان الميزان 5/ 21 رقم 82 وفيه: ابن زريق، بدل «ابن زبريق» .
ويقول خادم العلم، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : من المرجّح أن المترجم له هنا هو نفسه الّذي قبله، فهو يروي عن: الوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، وبقيّة بن الوليد، وشعيب بن إسحاق. انظر: المجروحين لابن حبّان 2/ 301 و 302.
[4] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة) في:
الإكمال لابن ماكولا 4/ 317.(18/406)
وعنه: عبد الله بن سعد الكريزي الرقي، والفضل بن محمد الأنطاكي العطار.
389- محمد بن أحمد بن الجرّاح [1]- ق. - أبو عبد الرّحيم الجوزجانيّ.
حدَّث بنَيْسابور سنة خمسٍ وأربعين عن: أبي النَّضْر، وجعفر بن عوْف، ورَوْح بن عُبادة، ويزيد بن هارون، وطبقتهم.
وعنه: ابن ماجة في «تفسيره» ، وأبو حاتم، وابن خُزَيْمَة، وبدر بن الهيثم، وآخرون.
وكان ثقة عالما صاحب سنة، تفقّه بأحمد بن حنبل [2] .
390- محمد بن أحمد بن الحجّاج [3]- ن. ق. - أبو يوسف الرّقّيّ الصّيدنانيّ.
سمع: عيسى بن يونس، ومحمد بن سَلَمَةَ الحرّانيّ، وجماعة.
وعنه: ن. ق.، وأبو عَرُوبة، وغيرهم.
وكان موصوفا بالصِّدق والحفْظ.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين ومائتين [4] .
391- محمد بن أحمد بن نافع [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن الجراح) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 118، والأنساب لابن السمعاني 3/ 362، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 262، 263 رقم 370، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1160، وتهذيب التهذيب 9/ 20، 21 رقم 29، وتقريب التهذيب 2/ 142 رقم 23، وخلاصة تذهيب التهذيب 325.
[2] وقال ابن حبّان: عند أهل مرو عنه حكايات، وكان صاحب سنّة وفضل وخير، وكان أبوه ينتحل مذهب أبي حنيفة. (الثقات 9/ 118) .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن الحجاج) في:
الجرح والتعديل 7/ 183 رقم 1037، والكاشف 3/ 16 رقم 4778.
[4] قال ابن أبي حاتم الرازيّ: كتب عنه أبي بالرقة سنة أربع وأربعين ومائتين وروى عنه. وسئل أبي عنه فقال: صدوق.
[5] سيأتي برقم (616) .(18/407)
أبو بكر العبْديّ البصْريّ.
وهو بكنيته أشهر، يأتي في الكُنَى.
392- محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن منصور الكرمانيّ [1]- خ. - أبو عبد الله نزيل البصْرة.
عن: حسّان بن إبراهيم الكرْمانيّ، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وبِشْر بن المفضّل، وغُنْدر، ومعتمر بن سليمان، وخلْق.
وعنه: خ.، وعمر بن الخطّاب السِّجِسْتانيّ، وطائفة آخرهم موتا عبد الله بن يعقوب الكرماني شيخ ابن محمش الزيادي.
وكان صدوقا صاحب حديث ومعرفة.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين [2] .
393- محمد بن أسد بن أبي الحارث [3] .
حدَّث ببغداد عن: محمد بن سَلَمَةَ الحرّانيّ، ومحمد بن كثير الكوفيّ.
وعنه: عبد الله بن ناجية، والقاضي المَحَامِليّ.
قال الخطيب: ثقة.
394- محمد بن أسلم بن سالم الطّوسيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي يعقوب) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 41 رقم 66، والجرح والتعديل 7/ 195 رقم 1095، والثقات لابن حبّان 9/ 98، 99، والمعجم المشتمل لابن عساكر 226 رقم 760، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1167، والكاشف 3/ 18 رقم 4788، وتهذيب التهذيب 9/ 38 رقم 50، وتقريب التهذيب 2/ 144 رقم 39، وخلاصة تذهيب التهذيب 326.
[2] تاريخ البخاري، وثقات ابن حبان، ومعجم ابن عساكر.
[3] انظر عن (محمد بن أسد) في:
تاريخ بغداد 2/ 82، 83 رقم 462.
[4] انظر عن (محمد بن أسلم) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 235، والجرح والتعديل 7/ 201 رقم 1129، والثقات لابن حبّان 9/ 97، وحلية الأولياء 9/ 238- 254 رقم 447، وتاريخ جرجان للسهمي 469، ودول الإسلام 1/ 147، وسير أعلام النبلاء 12/ 195- 207 رقم 70، وتذكرة الحفاظ 2/ 532- 534، والعبر 1/ 437، 438، والوافي بالوفيات 2/ 204 رقم 583، ومرآة الجنان 2/ 135، والبداية والنهاية(18/408)
الإمام أبو الحَسَن الكِنْديّ، أحد الأبدال والحفّاظ.
سمع بخُراسان من طائفة.
وبالكوفة من: محمد، وَيَعْلَى ابنَيْ عُبَيْد، وجعفر بن عَوْن، ومحاضر بن المورّع، وعُبَيْد الله بن موسى، وطبقتهم.
وبالحجاز من: مؤمل بن إسماعيل، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
وبواسط من: يزيد بن هارون.
وبالبصْرة من: مسلم بن إبراهيم، وطبقتهم.
وعُني بالأثر قولا وعملا، وصنّف «المسند» و «الأربعين» ، وغير ذلك.
وأقدم شيوخه النَّضر بْن شُمَيْل.
روى عنه: إبراهيم بن هانئ، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خُزَيْمَة، والحسين بن محمد القبّانيّ، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن وَكِيع الطُّوسيّ، وآخرون.
قَالَ محمد بْنُ يُوسُفَ الْبَنَّاءُ الأَصْبَهَانِيُّ الزَّاهِدُ: أَنَا محمد بْنُ الْقَاسِمِ الطُّوسِيُّ خَادِمُ محمد بْنِ أَسْلَمَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ يَقُولُ فِي حَدِيثِ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّةَ محمد عَلَى ضَلَالَةٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الِاخْتِلَافَ فَعَلَيْكُمُ بِالسَّوَادِ الأَعْظَمِ» [1] . فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا يَعْقُوبَ مَنِ السَّوَادُ الأَعْظَمُ؟
قَالَ: محمد بْنُ أَسْلَمَ وَأَصْحَابُهُ، وَمَنْ تَبِعَهُ. لَمْ أَسْمَعْ عَالِمًا مُنْذُ خَمْسِينَ سنة أَشَدَّ تَمَسُّكًا بِالْأَثَرِ مِنْهُ [2] .
وقال أبو النَّضْر محمد بْن محمد بن يوسف الفقيه: سمعت إبراهيم بن
__________
[ () ] 10/ 344، والنجوم الزاهرة 2/ 308، وطبقات الحفاظ 233، 234، وشذرات الذهب 2/ 100، 101.
[1] أخرجه ابن ماجة في الفتن (3950) باب السواد الأعظم. وانظر: سير أعلام النبلاء 12/ 196، 197 حاشية (2) .
[2] حلية الأولياء 9/ 238، 239.(18/409)
إسماعيل العنْبريّ يقول: كنتُ بمصر وأنا أكتب باللّيل كُتُب ابن وهْب وذلك لخمسٍ بقين من المحرَّم سنة اثنتين وأربعين فهتف بي هاتف: يا إبراهيم، مات العبد الصّالح محمد بْن أسلم. قال: فتعجّبت من ذلك، وكتبته على ظهر كتابي، [فإذا به قد] [1] مات فِي تلك السّاعة.
وقال محمد بْن القاسم الطُّوسيّ: سمعت أَبَا يعقوب المَرُّوزيّ [ببغداد، وقلت له] [2] : قد صَحِبْت محمد بْن أسلم، وأحمد بْن حنبل، أيّ الرجُلَين كان عندك أرجح؟ [أو أكبر أو أبصر بالدّين؟ فقال: يا أَبَا عبد الله، لم تقول هذا؟
إذا] [3] ذكرت محمد بْن أسلم فِي أربعة أشياء فلا تَقْرِن به أحدا: البَصَر بالدِّين، واتّباع أثر الرَّسُول صلى اللَّه عليه وسلم، والزُّهد فِي الدّنيا، وفصاحة لسانه بالقرآن والنَّحْو.
ثُمَّ قال لي: فنظر أحمد بْن حنبل فِي كتاب «الرَّدّ على الْجَهْميّة» الَّذِي وضعه محمد بن أسلم فتعجّبت منه.
ثم قال لي: يا با عبد الله كان عندك مثل محمد؟ فقلت: لا [4] .
قال محمد بْن القاسم: سَأَلت يحيى بْن يحيى النَّيْسَابُوريّ عن ستّ مسائل، فأفتى بها. وقد كنتُ سَأَلت محمد بْن أسلم، فأفتى بها بغير ذلك، ونصح [5] فيها بالحديث. فأخبرت يحيى بْن يحيى فقال: يا بُنيّ أطيعوا أمره وخذوا بقوله، فإنّه أبصر منّا، ألا ترى أنه يحتجّ بحديث النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم فِي كلّ مسألة، وليس ذلك عندنا.
وقيل لأحمد بْن نصر النَّيْسَابُوريّ: صلى على محمد بْن أسلم ألف ألف من النّاس.
وقال بعضهم: ألف ألف ومائة ألف [6] .
__________
[1] في الأصل بياض استدركته من: سير أعلام النبلاء 12/ 205، والوافي بالوفيات 2/ 204.
[2] في الأصل بياض، استدركته من: حلية الأولياء، وسير أعلام النبلاء 12/ 197.
[3] في الأصل بياض، استدركته من: حلية الأولياء.
[4] حلية الأولياء 9/ 239.
[5] في: سير أعلام النبلاء 12/ 197: «فاحتجّ فيها» .
[6] حلية الأولياء 9/ 240.(18/410)
وقال محمد بْن القاسم: صحِبْتُه عشرين وأكثر، لم أره يصلّي حيث أراه رَكْعتين من التّطوُّع إلا يوم الجمعة. وسمعته غير مرّة يحلف: لو قدرت أنْ أتطوّع حيث لا يراني مَلَكَايَ فَفَعَلْت، خوفًا من الرّياء [1] .
ثُمَّ حكى محمد بْن القاسم فعلا طويلا فِي شمائل محمد بْن أسلم ودرجة إخلاصه.
قال أبو إسحاق المزكّيّ: سمعت ابن خُزَيْمة يقول: عَودا وبدءا إذا [حدّث] [2] محمد بْن أسلم: ثنا من لم تر عيناي مثله أبو الْحَسَن. وكان زَنْجَوَيْه بْن محمد إذا حدَّث عن محمد بْن أسلم يقول: ثنا محمد بْن أسلم الزّاهد الرّبّانيّ [3] .
وقال محمد بْن شاذان: سمعت محمد بْن رافع يقول: دخلت على محمد بْن أسلم، فما تشّبه إلا بأصحاب النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم [4] .
وقال قَبَيصَة: كان عَلْقَمَة أشبه النّاس بابن مَسْعُود فِي حديثه وسَمْته، وكان إبراهيم النَّخَعيّ أشبه النّاس بعلقمة فِي ذلك، وكان مَنْصُورٌ يشبه بإبراهيم، وكان سُفْيَان الثُّوريّ يشبّه بمنصور، وكان وكيع يُشبّه بسُفْيان [5] .
قال أبو عبد الله الحاكم: مقام محمد بْن أسلم مقام وَكِيع، وأفضل من مقامه لُزهده وورعه وتتبُّعه للأثر [6] .
وقال ابن خُزَيْمة: ثنا ربّانيّ هذه الأمّة محمد بْن أسلم [7] .
وقال أحمد بْن سَلَمَةَ: سمعت محمد بْن أسلم يقول: لمّا أدخلت على عبد الله بْن طاهر ولم اسلم عليه بالإمرة غضب وقال: عمدتم إلى رجل من أهل
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 243، سير أعلام النبلاء 12/ 200، الوافي بالوفيات 2/ 204.
[2] في الأصل بياض.
[3] انظر: سير أعلام النبلاء 12/ 202.
[4] سير أعلام النبلاء 12/ 202.
[5] سير أعلام النبلاء 12/ 196.
[6] سير أعلام النبلاء 12/ 196.
[7] سير أعلام النبلاء 12/ 202.(18/411)
القِبْلة فكفَّرتموه.
فقيل: قد كان ما أُنْهِيَ إلى الأمير.
فقال عبد الله: شراك نِعل عُمَر بْن الخَطَّاب خير منك، وكان يرفع رأسه إلى السَّمَاء، وقد بَلَغَني أنَّكَ لا ترفع رأسك إلى السَّمَاء.
فقلت برأسي هكذا إلى السَّمَاء ساعةً، ثُمَّ قلت: ولِمَ لا أرفع رأسي إلى السّماء؟ وهل أرجو الخير إلا بمن فِي السَّمَاء؟ ولكنّي سَمِعْتُ المؤمل بْن إسماعيل يقول: سَمِعْتُ سُفْيَان الثُّوريّ يقول: النظر فِي وجوهكم معصية.
فقال بيده هكذا يحبسني، فأقمنا وكنّا أربعة عشر [شيخا] [1] ، فحُبِست أربعة عشر شهرا، ما اطّلع اللَّه على قلبي أني أردت الخلاص من ذلك الحبْس.
قلت: اللَّه حبسني وهو مطلقي وليس لي إلى المخلوقين من حاجة.
فأُخرِجت وأُدخِلت عليه، وفي رأسي عمامة كبيرة طويلة.
فقال لي: ما تقول فِي السّجود على كَوْر العمامة.
قُلْتُ: نا خَلادُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُحَرَّرِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ.
فقال: هذا إسناد ضعيف.
فقلت: يُستعمل هذا حَتَّى يجيء أقوى منه.
ثُمَّ قلت: وعندي أقوى منه: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَتَّقِي بِفَضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا. هَذَا الدَّلِيلُ عَلَى السُّجُودِ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ.
فقال: ورد كتاب أمير المؤمنين يَنْهَى عن الْجَدَل والخصومات، فتقدّم إلى أصحابك أنْ لا يعودوا.
فقلت: نعم. ثُمَّ خرجت من عنده.
__________
[1] في الأصل بياض، والإستدراك من: سير أعلام النبلاء 12/ 202.(18/412)
قال أحمد بْن سَلَمَةَ: فقلت له: أخبرني غير واحد أنّ جُلّ أصحابنا صاروا إلى يحيى بْن يحيى فكلّموه أنْ يكتب عبد الله بْن طاهر فِي تَخْليتك، فقال يحيى: لا أُكاتب السّلطان. وإن كُتِب على لساني لم أكره حَتَّى يكون خلاصه.
فكُتِب بحضرته على لسانه، فلمّا وصل الكتاب إلى عبد الله بْن طاهر أمر بإخراجك وأصحابك.
قال: نعم [1] .
وعن بعضهم قال: كان محمد بْن أسلم يُشبَّه فِي وقته بابن المبارك [2] .
وعن محمد بْن أسلم قال: لو قَدِرت والله أنّ أتطوّع حيث لا يراني مَلَكَاي لَفَعَلت [3] .
وكان يدخل بيتًا فيبكي، ثُمَّ إذا خرج غسل وجهه واكتحل. وكان يبعث إلى قوم بعطاء أو كِسْوة فِي الليل، ولا يعلمون من أَيْنَ هِيَ، وقال أحمد بْن سَلَمَةَ: سمعت أنّ محمد بْن أسلم مرض فِي بيت رَجُل من أهل طُوس مُعَمّر، فقال له: لا تفارقُني اللّيلة، فإنّ أمر اللَّه يأتيني قبل أنّ أُصبح. فإذا مِتُّ فلا تنتظر بي أحدًا، واغسلني للوقت وجهِّزْني واحملني إلى مقابر المسلمين. قال:
ففاضت نفسه باللّيل، فغُسَّل وكُفَّن وحُمل وقت الصُّبْح. فأتاهم صاحب الأمير طاهر بْن [عبد الله، وأمرهم أنّ يحملوه] [4] إلى مقبرة السّاذياخ ليصلّي عليه طاهر.
قال: فوُضِعت الجنازة والنّاس [يؤذّنون لصلاة الصُّبْح] [5] ، وما نادى على جنازته أحد، ولا رُوسِل بوفاته أحد، وإذا الخلْق قد تجمّعوا بحيث لا يُذكر مثله، فتقدّم طاهر للصّلاة عليه، ودفن بجنب إسحاق بن راهويه، رحمة [6] الله عليهما [7] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 202- 204.
[2] سير أعلام النبلاء 12/ 207.
[3] حلية الأولياء 9/ 243.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: سير أعلام النبلاء.
[5] في الأصل بياض.
[6] في الأصل: «رحمت» .
[7] سير أعلام النبلاء 12/ 204.(18/413)
قال محمد بن موسى الباشانيّ: مات لثلاثٍ بقين من المحرَّم سنة اثنتين وأربعين ومائتين [1] .
395- محمد بن إسماعيل الرُّمَانيّ النَّيْسابوريّ [2] .
سمع: عبد الله بن المبارك، وخارجة بن مُصْعَب.
وعنه: زكريّا بن داود الخَفّاف، ومكّيّ بن عَبْدان.
قاله الحاكم.
396- محمد بن إسماعيل بن أبي ضرار [3]- ق. - أبو صالح الرازيّ الضراريّ.
رحل وروى عن: عبد الرّزّاق، وَيَعْلَى بن عُبَيْد، ومحمد بن يوسف الفِرْيابي.
وعنه: ق.، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وأبو بشر الدولابي.
وهو صدوق [4] .
397- محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب التميمي القيرواني [5] .
الأمير أبو العباس متولي القيروان وسائر المغرب.
ولي سنة ست وعشرين ومائتين بعد والده، ودانت له إفريقية، وجدّد مدينة
__________
[1] التاريخ الصغير للبخاريّ، وثقات ابن حبّان.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
الأنساب لابن السمعاني 6/ 160.
[3] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ الطبري 1/ 384، 388، 389 و 3/ 207، والجرح والتعديل 7/ 190 رقم 1083، والأنساب لابن السمعاني 8/ 151، والمعجم المشتمل لابن عساكر 227 رقم 767، واللباب لابن الأثير 2/ 262، والكامل في التاريخ 6/ 519 و 7/ 25، 40، 44، 60، 82، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1175، والكاشف 3/ 19 رقم 4796، وتهذيب التهذيب 9/ 60 رقم 60، وتقريب التهذيب 2/ 145 رقم 50، وخلاصة تذهيب التهذيب 327.
[4] قاله أبو حاتم الرازيّ. (الجرح والتعديل 7/ 190) .
[5] انظر عن (محمد بن الأغلب) في:
الكامل في التاريخ 7/ 82، والمختصر في أخبار البشر 2/ 39، وتاريخ ابن الوردي 1/ 226، ومآثر الإنافة 1/ 235.(18/414)
سنة تسع وثلاثين سماها العباسية، فأحرقها أفلح الإباضي رأس الخوارج.
توفي محمد كهلا في غرة المحرم سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
398- محمد بن أفلح [1]- ت. ن- أبو عبد الرحمن النَّيْسابوريّ الملقَّب بالتّرك رَوْح، لقِيه إسحاق بن راهَوَيْه.
روى عن: عبد الله بن إدريس، ووَكِيع، وأبي أُسامة.
وعنه: ت. عن إسحاق، وأبو عمرو المستملي، و [حسين بن] [2] محمد القبّانيّ، وأبو يحيى الخَفّاف.
قال الحاكم أبو عبد الله: هو خَتَنُ يحيى بن يحيى، على [الأرجح] [3] .
399-[محمد بن] [4] ( ... ) [5] بن مساور.
أبو جعفر السّرّاج.
عنده نسخة عن عيسى بن يونس، عن الأعمش.
تُوُفّي [حول] [6] الخمسين ومائة.
400- محمد بن بِشْر بن النَّجْم [7] .
أبو عبد الله الحَرَشيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: ابن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم، ووَكِيعا.
وعنه: الحسين بن محمد القّبانيّ، وإبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إسحاق الثَّقفيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أفلح) في:
الكاشف 3/ 20 رقم 4805، وتهذيب التهذيب 9/ 66 رقم 74، وتقريب التهذيب 2/ 146 رقم 61، وخلاصة تذهيب التهذيب 328.
[2] في الأصل بياض، استدركته من: تهذيب التهذيب 9/ 66.
[3] في الأصل بياض، والإستدراك من عندنا.
[4] في الأصل بياض. والإستدراك من عندنا بواقع سياق التراجم عن المحمّدين.
[5] في الأصل بياض، ولم أقف على الاسم.
[6] في الأصل بياض، والإستدراك مرجّح عندي.
[7] انظر عن (محمد بن بشر) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 237، 238.(18/415)
قال ابن ماكولا: مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
401- محمد بن بكر بن خالد [1] .
أبو جعفر القصير، كاتب القاضي أبي يوسف.
روى عنه، وعن: الفُضَيْل بن عِياض، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ.
وعنه: أحمد بن عليّ الخزّاز، وغيره.
وتُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
وثَّقة الخطيب [2] .
402- محمد المنتصر باللَّه [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن بكر) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 264، وتاريخ بغداد 2/ 94 رقم 986، والأنساب لابن السمعاني 10/ 178، واللباب 3/ 42.
[2] في تاريخه 2/ 94.
[3] انظر عن (محمد الخليفة المنتصر باللَّه) في:
المعارف لابن قتيبة 393، وتاريخ اليعقوبي 2/ 487، 488، 492، 493، والمعرفة والتاريخ 1/ 210، 211، وتاريخ الطبري 9/ 162، 170، 175- 183، 185، 186، 217، 222- 227، 229، 230، 234- 255، 260، 289، 390، 462، وتاريخ بغداد 2/ 119- 121 رقم 514، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 123، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 117، 119- 123، والعقد الفريد 4/ 165 و 5/ 123، ومروج الذهب 32، 770، 2843، 2876، 2950، 2951، 2956- 2957، 2959، 2978- 3015، 3618، 3626، 3651، ولطف التدبير للإسكافي 62، والهفوات النادرة للصابي 19، 261، 263، 264، 270، وثمار القلوب للثعالبي 86، 190، 191، 513، وربيع الأبرار 4/ 33، والعيون والحدائق 3/ 545، 554، 555، 557- 562، وتاريخ حلب للعظيميّ 47، 89، 137، 256، 259، والتذكرة الفخرية للإربلي 380، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 218، 250، 284، 389، و 2/ 13، 216، 241 و 3/ 118، 190، 199 و 4/ 19، 419، ونشوار المحاضرة 1/ 265 و 3/ 45، 49، 99، 101، 104، 112 و 4/ 55 و 5/ 183، 184 و 8/ 16، 49، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 130، 193، 278، 279، وتاريخ الزمان لابن العبري 37، 40، 41، وتاريخ مختصر الدول، له 146، والتنبيه والإشراف 314، وأخبار النساء لابن قيم الجوزية 207، وفتوح البلدان 277، 365، 517، والخراج وصناعة الكتابة 350، والمختصر في أخبار البشر 2/ 42، والبداية والنهاية 10/ 352، وتاريخ ابن الوردي 1/ 229، وسير أعلام النبلاء 12/ 42- 46 رقم 8، والعبر 1/ 452، 453، وفوات الوفيات 3/ 317- 319، والوافي بالوفيات 2/ 289- 291، والزركشي 270، وتاريخ الخميس 2/ 378، 379، والنجوم الزاهرة 2/ 327، وتاريخ الخلفاء 356- 358، ومآثر الإنافة(18/416)
أمير المؤمنين أبو جعفر، وقيل: أبو عبد الله بن المتوكّل على الله جعفر بن المعتصم باللَّه محمد بن هارون الهاشميّ العبّاسيّ.
وأمّه أمّ ولد روميّة اسمها حَبَشِيّة. وكان أَعْيَن، أقنى، أسمر، مليح الوجه، مَضَبَّرا، رَبْعَةً، جسيما، كبير البْطن، مليحا، مَهِيبا.
ولمّا قُتل أَبُوهُ دخل عليه قاضي القُضاة جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الهاشميّ، فقيل له: بايع.
فقال: وأين أمير المؤمنين المتوكًل على اللَّه؟
فقال: قتله الفتح بْن خاقان.
قال: وما فُعِل بالفتح؟
قال: قتله بُغا.
قال: فأنت وليّ الدّم وصاحب الثّأر. فبايعه، وبايعه الوزير والكبار [1] .
ثُمَّ صالح المنتصر باللَّه إخوته من ميراثهم على أربعة عشر ألف ألف درهم. ثُمَّ نفى عمّه عليّا من سامّراء إلى بغداد، ووكّل به.
وكان المنتصر وافر العقل، راغبا فِي الخير، قليل الظُّلْم، محسنا إلى العلويّين، وَصُولا لهم. وقيل إنّه كان يقول: يا بُغا أَيْنَ أَبِي؟ مَن قَتَلَ أبي؟
ويسبّ الأتراك ويقول: هؤلاء قَتَلَة الخلفاء.
فقال بُغا الصغير للذين قتلوا المتوكًل: ما لكم عند هذا رزق.
فعملوا عليه وهمّوا به، فعجزوا عَنْهُ لأنّه كان مَهِيبًا شجاعًا فطِنًا محترزًا، فتحيّلوا إلى أنّ رشوا إلى طبيبه ابن طَيْفور ثلاثين ألف دينار عند مرضه. فأشار
__________
[ () ] 1/ 236- 239، وشذرات الذهب 2/ 118، والكامل في التاريخ 7/ 54- 57، 95- 105، 109- 117 وانظر: فهرس الأعلام 13/ 358، 359، والفخري في الآداب السلطانية 237- 240، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 145- 151، 159، 161، ووفيات الأعيان 1/ 350، 478 و 3/ 113، والروض المعطار 177، 178، 300، 301.
[1] انظر: الكامل في التاريخ 7/ 103 وما بعدها.(18/417)
بفَصْده، ثُمَّ فَصَده بريشةٍ مسمومة فمات [1] .
فيقال إنّ ابن طَيْفُور نسي ومرض، فأمر غلامه ففصده بتلك الرّيشة، فمات أيضًا [2] .
وقال بعض النّاس: بل حصل للمنتصر مرض فِي أُنْثَيَيْه، فمات فِي ثلاث ليالٍ، وقيل: مات بالخوانيق [3] .
وقيل: بل سُمّ فِي كُمِّثْراة بإبرة [4] .
وجاء عَنْهُ أنّه قال فِي مرضه: ذهَبْت يا أُمّاهُ فِي الدّنيا والآخرة. عاجلتُ أَبِي فعُوجلت [5] .
وكان يُتَّهم بقتل أَبِيهِ.
وزر له أحمد بْن الخصيب أحد الظِّلَمَة [6] .
وقال المسعوديّ [7] : أزال المنتصر عن آل أبي طَالِب ما كانوا فِيه من الخوف والمحنة بمنْعهم من زيارة قبر الْحَسَين.
كان أبوه المتوكًل قد أمر بهدْم القبر، وأن يعاقب مَن وُجد هناك. فلمّا ولي المنتصر أمر بالكفّ عن آل أبي طَالِب وردّ فَدَك على آل الْحُسَيْن، فقال البُحْتُريّ:
وإنّ عليّا لأَوْلَى بكم ... وأزْكى يدًا عندكم من عُمَر
وكُلُّه له فضْلُه والحجول ... يوم التّراهن دون الغرر [8]
وقال يزيد المهلّبيّ:
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 42، 43.
[2] سير أعلام النبلاء 12/ 43.
[3] سير أعلام النبلاء 12/ 43.
[4] تاريخ بغداد 12/ 121.
[5] فوات الوفيات 3/ 318.
[6] تحفة الوزراء 121.
[7] في: مروج الذهب 4/ 135.
[8] مروج الذهب 4/ 135.(18/418)
ولقد بررت الطّالبيّة بعد ما ... ذُمّوا زمانًا بعدها وزمانًا
ورَدَدْتَ أُلْفَة هاشم، فرأيتهم ... بعد العداوة بينهم إخوانا [1]
ثُمَّ [خلع المنتصر باللَّه أخويه: المعتزّ] [2] ، وإبراهيم من ولاية العهد الّذي عقد لهم المتوكّل بعده.
و [من كلام المنتصر إذ عفا عن] [3] الشّاري الخارجيّ المُكَنَّى بأبي العَمَرَّد: لَذَّة العفْو أعذب من لَذّة [التَشفّي، وأقبح فعالِ] [4] المقتدر الانتقام [5] .
قال المسعوديّ [6] : وقد كان المنتصر أظهر الإنصاف فِي الرّعيّة، فمالت إليه القلوب مع شدّة هيبتهم.
وقال عليّ بْن يحيى المنجّم: ما رَأَيْت مثل المنتصر ولا أكرم مالا بغير تبجُّح منه. لقد رآني مغمومًا فسألني فَوَرَّيْت، فاستحلفني، فذكرت إضاقة لحِقتني فِي شراء ضيعة، فوصلني بعشرين ألفًا [7] .
قلت: وحاصل الأمر أنّه لم يُمَتَّع بالخلافة، وهلك بعد أشهر معدودة. فإنّه ولي بعد عيد الفِطْر، ومات في خامس ربيع الآخر، وعاش ستّا وعشرين سنة، سامحه الله تعالى.
ذكر عليّ بْن يحيى المنجّم أنّ المنتصر جلس مجلسًا للهو، فرأى فِي بعض البُسُط دائرةً فيها فارس، عليه ساج، وحوله كتابة فارسيّة، فطلب من يقرأ ذلك، فأُحضِر رَجُل، فنظر فيها وقطّب، فقال: ما هذه؟
قال: لا معنى لها.
__________
[1] مروج الذهب 4/ 135.
[2] في الأصل بياض، استدركته من: مروج الذهب.
[3] في الأصل بياض، استدركته من: مروج الذهب.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: مروج الذهب.
[5] مروج الذهب 4/ 137.
[6] في مروج الذهب 4/ 137.
[7] مروج الذهب 4/ 137، 138.(18/419)
فألحّ عليه، فقال: مكتوب: أنا شرويه بْن كسرى بْن هرمز، قتلت أَبِي، فلم أمتع بالملك إلا ستة أشهر. فتغير وجه المنتصر وقام [1] .
وقال جَعْفَر بْن عبد الواحد: قال لي المنتصر: يا جَعْفَر، لقد عوجلت، فما أسمع بأذني ولا أبصر بعيني [2] ، قاله في مرضه.
403- محمد بن جعفر [3]- خ. ت. ق. - أبو جعفر بن أبي الحسين السِّمْنانيّ القُومِسيّ [الحافظ] [4] .
[رحل] [5] وطوّف وسمع: أبا نُعَيْم، وأبا مُسْهِر، وعلي بن [عيّاش] [6] وطبقتهم.
وعنه: خ. ت. ق.، و [أبو زرعة] [7] ، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
ومات كهلا.
404- محمد بن حاتم بن [سليمان] [8] الزمي الخراساني المؤدب [9]- ت. ن. -
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 120، 121.
[2] تاريخ بغداد 2/ 121.
[3] انظر عن (محمد بن جعفر القومسي) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 231 رقم 783، والأنساب لابن السمعاني 7/ 148، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1183، 1184، والكاشف 3/ 26 رقم 4845، وتهذيب التهذيب 9/ 99 رقم 131، وتقريب التهذيب 2/ 151 رقم 110، وخلاصة تذهيب التهذيب 331.
[4] في الأصل بياض، استدركته من مصادر ترجمته.
[5] في الأصل بياض.
[6] في الأصل بياض.
[7] في الأصل بياض.
[8] في الأصل بياض، استدركته من مصادر ترجمته.
[9] انظر عن (محمد بن حاتم بن سليمان) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 236، والجرح والتعديل 7/ 238 رقم 1304، والثقات لابن حبّان 9/ 90، وتاريخ بغداد 2/ 268 رقم 737، والأنساب لابن السمعاني 6/ 302، 303، والمعجم المشتمل 232 رقم 783، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1184، والكاشف 3/ 27 رقم 4848، وسير أعلام النبلاء 11/ 452، 453 رقم 108، وتهذيب التهذيب 9/ 101 رقم 134، وتقريب التهذيب 2/ 151 رقم 113، وخلاصة تذهيب التهذيب 331.(18/420)
[أبو جعفر، ويقال أبو عبد الله] [1] .
... [له] [2] حديث عن: هُشَيْم، وجرير بن عبد الحميد، و [عليّ] [3] بن ثابت الْجَزَريّ، وعمار بن محمد الثوري، و [الحكم] [4] بن ظهير، وجماعة.
وعنه: ت. ن.، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن هارون الحضْرميّ.
وثّقه الدّار الدارقطني [5] .
وتوفي سنة ست وأربعين ومائتين [6] .
وقد مر: - محمد بن حاتم السمين.
في الطبقة المارة.
405- محمد بن حاتم بن بزيع البصري [7]- خ. د. - نزيل بغداد.
حدَّث عن: جعفر بن عَوْن، وأسود بن عامر، وعُبَيْد الله بن موسى، وعبد الله بن بكر.
وعنه: خ. د.، وأبو العبّاس السّرّاج، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
__________
[1] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل من مصادر ترجمته.
[2] في الأصل بياض.
[3] في الأصل بياض.
[4] في الأصل بياض.
[5] تاريخ بغداد 2/ 268.
وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق. (الجرح والتعديل 7/ 238) .
وقال النسائي: ثقة. (المعجم المشتمل 232) .
[6] التاريخ الصغير، المعجم المشتمل.
[7] انظر عن (محمد بن حاتم بن بزيع) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 237، والثقات لابن حبّان 9/ 108، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 645، 646 رقم 1030، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 458 رقم 1748، وتاريخ بغداد 2/ 268، 269 رقم 738، وتاريخ جرجان للسهمي 520، والمعجم المشتمل 231، 232 رقم 785، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1184، وميزان الاعتدال 3/ 503 رقم 7332، والكاشف 3/ 26 رقم 4847، وتهذيب التهذيب 9/ 100، 101 رقم 133، وتقريب التهذيب 2/ 151 رقم 112، وخلاصة تذهيب التهذيب 331.(18/421)
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين [1] .
قال النَّسائيّ: ثقة [2] .
406- محمد بن الحارث بن راشد [3]- ق. - مؤذِّن جامع مصر. ويُلَقَّب صُدرة.
حدَّث عن: اللَّيث، وابن لَهِيعة، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم.
وعنه: ق.، ويعقوب الفَسَويّ، وحبش بن سعيد الصوفي، والحسين بن [إدريس] [4] الهرويّ، والحسن بْن سُفْيَان، وَأَحْمَد بْن داود بْن أَبِي صالح الحراني، وآخرون.
تُوُفّي في ذي [القعدة] [5] سنة إحدى وأربعين.
407- محمد بن الحارث الرافقي البزاز [6] .
حدَّث عن: أبي يوسف القاضي، وعتّاب [بن بشير الجزريّ] [7] ، ومعن بن عيسى.
وعنه: النسائي في حديث مالك، وأبو عروبة الحراني، وجماعة.
توفي سنة ثلاث وأربعين [8] .
وعنه أيضا: المحاملي. قاله المزّيّ [9] .
__________
[1] التاريخ الصغير، الثقات، المعجم المشتمل.
[2] المعجم المشتمل 231، 232.
[3] انظر عن (محمد بن الحارث) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 233 رقم 790، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1185، والكاشف 3/ 27 رقم 4853، وتهذيب التهذيب 9/ 104، 105 رقم 139، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 118، وخلاصة تذهيب التهذيب 331.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: تهذيب الكمال 3/ 1185.
[5] الإستدراك من: المعجم المشتمل 233.
[6] انظر عن (محمد بن الحارث الرافقي) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 233 رقم 791، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1185، وتهذيب التهذيب 9/ 105، 106 رقم 142، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 121.
[7] في الأصل بياض، والإستدراك من: تهذيب الكمال 3/ 1185.
[8] المعجم المشتمل 233 وفيه: أو سنة أربع وأربعين ومائتين.
[9] في: تهذيب الكمال 3/ 1185.(18/422)
408- محمد بن الحارث [1] .
أبو عبد الله الليثي الحرّانيّ البزّاز، خال أحمد بن أبي شعيب الحراني.
روى عن: هُشَيْم، ومحمد بن سَلَمَةَ الحرّانيّ، وجماعة.
قال أبو عروبة: مات بحران سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
409- محمد بن أبي الليث الحارث بن عبد الله الإيادي.
القاضي أبو بكر الأصم الجهمي المعتزلي. ولي قضاء مصر في أيام المعتصم والواثق.
وقد مر ذكره في الحوادث.
توفي ببغداد سنة خمسين.
410- محمد بن حبيب [2] .
صاحب كتاب «المحبر» . إخباري صدوق، واسع الرواية.
عارف بأيام الناس، متبحر في ذلك. وهو ابن ملاعنة فنسب إلى أمه حبيب.
أخذ عن: هشام بن محمد الكلبيّ، وغيره.
روى عنه: أبو سعيد السُّكّريّ.
وتُوُفّي سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
ذكره الخطيب فِي الملخّص فقال: كان عالما بالنَّسب روى عَنْهُ:
محمد بْن أحمد بْن عَرّابة الكوفي، وأبو سَعِيد الْحَسَن بْن الْحُسَيْن السُّكّريّ، وأبو روبة البغداديّ، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحارث الليثي) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 165، والثقات لابن حبّان 9/ 102، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 121، وخلاصة تذهيب التهذيب 331.
[2] انظر عن (محمد بن حبيب) في:
مروج الذهب 1859، 1869، 2136، ووفيات الأعيان 1/ 324 و 2/ 372 و 6/ 97 و 7/ 248.(18/423)
411- محمد بن الحَجّاج بن رِشْدِين [1] [المَهْريّ] [2] .
المصريّ.
عن: أبيه، وابن وهْب.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
412- محمد بن ( ... ) [3] ميسرة.
أبو جعفر الهَرَوي ( ... ) [4] . ويُعرف بأبي حمحام.
روى عن: حمّاد بن زيد، وأبي يوسف القاضي.
روى عنه: محمد بن ( ... ) [5] المالينيّ.
وكان ورِعا صالحا كبير القدْر.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
413- محمد بن حمّاد الأَبِيوَرْديّ الزّاهد [6] .
عن: ابن المبارك، وابن عُيَيْنَة، والوليد بن مسلم، ووَكِيع، وأبي ضَمْرة، والقطّان.
وعنه: محمد بْن عبد الوهّاب الفرّاء، ومحمد بن أحمد بن أبي عَوْن، ومحمد بن حَيَوَيْه الإسْفرائينيّ، وحاجب بن أحمد الطُّوسيّ.
وثّقه ابن حبّان، وقال [7] : مات سنة ثمانٍ، أو تسعٍ وأربعين.
قلت: حديثه عند السّلفيّ عاليا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحجّاج) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 598، والمغني في الضعفاء 2/ 565 رقم 5385، وميزان الاعتدال 3/ 510 رقم 7353، ولسان الميزان 5/ 118 رقم 392 وفيه: «الهروي» بدل: «المهري» .
[2] ما بين الحاصرتين بياض في الأصل، استدركته من: المغني.
[3] في الأصل بياض، ولم أتبيّن الاسم لعدم وقوفي على مصدر لترجمته.
[4] في الأصل بياض.
[5] في الأصل بياض.
[6] انظر عن (محمد بن حمّاد) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 99، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1189، وتهذيب التهذيب چ/ 126 رقم 176، وتقريب التهذيب 2/ 156 رقم 155، وخلاصة تذهيب التهذيب 233.
[7] في الثقات 9/ 99.(18/424)
414- محمد بن حميد بن حيّان [1]- د. ت. ق. - أبو عبد الله الرّازيّ الحافظ.
عن: يعقوب القُمّيّ، وعبد الله بن المبارك، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، والفضل السِّينانيّ، وزافر بن سليمان، ونُعَيْم بن ميسرة، وخلْق كثير.
وهو مُكْثِر عن سلمة بن الفضل الأبرش، وله مناكير وغرائب كثيرة.
وعنه: د. ت. ق.، وأحمد بن حنبل مع تقدّمه، وابنه عبد الله بن أحمد، والحسن بن عليّ المَعْمريّ، وأبو زُرْعَة الرّازيّ، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وعبد الله بن أبي الدُّنيا، ومحمد بن هارون الرُّويانيّ، ومحمد بن حريز، وصالح بن محمد جَزَرَة، وعبد الله بن محمد البَغَوِيّ، وخلْق.
قال أبو زُرْعة: من فاته محمد بن حميد يحتاج أنّ ينزل فِي عشرة آلاف حديث [2] .
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: لا يزال بالرّيّ علم ما دام
__________
[1] انظر عن (محمد بن حميد الرازيّ) في:
التاريخ الكبير 1/ 69، والتاريخ الصغير للبخاريّ 236، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 167، 234، 235، 557 و 2/ 162، 175 و 3/ 332، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 395، 396، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 61 رقم 1612، والجرح والتعديل 7/ 232 رقم 1275، والمجروحين لابن حبّان 2/ 303، 304، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2277، 2278، وتاريخ بغداد 2/ 259- 294 رقم 733، وتاريخ جرجان للسهمي 74، 85، 102، 206، 227، 228، 262، 316، 318، 397، 402، 542، والمعجم المشتمل لابن عساكر 236، رقم 7804 والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 54 رقم 2959، ومروج الذهب 1766، 1794، والكامل في التاريخ 7/ 120، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1190، والمغني في الضعفاء 2/ 573 رقم 5449، وميزان الاعتدال 3/ 530، 531 رقم 7453، والكاشف 3/ 32 رقم 4883، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 978، ودول الإسلام 1/ 150، وسير أعلام النبلاء 11/ 503- 506 رقم 137، وتذكرة الحفاظ 2/ 490، 491، والعبر 1/ 452، والوافي بالوفيات 3/ 28، وتهذيب التهذيب 9/ 127، 128 رقم 180، وتقريب التهذيب 2/ 156 رقم 159، وطبقات الحفاظ 212، وخلاصة تذهيب التهذيب 333، وشذرات الذهب 2/ 118.
[2] تاريخ بغداد 2/ 259.(18/425)
محمد بْن حُمَيْد حيَّا [1] .
وقال أبو قريش الحافظ: قلت لمحمد بْن يحيى: ما تقول فِي محمد بْن حُمَيْد؟
فقال: ألا تراني أحدث عَنْهُ؟! [2] .
قال أبو قريش: وكنت فِي مجلس محمد بْن إسحاق الصَّغَاني فقال: ثنا محمد بْن حُمَيْد.
فقلت: تحدَّث عَنْهُ؟
فقال: وما لي أحدّث، وقد حدَّث عَنْهُ أحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين [3] .
وقال البخاريّ [4] : في حديثه نَظَر.
وقال صالح جَزَرَة. كنّا نتَّهمه [5] .
وقال أبو عليّ النَّيْسَابُوريّ: قلت لابن خُزَيْمة: لو حدث الأستاذ عن محمد بْن حميد، فإنّ أحمد بْن حنبل قد أحسن الثّناء عليه.
قال: إنّه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه لَمَا أثنى عليه أصلا.
وقال أبو أحمد العسّال: سمعت فضلك يقول: دخلت على محمد بْن حُمَيْد وهو يركَّب الأسانيد على المُتُون.
وقال يعقوب بْن إسحاق الفقيه: سمعت صالح بْن محمد الأسَديّ يقول:
ما رَأَيْت أحذق بالكذِب من سُلَيْمَان الشّاذَكُونيّ، ومحمد بْن حُمَيْد الرّازيّ.
وكان حديث محمد كل يوم يزيد [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 259.
[2] تاريخ بغداد 2/ 260.
[3] تاريخ بغداد 2/ 260.
[4] في تاريخه الصغير 236، واقتبسه العقيلي في: الضعفاء الكبير 4/ 61، وابن عديّ في الكامل 6/ 2277.
[5] تاريخ بغداد 2/ 262.
[6] تاريخ بغداد 2/ 262.(18/426)
وقال أبو إسحاق الْجَوْزَجانيّ: هو غير ثقة [1] .
وقال أبو حاتم [2] : سَمِعْتُ ابن مَعِين يقول: قدِم علينا محمد بْن حُمَيْد بغداد، فأخذنا منه كتاب يعقوب القُمّي، ففرّقنا الأوراق ومعنا أحمد بْن حنبل، فسمِعْناه ولم نَرَ إلا خيرا. فأيّ شيء ينقمون عليه؟
قلت: يكون فِي كتابه شيء فيقول ليس هُوَ كذا، ويأخذ العلم فيغيّره، وقال: ليس هذه الخصلة.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقة [3] .
مات سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين [4] .
415- محمد بن خالد بن خِداش [5]- ق. - أبو بكر المهلّبيّ، مولاهم البصْريّ الضّرير.
عن: إسماعيل بن عُلَيّة، وعبد الرحمن بن مهديّ، وجماعة.
وعنه: ق.، وابن أبي داود، وأبو عروبة، وعمر البجيري، وآخرون.
توفّي في حدود الخمسين ومائتين [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 262.
[2] الجرح والتعديل 7/ 232.
[3] تاريخ بغداد 2/ 263.
وقال العقيلي: حدّثني إبراهيم بن يوسف، قال: كتب أبو زرعة، ومحمد بن مسلم، عن محمد بن حميد، حدّثنا كثيرا ثم ترك الرواية. (الضعفاء الكبير 4/ 61) .
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِمَّنْ يَنْفَرِدُ عَنِ الثقات بالأشياء المقلوبات ولا سيما إذا حدّث عن شيوخ بلده. (المجروحون 2/ 303) .
وقال أبو زرعة الرازيّ: ثلاث ليس لهم عندنا محاباة، فذكر منهم محمد بن حميد.
وقال ابن عديّ: وتكثر أحاديث ابن حميد التي أنكرت عليه أن ذكرناه على أن أحمد بن حنبل قد أثنى عليه خيرا لصلابته في السّنّة. (الكامل 6/ 2278) .
[4] المجروحون 2/ 303، المعجم المشتمل 236.
[5] انظر عن (محمد بن خالد بن خداش) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 113، وتاريخ جرجان للسهمي 52، 488، والمعجم المشتمل لابن عساكر 237 رقم 807، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1192، 1193، والكاشف 3/ 33 رقم 4891، وتهذيب التهذيب 9/ 140 رقم 194، وتقريب التهذيب 2/ 157 رقم 170، وخلاصة تذهيب التهذيب 334.
[6] ذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: ربّما أغرب عن أبيه.(18/427)
416- محمد بن خلف بن طارق الداراني [1]- د. - نزيل بيروت.
حدَّث سنة تسعٍ وأربعين عن: زيد بن يحيى بن عُبَيْد، وأبي مُسْهِر الغسّانيّ.
وعنه: د.، وابن جَوْصا، وابن أبي داود، وآخرون.
وله عقب بداريا [2] .
417- محمد بن خليفة [3]- ت. - أبو عبيد الله البصريّ الصَّيْرفيّ.
عن: يزيد بن زُرَيْع.
وعنه: ت.، وجعفر بن أحمد بن محمد بن الصّبّاح [الجرجرائيّ] [4] .
توفي بعد الأربعين.
418- محمد بن الخليل البلاطيّ الخشنيّ [5]- ن. -
__________
[1] انظر عن (محمد بن خلف) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 146 وفيه: «محمد بن خلف العسقلاني» ، والجرح والتعديل 7/ 245، رقم 8348، والمعجم المشتمل 237 رقم 811، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 472، 473 و 39/ 342، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1194، والكاشف 3/ 35 رقم 4904، وتهذيب التهذيب 9/ 148، 149 رقم 212، وتقريب التهذيب 2/ 158 رقم 189، وخلاصة تذهيب التهذيب 335، وموسوعة علماء المسلمين 4/ 175، 176 رقم 1401.
[2] قال ابن عساكر: مات بعد سنة تسع وأربعين ومائتين أو فيها. (المعجم المشتمل) .
[3] انظر عن (محمد بن خليفة) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 238 رقم 814، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1195، والكاشف 3/ 35 رقم 4907، وتهذيب التهذيب 9/ 150 رقم 215، وتقريب التهذيب 2/ 159، رقم 192، وخلاصة تذهيب التهذيب 335.
[4] في الأصل بياض، والإستدراك من: تهذيب التهذيب 2/ 159.
[5] انظر عن (محمد بن الخليل) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 473، والمعجم المشتمل 238 رقم 7815 وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1195، والكاشف 3/ 35 رقم 4908، وتهذيب التهذيب 9/ 150، 151 رقم 217، وتقريب التهذيب 2/ 159 رقم 194، وخلاصة تذهيب التهذيب 335، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 176، 177 رقم 1402.(18/428)
عن: إسماعيل بن عيّاش، و [سويد] [1] بن عبد العزيز، ومَسْلَمَة بن عليّ الخَشَنيّ، والحسن بن يحيى الخشني.
وعنه: ن.، وهُشَيْم بن دُحَيْم، وجماعة شاميّون.
قال النَّسائيّ: لا بأس به [2] .
419- محمد بن أبي خُنَيْس الخَوْلانيّ الإفريقيّ.
روى عن: أبي ضَمْرة أَنَس بن عِياض، وغيره.
وتُوُفّي سنة خمسين.
420- محمد بن داود بن صبيح [3]- د. ت. - أبو جعفر المصّيصيّ.
عن: حسين بن محمد المرّوذيّ، وأبي نُعَيْم، وجماعة.
ومات كهلا.
وعنه: د. ن. [4] ، وأبو عَرُوبَة الحَرّانيّ، ومحمد بن خُرَيْم الدّمشقيّ، وابن قتيبة العسقلاني، وآخرون.
أثنى عليه أبو داود، وقال: كان ينتقد الرجال [5] .
421- محمد بن داود بن سفيان [6]- د. - أبو جعفر المصّيصيّ.
__________
[1] في الأصل بياض، استدركته من مصادر ترجمته.
[2] المعجم المشتمل 238.
[3] انظر عن (محمد بن داود) في:
طبقات الحنابلة 1/ 296، 297 رقم 406، والمعجم المشتمل 239 رقم 819، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1195، 1196، والكاشف 3/ 36 رقم 4913، وتهذيب التهذيب 9/ 154 رقم 223، وتقريب التهذيب 2/ 160 رقم 200، وخلاصة تذهيب التهذيب 335.
[4] وهو قال: لا بأس به. (المعجم المشتمل 239) .
[5] تهذيب الكمال 3/ 1196.
[6] انظر عن (محمد بن داود بن سفيان) في:
الكاشف 3/ 36 رقم 4912، وتقريب التهذيب 2/ 160 رقم 199، وخلاصة تذهيب التهذيب 335.(18/429)
عن: عبد الرّزّاق، ويحيى بن حسّان التِّنِّيسيّ.
وعنه: د. فقط، وكأنّه الأوّل.
422- محمد بن رافع بن أبي زيد سابور [1]- ع. إلّا ق. - أبو عبد الله القشيريّ، مولاهم النَّيْسابوريّ الحافظ الزّاهد، أحد الأعلام.
سمع: النَّضْر بن شُمَيْل، وطبقته بخُراسان، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وطبقته بالحجاز، وعبد الرّزّاق، ويزيد بن أبي حكيم، وعبد الله بن الوليد، وطبقتهم باليمن، ووَكِيعا، وابن نُمَيْر، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم بالكوفة، وأبا داود الطَّيالِسيّ، ووهْب بن جرير، وطبقتهما بالبصْرة، وشَبّابة، وأبا النَّضْر، وطبقتهما ببغداد، ويزيد بن هارون، وطبقته بواسط.
وعُني بالأثر حالا ومالا.
وعنه: [خ. م. د.] [2] ت. ن.، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عقيل الخزاعي لا البلْخيّ، وحاجب بن أحمد الطُّوسيّ، وآخر من روى حديثه بعلو السلف بالثقفيات.
قال أبو عمرو المستملي: سمعت محمد بْن رافع يقول: كنت مع أحمد، وإسحاق عند عَبْد الرّزّاق، فجاءنا يوم الفِطْر، فخرجنا مع عَبْد الرّزّاق إلى
__________
[1] انظر عن (محمد بن رافع) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 81، 82 رقم 218، وتاريخه الصغير 236، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 66، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 350، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 189، والجرح والتعديل 7/ 254 رقم 1391، والثقات لابن حبّان 9/ 102، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 647، رقم 1033، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 176 رقم 1434، والسابق واللاحق 323، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 438 رقم 1677، والمعجم المشتمل 239 رقم 821، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1196، 1197، والكاشف 3/ 37 رقم 4918، وسير أعلام النبلاء 12/ 214- 219 رقم 74، وتذكرة الحفاظ 2/ 509، 510، والعبر 1/ 445، والبداية والنهاية 10/ 346، والوافي بالوفيات 3/ 68، وتهذيب التهذيب 9/ 160- 162 رقم 234، وتقريب التهذيب 2/ 160 رقم 109، والنجوم الزاهرة 2/ 321، وطبقات الحفاظ 221، 222، وخلاصة تذهيب التهذيب 336، وشذرات الذهب 2/ 109.
[2] في الأصل بياض. والإستدراك من: تهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب.(18/430)
المُصَلَّى، ومعنا ناسٌ كثير. فَلَمّا رجعنا دعانا عبد الرّزّاق إلى الغداء، فجعلنا نتغدّى معه، فقال لأحمد وإسحاق: رأيتُ اليومَ منكما عَجَبا، لم تُكَبِّرا! فقالا: يا با بكر نَحْنُ ننظر إليك هَلْ تُكَبَّر فَنُكَبَّر، فَلَمّا رأيناك لم تُكَبِّر أمسكنا.
قال: وأنا كنتُ أنظر إليكما هَلْ تُكَبِّران فأُكَبِّر.
قال جَعْفَر بْن أحمد بْن نصر الحافظ: ما رَأَيْت من المُحَدِّثين أَهْيَب من محمد بْن رافع. كان يستند إلى شجرة الصَّنَوْبر فِي داره، فتجلس الغِلْمان بين يديه على مَرَاتبهم، وأولاد الطّاهرية ومعهم الخدم كأنّ على رءوسهم الطّير.
فيأخذ الكتاب بيده ويقرأ بنفسه، ولا ينطق أحدٌ ولا يتبسم إجلالا له. وإذا تبَّسم أحدٌ فِي المجلس أو رَاطَن صاحبه قال: وصلى اللَّه على محمد. فلا يقدر أحد أن يُراجعه أو يستزيده. ولقد تبسّم خادم للطّاهرية يَوْمَا، فقطع ابن رافع، وأنهى الخبر بعد ذلك. فأمر بقتْل الخادم حتّى احتَلْنا لخلاصه [1] .
قال الحاكم: سمعت أَبَا جَعْفَر محمد بْن سَعِيد المذِّكر يقول: سمعت زَكَرِيّا بْن دَلَّوَيْهِ يقول: بعث طاهر بْن عبد الله إلى محمد بْن رافع بخمسة آلاف درهم، فدخل عليه الّرسول بعد العصر وهو يأكل الخبز مع فِجْل، فوضعها وقال: بعث بها الأمير.
فقال: خُذْ خُذْ لا أحتاج إليه، فإنّ الشَّمْسَ قَدْ بَلَغَتْ رأس الحِيطان، إنّما تَغْرُب بعد ساعة، وقد جاوزت الثّمانين إلى مَتَى أعيش؟
فَدَخل عليه ابنه فقال: ليس لنا اللّيلة خُبز.
قال: فبعث بعضَ أصحابه خلْف الرَّسُول ليردّ المال إلى حضْرة صاحبه فزعا مِن أنّ يذهب ابنه خلْف الرَّسُول، فيأخذ المال.
قال زَكَرِيّا: وربما كان يخرج إلينا فِي الشّتاء الشّاتي، وقد لبس لحافه الّذي يلبسه باللّيل [2] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 216.
[2] سير أعلام النبلاء 12/ 216، 217، الوافي بالوفيات 3/ 68.(18/431)
قال محمد بْن رافع: سمعت أحمد بْن حنبل يقول: إنْ قال المؤذّن فِي أذانه: صلُّوا فِي الرجال، فلك أنّ تتخلّف، وإنْ لم يقل، فقد وَجَبَتْ عليك.
وقال: أَنَا أفدت أحمد عن يزيد بْن مُسْلِم الصغاني الراوي، وعن وهْب بْن منبه. ونزلت أَنَا وأحمد، ومات الشَّيْخ، وكان قد أتى له مائة وخمس وثلاثون سنة. رواها أحمد بن سلمة، عن محمد بْن رافع [1] .
وقال أحمد بْن عُمَر بْن يزيد: نا محمد بْن رافع: سمعت عَبْد الرّزّاق:
سمعت مَعْمَرا يقول: رَأَيْت باليمن عُنْقُود عِنب وِقْرَ بَغْلٍ تامّ [2] .
قال زَنْجَوَيْه بن محمد: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمسٍ وأربعين [3] ، وغسّله أحمد بن نصر العابد، وصلّى عليه محمد بن يحيى الذُّهْليّ.
وقال مسلم، والنَّسائيّ [4] : ثقة، مأمون [5] .
423- محمد بن الربيع.
مولى الأزد. مصريّ معمَّر، يُعرف بنعمة.
حدَّث عن: عبد الله بن لَهِيعة.
مات في رمضان سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين.
424- محمد بن رجاء بن السِّنْديّ [6] .
أبو عبد الله النَّيْسابوريّ، والد محمد بن محمد بن رجاء الإسْفرائينيّ.
سمع: النضر بن شميل، ومكّيّ بن إبراهيم.
وعنه: ابنه، وزكريّا بن داود، وابن خُزَيْمَة.
قال أبو عبد الله بن الأخرم: هو وأبوه وابنه ثقات أثبات.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 217.
[2] سير أعلام النبلاء 12/ 217.
[3] تاريخ البخاري، الثقات، المعجم المشتمل.
[4] المعجم المشتمل.
[5] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «حدّثنا عنه شيوخنا ... وكان تقيّا فاضلا» .
[6] انظر عن (محمد بن رجاء) في:
تاريخ بغداد 5/ 276، 277 رقم 2771.(18/432)
425- محمد بن رزق الله [1] .
أبو بكر الكَلْوَذَانيّ.
عن: يزيد بن هارون، وشَبّابة، وجماعة.
وعنه: ابن صاعد، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وغيرهما.
وكان صدوقا [2] .
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
426- محمد بن رمح بن المهاجر [3]- م. ق. - أبو عبد الله التّجيبيّ، مولاهم المصريّ.
سمع: اللَّيث بن سعد، وابن لَهِيعة، ومَسْلَمَة بن عليّ الخَشَنيّ.
وحكى عن: مالك رحمه الله.
وعنه: م. ق.، والحَسَن بْن سُفْيان، ومحمد بْن الحَسَن بْن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وعلي بن أحمد بن علان، وأحمد بن عبد الوارث العسال، ومحمد بن زبان المصريّون، وخلق سواهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن رزق الله) في:
تاريخ الطبري 9/ 200، والثقات لابن حبّان 9/ 124، وتاريخ بغداد 5/ 277 رقم 2772، والأنساب لابن السمعاني 10/ 460.
[2] وثّقه الخطيب.
[3] انظر عن (محمد بن رمح) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 234، والجرح والتعديل 7/ 254 رقم 1396، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 177 رقم 1435، والسابق واللاحق 122، والإكمال لابن ماكولا 4/ 92، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 471 رقم 1813، والأنساب لابن السمعاني 3/ 26، والمعجم المشتمل 240 رقم 822، واللباب 1/ 207، ووفيات الأعيان 4/ 130، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1197، والكاشف 3/ 38 رقم 4923، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 981، ودول الإسلام 1/ 147 وسير أعلام النبلاء 11/ 498- 500 رقم 138، والعبر 1/ 438، والبداية والنهاية 10/ 344، والوافي بالوفيات 3/ 73 رقم 977، وتهذيب التهذيب 9/ 164، 165 رقم 240، وتقريب التهذيب 2/ 161 رقم 215، وخلاصة تذهيب التهذيب 336، وشذرات الذهب 2/ 101.(18/433)
وكان موصوفا بالإتقان الزائد حتى قال فيه النَّسائيّ: ما أخطأ في حديثٍ واحد [1] .
وقال أبو سَعِيد بْن يونس: ثقة ثَبْت. كان أعلم النّاس بأخبار بلدنا [2] .
تُوُفّي في شوّال سنة اثنتين وأربعين [3] .
قال النَّسَائيّ: لو كان يكتب عن مالك لأثبتُّهُ فِي الطبقة الأولى مِن أصحابه [4] .
427- محمد بن رَوْح بن عِمران [5] .
أبو عبد الله المصريّ، مولى قَتِيرةَ، مِن تُجَيِب.
روى عن: عبد الله بن وهْب، وكان مُنْكَر الحديث. قاله ابن يونس.
قال: وكان رجلا صالحا [6] .
تُوَفّي فِي ذي القعدة سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
428- محمد بن زاهر بن حرب النَّسائيّ [7] .
ابن أخي أبي خَيْثَمة.
سكن دمشق، وحدَّث عن: القَعْنَبيّ، وجماعة.
وكان طلّابة للعلم. مات كهلا.
__________
[1] تهذيب الكمال 3/ 1197.
[2] تهذيب الكمال 3/ 1197.
[3] التاريخ الصغير 234، المعجم المشتمل 240، وفي ثقات ابن حبّان: مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
[4] وقال ابن حبّان: كان ثقة مأمونا.
[5] انظر عن (محمد بن روح) في:
الجرح والتعديل 7/ 255 رقم 1397، والإكمال لابن ماكولا 6/ 400، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 58 رقم 2978، ولسان الميزان 5/ 164، 165 رقم 559.
[6] قال ابن حاتم الرازيّ: كان متعبّدا ... كتب عنه أبي في الرحلة الثانية وروى عنه وكان صدوقا.
وسئل عنه أبي فقال: صدوق. (الجرح والتعديل 7/ 255) .
[7] انظر عن (محمد بن زاهر) في:
الجرح والتعديل 7/ 260 رقم 1424، وتاريخ بغداد 5/ 289 رقم 2791، والأنساب لابن السمعاني 12/ 80.(18/434)
روى عنه: محمود بن سُمَيْع، وسعد بن محمد البَيْروتيّ.
قال أبو حاتم [1] : أَنَا صلّيت عليه، وكان من أقراني. لا بأس به.
429- محمد بن زنبور المكّيّ [2]- ن. - هو أبو صالح محمد بن جعفر بن أبي الأزهر، ولَقَبُ أبيه جعفر: «زنبور» .
روى عن: حمّاد بن زيد، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن أبي حازم، وجماعة.
وعنه: ن.، وأبو عَرُوبة، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن صاعد، وأبو عليّ أحمد بن محمد الباشانيّ، ومحمد بن أحمد الدَّبيليّ، وخلْق سواهم.
قال النَّسائيّ: ثقة [3] .
وضعّفه ابن خُزَيْمَة [4] .
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وأربعين [5] .
وقع لي حديثه عاليا [6] .
430- محمد بن أبي السّريّ [7] .
__________
[1] الجرح والتعديل 7/ 260.
[2] انظر عن (محمد بن زنبور) في:
التاريخ الكبير 2/ 267، وعمل اليوم والليلة للنسائي 577 رقم 1065، والثقات لابن حبّان 9/ 108، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 369- 372، وتاريخ جرجان للسهمي 73، 255، 256، والإكمال لابن ماكولا 4/ 190، والمعجم المشتمل لابن عساكر 240 رقم 823، ومروج الذهب 3068، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1198، والمغني في الضعفاء 2/ 581 رقم 5513، وميزان الاعتدال 3/ 550 رقم 7539، والكاشف 3/ 38 رقم 4927، والوافي بالوفيات 3/ 78 رقم 988، وتهذيب التهذيب 9/ 167، 168 رقم 247، وتقريب التهذيب 2/ 161 رقم 222، وخلاصة تذهيب التهذيب 336، والنجوم الزاهرة 2/ 239، وشذرات الذهب 2/ 119.
[3] المعجم المشتمل 240، وقال أيضا: لا بأس به.
[4] تهذيب الكمال 3/ 1198.
[5] المعجم المشتمل 240.
[6] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «ربّما أخطأ» .
وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالمتين عندهم. (تهذيب الكمال 3/ 1198) .
[7] انظر عن (محمد بن أبي السري) في:(18/435)
أبو جعفر الأزْديّ.
يروي عن: هشام بن الكلبي تصانيفه.
وعن: إسحاق الأزرق.
وعنه: أبو سعيد السَّكُونيّ، ومحمد بن خَلَف بن المَرْزُبان، وأبو أحمد البربريّ، وآخرون.
431- محمد بن سعيد بن حمّاد [1] .
أبو إسحاق الأنصاريّ الحرّانيّ.
عن: عتّاب بن بشير، ومسكين بن بُكَيْر.
وعنه: النَّسائيّ [2] ، وابن الباغَنْديّ، وأبو عَرُوبة.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين ومائتين [3] .
432- محمد بن سعيد بن كثير بن عُفَيْر المصريّ.
عن: ابن وهْب.
قال ابن يونس: تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين.
433- محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التّستريّ البصريّ [4]- ق. - أبو بكر، أخو أحمد.
عن: مُعَاذ بن هشام، ويعقوب الحضرميّ، وأبي عاصم النّبيل، وطائفة.
__________
[ () ] المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 301، 311، 393، 438، 496 و 2/ 281، 339، 542، 806، 807 و 3/ 127، وتاريخ الطبري 5/ 314 رقم 2831، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 372، 373، وتهذيب التهذيب 9/ 181 رقم 270.
[1] انظر عن (محمد بن سعيد) في:
المعجم المشتمل 241 رقم 828، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1202، وتهذيب التهذيب 9/ 187 رقم 279، وتقريب التهذيب 2/ 164 رقم 250، وخلاصة تذهيب التهذيب 1202.
[2] وقال: لا أدري ما هو. (المعجم المشتمل) .
[3] المعجم المشتمل، وفيه: أو سنة خمس وأربعين ومائتين.
[4] انظر عن (محمد بن سعيد التستري) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 140، والمعجم المشتمل 242 رقم 831، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1203، والكاشف 3/ 42 رقم 4951، وتهذيب التهذيب 9/ 190 رقم 286، وتقريب التهذيب 2/ 165 رقم 256، وخلاصة تذهيب التهذيب 1203.(18/436)
وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون.
434- محمد بن سعيد بن عبد الملك بن أبي قَفِيز.
أبو جعفر السُّلَميّ الدَّمشقيّ.
عن: معروف الخيّاط الرّاويّ، عن واثلة بن الأسقع.
وعن: بقيّة، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وعنه: أبو الحسن بن جَوْصا، ومحمد بن أحمد بن مَعْدان، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وآخرون.
435- محمد بن سُفْيان بن أبي الزّرد الأُبُلّيّ [1]- د. - عن: سعيد بْن عامر الضبعي، وعثمان بْن عمر بْن فارس، وجماعة.
وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعليّ بن أحمد بن بِسْطام، وابن خُزَيْمَة، وآخرون [2] .
436- محمد بن سَلَمَةَ المُراديّ [3]- م. د. ت. ق. - مولاهم المصريّ الفقيه.
عن: ابن وهب، وابن القاسم، وغيرهما.
وعنه: م. د. ت. ق.، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وعلي بن أحمد علان، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سفيان) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 119، والمعجم المشتمل 242 رقم 832، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1203، والكاشف 3/ 42 رقم 4953، وتهذيب التهذيب 9/ 192 رقم 291، وتقريب التهذيب 2/ 165 رقم 260، وخلاصة تذهيب التهذيب 338.
[2] ذكره ابن حبّان في: «الثقات» وقال: «يغرب» .
[3] انظر عن (محمد بن سلمة) في:
المراسيل لأبي داود رقم 57 و 58، والجرح والتعديل 7/ 277 رقم 1499، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 180 رقم 1444، والمعجم المشتمل لابن عساكر 242 رقم 833، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1204، والكاشف 3/ 43 رقم 4956، والمعين في طبقات المحدّثين 89 رقم 983، والوافي بالوفيات 3/ 121 رقم 1059، وتهذيب التهذيب 9/ 193 رقم 295، وتقريب التهذيب 2/ 165 رقم 264، وخلاصة تذهيب التهذيب 338.(18/437)
وكان من ثقات المصريين وفضلائهم.
توفي في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين [1] .
استكتبه الحارث بن مسكين إذ كان قاضيا، يكنى أبا الحارث.
ذكره النسائي [2] يوما وقال: ثقة ثقة [3] .
437- محمد بن سليمان بن حبيب [4]- د. ن. - أبو جعفر الأسديّ البغداديّ، نزيل المِصِّيصة، ولَقَبُه: لُوَيْن.
وهو صاحب الجزء المشهور الذي يُروي اليوم عاليا.
سمع: مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وحمّاد بن زيد، وحُدَيْج بن معاوية، وأبا عَوَانة، وعبد الرحمن بن أبي الزِّناد، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وطائفة.
وعنه: د. ن.، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو القاسم البَغَويّ، وابن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الحروري، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.
وحدث بالثغور، وببغداد، وإصبهان. وعمر دهرا طويلا.
روى النسائي في «سننه» أيضا، عن رجل، عنه، وقال: ثقة [5] .
__________
[1] المعجم المشتمل 242 وفيه يقال: سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
[2] المعجم المشتمل.
[3] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
[4] انظر عن (محمد بن سليمان بن حبيب) في:
التاريخ الكبير 1/ 99، والجرح والتعديل 7/ 268 رقم 1468، والثقات لابن حبّان 9/ 101، 102، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) 134، وتاريخ بغداد 5/ 292- 296 رقم 2797، والسابق واللاحق للخطيب 199، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 133- 137 رقم 128، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 176، والإكمال لابن ماكولا 7/ 192، والمعجم المشتمل لابن عساكر 242 رقم 834، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 47، والكامل في التاريخ 7/ 94، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1204، 1205، والكاشف 3/ 43 رقم 4959، والعبر 1/ 447، وسير أعلام النبلاء 11/ 500- 502، رقم 136، والمعين في طبقات المحدّثين 89 رقم 984، ودول الإسلام 1/ 148، والوافي بالوفيات 3/ 123 رقم 1063، وتهذيب التهذيب 9/ 198، 199 رقم 308، وتقريب التهذيب 2/ 166 رقم 271، وخلاصة تذهيب التهذيب 339، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 167، 168.
[5] المعجم المشتمل 242.(18/438)