أَبِي أوفى، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبْزَى، ووَرَّاد كاتب المغيرة، وعَبْد اللَّه بْن شدّاد.
وعَنْه إسماعيل السّدّي، والحسن بْن عمارة، وأَبُو إسحاق الشّيباني، وشُعْبَة، لكنّ شُعْبَة سمّاه مُحَمَّدًا فَوَهِمَ. وثَّقه أَبُو زرعة وغيره.
465- (عَبْد اللَّه بْن نِيَار) [1] رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وعُرْوَة، وعَمْرو بْن شاس.
وعَنْه أَبُو الزِّناد، وعَبْد الرَّحْمَن بْن حَوْله، وجماعة.
466- (عَبْد الله بن واقد) [2] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. عَنْ جدّه، وعَائِشَة. وعَنْه الزهري، وفضيل بن غزوان، وعمر بن محمد، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَرَآهُ مَالِكٌ. ثُمّ وَجَدْتُ وفاته سنة سبعَ عشرةَ ومائة.
467- عَبْد اللَّه أَبُو مُحَمَّد البطّال [3] ويقال: أَبُو يحيى، أحد الموصوفين بالشجاعة والإقدام، ومَن سارت بذِكْره الرُّكْبان. كَانَ أحد أمراء بني أُمّية، وكان عَلَى طلائع مَسْلَمةُ بْن عَبْد الملك، وكان ينزل بأنطاكية. شهد عدّةَ حُرُوب، وأوطأ الرومَ خوفًا وذُلا، ولكنْ ما يحدّ ولا يوصف، ما كذبوا عليه من الخرافات المستحيلات. وعَنْ عَبْد الملك [4] ، أَنَّهُ أوصى مَسْلَمةُ، فَقَالَ: صيّر على طلائعك البطّال، ومره
__________
[1] نيار: بكسر النون.
[2] التاريخ لابن معين 2/ 235، التاريخ الكبير 5/ 214 رقم 692، المعرفة والتاريخ 1/ 329، الجرح والتعديل 5/ 185 رقم 860، المراسيل 114 رقم 188، تهذيب الكمال 2/ 749، الكاشف 2/ 123 رقم 3064، جامع التحصيل 264 رقم 402، تهذيب التهذيب 6/ 58- 59 رقم 112، تقريب التهذيب 1/ 457 رقم 701، خلاصة تذهيب التهذيب 217.
[3] الطبقات لخليفة 256، تاريخ خليفة 350، التاريخ الكبير 5/ 219 رقم 712، المعارف 187، المعرفة والتاريخ 1/ 375 و 2/ 209، الجرح والتعديل 5/ 190 رقم 881، تهذيب الكمال 2/ 751، تحفة الأشراف 13/ 266 رقم 1153، الكاشف 2/ 124 رقم 3077، تهذيب التهذيب 5/ 65 رقم 129، تقريب التهذيب 1/ 459 رقم 717، خلاصة تذهيب التهذيب 218.
[4] العيون والحدائق لمجهول 3/ 28 و 30 و 90 و 100، الكامل في التاريخ 5/ 248، دول الإسلام 1/ 79، البداية والنهاية 9/ 331- 334، الوافي بالوفيات 17/ 696 رقم 587، النجوم الزاهرة 1/ 286.(7/406)
فلْيَعسّ باللّيل، فإنّه أمينٌ شجاع مِقْدام. وقَالَ الوليد بْن مُسْلِم: حدّثني بعضُ شيوخنا أنّ مَسْلَمةُ عقد للبطّال عَلَى عشرة آلاف، فجعلهم يعني يزكا [1] .
وحدّثني أبو مروان الأنطاكي قَالَ: كنت أغازي [مَعَ] [2] البطّال، وقد أَوْطأَ الرومَ ذُلا، قَالَ البطّال: فسألني بعض وُلاةِ بني أُميَّة عَنْ أعجب ما كَانَ مِنْ أمري، فقلت: خرجتُ فِي سَريّةٍ ليلا، فأتينا قرية، وقلت لأصحابي:
ارفعوا لجم خيولكم، ولا تُهَيِّجوا، ففعلوا واخترقوا فِي أزِقَّتِها، ودفعتُ فِي ناس مِنْ أصحابي إلى بيتٍ فيه سراجٌ وامرأة تُسْكِتُ ولَدَها مِنْ بُكائه وتقول:
اسكُتْ أو لأَدّفَعَنَّك إلى البطّال، ثم انتَشَلَتْه مِنْ سريره وقالت: خذه يا بطّال، قَالَ: فأخذْتُه. وخرجت يومًا وحدي على فرسي لأصيب غفلةً، ومعي شواء وغيره، فأكلت، ودخلت بستانًا، وأسهلني بطني، فاختلفتُ مرارًا، وخفتُ مِنَ الضَّعف، فركبتُ وأسهلتُ عَلَى سرجي، كرهت أن أنزل فأضعفَ عَنِ الركوب، ولزِمتُ عُنُقَ الفَرَس، وذهب بي لا أدري إلى أَيْنَ، فسمِعت وَقْعَ حوافره عَلَى بلاطٍ، فأفتح عينيَّ فإذا دَيْر، وإذا نِسْوةٌ يتطلَّعن مِنْ أبواب الدَّير، فلما رأين حالي وضَعْفي، ووقوفَ فرسي، رَطَنَتْ واحدةٌ منهنّ، فنزعن عنّي ثيابي، وغسَّلْن ما بي وألبسنني ثيابي، وسَقْيَنني تِرْياقًا أو دواءً، ووُضعتُ على سرير، فأقمت يوما وليلة مسبوتا، وذهب عنّي ذَلِكَ ثاني يوم، وأنا ضعيف عَنِ الركوب، فجاءها فِي اليوم الثالث بَطْريقٌ أقبل فِي مركبه، فأمَرَتْ بفَرَسي فغُيِّبَ، وأغلقتْ عليَّ بيتًا، ودخل البَطْريقُ، فسَمعْتُ بعضَ النّسوَة تُخبر أنّه خاطب لها، فبلغه شأني، فَهَمَّ أن يهجم عَلَيَّ، فأَقسَمَتْ [3] إنْ فَعَلَ لا نال حاجَتَه، فأمسك، ثم تزوّج، وخرجتُ فدعوتُ بِفَرَسي، فقالت: لا آمن أن يَكْمُن لك، دعه يذهب، فأبيتُ وركبتُ وقَفَوْتُ الأثر حتى لحقته، وشددت
__________
[1] يزكا: أي حرسا وفي البداية والنهاية لابن كثير (9/ 331) : ترسا من الروم أن يصلوا إلى جيش المسلمين.
[2] إضافة من البداية والنهاية 9/ 331.
[3] أي المخطوبة.(7/407)
عَلَيْهِ، فانفرج عَنْه أصحابُه، فقتلته، وطلبت أصحابَه فهربوا، فأخذت فَرسَه وسمطْتُ رأسه، ورددت إلى الدَّير، فألقيت الرأس، ودعوتُها ومَن معها مِنَ النّساء والخَدَم، فوقفن بين يديّ، وأمرتها بالرحلة ومن معها عَلَى الدّوابّ، وسرت بها وبهنّ إلى العسكر، فنفلت المرأة بعينها وسلَّمتُ سائرَ الغنيمة، واتّخذتُها، فهي أمّ بَنِيَّ [1] .
قَالَ الوليد بْن مُسْلِم: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن راشد الخُزاعي يُخبر عمّن سَمِعَ مِنَ البطَّال، أَنَّهُ ولي المصِّيصة وما يليها، فبعث سَرِيَّةً، فأبطأ عَلَيْهِ خبرُها، فأشفق مِنْ مصيبة، قَالَ: فخرجتُ مُفْرَدًا، فلم أجد لهم خبرًا، ثم أُعْطِيتُ خَبَرَهم، فخفت عليهم مِنَ العدوّ، ولم أجد أحدًا يخبرني بشيء، فسرتُ حتى أقف بباب عمورِيّة، فضربتُ بابها وقلت للبوّاب: افتح لفلانٍ وسيّافِ الملِك ورسولِه، وكنت أشبه بِهِ، فأعلمه، فأمره، ففتح لي، فصرت إلى بلاطها، وأمرت مِنْ يشتدّ بين يديّ إلى باب بَطْرِيقها، ففعل، ووافَيْتُه وقد جلس لي، فنزلت عَنْ فرسي وأنا متلثّم، فأذِن لي ورحَّب بي، فقلت: أَخْرِجْ هَؤُلاءِ فإنّي قد حملتُ إليك أمرًا، فأخرجهم، وشدَّدْتُ عَلَيْهِ حتى أغلق بابَ الكنيسة وأتى إليّ، فاخترطْتُ سيفي وقلت: قد وقعتُ بهذا الموضع، فأعطني عهدًا حتى أكلّمك بما أردت حتى أرجع مِنْ حيث جئت، ففعل، فقلت: أَنَا البطّال، فاصْدُقْني وانصحني، وإلا قتلتك، قَالَ: سل. فقلت: السّرِيّة. قَالَ:
نعم، وافت البلاد غارةٌ لا يدفع أهلها يد لامس، فوغلوا في البلاد وملئوا أيديهم غنائم، وهذا آخر خبر جاءني بأنّهم بوادي كذا وكذا، قد صَدَقْتُك.
فغمدت سيفي، وقلت: ادعُ لي بطعامٍ، فدعا بِهِ، ثم قمت وقَالَ: سيروا بين يدي رسول الملك حتى يخرج، ففعلوا، وقصدت السّريّة وخرجت بهم وبما غنموا [2] .
__________
[1] البداية والنهاية 9/ 332.
[2] البداية والنهاية 9/ 332- 333.(7/408)
وعَنْ أَبِي بَكْر بْن عيّاش قَالَ: قِيلَ للبطّال: ما الشجاعة؟ قَالَ: صبرُ ساعة. وقَالَ الوليد: أخبرني ابن جَابِر، حدّثني مَن سَمِعَ البطّال يخبر مالك بْن شبيب أميرُ مُقَدِّمة الجيش الَّذِي قُتِل فيه، عَنْ خبر بَطْرِيق أقرن صهْر البطّال، أنّ ليُون طاغيةَ الروم قد أقبل نحوه فِي مائة ألف، فذكر قصّة، فيها إشارةُ البطّال عَلَيْهِ باللّحاق ببعض مدن الروم والتحصُّن بِهِ، حتى يلحقهم الأمير سُلَيْمَان بْن هشام، وذكر عصيان مالك فِي رأيه، قَالَ: ولقينا ليون، فقاتل مالك يومئذٍ ومن معه حتى قتل فِي جماعة، والبطّال عصمة لمن بقي، وَوَالٍ لهم قد أمرهم ألا يذكروا لَهُ اسمًا، فتجمَّعوا عَلَيْهِ، فحمل البطّال، فصاح بعضُ مَن معه باسمه وفداه، فشدّتْ عَلَيْهِ فرسانُ الروم حتى شالتْهُ برماحها عَنْ سَرْجه وألقتْه إلى الأرض، وأقبلت تشدّ عَلَى بقية النَّاسَ مَعَ اصفرار الشمس [1] .
قَالَ الوليد: قَالَ غير ابن جَابِر: وليون طاغيتُهم قد نزل، ورفعوا أيديهم يستنصرون على المسلمين، ورأوا من قلّة المسلمين وقلّة مِنْ بقي، فَقَالَ: نادِ يا غلام برفْع السيف، وترك بقيّة القوم للَّه وانصرفوا، قَالَ ابن جَابِر: فأمر البطّال مناديًا، فنادى: أيّها النَّاسَ، عليكم بسنادة، فتحصّنوا فيها، وأمر رجلا عَلَى مقدِّمتهم، وآخر عَلَى ساقتِهم يحمل الجريح والضعيف، وَثَبَتَ البطّال مكانه، ومعه قَرابةٌ لَهُ فِي مواليه، وأمر مِنْ يسير فِي أوائلهم يَقُولُ: أيّها النَّاسَ الحقوا فإنّ البطّال يسير بأُخراكم، وأمر مِنْ ينادي في أُخراهم: الحقوا فإنّ البطّال في أولاكم، فلم يصبحوا إلا وقد دخلوها، يعني سنادة، وأصبح البطّال فِي المعركة وبه رمق، فلما كَانَ مِنَ الغد، ركب ليون بجيشه، فأتى المعركة، فوجد البطّال وأصحابه، فأخبر بِهِ، فأتى حتى وقف عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَبَا يحيى كيف رأيت؟ قَالَ: وما رأيت، كذلك الأبطال تقتُل وَتُقْتَلُ! فَقَالَ ليون:
عليّ بالأطبّاء، فأتي بهم، فنظروا فِي جراحة، فوجدوه قد أنفذت مقاتله،
__________
[1] البداية والنهاية 9/ 8333.(7/409)
فَقَالَ: هَلْ مِنْ حاجة؟ قَالَ: نعم، فأمُرْ مَن ثبت معي بولايتي وكَفني والصلاةِ عليّ، ثم تُخلي سبيلَهم، ففعل [1] . قَالَ أَبُو عُبَيْدة: قُتِل البطّال سنة اثنتي عشرة ومائة. وقَالَ أَبُو حسّان الزيادي: سنة ثلاث عشرة. وقَالَ خليفة [2] : سنة إحدى وعشرين.
468- (عَبْد الجبّار بْن وائل بْن حُجْر الحضْرَمِيّ الكوفي) [3] م 4- عَنْ أَبِيهِ، وأخيه عَلْقَمَة، وغيرهما. وعَنْه ابنه سَعِيد، وزيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وأَبُو إسحاق السّبيعي، ومُحَمَّد بْن جُحَادة، ومِسْعَر بْن كدام، وفِطْر بْن خليفة، والمسعودي، وغيرهم. قَالَ ابن مَعِين [4] : ثبت، ولم يسمع مِنْ أَبِيهِ شيئًا.
قُلْتُ: روايته عن أبيه في السّنن الأربعة.
469- (عبد الحميد بن عبد الرحمن) [5] ع- بْن زيد بْن الْخَطَّاب، أَبُو عُمَر العدوي المدني الأعرج، أخو أَسِيد، وعَبْد العزيز. ولي إمرةَ الكوفة لعُمَر بْن عَبْد العزيز. سأل ابن عَبَّاس، وَرَوَى عَنْ مُسْلِم بْن يَسار، ومُقْسِم، ومُحَمَّد بْن سعد بْن أَبِي وقّاص. وعَنْه ابناه عُمَر، وزيد، والزُّهْرِيّ، وزيد بْن أَبِي أنيسة،
__________
[1] البداية والنهاية 9/ 333.
[2] تاريخ خليفة 352.
[3] التاريخ لابن معين 2/ 340، التاريخ الكبير 6/ 106- 107 رقم 1855، المعرفة والتاريخ 2/ 276 و 3/ 271 و 377، الجرح والتعديل 6/ 30 رقم 160، مشاهير علماء الأمصار 163 رقم 1293، المغني في الضعفاء 1/ 367 رقم 3467، الكاشف 2/ 132 رقم 3128، جامع التحصيل 267 رقم 413، تهذيب التهذيب 6/ 105 رقم 211، تقريب التهذيب 1/ 466 رقم 795.
[4] التاريخ 2/ 340.
[5] التاريخ لابن معين 2/ 342، التاريخ الكبير 6/ 45 رقم 1650، المعرفة والتاريخ 1/ 375 و 2/ 584، الجرح والتعديل 6/ 15- 16 رقم 77، مشاهير علماء الأمصار 130 رقم 1020، تهذيب الكمال 2/ 768، سير أعلام النبلاء 5/ 149 رقم 51، الكاشف 2/ 135 رقم 3153، العقد الفريد 4/ 436- 437، جامع التحصيل 267 رقم 416، تهذيب التهذيب 6/ 119 رقم 240، تقريب التهذيب 1/ 468 رقم 823، خلاصة تذهيب التهذيب 222، رغبة الآمل 4/ 437.(7/410)
وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وغيرهم. وثقه ابن خراش وغيره. روى المدائنيّ، عَنْ يعقوب بْن زيد، أنّ عُمَر بْن عَبْد العزيز أجاز عاملَه عَلَى الكوفة عَبْد الحميد بعشرة آلافٍ.
تُوُفِّي عَبْد الحميد بحِرَّان سنة نيّف عشرة ومائة.
470- (عَبْد الحميد بْن محمود [1] الْمِعْولِيُّ [2] الْبَصْرِيّ) [3] د ت س [4]- عَنِ ابن عَبَّاس وأنس. وعَنْه ابنه حمزة، ويحيى بْن هانئ المُرَادي، وعَمْرو بْن هَرِم، قَالَ أَبُو حاتم [5] : شيْخ.
471- (عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيُّ الْمَدَنِيّ) [6] م 4- عَنْ أَبِيهِ، وأَبِي حُمَيْد السّاعدِي. وعَنْه ابناه ربيح، وسَعِيد، وَزَيْدِ بْن أَسْلَمَ، وَسُهَيْلِ بْن أَبِي صَالِحٍ، وجماعة. وثَّقه النّسائي. مات سنة ثنتي عشرة [7] ومائة.
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 18 رقم 92، تهذيب الكمال 2/ 769، الكاشف 2/ 136 رقم 3157، تهذيب التهذيب 6/ 122 رقم 248، تقريب التهذيب 1/ 469 رقم 831، خلاصة تذهيب التهذيب 222.
[2] المعولي: بكسر الميم وفتحها وسكون العين المهملة وفتح الواو. نسبة إلى معولة بن شمس، وهو بطن من الأزد. قال ابن الأثير: الصواب بكسر الميم. (اللباب 3/ 238، المغني في ضبط أسماء الرجال للهندي 249) .
[3] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 274 «النصري» وهو غلط، والتصويب من مصادر ترجمته.
[4] في طبعة القدسي «ن» بدل «س» وهو خطأ، والتصحيح من التقريب والخلاصة.
[5] الجرح والتعديل 6/ 18.
[6] الطبقات الكبرى 5/ 267- 268، تاريخ خليفة 343، الطبقات لخليفة 253، المعارف 268، مشاهير علماء الأمصار 71 رقم 490، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 296 رقم 349، ميزان الاعتدال 2/ 567 رقم 4876، الكاشف 2/ 147 رقم 3245.
[7] في طبعة القدسي 4/ 274 «سنة اثنتين وعشرين ومائة» وهذا خطأ، والتصويب من مصادر الترجمة. ولأن المتوفين في سنة 122 هـ. في الطبقة التالية.(7/411)
472- (عبد الرحمن بن ثروان) [1] خ 4- أبو قيس الأودي [2] الكوفي. عَنْ عَلْقَمَة، والقاضي شُرَيْح، وهُزَيْل بْن شُرَحْبيل، وسُوَيْد بْن غَفْلَة. وعَنْه الأعمش، وَالثَّوْرِيُّ، وشُعْبَة، وحمّاد بن سلمة، وآخرون. وثّقه ابن مَعِين، وليَّنَه أَبُو حاتم، وغيره. مات سنة عشرين ومائة.
473- (عَبْد الرَّحْمَن بْن جُبَيْر بْن نُفَيْر الحضْرَمِيّ الحمصي) [3] م 4- عَنْ أَبِيهِ، وخَالِد بْن مَعْدان، وكثير بْن مُرَّة، وغيرهم. وعَنْه الزُّبَيْدِيّ، وثور بْن يزيد، ويحيى بْن جَابِر، وصَفْوان بْن عَمْرو، وطائفة، آخرُهم موتًا إِسْمَاعِيل بْن عيّاش.
وثَّقه النّسائي وغيره. تُوُفِّي سنة ثماني عشرة ومائة.
474- (عَبْد الرَّحْمَن بْن رافع التنوخي الْمَصْريّ) [4] د ت ن- قاضي إفريقية، يُكنَّى أَبَا الْجَهْمُ، وقيل أَبَا الحجر. رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعُقْبَةَ بن الحارث. وعنه ابنه إبراهيم، وشراحيل بن يزيد، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم
__________
[1] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 274 «شروان» بالشين، وهو تصحيف، والتصويب من مصادر الترجمة، وهي:
تاريخ خليفة 283، التاريخ الكبير 5/ 265 رقم 855، الثقات للعجلي 289 رقم 938، الكنى والأسماء 2/ 88، الجرح والتعديل 5/ 218 رقم 1028، الثقات لابن حبّان 5/ 96 في ثقات التابعين، و 7/ 65 في ثقات أتباع التابعين، الإكمال 1/ 262 بالحاشية، المشتبه في أسماء الرجال 1/ 122، الكاشف 2/ 141 رقم 3201، ميزان الاعتدال 2/ 553 رقم 4832، تهذيب الكمال 2/ 779، تهذيب التهذيب 6/ 152- 153 رقم 307، تقريب التهذيب 1/ 475 رقم 889، خلاصة تذهيب التهذيب 225.
[2] الأودي: بفتح الألف وسكون الواو. نسبة إلى أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج (اللباب 1/ 92) .
[3] التاريخ الكبير 5/ 267- 268 رقم 864، المعرفة والتاريخ 1/ 269 و 513 و 2/ 289 و 3/ 291 و 414، تاريخ أبي زرعة 1/ 172 و 500، الجرح والتعديل 5/ 221 رقم 1041، الكاشف 2/ 142 رقم 3205، ميزان الاعتدال 2/ 553 رقم 4836، تهذيب التهذيب 6/ 154 رقم 312، تقريب التهذيب 1/ 475 رقم 894، خلاصة تذهيب التهذيب 225.
[4] التاريخ الكبير 5/ 280 رقم 912، المعرفة والتاريخ 2/ 528، الجرح والتعديل 5/ 232 رقم 1100، تهذيب الكمال 2/ 780، الكاشف 2/ 145 رقم 3230، ميزان الاعتدال 2/ 560 رقم 4860، تهذيب التهذيب 6/ 168 رقم 345، تقريب التهذيب 1/ 479 رقم 928، خلاصة تذهيب التهذيب 226.(7/412)
الإفريقي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر. قال البخاري [1] : في حديثه مناكير. وقَالَ أَبُو حاتم [2] : شيْخ مغربيّ إنْ صحّت الروايةُ عَنْه، عن عبد الله ابن عَمْرو. قُلْتُ: يشير إلى حديثه الَّذِي رواه عَنْه ابن أنعم الأفريقي وحده: «إذا رفع الرجل رأسه مِنْ آخر سجدة ثم أحدث فقد تمّت صلاته» [3] . قُلْتُ: مات سنة ثلاث عشرةَ ومائة.
475- (عَبْد الرَّحْمَن بْن سابط الْجُمَحِي المكيّ) [4] م د ت ق- وهو عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن سابط. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وله صُحبة، وعَنْ عَائِشَةَ، وجابر، وأَبِي أُمَامة، وأرسل عَنْ مُعاذ، وغيره. وعَنْه حسّان بْن عطيّة، وابن جُرَيْج، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيان، واللَّيْث بْن سعد، وجماعة. وكان أحد الفقهاء، وثَّقوه، لكن كَانَ ابن مَعِين يعدّ أنّ أكثر رواياته مُرْسَلَة.
مات سنة ثماني عشرة ومائة.
476- (عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد بْن وهْب الهَمْداني الكوفي) [5] عَنْ أَبِيهِ، وأرسل عَنْ عَائِشَةَ. وعَنْه خَالِد الحذّاء، وابن عجلان، ومالك بن مغول، وشعبة. وثّقه
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 280.
[2] الجرح والتعديل 5/ 232.
[3] رواه أحمد في مسندة 3/ 162 و 203 و 226 و 436.
[4] تاريخ خليفة 349، التاريخ لابن معين 2/ 348، التاريخ الكبير 5/ 294- 295 رقم 960، تاريخ أبي زرعة 1/ 648، الثقات للعجلي 292 رقم 954، الجرح والتعديل 5/ 240 رقم 1137، المراسيل 127- 128 رقم 217، الثقات لابن حبّان 5/ 92، تهذيب الكمال 2/ 789، تحفة الأشراف 13/ 271 رقم 1165، الكاشف 146- 147 رقم 3239، جامع التحصيل 270 رقم 428، تهذيب التهذيب 6/ 180- 181 رقم 361، تقريب التهذيب 1/ 480 رقم 943، النكت الظراف 13/ 371، خلاصة تذهيب التهذيب 227.
[5] التاريخ لابن معين 2/ 349، التاريخ الكبير 5/ 288 رقم 936، المعرفة والتاريخ 3/ 227، الجرح والتعديل 5/ 239 رقم 1130، المراسيل 127 رقم 215، تهذيب الكمال 1/ 791، الكاشف 2/ 147- 148 رقم 3248، جامع التحصيل 270 رقم 429، تهذيب التهذيب 6/ 186- 187 رقم 375، تقريب التهذيب 1/ 482 رقم 957، خلاصة تذهيب التهذيب 228.(7/413)
أَبُو حاتم [1] .
477- (عَبْد الرَّحْمَن بْن سَلَمَةَ الْقُرَشِيّ) [2] عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو. وعَنْه خَالِد ابن محمد الثقفي، وإسماعيل بْن أَبِي المهاجر، وسَعِيد بْن عَبْد العزيز.
478- (عَبْد الرَّحْمَن بْن عابس بْن ربيعة النَّخْعي الكوفي) [3] خ م د ن ق- عَنْ أَبِيهِ، وابن عَبَّاس، وأم يعقوب الأسَدِيّة. وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى. وعنه حجاج بْن أرطأة، وشعبة، والثوري، وقيس بْن الربيع. وثَّقه ابن مَعِين.
تُوُفِّي سنة تسعَ عشرة.
479- (عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الغافقي) [4] أمير الأندلس وعاملها لهشام بْن عَبْد الملك. رَوَى عَنِ ابن عُمَر. وعَنْه عَبْد العزيز بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز، وعَبْد اللَّه بْن عِياض.
استُشْهد سنة خمسَ عشرة ومائة فِي حرب بينه وبين النَّصَارَى.
480- (عَبْد الرَّحْمَن بْن هُرْمُز الأعرج) [5] ع- أبو داود المدني، مولى
__________
[1] الجرح والتعديل 5/ 239.
[2] التاريخ الكبير 5/ 290 رقم 944، المعرفة والتاريخ 2/ 523، تاريخ أبي زرعة 1/ 58، الجرح والتعديل 5/ 240- 241 رقم 1139.
[3] التاريخ لابن معين 2/ 349- 350، التاريخ الكبير 5/ 327 رقم 1038، المعرفة والتاريخ 3/ 99 و 187، الثقات للعجلي 294 رقم 961، الجرح والتعديل 5/ 269- 270 رقم 1274، تهذيب الكمال 2/ 796، الكاشف 2/ 151 رقم 3271، الثقات لابن حبّان 5/ 98- 99، تهذيب التهذيب 6/ 201- 202 رقم 409، تقريب التهذيب 1/ 485 رقم 990، خلاصة تذهيب التهذيب 229.
[4] الجرح والتعديل 5/ 256 رقم 1211، الكامل في التاريخ 5/ 172 و 174 و 490، البيان المغرب 1/ 51، ميزان الاعتدال 2/ 576 رقم 4909، الكاشف 2/ 154 رقم 3289، تهذيب التهذيب 6/ 217- 218 رقم 437، تقريب التهذيب 1/ 488 رقم 1018، خلاصة تذهيب التهذيب 230.
[5] الطبقات الكبرى 5/ 283- 284، الطبقات لخليفة 239، تاريخ خليفة 348، التاريخ لابن معين 2/ 361، التاريخ الكبير 5/ 360 رقم 1144، المعارف 465، الثقات للعجلي 300 رقم 988، المعرفة والتاريخ 2/ 737، تاريخ أبي زرعة 1/ 314 و 553، الكنى والأسماء 1/ 169، الجرح والتعديل 5/ 297 رقم 1408، مشاهير علماء الأمصار 77 رقم 559،(7/414)
رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ. سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وأبا سَعِيد، وعَبْد اللَّه ابن مالك بن بحينة، وطائفة، وسمع أيضًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ، وعُمَيْر مولى ابن عَبَّاس، وعدّة. وكان يكتب المصاحف ويُقرِئُ القرآن. رَوَى عَنِ الزُّهْرِيّ، وأَبُو الزّناد، وصالح بْن كَيْسَان، ويحيى بْن سَعِيد الأنصَارِيّ، وعبد الله بن لهيعة، وخلق.
وكان ثقة ثبتا، عالما بأبي هريرة، انتقل في آخر أيامه إلى مصر، وتوفّي غريبا بالإسكندرية سنة سبع عشرة ومائة على الصّحيح.
481- (عبد الرحمن بن يزيد الصّنعاني) [1] ت- القاصّ الأبناوي [2] . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عُمَر. وعَنْه عَبْد اللَّه بْن بَحير [3] بْن رَيْسان القَصَّاص، وهمام أَبُو عَبْد الرزّاق، والمنذر بْن النُّعْمان، وغيرهم. قَالَ عَبْد اللَّه بْن بَحِير: كَانَ أعلم بالحلال والحرام مِنْ وهب بْن منّبه. وذكره ابن حِبّان فِي الثقات.
لَهُ فِي الجامع حديث واحد.
__________
[ () ] تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 305- 306 رقم 363، اللباب 1/ 75، تهذيب الكمال 2/ 823، تحفة الأشراف 13/ 278 رقم 1174، الكاشف 2/ 167 رقم 3381، تذكرة الحفاظ 1/ 97 رقم 89، معرفة القراء الكبار 1/ 77- 78 رقم 30 (نشرة د. بشار عواد) ، سير أعلام النبلاء 5/ 69- 70 رقم 25، دول الإسلام 1/ 80، أخبار النحويين البصريين 21- 22، طبقات النحويين للزبيدي 26، الفهرست 39، الأنساب 1/ 44، نزهة الألبّاء 24، الكامل في التاريخ 4/ 224، إنباه الرواة للقفطي 2/ 172- 173، البداية والنهاية 9/ 314، مرآة الجنان 1/ 350، تلخيص ابن مكتوم 107، غاية النهاية 1/ 381، البلغة في أئمّة اللغة 126، تهذيب التهذيب 6/ 290- 291 رقم 566، تقريب التهذيب 1/ 501 رقم 1142، النجوم الزاهرة 1/ 276، بغية الوعاة 2/ 91 رقم 1515، حسن المحاضرة 1/ 485، طبقات الحفاظ للسيوطي 38، التحفة اللطيفة 3/ 195- 196، خلاصة تذهيب التهذيب 236، شذرات الذهب 1/ 153.
[1] تهذيب الكمال 2/ 926، الكاشف 2/ 169 رقم 3392، تهذيب التهذيب 6/ 300 رقم 582، تقريب التهذيب 1/ 503 رقم 1157، خلاصة تذهيب التهذيب 237.
[2] نسبة من الأبناء. (اللباب 1/ 26) .
[3] بكسر الحاء المهملة.(7/415)
482- (عبد الملك بن ميسرة الهلالي العامري) [1] ع- أبو زيد الكوفي الزرّاد. عَنِ ابن عُمَر، وأَبِي الطُّفَيْلِ، وزيد بْن وهب، وغيرهم. وعَنْه زيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ ومِسْعَر، وشُعْبَة، وجماعة. وكان ثقة نبيلا.
483- أما (عَبْد الملك بْن مَيْسرة المكّي) [2] فشيخ. رَوَى عَنْه أَبُو دَاوُد الطيالسي، وعَبْد الملك بْن مُحَمَّد الصَّنَعانيّ مِنْ أهل طبقة شُعْبَة.
484- (عَبْد المُلْك بْن أَبِي مَحْذَورة الْجُمَحِي الْمَكَّيّ) [3] د ت ن- عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّه عَنْه، وعن ابن محيريز. وعَنَه إبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد الملك، ووالده، وعمّاه مُحَمَّد وإسماعيل، وابن عمّه إبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل، والنُّعْمان بْن راشد، ونافع بْن عُمَر الْجُمَحِي.
485- (عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي جَرْوَة العَبْدِي الْبَصْرِيّ) [4] الأحمر، واسم أبيه رزيق. روى عن عائشة، وعقبة بن صهبان، وعمته. وعنه جابر بن صبح، وهشام الدستوائي، والقاسم بن المفضل الحداني، وشعبة، وغيرهم. لا بأس به.
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 319، الطبقات لخليفة 159، تاريخ خليفة 351، التاريخ الكبير 5/ 430- 431 رقم 1400، التاريخ لابن معين 2/ 376، الثقات للعجلي 313 رقم 1041، المعرفة والتاريخ 2/ 108 و 112 و 198 و 657 و 760 و 3/ 121 و 129 و 209، تاريخ أبي زرعة 1/ 306، الكنى والأسماء 1/ 180. المراسيل 132 رقم 230، الجرح والتعديل 5/ 365- 366 رقم 1717، الثقات لابن حبّان 5/ 118، مشاهير علماء الأمصار 109 رقم 826، تهذيب الكمال 2/ 863، الكاشف 2/ 189 رقم 3533، تهذيب التهذيب 6/ 426 رقم 886، تقريب التهذيب 1/ 524 رقم 1357، خلاصة تذهيب التهذيب 246.
[2] التاريخ الكبير 5/ 431 رقم 1401، الجرح والتعديل 5/ 366 رقم 1718، تهذيب الكمال 2/ 863، تهذيب التهذيب 6/ 426 رقم 887 وفيه البصري، تقريب التهذيب 1/ 524 رقم 1358 وفيه بصري بدل المكيّ، خلاصة تذهيب التهذيب 246.
[3] التاريخ الكبير 5/ 430 رقم 1399، تهذيب التهذيب 6/ 418 رقم 872، تقريب التهذيب 1/ 522 رقم 1341، تهذيب الكمال 2/ 861، خلاصة تذهيب التهذيب 245.
[4] التاريخ لابن معين 2/ 381، التاريخ الكبير 5/ 376 رقم 1198، الجرح والتعديل 5/ 314 رقم 1493.(7/416)
486- (عبيد الله بن عبد الله بن حصين الخطمي المدني) [1] عن جابر بن عبد الله وعبد الملك بن عمرو. وعنه ابن الهاد، والوليد بن كثير، ومحمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن النعمان، وجماعة. وثقه أبو زرعة.
487- (عبيد الله بن القبطية) [2] عن أمّ سَلَمَةَ، وجابر بْن سَمُرَة، وابن أَبِي ربيعة. وعنه عبد العزيز بن رفيع، ومسعر بن كدام. وثّقه ابن معين.
له حديثان.
488- (عثمان بن حاضر) [3] د ق- سَمِعَ ابن عَبَّاس، وجابرًا، وابن عُمَر، وَأَنَسًا، وغيرهم. وعَنْه إِسْمَاعِيل بْن أميّة، وعَمْرو بْن ميمون بْن مهران، والخليل بْن أَحْمَد العَرُوضي، وزَمْعَة بْن صالح، وابن إسحاق، وجماعة. قَالَ أَبُو زُرْعة: حِمْيَرِيّ ثِقة.
489- (عثمان بْن أَبِي سَوْدَة المقِدسي) [4] ت ق- أخو زياد. يروي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وأمّ الدِّرْداء، وميمونة مولاة رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ. وعَنْه زيد بْن واقد، وشبيب بْن شَيْبة، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، والأوزاعيّ. وكان كثير
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 388 رقم 1246، الجرح والتعديل 5/ 321 رقم 1525، تهذيب الكمال 2/ 880، الكاشف 2/ 200 رقم 3610، تهذيب التهذيب 7/ 22 رقم 48، تقريب التهذيب 1/ 535 رقم 1467، خلاصة تذهيب التهذيب 251.
[2] التاريخ الكبير 5/ 396- 397 رقم 1279، المعرفة والتاريخ 2/ 659، الجرح والتعديل 5/ 331 رقم 1566، تهذيب الكمال 2/ 887، الكاشف 2/ 204 رقم 3633، تهذيب التهذيب 7/ 44 رقم 79، تقريب التهذيب 1/ 538 رقم 1495، خلاصة تذهيب التهذيب 253.
[3] التاريخ الكبير 6/ 217- 218 رقم 2212، الجرح والتعديل 6/ 147- 148 رقم 804، مشاهير علماء الأمصار 124 رقم 976، تهذيب الكمال 2/ 906. الكاشف 2/ 217 رقم 3738، تهذيب التهذيب 7/ 109- 110 رقم 235، تقريب التهذيب 2/ 7 رقم 43، خلاصة تذهيب التهذيب 258.
[4] التاريخ الكبير 6/ 226 رقم 2241، المعرفة والتاريخ 2/ 374- 375، تاريخ أبي زرعة 1/ 336- 338- 339، الجرح والتعديل 6/ 153- 154 رقم 841، تهذيب الكمال 2/ 909، الكاشف 2/ 219 رقم 3756، تهذيب التهذيب 7/ 120- 121 رقم 260، تقريب التهذيب 2/ 9 رقم 69، خلاصة تذهيب التهذيب 260.(7/417)
الجهاد، لَهُ فضل وعِبادة، وأبوه مِنْ موالي عَبْد اللَّه بْن عَمْرو.
490- (عثمان بْن عَبْد الله بن سراقة) [1] خ ق- بْن المُعْتمر بْن أنس الْقُرَشِيّ العدوي الْمَدَنِيّ، وأمه زينب بنت عُمَر بْن الْخَطَّاب. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وجابر، وخاله ابن عُمَر. ورأى أَبَا قَتَادةُ الأنصَارِيّ، وولي إمرةَ مكة. وعَنْه الزُّهْرِيّ، والوليد بْن أَبِي الوليد، وابن أَبِي ذئب، وأَبُو المنيب عُبَيْد اللَّه المَرْوزي، وعدّة. وثَّقه أَبُو زُرْعة والنّسائي. وسُراقة جدّه الأعلى، فإنه عثمان ابن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن سُراقة. مات سنة ثماني عشرة ومائة. أرّخه الواقدي. وروايته عَنْ جدّه عُمَر مُرْسَلَة.
491- (عَدِيّ بْن ثابت الكوفي) [2] ع- وهو عَدِيّ بْن أبان بْن ثابت بْن قيس بن الخطيم الأنصاري الظّفري. وقَالَ يحيى بْن مَعِين: هُوَ عَدِيّ بْن ثابت بْن دينار. وقيل: عَدِيّ بْن ثابت بْن عُبَيْد بْن عازب، فالبراء بْن عازب أخو جدّه عَلَى هذا.
رَوى عَنْ جدّه لأمّه عَبْد اللَّه بْن يزيد الخطمي، وعَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدّه، وسُلَيْمَان بْن صرد، والبَرَاء بْن عازب، وابن أَبِي أوفى، وأبي حازم الأشجعي، وطائفة. وعنه زيد بن أبي أنيسة، والأعمش، ويحيى بن سعيد الأنصاري
__________
[1] الطبقات لخليفة 256، التاريخ الكبير 6/ 230- 231 رقم 2255، المعرفة والتاريخ 1/ 375 و 422، الجرح والتعديل 6/ 155 رقم 853، تهذيب الكمال 2/ 912، الكاشف 2/ 220 رقم 3767، جامع التحصيل 287 رقم 508، تهذيب التهذيب 7/ 129- 130 رقم 274، تقريب التهذيب 2/ 11 رقم 82، خلاصة تذهيب التهذيب 260.
[2] الطبقات لخليفة 161، تاريخ خليفة 561، التاريخ لابن معين 2/ 397، التاريخ الكبير 7/ 44 رقم 196، الثقات للعجلي 330 رقم 1115، المعرفة والتاريخ 1/ 348 و 2/ 657 و 3/ 132 و 228، الجرح والتعديل 7/ 2 رقم 5، مشاهير علماء الأمصار 108 رقم 815، الثقات لابن حبّان 5/ 270، تهذيب الكمال 2/ 923، تحفة الأشراف 13/ 287 رقم 1194، ميزان الاعتدال 3/ 61- 62 رقم 5591، المغني في الضعفاء 2/ 431 رقم 4084، الكاشف 2/ 226 رقم 3813، العبر 1/ 144، دول الإسلام 1/ 80، سير أعلام النبلاء 5/ 188- 189 رقم 68، مرآة الجنان 1/ 250، تهذيب التهذيب 7/ 168- 169 رقم 333، تقريب التهذيب 2/ 16 رقم 135، خلاصة تذهيب التهذيب 263.(7/418)
ومسعر، وشعبة، وخلق. قال أبو حاتم [1] : كان إمام مسجد الشيعة وقاصهم، وهو صدوق. وقَالَ غيره: ثقة ثبت. مات سنة ستّ عشرةَ ومائة.
492- (عَدِيّ بْن عَدِيّ بْن عَمِيرة [2] بن فروة الكندي) [3] د ن ق- أبو فروة سيّد اهل الجزيرة. رَوَى عَنْ أَبِيهِ- وله صُحبة- وعمّه العُرْس، ورجاء بْن حَيْوَة، وجماعة. وعَنْه أيّوب، وشُعْبَة، وجرير بْن حازم، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وآخرون. وكان فقيهًا ناسكًا كبيرَ القدر، إمرة الجزيرة وأذربيجان. وثّقه ابن مَعِين وغيره. مات سنة عشرين ومائة.
493- (العَرجّي الشاعر) [4] هُوَ أَبُو عُمَر عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عَمْرو بْن عثمان بْن عفّان الأموي. وكان ينزل بعَرْج الطّائف [5] فنُسِب إِلَيْهِ. وكان أحد
__________
[1] الجرح والتعديل 7/ 2.
[2] عميرة: بفتح العين المهملة، كما في التقريب والخلاصة.
[3] تاريخ خليفة 274 و 316 و 323 و 350، الطبقات لخليفة 319، التاريخ لابن معين 2/ 398، التاريخ الكبير 7/ 44 رقم 193، الثقات للعجلي 330 رقم 1116، المعرفة والتاريخ 2/ 329 و 372 و 390 و 404، تاريخ أبي زرعة 2/ 711، الكنى والأسماء 2/ 82، المراسيل 152- 153 رقم 286، الجرح والتعديل 7/ 3 رقم 6، مشاهير علماء الأمصار 118 رقم 909، تهذيب الكمال 2/ 924، تحفة الأشراف 13/ 287 رقم 1195، دول الإسلام 1/ 82، الكاشف 2/ 227 رقم 3817، جامع التحصيل 288 رقم 510، تهذيب التهذيب 7/ 168 رقم 333، تقريب التهذيب 2/ 17 رقم 139، خلاصة تذهيب التهذيب 264، النجوم الزاهرة 1/ 285.
[4] التاريخ الكبير 5/ 153- 154 رقم 466، عيون الأخبار 3/ 7 و 4/ 102، الشعر والشعراء 2/ 478- 480 رقم 102، نسب قريش 118، سمط اللآلئ 422، الأغاني 1/ 382- 417، الزاهر 1/ 298 و 2/ 274 و 340، الأمالي 1/ 161، وذيل الأمالي 131، شرح المقامات للشريشي 2/ 167، لباب الآداب 250 و 287، الجرح والتعديل 5/ 117- 118 رقم 537، الكامل في التاريخ 5/ 274- 275، سير أعلام النبلاء 5/ 268 رقم 130، معجم البلدان 4/ 98- 99، الوافي بالوفيات 17/ 384- 388 رقم 316، الروض المعطار 409، شرح شواهد المغني 52، معاهد التنصيص 3/ 172- 180، تهذيب التهذيب 5/ 338- 339 رقم 577، خزانة الأدب 1/ 50، تاج العروس 6/ 96، معجم الشعراء في لسان العرب 283 رقم 701، بروكلمن 1/ 198، تاريخ آداب اللغة العربية 1/ 283، الأعلام 4/ 246، وانظر ديوان العرجي برواية أبي الفتح عثمان بن جني، تحقيق خضر الطائي ورشيد العبيدي 1956 بغداد، ثمار القلوب 58.
[5] العرج: بفتح أوله وسكون ثانيه. هي قرية جامعة في واد من نواحي الطائف. وهي أول تهامة. (معجم البلدان 4/ 98- 99) ، وانظر: الروض المعطار 409 وتاج العروس 6/ 96.(7/419)
الأبطال المذكورين غزا القسطنطينية فِي البحر، ثم وقع منه أمرٌ، واتُّهِم بدمٍ، فسُجن بمكة إلى أن مات فِي خلافة هشام. وهو القائل:
أضاعوني وأيَّ فتى أضَاعُوا ... ليوم كَريهةٍ وسَدَادِ ثَغْر
وخَلُّوني [1] لِمُعْتَرَكِ الْمَنَايَا ... وقد شُرِعَتْ أسِنَّتُها لِنَحْرِي [2]
كأنّي لم أكنْ فيهم وَسِيطًا ... ولم تَكُ نِسْبَتي فِي آلِ عَمْرو
494- (عُرْوة بْن عَبْد اللَّه بْن قُشَيْر الْجُعْفي الكوفي) [3] د ت ق- عَنِ ابن الزُّبَيْر، وابن سِيرِين، ومعاوية بْن قُرَّةَ، وعَنْ عَنْبَسَةَ بْن أَبِي سُفْيان ولم يدركه.
وعَنْه زهير بْن معاوية، وسُفْيان الثَّورِي.
495- عطاء بْن أَبِي رَبَاح المكّي [4] ع أبو محمد بن أسلم مولى قريش، أحد أعلام التّابعين. وُلد فِي خلافة
__________
[1] في الأغاني 1/ 413 «وصبر عند معترك» .
[2] في الأغاني «بنحري» .
[3] الطبقات لابن معين 2/ 401 الجرح والتعديل 7/ 34 رقم 152، المعرفة والتاريخ 3/ 153 و 186، الكنى والأسماء 2/ 135، الجرح والتعديل 6/ 397 رقم 2221، تهذيب الكمال 2/ 929، الكاشف 2/ 229 رقم 3833، تهذيب التهذيب 7/ 186 رقم 355، تقريب التهذيب 2/ 19 رقم 161، خلاصة تذهيب التهذيب 265.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 467- 470، تاريخ خليفة 346، الطبقات لخليفة 280، التاريخ الكبير 6/ 463- 464 رقم 2999، الثقات للعجلي 332 رقم 1127، المعارف 444 و 547 و 578، التاريخ الصغير 128، المعرفة والتاريخ 1/ 701- 703، الجرح والتعديل 6/ 330 رقم 1839، الثقات لابن حبّان 5/ 198، مشاهير علماء الأمصار 81 رقم 589، طبقات الفقهاء 69، وفيات الأعيان 3/ 261- 263 رقم 419، حلية الأولياء 3/ 310- 325 رقم 244، الكامل في التاريخ 5/ 179، صفة الصفوة 2/ 211- 214 رقم 209، مروج الذهب 3/ 215، ربيع الأبرار 4/ 110، تهذيب الكمال 2/ 933، تحفة الأشراف 13/ 298 رقم 1200، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 333- 334 رقم 409، دول الإسلام 1/ 79، تذكرة الحفاظ 1/ 98 رقم 90، ميزان الاعتدال 3/ 70 رقم 5640، الكاشف 2/ 231 رقم 3852، العبر 1/ 141، سير أعلام النبلاء 5/ 78- 88 رقم 29، نكت الهميان 199، جامع التحصيل 290 رقم 520، مرآة الجنان 1/ 244، البداية والنهاية 9/ 306، العقد الثمين 6/ 84، غاية النهاية 1/ 513، النكت الظراف 13/ 298، تهذيب التهذيب 7/ 199- 203 رقم 384، تقريب التهذيب 2/ 22 رقم 190، النجوم الزاهرة 1/ 273، طبقات الحفاظ 309، خلاصة تذهيب التهذيب 266، شذرات الذهب 1/ 147، تاريخ الخميس 2/ 356.(7/420)
عثمان. وسمع: عَائِشَةَ، وأبا هُرَيْرَةَ، وأسامة بْن زيد، وأمّ سَلَمَةَ، وابن عَبَّاس، وابن عُمَر، وأبا سَعِيد الْخُدْرِيَّ، وخلقًا كثيرًا، منهم جَابِر، وصَفْوان بْن يَعْلَى، وعُبَيْد بْن عُمَيْر، وأَبُو الْعَبَّاس الشاعر.
وعَنْه: أيّوب، والحَكَم، وحسين المعلّم، وابن إسحاق، وجرير بْن حازم، وأَبُو حنيفة، والأَوزاعيّ، وهمام بْن يحيى، وأسامة بْن زيد اللَّيْثي، وإبْرَاهِيم الصّائغ، وأيّوب بْن مُوسَى، وحبيب بْن أَبِي ثابت، وحبيب بْن الشهيد، وحَجَّاج بْن أرطاة، وزيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وسلمة بْن كُهَيْلٍ، وطلحة بْن عَمْرو، وعُبَادة بْن منصور الباجي، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي نَجِيح، وعَبْد اللَّه بْن المؤمّل المخزوميّ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب بن أردك، وعبد المجيد بن سهيل، وعثمان بن الأسود، وعقبة بن عبد الله الأصمّ، وعِكْرِمة بْن عمّار، وعليّ بْن الحَكَم البَنَاني، وعَمْرو بْن دينار، وعَمْران القصّار، وقيس بْن سعد، وكثير [1] ابن شنظير [2] ، وابن أَبِي ليلى، وأَبُو شهاب مُوسَى بن نافع، وأَبُو المليح الرَّقّي، ومَعْقِلُ بْن عُبَيْد اللَّه، واللَّيْث بْن سعد، وابن جُرَيْج، ويزيد بْن إبْرَاهِيم التُّسْتَرِيُّ، وخلق كثير.
وكان إمامًا سيّدًا أسود مُفَلْفَلَ الشَّعْر، مِنْ مُوَلَّدِي الْجَنَد، فصيحًا، عَلامة، انتهت إِلَيْهِ الفتوى بمكة مَعَ مجاهد، وكان يَخْضِب بالحِنّاء [3] . قَالَ أَبُو حنيفة: ما رأيت أحدًا أفضل مِنْ عطاء. وقَالَ ابن جُرَيْج: كَانَ المسجد فراش عطاء عشرين سنة [4] ، وكان مِنَ أحَسَن النَّاسَ صلاةً. وقَالَ الأَوزاعيّ: مات عطاء يوم مات، وهو أرضى أهلِ الأرض [5] عند النَّاسَ. وقَالَ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عثمان: ما رأيت فتِيًّا خيرًا مِنْ عطاء، إنّما كَانَ مجلسه ذكر
__________
[1] مهمل في الأصل.
[2] في الأصل «شنطير» والتصويب من تقريب التهذيب 2/ 132 وقيّده بكسر المعجمتين وسكون النون.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 469.
[4] حلية الأولياء 3/ 310.
[5] الحلية.(7/421)
اللَّه لا يفتر، وهم يخوضون، فإن سُئل أحسن الجواب [1] .
وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن أُمَّية: كَانَ عطاء يُطِيلُ الصَّمْت، فإذا تكلّم خُيِّلَ إلينا أنّه مؤيّد [2] . وقال عثمان بن عطاء الخراساني: كَانَ عطاء أسودَ شديدًا فصيحًا، إذا تكلّم، فما قَالَ بالحجاز قُبِلَ منه. وقَالَ ابن عَبَّاس: يا أهلَ مكة، تجتمعون عليّ وعندكم عطاء [3] . وَرَوَى سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبة، عَنْ قَتَادةُ قَالَ: هَؤُلاءِ أئمّة الأمصار: الحَسَن، وإبْرَاهِيم بالعراق، وسَعِيد بْن المسيّب، وعطاء بالحجاز.
وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن عيّاش: سَأَلت عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن خُثَيْم: ما كَانَ عيش عطاء؟ قَالَ: نَيْلُ السلطان وصِلة الإخوان.
وقَالَ الأصمعيّ: دخل عطاء عَلَى عَبْد الملك بْن مروان، وهو عَلَى السرير، فقام إِلَيْهِ وأجلسه معه، وقعد بين يديه، فوعظه عطاء. ورَوى عُمَر بْن قيس الْمَكِّيّ، عَنْ عطاء قَالَ: أَعْقِلْ مقتلَ عثمان [4] ووُلدت لعامين من خلافته.
وقَالَ أَبُو المليح الرَّقّي: لما بلغ ميمونَ بْن مهران موتُ عطاء قَالَ: ما خلَّف بعده مثْلَه [5] . وعَنْ ربيعة الرأي قَالَ: فاق عطاءُ أهلَ مكة فِي الفتوى.
وقَالَ ابن مَعِين: كَانَ عطاء معلَّم كُتّابٍ دهرًا. وقَالَ جرير بْن حازم:
رأيت يدَ عطاء شلاء، ضُرِبتْ أيام ابن الزُّبَيْر. قَالَ ابن سعد [6] : وكان عطاء أعور.
وقَالَ أَبُو عاصم الثقفي: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَر الباقر يَقُولُ للناس، وقد أكثروا عَلَيْهِ: عليكم بعطاء، فهو والله خيرٌ لكم منّي. وقَالَ أَبُو جَعْفَر أيضًا: ما أجد أحدًا أعلم بالمناسك مِنْ عطاء [7] . وقَالَ رَجُل لابن جريج: لولا هذان
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 469.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 469، حلية الأولياء 3/ 313.
[3] الحلية 5/ 311.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 468.
[5] الطبقات 5/ 470.
[6] الطبقات 5/ 470.
[7] الطبقات 5/ 468.(7/422)
الأسودان ما كَانَ لنا فِقْهٌ: مجاهد، وعطاء، فَقَالَ: فَضَّ اللَّه فاكَ، تَقُولُ لهما الأسودان! وقَالَ عَمْرو بْن ذَرّ: ما رأيت عَلَى عطاء ثوبًا يسوى خمسةَ دراهم [1] وَرَوَى ليث عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن سابط قَالَ: والله ما أرى إيمان أهل الأرض يَعْدِلُ إيمان أَبِي بَكْر، ولا أرى إيمانَ أهلِ مكة يَعْدِلُ إيمانَ عطاء. وقَالَ عمران بْن حدير رأيت عَمامةَ عطاء مُخرَّقةً، فقلت: أُعطيك عمامتي؟ فَقَالَ:
إنّا لا نقبل إلا مِنَ الأمراء.
قُلْتُ: يريد بيتَ المال.
قَالَ ابن سعد [2] : عطاء مِنْ مُوَلَّدِي الْجَنَد، نشأ بمكة، وهو مولى لبني فِهْر، أو لِجُمَح، إِلَيْهِ انتهت فتوى أهل مكة، وإلى مجاهد، وأكثر ذَلِكَ إلى عطاء، فسمعت بعضَ العلماء يَقُولُ: كَانَ عطاء أسودَ، أعورَ، أفْطَسَ، أشَلَّ أعرجَ، ثم عُمِي، وكان ثقةً فقيهًا.
قَالَ أَبُو دَاوُد: كَانَ والد عطاء نُوبِيًّا يعمل المكاتل. وقيل: حجّ عطاء نيّفًا عَلَى سبعين حِجّة، وكان يشرب الماء فِي رمضان ويقول: إنّي أُطعِم أكثر مِنْ مسكين. وقَالَ يحيى القطّان: مُرسَلات مجاهد أحبّ إليّ مِنْ مُرسَلات عطاء بكثير، فإنّ عطاء كَانَ يأخذ عَنْ كل أحدٍ.
وقَالَ أَحْمَد وابن مَعِين: ليست مُرسَلات عطاء بذاك. وقَالَ عليّ بْن المَديني: كَانَ عطاء اختلط باخْرة، فتركه ابن جُرَيْج، وقيس بْن سعد. وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن دَاوُد: سَمِعْتُ مالكًا يَقُولُ: كَانَ عطاء أسودَ، ضعيف العقل.
قُلْتُ: عطاء حُجَّة بالإجماع إذا أسند. قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: لَيْسَ فِي المُرسَلات شيء أضعف مِنْ مُرسَلات الحَسَن، وعطاء، كانا يأخذان عَنْ كلّ أحد.
قَالَ أَبُو المليح، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وأَحْمَد، وجماعة: تُوُفِّي عطاء سنة أربعَ عشرةَ ومائة. وقَالَ ابن جُرَيْج والواقديّ: سنة خمس عشرة. وقيل: غير
__________
[1] الحلية 5/ 311.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 467.(7/423)
ذلك، والأول أصحّ، وعاش تسعين سنة، وكان موته فِي رمضان. ومن قَالَ:
عاش مائة سنة فقد وَهِم، والله أعلم.
496- (عطاء بن أبي مروان الأسلمي) [1] ن- أبو مصعب، مدنّي نزل الكوفة. رَوى عَنْ أَبِيهِ. وعَنْه موسى بن عقبة، ومِسْعَر، وشُعْبَة، وشَريك.
497- (عطيّة بْن سعد بْن جنادة) [2] د ت ق- العوفيّ، أبو الحسن الكوفي. عَنِ ابن عَبَّاس، وأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ، وابن عُمَر، وغيرهم. وعَنْه ابنه الحَسَن، وأبان بْن تَغْلِب، وحَجَّاج بْن أرطأة، وقُرّة بْن خَالِد، وزكريّا بْن أَبِي زائدة، ومُحَمَّد بْن جُحَادة، ومِسْعَر بْن كِدام، وفُضَيْل بْن مرزوق، وآخرون. قَالَ أَبُو حاتم [3] : ضعيف يُكتب حديثُه، وكذا ضعّفه غير واحد.
وَيُرْوَى أنّ الحَجَّاج ضربه اربعمائَة سَوْطٍ، عَلَى أن يلعن عليًّا، فلم يفعل، وكان شيعيًّا رحمَه اللَّه، ولا رحِم الحَجَّاج. قَالَ مُطَيِّن: تُوُفِّي سنة إحدى عشرة ومائة. وقَالَ خليفة [4] : مات سنة سبعٍ وعشرين ومائة، وهذا القول غَلَط.
498- (عُقْبة بْن حُرَيْث التَّغلِبيّ الكوفي) [5] م ن- سَمِعَ ابنَ عُمَر، وسَعِيد بن
__________
[1] الطبقات لخليفة 266، التاريخ لابن معين 2/ 405، التاريخ الكبير 6/ 471- 472 رقم 3020، المعرفة والتاريخ 2/ 642، الثقات للعجلي 333 رقم 1130، تاريخ أبي زرعة 1/ 526، الكنى والأسماء 2/ 115، الجرح والتعديل 6/ 337 رقم 1861، الثقات لابن حبّان 7/ 253، تهذيب الكمال 2/ 936، الكاشف 2/ 232 رقم 3858، تهذيب التهذيب 7/ 211 رقم 391، تقريب التهذيب 2/ 22 رقم 197، خلاصة تذهيب التهذيب 267.
[2] الطبقات لخليفة 160، تاريخ خليفة 351، التاريخ لابن معين 2/ 406- 407، التاريخ الكبير 7/ 8- 9 رقم 35، المعارف 518 و 624، المعرفة والتاريخ 1/ 537 2/ 659، الجرح والتعديل 6/ 382- 383 رقم 2125، تهذيب الكمال 2/ 940، المغني في الضعفاء 2/ 436 رقم 4139، الكاشف 2/ 235 رقم 3876، تهذيب التهذيب 7/ 224- 226 رقم 413، تقريب التهذيب 2/ 24 رقم 216، خلاصة تذهيب التهذيب 267.
[3] الجرح والتعديل 6/ 382.
[4] تاريخ خليفة 351.
[5] التاريخ الكبير 6/ 433 رقم 2893، المعرفة والتاريخ 2/ 657، الجرح والتعديل 6/ 309 رقم 1723، تهذيب الكمال 2/ 944، الكاشف 2/ 237 رقم 3892، تهذيب التهذيب 7/ 239 رقم 432، تقريب التهذيب 2/ 26 رقم 236 د خلاصة تذهيب التهذيب 268.(7/424)
المسيّب. وعَنْه شُعْبَة، وفُرات بْن الأحنف.
499- (عُقْبة بْن مُسْلِم التُّجَيْبي الْمَصْريّ) [1] 4- أَبُو مُحَمَّد، إمام جامع مصر وقاصُّها. رَوى عَنْ شُفَيّ بْن ماتع، وأبي عبد الرحمن الحبلي، وعن عقبة بن عامر، وعبيد الله بن عمرو أيضا. وأراه مرسلا. وعنه حيوة بن شريح، والوليد ابن أبي الوليد المدني، وابن لهيعة. وثقه أحمد العجلي [2] وغيره.
500- (عكرمة بن خالد بن العاص) [3] خ م د ت ن- بْن هشام بْن المُغِيرَة بْن عبد الله المخزومي المكّي، أبو خالد المقرئ. قرأ القرآن عَلَى ابن عَبَّاس عَرْضًا، وسَمِعَ منه، ومن أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عُمَر، وأَبِي الطُّفَيْلِ، وسَعِيد بْن جُبَيْر، وغيرهم. رَوى القراءة عَنْه عَرْضًا أَبُو عَمْرو بْن العلاء، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيان، فيما قاله أَبُو عَمْرو الداني، ورَوى عَنْه قَتَادةُ، وعَبْد اللَّه بْن طاوس، وابن جُرَيْج، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيان، وَمَعْقِلُ بْن عُبَيْد اللَّه الْجَزَرِيُّ، وجماعة. تُوُفِّي بعد عطاء بْن أَبِي رباح بيسير. وثَّقه جماعة. وكان أحدَ العلماءِ الأشراف، ولجدّه العاص صحبة ورواية في المسند.
__________
[1] تاريخ خليفة 439، الطبقات لخليفة 121 و 292، التاريخ الكبير 6/ 437 رقم 2909، الثقات للعجلي 338 رقم 1153، المعارف 108، المعرفة والتاريخ 2/ 496- 497، الجرح والتعديل 6/ 316 رقم 1757، الثقات لابن حبّان 5/ 228، تهذيب الكمال 2/ 946، الكاشف 2/ 238 رقم 3905، تهذيب التهذيب 7/ 249- 250 رقم 450، تقريب التهذيب 2/ 28 رقم 252، حسن المحاضرة 1/ 109، خلاصة تذهيب التهذيب 269.
[2] الثقات 338.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 475، الطبقات لخليفة 281، التاريخ الكبير 7/ 49 رقم 221، تاريخ أبي زرعة 1/ 445 و 590، الجرح والتعديل 7/ 9 رقم 34، المراسيل 158 رقم 298، مشاهير علماء الأمصار 82 رقم 594، تهذيب الكمال 948- 949، المغني في الضعفاء 2/ 438 رقم 4166، ميزان الاعتدال 3/ 90 رقم 5711، الكاشف 2/ 240 رقم 3920، جامع التحصيل 292 رقم 531، تهذيب التهذيب 7/ 258- 259 رقم 470، تقريب التهذيب 2/ 29 رقم 272، خلاصة تذهيب التهذيب 270، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 340 رقم 420.(7/425)
501- أما (عِكْرِمة بْن خَالِد) [1] بْن سَلَمَةَ بْن العاص بْن هشام بْن المُغِيرَة بْن عبد اللَّه المخزومي، فهو ولد ابن عمّ عِكْرِمة بْن خَالِد. وهو ضعيف مُقِلّ. أدركه مُسْلِم بن إبراهيم.
502- (علقمة بن مرثد الحضرميّ) [2] ع- أبو الحارث الكوفي، أحد الأئمة.
رَوى عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السّلمي، وطارق بْن شهاب، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى، وسعد بْن عُبَيْدة، وجماعة. وعَنْه غيلان بْن جامع، وأَبُو حنيفة، والأَوزاعيّ، وشُعْبَة، ومِسْعَر، وسُفْيان، والمسعودي. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ: هُوَ ثَبْتٌ فِي الحديث. قُلْتُ: تُوُفِّي سنة عشرين ومائة.
503- (عليّ بن الأقمر) [3] ع- بْن عَمْرو بْن الحارث الهَمْداني الوادعي، أَبُو الوازع الكوفي. عَنْ أَبِي جُحَيْفَة، وأسامة بْن شَرِيك، وَعَنِ الأغرّ أَبِي مُسْلِم، وأَبِي حُذَيْفَةَ سَلَمَةَ بْن صُهَيْبَة، وأَبِي الأحوص الحَبَشي، وغيرهم. وعَنْه الأَعْمَشِ، وشُعْبَة، وسُفْيان، والحَسَن بْن صالح، وشَرِيك، وآخرون. وثّقه جماعة.
__________
[1] الضعفاء الصغير للبخاريّ 272 رقم 288، الضعفاء والمتروكين للنسائي 301 رقم 382، التاريخ الكبير 7/ 49 رقم 222، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 372- 373 رقم 1412، الجرح والتعديل 7/ 9 رقم 35، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1915، تهذيب الكمال 2/ 949، المغني في الضعفاء 2/ 438 رقم 4165، ميزان الاعتدال 3/ 90 رقم 5710، لسان الميزان 3/ 90، تهذيب التهذيب 7/ 259- 260 رقم 471، تقريب التهذيب 2/ 30 رقم 273، خلاصة تذهيب التهذيب 270.
[2] الطبقات الكبرى 6/ 331 (مذكور دون ترجمة) ، الطبقات لخليفة 163، تاريخ خليفة 351، التاريخ الكبير 7/ 41 رقم 180، الثقات للعجلي 341 رقم 1162، المعرفة والتاريخ 1/ 221 و 2/ 590 و 3/ 198، تاريخ أبي زرعة 1/ 460، الجرح والتعديل 6/ 406 رقم 2269، تهذيب الكمال 7/ 278- 279 رقم 485، تقريب التهذيب 2/ 31 رقم 287، خلاصة تذهيب التهذيب 271، شذرات الذهب 1/ 157، سير أعلام النبلاء 5/ 206 رقم 81.
[3] الطبقات الكبرى 6/ 311، الطبقات لخليفة 162، التاريخ الكبير 6/ 561 رقم 2345، الثقات للعجلي 344 رقم 1175، المعرفة والتاريخ 2/ 651- 652، الجرح والتعديل 6/ 174 رقم 954، الثقات لابن حبّان 5/ 162، تهذيب الكمال 2/ 955، الكاشف 2/ 243 رقم 3938، سير أعلام النبلاء 5/ 313 رقم 149، تهذيب التهذيب 7/ 283- 284 رقم 493، تقريب التهذيب 2/ 32 رقم 295، خلاصة تذهيب التهذيب 271.(7/426)
504- (عليّ بْن ثابت) [1] بْن أَبِي زيد، عَمْرو بْن أحطب الأنصَارِيّ، أخو عَزْرَة بْن ثابت. رَوى عَنْ نافع، ومُحَمَّد بْن زياد الْقُرَشِيّ، وغيرهما.
ومات شابا. روى عنه سعيد بن أبي عروبة، والحمادان، وعمران القطان، وسعيد بن إبراهيم. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لا بأس بِهِ.
505- عُلَيُّ بْن رَبَاح [3] م 4 ابن قَصِير بْن قَشِيب بْن يَيْنَع اللَّخْمِيّ المصري، واسمه عليّ لكنَّه صُغِّر. قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ [4] : بنو أُمَّية إذا سمعوا بمولودٍ اسمه عليّ قتلوه، فبلغ ذَلِكَ رباحًا، فَقَالَ: هُوَ عُلَيّ. قُلْتُ: قوله مولود لا يستقيم، لأنّ عَلِيًّا هذا وُلد فِي أول خلافة عثمان، أو قبل ذلك بقليل، وكان في خلافة بن أمية رجلا لا مولودًا. سَمِعَ مِنْ عمرو بن العاص، وعقبة بْن عامر، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وأَبِي قَتَادةُ، وفَضَالة بْن عُبَيْد، وغيره مِنَ الصّحابة. وعُمِّر مائة سنةٍ إلا قليلا.
وعَنْه: ابنه مُوسَى، فأكثر عَنْه، ويزيد بْن أَبِي حبيب، وحُمَيْد بْن هانئ، ومعروف بْن سُوَيْد، وآخرون. وكان ثقة عالمًا إمامًا، وفد عَلَى معاوية. وقد قَالَ: كنت خلف مؤدّبي، فسمعته يبكي، فقلت: مالَكَ؟ قَالَ: قُتِل أمير المؤمنين عثمان، وكنتُ بالشّام.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 264 رقم 2356، الجرح والتعديل 6/ 177 رقم 968.
[2] الجرح والتعديل 6/ 177.
[3] عليّ: بضمّ العين المهملة وفتح اللام.
[4] الطبقات الكبرى 7/ 512، الطبقات لخليفة 293، التاريخ الكبير 6/ 274 رقم 2387، الثقات للعجلي 346 رقم 1184، المعرفة والتاريخ 1/ 323 و 463 و 481 و 2/ 490، الجرح والتعديل 6/ 186 رقم 1020، المراسيل 140 رقم 253، الثقات لابن حبّان 5/ 161، مشاهير علماء الأمصار 121- 122 رقم 948، تاريخ علماء الأندلس 310، رياض النفوس 1/ 77، تهذيب الكمال 2/ 967، الكاشف 2/ 247- 248 رقم 3972، سير أعلام النبلاء 5/ 101- 102 رقم 35، العبر 1/ 142، جامع التحصيل 294 رقم 541، تهذيب التهذيب 7/ 318- 319 رقم 540، تقريب التهذيب 2/ 36- 37 رقم 339، خلاصة تذهيب التهذيب 273، نفح الطيب 3/ 8، شذرات الذهب 1/ 149.(7/427)
وأمّا ابن يونس فذكر، أَنّه وُلِد عامَ اليرموك قَالَ: وذَهَبتْ عينُه يوم ذات الصَّواري فِي البحر مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ سنة أربعٍ وثلاثين، وكانت له منزلة من عبد العزيز بْن مروان، وهو الَّذِي زَفَّ بنتَه أمّ البنين بنت عَبْد العزيز إلى الشّام، فدخل بها زوجُها الوليد بْن عَبْد الملك، ثُمَّ تغيّر عَلَيْهِ عَبْد العزيز، فأغزاه إفريقية، فلم يزل مرابطا بها إلى أن تُوُفِّي بها. سُئل عَنْه أَحْمَد بْن حنبل فَقَالَ: ما علِمتُ إلا خيرًا. يقال: تُوُفِّي سنة أربع عشرة ومائة.
فقال الحَسَن بْن عليّ العدّاس: تُوُفِّي سنة سبع عشرة ومائة.
506- عَليّ بْن عَبْد الله بن عبّاس م [1] 4 ابن عَبْد المطّلب الهاشمي الْمَدَنِيّ، أَبُو مُحَمَّد السّجَّاد، والد مُحَمَّد، وعيسى، ودَاوُد، وسُلَيْمَان، وإِسْمَاعِيل، وعَبْد الصّمد، وصالح، وعَبْد اللَّه.
وُلد أيام قُتِل عليّ رَضِيَ اللَّه عَنْه، فسُمِّي باسمه. رَوى عن أبيه، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدريّ، وابن عُمَر، وجماعة. وعنه بنوه عيسى، وداود، وسليمان، وعبد الصّمد، والزّهري، وسعد بن إبراهيم، ومنصور بن المعتمر، وعلي بن أبي جملة وآخرون.
وأمه هي زرعة بنت الملك مشرح بن عدي الكندي أحد الملوك الأربعة، وكان جسيما وسيما طويلا إلى الغاية، جميلا مهيبا، ذا لحية مليحة، يخصب بالوسمة. ذكر الأوزاعي وغيره، أَنَّهُ كَانَ يسجد كلّ يوم ألف
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 312- 314، الطبقات لخليفة 239 و 255، تاريخ خليفة 199 و 349، التاريخ الكبير 6/ 282 رقم 2407، الثقات للعجلي 349 رقم 1192، المعارف 123 و 207 و 374 و 455 و 456 و 563، تاريخ أبي زرعة 2/ 713- 714، الكنى والأسماء 2/ 100، الجرح والتعديل 6/ 192 رقم 1056، الثقات لابن حبّان 5/ 160، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 437، تهذيب الكمال 2/ 982، الكاشف 2/ 252 رقم 3997، سير أعلام النبلاء 5/ 252- 253 رقم 116 وص 284- 285 رقم 134، تهذيب التهذيب 7/ 357- 358 رقم 576، تقريب التهذيب 2/ 40 رقم 369، خلاصة تذهيب التهذيب 275، شذرات الذهب 1/ 148، حلية الأولياء 3/ 207- 212 رقم 237، صفة الصفوة 2/ 107 رقم 170.(7/428)
سجدة [1] . قَالَ ابن سعد [2] : ثقة، قليل الحديث، وقَالَ: قَالَ لَهُ عَبْد الملك بْن مروان: لا أحتمل لك الاسم، والكُنْيَة جميعًا فغَّيره، وكنّاه أَبَا مُحَمَّد [3] .
وقَالَ عِكْرِمة: قَالَ لي ابن عَبَّاس، ولابنه عليًّا: انطلِقا إلى أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ فاسمعا مِنْ حديثه، فأتيناه فِي حائطٍ لَهُ. وقَالَ ميمون بْن زياد: ثنا أَبُو سِنان قَالَ: كَانَ عليّ بْن عَبْد اللَّه معنا بالشّام، وكانت لَهُ لِحْيَةٌ طويلة يَخْضِبهَا بالوَسمَة، وكان يصلّي كلّ يومٍ ألفَ رَكْعَةٍ. وكان عليّ بْن أَبِي جَمْلَة يَقُولُ:
دخلت عَلَى عليّ بْن عَبْد اللَّه، وكان آدم جسيمًا، ورأيت لَهُ مسجدًا كبيرًا فِي وجهه، يعني أثرَ السّجود.
وقَالَ ابن المبارك: كَانَ له خمسمائة شجرة، يصلّي عند كلّ شجرة رَكعتين، وَذَلِكَ كلّ يوم. وعَنْ أَبِي المُغِيرة قَالَ: إنْ كنّ لَنَطْلب لعليّ بْن عَبْد اللَّه الخُفَّ والنَّعْلَ، فما نجده حتى يستعمله لِكَبرِ رِجْلِه.
قُلْتُ: وكان عليّ بْن عَبْد اللَّه السّجّاد قد أُسْكِن الشَّرَاةَ بالحُمَيْمَة [4] مِنَ البَلْقاء، وهو جدّ الخلفاء، تُوُفِّي سنة ثماني عشرة ومائة.
507- (عليّ بْن مُدْرِك النَّخْعي الكوفي) [5] ع- عَنْ أبي زرعة البجلي،
__________
[1] حلية الأولياء 3/ 207، صفة الصفوة 2/ 107 وزاد أبو نعيم قوله: «يريد خمسمائة ركعة» .
[2] الطبقات الكبرى 5/ 314.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 312 وقال أبو نعيم في حلية الأولياء 3/ 207: «وكان علي بن عبد الله بن العباس يكنّى أبا الحسن، فلما قدم على عبد الملك، قال له: غيّر اسمك وكنيتك فلا صبر لي على اسمك وكنيتك، فقال: أما الإسلام فلا، وأما الكنية فاكتني بأبي محمد، فغيّر كنيته» .
[4] الحميمة: بلفظ تصغير الحمّة، بلد من أرض الشّراة من أعمال عمّان في أطراف الشام كان منزل بني العباس. (معجم البلدان 2/ 307) .
[5] الطبقات لخليفة 163، التاريخ الكبير 6/ 294 رقم 2446، الثقات للعجلي 349 رقم 1197، المعرفة والتاريخ 2/ 583 و 559 و 657، الجرح والتعديل 6/ 203 رقم 1116، الثقات لابن حبّان 5/ 165، الطبقات الكبرى 6/ 311، مشاهير علماء الأمصار 103 رقم 766، الجمع بين رجال الصحيحين 354، الكامل في التاريخ 4/ 239، تهذيب الكمال 2/ 990- 991، الكاشف 2/ 256 رقم 4026، الوافي بالوفيات 22/ 190 رقم 138، تهذيب التهذيب 7/ 381 رقم 620، تقريب التهذيب 2/ 44 رقم 409، النجوم الزاهرة 1/ 285، خلاصة تذهيب التهذيب 235.(7/429)
وإِبْرَاهِيم النخعي، وهلال بْن يساف. وعنه الأعمش، والمسعوديّ، وشعبة، وغيرهم. تُوُفِّيَ سنة عشرين ومائة. وثقه غير واحد.
508- (عمارة بْن راشد الليثي) [1] مولاهم الدمشقي. أرسل عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، وغيره، وروى عَن جُبَيْر بْن نفير، وأبي إدريس الخولاني، وعمر بْن عَبْد العزيز. وعنه عتبة بْن أَبِي حكيم، وعبد الرَّحْمَن بْن زياد بْن أنعم، وعبد الله ابن عيسى بْن أَبِي ليلى. وما أظنّ به بأسا، لكن قَالَ أَبُو حاتم [2] : مجهول.
509- عِمْرَانَ بْن أَبِي أنس الْقُرَشِيّ العامري الْمَصْرِيّ) [3] م د ت س [4]- عَن عَبْد الله بْن جَعْفَر، وحنظلة بْن عَليّ الأسلمي، وسهل بْن سعد، وسُلَيْمَان بْن يسار، وطائفة. وعنه أسامة بْن زيد الليثي، والضحاك بْن عثمان، وعبد الحميد بْن جَعْفَر، ويونس الأيلي [5] ، والليث بْن سعد، وآخرون. وثقه أَبُو حاتم [6] وغيره. تُوُفِّيَ سنة سبع عشرة ومائة.
510- (عُمَر بْن ثابت الخزرجي الْمَدَنِيّ) م 4- عن أبي أيوب الأنْصَارِيّ فِي صوم ست من شوال.
وعنه: الزُّهْرِيّ، وصفوان بْن سليم، وسعد بْن سَعِيد الأنْصَارِيّ، ومالك، وآخرون.
وثقه النسائي، وله حديث آخر في ذكر آخر في ذكر الدّجّال.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 499- 500 رقم 3108، الجرح والتعديل 6/ 365 رقم 2013، ميزان الاعتدال 3/ 176 رقم 6023، المغني في الضعفاء 2/ 460 رقم 4399.
[2] الجرح والتعديل 6/ 365.
[3] التاريخ الكبير 6/ 423 رقم 2858، الثقات للعجلي 373 رقم 1297، المعرفة والتاريخ 1/ 166 و 2/ 142 و 202 و 443، الجرح والتعديل 6/ 294 رقم 1628، مشاهير علماء الأمصار 73 رقم 516، تهذيب الكمال 2/ 1055- 1056، ميزان الاعتدال 3/ 234 رقم 6269، الكاشف 2/ 299 رقم 4324، تهذيب التهذيب 8/ 123 رقم 214، تقريب التهذيب 2/ 82 رقم 715، حسن المحاضرة 1/ 109، خلاصة تذهيب التهذيب 295.
[4] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 284 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر ترجمته.
[5] الأيلي: مهملة في الأصل، والتصحيح من اللباب 1/ 98 قال: بفتح الألف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي ديار مصر.
[6] الجرح والتعديل 6/ 294.(7/430)
511- (عُمَر بْن الحكم بْن رافع بْن سنان) [1] م د ن ق- أبو حفص.
عَن أَبِي الخير كعب بْن عَمْرو، وأبي هُرَيْرَةَ، وعبد الله بْن عَمْرو، وجابر.
وعنه: سَعِيد بْن أَبِي هلال، وعمران بْن أَبِي أنس، وابن ابن أخيه عَبْد الحميد بْن جَعْفَر بْن عَبْد الله، وغيرهم. وثقه أَبُو زرعة.
512- (عمر بن الحكم بن ثوبان) [2] م د ن ق- أبو حفص المدني. قَالَ ابن معين [3] : هُوَ والآخر واحد. عَن سعد بْن أَبِي وقاص، وأبي هُرَيْرَةَ، وأبي سَعِيد، وعبد الله بْن عَمْرو، وجماعة. وعنه يحيى بن أبي كثير، ويحيى بن سعيد الأنْصَارِيّ، وَمُحَمَّد بْن عَمْرو، وموسى بْن عبيدة، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة سبع عشرة، عَن ثمانين سنة.
513- (عُمَر بْن سالم الْمَدَنِيّ) [4] أَبُو عثمان، قاضي مرو [5] . رأى ابن
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 280، التاريخ لابن معين 2/ 425، التاريخ الكبير 6/ 145 رقم 1974، الثقات للعجلي 355 رقم 1220، المعرفة والتاريخ 1/ 383، الجرح والتعديل 6/ 101 رقم 526، الثقات لابن حبّان 5/ 149، تهذيب الكمال 2/ 1003، الكاشف 2/ 265 رقم 4091، تهذيب التهذيب 8/ 430 رقم 702، تقريب التهذيب 2/ 52 رقم 392، خلاصة تذهيب التهذيب 281.
[2] التاريخ الكبير 6/ 147 رقم 1979، الجرح والتعديل 6/ 101- 102 رقم 531، تهذيب الكمال 2/ 1006، الكاشف 2/ 267 رقم 4103، تهذيب التهذيب 8/ 436- 437 رقم 716، تقريب التهذيب 2/ 53 رقم 407، خلاصة تذهيب التهذيب 282 وفيه «ابن نافع» بالنون، وقد صحّح في الحاشية.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 281، التاريخ لابن معين 2/ 426- 427، التاريخ الكبير 6/ 146- 147 رقم 1978، الثقات للعجلي 356 رقم 1224، الكنى والأسماء 1/ 151 و 152، الجرح والتعديل 6/ 101 رقم 530، المراسيل 138 رقم 246، مشاهير علماء الأمصار 83 رقم 603، تهذيب الكمال 2/ 1006، ميزان الاعتدال 3/ 191 رقم 6084، المغني في الضعفاء 2/ 465 رقم 4444، الكاشف 2/ 267 رقم 4102، الوافي بالوفيات 22/ 457 رقم 331، الطبقات الكبرى 5/ 281، الجمع بين رجال الصحيحين 342، تهذيب التهذيب 8/ 436 رقم 715، تقريب التهذيب 2/ 53 رقم 406، خلاصة تذهيب التهذيب 281.
[4] قال ابن معين في تاريخه: «هو عمّ عبد الحميد بن جعفر، ليس هو ابن ثوبان صاحب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهو ابن ثوبان آخر» .
[5] التاريخ الكبير 6/ 161- 162 رقم 2034، ويقال فيه «عمرو بن سالم» الكنى والأسماء 2/ 26، الجرح والتعديل 6/ 113 رقم 607، مشاهير علماء الأمصار 196 رقم 1576، تهذيب الكمال 3/ 1625، الكاشف 3/ 315 رقم 273، تهذيب التهذيب 12/ 162-(7/431)
عَبَّاس، وسَمِعَ مِنَ القاسم بْن مُحَمَّد، وغيره. وعَنْه مُطَرِّف بْن طَرِيفٍ، وَلَيْثِ بْن أَبِي سُلَيْمٍ، ومهديّ بْن ميمون، والربيع بْن مُسْلِم، وغيرهم.
514- (عُمَر بن عليّ بن الحسين) [1] م ت س [2]- بن عليّ الهاشميّ المدني الأصغر. أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورَوى عَنْ أبيه، وسَعِيد بْن مُرْجَانة. وعنه ابناه مُحَمَّدً.
وعلي ابن أخيه حسين بْن زيد، ويزيد بن الهاد، وابن إِسْحَاق، وفُضَيْل بْن مرزوق.
وكان سيّدًا، كثير العبادة والاجتهاد، لَهُ فضل وعِلم.
515- (عُمَر بْن مروان بْن الحَكَم الأموي) [3] ويقال عَمْرو. قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يونس: لم يكن بمصر رَجُل من بني أمية أفضل منه، وكان أولاد أخيه يستشيرونه. رَوى عَنْه يزيد بْن أَبِي حَبِيبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جعفر. تُوُفِّي سنة خمس عشرة ومائة. قَالَ: وولده بالأندلس إلى اليوم.
516- (عَمْرو بْن سعد الفَدَكي) [4] ن ق- ويقال اليمامي. عَنْ مُحَمَّد بْن كعب القرظي، ونافع، وعَمْرو بْن شُعَيْب. ومات شابًّا. رَوى عَنْه: يحيى بْن أَبِي كثير- مَعَ تقدُّمه- وعِكْرِمة بْن عمّار، والأَوزاعيّ، وغيرهم. وثَّقه دُحَيْم.
517- (عَمْرو [5] بْن سَعِيد الثقفي الْبَصْرِيّ) [6] م 4- عَنْ أنس بْن مالك،
__________
[163] رقم 778، تقريب التهذيب 2/ 449 رقم 103، خلاصة تذهيب التهذيب 455.
[1] الطبقات لخليفة 258، التاريخ الكبير 6/ 179 رقم 2097، المعارف 215، المعرفة والتاريخ 2/ 20، الجرح والتعديل 6/ 124 رقم 677، تهذيب الكمال 2/ 1020، تحفة الأشراف 13/ 322 رقم 1221، الكاشف 2/ 276 رقم 4162، تهذيب التهذيب 7/ 485 رقم 805، تقريب التهذيب 2/ 61 رقم 490، خلاصة تذهيب التهذيب 285.
[2] في طبعة القدسي 4/ 284 «ن» بدل «س» والتصويب من المصادر.
[3] كتاب الولاة والقضاة للكندي 325.
[4] التاريخ الكبير 6/ 340- 341 رقم 2573 (المتن والحاشية) ، المعارف 106، المعرفة والتاريخ 3/ 677، الجرح والتعديل 6/ 236- 237 رقم 1314، تهذيب الكمال 2/ 1034، الكاشف 2/ 285 رقم 4225، تهذيب التهذيب 8/ 36- 37 رقم 58، تقريب التهذيب 2/ 70 رقم 587، خلاصة تذهيب التهذيب 289.
[5] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 285 «عمر» وهو تصحيف، والتصحيح من مصادر ترجمته.
[6] الطبقات لخليفة 213، التاريخ لابن معين 2/ 444، التاريخ الكبير 6/ 338- 339 رقم 2571، الجرح والتعديل 6/ 236 رقم 1309، المغني في الضعفاء 2/ 484 رقم 4660،(7/432)
وسَعِيد بْن جُبَيْر، ووَرَّاد كاتب المُغِيرة، وأَبِي زُرْعة البَجَلي. وعَنْه أيّوب، وابن عون، ويونس، وجرير بْن حازم، وآخرون. وثَّقه النّسائي.
518- عَمْرو بْن شُعَيْب [1] 4 ابن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص، أَبُو إبْرَاهِيم السَّهْمِيّ الطائفي، وكناه بعضُهم أَبَا عَبْد اللَّه. سَمِعَ مِنْ زينب بنت أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، ومن أَبِيهِ، وسَعِيد بْن المسيّب، وعطاء بْن أَبِي رباح، وطاوس، وعَمْرو ابن الشَّرِيد، وسُلَيْمَان بْن يَسار، وغيرهم. وعَنْه عطاء، وقَتَادة، ومكحول، والزُّهْرِيّ، وأيّوب، وحسين المعلّم، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، ودَاوُد بْن أَبِي هند، وابن لَهِيعَة، وابن إسحاق، وخلق كثير.
وكان ثقةً صدوقًا، كثيرَ العِلم، حَسَنَ الحديث. قَالَ يحيى بْن مَعِين [2] :
عَمْرو بْن شُعَيْب عندنا واهٍ [3] . وقَالَ معتمر بْن سُلَيْمَان، عَنْ أَبِي عَمْرو بن
__________
[ () ] ميزان الاعتدال 3/ 262 رقم 6377، الكاشف 2/ 285 رقم 4227، تهذيب التهذيب 8/ 39 رقم 61، تقريب التهذيب 2/ 70 رقم 588، خلاصة تذهيب التهذيب 289.
[1] الطبقات لخليفة 286، تاريخ خليفة 349، التاريخ لابن معين 2/ 445- 446، التاريخ الكبير 6/ 342- 343 رقم 2578، الثقات للعجلي 365 رقم 1266، الضعفاء الصغير 270 رقم 261، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 273- 274 رقم 1280، المعارف 287، المعرفة والتاريخ 1/ 375، تاريخ أبي زرعة 1/ 265- 266، الجرح والتعديل 6/ 238- 239 رقم 1323، المراسيل 148 رقم 271، المجروحين لابن حبّان 2/ 71- 74، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1766- 1768، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 28- 30 رقم 18، تهذيب الكمال 2/ 1036- 1037، تحفة الأشراف 13/ 325 رقم 1229، المغني في الضعفاء 2/ 484- 485 رقم 4662، دول الإسلام 1/ 81، ميزان الاعتدال 3/ 263- 268 رقم 6383، الكاشف 2/ 286- 287 رقم 4239، سير أعلام النبلاء 5/ 165- 180 رقم 61، العبر 1/ 148، جامع التحصيل 299 رقم 572، البداية والنهاية 9/ 321، مرآة الجنان 1/ 256، العقد الثمين 6/ 396، تهذيب التهذيب 8/ 48- 55 رقم 80، تقريب التهذيب 2/ 72 رقم 607، لسان الميزان 7/ 325 رقم 4264، الكنى والأسماء 1/ 95، خلاصة تذهيب التهذيب 290، شذرات الذهب 1/ 155.
[2] عبارة ابن معين في تاريخه 2/ 446: «إذا حدّث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، فهو كتاب» .
[3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 275، الكامل لابن عدي 5/ 1766.(7/433)
العلاء قال: كان قتادة، وعمرو بْن شُعَيْب،. لا يغيب [1] عليهما شيء، يأخذان عَنْ كلّ أحد، وكان ينزل الطّائفَ. قَالَ الأَوزاعيّ: ما رأيت قُرَشِيًّا أكملَ من عَمْرو بْن شُعَيْب [2] .
ووثّقه يحيى بْن مَعِين [3] ، وابن رَاهَوَيْه، وصالح جَزْرة. وقَالَ التِّرْمِذِيّ قَالَ البُخاري: رأيت أحمدَ وابن المَدِيني، وإسحاق، يحتجُّون بحديث عَمْرو ابن شُعَيْب، فَمَنِ النَّاسَ بَعْدَهم. وقَالَ إسحاق بْن راهويه: إذا كَانَ الراوي عَنْ عَمْرو ثِقة، فهو كأيوب، عَنْ نافع، عَنِ ابن عُمَر.
قَالَ الدارَقُطْنيُّ وغيره: قد ثُبت سماعُ عَمْرو مِنْ أَبِيهِ، وسماعُ أَبِيهِ مِنْ جدّه عَبْد اللَّه بْن عَمْرو. وقَالَ أَبُو زكريّا النَّوَوِيُّ [4] : الصّحيح المختار الاحتجاج بِهِ. وقَالَ صالح بْن مُحَمَّد: حديث عَمْرو بْن شُعَيْب، عَنْ أَبِيهِ صحيفة ورثوها. وقَالَ بعض العلماء: ينبغي أن تكون تِلْكَ الصّحيفة أصحّ من كلّ شيءٍ، لأنّها ممّا كتبه عَبْد اللَّه بْن عَمْرو عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، والكتابة أضبط مِنْ حِفْظ الرجال. وقَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: أهل الحديث إذا شاءوا احتجُّوا بعَمْرو بْن شُعَيْب، وإذا شاءوا تركوه [5] .
قُلْتُ: يعني يقولون: حديثه مِنْ صحيفة موروثة، فقد يُخْرِجون هذا القول فِي معرض التضعيف. وقَالَ أَبُو عُبَيْد الآجُرِي: سُئل أَبُو دَاوُد عَنْ عَمْرو ابن شُعَيْب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدّه أحُجَّة؟ قَالَ: لا، ولا نصف حُجَّة. قُلْتُ: لا أعلم لمن ضَعَّفَهُ مُستَنَدًا طائلا أكثر مِنْ أنّ قوله عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدّه يحتمِل أن يكون الضميرُ فِي قوله: عَنْ جدّه، عائدًا إلى جدّه الأقرب، وهو مُحَمَّد، فيكون الخبر مُرسِلا [6] ، ويحتمِل أن يكون جدّه الأعلى، وهذا لا شيء، لأنّ
__________
[1] عند العقيلي في الضعفاء 3/ 274 «لا يعاب» وكذلك في سير أعلام النبلاء للمؤلف 5/ 166.
[2] الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1767.
[3] التاريخ 2/ 446.
[4] تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 29- 30.
[5] الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1766، تهذيب الأسماء ق 1 ج 2/ 29.
[6] أشار إلى ذلك ابن حبّان أيضا في المجروحين 2/ 72.(7/434)
فِي بعض الأوقات يأتي مبيَّنًا، فيقول عَنْ جدّه عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، ثم إنّا لا نعرف لأبيه شعيب، عن جدّه مُحَمَّد رواية صريحة أصلا، وأحسب مُحَمَّدًا مات فِي حياة عَبْد اللَّه بْن عَمْرو والده، وخلَّف ولَدَه شُعَيْبًا، فنشأ فِي حجْر جدّه، وأخذ عَنْه العلم، فأما أخْذُه عَنْ جدّه عَبْد اللَّه، فمتَيقَّنٌ، وكذا أخْذُ ولدِه عَمْرو عَنْه فثابت. تُوُفِّي بالطّائف سنة ثماني عشرة ومائة.
519- عمرو بن مرّة [1] ع [2] ابن عَبْد اللَّه بْن طارق المرادي الْجَمَلي [3] ، أبو عبد الله الكوفي، أحد الأعلام، الحفاظ وكان ضريرًا. سَمِعَ ابن أَبِي أوَفى، وسَعِيد بْن المسيّب، ومُرَّة الطّيّب، وأَبَا وائل، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أبي ليلى، وأَبَا عُمَر زاذان، وطائفة. وعَنْه زيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، والأعمش، وسُفْيان، وشُعْبَة، ومِسْعَر، وقيس بْن الربيع، وخلق. لَهُ نحو مائتي حديث.
قال مسعر، مع جلالته: ما أدركت أحدا أفضل مِنْ عَمْرو بْن مُرَّة. وعَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ قَالَ: هُوَ مِنْ حُفَّاظ الكوفة. وقَالَ قراد: ثنا شُعْبَة قَالَ:
ما رأيت عَمْرو بْن مُرَّة يصلّي صلاةً قطّ، فظننت أنه ينصرف حتى يغفر له [4] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 315، الطبقات لخليفة 163، تاريخ خليفة 349، التاريخ لابن معين 2/ 452، التاريخ الكبير 6/ 368- 369 رقم 2662، الثقات للعجلي 370 رقم 1286، تاريخ أبي زرعة 1/ 663، الثقات لابن حبّان 5/ 183، مشاهير علماء الأمصار 103 رقم 764، الجرح والتعديل 6/ 257- 258 رقم 1421، المراسيل 147 رقم 266، الكنى والأسماء 2/ 57، المعرفة والتاريخ 2/ 615، جمهرة أنساب العرب 445، تهذيب الكمال 2/ 1050، نهاية الأرب 21/ 300، سير أعلام النبلاء 5/ 196- 200 رقم 74، الكاشف 2/ 295 رقم 4297، العبر 1/ 234، دول الإسلام 1/ 80، ميزان الاعتدال 3/ 288 رقم 6447، جامع التحصيل 302 رقم 584، تهذيب التهذيب 8/ 102- 103 رقم 163، تقريب التهذيب 2/ 78 رقم 677، خلاصة تذهيب التهذيب 293، شذرات الذهب 1/ 152.
[2] في الأصل «عن» .
[3] الجملي: بفتح الجيم والميم. نسبة إلى جمل بن كنانة. بطن من مراد. (اللباب 1/ 292) .
[4] التاريخ لابن معين 2/ 452 وانظر الطبقات الكبرى 6/ 315.(7/435)
وقَالَ مِسْعَر: سَمِعْتُ عَبْد الملك بْن مَيْسرة، ونحن في جنازة عَمْرو بْن مُرَّة يَقُولُ: إنّي لأحسبه خيرَ أهلِ الأرض [1] . ويقال: إنّ عُمَرًا دخل فِي شيءٍ مِنَ الإرجاء، وهو مُجْمَعٌ عَلَى ثِقته وإمامته. تُوُفِّي سنة ستّ عشرة ومائة.
وعَنْ عَمْرو قَالَ: أكره أن أمرّ بمَثَل فِي القرآن لا أعرفه، لأنّ اللَّه تعالى يَقُولُ: وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ 29: 43 [2] . ورَوى أَبُو سِنان، عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة قَالَ: نظرت إلى امرأةٍ فأعجبتني، فكُفَّ بَصَرِي، فأنا أرجو.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحافظ، أَنَا ابنُ اللَّتي، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو منصور بْن عفيف، أَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد، أَنَا أَبُو القاسم الْبَغَوِيُّ، ثنا مُحَمَّد بْن حُمَيْد الرازي، ثنا جرير، عَنْ مُغِيرة قَالَ: لم يزل فِي النَّاسَ بقيّة حتى دخل عَمْرو بْن مُرَّة فِي الإرجاء، فتهافت النَّاسَ فيه.
520- (عُمَيْر بْن سَعِيد النَّخْعي الكوفي) [3] خ م د ق- عَنْ عليّ، وابن مسعود، وعمّار، وأَبِي مسعود، وسعد بْن وقّاص. وهو مِنْ أقران مَسْروق والكبار، لكنّه عُمِّر إلى هذا الوقت، وحديثه عَنْ عليّ فِي الصَّحِيحَين. رَوى عَنْه أَبُو حُصَيْن الأسدي، والأعمش، وأشعث بْن سِوار، وفِطْر بْن خليفة، وحَجَّاج بْن أرطأة، ومِسْعَر، وجماعة. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [4] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّي سنة خمس ومائة.
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 315 وفيه «خير البشر» .
[2] سورة العنكبوت، الآية 43.
[3] الطبقات لخليفة 157، التاريخ الكبير 6/ 532- 533 رقم 3228، الثقات للعجلي 375 رقم 1309، المعرفة والتاريخ 2/ 146 و 658 و 3/ 74 و 243، الكنى والأسماء 2/ 165، الجرح والتعديل 6/ 376 رقم 2080، الثقات لابن حبّان 5/ 292، مشاهير علماء الأمصار 106 رقم 796، تهذيب الكمال 2/ 1060، الكاشف 2/ 303 رقم 4353، تهذيب التهذيب 8/ 146 رقم 259، تقريب التهذيب 2/ 86 رقم 758، خلاصة تذهيب التهذيب 296.
[4] لم يذكره في تاريخه.(7/436)
521- عَوْن بْن عَبْد الملك بْن عُتْبَة بْن مسعود [1] م 4 أبو عبد الله الهذلي الكوفي الزّاهد، أحد الأئمة. رَوى عَنْ أَبِيهِ، وأخيه أَبِي عَبْد اللَّه الفقيه، وعَائِشَة، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عَبَّاس، وعَبْد اللَّه بْن عَمْرو، وسَعِيد بْن المسيّب. وقيل: إنّ روايته عَنْ عَائِشَةَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ مُرْسَلَة، وقد أرسل عَنِ ابن مسعود، وغيره. وعَنْه إسحاق بنو يزيد الْهُذَلِيُّ، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيان، وصالح بْن حيّ، ومالك بْن مِغْوَلٍ، والمسعوديّ، وابن عَجْلان، وأَبُو حنيفة، ومِسْعَر، وآخرون. وثَّقه أَحْمَد، وغيره.
وقَالَ ابن المديني: صلّى خلف أبي هريرة. وقَالَ ابن سعد [2] : لما ولي عُمَر بْن عَبْد العزيز الخلافة، رحل إِلَيْهِ عَوْن بْن عَبْد اللَّه، وموسى بْن أَبِي كثير، وعُمَر بْن ذَرّ [3] ، فكلّموه فِي الإرجاء وناظروه، فزعموا أَنَّهُ لم يخالفهم فِي شيءٍ منه، قَالَ: وكان عَوْن ثقةً يُرْسِل كثيرًا. وقَالَ البُخَاري [4] : عَوْن سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ. وقَالَ الأصمعيّ: كَانَ عون من آدب أهل المدينة وأفقههم، وكان مُرْجِئًا، ثم تركه، وقَالَ أبياتًا فِي مفارقة الإرجاء [5] . ورَوى جرير، عَنْ مُغِيرة قَالَ: بلغ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه أنّ أخاه عَوْنًا حدث، فَقَالَ: قد قامت القيامة.
وقيل: إنّ عَوْنًا خرج مَعَ ابن الأشعث، ثم إنّه هرب إلى نصيبين، فأمّنه
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 313، التاريخ الكبير 7/ 13- 14 رقم 60، الثقات للعجلي 377 رقم 1323، المعارف 250- 251 و 520، المعرفة والتاريخ 1/ 550 و 564 و 2/ 157 و 616 و 714 و 3/ 398، تاريخ أبي زرعة 1/ 245، الجرح والتعديل 6/ 384 رقم 2138، حلية الأولياء 4/ 240- 272 رقم 274، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 41 رقم 38، تحفة الأشراف 13/ 329 رقم 1235، تهذيب الكمال 2/ 1066- 1067، الكاشف 2/ 307 رقم 4386، سير أعلام النبلاء 5/ 103- 105 رقم 37، تهذيب التهذيب 8/ 171- 173 رقم 310، تقريب التهذيب 2/ 90 رقم 801، خلاصة تذهيب التهذيب 298، شذرات الذهب 1/ 140، جامع التحصيل 305 رقم 598.
[2] الطبقات الكبرى 6/ 313.
[3] عند ابن سعد «عمر بن حمزة» .
[4] التاريخ الكبير 7/ 14.
[5] الأبيات في المعارف لابن قتيبة 250- 251.(7/437)
مُحَمَّد بْن مروان، وألزمه ابنه مروان الَّذِي استُخْلِف، ثم قَالَ لَهُ مُحَمَّد: كيف رأيتَ ابنَ أخيك؟ قَالَ: ألزمتني رجلا إنْ قَعْدت عَنْه عَتَب، وإنْ جئتُه حَجَب، وإن عاتبته صخب، وإن صاحبته غضب، فتركه ولزم عُمَر بْن عَبْد العزيز، فكانت لَهُ منه مكانةٌ، وطال مقام جريرٍ بباب عُمَر، فكتب إلى عون:
يَا أَيُّهَا الْقَارِئُ الْمُرْخِي عِمَامَتَهُ ... هَذَا زَمَانُكَ إنّي قد مضى زمني
أَبْلِغْ خليفتَنا إنْ كنتَ لاقِيه ... أنِّي لدى الباب كالمصْفودِ فِي قَرَنِ
[1] ورَوى جرير، عَنْ مُغِيرة قَالَ: كَانَ عَوْن بْن عَبْد اللَّه يقُصّ، فإذَا فرغ أمر جاريةً لَهُ أنّ تغنّي وتُطْرِب، فأردتُ أن أرسل إليه: إنّك مِنَ أهل بيتِ صِدْقٍ، وإنّ اللَّه لم يبعث نبيَّه بالحُمْق، وصنيعك هذا حُمْق. زيد بْن عَوْف، نا سَعِيد ابن زرْبى [2] ، عَنْ ثابت البُنَانيّ قَالَ: كَانَ لِعَوْن جاريةٌ يقال لها بُسْرَة، تقرأ بألحانٍ، فَقَالَ لها يومًا: اقرئي عَلَى إخواني، فكانت تقرأ بصوْت وجيع، فرأيتهُم يُلْقُون العمائم، ويبكون، فَقَالَ لها يومًا: يا بُسْرَة، قد أعطيتُ لك ألفَ دينارٍ لحُسنِ صَوتِك، اذهبي فأنت حرَّةٌ لوجه اللَّه. مات سنة بِضْعَ عشرةَ ومائة.
522- (عَوْن بْن أَبِي جحيفة) [3] ع- وهب السّوائي [4] الكوفي. عَنْ أَبِيهِ، والمنذر بْن جرير البَجَلي، وعَبْد الرَّحْمَن بْن سمير. وعَنْه حَجَّاج بْن أرطأة، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وعُمَر بْن أَبِي زائدة، وشعبة، وسفيان، وقيس بن الربيع.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] ديوان جرير 2/ 738.
[2] زربى: بفتح الزاي ثم مهملة ساكنة ثم موحّدة. (الخلاصة 138) .
[3] الطبقات الكبرى 6/ 319 (مذكور دون ترجمة) ، الطبقات لخليفة 159، التاريخ لابن معين 2/ 461، تاريخ خليفة 351، التاريخ الكبير 7/ 15 رقم 63، الجرح والتعديل 6/ 385 رقم 2139، المعرفة والتاريخ 1/ 288 و 3/ 239، مشاهير علماء الأمصار 105 رقم 791، تهذيب الكمال 2/ 1066، الكاشف 2/ 307 رقم 4382، سير أعلام النبلاء 5/ 105 رقم 38، تهذيب التهذيب 8/ 170 رقم 306، تقريب التهذيب 2/ 90 رقم 797، خلاصة تذهيب التهذيب 298.
[4] السّوائي: بضم السين وفتح الواو. نسبة إلى سواءة بن عامر بن صعصعة. (اللباب 2/ 152) .(7/438)
523- (عيّاش بْن عَمْرو الكوفي) [1] م ن- عَنِ ابن أَبِي أوفى، وإبْرَاهِيم التَّيْمي، وسَعِيد بْن جُبَيْر، وزاذان أَبِي عَمْرو. وعَنْه ابنه عَبْد اللَّه، وشُعْبَة، وسُفْيان، وشَرِيك، وغيرهم. وثَّقه النّسائي.
524- (عيسى بْن جارية المَدَني) [2] ق- عَنْ جرير بْن عَبْد اللَّه، وجابر بْن عَبْد اللَّه، وشَرِيك- صَحَابيٌّ لا اعرفه- سَعِيد بْن المسيّب. وعنه زيد بن أبي أنيسة، وعنبسة بْن سَعِيد الرازي، ويعقوب القُمّي، وأَبُو صخْر حُمَيْد بْن زياد. وهو مُقِلّ، اختلفوا فِي توثيقه. قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بذاك، عنده مناكير. وقَالَ أَبُو زُرْعة: لَا بَأْسَ بِهِ. وقَالَ أَبُو دَاوُد: مُنْكَر الحديث.
525- (عيسى بْن سِيلان المُزَني الْمَكِّيّ) [3] حدّث بمصر عَنْ أَبِي
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 48 رقم 214، الثقات للعجلي 378 رقم 1327، المعرفة والتاريخ 2/ 550 و 3/ 90 و 198 و 230 و 238، الجرح والتعديل 7/ 6 رقم 27، الثقات لابن حبّان 5/ 264، تهذيب الكمال 2/ 1075، الكاشف 2/ 312 رقم 4422، تهذيب التهذيب 8/ 198- 199 رقم 363، تقريب التهذيب 2/ 95 رقم 851، خلاصة تذهيب التهذيب 301.
[2] التاريخ لابن معين 2/ 462، التاريخ الكبير 6/ 385 رقم 2721، الجرح والتعديل 6/ 273 رقم 1513، تهذيب الكمال 2/ 1077- 1078، ميزان الاعتدال 3/ 310- 311 المغني في الضعفاء 496 رقم 4788، الكاشف 2/ 314 رقم 4437، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1888- 1889، الضعفاء للعقيليّ 383 رقم 1421، الضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 323، لسان الميزان 3/ 310، تهذيب التهذيب 8/ 207 رقم 383، تقريب التهذيب 2/ 97 رقم 783، خلاصة تذهيب التهذيب 301.
[3] وقع التباس حول اسم صاحب الترجمة، فقيل هو جابر بن سيلان، وقيل عبد ربه بن سيلان، وقد أوضح الحافظ ابن حجر هذا الالتباس في ترجمة «جابر بن سيلان» (تهذيب التهذيب 2/ 40 رقم 64) فقال: عيسى بن سيلان شيخ آخر يروي عنه المصريون، وهو متأخّر عن هذا (أي عن جابر) ، أما أبو حاتم فسمّى الراويّ عن ابن مسعود جابرا، وذكر عيسى بن سيلان فقال: يروي عن أبي هريرة وعنه محمد بن زيد بن المهاجر. (الجرح والتعديل 6/ 276- 277 رقم 1535) ، وذكر عبد ربّه بن سيلان على حدة فقال: يروي عن أبي هريرة وعنه محمد بن زيد بن المهاجر، وكذا ذكره البخاري، وابن حبّان في «الثقات» ، وقال الدارقطنيّ في ابن سيلان: قيل اسمه عيسى، وقيل عبد ربه، حديثه يعتبر به. وقال ابن يونس: عيسى بن سيلان مكّيّ سكن مصر. روى عن أبي هريرة. روى عنه زيد بن أسلم، وحيوة بن شريح، والليث، وابن لهيعة، فهذه شبهة عبد الغني، وظهر من هذا أن ابن سيلان ثلاثة: جابر بن(7/439)
هريرة. وعنه زيد بن أسلم، واللّيث بن سعد، وابن لهيعة.
__________
[ () ] سيلان وهو الراويّ عن ابن مسعود، وعبد ربّه بن سيلان وهو الّذي يروي عن أبي هريرة فلم يذكروا أن ابن قنفذ روى عنه، فتعيّن أنّ الّذي أخرج له أبو داود هو عبد ربه، وأما عيسى فجاءت له رواية من طريق زيد بن أسلم عن ابن سيلان عن أبي هريرة.(7/440)
[حرف الغين]
- غيلان بن عقبة) هو ذو الرمة الشاعر. تقدم في الذال.
526- غيلان القدري [1] أبو مروان، صاحب مَعْبَد الْجُهَني. ناظَرَه الأَوزاعيّ بحضرة هشام بْن عَبْد الملك، فانقطع غَيْلان، ولم يتُب. وكان قد أظهر الْقَدَرَ فِي خلافة عُمَر بْن عَبْد العزيز، فاستتابه عُمَر، فقال: لقد كنت ضالا فهدَيْتني، وقَالَ عُمَر:
اللَّهمّ إن كان صادقا، وإلّا فاصلبه واقطع يدَيه ورِجْلَيه، ثم قَالَ: أَمِّنْ يا غَيْلان، فَأمَّن عَلَى دُعائه.
وروينا عَنْ حسان بْن عطية أنّه قَالَ: يا غَيْلان، والله لئن كنتَ أُعطِيتَ لسانًا لم نُعْطَه، إنّا لَنَعْرِفْ باطلَ ما جئتَ بِهِ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سالم، عن الأحوص بن حكيم، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصامت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ، يُقَالُ لَهُ غَيْلان، أضَرّ عَلَى أمّتي مِنْ إبليس» . مروان واهي الحديث. وقد حجّ بالنَّاسَ هشام بْن عَبْد الملك سنة ستٍّ ومائة، فِي أول خلافته، وكان معه غَيْلان يُفتي النَّاسَ ويحدّثهم [2] وكان ذا عبادة وتألُّه وفصاحة وبلاغة، ثم نفذتْ فيه دعوةُ الإِمَام الراشد عُمَر بْن عَبْد العزيز، فأُخِذ وقُطِّعَتْ أربَعَتُهُ وصُلِب بدمشق فِي القَدَر، نسأل اللَّه السلامةَ، وذلك فِي حياة عُبَادَةَ بْن نَسِيّ، فإنّه أحد من فرح بصلبه.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 102- 104 رقم 457، الضعفاء الصغير للبخاريّ 273 رقم 393، المعارف 625، الضعفاء الكبير للعقيليّ 436- 438 رقم 1481، المجروحين لابن حبّان 2/ 200، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2037- 2038، العقد الفريد 2/ 379- 380، الفرق بين الفرق للبغدادي 19، ميزان الاعتدال 3/ 338 رقم 6678، المغني في الضعفاء 2/ 507 رقم 4884، لسان الميزان 4/ 424 رقم 1303، الأخبار الموفقيات 208.
[2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 436.(7/441)
[حرف الفاء]
527- فاطمة بنت الحسين [1] د ت ق ابنة عليّ بن أبي طالب، أخت سُكَيْنَة [2] . روت عَنْ أبيها، وعَنْ عَائِشَةَ، وابن عَبَّاس، وعَنْ جدّتها فاطمة الزَّهراء مُرسِلا. وَعَنْهَا بنوها حسن، وإِبْرَاهِيم، وعَبْد اللَّه، وأمّ جَعْفَر، أولاد الحَسَن بْن الحَسَن بْن عليّ، ورَوى عَنْهَا أيضًا ابنُها مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عثمان الديباج [3] ، وأَبُو المقدام هشام بْن زياد، وشَيْبة بْن نَعَامة، وآخرون.
قَالَ يحيى بْن بُكَيْر: ثنا اللَّيْث قَالَ: أَبَى الحُسَين أن يُستَأمر، فقاتلوه وقتلوه، وقتلوا ابنه وأصحابه، وَانْطَلَقَ بِبَنِيهِ عَلِيٍّ، وَفَاطِمَةَ، وَسُكَيْنَةَ، إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى يَزِيدَ، فَجَعَلَ سُكَيْنَةَ خَلْفَ سَرِيرِهِ لِئَلَّا تَرَى رَأْسَ أبيها. وقَالَ الزُّبَيْر وغيره: مات الحسن بن الحسن عَنْ فاطمة، فتزوجّها عَبْد اللَّه المُطَرِّف، ويقال: أصْدَقَها ألفَ ألفِ دِرهم. قَالَ ابن عُيَيْنَة: بقيت فاطمة إلى سنة نيِّف عشرة ومائة، وَيُرْوَى أنّها وَفَدت عَلَى هشام بْن عَبْد الملك.
528- (فاطمة بنت عَبْد الملك بْن مروان) [4] تزوّجها ابن عمّها عمر بن عبد
__________
[1] الطبقات الكبرى 8/ 473- 474، نسب قريش 51، المعارف 199- 200 و 213 و 333، التاريخ لابن معين 2/ 739، الثقات لابن حبّان 3/ 216، المعرفة والتاريخ 3/ 265، الكامل في التاريخ 5/ 518 و 522 و 6/ 216، تهذيب الكمال 3/ 1192، الكاشف 3/ 432 رقم 110، جامع التحصيل 394 رقم 1032، تهذيب التهذيب 12/ 442- 443 رقم 2863، تقريب التهذيب 2/ 609 رقم 5، خلاصة تذهيب التهذيب 494، التذكرة الحمدونية 1/ 482، جمهرة أنساب العرب 41 و 83.
[2] في الأصل «مسكينة» وهو خطأ.
[3] سمّي بذلك لجماله (الطبقات الكبرى 8/ 473) .
[4] الأخبار الموفّقيات 209، جمهرة أنساب العرب 88، المعرفة والتاريخ 1/ 569- 571 و 600- 601، الكامل في التاريخ 4/ 517- 519 و 5/ 41 و 61 و 64 و 65.(7/442)
العزيز، ثم خَلَف عليها سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن مروان بْن الحَكَم، وكان أعْوَر، فقيل: هذا الْخَلَفَ الأعور، فَوَلَدتْ لَهُ عَبْد الملك، وهشامًا. وحكى عَنْهَا عطاء بْن أَبِي رَبَاح، والمُغيرة بْن حكيم. تُوُفِّيت فِي خلافة أخيها هشام فيما أرى.
529- (فاطمة الصُّغْرَى ابنة الإِمَام عليّ) [1] ن- بن أبي طالب. روت عن يبيها مُرسِلا، وعَنْ أسماء بنت عُمَيْس. وَعَنْهَا الحَكَم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نعم، وموسى الْجُهَني، ونافع بْن أَبِي نُعَيم، وآخرون. تزوّجت بغير واحد مِنْ أشراف قُرَيش، منهم ابن عمّها أَبُو سَعِيد بْن عَقِيل. وفي سُنَن النّسائيّ أنّ موسى الجهنيّ قال: دخلت عليها، فقيل لها: كم لك؟ فقالت: ستٌّ وثمانون سنة، قُلْتُ: ما سَمِعْتُ شيئًا؟ قالت: لا، ولكن أخبرَتْني أسماءُ بنتُ عُمَيْس أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يا عليّ أنتَ منّي بمنزلة هارون مِنْ مُوسَى» [2] . تُوُفِّيت سنة سبعَ عشرةَ ومائة.
530- (فاطمة بنت المنذر بن الزّبير بن العوّام) [3] ع- الأسديّة المدينة.
__________
[1] المعارف 211، جمهرة أنساب العرب 125، تهذيب الكمال 3/ 1693، الكاشف 3/ 432 رقم 111، جامع التحصيل 394 رقم 1034، تهذيب التهذيب 12/ 443 رقم 2865، تقريب التهذيب 2/ 609 رقم 7، خلاصة تذهيب التهذيب 494.
[2] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ، باب مناقب عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، وفي المغازي، باب غزوة تبوك، ومسلم رقم (2404) في فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، باب من فضائل عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، والترمذي رقم (3731) في المناقب، باب مناقب عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، والإمام أحمد في المسند 1/ 170 و 177 و 179 و 182 و 184 و 185 و 3/ 32، والطبراني في المعجم الكبير 11/ 74 و 11087، ورواه خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في فضائل الصحابة (انظر كتابنا من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي- ص 199 طبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت 1980) ، وموضّح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 2/ 88، ومناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لابن المغازلي- ص 276 رقم 29 و 30 من كتاب المسند لأبي الحسين عبد الوهاب الكلابي، الملحق به في آخره، وتاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي المستخرجة من تاريخ دمشق لابن عساكر- تحقيق محمد باقر المحمودي 1/ 321 وما بعدها) ، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي- بتحقيقنا- ص 240 رقم 196.
[3] المعارف 492، الطبقات الكبرى 8/ 477، المعرفة والتاريخ 3/ 13، الثقات للعجلي 523 رقم 2109، تاريخ أبي زرعة 1/ 621، جمهرة أنساب العرب 123، تهذيب الكمال(7/443)
رَوَتْ عَنْ جدّتها أسماء بنت أَبِي بَكْر، وأمّ سَلَمَةَ. رَوى عَنْهَا زوجها هشام بْن عُرْوَة، ومُحَمَّد بْن سُوقة، وإسحاق. وثّقها أَحْمَد الْعِجْلِيُّ [1] . وكانت أسنّ مِنْ زوجها بثلاث عشرة سنة.
531- (الفضل بْن الحَسَن بْن عَمْرو بْن أُمَّية الضَّمْريّ) [2] حدث بمصر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عُمَر، وابن أمّ الحَكَم. رَوى عَنْه ابنه حسن، وعُبَيْد اللَّه بْن أَبِي جَعْفَر، ويزيد بن أبي حبيب، وعيّاش بن عقبة، وابن إسحاق، وآخرون. ما أعلم بِهِ بأسًا.
532- الفضل [3] بْن قُدَامة [4] أَبُو النَّجْم الْعِجْلِيُّ الراجز، مِنْ طبقة العَجَّاج فِي الرَّجْز، وربّما قدَّمه بعضُهم عَلَى العَجَّاج. لَهُ مدائح فِي هشام بن عبد الملك وغيره. ومن رَجْزِه:
أوْصَيْتُ مِنْ بَرَّةَ قلبًا حُرَّا ... بالكلب خيرا والحماة شرّا
__________
[2] / 6693، الكاشف 3/ 432 رقم 114، تهذيب التهذيب 12/ 444 رقم 2869، تقريب التهذيب 2/ 609 رقم 11، خلاصة تذهيب التهذيب 494.
[1] الثقات 523.
[2] التاريخ الكبير 7/ 114- 115 رقم 505، الثقات للعجلي 383 رقم 1350، الجرح والتعديل 7/ 60 رقم 346، تهذيب الكمال 2/ 1095، الكاشف 2/ 328 رقم 4531، تهذيب التهذيب 8/ 269- 270 رقم 502، تقريب التهذيب 2/ 110 رقم 32، الثقات لابن حبّان 5/ 296، خلاصة تذهيب التهذيب 308.
[3] قال أبو عمرو الشيبانيّ: اسمه المفضّل، وقال ابن الأعرابي: اسمه الفضل، هكذا نقل أبو الفرج في الأغاني 10/ 150 وساق نسبه إلى ربيعة بن نزار. وذكره ابن حزم بالفضل أيضا في الجمهرة.
[4] الشعر والشعراء 2/ 502- 507 رقم 110، المعارف 97، عيون الأخبار 2/ 86 و 4/ 51 و 58، العقد الفريد 1/ 175 و 318- 319 و 3/ 7- 12، الأمالي 1/ 57 (بالهامش) و 108 و 2/ 134 و 145 و 233، ذيل الأمالي 70، الأغاني 10/ 150- 161، طبقات الشعراء لابن سلّام 576، معجم الشعراء للمرزباني 310، الموشّح 213، سمط اللآلئ 327، أمالي المرتضى 1/ 40 و 216 و 350 و 2/ 147 و 266، ثمار القلوب 71، جمهرة أنساب العرب 314، معجم الشعراء في لسان العرب 423 رقم 1087، معاهد التنصيص 1/ 19- 26 و 77 و 78، خزانة الأدب 1/ 103، الكامل في الأدب للمبرّد 2/ 70، ديوان المعاني 1/ 113، محاضرات الأدباء للراغب 1/ 280، وانظر مقالة بعنوان: أمّ الأراجيز لأبي النجم العجليّ- لمحمد بهجة الأثري- نشرتها مجلة المجمع العلمي بدمشق- تموز وآب 1968- مجلّد 8- ج 7 و 8.(7/444)
لا تَسْأمي خنقًا [1] لها وجَرًا ... حتى تَرَى حلَو الحياةَ مُرَّا
ومن شعره:
لقد عَلِمَتْ عُرْسِي فلانةٌ أنّني ... طويل سنى ناري بعيدٌ خُمُودُها
إذا حلَّ ضَيْفي بالفلاةِ فلم أجدْ ... سوى مَنْبِتِ الأطنابِ شَبَّ وَقُودُها
وله:
والمرءُ كالحالم فِي المنام ... يَقُولُ إنّي مُدْرِكُ أمامي
فِي قابلٍ ما فاتَني فِي العام ... والمرءُ يُدْنيه مِنَ الحِمامِ
مَرُّ اللّيالي السُّودِ والأيامِ ... إنّ الفَتَى يصحّ للأسقامِ
كالغرض المنصوبِ للسِّهامِ ... أخطأ رامٍ وأصابَ رامِ
حكى الزُّبَيْر بْن بكّار قال: قَالَ هشام للشعراء: صِفُوا لي إِبلا، قَالَ أَبُو النَّجم: فذهب بي الرَّوِيُّ إلى أنْ قلت:
وصارت الشّمس كعين الأحول [2]
__________
[1] في الأغاني 10/ 156 «ضربا» بدل «خنقا» . وفي الشعر والشعراء 2/ 506 اختلف الشطر الثاني من البيت فهو:
والحيّ عمّيهم بشرّ طرّا
[2] قال ابن قتيبة في «عيون الأخبار 4/ 58» : «أنشد أبو النجم هشام بن عبد الملك أرجوزته التي أوّلها:
الحمد للَّه الوهوب المجزل
فلم يزل هشام يصفّق بيديه استحسانا لها، حتى إذا بلغ قوله في صفة الشمس:
فهي في الأفق كعين الأحول ... صغواء قد كادت ولمّا تفعل
أمر بوجء رقبته وإخراجه، وكان هشام أحول» .
وقال ابن عبد ربّه الأندلسيّ في العقد الفريد 1/ 318: «وذكروا عن أبي النجم العجليّ أنه أنشد هشاما شعره الّذي يقول فيه:
الحمد للَّه الوهوب المجزل
وهو من أجود شعره، حتى انتهى إلى قوله:
والشمس في الجوّ كعين الأحول
وكان هشام أحول، فأغضبه ذلك، فأمر به فطرد، فأمّل أبو النجم رجعته، فكان يأوي إلى المسجد، فأرق هشام ذات ليلة فقال لحاجبه: ابغني رجلا عربيا فصيحا يحدّثني وينشدني، فطلب له ما سأل، فوجد أبا النجم، فأتى به، فلما دخل عليه قال: أين تكون منذ أقصيناك؟(7/445)
فغضب هشام- وكان أحْوَل- فَقَالَ: أَخْرِجوا هذا، ثم بعد مدّة أُدْخِلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَلَك أهْلٌ؟ قُلْتُ: نعم، وابنتان، قَالَ: هَلْ زوَّجْتَهُما؟ قُلْتُ:
إحداهما، قَالَ: فما أوصَيْتَها؟ قُلْتُ:
أوصيت مِنْ بَرَّةَ قلبًا حُرَّا ... بالكلب خيرًا والحَماةِ شَرَّا
لا تسأمي خَنْقًا لها وجَرًّا ... والحيُّ عُمِّيهم بشَرّ طُرَّا
وإنْ حَبَوُكِ ذَهَبًا ودُرًّا ... حتى يَرَوْا حُلْوَ الحياةِ مُرّا
فضحك هشام حتى استلقى وقَالَ: ما هذه، وصيَّةُ يعقوب بَنِيه! قُلْتُ:
يا أمير المؤمنين، ولا أَنَا مثل يعقوب عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ: فما زِدْتَها؟ قُلْتُ:
سبي الحماة وابْهَتِي عليها ... وإنْ دَنَتْ فازدلفي إليها
واقرعي بالفهر مرفقيها ... وظاهري اليد بِهِ عَلَيْهَا
لا تُخْبِري الدَّهْرَ بِهِ ابنَتَيْها
__________
[ () ] قال: حيث ألقاني رسولك. قال: فمن كان أبا النجم أبا مثواك؟ قال: رجلين، أتغدّى عند أحدهما، وأتعشّى عند الآخر. قال: فما لك من الولد؟ قال: ابنتان قال: أزوّجتهما؟ قال:
زوّجت إحداهما. قال: فبم أوصيتها ليلة أهديتها؟ قال: قلت لها:
سبّي الحماة وابهتي عليها ... وإن أبت فازدلقي إليها
ثم اقرعي بالعود مرفقيها ... وجدّدي الخلف به عليها
قال: فهل أوصيتها بعد هذا؟ قال: نعم:
أوصيت من برّة قلبا برّا ... بالكلب خيرا والحماة شرا
لا تسأمي خنقا لها وجَرًّا ... والحيُّ عُمِّيهم بشَرّ طُرَّا
وإنْ كسوك ذهبا ودرّا ... حتى يروا خلو الحياة مرّا
قال هشام: ما هكذا أوصى يعقوب ولده، قال أبو النجم: ولا أنا كيعقوب ولا ولدي كولده.
قال: فما حال الأخرى؟ قال: هي ظلّامة التي أقول فيها:
كأن ظلّامة أخت شيبان ... يتيمة ووالداها حيّان
الرأس قمل كلّه وصئبان ... وليس في الرّجل إلا خيطان
فهي التي يذعر منها الشيطان
قال هشام لحاجبه: ما فعلت بالدنانير التي أمرتك بقبضها؟ قال: هي عندي، وهي خمسمائة دينار. قال له: ادفعها لأبي النجم ليجعلها في رجلي ظلّامة مكان الخيطين» .
وراجع في ذلك الأغاني 10/ 155- 157، والشعر والشعراء 2/ 503، ومعاهد التنصيص 1/ 21- 23 وغيره.(7/446)
وقال: فما فعلت أختها؟ قُلْتُ: دَرَجَت بين أبيات الحيّ ونَفَعَتْنا، قَالَ:
فما قُلْتُ فيها؟ قُلْتُ:
كأنّ ظَلامَةَ أختَ شَيْبانْ ... يتيمةٌ ووالداها حَيَّانْ
الرأسُ قَمْلٌ كُلُّهُ وصِئْبَانْ ... وليس فِي الرِّجْلَيْن إلا خَيْطانْ
فهي التي يَذْعر منها الشَّيْطَانْ
فَوَصَلني هشامُ بدنانير، وقَالَ: اجْعَلْها فِي رِجْلَيْ ظَلامَة. وهو القائل:
أنا أبو النّجم وشعري شعري [1]
__________
[1] وبعده:
للَّه درّي ما يجنّ صدري
(أمالي المرتضى 1/ 350) .(7/447)
[حرف القاف]
533- القاسم بن عبد الرحمن [2] خ 4 ابن عَبْد اللَّه بْن مسعود الْهُذَلَيُّ، أَبُو عبد الرحمن الفقيه، قاضي الكوفة، وكان ممّن لم يأخذ عَلَى القضاء رِزْقًا [3] ، وهو أخو مَعَن. رَوى عَنْ أبيه، وابن عمر، وجابر بن سمرة، ومسروق، وغيرهم. وعنه الأعمش، وابن أبي ليلى، ومسعر، والمسعودي، وآخرون. وثّقه ابن معين وغيره. قال محارب بن دثار: صحبناه إلى بيت المقدس، ففضلنا بكثرة الصلاة وطول الصمت وبالسخاء [4] .
وقال ابن عيينة: قُلْتُ لمِسْعَر: مَن أشدّ مِنْ رأيتَ تَوَقّيًا للحديث؟ قَالَ:
__________
[2] الطبقات الكبرى 6/ 303، الطبقات لخليفة 159، تاريخ خليفة 324 و 334 و 351، التاريخ لابن معين 2/ 481- 159 رقم 710، الثقات للعجلي 386 رقم 1367، المعارف 349، المعرفة والتاريخ 2/ 549- 550 و 584 و 585، الكنى والأسماء 2/ 68، الجرح والتعديل 7/ 112 رقم 647، المراسيل 175- 176 رقم 322، مشاهير علماء الأمصار 106 رقم 803، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 54 رقم 60، تهذيب الكمال 2/ 1111، تحفة الأشراف 13/ 332 رقم 1242، ميزان الاعتدال 3/ 374 رقم 6818، الكاشف 2/ 337 رقم 4586، سير أعلام النبلاء 5/ 195- 196 رقم 73، جامع التحصيل 309- 310 رقم 624، تهذيب التهذيب 8/ 321- 322 رقم 579، خلاصة تذهيب التهذيب 312، أخبار القضاة لوكيع 3/ 91.
[3] الثقات للعجلي 386.
[4] التاريخ الكبير 7/ 158.(7/448)
القاسم بن عبد الرحمن. وقال ابن المديني: لم يلق ابن عُمَر. وقَالَ خليفة ابن خيّاط [1] : عزله ابن هُبَيْرَة عَنِ القضاء سنةَ ثلاثٍ ومائة بالحُسَين بْن الحَسَن الْكِنْدِيِّ. قَالَ الأعمش: كنت أجلس إلى القاسم وهو قاضٍ. قَالَ ابن قانع:
مات سنة ستّ عشرة ومائة. وقيل: مات سنة اثنتي عشرة.
534- القاسم أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الدمشقي [2] 4 مولى عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن يزيد بْن معاوية، أحد الأعلام، وهو القاسم بْن أَبِي القاسم. رَوى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وفَضَالة بْن عُبَيْد، وأَبِي أُمَامة، ومعاوية بْن أَبِي سُفْيان، وأرسل عَنْ عليّ، وابن مسعود، وتميم الدّاري، وغيره. وعنه يحيى بن الحارث الذماري [3] ، وثور بن يزيد، وعبد الله ابن العلاء بن زبر، ومعاوية بن صالح، وابن جابر، وآخرون.
قال ابن سعد [4] : هو مولى أمّ المؤمنين أمّ حبيبة بنت أَبِي سُفْيان، وقيل مولى معاوية، وله حديث كثير، وفي بعض حديث الشاميّين أنه أدرك بدريا.
__________
[1] تاريخ خليفة 334.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 449- 450، الطبقات لخليفة 311، التاريخ لابن معين 2/ 481، التاريخ الكبير 7/ 159 رقم 712، الثقات للعجلي 388 رقم 1375، المعرفة والتاريخ 2/ 330 و 3/ 389، تاريخ أبي زرعة 1/ 222 و 320 و 500، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 476 رقم 1533، الجرح والتعديل 7/ 113 رقم 649، المراسيل 176 رقم 323، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 54- 55 رقم 61، تهذيب الكمال 2/ 1112، تحفة الأشراف 13/ 333 رقم 1243، ميزان الاعتدال 3/ 373- 374 رقم 6817، المغني في الضعفاء 2/ 519 رقم 4996، دول الإسلام 1/ 78، العبر 1/ 139، سير أعلام النبلاء 5/ 194- 195 رقم 72، الكاشف 2/ 337 رقم 4587، جامع التحصيل 310 رقم 625، تهذيب التهذيب 8/ 322- 324 رقم 581، تقريب التهذيب 2/ 118 رقم 29، خلاصة تذهيب التهذيب 312، شذرات الذهب 1/ 145.
[3] في الأصل «الدماري» والتصويب من اللباب 1/ 531 حيث قال: بكسر الذال المعجمة وفتح الميم.
[4] الطبقات الكبرى 7/ 449 وانظر التاريخ الكبير 7/ 159.(7/449)
وذكر البُخَاري فِي تاريخه [1] : أَنَّهُ سَمِعَ عليًّا وابن مسعود، فَوَهِم. وقَالَ ابن مَعِين [2] : ثقة. وقَالَ ابن شابور [3] ، عَنْ يحيى الذِّماري: سَمِعْتُ القاسم أَبَا عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: لقيت مائةً مِنَ الصّحابة.
وقَالَ يحيى بْن حمزة، عَنْ عُرْوَة بْن رُوَيْم، عَنِ القاسم أَبِي عَبْد الرَّحْمَن قَالَ: قدِم علينا سَلْمان الفارسيّ دمشقَ. [قُلْتُ] [4] : أنكر أَحْمَد بْن حنبل هذا وقَالَ: كيف يكون لَهُ هذا الّلقاء، وهو مولى لخَالِد بْن يزيد بْن معاوية! وقَالَ عَبْد الله بن صالح: ثنا معاوية بن صالح، عَنْ سُلَيْمَان أَبِي الربيع، عَنِ القاسم قَالَ: رأيت النَّاسَ مجتمعين عَلَى شيْخ، فقلت: مَن هذا؟ فقالوا: سهل بْن الحنظليّة. وقَالَ دُحَيْم: كَانَ القاسم مولى جُوَيْرية بنت أَبِي سُفْيان فوُرِثَتْ.
وقَالَ صَدَقَةَ بْن خَالِد: ثنا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: ما رأيت أحدا أفضل من القاسم أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، كنّا بالقُسْطنطينية، وكان النَّاسَ يُرْزَقون رغيفين رغيفين، فكان يتصدّق برغيف، ويصوم ويُفْطِر عَلَى رغيف [5] . قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: فِي حديث القاسم مناكير ممّا يرويه الثِّقات.
وقَالَ يعقوب بْن شَيْبَة: القاسم أَبُو عَبْد الرَّحْمَن منهم مِنْ يُضَعِفُه. وقَالَ أَحْمَد ابن حنبل: حديث القاسم عَنْ أَبِي أُمَامة: «الدِّباغ طَهُور» مُنْكر [6] . قَالَ أَبُو عُبَيْد: تُوُفِّي سنة اثنتي عشرة ومائة.
__________
[1] لم يذكر في تاريخه الكبير أنه سمع عليّا وابن مسعود، بل ذكر فقط أنه سمع أبا أمامة، وروايته التي ينقلها الحافظ الذهبي عن التاريخ الصغير 1/ 220.
[2] التاريخ 2/ 481.
[3] أي محمد بن شعيب بن شابور الدمشقيّ البيروتي المتوفى سنة 200 هـ.
[4] إضافة عن سير أعلام النبلاء 5/ 194 ويقتضيه السياق.
[5] التاريخ الكبير 7/ 159.
[6] لكن هناك أحاديث صحيحة تقوّي هذا الحديث وتفيد طهارة الجلد المدبوغ، يراجع: نصب الراية 1/ 115- 120.(7/450)
535- (القاسم بْن عَوْف الشَّيْباني الكوفي) [1] م ق- عَنْ أَبِي بَرزة الأسلمي، وزيد بْن أرقم، وعَبْد اللَّه بْن أوفى. وعَنْه قَتَادةُ، وأيوب السّختياني، وزيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وغيرهم. قَالَ أَبُو حاتم [2] : محلّه الصّدق. قلت: حديثه عن زيد ابن أرقم مضطرّب، توقّف فيه عليّ بْن المَدِيني.
536- القاسم بن مخيمرة [3] م 4 أبو عروة الهمدانيّ الكوفي نزيل دمشق. رَوَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْن عَمْرو، وشُرَيْح بْن هانئ، وعلقمة، وعَبْد اللَّه بْن حُكَيْم [4] .
وعَنْه حسّان بْن عطيّة، والحَكَم، وَسَلَمَةُ بْن كُهَيْلٍ، وأَبُو إسحاق السّبيعي، وعُمَر بْن أَبِي زائدة، والأَوزاعيّ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيد بن
__________
[1] الطبقات لخليفة 213، التاريخ الكبير 7/ 166 رقم 739، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 477 رقم 1534، الجرح والتعديل 7/ 114- 115 رقم 659، الثقات لابن حبّان 5/ 305، الكامل في الضعفاء 6/ 2061، تهذيب الكمال 2/ 1113، الكاشف 2/ 337 رقم 4590، المغني في الضعفاء 2/ 520 رقم 5003، ميزان الاعتدال 3/ 376- 377 رقم 6828، تهذيب التهذيب 8/ 326- 327 رقم 587، تقريب التهذيب 2/ 118 رقم 34، خلاصة تذهيب التهذيب 313.
[2] الجرح والتعديل 7/ 115.
[3] الطبقات الكبرى 6/ 303، الطبقات لخليفة 157 و 311، تاريخ خليفة 325، التاريخ لابن معين 2/ 483، التاريخ الكبير 7/ 167 رقم 743، الثقات للعجلي 387 رقم 1371، المعارف 547، المعرفة والتاريخ 2/ 407، تاريخ أبي زرعة 1/ 355 و 2/ 720- 721، الكنى والأسماء 2/ 30، الجرح والتعديل 7/ 120 رقم 684، مشاهير علماء الأمصار 116 رقم 893، وص 182 رقم 1447، الثقات لابن حبّان 7/ 332، تهذيب الكمال 2/ 1116- 1117، تحفة الأشراف 13/ 336 رقم 1246. العبر 1/ 227، الكاشف 2/ 339 رقم 4602، سير أعلام النبلاء 5/ 201- 204 رقم 77، تهذيب التهذيب 8/ 337- 338 رقم 608، تقريب التهذيب 2/ 120 رقم 55، خلاصة تذهيب التهذيب 314، شذرات الذهب 1/ 144، حلية الأولياء 6/ 79- 85 رقم 331، صفة الصفوة 3/ 95 رقم 416، الكامل في التاريخ 5/ 55، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- من تأليف المحقق- ج 4/ 25- 27 رقم 1217، مسند أبي داود الطيالسي 15 و 168، تذكرة الحفاظ 1/ 122.
[4] في طبعة القدسي 4/ 294 «حكم» وهو تصحيف، والتصحيح من تاريخ البخاري وغيره.(7/451)
عبد العزيز، وآخرون. وثّقه ابن معين [1] وغيره، وكان يؤدّب بالكوفة، وكان من العلماء العاملين. قال يزيد بن أبي مريم: كان القاسم بْن مُخَيْمِرة يتوضّأ مِنَ النهر الَّذِي يخرج من باب الصّغير. قُلْتُ: لعلّه توضّأ منه، وقد أبعد عَنِ البلد وصفًا.
قَالَ مُحَمَّد بْن كثير، عَنِ الأَوزاعيّ قَالَ: جلست إلى القاسم بْن مُخَيْمِرة حين احتلمت [2] . وقَالَ ابن أَبِي خَالِد: كنّا فِي كُتّاب القاسم، وكان لا يأخذ منّا. وعَنْ منصور بْن نافع قَالَ: كَانَ القاسم يأمرنا بجهازه للغزو ويقول: لا تُماكِسُوا فِي جهازنا فإنّ النّفقة فِي سبيل اللَّه مضاعَفَة. وَعَنِ القاسم، أَنَّهُ كَانَ لا ينصرف حتى يستأذن الوالي، ويقرأ: وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا 24: 62 [3] الآية [4] .
أَبُو مُسْهِرٍ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ القاسم بْن مُخَيْمِرة قَالَ:
دخلت عَلَى عُمَر بْن عَبْد العزيز، فقضى عنّي سبعين دينارًا، وحملني عَلَى بغلةٍ، وفرض لي فِي خمسين، فقلت: أغنيتَني عَنِ التجارة. فسألني عَنْ حديثٍ، فقلت: هنّيني [5] يا أمير المؤمنين، قَالَ سَعِيد: كأنّه كرِه أن يحدّثه عَلَى هذا الوجه [6] . قَالَ: وقَالَ القاسم: ما اجتمع على مائدتي لونان من طعام واحد، ولا أغلقت بابي ولي خلفه هَمٌّ [7] . وعنه قال: كنت أدعو بالموت، فلما
__________
[1] قاله الرازيّ في: الجرح والتعديل 7/ 120.
[2] التاريخ الكبير 7/ 197.
[3] سورة النور، الآية 62.
[4] رواه الأوزاعي قال: كان القاسم يقدم علينا مرابطا متطوّعا (أي في بيروت) فلا ينصرف حتى يستأذن، فكان يتأوّل هذه الآية: وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ 24: 62 (وانظر: حلية الأولياء 6/ 80) .
[5] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 295 «هبني» وهو خطأ، والتصويب من: حلية الأولياء.
[6] حلية الأولياء 6/ 83 وانظر أيضا ص 82 وفيها: هنّيني عطيّتك» .
[7] المعرفة والتاريخ 3/ 212، حلية الأولياء 6/ 80.(7/452)
نزل بي كرِهْتُه [1] قَالَ الْهَيْثَمُ: تُوُفِّي سنة إحدى عشرة ومائة. وقَالَ غير واحد:
مات سنة إحدى ومائة، والأوّل هُوَ الصّحيح، والله أعلم.
537- قتادة بن دعامة [2] ع ابن قتادة بن عزيز [3] ، وقيل غير ذَلِكَ فِي نَسَبه، أَبُو الْخَطَّاب السَّدُوسي الْبَصْرِيّ الأعمى الحافظ، أحد الأئمّة الأعلام. رَوى عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَرْجِس، وَأَنَسٍ بْن مالك، وأَبِي الطُّفَيْلِ، وأَبِي رافِع، وأَبِي أيّوب المراغي [4]
__________
[1] حلية الأولياء 6/ 81.
[2] دعامة: بكسر الدال المهملة. وترجمته في:
الطبقات الكبرى 7/ 229- 231، الطبقات لخليفة 213، تاريخ خليفة 332 و 348، التاريخ لابن معين 2/ 484- 485، التاريخ الكبير 7/ 185- 186 رقم 827، التاريخ الصغير 129، المعارف 462، الثقات للعجلي 389 رقم 1380، المعرفة والتاريخ 2/ 20- 21 و 80- 89 و 140- 141 و 144- 145 و 150- 151 و 257- 258 و 277- 282 و 285- 286 و 633- 634 و 660- 661 و 663- 664 و 3/ 61- 63، البرصان والعرجان للجاحظ 135- 136 و 138 و 284، البيان والتبيين 1/ 242، المحبّر 298 و 475، أحوال الرجال للجوزجانيّ 182 رقم 328، تاريخ أبي زرعة 1/ 151، الكنى والأسماء 1/ 166، المنتخب من ذيل المذيّل 643، الجرح والتعديل 7/ 133- 135 رقم 756، المراسيل 168- 175 رقم 321، ثمار القلوب 90، جمهرة أنساب العرب 318، أخبار القضاة 1/ 3 و 43 و 297 و 330 و 2/ 25 و 28- 29 و 39 و 3/ 128- 129، العيون والحدائق لمجهول 3/ 66، مشاهير علماء الأمصار 96 رقم 702، ربيع الأبرار 4/ 364، طبقات الفقهاء 89، الكامل في التاريخ 5/ 195، اللباب 2/ 109، معجم الأدباء 17/ 9- 10 رقم 4، التذكرة الحمدونية 1/ 180، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 57- 58 رقم 66، وفيات الأعيان 4/ 85- 86 رقم 541، تهذيب الكمال 2/ 1121- 1122، تحفة الأشراف 13/ 338 رقم 1248، المغني في الضعفاء 2/ 522 رقم 5028، ميزان الاعتدال 3/ 385 رقم 6864، دول الإسلام 1/ 81، الكاشف 2/ 341 رقم 4621، سير أعلام النبلاء 5/ 269- 283 رقم 132، تذكرة الحفّاظ 1/ 122- 124 رقم 107، العبر 1/ 146، مرآة الجنان 1/ 251، جامع التحصيل 312- 314 رقم 633، الوفيات لابن قنفذ 115، نكت الهميان 230، البداية والنهاية 9/ 313- 314، غاية النهاية 2/ 25، تهذيب التهذيب 8/ 351- 356 رقم 635، تقريب التهذيب 2/ 123 رقم 81، النجوم الزاهرة 1/ 276، تاريخ الخميس 2/ 356، طبقات الحفّاظ 47، خلاصة تذهيب التهذيب 315، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 43- 44 رقم 415، شذرات الذهب 1/ 153، تاريخ الدارميّ 703.
[3] في طبعة القدسي 4/ 295 «عزيز» وهو تحريف. والتصحيح من مصادر ترجمته.
[4] في الأصل «الراعي» ، والتصحيح من اللباب 3/ 189 بفتح الميم والراء نسبة إلى قبيلة(7/453)
وأَبِي الشَّعْثاء، وزُرَارة بْن أَوْفَى، والشَّعْبي، وعَبْد اللَّه بْن شقيق، ومُطَرِّف بْن الشِّخَّير، وسَعِيد بْن المسيّب، وأَبِي العالية، وصَفْوان بْن مُحْرِز، وَمُعَاذَةَ العدوية، وأَبِي عثمان النَّهْدِيِّ، والحَسَن، وخَلْق. وعَنْه سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبة، ومَعْمَر، ومِسْعَر، وشُعْبَة، والأَوزاعيّ، وعَمْرو بْن الحارث الْمَصْريّ، وأبان ابن يزيد، وهمّام، وجرير بْن حازم، وشَيْبَان النَّحْوِيُّ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وسَعِيد بْن بشير، وأبو عوانة، وخلق كثير. وكان أحَدَ مَنْ يُضْرَب الْمَثَلُ بحِفْظه.
قَالَ مَعْمَر: أقام قَتَادةُ عند سَعِيد بْن المسيّب ثمانيةَ أيام، فَقَالَ لَهُ فِي اليوم الثامن [1] : ارتحل يا أعمى، فقد أنزفتني [2] . وقَالَ قَتَادةُ: ما قُلْتُ لمحدِّثٍ قطّ أعِدْ عليّ [3] ، وما سَمِعْتُ أُذُناي شيئًا قطّ إلا وعاه قلبي [4] . وقال محمد ابن سِيرِين: قَتَادةُ أحفظ النَّاسَ [5] . وقَالَ مَعْمَر: سَمِعْتُ قَتَادةُ يَقُولُ: ما فِي القرآن آيةٌ إلا وقد سَمِعْتُ فيها شيئًا.
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: قَتَادةُ عالم بالتفسير وباختلاف العلماء، ثم وصفه أَحْمَد بالفِقْه والحِفْظ، وأطنب فِي ذِكْره وقَالَ قلَّما تجد مِنْ يتقدّمه، تُوُفِّي سنة سبع عشرة. وقَالَ همّام: سَمِعْتُ قَتَادةُ يَقُولُ: ما أفتيتُ بشيءٍ مِنْ رأيي منذ عشرين سنة [6] . وقد ذكر سُفْيان الثَّورِي قَتَادةُ مَرَّة فَقَالَ: وكان فِي الدنيا مثل قَتَادةُ [7] .
وقَالَ مَعْمَر: قُلْتُ للزُّهْرِيّ: قَتَادةُ أعلم أو مكحول؟ قَالَ: لا، بل قَتَادةُ.
وقَالَ أَحْمَد بْن حنبل: كَانَ قَتَادةُ أحفظَ هَل البصرة، لا يسمع شيئا إلّا حفظه،
__________
[ () ] المراغ من الأزد.
[1] في طبعة القدسي 4/ 296 «الثالث» وما أثبتناه عن طبقات ابن سعد 7/ 230 وهو يتفق مع السياق. وفي التاريخ الكبير 7/ 186 «كنت عند ابن المسيّب ثلاثة أيام» ...
[2] في طبقات ابن سعد «نزفتني» بالفاء. وانظر التاريخ الكبير 7/ 186 ففيه «أنزفتني» .
[3] التاريخ الكبير 7/ 186.
[4] الجرح والتعديل 7/ 134.
[5] الجرح والتعديل 7/ 134.
[6] الجرح والتعديل.
[7] الجرح والتعديل.(7/454)
قُرِئت عَلَيْهِ صحيفةُ جَابِر مرَّة واحدةً فحفِظَها [1] . وقَالَ شُعْبَة: نَصَصْتُ عَلَى قَتَادةُ سبعين حديثًا، كلّها يَقُولُ: سَمِعْتُ أنس بْن مالك إلا أربعة.
قُلْتُ: قد دلّس قَتَادةُ عَنْ جماعة.
وقَالَ شُعْبَة: لا يُعرف لقَتَادةُ سماعُ مِنْ أَبِي رافع.
وقَالَ يحيى بْن مَعِين [2] : لم يسمع قَتَادةُ مِنْ سَعِيد بْن جُبَيْر، ولا مِنْ مجاهد.
وقَالَ القطّان: لم يسمع مِنْ سُلَيْمَان بْن يَسار.
وقَالَ أَحْمَد: لم يسمع مِنْ مُعَاذَة.
قُلْتُ: وقد تفّوه قَتَادةُ بشيءٍ مِنَ القَدَر.
وقَالَ وَكيع: كَانَ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبة، وهشام الدّسْتوائي وغيرهما يقولون: قَالَ قَتَادةُ: كلُّ شيءٍ بِقَدَرٍ إلا المعاصي.
وقَالَ ابن شَوْذَب: ما كَانَ قَتَادةُ يرضى حتى يصيح بِهِ صياحًا، يعني القَدَر.
قُلْتُ: وكان قَتَادةُ أيضًا رأسًا فِي العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها. قَالَ أَبُو عَمْرو بْن العلاء: كَانَ قَتَادةُ مِنْ أنسب النَّاسَ [3] . ونقل القِفْطيُّ فِي «تاريخ النُّحاة» قَالَ: كَانَ الرجلان مِنْ بني أُمَّية يختلفان فِي البيت مِنَ الشِّعر، فيُبْرِدان بريدًا إلى العراق، يسأل قَتَادةُ عَنْه [4] . وثَّقه غير واحد.
ومات سنة سبع عشرة ومائة، وقيل سنة ثماني عشرة بواسط، وله سبعٌ وخمسون سنة، رحِمه اللَّه.
538- (قيس بْن سعد الْمَكِّيّ الحبشي) [5] م د ن ق- مولى نافع بن
__________
[1] الجرح والتعديل 7/ 135، وانظر الطبقات الكبرى 7/ 229.
[2] التاريخ 2/ 484.
[3] معجم الأدباء 17/ 10، وفيات الأعيان 4/ 86.
[4] انظر معجم الأدباء 17/ 10.
[5] الطبقات الكبرى 5/ 483، الطبقات لخليفة 281، تاريخ خليفة 349، التاريخ لابن معين 2/ 491، التاريخ الكبير 7/ 154 رقم 689، الثقات للعجلي 393 رقم 1394، المعرفة والتاريخ 1/ 709- 710 و 3/ 368- 369، تاريخ أبي زرعة 1/ 253، الكنى والأسماء 2/ 59، الجرح والتعديل 7/ 99 رقم 562، الثقات لابن حبّان 7/ 328، مشاهير علماء الأمصار 146 رقم 1151، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 62 رقم 76، تهذيب الكمال(7/455)
عَلْقَمَة، أحد الفقهاء. رَوى عَنْ طاوس، ومجاهد، وعطاء، ويزيد بن هرمز.
وعنه يزيد بن إبراهيم التّستري، وجرير بن حازم، والحمادان، والربيع بن صبيح، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وآخرون. وكان قد خلف عطاء بمكة في الفتوى وفي مجلسه. ولم تطل أيامه، ولا عمر [1] وثقه أحمد، ومات سنة تسع عشرة.
539- (قيس بن مسلم) [2]- بن عمرو الجدلي الكوفي، أحد الأئمة. روى عَنْ طارق بْن شهاب، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى، ومجاهد، وغيرهم. وعنه أيوب بن عائذ [3] ، ومسعر بن كدام، وأبو العميس عتبة بن عبد الله، وأبو حنيفة، وسفيان، وشعبة، وآخرون. وثقه أحمد، وغيره. وقال أبو داود: كان مرجئا [4] . وروى أحمد بن حنبل، عَنْ سُفْيان بْن عُيَيْنَة قَالَ:
كانوا يقولون: ما رفع قيس بْن مُسْلِم رأسَه إلى السماء منذ كذا وكذا، تعظيمًا للَّه.
4 قلت: تُوُفِّي عشرين ومائة.
__________
[2] / 1135، ميزان الاعتدال 3/ 397 رقم 6915، الكاشف 2/ 348 رقم 4673، جامع التحصيل 316 رقم 643، تهذيب التهذيب 8/ 397 رقم 701، تقريب التهذيب 2/ 128 رقم 143، خلاصة تذهيب التهذيب 317.
[1] الطبقات الكبرى 5/ 483.
[2] الطبقات الكبرى 6/ 317، الطبقات لخليفة 160، التاريخ الكبير 7/ 154 رقم 691، التاريخ الصغير 130، المعرفة والتاريخ 1/ 709- 710 و 3/ 368- 369، تاريخ أبي زرعة 1/ 253، الثقات للعجلي 394 رقم 1400، الجرح والتعديل 7/ 103 رقم 588، مشاهير علماء الأمصار 104 رقم 781 وص 166 رقم 1318، تهذيب الكمال 2/ 1138، الكاشف 350 رقم 4687، سير أعلام النبلاء 5/ 164 رقم 59، تهذيب التهذيب 8/ 403- 404 رقم 721، تقريب التهذيب 2/ 130 رقم 162، خلاصة تذهيب التهذيب 318.
[3] في الأصل «عائد» بالدال المهملة، والتصحيح من تقريب التهذيب 1/ 90 حيث قال: بتحتانيّة ومعجمة.
[4] الثقات للعجلي 394.(7/456)
[حرف اللام]
540- (لقمان بن عامر الوصّابي) [1] د ن- أبو عامر الحمصي، ويقال فيه الأوصابي. رَوى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وعُتْبَة بْن عَبْد، وأَبِي أُمَامة، وعَبْد اللَّه بْن بُسْر، وكثير بْن مُرّة، وجماعة. رَوى عَنْه عقيل بْن مدرِك، ومُحَمَّد بْن الوليد الزُّبَيْدِيُّ، وعيسى بْن أبي رزين، وفرج بْن فَضَالَةَ، وجماعة.
قَالَ أَبُو حاتم [2] : يُكْتَبُ حديثه.
__________
[1] الطبقات لخليفة 313، التاريخ الكبير 7/ 251 رقم 1068، الثقات للعجلي 399 رقم 1429، المعرفة والتاريخ 2/ 350 و 432، تاريخ أبي زرعة 1/ 392، الجرح والتعديل 7/ 182 رقم 1034، الثقات لابن حبّان 5/ 345، تهذيب الكمال 2/ 1152، ميزان الاعتدال 3/ 419 رقم 6986، الكاشف 3/ 12 رقم 4756،. المغني في الضعفاء 2/ 535 رقم 5117، تهذيب التهذيب 8/ 455- 456 رقم 827، تقريب التهذيب 2/ 138 رقم 3، خلاصة تذهيب التهذيب 323، والوصابي: بفتح الواو والصّاد المشدّدة. نسبة إلى وصّاب بن سهل.. من حمير. كما في اللباب 3/ 368، وقيل بتخفيف الصاد المهملة، كما في تقريب التهذيب.
[2] الجرح والتعديل 7/ 182.(7/457)
[حرف الميم]
541- محارب بن دثار [1] ع ابن كُرْدوس بْن قِرْواش السَّدُوسي الكوفي الفقيه. ولي قضاءَ الكوفة لخَالِد بْن عَبْد اللَّه القسري. وحدّث عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وعَبْد اللَّه بْن يزيد الخطْمي، والأسود بن يزيد، وغيرهم. وعنه زبيد اليامي، ومسعر، وسفيان، وشعبة، وقيس بن الربيع، وخلق. وكان ثقة ثبتا. وقال سفيان الثوري: ما يخيل إلي أني رأيت أحدا أفضله على محارب بن دثار.
وقال ابن سعد [2] : كان من المرجئة الأولى الذين يرجئون عليّا وعثمان
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 307، الطبقات لخليفة 160- 161، تاريخ خليفة 351 و 361، التاريخ الكبير 8/ 28- 29 رقم 2040، الثقات للعجلي 421 رقم 1539، المعارف 490، المعرفة والتاريخ 674- 675، تاريخ أبي زرعة 2/ 677، الجرح والتعديل 8/ 416- 417 رقم 1899، أخبار القضاة 3/ 10 و 22 و 23 و 35 و 36، مشاهير علماء الأمصار 110 رقم 837، ربيع الأبرار 2/ 132 و 4/ 17، الكامل في التاريخ 5/ 141، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 84 رقم 116، تهذيب الكمال 3/ 1306- 1307، تحفة الأشراف 13/ 353 رقم 1262، ميزان الاعتدال 3/ 441 رقم 7078، الكاشف 3/ 108 رقم 5398، سير أعلام النبلاء 5/ 217- 219 رقم 89، المغني في الضعفاء 2/ 542 رقم 5187، تهذيب التهذيب 10/ 49- 51 رقم 80، تقريب التهذيب 2/ 230 رقم 932، خلاصة تذهيب التهذيب 395.
[2] الطبقات الكبرى 6/ 307.(7/458)
إلى أمر الله، ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا بكفر. وقَالَ ابن مَعِين وأحمد وغيرُهما: ثقه. وقَالَ سُفْيان بْن عُيَيْنَة: رأيت مُحَاربًا يقضي فِي المسجد.
ورَوى عَبْد اللَّه بْن إدريس عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رأيت الحَكَم، وحمّاد بْن أَبِي سُلَيْمَان فِي مجلس حُكْم مُحَارب بْن دِثار، أحدهما عَنْ يمينه والآخر عَنْ شماله. وقَالَ الثَّورِي: استُعْمِل مُحَاربُ عَلَى القضاء، فبكى أهلُه، وعُزل عَنِ القضاء فبكى أهلُه.
وقَالَ سعد بْن الصَّلْت: ثنا هارون بْن الْجَهْمُ، ثنا عَبْد الملك بْن عُمَيْر قَالَ: كنت فِي مجلس قضاء مُحَارب، فادّعى رَجُل عَلَى رَجُل فأنكر، فَقَالَ:
ألك بَيِّنَة؟ قَالَ: نعم، فلان. قَالَ خصْمه: إنّا للَّه، لئن شهِد عليّ ليشهدنّ بزُورٍ، ولئن سألتَني عَنْه لأُزَكِيَّنه، فلما جاء الشاهد، قَالَ مُحَارب: حدّثنا ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إنّ الطَّير لَتَضْرِب بمناقيرها وتقذف ما فِي حواصلها مِنْ هَوْلِ يوم القيامة، وإنّ شاهد الزُّور لا تقارُّ قَدَمَاهُ عَلَى الأرض حتى يُقْذَفَ بِهِ فِي النار [1] . ثم قَالَ: بِمَ تشهد؟ قَالَ: قد نِسيتُ، أرجعُ فأتذكَّر. تُوُفِّي مُحَارب بْن دِثار سنة ستّ عشرة ومائة.
__________
[1] قال الذهبي في ميزان الاعتدال 4/ 282: هارون بن الجهم بن ثوير. حدّث عنه سعد بن الصّلت بحديث منكر، عن عبد الملك بن عمير. عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ..
وذكر بعضه.
قال العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 363: هارون بن الجهم بن ثوير بن أبي فاختة، عن عبد الملك بن عمير، يخالف في حديثه، وليس بمشهور بالنقل. ثم ساق الحديث باختلاف ألفاظه عمّا هنا. ثم قال: ليس له من حديث عبد الملك بن عمير أصل، وإنما هذا حديث محمد بن الفرات الكوفي، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، حدّثناه الصائغ، عن شبابة، عن محمد بن الفرات.
وقد أخرج ابن ماجة هذا الحديث مختصرا في سننه، رقم 2373 عن ابن عمر مرفوعا، وفي سنده محمد بن الفرات أبو علي الكوفي التميمي الجرمي، وهو ممّن رمي بالكذب والضعف.
وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» 4/ 200 ونسبه للطبراني في «المعجم الأوسط» وقال:
وفيه من لا أعرفه. وذكره الحاكم في «المستدرك على الصحيحين» 4/ 98، والقاضي وكيع في «أخبار القضاة» 3/ 34، والحافظ الصوري في «الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن الشيوخ الكوفيين» المنتخبة على أبي عبد الله العلويّ، مخطوط الظاهرية ضمن مجموع، ورقة 128 ب، وهو بتحقيقنا يصدر قريبا إن شاء الله.
والمستغرب أن الحاكم صحّح الحديث في مستدركه، ووافقه الحافظ الذهبي في مختصره(7/459)
542- (محفوظ بْن عَلْقَمَة الحضْرَمِيّ الحمصي [1] ، أَبُو جُنادة) د ق- رَوى عَنْ أَبِيهِ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ، وغيرهما، وأرسل عَنْ سَلْمان الفارسيّ، وغيره. رَوى عَنْه أخوه نصر بْن عَلْقَمَة، والوضين بْن عطاء، وثور بْن يزيد، ومُحَمَّد بْن راشد. وثَّقه دُحَيْم، وابن مَعِين.
543- (مُحِلُّ بْن خليفة الطّائي الكوفي) [2] خ د ن ق- عَنْ جدّه عَدِيّ بْن حاتم، وأَبِي السَّمح خادم النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ. وعَنْه سعد أَبُو مجاهد الطّائي، وأَبُو الزَّعْراء يحيى بْن الوليد الطّائي، وشُعْبَة، وسُفْيان، وغيرهم. وثّقه ابن مَعِين.
544- (مُحَمَّد بْن إبْرَاهِيم بْن الحارث التَّيْمي القرشيّ) [3] ع- أبو عبد الله المدني، وكان جدُّه الحارث بْن صَخْر مِنَ المهاجرين، وهو ابن عمّ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق. رَوى عَنْ أسامة بْن زيد، وأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ، وجابر بن عبد الله،
__________
[ () ] للمستدرك المذكور، مع أنه أنكر الحديث في ميزانه، ونقل تضعيف الإمام أحمد وأبي داود لمحمد بن الفرات. وانظر الضعفاء الصغير للبخاريّ 276 رقم 339 والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 533 (مكرر) ، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 153 رقم 476، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2148- 2150 وفيه نصّ على إنكار الحديث.
[1] التاريخ الكبير 8/ 58 رقم 2137، تاريخ أبي زرعة 2/ 712- 713، الجرح والتعديل 8/ 422 رقم 1921، مشاهير علماء الأمصار 182 رقم 1441، تهذيب الكمال 3/ 1309، الكاشف 3/ 110 رقم 5413، تهذيب التهذيب 10/ 59 رقم 97، تقريب التهذيب 2/ 232 رقم 950، خلاصة تذهيب التهذيب 395.
[2] التاريخ الكبير 8/ 20 رقم 2003، المعرفة والتاريخ 2/ 657، الجرح والتعديل 8/ 413 رقم 1884، تهذيب الكمال 3/ 1309، ميزان الاعتدال 3/ 445 رقم 7095، الكاشف 3/ 110 رقم 5414، تهذيب التهذيب 10/ 60 رقم 98، تقريب التهذيب 2/ 232 رقم 951، خلاصة تذهيب التهذيب 370.
[3] الطبقات لخليفة 256، تاريخ خليفة 352، التاريخ الكبير 1/ 22- 23 رقم 17، الثقات للعجلي 400 رقم 1432، المعرفة والتاريخ 2/ 466- 467 و 476- 477، تاريخ أبي زرعة 2/ 720، الجرح والتعديل 7/ 184 رقم 1042، المراسيل 188 رقم 344، الضعفاء الكبير 4/ 20- 21 رقم 1574، الثقات لابن حبّان 5/ 381، مشاهير علماء الأمصار 78 رقم 560، الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2143، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 76- 77 رقم 4، تهذيب الكمال 3/ 1156- 1157، المغني في الضعفاء 2/ 544 رقم 5203، ميزان الاعتدال 3/ 445 رقم 7097، سير أعلام النبلاء 5/ 294- 296 رقم 140، الكاشف 3/ 14 رقم 4764، جامع التحصيل 320- 321 رقم 664، تهذيب التهذيب 9/ 5- 7 رقم 8، تقريب التهذيب 2/ 140 رقم 4، خلاصة تذهيب التهذيب 324، شذرات الذهب 1/ 157.(7/460)
وعلقمة بْن وقّاص، وعيسى بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّه، وطائفة مِنْ قُدَماء التّابعين، ورأى سعد بْن أَبِي وقّاص، وغيره. وكان أحدَ الفقهاء الثّقات.
ورَوى عَنْه يحيى بْن سَعِيد الأنصَارِيّ، وهشام بْن عُرْوَة، وابنه مُوسَى بْن مُحَمَّد، ويزيد بْن عَبْد اللَّه بْن الهاد، ويحيى بْن أبي كثير، وأبو عمرو الأَوزاعيّ، وابن إسحاق، وآخرون. وكان عريف بني تميم، تُوُفِّي سنة عشرين ومائة، وقيل سنة تسع عشرة ومائة.
545- (مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الزُّبَيْر بْن العوَّام) [1] الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيّ. عَنْ عمّه عُرْوَة، وابن عمّه عبّاد بْن بد اللَّه. وعَنْه عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي جَعْفَر، وابن جريج، والوليد بن كثير، وابن إسحاق، وغيرهم. وهو معدود فِي الفقهاء، وثَّقه النّسائي، وَتُوُفِّيَ شابًا، وكان أَبُوهُ ممّن طال عمره، وبقى إلى خلافة سُلَيْمَان ابن عَبْد الملك.
546- (مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن المسيّب) [2] المخزومي الْمَدَنِيّ. عَنْ أَبِيهِ.
وعَنْه ابناه عمران، وطلحة، ويحيى بْن سَعِيد الأنصَارِيّ، وابن إِسْحَاق.
547- (مُحَمَّد بْن سهل بْن أَبِي حَثْمَة الأَوْسي الأنصَارِيّ) [3] رَوى عَنْ أَبِيهِ ورافع بْن خُدَيْج، ومُحيّصَة بْن مسعود. وعنه بريد بن أبي حبيب، وحجاج بن أرطأة.
548- (محمد بن عبيد الله بن سعيد) [4] خ م د ت س [5]- أبو عون الثقفي
__________
[1] الطبقات لخليفة 260، التاريخ الكبير 1/ 54- 56 رقم 114، الجرح والتعديل 7/ 221 رقم 1221، تهذيب الكمال 3/ 1182، الكاشف 3/ 25 رقم 4838، تهذيب التهذيب 9/ 93 رقم 124، تقريب التهذيب 2/ 150 رقم 103، خلاصة تذهيب التهذيب 330.
[2] التاريخ الكبير 1/ 92 رقم 254، الجرح والتعديل 7/ 262 رقم 1434، تهذيب الكمال 3/ 1203، تهذيب التهذيب 9/ 189- 190 رقم 284، تقريب التهذيب 2/ 165 رقم 254، خلاصة تذهيب التهذيب 338.
[3] التاريخ الكبير 1/ 107- 108 رقم 306، الجرح والتعديل 7/ 277 رقم 1501.
[4] التاريخ الكبير 1/ 170- 171 رقم 511، الثقات للعجلي 409 رقم 1481، المعرفة والتاريخ 2/ 274 و 751 و 3/ 100 و 255، تاريخ أبي زرعة 1/ 647، الجرح والتعديل 8/ 1 رقم 2، تهذيب الكمال 3/ 1237، الكاشف 3/ 65 رقم 5102، تهذيب التهذيب 9/ 322 رقم 532، تقريب التهذيب 2/ 187 رقم 492.
[5] في طبعة القدسي 4/ 299 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة.(7/461)
الكوفي الأعور. روى عن جابر بن سمرة، وابن الزبير، والقاضي شُرَيْح، ووَرَّاد كاتب المُغيرة، وأَبِي صالح الحنفي عَبْد الرَّحْمَن. وعَنْه الْعَبَّاس بْن ذَرِيح [1] وابن سوقة، ومسعر، وسفيان، وشُعْبَة. قَالَ أَبُو أسامة، عَنْ أبي جناب قَالَ: حدّثني أَبُو عَوْن الثقفي قَالَ: كنت أقرأ عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السَّلَميّ.
قَالَ خليفة [2] : مات أَبُو عَوْن سنة عشرين ومائة. وثّقه ابن مَعِين [3] وأَبُو زُرْعة.
549- مُحَمَّدُ بْن عَليّ بْن الحسين [4] ع ابن عَلَى بْن أَبِي طَالِب الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ، أَبُو جعفر الباقر سيّد بني
__________
[1] في الأصل «ذريج» وهو تحريف، والتصحيح من تقريب التهذيب 1/ 396 حيث قال: بفتح المعجمة وكسر الراء وآخره مهملة.
[2] تاريخ خليفة 358.
[3] التاريخ 2/ 529.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 320- 324، نسب قريش 59- 60، الطبقات لخليفة 255، تاريخ خليفة 349، التاريخ لابن معين 2/ 531، التاريخ الكبير 1/ 183 رقم 564، التاريخ الصغير 127، الثقات للعجلي 410 رقم 1486، المعارف 175، المعرفة والتاريخ 1/ 360 و 2/ 9- 10، تاريخ اليعقوبي 2/ 320- 321، تاريخ أبي زرعة 1/ 294- 295، الكنى والأسماء 1/ 134، المنتخب من ذيل المذيّل 641، تاريخ الرسل والملوك 7/ 181 و 208 و 569، حلية الأولياء 3/ 180- 192 رقم 235، الجرح والتعديل 8/ 26 رقم 117، المراسيل 185- 186 رقم 340، مشاهير علماء الأمصار 62 رقم 420، العيون والحدائق 3/ 97 و 230، طبقات الفقهاء 64، ثمار القلوب 283، ربيع الأبرار 4/ 328، جمهرة أنساب العرب 59- 61، رجال الطوسي 102، الكامل في التاريخ 5/ 62 و 180، صفة الصفوة 2/ 108- 112 رقم 171، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 87- 88 رقم 18، تهذيب الكمال 3/ 1245- 1245، تحفة الأشراف 13/ 361 رقم 1275، تذكرة الحفّاظ 1/ 124- 125 رقم 109، الكاشف 3/ 71 رقم 5142، العبر 1/ 142 و 148، سير أعلام النبلاء 4/ 401- 409 رقم 158، دول الإسلام 1/ 79، التذكرة الحمدونية 1/ 109 و 115 و 268 و 387 و 2/ 176 و 273، خلاصة الذهب المسبوك 40، البداية والنهاية 9/ 309- 312، مرآة الجنان 1/ 247- 248، الوافي بالوفيات 4/ 102- 103 رقم 1583، جامع التحصيل 327- 328 رقم 700، جامع الترمذي 1/ 287، الوفيات لابن قنفذ 110- 111 رقم 114، وفيات الأعيان 3/ 314، تهذيب التهذيب 9/ 350- 352 رقم 580، تقريب التهذيب 2/ 192 رقم 542، النكت الظراف 13/ 362، طبقات الحفّاظ للسيوطي 49، خلاصة تذهيب التهذيب 352، تاريخ الخميس 2/ 356، مروج الذهب 3/ 232، الأئمة الاثنا عشر 81، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 198- 199 رقم 537، شذرات الذهب 1/ 149، الذريعة إلى تصانيف الشيعة 1/ 315.(7/462)
هاشم فِي زمانه. رَوى عَنْ جدَّيْه الحَسَن، والحُسَين، وعَائِشَة، وأمّ سَلَمَةَ، وابن عَبَّاس، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وجابر، وسمرة بن جندب، وعبد الله بن جعفر، وأبيه، وسعيد بن المسيب، وطائفة. وعنه ابنه جعفر الصادق، وعمرو بن دينار، والأعمش، وربيعة الرأي، وابن جريج، والأوزاعي، ومرة بن خالد، ومخول [1] بن راشد، وحرب بن سريج، والقاسم ابن الفضل. الحراني، وآخرون. قال أحمد بن البرقي: مولده سنة ست وخمسين. قُلْتُ: فَعَلِيٌّ هذا لم يسمع مِنْ عَائِشَةَ، ولا مِنْ جَدَّيْه، مَعَ أنّ روايته عَنْ جدّه الحَسَن بخطّه، وعَنْ عَائِشَةَ، فِي سُنَن النّسائي، فهي مُنقطعه، وروايته عَنْ سَمُرَة عند أَبِي دَاوُد.
وكان أحد مِنْ جمع العلم، والفِقْه، والشَرَف، والديانة، والثّقة، والسُّؤْدُد، وكان يَصْلُح للخلافة، وهو أحد الاثَنْي عشر الذين تعتقد الرّافضةُ عِصْمَتَهُم، ولا عصمة إلا لنبيّ، لأنّ النّبيّ إذا أخطأ لا يُقَرّ عَلَى الزَّلَّة، بل يعاتب بالوحي عَلَى هفوةٍ إنْ ندر وُقُوعُها منه، ويتوب إلى اللَّه تعالى، كما جاء فِي سجدة (ص) [2] أنّها توبة نبيُّ [3] ، وأما قولهم الباقر، فهو مِنْ بقر الْعِلْمَ أي شَقَّة فعرف أصله وخَفِيِّه.
قَالَ ابن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة: سَأَلت أَبَا جَعْفَر وابنه جَعْفَر الصّادق، عَنْ أَبِي بَكْر، وعُمَر، فقالا لي: يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هُدًى [4] . هذه حكاية مليحة، لأنّ راوِيَيْها سالمُ وابنُ فُضَيْل، من أعيان الشّيعة، لكنّ شيعةَ زمانِنا عثَّرَهُم اللَّهُ ينالون مِنَ الشّيخَيْن، يحملون هذا القول مِنَ الباقر والصّادق رحِمَهُما اللَّه عَلَى التَّقِيَّةِ. قَالَ إسحاق الأزرق، عَنْ بسّام الصَّيْرَفي: سَأَلت أَبَا جَعْفَر، عَنْ أَبِي بَكْر، وعمر، فقال: والله إنّي
__________
[1] مهمل في الأصل، والتصحيح من تقريب التهذيب 2/ 236 وقال: بوزن محمد.
[2] هي السورة رقم 38.
[3] يشير إلى الآية رقم 24.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 321.(7/463)
لأتَوَلاهما وأستغفر لهما، وما أدركتُ أحدًا مِنْ أهل بيتي إلا وهو يتولاهما [1] . وعَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عقيل قَالَ: كنت أَنَا وأَبُو جَعْفَر نختلف إلى جَابِر، نكتب عَنْه فِي ألواح. ورَوى أن أَبَا جَعْفَر كَانَ يصلّي فِي اليوم والليلة مائة وخمسين ركعةً، وقد عدّه النّسائي وغيره فِي فُقَهاء التّابعين بالمدينة.
قَالَ لَيْث بْن أَبِي سُلَيْم: دخلت عَلَى أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن عليّ وهو يبكي ويذكر ذنوبَه. تُوُفِّي أَبُو جَعْفَر سنة أربع عشرة ومائة، قاله أَبُو نُعَيم، ومُصْعَب الزُّبَيْرِيّ [2] ، وسَعِيد بْن عُفَيْر. وقيل: سنة سبع عشرة ومائة. وله إخوة أشراف: زَيْد الَّذِي صُلِب، وعُمَر، وحُسَين، وعَبْد اللَّه بنو زَيْن العابدين، رحمه اللَّه عليهم.
550- (مُحَمَّد بْن عمرو بن عطاء القرشيّ) [3] ع- العامري، أبو عبد الله. عَنْ أَبِي حُمَيْد السّاعدِي، فِي عشرة مِنَ الصّحابة، فِي وصف صلاة النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عَبَّاس، وأَبِي قَتَادةُ، وعَنْ سَعِيد بْن المسيّب، وغيرهم. وعَنْه مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حلحلة، وعمرو بن يحيى المازني، والوليد بْن كثير، وابن عَجْلان، وعَبْد الحميد بْن جَعْفَر، وابن إسحاق، وابن أَبِي ذئب، وآخرون.
قَالَ ابن سعد: كانت لَهُ هيئة ومروءة، كانوا يتحدّثون أَنَّهُ تُفْضي الخلافَة أليه لهيبته وعقله وكماله، لقي ابن عَبَّاس وغيره، وكان ثقةً لَهُ أحاديث.
تُوُفِّي فِي آخر خلافة هشام بْن عَبْد الملك.
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 321.
[2] نسب قريش 59.
[3] الطبقات لخليفة 263، تاريخ خليفة 362، التاريخ لابن معين 2/ 533، التاريخ الكبير 1/ 189 رقم 577، المعرفة والتاريخ 2/ 477، تاريخ أبي زرعة 1/ 524 و 636، الجرح والتعديل 8/ 29 رقم 131، مشاهير علماء الأمصار 74 رقم 527، تهذيب الكمال 3/ 1252، الكاشف 3/ 74- 75 رقم 5168، تهذيب التهذيب 9/ 373- 375 رقم 616، تقريب التهذيب 2/ 196 رقم 582، خلاصة تذهيب التهذيب 345.(7/464)
551- (محمد بن قيس بن مخرمة) [1] م ت س [2]- بْن المطَّلب بْن عَبْد مَنَاف المُطَّلبي الحجازي. عَنْ عَائِشَةَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ. وعَنْه ابنه حُكَيْم، وعُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَيْصن، وابن عَجْلان، وابن إسحاق، وغيرهم. وثَّقه أَبُو دَاوُد.
552- (مُحَمَّد بْن كعب القُرَظي) [3] ع- مُخْتَلَفٌ فِي وفاته، وقد مرّ فِي الطبقة الماضية. وقد قَالَ الواقديّ، وخليفة، والفلاس: إنه توفي سنة سبع عشرة.
قَالَ الواقدي: عاش ثمانيًا وسبعين سنة، وكان ممّن جمع بين العِلْم والعمل.
553- (مُحَمَّد بْن أَبِي المجالد) [4] خ- د س [5] ق- روى عن مولاه
__________
[1] تاريخ خليفة 323، التاريخ لابن معين 2/ 535، التاريخ الكبير 1/ 211- 212 رقم 665، الثقات للعجلي 411 رقم 1492، المعرفة والتاريخ 3/ 75، الجرح والتعديل 8/ 63 رقم 280، تهذيب الكمال 3/ 1261، تحفة الأشراف 13/ 365 رقم 1278، ميزان الاعتدال 4/ 16 رقم 8093، الكاشف 3/ 81 رقم 5207، جامع التحصيل 329 رقم 705، تهذيب التهذيب 9/ 412 رقم 674، تقريب التهذيب 2/ 202 رقم 644، خلاصة تذهيب التهذيب 356.
[2] في الأصل «ق» بدل «س» ، وفي طبعة القدسي «ن» بدل «س» وقال: التصويب من خلاصة التذهيب. والصحيح «س» كما في الخلاصة والميزان والكاشف والتهذيب والتقريب.
[3] الطبقات لخليفة 263، التاريخ لابن معين 2/ 536، تاريخ خليفة 348، التاريخ الكبير 1/ 216- 217 رقم 679، الثقات للعجلي 411 رقم 1495، المعارف 458- 459 و 486، المعرفة والتاريخ 1/ 563- 565، تاريخ أبي زرعة 1/ 245 الجرح والتعديل 8/ 67 رقم 303، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 436، الثقات لابن حبّان 5/ 351، حلية الأولياء 3/ 212- 221 رقم 238، صفة الصفوة 2/ 132- 133 رقم 176، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 90 رقم 23، تهذيب الكمال 3/ 1262- 1263، تحفة الأشراف 13/ 366 رقم 1279، الكاشف 3/ 81 رقم 5214، سير أعلام النبلاء 5/ 65- 68 رقم 23، البداية والنهاية 9/ 257، جامع التحصيل 329 رقم 707، تهذيب التهذيب 9/ 420- 422 رقم 689، تقريب التهذيب 2/ 203 رقم 659، خلاصة تذهيب التهذيب 357، شذرات الذهب 1/ 136.
[4] قيل في اسمه «عبد الله» أيضا، فالذي ترجم له باسم محمد: البخاري في التاريخ 1/ 231 رقم 725، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/ 106- 107 رقم 458 والمزّي في تهذيب الكمال 3/ 1265 وترجم له الذهبي باسم «عبد الله» في الكاشف 2/ 110 رقم 2980 وابن حجر في تهذيب التهذيب 5/ 388- 389 رقم 660، وتقريب التهذيب 1/ 445 رقم 585، والخزرجي في خلاصة تذهيب التهذيب 212.
[5] في طبعة القدسي 4/ 301 «ن» بدل «س» ، والتصحيح من مصادر الترجمة.(7/465)
عبد الله بن أبي أوفى، وعبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ. وعَنْه أَبُو إسحاق السّبيعي، وشُعْبَة، والحَسَن بْن عمارة، وغيرهم. وكان ثقة.
554- (مروان الأصغر) [1] خ م د ت- أبو خلف البصري. عن ابن عمر، وأنس ابن مالك، ومسروق، وأَبِي وائل، وغيرهم. وعَنْه خَالِد الحذّاء، وعَوْف، وشُعْبَة. وجماعة.
555- (مروان أَبُو لُبابة الورّاق) [2] ت س [3]- بَصْرِيّ، ثقة. سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ. وعَنْه هشام بْن حسّان، وحمّاد بْن زيد. يقع حديثه عالية فِي الصّيام لأبي يوسف القاضي.
556- (مُسْلِم بْن مخراق) [4] م د ن- أبو الأسود والد سوادة العبدي الْبَصْرِيّ القطان. عَن ابن عَبَّاس، ومعقل بْن يسار، وأبي بكرة الثقفي، وأسماء بِنْت أَبِي بَكْر. وعنه ابن عون، وشعبة، وابنه سوادة، والقاسم بْن الفضل الحداني. وثّقه النّسائيّ.
__________
[1] ورد الأصغر، بالغين المعجمة، والأصفر، بالفاء. انظر: الطبقات لخليفة 213، والتاريخ الكبير 7/ 369 رقم 1581، والجرح والتعديل 8/ 271 رقم 1239، تهذيب الكمال 3/ 1317- 1318، الكاشف 3/ 117 رقم 5468، تهذيب التهذيب 10/ 98- 99 رقم 178، تقريب التهذيب 2/ 240 رقم 1027، خلاصة تذهيب التهذيب 373.
[2] التاريخ الكبير 7/ 372 رقم 1593، الجرح والتعديل 8/ 272 رقم 1242، تهذيب الكمال 3/ 1318، الكاشف 3/ 117 رقم 5469، تهذيب التهذيب 10/ 98- 99 رقم 178، تقريب التهذيب 2/ 240 رقم 1028، خلاصة تذهيب التهذيب 373.
[3] في طبعة القدسي 4/ 301 «ن» بدل «س» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[4] وهو الّذي يقال له «القرّي» أيضا، ويقال غير ذلك انظر:
التاريخ لابن معين 2/ 563، التاريخ الكبير 7/ 271 رقم 1146 و 1147، الجرح والتعديل 8/ 194 رقم 848، الثقات للعجلي 428 رقم 1571 و 1572، الثقات لابن حبّان 7/ 447، تهذيب الكمال 3/ 1327، الكاشف 3/ 125 رقم 5525، تهذيب التهذيب 10/ 136- 137 رقم 249، تقريب التهذيب 2/ 246 رقم 1099، خلاصة تذهيب التهذيب 376.(7/466)
557- (مسلم بن ينّاق الخزاعي مولاهم الكوفي) [1] م س [2]- عَن ابن عَبَّاس، وابن عُمَر. وعنه إِبْرَاهِيم بْن نَافِع الْمَكِّيّ، وحاتم بْن أَبِي صغيرة وشعبة. وثق وهو والد الْحَسَن.
558- (مُسْلِم البطين) [3] ع- أبو عبد الله الكوفي. عَن إِبْرَاهِيم التيمي، وعلي ابن الْحُسَيْن، وسعيد بْن جُبَيْر، ومجاهد، وغيرهم. وعنه مخول بْن راشد، وابن عون، والأعمش، وعبد الرَّحْمَن المسعودي، وآخرون.
وثقه أَحْمَد وغيره.
559- (مَسْلَمةُ بْن عَبْد الله بن ربعي) [4] د س [5] ق- الجهنيّ الدمشقيّ الدّاراني. رَوى عن عمّه أَبِي مشجعة، خَالِد بْن اللَّجلاج [6] ، وعُمَر بْن عَبْد العزيز، وغيرهم. وعَنْه مُحَمَّد بْن عَبْد الشّيعي، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عُلاثة [7] الْعُقَيْليُّ، وسَعِيد بْن عَبْد العزيز، وغيرهم. وما علمت فيه جرحا.
__________
[1] الطبقات لخليفة 281، التاريخ لابن معين 2/ 564- 565، التاريخ الكبير 7/ 277 رقم 1171، المعرفة والتاريخ 1/ 436 و 2/ 103، الجرح والتعديل 8/ 198 رقم 867، تهذيب الكمال 3/ 1329، الكاشف 3/ 127 رقم 5534، تهذيب التهذيب 10/ 142 رقم 263، تقريب التهذيب 2/ 248 رقم 1113، خلاصة تذهيب التهذيب 371.
[2] في طبعة القدسي 4/ 301 «ن» بدل «س» والتصحيح من مصادر ترجمته.
[3] هو: مسلم بن عمران، ويقال ابن أبي عمران. وترجمته في:
التاريخ الكبير 7/ 268- 269 رقم 1135، المعرفة والتاريخ 2/ 547- 548، الكنى والأسماء 2/ 6، الجرح والتعديل 8/ 191 رقم 840، تهذيب الكمال 3/ 1326- 1327، الكاشف 3/ 125 رقم 5520، تهذيب التهذيب 10/ 134 رقم 244، تقريب التهذيب 2/ 246 رقم 1094، خلاصة تذهيب التهذيب 376، أنساب الأشراف 1/ 286.
[4] التاريخ الكبير 7/ 388 رقم 1686، تاريخ أبي زرعة 1/ 57 و 360، الجرح والتعديل 8/ 269 رقم 1226، تهذيب الكمال 3/ 1329، الكاشف 3/ 127 رقم 5536، تهذيب التهذيب 10/ 143- 144 رقم 275، تقريب التهذيب 2/ 248 رقم 1122، خلاصة تذهيب التهذيب 377.
[5] في طبعة القدسي 4/ 302 «ن» بدل «س» ، والتصحيح من مصادر الترجمة.
[6] مهمل في الأصل، والتصويب من تقريب التهذيب 1/ 218.
[7] علاثة: بضمّ أوله، كما في المشتبه 1/ 478.(7/467)
560- مسلمة بن عبد الملك [1] د ابن مروان بْن الحَكَم الأمير أَبُو سَعِيد، وأبو الأصبغ الأموي. ويسمّى الجرادة الصّفراء. سَمِعَ عُمَر بْن عَبْد العزيز. رَوى عَنْه معاوية بْن صالح، ويحيى بْن يحيى الغسّاني، وجماعة. وله دار بدمشق. ولي غزْوَ القسطنطينية لأخيه سُلَيْمَان، وغزا الرومَ مرّات، وكان بطلا شجاعًا مهيبًا، لَهُ آثار حميدة فِي الحروب، وقد ولي لأخيه يزيد بْن عَبْد الملك إمرةَ العراقَيْن، ثم عُزِل، وولي أرمينية حِفْظًا لذلك الثغر. وأول ما ولي غزوَ الروم فِي آخر دولة أَبِيهِ، فافتتح ثلاثةَ حصون.
وفي سنة تسعٍ وثمانين غزا عَمُّورِية، والتقى المشركين فهزمهم. وفي
__________
[1] تاريخ خليفة 301- 303 و 305- 307 و 312- 316 و 319- 320 و 325- 328 و 332- 334 و 337- 341 و 343- 345 و 350- 352 و 361، التاريخ الكبير 7/ 387 رقم 1683 دون ترجمة، المحبّر 26 و 445 و 482، الأخبار الطوال 325 و 332 و 334، عيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام 4/ 219) ، المعارف 359- 360 و 364- 365 و 556 و 571، نسب قريش 165 و 202 و 305، المعرفة والتاريخ 1/ 579 و 585 و 600 و 2/ 51 و 101 و 226، الأخبار الموفقيّات 49 و 50 و 199 و 121، تاريخ أبي زرعة 1/ 337 و 623، فتوح البلدان 176 و 178 و 190 و 198 و 243 و 244، أنساب الأشراف ق 3 (د. الدوري) 104 و 169 و 183، ق 4/ (د. عباس) 608، ج 5/ 112 و 161 و 162 و 181 و 182 و 307، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 151) ، الأمالي للقالي 1/ 14 و 3/ 220، ذيل الأمالي 27، الجرح والتعديل 8/ 266 رقم 1214، تاريخ الرسل والملوك (انظر فهرس الأعلام) 10/ 415، تاريخ اليعقوبي 2/ 317- 318، الفرج بعد الشدّة 1/ 245 و 339 و 350 و 353 و 2/ 29- 30 و 164 و 165 و 167، ربيع الأبرار 4/ 206 و 290 و 326 و 371، العيون والحدائق 3 (انظر فهرس الأعلام) ص 605، جمهرة أنساب العرب 89 و 103- 105 و 109 و 116 و 145 و 444، ثمار القلوب 15، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 343- 344، التذكرة الحمدونية 1/ 147- 149 و 253 و 2/ 72 و 101 و 102 و 133 و 188 و 273 و 418 و 419 و 480، تهذيب الكمال 3/ 1329، وفيات الأعيان 6/ 303- 307، نهاية الأرب للنويري 21/ 421، الكاشف 3/ 127 رقم 5537، دول الإسلام 1/ 83، سير أعلام النبلاء 5/ 241- 242 رقم 103، مرآة الجنان 1/ 257، البداية والنهاية 9/ 328- 329، تهذيب التهذيب 10/ 144 رقم 276، تقريب التهذيب 2/ 248 رقم 1123، النجوم الزاهرة 1/ 285، معجم بني أميّة 164- 165 رقم 344، وهو في تاريخ دمشق (مخطوط الظاهريّة) 16/ 222 ب- 226 ب.(7/468)
سنة تسعين، افتتح خمسة حصون. وفي سنة إحدى عُزِل مُحَمَّد بْن مروان عَنْ أرمينية، وأَذْرَبَيْجان بمَسْلَمةُ، فغزا عامئِذٍ التُّرْكُ حتى بلغ البابَ، مِنْ قِبَل بحر أَذْرَبَيْجان، فافتتح مدائنَ وحصونًا، ودان لَهُ مِنْ وراء الباب، ثم افتتح سندرة، ثمّ حجّ بالنّاس، ثم افتتح بعد ذَلِكَ فتحًا كبيرًا، وشهد غير مَصَافّ.
قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: أَنْبَأَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَبْدِ [1] اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ الْغَنَوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَتُفْتَحَنَّ القُسْطَنْطِينيَّةُ، ولَنِعْم الأميرُ أميرُها» [2] قَالَ: فَدَعَانِي مُسْلِمَةُ، فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَغَزَاهُمْ.
رَوَاهُ أَبُو كُرَيْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ زَيْدٍ، وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَآخِرُ عَنْ زَيْدٍ فَقَالَ: الْخَثْعَمِيُّ، بَدَلَ الْغَنَوِيِّ.
قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: وَسَارَ مُسْلِمَةُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي طَلَبِ التُّرْكِ، وَذَلِكَ فِي شِدَّةِ الثَّلْجِ وَالْمَطَرِ، حَتَّى جَاوَزَ الْبَابَ، وَخَلَّفَ الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو الطَّائِيَّ فِي بُنْيَانِ الْبَابِ وَتَحْصِينِهِ، فَافْتَتَحَ عِدَّةَ حُصُونٍ، فَحَرَقَ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَنفُسَهُمْ فِي مَدَائِنِهِمْ عِنْدَ الْغَلَبَةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَمِائَةٍ غَزَا مَسْلَمةُ التُّرْكَ وَالسِّنْدَ.
وقَالَ ابن عُيَيْنَة: ثنا أَبِي: سَمِعْتُ مَسْلَمةُ بْن عَبْد الملك يَقُولُ: لو رأيتَني أَنَا وعُمَر بْن عَبْد العزيز ننتهي إلى الزَّرْعَ فيُقْحِمُ عُمَر فَرَسَه، وأكُفُّ فَرَسِي. وسمعت مَسْلَمةُ يَقُولُ: إن أقلّ النَّاسَ همًّا فِي الدنيا، أقلّهم همّا فِي الآخرة.
قَالَ أَبُو الحَسَن المدائني: قَالَ مَسْلَمةُ لنَصِيب: سلْني! قَالَ: لا: فإنّ كفَّكَ بالجزيل أكثر مِنْ مسألتي باللّسان. فأعطاه ألفَ دينار. وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: أوصى مَسْلَمةُ بثُلُثِ ماله لطّلاب الأدب، وقَالَ: إنّها صناعة مَجْفُوُّ أهلُها. قَالَ الزُّبَيْر بْن بكّار للوليد بن يزيد، يرثي عمّه مسلمة:
__________
[1] في طبعة القدسي 4/ 302 «عبيد» ، والتصحيح من مسند أحمد، وتقريب التهذيب 1/ 404.
[2] مسند أحمد 4/ 335 وله بقية: «لنعم الجيش ذلك الجيش» .(7/469)
أقول وما الْبُعْدُ إلا الردَّى ... أَمَسْلَمُ لا تَبْعَدَنْ مَسْلَمة
فقد كنتَ نُورًا لنا فِي البلادِ ... مُضِيئًا فقد أصْبَحَتْ مُظْلِمَة [1]
ونَكْتُمُ موتَكَ نخشَى اليقين ... فأبدى اليقينُ عَنِ الْجُمْجُمَهْ
تُوُفِّي مَسْلَمةُ سنة عشرين ومائة. قاله خليفة [2] . وقَالَ ابن عائذ: سنة إحدى.
561- (مِشْرَح [3] بْن هاعان) [4] د ت ق- أبو المصعب المعافري [5] المصري. عَنْ عُقبة بْن عامر، وغيره. وعَنْه بَكْر بْن عُمَر، وعَبْد اللَّه بْن المغيرة، واللَّيْث ابن سعد، وابن لهيعة، وآخرون. وثّقه ابن مَعِين. وقد ليَّنَه ابن حِبّان فَقَالَ: لَهُ مناكير. وقَالَ ابن يونس: تُوُفِّي قريبًا مِنْ عشرين، وكان على المنجيق الَّذِي رمى بِهِ الكعبة.
562- (مُصْعَب بْن شَيْبة) [6] م 4- بن جبير بن شيبة بن عثمان الحجبي المكّي القرشي العبدري. عَن صفيّة بنت شَيْبة عمّه أَبِيهِ، وطَلْق بْن حبيب.
وعَنْه ابنه زُرَارة وزكريّا بْن أَبِي زائدة، وابن جُرَيْج، ومِسْعَر، وآخرون. قَالَ أبو
__________
[1] البيتان الأوّلان في نسب قريش 165.
[2] تاريخ خليفة 350.
[3] مشرح: بكسر أوّله وسكون ثانيه. (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 591) .
[4] الطبقات لخليفة 293، التاريخ الكبير 8/ 45 رقم 2095، الثقات للعجلي 429 رقم 1576، المعرفة والتاريخ 1/ 462 و 2/ 500، الكنى والأسماء 2/ 115، الجرح والتعديل 8/ 431- 432 رقم 1973، الثقات لابن حبّان 5/ 452، تهذيب الكمال 3/ 1331، ميزان الاعتدال 4/ 117 رقم 8549، الكاشف 3/ 129 رقم 5553، تهذيب التهذيب 10/ 155 رقم 295، تقريب التهذيب 2/ 250 رقم 1143، حسن المحاضرة 1/ 110، خلاصة تذهيب التهذيب 396.
[5] المعافري: بفتح الميم والعين وبعد الألف فاء مكسورة، نسبة إلى المعافر بن يعفر بن مالك.. بن قحطان. (اللباب 3/ 229) .
[6] التاريخ الكبير 7/ 352 رقم 1520، الثقات للعجلي 430 رقم 1580، الجرح والتعديل 8/ 305 رقم 1409، تهذيب الكمال 3/ 1332، المغني في الضعفاء 2/ 660 رقم 6264، ميزان الاعتدال 4/ 120- 121 رقم 8563، الكاشف 3/ 130- 131 رقم 5562، تهذيب التهذيب 10/ 162 رقم 307، تقريب التهذيب 2/ 251 رقم 1155، خلاصة تذهيب التهذيب 378.(7/470)
حاتم [1] . لا يحمدونه. وقَالَ الدارَقُطْنيُّ: لَيْسَ بالقويّ،. احتجّ بِهِ مُسْلِم وغيره.
563- (المطَّلِب بْن عَبْد اللَّه بْن حَنْطَب القرشيّ المخزومي) [2] 4- عن عمر، وغيره مرسلا، وعن أبي هُرَيْرَةَ، وابن عَبَّاس، وعَبْد اللَّه بْن عَمْرو، وجابر بن عبد الله، وجماعة، وعنه ابناه حكم، وعبد العزيز، وعبد الله بن طاوس، ومولاه عمرو بن أبي عمرو، وابن جريج، والأوزاعي، وزهير بن محمد التميمي، وآخرون. وثقه أبو زرعة والدارقطني. وكان مروان بن الحكم خاله، ويروى عَنْ خاله الآخر أَبِي سَلَمَةَ. قَالَ أَبُو حاتم [3] : لم يدرك عَائِشَةَ، وعامّة حديثه مَرَاسيل. وقَالَ أَبُو زُرْعة: أرجو أن يكون سَمِعَ منها.
وقَالَ ابن سعد: لَيْسَ يُحْتَجّ بحديثه لأنّه ممن يُرْسِل كثيرًا.
قُلْتُ: وفد عَلَى هشام بْن عَبْد الملك، فوصله لقَرابته بسبعة عشر ألف دينار. بقي إلى حدود العشرين ومائة، ولعلّه عاش بعد ذَلِكَ، فاللَّه أعلم.
564- (مُعَاذ بْن عَبْد اللَّه بْن خبيب [4] المدني) [5] 4- عن أبيه، وعقبة بْن عامر، وابن عَبَّاس، وجابر بْن عَبْد الله، وعن سعيد بن المسيّب، وجماعة.
__________
[1] الجرح والتعديل 8/ 305.
[2] الطبقات لخليفة 245 و 256، التاريخ لابن معين 2/ 570- 571، التاريخ الكبير 8/ 7 رقم 1942، المعرفة والتاريخ 1/ 223 و 246 و 282 و 374 و 459 و 472 و 3/ 162، تاريخ أبي زرعة 2/ 720، المراسيل 209- 210 رقم 280، الجرح والتعديل 8/ 359 رقم 1643، مشاهير علماء الأمصار 74 رقم 421، تهذيب الكمال 3/ 1336، تحفة الأشراف 13/ 390 رقم 1293، ميزان الاعتدال 4/ 129 رقم 8593، الكاشف 3/ 133 رقم 5581، جامع التحصيل 347 رقم 774، تهذيب التهذيب 10/ 178- 179 رقم 332. تقريب التهذيب 2/ 254 رقم 1176، خلاصة تذهيب التهذيب 379، سير أعلام النبلاء 5/ 317 رقم 154.
[3] الجرح والتعديل 8/ 359.
[4] في طبعة القدسي 4/ 304 «حبيب» بالحاء المهملة، وهو تحريف، والتصويب من مصادر ترجمته.
[5] التاريخ الكبير 7/ 362 رقم 1561، تاريخ أبي زرعة 1/ 633، الجرح والتعديل 8/ 426- 247 رقم 1118، المؤتلف لعبد الغني بن سعيد 47، تهذيب الكمال 3/ 1339، تحفة الأشراف 13/ 392 رقم 1296، الكاشف 3/ 136 رقم 5601، تهذيب التهذيب 10/ 191- 192 رقم 359، تقريب التهذيب 2/ 256 رقم 1203، خلاصة تذهيب التهذيب 380.(7/471)
وعَنْه زيد ابن أسلم، وبُكَيْر بْن الأشجّ. وأسامة بْن زيد اللَّيْثي، وهشام بْن سعد. وثّقه ابن مَعِين. مات سنة ثماني عشرة ومائة.
565- معاوية بن قرّة [1] ع ابن إياس بْن هلال، أَبُو إياس المُزَني البصريّ. عَنْ أَبِيهِ، وأَبِي أيّوب الأنصَارِيّ، وابن عَبَّاس، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عُمَر، ومَعْقِلِ بْن يَسار، وعبد الله ابن مُغَفَّلٍ، وعائذ بْن عَمْرو المُزَنّيين، وعدّة. وعَنْه ابنه إياس القاضي، وثابت البُنَانيّ، وخَالِد بْن مَيْسرة، وقَتَادة، وقُرّة بْن خَالِد، وشُعْبَة، والقاسم الحُدّاني، وشبيب بْن شَيْبة، وخلق آخرهم أَبُو عَوَانَة. سَمِعَ منه أَبُو عَوَانَة فَرْدَ حديثٍ، وهو أكبر شيْخ لَهُ. وثَّقه أَبُو حاتم [2] وغيره.
ويقال إنّه وُلد يوم الجمل، وكان يومُ الجمل فِي سنة ثلاثٍ وثلاثين مِنَ الهجرة. قَالَ معاوية بْن قُرّة: لقيت ثلاثين صحابيًّا [3] . وقَالَ ابن المبارك فِي كتاب «الزُّهد» [4] : أَنْبَأَ سُفْيان الثَّورِي قَالَ: وفد الحَجَّاج عَلَى عَبْد الملك بْن مروان، وممّن معه معاوية بْن قُرّة، فسأله عَنِ الحَجَّاج، فَقَالَ: إنْ صدقناكم
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 221، الطبقات لخليفة 207، تاريخ خليفة 257، التاريخ لابن معين 2/ 574، التاريخ الكبير 7/ 330 رقم 1413، الثقات للعجلي 432 رقم 1596، المعرفة والتاريخ 2/ 295- 296، و 3/ 46- 47، تاريخ أبي زرعة 1/ 636، الكنى والأسماء 1/ 115، الجرح والتعديل 8/ 378- 379 رقم 1734، المراسيل 201 رقم 368، الثقات لابن حبّان 5/ 413، مشاهير علماء الأمصار 92 رقم 674، تهذيب الكمال 3/ 382، تحفة الأشراف 13/ 392 رقم 1297، الكاشف 3/ 5632، سير أعلام النبلاء 5/ 153- 155 رقم 55، جامع التحصيل 348 رقم 778، تقريب التهذيب 2/ 261 رقم 1242، تهذيب التهذيب 10/ 216- 217 رقم 399، خلاصة تذهيب التهذيب 382.
[2] الجرح والتعديل 8/ 379.
[3] وقال: رأيت عدّة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرة منهم خمسة وعشرون من مزينة. (التاريخ الكبير 7/ 330) .
[4] ص 477 رقم 1354.(7/472)
قتلتمونا، وإنْ كَذَبْناكم خِفْنا اللَّه تَعالى، فنظر إِلَيْهِ الحَجَّاج، فَقَالَ عَبْد الملك:
لا تعرِضْ لَهُ، فنفاه الحَجَّاج إلى السَّنْد.
وقَالَ حمّاد بْن سَلَمَةَ: ثنا حَجَّاج الأسود، أنّ معاويةَ بْن قُرّة قَالَ: مِنْ يدلّني عَلَى رَجُل بكّاءٍ باللّيل بسّام بالنّهار. وقَالَ أسد بْن مُوسَى: ثنا عَوْن بْن مُوسَى، سَمِعَ معاوية بْن قُرّة يَقُولُ: لأنْ يكون فِي نَفاق أحبّ إليّ مِنْ كذا، أعُمَرُ بْن الْخَطَّاب يخشاه، وآمنُه أَنَا؟
قُلْتُ: كَانَ معاوية بْن قُرّة مِنْ جِلَّة علماء التَّابعين بالبصرة: تُوُفِّي بها سنة ثلاث عشرة ومائة، رحمة اللَّه تعالى.
قَالَ أَبُو عُبَيْد القاسم بْن سلام: قُرّة بْن إياس مِنْ مُزَيْنَة، ومُزَيْنَة امْرَأَة، وهي بنت كلب بْن وَبْرة. وقَالَ ضَمْرَةُ، عن ابن شَوْذب، قَالَ: لقي الْحَسَنُ معاويةَ، فاعتنقه وضمّه إِلَيْهِ فما انشرح لذلك مُعَاويَة. وقَالَ عَوْن بْن مُوسَى:
سَمِعْتُ معاويةَ بْن قُرّة يَقُولُ: عوِّدوا نساءكم: «لا» . وقَالَ حَجَّاج بْن مُحَمَّد:
ثنا شُعْبَة: قُلْتُ لمعاوية: أكان أبوك مِنَ الصّحابة؟ قَالَ: لا، ولكنْ كَانَ عَلَى عهد النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ قد حلب وصرّ. وقَالَ أَبُو دَاوُد: ثنا شُعْبَة، عَنْ معاوية بْن قُرّة، عَنْ أَبِيهِ، إِنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد حلب وَصَرَّ.
566- (معاوية بْن هشام) [1] بْن عَبْد الملك بْن مروان، أَبُو شاكر الأموي، الدمشقي، وهو والد صقر بني أُمَّية عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية الدّاخل إلى الأندلس، عند غَلَبة بني الْعَبَّاس عَلَى الأمر. وكان مُعَاويَة هذا جوادًا ممدَّحًا، ولي غزْوَ الصّائفة فِي خلافة أَبِيهِ غير مرّة، وكان البطّال عَلَى طلائعه، وقد افتتح عدَّة حُصون. مات سنة تسع عشرة ومائة.
__________
[1] نسب قريش 167، المحبّر 441، المعارف 365، تاريخ خليفة 337- 341 و 343 و 345، 346 و 348- 349 و 353 و 360، تاريخ أبي زرعة 1/ 203، المعرفة والتاريخ 2/ 394، جمهرة أنساب العرب 93- 94، تاريخ اليعقوبي 2/ 328- 329، تاريخ الرسل والملوك (انظر فهرس الأعلام) 10/ 420، العيون والحدائق 3/ 90- 91 و 107 و 121، الكامل في التاريخ 5/ 179- 182، النجوم الزاهرة 2/ 284، معجم بني أمية 177 رقم 361، وانظر:
تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 16/ 391 ب.(7/473)
567- (مَعْبَد بْن خَالِد الْجَدَلي الكوفي القاصّ العابد) [1] ع- أبو القاسم. رَوى عَنْ جَابِر بْن سَمُرَة، والمستورد بْن شدّاد، وحارثة بْن وهب، وعَنْ مسروق، وعَبْد اللَّه بْن شدّاد بْن الهاد، وطائفة. وعَنْه حَجَّاج بْن أرطأة، ومِسْعَر، وسُفْيان، وشُعْبَة. وثّقوه، ومات سنة ثماني عشرة ومائة.
568- (المغيرة بْن حكيم الصنعاني) [2] من أبناء فارس.
روى عَنْ أَبِيهِ، وابن عُمَر، وصفية بنت شيبة، وأم كُلْثُوم بنت وطاوس، وغيرهم.
وعَنْه، ابن جُرَيْج، وجرير بْن حازم، وعَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، وعقيل بْن خَالِد، وآخرون.
وثَّقه ابن مَعِين [3] وغيره.
569- (المغيرة بْن سَعِيد البَجَلي الكوفي) [4] ، لعنه اللَّه.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بْن حَزْمٍ [5] فِي الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ: كان يقول إن معبوده على
__________
[1] الطبقات لخليفة 160، التاريخ الكبير 7/ 399 رقم 1744، الثقات للعجلي 433 رقم 1599، المعرفة والتاريخ 3/ 89 و 226، الجرح والتعديل 8/ 280 رقم 1284، الثقات لابن حبّان 7/ 494، مشاهير علماء الأمصار 166 رقم 1314، تهذيب الكمال 3/ 1348- 1349، الكاشف 3/ 141 رقم 5637، تهذيب التهذيب 10/ 221- 222 رقم 404، تقريب التهذيب 2/ 261 رقم 1248، خلاصة تذهيب التهذيب 382.
[2] انظر ترجمته في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 317، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان 124، وتهذيب التهذيب لابن حجر 10/ 258 وله ذكر عند ابن سعد في الطبقات الكبرى 5/ 367 وتقريب التهذيب لابن حجر 2/ 268، والتاريخ لابن معين 2/ 579 رقم 4420، وتاريخ أبي زرعة 1/ 609 رقم 1732.
[3] هو يحيى بن معين بن عون أبو زكريا المرّي، ولد في خلافة أبي جعفر المنصور سنة 158 في آخرها، ومات بالمدينة سنة 233 هـ. قيل إنه خلّف مائة قمطر من الكتب وأربعة عشر قمطرا.
[4] ترجمته في ميزان الاعتدال 4/ 160- 162، الجرح والتعديل 8/ 223، التاريخ لابن معين 2/ 579 رقم 2527.
[5] المتوفى 456 هـ. له: «الفصل في الملل والأهواء والنحل» . أما «الملل والنحل» فهو عنوان كتاب للشهرستاني المتوفى 548 هـ. وهو المقصود هنا.(7/474)
صورة رَجُل عَلَى رأسه تاج وإن أعضاءه عَلَى عدد حروف الهجاء [1] . وإنه لما أراد أن يخلق الخلق تكلم باسمه [2] أفطار فوقع عَلَى تاجه ثم كتب بإصبعه أعمال العباد مِنَ المعاصي والطاعات، فلما رأى المعاصي ارفضّ عرقًا، فاجتمع مِنْ عَرَقِهِ بحران أحدهما ملح مظلم والثاني عذب، فاطّلع فِي البحر فرأى ظلّه فأخذه فقلع عيني ظلّه فخلق مِنْ عيني ظلّه الشمس والقمر، وخلق الكُفّار مِنَ البحر الملح [3] .
وقَالَ أَبُو بَكْر بْن عيّاش [4] : رأيت خَالِد بْن عَبْد اللَّه [5] حين أتى بالمغيرة بْن سَعِيد وأصحابه فقتل منهم رجلا ثم قَالَ للمغيرة أخيه- وكان يريهم أَنَّهُ يحيى الموتى- فقَالَ: والله ما أحيي الموتى: فأمر الأمير خَالِد بطن [6] قصب فأضرم نارًا ثُمَّ قَالَ للمغيرة: اعتنقه، فتمنّع، فعدا رَجُل مِنْ أصحابه فاعتنقه فأكلته النار، فَقَالَ خَالِد: هذا والله كَانَ أحق بالرياسة منك! ثم قتله [7] وقتل أصحابه.
قَالَ ابن عَوْن: سَمِعْتُ إبْرَاهِيم النَّخْعي يَقُولُ: إياكم والمغيرة بْن سَعِيد وأبا عَبْد الرَّحْمَن فإنهما كذّابان.
ورَوى الفضل بْن مُوسَى السيناني، عمّن أخبره، عَنِ الشَّعْبي أَنَّهُ قَالَ للمغيرة بْن سَعِيد: ما فعل حبّ عليٍّ رَضِيَ اللَّه عَنْه؟ قَالَ فِي العَظْم واللَّحم [8] والعُرُوق، فَقَالَ الشَّعْبي: اجمعه قبل أن يغلي.
__________
[1] في: التبصير في الدين: «على صورة حروف الهجاء» .
[2] أي الأعظم، كما في «الملل والنحل» للشهرستاني.
[3] في «الملل والنحل» : «ثم خلق الخلق كله من البحرين فخلق المؤمنين من البحر النيّر والكفّار من البحر المظلم» .
[4] هو شعبة بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي المتوفى سنة 194 هـ. بالكوفة. عالم بالقراءات. وقد اختلفوا في اسمه. (انظر: تقريب التهذيب 2/ 399) .
[5] ستأتي ترجمته في الطبقة التالية. وهو القسري.
[6] الطن: بضم الطاء، حزمة القصب. (القاموس المحيط للفيروزآبادي) .
[7] كان قتله في سنة 119 هـ. (انظر: الطبري 7/ 128 و 129) .
[8] في ميزان الاعتدال 4/ 160 «العظم والعصب والعروق» .(7/475)
وقَالَ شبابة: ثنا عَبْد الأعلى بْن أَبِي المساور [1] : سَمِعْتُ المغيرة الكذّاب يَقُولُ: إن اللَّه يأمر بالعدل (عَليّ) والإحسان (فاطمة) وإيتاء ذي القربى (الحَسَن، والحُسَين) وينهى عَنِ الفحشاء (أَبِي بَكْر) والمنكر (عُمَر) والبغي (عثمان) .
ورَوى أَبُو معاوية، عن الأعمش قال: أدركت الناس يسمّونهم الكذّابين ولا عليكم أن لا تذكروا ذَلِكَ عني فإني لا آمنهم أن يقولوا وجدنا الأعمش عَلَى امْرَأَة، وقد آتاني المغيرة بْن سَعِيد فوثب وثبة صار فِي قبلة البيت فقلت:
ما شأنك؟ قال: إن حيطانكم نجسة. فقلت: أكان عليّ يحيى الموتى؟ قَالَ:
إي والذي نفسي بيده لو شاء لأحيا عادًا وثمود. قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ علمت؟ قَالَ:
إني أتيت رجلا مِنْ أهل البيت فتفل فِي فيّ فما بقي شيء إلا وأنا أعلمه، ثم تنفس الصعداء. فقلت: ما شأنك؟ قَالَ: طوبى لمن رَوى مِنْ ماء الفرات.
قُلْتُ: وهل لنا شراب غيره؟ قَالَ: أترى أشرب منه: قُلْتُ: فمن أَيْنَ تشرب؟
قَال: مِنْ بئر لبعض هَؤُلاءِ المرجئة [2] .
وعَنْ أَبِي يوسف القاضي، أن الأعمش قَالَ: لما وقع المغيرة [3] فيما وقع مِنَ الخزي أتيته فَقَالَ: يا أَبَا مُحَمَّد طوبى لمن شرب شربة مِنْ ماء الفرات، قُلْتُ: أو لست عَلَى أفنية الفرات؟ قَالَ: يختلسه عنا أصحاب ابن هبيرة.
وقَالَ الجوزجاني: قتل المغيرة بْن سَعِيد عَلَى ادّعاء النُّبُّوة [3] .
وقَالَ أَبُو عَوَانَة، عَنِ الأعمش قَالَ: أتاني المغيرة بْن شُعْبَة فذكر عليًّا وذكر
__________
[1] في الأصل «المسافر» والتصويب من ميزان الاعتدال والخلاصة.
[2] المرجئة: فرقة ظهرت أثناء الخلاف بين معاوية وعليّ، تكلمت في الإيمان والعمل، ووافقت الخوارج في بعض المسائل التي تتعلق بالإمامة. والمرجئة: الإرجاء على معنيين. أحدهما التأخير، والثاني إعطاء الرجاء. وإطلاق اسم المرجئة على الفرقة بالمعنى الأول هو الصحيح لأنهم كانوا يؤخرون العمل عن النيّة والقصد. (انظر: الملل والنحل للشهرستاني- 2/ 23 و 58) .
[3] أحوال الرجال- ص 50 رقم 21.(7/476)
الأنبياء ففضّل عليًّا عليهم ثم قَالَ: كَانَ عليّ بالبصرة فأتى أعمى فمسح يده عَلَى عينيه فأبصر ثم قَالَ للأعمى: أتحب أن ترى الكوفة؟ قَالَ: نعم، قَالَ:
فأمر بالكوفة فحملت إِلَيْهِ حتى نظر إليها ثم قَالَ لها: ارجعي، فرجعت، فقلت: سبحان اللَّه سبحان اللَّه، فلما رأى إنكاري عَلَيْهِ تركني وقام. وقد ذكره ابن عَدِيّ فِي الضعفاء [1] فقال: لم يكن بالكوفة ألعن مِنَ المغيرة بْن سَعِيد فيما يُرْوَى عَنْه مِنَ التزوير عَلَى عليّ رَضِيَ اللَّه عَنْه وعلى أهل البيت وهو دائم الكذب عليهم [2] ولا أعرف لَهُ حديثًا مسندًا.
570- (الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) [3] ، بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام بْن المغيرة المخزومي أخو أَبِي بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن. رَوى عَنْ أَبِيهِ.
وعَنْه: ابنه يحيى، وابن إسحاق، ومالك بْن أنس.
وكان سيدًا جوادًا سخيًا غازيًا مجاهدًا، ولا أعلم بِهِ بأسًا إن شاء اللَّه، وهو مقلّ. أرسل عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، وعَنْ خَالِد بْن الوليد.
قَالَ الواقدي: خرج المغيرة إلى الشّام غير مرة غازيًا وكان فِي جيش مَسْلَمةُ الذين احتبسوا بالروم- يعني بقسطنطينية- حتى أقفلهم عُمَر بْن عَبْد العزيز، وذهبت عنيه. وكان ثقة قليل الحديث.
وقَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث.
قُلْتُ: الأخبار فِي جودة وبذله كثيرة.
571- (المغيرة بْن فروة الدمشقي) [4]- د- عَنْ معاوية بْن أبي سفيان، ومالك بن هبيرة.
__________
[1] الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2352.
[2] كان أبو جعفر محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب يقول: «اللَّهمّ إني أبرأ إليك من المغيرة بن سعيد وبيّان» . (طبقات ابن سعد 5/ 321) .
[3] مات في ولاية يزيد بن عبد الملك (التاريخ الكبير 7/ 320، المشاهير 74، ميزان الاعتدال 4/ 164، الجرح والتعديل 8/ 325، التاريخ لابن معين 2/ 581 رقم 939) .
[4] التاريخ الكبير 7/ 320، تهذيب التهذيب 10/ 267، الخلاصة 385، الجرح 8/ 227، تاريخ أبي زرعة 2/ 695 رقم 2150- 2153 وفيه كنيته «أبو الأزهر» .(7/477)
وعَنْه: عَبْد الله بْن العلاء بْن زيد، وسَعِيد بْن عَبْد العزيز.
572- (المغيرة بْن النُّعْمان النَّخْعي الكوفي) [1] سوى ت- عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر وغيره.
وعَنْه: مِسْعَر، وسُفْيان، وشُعْبَة، وشَرِيك.
وثَّقه أَبُو دَاوُد. تُوُفِّي فِي حدود العشرين ومائة. وهو قليل الرواية.
573- (مكحول بْن أَبِي مسلم) [2]- م 4- أبو عبد الله.
فقيه الشام وشيخ أهل دمشق.
أرسل عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، وعَنْ أَبِي بْن كعب، وعُبَادَةُ بْن الصامت، وعَائِشَة، وطائفة.
ورَوى عَنْ: أَبِي أُمَامة، وواثلة بْن الأسقع، وأنس بْن مالك، وعَبْد الرَّحْمَن بْن غنم، وابن محيريز، ومحمود بْن الربيع، وأَبِي سلام الأسود، وأَبِي إدريس الخَوْلاني، وشرحبيل بْن السمط، وخلق كثير.
وعَنْه: أيّوب بْن مُوسَى، وثور بْن يزيد، والعلاء بْن الحارث، وعامر الأحول، وحجّاج بن أرطأة، وحفص بْن غيلان، وزيد بْن واقد، وابن زَبْر، والأَوزاعيّ، وسَعِيد بْن عَبْد العزيز، وابن إِسْحَاق، وعلى بْن أَبِي حملة، ومُحَمَّد بن راشد، وحميد الطويل، وخلق كثير.
وداره بدمشق فِي طرف سوق الأحد.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 325، ابن سعد 6/ 329، الجرح 8/ 231، الخلاصة 385.
[2] مشاهير علماء الأمصار 114، البداية والنهاية 9/ 305، التاريخ الكبير 8/ 21، النجوم الزاهرة 1/ 272، مرآة الجنان 1/ 243، الإكمال 5/ 1، ابن سعد 7/ 453، حلية الأولياء 5/ 177، الجرح والتعديل 8/ 407، تذكرة الحفاظ 107، المعارف 452، طبقات الشيرازي 75، ميزان الاعتدال 4/ 177، تهذيب التهذيب 10/ 289، حسن المحاضرة 1/ 119، شذرات الذهب 1/ 146، وفيات الأعيان 5/ 280، الخلاصة 386، التاريخ لابن معين 2/ 584 رقم 5167. سير أعلام النبلاء 5/ 155 رقم 57 طبقات خليفة 310، تاريخ خليفة 345، التاريخ الصغير 2/ 272، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 113 و 114، العبر 1/ 140، طبقات الحفاظ 42، تاريخ أبي زرعة 1/ 245 رقم 291- 295.(7/478)
وكان أَبُوهُ مولى امْرَأَة مِنْ هُذَيْلٍ [1] ويقال هُوَ مِنْ أولاد كسرى [2] واسمه زبر.
وقيل: هُوَ زبر بْن شاذل بْن سند بْن شروان بن كسرى من سبي كابل [3] .
روى سَعِيد بْن عَبْد العزيز، عَن مكحول أَنَّهُ كَانَ يرمي ويقول: أَنَا الغلام الهذلي.
وأما عبد الله بن العلاء بْن زَبْر [4] فَقَالَ: سَمِعْتُ مكحولا يَقُولُ: كنت عبدًا لسعيد بْن العاص فوهبني لامرأة مِنْ هذيل فأنعم اللَّه عليّ- يعني بمصر- فما خرجت منها حتى ظننت أَنَّهُ لَيْسَ بها علم إلا وقد سمعته، ثم قدمت المدينة فما خرجت منها حتى ظننت أَنَّهُ لَيْسَ بها علم إلا وقد سَمِعْتُهُ، ثم لقيت الشَّعْبي فلم أر مثْلَه. رواها الوليد بْن مُسْلِم، عَنْه.
وقَالَ يحيى بْن حمزة، عَنْ أَبِي وهب الكلاعي- عَبْد الله بن عبيد-، عن مكحول قَالَ: أعتقت بمصر فلم أدع بها علمًا إلا حَوَيْته فيما أرى، ثم أتيت العراق فلم أدع بها علمًا إلا حويت عَلَيْهِ فيما أرى، ثم أتيت المدينة فكذلك ثم أتيت الشّام فغربلتها، كل ذَلِكَ أسأل عَنِ النقل، وذكر الحديث فِي النقل.
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ مكحولا يقول: طفت الأرض كلها في طلب العلم.
وقَالَ الزُّهري: العلماء ثلاثة فذكر منهم مكحولا.
وقَالَ أَبُو حاتم الرازي: ما أعلم بالشام أفقه مِنْ مكحول.
وقَالَ ابن زيد: سَمِعْتُ الزهري يقول: العلماء أربعة: سعيد بالمدينة
__________
[1] هذيل بن مدركة. كانت ديارهم حوالي مكة ولهم بها عدد وعدّة ومنعة. وفيهم نيّف وسبعون شاعرا مشاهير. (انظر: جمهرة أنساب العرب- ابن حزم 198) .
[2] في البداية والنهاية: وكان نوبيا. وفي شذرات الذهب: كان مولى لامرأة من قيس.
[3] بضم الباء واللام. أرض بين الهند ونواحي سجستان، ومدينتها العظمى «أو هند» . قال ابن الفقيه: كابل من ثغور طخارستان. (ياقوت 4/ 426) .
[4] بفتح الزاي وسكون الباء الموحدة.(7/479)
والشعبي بالكوفة، والحَسَن بالبصرة، ومكحول بالشّام.
وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: قَالَ مكحول: ما سَمِعْتُ شيئًا فاستودعته صدري إلا وجدته حين أريد. ثم قَالَ سَعِيد: كَانَ مكحول أفقه مِنَ الزُّهْرِيّ وكان بريئًا مِنَ القَدَر [1] .
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: صحبت مكحولا فِي أسفار كثيرة يحمل فيها ديكًا لا يفارقه.
وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: أعطى مكحول مرة عشرة آلاف دينار فكان يعطي الرجل خمسين دينارًا ثمن الفرس.
وقَالَ عثمان بْن عطاء الخراساني: كَانَ مكحول يَقُولُ: كل من لا يستطيع أن يَقُولُ «قل» كَانَ أعجميًا [2] .
وقَالَ أَحْمَد الْعِجْلِيُّ: مكحول ثقة دمشقي.
وقَالَ ابن خراش: صَدُوق يرى القَدَر.
وقَالَ يحيى بْن مَعِين: كَانَ قَدَرِيًّا ثم رجع عَنْه.
وقَالَ الأَوزاعيّ: لم يبلغنا أن أحدًا مِنَ التابعين تكلم فِي القدر إلا الحَسَن، ومكحول، فكشفنا عَنْ ذَلِكَ فإذا هُوَ باطل.
وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: جلس مكحول وعطاء بْن أَبِي رباح يفتيان النَّاسَ يعني فِي الموسم، فكان لمكحول الفضل عَلَيْهِ حتى بلغا جزاء الصيد فكأن عطاء كَانَ أنفذ فِي ذَلِكَ منه. قَالَ سَعِيد: وسئل مكحول عَنِ الرجل يدرك مِنَ الجمعة ركعة فقال: ما أفتيت فيها منذ ثلاثين سنة.
قَالَ أَبُو زُرْعة: دلّنا قوله عَلَى أَنَّهُ أفتى فِي أيام عَبْد الملك.
قَالَ سَعِيد: وكان إذا سئل يَقُولُ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه، هذا رأي والرأي يخطئ ويصيب.
__________
[1] فرقة من المرجئة الخوارج. (انظر: الشهرستاني 2/ 58 و 59) .
[2] في البداية والنهاية لابن كثير: كان مكحول لا يستطيع أن يقول «قل» وإنما يقول «كل» .(7/480)
وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، عَنْ تميم بْن عطية قَالَ: كثيرًا ما كنت أسمع مكحولا يسأل فيقول: «ندانم» يعني: لا أدري.
وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: لم يكن عندنا أحد أحسن سمتًا فِي العبادة مِنْ مكحول، وربيعة بْن يزيد.
ورَوى غير واحد، عَنْ مكحول قَالَ: لأن أقْدَمَ فتُضْربَ عُنُقي أحب إليّ مِنْ أنْ ألي القضاء، ولأن أليَ القضاء أحبّ إليّ مِنْ أن أَلِيَ بيت المال.
وقَالَ: إن يكن فِي مخالطة النَّاسَ خير فالعزلة أسلم.
وقَالَ ابن جَابِر: أقبل يزيد بْن عَبْد الملك إلى مكحول فِي أصحابه فهممنا بالتوسعة فَقَالَ مكحول: مكانكم، دعوه يجلس حيث أدرك يتعلّم التواضع.
وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: كانوا يؤخّرون الصَّلاة فِي أيام الوليد بْن عَبْد الملك ويستحلفون النَّاسَ أنهم ما صلّوا، فأتى عَبْد اللَّه بْن أَبِي زكريّا فاستحلف ما صلّى فحلف، وأتى مكحول فاستحلف، فَقَالَ: فلِمَ جئنا إذًا؟
فترك.
ورَوى نُعَيم بْن حمّاد قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كتب عمر بْن عَبْد العزيز أن انظروا إلى الأحاديث التي رواها مكحول فِي الدِّيات أحرقوها. قَالَ: فأُحرقت.
وقَالَ رجاء بْن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْد مولى سُلَيْمَان قَالَ: ما سَمِعْتُ رجاء بْن حَيْوَة يلعن أحدًا إلا يزيد بْن المهلّب، ومكحولا.
قُلْتُ: لعنه لكلامه فِي القدر.
قَالَ عليّ بْن أَبِي حمله: كُنَّا عَلَى ساقية بأرض الروم والناس يمرُّون وذلك فِي الغَلَس وأَبُو شَيْبة يقصّ فدعا فَقَالَ: اللَّهمّ ارزقنا طيبًا واستعملنا صالحًا.
وقَالَ مكحول وهو في القوم: إن اللَّه لا يرزق إلا طيبا، ورجاء بن حيوة(7/481)
وعديّ بْن عَدِيّ ناحية. فَقَالَ أحدهما لصاحبه: أتسمع؟ قَالَ: نعم فقيل لمكحول: إنهما سمعا قولك: فشُق عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ عَبْد اللَّه بْن زيد: أَنَا أكفيك رحمًا قَالَ: فأتاه فأجرى ذكر مكحول وقَالَ: دعه أليس هُوَ صاحب الكلمة؟ قَالَ: فما تَقُولُ فِي رَجُل قتل يهوديًّا فأخذ منه ألف دينار فكان ينفق منها أرِزْقٌ رزقه اللَّه؟! قَالَ، كلٌّ مِنْ عند اللَّه. قَالَ ابن أَبِي حملة: أَنَا شهدتهما حين تكلّما.
وقَالَ عاصم بْن رجاء بْن حَيْوَة: جاء مكحول إلى أَبِي فَقَالَ: يا أَبَا المقدام إنهم يريدون دمي! قَالَ: قد حذَّرتك القرشيين ومُجالستَهم ولكن أدنَوْك وقرّبوك فحدّثتهم بأحاديث فلما أفشوها عنك كرهتها.
وقَالَ رجاء بْن أَبِي سَلَمَةَ: قَالَ مكحول: ما زلت مستقلا بمريعاتي حتى أعانهم عليّ رجاء، وذلك أَنَّهُ رَجُل أهل الشّام فِي أنفسهم.
ورَوى إبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن نُعَيم، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سألني مكحول خَلاء فأخليته فتشهّد ثم ذكر أَنَّهُ رفع إلى الضَّحَّاك بْن عَبْد الرَّحْمَن أَنَّهُ رأس القدرية فأمر الضَّحَّاك الحاجب أن لا يدخله كما يدخلني فِي الخاصة، فتّبرأ مكحول مِنْ ذَلِكَ وسأل أَبِي أن يعلم الضَّحَّاك ذَلِكَ ففعل حتى رددته إلى منزلته.
وقَالَ أَبُو مسهر: كَانَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز يبرّئ مكحولا ويرفعه عَنِ القدر.
قَالَ أَبُو مسهر وطائفة: تُوُفِّي مكحول سنة ثلاث عشرة.
وقَالَ أَبُو نُعَيم، ودُحَيم: سنة اثنتي عشرة ومائة.
ويقال: سنة ثماني عشرة. وهو وَهْم.
574- (مكحول أَبُو عَبْد اللَّه الأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ) [1]- ب خ- عَنِ ابن عُمَر، وأنس بْن مالك. وعنه: عمارة بن زاذان، وهارون بن موسى، والربيع بن صبيح.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 22، تهذيب التهذيب 10/ 293، تقريب التهذيب 2/ 273، خلاصة التذهيب 387، الجرح 8/ 407، التاريخ لابن معين 2/ 584 رقم 3802، سير أعلام النبلاء 5/ 160 رقم 58.(7/482)
قال أبو حاتم الرّازيّ: لا بأس به، ما أقرب أحاديثه عَنِ ابن عُمَر، وهو بصري.
وقال عباس، عن ابن مَعِين: ثقة.
575- (المنهال بْن عَمْرو الأسدي) [1]- خ 4- مولاهم الكوفي.
عَنْ: أنس بْن مالك، وعَبْد الرَّحْمَن [2] وزِرّ بْن حبيش، وأَبِي عُمَر زاذان، وسَعِيد بْن جُبَيْر.
وعَنْه: حَجَّاج بْن أرطأة، وزيدُ بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وشُعْبَة، والمسعودي، وسوار بْن مُصْعَب، وآخرون.
ثم إن شُعْبَة ترك الرواية عَنْه لكونه سَمِعَ مِنْ داره آله طرب [3] .
ووثقه ابن مَعِين وغيره.
وقَالَ الدارَقُطْنيُّ: صَدُوق.
وقَالَ أَبُو مُحَمَّد بْن حزم: لَيْسَ بالقوي.
قُلْتُ: تفرّد بحديث منكر ونكير عَنْ زاذان عَنِ البَرَاء. وقد قرأ القرآن عَلَى سَعِيد بْن جُبَيْر. قرأ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى القاضي.
وقَالَ الأَعْمَشُ [4] عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
نَزَلَ [5] الْقُرْآنُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ جُمْلَةً وَاحِدَةً فَدُفِعَ إِلَى جِبْرِيلَ فَكَانَ يُنَزِّلُهُ.
576- (مُوسَى بْن أنس بن مالك) [6]- ع- عن أبيه.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 12، تهذيب التهذيب 10/ 319- 321، التقريب 2/ 278، ميزان الاعتدال 4/ 192. الخلاصة 388، الجرح 8/ 356، التاريخ لابن معين 2/ 590 رقم 1987، طبقات خليفة 160، معرفة القراء 2/ 315، سير أعلام النبلاء 5/ 184 رقم 64.
[2] هو: ابن أبي ليلى.
[3] قال الذهبي في الميزان: وهذا لا يوجب غمز الشيخ.
[4] تفرّد الأعمش عن المنهال بالخبر المذكور. (الميزان 4/ 192) .
[5] في الميزان: «أنزل» .
[6] طبقات ابن سعد 7/ 192، الجرح 8/ 133، تهذيب التهذيب 10/ 335، التقريب(7/483)
وعَنْه: ابن عَوْن، وعُبَيْد اللَّه بْن مُحْرِز، وشُعْبَة، وغيرهم.
وولي قضاء البصرة. وكان مِنْ ثقات البصريين.
577- (مُوسَى بْن أَبِي تميم) [1] ، عَنْ سعيد بن يسار.
وعنه مالك وسليمان بن بلال.
578- (مُوسَى بْن أَبِي عثمان التُّبّان) [2]- د ن ق-.
عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي يحيى الْمَكِّيّ، وسعيد بن جبير، وجماعة.
وعنه: أَبُو الزناد، وشُعْبَة، وسُفْيان.
وثَّقه ابن حِبّان.
579- (موسى بن وردان) [3]- د ت ق- القرشي العامري المصري القاصّ أبو عمر مولى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ.
رَوى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وكعب بْن عجرة، وأَبِي سَعِيد، وجابر، وأنس بْن مالك، وسَعِيد بْن المسيّب. وأرسل عَنْ أَبِي الدِّرْداء، وجماعة.
وعَنْه: الحَسَن بْن ثَوْبَان، ومُحَمَّد بْن أبي حميد، وعياش بن عباس القتباني، واللَّيْث بْن سعد وابن لَهِيعَة، وضمام بْن إسماعيل، وآخرون.
وكان صاحب مال وتجارة. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ به بأس.
وقال أبو داود: ثقة.
قال ابن يونس: توفي سنة سبع عشرة ومائة.
__________
[2] / 281.
[1] تهذيب التهذيب 10/ 338، التقريب 2/ 281، الخلاصة، 30.
[2] التاريخ الكبير 7/ 290، تهذيب التهذيب 10/ 360، التقريب 2/ 386، الخلاصة 391.
[3] التاريخ الكبير 7/ 297، تهذيب التهذيب 10/ 376، التقريب 2/ 289، ميزان الاعتدال 4/ 226، المجروحين والضعفاء 2/ 239، البداية والنهاية 9/ 314، الخلاصة 393، الجرح 8/ 165، التاريخ لابن معين 2/ 597 رقم 864 و 5179 و 5196، المعرفة والتاريخ 2/ 492، سير أعلام النبلاء 5/ 107 رقم 43، شذرات الذهب 1/ 154.(7/484)
580- (موسى بن يسار المدني) [1]- م د ن ق- مولى قيس بْن مَخْرَمَة [2] .
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ.
وعَنْه: ابن أخيه مُحَمَّد بْن إسحاق، ودَاوُد بْن قيس، وعَبْد الرَّحْمَن بْن الغسيل.
وثّقه ابن مَعِين.
581- (ميمون بْن سُياه أَبُو بحر الْبَصْرِيّ) [3]- خ ن-.
كَانَ أسنّ مِنَ الحَسَن الْبَصْرِيّ. قاله كهمس.
رَوى عَنْ: جُنْدُب البجلي، وأنس بْن مالك، وشهر بْن حوشب، وغيرهم.
وعَنْه: حُمَيْد الطويل، وسلام بْن مسكين، ومنصور بْن سعد، وصالح المرّي، وحزم القُطَعي [4] .
وكان يقال لَهُ سيد القراء لعبادته وفضله رحمه اللَّه. وثَّقه أَبُو حاتم.
وقَالَ أَبُو دَاوُد: لَيْسَ بذاك.
وضعّفه ابن مَعِين.
وحديثه بعُلُوٌّ فِي جزء الحفار [5] .
582- (ميمون بن مهران الجزري) [6]- م 4-.
__________
[1] الجرح 8/ 167، ميزان الاعتدال 4/ 226، تهذيب التهذيب 10/ 372، التقريب 2/ 289، التاريخ لابن معين 2/ 597 رقم 660، الخلاصة 393، التاريخ الكبير 7/ 398، سير أعلام النبلاء 5/ 106 رقم 41، العقد الثمين 7/ 310، تاريخ أبي زرعة 1/ 384 رقم 856.
[2] هي في التاريخ الكبير 7/ 298 «ابن محرمة القرشي» . والأصح «مخرمة» بالخاء المعجمة.
[3] الجرح 8/ 233، التاريخ الكبير 7/ 339، تهذيب التهذيب 10/ 388، التقريب 2/ 291، ميزان الاعتدال 2/ 233، الخلاصة 394، التاريخ لابن معين 2/ 598 رقم 3380.
[4] في الأصل «القطيعي» ، والصواب «القطعي» بضم القاف وفتح الطاء، كما في: اللباب 2/ 271 وميزان الاعتدال وتهذيب التهذيب.
[5] كذا في الأصل وفي طبعة القدسي 5/ 8 ولعلّه الصّفّار» .
[6] الجرح 8/ 233، التاريخ الكبير 7/ 338، تهذيب التهذيب 10/ 290، الخلاصة 394 وله أخبار في طبقات ابن سعد 4/ 165 و 5/ 371 و 380، و 394 و 395 و 7/ 477، التاريخ لابن معين 2/ 599 رقم 5396، طبقات خليفة 319، المعرفة والتاريخ 2/ 389، حلية الأولياء 4/ 82، طبقات الفقهاء 77، العبر 1/ 147، سير أعلام النبلاء 5/ 71 رقم 28، تذكرة(7/485)
الفقيه أبو أيوب عالم الجزيرة وسيّدها. أعتقته امْرَأَة مِنْ بني نصر بْن معاوية بالكوفة فنشأ بها ثم سكن الرقة.
ورَوى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وعَائِشَة، وابن عباس، وابن عمر، وأم الدِّرْداء، وطائفة. وأرسل عَنْ عُمَر، والزُّبَيْر بن العوّام.
وعنه: ابنه عمر، وأبو بشر جعفر بن إياس، وحجاج بن أرطأة، وخصيف، وسالم بن أبي المهاجر، والأوزاعي، وجعفر بن برقان، ومعقل بن عبد الله، وأبو المليح الحسن بن عمر الرقيان [1] ، وخلق كثير.
قال أحمد بن حنبل: هو أوثق من عكرمة وقيل مولده عام توفي علي رضي الله عنه [2] .
وقد وثقه النسائي وغيره.
وروى سعيد بن عبد العزيز، عَنْ سُلَيْمَان بْن مُوسَى قَالَ: هَؤُلاءِ الأربعة علماء النَّاسَ فِي زمن هشام بْن عَبْد الملك: مكحول، والحَسَن، والزهري، وميمون بْن مهران.
ورَوى إِسْمَاعِيل بْن عُبَيْد اللَّه، عَنْ ميمون بْن مهران قَالَ: كنت أفضِّل عليَا عَلَى عثمان، فَقَالَ لي عُمَر بْن عَبْد العزيز: أيهما أحب إليك، رَجُل أسرع فِي الدماء أو رَجُل أسرع فِي المال؟ فرجعت وقلت: لا أعود. وقَالَ: كنت عند عُمَر بْن عَبْد العزيز فلما قمت قَالَ: إذا ذهب هذا وضُربَاؤه صار النَّاسَ بعده رجراجة [3] .
__________
[ () ] الحفاظ 1/ 98، البداية والنهاية 9/ 314، طبقات الحفاظ 39، شذرات الذهب 1/ 154، تاريخ أبي زرعة 1/ 249.
[1] في الأصل «الرقبان» والصحيح «الرّقيان» نسبة إلى مدينة الرّقّة.
[2] أي سنة 40 هـ.
[3] في تارج العروس: الرجرجة من الناس: من لا عقل له ومن لا خير فيه.. يقال رجراجة من الناس ورجرجة. وفي النهاية لابن الأثير: الناس رجاج بعد هذا الشيخ- يعني ميمون بن مهران- هم رعاع الناس وجهّالهم. والعبارة عند أبي زرعة 1/ 49 رقم 304: «قال عمر بن عبد العزيز: إذا ذهب هذا وضرباؤه فلم يبق من الناس إلّا رجاجة، يعني ميمون» .(7/486)
قَالَ أَبُو المليح الرَّقّي: ما رأيت رجلا أفضل مِنْ ميمون بْن مهران. وقَالَ عَمْرو بْن ميمون بْن مهران: قَالَ أَبِي: وددت أن إصبعي قطعت من هاهنا وأني لم ألِ لعُمَر بْن عَبْد العزيز ولا لغيره.
قُلْتُ: كَانَ قد ولي لَهُ خراج الجزيرة وقضاءها.
وروي أن ميمون بْن مهران صلّى فِي سبعة عشر يومًا سبعة عشر ألف ركعة، فلما كَانَ فِي اليوم الثامن عشر انقطع فِي جوفه شيءٍ فمات. وعَنْ ميمون بْن مهران قَالَ: لا يكون الرجل تقيًا حتى يكون أشد محاسبة لنفسه مِنَ الشريك لشريكه، وحتى يعلم مِنْ أَيْنَ ملبسه ومشربه.
وقَالَ أَبُو المليح الرَّقّي: جاء رَجُل يخطب بنت ميمون بْن مهران، فَقَالَ: لا أرضاها لك لأنها تحب الحليّ وَالْحُلَلَ! قَالَ: فعندي هذا. قَالَ:
الآن لا أرضاك لها.
وقَالَ مَعْمَر بْن سُلَيْمَان، عَنْ فرات بْن السائب، عَنْ ميمون بْن مهران قَالَ:
ثلاث لا تبلونّ نفسك بهن: لا تدخل عَلَى السلطان وإن قُلْتُ: آمرُهُ بطاعة اللَّه، ولا تُصغينَّ سمعك الَّذِي هوى فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه. ولا تدخل عَلَى امرأة وإن قُلْتَ: أُعلّمها كتاب اللَّه.
وقَالَ أَبُو المليح، عَنْ حبيب بْن أَبِي مرزوق قَالَ: قَالَ ميمون: وددت أن عيني ذهبت وبقيت الأخرى أتمتع بها وأني لم أعمل عملا قط. وقَالَ أَبُو المليح عَنْ ميمون قَالَ: لا تضرب المملوك فِي كل ذنب ولكن احفظ لَهُ، فإذا عصى اللَّه فعاقبه عَلَى المعصية وذكَّره الذنوب التي بينك وبينه.
وقَالَ أَبُو الحَسَن الميموني: قَالَ لي أَحْمَد بْن حنبل: إني لأُشَبِّه ورع جدِّك بورع ابن سيرين.
وقَالَ أَبُو المليح: قَالَ ميمون: إذا أتى أحد باب السلطان فاحتجب عَنْه فليأت بيتَ الرَّحْمَن فإنه مفتوح فليصلّ ركعتين وليسأل حاجته.
توفي ميمون سنة سبع عشرة ومائة على الصحيح [1] .
__________
[1] في التاريخ الكبير 7/ 338 مات سنة 118 أو 117 هـ.(7/487)
[حرف النون]
583- (نافع مولى ابن عمر) [1] ع- أَبُو عَبْد اللَّه.
أحد الأئمة الكبار بالمدينة، بربري الأصل وقيل نيسابوري وقيل كابلي وقيل ديلمي [2] وقيل طالقاني.
رَوى عَنْ: مولاه، وعَائِشَة، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وأم سَلَمَةَ، ورافع بْن خُدَيْج [3] ، وأَبِي لبابة بْن عَبْد المنذر، وصفية بنت أبي عبيد، وطائفة.
وعنه: أيوب، والزهري، وبكير بْن الأشجّ، وابن عَوْن، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وابن جُرَيْج، وعقيل، والأَوزاعيّ، ويزيد بْن الهاد. ويونس بْن يزيد، ويونس بْن عُبَيْد، وأسامة بْن زيد اللَّيْثي، والعمري، وإِسْمَاعِيل بْن أُمَّية، وأيوب بْن مُوسَى، وجرير بْن حازم، وجويرية بن أسماء، وحجاج بن أرطاة،
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 84 و 85، التاريخ الصغير 2/ 59، مشاهير علماء الأمصار 80، تهذيب التهذيب 10/ 412، مرآة الجنان 1/ 251، النجوم الزاهرة 1/ 275، البداية والنهاية 9/ 319، المعارف لابن قتيبة 460، التاريخ لابن معين 2/ 602 رقم 699، وفيات الأعيان لابن خلكان 5/ 367، تذكرة الحفاظ 99، العبر في خبر من غبر للذهبي 1/ 147. سير أعلام النبلاء 5/ 95 رقم 34، المعرفة والتاريخ 1/ 645 و 647، تهذيب الأسماء 2/ 123، طبقات الحفاظ 40، تاريخ أبي زرعة 1/ 424 رقم 1025.
[2] في: تجريد التمهيد لابن عبد البر (ص 170) : قال يحيى بن معين: كان ديلميا. وقال غيره:
كان من أهل أبرشهر أصابه عبد الله بن عمر في غزاته.
[3] بفتح الخاء وكسر الدال.(7/488)
وحميد بن زياد، ورقبة [1] بن مصقلة، والضّحّاك بْن عثمان، وزيد، وعاصم، وعُمَر أَبُو مُحَمَّد بْن زيد، ومالك بْن مِغْوَلٍ، ومالك بْن أنس، وفُلَيْح بْن سُلَيْمَان، واللَّيْث، ونافع بْن أَبِي نُعَيم، وخلق كثير.
وقَالَ الْبُخَارِيّ: أَصَحُّ الأَسَانِيدِ: مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عُمَر.
وقَالَ عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر: بعث عُمَر بْن عَبْد العزيز نافعًا إلى أهل مصر يعلّمهم السُّنَن.
وقَالَ الأصمعي: ثنا العمري، عَنْ نافع قَالَ: دخلت مَعَ مولاي عَلَى عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر فأعطاه فيّ اثني عشر ألفًا، فأبى وأعتقني أعتقه اللَّه.
وقَالَ زيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ نافع: سافرت مَعَ ابن عُمَر بضعًا وثلاثين حجَّة وعُمرة.
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: إذا اختلف نافع وسالم ما أقدم عليهما.
وقَالَ ابن وهب: قَالَ مالك: كنت آتي نافعًا وأنا حديث السنّ ومعي غلام لي فيقعد ويحدّثني، وكان صغير النفس، وكان فِي حياة سالم لا يفتي شيئًا.
ورَوى مُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، عَنْ مالك قَالَ: كَانَ فِي نافع حِدَّة ثم حكى أَنَّهُ كَانَ يلاطفه ويداريه. وقيل: كَانَ فِي نافع لكْنَه.
وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن أُمَّية: كُنَّا نرد عَلَى نافع اللحن فيأبى.
ورَوى الواقدي، عَنْ جماعة قالوا: كَانَ كتاب نافع الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ ابن عُمَر صحيفة، فكنا نقرأها.
وقَالَ عَبْد العزيز بْن أَبِي دَاوُد: احتضر نافع فبكى، فقيل: ما يبكيك؟
قَالَ: ذكرت سعد بْن مُعَاذ وضَغْطَةَ القبر.
قَالَ النّسائي: نافع ثقة، أثبت أصحابه مالك، ثم أيوب، ثم عبيد الله،
__________
[1] في الأصل: «رقية» والتصحيح من خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال للخزرجي، ضبطها موحّدة وفتحات. (ص 119) .(7/489)
ثم يحيى بْن سَعِيد، ثم ابن عَوْن، ثم صالح بْن كيسان، ثم مُوسَى بْن عقبة، ثم ابن جُرَيْج، ثم كثير بْن فرقد، ثم الليث.
واختلف سالم، ونافع، على ابن عُمَر فِي ثلاثة أحاديث. وسالم أجلّ منه، لكن أحاديث نافع الثلاثة أولى بالصواب.
وقَالَ يونس بْن يزيد: قَالَ نافع: مَنْ يعذرني مِنْ بربريكم يأتيني فأحدّثه عَنِ ابن عُمَر. ثم يذهب إلى سالم فيقول: هَلْ سَمِعْتُ هذا مِنْ أبيك؟
فيقول: نعم. فيحدّث عَنْ سالم ويدعني. والسياق مِنْ عندي.
ابن وهب، عَنْ مالك قَالَ: كنت آتي نافعًا وأنا غلام حديث السنّ معي غلام فينزل ويحدّثني، وكان يجلس بعد الصبح فِي المسجد لا يكاد يأتيه أحد، فإذا طلعت الشمس خرج، وكان يلبس كساء وربما يضعه عَلَى فمه لا يكلّم أحدًا، وكنت أراه بعد صلاة الصبح يلتفّ بكساء لَهُ أسود.
وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أويس، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نختلف إلى نافع، وكان سيّئ الخلق فقلت: ما أصنع بهذا العبد؟ فتركته ولزمه غيري فانتفع بِهِ.
قَالَ حمّاد بْن زيد، وابن سعد، وعدّة: تُوُفِّي نافع سنة سبع عشرة ومائة.
وأعلى ما يقع حديثه اليوم فِي جزء أَبِي الْجَهْمُ وجزء بهي.
وقَالَ ابن عُيَيْنَة وأحمد: مات سنة تسع عشرة.
قَالَ الْهَيْثَمُ وأَبُو عُمَر الضرير: سنة عشرين ومائة.
584- (نُصَيْب بْن رَبَاح الأسود) [1] ، أَبُو مِحْجَن مولى عَبْد العزيز بْن مروان [2] .
شاعر مشهور مدح عَبْد الملك بْن مروان وأولاده. وكان مِنْ فحول الشعراء. يُعدّ مَعَ جرير وكُثير عَزَّة. تنسّك فِي أواخر عمره. وقد قَالَ لَهُ عُمَر:
تنسّك فِي أواخر عمره. وقد قَالَ لَهُ عُمَر: أنت الّذي تقول في النساء؟
__________
[1] ابن خلكان 6/ 89، الأغاني- طبعة دار الكتب 1/ 324، مختار الأغاني 7/ 303، طبقات فحول الشعراء 141، الشعر والشعراء 410، 412، سمط اللآلي 291 و 292، معجم الأدباء 19/ 228 و 243، سير أعلام النبلاء 5/ 266 رقم 127.
[2] في الأصل «مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان» .(7/490)
قَالَ: قد تركت ذَلِكَ، وأثنى عَلَيْهِ الحاضرون، فكتب بناته فِي الديوان.
ومن شعره:
بزينبَ أَلْمِمْ قبل أن يرحلَ الرَّكْبُ ... وَقُلْ: إنْ تملّينا فما ملك القلب
وقل في تجنّيها لك الذنب إنما ... عتابك أن عَاتبتِ فيما لَهُ عُتْبُ
خليليَّ مِنْ كعْبٍ أَلَمَّا هُدِيتُما ... بزيْنَبَ لا تَفْقُدكُما أبدًا كَعْبُ
وقولا لَهَا: ما فِي البعاد لِذِي الْهَوَى ... بعاد وما فيه لصدع الهوى شعب
مساكين أهل العشق ما كنت أشتري ... حياة جميع العاشقين بدِرْهمِ
وذلك أن النَّاسَ فازوا من الهوى ... بسهمٍ وفي كفّايَ تِسعةَ أَسْهُمِ
وَعَنِ الضَّحَّاك بْن [1] عثمان الحزامي قَالَ: نزلت خيمة بالأبواء عَلَى امْرَأَة اعجبني حسنها فتمثّلت بقول نُصَيْب:
فقالت المرأة لي: تعرف زينب صاحبة نصيب؟ قُلْتُ: لا! قالت: أَنَا هِيَ واليوم وعدني أن يأتيني. فلم أرم حتى جاء نصيب فنزل وسلّم ثم ناجاها ثم أنشدها شعرًا.
وأخبار نصيب مستوفاة فِي تاريخ ابن عساكر.
585- (النُّعْمان بْن سالم الطائفي) [2]- م 4-.
عَنْ: ابن عُمَر، وعَمْرو بْن أوس الثقفي.
وعَنْه: دَاوُد بْن أَبِي هند، وحاتم بْن أَبِي صغيرة [3] ، وشُعْبَة.
وثَّقه النّسائي.
586- (نُعَيم بْن عَبْد اللَّه المجْمِر) [4] ، مولى آل عُمَر رَضِيَ الله عنه.
__________
[1] في الأصل: «عن» . والتصحيح من «شذرات الذهب» وغيره.
[2] الجرح 8/ 445، تهذيب التهذيب 10/ 453، التقريب 2/ 304، الخلاصة 403.
[3] بمهملة ومعجمة مكسورة كما في الخلاصة.
[4] قيل بإسكان الجيم وكسر الميم، ويقال: المجمّر، بفتح الجيم وتشديد الميم الثانية المكسورة. وقيل له: المجمّر، لأنه كان يجمّر مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أي يبخّره كما هو أعلاه. والمجمر صفة لعبد الله ويطلق على ابنه نعيم مجازا. ترجمته في: التاريخ الكبير 8/ 96، المشاهير 78 و 88، تهذيب التهذيب 10/ 465، التقريب 2/ 305، الخلاصة 404، الجرح 8/ 460، سير أعلام النبلاء 5/ 27، رقم 94.(7/491)
كَانَ يبخّر مسجد النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ. جالس أَبَا هُرَيْرَةَ مدة، وسَمِعَ أيضًا مِنَ ابن عُمَر، وجابر، وطائفة.
وعَنْه: سَعِيد بْن أَبِي هلال، والعلاء بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومالك بْن أنس، وفُلَيْح ابن سُلَيْمَان، وهشام بْن سعد، ومُسْلِم بْن خَالِد الزنجي، وآخرون.
وثقة أَبُو حاتم وغيره. وبقي إلى حدود العشرين ومائة.
قَالَ سَعِيد بْن أَبِي مريم، عَنْ مالك: سَمِعَ نعيمًا المجمر يَقُولُ: جالست أَبَا هُرَيْرَةَ عشرين سنة(7/492)
[حرف الهاء]
587- (هشام بْن أَبِي رقية اللخمي الْمَصْريّ) [1] . عُمِّر دهرًا طويلا.
ورَوى عَنْ: عُمَر بْنِ الْعَاصِ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَمُسْلِمَةَ بْنِ مخلد.
وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وخالد بن أبي عمران، ويزيد بن أبي مريم، وغيرهم.
قال ابن يونس: توفي سنة خمس عشرة ومائة.
588- (هشام بن زيد بن أنس بن مالك) [2]- ع- عَنْ جدّه.
وعَنْه: ابن عَوْف، وشُعْبَة، وحمّاد بْن سلمة.
قَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث.
589- (هلال بْن عَبْد اللَّه) [3] ، أَبُو طعمة مولى عُمَر بْن عَبْد العزيز.
رَوى عَنْ مولاه، وَعَنِ ابن عُمَر.
وعَنْه: عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ويزيد بْن يزيد بْن جَابِر وابن لَهِيعَة.
وهو قليل الحديث.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 192، الجرح 9/ 57.
[2] التاريخ الكبير 8/ 194، الجرح 9/ 58، المشاهير 99، تهذيب التهذيب 11/ 39، التقريب 2/ 318، الخلاصة 409.
[3] الجرح 9/ 77.(7/493)
[حرف الواو]
590- (واصل بْن حيّان الأسدي الكوفي الأحدب) [1]- ع- بيّاع السابَري [2] .
رَوى عَنْ: زر، وأَبِي وائل، والمعرور [3] بْن سُوَيْد، وإِبْرَاهِيم.
وعنه: شعبة، وسفيان، ومهدي بن ميمون، وقيس بن الربيع، وآخرون.
وثقه ابن معين [4] .
قال أبو نعيم: مات سنة عشرين ومائة [5] .
591- (واقد بن عمرو) [6]- م د ت ق- ابن سعد بْن مُعَاذ بْن النُّعْمان الأشهلي أبو عبد الله المدني.
رَوى عن: جَابِر بْن عَبْد اللَّه، وأنس، ونافع بن جبير.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 171، المشاهير 166، تهذيب التهذيب 11/ 103، وكان أبو بكر بن عياش مولى له. (طبقات ابن سعد 6/ 386) ، الجرح 9/ 29.
[2] السابري: مهملة في الأصل، وهو نوع من الثياب يقال له السابري. (انظر: اللباب في تهذيب الأنساب لابن الأثير 2/ 89) وهو بفتح الباء.
[3] بحروف مهملة، والتحريك مثل: مكحول.
[4] في الأصل: «وثّقه أبو نعيم» والتصحيح من التهذيب والخلاصة، وغيرهما.
[5] في مشاهير علماء الأمصار: مات سنة 129 هـ.
[6] التاريخ الكبير 8/ 174، الجرح 9/ 32، تهذيب التهذيب 11/ 107، التقريب 2/ 329، ميزان الاعتدال 4/ 330، الخلاصة 415.(7/494)
وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري ومحمد بن عمرو بن علقمة وآخرون.
وثقه ابن سعد [1] .
توفي سنة عشرين ومائة.
592- (وبرة بن عبد الرحمن المسلي الكوفي) [2]- خ م د ت-.
عَنْ: ابن عُمَر، وابن عَبَّاس، وهمام بْن الحارث، وطائفة.
وعَنْه: بيان بْن بشر، وإِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، ومجالد، ومِسْعَر.
وثَّقه أَبُو زُرْعة.
593- (الوليد بْن رفاعة الفهمي) [3] ، الأمير. ولي إقليم مصر لهشام.
وحدثّ.
رَوى عَنْه اللَّيْث بْن سعد.
تُوُفِّي سنة ثماني عشرة ومائة.
594- (الوليد بْن سَريع) [4]- م ن-.
عَنْ: مولاه عَمْرو بْن حريث المخزومي، وابن أَبِي أوفي.
وعَنْه: أَبُو حنيفة [5] ، ومِسْعَر، والمسعودي، وخلف بْن خليفة [6] .
وكان صدوقًا.
595- (الوليد بْن عَبْد الرَّحْمَن الجرشي الحمصي) [7] .
__________
[1] انظر: الطبقات الكبرى 3/ 435.
[2] ضبطه السمعاني في الأنساب: «المسلي» بميم واحدة في أوله فقط (ص 350) وهكذا في سائر كتب التراجم، المشاهير 109، التاريخ الكبير 8/ 182، تهذيب التهذيب 11/ 111، التقريب 2/ 330، وفهرس الإكمال 7/ 462، الجرح 9/ 42. وهو في المطبوع:
«المسلمي» .
[3] : التاريخ الكبير 8/ 143، كتاب الولاة وكتاب القضاة للكندي- ص 75، الجرح 9/ 4.
[4] بفتح السين المهملة. التاريخ الكبير 8/ 144، الخلاصة 416، الجرح 9/ 6.
[5] هكذا في الأصل، وفي التهذيب: «أبو خليفة» .
[6] هكذا في الأصل، وفي التهذيب: «خلف بن حنيفة» .
[7] التاريخ الكبير 8/ 147، المشاهير 184، تهذيب التهذيب 11/ 140، التقريب 2/ 334، الخلاصة 416، الجرح 9/ 9، التاريخ لابن معين 2/ 633 رقم 4144، تاريخ أبي زرعة 1/ 354 رقم 736 و 2/ 713 رقم 2266.(7/495)
عَنْ: ابن عُمَر، وأَبِي أُمَامة الباهلي، وجُبَيْر [1] بْن نفير.
وعَنْه دَاوُد بْن أَبِي هند، وإبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة، وعَبْد اللَّه بْن العلاء بْن زبر.
وثَّقه أَبُو حاتم.
596- (الوليد بْن العَيْزار بْن حريث [2] الكوفي) [3]- خ م ت ن-.
عَنْ: أَبِي عَمْرو السيباني، وأبيه العيزار، وعِكْرِمة، ورأى أنسًا.
وعَنْه: شُعْبَة، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وإسرائيل، وآخرون.
وثَّقه أَبُو حاتم.
597- (الوليد بْن مُسْلِم أَبُو بِشْر العنبري الْبَصْرِيّ) [4]- م د ن-.
عَنْ: جُنْدُب بْن عَبْد اللَّه، وعَنْ حمران بْن أبان، وأَبِي الصِّدِّيق الناجي.
وعَنْه: خَالِد الحذّاء، ومنصور بْن زاذان، وسَعِيد بْن أَبِي عروبة، وجماعة.
وثَّقه أَبُو حاتم الرازي وغيره.
598- (الوليد بْن قيس أَبُو همام السَّكوني) [5]- ن-.
عَنْ: عَمْرو بْن ميمون الأودي، وسويد بْن غفلة، والقاسم بْن حسان.
وعَنْه: الثَّورِي، وزهير بْن معاوية، ومُحَمَّد بْن طلحة.
وثّقه ابن مَعِين. ولم يدركه ولده أَبُو بدر شجاع.
__________
[1] في الأصل: «حبيب» والتصحيح من التهذيب.
[2] في الأصل «حرب» وهكذا في نسخة القدسي 5/ 14 والتصويب من مصادر ترجمته.
[3] الجرح 9/ 10، التاريخ الكبير. / 148، تهذيب التهذيب 11/ 145، التقريب 2/ 334، الخلاصة 417.
[4] التاريخ الكبير 8/ 152، الجرح 9/ 16، التاريخ لابن معين 2/ 634 رقم 3425، ميزان الاعتدال 4/ 348، تهذيب التهذيب 11/ 151، تقريب التهذيب 2/ 336، الخلاصة 417.
[5] التاريخ الكبير 8/ 151، الجرح 9/ 13، تهذيب التهذيب 11/ 146، التقريب 2/ 335، الخلاصة 417.(7/496)
599- (وهب بن منبّه) [1]- خ د ت ن- ابن كامل بْن سيج [2] ابن الأسوار [3] الأبناوي [4] أبو عبد الله الصنعاني [5] العالم الحبر.
عَنْ: ابن عَبَّاس، وعَبْد اللَّه بْن عَمْرو، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وجابر، وأَبِي سَعِيد، وأخيه همّام بْن منّبه. وعاش همّام بعده.
وعَنْه: ابن أخيه عَبْد الصمد بْن مُغَفَّلٍ، وإسرائيل بْن مُوسَى، وسماك بْن الفضل، وعَمْرو بْن دينار، وعَوْف الأعرابي، وصالح بْن عُبَيْد، وخلق سواهم.
وثَّقه أَبُو زُرْعة، والعجلي، والنّسائي [6] .
وكان صدوقا عالما قد قرأ كتب الأولين وعرف قصص الأنبياء عليهم السلام وكان يُشبَّه بكعب الأحبار فِي زمانه وكلاهما تابعيّ لكن مات قبله بنحوٍ مِنْ ثمانين سنة. فمولد وهب قريب مِنْ وفاة كعب. وفي الصحيحين حديث عمرو بن دينار، عَنْ وهب بْن منبّه، عَنْ أخيه همام، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ العِجْلي: وهب تابعي ثقة كَانَ عَلَى قضاء صنعاء.
وقَالَ غيره: كان أبوه منبّه من أهل هراة فأرسل إلى اليمن زمن كسرى
__________
[1] في نسخة القدسي خطأ «وهبه» والتصحيح من: مشاهير علماء الأمصار 122 و 123، مرآة الجنان 1/ 248، البداية والنهاية 9/ 276- 302، طبقات ابن سعد 6/ 395 (طبعة ليدن) .
التاريخ لابن معين 2/ 636 رقم 257 تهذيب التهذيب 11/ 166، وفيات الأعيان 6/ 35، معجم الأدباء 19/ 259، حلية الأولياء 4/ 23. الزهد لأحمد 371، طبقات خليفة رقم 2652، تاريخ أبي زرعة 1/ 295، حلية الأولياء 4/ 23. الزهد لأحمد 371، طبقات خليفة رقم 2652، تاريخ أبي زرعة 1/ 295 رقم 510 التاريخ الكبير 8/ 164، المعارف 459، الجرح والتعديل ق 2 مجلد 4/ 24، ذيل المذيل للطبري 640، طبقات الفقهاء 74، تهذيب الأسماء ق 1 الجزء 2/ 149، سير أعلام النبلاء 4/ 544، العبر 1/ 143، طبقات الحفاظ للسيوطي 41، ميزان الاعتدال 4/ 352، تذكرة الحفاظ 100، خلاصة تذهيب التهذيب 419، شذرات الذهب 1/ 150.
[2] في الأصل «سيح» والتصحيح من تاج العروس للزبيدي.
[3] في المشاهير «سحسار» وهو تصحيف.
[4] نسبة إلى الأبناء ممن ولد باليمن من أبناء الفرس- (اللباب 1/ 19) .
[5] في الأصل «الصيغاني» وهو تصحيف.
[6] قال الذهبي في الميزان 4/ 352: ضعّفه أبو حفص الفلّاس. وانظر: شذرات الذهب 1/ 150.(7/497)
فأسلم فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحسُن إسلامه.
وعَنْ وهب قَالَ: كانوا يقولون كَانَ عَبْد اللَّه بْن سلام أعلم أهل زمانه وكان كعب أعلم أهل زمانه أفرأيت من جمعهما. يعني نفسه.
وقَالَ مثَّنى بْن الصباح: لبث وهب أربعين سنة لم يسبّ شيئًا فيه روح، ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءًا.
ثم قَالَ وهب: قرأت ثلاثين كتابًا نزلت عَلَى ثلاثين نبيًا.
وقَالَ عَبْد الصمد بْن مُغَفَّلٍ: صحبت عمّي وَهَبًا أشهرا يصلّي الغداة بوضوء العشاء. وقيل: لبث أربعين سنة لم يرقد عَلَى فراش.
وَرَوَى عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ وهب يحفظ كلامه فإن سلم يومه أفطر وإلا طوى.
ورَوى عَبْد الصمد، عَنِ الْجَعْد بْن درهم قَالَ: ما كلَّمت عالمًا قط إلا حلّ حَبْوَتَه أو غضب إلا وهب بْن منبّه.
مَعْمَر، عَنْ سماك بْن الفضل قَالَ: كنّا عند عُرْوَة أمير اليمن وإلى جنبه وهب فِي قوم، فشكوا عاملهم وذكروا منه شيئًا قبيحًا، فتناول وهُب عصا فضرب بها رأس العامل حتى سال دمه، فضحك عُرْوَة بْن مُحَمَّد وقَالَ: يعيب علينا أَبُو عَبْد اللَّه الغضب وهو يغضب فَقَالَ: ما لي لا أغضب وقد غضب الَّذِي خلق الأحلام فَقَالَ: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ 43: 55 [1] .
وَيُرْوَى أنهم قالوا لوهب: إنك تحدّثنا بالرؤيا فتقع حقًّا. فَقَالَ: هيهات ذهب ذَلِكَ عنّي مذ وليت القضاء.
ابْنُ الْمَدِينِيِّ: ثنا حَسَّانُ بن إبراهيم، ثنا يحيى بن ريان، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَوْلَى لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «يكون في أمتي رجلان أحدهما
__________
[1] قرآن كريم- سورة الزخرف- الآية 55.(7/498)
يُقَالُ لَهُ وَهْبٌ يَهَبُ اللَّهُ لَهُ الْحِكْمَةَ، وَالآخَرُ يُقَالُ لَهُ غَيْلَانُ، هُوَ أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ» . قَالَ الدَّارِمِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ رَيَّانٍ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُمَا.
وَقَدْ رَوَى مِثْلَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمِ، عن الأحوص بن حكيم، عن خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُبَادَةَ، لَكِنَّ مَرْوَانَ وَاهٍ.
قَالَ العِجْلي: وكان وهب ثقة عَلَى قضاء صنعاء.
وقَالَ أَحْمَد بْن حنبل، كَانَ يُتَّهم بشيء مِنَ القَدَر، ورجع.
وقَالَ عَمْرو بْن دينار: دخلت عَلَى وهب بصنعاء فأطعمني من جوزة في داره فقلت له: وددت أنك لم تكن كتبت فِي القدر كتابًا. فَقَالَ: وأنا والله وَدِدْتُ ذَلِكَ.
وقَالَ حمّاد بْن سَلَمَةُ: ثنا أَبُو سنان، سَمِعْتُ وهب بْن منِّبه يَقُولُ: كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعًا [1] وسبعين كتابًا مِنْ كتب الأنبياء [2] مِنْ جعل شيئًا مِنَ المشيئة إلى نفسه فقد كفر. فتركت قولي.
وقَالَ عَبْد الرزاق: سَمِعْتُ أَبِي همّامًا يَقُولُ: حجّ عامّة الفقهاء سنة مائة فحجّ وهب، فلما صلّوا العشاء أتاه نفر فيهم عطاء والحَسَن وهم يريدون أن يكلّموه فِي القدر قَالَ: فأخذ فِي باب مِنَ الحمد فما زال حتى طلع الفجر فافترقوا ولم يسألوه.
وعَنْ وهب قَالَ: لا بُدَّ لك مِنَ النَّاسَ فكن فيهم أصمَّ سميعًا أعمى بصيرًا أخْرَسَ نَطُوقًا.
ورَوى أَبُو سلام- رَجُل لا أعرفه- عَنْ وهب قَالَ: العِلْم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمته، والصبر أمير جنوده، والرّفق أبوه، واللّين أخوه.
__________
[1] في المصباح: بضع يستوي فيه المذكر والمؤنث فيقال: بضع رجال وبضع نسوة. وفي تهذيب التهذيب «بضعة» . (ج 11/ 168) .
[2] في الميزان وتهذيب التهذيب، في كلها من جعل..(7/499)
وعَنْ وهب قَالَ: احتمال الذُّلّ خير مِنَ انتصارٍ يزيد صاحبَهُ قماءة [1] .
وقد حُبس وهب وامتُحِن.
قَالَ حِبّان بْن زهير العدوي: حَدَّثَني أَبُو الصيد صالح بْن طريف قَالَ:
لما قدم يوسف بْن عُمَر العراق بكيت وقلت: هذا الَّذِي ضرب وهب بْن منّبه حتى قتله.
وقَالَ عَبْد الصمد بْن معقِل [2] : مات وهب فِي المحرَّم سنة أربع عشرة ومائة.
وقال الواقدي: سنة عشر ومائة.
__________
[1] أي ذلا، وفي الأصل «قماة» والتحرير من القاموس للفيروزآبادي.
[2] في الأصل «مغفل» والتصحيح من الخلاصة حيث قال: بكسر القاف.(7/500)
[حرف الياء]
600- (يحيى بن عبد الله) [1]- ع- بن محمد بن صيفي المخزومي المكيّ.
عَنْ: أَبِي معبد مولى ابن عَبَّاس، وسَعِيد بْن جُبَيْر، وغيرهما.
وعَنْه: ابن أَبِي نجيح، وزكريّا بْن إسحاق، والسائب بْن عُمَر، وابن جريج المكّيّون.
وثّقه ابن مَعِين وغيره.
601- (يحيى بْن الحصين الأحمسي) [2]- م د ن ق- صَدُوق.
رَوى عَنْ: جدّته أم الحصين، ولها صُحْبه.
وعَنْه: يزيد [3] بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وشُعْبَة.
وثَّقه ابْن مَعِين.
602- (يحيى بْن عبّاد أَبُو هُبَيرة الأنصَارِيّ الكوفي) [4]- م 4-.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 184، تهذيب التهذيب 11/ 242، التقريب 2/ 351، الخلاصة 425، الجرح 9/ 162، التاريخ لابن معين 2/ 651 وفيه «يحيى بن عبيد» .
[2] التاريخ الكبير 8/ 266، الجرح 9/ 135، تهذيب التهذيب 11/ 198، التقريب 2/ 345، الخلاصة 422.
[3] في التهذيب: «زيد» .
[4] التاريخ الكبير 8/ 291، تهذيب التهذيب 11/ 234، التقريب 2/ 350، طبقات ابن سعد 6/ 311، ميزان الاعتدال 4/ 388، الجرح 9/ 172، التاريخ لابن معين 2/ 649 رقم 2511.(7/501)
عن: أنس، وأرسل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وخبّاب بْن الأرتّ.
وعنه: سليمان التيمي، وأشعث بن سوار، ومسعر.
وكان فاضلا عابدا صدوقا.
603- يحيى بن عروة بن الزبير [1]- خ م د-.
عَنْ أَبِيهِ.
وعَنْه: أخوه هشام، وابنه مُحَمَّد، والزُّهْرِيّ، وابن إسحاق، وغيرهم.
وثَّقه النّسائي وقَالَ: كَانَ أعلم مِنْ أخيه هشام.
604- (يحيى بْن عُقَيْل الخزاعي) [2]- م د ن ق- بَصْرِيّ نزل مرو.
عَنْ: عمران بْن حُصَيْن، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي أوفى، وأنس، ويحيى بْن يعمر.
وعَنْه: واصل مولى أَبِي [3] عُيَيْنَة، وسُلَيْمَان التَّيْمي، وعزرة بْن ثابت، والحُسَين بْن واقد، وآخرون.
وهو ثقة.
605- (يحيى بْن عُمَر البَهْراني [4] الكوفي) - م د ن ق- عَنِ ابن عَبَّاس.
وعَنْه: أَبُو إسحاق، وزيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وشُعْبَة.
قَالَ أَبُو حاتم: صَدُوق.
606- (يحيى بْن ميمون الحضْرَمِيّ) [5]- د ن- قاضي مصر.
عَنْ: سهل بْن سعد الساعدي، وربيعة الجرشي، وأَبِي سالم الجيشاني.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 296، تهذيب التهذيب 11/ 258، التقريب 2/ 354، الخلاصة 426، الجرح 9/ 175، تاريخ أبي زرعة 1/ 522 رقم 1397.
[2] التاريخ الكبير 8/ 292، الجرح 9/ 176، تهذيب التهذيب 11/ 259، التقريب 2/ 354، الخلاصة 426.
[3] في التهذيب «ابن عيينة» .
[4] نسبة إلى بهراء، قبيلة نزل أكثرها مدينة حمص. (اللباب 1/ 192) .
[5] التاريخ الكبير 8/ 303، الجرح 9/ 188، تهذيب التهذيب 11/ 291، التقريب 2/ 359، ميزان الاعتدال 4/ 411، الخلاصة 428.(7/502)
وعنه: عمرو بن الحارث، وعياش بن عقبة، وابن لَهِيعَة.
قَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث.
607- (يزيد بن خمير الرحبيّ الهمدانيّ) [1]- م ع- أبو عمر.
عَنْ: أَبِي أُمَامة، وعَبْد اللَّه بْن بسر، وخَالِد بْن معدان.
وعَنْه: صَفْوان بْن عَمْرو، وشُعْبَة وأَبُو عَوَانَة، وجماعة.
وثَّقه شُعْبَة.
608- أما (يزيد بْن خمير اليزني) [2] فحمصي مِنْ قدماء التابعين.
609- (يزيد بْن أَبِي سُلَيْمَان الكوفي) [3] .
عَنْ أَبِي وائل، وزِر [4] بْن حبيش.
وعَنْه: العلاء بْن المسيّب، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وحبيب بْن خَالِد، وجابر بْن يزيد العِجْلي- لا الجعفي-، وغيرهم.
610- (يزيد بْن شُرَيْح الحضْرَمِيّ الحمصي) [5] .
عن: عائشة، وثوبان، وكعب مرسلا، وسمع أبا حيّ المؤذّن.
وعَنْه: الزُّبَيْدِيُّ، وثور بْن يزيد.
قَالَ الدارقطنيّ: يعتبر به.
611- (يزيد بن رومان) [6]- ع- أبو روح المدني المقرئ مولى آل الزبير.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 329، الجرح 258، التاريخ لابن معين 2/ 669 رقم 3762، الخلاصة 431.
[2] اليزني: بفتح الياء والزاي، نسبة إلى ذي يزن. التاريخ الكبير 8/ 329، الخلاصة 431، الجرح 9/ 258، التاريخ لابن معين 2/ 669 رقم 5015.
[3] الجرح 9/ 269، الخلاصة 432.
[4] زر: بكسر الزاي.
[5] التاريخ الكبير 8/ 341، تهذيب التهذيب 11/ 336، التقريب 2/ 366، ميزان الاعتدال 4/ 429، الخلاصة 432، الجرح 9/ 271.
[6] التاريخ الكبير 8/ 331، الجرح 9/ 260، تهذيب التهذيب 11/ 325، التقريب 2/ 364، غاية النهاية 2/ 381، وفيات الأعيان 6/ 377، الخلاصة 431.(7/503)
رَوى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ- وما أحسبه لقيه- وَعَنِ ابن الزُّبَيْر، وعُرْوَة، وصالح ابن خوّات، وغيرهم، وقرأ القرآن عَلَى عَبْد اللَّه بْن عيّاش المخزومي باتفاق، وقيل إنّه قرأ عَلَى زيد بْن ثابت ولا يصح ذَلِكَ.
وهُوَ أحد شيوخ نافع الخمسة الذين أسند عَنْهُمُ القراءة.
رَوى عَنْه: أَبُو حازم الأعرج، وابن إسحاق، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وجرير بْن حازم، ومالك، وآخرون.
قَالَ ابن سعد: كَانَ ثقة عالمًا كثير الحديث، قِيلَ تُوُفِّي سنة عشرين ومائة وهُوَ أشبه، وقيل سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل سنة ثلاثين.
قَالَ النّسائي: ثقة.
612- (يزيد بْن قُطَيْب السَّكوني الشامي المقرئ) [1] .
سَمِعَ أَبَا بحرية عَبْد اللَّه بْن قيس.
وعَنْه: أَبُو إبْرَاهِيم الكلبي، والوليد بْن سُفْيان الغسّاني، وصَفْوان بْن عَمْرو، وغيرهم.
613- (يزيد بْن أَبِي منصور الأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ) [2]- ت-.
رَوى بمصر وبأفريقية عَنْ عَائِشَةَ- إنْ صحّ- وعَنْ ذي اللحية الكلابي وأنس بْن مالك.
وعَنْه: سهل العدوي، وعَبْد الرَّحْمَن بْن زياد بْن أنعم، وموسى بْن عليّ، وعَبْد العزيز.
ورجع فِي آخر عمره إلى البصرة قَالَ أَبُو حاتم: ليس به بأس.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 353، الجرح 9/ 385، تهذيب التهذيب 11/ 354، التقريب 2/ 369 وقطيب: بضم القاف وفتح الطاء، الخلاصة 434.
[2] التاريخ الكبير 8/ 363، الجرح 9/ 291، التاريخ لابن معين 2/ 677 رقم 5303، تهذيب التهذيب 11/ 363، التقريب 2/ 371، الخلاصة 434.(7/504)
614- (يزيد بْن مَيْسرة بْن حلبس الدمشقي [1] .
رَوى عَنْ: أم الدِّرْداء، وأَبِي إدريس الخَوْلاني.
وعَنْه: أخوه يونس، وصَفْوان بْن عَمْرو، ومعاوية بْن صالح، وآخرون.
سكن حمص، وكان واعظًا زاهدًا عارفًا.
ومن كلامه قَالَ: إن ظللت تدعو عَلَى مِنْ ظلمك فإن اللَّه يَقُولُ: إن آخر يدعو عليك إن شئت لك وله وإن شئت آخّرتكما إلى يوم القيامة ووسعكما عفوي.
ورَوى الوليد بْن مُسْلِم عَنِ الأَوزاعيّ قَالَ: قدم عطاء الخراساني عَلَى هشام بْن عَبْد الملك فنزل على مكحول فقال له: هاهنا أحد يحرّكنا؟ قَالَ:
نعم يزيد بْن مَيْسرة، فأتوه فَقَالَ عطاء: حرّكنا رحمك اللَّه. قَالَ: كَانَ العلماء إذا علموا عملوا، فإذا عملوا شغلوا، فإذا شغلوا فقدوا، فإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا، ثم استعاده فأعاد عَلَيْهِ، فرجع عطاء ولم يلق هشامًا وتركه.
615- (يزيد بْن نُعَيم بْن هَزَّالٍ [2] الأسلمي) [3]- م د ن-.
عَنْ: جدّه وجَابِر بْن عَبْد اللَّهِ، وسَعِيد بْن المسيّب.
وعَنْه: يحيى بْن أَبِي كثير [4] ، وعِكْرِمة بْن عمار، وهشام بْن سعد [5] .
616- (يعقوب بن أبي سلمة الماجشون) [6]- م د ت ن- أبو يوسف
__________
[1] في التاريخ الكبير 8/ 355 «حلبس» بالباء الموحدة وكذلك في الجرح 9/ 288، وتاريخ أبي زرعة 1/ 621 رقم 1783.
[2] بفتح الهاء والزاي المشددة.
[3] التاريخ الكبير 8/ 364، الجرح 9/ 292، تهذيب التهذيب 11/ 365، التقريب 2/ 372، الخلاصة 434.
[4] في الأصل مهملة والتصحيح من التهذيب وغيره.
[5] التاريخ الكبير 8/ 392، المشاهير 80، طبقات ابن سعد 5/ 415 (في ترجمة ابنه يوسف) .
الجرح والتعديل 9/ 207، سير أعلام النبلاء 5/ 370، تهذيب التهذيب 11/ 388، التقريب 2/ 375، رجال ابن حبان 80، طبقات الشيرازي 67، وفيات الأعيان 6/ 376، الخلاصة 436.
[6] الماجشون: بكسر الجيم وضم الشين. وهو معرب «فيكون» بمعنى خمريّ اللون في(7/505)
المدني مولى آل المنكدر التَّيْمي.
سَمِعَ ابن عُمَر، وأبا سَعِيد، والأعرج.
وعَنْه: ابناه يوسف، وعَبْد العزيز، وابن أخيه عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه الماجشون.
وكان يعلم الغناء ويتّخد القِيان وأمره فِي ذَلِكَ ظاهر مَعَ صدقه فِي الرواية، وكان يجالس عُرْوَة، ويجالس عُمَر بْن عَبْد العزيز أيام ولايته عَلَى المدينة فلما استُخلف وَفَد يعقوب عَلَيْهِ فَقَالَ: إنا تركناك حين تركنا لبس الخزّ.
قَالَ مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ: وكان الماجشون أول مِنْ علم الغناء مِنْ أهل المروءة بالمدينة.
وقَالَ سوار بْن عَبْد اللَّه: ثَنَا أَبِي، ثنا إسحاق بْن عيسى بْن مُوسَى، عَنِ ابن الماجشون قَالَ: عُرِّج برُوح أَبِي الماجشون فوضعناه عَلَى مغتَسِلِه وأعلَمْنا النَّاسَ فدخل غاسل فرأى عِرْقًا يتحرك من أسفل قدمه فَقَالَ لنا: أرى عِرْقًا يتحرك مِنْ أسفل قدمه، فاعتللنا عَلَى النَّاسَ وقلنا: لم يتهيأ، فأصبحنا وأتى الغاسل والناس فرأى العِرق يتحرك. قَالَ: فاعتذرنا إلى النَّاسَ بالأمر الَّذِي رأيناه فمكث ثلاثًا، ثم إنّه نشغ [1] فاستوى جالسًا فَقَالَ ائتوني بسويق فأتيَ بِهِ فشربه فقلنا: خبّرنا قَالَ: نعم إنّه عُرج بروحي إلى السماء فصعد بي المَلَك حتى انتهى إلى السماء السابعة فقيل لَهُ: مِنْ معك؟ قَالَ: الماجشون. فقيل لَهُ: لم يأن لَهُ بقي مِنْ عمره كذا وكذا سنة، ثم هبط فرأيت النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْر عَنْ يمينه وعُمَر عَنْ يساره وعُمَر بْن عَبْد العزيز بين يديه، فقلت للذي معي:
مَن هذا؟ وأحببت أن أستثبته قَالَ: أَوَ تعرفه! هذا عُمَر بْن عَبْد العزيز، قُلْتُ:
إنّه لقريب المقعد مِنَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ: قَالَ: إنّه عمل بالحق فِي زمن الجور وإنهما عملا بالحق فِي زمن الحق.
__________
[ () ] الفارسية. لقّب به لحرمة خدّيه. (انظر: اللباب 3/ 141) ويقال: ماه كون: أي شبه القمر، كما في التهذيب.
[1] أي شهق.(7/506)
توفي في خلافة هشام وولد فِي زمن عثمان سنة أربع وثلاثين.
617- (يعقوب بن خالد بن المسيّب المخزومي) [1] .
عَنْ: أَبِي صالح السمان، وإِسْمَاعِيل بْن إبْرَاهِيم الشيباني.
وعَنْه: يحيى بْن سَعِيد الأنصَارِيّ، ويزيد بْن الهاد، وعمرو بن أَبِي عُمَر.
ومات شابًا.
618- (يعقوب بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي طلحة الأنصَارِيّ) [2]- م- عَنْ عمه أنس.
وعَنْه: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وأسامة بْن زيد اللَّيْثي.
وثَّقه أَبُو زُرْعة.
619- (يعلى بْن عطاء العامري الطائفي) [3]- م 4- نزيل واسط.
رَوى عَنْ: أَبِيهِ، ووكيع بْن عدس، وعمارة بْن حديد [4] ، وعمرو بن الشريد، وجماعة كثيرة.
وعنه: شعبة، وحماد بن سلمة، وشريك، وأبو عوانة، وهشيم.
وثقه أحمد. وقَالَ غير واحد: تُوُفِّي سنة عشرين ومائة.
620- (يعلي بْن مُسْلِم بْن هُرْمُز) [5]- م د ن-.
بَصْرِيّ نزل مكة.
وحدّث عَنْ: أَبِي الشعثاء، وسَعِيد بْن جُبَيْر، ومجاهد.
وعنه: ابن جريج، وسفيان بن حسين، وشعبة.
وثقه ابن معين.
__________
[1] الجرح 9/ 207.
[2] التاريخ الكبير 8/ 389، تهذيب التهذيب 11/ 396، الجرح 9/ 208، تاريخ أبي زرعة 1/ 562 رقم 1539 و 1542.
[3] التاريخ الكبير 8/ 415، طبقات ابن سعد 5/ 520، الخلاصة 438، الجرح 9/ 302، سير أعلام النبلاء 5/ 452 رقم 201، التاريخ لابن معين 2/ 682 رقم 4233 و 4914 و 4915.
[4] مهمل بالأصل.
[5] التاريخ الكبير 8/ 417، الجرح 9/ 302، التاريخ لابن معين 2/ 683 رقم 354 و 355، تهذيب التهذيب 11/ 405، التقريب 2/ 378، الخلاصة 438.(7/507)
621- (يوسف بن سعد الجمحي) [1]- ت ن- مَولاهم البصري.
عَنْ: الحَسَن بْن عليّ، والحارث بْن حاطب.
وعَنْه: القاسم بْن الفضل الحُدّاني [2] ، والربيع بْن مُسْلِم، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وآخرون.
أثنوا عَلَيْهِ.
622- (يوسف بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث الأنصَارِيّ) [3]- م ت ن ق- مولاهم الْبَصْرِيّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وخاله مُحَمَّد بْن سيرين، وأنس بْن مالك، وأَبِي العالية.
وعَنْه: خَالِد الحذّاء، ومهدي بْن ميمون، وسُلَيْمَان بْن المغيرة، وحمّاد بْن سلمة.
وثّقه ابن مَعِين.
623- (يوسف بْن ماهك [4] الفارسي) [5]- ع- مولى المكيين.
رَوى عَنْ: حكيم- 4- بن حزم، وابن عباس- د ق-، وأبي هريرة- د ق-، وعَبْد اللَّه بْن عَمْرو، وعَبْد اللَّه بْن صَفْوان بْن أُمَّية، وعُبَيْد بْن عُمَيْر، وغيرهم.
وعنه: أيوب، وعطاء، وأبو بشر، وحميد الطويل، وابن جريج، وجماعة.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 373، الجرح 9/ 223، ميزان الاعتدال 4/ 466، تهذيب التهذيب 11/ 413، التقريب 2/ 380، التاريخ لابن معين 2/ 685 رقم 3930 الخلاصة 439.
[2] بضم الحاء المهملة وتشديد الدال. والنسبة إلى محلّة بالبصرة. (انظر: اللباب 1/ 347) .
[3] التاريخ الكبير 8/ 372، تهذيب التهذيب 11/ 416، التقريب 2/ 381، الجرح 9/ 225، التاريخ لابن معين 2/ 685 رقم 4163 وفيه: «يوسف بن عبده» .
[4] ضبطه بكسر الهاء في تقريب التهذيب 2/ 382 وفي الخلاصة بفتحها.
[5] التاريخ الكبير 8/ 375، تهذيب التهذيب 11/ 421، المشاهير 86، الجرح 9/ 229 د طبقات ابن سعد 5/ 470، طبقات خليفة 281، تاريخ خليفة 245، المعرفة والتاريخ 1/ 223 سير أعلام النبلاء 5/ 68 رقم 24، العقد الثمين 7/ 497، شذرات الذهب 1/ 147، خلاصة التذهيب 439.(7/508)
وثّقه ابن مَعِين.
قَالَ الواقدي ويحيى بْن بُكَيْر والفلاس: تُوُفِّي سنة ثلاث عشرة ومائة.
وقَالَ الْهَيْثَمُ بْن عَدِيّ [1] سنة عشر، وقيل سنة أربع عشرة، والأول أصح.
624- (يونس بْن سيف الكلاعي الحمصي) [2]- د ق-.
عَنْ: الحارث بْن زياد، وأَبِي إدريس الخَوْلاني.
وعَنْه: الزُّبَيْدِيُّ، ومعاوية بْن صالح، وغيرهما.
توفي سنة عشرين ومائة
__________
[1] في الأصل «الهيثم بن علي» . وما أثبتناه هو المشهور.
[2] التاريخ الكبير 8/ 405، الجرح 9/ 239، تاريخ أبي زرعة 1/ 354، تهذيب التهذيب 1/ 440 وفي التقريب 2/ 385 «سونش بن يوسف» وهذا وهم.(7/509)
[الكنى]
625- (أبو البدّاع بن عاصم) [1]- ع- بن عدي البلوي أبو عمرو الْمَدَنِيّ.
عَنْ: أَبِيهِ.
وعَنْه: أَبُو بَكْر بْن حزم، وعبد الملك بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث، وابنه عاصم.
توفي سنة سبع عشرة وقيل سنة عشر ومائة.
626- (أبو بكر بن حفص) [2]- ع- بْن عُمَر بْن سَعْدِ بْن أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيّ الْمَدَنِيّ، واسمه عبد الله.
رَوى عَنْ: ابن عُمَر، وأنس، وعُرْوَة بْن الزّبير.
وعنه: زيد بن أَبِي أُنَيْسَةَ، ومُحَمَّد بْن سوقة، وشُعْبَة.
وكان ثقة.
627- (أَبُو بكر بْن عَبْد اللَّه بْن أبي الجهم) [3]- م ت ن ق- بن حذيفة العدوي.
عن: ابن عمر، وفاطمة بنت قيس، وغيرهما.
وعنه: أبو بكر النّهشلي، وشعبة، وشريك.
__________
[1] الجرح 9/ 348، تهذيب التهذيب 12/ 17، التقريب 2/ 394، الخلاصة 443.
[2] التاريخ الكبير 9/ 10، الجرح 9/ 238، التاريخ لأبي زرعة 1/ 646 رقم 1911، تهذيب التهذيب 12/ 24، التقريب 2/ 396.
[3] الجرح 9/ 338، تهذيب التهذيب 12/ 26، التقريب 2/ 397، الخلاصة 444.(7/510)
628- (أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ) [1]- ع- الأنصاري النّجّاري المدني.
قاضي المدينة وأميرها وكان أعلم زمانة بالقضاء فيما قَالَ.
رَوى عَنْ عبّاد بْن تميم وسلمان الأغرّ وعَبْد اللَّه بْن قيس بْن مَخْرَمَة وعَمْرو بْن سُلَيْم الزُّرقي وأَبِي حَبّة [2] البدري وخالته عمرة.
وعَنْه ابناه عَبْد اللَّه ومُحَمَّد وأفلح بْن حُمَيْد والأَوزاعيّ والمسعودي وآخرون.
وثّقه ابن مَعِين [3] .
وقَالَ مالك: لم يل عَلَى المدينة أمير أنصَارِيّ غيره.
وقيل: كَانَ كثير العبادة والتهجُّد.
وقَالَ الواقدي: هُوَ الَّذِي كَانَ يصلّي بالناس ويتولَّى أمرهم واستقضى ابن عمّه أَبَا طوالة.
وقَالَ أَبُو الغصن الْمَدَنِيّ: رأيت فِي يد أَبِي بَكْر بْن حزم خاتم ذهب فَصّه ياقوتة حمراء.
ورَوى عطاف بْن خَالِد، عَنْ أُمّه، عَنْ زَوْجَة ابن حزم أَنَّهُ ما اضطَّجع عَلَى فراشة بالليل منذ أربعين سنة.
وقيل: كان له في الشهر ثلاثمائة دينار.
وقَالَ مالك: ما رأيت مثل ابن حزم أعظم مروءة وأتم حالا ولا رأيت من أوتي مثل ما أوتي: ولاية المدينة والقضاء والموسم.
قِيلَ: تُوُفِّي سنة عشرين ومائة، وقيل سنة سبع عشرة.
__________
[1] التاريخ الكبير 9/ 10، تاريخ خليفة بن خياط 350، دول الإسلام 1/ 82، تهذيب التهذيب 12/ 38، التقريب 2/ 399 وله خبر في طبقات ابن سعد 8/ 480 و 481، الجرح 9/ 337، تاريخ أبي زرعة 1/ 444 رقم 1097، الخلاصة 445.
[2] بموحدة، وفي التهذيب «حية» بالياء المثناة. والصواب كما أثبتناه.
[3] «ابن معين» ساقطة من الأصل، وأثبتناها من الخلاصة.(7/511)
629- (أَبُو بَكْر بْن المنكدر التَّيْمي) [1]- سوى ق- أسنّ الأخوة.
رَوى عَنْ: جَابِر، وأَبِي أُمَامة بْن سهل.
وعَنْه: بُكَيْر بْن الأشجّ، وعُمَر بْن مُحَمَّد العمري، وشُعْبَة.
وثقوه.
630- (أَبُو ذبيان) [2]- خ م ن- عَن ابن الزبير.
وعَنْه: حفصة بنت سيرين- مَعَ تقدّمها-، وجعفر بْن ميمون، وشُعْبَة.
وثَّقه النّسائي. واسمه خليفة بْن كعب التميمي.
631- (أَبُو رافع مولى أم سَلَمَةَ) [3] ، واسمه عَبْد اللَّه بْن رافع.
عَنْ: أم سَلَمَةَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ.
وعَنْه: سَعِيد المَقْبُري، وأيوب بْن خَالِد، ومُحَمَّد بْن إسحاق.
وثَّقه أَبُو زُرْعة.
مِنْ سادات التابعين وزُهّادهم، وكان ابن جزء الزُّبَيْدِيُّ إذا رآه قَالَ: ما لأحد عَلَى أَبِي زُرْعة فضل إلا بالصَّحْبَة.
632- (أَبُو زُرْعة التجيبي، مولى بني سَوْم) [4] الْمَصْريّ.
وقَالَ عَبْد الملك بْن مروان: هُوَ والله خير بنى سوم.
وقَالَ غيره: قتل وهيب فخرج القُرّاء يطلبون بدمه وممن كَانَ معهم أَبُو زُرْعة، فقُتل فيمن قُتِل سنة سبع عشرة ومائة، وكان من الصالحين الكبار.
633- (أبو رجاء مولى أبي قلابة) [5]- خ م د ن- اسمه سلمان.
عَنْ: مولاه، وعَنْ عَنْبَسَةَ بْن سَعِيد بْن العاص وعُمَر بْن عَبْد العزيز، وأبي المهلّب.
__________
[1] التاريخ الكبير 9/ 13، الجرح 9/ 342، تهذيب التهذيب 12/ 40، التقريب 2/ 400.
[2] تهذيب التهذيب 3/ 162، التقريب 2/ 420 وفي الخلاصة «ذئبان» مثنى ذئب.
[3] الجرح 5/ 53، تاريخ أبي زرعة 1/ 40 رقم 1040، تهذيب التهذيب 5/ 206، التقريب.
[4] بفتح السين وتسكين الواو. (انظر: اللباب 2/ 155) .
[5] الجرح 4/ 299، تهذيب التهذيب 4/ 140، التقريب 1/ 315.(7/512)
وعنه: أيوب السختياني، وحميد الطويل، وابن عَوْن، وحَجَّاج الصواف.
وهُوَ مُقِلّ.
634- (أَبُو السائب) [1]- م ع- مولى هشام بْن زهرة.
عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وأَبِي سَعِيد.
وعَنْه: بُكَيْر بْن الأشجّ، والعلاء بْن عَبْد الرَّحْمَن، والزُّهْرِيّ، وشَرِيك بْن أَبِي نَمِر، وغيرهم.
ويحتمل أَنَّهُ مات فِي الطبقة الماضية.
635- (أَبُو سَعِيد الرعيني) [2]- 4- القتباني المصري قاضي إفريقية.
عن: أبي تميم الْجَيْشَانِي، وعَبْد اللَّه بْن مالك اليَحْصُبي.
وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زحر.
مات فِي حدود سنة خمس عشرة ومائة. اسمه جُعْثُل [3] بْن هَاعَان.
636- (أَبُو سُفْيان طلحة بْن نافع الإسكاف) [4]- خ م ت د-.
عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه وأنس بْن مالك وابن عَبَّاس وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَيْر.
وعَنْه: حُصَيْن، والأعمش، وحَجَّاج بْن أرطأة، وابن إسحاق، وشُعْبَة.
قَالَ أَبُو حاتم: أَبُو الزّبير أحبّ إليّ منه.
وقال ابن عُيَيْنَة: إنما أَبُو سُفْيَان عَن جَابِر صحيفة.
وقَالَ أَحْمَد بْن حنبل وغيره: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شيء.
__________
[1] تهذيب التهذيب 12/ 104، التقريب 2/ 426، الخلاصة 450.
[2] التاريخ لابن معين 2/ 83 رقم 5315، تهذيب التهذيب 2/ 79، التقريب 1/ 128.
[3] بضم الجيم وتسكين العين وضم الثاء المثلثة كما في التقريب. وفي التاريخ لابن معين «جعثل بن عاهان» بتقديم العين على الهاء وهذا تصحيف، فقد نص في التقريب على أن أوله «ها» .
[4] طبقات خليفة 155، التاريخ لابن معين 2/ 279 رقم 658 و 1995 و 2397 و 4458 و 2646 و 2865، التاريخ الكبير 4/ 346، الجرح والتعديل 4/ 475، سير أعلام النبلاء 5/ 293 رقم 139، ميزان الاعتدال 2/ 342، العقد الثمين 5/ 71، تهذيب التهذيب 5/ 26، التقريب 1/ 380، خلاصة التذهيب 180.(7/513)
قُلْتُ: قرنه الْبُخَارِيّ بآخر.
637- (أَبُو عَبْد رب الزّاهد [1] الدمشقي) [2]- ق- مولى روميّ اسمه قسطْنطين.
رَوى عن: فَضَالَةَ بْن عُبَيْد، ومعاوية، وأُوَيْس القُرَني.
وعنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهما.
وقد خرج عَنْ عشرة آلاف دينار للَّه، وكان يختار الفقر عَلَى الْغِنَى، ولم يخلّف إلا ثمن كفنٍ، وكان كبير الشأن.
رَوى سَعِيد بْن عَبْد العزيز، عَنْ أَبِي عَبْد ربّ قَالَ: لو سَالَتْ بَرَدِي [3] ذهبًا أو فضّةً ما قمت إليها، ولو قِيلَ لي: من احتضن هذا العمود مات لَقُمْتُ إِلَيْهِ [4] ! قَالَ سَعِيد: ونَحْنُ نعلم أَنَّهُ صادق.
مات سنة اثنتي عشرة ومائة.
638- (أَبُو عُبَيْد الحاجب) [5]- م د- مولى سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك وحاجبه.
عَنْ: عَمْرو بْن عَبْسَةَ، وأنس بْن مالك، وعدّة.
وعَنْه: ابن عَجْلان، والأَوزاعيّ، ومالك، وآخرون.
وثَّقه أَبُو زُرْعة. وكان بعد الحجابة مِنَ العلماء العاملين رحمه اللَّه تعالى. قَالَ بِشْر بْن عَبْد اللَّه: لم أر أحدًا أعلم بالعلم من أبي عبيد.
ورَوى الوليد، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن حسّان الكناني أنّ أبا عبيد كَانَ يحجب سُلَيْمَان، فلمّا ولي عُمَر بْن عَبْد العزيز قَالَ: أَيْنَ أَبُو عُبَيْد؟ فدنا منه فَقَالَ: هذه الطريق إلى فلسطين وأنت من أهلها فالحق بها، فقالوا: بعد
__________
[1] تاريخ أبي زرعة 1/ 247 رقم 296- 298، تهذيب التهذيب 12/ 152، التقريب 2/ 446، الخلاصة 454.
[2] في الأصل «الزاهر» ، وهو وهم.
[3] نهر يعبر دمشق.
[4] زاد في «حلية الأولياء» : «شوقا إلى الله وإلى رسوله» .
[5] تهذيب التهذيب 12/ 158، التقريب 2/ 448.(7/514)
يا أمير المؤمنين لو رأيت أَبَا عُبَيْد [1] وتشميره للخير والعبادة، قَالَ: ذاك أحقّ أن لا نفتنه، كانت فيه أُبهَّةٌ عَنِ العامّة، وفي لفظ: للعامّة.
639- (أَبُو عُبَيْدة بْن عَبْد اللَّهِ) [2]- م د ت ق- بن زمعة بن الأسود القرشيّ الأسديّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وأمّه زينب بنت أَبِي سَلَمَةَ، وجدَّته أمّ سَلَمَةَ.
وعَنْه: الزُّهْرِيّ، وابن إسحاق، وجماعة.
640- (أَبُو عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ) [3]- 4- بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ العنسيّ [4] .
عَنْ: أَبِيهِ، وجابر، والرّبيع بنت معوّذ.
وعَنْه: سعد بْن إبْرَاهِيم، وابن إسحاق، وجماعة.
وَيُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ.
641- (أَبُو عُشّانة المعافريّ) [5]- د ت ق- حيّ بن يؤمن المصري.
عن: رويفع بن ثابت، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وعَنْه: حرملة بْن عمران، وعمرو بن الحارث، واللّيث، وعدّة.
وكان من أجناد اليمن. مات سنة ثمان عشرة ومائة.
642- (أَبُو الفيض) [6]- د ت ن- واسمه موسى بن أيوب، حمصيّ.
عن: معاوية، وأبي قرصافة جندرة [7] .
__________
[1] في الأصل «أبا عبيدة» ، وهو خطأ.
[2] الجرح 9/ 404، تهذيب التهذيب 12/ 159، التقريب 2/ 448، الخلاصة 454.
[3] التاريخ الكبير 9/ 52، تهذيب التهذيب 12/ 160، التقريب 2/ 448، له رواية في تاريخ أبي زرعة 1/ 444 رقم 1098.
[4] في نسخة «القدسي» : العنبسي، والصحيح ما أثبتناه.
[5] التاريخ الكبير 3/ 119، الجرح 3/ 276، تاريخ أبي زرعة 1/ 393 رقم 889، التاريخ لابن معين 2/ 141 رقم 5141، الإكمال 2/ 67، التاريخ الكبير 3/ 119.
[6] الجرح 8/ 134، التاريخ لابن معين 2/ 592 رقم 5132، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية 11/ 428 أ) ، تهذيب التهذيب 10/ 337، التقريب 2/ 281.
[7] بفتح الجيم وتسكين النون وفتح الدال والراء المهملتين، وهو جندرة بن خيشنة.(7/515)
وعَنْه: زيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وشُعْبَة.
وثَّقه ابن معين.
643- (أبو كثير السحيمي) [1]- م 4- اليمامي الأعمى يزيد بْن عَبْد الرَّحْمَن وقيل ابن عَبْد الله.
روى عن أبي هريرة.
وعنه: يحيى بن أبي كثير، وعقبة بْن التوأم، وعِكْرِمة بْن عمّار، والأَوزاعيّ، وأيوب بْن عُتْبَة، وجماعة.
وثَّقه أَبُو حاتم وغيره.
644- (أبو لبابة التّيمي الورّاق) [2]- ت ن- واسمه مروان.
عَنْ: عَائِشَةَ، وأنس.
وعَنْه: هشام بْن حسّان، وحمّاد بن زيد.
وثّقه ابن مَعِين يقال: إنّه مولى لعائشة رَضِيَ اللَّه عنها.
645- (أبو مريم الأنصاري) [3]- د ت-.
ويقال الحضرميّ الشاميّ صاحب القناديل وقيّم مسجد حمص وقيل إنّه قرّره خالد بن الوليد لذلك.
روى عن: أبي هريرة، وجابر.
وعنه: يحيى بن أبي عمرو السيباني [4] ، ومعاوية بن صالح، وحريز [5] بن
__________
[1] الجرح 9/ 276، التاريخ لابن معين 2/ 722 رقم 3674، تهذيب التهذيب 12/ 211، التقريب 2/ 465، الخلاصة 458.
[2] الجرح 8/ 272، التاريخ لابن معين 2/ 557 رقم 367 و 3898، تهذيب التهذيب 10/ 99، التقريب 2/ 240، وقال الذهبي في الميزان 4/ 565: «لا يدرى من هو» .
[3] التاريخ الكبير 9/ 68، الجرح 9/ 436 و 437، تهذيب التهذيب 2 پ/ 231، التقريب 2/ 471، ميزان الاعتدال 4/ 572، الخلاصة 459.
[4] في الأصل «الشيبانيّ» ، وكذلك في تهذيب وميزان الاعتدال، والصحيح ما أثبتناه بالسين المهملة، وسيبان من حمير. (انظر: التاريخ الكبير 8/ 293 المشاهير 180 الجرح والتعديل 5/ 266) .
[5] في الأصل «جرير» ، والتصحيح من الميزان والجرح 9/ 437.(7/516)
عثمان، وصفوان بن عمرو، وقيل إن فرج بن فضالة لحقه.
قال أحمد بن حنبل: رأيتهم بحمص يثنون عليه.
وقال العجلي: أبو مريم مولى أبي هريرة تابعي ثقة.
وفرق البخاري بين هذا وبين خادم مسجد حمص، وجمعهما أبو حاتم.
646- (أبو المليح بن أسامة الهذلي) [1]- ع- اسمه عامر وقيل زيد، بَصْرِيّ ثقة.
رَوى عَنْ: أَبِيهِ، وعَائِشَة، وبريدة بْن الحصيب، وعَوْف بْن مالك، وابن عَبَّاس، وعَبْد اللَّه بْن عَمْرو، وجماعة.
وعَنْه: أيّوب السختياني، وأَبُو بِشرْ، وخَالِد الحذّاء، وحَجَّاج بْن أرطأة، وقَتَادة، وأَبُو بَكْر الْهُذَلِيُّ.
وكان عاملا عَلَى الأُبّلة [2] . قَالَ ابن سعد [3] وابن أَبِي عاصم: توفي سنة اثنتي عشرة ومائة.
647- (أبو المهزم) [4] التيمي) - د ت ق-.
بَصْرِيّ اسمه يزيد بْن سُفْيان وقيل عَبْد الرَّحْمَن بْن سفيان.
عن أبي هريرة.
__________
[1] الجرح 6/ 319، التاريخ لابن معين 2/ 726 رقم 32 و 4271، طبقات ابن سعد 7/ 219، طبقات خليفة 207، التاريخ الكبير 6/ 449، التاريخ الصغير 1/ 237، المعرفة والتاريخ 2/ 151 و 3/ 72، سير أعلام النبلاء 5/ 94 رقم 33.
[2] بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها. بلدة على شاطئ دجلة في زاوية الخليج الّذي يدخل إلى مدينة البصرة. (ياقوت 1/ 77) .
[3] لم أجد في طبقات ابن سعد تأريخا لوفاته، بل ذكر ما يفيد أنه كان حيا سنة 111 هـ. حيث نقل أن أبا حفص العقيلي قال: «مرّ بي أبو المليح الهذلي وأنا أخيط كفن يزيد بن عبد الله بن الشخير أبي العلاء فقال: اجعل له أزرارا مثل أزرار الأحياء» ، ثم أرخ وفاة أبي العلاء بسنة 111 هـ. (، / 156) بينما أرّخ ابن حجر في التقريب وفاة أبي المليح في سنة 98 وقيل 108 هـ. وقيل بعد ذلك.
[4] بتشديد وكسر الزاي المعجمة. تهذيب التهذيب 12/ 249، التقريب 2/ 478، الخلاصة 461، كتاب المجروحين 3/ 99، الجرح 9/ 269، التاريخ لابن معين 2/ 671 رقم 1640 و 3816 و 3857 و 4308.(7/517)
وعَنْه: حُسَين المعلّم، وحبيب المعلّم، وشُعْبَة- ثم تركه-، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وعَبْد الوارث بْن سَعِيد.
وهُوَ أقدم شيْخ لعبد الوارث. وأحسبه عاش بعد العشرين ومائة.
ضعّفه ابن مَعِين.
وقَالَ النّسائي: متروك.
648- (أَبُو نوفل بن أبي عقرب) [1]- د ن-.
رَوى عَنْ: أَبِيهِ، وعَائِشَة، وأسماء، وعبد الله بن عمر.
روى: عنه ابن جريج، والأسود بن شيبان، وشعبة.
وثّقه ابن معين.
649- (أبو وهب الجيشاني [2] المصري) [3]- د ت ق-.
عن: الضحاك بن فيروز الديلمي، وعبد الله بن عمرو بن العاص.
وعنه: عمرو بن الحارث، والليث، وابن لهيعة [4] .
اسمه على الأصح: عبيد بن شرحبيل.
وقال البخاري: ديلم بن هوشع [5] . والله أعلم.
آخر الطبقة الثانية عشرة (بعون الله وتوفيقه تمّ تحقيق هذا الجزء من «تاريخ للإسلام» للحافظ الذهبيّ، على يد الفقير إليه تعالى، خادم العلم «عمر بن عبد السلام التدمريّ الطرابلسيّ» ، الأستاذ الدكتور، ووافق ذلك يوم الجمعة الثالث من شهر شعبان سنة 1407 هـ. الموافق للثالث من نيسان 1987، بمنزله بساحة النجمة، بمدينة طرابلس الشام، حرسها الله. والحمد للَّه ربّ العالمين) .
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 574 رقم 3549 و 3672 و 4310 واسمه «معاوية بن مسلم» .
[2] الجيشانيّ: بفتح الجيم وسكون التحتانية بعدها معجمة. (التقريب) .
[3] التاريخ لابن معين 2/ 731 رقم 72، التاريخ الكبير 3/ 349، الجرح والتعديل 3/ 434 رقم 1973، ميزان الاعتدال 4/ 585، تهذيب التهذيب 2/ 487 و 12/ 275، التقريب 2/ 487 رقم 26.
[4] في الأصل «والليث بن لهيعة» والتصحيح من ميزان الاعتدال.
[5] وفي الجرح: «الهوسع ويقال: الهويسع» بالسين المهملة.(7/518)
[المجلد الثامن (سنة 121- 140) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ
سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَحَوَادِثُهَا
تُوُفِّيَ فِيهَا إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ [1] أَوْ فِي الَّتِي تَلِيهَا، وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ قُتِلَ فِيهَا بِخُلْفٍ.
وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ [2] فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْهَا. وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْمَذْبُوحُ. وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ الأَنْصَارِيُّ. ومُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِيهَا بِخُلْفٍ. وَنُمَيْرُ [3] بْنُ أَوْسٍ الأَشْعَرِيُّ.
وَفِيهَا غَزَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَسَارَ مِنْ أَرْمِينِيَّةَ إِلَى قَلْعَةِ بَيْتِ السَّرِيرِ [4] مِنْ بِلادِ الرُّومِ فَقَتَلَ وَسَبَى وَغَنِمَ، ثُمَّ أَتَى قَلْعَةً ثَانِيَةً فَقَتَلَ وَأَسَرَ. ثُمَّ دَخَلَ حِصْنَ عَوْمِيكَ [5] وَفِيهِ سَرِيرُ الْمَلِكِ [6] ، فَهَرَبَ الْمَلِكُ. ثُمَّ إِنَّهُمْ صَالَحُوا مَرْوَانَ فِي السَّنَةِ عَلَى أَلْفِ رَأْسٍ وَمِائَةِ أَلْفِ مُدْيٍ [7] . ثُمَّ سَارَ مَرْوَانُ فدخل
__________
[1] المزني قاضي البصرة. ذكر وفاته في دول الإسلام (1/ 84) سنة 122 هـ
[2] محدّث الكوفة. (دول الإسلام 1/ 83) وذكر ابن خياط وفاته في سنة 122 هـ. (ص 254) .
[3] ورد في نسخة القدسي 5/ 26 «غير» . وفي البداية والنهاية 9/ 329 «نمير بن قيس» والتصحيح من:
التاريخ الكبير 8/ 117. المشاهير 118. دول الإسلام 1/ 83.
[4] تسمى سرير الذهب. مملكة واسعة بين اللان وباب الأبواب. وهي حاليا في جنوب الاتحاد السوفييتي.
(دول الإسلام 1/ 83) .
[5] في الأصل غومشك «وكذلك في دول الإسلام» وفي «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 2405 «غوميك» ، وفي «تاريخ خليفة بن خياط» 351 «غومسك» .
[6] سرير الذهب. (الطبري 7/ 160) .
[7] مدي. بضم الميم. مكيال للشام ومصر.(8/5)
أَرْضَ أَزَرَ [1] وَبِلادَ بَطْرَانَ [2] فَصَالَحُوهُ، وَصَالَحَهُ أَهْلُ بِلادِ تَوْمَانَ [3] .
ثُمَّ أَتَى جِمْرِينَ [4] فَقَاتَلَهُمْ وَلازَمَ الْحِصَارَ عَلَيْهِمْ شَهْرَيْنِ ثُمَّ صَالَحُوهُ، ثُمَّ افْتَتَحَ مِسْدَارَةَ [5] وَغَيْرَهَا.
وَذَكَرَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [6] أَنَّ الْبَطَّالَ [7] قُتِلَ فِيهَا.
وَفِيهَا غَزَا الصَّائِفَةَ مُسْلِمَةُ ابن أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هِشَامٍ فَسَارَ حَتَّى أَتَى مَلَطْيَةَ [8] .
وَقَدْ مَاتَ مُسْلِمَةُ هَذَا فِي دَوْلَةِ أَبِيهِ.
__________
[1] أزر: بالفتح ثم سكون الراء المهملة. بليدة من أول جبال طبرستان من ناحية الديلم وبها قلعة حصينة.
(ياقوت 1/ 149) .
[2] في العبر للذهبي «نطران» 1/ 153.
[3] مهملة في الأصل. وهو «تومان شاه» كما في دول الإسلام 1/ 83.
[4] أثبتها القدسي في نسخته «حمزين» والتصحيح من دول الإسلام 1/ 83.
[5] عند ابن الأثير 5/ 240 «مسداز» وفي دول الإسلام «مسدار» .
[6] تاريخ خليفة 352.
[7] هو: ابو يحيى عبد الله المعروف بالبطال. كان من المجاهدين في بلاد الروم. وسيرته مشهورة في كتب التاريخ. اختلف في سنة وفاته.
[8] تاريخ خليفة 352.(8/6)
سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ بُكَيْرُ بْنُ عبد اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ عَلَى قَوْلِ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَسَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ بِوَاسِطَ. وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قسيط. ويعقوب بن عبد الله ابن الأَشَجِّ، وَأَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ يَحْيَى. وَالزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ الْكُوفِيُّ.
وَوُلِدَ فِيهَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ [1] .
وَفِيهَا خَرَجَ بِأَرْضِ الْمَغْرِبِ مَيْسَرَةُ الْحَقِيرُ [2] وَعَبْدُ الأَعْلَى مَوْلَى مُوسَى ابن نُصَيْرٍ مُتَعَاضِدَيْنِ وَمَعَهُمَا خَلائِقُ مِنَ الصُّفْرِيَّةِ [3] فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَعَسْكَرَ لِمُلَتَقَاهُمْ مُتَوَلِّي أَفْرِيقِيَّةَ فَكَانَ الْمَصَافُّ بَيْنَهُمْ فَاسْتَظْهَرَ وَالِي أَفْرِيقِيَّةَ لَكِنْ قُتِلَ ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَبْحَابِ. ثُمَّ إِنَّهُ جَهَّزَ جَيْشًا عَلَيْهِمْ أَبُو الأَصَمِّ خَالِدٌ فَالْتَقَوْا فَقُتِلَ أَبُو الأَصَمِّ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَشْرَافِ فِي آخِرِ السَّنَةِ.
وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُ الصُّفْرِيَّةِ وَبَايَعُوا بِالْخِلافَةِ الشَّيْخَ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ زَيْدٍ الْهَوَّارِيَّ فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ قُتِلَ وَجَرَتْ حُرُوبٌ مُهَوِّلَةٌ وَقُتِلَ الْمُسْلِمُونَ وَعَظُمَ الْخَطْبُ وَكَانَتْ سنة وأيّ سنة.
__________
[1] ذكر خليفة بن خياط ان ولادته في سنة 121 هـ. (ص 352) .
[2] انظر: تاريخ خليفة 353، دول الإسلام 1/ 84.
[3] الصفرية الزيادية أصحاب زياد بن الأصفر، خالفوا الأزارقة والنجدات والإباضية في أمور.
(الملل والنّحل- الشهرستاني 2/ 56) .(8/7)
وَكَانَ الأَمِيرُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَبْحَابِ قَدْ جَهَّزَ حَبِيبَ بْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ الْفِهْرِيَّ غَازِيًا إِلَى جَزِيرَةِ صَقَلِّيَّةَ فَقَدِمَ مَعَهُ وَلَدُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى طَلائِعِهِ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحَدَ الأَبْطَالِ فَلَمْ يَثْبُتْ لَهُ أَحَدٌ وَظَفَرَ ظَفَرًا مَا سَمِعَ بِمِثْلِهِ قَطُّ وَسَارَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى أَكْبَرِ مَدَائِنَ صَقَلِّيَّةَ وَهِيَ مَدِينَةُ سَرْقُوسَةُ [1] فَقَابَلُوهُ فَهَزَمَهُمْ وَهَابَتْهُ النَّصَارَى وَذَلُّوا لِأَدَاءِ الْجِزْيَةِ.
وَكَانَ وَالِدُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَبْحَابِ قَدِ اسْتَعْمَلَ عَلَى طَنْجَةَ وَمَا يَلِيهَا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَادِيَّ فَظَلَمَ وَعَسَفَ وَأَسَاءَ السِّيرَةَ فِي الْبَرْبَرِ فَثَارُوا وَاغْتَنَمُوا غَيْبَةَ الْعَسَاكِرِ وَتَدَاعَتْ عَلَى عُمَرَ الْقَبَائِلُ وَعَظُمَ الشَّرُّ. وَهَذِهِ أَوَّلُ فِتْنَةٍ كَانَتْ بِالْمَغْرِبِ بَعْدَ تَمْهِيدِ الْبِلادِ فَأَمَّرَتِ الْبَرْبَرُ عَلَيْهِمْ مَيْسَرَةَ الْحَقِيرَ فَأَسْرَعَ حَبِيبُ الْفِهْرِيُّ الْكَرَّةَ مِنْ صَقَلِّيَّةَ فَالْتَقَى هُوَ وَمَيْسَرَةُ فَكَانَتْ مَلْحَمَةٌ هَائِلَةٌ فَاسْتَظْهَرَ مَيْسَرَةُ.
ثُمَّ إِنَّ الْبَرْبَرِ أَنْكَرَتْ سُوءَ سِيرَةِ مَيْسَرَةَ وَتَغَيَّرُوا عليه فقتلوه وأمّروا عليهم خالد ابن حُمَيْدَةَ الزَّنَاتِيَّ فَأَقْبَلَ بِهِمْ فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ فَكَانَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَسْكَرِ الإِسْلامِ مَلْحَمَةٌ مَشْهُورَةٌ قُتِلَ فِيهَا خَالِدُ الزَّنَاتِيُّ وَسَائِرُ مَنْ مَعَهُ وَذَهَبَ فِيهَا خَلْقٌ مِنْ فِرْسَانِ الْعَرَبِ وَلِهَذَا سُمِّيَتْ غَزْوَةَ الأَشْرَافِ. وَمَرَجَ أَمْرُ النَّاسِ وَقَوِيَتِ الْخَوَارِجُ.
وَعَمَدَ النَّاسُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَبْحَابِ فَعَزَلُوهُ فَغَضِبَ الْخَلِيفَةُ هِشَامُ لَمَّا بَلَغَهُ وَتَنَمَّرَ، وَبَعَثَ عَلَى الْمَغْرِبِ كُلْثُومُ بْنُ عِيَاضٍ القشيري.
__________
[1] سرقوسة: بفتح أوله وثانيه. أكبر مدينة بجزيرة صقلّيّة وكان بها سرير ملك الروم قديما. (ياقوت 3/ 214) . وفي نسخة القدسي «سرياقوسة» وهو خطأ واضح.(8/8)
سَنَةَ ثَلاثَ وَعِشرِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ ثَابِتُ الْبُنَانِيُّ. وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الْقَصِيرُ بِدِمَشْقَ. وَأَبُو يُونُسَ سُلَيْمٌ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ. وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ الذُّهْلِيُّ. وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ.
وَشُرَحْبِيلُ بْنُ سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ. وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عبد الملك بن حبيب. وابن محيصن مقريء مَكَّةَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَابِدُ الْبَصْرَةِ. وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ بِخُلْفٍ.
وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ بَيْنَ الْبَرْبَرِ وَبَيْنَ كُلْثُومِ بْنِ عِيَاضٍ فَقُتِلَ كُلْثُومُ فِي الْمَصَافِّ وَاسْتُبِيحَ عَسْكَرُهُ وَقُتِلَ عِدَّةٌ مِنْ أُمَرَائِهِ كَسَرَهُمْ أَبُو يُوسُفَ الأَزْدِيُّ رَأَسُ الصُّفْرِيَّةِ ثُمَّ اتَّبَعَ الْمُسْلِمِينَ يَقْتُلُ وَيَأْسِرُ. وَقَتَلَ حَبِيبَ بْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ الْفِهْرِيَّ وَسُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي الْمُهَاجِرِ. ثُمَّ قَامَ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ بَلْجُ ابْنُ عَمِّ كُلْثُومٍ فَانْتَصَرَ عَلَى الْخَوَارِجِ وَهَزَمَهُمْ وَقُتِلَ أَبُو يُوسُفَ فِي خَلْقٍ مِنَ الصُّفْرِيَّةِ [1] . وَكَانَ كُلْثُومُ الْمَذْكُورُ مِنْ جِلَّةِ الأُمَرَاءِ وَلِيَ دِمَشْقَ مُدَّةً لِهِشَامٍ ثُمَّ وَلاهُ الْمَغْرِبَ فَسَارَ إِلَيْهَا فِي خَلْقٍ مِنْ عَرَبِ الشَّامِ فَلَمَّا قُتِلَ دَخَلَ مِنْهُمْ خَلْقٌ إِلَى الأَنْدَلُسِ وَعَلَيْهَا عبد الرحمن ابن حَبِيبٍ الْفِهْرِيُّ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَطَنٍ فَجَرَتْ بينهم وَقَعَاتٌ عَلَى الْمُنَافَسَةِ عَلَى الدُّنْيَا فَقُتِلَ بَلْجُ القشيري ووجوه أصحابه.
__________
[1] دول الإسلام 1/ 84.(8/9)
وفيها حج بالناس يزيد ابن الْخَلِيفَةِ هِشَامٍ وَفِي صُحْبَتِهِ الزُّهْرِيُّ وَفِيهَا لَقِيَهُ مالك وابن عيينة [1] .
__________
[1] زاد في (شذرات الذهب) : وأهل الحجاز. (1/ 161) .(8/10)
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الْجُهَنِيُّ. وَعَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ الزرقيّ أبو طلحة.
والقاسم ابن أَبِي بَزَّةَ [1] الْمَكِّيُّ. وَمُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ [2] بْنِ زُرَارَةَ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بِخُلْفٍ. وَأَبُو جَمْرَةَ نَصْرُ [3] بْنُ عِمْرَانَ الضُّبَعِيُّ [4] .
وَعَاثَتِ الصُّفْرِيَّةُ بِالْمَغْرِبِ وَحَاصَرُوا قَابِسَ [5] وَنَصَبُوا عَلَيْهَا الْمَجَانِيقَ، وَافْتَرَقَتِ الصُّفْرِيَّةُ بَعْدَ مَقْتَلِ مَيْسَرَةَ فِرْقَتَيْنِ، وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ فِي صِبَاهُ يَسْقِي الْمَاءَ وَلَمَّا بَلَغَ الْخَلِيفَةَ هشام قَتْلُ كُلْثُومٍ بَعَثَ عَلَى الْمَغْرِبِ حَنْظَلَةَ بْنَ صفوان الكلبي [6] .
__________
[1] مهملة في الأصل. والتصحيح من تاريخ خليفة 356.
[2] في تاريخ خليفة: «من ولد سعد بن زرارة» .
[3] في الأصل «نضر» .
[4] بضم الضاد وفتح الباء. (اللباب 2/ 260) .
[5] مدينة بين طرابلس وسفاقس ثم المهدية على ساحل البحر. كان فتحها مع فتح القيروان سنة 27 هـ.
وهي مدينة جليلة مسوّرة بالصخر. (ياقوت 4/ 289) .
[6] انظر تاريخ خليفة 354- 356.(8/11)
سِنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ سُلَيْمٍ، وَبُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ العقيلي، وجبلة ابن سُحَيْمٍ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ. وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بن إياس. وزياد بن علافة الثَّعْلَبِيُّ [1] وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ الرُّهَاوِيُّ، وَسَعْدُ بن إبراهيم الزهري في قول، وسليمان ابن حميد بمصر. وصالح مولى التوأمة بِالْمَدِينَةِ. وَعَلِيُّ بْنُ نُفَيْلٍ [2] الْحَرَّانِيُّ بِهَا.
وَمُحَمَّدُ بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس على الأصح. ومرثد بن سميّ والوليد ابن عبد الملك بْنِ أَبِي مَالِكٍ. وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْخَلِيفَةُ، وَيَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قُتِلَ كَأَبِيهِ.
وَفِيهَا استُخْلِفَ الْوَليِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَكَتَبَ إِلَى يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى أَمِيرِ الْعِرَاقِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ [3] الثَّقَفِيِّ بِالأَخَوَيْنِ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدٍ ابْنَيْ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ. فَلَمَّا قَدِمَا عَلَيْهِ عَذَّبَهُمَا حَتَّى هَلَكَا.
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ هَذَا قَدْ وَلِيَ الْحَرَمَيْنِ لِهِشَامٍ مُدَّةً وَأَقَامَ الْحَجَّ مُدَّةً.
وَكَانَتِ الْفِتَنُ شَدِيدَةً بِالْمَغْرِبِ وَنِيرَانُ الْحَرْبِ تَسْتَعِرُ وعليها الأمير حنظلة ابن صَفْوَانَ فَزَحَفَ إِلَيْهِ عُكَاشَةُ الْخَارِجِيُّ فِي جَمْعٍ فالتقوا فكانت بينهم وقعة
__________
[1] محرفة في الأصل. (اللباب 1/ 237) .
[2] في الأصل «نقيل» والتصحيح من اللباب 3/ 320.
[3] في الأصل «يوسف بن محمد بن عمر» .(8/12)
لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا وَانْهَزَمَ عُكَاشَةُ وَقُتِلَ مِنَ الْبَرْبَرِ مَنْ لا يُحْصَى ثُمَّ تَنَاخُوا وَسَارَ رَأْسُهُمْ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْهَوَّارِيُّ بِنَفْسِهِ فَجَهَّزَ حَنْظَلَةُ لِمُلْتَقَاهُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا فَانْكَسَرُوا وَوَلَّوِا الأَدْبَارَ وَقُتِلَ مِنْهُمْ عِشْرُونَ أَلْفًا، وَنَزَلَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بِجُيوُشِهِ عَلَى فَرْسَخٍ مِنَ الْقَيْرَوَانِ، وَكَانَ فِيمَا قِيلَ فِي ثَلاثِمِائَةِ أَلْفٍ، فَبَذَلَ حَنْظَلَةُ الأَمْوَالَ وَالسِّلاحَ وَعَبَّأَ عَشْرَةَ آلافٍ فَخَرَجُوا وَمَعَهُمُ الْقُرَّاءُ وَالْوُعَّاظُ وَكَثُرَ الدُّعَاءُ وَالاسْتِغَاثَةُ باللَّه وَضَجَّ النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَكَانَتْ سَاعَةً مَشْهُودَةً، وَسَارَ حَنْظَلَةُ بَيْنَ الصُّفُوفِ يُحَرِّضُ عَلَى الْجِهَادِ، وَاسْتَسْلَمَتِ النِّسَاءُ لِلْمَوْتِ لِمَا يَعْلَمْنَ مِنْ رَأَيِ هَؤُلاءِ الصُّفْرِيَّةِ، ثُمَّ كَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ وَصَدَقُوا الْحَمْلَةَ وَكَسَرُوا أَغْمَادَ سُيُوفِهِمْ، وَالْتَحَمَ الْحَرْبُ [1] وَثَبَتَ الْجَمْعَانِ ثُمَّ انْكَسَرَتْ مَيْسَرَةُ الإِسْلامِ ثُمَّ تَرَاجَعُوا وَحَمَلُوا فَهَزَمُوا الْعَدُوَّ وَقُتِلَ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْهَوَّارِيُّ وَأُتِيَ بِرَأْسِهِ، وَقُتِلَ الْبَرْبَرُ مَقْتَلَةً لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا، وَأُسِرَ عُكَاشَةُ وَأُتِيَ بِهِ فَقَتَلَهُ حَنْظَلَةُ وَأَمَرَ بِإِحْصَاءِ الْقَتْلَى بِالْقَصَبِ بِأَنْ طَرَحَ عَلَى كُلِّ قَتِيلٍ قَصَبَةٌ ثُمَّ جَمَعَ الْقَصَبَ فَبَلَغَتْ مِائَةُ أَلْفٍ وَثَمَانِينَ أَلْفًا.
وَهَذِهِ مَلْحَمَةٌ مَشْهُودَةٌ مَا سَمِعْنَا بِمِثْلِهَا قَطُّ، وَهَؤُلاءِ الْكِلابُ يَسْتَبِيحُونَ سَبْيَ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَذُرِّيَتِهِمْ وَدِمَاءِهِمْ وَيُكَفِّرَونَ أَهْلَ الْقِبْلَةِ، وَتُعْرَفُ بِغْزَوَةِ الأَصْنَامِ بِاسْمِ قَرْيَةٍ هُنَاكَ.
وَعَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَا غَزْوَةٌ كَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَشْهَدَهَا بَعْدَ غَزْوَةِ بَدْرٍ مِنْ غَزْوَةِ الْغَرْبِ بِالأَصْنَامِ [2] .
__________
[1] في كتاب (المذكر والمؤنث للفرّاء) : الحرب مؤنثة، قال أبو عبد الله قال الفرّاء في موضع آخر:
الحرب مذكر.
[2] انظر: البيان المغرب 1/ 58 و 59.(8/13)
سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ الْكُوفِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ مَقْتُولا، وَدَرَّاجُ أَبُو السَّمْحِ الْمِصْرِيُّ الْقَاصُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ السَّبَائِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْمَكِّيُّ، وَعَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ الْمِصْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْمَكِّيُّ. وَالْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ الأَسَدِيُّ الشَّاعِرُ. ونَبِيهُ بْنُ وَهْبٍ الْعَبْدَرِيُّ.
وَالْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ خُلِعَ وَقُتِلَ. وَيَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ بِحِمْصٍ. وَيَزِيدُ بْنُ الْوَليِدِ النَّاقِصُ فِي آخِرِ الْعَامِ.
وَفِيهَا خَرَجَ أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان بن عَلَى ابْنِ عَمِّهِ الْخَلِيفَةِ الْوَلِيدِ لِمَا انْتَهَكَ مِنْ حُرُمَاتِ اللَّهِ وَاسْتَهْتَرَ بِالدِّينِ فَبُويِعَ يَزِيدُ بِالْمِزَّةِ وَتَوَثَّبَ عَلَى دِمَشْقَ فَأَخَذَهَا ثُمَّ جَهَّزَ عَسْكَرًا إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ وَهُوَ بِنَوَاحِي تَدْمُرَ عَاكِفًا عَلَى الْمَعَاصِي فَقُتِلَ بِحِصْنِ الْبَخْرَاءِ مِنْ نَاحِيَةِ تَدْمُرَ فِي شَهْرِ جُمَادَى الآخِرَةِ [1] .
فَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ: قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ فِي الْوَلِيدِ أَبَدًا عِنْدَ هِشَامِ وَيُعِيبُهُ وَيَذْكُرُ عَنْهُ الْعَظَائِمَ مِنَ الْمُرْدِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَأَنَّهُ يَخْضِبُهُمْ بِالْحِنَّاءِ وَيَقُولُ: مَا يَحِلُّ لَكَ يَا أَمِيرَ المؤمنين إلا أن تخلعه من
__________
[1] يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة.(8/14)
الْعَهْدِ. وَكَانَ الْوَليِدُ قَدْ جَعَلَهُ أَبُوهُ وَلِيَّ عَهْدٍ بَعْدَ هِشَامٍ فَكَانَ هِشَامٌ لا يَسْتَطِيعُ خَلْعَهُ وَيُعْجِبُهُ قَوْلَ الزُّهْرِيِّ رَجَاءَ أَنْ يُؤَلِّبَ الناس عليه. ثم إن يزيدا استُخْلِفَ فَلَمْ تَطُلْ مُدَّتُهُ وَلا مُتِّعَ فَعُهِدَ بِالأَمِرِ إِلَى أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْوَليِدِ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَقِيلَ لَمْ يَعْهَدْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بَلْ بَايَعَهُ الْمَلَأُ فَتَوَثَّبَ عَلَيْهِ بَعْدَ أَيَّامٍ مَرْوَانُ الْحِمَارُ كَمَا يَأْتِي.
وَفِيهَا خَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَبِيبٍ الْفِهْرِيُّ بِالْمَغْرِبِ وَعَلَيْهَا حَنْظَلَةُ بْنُ صَفْوَانَ وَكَانَ فِيهِ دِينٌ وَوَرَعٌ عَنِ الدِّمَاءِ فَنَزَحَ عَنِ الْقَيْرَوَانِ وَتَأَسَّفَ عَلَيْهِ النَّاسُ لجهاده وعدله [1] .
__________
[1] البيان المغرب 1/ 60- 62.(8/15)
سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيُّ. وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ عَلَى الأَصَحِّ. وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلٍ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ الْفَهْمِيُّ. وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ الْجَنَدِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ الْمَدَنِيُّ. وَعَمْرُو ابن عَبْدِ اللَّهِ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ الزَّاهِدُ فِي قَوْلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ. وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ الْمُؤَدَّبُ.
وَفِيهَا كَانَتْ فِتَنٌ عَظِيمَةٌ وَبَلاءٌ: فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ مُتَوَلِّي أَذْرَبَيْجَانَ وَأَرْمِينِيَّةَ وَتِلْكَ الْمَمَالِكِ، لَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ يَزِيدَ النَّاقِصِ، أَنْفَقَ الأَمْوَالَ وَجَمَعَ الأَبْطَالَ وَسَارَ بِالْعَسَاكِرِ فَدَخَلَ الشَّامَ، فَجَهَّزَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَليِدِ لِحَرْبِهِ أَخَوَيْهِ بِشْرًا وَمَسْرُورًا، فَالْتَقَوْا، فَانْتَصَرَ مَرْوَانُ وَأَسَرَهُمَا وَسَجَنَهُمَا، ثُمَّ زَحَفَ حَتَّى نَزَلَ بِعَذْرَاءَ [1] فَالْتَقَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَانَتْ بَيْنَهُمَا وَقْعَةٌ مَشْهُودَةٌ، ثُمَّ انْهَزَمَ سُلَيْمَانُ وَبَلَغَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَليِدِ فَعَسْكَرَ بِظَاهِرِ دِمَشْقَ وَأَنْفَقَ الأَمْوَالَ فِي الْعَسْكَرِ فَخَذَلُوهُ وَتَفَلَّلُوا عَنْهُ، وَوَثَبَ الْكِبَارُ بِدِمَشْقَ فَقَتَلُوا عبد العزيز بن [2] الحجاج بن عبد الملك بْنِ مَرْوَانَ وَيُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الَّذِي كَانَ نائب العراق في الحبس.
__________
[1] قرية بغوطة دمشق. (ياقوت 4/ 91) .
[2] «بن» ساقطة من الأصل، والاستدراك من «شذرات الذهب» .(8/16)
وَقُتِلَ الْحَكَمُ وَعُثْمَانُ ابْنَا الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ وكانا يلقّبان بالجملين وكانا شابّين أمر دين قَتَلُوهُمَا بِالدَّبَابِيسِ وَثَبَ عَلَيْهِمَا غِلْمَانُ يَزِيدَ بْنِ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ لِأَنَّ أُمَرَاءَ دِمَشْقَ خَافُوا مِنْ أَنْ يُخْرِجَهُمَا مَرْوَانُ الْحِمَارُ فَيُبَايِعُ أَحَدَهُمَا أَوْ يَجْعَلُهُ وَلِيَّ عَهْدٍ فَلا يَسْتَبْقِي أَحَدًا قَامَ عَلَى أَبِيهِ.
ثُمَّ هَرَبَ الْخَلِيفَةُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ فَسَارَ يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَبَنُو عَمِّهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ إِلَى عَذْرَاءَ إِلَى مَرْوَانَ الْحِمَارِ وَبَايَعُوهُ بِالْخِلافَهِ وَدَخَلَ الْبَلَدَ فَأمَرَ بِنَبْشِ يَزِيدَ بْنِ الْوَليِدِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَصَلَبَهُ لِأَجْلِ قِيَامِهِ عَلَى الْوَلِيدِ الْفَاسِقِ، ثُمَّ إِنَّ الْخَلِيفَةَ إِبْرَاهِيمَ ذَلَّ وَجَاءَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِ مَرْوَانَ ابْنَ مُحَمَّدٍ وَخَلَعَ نَفْسَهُ مِنَ الأَمْرِ وَسَلَّمَهُ إِلَى مَرْوَانَ وَبَايَعَ طَائِعًا.
وَجَرَتْ هَوَشَاتٌ وَفِتَنٌ، وَوَثَبَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ بِالْغُوطَةِ فقتل يزيد ابن خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقِسْرِيَّ وَتَمَّ الأَمْرُ لِمَرْوَانَ، ثُمَّ سَارَ عَنْ دِمَشْقَ فَخَلَعَهُ أَهْلُهَا وَأَهْلُ حِمْصٍ فَنَزَلَ عَلَى حِمْصٍ بِجَيْشِهِ وَحَاصَرَهَا وَأَخَذَهَا وَقَتَلَ عِدَّةُ أُمَرَاءَ وَهَدَمَ نَاحِيَةً مِنْ سُورِهَا. وَخَرَجَ عَلَيْهِ مِنْ طَبَرِيَّةَ ثَابِتُ بْنُ نَعِيمٍ الْجُذَامِيُّ فَجَهَّزَ لِحَرْبِهِ عَسْكَرًا فَانْهَزَمَ ثَابِتٌ بَعْدَ أَنْ قُتِلَ جَمَاعَةٌ مِنْ جُنْدِهِ ثُمَّ أُسِرَ وَأُتِيَ بِهِ مَرْوَانُ فَقَطَعَ أَرْبَعَتَهُ [1] بِدِمَشْقَ وَكَانَ سَيِّدَ الْيَمَانِيَّةِ فِي زَمَانِهِ.
وَأَمَّا أَهْلُ الْكُوفَةِ فَبَايَعُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيَّ وَكَانَ مَعَهُ أَخَوَاهُ الْحَسَنُ وَيَزِيدُ وَكَانُوا قَدْ وَفَدُوا عَلَى نائب الكوفة عبد الله ابن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَكْرَمَهُمْ وَبَالَغَ فِي الإِحْسَانِ، فَلَمَّا مَاتَ يَزِيدُ النَّاقِصُ هَاجَتْ شِيعَةُ الْكُوفَةِ وَجَيَّشُوا وَغَلَبُوا عَلَى الْقَصْرِ وَبَايَعُوا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا، فَحَشَدَ مَعَهُ خَلائِقَ فَالْتَقَاهُمْ عَسْكَرُ الْكُوفَةِ وَتَمَّتْ لَهُمْ وَقْعَةٌ انْهَزَمَ فِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ الْقَصْرَ وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنْ شِيعَتِهِ ثُمَّ إِنَّهُ أُخْرِجَ مِنَ الْقَصْرِ وأمّنوه وأخرجوه
__________
[1] قال ابن خياط: فقطع يديه ورجليه. (ص 374) .(8/17)
مِنَ الْكُوفَةِ فَتَلاحَقَ بِهِ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَرَجَعَ عَبْد الله بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز إِلَى قَصْرِ الإِمَارَةِ.
وَفِي هَذِهِ الْمُدَّةِ كَانَ ظُهُورُ سَعِيدِ بْنِ بَحْدَلٍ الْخَارِجِيِّ بِنَوَاحِي الْمَوْصِلِ وَتَبِعَهُ خَلْقٌ فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ مَاتَ وَاسْتُخْلِفَ عَلَى أَصْحَابِهِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ الْمَحْكَمِيُّ [1] فَغَلَبَ عَلَى تِكْرِيتَ ثُمَّ سَارَ مِنْهَا إِلَى الْكُوفَةِ فَعَسْكَرَ بِدِيرِ الثَّعَالِبِ [2] فِي نَحْوٍ مِنْ ثَلاثَةِ آلافٍ فَالْتَقَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَكَانَ بَيْنَهُمَا وَقْعَةٌ هَائِلَةٌ ثُمَّ انْكَسَرَ عَبْدُ اللَّهِ وَتَحَيَّزَ إِلَى وَاسِطَ، وَمَلَكَ الضَّحَّاكُ الْكُوفَةَ وَقَوِيَ أَمْرُهُ ثُمَّ عَبَّأَ جُيُوشَهُ فِي رَمَضَانَ، وَسَارَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى وَاسِطَ فَحَارَبَهُ عَبْدُ اللَّهُ بن عمر، وكان منصور ابن جُمْهُورٍ أَحَدَ الأَبْطَالِ الْمَذْكُورِينَ وَالشُّجْعَانِ الْمَعْدُودِينَ مَعَ ابْنِ عُمَرَ، فَدَامَ الْقِتَالُ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ شَهْرَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ وَقُتِلَ خَلْقٌ، ثُمَّ أَرْسَلَ الضَّحَّاكُ الْمَحْكَمِيُّ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلاطَفَهُ عَلَى أَنْ يَدْخُلَ فِي طَاعَتِهِ وَيُقِرَّهُ عَلَى عَمَلِهِ، فَأَعْطَاهُ عَبْدُ اللَّهِ ذلك ولابنه، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ شُبَيْلُ بْنُ عَزْرَةَ الضُّبَعِيِّ وَكَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَظْهَرَ دِينَهُ ... وَصَلَّتْ قُرَيْشٌ خَلْفَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ [3]
ثُمَّ سَارَ الضَّحَّاكُ إِلَى الْمَوْصِلِ فَخَرَجَ لِحَرْبِهِ مُتَوَلِّيهَا [4] فَقُتِلَ، ثُمَّ اسْتَوْلَى الضَّحَّاكُ عَلَى الْمَوْصِلِ وَاتَّسَعَ سُلْطَانُهُ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُ الْخَوَارِجِ، فَكَتَبَ مروان ابن مُحَمَّدٍ الْخَلِيفَةُ- إِلَى وَلَدِهِ عَبْدُ اللَّهِ وَالِي الجزيرة فأمره أن يعسكر بنصيبين [5]
__________
[1] في الأصل «المحلمي» ، والتصحيح من «اللباب 3/ 174» .
[2] دير مشهور بينه وبين بغداد ميلان أو أقل في كورة نهر عيسى على طريق صر صر. (ياقوت 2/ 502) .
[3] البيت في تاريخ خليفة 378 وتاريخ الموصل للأزدي 2/ 59.
[4] في الأصل «متوليا» .
[5] بالفتح ثم الكسر. مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من الموصل الى الشام. (ياقوت 5/ 288) .(8/18)
فسار إليه الضحاك فحصره نَحْوًا مِنْ شَهْرَيْنِ وَبَثَّ خَيْلَهُ يُغِيرُونَ عَلَى بِلادِ الْجِزِيرَةِ وَكَثُرَتْ جُمُوعُ الضَّحَّاكِ وَانْضَافَ إِلَيْهِ مَنْ هَرِبَ مِنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَظُمَ الْخَطْبُ فَسَارَ مَرْوَانُ بِنَفْسِهِ لِيَكْشِفَ عَنِ ابْنِهِ، فَالْتَقَاهُ الضَّحَّاكُ فَأَشَارَ عَلَى الضَّحَّاكِ أُمَرَاؤُهُ أَنْ يتأخر ويقدّم فرسانه فقال: إني والله ما لي فِي دُنْيَاكُمْ هَذِهِ مِنْ حَاجَةٍ وَإِنَّمَا أَرَدْتُ هَذَا الطَّاغِيَةَ وَقَدْ جَعَلْتُ للَّه عَلَيَّ إِنْ رَأَيْتُهُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ [1] ، وَعَلَيَّ دَيْنٌ سَبْعَةُ دَرَاهِمَ فِي كُمِّي مِنْهَا ثَلاثَةٌ [2] ، وَالْتَحَمَ الْقِتَالُ إِلَى الْمَسَاءِ فَقُتِلَ الضَّحَّاكُ فِي الْمَعْرَكَةِ وَلَمْ يَدْرِ بِهِ أَحَدٌ وَدَخَلَ اللَّيْلُ وَقُتِلَ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ نَحْوٌ مِنْ سِتَّةِ آلافٍ ثُمَّ أَصْبَحُوا عَلَى الْقِتَالِ، وَرَكَبَ النَّاس يَوْمَئِذٍ ضَبَابٌ بِحَيْثُ أَنَّ الْفَارِسَ لا يَرَى عَرْفَ فَرَسِهِ، وَمَضَى مَرْوَانُ فِي كُلِّ وَجْهٍ وَثَبَتَ جُنْدُهُ وَجَاءَ الْخَيْبَرِيُّ [3] أَحَدُ رُءُوسِ الْخَوَارِجِ فَدَخَلَ فِي مُعَسْكَرِ مَرْوَانَ وَقَطَعَ أَطْنَابَ خِيَامِهِ وَجَلَسَ عَلَى سَرِيرِهِ فَكَرَّ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثَةِ آلافٍ عَلَى الْخَيْبَرِيِّ فَقَتَلُوهُ، فَقَامَ بِأَمْرِ الْخَوَارِجِ شَيْبَانُ فَتَحَيَّزَ بِهِمْ [4] وَنَزَلَ بِالزَّابَيْنِ [5] وَخَنْدَقُوا عَلَى نُفُوسِهِمْ فَقَاتَلَهُمْ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ كُلُّ يَوْمٍ رَايَةُ مَرْوَانَ مَهْزُومَةٌ، ثم نزل شيبان الخنادق وطلب شهرزور [6] ثم انحدر على ماه [7] ثم على
__________
[1] في تاريخ خليفة 379 «بيني وبينهم» .
[2] في تاريخ خليفة 379 «ثلاثة دراهم» .
[3] في الأصل «الخبيري» .
[4] في الأصل «تحيّزهم» .
[5] الزاب الأعلى بين الموصل وإربل، والزاب الأسفل مخرجه من جبال السّلق ما بين شهرزور وأذربيجان. (ياقوت 3/ 124) .
[6] بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة وواو ساكنة. كورة واسعة في الجبال بين إربل وهمذان. (ياقوت 3/ 375) .
[7] بلدة بأرض فارس. (ياقوت 5/ 49) .(8/19)
الصَّيْمَرَةِ [1] فَأَتَى بِلادَ كَرْمَانَ [2] وَعَاثَ وَأَفْسَدَ ثُمَّ رجع إلى عُمَانَ فَقَاتَلُوهُ فَقُتِلَ فِي الوقعة [3] .
وَفِيهَا كَانَ قَدْ خَرَجَ بِأَذْرَبَيْجَانَ بِسْطَامُ بْنُ اللَّيْثِ التَّغْلَبِيُّ فَسَارَ فِي نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ فَارِسًا حَتَّى قَدِمَ بَلَدَ [4] فَسَارَ إِلَيْهِ عَسْكَرٌ مِنَ الْمَوْصِلِ فَبَيَّتَهُمْ وَأَصَابَ مِنْهُمْ ثُمَّ قَدِمَ نَصِيبِينَ فَعَاثَ وَشَغَبَ فِي حَيَاةِ الضَّحَّاكِ فَجَهَّزَ لَهُ الضَّحَّاكُ عَسْكَرًا فَقُتِلَ هُوَ وَغَالِبُ أَصْحَابِهِ ثُمَّ سَكَنَ وَذُلَّتِ الْخَوَارِجُ [5] .
وَتَوَطَّدَتِ الْمَمْلَكَةُ لِمَرْوَانَ فَبَعَثَ عَلَى الْعِرَاقِ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيُّ وَعَزَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَكَانَتْ إِمْرَةُ عَبْدِ اللَّهِ عَامَيْنِ فَسَارَ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ حَتَّى نَزَلَ هِيتَ [6] وَحَارَبَ الْخَوَارِجَ مَرَّاتٍ وَظَهَرَ عَلَيْهِمْ وَانْهَزَمَ مِنْهُ مَنْصُورُ بْنُ جَمْهُورٍ إِلَى السِّنْدِ.
وَفِيهَا خَرَجَ الْحَارِثُ بْنُ حُرَيْثٍ الْكَرْمَانِيُّ وَمَعَهُ الأَزْدُ فَالْتَقَاهُ أَمِيرُ خُرَاسَانَ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ فَانْهَزَمَ نَصْرُ وَقَوِيَ أَمْرُ الْحَارِثِ وَالْتَفَّتْ عَلَيْهُ مُضَرُ وَبَايَعُوهُ وَغَلَبَ عَلَى مَرْوَ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ.
__________
[1] بلد بين ديار الجبل وديار خوزستان. (ياقوت 3/ 439) .
[2] بفتح الكاف أو كسرها وتسكين الراء. ولاية واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان.
(ياقوت 4/ 454) .
[3] انظر: دول الإسلام 1/ 88 وتاريخ خليفة 380.
[4] بفتح أوله وثانيه. اسمها بالفارسية شهراباذ. وهي مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل (ياقوت 1/ 481) .
[5] انظر: تاريخ خليفة 382.
[6] بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار. (ياقوت 5/ 421) .(8/20)
وَفِيهَا خَرَجَ بِمِصْرَ وُجُوهُ أَهْلِهَا عَلَى مَرْوَانَ وَكَثُرَتْ عَلَيْهِ الْفُتُوقُ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ إِلَى بلاد الترك.(8/21)
سَنَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا بَكْرُ بْنُ سُوَادَةَ الْفَقِيةُ بِمِصْرَ، وَجَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعَفِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَأَبُو قَبِيلٍ حُيَيُّ بْنُ هَانِئٍ الْمَعَافِرِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ الْقَارِئُ، وَعَاصِمُ ابن الصباح الجحدري البصري، وأبو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ فِي قَوْلٍ، وَأَبُو حُصَيْنٍ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ عَلَى الأَصَحِّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بن مسلم المكيّ، وَمَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ قَالَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَأَبُو خَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ فِي أَوَّلِهَا، وَأَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي قَوْلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبيِبٍ الْفَقِيهُ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ [1] الْمَدَنِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ حَفْصُ بْنُ الْوَلِيدِ أَمِيرُ مِصْرَ.
وَفِيهَا كَانَ اسْتِيلاءُ الضَّحَّاكِ الْخَارِجِيِّ كَمَا ذَكَرْنَاهُ آنِفًا.
وَفِيهَا أُسِرَ ثَابِتُ بْنُ نُعَيْمٍ الْمَذْكوِرُ فَقُتِلَ صَبْرًا.
وَفِيهَا قَتْلُ حَوْثَرَةِ بْنِ سُهَيْلٍ الْبَاهِلِيِّ لِمُتَوَلِّي مِصْرَ حَفْصِ بْنِ الْوَلِيدِ الْحَضْرَمِيِّ [2] ،
__________
[1] في الأصل «عتيد» بدل «عتبة» والتصحيح مما يستقبلنا في ترجمته.
[2] يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شوال (كتاب الولاة وكتاب القضاة 91) .(8/22)
كَانَ حَفْصُ شَرِيفًا مُطَاعًا وَلِيَ مِصْرَ مُكْرَهًا لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ثُمَّ لِمَرْوَانَ عِنْدَ قيام أهل مصر على أمير هم حَسَّانِ بْنِ عَتَاهِيَةَ، ثُمَّ اسْتَوْلَى حَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ عَلَى دِيَارِ مِصْرَ وَقَتَلَ رَجَاءَ بْنَ أَشْيَمَ الْحِمْيَرِيَّ مِنْ كِبَارِ الْمِصْرِيِّينَ.(8/23)
سَنَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أَزْهَرُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَرَازِيُّ بِحِمْصٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالْمَدِينَةِ، وَخَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ قَاضِي أَفْرِيقِيَّةَ، وَسَالِمُ أَبُو النَّضْرِ الْمَدَنِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ، وَقَيْسُ بْنُ الحجاج السلفي، وَمَطَرُ بْنُ طَهْمَانَ الْوَرَّاقُ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ حَرْبٍ النَّدَبِيُّ وَآخَرُونَ.
وَفِيهَا خَرَجَ بِحَضْرَمَوْتَ طَالِبُ الْحَقِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الْكِنْدِيُّ الأَعْوَرُ فَغَلَبَ عَلَى حَضْرَمَوْتَ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ الأَبَاضِيَّةُ [1] ثُمَّ سَارَ إِلَى صَنْعَاءَ وَبِهَا الْقَاسِمُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ ثُمَّ انْهَزَمَ الْقَاسِمُ بْنُ عُمَرَ وَكَثُرَ الْقَتْلُ فِي جُنْدِهِ وَتَبِعَهُ طَالِبُ الْحَقِّ فَبَيَّتَهُ فَهَرَبَ الْقَاسِمُ وَقُتِلَ أَخُوهُ الصَّلْتُ وَاسْتَوْلَى طَالِبُ الْحَقِّ عَلَى صَنْعَاءَ فَجَبَى الأَمْوَالَ وَجَهَّزَ إِلَى مَكَّةَ عَشْرَةَ آلافٍ، وَكَانَ عَلَى مَكَّةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَكَرِهَ قِتَالَهُمْ وَفَشِلَ فَوَقَفُوا بِعَرَفَةَ وَوَقَفَ مَعَهُمُ الْحَجِيجُ ثُمَّ غَلَبُوا عَلَى مَكَّةَ فنزح عنها عبد الواحد إلى المدينة [2] .
__________
[1] أصحاب عبد الله بن اباض الّذي خرج في أيام مروان بن محمد وهم فرقة من الخوارج. (الملل والنّحل للشهرستاني 2/ 52) .
[2] انظر: خليفة بن خياط 384 و 385.(8/24)
وَفِيهَا كَتَبَ ابْنُ هُبَيْرَةَ أَمِيرُ الْعِرَاقَيْنِ إِلَى عَامِرِ بْنِ ضُبَارَةَ فَسَارَ حَتَّى أَتَى خُرَاسَانَ وَقَدْ ظَهَرَ بِهَا أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ فِي رَمَضَانَ، وَكَانَ قَدْ ظَهَرَ هُنَاكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْهَاشِمِيُّ فَقَبَضَ عَلَيْهِ أَبُو مُسْلِمٍ وَسَجَنَهُ وَسَجَنَ خَلْقًا مِنْ شِيعَتِهِ [1] .
وفيها سار الكرماني إلى مروالروذ فَسَارَ إِلَى قِتَالِهِ مُتَوَلِّيهَا سَالِمُ [2] بْنُ أَحْوَزَ الْمَازِنِيُّ فَاقْتَتَلُوا فَانْهَزَمَ الْكَرْمَانِيُّ ثُمَّ كَرَّ عَلَيْهِمْ وَبَيَّتَهُمْ فَاقْتَتَلُوا ثُمَّ تَهَادَنُوا ثُمَّ سَارَ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ فَحَاصَرَ الْكَرْمَانِيَّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَغَلَتِ الْمَرَاجِلُ بِالْفِتَنِ إِلَى أَنْ قَتَلَ الْكَرْمَانِيَّ وَلَحِقَ عَسْكَرُهُ بِشَيْبَانَ بْنِ مُسْلِمَةَ [3] السَّدُوسِيِّ الْحَرُورِيِّ الَّذِي تَغَلَّبَ عَلَى سَرَخْسَ وَطُوسَ، وَعَظُمَتْ جُيُوشُ شَيْبَانَ هَذَا وَقَاتَلَهُمْ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ بِضْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَاشْتَغَلَ بِهِمْ إِلَى أَنْ قَوِيَ أَمْرُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ [4] .
فَأَمَّا الْمَغْرِبُ فَوَثَبَ بِهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَبِيبٍ الْفِهْرِيُّ عَلَى رَأْسِ الإِبَاضِيَّةِ فَقَتَلَهُ وَصَلَبَ جُثَّتَهُ فَثَارَ أَصْحَابُهُ وَجَيَّشُوا وَجَرَتْ لَهُمْ حُرُوبٌ عَدِيدَةٌ قُتِلَ فِيهَا أَمِيرُ هؤلاء وأمير هؤلاء [5] .
__________
[1] خليفة 387.
[2] في الأصل «مسلم بن أحوز» .
[3] هكذا عند خليفة 388 وعند الطبري وابن الأثير «سلمة» .
[4] انظر: خليفة 388 و 389.
[5] انظر: خليفة 389.(8/25)
سَنَةُ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
تُوَفِّيَ فِيهَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ بِالْمَدِينَةِ، وَالْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ بِبَرْقَةَ، وَالْحَرِثُ بْنُ يَعْقُوبَ أَبُو عَمْرٍو بِمِصْرَ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيُّ [1] ، وَشُعَيْبُ بْنُ الْحِجَابِ الْبَصْرِيِّ، وَشَيْبَةُ بْنُ نِصَاحٍ [2] الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي لَيْلَى، وَأَبُو الْحُوَيْرِثِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ [3] بِالْكُوفَةِ. وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بن صهيب بالبصرة، وكعب ابن عَلْقَمَةَ الْمِصْرِيُّ التَّنُوخِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ، ومخرمة بْنُ سُلَيْمَانَ قُتِلَ بِقُدَيْدَ، وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ بِخُلْفٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، وَأَبُو وَجَزَةَ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ [4] ، وَيَزِيدُ الرِّشْكُ، وَخَلْقٌ فِيهِمُ اخْتِلافٌ.
وَفِيهَا قَالَ خَلِيفَةُ: اصْطَلَحَ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ وَجَدْيَعُ [5] بْنُ عَلِيٍّ الْكَرْمَانِيُّ عَلَى أَنْ يُقَاتِلُوا أَبَا مُسْلِمٍ صَاحِبَ الدَّعْوَةِ فَإِذَا فَرَغُوا مِنْ حَرْبِهِ نَظَرُوا فِي أمرهم، فدسّ أبو مسلم بمكره إلى ابن الْكَرْمَانِيِّ يَخْدَعُهُ وَيَقُولُ أَنَا مَعَكَ وَانْخَدَعَ لَهُ
__________
[1] في الأصل «الجبايري» .
[2] بكسر النون. وفي الأصل مهملة.
[3] بضم الراء وفتح الفاء. وفي الأصل «زفيع» .
[4] زاد في تاريخ خليفة «السعدي» 395.
[5] في تاريخ خليفة 390 «جديع» بالدال المهملة.(8/26)
ابن الْكَرْمَانِيُّ وَالْتَفَّ مَعَهُ فَقَاتَلُوا نَصْرَ بْنَ سَيَّارٍ، ثُمَّ كَتَبَ نَصْرُ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ إِنِّي أبايعك وأنا أحق بك من ابن الْكَرْمَانِيِّ فَقَوِيَ شَأْنُ أَبِي مُسْلِمٍ وَكَثُرَ جَيْشُهُ وَخَافَهُ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ وَتَقَهْقَرَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَنَزَحَ عَنْ مَرْوَ فَأَخَذَ أَبُو مُسْلِمٍ أَثْقَالَهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ بَعَثَ عَسْكَرًا إِلَى سَرَخْسَ فَقَاتَلَهُمْ شَيْبَانُ الْحَرُورِيُّ فَقُتِلَ شَيْبَانُ.
وَأَقْبَلَتْ سَعَادَةُ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ.
ثُمَّ كَانَتْ وَقْعَةٌ هَائِلَةٌ مُزْعِجَةٌ بَيْنَ جَيْشِ أَبِي مُسْلِمٍ وَبَيْنَ جَيْشِ نَصْرٍ فَانْهَزَمَ أَيْضًا جَيْشُ نَصْرٍ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا، وَتَأَخَّرَ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ إِلَى قُومِسَ [1] وَظَفَرَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ بِسَالِمِ بْنِ أَحْوَزَ فَقَتَلَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى أَكْثَرِ مُدُنِ خُرَاسَانَ ثُمَّ ظَفَرَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْهَاشِمِيِّ فَقَتَلَهُ وَجَهَّزَ قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ فِي جَيْشٍ فَالْتَقَى هُوَ وَنُبَاتَةُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْكِلابِيُّ عَلَى جُرْجَانَ فَقُتِلَ فِي الْمَصَافِّ نُبَاتَةُ وَابْنُهُ حَيَّةُ، ثُمَّ هَرَبَ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ وَخَارَتْ قُوَاهُ وَكَتَبَ إِلَى نَائِبِ الْعِرَاقِ ابْنِ هُبَيْرَةَ يَسْتَصْرِخُ بِهِ وَإِلَى مَرْوَانِ الْحِمَارِ يَسْتَمِدَّهُ حِينَ لا يَنْفَعُ الْمَدَدُ.
وَفِيهَا قُتِلَ فِي وَقْعَةِ قُدَيْدَ بِقُرْبِ مَكَّةَ خَلْقٌ مِنْ عَسْكَرِ الْمَدِينَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ عَبْدَ الْوَاحِدِ الْمَذْكُورَ لَمَّا تَقَهْقَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَاسْتَوْلَى جَيْشُ طَالِبِ الْحَقِّ عَلَى مَكَّةَ كَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ يُخْبِرُهُ بِخُذْلانِ أَهْلِ مَكَّةَ فَعَزَلَهُ وَجَهَّزَ جَيْشًا مِنَ الْمَدِينَةِ فَبَرَزَ لِحَرْبِهِمُ الَّذِينَ اسْتَوْلُوا عَلَى مَكَّةَ وَعَلَيْهِمْ أبو حمزة واستخلف على مكة إبراهيم ابن صَبَّاحٍ الْحِمْيَرِيَّ، ثُمَّ الْتَقَى الْجَمْعَانِ بِقُدَيْدَ فِي صَفَرٍ مِنَ السَّنَةِ فَانْهَزَمَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَاسْتَحَرَّ بِهِمُ الْقَتْلُ، وَسَاقَ أَبُو حَمْزَةَ فَاسْتَوْلَى عَلَى الْمَدِينَةِ فَأُصِيبَ يَوْمَ قُدَيْدَ ثَلاثِمِائَةِ نَفْسٍ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْهُمْ حَمْزَةُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنُهُ عُمَارَةُ وَابْنُ أَخِيهِ مُصْعَبُ بْنُ عُكَاشَةَ وَعَتِيقُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير وابنه عمرو
__________
[1] بضم القاف وكسر الميم. كورة كبيرة بين الري ونيسابور. (ياقوت 4/ 414) .(8/27)
وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ وَابْنُ عَمِّهِمُ الْحَكَمُ بْنُ يَحْيَى وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ الله ابن الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنٌ لِمُوسَى بْنِ خَالِدٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ عَمِّهِمْ مُهَنَّدٌ، حَتَّى قَالَ خَلِيفَةُ: قُتِلَ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ رَجُلا مِن بَنِي أَسَدٍ وَقُتِلَ أُمَيّة بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَقَالَتْ نَائِحَةٌ:
ما للزمان وما ليه ... أَفْنى قُدَيْدُ رِجالِيَهْ [1]
قَالَ: فَحَّدَثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: بَعَثَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَرْبَعَةَ آلافِ فَارِسٍ عَلَيْهِمْ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ السَّعْدِيُّ [2] فَسَارَ ابْنُ عَطِيَّةَ فَلَقِيَ بَلْجًا عَلَى مُقَدِّمَةِ أَبِي حَمْزَةَ بِوَادِي الْقُرَى [3] فَاقْتَتَلُوا فَقُتِلَ بَلْجٌ وَعَامَّةُ جُنْدِهِ، ثُمَّ سَارَ ابْنُ عَطِيَّةَ السَّعْدِيُّ طَالِبًا أَبَا حَمْزَةَ فَلَحِقَهُ بِمَكَّةَ بِالأَبْطَحِ [4] وَمَعَ أَبِي حَمْزَةَ خَمْسَةُ عَشَرَ أَلْفًا فَفَرَّقَ عَلَيْهِ ابْنُ عَطِيَّةَ الْخَيْلَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ وَمِنْ أَعْلاهَا وَمِنْ نَاحِيَةِ مِنًى فَاقْتَتَلُوا إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ فَقُتِلَ أَبْرَهَةُ بْنُ الصَّبَّاحِ عِنْدَ بِئْرِ مَيْمُونٍ وَقُتِلَ أَبُو حَمْزَةَ وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنْ جَيْشِهِ، فَبَلَغَ طَالِبُ الْحَقِّ ذَلِكَ فَأْقَبَلَ مِنَ الْيَمَنِ فِي ثَلاثِينَ أَلْفًا فَسَارَ لِمُلْتَقَاهُ ابْنُ عَطِيَّةَ السَّعْدِيُّ فَنَزَلَ بَتَبَالَةَ [5] وَنَزَلَ الآخَرُ صَعْدَةَ [6] ثُمَّ كَانَتْ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ فَانْهَزَمَ طَالِبُ الْحَقِّ فَسَارَ إِلَى جُرَشَ [7] ثُمَّ تَبِعَهُ ابْنُ عَطِيَّةَ فَالْتَقَوْا ثَانِيًا وَدَامَ الْحَرْبُ حَتَّى دَخَلَ اللَّيْلُ ثُمَّ أَصْبَحُوا فَنَزَلَ طَالِبُ الحق في
__________
[1] انظر البقية في تاريخ خليفة 393، والطبري 7/ 397، والأغاني 20/ 102.
فلأبكينّ سريرة ... ولأبكينّ علانية
ولأبكينّ إذا شجيت ... مع الكلاب العاويه
[2] سعد هوازن كما في الكامل لابن الأثير.
[3] بين المدينة والشام من أعمال المدينة.
[4] بين مكة ومنى.
[5] بفتح التاء والباء. موضع ببلاد اليمن. (ياقوت) .
[6] بفتح الصاد.
[7] في الأصل «حرش» . والتصحيح من (معجم البلدان 2/ 126) بضم الجيم وفتح الراء، من مخاليف اليمن من جهة مكة.(8/28)
نَحْوٍ مِنْ أَلْفِ حَضْرَمِيٍّ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ وَبَعَثُوا بِرَأْسِهِ إِلَى مَرْوَانَ بِالشَّامِ، وَقَدِمَ ابْنُ عَطِيَّةَ حَتَّى نَزَلَ صَنْعَاءَ فَثَارَ بِهِ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ فَبَعَثَ ابْنُ عَطِيَّةَ جَيْشًا فَهَزَمُوهُ وَلَحِقَ بِعَدَنَ فَجَمَعَ نَحْوًا مِنْ أَلْفَيْنِ فَالْتَقَاهُ ابْنُ عَطِيَّةَ وَاقْتَتَلُوا فَقُتِلَ الْحِمْيَرِيُّ وَعَامَّةُ عَسْكَرِهِ وَرَجَعَ ابْنُ عَطِيَّةَ إِلَى صَنْعَاءَ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِ حِمْيَرِيٌّ أَيْضًا فَظَفِرَ بِهِ عَسْكَرُ ابْنُ عَطِيَّةَ، ثُمَّ أَسْرَعَ ابْنُ عَطِيَّةَ السَّيْرَ فِي تِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلا مِنَ الأَشْرَافِ لِإِقَامَةِ الْمَوْسِمِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْيَمَنِ ابْنَ أَخِيهِ، ثُمَّ سَارَ فَنَزَلَ وَادِي شِبَامَ فَبَاتَ بِهِ فَشَدَّ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنَ الْعَرَبِ فَبَيَّتُوهُ وَقَتَلُوهُ وَقَتَلُوا سَبْعَةَ عَشَرَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَنَجَا مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ.
وَفِيهَا كَانَتِ الزَّلْزَلَةُ الْعَظِيمَةُ بِالشَّامِ: قَالَ ابْنُ جَوْصا [1] : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الْوَهاب بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ ثنا أَبِي عَنْ أَبِيهِ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا، مِنْهُ: لَمَّا كَانَتِ الرَّجْفَةُ الَّتِي بِالشَّامِ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ كَانَ أَكْثَرُهَا بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَهَلَكَ كَثِيرٌ مِمَّنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ وَوَقَعَ مَنْزِلُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَلَى مَنْ كَانَ مَعَهُ وَسَلِمَ مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ وَذَهَبَ مَتَاعُهُ تَحْتَ الرَّدْمِ. وَكَانَتِ النَّعْلُ زَوْجًا خَلَّفَهَا شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ عِنْدَ وَلَدِهِ فَصَارَتْ إِلَى ابْنِهِ مُحَمَّدٍ فَلَمَّا رَأَتْ أُخْتُهُ مَا نَزَلَ بِهِ وَبِأَهْلِهِ جَاءَتْ وَأَخَذَتْ فَرْدَ النَّعْلَيْنِ وَقَالَتْ: يَا أَخِي لَيْسَ لَكَ نَسْلٌ وَقَدْ رُزِقْتَ وَلَدًا وَهَذِهِ مَكْرُمَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُحِبُّ أَنْ يُشْرِكَكَ فِيهَا وَلَدِي فَأَخَذَتْهَا مِنْهُ وَكَانَ ذَلِكَ فِي وَقْتِ الرَّجْفَةِ فَمَكَثْتُ
__________
[1] هو: أحمد بْن عُمَيْر بْن يوسف بْن موسى بن جوصاء. أبو الحسن الدمشقيّ محدّث الشام. الحافظ المصنّف. تكلم على العلل والرجال. توفي سنة 320 هـ. (تهذيب ابن عساكر 1/ 420، المنتظم لابن الجوزي 6/ 242، لسان الميزان 1/ 239، تذكرة الحفاظ 3/ 795- 798، المغني 1/ 51، شذرات الذهب 2/ 185، النجوم 3/ 234، البداية والنهاية 11/ 171، سير أعلام النبلاء ج 9 ق 1/ 53 ب، العبر 2/ 180، تاريخ مدينة دمشق (مخطوط التيمورية) 4/ 151، تاريخ التراث العربيّ 1/ 283 وغيره) .(8/29)
عِنْدَهَا حَتَّى كَبُرَ أَوْلادُهَا فَلَمَّا قَدِمَ الْمَهْدِيُّ إلى بيت الْمَقْدِسِ أَتَوْهُ بِهَا وَعَرَّفُوهُ نَسَبَهَا مِنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ فَعَرَفَ ذَلِكَ وَقَبِلَهَا وَأَجَازَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِأَلْفِ دِينَارٍ وَقَرَّبَهُ ثُمَّ بَعَثَ إِلَى مُحَمَّدٍ فَأَتَى بِهِ مَحْمُولا لِزَمَانَتِهِ فَسَأَلَهُ عَنْ خَبَرِ النَّعْلِ فَصَدَّقَ مَقَالَةَ الأَخَوَيْنِ فَقَالَ ائْتِنِي بِالأُخْرَى فَبَكَى وَنَاشَدَهُ اللَّهُ فَرَقَّ لَهُ وأقرّها عنده.(8/30)
تَرَاجِمُ رِجَالِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ
[حَرْفُ الأَلِفِ]
آدَمُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ [1]- خ-.
رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو الأَحْوَصِ سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
إبراهيم بن جرير [2]- د ن ق- بن عبد الله البجلي.
مَاتَ بِالْكُوفَةِ وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ يَحْيَى: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ، وَرَوَى عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وعنه أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَشَرِيكُ الْقَاضِي.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وُلِدَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ وَعَمَّرَ حتى لقيه شريك.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 37 وفيه: آدم بن علي العجليّ، يعدّ في الكوفيين. التقريب 1/ 30، الجرح 2/ 266، التاريخ لابن معين 2/ 5 رقم 2197.
[2] التاريخ الكبير 1/ 278، تهذيب التهذيب 1/ 112، الخلاصة 16، الميزان 25، التقريب 1/ 33، الجرح 2/ 90، التاريخ لابن معين 2/ 7 رقم 3188 وله خبر في تاريخ أبي زرعة 1/ 668. تهذيب الكمال 2/ 63 رقم 157.(8/31)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حُرَّةَ الْحَرَّانِيُّ [1] .
رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ.
وَرَوَى عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ [2] ، بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْعَلَوِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ أَبُو عُقَيْلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ وَغَيْرُهُمَا.
وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَرِيفٍ الْمَدَنِيُّ [3] .
رَوَى عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ.
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَشُعْبَةُ وابن عيينة.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 281 قال: من أهل نصيبين. تهذيب ابن عساكر 2/ 207، ميزان الاعتدال 1/ 26، الجرح 2/ 96.
[2] التاريخ الكبير 1/ 279، المشاهير 127، تاريخ بغداد 6/ 54 وفي (الوافي بالوفيات 5/ 342) :
توفي بعد العشرين والمائة. وجاء في حاشية الترجمة ان الصواب في وفاته سنة 145 هـ. (وأقول) :
هذا وهم والصحيح الأول. الجرح 2/ 92.
[3] التاريخ الكبير 1/ 294 وفيه: الحنفي من ولد قتادة بن مسلم، تهذيب التهذيب 1/ 128، التقريب 1/ 36. الخلاصة 18. الجرح 2/ 108. التاريخ لابن معين 2/ 10 رقم 978. تهذيب الكمال 2/ 108 رقم 185.(8/32)
إبراهيم بن عامر بن مسعود [1] ، ابن أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَجَلِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْكُوفِيُّ [2]- م د ن ق- عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ وَمُصَرِّفٌ وَآخَرُونَ.
وثّقه أحمد بن النسائي.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [3] ، بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ.
سَمِعَ أَبَاهُ وَالزُّهْرِيَّ.
وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ [4] ، أَبُو إِسْحَاقَ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَطَارِقِ بن شهاب وصفية بنت شيبة.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 307، تهذيب التهذيب 1/ 131، التقريب 1/ 36 وفيه «إبراهيم بن ماهر» وهو خطأ بيّن. الخلاصة 18. الجرح 2/ 118. التاريخ لابن معين 2/ 10 رقم 1895. تهذيب الكمال 2/ 115 رقم 187. المعرفة والتاريخ 3/ 128.
[2] التاريخ الكبير 1/ 304، تهذيب التهذيب 1/ 137، التقريب 1/ 38، الخلاصة 19، الجرح 2/ 112. تهذيب الكمال 2/ 131 رقم 200. المعرفة والتاريخ 3/ 88.
[3] التاريخ الكبير 1/ 308، تهذيب ابن عساكر 2/ 246، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 2/ 243 أ، معجم بني أمية 9. المعرفة والتاريخ 1/ 572 و 619.
[4] التاريخ الكبير 1/ 328، تهذيب التهذيب 1/ 167، التقريب 1/ 44، الخلاصة 22، ميزان الاعتدال 1/ 67. الجرح 2/ 132. التاريخ لابن معين 2/ 14 رقم 1668 و 2074. تهذيب الكمال 2/ 211 رقم 250. المعرفة والتاريخ 1/ 292 و 506 و 3/ 93 و 394.(8/33)
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَزَائِدَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ المُسْلِيُّ [1] .
قَالَ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَبُو إِسْحَاقَ الأُمَوِيُّ الْخَلِيفَةُ.
بُويِعَ بِالْخِلافَةِ بِدِمَشْقَ عِنْدَ مَوْتِ أَخِيهِ يَزِيدَ النَّاقِصِ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ طَوِيلا أَبْيَضَ جَمِيلا مُسْمِنًا [3] .
قَالَ مَعْمَرُ: رَأَيْتُ رَجُلا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ جاء إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه ثم قال: أحدث بهذا عنك؟ قال: إي لعمري فَمَنْ يُحَدِّثُكُمُوهُ غَيْرِي؟ وَقَدْ حَكَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَلَدُهُ يَعْقُوبُ.
وَقَالَ بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ: حَضَرْتُ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَقَدِ احْتَضَرَ فَأَتَاهُ قَطَنٌ [4] فقال: أنا رسول من وراءك يسألونك بحق الله لما وليت أمرهم أخاك إبراهيم ابن الْوَلِيدِ، فَغَضِبَ وَقَالَ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ: أَنَا أُوَلِّي إِبْرَاهِيمَ! ثُمَّ قَالَ لِي:
يَا أَبَا الْعَلاءِ إِلَى مَنْ تَرَى أَعْهَدُ؟ قُلْتُ: أَمْرٌ نَهَيْتُكَ عَنِ الدُّخُولِ فِيهِ فَلا أُشِيرُ عَلَيْكَ فِي آخِرِهِ، قَالَ: وَأُغْمِيَ عَلَيْهِ حَتَّى حَسِبْتُهُ قَدْ مَاتَ فَقَعَدَ قَطَنٌ فَافْتَعَلَ كِتَابًا بِالْعَهْدِ عَلَى لِسَانِ يَزِيدَ وَدَعَا نَاسًا فَاسْتَشْهَدَهُمْ عَلَيْهِ ولا والله ما عهد [5]
__________
[1] في الأصل «المسلمي» ، والتصحيح من ميزان الاعتدال، والخلاصة، واللباب حيث قيّده بضم الميم وسكون السين، نسبة الى مسلية ... قبيلة من مذحج.. (3/ 211) .
[2] الخليفة الأموي الثالث عشر. انظر ترجمته في: تهذيب ابن عساكر 2/ 306، تاريخ مدينة دمشق (الظاهرية) 2/ 279 ب- 280 آ، ب، تاريخ الخلفاء 253، الوافي 6/ 163، معجم بني أمية 9. سير أعلام النبلاء 5/ 376 رقم 171. البداية والنهاية 10/ 21 المعرفة والتاريخ 2/ 828 وانظر سيرته في تاريخ اليعقوبي. والطبري والمسعودي وابن الأثير وغيره من كتب التاريخ العامة
[3] المسمن كمحسن: السمين خلقة. وامرأة مسمنة كمعظمة بالأدوية. (القاموس المحيط) .
[4] مولى يزيد بن الوليد.
[5] في الأصل «جهد» .(8/34)
يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ شَيْئًا.
وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: مَكَثَ إِبْرَاهِيمُ سَبْعِينَ لَيْلَةً [1] فِي الْخِلافَةِ ثُمَّ خُلِعَ وَوَلِيَهَا مَرْوَانُ.
وَذَكَر غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَلِيدِ بَقِيَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
أَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ [2] ، أَبُو الْوَليِدِ الْهَوْزَنِيُّ الشَّامِيُّ.
عَنْ عِصْمَةَ بْنِ قَيْسٍ- وَلَهُ صُحْبَةٌ- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مُرْسَلا وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ.
وعنه حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
فَأَمَّا أَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْكَاهِلِيُّ فَآخَرُ مِنْ طَبَقَةِ شُعْبَةَ. يَأْتِي.
أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ الْحَرَازِيُّ [3] الْحِمْصِيُّ.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَعَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيُّ.
وَعَنْهُ الزُّبَيْدِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : أَزْهَرُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَزْهَرُ بْنُ يَزِيدَ الثَّلاثَةُ وَاحِدٌ، نُسِبَ مَرَّةً مُرَادِيٌّ وَمَرَّةً هَوْزَنِيُّ وَمَرَّةً حَرَازِيُّ. كَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ فاللَّه أَعْلَمُ.
__________
[1] الطبري 7/ 299، الإنباء للعمراني 52.
[2] التاريخ الكبير 1/ 456، تهذيب التهذيب 1/ 201، التقريب 1/ 51، الخلاصة 25، ميزان الاعتدال 1/ 172. الجرح 2/ 313. تهذيب الكمال 2/ 323 رقم 306.
[3] بفتح الحاء والراء المخففة. اللباب 1/ 352، التاريخ الكبير 1/ 456، تهذيب التهذيب 1/ 203 وفيه «أزهر بن سعيد» . وكذلك في التقريب 1/ 51 والخلاصة 25. وتهذيب الكمال 2/ 325 رقم 308.
[4] التاريخ 1/ 456، الجرح 2/ 312.(8/35)
فَأَمَّا ابْنُ عبد اللَّهِ فَهُوَ يَرْوِي عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو [1] وَفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ وَعُمَرُ بْنُ جَعْثُمٍ [2] الْقُرَشِيُّ.
تُوَفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَفِيهِ نَصَبٌ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْمَدَنِيُّ [3]- د ن ق- أَخُو إِسْحَاقَ مَوْلَى قُرَيْشٍ.
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَعِيدِ بْنِ مُرْجَانَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ مَالِكُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَكَانَ كَاتِبُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلَهُ بِهِ اخْتِصَاصٌ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عبد الله بن جعفر [4]- ق- بن أبي طالب الهاشمي المدني أَخُو إِسْحَاقَ وَمُعَاوِيَةَ وَعَلِيٍّ.
سَمِعَ أَبَاهُ.
وَعَنْهُ الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَابْنُ أَخِيهِ صالح بن معاوية وعبد الرحمن
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 459. الجرح 2/ 312. تاريخ أبي زرعة 1/ 215 رقم 183. تهذيب التهذيب 1/ 204. تهذيب الكمال 2/ 327 رقم 310.
[2] بضم الجيم والثاء.
[3] التاريخ الكبير 1/ 350 مولى عثمان بن عفان، المشاهير 131، تهذيب ابن عساكر 3/ 19، تهذيب التهذيب 1/ 289، التقريب 1/ 68، الخلاصة 33، الجرح 2/ 164، المعرفة والتاريخ 1/ 614- 618.
[4] التاريخ الكبير 1/ 363، تهذيب التهذيب 1/ 306، التقريب 1/ 70، الخلاصة 34، الجرح 2/ 179.(8/36)
ابن أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ وَالِدُ مُصْعَبٍ الزبيدي وآخرون.
وثّقه الدار الدّارقطنيّ.
إسماعيل بن عبد الرحمن [1]- م 4- بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ السُّدِّيُّ [2] الكبير الحجازي ثم الكوفي الأعور المفسّر، مَوْلَى قُرَيْشٍ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ خَيْرٍ الْهَمْدَانِيِّ وَمُصْعَبِ بْنِ أَسْعَدَ وَأَبِي صَالِحٍ بَاذَانَ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ومُرَةَ الطَّيْبِ وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَزَائِدَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ وَالْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَآخَرُونَ! وَقَدْ رَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ وَقَالَ مَرَّةً: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنٌ.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 361، التاريخ الصغير 1/ 312 و 313، تهذيب التهذيب 1/ 313، التقريب 1/ 71، الخلاصة 35، ميزان الاعتدال 1/ 236، الجرح 2/ 184، طبقات ابن سعد 6/ 323، طبقات خليفة 163، اللباب 1/ 537، سير أعلام النبلاء 5/ 264 رقم 124، النجوم الزاهرة 1/ 308، طبقات المفسرين 1/ 109، التاريخ لابن معين 2/ 35 رقم 1637، معجم الأدباء 2/ 346، أخبار أصبهان 1/ 204، الوافي بالوفيات 9/ 142 رقم 4044، المعرفة والتاريخ 3/ 186 و 192 و 193.
[2] لقّب بالسدّي لأنه كان يجلس بالمدينة في مكان يقال له السد. وقيل انه كان يبيع الخمر والمقانع بسدة الجامع، يعني باب الجامع. (اللباب 2/ 110) .(8/37)
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٌ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي صَدُوقٌ. وَيُرْوَى أَنَّ السُّدِّيَّ كَانَ عَظِيمُ اللِّحْيَةِ جِدًّا.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ وَقِيلَ لَهُ إِنَّ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيَّ قَدْ أُعْطِيَ حَظًّا مِنْ عِلْمِ الْقُرْآنِ قَالَ: إِنَّ إِسْمَاعِيلَ قَدْ أُعْطِيَ حَظًّا مِنْ جَهْلٍ بِالْقُرْآنِ.
قُلْتُ: مَا أَحَدٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ إِلا وَمَا جَهِلَ مِنَ الْعِلْمِ أَكْثَرَ مِمَّا عَلِمَ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: كَانَ السُّدِّيُّ أَعْلَمَ بِالْقُرْآنِ مِنَ الشَّعْبِيِّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ.
وَقَالَ سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَيْخُ شَرِيكٍ: مَرَّ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ بِالسُّدِّيِّ وَهُوَ يُفَسِّرُ فَقَالَ: إِنَّهُ لَيُفَسِّرُ تَفْسِيرَ الْقَوْمِ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : مَاتَ السُّدِّيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: فَأَمَّا السُّدِّيُّ الصَّغِيرُ فَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ [2] أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ مُعَاصِرٌ لِوَكِيعٍ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو هَاشِمٍ الْمَكِّيُّ [3]- 4-.
عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ [4] وَسَعِيدِ بْنِ جبير ومجاهد.
__________
[1] تاريخ خليفة 378.
[2] التاريخ الكبير 1/ 232، الضعفاء الصغير 105، ميزان الاعتدال 4/ 32، كتاب المجروحين لابن حبان 2/ 286.
[3] التاريخ الكبير 1/ 370 و 371، تهذيب التهذيب 1/ 326، التقريب 1/ 73، الخلاصة 36، الجرح 2/ 194. التاريخ لابن معين 2/ 36 رقم 283. المعرفة والتاريخ 1/ 435.
[4] بفتح الصاد وكسر الراء.(8/38)
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمِسْعَرٌ وَدَاوُدُ الْعَصَّارُ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ.
وَثَّقَه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالنَّسَائِيُّ.
لَهُ حَدِيثٌ فِي السُّنَنِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطٍ.
أَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشعثاء [1]- ع- سليم بن أسود المحاربي الكوفي.
عَنْ أَبِيهِ وَالأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ وَأَسْوَدَ بْنِ هِلالٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ.
وَثَّقُوهُ. وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
الأَغَرُّ بْنُ الصَّبَّاحِ الْمِنْقَرِيُّ [2] الْكُوفِيُّ- د ت ن- وَالِدُ أَبْيَضَ [3] .
رَوَى عَنْ أَبِي نَضْرَةَ [4] الْعَبْدِيِّ وَخَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ [5] الْمِنْقَرِيِّ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ وَقَيْسُ بْنُ الربيع.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 430، المشاهير 164، الوافي 9/ 275، تهذيب التهذيب 1/ 355، التقريب 1/ 79. الخلاصة 38. الجرح 2/ 270. وله حديث في تاريخ أبي زرعة 1/ 545 رقم 1480.
المعرفة والتاريخ 1/ 222.
[2] بكسر الميم وفتح القاف. من منقر، بطن من بني تميم. (الإكمال 7/ 300) .
[3] التاريخ الكبير 2/ 44، تهذيب التهذيب 1/ 364، التقريب 1/ 82، الخلاصة 39، الجرح 2/ 308.
التاريخ لابن معين 2/ 42 رقم 1651. المعرفة والتاريخ 1/ 296 و 3/ 99 و 187.
[4] في الأصل «ابو نصرة» بالصاد المهملة.
[5] في التاريخ الكبير 2/ 44 «حصين» ، وكذلك في بقية المصادر. وفي نسخة القدسي 5/ 44 «حصن» .
وهو خطأ.(8/39)
وثّقه النسائي.
أمية بن صفوان [1]- م ن ق- ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خلف الجمحيّ المكيّ.
رَوَى عَنْ جَدِّهِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ.
وَعَنْهُ نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
صدوق.
أُمَيّة بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [2] ، الأُمَوِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عِكْرِمَةَ، وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ.
وَعَنْهُ ابْنُ إِسْحَاق وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ.
وَذَكَرَ خَلِيفَةُ [3] أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَ قُدَيْدَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
أَوْسُ بْنُ بِشْرٍ الْمَعَافِرِيُّ [4] .
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ وغيره.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 8، المشاهير 82، تهذيب التهذيب 1/ 371، التقريب 1/ 83، الخلاصة 40، الجرح 2/ 301.
[2] التاريخ الكبير 2/ 8، تهذيب ابن عساكر 3/ 133، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 3/ 66 أ، الجرح 2/ 301.
[3] تاريخ خليفة 392.
[4] التاريخ الكبير 2/ 19 وقال: يعدّ في المصريين صحب أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم. تهذيب ابن عساكر 3/ 158، الجرح 2/ 305.(8/40)
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ يَقْرَأُ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَكَانَ يُوَازِي عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فِي الْعِلْمِ.
روى عنه عَامِرُ بْنُ يَحْيَى وَأَبُو قَبِيلٍ وَوَاهِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّونَ وَالْجَلاحُ مَوْلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: قَدِمَ دِمَشْقَ بِمُبَايَعَةِ الْمِصْرِيِّينَ لِيَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ.
أَوْفَى بْنُ دَلْهَمٍ الْبَصْرِيُّ [1]- ت- عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ وَحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ الْمَرْوَزِيُّ وَسُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ.
وَثَّقَهُ النسائي.
إياس بن معاوية [2]- مق- بن قرة أبو واثلة المزني البصري.
قَاضِي الْبَصْرَةِ وَأَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ خَالِدُ الْحَذَّاءُ وَشُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الضالّ وآخرون.
__________
[1] تهذيب التهذيب 1/ 385. التقريب 1/ 86. ميزان الاعتدال 278. الجرح 2/ 349. المعرفة والتاريخ 2/ 78.
[2] التاريخ الكبير 1/ 442، المشاهير 153، المعارف 467، حلية الأولياء 3/ 123، البداية والنهاية 9/ 334، ميزان الاعتدال 1/ 283، وفيات الأعيان 1/ 247، الوافي 9/ 465، تهذيب ابن عساكر 3/ 175، البيان والتبيين 1/ 71، تهذيب التهذيب 1/ 390، التقريب 1/ 87، الخلاصة 42. الجرح 2/ 282. التاريخ لابن معين 2/ 46 رقم 3867 و 4694 و 4726. تاريخ أبي زرعة 1/ 427 رقم 1028. طبقات خليفة 212. ثمار القلوب 72. الشريشي 1/ 113. سير أعلام النبلاء 5/ 155 رقم 56، شذرات الذهب 1/ 160. المعرفة والتاريخ 1/ 93- 96 و 311 و 3/ 222(8/41)
وَكَانَ أَحَدَ مَنْ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الذَّكَاءِ وَالرَّأْيِ وَالسُّؤْدُدِ وَالْعَقْلِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَلَكِنْ قَلَّمَا رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ شَيْئًا فِي مُقَدِّمَتِهِ [1] وَعَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ شَيْئًا.
وَأَخْبَارُهُ مُسْتَوْعَبَةٌ فِي تَهْذِيبِ الْكَمَالِ [2] لِشَيْخِنَا، مَادَّتُهَا مِنْ تَارِيخِ دِمَشْقٍ [3] .
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ: كَانَ يُقَالُ يُولَدُ فِي كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ رَجُلٌ تَامُّ الْعَقْلِ وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ مِنْهُمْ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ إِيَاسُ: مَنْ عَدَمِ فَضِيلَةَ الْعَقْلِ فَقَدْ فُجِعَ بِأَكْرَمَ أَخْلاقِهِ.
وقال ربيعة الرائي: قَالَ لِي إياس بْن معاوية: يا ربيعة كُلّ ديانة أسست عَلَى غير ورع فهي هباء.
وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ: قُلْتُ لإِيَاسٍ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: حَيْثُ تَعْرِفُ التَّقْوَى وَحَيْثُ لا تَعْرِفُ اللُّبَاسَ الْجَيِّدَ.
وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ فِي بَيْتِ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ رَجُلا أَحْمَرَ طَوِيلَ الذُّرَاعِ غَلِيظَ الثِّيَابِ يَلُوثُ عِمَامَتِهِ لَوْثًا وَرَأَيْتُهُ قَدْ غَلَبَ عَلَى الْكَلامِ فَلا يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ مَعَهُ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ حَتَّى قَالَ قَائِلٌ لَهُ: يَا أَبَا وَاثِلَةَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ إِيَاسٌ.
وَقَالَ حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ: سَمِعْتُ إِيَاسًا يَقُولُ: لَسْتُ بِخَبٍّ [4] وَلا يَخْدَعُنِي الْخَبُّ وَلا يَخْدَعُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ وَلَكِنَّهُ يَخْدَعُ أَبِي وَيَخْدَعُ الْحَسَنَ ويخدع عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ حَبِيبٌ: وَأَتَى رَجُلٌ إِيَاسًا يشاوره في خصومة فقال:
__________
[1] قال في ميزان الاعتدال 1/ 283: «ساق له مسلم في مقدمة صحيحه» .
[2] تهذيب الكمال في معرفة الرجال لأبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي المتوفى 742 هـ. ومنه نسخة في دار الكتب المصرية- مخطوط رقم (25) مصطلح الحديث.
[3] تهذيب ابن عساكر 3/ 175.
[4] الخبّ: الخدّاع.(8/42)
إِنْ أَرَدْتَ الْقَضَاءَ فَعَلَيْكَ بِعَبِد الْمَلِكِ بْنِ يَعْلَى فَهُوَ الْقَاضِي، وَإِنْ أَرَدْتَ الْفُتْيَا فَعَلَيْكَ بِالْحَسَنِ فَهُوَ مُعَلِّمِي، وَإِنْ أَرَدْتَ الصُّلْحَ فَعَلَيْكَ بِحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ وَتَدْرِي مَا يَقُولُ لَكَ، يَقُولُ لَكَ: دَعْ شَيْئًا مِنْ حَقِّكَ، وَإِنْ أَرَدْتَ الْخُصُومَةَ فَعَلَيْكَ بِصَالِحِ السَّدُوسِيِّ وَتَدْرِي مَا يَقُولُ لَكَ؟ يَقُولُ: اجْحَدْ مَا عَلَيْكَ وَاسْتَشْهِدِ الْغُيَّبَ يَعْنِي الْمُسَافِرِينَ إِلَى أَنْ يقدموا.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: كان إياس قاضيا قائفا [1] ذَكِيًّا اسْتَقْضَاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثُمَّ هَرَبَ.
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: وَلَّى عَدِيُّ بْنُ أَرْطَاةَ الأَمِيرُ إِيَاسًا قَضَاءَ الْبَصْرَةَ فَأَبَى وَقَالَ: بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ خَيْرٌ مِنِّي.
وَقَالَ سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ: قَالَ لِي إِيَاسٌ: إِنَّ هَذَا قَدْ بَعَثَ إِلَيَّ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ ثُمَّ خَرَجَ وَمَعَهُ حَرَسِيٌّ فَقَالَ: أَبِي أَنْ يُعْفِيَنِي فَصَلَّى رَكْعَتْيِنِ ثُمَّ قَالَ لِلْحَرَسِيِّ: قَدِّمْ يَعْنِي خَصْمًا فَمَا قَامَ حَتَّى قَضَى سَبْعِينَ قَضِيَّةً. ثُمَّ خَرَجَ إِيَاسُ مِنَ الْبَصْرَةِ فِي قَضِيَّةٍ كَانَتْ فَاسْتَعْمَلَ عَدِيُّ عَلَى الْقَضَاءِ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ.
وَقَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: لَمَّا وَلِيَ إِيَاسٌ دَخَلَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ وَإِيَاسٌ يَبْكِي فَقَالَ:
مَا يُبْكِيكَ؟ فَذَكَرَ حَدِيثَ: الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ وَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ وَاثْنَانِ فِي النَّارِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ فِيمَا قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ مَا يَرُدُّ قَوْلَ هَؤُلاءِ النَّاسِ وَقَرَأَ (فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً) 21: 79 [2] فَحَمِدَ اللَّهُ سُلَيْمَانَ وَلَمْ يَذُمَّ دَاوُدَ.
وَقَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: قَضَى إِيَاسٌ بِشَاهِدٍ وَيَمِينِ الْمُدَّعِي.
__________
[1] الّذي يتتبّع الآثار ويعرفها.
[2] قرآن كريم- سورة الأنبياء- الآية 79.(8/43)
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ إِيَاسٍ قَبْلَ أَنْ يَسْتَقْضَى وَكُنَّا نَكْتُبُ عَنْهُ الْفَرَاسَةَ كَمَا نَكْتُبُ مِنْ صَاحِبِ الْحَدِيثِ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ حُمَيْدٌ: شَكَّ أَنَسٌ فِي وَلَدٌ لَهُ فَدَعَا إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ فَنَظَرَ لَهُ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: رَأَى إِيَاسٌ رَجُلا فَقَالَ: تَعَالَ يَا يمامي قال: لست بيمامي فقال: فتعال يَا أُضَاخِيُّ، قَالَ: لَسْتُ بِأُضَاخِيٍّ قَالَ: فَتَعَالَ يَا ضَرَوِيُّ، فَجَاءَ فَسَأَلَهُ عَنْ نَفْسِهِ، فَأَقَرَّ أَنَّهُ وَلَدٌ بِالْيَمَامَةِ وَنَشَأَ بِأُضَاخَةَ [1] ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى ضَرِيَّةَ [2] .
وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: شَهِدْتُ إِيَاسًا يَقُولُ: مَا بَعُدَ عَهْدُ قَوْمٍ بِنَبِيِّهِمْ إِلا كَانَ أحَسْنَ لِقَوْلِهِمْ وَأَسْوَأَ لِفِعْلِهِمْ.
وَقَالَ ابْنُ شَبْرُمَةَ: قَالُوا لإِيَاسٍ: إِنَّكَ مُعْجَبٌ بِرَأْيِكَ! قَالَ: لَوْ لَمْ أُعْجَبْ بِهِ لَمْ أَقْضِ بِهِ [3] .
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِسْعَرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِإِيَاسٍ: عَلِّمْنِي الْقَضَاءَ، قَالَ:
إِنَّ الْقَضَاءَ لا يُتَعَلَّمُ إِنَّمَا الْقَضَاءُ فَهْمٌ. وَقِيلَ إِنَّهُمْ قَالُوا لِإِيَاسٍ: إِنَّكَ تُكْثِرُ الْكَلامَ! قَالَ أَفَبِصَوابٍ أَتَكَلَّمُ أَمْ بِخَطَأٍ؟ قَالُوا: بصواب. قَالَ: فَالإِكْثَارُ مِنَ الصَّوَابِ أَفْضَلُ.
وَعَنْ إِيَاسٍ وَقِيلَ لَهُ: مَا عَيْبُكَ؟ قَالَ: الإِكْثَارُ.
وَقَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: لَمَّا مَاتَتْ أُمُّ إِيَاسٍ بَكَى فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قال:
__________
[1] بالضم. من قرى اليمامة. (ياقوت 1/ 213) .
[2] أرض بنجد. (ياقوت 3/ 457) .
[3] في الأصل (لو أعجب به لم أقض به) . والتصحيح من «البداية والنهاية» 9/ 337 حيث جاء فيه:
«إنك لتعجب برأيك، فقال: لولا ذلك لم أقض به» .(8/44)
كَانَ لِي بَابَانِ مَفْتُوحَانِ مِنَ الْجَنَّةِ فَأُغْلِقَ أَحَدُهُمَا.
وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي هُرُوبِ إِيَاسٍ مِنَ الْقَضَاءِ عَلَى أَقْوَالٍ: أَحَدِهَا أَنَّهُ رَدَّ شَهَادَةَ شَرِيفٍ مُطَاعٍ فَآلَى أَنْ يَقْتُلَهُ فَهَرَبَ لِذَلِكَ.
وَكَانَتْ مُدَّةُ وِلايَتِهِ سَنَةً وَأَكُرِهَ بَعْدَهُ الْحَسَنُ عَلَى الْقَضَاءِ.
وَتُوُفِّيَ إِيَاسٌ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَمَحَاسِنُهُ كَثِيرَةٌ رَحِمَهُ اللَّهُ.
أَيُّوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْمَدَنِيُّ [1]- د ت ق- عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ وَأَيُّوبَ بْنِ بِشْرٍ الْمَعَافِرِيِّ.
وَعَنْهُ فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَآخَرُونَ.
لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي السُّنَنِ.
أَيُّوبُ بْنُ مَيْسَرَةَ، بْنِ حُلَيْسٍ [2] الدِّمَشْقِيُّ أَخُو يُونُسَ.
رَوَى عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ وَبُسْرِ بْنِ أَبِي أَرْطَاةَ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَالْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ أَفْقَهَ مِنْ أَخِيهِ وَأَسَنَّ، وَكَانَ مُفْتِيًا. مَاتَ قَبْلَ يُونُسَ بِقَلِيلٍ.
قَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 420، تهذيب التهذيب 1/ 408، التقريب 1/ 90، الخلاصة 43، وله ذكر في طبقات ابن سعد 2/ 223، الجرح 2/ 251.
[2] في التاريخ الكبير 1/ 421 «حلبس» بالباء الموحدة. وفي تهذيب ابن عساكر 3/ 216 «مسيرة بن حبس» وهو تصحيف واضح. الجرح 2/ 257. تاريخ أبي زرعة 1/ 376 رقم 818. الإكمال 2/ 498. المعرفة والتاريخ 2/ 302.(8/45)
[حرف الْبَاءِ]
بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ [1]- م 4-.
عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي الْجَوْزَاءِ الرَّبَعِيِّ أَوْسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَأَبَانُ الْعَطَّارُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ عَلَى الصَّحِيحِ. وَيُقَالُ سَنَةَ ثَلاثِينَ [2] .
بُرَيْدة بْن سُفْيَان بْن فَروة الأَسْلَمِيُّ [3] .
عَنْ أَبِيهِ وَمَسْعُودِ بْنِ هُبَيْرَةَ وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَأَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ وَسَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ وَغَيْرُهُمَا.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 142. تهذيب التهذيب 1/ 424. التقريب 1/ 94. الجرح 2/ 428. الوافي بالوفيات 10/ 101 رقم 4555. المعرفة والتاريخ 2/ 457 و 735.
[2] قال ابن حبان في المشاهير 152: مات سنة 130 هـ.
[3] لا توجد لفظة «أبي» في التاريخ الكبير 2/ 141 وكذلك في تهذيب التهذيب 1/ 433، التقريب 1/ 96، الخلاصة 47، ميزان الاعتدال 1/ 306 وقد أثبتت في نسخة القدسي 5/ 47 وهو خطأ.
الجرح 2/ 424، التاريخ لابن معين 2/ 56 رقم 38 و 149 و 150. المعرفة والتاريخ 3/ 362.(8/46)
وقال الدار الدّارقطنيّ: متروك.
بشر بن حرب [1]- ن ق- أبو عمرو الأزدي الندبي [2] البصري.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَشُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَأَبُو عَوَانَةَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا بَأْسَ بِهِ عِنْدِي وَلا أَعْرِفُ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
بِشْرُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ [3]- د ت ق-.
عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
وَعَنْهُ نَافِعُ بْنُ عُمَرَ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَهَ وَجَمَاعَةٌ.
وَتُوُفِّيَ بَعْدَ الزهري [4] بيسير.
وثّقه يحيى بن معين.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 71، تهذيب التهذيب 1/ 446، التقريب 1/ 98، الخلاصة 48، ميزان الاعتدال 1/ 314. الجرح 2/ 353. التاريخ لابن معين 2/ 58 رقم 3870 و 3846 و 3894. المعرفة والتاريخ 2/ 174.
[2] بفتح النون والدال، نسبة الى الندب، بطن من الأزد. (اللباب 3/ 305) .
[3] الجرح 2/ 360.
[4] توفي الزهري ابو بكر محمد بن مسلم سنة 124 هـ. وستأتي ترجمته في هذه الطبقة.(8/47)
بكر بن سوادة [1]- م 4- أبو ثمامة الجذامي الْمَصْرِيُّ الْفَقِيهُ.
رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَطَائِفَةٍ.
وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأشج [2]- ع- المدني الفقيه مَوْلَى الأَسْوَدِ بْنِ مَخْرَمَةَ [3] نَزَلَ مِصْرَ وَهُوَ أَخُو يَعْقُوبَ وَعُمَرَ.
رَوَى عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ وَحُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ وَكُرَيْبٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَطَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ.
روى عنه ابْنُهُ مَخْرَمَةُ وَعَيَّاشُ بْنُ عباس القتباني وعمرو بن الحارث والليث ابن سعد وابن لهيعة.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 89، المشاهير 120، تهذيب التهذيب 1/ 483، التقريب 1/ 106، الخلاصة 51. الجرح 2/ 386. المعرفة والتاريخ 2/ 514. طبقات خليفة 295. سير أعلام النبلاء 5/ 250 رقم 113. البداية والنهاية 10/ 29. شذرات الذهب 1/ 175. معالم الإيمان 1/ 160. الوافي بالوفيات 10/ 205 رقم 4691.
[2] تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/ 135، تهذيب التهذيب 1/ 491، التقريب 1/ 108، الخلاصة 52، تاريخ خليفة 354، دول الإسلام 1/ 84، طبقات الشيرازي 78، تهذيب ابن عساكر 3/ 321. الجرح 2/ 403. تاريخ أبي زرعة 1/ 405 رقم 937. الوافي بالوفيات 10/ 272 رقم 4767.
[3] وقيل مولى أشجع. (التاريخ الكبير 2/ 113) .(8/48)
وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ وَجَلالَتِهِ.
ذَكَرَهُ مَالِكٌ فَقَالَ: كَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ.
وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَفُوقَ بُكَيْرَ بْنَ الأَشَجِّ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
قُلْتُ: الصَّحِيحُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ عَلَى الصَّحِيحِ. [1] فَأَمَّا بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي روى عنه سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ، الْحَدِيثَ، فَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَحْدَهُ: هَذَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الطَّوِيلُ يُعَدُّ فِي الْكُوفِيِّينَ.
وَأَمَّا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّازُ الْحَافِظُ فَقَالَ: بَلْ هُوَ بُكَيْرُ بْن الأَشَجِّ وَيُقَوِّي هَذَا أَنَّ مُسْلِمًا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ بِسَنَدِهِ عن عمرو بن الحارث بن بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ قَالَ: حَدَثَّنِي كُرَيْبٌ فَذَكَرَهُ والله أعلم.
بلال بن أبي بردة [2]- ت- عَامِرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الأَشْعَرِيِّ أَبُو عُمَرَ وَيُقَالُ أَبُو عَبْدِ الله أَمِيرُ الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ أَبِي بَكْرٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ قَتَادَةُ وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ وَسَهْلُ بْنُ عَطِيَّةَ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ ذَا رَأْيٍ وَدَهَاءَ، وَقَدْ وَلِيَ أَيْضًا قَضَاءَ الْبَصْرَةِ مدة.
__________
[1] ذكر ابن حبان في المشاهير 188 وفاته سنة 122 هـ.
[2] التاريخ الكبير 2/ 109، المشاهير 153، تهذيب التهذيب 1/ 500، التقريب 1/ 109، الخلاصة 53. الجرح 2/ 397. الوافي بالوفيات 10/ 278 رقم 4779. المعرفة والتاريخ 2/ 63.(8/49)
وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَرَآهُ لا يَنْفَقُ عِنْدَهُ إِلا التَّقْوَى وَالدِّيَانَةُ فَلَزِمَ الْمَسْجِدَ وَالصَّلاةَ لِيَخْدَعَ عُمَرَ فَدَسَّ إِلَيْهِ عُمَرُ مَنْ سَارَةَ فَقَالَ: إنْ كَلَّمْتُ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُوَلِّيَكَ الْبَصْرَةَ مَا تُعْطِينِي؟ فَوَعَدَهُ بمائة ألف، فأبلغ ذلك عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ فَنَفَاهُ عَنْهُ وَأَبْعَدَهُ.
وَقَدْ وَلاهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ فَدَامَ عَلَى الْقَضَاءِ إِلَى سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَوَلِيَ فِي غُضُونِ ذَلِكَ الصَّلاةَ وَالأَحْدَاثَ.
وَعَنْ جُوَيْرِيَّةَ بْنِ أَسْمَاءَ قَالَ: اسْتُخِلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَوَفَدَ بِلالٌ فَهَنَّأَهُ وَقَالَ: مَنْ كَانَتِ الْخِلافَةُ يَا أَمِيرُ شَرَّفَتْهُ فَقَدْ شَرَّفْتَهَا وَمَنْ كَانَتْ زَانَتْهُ فَقَدْ زِنْتَهَا وَأَنْتَ كَمَا قَالَ مَالِكُ بْنُ أَسْمَاءَ [1] :
وَتَزِيدِينَ طِيبَ الطِّيبِ طِيبًا ... إِنْ تَمَسِّيهِ أَيْنَ مِثْلُكِ أيْنَا
وَإِذَا الدُّرُّ زَانَ حُسْنَ وُجُوهٍ ... كَانَ لِلدُّرِّ حُسْنُ وَجهِكَ زَيْنًا
فَجَزَاهُ عُمَرُ خَيْرًا وَلَزِمَ بِلالُ الْمَسْجِدَ يُصَلِّي وَيَقْرَأُ وَيَتَهَجَّدُ فَهَمَّ عُمَرُ بِهِ أَنْ يُوَلِّيَهُ الْعِرَاقَ ثُمَّ دَسَّ ثِقَةً لَهُ فَقَالَ لِبِلالٍ وَذَكَرَ الْقِصَّةَ قَالَ: فَنَفَاهُ عُمَرُ وَقَالَ:
يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ إِنَّ صَاحِبَكُمْ أَعْطَى مَقُولا وَلَمْ يُعْطِ مَعْقُولا زَادَتْ بَلاغَتُهُ وَنَقَصَتْ زَهَادَتُهُ.
وَقِيلَ: إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ أَخَذَ حَظَّ بِلالٍ بِالْمَالِ ثُمَّ حَمَلَ ذَلِكَ الْحَظُّ إِلَى عُمَرَ.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ: كَانَ بِلالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ ظَلُومًا جَائِرًا لا يُبَالِي مَا صَنَعَ فِي الْحُكْمِ ولا في غيره.
__________
[1] انظر عنه: الأغاني 16/ 41، مختار الأغاني 7/ 156.(8/50)
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: كَانَ بِلالِ قُد خَافَ الْجُذَامَ فَوُصِفَ لَهُ سَمْنٌ يَقْعُدُ فِيهِ فَكَانَ يَقْعُدُ ثُمَّ يَأْمُرُ بِالسَّمْنِ فَيُبَاعُ فَتُحِبُّ السُّوقَةُ شِرَاءَ السَّمْنِ.
وَفِيهِ يَقُولُ يَحْيَى بْنُ نَوْفَلٍ الْحِمْيَرِيُّ:
وَكُلُّ زَمَانِ الفَتَى قَدْ لَبِسْتُ ... خَيْرًا وَشَرًّا وَعُدْمًا وَمَالا
فَلا الفَقْرُ كُنْتُ لَهُ ضَارِعًا ... وَلا الْمَالُ أَظْهَرَ مِنِّي اخْتِيَالا
وَقَدْ طُفْتُ لِلْمالِ شَرْقَ الْبِلادِ ... وَغَرْبِيَّهَا وَبَلَوْتُ الرِّجَالا
فَلَوْ كُنْتُ مُمْتَدِحًا للنَّوَالِ ... فَتًى لَمَدَحْتُ عَلَيْهِ بِلالا
وَلَكِنَّنِي لَسْتُ مِمَّنْ يُرِيدُ ... بِمَدْحِ الْمُلُوكِ عَلَيْهِ النَّوَالا
سَيَكْفِي الْكَرِيمَ إخَاءُ الْكَرِيمِ ... وَيَقْنَعُ بِالْوَدَّ مِنْهُ سُؤَالا
ثُمَّ إِنَّهُ هَجَا بِلالا بِأَبْيَاتٍ، وَكَانَ بِلالُ مِنَ الأَكَلَةِ الْمَعْدُودِينَ.
ذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ أن بلال أَرْسَلَ إِلَى قَصَّابٍ سَحَرًا قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ كَانُونٌ وَعِنْدَهُ تَيْسٌ ضَخْمٌ فَقَالَ: اذْبَحْهُ وَاسْلُخْهُ وَكَبُّبْ لَحْمَهُ. فَفَعَلْتُ وَدَعَا بِخِوَانٍ فَوُضِعَ وَجَعَلْتُ أُكَبِّبُ اللَّحْمَ فَإِذَا اسْتَوَى مِنْهُ شَيْءٌ وَضَعْتُهُ بُيْنَ يَدَيْهِ فَأَكَلَهُ حَتَّى تَعَرَّقَتْ لَهُ لَحْمُ التَّيْسِ وَلَمْ يَبْقَ إِلا بَطْنُهُ وَعِظَامُهُ وَبَقِيَتْ بُضْعَةٌ عَلَى الْكَانُونِ فَقَالَ لِي: كُلْها فَأَكَلْتُهَا. وَجَاءَتْ جَارِيَةٌ بِقِدْرٍ فِيهَا دَجَاجَتَانِ وَفَرْخَانِ وَصَحْفَةٌ مُغَطَّاةٌ فَقَالَ: وَيْحَكَ مَا فِي بَطْنِي مَوْضِعٌ فَضَعِيهَا عَلَى رَأْسِي فَضَحِكْنَا، وَدَعَا بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْدَاحٍ وَسَقَانِي قَدَحًا.
وَعَنِ الْحَكَمِ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: قَتَلَ بِلالا دَهَاؤُهُ فَإِنَّهُ لَمَّا حُبِسَ قَالَ لِلسَّجَّانِ:
خُذْ مِنِّي مِائَةِ أَلْفٍ وَأَعْلِمْ يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ أَنِّي قَدْ مُتُّ- وَكَانَ فِي حَبْسِهِ- فَقَالَ لَهُ السَّجَّانُ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا سِرْتَ إِلَى أَهْلِكَ؟ قَالَ: لا يَسْمَعُ لِي يُوسُفَ بِخَبْرٍ(8/51)
ما دام حَيًّا عَلَى الْعِرَاقِ، فَأَتَى السَّجَّانُ يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: مَاتَ بِلالٌ قَالَ:
أَرِنِيهِ مَيِّتًا فإنّي أحب ذلك، فحار السجان فجاء فَأَلْقَى عَلَى بِلالٍ شَيْئًا غَمَّهُ حَتَّى مَاتَ ثُمَّ أَرَاهُ يُوسُفَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ نَيِّفٍ وعشرين ومائة.(8/52)
[حرف التَّاءِ]
تَمِيمُ بْنُ حُوَيْصٍ [1] ، أَبُو الْمُنْذِرِ الأَزْدِيُّ الأَهْوَازِيُّ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ وَلَمْ يُدْرِكْهُ.
وَعَنْهُ مَعْمَرٌ وَشُعْبَةُ وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ.
سُئِلَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ: صالح.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 154، الجرح 2/ 441، تاريخ أبي زرعة 1/ 559.(8/53)
[حرف الثَّاءِ]
ثَابِتُ بْنُ أَسْلَمَ البُنَانِيُّ [1] ، أَبُو مُحَمَّدٍ.
أَحَدُ أَئِمَّةِ التَّابِعِينَ بِالْبَصْرَةِ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى وَعُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ وَأَبِي الْعَالِيَةَ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغْيِرةِ وَمَعْمَرٌ وَشُعْبَةُ وَهَمَّامٌ وَالْحَمَّادَانِ وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ وَأَبُو عَوَانَةَ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَخَلائِقُ، وَمِنَ الْكِبَارِ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ.
وَكَانَ رَأْسًا فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ ثِقَةٌ ثَبْتًا رَفِيعًا، وَلَمْ يُحْسِنِ ابْنِ عَدِيٍّ بِإِيرَادِهِ فِي كَامِلِهِ [2] وَلَكِنَّهُ اعْتَذَرَ وَقَالَ: مَا وَقَعَ فِي حَدِيثِهِ مِنَ النكرة فإنما هو من جهة
__________
[1] بضم الباء وفتح النون. من ولد بنانة بن سعد بن لؤيّ بن غالب. (المشاهير 89) التاريخ الكبير 2/ 159 الكامل لابن الأثير 5/ 253. وقيل: مات سنة 127 هـ. وله 86 سنة (دول الإسلام 1/ 84) ، تهذيب التهذيب 2/ 2، التقريب 1/ 115، ميزان الاعتدال 1/ 362، الخلاصة 56، الجرح 2/ 449. التاريخ لابن معين 2/ 68 رقم 1178 و 3390 و 4300، تذكرة الحفاظ 1/ 125.
[2] للكوثري في مقدمة نصب الراية كلمة عن كتب الجرح والتعديل، ذكر فيها هوى ابن عديّ وعصبيته.(8/54)
الرَّاوِي عَنْهُ لِأَنَّهُ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ ضُعَفَاءُ.
رَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: إِنَّ لِلْخَيْرِ أَهْلا وَإِنَّ ثَابِتًا هَذَا مِنْ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: كَانَ ثَابِتٌ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَدًا أَنْ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِي الصَّلاةَ فِي قَبْرِي.
وَعَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَعْبَدَ مِنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ثَابِتٌ يَتَثَبَّتُ فِي الْحَدِيثِ وَكَانَ يَقُصُّ وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُصُّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ: ذَهَبْتُ أُلَقِّنُ أَبِي عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي فِي وِرْدِي السَّابِعِ، كَانَ يَقْرَأُ وَنَفْسُهُ تَخْرُجُ.
وَرَوَى حَمَّادُ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: دَعُوةٌ فِي السِّرِّ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ فِي الْعَلانِيَةِ.
وَرَوَى أَبُو هِلالٍ عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَعْبَدِ أَهْلِ زَمَانِهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، فَمَا أَدْرَكْنَا الَّذِي هُوَ أَعْبَدُ مِنْهُ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ ثَابِتٌ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَيَصُومُ الدَّهْرَ.
وَعَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: مَا تَرَكْتُ فِي الْجَامِعِ سَارِيَةً إِلا وَقَدْ خَتَمْتُ الْقُرْآنَ عِنْدَهَا [1] وَبَكَيْتُ عِنْدَهَا.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: رَأَيْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يبكي حتى تختلف أضلاعه.
__________
[1] في الأصل «اجتمعت عندها» والتصحيح من صفة الصفوة.(8/55)
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانُ: بَكَى ثَابِتٌ حَتَّى كَادَتْ عَيْنُهُ تَذْهَبُ فَقِيلَ لَهُ عِلاجَهَا بِأَنْ لا تبكي، قال: وما خير هما إِذَا لَمْ تَبْكِيَا؟ وَأَبَى أَنْ تُعَالَجَ.
وَقَال سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ: رَأَيْتُ ثَابِتًا يَلْبَسُ الثِّيَابَ الثَّمِينَةَ وَالطَّيَالِسَةَ وَالْعَمَائِمَ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لِثَابِتٍ نَحْوَ مِائَتَيْنِ وَخَمْسِينَ حَدِيثًا.
قُلْتُ: وَرِوَايَتُهُ عَنِ ابن عُمَرَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَرِوَايَتُهُ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ فِي سُنُنِ النَّسَائِيِّ.
قَالَ سَعْدُوَيْهِ: ثنا مُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ثَابِتٍ فِي مَرَضِهِ وَهُوَ فِي عُلُوٍّ وَكَانَ لا يَزَالُ يَذْكُرُ أَصْحَابَهُ فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهُ لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُصَلِّيَ الْبَارِحَةَ كَمَا كُنْتُ أُصَلِّي وَلَمْ أَقْدِرْ أَنْ أَصُومَ كَمَا كُنْتُ أَصُومُ وَلَمْ أَقْدِرْ أَنْ أَنْزِلَ إِلَى أَصْحَابِي فَأَذْكُرُ اللَّهَ كَمَا كُنْتُ أَذْكُرُهُ مَعَهُمْ ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِذْ حَبَسْتَنِي عَنْ ثَلاثٍ فَلا تَدَعْنِي فِي الدُّنْيَا سَاعَةً.
وَعَنْهُ قَالَ: كَابَدْتُ الصَّلاةَ عِشْرِينَ سَنَةً وَتَنَعَّمْتُ بِهَا عِشْرِينَ سَنَةً.
مَاتَ ثَابِتٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٌ وَقِيلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ [1] وَمَنَاقِبُهُ كَثِيرَةٌ.
ثَابِتُ بْنُ ثَوْبَانَ الدِّمَشْقِيُّ [2]- د ت ق- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وغيرهما.
وكان وصيّ مكحول.
__________
[1] ذكر الذهبي في الميزان 1/ 362: «قال ابن علية: مات سنة سبع وعشرين ومائة، وكذا قال يحيى القطان، وزاد: وله ست وثمانون سنة.
[2] التاريخ الكبير 2/ 161، تهذيب ابن عساكر 3/ 367، تهذيب التهذيب 2/ 4، التقريب 1/ 115، الخلاصة 56، الجرح 2/ 449.(8/56)
روى عنه ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
ثَابِتٌ أَبُو الْمِقْدَامِ، فِي الْكُنَى.
ثَعْلَبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيُّ الشَّامِيُّ [1]- د- عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ الْعِجْلِيِّ وَسَعُودِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيِّ وَأَبِي عِمْرَانَ مَوْلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ أَبُو مَهْدِيٍّ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ وَمُسْلِمَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَشَنِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَةُ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ.
ثَعْلَبَةُ أَبُو بَحْرٍ الْكُوفِيُّ [2] .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَمِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَالْمَسْعُودِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ الدِّيلِيُّ [3] الْمَدِينِيُّ [4]- ع-.
عَنْ أَبِي الْغَيْثِ سَالِمٍ وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَجَمَاعَةٍ.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 175، تهذيب التهذيب 2/ 25، التقريب 1/ 119، ميزان الاعتدال 1/ 371، الخلاصة 58، الجرح 2/ 464.
[2] التاريخ الكبير 2/ 174، الجرح 2/ 463.
[3] وفي المشاهير لابن حبان 131 «الدولي» من متقني أهل المدينة. مات سنة 153 هـ. الجرح 2/ 468.
[4] التاريخ الكبير 2/ 181، تهذيب التهذيب 2/ 31، ميزان الاعتدال 1/ 373، الخلاصة 58، التاريخ لابن معين 2/ 71 رقم 875 و 919.(8/57)
وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ وَمَالِكٌ والدراوَرْديّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(8/58)
[حرف الْجِيمِ]
جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعَفِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- د ت ق- أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ عَلَى ضَعْفِهِ وَرَفْضِهِ.
رَوَى عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَالشَّعْبِيِّ وَمُجَاهِدٍ وَأَبِي الضُّحَى وَعِكْرَمَةَ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ وَشَيْبَانُ وَخَلْقٌ.
رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَانَ جَابِرُ الْجُعَفِيُّ وَرِعًا فِي الْحَدِيثِ مَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ فِي الْحَدِيثِ مِنْهُ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: هُوَ صَدُوقٌ، وَرَوَى يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَانَ جَابِرٌ إِذَا قَالَ: ثنا وَسَمِعْتُ فَهُوَ مِنْ أَوْثَقِ النَّاسِ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: مَا شَكَكْتُمْ فِي شَيْءٍ فَلا تَشُكُّوا أَنَّ جَابِرًا ثِقَةٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ لِشُعْبَةَ: لَئِنْ تَكَلَّمْتَ فِي جَابِرٍ الْجُعَفِيِّ لأَتَكَلَّمَنَّ فِيكَ.
وَرَوَى عَبَّاسُ الدُّورِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُ جابر الجعفي ولا كرامة.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 210، تهذيب التهذيب 2/ 46 و 47، التقريب 1/ 123، ميزان الاعتدال 1/ 379. الخلاصة 59. طبقات ابن سعد 6/ 346، الجرح 2/ 497، تاريخ أبي زرعة 1/ 296.(8/59)
وَقَالَ زَائِدَةُ: كَانَ جَابِرُ الْجُعَفِيُّ كَذَّابًا يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ.
وَرَوَى أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: مَا لَقِيتُ أَكْذَبَ مِنْ جَابِرٍ الْجُعَفِيِّ مَا أَتَيْتُهُ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيٍ إِلا جَاءَنِي فِيهِ بِأَثَرٍ وَزَعَمَ أَنَّ عِنْدَهُ ثَلاثِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ لَمْ يُظْهِرْهَا.
وَقَالَ أَحْمَدُ: تَرَكَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ: لَهُ حَدِيثٌ صَالِحٌ وَقَدِ احْتَمَلَهُ النَّاسُ وَرَوَوْا عَنْهُ وَعَامَّةُ مَا قَذَفُوهُ بِهِ أَنَّهُ كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ يَعْنِي رَجْعَةَ عَلِيٍّ إِلَى الدُّنْيَا.
وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعَفِيِّ وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ فَقَالَ: جَابِرٌ أَقْوَاهُمَا حَدِيثًا وَلَيْثٌ أَحْسَنُهُمَا رَأْيًا إِنَّمَا تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَ جَابِرٍ لِسُوءِ رَأْيِهِ. فَسُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ جَابِرٍ وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ فَأَطْرَقَ سَاعَةً وَقَالَ:
لا أَدْرِي ثُمَّ قَالَ: قَدْ رَوَى شُعْبَةُ عَنْ جَابِرٍ الْجُعَفِيِّ نَحْوَ سَبْعِينَ حَدِيثًا، وَقَالَ شُعْبَةُ: هُوَ صَدُوقٌ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: لا نَعْلَمُ أَحَدًا تَرَكَ جَابِرًا الْجُعْفِيَّ إِلا زَائِدَةَ وَهُوَ رَجُلٌ فِي حَدِيثِهِ اضْطِرَابٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي حَدِيثِ سُجُودِ السَّهْوِ: لَيْسَ فِي كِتَابِي عَنْ جَابِرٍ سِوَاهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٌ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ الْكَاهِلِيُّ الكوفي الصيرفي [1]- ع-
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 241، تهذيب التهذيب 2/ 56، التقريب 1/ 124، الخلاصة 60، الجرح 2/ 530، المعرفة والتاريخ 2/ 714 و 3/ 376.(8/60)
أَخُو الرَّبِيعِ وَرَبِيحٍ.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَمُنْذِرٍ أَبِي يَعْلَى الثَّوْرِيِّ.
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَشَريِكٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ وآخرون.
وقال أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ صَالِحٌ.
جَبَلَةُ بْنُ سحيم التيمي [1]- ع- ويقال الشيبانيّ الكوفي.
عَنْ مُعَاوِيَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَحَنْظَلَةَ أَحَدِ الصَّحَابَةِ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَقَيْسُ بْنُ الربيع وجماعة.
وثّقه يحيى القطان.
قال خليفة [2] : مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ الْيَشْكُرِيُّ الصَّيْرَفِيُّ [3]- خ م د ت ن- بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وأبي رجاء العطاردي وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ مَعْمَرٌ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَأَبُو عَوَانَةَ وابن علية وعبد الوارث وآخرون.
وثقه ابن معين.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 219، مشاهير 105، تهذيب التهذيب 2/ 61، التقريب 1/ 125، الخلاصة 60، الجرح 2/ 508. التاريخ لابن معين 2/ 77 رقم 1539 و 2198.
[2] تاريخ خليفة 363.
[3] ابن دينار. التاريخ الكبير 2/ 239، تهذيب التهذيب 2/ 80، التقريب 1/ 128، الخلاصة 62، الجرح 2/ 528.(8/61)
وَيُعْرَفُ بِصَاحِبِ الْحُلَى [1] .
جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ [2]- ع- إِيَاسٍ الْيَشْكُرِيِّ، أَبُو بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ ثُمَّ الْوَاسِطِيُّ.
أَحَدُ الأَئِمَّةِ الْكِبَارُ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالشَّعْبِيِّ وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ وَطَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَعِكْرَمَةَ وَنَافِعٍ وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وطائفة كثيرة وعن عباد ابن شُرَحْبِيلٍ الْيَشْكُرِيِّ أَحَدِ الصَّحَابَةِ.
روى عنه الأَعْمَشُ وَشُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَبُو بِشْرٍ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنَ الْمِنَهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَأَوْثَقُ.
وَقَالَ الْقَطَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ يُضَعِّفُ حَدِيثَ أَبِي بِشْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا.
وَقَالَ شُعْبَةُ أَيْضًا: أَحَادِيثُ أَبِي بِشْرٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ ضَعِيفَةٌ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ ومائة.
__________
[1] بضم الحاء المهملة. والّذي في التاريخ لابن معين 2/ 83 رقم 1375 «الجعد بن ذكوان» كوفي.
وكذا في المعرفة والتاريخ 3/ 100.
[2] التاريخ الكبير 2/ 186 التاريخ الصغير 1/ 320، تهذيب التهذيب 2/ 83. التقريب 1/ 129.
الخلاصة 62. ميزان الاعتدال 1/ 402، الجرح 2/ 473. المعرفة والتاريخ 1/ 2411. طبقات خليفة 325. سير أعلام النبلاء 5/ 465 رقم 211.(8/62)
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ وَجَمَاعَةٌ: سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَهُوَ أَصَحُّ.
وَقَالَ نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ: كَانَ أَبُو بِشْرٍ سَاجِدًا خَلْفَ الْمَقَامِ حِينَ مَاتَ.
وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشرِينَ وَمِائَةٍ.
جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ الْخُزَاعِيُّ الْقُمِّيُّ [1]- ت د ن- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى وَعِكْرَمَةَ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ.
وَكَانَ مُخْتَصًّا بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَدَخَلَ مَعَهُ مَكَّةَ فِي أَيَّامِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَرَأَى عَبْدَ اللَّهِ بن عمر.
روى عنه ابن خَطَّابٌ وَيَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ وَأَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُمِّيُّ وَمِنْدَلُ ابْنُ عَلِيٍّ وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ صَدُوقًا.
جَمِيلُ بْنُ مُرَّةَ الشَّيْبَانِيُّ [2]- ق- بَصْرِيٌّ، مُقِلُّ.
عَنْ أَبِي الْوَضِيءِ عَبَّادِ بْنِ نُسَيْبٍ وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَالْحَمَّادَانِ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وآخرون.
__________
[1] مهملة في الأصل، والتصحيح من: التاريخ الكبير 2/ 200، تهذيب التهذيب 2/ 108، التقريب 1/ 133، ميزان الاعتدال 1/ 417، الخلاصة 64. اللباب 3/ 55، الجرح 2/ 490. تاريخ أبي زرعة 2/ 619 رقم 1771، التاريخ لابن معين 2/ 87 رقم 4811.
[2] التاريخ الكبير 2/ 215، التهذيب 2/ 115، التقريب 1/ 134، ميزان الاعتدال 1/ 424، الخلاصة 64، الجرح 2/ 55.(8/63)
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
جَمِيلٌ الْحَذَّاءُ الأَسْلَمِيُّ [1] .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ.
سَكَنَ مِصْرَ.
وَهُوَ أَبُو عُرْوَةَ جَمِيلُ بْنُ سَالِمٍ مَوْلَى أَسْلَمَ ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُسَ.
جَمِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ الْمُؤَذِّنُ [2] .
عَنْ أَنَسٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُمْ.
مَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا.
الْجَلِدُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَصْرِيُّ [3] .
صَاحِبُ الْقَصَصِ وَالْمَوَاعِظِ.
عن معاوية بْنِ قُرَّةَ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَغَيْرِ وَاحِدٍ.
وَعَنْهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَالثَّوْرِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ.
ضَعَّفَهُ إِسْحَاقُ بن راهويه.
__________
[1] التاريخ 2/ 217، الجرح 2/ 517.
[2] الجرح 2/ 518.
[3] الجرح 2/ 548، تاريخ أبي زرعة 2/ 684 رقم 2094.(8/64)
وقال الدار الدّارقطنيّ: مَتْرُوكٌ.
جَوَّابُ [1] بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، الأَعْوَزُ نَزِيلُ جُرْجَانَ.
رَوَى عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ مُرْسلا وعن الحارث بن سويد التيمي ويزيد ابن شَرِيكٍ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ وَجُوَيْبِرٌ وَمِسْعَرٌ وَقَيْسُ بْنُ سُلَيْمٍ.
وَرَآهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِجُرْجَانَ قَالَ: فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ ثُمَّ كَتَبْتُ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلائِيُّ: كَانَ مُرْجِئًا.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: ضَعِيفٌ.
جُوثَةُ [2] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّيلِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَابْنُ عَجْلانَ وَعَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ.
وَقِيلَ فِيهِ: حُوثَةُ بِحَاءٍ مُهْمَلَةٍ وَهُوَ تَصْحِيفٌ.
الْجَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ، أَبُو محرز الراسبي مولاهم السمرقندي.
__________
[1] بتشديد الواو، المشاهير 199، الإكمال 2/ 168، تهذيب التهذيب 2/ 121، التقريب 1/ 135، ميزان الاعتدال 1/ 426. الخلاصة 66. الجرح 2/ 535. المعرفة والتاريخ 2/ 581. التاريخ لابن معين 2/ 89 رقم 1512.
[2] بضم الجيم وفتح الثاء المعجمة بثلاث. الإكمال 2/ 169، الجرح 2/ 549.(8/65)
الْمُتَكَلِّمُ الضَّالُّ رَأْسُ الْجَهْمِيَّةِ وَأَسَاسُ الْبِدْعَةِ [1] . كَانَ ذَا أَدَبٍ وَنَظَرٍ وَذَكَاءٍ وَفَكْرٍ وَجِدَالٍ وَمِرَاءٍ، وَكَانَ كَاتِبًا لِلأَمِيرِ الْحَارِثِ بْنِ سُرَيْجٍ التَّمِيمِيِّ الَّذِي تَوَثَّبَ عَلَى عَامِلِ خُرَاسَانَ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ، وَكَانَ الْجَهْمُ يُنْكِرُ صِفَاتِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ وَيُنَزِّهُهُ بِزَعْمِهِ عَنِ الصِّفَاتِ كُلَّهَا وَيَقُولُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، وَيَزْعُمْ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ بَلْ فِي كُلِّ مَكَانٍ، فَقِيلَ كَانَ يُبْطِنُ الزَّنْدَقَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِحَقِيقَتِهِ.
وَكَانَ هُوَ وَمُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُفَسِّرُ بِخُرَاسَانَ طَرَفَيْ نَقِيضٍ هَذَا يُبَالِغُ فِي النَّفْيِ وَالتَّعْطِيلِ وَمُقَاتِلٌ يُسْرِفُ فِي الإِثْبَاتِ وَالتَّجْسِيمِ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ: كَانَ جَهْمُ مَعَ مُقَاتِلٍ بِخُرَاسَانَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ وَكَانَ يُخَالِفُ مُقَاتِلا فِي التَّجْسِيمِ كَانَ جَهْمُ يَقُولُ: لَيْسَ اللَّهُ شَيْئًا وَلا غَيْرَ شَيْءٍ لِأَنَّهُ قَالَ تَعَالَى (اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) 13: 16 فَلا شَيْءٌ إلا وَهُوَ مَخْلُوقٌ، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّ الإِيمَانَ عُقِدَ بِالْقَلْبِ وَإِنْ كَفَرَ بِلِسَانِهِ مِنْ تُقْيَةٍ أَوْ إِكْرَاهٍ، وَإِنْ عَبَدَ الصَّلِيبَ وَالأَوْثَانَ فِي الظَّاهِرِ وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلِيٌّ للَّه مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
قَالَ: وَكَانَ مُقَاتِلٌ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ جِسْمٌ لَحْمٌ وَدَمٌ عَلَى صُورَةِ الإِنْسَانِ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ بِنَيْسَابُورَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مَهْدِيِّ بْنِ يَزِيدَ الْقَافِلانِيَّ قَالَ:
قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَؤُلاءِ اللَّفْظِيَّةُ [2] فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قَالَ لَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ: ذَهَبْتُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ فَقَالَ:
هَا هُنَا رَجُلٌ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ فَمَرَرْتُ مَعَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا جَهْمُ مَا هَذَا، بَلَغَنِي أَنَّكَ لا تُصَلِّي! قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مُذْ كَمْ؟ قَالَ: مُذْ تِسْعَةٍ وثلاثين يوما واليوم
__________
[1] ظهرت بدعته بترمذ. (الشهرستاني 2/ 127) .
[2] في الأصل «اللقيطة» . والمراد باللفظية الذين كانوا يقولون (لفظي بالقرآن مخلوق) . وبسط ذلك في (شروط الائمة الخمسة للحازمي ص 22) و (الاختلاف في اللفظ لابن قتيبة) .(8/66)
أَرْبَعِينَ. قَالَ: فَلِمَ لا تُصَلِّي؟ قَالَ: حَتَّى يَتَبَيَّنَ لِي لِمَنْ أُصَلِّي، قَالَ: فَجَهَدَ بِهِ ابْنُ سُوقَةَ أَنْ يَرْجِعَ أَوْ أَنْ يَتُوبَ أَوْ يُقْلِعَ، فَلَمْ يَفْعَلْ فَذَهَبَ إِلَى الْوَالِي فَأَخَذَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَصَلَبَهُ، ثُمَّ قَالَ لَنَا أحمد بن حنبل: الا يترك اللَّهُ مَنْ يُصَلِّي وَيَصُومُ لَهُ يَدَعِ الصَّلاةَ عَامِدًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا إِلا وَيَضْرِبُهُ بِقَارِعَةٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ ثنا مُوسَى بْنُ حِزَامٍ التِّرْمِذِيُّ ثنا الأَصْمَعِيُّ عَنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ خَلادِ الطَّفَاوِيِّ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ [1] بْنُ أَحْوَزَ عَلَى شُرْطَةِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ فَقَتَلَ جَهْمَ ابْنَ صَفْوَانَ لِأَنَّه أَنْكَرَ أَنَّ اللَّهَ كَلَّمَ مُوسَى.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ مُدْرِكٍ الْقَاصُّ: سَمِعْتُ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: ظَهَرَ عِنْدَنَا جَهْمُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فَرَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَلْخٍ يَقُولُ بِتَعْطِيلِ الله عن عرشه وأن الْعَرْشَ مِنْهُ خَالٍ.
قُلْتُ: سَلَمُ بْنُ أَحْوَزَ الَّذِي قَتَلَ الْجَهْمَ قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ فِي حُدُودِ الثَّلاثِينَ وَمِائَةٍ أَيْضًا [2] .
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمٍ الرَّمْلِيُّ ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: تَرَكَ جَهْمُ الصَّلاةَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَكَانَ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ الْحَارِثِ بْنِ سُرَيْجٍ.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ شُبَيْلٍ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَعَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ إِذْ جَاءَ شَابٌّ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) 28: 88 قَالَ مُقَاتِلٌ: هَذَا جَهْمِيُّ وَيْحَكَ إِنَّ جَهْمًا وَاللَّهِ مَا حَجَّ الْبَيْتَ وَلا جَالَسَ الْعُلَمَاءَ إنما كان رجلا قد أعطي لسانا.
__________
[1] عند الشهرستاني 2/ 127 «سالم» .
[2] في مرو. (الشهرستاني) .(8/67)
قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ: وَمِنْ فَضَائِحِ الْجَهْمِيَّةِ قَوْلُهُمْ بِأَنَّ عِلْمَ اللَّهِ مُحْدَثٌ مَخْلُوقٌ وَأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ شَيْئًا حَتَّى أَحْدَثَ لِنَفْسِهِ عِلْمًا وَكَذَا قَوْلُهُمْ فِي الْقُدْرَةِ.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْكُوفِيُّ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ قَالَ: جَهْمُ كَافِرٌ باللَّه، وَقِيلَ إِنَّ الْجَهْمَ تَابَ عَنْ مَقَالَتِهِ وَرَجَعَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ:
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ: حَدَّثَنِي مَنْ لا أَتَّهِمُ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ جَهْمًا رَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ وَنَزَعَ عَنْهُ وَتَابَ إِلَى اللَّهِ مِنْهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي أَفْعَالِ الْعِبَادِ: قَالَ ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: تَرَكَ جَهْمُ الصَّلاةَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى وَجْهِ الشَّكِّ فَخَاصَمَهُ بَعْضُ السَّمْنِيَّةِ [1] فشك وأقام أربعين يوما لا يصلي.
قال ضمرة: قد رأى ابن شوذب جهما.
وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونِ: كَلامُ جَهْمٍ صِفَةٌ بِلا مَعْنًى وَبِنَاءٌ بِلا أَسَاسٍ.
قُلْتُ: فَكَانَ النّاسُ فِي عَافِيَةٍ وَسَلامَةِ فِطْرَةٍ حَتَّى نَبَغَ جَهْمُ فَتَكَلَّمَ فِي الْبَارِي تَعَالَى وَفِي صِفَاتِهِ بِخِلافِ مَا أَتَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَأُنْزِلَتْ بِهِ الْكُتُبُ نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلامَةَ فِي الدِّينِ.
__________
[1] قوم بالهند دهريون قائلون بالتناسخ.(8/68)
[حرف الْحَاءِ]
الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ الْمَدَنِيُّ [1]- 4- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ خَالُ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ.
رَوَى عَنْ حَمْزَةَ وَسَالِمٍ ابني عبد الله وأبي سلمة بن عبد الرحمن.
وعنه ابن أخته فقط وقيل إن ابن إسحاق روى عنه.
قال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تسع وعشرين ومائة.
الحارث بن فضيل الأنصاري الخطمي المدني [2]- م د ن ق- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ وَمَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ وَسُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَأَبُو جَعْفَرٍ الخطميّ عمير وفليح والدراوَرْديّ وجماعة.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 272، ميزان الاعتدال 1/ 437، تهذيب التهذيب 2/ 148، التقريب 1/ 142، الخلاصة 68، تهذيب الأسماء 1/ 151، الجرح 3/ 80، تاريخ أبي زرعة 1/ 160، المعرفة والتاريخ 1/ 255.
[2] التاريخ الكبير 2/ 279، المشاهير 131، تهذيب التهذيب 2/ 154، التقريب 1/ 143، الخلاصة 68، الجرح 3/ 86.(8/69)
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ [1]- م د ن ق- نَزِيلُ بَرْقَةَ. ذُكِرَ أَنَّهُ عَقِلَ مَقْتَلَ عُثْمَانَ.
وَرَوَى عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ وَطَائِفَةٍ، وَعَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ وَالأَوْزَاعِيِّ وَاللَّيْثِ وَابْنِ لَهِيعَةَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ اللَّيْثُ: كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ سِتِّمِائَةِ رَكْعَةٍ.
قِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
الْحَارِثُ بْنُ يزيد العكلي [2]- خ م ن ق- أبو علي التيمي الكوفي الفقيه تِلْمِيذُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ.
روى عنه مُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ وَخَالِدُ بْنُ دِينَارٍ النِّيلِيُّ وَابْنُ عَجْلانَ والقاسم ابن الْوَليِدِ وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ قَدِيمُ الْمَوْتِ قَلِيلُ الْحَدِيثِ جِدًّا.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
الْحَارِثُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَنْصَارِيُّ [3]- م ت ن- مَوْلَى قَيْسِ بن سعد بن عبادة.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 286، تهذيب التهذيب 2/ 163، التقريب 1/ 145، الخلاصة 69، الجرح 3/ 93، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام، التاريخ لابن معين 2/ 95 رقم 5367. تاريخ أبي زرعة 1/ 185.
[2] التاريخ الكبير 2/ 285، تهذيب التهذيب 2/ 163، التقريب 1/ 145، الخلاصة 69، الجرح 3/ 93، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) .
[3] التاريخ الكبير 2/ 285، المشاهير 122، تهذيب التهذيب 2/ 164، التقريب 1/ 145، الخلاصة 69. الجرح 3/ 93، تاريخ أبي زرعة 1/ 4402 رقم 1094.(8/70)
مِصْرِيٍّ نَبِيلٌ صَالِحٌ كَانَ يُعَدُّ أَفْضَلُ مِنِ ابْنِهِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ.
رَوَى عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُمَاسَةَ وَغَيْرِ وَاحِدٍ وَقِيلَ إِنَّهُ رَوَى عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَاللَّيْثُ بن سعد وبكر ابن مُضَرَ وَآخَرُونَ.
رَوَى يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: كَانَ الْحَارِثُ بْنُ يَعْقُوبَ مِنَ الْعُبَّادِ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ عِشَاءِ الآخِرَةِ دَخَلَ بَيْتَهُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَيُجَاءُ بِعَشَائِهِ فَيُقولُ: أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَلا يَزَالُ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يُصْبِحَ فَيَكُونَ عَشَاؤُهُ وَسُجُودُهُ وَاحِدًا.
وَكَانَ أَبُوهُ يَعْقُوبُ مِنَ الْعُبَّادِ أَيْضًا.
تُوُفِّيَ الْحَارِثُ فِي سَنَةِ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
حِبَّانُ بْنُ أبي جبلة القرشي [1]- ع- مولاهم عن عمرو بن العاص وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وَكَانَ يَكُونُ بِأَفْرِيقِيَّةَ.
روى عنه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ وَأَبُو شَيْبَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
__________
[1] تهذيب التهذيب 2/ 171، التقريب 1/ 147، الخلاصة 70، الجرح 3/ 269.(8/71)
حبيب بن الزبير بن مشكان [1] الهلالي [2]- ت- ويقال الحنفي، الأصبهاني.
مِنْ نَاقِلَةِ الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ صَاحِبِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَعَنْ عِكْرِمَةَ وَعَطَاءِ بْنِ أُبَيٍّ.
وَعَنْهُ عُمَرُ بن فروخ العبديّ وشبعة.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ صَدُوقٌ.
قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: حَدَّثَ مِنْ أَوْلادِهِ عِدَّةٌ بِأَصْبَهَانَ.
حَبِيبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ خَلادٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ [3]- 4- عن ليلى مولاة حدّته أُمِّ عُمَارَةَ وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ.
وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَشُعْبَةُ وَشَرِيكٌ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
حَبِيبُ بن أبي عبيدة الفهري المصري الأمير [4] .
__________
[1] بضم الميم وسكون الشين المعجمة.
[2] التاريخ الكبير 2/ 318، تهذيب التهذيب 2/ 183، التقريب 1/ 149، ميزان الاعتدال 1/ 454، الخلاصة 71، الجرح 3/ 100، أخبار أصبهان 1/ 294.
[3] التاريخ الكبير 2/ 318، تهذيب التهذيب 2/ 183، التقريب 1/ 149، الخلاصة 71، الجرح 3/ 101.
[4] بغية الملتمس 274، تهذيب ابن عساكر 4/ 31، البيان المغرب 1/ 51 وفيه «ابن أبي عبدة» .(8/72)
كَانَ عَلَى وِلايَاتٍ جَلِيلَةٍ بِالأَنْدَلُسِ وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ [1]- ت ن- عَنْ عُرْوَةَ وَعَطَاءٍ وَنَافِعٍ.
وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ وَأَبُو الْمُلَيْحِ الرَّقِّيُّ.
عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْجَزِيرَةِ.
حَبِيبٌ الأَعْوَرُ الْمَدَنِيُّ [2]- م د ن- عَنْ مَوْلاةِ عُرْوَةَ وَأُمِّ عُرْوَةَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَنَدْبَةَ مَوْلاةِ مَيْمُونَةَ.
وَعَنْهُ الزُّهْرِيُّ، وَمَاتَ قَبْلَهُ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ الْحِزَامِيُّ وَأَبُو الأَسْوَدِ يَتِيمُ عُرْوَةَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ.
مَاتَ فِي آخِرِ دَوْلَةِ بَنِي أُمَيَّةَ.
حَرْبُ بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
يُلَقَّبُ بِأَبِي جَهْلٍ.
كَانَ أَحَدُ مَنْ سَارَ فِي جُنْدِ حِمْصَ لِلطَّلَبِ بِدَمِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ فَقُتِلَ بِنَوَاحِي دِمَشْقَ في الوقعة [3] .
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 325، تهذيب التهذيب 2/ 190، التقريب 1/ 150، الخلاصة 71، الجرح 3/ 109، المعرفة والتاريخ 2/ 323.
[2] الخلاصة 72، الجرح 3/ 113.
[3] الطبري 7/ 265 (حوادث سنة 126 هـ.) .(8/73)
حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ [1] ، الزَّاهِدُ أَحَدُ الْعُبَّادِ الْمَذْكُورِينَ صَحِبَ الْحَسَنَ.
أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ شَوْذَبٍ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ.
وَكَانَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَهْوَنَ مِنَ الْوَرَعِ «دَعْ مَا يريبك إلى ما لا يُرِيبُكَ» .
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثنا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ: كَانَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ يَفْتَحُ بَابَ حَانُوتِهِ فَيَضَعُ الدَّوَاةَ وَالدَّفْتَرَ وَيُرْخِي سِتْرَهُ وَيُصَلِّي فَإِذَا أَحَسَّ بِإِنْسَانٍ قَدْ جَاءَ يُقْبِلُ عَلَى حِسَابِهِ يُوهِمُ أَنَّهُ كَانَ فِي الْحِسَابِ.
وَقَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: كَانَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ يَقُولُ: لَوْلا الْمَسَاكِينُ مَا اتَّجَرْتُ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كنت إذا رأيت حسان كَأَنَّهُ أَبَدًا مَرِيضٌ. وَرَوَى الْبُرْجُلانِيُّ عَنْ عَبْدِ الجبار بن النضر أن حسان مَرَّ بِغُرْفَةٍ فَقَالَ: مُذْ كَمْ بُنِيَتْ هَذِهِ؟ ثُمَّ قَالَ: يَا نَفْسُ وَمَا عَلَيْكِ تَسْأَلِينَ عَنْ هَذَا! فَعَاقَبَهَا بِصَوْمِ سَنَةٍ.
وَقَالَ الشَّاذَكُونِيُّ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا بِالْعِرَاقِ مِنَ الأَبْدَالِ أَحَدٌ؟ قَالَ:
بَلَى، مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ وَحَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ وَمَالِكُ بن دينار.
حسان بن عطية الدمشقيّ [2]- ع- أبو بكر المحاربي مولاهم.
__________
[1] قال ابن حبان: كنيته ابو عبد الله، كان يشبّه بأبي ذر الغفاريّ في زهده وتقشّفه. المشاهير 152، التاريخ الكبير 3/ 35. تهذيب التهذيب 2/ 249. التقريب 1/ 161، الخلاصة 76، المعرفة والتاريخ 2/ 68 و 69.
[2] التاريخ الكبير 3/ 33، المشاهير 180، تهذيب ابن عساكر 4/ 143 و 144، حلية الأولياء 6/ 70، تهذيب التهذيب 2/ 251، التقريب 1/ 162، ميزان الاعتدال 1/ 479، الخلاصة 76، الجرح 3/ 236، تاريخ أبي زرعة 2/ 712، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . سير أعلام النبلاء 5/ 466 رقم 212.(8/74)
أَحَدُ أَئِمَّةِ الشَّامِيِّينَ.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَأَبُو مُعَيْدٍ [1] حَفْصُ بْنُ غَيْلانَ وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، وَأَخْطَأَ مَنْ قَالَ: رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ لَمْ يُدْرِكْهُ.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ عَمَلا فِي الْخَيْرِ مِنْ حَسَّانِ بْنِ عَطَيَّةَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ مِنْ أَهْلِ بَيْرُوتَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ.
وَقَدْ رُمِيَ بِالْقَدَرِ فَرَوَى مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ذَلِكَ فَبَلَغَ الأَوْزَاعِيَّ كَلامُ سَعِيدٍ فِيهِ فَقَالَ: مَا أَغَرَّ سعيدًا باللَّه مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا أَشَدَّ اجْتِهَادًا وَلا أَعْمَلَ مِنْ حَسَّانٍ.
وَرَوَى ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ سَيْفٍ يَقُولُ: مَا بَقِيَ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ إِلا كَبْشَانِ أَحَدُهُمَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ.
وَرَوَى عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ فَذَكَرَ شَيْئًا مِنْ مَنَاقِبِ حَسَّانٍ.
وَقَالَ الْوَليِدُ بْن مَزْيَدٍ [2] : سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: كَانَ لِحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ غَنَمٌ فَسَمِعَ مَا جَاءَ فِي الْمَنَائِحِ [3] فَتَرَكَهَا. وَقُلْتُ: كَيْفَ الَّذِي سَمِعَ؟ قَالَ:
يوم له ويوم لجاره.
__________
[1] بضم الميم وفتح العين المهملة وسكون الياء التحتانية، مصغرا.
[2] بفتح الميم وسكون الزاي المعجمة وفتح الياء التحتانية. وهو البيروتي من أصحاب الإمام الأوزاعي.
(انظر ترجمته في «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي» من تأليف المحقق) .
[3] جمع منحة اللبن، وهي أن يعطيه شاة فينتفع بلبنها ويعيدها.(8/75)
وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ الصَّنْعَانِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَانَ حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسِ، وَمِنْ دُعَائِهِ: اللَّهمّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَتَعَزَّزُ بِشَيْءٍ مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَتَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِشَيْءٍ يَشِينُنِي عِنْدَكَ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقُولَ قَوْلا أَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ غَيْرِكَ.
بَقِيَ حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ إِلَى حُدُودِ سَنَةِ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو الْقَاسِمِ الجدلي [1] الكوفي [2]- د ن-.
عن ابن عمرو النعمان بْنِ بَشِيرٍ وَالْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيِّ وَعَبْدِ الرحمن ابن زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ.
وَعَنْهُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَشُعْبَةُ وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ وَجَمَاعَةٌ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
الْحُسَيْنُ بْنُ شُفَيِّ [3] بْنِ مَاتِعٍ الأَصْبَحِيُّ الْمِصْرِيُّ [4]- د- عَنْ أَبِيهِ وَتُبَيْعَ ابْنِ امْرَأَةِ كَعْبٍ، وَقِيلَ إِنَّهُ أَدْرَكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَسَمِعَ مِنْهُ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مات في سنة تسع وعشرين ومائة.
__________
[1] نسبة الى جديلة قيس بن مر بن اد، قبيلة معروفة، بفتح الجيم المعجمة. وقيل «الجديلي» .
[2] التاريخ الكبير 2/ 382، تهذيب التهذيب 2/ 333، التقريب 1/ 174، الخلاصة 82، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 163، الجرح 3/ 50، تاريخ أبي زرعة 1/ 577.
[3] بضم الشين المعجمة وتشديد الفاء المكسورة.
[4] التاريخ الكبير 2/ 383، الجرح والتعديل 3/ 54، المعرفة والتاريخ 2/ 513 و 3/ 106، تهذيب التهذيب 2/ 340، تقريب التهذيب 1/ 176، خلاصة تذهيب التهذيب 83.(8/76)
حصين بن عبد الرحمن بن عمرو [1]- د ن- بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ الأشهلي المدني.
أَرْسَلَ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ وَرَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنَسٍ وَمَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الأَزْرَقُ.
وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: هُوَ حُصَيْنُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
حِطَّانُ بْنُ خفاف [2]- خ د ن- أبو الجويرية الجرمي [3] الكوفي.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَعَنْ مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيُّ [4] ، بَصْرِيٌّ.
عَنِ الحسن.
وعنه معمر وحماد بن زيد.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 8، تهذيب التهذيب 2/ 380 و 381، التقريب 1/ 182، ميزان الاعتدال 1/ 552 و 553. الخلاصة 85، الجرح 3/ 194. تاريخ أبي زرعة 1/ 496. سير أعلام النبلاء 5/ 424 رقم 187.
[2] تهذيب التهذيب 2/ 396، التقريب 1/ 185، الخلاصة 87 (حطان) بكسر الحاء المهملة وتشديد الطاء المهملة) (خفاف) بضم الخاء وفتح الفاء المخففة. الجرح 3/ 304. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . التاريخ لابن معين 2/ 121 رقم 4259.
[3] قال البخاري: جرم من اليمن. (التاريخ الكبير 3/ 118) .
[4] التاريخ الكبير 2/ 363، المشاهير 154، تهذيب التهذيب 2/ 402، التقريب 1/ 186، ميزان الاعتدال 1/ 559، الخلاصة 87، طبقات ابن سعد 7/ 276، الجرح 3/ 173.(8/77)
ثِقَةٌ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
حَفْصُ بْنُ الوليد بن سيف [1]- ن- أبو بكر الحضرميّ.
أَمِيرُ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ مِنْ جِهَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ.
وَهُوَ مُقِلٌّ.
قَتَلَهُ حَوْثَرَةُ الْبَاهِلِيِّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ [2] ، وَكَانَ مِمَّنْ خَلَعَ مَرْوَانَ الْحِمَارَ فَلَمْ يَتِمَّ.
الْحَكَمُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ [3] ، بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ.
أَحَدُ الأَشْرَافِ. نَزَلَ مَنْبَجَ.
وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
وَعَنْهُ أَخُوهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَالْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ.
قُلْتُ: كَانَ أَحَدُ الأَجْوَادِ الممدّحين قصدته الشعراء وامتدحوه.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 369، تهذيب ابن عساكر 4/ 389، ولاة مصر 96 وفي كتاب الولاة والقضاة للكندي 74 «حفص بن الوليد بن يوسف بن عبد الله» . تهذيب التهذيب 2/ 421، التقريب 1/ 189، الخلاصة 88، الجرح 3/ 188.
[2] يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شوال. وقيل في مقتله شعر ذكره الكندي وابن عساكر.
[3] تهذيب ابن عساكر 4/ 401 وفيه أشعار مادحيه. ميزان الاعتدال 1/ 580، الجرح 3/ 128(8/78)
حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- 4- عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ وَعَلْقَمَةَ وَعَبْدِ خَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزَائِدَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مِنْ غُلاةِ الشِّيعَةِ تَرَكَهُ شُعْبَةُ لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَمْرُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَأَمَّا النَّسَائِيُّ فَمَشَّاهُ وَقَالَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
حَكِيمُ بْنُ الدَّيْلَمِ [2] .
عن شُرَيْحٍ وَأَبِي بُرْدَةَ وَزَاذَانَ وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ لا يُحْتَجُّ بِهِ.
حنظلة بن صفوان [3] ، أبو حفص الكلبي.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 16، تهذيب التهذيب 2/ 445، التقريب 1/ 193، ميزان الاعتدال 1/ 583، الخلاصة 90. الجرح 3/ 201. تاريخ أبي زرعة 1/ 625. المعرفة والتاريخ 3/ 98. التاريخ لابن معين 2/ 127 رقم 1363.
[2] التاريخ الكبير 3/ 16، تهذيب التهذيب 2/ 449، التقريب 1/ 194، ميزان الاعتدال 1/ 585، الخلاصة 90. الجرح 3/ 204، المعرفة والتاريخ 2/ 639.
[3] تهذيب ابن عساكر 5/ 15، أنساب الأشراف 5/ 142، كتاب الولاة والقضاة 71 وأخباره في (البيان المغرب 1/ 58 وبعدها) ، المعرفة والتاريخ 3/ 345.(8/79)
الأَمِيرُ مِنْ أَشْرَافِ الشَّامِيِّينَ وَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ مَرَّتَيْنِ وَإِمْرَةَ الْمَغْرِبِ.
حُنَيْنُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْمِصْرِيُّ [1]- د ت- مَوْلَى سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ وَعَطَاءٍ وَمَكْحُولٍ وَسَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ.
وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَاللَّيْثُ.
لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي السُّنَنِ.
حُيَيُّ بْنُ هَانِئٍ، هُوَ أبو قبيل [2] .
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 105، تهذيب التهذيب 3/ 64، التقريب 1/ 207، ميزان الاعتدال 1/ 621، الخلاصة 96، الجرح 3/ 286.
[2] التاريخ الكبير 3/ 75 التاريخ الصغير 1/ 262. تهذيب التهذيب 3/ 72، التقريب 1/ 209. ميزان الاعتدال 1/ 624، طبقات ابن سعد 7/ 512. تاريخ أبي زرعة 1/ 393، التاريخ لابن معين 2/ 141 رقم 5171. المعرفة والتاريخ 2/ 507. طبقات خليفة 294، سير أعلام النبلاء 5/ 214 رقم 86. خلاصة التذهيب 97. شذرات الذهب 1/ 175.(8/80)
[حرف الْخَاءِ]
خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ الْمَدَنِيُّ [1]- ع- عن الرَّبِيعِ بِنْتِ مُعَوِّذَ وَأَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ.
وَعَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ.
وَانْتَقَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ، أَبُو صَفْوَانَ بْنُ الأَهْتَمِ التَّمِيمِيُّ الْمِنْقَرِيُّ الْبَصْرِيُّ.
أَحَدُ فُصَحَاءِ الْعَرَبِ وَمِنْ مَشَاهِيرِ الأَخْبَارِيِّينَ وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي الْبَخْلِ، وَفَدَ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
حَكَى عَنْهُ شَبِيبُ بْنُ شَيَّبَةَ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ.
وَمِنْ كَلامِهِ وَسُئِلَ: أَيُّ إِخْوَانِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الَّذِي يَغْفِرُ زَلَلِي وَيَقْبَلُ عِلَلِي وَيَسِدُّ خَلَلِي.
قُلْتُ: إِنَّمَا ذَاكَ هُوَ الله أجود الأجودين.
__________
[1] في مشاهير علماء الأمصار 98 «ابو الحسن وقد قيل ابو حصين» ، التاريخ الكبير 3/ 147، ميزان الاعتدال 1/ 630، تهذيب التهذيب 3/ 89، التقريب 1/ 213، الخلاصة 100، الجرح 3/ 329. التاريخ لابن معين 2/ 143 رقم 980 و 3395.(8/81)
خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحْرِزٍ الْبَصْرِيُّ [1]- م ن- الأحدب الأثبج [2] .
رَوَى عن عَمِّهِ صَفْوَانَ بْنُ مُحْرِزٍ وَزُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ وَأَبُو بِشْرٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَآخَرُونُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّه بْن يزيد بْن أسد [3]- د- الأمير أبو القاسم القسري البجلي الدمشقيّ.
أَحَدُ الأَشْرَافِ. وَلِيَ إِمْرَةَ مَكَّةَ لِلْوَلِيدِ ثُمَّ إِمْرَةَ الْعِرَاقَيْنِ وَغَيْرَهَا لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَلَهُ أَخَوَانِ أَسَدٌ وَإِسْمَاعِيلُ، وَلِجِدِّهِمْ صُحْبَةٌ.
رَوَى خَالِدُ عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ وَإِسْمَاعِيلُ بن أبي خالد وسيار أبو الحكم.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 160، تهذيب التهذيب 3/ 101، التقريب 1/ 215، الخلاصة 101، الجرح 3/ 339.
[2] محرفة في الأصل، والتصحيح من (نزهة الألباب في الألقاب لابن حجر) إذ قال: بمثلثة ثم موحدة ثم جيم.
وفي القاموس المحيط: الأثبج: العريض الثبج، والثبج: ما بين الكاهل الى الظهر.
[3] التاريخ الكبير 3/ 158، الجرح 3/ 340، سير أعلام النبلاء 5/ 425 رقم 191، البداية والنهاية 10/ 17، شذرات الذهب 1/ 169، المعرفة والتاريخ 2/ 688، تهذيب ابن عساكر 5/ 67، ميزان الاعتدال 1/ 633، تهذيب التهذيب 3/ 101، التقريب 1/ 215، الخلاصة 101 طبقات ابن سعد 6/ 265 و 311، وفيات الأعيان 2/ 226، الأغاني (بولاق 19/ 52) ، مختار الأغاني 3/ 450، وترجمته مبثوثة في كتب التاريخ عند الطبري والمسعودي واليعقوبي وابن الأثير وابن خياط وابن خلدون وابن كثير، وغيرهم.(8/82)
وَكَانَ خَطِيبًا بَلِيغًا جَوَّادًا مُمَدَّحًا عَظِيمُ الْقَدْرِ لَكِنَّهُ نَاصِبِيٌّ [1] .
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: رَجُلُ سُوءٍ يَقَعُ فِي عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ: قِيلَ لِسَيَّارٍ: تَرْوِي عَنْ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ أَشْرَفُ مِنْ أَنْ يَكْذِبَ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: أَوَّلُ مَا عُرِفَ بِهِ سُؤْدُدُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ مَرَّ فِي سُوقِ دِمَشْقَ وَهُوَ غُلامٌ فَوَطِئَ فَرَسُهُ صَبِيًّا فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ لا يَتَحَرَّكَ أَمَرَ غُلامَهُ فَحَمَلَهُ ثُمَّ أَتَى بِهِ مَجْلِسَ قَوْمٍ فَقَالَ: إِنْ حَدَثَ بِهَذَا الْغُلامِ حَدَثٌ فَأَنَا صَاحِبُهُ وَطَأَتْهُ فَرَسِي وَلَمْ أَعْلَمْ.
قَالَ خَلِيفَةُ: وَلِيَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ مَكَّةَ لِلْوَلِيدِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ [2] فَبَقِيَ حَتَّى عَزَلَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [3] ثُمَّ وَلِيَ خَالِدٌ الْعِرَاقَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ إِلَى سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَصُرِفَ بِيُوسُفَ بْنِ عُمَرَ [4] .
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ نُوحٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: إِنِّي لَأُطْعِمُ كُلَّ يَوْمٍ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلْفًا مِنَ الأَعْرَابِ مِنْ تَمْرٍ وَسَوِيقٍ.
وَقَالَ أَبُو تَمَّامٍ حَبِيبُ بْنُ أَوْسٍ الطَّائِيُّ الشَّاعِرُ: حَدَّثَنِي بَعْضُ الْقَسْرِيِّينَ قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَدْعُو بِالْبَدْرِ وَيَقُولُ: إِنَّمَا هَذِهِ الأَمْوَالُ وَدَائِعُ لا بُدَّ مِنْ تَفْرِيقِهَا وَيَقُولُ: إِذَا أَتَانَا الْمُمْلِقُ فأغنيناه والظمآن فأرويناه فقد أدّينا الأمانة.
__________
[1] في الأصل: «ناجي» والتصحيح من ميزان الاعتدال.
[2] تاريخ خليفة 301.
[3] خليفة 310.
[4] خليفة 336 و 350.(8/83)
وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: دَخَلَ عَلَى خَالِدٍ أَعْرَابِيُّ فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيرُ قَدِ امْتَدَحْتُكَ بِبَيْتَيْنِ فَلا أُنْشِدُكُهُمَا إِلا بِعَشَرَةِ آلافٍ وَخَادِمٍ، قَالَ: قُلْ، فَقَالَ:
لَزِمْتَ «نَعَمْ» حَتَّى كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ ... سَمِعْتَ مِنَ الأَشْيَاءِ شَيْئًا سَوَّى «نَعَمِ»
وَأَنْكَرْتَ «لا» حَتَّى كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ ... سَمِعْتَ بِهَا فِي سَالِفِ الدَّهْرِ وَالأُمَمِ
فَأَمَرَ لَهُ بُعَشَرَةِ آلافٍ [1] وَخَادِمٍ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
أخَالِدٌ إِنِّي لَمْ أَزُرْكَ لِحَاجَةٍ ... سِوَى أَنَّنِي عَافٍ وَأَنْتَ جَوَّادُ
أَخَالِدٌ إِنَّ الْحَمْدَ وَالأَجْرَ حَاجَتِي ... فَأَيُّهُمَا تَأْتِي فَأَنْتَ عِمادُ
فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: سَلْ يَا أَعْرَابِيُّ، قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ [2] مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، قَالَ: أَكْثَرْتَ، قَالَ: قَدْ حَطَطْتُ الأَمِيرَ تِسْعِينَ أَلْفًا، قَالَ: مَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ أَمْرَيْكَ أَعْجَبُ! قَالَ: إِنَّكَ لَمَّا جَعَلْتَ الْمَسْأَلَةَ إِلَيَّ سَأَلْتُ عَلَى قَدْرِكَ فَلَمَّا سَأَلْتَنِي أَنْ أَحُطَّ حَطَطْتُ عَلَى قَدْرِي، قَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ لا تَغْلِبْنِي، يَا غُلامُ مِائَةَ أَلْفٍ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ.
وَرَوَى زَكَرِيَّا الْمِنْقَريُّ عَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى خَالِدٍ فِي يَوْمٍ مَجْلِسَ الشُّعَرَاءِ فَأَنْشَدَهُ:
تَعَرَّضْتَ لِي بِالْجُودِ حَتَّى نَعَّشْتَنِي ... وَأَعْطَيْتَنِي حَتَّى ظَنَنْتُكَ تَلْعَبُ
فَأَنْتَ النَّدَى وَابْنُ النَّدَى وَأَخُو النَّدَى ... حَلِيفُ النَّدَى مَا لِلنَّدَى عَنْكَ مَذْهَبُ
فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ.
وَعَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ أَنَّ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ الله القسري قال: لا يحتجب الوالي
__________
[1] في (البداية والنهاية 10/ 20) «بعشرة آلاف درهم وخادم يحملها» .
[2] في الأصل: «الأمة» بدل «الأمير» .(8/84)
إِلا لِثَلاثٍ: إِمَّا عَيِيٌّ فَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يَطَّلِعَ النَّاسُ عَلَى عِيَّهِ، وَإِمَّا صَاحِبُ سُوءٍ فَهُوَ يَتَسَتَّرُ، وَإِمَّا بَخِيلٌ يَكْرَهُ أَنْ يُسْأَلَ.
وَلِخَالِدٍ تَرْجَمَةٌ طَوِيلَةٌ فِي تَارِيخِ دِمَشْقَ.
قَالَ خليفة بن خياط [1] : قتل خالد سنة ست وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَهُوَ ابْنُ نَحْوِ سِتِّينَ سَنَةٍ.
قُلْتُ: لَهُ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ أَنَّهُ أَضْعَفَ صَاعَ الْعِرَاقِ فَجَعَلَهُ سِتَّةَ عَشَرَ رَطْلا.
خَالِدُ بْنُ عَرْفَطَةَ [2]- د ن- عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَأَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ.
وَعَنْهُ قَتَادَةُ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَأَبُو بِشْرٍ وَوَاصِلُ مَوْلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. مَاتَ كَهْلا.
خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ أَبُو حَيَّةَ الْوَادِعِيُّ [3] الْكُوفِيُّ [4]- د ن ق- عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ فِي الْوُضُوءِ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَأَبُو حَنِيفَةَ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو عَوَانَةَ وَزَائِدَةُ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَسَمَّاهُ شُعْبَةُ وَأَبُو عوانة: مالك بن عرفط.
__________
[1] تاريخ خليفة 351.
[2] الجرح 3/ 337.
[3] الوادعي: بكسر الدال. ينسب الى: وادعة بن عمرو من همدان. (اللباب 3/ 344) .
[4] التاريخ الكبير 3/ 163، تهذيب التهذيب 3/ 108، التقريب 1/ 216، الخلاصة 102.(8/85)
خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ [1] التُّجِيبِيّ [2]- م د ت ن- التونسي أبو عمر قَاضِي أَفْرِيقِيَّةَ.
عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسُلَيْمَانَ بْن يَسَارٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ وَطَلْحَةُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ وَعُبَيَدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَعِدَّةٌ.
وَكَانَ عَالِمَ أَهْلِ الْمَغْرِبِ وَفَقِيهِهِمْ. ثِقَةٌ ثَبْتٌ.
وَيُقَالُ: كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ [3] .
قَالَ زُوَيْنُ بْنُ خَالِدٍ الصَّدَفِيُّ: خَرَجَتِ الصُّفْرِيَّةُ [4] بِأَفْرِيقِيَّةَ يَوْمَ الْقَرْنِ [5] فَبَرَزَ خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ لِلْقِتَالِ فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَئِيسُ الْقَوْمِ مِنْ زِنَاتَةَ فَقَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ.
تُوُفِّيَ خَالِدٌ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 163، المشاهير 188، تهذيب التهذيب 3/ 110، التقريب 1/ 217، الخلاصة 102، الجرح 3/ 345.
[2] بضم التاء وكسر الجيم المعجمة، ويجوز فتح التاء. نسبة الى تجيب: قبيلة من كندة، وفي (اللباب 1/ 207) : تجيب: اسم أم عديّ وسعد ابني أشرس بن شبيب بن السكون. وتجيب: محلّة بمصر.
[3] في الأصل «محاريب الدعوة» .
[4] هم الزيادية أصحاب زياد بن الأصفر، خالفوا الأزارقة والنجدات والإباضية في أمور. (انظر:
الملل والنحل للشهرستاني 2/ 56) .
[5] قال ياقوت: جبل بإفريقية له ذكر في الفتوح. (4/ 333) . وهو قرب القيروان بتونس، وكانت الموقعة سنة 124 هـ.(8/86)
خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [1]- د- نَزِيلُ حِمْصَ.
عَنْ بِلالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَبِلالِ بن سعد وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ.
خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2]- ع- بْنِ خُبَيْبِ بْنِ يَسَافَ أَبُو الْحَارِثِ [3] الأَنْصَارِيُّ الخزرجي المدني.
عَنْ أَبِيهِ وَعَمَّتِهِ أُنَيْسَةَ وَحَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ أُخْتِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَشُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَمُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ زَمَنَ مَرْوَانَ [4] .
خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ الْكُوفِيُّ [5] . الْعَابِدُ الأَعْوَرُ وَهُوَ أخو كليب بن حوشب.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 171، تهذيب ابن عساكر 5/ 89، تهذيب التهذيب 3/ 116، التقريب 1/ 218، الخلاصة 102. الجرح 3/ 350، المعرفة والتاريخ 2/ 328.
[2] التاريخ الكبير 3/ 209، الإكمال 2/ 301، تهذيب التهذيب 3/ 136، التقريب 1/ 222، الخلاصة 104، طبقات ابن سعد 3/ 535، الجرح 3/ 387.
[3] في الأصل: «ابو الحرب» ، والتصحيح من (تجريد التمهيد- ص 31) .
[4] في (المشاهير ص 130) : مات سنة 132 هـ.
[5] التاريخ الكبير 3/ 193، تهذيب التهذيب 3/ 66، التقريب 1/ 225، الخلاصة 105، الجرح 3/ 369. المعرفة والتاريخ 2/ 581.(8/87)
عن مجاهد وأبي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَعَطَاءٍ وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَشَرِيكٌ وَمَرْوَانُ وَأَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَعَلَى هَذَا كَأَنَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَلَهُ أَخْبَارٌ وَمَوَاعِظُ وَجَلالَةٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
خَلادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدَةَ [1] الصَّنْعَانِيُّ [2]- د ن-.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَمُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ الْقَاسِمُ بْنُ فَيَّاضٍ وَمَعْمَرٌ وَبَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَامِيُّ.
وَثَّقَهُ أبو زرعة ووصفه معمر بالحفظ.
__________
[1] في (مشاهير علماء الأمصار) : «جندب» .
[2] التاريخ الكبير 3/ 185، المشاهير 193، تهذيب التهذيب 3/ 173، التقريب 1/ 229، الجرح 3/ 365، المعرفة والتاريخ 2/ 28.(8/88)
[حرف الدال]
داود بن شابور [1]- ت ن- أبو سليمان المكيّ.
عن طاووس وَمُجَاهِدٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
دَاوُدُ بْنُ فَرَاهِيجَ الْمَدَنِيُّ [2] .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ.
وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَشُعْبَةُ وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ.
ضَعَّفَهُ شُعْبَةَ وَالنَّسَائِيُّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: صالح الحديث.
__________
[1] داود بن عبد الرحمن بن شابور. نسب الى جده. كان من المتقنين وأهل الفضل في الدين.
(المشاهير 147) ، تهذيب التهذيب 3/ 187، التقريب 1/ 232، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 182، الخلاصة 109، الجرح 3/ 415، المعرفة والتاريخ 1/ 707.
[2] التاريخ الكبير 3/ 230، المشاهير 77، تهذيب ابن عساكر 5/ 216، ميزان الاعتدال 2/ 19، الجرح 3/ 422، التاريخ لابن معين 2/ 153 رقم 804، المعرفة والتاريخ 3/ 33.(8/89)
وَقَالَ ابْنُ مَعيِنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَدْ بَقِيَ إِلَى أَيَّامِ مَقْتَلِ الْوَلِيدِ [1] فَإِنَّهُ قَدِمَ الشَّامَ إِذْ ذَاكَ.
قَالَ شُعْبَةُ: كَبُرَ وَافْتَقَرَ.
أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُعَلِّمَ أَخْبَرَهُمْ أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أنا أَبُو محمد بن هزارمرد أنا ابْنُ حُبَابَةَ ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ ثنا عَلِيٌّ ثنا شُعْبَةُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ يَقُولُ: الضِّيَافَةُ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ.
دَرَّاجُ بْنُ سَمْعَانَ [2] ، - 4- أَبُو السمح المصري القاصّ، مولى عبد الله ابن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ وَعَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ- وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيُّ- وَأَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ.
وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْقِتْبَانِيُّ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ يَسِيرًا فَإِنَّهُ قَالَ: فِيهِ ضَعْفٌ.
وَيُقَالُ كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ مِنَ الْخَاشِعِينَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ.
وَقَالَ مُنْذِرُ بْنُ يُونُسَ: سَمِعْتُ دَرَّاجًا مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ فَذَكَرَ حِكَايَةً.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: ثنا دَرَّاجُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بن الحارث بن جزء
__________
[1] الخليفة الأموي الوليد بن يزيد بن عبد الملك الّذي قتل سنة 126 هـ. وستأتي ترجمته في هذه الطبقة.
[2] تهذيب التهذيب 3/ 208، التقريب 1/ 235، ميزان الاعتدال 2/ 24، تهذيب ابن عساكر 5/ 224، الجرح 3/ 441، التاريخ لابن معين 2/ 155 رقم 5039.(8/90)
يَقُولُ: إِنَّ فِي النَّارِ لَحَيَّاتٍ كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ [1] .
تُوُفِّيَ دَرَّاجٌ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
دُوَيْدُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو عِيسَى الْحِمْصِيُّ [2]- د ن ق- مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
نَزَلَ مِصْرَ، وَحَدَّثَ عَنْ عُرْوَةَ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَعَطَاءٍ وَابْنِ شِهَابٍ.
وَعَنْهُ جُبَارَةُ [3] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دُوَيْدٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ [4] .
دِينَارُ أَبُو عُمَرَ الْبَزَّارُ [5] الْكُوفِيُّ، مَوْلَى ابْنِ أَبِي غَالِبٍ الأَسَدِيِّ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَلِيُّ بْنُ الْحَزَوَّرِ [6] .
وَثَّقَهُ وَكِيعٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بالمشهور.
__________
[1] الجمال.
[2] التاريخ الكبير 3/ 251، الإكمال 3/ 386، تهذيب ابن عساكر 5/ 252، تهذيب التهذيب 3/ 214، التقريب 1/ 236، الجرح 3/ 438.
[3] في الأصل: خبارة.
[4] هذا وشبهه يدل على عدم الضعف المطلق. فأعلى العبارات في الرواة المقبولين: «ثبت حجة، وثبت حافظ، وثقة متقن، وثقة ثقة، ثم ثقة صدوق، ولا بأس به، وليس به بأس، ثم محلّه الصدق، وجيد الحديث، وصالح الحديث، وشيخ وسط، وشيخ حسن الحديث، وصدوق إن شاء الله، وصويلح، ونحو ذلك» . (انظر: مقدمة ميزان الاعتدال للذهبي 1/ 4) .
[5] البزار: آخرها راء مهملة. انظر: التاريخ الكبير 3/ 246، مشتبه النسبة (المخطوط) - ص 8، تهذيب التهذيب 3/ 216، التقريب 1/ 237، ميزان الاعتدال 2/ 30 وأثبتها في نسخة القدسي 5/ 68 «البزاز» بالزاي المعجمة في آخرها، وهو خطأ، الجرح 3/ 430.
[6] بفتح الحاء المهملة والزاي، وتشديد الواو.(8/91)
[حرف الرَّاءِ]
رَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ الْمَعَافِرِيُّ [1] . مَرَّ.
ربيعة بن يزيد القصير [2] ، ع أبو شعيب الإيادي الدمشقيّ.
أَحَدُ الأَعْلامِ فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ.
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، وَقِيلَ إِنَّهُ سَمِعَ مِنْ مُعَاوِيَةَ.
وَعَنْهُ حَيْوةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ فَرَجٌ: كَانَ رَبِيعَةُ يُفَضَّلُ عَلَى مَكْحُولٍ يَعْنِي فِي الْعِبَادَةِ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَحْسَنُ سَمْتًا في العبادة منه ومن مكحول.
__________
[1] هو «المعافري» وليس «العامري» كما في نسخة القدسي 5/ 68، والتصويب من: ميزان الاعتدال 2/ 43، تهذيب التهذيب 3/ 255، التقريب 1/ 246، المشاهير 189، الخلاصة 116، الجرح 3/ 477.
[2] التاريخ الكبير 3/ 288، دول الإسلام 1/ 84، تهذيب التهذيب 3/ 264، التقريب 1/ 248، الخلاصة 116، الجرح 3/ 474.(8/92)
وَقِيلَ كَانَتْ دَارُهُ بِنَاحِيَةِ دَارِ الْفَرَادِيسِ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَامِرٍ سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ:
مَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ لِصَلاةِ الظُّهْرِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا وَأَنَا فِي الْمَسْجِدِ [1] إِلا أَنْ أَكُونَ مَرِيضًا أو مسافرا.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ يُعْرَفُ بِالْقَصِيرِ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ: خَرَجَ رَبِيعَةُ مَعَ كُلْثُومِ بْنِ عِيَاضٍ فَقَتَلَهُ الْبَرْبَرُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: اسْتُشْهِدَ بِأَفْرِيقِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
رَبِيعُ بْنُ لُوطٍ [2]- ن-.
عَنْ عَمِّهِ الْبَرَّاءِ بْنِ عَازِبٍ وَقَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو وَشُعْبَةُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونُ.
رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ الْمَدَنِيُّ [3]- د ق-.
عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ.
وَعَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَكَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ والدراوَرْديّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَيْخٌ.
__________
[1] المشاهير 114.
[2] تهذيب التهذيب 3/ 250، التقريب 1/ 245، الخلاصة 115، الجرح 3/ 468.
[3] قال البخاري (3/ 331) : «أراه أخو سعيد» . تهذيب التهذيب 3/ 238، التقريب 1/ 243، ميزان الاعتدال 2/ 38، الجرح 3/ 518.(8/93)
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ.
قُلْتُ: لَهُ خَبَرٌ فِي وُجُوبِ التَّسْمِيَةِ عَلَى الْوُضُوءِ.
رزيق بن حكيم الأيلي [1]- ن- أبو حكيم.
مُتَوَلِّي أَيْلَةَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَبْدٌ صَالِحٌ خَيِّرٌ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَمْرَةَ.
وَعَنْهُ يُونُسُ وَعُقَيْلٌ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
رُزَيْقُ بْنُ حَيَّانَ [2] ، أَبُو الْمِقْدَامِ الْفَزَارِيُّ.
عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُسْلِمِ بْنِ قُرْطٍ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ وَغَيْرُهُمَا.
وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ زُرَيْقٌ بِتَقْدِيمِ الْمُعْجَمَةِ.
رُزَيْقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ [3]- ن-.
أَرْسَلَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك وغيره.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 318، تهذيب التهذيب 3/ 273، التقريب 1/ 250، الخلاصة 117، الجرح 3/ 504.
[2] التاريخ الكبير 3/ 318، تهذيب ابن عساكر 5/ 324، تهذيب التهذيب 3/ 273، التقريب 1/ 250، الخلاصة 117.
[3] التاريخ الكبير 3/ 318، تهذيب التهذيب 3/ 275، التقريب 1/ 250، ميزان الاعتدال 2/ 48، الخلاصة 117، الجرح 3/ 505.(8/94)
وَعَنْهُ أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَبُو الْخَطَّابِ الدِّمْشِقِيُّ وَمُسْلِمَةُ الْخَشَنِيُّ.
وَقَدْ وُثِّقَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُحتَجُّ بِهِ.
رِيَاحُ بْنُ عُبَيْدَةَ [1] الْبَاهِلِيُّ [2] .
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَأَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَجَمَاعَةٍ، وَعَنْهُ ابْنُ شَوْذَبٍ وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ وَمُحْرِزُ بْنُ قَعْنَبٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
__________
[1] عبيدة: بفتح العين المهملة. كما في التقريب والخلاصة.
[2] التاريخ الكبير 3/ 329، تهذيب ابن عساكر 5/ 343، تهذيب التهذيب 3/ 299، التقريب 1/ 255، طبقات ابن سعد 5/ 395، الخلاصة 119، الجرح 3/ 511.(8/95)
[حرف الزاي]
زبيد بن الحارث [1] الياميّ [2]- ع- الكوفي أَحَدُ الأَعْلامِ.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ النَّخْعِيَّيْنِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي وَائِلٍ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَشَرِيكٌ وَآخَرُونَ.
قَالَ شُعْبَةُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا خَيْرًا مِنْ زُبَيْدٍ.
وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ زُبَيْدٌ: أَلْفُ بَعْرَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَلْفِ دِينَارٍ.
وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: كَانَ زُبَيْدٌ يُجَزِّئُ اللَّيْلَ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ: جُزْءًا عَلَيْهِ، وَجُزْءًا عَلَى ابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَجُزْءًا عَلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ، فَكَانَ زُبَيْدُ يُصَلِّي ثُمَّ
__________
[1] ابو عبد الرحمن. المشاهير 166، الإكمال 7/ 442، دول الإسلام 1/ 84، تاريخ خليفة 354، تهذيب التهذيب 3/ 310 و 311، التقريب 1/ 257، ميزان الاعتدال 2/ 66، وفي (الكامل في التاريخ 5/ 249) : «زيد» وهو خطأ. حلية الأولياء 5/ 29. الجرح 3/ 623، التاريخ لابن معين 2/ 171 رقم 1959 و 2040 و 3923. طبقات خليفة 162، التاريخ الكبير 3/ 450، التاريخ الصغير 1/ 315، سير أعلام النبلاء 5/ 296 رقم 141، خلاصة التذهيب 130، شذرات الذهب 1/ 160.
[2] اليامي: نسبة الى يام بطن من حمدان.(8/96)
يَقُولُ لِأَحَدِهِمَا: قُمْ، فَإِنْ تَكاسَلَ، صَلَّى جُزْءَهُ ثُمَّ يَقُولُ لِلآخَرِ: قُمْ، فَإِنْ تَكَاسَلَ أَيْضًا صَلَّى جُزْءَهُ فَيُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ.
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: لَوْ خُيِّرْتُ مَنْ أَلْقَى اللَّهَ تَعَالَى فِي مِسْلاخِهِ [1] لاخْتَرْتُ زُبَيْدًا الإِيَامِيَّ [2] .
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ مَنُصورٌ يَأْتِي زُبَيْدَ بْنَ الْحَارِثِ فَكَانَ يَذْكُرُ لَهُ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيَعْصِرُ عَيْنَيْهِ يُرِيدُهُ عَلَى الْخُرُوجِ أَيَّامَ زَيْدِ بْنِ ابْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ زُبَيْدٌ: ما أَنَا بِخَارِجٍ إِلا مَعَ نَبِيٍّ وَمَا أَنَا بِوَاجِدِهِ.
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي كُنْيَةِ زُبَيْدٍ فَقِيلَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَقِيلَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: ثَبْتٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
وَرَوَى لَيْثٌ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَعْجَبُ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلَيَّ أَرْبَعَةٌ فَذَكَرَ مِنْهُمْ زُبَيْدًا.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادٍ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ زُبَيْدَ بْنَ الْحَارِثِ مُقْبِلا مِنَ السُّوقِ رَجَفَ قَلْبِي.
وَرَوَى شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ عَمِّي زُبَيْدٌ حَاجًّا فَاحْتَاجَ إِلَى الْوُضُوءِ فَقَامَ فَتَنَجَّى فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ فَإِذَا هُوَ بِمَاءٍ فِي مَوْضِعٍ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ فِيهِ مَاءٌ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ جَاءَهُمْ يُعَلِّمُهُمْ فَأَتَوْهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ.
وَقَالَ يُونُسُ الْمُؤَدَّبُ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ قَالَ: كَانَ زُبَيْدٌ مؤذن مسجده فكان
__________
[1] كأنه تمنى أن يكون في مثل هدية وطريقته. (النهاية) .
[2] بكسر الألف، يقال له الإيامي واليامي. كما في (اللباب 1/ 96) و (3/ 406) .(8/97)
يَقُولُ لِلصِّبْيَانِ: تَعَالَوْا فَصَلُّوا أَهَبُ لَكُمُ الْجُوزَ، فَكَانُوا يُصَلُّونَ ثُمَّ يُحِوطُونَ بِهِ، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ! فَقَالَ: وَمَا عَلَيَّ، أَشْتَرِي لَهُمْ جُوزًا بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ وَيَتَعَوَّدُونَ الصَّلاةَ.
وَرُوِيَ عَنْ زُبَيْدٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةً مَطِيرَةً طَافَ عَلَى عَجَائِزِ الْحَيِّ وَيَقُولُ: أَلَكُمْ فِي السُّوقِ حَاجَةٌ؟
قُلْتُ: زُبَيْدٌ مَعْدُودٌ فِي صِغَارِ التَّابِعِينَ وَلا أَعْلَمُ لَهُ شَيْئًا عَنِ الصَّحَابَةِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ.
الزُّبَيْرُ [1] بْنُ الْخِرِّيتِ [2]- م د ت ق-.
مِنْ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ.
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَأَبِي لَبِيدٍ لِمَازَةَ [3] بن زباد [4] وعكرمة.
وعنه هارون النَّحْوِيُّ الأَعْوَرُ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ وَابْنُ مَعِينٍ.
الزُّبَيْرُ بْنُ عَرَبِيِّ أبو سلمة النمري البصري [5]- ن-.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 413، تهذيب التهذيب 3/ 314، التقريب 1/ 258، الخلاصة 120، الجرح 3/ 581، المعرفة والتاريخ 1/ 495.
[2] الخرّيت: بكسر الخاء المعجمة وتشديد الراء المكسورة.
[3] بكسر اللام.
[4] بفتح الزاي والباء الموحدة.
[5] التاريخ الكبير 3/ 410، تهذيب التهذيب 3/ 318، التقريب 1/ 259، الخلاصة 121، الجرح 3/ 580.(8/98)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْه مَعْمَرٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
الزَّبَيْرُ بْنُ مُوسَى بْنِ مِينَا الْمَكِّيُّ [1] .
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْد اللَّهِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَجَمَاعَةٍ، وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
زُجْلَةُ [2] مَوْلاةُ عَاتِكَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
أَدْرَكَتْ كُوَيْسَةَ [3] . الصَّحَابِيَّةَ، وَرَوَتْ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَبَقِيَتْ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ بَنِي أُمَيَّةَ، روى عنها كُلَيْبُ بْنُ عِيسَى الثَّقَفِيُّ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ.
فَقَالَ صَدَقَةُ: حَدَّثَتْنَا زُجْلَةُ مَوْلاةُ مُعَاوِيَةَ قَالَتْ: كُنَّا مَعَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ فَأَتَاهَا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَمِيرُ فَقَالَ: مَا أَوْثَقُ عَمَلِكِ فِي نَفْسِكِ؟ قَالَتْ: الْحُبُّ فِي اللَّهِ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَتْ زُجْلَةُ لِعَاتِكَةَ امْرَأَةِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَكَانَتْ تَرَى مِنْهَا مَا لا تُحِبُّ فَقَالَتْ: ما أرضاك للَّه، فغضبت منها
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 412، تهذيب التهذيب 3/ 320، التقريب 1/ 259، الخلاصة 121، الجرح 3/ 581. المعرفة والتاريخ 2/ 558.
[2] زجلة: بضم الزاي وسكون الجيم المعجمة.
[3] يتيمة كانت فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(8/99)
وَزَوَّجَتْهَا لِعَبْدٍ أَسْوَدٍ فَأَرَاهَا دَعَتِ اللَّهِ فَكَفَّ عَنْهَا الأَسْوَدَ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَرَكِبَ إِلَى بِنْتِ عَمِّهِ فِي أَمْرِهَا فَأَعْتَقَتْهَا.
زُهَيْرُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ الْعَنْسِيُّ [1] ، وَيُقَالُ الْعَمِّيُّ [2] وَيُقَالُ الأَسَدِيُّ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ.
وَقَدْ وُثِّقَ.
زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّمَيْرِيُّ [3] الْبَصْرِيُّ [4]- ت-.
عَنْ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَوْلَى قَيْسِ بْنِ حَبِيبٍ وَأَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدَّبُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَزَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ [5] وَعُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: يُخْطِئُ وَكانَ مِنَ الْعُبَّادِ.
وَضَعَّفَهُ أبو داود.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 427 وفيه «العبسيّ» بالباء التحتانية المعجمة.
[2] في (التاريخ الكبير) «الأعمى» . الجرح 3/ 587. المعرفة والتاريخ 3/ 100. التاريخ لابن معين 2/ 175 رقم 1406.
[3] بضم النون وفتح الميم، (اللباب 3/ 327) .
[4] التاريخ الكبير 3/ 359، تهذيب التهذيب 3/ 378، التقريب 1/ 269، الخلاصة 125، الجرح 3/ 536. المعرفة والتاريخ 2/ 124. التاريخ لابن معين 2/ 179 رقم 3325.
[5] بضم الراء المهملة.(8/100)
زياد بن علاقة [1] بن مالك الثعلبي [2]- ع- أبو مالك الكوفي.
أَحَدُ الثِّقَاتِ الْمُعَمَّرِينَ.
رَوَى عَنْ عَمِّهِ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ وَأُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ وَعَمْرِو بن ميمون الأَوْدِيِّ وَجَمَاعَةٍ، وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَشَيْبَانُ وَزَائِدَةُ وَزُهَيْرٌ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
قَالَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ: أَدْرَكَ ابْنَ مَسْعُودٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ ثِقَةٌ.
قِيلَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ أَوْ بَعْدَهَا بِيَسِيرٍ وَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
زِيَادُ بْنُ فَيَّاضٍ أَبُو الْحَسَنِ الْخُزَاعِيُّ الْكُوفِيُّ [3]- م د ن-.
عَنْ خَيْثَمَةَ [4] بْنِ عَبْدِ الرحمن وسعيد بن جبير وأبي عياض عمرو بْنِ الأَسْوَدِ وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ وَشَرِيكٌ ومسعر.
__________
[1] بكسر العين المهملة (التقريب) .
[2] التاريخ الكبير 3/ 364، المشاهير 108، تهذيب التهذيب 3/ 380، التقريب 1/ 269، الخلاصة 125. طبقات ابن سعيد 6/ 36 و 316، الجرح 3/ 540. طبقات خليفة 159. المعرفة والتاريخ 1/ 304، التاريخ لابن معين 2/ 179 رقم. 33. سير أعلام النبلاء 5/ 215 رقم 87. الوافي بالوفيات 15/ 15 رقم 15.
[3] التاريخ الكبير 3/ 361، المشاهير 165، تهذيب التهذيب 3/ 381، التقريب 1/ 269، الخلاصة 125، الجرح 3/ 542، المعرفة والتاريخ 3/ 86.
[4] في الأصل «حيثمة» .(8/101)
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ الثَّوْرِيُّ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ كَأَنَّهُ نُشِرَ مِنْ قَبْرٍ.
قُلْتُ: لَهُ فِي الْكُتُبِ حَدِيثَانِ فِي صَوْمِ يَوْمٍ وَيَوْمٍ وَفِي الْمُسْكِرِ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدِينِيُّ [1]- م ت ق-.
وَاسْمُ أَبِيهِ مَيْسَرَةُ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ.
لَهُ دَارٌ وَذُرِّيَةٌ بِدِمَشْقَ.
رَوَى عَنْ مَوْلاهُ وَعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي بَحْرِيَّةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ [2] وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أُبَيٍّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَآخَرُونُ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَكَانَ عَبْدًا صَالِحًا زَاهِدًا كَبِيرَ الْقَدْرِ.
قَالَ مَالِكٌ: كَانَ مَمْلُوكًا فَدَخَلَ يَوْمًا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ يَكْرِمُهُ.
وَإِيَّاهُ عَنِّي الْفَرَزْدَقَ بِقَوْلِهِ:
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 354، المشاهير 75، تهذيب ابن عساكر 5/ 473، تهذيب التهذيب 3/ 367، التقريب 1/ 267. الخلاصة 124. طبقات ابن سعد 5/ 305. المعرفة والتاريخ 1/ 667. الجرح والتعديل 3/ 532. سير أعلام النبلاء 5/ 456 رقم 204. تاريخ أبي زرعة 1/ 424.
[2] مهملة في الأصل.(8/102)
يَا أَيُّهَا الْقَارِئُ الْمُرْخِي عِمَامَتَهُ ... هَذَا زَمَانُكَ إِنِّي قَدْ (مَضَى) [1] زَمَنِي
قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ عَابِدًا مُعْتَزِلا يَكُونُ وَحْدَهُ يَدْعُو اللَّهَ، وَكَانَتْ فِيهِ لَكْنَةٌ، وَكَانَ يَلْبِسُ الصُّوفَ وَلا يَأْكُلُ اللَّحْمَ، وَكَانَتْ لَهُ دُرَيْهِمَاتٌ يُعَالِجُ لَهُ فِيهَا.
وَرَوَى يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ [2] عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَتَغَدَّى إِذْ بَصُرَ بِزِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ فَأَمَرَ حَرَسَيًّا أَنْ يَكُونَ مَعَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ النَّاسُ وَبَقِيَ زِيَادُ قَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ حَتَّى جَلَسَ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ: يَا فَاطِمَةُ هَذَا زِيَادٌ فَاخْرُجِي فَسَلِّمِي عَلَيْهِ هَذَا زِيَادٌ عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ وَعُمَرَ قَدْ وَلِيَ أَمْرَ الأُمَّةِ، فَجَاشَتْ نَفْسُهُ حَتَّى قَامَ إِلَى الْبَيْتِ فَقَضَى عَبْرَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ فَغَسَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا زِيَادُ هَذَا أَمْرُنَا وَأَمْرُهُ مَا فَرِحْنَا بِهِ وَلا قَرَّتْ أَعْيُنُنَا مُنْذُ وَلِيَ.
رَوَى ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ زِيَادُ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ يَمُرُّ بِي وَأَنَا جَالِسٌ فَرُبَّمَا أَفْزَعَنِي حِسَّهُ مِنْ خَلْفِي فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفِي فَيَقُولُ لِي: عَلَيْكَ بِالْجَدِّ فَإِنْ كَانَ مَا يَقُولُ أَصْحَابُكَ هَؤُلاءِ مِنَ الرُّخَصِ حَقًّا لَمْ يَضُرَّكَ، وَإِنْ كَانَ الأَمْرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ بِالْحَذَرِ.
قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ زِيَادُ قَدْ أَعَانَهُ النَّاسُ عَلَى فِكَاكِ رَقَبَتِهِ وَأُسْرِعَ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ، فَفَضُلَ بَعْدَ الَّذِي قُوطِعَ عَلَيْهِ مَالٌ كَثِيرٌ فَرَدَّهُ زِيَادٌ إِلَى مَنْ أَعَانَهُ بِالْحِصَصِ وَكَتَبَهُمْ زِيَادُ عِنْدَهُ فَلَمْ يَزَلْ يَدْعُو لَهُمْ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
لَهُ فِي الْكُتُبِ ثَلاثةُ أحاديث.
زياد بن مخراق [3] .
__________
[1] في «تهذيب ابن عساكر 5/ 433» «خلا» .
[2] بضم الواو وفتح الحاء. (اللباب 3/ 354) .
[3] التاريخ الكبير 3/ 371، تهذيب التهذيب 3/ 383، التقريب 1/ 270، الخلاصة 126، الجرح 3/ 545.(8/103)
مَرَّ فَيُحَوَّلُ إِلَى هُنَا.
زَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- ع- عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَخِشْفِ [2] بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي يَزِيدَ الضَّبِّيِّ.
وَعَنْهُ حَجَّاجُ بْنَ أَرْطَاةَ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَزُهَيْرٌ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: لَهُ سَبْعَةُ أَحَادِيثَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَدْ وَهِمَ الْعِجْلِيُّ حَيْثُ يَقُولُ: لَيْسَ بِتَابِعِيٍّ.
زيد بن سلّام [3]- م 4- بن أبي سلام مطور الحبشي الدمشقيّ نَزِيلُ الْيَمَامَةِ.
عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلامٍ الأَسْوَدِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَزْرَقِ وَعَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ.
وَعَنْهُ أَخُوهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ وَيَحْيَى بن أبي كثير.
وثّقه الدار الدّارقطنيّ وغيره.
__________
[1] تهذيب التهذيب 3/ 400. التقريب 1/ 273. الخلاصة 127. الجرح 3/ 558. طبقات ابن سعد 6/ 329. التاريخ الكبير 3/ 390. سير أعلام النبلاء 5/ 369 رقم 166. المعرفة والتاريخ 3/ 90.
التاريخ لابن معين 2/ 182 رقم 1312 و 1887.
[2] بكسر الخاء المعجمة.
[3] التاريخ الكبير 3/ 395، تهذيب ابن عساكر 6/ 12 وفيه «ابن أبي الأسود» ، تهذيب التهذيب 3/ 415. التقريب 1/ 275. الخلاصة 128. التاريخ لابن معين 2/ 183 رقم 27. تاريخ أبي زرعة 1/ 374. المعرفة والتاريخ 2/ 340.(8/104)
زَيْدُ بْنُ طَلْحَةَ أَبُو يَعْقُوبَ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ [1] .
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنِ الْمَقْبُرِيُّ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ يَعْقُوبُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو عَلْقَمَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحسين [2]- د ت ق- ابْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَبُو الْحُسَيْنِ الهاشمي العلويّ المدني أَخُو أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ وَعُمَرَ وَعَلِيٍّ وَالْحُسَيْنِ وَهُوَ ابْنُ أَمَةٍ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَخِيهِ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَعُرْوَةَ.
وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَشُعْبَةُ وَفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٌ وَالْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ وَسَعِيدُ بْنُ خَثْيَمٍ [3] الْهِلالِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَآخَرُونَ سِوَاهُمْ.
وَكَانَ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الصُّلَحَاءِ بَدَتْ مِنْهُ هَفْوَةٌ فَاسْتُشْهِدَ فَكَانَتْ سَبَبًا لِرَفْعِ دَرَجَتِهِ فِي آخِرَتِهِ.
رَوَى أَبُو الْيَقْظَانِ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ أَوْ غَيْرِهِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ علي وفد من
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 398.
[2] التاريخ الكبير 3/ 403، تهذيب ابن عساكر 6/ 17، رجال الطوسي 89، تهذيب التهذيب 3/ 419، التقريب 1/ 276. الخلاصة 129، طبقات ابن سعد 5/ 325 و 6/ 316. الجرح 3/ 568.
التاريخ لابن معين 2/ 183 رقم 1813 و 1484. طبقات خليفة 258 مقاتل الطالبين 127. وفيات الأعيان 5/ 122 و 6/ 110. فوات الوفيات 2/ 35 و 38. الوافي بالوفيات 15/ 33 رقم 36.
المعرفة والتاريخ راجع فهرس الأعلام) . سير أعلام النبلاء 5/ 389 رقم 178. تاريخ ابن خلدون 3/ 98 شذرات الذهب 1/ 158.
[3] في الأصل «حيثم» .(8/105)
الْمَدِينَةِ عَلَى يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ الثَّقَفِيِّ أَمِيرِ الْعِرَاقَيْنِ الْحِيرَةَ فَأَحْسَنَ جَائِزَتَهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالُوا: ارْجَعْ فَلَيْسَ يُوسُفُ بِشَيْءٍ فَنَحْنُ نَأْخُذُ لَكَ الْكُوفَةَ، فَرَجَعَ فَبَايَعَهُ نَاسٌ كَثِيرٌ وَخَرَجُوا مَعَهُ فَعَسْكَرَ فَالْتَقَاهُ الْعَسْكَرُ الْعِرَاقِيُّ فَقُتِلَ زَيْدٌ فِي الْمَعْرَكَةِ ثُمَّ صُلِبَ فَبَقِيَ مُعَلَّقًا أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ [1] ثُمَّ أُنْزِلَ فَأُحْرِقَ فَإِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [2] : كَانَ قَدِمَ الْكُوفَةَ وَخَرَجَ بِهَا لِكَوْنِهِ كَلَّمَ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي دِينِ مُعَاوِيَةَ فَأَبَى عَلَيْهِ وَأَغْلَظَ لَهُ.
وَقَدْ سُئِلَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الرَّافِضَةِ وَالزَّيْدِيَّةِ فَقَالَ: أَمَّا الرَّافِضَةُ فَإِنَّهُمْ جَاءُوا إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ خَرَجَ فَقَالُوا: تَبَرَّأْ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ حَتَّى نَكُونَ مَعَكَ، فَقَالَ: لا بَلْ أَتَوَلاهُمَا وَأَبْرَأُ مِمَّنْ يَبْرَأُ مِنْهُمَا، قَالُوا إِذًا نَرْفُضُكَ فَسُمِّيَتِ الرَّافَضَةُ. وأما الزيدية فقالوا بِقَوْلِهِ وَحَارَبُوا مَعَهُ فنُسِبُوا إِلَيْهِ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: الرَّافِضَةُ حِزْبِي وَحِزْبُ أَبِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مَرَقُوا عَلَيْنَا كَمَا مَرَقَتِ الْخَوَارِجُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعَتَكِيُّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهُ مُتَسَانِدٌ إِلَى خَشَبَةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ يَقُولُ: هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِوَلَدِي.
وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ وَهُوَ رَافِضِيٌّ ضَالٌّ لَكِنَّهُ صَادِقٌ- وَهَذَا نَادِرٌ- أَنْبَأَ عَمْرُو بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنَ الرَّافِضَةِ فَقُلْتُ: إِنَّ هَؤُلاءِ يَبْرَءُونَ من عمك زيد، فقال بريء اللَّهُ مِمَّنْ تَبَرَّأَ مِنْهُ، كَانَ وَاللَّهِ أَقْرَأَنَا لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَفْقَهَنَا فِي دِينِ اللَّهِ وَأَوْصَلَنَا للرّحم ما ترك فينا مثله.
__________
[1] في الأصل «أربعة أعوام» .
[2] المعرفة والتاريخ 3/ 348.(8/106)
وَقَالَ الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرَادَ أَنْ يُعْصَى؟ فَقَالَ زَيْدٌ: أَفَيُعْصَى عُنْوةً؟
وَرَوَى هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ [1] عَنْ زَيْدِ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِمَامُ الشَّاكِرِينَ ثُمَّ تَلا (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) 3: 144 وَرَوَى كَثِيرُ النَّوَا [2] قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: تَوَلَّهُمَا وَأَبْرَأُ مِمَّنْ تَبَرَّأَ مِنْهُمَا.
وَرَوَى هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: الْبَرَاءَةُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الْبَرَاءَةُ مِنْ عَلِيٍّ.
وَرَوَى مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: أَقَرَّ وَلَدٌ لِخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ عَلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَمَاعَةٍ أَنَّهُمْ عَزَمُوا عَلَى خَلْعِ هِشَامِ، فَقَالَ هِشَامٌ لِزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: قَدْ بَلَغَنِي كَذَا؟ قَالَ: لَيْسَ بِصَحِيحٍ، قَالَ: قَدْ صَحَّ عِنْدِي، قَالَ: أَحْلِفُ لَكَ، قَالَ: لا أُصَدِّقُكَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْفَعْ مِنْ قَدْرِ أَحَدٍ حَلَفَ لَهُ باللَّه فَلَمْ يَصْدُقْ، قَالَ: اخْرُجْ عَنِّي، قَالَ: إِذًا لا تَرَانِي إِلا حَيْثُ تَكْرَهُ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ:
مَنْ أَحَبَّ الْحَيَاةَ ذَلَّ، ثُمَّ تَمثَّلَ:
إِنَّ الْمُحَكَّمَ مَا لَمْ يَرْتَقِبْ حَسَدًا ... أَوْ مُرْهَفَ السَّيْفِ أَوْ وَخْزِ الْقَنَا هَتَفَا [3]
مَنْ عَاذَ بِالسَّيْفِ لاقَى فُرْجَةً عَجَبًا ... مَوْتًا عَلَى عَجَلٍ أَوْ عَاشَ فَانْتَصَفَا
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي تَارِيخِ مَصْرَعِهِ عَلَى أَقْوَالٍ: فَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: قُتِلَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قُتِلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةَ. رَوَاهُ ابْنُ سعد عنه.
__________
[1] بكسر الراء المهملة.
[2] بفتح النون والواو المشدّدة، نسبة الى بيع النوا (اللباب 3/ 327) .
[3] انظر: تهذيب ابن عساكر 6/ 22.(8/107)
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَغَيْرُهُمْ: قُتِلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: قُتِلَ زَيْدٌ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ ثَانِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.
وَكَذَا رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ.
زَيْدُ [1] بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ [2] ، أَبُو أُسَامَةَ الْجَزَرِيُّ الرُّهَاوِيُّ الْغَنَوِيُّ مَوْلَى آلِ غَنِيِّ بْنِ أَعْصَرَ.
كَانَ أَحَدَ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنِ الْحَكَمِ وَشَهْرِ بْنِ حَوَشْبٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَنُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ [3] وَالْمَقْبُريِّ وَخَلْقٍ كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَمَعْقِلُ بْن عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً فَقِيهًا رَاوِيَةً لِلْعِلْمِ كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 388، المشاهير 185، تهذيب التهذيب 3/ 397، التقريب 1/ 272، ميزان الاعتدال 2/ 98. الخلاصة 127. طبقات ابن سعد 7/ 484. الجرح 3/ 556. الوافي بالوفيات 15/ 42 رقم 44. تاريخ أبي زرعة 1/ 251 و 252.
[2] أنيسة: بالتصغير. بضم الهمزة وفتح النون وسكون الياء.
[3] بكسر الميم المخففة. قيل له ذلك لأنه كان يجمر المسجد أي يبخّره بالطيب. (اللباب 3/ 168) .(8/108)
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، وَمَاتَ شَابًّا قِيلَ إِنَّهُ عَاشَ بِضْعًا وَثَلاثِينَ سَنَةً [1] .
وَكَانَ يسكن مدينة الرها.
__________
[1] في المشاهير: وهو ابن 36 سنة.(8/109)
[حرف السِّينِ]
سَالِمُ أَبُو النَّضْرِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الْمَدَنِيُّ [1]- ع-.
مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ التَّيْمِيِّ وَكَاتِبُهُ.
رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَعُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ [2] وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعُمَيْرٍ مَوْلَى ابن عباس وعامر بن سعد.
وروى بالإجازة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى فِي كِتَابِهِ وَذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ.
وَروى عنه مَالِكٌ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَالسُّفْيَانَانِ وَفُلَيْحٌ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوُ خَمْسِينَ حَدِيثًا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ ثِقَةٌ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سنة ثلاث وثلاثين.
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 111، تهذيب ابن عساكر 6/ 48، تهذيب التهذيب 3/ 431، التقريب 1/ 279، الخلاصة 131. الجرح 4/ 179. التاريخ لابن معين 2/ 186 رقم 473 و 780 و 1101. تاريخ أبي زرعة 1/ 423. الوافي بالوفيات 15/ 94 رقم 127.
[2] في الأصل «حنس» .(8/110)
سَالِمُ بْنُ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الأَسَدِيُّ [1] .
أَمِيرُ الرَّقَّةِ وَلِيَهَا ثَلاثِينَ سنَةً وَعَاشَ إِلَى آخِرِ دَوْلَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ صَخْرُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ وَفُضَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ خَطِيبًا مُفَوَّهًا شَاعِرًا فَاضِلا.
سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ [2]- ع- قَاضِي الْمَدِينَةِ أَبُو إِسْحَاقَ [3] الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَخَالَيْهِ إِبْرَاهِيمَ وَعَامِرٍ ابْنَيْ سَعْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَأَنَسِ ابن مَالِكٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَحَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ وَعَمَّيْهِ حُمَيْدٍ وَأَبِي سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَشُعْبَةُ وَمِسْعَرٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَأَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ عَجْلانَ وَطَائِفَةٌ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَمْ يلق أحدا من الصحابة.
__________
[1] الجرح 4/ 188. تاريخ أبي زرعة 2/ 686 رقم 2105. تهذيب ابن عساكر 6/ 56. الوافي بالوفيات 15/ 93 رقم 126.
[2] التاريخ الكبير 4/ 51 التاريخ الصغير 1/ 324. المشاهير 136. تهذيب ابن عساكر 6/ 82.
تهذيب التهذيب 3/ 463. التقريب 1/ 286. الخلاصة 133. الجرح 4/ 79. الوافي بالوفيات 15/ 148 رقم 201. المعرفة والتاريخ راجع الفهرس) تاريخ أبي زرعة 1/ 253. التاريخ لابن معين 2/ 190 رقم 842 و 951. تاريخ الطبري 7/ 227. سير أعلام النبلاء 5/ 418 رقم 184.
شذرات الذهب 1/ 173.
[3] في التاريخ الكبير والمشاهير: «ابو إبراهيم» .(8/111)
قُلْتُ: بَلَى حَدِيثُهُ عَنِ ابْنِ جَعْفَرٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ.
قَالَ: وَكَانَ لا يُحَدِّثُ فِي الْمَدِينَةِ فمالك لم يكتب لذا عنه، وَسَمِعَ مِنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ بِوَاسِطَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ بِمَكَّةَ.
وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ مَكَّةَ إِنَّكُمْ تُحِلُّونَ الزِّنَا يَعْنِي عَارِيَةَ الْفَرْجِ وَالْمُتْعَةَ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: أَدْرَكْتُ أَبِي وَلَهُ عَمَائِمُ لا أَحْفَظُ عَدَدَهَا كَانَ يَعْتَمُّ وَيُعَمِّمُنِي وَأَنَا صَغِيرٌ، قَالَ: وَسَرَدَ أَبِي الصَّوْمَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَصُومُ الدَّهْرَ وَيَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَوْ لَيْلَتَيْنِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ وَكَانَ مِنْ قُضَاةِ الْعَدْلِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْزَجَانِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: وَسُئِلَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ رَأَى ابْنَ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَقَالَ شُعْبَةُ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي صَافًّا قَدَمَيْهِ وَأَنَا غُلامٌ.
وَرَوَى مِسْعَرٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا الثِّقَاتُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَتَبَ عَنِّي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدِيثِي كُلَّهُ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانِكَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقْضِي فِي المسجد.(8/112)
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: تُوُفِّيَ جَدِّي وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى سَنَةَ سِتٍّ.
قُلْتُ: كَانَ طَلابَةً لِلْعِلْمِ وَسَمِعَ وَلَدُهُ إِبْرَاهِيمُ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
سَعْدُ أَبُو مُجَاهِدٍ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- خ د ت ق- ثِقَةٌ مُقِلٌّ.
رَوَى عَنْ أَبِي مُدَلِّهٍ [2] مَوْلَى عَائِشَةَ وَمَحَلِّ بْنِ خَلِيفَةَ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ.
وَعَنْهُ الأَعْمَشُ وَإِسْرَائِيلُ وَزُهَيْرُ [3] بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
سَعِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى الأَنْصَارِيُّ [4]- ع-.
قَاضِي الْمَدِينَةِ.
رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ وَجَابِرٍ وَابْنِ عُمَرَ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَعُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَآخَرُونَ.
مات فِي حدود عشرين ومائة.
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ [5] ، أبو عبد الرحمن الأنصاري المدني.
__________
[1] تهذيب التهذيب 3/ 484، التقريب 1/ 290، الجرح 4/ 99.
[2] بضم الميم وفتح الدال وتشديد اللام المكسورة. التاريخ الكبير 4/ 65.
[3] في الأصل «زهر» . والتصحيح من التاريخ الكبير.
[4] التاريخ الكبير 3/ 463 و 464، تهذيب التهذيب 4/ 15، التقريب 1/ 292، الخلاصة 136، الجرح 4/ 12. التاريخ لابن معين 2/ 198 رقم 974 و 1185. سير أعلام النبلاء 5/ 164 رقم 60. المعرفة والتاريخ 3/ 55.
[5] الجرح 4/ 39. الوافي بالوفيات 15/ 234 رقم 329. المعرفة والتاريخ 1/ 235.(8/113)
الشَّاعِرُ هُوَ وَأَبُوهُ وَجِدُّهُ.
رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَوَالِدِهِ.
وَعَنْهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلانِيُّ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَمُعَاذُ بْنُ فُلانٍ.
وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
وَإِنِ امْرَأً لا حَي الرِّجَالَ عَلَى الِغنَى ... وَلَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ الْغِنَى لِحَسُودٍ [1]
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ الْبَصْرِيُّ [2]- د ت-.
عُنْ أَبِي بَرْزَةَ [3] وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ الأَعْمَشُ وَحَوْشَبُ بْنُ عُقَيْلٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَالزِّمَامُ وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ مَجْهُولُ الْعَدَالَةِ لَمْ يُضَعَّفْ.
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ [4] بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ الأَمِيرُ أَبُو مُحَمَّدٍ وَيُلَقَّبُ بِسَعِيدِ الْخَيْرِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ وعمر بن عبد العزيز.
__________
[1] هذا البيت في تهذيب ابن عساكر 6/ 152 مع أبيات أخرى في ترجمته، وانظر: الأغاني 8/ 269، ومختار الأغاني 4/ 199، والوافي بالوفيات 15/ 234.
[2] التاريخ الكبير 3/ 487، تهذيب التهذيب 4/ 51، التقريب 1/ 299، ميزان الاعتدال 2/ 146، الجرح 4/ 36.
[3] في نسخة القدسي 5/ 79 «برده» بالدال، وهو خطأ. انظر المصادر بالسابقة.
[4] التاريخ الكبير 3/ 497، تهذيب ابن عساكر 6/ 155، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 7/ 153 و 154. الجرح 4/ 44. الوافي بالوفيات 15/ 240 رقم 338. المعرفة والتاريخ 1/ 611.(8/114)
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَرَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمَا.
وَكَانَ دَيِّنًا مُتَأَلِّهًا، وَلِيَ الْغَزْوَ زَمَنَ أَخِيهِ هِشَامٍ، وَلَهُ بِالْمَوْصِلِ مَسْجِدٌ وَدَارٌ.
مَاتَ فِي حُدُودِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ الْحَرَشِيُّ [1] .
قِيلَ كَانَ صُعْلُوكًا يَسْأَلُ عَلَى الأَبْوَابِ، ثُمَّ صَارَ سَقَّاءً ثُمَّ صَارَ جُنْدِيًّا، إِلَى أَنْ وَلِيَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ مِنْ قِبَلِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ ثُمَّ عَزَلَهُ وَسَجَنَهُ، فَلَمَّا وَلِيَ خَالِدٌ الْقَسْرِيُّ الْعِرَاقَ أَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ وَأَكْرَمَهُ، فَلَمَّا هَرَبَ ابْنُ هُبَيْرَةَ مِنْ سِجْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ نَفَّذ سَعِيدًا هَذَا فِي طَلَبِهِ فَلَمْ يُدْرِكْهُ فَقَدِمَ سَعِيدٌ عَلَى هِشَامِ ابْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَمَّرَهُ عَلَى حَرْبِ الْخَزَرِ فَسَارَ وَبَيَّتَهُمْ فَقَتَلَ مِنْهُمْ عَدَدًا لا يُحْصَرُ.
لَمْ يُؤَرِّخُوا وَفَاتَهُ [2] .
سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ [3]- خ م د ت ق- الأموي المدني.
نَزِيلُ الْكُوفَةِ، كَانَ مَعَ أَبِيهِ إِذْ غَلَبَ عَلَى دِمَشْقَ وَذَبَحَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ثُمَّ سَارَ وَهُوَ كَبِيرٌ مَعَ أَهْلِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ عَمُّ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى.
رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَأُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ وَأَبِيهِ عمرو بن سعيد الأشدق.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 6/ 164 الوافي بالوفيات 15/ 248 رقم 350. وانظر عنه في: تاريخ الطبري، وابن الأثير. واليعقوبي. وابن خياط.
[2] أرّخ خليفة بن خياط وفاته بسنة 163 هـ. (ص 437) .
[3] التاريخ الكبير 3/ 499. التاريخ الصغير 1/ 306 تاريخ دمشق (الظاهرية) 7/ 164 و 165 ب.
معجم بني أمية 62، تهذيب التهذيب 4/ 68، التقريب 1/ 302، الخلاصة 141، لجرح 4/ 49، الوافي بالوفيات 15/ 249 رقم 351. طبقات خليفة 286. سير أعلام النبلاء 5/ 200 رقم 75.(8/115)
وَعَنْهُ بَنُوهُ خَالِدٌ وَإِسْحَاقُ وَعَمْرٌو وَحَفِيدُهُ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَشُعْبَةُ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَطَالَ عَمْرُهُ حَتَّى وَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ فِي خِلافَتِهِ.
وَكَانَ ثِقَةٌ نَبِيلا مِنْ كِبَارِ الأَشْرَافِ.
سَعِيدُ بْنُ أَبِي سعيد كيسان [1]- ع- الإمام أبو سعد الليثي مولاهم المدني المقبري.
وكان يَنْزِلُ [2] بِمَقْبَرَةِ الْبَقِيعِ، وَكَانَ أَسْنَدَ مَنْ بَقِيَ فِي زَمَانِهِ بِالْمَدِينَةِ.
حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ وَسَعْدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَأَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ وَابْنِ عُمَرَ وَأَبِي سَعِيدٍ وَوَالِدِهِ وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ أَوْلادُهُ وَشُعْبَةُ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمَالِكٌ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طهمان وعبيد الله بن عمرو آخرون.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ خِرَاشٍ: ثِقَةٌ جَلِيلٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِيهِ الليث.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 474. التاريخ الصغير 1/ 282. المشاهير 81. تهذيب ابن عساكر 6/ 171.
تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 16/ 1. تهذيب التهذيب 4/ 38. التقريب 1/ 297. رجال الطوسي 92. ميزان الاعتدال 2/ 139. تهذيب الأسماء 1/ 219. الخلاصة 179. طبقات ابن سعد 5/ 424. طبقات الصوفية 213 وفيه انه قدم الشام مرابطا وحدّث ببيروت من ساحل دمشق.
الجرح 4/ 57. التاريخ لابن معين 2/ 200 رقم 1041. اللباب 3/ 246. سير أعلام النبلاء 5/ 216 رقم 88. وتذكرة الحفاظ 1/ 116. شذرات الذهب 1/ 163. المعرفة والتاريخ 2/ 294. تاريخ أبي زرعة 1/ 524.
[2] في الأصل «يقول بمقبرة» ، والتصحيح من (نزهة الألباب في الألقاب لابن حجر) .(8/116)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ لَكِنَّهُ اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ.
قُلْتُ: مَا أَظُنُّهُ رَوَى شَيْئًا فِي الاخْتِلاطِ وَلِذَلِكَ احْتَجَّ بِهِ مُطْلَقًا أَرْبَابُ الصِّحَاحِ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ومائة وقيل سنة ثلاث وَقِيلَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ.
وَقَعَ لِي حَدِيثُهُ عَالِيًا وَسَهَوْتُ عَنْهُ ثُمَّ أَلْحَقْتُهُ هُنَا.
سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- ع-.
وَالِدُ الإِمَامِ سُفْيَانَ وَمُبَارَكٍ وَعُمَرَ.
يَرْوِي عَنْ عُبَابَةَ بْنِ رِفَاعَةَ وَخَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَأَبِي الضُّحَى وَالشَّعْبِيِّ وَطَائِفَةٍ وَأَدْرَكَ مِنَ الصَّحَابَةِ.
وَعَنْهُ بَنُوهُ وَشُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو الأَحْوَصِ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَيُقَالُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ [2] .
سَعِيدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ [3]- ت ق-.
شَامِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ مُعَاوِيَةَ وَالْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ وَأَبِي مسلم الخولانيّ وغيرهم.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 513، المشاهير 167، تهذيب التهذيب 4/ 82، التقريب 1/ 305، الخلاصة 142. الجرح 4/ 66. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . طبقات ابن سعد 6/ 228. الوافي بالوفيات 15/ 258 رقم 365.
[2] وهذا قول احمد بن حنبل (التاريخ الكبير 3/ 513) .
[3] التاريخ الكبير 3/ 518، تهذيب التذهيب 4/ 92، التقريب 1/ 307، الخلاصة 143، الجرح 4/ 70، المعرفة والتاريخ 2/ 346، تاريخ أبي زرعة 1/ 227.(8/117)
وَعَنْهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَلِيُّ بْنُ زُبَيْدٍ الخولانيان ومعاوية بن صالح وغيرهم.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ توفي سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ كَذَا قَالَ ابْنُ سَعْدٍ.
سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] ، م 4- أَخُو حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النخعي وَأَبِي عُمَر زَاذَانَ وَأَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو وَوَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
سَلْمُ بْنُ عطية الفقيمي [2] ، ن- الكوفي.
عَنْ طَاوُسٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ.
وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
سلم بن قيس العلويّ [3] ، د- البصري.
وبنو علي قبيلة تسكن ببادية العراق.
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 156، تهذيب التهذيب 4/ 131، التقريب 1/ 314، ميزان الاعتدال 2/ 185 و 186، الخلاصة 146، الجرح 4/ 263، المعرفة والتاريخ 3/ 96. التاريخ لابن معين 2/ 223 رقم 3136.
[2] التاريخ الكبير 4/ 157. تهذيب التهذيب 4/ 132، التقريب 1/ 314، ميزان الاعتدال 2/ 186، الخلاصة 146، الجرح 4/ 265، التاريخ لابن معين 2/ 223 رقم 1719.
[3] ميزان الاعتدال 2/ 187، تهذيب التهذيب 4/ 135، التقريب 1/ 314، الخلاصة 147، الجرح 4/ 263.(8/118)
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بن حازم وهمام بن يحيى وحماد بْنِ يَزِيدَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ لِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ رَوَى حَدِيثَيْنِ ثَلاثَةً [1] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: ذَكَرْتُ لِشُعْبَةَ سَلْمًا الْعَلَوِيُّ فَقَالَ: ذَاكَ الَّذِي يَرَى الْهِلالِ قَبْلَ النَّاسِ بِيَوْمَيْنِ.
وَقَالَ الإِبَّارُ: ثنا عبد الله بن عون قال: قَالَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: كَانَ سَلْمُ الْعَلَوِيُّ لا يُخْفَى عَلَيْهِ مَطْلَعُ الْهِلالِ فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةَ الشَّكِّ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ تَجُوزُ شَهَادَتَهُ فَأَرَاهُ الْهِلالَ فَإِذَا ثَبَتَ مَعَهُ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلالِ جَاءَا فَشَهِدَا وَلَمْ يَشْهَدْ وَحْدُهُ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ حِدَّةِ بَصَرِهِ رَأَى رَجُلا يُجَامِعُ امْرَأَتَهُ مِنْ مَسِيرَةِ مِيلَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ فَغَطَّى وَجْهَهُ وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ.
سَلَمَةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ سَلَمَةَ الزُّرَقِيُّ [2] .
رَوَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَزِيدَ بْنِ طَلْحَةَ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَفُلَيْحُ بن سليمان.
__________
[1] في (ميزان الاعتدال) : قال ابن عديّ: سلم مقلّ. له نحو الخمسة. وبهذا القدر لا يعتبر أنه صدوق أو ضعيف.
[2] التاريخ الكبير 4/ 79، تهذيب التهذيب 4/ 147، التقريب 1/ 317، الخلاصة 148، الجرح 4/ 165.(8/119)
سلمة بن كهيل أبو يحيى [1] ، ع- الحضرميّ التنعي [2] .
وتنعة بطن من حضرموت، وقيل: بَلْ هِيَ قَرْيَةٌ.
كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ الأَثْبَاتِ عَلَى تَشَيُّعٍ فِيهِ. دَخَل عَلَى ابْنِ عُمَرَ وَعَلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ.
وَرَوَى عَنْ جُنْدَبٍ الْبَجَلِيِّ وَأَبِي جُحَيْفَةَ [3] السُّوَائِيِّ وَسُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ وَطَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ يَحْيَى وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ وَشُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَآخَرُونُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: لَمْ يَكُنْ بِالْكُوفَةِ أَثْبَتُ مِنْ أَرْبَعَةٍ، فَذَكَرَ مُنْهُمْ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ. وَلَهُ مِائَتَانِ وَخَمْسُونَ حَدِيثًا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ مُتْقِنٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ.
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: ثنا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ وَكَانَ رُكْنًا مِنَ الأَرْكَانِ.
وَقَالَ يَحْيَى: وُلِدَ أَبِي سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمَاتَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ جَمَاعَةٌ: توفي سنة اثنتين وعشرين.
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 74 التاريخ الصغير 1/ 311، المشاهير 110، تهذيب ابن عساكر 6/ 235، تهذيب التهذيب 4/ 155، التاريخ لابن معين 2/ 226 رقم 1415، و 1525 و 2464 التقريب 1/ 318 الخلاصة 149. الجرح 4/ 170، المعرفة والتاريخ 1/ 702 وراجع فهرس الأعلام. طبقات ابن سعد 6/ 316. سير أعلام النبلاء 5/ 298 رقم 142. شذرات الذهب 1/ 159.
[2] بكسر التاء وسكون النون، نسبة الى بني تنع بطن من همدان. (اللباب 1/ 224) .
[3] في الأصل «حجيفة» .(8/120)
وَقَالَ آخَرُ: بَلْ تُوُفِّيَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
سَلَمَةُ بْنُ وَهْرَامٍ [1] الْيَمَانِيُّ [2]- ت ق-.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَطَاوُسٍ وَشُعَيْبِ بْنِ الأَسْوَدِ الجَبَئيّ [3] بِوَزْنِ السَّبَئِيِّ.
وَعَنْهُ الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ وَزَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ وَمَعْمَرُ بن حبيبة وغيرهم.
وثّقه أبو زرعة وغيره، وَضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ، وَتَوَقَّفَ فِي أَمْرِهِ أَحْمَدُ بْنُ حنبل.
سليمان بن حبيب المحاربي [4] ، خ د ق الدارانيّ الدمشقيّ.
قَاضِي دِمَشْقَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ، كُنْيَتُهُ أَبُو أَيُّوبَ وَقِيلَ أَبُو ثَابِتٍ.
رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمُعَاوِيَةَ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَأَسْوَدَ بْنِ أَصْرَمَ الْمُحَارِبِيِّ وَغَيْرِهِمْ، وَعَنْهُ أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى الْبَلْقَاوِيُّ وَعَبْدُ العزيز بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز وعبد الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَآخَرُونُ.
وَرَوَى عَنْهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العزيز.
__________
[1] بفتح الواو وسكون الهاء.
[2] التاريخ الكبير 4/ 81، تهذيب التهذيب 4/ 161، التقريب 1/ 319، الخلاصة 149، ميزان الاعتدال 2/ 193، الجرح 4/ 175، المعرفة والتاريخ 1/ 259. التاريخ لابن معين 2/ 227 رقم 554
[3] جبأ كجبل، وهو جبل، وقيل: بلدة باليمن. قال الصغاني: وهذا هو الصحيح. (التاج، واللباب 1/ 255.) .
[4] التاريخ الكبير 4/ 6 التاريخ الصغير 1/ 304، المشاهير 116. تهذيب التهذيب 4/ 177 و 178.
وفيه: «قال أبو داود: قضى بدمشق أربعين سنة» . تهذيب ابن عساكر 6/ 248. التقريب.
1/ 322، الخلاصة 150، الجرح 4/ 105، الوافي بالوفيات 15/ 359 رقم 506. المعرفة والتاريخ 2/ 291، طبقات ابن سعد 7/ 456. طبقات خليفة 312. تاريخ الطبري 6/ 491.
سير أعلام النبلاء 5/ 309 رقم 146.(8/121)
وَكَانَ كَبِيرَ الشَّأْنِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَضَى سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ بِدِمَشْقَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَكَمَ ثَلاثِينَ سَنَةً.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ وَطَائِفَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ كُلْثُومُ بْنُ زِيَادٍ: أَدْرَكْتُ سُلْيَمَانَ بْنَ حَبِيبٍ وَالزُّهْرِيَّ يَقْضِيَانِ بِشَاهِدِ يَمِينٍ، وَأَقَامَ سُلَيْمَانُ يَقْضِي ثَلاثِينَ سَنَةً.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَقَلَّتِ السُّفَهَاءُ مِنْ أَيْمَانِهِمْ فَلا تُقِلُّهُمُ الْعِتَاقُ وَالطَّلاقُ.
سُلَيْمَانُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ [1] .
عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَعَامِرِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَجَمَاعَةٌ.
مَاتَ بِمِصْرَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2]- 4-.
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 8، تهذيب ابن عساكر 6/ 249. المعرفة والتاريخ 1/ 590. الجرح 2/ 1061 رقم 473، الوافي بالوفيات 15/ 372 رقم 518.
[2] تهذيب التهذيب 4/ 208، التقريب 1/ 327، ميزان الاعتدال 2/ 212، الخلاصة 153، الجرح 4/ 138. التاريخ لابن معين 2/ 237 رقم 253 و 505 و 662.(8/122)
وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ الدِّمَشْقِيُّ الْكَبِيرُ. وَأَمَّا الصَّغِيرُ فَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ بِنْتِ شُرَحْبِيلٍ.
رَوَى عَنِ الأَوْزَاعِيِّ وَالْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] وَعُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزٍ، وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ.
قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَسَنَ النَّحْوِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ الأَحْوَلُ [2]- ع-.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَاوُسٍ.
وَعَنْهُ حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَشُعْبَةُ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةَ [3]- ق-.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَأُخْتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَأَبُو عَوَانَةَ.
وَثَّقَهُ أحمد وابن معين.
__________
[1] العبارة مضطربة في الأصل، وفيها تقديم وتأخير، والتصحيح من الخلاصة 153.
[2] التاريخ الكبير 4/ 37، تهذيب التهذيب 4/ 218، التقريب 1/ 330، الخلاصة 145، الجرح 4/ 143، المعرفة والتاريخ 2/ 22. التاريخ لابن معين 2/ 233 رقم 443 و 481.
[3] التاريخ الكبير 4/ 37، تهذيب التهذيب 4/ 221، التقريب 1/ 330، الخلاصة 154، الجرح 4/ 145. المعرفة والتاريخ 2/ 193. التاريخ لابن معين 234 رقم 1587 و 3363.(8/123)
سليم بن جبير [1]- م د ت- أبو يونس مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ.
سَكَنَ مِصْرَ.
وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرْيَرَةَ وَأَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ.
وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِث وحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الخبائريّ [2]- م 4- فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ.
سِمَاكُ بْنُ حَرْبِ [3]- م 4 خت- بْنِ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ أَبُو الْمُغِيرَةِ الذُّهَلِيُّ البكري الكوفي.
أَحَدُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ. وَهُوَ أَخُو مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ.
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 122، تهذيب التهذيب 4/ 166، التقريب 1/ 320، الخلاصة 150، الجرح 4/ 213.
[2] التاريخ الكبير 4/ 125، تهذيب التهذيب 4/ 166، التقريب 1/ 320، الخلاصة 150، الجرح 4/ 211. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . الوافي بالوفيات 15/ 335 رقم 476.
طبقات ابن سعد 7/ 2/ 168.
[3] التاريخ الكبير 4/ 173، المشاهير 110، دول الإسلام 1/ 84، ميزان الاعتدال 2/ 232، شرح علل الترمذي 106 و 444. الثقات 3/ 103. تهذيب التهذيب 4/ 232 و 333. التقريب 1/ 332. الخلاصة 155. طبقات ابن سعد 6/ 316 و 323. طبقات خليفة 161. تاريخ خليفة 363. الجرح 4/ 279، التاريخ لابن معين 2/ 239 رقم 2632 و 2714. المجروحين والضعفاء 2/ 249. سير أعلام النبلاء 5/ 245 رقم 109. شذرات الذهب 1/ 161. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، الوافي بالوفيات 15/ 447 رقم 600.(8/124)
رَوَى عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَرَأَى الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ وَغَيْرَهُ.
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَثَعْلَبَةَ اللَّيْثِيِّ- وَلَهُ صُحْبَةٌ- وَالشَّعْبِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرَةَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ الأَعْمَشُ وَشُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَالثَّوْرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَعُمَرُ ابْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَآخَرُونَ.
وَذَكَرَ أَنَّهُ أَدْرَكَ ثَمَانِينَ نَفْسًا مِنَ الصَّحَابَةِ. قَالَ: وَكَانَ بَصَرِي قَدْ ذَهَبَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى فَرَدَّهُ عَلَيَّ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ذَهَبَ بَصَرِي فَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: ذَهَبَ بَصَرِي، فَقَالَ: انْزِلْ فِي الْفُرَاتِ فَاغْمِسْ رَأْسَكَ وَافْتَحْ عَيْنَيْكَ فِيهِ فَإِنَّ اللَّهَ يَرُدُّ بَصَركَ. فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَبْصَرْتُ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَدْرَكْتُ ثَمَانِينَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: أَخْبَرَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ أَنَّ رَجُلا رَكِبَ الْبَحْرَ فَنَفَخَ زِقًّا وَأَوْكَاهُ فَجَعَلَ يَسْتَرْخِي حَتَّى غَرِقَ قَالَ: يَقُولُ لَهُ الزِّقُّ يَدَاكَ أَوْكَتَا وَفُوكَ نَفَخَ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: جَائِزُ الْحَدِيثِ، وَكَانَ عَالِمًا بِالشِّعْرِ وَأَيَّامِ الْعَرَبِ، فَصِيحًا.
وَقَدَّمَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ أَسْنَدَ أَحَادِيثَ لَمْ يُسْنِدْهَا غَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: فِي حَدِيثِهِ لِينٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: ضَعِيفُ الحديث.(8/125)
وَقَالَ ابْنُ نَافِعٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ.
سِمَاكُ بْنُ الْفَضْلِ الصَّنْعَانِيُّ الْيَمَانِيُّ [1]- د ت ن-.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ مَعْمَرٌ وَشُعْبَةُ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
سِنَانُ بْنُ سَعْدٍ الْكِنْدِيُّ الْمِصْرِيُّ [2] ، وَيُقَالُ سَعْدُ بْنُ سِنَانٍ وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
لَهُ فِي كِتَابِ الأَدَبِ لِلْبُخَارِيِّ.
سَيَّارُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّدَفِيُّ الْمِصْرِيُّ [3]- د ق-.
عن عكرمة ويزيد بن قوذر.
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 174 التاريخ الصغير 1/ 268. تهذيب التهذيب 4/ 235. التقريب 1/ 332.
الخلاصة 156. الجرح 4/ 280. المعرفة والتاريخ 1/ 707 و 2/ 223. 224. سير أعلام النبلاء 5/ 249 رقم 111.
[2] التاريخ الكبير 4/ 163، المشاهير 122، ميزان الاعتدال 2/ 235، تهذيب التهذيب 3/ 471، التقريب 1/ 287، الخلاصة 134. الجرح 4/ 251. والموجود في تاريخ ابن معين 2/ 201:
سعيد بن سنان الصغير وسعيد بن سنان أبو المهدي. وليس فيه سنان بن سعد.
[3] التاريخ الكبير 4/ 160، تهذيب التهذيب 4/ 291، التقريب 1/ 343، الخلاصة 160، الجرح 4/ 256.(8/126)
وَعَنْهُ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حاتم: شيخ.
سيار أبو الحكم الواسطي [1]- ع- العنزي.
مَوْلاهُمُ الْعَبْدُ الصَّالِحِ.
رَوَى عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَهُشَيْمٌ وَخَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ.
وَيُقَالُ إِنَّ اسْمَ أَبِيهِ وِرْدَانُ.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وعشرين ومائة.
__________
[1] هو سيار بن أبي سيار وردان. التاريخ الكبير 4/ 161 التاريخ الصغير 2/ 288. تهذيب التهذيب 4/ 85. التقريب 1/ 343، التاريخ لابن معين 2/ 244 رقم 1421 و 2736. الخلاصة 160 و 161. دول الإسلام 1/ 84، الجرح 4/ 254. طبقات خليفة 161، المعرفة والتاريخ 1/ 307.
سير أعلام النبلاء 5/ 191 رقم 179. الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 201. تاريخ واسط 139، الوافي بالوفيات 16/ 62 رقم 83.(8/127)
[حرف الشِّينِ]
شَبِيبُ بْنُ غَرْقَدَةَ [1] الْكُوفِيُّ [2]- ع-.
عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ وَسُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
شَرَاحِيلُ بْنُ يَزِيدَ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ [3]- د-.
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ [4] وَمُحَمَّدِ بْنِ هَدِيَّةَ الصَّدَفِيِّ وَمُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي عَلْقَمَةَ الْهَاشِمِيِّ.
وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَجَمَاعَةٌ.
تُوُفِّيَ بَعْدَ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ ابن يونس.
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 231، تهذيب التهذيب 4/ 309، التقريب 1/ 346، الخلاصة 163، الجرح 4/ 357. المعرفة والتاريخ 2/ 707.
[2] بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وفتح القاف.
[3] التاريخ الكبير 4/ 255، تهذيب التهذيب 4/ 320، التقريب 1/ 348، الخلاصة 164، الجرح 4/ 374. المعرفة والتاريخ 2/ 528.
[4] بضم الحاء المهملة وسكون الباء. (اللباب 1/ 338) .(8/128)
شُرَحْبِيلُ بْنُ سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ [1]- د ت ن- مَوْلَى الأَنْصَارِ [2] .
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
وَعَنْهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ومالك وعبد الرحمن ابن الْغَسِيلِ:
وَقِيلَ إِنَّ مَالِكًا لَمْ يَرْوِ عَنْهُ شَيْئًا.
وَقِيلَ كُنِّيَ عَنِ اسْمِهِ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ يُفْتِي وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالْمَغَازِي مِنْهُ ثُمَّ احْتَاجَ فَكَأَنَّهُمُ اتَّهَمُوهُ وَكَانُوا يَخَافُونَ إِذَا جَاءَ إِلَى الرَّجُلِ يَطْلُبُ مِنْهُ فَلَمْ يُعْطِهِ أَنْ يَقُولَ:
لَمْ يَشْهَدْ أَبُوكَ بَدْرًا. رَوَاهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ سُفْيَانَ.
قَالَ أبو حاتم: هو ضعيف الحديث.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: كَانَ مُتَّهَمًا.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَة ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَمَعَ تَعَنُّتِ ابْنِ حِبَّانَ فَقَدْ ذَكَرَهُ فِي الثِّقَاتِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إلى الضَّعْف أقرب.
__________
[1] أبو سعد الخطميّ. التاريخ الكبير 4/ 251، المشاهير 77، ميزان الاعتدال 2/ 266، تهذيب التهذيب 4/ 320 و 321. التقريب 1/ 348. الخلاصة 164. الجرح 4/ 338. طبقات ابن سعد 5/ 228. الوافي بالوفيات 16/ 130 رقم 152. التاريخ لابن معين 2/ 249 رقم 1026 و 1034 و 1046.
[2] في الأصل «الأنصاري» .(8/129)
شرحبيل بن عمرو بن شريك- م ت ن- المعافري المصري.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ.
وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَجَمَاعَةٌ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ الشَّامِيُّ [1]- د ت ق-.
عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ وَالْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] .
شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ [3] ، سوى ق- أبو صالح الأزدي مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي العالية وإبراهيم النخعي.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَوَلَدَاهُ عَبْدُ السَّلامِ وَأَبُو بَكْرٍ ابْنَا شُعَيْبٍ.
وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ حَدِيثًا. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي العالية.
وثّقه أحمد وغيره.
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 252، المشاهير 116، ميزان الاعتدال 2/ 267، تهذيب التهذيب 4/ 325، التقريب 1/ 349. الخلاصة 165. الجرح 4/ 340. المعرفة والتاريخ 2/ 456.
[2] في التاريخ لابن معين: «شرحبيل بن مسلم: ثقة» .
[3] التاريخ الكبير 4/ 216، المشاهير 97، تهذيب التهذيب 4/ 350، التقريب 1/ 352، الخلاصة 166. طبقات ابن سعد 8/ 497. الجرح 4/ 342. المعرفة والتاريخ 1/ 222.(8/130)
وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
شُعَيْبُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ [1] ، أَبُو يُونُسَ مَوْلَى قُرَيْشٍ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ.
وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ.
شَيْبَةُ بْنُ نِصَاحِ [2] بْنِ سَرْجِسَ [3] ، مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَمِّ سَلَمَةَ وَأَحَدُ مَشْيَخَةِ نَافِعٍ فِي الْقِرَاءَةِ.
ذَكَرَ بَعْضُ الْقُرَّاءِ أَنَّهُ تَلا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَنَا أَسْتَبْعِدُ ذَلِكَ.
وَقَدْ مَسَحَتْ أُمُّ سَلَمَةَ بِرَأْسِهِ وَدَعَتْ لَهُ.
وَرَوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ مُغِيثٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.
وَلا نَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةَ حَدِيثٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَلَوْ أُخِذَ الْقُرْآنُ عَنْهُمَا لَكَانَ بِالأَوْلَى أَنْ يُسْمَعَ مِنْهُمَا.
وَلُه حَدِيثٌ وَاحِدٌ عَنِ النَّسَائِيِّ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وَأَدْرَكَ عَائِشَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ.
قُلْتُ: روى عنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ويحيى بن
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 218، معرفة القراء الكبار 1/ 64، الجرح 4/ 347.
[2] بكسر النون. كما في المصادر.
[3] التاريخ الكبير 4/ 241، المشاهير 130، تهذيب التهذيب 4/ 377، التقريب 1/ 357، الخلاصة 168، الجرح 4/ 335، طبقات خليفة 654، المعارف 528، غاية النهاية 1/ 329، الوافي بالوافيات 16/ 203 رقم 237(8/131)
مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ وَأَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ قَالُونُ: كَانَ نَافِعُ أَكْثَرَ اتِّبَاعًا لِشَيْبَةَ بْنَ نِصَاحٍ [1] مِنْهُ لِأَبِي جَعْفَرٍ.
وَقِيلَ: إِنَّ شَيْبَةَ وَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ فاللَّه أَعْلَمُ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: مات سنة ثلاثين ومائة.
__________
[1] في الأصل «مصباح» والتصحيح من السياق.(8/132)
[حرف الصَّادِ]
صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ [1]- خ م-.
عَنْ أَبِيهِ وَأَخِيهِ سَعْدٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَمَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ وَالأَعْرَجِ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ سَالِمٌ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَالزُّهْرِيُّ- وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ- وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَيُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ.
لَهُ حَدِيثٌ فِي مَقْتَلِ أَبِي جَهْلٍ.
صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نُوحٍ الدَّهَّانُ [2] .
عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ.
وَعَنْهُ زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ وَسَلْمُ بْنُ أَبِي الذَّيَّالِ [3] وَأَبَانٌ الْعَطَّارُ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ: ليس به بأس.
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 272، تهذيب التهذيب 4/ 379، التقريب 1/ 358، الخلاصة 169، الجرح 4/ 393. المعرفة والتاريخ 3/ 276.
[2] الجرح 4/ 393.
[3] بفتح الذال المعجمة والياء التحتانية المشددة، وهي مهملة في الأصل، الجرح 4/ 393.(8/133)
صالح مولى التوأمة [1]- د ت ق- وَهُوَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ نَبْهَانَ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَالسُّفْيَانَانِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ مِنْهُ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ مِنَ الْكِبَرِ، وَلَقَدْ لَقِيَهُ الثَّوْرِيُّ بَعْدِي.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَنْ سَمِعَ منه قبل أنه يُخَرِّفَ كَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فَهُوَ ثَبْتٌ.
وَقَالَ مَالِكٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَكَذَا مَشَّاهُ ابْنُ عَدِيٍّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
الصَّلْتُ بْنُ رَاشِدٍ [2] .
عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بن حازم وأبان العطار وحماد بن زياد.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] ميزان الاعتدال 2/ 302، تهذيب التهذيب 4/ 405، التقريب 1/ 363، الخلاصة 172، الجرح 4/ 416، التاريخ لابن معين 2/ 226 رقم 783 و 921 و 1201، المعرفة والتاريخ 3/ 33، التاريخ لكبير 4/ 291، الوافي بالوفيات 16/ 273 رقم 306، وانظر مادة (تأم) في تاج العروس.
[2] التاريخ الكبير 4/ 301، الجرح 4/ 437.(8/134)
[حرف الضاد]
ضمرة بن سعيد [1]- م 4- بن أبي حسنة [2] الأنصاري المازني المدني.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ عَمِّهِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَمْرٍو- وَلَهُ صُحْبَةٌ- وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وَعَنْهُ مَالِكٌ وَفُلَيْحٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وثّقه أبو حاتم.
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 337، تهذيب التهذيب 4/ 461، التقريب 1/ 374، الخلاصة 177، الجرح 4/ 466.
[2] في الأصل مهمل. وما أثبتناه عن التاريخ الكبير والخلاصة، وهو في تهذيب التهذيب، والتقريب «حنة» .(8/135)
[حرف الطَّاءِ]
طَلْحَةُ بْنُ خِرَاش [1] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خِرَاشِ بْنِ الصِّمَّةِ الأَنْصَارِيُّ.
عَنْ جابر بن عبد الله وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ وَمُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحِزَامِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ، قَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحٌ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يوسف والفتح ابن عَبْدِ السَّلامِ قَالا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْفَقِيهُ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ أَنَا عَلِيُّ ابن عُمَرَ الْحَرْبِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلا قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فَقَرَأَ في الركعة الأولى (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) 109: 1 فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا عَبْدٌ عَرَفَ رَبَّهُ، وَقَرَأَ فِي الآخِرَةِ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) 112: 1 فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا عَبْدٌ آمَنَ بِرَبِّهِ. قَالَ طَلْحَةُ: فَأَنَا أَسْتَحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ هَاتَيْن السُّورَتَيْنِ فِي هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ.
تُوُفِّيَ طَلْحَةُ بْنُ خراش في حدود الثلاثين ومائة.
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 347، المشاهير 77، ميزان الاعتدال 2/ 338، تهذيب التهذيب 5/ 15، التقريب 1/ 378. الخلاصة 179. الجرح 4/ 474. التاريخ لابن معين 2/ 277 رقم 653.
الإصابة 3/ 527.(8/136)
طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ [1] عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ.
وَأَرْسَلَ عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ.
وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَوْقَةَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.
وَثَّقَهُ أحمد والنسائي.
وكريز بالفتح من الأفراد.
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 347، تهذيب ابن عساكر 7/ 90. تهذيب الأسماء 1/ 253. الجرح 4/ 474.
طبقات ابن سعد 7/ 166. الاشتقاق 470. الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 233. الوافي بالوفيات 16/ 480 رقم 521. تهذيب التهذيب 5/ 22.(8/137)
[حرف الْعَيْنِ]
عَاتِكَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ [1] بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
كَانَ لَهَا قَصْرٌ بِظَاهِرِ بَابِ الْجَابِيَةِ، وَإِلَيْهَا تُنْسَبُ أَرْضُ عَاتِكَةَ وَهُنَاكَ قَبْرُهَا.
وَهِيَ أُمُّ الْخَلِيفَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
كَانَ لَهَا مِنَ الْمَحَارِمِ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً. وَبَقِيَتْ إِلَى أَنْ قُتِلَ ابْنُ ابْنَهَا الوليد ابن يَزِيدَ.
عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ [2] بَهْدَلَةَ [3] ، 4 خ م مقرونا الإمام أبو بكر الاسدي
__________
[1] المحبّر 404 و 492. نقط العروس (في رسائل ابن حزم) 66 و 68. جمهرة أنساب العرب 91. الوافي بالوفيات 16/ 552 رقم 586. تاريخ الخلفاء 331.
[2] قال ابن الجزري: «النّجود بفتح النون وضم الجيم، وقد غلط من ضم النون» . وذكر ابو الحسين بن فارس النحويّ في كتاب الإشتقاق» ان علي بن إبراهيم القطان قال: من قال النجود بفتح النون، فهي الأتان، ومن قال النجود، بضم النون، فجمع نجد وهو الطريق. (تاريخ مدينة دمشق- تحقيق د. شكري فيصل- ص 11) .
[3] التاريخ الكبير 6/ 487. المشاهير 165. تهذيب التهذيب 5/ 38. التقريب 1/ 386. تهذيب ابن عساكر 7/ 119. ميزان الاعتدال 2/ 357. غاية النهاية 1/ 346. معرفة القراء الكبار 1/ 73.
وفيات الأعيان 3/ 9. تاريخ مدينة دمشق- نشره د. شكري فيصل (تراجم حرف العين) 3- 26.
طبقات خليفة 378. الجرح 3 ق 1/ 340. التاريخ الصغير 1/ 194. العبر 1/ 167. المغني في الضعفاء 1/ 322. ابن سعد 6/ 224 العبر 1/ 167. سير أعلام النبلاء 5/ 256 رقم 119. الخلاصة 182. مراتب النحويين 24. المعارف 530. ذيل المذيّل 647. تاريخ العلماء النحويين 231.
الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 384. مرآة الجنان 1/ 271. الوافي بالوفيات 16/ 572 رقم 608. شذرات الذهب 1/ 175.(8/138)
الْقَارِئُ الْكُوفِيُّ.
أَحَدُ الأَعْلامِ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيِّ وَزِرِّ بْنِ حُبيْشٍ، وَرَوَى عَنْهُمَا، وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ وَطَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ، وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ بِالْكُوفَةِ بَعْدَ شَيْخِهِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَرَأَ عَلَيْهِ خَلْقٌ مِنْهُمْ: أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَحَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَالْمُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ وَآخَرُونَ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ والسفيانان وشيبان وَالْحَمَّادَانِ وَأَبُو عَوَانَةَ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ لِي عَاصِمٌ: مَا أَقْرَأَنِي أَحَدٌ حَرْفًا إِلا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيُّ كَانَ قَدْ قَرَأَ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكُنْتُ أَرْجِعُ مِنْ عِنْدِهِ فَأَعْرِضُ عَلَى زِرٍّ.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ: زَعَمَ مَنْ لا يَعْلَمُ أَنَّ بَهْدَلَةَ أُمُّهُ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: لا أُحْصِي مَا سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ السبيعي يَقُولُ:
مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَقْرَأَ مِنْ عَاصِمٍ مَا أَسْتَثْنِي أَحَدًا مِنَ أَصْحَابِهِ.
وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ أَحَدَ الْفُصَحَاءِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ: مَا رَأْيُت أَحَدًا قَطُّ أَفْصَحَ مِنْ عَاصِمٍ إِذَا تَكَلَّمَ يَكَادُ تَدْخُلُهُ خُيَلاءُ.
وَقَالَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ لِي رَجُلٌ:
هَلْ لَكَ فِي رَجُلٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ؟ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَأَدْخَلَنِي عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ حَوْلَهُ جَمَاعَةٌ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ فَجَلَسْتُ فَقَالَ: «أَشْهَدُ أن ألي بن أبي تالب والهسن(8/139)
والهسين [1] وَالْمُخْتَارَ يُبْعَثُونَ قَبْلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَمْلَآنِ الأَرْضِ عَدْلا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا. قِيلَ: كَمْ يَمْكُثُونَ فِي الْعَدْلِ سَنَةً؟ قَالَ: أَيْشِ سَنَةٍ وَأيْشُ مِائَةِ سَنَةٍ وَأَيْشِ أَلْفِ سَنَةٍ. قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ صَادِقٌ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ كَاذِبٌ، ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا وَائِلٍ فَحَدَّثْتُهُ.
وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ عَاصِمٍ: كَانَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ ذَا نُسُكٍ وَأَدَبٍ، وَكَانَ لَهُ فَصَاحَةٌ وَصَوْتٌ حَسَنٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ عَاصِمٌ رَجُلا صَالِحًا وَبَهْدَلَةُ أَبُوهُ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَجَمَاعَةٌ.
وقال أبو حاتم: محلّه الصدق.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: فِي حِفْظِهِ شَيْءٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِحَافِظٍ.
قُلْتُ: رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ وَكَذَلِكَ مُسْلِمٌ وَيُصَحِّحُ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثَهُ. فَأَمَّا فِي الْقِرَاءَةِ فَثَبْتٌ إِمَامٌ، وَأَمَّا فِي الْحَدِيثِ فَحَسَنُ الْحَدِيثِ.
عَاصِمُ بْنُ أَبِي الصَّبَّاحِ [2] الْجَحْدَرِيُّ البصري.
المقرئ المفسر.
__________
[1] يريد: «أَشْهَدُ أَنَّ عليّ بْن أَبِي طَالِب والحَسَن والحسين ... » .
[2] التاريخ الكبير 6/ 486، التاريخ لابن معين 2/ 282 رقم 3732 و 4006.(8/140)
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ وَنَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَقَدْ قَرَأَ سُلَيْمَانُ شَيْخَهُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَمِعَ عَاصِمٌ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، قَرَأَ عَلَيْهِ هَارُونُ بْنُ مُوسَى وَالْمُعَلَّى بْنُ عِيسَى وَسَلامُ أَبُو الْمُنْذِرِ، وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَبِي قِلابَةَ الْجَرْمِيِّ، قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
نَعَمْ وَهُوَ عَاصِمُ بْنُ الْعَجَّاجِ أَبُو مِحْشَرٍ الْجَحْدَرِيُّ.
قَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ عُقْبَةَ بْنِ ظَبْيَانَ، روى عنه يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ هُوَ صَاحِبُ الْقِرَاءَةِ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: قِرَاءَتُهُ شَاذَّةٌ لَمْ تَثْبُتْ [1] .
عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [2] بْنِ مَرْوَانَ.
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ.
قُتِلَ فِي بَعْضِ حُرُوبِ الضحاك الخارجي [3] .
__________
[1] في الأصل: «ثم ثبتت» .
[2] التاريخ الكبير 6/ 478، تهذيب ابن عساكر 7/ 129، تاريخ مدينة دمشق- تحقيق د. شكري فيصل 60- 63، الجرح 6/ 346، المعرفة والتاريخ 1/ 619.
[3] كان ذلك سنة 127 هـ. وأخباره في تاريخ الطبري 7/ 318، والكامل لابن الأثير 5/ 335، والبداية والنهاية 10/ 25، وخليفة 377.(8/141)
عاصم بن عمرو البجلي [1] ، ق- وقيل عاصم بن عوف.
يُقَالُ إِنَّهُ قُدِمَ بِهِ مَعَ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ وَأَصْحَابِهِ فَأُطْلِقَ هَذَا بِشَفَاعَةِ يَزِيدَ بْنِ أَسَدٍ الْقَسْرِيِّ وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ دَهْرًا طَوِيلا.
وَرَوَى عَنْ عُمَرَ مُرْسلا وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَعَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلٍ.
وَعَنْهُ الشَّعْبِيُّ وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ [2] وَالْمَسْعُودِيُّ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَشُعْبَةُ وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ [3] وآخرون.
وأخشى أن يكونا اثنين وما ذاك بِبَعِيدٍ، فَإِنَّ ابْنَ مَعِينٍ ذَكَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ عَاصِمَ بْنَ عَمْرٍو الْبَجَلِيَّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ كُوفِيًّا قَدِمَ مِنَ الشَّامِ زَمَنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
عامر بن شقيق [4]- د ت ق- بن جمرة [5] بِالْجِيمِ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ.
وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ معين،
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 483، ميزان الاعتدال 2/ 356، تهذيب التهذيب 5/ 54، التقريب 1/ 385، تهذيب ابن عساكر 7/ 131، تاريخ مدينة دمشق- د. شكري فيصل 75. الجرح والتعديل 3/ 348، لسان الميزان 7/ 253، الخلاصة 183، التاريخ لابن معين 2/ 284 رقم 1962.
المعرفة والتاريخ 2/ 103.
[2] بفتح السين وكسر الباء. نسبة الى السبيع، محلّة بالكوفة. (اللباب 2/ 102) .
[3] بكسر الميم.
[4] التاريخ الكبير 6/ 458، ميزان الاعتدال 2/ 359، تهذيب التهذيب 5/ 69، التقريب 1/ 387، الخلاصة 184. الجرح 6/ 322. التاريخ لابن معين 2/ 287 رقم 2546.
[5] قال في: التقريب والخلاصة: بالجيم والزاي. وبالراء في التهذيب والميزان والتاريخ الكبير.(8/142)
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
عَامِرُ بْنُ عبد الله بن الزبير [1] ، ع ابن العوام أبو الحارث الأسدي المدني الْقَانِتُ الْعَابِدُ.
سَمِعَ أَبَاهُ وَعَمْرَو بْنَ سُلَيْمٍ.
وعنه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ وَأَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ وَابْنُ عَجْلانَ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى سِتَّ مَرَّاتٍ، يَعْنِي يَتَصَدَّقُ كُلَّ مَرَّةٍ بِدِيَتِهِ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: كَانَ أَبُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ لِمَا يُرَى مِنْ تَبَتُّلِهِ:
قَدْ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَلَمْ يَكُونَا هَكَذَا.
وَقَالَ مَالِكٌ: عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يُوَاصِلُ الصِّيَامَ ثَلاثًا.
وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سُمِعَ عَامِرٌ الْمُؤَذِّنُ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقَالَ:
خُذُوا بِيَدِي إلى الْمَسْجِدِ، فَقِيلَ: إِنَّكَ عَلِيلٌ! فَقَالَ: أَسْمَعُ دَاعِيَ اللَّهِ فَلا أُجِيبُهُ! فَأَخَذُوا بِيَدِهِ فَدَخَلَ مَعَ الإِمَامِ فِي صَلاةِ الْمَغْرِبِ فَرَكَعَ مَعَ الإِمَامِ رَكْعَةً ثُمَّ مَاتَ.
قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ الأَسَدِيِّ: أَخْبَرَكُمُ ابْنُ خَلِيلٍ أنا أَبُو الْمَكَارِمِ الْعَدْلِ أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي سمعت
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 448، المشاهير 66، تهذيب التهذيب 5/ 74، التقريب 1/ 388، تهذيب الأسماء 1/ 256، الخلاصة 184، طبقات ابن سعد 5/ 183، الجرح 6/ 325، طبقات خليفة 648، حذف من نسب قريش 58، نسب قريش 243، جمهرة نسب قريش 220، المعرفة والتاريخ 1/ 665، حلية الأولياء 3/ 166، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 377، سير أعلام النبلاء 5/ 219، الوافي بالوفيات 16/ 589 رقم 631.(8/143)
مَالِكًا يَقُولُ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقِفُ عِنْدَ مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ يَدْعُو وَعَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَرُبَّمَا سَقَطَتْ عَنْهُ الْقَطِيفَةُ وَمَا يَشْعُرُ بِهَا.
وَرَوَى مَعْنٌ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: رُبَّمَا خَرَجَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مُنْصَرِفًا مِنَ الْعَتْمَةِ مِنْ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَعْرِضُ لَهُ الدُّعَاءُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَيَرْفَعُ يَدَيْهِ فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُنَادَى بِالصُّبْحِ فَيَرْجِعُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّي الصُّبْحَ بِوُضُوءِ الْعَتْمَةِ.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: اشْتَرَى عَامِرٌ نَفْسَهُ بِسَبْعِ دِيَاتٍ.
وَلِعَامِرٍ عِدَّةُ إِخْوَةٍ مِنْهُمْ خَبِيبٌ وَمُحَمَّدٌ وَأَبُو بَكْرٍ وَهَاشِمٌ وَعَبَّادٌ وَثَابِتٌ وَحَمْزَةُ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
قُلْتُ: أَجْمَعُوا عَلَى ثِقَةِ عَامِرٍ، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ قُبَيْلُ مَوْتِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ.
عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبَصْرِيُّ الأَحْوَلُ [1]- م 4-.
عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَأَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَهَمَّامٌ وَهُشَيْمٌ وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَقَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ليس به بأس.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 456، تهذيب التهذيب 5/ 77، التقريب 1/ 389، الخلاصة 185، الجرح 6/ 326. المعرفة والتاريخ 2/ 218 و 666. التاريخ لابن معين 2/ 288 رقم 4696.(8/144)
عباس بن عبد الله بن معبد [1]- د- بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني.
عَنْ أَخِيهِ وَأَبِيهِ وَعِكْرَمَةَ، وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ والدراوَرْديّ.
وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عَبَّاسُ بْنُ فَرُّوخٍ [2] الْجُرَيْرِيُّ الْبَصْرِيُّ [3]- ع-.
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْه شُعْبَةُ وَهَمَّامٌ وَالْحَمَّادَانِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَلَيْسَ هُوَ بِأَخٍ لِسَعِيدٍ الْجُرَيْرِيُّ.
الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [4] بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَبُو الحارث الأموي.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 8، المشاهير 139، تهذيب التهذيب 5/ 120، التقريب 1/ 397، الخلاصة 189. الجرح 6/ 212. المعرفة والتاريخ 1/ 116.
[2] بفتح الفاء وضم الراء المشدّدة وفي الأصل «فرّوح» بالحاء المهملة.
[3] التاريخ الكبير 7/ 4، تهذيب التهذيب 5/ 125، التقريب 1/ 398، الخلاصة 189، الجرح 6/ 211. التاريخ لابن معين 2/ 294 رقم 3735. المعرفة والتاريخ 2/ 125.
[4] تهذيب ابن عساكر 7/ 273. تاريخ دمشق (المخطوط) 8/ 495 أ. معجم بني أمية 79. المعرفة والتاريخ 1/ 606 و 2/ 410، المحبّر 30، العقد الفريد 4/ 422، معجم المرزباني 104، جمهرة أنساب العرب 88- 90، أخبار العباس وولده 394 أنساب الأشراف (الدوري) 3/ 161، الوافي بالوفيات 16/ 637 رقم 682.(8/145)
كَانَ مِنَ الأَبْطَالِ الْمَذْكُورِينَ وَالأَسْخِيَاءِ الْمَوْصُوفِينَ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ فَارِسُ بَنِي مَرْوَانَ.
اسْتَعْمَلَهُ أَبُوهُ عَلَى حِمْصٍ، وَوَلِيَ الْمَغَازِي، وَافْتَتَحَ عِدَّةَ حُصُونٍ، ولكنه كَانَ يَنَالُ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِجَهْلٍ.
وَقَدْ مَاتَ فِي سِجْنِ مَرْوَانَ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرِ بْنِ عُمَيْرَةَ السُّحَيْمِيُّ الْيَمَامِيُّ [1]- 4-.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَقَيْسِ بْنِ طَلْقٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ سِبْطُهُ مُلازِمُ بْنُ عَمْرٍو الْيَمَامِيُّ وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ الْيَمَامِيُّونَ وَيَاسِينُ الزَّيَّاتُ الْكُوفِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَابْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ سَحِيمِيٌّ حَنِيفِيٌّ [2] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ [3] .
عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَبُكَيْرُ [4] بْنُ الأَشَجِّ وعقيل الأيلي.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 50، المشاهير 125، تهذيب التهذيب 5/ 154، التقريب 1/ 403، الخلاصة 192، الجرح 5/ 11. المعرفة والتاريخ 1/ 275.
[2] في الأصل «ضيفي» ، والتصحيح من (اللباب 2/ 107) ، وسحيم: بطن من بني حنيفة.
[3] الجرح 5/ 45. المعرفة والتاريخ 1/ 376.
[4] في الأصل «الزهري بكير» بحذف واو العطف، وهو خطأ واضح، الجرح 5/ 45.(8/146)
عبد الله بن دينار [1]- ع- أبو عبد الرحمن العمري [2] مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ.
أَحَدُ الثِّقَاتِ.
سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ وَأَبَا صَالِحٍ السَّمَّانَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَوَرْقَاءُ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
وَقَدِ انْفَرَدَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِحَدِيثِ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَهِبَتِهِ [3] .
وَأَسَاءَ العقيلي بإيراده فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ فَقَالَ: فِي رِوَايَةِ الْمَشَايِخِ عن عبد الله ابن دِينَارٌ اضْطِرَابٌ، ثُمَّ أَوْرَدَ لَهُ حَدِيثَيْنِ مُضْطَرِبَيِ الإسناد وإنما الاضْطِرَابُ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ [4] .
أَخُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْكِنَانِيِّ مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ. وَاسْمُ أَبِيهِ يَسَارٌ.
روى عن عبد الرحمن بن وعلة.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 79. ميزان الاعتدال 2/ 417. تهذيب التهذيب 5/ 201. التقريب 1/ 413.
الثقات 127. تهذيب الأسماء 1 ق 1/ 264. الخلاصة 196. طبقات ابن سعد 5/ 301 و 6/ 226.
الجرح 5/ 46. تذكرة الحفاظ 1/ 125. العبر 1/ 164. الوافي بالوفيات 17/ 162 رقم 148.
شذرات الذهب 1/ 173. طبقات خليفة 263. التاريخ الصغير 2/ 31. سير أعلام النبلاء 5/ 253 رقم 117. طبقات الحفاظ 50. المعرفة والتاريخ 1/ 425 تاريخ أبي زرعة 1/ 459. تاريخ ابن معين 2/ 304 رقم 565 و 567.
[2] في المصادر السابقة «العدوي» بدلا من العمري.
[3] في الأصل «الولاة هبته» والتصحيح من (تجريد التمهيد لابن عبد البر- ص 77) .
[4] التاريخ الكبير 5/ 62.(8/147)
وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد.
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ الْعَابِدِينَ. كَانَ عَلَى صِنَاعَةِ مَرَاكِبِ الْغَزْوِ.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ [1]- د ت- أَبُو مُحَمَّدٍ.
حَلِيفُ قُرَيْشٍ.
لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ عَنْ أَبِيهِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَفِيهِ جَهَالَةٌ.
عَبْدُ اللَّهِ بن السائب الشيبانيّ [2]- م ن- ويقال الكندي الكوفي.
عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَتَادَةَ الْمُحَارِبِيُّ.
وَعَنْهُ الأَعْمَشُ وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ وَفُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ الثَّوْرِيُّ الكوفي [3]- سوى ت-.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 103، ميزان الاعتدال 2/ 426، تهذيب التهذيب 5/ 229، التقريب 1/ 418، طبقات ابن سعد 5/ 473، الخلاصة 198، الجرح 5/ 65.
[2] التاريخ الكبير، ميزان الاعتدال، التقريب، الخلاصة، تهذيب التهذيب 5/ 230، الجرح 5/ 65.
[3] التاريخ الكبير 5/ 105، المشاهير 164، تهذيب التهذيب 5/ 240، التقريب 1/ 420، الخلاصة 199 وفيه: السفر بفتح السين والفاء. ويروى بإسكان الفاء. التاريخ لابن معين 2/ 311 رقم 1471. المعرفة والتاريخ 1/ 452.(8/148)
عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقُوهُ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الطويل [1]- د ت- أبو حمزة المصري.
أَحَدُ الأَوْلِيَاءِ الأَبْدَالِ.
عَنْ نَافِعٍ وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ.
وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلُ وَمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ وَآخَرُونَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ الْعَامِرِيُّ الْكُوفِيُّ [2] .
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عَمْرٍو جُنْدَبٍ الأَزْدِيِّ- قَاتِلِ السَّاحِرِ- وَسُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُقَيْمٍ [3] الطَّائِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ فِطْرُ بْنُ خليفة السفيانان وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي رِوَايَةِ أَبِي طَالِبٍ عَنْهُ، وَابْنُ مَعِينٍ فِي رِوَايَةِ الْكَوْسَجِ عَنْهُ، وَأَبُو زُرْعَةَ.
وَقَالَ النسائي: ليس به بأس.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 108، المشاهير 190، تهذيب التهذيب 5/ 245، الجرح 5/ 75.
[2] التاريخ الكبير 5/ 115، ميزان الاعتدال 2/ 439، تهذيب التهذيب 5/ 252 و 253، التقريب 1/ 422. الخلاصة 201. الجرح 5/ 80. المعرفة والتاريخ 2/ 219.
[3] بضم الراء المهملة وفتح القاف.(8/149)
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ الْجَوْزَجَانِيُّ فَعَقَرَهُ [1] وَقَالَ: مُخْتَارِيٌّ كَذَّابٌ. وَتَرَكَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لِسُوءِ مَذْهَبِهِ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: كَانَ مِمَّنْ يَغْلُو يَعْنِي فِي التَّشَيُّعِ.
قُلْتُ: لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ شَيْئًا فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: جَالَسْنَاهُ وَكَانَ ابْنُ مِائَةِ سَنَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانُ [2]- م د ت ق-.
أَخُو سُهَيْلٍ وَصَالِحٍ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ وَهُشَيْمٌ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَهُوَ مُقِلٌّ.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حسين النوفلي [3]- ع- القرشي المكيّ.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَطَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَنَافِعِ بْنِ جبير.
__________
[1] العقر: الجرح. (القاموس المحيط) .
[2] تهذيب التهذيب 5/ 263. الخلاصة 201. التاريخ لابن معين 2/ 291 رقم 924 وهو: عباد بن أبي صالح. التقريب 1/ 423.
[3] التاريخ الكبير 5/ 133، المشاهير 148، تهذيب التهذيب 5/ 293، التقريب 1/ 428، الخلاصة 204، الجرح 5/ 97.(8/150)
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَمَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذيّ [1]- خ-.
عن سهل بْنِ سَعْدٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَأَرْسَلَ عَنْ جَابِرٍ أَوْ لَقِيَهُ.
وَعَنْهُ أَخُوهُ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ.
وَثَّقَهُ الدار الدَّارَقُطْنِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: الضَّعْفُ عَلَى حَدِيثِهِ بَيِّنٌ.
قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بِوَقْعَةِ قُدَيْدَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْد الله بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز [2] بْنِ مَرْوَانَ.
عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالْمَسْعُودِيُّ [3] .
وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةِ العراقين ليزيد الناقص.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 143، تهذيب التهذيب 5/ 309، التقريب 1/ 431، الخلاصة 206، تهذيب الأسماء 1/ 277، الجرح 5/ 101.
[2] التاريخ الكبير 5/ 145، تاريخ مدينة دمشق (نسخة موسكو المصورة- ص 180) ، الجرح 5/ 107. المعرفة والتاريخ 1/ 580. تاريخ أبي زرعة 1/ 570.
[3] هو: عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي.(8/151)
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: كَانَ أَكُولا يَأْكُلُ فِي الْيَوْمِ تِسْعَ مَرَّاتٍ وَيَنْتَبِهُ فِي السَّحَرِ فَيَدْعُو بِالطَّعَامِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمَّا قَدِمَ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْعِرَاقِ أَمْسَكَ عَبْدَ اللَّهِ فَقَيَّدَهُ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى مَرْوَانِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَسَجَنَهُ فِي مَضِيقٍ مُظْلِمٍ وَاخْتَفَى خَبَرُهُ.
عَبْدُ اللَّهِ [1] بْنُ عُصْمٍ [2] أَبُو عُلْوَانَ الْعِجْلِيُّ الْحَنَفِيُّ- د ت ق-.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وابن عمرو أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
وَعَنْهُ إِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَأَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
لَكِنَّ سَمَّاهُ إِسْرَائِيلُ بْنُ عُصْمَةَ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عيِسَى بن عبد الرحمن بن أبي ليلي [3]- ع- الكوفي.
كَانَ أَسَنَّ مِنْ عَمِّهِ الْقَاضِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَزْهَدَ.
رَوَى عَنْ جَدِّهِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ ابْنُ خِرَاشٍ [4] : هو أوثق ولد ابن أبي ليلى.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 159، ميزان الاعتدال 2/ 460، تهذيب التهذيب 5/ 321، التقريب 1/ 433، الخلاصة 207، الجرح 5/ 126.
[2] وقيل: «عصمة» ، بضم العين وسكون الصاد المهملة. وفي (التقريب) عصيم.
[3] التاريخ الكبير 5/ 164، تاريخ دمشق (نسخة موسكو) 397، تهذيب التهذيب 5/ 352، التقريب 1/ 439، ميزان الاعتدال 2/ 470، الخلاصة 209، الجرح 5/ 126. المعرفة والتاريخ 2/ 620.
طبقات القراء 1/ 440 رقم 1838، الوافي بالوفيات 17/ 395 رقم 327.
[4] في الأصل «حراس» مهملة.(8/152)
قِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بن الفضل بن العباس [1]- ع- بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الهاشمي المدني.
قتل أبوه يوم الحرّة وهذا صَبِيٌّ.
رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالأَعْرَجِ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَزِيَادُ بْنُ سَعْدٍ وَمَالِكٌ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ «الْبِكْرُ تُستَأْمَرُ» . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ [2] . يَأْتِي فِي طَبَقَةِ الأَعْمَشِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ الْمُقْرِئُ. مر في الطبقة الماضية.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 168، تهذيب التهذيب 5/ 357، التقريب 1/ 440، الخلاصة 210، الجرح 5/ 136، الوافي بالوفيات 17/ 402 رقم 338. المعرفة والتاريخ 1/ 309. تاريخ أبي زرعة 1/ 445.
[2] التاريخ الكبير 5/ 183، تهذيب التهذيب 6/ 13، التقريب 1/ 447، ميزان الاعتدال 2/ 484، الخلاصة 213. الجرح 5/ 153. تهذيب الأسماء 1 ق 1/ 287 رقم 330، الوافي بالوفيات 17/ 426 رقم 365. تاريخ أبي زرعة 1/ 490 التاريخ لابن معين 2/ 329، رقم 3165.(8/153)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُخْتَارِ الْبَصْرِيُّ [1]- م د ن ق-.
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَمُوسَى بْنِ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعِدَّةٌ.
تُوُفِّيَ شَابًا طَرِيًّا، وَكَانَ ثِقَةً.
قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ أَصْغَرَ مِنِّي سِنًّا.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسلم [2]- م د ت ن- بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شهاب الزهري أبو محمد المدني.
وَهُوَ أَسَنُّ مِنْ أَخِيهِ الإِمَامُ أَبِي بَكْرٍ.
رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ [3] وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ أَخُوهُ وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ وَمَعْمَرٌ وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمِسْوَرِ [4] ، بْنِ عَوْنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ أبو جعفر.
نزيل المدائن.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 207، تهذيب التهذيب 6/ 23 و 24، التقريب 1/ 449، الخلاصة 214، الجرح 5/ 170.
[2] التاريخ الكبير 5/ 190، تهذيب التهذيب 6/ 29، التقريب 1/ 450. الجرح 5/ 164. المعرفة والتاريخ 1/ 370.
[3] بضم الصاد المهملة.
[4] ميزان الاعتدال 2/ 504، طبقات ابن سعد 7/ 319، الجرح 5/ 169.(8/154)
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ.
وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ وَخَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ.
وَلَمْ يَكُنْ بِثَقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ.
رَوَى جَرِيرٌ عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيَّ الْمَدَائِنِيَّ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَرَوَى جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِسْوَرٍ يَفْتَعِلُ الْحَدِيثَ.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ يَكْذِبُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَ بِمَرَاسِيلَ لا يُوجَدُ لَهَا أَصْلٌ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشمي [1] .
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ أَخُوهُ صَالِحٌ وَجُوَيْرِيَّةُ بْنُ أَسْمَاءَ.
وَكَانَ جَوَّادًا مُمَدَّحًا شَاعِرًا مِنْ رِجَالِ الْعَالَمِ وَأَبْنَاءِ الدُّنْيَا. خَرَجَ بِالكُوفَةِ وَجَمَعَ خَلْقًا وعسكر وَنَزَعَ الطَّاعَةَ، وَجَرَتْ لَهُ أُمُورٌ يَطُولُ شَرْحُهَا. ثُمَّ لَحِقَ بِأَصْبَهَانَ وَغَلَبَ عَلَى تِلْكَ الدِّيَارِ، ثُمَّ ظَفَرَ بِهِ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ فَقَتَلَهُ، وَقِيلَ:
بَلْ سَجَنَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي حُدُودِ الثَّلاثِينَ.
وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ الْفَامِيُّ: قَتَلَهُ شبل بْنُ طَهْمَانَ مُتَوَلِّي هُرَاةَ بِأَمْرِ أَبِي مُسْلِمٍ سنة أربع وثلاثين.
__________
[1] أسماء المغتالين لابن حبيب 189. المعارف 207. مقالات الإسلاميين للأشعري 6 و 85. الأغاني 12/ 215. تاريخ دمشق (مخطوطة الأزهر رقم 10170) ق 132 ب- 136 أ. الوافي بالوفيات 17/ 629 رقم 534، لسان الميزان 3/ 363- 365.(8/155)
وَكَانَ فَصِيحًا مُفَوَّهًا شُجَاعًا جَرِيئًا.
وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فِي الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ [1] فَقَالَ: كَانَ رَدِيءَ الدِّينِ مُعَطِّلا مُسْتَصْحِبًا لِلدَّهْرِيَّةِ. ذَهَبَ بَعْضُ الْكَيْسَانِيَّةِ [2] إِلَى أَنُّه حَيٌّ لَمْ يَمُتْ وَأَنَّهُ بِجَبَلِ أَصْبَهَانَ وَلا بُدَّ لَهُ أَنْ يَظْهَرَ، فَصَارَ هَؤُلاءِ وَأَمْثَالُهُمْ فِي سَبِيلِ اليهود بأن ملكيصيدق بْنَ عَابِدٍ وَفَنْحَاصَ بْنَ الْعَازِرِ أَحْيَاءٌ إِلَى الْيَوْمِ، وَسَلَكَ هَذَا السَّبِيلَ بَعْضُ نَوْكِي [3] الصُّوفِيَّةِ وَزَعَمُوا أَنَّ الْخَضِرَ وَإِلْيَاسَ حَيَّانِ إِلَى الْيَوْمِ.
وادّعى بعضهم أنه يلقى إِلْيَاسُ فِي الْفَلَوَاتِ وَالْخَضِرُ فِي الْمُرُوجِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّامِ الْقَيْنِيُّ الأَزْدِيُّ [4] .
عَنْ مَكْحُولٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالضَّحَّاكِ بْنِ عَرْزَبٍ وَعُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ ابْنَاهُ عَاصِمٌ وَعَبْدُ الْغَنِيِّ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأَزْدِيُّ.
وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
سُئِلَ عَنْهُ ابْنُ مَعِينٍ فقال: مظلم [5] .
عبد الله بن هبيرة [6]- م 4- بْنِ أَسْعَدَ السَّبَائِيُّ الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ أَبُو هُبَيَرَةَ.
__________
[1] انظر: ج 2/ 69.
[2] المصدر نفسه.
[3] بفتح النون وسكون الواو. بمعنى: كسالى.
[4] التاريخ الكبير 5/ 215، تهذيب التهذيب 6/ 56، التقريب 1/ 457، الخلاصة 217، ميزان الاعتدال 2/ 515، الجرح 5/ 185.
[5] زاد الذهبي: «وقال غيره: صالح الحديث» . (ميزان الاعتدال 2/ 515) .
[6] التاريخ الكبير 5/ 222، المشاهير 120، تهذيب التهذيب 6/ 61، التقريب 1/ 458، الجرح 5/ 194. المعرفة والتاريخ 1/ 299. طبقات ابن سعد 7/ 201، العبر 1/ 163. حسن المحاضرة 1/ 269 رقم 103، الوافي بالوفيات ع 1/ 662 رقم 558. شذرات الذهب 1/ 171.(8/156)
عَنْ مَسْلَمَة بْنِ مَخْلَدٍ وَأَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرَةَ وَقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ.
وَعَنْهُ بَكْرُ بْنُ عُمَرَ وَخَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزٍ [1] ، الْفَقِيهُ أَبُو بَكْرٍ الأَصَمُّ. أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ. وَقِيلَ: بَلِ اسْمُهُ يَزِيدُ بن عبد الله بن هرمز.
وَقِيلَ: بَلِ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُرْمُزٍ.
تَفَقَّهَ عَلَيْهِ مَالِكٌ وَصَحِبَهُ مُدَّةٌ وَحَكَى عَنْهُ فَوَائِدَ.
قَالَ مَالِكٌ: كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَقْتَدِيَ بِهِ، وَكَانَ قَلِيلُ الْكَلامِ قَلِيلُ الْفُتْيَا شَدِيدُ التَّحَفُّظِ، كَثِيرًا مَا يُفْتِي الرَّجُلَ ثُمَّ يَبْعَثُ مَنْ يَرُدُّهُ ثُمَّ يُخْبِرُهُ بِغَيْرِ مَا أَفْتَاهُ، قَالَ:
وَكَانَ بَصِيرًا بِالْكَلامِ يَرُدُّ عَلَى أُصُولِ الأَهْوَاءُ كَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِذَلِكَ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ أَنَّ ابْنَ عَجْلانَ سَأَلَ ابْنَ هُرْمُزٍ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ فَلَمْ يَزَلِ ابْنُ هُرْمُزٍ يُخْبِرُهُ حَتَّى فَهِمَ فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُ عَجْلانَ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ.
قَالَ مَالِكٌ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ قَالَ لابْنِ هُرْمُزٍ: نَشَدْتُكَ باللَّه مَا عَلِمْتُ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يُصلُّونَ فِيمَا مَضَى وَلَمْ يَكُونُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ؟ فَصَمَتَ ابْنُ هُرْمُزَ.
قُلْتُ لِمَالِكٍ: لِمَ صَمَتَ عَنْهُ؟ قَالَ: لَمْ يُحِبُّ أَنْ يَقُولَ نَعَمْ وَهُوَ أَمْرٌ قد ترك.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 224، المشاهير 137، طبقات الشيرازي 66، المعارف 584، الجرح 5/ 199 المعرفة والتاريخ 1/ 651، تاريخ أبي زرعة 1/ 421 و 422، طبقات الفقهاء 66، الوافي بالوفيات 17/ 679 رقم 576.(8/157)
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قَالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزٍ: مَا تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ إِلا لِنَفْسِي.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزٍ كَانَ يَقوُلُ: إِنِّي لَأُحِبُّ لِلرَّجُلِ أَنْ لا يَحُوطَ رَأْيَ نَفْسِهِ كَمَا يَحُوطَ السُّنَّةَ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ ابْنُ هُرْمُزٍ رَجُلا كُنْتُ أُحِبّ أَنْ أَقْتَدِي بِهِ. وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ أَنَّهُ دَخَلَ يَوْمًا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزٍ فَوَجَدَهُ جَالِسًا عَلَى سَرِيرٍ لَهُ وَهُوَ وَحْدَهُ فَذَكَرَ شَرَائِعَ الإِسْلامِ وَمَا انْتَقَصَ مِنْهُ وَمَا يَخَافُ مِنْ ضَيْعَتِهِ وَإِنَّ دُمُوعَهُ لَتَنْسَكِبُ، قَالَ: وَقُتِلَ أَبُوهُ يَوْمَ الْحَرَّةِ. وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ هُرْمُزٍ أَنَّهُ كَانَ يَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ فَيَقُولُ: إِنَّ لِهَذَا نَظَرًا وَتَفَكُّرًا فَيُقَالُ:
أَجَلْ فَافْعَلْ، فَيَقُولُ: مَا أُحِبُّ أَنْ أَشْغَلَ نَفْسِي فِي ذَلِكَ مَتَى أُصَلِّي مَتَى أَذْكُرُ.
وَقَالَ: إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَقَايَا الْعَالِمِ بَعْدَهُ «لا أَدْرِي» لِيَأْخُذَ بِذَلِكَ مَنْ بَعْدَهُ.
قَالَ مَالِكٌ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِالْمَدِينَةِ لَهُ شَرَفٌ إِلا إِذَا حَزَبَهُ الأَمْرُ رَجَعَ إِلَى أَمْرِ ابْنِ هُرْمُزٍ وَقَوْلِهِ، وَكَانَ إِذَا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ غَنَمُ الصَّدَقَةِ وَإِبِلُهَا تَرَكَ اللَّحْمَ وَلَمْ يَأْكُلْهُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُقَدِّمُونَ بِهَا إِلَى الأُمَرَاءِ وَلا يَضَعُونَهَا.
فِي حَقِّهَا، وَرَوَى مَالِكٌ عَنِ ابْنِ هُرْمُزٍ قَالَ: إِنِّي لأَعْجَبُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يُرْزَقَ الرِّزْقَ الْحَلالَ فَيَرْغَبُ فِي الرِّبْحِ فَيُدْخَلُ فِي الشَّيْءِ الْيَسِيرَ مِنَ الْحَرَامِ فَيُفْسِدُ الْمَالَ كُلَّهُ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَانَ ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ حَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ هُرْمُزٍ أَنَّهُ قَالَ: حِينَ كَفَّ عَنِ الْكَلامِ: مَا كُنَّا إِلا قُضَاةً وَلَكِنْ لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُ مَا نَحْنُ فِيهِ، فَكَانَتِ الْفُرُوجُ تُسْتَحَلُّ بِكَلامِنَا وَتُؤْخَذُ الأَمْوَالُ بِكَلامِنَا، أَدْرَكْنَا مَنْ كَانَ قَبْلَنَا إِذَا سُئِلُوا عَنِ الشَّيْءِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا فِيمَا يَقُولُ صَاحِبُكُمْ فَيَقُولُونَ:
كُلُّنَا نُشَبِّهُ هَذَا الأَمْرَ بالأمر الَّذِي كَانَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّهُ الَّذِي(8/158)
كَانَ فِي زَمَانِ أَبِي بَكْرٍ فِي فُلانٍ وَفِي زَمَانِ عُمَرَ فِي فُلانٍ شَكٌّ ذَلِكَ فَقَالُوا: هُوَ مِثْلُهُ، وَقَالُوا: لَيْسَ عِنْدَنَا شَيْءٌ غَيْرُ هَذَا، ثُمَّ اجْتَرَأْنَا أَنَا وَرَبِيعَةُ وَأَبُو الزِّنَادِ فَقُلْنَا: أَيُّ شَيْءٍ يُلْبِسُ عَلَى النَّاسِ كَأَنَّهُ وَشِبْهَهُ! قَالَ: فَاجْتَرَأْنَا وَأَبَى الْقَوْمُ فَقُلْنَا نَحْنُ: هُوَ مِثْلُهُ، وَسُئِلْنَا عَنْ أَشْيَاءَ فَقُلْنَا نَكْرَهُهَا، فَجَاءَ آخَرُونَ كَانُوا تَحْتَنَا فَقَالُوا: لِأَيِّ شيء نكرهها ما هو الإحلال وحرام [1] فاجترءوا عَلَى الَّتِي هِبْنَاهَا كَمَا اجْتَرَأْنَا عَلَى الَّتِي هَابَهَا مَنْ كَانَ قَبْلَنَا.
مَالِكٌ عَنِ ابْنِ هُرْمُزٍ قَالَ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يُوَرَّثُ جُلَسَاءَهُ مِنْ بَعْدِهِ «لا أَدْرِي» .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ عَنْ مَالِكٍ قَالَ لِي ابْنُ هُرْمُزٍ: يَا مَالِكٌ لا نُمْسِكُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الرَّأْيِ أَخَذْتَ عَنِّي فَإِنِّي وَاللَّهِ فَجَّرْتُ ذَلِكَ وَرَبِيعَةُ.
وَرَوَى مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ [2] عَنْ مَالِكٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى ابْنِ هُرْمُزٍ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَكُنْتُ قَدِ اتَّخَذْتُ فِي الشِّتَاءِ سَرَاوِيلَ مَحْشُوًّا، كُنَّا نَجْلِسُ مَعَهُ فِي الصَّحْنِ فِي الشِّتَاءِ فَاسْتَحْلَفَنِي أَنْ لا أَذْكُرَ اسْمَهُ فِي الْحَدِيثِ.
وَرَوَى الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: رُحْتُ إِلَى الصَّلاةِ الظُّهْرَ مِنْ بَيْتِ ابْنِ هُرْمُزٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَعَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هرمز: الرجل
__________
[1] في الموافقات للشاطبي: قال مالك: ما شيء أشد عليّ من أن أسأل عن مسألة من الحلال والحرام، لأن هذا هو القطع في حكم الله ولقد أدركت أهل العلم والفقه ببلدنا وان أحدهم إذا سئل عن مسألة كأن الموت أشرف عليه، ورأيت أهل زمننا هذا يشتهون الكلام فيه والفتيا. ولو وقفوا على ما يصيرون عليه غدا لقلّلوا من هذا، قال: ولم يكن من أمر الناس ولا من مضى من سلفنا الذين يفتدى بهم ويعوّل الإسلام عليهم أن يقولوا هذا حلال وهذا حرام. ولكن يقولوا أنا أكره كذا وأرى كذا، وأما حلال وحرام فهذا الافتراء على الله لأن الحلال ما حلّله الله ورسوله والحرام ما حرّماه.
[2] بفتح الطاءين، يقال لمن يبيع الثياب البيض بدمشق ومصر طاطري. (اللباب) .(8/159)
يَسْتَفْتِينِي فَأفُتْيِهِ بِرَأْيِي يَسَعْنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ حَتَّى تَعْلَمَ، لَوْ جَازَ ذَلِكَ لَجَازَ لِلسَّقَّائِينَ.
مُطَرِّفٌ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي ابْنَ هُرْمُزٍ فَيَلْقَى، بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ وَنَتَكَلَّمُ وَمَعَنَا رَبِيعَةُ وَابْنُ أَبِي سَلَمَةَ فَكَثُرَ كَلامُنَا يَوْمًا وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ صَامِتٌ لا يَتَكَلَّمُ فَقُلْنَا لابْنِ هُرْمُزٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأُحِبُّ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى دَاوُدَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يَزِيدُ بْنُ هُرْمُزٍ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ لَيْسَ بِقَوِيٍّ، يَكْتُبُ حَدِيثُهُ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يزيد مولى المنبعث [1]- ذ ن ق-.
مَدَنِيٌّ صَالِحُ الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهْنِيِّ وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ رَبُيعَةُ الرَّائِيُّ وَعَبَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ مَالِكٍ وَجُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الليثي.
عبد الله بن يزيد مولى الأسود المدني [2] ، ع-.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ.
وَقَدْ وُثِّقَ. وَكَانَ مُقْرِئًا مِنْ مَوَالِي بَنِي مخزوم.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 228، ميزان الاعتدال 2/ 526، تهذيب التهذيب 6/ 81، الجرح 5/ 200.
[2] التاريخ الكبير 5/ 235، المشاهير 117، تهذيب التهذيب 6/ 82، التقريب 1/ 462، الخلاصة 219. الجرح 5/ 198.(8/160)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الصُّهْبَانِيُّ [1] الْكُوفِيُّ [2] .
عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَحْمَرِ وَكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَامِرٍ الثَّعْلَبِيُّ الْكُوفِيُّ [3] ، 4- عَنْ أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُحَمَّدِ بْن الْحَنَفِيَّةِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَوَرْقَاءُ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ.
وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ.
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ الْحُجْبِيُّ الْعَبْدَرِيُّ [4] ، ع- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَمَّتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ وَعِكْرِمَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ وسفيان بن عيينة.
وكان ثقة ثبتا.
__________
[1] بضم الصاد المهملة وسكون الهاء وفتح الباء. وصهبان من النخع. التاريخ الكبير 5/ 225. اللباب 2/ 252.
[2] تهذيب التهذيب 6/ 80، ميزان الاعتدال 2/ 526، الخلاصة 219، الجرح 5/ 199.
[3] التاريخ الكبير 6/ 71، تهذيب التهذيب 6/ 94، ميزان الاعتدال 2/ 530، التقريب 1/ 464، الخلاصة 220، الجرح 6/ 25، المعرفة والتاريخ 1/ 499، التاريخ لابن معين 2/ 339 رقم 1656
[4] التاريخ الكبير 6/ 46، تهذيب التهذيب 6/ 111، التقريب 1/ 467، الخلاصة 221، الجرح 6/ 9، تاريخ أبي زرعة 1/ 516.(8/161)
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ رَافِعٍ [1] . حِجَازِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ سَعْدِ بْنِ كَعْبٍ وَالْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ وَأَبِي مَرَارَةَ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَمُسْلِمٍ الزَّنْجِيِّ وَغَيْرُهُمْ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ الْفَهْمِيُّ [2] . خ ت ن-.
أَمِيرُ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. لَهُ نُسْخَةٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ نَحْوَ مِائَتَيْ حَدِيثٍ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
وَاللَّيْثُ فَمَوْلاهُ وَبِسَبَبِهِ نَالَ اللَّيْثُ دُنْيَا عَرِيضَةً.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ ثَبْتًا فِي الْحَدِيثِ، وَلِيَ إمْرَةَ مِصْرَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَعُزِلَ بَعْدَ سَنَةٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
يُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٌ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ السَّرَّاجُ [3] ، م ن- عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَنَافِعٍ وَعَطَاءٍ.
وَعَنْهُ مَعْمَرٌ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَحَمَّادُ بُنْ زيد.
وثّقه أبو حاتم.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 44، الجرح 5/ 12، المعرفة والتاريخ 3/ 113.
[2] التاريخ الكبير 5/ 277، المشاهير 189، تهذيب التهذيب 6/ 165، التقريب 1/ 478، الخلاصة 226، الجرح 5/ 229، تاريخ أبي زرعة 1/ 252.
[3] التقريب 1/ 488، التاريخ لابن معين 2/ 351 رقم 4628، المعرفة والتاريخ 2/ 182.(8/162)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ [1] ، ع- وَكَانَ يَتَّجِرُ إِلَى أَصْبَهَانَ.
رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبي بكر الصديق [2] ، ع- أبو محمد التيمي المدني. الفقيه أَحَدُ الأَعْلامِ.
سَمِعَ أَبَاهُ وَأَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَمَالِكٌ وَالأَوْزَاعِيُّ وَابْنُ عيينة وآخرون.
وكان إماما ورعا حجّة.
قال ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَهُوَ خَالُ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وُلِدَ فِي حَيَاةِ عَمَّةِ أَبِيهِ عَائِشَةَ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْقَاسِمِ وَمَا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ أَفْضَلُ مِنْهُ.
وَقَالَ مَعْنٌ عَنْ مَالِكٍ: إِنَّهُ رُئِيَ عَلَى ابْنِ الْقَاسِمِ قَمِيصٌ هَرَوِيٌّ أَصْفَرُ وَرِدَاءٌ مُوَرَّدٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: اسْتَوْفَدَهُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ فَقَدِمَ فَأَدْرَكَهُ الأَجَلُ بِحَوْرَانَ فَمَاتَ بِهَا سَنَةَ سِتٍّ وعشرين.
__________
[1] تهذيب التهذيب 6/ 217، التقريب 1/ 488، الخلاصة 230، الجرح 5/ 255.
[2] التاريخ الكبير 5/ 339، المشاهير 128، تهذيب التهذيب 6/ 254، التقريب 1/ 495، الخلاصة 233، الجرح 5/ 278، المعرفة والتاريخ 1/ 238.(8/163)
عبد الرحمن بن معاوية [1] ، د ق- أبو الحويرث الزرقيّ المدني.
شهد جنازة جابر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَرَوَى عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ وَأَخِيهِ نَافِعٍ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَأَبُو غَسَّانَ ومحمد بْنُ مُطَرِّفٍ.
قَالَ مَالِكٌ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَيِّنٌ.
وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ أَبِي مِعْشَرٍ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيةَ قَالَ:
مكث موسى عليه السلام بعد ما كَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً لا يَرَاهُ أَحَدٌ إِلا مَاتَ.
تُوُفِّيَ أَبُو الْحُوَيْرِثِ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٌ.
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ الأَمِيرُ أَبُو الإِصْبَغِ.
قَامَ مَعَ يَزِيدَ النَّاقِصِ وَحَارَبَ الْوَلِيدَ فجعله يزيد ولي عهده بن بَعْدِ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ فِيمَا قِيلَ.
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ هَذَا أَخُو السَّفَّاحِ لأُمِّهِ رِيطَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيَّةَ.
وَلَمَّا غَلَبَ مَرْوَانُ الْحِمَارُ عَلَى الأَمْرِ وَثَبَ أَعْوَانَهُ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَتَلُوهُ بداره
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 350، تهذيب التهذيب 6/ 272، التقريب 1/ 498، الجرح 5/ 284. المعرفة والتاريخ 1/ 320، التاريخ لابن معين 2/ 358 رقم 806 و 824 و 1050 و 2597. تاريخ أبي زرعة 1/ 482.
[2] تاريخ مدينة دمشق (الظاهرية) 176 أ، ب، معجم بني أمية 99 و 100.(8/164)
فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَكَانَ قَدَرِيًّا.
عبد العزيز بن رفيع [1]- ع- أبو عبد الله الأسدي الطائفي. نَزِيلُ الْكُوفَةَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وشريح القاضي وأنس بن مالك وعبيد ابن عُمَيْرٍ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٌ [2] وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ.
وَحَدِيثُهُ نَحْوٌ مِنْ سِتِّينَ حَدِيثًا. وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ الْمُسْنِدِينَ.
وَقَدْ روى عنه رَفِيقُهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، بَلَغَنَا عَنْهُ أَنَّهُ قَلَّمَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً إِلا وَطَلَبَتْ فِرَاقَهُ مِنْ كَثْرَةِ جِمَاعِهِ.
وَقَدْ مَاتَ فِي عَشْرِ الْمِائَةِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ الْبُنَانِيُّ [3]- ع- مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ الأَعْمَى.
عَنْ أنس وشهر وأبي نضرة العبديّ.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 11، المشاهير 84، تهذيب التهذيب 6/ 337، التقريب 1/ 509، الخلاصة 239، الجرح 5/ 381، التاريخ لابن معين 2/ 365 رقم 1469 و 2296. المعرفة والتاريخ 2/ 699، طبقات خليفة 165. سير أعلام النبلاء 5/ 228 رقم 96، شذرات الذهب 1/ 177.
[2] في الأصل «عباس» .
[3] التاريخ الكبير 6/ 14، المشاهير 97، تهذيب التهذيب 6/ 341، التقريب 1/ 510، الخلاصة 240، طبقات ابن سعد 8/ 124، الجرح 5/ 384.(8/165)
وَعَنْهُ شُعْبَةُ [1] وَالسُّفْيَانَانِ وَالْحَمَّادَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَالْمُبَارَكُ بْنُ سُحَيْمٍ وَهُشَيْمٌ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ فَيْرُوزٍ [2] ، أَبُو بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ الصَّفَّارُ.
عَنْ يَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ وَأَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ.
وَعَنْهُ حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الأَزْدِيُّ وَحَرَمِيُّ [3] بْنُ عُمَارَةَ.
عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي [4] المخارق [5] ، ت ن ق، وم متابعة- أبو أمية.
المعلم البصري نَزِيلُ مَكَّةَ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَحَسَّانِ بْنِ بِلالٍ الْمُزَنِيِّ وَالْحَارِثِ الأَعْوَرِ وَمُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَمَالِكٌ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَالسُّفْيَانَانِ وَطَائِفَةٌ.
رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ مُجَاهِدٌ وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رباح.
وكان أحد الفقهاء العلماء إِلا أَنَّهُ يَقُولُ بِالإِرْجَاءِ، وَفِي حَدِيثِهِ ضعف.
__________
[1] مهملة في الأصل.
[2] التاريخ الكبير 6/ 90، الجرح 6/ 61.
[3] بفتح الحاء والراء. (اللباب 1/ 359) .
[4] ساقطة من الأصل، والإضافة من المصادر السابقة.
[5] تهذيب التهذيب 6/ 376، التقريب 1/ 516، ميزان الاعتدال 2/ 646، الخلاصة 242، الجرح 6/ 59، المعرفة والتاريخ 1/ 333، التاريخ لابن معين 2/ 369 رقم 789، تاريخ أبي زرعة 1/ 551.(8/166)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ ضَعِيفٌ، وَكَذَا ضَعَّفَهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ.
وَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ، وَخَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً.
وَوَفَاتُهُ قَرِيبَةٌ مِنْ وَفَاةِ سَمِيِّهِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ.
عَبْدُ الكريم بن مالك الجزري [1] ، ع- أبو سعيد الحرّانيّ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّهَ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَاوُسٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَالِكٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَكَانَ أَحَدُ الأَثْبَاتِ وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَوَصَفَهُ بِالْحِفْظِ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ [2]- 4 خ م- أَخُو حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ الشَّيْبَانِيِّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ. وَلَهُ أَيْضًا أَخَوَانِ: بِلالٌ وَعَبْدُ الأَعْلَى.
رَوَى هُوَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيِّ وَأَبِي وَائِلٍ.
وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَالسُّفْيَانَانِ.
وَهُوَ صَادِقٌ فِي الْحَدِيثِ لَكِنَّهُ مِنْ غُلاةِ الرَّافِضَةِ. رَوَى لَهُ (خ م) مقرونا بغيره.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 88، تهذيب التهذيب 6/ 373، التقريب 1/ 516، ميزان الاعتدال 2/ 645، الخلاصة 242، المعرفة والتاريخ 1/ 533.
[2] التاريخ الكبير 5/ 405، تهذيب التهذيب 6/ 385، التقريب 1/ 517، ميزان الاعتدال 2/ 651، الخلاصة 243، التاريخ لابن معين 2/ 370 رقم 2366، المعرفة والتاريخ 2/ 672.(8/167)
عبد الملك بن حبيب [1]- ع- أبو عمران الجوني [2] البصري رَأَى عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ.
وَرَوَى عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامَتِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَأَبَانٌ الْعَطَّارُ وَالْحَمَّادَانِ وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ: كَانَ الْغَالِبُ عليه الكلام في الحكمة، وكان يَقُولُ أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ للَّه عِبَادًا آثَرُوا طَاعَةَ اللَّهِ عَلَى شَهَوَاتِهِمْ. وَكَانَ يَقُولُ: أَجْرَى اللَّهُ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ مَحَبَّتَهُ وَجَعَلَ قُلُوبَنَا أَوْطَانًا تَحِنُّ إِلَيْهِ.
تُوُفِّيَ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَطَنٍ الْفِهْرِيُّ [3] ، أَمِيرُ الأَنْدَلُسِ مِنْ قِبَلِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قُتِلَ بها سنة خمس وعشرين ومائة.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 410، الإكمال 2/ 225، تهذيب التهذيب 6/ 389، التقريب 1/ 518، طبقات خليفة 215. التاريخ الصغير 1/ 318. الخلاصة 243. التاريخ لابن معين 2/ 371 رقم 3665. المعرفة والتاريخ 2/ 264، الجرح والتعديل 5/ 346. حلية الأولياء 2/ 309. سير أعلام النبلاء 5/ 255 رقم 118. شذرات الذهب 1/ 175.
[2] بفتح الجيم وسكون النون. نسبة الى الجون بن عوف بن خزيمة بن مالك بن الأزد. (اللباب 1/ 312) .
[3] ولي الأندلس سنة 115 هـ. (تاريخ علماء الأندلس 1/ 269، جذوة المقتبس 287، بغية، الملتمس 382) .(8/168)
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ السَّعْدِيُّ، الأَمِيرُ.
مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ كَيْفَ قُتِلَ فِي سَنَةِ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ.
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ السَّلْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [1] ق- وَالِدُ عُمَرَ.
رَوَى عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَنَافِعٍ.
وعنه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز.
ولم يدركه ولده.
قال النسائي: ليس بالقوي وَقَالَ مُرَّةً: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
قَالَ صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ الأَفْطَسِ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَكَانَ عَالِمَ أَهْلِ الشَّامِ بِالنَّحْوِ وَكَانَ مُعَلِّمَ أَوْلادِ الْخَلِيفَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ: إِنِّي لَسْتُ آخِذٌ مِنْكُمْ شَيْئًا عَلَى التَّعْلِيمِ لِلْقُرْآنِ إِنَّمَا آخُذُ مِنْكُمْ عَلَى أَدَبِي.
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير [2]- ت- الأسدي الزبيري.
عَنْ جَدِّهِ ابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَعَنْهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَجُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وهو مقلّ صويلح.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 56، ميزان الاعتدال 2/ 675، تهذيب التهذيب 6/ 439، التقريب 1/ 526.
[2] التاريخ الكبير 6/ 96. تهذيب التهذيب 6/ 454. التقريب 1/ 529. الخلاصة 248.(8/169)
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ الْبَصْرِيُّ [1] .
سَمِعَ أَبَاهُ وَالشَّعْبِيَّ.
وَعَنْهُ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ وَهِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ مُقِلٌّ صَدُوقٌ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْمَكِّيُّ [2] ، ع مولى بني كنانة حلفاء الزُّهْرِيِّينَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَالْحُسَيْنِ بن علي وسباع ابن ثَابِتٍ وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وعنه ابن جريرج وشعبة وورقاء وحماد بن زياد وسفيان وعيينة وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ. وَهُوَ مِنْ أَكْبَرِ شُيُوخِ ابْنِ عُيَيْنَةَ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يُحَدِّثُنَا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ وَيَقُولُ:
هَذَا شَيْخٌ قَدِيمٌ يُوهَمُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَبَيْنَا أَنَا يَوْمًا عَلَى بَابِ دَارٍ إِذْ سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ:
ادْخُلْ بِنَا عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ فَقُلْتُ: مَنْ ذَا؟ قَالَ: شَيْخٌ لَقِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ، قُلْتُ: أَدْخُلُ مَعَكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَسَمِعْتُ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ أَحَادِيثَ ثُمَّ أَتَيْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ فَحَدَّثَ عَنْهُ فَقُلْتُ: قَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ، قَالَ: وَقَدْ وَقَعْتَ عَلَيْهِ! فَلَمْ أَزَلْ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ حَتَّى مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَكَانَ ثِقَةٌ: قَالَ: وَعَاشَ سِتًّا وَثَمَانِينَ سنة.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 377. تهذيب التهذيب 7/ 9، التقريب 1/ 532، الخلاصة 250.
[2] التاريخ الكبير 5/ 403. تهذيب التهذيب 7/ 56، التقريب 1/ 540. الخلاصة 254. التاريخ لابن معين 2/ 384 رقم 523. تاريخ أبي زرعة 1/ 430. طبقات ابن سعد 5/ 481. طبقات خليفة 282. التاريخ الصغير 1/ 327. الجرح والتعديل 5/ 337. سير أعلام النبلاء 5/ 242 رقم 104.
شذرات الذهب 1/ 171.(8/170)
قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا مَنْ عَالِي رِوَايَتِهِ.
عُبَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُزَنِيُّ الْكُوفِيُّ [1] ، م د ق- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْقِلٍ الْمُزَنِيِّ.
وَعَنْهُ مَنْصُورٌ وَالأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ.
وَثَّقُوهُ.
عَبْدَةُ بن أبي لبابة الاسدي [2] ، سوى د ثم الغاضري مَوْلاهُمْ أَبُو الْقَاسِمِ.
الْكُوفِيُّ التَّاجِرُ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الأَثْبَاتِ.
سَكَنَ دِمَشْقَ، وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَسُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ وَعَلْقَمَةَ وَأَبِي وَائِلٍ وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ.
وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ شَرِيكًا لِلْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ فَقَدِمَا بِتِجَارَةٍ إِلَى مَكَّةَ وَكَانَتْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَقِيَ عَبْدَةُ ابْنَ عُمَرَ بِالشَّامِ.
وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: لَمْ يُقْدِمْ عَلَيْنَا مِنَ الْعِرَاقِ أَحَدٌ أفضل منه ومن الحسن بن الحر.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 446، تهذيب التهذيب 7/ 62، التقريب 1/ 542، الخلاصة 254، الجرح 5/ 405 المعرفة والتاريخ 3/ 135.
[2] التاريخ الكبير 6/ 114، المشاهير 116، تهذيب التهذيب 6/ 461 و 462، التقريب 1/ 530، الخلاصة 249. الجرح 6/ 89، تاريخ أبي زرعة 1/ 71. التاريخ لابن معين 2/ 380 رقم 3092.
طبقات ابن سعد 6/ 328. طبقات خليفة. 160. المجروحين والضعفاء 3/ 133. سير أعلام النبلاء 5/ 229 رقم 97.(8/171)
وَرَوَى ابْنَ ثَوْبَانَ عَنْ عَبْدَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ.
وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُ الرّجِلُ لَجُوجًا مُمَارِيًا مُعْجَبًا بِرَأْيِهِ فَقَدَ تَمَّتْ خَسَارَتُهُ.
وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعَفِيُّ: قَدِمَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ وَكَانَا شَرِيكَيْنِ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا تِجَارَةً فَوَافَيَا مَكَّةَ وَبِأَهْلِهَا فَاقَةٌ وَحَاجَةٌ فَقَالَ الْحَسَنُ لِعَبْدَةَ:
هَلْ لَكَ أَنْ نُقْرِضَ رَبَّنَا عَشْرَةَ آلافٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَدْخَلُوا مَسَاكِينَ أَهْلِ مَكَّةَ دَارًا وَبَقُوا يُخْرِجُونَ وَاحِدًا وَاحِدًا ثُمَّ يُعْطُونَهُ، فَقَسَّمُوا العشرة الآلاف [1] ، وَفَضُلَ خَلْقٌ فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ نُقْرِضَ رَبَّنَا عَشْرَةَ آلافٍ أُخْرَى؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَسَّمُوا فَلَمْ يَزَالا إِلَى أَنْ قَسَّمَا الْمَالَ كُلَّهُ وَتَعَلَّقَ بِهِمَا الْمَسَاكِينُ وَقَالُوا: لُصُوصٌ بَعَثَ مَعَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِمَالٍ فَخَانُوا. قَالَ: فَاسْتَقْرَضُوا عَشْرَةَ آلافٍ حَتَّى أَرْضُوا بِهَا مَنْ بَقِيَ، وَطَلَبَهُمُ السُّلْطَانُ فَاخْتَفَوْا حَتَّى ذَهَبَ أَشْرَافُ مَكَّةَ فَأَخْبَرُوا لوالي عَنْهُمَا بِفَضْلٍ وَصَلاحٍ. قَالَ: فَخَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ بِاللَّيْلِ وَرَجَعُوا إِلَى الشَّامِ.
وَرُوِيَ عَنْ عَبْدَةَ قَالَ: ذُقْتُ مَاءَ الْبَحْرِ الْمَلِحَ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فَوَجَدْتُهُ عَذْبًا.
وَقَالَ أَبُو الْمُغِيرَةَ: ثنا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدَةَ قَالَ: أَقْرَبُ النَّاسِ مِنَ الرِّيَاءِ آمَنُهُمْ مِنْهُ.
وَقَالَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَةَ يَقُولُ: لَوَدَدْتُ أَنَّ حَظِّي مِنْ أَهْلِ هَذَا الزَّمَانِ أَنَّهُمْ لا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ وَلا أسألهم يتكاثرون بالمسائل كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم.
__________
[1] في الأصل «العشرة آلاف» . والصواب: العشرة الآلاف.(8/172)
تُوُفِّيَ عَبْدَةُ فِي حُدُودِ سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ النَّوْفَلِيُّ الْمَكِّيُّ [1] ، م د ن ق- عَنِ ابْنِ عَمِّهِ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ أَبُو حُصَيْنٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ [2] ، ع أَحَدُ الأَشْرَافِ وَالأَئِمَّةَ.
رَوَى عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْقَاضِي شُرَيْحٍ وَأَبِي وَائِلٍ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزَائِدَةُ وَعُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مِنْ أَرْكَانِ الْمُحَدِّثِينَ وَثِقَاتِهِمْ، عُثْمَانِيًّا صَالِحًا خَيِّرًا، وَكَانَ سَيِّدَ بَنِي أَسَدٍ بِالْكُوفَةِ.
قَالَ وَكِيعٌ: كَانَ أَبُو حُصَيْنٍ يَقُولُ: أَنَا أَقْرَأُ مِنَ الأَعْمَشِ، فَقَالَ الأَعْمَشُ لِرَجُلٍ يَقْرَأُ عَلَيْه: اهْمِزِ الْحُوتَ فَهَمَزَهُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَرَأَ أَبُو حُصَيْنٍ فِي الصُّبْحِ فَهَمَزَ الْحُوتَ فَقَالَ لَهُ الأَعْمَشُ لَمَّا سَلَّمَ: كَسَرْتَ ظَهْرَ الْحُوتِ يَا أَبَا حُصَيْنٍ فَكَانَ مَا بَلَغَكُمْ، يَعْنِي وَقَعَ بَيْنَهُمَا. رَوَاهَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ عَنْ وكيع.
__________
[1] المشاهير 146، التاريخ الكبير 6/ 223، تهذيب التهذيب 7/ 120، التقريب 2/ 9، الجرح 6/ 152. المعرفة والتاريخ 1/ 267.
[2] التاريخ الكبير 6/ 240، تهذيب التهذيب 7/ 126، التقريب 2/ 10، الخلاصة 260، الجرح 6/ 160، التاريخ لابن معين 2/ 393 رقم 1544 و 2816. المعرفة والتاريخ 1/ 219. تاريخ أبي زرعة 1/ 660. طبقات خليفة 159. سير أعلام النبلاء 5/ 412 رقم 182.(8/173)
قَالَ: وَالَّذِي بَلَغَنَا أَنَّهُ قَذَفَ الأَعْمَشَ فَحَلَفَ الأَعْمَشُ لَيُحَدِّثَنَّهُ، فَكَلَّمَهُ بَنُو أَسَدٍ فَأَبَى فَقَالَ خَمْسُونَ مِنْهُمْ: وَاللَّهِ لَنَشْهَدُ أَنَّ أُمَّهُ كَمَا قَالَ أَبُو حُصَيْنٍ، فَحَلَفَ الأَعْمَشُ لا يُسَاكِنَهُمْ، وتحوّل.
قال الدار الدارقطني: أَبُو حُصَيْنٍ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَابْنَ الزُّبَيْرِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: لا تَرَى حَافِظًا يَخْتَلِفُ عَلَى أَبِي حُصَيْنٍ.
وَقَالَ مِسْعَرٌ: أُتِيَ أَبُو حُصَيْنٍ بِجَائِزَةٍ مِنَ السُّلْطَانِ فَلَمْ يَقْبَلْهَا فَقِيلَ لَهُ: مَالَكَ لَمْ تَقْبَلْهَا! قَالَ: الْحَيَاءُ وَالتَّكَرُّمُ.
وَقَالَ أَبُو شِهَابٍ: سَمِعْتُ أَبَا حُصَيْنٍ يَقُولُ: إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُفْتِي فِي الْمَسْأَلَةِ وَلَوْ وَرَدَتْ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَجَمَعَ لَهَا أَهْلَ بَدْرٍ.
وَقَالَ شُعْبَةُ أنا أَبُو حُصَيْنٍ وَكَانَ فِي خُلُقِهِ زَعَارَةٌ.
وَرَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَمِّي عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ عَنْهُ الْقِرَاءَةَ الأَعْمَشُ، كَذَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الأَخْنَسِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي حُصَيْنٍ وَهُوَ مُخْتَفٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ فَقَالَ: إِنَّهُمْ يُرَاوِدُونِي عَنْ دِينِي وَاللَّهِ لا أُعْطِيهِمْ إِيَّاهُ أَبَدًا.
تُوُفِّيَ أَبُو حُصَيْنٍ عَلَى الصَّحِيحِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
عُثْمَانُ بْنُ عبد الله بن موهب [1] ، سوى د- أبو عبد الله التيمي المدني الأعرج نزيل العراق.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 231، تهذيب التهذيب 7/ 132، التقريب 2/ 11، الخلاصة 261، الجرح 6/ 155. المعرفة والتاريخ 3/ 89. طبقات خليفة 273. سير أعلام النبلاء 5/ 187 رقم 67.(8/174)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَالثَّوْرِيُّ وَشَيْبَانُ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَفِي الطَّبَقَاتِ لابْنِ سَعْدٍ وَهَمٌ وَهُوَ أَنَّهُ قَالَ: مَاتَ فِي خِلافَةِ الْمَهْدِيِّ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَإِنَّمَا مَاتَ فِي حُدُودِ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ [1] ، خ د ت- لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ وَجَدُّهُ عُثْمَانُ أَخُو طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَحَدِ الْعَشَرَةِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَرَبُيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ [2] .
وَعَنْهُ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَآخَرُونَ.
وُثِّقَ.
عُثْمَانُ بْنُ عمير أبو اليقظان البجلي الكوفي الأعمى [3] ، د ت ق- ويقال عثمان بن قيس فَلَعَلَّهُ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ، وَيُقَالُ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ.
رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَأَبِي وَائِلٍ وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَإِبْرَاهِيمَ النخعي وعديّ بن ثابت وعدة.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 237، تهذيب التهذيب 7/ 133، التقريب 2/ 11، الخلاصة 261، الجرح 6/ 156.
[2] بضم الهاء.
[3] التاريخ الكبير 6/ 245 في باب «عثمان بن قيس» ، تهذيب التهذيب 7/ 145، التقريب 2/ 13، ميزان الاعتدال 3/ 50. الخلاصة 262. الجرح 6/ 161. التاريخ لابن معين 2/ 395 رقم 1835 و 2252. المعرفة والتاريخ 2/ 781. تاريخ أبي زرعة 1/ 146.(8/175)
وَعَنْهُ الأَعْمَشُ وَشُعْبَةُ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَسُفْيَانُ الثّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقٍ وَكَانَ يَغْلُو فِي تَشَيُّعِهِ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: خَرَجَ أَبُو الْيَقْظَانِ فِي الفتنة مع إبراهيم ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ يَعْنِي سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا يَتَعَيَّنُ أَنْ يُحَوَّلَ إِلَى طَبَقَةِ الأَعْمَشِ.
عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الأَخْنَسِ [1] ، 4- بْنِ شُرَيْقٍ الثَّقَفِيُّ الْحِجَازِيُّ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالأَعْرَجِ.
وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ [2] وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيُّ [3] ، خ 4- ابو المغيرة الكوفي الأعشى.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيِّ وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ سفيان وشعبة وإسرائيل وشريك وابو عوانة.
__________
[1] الجرح 6/ 166، تهذيب التهذيب 7/ 152، الخلاصة 262، الميزان 3/ 52، التقريب 2/ 14، التاريخ الكبير 6/ 249.
[2] في الأصل «المحزمي» ، والصواب ما أثبتناه بفتح الميم وسكون الخاء. انظر: اللباب 3/ 178.
[3] التاريخ الكبير 6/ 248، الجرح 6/ 167، تهذيب التهذيب 7/ 155، التقريب 2/ 14، الخلاصة 263. ميزان الاعتدال 3/ 56. المعرفة والتاريخ 1/ 226.(8/176)
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ، وَقَالَ: هُوَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ.
قُلْتُ: وَهُوَ أَعْشَى ثَقِيفٍ.
عُرْوَةُ بْنُ أُذَيْنَةَ [1] ، أَبُو عَامِرٍ اللَّيْثِيُّ الْحِجَازِيُّ. الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ.
سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْن عُمَر وغيرهما.
ولَهُ وفادة عَلَى هشام بْن عَبْد الملك. وَكَانَ مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لا أَعْلَمُ لَهُ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا.
وَمِنْ قَوْلِهِ السَّائِرِ:
وَلَقَدْ وَقَفْتُ عَلَى الدِّيَارِ لَعَلَّهَا ... بِجَوَابِ رَجْعِ تَحِيَّةٍ تَتَكَلَّمُ
وَالْعِيسُ تَسْجَعُ بِالْحَنِينِ كَأَنَّهَا ... بين المنازل حين تسجع مأتم
نزلوا ثلاث مِنِّي بِمَنْزِلِ غِبْطَةٍ ... وَهُمْ عَلَى عَجَلٍ لَعَمْرِك مَا هُمُ
مُتَجَاوِرَيْنِ بِغَيْرِ دَارِ إِقَامَةٍ ... لَوْ قَدْ أَجَدَّ رَحِيلُهُمْ لَمْ يَنْدَمُوا
وَلَهُنَّ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ لِبانَةٌ ... وَالْحَجَرُ يَعْرِفُهُنَّ لَوْ يَتَكَلَّمُ
لَوْ كان حيا [2] قبلهن ظعائنا ... حيا الحطيم وجوههن وزمزم
__________
[1] في الأصل «أدينة» ، والتصحيح من: الأغاني 18/ 240، سمط اللآلي 236، الشعر والشعراء لابن قتيبة 483، أمالي المرتضى 1/ 408، المؤتلف 54، وفيات الأعيان 2/ 395، مختار الأغاني 5/ 295، المعرفة والتاريخ 3/ 115، الجرح والتعديل 3/ 1/ 396، التاريخ لابن معين 2/ 399 رقم 898 و 1974.
[2] في الأصل «حبي» .(8/177)
عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ الْهُذَلِيُّ [1] ، د ت- مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ، يُكَنَّى أَبَا طَلْحَةَ.
رَوَى عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ التُّجِيبِيِّ وَحَكِيمِ بْنِ شَرِيكٍ الْهُذَلِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَابْنُ لَهِيعَةَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
عَطَاءُ بْنُ صُهَيْبٍ الأَنْصَارِيُّ [2] خ م ت ق- عَنْ مَوْلاهُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَالأَوْزَاعِيُّ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ [3] م 4 قَدْ ذُكِرَ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ مُخْتَصَرًا. وَهُوَ أبو يحيى الكلبي الدمشقيّ المذبوح. مقريء أَهْلِ دِمَشْقٍ مَعَ ابْنِ عَامِرٍ وَلَكِنْ لَمْ يشتهر حرفه.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 473، الجرح 6/ 332، تهذيب التهذيب 7/ 198، ميزان الاعتدال 3/ 69، التقريب 2/ 21. الخلاصة 266. المعرفة والتاريخ 2/ 221.
[2] الجرح 6/ 334. تهذيب التهذيب 7/ 208. التقريب 2/ 22. الخلاصة 266. المعرفة والتاريخ 2/ 466. تاريخ أبي زرعة 1/ 385.
[3] التاريخ الكبير 7/ 9، المشاهير 115، الجرح 6/ 383، تهذيب التهذيب 7/ 228، التقريب 2/ 25، الخلاصة 268. التاريخ لابن معين 2/ 407 رقم 2832. المعرفة والتاريخ 2/ 332. تاريخ أبي زرعة 1/ 166. طبقات ابن سعد 7/ 460. طبقات خليفة 311. التاريخ الصغير 1/ 307. سير أعلام النبلاء 5/ 324 رقم 158.(8/178)
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ قِرَاءَتِهَا عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
وَرَوَى عَنْهُ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَلِيُّ بْنُ أبي حملة وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ.
قلت: وَحَدَّثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ وَمُعَاوِيَةَ وَابْنِ عمرو النعمان بْنِ بَشِيرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْن عَمْرِو بْن الْعَاصِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ.
وَغَزَا فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ، وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَغَيْرِهِ.
روى عنه ابنه سعد وعبد الله بن العلاء بن زبر وأبو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن يزيد بْن جَابِر وغيرهم.
قَالَ، سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَمْ يَكُنْ أحد يطمع أَنْ يَفْتَحَ شَيْئًا مِنْ ذِكْرِ الدُّنْيَا فِي مَجْلِسِ عَطِيَّةَ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: دَارُهُ قَبَلِيُّ كَنِيسَةِ الْيَهُودِ. وَكَانَ قَارِئُ الْجُنْدِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ [1] .
عُقَيْلُ بْنُ طَلْحَةَ السَّلْمِيُّ [2]- ن ق- مِنْ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ.
رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَمُسْلِمِ بْنِ هَيْصَمٍ وَأَبِي جُرَيٍّ [3] الهجيمي.
__________
[1] وهو ابن مائة وأربع سنين.
[2] التاريخ الكبير 7/ 51، تهذيب التهذيب 7/ 254، الجرح 6/ 219، التقريب 2/ 29، الخلاصة 270.
[3] مصغرا بضم الجيم وفتح الراء.(8/179)
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
الْعَلاءُ بْنُ عُتْبَةَ الْحِمْصِيُّ [1] .
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، صُوَيْلِحُ الْحَدِيثِ.
عَلُيُّ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ [2] .
عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَنْهُ المفَضَّل بْنُ لاحِقٍ وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَكَان يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُحتَجُّ بِهِ.
عَلِيُّ بن زيد بن جدعان [3] [4] 4 م تبعا-
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 512، تهذيب التهذيب 8/ 188، الجرح 6/ 358، التقريب 2/ 93، الخلاصة 300.
[2] التاريخ الكبير 6/ 267، ميزان الاعتدال 3/ 124، الجرح 6/ 181.
[3] في الأصل «جذعان» والتصحيح من المصادر التالية.
[4] التاريخ الكبير 6/ 275، الجرح 6/ 186، تهذيب التهذيب 7/ 322، التقريب 2/ 37، الخلاصة 274، ميزان الاعتدال 3/ 127، المعرفة والتاريخ 1/ 230، التاريخ لابن معين 2/ 417 رقم 352 و 3906، تاريخ أبي زرعة 1/ 407، طبقات خليفة 215، التاريخ الصغير 1/ 318، سير أعلام النبلاء 5/ 206 رقم 82، تذكرة الحفاظ 1/ 640، العقد الثمين 6/ 174، طبقات الحفاظ 58.
شذرات الذهب 1/ 176.(8/180)
مُخَتَلَفٌ فِي تَارِيخِ مَوْتِهِ. وَهُوَ فِي الطَّبَقَةِ الآتية.
علي بن نفيل بن زراع [1]- د ق- أبو النهدي الحراني جَدُّ أَبِي جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ الْحَافِظُ.
رَوَى عَنْ سعيد بن المسيب.
وعنه أبو المليح الرَّقِّيُّ وَالنَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ الْبَاهِلِيُّ وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا بَأْسَ بِهِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بن خلاد [2] ، خ د ن ق- بن رافع الزرق المدني.
عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عَمِّ أَبِيهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، وَعَنْهُ ابْنُهُ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ وَنُعَيْمٌ الْمُجْمِرُ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي هِلالٍ [3] ، ت ق- أبو عبد الملك الألهاني الشامي.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 299، الجرح 6/ 206، تهذيب التهذيب 7/ 391، التقريب 2/ 45، ميزان الاعتدال 3/ 160، الخلاصة 278.
[2] التاريخ الكبير 6/ 300، تهذيب التهذيب 7/ 394، الجرح 6/ 208، التقريب 2/ 46، الخلاصة 278، المعرفة والتاريخ 1/ 317.
[3] الجرح 6/ 208، التاريخ الكبير 6/ 301، تهذيب التهذيب 7/ 396، ميزان الاعتدال 3/ 161، التقريب 2/ 46. الخلاصة 278. المعرفة والتاريخ 1/ 217.(8/181)
عَنْ مَكْحُولٍ وَالْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَلُه عَنْهُ نُسْخَةٌ مَشْهُورَةٌ.
وَعَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ وَمُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ وَآخَرُونَ.
وَلُه مَنَاكِيرُ، وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ:
مَتْرُوكٌ.
عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارِ الْمَكِّيُّ [1]- م 4- مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ وَقِيلَ: مَوْلَى بَنِي نَوْفَلٍ.
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَالْكِبَارِ.
وَعَنْهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ وَشُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
عُمَارَةُ بن عبد الله بن صياد الأنصاري [2]- ت ق- المدني. وَأَبُوهُ هُوَ الَّذِي يُحَدَّثُ أَنَّهُ دَجَّالٌ.
رَوَى عن جَابِر بن عَبْد اللَّهِ وسَعِيد بْن الْمُسَيِّبِ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ، قَالَ: وَكَانَ مَالِكٌ لا يُقَدِّمُ عَلَيْهِ فِي الفضل أحدا.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 26، المشاهير 86، الجرح 6/ 389، تهذيب التهذيب 7/ 404، التقريب 2/ 48، الخلاصة 279، التاريخ لابن معين 2/ 423 رقم 4334، المعرفة والتاريخ 1/ 214، تاريخ أبي زرعة 1/ 644.
[2] التاريخ الكبير 6/ 502، تهذيب التهذيب 7/ 418، الجرح 6/ 367، التقريب 2/ 50، الخلاصة 280.(8/182)
مَاتَ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ.
عُمَارَةُ بن عبد الله بن طعمة المداني [1]- د- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَيْضًا.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاق.
عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ [2] بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيُّ.
عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمِ.
وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ.
وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ ضَعْفًا.
عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجُعَفِيُّ الْكُوفِيُّ [3] ، الضَّرِيرُ.
عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَخَيْثَمَةُ [4] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهَ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ صَدُوقٌ.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 502، تهذيب التهذيب 7/ 420، الجرح 6/ 368، التقريب 2/ 50، الخلاصة 280.
[2] التاريخ الكبير 6/ 423، تهذيب التهذيب 8/ 134، ميزان الاعتدال 3/ 238، الجرح 6/ 301، التقريب 2/ 83، الخلاصة 296.
[3] التاريخ الكبير 6/ 418، تهذيب التهذيب 8/ 139، الجرح 6/ 304، ميزان الاعتدال 3/ 243، التقريب 2/ 84، الخلاصة 296، المعرفة والتاريخ 3/ 76، التاريخ لابن معين 2/ 439 رقم 1729.
[4] في الأصل «حيثمة» .(8/183)
عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ رِيَاحٍ [1] الثَّقَفِيُّ [2] .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ وَعَلِيِّ بْنِ عُمَارَةَ.
وَعَنْه سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَزَكَرِيَّا بْنُ سِيَاهٍ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
عُمَرُ بْنُ حُسَيْنٍ الْمَكِّيُّ [3]- م- عُن نَافِعٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونَ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَمَالِكٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محيصن [4]- م ت ن- قيل. اسمه محمد.
يأتي.
عمر بن قيس الماصر [5]- د- أبو الصباح الكوفي.
مَوْلَى ثَقِيفٍ وَقِيلَ مَوْلَى الأَشْعَثِ الْكِنْدِيِّ، وَقِيلَ هو عجلي وهو جد يونس
__________
[1] في الأصل «رباح» وهكذا في نسخة القدسي 5/ 112، والصواب: رياح بالياء كما في المصادر التالية.
[2] التاريخ الكبير 6/ 419، تهذيب التهذيب 8/ 137، الجرح 6/ 304، التقريب 2/ 84، الخلاصة 296، المعرفة والتاريخ 3/ 30، التاريخ لابن معين 2/ 439 رقم 1728.
[3] التاريخ الكبير 6/ 148، تهذيب التهذيب 7/ 433، الجرح 6/ 104، الخلاصة 281، التقريب 2/ 53.
[4] المشاهير 144، الجرح 6/ 121، تهذيب التهذيب 7/ 474، ميزان الاعتدال 3/ 212، التقريب 2/ 59، الخلاصة 284.
[5] التاريخ الكبير 6/ 186، الجرح 6/ 129، ميزان الاعتدال 3/ 220، تهذيب التهذيب 7/ 489، التقريب 2/ 62، الخلاصة 275. التاريخ لابن معين 2/ 433 رقم 341، المعرفة والتاريخ 2/ 26.
تاريخ أبي زرعة 1/ 513.(8/184)
ابن حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْمَاصِرِ [1] الْعِجْلِيِّ.
أَصْلُهُ مِنْ سَبْيِ الدَّيْلَمِ.
رَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَشُرَيْحٍ الْقَاضِي وَعُمَرَ بْنِ أَبِي قُرَّةَ وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَالثَّوْرِيُّ وَابْنُ عَوْنٍ وَزَائِدَةُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو دَاوُدَ.
لَهُ فِي السُّنَنِ حَدِيثٌ وَاحِدٌ وَهُوَ «أيُّمَا رَجُلٍ سَبَبْتَهُ أَوْ لَعَنْتَهُ فَاجْعَلْهَا عَلَيْهِ صَلاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
عُمَرُ بْنُ الْمُنْكَدِر التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ [2] .
الْعَابِدُ الْخَاشِعُ، لَهُ طَبَقَةٌ وَأَخْبَارٌ فِي الْكُتُبِ.
قَالَ نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ: قَالَتْ وَالِدَةُ عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ لَهُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَنَامَ، قَالَ: يَا أُمَه إِنِّي لأَسْتَقْبِلُ اللَّيْلَ فَيَهُولُنِي فَيُدْرِكُنِي الصُّبْحُ وَمَا قَضَيْتُ حَاجَتِي.
وَقَدْ حَزِنَ عُمَرُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عِنْدَ الْمَوْتِ فَعَادَهُ أَبُو حَازِمٍ وَكَلَّمَهُ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَبْدُو لِي مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ أَكُنْ أَحْتَسِبُ.
وَقِيلَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ خَالَفَ أُمَّهُ فِي شَيْءٍ- وَكَانَ الْحَقُّ مَعَهُ- فَقَالَ:
يَا أُمَّه أُحِبُّ أَنْ تَضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي، قَالَتْ: يَا بُنَيَّ وَمَا الَّذِي قُلْتُ! فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى وَضَعَتْ قَدَمَهَا على خده.
__________
[1] هو أول من مصرّ الفرات ودجلة فسمّي «قيس الماصر» . انظر: اللباب 3/ 149.
[2] التاريخ الكبير 6/ 191، المشاهير 138، الجرح 6/ 132، تهذيب التهذيب 7/ 497، التقريب 2/ 63، الخلاصة 286، المعرفة والتاريخ 1/ 659.(8/185)
عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ أَبُو زُرْعَةَ الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ [1]- ت ق- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَضَعَّفَهُ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَقُولُ إِنَّ عَلِيًّا فِي السَّحَابِ.
وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ شَيْخًا أحَمْقَ كَانَ يَجْلِسُ مَعَنَا فَيُبْصِرُ سَحَابَةً فَيَقُولُ:
هَذَا عَلِيٌّ [2] .
عَمْرُو بْنُ أَبِي حكيم الواسطي [3]- د ن- المعروف بابن الكردي.
عَنِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ وَشُعْبَةُ وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ.
وَثَّقَهُ د.
عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ [4] ، ع مَوْلاهُمُ المكيّ الأثرم.
أحد أئمة الدين.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 319، الجرح 6/ 223، تهذيب التهذيب 8/ 11، التقريب 2/ 66، ميزان الاعتدال 3/ 250، الخلاصة 287، المعرفة والتاريخ 2/ 497، تاريخ أبي زرعة 1/ 393.
[2] وفي ميزان الاعتدال 3/ 250 «قال ابن لهيعة: عمرو بن جابر كان ضعيف العقل» .
[3] التاريخ الكبير 6/ 326. تهذيب التهذيب 8/ 22. التقريب 2/ 68. الخلاصة 288. التاريخ لابن معين 2/ 442 رقم 3340. المعرفة والتاريخ 2/ 125.
[4] التاريخ الكبير 6/ 328، المشاهير 84، الجرح 6/ 231، ميزان الاعتدال 3/ 260، تهذيب التهذيب 8/ 28 و 29، التقريب 2/ 69، الخلاصة 288، تهذيب الأسماء 2/ 27، ابن سعد(8/186)
سمع ابن عباس وابن عمرو جابرا وَبَجَالَةَ [1] بْنَ عَبْدَةَ وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَعُبَيْدَ ابن عُمَيْرٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُطْعَمٍ وَأَبا الشَّعْثَاءِ وَأَبَا سَلَمَةَ وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَطَاوُسًا وَخَلْقًا سِوَاهُمْ.
وَرِوَايَتُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي كِتَابِ ابْنِ مَاجَهْ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَالسُّفْيَانَانِ وَوَرْقَاءُ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ وَخَلْقٌ.
قَالَ شُعْبَةُ: مَا رَأَيْتُ أَثْبَتَ فِي الْحَدِيثِ مِنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ عُيْيَنَة: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ لا يَدَعُ إِتْيَانَ الْمَسْجِدِ كَانَ يُحْمَلُ عَلَى حِمَارٍ مَا رَكِبَهُ إِلا وَهُوَ مُقْعَدٌ، وَكَانَ يَقُولُ: أُحَرِّجُ عَلَى مَنْ يَكْتُبُ عَنِّي فَمَا كَتَبْتُ عَنْ أَحَدٍ شَيْئًا، كُنْتُ أَتَحَفَّظُ، قَالَ: وَكَانَ يُحَدِّثُ بِالْمَعَانِي وَكَانَ فَقِيهًا رَحِمَهُ اللَّهُ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَفْقَهَ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ لا عَطَاءَ وَلا مُجَاهِدًا وَلا طَاوُسًا.
وَقَال ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ مِنَ الأَبْنَاءِ وَالأَبْنَاءُ بِمَكَّةَ وَبِالْيَمَنِ مِنْ أَوْلادِ الْفُرْسِ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَهْلُ الْمَدِينَةِ لا يَرْضَوْنَهُ يَرْمُونَهُ بِالتَّشَيُّعِ وَالتَّحَامُلِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ وَلا بَأْسَ به هو بريء مما يقولون.
__________
[7] / 286. التاريخ لابن معين 2/ 44 و 443 رقم 311 و 312 و 314 و 325. المعرفة والتاريخ 1/ 221. تاريخ أبي زرعة 1/ 145. طبقات خليفة 281، تاريخ خليفة 368. التاريخ الصغير 169. المعارف 468. طبقات الفقهاء 70. سير أعلام النبلاء 5/ 300 رقم 144. العقد الثمين 6/ 374. طبقات القراء 1/ 600. طبقات الحفاظ 43. شذرات الذهب 1/ 171.
[1] مهمل في الأصل. والتصويب من المصادر السابقة.(8/187)
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ إِذَا جَاءَهُ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْهُ لَمْ يُحَدِّثْهُ، وَإِذَا جَاءَ إِلَيْهِ فَمَازَحَهُ وَحَدَّثَهُ وَأَلْقَى إِلَيْهِ الشَّيْءَ انْبَسَطَ إِلَيْهِ وَحَدَّثَهُ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ عَمْرٌو قَدْ جَزَّأَ اللَّيْلَ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ: ثُلُثًا يَنَامُ وَثُلُثًا يَدْرُسُ حَدِيثَهُ وَثُلُثًا يُصَلِّي، مَا كَانَ أَثْبَتَهُ.
وَرَوَى نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَا كَانَ عِنْدَنَا أَحَدٌ أَفْقَهَ وَلا أَعْلَمَ وَلا أَحْفَظَ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ عَنِ ابْنِ عُيَيَّنَةَ قَالَ: قِيلَ لِإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: أَيُّ أَهْلِ مَكَّةَ رَأَيْتَ أَفْقَهَ؟ قَالَ: أَسْوَأَهُمْ خُلُقًا عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ الَّذِي كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ كَأَنَّمَا تُقْلَعُ عَيْنُهُ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ الْحَاكِمُ فِي كِتَابِ «مُزَكِّي الأَخْبَارِ» وَأَنَّهُ سَمِعَ أَيْضًا مِنْ أَبِي سَعِيدٍ وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ ق وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ.
وَفِي النَّفْسِ مِنْ هَذَا وَمَا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ أَتَى الْحَاكِمُ بِهَؤُلاءِ.
ثُمَّ رَوَى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِنَا أَعْلَمُ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَلا فِي جَمِيعِ الأَرْضِ.
وَقَال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَكُنْ شُعْبَةُ يُقَدِّمُ أَحَدًا عَلَى عَمْرِو بْنِ ديِنَارٍ فِي الثَّبْتِ لا الْحَكَمَ وَلا غَيْرِهِ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: أَدْرَكْنَا عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ وَقَدْ سَقَطَتْ أَسْنَانُهُ مَا بَقِيَ لَهُ إِلا نَابٌ فَلَوْلا أَنَّا أَطَلْنَا مُجَالَسَتَهُ لَمْ نَفْهَمْ كَلامَهُ.
وَقَالَ إِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ: ثنا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: إِنَّهُ لَيَزِيدُنِي فِي الْحَجِّ رَغْبَةً لِقَاءَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّنَا وَيُفِيدُنَا.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَاشَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ثَمَانِينَ سَنَةً.(8/188)
وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ.
وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّسَائِيُّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَرِضَ عَمْرُو بْنَ دِينَارٍ فَعَادَهُ الزُّهْرِيُّ فَلَمَّا قَامَ الزُّهْرِيُّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْخًا أَنَصَّ لِلْحَدِيثِ الْجَيِّدِ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ قَتَادَةَ.
قَالَ أَحْمَدُ: وَهُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي عَطَاءٍ.
قُلْتُ: يَعْنِي ابْنَ أَبِي رَبَاحٍ فَإِنَّهُ رَوَى أَيْضًا عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ فِي مُسْلِمٍ.
عَمْرُو بْنُ سَعْدٍ الْفَدَكِيُّ [1]- ت ق- مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَعُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ الأَنْصَارِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- ع- سمع أنسا.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 340، الجرح 6/ 236، تهذيب التهذيب 8/ 36، التقريب 2/ 70، الخلاصة 289. المعرفة والتاريخ 2/ 677.
[2] التاريخ الكبير 6/ 356، الجرح 6/ 249، تهذيب التهذيب 8/ 60، التقريب 2/ 73، الخلاصة 290. التاريخ لابن معين 2/ 447 رقم 2141.(8/189)
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَمِسْعَرٌ وَالثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
فَأَمَّا عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ [1] . وَالِدُ أَسَدِ بْنِ عَمْرٍو وَالْفَقِيهُ فَيَرْوِي عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَالْمُحَارِبِيُّ وَأَبُو عُتَيْبَةَ.
وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. صَدُوقٌ.
عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ [2]- ع- الهمدانيّ الكوفي.
أَحَدُ الأَعْلامِ وَشَيْخُ الْكُوفَةِ. رَأى عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْطُبُ.
وَرَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَالْبَرَاءِ بْنِ عازب وعديّ ابن حَاتِمٍ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَعَنْ خَلائِقَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ وَيَنْفَرِدُ بِالأَخْذِ عَنْ كَثِيرٍ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ كَانَ إِمَامًا طَلابَةً لِلْعِلْمِ.
روى عنه الأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَشَرِيكٌ وَأَبُو الأَحْوَصِ وإبراهيم ابن طَهْمَانَ وَالأَجْلَحُ وَإِسْرَائِيلُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ وَالْجَرَّاحُ أَبُو وَكِيعٍ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَحَجَّاجٌ، وَحُدَيْجٌ وَزُهَيْرٌ ابْنَا مُعَاوِيَةَ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَالْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ وَحَمَّادُ الأَبُحُّ وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وَرَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ وَزَائِدَةُ
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 357، الجرح 6/ 250، تهذيب التهذيب 8/ 60، التقريب 2/ 73، الخلاصة 290، المعرفة والتاريخ 2/ 89.
[2] التاريخ الكبير 6/ 347، الجرح 6/ 242، تهذيب التهذيب 8/ 63، التقريب 2/ 73، الخلاصة 291. ميزان الاعتدال 3/ 270. ابن سعد 6/ 313. طبقات خليفة 162. التاريخ الصغير 1/ 326.
المعرفة والتاريخ 2/ 621. سير أعلام النبلاء 5/ 392 رقم 180. تذكرة الحفاظ 1/ 114. شرح علل الترمذي 373 و 376. طبقات الحفاظ 43 و 44، العير 1/ 165، شذرات الذهب 1/ 174.(8/190)
وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وَشُعَيْبُ بْنُ خَالِدٍ وَشُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ وَالْمَسْعُودِيُّ وَعَمَّارُ بْنُ زُرَيْقٍ وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ وَمِسْعَرٌ وَوَرْقَاءُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَحَفِيدُهُ يُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ وابنه يونس والمطلب ابن زِيَادٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَأُمَمٌ سِوَاهُمْ.
وَقَرَأَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ.
وَقَدْ غَزَا الرُّومُ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ وَقَالَ: سَأَلَنِي مُعَاوِيَةُ كَمْ عَطَاءُ أَبِيكَ؟
قُلْتُ: ثَلاثِمِائَةٍ يَعْنِي فِي الشَّهْرِ، قَالَ: فَفَرَضَهَا لِي.
وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: وُلِدْتُ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ لِسَنَتَيْنِ بقيتا منها.
وقال ابن المديني: رَوَى عَنْ سَبْعِينَ رَجُلا أَوْ ثَمَانِينَ لَمْ يَرْوِ عَنْهُمْ غَيْرُهُ، وَأَحْصَيْتُ مَشْيَخَتَهُ نَحْوًا مِنْ ثَلاثِمِائَةِ شَيْخٍ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَرْبَعُمِائَةِ شَيْخٍ.
وَقَالَ آخَرُ: سَمِعَ مِنْ ثَمَانِيَةٍ وَثَلاثِينَ صَحَابِيًّا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُشْبِهُ الزُّهْرِيُّ فِي الْكَثْرَةِ.
وَقَالَ الأَعْمَشُ: كَانَ أَصْحَابُ ابْنِ مَسْعُودٍ إِذَا رَأَوْا أَبَا إِسْحَاقَ قَالُوا:
هَذَا عَمْرٌو الْقَارِئُ هَذَا الَّذِي لا يَلْتَفِتُ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ ثَلاثِ لَيَالٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ ذِي يَحْمَدَ بْنِ السَّبِيعِ قَالَ وَأَكْثَرُ مَنْ سَمَّاهُ لَمْ يَتَجَاوَزْ أَبَاهُ.(8/191)
وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
وَرَوى يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: قُمْ يَا عَمْرُو فَانْظُرْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: غَزَوْتُ فِي زَمَنِ زِيَادٍ سِتَّ غَزَوَاتٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ فَوَقَعَتْ إِلَيْهِ كُتُبُهُ.
وَرَوَى شَبَابَةُ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لَمْ يَسْمَعْ أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ الْحَارِثِ إِلَّا أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: مَا أَقَلْتُ عَيْنَيَّ غُمْضًا مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ وَكِيعٌ: ثنا الأَعْمَشُ قَالَ: كُنْتُ إِذَا خَلَوْتُ بِأَبِي إِسْحَاق حَدَّثَنِي بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ غَضًّا.
وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: شَهِدْتُ عِنْدَ شُرَيْحٍ فِي وَصِيَّةٍ فَأَجَازَ شَهَادَتِي وَحْدِي.
وَقِيلَ لِشُعْبَةَ: أَسَمِعَ أَبُو إِسْحَاق مِنْ مُجَاهِدٍ؟ قَالَ: وَمَا كَانَ يَصْنَعُ بِهِ هُوَ أَحْسَنُ حَدِيثًا مِنْ مُجَاهِدٍ وَمِنَ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمَسْلَمِيُّ: رَأَيْتُ أَبَا إِسْحَاقَ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ أَعْمَى يَسُوقُهُ إِسْرَائِيلُ يَعْنِي ابْنَ ابْنِهِ وَيَقُودُهُ ابْنُهُ يُوسُفُ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ عَوْنٌ لِأَبِي إِسْحَاقَ: مَا بَقِيَ مِنْكَ؟ قَالَ: أَقْرَأُ الْبَقَرَةَ فِي رَكْعَةٍ. قَالَ ذَهَبَ شَرُّكَ وَبَقِيَ خَيْرُكَ.(8/192)
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ يُحَرِّضُ الشَّبَابَ يَقُولُ:
مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْتَوِيَ قَائِمًا حَتَّى أَعْتَمِدَ عَلَى رَجُلَيْنِ فَإِذَا اعْتَدَلْتُ قَائِمًا قَرَأْتُ بِأَلْفِ آيَةٍ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: قَدْ كَبُرْتُ وَضَعُفْتُ مَا أَصُومُ إِلا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ وَالاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ وَشُهُورَ الْحُرُمِ رَوَاهُ أَبُو الأَحْوَصِ عَنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: حَفِظَ الْعِلْمَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةُ رِجَالٍ: فَلِأَهْلِ مَكَّةَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَلِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ابْنُ شِهَابٍ وَلِأَهْلِ الْكُوفَةِ أَبُو إِسْحَاقَ وَالأَعْمَشُ وَلِأَهْلِ الْبَصْرَةِ قَتَادَةُ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ نَاقِلَةً.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: مَا سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَغْتَابُ أَحَدًا قَطُّ إِذَا ذُكِرَ رَجُلا مِنَ الصَّحَابَةِ فَكَأَنَّهُ أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ.
وَقَالَ فَضْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: وَدَدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْ عِلْمِي كَفَافًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ: أَبُو إِسْحَاقُ ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ عَنْ عُبَيْدِ الله بن عمرو قال: جئت بمحمد [1] ابن سَوْقَةَ مَعِي شَفِيعًا عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ فَقُلْتُ لِإِسْرَائِيلَ: اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى الشَّيْخِ، فَقَالَ: صَلَّى بِنَا الشَّيْخُ الْبَارِحَةَ فَاخْتَلَطَ، فَدَخَلْنَا فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ وَخَرَجْنَا.
وَقِيلَ: إِنَّمَا سَمِعَ ابْنُ عُيَيْنَةَ مِنْهُ وَهُوَ مُخْتَلِطٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَإِسْرَائِيلُ حَدِيثُهُمْ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَرِيبٌ مِنَ السُّوءِ وَإِنَّمَا أصحاب أبي إسحاق شعبة والثوري.
__________
[1] في الأصل «لمحمد» .(8/193)
وَقَالَ أَحْمَدُ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ فَإِذَا هُوَ فِي قُبَّةٍ تَرْكِيَّةٍ وَمَسْجِدٍ عَلَى بَابِهَا وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَنْتَ؟ قَالَ: مِثْلُ الَّذِي أَصَابَهُ الْفَالِجُ لا تَنْفَعُنِي يَدٌ وَلا رِجْلٌ.
وَقَالَ جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ: مَا أَفْسَدَ حَدِيثِ أَهْلِ الْكُوفَةِ غَيْرُ أَبِي إِسْحَاقَ وَالأَعْمَشُ.
قُلْتُ: لا يُسْمَعُ هَذا مِنْ مُغِيرَةَ وَلا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: تُوُفِّيَ أَبُو إِسْحَاقَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ يَوْمَ دَخَلَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ غَالِبًا عَلَى الْكُوفَةِ. وَفِيهَا أَرَّخَهُ الْهَيْثَمُ وَالْوَاقِدِيُّ وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَخَلِيفَةُ وَأَحْمَدُ وَالْفَلاسُ وَغَيْرُهُمْ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو عُبَيْدٍ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ.
وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ رُبَّمَا دَلَّسَ.
عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ [1] ، أَبُو يَحْيَى وَقِيلَ أَبُو مَالِكٍ. بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
رَوَى عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ أَوْسِ الرَّبَعِيِّ.
وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ الْحَدّانِيُّ وَآخَرُونَ وَابْنُهُ يَحْيَى.
عَمْرُو بْنُ مُسْلِمِ بن عمارة [2]- م 4- بن أكيمة الليثي المدني.
__________
[1] المشاهير 155، التاريخ الكبير 6/ 371، الجرح 6/ 259، الميزان 3/ 286، التهذيب 8/ 96، التقريب 2/ 77، المعرفة والتاريخ 3/ 199.
[2] التاريخ الكبير 6/ 369، الجرح 6/ 259، تهذيب التهذيب 8/ 104، التقريب 2/ 79، الخلاصة 293.(8/194)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ بِحَدِيثِ «مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ فَأَهَلَّ ذُو الْحِجَّةِ فَلا يَأْخُذُ مِنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ» .
رَوَاهُ عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ وَمَالِكٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عَمْرُو بْنُ مُسْلِمٍ [1] الْجَنَدِيُّ [2] الْيَمَنِيُّ- م د ت ن-.
عَنْ عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ النَّسَائِيُّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ العنسيّ الدارانيّ [3]- ع- أبو الوليد.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- وَمُعَاوِيَةَ خ م- وَابْنِ عُمَرَ د.
وَعَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَقَتَادَةُ وَالأَوْزَاعِيُّ وَابْنُ جَابِرٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَسَعِيدُ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَآخَرُونَ.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 370، الجرح 6/ 259، ميزان الاعتدال 3/ 289، تهذيب التهذيب 8/ 104، التقريب 2/ 79، الخلاصة 293، اللباب 1/ 297. التاريخ لابن معين 2/ 453 رقم 391.
[2] بفتح الجيم والنون كما في المصادر السابقة.
[3] التاريخ الكبير 6/ 535 التاريخ الصغير 1/ 265، الكامل في التاريخ 5/ 123، سير أعلام النبلاء 5/ 421 رقم 185، شذرات الذهب 1/ 172 المشاهير 112 التاريخ لابن معين 2/ 457 رقم 2086.
المعرفة والتاريخ 2/ 297، تاريخ أبي زرعة 1/ 231، تهذيب التهذيب 8/ 149، التقريب 2/ 87.
الجرح 6/ 378، الخلاصة 297 وجاء في (الإصابة 2/ 68) انه شيخ نزل بيروت مع عمرو بن شراحيل العنسيّ، فأدركا أبا عثمان حيان بن وبرة المرّي في مسجد بيروت.(8/195)
وَعُمِّرَ دَهْرًا، اسْتَنَابَهُ الْحَجَّاجُ عَلَى الْكُوفَةِ ثُمَّ وَلِيَ خَرَاجَ دِمَشْقَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ ثَلاثِينَ صَحَابِيًّا.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: كَانَ عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ يَضْحَكُ فَأَقُولُ:
مَا هَذَا؟ فَيَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ: إِنِّي لأَسْتَجِمُّ لِيَكُونَ أَنْشَطَ لِي فِي الْحَقِّ فَقُلْتُ لَهُ: أَرَاكَ لا تَفْتُرْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى فَكَمْ تُسَبِّحُ؟ قَالَ: مِائَةَ أَلْفٍ إلَّا أنْ تُخْطئ الأَصَابِعُ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: وَجَّهَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بِكُتُبٍ إِلَى الْحَجَّاجِ وَهُوَ مُحَاصِرُ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَقَدْ نَصَبَ الْمَنْجَنِيقَ يَرْمِي عَلَى الْبَيْتِ فَرَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ صَلَّى مَعَ الْحَجَّاجِ وَإِذَا حَضَرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْمَسْجِدَ صَلَّى مَعَهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُصَلِّي مَعَ هَؤُلاءِ! فَقَالَ: يَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ صَلِّ مَعَهُمْ مَا صَلُّوا وَلا تُطِعْ مَخْلُوقًا فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ، فَقُلْتُ: مَا قَوْلُكَ فِي أَهْلِ مَكَّةَ؟ قَالَ: مَا أَنَا لَهُمْ بِعَاذِرٍ، قُلْتُ: فَمَا تَقُولُ فِي أَهْلِ الشَّامِ؟ قَالَ:
مَا أَنَا لَهُمْ بِحَامِدٍ كِلاهُمَا يَقْتَتِلُونَ عَلَى الدُّنْيَا يَتَهَافَتُونَ فِي النَّارِ تَهَافُتَ الذُّبَابِ فِي الْمَرَقِ، قُلْتُ: فَمَا قَوْلُكَ فِي هَذِهِ الْبَيْعَةِ الَّتِي أَخَذَهَا عَلَيْنَا ابنُ مَرْوَانَ؟ فَقَالَ:
إِنَّا كُنَّا نُبَايِعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فَكَانَ يُلَقِّنُنَا فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْفَسَوِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ [1] .
وَقَالَ أَيُّوبُ بْنُ حَسَّانٍ: ثنا ابْنُ جَابِرٍ حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ: وَلانِي الْحَجَّاجُ الْكُوفَةَ فَمَا بَعَثَ إِلَيَّ فِي إِنْسَانٍ أَحُدُّهُ إِلا حددته ولا في إنسان أقتله إلا
__________
[1] المعرفة والتاريخ 2/ 465.(8/196)
أَرْسَلْتُهُ، فَبَيْنَا أَنَا عَلَى ذَلِكَ إِذْ بَعَثَ إِلَى الْجَيْشِ أُسَيِّرُهُمْ إِلَى أُنَاسٍ أُقَاتِلُهُمْ، فَقُلْتُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عُمَيْرٌ كَيْفَ بِكَ، فَلَمْ أَزَلْ أُكَاتِبُهُ حَتَّى بَعَثَ إِلَيَّ انْصَرِفْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَجْتَمِعُ أَنَا وَأَنْتَ فِي بَلَدٍ، فَجِئْتُ وَتَرَكْتُهُ.
وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبَيْحٍ: قلت لمروان الطاطري: لا أرى سعيد ابن عَبْدَ الْعَزِيزِ رَوَى عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ. قَالَ: كَانَ أَبْغَضَ إِلَى سَعِيدٍ مِنَ النَّارِ، قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: أَوَ لَيْسَ هُوَ الْقَائِلُ عَلَى الْمِنْبَرِ حِينَ بُويِعَ لِيَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ: سَارِعُوا إِلَى هَذِهِ الْبَيْعَةِ إِنَّمَا هُمَا هِجْرَتَانِ هِجْرَةٌ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَهِجْرَةٌ إِلَى يَزِيدَ. فَسَمِعْتُ أَبِي مُحَمَّدًا يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ مُرَّةَ وَهُوَ عَلَى دَابَّةٍ وَقَدْ سَمَطَ خَلْفَهُ رأسَ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ وَهُوَ دَاخِلٌ بِهِ إِلَى مَرْوَانَ الْحِمَارِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي:
أَيُّ رَأْسٍ يَحْمِلُ.
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: قُتِلَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قُتِلَ عُمَيْرُ صَبْرًا بِدَارَيَا أَيَّامَ فِتْنَةِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ لِأَنَّهُ كَانَ يُحَرِّضُ عَلَى قَتْلِهِ فَقَتَلَهُ ابْنُ مُرَّةَ وَسَمَطَ رَأَسَهُ خَلْفَهُ وَدَخَلَ به دمشق إلى مروان ابن مُحَمَّدٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ.
وقَالَ أحمد بْن أبي الحواري: إني لأبغضه.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ قَدَرِيًّا.
عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ الْعُقَيْلِيُّ [1]- ق- ويقال العبديّ البصري أبو معمر، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَهَرِمِ بْنِ حِبَّانَ وَمُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
__________
[1] تهذيب التهذيب 8/ 171، ميزان 3/ 306، التقريب 2/ 90.(8/197)
وَعَنْهُ عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ وَهِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ وَخَلَفُ بْنُ خَليِفَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
عِيسَى بْنُ أُبَيٍّ الْكُوفِيُّ [1]- ت ن-.
عَنْ شُرَيْحٍ الْقَاضِي وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَضَعَّفَهُ يَحْيَى القطان.
__________
[1] الجرح 6/ 283، تهذيب التهذيب 8/ 220، التقريب 2/ 106، الخلاصة 302، ميزان الاعتدال 3/ 318، المعرفة والتاريخ 3/ 90.(8/198)
[حرف الْغَيْنِ]
غَيْلانُ بْنُ أَنَسٍ الْكَلْبِيُّ [1]- د ق- مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَعِكْرِمَةَ وَعُمَرُ بْنَ عَبْدَ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَعِيسَى بْنُ مُوسَى الْقُرَشِيُّ.
غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ [2] أَبُو يَزِيدَ الْمَعْوَلِيُّ [3] الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ- ع-.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَبْدِ الله بن معبد الزماني وزياد بن رياح وَأَبِي بُرْدَةَ وَابْنِ أَبِي مُوسَى.
وَعَنْهُ أَيُّوبُ وَشُعْبَةُ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَأَبُو هِلالٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ.
وَكَانَ ثِقَةٌ. قيل: توفي سنة تسع وعشرين ومائة.
__________
[1] الجرح 7/ 54. تهذيب التهذيب 8/ 252، التقريب 2/ 106، الخلاصة 307، تاريخ أبي زرعة 1/ 57 و 331، المعرفة والتاريخ 2/ 478.
[2] الجرح 7/ 52، تهذيب التهذيب 8/ 253، التقريب 2/ 106، الخلاصة 307، المعرفة والتاريخ 2/ 80- 82 و 90 و 91، تاريخ أبي زرعة 2/ 682، طبقات ابن سعد 7/ 465، طبقات خليفة 313، التاريخ الكبير 2/ 288، سير أعلام النبلاء 5/ 239 رقم 100، شذرات الذهب 1/ 161.
[3] بفتح الميم وسكون العين، كما في اللباب 3/ 238.(8/199)
[حرف الْفَاءِ]
فُرَاتُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ التميمي [1]- ع- البصري القزاز. نَزِيلُ الْكُوفَةِ.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْقِبْطِيَّةِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ الْحَسَنُ وَالسُّفْيَانَانِ وَشُعْبَةُ وَشَرِيكٌ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو الأَحْوَصِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
فِرَاسُ بن يحيى الهمدانيّ الكوفي [2]- ع- أبو يحيى المؤدّب.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَشَيْبَانُ وَأَبُو عَوَانَةَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
__________
[1] المشاهير 167، الجرح 7/ 79، تهذيب التهذيب 8/ 258، التقريب 2/ 107، الخلاصة 308، ميزان الاعتدال 3/ 343، المعرفة والتاريخ 2/ 107، التاريخ لابن معين 2/ 472 رقم 3453.
[2] المشاهير 167، الجرح 7/ 91، تهذيب التهذيب 8/ 259، التقريب 2/ 108، الخلاصة 311، ميزان الاعتدال 3/ 343، المعرفة والتاريخ 3/ 92 و 127. التاريخ لابن معين 2/ 472 رقم 1541.(8/200)
فرقد بن يعقوب السّبخي [1]- ت ق- أبو يعقوب البصري الحائك. أَحَدُ الْعُبَّادِ الأَعْلامُ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ [2] وَمُرَّةَ الطَّيِّبِ وَأَبِي الشَّعْثَاءِ. وَقِيلَ إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَهَمَّامُ وَصَدَقَةُ بْنُ مُوسَى وحماد ابن زَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْن حنبل: ليس بقوي.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: لَهُ قَصَصٌ وَمَوَاعِظُ.
رَوَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ فَرْقَدٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ: أُمَّهَاتُ الْخَطَايَا ثَلاثٌ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهِ: الْكِبْرُ وَالْحَسَدُ وَالْحِرْصُ.
وَرَوَى عَنْ رَجُلٍ قَالَ: دُعِيَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيّ إلى طعام فنظر إلى فرقد السبخي وعليه جبة صوف فقال: يا فرقد لو شهدت الْمَوْقِفَ لَخَرَقْتَ ثِيَابَكَ مِمَّا تَرَى مِنْ عَفْوِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا سَيَّارُ ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ فَرْقَدَ السَّبَخِيَّ يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي التوراة «من أصبح
__________
[1] تهذيب التهذيب 8/ 262، التقريب 2/ 108، الجرح 7/ 81، الخلاصة 311، ميزان الاعتدال 3/ 345. ابن سعد 6/ 278، المعرفة والتاريخ 2/ 257، التاريخ لابن معين 2/ 473 رقم 2503
[2] في الأصل «حراس» والتصويب من المصادر السابقة، بكسر الحاء.(8/201)
حَزِينًا عَلَى الدُّنْيَا أَصْبَحَ سَاخِطًا عَلَى رَبِّهِ، وَمَنْ جَالَسَ غَنِيًّا فَتَضَعْضَعَ لَهُ [1] ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ، وَمَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَشَكَاهَا إِلَى النَّاسِ فَكَأَنَّمَا يَشْكُو رَبَّهُ» .
فَضْيلُ بْنُ طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ [2] .
عَنِ الْحَسَنِ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ.
وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَأَيُّوبَ أَبُو الْعَلاءِ وَأَبُو عَوَانَةَ.
وهو صالح الحديث.
__________
[1] أي خضع له وذلّ.
[2] التاريخ الكبير 7/ 121، الجرح 7/ 73.(8/202)
[حرف الْقَافِ]
الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ الأَصْبَهَانِيُّ [1]- ن- ثم الواسطي الأعرج.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ حَدِيثَ الْفُتُونِ بِطُولِهِ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَأَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ وَهُشَيْمٌ وَأَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو دَاوُدَ، وَانْفَرَدَ عَنْهُ بَحِدِيثِ الْفُتُونِ أَصْبَغُ، وَفِيهِ لِينٌ.
القاسم [2] بن أبي بزة [3]- ع- أبو عبد الله ويقال أبو عاصم مولى عبد الله ابن السَّائِبِ بْن صيفي الْمَخْزُومِيِّ الْمَكِّيِّ.
وَكَانَ أَبُو بَزَّةَ مِنْ سَبْيِ هَمْدَانَ فِيمَا قِيلَ.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ حجاج بن أرطاة وشعبة ومسعر وآخرون.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 168، الجرح 7/ 107، ذكر أخبار أصبهان 2/ 159، تهذيب التهذيب 8/ 309، التقريب 2/ 115، الخلاصة 311. التاريخ لابن معين 2/ 479 رقم 4464.
[2] التاريخ الكبير 7/ 167، المشاهير 146، تهذيب التهذيب 8/ 310، التقريب 2/ 115، الخلاصة 311. التاريخ لابن معين 2/ 479 رقم 426. المعرفة والتاريخ 2/ 154، تاريخ أبي زرعة 1/ 643 و 644.
[3] في الأصل «مزة» ، والتصويب من المصادر السابقة.(8/203)
وَثَّقُوهُ.
وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ. وَمِنْ وَلَدِهِ البزي صاحب القراءة.
القاسم بن عباس [1]- م د ت ق- بن محمد بن معتب بن أبي لهب ابن عبد المطلب أبو العباس الهاشمي المدني.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عباس ونافع بن جبير.
وعنه بُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ [2] .
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ.
تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
قَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الرَّحَّالُ [3] .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 168، المشاهير 139، الجرح 7/ 114، ميزان الاعتدال 3/ 371، تهذيب التهذيب 8/ 319، التقريب 2/ 117، الخلاصة 312، التاريخ لابن معين 2/ 481 رقم 813، تاريخ أبي زرعة 1/ 442.
[2] التاريخ الكبير 7/ 160، الجرح 7/ 112.
[3] الجرح 7/ 123، التاريخ لابن معين 2/ 483 رقم 434 و 3574.(8/204)
وَقَعَ لَنَا حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي كِتَابِ الْبَعْثِ، روى عنه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
قَطَنُ بْنُ وَهْبٍ اللَّيْثِيُّ [1]- م ن- ويقال الخزاعي المدني أبو الحسن.
عن عبيد عن عُمَيْرٍ وَيُحَنَّسَ [2] مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ.
وَعَنْهُ الضَّحَّاكُ بن عثمان وعبيد الله بن عمرو مالك بْنُ أَنَسٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قيس بن الحجاج بن خلي [3]- ت ق- الكلاعي ثم السلفي [4] المصري وقيل دمشقي.
عن حنش الصنعاني وأبي عبد الرحمن الحبلي.
وعنه عبد الله بن عياش الْقِتْبَانِيِّ [5] وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَأَخُوهُ عَبْدُ الأَعْلَى وَآخَرُونَ.
وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا صَدُوقًا مَا جَرَّحَهُ أَحَدٌ. تُوُفِّي سَنَةَ تِسْعٍ وعشرين ومائة.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 190، الجرح 7/ 138، تهذيب التهذيب 8/ 383، التقريب 2/ 127، الخلاصة 316.
[2] بضم الياء وفتح الحاء وفتح النون المشدّدة.
[3] التاريخ الكبير 7/ 155، الجرح 7/ 95، تهذيب التهذيب 8/ 389، التقريب 2/ 128، الخلاصة 317.
[4] بضم السين وفتح اللام. نسبة الى سلف، وهو بطن من الكلاع. انظر: اللباب 2/ 126.
[5] في الأصل «الفتياني» .(8/205)
قَيْسُ بْنُ سَالِمٍ [1] أَبُو جَزَرَةَ [2] الْمُؤَذِّنُ.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
كَنَّاهُ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمَ، وَلَهُ حَدِيثٌ يُسْتَنْكَرُ.
قَيْسُ بْنُ طَلْقِ [3] بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ النُّعْمَانِ السُّحَيْمِيُّ وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ وعكرمة ابن عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْيَمَامِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ فِي السُّنَنِ. ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
قَيْسُ بْنُ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [4]- م د ق-.
عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيِّ وَأَبِي الْوَدَّاكِ جَبْرِ بْنِ نَوْفٍ.
وَعَنْه الثَّوْرِيُّ وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ وشريك.
وثّقه أحمد وغيره.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 154، الجرح 7/ 100، ميزان الاعتدال 3/ 397، تهذيب التهذيب 8/ 395، التقريب 2/ 128، الخلاصة 317.
[2] في التاريخ الكبير والجرح: «ابو حزرة» بالحاء المهملة.
[3] التاريخ الكبير 7/ 151، الجرح 7/ 100، تهذيب التهذيب 8/ 398، ميزان الاعتدال 3/ 397، التقريب 2/ 129، الخلاصة 317، ابن سعد 5/ 552 و 556.
[4] الجرح 7/ 104، تهذيب التهذيب 8/ 405. التقريب 2/ 130، الخلاصة 318. المعرفة والتاريخ 3/ 375.(8/206)
[حرف الْكَافِ]
كَثِيرُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو أَمِينٍ الْحِمْيَرِيُّ [1] .
عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ خالد بن معدان- وهو شَيْخُهُ- وَأَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ.
لَهُ حَدِيثَانِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
كَثِيرُ بْنُ خُنَيْسٍ اللَّيْثِيُّ [2] .
عَنْ أَنَسٍ وَعَمْرَةَ.
وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ وَأَسْوَدُ بْنُ الْعَلاءِ ومحمد بن عمرو بن علقمة.
وثقه ابن مَعِينٍ.
كَثِيرُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو سَهْلٍ الأَزْدِيُّ [3]- د ت ق- العتكيّ البصري. نزيل بلخ.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 214، الجرح 7/ 150، تهذيب التهذيب 8/ 412، التقريب 2/ 131، الخلاصة 319، تاريخ أبي زرعة 1/ 320 و 398.
[2] التاريخ الكبير 7/ 210، الجرح 7/ 150.
[3] التاريخ الكبير 7/ 215، المشاهير 197، الجرح 7/ 151، تهذيب التهذيب 8/ 413، التقريب 2/ 131، الخلاصة 319، ميزان الاعتدال 3/ 404.(8/207)
عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ وَالْحَسَنِ وَمَسَّةَ الأَزْدِيَّةَ.
وَعَنْهُ عُمَرُ بْنُ الرَّمَّاحِ وَابْنُ شَوْذَبٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَجَعْفَرُ الأَحْمَرُ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ [1]- خ د ن- مَدَنِيٌّ سَكَنَ مِصْرَ.
وَرَوَى عَنْ نَافِعٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُذَافَةَ [2] .
وعنه عمر بْنُ الْحَارِث وَاللَّيْثُ وَمَالِكٌ وَابْنُ لَهِيعَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَمَاتَ شَابًّا.
كَثِيرُ بْنُ كثير بن المطلب [3]- خ د ن ق- بن أبي وداعة السهمي المكيّ أَخُو جَعْفَرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ.
عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ شَاعِرًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
كثير بن معدان البصري [4] .
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 214، الجرح 7/ 155، تهذيب التهذيب 8/ 424، التقريب 2/ 133، الخلاصة 320، التاريخ لابن معين 2/ 494 رقم 847. المعرفة والتاريخ 1/ 683 و 690.
[2] في الأصل «حدافة» .
[3] التاريخ الكبير 7/ 211، الجرح 7/ 156، تهذيب التهذيب 8/ 426، التقريب 2/ 133، الخلاصة 320، ميزان الاعتدال 3/ 409. التاريخ لابن معين 2/ 494 رقم 2039. المعرفة والتاريخ 1/ 713. تاريخ أبي زرعة 1/ 74.
[4] التاريخ الكبير 7/ 211، الجرح 7/ 157.(8/208)
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَالِمٍ.
وَعَنْهُ أَبُو هِلالٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَالْحَمَّادَانِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُقَالُ لَهُ كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَكَثِيرُ بْنُ أَبِي أَعْيَنَ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَكُلٌّ صحيح.
كعب بن علقمة [1]- م د ت ن- بْنِ كَعْبِ بْنِ عَدِيٍّ التَّنُوخِيُّ الْمِصْرِيُّ أَبُو عبد الحميد. وَقِيلَ لِجَدِّهِ كَعْبٍ صُحْبَةٌ، وَرَأَى هُوَ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيُّ.
وَرَوَى عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُمَاسَةَ وَمَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ أَحَدَ الثِّقَاتِ الْعُلَمَاءِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ [2]- م ن-.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ وَابْنُهُ رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ وَالْحَمَّادَانِ وَعَبْدُ الْوَارِثِ.
وثّقه أحمد.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 225، المشاهير 189، الجرح 7/ 162، تهذيب التهذيب 8/ 436، التقريب 2/ 135، الخلاصة 321. المعرفة والتاريخ 2/ 503 و 515.
[2] التاريخ الكبير 7/ 227، الجرح 7/ 164، تهذيب التهذيب 8/ 442، التقريب 2/ 136، الخلاصة 321، ميزان الاعتدال 3/ 413.(8/209)
كُلْثُومُ بْنُ عِيَاضٍ الْقُشَيْرِيُّ أَحَدُ الأُمَرَاءِ. مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ.
كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ [1] . أَدْرَكَ خِلافَةِ عُثْمَانُ وَعُمِّرَ دَهْرًا.
وَحَدَّثَ عَنْ صَفِيَّةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَخُوهُ حُدَيْجُ [2] بْنُ مُعَاوِيَةَ وَسَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ الْجُهَنِيُّ وَهَاشِمُ بْنُ سَعِيدٍ.
الْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ [3] ، شَاعِرُ زَمَانَهُ، يُقَالُ إِنَّ شِعْرَهُ أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ آلافِ بَيْتٍ.
رَوَى عَنِ الْفَرَزْدَقِ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.
وَعَنْهُ وَالِبَةُ بْنُ الْحُبَابِ الشَّاعِرُ وَحَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْغَاضِرِيُّ [4] وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ وَآخَرُونَ.
وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الْخَلِيفَتَيْنِ يَزِيدَ وَهِشَامِ ابْنَيْ عَبْدَ الْمَلِكِ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لِبَنِي أَسَدٍ مَنْقَبَةً غير المكيت لَكَفَاهُمْ، حَبَّبَهُمْ إِلَى النَّاسِ وَأَبْقَى لَهُمْ ذِكْرًا.
وَقَالَ أَبُو عِكْرِمَةَ الضَّبِّيُّ: لَوْلا شِعْرُ الْكُمَيْتِ لم يكن للغة ترجمان.
__________
[1] الجرح 7/ 169، تهذيب التهذيب 8/ 449، التقريب 2/ 137، التاريخ لابن معين 2/ 497 رقم 1818، المعرفة والتاريخ 3/ 315.
[2] في الأصل «خديج» .
[3] انظر عنه: وفيات الأعيان 5/ 220 و 6/ 285، ديوان المتلمّس الضبعي 32 و 148، المقتضب للمبرّد 2/ 93، لسان العرب 18/ 244، شروح سقط الزند 1308، خلاصة الذهب المسبوك 46. مختار الأغاني 6/ 273، الأغاني 17/ 1- 40، الشعر والشعراء 368، الموشح 191 و 192.
جمهرة أنساب العرب 187، سمط اللآلي 11، سير أعلام النبلاء 5/ 388 رقم 177.
[4] في الأصل «العاضري» .(8/210)
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كُمَيْتُ بْنُ زَيْدِ بْنِ خُنَيْسِ بْنِ الْمُجَالِدِ أَبُو الْمُسْتَهِلِّ الأَسَدِيُّ أَسَدُ خُزَيْمَةَ. رَوَى الْمُبَرِّدُ عَنِ الزِّيَادِيِّ قَالَ: كَانَ عَمُّ الْكُمَيْتِ رَئِيسَ قَوْمِهِ فَقَالَ يَوْمًا: يَا كُمَيْتُ لِمَ لا تَقُولُ الشِّعْرَ؟ ثُمَّ أَخَذَهُ فَأَدْخَلَهُ الْمَاءَ فَقَالَ:
لا أُخْرِجُكَ أَوْ تَقُولُ الشِّعْرَ، فَمَرَّتْ بِهِ قُنْبُرَةٌ فَأَنْشَدَ مُتَمَثِّلا:
يَا لَكِ مِنْ قُنْبُرَةٍ بِمَعْمَرٍ فَقَالَ عَمُّهُ وَرَحِمَهُ: قَدْ قُلْتَ شِعْرًا، فَقَالَ هُوَ:
لا أَخْرُجُ أَوْ أَقُولُ لِنَفْسِي، فَمَا رَامَ حَتَّى قَالَ قَصِيدَتُهُ الْمَشْهُورَة، ثُمَّ غَدَا عَلَى عَمِّهِ فَقَالَ: اجْمَعْ لِيَ الْعَشِيرَةَ لِيَسْمَعُوا، فَجَمَعَهُمْ لَهُ فَأَنْشَدَ:
طَرِبْتُ وَمَا شَوْقًا إِلَى الْبِيضِ أَطْرَبُ ... وَلا لَعِبًا مِنِّي وَذُو الشَّيْبِ يَلْعَبُ
وَلَمْ تُلْهِنِي دَارٌ وَلا رَسْمُ مَنْزِلٍ ... وَلَمْ يَتَطَرَّبُنِي بَنَانٌ مُخَضَّبُ
وَلا أَنَا مِمَّنْ يَزْجُرُ الطَّيْرُ هَمَّهُ ... أَصَاحَ غُرَابٌ أَمْ تَعَرَّضَ ثَعْلَبُ
وَلا السَّانِحَاتُ البَارِحَاتُ عَشِيَّةً ... أَمَرَّ سَلِيمُ الْقَرْنِ أمْ مَرَّ أَعْضَبُ
فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ: فَأَيُّ شَيْءٍ؟ فَقَالَ:
وَلَكِنْ إِلَى أَهْلِ الْفَضَائِلِ وَالنُّهَى ... وَخَيْرِ بَنِي حَوَّاءَ وَالْخَيْرُ يُطْلَبُ
إِلَى النَّفَرِ الْبِيضِ الَّذِينَ بِحُبِّهِمْ ... إِلَى اللَّهِ فِيمَا نَابَنِي أتَقَرَّبُ
بَنِي هَاشِمٍ رَهْطِ الرَّسُولِ فَإِنَّنِي ... لَهُمْ وَبِهِمْ أَرْضَى مِرَارًا وَأَغْضَبُ
وَطَائِفَةٌ قَدْ أَكْفَرَتْنِي بِحُبِّهِمْ ... وَطَائِفَةٌ قَالَتْ: مُسِيءٌ وَمُذْنِبُ
قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ عَنِ ابْنِ شَبْرُمَةَ: قُلْتُ لِلْكُمَيْتِ: إِنَّكَ قُلْتَ فِي بَنِي هَاشِمٍ فَأَحْسَنْتَ وَقَدْ قُلْتَ فِي بَنِي أُمَّيَةَ أَفْضَلَ مِمَّا قُلْتَ فِي بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: إِنِّي إِذَا قُلْتُ أَحْبَبَتُ أَنْ أُحْسِنَ.
وَكَانَ الْكُمَيْتُ شِيعِيًّا.(8/211)
قِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا مَدَحَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: إِنِّي قَدْ مَدَحْتُكَ بِمَا أَرْجُو أَنْ يَكُونَ وَسِيلَةً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ أَنْشَدَهُ قَصِيدَةً لَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا قَالَ: ثَوَابُكَ نَعْجَزُ عَنْهُ وَلَكِنْ مَا عَجَزْنَا عَنْهُ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَعْجَزَ عَنْ مُكَافَأَتِكَ، وَقَسَّطَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ لَهُ: خُذْ هَذِهِ يَا أَبَا الْمُسْتَهِلِّ، فَقَالَ: لَوْ وَصَلْتَنِي بِدَانِقَ لَكَانَ شَرَفًا وَلَكِنْ إنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُحْسِنَ إِلَيَّ فَادْفَعْ لِي بَعْضَ ثِيَابِكَ الَّتِي تلي جسدك أتبرّك بِهَا، فَقَامَ فَنَزَعَ ثِيَابَهُ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ كُلَّهَا ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّ الْكُمَيْتَ جَادَ فِي آلِ رَسُولِكَ وَذُرِّيَةِ نَبِيِّكَ بِنَفْسِهِ حِينَ ضَنَّ النَّاسُ وَأَظْهَرَ مَا كَتَمَهُ غَيْرُهُ مِنَ الْحَقِّ فَأَمِتْهُ شَهِيدًا وَأَحْيهِ سَعِيدًا وَأَرِهِ الْجَزَاءَ عَاجِلا وَأَجْرِ لَهُ جَزِيلَ الْمَثُوبَةِ آجِلا فَإِنَّا قَدْ عَجَزْنَا عَنْ مُكَافَأَتِهِ [1] .
قَالَ الْكُمَيْتُ: مَا زِلْتُ أَعْرِفُ بَرَكَةَ دُعَائِهِ. وَرُوِيَ أَنَّ الْكُمَيْتَ أَتَى بَابَ مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ فَصَادَفَ عَلَى بَابِهِ أَرْبَعِينَ شَاعِرًا فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ لَهُ الأَمِيرُ: كَمْ رَأَيْتَ عَلَى الْبَابِ شَاعِرًا؟ قَالَ:
أَرْبَعِينَ. قَالَ: فَأَنْتَ جَالِبُ التَّمْرِ إِلَى هَجْرٍ، قَالَ: إِنَّهُمْ جَلَبُوا دَقَلا [2] وَجَلَبْتَ أَزَاذًا [3] . قَالَ: فَهَاتِ، فَأَنْشَدَهُ:
هَلا سَأَلْتَ مَنَازِلا بِالأَبْرَقِ ... دُرِسَتْ وَكَيْفَ سُؤَالُ مَنْ لَمْ يَنْطِقْ؟
لَعِبَتْ بِهَا رَيْحانُ رَيحِ عُجَاجَةٍ ... بِالسَّافِيَاتِ مِنَ التُّرَابِ الْمُعَبَّقْ
وَالْهَيَفُ رَائِحَةٌ لَهَا بِنَتَاجِهَا ... طِفْلُ الْعَشِيِّ بِذِي حناتم سُرِقْ
(الْهَيَفُ رِيحٌ حَارَّةٌ. وَالْحَنَاتِمُ: جَرَّارٌ، شَبَّهَ الغنم بها)
__________
[1] في الأصل «مكافأتك» .
[2] الدقل محركة: أردأ التمر.
[3] الأزاذ كسحاب: نوع من التمر. (التاج) .(8/212)
غَيَّرْنَ عَهْدَكَ بِالدِّيَارِ وَمَنْ يَكُنْ ... رَهْنَ الْحَوَادِثِ مِنْ جَدِيدٍ يُخْلَقِ
دَارُ الَّتِي تَرَكَتْكَ غَيْرُ مَلُومَةٍ ... دَنِفًا فَأَرْعِ بِهَا عَلَيْكَ وَأَشْفِقِ
قَدْ كُنْتَ قَبْلُ تَنُوءُ مِنْ هُجْرَانِهَا ... فَالْيَوْمَ إِذْ شَطَّ الْمَزَارُ بِهَا ثِقِ
وَالْحُبُّ فِيهِ حَلاوَةٌ وَمَرَارَةٌ ... سِائِلْ بِذَلِكَ مَنْ تَطَعَّمَ أَوْ ذُقِ
مَا ذَاقَ بُؤْسَ مَعِيشَةٍ وَنَعِيمَهَا ... فِيمَا مَضَى أَحَدٌ إِذَا لَمْ يَعْشَقِ
فَلَمَّا بَلَغَ:
بَشَّرْتُ نَفْسِي إِذْ رَأَيْتُكَ بِالْغِنَى ... وَوَثِقْتُ حِينَ سَمِعْتُ قَوْلَكَ لِي ثِقِ
فَأَمَرَ بِالْخُلَعِ فَأُفِيضَتْ عَلَيْهِ حَتَّى اسْتَغَاثَ مِنْ كَثْرَتِهَا.
وَقَدْ أَجَازَ الْكُمَيْتُ أَمِيرَ خُرَاسَانَ أَبَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ عَلَى أَبْيَاتٍ بِخَمْسِينَ أَلْفًا.
وَعَنْ أَبِي عِكْرِمَةَ الضَّبِّيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَا جَمَعَ أَحَدٌ مِنْ عِلْمِ الْعَرَبِ وَمَنَاقِبِهَا وَمَعْرِفَةِ أَنْسَابِهَا مَا جَمَعَ الْكُمَيْتُ، فَمَنْ صَحَّحَ الْكُمَيْتُ نَسَبَهُ صَحَّ وَمَنْ طَعَنَ فِيهِ وَهَنَ.
قَالَ الْمُبَرِّدُ: وَقَفَ الْكُمَيْتُ وَهُوَ صَبِيٌّ عَلَى الْفَرَزْدَقِ وَهُوَ يُنْشِدُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَا غُلامُ أَيَسُرُّكَ أَنِّي أَبُوكَ؟ قَالَ: أَمَّا أَبِي فَلا أُرِيدُ بِهِ بَدَلا وَلَكِنْ يَسُرُّنِي أَنْ تَكُونَ أُمِّي، فَحُصِرَ الْفَرَزْدَقُ وَقَالَ: مَا مَرَّ بِي مِثْلَهَا.
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَافِظُ: وَبَلَغَنِي أَنَّ الْكُمَيْتَ وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وعشرين ومائة.(8/213)
[حرف الْمِيمِ]
مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ [1]- 4- الزَّاهِدُ أَبُو يَحْيَى الْبَصْرِيُّ أَحَدُ الأَعْلامِ. يُقَالُ إِنَّ أَبَاهُ مِنْ سَبْيِ سِجِسْتَانَ، وَوَلاؤُهُ لامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي نَاجِيَةَ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ لُؤَيٍّ.
رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَعَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَابْنُ شَوْذَبٍ وَهَمَّامٌ وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ وَعَبْدُ السَّلامِ ابن حَرْبٍ وَالْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ [2] وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيُّ: لَهُ نَحْوَ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
فَنَاهِيكَ بِتَوْثِيقِ النَّسَائِيِّ، وَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِهِ البخاري.
__________
[1] حلية الأولياء/ 357، المشاهير 90، التاريخ الكبير 7/ 309 التاريخ الصغير 1/ 316، تهذيب التهذيب 10/ 14، صفة الصفوة 3/ 197، وفيات الأعيان 4/ 139، الكامل في التاريخ 5/ 253 و 320 وفيه ان وفاته كانت سنة 126 هـ. ميزان الاعتدال 3/ 426، التقريب 2/ 224، الخلاصة 367، تهذيب الأسماء 2/ 80، شذرات الذهب 1/ 173، الجرح 8/ 208، المعرفة والتاريخ 2/ 252 و 264، طبقات ابن سعد 7/ 243، طبقات خليفة 216، تاريخ خليفة 395، العبر 1/ 238، سير أعلام النبلاء 5/ 362 رقم 164.
[2] مهمل في الأصل.(8/214)
وَعَنْ سَلْمِ الْخَوَّاصِ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: خَرَجَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَذُوقُوا أَطْيَبَ شَيْءٍ فِيهَا، قِيلَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: مَعْرِفَةُ اللَّهِ تَعَالَى.
وَرَوَى جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ الصِّدِّيقِينَ إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ طَرِبَتْ قُلُوبُهُمْ إِلَى الآخِرَةِ ثُمَّ يَقُولُ: خُذُوا فَيَقْرَأُ وَيَقُولُ: اسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ الصَّادِقِ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ.
وَرَوَى جَعْفَرٌ عَنْهُ قَالَ: إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْقَلِب حُزْنٌ خَرِبَ كَمَا إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْبَيْتِ سَاكِنٌ خَرِبَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مَالِكٌ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ كَانَ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَنَا وَثَابِتٌ وَيَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ وَزِيَادُ النُّمَيْرِيُّ فَنَظَرَ إِلَيْنَا فَقَالَ: مَا أَشْبَهُكُمْ بِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي لأَدْعُو لَكُمْ بِالأَسْحَارِ.
قَالَ الدَّارَ الدّارقطنيّ: مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ ثِقَةٌ وَلا يَكَادُ يُحَدِّثُ عَنْهُ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: أَكْثَرُ مَنْ يَرْوِي عَنْهُ ثِقَاتٌ فِيمَا عَلِمْتُ لَكِنِ الْحَارِثَ بْنَ وَجِيهٍ وَنَابِتَةَ ضُعَّفَا.
قَالَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّهُ لَتَأْتِي عَلَيَّ السَّنَةُ لا آكُلُ فِيهَا لَحْمًا إِلا مِنْ أُضْحِيَتِي يَوْمَ الأَضْحَى.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: مَا أَدْرَكْتُ أَزْهَدَ مِنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: وَدَدْتُ أَنَّ اللَّهَ يَجْمَعُ الْخَلائِقَ فَيَقُولُ: يَا مَالِكٌ فَأَقُولُ: لَبَّيْكَ، فَيَأْذَنَ لِي أَنْ أَسْجُدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَعْرِفُ أَنَّهُ قَدْ رَضِيَ عَنِّي فَيَقُولُ: كن ترابا.(8/215)
وَقَالَ رَبَاحُ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: دَخَلَ عَلَيَّ جَابِرُ بْنُ زيد وأنا أكتب فقال: يا مالك مالك عَمَلٌ إِلا هَذَا تَنْقُلُ كِتَابَ اللَّهِ، هَذَا وَاللَّهِ الْكَسْبُ الْحَلالُ.
وَعَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَانَ أُدْمُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ كُلَّ سَنَةٍ بِفِلْسَيْنِ مِلْحًا [1] .
وَقَالَ جَعْفَرٌ: كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَلْبَسُ إِزَارَ صُوفٍ وَعَبَاءَةً خَفِيفَةً وَفِي الشِّتَاءِ فَرْوَةً وَكَانَ يَنْسَخُ الْمُصْحَفِ فِي أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَيَدَعُ أُجْرَتَهُ عِنْدَ الْبَقَّالِ فَيَأْكُلُهُ.
وَعَنْهُ قَالَ: لَوِ اسْتَطَعْتُ لَمْ أَنَمْ مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ الْعَذَابُ وَأَنَا نَائِمٌ وَلَوْ وَجَدْتُ أَعْوَانًا لَفَرَّقْتُهُمْ ينادون في الدنيا: يا أيها النَّاسُ النَّارَ النَّارَ.
وَقَالَ مُعَلَّى الْوَرَّاقُ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: خَلَطْتُ دَقِيقِي بِالرَّمَادِ فَضَعُفْتُ عَنِ الصَّلاةِ وَلَوْ قَوِيتُ عَلَى الصَّلاةِ مَا أَكَلْتُ غَيْرَهُ.
مُعَلَّى الْوَرَّاقُ لا أَعْرِفُهُ.
قال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دِينَارٍ يَقُولُ: وَدَدْتُ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَ رِزْقِي فِي حَصَاةٍ أَمُصَّهَا لا أَلْتَمِسُ غَيْرَهَا حَتَّى أَمُوتَ.
وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: مُنْذُ عَرَفْتُ النَّاسَ لَمْ أَفْرَحْ بِمَدْحِهِمْ وَلَمْ أَكْرَهْ مَذَمَّتَهُمْ لِأَنَّ حَامِدَهُمْ مُفْرِطٌ وَذَامَّهُمْ مُفْرِطٌ.
وَرُوِيَ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ مُغَلِّسٍ السَّقَطِيِّ أَنَّ لِصًّا دَخَلَ بَيْتَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ فَمَا وَجَدَ شَيْئًا فَجَاءَ لِيَخْرُجَ فَنَادَاهُ مَالِكٌ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ، قَالَ: مَا حَصَلَ لَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا فَتَرْغَبُ فِي شَيْءٍ مِنَ الآخِرَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: تَوَضَّأْ مِنْ هَذَا الْمِرْكَنِ [2] وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، فَفَعَلَ ثُمَّ قَالَ: يَا سَيِّدِي أجلس
__________
[1] في الأصل «ملح» .
[2] المركن بكسر الميم: الاجانة التي تغسل فيها الثياب. (النهاية) .(8/216)
إِلَى الصُّبْحِ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ مَالِكٌ إِلَى الْمَسْجِدِ قَالَ أَصْحَابَهُ: مَن هَذَا مَعَكَ؟
قَالَ: جَاءَ يَسْرِقُنَا فَسَرَقْنَاهُ. قَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَقُولُ:
إِذَا تَعَلَّمَ الْعَبْدُ الْعِلْمَ لِيَعْمَلَ بِهِ كَسَرَهُ عِلْمُهُ وَإِذَا تعلم العلم لغير العمل زَادَهُ فَخْرًا.
وَرَوَى الأَصْمِعِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَّ الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ عَلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ فِي مَشْيَتِهِ فَقَالَ مَالِكٌ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ هَذِهِ الْمِشْيَةَ تُكْرَهُ إِلا بَيْنَ الصَّفَّيْنِ؟ فَقَالَ لَهُ الْمُهَلَّبُ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: أَعْرِفُكَ أَوَّلُكَ نُطْفَةٌ مَذِرَةٌ وَآخِرُكَ جِيفَةٌ قَذِرَةٌ وَأَنْتَ بَيْنَهُمَا تَحْمِلُ الْعُذْرَةَ، فَقَالَ الْمُهَلَّبُ: الآنَ عَرَفْتَنِي حَقَّ الْمَعْرِفَةِ.
قَالَ هُدْبَةُ: ثنا حَزْمُ [1] الْقُطَعِيُّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الْبَقَاءَ لِبَطْنٍ وَلا لِفَرْجٍ.
قَالَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] وَابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
مَجْزَأَةُ بْنُ زَاهِرٍ الأَسْلَمِيُّ الْكُوفِيُّ [3]- خ م ن-.
عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَأَهْبَانَ بْنِ أَوْسٍ وَنَاجِيَةَ الأَسْلَمِيِّينِ وَلَهُمْ صُحْبَةٌ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ.
وَثَّقَهُ أبو حاتم.
__________
[1] مهمل في الأصل، والتصحيح من (اللباب 2/ 271) .
[2] تاريخ خليفة 395.
[3] الجرح 8/ 416، تهذيب التهذيب 10/ 45، التقريب 2/ 230، الخلاصة 369، طبقات ابن سعد 4/ 319.(8/217)
مُجَمِّعُ التَّيْمِيُّ [1] . أَحَدُ الْعَابِدِينَ. وَهُوَ ابْنُ سَمْعَانَ [2] أَبُو حَمْزَةَ الْكُوفِيُّ الْحَائِكُ قَلَّمَا رَوَى.
حَكَى عن ماهان الزاهد.
روى عنه أبو حيان التَّيْمِيِّ وَأَبُو التَّيَّاحِ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ مَرَّةً فَقَالَ: وَمَنْ كَانَ أَوْرَعَ مِنْ مُجَمِّعٍ.
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ عَمَلِي أَرْجُو أَنْ لا يَشُوبَهُ شَيْءٌ مِثْلَ حُبِّي مُجَمِّعًا التَّيْمِيَّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مُجَمِّعٌ ثِقَةٌ.
وَرَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَا مُجَمِّعٌ اللَّهَ أَنْ يُمِيتَهُ قَبْلَ الْفِتْنَةِ فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ، وَخَرَجَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ مِنَ الْغَدِ.
قُلْتُ: قَدْ مَرَّ أَنَّ زَيْدًا خَرَجَ فِي سَنَةِ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْقُرَشِيُّ [3]- ع- مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ الْجُمَحِيِّ الْمَدَنِيِّ نَزِيلِ الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَلَهُ نحو من خمسين حديثا.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 409، الجرح 8/ 295، المعرفة والتاريخ 2/ 682، التاريخ لابن معين 2/ 552 رقم 855.
[2] في التاريخ الكبير «صمعان» بالصد.
[3] التاريخ الكبير 1/ 82، ميزان الاعتدال 3/ 553، الخلاصة 336، الجرح 7/ 257، تهذيب التهذيب 9/ 169، التقريب 2/ 162، تاريخ أبي زرعة 1/ 583، المعرفة والتاريخ 2/ 191، سير أعلام النبلاء 5/ 262 رقم 121.(8/218)
روى عنه يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَمَعْمَرٌ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَالرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٌ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. مَاتَ بَعْدَ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ.
مُحَمَّدَ بْنُ زيد الكندي البصري [1]- ق- قَاضِي مَرْوَ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي شُرَيْحٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ شَبِيبٍ الزَّهْرَانِيُّ [2]- م ن-.
عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ مَعْمَرٌ وَشُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ التميمي [3]- ع- الضبيّ البصري.
سَيُّدُ بَنِي تَمِيمٍ وَشَرِيفُهُمْ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ وَالْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَآخَرُونَ.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 84، تهذيب التهذيب 9/ 173، التقريب 2/ 162، الخلاصة 337.
[2] التاريخ الكبير 1/ 114، الجرح 7/ 285، تهذيب التهذيب 9/ 218، التقريب 2/ 169، الخلاصة 340. التاريخ لابن معين 2/ 522 رقم 4736.
[3] التاريخ الكبير 1/ 127، الجرح 7/ 308، تهذيب التهذيب 9/ 284، التقريب 2/ 181 وفيه «التيمي» ، الخلاصة 347، المعرفة والتاريخ 2/ 762.(8/219)
محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المدني [1]- خ م ن ق- أبو الرجال أَحَدُ الثِّقَاتِ.
عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَمَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَابْنَاهُ مُحَمَّدٌ وَحَارِثَةُ ابْنَا أَبِي الرِّجَالِ.
محمد بن عبد الرحمن بن محيصن [2]- م ت ن- السهمي المكيّ المقرئ.
قَارِئُ أَهْلِ مَكَّةَ مَعَ ابْنِ كَثِيرٍ وَلَكِنْ قِرَاءَتَهُ شَاذَّةٌ فِيهَا مَا يُنْكَرُ وَسَنَدُهُ غَرِيبٌ.
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ عَلَى عِدَّةِ أَقْوَالٍ فَقِيلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقِيلَ مُحَمَّدُ ابن عَبْدِ اللَّهِ وَقِيلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَيْصِنٍ.
قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَدِرْبَاسٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ وَصَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَشِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ وَهُشَيْمٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ.
وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ وَشِبْلٌ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: ابْنُ مُحَيْصِنٍ هَذَا- يَعْنِي عُمَرَ- هُوَ الَّذِي كَانَ قَارِئًا هُنَا بِمَكَّةَ؟ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ: سَمَّاهُ ابْنُ عَدِيٍّ عُمَرَ فَقَالَ: هَذَا الصَّوَابُ، وَمُحَمَّدٌ أسنّ من عمر.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 150، الجرح 7/ 316، تهذيب التهذيب 9/ 295، التقريب 2/ 183، الخلاصة 347، التاريخ لابن معين 2/ 527 رقم 860.
[2] معرفة القراء الكبار 1/ 81، دول الإسلام 1/ 84، غاية النهاية 2/ 167، الوافي بالوفيات 3/ 223 رقم 1216، التاريخ لابن معين 2/ 526 رقم 445.(8/220)
وَقَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: كَانَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ عَالِمًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَلَهُ اخْتِيَارٌ لَمْ يَتَّبِعْ فِيهِ أَصْحَابَهُ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: كَانَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ أَعْلَمَهُمْ بِالْعَرَبِيَّةِ.
وَقَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن بن محيصن ويقال محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ وَيُقَالُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: ثنا مُصْعَبٌ الزُّبَيْدِيُّ قَالَ: هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَيْصِنٍ، وَسَمَّاهُ عِيسَى بْنُ مُرَّةَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَذَلِكَ سَمَّاهُ شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ.
وَقَدْ سَمَّاهُ الْحَاكِمُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو أَحْمَدَ السامري وغيرهما: عبد الله ابن مُحَيْصِنٍ.
وَسَمَّاهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: عُمَرَ بْنَ مُحَيْصِنٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْد الرحمن بن سعد بن زرارة [1]- ع- الأنصاري المدني.
وَقِيلَ أَسْعَدُ بَدَلُ سَعْدٍ، فَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ جَدُّهُ لأُمِّهِ.
رَوَى عَنْ عَمَّتِه عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَنْ خَالِهِ يَحْيَى بْنِ أَسْعَدَ وابن كعب ابن مَالِكٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ بْنِ علي والأعرج وجماعة.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 148، الجرح 7/ 316، تهذيب التهذيب 9/ 298، التقريب 2/ 183، الخلاصة 348. المعرفة والتاريخ 2/ 108، التاريخ الصغير 2/ 20. سير أعلام النبلاء 5/ 387 رقم 175(8/221)
وعنه يحيى بن أبي كثير ويحيى بن سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَشُعْبَةُ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ.
وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ الْمَدِينَةِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ.
وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو جَابِرٍ الْبَيَاضِيُّ [1] الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. أَحَدُ الضُّعَفَاءِ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَصَالِحٍ مَوْلَى الْتَوْأَمَةِ.
وَعَنْهُ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ: بَيَّضَ اللَّهُ عَيْنَيْ مَنْ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي جَابِرٍ الْبَيَاضِيِّ.
وَقَالَ مَالِكٌ: لَيْسَ بِثَقَةٍ. وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو عِيسَى الْمُؤَذِّنُ [2] .
شَيْخٌ مِصْرِيٌّ.
رَوَى عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ التُّجِيبِيِّ وَالضَّحَّاكِ بْنِ شُرَحْبِيلٍ.
وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لهيعة.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 163. الجرح 7/ 324. ميزان الاعتدال 3/ 7 ك 6. التاريخ لابن معين 2/ 527 رقم 850 و 1032، المعرفة والتاريخ 3/ 33.
[2] الجرح 7/ 325.(8/222)
محمد بْن علي بْن عَبْد اللَّه بْن عباس [1]- م 4- بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيِّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. وَالِدُ السَّفَّاحِ وَالْمَنْصُورِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَرْسَلَ عَنْ جَدِّهِ.
وَعَنْهُ ابْنَاهُ وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَآخَرُونَ.
وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ فِي الْمَوْلِدِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَكَانَ أَبُوه يَخْضِبُ فَيَظُنُّ مَنْ لا يَدْرِي أَنَّ مُحَمَّدًا هُوَ الأَبُّ.
عَاشَ مُحَمَّدٌ سِتِّينَ سَنَةً.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةَ قد أوصى إلى محمد ودفع إِلَيْهِ كُتُبُهُ وَأَلْقَى إِلَيْهِ إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي وَلَدِكَ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ قَدْ قَرَأَ الْكُتُبَ وَسَمِعَ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ جَمِيلا وَسِيمًا نَبِيلا كَأَبِيهِ، وَكَانَ ابْتِدَاءُ دَعْوَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ إِلَى مُحَمَّدٍ وَلَقَّبُوهُ بِالإِمَامِ وَكَاتَبُوهُ سِرًّا بَعْدَ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَلَمْ يَزَلْ أَمْرُهُ يَقْوَى وَيَتَزَايَدُ فَعَاجَلَتْهُ [2] الْمَنِيَّةُ حِينَ انْتَشَرَتْ دَعْوَتُهُ بِخُرَاسَانَ فَأَوْصَى بِالأَمْرِ إِلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ فَلَمْ تَطُلْ مُدَّتُهُ بَعْدَ أَبِيهِ فَعَهِدَ إِلَى أَخِيهِ أَبِي الْعَبَّاسِ السَّفَّاحِ.
قَالَ مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَبْلَةَ يَقُولُ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ عُمَرُ: لَوْ كَانَ إِلَيَّ مِنَ الْخِلافَةِ شَيْءٌ لَقَمَصْتُهَا هَذَا الْخَارِجُ.
أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا ابْنَ صَرْمَا وَابْنَ عَبْدِ السَّلامِ قَالا: أَنَا الأَرْمَوِيُّ أَنَا ابْنُ النَّقُورِ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ السُّكَّرِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ ثنا يحيى بن معين
__________
[1] شذرات الذهب 1/ 266، المنتخب من كتاب ذيل المذيل- الطبري 645. المشاهير 128، المعرفة والتاريخ 1/ 497. وفيات الأعيان 1/ 575، الوافي بالوفيات 4/ 103 رقم 1584.
[2] في الأصل: «فعالجته» .(8/223)
ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْدُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعْمَةٍ وَأَحِبُّونِي لِحُبِّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي» .
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ فَوَقَعَ بَدَلا بِعُلُوِّ دَرَجَتَيْنِ، تَفَرَّدَ بِهِ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ قَاضِي صَنْعَاءَ، وَالنَّوْفَلِيُّ لا يُعْرَفُ، وَلَعَلَّ ابْنَ مَعِينٍ تَفَرَّدَ بِهِ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: أُمُّهُ هِيَ الْعَالِيَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَأُمُّهَا عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَدَّانِ.
وَيُقَالُ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ.
قَالَ يَعْقُوبُ بن شيبة: بلغني عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ وَأَمَدَّهُمْ قَامَةً وَكَانَ رَأْسُهُ مَعَ مَنْكِبِ أَبِيهِ وَكَانَ رَأْسُ أَبِيهِ مَعَ مَنْكِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَكَانَ رَأْسُ ابْنِ عَبَّاسٍ مَعَ مَنْكِبِ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ عَنْ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ وَذَكَرَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ فَذَكَر مِنْ فَضْلِهِ حَتَّى قَدَّمَهُ عَلَى أَبِيهِ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو هَاشِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةَ قَبِيحُ الْخُلُقِ وَالْهَيْئَةِ قَبِيحُ الدَّابَّةِ وَكَانَ لا يُذْكَرُ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله ابن عَبَّاسٍ فِي مَوْضِعٍ إِلا عَابَهُ فَبَعَثَ أَبِي وَلَدَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ إِلَى بَابِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَتَى أَبَا هَاشِمٍ فَكَتَبَ عَنْهُ الْعِلْمَ. وَكَانَ إِذَا قَامَ أَبُو هَاشِمٍ يَأْخُذُ لَهُ بِرِكَابِهِ فَكَفَّ عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ أَبِي يُلَطِّفُ ابْنَهُ مُحَمَّدًا بِالشَّيْءِ يَبْعَثُ بِهِ إِلَيْهِ فَيَبْعَثُ بِهِ مُحَمَّدٌ إِلَى أَبِي هَاشِمٍ. وَكَانَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ يَخْتَلِفُونَ إِلَى أَبِي هَاشِمٍ فَمَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فقالوا: من تأمرنا أَنْ نَأْتِي بَعْدَكَ؟ فَقَالَ: هَذَا- وَهُوَ عِنْدَهُ- قَالُوا: وَمَنْ هَذَا؟ وَمَا لَنَا وَلَهُ قَالَ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْهُ وَلا خَيْرًا مِنْهُ فَاخْتَلَفُوا إِلَيْهِ، قَالَ عِيسَى: فَذَاكَ كَانَ سببنا بخراسان.(8/224)
قَالَ إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ: كَانَ ابْتِدَاءُ دُعَاةِ بَنِي الْعَبَّاسِ إِلَى مُحَمَّدٍ وَطَاعَتِهِمْ لِأَمْرِهِ وَذَلِكَ زَمَنَ الْوَلِيدِ فَلَمْ يَزَلِ الأَمْرُ يَنْمَى وَيَقْوَى وَيَتَزَايَدُ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي مُسْتَهَلِّ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَقَدِ انْتَشَرَتْ دَعْوَتُهُ وَكَثُرَتْ شِيعَتُهُ.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ تُوُفِّيَ سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِينَ بَعْدَ وَالِدِه بِسَبْعِ سِنِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
محمد بن بكار بن سعد القرظ- ت- المدني المؤذن.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِحَدِيثِ «ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ» [1] . وَعَنْهُ سِبْطُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ حَفْصٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْهَمْدَانِيُّ الْمُرْهِبِيُّ [2] الْكُوفِيُّ [3] .
عن ابن عمرو عن مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ.
وَعَنْهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَالثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ ثِقَةً.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مُرْجِئٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْمَدَنِيُّ الْقَاصُّ [4]- م ت ن ق- كَانَ يَقُصُّ لعمر بن عبد العزيز.
__________
[1] رواه مسلم والترمذي وأحمد والطبراني والبيهقي. (كشف الخفاء 2- 34) .
[2] بضم الميم وسكون الراء وكسر الهاء. (اللباب 3/ 199) .
[3] التاريخ الكبير 1/ 209، الجرح 8/ 61، ميزان الاعتدال 4/ 16، التقريب 2/ 202، تهذيب التهذيب 9/ 413. الخلاصة 356. المعرفة والتاريخ 2/ 686 و 813. التاريخ لابن معين 2/ 535 رقم 2018.
[4] التاريخ الكبير 1/ 212. الجرح 8/ 63. تهذيب التهذيب 9/ 414. التقريب 2/ 202. المعرفة والتاريخ 1/ 450. التاريخ لابن معين 2/ 535 رقم 910.(8/225)
رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي صَرْمَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَاللَّيْثُ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.
فَرَوَى اللَّيْثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَاصِّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي صَرْمَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَقَدْ كَتَمْتُ عَنْكُمْ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَوْ أَنَّكُمْ لا تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا يُذْنِبُونَ لِيَغْفِرَ لَهُمْ» . قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَة وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ مَوْلَى يَعْقُوبَ الْمَدَنِيِّ قَاصِّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الزَّيَّاتُ مَدَنِيٌّ أَيْضًا.
قُلْتُ: هَذَا مُعَاصِرٌ لابْنِ أَبِي ذِئْبٍ.
قَالَ: وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ مَوْلَى سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ عَنْ سَهْلٍ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ مَوْلَى بَنِي أمية بالمدينة في فتنة الوليد ابن يَزِيدَ وَكانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَالِمًا.
قُلْتُ: أَحْسَبُهُ يُقَالُ لَهُ قَاصُّ عُمَرَ وَقَاضِي عُمَرَ فَيُحَرَّرُ هَذَا.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَمْرِي وَأَمْرِ النَّاسِ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا خَيْرًا مِنَ الْمَوْتِ، ثُمَّ قَالَ لِقَاصِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ: ادْعُ لِي بِالْمَوْتِ، قَالَ: فَدَعَا وَهُوَ يُؤَمَّنُ وَيَبْكِي.(8/226)
الزهري [1] ع- مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْد اللَّه بْن شهاب ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلابِ بْنِ مُرَّةَ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ الزهري المدني.
أَحَدُ الأَعْلامِ وَحَافِظُ زَمَانَهُ.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَطَلَبَ الْعِلْمَ فِي أَوَاخِرِ عَصْرِ الصَّحَابَةِ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً.
فَرَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثَيْنِ فِيمَا بَلَغَنَا وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَمَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ وَسُنَيْنٍ [2] أَبِي جَمِيلَةَ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَرَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ وَكَثِيرِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وعلقمة ابن وَقَّاصٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَعُرْوَةَ وَسَالِمٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَخَلْقٍ كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَمَعْمَرٌ وَعُقَيْلٌ وَيُونُسُ وَالأَوْزَاعِيُّ وَمَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَفُلَيْحُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَبَكْرُ بْنُ وَائِلٍ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وهشيم
__________
[1] المشاهير 66، التاريخ الكبير 1/ 220، تقدمة الجرح 20، الجرح 8/ 71، جامع بيان العلم لابن عبد البر 1/ 73، التاريخ الصغير 93 و 104 و 144، المعارف 472، معجم الشعراء للمرزباني 413، الأغاني (بولاق) 4/ 48، و 245، حلية الأولياء 3/ 360، صفة الصفوة 2/ 77، البداية والنهاية 9/ 340، غاية النهاية 2/ 262، الكامل في التاريخ 7/ 289، الوافي بالوفيات 5/ 24- 26، ميزان الاعتدال 4/ 40، التقريب 2/ 207، تهذيب التهذيب 9/ 445، طبقات ابن سعد 4/ 126، خلاصة تذهيب 359، شذرات الذهب 1/ 162، طبقات خليفة 261، التاريخ لابن معين 2/ 538 رقم 470، المعرفة والتاريخ 1/ 620، طبقات الفقهاء 63، تهذيب الأسماء 1/ 90 و 92، وفيات الأعيان 4/ 177، سير أعلام النبلاء 5/ 326 رقم 160، تذكرة الحفاظ 1/ 108- 113، العبر 1/ 158، النجوم الزاهرة 1/ 294.
[2] بالتصغير، بضم السين.(8/227)
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَخَلائِقُ.
وَرَوَى عَنْهُ مِنَ الْكِبَارِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدِيثُهُ أَلْفَانِ وَمِائَتَا حَدِيثٍ النِّصْفُ مِنْهَا مُسْنَدٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوَ أَلْفَيْ حَدِيثٍ.
قَالَ مَكْحُولٌ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهَذَا لَفْظٌ: لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قُلْتُ لِعُمَرَ: أَسَمِعَ الزُّهْرِيُّ مِنِ ابْنِ عُمَرَ؟ قَالَ:
سَمِعَ مِنْهُ حَدِيثَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ أُعَيْمَشَ أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ وَفِي حُمْرَتِهَا انْكِفَاءٌ كَانَ يَجْعَلُ فِيهِ كَتَمًا [1] .
وَرَوَى مَالِكٌ وَغَيْرُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: جَالَسْتُ سَعِيدَ بن المسيب ثمان سنين.
وروى ابن أبي الزناد عن أبيه قَالَ: كُنَّا نَطُوفُ مَعَ الزُّهْرِيِّ وَمَعَهُ الأَلْوَاحُ وَالصُّحُفُ وَيَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ.
قُلْتُ: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ حَافِظًا لا يَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يَكْتُبَ فَلَعَلَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَيَحْفَظُ ثُمَّ يَمْحُوهُ.
وَرَوَى أَبُو صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَالِمًا قَطُّ أَجْمَعَ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ
__________
[1] الكتم: بفتح الكاف والتاء: نبت يخضّب به الشعر.(8/228)
يُحَدِّثُ فِي التَّرْغِيبِ فَتَقُولُ: لا يُحْسِنُ إِلا هَذَا وَإِنْ حَدَّثَ عَنِ الْعَرَبِ وَالأَنْسَابِ قُلْتَ: لا يُحْسِنُ إِلا هَذَا وَإِنْ حَدَّثَ عَنِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ كَانَ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَشْكَابٍ: كَانَ الزُّهْرِيُّ جُنْدِيًّا.
وَقَالَ إِسْحَاقُ الْمُسَيِّبِيُّ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ أَنَّهُ عَرَضَ الْقُرْآنَ عَلَى الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ: ذَكَرَ ابْنَ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ إِلَى أَنْ قَالَ: أَعْلَمُهُمْ عِنْدِي الزُّهْرِيُّ فَإِنَّهُ جَمَعَ عِلْمَهُمْ إِلَى عِلْمِهِ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: مَا صَبَرَ أَحَدٌ عَلَى الْعِلْمِ صَبْرِي وَلا نَشَرَهُ أَحَدٌ نَشْرِي.
قَالَ اللَّيْثُ: وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ مِنْ أَسْخَى مَنْ رَأَيْتُ كَانَ يُعْطِي كُلَّ مَنْ جَاءَ فَإِذَا لَمْ يَبْقَ مَعَهُ شَيْءٌ اقْتَرَضَ، وَكَانَ يَسْمُرُ عَلى الْعَسَلِ كَمَا يَسْمُرُ أَهْلُ الشَّرَابِ عَلَى شَرَابِهِمْ وَيَقُولُ: اسْقُونَا وَحَدِّثُونَا، وَكَانَتْ لَهُ قُبَّةٌ مُعَصْفَرَةٌ وَعَلَيْهِ مَلْحَفَةٌ مُعْصَفَرَةٌ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَزَّانَ أَنَّهُ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ:
لا يُرْضِي النَّاسَ قولُ عَالِمٍ إِلا بِعَمَلٍ وَلا عَمَلٌ إِلا بِعَلْمٍ.
قَاسِمٌ هَذَا صَدُوقٌ.
وَعَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: ضَاقَ حَالُ الزُّهْرِيِّ فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَجَالَسَ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ فَأَرْسَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى الْحَلَقَةِ: مَن مِنْكُم يَحْفَظُ قَضَاءَ عُمَرَ فِي أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ؟ قُلْتُ: أَنَا، فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَن أَنْتَ؟ فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ أَبُوكَ لَنَعَّارًا [1] فِي الْفِتَنِ اجلس، فسأله مسائل وقضى دينه.
__________
[1] النعّار: الصيّاح.(8/229)
وَقَالَ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ إِنَّ عَمَّهُ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي ثَمَانِينَ لَيْلَةً.
وَرَوَى الزُّبَيْرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَسْتَقِي الْمَاءَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَيَقُولُ لِجَارِيَتِهِ: مَنْ بِالْبَابِ؟ فَتَقُولُ: غُلامُكَ الأَعْمَشُ.
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَا اسْتَفْهَمْتُ عَالِمًا قَطُّ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: قَالَ مَالِكٌ: ثنا الزُّهْرِيُّ بِحَدِيثٍ طَوِيلٍ فَلَمْ أَحْفَظْهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ حَدَّثْتُكُمْ؟ قُلْتُ: بَلَى ثُمَّ قُلْتُ: أَمَا كُنْتَ تَكْتُبْ؟
قَالَ: لا، قُلْتُ: وَلا تَسْتَعِيدُ؟ قَالَ: لا. وَرَوَى وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ:
مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ مَعْنُ الْقَزَّازُ: ثنا الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: رَأَيْتُ بَيْنَ عَيْنَيِ الزُّهْرِيِّ أَثَرَ السُّجُودِ.
وَرَوَى اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي عِلْمًا فَنَسِيتُهُ.
قَالَ اللَّيْثُ: فَكَانَ يُكْثِرُ شُرْبَ الْعَسَلِ وَلا يَأْكُلُ شَيْئًا مِنَ التُّفَّاحِ.
وَقَالَ مَالِكٌ: بَقِيَ ابْنُ شِهَابٍ وَمَالَهُ فِي الدُّنْيَا نَظِيرٌ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ: جَالَسْنَا الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ فَمَا رَأَيْنَا مِثْلَ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: مَا رَأَيْتُ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ عِنْدَ أَحَدٍ أَهْوَنَ مِنْهُ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ كَأَنَّهَا بِمَنْزِلَةِ الْبَعْرِ [1] .
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَدَّى هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَبْعَةَ آلافِ دِينَارٍ وكان يؤدّب ولده ويجالسه.
__________
[1] في الأصل «البعير» والتصحيح من شذرات الذهب (1/ 162) والبداية والنهاية، (9/ 342) وهو خطأ بين.(8/230)
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ:
نَشَأْتُ وَأَنَا غُلامٌ لا مَالَ لِي مُنْقَطِعٌ مِنَ الدِّيوَانِ، وَكُنْتُ أَتَعَلَّمُ نَسَبَ قَوْمِي مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعَدَوِيِّ، وَكَانَ عَالِمًا بِنَسَبِ قَوْمِي، وَكَانَ ابْنَ أُخْتِهِمْ وَحَلِيفَهُمْ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي الطَّلاقِ، فَأَشَارَ لَهُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: أَلا أَرَانِي مَعَ هَذَا الرَّجُلِ الْمُسِنُّ يَعْقِلُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ رَأْسَهُ وَلا يَدْرِي مَا هَذَا، فَانْطَلَقْتُ مَعَ السَّائِلِ إِلَى سَعِيدٍ وَتَرَكْتُ ابْنَ ثَعْلَبَةَ، وَجَالَسْتُ عُرْوَةَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَأَبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ حَتَّى فَقِهْتُ فَرَحَلْتُ إِلَى الشَّامِ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فِي السَّحَرِ فَأَمَمْتُ حَلْقَةً وِجَاهَ [1] الْمَقْصُورَةِ عَظِيمَةً، فَجَلَسْتُ فِيهَا، فَنَسَبَنِي الْقَوْمُ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، قَالُوا: هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِالْحُكْمِ فِي أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ؟ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِقَوْلِ عُمَرَ، فَقَالَ لِي الْقَوْمُ: هَذَا مَجْلِسُ قَبِيصَةَ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَهُوَ جَائِيكَ، وَقَدْ سَأَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَسَأَلْنَاهُ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ عِلْمًا، وَجَاءَ قَبِيصَةُ وَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ فَنَسَبَنِي، فَانْتَسَبْتُ، وَسَأَلَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَنُظَرَائِهِ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَال: أَنَا أُدْخِلُكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَصَلَّى الصُّبْحَ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَتَبِعْتُهُ، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، وَجَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ سَاعَةً حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ خَرَجَ الإِذْنُ فَقَالَ:
أين هذا المدني القرشي؟ قلت: ها أنا ذا، فَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَجِدُ بَيْنَ يَدَيْهِ الْمُصْحَفَ قَدْ أَطْبَقَهُ وَأَمَرَ بِهِ فَرُفِعَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرُ قَبِيصَةَ، فَسَلَّمْتُ بِالْخِلافَةِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عبيد الله بن عبد الله ابن شِهَابٍ، فَقَالَ: أَوَّهَ قَوْمٍ نَعَّارُونَ فِي الْفِتَنِ، قَالَ: وَكَانَ أَبِي مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ قَالَ: مَا عِنْدَكَ فِي أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ وَقُلْتُ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: كَيْفَ سَعِيدٌ وَكَيْفَ حَالُهُ؟ قَالَ: وَالْتَفَتَّ إِلَى قَبِيصَةَ فَقَالَ: هَذَا يُكْتَبُ بِهِ إِلَى الآفَاقِ، فَقُلْتُ: لا أَجِدْهُ أَخْلَى مِنْ هَذِهِ السَّاعَةِ وَلَعَلِّي
__________
[1] أي تجاه، على ما في القاموس المحيط للفيروزآبادي..(8/231)
لا أَدْخُلُ عَلَيْهِ بَعْدَهَا فَقُلْتُ: إِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصِلَ رَحِمِي وَأَنْ يَفْرِضَ لِي فَإِنِّي رَجُلٌ مُنْقَطِعٌ لا دِيوَانَ لِي، قَالَ: إِيهَا الآنَ امْضِ لِشَأْنِكَ، فَخَرَجْتُ مُوئِسًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَرَجْتُ لَهُ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ وَاللَّهِ مُقِلٌّ مُرْمَلٌ، فَجَلَسْتُ حَتَّى خَرَجَ قَبِيصَةُ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ لا يُمَالِي فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ مِنْ غَيْرِ أَمْرِي، أَلا اسْتَشَرْتَنِي؟ قُلْتُ: ظَنَنْتُ أَنِّي لا أَعُودُ إِلَيْهِ، قَالَ: ائْتِنِي فِي الْمَنْزِلِ، فَمَشَيْتُ خَلْفَ دَابَّتِهِ وَالنَّاسُ يُكَلِّمُونَهُ حَتّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ فَقَلَّمَا لَبِثَ حَتَّى خَرَجَ خَادِمٌ بِرُقْعَةٍ فِيهَا: هذه مِائَةُ دِينَارٍ قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِهَا وَبَغْلَةٌ تَرْكَبُهَا وَغُلامٌ وَعَشْرَةُ أَثْوَابٍ، فَقُلْتُ لِلرَّسُولِ: مِمَّنْ أَطْلُبُ هَذَا؟ قَالَ: أَلا تَرَى الرُّقْعَةَ فِيهَا اسْمُ الَّذِي أَمَرَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، قَالَ: فَنَظَرْتُ فِي طَرَفِ الرُّقْعَةِ فَإِذَا فِيهَا: فَأْتِ فُلانًا، فَسَأَلْتُ عنه فقيل:
ها هو ذا، فَأَتَيْتُهُ بِالرُّقْعَةِ فَأَمَرَ لِي بِذَلِكَ مِنْ سَاعَتِهِ، قَالَ: وَغَدَوْتُ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ وَأَنَا عَلَى الْبَغْلَةِ فَسِرْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: احْضَرْ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أُوَصِّلَكَ إِلَيْهِ، فَحَضَرْتُ، فَأَوْصَلَنِي، فَسَلَّمْتُ، فَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنْ أَجْلِسَ، فَلَمَّا جَلَسْتُ ابْتَدَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالْكَلامِ قَالَ: فَجَعَلَ يَسْأَلُنِي عَنْ أَنْسَابِ قَوْمِي قُرَيْشٍ، فَلَهُوَ كَانَ أَعْلَمُ بِهَا مِنِّي، ثُمَّ قَالَ: قَدْ فَرَضْتُ لَكَ فَرَائِضَ أَهْلِ بَيْتِكَ، وَالْتَفَتَ إِلَى قَبِيصَةَ فَأَمَرُه أَنْ يَكْتُبَ ذَلِكَ لِي فِي الدِّيوَانِ ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ دِيوَانِكَ، إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ قَبيِصَةَ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَمَرَ أَنْ تُثَبَّتَ فِي صَحَابَتِهِ وَأَنْ تُرْفَعَ فَرِيضَتُكَ، فَالْزَمْ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَزِمْتُ عَسْكَرَ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ، وَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ كَثِيرًا، وَجَعَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِيمَا يَسْأَلُنِي يَقُولُ: مَنْ لَقِيتَ! فَأُسَمِّيهُمْ لَهُ لا أَعْدُو قُرَيْشًا، فَقَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الأَنْصَارِ فَإِنَّكَ وَاجِدٌ عِنْدَهُمْ عِلْمًا، أَيْنَ أَنْتَ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَيْنَ أَنْتَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خَارِجَةَ! قَالَ: فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُهُمْ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُمْ عِلْمًا كَثِيرًا.
قَالَ وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ فَلَزِمْتُ الْوَلِيدَ ثُمَّ سُلَيْمَانَ ثُمَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ(8/232)
ثُمَّ يَزِيدَ ثُمَّ هِشَامًا، فَاسْتَقْضَى يَزِيدُ بْنُ عبد الملك على قضائه الزهري وسليمان ابن حَبِيبٍ جَمِيعًا.
وَحَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ وَمَعَهُ الزُّهْرِيُّ حَصَرَهُ مَعَ وَلَدِهِ يُفَقِّهُهُمْ وَيُعَلِّمُهُمْ وَيَحُجُّ مَعَهُمْ فَلَمْ يُفَارِقْهُمْ حَتَّى مَاتَ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ أَبَدًا عِنْدَ هِشَامٍ فِي الْوَلِيدِ [1] بْنِ يَزِيدَ ويعيبه ويذكر أمورا عظيمة لا ينطق بها حَتَّى يَذْكُرَ الصِّبْيَانِ وَأَنَّهُمْ يُخَضِّبُونَ بِالْحِنَّاءِ، وَيَقُولُ: مَا يَحِلُّ لَكَ إِلا خَلْعُهُ، فَكَانَ هِشَامُ لا يقدر ولا يسؤوه مَا صَنَعَ الزُّهْرِيُّ رَجَاءَ أَنْ يُؤَلِّبَ النَّاسَ عَلَيْهِ، قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: فَكُنْتُ يَوْمًا عِنْدَهُ فِي نَاحِيَةِ الْفُسْطَاطِ أَسْمَعُ مِنْ كَلامِ الزُّهْرِيِّ فِي الْوَلِيدِ وَأَتَغَافَلُ، فَجَاءَ الْحَاجِبُ، فَقَالَ: هَذَا الْوَلِيدُ عَلَى الْبَابِ [2] قَالَ:
أَدْخِلْهُ فَدَخَلَ وَأَوْسَعَ لَهُ هِشَامٌ عَلَى فِرَاشِهِ وَأَنَا أَعْرِفُ فِي وَجْهِ الْوَلِيدِ الْغَضَبَ وَالشَّرَّ فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بَعَثَ إِلَيَّ وَإِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَرَبِيعَةَ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ لَيْلَةً مُخَلِّيًا، فَقَالَ: يَا بْنَ ذَكْوَانَ أَرَأَيْتَ يَوْمَ دَخَلْتَ عَلَى الأحول وَأَنْتَ عِنْدَهُ وَالزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ فِيَّ أَفَتَحْفَظُ مِنْ كَلامِهِ شَيْئًا؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَذْكُرُ يَوْمَ دَخَلْتَ وَالْغَضَبَ فِي وَجْهِكَ قَالَ: كَانَ الْخَادِمُ الَّذِي رَأَيْتُ عَلَى رَأْسِ هِشَامٍ نَقَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ إِلَيَّ وَأَنَا عَلَى الْبَابِ وَقَالَ: إِنَّكَ لَمْ تَنْطِقْ بِشَيْءٍ ثُمَّ قَال: قَدْ كُنْتُ عَاهَدْتُ اللَّهَ لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللَّهُ أَنْ أَقْتُلَ الزُّهْرِيَّ.
قَالَ ابْنُ الْوَلِيدِ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَال: سُئِلَ مَكْحُولٌ: مَنْ أَعْلَمُ مَنْ لَقِيتَ؟ قَال: ابْنُ شِهَابٍ قِيلَ: ثُمَّ مَنْ! قَالَ: ثُمَّ ابْنُ شهاب.
__________
[1] في الأصل «في خلع الوليد» ، ولعل «خلع» مقحمة، على ما سيأتي في ترجمة الوليد.
[2] في الأصل «هذا الوليد على الوليد» .(8/233)
وَعَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: مَا مَاتَ رَجُلٌ ترك مثلك.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أبيه قَالَ: مَا أَرَى [1] أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ مَا جَمَعَ ابْنُ شِهَابٍ.
وَقَالَ عُقَيْلٌ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ خَاتَمًا «مُحَمَّدٌ يَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ» .
قَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ الزُّهْرِيَّ قَالَ لِهِشَامٍ: اقْضِ دَيْنِي، قَالَ: وَكَمْ هُوَ؟ قَالَ: ثَمَانِيَةُ عَشَرَ أَلْفِ دِينَارٍ، قَالَ: إِنِّي أَخَافُ إِنْ قَضَيْتُهَا عَنْكَ أَنْ تَعُودَ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ» فَقَضَاهَا عَنْهُ، قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا مَاتَ الزُّهْرِيُّ حَتّى اسْتَدَانَ مِثْلَهَا فَبَعَثَ بِبَعْثِ كَذَا فَقَضَى دَيْنَهُ.
وَقَالَ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ كَانَ يَنْزِلُ بِالأَعْرَابِ يُعَلِّمُهُمْ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: قَالُوا لِلزُّهْرِيِّ: لَوْ أَنَّكَ الآنَ فِي آخِرِ عُمْرِكَ أَقَمْتَ بِالْمَدِينَةِ فَغَدَوْتَ إِلَى مَسْجِدِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرُحْتَ وَجَلَسْتَ إِلَى عَمُودٍ فَذَكَّرْتَ النَّاسَ وَعَلَّمْتَهُمْ. قَالَ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ لَوَطِئَ النَّاسُ عَقِبَيَّ وَلا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَفْعَلَ حَتَّى أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا وَأَرْغَبَ فِي الآخِرَةِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا يَقُولُ: أَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ بِالرُّصَافَةِ فَجَالَسْتُهُ فَجَعَلْتُ أَسْأَلُهُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي قَدْ فَرَغْتُ مِنْهُ فَلَمَّا مَاتَ مُرَّ عَلَيْنَا بِكُتُبِهِ عَلَى الْبِغَالِ.
وَفِي لَفْظٍ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ سمعت معمرا يقول: كنا نرى
__________
[1] في الأصل «رأى» .(8/234)
أَنَّا قَدْ أَكْثَرْنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قُتِلَ الْوَلِيدُ فَإِذَا الدَّفَاتِرُ قَدْ حُمِلَتْ عَلَى الدَّوَابِ مِنْ خَزَائِنِهِ، يَعْنِي مِنْ عِلْمِ الزُّهْرِيِّ.
قُلْتُ: يَعْنِي الْكُتُبَ الَّتِي كُتِبَتْ عَنْهُ لِآلِ مَرْوَانَ.
وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ أَنَّ أَبَا جَبَلَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ شِهَابٍ فِي سَفَرٍ فَصَامَ عَاشُورَاءَ فَقِيلَ لَهُ! فَقَالَ: إِنَّ رَمَضَانَ لَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [1] وَإِنَّ عَاشُورَاءَ يَفُوتُ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٌ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: ثَلاثٌ إِذَا كُنَّ فِي الْقَاضِي فَلَيْسَ بِقَاضٍ: إِذَا كَرِهَ الْمَلامَ وَأَحَبَّ الْمَحَامِدَ وَكَرِهَ الْعَزْلَ.
وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ: ثنا اللَّيْثُ ثنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنّ ابْنَ شِهَابٍ وَضَعَ يَدَهُ فِي وُضُوئِهِ ثُمَّ تَذَكَّرَ حَدِيثًا فَلَمْ يَزَلْ يَتَذَكَّرُ وَيَدَهُ فِي الْمَاءِ حَتَّى أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فِي السَّحَرِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ: ثنا الْمُوَقَّرِيُّ قَالَ: كُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَى الزُّهْرِيِّ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ فَقَالَ لَنَا: مَنْ لَمْ يَأْكُلْ طَعَامَنَا فَلا يَقْرَبْنَا.
وَعَاتَبُوهُ يَوْمًا فِي دَيْنِهِ فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ إِلا عَشَرَةُ آلافِ دِينَارٍ وَأَنَا مُنَعَّمٌ فِي الدُّنْيَا لِي خَمْسَةٌ مِنَ الْعُيُونِ كُلُّ عَيْنٍ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ أَرْبَعِينَ دِينَارًا، وَلَيْسَ لِي وَارِثٌ إِلا ابْنُ الابْنِ، وَمَا أُبَالِي أَنْ لا يُصِيبَ مِنِّي دِرْهَمًا لِأَنَّهُ فَاسِقٌ.
ابْنُ وَهْبٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ:
لا يُنَاظَرُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَلا بِكَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَرَوَى ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ شِهَابٍ الْمَدِينَةَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَبِيعَةَ
__________
[1] يشير الى الآية الكريمة في سورة البقرة، الآية 183.(8/235)
وَدَخَلا إِلَى بَيْتِ الدِّيوَانِ فَمَا خَرَجَا إِلَى الْعَصْرِ فَخَرَجَ ابْنُ شِهَابٍ يَقُولُ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ بِالْمَدِينَةِ مِثْلَ رَبِيعَةَ وَخَرَجَ رَبِيعَةُ يَقُولُ: مَا ظَنَنْتُ أَنْ أَحَدًا بَلَغَ مِنَ الْعِلْمِ مَا بَلَغَ ابْنُ شِهَابٍ.
ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: الإِيمَانُ بِالْقَدَرِ نِظَامُ التَّوْحِيدِ فَمَنْ وَحَّدَ وَيُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ نَقَضَ كُفْرُهُ بِالْقَدَرِ تَوْحِيدَهُ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ قَالا:
ثنا عُقَيْلٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ سُنَّةِ الصَّلاةِ أَنْ تَقْرَأْ بِسْمِ الله الرحمن الرحيم ثُمَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثُمَّ تَقْرَأُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ثُمَّ تَقْرَأُ سُورَةٌ. وَكَانَ يَقُولُ:
أَوَّلُ مَنْ قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سِرًّا بِالْمَدِينَةِ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَكَانَ رَجُلا حييا.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: سَمِعْتُ خَالِي مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ لَقَدْ أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ سَبْعِينَ مِمَّنْ يَقُولُ:
قَالَ فُلانٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَوِ ائْتُمِنَ عَلَى بَيْتِ مَالٍ لَكَانَ بِهِ أَمِينًا فَمَا أَخَذْتُ مِنْهُمْ شَيْئًا لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنْ أَهْلِ هَذَا الشَّأْنِ وَيَقْدِمُ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ وَهُوَ شَابٌّ فَنَزْدَحِمُ عَلَى بَابِهِ.
كَذَا قَالَ، وَلَمْ يَلْقَ مَالِكٌ الزُّهْرِيَّ إِلا وَهُوَ شَيْخٌ فَلَعَلَّهُ اشتُبِه عَلَيْهِ بِالْخِضَابِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ أَحْسِبُ أَنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ مِنَ الْعِلْمِ وَأَصَبْتُ مِنْهُ فَلَمَّا جَالَسْتُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ فَكَأَنَّمَا كُنْتُ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ.
وَقَالَ يُونُسُ عَنْهُ: جَالَسْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ حَتَّى مَا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْهُ إِلا الرُّجُوعَ يَعْنِي الْمَعَادَ وَجَالَسْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ فَمَا رَأَيْتُ أَغْرَبَ حَدِيثًا مِنْهُ وَجَالَسْتُ عُرْوَةَ فَوَجَدْتُهُ بَحْرًا لا تُكَدِّرُهُ الدَّلاءُ.(8/236)
وَقَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَأَيْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَوْمًا يُؤْتَى بِالْكِتَابِ مَا يقرأه وَلا يُقْرَأُ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ [1] : نَأْخُذُ هَذَا عَنْكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَأْخُذُونَهُ وَلا يَرَاهُ وَلا يَرَوْنَهُ.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
مَا استْعَدْتُ حَدِيثًا إِلا مَرَّةً فَسَأَلْتُ صَاحِبي فَإِذَا هُوَ كَمَا حَفِظْتُ.
قَالَ قُرَّةُ بْنُ صُوَيْلٍ: لَمْ يَكُنْ لِلزُّهْرِيِّ كِتَابٌ إِلا كِتَابٌ فِي نَسَبِ قَوْمِهِ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: يا أهل الْعِرَاقِ يَخْرُجُ الْحَدِيثُ مِنْ عِنْدَنَا شِبْرًا [2] وَيَصِيرُ عِنْدَكُمْ ذِرَاعًا [3] .
وَقَالَ نُوحُ بْنُ يَزِيدَ الْمُؤَدَّبُ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ:
لَقِيَنِي سَالِمٌ كَاتِبُ هِشَامٍ فَقَالَ لِي: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَكْتُبَ لِوَلَدِهِ حَدِيثَكَ، قُلْتُ: لَوْ سَأَلْتَنِي عَنْ حَدِيثَيْنِ أَتْبَعَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ مَا قَدِرْتُ، وَلَكِنِ ابْعَثْ إِلَيَّ كَاتِبًا أَوْ كَاتِبَيْنِ فَإِنَّهُ قَلَّ يَوْمٌ إِلا يَأْتِينِي قَوْمٌ يَسْأَلُونِي عَمَّا لَمْ أُسْأَلْ عَنْهُ بِالأَمْسِ، فَبَعَثَ إِلَيَّ كَاتِبَيْنِ اخْتَلَفَا إِلَيَّ سَنَةً، قَالَ: ثُمَّ لَقِيَنِي فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَرَانَا إِلا قَدِ انْفَضْنَا بِكَ، قُلْتُ: كَلا إِنَّمَا كُنْتُ فِي عِزَازٍ مِنَ الأَرْضِ فَالآنَ هَبَطْتُ بُطُونُ الأَوْدِيَةِ.
وَعَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: مَكَثْتُ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَخْتَلِفُ مِنَ الشَّامِ إِلَى الْحِجَازِ فَمَا وَجَدْتُ شَيْئًا أَسْتَطْرِفُهُ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مالك أخبرني ربيعة أن عبد الملك
__________
[1] في الأصل «فيقول» .
[2] في الأصل «شبر» .
[3] في الأصل «ذراع» .(8/237)
ابن مَرْوَانَ قَالَ لِلزُّهْرِيِّ: هَلْ جَالَسْتَ عُرْوَةَ! قَالَ: لا، فَأَمَرَهُ بِهِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَفَجَّرْتُ بِهِ بَحْرًا [1] .
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: لَقَدْ هَلَكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَلَمْ يَتْرُكْ كِتَابًا وَلا الْقَاسِمُ وَلا عُرْوَةُ وَلا ابْنُ شِهَابٍ، ثُمَّ قَالَ مَالِكٌ: قُلْتُ لابْنِ شِهَابٍ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْصِمُهُ: مَا كُنْتُ تَكْتُبُ! قَالَ: لا، قُلْتُ: وَلا تَسْأَلُ أَنْ يُعَادَ عَلَيْكَ الْحَدِيثُ! قَالَ: لا. وَلَقْد سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ قَالَ: الَّذِي أَعْجَبَنِي مِنْهُ قَدْ حَدَّثْتُكُمْ بِهِ.
وَقَالَ أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ: ثنا يُونُسُ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: إِيَّاكَ وَغُلُولَ الْكُتُبِ، قُلْتُ: مَا غُلُولُهَا؟ قَالَ: حَبْسُهَا.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أبيه قَالَ: مَا سَبَقَنَا ابْنُ شِهَابٍ بِشَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ إِلا أَنَّهُ كَانَ يَشُدّ ثَوْبَهُ عِنْدَ صَدْرِهِ وَيَسْأَلُ عَمَّا يُرِيدُ وَكُنَّا تَمْنَعُنَا الْحَدَاثَةُ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي: ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا حُسَيْنُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ فَأَتَيْنَاهُ وَمَعَنا رَبِيعَةَ فَحَدَّثَنَا بِنَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ حَدِيثًا، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مِنَ الْغَدِ وَقَالَ: انْظُرُوا كِتَابًا حَتّى أُحَدِّثُكُمْ مِنْهُ أَرَأَيْتُمْ مَا حَدَّثْتُكُمْ أَمْسَ فِي أَيْدِيكُمْ مِنْهُ؟ فَقَالَ لَهُ رَبِيعَةُ: هَا هُنَا مَنْ يَسْرِدُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثْتَ بِهِ أَمْسَ، قَالَ: وَمَنْ هُوَ، قَالَ: ابْنُ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ لِي: هَاتِ، فَحَدَّثْتُهُ بِأَرْبَعِينَ مِنْهَا، فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ بَقِيَ مَنْ يَحْفَظُ هَذَا غَيْرِي.
وَرَوَى الأَوْزَاعِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ
__________
[1] في البداية والنهاية لابن كثير (9/ 345) «ففجرت ثج بحرة» . وفي النهاية لابن الأثير: كنت إذا فاتحت عروة بن الزبير فتقت به ثبج بحر، أي وسطه ومعظمه.(8/238)
عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَتَاكَ بِهِ الزُّهْرِيُّ عَنْ غَيْرِهِ فَشُدَّ يَدَيْكَ بِهِ وَمَا أَتَاكَ بِهِ عَنْ رَأْيِهِ فَانْبُذْهُ.
وَقَال ابْنُ الْمَدِينِيِّ: دَارَ عِلْمُ الثِّقَاتِ عَلَى سِتَّةٍ: فَكَانَ بِالْحِجَازِ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ والزُّهْرِيُّ، وَبِالْبَصْرَةِ قَتَادَةُ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَبِالْكُوفَةِ أَبُو إِسْحَاقَ وَالأَعْمَشُ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: ثنا الأَصَمُّ أَنْبَأَ الرَّبِيعُ أَنْبَأَ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ سَعْدٍ قَالَ:
سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْخُلْعِ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي فِيهِ ثَلاثِينَ حَدِيثًا مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَطُّ.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ لَمَّا حَدَّثَ بِحَدِيثِ «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ» قُلْتُ لَهُ:
فَمَا هُوَ؟ قَالَ: مِنَ اللَّهِ الْقَوْلُ وَعَلَى الرَّسُولِ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا التَّسْلِيمُ أَمِرُّوا حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا جَاءَ بِلا كَيْفٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَكِّيُّ: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى الزُّهْرِيِّ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ بَابِ الصَّفَا فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا صَبِيُّ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ؟
قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: تَعَلَّمْتَ الْفَرَائِضَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: كَتَبْتَ الْحَدِيثَ؟
قُلْتُ بَلَى، وَقُلْتُ: أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ أُسْتَاذٌ أُسْتَاذٌ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: كَتَبَ إِلِيَ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ: اجْمَعْ لِي أَحَادِيثِ الزُّهْرِيِّ.
مَعْمَرٌ أَنْبَأَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ: اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالزُّهْرِيُّ نَطْلُبُ الْعِلْمَ فَقُلْنَا: نَكْتُبُ السُّنَنَ فَكَتَبْنَا مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: نَكْتُبُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ فَإِنَّهُ سُنَّةٌ، فَقُلْتُ أَنَا: لَيْسَ بِسُنَّةٍ، فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ.(8/239)
وَرَوَى يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: الْعِلْمُ وَادٍ فَإِذَا هَبَطْتَ وَادِيًا فَعَلَيْكَ بِالتُؤُدَةِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْهُ.
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي الْعَالِمَ فَمَا نَتَعَلَّمُ مِنْ أَدَبِهِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ عِلْمِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: كُنَّا نَكْرَهُ الْكِتَابَ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْه السُّلْطَانُ فَكَرِهْنَا أَنْ نَمْنَعَهُ النَّاسَ.
وَرَوَى مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلُ مِنَ الْعِلْمِ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: مَا صَبَرَ أحَدٌ لِلْعِلْمِ صَبْرِي وَمَا نَشَرَهُ أَحَدٌ نَشْرِي، فَأمَّا عُرْوَةُ فَبِئْرٌ لا تُكَدِّرُهَا الدِّلاءُ، وَأَمَّا سَعِيدٌ فَانْتَصَبَ لِلنَّاسِ فَذَهَبَ اسْمُهُ كُلَّ مَذْهَبٍ.
وَرَوَى سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَلِيدِ فَتَلا: (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ) 24: 11 [1] فَقَالَ: نَزَلْتُ فِي عَلِيٍّ، قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ لَيْسَ كَذَا فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ الْمُنَافِقِ.
أَنْبَئُونَا عَنِ اللَّبَّانِ أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ ثنا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا ابْنُ الصَّوَّافِ ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
كَانَ مَنْ مَضَى مِنْ عُلَمَائِنَا يَقُولُونَ: الاعْتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ وَالْعِلْمُ يُقْبَضُ قَبْضًا سَرِيعًا، فَبِعِزِّ الْعِلْمِ ثَبَاتُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَفِي ذَهَابِ الْعِلْمِ ذَهَابُ ذَلِكَ كُلِّهِ.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: أَخْرِجْ لِي كُتُبَكَ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي ثُمَّ قَالَ: يَا جَارِيَةُ هَاتِي تِلْكَ الْكُتُبَ، فَأَخْرَجَتْ صُحُفًا فِيهَا شِعْرٌ، وَقَالَ: مَا عِنْدِي إِلا هَذَا.
__________
[1] قرآن كريم- سورة النور- الآية 11.(8/240)
وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَحْفَظَ الْحَدِيثَ فَلْيَأْكُلِ الزَّبِيبَ.
وَقَالَ أَيُّوبُ بْن سُوَيْدٍ: ثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي الْقَاسِمُ:
يَا غلام أراك تحرص على طلب العلم أفلا أَدُلُّكَ عَلَى وِعَائِهِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:
عَلَيْكَ بعمرة فإنها كانت في حجر عائشة، فأتيتها فَوَجَدْتُهَا بَحْرًا لا يُنْزَفُ.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ:
جَالَسْتُ جَابِرًا وَابْنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ الزُّبَيْرِ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَنْسَقَ لِلْحَدِيثِ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
وَعَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيِّ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: الْحَافِظُ لا يُولَدُ إِلا فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ سَنَةً مَرَّةً.
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدَّبُ: ثنا أَبُو أُوَيْسٍ سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ فِي الْحَدِيثِ فَقَالَ: هَذَا يَجُوزُ فِي الْقُرْآنِ فَكَيْفَ بِهِ فِي الْحَدِيثِ إِذَا أُصِيبَ مَعْنَى الْحَدِيثِ فَلا بَأْسَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَكَمٍ ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: ضَاقَتْ حَالُ الزُّهْرِيِّ وَرَهَقَهُ دَيْنٌ فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَجَالَسَ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فبَيْنَا نَحْنُ مَعَهُ نَسْمُرُ إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَذَهَبَ بِهِ إِلَيْهِ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: مَنْ منكم يحفظ قضاء عمر في أمهات الأولاد؟ قُلْتُ: أَنَا، قَالَ: قُمْ، فَدَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى نَمْرَقَةٍ، بِيَدِهِ مِخْصَرةٌ، عَلَيْهِ غَلالَةٌ مُلْتَحِفٌ بِسُبَيْبَةٍ [1] ، بَيْنَ يَدَيْهِ شمعة، فسلمت
__________
[1] السبيبة: شقة من الثياب. وفي الأصل مهملة، والتصحيح من النهاية.(8/241)
فَقَالَ: مَن أَنْتَ؟ فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ أَبُوكَ لَنَعَّارًا فِي الْفِتَنِ، قُلْتُ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ، قَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ، قَالَ: تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: اقْرَأْ مِنْ سُورَةِ كَذَا وَمِنْ سُورَةِ كذا، فقرأت فقال: أتفرض؟ قلت: نعم، قَالَ: فَمَا تَقُولُ فِي امْرَأَةٍ تَرَكَتْ زَوْجَهَا وَأَبَوَيْهَا، قُلْتُ: لِزَوْجِهَا النِّصْفُ وَلأُمِّهَا السُّدُسُ وَلِأَبِيهَا مَا بَقِيَ، قَالَ: أَصَبْتَ الْفَرْضَ وَأَخْطَأْتَ اللَّفْظَ إِنَّما لِزَوْجِهَا النِّصْفُ وَلأُمِّهَا ثُلُثُ مَا يَبْقَى [1] ، هَاتِ حَدِيثَكَ، قُلْتُ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فَذَكَرَ قَضَاءَ عُمَرَ فِي أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ، فَقَالَ:
وَهَكَذَا حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ دَيْنِي، قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَتَفْرِضُ لِي، قَالَ: لا وَاللَّهِ مَا نَجْمَعَهُمَا لِأَحَدٍ، قَالَ: فَتَجَهَّزْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ.
وَعَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ أُرِيدُ الْغَزْوَ فَأَتَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ فَوَجَدْتُهُ عَلَى قُبَّةٍ عَلَى فُرُشٍ تُفَوِّتُ الْقَائِمَ وَالنَّاسُ تَحْتَهُ سِمَاطَانِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: ثنا عَنْبَسَةُ ثنا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَفَدتُ إِلَى مَرْوَانَ وَأَنَا مُحْتَلِمٌ. هَذِهِ رِوَايَةً غَرِيبَةً قَدْ قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ فِيهَا: هَذَا بَاطِلٌ إِنَّمَا خَرَجَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَلَمْ يَكُنْ عَنْبَسَةَ مَوْضِعًا لِكِتَابَةِ الْحَدِيثِ.
قَالَ خَلِيفَةُ: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ [2] .
وَقَالَ دُحَيْمٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِينَ.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ وَفِي حُمْرَتِهَا انْكِفَاءٌ [3] كَأَنَّهُ يَجْعَلُ فِيه كَتَمًا، وَكَانَ أُعَيْمَشَ وله جمة، قدم علينا
__________
[1] لأن الله يقول في سورة النساء- الآية رقم 11 (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ) 4: 11 والثلث في هذه المسألة يراد به ثلث الباقي الّذي يرثه الأبوان منعا لتمييز الأنثى على الذكر.
[2] تاريخ خليفة 218.
[3] أي تغيّر عن لون الحمرة. والكلمة مهملة في الأصل. والتصحيح من النهاية.(8/242)
فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ- يَعْنِي مَكَّةَ- فَأَقَامَ إِلَى هِلالِ الْمُحَرَّمِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ قصيرا قليل اللحية له شعرات طوال خفيف العارضين.
ولفائد بْنِ أَقْرَمَ يَمْدَحُ الزُّهْرِيَّ فَقَالَ بَعْدَ أَنْ تَغَزَّلَ:
دَعْ ذَا وَأَثْنِ عَلَى الْكَرِيمِ مُحَمَّدٍ ... وَاذْكُرْ فَوَاضِلَهُ عَلَى الأَصْحَابِ
وَإِذَا يُقَالُ مَنِ الْجَوَّادُ بِمَالِهِ ... قِيلَ الْجَوَّادُ مُحَمَّدُ بْنُ شِهَابِ
أَهْلُ الْمَدَائِنِ يَعْرِفُونَ مَكَانَهُ ... وَرَبِيعٌ بَادِيَةٌ عَلَى الأَعْرَابِ
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: حَدَّثَ الزُّهْرِيُّ قَوْمًا بِحَدِيثٍ فَلَمَّا قَامَ قُمْتُ فَأَخَذْتُ بِعَنَانِ دَابَّتِهِ فَاسْتَفْهَمْتُهُ فَقَالَ: تَسْتَفْهِمُنِي مَا اسْتَفْهَمْتُ عَالِمًا قَطُّ وَلا أَعَدْتُ شَيْئًا عَلَى عَالِمٍ قَطُّ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ: ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْقَاوِيُّ سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: حَدَّثَ الزُّهْرِيُّ بِمِائَةِ حَدِيثٍ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: كَمْ حَفِظْتَ يَا مَالِكُ؟
قُلْتُ: أَرْبَعِينَ حَدِيثًا، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتُهُ ثُمَّ قَالَ: إِنَّا للَّه كَيْفَ نَقَصَ الْحِفْظُ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ الزُّهْرِيَّ كَانَ يَبْتَغِي الْعِلْمَ مِنْ عُرْوَةَ وَغَيْرِهِ فَيَأْتِي جَارِيَةً لَهُ نَائِمَةً فَيُوقِظُهَا فَيَقُولُ لَهَا: حَدَّثَنِي فُلانٌ وَفُلانٌ بِكَذَا، فَتَقُولُ: مَا لِي وَلِهَذَا، فَيَقُولُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ لا تَنْتَفِعِينَ بِهِ وَلَكِنْ سَمِعْتُ الآنَ فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْتَذِكِرَهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: خَرَجَ الزُّهْرِيُّ مِنَ الْخَضْرَاءِ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان فجلس عند ذاك العمود(8/243)
فقال: يا أيها الناس إنا كنا قد منعنا كم شَيْئًا قَدْ بَذَلْنَاهُ لِهَؤُلاءِ فَتَعَالَوْا حَتَّى أُحَدِّثَكُمْ قَالَ: وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ مَا لِي أَحَادِيثُكُمْ لَيْسَ لَهَا أَزِمَّةٌ وَلا خَطْمٌ، قَالَ الْوَلِيدُ: فَتَمَسَّكَ أَصْحَابُنَا بِالأَسَانِيدِ مِنْ يَوْمَئِذٍ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ: كُنَّا نَكْرَهُ الْكِتَابَ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ الأُمَرَاءُ فَرَأَيْتُ أَنْ لا أمنعه مسلما.
قال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: الزُّهْرِيُّ أَحْسَنُ النَّاسِ حَدِيثًا وَأَجْوَدُ النَّاسِ إِسْنَادًا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَثْبَتَ أَصْحَابُ أَنَسٍ الزُّهْرِيَّ.
وَرَوَى أَبُو صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ يَخْتِمُ حَدِيثَهُ بِدُعَاءٍ جَامِعٍ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: مَا بَقِيَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ الْعِلْمِ مَا بَقِيَ عِنْدَ ابْنِ شِهَابٍ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ وَرَجُلٍ آخَرَ، كَأَنَّهُ عَنِيَ نَفْسَهُ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ مَعَ مُجَالَسَتِهِ لِلْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ: لَمْ أَرَ قَطُّ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا الزُّهْرِيُّ إِلا بَحْرٌ. سَمِعْتُ مَكْحُولا يَقُولُ:
ابْنُ شِهَابٍ أَعْلَمُ النَّاسِ.
وَقَالَ مَالِكٌ: بَقِيَ ابْنُ شِهَابٍ وَمَالَهُ فِي النَّاسِ نَظِيرٌ.(8/244)
وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: شَهِدْتُ وُهَيْبًا وَبِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ وَغَيْرِهِمَا ذَكَرُوا الزُّهْرِيَّ فَلَمْ يَجِدُوا أَحَدًا يُقِيسُونَهُ بِهِ إِلا الشَّعْبِيَّ.
وَقَالَ ابْنُ المديني: أَفْتَى أَرْبَعَةٌ: الْحَكَمُ وَحَمَّادٌ وَقَتَادَةُ وَالزُّهْرِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ عِنْدِي أَفْقَهُهُمْ.
وَقَالَ الْفِرْيَابِيُّ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ فَتَثَاقَلَ عَلَيَّ فَقُلْتُ لَهُ:
أَتُحِبُّ لَوْ أَنَّكَ أَتَيْتَ مَشَايِخَكَ فَصَنَعُوا بِكَ مِثْلَ هَذَا؟! فَقَالَ: كَمَا أَنْتَ، وَدَخَلَ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ كِتَابًا فَقَالَ: خُذْ هَذَا فَارْوِهِ عَنِّي، فَمَا رَوَيْتُ عَنْهُ حَرْفًا.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: أَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ بَعْدَ أَنْ تَرَكَ الْحَدِيثَ فَأَلْفَيْتُهُ عَلَى بَابِهِ فَقُلْتُ: إِنْ رأيتَ أَنْ تُحَدِّثَنِي، فَقَالَ:
أَمَا عَلِمْتَ أَنِّي قَدْ تَرَكْتُ الْحَدِيثَ؟ فَقُلْتُ: إِمَّا أَنْ تُحَدِّثَنِي وَإِمَّا أَنْ أُحَدِّثَكَ، حَدِّثْنِي، فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: مُرْسَلُ الزُّهْرِيِّ شَرٌّ مِنْ مُرْسَلِ غَيْرِهِ لِأَنَّهُ حَافِظٌ وَكُلَّمَا قَدِرَ أَنْ يُسَمِّي سَمَّى وَإِنَّمَا يَتْرُكُ مَنْ لا يُحِبُّ أَنْ يُسَمِّيَهُ.
وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ حَوْشَبٍ الْفَزَارِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ وَذَكَرَ الزُّهْرِيَّ فَقَالَ: أَيُّ رَجُلٍ هُوَ لَوْلا أَنَّهُ أَفْسَدَ نَفْسَهُ بِصُحْبَةِ الْمُلُوكِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ ثنا الشَّافِعِيُّ ثنا عَمِّي قَالَ:
دَخَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ عَلَى هشام فقال له: يَا سُلَيْمَانُ مَنِ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: ابْنُ سَلُولٍ، قَالَ: كَذَبْتَ بَلْ هُوَ علي، فدخل ابن شهاب فقال: يا بن شِهَابٍ مَنِ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ؟ قَالَ: ابْنُ أُبَيٍّ فَقَالَ لَهُ: كَذَبْتَ(8/245)
بَلْ هُوَ عَلِيٌّ، قَالَ: أَنَا أَكْذِبُ لا أبا لك فو الله لَوْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ الْكَذِبَ مَا كَذَبْتُ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ وَعُرْوَةُ وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلِ الْقَوْمُ يُغْرُونَ به فقال له هشام ارحل فو الله مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَحْمِلَ عَنْ مِثْلِكَ، فَقَالَ: وَلِمَ؟ أَنَا اغْتَصَبْتُكَ عَلَى نَفْسِي أَوْ أَنْتَ اغْتَصَبْتَنِي عَلَى نَفْسِي فَخَلِّ عَنِّي، فَقَالَ لَهُ: لا وَلَكِنَّكَ اسْتَدَنْتَ أَلْفَيْ أَلْفٍ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ- وَأَبُوكَ قَبْلُ- أَنِّي مَا اسْتَدَنْتُ هَذَا الْمَالَ عَلَيْكَ وَلا عَلَى أَبِيكَ، فَقَالَ هِشَامُ: إِنَّا إِنْ نَهْجُ الشَّيْخَ يَهْجُ الشَّيْخُ، فَأَمَرَ فَقَضَى مِنْ دَيْنِهِ أَلْفَ أَلْفٍ، فأخبر بذلك فقال: الحمد للَّه الَّذِي هَذَا هُوَ مِنْ عِنْدِهِ.
قَالَ عَمِّي: وَنَزَلَ ابْنُ شِهَابٍ بِمَاءٍ مِنَ الْمِيَاهِ فَالْتَمَسَ سَلَفًا فَلَمْ يَجِدْ فَأَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَنُحِرَتْ وَدَعَا إِلَيْهَا أَهْلَ الْمَاءِ فَمَرَّ بِهِ عَمُّهُ فَدَعَاهُ إلى الغذاء فقال:
يا بن أَخِي إِنَّ مُرُوءَةَ سَنَةٍ تَذْهَبُ بِذُلِّ الْوَجْهِ سَاعَةً، فَقَالَ: يَا عَمِّ انْزِلْ فَكُلْ وَإِلا فَامْضِ.
وَنَزَلَ مَرَّةً بِمَاءٍ فَشَكَا إِلَيْهِ أَهْلُ الْمَاءِ إِنَّ لَنَا ثَمَانِيَ عَشْرَةَ امْرَأَةً عَمْرِيَّةً- أَيْ لَهُنَّ أَعْمَارٌ- لَيْسَ لَهُنَّ خَادِمٌ، فَاسْتَسْلَفَ ابْنُ شِهَابٍ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفًا وَأَخْدَمَ كُلَّ واحدة منهن خَادِمًا بِأَلْفٍ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَضَى عَنِ الزُّهْرِيِّ سَبْعَةَ آلافِ دِينَارٍ وَقَالَ لا تَعُدْ لِمِثْلِهَا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ» . وَقَالَ مَالِكٌ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَجَدْنَا السَّخِيَّ لا تَنْفَعُهُ التَّجَارِبُ.
وَقَالَ يُونُسُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: مَرَّ تَاجِرٌ بِالزُّهْرِيِّ وَهُوَ فِي قَرْيَتِهِ(8/246)
وَالرَّجُلُ يُرِيدُ الْحَجَّ فَابْتَاعَ مِنْهُ بَزًّا بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ إِلَى أَجَلٍ فَلَمْ يَبْرَحِ الزُّهْرِيُّ حَتَّى فَرَّقَهُ، فَلَمَّا رَأَى الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِ التَّاجِرِ أَعْطَاهُ وَقْتَ رُجُوعِهِ مِنَ الْحَجِّ الثَّمَنَ وَزَادَهُ ثَلاثِينَ دِينَارًا وَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُكَ يَوْمَئِذٍ سَاءَ ظَنُّكَ، فَقَالَ: أَجَلْ، قَالَ: وَاللَّهِ لَمْ أَفْعَلْ ذَلِكَ إِلا لِلتِّجَارَةِ أُعْطِي الْقَلِيلُ فأُعْطَى الْكَثِيرُ.
وَرَوَى سُوَيْدٌ عَنْ ضِمَامٍ عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ خَرَجَ إِلَى الأَعْرَابِ ليفقّههم فجاءه أعرابي وقد نفد مَا فِي يَدِهِ فَمَدَّ يَدَهُ إِلَى عِمَامَتِي فَأَخَذَهَا، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا وَقَالَ: يَا عُقَيْلُ أُعْطِيكَ خَيْرًا مِنْهَا.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كُنَّا نَأْتِي الزُّهْرِيَّ بِالرَّاهِبِ فَيُقَدِّمُ إِلَيْنَا كَذَا كَذَا لَوْنًا.
قُلْتُ: الرَّاهِبُ عِنْدَ الْمُصَلَّى بِظَاهِرِ دِمَشْقَ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ الزُّهْرِيُّ يُحَدِّثُ ثُمَّ يَقُولُ: هَاتُوا مِنْ أَشْعَارِكُمْ وَأَحَادِيثِكُمْ فَإِنَّ الأُذْنَ مَجَّاجَةٌ وَإِنَّ لِلنَّفْسِ حُمْضَةً.
قُلْتُ: قَدْ جَمَعَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ عِلْمَ الزهري وكذا ألّف محمد ابن يَحْيَى الذُّهْلِيُّ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ فَأَتْقَنَ وَاسْتَوْعَبَ وَهُوَ فِي مُجَلَّدَيْنِ. وَقَدِ انْفَرَدَ الزُّهْرِيُّ بِسُنَنٍ كَثِيرَةٍ وَبِرِجَالٍ عِدَّةٍ لَمْ يَرْوِ عَنْهُمْ غَيْرُهُ سَمَّاهُمْ مُسْلِمٌ، وَعِدَّتُهُمْ بِضْعٌ وَأَرْبَعُونَ نَفْسًا، فَأَمَّا أَصْحَابُهُ فَعَلَى مَرَاتِبَ.
قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ قُلْتُ لَهُ: مَعْمَرٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي الزُّهْرِيِّ أَوْ مَالِكٌ؟ قَالَ: مَالِكٌ، قُلْتُ: فَيُونُسُ وَعُقَيْلٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَالِكٌ؟ قَالَ: مَالِكٌ، قُلْتُ: فَابْنُ عُيَيْنَةَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَعْمَرٌ؟ قَالَ: مَعْمَرٌ، قُلْتُ: فَشُعَيْبٌ؟ قَالَ: مِثْلُ يُونُسَ وَعُقَيْلٍ، قُلْتُ:
فَالزُّبَيْدِيُّ؟ قَالَ: هُوَ سَلِيمٌ، قُلْتُ: فَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوِ اللَّيْثِ؟(8/247)
قَالَ: كِلاهُمَا ثِقَتَانِ، قُلْتُ: فَمَعْمَرٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ؟ قَالَ:
مَعْمَرٌ وَصَالِحٌ ثِقَةٌ، قُلْتُ: فَعَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ؟ قَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، قُلْتُ:
فَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ؟ قَالَ: صُوَيْلِحٌ، قُلْتُ: فَصَالِحُ بْنُ الأَخْضَرِ؟ قَالَ:
لَيْسَ بِشَيْءٍ فِي الزُّهْرِيِّ، قُلْتُ: فَابْنُ جُرَيْجٍ؟ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ فِي الزُّهْرِيِّ، قُلْتُ: فَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ؟ قَالَ: ضَعِيفٌ فِي الزُّهْرِيِّ، قُلْتُ: فَابْنُ إِسْحَاقَ؟
قَالَ: صَالِحٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ فِي الزُّهْرِيِّ، قُلْتُ: فَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَنِيُّ؟ قَالَ: صَالِحٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قُلْتُ: فَمَعْمَرٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ يُونُسُ؟ قَالَ: مَعْمَرٌ، فَيُونُسُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ عُقَيْلٌ؟ قَالَ: يُونُسُ ثِقَةٌ وَعُقَيْلٌ ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قُلْتُ: فَالأَوْزَاعِيُّ فِي الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: ثِقَةٌ مَا أَقَلُّ مَا أَسْنَدَ عَنْهُ، قُلْتُ: فَشُعَيْبٌ؟ قَالَ: كَتَبَ إِمْلاءً عَنِ الزُّهْرِيِّ وَكَانَ شُعَيْبٌ كَاتِبًا لِلسُّلْطَانِ فَكَتَبَ لِلسُّلْطَانِ عَنِ الزُّهْرِيِّ إِمْلاءً، قُلْتُ: فَالْمُوَقَّرِيُّ؟ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، قُلْتُ: فَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ؟ قَالَ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَبَّاسُ الدُّورِيُّ: سئل ابن معين عن ابن أخي ابن شِهَابٍ وَعَنْ أَبِي أُوَيْسٍ، فَقَالَ: ابْنُ أَخِي ابن شِهَابٍ أَمْثَلُ وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ فِي الزُّهْرِيِّ من محمد ابن إسحاق.
وقال عثمان الدارميّ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ ضَعِيفٌ فِي الزُّهْرِيِّ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ: ثِقَةٌ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَصَحُّ حَدِيثًا عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ مَالِكٍ وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: لَمَّا رَحَلَ مَعْمَرٌ إِلَى الزُّهْرِيِّ نَبُلَ فَكُنَّا نُسَمِّيهِ الزُّهْرِيَّ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مَحْمُودٍ الْهَرَوِيُّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مَنْ أَعْرَفُ النَّاسِ(8/248)
بِأَحَادِيثِ ابْنِ شِهَابٍ؟ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ المصري وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَأَبُو عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِمَا: مَاتَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ وَالنَّاسُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : مَاتَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَشَذَّ أَبُو مُسْهِرٍ فَقَالَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلانِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ قَبْرَ الزُّهْرِيِّ بِأَدَامَى [2] وَهِيَ خَلْفَ شِعْبٍ وَبْذَى وَهِيَ أَوَّلُ عَمَلِ فِلَسْطِينَ وَآخِرُ عَمَلِ الْحِجَازِ، وَبِهَا ضَيْعَةٌ لِلزُّهْرِيِّ، رَأَيْتُ قَبْرَهُ مُسَنَّمًا مُجَصَّصًا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ غَيْرُهُ: أَرْبَعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً [3] .
مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تَدْرُسَ أَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ [4]- م 4 خ مقرونا-
__________
[1] تاريخ خليفة 356.
[2] في الأصل «بأدما» ، والتصحيح من صفة الصفوة ومعجم البلدان حيث قيّده بالفتح والقصر.
[3] في (تجريد التمهيد لابن عبد البر 116) أنه مات عن خمس أو ست وستين سنة، لأنه قال ان ولادته كانت سنة وفاة عائشة أي سنة 58، ومات سنة أربع وعشرين ومائة.
[4] التاريخ الكبير 1/ 221، التاريخ الصغير 146، الجرح 8/ 74، ميزان الاعتدال 4/ 37، تهذيب التهذيب 9/ 440. التقريب 2/ 207. الخلاصة 358. ابن سعد 5/ 481. تاريخ أبي زرعة 1/ 510. المعرفة والتاريخ 1/ 166. طبقات خليفة 281. سير أعلام النبلاء 5/ 380 رقم 174.
تذكرة الحفاظ 1/ 126. العبر 1/ 168. العقد الثمين 2/ 354. طبقات الحفاظ 50. شذرات الذهب 1/ 175.(8/249)
مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، الْقُرَشِيِّ الأَسَدِيِّ أَحَدِ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ وَابْنِ عُمَرَ، وَحَدِيثُهُ عَنِ الثَّلاثَةِ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَجَابِرٍ فَأَكْثَرَ وَعَنْ طَاوُسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ وَحَجَّاجٌ الصَّوَّافُ وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَمَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ الثِّقَاتِ وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ أَوْثَقَ مِنْهُ.
قَالَ يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ وَكَانَ أَكْمَلَ النَّاسِ عَقْلا وَأَحْفَظَهُمْ، وَكَانَ أَيُّوبُ إِذَا رَوَى عَنْهُ يَقُولُ: ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ وَأَبُو الزُّبَيْرِ أَبُو الزُّبَيْرِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: يُضَعِّفُهُ بِذَلِكَ.
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَيُحَدِّثُنَا فَإِذَا خَرَجْنَا تَذَاكَرْنَا وَكَانَ أَبُو الزُّبَيْرِ أَحْفَظَنَا لِلْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ وَكَذَا وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وغَيْرُ وَاحِدٍ، وَأَمَّا أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُمَا فَقَالُوا: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ لِأَبِي الزُّبَيْرِ فِي صَحِيحِهِ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ إِلا أَنْ يَرْوِي عَنْهُ بَعْضُ الضُّعَفَاءِ فَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ جِهَةِ الضَّعِيفِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ ثنا وَرْقَاءُ قَالَ: قُلْتُ(8/250)
لِشُعْبَةَ: مَا لَكَ تَرَكْتَ حَدِيثَ أَبِي الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: رَأَيْتُهُ يَزِنُ وَيَسْتَرْجِعُ فِي الْمِيزَانِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَجُلٍ يَقْدَمُ مِنْ مَكَّةَ فَأَسْأَلُهُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ فَقَدِمْتُ مَكَّةَ فَسَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الزُّبَيْرِ فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَرَدَّ عَلَيْهِ فَافْتَرَى عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الزُّبَيْرِ تَفْتَرِي عَلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ، قَالَ: إِنَّهُ أَغْضَبَنِي، قُلْتُ: مَنْ يُغْضِبُكَ تَفْتَرِي عَلَيْهِ، لا رَوَيْتَ عَنْكَ أَبَدًا، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ فِي صَدْرِي أَرْبَعُمِائَةِ حَدِيثٍ لِأَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ [1] : قِيلَ لِشُعْبَةَ: لِمَ تَرَكْتَ أَبَا الزُّبَيْرِ؟
قَالَ: رَأَيْتُهُ يُسِيءُ الصَّلاةَ فَتَرَكْتُ الرِّوَايَةَ عَنْهُ.
وَرَوَى عُمَرُ بْنُ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: يَا أَبَا عُمَرَ لَوْ رَأَيْتَ أَبَا الزُّبَيْرِ لَرَأَيْتَ شُرْطِيًّا بِيَدِهِ خَشَبَةٌ فَقُلْتُ لَهُ: مَا لَقِيَ مِنْكَ أَبُو الزُّبَيْرِ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: ثنا اللَّيْثُ قَالَ: قَدِمْتُ مُكَّةَ فَجِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابَيْنِ وَانْقَلَبْتُ بِهِمَا ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي: لَوْ عَاوَدْتُهُ فَسَأَلْتُهُ أَسَمِعَ هَذَا كُلَّهُ مِنْ جَابِرٍ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ لَهُ فَقَالَ: مِنْهُ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ وَمِنْهُ مَا حُدِّثْتُ عَنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَعْلِمْ لِي عَلَى مَا سَمِعْتَ، فَأَعْلَمَ لِي عَلَى هَذَا الَّذِي عِنْدِي.
وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: قَالَ سُفْيَانُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الزُّبَيْرِ وَمَعَهُ كِتَابُ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ فَجَعَلَ يَسْأَلُ أَبَا الزُّبَيْرِ فَيُحَدِّثُ بَعْضَ الْحَدِيثِ ثُمَّ يَقُولُ:
انْظُرْ كَيْفَ هُوَ فِي كِتَابِكَ، فَيُخْبِرُهُ بِمَا فِي الْكِتَابِ فَيُخْبِرُ بِهِ كَمَا فِي الْكِتَابِ.
وَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْمُسْتَمْلِيُّ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: جِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ أَنَا وَرَجُلٌ فَكُنَّا إِذَا سَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَتَغَايَمَ فِيهِ قَالَ: انْظُرُوا فِي الصحيفة كيف هو.
__________
[1] بفتح الحاء ... نسبة إلى الحوض ... (اللباب 1/ 401) .(8/251)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَدَنِيُّ: ثنا سُفْيَانُ قال: ما تنازع أبو الزبير وعمرو ابن دِينَارٍ قَطُّ عَنْ جَابِرٍ إِلا زَادَ عَلَيْهِ أَبُو الزُّبَيْرِ.
وَقَدْ خَرَّجَ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ الْبَيْتَ لَيْلا.
وَخَرَّجَ أَبُو دَاوُدَ لِأَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: فِطْرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ وَأَضْحَاكُمْ يَوْمَ تُضَحُّونَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَشَّابُ أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا عَيْنُ الشَّمْسِ الثَّقَفِيَّةُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أنا أَبُو طَاهِرٍ الْكَاتِبُ أنا أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ثنا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ سَمِعْتُ أَبَا أُسَيْدٍ وَابْنَ عَبَّاسٍ يُفْتِي: الدِّينَارُ بِالدِّينَارَيْنِ فَأَغْلَظَ لَهُ أَبُو أُسَيْدٍ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَحَدًا يَعْرِفُ قَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مِثْلَ هَذَا يَا أَبَا أُسَيْدٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو أُسَيْدٍ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ وَصَاعُ حِنْطَةَ بِصَاعِ حِنْطَةَ وَصَاعُ شَعِيرٍ بِصَاعِ شَعِيرٍ وَصَاعُ مِلْحٍ بِصَاعِ مِلْحٍ لا فَضْلَ بَيْنَ ذَلِكَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَقُولُهُ بِرَأْيِي وَلَمْ أَسْمَعْ فِيهِ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: وَكَانَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ يَحْتَجُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ بِمَا رَوَاهُ عَنْهُ اللَّيْثُ فَقَطْ لِكَوْنِهِ لَمْ يَحْمِلْ إِلا مَا سَمِعَهُ مِنْ أَبِي الزُّبَيْرِ بِسَمَاعِهِ مِنْ جَابِرٍ، وَمَعَ كَوْنِ الْبُخَارِيُّ لَمْ يَحْتَجَّ بِهِ مَا رَأَيْتُ ذَكَرَهُ فِي كِتَابَيْهِ فِي الضُّعَفَاءِ.
قَالَ الْفَلاسُ وَغَيْرُهُ: مَاتَ أَبُو الزُّبَيْرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: أَرَاهُ عَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا.(8/252)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ [1]- ع- بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ.
الزَّاهِدُ الْعَابِدُ أَحَدُ الأَعْلامِ أَخُو عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.
رَوَى عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي أيوب وابن عباس وجابر ابن عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي رَافِعٍ وَسَفِينَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَأَسْمَاءَ بِنْتِ رَقِيقَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَمِّهِ [2] رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ الْمُنْكَدِرُ وَالزُّهْرِيُّ وَعَمْرُو بْنُ دينار ويحيى بن سعيد وهشام ابن عُرْوَةَ وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ جُدْعَانُ [3] وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ وَحَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَطَبَقَةٌ أُخْرَى ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَمَالِكٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَاسْتَقْدَمَهُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ إِلَى الشَّامِ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ لِيُفْتُوهُ فِي طَلاقِ زَوْجَتِهِ أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ: صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جِئْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ وَأَنَا مُغْضَبٌ فَقُلْتُ لَهُ: أَحَلَلْتَ لِلْوَلِيدِ أم سلمة! قال:
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 219، المشاهير 65، حلية الأولياء 3/ 146، صفة الصفوة 2/ 79، الجرح 8/ 97، الوافي 5/ 78، الخلاصة 360، تهذيب التهذيب 9/ 473، التقريب 2/ 210، طبقات ابن سعد 7/ 520 و 8/ 255. تاريخ أبي زرعة 1/ 229. المعرفة والتاريخ 1/ 276. التاريخ لابن لابن معين 2/ 540 رقم 713. طبقات خليفة 268. التاريخ الصغير 287 و 2/ 32. المعارف 461. سير أعلام النبلاء 5/ 353 رقم 163. تذكرة الحفاظ 1/ 127. طبقات الحفاظ 51.
شذرات الذهب 1/ 177.
[2] أي عم محمد بن المنكدر.
[3] في الأصل «جذعان» .(8/253)
أنا وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَنِي جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا طَلاقَ لِمَنْ لا يَمْلِكُ وَلا عِتْقَ لِمَنْ لا يَمْلِكُ. صَدَقَةُ السَّمِينُ ضَعِيفٌ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: جَاءَ الْمُنْكَدِرُ إِلَى عَائِشَةَ فَشَكَا إِلَيْهَا الْحَاجَةَ فَقَالَتْ:
أَوَّلُ شَيْءٍ يَأْتِينِي أَبْعَثُ بِهِ إليك فَجَاءَتْهَا عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعُ مَا امتُحِنْتُ وَبَعَثْتُ بِهَا إِلَيْهِ فَاتَّخَذَ مِنْهَا جَارِيَةً فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ.
رَوَى نَحْوَهَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَمُصْعَبٌ وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَإِسْمَاعِيلُ- أَحْسَبُهُ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ- وَغَيْرُهُمْ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
وَكَنَّاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ: أَبَا بَكْرٍ.
قَالَ خ: قَالَ لِي الأُوَيْسِيُّ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ لا يَكَادُ أَحَدٌ يَسْأَلُهُ عَنْ حَدِيثٍ إِلا كَادَ يَبْكِي.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: بَلَغَ نَيِّفًا وَسَبْعِينَ سَنَةً وَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَحْمِلُ عَنْهُ قَالَ «رَسُولُ اللَّهِ» مِنْهُ جَالَسْنَاهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثَلاثًا وَعِشْرِينَ.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجْدَرَ أَنْ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلا يُسْأَلْ عَمَّنْ هُوَ مِنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: ابْنُ الْمُنْكَدِرِ [1] أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي جَابِرٍ أَوْ أَبُو الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: ثِقَتَانِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: ابْنُ الْمُنْكَدِرِ فِي غَايَةِ الإِتْقَانِ وَالْحِفْظِ والزهد حجة.
__________
[1] في الأصل «ليحيى بن المنكدر» .(8/254)
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَطَائِفَةٌ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: الْمُنْكَدِرُ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الله بن الهدير بن محرز ابن عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْن سَعْدِ بْن تَيْمِ بْن مُرَّةَ بْن كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ: كَمْ مِنْ عَيْنٍ سَاهِرَةٍ فِي رِزْقِي فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَكَانَ إِذَا بَكَى مَسَحَ وَجْهَهُ وَلِحْيَتَهُ مِنْ دُمُوعِهِ وَيَقُولُ:
النَّارُ لا تَأْكُلُ مَوْضِعًا مَسَّتْهُ الدُّمُوعُ.
وَعَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: كَابَدْتُ نَفْسِي أَرْبَعِينَ سَنَةً حَتَّى اسْتَقَامَتْ.
وَرَوَى حُسَيْنُ الْجُعَفِيُّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ سَوْقَةَ قال: كان محمد.
ابن الْمُنْكَدِرِ يَسْتَقْرِضُ وَيَحُجُّ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: أَرْجُو قَضَاءَهَا.
وَقَالَ سُفْيَانُ: تَعَبَّدَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ غُلامٌ وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ عِبَادَةٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: مُحَمَّدٌ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بَنُو الْمُنْكَدِرِ لا يُدْرَى أَيُّهُمْ أَفْضَلُ.
وَرَوَى الْفَضْلُ الْغِلابِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ:
إِنِّي لأَدْخُلُ فِي اللَّيْلِ فَيَهُولُنِي فَأُصْبِحُ حِينَ أُصْبِحُ وَمَا قَضَيْتُ مِنْهُ أُرْبِي.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُصَلِّي ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَيَمُدَّ يَدَيْهِ وَيَدْعُو ثُمَّ يَنْحَرِفُ عَنِ الْقِبْلَةِ وَيُشْهِرُ يَدَيْهِ وَيَدْعُو، يَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فِعْلَ الْمُوَدِّعِ.
وَقَالَ عَبْدُ الْجَبَّارُ بْنُ الْعَلاءِ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ابْنُ الْمُنْكَدِرِ رُبَّمَا قَامَ اللَّيْلَ فَكَانَ لَهُ جَارٌ مُبْتَلًى فَكَانَ يَصِيحُ وَكَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْحَمْدِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ(8/255)
فَقَالَ: أَرْفَعُ صَوْتِي بِالنِّعْمَةِ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْبَلاءِ.
وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بن يعقوب التيمي قال: كان محمد ابن الْمُنْكَدِرِ يَجْلِسُ مَعَ أَصْحَابِهِ وَكَانَ يُصِيبُهُ صِمَاتٌ فَكَانَ يَقُومُ كَمَا هُوَ حَتَّى يَضَعَ خَدَّهُ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَرْجِعُ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّهُ تُصِيبُنِي خَطْرَةٌ فَإِذَا وَجَدْتُ ذَلِكَ اسْتَغَثْتُ بِقَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَكَانَ يَأْتِي مَوْضِعًا مِنَ الْمَسْجِدِ يَتَمَرَّغُ فِيهِ وَيَضْطَجِعُ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ:
إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ.
إِسْمَاعِيلُ: فِيهِ لِينٌ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ أَبِي يَحُجُّ بَوَلَدِهِ فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَحُجُّ بِهَؤُلاءِ؟ قَالَ: أَعْرِضُهُمْ للَّه.
وَرَوَى حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ سَيِّدًا يُطْعِمُ الطَّعَامَ وَيَجْتَمِعُ عِنْدَهُ الْقُرَّاءُ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قِيلَ لابْنِ الْمُنْكَدِرِ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ. وَقِيلَ لَهُ: أَيُّ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الإِفْضَالُ إِلَى الإِخْوَانِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: بَاتَ أَخِي عُمَرُ يُصَلِّي وَبِتُّ أَغْمِزُ قَدَمَ أُمِّي وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ.
وَرَوَى جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ خَدَّهُ عَلَى الأَرْضِ وَيَقُولُ: يَا أُمِّ ضَعِي قَدَمَكِ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: تَبِعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ جَنَازَةَ رَجُلٍ كَانَ(8/256)
يُسَفَّهُ بِالْمَدِينَةِ فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: وَاللَّهِ إني لأستحيي مِنَ اللَّهِ أَنْ يَرَانِي أَرَى رَحْمَتَهُ عَجَزَتْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: خَرَجَ نَاسٌ غُزَاةٌ فِي الصَّائِفَةِ فِيهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ فَبَيْنَا هُمْ يَسِيرُونَ فِي السَّاقَةِ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اشْتَهِي جُبْنًا رَطِبًا فَقَالَ مُحَمَّدٌ: فَاسْتَطْعِمِ اللَّهَ فَإِنَّهُ قَادِرٌ، فَدَعَا الْقَوْمُ فَلَمْ يَسِيرُوا إِلا شَيْئًا حَتَّى وَجَدُوا مِكْتلا مَخِيطًا فَإِذَا هُوَ جُبْنٌ طَرِيٌّ رَطِبٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ كَانَ هَذَا عَسَلا، قَالَ: الَّذِي أَطْعَمَكُمُوهُ قَادِرٌ، فدعوا اللَّهَ فَسَارُوا قَلِيلا فَوَجَدُوا فِرْقَ عَسَلٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَنَزَلُوا وَأَكَلُوا الْجُبْنَ وَالْعَسَلَ.
وَقَدْ رَوَاهَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ (مُجَابِي الدَّعْوَةِ) عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَارِيِّ [1] عَنْ عبد الرحمن بن زيد ابن أَسْلَمَ [2] .
وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَامِيُّ قَالَ: اسْتَوْدَعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ وَدِيعَةً فَاحْتَاجَ فَأَنْفَقَهَا فَجَاءَ صَاحِبُهَا فَطَلَبَهَا فَقَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى وَدَعَا فَقَالَ: يَا سَادَّ الْهَوَاءَ بِالسَّمَاءِ وَيَا كَابِسَ الأَرْضِ عَلَى الْمَاءِ وَيَا وَاحِدًا قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَيَا وَاحِدًا بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ يَكُونُ أَدِّ عَنِّي أَمَانَتِي، فَسَمِعَ قَائِلا يَقُولُ: خُذْ هَذِهِ فَأَدِّهَا عَنْ أَمَانَتِكَ وَأَقْصِرْ فِي الْخُطْبَةِ فَإِنَّكَ لَنْ تَرَانِي.
وَعَنِ ابْنِ الْمَاجِشُونِ قَالَ: إِنَّ رُؤْيَةَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ لَتَنْفَعُنِي فِي دِينِي.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ الصَّالِحُونَ.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ابْنُ الْمُنْكَدِرِ حافظ.
__________
[1] هذه النسبة إلى الجار وهي بليدة على الساحل بقرب المدينة المنورة، كما في (اللباب 1/ 251) .
وفي الأصل «الحاري» .
[2] انظر كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا- نشرته مؤسسة الرسالة، بيروت 1984- ص 71.(8/257)
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سَمِعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ مِنْ عَائِشَةَ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ.
وَقَالَ عَمْرٌو النَّاقِدُ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَالَ: أَتَأْذَنُونَ؟
وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مَتِينَانِ [1] إِزَارٌ وَرِدَاءٌ وَرَأَيْتُهُ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَرَأْسَهُ.
أُنْبِئْتُ عَنِ اللَّبَّانِ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا يَحْيَى بْنُ الْفَضْلِ الأُنَيْسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ مَنْ يَذْكُرْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ ذَاتَ لَيْلَةٍ قَائِمٌ يُصَلِّي إِذْ بَكَى فَكَثُرَ بُكَاؤُهُ حَتَّى فَزِعَ لَهُ أَهْلُهُ وَسَأَلُوهُ فَاسْتَعْجَمَ عَلَيْهِمْ وَتَمَادَى فِي الْبُكَاءِ فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ حَازِمٍ فَجَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟ قَالَ: مَرَّتْ بِي آيَةٌ، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: قَوْلُهُ تَعَالَى (وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) 39: 47 [2] فَبَكَى أَبُو حَازِمٍ مَعَهُ حَتَّى اشْتَدَّ بُكَاؤُهُمَا.
وَقَالَ ابْنُ سَوْقَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ: نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى تَقْوَى اللَّهِ الْغِنَى.
وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: بَعَثَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ إِلَى صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ بِأَرْبَعِينَ دِينَارًا ثُمَّ قَالَ لِبَنِيهِ: يَا بَنِيَّ مَا ظَنُّكُمْ بِرَجُلٍ فَرَّغَ صَفْوَانَ لِعِبَادَةِ رَبِّهِ.
تُوُفِّيَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
وَقِيلَ سَنَةَ إِحْدَى وثلاثين، قاله هارون بن موسى الفروي والفسوي.
__________
[1] في الأصل، «ثوبين متينين» .
[2] قرآن كريم- سورة الزمر- الآية 47.(8/258)
مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعِ بْنِ جَابِرِ بْنِ الأَخْنَسِ [1]- م د ت ن- أَبُو بَكْرٍ، وَيُقَالُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، الأَزْدِيُّ البصري. أَحَدُ الأَئِمَّةِ وَالْعُبَّادِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَمُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْمَكِّيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَابْنِ سِيرِينَ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ وَأَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ وَالثَّوْرِيُّ وَالْحَمَّادَانِ وَمَعْمَرٌ وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ وَأَبُو الْمُنْذِرِ سَلامٌ الْقَارِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ حَدِيثًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: ثقة عابد صالح.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ لَكِنَّهُ بُلِيَ بِرُوَاةٍ ضُعَفَاءَ.
وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: لَمْ يَكُنْ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عِبَادَةٌ ظَاهِرَةٌ، وَكَانَتِ الْفُتْيَا إِلَى غَيْرِهِ، وَإِذَا قِيلَ: مَن أَفْضَلُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؟ قِيلَ: مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ صَحِيفَتِهِ مِثْلُ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ.
وَرَوَى مَعْمَرٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَخْشَعَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: كُنْتُ إِذَا وَجَدْتُ مِنْ قَلْبِي قَسْوَةً غَدَوْتُ فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِ محمد بن واسع كان كأنه ثكلى.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 255، المشاهير 151، ابن سعد 7/ 10، حلية الأولياء 2/ 345، صفة الصفوة 3/ 190، الوافي 5/ 172، الجرح 8/ 113، ميزان الاعتدال 4/ 58، تهذيب التهذيب 9/ 499، التقريب 2/ 215. الخلاصة 362. المعرفة والتاريخ 2/ 44.(8/259)
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ رَجُلٌ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: أَوْصِنِي، قَالَ: أُوصِيكَ أَنْ تَكُونَ مَلِكًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، قَالَ: كَيْفَ هَذَا؟ قال: ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا.
وَعَنْهُ قَالَ: طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ عَشَاءً وَلَمْ يَجِدْ غَدَاءً وَوَجَدَ غَدَاءً وَلَمْ يَجِدْ عَشَاءً وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ.
وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَسَّمَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ عَلَى قُرَّائِهَا فَبَعَثَ إِلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ فَأَخَذَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ وَاسِعٍ: قَبِلْتَ جَوَائِزَ السُّلْطَانِ! قَالَ: سَلْ جُلَسَائِي، فَقَالُوا: يَا أَبَا بَكْرٍ اشْتَرِي بِهَا رَقِيقًا فَأَعْتِقْهُمْ، قَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَقَلْبُكَ السَّاعَةُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: اللَّهمّ لا.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: لَوْ كَانَ لِلذُّنُوبِ رِيحٌ [1] مَا جَلَسَ أَحَدٌ إِلَيَّ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمَّا صَافَّ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ التُّرْكَ وَهَالَهُ أَمْرَهُمْ سَأَلَ عن محمد بن واسع فقيل: هو ذاك فِي الْمَيْمَنَةِ يُبَصْبِصُ بِإِصْبَعِهِ نَحْوَ السَّمَاءِ قَالَ:
تِلْكَ الإِصْبَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ شَهِيرٍ وَشَابٍّ طَرِيرٍ.
وَقَالَ حَزْمُ الْقُطَعِيُّ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ: يَا إِخْوَتَاهُ تَدْرُونَ أَيْنَ يَذْهَبُ بِيَ اللَّهُ إِلَى النَّارِ أَوْ يَعْفُوَ عَنِّي.
وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: لَمْ يَكُنْ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ كَبِيرُ عِبَادَةٍ وَكَانَ يَلْبَسُ قَمِيصًا بَصْرِيًّا وَسَاجًا [2] .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: ثنا جُبَيْرٌ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَى رَجُلٌ كَأَنَّ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ: خَيْرُ رَجُلٍ بِالْبَصْرَةِ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ.
__________
[1] في الأصل: «ذبح» والصواب من (صفة الصفوة 3/ 190) وفيه: «لو كان للذنوب ريح ما قدرتم أن تدنوا مني من نتن ريحي» .
[2] الساج: الطيلسان.(8/260)
وَقَالَ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ: لا نَزَالُ بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ لَنَا أَشْيَاخُنَا: مَالِكٌ وَثَابِتٌ وَابْنُ وَاسِعٍ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: قَالَ ابْنُ وَاسِعٍ: إِنِّي لأَغْبِطُ رَجُلا مَعَهُ دِينُهُ وَلَيْسَ مَعَهُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ رَاضٍ عَنْ رَبِّهِ.
وَقَالَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: إِذَا أَقْبَلَ الْعَبْدُ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ أَقْبَلَ اللَّهُ بِقُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: يَكْفِي مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الْوَرَعِ الْيَسِيرُ مِنَ الْعَمَلِ كَمَا يَكْفِي الْقَدْرُ مِنَ الْمِلْحِ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَلَى قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الأَمِيرِ فِي مَدْرَعَةِ صُوفٍ، فَقَالَ: مَا يَدْعُوكَ إِلَى لِبْسِ هَذِهِ؟ فَسَكَتَ فَقَالَ: أُكَلِّمُكَ فَلا تُجِيبُنِي! قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَقُولَ زُهْدًا فَأُزَكِّي نَفْسِي أَوْ أَقُولَ فَقْرًا فَأَشْكُو رَبِّي.
وَرَوَى هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ وَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟
قَالَ: قَرِيبًا أَجَلِي، بَعِيدًا أَمَلِي، سَيِّئًا عَمَلِي.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ- وَلَيْسَ بِالضُّبَعِيِّ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ فَشَكَا ابْنَهُ فَأَقْبَلَ مُحَمَّدٌ عَلَى ابْنِهِ فَقَالَ: تَسْتَطِيلُ عَلَى النَّاسِ وَأُمُّكَ اشْتَرَيْتُهَا بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَأَمَّا أَبُوكَ فَلا كَثَّرَ اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ مِثْلَهُ.
وَعَنْ قَاسِمٍ الْخَوَّاصِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ قَالَ لِرَجُلٍ: أَأَبْكَاكَ قَطُّ سَابِقُ عِلْمِ اللَّهِ فِيكَ.
قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ سَنَةَ ثلاث وعشرين ومائة [1] .
__________
[1] في تاريخ خليفة وفاته في سنة 127 هـ. وليس 123 كما ورد أعلاه.(8/261)
وَكَذا رُوِيَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ.
وَقَالَ بَعْضُ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَعَنْ أَبِي الطَّيْبِ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ قَالَ: صَحِبْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَكَانَ يُصَلِّي اللَّيْلَ أَجْمَعَ، يُصَلِّي فِي الْمَحْمَلِ جَالِسًا.
وَعَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: شَهِدْتُ حَوْشَبًا جَاءَ إِلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ كأن مناديا ينادي يقول: يا أيها النَّاسُ الرَّحِيلَ الرَّحِيلَ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَرْتَحِلُ إِلا مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ فَصَاحَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ.
قَالَ مُضَرُ: كَانَ الْحَسَنُ يُسَمِّي مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ زَيْنُ الْقُرَّاءِ.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَبْكِي عِشْرِينَ سَنَةً وَامْرَأَتُهُ مَعَهُ لا تَعْلَمُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنِي مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: دَعَا مَالِكُ بْنُ الْمُنْذِرِ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ وَكَانَ عَلَى شُرْطَةِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ: اجْلِسْ عَلَى الْقَضَاءِ، فَأَبَى فَعَاوَدَهُ فَقَالَ: لِتَجْلِسَنَّ أَوْ لأَجْلِدَنَّكَ ثَلاثِمِائَةٍ، قَالَ: إِنْ تَفْعَلْ فَإِنَّكَ مُسَلَّطٌ وَإِنَّ ذَلِيلَ الدُّنْيَا خَيْرٌ مِنْ ذَلِيلِ الآخِرَةِ.
قَالَ: وَدَعَاهُ بَعْضُ الأُمَرَاءِ فَأَرَادَهُ عَلَى بَعْضِ الأَمْرِ فَأَبَى فَقَالَ لَهُ: إِنَّكَ أَحْمَقٌ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: مَا زِلْتُ يُقَالُ لِي هَذَا مُنْذُ أَنَا صَغِيرٌ.
وَعَنِ ابْنِ وَاسِعٍ أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى ابْنٍ لَهُ يَخْطُرُ بِيَدِهِ فَقَالَ: تَعَالَ وَيْحَكَ تَدْرِي، أُمُّكَ اشْتَرَيْتُهَا بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ وَأَبُوكَ فَلا كثّر الله في المسلمين ضربه [1] .
__________
[1] ضربه: مثله. الجمع: أضرابه أي أمثاله.(8/262)
وَيُرْوَى أَنَّ قَاصًّا كَانَ قَرِيبًا مِنْ مَجْلِسِ ابن واسع فقال: ما لي أَرَى الْقُلُوبَ لا تَخْشَعُ وَالْعُيُونَ لا تَدْمَعُ وَالْجُلُودَ لا تَقْشَعِرُّ؟ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَا فُلانُ مَا أَرَى الْقَوْمَ أَتَوْا إِلا مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ الذِّكْرَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْقَلْبِ وَقَعَ عَلَى الْقَلْبِ.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَزِّمٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ يَصُومُ الدَّهْرَ وَيُخْفِي ذَلِكَ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَلَى بِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ فَدَعَاهُ إِلَى طَعَامِهِ فَاعْتَلَّ عَلَيْهِ فَغَضِبَ بِلالٌ وَقَالَ: إِنِّي أَرَاكَ تَكْرَهُ طَعَامَنَا، فَقَالَ:
لا تَقُلْ ذَاكَ أَيُّهَا الأمير فو الله لَخِيَارُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَبْنَائِنَا.
أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ عَنِ اللَّبَّانِ عَنِ الْحَدَّادِ قِرَاءَةً أنبأنا أبو نعيم ثنا عبد الله ابن جَعْفَرٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] فَقَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ. أَخْرَجَهُ مسلم من حديث إسماعيل ابن مسلم.
محمد بن يحيى بن حبّان [2]- ع- بْنِ مُنْقِذٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ الْبُخَارِيُّ المازني المدني الفقيه.
رَوَى عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ وَعَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ وَالأَعْرَجِ وَعَمِّهِ وَاسِعِ بن حبّان.
__________
[1] مكررة في الأصل.
[2] التاريخ الكبير 1/ 265، المشاهير 136، الجرح 8/ 122، تهذيب التهذيب 9/ 507، التقريب 2/ 216. الخلاصة 363. التاريخ لابن معين 2/ 542 رقم 1144 و 1145. طبقات ابن سعد 7/ 449. طبقات خليفة 258. المعرفة والتاريخ 1/ 389. سير أعلام النبلاء 5/ 186 رقم 66.
العبر 1/ 153. شذرات الذهب 1/ 159.(8/263)
وَعَنْهُ رَبِيعَةُ الرَّائِيُّ [1] وَابْنُ عَجْلانَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَمْرُو بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَخَلْقٌ.
وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَتْ لَهُ حَلَقَةٌ لِلْفَتْوَى وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَاشَ أَرْبَعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.
قُلْتُ: اتَّفَقُوا عَلَى مَوْتِهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو بَكْرٍ الرَّحْبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [2] . وَالرَّحْبَةُ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى دِمَشْقَ قَدْ خَرِبَتْ.
رَوَى عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ وَعُمَيْرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَأَبِي خَنْبَشٍ الأَسَدِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش والهيثم ابن حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ لَمْ أَرَ لَهُمْ فِيهِ كَلامًا.
وَأَبُو خَنْبَشٍ هَذَا شَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ.
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَوْفٍ الثَّقَفِيُّ [3]- خ م ن ق- حِجَازِيٌّ مُوَثَّقٌ لَهُ حَدِيثٌ فِي التَّهْلِيلِ يَوْمَ عَرَفَةَ.
رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَشُعْبَةُ وَمَالِكٌ وغيرهم بروايته عن أنس بن مالك.
__________
[1] أي ذو الرأي، وستأتي ترجمته.
[2] التاريخ الكبير 1/ 261. الجرح 8/ 127. تاريخ أبي زرعة 1/ 221.
[3] التاريخ الكبير 1/ 46، الجرح 7/ 213، تهذيب التهذيب 9/ 79، التقريب 2/ 148، الخلاصة 329.(8/264)
مَخْرَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيُّ الْمَدَنِيُّ [1]- ع-.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَكُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ رَبِّهِ ابْنِ سَعِيدٍ وَالضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
قُتِلَ يَوْمَ قُدَيْدَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
مَرْثَدُ بْنُ سُمَيٍّ الأَوْزَاعِيُّ [2] . شَهِدَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ.
وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَطَائِفَةٍ وَعَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ.
وَعَنْهُ حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ.
وَفِي النَّفْسِ مِنْ صِحَّةِ شُهُودِهِ الْيَرْمُوكَ، وَأَمَّا رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ فَلَعَلَّهَا مُرْسَلَةٌ.
اتَّفَقُوا عَلَى وَفَاتِهِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ. أَرَّخَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيفَةُ وَالزِّيَادِيُّ.
مَرْزُوقٌ أَبُو بَكْرٍ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ [3] .
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وجماعة.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 15، الجرح 8/ 363، تهذيب التهذيب 10/ 71، التقريب 2/ 143، الخلاصة 371. التاريخ لابن معين 2/ 554 رقم 870 و 1018. سير أعلام النبلاء 5/ 417 رقم 183.
شذرات الذهب 1/ 177.
[2] التاريخ الكبير 7/ 416، الجرح 8/ 299.
[3] وقيل ابو بكير كما في التاريخ الكبير 7/ 383، الجرح 8/ 263، تهذيب التهذيب 10/ 87، ميزان الاعتدال 4/ 88. التقريب 2/ 237. الخلاصة 372. التاريخ لابن معين 2/ 555 رقم 2827 و 2828. المعرفة والتاريخ 2/ 147.(8/265)
قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَلَمْ يُضَعِّفْهُ.
مُزَاحِمُ بْنُ زفر الكوفي [1]- م ن- وهو مزاحم بن أبي مزاحم.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّعْبِيِّ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَشُعْبَةُ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ شُعْبَةُ: أَخْبَرَنِي مُزَاحِمُ بْنُ زُفَرَ الضَّبِّيُّ وَكَانَ كَخَيْرِ الرِّجَالِ.
مُسْلِمُ بْنُ سَمْعَانَ الْمَدَنِيُّ [2] .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ السَّلْمِيُّ [3] . مَوْلاهُمْ أَخُو مُحَمَّدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ.
رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ وَأَبِي صَالِحٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 23 وقد فرّق بين مزاحم بن زفر ومزاحم بن أبي مزاحم فأفردهما، الجرح 8/ 405، تهذيب التهذيب 10/ 100، التقريب 2/ 240، الخلاصة 373، طبقات ابن سعد 5/ 367 و 6/ 383. التاريخ لابن معين 2/ 558. المعرفة والتاريخ 2/ 227.
[2] التاريخ الكبير 7/ 262، الجرح 8/ 184.
[3] التاريخ الكبير 7/ 273، الجرح 8/ 196. التاريخ لابن معين 2/ 563 رقم 885. المعرفة والتاريخ 1/ 661.(8/266)
وَيُقَالُ لَهُ مُسْلِمُ الْخَيَّاطُ، وَعَامَّةُ رِوَايَتِهِ مُرْسَلٌ وَآثَارٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ يَسَارٍ الأَنْصَارِيُّ [1]- خ م ن ق- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ الْخَيَّاطُ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ وَأَبِي سَعِيدٍ وَابْنِ عُمَرَ وأبي صالح السمان.
هو الَّذِي قَبْلَهُ وَلا أَرَى لِتَفْرِيقِهِمَا وَجْهًا قَوِيًّا.
وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ.
مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [2]- د- قَدْ ذُكِرَ.
وَيُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وعشرين ومائة.
مشاش أبو ساسان [3]- ن- ويقال أبو الأزهر السليمي.
عَنْ طَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَالضَّحَّاكِ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ.
وثّقه أبو حاتم.
__________
[1] هو والّذي قبله واحد على الأرجح. التاريخ الكبير 7/ 273، تهذيب التهذيب 10/ 139، الجرح 8/ 196. التقريب 2/ 247. المعرفة والتاريخ 2/ 61.
[2] التاريخ الكبير 7/ 387، الجرح 8/ 266، تهذيب التهذيب 10/ 144، التقريب 2/ 248، الخلاصة 377. طبقات ابن سعد 7/ 73 و 470 و 8/ 474. تاريخ خليفة 301. سير أعلام النبلاء 2475 رقم 103. المعرفة والتاريخ 1/ 579. تاريخ أبي زرعة 1/ 337 و 623.
[3] الجرح 8/ 424. تهذيب التهذيب 10/ 154. التقريب 2/ 250 وهو بضم الميم. التاريخ لابن معين 2/ 566 رقم 4870. علل أحمد 1/ 60. ميزان الاعتدال 4/ 527. تاريخ أبي زرعة 1/ 307.
المعرفة والتاريخ 2/ 108.(8/267)
وَقِيلَ إِنَّهُمَا اثْنَانِ أَحَدُهُمَا الَّذِي رَوَى عَنِ الضَّحَّاكِ وَأَنَّهُ مَرْوَزِيٌّ.
مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شرحبيل [1]- ن ق- العبدري [2] المكيّ.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَأَبِي سَلَمَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ.
وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ وَوُهَيْبٌ والسُّفْيَانَانِ وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ به.
مطر الوراق [3]- م 4- أبو رجاء بن طهمان مَوْلَى عَلْبَاءَ بْنِ أَحْمَدَ الْيَشْكُرِيِّ. خُرَاسَانِيٌّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ وَكَانَ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ وَلَهُ حَظٌّ مِنْ عِلْمٍ وَعَمَلٍ.
رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَالْحَسَنِ وَعِكْرَمَةَ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ.
وَعَنْهُ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْن حنبل: هو في عطاء ضعيف.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 351، ميزان الاعتدال 4/ 122، تهذيب التهذيب 10/ 164، التقريب 2/ 252، الخلاصة 378. التاريخ لابن معين 2/ 567 رقم 276. المعرفة والتاريخ 1/ 427 و 434.
[2] في الخلاصة، ونسخة القدسي 5/ 164 «العبديّ» . وما أثبتناه عن التهذيب والتقريب.
[3] التاريخ الكبير 7/ 400، المشاهير 95، الجرح 8/ 287، ميزان الاعتدال 4/ 126، تهذيب التهذيب 10/ 167. التقريب 2/ 252. الخلاصة 378. تاريخ أبي زرعة 1/ 301. المعرفة والتاريخ 1/ 642. التاريخ لابن معين 2/ 568 رقم 3459 و 3552 و 4331. طبقات خليفة 215. تاريخ خليفة 389. حلية الأولياء 3/ 75. سير أعلام النبلاء 5/ 164 رقم 202.(8/268)
قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: سَمِعْتُ عَمِّي عِيسَى يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ فِي فِقْهِهِ وَزُهْدِهِ، وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: رَحِمَ اللَّهُ مَطَرًا الْوَرَّاقَ إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْجَنَّةَ.
وَعَنْ شَيْبَةَ بِنْتِ الأَسْوَدِ قَالَتْ: رَأَيْتُ مَطَرًا الْوَرَّاقَ وَهُوَ يَقُصُّ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ بْن طلحة بْن عُبَيْد الله القرشي التيمي [1]- خ ن ق-.
عَنْ أَبِيهِ وَأَعْمَامِهِ مُوسَى وَعِمْرَانَ وَعَائِشَةَ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعُرْوَةَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
مُعَاوِيَةُ بْنُ الرَّيَّانِ [2] . مولى عبد العزيز بن مران.
عَنْ أَبِي فِرَاسٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وَابْنُ لَهِيعَةَ.
عِدَادُهُ فِي الْمِصْرِيِّينَ. تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ هِشَامٍ.
مَعْبَدٌ الْمُغَنِّي [3] . الَّذِي يُضَربُ بِهِ الْمَثَلُ فِي جَوْدَةِ الْغِنَاءِ، وَهُوَ مَعْبَدُ بْنُ وَهْبٍ- وَيُقَالُ ابْنُ قَطَنِيٍّ وَيُقَالُ ابْنُ قَطَنٍ- أَبُو عَبَّادٍ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ.
وَيُقَالُ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ. وَقِيلَ: مَوْلَى ابْنِ قَطَنٍ مَوْلَى معاوية.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 333، الجرح 8/ 381، ميزان الاعتدال 4/ 134، تهذيب التهذيب 10/ 202، التقريب 2/ 258. الخلاصة 381. المعرفة والتاريخ 1/ 238.
[2] التاريخ الكبير 7/ 334، الجرح 8/ 384.
[3] انظر عنه في العقد الفريد 4/ 455 و 6/ 25 و 30 و 390. عيون الأخبار 4/ 90. الأغاني 1/ 36.(8/269)
وَكَانَ أَدِيبًا فَصِيحًا لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى الْوَلِيدِ الْمَقْتُولِ.
قَالَ كَرْدَمُ بْنُ مَعْبَدٍ الْمُغَنِّي مَوْلَى ابْنِ قَطَنٍ: مَاتَ أَبِي وَهُوَ فِي عَسْكَرِ الوليد ابن يَزِيدَ وَأَنَا مَعَهُ فَنَظَرْتُ حِينَ أُخْرِجَ نَعْشُهُ إِلَى سَلامَةِ الْقَسِّ جَارِيَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَقَدْ أَضْرَبَ النَّاسُ عَنْهُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا وَهِيَ آخِذَةٌ بِعَمُودِ نَعْشِهِ تَنْدِبُهُ وَتَقُولُ:
قَدْ لَعَمْرِي بِتُّ لَيْلِي ... كَأَخِي الدَّاءِ الْوَجِيعِ
وَنَجِيُّ الْهَمِّ مِنِّي ... بَاتَ أدْنَى مِنْ ضَجِيعِي
كُلَّمَا أَبْصَرْتُ رَبْعًا ... خَالِيًا فَاضَتْ دُمُوعِي
قَدْ خَلا مِنْ سَيِّدٍ كَانَ ... لَنَا غَيْرُ مُضِيعِ
لا تَلُمْنَا إِنْ خَشَعْنَا ... أَوْ هَمَمْنَا بِخُشُوعِ [1]
وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمَرَ أَبِي أَنْ يُعَلِّمَهَا هَذَا الصَّوْتَ فَعَلَّمَهَا إِيَّاهُ فَرَثَتْهُ بِهِ يَوْمَئِذٍ.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
مَعْمَرُ [2] بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ [3]- ق-.
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ وَعُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ.
وَعَنْهُ بُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَآخَرُونَ.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] ورد هذا البيت في (الأغاني) في صدر المقطوعة.
[2] التاريخ الكبير 7/ 377، الجرح 8/ 254، تهذيب التهذيب 10/ 243، التقريب 2/ 266، الخلاصة 384.
[3] ويقال: «ابن حييّة» . انظر المصادر السابقة.(8/270)
مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [1]- خ م- الهذلي الكوفي.
قَاضِي الْكُوفَةِ.
عَنْ أَبِيهِ وَجَعْفَرِ بْن عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ وَأَبِي دَاوُدَ نُفَيْعٍ، وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَالثَّوْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ.
وَكَانَ عَفِيفًا صَارِمًا عَالِمًا مُوَثَّقًا فِي الْحَدِيثِ.
الْمُغِيرَةُ بْنُ عُتَيْبَةَ بْنِ النَّهَّاسِ الْعِجْلِيُّ [2] ، الْكُوفِيُّ. قَاضِي الْكُوفَةِ أَيْضًا.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ وَمُكَيْثٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَكَامِلٌ أَبُو الْعَلاءِ وَمِسْعَرٌ وفضيل ابن غَزْوَانَ.
ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لَهُ.
الْمِقْدَامُ بْنُ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ الْحَارِثِيُّ [3]- م 4 الكوفي.
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَآخَرُونَ وَابْنُهُ يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وغيره.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 390 وذكره دون ترجمة، الجرح 8/ 277، تهذيب التهذيب 10/ 252، التقريب 2/ 267. الخلاصة 384. المعرفة والتاريخ 2/ 688 و 689.
[2] التاريخ الكبير 7/ 322، الجرح 8/ 227.
[3] التاريخ الكبير 7/ 430، الجرح 8/ 302، تهذيب التهذيب 10/ 287، التقريب 2/ 272، الخلاصة 386. المعرفة والتاريخ 3/ 95 و 239.(8/271)
الْمُنْذِرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَدَنِيُّ [1]- د ن-.
عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ وَغَيْرُهُمْ.
مُهَاجِرٌ أَبُو الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ الصَّائِغُ [2]- خ م د ت ن-.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْبَرَاءِ وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عوانة.
وثّقه أحمد.
موسى بن السائب [3]- د- أبو سعدة.
عَنْ قَتَادَةَ وَمُعَاوُيَةَ بْنِ قُرَّةَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
مُوسَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الصَّبَّاحُ الأَنْصَارِيُّ [4] ، الْكُوفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِمُوسَى الكبير.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 357، الجرح 8/ 243، تهذيب التهذيب 10/ 302، التقريب 2/ 275، الخلاصة 387.
[2] التاريخ الكبير 7/ 380، الجرح 8/ 260، تهذيب التهذيب 10/ 324، التقريب 2/ 279، الخلاصة 388.
[3] التاريخ الكبير 7/ 285، الجرح 8/ 145، تهذيب التهذيب 10/ 344، التقريب 2/ 283،.
[4] التاريخ الكبير 7/ 293، الجرح 8/ 147، ميزان الاعتدال 4/ 218، تهذيب التهذيب 10/ 367، التقريب 2/ 287. الخلاصة 392. التاريخ لابن معين 2/ 595 رقم 2767. المعرفة والتاريخ 2/ 656.(8/272)
عن سعيد بن المسيب ومجاهد.
وعنه مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ وَشُعْبَةَ وَشَرِيكٍ وَهُشَيْمٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَابْنُ سَعْدٍ والْفَسَوِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْمُرْجِئَةِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَكَلَّمَهُ فِي الإِرْجَاءِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: كَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمُرْجِئَةِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ: كَانَ يَرَى القدر. كذا قالا.
وقد رَوَى ابْنَ عُيَيْنَةَ عَنْ مِسْعَرٍ سَمِعَ أَبَا الصباح يقول: الكلام فِي الْقَدَرِ أَبُو جَادٍ الزَّنْدَقَةَ.
قُلْتُ: قَلَّمَا رَوَى هَذَا الشَّيْخُ.
مَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ النَّهْدِيُّ [1]- د ت ن- أبو حازم. كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
رَوَى عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
مَيْسَرَةُ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- خ م ن-.
عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأشجعي وسعيد بن المسيب.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 376، الجرح 8/ 253، تهذيب التهذيب 10/ 386، التقريب 2/ 291.
[2] ابن عمار. التاريخ الكبير 7/ 376، الجرح 8/ 253، تهذيب التهذيب 10/ 386، التقريب 2/ 291.(8/273)
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَزَائِدَةُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
وَثَّقُوهُ.
مَيْمُونٌ الْكُرْدِيُّ [1] .
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ.
وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَدَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ وَالْفَضْلُ بْنُ عُمَيْرَةَ الطُّفَاوِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو داود.
__________
[1] ابو بصير. التاريخ الكبير 7/ 340، الجرح 8/ 238، ميزان الاعتدال 4/ 236، تهذيب التهذيب 394، التقريب 2/ 292، التاريخ لابن معين 2/ 600 رقم 4646.(8/274)
[حرف النون]
نبيه بن وهب [1]- م 4- بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْعَبْدَرِيُّ الْحَجَبِيُّ المدني.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةَ وَأَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ.
وَعَنْهُ نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ- وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ بَلْ أَقْدَمُ مِنْهُ- وَأَيُّوبُ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَذَكَرَ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي فِتْنَةِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ وَكَانَتْ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
صَدُوقٌ.
نِزَارُ بْنُ حَيَّانَ الأَسَدِيُّ [2]- ت ق-.
عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ عَلِيٌّ وَالْقَاسِمُ بْنُ حَبِيبٍ التَّمَّارُ وَعَبْدُ اللَّهِ بن محمد الليثي ومحمد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى وآخرون.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 123، الجرح 8/ 491، تهذيب التهذيب 10/ 418، التقريب 2/ 297، تهذيب الأسماء 2/ 124.
[2] ميزان الاعتدال 4/ 248، تهذيب التهذيب 10/ 423، التقريب 2/ 298.(8/275)
لا بَأْسَ بِهِ.
نُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ أَبُو طُعْمَةَ الْكُوفِيُّ [1]- ق-.
عَنْ أَبِيهِ وَابْنِ عُمَرَ وَالرَّبيِعِ بْنِ خَثْيَمٍ وَبَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ عَمْرٌو وَالثَّوْرِيُّ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ وَغَيْرُهُمْ.
وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْحًا.
نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ [2]- ع- أبو جمرة الضبعي [3] البصري. أَحَدُ أَئِمَّةِ الْعِلْمِ.
رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ إِمَامًا ثِقَةً.
اسْتَصْحَبَهُ مَعَهُ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ إِلَى خُرَاسَانَ فَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: أَبُو جَمْرَةَ وَأَبُو حَمْزَةَ رَوَيَا عَنِ ابن عباس فأبو جمرة نصر ابن عِمْرَانَ بَصْرِيٌّ. وَأَبُو حَمْزَةَ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ وَاسِطِيٌّ ثِقَةٌ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةً أَنَّ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُعَلِّمَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّا ابْنَ خَيْرُونٍ وَعَبْدَ الْوَهَّابِ الأَنْمَاطِيَّ قَالا أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفَينِيُّ [4] أَنا عُبَيْدُ الله
__________
[1] تهذيب التهذيب 10/ 424. التقريب 2/ 298. التاريخ لابن معين 2/ 603 رقم 2504.
[2] التاريخ الكبير 8/ 104. الجرح 8/ 465. تهذيب التهذيب 10/ 431. التقريب 2/ 300. الخلاصة 401. التاريخ لابن معين 2/ 604 رقم 3703. تاريخ أبي زرعة 1/ 158.
[3] في الأصل «الصنعي» والتصحيح من (اللباب 2/ 260) بضم الضاد وفتح الفاء.
[4] في الأصل: «الصرفيني» والتصحيح من (اللباب 2/ 240) .(8/276)
ابن حُبَابَةَ أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَنا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ:
تَمَتَّعْتُ فَنَهَانِي أُنَاسٌ فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَأَمَرَنِي بِهَا، قَالَ: فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ قَائِلا يَقُولُ: حَجٌّ مَبْرُورٌ وَعُمْرةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، قَالَ: فَحَدَّثْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ:
اللَّهُ أَكْبَرُ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ أَوْ قَالَ سُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَبِهِ قَالَ: كُنْتُ أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَكَانَ يُجْلِسُنِي مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ فَقَالَ لِي:
أَقِمْ عِنْدِي حَتَّى أَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي فَأَقَمْتُ مَعَهُ شَهْرَيْنِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ ثِقَةٌ تُوُفِّيَ فِي وِلايَةِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ عَلَى الْعِرَاقِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ بِسَرْخَسَ فِي آخِرِ سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَيُقَالُ سَنَةَ ثَمَانٍ.
النَّضْرُ [1] بْنُ شَيْبَانَ الْحُدَّانِيُّ [2]- ن ق-.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ.
وَعَنْهُ أَبُو عُقَيْلٍ الدَّوْرَقِيُّ وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ الْكَبِيرُ وَالْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. وَوَقَعَ لَنَا حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي المخلصات.
النعمان بن عمرو اللخمي المصري [3]
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 88، المشاهير 156، الجرح 8/ 476، تهذيب التهذيب 10/ 438، التقريب 2/ 301، ميزان الاعتدال 4/ 258. الخلاصة 401. المعرفة والتاريخ 2/ 119.
[2] في الأصل «الخداني» . والتصحيح من المصادر السابقة. بضم الحاء وتشديد الدال.
[3] الجرح 8/ 446.(8/277)
عَنْ علَيِّ بْنِ رَبَاحٍ وَحُسَيْنِ بْنِ شَفِيٍّ.
وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ.
نفيع بن الحارث الهمدانيّ [1]- ن ق- أبو داود الأعمى الكوفي القاصّ.
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَبُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ وابن عباس وزيد بن أرقم وطائفة.
وعنه الأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى وَأَبُو الأَحْوَصِ وَشَرِيكٌ وَآخَرُونَ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: كَانَ يَغْلُو فِي الرَّفْضِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: ثنا هَمَّامٌ قَالَ: دَخَلَ أَبُو دَاوُدَ الأَعْمَى عَلَى قَتَادَةَ فَلَمَّا قَامَ قِيلَ: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ لَقِيَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ بَدْرِيًّا، فَقَالَ قَتَادَةُ: هَذَا كَانَ سَائِلا قَبْلَ الْجَارِفِ [2] لا يَعْرِضُ فِي شَيْءٍ مِنْ هذا ولا يتكلم فيه فو الله مَا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنْ بَدْرِيٍّ مُشَافَهَةً وَلا حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ بَدْرِيٍّ مُشَافَهَةً إِلا عَنْ سَعِيدٍ.
نُمَيْرُ بْنُ أَوْسٍ الأَشْعَرِيُّ [3]- ت- الفقيه قَاضِي دِمَشْقَ.
أَرْسَلَ عَنْ حُذَيْفَةَ وَغَيْرِهِ وَرَوَى عن أم الدرداء.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 112، الجرح 8/ 489، تهذيب التهذيب 1/ 470، التقريب 2/ 306، ميزان الاعتدال 4/ 272. المعرفة والتاريخ 1/ 214.
[2] العبارة في ميزان الاعتدال 4/ 272: «إنما كان ذاك سائل يتكفف الناس قبل طاعون الجارف» .
[3] التاريخ الكبير 8/ 117، المشاهير 118، الجرح 8/ 498، تهذيب التهذيب 10/ 475، التقريب 2/ 307. تاريخ أبي زرعة 1/ 203، المعرفة والتاريخ 2/ 335 393.(8/278)
وَعَنْهُ ابْنُهُ الْوَلِيدُ وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَّارِيُّ [1] وَالزُّبَيْدِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرُهُمْ.
وَأَيْضًا قَضَاءُ أَذْرَبَيْجَانَ، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ صَدُوقًا.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وعشرين ومائة.
__________
[1] في الأصل «الزماري» والتصحيح من (اللباب 1/ 531) .(8/279)
[حرف الهاء]
هارون بن رياب [1]- م د ن- التميمي الأسيدي أبو بكر البصري.
أَحَدُ الْعُبَّادِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ وَكِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ.
وعنه أيوب السختياني والأوزاعي وشعبة والحمادان وسفيان بن عيينة وآخرون.
قال أبو داود: يقال إنه كان أجل أهل البصرة. ووثقه أحمد بن حنبل.
قال ابن عيينة: عنده أربعة أحاديث. قَالَ: وَكَانَ يُخْفِي الزُّهْدَ وَيَلْبَسُ الصُّوفَ تَحْتَ ثِيَابِهِ وَكَانَ النُّورُ عَلَى وَجْهِهِ.
وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ هَارُونَ بْنَ رِيَابٍ فَكَأَنَّمَا أَقْلَعَ عَنِ الْبُكَاءِ.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 219، المشاهير 99، الجرح 9/ 89، تهذيب التهذيب 11/ 4، التقريب 2/ 311، الخلاصة 407. طبقات ابن سعد 7/ 242 و 249. المعرفة والتاريخ 2/ 231 و 473 و 3/ 399، تاريخ أبي زرعة 1/ 632. التاريخ لابن معين 2/ 613 رقم 284. سير أعلام النبلاء 5/ 263 رقم 123. حلية الأولياء 3/ 55.(8/280)
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ أنا يُوسُفُ الْحَافِظُ أَنا أَبُو الْمَكَارِمِ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ أَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ أَنا الْبَابِلِيُّ ثنا الأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ رِيَابٍ قَالَ: حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ يَتَجَاوَبُونَ بِصَوْتٍ رَخِيمٍ حَسَنٍ يَقُولُ أَرْبَعَةٌ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ. وَيَقُولُ الآخَرُونَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ الظَّاهِرِيُّ: يَمَانُ وَهَارُونُ وَعَلِيٌّ بنو ريان: فَهَارُونُ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ وَالْيَمَانُ مِنْ أَئِمَّةِ الْخَوَارِجِ وَعَلِيٌّ مِنْ أَئِمَّةِ الرَّوَافِضِ وَكَانُوا مُتَعَادِينَ كُلُّهُمْ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: عُدْتُ هَارُونَ بْنَ رِيَابٍ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَمَا فَقَدْتُ وَجْهَ رَجُلٍ فَاضِلٍ إِلا وَقَدْ رَأَيْتُهُ عِنْدَهُ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: يَا أَخِي كَيْفَ تَجِدُكَ قَالَ: هُوَ ذَا أَخُوكُمْ يُذْهَبُ بِهِ إِلَى النَّارِ أَوْ يَعْفُو اللَّهُ عَنْهُ.
يُقَالُ: عَاشَ ثَلاثًا وَثَمَانِينَ سَنَةً.
هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ الْكُوفِيُّ [1]- م-.
عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ.
هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ المكيّ [2]- خ م ن-.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 221، الجرح 9/ 90، تهذيب التهذيب 11/ 6، التقريب 2/ 311، ميزان الاعتدال 4/ 284. الخلاصة 407. المعرفة والتاريخ 3/ 235.
[2] الجرح 9/ 53 و 54، ميزان الاعتدال 4/ 295، تهذيب التهذيب 11/ 33، التقريب 2/ 317، الخلاصة 409. تاريخ أبي زرعة 1/ 547. المعرفة والتاريخ 1/ 187.(8/281)
عَنْ طَاوُسٍ وَالْحسَنِ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ لِي ابْنُ شَبْرُمَةَ: لَيْسَ بِمَكَّةَ مِثْلُ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ.
وَقَالَ آخَرُ: ثِقَةٌ.
هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأَنْصَارِيُّ [1]- ع-.
سَمِعَ جَدَّهُ.
وَعَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ وَشُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بن أمية.
الخليفة أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ، وَاسْتُخْلِفَ بِعَهْدٍ مِنْ أَخِيهِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَتْ دَارُهُ عِنْدَ بَابِ الْخَوَّاصِينَ الَّتِي بَعْضُهَا السَّاعَةُ مَدْرَسَةِ النَّوْرِيَّةِ. وَبُويِعَ لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة. وَأُمُّهُ هِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: اسْتُخْلِفَ وَعُمْرُهُ أَرْبَعٌ وثلاثون سنة يومئذ
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 194، المشاهير 99، الجرح 9/ 58، تهذيب التهذيب 11/ 39، التقريب 2/ 318، الخلاصة 409.
[2] تاريخ الخلفاء 347. مآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 150، نسب قريش 167 و 168. فوات الوفيات 4/ 238. خلاصة الذهب المسبوك 26. سير أعلام النبلاء 5/ 351 رقم 162. البداية والنهاية 9/ 351. تاريخ الخميس 2/ 318. النجوم الزاهرة 1/ 296. شذرات الذهب 1/ 163. مرآة الجنان 1/ 261 تنبيه الطالب 1/ 607 وأخباره مبثوثة في كتب التاريخ للعصر الأموي كاليعقوبي والطبري والمسعودي وابن الأثير وغيرهم.(8/282)
فَاسْتُخْلِفَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَسَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَأَيَّامًا.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: كَانَ جَمِيلا أَبْيَضَ مُسْمِنًا أَحْوَلَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ [1] : زَعَمُوا أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ رَأَى فِي مَنَامِهِ أَنَّهُ بَالَ فِي الْمِحْرَابِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَدَسَّ مَنْ يَسْأَلُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنْهَا وَكَانَ يَعْبُرُ الرُّؤْيَا وَعَظُمَتْ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ: سَعِيدُ يَمْلِكُ مِنْ وَلَدِهِ لِصُلْبِهِ أَرْبَعَةٌ، فَكَانَ هِشَامُ آخِرَهُمْ، وَكَانَ يَجْمَعُ الْمَالَ وَيُوصَفُ بِالْحِرْصِ وَيَبْخَلُ، وَكَانَ حَازِمًا عَاقِلا.
قَالَ أَبُو عُمَيْرِ بْنُ النَّحَّاسِ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ لا يَدْخُلُ بَيْتَ مَالِ هِشَامٍ مَالٌ حَتَّى يَشْهَدَ أَرْبَعُونَ قَسَّامَةً لَقَدْ أَخَذَ مِنْ حَقِّهِ وَلَقَدْ أَعْطَى لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَسْمَعُ رَجُلٌ مَرَّةً هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَلامًا فَقَالَ لَهُ:
يَا هَذَا لَيْسَ لَكَ أَنْ تُسْمِعَ خَلِيفَتَكَ [2] .
قَالَ: وَغَضِبَ مَرَّةً عَلَى رَجُلٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَضْرِبَكَ سَوْطًا.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ الْخُلَفَاءِ أَكْرَهُ إِلَيْهِ الدِّمَاءُ وَلا أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ هِشَامٍ.
وَلَقَدْ دَخَلَهُ مِنْ مَقْتَلِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَيَحْيَى بْنِ زَيْدٍ أَمْرٌ شَدِيدٌ وَقَالَ: وَدَدْتُ أَنِّي كُنْتُ افتديتهما.
__________
[1] في الأصل «الزبيدي» . وهو مشهور.
[2] في البداية والنهاية (9/ 351) : أتقول لي مثل هذا وأنا خليفتك.(8/283)
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَكْرَهُ إِلَيْهِ الدِّمَاءُ مِنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَلَقَدْ ثَقُلَ عَلَيْهِ خُرُوجُ زَيْدٍ فَمَا كَانَ شَيْءٌ حَتَّى أُتِيَ إِلَيْهِ بِرَأْسِهِ وَصُلِبَ بَدَنُهُ بِالْكُوفَةِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: فَلَمَّا ظَهَرَ بَنُو الْعَبَّاسِ عَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ [1] فَنَبَشَ هِشَامًا مِنْ قَبْرِهِ وَصَلَبَهُ.
قَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: مَا بَقِيَ عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ لَذَّاتِ الدُّنْيَا إِلا وَقَدْ نِلْتُهُ إِلا شَيْئًا وَاحِدًا: أَخٌّ أَرْفَعُ مَئُونَةَ التَّحَفُّظِ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ.
وَقِيلَ: إِنَّ هَذَا الْبَيْتَ لَهُ وَلَمْ يُحْفَظْ لَهُ سِوَاهُ
إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْصِ الْهَوَى قَادَكَ الْهَوَى ... إِلَى بَعْضِ مَا فِيهِ عَلَيْكَ مَقَالُ
قَالَ حَرْمَلَةُ: ثنا الشَّافِعِيُّ قَالَ: لَمَّا بَنَى هِشَامُ الرَّصَافَةَ بِقِنَّسْرِينَ أَحَبَّ أَنْ يَخْلُوَ يَوْمًا لا يَأْتِيهِ فِيهِ غَمٌّ فَمَا انْتَصَفَ النَّهَارُ حَتَّى أَتَتْهُ رِيَشَةٌ بِدَمٍ مِنْ بَعْضِ الثُّغُورِ فَأَوْصَلَتْ إِلَيْهِ فَقَالَ: وَلا يَوْمًا وَاحِدًا! وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لا يُكْتَبُ إِلَيْهِ بِكِتَابٍ فِيهِ ذِكْرُ الْمَوْتِ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ: مَاتَ هِشَامٌ مِنْ وَرَمٍ أَخَذَهُ فِي حَلْقِهِ يُقَالُ لَهُ الْجَرْذُونَ بِالرَّصَافَةِ.
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: مَاتَ فِي رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ومائة وله أربع وخمسون سنة.
__________
[1] هو عم السفاح.(8/284)
هلال بن علي [1]- ع- وهو هلال بن أبي ميمونة المدني مولى آل عامر ابن لُؤَيٍّ. مِنَ الثِّقَاتِ الْمَشَاهِيرِ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي مُسْلِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ.
وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الماجشون ومالك بن أنس وفليح.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
هِلالٌ الْوَزَّانُ الْكُوفِيُّ الصيرفي [2]- خ م د ت ن- هُوَ ابْنُ مِقْلاصٍ وَيُقَالُ ابْنُ أَبِي حُمَيْدٍ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ الْجُهَنِيِّ وَعُرْوَةَ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَمِسْعَرٌ وَشَيْبَانُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
الْهَيْثَمُ بْنُ حَبِيبٍ [3] أَبُو الْهَيْثَمِ الْكُوفِيُّ الصَّيْرَفِيُّ.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ وَالْحَكَمِ.
عنه زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وَالْمَسْعُودِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَشُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حاتم وأبو زرعة.
وكان صاحب حديثه، لم يخرّجوا له.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 204، الجرح 9/ 76، تهذيب الأسماء 2/ 139 وفيه «ابن أبي ميمون» ، تهذيب التهذيب 11/ 82. سير أعلام النبلاء 5/ 265 رقم 125. خلاصة التذهيب 412. المعرفة والتاريخ 1/ 305.
[2] التاريخ الكبير 8/ 208. الجرح 9/ 75. تهذيب التهذيب 11/ 77. المعرفة والتاريخ 1/ 231.
[3] التاريخ الكبير 8/ 214. الجرح 9/ 80. تهذيب التهذيب 11/ 91، ميزان الاعتدال 4/ 320.
التقريب 2/ 326. المعرفة والتاريخ 2/ 106 و 615.(8/285)
[حرف الواو]
واصل مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صفرة [1]- م د ن ق- الأَزْدِيٌّ.
بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ وَالْحَسَنِ وَالضَّحَّاكِ وَيَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ الْخُزَاعِيِّ.
وَعَنْهُ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
الْوَلِيدُ بْنُ عبد الرحمن [2]- ت ن- بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْهَمْدَانِيُّ أَبُو الْعَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ أَخُو يَزِيدَ.
رَوَى عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ وَقَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَمِسْعَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ.
قَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقِيلَ: كَانَ مؤدّبا سكن الكوفة.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 172، الجرح 9/ 30، تهذيب التهذيب 11/ 105، الخلاصة 414، التقريب 2/ 329. المعرفة والتاريخ 1/ 491.
[2] تهذيب التهذيب 11/ 139. التقريب 2/ 333. الخلاصة 416. المعرفة والتاريخ 2/ 454 و 695.(8/286)
الوليد بن هشام بن معاوية الأموي [1]- م 4- المعيطي أبو يعيش.
مُتَوَلِّي قِنَّسْرِينَ لِعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
رَوَى عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ يَعِيشُ وَالأَوْزَاعِيُّ وَصَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَعِدَّةٌ.
وَصَفَهُ الْوَاقِدِيُّ بِالنُّسُكِ وَالدِّينِ، وَلَوْلا ذَا لَمَا أَمَّرَهُ عُمَرُ.
وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَدْ وَلِيَ غَزْوَ الصَّائِفَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ.
الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ [2]- م 4- مُولاهُمُ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ وَعُرْوَةَ.
وَرَأَى ابْنَ عُمَرَ وَجَابِرًا يَخْضِبَانِ.
وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [3] بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ. الْخَلِيفَةُ الفاسق
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 156. المشاهير 184، الجرح 9/ 20، تهذيب التهذيب 11/ 156. التقريب 2/ 336. الخلاصة 417، تاريخ أبي زرعة 1/ 353، التاريخ لابن معين 2/ 635 رقم 511.
المعرفة والتاريخ 1/ 535 و 2/ 340 و 464.
[2] التاريخ الكبير 8/ 156. تهذيب التهذيب 11/ 157، التقريب 2/ 337، تاريخ أبي زرعة 1/ 444 و 524.
[3] نسب قريش 167. مآثر الإنافة 1/ 156، تاريخ مدينة دمشق (المخطوط بالظاهرية) 17/ 461، الوزراء والكتّاب 68. سير أعلام النبلاء 5/ 370، تاريخ ابن خلدون 3/ 106، خزانة الأدب 1/ 328. تاريخ الخميس 2/ 320.(8/287)
أَبُو الْعَبَّاسِ الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ تِسْعِينَ، وَيُقَالُ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ، فَلَمَّا احْتَضَرَ أَبُوهُ لَمْ يُمْكِنْهُ أَنْ يَسْتَخْلِفَهُ لِأَنَّهُ صَبِيٌّ حَدَثٌ فَعَقَدَ لِأَخِيهِ هِشَامٌ وَجَعَلَ هَذَا وَلِيَّ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِ هِشَامٍ.
قَالَ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ: ثنا أبو المغيرة أنا ابن عَيَّاشٍ هُوَ إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ وَغَيْرُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ قَالَ: وُلِدَ لِأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ وَلَدٌ فَسَمَّوْهُ الْوَلِيدَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَمَّيْتُمُوهُ بِأَسْمَاءِ فَرَاعِنَتِكُمْ لِيَكُونَنَّ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ لَهُوَ أَشَدُّ لِهَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ فِرْعَوْنَ لِقَوْمِهِ.
وَقَدْ رَوَاهُ الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَبِشْرُ بْنُ بَكْرٍ وَابْنُ كَثِيرٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ فَأَرْسَلُوهُ لَمْ يُدْرِكُوا عُمَرَ، وَهَذَا مِنْ أَقْوَى الْمَرَاسِيلِ.
وَفِي لَفْظِ بَعْضِهِمْ: «لَهُوَ أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي» .
وَفِي لَفْظٍ: «لَهُوَ أَشَدُّ عَلَى أُمَّتِي» . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثنا سَلَمَةُ الأَبْرَشُ [1] حَدَّثَنِي ابْنُ إسحاق عن محمد ابن عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي غُلامٌ مِنْ آلِ الْمُغِيرَةِ اسْمُهُ الْوَلِيدُ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: الْوَلِيدُ، قَالَ: قَدِ اتَّخَذْتُمُ الْوَلِيدَ حَنَانًا [2] غَيِّرُوا اسْمَهُ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ فِرْعَوْنُ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ
فَذَكَرَ نَحْوَهُ مُنْقَطِعًا.
وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ: قَالَ لِي الرَّشِيدُ: هَلْ رَأَيْتَ الْوَلِيدَ بْنَ يَزِيدَ؟
__________
[1] في الأصل «الأبرس» .
[2] أي تتعطفون على هذا الاسم وتحبونه. وفي رواية أنه من أسماء الفراعنة، فكره أن يسمى به.
(النهاية) .(8/288)
قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: صِفْهُ لِي، قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ وَأَشْعَرِهِمْ وَأَشَدِّهِمْ، قَالَ: أَتَرْوِي مِنْ شِعْرِهِ شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: حَجَّ بِالنَّاسِ الْوَلِيدُ وَهُوَ وَلِيُّ عَهْدٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ [1] ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ أَبَدًا عِنْدَ هِشَامٍ فِي الْوَلِيدِ وَيَعِيبُهُ وَيَذْكُرُ أُمُورًا عَظِيمَةً لا يُنْطَقُ بِهَا حَتَّى يَذْكُرَ الصِّبْيَانَ أَنَّهُمْ يخضبون بالحناء ويقول ما يحل لك إلا خَلْعُهُ، فَلا يَسْتَطِيعُ هِشَامٌ. وَلَوْ بَقِيَ الزُّهْرِيُّ إِلَى أَنْ تَمَلَّكَ الْوَلِيدُ لَفَتَكَ بِهِ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ: قَالَ أَرَادَ هِشَامٌ أن يخلع الوليد وَيَجْعَلَ الْعَهْدَ لولده فقال الوليد [2] :
كفرت يدا من منعم لَوْ شَكَرْتَهَا ... جَزَاكَ بِهَا الرَّحْمَنُ ذُو الْفَضْلِ وَالْمَنِّ
رَأَيْتُكَ تَبْنِي جَاهِدًا فِي قَطِيعَتِي ... وَلَوْ كُنْتَ ذَا حَزْمٍ لَهَدَمْتَ مَا تبني
أراك على الباقين تجني ضغينة ... فيا ويحهم إنْ مُتَّ مِنْ شَرِّ مَا تَجْنِي
كَأَنِّي بِهِمْ يَوْمًا وَأَكْثَرُ قِيلِهِمْ ... «أَلا لَيْتَ أَنَا» حِينَ يَا لَيْتَ لا تُغْنِي
قَالُوا: وَتَسَلَّمَ الأَمْرَ الْوَلِيدُ فِي رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ خَمْسٍ عِنْدَ مَوْتِ هِشَامٍ.
قَالَ حَمَّادٌ الرَّاوِيَةُ: كُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ الْوَلِيدِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُنَجِّمَانِ فَقَالا:
نَظَرْنَا فِيمَا أَمَرْتَنَا فَوَجَدْنَاكَ تَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ، قَالَ حَمَّادٌ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَخْدَعَهُ فَقُلْتُ: كَذَبَا وَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالآثَارِ وَضُرُوبِ الْعِلْمِ وَقَدْ نَظَرْنَا فِي هَذَا وَالنَّاسِ فَوَجَدْنَاكَ تَمْلِكُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَأَطْرَقَ ثُمَّ قَالَ: لا مَا قَالا يَكْسِرُنِي ولا ما قلت
__________
[1] يعنى الواقدي المشهور.
[2] انظر الأبيات في ديوانه طبع المجمع العلمي العربيّ بدمشق 1973 وفي تاريخ الطبري 7/ 215 وابن الأثير 5/ 266.(8/289)
يُغِرَّنِي وَاللَّهِ لأَجْبِيَنَّ هَذَا الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ جِبَايَةَ مَنْ يَعِيشُ الأَبَدَ وَلأَصْرِفَنَّهُ فِي حَقِّهِ صَرْفَ مَنْ يَمُوتُ الْغَدَ.
قَالَ الْعُتْبِيُّ: كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ رَأَى نَصْرَانِيَّةً اسْمَهَا «سَفْرَى» فَجُنَّ بِهَا وَجَعَلَ يَرَاسِلُهَا وَتَأْبَى عَلَيْهِ وَقَدْ قَرُبَ عِيدُ النَّصَارَى فَبَلَغَهُ أنَهَّا تَخْرُجُ فِيهِ إلى بستان يدخله النساء فصانع الوليد صاحب البستان وتقشّف الوليد وَتَنَكَّرَ وَدَخَلَتْ «سفرى» البستان فجعلت تمشي حتى انتهت إليه فقالت لصاحب البستان: من هذا؟ قَالَ: رَجُلٌ مُصَابٌ، فَأَخَذَتْ تُمَازِحُهُ وَتُضَاحِكُهُ، ثُمَّ قِيلَ لَهَا: تَدْرِينَ مَنْ ذَاكَ الرَّجُلُ؟ قَالَتْ: لا، فَقِيلَ لَهَا: هُوَ الْوَلِيدُ، فَجُنَّتْ بِهِ بَعْد ذَلِكَ فَكَانَتْ عَلَيْهِ أَحْرَصُ مِنْهُ عَلَيْهَا فَقَالَ:
أَضْحَى فُؤَادُكَ يَا وَلِيدُ عَمِيدًا ... صَبًّا قَدِيمًا لِلْحِسَانِ صَيُودًا
مِنْ حُبِّ وَاضِحةِ الْعَوَارِضِ طِفْلَةٌ ... بَرَزَتْ لَنَا نَحْوَ الْكَنِيسَةِ عِيدًا
مَا زِلْتُ أَرْمُقُهَا بِعَيْنِي وَامِقٍ ... حَتَّى بَصُرْتُ بِهَا تُقَبِّلُ عُودًا
عُودَ الصَّليِبِ فَوَيحَ نَفْسِي مَنْ رَأى ... مِنْكُمْ صَلِيبًا مِثْلَهُ مَعْبُودًا
فَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ أَكُونَ مَكَانَهُ ... وَأَكُونَ فِي لَهَبِ الْجَحِيمِ وَقُودًا
قَالَ الْمُعَافِيُّ الْجُرَيْرِيُّ: كُنْتُ جَمَعْتُ مِنْ أَخْبَارِ الْوَلِيدِ شَيْئًا وَمِنْ شِعْرِهِ الَّذِي ضَمَّنَهُ مَا فَخَرَ بِهِ مِنْ خَرْقِهِ وَسَخَافَتِهِ وَخَسَارَتِهِ وَحُمْقِهِ وَمَا صَرَّحَ بِهِ مِنَ الإِلْحَادِ فِي الْقُرْآنِ وَالْكُفْرِ باللَّه تَعَالَى.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ ثنا صَالِحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَرَادَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَجَّ وَقَالَ: أَشْرَبُ فَوْقَ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ فَهَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَفْتِكُوا بِهِ إِذَا خَرَجَ وَكَلَّمُوا خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ لِيُوَافِقَهُمْ فَأَبَى، فَقَالُوا:
اكْتُمْ عَلَيْنَا، قَالَ: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْوَلِيدِ فَقَالَ: لا تَخْرُجْ فَإِنِّي(8/290)
أَخَافُ عَلَيْكَ، قَالَ: مِمَّنْ؟ قَالَ: لا أجَهْرُكَ بِهِمْ، قَالَ: إِنْ لَمْ تُخْبِرْنِي بِهِمْ بَعَثْتُ بِكَ إِلَى يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ، قَال: وَإِنْ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ فَعَذَّبَهُ حَتَّى قَتَلَهُ.
وَرَوَى مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ المهدي فذكر الوليد ابن يَزِيدَ فَقَالَ رَجُلٌ: كَانَ زِنْدِيقًا، فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: مَهْ خِلافَةُ اللَّهِ عِنْدَهُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يَجْعَلَهَا فِي زِنْدِيقٍ.
قَالَ خَلِيفَةُ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَحَاطُوا بِالْوَلِيدِ أَخَذَ الْمُصْحَفَ وَقَالَ: أُقْتَلُ كَمَا قُتِلَ ابْنُ عَمِّي عُثْمَانُ.
قُلْتُ: مَقَتَ النَّاسُ الْوَلِيدَ لِفِسْقِهِ وَتَأَثَّمُوا مِنَ السُّكُوتِ عَنْهُ وَخَرَجُوا عَلَيْهِ فَقَالَ خَلِيفَةُ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ الْجَرْمِيُّ- وَكَانَ شَهِدَ قَتْلَ الْوَلِيدِ- قَالَ: لَمَّا أَجْمَعُوا عَلَى قَتْلِهِ قَلَّدُوا أَمْرَهُمْ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] فَأَتَى أَخَاهُ الْعَبَّاسَ لَيْلا فَشَاوَرَهُ فنَهَاهُ قَالَ وَأَقْبَلَ يَزِيدُ لَيْلا فِي أَرْبَعِينَ رَجُلا وَدَخَلَ الْجَامِعَ بِدِمَشْقَ فَكَسَرُوا بَابَ الْمَقْصُورَةِ وَدَخَلُوا عَلَى وَالِيهَا فَأَوْثَقُوهُ وَحَمَلَ يَزِيدُ الأَمْوَالَ عَلَى الْعَجَلِ إِلَى بَابِ الْمِضْمَارِ وَعَقَدَ رَايَةً لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَنَادَى مُنَادِيَهُ مَنِ انْتَدَبَ لِلْوَلِيدِ فَلَهُ أَلْفَانِ، فَانْتَدَبَ معه ألفا رَجُلٍ [2] .
قَالَ عَلِيٌّ الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مَرْوَانَ الْكَلْبِيِّ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ مَوْلَى الْوَلِيدِ لَمَّا خَرَجَ يَزِيدُ النَّاقِصُ خَرَجَ [3] عَلَى فَرَسٍ لَهُ فَسَاقَ فَأَتَى الْوَلِيدَ مِنْ يَوْمِهِ فَنَفَقَ الْفَرَسُ [4] حِينَ وَصَلَ فَأَخْبَرَ الْوَلِيدُ فضربه مائة سوط وحبسه،
__________
[1] في تاريخ خليفة 363: «عبد الملك بن مروان، وبايعه من أهل بيته عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، فخرج يزيد بن الوليد فأتى أخاه العباس فشاوره في قتل الوليد فنهاه عن ذلك..» .
[2] تاريخ خليفة 363 و 364.
[3] أي مولى الوليد.
[4] في الأصل: «فبقي الفرس» والتصويب من (البداية والنهاية 10/ 10.(8/291)
ثُمَّ دَعَا أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَأَجَازَهُ وَجَهَّزَهُ إِلَى دِمَشْقَ فَخَرَجَ أَبُو مُحَمَّدٍ فَلَمَّا أَتَى ذَنْبَةَ أَقَامَ فَوَجَّهَ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ لِحَرْبِهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُصَادٍ فَسَالَمَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ وَبَايَعَ لِيَزِيدَ فَأَتَى الْوَلِيدُ الْخَبَرَ وَهُوَ بِالأَعْرَفِ فَقَالَ لَهُ بَيْهَسُ الْكِلابِيُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سِرْ فَانْزِلْ حِمْصَ فَإِنَّهَا حَصِينَةً وَوَجِّهِ الْجُنُودَ إِلَى يَزِيدَ فَيُقْتَلُ أَوْ يُؤْسَرُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ: مَا يَنْبَغِي لِلْخَلِيفَةِ أَنْ يَدَعَ عَسْكَرَهُ وَنِسَاءَهُ قَبْلَ أَنْ يُقَاتِلَ وَيُعْذَرَ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُهُ، فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ: وَمَاذَا يَخَافُ عَلَى حَرَمِهِ مِنْ بَنِي عَمِّهِمْ؟ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَدْمُرُ حَصِينَةٌ وَبِهَا بَنُو كلب قومي. قاله الأبرش، فقال الوليد: ما أرى أَنْ نَأْتِيَهَا وَأَهْلَهَا بَنُو عَامِرٍ وَهُمُ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَيَّ وَلَكِنْ دُلَّنِي عَلَى حِصْنٍ، قَالَ: انْزِلِ الْقَرْيَتَيْنِ قَالَ: أَكْرَهُهَا، قَالَ فَهَذَا الْهَزَمُ، قَالَ: أَكْرَهُ اسْمُهُ، قَالَ: وَأَقْبَلَ فِي طَرِيقِ السَّمَاوَةِ وَتَرَكَ الرِّيفَ وَمَرَّ فِي سِكَّةِ الضَّحَّاكِ وَبِهَا مِنْ آلِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلا، فَسَارُوا مَعَهُ وَقَالُوا: إِنَّا عَوْنٌ فَلَوْ أَمَرْتَ لَنَا بِسِلاحٍ، فَمَا أَعْطَاهُمْ سَيْفًا فَقَالَ لَهُ بَيْهَسُ: هَذَا حِصْنُ الْبَخْرَاءِ وَهُوَ مِنْ بِنَاءِ الْعَجَمِ فَانْزِلْهُ، قَالَ: أَخَافُ الطَّاعُونَ، قَالَ: الَّذِي يُرَادُ بِكَ أَشَدُّ مِنَ الطَّاعُونِ، فَنَزَلَ حِصْنَ الْبَخْرَاءِ.
ثُمَّ سَارَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَجَّاجِ بِالْجُنْدِ الَّذِينَ أَعْطَاهُمُ الأَمَوالَ فَتَلَقَّاهُمْ ثَقْلُ الْوَلِيدِ فَأَخَذُوهُ وَنَزَلُوا قَرِيبًا مِنَ الْوَلِيدِ وَأَتَى الْوَلِيدَ رَسُولُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ إِنِّي آتِيكَ فَقَالَ الْوَلِيدُ: أَخْرِجُوا سَرِيرًا، فَفَعَلُوا وَجَلَسَ عَلَيْهِ وَقَالَ: أَعَلَيَّ تَوَثَّبَ الرِّجَالُ وَأَنَا أَثِبُ عَلَى الأَسَدِ وَأَتَخَصَّرُ الأَفَاعِي، وَبَقُوا يَنْتَظِرُونَ قُدُومَ الْعَبَّاسِ فَأَقْبَلَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَجَّاجِ وَعَلَى مَيْمَنَتِهِ حَوَى بْنُ عَمْرٍو وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ مَنْصُورُ بْنُ جَمْهُورٍ وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ زِيَادُ بْنُ حُصَيْنٍ الْكَلْبِيُّ يَدْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ فَقَتَلَهُ قَطَرِيٌّ مَوْلَى الْوَلِيدِ فَانْكَشَفَ أَصْحَابُ يَزِيدَ فَكَرَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي أَصْحَابِهِ وَقَدْ قُتِلَ مِنْهُمْ عِدَّةٌ وَحُمِلَتْ رُءُوسُهُمْ إِلَى الْوَلِيدِ وَقُتِلَ أَيْضًا مِنْ أَصْحَابِ الْوَلِيدِ يَزِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَشَنِيُّ.(8/292)
وَبَلَغَ عَبْدُ الْعَزِيزِ مَسِيرُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ فَجَهَّزَ لِحَرْبِهِ مَنْصُورَ بْنَ جَمْهُورٍ فَأَدْرَكَ الْعَبَّاسَ وَهُوَ آتٍ فِي ثَلاثِينَ فَارِسًا، فَقَالَ: اعْدِلْ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ فَشَتَمُوهُ فَقَالَ مَنْصُورٌ: وَاللَّهِ لَئِنْ تَقَدَّمَتْ لأَنْفُذَنَّ حُضْنَيْكَ، ثُمَّ أَحَاطَ بِهِ وجيء بِهِ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: بَايِعْ لِأَخِيكَ يَزِيدَ، فَبَايَعَ وَوَقَفَ وَنَصَبُوا رَايَةً وَقَالُوا:
هَذِهِ رَايَةُ الْعَبَّاسِ وَقَدْ بَايَعَ لِأَخِيهِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: إِنَّا للَّه، خِدْعَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، هَلَكَ بَنُو مَرْوَانَ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنِ الْوَلِيدِ فَأَتَوُا الْعَبَّاسَ وعبد العزيز ثم ظاهروا الوليد بين در عين وَأَتَوْهُ بِفَرَسَيْنِ: السِّنْدِيِّ، وَالرَّائِدِ، فَرَكِبَ وَقَاتَلَ، فَبَادَأَهُمْ رَجُلٌ: اقْتُلُوا عَدُوَّ اللَّهِ قَتْلَةَ قَوْمِ لُوطٍ ارْمُوهُ بِالْحِجَارَةِ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ دَخَلَ الْقَصْرَ فَأَغْلَقَهُ، فَأَحَاطَ بِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَأَصْحَابُهُ فَدَنَا الْوَلِيدُ مِنَ الْبَابِ فَقَالَ:
أَمَا فِيكُمْ رَجُلٌ شَرِيفٌ لَهُ حَسَبٌ وَحَيَاءٌ أُكَلِّمُهُ، فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ بْنُ عَنْبَسَةَ:
كَلِّمْنِي، فَقَالَ: يَا أَخَا السَّكَاسِكِ أَلَمْ أَزِدْ فِي أَعْطِيَاتِكُمْ أَلَمْ أَرْفَعْ عَنْكُمُ الْمُؤْنَ أَلَمْ أُعْطِ فُقَرَاءَكُمْ [1] ؟ فَقَالَ: مَا نَنْقِمُ عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِنَا لَكِنْ نَنْقِمُ عَلَيْكَ انْتِهَاكَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَشُرْبَ الْخَمْرِ وَنِكاحَ أُمَّهَاتِ أَوْلادِ أَبِيكَ وَاسْتِخْفَافَكَ بِأَمْرِ اللَّهِ، قَالَ: حَسْبُكَ، قَدْ أَكْثَرْتَ، وَرَجَعَ إِلَى الدَّارِ فَجَلَسَ وَأَخَذَ مُصْحَفًا وَقَالَ:
يَومٌ كَيَوْمِ عُثْمَانَ وَنَشَرَ الْمُصْحَفَ يَقْرَأُ، فَعَلَوُا الْحَائِطَ فَكَانَ أَوَّلُهْم يَزِيدُ بْنُ عَنْبَسَةَ فَنَزَلَ إِلَيْهِ وَسَيْفُ الْوَلِيدِ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: نَحِّ سَيْفَكَ، قَالَ الْوَلِيدُ: لَوْ أَرَدْتَ السَّيْفَ كَانَ لِي بِذَلِكَ حَالٌ غَيْرَ هَذِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِ الْوَلِيدِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَعْتَقِلَهُ وَيُؤَامَرُ فِيهِ فَنَزَلَ مِنَ الْحَائِطِ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ مَنْصُورُ بْنُ جَمْهُورٍ وَحُمَيْدُ بْنُ نَصْرٍ.
فَضَرَبَهُ عَبْدُ السَّلامِ اللَّخْمِيُّ عَلَى رَأْسِهِ وَضَرَبَهُ آخَرُ عَلَى وَجْهِهِ فَتَلِفَ- وَجَرُّوهُ بَيْنَ خَمْسَةٍ لِيُخْرِجُوهُ فَصَاحَتِ امْرَأَةٌ، فَكَفُّوا وَحَزُّوا رَأْسَهُ وَخَاطُوا الضَّرْبَةَ الَّتِي فِي وَجْهِهِ وَأَتَى يَزِيدُ النَّاقِصُ بالرأس فسجد.
__________
[1] في تاريخ ابن الأثير (5/ 287) زيادة. «ألم أخدم زمناكم» .(8/293)
وَبِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَرْوَانَ حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: دَخَلَ بِشْرٌ مَوْلَى كِنَانَةَ مِنَ الْحَائِطِ فَفَرَّ الْوَلِيدُ وَهُمْ يَشْتُمُونَهُ فَضَرَبَهُ بِشْرٌ عَلَى رَأْسِهِ وَاعْتَوَرَهُ النَّاسُ بِأَسْيَافِهِمْ فَطَرَحَ عَبْدُ السَّلامِ نَفْسَهُ عَلَيْهِ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ، وَكَانَ يَزِيدُ قَدْ جَعَلَ لِمَنْ أَتَاهُ بِالرَّأْسِ مِائَةَ أَلْفٍ.
وَقِيلَ: قُطِعَتْ كَفُّهُ وَبُعِثَ بِهَا إِلَى يَزِيدَ فَسَبَقَتِ الرَّأْسَ بِلَيْلَةٍ وَأُتِيَ بالرَّأْسِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَنَصَبَهُ يَزِيدُ عَلَى رُمْحٍ بَعْدَ الصَّلاةِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَخُوهُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ فَقَالَ بُعْدًا لَهُ أَشْهَدُ أَنَّهُ كَانَ شَرُوبًا لِلْخَمْرِ مَاجِنًا فَاسِقًا وَلَقَدْ رَاوَدَنِي عَلَى نَفْسِي.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَجَمَاعَةٌ: عَاش الْوَلِيدُ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.
قُلْتُ: هَذَا خِلافُ مَا مَرَّ، بَلِ الأَصَحُّ أَنَّهُ عَاشَ بِضْعًا وَثَلاثِينَ سَنَةً.
قَالَ خَلِيفَةُ وَغَيْرُهُ: عَاشَ سِتًّا وَثَلاثِينَ سَنَةً [1] .
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْوَلِيدُ كَانَ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ سَدِيدُ الْعَقْلِ فَقَالَ لِخَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ: اصْنَعْ طَعَامًا وَاجْمَعْ لَهُ، قَالَ: فَجَمَعَهُمْ فَقَالَ سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ: أَنَا لَكُمُ النَّذِيرُ كَفَّ رَجُلٌ يَدَهُ وَمَلَكَ لِسَانَهُ وَعَالَجَ قَلْبَهُ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ: مَلَكَ الْوَلِيدُ خَمْسَةَ عَشَرَ شَهْرًا.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قُتِلَ بِالْبَخْرَاءِ فِي جُمَادَى الأُخْرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ سَامَحَهُ اللَّهُ.
وَلَمْ يَصِحَّ عَنِ الْوَلِيدِ كُفْرٌ وَلا زَنْدَقَةٌ نَعَمُ اشْتُهِرَ بِالْخَمْرِ والتلوّط فخرجوا عليه لذلك.
__________
[1] العبارة عند خليفة «قتل الوليد.. وهو ابن خمس وثلاثين أو ست وثلاثين» . (ص 363) .(8/294)
وَكَانَ الْحَجَّاجُ عَمَّ أُمِّهِ وَهِيَ ابْنَةُ مُحَمَّدِ بن يوسف الثقفي.
وهب بن كيسان [1]- ع- أبو نعيم المدني المؤدّب مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ.
رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَجَابِرٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَرَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ ثِقَةٌ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 163، المشاهير 80، الجرح 9/ 23، تهذيب التهذيب 11/ 166، التقريب 2/ 339. طبقات خليفة 260. تاريخ خليفة 378. سير أعلام النبلاء 5/ 226. خلاصة تذهيب الكمال 419. تاريخ أبي زرعة 1/ 525. المعرفة والتاريخ 2/ 300. التاريخ لابن معين 2/ 996 و 997 و 1029. شذرات الذهب 1/ 173.(8/295)
[حرف الْيَاءِ]
يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ [1]- م 4- قَاضِي حِمْصَ.
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ مُرْسَلا وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَيَزِيدَ بْنَ شُرَيْحٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ وَالزُّبَيْدِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن يزيد ابن جَابِرٍ وَآخَرُونَ.
يُكَنَّى أَبَا عُمَرَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
يَحْيَى بْنُ خَلادِ بْنِ رَافِعِ بن مالك الأنصاري [2]- خ 4- الزرقيّ المدني.
عَنْ عَمِّهِ رِفَاعَةَ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ عَلِيٌّ وَحَفِيدُهُ يحيى بن علي.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 265، الجرح 9/ 133، تهذيب التهذيب 11/ 191، التقريب 2/ 344، الخلاصة 422. تاريخ أبي زرعة 1/ 628. المعرفة والتاريخ 1/ 269.
[2] التاريخ الكبير 8/ 269، الجرح 9/ 139، تهذيب التهذيب 11/ 204، التقريب 2/ 346، الخلاصة 432.(8/296)
ثقة مقلّ.
يحيى بن راشد الليثي [1]- د- الدمشقيّ الطويل أبو هشام.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمَلَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ [2] وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَعَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً.
يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الإمام [3]- ع- أبو نصر. أَحَدُ الأَعْلامِ، اسْمُ أَبِيهِ صَالِحٌ وَقِيلَ: يَسَارٌ وَقِيلَ: نَشِيطٌ، مَوْلَى الطَّائِيِّينَ وَعَالِمُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مُرْسلا وَقَدْ رَأَى أَنَسًا وَذَلِكَ فِي سُنَنِ النَّسَائِيُّ، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ- وَذَلِكَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وهو مرسل- وعن بعجة [4] ابن عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي قِلابَةَ وَعِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ وَحَضْرَمِيِّ بْنِ لاحِقٍ وَعُرْوَةَ- وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ- وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ ومُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُرَارَةَ وَيَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ وَهِلالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
روى عنه ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمَعْمَرٌ وَالأَوْزَاعِيُّ وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَهِشَامٌ الدستوائي
__________
[1] الجرح 9/ 142، تهذيب التهذيب 11/ 206، ميزان الاعتدال 4/ 373، التقريب 2/ 347، الخلاصة 423. التاريخ لابن معين 2/ 642 رقم 4395. تاريخ أبي زرعة 1/ 65.
[2] في الأصل «عباس» .
[3] التاريخ الكبير 8/ 301. الجرح 9/ 141، ميزان الاعتدال 4/ 402، تهذيب التهذيب 11/ 268 التاريخ لابن معين 2/ 652 رقم 4262 و 4728 و 4732 و 5279 و 5370. تاريخ أبي زرعة (راجع فهرس الأعلام) . المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) .
[4] مهمل في الأصل، والتصويب من الخلاصة.(8/297)
وَشَيْبَانُ وَهَمَّامٌ وَأَبَانُ بْنَ يَزِيدَ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ وَحَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ وَأَيُّوبُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
هُشَيْمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أنس ابن مَالِكٍ يُصَلِّي وَبَيْنَ يَدَيْهِ سَهْمٌ.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: لا يُسْتَطَاعُ الْعِلْمُ بِرَاحَةِ الْجَسَدِ.
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى قَالَ: الْعَالِمُ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ، الْعُلَمَاءُ مِثْلُ الْمِلْحِ هُمْ صَلاحُ كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ لا يُصْلِحُهُ شَيْءٌ.
وَرَوَى عَنْ شُعْبَةَ أَنَّهُ كَانَ يُقَدِّمُ يَحْيَى عَلَى الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ يُعَدُّ مَعَ الزُّهْرِيِّ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ إِذَا حَضَرَ جَنَازَةً لَمْ يَتَعَشَّ لَيْلَتَهُ وَلا يَقْدِرُونَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ.
وَيُقَالُ: إِنَّ يَحْيَى أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ لِلْعِلْمِ.
قَالَ حَرْبٌ عَنْ يَحْيَى: كُلُّ شَيْءٍ عِنْدِي عَنْ أَبِي سَلامٍ الأَسْوَدِ إِنَّمَا هُوَ كِتَابٌ.
وَرَوَى وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: مَا بقي على وجه الأرض مثل يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ أَحْسَنُ حَدِيثًا مِنَ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِذا خَالَفَ الزُّهْرِيُّ يَحْيَى فَالْقَوْلُ قول يحيى.(8/298)
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ إِمَامٌ لا يَرْوِي إِلا عَنْ ثِقَةٍ وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ يَحْيَى امْتُحِنَ فَضُرِبَ وَحُلِقَ وَحُبِسَ لِكَوْنِهِ تَنَقَّصَ بَنِي أُمَيَّةَ وَذَكَرَ أَفَاعِيلَهُمْ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطِيعِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُجَلِّدُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِيُّ ثنا أَيُّوبُ بْنُ يَحْيَى النَّجَّارُ الْيَمَامِيُّ ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حَاجَّ آدَمُ مُوسَى فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَشْقَيْتَهُمْ؟ فَقَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاتِهِ وَبِكَلامِهِ تَلُومُنِي عَلى أَمْرٍ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ- أَوْ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ- قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَحَاجَّ آدَمُ مُوسَى. صَوَابُهُ فَحَجَّ. وَهَذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ أَعْلَى مَا وَقَعَ لَنَا. وَأَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ مَعَ كَوْنِهِ لَمْ يَرْوِ عَنْ يَحْيَى سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ النَّجَّارِ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا. وَلَعَلّ أَيُّوبَ هَذَا آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَبِإِسْنَادِي إِلَى ابْنِ الْمُقْرِي قَالَ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ النّجَّارِ الْحَنَفِيُّ عَنْ هِشَامُ ابن حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. وَقَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ثَلاثًا. تَفَرَّدَ مُسْلِمٌ بِطَرِيقِ هِشَامٍ هَذِهِ.
قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ علي بن الحسين الهاشمي العلويّ [1] .
__________
[1] انظر: الطبري 7/ 228 وما بعدها.(8/299)
قَدْ مَرَّ مَقْتَلُ أَبِيهِ، فَسَارَ هُوَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْعَجَمِ، ثُمَّ إِنَّهُ خَرَجَ بِخُرَاسَانَ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَانْضَمَّ إِلَيْهِ خَلْقٌ مِنَ الشِّيعَةِ وَجَرَتْ لَهُ حُرُوبٌ مَعَ عَسْكَرِ خُرَاسَانَ وَمَوَاقِفُ إِلَى أَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَلْمُ بْنُ أَحْوَزَ مَصَافٌّ فَجَاءَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فِي صدغه فوقع فَاحْتَزُّوا رَأْسَهُ وَبَعَثُوا بِهِ إِلَى الشَّامِ وَصَلَبُوا جُثَّتَهُ كَأَبِيهِ.
فَلَمَّا اسْتَوْلَى أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ عَلَى الْبِلادِ أَنْزَلَ الْجُثَّةَ وَأَمَرَ بِإِقَامَةِ الْمَأْتَمِ عَلَيْهِ بِبَلْخٍ وَمَرْوَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَنَاحَ عَلَيْهِ النِّسَاءُ. وَكَانَ مَنْ وُلِدَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ بِخُرَاسَانَ مِنْ أَوْلادِ الأَعْيَانِ سُمِّيَ يَحْيَى، ثُمَّ تَتَبَّعَ أَبُو مُسْلِمٍ قَتَلَتَهُ فَأَبَادَهُمْ.
وَكَانَ مَقْتَلُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ.
يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ [1] الْبَكَّاءُ- ت ق- بَصْرِيٌّ مَشْهُورٌ وَلاؤُهُ لِلأَزْدِ.
حَدَّثَ عن ابن عمرو عن سعيد بن المسيب وأبي العالية.
وعنه الحمادان وعبد الوراث بْنُ سَعِيدِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النرمقي [2] وقدامة بن شهاب وعلي بن عاصم وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لا يَرْضَاهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَقَالَ الْقَوَارِيرِيُّ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: اشْتَكَى مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ أَعُودُهُ فَقِيلَ لَهُ: يَحْيَى عَلَى الْبَابِ قَالَ: مَنْ يَحْيَى؟ قِيلَ: أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: مَنْ أَبُو سَلَمَةَ؟ قَالَ: حَمَّادٌ وَقَدْ عَرَفَ فَقَالُوا: يَحْيَى الْبَكَّاءُ، قَالَ:
يَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: إِنَّ شَرَّ أَيَّامِكُمْ يوم نسبتم إلى البكّاء.
__________
[1] في هامش الأصل «سليم» وترجمته في الجرح 9/ 186، تهذيب التهذيب 11/ 278، ميزان الاعتدال 4/ 408، الخلاصة 428، التقريب 2/ 358.
[2] بفتح النون وسكون الراء وفتح الميم. وهي في الأصل محرفة والتصحيح من (اللباب 3/ 306) .(8/300)
قَالَ النَّسَائِيُّ: يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ الْبَكَّاءُ بَصْرِيٌّ متروك الحديث.
وذكره الدار الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ فَقَالَ: ابْنُ مُسْلِمٍ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي خُلَيْدٍ: الْبَكَّاءُ مَوْلَى الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ الأَزْدِيِّ اسْمُ أَبِيهِ سُلَيْمَانُ كَانَ يَنْفَرِدُ بِالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْمَشَاهِيرِ لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ حُصَيْنٍ: لَيْسَ بِذَاكَ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أنا ابْنُ اللَّتِّيِّ وَأنا أَحْمَدُ أنا موسى ابن عَبْدِ الْقَادِرِ قَالا: أَنا عَبْدُ الأَوَّلِ أَنا جَمَالُ الإِسْلامِ أَبُو الْحَسَنِ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمُّوَيْهِ أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُزَيْمٍ ثنا عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَالِ تُحْسَبُ بِمِثْلِهِنَّ فِي صَلاةِ السَّحَرِ وَلَيْسَ شَيْءٌ إِلا وَهُوَ يُسَبِّحُ اللَّهَ تلك الساعة ثم قرأ: (يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ 16: 48 الآيَةَ كُلَّهَا) [1] أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَبْدٍ فَوَافَقْنَاهُ. يَحْيَى بْنُ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ [2] .
عَنْ شُرَيْحٍ الْقَاضِي.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ وَالْحَسَنِ بن حي.
__________
[1] قرآن كريم- سورة النحل- الآية 48- وفي نسخة القدسي 5/ 183 «تتفيأ» .
[2] التاريخ الكبير 8/ 299، الجرح 9/ 182.(8/301)
مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
يَحْيَى بْنُ النَّضْرِ الأَنْصَارِيُّ السَّلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ [1]- بخ ق- وَالِدُ أَبِي بَكْرٍ.
رَوَى عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعَلَقْمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ وَأَبِي سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ وَلَدُهُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ.
يَحْيَى بْنُ هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ الْمُرَادِيُّ [2]- د ت ن-.
رَوَى عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْمَعْوَلِيِّ [3] وَنُعَيْمِ بْنِ دَجَاجَةٍ، وَأَدْرَكَ جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ وَوَفَدَ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
روى عنه شُعْبَةُ وَشَرِيكٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ.
قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ سَيِّدُ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
قُلْتُ: وَكَذَا كَانَ أَبُوهُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
يَزِيدُ بن أبان الرقاشيّ [4]- ت ق- الزاهد أبو عمرو البصري.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 308، الجرح 9/ 192، تهذيب التهذيب 11/ 292، التقريب 2/ 359، الخلاصة 428.
[2] التاريخ الكبير 8/ 309، الجرح 9/ 195، تهذيب التهذيب 11/ 293، التقريب 2/ 359، الخلاصة 428. المعرفة والتاريخ 3/ 238.
[3] بفتح الميم وسكون العين وفتح الواو، نسبة الى معولة بن شمس. (اللباب 3/ 238) .
[4] التاريخ الكبير 8/ 320، الجرح 9/ 251، تهذيب التهذيب 11/ 309، التقريب 2/ 361، ميزان الاعتدال 4/ 418. الخلاصة 430. التاريخ لابن معين 2/ 667 رقم 4486. المعرفة والتاريخ 2/ 127.(8/302)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْمَازِنِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ شَيْخُهُ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَالأَوْزَاعِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وطائفة سواهم.
وكان أحد الوعّاظ البكّاءين. ضعّفه الدار الدّارقطنيّ وغيره.
ضعّفه الدار الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ خَيْرٌ مِنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
قَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ قَالَ: إِذَا نِمْتُ ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ فَنِمْتُ الثَّانِيَةَ فَلا أَنَامَ اللَّهُ عَيْنِي.
وَعَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ مُوسَى قَالَ: جَوَّعَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ نَفْسَهُ للَّه سِتِّينَ عَامًا حَتَّى ذَبُلَ جِسْمُهُ وَنَهِكَ بَدَنُهُ وَكَانَ يَقُولُ: غَلَبَنِي بَطْنِي مَا أَقْدِرُ لَهُ عَلَى حِيلَةٍ.
وَذَكَرَ ابْنُ السَّمَّاكِ عَنْ أَشْعَثَ أَنَّ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ صَامَ ثَلاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: بكى يزيد الرقاشيّ حتى تساقطت أشفاره وأظلمت عيناه وتغيرت مَجَارِي دُمُوعِهِ.
وَلِيَزِيدَ مَوَاعِظُ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْخَائِفِينَ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: عَطَّشَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ نَفْسَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي حَرِّ الْبَصْرَةِ ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: تَعَالَوْا حَتَّى نَبْكِي عَلَى الْمَاءِ الْبَارِدِ.
وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ أبي إسحاق الحميسي [1] قال: كان يزيد
__________
[1] بضم الحاء وفتح الميم، وهو خازم بن الحسين. (اللباب 1/ 393) .(8/303)
الرَّقَاشِيُّ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ: وَيْحَكَ يَا يَزِيدُ مَنْ يَتَرَضَّى عَنْكَ رَبَّكَ وَمَنْ يَصُومُ لَكَ أَوْ يُصَلِّي لَكَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا مَعْشَرُ مَنِ الْقَبْرُ بَيْتُهُ وَالْمَوْتُ مَوْعِدُهُ أَلا تَبْكُونَ.
قَالَ: فَبَكَى حَتَّى تَسَاقَطَتْ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ.
يَزِيدُ بن أبي حبيب الفقيه [1]- ع- أبو رجاء الأزدي.
مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ أَحَدُ الأَعْلامِ وَشَيْخُ تِلْكَ النَّاحِيَةِ. وَكَانَ أَسْوَدَ حَبَشِيًّا.
قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وُلِدَ تَقْرِيبًا فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ أَبِي مِنْ أَهْلِ دَنْقَلَةَ وَنَشَأْتُ بِمِصْرَ وَهُمْ عَلَوِيَّةٌ فَقَلَبْتُهُمْ عُثْمَانِيَّة.
قُلْتُ: رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ [2] وَأَبِي الطفيل وإبراهيم ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ وَعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ وَعَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ وَخَلْقٍ كَثِيرٍ حَتَّى إِنَّهُ رَوَى عَنْ تَلامِذَتِهِ.
وعنه سعيد بن أبي أيوب وحيوة بن شُرَيْحٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ مِصْرَ وَكَانَ حَلِيمًا عَاقِلا وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الْعِلْمَ وَالْمَسَائِلَ وَالْحَلالَ وَالْحَرَامَ بِمِصْرَ، وَقَبْلَ ذَلِكَ كَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فِي التَّرْغِيبِ وَالْمَلاحِمِ وَالْفِتَنِ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ عَالِمُنَا وَسَيِّدُنَا يُقَالُ إِنَّهُ وُلِدَ فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ اللَّيْثُ ثنا عُبَيْدُ الله بن أبي جعفر ويزيد بن أبي حبيب وهما جوهرتا
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 324، المشاهير 122، الجرح 9/ 267، تهذيب التهذيب 11/ 318، التقريب 2/ 363. طبقات ابن سعد 7/ 507. الخلاصة 430. التاريخ لابن معين 2/ 668 رقم 5144.
تاريخ أبي زرعة 1/ 219. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) .
[2] بفتح الجيم.(8/304)
الْبِلادِ: كَانَتِ الْبَيْعَةُ إِذَا جَاءَتْ لخَلِيَفَةٍ كَانَ أَوَّلُ مَنْ يُبَايِعُ عُبَيْدُ اللَّهِ ثُمَّ يَزِيدُ ثُمَّ النَّاسُ.
وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ يَزِيدُ كَأَنَّهُ فَحْمَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ: أَيُّهُمَا كَانَ أَفْضَلُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَوْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جعفر؟ قال: لَوْ جُعِلا فِي مِيزَانٍ مَا رَجَحَ هَذَا عَلَى هَذَا.
وَقَال ابْنُ لَهِيعَةَ: مَرِضَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ فَعَادَهُ حَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ أَمِيرُ مِصْرَ فَقَالَ: يَا أَبَا رَجَاءٍ مَا تَقُولُ فِي الصَّلاةِ فِي ثَوْبٍ فِيهِ دَمُ الْبَرَاغِيثُ؟ فَحَوَّلَ وَجْهَهُ وَلَمْ يُكَلِّمْهُ، فَقَامَ فَنَظَرَ إِلَى يَزِيدَ فَقَالَ: تَقْتُلُ خَلْقًا كُلَّ يَوْمٍ وَتَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَرَاغِيثِ! وَقَالَ اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: سَمِعَ ابْنُ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ مُسَتقْبِلَ الْقِبْلَةِ» . وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: لا أَدْعُ أَخًا لِي يَغْضَبُ عَلَيَّ مَرَّتَيْنِ بَلْ أَنْظُرُ مَا يَكْرَهُ فَأَدَعُهُ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: ثنا أَبُو خَالِدٍ الْمُرَادِيُّ أَنَّ زِيَادَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ أَرْسَلَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: ائْتِنِي لِأَسْأَلَكَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْعَلْم، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: بَلْ أَنْتَ فَائْتِنِي فَإِنَّ مَجِيئَكَ إِلَيَّ زَيْنٌ لَكَ وَمَجِيئِي إِلَيْكَ شَيْنٌ عَلَيْكَ.
قَالَ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: لَمَّا كَثُرَتِ الْمَسَائِلُ عَلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ لَزِمَ بَيْتَهُ.
وَرَوَى ضِمَامُ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ وَالْعَلاءِ بْنِ كَثِيرٍ قَالُوا:
يَزِيدُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْعِلْمَ بِمِصْرَ وَكَانُوا إِنَّمَا يَتَحَدَّثُونَ بِالْفِتَنِ وَالْمَلاحِمِ وَالتَّرْغِيبِ،(8/305)
قَالَ: وَكَانَ أَحَدُ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ جَعَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَيْهِمُ الْفُتْيَا بِمِصْرَ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: اسْمُ أَبِيهِ سُوَيْدٌ مَوْلَى شَرِيكِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْعَامِرِيِّ.
قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: مَاتَ يَزِيدُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو التَّيَّاحِ الضُّبَعِيُّ الْبَصْرِيُّ [1]- ع- أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الزُّهَّادِ.
رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَمُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بن الحارث ابن نَوْفَلٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ شُعْبَةُ: رَأَيْتُ أَبَا التَّيَّاحِ وَأَبَا جَمْرَةَ وَأَبَا نَوْفَلٍ يُضَبِّبُونَ أَسْنانَهُمْ بِالذَّهَبِ.
قَالَ جَعْفَرِ بْنُ سُلَيْمَانَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي التَّيَّاحِ نَعُودُهُ وَاللَّهِ إِنْ كَانَ يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ الْيَوْمَ لِمَا يَرَى مِنَ التَّهَاوُنِ فِي النَّاسِ بِأَمْرِ اللَّهِ أَنْ يزيده ذاك جِدًّا وَاجْتِهَادًا ثُمَّ بَكَى.
وَقَالَ أَبُو التَّيَّاحِ: كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَتَقَرَّأُ عِشْرِينَ سَنَةً مَا يَعْلَمُ بِهِ جِيرَانُهُ.
يَتَقَرَّأُ أَيْ يَتَعَبَّدُ وَالْقُرَّاءُ فِي اصْطِلاحِ الصَّدْرِ الأَوَّلِ هُمُ الْعُبَّادِ، وَمِنْهُ قَوْلُ أَنَسٍ فِي أَهْلِ بِئْرِ مَعُونَةَ يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ.
وَقَالَ مَسْرُوقٌ:
يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ يَا مِلْحَ الْبَلَدْ ... مَنْ يُصْلِحُ الْمِلْحَ إِذَا الملح فسد؟
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 326. الجرح 9/ 256. تهذيب التهذيب 11/ 320، الخلاصة 431. طبقات ابن سعد 7/ 238. تاريخ أبي زرعة 1/ 624. التاريخ لابن معين 2/ 669. طبقات خليفة 216، تاريخ خليفة 395. سير أعلام النبلاء 5/ 251. المعرفة والتاريخ 1/ 287 وراجع فهرس الأعلام(8/306)
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَبُو التَّيَّاحِ ثَبْتٌ ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو إِيَاسٍ: مَا بِالْبَصْرَةِ أَحَدٌ أُحِبُّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْ أَبِي التَّيَّاحِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثِينَ.
يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ المدني القارئ [1]- ع- أبو روح. أحد مشيخة نافع ابن أَبِي نُعَيْمٍ فِي الْقِرَاءَةِ.
قِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثِينَ.
وَقَدْ مَرَّتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ.
يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُمَيَّةَ أَبُو صَخْرٍ الأَيْلِيُّ [2]- د-.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ سَعْدَانُ بْنُ سَالِمٍ وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ الأَيْلِيَّانِ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ.
وَهُوَ مُقِلٌّ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ يُصَلِّي اللَّيْلَ أَجْمَعَ وَيَبْكِي.
يَزِيدُ بْنُ الطَّثَرِيَّةِ.
الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ أَحَدُ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ. وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ سَمُرَةَ بن سلمة ويكنى أبا المكشوح.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 331، المشاهير 135، معرفة القراء الكبار 1/ 62، الجرح 9/ 260، تهذيب التهذيب 11/ 325، التقريب 2/ 364. الخلاصة 431، التاريخ لابن معين 2/ 670 رقم 902.
[2] التاريخ الكبير 8/ 338، تهذيب التهذيب 11/ 334، التقريب 2/ 365، الجرح 9/ 269، الخلاصة 432، طبقات ابن سعد 7/ 519 و 520.(8/307)
اسْتَوْفَى أَخْبَارَهُ ابْنُ خِلِّكَانَ فِي تَارِيخِهِ [1] ، وَذَكَرَ أَنَّ صَاحِبَ الأَغَانِي [2] جَمَعَ لَهُ دِيوَانًا وَأَنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَبْدَ اللَّهِ الطُّوسِيَّ جَمَعَ لَهُ دِيوَانًا. وَلَهُ شِعْرٌ فِي أَمَاكِنَ مِنَ الْحَمَاسَةِ [3] . وَنَظْمُهُ فِي الذِّرْوَةِ. وَهُوَ الْقَائِلُ.
وَحَنَّتْ قَلُوصِي بَعْدَ هَذَا صَبَابَةً ... فَيَا رَوْعَةً مَا رَاعَ قَلْبِي حَنِينَهَا
فَقُلْتُ لَهَا صَبْرًا فَكُلُّ قَرِينَةٍ ... مفارقة [4]- لا بدّ- يَوْمًا قَرِينَهَا
وَمِنْ شِعْرِهِ قَوْلِهِ:
إِذَا نَحْنُ جِئْنَا لَمْ نُجَمَّلْ [5] بِزِينَةٍ ... حَذَارَ الأَعَادِي وَهِيَ بَادٍ جَمَالُهَا
وَلا نَبْتَدِيهَا بِالسَّلامِ وَلَمْ نَقُلْ ... لَهُمْ مَنْ تَوَقَّى شَرَّهُمْ: كَيْفَ حَالُهَا؟
قُتِل يَزِيدُ بْنُ الطَّثَرِيَّةِ بِالْيَمَامَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَالطَّثْرُ ضَرْبٌ مِنَ اللَّبَنِ.
يَزِيدُ بْنُ عبد الله بن قسيط الليثي المدني [6]- ع- أبو عبد الله. أَحَدُ الثِّقَاتِ الْمُسْنِدِينَ. وَكَانَ أَعْرَجَ.
رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَعُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ وسعيد بن المسيب وعروة وطائفة.
__________
[1] وفيات الأعيان 6/ 367.
[2] الأغاني 8/ 157، مختار الأغاني 8/ 333.
[3] وكذلك في: معجم الأدباء 20/ 46- 49، طبقات فحول الشعراء 583، الشعر والشعراء 255.
[4] عند ابن خلكان 6/ 372 «مفارقها» .
[5] تجمل. بالتاء.
[6] التاريخ الكبير 8/ 344، المشاهير 74 و 134، تاريخ ابن خياط 354. دول الإسلام 1/ 84.
الجرح 9/ 273. تهذيب التهذيب 11/ 342. التقريب 2/ 367، الخلاصة 432. ميزان الاعتدال 4/ 430. طبقات ابن سعد 5/ 246. سير أعلام النبلاء 5/ 266 رقم 126. شذرات الذهب 160، المعرفة والتاريخ 1/ 448.(8/308)
وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَأَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي ابْنُ قُسَيْطٍ وَكَانَ ثِقَةٌ فَقِيهًا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى الأَعْمَالِ لِأَمَانَتِهِ وَفِقْهِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ وَقِيلَ: سُئِلَ مَالِكٌ أَنْ يُحَدِّثَ بِحَدِيثِ ابْنِ قُسَيْطٍ فِي الْقِصَاصِ فَامْتَنَعَ وَقَالَ: لَيْسَ رَجُلَهُ [1] عِنْدَنَا هُنَاكَ.
وَوَثَّقَهُ أَرْبَابُ الصِّحَاحِ.
مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الهمدانيّ الدمشقيّ [2]- د ن ق- الفقيه قَاضِي دِمَشْقَ.
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ. وَرِوَايَتُهُ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ مُرْسَلَةٌ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ خَالِدٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَعْلَمُ بِالْقَضَاءِ مِنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ لا مَكْحُولٌ وَلا غَيْرُهُ وَقَدْ بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى بَنِي نُمَيْرٍ يفقّههم ويقرئهم.
__________
[1] أي ليس رجل الحديث.
[2] التاريخ الكبير 8/ 347، الجرح 9/ 277، تهذيب التهذيب 11/ 345 و 346، التقريب 2/ 368، الخلاصة 433. التاريخ لابن معين 2/ 674 رقم 5055. المعرفة والتاريخ 2/ 334.(8/309)
تُوُفِّيَ يَزِيدُ هَذَا سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتِّينَ.
يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ ابو جعفر المدني [1] ، مقريء الْمَدِينَةِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَمِّيهِ فَيْرُوزَ، وَكَانَ عَابِدًا صَوَّامًا قَوَّامًا مُجَوِّدًا لِكِتَابِ اللَّهِ، وَلَهُ قِرَاءَةٌ مَحْفُوظَةٌ فَهُوَ أَحَدُ الْعَشَرَةِ الأَعْلامِ.
أَقْرَأَ النَّاسَ دَهْرًا طَوِيلا وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى مَوْلاهُ عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة الْمَخْزُومِيِّ وَعَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ صَلَّى بِابْنِ عُمَرَ وَإِنَّهُ أَقْرَأَ النَّاسَ مِنْ قَبْلِ وَقْعَةِ الْحَرَّةِ وَكَانَتْ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ.
وَرَوَى الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ نَافِعٌ وَعِيسَى بْنُ وَرْدَانَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ مَالِكٌ- فِي غَيْرِ الْمُوَطَّأِ- وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ.
وَكَانَ مُقَدَّمًا فِي زَمَانِهِ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ.
وَكَانَ مَعَ عِبَادَتِهِ وَتَبَتُّلِهِ مُفْتِيًا مُجْتَهِدًا كَبِيرَ الْقَدْرِ، وَلَمْ يُخَرِّجُوا لَهْ شَيْئًا فِي الْكُتُبِ.
وَقَدْ بَسَطْتُ تَرْجَمَتَهُ فِي كِتَابِ «طَبَقَاتِ الْقُرَّاءِ» [2] .
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان وعشرين ومائة، وقيل سنة ثلاثين.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 353، الجرح 9/ 285، تهذيب التهذيب 12/ 58، التقريب 2/ 406، الخلاصة 446. المعرفة والتاريخ 1/ 675 و 676 و 3/ 213.
[2] معرفة القراء الكبار 1/ 58- 62.(8/310)
وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.
وَقِيلَ سنة ثلاثٍ وثلاثين.
وقال محمد بن المثنى: سنة سبع وعشرين ومائة.
يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] بْنِ مَرْوَانَ أَبُو خَالِدٍ الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.
الْمُلَقَّبُ بِالنَّاقِصِ لِكَوْنِهِ نَقَصَ الْجُنْدَ مِنْ أَعْطِيَاتِهِمْ، تَوَثَّبَ عَلَى الْخِلافَةِ وَتَمَّ لَهُ ذَاكَ وَقَتَلَ ابْنَ عَمِّهِ الْوَلِيدَ كَمَا ذَكَرْنَا. وَتَمَلَّكَ أَوَّلا دِمَشْقَ وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأَخِرَةِ.
حَكَى سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ أَنَّ قُتَيْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ ظَفَرَ بِمَا وراء النهر بابنتي فيروز ابن يَزْدَجَرْدَ فَبَعَثَ بِهِمَا إِلَى الْحَجَّاجِ فَبَعَثَ الْحَجَّاجُ بِإِحَدَاهُمَا وَهِيَ شَاهْفَرَنْدُ إِلَى الْوَلِيدِ فَأَوْلَدَهَا يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ. وَفَيْرُوزُ هَذَا هُوَ ابْنُ بِنْتِ شِيرَوَيْهِ بْنِ كِسْرَى، وَأُمُّ شِيرَوَيْهِ ابْنَةُ خَاقَانَ مَلِكِ التُّرْكِ، وَأُمُّهَا- أَعْنِي أُمَّ فَيْرُوزَ- هِيَ بِنْتُ قَيْصَرَ عَظِيمِ الرُّومِ، فَلِذَلِكَ يَقُولُ: يَزِيدُ وَيَفْتَخِرُ:
أَنَا ابْنُ كِسْرَى وَأَبِي فَمَرْوَانُ ... وَقَيْصَرُ جَدِّي وَجَدِّي خَاقَانُ
قَالَ خَلِيفَةُ: [3] حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ قَامَ خَطِيبًا عِنْدَ قَتْلِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ أَشِرًا وَلا بَطِرًا وَلا حِرْصًا عَلَى الدَّنْيَا، وَلا رَغْبَةً فِي الْمُلْكِ، وَإِنِّي لَظَلُومٌ لِنَفْسِي إِنْ لَمْ يَرْحَمْنِي رَبِّي، وَلَكِنْ خَرَجْتُ غَضِبًا للَّه وَلِدِينِهِ، وَدَاعِيًا إِلَى كِتَابِهِ وَسُنَّةِ نبيّه
__________
[1] تاريخ خليفة 405.
[2] خلاصة الذهب المسبوك 45 تاريخ خليفة 368. تاريخ الخميس 2/ 321. النجوم الزاهرة 1/ 126.
سير أعلام النبلاء 5/ 374 رقم 170 وترجمته في كتب التاريخ العامة.
[3] تاريخ ابن خياط 365 وفيه نص الخطبة كاملا.(8/311)
حِينَ دَرَسَتْ مَعَالِمُ الْهُدَى وَطُفِئَ نُورُ أَهْلِ التَّقْوَى، وَظَهَرَ الْجَبَّارُ الْمُسْتَحِلُّ لِلْحُرْمَةِ وَالرَّاكِبُ الْبِدْعَةِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَشْفَقْتُ إِنْ غَشِيَتْكُمْ ظُلْمَةٌ لا تُقْلِعَ عَنْكُمْ عَلَى كَثْرَةٍ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَقَسْوَةٍ مِنْ قُلُوبِكُمْ، وَأَشْفَقْتُ أَنْ يَدْعُو كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ إِلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ فَيُجِيبُهُ، فَاسْتَخَرْتُ اللَّهَ فِي أَمْرِي وَدَعَوْتُ مَنْ أَجَابَنِي مِنْ أَهْلِي وَأَهْلِ وِلايَتِي، فَأَرَاحَ اللَّهُ مِنْهُ البِّلادَ وَالْعِبَادَ وِلايَةٌ مِنَ اللَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه، أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ لَكُمْ عِنْدِي إِنْ وَلِيتُ أُمُورَكُمْ أَنْ لا أَضَعُ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ وَلا حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ، وَلا أَنْقُلُ مَالا مِنْ بَلَدٍ حَتَّى أَسُدَّ ثَغْرَهُ وَأُقَسِّمَ بَيْنَ مَسَالِحِهِ مَا يَقْوُونَ بِهِ، فَإِنْ فَضَلَ رَدَدْتُهُ إِلَى الْبَلَدِ الَّذِي يَلِيهِ حَتَّى تَسْتَقِيمَ الْعِيشَةُ وَتَكُونَ فِيهِ سَوَاءً، فَإِنْ أَرَدْتُمْ بَيْعَتِي عَلَى الَّذِي بَذَلْتُ لَكُمْ فَأَنَا لَكُمْ، وَإِنْ مِلْتُ فَلا بَيْعَةَ لِي عَلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمْ أَحَدًا أَقْوَى مِنِّي عَلَيْهَا فَأَرَدْتُمْ بَيْعَتَهُ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُبَايِعُ وَيَدْخُلُ فِي طَاعَتِهِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ بِالسِّلاحِ فِي الْعِيدِ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ خَرَجَ يَوْمَئِذٍ بَيْنَ صَفَّيْنِ مِنَ الْخَيْلِ عَلَيْهِمُ السِّلاحُ مِنْ بَابِ الْحِصْنِ إِلَى الْمُصَلَّى.
وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَالَ يَزِيدُ النَّاقِصُ: يَا بَنِي أُمَيَّةَ إِيَّاكُمْ وَالْغِنَاءَ فَإِنَّهُ يُنْقِصُ الْحَيَاءَ وَيَزِيدُ فِي الشَّهْوَةِ وَيَهْدِمُ الْمُرُوءَةَ، وَإِنَّهُ لَيَنُوبُ عَنِ الْخَمْرِ وَيَفْعَلُ مَا يَفْعَلُ الْمُسْكِرُ، فَإِنْ كُنْتُمْ لا بُدَّ فَاعِلِينَ فَجَنِّبُوهُ النِّسَاءَ فَإِنَّ الْغِنَاءَ دَاعِيَةُ الزِّنَا.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكِم: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: لَمَّا وَلِيَ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ دَعَا النَّاسَ إِلَى الْقَدَرِ وَحَمَلَهُمْ عَلَيْهِ وَقَرَّبَ غَيْلانَ أَوْ قَالَ: أَصْحَابُ غَيْلانَ.
قُلْتُ: كَانَ غَيْلانُ قَدْ صَلَبَهُ هِشَامٌ قَبْلَ هَذَا الْوَقْتِ بِمُدَّةٍ. وَلَمْ يُمَتَّعْ يَزِيدُ بِالْخِلافَةِ وَمَاتَ فِي سَابِعِ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ فَكَانَتْ خِلافَتُهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ نَاقِصَةً.(8/312)
وَقِيلَ: مَاتَ بَعْدَ عِيدِ الأَضْحَى.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: عَاشَ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: عَاشَ خَمْسًا وَثَلاثِينَ سَنَةً.
وَقِيلَ: كَانَ أَسْمَرَ نَحِيفًا حَسَنَ الْوَجْهِ. وَدُفِن بَيْنَ الْجَابِيَةِ وَبَابِ الصَّغِيرِ.
وَيُقَالُ: مَاتَ بِالطَّاعُونِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوهُ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي استُخْلِفَ.
يَزِيدُ الرِّشْكُ الضُّبَعِيُّ [1]- ع- مَوْلاهُمْ. والرِّشْكُ هُوَ الْقَسَّامُ بِلُغَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ رَوَى عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَمُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ.
قَالَ عَبَّاسُ الدُّورِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: كَانَ يَزِيدُ بْنُ مُطَرِّفٍ يُسَرِّحُ لِحْيَتَهُ فَخَرَجَ مِنْهَا عَقْرَبٌ فَلُقِّبَ بِالرِّشْكِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ ثِقَةً صَالِحًا خَيْرًا وَكَانَ يُقَسِّمُ الدُّورَ وَالأَمْلاكَ.
غُنْدَرٌ: رَوَى النَّاسُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ سَمِعْتُ مُعَاذَةَ تَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَتْ: أَرْبعًا وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: يَزِيدُ الرِّشْكِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الضُّبَعِيُّ: بَعَثَ الْحَجَّاجُ يَزِيدَ الرِّشْكَ إِلَى البصرة فوجد
__________
[1] المشاهير 152، الجرح 9/ 297، تهذيب التهذيب 11/ 371 و 372، ميزان الاعتدال 4/ 444، التقريب 2/ 372. الخلاصة 435. المعرفة والتاريخ 2/ 267، التاريخ لابن معين 2/ 679 رقم 4305.(8/313)
طُولَهَا فَرْسَخَيْنِ وَعَرْضَهَا خَمْسَ دَوَانِيقَ [1] .
قُلْتُ: يَعْنِي فَرْسَخًا إِلا سُدْسًا.
قِيلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأشج [2]- م ت ن ق- أبو يوسف.
رَوَى عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَكُرَيْبٍ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ.
وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَابْنُ عجلان وابن إسحاق والليث ابن سَعْدٍ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ صَدُوقًا.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قُتِلَ فِي الْبَحْرِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ ومائة.
يعقوب بن عتبة بن المغيرة [3]- د ن ق- بن الأخنس بن شريق الثقفي المدني.
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعِكْرِمَةَ وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الماجشون وإبراهيم بن سعد وآخرون.
__________
[1] جاء في «عيون الأخبار» 1/ 216 قال ابن شوذب عن يزيد الرشد (كذا) : قست البصرة في ولاية خالد بن عبد الله القسري فوجدت طولها فرسخين غير دانق» .
[2] التاريخ الكبير 8/ 391، المشاهير 188، الجرح 8/ 209، تهذيب التهذيب 11/ 390، التقريب 2/ 376. الخلاصة 436. المعرفة والتاريخ 1/ 293 و 661- 663.
[3] التاريخ الكبير 8/ 389. الجرح 9/ 211. تهذيب التهذيب 11/ 392. التقريب 2/ 376. الخلاصة 437. المعرفة والتاريخ 1/ 265 و 406.(8/314)
وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ.
وَكَانَ فَقِيهًا وَرِعًا عَارِفًا بِالسِّيرَةِ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ الثَّقَفِيُّ [1]- سِوَى ت- مَوْلاهُمُ الْمَكِّيُّ نَزِيلُ الْبَصْرَةِ وَصَدِيقُ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ.
رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ أَيُّوبُ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَحَمَّادُ ابْنُ زَيْدٍ.
وَثَّقهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ الأَمِيرُ [2] ، وَلِيَ الْيَمَنَ لِهِشَامٍ، ثُمَّ نَقَلَهُ إِلَى إِمْرَةِ الْعِرَاقَيْنِ [3] فَأَقَرَّهُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ وَأَضَافَ إِلَيْهِ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ، وَكَانَ مَهِيبًا جَبَّارًا ظَلُومًا.
ذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّ سِمَاطَ يُوسُفَ بِالْعِرَاقِ كَانَ كُلُّ يَوْمٍ خَمْسَمِائَةِ مَائِدَةٍ، وَكَانَتْ مَائِدَتُهُ وأقصى الموائد سواء، يتعمّد ذَلِكَ ويُنَوِّعُهُ.
وَرَوَيْنَا أَنَّهُ ضَرَبَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ فِي إِمَارَتِهِ عَلَى الْيَمَنِ حَتَّى هَلَكَ تحت الضرب
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 417، التاريخ الصغير 1/ 308، الجرح 9/ 303. تهذيب التهذيب 11/ 401.
التقريب 2/ 378، الخلاصة 437، ابن سعد 7/ 250، طبقات القراء 2/ 390. سير أعلام النبلاء 5/ 451 رقم 200، التاريخ لابن معين 2/ 682 رقم 568.
[2] وفيات الأعيان 7/ 101- 112، التاريخ الطبري 7/ 148 وما بعدها. سير أعلام النبلاء 5/ 442 رقم 197، التنبيه والإشراف 281، مرآة الجنان 1/ 267، الكامل في التاريخ 5/ 219 وما بعدها.
شذرات الذهب 1/ 172.
[3] عراق العرب وعراق المعجم.(8/315)
وَلَمَّا قُتِلَ الْوَلِيدُ عُزِلَ يُوسُف ثُمَّ قُتِلَ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: لَمَّا هَلَكَ الْحَجَّاجُ أَخَذُوا يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ فِي آلِ الْحَجَّاجِ لِيُعَذَّبَ وَيُطْلَبَ مِنْهُ الْمَالُ فَقَالَ: أَخْرِجُونِي أَسْأَلُ فَدَفَعَ ابْنُ الْحَارِثِ الْجَهْضَمِيُّ وَكَانَ مُغَفَّلا فَانْتَهَى إِلَى دَارٍ لَهَا بَابَانِ فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: دَعْنِي أَدْخُلُ إِلَى عَمَّتِي أَسْأَلُهَا فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ وَهَرَبَ، وَذَلِكَ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : وَلِيَ يُوسُفُ الْيَمَنَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَمِائَةٍ فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهَا حَتَّى كُتِبَ إِلَيْهِ بِوِلايَتِهِ عَلَى الْعِرَاقِ فَاسْتَخْلَفَ ابْنَهُ الصَّلْتَ وَسَارَ.
قَالَ اللَّيْثُ: فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ نُزِعَ خَالِدٌ الْقَسْرِيُّ عَنِ الْعِرَاقِ وَأُمِّرَ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ.
وَرَوَى بِشْرُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ازْدَحَمَ النَّاسُ عَشِيَّةً فِي دَارِ يُوسُفَ عَلَى الطَّعَامِ فَدَفَعَ رَجُلٌ مِنَ الْجُنْدِ رَجُلا بِقَائِمِ سَيْفِهِ فَرَآهُ يُوسُفُ فَدَعَا بِهِ فَضَرَبَهُ مِائَتَيْنِ وَقَالَ: يَا بْنَ اللَّخْنَاءِ أَتَدْفَعُ النَّاسَ عَنْ طَعَامِي؟
وَحَكَى عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ أَنَّ يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ وَزَنَ دِرْهَمًا فَنَقَصَ حَبَّةً فَكَتَبَ إِلَى دُورِ الضَّرْبِ بِالْعِرَاقِ فَضَرَبَ أَهْلَهَا فَأَحْصَى فِي تِلْكَ الْحَبَّةِ مِائَةَ أَلْفِ سَوْطٍ ضَرَبَهَا.
وَقِيلَ: كَانَ يُضْرَبُ الْمَثَلُ بِحُمْقِهِ [2] وَتِيهِهِ حَتَّى كَانُوا يَقُولُونَ أَحْمَقُ مِنْ أَحْمَقِ ثَقِيفٍ، فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ حَجَّامًا أَرَادَ أَنْ يَحْجِمَهُ فَارْتَعَدَ فَقَالَ لِحَاجِبِهِ: قُلْ لِهَذَا الْبَائِسِ لا تَخَفْ، وَمَا رَضِيَ أَنْ يَقُولَ لَهُ بِنَفْسِهِ.
وَلَمَّا اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ الْفَاسِقُ هَمَّ بِعَزْلِ يُوسُفَ وَبِتَوْلِيَةِ ابْنِ عَمِّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن
__________
[1] وفي تاريخه- ص 357 «اليمن: ولاها هشام يوسف بن عمر الثقفي. فقدمها لثلاث بقين من شهر رمضان سنة ست ومائة، فلم يزل واليا حتى كتب اليه في سنة عشرين ومائة بولايته على العراق، فسار واستخلف ابنه الصلت بن يوسف» .
[2] في الأصل «بجمعه» وهو تصحيف بيّن.(8/316)
مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيِّ، وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَوَالِدَةُ الْوَلِيدِ ابْنَيْ عَمٍّ فَسَارَ يُوسُفُ إِلَى الْوَلِيدِ وَقَدَّمَ لَهُ أَمْوَالا عَظِيمَةً وَتُحَفًا، وَكَانَ خَالِدٌ الْقَسْرِيُّ مَسْجُونًا فِي سِجْنِ الْوَلِيدِ فَقَرَّرَ مَعَ أَبَانِ النَّمَرِيِّ أَنْ يَشْتَرِيَ خالد الْقِسْرِيَّ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ الْوَلِيدُ لِيُوسُفَ: ارْجَعْ إِلَى عَمِّكَ، فَقَالَ أَبَانُ لِلْوَلِيدِ: اعْطِنِي خَالِدًا وَأَدْفَعُ إِلَيْكَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفٍ، قَالَ: وَمَنْ يَضْمَنُ هَذَا الْمَالُ عَنْكَ؟ قَالَ يوسف ابن عُمَرَ: أَنَا، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ فَحَمَلَهُ فِي مَحْمَلٍ بِغَيْرِ وِطَاءٍ وَقَدِمَ بِهِ إِلَى الْعِرَاقِ فَأَهْلَكَهُ تَحْتَ الْعَذَابِ وَالْمُصَادَرَةِ وَطَلَبَ مِنْهُ أُلُوفًا لا تُحْصَى.
ثُمَّ اقْتَصَّ مِنْ يُوسُفَ يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ بِأَبِيهِ وَقَتَلَهُ ثُمَّ قَتَلَ يَزِيدَ بْنَ خَالِدٍ حِينَ تَمَلَّكَ مَرْوَانُ الْحِمَارُ.
قَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: ثنا حَيَّانُ بْنُ زُهَيْرٍ ثنا أَبُو الصَّيْدَاءِ صَالِحُ بْنُ طَرِيفٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْعِرَاقَ أَتَانَا خَبَرَهُ بِخُرَاسَانَ، قَالَ: فَبَكَى أَبُو الصَّيْدَاءِ وَقَالَ: هَذَا الْخَبِيثُ شَهِدْتُهُ ضَرَبَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ حَتَّى قَتَلَهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ: يُقَالُ: إِنَّ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ لَمَّا وُلِّيَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ هَذَا الْفَاسِقَ يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ قَدْ صَارَ إِلَى الْبَلْقَاءِ فَاطْلُبُوهُ، قَالَ: فَلَمْ يُوجَدْ، فَتَهَدَّدُوا ابْنَهُ، فَقَالَ: أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَيْهِ، إِنَّهُ انْطَلَقَ إِلَى مَزْرَعَةٍ لَهُ، فَسَارَ إِلَيْهِ خَمْسُونَ فَارِسًا، فَإِذَا بِهِ انْمَلَسَ وَاخْتَفَى، فَإِذَا نِسْوَةٌ أَلْقَيْنَ عَلَيْهِ قَطِيفَةً وَجَلَسْنَ عَلَى حَوَاشِيهَا، فَجَرُّوا بِرِجْلِهِ فَأَتَوْا بِهِ، وَكَانَ عَظِيمَ اللِّحْيَةِ فَأَخَذَ حَرَسِيٌّ بِلِحْيَتِهِ فَهَزَّهَا وَنَتَفَ مِنْهَا، وَكَانَ قَصِيرًا فَأُدْخِلَ عَلَى يَزِيدَ فَقَبَضَ يُوسُفُ عَلَى لِحْيَتِهِ، وَإِنَّهَا لَتَجُوزُ سُرَّتَهُ، وَجَعَلَ يَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَتَفَ وَاللَّهِ لِحْيَتِي، فَسَجَنَهُ فِي الْخَضْرَاءِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ فَقَالَ: أَمَا تَخَافُ أَنْ يَطْلُعَ عَلَيْكَ بَعْضُ مَنْ قَدْ وَتَرْتَ فَيُلْقِي عَلَيْكَ حَجَرًا؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا فَطِنْتُ لِهَذَا، فَنَشَدْتُكَ اللَّهُ لَتَكَلَّمْتَ فِي تَحْوِيلِي، فَأَخْبَرْتُ يَزِيدَ فَقَالَ: مَا غَابَ عَنْكَ مِنْ حُمْقِهِ أَكْثَرُ وَمَا(8/317)
حَبَسْتُهُ إِلا لأُوَجِّهَ بِهِ إِلَى الْعِرَاقِ فَيُقَامُ لِلنَّاسِ، وَتُؤْخَذُ الْمَظَالِمُ مِنْ مَالِهِ وَدَمِهِ.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ [1] : فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا أَبُو هَاشِمٍ قَالَ: أَرْسَلَ يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ الْقَسْرِيُّ مَوْلًى لِأَبِيهِ يُكَنَّى أَبَا الأَسَدِ فِي عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَدَخَلَ السِّجْنَ، فَأَخْرَجَ يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وعشرين ومائة [2] .
وكذا أَرَّخَ خَلِيفَةُ [3] وَقَالَ: وَلَهُ نَيِّفٌ وَسِتُّونَ سَنَةً [4] . وَزَادَ ابْنُ خِلِّكَانَ [5] وَغَيْرُهُ: إِنَّهُمْ رَمَوْا جُثَّتَهُ فَشَدَّ الصِّبْيَانُ فِي رِجْلِهِ حَبْلا وَجَرُّوهُ فِي شَوَارِعِ دِمَشْقَ، وَكَانَ دَمِيمًا فَمَرَّتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: مَا فَعَلَ هَذَا الصَّبِيُّ الْمِسْكِينُ حَتَّى قُتِلَ؟
يُونُسُ [6] بْنُ يُوسُفَ بْنِ حِمَاسٍ [7] اللَّيْثِيُّ الْمَدَنِيُّ- م ن ق-.
عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ والدراوَرْديّ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَكَانَ مِنَ الأَوْلِيَاءِ.
يُقَالُ: إِنَّهُ نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ فَدَعَا عَلَى بَصَرِهِ فَعُمِيَ، ثم احتاج إلى الخلافة فدعا فأبصر.
__________
[1] في الأصل «ابن جوير» .
[2] انظر تاريخ الطبري 7/ 302.
[3] تاريخ خليفة 373.
[4] ليس في النسخة المطبوعة من تاريخ خليفة شيء من ذلك.
[5] وفيات الأعيان 7/ 111 و 112.
[6] التاريخ الكبير 8/ 404، تهذيب التهذيب 11/ 452، التقريب 2/ 387، الخلاصة 442.
[7] بكسر الحاء.(8/318)
[الْكُنَى]
أَبُو الأَعْيَسِ [1] الْخَوْلانِيُّ الْحِمْصِيُّ. اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ.
عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ ابن زبر والأوزاعي ومعاوية بن صالح وعبد الرحمن بن يزيد بْنِ جَابِرٍ.
وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْحًا.
أَبُو بِشْرٍ. هُوَ جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ. مَرَّ.
أَبُو بِشْرٍ الدِّمَشْقِيُّ الْمُؤَذِّنُ [2] .
عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز ومكحول.
وعنه سعيد بن عبد العزيز ومعاوية بْنُ صَالِحٍ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
أَبُو بكر بن عمر بن عبد الرحمن [3]- سوى د- بن عبد الله بن عمر العمري.
__________
[1] بفتح الهمزة وسكون العين وفتح الياء. هكذا ضبطه ابن حجر في التهذيب 6/ 188 والتقريب 1/ 482 وأبو زرعة في تاريخه 1/ 388 و 629. وفي نسخة القدسي 5/ 193 «الأعيسر» .
[2] تهذيب التهذيب 12/ 21، التقريب 2/ 395، الخلاصة 443.
[3] التاريخ الكبير 9/ 13.(8/319)
عَنْ نَافِعٍ وَسَالِمٍ وَسَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى.
لَهُ فِي الْكُتُبِ حَدِيثُ الْوِتْرِ عَلَى الْبَعِيرِ.
أَبُو بَلْجٍ الْفَزَارِيُّ الْوَاسِطِيُّ [1]- 4- يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَلَى الصَّحِيحِ.
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيِّ وَأَبِي الْحَكَمِ الْعَنْزِيِّ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : فِيهِ نظر.
أبو جعفر الفرّاء الكوفي [3]- ن- سلمان.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنَاهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ وَإِسْحَاقُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.
أَبُو جَمْرَةَ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ. تَقَدَّمَ.
أَبُو جَمْرَةَ الْقَصَّابُ، مَيْمُونٌ.
أَبُو حُصَيْنٍ، عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ. مَرَّ.
__________
[1] التقريب 2/ 401. المعرفة والتاريخ 2/ 271 و 3/ 106 و 124. التاريخ لابن معين 2/ 698 رقم 1755.
[2] التاريخ الكبير 8/ 279.
[3] التاريخ الكبير 9/ 18. وهو «كيسان» في المعرفة والتاريخ 3/ 100.(8/320)
أَبُو الرِّجَالِ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. مَرَّ.
أبو الزاهرية [1]- م د ن ق- اسمه حدير [2] بن كريب.
سَمِعَ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ وَأَبَا عُتْبَةَ الْخَوْلانِيَّ وَكَثِيرَ [3] بْنَ مُرَّةَ وَأَبَا ثَعْلَبَةَ الْخَشَنِيَّ.
وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ حُمَيْدٌ وَأَبُو مَهْدِيٍّ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ.
وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: [4] لا بَأْسَ بِهِ، قَالَ خَلِيفَةُ وَابْنُ سَعْدٍ وَالْبَلاذُرِيُّ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَنَةَ مِائَةٍ.
قلت هذا أشبه.
أبو الزناد [5]- ع- هو عبد الله بن ذكوان.
__________
[1] المشاهير 114 و 179. تاريخ أبي زرعة 1/ 214، التاريخ لابن معين 2/ 104 رقم 5177. المعرفة والتاريخ 2/ 448.
[2] في الأصل «حدنر» .
[3] في الأصل «كبير» .
[4] الجرح 3/ 295.
[5] المشاهير 135، التاريخ لابن معين 2/ 305 رقم 1110، طبقات خليفة 259. التاريخ الكبير 5/ 83، التاريخ الصغير 2/ 27، الجرح والتعديل 5/ 49، سير أعلام النبلاء 5/ 445 رقم 199.
ميزان الاعتدال 2/ 418، تهذيب التهذيب 5/ 203، خلاصة التذهيب 196. تهذيب ابن عساكر 7/ 279. شذرات الذهب 1/ 182، تاريخ أبي زرعة (راجع فهرس الأعلام) وكذلك المعرفة والتاريخ.(8/321)
يَأْتِي فِي الطَّبَقَةِ الْمُقْبِلَةِ لاخْتِلافِهِمْ فِي مَوْتِهِ. وَالأَصَحُّ مَوْتُهُ فِي سَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
ضَبَطَهُ الْوَاقِدِيُّ.
أَبُو الْعَاجِ السَّلْمِيُّ. يُقَالُ لَهُ كَثِيرٌ، وَلِيَ الْبَصْرَةَ مِنْ قِبَلِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ.
قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: قِيلَ: أُتِيَ أَبُو الْعَاجِ بِرَجُلٍ مَأْبُونٍ فَقَالَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ أُوَكِّلَ بِهِ مَنْ يَحْفَظُ دُبُرَهُ لَقَدْ جَعَلْتُمُونَا إِذًا فِي عَنَاءٍ، أَطْلِقُوهُ.
أَبُو عِصَامٍ [1]- م د ت ن- عَنْ أَنَسٍ ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ.
وَعَنْهُ هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ وَشُعْبَةُ وَعَبْدُ الْوَارِثِ.
وَهُوَ صَدُوقٌ.
أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ [2] ، عَبْدُ الْمَلِكِ.
أبُو عُمَرَ الْبَزَّارُ [3] ، دِينَارٌ مَرَّ.
أَبُو العنبس العدوي [4]- د- الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ. وَهُوَ جَدُّ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ لأُمِّهِ.
عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ وَالْقَاسِمِ بن محمد وجماعة.
__________
[1] التاريخ الكبير 9/ 58، تهذيب التهذيب 12/ 168، الجرح 9/ 412، ميزان الاعتدال 4/ 552.
[2] هو عبد الملك بن حبيب، وقد مرت ترجمته في هذه الطبقة.
[3] هو دينار الكوفي مولى ابن أبي غالب، وقد مرت ترجمته في هذه الطبقة.
[4] تهذيب التهذيب 12/ 189، ميزان الاعتدال 4/ 559، التقريب 2/ 456.(8/322)
وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَآخَرُونَ.
صَدُوقٌ كوفي.
أبو العنبس الكوفي [1]- د س- عبد الله بن مروان.
عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ.
وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ.
صَدُوقٌ.
أبو غالب البصري [2]- د ت ق- حزوّر عَلَى الصَّحِيحِ.
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ.
وَعَنْهُ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ وَحَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ الدار الدَّارَقُطْنِيُّ، وَضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
أَبُو فَزَارَةَ الْعَبْسِيُّ الكوفي [3]- م د ت ق- راشد بن كيسان.
عَنْ أَنَسٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَيَزِيدَ بْنَ الأَصَمِّ وَأَبِي زيد مولى عمرو بْنِ حُرَيْثٍ.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَالثَّوْرِيُّ وإسرائيل وشريك وآخرون.
__________
[1] الجرح 9/ 419. ميزان الاعتدال 4/ 559. تهذيب التهذيب 12/ 189. التاريخ لابن معين 2/ 718 رقم 2403 و 3036.
[2] تهذيب التهذيب 12/ 197. ميزان الاعتدال 4/ 560. التقريب 2/ 460. التاريخ لابن معين 2/ 720 رقم 3443 و 4610. تاريخ أبي زرعة 1/ 484. المعرفة والتاريخ 2/ 665.
[3] الجرح 3/ 485. تهذيب التهذيب 3/ 227. التاريخ الكبير 3/ 296. المعرفة والتاريخ 3/ 72 و 230.(8/323)
قال أبو حاتم: صالح.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ كَيِّسٌ.
أَبُو قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ [1]- ت ن- اسمه حيّ بن هانئ بن ناصر، قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ فَسَكَنَ مِصْرَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ.
وَرَوَى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَشَفِيِّ بْنِ مَاتِعٍ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ [2] وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَرَوَى ضِمَامٌ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ بِالْيَمَنِ فَجَاءَنَا قَتْلُ عُثْمَانَ فَخِفْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَقُلْنَا: نُقْتَلُ السَّاعَةَ فَصَعِدْنَا الْجَبَلَ فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ صَعِدَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَتِي.
قَالَ ضِمَامٌ: كَانَ أَبُو قَبِيلٍ يَقُولُ: إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ أَنْ يُعَظَّمُ ذُو الشَّيْبَةِ فِي الإِسْلامِ.
وَقِيلَ: اسْمُ أَبِي قَبِيلٍ: حُيَيُّ مُصَغَّرًا.
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٌ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
قلت: وقع لنا من عواليه.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 75. المشاهير 120. الجرح 3/ 275. تاريخ أبي زرعة 1/ 393 و 555.
طبقات ابن سعد 7/ 512. طبقات خليفة 294. التاريخ الصغير 1/ 262. المعرفة والتاريخ 2/ 507. سير أعلام النبلاء 5/ 214 رقم 86. ميزان الاعتدال 1/ 624. خلاصة تذهيب الكمال 97. شذرات الذهب 1/ 175. التاريخ لابن معين 2/ 141 تهذيب التهذيب 3/ 72. وقيل: حييّ.
[2] في الأصل «مصر» .(8/324)
أبو كثير السحيمي اليمامي الأعمى [1]- د ت ن ق- اسمه يزيد.
عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَحَادِيثَ.
وَعَنْهُ ابْنُه زُفَرُ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وأيوب ابن عُتْبَةَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
أَبُو الْمِحْجَلِ [2] . رُدَيْنِيُّ بْنُ مُرَّةَ وَقِيلَ: ابْنُ خَالِدٍ.
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنَ بُرَيْدَةَ وَمُقْعَبَيْنِ بْنِ عِمْرَانَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ.
وَعَنْه الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
أبو المقدام الكوفي [3]- د ن ق- ثابت بن هرمز الحداد.
عَنْ عَدِيِّ بْنِ دِينَارٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ عَمْرٌو وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَشَرِيكٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
لَهُ فِي السُّنَنِ حَدِيثٌ.
أَبُو الْمَكْشُوحِ. هُوَ يَزِيدُ بْنُ الطَّثَرِيَّةِ من فحول الشعراء. مر.
__________
[1] الجرح والتعديل 9/ 429 تهذيب التهذيب 12/ 211، التقريب 2/ 465. الخلاصة 458. التاريخ لابن معين 2/ 722 رقم 3674.
[2] الجرح 3/ 516. التاريخ لابن معين 2/ 724 رقم 2827.
[3] الجرح 2/ 459. تهذيب التهذيب 2/ 16. التاريخ الكبير 2/ 171. التاريخ لابن معين 2/ 70 رقم 2595.(8/325)
أبو نعامة السعدي البصري [1]- م د ت ن- عبد ربه.
وَثَّقُوهُ.
رَوَى عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَمَرْحُومٌ الْعَطَّارُ وَآخَرُونَ.
أبو هاشم الرماني الواسطي [2]- ع- يَحْيَى بْنُ دِينَارٍ وَيُقَالُ: يَحْيَى بْنُ نَافِعٍ.
كَانَ يَنْزِلُ قَصْرَ الرُّمَّانِ بِوَاسِطَ فَنُسِبَ إِلَيْهِ.
عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَهُشَيْمٌ وَخَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الْعِلْمِ.
أَبُو الْهَيْثَمِ الْمُرَادِيُّ الْكُوفِيُّ [3] . صَاحِبُ الْقَصَبِ. قِيلَ: اسْمُهُ عَمَّارٌ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بأس به.
__________
[1] الجرح 6/ 41، تهذيب التهذيب 12/ 257، التقريب 2/ 481، ميزان الاعتدال 2/ 545، الخلاصة 461، تاريخ أبي زرعة 1/ 483. المعرفة والتاريخ 3/ 68 و 204.
[2] تهذيب التهذيب 12/ 261، الجرح 9/ 140، التقريب 2/ 483، ميزان الاعتدال 4/ 581، الخلاصة 462، التاريخ لابن معين 2/ 728 رقم 2303، المعرفة والتاريخ 2/ 75 و 153.
[3] تهذيب التهذيب 12/ 269. الجرح 6/ 391، التاريخ لابن معين 2/ 730 رقم 1246. المعرفة والتاريخ 3/ 93.(8/326)
أَبُو الْوَازِعِ الْكُوفِيُّ [1] . هُوَ زُهَيْرُ بْنُ مَالِكٍ النَّهْدِيُّ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ السُّكَّرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَتْ عِنْدَهُ غَفْلَةٌ شَدِيدَةٌ وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ.
أبو الوازع الراسبي البصري [2]- م ت ق- جابر بن عمرو.
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ.
وَعَنْهُ أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ وَشَدَّادُ أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَأَبُو هِلالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
أَبُو وجزة السعدي [3]- د ن- يزيد بن عبيد المدني.
عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ.
وَعَنْهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ.
وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ شُعَرَاءِ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، وَهُوَ صَدُوقٌ.
قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: توفي سنة ثلاثين ومائة.
__________
[1] الجرح 3/ 586. التاريخ الكبير 3/ 429. التاريخ لابن معين 2/ 176 رقم 1748 و 2095 و 2515 و 3754. المعرفة والتاريخ 3/ 76 و 191.
[2] الجرح 2/ 495. تهذيب التهذيب 2/ 43. التاريخ الكبير 2/ 209. التاريخ لابن معين 2/ 75 رقم 2096 و 3755. المعرفة والتاريخ 3/ 29 و 76.
[3] المشاهير 78، الجرح 9/ 279، تهذيب التهذيب 11/ 349، التاريخ الكبير 8/ 348، التقريب 2/ 368. ميزان الاعتدال 4/ 434. التاريخ لابن معين 2/ 675 رقم 836، المعرفة والتاريخ 3/ 204.(8/327)
أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتُ الْكُوفِيُّ [1]- د ت ق- فِي اسْمِهِ أَقْوَالٌ: يَزِيدُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَمُسْلِمٌ وَعِمْرَانَ، وَالأَصَحُّ زَاذَانُ.
رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
أَبُو يَعْفُورَ العبديّ الكوفي [2]- ع- واقد وقيل وقدان.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ أَبِي أَوْفَى وَأَنَسٍ وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَالسُّفْيَانَانِ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَابْنُهُ يُونُسُ.
وَثَّقُوهُ.
وَأَبُو يَعْفُورَ الْكُوفِيُّ [3] ، آخَرُ أَصْغَرُ مِنْ هَذَا فِي طَبَقَةِ الأعمش.
أبو يونس مولى أبي هريرة [4]- م د ت- اسْمُهُ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ.
وَكَانَ أَبُوهُ مُكَاتِبًا لِأَبِي هُرَيْرَةَ فَعَجَزَ فَرَدَّهُ أَبُو هُرَيْرَةَ إلى الرّقّ ثم قدم
__________
[1] تهذيب التهذيب 12/ 277. التاريخ الكبير 3/ 438، التاريخ لابن معين 2/ 731 رقم 1542 و 1757. المعرفة والتاريخ 2/ 797 و 3/ 102.
[2] تهذيب التهذيب 11/ 123. التاريخ لابن معين 2/ 732 رقم 1591 و 1592. المعرفة والتاريخ 2/ 159. طبقات ابن سعد 6/ 348. التاريخ الكبير 9/ 82. الجرح والتعديل 9/ 48. سير أعلام النبلاء 5/ 214 رقم 85.
[3] تهذيب التهذيب 6/ 225.
[4] المشاهير 121. تهذيب التهذيب 4/ 166. التاريخ الكبير 4/ 122. الجرح والتعديل 4/ 213. سير أعلام النبلاء 5/ 303 رقم 143. خلاصة تذهيب الكمال 150. شذرات الذهب 1/ 161.(8/328)
أَبُو هُرَيْرَةَ مِصْرَ عَلَى مُسْلِمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ وَمَعَهُ جُبَيْرٌ وَابْنُهُ أَبُو يُونُسَ فَسَأَلَهُ مُسْلِمَةُ أَنْ يَعْتِقَهُمَا فَفَعَلَ فَأَقَامَا بِمِصْرَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ: تَزَوَّجَ أَبِي بِبِنْتِ أَبِي يُونُسَ وَوَرِثَ مِنْهَا.
تُوُفِّيَ أَبُو يُونُسَ سَنَةَ ثَلاثٍ وعشرين كما مرّ في اسمه.
(تمت الطبقة)(8/329)
الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ
حَوَادِثُ سَنَةَ إحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مُجْمَلا:
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّائِغُ الْمَرْوَزِيُّ، إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ، إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ عَالِمُ الْبَصْرَةِ، تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ ثِقَةٌ، الْرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ، سُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو الزِّنَادِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ الْمَكِّيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِ خَليِفَةَ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ السَّبَائِيُّ، عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ الْبَصْرِيُّ، عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ، فَرْقَدُ السَّبَخِيُّ [1] أَحَدُ الْعُبَّادِ، مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ الْكُوفِيُّ، مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ عَلَى الصَّحِيحِ، نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ الأَمِيرُ، هَمَّامُ بْنُ مُنَبِّهٍ، وَقِيلَ بَعْدَهَا، وَاصِلُ بْنُ عَطَاءٍ الْمُعْتَزِلِيُّ، يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الأَزْدِيُّ ثُمَّ النَّحْوِيُّ، مِنْ نَحْوِ الأَزْدِ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ بَعْدَ قَتْلِ نُبَاتَةَ مِنْ جُرْجَانَ فَجَهَّزَ ابْنُ هُبَيْرَةَ جَيْشًا عَظِيمًا فَنَزَلَ بَعْضُهُمْ بِهَمَذَانَ وَبَعْضُهُمْ بماه [2] وبغيرها، وعليهم ولده
__________
[1] في الأصل «السنجى» ، والتصويب من (اللباب 2/ 99) وهو مشهور.
[2] ماه: اسم بلدة بأرض فارس: وأهل البصرة يسمون القصبة بماه.(8/330)
دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ وَعَامِرُ بْنُ ضُبَارَةَ فَالْتَقَوْا بِنَوَاحِي أَصْبَهَانَ فِي رَجَبٍ فَقُتِلَ فِي الْمَصَافِّ عَامِرٌ وَانْهَزَمَ دَاوُدُ وَجَيْشُهُ.
فَذَكَر مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ [1] أَنَّ عَامِرَ بْنَ ضُبَارَةَ كَانَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ وَكَانَ قُحْطُبَةُ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، قَالَ: فَأَمَرَ قُحْطُبَةُ بِمُصْحَفٍ فَرُفِعَ عَلَى رُمْحٍ ثُمَّ نَادَى يَا أَهْلَ الشَّامِ: إِنَّا نَدْعُوكُمْ إِلَى مَا فِي هَذَا الْمُصْحَفِ، فَشَتَمُوهُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَطُلِ الْقِتَالُ حَتَّى انْهَزَمُوا. ثُمَّ نَزَلَ قُحْطُبَةُ وَابْنُهُ الْحَسَنُ عَلَى بَابِ نَهَاوَنْدَ وَغَنِمَ جَيْشُهُ مَا لا يُوصَفُ وَأَثْخَنُوا فِي الشَّامِيِّينَ.
قَالَ حَفْصُ بْنُ شَبِيبٍ: فَحَدَّثَنِي مَنْ كَانَ مَعَ قُحْطُبَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَسْكَرًا قَطُّ جَمَعَ مَا جَمَعَ أَهْلُ الشَّامِ بِأَصْبَهَانَ مِنَ الْخَيْلِ وَالسِّلاحِ وَالرَّقِيقِ، وَأَصَبْنَا مَعَهُمْ مَا لا يُحْصَى مِنَ الْبَرَابِطِ [2] وَالطَّنَابِيرِ وَالْمَزَامِيرِ فَقَلَّ خِبَاءٌ أَوْ بَيْتٌ نَدْخُلُهُ إِلا وَجَدْنَا فِيهِ زُكْرَةً أَوْ زِقًّا مِنْ خَمْرٍ.
وَوَقَعَ الْحِصَارُ عَلَى نَهَاوَنْدَ وَتَقَهْقَرَ الأَمِيرُ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ إِلَى أَنْ وَصَلَ إِلَى الرَّيِّ فَأَدْرَكَهُ الأَجَلُ بِهَا، وَقِيلَ: مَاتَ نِسَاؤُهُ وَأَوْصَى بَنِيهِ أَنْ يَلْحَقُوا بِالشَّامِ.
وَقَدْ كَانَ أَنْشَدَ لَمَّا أَبْطَأ عَنْهُ الْمَدَدُ:
أَرَى خَلَلَ الرَّمَادِ وَمِيضَ نَارٍ [3] ... وَيُوشِكُ أَنْ [4] يَكُونَ لَهُ ضِرَامُ
فَإِنَّ النَّارَ بِالزِّنْدَيْنِ تُورِي [5] ... وَإِنَّ الفعل يقدمه الكلام
__________
[1] تاريخ الرسل والملوك 7/ 406.
[2] البربط: طنبور ذو ثلاثة أوتار، كذا في شفاء الغليل.
[3] في الأغاني 7/ 56 وتاريخ خليفة 396 «وميض جمر» .
[4] في الأغاني «وأحر بأن يكون» . وفي تاريخ خليفة «خليق ان يكون» .
[5] هكذا في تاريخ خليفة، وفي الأغاني: «فإن النار بالعودين تذكى» .(8/331)
وَإِنْ لَمْ يَطُفْهَا عُقَلاءُ قَوْمٍ ... يَكُونُ وَقُودُهَا جُثَثٌ وَهَامُ [1]
أَقُولُ [2] مِنَ التَّعَجُّبِ: لَيْتَ شِعْرِي ... أَأَيْقَاظٌ أُمَيَّةُ أَمْ نِيَامُ
ثُمَّ إِنَّ ابْنَ هُبَيْرَةَ كَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ الْحِمَارِ يُخْبِرُهُ بِمَقْتَلِ ابْنِ ضُبَارَةَ فَوَجَّهَ إِلَى نَجْدَتِهِ حَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ الْبَاهِلِيُّ فِي عَشَرَةِ آلافٍ مِنْ قَيْسٍ، ثُمَّ تَجَمَّعَتْ جُيُوشُ مَرْوَانَ بِنَهَاوَنْدَ، عَلَيْهِمْ مَالِكُ بْنُ أَدْهَمَ، فَضَايَقَهُمْ- كَمَا ذَكَرْنَا- قُحْطُبَةُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ حَتّى أَكَلُوا خَيْلَهُمْ، ثُمَّ خَرَجُوا بِالأَمَانِ فِي شَوَّالٍ، ثُمَّ قَتَلَ قُحْطُبَةُ وُجُوهًا مِنْ عَسْكَرِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ وَقَتَلَ أَوْلادَهُ وَقَتَلَ سعيد بن الحر وعبيد الله ابن عُمَرَ الْجَزَرِيَّ وَحَاتِمَ بْنَ الْحَارِثِ التَّمِيمِيَّ وَعَاصِمَ بْنَ عَمْرٍو السَّمَرْقَنْدِيَّ وَعُمَارَةَ بْنَ سُلَيْمٍ. ثُمَّ أَقْبَلَ قُحْطُبَةُ فِي جُيُوشِهِ يُرِيدُ الْعِرَاقَ فَنَهَضَ مُتَوَلِّيهَا ابْنُ هُبَيْرَةَ حَتَّى نَزَلَ بَيْنَ حُلْوَانَ وَالْمَدَائِنِ وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ اللَّيْثِيُّ وَانْضَمَّ إِلَيْهِ الْمُنْهَزِمُونَ حَتَّى صَارَ فِي ثَلاثَةٍ وَخَمْسِينَ أَلْفًا. ثُمَّ تَوَجَّهَ فَنَزَلَ جَلُولاءَ، وَنَزَلَ قُحْطُبَةُ فِي آخِرِ الْعَامِ بِخَانِقِينَ، فَكَانَ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ بَرِيدٌ فَبَقُوا أَيَّامًا كَذَلِكَ.
وَفِيهَا، فِي شَعْبَانَ وَبَعْدَهُ كَانَ الطَّاعُونُ بِالْبَصْرَةِ فَهَلَكَ خَلْقٌ حَتَّى قِيلَ: إِنَّهُ هَلَكَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ سَبْعُونَ أَلْفًا. نَقَلَهُ صَاحِبُ الْمُنْتَظَمِ [3] .
وَفِيهَا تَحَوَّلَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ مِنْ مَرْوَ فَنَزَلَ نيسابور واستولى على عامّة خراسان.
__________
[1] غير موجود في الأغاني ولا تاريخ خليفة.
[2] في الأغاني «فقلت» .
[3] المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي. وهذا الخبر في الأجزاء التي لم تطبع.(8/332)
سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا خَلْقٌ: مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان، إسحاق ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أُمَيَّةُ بْنُ يَزِيدَ، أَعْيَنُ بْنُ لَيْثٍ جَدُّ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، رَبَاحُ بْنُ عبد الرحمن الدمشقيّ، زياد بن سلم ابن زياد ابن أَبِيهِ، سَالِمٌ الأَفْطَسُ بْنُ عَجْلانَ، سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الْمَدَنِيُّ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ الْيَمَانِيُّ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَثْيَمٍ [1] الْمَكِّيُّ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْمِصْرِيُّ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْكَلاعِيُّ، عَطَاءُ بْنُ قُرَّةَ السَّلُولِيُّ. عَطَاءُ السُّلَيْمِيُّ الْعَابِدُ، عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الزُّهْرِيُّ، قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ الأَمِيرُ، مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم، مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأُمَوِيُّ الْخَلِيفَةُ، مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ عَالِمُ الْكُوفَةِ، يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ الأَمِيرُ، يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ أَبُو جَعْفَرٍ في قول، يونس بن ميسرة بْنِ حُلَيْسٍ.
وَفِيهَا زَالَتْ دَوْلَةُ بَنِي أُمَيَّةَ.
فَفِي الْمُحَرَّمِ بَلَغَ ابْنَ هُبَيْرَةَ أَنَّ قُحْطُبَةَ تَوَجَّهَ نَحْوَ الْمَوْصِلِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:
مَا بَالُ الْقَوْمِ تَنَكَّبُونَا؟! قَالُوا: يُرِيدُونَ الْكُوفَةَ، فَتَرَحَّلَ ابْنُ هبيرة نحو الكوفة
__________
[1] في الأصل «جثيم» .(8/333)
وَكَذَلِكَ فعَلَ قُحْطُبَةُ فَعَبَرَ الْفُرَاتَ فِي سَبْعِمِائَةِ فَارِسٍ، وَتَتَامَّ إِلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ نَحْوَ ذَلِكَ، فَتَوَاقَعُوا فَجَاءَتْ قُحْطُبَةَ طَعْنَةٌ فَوَقَعَ فِي الْفُرَاتِ فَهَلَكَ وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ قَوْمُهُ، وَانْهَزَمَ أَيْضًا أَصْحَابُ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَغَرِقَ خَلْقٌ مِنْهُمْ فِي المخائض وذَهَبَتْ أَثْقَالَهُمْ، فَقَالَ بَيْهَسُ بْنُ حَبِيبٍ: نَجْمَعُ النَّاسَ بَعْدَ أَنْ جَاوَزْنَا الْفُرَاتَ، فَنَادَى مُنَادٍ: «مَنْ أَرَادَ الشَّامَ فَهَلُمَّ» ، فَذَهَبَ مَعَهُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ، وَنَادَى آخَرُ:
«مَنْ أَرَادَ الْجَزِيرَةَ» فَتَبِعَهُ خَلْقٌ، وَنَادَى آخَرُ: «مَنْ أَرَادَ الْكُوفَةَ» فَذَهَبَ كُلُّ جُنْدٍ إِلَى نَاحِيَةٍ، فَقُلْتُ: «مَنْ أَرَادَ وَاسِطَ فَهَلُمَّ» فَأَصْبَحْنَا مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ بقناطر المسيب ودخلنا واسطا يَوْمَ عَاشُورَاءِ، وَأَصْبَحَ الْمُسَوِّدَةُ قَدْ فَقَدُوا قَائِدَهُمْ قُحْطُبَةُ ثُمَّ اسْتَخْرَجُوهُ مِنَ الْمَاءِ فَدَفَنُوهُ، وَأَمَّرُوا عَلَيْهِمُ ابْنُهُ الْحَسَنُ فَقَصَدَ بِهِمُ الْكُوفَةَ فَدَخَلُوهَا يَوْمَ عَاشُورَاءَ أَيْضًا وَهَرَبَ مُتَوَلِّيهَا زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ إِلَى وَاسِطَ.
وَقُتِلَ لَيْلَةَ الْفُرَاتِ صَاحِبُ شُرْطَةِ ابْنِ هُبَيْرَةَ زِيَادُ بْنُ سُوَيْدٍ الْمُرِّيُّ وَكَاتِبُهُ عَاصِمٌ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
وَأَمَّا ابْنُ قُحْطُبَةَ فَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْكُوفَةِ أَبَا سَلَمَةَ الْخَلالِ، ثُمَّ قَصَدَ وَاسِطَ فَنَازَلَهَا وَخَنْدَقَ عَلَى جَيْشِهِ فَعَبَّأَ ابْنُ هُبَيْرَةَ عَسَاكِرَهُ فَالْتَقَوْا فَانْهَزَمَ عَسْكَرُ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَتَحَصَّنُوا بِوَاسِطَ، وَقُتِلَ فِي الْوَقْعَةِ يزيد أخو الحسن بن قحطبة وحكيم ابن الْمُسَيَّبِ الْجَدَلِيُّ.
وَفِي الْمُحَرَّمِ، وَثَبَ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ عَلَى ابْنِ الْكَرْمَانِيِّ فَقَتَلَهُ بِنَيْسَابُورَ وَجَلَسَ فِي دَسْتِ الْمَلِكِ وَبُويِعَ وَصَلَّى وَخَطَبَ لِلسَّفَّاحِ وَصَفَتْ لَهُ خُرَاسَانَ.(8/334)
بَيْعَةُ السَّفَّاحِ
فِي ثَالِثِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، بُويِعَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ السَّفَّاحُ أَوَّلُ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ بِالْكُوفَةِ فِي دَارِ مَوْلاهُمُ الْوَلِيدِ بْنِ سَعْدٍ.
وَأَمَّا مَرْوَانُ الْحِمَارُ خَلِيفَةُ الْوَقْتِ فَسَارَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ حَتَّى نَزَلَ الزَّابِينَ دُونَ الْمَوْصِلِ، فَجَهَّزَ السَّفَّاحُ عَمَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ فِي جَيْشٍ فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ عَلَى كُشَافٍ [1] فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، فَانْكَسَرَ مَرْوَانُ وَتَقَهْقَرَ إِلَى الْجَزِيرَةِ وَقَطَعَ وَرَاءَهُ الْجِسْرَ وَقَصَدَ الشَّامَ لِيَتَقَوَّى وَيَلْتَقِي، وَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزِيرَةَ فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا مُوسَى بْنُ كَعْبٍ التَّمِيمِيُّ ثُمَّ طَلَبَ الشَّامَ مُجِدًّا، وَأَمَدَّهُ السَّفَّاحُ بِصَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ عَمُّهُ الآخَرُ، فَسَارَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى نَازَلَ دِمَشْقَ وَفَرَّ مَرْوَانُ إِلَى غَزَّةَ، فَحُوصِرَتْ دِمَشْقُ مُدَّةً وَأُخِذَتْ فِي رَمَضَانَ وَقُتِلَ بِهَا خَلْقٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَمِنْ جُنْدِهِمْ، فَمَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، فَلَمَّا بَلَغَ مَرْوَانَ ذَلِكَ هَرَبَ إِلَى مِصْرَ ثُمَّ قُتِلَ فِي آخِرِ السَّنَةِ. وَهَرَبَ ابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ وعبيد الله حتى دخلا أَرْضَ النُّوبَةِ، وَكَانَ مَرْوَانُ قَدِ اسْتَعْمَلَ عَلَى مِصْرَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيَّ مَوْلاهُمْ فَأَحْسَنَ السِّيرَةَ، وَسَارَ عَمُّ السَّفَّاحِ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ فَافْتَتَحَ مِصْرَ وَظَفَرَ بِعَبْدِ الْمَلِكِ وَبِأَخِيه مُعَاوِيَةَ فَعَفَا عَنْهُمَا وَقَتَلَ الأَمِيرُ حَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ، فَيُقَالُ طَبَخُوهُ طَبْخًا، وَكَانَ قَدْ وَلِيَ مِصْرَ مُدَّةً [2] . وَقُتِلَ حَسَّانُ بْنُ عَتَاهِيَةَ وَصُلِبَ سَنَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [3] : كَانَ بَدْءُ أَمْرِ بَنِي الْعَبَّاسِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ذُكِرَ عَنْهُ أَعْلَمَ الْعَبَّاسَ عَمَّهُ أن الخلافة تؤول إلى ولده فلم يزل
__________
[1] بوزن غراب، كما في القاموس المحيط للفيروزآبادي. موضع من زاب الموصل. (ياقوت 4/ 461) .
[2] انظر عنه: الولاة والقضاة- ص 88.
[3] تاريخ الرسل والملوك 7/ 421.(8/335)
وَلَدُهُ يَتَوَقَّعُونَ ذَلِكَ.
وَعَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ أَنَّ أَبَا هَاشِمٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَلَقِيَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: يَا بْنَ عَمِّ إِنَّ عِنْدِي عِلْمًا أُرِيدُ أَنْ أَنْبُذَهُ إِلَيْكَ فَلا تُطْلِعَنَّ عَلَيْهِ أَحَدًا: إِنَّ هَذَا الأَمْرَ الَّذِي يَرْتَجِيهِ النَّاسُ فِيكُمْ.
قَالَ: قَدْ عَلِمْتُهُ فَلا يَسْمَعَنَّهُ مِنْكَ أَحَدٌ.
وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ عَنْ جَمَاعَةٍ أَنَّ الإِمَامَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَنَا ثَلاثَةُ أَوْقَاتٍ: مَوْتُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوُيَةَ، وَرَأْسُ الْمِائَةِ، وَفَتْقٌ بِأَفْرِيقِيَّةَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَدْعُو لَنَا دُعَاةٌ ثُمَّ يُقْبِلُ أَنْصَارُنَا مِنَ الْمَشْرِقِ حَتَّى تَرِدَ خُيُولُهُمُ الْمَغْرِبَ.
فَلَمَّا قُتِلَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ بِأَفْرِيقِيَّةَ وَنَقَضَتِ الْبَرْبَرُ بَعَثَ مُحَمَّدٌ الإِمَامُ رَجُلا إِلَى خُرَاسَانَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا يُسَمِّي أَحَدًا، ثُمَّ وَجَّهَ أَبَا مُسْلِمٍ وَغَيْرَهُ، وَكَتَبَ إِلَى النُّقَبَاءِ فَقَبِلُوا كُتُبَهُ ثُمَّ وَقَعَ فِي يَدِ مَرْوَانَ الْحِمَارِ كِتَابٌ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الإِمَامِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ جَوَابُ كِتَابٍ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِ كُلِّ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ بِخُرَاسَانَ، فَقَبَضَ مَرْوَانُ عَلى إِبْرَاهِيمَ، وَقَدْ كَانَ مَرْوَانُ وُصِفَ لَهُ صِفَةُ السَّفَّاحِ الَّتِي كَانَ يَجِدَهَا فِي الْكُتُبِ فَلَمَّا جِيءَ بِإِبْرَاهِيمَ قَالَ:
لَيْسَتْ هَذِهِ الصِّفَةُ الَّتِي وَجَدْتَ ثُمَّ رَدَّهُمْ فِي طَلَبِ الْمَوْصُوفِ لَهُ فَإِذَا بِالسَّفَّاحِ وَاخْوَتِهِ وَعُمُومَتِهِ قَدْ هَرَبُوا إِلَى الْعِرَاقِ وَأَخْفَتْهُمْ شِيعَتُهُمْ، فَيُقَالُ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ قَدْ نَعَى إِلَيْهِمْ نَفْسَهُ وَأَمَرَهُمْ بِالْهَرَبِ وَكَانُوا بِالْحُمَيِّمَةِ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ، فَلَمَّا قَدِمُوا الْكُوفَةِ أَنْزَلَهُمْ أَبُو سَلَمَةَ الْخَلالُ دَارَ الْوَلِيدِ بْنِ سَعْدٍ فَبَلَغَ الْخَبَرُ أَبَا الْجَهْمِ فَاجْتَمَعَ بِمُوسَى بْنِ كَعْبٍ وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رِبْعِيٍّ وَسَلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ وإبراهيم ابن سَلَمَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ الطَّائِيِّ وَإِسْحَاقَ بْن إِبْرَاهِيمَ وَشَرَاحِيلَ وَابْنَ بَسَّامٍ وَجَمَاعَةٍ مِنْ كِبَارِ شِيعَتِهِمْ فَدَخَلُوا عَلَى آلِ الْعَبَّاسِ فَقَالَ: أَيُّكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِيَّةِ؟ فَأَشَارُوا إِلَى السَّفَّاحِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ، ثُمَّ خَرَجَ السَّفَّاحُ يَوْمَ جُمُعَةٍ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَبْلَقَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ بِالْكُوفَةِ فَذُكِرَ أَنَّهُ لَمَّا صَعِدَ الْمِنْبَرِ وَبُويِعَ(8/336)
قَامَ عَمُّهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ دُونَهُ.
فَقَالَ السَّفَّاحُ [1] : الْحَمْدُ للَّه الَّذِي اصْطَفَى الإِسْلامَ لِنَفْسِهِ فَكَرَّمَهُ وَشَرَّفَهُ وَعَظَّمَهُ وَاخْتَارَهُ لَنَا وَأَيَّدَهُ بِنَا وَجَعَلَنَا أَهْلَهُ وَكَهْفَهُ وَحِصْنَهُ وَالْقُوَّامَ بِهِ وَالذَّابِيِّنَ عَنْهُ، ثُمَّ ذَكَرَ قَرَابَتَهُمْ فِي آيَاتِ الْقُرْآنِ إلى أن قال: فلما قيّض اللَّهُ نَبِيَّهُ قَامَ بِالأَمْرِ أَصْحَابَهُ إِلَى أَنْ وَثَبَتْ بَنُو حَرْبٍ وَمَرْوَانُ فَجَارُوا وَاسْتَأْثَرُوا فَأَمْلَى اللَّهُ لَهُمْ حِينًا حَتَّى آسَفُوهُ فَانْتَقَمَ مِنْهُمْ بِأَيْدِينَا وَرَدَّ عَلَيْنَا حَقَّنَا لِيُمِنَّ بِنَا عَلَى الَّذِينَ استُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَخَتَمَ بِنَا كَمَا افْتَتَحَ بِنَا وَمَا تَوْفِيقُنَا أَهْلِ الْبَيْتِ إِلا باللَّه، يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَنْتُمْ مَحَلُّ مَحَبَّتِنَا وَقَبُولُ مَوَدَّتِنَا لَمْ تَفْتَرُّوا عَنْ ذَلِكَ وَيُثْنِكُمْ عَنْهُ تَحَامُلُ أَهْلِ الْجَوْرِ فَأَنْتُمْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِنَا وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْنَا وَقَدْ زِدْتُ فِي أَعْطِيَاتِكُمْ مِائَةَ مِائَةٍ فَاسْتَعِدُّوا فَأَنَا السَّفَّاحُ الْمُتِيحُ وَالثَّائِرُ الْمُبِيرُ، وَكَانَ مَوْعُوكًا فَجَلَسَ.
وَخَطَبَ دَاوُدُ فَأَبْلَغَ، ثُمَّ قَالَ: وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَصَرَهُ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا إِنَّمَا عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ بَعْدَ الصَّلاةِ لِأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَخْلِطَ بِكَلامِ الْجُمُعَةِ غَيْرُهُ وَإِنَّمَا قَطَعَهُ عَنِ اسْتِتْمَامِ الْكَلامِ شِدَّةُ الْوَعْكِ فَادْعُوا لَهُ بِالْعَافِيَةِ فَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِمَرْوَانَ عَدُوِّ الرَّحْمَنِ وَخَلِيفَةِ الشَّيْطَانِ الْمُتَّبِعِ لِسَلَفِهِ الْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ الشَّابَّ الْمُكْتَهِلَ، فَعَجَّ النَّاسُ لَهُ بِالدُّعَاءِ.
وَكَانَ عِيسَى بْنُ مُوسَى إِذَا ذُكِرَ خُرُوجُهُمْ مِنَ الْحُمَيِّمَةَ يُرِيدُونَ الْكُوفَةَ قَالَ:
إِنَّ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلا خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ يَطْلُبُونَ مَا طَلَبْنَا لَعَظِيمَةٌ هِمَّتُهُمْ شَدِيدَةٌ قُلُوبُهُمْ.
وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ مَرْوَانَ قَتَلَهُ غِيلَةً، وَقِيلَ: بَلْ مَاتَ بِالسِّجْنِ بِحَرَّانَ مِنْ طَاعُونٍ، وَكَانَ قَدْ وَقَعَ بِحَرَّانَ وَبَاءٌ عَظِيمٌ، وهلك في السجن
__________
[1] انظر خطبته عند الطبري 7/ 425.(8/337)
أَيْضًا: الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عبد الْمَلِكِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِيمَا قِيلَ، وَفِيهِ نَظَرٌ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ أَبُو عَوْنٍ الأَزْدِيُّ إِلَى شَهْرِزَوْرَ [1] لِقِتَالِ عَسْكَرِ مَرْوَانَ فَالْتَقَوْا، وَقُتِلَ أَمِيرُ الْمَرْوَانِيَّةِ عُثْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ وَاسْتَوْلَى أَبُو عَوْنٍ عَلَى نَاحِيَةِ الْمَوْصِلِ قَبْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ فَلَمَّا جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ جَهَّزَ خَمْسَةَ آلافٍ عَلَيْهِمْ عُيَيْنَةُ بْنُ مُوسَى فَخَاضُوا الِزَابَ وَحَارَبُوا الْمَرْوَانِيَّةَ حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، ثُمَّ جَهَّزَ عَبْدُ اللَّهِ مِنَ الْغَدِ أَرْبَعَةَ آلافٍ عَلَيْهِمْ مُخَارِقُ بْنُ عَفَّارٍ فَالْتَقَوْا، فَقُتِلَ مُخَارِقٌ، وَقِيلَ أُسِرَ، فَبَادَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَعَبَّأَ جَيْشَهُ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ عَلَى مَيْمَنَتِهِ أَبُو عَوْنٍ الأَزْدِيُّ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ الْوَلِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَالْتَقَاهُ مَرْوَانُ وَاشْتَدَّ الْحَرْبُ، ثُمَّ تَخَاذَلَ عَسْكَرُ مَرْوَانَ وَانْهَزَمُوا، فَانْهَزَمَ مروان وقطع وراءه الجر، فكان منغرق يَوْمَئِذٍ أَكْثَرُ مِمَّنْ قُتِلَ، فَغَرِقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْلُوعُ وَاسْتَوْلَى عَبْدُ اللَّهِ عَلَى أَثْقَالِهِمْ وَمَا حَوَتْ، فَوَصَلَ مَرْوَانُ إِلَى حَرَّانَ فَأَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ يَوْمًا، ثُمَّ دَهَمَتْهُ الْمُسَوِّدَةُ فَانْهَزَمَ، وَخَلَفَ بِحَرَّانَ ابْنَ أُخْتِهِ أَبَانَ بْنَ يَزِيدَ، فَلَمَّا أَظَلَّهُ عَبْدُ اللَّهِ خَرَجَ أَبَانُ مُسَوِّدًا [2] مُبَايِعًا لِعَبْدِ اللَّهِ فَأَمَّنَهُ، فَلَمَّا مَرَّ مَرْوَانُ بِحِمْصَ اعْتَرَضَهُ أَهْلَهَا فَحَارَبُوهُ، وَكَانَ فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْهُ فَكَسَرَهُمْ، ثُمَّ مَرَّ بِدِمَشْقَ وَبِهَا مُتَوَلِّيهَا زَوْجُ بِنْتِهِ الْوَلِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَانْهَزَمَ وَخَلَفَ بِدِمَشْقَ زَوْجُ بِنْتِهِ لِيَحْفَظَهَا فَنَازَلَهَا عَبْدُ اللَّهِ وَافْتَتَحَهَا عَنْوَةً بِالسَّيْفِ وَهَدَمَ سُورَهَا وَقُتِلَ أَمِيرَهَا فِيمَنْ قُتِلَ، وَتَبِعَ عَسْكَرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ علي مروان ابن مُحَمَّدٍ إِلَى أَنْ بَيَّتُوهُ بِقَرْيَةِ بُوصَيْرَ مِنْ عَمَلِ مِصْرَ، فَقُتِلَ وَهَرَبَ وَلَدَاهُ، وَحَلَّ بِالْمَرْوَانِيَّةِ مِنَ الْبَلاءِ مَا لا يُوصَفُ.
وَيُقَالُ: كَانَ جَيْشُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ لَمَّا الْتَقَى مَرْوَانَ عِشْرِينَ أَلْفًا وَقِيلَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا. وَافْتَتَحَ دِمَشْقَ فِي عَاشِرِ رَمَضَانَ، صَعِدَ الْمُسَوِّدَةُ سورها ودام القتل
__________
[1] في الأصل «شهروز» ، وهو خطأ.
[2] كان شعار العباسيين السواد.(8/338)
بِهَا ثَلاثَ سَاعَاتٍ، فَيُقَالُ: قُتِلَ بِهَا خَمْسُونَ أَلْفًا.
وَذَكَر ابْنُ عَسَاكِرٍ فِي تَرْجَمَةِ الطُّفَيْلِ بْنِ حَارِثَةِ الْكَلْبِيِّ أَحَدِ الأَشْرَافِ [1] :
أَنَّهُ شَهِدَ حِصَارَ دِمَشْقَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ فَحَاصَرَهَا شَهْرَيْنِ وبها يومئذ الوليد بن معاوية ابن عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خَمْسِينَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ فَوَقَعَ الْخَلَفُ بَيْنَهُمْ ثُمَّ إِنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْكُوفِيِّينَ تَسَوَّرُوا بُرْجًا وَافْتَتَحُوهَا عَنْوَةً فَأَبَاحَهَا عَبْدُ اللَّهِ ثَلاثَ سَاعَاتٍ لا يَرْفَعُ عَنْهُمُ السَّيْفَ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَتَلَهُ أَصْحَابُهُ لَمَّا اخْتَلَفُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَّنَ عَبْدُ اللَّهِ النَّاسَ كُلَّهُمْ وَأَمَرَ بِقَلْعِ حِجَارَةِ السُّورِ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ الْمَدَائِنِيِّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَيْضِ الْغَسَّانِيُّ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَحَصَرَ دِمَشْقَ اسْتَغَاثَ النَّاسُ بِيَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيِّ فَسَأَلَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَخْرُجَ وَيَطْلُبَ الأَمَانَ، فَخَرَجَ فَأُجِيبَ فَاضْطَرَبَ بِذَلِكَ الصَّوْتِ حَتَّى دَخَلَ الْبَلَدَ وَقَالَ النَّاسُ: الأَمَانَ الأَمَانَ فَخَرَجَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْبَلَدِ خَلْقٌ وَأَصْعَدُوا إِلَيْهِمُ الْمُسَوِّدَةَ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ: اكْتُبْ لَنَا بِالأَمَانِ كِتَابًا، فَدَعَا بِدَوَاةٍ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا السُّورُ قَدْ رَكِبَتْهُ الْمُسَوِّدَةُ فَقَالَ: نَحِّ الْقِرْطَاسَ فَقَدْ دَخَلْنَا قَسْرًا، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى:
لا وَاللَّهِ وَلَكِنْ غَدْرًا لِأَنَّكَ أَمَّنْتَنَا فَإِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ فَارْدُدْ رِجَالَكَ عَنَّا وَرُدَّنَا إِلَى بَلَدِنَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلا مَا أَعْرِفُ مِنْ مَوَدَّتِكَ إِيَّانَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَهَدَّدَهُ وَقَالَ: أَتَسْتَقْبِلُنِي بِهَذَا! فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ، وَأَخَذَ يُلاطِفُهُ، فَقَالَ: تَنَحَّ عَنِّي، ثُمَّ نَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَقَالَ: يَا غُلامُ اذْهَبْ بِهِ إِلَى حُجَرِي تَخَوُّفًا عَلَيْهِ لِمَكَانِ ثِيَابِهِ الْبِيضِ، وَقَدْ سَوَّدَ النَّاسُ كُلُّهُمْ، ثُمَّ حَمَى لَهُ دَارَهُ فَسَلِمَ فِيهَا خَلْقٌ، وَقُتِلَ بِالْبَلَدِ خَلْقٌ لَكِنْ غَالِبَهُمْ مِنْ جُنْدِ الأُمَوِيِّينَ وأتباعهم.
__________
[1] انظر تهذيب ابن عساكر 7/ 62.(8/339)
ثُمَّ سَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى فِلَسْطِينَ وَجَهَّزَ أَخَاهُ صَالِحًا لِيَفْتَتِحَ مِصْرَ وَسَيَّرَ مَعَهُ أَبَا عَوْنٍ الأَزْدِيَّ وَعَامِرَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْحَارِثِيَّ وَابْنَ قَنَانٍ، فَسَارُوا عَلَى السَّاحِلِ، فَافْتَتَحُوا الإِقْلِيمَ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ أَبُو عَوْنٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَإِنَّهُ نَزَلَ عَلَى نَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ [1] وَقَتَلَ هُنَاكَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ خَاصَّةً اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ نَفْسًا صَبْرًا.
وَلَمَّا رَأَى النَّاسُ جُورَ الْمُسَوِّدَةِ وَجَبَرُوتَهُمْ كَرِهُوهُمْ فَثَارَ الأمير أبو الورد مجزأة ابن كَوْثَرٍ الْكِلابِيُّ أَحَدُ الأَبْطَالِ بِقَنَّسْرِينَ وَبَيَّضَ وَبَيَّضَ مَعَهُ أَهْلُ قِنَّسْرِينَ كُلُّهُمْ، وَاشْتَغَلَ عَنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ بِحَرْبِ حَبِيبِ بْنِ مُرَّةَ الْمُرِّيُّ بِالْبَلْقَاءِ وَالثَنِيَّةِ وَتَمَّ لَهُ مَعَهُ وَقَعَاتٌ، ثم هادنه عبد الله وتوجّه نحو قنّسرين وَخَلَفَ بِدِمَشْقَ أَبَا غَانِمٍ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ رِبْعِيٍّ الطَّائِيَّ فِي أَرْبَعَةِ آلافِ فَارِسٍ، وَسَارَ فَمَا بَلَغَ حِمْصَ حَتَّى انْتَقَضَ عَلَيْهِ أَهْلُ دِمَشْقَ وَبَيَّضُوا وَنَبَذُوا السَّوَادَ وَكَانَ رَأْسُهُمُ الأَمِيرُ عثمان ابن عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيُّ، فَهَزَمُوا أَبَا غَانِمٍ وَأَثْخَنُوا فِي أَصْحَابِهِ وَأَقْبَلَتْ جُمُوعُ الْحَلَبِيِّينَ وَانْضَمَّ إِلَيْهِمُ الْحِمْصِيُّونَ وَأَهْلُ تَدْمُرَ، وَعَلَيْهِمْ كُلُّهُمْ أبو محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ السُّفْيَانِيُّ وَصَارَ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا وَأَبُو الْوَرْدِ كَالْوَزِيرِ لَهُ، فَجَهَّزَ عَبْدُ اللَّهِ لِحَرْبِهِمْ أَخَاهُ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ فِي عَشَرَةِ آلافٍ، فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاسْتَمَرَّ الْقَتْلُ بِالْفَرِيقَيْنِ، وَانْكَشَفَ عَبْدُ الصَّمَدِ، وَذَهَبَ تَحْتَ السَّيْفِ مِنْ جَيْشِهِ أُلُوفٌ، وَانْتَصَرَ السُّفْيَانِيُّ، فَقَصَدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَعَهُ حُمَيْدُ بْنُ قُحْطُبَةَ فَالْتَقَوْا، وَعَظُمَ الْخَطْبُ وَاسْتَظْهَرَ عَبْدُ اللَّهِ فَثَبَتَ أَبُو الْوَرْدِ فِي خَمْسِمِائَةٍ فَرَاحُوا تَحْتَ السَّيْفِ كُلُّهُمْ وَهَرَبَ السُّفْيَانِيُّ إِلَى تَدْمُرَ وَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى دِمَشْقَ وَقَدْ عَظُمَتْ هَيْبَتُهُ فَتَفَرَّقَتْ كَلِمَةُ أَهْلِهَا وَهَرَبُوا فَآمَّنَهُمْ وَعَفَا عَنْهُمْ وَهَرَبَ السُّفْيَانِيُّ إِلَى الْحِجَازِ وَأَضْمَرَتْهُ الْبِلادُ إِلَى أَنْ قُتِلَ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ، بَعَثَ إِلَيْهِ مُتَوَلِّي الْمَدِينَةِ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ خَيْلا فَظَفِرُوا بِهِ وَقَتَلُوهُ وَأَسَرُوا وَلَدَيْهِ فعفا عنهما المنصور وخلّاهما.
__________
[1] قرب الرملة، يصب في البحر الملح بقرب يافا.(8/340)
وَلَمَّا بَلَغَ أَهْلَ الْجَزِيرَةِ هَيْجُ أَهْلِ الشَّامِ خَلَعُوا السَّفَّاحَ أَيْضًا وَبَيَّضُوا [1] وَبَيَّضَ أَهْلِ قَرْقِيسِيَا، فَسَارَ لِحَرْبِهِمْ أَبُو جَعْفَرٍ أَخُو السَّفَّاحِ فَجَرَتْ لَهُمْ وَقَعَاتٌ، ثُمَّ انْتَصَرَ أَبُو جَعْفَرٍ وَحَكَمَ عَلَى الْجَزِيرَةِ وَأَذْرَبِيجَانَ وَأَرْمِينِيَّةَ وَضَبَطَ تِلْكَ النَّاحِيَةَ إِلَى أَنِ انْتَهَتْ إِلَيْهِ الْخِلافَةُ فَشَخَصَ أَبُو جَعْفَرٍ لَمَّا مَهَّدَ ذَلِكَ الْقُطْرَ إِلَى خُرَاسَانَ إِلَى صَاحِبِ الدَّوْلَةِ أَبِي مُسْلِمٍ لِيَأْخُذَ رَأْيَهُ فِي قَتْلِ وَزِيرِ دَوْلَتِهِمْ أَبِي سَلَمَةَ حَفْصِ ابن سُلَيْمَانَ الْخَلالِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ عِنْدَهُ آلُ الْعَبَّاسِ بِالْكُوفَةِ حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ فِيمَا قِيلَ أَنْ يُبَايِعَ رَجُلا مِنْ آلِ عَلِيٍّ ويَذَرَ آلَ الْعَبَّاسِ، وَشَرَعَ يُخْفِي أَمْرَهُمْ عَلَى الْقُوَّادِ، فَبَادَرُوا وَبَايَعُوا السَّفَّاحَ كَمَا ذَكَرْنَا فَبَايَعَهُ أَبُو سَلَمَةَ الْخَلالُ وَبَقِيَ مُتَّهَمًا عِنْدَهُمْ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: انْتَدَبَنِي أَخِي السَّفَّاحُ لِلذَّهَابِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ فَسِرْتُ رَاحِلا فَأَتَيْتُ الرَّيَّ وَمِنْهَا إِلَى مَرْوٍ فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى فَرْسَخَيْنِ مِنْهَا تَلَقَّانِي أَبُو مُسْلِمٍ فِي النَّاسِ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي تَرَجَّلَ وَمَشَى وَقَبَّلَ يَدِي فَنَزَلْتُ وَأَقَمْتُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لا يَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ، ثُمَّ سَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ: فَعَلَهَا أَبُو سَلَمَةَ أَنَا أَكْفِيكُمُوهُ فَدَعَا مَرَّارَ بْنَ أَنَسٍ الضَّبِّيَّ فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى الْكُوفَةِ فَاقْتُلْ أَبَا سَلَمَةَ حَيْثُ لَقِيتُهُ، فَأَتَى الْكُوفَةَ فَقَتَلَهُ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: وَزِيرُ آلِ مُحَمَّدٍ، وَلَمَّا رَأَى أَبُو جَعْفَرٍ عَظَمَةِ أَبِي مُسْلِمٍ بِخُرَاسَانَ وَسَفْكِهِ لِلدِّمَاءِ وَرَجَعَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لِأَخِيهِ أَبِي الْعَبَّاسِ:
لَسْتَ بِخَلِيفَةٍ إِنْ تَرَكْتَ أَبَا مُسْلِمٍ حَيًّا! قال: كيف؟ قال: وَاللَّهِ مَا يَصْنَعُ إِلا مَا يُرِيدُ، قَالَ: فَاسْكُتْ وَاكْتُمْهَا.
وَأَمَّا الْحَسَنُ بْنُ قُحْطُبَةَ فَإِنَّهُ اسْتَمَرَّ عَلَى حِصَارِ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ بِوَاسِطَ وَجَرَتْ بَيْنَهُمْ حُرُوبٌ يَطُولُ شَرْحُهَا، وَدَامَ الْقِتَالُ وَالْحَصْرُ أَحَدَ عَشَرَ شَهْرًا، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ قَتْلُ مَرْوَانَ الْحِمَارِ ضَعُفُوا وَطَلَبُوا الصُّلْحَ، وتفرّغ أبو جعفر
__________
[1] أي لبسوا البياض، وطرحوا الشعار العباسي.(8/341)
فَجَاءَ فِي جَيْشٍ نَجْدَةً لابْنِ قُحْطُبَةَ وَجَرَتِ السُّفَرَاءُ بَيْنَ أَبِي جَعْفَرٍ وَبَيْنَ ابْنِ هُبَيْرَةَ حَتَّى كَتَبَ لَهُ أَمَانًا، مَكَثَ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَهُوَ يُشَاوِرُ فِيهِ الْعُلَمَاءَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى رَضِيَهُ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَأَمْضَاهُ السَّفَّاحُ، وَكَانَ رَأْيُ أَبِي جَعْفَرٍ الْوَفَاءَ بِهِ وَكَانَ السَّفَّاحُ لا يَقْطَعُ أَمْرًا ذَا بَالٍ دُونَ أَبِي مُسْلِمٍ وَمُشَاوَرَتِهِ، وَكَانَ أَبُو الْجَهْمِ عَيْنًا لِأَبِي مُسْلِمٍ بِحَضْرَةِ السَّفَّاحِ، فَكَتَبَ أَبُو مُسْلِمٍ إِلَيْهِ إِنَّ الطَّرِيقَ السَّهْلَ إِذَا أَلْقَيْتَ فِيهِ الْحِجَارَةَ فَسَدَ، وَلا وَاللَّهِ لا يَصْلُحُ طَرِيقٌ فِيهِ ابْنُ هُبَيْرَةَ، وَخَرَجَ ابْنُ هُبَيْرَةَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَفِي خِدْمَتِهِ مِنْ خَوَاصِّهِ أَلْفُ وَثَلاثِمِائَةٍ، وَهَمَّ أَنْ يَدْخُلَ الْحُجْرَةَ عَلَى فَرَسِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ الْحَاجِبُ سَلامٌ وَقَالَ: مَرْحبًا أَبَا خَالِدٍ انْزِلْ، وَقَدْ أَطَافَ بِالْحُجْرَةِ مِنَ الْخُرَاسَانِيَّةِ عَشَرَةُ آلافٍ فَأَدْخَلَهُ الْحَاجِبُ وَحْدَهُ فَحَدَّثَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَ، فَلَمْ يَزَلْ يُنقِصُ مِنْ كَثْرَةِ الْحَشَمِ حَتَّى بَقِيَ فِي ثَلاثَةٍ، وَأَلَحَّ السَّفَّاحُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِهِ وَهُوَ يُرَاجِعُهُ فَلَمَّا زَادَ عليه أزمع على قتله وجاء خازم ابن خُزَيْمَةَ وَالْهَيْثَمُ بْنُ شُعْبَةَ فَخَتَمَا بُيُوتَ الأَمْوَالِ الَّتِي بِوَاسِطَ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى وُجُوهِ مَنْ مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ فَأَقْبَلُوا وَهُمْ مُحَمَّدُ بْن نباتة وحوثرة بن سهيل وطارق ابن قَدَّامَةَ وَزِيَادُ بْنُ سُوَيْدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ كَعْبٍ وَالْحَكَمُ بْنُ بِشْرٍ فِي اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ رَجُلا مِنْ وُجُوهِ الْقَيْسِيَّةِ، فَخَرَجَ سَلامٌ الْحَاجِبُ فَقَالَ: أَيْنَ الْحَوْثَرَةَ وَابْنُ نُبَاتَةَ؟ فَقَامَا فَأُدْخِلا، وَقَدْ أَقْعَدَ لَهُمْ فِي الدِّهْلِيزِ مِائَةً فَنُزِعَتْ سُيُوفُهُمَا وَكُتِّفَا، ثُمَّ طُلِبَ الْبَاقُونَ كَذَلِكَ فَأُمْسِكُوا، ثُمَّ ذُبِحُوا صَبْرًا. وَبَادَرَ خَازِمٌ [1] وَالْهَيْثَمُ فِي مِائَةٍ فَدَخَلُوا عَلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ وَمَعَهُ ابْنُهُ دَاوُدَ وَكَاتِبُهُ عَمْرُو بْنُ أَيُّوبَ وَحَاجِبُهُ وَعِدَّةٌ مِنْ مَمَالِيكِهِ وَبُنَيٌّ لَهُ فِي حِجْرِهِ فَأَنْكَرَ نَظَرَهُمْ وَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ فِي وُجُوهِهِمُ الشَّرَّ، فَقَصَدُوهُ، فَقَامَ صَاحِبُهُ فِي وُجُوهِهِمْ وَقَالَ: تَأَخَّرُوا، فَضَرَبَهُ الْهَيْثَمُ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ فَصَرَعَهُ، وَقَاتَلَهُمْ دَاوُدُ فَقُتِلَ، وَقُتِلَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَمَالِيكِ فَنَحَّى الصَّغِيرُ مِنْ حِجْرِهِ ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا للَّه فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ قَتَلُوا خَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ
__________
[1] في الأصل «حازم» .(8/342)
الْمَخْزُومِيُّ وَأَبَا عَلاقَةَ الْفَزَارِيَّ صَبْرًا، وَوَجَّهَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَشْعَثَ عَلَى إِمْرَةِ فَارِسٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يَضْرِبَ أَعْنَاقَ نُوَّابِ أَبِي سَلَمَةَ الْخَلالِ فَفَعَلَ ذَلِكَ وَفِيهَا وَجَّهَ السَّفَّاحُ عَمَّهُ عِيسَى بْنَ عَلِيٍّ عَلَى فَارِسَ فَغَضِبَ مُحَمَّدُ بْنُ أَشْعَثَ وَهَمَّ بِقَتْلِهِ وَقَالَ: أَمَرَنِي أَبُو مُسْلِمٍ أَنْ لا يَقْدِمَ عَلَيَّ أَحَدٌ يَدَّعِي الْوِلايَةَ مِنْ عِنْدِهِ إِلا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ فَكَّرَ وَخَافَ مِنْ غَائِلَةِ ذَلِكَ المقال واستحلف عيسى ابن عَلِيٍّ عَلَى أَنْ لا يَعْلُو مِنْبَرًا وَلا يَتَقَلَّدَ سَيْفًا إِلا وَقْتَ جِهَادٍ، فَلَمْ يَلِ عِيسَى بَعْدَ ذَلِكَ عَمَلا. ثُمَّ وَجَّهَ السَّفَّاحُ عَمَّهُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى فَارِسَ وَغَضِبَ مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ وَلَكِنَّهُ كَانَ يَعْجَزُ عَنْهُ، وَبَعَثَ عَلَى الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْكُوفَةِ ابْنُ عَمِّهِ عِيسَى بْنُ مُوسَى وَتَوَطَّدَتْ لِلسَّفَّاحِ الْمَمَالِكُ.(8/343)
سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّي فِيهَا مِنَ الأَعْيَانِ:
أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى الأُمَوِيُّ الْمَكِّيُّ الْفَقِيهُ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ الْكُوفِيُّ بِدِمَشْقَ، وَدَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِيرُ عَمُّ السَّفَّاحِ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ فِي قَوْلِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ بِمِصْرَ وَقِيلَ 135 [1] وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ الْعَامِ، وَعَمَّارُ الدُّهْنِيُّ أَبُو مُعَاوِيَةَ بِالْكُوفَةِ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِيهَا عَلَى الصَّحِيحِ، وَعَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ بِمِصْرَ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ الضَّبِّيُّ فِيهَا عَلَى الصَّحِيحِ، وَمُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ الكوفي، ويحيى بن العلاء أبو هارون الْغَنَوِيُّ، وَيَحْيَى ابْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ فِي قَوْلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ السَّفَّاحُ عَلَى الْبَصْرَةِ عَمَّهُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَلِيٍّ، وَلَمَّا قَدِمَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ مَكَّةَ أَخَذَ مَنْ كَانَ بِالْحِجَازِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَقَتَلَهُمْ صَبْرًا، فَلَمْ يُمَتَّعْ، وَهَلَكَ وَاسْتَخْلَفَ حِينَ احْتَضَرَ عَلَى عَمَلِهِ وَلَدُهُ مُوسَى فَاسْتَعْمَلَ السَّفَّاحُ عَلَى مَكَّةَ خَالَهُ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَلَى الْيَمَنِ ابْنَ خَالِهِ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، فَوَجَّهَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَمِيرُ أَبَا حَمَّادٍ الأَبْرَصَ إِلَى الْمُثَنَّى بْنِ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ وَهُوَ بِالْيَمَامَةِ فَأَخَذَهُ وَقَتَلَهُ وقتل أصحابه.
__________
[1] في سنة الوفاة خطأ صححته مما يستقبلنا في ترجمته.(8/344)
وَفِيهَا وَجَّهَ السَّفَّاحُ عَلَى أَفْرِيقِيَّةَ مُحَمَّدَ بْنَ الأَشْعَثِ وَكَانَ أَهْلُهَا قَدْ عَصَوْا فَحَارَبَهُمْ حَرْبًا شَدِيدًا حَتَّى اسْتَوْلَى عَلَيْهَا.
وَفِيهَا خَرَجَ بِبُخَارَى شَرِيكُ بْنُ شَيْخِ الْمَهْرِيِّ [1] وَكَانَ قَدْ نَقِمَ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ تَجَبُّرَهُ وَعَسْفَهُ وَقَالَ: مَا عَلَى هَذَا تَبِعْنَا آلَ مُحَمَّدٍ، فَالْتَفَّ عَلَيْه نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ أَلْفًا فَجَهَّزَ أَبُو مُسْلِمٍ لِحَرْبِهِ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ الْخُزَاعِيُّ فَظَفِرَ زِيَادٌ بِهِ فَقَتَلَهُ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ أَبُو دَاوُدَ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى الْخُتَّلِ [2] فَدَخَلَهَا وَهَرَبَ صَاحِبَهَا فِي طَائِفَةٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَرْضِ فَرْغَانَةَ ثُمَّ سَارَ إِلَى أَنْ دَخَلَ الصِّينَ.
وَفِيهَا قُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بِنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ.
وَفِيهَا خَرَجَ طَاغِيَةُ الرُّومِ قُسْطَنْطِينُ- لَعَنَهُ اللَّهُ- فِي جُيُوشِهِ فَنَازَل مَلَطْيَةَ وَأَلَحَّ عَلَيْهِمْ بِالْقِتَالِ حَتَّى أَخَذَهَا بِالأَمَانِ وَهَدَمَ السُّورَ وَالْجَامِعَ وَبَعَثَ مَنْ يَخْفِرُ أَهْلَهَا إِلَى مَأْمَنِهِمْ.
وَفِيهَا قَتَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ خَلْقًا مِنْ قُوَّادِ بَنِي أُمَيَّةَ مِنْهُمْ ثَعْلَبَةَ وَعَبْدَ الْجَبَّارِ ابْنَا أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن.
__________
[1] في الأصل «شريك من شيخ المهدي» ، والتحرير من تاريخ ابن الأثير 5/ 448 والطبري 7/ 459.
[2] بضم أوله وتشديد ثانيه وفتحه. كورة واسعة كثيرة المدن على نهر جيحون. (ياقوت 2/ 346) .(8/345)
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالرَّمْلَةِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ فِيمَا قِيلَ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْمِصْرِيُّ. قَالَهُ خَلِيفَةُ، وَعَبْدُ الله ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بن حكيم الحضرميّ، وأبو هارون الْعَبْدِيُّ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ جَمْهُورٍ بِالْهِنْدِ، وَيَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا خَلَعَ الطَّاعَةَ بَسَّامُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُرَاسَانِيُّ وَخَرَجَ مَعَهُ طَائِفَةٌ فَسَاقُوا إِلَى الْمَدَائِنِ، فَوَجَّهَ السَّفَّاحُ لِحَرْبِهِمْ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ فَالْتَقَوْا فَانْهَزَمَ بَسَّامُ وَقُتِلَ أبَطْالُهُ، ثُمَّ مَرَّ خَازِمٌ بثلاثين من الحارثيين خؤولة السَّفَّاحِ فَكَلَّمَهُمْ فِي أَمْرٍ فَاسْتَخَفُّوا بِهِ فَضَرَبَ أَعْنَاقَ الْكُلِّ، فَأَعْظَمَ ذَلِكَ الْيَمَانِيَّةُ وَدَخَلَ وُجُوهُهُمْ عَلَى السَّفَّاحِ وَصَاحُوا فَهَمّ السَّفَّاحُ بِقَتْلِ خَازِمِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَأُشِيرَ عَلَيْهِ بِالْعَفْوِ فَإِنَّ لَهُ سَابِقَةً وَطَاعَةً وَإِنْ أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَتْلَهُ فَلْيَعْرِضْهُ لِلْغَزْوِ فَإِنْ ظَفِرَ فَظَفْرُهُ لَكَ وَإِلا اسْتَرَحْتَ مِنْهُ، وَأَشَارُوا عَلَيْهِ بِأَنْ يَبْعَثَهُ إِلَى عُمَانَ وَبِهَا خَلْقٌ مِنَ الْخَوَارِجِ عَلَيْهِمُ ابْنُ الْجُلَنْدَيِّ وَشَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْيَشْكُرِيُّ، فَجَهَّزَ مَعَهُ سَبْعَمِائَةِ فَارِسٍ وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى أَمِيرِ الْبَصْرَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ لَيَحْمِلَهُمْ مِنَ الْبَصْرَةِ فِي السُّفُنِ إِلَى جَزِيرَةِ بَرْكَاوَانَ [1] وَإِلَى عُمَانَ، فَفَعَلَ، فَأَنْكَى خَازِمٌ فِي الْخَوَارِجِ وَجَرَتْ لَهُ
__________
[1] في الأصل «ابن كاوان» ، والتصحيح من الكامل 5/ 452، ناحية بفارس.(8/346)
حُرُوبٌ مَعَ شَيْبَانَ ثُمَّ ظَفِرَ بِهِ وَقَتَلَهُ حَتَّى بَلَغَ عِدَّةُ قَتْلَى الْخَوَارِجِ عَشْرَةَ آلافٍ فَقَتَلَ ابْنُ الْجَلَنْدِيُّ وَبَعَثَ خَازِمٌ بِالرُّءُوسِ إِلَى الْبَصْرَةِ.
وَفِيهَا قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [1] : «كَانَ لِصَاحِبِ الصِّينِ حَرَكَةٌ. وَكَانَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ بِسَمَرْقَنْدَ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ وَأَنَّ صَاحِبَ الصِّينِ قَدْ أَقْبَلَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ سِوَى مَنْ يَتْبَعَهُ مِنَ التُّرْكِ، فَعَسْكَرَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ بِالأَمْرِ، فَعَسْكَرَ أَبُو مُسْلِمٍ عَلَى مَرْوٍ وَجَمَعَ جُيُوشَهُ، وَسَارَ إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ إبراهيم من طخارستان، وَسَارَ جَيْشُ خُرَاسَانَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَأَنْجَدَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ بِعَشَرَةِ آلافٍ فَسَارَ زِيَادُ بِجُيُوشِهِ حَتَّى عَبَرَ نَهْرَ الشَّاشِ، وَأَقْبَلَ جَيْشُ الصِّينَ، فَحَاصَرُوا سَعْدَ [2] بْنَ حُمَيْدٍ، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ دُنُوُّ زِيَادٍ تَرَحَّلُوا، ثُمَّ نَزَلَ صَاحِبُ جِبَالِ الصِّينِ مَدِينَةَ طَلْخٍ، فَقَصَدَهُ زِيَادٌ، ثُمَّ الْتَقَوْا مِنَ الْغَدِ، فَقَدَّمَ زِيَادٌ الرُّمَاةَ صَفًّا أَمَامَ الْجَيْشِ وَخَلْفَهُمْ أَصْحَابُ الرِّمَاحِ ثُمَّ الْخَيَّالَةُ ثُمَّ الْحُسْرُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَأَعَدَّ خَيْلا كَمِينًا، فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ وَصَبَرَ الْفَرِيقَانِ يَوْمَهُمْ إِلَى اللَّيْلِ فَلَمَّا غَرُبَتِ الشَّمْسُ أَلْقَى اللَّهُ فِي قُلُوبِ الصِّينِ الرُّعْبَ وَنَزَلَ النَّصْرُ فَانْهَزَمَ الْكُفَّارُ» .
وَفِيهَا وَثَبَ الأَمِيرُ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَلَى أَهْلِ مَدِينَةِ كِسٍّ [3] وَقَتَلَ الأَخْرِيدَ ملكها وهو سامع مطيع قد قدم على عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ بَلْخَ ثُمَّ إِنَّهُ تَلَقَّاهُ بِقُرْبِ كِسٍّ فَقَتَلَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى خَزَائِنِهِ ثُمَّ بَعَثَ بِذَلِكَ أَجْمَعَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَقَتَلَ جماعة
__________
[1] المعرفة والتاريخ 3/ 351.
[2] في «المعرفة والتاريخ» : «سعيد» .
[3] بكسر أوله وتشديد ثانيه. مدينة تقارب سمرقند. (ياقوت 4/ 460) .(8/347)
مِنْ قُوَّادِ كِسٍّ، ثُمَّ عَهِدَ إِلَى أَخِي صَاحِبِ كِسٍّ فَمَلَّكَهُ وَرَجَعَ إِلَى بَلْخٍ.
وَفِيهَا وَجَّهَ السَّفَّاحُ مُوسَى بْنَ كَعْبٍ إِلَى السِّنْدِ لِقِتَالِ مَنْصُورِ بْنِ جَمْهُورٍ فِي أَرْبَعَةِ آلافٍ، فَسَارَ وَاسْتَخْلَفَ مَكَانَهُ عَلَى شُرْطَةِ السَّفَّاحِ الْمُسَيَّبَ بْنَ زُهَيْرٍ فَالْتَقَى هُوَ وَمَنْصُورٌ فَانْكَسَرَ جَيْشُ مَنْصُورٌ وَهَرَبَ فَمَاتَ فِي الرِّمَالِ عَطَشًا، وَقِيلَ مَاتَ بِالإِسْهَالِ.
وَفِيهَا مَاتَ أَمِيرُ الْيَمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَارِثِيُّ فَوُلِّيَ مَكَانَهُ عَلِيُّ بْنُ الرَّبِيعَ الْحَارِثِيُّ.
وَفِيهَا تَحَوَّلَ السَّفَّاحُ مِنَ الْحِيرَةِ فَنَزَلَ الأَنْبَارَ وَسَكَنَهَا.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ عِيسَى بْنُ مُوسَى.
وَكَانَ فِيهَا عَلَى الْبُلْدَانِ مَنْ ذُكِرَ، وَعَلَى مِصْرَ أَبُو عَوْنٍ، وَعَلَى الشَّامِ عَبْدُ اللَّهِ عَمُّ السَّفَّاحِ. وَعَلَى الْجَزِيرَةِ وَأَذْرَبِيجَانَ أَخُو السَّفَّاحِ، وَعَلَى دِيوَانِ الأَمْوَالِ خَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ.
وَفِيهَا جَهَّزَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ جَيْشًا عَلَيْهِمُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرْشِيُّ لِلْغَزْوِ فَخَرَجَتِ الرُّومُ عَلَيْهِمْ كَوْشَانُ الْبَطْرِيقُ فَالْتَقَاهُمْ مَخْلَدُ بْنُ مُقَاتِلٍ فَانْهَزَمَ وَأُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ.(8/348)
سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّي بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو الْعَلاءِ بِالْبَصْرَةِ، وَدَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ بِالْمَدِينَةِ، وَأَبُو عُقَيْلٍ زَهْرَةُ بْنُ مَعْبدٍ بِالثَّغْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ فِي قَوْلٍ، وعبد الله ابن أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثِينَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَعُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ فِي قَوْل ابْنِ مُثَنَّى، وَيَزِيدُ بْنُ سنان الرهاوي بها، ويحيى ابن مُحَمَّدٍ أَخُو السَّفَّاحِ مَاتَ عَلَى إِمْرَةِ فَارِسٍ، ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ مُخْتَصَرًا.
وَفِيهَا خَلَعَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ الطَّاعَةَ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ فَتَهَيَّأَ لِحَرْبِهِ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَبَعَثَ نَصْرُ بْنُ صَالِحٍ إِلَى تِرْمِذَ لِيُحْصِنُهَا فَقَتَلَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْخَوَارِجِ، وَسَارَ أَبُو مُسْلِمٍ إِلَى آمُلَ وَمَعَهُ سِبَاعُ بْنُ النُّعْمَانِ الأَزْدِيُّ الَّذِي قَدِمَ بِعَهْدِ زياد ابن صَالِحٍ مِنْ جِهَةِ السَّفَّاحِ، وَأَمَرَهُ السَّفَّاحُ إِنْ قَدِرَ عَلَى اغْتِيَالِ أَبِي مُسْلِمٍ فَلْيَفْعَلْ، فَفَهِمَ ذَلِكَ أَبُو مُسْلِمٍ فَقَبَضَ عَلَيْهِ وَسَجَنَهُ بِآمُلَ وَعَبَرَ إِلَى بُخَارَى فَأَتَاهُ أَبُو شَاكِرٍ وَأَبُو سَعْدٍ وَقَدْ فَارَقَا زِيَادَ بْنَ صَالِحٍ فَسَأَلَهُمَا عَنْ شَأْنِ زِيَادٍ وَمَنْ أَفْسَدَهُ فَقَالا:
سِبَاعٌ، فَكَتَبَ إِلَى وَالِي آمُلَ فَقَتَلَ سِبَاعًا، وَلَمَّا تَفَلَّلَ عَنْ زِيَادٍ أَعْوَانُهُ وَلَحِقُوا بِأَبِي مُسْلِمٍ لَحِقَ بِدَهْقَانَ بَازِلْتُ فَضَرَبَ الدِّهْقَانُ عُنُقَهُ وَتَقَرَّبَ بِرَأْسِهِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ.(8/349)
وفيها أو في التي قبلها أغزى السَّفَّاحُ عَمَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى الصَّائِفَةِ فَحَزِرَهَا النَّاسُ بِمِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، قَالَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ.(8/350)
سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ الْكُوفِيُّ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْمِصْرِيُّ عَلَى الأَصَحِّ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقِيهُ الْمَدِينَةِ ذُو الرَّأْيِ [1] ، وَزِنْدُ بْنُ أَسْلَمَ فِي آخِرِ السَّنَةِ فِي قَوْلٍ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ السَّفَّاحُ، وَزَيْدُ بْنُ رَفِيعٍ فِي قَوْلٍ، وَسَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ بِالْبَصْرَةِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ الْعَابِدُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ بُذَيْمَةَ الْحَرَّانِيُّ، وَالْعَلاءُ بْنُ الْحَرَّاثِ الْحَضْرَمِيُّ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ فِي قَوْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاق بِالْبَصْرَةِ.
وَفِيهَا كَتَبَ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّوْلَةِ إِلَى السَّفَّاحِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْقُدُومِ، فَأَذِنَ لَهُ فَاسْتَخْلَفَ عَلَى خُرَاسَانَ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَقَدِمَ فِي جَمْعٍ وَحِشْمَةٍ عَظِيمَةٍ، وَتَلَقَّاهُ الأُمَرَاءُ وَبَالَغَ الْخَلِيفَةُ فِي إِكْرَامِهِ فَاسْتَأْذَنَ فِي الْحَجِّ فَقَالَ: لَوْلا أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ يَحُجُّ لَوَلَّيْتُكَ الْمَوْسِمَ، وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ إِذْ ذَاكَ بِالْحَضْرَةِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المؤمنين أطعني واقتل أبا مسلم فو الله إِنَّ فِي رَأْسِه لَغَدْرَةٌ، فَقَالَ: يَا أَخِي قَدْ عَرَفْتَ بَلاءَهُ وَمَا كَانَ مِنْهُ، فَرَاجَعَهُ، فَقَالَ: كَيْفَ نَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ: إِذَا دَخَلَ عَلَيْكَ وَحَادَثْتُهُ دَخَلْتُ أَنَا وَتَغَفَّلْتُهُ وَضَرَبْتُ عُنُقَهُ مِنْ خلفه، فقال: كيف
__________
[1] هذا يؤيد أنه «ربيعة الرائي» لا «ربيعة الرأي» كما سبق بيانه.(8/351)
بِأَصْحَابِهِ الَّذِينَ يُؤْثِرُونَهُ عَلَى دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ؟ قَالَ: يؤول ذَلِكَ إِلَى كُلِّ مَا تُرِيدُ وَلَوْ عَلِمُوا بِقَتْلِهِ تَفَرَّقُوا وَأَخَافُ إِنْ لَمْ تَتَغَدَّ بِهِ يَتَعَشَّاكَ، قَالَ: فَدُونَكَ، فَخَرَجَ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ السَّفَّاحُ: لا تَفْعَلْ.
ثُمَّ حَجَّ فِيهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو مُسْلِمٍ، فَلَمَّا انْقَضَى الْمَوْسِمُ وَقَفَلا وَرَدَ الْخَبَرُ بِذَاتِ عِرْقٍ بِمَوْتِ السَّفَّاحِ، وَكَانَ قَبْلَ مَوْتِهِ بمُدَيْدَةَ قَدْ عَقَدَ لِأَبِي جَعْفَرٍ بِالأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ وَقَامَ بِأَمْرِ الْبَيْعَةِ يَوْمَ مَوْتِ السَّفَّاحِ عِيسَى بْنُ مُوسَى ابْنُ عَمِّهِ، وَبَعَثُوا أَبَا غَسَّانَ بِبَيْعَةِ أَبِي جَعْفَرٍ إِلَى عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَكَانَ رَاجِعًا فِي الطَّرِيقِ مِنْ عِنْدِ السَّفَّاحِ فَبَايَعَ عَسْكَرَهُ وَقُوَّادَهُ لِنَفْسِهِ، وَزَعَمَ أَنَّ السَّفَّاحَ جَعَلَ لَهُ الأَمْرُ ثُمَّ دَخَلَ حَرَّانَ وَغَلَبَ عَلَى الشَّامِ، وَقَدِمَ أَبُو جَعْفَرٌ الْمَنْصُورُ مِنَ الْحَجِّ فَدَخَل الْكُوفَةَ بِأَهْلِهَا الْجُمُعَةَ.(8/352)
سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أَسَدُ بْن وَدَاعَةَ الْكِنْدِيُّ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ، وَخَصِيفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي قَوْلٍ، وَخَيْرُ [1] بْنُ نُعَيْمٍ قَاضِي مِصْرَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ مَقْتُولا، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ فِي قَوْلٍ، وَعَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ وَغَيْرِهِ، وَمَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأشل، وواهب ابن عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ فِي قَوْلٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ الْمَدَنِيُّ، وَابْنُ الْمُقَفَّعِ قَتَلَهُ وَالِي الْبَصْرَةِ.
وَفِيهَا فِي أَوَّلِهَا بَلَغَ أَهْلَ الشَّامِ مَوْتُ السَّفَّاحِ فَبَايَعَ أَهْلُ دِمَشْقَ هَاشِمَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَامَ بِأَمْرِهِ فِيمَا قِيلَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيُّ، فَلَمَّا أَظَلَّهُمَا صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ بِالْجُيُوشِ هَرَبَا، وَكَانَ عُثْمَانُ قَدِ اسْتَعْمَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَهْلِ دِمَشْقَ فَخَرَجَ وَسَبَّ بَنِي الْعَبَّاسِ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ ثُمَّ إِنَّهُ قُتِلَ، وَدَخَلَ الْمَنْصُورُ دَارَ الإِمْرَةِ بِالأَنْبَارِ فَوَجَدَ عِيسَى بْنَ مُوسَى ابْنَ عَمِّهِ قَدْ بَذَرَ الْخَزَائِنَ فَجَدَّدَ النَّاسُ لَهُ الْبَيْعَةَ وَمِنْ بَعْدِهِ لِعِيسَى، وَأَمَّا عَمُّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَإِنَّهُ أَبْدَى أَنّ السَّفَّاحَ قَالَ: مَنِ انتدب لمروان الحمار فهو وليّ
__________
[1] في الأصل «خنة» بدل «خير» والتصحيح من ترجمته المقبلة والخلاصة.(8/353)
عَهْدِي مِنْ بَعْدِي وَعَلَى هَذَا خَرَجْتُ، فَقَامَ عُدَّةٌ مِنَ الْقُوَّادِ الْخُرَاسَانِيَّةِ فَشَهِدُوا بِذَلِكَ، وَبَايَعَهُ حُمَيْدُ بْنُ قُحْطُبَةَ وَمُخَارِقُ بْنُ الْغِفَارِ وَأَبُو غَانِمٍ الطَّائِيُّ وَالْقُوَّادُ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ لِأَبِي مُسْلِمٌ الْخُرَاسَانِيُّ: إِنَّمَا هُوَ أَنَا وَأَنْتَ فَسِرْ نَحْوَ عَبْدِ اللَّهِ، فَسَارَ بِسَائِرِ الْجَيْشِ مِنَ الأَنْبَارِ وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ مَالِكُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْخُزَاعِيُّ وَمَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ قُحْطُبَةَ، وَأَخُوهُ حُمَيْدٌ كَانَ فَارَقَ عَبْدَ اللَّهِ لَمَّا تَنَكَّرَ لَهُ، وَخَشِيَ عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ الْخُرَاسَانِيَّةَ الَّذِينَ مَعَهُ لا تَنْصَحُ فَقَتَلَ مِنْهُمْ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا أمَرَ صَاحِبَ شُرْطَتِهِ فَقَتَلَهُمْ بِخَدِيعَةٍ، ثُمَّ نَزَلَ نَصِيبِينَ وَخَنْدَقَ عَلَى نَفْسِهِ، وَأَقْبَلَ أَبُو مُسْلِمٍ فَنَزَلَ بِقُرْبٍ مِنْهُ ثُمَّ نَفَذَ إِلَيْهِ: إِنِّي لَمْ أُؤْمَرْ بِقِتَالِكَ وَلَكِنْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلانِي الشَّامَ وَأَنَا أُرِيدُهَا. فَقَالَ الشَّامِيُّونَ لِعَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ نُقِيمُ مَعَكَ وَهَذَا يَأْتِي بِلادَنَا وَيَقْتُلُ وَيَسْبِي وَلَكِنْ نَسِيرُ إِلَى بِلادِنَا وَنَمْنَعُهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ مَا يُرِيدُ الشَّامَ وَلَئِنْ أَقَمْتُمْ لَيَقْصِدَنَّكُمْ، ثُمَّ كَانَ الْقِتَالُ بَيْنَهُمْ نَحْوًا مِنْ خَمْسَةِ أَشْهُرٍ، وَأَهْلُ الشام أكثر فرسانا وأكمل عدة، وكان على مَيْمَنَتُهُمْ بَكَّارَ بْنَ مُسْلِمٍ الْعُقَيْلِيَّ، وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ، وَاسْتَظْهَرَ الشَّامِيُّونَ غَيْرَ مَرَّةً، وكاد عَسْكَرُ أَبِي مُسْلِمٍ أَنْ يَنْهَزِمُوا وَهُوَ يُثَبِّتُهُمْ وَيَرْتَجِزُ:
مَنْ كَانَ يَنْوِي أَهْلَهُ فَلا رَجَعْ ... فَرَّ مِنَ الْمَوْتِ وَفِي الْمَوْتِ وَقْعٌ
ثُمَّ أَرْدَفَ الْقَلْبُ بِمَيْمَنَتِهِ وَحَمَلُوا عَلَى مَيْسَرَةِ عَبْدِ اللَّهِ فَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لابْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيِّ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ نَصْبِرَ وَنُقَاتِلَ فَإِنَّ الْفِرَارَ قَبِيحٌ بِمِثْلِكَ وَقَدْ عِبْتَهُ عَلَى مَرْوَانَ، قَالَ: إِنِّي أَقْصِدُ الْعِرَاقَ، قال: فأنا معك، فانهزموا وخلّوا عسكرهم فاحتوى عَلَيهِ أَبُو مُسْلِمٍ بِمَا فِيهِ وَكَتَبَ بِالنَّصْرِ إِلَى الْمَنْصُورِ فَبَعَثَ مَوْلًى لَهُ يُحْصِي مَا حَوَاهُ أَبُو مُسْلِمٍ، فَغَضِبَ عِنْدَهَا أَبُو مُسْلِمٍ وَتَنَمَّرَ وَهَمَّ بِقَتْلِ الْمَوْلَى وَقَالَ: إِنَّمَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذَا الْخُمْسُ، وَمَضَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَأَخُوهُ عَبْدُ الصَّمَدِ، فَأَمَّا عَبْدُ الصَّمَدِ فَقَصَدَ الْكُوفَةَ فَاسْتَأْمَنَ(8/354)
لَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى فَأَمَّنَهُ الْمَنْصُورُ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَأَتَى أَخَاهُ سُلَيْمَانَ مُتَوَلِّي الْبَصْرَةَ فَاخْتَفَى عِنْدَهُ وَأَمَّا الْمَنْصُورُ فَخَافَ مِنْ غَيْظِ أَبِي مُسْلِمٍ وَأَنْ يَذْهَبَ إِلَى خُرَاسَانَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِوِلايَةِ الشَّامِ وَمِصْرَ فَأَقَامَ بِالشَّامِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مِصْرَ، فَلَمَّا أَتَاهُ الْكِتَابُ أَظْهَرَ الْغَضَبَ وَقَالَ: يُوَلِّينِي مِصْرَ وَالشَّامَ وَأَنَا لِي خُرَاسَانُ! وَعَزَمَ عَلَى الشَّرِّ، وَقِيلَ: بَلْ شَتَمَ الْمَنْصُورَ لَمَّا جَاءَهُ مَنْ يُحْصِي عَلَيْهِ الْغَنَائِمَ وَأَجْمَعَ عَلَى الْخِلافِ ثُمَّ طَلَبَ خُرَاسَانَ، وَخَرَجَ الْمَنْصُورُ إِلَى الْمَدَائِنِ، وَكَانَ مِنْ دُهَاةِ الْعَالَمِ لَوْلا شُحُّهُ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ لِيُقْدِمَ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَدُوٌّ، وَقَدْ كُنَّا نَرْوِي عَنْ مُلُوكِ آلِ سَاسَانَ أَنَّ أَخْوَفَ مَا يَكُونُ الْوُزَرَاءُ إِذَا سَكَتَتِ الدَّهْمَاءُ، فَنَحْنُ نَافِرُونَ مِنْ قُرْبِكَ حَرِيصُونَ عَلَى الْوَفَاءِ بِعَهْدِكَ مَا وَفَّيْتَ، فَإِنْ أَرْضَاكَ ذَاكَ فَأَنَا كَأَحْسَنِ عَبِيدِكَ، وَإِنْ أَبَيْتَ نَقَضْتُ مَا أَبْرَمْتُ مِنْ عَهْدِكَ ضَنًّا بِنَفْسِي. فَرَدَّ عَلَيْهِ الْمَنْصُورُ الْجَوَابَ يُطَمْئِنُهُ مَعَ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ الْبَجَلِيِّ، وَكَانَ وَاحِدَ وَقْتِهِ فَخَدَعَهُ وَرَدَّهُ.
وَأَمَّا أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ فَذَكَرَ عَنْ جَمَاعَةٍ قَالُوا: كَتَبَ أَبُو مُسْلِمٍ [1] :
أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي اتَّخَذْتُ رَجُلا إِمَامًا [2] وَدَلِيلا عَلَى مَا افْتَرَضَهُ اللَّهُ وَكَانَ فِي مَحِلَّةِ الْعِلْمِ نَازِلا فَاسْتَجْهَلَنِي بِالْقُرْآنِ فَحَرَّفَهُ عَنْ مَوَاضِعِهِ، طَمَعًا فِي قَلِيلٍ قَدْ نَعَاهُ [3] اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ وَكَانَ كَالَّذِي دَلَّى بِغُرُورٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُجَرِّدَ السَّيْفَ وَأَرْفَعَ الرَّحْمَةَ فَفَعَلْتُ تَوْطِئَةً لِسُلْطَانِكُمْ، ثُمَّ اسْتَنْقَذَنِي اللَّهُ بِالتَّوْبَةِ، فَإِنْ يَعْفُ عَنِّي فَقِدْمًا عُرِفَ بِهِ وَنُسِبَ إِلَيْهِ، وَإِنْ يُعَاقِبْنِي فَبِمَا قَدَّمَتْ يَدَايَ.
ثُمَّ سَارَ يُرِيدُ خُرَاسَانَ مُشَاقًّا مُرَاغِمًا. فَأَمَرَ الْمَنْصُورُ لِمَنْ بِالْحَضْرَةِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ أَنْ يَكْتُبُوا إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ يُعْظِمُونَ الأَمْرَ وَيَأْمُرُونَهُ بلزوم الطاعة وأن يرجع
__________
[1] في الأصل «أبو موسى» .
[2] كذا عند ابن الأثير، وفي الأصل «إماما رجلا» . ويقصد أخاه إبراهيم الإمام. (الطبري 7/ 483) .
[3] كذا عند ابن الأثير 5/ 470 وعند الطبري «تعافاه» .(8/355)
إِلَى مَوْلاهُ، وَقَالَ الْمَنْصُورُ لِرَسُولِهِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَهُوَ أَبُو حُمَيْدٍ الْمَرْوَرُوذِيُّ:
كَلِّمْهُ بِاللِّينِ مَا يُمْكِنُ وَمَنِّهِ وَعَرِّفْهُ بِحُسْنِ نِيَّتِي وَتَلَطَّفَ، فَإِنْ يَئِسْتَ مِنْهُ فَقُلْ لَهُ:
قَالَ وَاللَّهِ لَوْ خُضْتَ البَحرَ لَخَاضَهُ وَرَاءَكَ، وَلَوِ اقْتَحَمْتَ النَّارَ لاقْتَحَمْتُهَا حَتَّى أَقْتُلَكَ. فَقَدِمَ الرَّسُولُ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَلَحِقَهُ بِحُلْوَانَ. فَاسْتَشَارَ أَبُو مُسْلِمٍ خَاصَّتَهُ فَقَالُوا: احْذَرْهُ، فَلَمَّا طَلَبَ الرَّسُولُ الْجَوَابَ قَالَ: ارْجِعْ إِلَى صَاحِبَكَ فَلَسْتُ آتِيهِ وَقَدْ عَزَمْتُ عَلَى خِلافِهِ، قَالَ: لا تَفْعَلْ، لا تَفْعَلْ، فَلَمَّا آيَسَهُ بَلَّغَهُ قَوْلُ الْمَنْصُورِ فَوَجَمَ لَهَا وَأَطْرَقَ مُنْكِرًا ثُمَّ قَالَ: قُمْ، وَانْكَسَرَ لِذَلِكَ الْقَوْلِ وَارْتَاعَ.
وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ كَتَبَ إِلَى نَائِبِ أَبِي مُسْلِمٍ عَلَى خُرَاسَانَ فَاسْتَمَالَهُ وَقَالَ:
لَكَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ، فَكَتَبَ نَائِبُ خُرَاسَانَ أَبُو دَاوُدَ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ يَقُولُ: إِنَّا لَمْ نَقُمْ لِمَعْصِيَةِ خُلَفَاءِ اللَّهِ وَأَهْلِ الْبَيْتِ فَلا تُخَالِفَنَّ إِمَامَكَ، فَوَافَاهُ كِتَابُهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَزَادَهُ رُعْبًا وَهَمًّا، ثُمَّ أَرْسَلَ مَنْ يَثِقْ بِهِ مِنْ أُمَرَائِهِ إِلَى الْمَنْصُورِ فَلَمَّا قَدِمَ تَلَقَّاهُ بَنُو هَاشِمٍ بِكُلِّ مَا يَسُرُّ، وَاحْتَرَمَهُ الْمَنْصُورُ وَقَالَ: اصْرِفْهُ عَنْ وَجْهِهِ وَلَكَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ، فَرَجَعَ وَقَالَ لِأَبِي مُسْلِمٍ: طَيِّبْ قَلْبَكَ لَمْ أَرَ مَكْرُوهًا إني رأيتهم معظمين لحقّك فارجع وَاعْتَذِرْ، فَأَجْمَعَ عَلَى الرُّجُوعِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو إِسْحَاقَ أَحَدُ قُوَّادِهِ مُتَمَثِّلا:
مَا لِلرِّجَالِ مَعَ الْقَضَاءِ مَحَالَةٌ ... ذَهَبَ الْقَضَاءُ بِحِيلَةِ الأَقْوَامِ
خَارَ اللَّهُ لَكَ، احْفَظْ عَنِّي وَاحِدَةً: إِذَا دَخَلْتَ إِلَى الْمَنْصُورِ فَاقْتُلْهُ ثُمَّ بَايِعْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّ النَّاسَ لا يُخَالِفُونَكَ.
وَرَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّ الْمَنْصُورَ كَتَبَ إِلَى مُوسَى بْنِ كَعْبٍ بِوِلايَةِ خُرَاسَانَ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ: هَذَا ابْنُ كَعْبٍ مِنْ دُونِكَ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ شِيعَتِنَا وَأَنَا مُوَجِّهٌ لِلِقَائِكَ أَقْرَانِكَ فَاجْمَعْ كَيْدَكَ غَيْرَ مُوَفَّقٍ وَحَسْبُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهَ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
فَشَاوَرَ أَبُو مُسْلِمٍ أَبَا إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيُّ وَقَالَ: مَا الرَّأْيُ، فَهَذَا مُوسَى بْنُ كَعْبٍ(8/356)
مِنْ هُنَا، وَهَذِهِ سُيُوفُ أَبِي جَعْفَرٍ مِنْ خَلْفِنَا، وَقَدْ أَنْكَرْتُ مَنْ كُنْتُ أَثِقُ بِهِ مِنْ قُوَّادِي، فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ يَضْطَغِنُ عَلَيْكَ أُمُورًا قَدِيمَةً فَلَوْ كُنْتَ وَالَيْتَ رَجُلا مِنْ آلِ عَلِيٍّ كَانَ أَقْرَبُ، وَلَوْ أَنَّكَ قَبِلْتَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ مِنْهُ كُنْتَ فِي فَسْحَةٍ مِنْ أَمْرِكَ وَكُنْتَ اخْتَلَسْتَ رَجُلا مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ فَنَصَّبْتَهُ إِمَامًا فَاسْتَمَلْتَ بِهِ الْخُرَاسَانِيَّةَ وَأَهْلَ الْعِرَاقِ وَرَمَيْتَ أَبَا جَعْفَرٍ بِنَظِيرِهِ لَكُنْتَ عَلَى طَرِيق التَّدْبِيرِ.
أَتَطْمَعُ أَنْ تُحَارِبَ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَنْتَ بِحُلْوَانَ وَجَيْشُهُ بِالْمَدَائِنِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ، لَيْسَ مَا ظَنَنْتَ لَكِنْ مَا بَقِيَ لَكَ إِلا أَنْ تَكْتُبَ إِلَى قُوَّادِكَ وَتَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: هَذَا رَأْيٌ إِنْ وَافَقَنَا عَلَيْهِ قُوَّادُنَا. قَالَ: فَمَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ تَخْلَعَ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ ثِقَةٍ مِنْ قَوَّادِكَ! أَنَا أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ مِنْ قَتِيلٍ، أَرَى أَنْ تُوَجِّهَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ تَسْأَلُهُ الأَمَانَ فَإِمَّا صَفْحٌ وَإِمَّا قَتْلٌ عَلَى عِزٍّ قَبْلَ أَنْ تَرَى الْمَذَلَّةَ مِنْ عَسْكَرِكَ إِمَّا قَتَلُوكَ وَإِمَّا أَسْلَمُوكَ. قَالَ: فَسَفَرَتِ السُّفَرَاءُ بَيْنَهُمَا وَأَعْطَاهُ أَبُو جَعْفَر أَمَانًا مُؤَكَّدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو مُسْلِمٍ لِحِينِهِ ثُمَّ بَعَثَ الْمَنْصُورُ أَمِيرًا إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ لِيَتَلَقَّاهُ وَلا يُظْهِرُ أَنَّهُ مِنْ جِهَةِ الْمَنْصُورِ لِيُطَمْئِنَهُ وَيَذْكُرُ حُسْنَ نِيَّةِ الْخَلِيفَةِ لَهُ، فَلَمَّا أَتَاهُ وَحَدَّثَهُ فَرِحَ الْمَغْرُورُ وَانْخَدَعَ، فَلَمَّا وَصَلَ الْمَدَائِنَ أَمَرَ الْمَنْصُورُ الأَعْيَانَ فَتَلَقَّوْهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ سَلَّمَ قَائِمًا فَقَالَ الْمَنْصُورُ: انْصَرِفْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَاسْتَرِحْ وَادْخُلِ الْحَمَّامَ ثُمَّ اغْدُ عَلَيَّ، فَانْصَرَفَ، وَكَانَ مِنْ نِيَّةِ الْمَنْصُورِ أَنْ يَقْتُلَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَمَنَعَهُ وَزِيرُهُ أَبُو أَيُّوبَ، قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَدَخَلْتُ بَعْدَ خُرُوجِهِ وَقَالَ لِيَ الْمَنْصُورُ أَقْدِرُ عَلَى هَذَا فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ قَائِمًا عَلَى رِجْلَيْهِ وَلا أَدْرِي مَا يَحْدُثُ فِي لَيْلَتِي، وَكَلَّمَنِي فِي الْفَتْكِ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ فَكَّرْتُ فَقَالَ: يَا بْنَ اللَّخْنَاءِ لا مَرْحَبًا بِكَ أَنْتَ مَنَعْتَنِي مِنْهُ أَمْسَ وَاللَّهِ مَا غَمَضْتُ الْبَارِحَةَ، ادْعُ لِي عُثْمَانَ بْنَ نَهِيكٍ، فَدَعَوْتُهُ، فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ كَيْفَ بَلا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَكَ؟ قَالَ: إِنَّمَا أَنَا عَبْدُكَ وَلَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَتَّكِئَ عَلَى سَيْفِي حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ ظَهْرِي لَفَعَلْتُ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَمَرْتُكَ بِقَتْلِ أَبِي مُسْلِمٍ؟ فَوَجَمَ لَهَا سَاعَةً(8/357)
لا يَتَكَلَّمُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ لا تَتَكَلَّمُ! فَقَالَ قَوْلةً ضَعِيفَةً: «أَقْتُلُهُ» . فَقَالَ:
انْطَلِقِ اذْهَبْ فجيء بِأَرْبَعَةً مِنْ وُجُوهِ الْحَرَسِ وَشُجْعَانِهِمْ، فَذَهَبَ فَأَحْضَرَ شَبِيبُ بْنُ وَاجٍ وَثَلاثَةٌ فَكَلَّمَهُمْ فَقَالُوا: نَقْتُلُهُ، فَقَالَ: كُونُوا خَلْفَ الرِّوَاقِ فَإِذَا صَفَّقْتُ فَدُونُكُمُوهُ، ثُمَّ طَلَبَ أَبَا مُسْلِمٍ فَأَتَاهُ، وَخَرَجْتُ لِأَنْظُرَ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَتَلَقَّانِي أَبُو مُسْلِمٍ دَاخِلا فَتَبَسَّمَ وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَدَخَلَ فَرَجَعْتُ فَإِذَا بِهِ مَقْتُولٌ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ أَبُو الْجَهْمِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلا أَرُدَّ النَّاسَ؟
قَالَ: بَلَى، فَأَمَرَ بِمَتَاعٍ يُحَوَّلُ إِلَى رِوَاقٍ آخَرَ وَفُرُشٍ، وَقَالَ أَبُو الْجَهْمِ لِلنَّاسِ:
انْصَرِفُوا فَإِنَّ الأَمِيرَ أَبَا مُسْلِمٍ يُرِيدُ أَنْ يُقِيلَ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَوُا الْمَتَاعَ يُنْقَلُ فَظَنُّوهُ صَادِقًا فَانْصَرَفُوا وَأَمَرَ الْمَنْصُورُ لِلأُمَرَاءِ بِجَوَائِزِهِمْ، قَالَ أَبُو أَيُّوبَ:
فَقَالَ لِيَ الْمَنْصُورُ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو مُسْلِمٍ فَعَاتَبْتُهُ ثُمَّ شَتَمْتُهُ فَضَرَبَهُ عُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا وَخَرَجَ شَبِيبُ بْنُ وَاجٍ [1] وَأَصْحَابَهُ فَضَرَبُوهُ فَسَقَطَ، فَقَالَ وَهُمْ يَضْرِبُونَهُ: الْعَفْوَ، فَقُلْتُ: يَا بْنَ اللَّخْنَاءِ الْعَفْوَ وَالسُّيُوفُ قَدِ اعْتَوَرَتْكَ، ثُمَّ قُلْتَ: اذْبَحُوهُ، فَذَبَحُوهُ. وَقِيلَ: إِنَّهُ أُلْقِيَ فِي دِجْلَةَ، وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: خَلُّوهُ فَقَالَ الْمَنْصُورُ: أَخْبِرْنِي عَنْ سَيْفَيْنِ أَصَبْتَهُمَا فِي مَتَاعِ عَبْدِ اللَّهِ ابن عَلِيٍّ، فَقَالَ: هَذَا أَحَدُهُمَا قَالَ: أَرِنِيهِ فَانْتَضَاهُ فَنَاوَلَهُ، فَهَزَّهُ الْمَنْصُورُ ثُمَّ وَضَعَهُ تَحْتَ فِرَاشِهِ وَأَقْبَلَ يُعَاتِبُهُ، وَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ كِتَابِكَ إِلَى أَخِي أَبِي الْعَبَّاسِ تَنْهَاهُ عَنِ الْمَوْتِ أَرَدْتَ أَنْ تُعَلِّمَنَا الدِّينَ، قَالَ: ظَنَنْتُ أَنَّ أَخْذَهُ لا يَحِلُّ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ تَقَدُّمِكَ إِيَّايَ فِي طَرِيقِ الْحَجِّ، قَالَ: كَرِهْتُ اجْتِمَاعَنَا عَلَى الْمَاءِ فَيَضُرُّ ذَلِكَ بِالنَّاسِ، قَالَ: فَجَارِيةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ أَرَدْتَ أَنْ تَتَّخِذَهَا، قَالَ: لا وَلَكِنْ خِفْتُ أَنْ تَضِيعَ فَحَمَلْتُهَا فِي قُبَّةٍ وَوَكَّلْتُ بِهَا مَنْ يَحْفَظُهَا، قَالَ: فَمُرَاغَمَتِكَ وَخُرُوجِكَ إِلَى خُرَاسَانَ، قَالَ: خِفْتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَكَ مِنِّي شَيْءٌ فَقُلْت أَذْهَبُ إِلَيْهَا وَأَكْتُبُ إِلَيْكَ بِعُذْرِي، وَالآنَ قَدْ ذَهَبْتَ مَا في
__________
[1] في الأصل «واح» والتحرير من السياق وتاريخ ابن الأثير 5/ 474 والطبري 7/ 488.(8/358)
نَفْسِكَ عَلَيَّ. قَالَ: تاللَّه مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى يَدِهِ فَخَرَجُوا عَلَيْهِ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ قَالَ لَهُ: ألَسْتَ الْكَاتِبُ إِلَيَّ تَبْدَأُ بِنَفْسِكَ، وَالْكَاتِبُ إِلَيَّ تَخْطُبُ عَمَّتِي أَمِينَةَ وتزعم أنك ابن سُلَيْطِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَمَا الَّذِي دَعَاكَ إِلَى قَتْلِ سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ مَعَ أَثَرِهِ فِي دَعْوَتِنَا وَهُوَ أَحَدُ نُقَبَائِنَا! فَقَالَ: عَصَانِي وَأَرَادَ الْخِلافَ عَلَيَّ فَقَتَلْتُهُ فَقَالَ: فَأَنْتَ تُخَالِفُ عَلَيَّ! قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ، وَضَرَبَهُ بِعَمُودٍ ثُمَّ وَثَبُوا عَلَيْهِ. وَذَلِكَ لِخَمْسٍ بَقَيْنَ مِنْ شَعْبَانَ.
قَالَ: وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ قَدْ قَتَلَ فِي دَوْلَتِهِ وَفِي حُرُوبِهِ سِتِّمِائَةِ أَلْفٍ صَبْرًا، وَقِيلَ إِنَّهُ لَمَّا سَبَّهُ الْمَنْصُورُ انْكَبَّ عَلَى يَدِهِ يُقَبِّلُهَا وَيَعْتَذِرُ، وَقِيلَ: أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَهُ عُثْمَانُ فَمَا صَنَعَ أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهُ قَطَعَ حَمَائِلَ سَيْفِهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمَؤْمِنِينَ اسْتَبْقِنِي لِعَدُوِّكَ، قَالَ: إِذًا لا أَبْقَانِي اللَّهُ وَأَيُّ عَدُوٍّ أَعْدَى لِي مِنْكَ، ثُمَّ هَمَّ الْمَنْصُورُ بِقَتْلِ أَبِي إِسْحَاقَ صَاحِبِ حَرَسِ أَبِي مُسْلِمٍ وَبِقَتْلِ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ، فَكَلَّمَهُ فِيهِمَا أَبُو الْجَهْمِ وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جُنْدُهُ جُنْدُكَ أَمَرْتَهُمْ بِطَاعَتِهِ فَأَطَاعُوهُ، ثُمَّ أَجَازَهُمَا وَأجَازَ جَمَاعَةً مِنْ كِبَارِ قُوَّادِهِ بِالْجَوَائِزِ السَّنِيَّةَ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمْ. ثُمَّ كَتَبَ بِعَهْدِ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَى خُرَاسَانَ وَمَا وَرَاءَهَا.
قَالَ خَلِيفَةُ [1] : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: قَتَلَهُ الْمَنْصُورُ وَهُوَ فِي سُرَادِقٍ ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى فَجَاءَ فَأَعْلَمَهُ فَأَعْطَاهُ الرَّأْسَ وَالْمَالَ فَخَرَجَ بِهِ وَنَثَرَ الْمَالَ عَلَى الْخُرَاسَانِيَّةَ فَتَشَاغَلُوا بِالذَّهَبِ [2] .
وَفِيهَا خَرَجَ سِنْبَاذُ بِخُرَاسَانَ لِلطَّلَبِ بِثَأْرِ أَبِي مُسْلِمٍ، وَكَانَ سِنْبَاذٌ مَجُوسِيًّا تَغَلَّبَ عَلَى نَيْسَابُورَ وَالرَّيِّ وَأَخَذَ خَزَائِنَ أَبِي مُسْلِمٍ وتقوّى بها، فجهّز المنصور
__________
[1] تاريخ خليفة 416.
[2] في تاريخ خليفة: «ونثر الأموال فتشاغل الناس بها» .(8/359)
لِحَرْبِهِ جَهْوَرَ بْنَ مَرَّارٍ الْعِجْلِيَّ فِي عَشَرَةِ آلافٍ فَكَانَتِ الْوَقْعَةُ بَيْنَ الرَّيِّ وَهَمَذَانَ وَكَانَتْ مَلْحَمَةً مُهَوِّلَةً فَهُزِمَ سِنْبَاذٌ وقُتِلَ مِنْ جَيْشِهِ نَحْوٌ مِنْ سِتِّينَ أَلْفًا، وَكَانَ غَالِبُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجِبَالِ، وَسُبِيَتْ ذَرَارِيهِمْ، ثُمَّ قُتِلَ سِنْبَاذٌ بِقُرْبِ طَبَرِسْتَانَ.
وَفِيهَا خَرَجَ مُلَبَّدُ بْنُ حَرْمَلَةَ الشَّيْبَانِيُّ مُحَكِّمًا بِنَاحِيَةِ الْجِزِيرَةِ، فَانْتَدَبَ لِقِتَالِهِ أَلْفَ فَارِسٍ مِنْ عَسْكَرِ النَّاحِيَةِ فَهَزَمَهُمْ مُلَبَّدٌ، ثُمَّ الْتَقَاهُ عَسْكَرُ الْمَوْصِلِ فَهَزَمَهُمْ.
ثُمَّ سَارَ لِحَرْبِهِ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيُّ، فَهَزَمَهُ مُلَبَّدٌ وَاسْتَفْحَلَ شَرُّهُ. ثُمَّ جَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ مُهَلْهَلَ بْنَ صَفْوَانَ فِي أَلْفَيْنِ نَقَاوَةً فَهَزَمَهُمْ مُلَبَّدٌ وَاسْتَوْلَى عَلَى عَسْكَرِهِمْ. ثُمَّ وَجَّهَ إِلَيْهِ جَيْشًا آخَرَ فَهَزَمَهُمْ وَعَظُمَتْ هَيْبَتُهُ وَبَعُدَ صِيتُهُ فَسَارَ لِحَرْبِهِ جَيْشٌ لَجِبٌ وَعِدَّةُ قُوَّادٍ فَهَزَمَهُمْ، وَتَحَصَّنَ مِنْهُ حُمَيْدُ بْنُ قُحْطُبَةَ وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ لِيَكُفَّ عَنْهُ.
وَأَمَّا الْوَاقِدِيُّ، فَذَكَر أَنَّ خُرُوجَ مُلَبَّدٍ كَانَ فِي الْعَامِ الآتِي.
وَمَاتَ أَمِيرُ مَكَّةَ الْعَبَّاسُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِعبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ وَوَلِيَ بَعْدَهُ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ الأَمِيرُ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيُّ.(8/360)
سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ الْقُرَشِيُّ بِدِمَشْقَ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلٍ:
وَسُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزَ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ فِي قَوْلٍ، وَالْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ فِي قَوْلٍ، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ فِي قَوْلٍ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ فِي قَوْلِ مُطَيَّنٍ، وَالْمِسْوَرُ بْنُ رِفَاعَةَ الْقَرَظِيُّ الْمَدِينِيُّ.
وَفِيهَا أَهَمّ الْمَنْصُورَ شَأْنُ مُلَبَّدٍ الشَّيْبَانِيِّ فَنَدَبَ لِقِتَالِهِ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ فَسَارَ فِي ثمانية آلاف فارس فالتقوا فَقَتَلَ اللَّهُ تَعَالَى مُلَبَّدًا بَعْدَ حُرُوبٍ يَطُولُ شَرْحُهَا.
وَفِيهَا غَزَا الأَمِيرُ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ فَنَزَلَ دَابِقَ فَأَقْبَلَ طَاغِيَةَ الرُّومِ قُسْطَنْطِينَ ابْنَ أَلْيُونَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ فَالْتَقَاهُ صَالِحُ فَانْتَصَرَ وللَّه الْحَمْدُ وَسَلِمَ وَغَنِمَ، وَكَانَ هَذَا اللَّعِينُ قَدْ أَخَذَ مَلَطْيَةَ مِنْ قَرِيبٍ وَهَدَمَ سُورَهَا كَمَا ذَكَرْنَا.
وَفِيهَا ظَهَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَبَعَثَ بِالْبَيْعَةِ مَعَ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.(8/361)
وَأَمَّا جَهْوَرُ بْنُ مَرَّارٍ الْعِجْلِيُّ فَإِنَّهُ هَزَمَ سِنْبَاذَ كَمَا مَضَى، وَحَوَى مَا فِي عَسْكَرِهِ مِنَ الأَمْوَالِ وَالذَّخَائِرِ الَّتِي أَخَذَهَا سِنْبَاذُ مِنْ خَزَائِنِ أَبِي مُسْلِمٍ فَلَمْ يَبْعَثْ بِهَا إِلَى الْمَنْصُورِ، ثُمَّ خَافَ فَخَلَعَ الْمَنْصُورَ. فَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ فَالْتَقَوْا وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ انْكَسَرَ جَهْوَرُ فَهَرَبَ إِلَى أَذْرَبَيْجَانَ ثُمَّ قُتِلَ.
وَفِيهَا دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدَّاخِلُ الأُمَوِيُّ إِلَى الأَنْدَلُسِ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا وَامْتَدَّتْ أَيَّامُهُ وَبَقِيَتِ الأَنْدَلُسُ فِي يَدِ أوْلادِهِ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِمِائَةِ والله أعلم.(8/362)
سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النخعي، وخالد ابن يَزِيدَ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ. وَسَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ أَبُو بِشْرٍ بِالْبَصْرَةِ. وَعَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ. وَعَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ الدِّمَشْقِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ.
وَمُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ. وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ.
وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ بِالْبَصْرَةِ.
وَفِيهَا خَرَجَ جَعْفَرُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْبَهْرَانِيُّ فَأَتَى مَدِينَةَ مَلَطْيَةَ وَهِيَ خَرَابٌ فَعَسْكَرَ بِهَا، وَأَقْبَلَ الأَمِيرُ عَبْدُ الْوَاحِدِ فَنَزَلَ عَلَى مَلَطْيَةَ فَزَرَعَ أَرْضَهَا وَطَبَخَ كِلْسًا لِبِنَاءِ سُورِهَا [1] ثُمَّ قَفَلَ فَوَجَّهَ طَاغِيَةُ الرُّومِ مِنْ حَرْقِ الزَّرْعِ [2] .
وفيها غزا الأمير صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ وَالأَمِيرُ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَوَغَلا فِي أَرْضِ الرُّومِ، وَغَزَتْ مَعَهُمَا أُمُّ عِيسَى وَلُبَابَةُ أُخْتَا الأَمِيرِ صَالِحٍ، وَكَانَتَا نَذَرَتَا إِنْ زَالَ مُلْكَ بَنِي أُمَيَّةَ أَنْ تُجَاهِدَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ بَعْدَ هذا العام صائفة ولا غزو
__________
[1] في الأصل «صورها» .
[2] انظر تاريخ خليفة 418.(8/363)
إِلَى أَنْ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ لاشْتِغَالِ الْمَنْصُورِ فِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ بِخُرُوجِ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ عَلَيْهِ.
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَنْصُورُ عَمَّهُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْبَصْرَةِ وَوَلِيَ سُفْيَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَاخْتَفَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَآلِهِ خَوْفًا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ إِلَى سُلَيْمَانَ وَعِيسَى فَعَزَمَ عَلَيْهِمَا فِي إِشْخَاصِ أَخِيهِمَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَعْطَاهُمَا لَهُ الأَمَانُ وَكَتَبَ إلى سفيان ابن مُعَاوِيَةَ لِيَحُثَّهُمَا عَلَى ذَلِكَ، فَأَقْدَمُوا عَبْدَ اللَّهِ عَلَى الْمَنْصُورِ فَسَجَنَهُ، وَسَجَنَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، وَقَتَلَ بَعْضَهُمْ، وَبَعَثَ بِطَائِفَةٍ مِنْهُمْ إِلَى خُرَاسَانَ لِيَقْتُلَهُمْ خَالِدٌ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخُو المنصور.(8/364)
سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أَيُّوبُ أَبُو الْعَلاءِ الْقَصَّابُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ فِي أَوَّلِهَا، وَأَبُو خَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ الأَعْرَجُ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ بِخُلُفَ، وَسَعْدُ بْنُ إسحاق ابن كَعْبٍ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ فِيهَا بِخُلُفَ، وَعُرْوَةُ بن رويم، وعمارة ابن غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ الْحِمْصِيُّ بِخُلُفَ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ جِبْرِيلُ بْنُ يَحْيَى إِلَى الْمِصِّيصَةِ فَرَابَطَ فِيهَا حَتَّى بَنَاهَا وَأَحْكَمَهَا وَسَكَنَهَا النَّاسُ، وَتَوَجَّهَ الأَمِيرُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن محمد العباسي ابن أَخِي الْمَنْصُورِ فَأَقَامَ عَلَى مَلَطْيَةَ سَنَةً حَتَّى بَنَاهَا وَرَمَّ شَعْثَهَا وَأَسْكَنَهَا النَّاسَ [1] .
وَفِيهَا ثَارَ جَمْعٌ مِنْ جُنْدِ خُرَاسَانَ عَلَى أَمِيرِهَا أَبِي دَاوُدَ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ لَيْلا وَهُوَ بِمَرْوٍ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى دَارِهِ فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عَلَى طَرَفِ آجُرَّةٍ خَارِجَةٍ وَجَعَلَ يُنَادِي أَصْحَابَهُ، فَانْكَسَرَتْ بِهِ الآجُرَّةُ، فَوَقَعَ فَانْكَسَرَ ظَهْرُهُ فَمَاتَ مِنَ الْغَدِ، فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ عَلَى إِمْرَةِ خُرَاسَانَ عَبْدَ الْجَبَّارِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيَّ فَقَبَضَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الأُمَرَاءِ اتَّهَمَهُمْ بِالدَّعْوَةِ إِلَى وَلَدِ فاطمة رضي الله عنها،
__________
[1] زاد في «معجم البلدان» 4/ 634 (وغزا الصائفة) .(8/365)
مِنْهُمْ مُجَاشِعُ بْنُ حُرَيْثٍ [1] صَاحِبُ بُخَارَى، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ [2] مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ عَامِلُ [3] قُوهِسْتَانَ [4] وَالْحَريشُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ [5] ابْنُ عَمِّ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فَقَتَلَهُمْ، وَضَرَبَ الْجُنَيْدَ بْنَ خَالِدٍ التَّغْلِبِيَّ وَمَعْبَدًا الْمُرِّيَّ ضَرْبًا شَدِيدًا وَحَبَسَهُمَا فِي عِدَّةٍ مِنَ الأُمَرَاءِ.
وَفِيهَا حَجَّ الْمَنْصُورُ ثُمَّ زَارَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ثُمَّ سَلَكَ الشَّامَ وَنَزَلَ الرِّقَّةَ فَقَتَلَ بِهَا مَنْصُورُ بْنُ جَعْوُنَةَ الْعَامِرِيُّ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الْهَاشِمِيَّةِ وَهِيَ بِالْكُوفَةِ، وَأَمَرَ بِالشُّرُوعِ بعمل مدينة بغداد واختطّها.
__________
[1] الأنصاري. كما في الكامل 5/ 498.
[2] هو خالد بن كثير (الطبري 7/ 503، ابن الأثير 5/ 498) .
[3] «عامل» مستدركة من الكامل 5/ 498. والطبري 7/ 503.
[4] بضم أوله ثم السكون ثم كسر الهاء، وسين مهملة، وتاء مثناة من فوق وآخره نون، وهو تعريب كوهستان ومعناه موضع الجبال، بين هراة ونيسابور. (ياقوت 4/ 416) .
[5] في الأصل «الدهلي» .(8/366)
ذكر الطَّبَقَةِ عَلَى الْمُعْجَمِ
[حَرْفُ الأَلِفِ]
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ [1] بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْجَعْفَرِيُّ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ سَعْدُ بْنُ زِيَادٍ وَيَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِسْكَنْدَرِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ مُقِلٌّ، عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ [2] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَلَّبِ الْمَعْرُوفُ بِإِبْرَاهِيمَ أَخُو السَّفَّاحِ وَالْمَنْصُورِ، يُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ.
كَانَ يَكُونُ بِالْحُمَيِّمَةَ مِنْ أَعْمَالِ الشَّرَاةِ، عَهِدَ إِلَيْهِ أَبُوهُ مُحَمَّدٌ فِي السَّيْرِ بِالإِمَامَةِ فَبَلَغَ خَبَرَهُ إِلَى مَرْوَانَ الْحِمَارِ فَأَخَذَهُ وَحَبَسَهُ مُدَّةً بِحَرَّانَ ثُمَّ قَتَلَهُ غِيلَةً.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةَ.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 318، الخلاصة 21، الجرح 2/ 125.
[2] الطبري 7/ 435، العقد الفريد 4/ 479، تهذيب ابن عساكر 2/ 290، تهذيب التهذيب 1/ 157، الوافي 6/ 105، التاريخ الكبير 1/ 317. الجرح والتعديل 2/ 124. الكامل في التاريخ 5/ 422.
البداية والنهاية 10/ 39. سير أعلام النبلاء 5/ 379 رقم 173.(8/367)
روى عنه أَخُوهُ وَأَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّوْلَةِ.
وَكَانَتْ شِيعَةُ بَنِي هَاشِمٍ يَخْتَلِفُونَ إِلَيْهِ وَيُكَاتِبُونَهُ مِنْ خُرَاسَانَ، وكان أَبُوهُ أَوْصَى إِلَيْهِ وَلِذَلِكَ كَانُوا يُلَقِّبُونَهُ بِالإِمَامِ. وَهُوَ الَّذِي أَنْفَذَ أَبَا مُسْلِمٍ دَاعِيًا لَهُ إِلَى خُرَاسَانَ وَجَعَلَهُ مُقَدَّمًا عَلَى دُعَاتِهِ وَنُقَبَائِهِ، إِلَى أَنِ اسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَبَلَغَ ذَلِكَ مَرْوَانُ لِأَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ أَرْسَلَ رَسُولا مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَوَجَدَهُ أَعْرَابِيًّا فَصِيحًا فَغَمَّهُ ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ: أَلَمْ أَنْهَكَ أَنْ يَكُونَ رَسُولُكَ عَرَبِيًّا يَطَّلِعُ عَلَى أَمْرِكَ فَإِذَا أَتَاكَ فَاقْتُلْهُ، فَخَرَجَ الرَّسُولُ فَفَتَحَ الْكِتَابَ وَقَرَأَهُ فَأَتَى بِهِ مَرْوَانَ فَقَبَضَ حِينَئِذٍ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَمَرَ بِهِ فَغُمَّ فِي سِجْنِ حَرَّانَ، جَعَلُوا عَلَى وَجْهِهِ مُخَدَّةً وَقَعَدُوا فَوْقَهَا حَتَّى تَلَفَ.
وَقِيلَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَجَّ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ بِتَجَمُّلٍ وَافِرٍ وَمَعَهُ ثَلاثُونَ نَجِيبًا فَشَهَرَ نَفْسَهُ فِي الْمَوْسِمِ وَرَآهُ أَهْلُ الشَّامِ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ إِمْسَاكِهِ، وَكَانَ جَوّادًا فَاضِلا نَبِيلا سَرِيًّا خَلِيقًا لِلإِمَارَةِ. وَكَانَ قَدْ أَمَرَ أَبَا مُسْلِمٍ بِسَفْكِ الدِّمَاءِ وَقَتْلِ مَنْ يَتَّهِمُهُ. وَلَمَّا أُغِمَّ صَارَ أَمْرُهُمْ إِلَى أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ السَّفَّاحِ، وَكَانَ قَدْ عَهِدَ إِلَيْهِ بِالأَمْرِ لَمَّا أُحِيطَ بِهِ.
وَكَانَ مَقْتَلُهُ فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي سِجْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُرَّةَ الدِّمَشْقِيُّ [1] .
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ وَالأَوْزَاعِيُّ وصدقة بن عبد الله السمين.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 329، الخلاصة 22، الجرح 2/ 137، تهذيب ابن عساكر 2/ 299، تهذيب التهذيب 1/ 163، التقريب 1/ 43.(8/368)
صَدُوقٌ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ الطَّائِفِيُّ [1]- ع- نَزِيلُ مَكَّةَ.
عَنْ أَنَسٍ وَعَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ وَطَاوُسٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابن المديني: له نحو ستين حديثا.
وقال الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ: مَنْ لَمْ تَرَ وَاللَّهِ عَيْنَاكَ مِثْلَهُ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْمُسْتَمْلِي: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يُحَدِّثُ بِالْمَعَانِي وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ يُحَدِّثُ كَمَا سَمِعَ، كَانَ فَقِيهًا.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: أَيْنَ كَانَ حِفْظُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طَاوُسٍ مِنْ حِفْظِ ابْنِ طَاوُسٍ: قَالَ: لَوْ شِئْتَ قُلْتُ لَكَ إِنِّي أُقَدِّمُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ فِي الْحِفْظِ فَعَلْتُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: مَاتَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ ميمون [2]- د ن- أبو إسحاق الصائغ المروزي.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 328، الخلاصة 22، الجرح 2/ 133، تهذيب ابن عساكر 2/ 301، تهذيب الأسماء 1/ 105، تهذيب التهذيب 1/ 172. التقريب 1/ 44. المشاهير 87. تاريخ أبي زرعة 1/ 244. المعرفة والتاريخ 1/ 257.
[2] التاريخ الكبير 1/ 325، الخلاصة 22، الجرح 2/ 134، ميزان الاعتدال 1/ 69، تهذيب التهذيب 1/ 172. التقريب 1/ 44. المشاهير 195. المعرفة والتاريخ 195. المعرفة والتاريخ 2/ 104 و 3/ 337 و 350. التاريخ لابن معين 2/ 14 رقم 3102.(8/369)
روى عن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَنَافِعٍ وَغَيْرِهِمَا.
وعنه حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ ظُلْمًا.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] بْنِ مَرْوَانَ أَبُو إِسْحَاقَ الْمَرْوَانِيُّ.
بُويِعَ بِالْخِلافَةِ وَخَطَبَ لَهُ عَلَى الْمَنَابِر بَعْدَ مَوْتِ أَخِيهِ يَزِيدَ النَّاقِصِ بِعَهْدٍ مِنْهُ إِلَيْهِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: بَلْ لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْهِ أَخُوهُ وَأَنَّهُ بُويِعَ بِلا عَهْدٍ.
روى عن الزُّهْرِيِّ وَعَنْ عَمِّهِ هِشَامٍ.
حَكَى عَنْهُ ابْنُهُ يَعْقُوبُ وَغَيْرُهُ.
وَكَانَ أَبْيَضَ جَمِيلا وسيما جسيما طَوِيلا.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: رَأَيْتُ رَجُلا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ جَاءَ إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه ثم قال: أحدث بهذا عنك؟ قال: إي لعمري فمن يُحَدِّثُكُمُوهُ غَيْرِي؟! قَالَ شَيْبَانُ: ثنا الْعَلاءُ بْنُ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْتُ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ حِينَ احْتَضَرَ فَأَتَاهُ قَطَنٌ فقال: أنا رسول من وراءك يسألونك بحق الله
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 2/ 306. تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 279 ب- 280 أ. ب.
تاريخ الخلفاء 253. معجم بني أمية 9 و 10. الوافي 6/ 163. تاريخ اليعقوبي 3/ 75. تاريخ الطبري 3/ 299. الكامل في التاريخ 5/ 308، سير أعلام النبلاء 5/ 376 رقم 171. البداية والنهاية 10/ 21. المعرفة والتاريخ 2/ 828.(8/370)
لِمَا وَلَّيْتَ أَمْرَهُمْ أَخَاكَ إِبْرَاهِيمَ، فَغَضِبَ وَقَالَ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ: أَنَا أُوَلِّي إِبْرَاهِيمَ! ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَبَا الْعَلاءِ إِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَعْهَدَ؟ فَقُلْتُ: أَمْرٌ نَهَيْتُكَ عَنِ الدُّخُولِ فِيهِ فَلا أُشِيرُ عَلَيْكَ فِي آخِرِهِ، قَالَ وَأُغْمِيَ عَلَيْهِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَقَعَدَ قَطَنٌ فَافْتَعَلَ كِتَابًا عَلَى لِسَانِ يَزِيدَ وَدَعَا نَاسًا فَأَشْهَدَهُمْ عَلَيْهِ، قَالَ أَبِي: وَلا وَاللَّهِ مَا عَهِدَ إِلَيْهِ يَزِيدُ شَيْئًا.
قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: بُويِعَ فَمَكَثَ سَبْعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ خُلِعَ وَوَلِيَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَأَمَّنَهُ وَبَقِيَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.
آدَمُ بن سليمان مولى قريش الكوفي [1]- م ت ن- وَالِدُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ.
سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَعَطَاءً وَغَيْرَهُمَا.
وعنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ ابْنُهُ لِصِغَرِهِ.
إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ التَّمِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ [2]- خ م د ن-.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ وَمُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ وأبي قتادة تميم ابن يَزِيدَ الْعَدَوِيِّ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه الْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لِعَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى.
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ ومائة.
__________
[1] الجرح 2/ 268. تهذيب التهذيب 1/ 196، التاريخ لابن معين 2/ 5 رقم 2456 و 2931.
[2] المشاهير 152، الوافي 8/ 414، الجرح 2/ 222، التاريخ الكبير 1/ 366، تهذيب التهذيب 1/ 236. التقريب 1/ 58. الخلاصة 28. التاريخ لابن معين 2/ 24 رقم 3819 و 3820.(8/371)
إِسْحَاقُ [1] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ [2]- ع- زيد بن سهل الأنصاري النجاري [3] . أَحَدُ عُلَمَاءِ التَّابِعِينَ بِالْمَدِينَةِ.
سَمِعَ مِنْ عَمِّهِ لأُمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عقيل والطفيل بن أبيّ ابن كَعْبٍ وَأَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ.
وعنه عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَمَالِكٌ وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مَالِكٌ لا يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَدًا. وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ.
أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ [4] .
عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَغَيْرِهِمَا.
وعنه مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ وَجَابِرُ بْنُ غَانِمٍ.
وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِدِمَشْقَ وَفِيهِ نَصَبٌ مَعْرُوفٌ نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ [5]- ع- بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ المكيّ.
__________
[1] الجرح 2/ 226، التاريخ الكبير 1/ 393، تهذيب الأسماء 1/ 116، المشاهير 67، تهذيب التهذيب 1/ 239. التقريب 1/ 59. الوافي 8/ 416. الخلاصة 29. تاريخ أبي زرعة 1/ 561 و 562.
المعرفة والتاريخ 1/ 423 و 427. التاريخ لابن معين 2/ 26 رقم 4417 و 4091.
[2] في «التقصّي» المعروف ب «تجريد التمهيد» : يكنى أبا يحيى.
[3] في الأصل «البخاري» .
[4] الجرح 2/ 337. المشاهير 113. ميزان الاعتدال 1/ 207. لسان الميزان 1/ 385. المعرفة والتاريخ 1/ 117 و 129. تاريخ أبي زرعة 2/ 699.
[5] الجرح 2/ 159، المشاهير 145، التاريخ الكبير 1/ 435، ميزان الاعتدال 1/ 222، الوافي 8/ 94، تهذيب التهذيب 1/ 283. التقريب 1/ 67. الخلاصة 32. التاريخ لابن معين 2/ 31 رقم 631.
تاريخ أبي زرعة 1/ 256.(8/372)
ابْنُ عَمِّ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى الآتِي بَعْدَ وَرَقَتَيْنِ وَابْنُ أَخِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرٍو الآتِي بعد ورقة.
روى عن أبيه وبجير بْنِ أَبِي بُجَيْرٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعِكْرِمَةَ وسعيد المقبري وأبي سلمة بن عبد الرحمن وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ وَمَكْحُولٍ وَطَائِفَةٍ.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوَ سِتِّينَ حَدِيثًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى.
يُقَالُ: تُوُفِّي سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ [1]- د ت- الْفَقِيهُ ابْنُ الْفَقِيهِ.
كَانَ جَدُّهُ مِنْ سَبْيِ أَصْبَهَانَ.
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ وَأَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ.
وعنه مُعْتَمِدٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- م د ن-.
سَمِعَ سعيد بن جبير والشعبي وغيرهما.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 351، الجرح 2/ 164، ميزان الاعتدال 1/ 225، تهذيب التهذيب 1/ 290، التقريب 1/ 68، الخلاصة 33.
[2] الجرح 2/ 172، التاريخ الكبير 1/ 356، ميزان الاعتدال 1/ 232، تهذيب التهذيب 1/ 301، التقريب 1/ 70. الخلاصة 34. المعرفة والتاريخ 3/ 203. التاريخ لابن معين 2/ 35 رقم 2388.(8/373)
وَلَهُ أَحَادِيثُ نَحْوُ الْعَشَرَةِ.
روى عنه ابْنُهُ يَحْيَى وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَهُشَيْمٌ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَيُكَنَّى بِابْنِهِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ، وَمِنْ أَخْبَارِهِ أَنَّهُ نَزَلَ أَرْضَ بَغْدَادَ قَبْلَ أَنْ تُبْنَى فِي أَيَّامِ السَّفَّاحِ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- م د ن- بَيَّاعُ السَّابَرِيِّ [2] .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي رَزِينٍ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ.
وعنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَلِيُّ بْن عَاصِمٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَكَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ فِيمَا قِيلَ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ [3]- خ م د ن ق- الإمام أبو عبد الحميد المخزومي مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ مُؤَدِّبُ آلِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان من ثقات الشاميين وعلمائهم الكبار.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 356، الجرح 2/ 171، ميزان الاعتدال 1/ 233، تهذيب التهذيب 1/ 305، التقريب 1/ 70. الخلاصة 34. المعرفة والتاريخ 1/ 343 و 2/ 270 و 3/ 102.
[2] بفتح السين والباء. نوع من الثياب. (اللباب 2/ 89) .
[3] المشاهير 179. الجرح 2/ 182. الوافي 9/ 154، الحلة السيراء 2/ 335. تهذيب ابن عساكر 3/ 28. رياض النفوس 1/ 75. معالم الإيمان 1/ 155. البيان المغرب 1/ 48. تهذيب التهذيب 1/ 317. الحلية 6/ 85. تاريخ أبي زرعة 1/ 230. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . التاريخ لابن معين 2/ 36 رقم 5341. طبقات خليفة 315. التاريخ الكبير 1/ 366. التاريخ الصغير 2/ 11. سير أعلام النبلاء 5/ 213 رقم 84. خلاصة تذهيب الكمال 35.(8/374)
روى عن أَنَسٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ وَطَائِفَةٍ.
وعنه سَعِيدٌ وَالأَوْزَاعِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مَعْنٍ التَّنُوخِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَزْهَدَ مِنْهُ وَمِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلاهُ إِمْرَةَ الْغَرْبِ فَأَقَامَ بِهَا سَنَةَ مِائَةٍ وَسَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ وَلَّوْا بَعْدَ إِسْمَاعِيلَ يَزِيدَ ابن أَبِي مُسْلِمٍ مَوْلَى الْحَجَّاجِ.
قَالَ خَلِيفَةُ: [1] أَسْلَمَ عَامَّةُ الْبَرْبَرِ فِي وِلايَةِ إِسْمَاعِيلَ وَكَانَ حَسَنُ السِّيرَةِ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَدْرَكَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ غُلامٌ، قِيلَ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ [2] : كَانَتْ دَارُهُ عِنْدَ طَرِيقِ الْقَنَوَاتِ.
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَشْرَفَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ عَلَى وَادِي جَهَنَّمَ وَمَعَهَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ: اقْرَأْ يَا إِسْمَاعِيلُ، فَقَرَأَ (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً) 23: 115 [3] فَخَرَّتْ عَلَى وَجْهِهَا، وَخَرَّ إِسْمَاعِيلُ عَلَى وَجْهِهِ فَمَا رَفَعَا رُءُوسَهُمَا حَتَّى ابْتَلَّ مَا تَحْتَ وُجُوهِهِمَا مِنَ الدُّمُوعِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أبي المهاجر:
ثنا الْوَلِيدُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ:
__________
[1] تاريخ خليفة 323.
[2] تهذيب ابن عساكر 3/ 28.
[3] قرآن كريم- سورة المؤمنون- الآية 115.(8/375)
يَا إِسْمَاعِيلُ عَلِّمْ بَنِيَّ فَإِنِّي مُثِيبُكَ عَلَى ذَلِكَ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَكَيْفَ وَقَدْ حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ أَخَذَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ قَوْسًا قَلَّدَهُ اللَّهُ قَوْسًا مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَ: فَإِنِّي لَسْتُ أُعْطِيكَ عَلَى الْقُرْآنِ إِنَّمَا أَعْطِيكَ عَلَى النَّحْوِ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ: مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ دُخُولِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ بِثَلاثَةِ أَشْهُرٍ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سعيد بن العاص [1]- ق- أبو محمد الأموي، وَيُعْرَفُ أَبُوهُ بِالأَشْدَقِ.
روى عن ابْنِ عَبَّاسٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ وَغَيْرِهِمَا.
وَهُوَ مُقِلٌّ صَدُوقٌ.
روى عنه شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ وَآخَرُونَ.
سَكَنَ الأَعْوَصَ بِالْحِجَازِ بَعْدَ قَتْلِ وَالِدِه وَاعْتَزَلَ النَّاسَ وَتَعَبَّدَ، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ يُعَدُّ مِنْ عُبَّادِ الأَشْرَافِ. وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرَاهُ أَهْلا لِلْخِلافَةِ قَالَ: لَوْ كَانَ الأَمْرُ إِلَيَّ لَوَلَّيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَوْ صَاحِبَ الأَعْوَصِ.
وَالأَعْوَصُ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ شَرْقِيِّ الْمَدِينَةِ.
تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَ دَاوُدُ قَدْ هَمَّ بِالْفَتْكِ بِهِ فَخَوَّفُوهُ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ فتركه.
__________
[1] الجرح 2/ 190، تهذيب التهذيب 1/ 320، الوافي 9/ 183، التقريب 1/ 72، الخلاصة 35، التاريخ الكبير 1/ 368، تهذيب ابن عساكر 3/ 41.(8/376)
لَهُ حَدِيثٌ فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ.
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ [1]- خ م ت ن ق- أبو محمد الزهري المدني.
عَنْ أَبِيهِ وَعَمَّيْهِ عَامِرٍ وَمُصْعَبٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مِنْ أَرْفَعِ هَؤُلاءِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ حُجَّةٌ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ.
قُلْتُ: قَتَلَ الْحَجَّاجُ أَبَاهُ لِخُرُوجِهِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ وَأَسَرَ هَذَا فَبَعَثَ بِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَعَفَا عَنْهُ لِكَوْنِهِ لَمْ يَكُنْ أَنْبَتَ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
أسلم المنقري [2]- د [3]- أبو سعيد.
روى عن ابْنِ أَبْزَى وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَعُثَيْمٌ وَجَرِيرٌ وَابْنُ فضيل.
وثّقه أحمد بن حنبل.
__________
[1] الجرح 2/ 194، التاريخ الكبير 1/ 371، تهذيب التهذيب 1/ 329، الخلاصة 36.، التقريب 1/ 73. المعرفة والتاريخ 1/ 369.
[2] الجرح 2/ 307، التاريخ الكبير 2/ 24، تهذيب التهذيب 1/ 267، التقريب 1/ 64، الخلاصة 31. المعرفة والتاريخ 1/ 220.
[3] الرمز من الخلاصة.(8/377)
الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ الْكُوفِيُّ [1]- ع-.
عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ ونُبَيْحٍ [2] الْعَنْزِيِّ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَأَبُو عَوَانَةَ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ.
مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ.
أُسَيْدُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ الْبَرَّادُ [3]- 4- أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ.
روى عن أَبَوَيْهِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وَمُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ.
أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ الكندي الكوفي [4]- م ت ن ق- الأفرق التوابيتي النجار.
روى عن عِكْرِمَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَابْنِ سِيرِينَ وَجَمَاعَةٍ.
__________
[1] الجرح 2/ 292. تهذيب التهذيب 1/ 341. التقريب 1/ 76. الخلاصة 37. التاريخ الكبير 1/ 448 التاريخ لابن معين 2/ 38 رقم 1683. المعرفة والتاريخ 1/ 483.
[2] بالتصغير.
[3] الجرح 2/ 317، تهذيب التهذيب 1/ 343، الوافي 9/ 259، التقريب 1/ 77، الخلاصة 37.
[4] الجرح 2/ 271، تهذيب التهذيب 1/ 352، ميزان الاعتدال 1/ 263، الوافي 9/ 276، التقريب 1/ 79. الخلاصة 38. التاريخ الكبير 1/ 430. تاريخ أبي زرعة 1/ 658. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . التاريخ لابن معين 2/ 40 رقم 1249.(8/378)
وعنه هُشَيْمٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَآخَرُونَ آخِرُهُمْ مَوْتًا يَزِيدُ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَقَوَّاهُ غَيْرُهُ.
وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: هُوَ أَضْعَفُ الأَشَاعِثَةِ [1] .
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سنة ست وثلاثين ومائة.
قال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ.
أُمَيَّةُ بْنُ يَزِيدَ [2] بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدٍ الأُمَوِيُّ.
روى عن مكحول وعمر بن عبد العزيز وأبي مصبح المقرئي.
وعنه ابْنُ لَهِيعَةَ وَبَقِيَّةُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَابْنُ شَابُورٍ وَآخَرُونَ.
وَلَعَلَّهُ عَاشَ إِلَى بَعْدِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ بِيَسِيرٍ.
أَيُّوبُ السِّخْتيِانِيُّ [3]- ع- أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ كَيْسَانَ الْبَصْرِيُّ. أَحَدُ الأَعْلامِ مِنْ نُجَبَاءِ الْمَوَالِي.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: أَيُّوبُ مَوْلَى عَنْزَةَ.
وَقَالَ حماد بن زيد: كان يبيع الأدم.
__________
[1] في الأصل «الأناعثة» وهو تصحيف ظاهر.
[2] الجرح 2/ 302. تهذيب ابن عساكر 3/ 136. تاريخ أبي زرعة 1/ 262 و 710.
[3] الجرح 2/ 255، تهذيب التهذيب 1/ 397، التقريب 1/ 89، الخلاصة 42، المشاهير 150، التاريخ الكبير 1/ 409. طبقات الفقهاء 89. حلية الأولياء 3/ 3. تاريخ أبي زرعة 1/ 472 و 473. التاريخ لابن معين 2/ 48 رقم 76 و 3877 و 3889.(8/379)
سَمِعَ عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ الْجَرْمِيَّ وَأَبَا الْعَالِيَةَ وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَقِيقٍ وَأَبَا قِلابَةَ وَالْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ وَمُجَاهِدًا وَابْنَ سِيرِينَ وَخَلْقًا سِوَاهُمْ.
وعنه شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَالسُّفْيَانَانِ وَمَعْمَرٌ وَمُعْتَمِرٌ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَخَلائِقُ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِمِائَةِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ سَيِّدَ الْفُقَهَاءِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ أَلْقَ مِثْلَهُ. يَقُولُ هَذَا وَقَدْ لَقِيَ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ.
وَرَوَى وُهَيْبٌ عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَيُّوبُ سَيُّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الْحَسَنِ.
وَرَوَى جَرِيرٌ عَنْ أَشْعَثَ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ جهبذ العلماء، وعن سلام ابن أَبِي مُطِيعٍ وَذَكَرَ أَيُّوبَ وَجَمَاعَةً قَالَ: كَانَ أَفْقَهَهُمْ فِي دِينِهِ أَيُّوبُ.
وقَالَ هشام بْن عُرْوَة لم أر فِي البصرة مثل أيوب.
وَعَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى أَيُّوبَ فَإِذَا ذَكَرْنَا لَهُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى حَتَّى نَرْحَمَهُ.
وَعَنْ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ قَالَ: حَجَّ أَيُّوبُ أَرْبَعِينَ حَجَّةً.
وَقَالَ عَوْنُ بْنُ الْحَكَمِ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: غَدَا عَلَى مَيْمُونٍ أَبُو حَمْزَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ قَبْلَ الصَّلاةِ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ:
مَا جَاءَ بِكُمَا؟ قَالا: جِئْنَا نُصَلِّي عَلَى أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ بِمَوْتِهِ فَقُلْتُ لَهُ: مَاتَ أَيُّوبُ الْبَارِحَةَ.
وَقَالَ وُهَيْبٌ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ كُنْتُ عَنْهُمْ بِمَعْزِلٍ(8/380)
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ أَيُّوبُ صَدِيقًا لِيَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ فَلَمَّا وَلِيَ الْخِلافَةَ قَالَ: اللَّهمّ أَنْسِهِ ذِكْرِي.
وَكَانَ يَقُولُ لِيَتَّقِي اللَّهَ رَجُلٌ وَإِنْ زَهِدَ وَلا يَجْعَلَنَّ زُهْدَهُ عَذَابًا عَلَى النَّاسِ.
وَكَانَ أَيُّوبُ مِمَّنْ يُخْفِي زُهْدَهُ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: غَلَبَ أَيُّوبُ الْبُكَاءَ يَوْمًا فَقَالَ: الشَّيْخُ إِذَا كَبُرَ مَجَّ وَغَلَبَهُ فُوهُ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ وَقَالَ الزُّكْمَةُ رُبَّمَا عَرَضَتْ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ فِي قَمِيصِ أَيُّوبَ بَعْضُ التَّذْيِيلِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ:
الشُّهْرَةُ الْيَوْمَ فِي التَّشْهِيرِ.
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ: قُلْتُ لِأَيُّوبَ: أَوْصِنِي، قَالَ: أَقِلَّ الْكَلامَ، وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَال أَيُّوبُ: لَقَدْ شُهِرْنَا فِي هَذَا الْمِصْرِ لَوْ خَرَجْنَا مِنْهُ.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ خَطَأَ مُعَلِّمُكَ فَجَالِسْ غَيْرَهُ، وَقَالَ: إِنِّي لَأُخْبَرُ بِمَوْتِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ فَكَأَنَّمَا أَفْقِدُ بَعْضَ أَعْضَائِي.
قَالَ حَمَّادُ: وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ قَدْ جَالَسَ أَيُّوبَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْخِلافَةِ فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ جَعَلَ أَيُّوبَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهمّ أنْسِهِ ذِكْرِي.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ أَيُّوبُ: لا تُحَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا لا يَعْلَمُونَ فَتَضُرُّوهُمْ، وَقَالَ وَدَدْتُ أَنِّي أُفْلِتُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِيَّ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ عَنْ سَلامٍ: كَانَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ يَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ فَيُخْفِي ذَلِكَ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ رَفَعَ صَوْتَهُ كَأَنَّهُ قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ وَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ لا تَنْظُرُ فِي الرَّأْيِ؟ قَالَ:(8/381)
قِيلَ لِلْحِمَارِ أَلا تَجْتَرَّ؟ قَالَ: أَكْرَهُ مَضْغَ الْبَاطِلِ.
وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ أَشَدَّ تَبَسُّمًا فِي وُجُوهِ النَّاسِ مِنْ أَيُّوبَ وَلَوْ رَأَيْتُمْ أَيُّوبَ ثُمَّ اسْتَقَاكُمْ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ عَلَى النُّسُكِ لَمَا سَقَيْتُمُوهُ، لَهُ شَعْرٌ وَافِرٌ وَشَارِبٌ وَافِرٌ وَقَمِيصٌ جَيِّدٌ هَرَوِيٌّ يَسِمُ الأَرْضَ وَقَلَنْسُوَةٌ جَيِّدَةٌ مُتَرَّكَةٌ وَطَيْلُسَانُ كُرْدِيٌّ جَيِّدٌ وَرِدَاءٌ عَدَنِيٌّ.
قَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: لا خَبِيثَ أَخْبَثُ مِنْ قَارِئٍ فَاجِرٍ.
قَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: ثنا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قُلْنَا:
مَن لَنَا؟ فَقُلْنَا: لَنَا أَيُّوبُ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ لِأَيُّوبَ بُرْدٌ أَحْمَرُ يَلْبِسُهُ إِذَا أَحْرَمَ وَكَانَ يُعِدُّهُ لِلْكَفَنِ وَكُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَيُّوبَ فَيَأْخُذُ فِي طُرُقٍ أَعْجَبَ كَيْفَ يَهْتَدِي لَهَا فِرَارًا مِنَ النَّاسِ أَنْ يُقَالُ هَذَا أَيُّوبُ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: رُبَّمَا ذهب مَعَ أَيُّوبَ لِحَاجَةٍ فَلا يَدَعْنِي أَمْشِي مَعَهُ ويخرج من هاهنا وهاهنا لِكَيْ لا يَفْطِنُ لَهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ أَيُّوبُ ثِقَةً ثَبْتًا فِي الْحَدِيثِ جَامِعًا كَثِيرَ الْعِلْمِ حُجَّةٌ عَدْلا.
وَقَالَ أَبُو حاتم [2] : أيوب ثقة لا يسأل عن مِثْلُهُ.
قُلْتُ: وَلَمْ يَرْوِ مَالِكٌ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ إِلا عَنْ أَيُّوبَ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ أَحَدٍ إلا وأيوب فوقه، أو كما قال.
__________
[1] طبقات ابن سعد 5/ 539.
[2] الجرح والتعديل 2/ 255.(8/382)
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ أَيُّوبُ عِنْدِي أَفْضَلَ مَنْ جَالَسْتُهُ وَأَشَدَّهُمْ إتِّبَاعًا لِلسُّنَّةِ.
وَرَوَى ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيّوُب يَؤُمُّ أَهْلَ مَسْجِدِهِ فِي رَمَضَانَ وَيُصَلِّي بِهِمْ قَدْرَ ثَلاثِينَ آيَةٍ فِي الركعة وكان يصلي لنفسه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية وَكَانَ يَقُولُ هُوَ بِنَفْسِهِ لِلنَّاسِ: «الصَّلاةَ» ، وَكَانَ يُؤْثِرُ بِهِمْ وَيَدْعُو بِدُعَاءِ الْقُرْآنِ وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ، وَكَانَ آخِرُ مَا يَقُولُ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ: (اللَّهمّ استعملنا بسنّته وارعنا بهداه وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) 25: 74 ثُمَّ يَسْجُدُ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ دَعَا بِدَعَوَاتٍ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ أنا يُوسُفُ الأَدَمِيُّ ثنا أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ أَنَا أَبُو عليّ الحدّاد أنا أبو نُعَيم الْحَافِظُ ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ ثنا خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحِرَشِيُّ ثنا النَّضْرُ بْنُ كَثِيرٍ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيُّ عَلَى حِرَاءٍ فَعَطِشْتُ عَطَشًا شَدِيدًا حَتّى رَأَى ذَلِكَ فِي وَجْهِي قَالَ: فَقَالَ: مَا الَّذِي أَرَى بِكَ؟ قُلْتُ: الْعَطَشَ قَدْ خِفْتُ عَلَى نَفْسِي، قَالَ:
تَسْتُرُ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَاسْتَحْلَفَنِي فَحَلَفْتُ لَهُ أَنْ لا أُخْبِرُ عَنْهُ مَا دَامَ حَيًّا فَغَمَزَ بِرِجْلِهِ عَلَى حِرَاءٍ فَنَبَعَ الْمَاءُ فَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِيتُ وَحَمَلْتُ مَعِي مِنَ الْمَاءِ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: قَالَ أَيُّوبُ: قَدْ ذَكَرْتُ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَذْكُرَ.
قُلْتُ: إِلَى أَيُّوبَ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ.
تُوُفِّي شَهِيدًا فِي طَاعُونِ الْبَصْرَةِ الَّذِي كَانَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ ثَلاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً.
أَيُّوبُ بن موسى بن عمرو الأشدق [1]- ع- بن سعيد بن العاص الأموي
__________
[1] الجرح 2/ 257، تهذيب التهذيب 1/ 412، التقريب 1/ 91، الخلاصة 44، تهذيب ابن عساكر 3/ 215. التاريخ الكبير 1/ 422. التاريخ لابن معين 2/ 51 رقم 1066. المعرفة والتاريخ 2/ 173 721.(8/383)
أَبُو مُوسَى الْمَكِّيُّ الْفَقِيهُ.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَمَكْحُولٍ وَعَطَاءِ بْنِ مَيْنَاءَ وَنَافِعٍ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَطَائِفَةٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَاللَّيْثُ والأوزاعي وعبد الوارث وابن علية وروح ابن الْقَاسِمِ وَالْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ وَمَالِكٌ وَخَلْقٌ.
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مُفْتِيًا فَقِيهًا.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا.
وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ وَيَحْيَى وَأَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ ابْنُ عَمِّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ مَكِّيَّانِ ثِقَتَانِ.
أَيُّوبُ بْنُ أَبِي مِسْكِينٍ أَبُو الْعَلاءِ الْقَصَّابُ [1]- د ت ن- الْفَقِيهُ مُفْتِي أَهْلِ وَاسِطَ وَعَالِمُهُمْ فِي زَمَانِهِ.
روى عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَقَتَادَةَ وَابْنِ شَبْرُمَةَ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه هُشَيْمٌ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: أَرَّخَهُ يَزِيدُ أَنَّهُ مَاتَ في سنة أربعين ومائة.
__________
[1] الجرح 2/ 259، ميزان الاعتدال 1/ 293، المشاهير 177، التقريب 91، الخلاصة 43، تهذيب التهذيب 1/ 411. التاريخ الكبير 1/ 423. التاريخ لابن معين 2/ 51 رقم 4889. المعرفة والتاريخ 1/ 122.(8/384)
[حرف الْبَاءِ]
بَابُ بْنُ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيُّ الشَّامِيُّ [1]- د-.
عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَرَجُلٍ آخَرَ مَدَنِيٍّ.
وعنه يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ- وَهُوَ أَكْبَرُ- وَالأَوْزَاعِيُّ وَحَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ.
لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ، وَهُوَ مَسْتُورٌ.
بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ [2] .
فِي وفاته اختلاف، وقد مر، وقيل بَقِيَ إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
بُرْدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ [3]- ن- أَخُو يَزِيدَ الْكُوفِيِّ.
قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
لَهُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرٍ وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ وَالْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَعُثَيْمُ بْنُ الْقَاسِمِ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحميد وآخرون.
__________
[1] الإكمال 1/ 161. الخلاصة 54. التقريب 1/ 93. تهذيب التهذيب 1/ 416. التاريخ لابن معين 2/ 53 رقم 5326.
[2] الجرح 2/ 428. تهذيب التهذيب 1/ 424. التقريب 1/ 94. المعرفة والتاريخ 2/ 457 و 735
[3] الجرح 2/ 421، تهذيب التهذيب 1/ 428، التقريب 1/ 95، الخلاصة 46، التاريخ الكبير 2/ 135. المعرفة والتاريخ 3/ 122.(8/385)
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ [1]- 4- أَبُو الْعَلاءِ الدِّمَشْقِيُّ. نَزِيلُ الْبَصْرَةِ مِنْ جُلَّةِ الْعُلَمَاءِ.
لَهُ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَعُبَادَةَ بْنِ نُسِيٍّ وَمَكْحُولٍ وَعَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَالْحَمَّادَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلْقَمَةَ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا شَامِيٌّ خَيْرٌ مِنْ بُرْدٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هَرَبَ بُرْدُ مِنْ مَرْوَانَ الْحِمَارِ إِلَى الْبَصْرَةِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
بِشْرُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ الْمَدَنِيُّ [2] .
عَنْ عُرْوَةَ وَأَبِي قِلابَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وعنه ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَلَمْ أَرَ أَحَدًا ضَعَّفَهُ.
بكر بن زرعة الخولانيّ الشامي [3]- ق-.
__________
[1] الجرح 2/ 422، التاريخ الكبير 2/ 134، تهذيب التهذيب 1/ 428، التقريب 1/ 95، المشاهير 156. ميزان الاعتدال 1/ 329، الخلاصة 46، تاريخ أبي زرعة 1/ 225، المعرفة والتاريخ 339. التاريخ لابن معين 2/ 56 رقم 4379.
[2] الجرح 2/ 354، التاريخ الكبير 2/ 71.
[3] الجرح 2/ 386، التاريخ الكبير 2/ 89، تهذيب التهذيب 1/ 482، التقريب 1/ 105، الخلاصة 51. المعرفة والتاريخ 2/ 445.(8/386)
عَنْ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلانِيِّ وَمُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ.
وعنه الْجَرَّاحُ بْنُ مُلَيْحٍ الْبَهْرَانِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
صُوَيْلِحُ الْحَدِيثِ مُقِلٌّ.
بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ الزَّاهِدُ [1]- سِوَى ق- إِمَامُ جَامِعِ مِصْرَ وَكَانَ ذَا عِبَادَةٍ وَفَضْلٍ وَجَلالَةٍ.
روى عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَمِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ.
وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ أَحَدَ الأَثْبَاتِ.
بَكْرُ بْنُ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- م 4-.
عَنْ نَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ وَأَبِي الزُّبَيْرِ.
وعنه أَبُوهُ وَشُعْبَةُ وَهَمَّامٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: مات قبل أبيه وله عنه أحاديث.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 91، الجرح 2/ 390، ميزان 1/ 347، تهذيب التهذيب 1/ 485، التقريب 1/ 106. الخلاصة 51. تهذيب ابن عساكر 3/ 289. المعرفة والتاريخ 1/ 462 و 488 و 500 و 509.
[2] التاريخ الكبير 2/ 95، الجرح 2/ 393، ميزان الاعتدال 1/ 348، تهذيب التهذيب 1/ 488، التقريب 1/ 107. الخلاصة 52. التاريخ لابن معين 2/ 63. رقم 3801 و 2356.(8/387)
بيان بن بشر الأحمسي [1]- ع- أبو بشر الكوفي. المؤدّب أَحَدُ الأَثْبَاتِ.
هانئ بِنْت أَبِي طَالِب. كوفي ضعيف.
لَهُ عَنْ أَنَسٍ وَقَيْسِ بْن أَبِي حَازِمٍ وطارق بْن شهاب والشعبي وطائفة.
وعنه زائدة وابن عيينة وابن فضيل وعبيدة بن حميد وعلي بن عاصم وطائفة.
له نحو من سبعين حديثا.
__________
[1] الجرح 2/ 424، التاريخ الكبير 2/ 133، تهذيب التهذيب 1/ 506، التقريب 1/ 111، الخلاصة 53. المعرفة والتاريخ 2/ 814. التاريخ لابن معين 2/ 64 رقم 4873.(8/388)
[حرف التاء]
توبة العنبري مولاهم [1]- خ م د ت- أَبُو الْمُوَرِّعِ الْبَصْرِيُّ.
أَصْلُهُ مِنْ سِجِسْتَانَ وَهُوَ جَدُّ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ.
روى عن أَنَسٍ وَأَبِي الْعَالِيَةَ وَمُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَمُطِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ حَدِيثًا.
قَالَ تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ: أَرْسَلَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلاهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ عَمَلَ سَابُورَ ثُمَّ وَلاهُ الأَهْوَازَ وَهُوَ تَوْبَةُ. كَانَ صَاحِبَ بَدَاوَةٍ فَمَاتَ بِصُنْعٍ وَهُوَ عَلَى يَوْمَيْنِ مِنَ الْبَصْرَةِ.
مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَعَاشَ أَرْبَعًا وسبعين سنة.
__________
[1] الجرح 2/ 446، تهذيب التهذيب 1/ 515، التاريخ الكبير 2/ 155، الخلاصة 55، التقريب 1/ 114، تهذيب ابن عساكر 3/ 362، المعرفة والتاريخ 2/ 747.(8/389)
[حرف الثَّاءِ]
ثَابِتُ بْنُ عَجْلانَ بْنِ حَفْصٍ السلمي الأنصاري [1]- خ د ن ق- أبو عبد الله الحمصي.
وَقَدْ تَغَرَّبَ وَوَقَعَ إِلَى بَابِ الأَبْوَابِ.
روى عن أَنَسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وطائفة.
وعنه إسماعيل بن عياش وبقية وعتاب [2] بن بشير ومحمد بن حميد وسويد ابن عبد العزيز وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
ثوير بن أبي فاختة [3]- ت- أبو الجهم بن سعيد بن علاقة مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ كُوفِيٌّ ضعيف.
__________
[1] الجرح 2/ 455، تهذيب التهذيب 2/ 10، التقريب 1/ 116، الخلاصة 56، تهذيب ابن عساكر 3/ 371. ميزان الاعتدال 1/ 364. المعرفة والتاريخ 2/ 307.
[2] مهمل في الأصل.
[3] الجرح 2/ 472، التاريخ الكبير 2/ 183، تهذيب التهذيب 2/ 36، ميزان الاعتدال 1/ 375، التقريب 1/ 121. الخلاصة 58. المعرفة والتاريخ 2/ 271. التاريخ لابن معين 2/ 72 رقم 1362 و 1998 و 2479.(8/390)
لَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٍ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَزْرَمِيُّ وَعُبَيْدَةُ وَعَلِيُّ ابْنُ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.
رَمَاهُ الثَّوْرِيُّ بِالْكَذِبِ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ: كَانَ رَافِضِيًّا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.(8/391)
[حرف الْجِيمِ]
جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ [1]- ن ق- أَحَدُ الأَشْرَافِ.
روى عن أَبِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ أَبِي زُرْعَةَ.
وعنه مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَبَقِيَّةُ وَهُشَيْمٌ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَامِيٌّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، هُوَ شَيْخٌ.
جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلِ بْنِ حسنة الكندي [2]- ع- أبو شرحبيل المصري.
وَلِأَبِيهِ رَبِيعَةَ رُؤْيَةٌ، وَرَأَى هُوَ ابْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ الصَّحَابِيَّ.
روى عن أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي سَلَمَةَ وَعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ وَالأَعْرَجِ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ ومائة بمصر.
__________
[1] الجرح 2/ 502، التاريخ الكبير 2/ 212، التقريب 1/ 127، تهذيب التهذيب 2/ 77، ميزان الاعتدال 1/ 397. الخلاصة 61. التاريخ لابن معين 2/ 83 رقم 4047.
[2] الجرح 2/ 478، التاريخ الكبير 2/ 190، تهذيب التهذيب 2/ 90، المشاهير 187، الخلاصة 62 و 63. التقريب 1/ 130. التاريخ لابن معين 2/ 86 رقم 5195. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) .(8/392)
[حرف الحاء]
حبيب العجمي [1]- خ- ثم البصري أبو محمد الزاهد أَحَدُ الأَعْلامِ.
روى عن الْحَسَنِ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالْفَرَزْدَقِ وَغَيْرِهِمْ حِكَايَاتٍ.
وعنه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو عَوَانَةَ الْوَضَّاحُ [2] وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَيْرُهُمْ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ أنا ابْنُ خَلِيلٍ نا اللَّبَّانُ نا الْحَدَّادُ نا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: كَانَ حَبِيبٌ صَاحِبُ الْكَرَامَاتِ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، كَانَ سَبَبُ زُهْدِهِ حُضُورَهُ مَجْلِسَ الْحَسَنِ فَوَقَعَتْ مَوْعِظَتُهُ فِي قَلْبِهِ فَخَرَجَ عَمَّا كَانَ يَتَصَرَّفُ فِيهِ فَتَصَدَّقَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا ابْنُ قُتَيْبَةَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدٍ الْخَزَّازُ ثنا ضَمْرَةُ ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى وَغَيْرُهُ عَنْ حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ أَنَّهُ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ فَاشْتَرَى مِنْ أَصْحَابِ الدَّقِيقِ دَقِيقًا وَسَوِيقًا بِنَسِيئَةٍ وَعَهِدَ إِلَى خَرَائِطِهِ فَخَيَّطَهَا وَوَضَعَهَا تَحْتَ فِرَاشِهِ ثُمَّ دَعَا اللَّهَ تَعَالَى فَجَاءَ الَّذِينَ اشْتَرَى مِنْهُمْ يَطْلُبُونَ حُقُوقَهُمْ فَأَخْرَجَ تِلْكَ الخرائط قد امتلأت فقال لهم زنوا فوزنوها فإذا هو يقرب من حقوقهم.
__________
[1] تهذيب التهذيب 2/ 189، ميزان الاعتدال 1/ 457، التقريب 1/ 150، الخلاصة 71، تهذيب ابن عساكر 4/ 32.
[2] في الأصل «الوهاح» وهو مشهور.(8/393)
قَالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ: سَمِعْتُ مَشْيَخَةً يَقُولُونَ: كَانَ الْحَسَنُ يَجْلِسُ يَذْكُرُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَكَانَ حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ يَقْعُدُ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يَأْتِيهِ فِيهِ أَهْلُ الدُّنْيَا وَالتُّجَّارُ وَهُوَ غَافِلٌ عَمَّا فِيهِ الْحَسَنُ لا يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ مَقَالَتِهِ إِلَى أَنِ الْتَفَتَ يوما فقال «أين برهمي درآيد درآيد خلوت [1] » فَقِيلَ: وَاللَّهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَيَذْكُرُ النَّارَ وَيُرَغِّبُ فِي الآخِرَةِ وَيُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا، فَوَقَرَ ذَلِكَ فِي قَلْبِهِ، فَقَالَ بِالْفَارِسِيَّةِ: اذْهَبُوا بِنَا إِلَيْهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ جُلَسَاءُ الْحَسَنِ:
هَذَا حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ فَعِظْهُ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ:
«أَيْنَ همي كَوئي بركَوي [2] » فَقَالَ الْحَسَنُ: أَيْشِ يَقُولُ؟ قِيلَ: يَقُولُ:
هَذَا الَّذِي تَقُولُ أَيْشِ تَقُولُ؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ فَذَكَّرَهُ الْجَنَّةَ وَخَوَّفَهُ النَّارَ وَرَغَّبَهُ فِي الْخَيْرِ، فَقَالَ: «إين كَوئي [3] » قَالَ الْحَسَنُ: أَنَا ضَامِنٌ لَكَ عَلَى اللَّهِ ذَلِكَ، فَانْصَرَفَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَمْ يَزَلْ فِي إِنْفَاقِ أَمْوَالِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ عَلَى شَيْءٍ ثُمَّ جَعَلَ بَعْدُ يَسْتَقِرضُ عَلَى اللَّهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ لَنَا: كَانَ حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ يَأْخُذُ مَتَاعًا مِنَ التُّجَّارِ يَتَصَدَّقُ بِهِ فَأَخَذَ مرة فلم يجد ما يعطيهم فقال:
يا رب كَأَنَّهُ قَالَ: إِنِّي مُنْكَسِرٌ وَجْهِي عِنْدَهُمْ فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ بَجَوَالِقَ مِنْ شَعْرٍ كَأَنَّهُ نُصِبَ مِنْ أَرْضِ الْبَيْتِ إِلَى قَرِيبٍ مِنَ السَّقْفِ مليء دراهم فقال: يا رب لَيْسَ أُرِيدُ هَذَا فَأَخَذَ حَاجَتَهُ وَتَرَكَ الْبَقِيَّةَ، وَقَالَ: سَارَ بِنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: كُنَّا نَنْصَرِفُ مِنْ مَجْلِسِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ فَنَأْتِي حَبِيبًا أَبَا مُحَمَّدٍ فَيَحُثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ فَإِذَا وَقَعَتْ قَامَ فَتَعَلَّقَ بِقَرْنٍ مُعَلَّقٍ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ يَقُولُ:
هَا قَدْ تَغَذَّيْتُ وَطَابَتْ نَفْسي فَلَيْسَ فِي الْحَيِّ غُلامٌ مِثْلِي إِلا غُلامٌ قد تغذّى قبلي
__________
[1] في الأصل «درايذ درايذ خلويذ» .
[2] التصويب عن نسخة القدسي 5/ 334.
[3] التصويب عن المرجع نفسه.(8/394)
سُبْحَانَكَ وَحَنَانَيْكَ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ وَقَدَّرْتَ فَهَدَيْتَ وَأَعَطَيْتَ فَأَغْنَيْتَ وَأَقْنَيْتَ وَعَفَوْتَ وَعَافَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ حَمْدًا لا يَنْقَطِعُ أُولاهُ وَلا يَنْفِذُ أُخْرَاهُ حَمْدًا أَنْتَ مُنَاهُ فَتَكُونُ الْجَنَّةُ عُقْبَاهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ: ثنا ضمرة ثنا السري ابن يَحْيَى قَالَ: كَانَ حَبِيبٌ يُرَى بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ.
قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَصْدَقَ يَقِينًا مِنْ حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ حَبِيبٌ: ثنا بَكْرُ الْمُزَنِيُّ قَالَ: كان أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَادَحُونَ بِالْبِطِّيخِ [1] فَإِذَا كَانَتِ الْحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالُ.
حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيُّ [2] .
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بِن مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِ.
وعنه وَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيُّ وَحُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ به.
حجّاج بن حجّاج الباهلي البصري [3]- سوى ت- الأحول.
عَنْ أَنَسِ بْنُ سِيرِينَ وَالْفَرَزْدَقِ وَقَتَادَةَ وَأَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ رَاوِيَتُهُ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَكَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ أصحاب قتادة.
__________
[1] يترامون به.
[2] تهذيب التهذيب 2/ 182، ميزان الاعتدال 1/ 453، تهذيب ابن عساكر 4/ 29.
[3] التاريخ الكبير 2/ 372، تهذيب التهذيب 2/ 199، ميزان الاعتدال 1/ 461، التقريب 1/ 152، الخلاصة 72. الجرح 3/ 158. المعرفة والتاريخ 3/ 29. التاريخ لابن معين 2/ 100 رقم 4109.(8/395)
مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَشِيخَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وثلاثين ومائة.
حجّاج بن فرافصة [1]- د ن- الباهلي البصري الْعَابِدُ.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ومحمد ابن الْوَلِيدِ الزُّبَيْرِيِّ- وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ- وَجَمَاعَةٍ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَابْنُ شَوْذَبٍ وَعَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ الْمِصِّيصِيُّ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ صَالِحٌ مُتَعَبِّدٌ.
وَقَالَ ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ: رَأَيْتُ حَجَّاجَ بْنَ فُرَافِصَةَ وَاقِفًا بِالسُّوقِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْفَاكِهَةِ فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: أَنْظُرُ إِلَى هَذِهِ الْمَقْطُوعَةِ الْمَمْنُوعَةِ.
الْحُرُّ بْنُ مِسْكِينٍ [2] ، أَبُو مِسْكِينٍ الأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَهُذَيْلِ بْنِ شرحبيل.
وعنه زائدة وإسرائيل وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ لَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ.
حَسَّانُ بْنُ عَتَاهِيَةَ [3] بْنِ عبد الرحمن بن حسان التجيبي.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 375، ميزان الاعتدال 1/ 463، تهذيب التهذيب 2/ 204، التقريب 1/ 154، الخلاصة 73. الجرح 3/ 164. التاريخ لابن معين 2/ 102 رقم 4063.
[2] الجرح 3/ 277. التاريخ الكبير 3/ 82. تهذيب التهذيب 2/ 222. التقريب 1/ 157. التاريخ لابن معين 2/ 104 رقم 2502 و 2667. المعرفة والتاريخ 2/ 147 و 3/ 88.
[3] كتاب الولاة والقضاة 85، النجوم الزاهرة 1/ 335.(8/396)
أَمِيرُ مِصْرَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ثُمَّ لِمَرْوَانَ الْحِمَارِ، وَكَانَ فَقِيهًا قَدْ جَالَسَ عَطَاءً وَغَيْرَهُ.
قَتَلَهُ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ مَعَ شُعْبَةَ بْنُ عُثْمَانَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
الحسن بن الحرّ النخعي [1]- د ن- ويقال الجعفي الكوفي نَزِيلُ دِمَشْقَ.
روى عن أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَعَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ- خَالِهِ- وَالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه ابْنُ أَخِيهِ حُسَيْنُ الْجُعَفِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ [2] وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: هَاجَتْ فِتْنَةٌ بِالْكُوفَةِ فَعَمِلَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ طَعَامًا كَثِيرًا وَدَعَا قَرَّاءَ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَكَتَبُوا كِتَابًا يَأْمُرُونَ فِيهِ بِالْكَفِّ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْفِتْنَةِ فَتَكَلَّمَ هُوَ بِثَلاثِ كَلِمَاتٍ فَاسْتَغْنَوْا بِهِنَّ عَنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ فَقَالَ: رحم الله امرأ مَلَكَ لَسَانَهُ وَكَفَّ يَدَهُ وَعَالَجَ مَا فِي صَدْرِهِ، فَتَفَرَّقُوا فَإِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ طُولَ الْمَجْلِسِ.
ابْنُ الْمَدِينِيِّ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: اسْتَقْرَضَ أَبِي مِنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ أَلْفَ دِرْهَمٍ ثُمَّ وَجَّهَ بِهَا إِلَيْهِ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا وَقَالَ: لَمْ أَقْرِضْكَهَا لِأَرْتَجِعْهَا اشْتَرِ بِهَا لِزُهَيْرٍ سُكَّرًا.
وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعَفِيُّ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ يَجْلِسُ عَلَى بَابِهِ فإذا مر به
__________
[1] المشاهير 164، تهذيب التهذيب 2/ 261، تهذيب ابن عساكر 4/ 163، التقريب 1/ 164، الخلاصة 77، التاريخ الكبير 2/ 290.
[2] في الأصل «الدواسي» ، والتصحيح من الخلاصة 77 واللباب 2/ 40.(8/397)
الْبَائِعُ يَبِيعُ الْمِلْحَ أَوِ الشَّيْءَ الْيَسِيرَ لَعَلَّ الرَّجُلَ يَكُونُ رَأْسُ مَالِهِ دِرْهَمَيْنِ فَيَدْعُوهُ فَيَقُولُ: إِنْ أَعْطَاكَ إِنْسَانٌ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ تَأْكُلُهَا فَيَقُولُ: لا فَيَقُولُ: هَذِهِ اجْعَلْهَا رَأْسُ مَالِكَ وَيُعْطِيهِ خَمْسَةً أُخْرَى فَيَقُولُ: اشْتَرِ لِأَهْلِكَ دَقِيقًا وَتَمْرًا وَيُعْطِيهِ خَمْسَةً أُخْرَى فَيَقُولُ: اشْتَرِ بِهَا قُطْنًا لِلأَهْلِ وَمُرْهُمْ يَغْزِلُونَ.
وَقَالَ ابْنَ أَبِي غَنِيَّةَ: ثنا مُحْرِزُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي كُنْتُ أُقَسِّمُ زَكَاتِي فِي إِخْوَانِي فَلَمَّا وُلِّيتَ رَأَيْتُ أَنْ أَسْتَأْمِرَكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ فَابْعَثْ إِلَيْنَا بِزَكَاةِ مَالِكَ وَسَمِّ لَنَا إِخْوَانَكَ نُغْنِهِمْ عَنْكَ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ.
قَالَ الْعِجْلِيُّ: كَانَ تَاجِرًا كَثِيرَ الْمَالِ سَخِيًّا مُتَعَبِّدًا فِي عِدَادِ الشُّيُوخِ.
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: قَالَ لَنَا الأَوْزَاعِيُّ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْعِرَاقِ مِثْلُ الحسن ابن الحر وعبدة بن أبي لبابة وكانا شريكين.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ بْنِ الْحَكَمِ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ وَقَدْ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ مَوْلًى لِبَنِي الصَّيْدَاءِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
الْحَسَنُ بن عبيد الله بن عروة النخعي [1]- م 4- أبو عروة الكوفي.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَجَرِيرٌ وحفص بن غياث وابن إدريس.
__________
[1] المشاهير 163، تهذيب التهذيب 2/ 292، التقريب 1/ 168، التاريخ الكبير 2/ 297، الخلاصة 79. الجرح 3/ 23. المعرفة والتاريخ 1/ 536. تاريخ أبي زرعة 1/ 612.(8/398)
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ ثَلاثِينَ حَدِيثًا.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
الْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ الْعَسْقَلانِيُّ [1]- د-.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى وَمَكْحُولٍ وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرِهِمْ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ.
روى عنه شُعْبَةُ وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ أَبُو عَلِيٍّ الرَّحْبِيُّ الْوَاسِطِيُّ [2]- ت ق- لقبه حنش [3] .
عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمَا.
وعنه سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ مَنْصُورٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: متروك.
الحسين [4] بن ميمون الخندفي [5] .
__________
[1] تهذيب التهذيب 2/ 312، التقريب 1/ 169، التاريخ الكبير 2/ 300، الجرح 3/ 27، تهذيب ابن عساكر 4/ 240. الخلاصة 80. المعرفة والتاريخ 2/ 101.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 546، تهذيب التهذيب 2/ 364، التاريخ الكبير 2/ 393، الجرح 3/ 63، التقريب 1/ 178. الخلاصة 84. التاريخ لابن معين 2/ 118 رقم 865.
[3] بفتح النون بعدها معجمة. (نزهة الألباب في الألقاب- ابن حجر) .
[4] تهذيب التهذيب 2/ 372، الجرح 3/ 65، التاريخ الكبير 2/ 385، ميزان الاعتدال 1/ 549، التقريب 1/ 180، الخلاصة 85.
[5] بكسر الخاء المعجمة وسكون النون وكسر الفاء الموحدة. (اللباب 1/ 465) وقيل: الحدقي بفتح المهملتين. (الخلاصة) وقيل: الخندقي، بالقاف، نسبة الى الخندق موضع بجرجان.(8/399)
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي الْجَنُوبِ الأَسَدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَاضِي الرَّيِّ.
وعنه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ وَهَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرحمن السلمي [1]- ع- أبو الهذيل الكوفي ابْنُ عَمِّ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ.
روى عن جابر بن سمرة وعمارة بن رويبة [2] الصَّحَابِيَّيْنِ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَابْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي وَائِلٍ وَأَبِي ظَبْيَانَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وعنه شُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَهُشَيْمٌ وعبّاد بن العوّام وعثيم ابن الْقَاسِمِ وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ آخِرُهُمْ مَوْتًا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَكَانَ ثِقَةً حَافِظًا عَالِيَ السَّنَدِ عَاشَ ثَلاثًا وَتِسْعِينَ سَنَةً.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ [3] ، أَبُو سلمة الخلّال السّبيعي مولاهم الكوفي.
__________
[1] المشاهير 111. الخلاصة 86. تهذيب التهذيب 2/ 381. التاريخ الكبير 3/ 7. التقريب 1/ 182.
الجرح 3/ 193. تاريخ أبي زرعة 1/ 626. التاريخ لابن معين 2/ 120 رقم 1631. طبقات ابن سعد 6/ 338. طبقات خليفة 160 و 164. سير أعلام النبلاء 5/ 422 رقم 186. تذكرة الحفاظ 1/ 143. ميزان الاعتدال 1/ 551. العبر 1/ 183. خلاصة التذهيب 86. شذرات الذهب 1/ 193
[2] في الأصل «روبية» .
[3] تهذيب ابن عساكر 4/ 380، وفيات الأعيان 2/ 195، الفخري 137، الطبري (حوادث 132 هـ.) .(8/400)
وَزِيرُ [1] السَّفَّاحِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ الْوِزَارَةِ فِي دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَكَانَ أَدِيبًا عَالِي الْهِمَّةِ عَالِمًا بِالسِّيَاسَةِ وَالتَّدْبِيرِ وَكَانَ السَّفَّاحُ يَأْنَسُ بِهِ لِحُسْنِ مُفَاكَهَتِهِ، وَكَانَ مِنْ مَيَاسِيرِ الصَّيَارِفَةِ بِالْكُوفَةِ فَأَنْفَقَ أَمْوَالَهُ فِي إِقَامَةِ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَسَارَ بِنَفْسِهِ إِلَى خُرَاسَانَ فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ تَابِعًا لَهُ وَقَدْ تَوَهَّمُوا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ الْخَلالِ عِنْدَ إِقَامَةِ السَّفّاحِ مَيْلا إِلَى آلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمَّا بُويِعَ السَّفَّاحُ وَاسْتَوْزَرَهُ بَقِيَ فِي النُّفُوسِ مَا فِيهَا.
وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا مُسْلِمٍ حَسَّنَ لِلسَّفَّاحِ قَتْلَهُ فَلَمْ يَفْعَلْ وَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ بَذَلَ أَمْوَالَهُ فِي إِقَامَةِ دَوْلَتِنَا وَقَدْ صَدَرَتْ مِنْهُ هَفْوَةٌ فَنَغْفِرُهَا. فَلَمَّا رَأَى أَبُو مُسْلِمٍ امْتِنَاعِ السَّفَّاحِ جَهَّزَ مَنْ قَتَلَ أَبَا سَلَمَةَ غِيلَةً فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَقُولُونَ: قَتَلَتْهُ الْخَوَارِجُ، وَكَانَ قَتْلُهُ لِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ خِلافَةِ السَّفَّاحِ وَمَا كَرِهَ السَّفَّاحُ ذَلِكَ.
وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: وَزِيرُ آلِ مُحَمَّدٍ وَفِيهِ يقول الشاعر:
إن الوزيرَ وزيرَ آلِ مُحَمَّدٍ [2] ... أوْدَى فَمَنْ يَشْنَاكَ صَارَ [3] وَزِيرًا
وَأَرَى الْمَسَاءَةَ [4] قَدْ تَسُرُّ وَرُبَّمَا ... كَانَ السُّرُورُ بِمَا كَرِهْتَ جَدِيرًا
الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [5] النَّصْرِيُّ [6] .
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى والحسن وجماعة.
__________
[1] في الأصل «ويزيد» بدلا من «وزير» .
[2] ورد البيتان عند ابن خلكان وجعل البيت الثاني «أرى المساءة» أولا.
[3] عند ابن خلكان «كان» .
[4] عند ابن خلكان «إن المساءة» .
[5] تهذيب التهذيب 2/ 430، التقريب 1/ 191، الخلاصة 89، الجرح 3/ 120، التاريخ الكبير 2/ 337. تاريخ أبي زرعة 1/ 608. المعرفة والتاريخ 3/ 106 و 114.
[6] في نسخة القدسي 5/ 238 «البصري» والتصويب من المصادر السابقة.(8/401)
وعنه ابْنُ عُيَيْنَةَ وَخَلادُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَمَةَ.
الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الأَيْلِيُّ [1] ، مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَالْقَاسِمِ وَالزُّهْرِيِّ.
وعنه اللَّيْثُ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الدار الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
الْحَكِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ. مِنْ طَبَقَةِ هُشَيْمٍ، يُذْكَرُ هُنَاكَ.
حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ الْكُوفِيُّ [2] ، الْمُقْرِئُ.
قَرَأَ عَلَى أَبِي الأَسْوَدِ ظَالِمٍ الدِّيلِيِّ وَعَلَى عُبَيْدِ بن نضلة [3] وأبي جعفر محمد ابن عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ وَسَمِعَ أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ وَغَيْرَهُ.
قَرَأَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وَحَدَّثَ عَنْهُ حَمْزَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ شِيعِيًّا جَلِدًا.
حُمَيدُ بن قيس [4]- ع- أبو صفوان المكيّ الأعرج المقرئ.
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 572. التاريخ الكبير 2/ 345. الجرح 3/ 120. التاريخ لابن معين 2/ 124 رقم 724 و 725. المعرفة والتاريخ 3/ 44. تاريخ أبي زرعة 1/ 453.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 604، تهذيب التهذيب 3/ 25، التقريب 1/ 198، الخلاصة 93، التاريخ الكبير 2/ 80. الجرح 3/ 265. التاريخ لابن معين 2/ 133 رقم 1638.
[3] في الأصل «نضيلة» .
[4] تهذيب التهذيب 3/ 46، المشاهير 144، ميزان الاعتدال 1/ 615، الخلاصة 95، التقريب 1/ 203، تهذيب ابن عساكر 4/ 465. التاريخ الكبير 2/ 352. الجرح 3/ 227. تاريخ أبي زرعة 1/ 513. المعرفة والتاريخ 1/ 285 و 505. التاريخ لابن معين 2/ 137 رقم 429 و 882.(8/402)
قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ خَتْمَاتٍ وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ وَحدث عن مُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ.
قَالَ الدَّانِيُّ: رَوَى عَنْهُ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَجُنَيْدُ بْنُ عَمْرٍو وَعَبْدُ الْوَارِثِ الثَّوْرِيُّ.
وَلَمْ يَكُنْ بِمَكَّةَ بَعْدَ ابْنِ كَثِيرٍ أَحَدٌ أَقْرَأَ مِنْهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ أَفْرَضَ أَهْلَ مَكَّةَ وَأَحْسَبَهُمْ وَكَانُوا لا يَجْتَمِعُونَ إِلا عَلَى قِرَاءَتِهِ.
وَرُوِيَ أَنَّهُ خَتَمَ الْقُرْآنَ لَيْلَةً بِالْحَرَمِ فَحَضَرَ عِنْدَهُ عَطَاءٌ.
قَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي خِلافَةِ السَّفَّاحِ، وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
الْحَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ [1] ، أَبُو الْمُثَنَّى الْبَاهِلِيُّ الأَمِيرُ.
وَلِيَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ لِمَرْوَانَ وَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ سَفَّاكًا لِلدِّمَاءِ ظَلُومًا قُتِلَ بِظَاهِرِ واسط مع ابن هبيرة.
__________
[1] كتاب الولاة والقضاة 88.(8/403)
[حرف الْخَاءِ]
خَالِدُ بْنُ أَبِي خَلْدَةَ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ [1] ، الأَعْوَرُ.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النخعي وَالشَّعْبِيِّ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
وَهُوَ مقلّ.
خالد بن سلمة بن العاص [2]- م 4- بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَأْفَاءُ. أَحَدُ الأَشْرَافِ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ ابْنِ أَبِي مُوسَى وَجَمَاعَةٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَالسُّفْيَانَانِ وَهُشَيْمٌ وَوَلَدَاهُ عِكْرِمَةُ وَمُحَمَّدُ ابْنَا خَالِدٍ.
وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ المسند يكون له عشرة أحاديث.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 145. الجرح 3/ 327. المعرفة والتاريخ 2/ 816.
[2] تهذيب التهذيب 3/ 95، التقريب 1/ 214، الخلاصة 101، التاريخ الكبير 3/ 154، الجرح 3/ 334. التاريخ لابن معين 2/ 140 رقم 4899. المعرفة والتاريخ 1/ 301 و 2/ 812 و 813.
طبقات ابن سعد 6/ 347. سير أعلام النبلاء 5/ 373 رقم 169. ميزان الاعتدال 1/ 631.
شذرات الذهب 1/ 189.(8/404)
وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ الْمَكِّيِّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: يَقُولُونَ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ قَطَعَ لِسَانَهُ ثُمَّ قَتَلَهُ، يَعْنِي لَمَّا افْتَتَحَ وَاسِطَ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ رَأْسًا فِي الْمُرْجِئَةِ وَكَانَ يَبْغَضُ عَلِيًّا.
قُلْتُ: وَكَانَ مِمَّنْ قَامَ وَقَعَدَ فِي قِتَالِ بَنِي الْعَبَّاسِ لَمَّا ظَهَرُوا، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ يَوْمًا فَقَالَ: قُتِلَ مَظْلُومًا.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: دَخَلْتِ الْمُسَّودَةُ وَاسِطًا فَنَادَى مُنَادِيهِمُ النَّاسُ آمِنُونَ آمِنُونَ إِلا الْعَّوَّامَ بْنَ حَوْشَبٍ وَعَمْرَو بْنَ ذَرٍّ وَخَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ فَأَمَّا خَالِدٌ فَقُتِلَ وَأَمَّا الْعَوَّامُ فَهَرَبَ وَكَانَ يُحَرِّضُ عَلَى قِتَالِهِمْ وَكَانَ عَمْرُو بْنِ ذَرٍّ يَقُصُّ بِهِمْ وَيُحَرِّضُ بِوَاسِطَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ بَيْهَسِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ:
فِي سَابِعَ عَشَرَ ذِي الْقِعْدَةِ بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ وَطَلَبَ خَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ فَنَادَى مُنَادِيهِمْ: خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ آمِنٌ فَخَرَجَ فَقَتَلُوهُ غَدْرًا.
خَالِدُ بْنُ كَثِيرٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- ق-.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَزَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ لَهُ حَدِيثٌ فِي الأَشْرِبَةِ مِنْ سُنَنِ ابن ماجة.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 402.
[2] تهذيب التهذيب 3/ 113، الجرح 3/ 348، التاريخ الكبير 3/ 169، التقريب 1/ 217، الخلاصة 102. التاريخ لابن معين 2/ 146 رقم 5172.(8/405)
خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْيم الإِسْكَنْدَرَانِيُّ المصري [1]- ع- الفقيه.
عَنْ عَطَاءٍ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ وَالزُّهْرِيِّ وَأَبِي الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ رَفِيقُهُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَالْمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: كَانَ أَفْقَهَ جُنْدِنَا.
وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ كَهْلا رَحِمَهُ اللَّهُ.
خَالِدُ [2] بْنُ زَيْدٍ [3] الشَّامِيُّ.
عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ وَشُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ مُرْسَلا وَعَنْ قَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى وَأَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.
وعنه سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مَا بِهِ بَأْسٌ.
خَصِيفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ [4]- 4- الْفَقِيهُ أَبُو عَوْنٍ الخضرمي- بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ مَكْسُورَةٍ-.
مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ.
رَأَى أَنَسًا وَسَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدًا وعكرمة وطبقتهم.
__________
[1] تهذيب التهذيب 3/ 139، المشاهير 188، التاريخ الكبير 3/ 180، الجرح 3/ 358.
[2] تهذيب التهذيب 3/ 93، الجرح 3/ 331، التقريب 1/ 213، الخلاصة 101.
[3] في نسخة القدسي 5/ 240 «يزيد» والتصويب من المصادر السابقة.
[4] ميزان الاعتدال 1/ 653. تهذيب التهذيب 3/ 143. تهذيب ابن عساكر 5/ 142. التاريخ لابن معين 2/ 148 رقم 5327. المعرفة والتاريخ 2/ 175.(8/406)
وعنه السفيانان وشريك وَعَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ وَمَعْمَرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بحجّة.
وقال أبو حاتم: سيّئ الحفظ.
وروى عتّاب عَنْ خُصَيْفٍ قَالَ لِي مُجَاهِدٌ: يَا أَبَا عَوْنٍ أَنَا أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: خُصَيْفٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ: كَانَ خُصَيْفٌ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: كَانَ خُصَيْفٌ متمكّنا في الأرجاء.
قال مُحَمَّدُ بْن الْمُثَنَّى: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ النُّفَيْلِيُّ: مَاتَ بِالْعِرَاقِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ.
وقال عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ وَالْبُخَارِيُّ: سَنَةَ سَبْعٍ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَخَلِيفَةَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: كَانَ امرأ صَالِحًا مِنْ صَالِحِي النَّاسِ.(8/407)
خَلادُ [1] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدَةَ [2] الصَّنْعَانِيُّ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَشَقِيقِ بْنِ ثَوْرٍ.
وعنه مَعْمَرٌ وَالْقَاسِمُ بْنُ فَيَّاضٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ وَأَثْنَى مَعْمَرٌ عَلَى حِفْظِهِ.
خَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ [3]- م ن- قَاضِي مِصْرَ ثُمَّ قَاضِي بَرْقَةَ.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ الْسَّبَئِيِّ.
وعنه عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ لَهِيعَةَ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: مَا أَدْرَكْتُ فِي قُضَاةِ مِصْرَ أَفْقَهَ مِنْهُ.
قُلْتُ: يَزِيدُ أَكْبَرُ مِنْهُ وَأَعْلَمُ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وثلاثين ومائة.
__________
[1] تهذيب التهذيب 3/ 173، الخلاصة 107، المشاهير 193، التاريخ الكبير 3/ 187، الجرح 3/ 365. المعرفة والتاريخ 2/ 28.
[2] بضم الجيم وفتح الدال المهملة. وفي نسخة القدسي 5/ 240 «جنادة» ، وقيل «جندب» ، وهو خطأ.
[3] تهذيب التهذيب 3/ 179، المشاهير 188، التقريب 1/ 230، الجرح 3/ 404، كتاب الولاة والقضاة 348. الخلاصة 108. المعرفة والتاريخ 2/ 492 و 493.(8/408)
[حرف الدَّالِ]
دَاوُدُ بْنُ الْحُصَينِ أَبُو سُلَيْمَانَ [1]- ع- الأموي مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ.
روى عن أَبِيهِ وَالأَعْرَجِ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أبي أحمد وغيرهم.
وعنه مالك وابن إسحاق وجماعة.
وهو صدوق له غرائب تنكر عليه. وثقه ابن معين وغيره مطلقا.
وقال ابن المديني: ما روي عَنْ عِكْرِمَةَ فَمُنْكَرٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [2] : لَوْلا أَنَّ مَالِكًا رَوَى عَنْهُ لَتُرِكَ حَدِيثُهُ.
وقال سفيان بن عيينة: كن نَتَّقِي حَدِيثَهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ قَدَرِيًّا.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قُدَامَةَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أنا عبد الله بن أحمد ومبارك
__________
[1] المشاهير 135، ميزان الاعتدال 2/ 5، تهذيب التهذيب 3/ 181، التقريب 1/ 231، التاريخ الكبير 3/ 231. الخلاصة 109، الجرح 3/ 408. التاريخ لابن معين 2/ 152 رقم 790 و 888 و 1100.
[2] الجرح 3/ 408.(8/409)
ابن الْمَعْطُوشِ أَنَّ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُمْ أنا الْحَسَنُ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي ثنا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: طَلَّقَ رُكَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ امْرَأَتَهُ ثَلاثًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ فَحَزِنَ عَلَيْهَا حُزْنًا شَدِيدًا فَسَأَلَهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
كَيْفَ طَلَّقْتَهَا قَالَ: طَلَّقْتُهَا ثَلاثًا قَالَ فَقَالَ: فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:
فَإِنَّمَا تِلْكَ [1] وَاحِدَةٌ فَرَاجِعْهَا [2] إِنْ شِئْتَ. قَالَ: فَرَاجَعَهَا [3] . فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَرَى إِنَّمَا الطَّلاقُ عِنْدَ كُلِّ طُهْرٍ، وَهَذَا مِنْ غَرَائِبِ الإِفْرَادِ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَان دَاوُدُ فَصِيحًا عَالِمًا وَيُتَّهَمُ بِرَأْيِ الْخَوَارِجِ وَعِنْدَهُ مَاتَ عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
دَاوُدُ بْنُ سُلَيْكٍ السَّعْدِيُّ [4] .
عَنْ أَبِي سَهْلٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ.
وعنه بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ وَمِحْلَمُ بْنُ عِيسَى وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ.
وَكَانَ إِمَامُ مَسْجِدِ مُغِيرَةَ بْنَ مِقْسَمٍ بِالْكُوفَةِ.
دَاوُدُ بْنُ صَالِحِ بن دينار [5] التمار الأنصاري مولاهم المدني.
__________
[1] في الأصل «تملّك» . والحديث معروف.
[2] في الأصل «فارجعها» .
[3] هذا الحديث منكر كما قال الجصاص وابن الهمام، ومعلول كما قال ابن حجر العسقلاني، وأعلّه البخاري بالاضطراب. وقال ابن عبد البر: ضعّفوه.
[4] تهذيب التهذيب 3/ 186، التقريب 1/ 232، الخلاصة 109، التاريخ الكبير 3/ 242، الجرح 3/ 415.
[5] تهذيب التهذيب 3/ 188، التقريب 1/ 232، الخلاصة 109، التاريخ الكبير 3/ 234، الجرح 3/ 415.(8/410)
عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ والقاسم ابن مُحَمَّدٍ.
وعنه هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ- وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ- وَابْنُ جُرَيْجٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ: لا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا.
دَاوُدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ [1]- م د ت- الزهري المدني.
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.
وَهُوَ مُقِلٌّ، أَظُنُّهُ مَاتَ شَابًّا، وَهُوَ ثِقَةٌ.
دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن عَبَّاس [2]- ت- الأمير أبو سليمان الهاشمي العباسي عَمُّ الْمَنْصُورِ وَالسَّفَّاحِ.
وَلِيَ إِمْرَةَ الْحِجَازِ وَغَيْرِهَا للسفاح. وحدّث عن أبيه عن جدّه.
وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَالأَوْزَاعِيُّ وَشَرِيكٌ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: شَيْخٌ هَاشِمِيٌّ، قلت:
__________
[1] تهذيب التهذيب 3/ 190، التقريب 1/ 232، الخلاصة 110، التاريخ الكبير 3/ 232، الجرح 3/ 418.
[2] تهذيب التهذيب 3/ 194، تهذيب ابن عساكر 5/ 206، التقريب 1/ 233، الخلاصة 110.
المعرفة والتاريخ 1/ 541.(8/411)
كَيْفَ حَدِيثُهُ؟ قَالَ: أَرْجُو أَنَّهُ لَيْسَ بِكَذِبٍ إنما يحدث يحدّث وَاحِدٍ.
قُلْتُ: يَعْنِي حَدِيثَ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ وَعَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ قَيْسٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، الْحَدِيثَ الطَّوِيلَ فِي الدُّعَاءِ.
تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْهُ وَلَيْسَ بِذَاكَ، وَقَيْسٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَكِنَّهُمَا لا يَحْتَمِلانِ هَذَا الْمَتْنِ الْمُنْكَرِ فاللَّه أَعْلَمُ. وَفِي الْخُلَفَاءِ وَآبَائِهِمْ وَأَهْلِهِمْ قَوْمٌ أَعْرَضَ أَهْلِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ عَنْ كَشْفِ حَالِهِمْ خَوْفًا مِنَ السيف والضرب، وما زال هَذَا فِي كُلِّ دَوْلَةٍ قَائِمَةٍ يَصِفُ الْمُؤَرِّخُ مَحَاسِنَهَا وَيُغْضِي عَنْ مَسَاوِئَهَا، هَذَا إِذَا كَانَ الْمُحَدِّثُ ذَا دِينٍ وَخَيْرٍ فَإِنْ كَانَ مَدّاحًا مُدَاهِنًا لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى الْوَرَعِ بَلْ رُبَّمَا أَخْرَجَ مَسَاوِئَ الْكَبِيرِ وَهَنَاتِهِ فِي هَيْئَةِ الْمَدْحِ وَالْمَكَارِمِ وَالْعَظَمَةِ فَلا قَوَّةَ إِلا باللَّه. وَكَانَ دَاوُدُ هَذَا مِنْ جَبَابِرَةِ الأُمَرَاءِ لَهُ هَيْبَةٌ وَرِوَاءُ وَعِنْدَهُ أَدَبٌ وَفَصَاحَةٌ، وَقِيلَ كَانَ قَدَرِيًّا.
قَالَ أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ: عَنْ جَارُودِ بْنِ أبي الجارود السلمي حدثني محمد ابن أَبِي رَزِينٍ الْخُزَاعِيُّ سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ حِينَ بُويِعَ ابْنُ أَخِيهِ السَّفَّاحُ فَأَسْنَدَ دَاوُدُ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ: شُكْرًا شُكْرًا إِنَّا وَاللَّهِ مَا خَرَجْنَا لِنَحْتَفِرَ نَهْرًا وَلا لِنَبْنِي قَصْرًا أَظَنَّ عَدُوُّ اللَّهِ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ أَمْهَلَ لَهُ فِي طُغْيَانِهِ وَأَرْخَى لَهُ فِي زِمَامِهِ حَتَّى عَثُرَ فِي فَضْلِ خِطَامِهِ وَالآنَ أَخَذَ الْقَوْسَ بَارِيهَا وَعَادَ الْمُلْكُ إِلَى نِصَابِهِ فِي أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ أَهْلِ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ وَاللَّهِ إِنَّ كُنَّا لَنَسْهَرُ لَكُمْ وَنَحْنُ عَلَى فُرُشِنَا أَمِنَ الأَسْوَدِ وَالأَبْيَضِ ذِمَّةُ اللَّهِ ورسوله وذمّة العباس، ها وربّ هَذِهِ الْبِنْيَةِ لا نَهِيجُ أَحَدًا. ثُمَّ نَزَلَ.
قَالَ خَلِيفَةُ: أَقَامَ دَاوُدُ الْحَجَّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ [1] ثُمَّ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ فِي ربيع الأول [2] .
__________
[1] تاريخ خليفة 404.
[2] خليفة 410.(8/412)
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: لَمَّا ظَهَرَ السَّفَّاحُ صَعِدَ لِيَخْطُبَ فَحُصِرَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ فَوَثَبَ عَمُّهُ دَاوُدُ بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ فَخَطَبَ وَذَكَرَ أَمَرَهُمْ وخُرُوجَهُمْ وَمَنَّى النَّاسَ وَوَعَدَهُمُ الْعَدْلَ فَتَفَرَّقُوا عَنْ خُطْبَتِهِ.
وَيُقَالُ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الأَوْدِيُّ الشَّامِيُّ [1]- د- عَامِلُ مَدِينَةِ وَاسِطَ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا وَأَبِي سَلامٍ الأَسْوَدِ وَمَكْحُولٍ وَبِشْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
وعنه هُشَيْمٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ وَخالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
دَاوُدُ بن أبي هند [2]- م 4 خ ت- أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ دِينَارِ بْنِ عَذَافِرَ الْبَصْرِيُّ.
مِنَ الْمَوَالِي، أَصْلُهُ مِنْ خُرَاسَانَ وَكَانَ مِنَ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ، وَيُقَالُ اسْمُ أَبِيهِ طَهْمَانُ، وَيُقَالُ: وَلاؤُهُ لِبَنِي قُشَيْرٍ، وَيُقَالُ كُنْيَتُهُ أَبُو بَكْرٍ.
روى عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ (م) وَأَبِي الْعَالِيَةَ (م ق) وَأَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ وَالشَّعْبِيِّ (م 4) وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ (م ن) وَمَكْحُولٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ (م) وَجَمَاعَةٍ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَهُشَيْمٌ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَخَلْقٌ، سَمِعَ منه يزيد بن هارون تسعة
__________
[1] ميزان الاعتدال 2/ 17، تهذيب ابن عساكر 5/ 209، التاريخ الكبير 3/ 236، الجرح 3/ 419.
[2] المشاهير 151. ميزان الاعتدال 2/ 11. التاريخ الكبير 3/ 231. الجرح 3/ 411. تاريخ أبي زرعة 1/ 143. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . التاريخ لابن معين 2/ 154 رقم 2621.(8/413)
وَتِسْعِينَ حَدِيثًا.
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ قَالَ: قَالَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ: أَتَيْتُ الشَّامَ فَلَقِيَنِي غَيْلانُ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسَائِلَ، قَالَ: سَلْنِي عَنْ خَمْسِينَ مَسْأَلَةً وَأَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَتَيْنِ، قَالَ: سَلْ يَا دَاوُدُ، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَفْضَلِ مَا أُعْطِيَ ابْنُ آدَمَ، قَالَ: الْعَقْلَ، قُلْتُ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْعَقْلِ مَا هُوَ شَيْءٌ مُبَاحٌ لِلنَّاسِ مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ أَوْ هُوَ مَقْسُومٌ؟ قَالَ فَمَضَى وَلَمْ يُجِبْنِي.
ذَكَرَ كُنْيَتَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُمَا: ثِقَةٌ.
وقال حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ مِنْ دَاوُدَ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: عَجَبًا لِأَهْلِ الْبَصْرَةِ يَسْأَلُونَ عُثْمَانَ الْبَتِّيَّ وَعِنْدَهُمْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ.
وَقَالَ وُهَيْبٌ: دَارَ الأَمْرُ بِالْبَصْرَةِ عَلَى أَرْبَعَةٍ: أَيُّوبَ وَيُونُسَ وَابْنِ عَوْنٍ وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، فَقَالَ قَائِلٌ: فَأَيْنَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ إِنْ كَانَ لَيَقْرَعُ الْعِلْمَ قَرْعًا.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ فَقَالَ: مِثْلُ دَاوُدَ يُسْأَلُ عَنْهُ ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ صَالِحًا ثِقَةً خَيَّاطًا.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: كَانَ دَاوُدُ مُفْتِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ فَقَالَ: يَا فِتْيَانُ أُخْبِرُكُمْ لَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ: كُنْتُ وَأَنَا غُلامٌ أَخْتَلِفُ إِلَى السُّوقِ فَإِذَا(8/414)
انْقَلْبَتُ إِلَى الْبَيْتِ جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ إِلَى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَإِذَا بَلَغْتُ ذَلِكَ الْمَكَانَ جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَذُكْرَ اللَّهَ إِلَى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا حَتَّى آتِي الْمَنْزِلَ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَدِيٍّ يَقُولُ: صَامَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً لا يَعْلَمُ بِهِ أَهْلُهُ كَانَ خَزَّازًا يَحْمِلُ مَعَهُ غِذَاءَهُ فَيَتَصَدَّقُ بِهِ فِي الطَّرِيقِ وَيَرْجِعُ عِشَاءً فَيُفْطِرُ مَعَهُمْ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: ثنا سُفْيَانُ سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ يَقُولُ: أَصَابَنِي الطَّاعُونَ فَأُغْمِيَ عَلَيَّ فَكَأَنّ اثْنَيْنِ أَتَيَانِي فَغَمَزَ أَحَدُهُمَا عِكْوَةَ [1] لِسَانِي وَغَمَزَ الآخَرُ أَخْمَصَ قَدَمَيَّ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ تَجِدُ؟ قَالَ: اجْدُ تَسْبِيحًا وَتَكْبِيرًا وَشَيْئًا مِنْ خَطْوٍ إِلَى الْمَسْجِدِ وَشَيْئًا مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، قَالَ: وَلَمْ أَكُنْ أَخَذْتُ الْقُرْآنَ حِينَئِذٍ قَالَ: فَكُنْتُ أَذْهَبُ فِي الْحَاجَةِ فَأَقُولُ: لَوْ ذَكَرْتُ اللَّهَ حَتَّى آتِي حَاجَتِي قَالَ: فَعُوفِيتُ فَأَقْبَلْتُ عَلَى الْقُرْآنِ فَتَعَلَّمْتُهُ.
وَعَنْ دَاوُدَ قَالَ: اثْنَتَانِ لَوْ لَمْ يَكُونَا لَمْ يَنْتَفِعْ أَهْلُ الدُّنْيَا بِدُنْيَاهُمْ: الْمَوْتُ وَالأَرْضُ تُنَشِّفُ النَّدَى.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: دَخَلْتُ عَلَى دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ فَرَأَيْتُ ثِيَابَ بَيْتِهِ مُعْصَفَرَةً.
قَالَ دَاوُدُ: وُلِدْتُ بِمَرْوٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَالقَطَّانُ وَطَائِفَةٌ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ مَصْدَرَ النَّاسِ مِنَ الْحَجِّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
__________
[1] العكوة بالضم- ويفتح- النونة والوسط وأصل اللسان. القاموس.(8/415)
[حرف الرَّاءِ]
رَبَاحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ [1] بْنِ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ قَاضِي الْمَدِينَةِ.
روى عن جَدَّتِهِ ابْنَةِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وعنه أَبُو ثِفَالٍ [2] الْمُرِّيُّ وَصَدَقَةُ رَجُلٌ لَمْ يُنْسَبْ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: قُتِلَ مَعَ بَنِي أُمَيَّةَ يَوْمَ نَهْرِ أَبِي [3] فُطْرُسٍ.
الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ الْبَكْرِيِّ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ [4]- 4-.
نَزَلَ مَرْوَ هَارِبًا مِنَ الْحَجَّاجِ ثُمَّ تَحَوَّلَ فَسَكَنَ بِبَعْضِ الْقُرَى فَلَمَّا ظَهَرَتْ دَعْوَةُ بَنِي الْعَبَّاسِ تَغَيَّبَ فَوَقَعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ فَسَمِعَ مِنْهُ، وَقِيلَ إِنَّهُ حُبِسَ بِمَرْوَ مُدَّةً.
وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَعْطَيْتُ لِمَنْ أَدْخَلِني على الربيع بن انس ستين درهما.
__________
[1] الجرح 3/ 489، التاريخ الكبير 3/ 314، تهذيب ابن عساكر 5/ 298، تهذيب التهذيب 3/ 234، التقريب 1/ 242، الخلاصة 114.
[2] في الأصل «تفال» والتصويب من الخلاصة حيث قيّده بكسر الثاء المثلثة.
[3] قرب الرملة بفلسطين، وفي الأصل «نهراني» .
[4] المشاهير 126، الجرح 3/ 454، التاريخ الكبير 3/ 271، تهذيب التهذيب 3/ 238، التقريب 1/ 243. الخلاصة 114. المعرفة والتاريخ 1/ 259.(8/416)
سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَأَبَا الْعَالِيَةَ.
وَلَهُ حَدِيثٌ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ- وَلَمْ يُدْرِكْهَا- أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ.
روى عنه سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَالأَعْمَشُ- وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ- وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : لَقِيَ ابْنَ عُمَرَ وَجَابِرًا.
وَرَوَى أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى الْحَسَنِ عَشْرَ سِنِينَ.
بَقِيَ الرَّبِيعُ إِلَى سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَرَوَى كَثِيرًا مِنَ التَّفْسِيرِ وَالْمَقَاطِيعِ.
الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ [2] ، الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ أَخُو جَامِعٍ.
كَانَ قَانِتًا خَاشِعًا ذَاكِرًا لِلآخِرَةِ. فَعَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ قَالَ: كَانَ كَأَنَّهُ مَخْمُورٌ مِنْ غَيْرِ شَرَابٍ.
قُلْتُ: مَا رَوَى هذا شيئا.
ربيعة الرائي [3]- ع- هُوَ أَبُو عُثْمَانَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرحمن فروخ التيمي الْفَقِيهُ الْعَلَمُ مَوْلَى آلِ الْمُنْكَدِرِ مُفْتِي أَهْلِ المدينة وشيخهم.
__________
[1] طبقات ابن سعد 7/ 380.
[2] الجرح 3/ 461. التاريخ الكبير 3/ 273. المعرفة والتاريخ 2/ 714 و 3/ 101.
[3] الجرح 3/ 475، طبقات الفقهاء 65، تهذيب التهذيب 3/ 258، التقريب 1/ 247، الخلاصة 116. التاريخ لابن معين 2/ 163 رقم 700 و 957 و 4411. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . تاريخ أبي زرعة 1/ 147.(8/417)
روى عن أَنَسٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَحَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَطَائِفَةٍ.
وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ومالك وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ وَشُعْبَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَأَبُو ضَمْرَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ رَبِيعَةُ صَاحِبَ الْفُتْيَا بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ وُجُوهُ النَّاسِ وَيَحْضُرُ مَجْلِسَهُ أَرْبَعُونَ مُعْتَمًّا وَعَلَيْهِ تَفَقَّهَ مَالِكٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ رَبِيعَةُ ثِقَةً وَكَانُوا يَتَّقُونَهُ لِلرَّأْيِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ رَبِيُعةُ حَافِظًا لِلْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ أَقْدَمَهُ السَّفَّاحُ الأَنْبَارَ لِيُوَلِّيَهُ الْقَضَاءَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الدينَوَريّ صَاحِبُ (الْمُجَالَسَةِ) وقد تكلّم فيه: ثنا يحيى ابن أَبِي طَالِبٍ ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَشْيَخَةُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّ فَرُّوخًا وَالِدُ رَبِيعَةَ خَرَجَ فِي الْبُعُوثِ إِلَى خُرَاسَانَ أَيَّامَ بَنِي أُمَيَّةَ غَازِيًا وَرَبِيعَةُ حَمْلٌ فَخَلَفَ عِنْدَ الزَّوْجَةِ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَنَزَلَ عَنْ فرسه ثم دفع الباب برمحه فخرج ربيعة فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَتَهْجُمْ عَلَى مَنْزِلِي! وَقَالَ فَرُّوخُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَنْتَ رَجُلٌ دَخَلْتَ عَلَى حُرْمَتِي، فَتَوَاثَبَا وَاجْتَمَعَ الْجِيرَانُ وَجَعَلَ رَبِيَعَةَ يَقُولُ: لا وَاللَّهِ لا فَارَقْتُكَ إِلَى السُّلْطَانِ، وَجَعَلَ فَرُّوخُ يَقُولُ كَذَلِكَ وَكَثُرَ الضَّجِيجُ فَلَمَّا بَصَرُوا بِمَالِكٍ سَكَتَ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَقَالَ مَالِكٌ: أَيُّهَا الشَّيْخُ لَكَ سِعَةٌ فِي غَيْرِ هَذِهِ الدَّارُ، فَقَالَ: هِيَ دَارِي وَأَنَا فَرُّوخُ مَوْلَى بَنِي فُلانَ، فَسَمِعَتِ امْرَأَتُهُ كَلامَهُ فَخَرَجَتْ وَقَالَتْ: هَذَا زَوْجِي وَقَالَتْ لَهُ: هَذَا ابْنُكَ الَّذِي خَلَّفْتَهُ وَأَنَا حَامِلٌ، فَاعْتَنَقَا جَمِيعًا وَبَكَيَا وَدَخَلَ فَرُّوخُ الْمَنْزِلَ وَقَالَ: هَذَا ابْنِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخْرِجِي الْمَالَ وَهَذِهِ أَرْبَعَةُ(8/418)
آلافِ دِينَارٍ مَعِي، قَالَتْ: إِنِّي قَدْ دَفَنْتُهُ وَسَأُخْرِجُهُ. وَخَرَجَ رَبِيعَةُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَلَسَ فِي حَلْقَتِهِ وَأَتَاهُ مَالِكٌ وَالْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ أَبِي عَلِيٍّ اللَّهَبِيُّ وَالأَشْرَافُ فَأَحْدَقُوا بِهِ فَقَالَتِ امْرَأَةُ فَرُّوخَ: اخْرُجْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلِّ فِيهِ، فَنَظَرَ إِلَى حَلْقَةٍ وَافِرَةٍ فَأَتَى فَوَقَفَ فَفَرَجُوا لَهُ قَلِيلا وَنَكَسَ رَبِيعَةُ يُوهِمُ أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ، وَعَلَيْهِ طَوِيلَةٌ فَشَكَّ فِيهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَبِيعَةُ. فَرَجَعَ وَقَالَ لِوَالِدَتِهِ: لَقَدْ رَأَيْتُ وَلَدَكِ فِي حَالَةٍ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ عَلَيْهَا، قَالَتْ: فَأَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ ثَلاثُونَ أَلْفَ دِينَارٍ أَوْ هَذَا الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنَ الْجَاهِ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ إِلا هَذَا، قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ أَنْفَقْتُ الْمَالَ كُلَّهُ عَلَيْهِ، قال:
فو الله مَا ضَيَّعْتِيهِ.
قُلْتُ: حِكَايَةٌ مُعْجِبَةٌ لَكِنَّهَا مَكْذُوبَةٌ لِوُجُوهٍ:
مِنْهَا أَنَّ رَبِيعَةَ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَلَقَةٌ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً بَلْ كَانَ ذَلِكَ الْوَقْتُ شُيُوخَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ الْقَاسِمِ وَسَالِمٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ.
الثَّانِي: أَنَّهُ لَمَّا كَانَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً كَانَ مَالِكُ فَطِيمًا أَوْ لَمْ يُولَدْ بَعْدُ.
الثَّالِثُ: أَنَّ الطُّوَيْلَةَ لَمْ تَكُنْ خَرَجَتْ لِلنَّاسِ وَإِنَّمَا أَخْرَجَهَا الْمَنْصُورُ فَمَا أَظُنُّ رَبِيَعَةَ لَبِسَهَا وَإِنْ كَانَ قَدْ لَبِسَهَا فَيَكُونُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً لا شَابًّا.
الرَّابِعُ: كَانَ يَكْفِيهِ فِي السَّبْعِ وَالْعِشْرِينَ سَنَةً أَلْفَ دِينَارٍ أَوْ أَكْثَرَ، ثُمَّ قَدْ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَكَثَ رَبِيعَةُ دَهْرًا طَوِيلا يُصَلِّي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ثُمَّ نَزَعَ عَنْ ذَلِكَ إِلَى أَنْ جَالَسَ الْعُلَمَاءَ فَجَالَسَ الْقَاسِمَ فَنَطَقَ بِلُبٍّ وَعَقْلٍ فَكَانَ الْقَاسِمُ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ: سَلُوا هَذَا- لِرَبِيعَةَ- وَصَارَ رَبِيعَةُ إِلَى فِقْهٍ وَفَضْلٍ وَعَفَافٍ وَمَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ أَسْخَى مِنْهُ.(8/419)
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَحْيَى ابْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا فَإِذَا طَلَعَ رَبِيعَةُ قَطَعَ يَحْيَى حَدِيثَهُ إِجْلالا لَهُ وَإِعْظَامًا.
وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: مَا رَأَيْتُ أَفْطَنَ مِنْ رَبِيعَةَ، وَقَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: رَبِيعَةُ صَاحِبُ مُعْضِلاتُنَا وَعَالِمُنَا وَأَفْضَلُنَا.
وَقَالَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَاضِي الْبَصْرَةِ: مَا رَأَيْتُ قَطُّ مِثْلَ رَبِيعَةَ قُلْتُ: وَلا الْحَسَنَ وَلا ابْنَ سِيرِينَ.
وَقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ الزُّهْرِيُّ الْمَدِينَةَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَبِيعَةَ وَدَخَلا الْمَنْزِلَ فَمَا خَرَجَا إِلَى الْعَصْرِ، وَخَرَجَ ابْنُ شِهَابٍ وَهُوَ يَقُولُ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ بِالْمَدِينَةِ مِثْلَ رَبِيعَةَ وَخَرَجَ رَبِيعَةُ وَهُوَ يَقُولُ نَحْوَ ذَلِكَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى مَالِكٍ: ثُمَّ اخْتَلَفَ الَّذِينَ كَانُوا بَعْدَهُمْ وَحَضَرْنَاهُمْ بِالْمَدِينَةِ وَغَيْرِهَا وَرَأْسُهُمْ فِي الْفُتْيَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ شِهَابٍ وَرَبِيعَةَ فَكَانَ مِنْ خِلافِ رَبِيعَةَ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ لِبَعْضِ مَا مَضَى وَحَضَرْتُ وَسَمِعْتُ قَوْلَكَ فِيهِ وَقَوْلَ ذِي السِّنِّ مِنْ أَهْلِ المدينة يحيى ابن سَعِيدٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَكَثِيرِ بْنِ فَرْقَدٍ حَتَّى اضْطَرَّكَ مَا كَرِهْتَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى فِرَاقِ مَجْلِسِهِ وَذَاكَرْتُكَ أَنْتَ وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بَعْضَ مَا تَعِيبُ عَلَى رَبِيعَةَ وَكُنْتُمَا مُوَافِقِينَ فِيمَا أَنْكَرْتُ تَكْرَهَانِ مِنْهُ مَا أَكْرَهُ وَمَعَ ذَلِكَ بِحَمْدِ اللَّهِ عِنْدَ رَبِيعَةَ أَثَرٌ كَثِيرٌ وَعَقْلٌ أَصِيلٌ وَلِسَانٌ بَلِيغٌ وَفَضْلٌ مُسْتَبِينٌ وَطَرِيقَةٌ حَسَنَةٌ فِي الإِسْلامِ وَمَوَدَّةٌ صَادِقَةٌ لِإِخْوَانِهِ فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ وَجَزَاهُ بِأَحْسَنِ عَمَلِهِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ثنا عَنْبَسَةُ عَنْ يُونُسَ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا حَنِيفَةَ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ فَكَانَ مَجْهُودُ أَبِي حَنِيفَةَ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَقُولُ رَبِيعَةَ.
وَرَوَى مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ أَنَّ رَجُلا سَأَلَهُ عَنْ بَوْلِ الْحِمَارِ فَقَالَ ابْنُ هُرْمُزٍ: نَجِسٌ قَالَ: فَإِنَّ رَبِيعَةَ لا يَرَى بِهِ بَأْسًا،(8/420)
قَالَ: لا عَلَيْكَ أَنْ لا تَذْكُرَ مَسَاوِئَ ربيعة فلربما تكلمنا في المسألة نخالفه فِيهَا ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَى قَوْلِهِ بَعْدَ سَنَةٍ.
قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: لا يَنْبَغِي أَنْ نَتْرُكَ الْعَمَائِمَ وَلَقَدِ اعْتَمَمَتُ وَمَا فِي وَجْهِي شَعْرَةٌ وَلَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ بِضْعَةٌ وَثَلاثِينَ مُعْتَمًّا.
قُلْتُ: وَرَبِيعَةُ مُجْمَعٌ عَلَى تَوْثِيقِهِ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ.
ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: لَمَّا جِئْتُ إِلَى الْعِرَاقِ جَاءَنِي أَهْلُهَا فَقَالُوا: حَدَّثَنَا عَنْ رَبِيعَةَ الرَّائِيِّ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ تَقُولُونَ هَذَا وَلا وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحْوَطَ لِسُنَّةٍ مِنْهُ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيعَةُ أَعْجَلَ شَيْءٍ فُتْيَا وَأَعْجَلَ جَوَابًا وَكَانَ يَقُولُ:
مَثَلُ الَّذِي يَعْجَلُ بِالْفُتْيَا قَبْلَ أَنْ يَتَثَبَّتَ كَمَثَلِ الَّذِي يَأْخُذُ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ لا يَدْرِي مَا هُوَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: بَكَى رَبُيعَةُ يَوْمًا فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: رِيَاءٌ حَاضِرٌ وَشَهْوَةٌ خَفِيَّةٌ وَالنَّاسُ عِنْدَ عُلَمَائِهِمْ كَصِبْيَانٍ فِي حُجُورِ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أَمَرُوهُمُ ائْتَمَرُوا وَإِنْ نُهُوا انْتَهَوْا.
وَقَالَ ضَمْرَةُ عن رجاء بن جميل قَالَ: قَالَ رَبِيعَةُ: إِنِّي رَأَيْتُ الرَّأْيَ أَهْوَنَ عَلَى مَنْ تَبِعَهُ مِنَ الْحَدِيثِ قَالَ الأُوَيْسِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبيَعَةُ يَقُولُ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّ حَالِي لَيْسَتْ تُشْبِهُ حَالَكَ قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: أَنَا أَقُولُ بِرَأْيٍ مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ وَأَنْتَ تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلّم فيحفظ.
قال ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ أَخْبَرَنِي مُطَرِّفٌ عَنْ مَالِكٍ قَالَ:
قَالَ لِي رَبِيعَةُ: يَا مَالِكُ إِنِّي خَارِجٌ إِلَى الْعِرَاقِ وَلَسْتُ مُحَدِّثُهُمْ حَدِيثًا وَلا مُفْتِيهِمْ عَنْ مَسْأَلَةٍ، قَالَ مَالِكٌ: فَوَفَّى مَا حَدَّثَهُمْ وَلا أَفْتَاهُمْ.
وَقَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ رَبِيعَةَ أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى قَوْمٍ نُفَاةٍ لِلْقَدَرِ فَقَالَ مَا معناه:(8/421)
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَلَمَا فِي أَيْدِيكُمْ أَعْظَمُ مِمَّا فِي يَدِي رَبِّكُمْ إِنْ كَانَ الْخَيْر وَالشَّرُّ بِأَيْدِيكُمْ.
قَالَ وَقَفَ غَيْلانُ عَلَى رَبِيعَةَ وَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُعْصَى؟ فَقَالَ: وَيْلُكَ يَا غَيْلانُ أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يُعْصَى قَسْرًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قِيلَ لِرَبِيعَةَ (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) 20: 5 [1] كَيْفَ اسْتَوَى؟ فَقَالَ: الاسْتِوَاءُ مِنْهُ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَعَلَيْنَا وَعَلَيْكَ التَّسْلِيمُ.
هَذِهِ رِوَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ وَالظَّاهِرُ سُقُوطُ شَيْءٍ وَإِنَّمَا الْمَحْفُوظُ عَنْهُ بِإِسْنَادَيْنِ أَنَّهُ أَجَابَ فَقَالَ: الاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَمِنَ اللَّهِ الرِّسَالَةُ وَعَلَى الرَّسُولِ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا التَّصْدِيقُ، وَمِثْلُهُ مَشْهُورٌ عَنْ مَالِكٍ وَغَيْرُهُ.
وَصَحَّ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: الْعِلْمُ وَسِيلَةٌ إِلَى كُلِّ فَضِيلَةٍ.
وَقَالَ مَالِكٌ: قَدِمَ رَبِيعَةُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنيِنَ فَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ آلافِ دِرْهَمٍ يَشْتَرِي بِهَا جَارِيَةً فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا. وَعَنِ ابْنِ وَهْبٍ أَنَّ رَبِيعَةَ أَنْفَقَ عَلَى إِخْوَانِهِ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ثُمَّ جَعَلَ يَسْأَلُ إِخْوَانِهِ فِي إِخْوَانِهِ.
وَقَالَ عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ: قَالَ رَبِيعَةُ: الْمُرُوءَةُ سِتُّ خِصَالٍ:
ثَلاثَةٌ فِي الْحَضَرِ: تِلاوَةُ الْقُرْآنِ وَعِمَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَاتِّخَاذُ الإِخْوَانِ فِي اللَّهِ، وَثَلاثَةٌ فِي السَّفَرِ: بَذْلُ الزَّادِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَالْمِزَاحِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ النَّاسِ مُعْتَدِلا مُسْتَقِيمًا حَتَّى ظَهَرَ الْبَتِّيُّ بِالْبَصْرَةِ وَرَبِيعَةُ بِالْمَدِينَةِ وَآخَرُ بِالْكُوفَةِ فَوَجَدْنَاهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ سَبَايَا الأُمَمِ، فذكر هشام
__________
[1] قرآن كريم- سورة طه- الآية 5.(8/422)
ابن عُرْوَةَ بِإِسْنَادٍ لَهُمْ يَضْبِطُهُ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلا مُسْتَقِيمًا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ أَبْنَاءُ سَبَايَا الأُمَمِ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ وَزِيرٍ ثنا الشَّافِعِيُّ ثنا سُفْيَانُ قَالَ:
كُنَّا إِذَا رَأَيْنَا رَجُلا مِنْ طَلَبَةِ الْحَدِيثِ يَغْشَى أَحَدَ ثَلاثَةٍ ضَحِكْنَا مِنْهُ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لا يُتْقِنُونَ الْحَدِيثَ وَلا يَحْفَظُونَهُ: رَبِيعَةُ الرَّائِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ الْحِزَامِيُّ: نا مُطَرِّفٌ عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن هُرْمُزٍ: قَالَ رَأَيْتُ رَبِيعَةَ جُلِدَ وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ فَنَبَتَتْ لِحْيَتُهُ مُخْتَلِفَةً شِقٌّ أَطْوَلُ مِنَ الآخَرِ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عُثْمَانَ لَوْ سَوَّيْتَهُ، قَالَ: لا حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ مَعَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحِزَامِيُّ: فَكَانَ سَبَبُ جَلْدِهِ سِعَايَةَ أَبِي الزِّنَادِ سَعَى بِهِ فَوَلِيَ بَعْدَ فُلانٍ التَّيْمِيِّ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ فَأَدْخَلَهُ بَيْتًا وَطَيَّنَ عَلَيْهِ لِيَقْتُلَهُ جُوعًا فَبَلَغَ ذَلِكَ رَبِيَعَةَ فَجَاءَ إِلَى الْوَالِي وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ وَاسْتَطْلَقَهُ وَقَالَ: سأحاكمه إِلَى اللَّهِ.
قَالَ مُطَرِّفٌ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: ذَهَبَتْ حَلاوَةُ الْفِقْهِ مُنْذُ مَاتَ رَبِيعَةَ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيعَةُ يَتَحَدَّثَ كَثِيرًا وَيَقُولُ: السَّاكِتُ بَيْنَ النَّائِمِ وَالأَخْرَسِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ يَوْمًا وَطَوَّلَ فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ مَا الْبَلاغَةُ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: الإِيَجازُ وَإِصَابَةُ الْمَعْنَى، قَال: فَمَا الْعِيُّ؟ قَالَ: مَا أَنْتَ فِيهِ، فَخَجِلَ رَبِيعَةُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَاتَ رَبِيعَةُ بِالأَنْبَارِ فِي مَدِينَةِ السَّفَّاحِ وَكَانَ جَاءَ بِهِ لِلقْضَاءِ.
قَالَ خَلِيفَةُ [1] وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ الله.
__________
[1] تاريخ خليفة 415.(8/423)
رقبة بن مصقلة [1]- خ م د ت ن- أبو عبد الله العبديّ الكوفي.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَنْ عَطَاءٍ وَطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ [2] وَغَيْرِهِمْ.
وعنه رَفِيقُهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً مُفَوَّهًا يُعَدُّ مِنْ رِجَالاتِ الْعَرَبِ.
رُكَيْنُ بن الربيع بن عميلة الفزاري [3]- م 4- أبو الربيع الكوفي.
عَنْ أَبِيهِ وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ- إِنْ صَحَّ- وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَنُعَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه زَائِدَةُ وَشُعْبَةُ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَمُعْتَمِرُ بْن سليمان وعبيدة ابن حميد.
وثّقه النسائي.
__________
[1] المشاهير 167. الجرح 3/ 522. تاريخ أبي زرعة 1/ 506. المعرفة والتاريخ 2/ 676.
[2] مهمل في الأصل، وهو مشهور.
[3] المشاهير 106، الجرح 3/ 513. التاريخ الكبير 3/ 330. تاريخ أبي زرعة 1/ 496. التاريخ لابن معين 2/ 167 رقم 2663. المعرفة والتاريخ 1/ 537.(8/424)
[حرف الزيِن]
زَبَّانُ [1] بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ. أَخُو أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ، كَانَ أَحَدَ فِرْسَانِ مِصْرَ الْمَذْكُورِينَ.
روى عن أَخِيهِ وَأَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَام.
وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَاللَّيْثُ والدراوَرْديّ وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ أَحَدُ مَنْ فَرَّ مِنَ الْمُسَوِّدَةِ تَقَنْطَرَ بِهِ فَرَسُهُ لَيْلَةَ قَتَلُوا مَرْوَانَ بِبُوصِيرَ فَسَقَطَ فَذَبَحُوهُ وَذَلِكَ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
الزُّبَيْرُ بن عديّ الهمدانيّ اليامي [2]- ع- أبو عديّ الكوفي.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَالْحَارِثِ الأَعْوَرِ وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ.
وعنه مِسْعَرٌ وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَبِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَكَانَ فاضلا صاحب سنّة ولي قضاء الريّ.
__________
[1] الجرح 3/ 616. التاريخ الكبير 3/ 444. تهذيب ابن عساكر 5/ 353. الوافي بالوفيات 14/ 169 رقم 234.
[2] المشاهير 126. الجرح 3/ 579. التاريخ الكبير 3/ 410. ميزان الاعتدال 2/ 68. التاريخ لابن معين 2/ 171 رقم 3727. المعرفة والتاريخ 3/ 87. الوافي بالوفيات 14/ 184 رقم 248. تهذيب التهذيب 3/ 317.(8/425)
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنْ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ مَعَ قُتَيْبَةَ بْن مُسْلِمٍ وَكَانَ يَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: اتَّقِ اللَّهَ لا تَقْتُلْ مَعَ قُتَيْبَةَ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
زُرْعَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ [1] .
عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وعنه عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُتِلَ زُرْعَةُ يَوْمَ دُخُولِ الْمُسَوِّدَةِ دِمَشْقَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
زَنْكَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُقَيْلِيُّ الرَّقِّيُّ [2] .
عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وعنه جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ وَأَبُو الْمُلَيْحِ الرَّقِّيَّانِ.
لَمْ يُضَعَّفْ.
زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [3] الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ أَبُو عُقَيْلٍ الْمَدَنِيُّ نَزِيلُ الإسكندرية.
__________
[1] الجرح 3/ 656، التاريخ الكبير 441. ميزان الاعتدال 2/ 70. تهذيب ابن عساكر 5/ 250.
التاريخ لابن معين 2/ 172 رقم 5126.
[2] تهذيب ابن عساكر 5/ 387.
[3] الجرح 3/ 615، تهذيب ابن عساكر 5/ 388، تهذيب التهذيب 3/ 341، التاريخ الكبير 3/ 443، الخلاصة 122. التقريب 1/ 263. التاريخ لابن معين 2/ 175 رقم 5180. تاريخ أبي زرعة 1/ 483. المعرفة والتاريخ 1/ 245.(8/426)
روى عن جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ وَسَعِيدُ بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ. وَآخِرُ مَنْ روى عنه رِشدِينُ بْنُ سَعْدٍ [1] .
وَكَانَ عَبْدًا صَالِحًا.
قَالَ الدَّارِمِيُّ: زَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ مِن الأَبْدَالِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لا بَأْسَ بِهِ. تُوُفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ: غَيْرُ ذَلِكَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَقَالَ: لِجَدِّهِ صُحْبَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَنْبَأَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ أَخْبَرَنِي زُهْرَةُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: أَيْنَ تَسْكُنْ؟ قَالَ: قُلْتُ: بِالْفُسْطَاطِ، قَالَ: أُفٍّ تَسْكُنُ الْخَبِيثَةَ الْمُنْتِنَةَ وَتَذَرُ الطَّيِّبَةُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ فَإِنَّكَ تُجْمَعُ بِهَا دُنْيَا وَآخِرَةَ طَيِّبَةُ الْمَوْطِأِ وَدِدْتُ أَنَّ قَبْرِي يَكُونُ بِهَا، وَرَوَى نَحْوًا مِنْهُ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ زُهْرَةَ.
زِيَادُ بْنُ بَيَانٍ الرَّقِّيُّ [3]- د ق-.
عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ.
وعنه أَبُو المليح الرقي وابن علية.
__________
[1] في الأصل «رشد بن سعد» .
[2] الجرح 3/ 615.
[3] الجرح 3/ 525، ميزان الاعتدال 2/ 87، تهذيب التهذيب 3/ 356، التاريخ الكبير 3/ 346، الخلاصة 124، التقريب 1/ 265.(8/427)
قَالَ النَّسَائِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ.
زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ الْمُزَنِيُّ الْبَصْرِيُّ [1]- د-.
عَنْ أَبِي نَعَامَةَ قَيْسِ بْنِ عَبَايَةَ وَعِكْرِمَةَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ.
وعنه شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ ومائة.
زيد بن أسلم [2]- ع- أبو عبد الله العدوي المدني مَوْلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ وَطَائِفَةٍ.
وعنه بَنُوهُ: أُسَامَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ عَجْلانَ وَمَالِكٌ وَيَعْمُرُ وَهَمَّامٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ وَالسُّفْيَانَانِ وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَهِشَامُ بُن سَعْدٍ والدراوَرْديّ وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بن قيس وخلق.
__________
[1] الجرح 3/ 545، تهذيب ابن عساكر 5/ 427، تهذيب التهذيب 3/ 383، التاريخ الكبير 3/ 371، الخلاصة 126. التقريب 1/ 270. المعرفة والتاريخ 1/ 608.
[2] المشاهير 80، تهذيب الأسماء 1/ 200، ميزان الاعتدال 2/ 98، الوافي 15/ 23، الجرح 3/ 555، تهذيب ابن عساكر 5/ 442، تهذيب التهذيب 3/ 395، التاريخ الكبير 3/ 387، الخلاصة 126، التقريب 272. التاريخ لابن معين 2/ 181 رقم 1013 و 1146. المعرفة والتاريخ 1/ 675.
تاريخ أبي زرعة 1/ 429. طبقات خليفة 263. التاريخ الصغير 2/ 32 و 40. حلية الأولياء 3/ 221. سير أعلام النبلاء 5/ 316 رقم 153. تذكرة الحفاظ 1/ 132. طبقات الحفاظ 53. شذرات الذهب 1/ 194.(8/428)
وَكَانَتْ لَهُ حَلَقَةٌ لِلْعِلْمِ بِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ وَرِوَايَتِهِ عَنْ عَائِشَةَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَأَحْسَبُ ذَلِكَ غَيْرَ مُتَّصِلٍ، وَكَانَ أَحَدُ مَنْ أَقْدَمَهُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ يَسْتَفْتِيهِمْ فِي الطَّلاقِ قَبْلَ النِّكَاحِ هَلْ يُعْتَبَرُ.
قَالَ مَالِكٌ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ: مَا هِبْتُ أَحَدًا هَيْبَتِي زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ.
قَالَ عَبَّاسُ الدُّورِيُّ: قَالَ لَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا مِنْ جَابِرٍ.
ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: جَدِّي أَسْلَمُ لَمَّا وُلِدَ لِي زَيْدٌ قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: مَا سَمَّيْتُ ابْنَكَ؟ قُلْتُ: زَيْدُ، قَالَ: بِأَيِّ الزَّيْدَيْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَمْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؟ قُلْتُ: زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَكَنَّيْتُهُ بِكُنْيَتِهِ، قَالَ: أَصَبْتَ وَكُنْيَتُهُ أَبُو أُسَامَةَ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ثِقَةٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سعد شيئا.
وقال جماعة عَنِ الْعَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِحَدِيثٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا أُسَامَةَ عَمَّنْ هَذَا؟ قَالَ: يَا بْنَ أَخِي مَا كُنَّا نُجَالِسُ السُّفَهَاءَ وَلا نَحْمِلُ عَنْهُمْ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: وَزَيْدٌ ثِقَةٌ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ عَالِمٌ بِتَفْسِيرِ الْعِرَاقِ لَهُ فِيهِ كِتَابٌ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُئِلَ أَكُنْتُمْ تَتَقَايَسُونُ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ قَالَ مَالِكٌ: فَأَمَّا مَجْلِسُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ هَذَا إِلا أَنْ يَكُونَ هُوَ يَبْتَدِئُ شَيْئًا يَذْكُرُهُ.
ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَبِي لَهُ جُلَسَاءُ فَرُبَّمَا أَرْسَلَنِي إِلَى الرَّجُلِ مِنْهُمْ فَيُقَبِّلُ رَأْسِي وَيَمْسَحُهُ وَيَقُولُ: وَاللَّهِ لأَبُوكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي وَاللَّهِ لَوْ خَيَّرَنيِ(8/429)
اللَّهُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ أَوْ بِهِمْ لاخْتَرْتُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِمْ وَيَبْقَى لِي زَيْدٌ.
وَقَالَ لِي أَبُو حَاتِمٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا فِي مَجْلِسِ أَبِيكَ أَرْبَعِينَ حَبْرًا فَقِيهًا أَدْنَى خَصْلَةً مِنَّا التواسي بما في أيدينا ما رئي فينا متماريين وَلا مُتَنَازِعِينَ فِي حَدِيثٍ لا يَنْفَعُ، وَكَانَ أَبُو حَازِمٍ يَقُولُ: لا يُرِينِي اللَّهُ يَوْمَ زَيْدٍ وَقَدِّمْنِي بَيْنَ يَدَيْ زَيْدٍ قَالَ فَأَتَاهُ نَعْيُ زَيْدٍ فَعَقَرَ فَمَا قَامَ وَلا شَهِدَهُ.
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَال يَعْقُوبُ بْنُ الأَشَجِّ:
اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ لَيْسَ مِنَ الْخَلْقِ أَحَدٌ آمَنُ عَلَيَّ مِنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ اللَّهمّ فَزِدْ فِيَّ مِنْ أَعْمَارِ النَّاسِ وَابْدَأْ بِي. فَرُبَّمَا قَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: أَرَأَيْتَ طَلَبْتَ حَيَاتِي لِي أَوْ لِنَفْسِكَ قَال: لِنَفْسِي قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ تَمُنُّ عَلَيَّ فِي شَيْءٍ طَلَبْتُهُ لِنَفْسِكَ.
يَعُقوُبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ: ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
وَاللَّهِ مَا قَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ كَمَا قَالَ اللَّهُ وَلا كَمَا قَالَتِ الْمَلائِكَةُ وَلا كَمَا قَالَ النَّبِيُّونَ وَلا أَهْلُ الْجَنَّةِ وَلا النَّارِ وَلا كَمَا قَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ، قَالَ اللَّهُ (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله) 76: 30 [1] وَقَالَتِ الْمَلائِكَةُ: (لا عِلْمَ لَنا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنا) 2: 32 [2] وَقَالَ شُعَيْبٌ:
(وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله رَبُّنا) 7: 89 [3] وَقَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ:
(وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا الله 7: 43) [4] وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ: (رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا) 23: 106 [5] وقال أخوهم إبليس: (فَبِما أَغْوَيْتَنِي) 7: 16 [6] .
وَرَوَى حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم قال: استغن باللَّه عمّن سواه
__________
[1] قرآن كريم- سورة الإنسان- الآية 30. والتكوير- الآية 29.
[2] قرآن كريم- سورة البقرة- الآية 32.
[3] قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية 90.
[4] قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية 43.
[5] قرآن كريم- سورة المؤمنون- الآية 106.
[6] قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية 16.(8/430)
وَلا يَكُونَنَّ أَحَدٌ أَغْنَى مِنْكَ باللَّه وَلا يَكُنْ أَحَدٌ أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنْكَ وَلا تُشْغِلَنَّكَ نِعَمُ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ عَنْ نِعْمَتِهِ عَلَيْكَ وَلا تُشْغِلَنَّكَ ذُنُوبُ الْعِبَادِ عَنْ ذُنُوبِكَ وَلا تُقَنِّطِ الْعِبَادَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَتَرْجُوهَا لِنَفْسِكَ.
ابْنَ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ ابْنُ زَيْدٍ يَقوُل: يَا بُنَيَّ لا تُعْجِبْكَ نَفْسَكَ وأنت لا تَشَاءُ أَنْ تَرَى مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مِنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ إِلا رَأَيْتَهُ.
وَقَالَ ابْنُ الطَّبَّاعِ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زيد قال: قدمت المدينة وَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ فِي زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَقُلْتُ. لعبيد الله: ما تقول في مولاكم؟ قَالَ: مَا نَعْلَمُ بِه بَأْسًا إِلا أَنَّهُ يُفَسِّرُ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ زَيْدُ يُحَدِّثُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ فَإِذَا سَكَتَ لا يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ وَكَانَ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ اتَّقِ اللَّهَ يُحِبُّكَ النَّاسُ وَإِنْ كَرِهُوا. وَكَانَ أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَنْظُرُ إِلَى زَيْدٍ فَأَذْكُرُ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ الْقُوَّةَ عَلَى عِبَادَتِكَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَجْلِسُ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَكَلِّمُوهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّمَا يَجْلِسُ الرَّجُلَ إِلَى مَنْ يَنْفَعُهُ فِي دِينِهِ.
قُلْتُ: مَنَاقِبُ زيد كثيرة، وتبارد ابْنُ عَدِيٍّ بِإِيرَادِهِ فِي كَامِلِهِ وَقَالَ:
هُوَ مِنَ الثِّقَاتِ مَا امْتَنَعَ أَحَدٌ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُ: مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين وَمِائَةٍ، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: سَنَةَ ثَلاثٍ.
زَيْدُ بْنُ الْحَوَارِيِّ [2]- 4- الْعَمِّيُّ الْبَصْرِيُّ أَبُو الْحَوَارِيِّ قَاضِي هراة،
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 387.
[2] الجرح 3/ 560، ميزان الاعتدال 2/ 102، تهذيب ابن عساكر 6/ 5، التاريخ الكبير 3/ 392، تهذيب التهذيب 3/ 407. المعرفة والتاريخ 2/ 107 و 127. التاريخ لابن معين 2/ 182 رقة 4702 و 3658.(8/431)
وَهُوَ مَوْلَى زِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ ابْنَاهُ عَبْدُ الرحيم وعبد الرَّحْمَنِ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَعَلَّ شُعْبَةَ لَمْ يَرْوِ عَنْ أَضْعَفَ مِنْهُ، ثُمَّ سَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ عِدَّةَ أَحَادِيثَ تُنْكَرُ.
وَقَالَ النسائي: ضعيف.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ: مُتَمَاسِكٌ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ لُقِّبَ بِالْعَمِّيِّ لِكَوْنِهِ كَانَ كُلَّمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ عَمِّي.
زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ الْجَزَرِيُّ [1] .
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَحَرَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حَرَامٍ.
وعنه مَعْمَرٌ وَالْمَسْعُودِيُّ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي الدُّنْيَا النَّصِيبِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَةُ أَحْمَدُ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ. وَلَيَّنَهُ بَعْضُهُمْ.
زَيْدُ بْنُ أبي عتاب [2] ، مولى أم حبيبة.
__________
[1] المشاهير 185، الجرح 3/ 563، ميزان الاعتدال 2/ 103، التاريخ الكبير 3/ 394.
[2] الجرح 3/ 571. التاريخ الكبير 3/ 401. المعرفة والتاريخ 2/ 306 و 197.(8/432)
أَرْسَلَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَمُعَاوِيَةَ وَروى عن أَبِي سَلَمَةَ وَأُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وعنه مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ [1] وَزِيَادُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُنْتَشِرِ وَنُوحُ ابْنُ أَبِي بِلالٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
زَيْدُ بْنُ واقد القرشي الدمشقيّ [2]- خ د ن ق- أبو عمرو.
روى عن بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَحَرَامِ بْنِ حَكِيمٍ وَكَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ.
وعنه صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّمِينُ وَيَحْيَى بْنُ حمزة وسويد ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخَشَنِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَمِيعٍ وَغَيْرُهُمْ.
رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ الرَّأْسَ الَّذِي يُقَالُ إِنَّهُ رَأْسُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ طَرِيًّا كَأَنَّمَا قُتِلَ السَّاعَةَ.
قَال أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ، وَقَدْ رُمِيَ بِالْقَدَرِ وَلَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٌ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وثلاثين ومائة.
__________
[1] بفتح الزاي وسكون الميم. (اللباب 2/ 74) .
[2] الجرح 3/ 574، المشاهير 179، الوافي 15/ 46، تهذيب ابن عساكر 6/ 38، ميزان الاعتدال 2/ 106، التاريخ الكبير 3/ 407، تهذيب التهذيب 3/ 426. المعرفة والتاريخ 2/ 290. تاريخ أبي زرعة 1/ 394. الوافي بالوفيات 15/ 46 رقم 56.
[3] الجرح 3/ 574.(8/433)
قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثنا صَدَقَةُ بْنُ خالد ثنا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا لَوْ رَأَوْا خِيَارَكُمْ لَقَالُوا: مَا لِهَؤُلاءِ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَلاقٍ، وَلَوْ رَأَوْا شِرَارَكُمْ لَقَالُوا:
مَا يُؤْمِنُ هَؤُلاءِ بِيَوْمِ الْحِسَابِ.(8/434)
[حَرْفُ السِّينِ]
سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أَبُو يُونُسَ الْكُوفِيُّ [1]- ت-.
رَأَى ابْنَ عَبَّاسٍ وَسَمِعَ أَبَا حَازِمٍ الأَشْجَعِيَّ وَالشَّعْبِيَّ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ وَمُنْذِرًا الثَّوْرِيَّ.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْفَلاسُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ مُفْرِطٌ فِي التَّشَيُّعِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ لِسَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ: أَنْتَ قَتَلْتَ عُثْمَانَ، فَجَزِعَ وَقَالَ: أَنَا! قَالَ: نَعَمْ لِأَنَّكَ تَرْضَى بِقَتْلِهِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ طَوِيلَ اللِّحْيَةِ أَحْمَقَهَا وَهُوَ يَقُولُ: لَبَّيْكَ قَاتِلُ نَعْتَلٍ لَبَّيْكَ مُهْلِكَ بَنِي أُمَيَّةَ. يَعْنِي بِقَوْلِهِ فِي الطَّوَافِ.
وَرَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ جَرِيرٍ أَنَّهُ رَآهُ يَطُوفُ وَيَقُولُ ذَلِكَ فَأَجَازَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ بِأَلْفِ دِينَارٍ.
قَالَ النسائي: ليس بثقة.
__________
[1] الجرح 4/ 180. ميزان الاعتدال 2/ 110. التاريخ الكبير 4/ 111. تهذيب التهذيب 3/ 433.
تاريخ أبي زرعة 1/ 588. التاريخ لابن معين 2/ 186 رقم 2309. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) .(8/435)
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عِيبَ عَلَيْهِ الْغُلُوُّ فِي التَّشَيُّعِ وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ الدَّارَانِيُّ [1] . قَاضِي دِمَشْقَ، وَلاهُ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عَلِيٍّ.
روى عن مُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ وَغَيْرِهِمَا.
وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ.
وَهُوَ مُقِلٌّ وَثَّقَهُ الْفَسَوِيُّ.
سَالِمُ بن عجلان [2]- خ د ن ق- أبو محمد الأموي مَوْلاهُمُ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ الأَفْطَسُ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَالزُّهْرِيِّ.
وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صَدُوقٌ مُرْجِئٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : قَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ سِتِّينَ حَدِيثًا.
سَدِيرُ بْنُ حَكيِمِ [5] بْنِ صُهَيْبٍ أَبُو الْفَضْلِ الصيرفي الكوفي.
__________
[1] الجرح 4/ 185. الوافي 15/ 85. تهذيب ابن عساكر 6/ 57. تاريخ أبي زرعة 1/ 203. المعرفة والتاريخ 2/ 478.
[2] التاريخ الكبير 4/ 117، الجرح 4/ 186، ميزان الاعتدال 2/ 112، الوافي 15/ 87، تهذيب التهذيب 3/ 441. التاريخ لابن معين 2/ 188 رقم 2876.
[3] الجرح 4/ 186.
[4] طبقات ابن سعد 7/ 481.
[5] الجرح 4/ 323. ميزان الاعتدال 2/ 116. التاريخ لابن معين 2/ 189 رقم 2665. المعرفة والتاريخ 3/ 74 و 110.(8/436)
عَنْ عُكْرِمَةَ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَهُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَوَلَدُهُ حَنَانُ بُنْ سَدِيرٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] صَالِحُ الْحَدِيثِ.
السَّرِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- ق- ابْنُ عَمِّ الشَّعْبِيِّ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ.
وعنه جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ.
سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ [3] .
قِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَسَيُعَادُ.
سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ [4]- 4- أَبُو حَفْصَ الأَسْلَمِيُّ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ أَبِي الْقَيْنِ وَسَفِينَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَعَبْدِ الرحمن وعبيد الله ومسلم ابن أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ.
وعنه الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ وَعَبْدُ الوارث التنوري وغيرهم.
وثّقه أبو داود.
__________
[1] الجرح 4/ 323.
[2] الجرح 4/ 282، ميزان 2/ 117، التاريخ الكبير 4/ 176، تهذيب التهذيب 3/ 459.
[3] المشاهير 136.
[4] المشاهير 97. الميزان 2/ 131، الجرح 4/ 10، التاريخ الكبير 3/ 462، تهذيب التهذيب 4/ 14.
المعرفة والتاريخ 2/ 128، التاريخ لابن معين 2/ 198 رقم 1483 و 3433. تاريخ أبي زرعة 1/ 457(8/437)
وَذَكَرَ حَشْرَجُ عَنْهُ أَنَّهُ لَقِيَ سَفِينَةَ فِي وِلايَةِ الْحَجَّاجِ بِبَطْنِ نَخْلَةٍ فَبَقِيَ عِنْدَهُ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ [1] الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ خَارِجَةَ.
وعنه الزُّهْرِيُّ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَعُقَيْلٌ وَمَالِكٌ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَمَاتَ كَهْلا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ عَنْ مَالِكٍ أَنَّ سَعِيدًا كَانَ فَاضِلا عَابِدًا أُرِيدَ عَلَى قَضَاءِ الْمَدِينَةِ وَأُكْرِهَ فَكَانَ أَوَّلُ مَا قَضَى بِهِ عَلَى الأَمِيرِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيِّ وَالِي الْمَدِينَةِ فَأَخْرَجَ مِنْ يَدِهِ مَالا عَظِيمًا لِلْفُقَرَاءِ فَقَسَّمَهُ، فَعُزِلَ عَبْدُ الْوَاحِدِ لِذَلِكَ فَقَالَ لِسَعِيدٍ أَصْحَابُهُ: قَضِيَّتُكَ هَذِهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ مَالٍ عَظِيمٍ لَوْ تَصَدَّقَتْ بِهِ.
سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ [2] ، الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود.
وعنه يونس بن أبي إسحاق وَالْمَسْعُودِيُّ وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: صَدُوقٌ.
سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ [3] . وَمِنْهُمْ مَنْ يسمّيه سعدا.
سمع القاسم بن محمد.
__________
[1] الجرح 4/ 25، المشاهير 629، تهذيب التهذيب 4/ 242، التاريخ الكبير 3/ 481.
[2] الجرح 4/ 49، تهذيب ابن عساكر 6/ 166، التاريخ الكبير 3/ 500.
[3] المشاهير 128، التاريخ الكبير 3/ 499.(8/438)
وعنه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمَالِكٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ اللَّيْثِيُّ [2]- ع- مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ أَبُو الْعَلاءِ. أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ.
عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ وَنُعَيْمٍ الْمُجَمِّرِ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَالْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ وَقَتَادَةَ وَنَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ. وَأَرْسَلَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِ.
وعنه خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَعُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَإِنَّمَا أَكْثَرَ اللَّيْثُ عَنْ خَالِدٍ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنِ يُونُسَ: وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
سعيد بن يزيد بن مسلمة [4]- ع- أبو مسلمة الطاحي البصري القصير.
__________
[1] الجرح 4/ 50.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 203، المشاهير 190، ميزان الاعتدال 2/ 162، الوافي 15/ 269. تهذيب التهذيب 4/ 94، التاريخ الكبير 3/ 519، الجرح 4/ 71، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) .
التهذيب 4/ 100، التاريخ لابن معين 2/ 209 رقم 3594.
[3] الجرح 4/ 71.
[4] طبقات ابن سعد 7/ 21، الجرح 4/ 73، الوافي 15/ 273، التاريخ الكبير 3/ 520، تهذيب التهذيب 4/ 100.(8/439)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَمُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ وأخيه يزيد بن الشخير وعبد العزيز ابن أُسَيْدٍ وَأَبِي قِلابَةَ الْجَرْمِيِّ [1] وَأَبِي نَضْرَةَ [2] وَغَيْرِهِمْ.
وعنه شُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَغَسَّانُ بْنُ مُضَرَ [3] وَآخَرُونَ.
وثّقه النسائي.
سعيد [4] بن يزيد الأحمسي [5]- ن- الكوفي.
عَنِ الشَّعْبِيِّ.
وعنه وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ.
فِي طَبَقَةِ الأَوْزَاعِيِّ.
وَكَذَا سَعِيدُ بن يزيد القتباني [6]- م د ت ن- الحميري الإسكندراني أبو شجاع.
عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ وَخَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ.
وعنه اللَّيْثُ وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَآخَرُونَ.
مات سنة أربع وخمسين، سيأتي.
__________
[1] بفتح الجيم وسكون الراء. (اللباب 1/ 273) .
[2] مهملة في الأصل.
[3] في الأصل «مصر» .
[4] الجرح 4/ 74.
[5] في الأصل «الأخمسي» . والتصحيح من اللباب 1/ 32.
[6] الجرح 4/ 73.(8/440)
سلمة بن دينار [1]- ع- أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ الْمَدَنِيُّ التَّمَّارُ الْقَاصُّ الزَّاهِدُ، أَحَدُ الأَعْلامِ وَشَيْخُ الإِسْلامِ.
سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَالنُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَبَا صَالِحٍ السَّمَّانَ وَأَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيَّ وَأَبَا سَلَمَةَ وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ وَخَلْقًا.
وعنه الزُّهْرِيُّ وَمَعْمَرٌ وَمَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَالْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَابْنُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ وَأَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَبُو حَازِمٍ فَارِسِيُّ الأَصْلِ وَهُوَ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ، وَأُمُّهُ رُومِيَّةٌ وَكَانَ أَشْقَرَ أَحْوَلَ أَفْزَرَ الشَّفَةِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : هُوَ مَوْلَى الأسود بْنِ سُفْيَانَ الْمَخْزُومِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: أَبُو حَازِمٍ ثِقَةٌ لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مِثْلُهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا الْحِكْمَةُ أَقْرَبُ إِلَى فِيهِ مِنْ أَبِي حَازِمٍ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنِّي لأَعِظُ وَمَا أَرَى مَوْضِعًا مَا أُرِيدُ إِلا نَفْسِي، وَقَالَ قُتَيْبَةُ: ثنا يَعْقُوبُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: انْظُرِ الَّذِي تُحِبُّهُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي الآخِرَةِ فَقَدِّمْهُ الْيَوْمَ وَالَّذِي تَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فَاتْرُكْهُ الْيَوْمَ.
وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: نَحْنُ لا نُرِيدُ أَنْ نَمُوتَ حَتَّى نَتُوبَ وَنَحْنُ لا نَتُوبُ حتى نموت.
__________
[1] الجرح 4/ 159، القصّاص 58. تهذيب ابن عساكر 6/ 218، الوافي 15/ 319، التاريخ لابن معين 2/ 224 رقم 905 و 1065 و 1070 و 1184، تاريخ أبي زرعة 1/ 441، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) .
[2] التاريخ الكبير 4/ 78.(8/441)
وعنه قَالَ: مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ ضَلَّ وَمَنِ اسْتَغْنَى بِعَقْلِهِ زَلَّ.
وَعَنْهُ قَالَ: اخْفِ حَسَنَاتِكَ كَمَا تُخْفِي سَيِّئَاتِكَ وَلا تَكُنْ مُعْجَبًا بِعَمَلِكَ فَلا تَدْرِي شَقِيٌّ أَنْتَ أَمْ سَعِيدٌ.
وَعَنْهُ قَالَ: النَّظَرُ فِي الْعَوَاقِبِ تَلْقِيحُ الْعُقُولِ.
وَقَالَ لَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدُ الْمَلِكِ لَمَّا وَعَظَهُ: مَا النَّجَاةُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ:
يَسِيرٌ لا تَأْخُذَنَّ شَيْئًا إِلا مِنْ حِلِّهِ وَلا تَضَعَهُ إِلا فِي حَقِّهِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: كُلُّ عَمَلٍ تَكْرَهُ الْمَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ فَاتْرُكْهُ ثُمَّ لا يَضُرُّكَ مَتَى مُتَّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ: ثنا أَبُو حَازِمٍ قَالَ: لا يُحْسِنُ عَبْدٌ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِلا أَحْسَنَ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعِبَادِ وَلا يَعْوَرُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِلا أَعْوَرَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعِبَادِ، وَلَمُصَانَعَةُ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَيْسَرُ مِنْ مُصَانَعَةِ الْوُجُوهِ كُلِّهَا، إِنَّكَ إِذَا صَانَعْتَهُ مَالَتِ الْوُجُوهُ كُلُّهَا إِلَيْكَ وَإِذَا اسْتَفْسَدْتَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ شَنَئَتْكَ [1] الْوُجُوهُ كُلُّهَا.
وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: مَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا لَمْ يَفْرَحْ فِيهَا بِرَخَاءٍ وَلَمْ يَحْزَنْ عَلَى بَلْوَى.
وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السِّيِّئَةَ مَا عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعُ لَهُ مِنْهَا وَكَذَا فِي الحسنة [2] .
__________
[1] في صفة الصفوة «شنفتك» . وفي القاموس: شنف له: أبغضه، والشانف: المعرض.
[2] كذا في الأصل، وفي (صفة الصفوة) : إن العبد ليعمل الحسنة تسره حين يعملها وما خلق الله من سيئة هي عليه أضر منها ليعمل السيئة ثم تسوؤه حين يعملها وما خلق الله عز وجل من حسنة أنفع له منها. وذلك أن العبد حين يعمل الحسنة يتجبر فيها ويرى أن له فضلا على غيره ولعل الله يحبطها ويحبط معها عملا كثيرا. وإن العبد ليعمل السيئة تسوؤه ولعل الله يحدث له فيها وجلا فيلقى الله وإن خوفها لفي جوفه باق.(8/442)
وَعَنْهُ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ يُتَابِعُ عَلَيْكَ نِعَمَهُ وَأَنْتَ تَعْصِيهِ فَاحْذَرْهُ، وَإِذَا أَحْبَبْتَ أَخًا فِي اللَّهِ فَأَقِلَّ مُخَالَطَتِهِ فِي دُنْيَاهُ.
تُوُفِّيَ أَبُو حَازِمٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. أَرَّخَهُ الْمَدَائِنِيُّ وابن سعد [1] .
سلمة بن تمام [2]- ن- أبو عبد الله الشقريّ الكوفي.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بالقويّ.
سلمة بن علقمة [4]- سوى ت- أبو بشر التميمي البصري.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَنَافِعٍ.
وعنه يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ ثِقَةٌ مُقِلٌّ.
سَلْمُ بْنُ أَبِي الذيال البصري [5]- م د-.
__________
[1] طبقات ابن سعد 5/ 424.
[2] ميزان الاعتدال 2/ 188، التاريخ الكبير 4/ 79، التاريخ لابن معين 2/ 224 رقم 3498، المعرفة والتاريخ 2/ 275 و 3/ 231.
[3] الجرح 4/ 157.
[4] التاريخ الكبير 4/ 82، الجرح 4/ 167.
[5] التاريخ الكبير 4/ 159، تهذيب التهذيب 4/ 129، الجرح 4/ 265، التاريخ لابن معين 2/ 222 رقم 417 و 3470 و 4589.(8/443)
عَنِ الْحَسَنِ وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَقَّهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ.
سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ [1] ، أَبُو خَيْثَمَةَ الْعَذَرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَأَنَسٍ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ.
وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ.
وَكَنّاهُ مُسْلِمٌ وَلَمْ يضعّفه أحد.
سليمان بن داود الخولانيّ [2]- ن- الدارانيّ أبو داود.
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى وَأَبِي قِلابَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ وَالزُّهْرِيِّ.
وعنه هِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَالْوَضِينُ بن عطاء وصدقة السمين ويحيى بن حمزة.
رَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ وَالنَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ حَدِيثَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ حَدِيثَ الصَّدَقَاتِ الطَّوِيلَ.
وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ ثقة مأمون.
__________
[1] ميزان الاعتدال 2/ 200، تهذيب ابن عساكر 6/ 250، التاريخ الكبير 4/ 8، الجرح 4/ 106.
[2] المشاهير 184، ميزان الاعتدال 2/ 200، تهذيب ابن عساكر 6/ 275، تهذيب التهذيب 4/ 189، التاريخ الكبير 4/ 10، التاريخ لابن معين 2/ 229 رقم 3440، المعرفة والتاريخ 1/ 587 و 588.
تاريخ أبي زرعة 1/ 359 و 502.(8/444)
وقال أبو حاتم [1] : لا بأس به.
وقال يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [2] : لا أعْلَمُ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ التي وردت كتابا أصح منه كِتَابَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعُونَ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: الصَّوَابُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ.
وَقَالَ دُحَيْمٌ: نَظَرْتُ فِي أَصْلِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فَإِذَا هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ.
وَرَوَى الْحَدِيثُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلالٍ [3] عَنْ يَحْيَى بْنِ حمزة عن سليمان ابن أَرْقَمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا وَهْمٌ مِنَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ أَشْبَهُ وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: فَلاحَ أَنَّ الْخَوْلانِيَّ لا رِوَايَةَ لَهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي (تَارِيخِ دَارَيَّا) : كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ حَاجِبًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ مُقَدَّمًا عِنْدَهُ لَهُ ذُرِّيَةٌ بِدَارَيَا إِلَى الْيَوْمَ. وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهِ الْحَافِظُ: نَظَرْتُ فِي أَصْلِ كِتَابِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فَإِذَا هُوَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ.
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ [4] ، أبو الربيع السبئي مولاهم المصري الزاهد.
__________
[1] الجرح 4/ 110.
[2] المعرفة والتاريخ 1/ 331 و 379.
[3] في الأصل «عن بلال» .
[4] التاريخ الكبير 4/ 14، الجرح 4/ 118.(8/445)
روى عنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ فَاضِلا وَكَانَ قَوْمُهُ سَبَأُ إِذَا نَزَلَ لَهُمْ مُعْضِلَةٌ فَزِعَوا إِلَيْهِ فِيهَا لِفَضْلِهِ فِيهِمْ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا مِنْ شُيُوخِهِ.
سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ الْخُزَاعِيُّ الْمَرْوَزِيُّ [1] .
أَحَدُ نُقَبَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ الأَثْنَى عَشَرَ، لَهُ ذِكْرٌ وَأَثَرٌ كَبِيرٌ فِي السَّعْيِ لِقِيَامِ دَوْلَةِ الْعَبَّاسِيِّينَ، قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ خَوْفًا مِنْهُ.
سليمان بْنُ مُوسَى الأَشْدَقُ [2] . مَرَّ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ [3] .
أَخَذَ عَنْ عَطَاءٍ وَغَيْرِهِ.
وَوَلِيَ غَزْوَ الرُّومِ فَلَمَّا بُويِعَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ حَبَسَهُ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ يَزِيدُ النَّاقِصُ وَصَيَّرَهُ مِنْ أُمَرَائِهِ فَلَمَّا وَلِيَ مَرْوَانُ هَرَبَ مِنْهُ ثُمَّ أَمَّنَهُ ثُمَّ خَلَعَ مَرْوَانُ وَطَمِعَ فِي الْخِلافَةِ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَكَادَ أَنْ يَمْلُكَ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 6/ 285.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 163، التاريخ الكبير 4/ 38، الجرح 3/ 141، الوافي 15/ 436، تاريخ أبي زرعة 1/ 249، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، طبقات خليفة 312، حلية الأولياء 6/ 87، سير أعلام النبلاء 5/ 433 رقم 193، ميزان الاعتدال 2/ 425، تهذيب التهذيب 4/ 226، خلاصة تذهيب الكمال 155، تهذيب ابن عساكر 6/ 286، شذرات الذهب 1/ 156.
معجم بني أمية 69، تاريخ أبي زرعة 1/ 614، المعرفة والتاريخ 2/ 19.
[3] الوافي 15/ 439، تهذيب ابن عساكر 6/ 288، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 7/ 325 ب، معجم بني أمية 69.(8/446)
فَبَعَثَ مَرْوَانُ جَيْشَهُ فَهَزَمُوهُ وَتَحَصَّنَ بِحِمْصَ فَسَارَ إِلَيْهِ مَرْوَانُ بِنَفْسِهِ فَهَرَبَ وَلَحِقَ بِالضَّحَّاكِ الْخَارِجِيِّ وَبَايَعَهُ ثُمَّ ظَفِرَتْ بِهِ الْمُسَوِّدَةُ فَقَتَلُوهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] . كَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ خَرَجَ عَلَى أَخِيهِ الْوَلِيدِ.
قَتَلَتْهُ الْمُسَوِّدَةُ بِدِمَشْقَ عِنْدَ اسْتِيلائِهِمْ.
سُلَيْمٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَكِّيُّ [2] .
مَوْلَى أُمِّ عَلِيٍّ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ مُجَاهِدٍ.
قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: روى عنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَعَبْدُ الملك بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ وَدَاوُدُ الْعَطَّارُ.
سِمَاكُ بْنُ عَطِيَّةَ الْبَصْرِيُّ [3]- خ م د-.
عَنِ الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ.
وَكَانَ جَلِيسًا لِأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ وَمَاتَ قَبْلَهُ بِيَسِيرٍ.
روى عنه حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الأَنْصَارِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زيد.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] ميزان الاعتدال 2/ 228، الوافي 15/ 444، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 7/ 326 ب، معجم بني أمية 70.
[2] تهذيب التهذيب 4/ 167، التاريخ الكبير 4/ 126.
[3] تهذيب التهذيب 4/ 235، الجرح 4/ 281، التاريخ الكبير 4/ 174، سير أعلام النبلاء 5/ 250 رقم 112، خلاصة تذهيب الكمال 156.(8/447)
سميّ مولى أبي بكر [1]- ع- بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ أَحَدُ الأَثْبَاتِ.
سَمِعَ مِنْ مَوْلاهُ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ.
وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَالِكٌ وَوَرْقَاءُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
قَتَلَتْهُ الْحَرُورِيَّةُ يَوْمَ وَقْعَةِ قُدَيْدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
سِنَانُ بْنُ حَبِيبٍ السُّلَمِيُّ [2] ، أَبُو حَبِيبٍ الْكُوفِيُّ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وعنه الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ [3] وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
سِنَانُ بْنُ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيُّ [4]- د ت ق خ مقرونا- أبو ربيعة البصري.
عن أنس وشهر بن حوشب.
__________
[1] المشاهير 135، التاريخ الكبير 4/ 203، الجرح 4/ 315، تهذيب التهذيب 4/ 238. طبقات خليفة 261، سير أعلام النبلاء 5/ 462 رقم 206، خلاصة تذهيب الكمال 156. شذرات الذهب 1/ 181.
[2] التاريخ الكبير 4/ 165، الجرح 4/ 252.
[3] في الأصل «قوم» .
[4] التاريخ الكبير 4/ 164، الجرح 4/ 251، تهذيب التهذيب 4/ 240، ميزان الاعتدال 2/ 235.
التاريخ لابن معين 2/ 240 رقم 3736. المعرفة والتاريخ 3/ 111.(8/448)
وعنه الْحَمَّادَانِ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
سُهَيْلُ بن أبي صالح السمان [1]- م 4 خ مقرونا- أبو يزيد المدني، أَخُو صَالِحٍ وَمُحَمَّدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ.
سمع أَبَاهُ وَالْحَارِثَ بْنَ مَخْلَدٍ [2] وَعَبْدَ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَالزُّهْرِيَّ وَسَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ وَالنُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ وَعَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ وَجَمَاعَةً.
وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَسُفْيَانُ وَمَالِكٌ وَفُلَيْحٌ والدراوَرْديّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ إِدْرِيسَ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَخَلْقٌ.
وَهُوَ صَدُوقٌ، احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ لا الْبُخَارِيُّ.
سَأَلَ رَجُلٌ النَّسَائِيَّ عَنْ سُهَيْلٍ فَقَالَ: هُوَ خَيْرٌ مِنْ فُلَيْحٍ وَمِنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ وَمِنْ أَبِي الْيَمَانِ وَمِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَيَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ.
قُلْتُ: مَا نَقَمُوا مِنْ سُهَيْلٍ إِلا أَنَّهُ مَرِضَ وَنَسِيَ بَعْضَ حَدِيثِهِ وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَصْلَحَ حَدِيثَهُ هُوَ أَثْبَتُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْهُ.
قُلْتُ: قد أخرج له البخاري مقرونا بغيره.
__________
[1] المشاهير 137. ميزان الاعتدال 2/ 243. التاريخ الكبير 4/ 104. الجرح 4/ 246. تهذيب التهذيب 4/ 263. التاريخ لابن معين 2/ 243 رقم 1077. طبقات خليفة 266. المعرفة والتاريخ 1/ 423. سير أعلام النبلاء 5/ 458 رقم 205. تذكرة الحفاظ 1/ 137. الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 207. الوافي بالوفيات 16/ 31 رقم 40. خلاصة تذهيب الكمال 158. شذرات الذهب 1/ 208.
[2] مهمل في الأصل.(8/449)
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
تُوُفِّيَ سُهَيْلٌ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ أَوْ قَبْلَهَا بِيَسِيرٍ.(8/450)
[حرف الصَّادِ]
صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ الْجَزَرِيُّ [1]- م د ن ق- نَزِيلُ مَكَّةَ.
روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، - وَذَلِكَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ- وَروى عن طَاوُسٍ وَغَيْرِهِ وَهُوَ مُقِلٌّ.
روى عنه مَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ وَجَرِيرٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ الأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ [2] .
روى عَن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
وعنه جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وأبو مخنف لوط ابن يَحْيَى ابْنُ أُخْتِهِ وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ الْمُؤَرِّخُ.
وَهُوَ صَدُوقٌ، وَثَّقَهُ أبو زرعة.
__________
[1] ميزان الاعتدال 2/ 314. التاريخ الكبير 4/ 293. تهذيب التهذيب 4/ 419. الجرح 4/ 428.
التاريخ لابن معين 2/ 269 رقم 395. تاريخ أبي زرعة 1/ 511. المعرفة والتاريخ 1/ 437.
[2] المعرفة والتاريخ 2/ 143. تهذيب التهذيب 4/ 432.(8/451)
صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ [1]- ع- مَوْلَى حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَيُقَالُ أَبُو الْحَارِثِ الْمَدَنِيُّ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ.
روى عن ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَأَنَسِ بْنِ مالك وسعيد بن المسيب وعطاء ابن يَسَارٍ وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلاهُ وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ وَطَائِفَةٍ.
وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَخَلْقٌ.
كَانَ رَأْسًا فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ.
قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: رَأَيْتُهُ وَلَوْ قِيلَ لَهُ: السَّاعَةُ غَدًا مَا كَانَ عِنْدَهُ مَزِيدُ عَمَلٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ يُسْتَنْزَلُ بِذِكْرِهِ الْقَطْرُ.
وَرَوَى إِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ يُصَلِّي فِي الشِّتَاءِ فِي السَّطْحِ وَفِي الصَّيْفِ فِي بَطْنِ الْبَيْتِ يَتَيَقَّظُ بِالْحَرِّ وَالْبَرْدِ حَتَّى يُصْبِحَ يَقُولُ: هَذَا الْجَهْدُ مِنْ صَفْوَانَ وَأَنْتَ أَعْلَمُ وَأَنَّهُ الْتَزَمَ رِجْلاهُ حَتَّى يَعُودَ كَالسَّقْطِ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ وَيَظْهَرَ فِيهِ عُرُوقٌ خُضْرٌ.
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: حَجَّ صَفْوَانُ فَسَأَلْتُ عَنْهُ بِمِنًى فَقِيلَ لِي: إذا دخلت
__________
[1] المشاهير 135، تهذيب ابن عساكر 6/ 435، تهذيب التهذيب 4/ 425، الجرح 4/ 423، التاريخ الكبير 4/ 307. طبقات خليفة 261. تاريخ خليفة 404. التاريخ الصغير 2/ 19. المعرفة والتاريخ 1/ 661. حلية الأولياء 3/ 158. سير أعلام النبلاء 5/ 364 رقم 165. العبر 1/ 176/ 176.
طبقات الحفاظ 54. خلاصة تذهيب الكمال 174. شذرات الذهب 1/ 189. ذيل المذيل 650. الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 223. صفة الصفوة 2/ 86. الزيارات 94. مرآة الجنان 1/ 277. طبقات الشعراني 1/ 41. الوافي بالوفيات 16/ 317 رقم 349.(8/452)
مَسْجِدَ الْخِيفِ فَانْظُرْ شَيْخًا إِذَا رَأَيْتَهُ عَلِمْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ فَهُوَ هُوَ، قَالَ:
وَحَجَّ وَلَيْسَ مَعَهُ إِلا سَبْعَةُ دَنَانِيرَ فَاشْتَرَى بِهَا بَدَنَةً يَعْنِي وَقَرَّبَهَا.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التّمَّارِ أَنَّ صَفْوَانَ كَانَ يَأْتِي الْمَقَابِرَ فَيَجْلِسُ فَيَبْكِي حَتَّى أَرْحَمُهُ.
وَقَالَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ وَأَعَانَهُ عَلَى الْحِكَايَةِ أَخُوهُ: إِنَّ صَفْوَانَ حَلَفَ أَنْ لا يَضَعَ جَنْبَهُ إِلَى الأَرْضِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ فَمَكَثَ عَلَى هَذَا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ عَامًا فَمَاتَ وَإِنَّهُ لَجَالِسٌ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ قَالَ صَفْوَانُ: أُعْطِي اللَّهَ عَهْدًا أَنْ لا أَضَعَ جَنْبِي حَتَّى أَلْحَقَ بِرَبِّي، قَال فَبَلَغَنِي أَنَّ صَفْوَانَ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ يَضَعْ جَنْبَهُ. قَالَ: وَيَقُولُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ إِنَّهُ نَقَبَتْ جَبْهَتُهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّجُودِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.
وَقَدْ وَهِمَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ حَيْثُ قَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.(8/453)
[حرف الضاد]
ضرار بن مرة [1]- ت ن- أبو سنان الشيبانيّ الكوفي.
روى عنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَآخِرُ مَنْ روى عنه ابْنُ عُيَيْنَةَ وَثَّقَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ.
قَالَ خَلِيفَةُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ ومائة.
__________
[1] الجرح 4/ 465. تجريد التمهيد- ابن عبد البر 72. التاريخ لابن معين 2/ 273 رقم 1948.
المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) .
[2] تاريخ ابن خياط 405.(8/454)
[حرف الطاء]
طلق بن معاوية [1]- م ن- أبو غياث النخعي الكوفي جَدُّ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ.
رَوَى عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيُّ.
وعنه حَفِيدَاهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وطلق بن غنام والثوري وشريك وجرير ابن عبد الحميد.
__________
[1] الجرح 4/ 491. ميزان الاعتدال 2/ 345. التاريخ لابن معين 2/ 280 رقم 1684.(8/455)
[حرف العين]
عاصم بن عبيد الله [1]- د ت ق- بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ العمري المدني.
روى عن ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَشَرِيكٌ وَغَيْرُهُمْ.
روى عنه مَالِكٌ حَدِيثًا وَاحِدًا فَهَذَا مِمَّنِ اتَّفَقَ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ عَلَى الرِّوَايَةِ عَنْهُ مع ضعفه.
ضعّفه مالك ويحيى القطان.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فَاحِشُ الْخَطَأِ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ السفاح وكانت في سنة اثنتين وثلاثين.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 484، تهذيب التهذيب 5/ 46، الجرح 6/ 347، ميزان الاعتدال 2/ 353، تهذيب ابن عساكر 7/ 127. تاريخ دمشق- تحقيق د. شكري فيصل- ص 42. التاريخ لابن معين 2/ 283 رقم 822. تاريخ أبي زرعة 1/ 510.
[2] الضعفاء الصغير 90.(8/456)
عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ شِهَابٍ الْجَرْمِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- م 4-.
عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ وَعِدَّةٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزَائِدَةُ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَكَانَ فَاضِلا عَابِدًا. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ خَلِيفَةُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبَّادُ بْنُ الرَّيَّانِ اللَّخْمِيُّ [3] الْحِمْصِيُّ [4] .
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ معديكرب وَمَكْحُولٍ.
وعنه يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الْقَاضِي وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ.
وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ معبد [5]- د- بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني أَحَدُ الْصُّلَحَاءِ.
روى عن أَبِيهِ وَأَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ وَعِكْرِمَةَ.
وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَوُهَيْبٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ والدراوَرْديّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. ووصفه ابن عيينة بالصلاح.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 487. الجرح 6/ 349. تهذيب التهذيب 5/ 55. ميزان الاعتدال 2/ 356.
تاريخ أبي زرعة 1/ 657.
[2] تاريخ ابن خياط 417.
[3] في الأصل «اللحمي» .
[4] تهذيب ابن عساكر 7/ 219.
[5] المشاهير 139. تهذيب التهذيب 5/ 120. التاريخ الكبير 7/ 8. الجرح 6/ 212. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) .(8/457)
عبد الأعلى التيمي [1] . أحد العبّاد الخائفين.
روى عن إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَغَيْرِهِ.
روى عنه مِسْعَرٌ قَالَ: مَنْ أُوتِيَ عِلْمًا لا يُبْكِيهِ خَلِيقٌ أَنْ يَكُونَ أُوتِيَ عِلْمًا لا يَنْفَعُهُ وَيَحْتَجُّ بآية (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) 17: 109 [2] .
وَعَنْهُ قَالَ: قَطَعَ عَنِّي لَذَاذَةَ الدُّنْيَا ذِكْرُ الْمَوْتِ وَالْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْحُبْرَانِيُّ [3] السَّكْسَكِيُّ الْحِمْصِيُّ [4]- ت ق- نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَأَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ وَجَماعَةٍ.
وعنه أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ وَمُحَمَّدُ ابن حُمْرَانَ الْقَيْسِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ هُنَا بِالْبَصْرَةِ رَأَيْتُهُ وَكَانَ لا شَيْءَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ [6]- ت ن- أبو عمير الكوفي الكاتب عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ وَأَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو.
__________
[1] الجرح 6/ 28. التاريخ الكبير 6/ 72.
[2] قرآن كريم- سورة الإسراء- الآية 109.
[3] في الأصل «الخبراتي» .
[4] التاريخ الكبير 5/ 48. ميزان الاعتدال 2/ 396. تهذيب التهذيب 5/ 159. التاريخ لابن معين 2/ 298 رقم 48 و 155. تاريخ أبي زرعة 1/ 154 و 213- 216.
[5] الجرح 5/ 12.
[6] تهذيب التهذيب 5/ 161. ميزان الاعتدال 2/ 398. الجرح 5/ 13. التاريخ الكبير 5/ 49.
المعرفة والتاريخ 2/ 457.(8/458)
وعنه حَفِيدُهُ بِشْرُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ الله والثوري وشعبة وبن عُيَيْنَةَ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي (كِتَابِ الثِّقَاتِ) .
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حزم [1]- ع- أبو محمد الأنصاري المدني أَحَدُ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ.
روى عن أَنَسٍ وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَمْرَةَ وَحُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَالزُّهْرِيُّ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَالثَّوْرِيُّ وَمَالِكٌ وَفُلَيْحٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَجُلَ صِدْقٍ كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً عَالِمًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٌ [3] .
وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو حَرِيزٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ [4]- 4- قَاضِي سِجِسْتَانَ.
روى عن شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالشَّعْبِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جبير وعكرمة وأبي بردة
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 54، الجرح 5/ 17، تهذيب التهذيب 5/ 164، المشاهير 68، تهذيب الأسماء 1/ 264. المعرفة والتاريخ 1/ 331. طبقات خليفة 264. سير أعلام النبلاء 5/ 314 رقم 151.
خلاصة تذهيب الكمال 192.
[2] طبقات ابن سعد 8/ 480.
[3] في المدينة، على ما في (تجريد التمهيد 81) .
[4] الجرح 5/ 34. التاريخ الكبير 5/ 72. تهذيب التهذيب 5/ 187. التاريخ لابن معين 2/ 302 رقم 2055. المعرفة والتاريخ 3/ 73 و 208 و 212.(8/459)
ابن أَبِي مُوسَى وَطَائِفَةٍ.
وعنه سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَالْفُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ.
وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ قَوَّاهُ بَعْضُهُمْ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وَقِيلَ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ، فاللَّه أَعْلَمُ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ البهراني الحمصي [1]- ق- أبو محمد.
عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَنَافِعٍ وَكَثِيرِ بْنِ الْعَلاءِ.
وعنه أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَإِسْمَاعِيلُ بن عياش والجراح ابن مُلَيْحٍ الْبَهْرَانِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: فِيهِ لِينٌ.
وَوَثَّقَهُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ.
وَرَوَى الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: شَامِيٌّ ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سنن ابن ماجة.
__________
[1] تهذيب التهذيب 5/ 203، التاريخ الكبير 5/ 81، المشاهير 182، ميزان الاعتدال 2/ 418، تهذيب ابن عساكر 7/ 384. التاريخ لابن معين 2/ 304 و 305 رقم 5230. المعرفة والتاريخ 2/ 703 و 704.
[2] الجرح 5/ 47.(8/460)
عبد الله بن ذكوان [1]- ع- أبو الزناد ويكنى أبا عبد الرحمن.
الْفَقِيهُ الْمَدَنِيِّ مَوْلَى قُرَيْشٍ، يُقَالُ إِنَّهُ ابْنُ أَخِي أَبِي لُؤْلُؤَةَ قَاتِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ.
سَمِعَ أَنَسًا وَأَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَالأَعْرَجَ فَأَكْثَرَ عَنْهُ.
روى عنه مَالِكٌ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ والسُّفْيَانَانِ وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ.
قَالَ اللَّيْثُ: رَأَيْتُ خَلْفَهُ ثَلاثَمِائَةِ تَابِعٍ مِنْ طَالِبِ فِقْهٍ وَطَالِبِ شِعْرٍ وَصُنُوفٍ.
قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبُثْ أَنْ بَقِيَ وَحْدَهُ وَأَقْبَلُوا عَلَى رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: رَأَيْتُ رَبِيعَةَ وَأَبَا الزِّنَادِ وَكَانَ أَبُو الزِّنَادِ أَفْقَهَ الرَّجُلَيْنِ.
وَرَوَى اللَّيْثُ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الزِّنَادِ دَخَلَ مَسْجِدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ مِثْلُ مَا مَعَ السُّلْطَانِ مِنَ الأَتْبَاعِ فَمِنْ سَائِلٍ عَنْ فَرِيضَةٍ وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الْحِسَابِ وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الشِّعْرِ وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الْحَدِيثِ وَمِنْ سَائِلٍ عَنْ مُعْضِلَةٍ.
وَقَالَ بَعْضُ النُّقَّادِ: أَصَحُّ الأَسَانِيدِ: أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَعْلَمُ مِنْ رَبِيعَةَ قَالَ: وَكَانَ سُفْيَانُ يُسَمِّي أَبَا الزِّنَادِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ في الحديث.
__________
[1] الجرح 5/ 49، ميزان الاعتدال 2/ 418، تهذيب ابن عساكر 7/ 385، التاريخ الكبير 5/ 83، التاريخ الصغير 2/ 27، تهذيب التهذيب 5/ 203. التاريخ لابن معين 2/ 305 رقم 1110. المعارف 464، تاريخ الموصل 115، طبقات الفقهاء 65، سير أعلام النبلاء 5/ 445 رقم 199. ميزان الاعتدال 2/ 418، العبر 1/ 173، خلاصة التذهيب 196، شذرات الذهب 1/ 182، الوافي بالوفيات 17/ 162 رقم 149.(8/461)
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ أَبُو الزِّنَادِ فَقِيهَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَكَانَ صَاحِبَ كِتَابَةٍ وَحِسَابٍ وَفَدَ عَلَى هِشَامٍ الْخَلِيفَةِ بِحِسَابِ دِيوَانِ الْمَدِينَةِ وَكَانَ يُعَانِدُ رَبيِعَةَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحَرَامِيُّ: هُوَ كَانَ سَبَبَ جَلْدِ رَبِيعَةَ الرَّائِيِّ فَوَلِيَ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ فُلانٌ التَّيْمِيُّ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ فَطَيَّنَ عَلَيْهِ بَيْتًا فَشَفَعَ فِيهِ رَبِيعَةُ.
وَرَوَى اللَّيْثُ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: أَمَّا أَبُو الزِّنَادِ فَلَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا رَضِيٍّ.
قُلْتُ: انْعَقَدَ الإِجْمَاعُ عَلَى تَوْثِيقِ أَبِي الزِّنَادِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقِيلَ لِلثَّوْرِيِّ: جَالَسْتَ أَبَا الزِّنَادِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْمَدِينَةِ أَمِيرًا غَيْرَهُ.
تُوُفِّيَ أَبُو الزِّنَادِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثلاثين.
عبد الله بن سبرة الكوفي [1] ، أبد سَبْرَةَ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَأَبِي الضُّحَى.
وعنه هُشَيْمٌ وَيَحْيَى ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَالِحٌ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سليمان الطويل [3]- د ن- أبو حمزة المصري. كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مِنَ الأَبْدَالِ.
روى عن نَافِعٍ وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ.
وعنه اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 111، التاريخ لابن معين 2/ 309 رقم 1301.
[2] الجرح 5/ 66.
[3] الجرح 5/ 75، التاريخ الكبير 5/ 108، تهذيب التهذيب 5/ 245، المشاهير 190.(8/462)
وَهُوَ صَدوُقٌ مُقِلٌّ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَادَةَ القشيري [1]- م 4- بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ.
عَنْ أَبِيهِ سُوَادَةَ بْنِ حَنْظَلَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْكَعْبِيِّ.
وعنه حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَأَبُو هِلالٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
عبد الله بن طاوس [2]- ع- بن كيسان أبو محمد اليماني.
سَمِعَ أَبَاهُ وَعِكْرِمَةَ وَعَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ وَعِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ وَجَمَاعَةً.
وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ.
قَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْعَرَبِيَّةَ وَأَحْسَنِهِمْ خُلُقًا مَا رَأَيْنَا ابْنَ فَقِيهٍ مِثْلَهُ.
قُلْتُ: وَثَّقُوه.
وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ خِلِّكَانَ [3] فِي تَرْجَمَةِ طَاوُسٍ أَنَّ الْمَنْصُورَ طَلَبَ ابْنَ طَاوُسٍ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ فَصَدَعَهُ ابْنُ طَاوُسٍ بِكَلامٍ.
قُلْتُ: هَذَا لا يَسْتَقِيمُ لِأَنَّ ابْنَ طَاوُسٍ مَاتَ قَبْلَ أَيَّامِ الْمَنْصُورِ لِأَنَّهُ مَاتَ فِي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
__________
[1] تهذيب التهذيب 5/ 247، الجرح 5/ 77، المعرفة والتاريخ 2/ 471. الوافي بالوفيات 17/ 205 رقم 190.
[2] المشاهير 191. الجرح 5/ 88، التاريخ الكبير 5/ 123، تهذيب التهذيب 5/ 267، التاريخ لابن معين 2/ 314 رقم 351، تاريخ أبي زرعة 1/ 244 و 472، المعرفة والتاريخ 1/ 709- 711، العبر 1/ 176، بغية الوعاة 2/ 46 رقم 1392، الوافي بالوفيات 17/ 224 رقم 208، شذرات الذهب 1/ 188.
[3] وفيات الأعيان 2/ 511.(8/463)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي طلحة [1]- م ن- أبو يحيى الأنصاري أَخُو إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعُقوبَ وَعَمْرٍو.
روى عن أَبِيهِ وَعَمِّهِ لأُمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
روى عنه مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْفِطْرِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ وَغَيْرُهُمَا.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
ثِقَةٌ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ [2] أَبُو طُوَالَةَ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ [3] الْمَدَنِيُّ. قَاضِي الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
روى عن أَنَسٍ وَأَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ وعامر بن سعد وأبي الخباب سعيد ابن يسار وعدة.
وعنه مالك وفليح وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وآخرون.
وحكم بالمدينة وكان عبدا صالحا ثقة يسرد الصوم.
توفي سنة نيف وثلاثين وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [4] بْنِ يحنس [5] . حجازي ثقة مقل.
__________
[1] المشاهير 28. تهذيب الأسماء 1/ 273. تهذيب التهذيب 5/ 269. تاريخ أبي زرعة 1/ 562.
[2] التاريخ الكبير 5/ 130. تهذيب التهذيب 5/ 297. الجرح 5/ 94. المعرفة والتاريخ 1/ 426.
طبقات خليفة 264، تاريخ خليفة 324، التاريخ الصغير 2/ 79، سير أعلام النبلاء 5/ 251 رقم 114، خلاصة تذهيب الكمال 204، الوافي بالوفيات 17/ 241 رقم 223. أخبار القضاة 1/ 147.
تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية رقم 3387) ورقة 154 أ- 155 ب.
[3] في الأصل «البخاري» .
[4] تهذيب التهذيب 5/ 297، الجرح 5/ 98، التاريخ الكبير 5/ 134.
[5] بضم الياء وفتح الحاء المهملة وكسر النون.(8/464)
روى عن دِينَارٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظِ وَيَحْيَى بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ وَغَيْرُهُمْ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو نَصْرٍ الضبي [1]- ت ق- الكوفي.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَمُسَاوِرَ الْحِمْيَرِيِّ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرحمن البصري [2]- ع- المعروف بالرومي.
روى عن أبي هريرة وابن عمر.
وعنه ابْنُهُ عُمَرُ بْنُ الرُّومِيِّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بن عطاء الطائفي [3]- م 4- ثم المكيّ مَوْلَى قُرَيْشٍ.
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ- وَلَمْ يُدْرِكْهُ- وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَعِكْرِمَةَ ابْنِ خَالِدٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو مَعِينٍ الضَّرِيرُ وَعَبْدُ الله بن نمير وآخرون.
__________
[1] الجرح 5/ 99، التاريخ الكبير 5/ 135، تهذيب التهذيب 5/ 300.
[2] تهذيب التهذيب 5/ 299، الجرح 5/ 95، التاريخ الكبير 5/ 133.
[3] ميزان الاعتدال 2/ 461، تهذيب التهذيب 5/ 322، الجرح 5/ 132، المعرفة والتاريخ 2/ 426، التاريخ لابن معين 2/ 320 رقم 1511 و 3001.(8/465)
وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي لَبِيدٍ [1]- سوى ت- أبو المغيرة المدني مَوْلَى الأَخْنَسِ بْن شُرَيْقٍ.
كَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ زَمَانِهِ.
سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ وَغَيْرَهُمَا.
وعنه مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَالسُّفْيَانَانِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَدْ قِيلَ عَنْهُ الْقَوْلُ بِالْقَدَرِ وَلَمْ يَصِحَّ.
مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ السَّفَّاحُ [2] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَوَّلُ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ، قَدْ ذَكَرْنَا مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ. وَبِدَوْلَتِهِ تَفَرَّقَتِ الْجَمَاعَةُ وَخَرَجَ عَنِ الطَّاعَةِ مَا بَيْنَ تَاهِرْتَ إِلَى بِلادِ السُّودَانِ وجميع مملكة الأندلس وخرج بهذه
__________
[1] المشاهير 137، ميزان الاعتدال 2/ 475، التاريخ الكبير 5/ 182، تهذيب التهذيب 54/ 372، الجرح 5/ 148، المعرفة والتاريخ 2/ 697، التاريخ لابن معين 2/ 327 رقم 1967.
[2] ترجمته وأخباره مبثوثة في مصادر التاريخ العباسي، وما سبق في هذا الكتاب، وينظر عنه:
المعارف 377، أنساب الأشراف 3/ 183، تاريخ الطبري 3/ 88 وما بعدها، تاريخ الموصل 161، مروج الذهب 4/ 128 وما بعدها، تاريخ بغداد 10/ 53 رقم 5179، تاريخ دمشق (مخطوط مكتبة الأزهر 10170) ق 6 أ- 21 أ، الحلّة السيراء 1/ 33 رقم 7. الوافي بالوفيات 17/ 433 رقم 374، العبر 1/ 230، البداية والنهاية 10/ 61، الذهب المسبوك للمقريزي 36، تاريخ الخلفاء 259، فوات الوفيات 2/ 216 رقم 299، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، الإنباء في تاريخ الخلفاء 62.(8/466)
الْبِلادِ مِنْ تَغْلِبَ عَلَيْهَا وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ.
وَكَانَ شَابًّا طَوِيلا أَبْيَضَ مَلِيحَ الْوَجْهِ وَاللِّحْيَةِ. وُلِدَ بِالْحُمَيَّمَةِ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَلْقَاءِ وَنَشَأ بِهَا وَبُويِعَ بالكوفة، وأمه رائطة الحارثية.
حدث عن إبراهيم بن محمد الإمام وَهُوَ أَخُوهُ.
روى عنه عَمُّهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ.
وَكَانَ أَصْغَرَ مِنْ أَخِيهِ الْمَنْصُورِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ.
رَوَى عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شيبة وقتيبة عَنْ جَرِيرٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ- وَهُوَ ضَعِيفٌ- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَخْرُجْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَانِ وَظُهُورٍ مِنَ الْفِتَنِ يُقَالُ لَهُ السَّفَّاحُ فَيَكُونُ إِعْطَاؤُهُ الْمَالَ حَثْيًا» ، وَرَوَاهُ الْعُطَارِدِيُّ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ. قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ السَّفَّاحُ أَبْيَضَ طَوِالا أَقْنَى ذَا شَعْرَةٍ جَعْدَةٍ حَسَنَ اللِّحْيَةِ مَاتَ بِالْجُدَرِي.
قال عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ: قَالَ أَبِي: سَمِعْتُ الأَشْيَاخَ يَقُولُونَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى بَنِي الْعَبَّاسِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَحَدٌ أَكْثَرُ قَارِئًا لِلْقُرْآنِ وَلا أَفْضَلُ عَابِدًا وَنَاسِكًا مِنْهُمْ بِالْحُمَيِّمَةِ.
وَقَالَ الصُّولِيُّ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَلْمٍ الْبَاهِلِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ حَضَرَ مَجْلِسَ السَّفَّاحِ وَهُوَ أَحْشَدُ مَا يَكُونُ بِبَنِي هَاشِمٍ وَالشِّيعَةِ وَوُجُوهِ النَّاسِ فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ وَمَعَهُ مُصْحَفٌ فَقَالَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِنَا حَقَّنَا الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا فِي هَذَا الْمُصْحَفِ، فَأَشْفَقَ النَّاسُ مِنْ أَنْ يَعْجَلَ السَّفَّاحُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ فَلا يُرِيدُونَ ذَلِكَ فِي شَيْخِ بَنِي هَاشِمٍ أَوْ يَعْيَا(8/467)
بِجَوَابِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ نَقْصًا وَعَارًا عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ غَيْرَ مُنْزَعِجٍ فَقَالَ: إِنَّ جَدَّكَ عَلِيًّا كَانَ خَيْرًا مِنِّي وَأَعْدَلَ وَلِيَ هَذَا الأَمْرَ فَأَعْطِي جَدَّيْكَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وكانا خَيْرًا مِنْكَ شَيْئًا وَكَانَ الْوَاجِبُ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثْلَهُ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ فَقَدْ أَنْصَفْتُكَ وَإِنْ كُنْتُ زِدْتُكَ فَمَا هَذَا جَزَائِي مِنْكَ، قَالَ فَمَا رَدَّ عَلَيْهِ جَوَابًا وَانْصَرَفَ وَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ جَوَابِهِ لَهُ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَجَمَاعَةٌ: عَاشَ السَّفَّاحُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ.
وَأَمَّا خَلِيفَةُ فَقَالَ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً.
وَقَالَ الْخَطْبِيُّ: مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: مَاتَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغِيثِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ [2] .
عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّه وَعَنْ أُمِّ عَامِرٍ الأَشْهَلِيَّةِ.
وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ وَشُعَيْبُ بْنُ عُمَارَةَ.
وَهُوَ مُقِلٌّ صَدُوقٌ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْهَاشِمِيُّ. قَدْ ذُكِرَ فِي الطَّبَقَةِ الماضية.
عبد الله بن الوليد [3]- د- بن قيس بن أحزم التجيبي المصري.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 412، الجرح 5/ 174، التاريخ الكبير 5/ 201.
[2] الجرح 4/ 74، المعرفة والتاريخ 3/ 237.
[3] تهذيب التهذيب 6/ 69.(8/468)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدٍ الْيَزَنِيِّ وَأَبِي سَلَمَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَيَحْيَى بْنُ أيوب والمصريون.
وثّقه ابن حِبَّانَ.
مَاتَ فِي سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عبد الله بن أبي نجيح يسار [1]- ع- مَوْلَى الأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ الثَّقَفِيِّ أَبُو يَسَارٍ الْمَكِّيُّ أَحَدُ الثِّقَاتِ.
روى عن مُجَاهِدٍ وَطَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ عُلَيَّهَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ مُفْتِي أَهْلِ مَكَّةَ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَكَانَ جَمِيلا فَصِيحًا حَسَنَ الْوَجْهِ لَمْ يَتَزَوَّجْ قَطُّ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ مُعْتَزِلِيًّا.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هُوَ ثِقَةٌ قَدَرِيٌّ.
وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: ثنا الزِّنْجِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ فِي النَّوْمِ فِي الْمَنَارَةِ قَائِمًا يَقُولُ: مَا لَقِيتُ شَيْئًا مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُ فِي الْقَدَرِ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ مَوْجِلٍ عَنِ ابن صفوان قال: قال لي
__________
[1] ميزان الاعتدال 2/ 527. التاريخ لابن معين 2/ 334 رقم 288 و 368 و 408. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . تاريخ أبي زرعة 1/ 451 و 512. تهذيب التهذيب 6/ 54. التاريخ الكبير 5/ 233. الجرح 5/ 203. الوافي بالوفيات 17/ 680 رقم 578.(8/469)
ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: أَدْعُوكَ إِلَى رَأَيِ الْحَسَنِ يَعْنِي الْقَدَرَ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ أَيْضًا، وَيُقَالُ: لَمْ يَسْمَعِ التَّفْسِيرَ مِنْ مُجَاهِدٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ الْمَكِّيُّ الأَعْرَجُ [1] ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وعنه عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
وَرَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا مَتْنُهُ «ثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ» [2] . عَبْدُ الْحَمِيدِ الْكَاتِبُ [3] بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ أَبُو يَحْيَى.
الْكَاتِبُ الشَّهِيرُ أَحَدُ مَنْ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْكِتَابَةِ وَالْبَلاغَةِ. وَأُسْتَاذُهُ فِي الصَّنْعَةِ سَالِمٌ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَأَصْلُهُ أَنْبَارِيٌّ ثُمَّ سَكَنَ الرَّقَّةِ وَكَتَبَ الإِنَشاءَ لِمَرْوَانَ الْحِمَارِ وَلَهُ عَقِبٌ.
حَكَى عَنْهُ خَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ وَغَيْرُهُ وَقِيلَ: كَانَ فِي الأَوَّلِ مُؤَدِّبًا فَتَنَقَّلَ فِي الْبُلْدَانِ وَعَنْهُ أَخَذَ الْمُتَرَسِّلُونَ وَمِنْهُ يَسْتَمِدُّونَ حَتَّى قيل: فتحت الرسائل
__________
[1] تهذيب التهذيب 6/ 85، التاريخ الكبير 5/ 233، الجرح 5/ 202.
[2] الحديث هو: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم:
شيخ زان، وملك كذّاب. وعائل مستكبر» . رواه مسلم والنسائي كما في «كشف الخفاء ومزيل الإلباس- ج 1/ 325) .
[3] وفيات الأعيان 3/ 228، الفهرست 117، ثمار القلوب 196، عيون الأخبار 1/ 26، مروج الذهب 3/ 263، صبح الأعشى 10/ 195، البيان والتبيين 3/ 9، الوزراء والكتاب 72 و 73 و 79- 83. الصناعتين 69. الشريشي 2/ 253. سير أعلام النبلاء 5/ 462 رقم 207.(8/470)
بِعَبْدِ الْحَمِيدِ وَخُتِمَتْ بِابْنِ الْعَمِيدِ وَمَجْمُوعُ رَسَائِلِهِ نَحْوٌ مِنْ مِائَةِ كُرَّاسٍ.
قُتِلَ مَعَ مَرْوَانَ بِبُوصِيرَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. فَقِيلَ إِنَّهُمْ حَمُّوا لَهْ طِسْتًا ثُمَّ وَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ فَهَلَكَ.
وَمِنْ جُمْلَةِ تَلامِيذِهِ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ وَزِيرُ الْمَهْدِيِّ.
وَيُقَالُ: وَلاؤُهُ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُقَالُ: لِبَنِي عَامِرِ بْنِ كِنَانَةَ.
رُوِيَ عَنْ مُهَزِّمِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: نَظَرَ إِلَيَّ عَبْدُ الْحَمِيدِ الْكَاتِبُ وَأَنَا أَكْتُبُ خَطًّا رَدِيئًا فَقَالَ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يُجَوَّدَ خَطُّكَ فَأَطِلْ جَلْفَتَكَ وَأَسْمِنْهَا وَحَرِّفْ قِطَّتَكَ وَأَيْمِنْهَا.
عَبْدُ الْحَمِيدِ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ [1]- خ م د ن- بَصْرِيٌّ جَلِيلٌ.
روى عن أَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ وَأَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ.
وعنه شُعْبَةُ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَرْدَكَ الْمَخْزُومِيُّ [2]- د ت ق-. مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَقِيلَ هُوَ أَخُوهُ مِنْ أُمِّهِ وَعَنْ عَطَاءٍ وَعَبْدِ الْوَاحِدِ ابن عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيِّ.
وعنه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إسماعيل وآخرون.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 47، الجرح 6/ 12، تهذيب التهذيب 6/ 114.
[2] التاريخ الكبير 5/ 275، الجرح 5/ 226، تهذيب التهذيب 6/ 159، ميزان الاعتدال 2/ 555.(8/471)
قَالَ النَّسَائِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: صَدُوقٌ فِيهِ شَيْءٌ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَوْف [1]- ع- الزهري المدني.
عَنْ أَبِيهِ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
وعنه صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي صعصعة [2]- خ د ن ق- الأنصاري المازني [3] المديني أَحَدُ الأُخْوَةِ.
سَمِعَ أَبَاهُ وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ.
وعنه يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
قَالَ الْهَيْثَمُ: تُوُفِّيَ في أول خلافة المنصور.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 273، الجرح 5/ 225، تهذيب التهذيب 6/ 164، المشاهير 128.
[2] المشاهير 129. تهذيب التهذيب 6/ 209. الجرح 5/ 250. التاريخ الكبير 5/ 303. المعرفة والتاريخ 1/ 320 و 589.
[3] في الأصل «المازني الأنصاري» ، والتصحيح من: تجريد التمهيد لابن عبد البر، ص 100 حيث قال: «الأنصاري ثم المازني» .(8/472)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِي الْمَدَنِيُّ [1] . حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ.
روى عن أَبِيهِ وَعَمِّهِ إِبْرَاهِيمَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وعنه ابْنُهُ يَعْقُوبُ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَفِي الْمُوَطَّأِ حَدِيثٌ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَجُلٌ مِنْ قِبَلِ أَبِي مُوسَى فَأَخْبَرَهُ عَنْ رَجُلٍ ارْتَدَّ وَقَتَلُوهُ فَقَالَ: هَلا حَبَسْتُمُوهُ- الْحَدِيثَ.
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَكِيمٍ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ [2] .
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ عُمَرَ.
وعنه أَبُو عَوَانَةَ وَشَرِيكٌ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى حُدُودِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ [4]- م ت- الحضرميّ المصري أبو الحارث الزاهد. أحد الأولياء.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 346. الجرح 5/ 281. المعرفة والتاريخ 1/ 236.
[2] ميزان الاعتدال 2/ 627. الجرح 5/ 379. التاريخ الكبير 6/ 11. التاريخ لابن معين 2/ 365 رقم 1483.
[3] الجرح 5/ 379.
[4] تهذيب التهذيب 6/ 371، الجرح 6/ 60، التاريخ الكبير 6/ 89.(8/473)
عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ وَعَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَالزُّهْرِيِّ وَمِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ.
وعنه اللَّيْثُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ ثِقَةً.
تُوُفِّيَ بِبَرْقَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ الْمَجِيدِ [1] بْنُ سُهَيْلِ [2] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف- خ م د ن- الزهري المدني.
عَنْ عَمِّهِ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وَجَمَاعَةٍ.
وعنه مَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَجَمَاعَةٌ آخرهم الدراوَرْديّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ الْبَصْرِيُّ [3]- ت ن- نَزَلَ الْمَدَائِنَ.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ.
وعنه سُفْيَانُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَالْمُحَارِبِيُّ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى الْقَطَّانِ.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ رَاشِدٍ الْحِمْصِيُّ [4] .
عَنْ أبي أمامة والمقدام بن معديكرب وعن أمه عن عائشة.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 110، ميزان الاعتدال 2/ 128، تهذيب التهذيب 6/ 380، الجرح 6/ 64.
[2] وقيل «سهل» . انظر: التهذيب.
[3] الجرح 5/ 344. تهذيب التهذيب 6/ 386. التاريخ الكبير 5/ 408. المعرفة والتاريخ 2/ 638.
[4] التاريخ الكبير 5/ 412، الجرح 5/ 349.(8/474)
وعنه سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ وَبَقِيَّةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الأَبْرَشُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الضَّحَّاكِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ.
عبد الملك بن عمير بن سويد [2]- ع- بن حارثة [3] اللخمي الكوفي.
أَحَدُ الأَعْلامِ أَبُو عُمَرَ، وَيُقَالُ: أَبُو عَمْرٍو.
رَأَى عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَروى عن جابر بن سمرة وجندب البجلي وعديّ ابن حَاتِمٍ وَالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَطَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَزَائِدَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَإِسْرَائِيلُ وَزِيَادُ الْبَكَّائِيُّ وَسُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَخَلْقٌ.
وَوَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ بَعْدَ الشَّعْبِيِّ.
قَالَ النَّسَائِيُّ وَجَمَاعَةٌ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : لَيْسَ بِحَافِظٍ.
وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ لِغَلَطِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مُخْتَلِطٌ.
وَوَثَّقَهُ آخَرُونَ.
__________
[1] الجرح 5/ 349.
[2] تهذيب التهذيب 6/ 411، المشاهير 110، تهذيب الأسماء 1/ 271، ميزان الاعتدال 2/ 660، التاريخ الكبير 5/ 426. التاريخ الصغير 2/ 39. المعرفة والتاريخ 1/ 294. طبقات خليفة 163.
الجرح والتعديل 5/ 360. سير أعلام النبلاء 5/ 271. خلاصة التذهيب 245.
[3] في الأصل «جارية» .
[4] الجرح 5/ 360.(8/475)
وَكَانَ مُعَمَّرًا مَاتَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ بِالاتِّفَاقِ، وَأَمَّا سِنُّهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَاشَ مِائَةً وَثَلاثَ سِنِينَ وَقِيلَ مِائَةً وَبِضْعَ سِنِينَ.
قَالَ أَبُو بَكْر بْنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: هَذِهِ السَّنَةُ لِي مِائَةُ سَنَةٍ وَثَلاثُ سِنِينَ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاقِفًا فِي رَحْبَةِ الْمَسْجِدِ عَلَى فَرَسٍ وَهُوَ وَافِي الْمَشِيبِ وَهُوَ يَقُولُ:
أَرَى حَرْبًا مُضَلِّلَةً وَسِلْمًا ... وَعَهْدًا لَيْسَ بِالْعَهْدِ الْوَثِيقِ
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ [1] بْنِ الأَمِيرِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيُّ.
كَانَ مِنْ أَعْيَانِ أُمَرَاءِ الدَّوْلَةِ الأُمَوِيَّةِ ثُمَّ مِنْ كِبَارِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ. وَهَذَا اتِّفَاقٌ نَادِرٌ.
قَالَ اللَّيْثُ: وَلاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ جُنْدَ مِصْرَ وَخَرَاجِهَا فَعَدَلَ فِينَا وَسَارَ سَيْرَةً جَمِيلَةً.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قَدِمَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ مِصْرَ فَأَكْرَمَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَأَخَذَهُ مَعَهُ إِلَى الْعِرَاقِ فَوَلاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِقْلِيمَ فَارِسَ وَكَانَ فَصِيحًا مِنْ أَخْطَبِ النَّاسِ.
عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ أَبِي شِرَاعَةَ [2] ، أَبُو بِلالٍ الأَزْدِيُّ الْحَلابُ.
روى عن ابْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وعنه مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثقة.
__________
[1] الولاة والقضاة 93 و 356.
[2] الجرح 6/ 65. التاريخ الكبير 6/ 116. التاريخ لابن معين 2/ 376.(8/476)
عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك [1]- ع- أبو معاذ الأنصاري البصري.
رَوَى عَنْ جَدِّهِ.
وعنه شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَهُشَيْمٌ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.
عبيد الله بن أبي جعفر [2]- ع- الليثي المصري الفقيه أبو بكر.
مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ شُيَيْمٍ اللَّيْثِيِّ مِنْ سَبْيِ طَرَابُلْسَ الْغَرْبِ أَعْنِي أَبَاهُ وَاسْمُهُ يَسَارٌ.
رَأَى عُبَيْدُ اللَّهِ مِنَ الصَّحَابَةِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيَّ وَسَمِعَ الأَعْرَجَ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَطَاءً وَحَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَالشَّعْبِيَّ وَنَافِعًا وَمُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَبُكَيْرَ بْنَ الأَشَجِّ وَجَمَاعَةً.
روى عنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : ثِقَةٌ بَابَةُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ.
وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: غَزَوْنَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فَكَسَرَ بِنَا مَرْكَبُنَا فَأَلْقَانَا الْمَوْجُ عَلَى خَشَبَةٍ فِي الْبَحْرِ وَكُنَّا خَمْسَةً، فَأَنْبَتَ اللَّهُ لَنَا بِعَدَدِنَا وَرَقَةً لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا فَنَمُصُّهَا فَتُشْبِعُنَا وَتَرْوِينَا فَإِذَا أَمْسَيْنَا أَنْبَتَ اللَّهُ مَكَانَهَا حتى مر بنا مركب فحملنا.
__________
[1] تهذيب التهذيب 6/ 5، التاريخ الكبير 5/ 375، الجرح 5/ 309.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 4، التاريخ الكبير 5/ 376، الجرح 5/ 310، تهذيب التهذيب 6/ 5، المعرفة والتاريخ 2/ 263.
[3] الجرح 5/ 310 وفي تهذيب التهذيب «مثل يزيد بن أبي حبيب» (6/ 5) .(8/477)
وَمِمَّا رُوِيَ مِنْ كَلامِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَجَادَ قَالَ: إِذَا كَانَ الْمَرْءُ يُحَدِّثُ فَأَعْجَبَهُ الْحَدِيثُ فَلْيُمْسِكْ وَإِنْ كَانَ سَاكِتًا فَأَعْجَبَهُ السُّكُوتُ فَلْيَتَحَدَّثْ.
وَقَالَ سَعِيدٌ الآدَمُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ يَقُولُ: مَا رَأَتْ عَيْنِي عَالِمًا زَاهِدًا إِلا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ فِي تَارِيخِهِ: كَانَ عَالِمًا زَاهِدًا عَابِدًا وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَبْحَابِ السَّلُولِيُّ [1] . مَوْلاهُمُ الْكَاتِبُ الأَمِيرُ، كَانَ كَاتِبَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ثُمَّ رَقَّاهُ وَوَلاهُ إِمْرَةَ مِصْرَ وَعَظَّمَ شَأْنَهُ ثُمَّ وَلاهُ الْمَغْرِبَ مُدَّةً.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: قَتَلَهُ الْمَنْصُورُ بِوَاسِطَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ الضَّمْرِيُّ [2]- 4- مَوْلاهُمُ الإِفْرَيِقِيُّ وُلِدَ بِإِفْرِيقِيَّةَ وَرَحَلَ فِي الْعِلْمِ وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ.
رَوَى عَنْ أَبِي الهيثم صاحب أبي سَعِيد الخدري وعن أبي هارون العَبْديّ وخالد بْن أَبِي عَمْران والربيع بْن أنس.
وَلَهُ نُسْخَةً مَشْهُورَةً عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الأَلْهَانِيِّ وَقَدْ أَرْسَلَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَغَيْرِهِ.
روى عنه يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ وجماعة.
__________
[1] الولاة والقضاة 73.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 6، التاريخ الكبير 5/ 382، الجرح 5/ 315، تهذيب التهذيب 7/ 12. المعرفة والتاريخ 2/ 434، التاريخ لابن معين 2/ 382 رقم 5107.(8/478)
وَهُوَ جَائِزُ الْحَدِيثِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ طلحة [2]- د ق- بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ أَبُو مُطَرِّفٍ الخزاعي.
عَنِ الْحَسَنِ وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ هُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَحِبَّانُ بْنُ يسار وحماد ابن زَيْدٍ وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى الأَعْوَرُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو وَهْبٍ الْكَلاعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [3]- ق-.
عَنْ مَكْحُولٍ وَبِلالِ بْنِ سَعُدٍ وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ عَيَّاشٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ [4]- ق- بن معيقيب أبو المغيرة السبئي المصري.
روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخَيَّارِ وأبي
__________
[1] الجرح 5/ 315.
[2] التاريخ الكبير 5/ 385، تهذيب التهذيب 7/ 19، الجرح 5/ 319، التاريخ لابن معين 2/ 383 رقم 911.
[3] تهذيب التهذيب 7/ 35، الجرح 5/ 326.
[4] التاريخ الكبير 5/ 399، الجرح 5/ 333، تهذيب التهذيب 7/ 49، المعرفة والتاريخ 2/ 498.(8/479)
الْهَيْثَمِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ صَاحِبِ أَبِي سَعِيدٍ.
وعنه عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِهِ. قَال أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَدُوقٌ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سلَمَانَ الأَغَرُّ [2]- خ ت ق- مَوْلَى بَنِي جُهَيْنَةَ.
عَنْ وَالِدِه أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ.
وعنه مَالِكٌ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
عُبَيْدُ بْنُ سَلْمان الأَعْرَجُ [3] .
مَوْلَى مُسْلِمِ بْنِ هِلالٍ.
سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ.
وعنه ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا أَعْلَمُ فِي حَدِيثِهِ إِنْكَارًا يُحَوَّلُ مِنْ كِتَابِ الضُّعَفَاءِ لِلْبُخَارِيِّ [4] .
عُبَيْدُ بْنُ سُوَيَّةَ الأَنْصَارِيُّ [5] . مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ، رَجُلٌ صَالِحٌ مُفَسِّرٌ قَلَّمَا رَوَى.
__________
[1] الجرح 5/ 333.
[2] المشاهير 135، الجرح 5/ 316، تهذيب التهذيب 7/ 18، التاريخ الكبير 5/ 384، التاريخ لابن معين 2/ 382 رقم 890.
[3] الجرح 5/ 407.
[4] لم نجد له ترجمة في «الضعفاء» للبخاريّ.
[5] تهذيب التهذيب 7/ 67.(8/480)
أَخَذَ عَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شريح وَابْنُ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَغَيْرُهُمْ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وثلاثين ومائة.
عبيد بن مهران الكوفي [1]- م ن- المكتب.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَمُجَاهِدٍ.
وعنه فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَجَرِيرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وُثِّقَ.
عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدِ [2]- ع- بن قيس بن عمرو الأنصاري المدني أَخُو يَحْيَى وَسَعْدٍ.
روى عن أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَعَمْرَةَ.
وعنه عَطَاءٌ شَيْخُهُ وَشُعْبَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ وَقَّادًا حَيَّ الْفُؤَادِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ.
عَبْدَةُ بْنُ رَبَاحٍ الْغَسَّانِيُّ [3] ، الشَّامِيُّ.
عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ وَيَزِيدَ بْنِ أبي مالك وجماعة.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 4، تهذيب التهذيب 7/ 74، الجرح 6/ 2، المعرفة والتاريخ 3/ 93 و 239، التاريخ لابن معين 2/ 387 رقم 2506.
[2] تهذيب التهذيب 6/ 126، الجرح 6/ 41، المشاهير 133، التاريخ الكبير 6/ 76، المعرفة والتاريخ 1/ 271، سير أعلام النبلاء 5/ 482 رقم 214، خلاصة تذهيب الكمال 223.
[3] التاريخ الكبير 6/ 114، الجرح 6/ 89، تاريخ أبي زرعة 1/ 381 و 581.(8/481)
وعنه ابْنُهُ الْحَارِثُ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَجَبَلَةُ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَلَهُ دَارٌ بِبَابِ الْبَرِيدِ تُعْرَفُ بِدَارِ الْكَاسِ، وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ الْمَوْصِلِ وَالْجَزِيرَةَ لِلْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ جَلِيسٌ لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُقَالُ لَهُ هِشَامُ بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ فَقَالَ لَهُ: كَانَ عِنْدَنَا صَاحِبُ شُرْطَةَ يُقَالُ لَهُ عَبْدَةُ بْنُ رَبَاحٍ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي يَعُقُّنِي وَيَظْلِمُنِي فَأَرْسَلَ مَعَهَا يَطْلُبُهُ فَقَالَتِ الشُّرْطَ لَهَا:
إِنْ أَخَذَ ابْنَكِ ضَرَبَهُ أَوْ قَتَلَهُ، قَالَتْ: كَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَمَرَّتْ بِكَنِيسَةٍ عَلَى بَابِهَا شَمَّاسٌ فَقَالَتْ: خُذُوا هَذَا ابْنِي فَقَالُوا: أَجِبِ الأَمِيرَ، فَلَمَّا حَضَرَ قَالُوا لَهُ: تَضْرِبُ أُمَّكَ وَتَعُقَّهَا! قَالَ: مَا هِيَ أُمِّي، قَالَ: وَتَجْحَدُهَا أَيْضًا! فَضَرَبَهُ ضَرْبًا شَدِيدًا فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: إِنْ أَرْسَلْتَهُ مَعِي ضَرَبَنِي، فَقَالَ: هَاتُوهُ، فَأَرْكَبَهَا عَلَى عُنُقِهِ وَأَمَرَ فَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ يَعُقُّ أُمُّهُ. فَمَرَّ بِهِ صَدِيقٌ لَهُ فَقَالَ: مَا هَذَا! قَالَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أُمٌّ فَلْيَمْضِ إِلَى عَبْدَةَ يُجْعَلْ لَهُ أما.
عتبة بن حميد الضبي البصري [1]- د ت ق- أبو معاذ.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ.
وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ التَّيْمِيُّ [2]- خ م د ق- مَوْلاهُمُ المدني. وهو عتبة بن أبي عتبة.
__________
[1] الجرح 6/ 370، التاريخ الكبير 6/ 526، ميزان الاعتدال 3/ 28، تهذيب التهذيب 7/ 96.
[2] تهذيب التهذيب 7/ 102، الجرح 6/ 374، التاريخ الكبير 6/ 524.(8/482)
روى عن عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ.
وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ.
عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمِ بن عباد [1]- م ن 4- بْنِ حَنِيفٍ أَبُو سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَدَدٍ كَثِيرٍ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَهُشَيْمٌ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَطَائِفَةٌ.
وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا زَاهِدًا عَابِدًا.
عُثْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ الشَّامِيُّ [2] ، أَخُو سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ.
روى عن عِكْرِمَةَ وَالضَّحَاكِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ.
وعنه ابْنُ ثَوْبَانَ وَهِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَعُمَرُ بْنُ مَرْوَانَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: هُوَ مَجْهُولٌ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ قَدَرِيًّا.
قُلْتُ: أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ خَبَرًا مُنْكَرًا يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِهِ.
عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ سراقة الأزدي [3] ، الدمشقيّ الأمير.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 216، تهذيب التهذيب 7/ 111، الجرح 6/ 146، التاريخ لابن معين 2/ 392 رقم 2605، المعرفة والتاريخ 1/ 301.
[2] تاريخ أبي زرعة 1/ 66.
[3] المعرفة والتاريخ 3/ 379، أمراء دمشق في الإسلام- الصفدي 55، المعرفة والتاريخ 3/ 379.(8/483)
وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ مِنْ قِبَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَروى عن كُهَيْلِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثًا رَوَاهُ عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ.
وَثَّقَهُ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [1] .
وَكَانَ قَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ لِلْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ ثُمَّ إِنَّهُ نَزَعَ الطَّاعَةَ وَخَرَجَ فَقَتَلَهُ بَنُو الْعَبَّاسِ.
عُثْمَانُ بْنُ عروة بن الزبير [2]- خ م د ن ق- بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ. أَحَدُ خُطَبَاءِ قُرَيْشٍ وَعُلَمَائِهِمْ وَأَشْرَافِهِمْ وَكَانَ جَمِيلَ الْهَيْئَةِ رَوَى عَنْ أَبِيهِ فَقَطْ شَيْئًا يَسِيرًا.
وَروى عنه أَخُوهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ صَائِحًا يَصِيحُ مِنَ السَّمَاءِ لَقَالَ أَمِيرُكُمْ عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ: الشُّكْرُ وَإِنْ قَلَّ جَزَاءُ كُلِّ نَائِلٍ وَإِنْ جَلَّ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَفَدَ عُثْمَانُ عَلَى مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَوَصَلَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا لَمْ يُعَقِّبْ.
وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ لِي وَأَنا أُغَلِّفُ لِحْيَتِي بِالْغَالِيَةِ: إِنِّي أَرَاهَا سَتَقْطُرُ دَمًا وما يعيب ذلك عليّ.
__________
[1] المعرفة والتاريخ 3/ 379.
[2] تهذيب التهذيب 7/ 138، التاريخ الكبير 6/ 244، الجرح 6/ 162، المشاهير 138، المعرفة والتاريخ 1/ 551.(8/484)
وَقِيلَ: إِنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ فَيَسْلِتُ نَاسٌ الْغَالِيَةَ مِنْ عَلَى الْحَصَى مِمَّا أَصَابَهَا مِنْ لِحْيَتِهِ.
وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ أَحَسَنَ مِنْهُ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ عُثْمَانُ أَصْغَرَ مِنْ هِشَامٍ وَمَاتَ قَبْلَ هِشَامٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ قَبْلَ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ الْفَقِيهُ [1]- 4- أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ بَيَّاعُ الْبُتُوتِ [2] .
اسْمُ أَبِيهِ مُسْلِمٌ وَيُقَالُ أَسْلَمُ وَيُقَالُ سُلَيْمَانُ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْكُوفَةِ.
روى عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلُمَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وعنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَهُشَيْمٌ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ والدار الدّارقطنيّ وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ لَكِنَّهُ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : ثِقَةٌ لَهُ أَحَادِيثُ وَكَانَ صَاحِبَ رَأْيٍ وَفِقْهٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : شَيْخٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَرَوَى عَبَّاسُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ معين: ضعيف.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 215، تهذيب التهذيب 7/ 153، المعرفة والتاريخ 2/ 42، التاريخ لابن معين 2/ 395 رقم 3682 و 3786.
[2] الثياب الغليظة.
[3] طبقات ابن سعد 7/ 265 و 274.
[4] لم أجد له ترجمة في الجرح والتعديل.(8/485)
قُلْتُ: وَمِمَّنْ روى عنه أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ الْخَيَّاطُ وَعُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ الْغَطْفَانِيُّ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ.
عُرْوَةُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- خ م د ت-.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي زُرْعَةَ.
وعنه شُعْبَةُ وَمِسْعَرٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ.
وَهُوَ ثِقَةٌ يُعْرَفُ بِأَبِي فَرْوَةَ الأَكْبَرِ.
عروة بن رويم [2]- د ن ق- أبو القاسم اللخمي الأزدي.
عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشَنِيِّ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَغَيْرِهِ.
روى عنه مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَيَحْيَى ابن حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين، وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مَرَاسِيلُ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ أَبَا ثَعْلَبَةَ وَسَمِعَ مِنْهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ المثنى: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 34، الجرح 6/ 398، تهذيب التهذيب 7/ 178، التاريخ لابن معين 2/ 399 رقم 851 و 1911، المعرفة والتاريخ 2/ 632.
[2] المشاهير 113، التاريخ الكبير 7/ 33، تهذيب التهذيب 7/ 179، الجرح 6/ 396. تاريخ أبي زرعة 1/ 218 و 254، المعرفة والتاريخ 1/ 122.(8/486)
وَقَالَ آخَرُ: سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عروة بن عبد الله بن قشير [1]- د ق- أبو سهل الجعفي الكوفي.
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرُو بْنُ شِمْرٍ وَعَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ وَلَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ في السنن.
عطاء بن السائب [2]- 4 خ متابعة- بن مالك الثقفي أبو زيد الكوفي.
أَحَدُ الْمَشَاهِيرِ.
روى عن أَبِيهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَذَرٍّ الْهَمْدَانِيِّ وَأَبِي وَائِلٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وطائفة سواهم.
وعنه سفيان وشعبة وجماد بْنُ سَلَمَةَ- وَهَؤُلاءِ حَدِيثُهُمْ عَنْهُ صَحِيحٌ عَلَى مَا ذَكَرَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ- وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَزَائِدَةُ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَهُوَ أَقْدَمُ شَيْخٍ لِلْقَطَّانِ وَرَوَى عَنْهُ خلق سواهم.
__________
[1] الجرح 6/ 397، التاريخ الكبير 7/ 34، تهذيب التهذيب 7/ 186، التاريخ لابن معين 2/ 401 رقم 1626 و 4860، المعرفة والتاريخ 3/ 153 و 186.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 70، الجرح 6/ 332، التاريخ الكبير 6/ 465، تهذيب التهذيب 7/ 203، طبقات ابن سعد 7/ 328، الضعفاء الصغير 88، التاريخ لابن معين 2/ 403 وقم 183 و 1536، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، تاريخ أبي زرعة 1/ 549.(8/487)
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ثِقَةٌ ثِقَةٌ رَجُلٌ صَالِحٌ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَدِيمًا كَانَ صَحِيحًا وَكَان يَخْتِمُ كُلَّ لَيْلَةٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ فِي حَدِيثِهِ الْقَدِيمِ لَكِنَّهُ تَغَيَّرَ وَرِوَايَةُ شُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْهُ جَيِّدَةٌ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ وضرار ابن مُرَّةَ رَأَيْتُ أَثَرَ الْبُكَاءَ عَلَى خُدُودِهِمَا.
وَقَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: كَانَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَكَانَ مِنَ الْمَهَرَةِ بِهِ وَصَحَّ أَنَّهُ رَأَى عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْهُ قَالَ: مَسَحَ عَلَى رَأْسِي ودعا لي بالبركة.
قال ابن المديني: قُلْتُ لِيَحْيَى الْقَطَّانِ: مَا حَدَّثَ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ عن عطاء ابن السَّائِبِ صَحِيحٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِلا حَدِيثَيْنِ كَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ: سَمِعْتُهُمَا بِأَخَرَةٍ عَنْ زَاذَانَ.
قَالَ الْقَطَّانُ: وَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَقُولُ فِي عَطَاءٍ شَيْئًا قَطُّ فِي حَدِيثِهِ الْقَدِيمِ وَقَدْ شَهِدَ الْجَمَاجِمَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كُلُّ حَدِيثِهِ ضَعِيفٌ إِلا مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وسفيان وحماد بن سلمة.
__________
[1] الجرح 6/ 334.(8/488)
وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ سَأَلَنَا عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَيَقُولُ: إِنَّهُ مِنَ الْبَقَايَا، قَال ابْنُ عُيَيْنَةَ وَكَانَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ أَكْبَرَ مِنْ عَمْرِو ابن مُرَّةَ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ: رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
وَرَوَى ابْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: شَهِدْتُ الْجَمَاجِمَ فَرَأَيْتُ رَجُلا فِي السِّلاحِ مَا يَظْهَرُ مِنْهُ إِلا عَيْنُهُ فَجَاءَ سَهْمٌ فَأَصَابَ عَيْنَهُ فَقَتَلَهُ وَرَأَيْتُ رَجُلا حَاسِرًا فِي وَسَطِهِ مَنْطِقَةً فَرَمَى فَأَصَابَهُ سَهْمٌ فِي مَنْطِقَتِهِ ثُمَّ نَبَا عَنْهَا.
وَفِي الْجَعْدِيَّاتِ أَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَتَى بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ فَقَالَ: «كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهَا وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهَا» . قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَسْوَدِ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ عَطَاءٌ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ ومائة.
عطاء بن عجلان الحنفي [1]- ت- أبو محمد البصري العطار.
روى عن أَنَسٍ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَالْحَسَنِ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ قَاضِي شِيرَازَ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كذاب.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 476، تهذيب التهذيب 7/ 208، الجرح 6/ 335، ميزان الاعتدال 3/ 75، تهذيب الأسماء 1/ 334، الضعفاء 90، التاريخ لابن معين 2/ 404 رقم 1968، المعرفة والتاريخ 3/ 58.(8/489)
وقال النسائي وغيره: متروك.
وقال الدار الدّارقطنيّ مَرَّةً: ضَعِيفٌ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَمَرَّةً قَالَ: مَتْرُوكٌ.
عطاء [1] بن قرّة [2] السلولي الدمشقيّ- ت ق- أبو قرة.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ وَالزُّهْرِيِّ.
وعنه ابْنُ ثَوْبَانَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: كَانَ عَبْدًا صَالِحًا قِيلَ لَهُ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ دِمَشْقَ فَقَالَ: هَاه فَمَاتَ.
وَرُوِيَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فؤاده وقال: وا فؤاداه وا فؤاداه حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَطَاءُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ [3] ، ع أَحَدُ الْكِبَارِ، نَزَلَ دِمَشْقَ وَالْقُدْسَ، وَحَدِيثُهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَجَمَاعَةٍ مُرْسَلٌ.
وَروى عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو ابن شُعَيْبٍ وَنَافِعٍ وَعِدَّةٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَمَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَخَلْقٌ، حَتَّى إِنَّ شَيْخَهُ عَطَاءً رَوَى عَنْهُ.
وثّقه ابن معين.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ لَكِنَّهُ لَمْ يلق ابن عباس.
__________
[1] تهذيب التهذيب 7/ 210، التقريب 2/ 22.
[2] في نسخة القدسي 5/ 279 «مرة» والصواب ما أثبتناه.
[3] تهذيب التهذيب 7/ 212، الضعفاء الصغير 89، المعرفة والتاريخ 2/ 325.(8/490)
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ ابْنُ مَيْسَرَةَ رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً إِلا نَوْمَةَ السَّحَرِ وَكَانَ يَعِظُنَا وَيَحُضُّنَا عَلَى التَّهَجُّدِ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ إِذَا جَلَسَ وَلَمْ يَجِدْ مَنْ يُحَدِّثُهُ أَتَى الْمَسَاكِينَ فَحَدَّثَهُمْ.
وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوْثَقُ عَمَلِي فِي نَفْسِي نَشْرُ الْعِلْمِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: ثنا اللَّيْثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: إِنَّ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ حَدَّثَنِي أَنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ حَدَّثَهُ فِي الرَّجُلِ الَّذِي أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِعِتْقِ رَقَبَةٍ قَالَ: لا أَجِدُهَا- الْحَدِيثَ. هَكَذَا رواه كاتب الليث وَغَلَطَ وَالصَّوَابُ مَا رَوَى سُلَيْمَان بْن حَرْب ثَنَا حَمَّادُ بْن زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدٍ: إِنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ حَدَّثَنِي عَنْكَ فِي الَّذِي وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَالَ:
كَذِبَ مَا حَدَّثْتُهُ إِنَّمَا بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: تَصَدَّقَ تَصَدَّقَ. وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ نُوحٍ هُوَ عَطَاءٌ هَذَا، وَأَنَا أَرَاهُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ.
وُلِدَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ سَنَةَ خَمْسِينَ، وَقِيلَ: وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ.
وَقَالَ ابْنُهُ عُثْمَانُ: تُوُفِّيَ أَبِي بِأَرِيحَا سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ الْبَصْرِيُّ [1]- سِوَى ت- عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَجَابِرِ بْنِ سمرة وأنس بن مالك وجماعة.
__________
[1] المشاهير 98، ميزان الاعتدال 3/ 76، التاريخ الكبير 6/ 469، الجرح 6/ 337، تهذيب التهذيب 7/ 215، الضعفاء الصغير 89، التاريخ لابن معين 2/ 405 رقم 3218، المعرفة والتاريخ 3/ 123.(8/491)
وعنه خَالِدٌ الْحَذَّاءُ وَشُعْبَةُ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَقَالَ: هُوَ وَابْنُهُ قَدَرِيَّانِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْدَهْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ يَرَى الْقَدَرَ.
عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ الزَّاهِدُ [1] عَابِدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. يُحْكَى عَنْهُ أَمْرٌ يَتَجَاوَزُ الْحَدَّ فِي الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ. أَدْرَكَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَأَخَذَ عَنِ الْحَسَنِ.
قَالَ صَالِحُ بْنُ أَبِي ضِرَارٍ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ فُلانَ بْنَ عَلِيٍّ قَتَلَ أَرْبَعَمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَلَى دَمِ وَاحِدٍ فَقَالَ مُتَنَفِّسًا: هَاه ثُمَّ خَرَّ مَيِّتًا.
قَدْ تَقَدَّمَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ عَنْ عَطَاءٍ السَّلُولِيِّ فاللَّه أَعْلَمُ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ نَارًا أَشْعَلَتْ ثُمَّ قِيلَ مَنْ دَخَلَهَا نَجَا تُرَى كَانَ أَحَدٌ يَدْخُلُهَا؟ فَقَالَ: لَوْ قِيلَ ذَلِكَ لَخَشِيتُ أَنْ تَخْرُجَ نَفْسِي فَرَحًا قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَيْهَا.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ الشّاذَّكُونِيُّ: ثنا نُعَيْمُ بْنُ مُوَرِّعٍ قَالَ: انْتَبَهَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ فَجَعَلَ يَقُولُ: وَيْلٌ لِعَطَاءٍ لَيْتَ عَطَاءً لَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ، وَعَلَيْهِ مَدْرَعَةٌ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى اصْفَرَّتِ الشَّمْسِ فَقُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانُ الدَّارَانِيُّ: كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ قَدِ اشْتَدَّ خَوْفُهُ فَكَانَ لا يَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَعَنْ مُرَجَّى بْنِ وَدَاعٍ الرَّاسِبِيِّ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ إِذَا هَبَّتْ رِيحٌ وَرَعْدٌ قَالَ: هَذَا مِنْ أَجْلِي يُصِيبُكُمْ لَوْ مُتُّ اسْتَرَاحَ النَّاسُ.
__________
[1] ميزان الاعتدال 3/ 78، التاريخ الكبير 6/ 475، حلية الأولياء 6/ 215.(8/492)
وَعَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيُّ قَالَ: أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا شَيْخُ قَدْ خَدَعَكَ إِبْلِيسُ فَلَوْ شَرِبْتَ كُلَّ يَوْمٍ شَرْبَةَ سَوِيقٍ.
وَقِيلَ: كَانَ يَدْعُو: اللَّهمّ ارْحَمْ غُرْبَتِي فِي الدُّنْيَا وَارْحَمْ مَصْرَعِي عِنْدَ الْمَوْتِ وَارْحَمْ وَحْدَتِي [1] فِي قَبْرِي وَارْحَمْ قِيَامِي بَيْنَ يَدَيْكَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ: تَرَكْتُ عَطَاءً السَّلِيمِيَّ بِالْبَصْرَةِ حِينَ خَرَجْتُ إِلَى الثَّغْرِ فَمَكَثَ أَرْبَعِينَ سَنَةً عَلَى فِرَاشِهِ لا يَقُومُ مِنَ الْخَوْفِ وَلا يَخْرُجُ، أَضْنَاهُ الْخَوْفُ فَكَانَ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُصَلِّي قَائِمًا وَكَانَ يُوَضَّأُ عَلَى الْفِرَاشِ وَأَيُّ شَيْءٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَدْ أَطَاعَ اللَّهَ عَدَدَ شَعْرِهِ.
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: كَانَ عَطَاءُ قَدِ اشْتَدَّ خَوْفُهُ فَإِذَا ذُكِرَتْ عِنْدَهُ الْجَنَّةَ قَالَ: نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ، وَعَنْ عَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ قَالَ: الْتَمِسُوا لِي هَذِهِ الأَحَادِيثَ فِي الرُّخَصِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُرَوِّحَ عَنِّي بَعْضَ غَمِّي.
وَقِيلَ: كَانَ إِذَا بَكَى بَكَى ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهَا.
وَقَالَ الصَّلْتُ بْنُ حَلِيمٍ: ثنا أَبُو يَزِيدَ الْهَدَادِيُّ قَالَ: انْصَرَفْتُ مِنَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ يَمْشِيَانِ، وَكَانَ عَطَاءٌ قَدْ بَكَى حَتَّى عَمِشَ، وَكَانَ عُمَرُ قَدْ صَلَّى حَتَّى دَبَرَ، فَقَالَ عُمَرُ لِعَطَاءٍ: حَتَّى مَتَى نَسْهُو وَنلْعَبُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ فِي طَلَبِنَا لا يَكُفُّ! فَصَاحَ عَطَاءٌ وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَانْشَجَّ مَوْضِحَهُ [2] وَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى حَالِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ ثُمَّ أَفَاقَ فَحُمِلَ.
وَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ مُحَمَّدٍ: شَهِدْتُ عَطَاءً السَّلِيمِيَّ خَرَجَ فِي جَنَازَةٍ فغشي عليه أربع مرات.
__________
[1] الوحدة بالضم، على ما في التاج.
[2] هي التي تبدي وضح العظم أي بياضه، على ما في النهاية.(8/493)
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثنا أَبُو يَزِيدَ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: مَاتَ حَبِيبٌ مَاتَ مَالِكٌ مَاتَ فُلانٌ لَيْتَنِي مِتُّ فَكَانَ أَهْوَنَ لِعَذَابِي.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ يَمَسُّ جَسَدَهُ بِاللَّيْلِ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ قَدْ مُسِحَ.
عُقَيْلُ بْنُ مُدْرِكٍ [1] ، أَبُو الأَزْهَرِ. شَامِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ وَأَبِي الزَّاهِرِيَّةَ وَلُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ.
وعنه صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.
العلاء بن الحارث [2]- م 4- أبو وهب الحضرميّ الشامي الفقيه.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ وَمَكْحُولٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ أَعْلَمَ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ مُفْتِيًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَخَلَطَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا أَعْلَمُ فِي أَصْحَابِ مَكْحُولٍ أَوْثَقَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ تغيّر عقله.
وقال البخاري [4] : منكر الحديث.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 53، المعرفة والتاريخ 2/ 350.
[2] التاريخ الكبير 6/ 513، الجرح 6/ 353، ميزان الاعتدال 3/ 98، تهذيب التهذيب 8/ 177، المعرفة والتاريخ 2/ 393، التاريخ لابن معين 2/ 414 رقم 5163، تاريخ أبي زرعة 1/ 393- 395.
[3] الجرح 6/ 354.
[4] لم أجد هذا القول.(8/494)
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ يَرَى الْقَدَرَ.
وَقَالَ ابن المديني: ثقة.
قالوا: توفي سنة سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً.
الْعَلاءُ بْنُ خَالِدٍ الأَسَدِيُّ الْكَاهِلِيُّ [1]- م ت- عَنْ أَبِي وَائِلٍ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
الْعَلاءُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ [2] . الشَّاعِرُ الْمَكِّيُّ. وَاسْمُ أَبِيهِ السَّائِبُ بْنُ فَرُّوخٍ.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.
وَهُوَ شِيعِيٌّ جَلْدٌ.
روى عنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَالسُّفْيَانَانِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ [3] الْيَحْصُبِيُّ الْحِمْصِيُّ.
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ.
وعنه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ وَالْحَارِثُ بن عبيد وإسماعيل بن عياش.
__________
[1] الضعفاء الصغير 91، التاريخ الكبير 6/ 516، ميزان الاعتدال 3/ 98، الجرح 6/ 345، التاريخ لابن معين 2/ 414 رقم 3074، المعرفة والتاريخ 3/ 114.
[2] المشاهير 146، ميزان الاعتدال 3/ 102، التاريخ الكبير 6/ 512، المعرفة والتاريخ 3/ 113.
[3] وفي التاريخ الكبير 6/ 512، وتهذيب التهذيب 8/ 188، «عتبة» بدل «عبد الجبار» .(8/495)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ.
الْعَلاءُ بْنُ عبد الرحمن بن يعقوب [2]- م 4- أبو شبل المدني. أَحَدُ الْمَشَاهِيرِ، وَلاؤُهُ لِلْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ.
روى عن أَبِيهِ وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زَهْرَةَ وَمَعْبِد بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ.
روى عنه شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَآخَرُونَ.
ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: كَانَ جَدِّي يَعْقُوبَ مُكَاتَبًا لِمَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ الْبَصْرِيُّ وَكَانَتْ أُمُّهُ مَوْلاةٌ لِرَجُلٍ مِنَ الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبِي وَهُوَ مُكَاتَبٌ فَعُتِقَ أَبِي لِعِتَاقَةِ أُمِّهِ فَدَخَلَ بِهِ الحرقي بعد ما عَتَقَ جَدِّي عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَسْأَلُهُ اللَّحِقَ فِي الدِّيوَانِ فَقَامَ إِلَيْهِ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ فَقَالَ: مَوْلاي قَدْ أُعْتِقَ أَبُوهُ فَجُرَّ إِلَيَّ وَلاؤُهُ، قَالَ: فَاخْتَصَمَا إِلَى عُثْمَانَ فَقَضَى بِهِ لِلْحُرَقِيُّ، فَنَحْنُ مَوْلَى الْحُرَقَةَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: لَمْ يَزَلِ النَّاسِ يَتَّقُونَ حَدِيثَ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَذْكُرُهُ بِسُوءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : ما أنكر من حديثه شيئا.
__________
[1] الجرح 6/ 358.
[2] المشاهير 80، ميزان الاعتدال 3/ 102، الجرح 6/ 357، التاريخ الكبير 6/ 508، تهذيب التهذيب 8/ 186، المعرفة والتاريخ 1/ 349.
[3] الجرح 6/ 358 وفيه «وأنا انظر من حديثه أشياء» .(8/496)
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِحُجَّةٍ وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا.
تُوُفِّيَ الْعَلاءُ سَنَةَ ثَمَانٍ وثلاثين ومائة [1] .
علقمة بن أبي علقمة [2]- ع- بلال المدني مَوْلَى عَائِشَةَ. كَانَ ثِقَةً يُعَلِّمُ الْعَرَبِيَّةَ.
روى عن أُمِّهِ مُرْجَانَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالأَعْرَجِ.
وعنه مَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
تُوُفِّيَ قُبَيْلَ الأَرْبَعِينِ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ.
عَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ [3]- 4- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ مَوْلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. وَهُوَ كُوفِيُّ الأَصْلِ.
روى عن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ.
وعنه شُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَإِسْرَائِيلُ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أحمد: صالح الحديث رأس في التشيّع.
__________
[1] في (تجريد التمهيد لابن عبد البر ص 111) : سنة سبع وثلاثين.
[2] المشاهير 75، تهذيب التهذيب 7/ 275، الجرح 6/ 406، التاريخ الكبير 7/ 42، ابن سعد 8/ 490، التاريخ لابن معين 2/ 415 رقم 867.
[3] المشاهير 166، ميزان الاعتدال 3/ 115، التاريخ الكبير 6/ 262، الجرح 6/ 175، تهذيب التهذيب 7/ 285، المعرفة والتاريخ 1/ 516 و 2/ 182.(8/497)
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَلِيُّ بن الحكم البناني [1]- خ 4- أبو الحكم البصري.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وعنه الْحَمَّادَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جدعان [2] ، 4 م مقرونا هُوَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ أَبُو الْحَسَنِ الْقُرَشِيُّ التيمي البصري الضرير.
أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ فِي زَمَانِهِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعُرْوَةَ وَجَمَاعَةٍ وَلَزِمَ الْحَسَنَ مُدَّةً.
وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَالْحَمَّادَانِ وَهَمَّامٌ وَزَائِدَةُ وَهُشَيْمٌ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وخلق، وولد أعمى.
__________
[1] المشاهير 154، ميزان الاعتدال 3/ 125، تهذيب التهذيب 7/ 311، الجرح 6/ 181، التاريخ الكبير 6/ 270، التاريخ لابن معين 2/ 416 رقم 3379، تاريخ أبي زرعة 1/ 539.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 127، تهذيب الأسماء 1/ 344، التاريخ الكبير 6/ 275، تهذيب التهذيب 7/ 322، الجرح 6/ 186، تاريخ أبي زرعة 1/ 407 و 523 و 535، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، التاريخ لابن معين 2/ 417 رقم 352، التقريب 2/ 37، طبقات خليفة 215، التاريخ الصغير 1/ 318، سير أعلام النبلاء 5/ 206 رقم 82، تذكرة الحفاظ 1/ 140، العقد الثمين 6/ 174 طبقات الحفاظ 58، خلاصة تذهيب الكمال 274، شذرات الذهب 1/ 176.(8/498)
قَالَ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ: لَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ قُلْنَا لابْنِ جُدْعَانَ: اجْلِسْ مَجْلِسَ الْحَسَنِ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ الْجُرَيْرِيَّ يَقُولُ: أَصْبَحَ فقها الْبَصْرَةِ عُمْيَانًا ثَلاثَةً: قَتَادَةُ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَأَشْعَثُ الْحُدَّانِيُّ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ: رُبَّمَا حَدَّثْتُ الْحَسَنَ بِالْحَدِيثِ أَسْمَعُهُ مِنْه فَأَقُولُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَتَدْرِي مَنْ حَدَّثَكَ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي إِلا أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ ثِقَةٍ، فَأَقُولُ: أَنَا حَدَّثْتُكَ بِهِ.
وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ عَنْ مُبَارَكٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: بِتُّ مَعَ الْحَسَنِ فَقُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَقَرَأْتُ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ فَقَالَ الْحَسَنُ: دَافَعْتَ الصُّبْحَ اللَّيْلَةَ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَكَانَ دَفَّاعًا.
وَقَالَ مُرَّةُ: حَدَّثَنَا قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: أنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَكَانَ يَقْلِبُ الأَحَادِيثَ.
وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ قَالَ: كَانَ شِيعِيًّا.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ لِسُوءِ حفظه.
__________
[1] الجرح 6/ 187.(8/499)
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
قَالَ خَلِيفَةُ [1] : مَاتَ فِي الطَّاعُونِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ وَغَيْرُهُ: سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: صَدُوقٌ.
عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلادِ بْنِ رَافِعٍ الزَّرْقِيُّ الْمَدَنِيُّ [2]- خ د ن ق- أبو الحسن.
روى عن عَمِّهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ وَعَنْ أَبِيهِ يَحْيَى.
وعنه ابْنُهُ إِسْحَاقَ وَابْنُ عَجْلانَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُهُ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ وَروى عنه نُعَيْمٌ الْمُجَمِّرُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
عمار الدهني [3]- م 4- أبو معاوية البجلي الكوفي.
وَدُهْنٌ هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَسْلَمَ، وَفِي بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ دُهْنُ بْنُ عَذْرَةَ.
رَوَى عَمَّارٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ.
وعنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَآخَرُونَ.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 398.
[2] التاريخ الكبير 6/ 300، تهذيب التهذيب 7/ 394، الجرح 6/ 208.
[3] هو: عمار بن معاوية الدهني. تهذيب التهذيب 7/ 406، التاريخ الكبير 7/ 38، الجرح 6/ 390، تاريخ أبي زرعة 1/ 479 و 552، التاريخ لابن معين 2/ 224 رقم 1556، المعرفة والتاريخ 2/ 16.(8/500)
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَجَمَاعَةٌ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ: تُوُفِّي سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عُمَارَةُ [1] بْنُ جوين [2]- ت ق- أبو هارون العبديّ البصري.
روى عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري.
وعنه الْحَمَّادَانِ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ شُعْبَةُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: شِيعِيٌّ جَلْدٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ وَالثَّوْرِيِّ وَشَرِيكٍ وَهُشَيْمٍ وَعَبْدِ الْوَارِثِ وَيُذْكَرُ عَنْهُ أَشْيَاءُ فِي الْغُلُوِّ فِي التَّشَيُّعِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ [3]- خ 4- وَاسْمُ أَبِيهِ ثَابِتٌ.
بَصْرِيٌّ مَشْهُورٌ وَلاؤُهُ لِلْعَتَكِيِّينَ وَلَمْ يُدْرِكْ وَلَدُهُ حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ الأَخْذَ عَنْهُ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ.
يَرْوِي عَنْ أبي عثمان النهدي وأبي مجلز لا حق بن حميد وعكرمة والحسن وجماعة.
__________
[1] ميزان الاعتدال 3/ 173، طبقات ابن سعد 7/ 246، التاريخ الكبير 6/ 499، الجرح 6/ 363، تهذيب التهذيب 7/ 412، التاريخ لابن معين 2/ 424 رقم 3624، المعرفة والتاريخ 2/ 174، تاريخ أبي زرعة 1/ 482.
[2] في الأصل «جوير» .
[3] المشاهير 155، التاريخ الكبير 6/ 502، الجرح 6/ 363، تهذيب التهذيب 7/ 415. المعرفة والتاريخ 1/ 445 و 585.(8/501)
وعنه شُعْبَةُ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَهُوَ مِنْ قُدَمَاءِ مَشْيَخَةِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ.
عُمَارَةُ بْنُ غزيّة [2]- م 4- بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ.
مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، مَدَنِيٌّ مَشْهُورٌ ثِقَةٌ.
روى عن أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَالشَّعْبِيِّ وَالرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ الْجُهَنِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه بَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَإِسْمَاعِيلَ بْنُ جَعْفَرٌ والدراوَرْديّ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَآخَرُونَ.
اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : ثِقَةٌ كَثِيرُ الْحَدِيثِ.
وَأَمَّا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فَضَعَّفَهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عُمَارَةُ بن القعقاع [4]- ع- بن شبرمة الضبي الكوفي. كَانَ أَسَنَّ مِنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شبرمة وكان يفضّل عليه.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 405.
[2] المشاهير 135، ميزان الاعتدال 3/ 178، التاريخ الكبير 6/ 503، الجرح 6/ 368، تهذيب التهذيب 7/ 422، المعرفة والتاريخ 1/ 644 و 645.
[3] طبقات ابن سعد 8/ 162.
[4] تهذيب التهذيب 7/ 423. الجرح 6/ 368، التاريخ الكبير 6/ 501، المعرفة والتاريخ 3/ 97 و 102، التاريخ لابن معين 2/ 425 رقم 1386، تاريخ أبي زرعة 1/ 552.(8/502)
روى عن أَبِي زُرْعَةَ فَأَكْثَرَ وَعَنِ الأَخْنَسِ بْنِ خَلِيفَةَ الضَّبِّيُّ.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عُمَرُ بْنُ جُعْثُمٍ الشَّامِيُّ الْحِمْصِيُّ [1] .
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السُّكُونِيِّ.
وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.
أَمَّا عُمَرُ بْنُ خَثْعَمٍ الْيَمَامِيُّ [2] ، فَهُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَثْعَمٍ.
يَرْوِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
ضَعِيفٌ.
عُمَرُ بْنُ السَّائِبِ [3] ، أَبُو عَمْرٍو الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ.
روى عن الْقَاسِمِ بْنِ قَزْمَانَ وَابْنٍ لِعَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ.
وَهُوَ مُقِلٌّ.
روى عنه اللَّيْثُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ [4]- 4- بْنِ عَبْدِ الرحمن بن عوف الزهري.
__________
[1] تهذيب التهذيب 7/ 430، التاريخ الكبير 6/ 145، الجرح 6/ 101.
[2] تهذيب التهذيب 7/ 438 و 468، التقريب 2/ 58.
[3] التاريخ الكبير 6/ 162، تهذيب التهذيب 7/ 450، الجرح 6/ 113.
[4] المشاهير 133، ميزان الاعتدال 3/ 201، تهذيب التهذيب 7/ 456، المعرفة والتاريخ 1/ 271، التاريخ لابن معين 2/ 430 رقم 1371، التقريب 2/ 56.(8/503)
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ عِنْدِي صَالِحٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ.
وَأَمَّا الْبُخَارِيُّ فَلَمْ يُحْتَجَّ بِهِ بَلِ اسْتَشْهَدَ بِهِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَتَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ مَعَ ابْنِ أُخْتٍ لَهُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَكَذَا قَالَ خَلِيفَةُ [1] . وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثٍ.
عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ.
روى عن شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَمَكْحُولٍ وَسَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ.
وعنه بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ وَمَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ.
عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ الْقَاضِي [2]- م ن- السلمي البصري أبو حفص.
عَنْ أَمِّ كُلْثُومٍ وَعَنْ عَائِشَةَ وَعَنْ قَتَادَةَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وجماعة.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 404.
[2] التاريخ الكبير 6/ 181، تهذيب التهذيب 7/ 466، الجرح 6/ 126، المشاهير 154، ميزان الاعتدال 3/ 209، التاريخ لابن معين 2/ 431 رقم 2140، المعرفة والتاريخ 2/ 246.(8/504)
وعنه سَالِمُ بْنُ نُوحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقَطِيعِيُّ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَعِدَّةٌ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ عَلَى قَضَاءِ الْبَصْرَةِ مَاتَ فَجْأَةً.
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن يعلى [1]- ق- بن مرة الثقفي الكوفي.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَجَدَّتِهِ حَكِيمَةَ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَزِيَادُ الْبَكَّائِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
ضَعَّفَهُ أحمد، وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ مَتْرُوكٌ.
عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْبَصْرِيُّ [2]- ت ق- قَهْرَمَانُ آلَ الزُّبَيْرِ، ابْنُ شُعَيْبٍ أَبُو يَحْيَى الأَعْوَرُ.
روى عن سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَصَيْفِيِّ بْنِ صُهَيْبٍ.
وعنه الْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُلَيَّهَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : فِيهِ نَظَرٌ.
عمرو بن عامر [4]- د ن ق- أو ابن عمرو أبو الزّعراء الجشمي [5] .
__________
[1] ميزان الاعتدال 3/ 211، تهذيب التهذيب 7/ 480، الجرح 6/ 118، التاريخ الكبير 6/ 170، التاريخ لابن معين 2/ 3939431، المعرفة والتاريخ 3/ 111.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 259، الجرح 6/ 232، التاريخ الكبير 6/ 329، تهذيب التهذيب 8/ 30، كتاب المجروحين 2/ 71، سير أعلام النبلاء 5/ 307 رقم 145، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 442 و 443 رقم 311 وغيره، تاريخ أبي زرعة 1/ 145 وانظر فهرس الأعلام.
[3] التاريخ الكبير 6/ 329.
[4] التقريب 2/ 75، التاريخ لابن معين 2/ 446 رقم 1695، المعرفة والتاريخ 2/ 219.
[5] في نسخة القدسي 5/ 286 «الحشمي» وهو خطأ.(8/505)
عَنْ عَمِّهِ أَبِي الأَحْوَصِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعِكْرِمَةَ.
وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عَمْرُو بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [1] ، أَبُو سُهَيْلٍ الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ الْوَاقِفِيُّ [2] وَالِدُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو.
رَوَى عَنْ سَعِيد بْن المسيب وسعيد بْن عمير.
وعنه مَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ والدراوَرْديّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: [3] مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
عَمْرُو بْنُ عِمْرَانَ أَبُو السَّوْدَاءِ [4] النَّهْدِيُّ [5]- د- كُوفِيٌّ مُقِلٌّ.
عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ وَعَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ عَبْدِ خَيْرٍ وَقَيْسِ بْنِ أبي حازم وأبي مجلد.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَحَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَوْقَةَ.
قَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قُتِلَ أَيَّامَ قُحْطُبَةَ.
عَمْرُو بْنُ أبي عمرو مولى المطّلب [6]- ع- بن عبد الله بن حنطب
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 352، الجرح 6/ 245.
[2] نسبة الى بني واقف، بطن من الأوس. (اللباب 3/ 350) .
[3] الجرح 6/ 346.
[4] في الأصل «السود» .
[5] الجرح 6/ 251، التاريخ الكبير 6/ 359، تهذيب التهذيب 8/ 84، التاريخ لابن معين 2/ 450 رقم 1411.
[6] الجرح 6/ 252، التاريخ الكبير 6/ 359، التاريخ لابن معين 2/ 451 رقم 1051، المعرفة والتاريخ 1/ 246.(8/506)
الْمَخْزُومِيُّ أَبُو عُثْمَانَ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْن جُبَيْر وأبي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَالأَعْرَجِ وَعِكْرِمَةَ.
وعنه مَالِكٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَأَخُوهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ والدراوَرْديّ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مَا بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَاسْمُ أَبِيهِ مَيْسَرَةُ.
عَمْرُو بْنُ قَيْسِ [2] ، 4 بْنِ ثَوْرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ خَيْثَمَةَ أَبُو ثَوْرٍ السَّكُونِيُّ الْكِنْدِيُّ الْحِمْصِيُّ، وَلِجِدِّهِمْ مَازِنٍ صُحْبَةٌ.
وُلِدَ عَمْرٌو عَامَ قُتِلَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ مَعَ أَبِيهِ.
وَروى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَوَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَأَبِي أُمَامَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ وَعَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ وَطَائِفَةٍ.
وعنه مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَثَوَابَةُ بْنُ عَوْنٍ الْحَمَوِيُّ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ السكونيّ ومحمد بن حمير وجماعة.
__________
[1] الجرح 6/ 253.
[2] الجرح 6/ 254، المشاهير 117، ميزان الاعتدال 3/ 284، التاريخ الكبير 6/ 362، تهذيب التهذيب 8/ 91، التاريخ لابن معين 2/ 451 رقم 5244، المعرفة والتاريخ 1/ 329. تاريخ أبي زرعة 1/ 700، طبقات خليفة 314، سير أعلام النبلاء 5/ 322 رقم 156، خلاصة تذهيب الكمال 292، شذرات الذهب 1/ 209.(8/507)
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: أَدْرَكَ سَبْعِينَ صَحَابِيًّا وَكَانَ سَيِّدَ أَهْلِ حِمْصَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: شَامِيٌّ ثِقَةٌ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ وَلِيَ جَيْشَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى غَزْوِ الصَّائِفَةَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَحَدَّثَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بِحَدِيثَيْنِ.
وَقَالَ عُمَيْرُ بْنُ مُغَلِّسٍ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ مَنْصُورٍ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ:
قَالَ لِي الْحَجَّاجُ: مَتَى وُلِدْتَ يَا أَبَا ثَوْرٍ؟ قُلْتُ: عَامَ الْجَمَاعَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، قَالَ:
هِيَ مَوْلِدِي، قَالَ بَعْضُ رُوَاةٍ هَذَا فَتُوُفِّيَ الْحَجَّاجُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَتُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَزْعُ بِهَذِه الآيَةِ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [2] ) 5: 3 نَزَلَتْ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ يَوْمَ عَرَفَةَ.
قَال: قال أبو حاتم وأحمد العجليّ وغيرهما: ثقة.
وقال الوليد: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَغْزَى الرُّومَ صَائِفَتَيْنِ عَلَى إِحْدَاهُمَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ فِي أَقَلِّ مِنْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا نَظَرًا مِنْهُ لِجَمَاعَةِ مَنْ كَانَ أَصَابَهُ الأَزَلُّ [3] عَلَى حِصَارِ قُسْطَنْطِينِيَّةَ قَالَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لاوُنُ طَاغِيَةُ الرُّومِ لَمَّا بَلَغَهُ مِنْ قِلَّتِهِمْ فَلَقِيَهُ سَائِحٌ مِنْ سُيَّاحِي الرُّومِ فَقَالَ: أَيْنَ يُرِيدُ الْمَلِكُ؟ قَالَ: هَذِهِ الطَّائِفَةُ الْقَلِيلَةُ، قَالَ: تَرَكْتَ لِقَاءَهُمْ وَأُمَرَاؤُهُمْ عَلَى تِلْكَ السِّيرَةِ فَلَمَّا وَلِيَهُمْ هَذَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ تَعْرِضُهُمْ [4] ! فقال: ذاك بالشام وهؤلاء
__________
[1] طبقات ابن سعد 7/ 369.
[2] قرآن كريم- سورة المائدة- الآية 3.
[3] الأزل: الضيق والشدة. كما في القاموس المحيط.
[4] لعله «تعرض لهم» .(8/508)
بِأَرْضِ الرُّومِ، قَال: عَمَلُ ذَاكَ مُقَدِّمَةٌ لِهَؤُلاءِ.
قَالَ سَعِيدُ: فَانْصَرَفَ لاوُنُ عَنْ لِقَائِهِمْ.
وَرَوَى بَقِيَّةُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَرْيَمَ قَال: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى وَالِي حِمْصَ انْظُرِ الَّذِينَ نَصَبُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْفِقْهِ وَحَبَسُوهَا فِي الْمَسْجِدِ عَنْ طَلَبِ الدُّنْيَا فَأَعْطِ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَكَانَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ وَأَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ فِيمَنْ أَخَذَهَا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيّ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ ثنا ثَوَابَةُ بْنُ عَوْنٍ التَّنُوخِيُّ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ السَّكُونِيَّ يَقُولُ: حَجَجْتُ فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ حَجِّنَا خَرَجْنَا نُرِيدُ الْعُمْرَةَ مِنْ بَطْنِ مُرٍّ فَأَغْفَيْتُ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلا مِنْ نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَى رَوَاحِلِهِمْ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: تُرِيدُ الْعُمْرَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَقَالَ لِي: «لا، الْعُمْرَةُ مِنَ الْجُحْفَةِ» ثَلاثًا فَانْتَبَهْتُ فَأَخْبَرْتُ أَصْحَابِي بِرُؤْيَايَ وَإِلَى جَانِبِنَا رَجُلٌ مَعَهُ حَشْمٌ فَلَمَّا سَمِعَنِي أَقُصُّ رُؤْيَايَ أَرْسَلَ إِلَى رَسُولِهِ فَقَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُرِيدُكَ، فَقُلْتُ: مَنْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَقُلْتُ: هل هُوَ صَاحَبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي رَأَيْتَ هَذِهِ الرُّؤْيَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: اقْصُصْهَا عَلَيَّ رَحِمَكَ اللَّهُ، فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا انْتَهَيْتُ إِلَى ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى حَتَّى نَشَجَ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَحَسَا مِنْهُ ثُمَّ قَال: ارْدُدْ عَلَيَّ رَحِمَكَ اللَّهُ فَرَدَّدْتُ عَلَيْهِ فَتَنَفَّسَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ قَلْبَهُ خَرَجَ ثُمَّ قَالَ: امْضِ لِمَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامك فو الّذي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَرُبَّمَا سَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةً وَلا مَرَّتَيْنِ يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ فَمَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي» . قُلْتُ: وَهِمَ مَنْ قَالَ: إنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ فَإِنَّهُ كَانَ فِيمَنْ سَارَ(8/509)
لِلطَّلَبِ بِدَمِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ إِلَى دِمَشْقَ، وَالأَصَحُّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَيَكُونُ عُمْرُهُ مِائَةَ سَنَةٍ. وَكَذَا قَالَ فِي عُمْرِهِ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ.
عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ الْكُوفِيُّ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ [1]- د ق- أبو عبيد الدمشقيّ. كبير حرس عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ.
رَأَى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ وَروى عن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وعنه أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَابْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ سِرًّا فَإِنَّ الْغِيلَ يُدْرِكُ الرَّجُلَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ» عَنَى بِالسِّرِّ: الْجِمَاعَ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا عَمْرُو بن مهاجر قال: صلّيت خلف واثلة ابن الأَسْقَعِ عَلَى سِتِّينَ جَنَازَةً مَاتُوا فِي الطَّاعُونِ فَجَعَلَ الرِّجَالُ مِمَّا يَلِيهِ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ دِيَنارٍ هُوَ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ الأَنْصَارِيَّةَ.
وَقَالَ ابْنُ عَائِذٍ: ثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عن عمرو بن مهاجر أن عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِخَالِدِ بْنِ الرَّيَّانِ وَقَدْ لَبِسَ جُبَّةً: مَا دَعَاكَ إِلَى لِبْسِ هَذِهِ الْجُبَّةِ؟
قَالَ: سُرُورًا بِخِلافَتِكَ، قَالَ: مَنْ أَيْنَ هِيَ لَكَ؟ قَالَ: مِنْ كِسْوَتِي أَوْ مِنْ
__________
[1] طبقات ابن سعد 5/ 360، تهذيب التهذيب 8/ 107، التقريب 2/ 79، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 454 رقم 5174 و 5277، تاريخ أبي زرعة 1/ 255.(8/510)
كِسْوَةِ أَهْلِ بَيْتِي، قَالَ: انْزَعْ هَذَا السَّيْفَ وَالْحَقْ بِأَهْلِكَ، اللَّهمّ إِنِّي قَدْ وَضَعْتُهُ لَكَ فَلا تَرْفَعْهُ. ثُمَّ قَالَ هَكَذَا: اللَّهمّ إِنِّي أَسْتَخْبِرُكَ، يَا كَهْلُ، قَالَ عَمْرٌو:
فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي غَيْرِي، قَالَ: إِيَّاكَ أَعْنِي، مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ:
الْحَمْدُ للَّه قَدْ وَلَّيْتُكَ الْحَرَسَ فاللَّه اللَّهَ فِي الضَّعِيفِ.
وَقَالَ يحيى بن حمزة: ثنا عمرو بن مهاجر أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ:
إنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ كَمَثَلِ رَجُلٍ اتَّخَذَ سَهْمًا لا رِيشَ لَهُ وَاللَّهِ لأَرُيِّشَنَّهُ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ جَعَلَ لَهُ فِي الشَّهْرِ عِشْرِينَ دِينَارًا.
قَال خَلِيفَةُ [1] وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَازِنِيُّ [2]- ع- عَنْ أَبِيهِ وَعَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَسَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ دِينَارٍ الْقَرَّاظِ.
وعنه مَالِكُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَالْحَمَّادَانِ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ صَالِحٌ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: صُوَيْلِحٌ وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ بضع وثلاثين ومائة.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 418.
[2] طبقات ابن سعد 8/ 162، الجرح 6/ 269، تهذيب التهذيب 8/ 118، التاريخ الكبير 6/ 382، المشاهير 138، ميزان الاعتدال 3/ 293، المعرفة والتاريخ 1/ 260.(8/511)
عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ [1] . هُوَ أَبُو حَمْزَةَ الْقَصَّابُ، سَمَّاهُ هَكَذَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [2] .
وَقِيلَ: أَبُو حَمْزَةَ الْقَصَّابُ مَيْمُونٌ، يَأْتِي بِكُنْيَتِهِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُمَا اثْنَانِ وَأَنَّ أَبَا حَمْزَةَ عِمْرَانَ بْنَ أَبِي عَطَاءٍ الأَسَدِيَّ الْوَاسِطِيَّ.
روى عن ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَعَمَّرَ دَهْرًا.
روى عنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: بَصْرِيٌّ لَيِّنٌ.
عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ الْقَطَّانُ [3]- د- عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالْحَسَنِ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه ابْنُ أَخِيهِ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ.
وَهُوَ ضَعِيفٌ لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ لَكِنَّهُ مَعْرُوفٌ بِحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ.
عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو غُنَيْمٍ الْكَلاعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [4] .
عَنْ أَنَسٍ ومكحول وأبان بن أبي عياش وعدّة.
__________
[1] تهذيب التهذيب 8/ 135. التاريخ الكبير 6/ 412. ميزان الاعتدال 3/ 239. التاريخ لابن معين 2/ 438 رقم 3806، المعرفة والتاريخ 1/ 518. تاريخ أبي زرعة 1/ 484. التاريخ 2/ 13.
سير أعلام النبلاء 5/ 387 رقم 176.
[2] الجرح 6/ 302.
[3] الجرح 6/ 399، تهذيب التهذيب 8/ 157.
[4] الجرح 6/ 400، ميزان الاعتدال 3/ 300.(8/512)
وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَابْنُ شَابُورٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أحاديثه منكرة.
عياش بن عباس [1]- م 4- أبو عبد الرحيم القتباني الحميري المصري وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ.
رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ وَروى عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْهَيْثَمِ بْنِ شَفِيٍّ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَعِيسَى بْنِ هِلالٍ الصَّدَفِيِّ وَعِدَّةٍ.
وعنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَشُعْبَةُ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَالْمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ.
عِيسَى بن سليم العنسيّ [2]- م ن- الرّستني. والرستن على ثلاثين فَرَاسِخَ.
مِنْ حِمْصَ.
يَرْوِي عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ جُبير بْنِ نُفير وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ.
وعنه عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَبَقِيَّةُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [3] وَغَيْرُهُ.
يُكَنّى أَبَا حَمْزَةَ وَهُوَ بِالْكُنْيَةِ أَشْهَرُ.
__________
[1] المشاهير 189. الجرح 7/ 6. تهذيب التهذيب 8/ 197. التاريخ الكبير 7/ 48. المعرفة والتاريخ 1/ 253 و 2/ 510 و 516.
[2] تهذيب التهذيب 8/ 211، ميزان الاعتدال 3/ 312، الجرح 9/ 362، المعرفة والتاريخ 1/ 327، التاريخ الكبير 7/ 106، التاريخ لابن معين 2/ 469 رقم 46، المعرفة والتاريخ 1/ 461.
[3] الجرح 9/ 362.(8/513)
عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ الْعَدَوِيُّ الْمِصْرِيُّ.
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
وعنه يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ.
مَاتَ شَابًّا.(8/514)
[حرف الغين]
غالب بن مهران العبديّ [1]- د ت ق- البصري التمار.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَحَمِيدِ بْنِ هِلالٍ.
وعنه قَتَادَةُ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَشُعْبَةُ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَالِحُ الْحَدِيثِ.
غُضَيْفُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ [3]- ن- عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ وَنَافِعِ بْنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ وَأَخِيهِ يَعْقُوبَ بْنِ عَاصِمٍ.
وعنه سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ وَعَمْرُو بْنُ وَهْبٍ الطَّائِفِيَّانِ.
غَيْلانُ بْنُ جَامِعٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ [4]- م د ن ق- عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَيَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَمَاتَ كَهْلا، لَهُ نَحْوٌ من عشرين حديثا.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] تهذيب التهذيب 8/ 243، التاريخ الكبير 7/ 100.
[2] الجرح 7/ 49.
[3] ميزان الاعتدال 3/ 336، الجرح 7/ 55، تهذيب التهذيب 8/ 250، وقيل «غطيف» : التاريخ الكبير 7/ 106، التاريخ لابن معين 2/ 469 رقم 46، المعرفة والتاريخ 1/ 461.
[4] تهذيب التهذيب 8/ 252، التاريخ الكبير 7/ 104، الجرح 7/ 53، المعرفة والتاريخ 3/ 8.(8/515)
[حرف الْفَاءِ]
فَرْقَدُ بْنُ يَعْقُوبَ السَّبَخِيُّ [1]- ت ق- مِنْ سَبَخَةِ الْبَصْرَةِ. وَقِيلَ: مِنْ سَبَخَةِ الْكُوفَةِ. أَبُو يَعْقُوبَ النَّسَّاجُ أَحَدُ الْعُبَّادِ.
روى عن أَنَسٍ وَمُرَّةَ الطَّيِّبِ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وعنه هَمَّامٌ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ يحيى: ثقة.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ:، ضَعِيفٌ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : فِي حَدِيثِهِ مَنَاكِيرُ.
رُوِيَ أَنَّ الْحَسَنَ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ فنظر إلى فرقد السبخي وعليه جبة صوف فَقَالَ: يَا فَرْقَدُ لَوْ شَهِدْتَ الْمَوْقِفَ لَخَرَقْتَ ثِيَابَكَ مِمَّا تَرَى مِنْ عَفْوِ اللَّهِ عَزَّ وجلّ.
__________
[1] ميزان الاعتدال 3/ 345. الجرح 7/ 81. تهذيب التهذيب 8/ 262. التاريخ لابن معين 2/ 473 رقم 2503. المعرفة والتاريخ 2/ 257.
[2] الجرح 7/ 81.
[3] التاريخ الكبير 7/ 131.(8/516)
وَعَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ: أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهِ: الْكِبْرُ وَالْحَسَدُ وَالْحِرْصُ.
قِيلَ: إِنَّ فَرْقَدًا تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ بِالْبَصْرَةِ.(8/517)
[حرف الْقَافِ]
الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو نَهِيكَ الأَسَدِيُّ [1] .
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَطَاوُسٍ.
وعنه مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ وَسُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ.
وَقَدْ وُثِّقَ.
الْقَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ [2]- م ن ق- عَنْ أَبِي رَافِعٍ الصَّائِغِ.
وعنه شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عِنْدَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ.
قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ الطَّائِيُّ الْمَرْوَزِيُّ الأَمِيرُ.
أَحَدُ دُعَاةِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَمُقَدِّمُ الْجُيُوشِ، قِيلَ اسْمُهُ زِيَادٌ وَإِنَّمَا قحطبة لقب.
__________
[1] الجرح 7/ 119. التاريخ الكبير 7/ 158. تهذيب التهذيب 8/ 336 و 12/ 259. ابن سعد 6/ 329.
المعرفة والتاريخ 3/ 97. التاريخ لابن معين 2/ 482 رقم 2489.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 380، التاريخ الكبير 7/ 166، الجرح 7/ 120، تهذيب التهذيب 8/ 339.(8/518)
وَهُوَ وَالِدُ الأَمِيرَيْنِ الْحَسَنِ وَحُمَيْدٍ، أَصَابَتْهُ ضَرْبَةٌ فِي وَجْهِهِ لَيْلَةَ الْمُسَفَاةِ فَوَقَعَ فِي الْفُرَاتِ فَهَلَكَ وَلَمْ يُدْرَ بِهِ. وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ، وَقَدْ مَرَّ مِنْ شَأْنِهِ فِي الْحَوَادِثِ.
قُدَامَةُ [1] بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ [2]- ق- عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَعُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ.
وعنه ابْنَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَصَالِحٌ وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَآخَرُونَ.
صُوَيْلِحٌ.
الْقَعْقَاعُ بْنُ يَزِيدَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ الأَعْمَى [3] .
روى عن إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وعنه سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحميد.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] في الأصل «قذامة» .
[2] تهذيب التهذيب 8/ 363، الجرح 7/ 129.
[3] التاريخ الكبير 7/ 188، الجرح 7/ 137، التاريخ لابن معين 2/ 489، المعرفة والتاريخ 2/ 714 و 3/ 101.(8/519)
[حرف الْكَافِ]
كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ أَبُو قُرَّةَ الْبَصْرِيُّ [1]- سِوَى ت- عَنْ مُجَاهِدٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ.
قَالَ أَحْمَدُ: صَالِحٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنٌ.
وَتَرَدَّدَ ابْنُ مَعِينٍ فيه.
كثير النّوّا [2]- ت- أبو إسماعيل الكوفي مَوْلَى بَنِي تَيْمِ اللَّهِ.
روى عن عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَجُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ.
وَكَانَ مِنْ أَجْلادِ الشِّيعَةِ.
روى عنه الْمَسْعُودِيُّ وَشَرِيكٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيِّ وغيرهم.
__________
[1] الجرح 7/ 153، التاريخ الكبير 7/ 215. التاريخ لابن معين 2/ 493 رقم 4014.
[2] التاريخ الكبير 7/ 215، تهذيب التهذيب 8/ 411.(8/520)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] وَغَيْرُهُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
كُرْزُ بْنُ وَبَرَةَ الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ [2] ، أَحَدُ الأَوْلِيَاءِ.
روى عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَطَارِقِ بْنِ شِهَابٍ وَالرَّبِيعِ بْنِ خَثْيَمٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَطَاوُسٍ.
روى عنه أَبُو طِيبَةَ عِيسَى بْنُ سُلَيْمَان الدَّارِمِيُّ- لَقِيَهُ بِجُرْجَانَ- وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْوَصَّافِيُّ وَمُخْتَارُ التَّيْمِيُّ وَمُحَمَّدُ بن فضل وَغَيْرُهُمْ.
رَوَى ابْنُ فَضْلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ كُرْزًا لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَيَاءً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ: وَكَانَ يُكْثِرُ الصَّلاةَ فَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. وَكَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ فَرُبَّمَا ضَرَبُوهُ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ.
قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: دَخَلَ كُرْزٌ جُرْجَانَ غَازِيًا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ مَعَ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ ثُمَّ سَكَنَهَا وَاتَّخَذَ بِهَا مَسْجِدًا في طرف محلة سليمان آباد، وَكَانَ مَعْرُوفًا بِالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ شَبْرُمَةَ: صَحِبْنَا كُرْزَ بْنَ وَبَرَةَ وَكَانَ لا يَنْزِلُ مَنْزِلا إِلا ابْتَنَى مَسْجِدًا وقام يصلّي فيه.
ولا بن شَبْرُمَةَ:
لَوْ شِئْتُ كُنْتُ كَكُرْزٍ فِي تَعَبُّدِهِ ... أَوْ كَابْنِ طَارِقٍ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي الحَرَمِ
قَدْ حَالَ دُونَ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا ... وَسَارَعَا في طلاب الفوز والكرم [3]
__________
[1] الجرح 7/ 159 و 160.
[2] المشاهير 199. الجرح 7/ 170. التاريخ الكبير 7/ 238. المعرفة والتاريخ 2/ 709 و 710.
[3] راجع البيتين في: تاريخ جرجان للسهمي- ص 337، 338.(8/521)
قَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ أَبُو عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ:
قَالَ ابْنُ شَبْرُمَةَ: سَأَلَ كُرْزُ بْنُ وَبَرَةَ رَبَّهُ أَنْ يُعْطِيَهُ الاسْمَ الأَعْظَمَ عَلَى أَنْ لا يَسْأَلَ بِهِ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا فَأُعْطِيَهُ، فَسَأَلَ أَنْ يَقْوَى عَلَى خَتْمِ الْقُرْآنِ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
قَال الدَّوْرَقِيُّ: وَحَدَثَّنِي جَرِيرُ بْنُ زِيَادِ بْنِ كُرْزٍ الْحَارِثِيُّ عَنْ شُجَاعِ بْنِ صَبِيحٍ مَوْلَى كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُلَيْمَانَ الْمُكْتِبُ قَالَ: صَحِبْتُ كُرْزًا إِلَى مَكَّةَ فَكَانَ إِذَا نَزَلَ أَدْرَجَ ثِيَابَهُ فِي الرَّحْلِ ثُمَّ تَنَحَّى لِلصَّلاةِ فَإِذَا سَمِعَ رُغَاءَ الإِبِلِ أَقْبَلَ، فَاحْتَبَسَ يَوْمًا عَنِ الْوَقْتِ فَانْبَثَّ أَصْحَابُهُ فِي طَلَبِهِ فَأَصَبْتُهُ فِي وَهْدَةٍ يُصَلِّي في ساعة حارّة وإذا سَحَابَةٌ تُظِلُّهُ فَلَمَّا رَآنِي أَقْبَلَ نَحْوِي فَقَالَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ أُحِبُّ أَنْ تَكْتُمَ مَا رَأَيْتَ، قُلْتُ: نَعَمْ.
وَعَنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَوْضَةَ مَوْلاةِ كُرْزٍ قَالَتْ: قُلْنَا مِنْ أَيْنَ يُنْفِقُ كُرْزٍ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: يَا رَوْضَةُ إِذَا أَرَدْتِ شَيْئًا فَخُذِي مِنْ هَذِهِ الْكُوَّةِ، فَكُنْتُ آخُذُ كُلَّمَا أَرَدْتُ.
قُلْتُ: وَأَمَّا ابْنُ طَارِقٍ الْمَذْكُورُ فَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ.
قَالَ ابْنُ فَضْلٍ: حَزَّرُوا طَوَافَهُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَشْرَةَ فَرَاسِخَ.
كليب بن وائل [1]- خ د ت- بن هنان [2] التيمي البكري المدني نَزِيلُ الْكُوفَةِ.
روى عن ابْنِ عُمَرَ وَزَيْنَبَ بنت أبي سلمة وهانئ بن قيس.
__________
[1] ميزان الاعتدال 3/ 414، التاريخ الكبير 7/ 229، المعرفة والتاريخ 3/ 101، التاريخ لابن معين 2/ 497 رقم 1667.
[2] في الأصل «بيحان» وفي تهذيب التهذيب «هبار» 8/ 446 وضبطه في الخلاصة بنونين.(8/522)
وعنه زَائِدَةُ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين وضعّفه أبو حاتم [1] .
__________
[1] الجرح 7/ 167.(8/523)
[حرف اللامِ]
لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ [1]- 4- تُوُفِّيَ فِي قَوْلِ مُطَيَّنٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وسيأتي.
__________
[1] ميزان الاعتدال 3/ 420. تهذيب التهذيب 8/ 465. التاريخ الكبير 7/ 246. الجرح 7/ 177.
المعرفة والتاريخ 1/ 519، التاريخ لابن معين 2/ 501 رقم 2057. تاريخ أبي زرعة 1/ 551.(8/524)
[حرف الْمِيمِ]
الْمُحِبُّ بْنُ حَذْلَمٍ، أَبُو خَيْرَةَ الرُّعَيْنِيُّ. مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ أَحَدُ الْعَابِدِينَ.
قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ أَبُو خَيْرَةَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَرَّتَيْنِ.
وَرَوَى طَلْقُ بْنُ السَّمْحِ عَنْ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَنَّ الْمُحِبَّ أَبَا خَيْرَةَ قَامَ وَالْحَوْثَرَةُ أَمِيرُ مِصْرَ يَخْطُبُ وَيَبْكِي فَوْقَ الْمِنْبَرِ فَقَالَ أَبُو خَيْرَةَ: يَا مُحَمَّدَاهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَانْظُرْ مَا فَعَلَتْ أُمَّتَكَ بَعْدَكَ، يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنَّ اللَّهَ يقول (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ [1] ) 61: 2 فَقَالَ: خُذُوا الْمُنَافِقَ! فَأَتَوْهُ بِهِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقِيلَ لَهُ: مَجْنُونٌ، فَقَالَ: الْمُحِبُّ أَجَنُّ مِنِّي يَقُولُ مَا لا يَفْعَلُ! قَالَ:
خَلُّوهُ فَإِنَّهُ مَجْنُونٌ.
تَرَدَّى أَبُو خَيْرَةَ فَاسْتُشْهِدَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم [2]- ع- أبو عبد الملك الأنصاري قَاضِي الْمَدِينَةِ. كَانَ أَكْبَرَ مِنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ.
روى عن أَبِيهِ وَعَمْرَةَ وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وعنه ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَشُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَفَضْلُ بْنُ فُضَالَةَ وَابْنُ عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ.
وَرَأَى بَعْضَ الصَّحَابَةِ وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ الْكُوفِيُّ [3]- ع- أحد الأئمة.
__________
[1] قرآن كريم- سورة الصف- الآية 2.
[2] المشاهير 128، تهذيب التهذيب 9/ 80، التاريخ الكبير 1/ 46، الجرح 7/ 212.
[3] المشاهير 168. التاريخ الكبير 1/ 54، تهذيب التهذيب 9/ 92. التاريخ لابن معين 2/ 508 رقم 3072. التقريب 2/ 150. المعرفة والتاريخ 2/ 750 و 3/ 144.(8/525)
روى عن أَنَسٍ وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَأَبِي صَالِحٍ بَاذَامَ وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَخَلْقٍ.
وعنه ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ وَشُعْبَةُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو حَاتِمٍ [1] وَكَانَ مِنْ فُضَلاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
تُوُفِّيَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ الْقُرَشِيُّ [2]- خ م د ن ت- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي سَلَمَةَ وَكُرَيْبٍ.
وعنه مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ [3]- ت- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ وَعَطَاءٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ كِبَارٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: [4] لَيْسَ بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَاكُولا [5] : كُنْيَتُهُ أَبُو خَبِئَةَ بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ وَبِمُوَحَّدَةٍ وَهَمْزَةٍ، قَالَ: وَروى عنه إِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ فَكَنَّاهُ أَبَا خَالِدٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ [6] : أَبُو خُبْئَةَ بِالضَّمِّ هُوَ سُؤْرُ الأَسَدِ مِنْ أهل
__________
[1] الجرح 7/ 222.
[2] تهذيب التهذيب 9/ 110. التاريخ الكبير 1/ 59. الجرح 7/ 241. المعرفة والتاريخ 1/ 226. تاريخ أبي زرعة 1/ 524.
[3] ميزان الاعتدال 3/ 536. تهذيب التهذيب 9/ 145. المعرفة والتاريخ 3/ 114.
[4] الجرح 7/ 241.
[5] الإكمال 3/ 119 أبو «خبية» ، وفي التاج «أبو خبيئة» .
[6] المصدر السابق.(8/526)
الْكُوفَةِ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ، كَذَا ضَمَّهُ عَبْدُ الْغَنِيِّ فاللَّه أَعْلَمُ.
مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ [1]- خ 4- مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِهِ، وَالْهَانُ هُوَ أَخُو هَمْدَانَ ابْنَا مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَوْسِلَةَ الْقَحْطَانِيِّ.
يَرْوِي عَنْ أَبِي أمامة الباهلي وأبي عنبة الْخَوْلانِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ وَأَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ.
وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ وَبَقِيَّةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ زيد بن المهاجر [2]- م 4- بْنِ قُنْفُذِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ الْقُرَشِيُّ التيمي المدني.
رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَأَخَذَ الْعَطَاءَ فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ. وَروى عن عُمَيْرٍ مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه الزُّهْرِيُّ- وَمَاتَ قَبْلَهُ- وَمَالِكٌ وهشام بن سعد والدراوَرْديّ وحفص ابن غِيَاثٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَهْلٍ الهمدانيّ الكوفي [3]- ت-.
__________
[1] المشاهير 117، ميزان الاعتدال 3/ 551، التاريخ الكبير 1/ 83، تهذيب التهذيب 9/ 170، الجرح 7/ 257. التاريخ لابن معين 2/ 516 رقم 5124. التقريب 2/ 162. تاريخ أبي زرعة 1/ 351. المعرفة والتاريخ 2/ 353.
[2] الجرح 7/ 255. تهذيب التهذيب 9/ 173، التاريخ الكبير 1/ 84. التاريخ لابن معين 2/ 516 رقم 465. التقريب 2/ 162.
[3] ميزان الاعتدال 3/ 556. التاريخ الكبير 1/ 105. تهذيب التهذيب 9/ 176. الجرح 7/ 272.
التاريخ لابن معين 2/ 517 رقم 2206. التقريب 2/ 163. المعرفة والتاريخ 3/ 65.(8/527)
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَابْنِ إِسْحَاق.
وعنه جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ فَرْضِيًّا وَلَعَلَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ. وَقَالَ الْقَطَّانُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: متروك.
محمد بن السائب [1]- ت ق- بن بركة المكيّ.
عَنْ أُمِّهِ وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ.
وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ مُقِلٌّ.
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ [2] ، شَامِيٌّ.
عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي ظِبْيَةَ الْكَلاعِيِّ وَرَبِيعَةَ الْقَصِيرِ.
وعنه شَرِيكٌ وَهُشَيْمٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بأس.
__________
[1] الجرح 7/ 369. تهذيب التهذيب 9/ 178. التاريخ الكبير 1/ 100. ميزان الاعتدال 3/ 559.
التاريخ لابن معين 2/ 517 رقم 454. التقريب 2/ 163.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 561. التاريخ الكبير 1/ 89. الجرح 7/ 261. تهذيب التهذيب 9/ 184.
التاريخ لابن معين 2/ 518 رقم 3050. التقريب 2/ 164.(8/528)
محمد بن سيف [1]- ت- أبو رجاء البصري الحدّاني.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ.
وعنه شُعْبَةُ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ [2]- م-.
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ.
وعنه هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وَجَرِيرٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ ثِقَةٌ مُقِلٌّ.
مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ الْمَكِّيُّ الْعَابِدُ [3]- ق-.
روى عن ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَالثَّوْرِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
قَدْ ذُكِرَ مِنِ اجْتِهَادِهِ فِي الْعِبَادَةِ آنِفًا فِي تَرْجَمَةِ كُرْزٍ.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي صعصعة [4]- خ ن ق- المازني أبو عبد الرحمن المدني. أحد الثقات.
__________
[1] تهذيب التهذيب 9/ 217. الجرح 7/ 281. التاريخ الكبير 1/ 104. التاريخ لابن معين 2/ 521 رقم 3388. التقريب 2/ 169. المعرفة والتاريخ 2/ 127.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 581، التاريخ الكبير 1/ 112، تهذيب التهذيب 9/ 224، الجرح 7/ 284.
[3] الجرح والتعديل 7/ 292. تهذيب التهذيب 9/ 234. التاريخ الكبير 1/ 119. الوافي بالوفيات 3/ 162 رقم 1928. النجوم الزاهرة 2/ 31.
[4] التاريخ الكبير 1/ 140. تهذيب التهذيب 9/ 262. الجرح 7/ 299. الوافي بالوفيات 3/ 294 رقم 1332.(8/529)
عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ وَعَبَّادِ بن تميم وَغَيْرِهِمَا.
وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَالْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَبِيدٍ الأَسَدِيُّ، وَيُقَالُ الأَسْلَمِيُّ.
وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ مُدَيْدَةً فِي إِمْرَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ عُزِلَ بِكُلْثُومِ بْنِ زِيَادٍ ثُمَّ وَلِيَ فِي دَوْلَةِ السَّفَّاحِ.
حَكَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي عتيق [1]- خ د ت ن- محمد بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق القرشي التيمي.
روى عن نَافِعٍ وَالزُّهْرِيُّ.
وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ ثِقَةً.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن نوفل [2]- ع- بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَبُو الأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ الأسدي يَتِيمُ عُرْوَةَ، لِأَنَّ أَبَاهُ أَوْصَى بِهِ إِلَيْهِ.
وَكَانَ جَدُّهُ نَوْفَلٌ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَبِهَا توفي.
__________
[1] تهذيب التهذيب 9/ 277، التاريخ الكبير 1/ 130، الجرح 7/ 302.
[2] الجرح 7/ 321. التاريخ الكبير 1/ 145. تهذيب التهذيب 9/ 307، التاريخ لابن معين 2/ 527.
رقم 1014، التقريب، 2/ 185، تاريخ أبي زرعة 1/ 190، المعرفة والتاريخ 1/ 238.(8/530)
نَزَلَ أَبُو الأَسْوَدِ مِصْرَ وَحَدَّثَ بِهَا بِكِتَابِ المغازي لعروة بن الزبير وعن علي ابن الْحُسَيْنِ وَالنُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ وَعِكْرِمَةَ الْهَاشِمِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَشُعْبَةُ ومالك وابن لهيعة وآخرون. آخرهم وَفَاةً أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ.
وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ الْمَشَاهِيرِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ [1] بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيِّ الأَمِيرُ.
وَلِيَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ لِأَخِيةِ الْخَلِيفَةِ هِشَامٍ وَكَانَ فِيهِ دِينٌ، وَلَمَّا قُتِلَ الْوَلِيدُ غَلَبَ عَلَى الأُرْدُنِ.
روى عن أَبِيهِ.
وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَزَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ وَغَيْرُهُمَا.
ظَفِرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ يَوْمَ نَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ فَذَبَحَهُ صَبْرًا.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [2] : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ يُوَثِّقُهُ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَهَذَا غَلَطٌ.
وَذَكَر ابْنُ يُونُسَ أَنَّهُ رَوَى عَنْ رَجُلٍ.
مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [3]- 4- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ الْمَدَنِيُّ مِنْ سَادَاتِ بَنِي هَاشِمٍ.
__________
[1] ميزان الاعتدال 3/ 632، المعرفة والتاريخ 2/ 458، التاريخ لابن معين 2/ 528، رقم 5153.
الوافي بالوفيات 4/ 31 رقم 1485.
[2] الجرح 8/ 4.
[3] ميزان الاعتدال 3/ 668، الجرح 8/ 18، تهذيب التهذيب 9/ 361، التاريخ الكبير 1/ 177، المعرفة والتاريخ 2/ 267، الوافي بالوفيات 4/ 238 رقم 1766. طبقات ابن سعد 5/ 242.(8/531)
روى عن أَبِيهِ وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ وَعَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَالْعَبَّاسِ ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.
روى عنه بَنُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ وَعُمَرُ وَابْنُ جُرَيْجٍ وهشام بن سعد ويحيى ابن أَيُّوبَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْفِطْرِيُّ [1] وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَدْرَكَ خِلافَةَ بَنِي الْعَبَّاسِ.
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: كَانَ النَّاسِ يَقُولُونَ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ يُشْبِهُ جَدَّهُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيُّ الْمَدَنِيُّ [2]- خ م د ن-.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَمَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ.
وعنه مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ والدراوَرْديّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [3] .
مُحَمَّدُ بْنُ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ [4] ، أَخُو رِشْدِينَ.
روى عن أبيه.
__________
[1] بكسر الفاء وسكون الطاء، نسبة الى الفطريين موالي بني مخزوم. (اللباب 2/ 435) .
[2] تهذيب التهذيب 9/ 371، التاريخ الكبير 1/ 191، المعرفة والتاريخ 2/ 478، تاريخ أبي زرعة 1/ 417 و 418.
[3] الجرح 8/ 30.
[4] ميزان الاعتدال 4/ 22، تهذيب التهذيب 9/ 420، الجرح 8/ 68، التاريخ الكبير 1/ 217.
المعرفة والتاريخ 3/ 66، التاريخ لابن معين 2/ 536 رقم 1318، التقريب 2/ 203.(8/532)
وعنه إِسْرَائِيلُ وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَيْرُهُمَا.
ضَعَّفُوهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ- ع- قَدْ تَقَدَّمَ. وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ.
مُخَارقُ بْنُ خليفة [1]- م د ت ن- وَيُقَالُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الأَحْمَسِيُّ الكوفي.
عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْرَائِيلُ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
مُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ الْكُوفِيُّ [2]- م د ت ن-.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إدريس وابن فضيل وحفص ابن غِيَاثٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
وَكَانَ خَيِّرًا رَقِيقَ الْقَلْبِ بَكَّاءً عِنْدَ الذِّكْرِ، تَفَرَّدَ بِحَدِيثِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ [3] ابْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أمية
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 431، الجرح 8/ 352، تهذيب التهذيب 10/ 67، المعرفة والتاريخ 2/ 740 و 3/ 404، تاريخ أبي زرعة 1/ 546.
[2] تهذيب التهذيب 10/ 68، ميزان الاعتدال 4/ 80، الجرح 8/ 310، التاريخ الكبير 7/ 385، المعرفة والتاريخ 3/ 151.
[3] تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 16/ 191 ب- 197 ب، تاريخ الخلفاء 254. معجم بني أمية 161 و 162، المعرفة والتاريخ 2/ 396 وترجمته في كتب التاريخ المعروفة.(8/533)
الْخَلِيفَةُ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الأُمَوِيُّ، وَيُلَقَّبُ بِمَرْوَانَ الْحِمَارِ وَمَرْوَانَ الْجَعْدِيِّ، وَتِلْكَ نِسْبَةٌ إِلَى مُؤَدِّبِهِ الْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، وَيُقَالُ: فُلانٌ أَصْبَرُ مِنْ حِمَارٌ فِي الْحُرُوبِ، وَلِهَذَا قِيلَ لَهُ مَرْوَانُ الْحِمَارِ فَإِنَّهُ كَانَ لا يُخْفِ لَهُ لَبِدٌ فِي مُحَارَبَةِ الْخَارِجِينَ عَلَيْهِ.
كَانَ يَصِلُ السَّرَى بِالسَّيْرِ وَيَصْبِرُ عَلَى مَكَارِهِ الْحَرْبِ.
وَقِيلَ: سُمِّيَ بِالْحِمَارِ لِأَنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّي كُلَّ مِائَةِ سَنَةٍ حِمَارًا فَلَمَّا قَارَبَ مُلْكُ بَنِي أُمَيَّةَ مِائَةَ سَنَةٍ لَقَّبُوا مَرْوَانَ بِالْحِمَارِ لِذَلِكَ وَأَخَذُوهُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي مَوْتِ حِمَارِ الْعُزَيْرِ. (وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ) 2: 259 [1] .
وُلِدَ مَرْوَانُ بِالْجَزِيرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَأَبُوهُ مُتَوَلِّيهَا، وَأُمُّهُ أَمُّ وَلَدٍ، وَقَدْ وَلِيَ وِلايَاتٍ جَلِيلَةٍ قَبْلَ الْخِلافَةِ، وَافْتَتَحَ قُونِيَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مَشْهُورًا بِالْفُرُوسِيَّةِ وَالإِقْدَامِ وَالْرُجْلَةَ [2] وَالدَّهَاءِ وَفِيهِ عَسَفٌ. سَارَ مَرَّةً حَتَّى جَاوَزَ نَهْرَ الروم فقتل وسبى وأغار على الصقالبة. قاله خَلِيفَةٌ [3] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَغَيْرُهُ:
كَانَ مَرْوَانُ أَبْيَضَ شَدِيدَ الشَّهْلَةِ ضَخْمَ الْهَامَةِ كَثَّ اللِّحْيَةِ أَبْيَضَهَا رِبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: بُويِعَ يَوْمَ نِصْفِ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمَّا قُتِلَ الْوَلِيدُ بَلَغَ ذَلِكَ مَرْوَانَ وَهُوَ عَلَى أَرْمِينِيَّةَ فَدَعَا إِلَى بَيْعَةِ مَنْ رَضِيَهُ الْمُسْلِمُونَ فَبَايَعُوهُ فَلَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ يَزِيدَ النَّاقِصِ أَنْفَقَ الْخَزَائِنَ وسار في
__________
[1] قرآن كريم- سورة البقرة- الآية 259.
[2] بضم الراء وسكون الجيم وفتح اللام- كالرجولية. (القاموس المحيط) .
[3] تاريخ ابن خياط 404.(8/534)
بِضْعٍ وَثَلاثِينَ فَارِسًا مِنَ الْجَزِيرَةِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا أَخَاهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مُحَمَّدٍ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى حَلَبَ بَايَعَهُ خَلْقٌ مِنَ الْقَيْسِيَّةِ ثُمَّ قَدِمَ حِمْصَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْمَسِيرِ مَعَهُ وَإِلَى بَيْعَةِ وَلِيَّيِ الْعَهْدِ الْحَكَمِ وَعُثْمَانَ ابْنَيِ الْوَلِيدِ وَكَانَا مَحْبُوسَيْنِ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي اسْتُخْلِفَ بِدِمَشْقَ بَعْدَ وَفَاةِ أَخِيهِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ فَسَارَ مَعَهُ جَيْشُ حِمْصَ وَخَرَجَ لِحَرْبِهِ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ بِمَرْجِ عَذْرَاءَ فَهَزَمَهُمْ مَرْوَانُ، وَكَانَ عَلَيْهِمْ سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَانْهَزَمَ بَعْدَ حَرْبٍ شَدِيدٍ، فَبَرَزَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَسْكَرَ بِمَيْدَانِ الْحَصَى وَمَعَهُ الْخَزَائِنُ فَتَفَلَّلَ عَنْهُ النَّاسُ فَتَوَثَّبَ أَعْوَانَهُ فَقَتَلُوا وَلِيَّيِ الْعَهْدِ الْمَذْكُورَيْنِ وَقَتَلُوا مَعَهُمَا يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ فِي السِّجْنِ، وَثَارَ أَحْدَاثِ أَهْلِ دِمَشْقَ بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَتَلُوهُ لِكَوْنِهِ سَعَى فِي قَتْلِ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ ثُمَّ أَخْرَجُوا مِنَ الْحَبْسِ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَوَضَعُوهُ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ وَفَكُّوا قُيُودَهُ لِيُبَايِعُوهُ، وَوَضَعُوا رَأْسَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَذْكُورِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَخَطَبَهُمْ وَحَضَّهُمْ عَلَى الْجَمَاعَةِ، وَبَايَعَ لِمَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَهَرَبَ حِينَئِذٍ مِنْ مَيْدَانِ الْحَصَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ وَأَمَّنَ مَرْوَانُ أَهْلَ الْبَلَدِ وَرَضِيَ عَنْهُمْ، فَأَوَّلُ مَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَذْكُورُ وَاسْتَوْثَقَ لَهُ الأَمْرُ وَأَمَرَ بِنَبْشِ يَزِيدَ النَّاقِصِ- رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- وَصَلَبَهُ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّهُ خَلَعَ نَفْسَهُ وَبَعَثَ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مَرْوَانَ فَأَمَّنَهُ، وَتَحَوَّلَ إِبْرَاهِيمُ فنزل الرقة خاملا ثم استأمن سليمان ابن هِشَامٍ فَأَمَّنَهُ مَرْوَانُ.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ وَغَيْرُهُ: كَانَ مَرْوَانُ عَظِيمَ الْمُرُوءَةِ يُحِبُّ اللَّهْوَ وَالسَّمَاعَ غَيْرَ أَنَّهُ شُغِلَ بِالْحُرُوبِ وَكَانَ يُحِبُّ الْحَرَكَةَ وَالأَسْفَارَ.
وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ: سَمِعْتُ الْوَزِيرَ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَأَلَنِي الْمَنْصُورُ: مَا كَانَ أَشْيَاخُكَ الشَّامِيُّونَ يَقُولُونَ؟ قُلْتُ: أَدْرَكْتُهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ الْخَلِيفَةَ إِذَا اسْتُخْلِفَ غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ، فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ وَمَا تَأَخَّرَ، أَتَدْرِي مَا الْخَلِيفَةُ؟ بِهِ تُقَامُ الصَّلاةُ وبه يحج البيت ويجاهد العدو، قال: فعدّد(8/535)
مِنْ مَنَاقِبِ الْخَلِيفَةِ مَا لَمْ أَسْمَعْ أحدًا ذَكَرَ مِثْلَهُ. وَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ عَرَفْتَ مِنْ حَقِّ الْخِلافَةِ فِي دَهْرِ بَنِي أُمَيَّةَ مَا أَعْرِفُ الْيَوْمَ لأَتَيْتُ الرَّجُلَ مِنْهُمْ حَتَّى أُبَايِعَهُ أَقُولَ:
مُرْنِي بِمَ شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ الْمَهْدِيُّ: وَكَانَ الْوَلِيدُ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ الْوَلِيدَ وَمَنْ أَقْعَدَهُ خَلِيفَةً، قَالَ: أَفَكَانَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ الْمَنْصُورُ:
للَّه دَرُّ مَرْوَانَ مَا كَانَ أَحْزَمَهُ وَأَسْوَسَهُ وَأَعَفَّهُ عَنِ الْفَيْءِ. قَالَ: فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ؟
قَالَ: لِلأَمْرِ الَّذِي سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ.
وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ فَعَلَ فِعْلا فَظِيعًا أَدْخَلَ عَلَيْهِ يَزِيدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقِسْرِيَّ فَاسْتَدْنَاهُ وَلَفَّ مِنْدِيلا عَلَى إِصْبَعِهِ ثُمَّ أَدْخَلَهَا فِي عَيْنِ يَزِيدَ فَقَلَعَهَا واستخرج الحدقة ثم أدار يده فأخرج حدقته الأُخْرَى وَمَا سَمِعْتُ لِيَزِيدَ كَلِمَةً، وَكَانَ قَدْ حَارَبَ مَرْوَانُ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ وَقَامَ مَعَ إبراهيم ابن الْوَلِيدِ.
قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [1] : وَسَارَ مَرْوَانُ لِحَرْبِ بَنِي الْعَبَّاسِ فَكَانَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ وَخَمْسِينَ أَلْفًا فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ الزَّابِينَ دُونَ الْمَوْصِلِ فَالْتَقَى هُوَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عَمُّ الْمَنْصُورِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ فَانْكَسَرَ مَرْوَانُ وَقَطَعَ الْجُسُورَ إِلَى الْجِزِيرَةِ وَأَخَذَ بُيُوتَ الأَمْوَالِ وَالْكُنُوزِ فَقَدِمَ الشَّامَ فَاسْتَوْلَى عَبْدُ اللَّهِ عَلَى الْجَزِيرَةِ وَطَلَبَ الشَّامَ وَفَرَّ مِنْهُ مَرْوَانُ وَنَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ دِمَشْقَ، فَلَمَّا بَلَغَ مَرْوَانُ أَخَذَ دِمَشْقَ وَهُوَ حِينَئِذٍ بِأَرْضِ فِلَسْطِينَ دَخَلَ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ وَعَبَرَ النِّيلَ وَطَلَبَ الصَّعِيدَ، فَوَجَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ أَخَاهُ صَالِحَ بْنَ عَلِيٍّ فَطَلَبَ مَرْوَانَ وَعَلَى طَلائِعِهِ عَمْرٌو بْن إِسْمَاعِيلُ، فَسَاقَ عَمْرٌو فِي أَثَرِ مَرْوَانَ فَلَحِقَهُ بِقَرْيَةِ بُوصِيرَ فَبَيَّتَهُ فَقَتَلَهُ.
وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ: قُتِلَ مَرْوَانُ وَهُوَ ابن اثنتين وستين سنة.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 403 و 404.(8/536)
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: نَزَلَ بُوصِيرَ وَسَهْرَ وَتَطَيَّرَ بِاسْمِ بُوصِيرَ فَأَحَاط عَامِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِبُوصِيرَ فَقَتَلُوهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.
وَيُرْوَى أَنَّ مَرْوَانَ مَرَّ فِي هَرَبِهِ عَلَى رَاهِبٍ فَقَالَ: يَا رَاهِبُ هَلْ تَبْلُغُ الدُّنْيَا مِنَ الإِنْسَانِ أَنْ تَجْعَلَهُ مَمْلُوكًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قال: كيف؟ قال: بحبها، قال:
فما السبيل إلى العتق؟ قال: ببغضها وَالتَّخَلِّي مِنْهَا. قَالَ هَذَا مَا لا يَكُونُ قَالَ: بَلْ سَيَكُونُ فَبَادِرْ بِالْهَرَبِ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ تُبَادِرَكَ، قَالَ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ أَنْتَ مَرْوَانُ مَلِكُ الْعَرَبِ تُقْتَلُ فِي بِلادِ السُّودَانَ وَتُدْفَنَ بِلا أَكْفَانَ وَلَوْلا أَنَّ الْمَوْتَ فِي طَلَبِكَ لَدَلَلْتُكَ عَلَى مَوْضِعِ هَرَبِكَ.
قَالَ هشام بن عمار: ثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ مُهَلْهِلٍ عَنْ أبيه قال: قَالَ لِي مَرْوَانُ لَمَّا أَنْ عَظُمَ أَمْرِ أَصْحَابِ الرَّايَاتِ السُّودِ: لَوْلا وَحْشَتِي لَكَ وَأُنْسِي بِكَ لأَحْبَبْتُ أَنْ تَكُونَ ذَرِيعَةً فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ هَؤُلاءِ فَتَأْخُذُ لِي وَلَكَ الأَمَانَ قُلْتُ: وَبَلَغْتَ هَذَا الْحَالَ! قَال: إِيْ وَاللَّهِ، قُلْتُ: فَأَدُلُّكَ عَلَى أَحْسَنِ مَا أَرَدْتُ، قَالَ: قُلْ، قُلْتُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي يَدِكَ تُخْرِجُهُ مِنَ الْحَبْسِ وَتُزَوِّجُهُ بِنْتَكَ وَتُشْرِكْهُ فِي أَمْرِكَ فَإِنْ كَانَ الأَمْرُ كَمَا تَقُولُ انْتَفَعْتَ بِذَلِكَ عِنْدَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ كُنْتَ قَدْ وَضَعْتَ بِنْتَكَ فِي كَفَاءَةٍ، قَالَ: أَشَرْتَ وَاللَّهِ بِالرَّأْيِ وَلَكِنْ وَاللَّهِ السَّيْفُ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا.
مِسْحَاجُ [1] بْنُ مُوسَى الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ- د-.
سَمِعَ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وعنه جَرِيرٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
__________
[1] مهمل في الأصل، والتصحيح من ضبط الخزرجي.، تهذيب التهذيب 10/ 107.(8/537)
مُسْلِمُ بْنُ زِيَادٍ الْحِمْصِيُّ [1]- د ت-.
عَنْ أَنَسٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ عَلَى خَيْلِهِ، وَرَأَى فُضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
روى عنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.
مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ [2]- سِوَى ت- نَزَلَ فِيهِمْ بِالْكُوفَةِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ.
روى عن عَبْدِ اللَّهِ بن عكيم وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي الأَحْوَصِ عَوْفٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ [3] . هُوَ أَبُو نُصَيْرَةَ، يَأْتِي بِالْكُنْيَةِ.
مُسْلِمُ بن كيسان الضبي [4]- ت ق- الملائي الكوفي الأعور.
عَنْ أَنَسٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَمُجَاهِدٍ.
وعنه جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَالْمُحَارِبِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عاصم وآخرون.
__________
[1] تهذيب التهذيب 10/ 130، تاريخ أبي زرعة 1/ 69.
[2] ميزان الاعتدال 4/ 104، تهذيب التهذيب 10/ 130، التاريخ الكبير 7/ 262، الجرح 8/ 185، التاريخ لابن معين 2/ 562 رقم 1504، المعرفة والتاريخ 3/ 113.
[3] في الأصل «معين» بدلا من «عبيد» ، والتصحيح مما سيأتي في ترجمته.
[4] ميزان الاعتدال 4/ 106، تهذيب التهذيب 10/ 135، الجرح 8/ 192، التاريخ الكبير 7/ 271.
التاريخ لابن معين 2/ 563 رقم 1477، المعرفة والتاريخ 3/ 75.(8/538)
ضَعَّفُوهُ. كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لا يُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
الْمِسْوَرُ بْنُ رِفَاعَةَ [1] بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ.
عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمَا.
وعنه أَبُو عَلْقَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَإِبْرَاهِيمُ ابْنُ سَعْدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ.
وَهُوَ مَدَنِيٌّ مُقِلٌّ. خَرَّجَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الأَدَبِ تَأْلِيفَهُ.
مطّرح [2] بن يزيد [3]- ق- أبو المهلب الأسدي الكوفي. عِدَادُهُ فِي الشَّامِيِّينَ.
روى عن بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ.
وعنه ابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَالْمُحَارِبِيُّ.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ [4] وَغَيْرُهُ. مَاتَ شابا فإنه من أقران الرواة عنه.
__________
[1] تهذيب التهذيب 10/ 150، الجرح 8/ 297.
[2] تهذيب التهذيب 10/ 171، الجرح 8/ 409، ميزان الاعتدال 4/ 123، التاريخ لابن معين 2/ 569 رقم 1709، المعرفة والتاريخ 2/ 434.
[3] ضيضه الخزرجي بضم أوله وكسر الراء بعد الطاء الثقيلة.
[4] الضعفاء والمتروكين- ص 97.(8/539)
مُطَيْرُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ [1] .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ وَثَابِتٍ الْبَجَلِيِّ.
وعنه ابْنُهُ مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ وَعَوْسَجَةُ وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ.
ضَعَّفُوهُ.
مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ التُّجِيبِيُّ [2]- ق- مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ.
عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ وَيَزِيدَ بْنِ أبي حبيب.
وعنه يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.
مَعْبَدُ بْنُ هِلالٍ الْعَنْزِيُّ الْبَصْرِيُّ [3]- خ م ن-.
عَنْ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ- إِنْ صَحَّ- وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَسَنِ.
وعنه سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَالْجُرَيْرِيُّ وَالْحَمَّادَانِ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ.
مُغِيرَةُ بْنُ حَبِيبٍ [4] ، أَبُو صَالِحٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ خِتْنُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ.
عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَسَالِمِ بْنِ عَبْد الله وغيرهما.
__________
[1] الجرح 8/ 394، ميزان الاعتدال 4/ 129.
[2] تهذيب التهذيب 10/ 206، التاريخ الكبير 7/ 334، الجرح 8/ 384.
[3] تهذيب التهذيب 10/ 225، الجرح 8/ 280، التاريخ الكبير 7/ 400، التاريخ لابن معين 2/ 574 رقم 4214.
[4] التاريخ الكبير 7/ 325، ميزان الاعتدال 4/ 159، الجرح 8/ 220، التاريخ لابن معين 2/ 579 رقم 3399.(8/540)
وعنه هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ.
وهو صالح الحديث.
مغيرة بن عبد اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْفَزَارِيُّ [1] . أَمِيرُ مِصْرَ فِي دولة مروان ابن مُحَمَّدٍ كَانَ حَسَنَ السِّيرَةِ.
ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُسَ.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ ومائة.
مغيرة بن مقسم الضبي [2]- ع- الكوفي الأعمى أبو هشام. أَحَدُ الأَعْلامِ مِنْ مَوَالِي بَنِي ضَبَّةَ [3] .
تَفَقَّهَ بِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وبالشعبي وَرَوَى عَنْهُمَا وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقٍ وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا: مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ.
قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ أَحْفَظَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ.
وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: مَا وَقَعَ فِي مَسَامِعِي شَيْءٌ فَنَسِيتُهُ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدْ سَمِعَ مُغِيرَةُ مِنْ مُجَاهِدٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَأَبِي رزين، قال:
__________
[1] كتاب الولاة والقضاة 92 و 93.
[2] ميزان الاعتدال 4/ 165، تهذيب التهذيب 10/ 269، التاريخ الكبير 7/ 322، التاريخ لابن معين 2/ 581 رقم 2392، تاريخ أبي زرعة 1/ 586. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) .
[3] في الأصل «خببة» .(8/541)
وَمُغِيرَةُ لا يُدَلِّسُ سَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ مِائَةٍ وَثَمَانِينَ حَدِيثًا وَقَدْ أُدْخِلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ رَجُلا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: مُغِيرَةُ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ: كُنَّا نَجْلِسُ أَنَا وَمُغِيرَةُ- وَعَدَّدَ نَاسًا- نَتَذَاكَرُ الْفِقْهَ فَرُبَّمَا لَمْ نَقُمْ حَتَّى نَسْمَعَ النِّدَاءَ بِصَلاةِ الْفَجْرِ.
وَقَالَ جَرِيرٌ: سَمِعْتُ مُغِيرَةُ يَقُولُ: إِنِّي لأَحْتَسِبُ فِي مَنْعِي الْحَدِيثَ الْيَوْمَ كَمَا تَحْتَسِبُونَ فِي بَذْلِهِ. وَكَانَ مَكْفُوفَ الْبَصَرِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ مُغِيرَةُ مِنَ الْفُقَهَاءِ.
وَكَانَ عُثْمَانِيًّا إِلا أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْضَ الْحَمْلِ.
وَرَوَى جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ اللِّسَانُ بِمَا لا يَعْنِيهِ قَالَ الْفَتَى:
وا حرباه.
وَرَوَى فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ قَلَّتْ صَلاتُهُ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ مِنْ مُغِيرَةَ فَلَزِمْتُهُ وَلا أَقْرَأَ مِنْ عَاصِمٍ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُغِيرَةُ صَاحِبُ سُنَّةٍ ذَكِيٌّ حَافِظٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ضَعْفٌ.
وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: مُغِيرَةُ أَحْفَظُ مِنَ الْحَكَمِ.
وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: كَانَ مُغِيرَةُ يُدَلِّسُ وَكُنَّا لا نَكْتُبْ عَنْهُ إِلا مَا قَالَ ثنا إِبْرَاهِيمُ.(8/542)
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ: رَأَيْتُ مُغِيرَةَ يَخْضِبُ بِحِنَّاءٍ.
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ الْبَلْخِيُّ. سَيَأْتِي فِي الطَّبَقَةِ الأُخْرَى.
منصور بن جمهور الكلبيّ، المزي الدمشقي الأمير.
أحد من قام بخلافة يزيد بن الوليد وخرج معه على الوليد ثم إنه سار إلى العراق.
فذكر خليفة [1] أنه افتعل عهدا على لسان يزيد بإمرة العراق فحكم بها أربعين يوما وجعل على شرطته حجاج بن أرطاة.
قلت: ثم إنه عزل فسار نحو بلاد السند فغلب عليها مدة. وكان قدريا فلما استولى السفاح وجه لقتاله موسى بن كعب فالتقاه فانهزم منصور وهلك عطشًا.
منصور بن زاذان [2]- ع- أبو المغيرة الثقفي مولاهم الواسطي. أحد الأعلام. وقبره بواسط مشهور يزار.
روى عن أنس بن مالك وأبي العالية والحسن الْبَصْرِيّ وابن سيرين وحميد ابن هلال وعدة.
وعنه شُعْبَة وجرير بن حازم وأبو عوانة وهشيم وخلف بن خليفة وخلق سواهم.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 369.
[2] المشاهير 176، تهذيب التهذيب 10/ 306، التاريخ الكبير 7/ 346، الجرح 8/ 172، طبقات خليفة 325، حلية الأولياء 3/ 57، سير أعلام النبلاء 5/ 441 رقم 196، خلاصة تذهيب الكمال 387، شذرات الذهب 1/ 181، المعرفة والتاريخ 3/ 77.(8/543)
قال هشيم: كان منصور بن زاذان لو قيل له: إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة فِي العمل وكان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر ثم يسبح إلى المغرب.
قال ابن سعد [1] : وكان ثقة ثبتًا سريع القراءة، وكان يريد أن يترسل فلا يستطيع، وكان يختم [2] فِي الضحى، وكان قد تحول إلى المبارك.
وقال يزيد بن هارون: كان منصور بن زاذان يقرأ القرآن كله فِي صلاة الضحي، وكان يختم القرآن من الأولى إلى العصر، ويختم فِي يوم مرتين وكان يصلي الليل كله.
وقال أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم الدورقي: ثنا مُحَمَّد بن عيينة حدثني مخلد بن الْحُسَيْن عن هشام بن حسان قال: كنت أصلي أَنَا ومنصور بن زاذان جميعًا فكان إذا جاء شهر رمضان ختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين ثم يقرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاة وكان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه فيما بين المغرب والعشاء وكان يبل عمامته من دموع عينيه رحمه الله عليه.
وقال صالح بن عُمَر الواسطي: كان الْحَسَن الْبَصْرِيّ يقعد مع أصحابه فلا يقوم حتى يختم منصور بن زاذان القرآن.
أنبئت عن أبي المكارم اللبان أَنَا الحداد أَنَا أَبُو نعيم ثنا مخلد بن جعفر ثنا الفريابي ثنا عَبَّاس ثنا يحيى بن أَبِي بكير ثنا شُعْبَة عن هشام بن حسان قال:
صليت إلى جنب منصور بن زاذان فيما بين المغرب والعشاء فقرأ القرآن وبلغ الثانية إلى النحل.
__________
[1] طبقات ابن سعد 7/ 315.
[2] في الأصل «يخدم» ، والتصويب من السياق.(8/544)
وروى خلف بن خليفة عن منصور قال: الهم والحزن يزيد فِي الحسنات والأشر والبطر يزيد فِي السيئات.
وقال أبو معمر القطيعي: ذكر عباد بن العوام أنه شهد جنازة منصور بن زاذان قال: فرأيت النصارى على حدة والمجوس على حدة واليهود على حدة وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام.
قال يزيد بن هارون: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
منصور بن عَبْد الرَّحْمَن بن طلحة [1]- خ م د ن ق- بن الحارث العبدري الحجبي المكيّ أخو مُحَمَّد.
روى عن أمه صفية بِنْت شيبة وسعيد بن جُبَيْر.
وعنه زهير بن معاوية والسفيانان ووهيب بن خَالِد وفضيل بن سليمان النميري وجماعة.
اثنى عليه سُفْيَان بن عيينة وقال: كان يبكي عند كل صلاة فكانوا يرون أنه يذكر الموت والقيامة عند الصلوات.
وثقة النسائي وغيره. وأشار بعضهم إلى لين فِيهِ، وهو قليل الرواية.
مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائة.
منصور بن عبد الرحمن الغداني [2]- م د- البصري الأشل.
__________
[1] المشاهير 147، ميزان الاعتدال 4/ 186، الجرح 8/ 174، التاريخ الكبير 7/ 344، تهذيب التهذيب 10/ 310.
[2] التاريخ الكبير 7/ 345، ميزان الاعتدال 4/ 186، تهذيب التهذيب 10/ 311. المعرفة والتاريخ 3/ 234، التاريخ لابن معين 2/ 588 رقم 1663، تاريخ أبي زرعة 1/ 647، طبقات ابن سعد 6/ 337. طبقات خليفة 164، تاريخ خليفة 404، حلية الأولياء 5/ 40، تهذيب الأسماء 2/ 114، سير أعلام النبلاء 5/ 402 رقم 181، طبقات القراء 2/ 314، خلاصة تذهيب الكمال 388، شذرات الذهب 1/ 189.(8/545)
روى عن الْحَسَن والشعبي.
روى عنه شُعْبَة وبشر بن المفضل وابن علية.
وثقه ابن معين وغيره. وأشار أَبُو حاتم إلى لين ما فيه [1] .
منصور بن المعتمر السلمي [2]- ع- الإمام العلم أبو عتّاب الكوفي.
روى عن أَبِي وائل وإبراهيم والشعبي ورِبْعي بن حِراش وسعيد بن جُبَيْر وعبد الله بن مرة وأبي حازم الأشجعي وأبي الضحى وهلال بن يساف والزهري وعمرو بن مرة والحكم ومجاهد وخلق.
وما علمت له رواية عن أحد من الصحابة.
روى عنه شُعْبَة وسفيان وشيبان النحوي وشريك وفضيل بن عياض وأبو الأحوص وابن عيينة وجرير ومعتمر بن سُلَيْمَان وعبيدة بن حميد وخلق سواهم.
وكان من كبار الحفاظ الأثبات. قال شُعْبَة: قال منصور: ما كتبت حديثًا قط.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي: لم يكن بالكوفة أحد أحفظ من منصور.
وقال زائدة: صام منصور أربعين سنة وقام ليلها وكان يبكي الليل كله فإذا أصبح كحل عينيه وبرق شفتيه ودهن رأسه فتقول له أمه: قتلت قتيلا؟
فيقول: أَنَا أعلم بما صنعت بنفسي.
وقد أخذه يوسف بن عُمَر أمير العراق ليوليه قضاء الكوفة فامتنع فدخلت عليه وقد جيء بالقيد يقيدونه ثم خُلي عَنْهُ يعني لما أيسوا منه.
__________
[1] الجرح 8/ 174 و 175.
[2] المشاهير 166، تهذيب الأسماء 2/ 114، تهذيب التهذيب 10/ 312، الجرح 8/ 177، التاريخ الكبير 7/ 346.(8/546)
وقال أَحْمَد العجلي: كان منصور أثبت أهل الكوفة لا يختلف فِيهِ أحد، صالح متعبد أكره على القضاء فقضى شهرين، وفيه تشيع يسير، وكان قد عمش من البكاء، قَالَتْ فتاة لأبيها: يا أبه الأسطوانة التي كانت فِي دار منصور ما فعلت؟ قال: يا بنية ذاك منصور كان يصلي بالليل فمات.
قال ابن عيينة: كان منصور فِي الديوان فكان إذا دارت نوبته لبس ثيابه وذهب فحرس يعني فِي الرباط.
وقال أَبُو نعيم: سمعت حماد بن زيد يقول: قد رَأَيْت منصور بن المعتمر صاحبكم وكان من هذه الخشبية ما أراه كان يكذب.
وقال يحيى القطان: كان منصور من أثبت الناس.
وقال سفيان الثوري: كنت إذا رَأَيْت منصورًا قلت: الساعة يموت.
كان فِي خدّه خال مما ظهر من البكاء.
قال أَبُو دَاوُد: طلب منصور الحديث قبل الجماجم، يعني فِي حدود الثمانين، قال والأعمش طلب بعده.
وقال أَبُو حاتم: هُوَ أتقن من الأعمش لا يخلط ولا يدلس بخلاف الأعمش.
وقال ابن مهدي: كان منصور أثبت أهل الكوفة.
وقال شُعْبَة: قال منصور: وددت أني كتبت وأن علي كذا وكذا فقد ذهب مني مثل علمي.
وقال أَبُو عوانة: لما ولي منصور القضاء كان يأتيه الخصمان فيقص ذا قصة ويقص ذا قصة، فيقول: قد فهمت ما قلتما ولست أدري ما أرد عليكما.
فبلغ ذلك خَالِد بن عَبْد الله أو ابن هبيرة الَّذِي كان ولاه فقال: هذا أمر لا ينفع(8/547)
إلا من أعان عليه بشهوة، قال يعني فعزله.
وقال أَبُو بَكْر بن عياش: ربما كنت مع منصور جالسًا فِي منزله فتصيح به أمه وكانت فظة عليه فتقول: يا منصور يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى! وهو واضع لحيته على صدره ما يرفع طرفه إليها. وكان رحمه الله صوامًا قوامًا.
قال ابن معين: لم يكن أحد أعلم بحديث منصور من سفيان الثوري.
وقال هشيم: سئل حصين: أنت أكبر أم منصور؟ قال: أني لأذكر ليلة أهديت أم منصور إلى أَبِيهِ.
قلت: توفي منصور سنة اثنتين وثلاثين بعد ظهور المسودة.
منصور بن أَبِي الهياج حيان [1]- م د ن- الأسدي الكوفي.
روى عن أَبِي الطفيل وعمرو بن ميمون الأودي وسعيد بن جُبَيْر.
وعنه سُفْيَان وشعبة وأبو خالد الأحمر ويزيد بن هارون وجماعة.
قال أَبُو حاتم [2] : كان ثبتًا.
مهاجر بن مخلد [3]- ت ن ق-.
روى عن أَبِي العالية الرياحي وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي بَكْر.
وعنه حماد بن زيد ووهيب وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم.
قال ابن معين: هُوَ صالح.
__________
[1] تهذيب التهذيب 10/ 306، الجرح 8/ 171، التاريخ الكبير 7/ 347.
[2] الجرح 8/ 171.
[3] تهذيب الأسماء 2/ 116، ميزان الاعتدال 4/ 194، تهذيب التهذيب 10/ 323، الجرح 8/ 262، التاريخ الكبير 7/ 381، التاريخ لابن معين 2/ 590 رقم 3466.(8/548)
موسى بن أيوب [1]- د ت ن- ويقال ابن أَبِي أيوب- الحمصي أَبُو الفيض المهري [2] .
عن سليم بن عامر الخبائريّ [3] وعبد الله بن مرة الزُّرَقي [4] وأرسل عن معاذ بن جبل ومعاوية.
وعنه زيد بن أَبِي أنيسة وشعبة لقيه بواسط.
قال ابن معين: هُوَ من أبناء جند الحجاج ثقة.
وقال أَبُو حاتم: [5] صالح.
مُوسَى بن أَبِي تميم [6]- م ن- مدني.
عن سَعِيد بن يسار.
وعنه مالك وسليمان بن بلال.
وثقة أبو حاتم [7] .
موسى بن جبير المدني [8]- د ق- الحذّاء مولى الأنصار.
عن أَبِي أمامة بن سهل وعبد الله بن كعب بن مالك ومعاذ بن رفاعة الزرقيّ.
__________
[1] تهذيب التهذيب 10/ 337، الجرح 8/ 306، المعرفة والتاريخ 3/ 374.
[2] في الأصل «المهدي» .
[3] في الأصل «الحبائري» .
[4] في الأصل «الزوقي» ، والتصويب من الخلاصة واللباب 2/ 65.
[5] الجرح 8/ 134.
[6] الجرح 8/ 138، تهذيب التهذيب 1/ 338.
[7] الجرح 8/ 138.
[8] الجرح 8/ 139، تهذيب التهذيب 10/ 339، التاريخ الكبير 7/ 381(8/549)
ونزل مصر.
روى عنه عمرو بن الحارث وزهير بن معاوية والليث وبكر بن مضر.
موسى بن سالم أبو جهضم [1]- 4- مولى آل الْعَبَّاس.
روى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.
وعنه الثوري والحمادان والليث وعبد الوارث وابن علية.
وثقة أَحْمَد وابن معين. له حديث أو حديثان.
مُوسَى بن عَبْد الله بن يزيد الخطمي [2]- م د ق- الأنصاري الكوفي.
عن أَبِيهِ وعن امْرَأَة صحابية من بنى عَبْد الأشهل وعن عَبْد الرَّحْمَن بن هلال.
وعنه الأعمش ومسعر ومعتمر بن سُلَيْمَان.
وثقه ابن معين.
مُوسَى بن أَبِي عَائِشَةَ الهمداني الكوفي [3]- ع- العابد أحد الأعلام.
روى عن سَعِيد بن جُبَيْر وعبد الله بن شداد بن الهاد وعبيد اللَّه بن عَبْد الله بن عتبة وجماعة.
وعنه شُعْبَة والسفيانان وزائدة وأبو إِسْحَاق الفزاري وعبيدة بن حميد وآخرون.
__________
[1] ميزان الاعتدال 4/ 205، تهذيب التهذيب 10/ 344، الجرح 8/ 143، التاريخ الكبير 7/ 284، المعرفة والتاريخ 1/ 519.
[2] تهذيب التهذيب 10/ 353، الجرح 8/ 149، التاريخ الكبير- 7/ 287.
[3] تهذيب التهذيب 10/ 352، الجرح 8/ 156، التاريخ الكبير 7/ 289، التاريخ لابن معين 2/ 593 رقم 2660، المعرفة والتاريخ 3/ 91.(8/550)
وثقه ابن عيينة.
وقال جرير بن عَبْد الحميد: كنت إذا رَأَيْته ذكرت الله لرؤيته.
وقال القطان: كان سفيان يحسن الثناء عليه.
وقال سُفْيَان بن عيينة: قال جار لموسى بن أبي عَائِشَةَ: ما رفعت رأسي قط إلا رَأَيْته قائمًا يصلي.(8/551)
[حرف النون]
نافع بن مالك [1]- ع- بن أَبِي عامر أَبُو سهيل الأصبحي الْمَدَنِيّ.
روى عن ابن عُمَر وأنس بن مالك وسهل بن سعد وسعيد بن المسيب، وأكثر عن أَبِيهِ.
روى عنه ابن أخيه مالك بن أنس والزهري- مع تقدمه- وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ والدراوَرْديّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَر.
وثقة أَحْمَد وغيره.
نصر بن سيار [2] ، الأمير أَبُو الليث المروزي. متولي خراسان لمروان الخمار.
روى عن عكرمة وأبي الزبير.
وعنه ابن المبارك ومحمد بن الفضل بن عطية وغيرهما.
وخطب بنيسابور لما قدمها غير مرة.
خرج عليه أَبُو مُسْلِم الخراساني وحاربه فعجز نصر عَنْهُ واستصرخ بمروان
__________
[1] الجرح 8/ 453، تهذيب التهذيب 10/ 409، التاريخ الكبير 8/ 86، المعرفة والتاريخ 1/ 406، سير أعلام النبلاء 5/ 283 رقم 133، خلاصة تذهيب الكمال 399.
[2] وفيات الأعيان 3/ 150. تاريخ خليفة 383 و 388، المحبّر 255. الجرح والتعديل 8/ 469.
الكامل في التاريخ 5/ 148. سير أعلام النبلاء 5/ 463. خزانة الأدب 1/ 326.(8/552)
غير مرة فبعُد عن إنجاده واشتغل عَنْهُ باختلال الجزيرة وأذربيجان، فتقهقر قدّام أَبِي مُسْلِم فأدركه الموت على فاقة إليه بناحية ساوة.
وقيل: بل مرض بالرّيّ وحمل إلى ساوة فمات بها فِي ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين.
وقد ولي خراسان عشرة أعوام وفي أول سنة اثنتين وثلاثين خطب للسفاح بمرو.
نصر بن علقمة الحضرميّ [1]- ن ق- أبو علقمة الحمصي.
روى عن أخيه محفوظ وجبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود العنسي.
وعنه الوضين بن عطاء وصدقة السمين ويحيى بن حمزة وبقية بن الوليد وابن ابن أخيه خزيمة بن جنادة بن محفوظ.
قال دُحَيْم: هُوَ وأخوه ثقتان.
النعمان بن راشد [2]- م 4- أبو إسحاق الرقي.
عَن ميمون بْن مهران والزهري وزيد بْن أَبِي أنيسة.
وعنه ابن جريج وحماد بن سلمة ووهيب وحماد بن زيد وغيرهم.
ضعفه ابن معين وغيره، وحسن أمره أَبُو حاتم. وقال البخاري [3] : في حديثه وهم كثير.
__________
[1] تهذيب التهذيب 10/ 429. الجرح 8/ 469. التاريخ الكبير 8/ 102. المعرفة والتاريخ 2/ 288.
تاريخ أبي زرعة 2/ 713.
[2] ميزان الاعتدال 4/ 265. تهذيب التهذيب 10/ 452. التاريخ الكبير 8/ 80. التاريخ لابن معين 2/ 608 رقم 4220. المعرفة والتاريخ 1/ 253.
[3] التاريخ الكبير 8/ 80.(8/553)
النعمان بن المنذر [1]- د ن- أبو الوزير الغساني الدمشقي.
عَن عطاء بْن أَبِي رباح ومكحول ونافع وجماعة.
وعنه الهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة وابن شابور وجماعة.
وثقة أَبُو زرعة: وقال أَبُو مسهر: كان قَدَرِيًّا.
قال خليفة [2] : توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وقال ابن سعد [3] : فِي أول خلافة بني الْعَبَّاس.
نوح بن ذَكْوَان الْبَصْرِيّ [4]- ق-.
عن أخيه أيوب بن ذكوان والحسن الْبَصْرِيّ وعطاء ويحيى بن أَبِي كثير.
وعنه يوسف بن أَبِي كثير وسويد بن عَبْد العزيز.
قال أَبُو حاتم [5] : ليس بشيء.
__________
[1] ميزان الاعتدال 4/ 266، تهذيب التهذيب 10/ 457. الجرح 8/ 448. المعرفة والتاريخ 3/ 264.
[2] لم أجد له ذكرا عنده.
[3] لم أجد له ذكرا عنده.
[4] ميزان الاعتدال 4/ 276، الجرح 8/ 485، تهذيب التهذيب 10/ 484.
[5] الجرح 8/ 485.(8/554)
[حرف الهاء]
هاشم بن بلال [1]- د ق- أبو عقيل الشامي.
قاضي واسط.
روى عن أَبِي سلام الأسود وسابق بن ناجية.
وعنه مسعر وشعبة وهشيم.
وثقه ابن معين.
هاشم بن يزيد بن خَالِد بن يزيد بْن معاوية بْن أَبِي سُفْيَان الأمويّ.
قد ذكر فِي الحوادث أنه خرج بدمشق.
هلال بن خباب- 4- أَبُو العلاء الْبَصْرِيّ. يأتي فِي الطبقة الآتية.
همام بن منبه [2]- ع- ابن كامل بن سيج [3] اليماني الأبناوي الصنعاني.
أَبُو عقبة. صاحب الصحيفة التي كتبها عن أَبِي هُرَيْرَةَ.
__________
[1] تهذيب التهذيب 11/ 17. التاريخ الكبير 8/ 234. الجرح 9/ 103، التاريخ لابن معين 2/ 614 رقم 3256. تاريخ أبي زرعة 1/ 483. المعرفة والتاريخ 2/ 119.
[2] المشاهير 123، تهذيب الأسماء 2/ 140، الجرح 9/ 107، التاريخ الكبير 8/ 236، الجرح 9/ 67، التاريخ لابن معين 2/ 625 رقم 420، المعرفة والتاريخ 2/ 29، طبقات خليفة 287، سير أعلام النبلاء 5/ 311 رقم 148، شذرات الذهب 1/ 182.
[3] بالفتح أو بالكسر أو بالتحريك، على ما في التاج.(8/555)
وروى عن ابن عَبَّاس ومعاوية أيضًا.
وعنه أخوه وهب- ومات قبله بدهر- وابن أخيه عقيل بن معقل ومعمر بن راشد وعلي بن الْحَسَن بن اتش الصنعاني.
وثقة يحيى بن معين وغيره.
وقال الميموني: سمعت أَحْمَد يقول فِي صحيفة همام أدركه معمر أيام السودان فقرأ عليه همام حتى إذا مل أخذ معمر فقرأ عليه الباقي وعبد الرزاق لم يكن يعرف ما قرئ عليه مما هُوَ قرأه وهي نحو من مائة وأربعين حديثًا.
وقال أَحْمَد: كان يغزو ويشتري الكتب لأخيه فجالس أَبَا هُرَيْرَةَ بالمدينة، وكان قد عاش حتى أدرك ظهور المسودة وسقط حاجباه على عينيه من الكبر.
وقال ابن عيينة: كنت أتوقع قدوم همام مع الحجاج عشر سنين.
وقال خليفة: مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ومائة.
قلت: لعله عاش مائة سنة. وآخر من روى عَنْهُ الصحيفة التي له عن أَبِي هُرَيْرَةَ معمر وعاش بعده إحدى وعشرين سنة ليس إلا، وآخر من رواها عن معمر عَبْد الرزاق وعاش بعده ثمانيا وخمسين سنة، وآخر من رواها عَنْهُ إِسْحَاق الدَّبَري [1] وعاش بعد عَبْد الرزاق ثلاثًا وسبعين سنة، وآخر من روى عن الدبري من الرجال أَبُو القاسم الطبراني وعاش بعده ستًا وسبعين سنة، والطبراني ممن جاوز المائة بيقين. قاله الْبُخَارِيّ.
قال علي: سَأَلت رجلا قد لقي هماما عن موته فقال: سنة ثنتين وثلاثين ومائة.
__________
[1] بفتح الدال المهملة والباء، نسبة إلى دبر من قرى صنعاء. (اللباب 1/ 489) .(8/556)