172- زيد بن خالد الجهنيّ [1]- ع- أبو عبد الرحمن، وَيُقَالُ: أَبُو طَلْحَةَ.
صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ، نَزَلَ الْكُوفَةَ بَعْدَ الْمَدِينَةِ.
وَحَدَّثَ عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ عُثْمَانَ، وَأَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ خَالِدٍ، وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، وَجَمَاعَةٌ.
تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِيمَا قِيلَ [2] وَلَمْ أَرَ لِلْكُوفِيِّينَ عَنْهُ رِوَايَةً. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ.
173- زَيْنَبُ بِنْتُ أبي سلمة [3] ع عبد الله بن عبد الأسد بن هلال المخزوميّة، رَبِيبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
[1] انظر عن (زيد بن خالد) في:
المغازي للواقدي 589 و 681، وطبقات ابن سعد 4/ 344، والعلل لابن المديني 66، وتاريخ خليفة 265 و 277، وطبقات خليفة 120، ومسند أحمد 4/ 114 و 5/ 192، والعلل له 1/ 80، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 41، والتاريخ الكبير 3/ 384، 385 رقم 1282، والمعارف 279، والمعرفة والتاريخ 1/ 422 و 432، 433، و 2/ 28 و 271، والكنى والأسماء 1/ 79، والجرح والتعديل 3/ 563 رقم 2540، والمعجم الكبير 5/ 259، 260 رقم 500، والاستيعاب 1/ 558، 559، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 54، وأخبار القضاة 1/ 125، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 142، والتبيين في أنساب القرشيين 206، وأسد الغابة 2/ 228، والكامل في التاريخ 3/ 471 و 4/ 449، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 203 رقم 188، وتهذيب الكمال 10/ 63، 64 رقم 2104، وتحفة الأشراف 3/ 229- 244 رقم 167، والكاشف 1/ 265 رقم 1751، والمعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 43، والعبر 1/ 76 و 89، ودول الإسلام 1/ 56، ومرآة الجنان 1/ 178، وتهذيب التهذيب 3/ 410، 411 رقم 748، وتقريب التهذيب 1/ 274 رقم 177، والإصابة 1/ 565 رقم 2895، والوافي بالوفيات 15/ 41 رقم 42، والنكت الظراف 3/ 234- 243، وخلاصة تذهيب التهذيب 128.
[2] وقيل توفي بالمدينة.
[3] انظر عن (زينب بنت أبي سلمة) في:
الأخبار الموفقيات 131، وطبقات ابن سعد 8/ 461، والمحبّر 84 و 402، والمعارف 136، وأنساب الأشراف 1/ 207 و 430 و 462 و 4 ق 1/ 328، والاستيعاب 4/ 319، 320، وأسد الغابة 5/ 468، وتاريخ الثقات 520 رقم 2098، والثقات لابن حبّان 3/ 145، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 102 رقم 253، وتاريخ الطبري 3/ 164 و 5/ 139 و 150(5/405)
وَأُخْتُ عُمَرَ، وَلَدَتْهُمَا أُمُّ سَلَمَةَ بِالْحَبَشَةِ.
رَوَتْ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ الأَرْبَعَةِ: أُمِّهَا، وَزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ حَبِيبَةَ.
رَوَى عَنْهَا: حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، وَعِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ، وَعُرْوَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَكُلَيْبُ بْنُ وَائِلٍ، وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، وَابْنُهَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، وَآخَرُونَ.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ، فَجَعَلَ الْحَسَنَ فِي شِقِّ، وَالْحُسَيْنَ فِي شِقٍّ، وَفَاطِمَةَ فِي حِجْرِهِ فَقَالَ: رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ 11: 73 [1] وَأَنَا وَأُمُّ سَلَمَةَ جَالِسَتَانِ، فَبَكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: خَصَصْتَهُمْ وَتَرَكْتَنِي وَبِنْتِي، قَالَ: «أَنْتِ وَابْنَتُكِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ» . هَذَا حديث جيّد السّند.
توفّيت قريبا من سنة أربع وسبعين.
__________
[ () ] وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 314، 315، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1683، وتحفة الأشراف 11/ 324، 325 رقم 886، وسير أعلام النبلاء 3/ 200، 201 رقم 42، والمعين في طبقات المحدّثين 29 رقم 165، والكاشف 3/ 426 رقم 60، والبداية والنهاية 8/ 347، والوافي بالوفيات 15/ 61 رقم 71، والعقد الثمين 8/ 229، وتهذيب التهذيب 12/ 421 رقم 2802، وتقريب التهذيب 2/ 600 رقم 2، والإصابة 4/ 317 رقم 484، والنكت الظراف 11/ 325، وخلاصة تذهيب التهذيب 423، والمعرفة والتاريخ 1/ 226 و 2/ 284 و 722.
[1] سورة هود، الآية 73.(5/406)
[حَرْفُ السِّينِ]
174- سُرَاقَةُ [1] بْنُ مِرْدَاسٍ [2] الأَزْدِيُّ الْبَارِقِيُّ [3] ، شاعر مشهور. هرب من المختار ابن أبي عُبَيْدٍ إِلَى دِمَشْقَ، وَكَانَ قَدْ هَجَاهُ. وَكَانَ مَعَ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْعِرَاقِ.
وَكَانَتْ بَيْنَهُ وبين جرير مهاجاة [4] .
__________
[1] هو سراقة الأصغر، كما في المؤتلف والمختلف للآمدي.
[2] انظر عن (سراقة بن مرداس) في:
المحبّر 456، والمؤتلف والمختلف للآمدي 134، وأنساب الأشراف 5/ 169 و 170 و 174 و 175 و 234 و 235 و 267، والعقد الفريد 2/ 170، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 71- 73، والأخبار الطوال 302، والوافي بالوفيات 15/ 132، 133 رقم 190، واللباب 1/ 107، وتاريخ الطبري 6/ 51 و 54 و 55 و 92 و 122 و 214.
[3] البارقي: بفتح الباء المعجمة بواحدة وكسر الراء وفي آخرها قاف، هذه النسبة إلى بارق. قال ابن السمعاني في الأنساب 2/ 31 «هذه النسبة إلى بارق وهو جبل ينزله الأزد فيما أظن ببلاد اليمن» .
وقد خطّأه ابن الأثير في (اللباب 1/ 107) فقال: «قوله إن بارقا جبل نزله الأزد غير صحيح، فإن أهل النسب قد اختلفوا في ذلك، فقال ابن الكلبي: ولد عديّ بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد سعدا، وهو بارق، بطن منهم:
سراقة بن مرداس البارقي. ومثله قال خليفة بن خياط. وقال ابن البرقي: هو بارق بن عوف بن عديّ بن حارثة فجعلوه اسم رجل أو لقبه. وقال غير من ذكرنا إن بارقا جبل باليمن نزله بنو عديّ بن حارثة بن عمرو فسمّوا به، وجماع بارق سعد بن عديّ. فعلى كل تقدير، إن كان بارق لقب رجل أو اسمه أو جبلا فقد أخطأ السمعاني، لأنه إن كان رجلا فلا كلام، وإن كان جبلا كما ذكره فلم ينزله الأزد كلهم، وإنما نزله بطن منهم، فقوله الأزد مطلقا يوهم أن كل أزديّ يجوز أن يقال له بارقي، وليس كذلك» .
[4] ذكرها الآمدي في كتابه المؤتلف والمختلف ص 134 وابن عساكر في (تهذيب تاريخ دمشق)(5/407)
وَذَكَرْنَا لَهُ بَيْتَيْنِ فِي «الْمُخْتَارِ» .
- (سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ) - ع- هُوَ أَبُو سَعِيدٍ. يَأْتِي بِكُنْيَتِهِ.
175- سعيد بن وهب [1]- م ن- الهمدانيّ الخيواني [2] الكوفي.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي «الطَّبَقَاتِ» [3] : سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ وَهْبٍ مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لُزُومًا لِعَلِيٍّ، كَانَ يُقَالُ لَهُ الْقُرَادُ [4] لِلُزُومِهِ إِيَّاهُ.
أنبأ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ وَهْبٍ، وَكَانَ عَرِّيفَ قَوْمِهِ.
وَقَالَ يُونُسُ: وَرَأَيْتُهُ مَخْضُوبًا بِالصُّفْرَةِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سنة ستّ وثمانين. كذا قَالَ.
وَرَوَى عَنْ: سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَخَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [5] .
وَتُوُفِّيَ سنة ستّ وسبعين.
__________
[ () ] 6/ 72.
[1] انظر عن (سعيد بن وهب) في:
طبقات ابن سعد 6/ 170، وطبقات خليفة 149، وتاريخ خليفة 275، والتاريخ الكبير 3/ 517، 518 رقم 1731، وتاريخ الثقات 189 رقم 567، والثقات لابن حبان 4/ 291، وتاريخ أبي زرعة 1/ 626، والجرح والتعديل 4/ 69، 70 رقم 294، وأسد الغابة 2/ 316، والكاشف 1/ 297 رقم 1990، وسير أعلام النبلاء 4/ 180، 181 رقم 70، وتهذيب الكمال 11/ 97- 100 رقم 2373، وتجريد أسماء الصحابة 1، رقم 2346، والوافي بالوفيات 15/ 272 رقم 379، وتهذيب التهذيب 4/ 95، 96 رقم 160، وتقريب التهذيب 1/ 307 رقم 275، والإصابة 2/ 113 رقم 3685، وخلاصة تذهيب التهذيب 143، ومشاهير علماء الأمصار رقم 770، وأنساب الأشراف 5/ 266.
[2] الخيواني: بفتح الخاء وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى خيوان بن زيد بن مالك بن جشم ... (الأنساب 5/ 236، واللباب 1/ 479) .
[3] 6/ 170.
[4] بضم القاف.
[5] لم يذكره في تاريخه، ولا في: معرفة الرجال.(5/408)
176- سَلَمَةُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ [1] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ، رَبِيبُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابْنُ أُمِّ سَلَمَةَ، لَهُ رُؤْيَةٌ وَلا يُحْفَظُ لَهُ رِوَايَةٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : زَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أُمَامَةَ بِنْتَ حَمْزَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ، وَقَالَ: «هَلْ جَزَيْتَ سَلَمَةَ» ؟ يَقُولُ ذَلِكَ لِأَنَّ سَلَمَةَ هُوَ ابْنُ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِّ سَلَمَةَ، فرأى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَدْ جزاه بما صنع.
ثُمَّ قَالَ: تُوُفِّيَ سَلَمَةُ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
177- سُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ [3] أَبُو سَلَمَةَ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ، قَاضِي مِصْرَ وَقَاصُّهَا وَمُذَكِّرُهَا، وَكَانَ يُسَمَّى النَّاسِكُ لِشِدَّةِ عِبَادَتِهِ.
حَضَرَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ.
وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةَ.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ، وَأَبُو قَبِيلٍ، وَمِشْرَحُ [4] بْنُ عَاهَانَ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ ثَوْبَانَ، وَابْنُ عَمِّهِ الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَكَانَ سُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ يَقُصُّ وَهُوَ قَائِمٌ، وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا، قَالَ وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ كُلَّ ليلة ثلاث ختمات، ويأتي امرأته
__________
[1] انظر عن (سلمة بن أبي سلمة) في:
طبقات ابن سعد 3/ 234، وطبقات خليفة 262، وأنساب الأشراف 1/ 258 و 411 و 432، وتاريخ الطبري 3/ 164، والاستيعاب 2/ 87، والوافي بالوفيات 15/ 318 رقم 444، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 51.
[2] في الطبقات 3/ 234.
[3] انظر عن (سليم بن عتر) في:
الولاة والقضاة 303 و 304 و 307- 311، ومرآة الجنان 1/ 156، وتاريخ الطبري 4/ 125، والجرح والتعديل 3/ 211، 212 رقم 911، والعبر 1/ 86، وسير أعلام النبلاء 4/ 131- 133 رقم 39، والوافي بالوفيات 15/ 335، 336 رقم 478، والنجوم الزاهرة 1/ 194، وحسن المحاضرة 1/ 255 و 295، وشذرات الذهب 1/ 83 وفيه (سليم بن عنزة) وهو تحريف، وكذا في تاريخ الثقات 200 رقم 602، والثقات لابن حبان 4/ 329.
[4] في الأصل «مسرح» والتصحيح من الخلاصة حيث قيّده بكسر الميم وسكون المعجمة.(5/409)
وَيَغْتَسِلُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَأَنَّ امْرَأَتَهُ قَالَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ: رَحِمَكَ اللَّهُ، لَقَدْ كُنْتُ تُرْضِي رَبَّكَ وَتُرْضِي أَهْلَكَ [1] .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ قَالَ: اخْتُصِمَ إِلَى سُلَيْمِ بْنِ عِتْرٍ فِي مِيرَاثٍ، فَقَضَى بَيْنَ الْوَرَثَةِ، ثُمَّ تَنَاكَرُوا فَعَادُوا إِلَيْهِ، فَقَضَى بَيْنَهُمْ، وَكَتَبَ كِتَابًا بِقَضَائِهِ، وَأَشْهَدَ فِيهِ شُيُوخَ الْجُنْدِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سُجِّلَ لِقَضَائِهِ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ سُلَيْمَ بْنَ عِتْرٍ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
وَقَالَ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عِتْرٍ قَالَ: لَمَّا قَفَلْتُ مِنَ الْبَحْرِ تعبّدت في غار بالإسكندريّة سَبْعَةَ أَيَّامٍ، مَا أَكَلْتُ وَلا شَرِبْتُ، وَلَوْلا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ أَضْعُفَ لَزِدْتُ [2] .
وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ يَزِيدُ كَرِهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بَيْعَتَهُ، وَكَانَ مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ بالإسكندرية، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مَسْلَمَةُ كُرَيْبَ بْنَ أَبْرَهَةَ. وَعَابِسَ بْنَ سَعِيدٍ، وَمَعَهُمَا سُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاصُّ أَهْلِ الشَّامِ وَقَاضِيهِمْ، فَوَعَظُوا عَبْدَ اللَّهِ فِي بَيْعَةِ يَزِيدَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَنَا أَعْلَمُ بِأَمْرِ يَزِيدَ مِنْكُمْ، وَأَنَا لأَوَّلُ النَّاسِ أَخْبَرَ بِهِ مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ سَيُسْتَخْلَفُ، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ يَلِيَ هُوَ بَيْعَتِي. وَقَالَ لِكُرَيْبٍ: أَتَدْرِي مَا مَثَلُكَ يَا كُرَيْبُ كَقَصْرٍ فِي صَحَرَاءَ غَشِيَهُ النَّاسُ، قَدْ أَصَابَهُمُ الْحَرُّ، فَدَخَلُوا يَسْتَظِلُّونَ فِيهِ، فَإِذَا هُوَ مَلْآنُ مِنْ مَجَالِسِ النَّاسِ، وَإِنَّ صَوْتَكَ فِي الْعَرَبِ كُرَيْبُ بْنُ أَبْرَهَةَ، وَلَيْسَ عِنْدَكَ شَيْءٌ. وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَابِسُ، فَبِعْتَ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ. وَأَمَّا أَنْتَ يَا سُلَيْمُ كُنْتَ قَاصًّا، فَكَانَ مَعَكَ مَلَكَانِ يُعِينَانِكَ [3] وَيُذَكِّرَانِكَ، ثُمَّ صِرْتَ قَاضِيًا وَمَعَكَ شَيْطَانَانِ يُزِيغَانِكَ وَيَفْتِنَانِكَ [4] .
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ بِدِمْيَاطَ سَنَةَ خَمْسٍ وسبعين.
__________
[1] انظر الولاة والقضاة 303 و 307 و 308، وتاريخ الثقات للعجلي 200.
[2] في (ولاة مصر) للكندي 307 «ولولا أني خشيت أن أضعفه لأتممتها عشرا» .
[3] في الولاة والقضاة «يفتيانك» .
[4] الولاة والقضاة 310، 311.(5/410)
وثّقه أحمد العجليّ [1] .
178- سَفِينَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] م 4 أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَانَ عَبْدًا لأُمِّ سَلَمَةَ فَأَعْتَقَتْهُ، وَشَرَطَتْ عَلَيْهِ أن يَخْدُمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عَاشَ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعُمَرُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَصَالِحٌ أَبُو الْخَلِيلِ [3] ، وَأَبُو رَيْحَانَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَطَرٍ، وَقَتَادَةُ، وَغَيْرُهُمْ.
وَاسْمُهُ مِهْرَانُ، وَقِيلَ: رُومَانُ، وَقِيلَ: قيس، وقيل غير ذلك [4] .
__________
[1] في تاريخ الثقات 200 رقم 602 وفيه «سليم بن عنز» .
[2] انظر عن (سفينة مولى رسول الله) في:
التاريخ لابن معين 2/ 714، وطبقات خليفة 190، ومسند أحمد 5/ 220، والعلل له 1/ 66 و 260، والمحبّر 128، والتاريخ الكبير 4/ 209 رقم 2524، والتاريخ الصغير 94 و 98، وتاريخ اليعقوبي 2/ 87، وأنساب الأشراف 1/ 490 و 4/ ق 1/ 129، والمعارف 146 و 147، وتاريخ أبي زرعة 1/ 456، 457، والجرح والتعديل 4/ 320 رقم 1392، والثقات لابن حبّان 4/ 348، والمعجم الكبير 7/ 94 رقم 632، والمستدرك على الصحيحين 3/ 606، وحلية الأولياء 1/ 368، رقم 74، والاستيعاب 2/ 129، 130 والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 206، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 250، وتلقيح فهوم أهل الأثر 150، وأسد الغابة 2/ 324، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 225، وتهذيب الكمال 11/ 204- 206 رقم 2420، وتحفة الأشراف 4/ 21- 23 رقم 198، وسير أعلام النبلاء 3/ 172، 173 رقم 29، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2380، والكاشف 1/ 302 رقم 2025، والمعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 48، وتهذيب التهذيب 4/ 125 رقم 212، وتقريب التهذيب 1/ 312 رقم 325، والوافي بالوفيات 15/ 285، 286 رقم 505، والإصابة 2/ 58 رقم 3335، وخلاصة تذهيب التهذيب 162، والبداية والنهاية 8/ 323، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 54 و 50.
[3] مهمل في الأصل.
[4] وقيل: نجران، قاله ابن سعد، وقيل: رباح، وقيل: قيس، قاله ابن البرقي. ويقال شنبه بن مارفنّة، ويقال: عمير، ويقال: عبس، ويقال: سليمان، ويقال: أيمن، ويقال: طهمان، وغير ذلك.(5/411)
وَقَدْ حَمَلَ مَرَّةً مَتَاعَ الْقَوْمِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْتَ إِلا سَفِينَةُ» ، فَلَزِمَهُ [1] . وَرَوَى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْهُ أَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ، فَانْكَسَرَ بِهِمُ الْمَرْكَبُ، فَأَلْقَاهُ الْبَحْرُ إِلَى السَّاحِلِ، فَلَقِيَ الأَسَدَ فَقَالَ لَهُ: أَنَا سَفِينَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَلَّهُ الأَسَدُ عَلَى الطَّرِيقِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [2] .
179- سَلَمَةُ بْنُ الأكوع [3] ع هُوَ سَلَمَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سِنَانِ بْنِ عبد الله بن قشير الأسلميّ المدنيّ،
__________
[1] أخرجه أحمد في المسند 5/ 121 و 222 وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 369، وابن قتيبة في المعارف 146، 147، والطبراني في المعجم الكبير 7/ رقم (6439) من طريق:
حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ. وقد صحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 606 ووافقه الذهبي في تلخيصه.
[2] أخرجه الطبراني (6432) من طريق: ابن وهب، عن أسامة بن زيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ عثمان، عن محمد بن المنكدر. وصحّحه الحاكم 3/ 606.
[3] انظر عن (سلمة بن الأكوع) في:
سيرة ابن هشام 3/ 229 و 274 و 284 و 4/ 264، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1179، والمحبّر 119 و 289، وطبقات ابن سعد 4/ 305، وتاريخ يحيى بن معين 2/ 225، وتاريخ خليفة 271، وطبقات خليفة 111، والعلل لأحمد 1/ 212، والمسند له 4/ 45 و 50، والتاريخ الكبير 4/ 69 رقم 1987، والتاريخ الصغير 92، 93، وتاريخ الثقات 196 رقم 584، والمعارف 323، 324، وأنساب الأشراف 1/ 351، والمعرفة والتاريخ 1/ 336، و 437 و 438، وتاريخ الطبري 2/ 596 و 598 و 601 و 603 و 629 و 632 و 633 و 643 و 3/ 22 و 4/ 224، والجرح والتعديل 4/ 166 رقم 729، ومشاهير علماء الأمصار رقم 80، والمعجم الكبير 7/ 5- 41 رقم 601، والمستدرك على الصحيحين 3/ 562، وجمهرة أنساب العرب 240، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 190، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 45، والاستيعاب 2/ 87، 88، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 232- 234، ومعجم البلدان 4/ 55، والكامل في التاريخ 2/ 188 و 191 و 209، وأسد الغابة 2/ 333، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 229 رقم 222، وتهذيب الكمال 11/ 301، 302 رقم 2462، وتحفة الأشراف 4/ 35- 48 رقم 201، والعبر 1/ 84، والكاشف 1/ 307 رقم 2061، والمعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 50، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2404، وسير أعلام النبلاء 3/ 326- 331 رقم 50، وتلخيص المستدرك 3/ 562، والبداية والنهاية 9/ 6، ومرآة الجنان 1/ 155، ودول الإسلام 1/ 54، والوافي بالوفيات 15/ 321 رقم 451، ومجمع الزوائد 9/ 363، وتهذيب التهذيب 4/ 150- 152(5/412)
صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحَدُ مَنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ.
وَالأَكْوَعُ لَقَبُ سِنَانٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ إِيَاسٌ، وَمَوْلاهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ [1] ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ.
كُنْيَتُهُ: أَبُو مُسْلِمٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَامِرٍ، وَيُقَالُ: أَبُو إِيَاسٍ [2] .
قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ: رَأَيْتُ أَبَا سَلَمَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ شِعَارُنَا لَيْلَةَ بَيَّتْنَا هَوَازِنَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، أَمَّرَهُ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمِتْ أمِتْ [3] ، وَقَتَلْتُ بِيَدِي لَيْلَتَئِذٍ سَبْعَةَ أَهْلِ أَبْيَاتٍ [4] .
وَقَالَ عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَزِينٍ: أَتَيْنَا سَلَمَةَ بْنَ الأكْوَعِ بِالرَّبَذَةِ، فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا يَدًا ضَخْمةً كَأَنَّهَا خُفُّ الْبَعِيرِ، فَقَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِيَدَيَّ هذه، فأخذنا بيده فَقَبَّلْنَاهَا [5] .
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الأسلميّ: ثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرَارًا، وَمَسَحَ عَلَى وَجْهِي، مِرَارًا، وَاسْتَغْفَرَ لِي مِرَارًا، عَدَدَ مَا فِي يَدَيَّ مِنَ الأَصَابِعِ [6] .
__________
[ () ] رقم 262، وتقريب التهذيب 1/ 318 رقم 375، والإصابة 2/ 66، 67 رقم 3389، والنكت الظراف 4/ 36- 46، وخلاصة تذهيب التهذيب 126، وشذرات الذهب 1/ 81، والوفيات لابن قنفذ 82.
[1] مهملة في الأصل.
[2] وهو الأكثر.
[3] أمت أمت: أي أمر بالموت.
[4] أخرجه أحمد 4/ 46، وأبو داود (2638) وابن ماجة (2840) ، وابن سعد في الطبقات 4/ 305 وسنده حسن.
[5] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 306 من طريق سعيد بن منصور بهذا الإسناد، وفيه «عكاف» بدل «عطاف» وهو تحريف.
[6] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6267) من طريق الحميدي، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 363.(5/413)
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ: ثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سَلَمَةَ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبَدْوِ، فَأَذِنَ لَهُ [1] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ نَجْدَةُ [2] وَجَبَى الصَّدَقَاتِ، قِيلَ لِسَلَمَةَ: أَلَا تُبَاعِدَ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أَتَبَاعَدُ وَلا أُبَايِعُهُ، قَالَ: وَدَفَعَ صَدَقَتَهُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: وَأَجَازَ الْحَجَّاجُ سَلَمَةَ بِجَائِزَةٍ فَقَبِلَهَا [3] .
ابن عجلان، عن عثمان بن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأكوع يحفي شَارِبَهُ أُخَيَّ الْحَلْقِ [4] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن زياد بن مينا [5] قال: كان ابن عباس، وابن عمر، وأبو سَعِيدٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَجَابِرٌ، وَرَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ، وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُحَيْنَةَ، مَعَ أَشْبَاهٍ لَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفتون بالمدينة، ويحدثون عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من لدن توفي عثمان، إِلَى أَنْ تُوُفُّوا.
وَقَالَ سَلَمَةُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غَزَوَاتٍ [6] .
وَقَالَ إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، مَا كَذَبَ أَبِي قَطُّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [7] .
وَفِي الْبُخَارِيِّ، مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ خَرَجَ سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ إِلَى الرَّبَذَةِ وَتَزَوَّجَ هُنَاكَ، وَجَاءَهُ أَوْلادٌ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى قَبْلِ أَنْ يَمُوتَ بِلَيَالٍ، فنزل المدينة [8] .
__________
[1] أخرجه البخاري في الفتن 13/ 30 باب التغرّب في الفتنة، ومسلم (1862) وأحمد 4/ 47 و 54، والنسائي 7/ 151، 152، والطبراني (6298) .
[2] أي نجدة الحروريّ.
[3] طبقات ابن سعد 4/ 307 و 308.
[4] طبقات ابن سعد 4/ 308.
[5] في الأصل «سينا» .
[6] طبقات ابن سعد 4/ 305.
[7] تاريخ البخاري 4/ 69.
[8] الموجود في تاريخ البخاري 4/ 69 «سكن الرَّبَذَة» فقط، وبقية الخبر ليس فيه.(5/414)
قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ [1] .
وَأَوْرَدْنَا مِنْ أَخْبَارِهِ فِي «الْمَغَازِي» [2] .
180- سُوَيْدِ بْنُ مَنْجُوفِ [3] بْنِ ثَوْرِ بْنِ عُفَيْرِ السَّدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ.
رَأَى عَلِيًّا وَسَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ.
وَهُوَ وَالِدُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ.
رَوَى عَنْهُ الْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ.
قَالَ خَلِيفَةُ [4] : تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
__________
[1] وهو ابن ثمانين سنة. (طبقات ابن سعد 4/ 308) .
[2] انظر الجزء الخاص بالمغازي 334 و 335 و 337 و 339- 341 و 365 و 385 و 386 و 407 و 409 و 433 و 446 و 494 و 587.
[3] انظر عن (سويد بن منجوف) في:
التاريخ الكبير 4/ 143 رقم 2259، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 391 و 5/ 171 و 287 و 343، والمعارف 113، والجرح والتعديل 4/ 234، 235 رقم 1005، والثقات لابن حبّان 4/ 323، وتاريخ خليفة 258 و 268، وجمهرة أنساب العرب 318، والعقد الفريد 3/ 490 و 493 و 4/ 32، والوافي بالوفيات 16/ 46 رقم 59، والأخبار الموفقيات 534.
[4] في تاريخه- ص 268.(5/415)
[حرف الشِّينِ]
181- شَبَثُ بْنُ رِبْعِيِّ [1] بْنِ حُصَيْنٍ التَّمِيمِيُّ الْيَرْبُوعِيُّ، أَحَدُ الأَشْرَافِ، كَانَ مِمَّنْ خَرَجَ عَلَى عَلِيٍّ، ثُمَّ أَنَابَ وَرَجَعَ.
قَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ شَبَثٍ، فَأَقَامُوا الْعَبِيدَ عَلَى حِدَةٍ، وَالْجَوَارِي عَلَى حدة، والخيل على حدة، والجمال
__________
[1] انظر عن (شبث بن ربعيّ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 216، والتاريخ لابن معين 2/ 247، وتاريخ خليفة 192 و 195، وطبقات خليفة 153، والعلل لأحمد 1/ 187، والتاريخ الكبير 4/ 266، 267 رقم 2755، والضعفاء الصغير 263 رقم 163، والأخبار الطوال 172 و 210 و 229 و 239 و 256 و 301، والمعارف 405، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 166 و 237 و 254 و 256 و 5/ 399، وتاريخ اليعقوبي 2/ 191، وأحوال الرجال 34 رقم 3، وتاريخ أبي زرعة 1/ 626، وفتوح البلدان 119، والجرح والتعديل 4/ 388، 389 رقم 1695، وتاريخ الثقات للعجلي 214 رقم 652، والثقات لابن حبّان 4/ 371، وتاريخ الطبري 3/ 274 و 464 و 4/ 483 و 569 و 573 و 574 و 5/ 5 و 6 و 63 و 85 و 91 و 179 و 247 و 269 و 353 و 369 و 370 و 381 و 422 و 425 و 436 و 438 و 580 و 6/ 19 و 22- 25 و 27 و 29- 31 و 43- 45 و 47 و 49 و 83 و 92 و 94 و 123 و 124، وجمهرة أنساب العرب 227، والكامل في التاريخ 2/ 356 و 3/ 228 و 284 و 289 و 326 و 345، والمنتخب من ذيل المذيل 665، وربيع الأبرار 4/ 469، والتنبيه والإشراف 248، ومروج الذهب 1704، ومقاتل الطالبيين 114، وتاريخ الردّة 63، والعقد الفريد 2/ 390، والبدء والتاريخ 5/ 143 و 175 و 227، وتهذيب الكمال 12/ 351- 353 رقم 2686، وسير أعلام النبلاء 4/ 150 رقم 51، و 2/ 3 رقم 2252، والعبر 1/ 44، وميزان الاعتدال 2/ 261 رقم 3654، والوافي بالوفيات 16/ 102 رقم 115، والإصابة 2/ 163 رقم 3955، وتهذيب التهذيب 4/ 303، 304 رقم 520، وتقريب التهذيب 1/ 345 رقم 8، وخلاصة تذهيب التهذيب 168، وتاج العروس (مادة: شبث) .(5/416)
عَلَى حِدَةٍ، وَذَكَرَ الْأَصْنَافَ، وَرَأَيْتَهُمْ يَنُوحُونَ عَلَيْهِ يَلْتَدِمُونَ، ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ [1] .
وَقَدْ رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَحُذَيْفَةَ.
وعنه محمد بن كعب القرظي، وسليمان التيمي.
له حديث واحد في سنن د [2] .
182- شبيب بن يزيد [3] ابن نُعَيْمِ [4] بْنُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الصَّلْتِ [5] الشَّيْبَانِيُّ الْخَارِجِيُّ، خَرَجَ بِالْمَوْصِلِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ خَمْسَةَ قُوَّادٍ، فَقَتَلَهُمْ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ. ثُمَّ سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ وَقَاتَلَ الْحَجَّاجُ وَحَاصَرَهُ، كَمَا ذكرنا.
وكانت امرأته غزالة من الشجاعة والفروسية بِالْوَضْعِ الْعَظِيمِ مِثْلَهُ، هَرَبَ الْحَجَّاجُ مِنْهَا وَمِنْهُ، فَعَيَّرَهُ بَعْضُ النَّاسِ بِقَوْلِهِ:
أَسَدٌ عَلَيَّ وَفِي الْحُرُوبِ نَعَامَةٌ ... فَتَخَاءُ تَنْفِرُ مِنْ صَفِيرِ الصَّافِرِ
هَلا بَرَزْتَ إِلَى غَزَالَةَ فِي الْوَغَى ... بِلْ كان قلبك في جناحي طائر [6]
__________
[1] في الطبقات 6/ 216.
ويلتدمون: أي يضربون صدورهم ووجوههم وهم ينوحون.
[2] أي سنن أبي داود.
[3] انظر عن (شبيب بن يزيد) في: نسب قريش 286، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 167 و 5/ 345، والمعارف 410، وتاريخ اليعقوبي 2/ 274، وتاريخ خليفة 274- 276 و 295، والبيان والتبيين 1/ 126، والحيوان 3/ 41، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 282، ومروج الذهب 2079 و 2080 و 2091، وجمهرة أنساب العرب 327، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام- ج 13) ، وشرح نهج البلاغة 1/ 419، ووفيات الأعيان 2/ 454- 458، ونهاية الأرب 21/ 190، والبدء والتاريخ 6/ 33، 34، وسير أعلام النبلاء 4/ 146- 149 رقم 50، والبداية والنهاية 9/ 17- 21، ومرآة الجنان 1/ 150، وخطط المقريزي 2/ 355، والوافي بالوفيات 16/ 103- 105 رقم 118، والنجوم الزاهرة 1/ 196، وشذرات الذهب 1/ 83، والتذكرة الحمدونية 2/ 445 و 457 و 482.
[4] في سير أعلام النبلاء 4/ 146 للمؤلّف «ابن أبي نعيم» ، والصحيح ما أثبتناه، كما هو في جمهرة أنساب العرب ووفيات الأعيان وغيره. ولم يتتبّه المحقّق إليه.
[5] في وفيات الأعيان 2/ 454 «الصلب» وهو تحريف لم يتنبّه إليه محقّق الكتاب.
[6] الشعر لعمران بن حطّان، كما في الأغاني 18/ 116، وديوان شعر الخوارج 25.(5/417)
وَكَانَتْ أُمُّهُ «جَهِيزَةُ» تَشْهَدُ الْحُرُوبَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رأيت شبيبا وقد دخل الْمَسْجِدَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ طَيَالِسَةٌ، عَلَيْهَا نُقَطٌ مِنْ أَثَرِ الْمَطَرِ، وَهُوَ طَوِيلٌ، أَسْمَطُ، جَعْدٌ، آدَمُ، فَبَقِيَ الْمَسْجِدُ يَرْتَجُّ لَهُ [1] .
وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ، وَغَرِقَ بِدُجَيْلٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ أُحْضِرَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ رَجُلٌ وَهُوَ عَتْبَانُ الْحَرُورِيُّ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ أَلَسْتَ الْقَائِلَ:
فَإِنْ يَكُ مِنْكُمْ كَانَ مَرْوَانُ وَابْنُهُ ... وَعَمْرُو وَمِنْكُمْ هَاشِمٌ وَحَبِيبُ
فَمِنَّا حُصَيْنٌ وَالْبَطِينُ وَقَعْنَبٌ ... وَمِنَّا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ شَبِيبُ [2] .
فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا قُلْتُ وَمِنَّا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَنَصَبَهُ عَلَى النِّدَاءِ، فَاسْتَحْسَنَ قَوْلَهُ وَأَطْلَقَهُ [3] .
وَجَهِيزَةُ [4] هِيَ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي الْحُمْقِ، لِأَنَّهَا لَمَّا حَمَلَتْ قَالَتْ: فِي بَطْنِي شَيْءٌ يَنْقُزُ، فَقِيلَ: «أَحْمَقُ مِنْ جَهِيزَةَ» [5] .
وَيُرْوَى عَنْهَا مَا يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الْحُمْقِ، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ شَبَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَلادُ بْنُ يَزِيدَ الأَرْقَطُ قَالَ: كَانَ شَبِيبٌ يُنْعَى لأمّه، فيقال لها: قتل، فلا تقبل،
__________
[1] وفيات الأعيان 2/ 455.
[2] البيتان في معجم الشعراء للمرزباني 109 ووفيات الأعيان 2/ 456، والوافي بالوفيات 16/ 105، وشعر الخوارج 63 وفيه (فمنا سويد والبطين) وهو سويد بن سليم أحد قادة جند شبيب.
[3] قال ابن خلكان 2/ 456: «وهذا الجواب في نهاية الحسن، فإنه إذا كان «أمير» مرفوعا كان مبتدأ فيكون شبيب أمير المؤمنين، وإذا كان منصوبا فقد حذف منه حرف النداء ومعناه يا أمير المؤمنين منا شبيب، فلا يكون شبيب أمير المؤمنين، بل يكون منهم» .
[4] جهيزة: بفتح الجيم وكسر الهاء وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الزاي وبعدها هاء ساكنة.
[5] جمهرة أنساب العرب 327، وإصلاح المنطق لابن السّكّيت 324 باب: ما تضعه العامّة في غير موضعه.
وينقز: يثب. وهو في الجمهرة لابن حزم «ينقر» بالراء المهملة.(5/418)
فَلَمَّا قِيلَ لَهَا: إِنَّهُ غَرِقَ، قَبِلَتْ، وَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ حِينَ وَلَدْتُهُ أَنَّهُ خَرَجَ مِنِّي شِهَابُ نَارٍ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لا يُطْفِئُهُ إِلا الماء [1] .
183- شريح بن الحارث [2] ن ابْنِ قَيْسِ بْنِ الْجَهْمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عامر القاضي: أبو أميّة الكندي
__________
[1] إصلاح المنطق 324، تاريخ الطبري 6/ 282، وفيات الأعيان 2/ 457.
[2] انظر عن (شريح بن الحارث) في:
طبقات ابن سعد 6/ 131- 145، والأخبار الموفقيات 44 و 88، والطبقات لخليفة 145، وتاريخ خليفة 155 و 179 و 200 و 256 و 269 و 296 و 301، والمحبّر 305 و 387، والتاريخ لابن معين 2/ 250، 251، والمصنف لابن أبي شيبة 13/ 15781، والعلل لابن المديني 43، والعلل لأحمد 1/ 98 و 105 و 177 و 183 و 212 و 217 و 241 و 254 و 316 و 318 و 336 و 337 و 395 و 405، والتاريخ الكبير 4/ 228، 229 رقم 2611، والتاريخ الصغير 79 و 85، وتاريخ الثقات للعجلي 216، 217 رقم 660، والثقات لابن حبّان 4/ 352، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 87 رقم 1498، والمعارف 433 و 434 و 585، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 282، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 216 و 234- 236 و 255 و 256 و 276- 278 و 579 و 5/ 87 و 172 و 229، والشعر والشعراء 1/ 17، والمعرفة والتاريخ 1/ 217 و 218 و 715 و 2/ 18 و 557 و 586 و 589 و 603 و 604 و 652 و 670 و 776 و 832 و 3/ 79 و 183 و 190 و 217 و 365، وتاريخ أبي زرعة 1/ 205 و 548 و 653 و 655 و 658 و 666 و 668، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 736، ومروج الذهب 1826 و 1893، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 187- 402 و 408 و 412، والمثلّث للبطليوسي 2/ 370، والجرح والتعديل 4/ 332، 333 رقم 1458، وثمار القلوب 173، والثقات لابن شاهين، رقم 533، وحلية الأولياء 4/ 132- 141 رقم 256، وجمهرة أنساب العرب 425، والهفوات النادرة 83، وربيع الأبرار 1/ 233 و 4/ 103، والاستيعاب 2/ 148، 149، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 113، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 37 أ، والإكمال لابن ماكولا 4/ 277، و 279، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 119، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 305- 317، ومعجم البلدان 2/ 493، والكامل في التاريخ 2/ 562 و 3/ 21 و 77 و 401 و 420 و 483، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 243، 244 رقم 249، ووفيات الأعيان 2/ 460- 463، وتاريخ العظيمي 192، ونهاية الأرب 21/ 228، وتهذيب الكمال 12/ 435- 445 رقم 2725، والعبر 1/ 89، وتذكرة الحفاظ 1/ 59، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2696، وسير أعلام النبلاء 4/ 100- 106 رقم 32، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 206، والكاشف 2/ 8 رقم 2287، ودول الإسلام 1/ 56، وطبقات الفقهاء للشيرازي 80، وأسد الغابة 2/ 394، والبداية والنهاية 9/ 22- 26، ومرآة الجنان 1/ 158- 160، وجامع التحصيل 282، والوافي بالوفيات(5/419)
الكوفيّ قَاضِيهَا.
وَيُقَالُ: شُرَيْحُ بْنُ شَرَاحِيلَ، وَيُقَالُ: ابْنُ شُرَحْبِيلَ، وَيُقَالُ: أَنَّهُ مِنْ أَوْلادِ الْفُرْسِ الَّذِينَ كَانُوا بِالْيَمَنِ.
وَقَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَوَفَدَ مِنَ الْيَمَنِ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَلَّى قَضَاءَ الْكُوفَةِ لِعُمَرَ.
وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ: عَلِيٍّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ.
رَوَى عنه: الشّعبيّ، وإبراهيم النَّخَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَمُرَّةُ الطَّيَبُ [1] ، وَتَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ [2] .
وَهُوَ مَعَ فَضْلِهِ وَجَلالَتِهِ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: سُئِلَ شُرَيْحٌ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالإِسْلامِ، وَعِدَادِي فِي كِنْدَةَ [3] .
وَقَالَ: كَانَ شُرَيْح شاعرا، راجزا، قائفا، وكان كوسجا [4] .
وَقَالَ الشعبي: كَانَ شُرَيْحٌ أَعْلَمَهُمْ بِالْقَضَاءِ، وَكَانَ عُبَيْدَةُ [5] يُوازِيهِ فِي عِلْمِ الْقَضَاءِ، وَأَمَّا عَلْقَمَةُ [6] فَانْتَهَى إِلَى قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ [7] لَمْ يُجَاوِزْهُ، وَأَمَّا
__________
[ () ] 16/ 140- 142 رقم 160، والأغاني 17/ 144، والزيارات للهروي 79، والتذكرة الحمدونية 1/ 403 و 404 و 2/ 73، 74، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 77، والإصابة 2/ 146 رقم 3880، وتهذيب التهذيب 4/ 328، 329 رقم 565، وتقريب التهذيب 1/ 349 رقم 51، والنجوم الزاهرة 1/ 194، وطبقات الحفاظ للسيوطي 20، وخلاصة تذهيب التهذيب 165، وشذرات الذهب 1/ 85.
[1] مهملان في الأصل، والتحرير من الخلاصة.
[2] في طبعة القدسي 3/ 161 «مسلمة» وهو تحريف.
[3] طبقات ابن سعد 6/ 132.
[4] طبقات ابن سعد 6/ 132. والكوسج: الّذي لم ينبت الشعر في وجهه.
[5] هو عبيدة بن عمرو السلماني الفقيه المرادي الكوفي، وستأتي ترجمته في حرف العين من هذه الطبقة.
[6] هو: علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل النخعي الكوفي.
وستأتي ترجمته في موضعها من هذه الطبقة.
[7] أي عبد الله بن مسعود، كما في تهذيب تاريخ دمشق.(5/420)
مَسْرُوقٌ [1] فَأَخَذَ مِنْ كُلٍّ، وَأَمَّا الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ [2] فَأَقَلُّ الْقَوْمِ عِلْمًا وَأَشَدُّهُمْ وَرَعًا [3] .
وَقَالَ أَبُو وَائِلٌ: كَانَ شُرَيْحٌ يُقِلُّ غَشْيَانَ عَبْدَ اللَّهِ [4] لِلاسْتِغْنَاءِ [5] .
وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ: ثنا عَاصِمٌ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبيِّ أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ ابْنَ سُوَرٍ [6] عَلَى قَضَاءِ الْبَصْرَةِ، وَبَعَثَ شُرَيْحًا عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ [7] .
وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عُمَرَ رَزَقَ شُريْحًا مِائَةَ دِرْهَمٍ عَلَى الْقَضَاءِ [8] .
وَقَالَ هُشَيْمٌ: ثنا سَيَّارٌ، عَنِ الشَّعْبيِّ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ عُمَرُ شُرَيْحًا عَلَى الْقَضَاءِ قَالَ: انْظُرْ مَا تَبَيَّنَ لَكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَلا تَسْأَلْ عَنْهُ أَحَدًا، وَمَا لَمْ يَتَبَيَّنْ لَكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَاتَّبِعْ فِيهِ السُّنَّةَ، وَمَا لَمْ يَتَبَيَّنْ لَكَ فِي السُّنَّةِ فَاجْتَهِدْ فِيهِ رَأْيَكَ [9] .
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى شُرَيْحٍ إِذَا أَتَاكَ أَمْرٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَاقْضِ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَكَانَ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاقْضِ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلا فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ فَاقْضِ بِمَا قَضَى بِهِ أَئِمَّةُ الْهُدَى، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلا فِي سُنَّةِ رَسُولِهِ، وَلا فِيمَا قَضَى بِهِ أَئِمَّةُ الْهُدَى فَأَنْتَ بالخيار، إن شئت
__________
[1] هو مسروق بن الأجدع الوادعيّ الهمدانيّ الكوفي. انظر عنه في الطبقة السابقة من هذا الجزء.
[2] مرّت ترجمته في الطبقة السابقة من هذا الجزء.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 306.
[4] أي عبد الله بن مسعود.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 306 وعبارته: «ما رأيت شريحا عند ابن مسعود قط، وما كان يمنعه أن يأتيه إلا استغناؤه عنه» ، والخبر في: تاريخ ابن معين 2/ 250، والجرح والتعديل 4/ 332.
[6] هو كعب بن سور الأزدي. انظر عنه في: الإصابة، برقم (7487) .
[7] تاريخ الطبري 4/ 241.
[8] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 106.
[9] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 307.(5/421)
تَجْتَهِدْ رَأْيَكَ، وَإِنْ شِئْتَ تُؤَامِرْنِي، وَلا أَرَى مُؤَامَرَتَكَ إِيَّايَ إِلا أَسْلَمَ لَكَ [1] .
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ: أَنَّ عَلِيًّا جَمَعَ النَّاسَ فِي الرَّحْبَةِ وَقَالَ: إِنِّي مُفَارِقُكُمْ، فَاجْتَمَعَ [2] فِي الرَّحْبَةِ رِجَالٌ أَيُّمَا رِجَالٍ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ حَتَّى نَفَدَ مَا عِنْدَهُمْ، وَلَمْ يَبْقَ إِلا شُرَيْحٌ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَجَعَلَ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: اذْهَبْ، فَأَنْتَ أَقْضَى الْعَرَبِ [3] . وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قِيلَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ وَشَطْرُ النَّاسِ عَلَيَّ غِضَابٌ [4] .
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: اخْتُصِمَ إِلَى شُرَيْحٍ فِي وَلَدِ هِرَّةٍ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: هُوَ وَلَدُ هِرَّتِي، وَقَالَتِ الأُخْرَى: هُوَ وَلَدُ هِرَّتِي. فَقَالَ شُرَيْحٌ: أَلْقِهَا مَعَ هَذِهِ فَإِنْ هي قرّت ودرّت واسطرّت فَهِيَ لَهَا، وَإِنْ هِيَ هَرَّتْ وَفَرَّتْ وَاقْشَعَرَّتْ- وَفِي لَفْظٍ:
وَأَزْبَأَرَّتْ- فَلَيْسَ لَهَا.
اسْبَطَرَّتِ: امْتَدَّتْ لِلِإرْضَاعِ.
وتَزْبَئِرُّ: تَنْتَفِشُ [5] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ رَجُلا أَقَرَّ عِنْدَ شُرَيْحٍ بِشَيْءٍ ثُمَّ ذَهَبَ يُنْكِرُ فَقَالَ: قَدْ شَهِدَ عَلَيْكَ ابْنُ أُخْتِ خَالَتِكَ [6] .
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ شُرَيْحُ يَدْخُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَيْتًا يَخْلُو فِيهِ، لا يَدْرِي النَّاسُ مَا يَصْنَعُ فيه [7]
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 307.
[2] في الأصل «فاجتمعوا» ، وهو غلط.
[3] حلية الأولياء 4/ 134، والجرح والتعديل 4/ 332، وتهذيب الكمال 12/ 440، ووفيات الأعيان 2/ 462، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 306 و 308.
[4] سير أعلام النبلاء 4/ 105.
[5] الخبر في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 311، وتهذيب الكمال 12/ 440، 441، وسير أعلام النبلاء 4/ 105، وانظر أخبار القضاة لوكيع 2/ 393.
[6] طبقات ابن سعد 6/ 135، تهذيب الكمال 12/ 440.
[7] انظر نحو ذلك في طبقات ابن سعد 6/ 142 من طريق حسين بن عبد الرحمن، عن أبي طلحة مولى شريح. وهو في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 313.(5/422)
وَقَالَ أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: لَبِثَ شُرَيْحٌ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ تِسْعَ سِنِينَ لا يُخْبِرُ، فَقِيلَ لَهُ: قد سلمت قال: فكيف بِالْهَوَى [1] .
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: كان شريح يقرأ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ 37: 12 [2] وَيَقُولُ: إِنَّمَا يَعْجَبُ مَنْ لا يَعْلَمُ [3] ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ شَاعِرًا مُعْجَبًا بِرَأْيِهِ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَعْلَمُ بِذَلِكَ.
وَرَوَى شَرِيكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ قَالَ: أَوْصَى شُرَيْحٌ أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ بِالْجَبَّانَةِ، وَأَنْ لا يُؤَذِّنَ بِهِ أَحَدٌ، وَلا تَتَبِعَهُ صَائِحَةٌ، وَأَنْ لا يُجْعَلَ عَلَى قَبْرِهِ ثَوْبٌ، وَأَنْ يُسْرَعَ بِهِ السَّيْرُ، وَأَنْ يُلْحَدَ لَهُ [4] .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ شُرَيْحٌ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَثَمَانِ سِنِينَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ. وَكَذَا قَالَ فِي مَوْتِهِ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْمَدَائِنِيُّ [5] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [6] ، وَابْنُ نُمَيْرٍ: سَنَةَ ثَمَانِينَ [7] .
وَجَاءَ أَنَّهُ اسْتَعْفَى مِنَ الْقَضَاءِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ [8] .
184- شريح بن هانئ [9] م 4 أبو المقدام الحارثيّ المذحجيّ الكوفي: أدرك الجاهلية.
__________
[1] طبقات ابن سعد 6/ 141، أخبار القضاة 2/ 216 و 218 و 370.
[2] سورة الصافات، الآية 12.
[3] حتى هنا في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 314.
[4] طبقات ابن سعد 6/ 144، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 317، تهذيب الكمال 12/ 44.
[5] التاريخ الكبير 4/ 229.
[6] في الطبقات 145.
[7] وقيل في وفاته غير ذلك.
[8] تهذيب الكمال 12/ 437.
[9] انظر عن (شريح بن هانئ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 128، والتاريخ لابن معين 2/ 251، ومشيخة ابن طهمان، رقم 208، وطبقات خليفة 148، وتاريخ خليفة 277، والعلل لأحمد 1/ 278، والتاريخ الكبير 4/ 228 رقم 2610، والأخبار الطوال 166 و 167 و 197 و 201 و 202، والمعرفة والتاريخ 3/ 79، والجامع الصحيح 4/ 87 رقم 1498، وتاريخ أبي زرعة 1/ 668، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 235 و 250 و 255، وفتوح البلدان 378 و 292، والجرح(5/423)
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- وكان من أصحابه- وعمر، وعائشة، وسعد، وأبي هريرة.
روى عنه: ابناه محمد، والمقدام، والشعبي، والقاسم بن مخيمرة، وحبيب بن أبي ثابت، ويونس بن أبي إسحاق.
وشهد تحكيم الحكمين، ووفد على معاوية يشفع في كثير بن شهاب، فأطلقه له.
وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ النَّضْرِ أَنَّ عَلِيًّا بَعَثَ أَبَا مُوسَى وَمَعَهُ أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ، عَلَيْهِمْ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ. وَمَعَهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ يُصَلِّي بِهِمْ وَيَلِي أَمْرَهُمْ، يَعْنِي إِلَى دُومَةَ الْجَنْدَلِ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ: كَانَ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ جَاهِلِيًّا إِسْلامِيًا، قَالَ فِي إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ:
أَصْبَحْتُ ذَا بَثٍّ أُقَاسِي الْكِبَرَا ... قَدْ عِشْتُ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ أَعْصُرَا
ثَمَّتَ أَدْرَكْتُ النَّبِيَّ الْمُنْذِرَا ... وَبَعْدَهُ صِدِّيقَهُ وَعُمَرَا
وَالْجَمْعُ فِي صفّينهم والنّهرا ... ويوم مهران ويوم تسترا
__________
[ () ] والتعديل 4/ 333 رقم 1459، والثقات لابن حبان 4/ 353، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 763، والثقات لابن شاهين، رقم 531، وجمهرة أنساب العرب 417، والاستيعاب 2/ 149، والإكمال لابن ماكولا 4/ 277، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 416، وأسد الغابة 2/ 395، والكامل في التاريخ 3/ 160 و 280 و 282 و 329 و 333 و 373 و 483 و 4/ 450 و 452، والمعمّرين للسجستاني 39، ومروج الذهب 1705 و 1709، والخراج وصناعة الكتابة 397، وتهذيب الكمال 12/ 452- 455 رقم 2729، والكاشف 2/ 9 رقم 2291، وسير أعلام النبلاء 4/ 107- 109 رقم 33، والعبر 1/ 89، وتذكرة الحفاظ 1/ 56، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2705، والوافي بالوفيات 16/ 139 رقم 158، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 318، ومرآة الجنان 1/ 160، والإصابة 2/ 166 رقم 3972، وتهذيب التهذيب 4/ 330، 331 رقم 568، وتقريب التهذيب 1/ 350 رقم 56، والبداية والنهاية 9/ 29، وطبقات الحفاظ 20، وخلاصة تذهيب التهذيب 165، والنجوم الزاهرة 1/ 201، وشذرات الذهب 1/ 86.(5/424)
وباجميراوات [1] وَالْمُشَقَّرَا ... هَيْهَاتَ مَا أَطْوَلَ هَذَا عُمرَا [2]
قَالَ القاسم بن مخيمرة: ما رأت حَارِثِيًا أَفْضَلَ مِنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ.
وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ [3] أَنَّهُ عَاشَ مِائَةَ وَعِشْرِينَ سَنَةً.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [4] : وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَلَّى الْحَجَّاجُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ سِجِسْتَانَ، فَوَجَّهَ أَبَا برذعة، فَأَخَذَ عَلَيْهِ الْمَضِيقَ، وَقُتِلَ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ.
__________
[1] في الأصل «بالخميراوت» ، والتصويب من تاريخ الطبري 6/ 323، والكامل لابن الأثير 4/ 451، ومعجم البلدان 1/ 314 وفيه (باجميرى) بضم الجيم، وفتح الميم، وياء ساكنة وراء مقصورة. موضع دون تكريت.
وفي سير أعلام النبلاء 4/ 108 «وياجميراوات» بالياء المثناة، وهو تحريف.
[2] الأبيات في تاريخ الطبري، والكامل لابن الأثير، مع زيادة. وأورد السجستاني ثلاثة أبيات منها في (المعمّرين) ، وبها تقديم وتأخير، وكذا في تهذيب الكمال 12/ 454.
[3] في المعمّرين 39.
[4] في تاريخه 277.(5/425)
[حرف الصاد]
185- صلة بن زفر [1]- ع- العبسيّ الكوفي.
رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ الْكُوفِيِّينَ وَثِقَاتِهِمْ، لَهُ قلب منوّر.
__________
[1] انظر عن (صلة بن زفر) في:
طبقات ابن سعد 6/ 195، وطبقات خليفة 142، وتاريخ خليفة 268، والعلل لأحمد 1/ 28 و 148 و 346 و 366، والتاريخ الكبير 4/ 321 رقم 2986، والتاريخ الصغير 1/ 148، 149، وتاريخ الثقات للعجلي 229 رقم 704، والثقات لابن حبان 4/ 383، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 788، وأنساب الأشراف 1/ 169، والمعرفة والتاريخ 1/ 16 و 232 و 488 و 2/ 562 و 670، والجرح والتعديل 4/ 446 رقم 1964، وتاريخ بغداد 9/ 335، 336 رقم 4881، والخراج وصناعة الكتابة 129، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 226، وتهذيب الكمال 13/ 233- 235 رقم 2902، والكاشف 2/ 29 رقم 2437، وسير أعلام النبلاء 4/ 517 رقم 210، وتهذيب التهذيب 4/ 437 رقم 757، وتقريب التهذيب 1/ 370 رقم 122، والوافي بالوفيات 16/ 331 رقم 364، وخلاصة تذهيب التهذيب 176.(5/426)
[حرف الْعَيْنِ]
186- عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ [1]- 4- السَّلُولِيُّ الْكُوفِيُّ صَاحِبُ عَلِيٍّ، لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَلَيَّنَهُ ابن عديّ، ووثّقه جماعة.
__________
[1] انظر عن (عاصم بن ضمرة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 222، والتاريخ لابن معين 2/ 93، وتاريخ خليفة 273، والعلل لأحمد 1/ 40 و 56 و 139 و 175 و 176 و 202 و 338 و 339، والتاريخ الكبير 6/ 482 رقم 3052، والتاريخ الصغير 106، وأحوال الرجال 43- 46 رقم 11، وتاريخ الثقات للعجلي 241 رقم 739، والمعرفة والتاريخ 1/ 700 و 3/ 178 و 179 و 219 و 220، وعيون الأخبار 3/ 86، وأنساب الأشراف 1/ 175، والجرح والتعديل 6/ 345 رقم 1910، والمجروحين لابن حبّان 2/ 125، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1866، والثقات لابن شاهين، رقم 832، 839، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 255 رقم 275، وتهذيب الكمال 13/ 496- 499 رقم 3012، والكاشف 2/ 45 رقم 2528، والمغني في الضعفاء 1/ 320 رقم 2984، وميزان الاعتدال 2/ 352، 353 رقم 4052، والعبر 1/ 85، والوافي بالوفيات 16/ 569 رقم 601، وغاية النهاية 1/ 349، والكشف الحثيث 361، وتهذيب التهذيب 5/ 45، 46 رقم 77، وتقريب التهذيب 1/ 384 رقم 13، وخلاصة تذهيب التهذيب 182.(5/427)
187- عبد الله بن جعفر [1] ع ابْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم، أبو جعفر الهاشميّ الجواد
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن جعفر) في:
نسب قريش 81، 82 و 304، والأخبار الموفقيات 80 و 168 و 342، وطبقات خليفة 126 و 189، وتاريخ خليفة 184 و 194، والسير والمغازي 48 و 226 و 244 و 251، والمغازي للواقدي 766 و 767، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 187 و 274 و 351 و 3/ 315، ومسند أحمد 1/ 203، والعلل له 119 و 395، والمحبّر 55 و 147- 150، والتاريخ الكبير 5/ 7 رقم 11، والتاريخ الصغير 98، وتاريخ الثقات 251، 252 رقم 787، والمعرفة والتاريخ 1/ 223 و 242 و 360 و 492 و 646 و 3/ 315، وتاريخ أبي زرعة 1/ 71 و 618، والثقات لابن حبّان 3/ 207، والشعر والشعراء 1/ 287 و 2/ 450 و 451 و 481، والأخبار الطوال 184 و 195 و 215، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 66، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 15، والمعارف 205- 208 و 211 و 379 و 461، وتاريخ اليعقوبي 2/ 65 و 172 و 177، وأنساب الأشراف- ج 1 (انظر فهرس الأعلام) و 3/ 292، 293، و 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) ص 650 و 5/ 35، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 305، والمنتخب من ذيل المذيل 547، والأسامي والكنى، للحاكم- ج 1 ورقة 99 أ، والولاة والقضاة 21 و 23، والجرح والتعديل 5/ 31 رقم 96، والمستدرك على الصحيحين 3/ 566- 569، وربيع الأبرار 1/ 832 و 4/ 41 و 86 و 137 و 180 و 322 و 323 و 349 و 407 و 458، وثمار القلوب 88، ومروج الذهب 1515 و 1516 و 1630 و 1642 و 1736 و 1773 و 1902 و 1925 و 2139 و 2141، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 125، والاستيعاب 2/ 275- 277، وجمهرة أنساب العرب 38 و 68، والسابق واللاحق 1/ 217، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 239، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 105، والتبيين في أنساب القرشيين 39 و 94 و 96 و 112 و 113 و 137 و 183 و 364 و 401، ومعجم البلدان 2/ 803، والكامل في التاريخ 1/ 460 و 2/ 238 و 3/ 106، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 263، 264 رقم 292، وأسد الغابة 3/ 139، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 328- 347، وتاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 17- 69 رقم 215، وتهذيب الكمال 14/ 367- 372 رقم 3202، وتحفة الأشراف 4/ 299- 306 رقم 278، وسير أعلام النبلاء 3/ 456- 462 رقم 93، وتجريد أسماء الصحابة 1، رقم 3196، وتلخيص المستدرك 3/ 566- 569، والعبر 1/ 41 و 91 و 243، والكاشف 2/ 69 رقم 2692، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 71، ودول الإسلام 1/ 58، وتاريخ العظيمي 89 و 193، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 110، والعقد الثمين 5/ 20، وفوات الوفيات 2/ 170، 171، والبداية والنهاية 9/ 33، 34، ومرآة الجنان 1/ 161، ولباب الآداب 85- 88 و 93 و 106 و 107. ونهاية الأرب 21/ 228، والوفيات لابن قنفذ 83، وتهذيب التهذيب 5/ 170، 171 رقم 294، وتقريب التهذيب 1/ 406 رقم 228، والنكت الظراف 4/ 299 و 304 و 305، والإصابة 2/ 289، 290 رقم 4591،(5/428)
ابْنُ الْجَوَّادِ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. وُلِدَ بِالْحَبَشَةِ مِنْ أَسْمَاءَ عُمَيْسٍ، وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ فِي الإِسْلامِ أَسْخَى مِنْهُ.
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبَوَيْهِ، وَعَنْ عَمِّهِ عَلِيٍّ.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ إِسْمَاعِيلُ، وَإِسْحَاقُ، وَمُعَاوِيَةُ، وَابْنُ مُلَيْكَةَ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبَّاسُ بْنُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ آخِرُ مِنْ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، سَكَنَ الْمَدِينَةَ وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَابْنِهِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ [1] .
قَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا، فَدَخَلَ حَائِطًا، فَإِذَا جَمَلٌ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ- الْحَدِيثَ [2] .
وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمَلَةَ [3] قَالَ: وَفَدَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ جَعْفَرٍ عَلَى يَزِيدَ، فَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفَيْ أَلْفٍ [4] .
__________
[ () ] والوافي بالوفيات 17/ 107- 109 رقم 93، وخلاصة تذهيب التهذيب 163، والمطالب العالية 4/ 105، وشذرات الذهب 1/ 87، والتذكرة الحمدونية 2 (انظر فهرس الأعلام) 506.
[1] تاريخ دمشق 18.
[2] أخرجه مسلم 1/ 268 وتمامه: فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحَ ذفراه، فسكت. فقال: «من رب هذا الجمل؟ لمن هَذَا الْجَمَلِ؟» فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لي يا رسول الله، فقال: «أفلا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا؟ فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وتدئبه» . والحديث بتمامه في مسند أحمد 1/ 204، 205، وفي سنن أبي داود (2549) ، والمستدرك 2/ 99، 100 وصحّحه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي في التلخيص، وهو في أسد الغابة 3/ 134، وتاريخ دمشق 18، 19 بخلاف يسير.
[3] حملة: بفتحتين.
[4] تاريخ دمشق 19.(5/429)
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ بَايَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا ابْنَا سَبْعِ سِنِينَ، فَلَمَّا رَآهُمَا تَبَسَّمَ وَبَسَطَ يَدَهُ وَبَايَعَهُمَا [1] .
وَقَالَ فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وهو يلعب بالتراب فقال: «اللَّهمّ بارك له فِي تِجَارَتِهِ» [2] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ [3] .
وَقَالَ جرير بن حازم: ثنا محمد بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُمْ بَعْدَ مَا أَخْبَرَهُمْ بِقَتْلِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ ثَلاثَةٍ، فَقَالَ: «لا تَبْكُوا أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ» . ثُمَّ قَالَ: «ائْتُونِي بِبَنِي أَخِي» ، فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّنَا أَفْرُخٌ، فَقَالَ: «ادْعُوا لِيَ الْحَلاقَ» ، فَأَمَرَهُ، فَحَلَقَ رُءُوسَنَا، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا مُحَمَّدٌ فَشَبَهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَشَبَهُ خَلْقِي وَخُلُقِي» ، ثم أخذ بيدي فأشالها وقال: «اللَّهمّ اخلف جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي صَفْقَتِهِ» ، قَالَ: فَجَاءَتْ أُمُّنَا فَذَكَرَتْ يُتْمَنَا، فَقَالَ: «العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا وَالآخِرَةِ» ! حَدِيثٌ صَحِيحٌ [4] .
وَعَنْ أبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ يَفِدُ فِي كُلِّ سَنَةٍ، فَيُعْطِيهِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَيَقْضِي لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ، وَذَكَرَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا وَقَفَ فِي الْمَوْسِمِ عَلَى مَرْوَانَ بِالْمَدِينَةِ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا مَا نَصِلُكَ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِابْنِ جَعْفَرٍ، فَأَتَاهُ الأَعْرَابِيُّ، فَإِذَا ثَقَلُهُ قَدْ سَارَ، وَرَاحِلَةٌ بِالْبَابِ عَلَيْهَا مَتَاعُهَا، وَسَيْفٌ مُعَلَّقٌ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ، فَأَنْشَأَ الأَعْرَابِيُّ يَقُولُ:
أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ ... صَلاتُهُمْ لِلْمُسْلِمِينَ طَهُورُ
__________
[1] المستدرك 3/ 566، 567، تاريخ دمشق 27.
[2] تاريخ دمشق 30، مجمع الزوائد 9/ 286.
[3] أخرجه البخاري 7/ 62 وهو في تاريخ دمشق 32.
[4] أخرجه أحمد في المسند 1/ 204 من طريق: وهب بن جرير، عن أبيه. وهو باختصار في سنن أبي داود (4192) والنسائي 8/ 182، وتاريخ دمشق 31.(5/430)
أَبَا جَعْفَرٍ ضَنَّ الأَمِيرُ بِمَالِهِ ... وَأَنْتَ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ أَمِيرُ
أَبَا جَعْفَرٍ يَا بْنَ الشَّهِيدِ الَّذِي لَهُ ... جَنَاحَانِ فِي أَعْلَى الْجِنَانِ يَطِيرُ
أَبَا جَعْفَرٍ مَا مِثْلُكَ الْيَوْمَ أَرْتَجِي ... فَلا تَتْرُكَنِّي بِالْفَلاةِ أَدُورُ [1]
فَقَالَ: يَا أعرابيّ سار الثّقل، فعليك الرَّاحِلَةُ بِمَا عَلَيْهَا، وَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ عَنِ السَّيْفِ، فَإِنِّي أَخَذْتُهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ [2] .
قَالَ عَفَّانُ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أنبأ هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَرَّ عُثْمَانُ بِسَبْخَةٍ فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ قِيلَ: لِفُلانٍ، اشْتَرَاهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بِسِتِّينَ أَلْفًا.
قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّهَا لِي بِنَعْلِي. قَالَ: فَجَزَّأَهَا عَبْدُ اللَّهِ ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ، وَأَلْقَى فِيهَا الْعُمَّالَ، ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ لِعَلِيٍّ: أَلا تَأْخُذُ عَلَى يَدَيِ ابْنِ أَخِيكَ وَتَحْجُرُ عَلَيْهِ، اشْتَرَى سَبْخَةً بِسِتِّينَ أَلْفًا، مَا يَسُرُّنِي أَنَّهَا لِي بِنَعْلِي. قَالَ: فَأَقْبَلْتُ، فَرَكِبَ عُثْمَانُ ذَاتَ يَوْمٍ فَمَرَّ بِهَا، فَأَعْجَبَتْهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ أَنْ وَلِّنِي [3] جُزْءَيْنِ مِنْهَا، قَالَ: أَمَّا وَاللَّهِ دُونَ أَنْ تُرْسَلَ إِلَى الَّذِينَ سَفَّهْتَنِي عِنْدَهُمْ فَيَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيَّ، فَلا أَفْعَلُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِنِّي قَدْ فَعَلْتُ. قَالَ: وَاللَّهِ لا أَنقُصُكَ جُزْءَيْنِ مِنْ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، قَالَ: قَدْ أَخَذْتُهُمَا [4] .
وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ أَسْلَفَ الزُّبَيْرَ أَلْفَ أَلْفٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: إِنِّي وَجَدْتُ فِي كُتُبِ أَبِي أَنَّ لَهُ عَلَيْكَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. قال: هُوَ صَادِقٌ، فَاقْبِضْهَا إِذَا شِئْتَ، ثُمَّ لَقِيَهُ بَعْدُ فَقَالَ: إِنَّمَا وَهِمْتُ عَلَيْكَ، الْمَالُ لَكَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَهُوَ لَهُ، قَالَ:
لا أُرِيدُ ذَلِكَ [5] .
قُلْتُ: هَذِهِ الْحِكَايَةُ مِنْ أَبْلَغِ مَا بَلَغَنَا فِي الْجُودِ.
وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عَبْدِ الله بن جعفر بدجاجة
__________
[1] في تاريخ دمشق 41 بزيادة بيت بين الأول والثاني.
[2] تاريخ دمشق 41، سير أعلام النبلاء 3/ 459.
[3] بيع التولية هو أن يبيع المشتري الشيء بثمنه دون زيادة.
[4] في طبعة القدسي 3/ 165 «أخذتهم» . والخبر في: تاريخ دمشق 43، 44.
[5] الخبر بتمامه في تاريخ دمشق 44.(5/431)
مَسْمُوطَةٍ فَقَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ! هَذِهِ الدَّجَاجَةُ كَانَتْ مِثْلَ بِنْتِي تُؤْنِسُنِي وَآكُلُ مِنْ بَيْضِهَا، فَآلَيْتُ أَنْ لا أَدْفِنَهَا إِلا فِي أَكْرَمِ مَوْضِعٍ أَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلا وَاللَّهِ مَا فِي الأَرْضِ مَوْضِعٍ أَكْرَمُ مِنْ بَطْنِكَ، قَالَ: خُذُوهَا مِنْهَا وَاحْمِلُوا إِلَيْهَا مِنَ الْحِنْطَةَ كَذَا، وَمِنَ الْتَّمْرِ كَذَا، وَمِنَ الدَّرَاهِمِ كَذَا، وَعَدَّدَ شَيْئًا كَثِيرًا، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ قَالَتْ: بِأَبِي! إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [1] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: جَلَبَ رَجُلٌ سُكَّرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَسَدَ عَلَيْهِ، فَبَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، فَأَمَرَ قَهْرمَانَهُ أن يشتريه وأن يهبه النّاس [2] .
ولعبد الله رضي الله عنه من هذا الأنموذج أخبار في السخاء [3] .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَمُصْعَبُ الزُّبيْرِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وثمانين. قال: ويقال: سنة ثمانين.
وقال أبو عبيد: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ، وَيُقَالُ سَنَةَ تِسْعِينَ.
188- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ [4] الأَسْلَمِيُّ أَبُو مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ.
وروى أيضا عن: عمر.
__________
[1] تاريخ دمشق 54.
[2] تاريخ دمشق 55.
[3] انظر عنها في تاريخ دمشق.
[4] انظر عن (عبد الله بن أبي حدرد) في:
المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1195، وطبقات ابن سعد 4/ 309، 310، وطبقات خليفة 110، وتاريخ خليفة 85 و 268، والمحبّر 122، 123، والتاريخ الكبير 5/ 75 رقم 198، والجرح والتعديل 5/ 38 رقم 170، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 121، والاستيعاب 2/ 288- 290، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 52 و 86، وجمهرة أنساب العرب 241، وتاريخ دمشق 105- 119 رقم 229، وأسد الغابة 3/ 141، 142، والمعرفة والتاريخ 1/ 265، وتاريخ الطبري 3/ 34 و 73 و 158، والبداية والنهاية 8/ 347، ومرآة الجنان 1/ 145، والإصابة 2/ 294- 296 رقم 4621، ومسند أحمد 6/ 11، والمستدرك على الصحيحين 3/ 572.(5/432)
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْقَعْقَاعُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ فَرْوَةَ الأَسْلَمِيُّ.
وَشَهِدَ الْجَابِيَةَ مَعَ عُمَرَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ وَخَيْبَرَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا [2] ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا كَعْبُ ضَعِ الشَّطْرَ» ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ، إِلا خَلِيفَةَ فَقَالَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ.
وَقَدْ طَوَّلَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ تَرْجَمَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ، وَسَاقَهَا فِي كَرَّاسٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ لا صُحْبَةَ لَهُ، وَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا بَلْ أَفَادَنَا الْعِلْمُ بِأَنَّ لَهُ صُحْبَةً.
وَقَدْ عَلَّقْتُ حَاشِيَةً فِي ذَلِكَ فِي تَرْجَمَتِهِ فِي «تَارِيخِ دِمَشْقَ» .
189- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ [3] شَذَّ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ فقال: قدم مصر مع مروان.
__________
[1] في الطبقات 310.
[2] أخرجه البخاري في الصلاة 1/ 121 من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال: حدّثني عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ كعب بن مالك أخبره أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا له عليه فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ في بيته، فخرج إليهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كشف سجف حجرته ونادى: «يا كعب بن مالك» . قال:
لبّيك يا رسول الله، فأشار بيده أن ضع الشطر من دينك قال كعب: قد فعلت يا رَسُولُ اللَّهِ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قم فاقضه» ، وفي الخصومات 3/ 90 باب كلام الخصوم بعضهم في بعض، وفي الصلح 3/ 172 باب الصلح بالدين والعين. ومسلم في المساقاة 3/ 1192 رقم (20/ 1558) باب استحباب الوضع من الدّين، وأبو داود في الأقضية 3/ 304 رقم (2595) باب في الصلح، والنسائي في القضاة 8/ 239 باب حكم الحاكم في داره، وابن ماجة في الصدقات 2/ 811 رقم (2429) باب الحبس في الدين والملازمة، وأحمد في المسند 6/ 287 و 290، وابن عساكر في تاريخ دمشق 117.
[3] انظر عن (عبد الله بن حوالة) في:(5/433)
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
قُلْتُ: وَقَدْ مَرَّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَرَّخَهُ جَمَاعَةٌ.
190- عَبْدُ الله بن خازم [1] بن أسماء بن الصلت، أَبُو صَالِحٍ السُّلَمِيُّ [2] أَمِيرُ خُرَاسَانَ، أَحَدُ الأَبْطَالِ الْمَشْهُورِينَ وَالشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ، وَيُقَالُ لَهُ صُحْبَةٌ، وَلا يَصِحُّ.
رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ الأَزْرَقِ، وَسَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّازِيُّ.
وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ ابْنُ عَامِرٍ عَلَى خُرَاسَانَ فِي أَيَّامِ عُثْمَانَ، وَقَدْ حَضَرَ مواقف
__________
[ () ] طبقات ابن سعد 7/ 414، ومسند أحمد 4/ 105 و 109 و 5/ 33 و 288، ومصنّف ابن أبي شيبة 13/ 15782، وطبقات خليفة 115 و 305، والتاريخ الكبير 5/ 33 رقم 57، والمعرفة والتاريخ 1/ 266 و 2/ 288، 289 و 302 و 430، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 135، والجرح والتعديل 5/ 28، 29 رقم 136، والثقات لابن حبّان 3/ 243، والاستيعاب 290، والمستدرك 3/ 491، والأنساب 1/ 197، وتاريخ دمشق 216- 220 رقم 263، ومعجم البلدان 3/ 242، وأسد الغابة 3/ 148، وتهذيب الكمال 14/ 440، 441 رقم 3238، و 4/ 315، 316 رقم 287، وتاريخ الطبري 5/ 97، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3242، والعبر 1/ 62، والكاشف 2/ 73 رقم 2724، وتهذيب التهذيب 5/ 194 رقم 334، وتقريب التهذيب 1/ 411 رقم 268، والإصابة 2/ 300 رقم 4639، والوافي بالوفيات 17/ 156 رقم 141، وحلية الأولياء 2/ 3، 4 رقم 87، وخلاصة تذهيب التهذيب 195.
[1] انظر عن (عبد الله بن خازم) في:
تاريخ خليفة 167 و 179 و 294 و 295، والمحبّر 375، والبيان والتبيين 2/ 108، وتاريخ اليعقوبي 2/ 406 و 429 و 442، والمعارف 418، وتاريخ واسط 108، وعيون الأخبار 1/ 168، وتاريخ الطبري 5/ 210، والعقد الفريد 1/ 117، وجمهرة أنساب العرب 118 و 200 و 219 و 262، والإكمال لابن ماكولا 2/ 291، وفتوح البلدان 437 و 488 و 499 و 501 و 505 و 508 و 511- 513، وتاريخ دمشق 226- 235 رقم 266، وأسد الغابة 3/ 140، والكامل في التاريخ 3/ 102 و 125، وتهذيب الكمال 14/ 441- 445 رقم 3239، وتجريد أسماء الصحابة 1، رقم 3244، ونهاية الأرب 21/ 80 و 132، والبداية والنهاية 8/ 326، وأنساب الأشراف 5/ 188 و 345، ودول الإسلام 1/ 53، والتذكرة الحمدونية 2/ 406 و 408 و 471 و 472 و 479 و 487، والوافي بالوفيات 17/ 157 رقم 143، والإصابة 2/ 301 رقم 4641، وتهذيب التهذيب 5/ 194- 196 رقم 335، وتقريب التهذيب 1/ 411 رقم 269، وخلاصة تذهيب التهذيب 195.
[2] قيّده الدكتور بشّار في تحقيقه لتهذيب الكمال 14/ 442 «السليمي» ، والصحيح ما أثبتناه كما في: جمهرة أنساب العرب 219، وتاريخ دمشق 226، وغيره.(5/434)
مَشْهُورَةً وَأَبْلَى فِيهَا، وَوَلِيَ خُرَاسَانَ زَمَانًا، وَأَفْتَتَحَ الطَّبَسَيْنِ [1] .
وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ مِنْ أَخْبَارِهِ.
191- عبد الله بن الزّبير [2] ع ابْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلابٍ، أَبُو بكر،
__________
[1] الطبسين: بلدتان كل واحدة منهما يقال لها طبس. إحداهما طبس العنّاب، والأخرى طبس التمر، وهما قصبة ناحية بين نيسابور وأصبهان. بفتح أوله وثانيه. (معجم البلدان 4/ 20) .
[2] انظر عن (عبد الله بن الزبير) في:
- نسب قريش 237، ومصنف ابن أبي شيبة 13/ 15800 و 15801، والتاريخ لابن معين 2/ 306، والسير والمغازي لابن إسحاق 106 و 326، والمغازي للواقدي 845 و 850، والمحبّر (انظر فهرس الأعلام) 656، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 40 و 139 و 144 و 204 و 266 و 2/ 17 و 130 و 289 و 294 و 313، و 3/ 41 و 49 و 128 و 178 و 209 و 243 و 4/ 17 و 18 و 57، وطبقات خليفة 13 و 189 و 232، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 558، ومسند أحمد 4/ 3، والعلل له 77 و 155 و 235 و 243 و 320 و 395، والتاريخ الكبير 5/ 6 رقم 9، والتاريخ الصغير 11 و 78، وتاريخ الثقات للعجلي 256 رقم 808، وتاريخ أبي زرعة 1/ 496، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 635، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 90، وتاريخ واسط 51 و 81 و 85، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 307، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) 636، والأخبار الطوال (انظر فهرس الأعلام) 432، والولاة والقضاة 40 و 41 و 45 و 51 و 311 و 320، والجرح والتعديل 5/ 56 رقم 261، وجمهرة أنساب العرب 87، والاستيعاب 2/ 300- 307، والخراج وصناعة الكتابة 343- 345، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 240، وتاريخ دمشق 374- 505 رقم 289، والأخبار الموفقيات 117 و 314 و 315 و 328 و 389، وتاريخ العظيمي 190، والكامل في الأدب 170، وربيع الأبرار 1/ 509 و 4/ 33 و 34 و 38 و 301 و 474، والزاهر للأنباري 1/ 161 و 2/ 40 و 227 و 228 و 380، وثمار القلوب 75 و 88 و 90 و 149 و 160 و 252 و 254 و 259 و 301 و 465، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 154، ومروج الذهب 1934 و 1944 و 1949- 1951 و 1954- 1957 و 2021- 2031 وعيون الأخبار 1/ 298، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 125، وتاريخ اليعقوبي 2/ 251- 268، والأنساب (انظر فهرس الأعلام) 1/ 659 و 3/ 340 و 4 ق 1/ 651 و 5/ 404، والشعر والشعراء 1/ 387 و 2/ 454 و 512، و 547 و 623، وأخبار القضاة لوكيع (انظر فهرس الأعلام) 1/ 32 و 2/ 265، 266، وتلقيح فهوم أهل الأثر 85، والتبيين في أنساب القرشيين (انظر فهرس الأعلام) ، ومعجم البلدان 1/ 433 و 4/ 411، وأسد الغابة 3/ 161، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ، ووفيات الأعيان 3/ 71 و 76، وتهذيب الأسماء واللغات(5/435)
وأبو خبيب القرشيّ الأسديّ. أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلامِ بِالْمَدِينَةِ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ.
رَوَى عَنْهُ: أَخُوهُ عُرْوَةُ، وَابْنَاهُ عَامِرٌ، وَعَبَّادٌ، وَابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ، وَطَاوُسٌ، وَعَطَاءٌ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَسَعِيدُ بْنُ مِينَا، وَابْنُ ابْنِهِ مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، وَابْنُ ابْنِهِ الآخَرُ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
وَشَهِدَ وَقْعَةَ الْيَرْمُوكِ، وَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَغَزَا الْمَغْرِبَ. وَلَهُ مَوَاقِفُ مَشْهُورَةٌ. وَكَانَ فَارِسَ قُرَيشٍ فِي زَمَانِهِ [1] .
بُوِيعَ بِالْخِلافَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ، وَحَكَمَ عَلَى الْحِجَازِ، وَالْيَمَنِ، وَمِصْرَ، وَالْعِرَاقِ، وَخُرَاسَانَ، وَأَكْثَرِ الشَّامِ، وُلِدَ سَنَةَ اثنتين من الهجرة وتوفّي
__________
[ () ] ق 1 ج 1/ 266، 267 رقم 297، والعبر (انظر فهرس الأعلام) ، وسير أعلام النبلاء 3/ 363- 380 رقم 53، وحلية الأولياء 1/ 329- 347 رقم 46، والمستدرك على الصحيحين 3/ 3/ 547- 556، وطبقات الفقهاء 50، والمرصّع 42 و 43 و 268 و 289 و 296 و 335، ولباب الآداب 87 و 88 و 126 و 186- 189 و 347، وتاريخ اليعقوبي 2/ 251- 268، وجامع الأصول 9/ 65، والحلّة السيراء 1/ 24، ووفيات الأعيان 3/ 71، وتهذيب الكمال 14/ 508- 511 رقم 3269، والكاشف 2/ 77 رقم 2741، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 73، وتلخيص المستدرك 3/ 547- 556، وتحفة الأشراف 4/ 320- 333 رقم 292، والوافي بالوفيات 17/ 172- 178 رقم 159، ورياض النفوس للمالكي 1/ 42، 43 رقم 3، وصفة الصفوة 1/ 322- 325، ومعالم الإيمان للدبّاغ 1/ 112- 116، والبداية والنهاية 8/ 332- 345، وغاية النهاية 1/ 419، والذهب المسبوك 25، 26، والإصابة 2/ 309- 311 رقم 4682، وتهذيب التهذيب 5/ 213- 215 رقم 371، وتقريب التهذيب 1/ 415 رقم 304، والنكت الظراف 4/ 325- 333، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 211- 214، وفوات الوفيات 2/ 171- 175 رقم 219، وخلاصة تذهيب التهذيب 197، وشذرات الذهب 1/ 42 و 44 و 62 و 73 و 79 و 80، والعقد الثمين 5/ 141، ومرآة الجنان 1/ 148- 151، والنهاية الأرب 21/ 80 و 133، والتذكرة الحمدونية 1/ 211 و 408 و 451 و 2/ انظر فهرس الأعلام- ص 506، والفاخر 104 و 160 و 310، ومجالس ثعلب 8 و 32 و 531، والبدء والتاريخ 6/ 18.
[1] تاريخ دمشق 374.(5/436)
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَهُ ثَمَانِ سِنِينَ وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ [1] .
رَوَى شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ قَالَ: خَرَجَتْ أَسْمَاءُ حِينَ هَاجَرَتْ حُبْلَى، فَنَفِسَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بِقُبَاءٍ، قَالَتْ: أَسْمَاءُ: ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ سَبْعِ سِنِينَ لِيُبَايِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ الزُّبَيْرِ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُ مُقْبِلا، ثُمَّ بَايَعَهُ [2] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الأسود يتيم عروة قال:
لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ أَقَامُوا لا يُولَدُ لَهُمْ، فَقَالُوا سَحَرَتْنَا يَهُودٌ، حَتَّى كَثُرَتْ فِي ذَلِكَ الْقَالَةُ، فَكَانَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ تَكْبِيرَةً وَاحِدَةً حَتَّى ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ، وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ فَأَذَّنَ فِي أُذُنَيْهِ بِالصَّلاةِ [3] .
وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَارِضَا ابْنِ الزُّبَيْرِ خَفِيفَيْنِ، فَمَا اتَّصَلَتْ لِحْيَتُهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةٍ [4] .
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى فِي «مُسْنَدِهِ» : ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا هُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهُوَ يَحْتَجِمُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ فَأَهْرِقْهُ حَيْثُ لا يَرَاكَ أَحَدٌ» ، فَلَمَّا بَرَزَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَدَ إِلَى الدَّمِ فَشَرِبَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: «مَا صَنَعْتَ بِالدَّمِ؟» ، قَالَ: عَمَدْتُ إِلَى أخْفَى مَوْضِعٍ علمت فجعلته فيه، قال: «لَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ» ، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ:
«وَلِمَ شَرِبْتَ الدَّمَ، وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ، وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ» [5] . قَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثْتُ بِهِ أبا عاصم فقال: كانوا يرون أنّ
__________
[1] تاريخ دمشق 383.
[2] تاريخ دمشق 390.
[3] تاريخ دمشق 392، 393.
[4] تاريخ دمشق 397.
[5] تاريخ دمشق 401.(5/437)
الْقِوَّةَ الَّتِي بِهِ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ [1] .
وَرَوَاهُ تَمْتَامٌ، عَنْ مُوسَى.
وَقَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ يُوسُفَ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، وَالْحَارِثِ قَالَ: طَالَمَا حَرِصَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الإِمَارَةِ، قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ:
أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِصٍّ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ سَرَقَ، قَالَ: «اقْطَعُوهُ» ، ثُمَّ جِيءَ بِهِ فِي إِمْرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَقَدْ سَرَقَ، وَقَدْ قُطِعَتْ قَوَائِمُهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَجِدُ لَكَ شَيْئًا إِلا مَا قَضَى فِيكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أَمَرَ بِقَتْلِكَ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ أُغَيْلِمَةً مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، أَنَا فِيهِمْ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَمِّرُونِي عَلَيْكُمْ، فَأَمَّرْنَاهُ عَلَيْنَا، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَقَتَلْنَاهُ [2] .
وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ: ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أَنَّ نَوْفًا قَالَ: إِنِّي لأَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَارِسَ الْخُلَفَاءِ [3] .
وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يَلْقَى ابْنَ الزُّبَيْرِ فَيَقُولُ: مَرْحَبًا بِابْنِ عَمَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَابْنِ حواريّ رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَيَأْمُرُ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ [4] .
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: ذُكِرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ، عَفِيفٌ فِي الإِسْلامِ، أَبُوهُ الزُّبَيْرِ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ، وَجَدُّهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّتُهُ خَدِيجَةُ، وَخَالَتُهُ عَائِشَةُ، وَجَدَّتُهُ صَفِيَّةُ، وَاللَّهِ لَأُحَاسِبَنَّ لَهُ نَفْسِي مُحَاسَبَةً لَمْ أُحَاسِبْ بِهَا لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ [5] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنِ دِينَارٍ: مَا رَأَيْتُ مُصَلِّيًا أحسن صلاة مِنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ [6] .
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا قَامَ فِي الصَّلاةِ كَأَنَّهُ عُودٌ، وحدّث أنّ
__________
[1] تاريخ دمشق 401.
[2] تاريخ دمشق 402.
[3] تاريخ دمشق 404.
[4] تاريخ دمشق 404.
[5] تاريخ دمشق 404 وفيه «لم أحاسبها» .
[6] تاريخ دمشق 408.(5/438)
أَبَا بَكْرٍ كَانَ كَذَلِكَ [1] .
وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: كُنْتُ أَمُرُّ بِابْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ كَأَنَّهُ خَشَبَةٌ مَنْصُوبَةٌ لا يَتَحَرَّكُ [2] .
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنِ الثِّقَةِ بِسَنَدِهِ قَالَ: قَسَّمَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الدَّهْرَ عَلَى ثَلاثِ لَيَالٍ، فَلَيْلَةٌ هُوَ قَائِمٌ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَلَيْلَةٌ هُوَ رَاكِعٌ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَلَيْلَةٌ هُوَ سَاجِدٌ حَتَّى الصَّبَاحِ [3] .
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ [4] الْمَكِّيِّ قَالَ: رَكَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمًا رَكْعَةً، فَقَرَأْنَا الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ وَالْمَائِدَةَ، وَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ [5] .
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي فِي الْحِجْرِ، وَحَجَرُ الْمَنْجَنِيقِ يُصِيبُ طَرَفَ ثَوْبِهِ، فَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ [6] .
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: لَوْ رَأَيْتَ ابْنَ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي كَأَنَّهُ غُصْنٌ تُصَفِّقُهَا الرِّيحُ، وَالْمَنْجَنِيقُ يَقَعُ هَا هُنَا، وَيَقَعُ هَا هُنَا [7] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْظَمَ سَجْدَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ [8] .
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بَيْتَهُ، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي، فَسَقَطَتْ حَيَّةٌ عَلَى ابْنِهِ هَاشِمٍ، فَصَاحُوا: الْحَيَّةَ الْحَيَّةَ، ثُمَّ رَمَوْهَا، فَمَا قَطَعَ صلاته [9] .
__________
[1] تاريخ دمشق 408.
[2] تاريخ دمشق 408 وفيه «لا تتحرك» .
[3] تاريخ دمشق 409.
[4] بفتح النون المشدّدة، كما في الخلاصة.
[5] تاريخ دمشق 409.
[6] تاريخ دمشق 410.
[7] تاريخ دمشق 410.
[8] تاريخ دمشق 412.
[9] تاريخ دمشق 413.(5/439)
وعن أمّ جعفر بنت النّعمان أنّها سَلَّمَتْ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَذُكِرَ عِنْدَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فَقَالَتْ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ قَوَّامَ اللَّيْلِ صَوَّامَ النَّهَارِ، وَكَانَ يُسَمَّى حَمَامَةَ الْمَسْجِدِ [1] .
وَقَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يُوَاصِلُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَإِذَا أَفْطَرَ اسْتَعَانَ بِالسَّمْنِ حَتَّى يَلِينَ بِالسَّمْنِ [2] .
وَرَوَى لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَا كَانَ بَابٌ فِي الْعِبَادَةِ يَعْجَزُ النَّاسُ عَنْهُ إِلا تَكَلَّفَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَلَقَدْ جَاءَ سَيْلٌ طَبَّقَ الْبَيْتَ فَجَعَلَ يَطُوفُ سِبَاحَةً [3] .
وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لا يُنَازَعُ فِي شَجَاعَةٍ وَلا عِبَادَةٍ وَلا بَلاغَةٍ [4] .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْريُّ، عَنْ أَنَسٍ: إِنَّ عُثْمَانَ أَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَابْنَ الزُّبَيْرِ، وسعيد بْنَ الْعَاصِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَسَخُوا الْقُرْآنَ فِي الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدٌ فِي شَيْءٍ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ [5] .
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ رِدَاءً عَدَنيًّا يُصَلِّي فِيهِ، وَكَانَ صَيِّتًا، إِذَا خَطَبَ تَجَاوَبَ الْجَبَلانِ، وَكَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ إِلَى الْعُنُقِ وَلِحْيَةٌ صَفْرَاءُ [6] .
وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثنا أَبِي وَالزُّبَيْرُ بْنُ خُبَيْبٍ قالا: قال ابن الزبير: هجم علينا جرجير فِي عَسْكَرِنَا فِي عِشْرِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ، فَأَحَاطُوا بِنَا وَنَحْنُ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، يَعْنِي فِي غَزْوَةِ إِفْرِيقِيَّةَ، قَالَ: وَاخْتَلَفَ النَّاسُ عَلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ، فَدَخَلَ فُسْطَاطَهُ، وَرَأَيْتُ غِرَّةً مِنْ جرجير بصرت به خلف
__________
[1] تاريخ دمشق 413.
[2] تاريخ دمشق 415.
[3] تاريخ دمشق 417.
[4] تاريخ دمشق 418.
[5] تاريخ دمشق 418.
[6] تاريخ دمشق 418.(5/440)
عَسَاكِرِهِ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَشْهَبَ، مَعَهُ جَارِيَتَانِ تُظِلانِ عَلَيْهِ بِرِيشِ الطَّوَاوِيسِ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَيْشِهِ أَرْضٌ بَيْضَاءُ، فَأَتَيْتُ ابْنَ أَبِي سَرْحٍ، فَنَدَبَ لِي النَّاسَ، فَاخْتَرْتُ [1] ثَلاثِينَ فَارِسًا، وَقُلْتُ لِسَائِرِهِمْ: الْبِثُوا عَلَى مَصَافِّكُمْ، وَحَمَلْتُ وَقُلْتُ لِلثَّلاثِينَ: احْمُوا لِي ظَهْرِي، فَخَرَقْتُ الصَّفَّ إِلَيْهِ، فَخَرَجْتُ صَامِدًا، وَمَا يحسب هو ولا أصحابه إلا أني رسول إِلَيْهِ، حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُ، فَعَرَفَ الشَّرَّ، فَتَبَادَرَ برذونه مولّيا، فأدركته فطعنته، فسقط، ثمّ احتززت رَأْسَهُ، فَنَصَبْتُهُ عَلَى رُمْحِي، وَكَبَّرْتُ، وَحَمَلَ الْمُسْلِمُونَ، فَأَرْفَضَّ الْعَدُوُّ وَمَنَحَ اللَّهُ أَكْتَافَهُمْ [2] .
وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أُخِذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ وَسَطَ الْقَتْلَى يَوْمَ الْجَمَلِ، وَبِهِ بِضْعٌ وَأَرْبَعُونَ ضَرْبَةً وَطَعْنَةً [3] .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: أَعْطَتْ عَائِشَةُ لِلَّذِي بَشَّرَهَا أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَمْ يُقْتَلْ عَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ [4] .
وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَى عَائِشَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ [5] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، وَابْنُ أَبِي مَيْسَرَةَ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ يَزِيدَ فِي رَبِيعِ الآخَرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ قَامَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ، وَدَعَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةَ إِلَى الْبَيْعَةَ فَأبَيَا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ لَهُ، فَبَقِيَ يُدَارِيهِمَا سِنِينَ، ثُمَّ أَغْلَظَ عَلَيْهِمَا وَدَعَاهُمَا فَأَبَيَا [6] .
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ: كَانَ يُقَالُ لابْنِ الزُّبَيْرِ عَائِذُ بَيْتِ اللَّهِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر، عن
__________
[1] في الأصل «فأخبرت» .
[2] نسب قريش 238، وتاريخ دمشق 420، 421، والعقد الثمين 5/ 155.
[3] تاريخ دمشق 427.
[4] تاريخ دمشق 428.
[5] تاريخ دمشق 429.
[6] تاريخ دمشق 445.(5/441)
عمته أم بكر، وحدثني شرحبيل بن أبي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَغَيْرُهُمْ أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالُوا: لَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ:
فَخَرَجَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى مَكَّةَ، وَلَزِمَ الْحِجْرَ وَلَبِسَ الْمَغَافِرَ [1] ، وَجَعَلَ يُحَرِّضُ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، وَمَشَى إِلَى يَحْيَى بْنِ حَكِيمٍ الْجُمَحِيِّ وَإِلَى مَكَّةَ، فَبَايَعَهُ لِيَزِيدَ، فَقَالَ: لا أَقْبَلُ هَذَا حَتَّى يُؤْتِيَ بِهِ فِي جَامِعَةٍ وَوِثَاقٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ادْفَعِ الشَّرَّ عَنْكَ مَا انْدَفَعَ، فَإِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَجُلٌ لَجُوجٌ وَلا يُطِيعُ لِهَذَا أَبَدًا، وَإِنْ تُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ فَهُوَ خَيْرٌ، فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنَّ فِي أَمْرِكَ لَعَجَبًا، قَالَ: فَادْعُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ فَسَلْهُ عَمَّا أَقُولُ، فَدَعَاهُ فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَهُمَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَصَابَ أَبُو لَيْلَى وَوُفِّقَ، فَأَبى أَنْ يَقْبَلَ، وَامْتَنَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ يَذِلَّ نَفْسَهُ وَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي عَائِذٌ ببيتك، فمن يومئذ سُمِّيَ الْعَائِذَ.
وَأَقَامَ بِمَكَّةَ لا يَعْرِضُ لَهُ أَحَدٌ، فَكَتَبَ يَزِيدُ إِلَى وَالِي الْمَدِينَةِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَيْهِ جُنْدًا، فَبَعَثَ لِقِتَالِهِ أَخَاهُ عَمْرًا فِي أَلْفٍ، فَظَفِرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِأَخِيهِ وَعَاقَبَهُ، وَنحَّى ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحَارِثَ بْنَ يَزِيدَ عَنِ الصَّلاةِ بِمَكَّةَ، وَجَعَلَ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَكَانَ لا يَقْطَعُ أَمْرًا دُونَ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَجُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ يُشَاوِرُهُمْ فِي الأُمُورِ وَلا يَسْتَبِدُّ بِشَيْءٍ، وَيُصَلِّي بِهِمُ الْجُمُعَةَ، وَيَحُجُّ بِهِمْ، وَكَانَتِ الْخَوَارِجُ وَأَهْلُ الأَهْوَاءِ كُلُّهُمْ قَدْ أَتَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَقَالُوا:
عَائِذُ بَيْتِ اللَّهِ، وَكَانَ شِعَارُهُ لَا حُكْمَ إِلَّا للَّه. فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ، وَحَجَّ عَشْرَ سِنِينَ بِالنَّاسِ آخِرُهَا سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ فَبَايَعُوهُ، وَفَارَقَتْهُ الْخَوَارِجُ، فَوَلَّى عَلَى الْمَدِينَةِ أَخَاهُ مُصْعَبًا، وَعَلَى الْبَصْرَةِ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعَلَى الْكُوفَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ، وَعَلَى مِصْرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جَحْدَمٍ الْفِهْرِيَّ، وَعَلَى الْيَمَنِ آخَرَ، وَعَلَى خُرَاسَانَ آخَرَ، وَأَمَّرَ عَلَى الشَّامِ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ، فَبَايَعَ لَهُ عَامَّةُ الشَّامِ، وأطاعه النّاس، إلّا
__________
[1] كذا في الأصل بالغين المعجمة، والمغفر هو خوذة يضعها المقاتل على رأسه في القتال.
وفي تاريخ دمشق «ولبس المعافري» بالعين المهملة، وياء النسبة.(5/442)
طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مَعَ مَرْوَانَ [1] .
قُلْتُ: ثُمَّ قَوِيَ أَمْرُ مَرْوَانَ، وَقُتِلَ الضَّحَّاكُ، وَبَايَعَهُ [2] أَهْلُ الشَّامِ، وَسَارَ فِي جُيُوشِهِ إِلَى مِصْرَ فَأَخَذَهَا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا وَلَدَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ. وَعَاجَلَتْهُ الْمَنِيَّةُ، فَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَخَذَ الْبِلادَ، وَدَانَتْ لَهُ الْعِبَادُ.
وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ يَزِيدَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكِ بِسِلْسِلَةٍ فِضَّةٍ، وَقَيْدٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَجَامِعَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَحَلَفْتُ لَتَأْتِيَنِّي فِي ذَلِكَ، قَالَ فَأَلْقَى الْكِتَابَ وَقَالَ:
وَلا أَلِينُ لِغَيْرِ الْحَقِّ أَسْأَلُهُ ... حَتَّى يَلِينَ لِضِرْسِ الْمَاضِغِ الْحَجَرِ [3]
قَالَ خَلِيفَةُ [4] : ثُمَّ حَضَرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْمَوْسِمَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ، فَحَجَّ بِالنَّاسِ، وَلَمْ يَقِفُوا الْمَوْقِفَ، وَحَجَّ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ بِأَهْلِ الشَّامِ، وَلَمْ يَطُوفُوا بِالْبَيْتِ.
وَرَوَى الدراوَرْديّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ كَسَا الْكَعْبَةَ الدِّيبَاجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَإِنْ كَانَ ليُطَيِّبُهَا حَتَّى يَجِدَ رِيحَهَا مَنْ دَخَلَ الْحَرَمِ [5] .
زَادَ غَيْرُهُ: كَانَتْ كِسْوَتُهَا الأَنْطَاعَ [6] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُعَيْبٍ الْحَجَبِيُّ [7] : إِنَّ الْمَهْدِيَّ لَمَّا جَرَّدَ الْكَعْبَةَ كَانَ فِيمَا نُزِعَ عَنْهَا كِسْوَةٌ مِنْ دِيبَاجٍ، مَكْتُوبٌ عليها لعبد الله أبي بكر أمير المؤمنين [8] .
__________
[1] الخبر بطوله في تاريخ دمشق 448- 451.
[2] في الأصل «وبايعوه» .
[3] تاريخ دمشق 451.
[4] في التاريخ 268 بغير هذه العبارة، والخبر بنصّه كما هنا في تاريخ دمشق 455 عن خليفة.
[5] تاريخ دمشق 456.
[6] تاريخ دمشق 456.
[7] في الأصل «الحجي» .
[8] تاريخ دمشق 456، العقد الثمين 5/ 174.(5/443)
وَرَوَى أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كَانَ لابْنِ الزُّبَيْرِ مِائَةُ غُلامٍ، يَتَكَلَّمُ كُلُّ غُلامٍ مِنْهُمْ بِلُغَةٍ، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُكَلِّمُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِلُغَتِهِ، وَكُنْتَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا قُلْتَ هَذَا رَجُلٌ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ طَرْفَةَ عَيْنِ، وَإِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ آخِرَتِهِ قُلْتَ هَذَا رَجُلٌ لَمْ يُرِدِ الدُّنْيَا طَرْفَةَ عَيْنٍ [1] .
وَرَوَى الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى [2] قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى رَأْسِ ابْنِ الزُّبَيْرِ مِنَ الْمِسْكِ مَا لَوْ كَانَ لِي كَانَ رَأْسَ مَالٍ [3] .
قُلْتُ: وَكَانَ فِي ابْنِ الزُّبَيْرِ بُخْلٌ ظَاهِرٌ، مَعَ مَا أُوتِيَ مِنَ الشَّجَاعَةِ.
قَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُعَاتِبُ ابْنَ الزُّبَيْرِ فِي الْبُخْلِ وَيَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَبِيتُ وَجَارُهُ جَائِعٌ» [4] . وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ [5] ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُكْثِرُ أَنْ يُعَنِّفَ ابْنَ الزُّبَيْرِ بِالْبُخْلِ، فَقَالَ: لِمَ تُعَيِّرُنِي؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لا يَشْبَعُ وَجَارُهُ وَابْنُ عَمِّهِ جَائِعٌ [6) » ] . وَقَالَ يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، عَنْ عُثْمَانَ: أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ لَهُ حَيْثُ حُصِرَ: إِنَّ عِنْدِي نَجَائِبَ قَدْ أَعْدَدْتُهَا لَكَ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تُحَوِّلَ إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيَكَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَكَ؟ قَالَ: لا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُلْحَدُ بِمَكَّةَ كَبْشٌ مِنْ قُرَيْشٍ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، عَلَيْهِ مِثْلُ نِصْفِ أَوْزَارِ النَّاسِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [7] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبان، عن القمّي.
__________
[1] انظر حلية الأولياء 1/ 334، تاريخ دمشق 457.
[2] هو مسلم بن صبيح القرشي الكوفي، مولى آل سعيد بن العاص.
[3] تاريخ دمشق 457.
[4] الحديث في تاريخ دمشق 458، ويقوّيه حديث «لا يشبع الرجل دون جاره» في مسند أحمد 1/ 55.
[5] مهملة في الأصل.
[6] تاريخ دمشق 460.
[7] ج 1/ 64.(5/444)
وَقَالَ عَبَّاسُ التَّرَقُفِيُّ» [1] : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يلحد بِمَكَّةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالَ لَهُ عَبْدُ الله، عليه نصف عذاب العالم» ، فو الله لا أَكُونُهُ، فَتَحَوَّلَ مِنْهَا، فَسَكَنَ الطَّائِفَ [2] . قُلْتُ: مُحَمَّدُ هُوَ الْمِصِّيصِيُّ، ضَعِيفٌ، احْتَجَّ بِهِ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ.
وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ. قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ فَقَالَ: يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ إِيَّاكَ وَالإِلْحَادَ فِي حَرَمِ اللَّهِ، فَإِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُلْحِدُ بِهَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوبُهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَوَزَنَتْهَا» ، قَالَ: فَانْظُرْ أن لا تكونه يا بن عَمْرٍو، فَإِنَّكَ قَدْ قَرَأْتَ الْكُتُبَ وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ هَذَا وَجْهِي إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا [3] .
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْخَصِيبِ نَافِعٌ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَرَ مِنَ الْمَنْجَنِيقِ يَهْوِي حَتَّى أَقُولُ: لَقَدْ كَادَ أَنْ يَأْخُذَ لِحْيَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنْ أُبَالِيَ إِذَا وَجَدْتُ ثَلاثَمِائَةٍ يَصْبِرُونَ صَبْرِي لَوْ أَجْلَبَ عَلَيَّ أَهْلُ الأَرْضِ [4] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجُهَيْمِ الأَسْلَمِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَوْمَ قُتِلَ وَقَدْ خَذَلَهُ مَنْ كَانَ مَعَهُ خِذْلانًا شَدِيدًا، وَجَعَلُوا يَخْرُجُونَ إِلَى الْحَجَّاجِ، وَجَعَلَ الْحَجَّاجُ يَصِيحُ: أَيُّهَا النَّاسُ عَلامَ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ، مَنْ خَرَجَ إِلَيْنَا فَهُوَ آمِنٌ لَكُمْ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ، وَفِي حَرَمِ اللَّهِ وأمنه، وربّ هذه النيّة لا أَغْدُرُ بِكُمْ، وَلا لَنَا حَاجَةٌ فِي دمائكم، فيسلك إليه نحو من
__________
[1] مهملة في الأصل، والتصويب من (اللباب في الأنساب لابن الأثير، ج 1 ص 173) ومعجم البلدان وغيرهما. وهي بضم التاء وسكون الراء وضم القاف.
[2] تاريخ دمشق 462.
[3] انظر مسند أحمد 1/ 67، وهو في تاريخ دمشق 463.
[4] تاريخ دمشق 468.(5/445)
عَشَرَةِ آلافٍ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ [1] .
وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَضَرْتُ قَتْلَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، جَعَلَتِ الْجُيُوشُ تَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَكُلَّمَا دَخَلَ قَوْمٌ مِنْ بَابٍ حَمَلَ عَلَيْهِمْ وَحْدَهُ حَتَّى يُخْرِجُهُمْ، فَبَيْنَا هُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ إِذَا جَاءَتْ شُرْفَةٌ مِنْ شُرُفَاتِ الْمَسْجِدِ فَوَقَعَتْ عَلَى رَأْسِهِ فَصَرَعَتْهُ، وَهُوَ يَتَمَثَّلُ:
أَسْمَاءُ يَا أَسْمَاءُ لا تَبْكِينِي ... لَمْ يَبْقَ إِلا حَسَبِي وَدِينِي
وَصَارِمٌ لاثَتْ بِهِ يَمِينِي [2]
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا فَرْوَةُ بْنُ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: مَا أَرَانِي الْيَوْمَ إِلا مَقْتُولا، لَقَدْ رَأَيْتُ فِي لَيْلَتِي كَأَنَّ السَّمَاءَ فُرِجَتْ لِي فَدَخَلْتُهَا، فَقَدْ وَاللَّهِ مَلَلْتُ الْحَيَاةَ وَمَا فِيهَا، وَلَقَدْ قَرَأَ فِي الصُّبْحِ يَوْمَئِذٍ مُتَمَكِّنًا (ن وَالْقَلَمِ) حَرْفًا حَرْفًا، وَإِنَّ سَيْفَهُ لَمَسْلُولٌ إِلَى جَنْبِهِ، وَإِنَّهُ لَيُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ كَهَيْئَتِهِ قَبْلَ ذَلِكَ [3] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ التَّكْبِيرَ فِيمَا بَيْنَ الْمَسْجِدِ إِلَى الْحَجُونِ حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ. ابْنُ عُمَرَ:
لَمَنْ كَانَ كَبَّرَ حِينَ وُلِدَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَكْثَرُ [4] وَخَيْرٌ مِمَّنْ كَبَّرَ عَلَى قَتْلِهِ [5] .
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: مَا شَيْءٌ كَانَ يُحَدِّثُنَا بِهِ كَعْبُ إِلا قَدْ أَتَى عَلَى مَا قَالَ، إِلا قَوْلَهُ: ثَقِيفٌ يَقْتُلُنِي، وَهَذَا رَأْسُهُ بَيْنَ يَدَيَّ، يَعْنِي الْمُخْتَارَ.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زياد الجصّاص [6] ، عن
__________
[1] تاريخ دمشق 468، 469.
[2] حلية الأولياء 1/ 333، تاريخ دمشق 469 وفيهما «لانت» بالنون، والبداية والنهاية 8/ 343.
[3] تاريخ دمشق 469، 470.
[4] في تاريخ دمشق «أكبر» .
[5] تاريخ دمشق 472.
[6] مهمل في الأصل.(5/446)
عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لِغُلامِهِ: لا تَمُرَّ بِي عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، يَعْنِي وَهُوَ مَصْلُوبٌ [1] . قَالَ: فَغَفَلَ الْغُلامُ فَمَرَّ بِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَرَآهُ، فَقَالَ: رحِمَكَ اللَّهُ، مَا عَلِمْتُكَ إِلا صَوَّامًا قَوَّامًا وَصُولا لِلرَّحِمِ، أَمَّا وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو مَعَ مَسَاوِئِ مَا قَدْ عَمِلْتَ مِنَ الذُّنُوبِ أَنْ لا يُعَذِّبَكَ اللَّهُ. قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «من يعمل سواء يُجْزَ بِهِ فِي الدُّنْيَا» [2] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ «الْخُلَفَاءِ» : وَصُلِبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مُنَكَّسًا، وَكَانَ آدَمَ نَحِيفًا، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ، يُكَنَّى: أَبَا بَكْرٍ، وَأَبَا خُبَيْبٍ، وَبَعَثَ عُمَّالَهُ عَلَى الْحِجَازِ وَالْمَشْرِقِ كُلِّهِ [3] .
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ جَدَّتِهِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ غَسَّلَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ بَعْد مَا تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ، وَجَاءَ الإِذْنُ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنْ يَأْذَنَ لَهَا، وَحَنَّطَتْهُ وَكَفَّنَتْهُ وَصَلَّتْ عَلَيْهِ، وَجَعَلَتْ فِيهِ شَيْئًا حِينَ رَأَتْهُ يَتَفَسَّخُ إِذَا مَسَّتْهُ [4] .
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَمَلَتْهُ فَدَفَنَتْهُ فِي الْمَدِينَةِ فِي دَارِ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، ثُمَّ زِيدَتْ دَارَ صَفِيَّةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَهُوَ مَدْفُونٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [5] .
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ: قُتِلَ فِي جُمَادِي الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً.
وَقَالَ ضَمْرَةُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: قُتِلَ سَنَةَ اثنتين وسبعين.
والصحيح ما تقدّم.
__________
[1] في الأصل «مسلوب» .
[2] أخرج نحوه مسلم (2545) ، واختصره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 12، وهو في تفسير ابن كثير 1/ 557، وتاريخ دمشق 486.
[3] تاريخ دمشق 492.
[4] تاريخ دمشق 502.
[5] تاريخ دمشق 502.(5/447)
192- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زُرَيْرٍ [1] الْغَافِقِيُّ [2] الْمِصْرِيُّ، مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ وَمُحِبِّيهِ.
وَفَدَ عَلَى عَلِيٍّ مِنْ مِصْرَ.
يَرْوِي عَنْهُ: مَرْثَدُ الْيَزَنِيُّ، وَعَيّاشُ الْقِتْبَانِيُّ [3] ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيرةَ السَّبَائِيُّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
193- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ [4] بْنِ خَيْثَمَةَ [5] الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ. لَهُ صُحْبَةٌ، شَهِدَ الْجَابِيَةَ وَخَيبرَ، فَشَهِدَهَا وَلَهُ فِيمَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَتُوُفِّيَ بَعْدَ مَقْتَلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِالْمَدِينَةِ. وَاسْتُشْهِدَ أَبُوهُ يَوْمَ بَدْرٍ، وَجَدُّهُ يَوْمَ أُحُدٍ.
وَقَدْ تَفَرّدَ رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، وَكُلُّ مِنْهُمَا ثِقَةٌ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ [6] : أَشَهِدْتَ بَدْرًا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالْعَقَبةَ مَعَ أَبِي رديفا. رواه عاصم، وأبو داود، وأبو أحمد الزّبيريّ، عن رباح.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن زرير) في:
طبقات ابن سعد 7/ 510، وطبقات خليفة 293، والعلل لأحمد 1/ 411، وتاريخ الثقات 257 رقم 811، والثقات لابن حبّان 5/ 24، والجرح والتعديل 5/ 62 رقم 281، والتاريخ الكبير 5/ 95 رقم 267، والإكمال لابن ماكولا 4/ 185، وتهذيب الكمال 14/ 517، 518 رقم 3272، والعبر 1/ 93، والكاشف 2/ 77، 78 رقم 2751، وتهذيب التهذيب 5/ 216، 217 رقم 374، وتقريب التهذيب 1/ 415 رقم 307، وخلاصة تذهيب التهذيب 197.
[2] في الأصل «الخافقي» .
[3] بكسر القاف وسكون التاء، نسبة إلى بطن من رعين نزلوا مصر.. (اللباب 2/ 242) .
[4] انظر عن (عبد الله بن سعد) في:
طبقات ابن سعد 7/ 501، والأخبار الموفقيات 117، والمحبّر 3، ومسند أحمد 4/ 342 و 5/ 293، وطبقات خليفة 83، وتاريخ خليفة 271، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 161 رقم 921، والتاريخ الكبير 5/ 13 رقم 22، والاستيعاب 2/ 374، 375، وأسد الغابة 3/ 172، 173، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 269 رقم 301، والوافي بالوفيات 17/ 194 رقم 177، والعقد الفريد 4/ 378، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 123، والإصابة 2/ 316 رقم 4709، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 314.
[5] مهملة في الأصل.
[6] محرفة ومهملة في الأصل.(5/448)
194- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ [1]- 4- عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ.
وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [2] .
وَقَالَ الْبُخَارِيّ [3] : لا يُتَابَعُ فِي حَدِيثِهِ.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: كَانَ قَدْ كَبِرَ، فَكَانَ يُحَدِّثُنَا فَنَعْرِفُ وَنُنْكِرُ.
وَيُقَالُ: لَقِيَ عُمَرَ.
195- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِهَابٍ [4] أَبُو الجزل.
روى: عن: عمر، وعائشة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن سلمة) في:
مصنّف ابن أبي شيبة 13/ 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 311، 312، والعلل لأحمد 1/ 90 و 91 و 167 و 270 و 373 و 381، وطبقات خليفة 147، والتاريخ الصغير 1/ 210 و 212، والتاريخ الكبير 5/ 99 رقم 285، وتاريخ الثقات للعجلي 258 رقم 819، والثقات لابن حبّان 5/ 12، والمعرفة والتاريخ 2/ 658 و 861، وتاريخ واسط 120، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 347، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 20، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 260 261 رقم 813، وسنن الدارقطنيّ 2/ 121، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 113 رقم 313، والجرح والتعديل 5/ 73 رقم 345، والعقد الفريد 4/ 327 و 341، والكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1486، 1487، وتاريخ بغداد 9/ 460 رقم 5091، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 330- 332، والإكمال لابن ماكولا 4/ 336، وتهذيب الكمال 15/ 50- 55 رقم 3313، والكاشف 2/ 83 رقم 2789، وميزان الاعتدال 2/ 430، 431 رقم 4360، والوافي بالوفيات 17/ 200 رقم 185، وتهذيب التهذيب 5/ 241- 243 رقم 420، وتقريب التهذيب 1/ 420 رقم 352، وخلاصة تذهيب التهذيب 200.
[2] في تاريخه 258 رقم 819.
[3] في تاريخه 5/ 99 رقم 285.
[4] انظر عن (عبد الله بن شهاب) في:
طبقات ابن سعد 6/ 153، والتاريخ الكبير 5/ 116 رقم 344، و 9/ 85 رقم 848، والمعارف 472، وأنساب الأشراف 5/ 172، والجرح والتعديل 5/ 82 رقم 378، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 118 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 274، والتبيين في أنساب القرشيين 267، وتهذيب الكمال 15/ 93، 94 رقم 3334، والكاشف 2/ 86 رقم 2808، وتهذيب التهذيب 5/ 254، 255 رقم 446، وتقريب التهذيب 1/ 423 رقم 379، وخلاصة تذهيب التهذيب 201.(5/449)
وعنه: الشعبي، وخيثمة [1] بن عبد الرحمن، وشبيب بن غرقدة.
ذكره ابن أبي حاتم [2] .
196- عبد الله بن الصّامت [3]- م 4- الغفاريّ البصريّ، مِنْ جِلَّةِ التَّابِعِينَ.
رَوَى عَنْ: عَمِّهِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَقَدْ تَأَخَّرَتْ وَفَاتُهُ عَنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ، فَسَيُعَادُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
197- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ [4] م ن ق ابْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبٍ، أَبُو صفوان الجمحيّ المكّيّ.
__________
[1] مهملة في الأصل.
[2] في الجرح والتعديل 5/ 82 رقم 378.
[3] انظر عن (عبد الله بن الصامت) في:
طبقات ابن سعد 7/ 212، والتاريخ لابن معين 2/ 313، وطبقات خليفة 191، وتاريخ خليفة 286، والتاريخ الكبير 5/ 118 رقم 352، والتاريخ الصغير 1/ 137، والأخبار الطوال 18، وتاريخ الثقات للعجلي 262 رقم 826، والمعارف 253، وعيون الأخبار 3/ 158، والجرح والتعديل 5/ 84 رقم 388، والثقات لابن حبّان 5/ 30، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 274، وتهذيب الكمال 15/ 120، 121 رقم 3339، والكاشف 2/ 87 رقم 2813، والمغني في الضعفاء 1/ 343 رقم 3219، وميزان الاعتدال 2/ 447 رقم 4386، وتهذيب التهذيب 5/ 264 رقم 451، وتقريب التهذيب 1/ 423 رقم 384، وخلاصة تذهيب التهذيب 201.
[4] انظر عن (عبد الله بن صفوان) في:
طبقات ابن سعد 5/ 465، والأخبار الموفقيات 623، ونسب قريش 356، والسير والمغازي لابن إسحاق 104، والمغازي للواقدي 202، والمحبّر 142 و 400 و 410، وتاريخ خليفة 214 و 215 و 269 و 270، وطبقات خليفة 235 و 280، والعلل لأحمد 77، والتاريخ الكبير 5/ 118- 120 رقم 353، والتاريخ الصغير 1/ 142 و 143 و 153 و 162 و 163، والمعرفة والتاريخ 1/ 533 و 553 و 2/ 210، وتاريخ اليعقوبي 2/ 389، وأنساب الأشراف 1/ 56 و 4 ق 1/ 19 و 88 و 159 و 293 و 313 و 314 و 339 و 344 و 350 و 351 و 5/ 140 و 372 و 373 و 377، وفتوح البلدان 58، والجرح والتعديل 5/ 84 رقم 389، والثقات لابن حبان 3/ 231 و 5/ 33، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 274، والاستيعاب 2/ 333، 334، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 599، والعقد الفريد 4/ 5 و 22 و 45 و 435- 439، والتبيين في أنساب القرشيين 1/ 133 و 338 و 406 و 407، وأسد الغابة 3/ 185، والكامل في التاريخ 2/ 149 و 4/ 19 و 355 و 357 و 6/ 41 و 48، وتاريخ الطبري 2/ 287 و 399 و 501 و 3/ 268 و 4/ 454 و 5/ 344 و 345 و 577 و 6/ 150(5/450)
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحَفْصَةَ، وَصَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيدٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: حَفِيدُهُ أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَالزُّهْرِيُّ.
وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ قُرَيْشٍ وَأَشْرَافِهِمْ، وَلَهُ دَارٌ بِدِمَشْقَ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جَعْدَبَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ مَكَّةَ لَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ عَلَى بَعِيرٍ، فَسَايَرَهُ، فَقَالَ أَهْلُ الشَّامِ: مِنَ هَذَا الأَعْرَابِيُّ الَّذِي سَايَرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى مَكَّةَ إِذَا الْجَبَلُ أَبْيَضُ مِنْ غَنَمٍ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ أَلْفَا شَاةٍ أَجْزَرْتُكَهَا [1] ، فَقَسَّمَهَا مُعَاوِيَةُ فِي جُنْدِهِ، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا أَسْخَى مِنَ ابْنِ عَمِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا الأَعْرَابِيِّ [2] .
وَرَوَى ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: مَا بَلَغَ ابْنُ صَفْوَانَ مَا بَلَغَ؟ قُلْتُ: سَأُخْبِرُكَ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ عَبْدًا وَقَفَ عَلَيْهِ يَسُبُّهُ مَا اسْتَنْكَفَ عَنْهُ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَأْتِيهِ أَحَدٌ قَطُّ إِلا كَانَ أَوَّلَ خَلْقِ اللَّهِ تَسَرُّعًا إِلَيْهِ بِالرِّجَالِ، وَلَمْ يَسْمَعْ بِمَفَازَةٍ إِلا حَفَرَهَا، وَلا ثَنِيَّةٍ إِلا سَهَّلَهَا [3] .
وَعَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ وَصَفَ ابْنَ صَفْوَانَ بِالْحِلْمِ وَالاحْتِمَالِ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ قال:
__________
[ () ] و 190 و 192، وتهذيب الكمال 15/ 125- 127 رقم 3343، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3360، وسير أعلام النبلاء 4/ 150، 151 رقم 52، والعبر 1/ 82، والكاشف 2/ 87 رقم 2817، وجامع التحصيل رقم 372، والوافي بالوفيات 17/ 215 رقم 202، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية، 338) ورقة 134 ب، والبداية والنهاية 1/ 345، ومرآة الجنان 1/ 151، وتهذيب التهذيب 5/ 265، 266 رقم 455، وتقريب التهذيب 1/ 423، 424 رقم 388، والإصابة 3/ 60 رقم 6177، والعقد الثمين 5/ 178، وخلاصة تذهيب التهذيب 202، وشذرات الذهب 1/ 80.
[1] في تهذيب الكمال «أحزرتكها» بالحاء المهملة.
[2] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ورقة 135 أ، وتهذيب الكمال 15/ 126.
[3] تاريخ دمشق 135 أ.(5/451)
وَفَدَ الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدُيُّ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَطَالَ الْخِلْوَةَ مَعَهُ، فَجَاءَ ابْنُ صَفْوَانَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ شَغَلَكَ مُنْذُ الْيَوْمِ؟ قَالَ: هَذَا سَيِّدُ الْعَرَبِ بِالْعِرَاقِ، قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُهَلَّبَ، فَقَالَ الْمُهَلَّبُ: من هذا الّذي يَسْأَلُ عَنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: هَذَا سَيِّدُ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ. قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَبْدَ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ [1] .
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: رَأَيْتُ رَأْسَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَرَأْسَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، وَرَأْسَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ أُتِيَ بِهَا إِلَيْنَا الْمَدِينَةُ.
رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى [2] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : قُتِلَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ سَنَةَ ثلاث وسبعين.
198- عبد الله بن عتبة [4]- غير: ت- بن مسعود الهذليّ المدني.
__________
[1] تاريخ دمشق 135 ب.
[2] تاريخ دمشق 135 ب.
[3] في التاريخ 289، وفي الطبقات 235 و 280.
[4] انظر عن (عبد الله بن عتبة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 58 و 6/ 120، والمحبر 378، وطبقات خليفة 141 و 143 و 236، وتاريخ خليفة 269 و 273، والعلل لأحمد 2/ 6 و 8، 287، والتاريخ الكبير 5/ 157 رقم 485، والتاريخ الصغير 1/ 68 و 212 و 213، وتاريخ الثقات للعجلي 268 رقم 849، والثقات لابن حبّان 5/ 17، ومشاهير علماء الأمصار رقم 765، والمعرفة والتاريخ 2/ 618، والمعارف 250 و 445، والبيان والتبيين 3/ 146، وأنساب الأشراف 5/ 229، والجرح والتعديل 5/ 124 رقم 569، والسابق واللاحق 117، والاستيعاب 2/ 366، ومروج الذهب 1578 و 2129، والعقد الفريد 5/ 167 و 168، والبدء والتاريخ 6/ 39، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 256، والكامل في التاريخ 4/ 228 و 279 و 296 و 373، وأسد الغابة 3/ 202، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 278 رقم 319، وتهذيب الكمال 15/ 269- 271 رقم 3412، وتحفة الأشراف 5/ 282، 283 رقم 305، والعبر 1/ 85 و 116، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3405، والكاشف 2/ 96 رقم 2876، وجامع التحصيل، رقم 382، ومرآة الجنان 1/ 156، والوافي بالوفيات 17/ 305 رقم 263، وتهذيب التهذيب 5/ 311، 312 رقم 531، وتقريب التهذيب 1/ 432 رقم 460، والإصابة 2/ 340 رقم 4813، وخلاصة تذهيب التهذيب 206، وشذرات الذهب 1/ 86، والتذكرة الحمدونية 1/ 179.(5/452)
رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثًا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ.
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ الْفَقِيهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَعَوْنُ الزَّاهِدُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً، رَفِيعًا، كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْفُتْيَا.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.
199- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بن الخطّاب [2] ع أبو عبد الرحمن القرشيّ العدويّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وابن وزيره.
__________
[1] في الطبقات 6/ 120.
[2] انظر عن (عبد الله بن عمر) في: سيرة ابن هشام 4/ 6 و 55 و 56 و 129 و 246 و 277، والسير والمغازي لابن إسحاق 97 و 184 و 219 و 220 و 257 و 291 و 296، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1197، 1198، والمحبّر لابن حبيب 24 و 442، وطبقات ابن سعد 2/ 373 و 4/ 142- 188، ومصنف ابن أبي شيبة 13/ 15707 و 157112 و 15720، والتاريخ لابن معين 2/ 321، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 560، وطبقات خليفة 22 و 190، ومسند أحمد 2/ 2، والعلل له (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1197، 1198، والمحبّر لابن حبيب 24 و 442، وطبقات ابن سعد 2/ 373 و 4/ 142- 188، والعلل لابن المديني 47 و 63 و 65 و 66 و 67 و 74 و 75 و 76 و 90، والتاريخ الكبير 5/ 2، 3 رقم 4، والتاريخ الصغير 1/ 154 و 155 و 157، وتاريخ الثقات للعجلي 269 رقم 855، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام 3/ 645، 646، وتاريخ أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام) 2/ 922، ومقدّمة مسند بقيّ ابن مخلد 79 رقم 2، والزهد لابن المبارك 5 و 47 و 54 و 62 و 144 و 255 و 423 و 520 و 543، وأنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) 1/ 660 و 4 ق 1 (الفهرس) 652 و 5 (الفهرس) 405، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 161، والشعر والشعراء 2/ 458، والأخبار الطوال (انظر فهرس الأعلام) 432، وفتوح البلدان 267، وتاريخ واسط 77 و 136 و 180 و 183 و 222 و 223 و 226 و 261 و 282، والجرح والتعديل 5/ 107(5/453)
هَاجَرَ بِهِ أَبُوهُ قَبْلَ أَنْ يَحْتَلِمَ، وَاسْتُصْغِرَ عن أحد، وشهد الخندق وما
__________
[ () ] رقم 492، والثقات لابن حبّان 3/ 209، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 55، والمعارف (انظر فهرس الأعلام) 743، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 312، وتاريخ اليعقوبي (انظر فهرس الأعلام) 2/ 312، والمثلّث للبطليوسي 2/ 228، ومروج الذهب 1707- 1709، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 9 و 31 و 34 و 35 و 41 و 50 و 254 و 305، والمعجم الكبير للطبراني 12/ 257- 457، والولاة والقضاة للكندي 407، وجمهرة أنساب العرب 152 و 157 و 268 و 341، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 127، والأمالي للقالي 2/ 55 و 3/ 112 و 175 و 176 والذيل 27، وربيع الأبرار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 532، وثمار القلوب 218، 219، وتاريخ بغداد 1/ 171- 173 رقم 13، والاستيعاب 2/ 341- 346، والوزراء والكتّاب 254، والبدء والتاريخ 5/ 91، 92، والخراج وصناعة الكتابة 343، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 238، والتبيين في أنساب القرشيين 55 و 56 و 151 و 335 و 354 و 362 و 364 و 366 و 371 و 387، ومعجم البلدان 1/ 203 و 326 و 757 و 2/ 12 و 4/ 24، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام- ج 13) ، وأسد الغابة 3/ 227، وتاريخ العظيمي 94 و 175، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 278- 281 رقم 321، ولباب الآداب (انظر فهرس الأعلام/ 490، 491، ووفيات الأعيان 3/ 28- 31 رقم 321، وتهذيب الكمال 15/ 332- 341 رقم 3441، وتحفة الأشراف 5/ 318- 481 و 6/ 3- 278، وتاريخ دمشق (مصوّرة مجمع اللغة العربية بدمشق عن نسخة لينينغراد) 11- 165 رقم 4، وسير أعلام النبلاء 3/ 203- 239 رقم 45، والعبر 1/ 27 و 37 و 79 و 83 و 84 و 118 و 120 و 124 و 206 و 250، وتجريد أسماء الصحابة 1/ رقم 3428، وتذكرة الحفاظ 1/ 37، والكاشف 2/ 100 رقم 2904، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 79، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام- بتحقيقنا) 255 و 259 و 270 و 274 و 296 و 298 و 306 و 307 و 542 و 546 و 568، والبداية والنهاية 9/ 4، ومرآة الجنان 1/ 154، 155، ودول الإسلام 1/ 54، وفوات الوفيات 1/ 201 و 2/ 33 و 174 و 402 و 451 و 4/ 143، والوافي بالوفيات 17/ 362- 364 رقم 297، وطبقات الفقهاء للشيرازي 49، 50، وحلية الأولياء 1/ 292- 314 رقم 44 و 2/ 7، وصفة الصفوة 1/ 228- 237، ورياض النفوس للمالكي 1/ 41، 42 رقم 2، ومعالم الإيمان للدبّاغ 1/ 79- 84، ونكت الهميان 183، 184، وغاية النهاية 1/ 437، 438 رقم 1827، وجامع الأصول 9/ 64، والإصابة 2/ 347- 350 رقم 4834، وتهذيب التهذيب 5/ 328- 330 رقم 565، وتقريب التهذيب 1/ 435 رقم 491، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 80، والمستدرك على الصحيحين 3/ 556- 561، وتلخيص المستدرك 3/ 556- 561، ومجمع الزوائد 9/ 346، والعقد الثمين 5/ 215، والنجوم الزاهرة 1/ 192، وحسن المحاضرة 1/ 214 رقم 160، وخلاصة تذهيب التهذيب 175، وشذرات الذهب 1/ 15 و 20 و 22 و 33 و 42 و 45 و 46 و 62 و 63 و 81، والتذكرة الحمدونية 1/ 49 و 123 و 131 و 145 و 271 و 2/ 174 و 235 و 272، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 69، 70.(5/454)
بَعْدَهَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ شَقِيقُ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أُمُّهُمَا زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونٍ.
رَوَى عِلْمًا كَثِيرًا عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن أبي بكر، وَعُمَرَ، وَالسَّابِقِينَ.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ حَمْزَةُ، وَسَالِمٌ، وَبِلالٌ، وَزَيْدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَمَوْلاهُ نَافِعٌ، وَمَوْلاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَطَاوُسٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَطَاءٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَالشَّعْبيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَزَيْدُ ابن أسلم، وأبوه أَسْلَمَ، وَآدَمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَبِشْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَجَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ [1] ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَثُوَيْرُ [2] بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْبَرْقِيُّ: كَانَ رَبْعَةً، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ، وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ [3] .
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: شَهِدَ الْغَزْوَ بِفَارِسٍ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ آدَمَ جَسِيمًا ضَخْمًا لَهُ إِزَارٌ إِلَى نِصْفِ السَّاقَيْنِ يَطُوفُ [4] .
وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ لَهُ جُمَّةً [5] .
وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بن زيد، عن أنس، وسعيد بن
__________
[1] العلمان في الأصل مهملان.
[2] مهمل في الأصل.
[3] تاريخ دمشق (مصوّرة المجمع) - ص 18 برواية ابن البرقي: قال: عبد الله بن عمر بن الخطّاب بن نفيل أمّه زينب بنت مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بن جمح، يكنى أبا عبد الرحمن، وكان ربعة يخضب بالصفرة، وتوفي بمكة، وذكر بذي طوى، ويقال دفن بفخ مقبرة المهاجرين. توفي سنة أربع وسبعين، وقيل سنة خمس وكان ابن عمر يوم مات ابن أربع وثمانين. وهو في المستدرك 3/ 557.
[4] تاريخ دمشق 26.
[5] الطبقات الكبرى 4/ 181، تاريخ دمشق 27.(5/455)
الْمُسَيِّبِ قَالا: شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ بَدْرًا، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَهَذَا غَلَطٌ بَيِّنٌ [1] .
وَقَالَ نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَلَمْ يُجِزْنِي، وَأَجَازَنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ [2] .
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: عُرِضْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَاسْتَصْغَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] .
وَرَوَى سَالِمٌ، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ غُلامًا، عَزَبًا، شَابًّا، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، لَهَا قُرُونٌ كَقُرُونِ الْبَقَرِ، فَرَأَيْتُ فِيهَا نَاسًا قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ باللَّه مِنَ النَّارِ، فَلَقِيَنَا مَلَكٌ فَقَالَ: لَنْ تُرَعَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» .
قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يَنَامُ بَعْدُ مِنَ اللَّيْلِ إِلا قَلِيلا [4] .
وَفِي رِوَايَةٍ صَحِيحَةٍ قَالَ: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ» [5] . وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ مِنْ أمْلَكِ شَبَابِ قُرَيْشٍ لِنَفْسِهِ عَنِ الدُّنْيَا [6] عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ [7] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتَنَا
__________
[1] تاريخ دمشق 28.
[2] أخرجه البخاري في المغازي 7/ 302 باب غزوة الخندق، وابن عساكر في تاريخ دمشق 29، وطبقات ابن سعد 4/ 143.
[3] أخرجه البخاري في المغازي 7/ 226 باب عدّة أصحاب بدر، وتاريخ دمشق 32، والمستدرك 3/ 558.
[4] أخرجه البخاري في التهجّد، باب فضل قيام الليل، وباب: من تعارّ من الليل فصلّى، وفي فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، باب: مناقب عبد الله بن عمر، وفي التعبير، باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام، وباب الأمن وذهاب الروع، وباب الأخذ على اليمين في النوم، وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة (1479) باب فضائل عبد الله بن عمر، والترمذي في المناقب (3825) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 34.
[5] تاريخ دمشق 37.
[6] في طبعة القدسي 3/ 178 «النساء» وهو غلط.
[7] طبقات ابن سعد 4/ 144، وحلية الأولياء 1/ 294، وتاريخ دمشق 42، 43.(5/456)
وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ، وَمَا فِينَا شَابٌّ هُوَ أمْلَكُ لِنَفْسِهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [1] .
وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ الْبَقَّالُ: ثنا أَبُو حُصَيْنٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا مِنَّا أَحَدٌ لَوْ فُتِّشَ إِلا فُتِّشَ عَنْ جَائِفَةٍ أَوْ مُنَقِّلَةٍ [2] ، إِلا عُمَرُ وَابْنُهُ [3] .
وَقَالَ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: مَا مِنَّا أَحَدٌ أَدْرَكَ الدُّنْيَا إِلا وَقَدْ مَالَتْ بِهِ، إِلا ابْنُ عُمَرَ [4] .
وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَلْزَمَ لِلأَمْرِ الأَوَّلِ مِنَ ابْنِ عُمَرَ [5] .
وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْعَلاءِ أَخُو أَبِي عَمْرٍو، وَعَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ لابْنِ عُمَرَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلا قد اسْتَوْلَى عَلَيْكِ وَظَنَنْتُكِ لَنْ تُخَالِفِيهِ، يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ [6] .
وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: مَاتَ ابْنُ عُمَرَ وَهُوَ فِي الْفَضْلِ مِثْلُ أَبِيهِ [7] .
وَقَالَ قَتَادَةُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَوْ شَهِدْتُ لِأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَشَهِدْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [8] ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ خَيْرَ مَنْ بَقِيَ [9] .
وَعَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أورع من ابن عمر [10] .
__________
[1] تاريخ دمشق 44.
[2] استعار الجائفة والمنقّلة للدلالة على العيب العظيم، بمعنى ليس منا أحد إلا وفيه عيب عظيم. (النهاية في غريب الحديث) .
[3] تاريخ دمشق 44.
[4] فضائل الصحابة للإمام أحمد 2/ 894، والاستيعاب 2/ 343، وحلية الأولياء 1/ 294، وتاريخ دمشق 46.
[5] تاريخ دمشق 47.
[6] وتمام الحديث في تاريخ دمشق 48 «قَالَتْ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ نَهَيْتَنِي مَا خَرَجْتُ، قال: وكانت تقول إذا مرّ ابن عمر: أرونيه، فإذا مرّ قيل لها هذا ابن عمر، فلا تزال تنظر إليه» .
[7] تاريخ دمشق 50.
[8] تاريخ دمشق 51.
[9] تاريخ دمشق 51.
[10] تاريخ دمشق 54.(5/457)
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ رُبَّمَا لَبِسَ الْمِطْرَفَ الْخَزَّ ثَمَنُهُ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ [1] .
أَبُو أُسَامَةَ: ثنا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لأَظُنُّ قُسِمَ لِي مِنْهُ مَا لَمْ يُقْسَمْ لِأَحَدٍ إِلا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يَعْنِي الْجِمَاعَ. تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ تَقَلَّدَ سَيْفَ عُمَرَ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ، وَكَانَ مُحَلَّى، قُلْتُ: كَمْ كَانَتْ حِلْيَتُهُ؟ قَالَ:
أَرْبَعُمِائَةٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ [2] : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سَمِعَ مِنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لا يَزِيدُ وَلا يُنْقِصُ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ مِثْلَهُ [3] . وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَّبِعُ أَمْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآثَارَهُ وَحَالَهُ وَيَهْتَمُّ بِهِ حَتَّى كَانَ قَدْ خِيفَ عَلَى عَقْلِهِ مِنَ اهْتِمَامِهِ بِذَلِكَ [4] .
وَقَالَ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَوْ نَظَرْتَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ إِذَا اتَّبَعَ أَثَرَ رَسُولِ اللَّهِ لَقُلْتُ هَذَا مَجْنُونٌ [5] .
وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَّبِعُ آثَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ مَكَانٍ صَلَّى فِيهِ، حَتَّى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَتَعَاهَدُهَا فَيَصُبُّ فِي أَصْلِهَا الماء لكيلا تيبس [6] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 4/ 172، تاريخ دمشق 56.
[2] مهملة في الأصل.
[3] تاريخ دمشق 57.
[4] تاريخ دمشق 62.
[5] تاريخ دمشق 61، حلية الأولياء 1/ 210.
[6] تاريخ دمشق 62، أسد الغابة 3/ 341.(5/458)
وَعَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ» . قَالَ: فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ [1] .
مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ.
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِي قَالَ: مَا سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا بَكَى.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ عِنْدَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ يَقُصُّ، فَرَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَعَيْنَاهُ تُهْرَاقَانِ دَمْعًا [2] .
وَقَالَ أَبُو شِهَابٍ: ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ قَالَ: قِيلَ لِنَافِعٍ: مَا كَانَ يَصْنَعُ ابْنُ عُمَرَ فِي مَنْزِلِهِ؟ قَالَ: لا تُطِيقُونَهُ، الْوُضُوءُ لِكُلِّ صَلاةٍ، وَالْمُصْحَفُ فِيمَا بَيْنَهُمَا [3] .
وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، إِنَّ ابْنَ عُمَرَ كان إذا فاتته العشاء في جماعة أحياء بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِ [4] .
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أنبأ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَلِّي مَا قُدِّرَ (لَهُ) [5] ، ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى الْفِرَاشِ، فَيَغْفَى إِغْفَاءَةَ الطَّائِرِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَوَضَّأُ وَيُصلِّي، يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي اللَّيْلِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ أَوْ خَمْسَةً [6] .
وَقَالَ نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لا يَصُومُ فِي السَّفَرِ، وَلا يَكَادُ يُفْطِرُ فِي الْحَضَرِ [7] .
__________
[1] تاريخ دمشق 62.
[2] طبقات ابن سعد 4/ 162، تاريخ دمشق 70.
[3] تاريخ دمشق 72، طبقات ابن سعد 4/ 170.
[4] حلية الأولياء 1/ 303، تاريخ دمشق 73.
[5] «له» : مستدركة على الأصل.
[6] تاريخ دمشق 73.
[7] وتمامه في تاريخ دمشق 74: «إلا أن يمرض أو أيام يقدم، فإنه كان رجلا كريما يحب أن يؤكل عنده. قال: وكان يقول: ولأن أفطر في السفر وآخذ برخصة الله أحبّ إليّ من أن أصوم» .(5/459)
وَقَالَ سَالِمٌ: مَا لَعَنَ ابْنُ عُمَرَ خَادِمًا، لَهُ إِلا مَرَّةً، فَأَعْتَقَهُ [1] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ إلى مكّة فعرّسنا، فانحدر علينا رَاعٍ مِنْ جَبَلٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَرَاعٍ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: بِعْنِي شَاةً مِنَ الْغَنَمِ؟ قَالَ: إِنِّي مَمْلُوكٌ. قَالَ: قُلْ لِسَيِّدِكَ أَكَلَهَا الذِّئْبُ. قَالَ: فَأَيْنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَأَيْنَ اللَّهُ، ثُمَّ بَكَى، وَاشْتَرَاهُ بَعْدُ فَأَعْتَقَهُ [2] .
وَرَوَى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوًا مِنْهُ [3] .
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: مَا أَعْجَبُ ابْنَ عُمَرَ شَيْءٌ إِلا قَدَّمَهُ [4] .
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ عمرو بْنِ حَمَاسٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَرت هَذِهِ الآيَةُ لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ 3: 92 [5] ، فَمَا وَجَدْتُ شَيْئًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَارِيَتِي رُمَيْثَةَ، فَعَتَقْتُهَا، فَلَوْلا أَنِّي لا أَعُودُ فِي شَيْءٍ جَعَلْتُهُ للَّه لَنَكَحْتُهَا، فَأَنْكَحْتُهَا نَافِعًا، فَهِيَ أَمُّ وَلَدِهِ [6] .
وَقَالَ قُتَيْبَةُ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ رَقِيقُ عَبْدِ اللَّهِ رُبَّمَا شَمَّرَ أَحَدُهُمْ فَيَلْزَمُ الْمَسْجِدَ فيُعْتِقُهُ، فَيَقُولُونَ لَهُ: إِنَّهُمْ يَخْدَعُونَكَ، فيَقُولُ: مَنْ خَدَعَنَا باللَّه انْخَدَعْنَا لَهُ، وَمَا مَاتَ حَتَّى أَعْتَقَ أَلْفَ إِنْسَانٍ أَوْ زَادَ، وَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً [7] .
الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى الشَّيْبَانِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ كُتُبٌ يَنْظُرُ فِيهَا قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إلى الناس.
__________
[1] تاريخ دمشق 75.
[2] تاريخ دمشق 77، 78.
[3] انظر تاريخ دمشق 78 وأسد الغابة 3/ 341.
[4] تاريخ دمشق 80.
[5] سورة آل عمران- الآية 92.
[6] تاريخ دمشق 84.
[7] تاريخ دمشق 79.(5/460)
الصَّائِغُ صَدُوقٌ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أنبأ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبِي أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَاتَبَ غُلامًا لَهُ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَخَرَجَ إِلَى الْكُوفَةَ، فَكَانَ يَعْمَلُ عَلَى حُمُرٍ لَهُ حَتَّى أَدَّى خَمْسَةَ عَشْرَ أَلْفًا، فَجَاءَهُ إِنْسَانٌ فَقَالَ: أَمَجْنُونٌ أنْتَ هَا هُنَا تُعَذِّبُ نَفْسَكَ وَابْنُ عُمَرَ يَشْتَرِي الرَّقِيقَ، وَيُعْتِقُ! ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ قَدْ عَجَزْتُ، فَجَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ: قَدْ عَجَزْتُ وَهَذِهِ صَحِيفَتِي فَامْحُهَا، قَالَ: لا، وَلَكِنْ أَمْحُهَا إِنْ شِئْتَ، فَمَحَاهَا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَقَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ، قَالَ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، أَحْسَنْتَ، أَحْسِنْ إِلَى ابْنَيَّ هَذَيْنِ. قَالَ: هُمَا حُرَّانِ. قَالَ: أَحْسِنْ إِلَى أُمَّيْهِمَا.
قال: هما حرّتان، فَأَعْتَقَ الْخَمْسَةَ [2] .
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَعْطَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ابْنَ عُمَرَ بِنَافِعٍ عَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ، فَدَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ امْرَأَتِهِ فَأَخْبَرَهَا، قَالَتْ: فَمَا تَنْتَظِرُ! قَالَ: فَهَلا مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ هُوَ حرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ [3] .
وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَنْ يَلْعَنَ خَادِمًا، فَقَالَ:
اللَّهُمَّ الْعَ، فَلَمْ يُتِمَّهَا، وَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ لا أُحِبُّ أَنْ أَقُولَهَا [4] .
وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ: أتى ابن عمر ببضعة وعشرين ألفا، فما قَامَ حَتَّى فَرَّقَهَا وَزَادَ عَلَيْهَا [5] .
وَرَوَى بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَيُقَسِّمُ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ ثَلاثِينَ أَلْفًا، ثُمَّ يَأْتِي عَلَيْهِ شَهْرٌ مَا يَأْكُلُ مزعة من لحم [6] .
__________
[1] في الجرح والتعديل 2/ 100 رقم 278 وهو إبراهيم بن زياد بن إبراهيم الصائغ. وليس فيه قوله: لا يحتج به، بل قوله: صدوق.
[2] تاريخ دمشق 81، 82.
[3] تاريخ دمشق 84.
[4] أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (19533) و (19534) ، وأبو نعيم في الحلية 1/ 307، وابن عساكر في تاريخ دمشق 85.
[5] حلية الأولياء 1/ 296، تاريخ دمشق 86.
[6] حلية الأولياء 1/ 295، 296، تاريخ دمشق 88، مجمع الزوائد 9/ 347.(5/461)
وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: بَعَثَ مُعَاوِيَةُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَمَا حَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ [1] .
وَقَالَ حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: اشْتَهَى ابْنُ عُمَرَ الْعِنَبَ فِي مَرَضِهِ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ، فَجَاءُوهُ بِسَبْعِ حَبَّاتِ عِنَبٍ بِدِرْهَمٍ فَجَاءَ سَائِلٌ، فَأَمَرَ لَهُ بِهِ وَلَمْ يَذُقْهُ [2] .
وَقَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ نَافِعٍ إِنَّ ابْنَ عُمَرَ أَتِيَ بِجَوَارِشَ فَكَرِهَهُ وَقَالَ:
مَا شَبِعْتُ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا [3] .
وقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ كَانَ يُرْسِلُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِالْمَالِ، فَيَقْبَلُهُ وَيَقُولُ: لا أَسْأَلُ أَحَدًا، وَلا أَرُدُّ مَا رَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ [4] . قُلْتُ: الْمُخْتَارُ هُوَ أَخُو صَفِيَّةَ زَوْجَةِ ابْنِ عُمَرَ.
وَقَالَ قَبِيصَةُ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الوازع، قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَبْقَاكَ اللَّهُ لَهُمْ، فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنِّي لَأَحْسَبُكَ عِرَاقِيًّا، وَمَا يُدْرِيكَ مَا يُغْلِقُ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّكَ بَابَهُ [5] !.
وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنِّي لأَخْرُجُ وَمَا لِي حَاجَةٌ إِلا لأُسَلِّمَ عَلَى النَّاسِ وَيُسَلِّمُونَ عَلَيَّ [6] .
قَالَ مَالِكٌ: كَانَ إِمَامَ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، مَكَثَ سِتِّينَ سَنَةً يُفْتِي الناس [7] .
__________
[1] حلية الأولياء 1/ 296، تاريخ دمشق 89.
[2] تاريخ دمشق 91، وفي حلية الأولياء 1/ 297 أنهم اشتروا له عنقودا، وكذا في طبقات ابن سعد 4/ 160.
[3] طبقات ابن سعد 4/ 150 تاريخ دمشق 100 والجوارش نوع من الأدوية المهضمة للطعام.
[4] تاريخ دمشق 103.
[5] تاريخ دمشق 109 وفي رواية «ابن أخيك» . وهو في طبقات ابن سعد 4/ 161.
[6] طبقات ابن سعد 4/ 155 و 156 و 170 من عدة طرق، وتاريخ دمشق 109.
[7] المعرفة والتاريخ 1/ 491، تاريخ بغداد 1/ 172، تاريخ دمشق 118 وفيه «يفتي الناس في الموسم» .(5/462)
وقال أسامة بن زيد، عن عبد الله بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ قَائِمًا يُصَلِّي، فَلَوْ رَأَيْتَهُ رَأَيْتَهُ مُقْلَوْلِيًا [1] ، وَرَأَيْتُهُ يَفُتُّ الْمِسْكَ فِي الدُّهْنِ يَدَّهِنُ بِهِ [2] .
وَقَالَ مَعْمَرٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لابْنِ عُمَرَ: اقْضِ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: أَوَ تَعْفِينِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟، قَالَ: فَمَا تَكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ وَقَدْ كَانَ أَبُوكَ يَقْضِي؟! قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَانَ قَاضِيًا فَقَضَى بِالْعَدْلِ فَبِالْحَرِيِّ أَنْ يَفْلِتَ مِنْهُ كَفَافًا» فَمَا أَرْجُو بَعْدَ ذَلِكَ [3] ؟. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّكَ مَحْبُوبٌ إِلَى النَّاسِ، فَسِرْ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: بِقَرَابَتِي وَصُحْبَتِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرَّحَمِ الَّتِي بَيْنَنَا، فَلَمْ يُعَاوِدْهُ [4] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَعْثَ إِلَيَّ عَلِيٌّ: إِنَّكَ مُطَاعٌ فِي أَهْلِ الشَّامِ، فَسِرْ، فَقَدْ أَمَّرْتُكَ عَلَيْهِمْ، فَقُلْتُ:
أُذَكِّرُكَ اللَّهَ وَقَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّه وَصُحْبَتِي إِيَّاهُ إِلا مَا أَعْفَيْتَنِي، فَأَبَى عَلِيٌّ، فَاسْتَعَنْتُ عَلَيْهِ بِحَفْصَةَ، فَأَبَى، فَخَرَجْتُ لَيْلا إِلَى مَكَّةَ، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَبَعَثَ فِي أَثَرِي، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ حَفْصَةُ: إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ إِلَى الشَّامِ، إِنَّمَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ [5] .
وَقَالَ مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: مَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنَّا وَابْنُ عُمَرَ شَاهِدٌ، قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ أَحَقُّ مِنْكَ مِنْ ضَرَبَكَ عليه وأباك، فخفت الفساد [6] .
__________
[1] مقلوليا: أي المتجافي المستوفز المتقلّي في فراشه، القلق.
[2] تاريخ دمشق 129.
[3] أخرجه الترمذي في أول الأحكام (1321) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 138.
[4] تاريخ دمشق 139.
[5] تاريخ دمشق 139، طبقات ابن سعد 4/ 182.
[6] طبقات ابن سعد 4/ 182، تاريخ دمشق 141.(5/463)
وَرَوَى عِكْرِمَةُ، عَنْ خَالِدٍ، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَطَبَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ الْحَكَمَيْنِ فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَلْيُطُلِعْ إِلَيَّ قَرْنَهُ، فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ، قَالَ: فَحَلَلْتُ حَبْوَتِي وَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: أَحَقُّ بِهِ مَنْ قَاتَلَكَ وأباك على الإسلام، فخشيت أن أقول كلمة تُفَرِّقُ الْجَمْعَ وَتُسْفِكُ الدِّمَاءَ، فَذَكَرْتُ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنَانِ [1] .
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَدِمَ أَبُو مُوسَى، وَعَمْرُو لِلتَّحْكِيمِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: لا أَرَى لِهَذَا الأَمْرِ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، فقال عمرو لابن عمر: أما تريد أن نبايعك؟ فهل لك أن تعطى مالا عَظِيمًا، عَلَى أَنْ تَدَعَ هَذَا الأَمْرَ لِمَنْ هُوَ أَحْرَصُ عَلَيْهِ مِنْكَ، فَغَضِبَ وَقَامَ، فَأَخَذَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّمَا قَالَ تُعْطَى مَالا عَلَى أَنْ أُبَايِعَكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أُعْطِي عَلَيْهَا وَلا أُعْطَى وَلا أَقْبَلُهَا إِلا عَنْ رِضَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ [2] .
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ نَزَّالٍ الأيْلِيِّ [3] ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ قَالَ: قَالَ مَرْوَانُ لابْنِ عُمَرَ: أَلا تَخْرُجُ إِلَى الشَّامِ فَيُبَايِعُوكَ؟ قَالَ:
فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِأَهْلِ الْعِرَاقِ؟ قَالَ: تُقَاتِلُهُمْ بِأَهْلِ الشَّامِ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي أَنْ يُبَايِعَنِي النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلا أَهْلَ فَدَكَ، وَإِنِّي قَاتِلُهُمْ فَقُتِلَ مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَقَالَ مَرْوَانُ:
إِنِّي أَرَى فِتْنَةَ تَغْلِي مَرَاجِلُهَا ... وَالْمُلْكُ بَعْدَ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا [4]
قُلْتُ: أَبُو لَيْلَى هُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يزيد.
__________
[1] أخرجه البخاري في المغازي 7/ 309- 311 باب غزوة الخندق، وعبد الرزاق في المصنف 5/ 465، وابن عساكر في تاريخ دمشق 142.
[2] حلية الأولياء 1/ 293، 294، تاريخ دمشق 142، 143.
[3] مهملة في الأصل.
[4] طبقات ابن سعد 4/ 169، وتاريخ دمشق 144.(5/464)
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ فِطْرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ عُمَرَ: مَا أَحَدٌ شَرٌّ لأُمَّةِ مُحَمَّدِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكَ، قَالَ: وَلِمَ! قَالَ: إِنَّكَ لَوْ شِئْتَ مَا اخْتَلَفَ فِيكَ اثْنَانِ، قَالَ: مَا أَحَبَّ أَنَّهَا أَتَتْنِي وَرَجُلٌ يَقُولُ: لا، وَآخَرُ يَقُولُ: بَلَى [1] .
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ [2] قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُسَلِّمُ عَلَى الْخَشَبِيَّةِ وَالْخَوَارِجِ وَهُمْ يَقْتَتِلُونَ، فَقَالَ: مَنْ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ أَجَبْتُهُ، وَمَنْ قَالَ:
حَيَّ عَلَى قَتْلِ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ وَأَخْذِ مَالِهِ، فَلا [3] .
وَقَالَ الزهري: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ أُقَاتِلَ هَذِهِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةِ كَمَا أَمَرَنِي اللَّهُ، فَقُلْنَا لَهُ: وَمَنْ تَرَى الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ؟ قَالَ:
ابْنُ الزُّبَيْرِ بَغَى عَلَى هَؤُلاءِ الْقَوْمِ، فَأَخْرَجَهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَنَكَثَ عَهْدَهُمْ [4] .
الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ ابْنُ عُمَرَ قَالَ: مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلا عَلَى ثَلاثٍ: ظَمَأِ الْهَوَاجِرِ، وَمُكَابَدَةِ اللَّيْلِ، وَأنِّي لَمْ أُقَاتِلْ هَذِهِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ الَّتِي نَزَلَتْ بِنَا، يَعْنِي الْحَجَّاجَ [5] .
قُلْتُ: هَذَا ظَنٌّ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ، وَإِلا فَهُوَ قَدْ قَالَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أَصَابَتِ ابْنَ عُمَرَ عَارِضَةُ الْمَحْمَلِ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ، فَمَرِضَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ، فَلَمَّا رَآهُ ابْنُ عُمَرَ أغمض عينيه، قال: فَكَلَّمَهُ فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنَّ هَذَا يقول: إنّي
__________
[1] تاريخ دمشق 145.
[2] هم أصحاب المختار بن أبي عبيد الثقفي.
[3] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 169، 170 من طريق: أحمد بن يونس، عن أبي شهاب، عن يونس، عن نافع. وابن عساكر في تاريخ دمشق 150.
[4] أخرجه ابن عساكر 153 بزيادة في أوله.
[5] أخرجه ابن سعد 4/ 185 وابن عساكر في تاريخ دمشق 157.(5/465)
عَلَى الضَّرْبِ الأَوَّلِ [1] .
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ قَدِمَ حَاجًّا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ وَقَدْ أَصَابَهُ زُجُّ رُمْحٍ، فَقَالَ: مَنْ أَصَابَكَ؟ قَالَ: أَصَابَنِي مَنْ أَمَرْتُمُوهُ بِحَمْلِ السِّلاحِ فِي مَكَانٍ لا يَحِلُّ فِيهِ حَمْلُهُ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [2] .
قَالَ الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ: ثنا خَالِدُ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: خَطَبَ الْحَجَّاجُ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَرَّفَ كِتَابَ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ كَذَبْتَ، مَا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ وَلا أَنْتَ مَعَهُ، فَقَالَ: اسْكُتْ فَإِنَّكَ قَدْ خَرِفْتَ وَذَهَبَ عَقْلُكَ يُوشِكُ شَيْخٌ أن يُضْرَبَ عُنُقَةُ فَيُجَرُّ [3] ، قَدِ انْتَفَخَتْ خُصْيَتَاهُ، يَطُوفُ بِهِ صِبْيَانُ أَهْلِ الْبَقِيعِ [4] .
وَقَالَ أَيُّوبُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ نَافِعٍ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ، فَحَلَفَ عَلَى الْمِنْبَرِ لَيَقْتُلَنَّ ابْنَ عُمَرَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ مَكَّةَ تَلَقَّاهُ النَّاسُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ:
إِيها، جِئْتَنَا لِتَقْتُلَ ابْنَ عُمَرَ! قَالَ: وَمَنْ يَقُولُ هَذَا، وَمَنْ يَقُولُ هَذَا [5] .
زَادَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: وَاللَّهِ لا أَقْتُلُهُ [6] .
وَقَالَ مَالِكٌ: بلغ ابن عمر سبعا وثمانين سنة [7] .
__________
[1] أخرجه ابن سعد 4/ 186، وابن عساكر 155، 156.
[2] في العيدين 2/ 379 باب: ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم، من طريق: أحمد بن يعقوب، حدّثني إسحاق بْنُ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عن أبيه، قال: دخل الحجّاج على ابن عمر وأنا عنده، فقال: كيف هو؟ فقال: صالح. قال: من أصابك؟ قال:
أصابني من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحلّ فيه حمله، يعني الحجّاج.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 186 من طريق: الفضل بن دكين، عن إسحاق بن سعيد، عن سعيد يعني أباه، وابن عساكر في تاريخ دمشق 156.
[3] في سير أعلام النبلاء 4/ 230 «فيخر» بالخاء المعجمة. وما أثبتناه عن الأصل، وطبعة القدسي 3/ 183 وطبقات ابن سعد.
[4] طبقات ابن سعد 4/ 184.
[5] ذكرها ثلاثا كما في طبقات ابن سعد 4/ 183.
[6] أخرجه ابن سعد 4/ 183 من طريق: إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
[7] تاريخ دمشق 158.(5/466)
قُلْتُ: بَلَغَ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً، لِأَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَالْهَيْثَمُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو مُسْهِرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ [1] .
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَخَلِيفَةُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
قُلْتُ: هَذَا أَصَحُّ، لِأَنَّهُ صَلَّى عَلَى رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ.
وَعَنْ نَافِعٍ، وَغَيْرِهِ، أن ابْنَ عُمَرَ أَوْصَى عِنْدَ الْمَوْتِ: ادْفِنُونِي خَارِجَ الْحَرَمِ، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْحَجَّاجِ، قَالَ: فَدَفَنَّاهُ بِفَخٍّ [3] فِي مَقْبَرَةِ الْمُهَاجِرِينَ.
زَادَ بَعْضُهُمْ: وَصَلَّى عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ [4] .
200- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ [5] بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ.
قَالَ خَلِيفَةُ: قُتِلَ بِسِجِسْتَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، كَذَا قَالَ فِي تَارِيخِهِ [6] .
وَقَالَ فِي «الطَّبَقَاتِ» [7] : إِنَّ الَّذِي قُتِلَ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بِسِجِسْتَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ الْمَخْزُومِيُّ الَّذِي ولد بأرض الحبشة.
__________
[1] تاريخ دمشق 159.
[2] في الطبقات 22، والتاريخ 271.
[3] فخّ: بفتح أوله وتشديد ثانيه. واد بمكة. (معجم البلدان) .
[4] طبقات ابن سعد 4/ 187 و 188.
[5] انظر عن (عبد الله بن عياش الهاشمي) في:
تاريخ خليفة 277 وفيه «ابن عباس» ، والوافي بالوفيات 17/ 392 رقم 323.
[6] ص 277.
[7] ص 234.(5/467)
201- عبد الله بن عيّاش [1] ابن أَبِي رَبِيعَةَ عَمْرُو بْن المُغِيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم القرشي المخزومي.
وُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَلَهُ رُؤْيَةٌ وَشَرَفٌ، وَكَانَ مِنْ أَقْرَأِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأقْوَمِهِمْ بِهِ.
قَرَأَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعَ مِنْ: عُمَرَ، وَأَبِيهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْحَارِثُ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَزِيَادُ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ مَوْلاهُ أَيْضًا، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيُّ: ثنا مَالِكٌ، قَالَ نَافِعٌ: سَمِعْتُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ حَدِيثًا لا أَدْرِي عَمَّنْ حَدَّثَ بِهِ قَالَ: يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لا تَدَعْ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ إِلا أَمَاتَتْهُ.
وَقَدْ قَرَأَ عَلَى ابْنِ عَيَّاشٍ الْقُرْآنَ مَوْلاهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحَدُ الْعَشَرَةِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يُمْسِكُ الْمُصْحَفَ على مولاه عبد الله [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عيّاش المخزومي) في:
طبقات ابن سعد 5/ 28، وطبقات خليفة 234، والتاريخ الكبير 5/ 149، 150 رقم 457، والجرح والتعديل 5/ 125 رقم 578، وتاريخ الثقات للعجلي 271 رقم 861، والثقات لابن حبان 5/ 162، والمعارف 528، وأنساب الأشراف 1/ 7208 209، وتاريخ الطبري 4/ 378، والمعرفة والتاريخ 1/ 247، والاستيعاب 2/ 363، 364، ومعرفة القراء الكبار 1/ 57، 58 رقم 16، ومرآة الجنان 1/ 122، والوافي بالوفيات 17/ 392، 393 رقم 324، وأسد الغابة 3/ 240، 241، والعبر 1/ 55، وغاية النهاية 1/ 439، 440 رقم 1837، والإصابة 2/ 356، 357 رقم 4876، والتحفة اللطيفة 3/ 4، وشذرات الذهب 1/ 55.
[2] في غاية النهاية لابن الجزري 1/ 440: روى عنه مولاه أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، وعبد الرحمن بن هرمز، ومسلم بن جندب، ويزيد بن رومان، وهؤلاء الخمسة شيوخ نافع. وكان أقرأ أهل المدينة في زمانه.(5/468)
وَالَّذِي أَعْتَقِدُ أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بَقِيَ إِلَى هَذَا الزَّمَانِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَمُتْ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ كَمَا غَلَطَ بَعْضُهُمْ وَصَحَّفَ سَبْعِينَ بِأَرْبَعِينَ.
202- عبد الله بن مطيع [1] ابن الأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ الْمَدَنِيُّ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَلَهُ حَدِيثٌ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» . وَقَدْ وَلاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْكُوفَةِ، فَلَمَّا غَلَبَ عَلَيْهَا الْمُخْتَارُ هَرَبَ عَبْدُ اللَّهِ وَقَدِمَ مَكَّةَ، فَكَانَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ أَحَدُ الشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ، وَكَانَ عَلَى قُرَيْشٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ أَيْضًا [2] .
الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ: كَيْفَ نَجَوْتَ يَوْمَ الْحَرَّةِ؟. قَالَ: كنا نقول: لو
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن مطيع) في:
طبقات ابن سعد 5/ 144- 9149 وتاريخ خليفة 237 و 269، وطبقات خليفة 234، وتاريخ أبي زرعة 1/ 636، والثقات 149 لابن حبان 5/ 47، والاستيعاب 2/ 327، 328، والتاريخ الكبير 5/ 199 رقم 626، والتاريخ الصغير 69 و 78، والمعارف 395 و 450، وتاريخ اليعقوبي 2/ 255 و 258، والمحبّر 147 و 148 و 379 و 494، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 16 و 276 و 301 و 302 و 307 و 310 و 319 و 321 و 324 و 328 و 333 و 350 و 352 و 353 و 441، و 5/ (انظر فهرس الأعلام) 406، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 154 و 2/ 397، ومروج الذهب 1925 و 1935 و 1936 و 1957 و 1961، والعقد الفريد 4/ 167 و 169 و 388 و 389 و 393، والبصائر والذخائر 4/ 407، وأسد الغابة 3/ 262، والمعرفة والتاريخ 1/ 553، وتحفة الأشراف 7/ 170، 171 رقم (1158) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 743، والكاشف 2/ 118، والبداية والنهاية 8/ 345، وتهذيب التهذيب 6/ 36 رقم 59، والإصابة 2/ 371 رقم 4963 و 3/ 64، 65 رقم 6191، وتقريب التهذيب 1/ 452 رقم 646، وخلاصة تذهيب التهذيب 215، وشذرات الذهب 1/ 80، والتذكرة الحمدونية 2/ 35، والوافي بالوفيات 17/ 620، 621 رقم 523، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 86، والأخبار الطوال 228 و 246 و 265 و 287 و 290 و 291 و 292، ورجال مسلم لابن منجويه 1/ 390 رقم 862.
[2] الاستيعاب 2/ 328 وانظر طبقات ابن سعد 5/ 147.(5/469)
أَقَامُوا شَهْرًا مَا فَعَلُوا بِنَا شَيْئًا، فَلَمَّا صَنَعَ بِنَا مَا صَنَعَ وَوَلَّى النَّاسُ ذَكَرْتُ قَوْلَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ:
وَعَلِمْتُ أَنِّي إِنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا أُقْتَلْ وَلا يَضْرُرْ عَدُوِّي مَشْهَدِي فَتَوَارَيْتُ، ثُمَّ لَحِقْتُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ قَالَ عِيسَى: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: نَجَا ابْنُ مُطِيعٍ مِنْ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ، ثُمَّ لَحِقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، وَنَجَا وَلَحِقَ بِالْعِرَاقِ، وَكَثُرَ عَلَيْنَا فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَلَكِنْ مِنْ رَأْيِي الصَّفْحَ عَنْهُ وَعَنْ غَيْرِهِ مِنْ قَوْمِي [1] .
وَعَنْ عامر بن عبد الله بن الزبير قال: اسْتَعْمَلَ أَبِي عَلَى الْكُوفَةِ ابْنَ مُطِيعٍ [2] .
وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ: فَقَدِمَ الْمُخْتَارُ الْكُوفَةَ، وَحَرَّضَ النَّاسَ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ، وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُ، فَهَرَبَ ابْنُ مُطِيعٍ مِنَ الْكُوفَةِ، وَلَحِقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، فَكَانَ مَعَهُ بِمَكَّةَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ قَبْلَ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِيَسِيرٍ فِي الْحِصَارِ [3] ، أَصَابَهُ حَجَرُ الْمَنْجَنِيقِ فَقَتَلَهُ بِمَكَّةَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ فِي عَشْرِ السَّبْعِينَ.
203- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمَّامٍ [4] أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلُولِيُّ الْكُوفِيُّ، أَحَدُ الشُّعَرَاءِ الْفُصَحَاءِ.
مَدَحَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ بَعْدَ أَنْ هَجَاهُ لَمَّا استُخْلِفَ بِقَوْلِهِ مِنْ أَبْيَاتٍ:
شَرِبْنَا الْغَيْظَ حَتَّى لَوْ سُقِينَا ... دِمَاءَ بَنِي أُمَيَّةَ مَا رَوِينَا
وَلَوْ جَاءُوا بِرَمْلَةَ أَوْ بهِنْدِ ... لَبَايَعْنَا أميرة مؤمنينا
__________
[1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 5/ 146، 147 وفيه زيادة بآخره «إنما أقتل بهم نفسي» .
[2] طبقات ابن سعد 5/ 147.
[3] ابن سعد 5/ 149.
[4] انظر عن (عبد الله بن همّام) في:
أنساب الأشراف 4 ق 1/ 1 و 14 و 64 و 136 و 138 و 156 و 249 و 291 و 293 و 265 و 368 و 382 و 400 و 5/ انظر فهرس الأعلام) 406، والشعر والشعراء 2/ 545، 546 رقم 231، وطبقات الشعراء لابن سلام 2/ 625- 637، والأغاني (طبعة دار الثقافة) 3/ 357 و 16/ 5 و 103، ومروج الذهب 1829 و 1914، والعقد الفريد 6/ 127، والبداية والنهاية 8/ 328، والوافي بالوفيات 17/ 664 رقم 561، وخزانة الأدب 3/ 638، وسمط اللآلي 683، والأخبار الطوال 291.(5/470)
204- عبد الرحمن بن أبزى [1]- ع- الخزاعيّ مَوْلَى نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ.
اسْتَنَابَهُ نَافِعٌ [2] عَلَى مَكَّةَ حِينَ انْتَقَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عُسْفَانَ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ قَالَ: ابْنُ أَبْزَى، وَقَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ سَكَنَ الْكُوفَةَ وَوَلِيَهَا مِرَّةً [3] .
وَلَهُ صُحْبَةٌ ورواية، وروى أيضا عن: أبي بكر، وعمر، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعَمَّارٍ.
روى عنه: ابناه سعيد، وعبد الله، والشعبي، وعلقمة بن مرثد، وأبو إسحاق السبيعي، وجماعة.
وذكر ابن الأثير [4] أن عَلِيًّا اسْتَعْمَلَهُ عَلَى خُرَاسَانَ.
وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ قَالَ: ابْنُ أَبْزَى مِمَّنْ رَفَعَهُ اللَّهُ بِالْقُرْآنِ.
205- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [5]- ع- الهذليّ الكوفيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبزى) في:
طبقات ابن سعد 5/ 462، والمحبّر 379، والأخبار الطوال 298، 299، وأنساب الأشراف 5/ 406، والعقد الفريد 4/ 169، وطبقات خليفة 109 و 137 و 280، وتاريخ خليفة 153، والجرح والتعديل 5/ 209 رقم 985، ومسند أحمد 3/ 406، والثقات لابن حبّان 5/ 98، وتاريخ أبي زرعة 1/ 494، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 167، وتاريخ الطبري 1/ 64 و 2/ 622 و 4/ 379 و 5/ 132، والاستيعاب 2/ 417، 418، وتهذيب الأسماء واللغات ق ج 1/ 293 رقم 341، وتحفة الأشراف 7/ 187- 190 رقم 326، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 772، والكاشف 2/ 137، 138 رقم 3173، وتهذيب التهذيب 6/ 132، 133 رقم 275، وتقريب التهذيب 1/ 472 رقم 857، والإصابة 2/ 388، 389 رقم 5075، وخلاصة تذهيب التهذيب 223 وفتوح البلدان 505.
وأبزى: بفتح الهمزة وسكون الباء الموحّدة، بعدها زاي مقصورا. (التقريب 1/ 472) .
[2] هو نافع بن عبد الحارث الخزاعي، مولاه.
[3] تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 293، تهذيب الكمال 2/ 772 وانظر طبقات ابن سعد 5/ 462.
[4] في أسد الغابة.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود) في:
طبقات ابن سعد 6/ 181، والتاريخ لابن معين 2/ 351، والتاريخ الكبير 5/ 299، 300 رقم 979، وتاريخ الثقات للعجلي 295 رقم 963، وتاريخ الطبري 7/ 578، وطبقات خليفة 141، وتاريخ خليفة 279، والجرح والتعديل 5/ 248 رقم 1185، والمعارف 249، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 755، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 800، وتهذيب التهذيب(5/471)
تُوُفِّيَ أَبُوهُ وَلَهُ سِتُّ سِنِينَ، وَقَدْ حَفِظَ عَنْ أَبِيهِ شَيْئًا.
وَرَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، وَمَسْرُوقٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ الْقَاسِمُ، وَمَعْنٌ- وَهُمَا مِنْ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ- وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ لا هُوَ وَلا أَخُوهُ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنْ أَبِيهِمَا شَيْئًا [1] .
قُلْتُ: وحديثه في «الصحيحين» عَنْ مَسْرُوقٍ، وَحَدِيثُهُ فِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ، عَنْ أَبِيهِ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وسبعين.
206- عَبْد الرَّحْمَن بْن عبد القارّيّ [2]- ع- المدني.
وَالْقَارَّةُ [3] وَعَضَلٌ أخَوَانِ مِنْ ذُرِّيَّةِ مُدْرِكَةِ بْنِ إِلْيَاسَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أُتِيَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَغِيرٌ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي طَلْحَةَ زَيْدِ بْنِ سَهْلٍ، وَأَبِي أَيُّوبَ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ.
__________
[ () ] 6/ 215، 216 رقم 433، والكاشف 2/ 153 رقم 3286، وتقريب التهذيب 1/ 488 رقم 1014، وخلاصة تذهيب التهذيب 230، وجمهرة أنساب العرب 197، ورجال البخاري للكلاباذي ح 1/ 446 رقم 660، ورجال مسلم 1/ 414 رقم 927.
[1] التاريخ لابن معين 2/ 351.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد القارّي) في:
طبقات ابن سعد 5/ 57، وطبقات خليفة 236، وتاريخ خليفة 280، وتاريخ الثقات للعجلي 295 رقم 966، والثقات لابن حبّان 5/ 79، والتاريخ الكبير 5/ 302 رقم 9881 و 5/ 318، 319 رقم 1008، والجرح والتعديل 5/ 261 رقم 1233، والاستيعاب 2/ 422، 423، وأسد الغابة 3/ 307، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 803، والعبر 1/ 92، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 213، وسير أعلام النبلاء 4/ 14، 15 رقم 3، والإصابة 3/ 71 رقم 6223، وتهذيب التهذيب 6/ 223 رقم 449، ومرآة الجنان 1/ 162، وخلاصة تذهيب التهذيب 231، وشذرات الذهب 1/ 88، والكاشف 2/ 155 رقم 3300. والقارّيّ بتشديد الراء المهملة.
[3] قال ابن سعد في الطبقات 5/ 57: «وإنما سمّوا القارّة لأنّ يعمر الشّدّاخ بن عوف الليثي أراد أن يفرّقهم في بطون كنانة، فقال رجل منهم:
دعونا قارّة لا تنفرونا ... فنجعل مثل إجفال الظليم
فسمّوا بذلك القارة. وفيهم يقول القائل: «قد أنصف القارة من راماها» .(5/472)
روى عنه: عروة، وعبيد الله بن عبد اللَّهِ، وَالأَعْرَجُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَعَاشَ ثَمَانِيًا وَسَبْعِينَ سنة، توفّي سنة ثمانين [1] ، وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِينَ الْكِبَارِ.
207- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عثمان [2]- م د ن- بن عبيد الله القرشيّ التّيميّ، ابن أخي طلحة ابن عُبَيْدِ اللَّهِ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، أَسْلَمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَقِيلَ يَوْمَ الْفَتْحِ.
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: عَمِّهِ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ، وَعُثْمَانُ، وَمُعَاذُ، وَهِنْدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ يُقَالُ لَهُ «شَارِبُ الذَّهَبِ» . وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيِّ.
قُتِلَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ.
208- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ [3] .
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَادِيُّ الصُّنَابِحِيُّ نَزِيلُ الشام.
__________
[1] ابن سعد 5/ 57.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عثمان) في:
تاريخ الطبري 5/ 344، والكامل في التاريخ 2/ 42 و 4/ 364 و 373، والاستيعاب 2/ 404، 405، ومسند أحمد 3/ 453 و 3/ 499، والكاشف 2/ 156 رقم 3305، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 149 رقم 769، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 352، وتهذيب التهذيب 6/ 227 رقم 457، وتقريب التهذيب 1/ 490 رقم 1037، والمعرفة والتاريخ 1/ 276 و 285 و 366 و 728، والإصابة 2/ 410 رقم 5159، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 804، وخلاصة تذهيب التهذيب 231، وشذرات الذهب 1/ 80، وطبقات خليفة 18، وتحفة الأشراف 7/ 103 رقم 336، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 298 رقم 354، والمستدرك على الصحيحين 3/ 445، ورجال مسلم 1/ 402 رقم 892.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عسيلة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 509، 510، وطبقات خليفة 293، والتاريخ الكبير 5/ 321، 322 رقم(5/473)
هَاجَرَ فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ قُدُومِهِ بِخَمْسِ أَوْ سِتِّ لَيَالٍ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَمُعَاذٍ، وَبِلالٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، وَمَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ، وَمَكْحُولٌ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ، وَمَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ صَالِحًا، عَارِفًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ.
قَالَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ ابنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ [1] قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فبكيت، فقال: مه، لم تبكي، فو الله لَئِنِ اسْتُشْهِدْتُ لأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلَئِنِ اسْتَطَعْتَ لأَتَّبِعَنَّكَ. ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلا حَدَّثْتُكُمُوهُ، إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَسَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوهُ فِي الْمَوْتِ وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: مَا فَاتَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا بِخَمْسِ لَيَالٍ، قُبِضَ وَأَنَا بِالْجُحْفَةِ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
[ () ] 1021، والثقات لابن حبّان 5/ 74، والمعارف 421، وعيون الأخبار 2/ 117، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 850، والجرح والتعديل 5/ 262، 263 رقم 1241، والتاريخ لابن معين 2/ 353، وتاريخ الطبري 1/ 263 و 2/ 356، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 804، 805، والمعرفة والتاريخ 1/ 222 و 305 و 2/ 220- 222 و 306 و 314 و 359 و 361- 363، والاستيعاب 2/ 426، 427، والكاشف 2/ 157 رقم 3309، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 214 (وفيه: غسيلة) بالغين المعجمة، وهو تحريف، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 57، والبداية والنهاية 8/ 323، وتهذيب التهذيب 6/ 229، 230 رقم 465، وتقريب التهذيب 1/ 491 رقم 1045، وخلاصة تذهيب التهذيب 231، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 154 رقم 486، ورجال البخاري ج 1/ 441 رقم 648. ورجال مسلم 1/ 413، 414 رقم 926.
[1] الصّنابحيّ: بضم الصاد وفتح النون وبعد الألف باء موحّدة مكسورة. نسبة إلى صنابح بن زاهر بن عامر.. (اللباب لابن الأثير 2/ 47) .
[2] لهذا الحديث طرق كثيرة وألفاظ مختلفة عند مسلم وغيره، انظر عنها في (معجم الألفاظ الحديث 3/ 186) مادّة «شهد» .(5/474)
مُتَوَافِرُونَ، فَسَأَلْتُ بِلالا عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَلَمْ تُعْتِمْ [1) .] وَقَالَ: لَيْلَةُ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: ثنا رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: كُنَّا عِنْدِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَأَقْبَلَ الصُّنَابِحِيُّ، فَقَالَ عُبَادَةُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ كَأَنَّمَا رُقِيَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ فَعَمِلَ عَلَى مَا رَأَى فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [2] : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ أَدْرَكَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، يَرْوِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: وَعَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ يَرْوِي عَنْهُ الْمَدَنِيُّونَ، يُشْبِهُ أَنْ يكون له صحبة.
وقال عليّ بن الْمَدِينِيِّ: الَّذِي رَوَى عَنْهُ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ فِي الْحَوْضِ هُوَ الصُّنَابِحُ [3] بْنُ الأَعْسَرِ الأَحْمَسِيُّ، لَهُ صُحْبَةٌ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ، قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هَؤُلاءِ الصُّنَابِحِيُّونَ إِنَّمَا هُمُ اثْنَانِ فَقَطْ: الصُّنَابِحُ الْأَحْمَسِيُّ، وَهُوَ:
الصُّنَابِحُ بْنُ الأَعْسَرِ، فَمَنْ قَالَ الصُّنَابِحِيُّ فِيهِ فَقَدْ أَخْطَأَ، يَرْوِي عَنْهُ الْكُوفِيُّونَ، قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَغَيْرُهُ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ، يَرْوِي عَنْهُ أَهْلُ الْحِجَازِ وَأَهْلُ الشَّامِ، دَخَلَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاثِ أَوْ أَرْبَعِ لَيَالٍ [5] .
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَبِلالٍ، وَأَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فمن قال: أبو
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 187 «يعتم» والتصحيح من طبقات ابن سعد 7/ 510 وفي الاستيعاب 2/ 426 «لم يفتك» .
[2] قوله غير موجود في التاريخ، ولا في: معرفة الرجال.
[3] هكذا في الأصل. وقد أثبتها القدسي في طبعته 3/ 188 «الصنابح» قال: التصويب من الإصابة والخلاصة.
وأقول: إن ما جاء في الأصل صحيح، حيث يجوز: الصّنابح، والصّنابحيّ. انظر: معرفة الرجال لابن معين 2/ 152 رقم 482 و 485 و 486.
[4] في الطبقات 7/ 509.
[5] في التاريخ الصغير للبخاريّ 84 «منذ خمس» .(5/475)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيُّ فَقَدْ أَخْطَأَ، وَمَنْ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ فَقَدْ أَخْطَأَ، وَجَعَلَ كُنْيَتَهُ اسْمَهُ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ.
209- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ [1] نَزِيلُ فِلَسْطِينَ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَأَبُو سَلامٍ مَمْطُورٌ الْحَبَشِيُّ الأَسْوَدُ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَمَكْحُولٌ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَعُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، بَعَثَهُ عُمَرُ إِلَى الشَّامِ يُفَقِّهُ النَّاسَ.
وَكَانَ أَبُوهُ ممّن هاجر مع أبي موسى.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن غنم الأشعري) في:
طبقات ابن سعد 7/ 441، وطبقات خليفة 307، وتاريخ خليفة 277، ومسند أحمد 4/ 226، والتاريخ الصغير 65، وتاريخ الثقات 297 رقم 974، والثقات لابن حبان 5/ 78، والمعرفة والتاريخ 2/ 309، 310، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 498 و 584 و 596 و 597، وفتوح البلدان 173، وتاريخ الطبري 4/ 100 و 352، والجرح والتعديل 5/ 274 رقم 1300، والاستيعاب 2/ 424، 425، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 851، وأسد الغابة 3/ 318، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 302، 303 رقم 358، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 810، 811، وتذكرة الحفاظ 1/ 48، والعبر 1/ 89، والكاشف 2/ 160 رقم 3332، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 215، وسير أعلام النبلاء 4/ 45، 46 رقم 10، والبداية والنهاية 9/ 26 وفيه (عبد الله بن غنم) ، ومرآة الجنان 1/ 158، ودول الإسلام 1/ 56، والإصابة 3/ 97، 98 رقم 6375، وتهذيب التهذيب 6/ 250، 251 رقم 498، وتقريب التهذيب 1/ 494 رقم 1077، والنجوم الزاهرة 1/ 198، وطبقات الحفاظ 30، وخلاصة تذهيب التهذيب 233، وشذرات الذهب 1/ 84، ورجال البخاري 2/ 878 رقم 1501.
[2] في الطبقات 7/ 441.(5/476)
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ: وُلِدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ.
قُلْتُ: وَخَرَّجَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي «مُسْنَدِهِ» [1] لَهُ أَحَادِيثُ، وَهِيَ مَرَاسِيلُ فِيمَا يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ.
وَذَكَرَهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ فِي الصَّحَابَةِ.
وَذُكِرَ عَنِ اللَّيْثِ، وَابْنِ لَهِيعَةَ أَنَّهُمَا قَالا: لَهُ صُحْبَةٌ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: وَبِفِلَسْطِينَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ، وَهُوَ رَأْسُ التَّابِعِينَ.
وَقَالَ الْهَيْثَمُ، وَخَلِيفَتُهُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ.
210- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ [3] أَبُو حَاتِمٍ الثَّقَفِيُّ الأَمِيرُ، ابْنُ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمِيرُ سجستان.
__________
[1] انظر ج 4/ 226.
[2] في تاريخه 277 وطبقاته 307.
[3] انظر عن (عبيد الله بن أبي بكرة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 190، وطبقات خليفة 203، وتاريخ خليفة 210 و 218 و 219 و 277 و 279 و 295 و 296، والمحبّر 150، والتاريخ الكبير 5/ 375 رقم 1192، وتاريخ الثقات 315 رقم 1051، والثقات لابن حبان 7/ 143، والمعارف 2 و 533 و 557، وعيون الأخبار 1/ 337، وأنساب الأشراف 1/ 496- 505، و 4 ق 1/ 42 و 176 و 376 و 387 و 463 و 468 و 470 و 472 و 474، و 5/ 172 و 179، وتاريخ اليعقوبي 2/ 232 و 287، والعقد الفريد 1/ 293 و 300، وأخبار القضاة 1/ 302، والأغاني 18/ 219، وربيع الأبرار 1/ 476، والبصائر 2/ 256 و 3/ 709، والأمالي للقالي 3/ 20، والمستجاد من فعلات الأجواد 96- 98، وسراج الملوك للطرطوشي 159، ولباب الآداب 90- 92 و 101 و 102 و 136، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 141، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 152 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 374 أ، وسير أعلام النبلاء 4/ 138، 139 رقم 44، والعبر 1/ 90، وتاريخ الطبري 5/ 332 و 6/ 153 و 154 و 165 و 320- 323 و 327 و 329 و 332 و 429، وتعجيل المنفعة 214، والنجوم الزاهرة 1/ 202، وشذرات الذهب 1/ 87، ودول الإسلام 2/ 57، وفوات الوفيات 2/ 171، ومرآة الجنان 1/ 161، والتذكرة الحمدونية 2/ 115 و 154 و 268 و 284 و 298، وفتوح البلدان 446- 448 و 489 و 491.(5/477)
وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَكَانَ أَحَدَ الْكِرَامِ الأَجْوَادِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَغَيْرُهُمَا.
وَقَدْ وُلِّيَ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ.
قَالَ خَلِيفَةُ [1] : وَفِي سَنَةِ ثَلاثِ وَخَمْسِينَ عُزِلَ عبيد الله بن أبي بكرة عن سجستان، وَكَانَ قَدْ وَلِيَهَا فِي سَنَةِ خَمْسِينَ، ثُمَّ وَلِيَهَا فِي إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ.
كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ أَسْوَدَ اللَّوْنِ.
قَالَ أَبُو هِلالٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ [2] قَالَ: أَوَّلُ مَنْ رَأَيْنَاهُ يَتَوَضَّأُ بِالْبَصْرَةِ هَذَا الْوُضُوءِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، فَقُلْتُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْحَبَشِيُّ يَلُوطُ إِسْتَهُ، يَعْنِي يَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ [3] .
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [4] : هُوَ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ مِنَ الأَجْوَادِ، فَاشْتَرَى جَارِيَةً يَوْمًا بِمَالٍ عَظِيمٍ، فَطَلَبَ دَابَّةً تُحْمَلُ عَلَيْهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ، فَحَمَلَهَا عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ بِهَا إِلَى مَنْزِلِكَ [5] .
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ يُنْفِقُ عَلَى جِيرَانِهِ، يُنْفِقُ عَلَى أَرْبَعِينَ دَارًا عَنْ يَمِينِهِ، وَأَرْبَعِينَ عَنْ يَسَارِهِ، وَأَرْبَعِينَ أَمَامَهُ، وَأَرْبَعِينَ وَرَاءَهُ، سَائِرُ نَفَقَاتِهِمْ، وَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بِالتُّحَفِ [6] وَالْكِسْوَةِ وَيُزَوِّجُ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمُ التَّزْوِيجَ، وَيُعْتِقُ فِي كُلِّ عِيدٍ مِائَةَ عَبْدٍ [7] .
وَرَوَى قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ وَجَّهَ إلى
__________
[1] في تاريخه 219 وانظر: 210 و 277.
[2] في الأصل «حمرة» بالحاء المهملة، وهو أبو جمرة الضّبعيّ.
[3] تاريخ دمشق 10/ 374 أ.
[4] في تاريخ الثقات 315 رقم 1051.
[5] عيون الأخبار 1/ 337، البصائر 5/ 725، سراج الملوك 159، التذكرة الحمدونية 2/ 268 رقم 708.
[6] في التذكرة «بالأضاحي» .
[7] سراج الموك 159، ربيع الأبرار 1/ 476، التذكرة الحمدونية 2/ 154 رقم 341.(5/478)
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ أَصَابَتْنِي عِلَّةٌ، فَوُصِفَ لِي لَبَنُ الْبَقَرِ، قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِسَبْعِمِائَةِ بَقَرَةً وَرُعَاتِهَا [1] .
وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ- وَذَكَرَهُ الْكَلْبِيُّ- أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُفَرِّغٍ الْحِمْيَرِيَّ قَدِمَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ بِسِجِسْتَانَ، فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِينَ أَلْفًا، فَانْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ:
يُسَائِلُنِي أَهْلُ الْعِرَاقِ عَنِ النَّدَى ... فَقُلْتُ: عُبَيْدُ اللَّهِ حِلْفُ الْمَكَارِمِ
فَتَى حَاتِمِيٍّ فِي سِجِسْتَانَ دَارُهُ ... وَحَسْبُكَ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ كَحَاتِمِ
سَمَا لِبِنَاءِ الْمَكْرُمَاتِ فَنَالَهَا ... بِشِدَّةِ ضِرْغَامٍ وَبَذْلِ الدَّرَاهِمِ [2]
وقَالَ خَلِيفَةُ [3] : تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ بِسِجِسْتَانَ.
211- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الرُّقَيَّاتِ [4] الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ الْحِجَازِيُّ، أَحَدُ الشُّعَرَاءِ الْمُجَوِّدِينَ. مَدَحَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي أَيَّامِ عُمَرَ.
وَهُوَ الْقَائِلُ:
خَلِيلَيَّ مَا بَالُ الْمَطَايَا كَأَنَّهَا ... نراها على الأدبار بالقوم تنكص
__________
[1] سراج الملوك 159، تاريخ دمشق 10/ 375 ب.
[2] المستجاد من فعلات الأجواد 97، الأغاني 18/ 219، ولباب الآداب 137، وانظر: التذكرة الحمدونية 2/ 114 و 115.
[3] في التاريخ 279.
[4] انظر عن (عبيد الله بن قيس الرقيّات) في:
طبقات الشعراء لابن سلام 519 و 561، والمحبّر 138 و 167، والبيان والتّبيين 2/ 278، ونسب قريش 435، والمغازي للواقدي 784، وأنساب الأشراف 5/ 175 و 183 و 270 و 342، والشعر والشعراء 2/ 450- 452 رقم 96، والمثلّث للبطليوسي 2/ 272 و 365 و 378 و 408، ومروج الذهب 2013 و 2014 و 2197، والموشح 187، ومشاهير علماء الأمصار رقم 80، والأغاني 4/ 154، ومجموعة المعاني 82، والأمالي للقالي (الذيل) 53، وأمالي المرتضى 1/ 82 و 326 و 528 و 568، والمنازل والديار 1/ 41 و 47 و 132 و 229، والبداية والنهاية 8/ 328، وفيه (عبد الله) ، وفوات الوفيات 2/ 418 و 4/ 143 و 144، والتذكرة الحمدونية 2/ 267 و 429، وشرح شواهد المغني 47، وخزانة الأدب 3/ 265، وسمط اللآلي 294، ومعجم الشعراء في لسان العرب 339 رقم 871، وديوان عبيد الله بن قيس الرقيّات- نشره رود كناكس في فيينا 1902، ود. محمد يوسف نجم، بيروت 1958، والأخبار الموفقيات 533، والتذكرة الفخرية 469.(5/479)
الأَبَيْاتُ الْمَشْهُورَةُ.
وَقِيلَ لِأَبِيهِ: قَيْسُ الرُّقَيَّاتِ لِأَنَّ لَهُ جَدَّاتٍ عِدَّةً يُسَمَّيْنَ رُقَيَّةَ.
212- عُبَيْدُ بْنِ نضيلة [1]- م 4- أبو معاوية الخزاعيّ الكوفيّ المقرئ، مقريء أَهْلِ الْكُوفَةِ.
سَمِعَ: الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، وَمَسْرُوقًا، وَعُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيَّ، وَأَرْسَلَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ على علقمة.
قرأ عليه: حمران بن أعين، ويحيى بن وثاب، وروى عنه: إبراهيم النخعي، وأشعث بن سليم، والحسن العرني.
قيل: إنه توفي في ولاية بشر بن مروان العراق، وكان مقريء أهل الكوفة في زمانه، ويقال: قَرَأَ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، قُلْتُ: فَيَحْيَى عَلَى مَنْ قَرَأَ؟ قَالَ: عَلَى عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ، وَقَرَأَ عُبَيْدٌ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ.
213- عبيد بن عمير [2] ابن قتادة أبو عاصم اللّيثيّ.
__________
[1] انظر عن (عبيد بن نضيلة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 117 و 211، وتاريخ خليفة 273 وفيه (عبيد بن فضلة) ، وطبقات خليفة 150 وفيه (نضلة) ، والتاريخ الكبير 6/ 5 رقم 498 وفيه (نضلة) ، وتاريخ الثقات للعجلي 323 رقم 1085، وفيه (نضلة) ، والمعرفة والتاريخ 2/ 556 وفيه (نضلة) ، والجرح والتعديل 6/ 3 رقم 12 وفيه (نضيلة) ، والثقات لابن حبان 5/ 138 وفيه (نضلة) ، والكاشف 2/ 210 رقم 3687 وفيه (نضيلة) ، وتهذيب التهذيب 7/ 75، 76 رقم 164 وفيه (فضلة) ، وتقريب التهذيب 5451 رقم 1577، وغاية النهاية 1/ 497، 498 رقم 2071 وفيه (نضلة) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 256، ولم يترجم له المؤلّف- رحمه الله- في معرفة القراء، بل ذكره خلال ترجمة (حمران بن أعين) ج 1/ 70 رقم 26 وسمّاه: عبيد بن نضيلة، وقال: قرأ عبيد على ابن مسعود، وقد اختلف في عبيد بن نضيلة المقرئ، والثبت أنه قرأ على علقمة، عن ابن مسعود. ورجال مسلم 2/ 26 رقم 1060 وفيه (ابن نضيلة) .
[2] انظر عن (عبيد بن عمير) في:
طبقات ابن سعد 5/ 463، وطبقات خليفة 279، والتاريخ لابن معين 2/ 386، والتاريخ(5/480)
الْجُنْدَعِيُّ [3] الْمَكِّيُّ الْوَاعِظُ الْمُفَسِّرُ.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
وروى عن: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي مُوسَى، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِيهِ عُمَيْرٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَحْضُرُ مَجْلِسَهُ، وَكَانَ ثِقَةً إِمَامًا.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَصَّ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [4] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لَهُ: خَفِّفْ فَإِنَّ الذِّكْرَ ثَقِيلٌ [5] ، تَعْنِي إِذَا وَعَظْتَ.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ لَهُ جُمَّةٌ إِلَى قَفَاهُ، وَلِحْيَتُهُ صفراء [6]
__________
[ () ] الكبير 5/ 455 رقم 1479، وتاريخ الثقات للعجلي 321 رقم 1082، والثقات لابن حبان 5/ 132، ومقدّمة مسند بقي بن مخلد 163 رقم 949، والمعرفة والتاريخ 2/ 23 و 24 و 155 و 3/ 73 و 147 و 148، وتاريخ أبي زرعة 1/ 515، وتاريخ الطبري 1/ 76 و 115 و 182 و 261 و 277 و 2/ 300 و 290 و 3/ 286 و 291 و 292، والجرح والتعديل 5/ 409 رقم 1896، وجمهرة أنساب العرب 184، والكاشف 2/ 209 رقم 3679، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 219، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 367، وأنساب الأشراف 5/ 361، ومشاهير علماء الأمصار 592، وثمار القلوب 57، والمعارف 434، وحلية الأولياء 3/ 266- 279 رقم 242، والاستيعاب 2/ 441، وأسد الغابة 3/ 353، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 895، وتذكرة الحفاظ 1/ 47، وسير أعلام النبلاء 4/ 156، 157 رقم 56، والكاشف 2/ 209 رقم 3679، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 219، والبداية والنهاية 9/ 5، 6، والعقد الثمين 5/ 543، وغاية النهاية 1/ 496، 497 رقم 2064، والإصابة 3/ 78 رقم 6242، وتهذيب التهذيب 7/ 71 رقم 148، وتقريب التهذيب 1/ 554 رقم 1561، والنجوم الزاهرة 1/ 197، وطبقات الحفاظ 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 255، ورجال البخاري 2/ 498 رقم 764، ورجال مسلم 2/ 37 رقم 1062.
[3] مهملة في الأصل، والتحرير من (اللباب 1/ 240) .
[4] أخرجه ابن سعد في الطبقات 5/ 463.
[5] طبقات ابن سعد 5/ 464.
[6] طبقات ابن سعد 5/ 464.(5/481)
تُوُفِّيَ قَبْلَ وَفَاةِ ابْنِ عُمَرَ بِيَسِيرٍ، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ.
214- عَبِيدَةُ [1] بْنُ عَمْرٍو السّلمانيّ [2] المراديّ، من سَلْمَانَ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ مُرَادٍ. كَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ الْكِبَارِ بِالْكُوفَةِ.
أَسْلَمَ زمَنَ الْفَتْحِ، وَلَمْ يَلْقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذَ عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعيُّ، وَالشَّعْبيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، وَأَبُو حَسَّانٍ مُسْلِمُ الأَعْرَجُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ عَبيدَةُ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي الْقَضَاءِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [3] : كَانَ عَبِيدَةُ أَعْوَرَ، وَكَانَ أَحَدَ أَصْحَابِ ابن مسعود الذين يفتون ويقرئون.
__________
[1] بفتح أوله، وكسر ثانيه.
[2] انظر عن (عبيدة بن عمرو السّلماني) في:
طبقات ابن سعد 6/ 93- 95 وفيه (عبيدة بن قيس) ، وطبقات خليفة 146، وتاريخ خليفة 268، وفيه (ابن قيس) ، والتاريخ لابن معين 2/ 387، 388، والتاريخ الكبير 6/ 82 رقم 1777، والتاريخ الصغير 75، والتاريخ الثقات للعجلي 325 رقم 1093، والمعارف 425، وتاريخ أبي زرعة 1/ 651 و 655، والجرح والتعديل 6/ 91 رقم 466، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 735، والاستيعاب 2/ 444، وتاريخ بغداد 11/ 117- 120 رقم 5814، وطبقات الفقهاء للشيرازي 80، والثقات لابن حبان 5/ 139، وأسد الغابة 3/ 356، واللباب 1/ 552، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 317 رقم 384، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 900، وتذكرة الحفاظ 1/ 47، والعبر 1/ 79، وسير أعلام النبلاء 4/ 40- 44 رقم 9، ودول الإسلام 1/ 54، والبداية والنهاية 8/ 328، وغاية النهاية 1/ 498 رقم 2073، والإصابة 3/ 102، 103 رقم 6405، وتهذيب التهذيب 7/ 84، 85 رقم 185، وتقريب التهذيب 1/ 547 رقم 1598، والنجوم الزاهرة 1/ 189، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 256، وشذرات الذهب 1/ 78، وتاج العروس (مادّة سلّم) ، ورجال البخاري 2/ 504 رقم 778، ورجال مسلم 2/ 28، 29 رقم 1068.
والسلماني: بفتح السين وسكون اللام.. نسبة إلى سلمان بن يشكر.. وأصحاب الحديث يفتحون اللام. (انظر اللباب 1/ 552) وقال يحيى بن معين: «لم يكن عيسى بن يونس يقول: عبيدة السلماني وكان يقول: عبيدة السلماني، مفتوحة» . (التاريخ 2/ 388) .
[3] في تاريخ الثقات 325 رقم 1093.(5/482)
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا كَانَ أَشَدَّ تَوَقِّيًا مِنْ عَبِيدَةَ.
وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ مُكْثِرًا عَنْ عَبِيدَةَ [1] .
هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: سَمِعْتُ عَبِيدَةَ يَقُولُ: أَسْلَمْتُ قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ، وَصَلَّيْتُ وَلَمْ أَلْقَهُ [2] .
هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الأَشْرِبَةِ، فَمَا لِي شَرَابٌ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً إِلا الْعَسَلُ وَاللَّبَنُ وَالْمَاءُ [3] .
هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ: قُلْتُ لِعَبِيدَةَ: إِنَّ عِنْدَنَا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مِنْ قِبَلِ أَنَسٍ، فَقَالَ: لأَنْ يَكُونَ عِنْدِي مِنْهُ شَعْرةٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ [4] .
تُوُفِّيَ عَلَى الصَّحِيحِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: كُنْيَتُهُ أَبُو مُسْلِمٍ، وَأَبُو عَمْرٍو.
215- الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ [5] أَبُو نَجِيحٍ السُّلَمِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحَدُ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ الَّتِي
__________
[1] قال العجليّ: كان ابن سيرين من أروى الناس عنه، وكل شيء روى محمد بن سيرين عن عبيدة سوى رأيه، فهو عن عليّ. (تاريخ الثقات 325) .
[2] طبقات ابن سعد 6/ 93.
[3] طبقات ابن سعد 6/ 95.
[4] طبقات ابن سعد 6/ 95.
[5] انظر عن (العرباض بن سارية) في:
طبقات ابن سعد 4/ 276 و 7/ 412، وطبقات خليفة 52 و 301، والتاريخ لابن معين 2/ 399، ومسند أحمد 4/ 126، والمحبّر 281، والمغازي للواقدي 800 و 994 و 1024 و 1036 و 1037، والتاريخ الكبير 7/ 85 رقم 381، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 92، والمعرفة والتاريخ 2/ 344- 349، وتاريخ أبي زرعة 1/ 606، والجرح والتعديل 7/ 39 رقم 208، وحلية الأولياء 2/ 13، 14 رقم 103، والاستيعاب 3/ 166، 167، وأسد الغابة 3/ 192، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 330 رقم 402، ومعرفة الرجال 2/ 203 رقم 678، والكامل في التاريخ 4/ 392، ومعرفة الرجال 2/ 203 رقم 578، والكامل في التاريخ 4/ 392، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 926، وتحفة الأشراف 7/ 286، والعبر 1/ 85، وسير أعلام النبلاء 3/ 419- 422 رقم 71، والكاشف 2/ 228 رقم 3821، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 89، والبداية والنهاية 9/ 7، ومشاهير(5/483)
بِمَسْجِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ البكّاءين الذين نَزَلَ فِيهِمْ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ 9: 92 الآيَةَ [1] .
سَكَنَ حِمْصَ.
رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ.
رَوَى عَنْهُ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَأَبُو رُهْمٍ السَّمَاعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَالْمُهَاجِرُ بْنُ حَبِيبٍ، وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ، وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنَ رُوَيْمٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُقْبَضَ، فَكَانَ يَدْعُو:
اللَّهمّ كَبِرَتْ سِنِّي وَوَهَنَ عَظْمِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا يَوْمًا فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ أُصَلِّي وَأَدْعُو أَنْ أُقْبَضَ إِذَا أَنَا بِفَتًى شَابٍّ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ، وَعَلَيْهِ دُوَّاجٍ [2] أَخْضَرَ، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي تَدْعُو بِهِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: كَيْفَ أَدْعُو يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: قُلْ: اللَّهمّ حَسِّنِ الْعَمَلَ وَبَلِّغِ الأَجَلَ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنَا رَتَبَايِيلُ الَّذِي يَسِلُّ الْحُزْنَ مِنْ صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ وَلَهُ اسْمٌ لا يُحِبُّهُ غَيَّرَهُ، وَلَقَدْ أَتَيْنَاهُ وَإِنَّا لَسَبْعَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، أَكْبَرُنَا الْعِرْباضُ بْنُ سَارِيَةَ، فَبَايَعْنَاهُ [3] .
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا أَبُو بَكْر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: لَوْلا أَنْ يُقَالَ: فَعَلَ أَبُو نجيح لألحقت مالي
__________
[ () ] علماء الأمصار، رقم 331، ومرآة الجنان 1/ 156، والإصابة 2/ 473 رقم 5501، وتقريب التهذيب 2/ 17 رقم 146، وخلاصة تذهيب التهذيب 269، وشذرات الذهب 1/ 82، ودول الإسلام 1/ 55، ومشتبه النسبة، ورقة 21 أ.
[1] سورة التوبة، الآية 92.
[2] دوّاج: مثل رقّان وغراب: اللحاف الّذي يلبس. أو هو ضرب من الثياب. (لسان العرب) .
[3] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 51، 52 وقال: رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.(5/484)
سُبُلَهُ، ثُمَّ لَحِقْتُ وَادِيًا مِنْ أَوْدِيَةِ لُبْنَانَ، فَعَبَدْتُ اللَّهَ حَتَّى أَمُوتَ [1] .
وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ: سَمِعْتُ عُمَرَ أَبَا حَفْصٍ الْحِمْصِيُّ قَالَ: أَعْطَى مُعَاوِيَةُ الْمِقْدَامَ حِمَارًا مِنَ الْمَغْنَمِ، فَقَالَ لَهُ الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ: مَا كَانَ لَكَ أَنْ تَأْخُذَهُ، وَمَا كَانَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَكَ، كَأَنِّي بِكَ فِي النَّارِ تَحْمِلُهِ عَلَى عُنُقِكَ، فَرَدَّهُ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ.
216- عَطِيَّةُ بْنُ بُسْرٍ [2] الْمَازِنِيُّ [3]- ت- أَخُو عَبْدِ اللَّهِ، وَلَهُمَا صُحْبَةٌ [4] .
ذُكِرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِمَا فَقَدَّمَا لَهُ تَمْرًا وَزُبْدًا، وَكَانَ يُحِبُّ الزُّبْدَ.
قَالَهُ صَدَقَةُ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنَيْ بُسْرٍ، وَلَمْ يُسَمِّهِمَا.
217- عَطِيَّةُ السَّعْدِيُّ [5]- د ت ق- ابن عروة، ويقال: ابن سعد، ويقال: ابن
__________
[1] الحديث مختصر في طبقات ابن سعد 4/ 276.
[2] في الأصل «بشير» والتصويب من الإصابة حيث قيّده بضمّ الباء وسكون السين المهملة.
[3] انظر عن (عطية بن بسر المازني) في:
التاريخ الكبير 7/ 10 رقم 45، وتاريخ أبي زرعة 1/ 216، والجرح والتعديل 6/ 381 رقم 2118، والثقات لابن حبّان 3/ 307 و 5/ 263، والاستيعاب 3/ 145، 146، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 939، والكاشف 2/ 235 رقم 3874، وتحفة الأشراف 7/ 297 رقم 375، وتهذيب التهذيب 7/ 223 رقم 410، وتقريب التهذيب 2/ 24 رقم 213، والإصابة 2/ 484 رقم 5568، وخلاصة تذهيب التهذيب 267، والعقد الفريد 3/ 162، والبداية والنهاية 8/ 328، وتعجيل المنفعة 287 رقم 742.
ويقال في نسبته: الهلاني. (الاستيعاب 1/ 146) .
[4] ذكر ابن حبّان صاحب الترجمة (عطية بن بسر) مرتين، مرّة في الصحابة، ومرة في التابعين، في الأولى: عطية بن بسر المازني، وفي الثانية: عطية بن بسر الشامي. (الثقات 3/ 307 و 5/ 261) قال ابن حجر في ترجمة (عطية بن بسر الشامي) : فرّق ابن حبّان بينه وبين عطية بن بسر المازني، فذكر المازني في الصحابة، وذكر هذا في ثقات التابعين، وقال:
«شيخ من أهل الشام حديثه عند أهلها» . (تعجيل المنفعة 287) .
[5] انظر عن (عطيّة السعدي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 430، وطبقات خليفة 55، ومسند أحمد 4/ 226، والتاريخ الكبير 7/ 8 رقم 33، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 115 رقم 405، والجرح والتعديل 6/ 383 رقم 2127، والثقات لابن حبّان 3/ 307، والاستيعاب 3/ 144، 145، وتهذيب الكمال 2/ 940، وتحفة الأشراف 7/ 297 رقم 376، والكاشف 2/ 235 رقم 3879، وتهذيب(5/485)
عَمْرِو بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الْقَيْنِ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَنَزَلَ الْبَلْقَاءَ بِالشَّامِ، وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ بِالْبَلْقَاءِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ أَبُو عُرْوَةَ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ.
قَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْيَدُ الْمُعْطِيَةُ خَيْرٌ من اليد السّفلى» [1] . 218- عقبة بن صهبان [2]- خ م د ق- الأزدي البصريّ.
رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَائِشَةَ، وَعِيَاضِ بْنِ عَمَّارٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ، وَقَتَادَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ وِلايَةِ الْحَجَّاجِ عَلَى الْعِرَاقِ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً.
219- عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ [4]
__________
[ () ] التهذيب 7/ 227، 228 رقم 417، وتقريب التهذيب 2/ 25 رقم 221، والإصابة 2/ 485 رقم 5573، وخلاصة تذهيب التهذيب 268.
[1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 226.
[2] انظر عن (عقبة بن صهبان) في:
طبقات ابن سعد 7/ 146، وطبقات خليفة 305، وتاريخ خليفة 308، والتاريخ لابن معين 2/ 309، والتاريخ الكبير 6/ 431 رقم 2889، وتاريخ الثقات لابن حبان 337 رقم 1151، والثقات لابن حبّان 5/ 225، والمعرفة والتاريخ 3/ 24، والجرح والتعديل 6/ 312 رقم 1736، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 944، والكاشف 2/ 237 رقم 3895، وتهذيب التهذيب 7/ 242 رقم 438، وتقريب التهذيب 2/ 27 رقم 241، وعيون الأخبار 2/ 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 268، ورجال البخاري 2/ 564 رقم 888، ومسلم 2/ 108 رقم 1270.
[3] في الطبقات 7/ 146.
[4] انظر عن (علقمة بن وقّاص) في: رجال البخاري 2/ 575 رقم 907، وطبقات ابن سعد 5/ 60، وطبقات خليفة 236، وتاريخ خليفة 292 و 300، والتاريخ الكبير 7/ 40 رقم 176، وتاريخ الثقات للعجلي 342 رقم 1164، والمعرفة والتاريخ 1/ 393، وتاريخ الطبري 2/ 588 و 611 و 4/ 453 و 476، والجرح والتعديل 6/ 405 رقم 2259، والثقات لابن حبان 5/ 209، والاستيعاب 3/ 126، وأسد الغابة 3/ 126، وأسد الغابة 4/ 15، وتهذيب الكمال (المصوّر)(5/486)
- ع- الليثي العتواري [5] المدني. جَدُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ.
سَمِعَ: عُمَرَ، وَعَائِشَةَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَمْرٌو، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ [6] ، وكان قليل الرواية.
220- عمارة بن رويبة [7]- م د ت ن- الثقفيّ. صَحَابِيٌّ مَعْرُوفٌ، نَزَلَ الْكُوفَةَ، كُنْيَتُهُ أَبُو زُهَيْرَةَ.
رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ عَلِيٍّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَارَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَهُوَ الَّذِي رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ يَخْطُبُ رَافِعًا يديه، فقال: قبّح الله هاتين
__________
[ () ] 2/ 954، والكاشف 2/ 242 رقم 3934، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 222، وتهذيب التهذيب 7/ 280، 281 رقم 488، وتقريب التهذيب 2/ 31 رقم 290، وخلاصة تذهيب التهذيب 271، وتذكرة الحفاظ 1/ 50، وسير أعلام النبلاء 4/ 61، 62 رقم 15، والإصابة 3/ 81 رقم 6260، وطبقات الحفاظ للسيوطي 16، والمشاهير رقم 459، ورجال مسلم 2/ 104 رقم 1260.
[5] العتواري: بضم العين وسكون التاء وفتح الواو ...
نسبة إلى عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. ووهم السمعاني فقال إنه بطن من الأزد. (انظر: اللباب 2/ 121) .
[6] في الطبقات 5/ 60.
[7] انظر عن (عمارة بن رويبة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 40، وطبقات خليفة 55 و 131، ومسند أحمد 4/ 135 و 261، والتاريخ الكبير 6/ 494 رقم 3090، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 98 رقم 200، وتاريخ الثقات للعجلي 353 رقم 1212، والثقات لابن حبّان 5/ 263، والجرح والتعديل 6/ 365 رقم 2012، والاستيعاب 3/ 20، وأنساب الأشراف 5/ 170، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 312، وأسد الغابة 4/ 49، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1000، وتحفة الأشراف 7/ 486، 487 رقم 391، والكاشف 2/ 262 رقم 4069، والإصابة 2/ 515 رقم 5715، وتهذيب التهذيب 7/ 416 رقم 675، وتقريب التهذيب 2/ 49 رقم 365، والإكمال 4/ 102، والجمع بين رجال الصحيحين 396، والوافي بالوفيات 22/ 404 رقم 278، ورجال مسلم 2/ 91 رقم 1231.(5/487)
الْيَدَيْنِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ أَوْ أربع وسبعين.
221- عمر بن أبي سلمة [1] ابن عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلالٍ، أَبُو حَفْصٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، رَبِيبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ، عَلَى مَا قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [2] ، وَهُوَ خَطَأٌ، وَذَلِكَ لِأَنَّ مَوْلِدَهُ قَبْلُ.
وَعَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ.
قُلْتُ: لَمَّا تُوُفِّيَ وَالِدُهُ أَبُو سَلَمَةَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ كَانَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَوْلادٍ:
عُمَرُ، وَهُوَ الأَكْبَرُ فِيمَا أَرَى، وَسَلَمَةُ، وَزَيْنَبُ، وَدُرَّةُ، وَقَدْ تَزَوَّجَ عُمَرُ، وَاسْتَفْتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ، وَقَدْ تَزَوَّجَ نَبِيُّ اللَّهِ بِأُمِّهِ أُمِّ سَلَمَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَوَرَدَ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي زَوَّجَ أُمَّهُ، وأنّه كان صبيّا مميّزا [3] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن أبي سلمة) في:
المحبّر لابن حبيب 84 و 293، والمغازي للواقدي 343 و 344 و 721، والتاريخ الكبير 9/ 139 رقم 1953، والتاريخ الصغير 83، وتاريخ خليفة 200 و 292 و 300 و 410، والتاريخ لابن معين 2/ 430، ومسند أحمد 4/ 26، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 169، والمعارف 125 و 131 و 238، وأنساب الأشراف 1/ 430 و 432، وتاريخ اليعقوبي 2/ 201، وتاريخ الثقات للعجلي 358 رقم 1235، والثقات لابن حبّان 3/ 263، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 124، والمعرفة والتاريخ 1/ 271، وتاريخ أبي زرعة 1/ 525، وتاريخ الطبري 3/ 164 و 4/ 445 و 451 و 480 و 5/ 139، والجرح والتعديل 6/ 117 رقم 632 (باسم: عمر بن عبد الله بن عبد الأسد) ، والاستيعاب 2/ 474، 475، وتاريخ بغداد 1/ 194 رقم 32، والجمع بين رجال الصحيحين 339، وأسد الغابة 4/ 79، والكامل في التاريخ 4/ 106، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 16 رقم 5، وجمهرة أنساب العرب 88، وتاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 13/ 116 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1010، وتحفة الأشراف 8/ 128- 132 رقم 396، والكاشف 2/ 271 رقم 4129، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 153، والأسامي والكنى، للحاكم- ج 1 ورقة 120 أ، والبداية والنهاية 8/ 323، والوافي بالوفيات 22/ 501 رقم 351، وسير أعلام النبلاء 3/ 406- 408 رقم 63، والعقد الثمين 6/ 307، والإصابة 2/ 519 رقم 5740، وتهذيب التهذيب 7/ 455، 456 رقم 758، وتقريب التهذيب 2/ 56 رقم 443، وخلاصة تذهيب التهذيب 240، ورجال البخاري 2/ 507، 508 رقم 781، ورجال مسلم 2/ 32 رقم 1075.
[2] في الاستيعاب 2/ 474.
[3] أخرجه النسائي في النكاح 6/ 81 باب إنكاح الابن أمّه، وابن حجر في الإصابة 2/ 519.(5/488)
وَكَانَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فِي أُطُمِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ مَعَ النِّسَاءِ، فَكَانَ يَحْمِلُ ابْنَ الزُّبَيْرِ لِيَنْظُرَ، فَهَذِهِ الأَشْيَاءُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَوْلِدَهُ قَبْلَ عَامِ الْهِجْرَةِ وَلا بُدَّ.
وَكَانَ عِنْدَ أُمِّهِ أمِّ سَلَمَةَ، وَعَلَّمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» [1] . وَرَوَى عَنْ أُمِّهِ.
رَوَى عَنْهُ: عُرْوَةُ، وَابْنُ الُمُسَيِّبُ، وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَقُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَأَبُو وَجْزَةَ [2] السَّعْدِيُّ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ مِنَ الرَّضَاعِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ. ثُمَّ رَأَيْتُ ابْنَ الْأَثِيرِ [4] قَدْ وَرَّخَ مَوْتَهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ، فَيُؤَخَّرُ.
222- عَمْرُو بْنُ أخطب [5]- م 4- أبو زيد الأنصاري الخزرجيّ الأعرج.
__________
[1] أخرجه البخاري في الأطعمة 9/ 458 باب التسمية على الطعام والأكل باليمين، ومسلم في الأشربة (2022) باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما، وأبو داود (3787) ، والترمذي (1858) ، ومالك في الموطّأ 6684 رقم 1694، والحاكم في الأسامي والكنى، ج 1 الورقة 120 أ.
[2] في الأصل «وحزه» وهو تحريف.
[3] قوله ليس في طبقات ابن سعد حيث لم يترجم له.
[4] أرّخ ابن الأثير وفاته في أسد الغابة كما هنا (4/ 79) وفي الكامل في التاريخ أرّخه بسنة 86 هـ. (5/ 525) .
[5] انظر عن (عمرو بن أخطب في) :
مسند أحمد 5/ 77 و 340، وطبقات ابن سعد 7/ 28، وطبقات خليفة 104 و 187، والتاريخ لابن معين 2/ 440، والتاريخ الكبير 6/ 309 رقم 2488، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 108 رقم 326، والمعرفة والتاريخ 1/ 331، وتاريخ أبي زرعة 1/ 207 و 559، 560، وتاريخ الطبري 3/ 180، والجرح والتعديل 6/ 220 رقم 1215، والاستيعاب 2/ 524، 525، ومعرفة الرجال 2/ 116 رقم 335، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 32، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 202 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 372، وأسد الغابة 4/ 190، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1025، وتحفة الأشراف 8/ 133، 134 رقم 398، والكاشف 2/ 280 رقم 4191، وسير أعلام النبلاء 3/ 473، 474 رقم 100، والبداية والنهاية 8/ 324 (وفيه عمر) ، والإصابة 2/ 522 رقم 5759، و 4/ 78 رقم(5/489)
غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَمَسَحَ رَأْسَهُ وَقَالَ: «اللَّهمّ جَمِّلْهُ» فَبَلَغَ مِائَةَ سَنَةٍ، وَلَمْ يَبْيَضَّ مِنْ شَعْرِهِ إِلا الْيَسِيرُ [1] . نَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَلَهُ بِهَا مَسْجِدٌ.
رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ بَشِيرٌ، وَيَزِيدُ الرِّشْكُ، وعلباء بْنُ أَحْمَرَ، وَأَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
223- عَمْرُو بْنُ الأَسْوَدِ [2] وَيُقَالُ عُمَيْرُ بْنُ الأَسْوَدِ، أَبُو عِيَاضٍ الْعَنْسِيُّ [3] الْحِمْصِيُّ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ سَكَنَ دَارَيَّا، وَقِيلَ: كنيته أبو عبد الرحمن، من كبار تابعييّ الشَّامِ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأُمِّ حَرَامِ بِنْتِ ملحان، وغيرهم.
__________
[ () ] 461، وتهذيب التهذيب 418 رقم 4، وتقريب التهذيب 2/ 65 رقم 534، وخلاصة تذهيب التهذيب 243، وفتوح البلدان 92، 93، ورجال مسلم 2/ 64 رقم 1162.
[1] أخرجه الترمذي في المناقب (3629) من طريق: محمد بن بشار، عن أبي عاصم النبيل، عن عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ، حدّثنا أبو زيد بن أخطب، قَالَ: مسح رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ على وجهي ودعا لي. قال عزرة إنه عاش مائة وعشرين سنة، وليس في رأسه إلّا شعرات بيض.
وأخرجه أحمد في المسند 5/ 77 و 341، وانظر طبقات ابن سعد 7/ 28.
[2] انظر عن (عمرو بن الأسود) في:
طبقات ابن سعد 7/ 442، وطبقات خليفة 280، والتاريخ الكبير 6/ 315 رقم 2504، والتاريخ الصغير 59 و 64، وتاريخ الثقات للعجلي 362 رقم 1248، والثقات لابن حبّان 7/ 171، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 860، والمعرفة والتاريخ 2/ 314 و 348، وتاريخ أبي زرعة 1/ 392، والجرح والتعديل 6/ 220، 221 رقم 1222، وحلية الأولياء 5/ 155- 157 رقم 310، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 134/ 196 أ، وأسد الغابة 4/ 84، 85، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1028، وسير أعلام النبلاء 4/ 79- 81 رقم 26، والكاشف 2/ 280 رقم 4192، والإصابة 3/ 120 رقم 6526، وتهذيب التهذيب 8/ 4- 6 رقم 5، وتقريب التهذيب 2/ 65 رقم 535، وخلاصة تذهيب التهذيب 287، ورجال مسلم 2/ 66 رقم 1168.
[3] تحرّفت هذه النسبة في طبقات خليفة 280 إلى «العبسيّ» بالباء الموحّدة، وفي الجرح والتعديل 6/ 220 إلى «القيسي» بالقاف والياء المثنّاة.(5/490)
رَوَى عَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَأَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ سَيْفٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ بْنَ سُمَيْعٍ: عَمْرُو بْنُ الأَسْوَدِ هُوَ عُمَيْرُ بْنُ الأَسْوَدِ، يُكَنَّى أَبَا عِيَاضٍ [1] .
قُلْتُ وَحَدِيثُهُ فِي «صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ» في الجهاد [2] : عمير بن الأسود.
وقال أحمد في «مسندة» [3] : ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حَبِيبٍ، وَحَكَى ابْنُ عُمَيْرٍ قَالا: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هَدْيِ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ، رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ فَقَطْ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى عُمَرَ.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ أَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي زُرَيْقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الألهاني [4] ، أن عمرو بن الأسود قدم المدينة، فرآه ابن عمر يصلي، فقال: من سره أن ينظر إلى أشبه الناس صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلينظر إلى هَذَا، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بِقِرًى وَعَلَفٍ وَنَفَقَةٍ. فَقَبِلَ الْقِرَى وَالْعَلَفَ وَرَدَّ النَّفَقَةَ [5] ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَفْعَلُ ذَلِكَ.
__________
[1] العبارة في تاريخ أبي زرعة 1/ 392: «وعمرو بن الأسود يكنى أبا عياض» .
[2] باب ما قيل في قتال الروم 3/ 232 والحديث رواه البخاري عن: إسحاق بن يزيد الدمشقيّ، حدّثنا يحيى بن حمزة، قال: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، أن عمر بن الأسود العنسيّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَتَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَهُوَ نازل في ساحل حمص، وهو في بناء له ومعه أم حرام، قال عمير: فحدّثتنا أمّ حرام أَنَّهَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أوجبوا» قالت أمّ حرام: قلت: يا رسول الله، أنا فيهم! قال: «أنت فيهم» . ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مغفور لهم» فقلت: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لَا» . وهو في حلية الأولياء 5/ 156.
[3] ج 1/ 18، 19، وانظر حلية الأولياء 5/ 156.
[4] الألهاني: بفتح الألف وسكون اللام. نسبة إلى ألهان بن مالك أخي همدان بن مالك.
(اللباب 1/ 66) .
[5] حتى هنا في سير أعلام النبلاء 4/ 80.(5/491)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوهِيُّ [1] . أنا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنبأ أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْقَاضِي قَالُوا:
نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (بْنِ) [2] الْمُسْلِمَةِ، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، ثنا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ [3] ، ثنا إبراهيم بن العلاء الحمصي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ [4] بْنِ سعيد [5] ، عن خالد بن معدان، عن عمرو بن الأسود العنسي أنه كان إذا خرج إلى المسجد قبض بيمينه على شماله، فسئل عن ذلك، فَقَالَ: مَخَافَةُ أَنْ تُنَافِقَ يَدَيْ [6] .
قُلْتُ: لِئَلا يَخْطُرَ بِهَا فِي مِشْيَتِهِ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ [7] : حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ كَانَ يَدَعُ كَثِيرًا مِنَ الشَّبَعِ مَخَافَةَ الْأَشَرِ [8] .
224- عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ [9] الْقُرَشِيُّ الْمَخْزُومِيُّ، لَهُ صحبة.
__________
[1] الأبرقوهي: بفتح الألف والباء الموحّدة وسكون الراء وضمّ القاف. نسبة إلى أبرقوه بليدة بنواحي أصبهان. (اللباب 1/ 24) .
[2] «بن» ساقطة من الأصل.
[3] في الأصل «الفرياني» ، والتصحيح من اللباب 2/ 211.
[4] مهمل في الأصل، والتحرير من خلاصة التذهيب حيث قيّده بكسر الحاء المهملة.
[5] في سير أعلام النبلاء 4/ 80 «سعد» .
[6] حلية الأولياء 2/ 156 وفيه «مخافة الخيلاء» .
[7] مهمل في الأصل.
[8] حلية الأولياء 5/ 156.
[9] انظر عن (عمر بن حريث) في:
طبقات ابن سعد 6/ 23، ونسب قريش 233، والمحبّر 156 و 342 و 379، وطبقات خليفة 20 و 126، ومسند أحمد 4/ 306، والتاريخ الكبير 6/ 305 رقم 2479، والتاريخ الصغير 91، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 134، وتاريخ الثقات للعجلي 363 رقم 1254، والثقات لابن حبان 3/ 272، والمعارف 293 و 480 و 576، والاشتقاق لابن دريد 61 و 92، والمعرفة والتاريخ 1/ 323، وأنساب الأشراف 1/ 228 و 260 و 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) 657 وج 5 (انظر فهرس الأعلام) 412، والزهد لابن المبارك 356، وفتوح البلدان 276 و 305، والبيان والتبيين 4/ 81، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 286، ومروج الذهب 1896 و 1919، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، والجرح والتعديل 6/ 226 رقم 1254، وتاريخ الطبري 5/ 523، وذيل المذيّل 547، والاستيعاب 2/ 515، والجمع بين رجال(5/492)
قَالَ خَلِيفَةُ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ بِالْكُوفَةَ.
قُلْتُ: وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ.
225- عمرو بن عتبة [2] ابن فَرْقَدٍ السُّلَمِيُّ الْكُوفِيُّ الزَّاهِدُ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسُبَيْعَةَ الأسلمية.
وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَحَوْطُ بْنُ رَافِعٍ الْعَبْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعَةَ، وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ الْهَمْدَانِيُّ، لَكِنْ لَمْ يُدْرِكْهُ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يَرْعَى رِكَابَ أَصْحَابِهِ وَغَمَامَةً تُظِلُّهُ، وَكَانَ يُصَلِّي وَالسَّبُعُ يَضْرِبُ بِذَنَبِهِ يَحْمِيهِ [3] .
وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عبد الله بن ربيعة قال: قال
__________
[ () ] الصحيحين 1/ 363، وأسد الغابة 4/ 213، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 26 رقم 13، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1028، وتحفة الأشراف 8/ 143- 146 رقم 402، والعبر 1/ 100، وسير أعلام النبلاء 3/ 417- 419 رقم 70، والكاشف 2/ 282 رقم 4206، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 96، ومرآة الجنان 1/ 176، ومجمع الزوائد 9/ 405، والعقد الثمين 6/ 368، والإصابة 2/ 531 رقم 5808، وتهذيب التهذيب 8/ 17، 18 رقم 26، وتقريب التهذيب 2/ 67 رقم 559، وخلاصة تذهيب التهذيب 244، وشذرات الذهب 1/ 95، والأخبار الطوال 223، 224، والخراج وصناعة الكتابة 379، ورجال مسلم 2/ 65 رقم 1165، وسيعيده المؤلّف في الجزء التالي.
[1] في الطبقات 20 و 126.
[2] انظر عن (عمر بن عقبة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 206، والأخبار الموفقيات 467، 468، والمغازي للواقدي 994، وطبقات خليفة 142 و 143، والتاريخ الكبير 6/ 360 رقم 2636، وتاريخ الثقات للعجلي 367 رقم 1273، والثقات لابن حبان 5/ 173 و 7/ 227، والمعرفة والتاريخ 2/ 585، 586، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، والمعارف 345، وتاريخ الطبري 4/ 305 و 306 و 309، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 140، والجرح والتعديل 6/ 250 رقم 1382، وجمهرة أنساب العرب 263، والكامل في التاريخ 3/ 133 و 134، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1042، وتهذيب التهذيب 8/ 75، 76 رقم 110، وتقريب التهذيب 2/ 74 رقم 631، وحلية الأولياء 4/ 155- 158 و 259، وخلاصة تذهيب التهذيب 291، وصفة الصفوة 3/ 68 رقم 404.
[3] حلية الأولياء 4/ 157، وانظر الزهد لابن المبارك 301 رقم 869.(5/493)
عُتْبَةُ [1] بْنُ فَرْقدٍ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَلا تُعِينَنِي عَلَى ابْنِي؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا عَمْرُو، أَطِعْ أَبَاكَ. فَقَالَ: يَا أَبَهْ، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ أَعْمَلُ فِي فِكَاكِ رَقَبَتِي فَدَعْنِي، فَبَكَى أَبُوهُ ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنِّي لَأُحِبُّكَ حُبَّيْنِ، حُبًّا للَّه، وَحُبَّ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ، قَالَ:
يَا أَبَهْ إِنَّكَ كُنْتَ أتَيْتَنِي بِمَالٍ بَلَغَ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَإِنْ أَذِنْتَ لِي أَمْضَيْتُهُ. قَالَ: قَدْ أَذِنْتُ لَكَ، فَأَمْضَاهُ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُ دِرْهَمٌ [2] .
وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: قَامَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يُصَلِّي، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ 40: 18 الآيَةَ [3] . فَبَكَى حَتَّى انْقَطَعَ، ثُمَّ قَعَدَ، فَعَلَ ذَلِكَ حَتَّى أَصْبَحَ [4] .
وَيُرْوَى أَنَّ حَنَشًا جَاءَهُ فِي الصَّلاةِ، فَالْتَفَّ عَلَى رِجْلِهِ، فَلَمْ يَتْرُكْ صَلاتَهُ [5] .
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ [6] عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ يَخْرُجُ عَلَى فَرَسِهِ لَيْلا، فيقف على القبور، فيقول: يا أهل الْقُبُورِ قَدْ طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَقَدْ رُفِعَتِ الأَعْمَالُ، ثُمَّ يَبْكِي وَيَصُفُّ [7] قَدَمَيْهِ حَتَّى يُصْبِحَ فَيَرْجعُ فَيَشْهَدُ صَلاةَ الصُّبْحِ [8] . رَوَاهَا النَّسَائِيُّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِي «السُّنَنِ» ، وعيسى لم يدرك عمرا.
__________
[1] في الأصل «عقبة» وهو تحريف.
[2] حلية الأولياء 4/ 156.
[3] سورة غافر- الآية 18.
[4] حلية الأولياء 4/ 158.
[5] روى أبو نعيم من طريق: بشر بن المفضّل، عن سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين قال: كان عمرو بن عتبة لا يزال رجلا يتشبه به قد صحبه، فبينما هو ليلة في فسطاط يصلّي خارجا من الفسطاط إذ جاءه أسود حتى مرّ في قبلة صاحبه عمرو فلم ينصرف، ثم أتى الفسطاط فجاء حتى انطوى على رجل عمرو فلم ينصرف، فلما أراد أن يسجد جاء حتى انطوى في موضع سجوده فسجد عليه- أو قال فنحّاه- ثم سجد، فلما أصبح عمرو دخل عليه فأخبره بمرّ الأسود بين يديه وأنه لم ينصرف وهو يرى أنه قد صنع شيئا، فأراه عمرو وأثره على رجله وأخبره بما صنع.
[6] في الزهد- ص 13 رقم 29.
[7] في الزهد: «يصفن» بمعنى يضم. والمثبت يتفق مع ما في حلية الأولياء.
[8] الزهد، حلية الأولياء 4/ 158.(5/494)
وَعَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يُفطِرُ عَلَى رَغِيفٍ وَيَتَسحَّرُ بِرَغِيفٍ [1] .
وَقَالَ فُضَيْلٌ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ: سَأَلْتُ اللَّهَ ثَلاثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَأَنَا أَنْتَظِرُ الثَّالِثَةَ: سَأَلْتُهُ أَنْ يُزَهِّدَنِي فِي الدُّنْيَا فَمَا أُبَالِي مَا أَقْبَلَ وَمَا أَدْبَرَ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُقَوِّيَنِي عَلَى الصَّلاةِ فَرَزَقَنِي مِنْهَا، وَسَأَلْتُهُ الشَّهَادَةَ، فَأَنَا أَرْجُوهَا [2] .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: خَرَجْنَا وَمَعَنَا مَسْرُوقٌ، وَعَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ، وَمِعْضَدٌ الْعِجْلِيُّ غَازِينَ، فَلَمَّا بَلَغْنَا مَاسَبَذَانَ [3] ، وَأَمِيرُهَا عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ، فَقَالَ لَنَا ابْنُهُ عَمْرُو: إِنَّكُمْ إِنْ نَزَلْتُمْ عَلَيْهِ صَنَعَ لَكُمْ نُزُلا، وَلَعَلَّ أَنْ تَظْلِمُوا فِيهِ أَحَدًا، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتُمْ قُلْنَا فِي ظِلِّ هَذِهِ الشَّجَرَةِ وَأَكَلْنَا مِنْ كَسْرِنَا، ثُمَّ رُحْنَا، فَفَعَلْنَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا الأَرْضَ قَطَعَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ جُبَّةً بَيْضَاءَ فَلَبِسَهَا فَقَالَ: وَاللَّهِ إنْ تَحَدَّرَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ لَحَسَنٌ، فَرَمَى، فَرَأَيْتُ الدَّمَ يَنْحَدِرُ عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ [4] .
وقَالَ هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ دَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ عَلَى أُخْتِهِ، فَقَالَ: أخبرينا عَنْهُ، فَقَالَتْ: قام ذات ليلة فاستفتح سورة (حم) فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ 40: 18 [5] فَمَا جَاوَزَهَا [6] حَتَّى أَصْبَحَ [7] .
لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ، وَحِكَايَةٌ عِنْدَ النَّسَائِيِّ، وَهُوَ في طبقة
__________
[1] حلية الأولياء 4/ 157.
[2] حلية الأولياء 4/ 155، 156.
[3] ماسبذان: بفتح السين المهملة والباء الموحّدة والذال معجمة، وآخره نون. وأصله: ماه سبذان مضاف إلى اسم القمر. وهي مدينة حسنة في الصحراء ببلاد فارس. (معجم البلدان 5/ 41) .
[4] حلية الأولياء 4/ 155.
[5] سورة غافر، الآية 18.
[6] في طبعة القدسي 3/ 197 «جازها» والتصحيح من الحلية.
[7] حلية الأولياء 4/ 158.(5/495)
أَبِي وَائِلٍ، وَشُرَيْحٍ، وَعَلْقَمَةَ، وَمَسْرُوقٍ، وَالْقُدَمَاءِ مِنْ حَيْثُ الْوَفَاةِ.
أَمَّا أَبُوهُ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ فَمِنْ أَشْرَافِ بَنِي سُلَيْمٍ، شَهِدَ فَتْحَ خَيْبَرَ فِيمَا قِيلَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَلِيَ إِمْرَهَ الْمَوْصِلِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَهُ بِهَا مَسْجِدٌ مَعْرُوفٌ وَدَارٌ، وَلا أَعْلَمُ لِعُتْبَةَ رِوَايَةً.
226- عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [1]- ع- بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَسَعِيدِ بْنِ الُمَسيِّبِ، وَأَبُو الزِّنَادِ.
تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ الثَّمَانِينَ، وَكَانَ زَوْجَ رَمْلَةَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ.
227- عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ [2] الأَوْدِيُّ الْمَذْحِجِيُّ أَبُو عَبْدِ الله.
__________
[1] انظر عن (عمرو بن عثمان) في:
طبقات ابن سعد 5/ 150، والمحبّر 57 و 382، ونسب قريش 105 و 109 و 110، وطبقات خليفة 240، والتاريخ الكبير 6/ 352، 353 رقم 2612، والتاريخ الصغير 34، والمعارف 196، و 198 و 201 و 214، وأنساب الأشراف 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) 357 وج 5 (انظر فهرس الأعلام) 413، وفتوح البلدان 105 و 109 و 110 و 154 و 371، وتاريخ اليعقوبي 2/ 176 و 227، وتاريخ الثقات للعجلي 367 رقم 1274، والثقات لابن حبّان 5/ 168، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 443، وتاريخ الطبري 4/ 420 و 5/ 482 و 485 و 494، والجرح والتعديل 6/ 248 رقم 1368، ومروج الذهب 1776 و 2024، والعقد الفريد 1/ 279، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 5، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 291 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1046، والكامل في التاريخ 3/ 186 و 4/ 113 و 114 و 120، والكاشف 2/ 290 رقم 4262، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 223، وسير أعلام النبلاء 4/ 353 رقم 134، وشرح نهج البلاغة 3/ 297، ومحاضرات الأدباء 2/ 224، وتهذيب التهذيب 8/ 78، 79 رقم 115، وتقريب التهذيب 2/ 75 رقم 636، وخلاصة تذهيب التهذيب 291، والتذكرة الحمدونية 2/ 418، ورجال مسلم 2/ 76 رقم 1193.
[2] انظر عن (عمرو بن ميمون) في:
طبقات ابن سعد 6/ 117، 118، وطبقات خليفة 147، وتاريخ خليفة 275 و 423، والتاريخ لابن معين 2/ 454، 455، والسير والمغازي لابن إسحاق 68 و 211، والتاريخ(5/496)
أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَلَمْ يَلْقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِمَ الشَّامَ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، ثُمَّ نَزَلَ الْكُوفَةَ.
وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَمُعَاذٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي أَيُّوبَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَالشَّعْبِيُّ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَآخَرُونَ.
وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
قَالَ أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ [1] .
وَفِي «الْمُسْنَدِ» [2] : ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ قَالَ: قدم
__________
[ () ] الكبير 6/ 367 رقم 2659، والتاريخ الصغير 95، وتاريخ الثقات للعجلي 371 رقم 1290، والثقات لابن حبان 5/ 166، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 733، والمعارف 426 و 448، 349، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 282، وأنساب الأشراف 1/ 167 و 189 و 4 ق 1/ 155 و 501 و 502 و 5/ 170 وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 282، والعقد الفريد 1/ 182، والجرح والتعديل 6/ 258 رقم 1422، وربيع الأبرار 4/ 190، وأمالي القالي 3/ 42، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 319، وحلية الأولياء 4/ 148- 154 رقم 258، والاستيعاب 2/ 542- 554، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 322 أ، وأسد الغابة 4/ 134، والكامل في التاريخ 3/ 65 و 70 و 399 و 4/ 373، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 224 رقم 765، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 34، 35 رقم 24، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1054، وتحفة الأشراف 8/ 172 رقم 416، وسير أعلام النبلاء 4/ 158- 161 رقم 58، وتذكرة الحفاظ 1/ 61، والعبر 1/ 85، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 277 و 278 و 342 و 504 و 565 و 571 و 639، والمغازي من (تاريخ الإسلام) 73 و 461 و 465، والكاشف 2/ 296 رقم 4305، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 224، ومرآة الجنان 1/ 156، والعقد الثمين 6/ 417، وغاية النهاية 1/ 603 رقم 2463، والإصابة 3/ 118 رقم 6515، وتهذيب التهذيب 8/ 109، 110 رقم 180، وتقريب التهذيب 2/ 80 رقم 690، والنجوم الزاهرة 1/ 195، وطبقات الحفاظ للسيوطي 24، وخلاصة تذهيب التهذيب 294، وشذرات الذهب 1/ 82، ورجال البخاري 2/ 551 رقم 867، ورجال مسلم 2/ 79، 80 رقم 202.
[1] تاريخ دمشق 13 ورقة 322 أ.
[2] مسند أحمد 5/ 231، 232.(5/497)
عَلَيْنَا مُعَاذٌ الْيَمَنَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشِّحْرِ، رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، أَجَشَّ الصَّوْتِ، فَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِ مَحَبَّتِي، فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى حَثَوْتُ عَلَيْهِ التُّرَابَ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ النَّاسِ بَعْدَهُ، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [1] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: رَأَيْتُ قِرْدَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [2] .
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: حَجَّ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ سِتِّينَ مَا بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ [3] .
وَقَالَ مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَمَّا كَبِرَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ أُوتِدَ لَهُ فِي الْحَائِطِ، وَكَانَ إِذَا سُئِمَ مِنَ الْقِيَامِ أَمْسَكَ بِهِ، أَوْ يَرْبِطُ حَبْلا فَيَتَعَلَّقُ بِهِ [4] .
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كان عمرو بن ميمون إذا رئي ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى [5] .
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، وَسُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ الْتَقَيَا، فَاعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.
وَقَالَ الفلّاس: سنة خمس وسبعين.
__________
[1] رواه أحمد من طريق: الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطيّة، عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ميمون الأودي، قال: قدم علينا معاذ بن جبل الْيَمَنَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشِّحْرِ، رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، أَجَشَّ الصَّوْتِ، فَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِ مَحَبَّتِي، فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى حثوت عليه التراب بالشام ميتا، رحمه الله، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ النَّاسِ بَعْدَهُ، فَأَتَيْتُ عبد الله بن مسعود فقال لي: كيف أنت إذا أتت عليكم أمراء يصلّون الصلاة لغير وقتها؟ قال: فقلت: ما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: صلّ الصلاة لوقتها واجعل ذلك معهم سبحة.
وقد تحرّفت «الشحر» إلى «السحر» ، وهو بكسر أوله وإسكان ثانيه، ساحل اليمن ممتدّ بينها وبين عمان. (معجم ما استعجم 3/ 783) .
والحديث أيضا في سنن أبي داود، كتاب الصلاة (432) باب: إذا أخّر الإمام الصلاة عن الوقت.
[2] في الأنبياء 7/ 121 باب أيام الجاهلية.
[3] حلية الأولياء 4/ 148 وفي التاريخ لابن معين 2/ 455 مائة حجّة وعمرة.
[4] حلية الأولياء 4/ 150 وفيه «وتد له وتدا في الحائط» .
[5] طبقات ابن سعد 6/ 118.(5/498)
228- عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ الْمُجَاشِعِيُّ [1] قَاتَلَ حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَتَلَهُ تَقَرُّبًا بِذَلِكَ إِلَى عَلِيٍّ، وَقَالَ لَهُ لَمَّا جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ «بَشِّرْ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ بِالنَّارِ» ، فَنَدِمَ وَسُقِطَ فِي يَدِهِ، وَبَقِيَ كَالْبَعِيرِ الأَجْرَبِ، كُلُّ يَتَجَنَّبَهُ وَيُهَوِّلُ عَلَيْهِ مَا صَنَعَ، وَرَأَى مَنَامَاتٍ مُزْعِجَةً.
وَلَمَّا وَلِيَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ إِمْرَةَ الْعِرَاقِ خَافَهُ ابْنُ جُرْمُوزٍ، ثُمَّ جَاءَ بِنَفْسِهِ إِلَى مُصْعَبٍ وَقَالَ: أَقِدْنِي بِالزُّبَيْرِ، فَكَاتَبَ أَخَاهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ فِي ذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى مُصْعَبٍ: أنا أقتل ابن جرموز بالزبير! ولا بشسع نَعْلِهِ أَقْتُلُ أَعْرَابِيًّا بِالزُّبَيْرِ، خَلِّ سَبِيلَهُ، فَتَرَكَهُ، فَكَرِهَ الْحَيَاةَ لِذَنْبِهِ، وَأَتَى بَعْضَ السَّوَادِ، وَهُنَاكَ قَصْرٌ عَلَيْهِ زُجٌّ فَأَمَرَ إِنْسَانًا أَنْ يَطْرَحَهُ عليه، فطرحه عليه فقتله.
229- عمير بن شابئ الْبُرْجُمِيُّ [2] مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
اتَّهَمَهُ الْحَجَّاجُ بِأَنَّهُ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ، فَقَتَلَهُ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَا دَخَلَ أَمِيرًا عَلَى الْكُوفَةِ فِي سَنَةِ خمس [3] .
__________
[1] انظر عن (عمير بن جرموز) في:
تاريخ خليفة 181 و 186 و 187، والمعرفة والتاريخ 3/ 312 (وفيه: عمرو) ، وتاريخ الطبري 4/ 499 و 510 و 511 و 534 و 535 و 5/ 228 (وفيه: عمرو وعمير) ، وجمهرة أنساب العرب 221 (وفيه: عمرو) ، والكامل في التاريخ 3/ 244 و 453 (وفيه: عمرو) ، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 506، والعقد الفريد 3/ 277 و 4/ 322 (وفيه: عمرو) ، والأخبار الطوال 148 (وفيه: عمرو) ، وطبقات ابن سعد 3/ 110- 112 (في قتل الزبير ومن قتله وأين قبره وكم عاش) وفيه: عمرو، والمطالب العالية لابن حجر (4466) ، والإصابة 1/ 528، ووفيات الأعيان 3/ 19 (وفيه: عمرو) ، والتذكرة الحمدونية 2/ 475 و 476 و 478 (وفيه: عمرو) .
[2] انظر عن (عمير بن ضابيء) في:
الأخبار الموفقيات 3 و 98، وطبقات الشعراء لابن سلام 146، والشعر والشعراء لابن قتيبة 311، 312، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 575 و 576 و 5/ 84، ومعجم الشعراء لابن المرزباني 244، والأغاني 14/ 230، ومروج الذهب 1606 و 2059 و 2061، والكامل في الأدب للمبرّد 335 و 340، والبدء والتاريخ 6/ 30 و 32، والعقد الفريد 5/ 18، ونهاية الأرب 21/ 211، 212، والتذكرة الحمدونية 1/ 436 و 438، وتاريخ الطبري 4/ 318 و 403 و 404 و 414 و 6/ 207- 210، وجمهرة أنساب العرب 223، والكامل في التاريخ 3/ 138 و 179 و 183 و 4/ 378 و 379.
[3] انظر تاريخ الطبري 6/ 207- 210.(5/499)
230- عُمَيْرُ [1] آبِيُّ [2] اللَّحْمِ- م 4- لَهُ صُحْبَةٌ، شَهِدَ خَيْبَرَ مَعَ مَوْلاهُ، وَحَفِظَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَيَزِيدُ ابن عبد الله بن الهاد، ومحمد بن زيد بْنُ الْمُهَاجِرِ، عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
231- عَمِيرَةُ [3] بْنُ سَعْدٍ [4] الشِّبَامِيُّ [5] الْهَمْدَانِيُّ.
سَمِعَ عَلِيًّا.
وَعَنْهُ: طلحة بن مصرّف، يكنّى أبا السّكن.
__________
[1] انظر عن (عمير مولى آبي اللحم) في:
طبقات خليفة 34، ومسند أحمد 5/ 223، والتاريخ الكبير 6/ 530 رقم 3221، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 197، والجرح والتعديل 6/ 379 رقم 2102، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 38، 39 رقم 31، والكاشف 2/ 303 رقم 4360، والاستيعاب 2/ 490، والإصابة 3/ 38 رقم 1064، وتهذيب الكمال (المسوّر) 2/ 1062، وتحفة الأشراف 8/ 208، 209 رقم 422، وتهذيب التهذيب 8/ 151 رقم 268، وتقريب التهذيب 2/ 87 رقم 767، وخلاصة تذهيب التهذيب 297، ورجال مسلم 2/ 88 رقم 1221.
[2] في الأصل «أبي» والتصويب من مصادر ترجمته. ولقّب بذلك لأنه كان يأبى أكل اللحم.
[3] انظر عن (عميرة بن سعد) في:
التاريخ الكبير 7/ 68 رقم 314، والجرح والتعديل 7/ 23، 24 رقم 123، والثقات لابن حبّان 5/ 279، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1062، وتهذيب التهذيب 8/ 152 رقم 273، وتقريب التهذيب 2/ 87 رقم 772، وخلاصة تذهيب التهذيب 297 وقال بعضهم عمير، ولا يصح (البخاري 7/ 68) .
وهو بفتح أوله وكسر ثانيه.
[4] في الأصل، وخلاصة تذهيب التهذيب «سعيد» وما أثبتناه عن بقية المصادر الأخرى.
[5] كذا في الأصل وخلاصة تذهيب التهذيب، وفي بقية المصادر: «الإيامي» (تاريخ البخاري 7/ 23) وهو تصحيف، و «اليامي» في (الثقات لابن حبان 5/ 279) .
و «الأيامي» و «اليامي» كلاهما صحيح. قال ابن السمعاني في الأنساب «الأيامي ... هذه النسبة إلى أيام، وقيل لهذا البطن يام أيضا بغير الألف.
وقال ابن الأثير في اللباب 3/ 406 «اليامي.. نسبة إلى يام بن أصبى بن رافع.. بطن من همدان» .
و «الشبامي» بكسر الشين وفتح الباء وبعد الألف ميم، هذه النسبة إلى شبام وهي مدينة باليمن. قال ابن الأثير: إنما شبام بطن من همدان، وهو شبام بن أسعد بن جشم بن حاشد.. وتلك المدينة سمّيت بهم.. وهمدان من اليمن. (اللباب 2/ 182) .(5/500)
وعرار [6] بن سويد. 232- عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ [7] الأَشْجَعِيُّ الْغَطَفَانِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. شَهِدَ الْفَتْحَ، وَلَهُ أَحَادِيثُ.
وَعَنْهُ: أَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، وَالشَّعْبيُّ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ [8] ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَشَدَّادُ أَبُو عَمَّارٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَآخَرُونَ.
وَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤْتَةَ.
قَالَ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: نا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ سَيْفًا مِنَ السَّمَاءِ تُدَلَّى، وَأَنَّ النَّاسَ تَطَاوَلُوا، وَأَنَّ عُمَرَ فَضَّلَهُمْ بِثَلاثَةِ أَذْرُعٍ. قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ خَلِيفَةٌ مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ، وَلا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، وَأَنَّهُ يُقْتَلُ شَهِيدًا. قَالَ:
فَقَصَصْتُهَا عَلَى الصِّدِّيقِ، فَطَلَبَ عُمَرَ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: يَا عوف قصّها عليه،
__________
[6] في طبعة القدسي 3/ 199 «عوادة» ، والتصويب من: التاريخ الكبير 7/ 68 و 94 رقم 422، والإكمال لابن ماكولا 6/ 187، والمشتبه في أسماء الرجال للذهبي 450.
[7] انظر عن (عوف بن مالك) في:
طبقات ابن سعد 4/ 280، 281 و 7/ 400، ومسند أحمد 6/ 22، وطبقات خليفة 47 و 302، وتاريخ خليفة 269، والتاريخ الكبير 7/ 56 رقم 256، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 50، والمغازي للواقدي 768 و 773 و 801 و 921 و 922، والمعارف 315، والزهد لابن المبارك 446، وأنساب الأشراف 1/ 530، وتاريخ أبي زرعة 1/ 597 و 622، والجرح والتعديل 7/ 13، 14 رقم 61، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 328، وتاريخ الطبري 4/ 194، والمستدرك على الصحيحين 3/ 546، 547، والاستبصار 126، والاستيعاب 3/ 131، وأسد الغابة 4/ 312، 313، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1065، وتحفة الأشراف 8/ 209- 217 رقم 423، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 40، 41 رقم 37، والكامل في التاريخ 2/ 465 و 4/ 364، وسيرة ابن هشام 4/ 271، والعبر 1/ 81، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 488 و 490 و 571 و 572، وسير أعلام النبلاء 2/ 487- 490 رقم 901، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 15، 16، ولباب الآداب 300، ودول الإسلام 1/ 54، والبداية والنهاية 8/ 346، ومرآة الجنان 1/ 148، والكاشف 2/ 306 رقم 4380، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 100، وتهذيب التهذيب 8/ 168 رقم 303، وتقريب التهذيب 2/ 90 رقم 795، والإصابة 3/ 43 رقم 6101، وخلاصة تذهيب التهذيب 298، وشذرات الذهب 1/ 79، ورجال مسلم 2/ 99 رقم 1249.
[8] في الأصل «الاسم» .(5/501)
فَلَمَّا أبَنْتُ لَهُ أَنَّهُ خَلِيفَةٌ مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ قَالَ: أَكُلُّ هَذَا يَرَى النَّائِمُ؟. فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ رَآنِي بِالْجَابِيَةِ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَدَعَانِي فَأَجْلَسَنِي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْخُطْبَةِ قال:
قُصَّ عَلَيَّ رُؤْيَاكَ فَقُلْتُ لَهُ: أَلَسْتَ قَدْ جَبَهْتَنِي عَنْهَا؟ قَالَ: خَدَعْتُكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ. فَلَمَّا قَصَصْتُهَا عَلَيْهِ قَالَ: أَمَّا الْخِلافَةُ فَقَدْ أُوتِيتُ مَا تَرَى، وَأَمَّا أَنْ لا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ عَلِمَ مِنِّي ذَلِكَ، وَأَمَّا أَنْ أُقْتَلَ فَأَنَّى لِي بِالشَّهَادَةِ وَأَنَا فِي جِزِيرَةِ الْعَرَبِ. وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَ ذَلِكَ كَأَنَّ دِيكًا يَنْقُرُ سُرَّتِي، وَمَا أَمْتَنِعُ عَنْهُ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أبي مسلم الخولانيّ قال: قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الأَمِينُ- أَمَّا هُوَ إِلَيَّ فَحَبِيبٌ، وَأَمَّا هُوَ عِنْدِي فَأَمِينٌ- عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ تِسْعَةً فَقَالَ: «أَلا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ؟» فَرَدَّدَهَا ثَلاثًا، فَقَدَّمْنَا أَيْدِيَنَا فَبَايَعْنَاهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [1] . وقال عمارة بن زاذان: ثنا ثابت عن أَنَسٍ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَالصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ [2] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَتْ رَايَةُ أَشْجَعَ يوم الفتح مع عوف بن مالك [3] .
__________
[1] الحديث أخرجه مسلم في كتاب الزكاة (1043) باب كراهة المسألة للناس، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارميّ وسلمة بن شبيب، عن مروان بن محمد الدمشقيّ، عن سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الأَمِينُ. أَمَّا هو فحبيب إليّ، وَأَمَّا هُوَ عِنْدِي، فَأَمِينٌ. عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسعة أو ثمانية أو سبعة. فقال: «ألا تبايعون رسول الله» ؟ وكنّا حديث عهد ببيعة. فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثم قال: «ألا تبايعون رسول الله» ؟ فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثم قال: «ألا تبايعون رسول الله» ؟ قال: فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟ قال: «على أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. والصلوات الخمس، وتطيعوا- وأسرّ كلمة خفيّة- ولا تسألوا الناس شيئا، فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم، فما يسأل أحدا يناوله إيّاه.
[2] في طبقات ابن سعد 4/ 280 آخى بين أبي الدرداء وبين عوف بن مالك الأشجعي.
[3] في طبقات ابن سعد (4/ 281) ، والمستدرك 3/ 546، وتلخيص المستدرك، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 40.(5/502)
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ: عَرَّسَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَوَسَّدَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ، فَانْتَبَهْتُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ، فَإِذَا أَنَا لا أُرِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ رَاحِلَتِهِ، فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ، فَانْطَلَقْتُ أَلْتَمِسُهُ، فَإِذَا أَنَا بِمُعَاذٍ وَأَبِي مُوسَى، وَإِذَا هُمَا قَدْ أفزعهما ما أفزعني، فبينا نحن كذلك إذ سَمِعْنَا هَزِيزًا عَلَى أَعْلَى الْوَادِي كَهَزِيزِ الرَّحَى.
قَالَ: فَأَخْبَرْنَاهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِنَا، فَقَالَ: «أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَخَيَّرَنِي بَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ» ، فَقُلْتُ: أَنْشُدُكَ، اللَّهَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَالصُّحْبَةُ لِمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ، قَالَ:
«فَإِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي» ، قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى النَّاسِ، فَإِذَا هُمْ قَدْ فَزِعُوا حِينَ فَقَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] . وَقَالَ هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ: ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ [2] ، ثنا ثَابِتُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: شَتَوْنَا فِي حِصْنٍ دُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَعَلَيْنَا عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، فَأَدْرَكَنَا رَمَضَانُ وَنَحْنُ فِي الْحِصْنِ، فَقَالَ عَوْفٌ: قَالَ عُمَرُ:
صِيَامُ يَوْمٍ لَيْسَ مِنْ رَمَضَانَ، وَإِطْعَامُ مِسْكِينٍ يَعْدِلُ صِيَامَ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَ أَصْبُعَيْهِ. قَالَ ثَابِتٌ: هُوَ تَطَوُّعٌ، مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ، يَعْنِي الإِطْعَامَ [3] .
وَرَوَى جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ قَالَ: قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ: مَا مِنْ ذَنْبٍ إِلا وَأَنَا أَعْرِفُ تَوْبَتَهُ، قِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَا تَوْبَتُهُ؟ قَالَ: أَنْ تَتْرُكَهُ ثُمَّ لا تَعُودُ إِلَيْهِ.
قُلْتُ: وَقِيلَ إِنَّ كُنْيَتَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَقِيلَ أَبُو حَمَّادٍ، وَقِيلَ أَبُو عَمْرٍو، وَقِيلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [4] .
__________
[1] أخرجه أحمد في المسند من طريق: بهز قال:
حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا قتادة عن أبي مليح، عن عوف بن مالك الأشجعي.. باختلاف قليل في الألفاظ (6/ 28) وبآخره: فلما أضبّوا عليه قال: «فأنا أشهدكم أن شفاعتي لمن لا يشرك باللَّه شيئا من أمّتي» . (وانظر 6/ 23، 24) واختصره الترمذي (2441) .
[2] في الأصل «برقال» وهو تحريف.
[3] اختصره المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 2/ 490.
[4] وقيل: أبو عبد الرحمن. (طبقات خليفة 47 و 302) .(5/503)
قَالَ الْوَاقِدِيُّ وَخَلِيفَةُ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ، وَتُوُفِّيَ بِالشَّامِ [2] . قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ.
233- عِيَاضُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَرِيُّ [3] سَمِعَ: أَبَا عُبَيْدَةَ، وَخَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَعِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ الْفِهْرِيَّ، وَجَمَاعَةً.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَأَحْسِبُهُ نَزَلَ الْكُوفَةَ.
قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَرَّ عِيَاضُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَرِيُّ فِي يَوْمِ عيد فقال: ما لي لا أَرَاهُمْ يُقَلِّسُونَ فَإِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ [4] .
قَالَ هُشَيْمٌ: التَّقْلِيسُ الضَّرْبُ بِالدُّفِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [5] : ثنا غُنْدَرٌ نا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ: سَمِعْتُ عِيَاضًا الأَشْعَرِيَّ قَالَ: شَهِدْتُ الْيَرْمُوكَ وَعَلَيْنَا خمسة أمراء: خالد بن الوليد،
__________
[1] في الطبقات 47 و 302 والتاريخ 269.
[2] كانت وفاته بحمص (طبقات ابن سعد 4/ 281) .
[3] انظر عن (عياض بن عمرو) في:
التاريخ الكبير 7/ 19، 20 رقم 87، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 122 رقم 486، والجرح والتعديل 6/ 407 رقم 2276، وتاريخ اليعقوبي 2/ 278، وأنساب الأشراف 1/ 39 و 226 و 441، والاستيعاب 3/ 129، وتاريخ الطبري 4/ 39، والثقات لابن حبّان 5/ 264، وأسد الغابة 4/ 164، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 42، 43 رقم 43، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1077، وتحفة الأشراف 8/ 252 رقم 431، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 431، وسير أعلام النبلاء 4/ 138، 139 رقم 45، والكاشف 2/ 313 رقم 4428، والإصابة 3/ 49 رقم 6139، وتهذيب التهذيب 8/ 202 رقم 373، وتقريب التهذيب 2/ 96 رقم 861، وخلاصة تذهيب التهذيب 301، ورجال مسلم 2/ 112 رقم 1282.
[4] أخرجه ابن ماجة في إقامة الصلاة (1302) باب: ما جاء في التقليس يوم العيد من طريق شريك، عن مغيرة، عن عامر، قال: شهد عياض الأشعريّ عيدا بالأنبار فقال: ما لي لا أراكم تقلّسون كما كان يقلّس عند رسول الله؟.
وهو في تاريخ البخاري 7/ 19 و 20 وفي رواية أخرى من طريق شريك، عن مغيرة، عن الشعبي، عن زياد بن عياض الأشعري قال: كل شيء كان على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مذ كانت إلا أنكم لا تقلسون في العيد. (7/ 20) .
[5] ج 1/ 49.(5/504)
وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ، وَعِيَاضُ هُوَ ابْنُ غَنْمٍ، وَقَالَ عُمَرُ: إِذَا كَانَ قِتَالٌ فَعَلَيْكُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالَ: فَكَتَبْنَا إِلَيْهِ:
إِنَّهُ قَدْ جَاشَ إِلَيْنَا الْمَوْتُ، فَاسْتَمْدَدْنَاهُ، فَكَتَبَ إِلَيْنَا، إِنَّهُ قَدْ جَاءَنِي كِتَابُكُمْ تَسْتَمِدُّونِي، وَأَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَعَزُّ نَصْرًا وَأَحْصَنُ جُنْدًا: اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَأَشْهِدُوهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نُصِرَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي أَقَلِّ مِنْ عِدَّتِكُمْ، قَالَ:
فَقَاتَلْنَاهُمْ فَهَزَمْنَاهُمْ وَقَتَلْنَاهُمْ [1] أَرْبعَ فَرَاسِخَ، وَأَصَبْنَا أَمْوَالا، قَالَ: فَتَشَاوَرُوا، فَأَشَارَ عَلَيْنَا عِيَاضُ أَنْ نُعْطَى عَنْ كُلِّ رَأْسٍ عَشْرَةَ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَنْ يُسَابِقْنِي؟ فَقَالَ لَهُ شَابٌّ: أَنَا إِنْ لَمْ تَغْضَبْ، قَالَ: فَسَبَقَهُ: فَرَأَيْتُ عَقِيصَتَيْ أَبِي عُبَيْدَةَ تَنْقُزَانِ وهو خلفه على فرس عربيّ.
__________
[1] «وقتلناهم» ساقطة من طبعة القدسي 3/ 201 وهي في مسند أحمد، وفي الأصل.(5/505)
[حرف الغين]
234- غضيف بن الحارث [1] ابن زُنَيْمٍ، أَبُو أَسْمَاءَ السَّكُونِيُّ.
مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ.
روى عن: عمر، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَبِلالٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِذٍ الْيَمَانِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَمَكْحُولٌ، وَعُبَادَةُ بْنُ نُسَيِ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَشُرَحْبِيلُ بن مسلم، وأبو راشد الحبرانيّ، وجماعة.
وسكن حمص.
فروى العلاء بن يزيد الثماليّ: ثنا عِيسَى بْنُ أَبِي رَزِينٍ الثُّمَالِيُّ:
سَمِعْتُ غُضَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ: كُنْتُ صَبِيًّا أَرْمِي نخل الأنصار، فأتوا بي
__________
[1] انظر عن (غضيف بن الحارث) في:
طبقات ابن سعد 7/ 429 وفيه (عطيف بن الحارث) و 7/ 443، ومسند أحمد 4/ 347 (غضيف أو غطيف) بالغين المعجمة، والتاريخ لابن معين 2/ 469، وطبقات خليفة 308، والتاريخ الصغير 95، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 112 رقم 368، وفيه (غطيف) ، وتاريخ الثقات 381 رقم 1342، والثقات لابن حبّان 5/ 291، والمعرفة والتاريخ 1/ 461، وتاريخ أبي زرعة 1/ 388 و 603، 604، والجرح والتعديل 7/ 54 رقم 311، والاستيعاب 3/ 187، والكاشف 2/ 322، 323 رقم 4496 (وقيل: عضيف) بالعين المهملة، وسير أعلام النبلاء 3/ 453- 455 رقم 92، وأسد الغابة 4/ 340، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1089، والإصابة 3/ 186، 187 رقم 6912، وتهذيب التهذيب 8/ 248- 250 رقم 459، وتقريب التهذيب 2/ 105 رقم 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 261، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 360.(5/506)
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحَ بِرَأْسِي وَقَالَ: «كُلْ مَا سَقَطَ وَلا تَرْمِ نَخْلَهُمْ» . رَوَاهُ خَيْثَمَةُ الأَطْرَابُلُسِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلاءَ فَذَكَرَهُ، فَإِنْ صَحَّ هَذَا الْحَدِيثُ فَهُوَ صَحَابِيٌّ.
وَيُقَوِّيهِ مَا رَوَى مَعْنٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ الْكِنْدِيِّ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِي الصَّلاةِ [1] . وَقَالَ يُونُسُ الْمُؤَدِّبُ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ بُرْدٍ [2] أَبِي الْعَلاءِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ مَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: نِعْمَ الْفَتَى غُضَيْفٌ. فَلَقِيتُ أَبَا ذَرِّ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَيْ أَخِي اسْتَغْفِرْ لِي، قُلْتُ: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: نِعْمَ الفتى غضيف، قد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ» [3] . وَرَوَى نَحْوَهُ مَكْحُولٌ، عَنْ غُضَيْفٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ الْكِنْدِيُّ ثِقَةٌ، فِي الطَّبَقَةِ الأُولَى مِنْ تَابِعِيِّي أَهْلِ الشَّامِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [5] : لَهُ صُحْبَةٌ، وَقِيلَ فِيهِ الْحَارِثُ بْنُ غُضَيْفٍ، وَقَالَ أَبِي، وَأَبُو زُرْعَةَ [6] : الصَّحِيحُ أَنَّهُ غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ لَهُ صُحْبَةٌ.
وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سُمَيْعٍ: غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ الثُّمَالِيُّ مِنَ الأَزْدِ، حِمْصِيٌّ.
وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو: إِنَّ غضيف بن الحارث كان
__________
[1] مسند أحمد 4/ 105 و 5/ 290، طبقات ابن سعد 7/ 429.
[2] مهمل في الأصل.
[3] أخرجه أحمد بهذا الإسناد 5/ 145، 5/ 165 و 177، وأبو داود (2962) وابن ماجة (108) ، والحاكم في المستدرك 3/ 86، 87 ووافقه الذهبي في التلخيص.
[4] في الطبقات 4/ 443.
[5] في لجرح والتعديل 7/ 54، 55.
[6] تاريخ أبي زرعة 1/ 603.(5/507)
يَتَوَلَّى لَهُمْ صَلاةَ الْجُمُعَةِ بِحِمْصَ إِذَا غَابَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ [1] .
وَقَالَ بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ غُضَيْفٍ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَقَالَ: يَا أَبَا أَسْمَاءَ، قَدْ جَمَعْنَا النَّاسَ عَلَى أَمْرَيْنِ، رَفْعِ الأَيْدِي عَلَى الْمَنَابِرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْقَصَصِ بَعْدَ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ، قَالَ غُضَيْفٌ: أَمَّا إِنَّهَا أَمْثَلُ بِدْعَتِكُمْ عِنْدِي، وَلَسْتُ مُجِيبُكَ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُمَا، قَالَ: لِمَ؟ قُلْتُ: لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلا رُفِعَ مِثْلُهَا مِنَ السُّنَّةِ» . فَتَمَسُّكٌ بِسُّنَّةٍ خَيْرٌ مِنْ إِحْدَاثِ بِدْعَةٍ. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «الْمُسْنَدِ» [2] .
__________
[1] تاريخ أبي زرعة 1/ 603.
[2] ج 4/ 105.(5/508)
[حرف الفاء]
235- فروة بن نوفل [1]- م 4- الأشجعيّ الكوفيّ.
لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَلِيًّا، وَعَائِشَةَ.
رَوَى عَنْهُ: هِلالُ بْنُ يَسَافٍ [2] ، وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ أيضا، عن رجل، عنه.
__________
[1] انظر عن (فروة بن نوفل) في:
التاريخ الكبير 7/ 127 رقم 570، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 137 رقم 628، والجرح والتعديل 7/ 82، 83 رقم 469، وتاريخ الطبري 5/ 32 و 86 و 166، وتاريخ اليعقوبي 2/ 217، والكامل في التاريخ 3/ 346 و 409- 411، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1094، 1095، وتحفة الأشراف 8/ 257، 258 رقم 438، والكاشف 2/ 327 رقم 4523، وتهذيب التهذيب 8/ 266 رقم 494، وتقريب التهذيب 2/ 109 رقم 24، والإصابة 3/ 217 رقم 7039، وخلاصة تذهيب التهذيب 308، والأخبار الطوال 210، 211، ورجال مسلم 2/ 137 رقم 1343.
[2] في الأصل «سياف» وهو تصحيف. و «يساف» بكسر أوله.(5/509)
[حرف الْقَافِ]
236- قُرْطُ بْنُ خَيْثَمَةَ الْبَصْرِيُّ [1] عَنْ: عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي مُوسَى.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ مِخْرَاقٍ، وَأَبُو الأَسْوَدِ، وَطَلْقُ بْنُ خشّاف وعرار [2] بن سويد.، وَدَاوُدُ بْنُ نُفَيْعٍ.
قَالَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [3] عَنْ أَبِيهِ.
237- قَطَرِيُّ [4] بْنُ الْفُجَاءَةِ [5] وَاسْمُ أَبِيهِ
__________
[1] انظر عن (قرط بن خيثمة) في:
التاريخ الكبير 7/ 195 رقم 867، والجرح والتعديل 7/ 146 رقم 811، والثقات لابن حبّان 5/ 325.
[2] «خشّاف» بتشديد الشين المعجمة. (المشتبه 1/ 266) .
[3] في الجرح والتعديل 7/ 146.
[4] قطري: بالتحريك.
[5] انظر عن (قطري بن الفجاءة) في:
المحبّر 302، والمعارف 411 و 431 و 600، وتاريخ اليعقوبي 2/ 275، 276، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 459 و 466 و 478 و 5/ 332 و 354، والبيان والتبيين 1/ 341، والمثلّث للبطليوسي 2/ 387 و 470، ومروج الذهب 1993 و 2072- 2074 و 2104 و 2142، والعقد الفريد 1/ 117 و 142 و 222 و 2/ 81 و 82، وربيع الأبرار 4/ 327، وزهر الآداب 1027، وأمالي القالي 1/ 265 و 266 و 3/ 70 و 114، وأمالي المرتضى 1/ 636- 638، وبهجة المجالس 1/ 473، وتحفة الأنفس 78، ولباب الآداب 224 و 225، ودول الإسلام 1/ 57، ونهاية الأرب 21/ 159، ومرآة الجنان 1/ 160 و 161، ووفيات الأعيان 4/ 93- 95 رقم 544، والتذكرة السعدية 43 و 51، وصبح الأعشى 1/ 223، ومعجم الشعراء في لسان العرب 311 رقم 154، والتذكرة الحمدونية 2/ 401 و 411 و 447 و 455(5/510)
جَعُونَةُ [6] بْنُ مَازِنِ بْنِ يَزِيدَ التَّمِيمِيُّ الْمَازِنِيُّ، أَبُو نَعَامَةَ، رَأْسُ الْخَوَارِجِ فِي زَمَانِهِ.
كَانَ أَحَدَ الأَبْطَالِ الْمَذْكُورِينَ، خَرَجَ فِي خِلافَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَبَقِيَ يُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ، وَيَسْتَظْهِرُ عَلَيْهُمْ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَسُلِّمَ عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ جهّز إليه الْحَجَّاجُ جَيْشًا بَعْدَ جَيْشٍ، وَهُوَ يَسْتَظْهِرُ عَلَيْهِمْ وَيَكْسِرُهُمْ، وَتَغَلَّبَ عَلَى نَوَاحِي فَارِسٍ وَغَيْرِهَا، وَوَقَائِعُهُ مَشْهُورَةٌ [7] .
وَقِيلَ لِأَبِيهِ الْفُجَاءَةُ لِأَنَّهُ قَدِمَ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ سَفَرٍ فَجَاءَةً.
وَلِقَطَرِيٍّ، وَكَانَ مِنَ الْبُلَغَاءِ:
أَقُولُ لَهَا وَقَدْ طَارَتْ شَعَاعًا ... مِنَ الأَبْطَالِ وَيْحَكَ تُرَاعِي
فَإِنَّكِ لَوْ سَأَلْتِ بَقَاءَ يَوْمٍ ... عَلَى الأَجَلِ الَّذِي لَكِ لَمْ تُطَاعِي
فصبرا في مجال الموت صبرا ... بما نَيْلُ الْخُلُودِ بِمُسْتَطَاعِ
وَلا ثَوْبُ الْحَيَاةِ [8] بِثَوْبِ عَزٍّ ... فَيَطْوِي عَنْ أَخِي الْخَنْعِ الْيَرَاعِ
سَبِيلُ الْمَوْتِ غَايَةُ كُلِّ حَيٍّ ... وَدَاعِيَهِ لِأَهْلِ الأَرْضِ دَاعٍ
وَمَنْ لَمْ يُعْتَبَطْ يَسْأَمْ وَيَهْرَمْ ... وَتُسْلِمْهُ الْمَنُونُ إِلَى انْقِطَاعِ
وَمَا لِلْمَرْءِ خَيْرٌ فِي حَيَاةٍ ... إِذَا مَا عُدَّ مَنْ سَقَطِ الْمَتَاعِ [9]
__________
[ () ] و 482، ونسب قريش 288، والأخبار الطوال 275 و 277 و 280 و 305، وفتوح البلدان 488، وتاريخ العظيمي 192، ولطف التدبير 224، والمبهج 28.
[6] مهمل في الأصل.
[7] انظر أخباره في تاريخ الطبري 6/ 126 و 169 و 259 و 301 و 303 و 304 و 308 و 310 و 318 و 7/ 626، والكامل في التاريخ 4/ 282 و 286 و 342 و 345 و 438- 443 وغيره من كتب التواريخ.
[8] في التذكرة الحمدونية 2/ 401 «البقاء» .
[9] الأبيات في: شرح التبريزي 1/ 96، والعقد الفريد 1/ 105، وأمالي المرتضى 1/ 636، وشرح نهج البلاغة 3/ 2731، ولباب الآداب 224، والتذكرة السعدية 49 و 71، ونهاية الأرب 3/ 227، ووفيات الأعيان 4/ 94، وحماسة الخالديين 1/ 126، والثاني في: حلية المحاضرة 1/ 352، وديوان شعر الخوارج 122، 123، والتذكرة الحمدونية 2/ 401 رقم 1033، وحياة الحيوان للدميري 2/ 391، والبداية والنهاية 9/ 30، والأشباه والنظائر(5/511)
في سنة تسع وسبعين اندقّت عنقه، إذ عَثَرَتْ بِهِ فَرَسُهُ كَمَا تَقَدَّمَ، وَقِيلَ: بَلْ قتل [1] .
__________
[ () ] 1/ 186، والأول في الحماسة البصرية، والأول والثاني في: حماسة البحتري، وسمط اللآلي 572، وعيون الأخبار 1/ 126.
[1] راجع حوادث سنة 79 هـ.(5/512)
[حرف الكاف]
238- كثير بن الصّلت [1]- ن- بن معديكرب الكنديّ المدنيّ أَخُو زُبَيْرٍ [2] .
قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي خِلافَةِ الصِّدِّيقِ وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ.
رَوَى عَنْهُ: يُونُسُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو عَلْقَمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَوْفٍ.
رَوَى أَبُو عَوَانَةَ فِي «مُسْنَدِهِ» مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ كَثِيرَ بْنَ الصَّلْتِ كَانَ اسْمُهُ قَلِيلا، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرًا.
وَخَالَفَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فَجَعَلَ الَّذِي غَيَّرَ اسْمَ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [3] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ لَهُ شَرَفٌ وَحَالٌ جَمِيلَةٌ، وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ كبيرة بالمصلّى.
__________
[1] انظر عن (كثير بن الصلت) في:
طبقات ابن سعد 5/ 14، وطبقات خليفة 238، والتاريخ الكبير 7/ 205 رقم 899، وتاريخ الثقات للعجلي 396 رقم 1407، والثقات لابن حبان 5/ 330، والجرح والتعديل 7/ 153 رقم 855، وتاريخ الطبري 3/ 330 و 332 و 338 و 4/ 359 و 382، وجمهرة أنساب العرب 428، والكامل في التاريخ 3/ 175، وأسد الغابة 4/ 232، والاستيعاب 3/ 318، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1143، والكاشف 3/ 5 رقم 4706، وتهذيب التهذيب 9/ 419، 420 رقم 749، وخلاصة تذهيب التهذيب 320، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 525 و 574 و 5/ 37 و 82، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 505، والبداية والنهاية 9/ 21.
[2] في طبعة القدسي 3/ 204 «زبية» وهو غلط.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 14، أسد الغابة 4/ 232، والتاريخ الكبير 7/ 208.
[4] في الطبقات 5/ 14.(5/513)
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] : تَابِعيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ كَاتِبًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ عَلَى الرَّسَائِلِ.
239- كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ 4 [2] أَبُو شَجَرَةَ، وَيُقَالُ: أَبُو الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِيُّ الْحِمْصِيُّ.
سَمِعَ: عُمَرَ، وَرَوَى عَنْ: مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَنُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ، وَعَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، وَتَمِيمِ الدَّارِيِّ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَعَمْرُو بْنُ جَابِرٍ الْمِصْرِيَّانِ، وأَبُو الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ بْنُ كُرَيْبٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ.
وَيُقَالُ إِنَّهُ أَدْرَكَ سَبْعِينَ بَدْرِيًّا. قَالَهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ [3] .
وَشَهِدَ الْجَابِيَةَ مَعَ عُمَرَ.
رَوَى نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَخِيهِ مَحْفُوظٍ: عَنِ ابْنِ عَائِذٍ قَالَ: قَالَ كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ لِمُعَاذٍ وَنَحْنُ بِالْجَابِيَةِ: مَنِ الْمُؤْمِنُونَ؟ قَالَ مُعَاذٌ [4] : أَمُبَرْسَمٌ! والكعبة
__________
[1] في تاريخ الثقات 396 رقم 1407.
[2] انظر عن (كثير بن مرّة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 448، وطبقات خليفة 309، والتاريخ لابن معين 2/ 495، والتاريخ الكبير 7/ 208 رقم 907، والتاريخ الصغير 95، وتاريخ الثقات للعجلي 397 رقم 1410، والثقات لابن حبّان 5/ 332، والزهد لابن المبارك (الملحق) 70 رقم 240، وأنساب الأشراف 1/ 10، والمعرفة والتاريخ 1/ 513 و 1/ 297 312 و 339 و 348، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 62، و 597، والجرح والتعديل 7/ 157 رقم 872، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 258 أ، وأسد الغابة 4/ 233، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1143، والكاشف 3/ 6 رقم 4719، والمعين في الطبقات المحدّثين 35 رقم 228، وسير أعلام النبلاء 4/ 46، 47 رقم 11، وتذكرة الحفاظ 1/ 49، وتهذيب التهذيب 8/ 428، 429 رقم 766، وتقريب التهذيب 2/ 133 رقم 32، والإصابة 3/ 312 رقم 7485، وطبقات الحفاظ للسيوطي 15، وخلاصة تذهيب التهذيب 320، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 8، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 277 ب، 278 أ.
[3] في سير أعلام النبلاء- الرمز (م 4) .
[4] في سير أعلام النبلاء 4/ 46 «أدرك بحمص سبعين بدريا» . وهو في طبقات ابن سعد 7/ 448.(5/514)
إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّكَ أَفْقَهُ مِمَّا أَنْتَ، هُمُ الَّذِينَ أَسْلَمُوا وَصَامُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَدْرَكَ كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ عَبْدَ الْمَلِكِ، يَعْنِي وَفَاةَ عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَهُ الْبُخَارِيُّ [1] .
قُلْتُ: فَيُؤَخَّرُ إِلَى الطَّبَقَةِ التَّاسِعَةِ.
240- كُرَيْبُ بن أبرهة [2] ابن مَرْثَدٍ [3] أَبُو رِشْدِينَ الأَصْبَحِيُّ الْمِصْرِيُّ، الأَمِيرُ، أَحَدُ الأَشْرَافِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحُذَيْفَةَ، وَكَعْبِ الأحبار.
قال يزيد بن أبي حبيب: إن عبد العزيز بن مروان قَالَ لِكُرَيْبِ بْنِ أبْرَهَةَ: أَشَهِدْتَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ؟ قَالَ: حَضَرْتُهَا وَأَنَا غُلامٌ أَسْمَعُ وَلا أَدْرِي مَا يَقُولُ [4] .
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: كُرَيْبُ شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وَأَدْرَكْتُ قَصْرَهُ بِالْجِيزَةِ، هَدَمَهُ ذَكَاءُ الأَعْوَرُ، وَبَنَى عِوَضَهُ قَيْسَارِيَّةَ ذَكَاءُ يُبَاعُ فِيهَا الْبَزُّ، قَالَ: وَوَلَّى كُرَيْبٌ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ أَمِيرِ مِصْرَ [5] ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [6] : هُوَ ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ.
__________
[1] ليس في تاريخ البخاري هذا القول.
[2] انظر عن (كريب بن أبرهة) في:
التاريخ الكبير 7/ 231 رقم 993، وتاريخ الثقات للعجلي 397 رقم 1415، والثقات لابن حبان 5/ 339، وأنساب الأشراف 5/ 149 و 300، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 222، والمعرفة والتاريخ 1/ 464 و 2/ 298 و 317 و 318 و 430 و 3/ 322، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56، والجرح والتعديل 7/ 168 رقم 955، وتاريخ الطبري 4/ 98 و 256 و 6/ 142، والاستيعاب 3/ 323، وأسد الغابة 4/ 238، والكامل في التاريخ 4/ 298، وتهذيب التهذيب 8/ 433 رقم 782، والإصابة 3/ 313 رقم 7488، والولاة والقضاة 41 و 42 و 44 و 46 و 310.
[3] في طبعة القدسي 3/ 204 «ابن مزيد» ، وما أثبتناه عن الأصل، والإصابة 3/ 313.
[4] الإصابة 3/ 314 باختصار عن تاريخ دمشق.
[5] الإصابة 3/ 313.
[6] في تاريخ الثقات 397.(5/515)
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: ثَوْبَانُ بْنُ شَهْرٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ، وأَبُو سَلِيطٍ شُعْبَةُ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ التَّجِيبِيُّ، وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ.
وَعَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ قَالَ: رَأَيْتُ كُريْبَ بْنَ أبْرَهَةَ يَخْرُجُ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَيَمْشِي تَحْتَ رِكَابِهِ خَمْسُمِائَةٍ مِنْ حِمْيَرٍ [1] .
241- كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ النَّخَعِيُّ [2] شَرِيفٌ مُطَاعٌ مِنْ كِبَارِ شِيعَةِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ.
قتله الحجاج.
روى عنه: أبو إسحاق، وعبد الرحمن بن عائش [3] ، والأعمش، وجماعة.
وثّقه ابن معين [4] .
__________
[1] الإصابة 3/ 313.
[2] انظر عن (كميل بن زياد) في:
طبقات ابن سعد 6/ 179، وطبقات خليفة 148، وتاريخ خليفة 288، والتاريخ الكبير 7/ 243 رقم 1036، وتاريخ الثقات للعجلي 398 رقم 1423، والثقات لابن حبان 2/ 341، والمعرفة والتاريخ 2/ 481، وأنساب الأشراف 5/ 30 و 41 و 45 و 54، وفتوح البلدان 458، وتاريخ اليعقوبي 2/ 205، 206، والعقد الفريد 2/ 212، 213، ومروج الذهب 1749، والجرح والتعديل 7/ 174، 175 رقم 905، وتاريخ الطبري 4/ 318 و 323 و 326 و 403 و 404 و 446 و 6/ 350 و 365، وجمهرة أنساب العرب 415، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1150، وتهذيب التهذيب 8/ 447، 448 رقم 811، وتقريب التهذيب 2/ 136 رقم 70، والإصابة 3/ 318 رقم 7501، والتذكرة الحمدونية 1/ 67.
[3] مهملة في الأصل.
[4] لم يذكره في تاريخه، ولا في معرفة الرجال.(5/516)
[حرف اللام]
242- ليلى الأخيلية [1] الشاعرة المشهورة. كانت من أشعر النساء، لا يُقَدَّمُ عَلَيْهَا فِي الشِّعْرِ غَيْرَ الْخَنْسَاءِ.
وَقِيلَ: إِنَّ النَّابِغَةَ الْجَعْدِيَّ هَجَاهَا فَقَالَ:
وَكَيْفَ أُهَاجِي شَاعِرًا [2] رُمْحُهُ اسْتُهُ ... خضيب البنان لا يزال مكحّلا
فأجابته:
__________
[1] انظر عن (ليلى الأخيلية) في:
الأخبار الموفقيّات 501، 502 و 511، ومعجم الشعراء للمرزباني 343، والتعليقات والنوادر للهجري 2/ 250، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 27، والمنمّق 9، والشعر والشعراء 1/ 356 و 357 و 359 و 362 و 593، والمثلّث للبطليوسي 2/ 391، والمعارف 90، ومروج الذهب، 1194 و 2082 و 2083 و 2145، والعقد الفريد 6/ 4، وبدائع البدائه لابن ظافر 29، 30، والأغاني 11/ 204، وسمط اللآلي 119، وشرح التبريزي 4/ 76، ورغبة الآمل 5/ 215- 221 و 8/ 177 و 179 و 184، وزهر الآداب للحصري 932، وأمالي المرتضى 1/ 58، وأمالي القالي 1/ 86- 89 و 248 و 2/ 81 والذيل 78 و 91. ولباب الآداب 285، وثمار القلوب 200 و 349، وفوات الوفيات 3/ 226- 228، والنجوم الزاهرة 1/ 193، ومعجم الشعراء في لسان العرب 361، 362 رقم 913، وديوان ليلى الأخيلية- نشره خليل إبراهيم العطية وجليل العطية، طبعة بغداد 1387 هـ.، وفتوح البلدان 382، والتذكرة الفخرية 86، والجليس الصالح 1/ 331، وشرح أدب الكاتب 74 و 145 و 300، وأخبار النساء 44، 45، وربيع الأبرار 3/ 688، 689، والمبهج، لابن جني 78.
[2] في الشعر والشعراء:
وكيف أهاجي من يكن رمحه استه(5/517)
أعَيَّرْتَنِي دَاءً بِأُمِّكِ مِثْلُهُ ... وَأَيُّ حِصَانٍ لا يُقَالُ لَهَا هَلا [1]
وَدَخَلَتْ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَقَدِ أَسَنَّتْ، فَقَالَ لَهَا: مَا رَأَى تَوْبَةُ [2] مِنْكِ حَتَّى عَشِقَكِ؟ قَالَتْ: مَا رَأَى النَّاسُ مِنْكَ حَتَّى جَعَلُوكَ خَلِيفَةً، فَضَحِكَ وَأَعْجَبَهُ [3] .
وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَالَ لَهَا: هَلْ كَانَ بَيْنَكُمَا سُوءٌ قَطُّ؟ قَالَتْ: لا وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِهِ، إِلا أَنَّهُ غَمَزَ يَدِي مَرَّةً.
وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ مَوْلَى لِعَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى الْحَجَّاجِ، فَأُدْخِلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ، فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ، فَجَلَسَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَإِذَا امْرَأَةٌ قَدْ أَسَنَّتْ، حَسَنَةُ الْخَلْقِ، وَمَعَهَا جَارِيَتَانِ لَهَا، فَإِذَا هِيَ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ، فَقَالَ: يَا لَيْلَى، مَا أَتَى بِكِ؟ قَالَتْ: إِخْلَافُ النُّجُومِ، وَقِلَّةُ الْغُيُومِ، وَكَلَبُ الْبَرْدِ، وَشِدَّةُ الْجَهْدِ، وَكُنْتَ لَنَا بَعْدَ اللَّهِ الرِّفْدَ، وَالنَّاسُ مُسْنَتُونَ، وَرَحَمَةُ اللَّهِ يَرْجُونَ، وَإِنِّي قَدْ قُلْتُ فِي الأَمِيرِ قَوْلا، قَالَ: هَاتِي، فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ:
أَحَجَّاجُ لا يُفْلَلْ سِلَاحُكَ إِنَّمَا ... الْمَنَايَا بِكَفِّ اللَّهِ حَيْثُ يَرَاهَا
إِذَا هَبَطَ الْحَجَّاجُ أَرْضًا مَرِيضَةً ... تَتَبَّعُ أَقْصَى دَائِهَا فَشَفَاهَا
شَفَاهَا مِنَ الدَّاءِ الْعُضَالِ الَّذِي بِهَا ... غُلامٌ [4] إِذَا هَزَّ الْقَنَاةَ سَقَاهَا
إِذَا سَمِعَ الْحَجَّاجُ رِزْءَ [5] كَتِيبَةٍ ... أَعَدَّ لَهَا قَبْلَ النُّزُولِ قِرَاهَا
ثُمَّ ذَكَرَ بَاقِي الْقَصَّةِ بِطُولِهَا [6] وَأَنَّ الحجّاج وصلها بمائة ناقة، وقال
__________
[1] الشعر والشعراء 1/ 359، 360، سمط اللآلي 282، خزانة الأدب 3/ 33.
[2] هو توبة بن الحميّر، فقد مرّت ترجمته في حرف التاء.
[3] الأغاني 11/ 240، الشعر والشعراء 1/ 360.
[4] في الأغاني 11/ 249 «فلما قالت:
غلام إذا هزّ القناة سقاها
قال: لا تقولي غلام، قولي همام.
[5] الرّزء: بالكسر، الصوت تسمعه من بعيد.
وفي طبعة القدسي 3/ 206 «رزء» .
[6] القصّة بطولها في الأمالي لأبي علي القالي 1/ 86، 89، وهي باختصار في ربيع الأبرار 3/ 688، 689.(5/518)
لِجُلَسَائِهِ: هَذِهِ لَيْلَى الأخْيَلِيَّةُ الَّتِي مَاتَ تَوْبَةُ الْخَفَاجِيُّ [1] مِنْ حُبِّهَا، أَنْشِدِينَا بَعْضَ مَا قَالَ فِيكِ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ فِي:
وَهَلْ تَبْكِيَنَّ لَيْلَى إِذَا مُتُّ قَبْلَهَا ... وَقَامَ عَلَى قَبْرِي النِّسَاءُ النَّوَائِحُ
كَمَا لَوْ أَصَابَ الْمَوْتُ لَيْلَى بَكَيْتُهَا ... وَجَادَ لَهَا دَمْعٌ مِنَ الْعَيْنِ سَافِحُ
وَأُغْبَطُ مِنْ لَيْلَى بِمَا لا أَنَالُهُ ... أَلا [2] كُلَّمَا قَرَّتْ بِهِ الْعَيْنُ صَالِحُ [3]
وَلَوْ أَنَّ لَيْلَى الأخْيَلِيَّةَ سَلَّمَتْ ... عَلَيَّ وَدُونِي جَنْدَلٌ [4] وَصَفَائِحُ
لسلّمت تسليم البشاشة أو زقا [5] ... إِلَيْهَا صَدًى مَنْ جَانِبِ الْقَبْرَ صَائِحُ
قَالَ الْحَجَّاجُ: فَهَلْ رَابَكِ مِنْهُ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لا وَالَّذِي أَسْأَلُهُ أَنْ يُصْلِحَكَ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ لِي مَرَّةً، ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ خَضَعَ لِأَمْرٍ، فَأَنْشَأْتُ أَقُولُ:
وَذِي حَاجَةٍ قُلْنَا لَهُ لا تَبُحْ بِهَا ... فَلَيْسَ إِلَيْهَا مَا حَيِيتَ سَبِيلُ
لَنَا صَاحِبٌ لا يَنْبَغِي أَنْ نَخُونَهُ ... وَأَنْتَ لأخرى فارغ وخليل [6]
243- لمازة بن زبّار [7]- د ت ق- أبو لبيد الجهضميّ البصريّ.
__________
[1] في الأصل «الخناجي» والتصحيح من المؤتلف والمختلف للآمدي 68.
[2] في أمالي القالي «بلى» .
[3] في الأمالي «طائح» والمثبت يتفق مع ما في ديوان الحماسة.
[4] في الشعر والشعراء «تربة» .
[5] في الأصل «رقا» ، والتصحيح من الشعر والشعراء، وأمالي القالي.
[6] في بدائع البدائه «صاحب وخليل» ، وفي أمالي القالي «صاحب وحليل» .
وللقصّة بقية في: أمالي القالي 1/ 86- 89، وانظر الكامل في الأدب للمبرّد 732- طبعة، لا يبزغ 1864، والأمالي للقالي أيضا 2/ 87 والذيل 91، والشعر والشعراء 1/ 357، وديوان الحماسة 3/ 155، والمحاسن والأضداد 125، والأغاني 11/ 244 و 247- 249، وبدائع البدائه 29، 30 رقم 14، والتذكرة الفخرية 86، وديوان توبة 48، 49، وفوات الوفيات 3/ 226- 228، وأمالي الزجاجي 50، وخزانة الأدب 3/ 31، والجليس الصالح 1/ 331- 8340
[7] انظر عن (لمازة بن زبار) في:
طبقات ابن سعد 7/ 213، والتاريخ لابن معين 2/ 500، وفيه (ابن زياد) ، ومعرفة الرجال 1 رقم 790، والتاريخ الكبير 7/ 251 رقم 1069، وتاريخ أبي زرعة 1/ 484، والجرح والتعديل 7/ 182 رقم 1033، وتاريخ الطبري 4/ 545 و 5/ 510 و 512 وفيه (ابن زياد الجهنيّ) ، والثقات لابن حبّان 5/ 345، ومروج الذهب 1651، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1152، والكاشف 3/ 12 رقم 4758 وفيه (ابن زنار) ، وتهذيب التهذيب(5/519)
رَوَى عَنْ: عُمَرَ وَعَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، وَيَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، وَمَطَرُ بْنُ حُمْرَانَ، وَطَالِبُ بْنُ السُّمَيْدِعِ.
وَوَفَدَ عَلَى يَزِيدَ.
قَالَ ابن سعد [1] : سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ، وَكَانَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: أَبُو لَبِيدٍ صَالِحُ الْحَدِيثِ.
سيعاد.
__________
[ () ] 8/ 457، 458 رقم 829، وتقريب التهذيب 2/ 138 رقم 5، وخلاصة تذهيب التهذيب 323.
ولمازة: بكسر اللام وفتح الميم المخفّفة والزاي. وزبّار: بفتح الزاي وتشديد الباء الموحّدة، وفي آخره راء.
[1] في الطبقات 7/ 213.(5/520)
[حرف الميم]
244- مالك بن أبي عامر [1]- ع- الأصبحيّ المدنيّ، جَدُّ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَعْبِ الْحَبْرِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ أَنَسٌ، وَأَبُو سَهْلٍ نَافِعٌ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وكان ثقة فاضلا.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.
245- مَالِكُ بْنُ مِسْمَعٍ [2]
__________
[1] انظر عن (مالك بن أبي عامر) في:
طبقات ابن سعد 5/ 63، 64، وطبقات خليفة 254، والتاريخ الكبير 7/ 305 رقم 1297، والتاريخ الصغير 86، وتاريخ الثقات للعجلي 418 رقم 1525، والثقات لابن حبان 5/ 383، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 589، والجرح والتعديل 8/ 214 رقم 951، وتاريخ الطبري 4/ 414، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1299، والكاشف 3/ 101 رقم 5349، والمعين في طبقات المحدّثين 35 رقم 231، وتهذيب التهذيب 10/ 19 رقم 25، وتقريب التهذيب 2/ 225 رقم 879، وخلاصة تذهيب التهذيب 367، ومرآة الجنان 1/ 55، والبداية والنهاية 9/ 6، ورجال البخاري 2/ 692، 693 رقم 1136، ورجال مسلم 2/ 223 رقم 1548.
[2] انظر عن (مالك بن مسمع) في:
الأخبار الموفقيات 158، والمحبّر 261 و 302، والمعارف 419، و 587، والبيان والتبيين 1/ 325، 326، وتاريخ اليعقوبي 2/ 264 و 273، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 406- 408 و 411- 414 و 463- 470، و 5/ 202 و 244 و 24 و 253 و 257 و 260 و 265 و 282،(5/521)
أَبُو غَسَّانَ الرَّبَعِيُّ [3] الْبَصْرِيُّ.
كَانَ سَيِّدُ رَبِيعَةَ فِي زَمَانِهِ، وَكَانَ رَئِيسًا حَلِيمًا، يُذْكَرُ فِي نُظَرَاءِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ فِي الشَّرَفِ.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ.
قَالَ خَلِيفَةُ [4] : مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وسبعين.
246- محمد بن إياس [5]- د- بن البكير.
عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وعنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن، ونافع مولى ابن عمر، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وغيرهم.
247- محمد بن حاطب [6]- ت ن ق- بن الحارث القرشيّ الجمحيّ، أخو
__________
[ () ] ومشاهير علماء الأمصار، رقم 301، والعقد الفريد 2/ 374 و 4/ 305، ومروج الذهب 1958 و 2003، والحيوان 1/ 270، والبداية والنهاية 8/ 347، ومرآة الجنان 1/ 155، والإصابة 3/ 485 رقم 8359، وجمهرة أنساب العرب 320، 321، وتاريخ خليفة 258 و 259 و 326، وتاريخ الطبري 4/ 505 و 536 و 5/ 110 و 357 و 505 و 512 و 514 و 515 و 516 و 6/ 68 و 69 و 95 و 99 و 118 و 128 و 152 و 155 و 580 و 591 و 600، والكامل في التاريخ 3/ 241 و 259 و 361 و 4/ 23 و 137- 139 و 142 و 268 و 279 و 281 و 287 و 307 و 308 و 363 و 5/ 85، والأخبار الطوال 231.
[3] في الأصل «الزيعي» .
[4] قوله ليس في تاريخه.
[5] انظر عن (محمد بن إياس) في:
التاريخ الكبير 1/ 20، 21 رقم 14، والمعرفة والتاريخ 1/ 420، والجرح والتعديل 7/ 205 رقم 1134، والثقات لابن حبان 5/ 379، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1176، وأسد الغابة 4/ 312، والكاشف 3/ 21 رقم 4809، وتهذيب التهذيب 9/ 68 رقم 81، وتقريب التهذيب 2/ 146 رقم 68، وخلاصة تذهيب التهذيب 328.
[6] انظر عن (محمد بن حاطب) في:
طبقات خليفة 25 و 278 والتاريخ لابن معين 2/ 510، ومسند أحمد 3/ 418 و 4/ 259، والمحبّر 153 و 379، والتاريخ الكبير 1/ 17 رقم 8، وأنساب الأشراف 1/ 538 و 4 ق 1/ 491 و 493 و 5/ 8 و 10، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 119 رقم 446، والمعرفة والتاريخ 1/ 306، وتاريخ أبي زرعة 1/ 561 و 577 و 578، والجرح والتعديل 7/ 224، 225 رقم 1243، والاستيعاب 3/ 340 وفيه (محمد بن حطاب) ، وجمهرة أنساب العرب 162، وأسد الغابة 4/ 314، 315، الكامل في التاريخ 4/ 373، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1182، وتحفة الأشراف 8/ 355 رقم 491، والكاشف 3/ 28 رقم 4855،(5/522)
الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ.
لَهُ صُحْبَةٌ، وَحَدِيثَانِ، وَاحِدٌ في الضّرب بالدّفّ في النّكاح [1] .
وروى عنه: عَلِيٍّ أَيْضًا.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ الْحَارِثُ، وَعُمَرُ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَحَفِيدُهُ عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو بَلْجٍ [2] .
يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، وَهُوَ رَضِيعُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
وَقِيلَ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ فِي الإِسْلامِ مُحَمَّدًا.
وُلِدَ بِمَكَّةَ، وَقِيلَ: وُلِدَ بِالْحَبَشَةِ.
وَفِي الصَّحَابَةِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمَةَ كَبِيرٌ مَشْهُورٌ لَكِنَّهُ سُمِّيَ مُحَمَّدًا قَبْلَ الإِسْلامِ.
تُوُفِّيَ ابْنُ حَاطِبٍ هَذَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.
248- مَسْرُوحُ بْنُ سَنْدَرٍ [3] الْجُذَامِيُّ [4] ، مَوْلَى رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، كُنْيَتَهُ أَبُو الأَسْوَدِ.
قَدِمَ مِصْرَ بَعْدَ فَتْحِهَا بِكِتَابٍ مِنْ عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنِ لَقِيطٍ.
وَهُوَ قَلِيلُ الحديث.
__________
[ () ] وسير أعلام النبلاء 3/ 435، 436 رقم 79، والوافي بالوفيات 2/ 317 رقم 766، ومجمع الزوائد 9/ 415، ومرآة الجنان 1/ 155، والعقد الثمين 1/ 450، والإصابة 3/ 372 رقم 7765، وتهذيب التهذيب 9/ 106 رقم 143، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 122، وشذرات الذهب 1/ 82، وخلاصة تذهيب التهذيب 282.
[1] أخرجه أحمد في المسند 3/ 418 و 4/ 259، والترمذي (1088) ، والنسائي 6/ 127 باب إعلان النكاح بالصوت وضرب الدف، وابن ماجة في النكاح (1896) باب إعلان النكاح.
[2] بلج: بفتح أوله وسكون ثانيه.
[3] انظر عن (مسروح بن سندر) في:
الإصابة 3/ 407، 408 رقم 7931
[4] بضم الجيم، نسبة إلى جذام قبيلة من اليمن ... (اللباب 1 (215) .(5/523)
249- مصعب بْنُ الزُّبَيْرِ [1] ابْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ، أَبُو عِيسَى، وَيُقَالُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ.
حَكَى عَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَاسْتَعْمَلَهُ أَخُوهُ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَقَتَلَ الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، ثُمَّ عَزَلَهُ أَخُوهُ، وَاسْتَعْمَلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْعِرَاقِ، فَأَقَامَ بِهَا يُقَاوِمُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَيُحَارِبُهُ إِلَى أن قُتِلَ.
وأمّه الرّباب بنت أنيف الكلبيّ.
__________
[1] انظر عن (مصعب بن الزبير) في:
طبقات ابن سعد 5/ 182، 183، والأخبار الموفقيات 15 و 22 و 68، والمحبّر (انظر فهرس الأعلام) 719، ونسب قريش (انظر فهرس الأعلام) 464، وطبقات خليفة 241، وتاريخ خليفة 264 و 267 و 268 و 269 و 293 و 294 و 296 و 404 و 408، والتاريخ الكبير 7/ 350 رقم 1510، والتاريخ الصغير 75، والمعرفة والتاريخ 1/ 214 و 223 و 627 و 2/ 479 و 758 و 3/ 91 و 331، وتاريخ أبي زرعة 1/ 192 و 235 و 236 و 511 و 512 و 583 و 584، والمعارف 224، وانظر فهرس الأعلام 766، والأخبار الطوال (انظر فهرس الأعلام) 142، 143، وفتوح البلدان 471، 472، وأنساب الأشراف 3/ 60 و 159 و 213 و 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) 666، و 5 (انظر فهرس الأعلام) 422، وتاريخ اليعقوبي 2/ 263- 266، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 457، وربيع الأبرار 1/ 198 و (انظر فهرس الأعلام) 4/ 550، وثمار القلوب 508، 509، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 151، ومروج الذهب 2003- 2015، وأمالي القالي 1/ 11 و 13 و 3/ 27 و 127 و 189، والأغاني 19/ 122- 133، وتاريخ بغداد 13/ 105- 108 رقم 7093، وجمهرة أنساب العرب 124، 125، والجرح والتعديل 8/ 33 رقم 1401، وسيرة ابن هشام 1/ 112، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 416، و 417، والثقات لابن حبّان 5/ 410، 411، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16/ 263 أ، وتاريخ العظيمي 188، 189، وسير أعلام النبلاء 4/ 140- 145 رقم 48، والعبر 1/ 80، 81، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 86 و 89، وفوات الوفيات 4/ 143، والبداية والنهاية 8/ 317- 323 وتعجيل المنفعة 403، 404 رقم 1042، ولباب الآداب 87 و 88 و 208 و 257 و 347- 349، والتذكرة الحمدونية 1/ 424 وانظر فهرس الأعلام) 2/ 511، ونهاية الأرب 21/ 80، والنجوم الزاهرة 1/ 187، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 345، والفتوح لابن أعثم 6/ 260.(5/524)
وكان يسمّى آنية النّحل [1] من كرمه وجوده.
وفيه يَقُولُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:
إِنَّمَا مُصْعَبُ شِهَابٌ مِنَ اللَّهِ ... تَجَلَّتْ عَنْ وَجْهِهِ الظَّلْمَاءُ
مُلْكُهُ مُلّكُ عِزَّةٍ [2] لَيْسَ فِيهِ ... جَبَرُوتٌ مِنْهُ [3] وَلا كِبْرِيَاءُ
يَتَّقِي اللَّهَ فِي الأُمُورِ وَقَدْ أَفْلَحَ ... مَنْ كَانَ هَمُّهُ الاتِّقَاءُ [4]
وَفِيهِ يَقُولُ أَيْضًا:
لَوْلا الإِلَهُ وَلَوْلا مُصْعَبٌ لَكُمْ ... بِالطَّفِّ قَدْ ضَاعَتِ الأَحَسْابُ وَالذِّمَمُ
أَنْتَ الَّذِي جِئْتَنَا وَالدِّينُ مُخْتَلَسٌ ... وَالْحُرُّ مُعْتَبَدٌ وَالْمَالُ مُقْتَسَمُ
فَفَرَّجَ اللَّهُ عَمْيَاهَا وَأَنْقَذَنَا ... بِسَيْفٍ أَرْوَعَ فِي عِرْنِينِهِ شَمَمُ
مُقَلَّدٌ بِنَجَادِ السَّيْفِ فَضْلُهُ ... فِعْلُ الْمُلُوكِ وَلا عَيْبَ وَلا قِرْمُ
فِي حِكَمِ لُقُمَانَ يَهْدِي مَعَ نَقِيبَتِهِ ... يَرْمِي بِهِ اللَّهُ أَعْدَاءً وَيَنْتَقِمُ
وَبَيْتُهُ الشرف الأعلى سوابغها ... في الدّارعين إذا ما سَأَلْتِ الْخَدَمُ
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: وَمُصْعَبُ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ [5] .
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: مَا رَأَيْتُ أَمِيرًا قَطُّ أَحْسَنُ مِنْ مُصْعَبٍ [6] .
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ: قَالَ الشَّعْبيُّ: مَا رَأَيْتُ أَمِيرًا قَطُّ عَلَى مِنْبَرٍ أَحسَنَ مِنْ مُصْعَبٍ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: كَانَ مُصْعَبٌ يُحْسَدُ عَلَى الْجَمَالِ، فَنَظَرَ يَوْمًا وَهُوَ يَخْطُبُ إِلَى أَبِي خَيْرَانَ الْحِمَّانِيُّ، فَصَرَفَ وَجْهُهُ عَنْهُ، ثمّ دخل ابن جودان
__________
[1] قال بعض الأشراف في قتله:
عماد بني العاص الرفيع عماده ... وقرم بني العوّام آنية النّحل
(ثمار القلوب 508 رقم 829) وقد وردت في الأصل «ابنه» .
[2] في الشعر والشعراء «رحمة» .
[3] في الشعر والشعراء «جبروت يخشى» .
[4] الأبيات في: الشعر والشعراء 2/ 450 والكامل في الأدب 2/ 269، والأغاني 5/ 79، وديوان مصعب بن الزبير 91، والعقد الفريد 2/ 173.
[5] الطبقات لابن سعد 5/ 183.
[6] الطبقات.(5/525)
الْجَهْضَمِيُّ، فَسَكَتَ وَجَلَسَ، وَدَخَلَ الْحَسَنُ فَنَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اجْتمَعَ فِي الْحِجْرِ عَبْدُ اللَّهِ، وَمُصْعَبٌ، وَعُرْوَةُ بَنُو الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالُوا: تَمَنَّوْا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْخِلافَةَ، وَقَالَ عُرْوَةُ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّي الْعِلْمُ، وَقَالَ مُصْعَبٌ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى إِمْرَةَ الْعِرَاقِ، وَالْجَمْعُ بَيْنَ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، وَسُكَيْنَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْمَغْفِرَةَ، فَنَالُوا مَا تَمَنَّوْا، وَلَعَلَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ غُفِرَ لَهُ [1] .
قَالَ خَلِيفَةُ [2] : فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ جَمَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْعِرَاقَ لِأَخِيهِ مُصْعَبٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ الْمُلْكَ بِأَحَدٍ قَطُّ أَلْيَطَ مِنْهُ بِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَ: بَلَغَ مُصْعَبًا عَنْ عَرِّيفِ الأَنْصَارِ شَيْءٌ فَهَمَّ بِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«اسْتَوْصُوا بِالأَنَصْارِ خَيْرًا، اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ» ، فَأَلْقَى مُصْعَبٌ نَفْسَهُ عَنِ السَّرِيرِ، وَأَلْزَقَ خَدَّهُ بِالْبُسَاطِ، وَقَالَ: أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ، وَتَرَكَهُ. رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ [3] . وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أُهْدِيَتْ لِمُصْعَبٍ نَخْلَةٌ مِنْ ذَهَبٍ عَثَاكِلُهَا [4] مِنْ صُنُوفِ الْجَوْهَرِ، فَقُوِّمَتْ بِأَلْفَيْ ألف دِينَارٍ، وَكَانَتْ مِنْ مَتَاعِ الْفُرْسِ، فَدَفَعَهَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ [5] .
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا كَتَبَ لِلرَّجُلِ بِجَائِزَةٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ جَعَلَهَا مُصْعَبٌ مائة ألف.
__________
[1] حلية الأولياء 2/ 171، وانظر عيون الأخبار 3/ 258.
[2] قوله ليس في تاريخه أو طبقاته.
[3] في المسند 3/ 240 و 241.
[4] العثاكل: مفردها: عثكول وعثكال، وهو العذق من أعذاق النخل الّذي يكون فيه الرطب.
[5] ابن أبي فروة هو كاتب مصعب بن الزبير. والخبر في تاريخ دمشق 16/ 267 أ.(5/526)
وَسُئِلَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَيُّ ابْنَيِ الزُّبَيْرِ أَشْجَعُ؟ قَالَ: كِلاهُمَا جَاءَ الْمَوْتُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ.
وَعَنِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمًا لِجُلَسَائِهِ: مَنْ أَشْجَعُ الْعَرَبِ؟
قِيلَ: شَبِيبٌ، قَطَرِيُّ، فلان، فُلانٌ، فَقَالَ: إِنَّ أَشْجَعَ الْعَرَبِ لَرَجُلٌ وَلِيَ الْعِرَاقَيْنِ خَمْسَ سِنِينَ، فَأَصَابَ أَلْفَ أَلْفٍ، وَأَلْفَ أَلْفٍ، وَأَلْفَ أَلْفٍ، وَتَزَوَّجَ سُكَيْنَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ، وَعَائِشَةَ بِنْتَ طَلْحَةَ، وَأَمَةَ الْحميدِ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، وَأُمُّهُ رَبَابُ بِنْتُ أُنَيْفٍ الْكَلْبِيُّ، وَأُعْطِيَ الأَمَانَ، فَأَبَى وَمَشَى بِسَيْفِهِ حَتَّى مَاتَ، ذَاكَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ [1] .
وَرَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْقَصْرَ بِالْكُوفَةِ، فَإِذَا رَأْسُ الْحُسَيْنِ بَيْنَ يَدَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، ثُمَّ دَخَلْتُ الْقَصْرَ بِالْكُوفَةِ، فَإِذَا رَأْسُ عُبَيْدِ اللَّهِ بَيْنَ يَدَيِ الْمُخْتَارِ، ثُمَّ دَخَلْتُ الْقَصْرَ، فَإِذَا رَأْسُ الْمُخْتَارِ بَيْنَ يَدَيْ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ دَخَلْتُ بَعْدُ، فَرَأَيْتُ رَأْسَ مُصْعَبٍ بَيْنَ يَدَيْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَعَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قُتِلَ مُصْعَبٌ يَوْمَ الْخَمِيسِ، النِّصْفُ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قُتِلَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً.
وَلابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ يَرْثِيهِ:
إِنَّ الرَّزِيَّةَ يَوْمَ مَسْكِنَ ... وَالْمُصِيبَةَ وَالْفَجِيعَهْ
بِابْنِ الْحَوَارِيِّ الَّذِي ... لَمْ يَعْدُهُ [2] يَوْمُ الْوَقِيعَهْ
غَدَرَتْ بِهِ مُضَرُ الْعِرَاقِ ... وَأَمْكَنَتْ مِنْهُ رَبِيعَهْ
فَأَصَبْتِ [3] وِتْرَكِ يَا رَبِيعَ ... وَكُنْتُ سَامِعَةً مُطِيعَهْ
يَا لَهْفَ لَوْ كَانَتْ لَهُ ... بِالدَّيْرِ يَوْمَ الدَّيْرِ شِيعَهْ
أَوْ لَمْ تَخُونُوا عَهْدَهُ ... أَهْلُ الْعِرَاقِ بَنُو [4] اللَّكِيعَهْ
__________
[1] الأغاني 19/ 131، 132.
[2] في طبعة القدسي 3/ 210 «نفده» ، والتصحيح من الكامل للمبرّد.
[3] في طبعة القدسي 3/ 210 «فأصيب» ، والتصحيح من الكامل للمبرّد.
[4] في طبعة القدسي 3/ 210 «بني» والتصحيح من الكامل للمبرّد.(5/527)
لَوَجَدْتُمُوهُ حِينَ يَحْدِرُ ... لا يُعَرِّسُ بِالْمَضِيعَهْ [1]
251- مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ [2] أَبُو زُرْعَةَ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ.
كَانَ صَاحِبَ لِوَاءِ جُهَيْنَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَكَانَ أَلْزَمَهُمْ لِلْبَادِيَةِ.
أَخَذَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَيْضًا.
رَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَغَيْرُهُ.
وَلا رِوَايَةٌ لَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الكتب السّنّة.
وَعَاشَ ثَمَانِينَ سَنَةً. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ.
فَأَمَّا مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ صَاحِبُ الْقَدْرِ فَسَيَأْتِي.
252- مَعْدَانُ بن أبي طلحة [3]- م 4- اليعمريّ [4] الشاميّ.
__________
[1] الأبيات في الكامل للمبرّد 1/ 59 وفيه البيت الأخير:
لوجدتموه حين يغضب ... لا يعرّج بالمضيعة
وهي أيضا في: الفتوح لابن أعثم 6/ 269، والأخبار الموفقيات 533، والأغاني 19/ 128، وديوان ابن الرقيات 184، ومعجم البلدان 5/ 127 (مادّة مسكن: وهو موضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق، وبه كانت الوقعة بين عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير في سنة 72 فقتل مصعب وقبره هناك معروف) . ومنها ثلاثة أبيات في التنبيه والإشراف 271.
[2] انظر عن (معبد بن خالد) في:
طبقات ابن سعد 4/ 338، وطبقات خليفة 211، والتاريخ الكبير 7/ 399 رقم 1745، والمعرفة والتاريخ 2/ 280، والجرح والتعديل 8/ 279 رقم 1276، والاستيعاب 3/ 457، 458، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 380، وتهذيب التهذيب 10/ 222 رقم 405، وتقريب التهذيب 2/ 262 رقم 1251، والإصابة 3/ 439 رقم 8092، وأسد الغابة 4/ 390.
[3] انظر عن (معدان بن أبي طلحة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 444، وطبقات خليفة 308، والتاريخ لابن معين 2/ 575، 576، والتاريخ الكبير 8/ 38 رقم 2070، وتاريخ الثقات للعجلي 433، 434 رقم 1603، والثقات لابن حبّان 5/ 457، والمعرفة والتاريخ 2/ 328 و 465 و 664، والجرح والتعديل 8/ 404 رقم 1854، وتاريخ الطبري 4/ 204، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1351، وتهذيب التهذيب 10/ 228 رقم 417، وتقريب التهذيب 2/ 263 رقم 1262، وخلاصة تذهيب التهذيب 383، ورجال مسلم 2/ 269 رقم 1665.
[4] بفتح الميم، كما في الأنساب 12/ 415.(5/528)
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : أَهْلُ الشَّامِ يَقُولُونَ: مَعْدَانُ بْنُ طَلْحَةَ، وَهُمْ أَثْبَتُ فِيهِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [2] وَغَيْرُهُ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَثَوْبَانَ.
رَوَى عَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُعَيْطِيُّ [3] وَالسَّائِبُ بْنُ حُبَيْشٍ الْكَلاعِيُّ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَيَعِيشُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ [4] فِي الطَّبَقَةِ الَّتِي تَلِي الصَّحَابَةَ.
252- الْمُنْذِرُ بْنُ الْجَارُودِ الْعَبْدِيُّ [5] مِنْ وُجُوهِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
وُلِّيَ إِمْرَةَ إِصْطَخْرَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ وُلِّيَ السِّنْدَ مِنْ قِبَلِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ.
يُقَالُ إِنَّهُ قُتِلَ فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قَدِمَ الْجَارُودُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنَشٍ الْعَبْدِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا.
وَقَالَ غَيْرُهُ: لِلْجَارُودِ صُحْبَةٌ.
وَقُتِلَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بِفَارِسٍ.
كُنْيَةُ الْمُنْذِرِ أَبُو الأَشْعَثِ، ويقال أبو عتّاب.
__________
[1] في التاريخ 2/ 576.
[2] في تاريخ الثقات 433، 434.
[3] مهملة في الأصل، والتحرير من الخلاصة.
[4] في تاريخ دمشق 1/ 370.
[5] انظر عن (المنذر بن الجارود) في:
تاريخ خليفة 236، والمعرفة والتاريخ 3/ 313، والأخبار الموفقيات 428، والمعارف 339، والشعر والشعراء 121، وفتوح البلدان 358 و 439، والأخبار الطوال 231، 232 و 305، والتعليقات والنوادر ج 1 رقم 110، وأنساب الأشراف 1/ 500 و 4 ق 1/ 30 و 375 و 376، وتاريخ اليعقوبي 2/ 204 و 264، وتاريخ الطبري 4/ 80 و 505 و 5/ 318 و 319 و 357، والعقد الفريد 3/ 405 و 4/ 39، ومروج الذهب 1631، وربيع الأبرار 4/ 197، وشرح نهج البلاغة 4/ 230، 231، ولباب الآداب 229، والبداية والنهاية 9/ 17، والإصابة 3/ 480 رقم 8334، والكامل في التاريخ 3/ 523 و 4/ 23 و 101 و 342.(5/529)
[حرف النون]
253- ناعم [1] بن أجيل [2]- م- الهمدانيّ المصريّ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ.
سُبِيَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَاشْتَرَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَأَعْتَقَتْهُ [3] فَرَوَى عَنْهَا، وَعَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةَ، وَالأَعْرَجُ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ بمصر.
توفّي سنة ثمانين.
254- نافع مولى أمّ سلمة [4]- ن- أَيْضًا مِنَ الْقُدَمَاءِ.
رَوَى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ فِي صِحَّةِ صَوْمِ الْجُنُبِ حَدِيثًا تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ [5] .
__________
[1] انظر عن (ناعم بن أجيل) في:
طبقات ابن سعد 5/ 298، والتاريخ الكبير 8/ 125 رقم 2441، والمعرفة والتاريخ 2/ 520، وتاريخ أبي زرعة 1/ 431 و 630، والجرح والتعديل 8/ 508 رقم 2323، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1402، 1403، وأسد الغابة 5/ 7، والكاشف 3/ 172 رقم 5878، وتهذيب التهذيب 10/ 403، 404 رقم 724، وتقريب التهذيب 2/ 195 رقم 12، والإصابة 3/ 543 رقم 8649، وخلاصة تذهيب التهذيب 405، والثقات لابن حبّان 5/ 470.
[2] كزبير، بضم أوله وفتح ثانيه وسكون ثالثه.
[3] التاريخ الكبير 8/ 125.
[4] انظر عن (نافع مولى أم سلمة) في:
تهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1405.
[5] أخرج أحمد في المسند 6/ 34 حديثا من طريق: عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن(5/530)
255- نُبَيْطُ بْنُ شَرِيطٍ الأَشْجَعِيُّ [1]- د ن ق- لَهُ صُحْبةٌ وَرِوَايَةٌ.
زَوَّجَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُرَيْعَةَ بِنْتَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، وَعَاشَ دَهْرًا [2] .
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ سَلَمَةُ، وَنُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَأَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ سَعْدُ بن طارق.
256- النّزال بن سبرة [3]- خ د ن ق- الهلاليّ الكوفيّ.
__________
[ () ] أَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام قال: دخلت أنا وأبي على عائشة وأم سلمة فقالتا أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يصبح جنبا ثم يصوم. وأخرج أيضا 6/ 36 من طريق: مالك، عن سميّ، وعبد ربه بن سعيد، عن أبي بكر بن عبد الرحم، عن عائشة وأم سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصبح جنبا من جماع غير احتلام ثم يصوم. وقالت في حديث عبد ربه في رمضان. وأخرج 6/ 38 من طريق: سفيان، عن سميّ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عائشة أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يدركه الصبح وهو جنب فيغتسل ويصوم.
[1] انظر عن (نبيط بن شريط) في:
طبقات ابن سعد 6/ 29، 30، وطبقات خليفة 47 و 129، ومسند أحمد 4/ 305، والتاريخ الكبير 8/ 137 رقم 2476، والتاريخ الصغير 1/ 2، وتاريخ الثقات للعجلي 448 رقم 1683، والمعرفة والتاريخ 1/ 446 و 455 و 2/ 270، والجرح والتعديل 8/ 505 رقم 2312، والاستيعاب 3/ 564، وأسد الغابة 5/ 14، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1407، وأنساب الأشراف 1/ 272، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 313، وتحفة الأشراف 9/ 7 رقم 548، والنكت الظراف 9/ 548، وتهذيب التهذيب 10/ 417، 418 رقم 752، وتقريب التهذيب 2/ 297 رقم 40، والإصابة 3/ 551 رقم 8673.
[2] ذكر الدكتور عبد المعطي قلعجي في تعليقه على كتاب تاريخ الثقات للعجلي 448 حاشية رقم 169 إنه اطّلع على 13 ورقة ضمن مخطوط بدار الكتب المصرية حديث 1588 على حديث نبيط بن شريط منسوب له بخط جد رديء يكاد لا يقرأ. قال فؤاد سزكين 1/ 12: إذا صحّت نسبة الحديث له يعدّ أقدم صحيفة مشهورة وصلت إلينا في أقوال الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
[3] انظر عن (النزّال بن سبرة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 84، 85، وطبقات خليفة 143، والتاريخ الكبير 8/ 117 رقم 2410، وتاريخ الثقات للعجلي 448 رقم 1686، والثقات لابن حبّان 5/ 482، والمعرفة والتاريخ 2/ 760، وتاريخ أبي زرعة 1/ 630 و 632 و 633، والجرح والتعديل 8/ 498 رقم 2279، والاستيعاب 3/ 578، 579، وأسد الغابة 5/ 15، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1408، وتهذيب التهذيب 10/ 423، 424 رقم 763، وتقريب التهذيب 2/ 298 رقم 51، والإصابة 3/ 553 رقم 8694 و 3/ 583، 584 رقم 8856، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 510، و 5/ 23، ولباب الآداب 320، ورجال البخاري 2/ 754، 755 رقم 1265.(5/531)
روى عن: عُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] وغيره.
__________
[1] في تاريخ الثقات 448.(5/532)
[حرف الْهَاءِ]
257- هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ [1] الْعَبْدِيُّ الرَّبَعِيُّ- وَيُقَالُ الأَزْدِيُّ- الْبَصْرِيُّ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَكَانَ مِنْ سَادَةِ الْعُبَّادِ، وُلِّيَ بَعْضَ الْحُرُوبِ فِي أَيَّامِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ بِأَرْضِ فَارِسٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ عَامِلا لِعُمَرَ، وَكَانَ ثِقَةً لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ.
وَقِيلَ، سُمِّيَ هَرِمًا لِأَنَّهُ بَقِيَ فِي بَطْنِ أمّه سنتين حتّى طلعت ثنيّتاه.
__________
[1] انظر عن (هرم بن حيّان) في:
طبقات ابن سعد 7/ 131- 134، وطبقات خليفة 198، وتاريخ خليفة 141 و 159 و 164، والتاريخ الكبير 8/ 243 رقم 2869، والزهد لأحمد 282- 285، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 122، والمعارف 421 و 430 و 595، والجرح والتعديل 9/ 110 رقم 463، وفتوح البلدان 387 و 478، وجمهرة أنساب العرب 295، وتاريخ الطبري 4/ 74 و 266 و 286 و 352، والثقات لابن حبّان 5/ 513، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 1182، والخراج وصناعة الكتابة 388، 389، والعقد الفريد 2/ 472 و 3/ 171، وربيع الأبرار 4/ 198 و 385، وحلية الأولياء 2/ 119- 122 رقم 167، والاستيعاب 3/ 611، 612، وأسد الغابة 5/ 57، والكامل في التاريخ 3/ 101 و 119، وسير أعلام النبلاء 4/ 48- 50 رقم 12، والإصابة 3/ 601 رقم 8946، والنجوم الزاهرة 1/ 132، والتذكرة الحمدونية 1/ 136 و 140، والغدير للأميني 11/ 117، ومشتبه النسبة، ورقة 30 ب، رقم 757 (حسب تحقيقنا لنسخة المتحف البريطاني) .
[2] في الطبقات الكبرى 7/ 131 و 132.(5/533)
قَالَ أَبُو عِمَرانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهُ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالْعَالِمَ الْفَاسِقَ، فَبَلَغَ عُمَرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ وَأَشْفَقَ مِنْهَا: مَا الْعَالِمُ الْفَاسِقُ؟ فَكَتَبَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَرَدْتُ إِلا الْخَيْرَ، يَكُونُ إِمَامٌ يَتَكَلَّمُ بِالْعِلْمِ، وَيَعْمَلُ بِالْفِسْقِ، وَيُشَبَّهُ عَلَى النَّاسِ فَيَضِلُّوا [1] .
قُلْتُ: إِنَّمَا أَنْكَرَ عَلَيْهِ عُمَرُ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعُدُّونَ الْعَالِمَ إِلا مَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ.
وَرَوَى الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْقَحْذَمِيُّ [2] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ الْعَاصِ وَجَّهَ هَرِمَ بْنَ حَيَّانَ إِلَى قَلْعَةٍ فَافْتَتَحَهَا عَنْوَةً [3] .
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: خَرَجَ هَرِمٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ بن كريز، فبينما رواحلهما ترعى إذ قَالَ هَرِمٌ: أيَسُرُّكَ أَنَّكَ كُنْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ، لَقَدْ رَزَقَنِي اللَّهُ الإِسْلامَ، وَإِنِّي لأَرْجُو مِنْ رَبِّي، فَقَالَ هَرِمٌ: لَكِنِّي وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ، فَأَكَلَتْنِي هَذِهِ النَّاقَةُ، ثُمَّ بَعَرَتْنِي، فَاتُّخِذْتُ جِلَّةً، وَلَمْ أكابد الحساب، ويحك يا ابن عامر إِنِّي أَخَافُ الدَّاهِيَةَ الْكُبْرَى [4] .
قَالَ الْحَسَنُ: كَانَ وَاللَّهِ أَفْقَهَهُمَا وَأَعْلَمَهُمَا باللَّه.
وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ يَقُولُ: مَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ إِلا أَقَبْلَ اللَّهُ بِقُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيْهِ حَتَّى يَرْزُقَهُ مَوَدَّتَهُمْ وَرَحْمَتَهُمْ.
وَقَالَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ: قَالَ هَرِمٌ: صَاحِبُ الْكَلامِ عَلَى إِحْدَى مَنْزِلَتَيْنِ، إِنْ قَصَّرَ فِيهِ خَصَمَ، وَإِنْ أَغْرَقَ فِيهِ أَثِمَ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: قَالَ هَرِمٌ: مَا رَأَيْتُ كَالنَّارِ نَامَ هَارِبُهَا، وَلا كَالْجَنَّةِ نام طالبها [5] .
__________
[1] الطبقات لابن سعد 7/ 133.
[2] في الأصل «القحدمي» بالدال المهملة، والتحرير من اللباب.
[3] تاريخ خليفة 159.
[4] رواه أبو نعيم في الحلية 2/ 119، 120، من طريق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أبي همام الوليد بن شجاع، قال: حدّثنا مخلد- يعني ابن حسين- عن هشام، وعن الحسن.
ورواه جرير، عن جابر، عن حميد بن هلال، نحوه.
[5] حلية الأولياء 2/ 119، طبقات ابن سعد 7/ 132.(5/534)
وَقَالَ الْحَسَنُ: مَاتَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَلَمَّا دُفِنَ جَاءَتْ سَحَابَةٌ قَدْرُ قَبْرِهِ فَرَشَّتْهُ ثُمَّ انْصَرَفَتْ [1] .
وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَغَيْرُهُ: قِيلَ لِهَرِمٍ: أَلا تُوصِي؟ قَالَ: قَدْ صَدَقَتْنِي نَفْسِي فِي الْحَيَاةِ وَمَا لِي شَيْءٌ أُوصِي، وَلَكِنْ أُوصِيكُمْ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ النَّحْلِ [2] .
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: قَدِمَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ دِمَشْقَ فِي طَلَبِ أُوَيْسٍ الْقَرَنِيُّ.
258- هَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ النَّخَعِيُّ [3]- ع- يَرْوِي عَنْ، عُمَرَ: وَعَمَّارٍ، وَالْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَحُذَيْفَةَ وَجَمَاعَةٍ، رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَوَبَرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : تُوُفِّيَ زَمَنَ الْحَجَّاجِ.
وَقَالَ حُصَيْنٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ: إِنَّ هَمَّامَ بْنَ الْحَارِثِ كان يدعو:
__________
[1] طبقات ابن سعد 7/ 133 و 134، وحلية الأولياء 2/ 122.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 132 وتحرّفت فيه «النحل» إلى «النخل» ، وذكر الآيات: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ 16: 125 إلى آخر السورة إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ 16: 128.
[3] انظر عن (همام بن الحارث) في: رجال البخاري 2/ 776 رقم 1300، ورجال مسلم 2/ 320، وطبقات ابن سعد 6/ 118، 119، وطبقات خليفة 340، ورقم 1786 وتاريخ خليفة 257، والتاريخ الكبير 8/ 236 رقم 2848، وتاريخ الثقات 461 رقم 1749، والمعرفة والتاريخ 2/ 576 و 3/ 217 و 221، والجرح والتعديل 9/ 106، 107 رقم 452، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 810، وأخبار القضاة 1/ 39، 40، والثقات لابن حبّان 5/ 510، 511، وصفة الصفوة 3/ 35 رقم 90، والاستيعاب 3/ 623، وأسد الغابة 5/ 70، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1448، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 241، والكاشف 3/ 198 رقم 6089، والإصابة 3/ 609 رقم 8994، وتهذيب التهذيب 11/ 66 رقم 105، وتقريب التهذيب 2/ 321 رقم 109، وخلاصة تذهيب التهذيب 411، وحلية الأولياء 4/ 178، 179 رقم 265، وسير أعلام النبلاء 4/ 283، 284 رقم 104.
[4] في الطبقات 6/ 118.(5/535)
اللَّهمّ اشْفِنِي مِنَ النَّوْمِ بِالسَّيْرِ، وَارْزُقْنِي سَهَرًا فِي طَاعَتِكَ. فَكَانَ لا يَنَامُ إِلا هُنَيْهَةً وَهُوَ قَاعِدٌ [1] .
وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيُّ: كَانَ النَّاسُ يَتَعَلَّمُونَ هَدْيَهُ وَسَمْتَهُ، وَكَانَ طَوِيلَ السَّهَرِ، رَحْمَةُ الله عليه.
__________
[1] طبقات ابن سعد 6/ 118، حلية الأولياء 4/ 178.(5/536)
[حرف الياء]
259- يحيى بن الحكم [1] ابن أبي العاص بن أمية الأُمَوِيُّ.
رَوَى عَنْ: مُعَاذٍ.
رَوَى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ أُسَامَةَ.
وَوَلِيَ الْمَدِينَةَ لابْنِ أَخِيهِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ وَلِيَ حِمْصَ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ فِيهِ حُمْقٌ [2] فَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بِلا إِذْنٍ، فَعَزَلَهُ.
وَذَكَرَ الْعُتْبِيُّ أن عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ: كَيْفَ لَنَا بِمِثْلِ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ:
هَيْفَاءُ مُقْبِلةٌ عَجْزَاءُ مُدْبِرَةٌ ... لَفَّاءُ غَامِضَةُ الْعَيْنَيْنِ مِعْطَارُ
خُوذٌ مِنَ الْخَفِرَاتِ الْبِيضِ لَمْ يَرَهَا ... بِسَاحَةِ الدَّارِ لا بَعْلٌ وَلا جَارٌ
__________
[1] انظر عن (يحيى بن الحكم) في:
الأخبار الموفقيات 525، ونسب قريش 159 و 179، والمغازي للواقدي 697، والمحبّر 68، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 449 و 5 (انظر فهرس الأعلام) 429، وتاريخ اليعقوبي 2/ 281، وتاريخ الطبري 4/ 535 و 5/ 460 و 465 و 6/ 202 و 209 و 256 و 321 و 355 و 7/ 67، و 109، 110، والكامل في التاريخ 3/ 258 و 4/ 323 و 418، والعقد الفريد 608 و 2/ 12 و 73 و 4/ 21 و 25 و 6/ 99، وفوات الوفيات 3/ 161، ومروج الذهب 1428، ومعجم بني أميّة 196، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 101.
[2] قيل إن عبد الملك بن مروان كان يقول: من أراد أمرا فليشاور يحيى، فإذا أشار عليه بأمر فليعمل بخلافه. (الأخبار الموفقيات 525) .(5/537)
وَعَنْ جُنَادَةَ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ حِمْصَ، فَأَمَرَ بِإِسْحَاقَ بْنِ الأَشْعَثِ، فَقُتِلَ صَبْرًا، فَتَكَلَّمَ أَهْلُ حِمْصَ فَنُودِيَ: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ.
وَقَالَ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ذِي الْكَلاعِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَسْنَا بِأَهْلِ الْكُوفَةَ، وَلَكِنَّا الَّذِينَ قَاتَلْنَا مَعَكَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَنْتَ تَقُولُ يَوْمَئِذٍ: وَاللَّهِ يَا أَهْلَ حِمْصَ لَأُوسِيَنَّكُمْ وَلَوْ بِمَا تَرَكَ مَرْوَانُ، وَعَلَيْكَ يَوْمَئِذٍ قِبَاؤُكَ الأَصْفَرُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: اعْزِلْ عَنَّا سَفِيهَكَ يَحْيَى بْنَ الْحَكَمِ. فَقَالَ: ارْحَلْ عَنْ جِوَارِ الْقَوْمِ.
260- يَزِيدُ بْنُ الأَسْوَدِ [1] الْجُرَشِيُّ [2] أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِمَ الشَّامَ، وَسَكَنَ بِقَرْيَةِ زِبْدِينَ فِي الْغُوطَةِ، وَلَهُ دَارٌ بِدَاخِلِ بَابٍ شَرْقِيٍّ [3] .
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ: يَا أَبَا الأَسْوَدِ، كَمْ أَتَى عَلَيْكَ؟ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْعُزَّى تُعْبَدُ فِي قَرْيَةِ قَوْمِي [4] .
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ- رَجُلٌ تَابِعِيٌّ- عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ: اكْتُبُوا فِي الْغَزْوِ، قَالُوا: قد
__________
[1] انظر عن (يزيد بن الأسود) في:
طبقات ابن سعد 7/ 444، وطبقات خليفة 285، والتاريخ الكبير 8/ 318 رقم 3158، والمعرفة والتاريخ 1/ 235 و 2/ 316 و 380 و 381 و 383 و 384 و 385، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 235 و 602، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 915، واللباب 1/ 272، والجرح والتعديل 9/ 250 رقم 1047، والاستيعاب 3/ 660، وأسد الغابة 5/ 103، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 161 رقم 252، وسير أعلام النبلاء 4/ 136، 137 رقم 43، والبداية والنهاية 8/ 324، والإصابة 3/ 673 رقم 9393، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ج 5/ 209، 210 رقم 1838، وانظر لنا: دراسات في تاريخ الساحل الشامي، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 489.
[2] في الأصل «الخرشي» والتصويب من (اللباب) .
[3] مشهور بهذا.
[4] التاريخ الكبير 8/ 318، تاريخ دمشق 46/ 489.(5/538)
كَبَّرْتُ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، اكْتُبُونِي فَأَيْنَ سَوَادِي فِي الْمُسْلِمِينَ؟ قَالُوا: أَمَّا إِذَا فَعَلْتَ فَأَفْطِرْ وَتَقَوَّ عَلَى الْعَدُوِّ، قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَانِي أَبْقَى حَتَّى أُعَاتِبَ فِي نَفْسِي. وَاللَّهِ لا أُشْبِعُهَا مِنْ طَعَامٍ، وَلا أُوطِئُهَا مِنْ مَنَامٍ حَتَّى تَلْحَقَ بِالَّذِي خَلَقَهَا [1] .
وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: ثنا صَفْوَانُ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، إِنَّ السَّمَاءَ قَحَطَتْ، فَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ وَأَهْلُ دِمَشْقَ يَسْتَسْقُونَ، فَلَمَّا قَعَدَ مُعَاوِيَةُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: أَيْنَ يَزِيدُ بْنُ الأَسْوَدِ الْجَرَشِيُّ؟ فَنَادَاهُ النَّاسُ، فَأَقْبَلَ يَتَخَطَّى النَّاسَ، فَأَمَرَهُ مُعَاوِيَةُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَعَدَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: اللَّهمّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ بِخَيْرِنَا وَأَفْضَلِنَا، اللَّهمّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ الْيَوْمَ بِيَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ، يَا يَزِيدُ ارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَى اللَّهِ، فَرَفَعَ يَزِيدُ يَدَيْهِ، وَرَفَعَ النَّاسُ، فَمَا كَانَ بِأَوْشَكَ أَنْ ثَارَتْ سَحَابةٌ كَأَنَّهَا تُرْسٌ، وَهَبَّتْ لَهَا رِيحٌ فَسُقِينَا حَتَّى كَادَ النَّاسُ أَنْ لا يَبْلُغُوا مَنَازِلَهُمْ [2] .
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ السَّيْبَانِيُّ [3] وَغَيْرُهُمَا، إِنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ اسْتَسْقَى بِيَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ، فَمَا بَرِحُوا حَتَّى سُقُوا [4] .
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ لَمَّا خَرَجَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَحَلَ مَعَهُ يَزِيدُ بْنُ الأَسْوَدِ، فَلَمَّا الْتَقَوْا قَالَ: اللَّهمّ احْجُزْ بَيْنَ هَذَيْنِ الْجَبَلَيْنِ، وَوَلِّ الأَمْرَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْكَ، فَظَفِرَ عَبْدُ الْمَلِكِ [5] .
رَوَى الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقُرَشِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ الْمَشْيَخَةِ [6] أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الأَسْوَدِ الجرشيّ كان يسير هو
__________
[1] تاريخ دمشق 46/ 490.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 444.
[3] في طبعة القدسي 3/ 214 «الشيبانيّ» بالشين المعجمة، وهو تحريف، والتصويب من الأنساب 7/ 215 إذ قال: بفتح السين المهملة وسكون الياء المنقوطة بنقطتين.. النسبة إلى سيبان، وهو بطن من حمير. وانظر اللباب 2/ 163.
[4] الخبر بأطول من ذلك في المعرفة والتاريخ 2/ 381.
[5] تاريخ دمشق 46/ 491.
[6] أقول إن لفظ المشيخة برد في المصادر التاريخية على الغالب للحديث عن مشيخة ساحل دمشق. وقد ورد ذلك في تاريخ الطبري 4/ 262 وانظر لنا: دراسات في تاريخ الساحل(5/539)
وَرَجُلٌ فِي أَرْضِ الرُّومِ، فَسَمِعَ مُنَادِيًا يَقُولُ: يَا يَزِيدَ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَإِنَّ صَاحِبَكَ لَمِنَ الْعَابِدِينَ، وَمَا نَحْنُ بِكَاذِبِينَ [1] .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَسَاكِرَ الْحَافِظُ: بَلَغَنِي أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الأَسْوَدِ كَانَ يُصَلِّي الْعِشَاءَ الآخِرَةَ بمسجد دمشق، ويخرج إلى زبدين، فتضيء إِبْهَامُهُ الْيُمْنَى، فَلا يَزَالُ يَمْشِي فِي ضَوْئِهَا حَتَّى يَبْلُغَ زِبْدِينَ [2] .
قُلْتُ: وَقَدْ حَضَرَهُ وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ عِنْدَ الْمَوْتِ.
261- يَزِيدُ بْنُ شَرِيكٍ [3]- ع- التّيميّ الكوفيّ، مِنْ تَيْمِ الرَّبَابِ لا تَيْمِ قُرَيْشٍ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةَ.
روى عنه: ابنه إبراهيم التيمي، وإبراهيم النخعي، والحكم بن عتبة، وغيرهم.
وثقه يحيى بن معين.
مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: كَانَ عَلَى أَبِي قَمِيصٌ مِنْ قُطْنٍ، فَقُلُتْ: يَا أبَهْ، لَوْ لَبِسْتَ! فَقَالَ: لَقَدْ قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ، فَأَصَبْتَ آلَافًا فَمَا اكْتَرَثْتُ بِهَا فَرَحًا، وَلا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِالْكُرْهِ أَيْضًا، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ كُلَّ لُقْمَةٍ طَيِّبَةٍ أَكَلْتُهَا فِي فَمِ أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَيَّ، إِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الدّرداء
__________
[ () ] الشامي (لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية) -، ص 14 و 229- طبعة جرّوس برس- طرابلس 1990.
[1] تاريخ دمشق 46/ 491.
[2] تاريخ دمشق 6/ 492.
[3] انظر عن (يزيد بن شريك) في:
طبقات ابن سعد 6/ 104، وطبقات خليفة 144، والتاريخ لابن معين 2/ 672، والتاريخ الكبير 8/ 340 رقم 3239، وتاريخ الثقات 479 رقم 1844، والثقات لابن حبّان 5/ 532، والمعرفة والتاريخ 2/ 645، والجرح والتعديل 9/ 271 رقم 1137، وأسد الغابة 5/ 115، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1535، 1536، والكاشف 3/ 245 رقم 6429، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 242، وتهذيب التهذيب 11/ 337 رقم 643، وتقريب التهذيب 2/ 366 رقم 268، والإصابة 3/ 674 رقم 9402، وخلاصة تذهيب التهذيب 433، ورجال البخاري 2/ 808 رقم 1357، ورجال مسلم 2/ 359، 360 رقم 3875.(5/540)
يَقُولُ: إِنَّ ذَا الدِّرْهَمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّ حِسَابًا مِنْ ذِي الدِّرْهَمِ.
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: لَمَّا قَصَّ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ أَخْرَجَهُ أبوه رحمه الله.
262- يزيد بن عميرة [1]- د ن- الزّبيديّ، ويقال الكنديّ، ويقال السّكسكي الحمصيّ [2] .
روى عنه: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [3] : شَاميٌّ ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَكْبَرُ أَصْحَابِ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ، وَكَانَ رَأْسَ الْقَوْمِ يَزِيدُ بْنُ عميرة الزّبيديّ.
__________
[1] انظر عن (يزيد بن عميرة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 440، وطبقات خليفة 308، والتاريخ الكبير 8/ 350 رقم 3288، وتاريخ الثقات 480 رقم 1852، والمعرفة والتاريخ 1/ 468 و 2/ 321 و 322 و 719، وتاريخ أبي زرعة 1/ 649، والجرح والتعديل 9/ 282 رقم 1190، والثقات لابن حبّان 5/ 544، 545، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1540، وتهذيب التهذيب 11/ 351، 352 رقم 676، وتقريب التهذيب 2/ 369 رقم 303، والإصابة 3/ 675 رقم 9406، وخلاصة تذهيب التهذيب 433.
[2] ويقال: «الكلبي» أيضا، انظر: طبقات خليفة، والجرح والتعديل، وتهذيب الكمال.
[3] تاريخ الثقات 480.(5/541)
[الكنى]
263- أبو إدريس الخولانيّ [1] ع اسمه عائذ اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ، فقيه أَهْل دمشق، وقاضي دمشق. وقيل اسمه عَبْد اللَّهِ بْن إدريس بْن عائذ اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبة.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام حُنَيْن [2] .
__________
[1] انظر عن (أبي إدريس الخولانيّ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 448، وطبقات خليفة 308، وتاريخ خليفة 280 و 296، والتاريخ الكبير 7/ 83 رقم 375، والزهد لابن المبارك 58 و 141 و 541، والملحق 178، والمعرفة والتاريخ 2/ 319، وأنساب الأشراف 154/ 354، وربيع الأبرار 4/ 361، والجرح والتعديل 7/ 37، 38 رقم 200، وتاريخ الثقات 246 رقم 758، وأخبار القضاة 3/ 202، وتاريخ أبي زرعة 1/ 199، 200 و 329 و 345 و 360 و 365 و 387 و 391 و 544 و 584 و 585 و 597 و 602 و 637، وجمهرة أنساب العرب 418، وحلية الأولياء 5/ 122، والاستيعاب 4/ 16، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 173، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 852، وطبقات الفقهاء 74، وتاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 485- 525 رقم 63، وتاريخ داريا 109، والإكمال 6/ 8، والأنساب 5/ 235، وأسد الغابة 5/ 134، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 646 و 3/ 1578، وسير أعلام النبلاء (4/ 272- 277 رقم 99، وتذكرة الحفاظ 1/ 53، والعبر 1/ 91، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 245، ولباب الآداب 303، ودول الإسلام 1/ 57، ونهاية الأرب 21/ 228، ومرآة الجنان 1/ 96، والبداية والنهاية 9/ 34، والوافي بالوفيات 14/ 142، وقضاة دمشق، وتهذيب التهذيب 5/ 85، وتقريب التهذيب 1/ 390 رقم 75، والإصابة 3/ 57 رقم 6157، والنجوم الزاهرة 1/ 201، وطبقات الحفّاظ 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 185، وشذرات الذهب 1/ 88، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 206، وتاج العروس (مادة عوذ) ، ورجال مسلم 1/ 381 رقم 1934، ومشتبه النسبة، ورقة 28 ب، رقم 680.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 448، تاريخ دمشق 504 و 513.(5/542)
وحدّث عَنْ: أَبِي ذَرّ، وأَبِي الدرداء، وحُذَيْفة، وعُبادة بْن الصّامت، وأَبِي موسى، والمُغِيرَة بْن شُعْبة، وأَبِي هريرة، وعُقْبة بْن عامر، وعَوْف بْن مالك، وشدّاد بْن أوس، وابْن عَبَّاس، وأَبِي مسلم الخَوْلانيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: مكحول، وأَبُو سلام الأسود، وأَبُو قلابة الْجَرْميّ، والزُّهْريّ، وربيعة بْن يَزِيد، ويحيى بْن يحيى الغسّاني، وأَبُو حازم الأعرج، ويونس بْن مَيْسَرة، وآخرون كثيرون.
قَالَ العَبَّاس بْن سالم الدمشقيّ، وهُوَ ثقة: سَمِعْت أَبَا إدريس الخَوْلانيّ قَالَ: لَمْ أنس عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود قائمًا عَلَى دَرَج كنيسة [1] دمشق يحدّثنا بالأحاديث.
قَالَ أَبُو زُرْعة الدمشقيّ: قلت لدُحَيْم: أيُّ الرَّجُلين عندك أعلم:
جُبَير بْن نُفَيْر، أو أَبُو إدريس الخَوْلانيّ؟ قَالَ: أَبُو إدريس عندي المقدّم، ورفع من شأن جُبَير لإسناده وأحاديثه [2] .
وقَالَ الزُّهْري: حَدَّثَنِي أَبُو إدريس، وكَانَ من فُقهاء أَهْل الشام [3] .
وقَالَ مكحول: ما رأيت مثل أَبِي إدريس الخَوْلانيّ [4] .
عَنْ سَعِيد بْن عبد العزيز قَالَ: كَانَ أَبُو إدريس عالمَ الشام بَعْد أَبِي الدرداء [5] .
وقَالَ مُحَمَّد بْن شُعيب بْن شابور، أخبرني يَزِيد بْن عُبَيدة أنّه رأى أَبَا إدريس فِي زمن عَبْد الْمَلِكِ، وأنّ حلق المسجد بدمشق يقرءون القرآن
__________
[1] في تاريخ دمشق «مسجد دمشق» .
وأقول أنا طالب العلم محقق هذا الكتاب عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي: إن ما ورد هنا من أنه «كنيسة دمشق» يدعمه ما جاء في تاريخ دمشق، رغم النص على «مسجد دمشق» فالعبارة فيه تدل على أن المراد الكنيسة.
وهذا يوضّحه سياق الخبر، حيث روى يحيى بن سعيد والوليد بن سليمان بن أبي السائب أنهما رأيا أبا إدريس الخولانيّ يجلس بالعشيّات على درج مسجد (!) دمشق الّذي يطلع الناس منه إلى مسجد المسلمين ومصلّاهم، مقبل بوجهه على القبلة والناس تحته جلوس يسألونه فيقصّ عليهم ويحدّثهم بالأحاديث. (517) .
[2] تاريخ دمشق 513.
[3] تاريخ دمشق 514.
[4] تاريخ دمشق 415.
[5] تاريخ دمشق 516.(5/543)
يدرسون جميعًا، وأَبُو إدريس جالس إِلَى بعض العُمُد، فكُلَّما مرّت حلقةٌ بآية سَجْدةٍ بعثوا إليه يقرأ بها، فأنصتوا لَهُ وسجد بهم، وسجدوا جميعًا بسجوده، وربّما سجد بهم اثنتي عشرة سجْدة، حتّى إذا فرغوا من قراءتهم قام أَبُو إدريس يقُصّ.
ثم قدّم الْقَصَصَ بَعْد ذَلِكَ [1] .
وقَالَ خَالِد بْن يَزِيد بْن أَبِي مالك، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنّا نجلس إِلَى أَبِي إدريس الخَوْلاني فيحدّثنا، فحدّث يومًا بغزاةٍ حتّى استوعبها، فقَالَ رجل:
أحَضَرْتَ هذه الغَزَاة؟ قَالَ: لا، فقَالَ: قد حضرتُها مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولأنْتَ أحْفَظُ لها مني [2] .
وقَالَ سعيد بْن عبد العزيز: عزل عَبْد الْمَلِكِ بلالا عَنِ القضاء وولّى أَبَا إدريس [3] .
وقَالَ الوليد [4] عَنِ ابْن جابر: إنّ عَبْد الْمَلِكِ عزل أَبَا إدريس عَنِ القَصص وأقرَّه عَلَى القضاء، فقَالَ: عزلتموني عَنْ رغبتي، وتركتموني فِي رهْبتي [5] .
وقَالَ أَبُو عُمَر بْن عبد البَرّ [6] : سماع أَبِي إدريس عندنا من مُعاذ صحيح.
قَالَ خَلِيفَة [7] : تُوُفِّيَ سنة ثمانين.
264- أبو بحريّة [8] التراغميّ [9] الحمصيّ. اسمه عَبْد اللَّهِ بْن قَيْس. شهِد خُطبة الجابية.
__________
[1] تاريخ دمشق 516 و 517.
[2] تاريخ دمشق 517.
[3] تاريخ دمشق 522.
[4] هو الوليد بن مسلم الدمشقيّ.
[5] تاريخ دمشق 522.
[6] في الاستيعاب 4/ 16.
[7] في الطبقات 308.
[8] مهمل في الأصل.
[9] انظر عن (أبي بحريّة التراغمي) في:(5/544)
وحدّث عَنْ: مُعاذ، وأَبِي هريرة، ومالك بْن يَسَار.
روى عنه: خالد بن معدان، وضمرة بن حبيب، ويزيد بن قطب، ويونس بن ميسرة، وأبو بكر بن أبي مريم، وغيرهم.
أدرك الجاهلية. ووثقه ابن معين، وغيره، وفي لقي ابن أبي مريم له نظر.
قال بقية: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن أَبِي مريم، عَنْ يحيى بْن جَابِر، عَنْ أَبِي بحرية قَالَ: إذا رأيتموني ألتفت فِي الصّفّ فأوجئوا فِي لحيْي حتّى أسْتوي.
وحكى عَبْد اللَّهِ القطربليّ، عَنِ الْوَاقِدِيّ أَنَّ عُثْمَان كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَة:
أَنْ أغْزِ الصَّائِفَةَ رَجُلا مَأْمُونًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، رَفِيقًا بِسِيَاسَتِهِمْ، فَعَقَدَ لأَبِي بَحْرِيَّةَ عَبْد اللَّهِ بْن قَيْس الكِنْديّ، وكَانَ فقيهًا ناسكًا يُحمَل عَنْهُ الْحَدِيث، وكَانَ عُثمانيّ الهوى حَتَّى مات فِي زمن الوليد، وكَانَ مُعَاوِيَة وخلفاء بني أُمَيَّةَ تُعَظِّمُه [1] .
يُؤخَّر إِلَى الطبقة التاسعة.
265- أبو تميم الجيشانيّ [2] م ت ن ق اسمه عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن أَبِي الأسحم المصريّ أخو سيف.
__________
[ () ] طبقات ابن سعد 7/ 442، والتاريخ الكبير 5/ 171 رقم 543، والمعرفة والتاريخ 2/ 313، والجرح والتعديل 5/ 138 رقم 645، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 125، وتاريخ الثقات 490 رقم 1900، وتاريخ أبي زرعة 1/ 346 و 391، وتهذيب الكمال 15/ 456- 458 رقم 3493، والتاريخ لابن معين 2/ 327، وعلل أحمد 1/ 54 و 181، والتاريخ الصغير 1/ 176، والثقات لابن حبّان 5/ 25، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 919، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 91 أ، وسير أعلام النبلاء 4/ 594 رقم 332، والكاشف 2/ رقم 2953، وغاية النهاية 1/ 442، وتهذيب التهذيب 5/ 364، وتقريب التهذيب 1/ 441، 442 رقم 553، والإصابة 4/ 23، 24 رقم 148، وخلاصة تذهيب التهذيب 210.
وقد قيّده القدسي- رحمه الله- في طبعته 3/ 216 «اليزاغمي» بالياء والزاي والغين، معتمدا على الخلاصة للخزرجي. والّذي أثبتناه عن المصادر.
[1] تهذيب الكمال 15/ 458.
[2] انظر عن (أبي تميم الجيشانيّ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 510، وطبقات خليفة 293، والعلل لأحمد 261 و 1/ 410، والتاريخ(5/545)
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقدما المدينة زمن عُمَر.
رَوَى أَبُو تميم عَنْ: عُمَر، وعَلِيّ، وأَبِي ذَرّ، وقرأ الْقُرْآن عَلَى مُعاذ بْن جَبَل.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّهِ بْن هُبَيْرة، وكعب بْن علقْمة، ومَرْثَد بن عبد الله اليزني، وبكر بن سوادة، وغيرهم.
قَالَ يَزِيد بْن أَبِي حبيب: كَانَ من أعبد أَهْل مصر [1] .
قلت: تُوُفِّيَ فِي سَنَة سبع وسبعين. نقله سَعِيد بْن عفير.
وقَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ المقرئ: ثنا ابْن لَهيعة، حَدَّثَنِي ابْن هُبَيرة:
سَمِعْت أَبَا تميم الْجَيْشَانيّ يَقُول: أقرأني مُعاذ بْن جَبَل الْقُرْآن حِينَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليمن.
قلت: وتعلّم مُعاذ كثيرًا من الْقُرْآن من ابْن مَسْعُود، قاله الأعمش، عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعيّ.
قَالَ ابْن مَسْعُود: جاء مُعَاذ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم أقْرِئه، فأقرأتُهُ ما كَانَ معي، ثمّ كنت أنا وهُوَ نختلف إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرئنا.
__________
[ () ] الكبير 5/ 203 رقم 642، والتاريخ الصغير 1/ 176، والمعرفة والتاريخ 1/ 299 و 2/ 487 و 488 و 492 و 493، وتاريخ الثقات 493 رقم 1918، وتاريخ أبي زرعة 1/ 393، والجرح والتعديل 5/ 171 رقم 791، والثقات لابن حبّان 5/ 14 و 49، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 928، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة ج 1/ 93 ب.، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 19 و 65، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 279، 280، والاستيعاب 4/ 26، 27، وأسد الغابة 5/ 152، وتهذيب الكمال 15/ 503- 505 رقم 3514، وسير أعلام النبلاء 4/ 73، 74 رقم 19، والكاشف 2 رقم 2969، والعبر 1/ 88، والإصابة 4/ 27 رقم 161، وتهذيب التهذيب 5/ 379، 380، وتقريب التهذيب 1/ 444، وخلاصة تذهيب التهذيب 211، وشذرات الذهب 1/ 84، ومرآة الجنان 1/ 158، ودول الإسلام 1/ 55، ورجال مسلم 2/ 393 رقم 871.
والجيشانيّ: بفتح الجيم وسكون الياء وفتح الشين.. نسبة إلى جيشان بن عبد الله بن حجر بن ذي رعين ... (اللباب 1/ 263) .
[1] تهذيب الكمال 15/ 504.(5/546)
266- أَبُو ثعلبة [1] الخُشنّي [2] ع اسمه عَلَى أشهر ما قيل جرثوم بْن ناشم.
لَهُ صُحبة ورواية، ورَوَى أَيْضًا عَنْ: أبي عُبَيدة، ومُعاذ.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيد بْن المسيّب، وجُبَير بْن نُفَير، وأَبُو إدريس الخَوْلاني، وأَبُو رجاء العُطَارديّ، وأبو الزّاهريّة، وعمير بن هانئ.
وسكن الشام، وكَانَ يكون بداريّا.
وقيل: إنّه سكن قرية البلاط [3] وله ذرية بها [4] .
وقَالَ الدارَقُطْنيُّ وغيرُه: بايع بَيْعة الرضوان، وضرب لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسَهْمٍ يوم خيبر، وأرسله إلى قومه، فأسلموا [5] .
__________
[1] انظر عن (أبي ثعلبة الخشنيّ) في: مسند أحمد 4/ 106 و 193، وطبقات ابن سعد 7/ 416، وطبقات خليفة 120 و 305 (الأشق بن جرهم) ، والتاريخ الكبير 2/ 250 رقم 2357 (جرهم، ويقال جرثوم بن ناشم ويقال ناشب ويقال عمرو) ، والمعرفة والتاريخ 1/ 294 و 2/ 148 و 319 و 3/ 72 و 170 و 356 (جرهم بن ناشم) ، وتاريخ أبي زرعة 1/ 387 و 459 و 2/ 690 و 718 (جرثوم) ، وتاريخ الطبري 1/ 16، 17، والجرح والتعديل 2/ 543 رقم 2257 (جرثوم بن عمرو) ، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 337، وجمهرة أنساب العرب 455 (الأشرس بن جرهم) ، والاستيعاب 4/ 27، 28 وفيه: أبو ثعلبة الخشنيّ. اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا فقيل اسمه جرم، وقيل جرثوم، وقيل ابن ناشب، وقيل ابن ناشم، وقيل ابن لاشر، وقيل بل اسمه عمرو بن جرثوم، وقيل اسمه لاشر بن جرهم، وقيل كاشف بن جرهم، وقيل جرثومة، ولم يختلفوا في صحبته. وأسد الغابة 5/ 154، 155، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1590، 1591، وتحفة الأشراف 9/ 130- 137 رقم 604، والكاشف 3/ 281 رقم 76، ودول الإسلام 1/ 55، والبداية والنهاية 9/ 7، 8، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 98 أ، والنكت والظراف 9/ 136، ومشتبه النسبة، ورقة 16 ب وفيه «جرثوم بن ناشر» ، والإصابة 4/ 29، 30 رقم 177، وتهذيب التهذيب 12/ 49، 50 رقم 198، وتقريب التهذيب 2/ 404، رقم 3 والاستبصار 339، والعبر 1/ 85، وسير أعلام النبلاء 2/ 567- 571 رقم 120، وكنز العمال 13/ 615، وشذرات الذهب 1/ 82، ورجال البخاري 1/ 152 رقم 190 وفيه جرهم، والمعجم الكبير للطبراني 22/ 207 (وفيه: لا شومة بن جرثومة) ، والعلل لابن المديني 57 رقم 68.
[2] الخشنيّ: بضم الخاء وفتح الشين.. نسبة إلى خشين بن النمر بن وبرة.. (اللباب 1/ 374) .
[3] في الأصل «البلاد» ، والبلاط قرية لا تزال إلى الآن في غوطة دمشق الشرقية.
[4] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 19/ 1 أ.
[5] تاريخ دمشق 19/ 1 أ.(5/547)
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [1] : ثنا عَبْدُ الرّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قَلابَةَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْتُبْ لِي بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا بِالشَّامِ- لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ- فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَلا تَسْمَعُونَ مَا يَقُولُ هَذَا» ؟ فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَظْهَرَنَّ عَلَيْهَا. قَالَ: فَكَتَبَ لَهُ بِهَا [2] . وقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَا أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ، وَكَعْبٌ جَالِسَيْنِ، إذ قَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، مَا مِنْ عَبْدٍ تَفَرَّغَ لِعِبَادَةِ اللَّهِ إِلا كَفَاهُ اللَّهُ مَئُونَةَ الدُّنْيَا، قَالَ: أَيْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ شَيْءٌ تَرَاهُ؟
قَالَ: بَلْ شَيْءٌ أَرَاهُ، قَالَ: فَإِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ مَنْ جَمَعَ هُمُومَهُ هَمًّا وَاحِدًا، فَجَعَلَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، كَفَاهُ اللَّهُ مَا أَهَمَّهُ، وَكَانَ رِزْقُهُ عَلَى اللَّهِ، وَعَمَلُهُ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ فَرَّقَ هُمُومَهُ، فَجَعَلَ فِي كُلِّ وَادٍ هَمًّا، لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّهَا هَلَكَ، ثُمَّ تَحَدَّثا سَاعَةً، فَمَرَّ رَجُلٌ يَخْتَالُ بَيْنَ بُرْدَيْنِ، فَقَالَ أَبُو ثعلبة: يا أبا إسحاق بئس الثوب ثوب الْخُيَلَاءُ، فَقَالَ: أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَلْ شَيْءٌ أَرَاهُ، قَالَ: فَإِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ: مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ حَتَّى يَضَعَهُ عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ يُحِبَّهُ [3] . وقَالَ خَالِد بْن مُحَمَّد الوهْبيّ والد أَحْمَد: سَمِعْت أَبَا الزَّاهرية قَالَ:
سَمِعْت أَبَا ثعلبة يَقُول: إنّي لأرجو أن لا يخنُقني اللَّهُ عزَّ وجلَّ كما أراكم تُخنقون عند الموت، قَالَ: فبينما هُوَ يصلي فِي جوف الليل قبض وهو ساجد [4] .
__________
[1] ج 4/ 193، 194.
[2] والحديث أيضا في: المصنّف لعبد الرزاق 4/ 471 رقم 8503 باب صيد الجارح وهل ترسل كلاب الصيد على الجيف، وفي كتاب الأموال لأبي عبيد بن سلام 349.
[3] روى المؤلّف- رحمه الله- نصف هذا الحديث في سير أعلام النبلاء 2/ 570 وهو بكاملة في تهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1591.
[4] وتمام الخبر في تهذيب الكمال 3/ 1591 «فرأت ابنته أن أباها قد مات، فاستيقظت فزعة فنادت أمّها: أين أبي؟ قالت: في مصلّاه. فنادته فلم يجبها، فأنبهته فوجدته ساجدا، فحرّكته، فوقع لحينه ميتا» .(5/548)
قَالَ أَبُو حسّان الزّياديّ: تُوُفِّيَ سَنَة خمس وسبعين.
267- أبو جحيفة السّوائيّ [1]- ع- اسمه وهْب بْن عَبْد اللَّهِ، ويقَالَ لَهُ وهب الخير من صغار الصَّحَابَة، تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُراهق، وكَانَ صاحب شُرطة عَلِيّ، وكَانَ إذا خطب عَلِيّ يقوم تحت منبره.
رَوَى عَنْ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعَنْ عَلِيّ، والبَرَاء.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن الأقمر، وسلمة بْن كهيل، والحَكَم بْن عُتْبة، وابنه عَوْن بْن أَبِي جُحَيْفة، وإسماعيل ابْن أَبِي خَالِد، وغيرهم.
تُوُفِّيَ سَنَة إِحْدَى وسبعين، والأصحّ أنّه تُوُفِّيَ سَنَة أربعٍ وسبعين، وقيل: أنّه بقي إِلَى سَنَة نيّفٍ وثمانين.
268- أمّ خالد الأمويّة [2] خ د ن بنت خَالِد بْن سَعِيد بْن العاص بْن أميّة الأمويّة، اسمها أمة.
__________
[1] انظر عن (أبي جحيفة السوائي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 63، 64، وطبقات خليفة 57 و 132، وتاريخ خليفة 273، والتاريخ لابن معين 2/ 636، والتاريخ الكبير 8/ 162 رقم 2558، والتاريخ الصغير 81، ومعرفة الرجال 2/ 127 رقم 385 ب، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 86 رقم 72، والمعرفة والتاريخ 1/ 219 و 220 و 223 و 2/ 162 و 631 و 639 و 651 و 667 و 668 و 3/ 169 و 221 و 242، وتاريخ أبي زرعة 1/ 587، وتاريخ الطبري 3/ 181، والجرح والتعديل 9/ 22 رقم 99، وجمهرة أنساب العرب 373، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 295، والاستيعاب 4/ 36، 37، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 117 أ، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 22، وأسد الغابة 5/ 157، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1479 و 1592، وتحفة الأشراف 9/ 96- 103 رقم 583، والكاشف 3/ 215 رقم 6219، وسير أعلام النبلاء 3/ 202، 203 رقم 44، والمستدرك على الصحيحين 3/ 617، وتاريخ بغداد 1/ 199، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 540، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 201، 202 رقم 307، والعبر 1/ 84، ودول الإسلام 1/ 54، والبداية والنهاية 9/ 6، والإصابة 3/ 642 رقم 9166، والنكت الظراف 9/ 98 و 100- 102، وتهذيب التهذيب 11/ 164 رقم 281، وتقريب التهذيب 2/ 338 رقم 119، وخلاصة تذهيب التهذيب 359، وشذرات الذهب 1/ 82.
والسّوائي: بضم السين المهملة.
[2] انظر عن (أم خالد بنت خالد) في:
طبقات ابن سعد 8/ 234، وطبقات خليفة رقم 3244، والمحبّر 410، والجرح والتعديل(5/549)
ولدت لأبيها بالحَبَشة.
ولها صُحْبة ورواية حديثين.
وتزوّجها الزُّبيْر بْن العوَّام فولدت لَهُ عَمْرًا، وخالدًا.
رَوَى عنها: سَعِيد بْن عَمْرو بْن سَعِيد بْن الْعَاصِ، وموسى بْن عُقبة.
وأظنُّها آخر من مات من النّساء الصَّحابيّات.
الْوَاقِدِيّ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْن مُحَمَّد بْن خَالِد، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ أَمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ: سَمِعْتُ النَّجَاشِيَّ يَوْمَ خَرَجْنَا يَقُولُ لأَصْحَابِ السَّفِينَتَيْنِ:
أَقْرِئُوا جَمِيعًا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي السَّلامَ، قَالَتْ: فَكُنْتُ فِيمَنْ أَقْرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ النَّجَاشِيِّ السَّلامَ [1] .
أَبُو نُعَيْمٍ، وَالطَّيَالِسِيُّ قَالا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَتْنِي أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدٍ قَالَتْ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ، فَقَالَ: «مَنْ تَرَوْنَ أكْسُو هَذِهِ» ؟ فَسَكَتُوا، فَقَالَ: «ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ» ، فَأُتِيَ بِي أُحْمَلُ، فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ وَقَالَ: «أَبْلِي وَأَخْلِقِي» يَقُولُهَا مَرَّتَيْنِ، وَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ أَحْمَرَ وَأَصْفَرَ، فَقَالَ: «هَذَا سَنَا يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا» وَيُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ إِلَى الْعَلَمِ.
وَالسَّنَا بلسان الحبش: الحسن. قال إسحاق: فحدّثتني امرأة من أهلي أنّها رأت الخَميصة عند أمّ خالد [2] .
269- أبو سالم الجيشانيّ [3]- م د ن- اسمه سفيان بن هانئ المصريّ.
__________
[ () ] 9/ 462 رقم 2369، والمعرفة والتاريخ 3/ 367، والاستيعاب 4/ 446، وأسد الغابة 5/ 579، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1702، 1703، وتحفة الأشراف 11/ 268 رقم 863، وسير أعلام النبلاء 3/ 470، 471 رقم 98، والكاشف 3/ 421 رقم 9، والإصابة 4/ 238 رقم 82، وتهذيب التهذيب 12/ 400 رقم 2730، وتقريب التهذيب 2/ 590 رقم 11، وربيع الأبرار 4/ 331، ومعجم بني أمية 211 رقم 445.
[1] طبقات ابن سعد 8/ 234.
[2] طبقات ابن سعد 8/ 234 وانظر تخريج الحديث للشيخ شعيب الأرنئوط في حاشية سير أعلام النبلاء 3/ 472.
[3] انظر عن (أبي سالم الجيشانيّ) في:(5/550)
شهدِ فتحَ مِصْرَ، وَوَفَدَ عَلَى عَلِيّ رَضِيَ الله عنه.
وروى عَنْ: عَلِيّ وأَبِي ذَرّ، وزيد بْن خَالِد الْجُهَنيّ.
رَوَى عَنْهُ: ابنه سالم، وابْن ابنه سعيد بْن سالم، وبكر بْن سوادة [1] ، ويَزِيد بْن حبيب، وعَبْد اللَّهِ بْن أَبِي جَعْفَرٍ.
270- أَبُو سَعِيد الخُدْرِيّ [2] ع صَاحِبِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ من فُضَلاء الصَّحَابَة بالمدينة. وهو
__________
[ () ] التاريخ الكبير 4/ 87 رقم 2061، وتاريخ الثقات 499 رقم 1954، والثقات لابن حبّان 5/ 565، والمعرفة والتاريخ 2/ 463، والجرح والتعديل 4/ 219 رقم 954، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 184، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 263 ب، والتاريخ لابن معين 2/ 220، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 196، وأسد الغابة 2/ 322، وتهذيب الكمال 11/ 199، 200 رقم 2417، و (المصوّر) 3/ 1607، وسير أعلام النبلاء 4/ 74 رقم 20، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2376، والكاشف 2/ 302 رقم 2023، والوافي بالوفيات 15/ 283 رقم 395، وجامع التحصيل 226 رقم 251، وتهذيب التهذيب 4/ 123 رقم 209، وتقريب التهذيب 1/ 312 رقم 322، والإصابة 2/ 113 رقم 3689، وخلاصة تذهيب التهذيب 146، ورجال مسلم 1/ 287 رقم 617.
[1] في طبعة القدسي 3/ 219 «سوارة» بالراء، وهو تحريف.
[2] انظر عن (أبي سعيد الخدريّ) في:
طبقات خليفة 96، وتاريخ خليفة 71 و 198 و 239 و 271، والتاريخ لابن معين 2/ 193، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، ومسند أحمد 3/ 2، والمحبّر 291 و 429، والتاريخ الكبير 4/ 44 رقم 1910، والتاريخ الصغير 1/ 103 و 135 و 139 و 161 و 167، والمعارف 268 و 447، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 262، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 548، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 80 رقم 7، وتاريخ أبي زرعة 1/ 166 و 189 و 309 و 466 و 539 و 553 و 619، وتاريخ الطبري 2/ 505 و 587 و 3/ 92 و 93 و 149 و 180 و 191 و 287 و 4/ 430 و 5/ 425 و 429، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 47 و 53 و 55 و 56 و 170 و 3/ 43 و 89 و 159 و 200 و 4/ 137 و 242 و 248 و 277 و 286، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1176، والسير والمغازي 92 و 93 و 280، والجرح والتعديل 4/ 93 رقم 406، والمنتخب من ذيل المذيل 526، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 26، والثقات 3/ 150، 151، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 34، وجمهرة أنساب العرب 362، وحلية الأولياء 1/ 369- 371 رقم 75، والمعجم الكبير للطبراني 6/ 40 رقم 534، والاستيعاب 2/ 602 و 4/ 89، والأسامي والكنى للحاكم 216 أ، والمستدرك على الصحيحين 3/ 563، وتاريخ بغداد 1/ 180، 181 رقم 19، وربيع الأبرار 4/ 321 و 409 و 465، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 93، والإكمال(5/551)
سَعِيد بْن مالك بْن سنان بْن ثعلبة بْن عُبَيد الأَنْصَارِيّ الخزْرجيّ الخُدْرِيّ.
رَوَى الكثير عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أَبِي بَكْرٍ، وعُمر، وأخيه لأمّه قَتَادة بْن النُّعمان.
رَوَى عَنْهُ: زيد بْن ثابت، وابْن عَبَّاس، وجَابِر بْن عَبْد اللَّهِ، وسَعِيد بْن المسيّب، وطارق بْن شهاب، وسَعِيد بْن جُبَير، وأَبُو صالح السّمّان، وعطاء بْن يَسَار، والْحَسَن، وأبو الوداك، وعمرو بْن سُلَيْم الزُّرَقيّ، وأَبُو سَلَمَةَ، ونافع مولى ابْن عُمَر، وخلْق.
وقُتل أَبُوهُ يوم أُحُد [1] .
قَالَ أَبُو هارون العبديّ: كَانَ أَبُو سَعِيد الخُدْرِيّ لا يَخْضب، كَانَت لحيته بيضاء خَضْلاء [2] .
__________
[ () ] 3/ 296، وطبقات الفقهاء 51، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 158، والأنساب 5/ 58، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 110- 115، وتلقيح فهوم أهل الأثر 154، وأسد الغابة 2/ 289 و 5/ 211، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 237 رقم 355، والكامل في التاريخ 2/ 151 و 271 و 3/ 191 و 378 و 4/ 62 و 118 و 363، وتهذيب الكمال 10/ 294- 300 رقم 2224، وتحفة الأشراف 3/ 326- 503 رقم 186، والعبر 1/ 84، وسير أعلام النبلاء 3/ 168- 172 رقم 28، وتذكرة الحفاظ 1/ 41، والكاشف 1/ 279 رقم 1859، والمعين في طبقات 21 رقم 45، وتلخيص المستدرك 3/ 563، 564، ودول الإسلام 1/ 54، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 37 و 192 و 193 و 194 و 260 و 536 و 564 و 604 و 634 وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) انظر فهرس الأعلام 718، والوافي بالوفيات 15/ 148 رقم 210، والبداية والنهاية 9/ 3، 4، ومرآة الجنان 1/ 155، والنكت الظراف 3/ 327، وتهذيب التهذيب 3/ 479- 481 رقم 894، وتقريب التهذيب 1/ 289 رقم 101، والإصابة 2/ 35 رقم 3196، والنجوم الزاهرة 1/ 192، وخلاصة تذهيب التهذيب 115، وشذرات الذهب 1/ 81، والزهد لابن المبارك (انظر فهرس الأعلام) .. ص (ح) ، ورجال مسلم 1/ 232 رقم 498.
والخدريّ: بضم الخاء وسكون الذال.. نسبة إلى خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج.
(اللباب 1/ 349) .
[1] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 89، وطبقات ابن سعد 2/ 43.
[2] في طبعة القدسي 3/ 220 «خصلا» بالصاد المهملة، والتحرير من تهذيب تاريخ دمشق 6/ 112.(5/552)
وقَالَ ابْن سَعْد، وغيره: شهد أَبُو سَعِيد الخنْدق وما بعدها من المشاهد [1] .
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: عُرِضْتُ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ ثَلاثَ عَشْرَةَ فَجَعَلَ أَبِي يَأْخُذُ بِيَدِي فَيَقُولُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ عَبْلُ الْعِظَامِ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَعِّدُ فِي النَّظَرِ وَيُصَوِّبُهُ، ثُمَّ قَالَ: «رُدَّهُ» فَرَدَّنِي [2] . وقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أنا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني عقيل بن مُدْرَكٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلا أَتَاهُ فَقَالَ: أَوْصِنِي يَا أَبَا سَعِيدٍ، قَالَ:
عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، فَإِنَّهَا رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ، وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ الإِسْلامِ، وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ رَوْحُكَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَذِكْرُكَ فِي أَهْلِ الأَرْضِ، وَعَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلا فِي حَقٍّ فَإِنَّكَ تَغْلِبُ الشَّيْطَانَ [3] .
وقَالَ حنظلة بْن أَبِي سُفْيَان، عَنْ أشياخه، إنّه لَمْ يكن أحدٌ من أحداث أصحاب النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعلم من أَبِي سَعِيد الخُدْرِيّ [4] .
وقَالَ وهْب بْن جَرِير: ثنا أَبُو عَقِيلٍ الدَّوْرَقِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَصْرَةَ يُحَدِّثُ قَالَ: وَدَخَلَ أَبُو سَعِيدٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ غَارًا، فَدَخَلَ فِيهِ عَلَيْهِ رَجُلٌ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ: أَدُلُّكَ عَلَى رَجُلٍ تَقْتُلَهُ، فَلَمَّا انْتَهَى الشَّامِيُّ إِلَى بَابِ الْغَارِ، قَالَ لأَبِي سَعِيدٍ، وَفِي عُنُقِ أَبِي سَعِيدٍ السَّيْفُ: اخْرُجْ إِلَيَّ، قَالَ: لا أَخْرُجُ وَإِنْ تَدْخُلْ عَلِيَّ أَقْتُلْكَ، فَدَخَلَ الشَّامِيُّ عَلَيْهِ، فَوَضَعَ أَبُو سَعِيدٍ السَّيْفَ [5] ، وَقَالَ: بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ وَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ، قَالَ: أَبُو سعيد
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 113.
[2] مهمل في الأصل، وهو بالتصغير.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 112.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 114.
[5] طبقات ابن سعد 2/ 374، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 114.(5/553)
الْخُدْرِيُّ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمَ. قَالَ: فَاسْتَغْفِرْ لِي غَفَرَ اللَّهُ لَكَ [1] .
خَالِد بْن مَخْلَد: ثنا عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر، عَنْ وهْب بْن كَيْسان قَالَ: رأيت أَبَا سَعِيد الخُدْرِيّ يلبس الخَزّ.
الثَّوريّ، عَنِ ابْن عَجْلان، عَنْ عُثْمَان بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي رافع: رأيت أَبَا سَعِيد يحفِي شاربه كأخي الحلق.
قَالَ الْوَاقِدِيّ والجماعة: تُوُفِّيَ سَنَة أربع وسبعين.
وقَالَ ابْن المَدينيّ قولين لَمْ يُتابع عليهما.
وقَالَ إسماعيل القاضي: سمعته يَقُول: تُوُفِّيَ سَنَة ثَلاث وَسِتِّينَ.
وقَالَ البخاريّ: قَالَ عَلِيّ: مات بَعْد الحرّة بسنة.
270 ب- أبو سعيد بن المعلّى [2]- خ د ن ق- الأنصاريّ المدنيّ، قيل اسمه رافع.
له صُحْبة ورواية.
رَوَى عَنْهُ: حفص بْن عاصم، وعُبَيد بْن حُنَين.
تُوُفِّيَ سَنَة ثَلاث وسبعين.
قَالَ الْوَاقِدِيّ: تُوُفِّيَ سَنَة أربع وسبعين، يعني أَبَا سَعِيد بْن المُعَلِيّ.
وقَالَ ابْن سَعْد: هُوَ أَبُو سَعِيد بْن أوس بْن المُعَلِيّ بْن لَوْذان من بني جُشَم بْن الخزرج.
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 114.
[2] انظر عن (أبي سعيد بن المعلّى) في:
طبقات ابن سعد 3/ 600، 601، وطبقات خليفة 101، (الحارث بن نفيع) ، وتاريخ خليفة 60، ومسند أحمد 3/ 450 و 4/ 211، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 127 رقم 555، والمعرفة والتاريخ 3/ 55، والجرح والتعديل 3/ 480 رقم 2158، والاستيعاب 4/ 90، 91، وأسد الغابة 5/ 211، 212، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1608، وتحفة الأشراف 9/ 217، 218 رقم 629، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 173، والكاشف 3/ 300 رقم 179، والإصابة 4/ 88 رقم 530، وتهذيب التهذيب 12/ 107، 108 رقم 499، وتقريب التهذيب 2/ 427 رقم 22 (وفيه أبو سعد) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 450، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 34، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 217 أ، ورجال البخاري 2/ 830، 831 رقم 1405.(5/554)
271- أَبُو الصَّهْباء البكْريّ [1] صُهَيب.
عَنْ: عَلِيّ، وابْن مَسْعُود، وابْن عَبَّاس.
وَعَنْهُ: سَعِيد بْن جُبَير، وطاوس، وأَبُو نَضْرة، ويحيى بْن الجزّار.
قَالَ أَبُو زُرْعة الرازيّ [2] : مدنيِّ ثقة.
وقَالَ البُخاريّ [3] : سمَعَ عليًّا، وابنَ مَسْعُود.
272- أبو عامر [4] الهوزني [5]- د ن ق- عبد الله بن لحيّ [6] الحمصيّ، والد أَبِي اليَمان عامر.
من قُدماء التَّابعين، أدرك الإسلام، من أوّله، وسمَعَ: عُمَر، ومعاذ بْن جَبَل، وبلالا، وعَبْد اللَّهِ بْن قُرْط، ومعاوية، وجماعة.
وشهد خطبة الجابية.
__________
[1] انظر عن (أبي الصهباء البكري) في:
تاريخ الثقات للعجلي 502 رقم 1981، والجرح والتعديل 4/ 444 رقم 1951، والمعرفة والتاريخ 2/ 674، والثقات لابن حبّان 4/ 381، والتاريخ الكبير 4/ 315، 316 رقم 2964، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 288 أ، والكاشف 2/ 29 رقم 2440، والمغني في الضعفاء 1/ 310 رقم 2902، وميزان الاعتدال 2/ 321 رقم 3923، وتهذيب الكمال 13/ 241- 243 رقم 2906، وتهذيب التهذيب 4/ 439 رقم 761، وتقريب التهذيب 1/ 370 رقم 126، وخلاصة تذهيب التهذيب 453، والوافي بالوفيات 16/ 338 رقم 370.
[2] في الجرح والتعديل 4/ 444.
[3] في التاريخ الكبير 4/ 315 وفيه: سمع ابن عباس وابن مسعود.
[4] انظر عن (أبي عامر الهوزني) في:
التاريخ الكبير 5/ 182 رقم 573 و 5/ 237 رقم 781، والتاريخ الصغير 97، وتاريخ الثقات 503 رقم 1986 وفيه (الألهاني) ، والمعرفة والتاريخ 2/ 331 و 3/ 388، وتاريخ أبي زرعة 1/ 391، والجرح والتعديل 5/ 145 رقم 681، والثقات لابن حبّان 5/ 19، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 23، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 189، 190، وتهذيب الكمال 15/ 485- 487 رقم 3512، والكاشف 2/ 109 رقم 2970، والوافي بالوفيات 17/ 414، 415 رقم 353، وتهذيب التهذيب 5/ 373 رقم 647، وتقريب التهذيب 1/ 444 رقم 573، وخلاصة تذهيب التهذيب 211.
[5] في الأصل «المرزني» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[6] لحيّ: بضم اللام وفتح الحاء المهملة وتشديد الياء.(5/555)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سلام الأسود، وراشد بْن سَعْد، وأزهر الحَرَازيّ [1] ، وابنه أَبُو اليَمَان، وحَيْوَة بْن عُمَر.
وقَالَ أَبُو زُرْعة الدمشقيّ [2] : كَانَ من أصحاب أَبِي عُبَيْدة.
ووثّقه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمّار.
273- أَبُو عَبْد الله الأشعريّ [3]- د ق- الشاميّ الدمشقيّ.
رَوَى عَنْ: مُعَاذ، وخَالِد بْن الوليد، وأَبِي الدرداء، ويَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان.
روى عنه: أبو صالح الأشعري، وإسماعيل بن أبي المهاجر، وزيد بن واقد.
274- أبو عبد الرحمن السلمي [4] ع مقريء الْكُوفَة بلا مُدَافَعة. اسمه عَبْد اللَّهِ بْن حبيب بن ربيعة.
__________
[1] الحرازي: بفتح الحاء والراء المهملتين. نسبة إلى حراز بن عوف بن عديّ ... (اللباب 1/ 288) .
[2] في تاريخه 1/ 391.
[3] انظر عن (أبي عبد الله الأشعري) في:
1/ 56، والجرح والتعديل 9/ 400 رقم 1908، والثقات لابن حبّان 5/ 577، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1620، والكاشف 3/ 312 رقم 248، وتهذيب التهذيب 12/ 147 رقم 700، وتقريب التهذيب 2/ 444 رقم 26، وخلاصة تذهيب التهذيب 454.
[4] انظر عن (أبي عبد الرحمن السلمي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 172- 175، وطبقات خليفة 153، وتاريخ خليفة 273، والتاريخ لابن معين 2/ 301، ومصنف ابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والعلل لأحمد 1/ 37، والتاريخ الكبير 5/ 72 رقم 188، والتاريخ الصغير 81، وتاريخ الثقات 253 رقم 793 و 503 رقم 1990، والمعارف 528، والمعرفة والتاريخ 1/ 219 و 220 و 2/ 589 و 590 و 775 و 779 و 3/ 134 و 137 و 147 و 149 و 207، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 64، والجرح والتعديل 5/ 37 رقم 164، والمراسيل 106، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 753، والثقات 5/ 9، وتاريخ بغداد 9/ 430، 431 رقم 5048، والسابق واللاحق 157، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 249، والأنساب 7/ 112، وتاريخ الطبري 1/ 76 و 2/ 420 و 5/ 40، والكامل في التاريخ 5/ 126، وتهذيب الكمال 14/ 408- 410 رقم 3222، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 210، والكاشف 2/ 71 رقم 2708، وتذكرة الحفاظ 1/ 58، ودول الإسلام 1/ 54، وسير أعلام النبلاء 4/ 267- 272 رقم 97، والزهد لابن المبارك 141 رقم 420، والبداية والنهاية 9/ 6، وجامع التحصيل 254 رقم 347، والوافي بالوفيات(5/556)
قرأ الْقُرْآن عَلَى: عُثْمَان، وعَلِيّ، وابْن مَسْعُود، وسمَعَ مِنْهُمْ ومن عُمَر.
رَوَى حسين بْن عَلِيّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ مُحَمَّد بْن أبان، عَنْ عَلْقَمة بْن مَرْثَد قَالَ: تعلّم أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الْقُرْآن من عُثْمَان، وعَرَض عَلَى عَلِيّ.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم النَّخَعيّ، وسَعِيد بْن جُبَير، وعَلْقمة بْن مَرْثَد، وعطاء بْن السّائب، وإسماعيل السُّدّيّ [1] ، وغيرهم.
وأقرأ بالْكُوفَة من خلافة عُثْمَان إِلَى إمرة الحَجّاج [2] ، قرأ عَلَيْهِ عاصم بْن أَبِي النَّجُود.
تُوُفِّيَ سَنَة أربع وسبعين، وقيل سَنَة ثَلاث، وقيل تُوُفِّيَ فِي إمرة بِشْر بْن مَرْوَان، وقيل غير ذَلِكَ.
وأمّا قول ابْن قانع إنّه تُوُفِّيَ سَنَة خمس ومائة، فَوَهْم لا يُتابَعُ عَلَيْهِ.
وعَلَيْهِ تلقّن عاصمُ الْقُرْآن.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أقرأ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ فِي المسجد أربعين سَنَة [3] .
وقَالَ عطاء بْن السّائب: دخلنا عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ فِي المسجد أربعين سَنَة [4] .
وقَالَ عطاء بْن السّائب: دخلنا عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ نَعُودُه، فذهب بعضُهم يُرَجّيه، فقَالَ: أنا أرجو ربّي وقد صمت له ثمانين رمضانا.
__________
[ () ] 16/ 121 رقم 106، وصفة الصفوة 3/ 29، 30، ومعرفة القراء الكبار 1/ 52- 57 رقم 15، والعبر 1/ 96، ونكت الهميان 178، والعقد الثمين 8/ 66، وغاية النهاية 1/ 413، 414 رقم 1755، وتهذيب التهذيب 5/ 183، 184 رقم 317، وتقريب التهذيب 1/ 408 رقم 250، وخلاصة تذهيب التهذيب 194، وطبقات الحفاظ للسيوطي 19، وحلية الأولياء 4/ 191- 195 رقم 268، ورجال مسلم 2/ 358، 359 رقم 774.
[1] السّديّ بضم السين المهملة وتشديد الدال المهملة. نسبة إلى السّدّة، وهي الباب.
(اللباب 1/ 537) .
[2] المعرفة والتاريخ 2/ 590، تهذيب الكمال 14/ 409.
[3] حلية الأولياء 4/ 192، تاريخ بغداد 9/ 431.
[4] حلية الأولياء 4/ 192، وطبقات ابن سعد 6/ 175، والمعرفة والتاريخ 2/ 590، وتاريخ بغداد 9/ 431.(5/557)
وقَالَ حَجّاج، عَنْ شُعبة [1] إنّه لم يسمَعَ من عُثْمَان ولا من ابْن مَسْعُود، وَهَذَا فيه نظر، فإنّ روايته عَنْ عُثْمَان فِي الصّحيح، وفي كَتَبَ القراءات إنّه قرأ عَلَى عُثْمَان، وعَلِيّ، وابْن مَسْعُود، وزيد بْن ثابت.
قَالَ أَبُو بَكْر بْن عيّاش، عَنْ عاصم إنّ أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ قرأ عَلَى عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وقَالَ ابْن مجاهد فِي كتاب «السبعة» : أول من أقرأ الناس بالْكُوفَة بالقراءات التي جمَعَ الناس عليها عُثْمَان أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ، فجلس فِي مسجدها الأعظم، ونصب نفسه لتعليم الْقُرْآن أربعين سَنَة.
قلت: روايته عَنْ عُمَر فِي «سُنَن النَّسَائِيّ» .
ويقَالَ إنّه أضرّ بآخره، رحمه اللَّه تعالى.
قَالَ الدّانيّ: أَخَذَ القراءة عَرْضًا عَنْ: عُثْمَان، وعَلِيّ، وابْن مَسْعُود، وأَبِي بْن كعب، وزيد بْن ثابت.
عرض عَلَيْهِ: عاصم، وعطاء بْن السّائب، ويحيى بْن وثّاب، وأَبُو إِسْحَاق [2] ، وعَبْد اللَّهِ بْن عيسى بْن أَبِي ليلى، ومُحَمَّد بْن أَبِي أَيُّوب، وعامر الشَّعبيّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد [3] .
وكَانَ من المعمَّرين [4] .
شُعبة، عَنْ علْقمة بْن مَرْثَد، عَنْ سَعْد بْن عُبيدة أنّ أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ أقرأ في خلافة عُثْمَان إِلَى أن تُوُفِّيَ فِي إمارة الحَجّاج.
275- أَبُو عطية الوادعيّ الكوفيّ [5] روى عن: ابن مسعود، وعائشة.
__________
[1] قال حجّاج بن محمد، قال شعبة: لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان ولكن سمع من عليّ. (طبقات ابن سعد 6/ 172) .
[2] هو السبيعي، كما في طبقات القرّاء لابن الجزري.
[3] وفي طبقات القرّاء زيادة: أبو عون محمد بن عبيد الله الثقفي، والحسن، والحسين.
[4] قيل إنه صام ثمانين رمضان. (طبقات ابن سعد 6/ 175) .
[5] انظر عن (أبي عطية الوادعي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 121، والتاريخ لابن معين 2/ 716، 717، وفيه اسمه مالك بن عامر، ومالك بن عون، وعمرو بن أبي جندب، وتاريخ الثقات 505 رقم 2001، والتاريخ الكبير(5/558)
- سوى ق-[6] .
وعنه: محمد بن سيرين، وخيثمة بن عبد الرحمن، وعمارة بن عمير، وأبو إسحاق، وغيرهم.
وثقه ابن معين [7] .
وقد ورد أن الأعمش رَوَى عَنْهُ، فإنْ كَانَ قد سمَعَ منه فيؤخَّر عَنْ هنا.
276- أَبُو غَطفان المُرّيّ الحجازيّ [8]- م د ن [9] ق-.
رَوَى عَنْ: سَعِيد بْن زَيْدِ بْن عَمْرو بْن نُفَيْلٍ، وأَبِي هريرة، وابْن عَبَّاس، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: إسماعيل بْن أُمَيَّةَ، وقانط بْن شيبة الزُّهْريّ، ويعقوب بْن عُتْبة بْن الأخنس، وآخرون.
277- أَبُو قِرْصافة [10] الكناني، جَنْدَرة [11] بْن خَيْشَنَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
__________
[ () ] 7/ 305 رقم 1298، والمعرفة والتاريخ 3/ 76 و 117 و 207، والجرح والتعديل 8/ 213 رقم 945، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 44، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1627، والكاشف 3/ 317 رقم 283، وتهذيب التهذيب 12/ 169، 170 رقم 801، وتقريب التهذيب 2/ 451 رقم 127، وخلاصة تذهيب التهذيب 455.
[6] في الأصل «سوى و» والتصحيح من الخلاصة.
[7] في التاريخ 2/ 716.
[8] انظر عن (أبي غطفان المرّي) في:
طبقات ابن سعد 5/ 176، والجرح والتعديل 9/ 422 رقم 2076، والثقات لابن حبان 5/ 567، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1636، والكاشف 3/ 323 رقم 326، وتهذيب التهذيب 12/ 99 رقم 921، وتقريب التهذيب 2/ 461 رقم 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 457، ورجال مسلم 2/ 130 رقم 1329.
[9] في الأصل «ت» والتصحيح من الخلاصة.
[10] انظر عن (أبي قرصافة) في:
مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 134 رقم 589، والمعرفة والتاريخ 2/ 101 و 3/ 28 و 168، والجرح والتعديل 2/ 545 رقم 2267، وجمهرة العرب 189، والتاريخ الكبير 2/ 250 رقم 2358، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 49، والثقات لابن حبان 3/ 64 وفيه (ابن حبشية) ، والمعجم الكبير للطبراني 3/ 1، والاستيعاب 1/ 274، وتلقيح فهوم أهل الأثر 176 و 379، وأسد الغابة 1/ 307، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 92 رقم 861، وتهذيب الكمال 5/ 149، 150 رقم 976، والمشتبه 1/ 278، وتهذيب التهذيب 2/ 119 رقم 191، وتقريب التهذيب 1/ 135 رقم 121، وخلاصة تذهيب التهذيب 65، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 335.
[11] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر ترجمته.(5/559)
صَحَابيّ معروف، نزل عسقلان ورَوَى أحاديث.
رَوَى ضمرة بن ربيعة، عن بلال بن كعب قَالَ: زُرْنا يحيى بْن حسّان أنا وإِبْرَاهِيم بْن أدهم فِي قريته، فقَالَ: أمَّنا فِي هَذَا المسجد أَبُو قِرْصافة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين سَنَة، يصوم يومًا ويُفْطر يومًا، فوُلد لأَبِي غلامٌ، فدعاه فِي اليوم الَّذِي يصومه فأفطر. رواه البخاري في «الأدب» له.
278- أبو مراوح الغفاريّ [1]- خ م ن ق [2]- ويقال اللّيثيّ المدنيّ.
قَالَ مسلم: اسمه سَعْد.
قلت: رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرّ، وحَمْزَة بْن عَمْرو الأَسْلَمِيّ.
وعنه: عروة بن الزبير، وسليمان بن يسار، وزيد بن أسلم، وغيرهم.
وكان ثقة نبيلا، يقال: إنه ولد في زمن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
279- أَبُو مُعْرض الأسديّ [3] أَخُو خُزَيْمة.
__________
[1] انظر عن (أبي مراوح الغفاريّ) في:
تاريخ الثقات للعجلي 510 رقم 2035، والكاشف 3/ 332 رقم 372، وتهذيب التهذيب 12/ 227 رقم 1035، وتقريب التهذيب 2/ 470 رقم 37، وخلاصة تذهيب التهذيب 459، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1645، 1646، ورجال البخاري 2/ 832 رقم 1409، ورجال مسلم 2/ 399، 400 رقم 2123.
[2] في الأصل «خ م د ت» والمثبت عن الخلاصة.
[3] انظر عن (أبي معرض الأسدي) في:
جمهرة أنساب العرب 191، والشعر والشعراء 2/ 463- 466 رقم 100 وفيه (المغيرة بن الأسود، بن وهب) ، والمؤتلف والمختلف للآمدي 56، ومعجم الشعراء للمرزباني 396، والأغاني 11/ 251- 276، وأسماء المغتالين 249، وسمط اللآلي 261، ومعاهد التنصيص 3/ 243، وخزانة الأدب 2/ 279، وفيه: المغيرة بن عبد الله بن معرض، والبداية والنهاية 9/ 6، وتخليص الشواهد 63، والكتاب 2/ 297، والخصائص 1/ 74 و 3/ 95، والمحتسب 1/ 110، 111، والعمدة 2/ 111، وأمالي ابن الشجري 2/ 37، وهمع الهوامع 1/ 54، والدرر اللوامع 1/ 32، وعيون الأخبار 2/ 259، والمثلّث للبطليوسي 2/ 14 ر ق 9، والمحبر 153، والتذكرة السعدية 222، والأخبار الموفقيات 525، والتذكرة الفخرية 312، وذيل أمالي القالي 37، والتذكرة الحمدونية 1/ 364 رقم 950، وربيع الأبرار 4/ 403، ومعجم الشعراء في لسان العرب 63 رقم 72، والأعلام 8/ 100، وقد جمع شعره الأستاذ الطيب العشاش ونشره في حولية الجامعة التونسية- العدد 9/ 101- سنة 1972 تونس.(5/560)
كوفِي شاعر، اسمه مُغِيرَة بْن عَبْد اللَّهِ ويُعرف بالأقَيْشِر [1] .
وُلد فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقي إِلَى أن وفد عَلَى عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرْوَان.
وهُوَ القائل فِي أمّ الخبائث:
تريك القذى من دونها وهي دونه ... لوجهِ أخيها فِي الإناء قطوب
كميت إذا شجت وفي الكأس وردةٌ ... لها فِي عظام الشاربين دَبيبُ
وقيل لَهُ الأقَيْشر لأنّه كَانَ أحمرَ الوجه أقْشَر. وله شِعْر كثير.
280- أَبُو عمّار الهمذاني [2] اسمه عريب [3] بْن حُمَيد، عداده فِي الكوفيّين.
سمَعَ: عمّار بْن ياسر، وقَيْس بْن سَعْد.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق السَّبيعيّ، والقاسم بْن مُخَيْمِرَة.
281- أبو قُرَّةَ الكِنْديّ [4] كوفِي، اسمه سَلَمَةُ [5] بْن مُعَاوِيَة بْن وهْب.
عَنْ: ابْن مَسْعُود، وسَلْمان، والمُغِيرَة بْن شُعْبة، وعَلْقمة.
وَعَنْهُ: الشّعبيّ، وتميم بْن حذْلَم الضَّبَيّ، وأَبُو إِسْحَاق.
282- أَبُو الكَنُود [6] يقَالَ: عَبْد اللَّهِ بْن عِمران الأزديّ، ويقَالَ: عَبْد اللَّهِ بْن
__________
[1] كان يكره أن يقال له الأقيشر. (الشعر والشعراء) .
[2] انظر عن (أبي عمار الهمذاني) في:
التاريخ لابن معين 2/ 401، 402، ومعرفة الرجال 2/ 92 رقم 236، والمعرفة والتاريخ 3/ 186، والتاريخ الكبير 7/ 97 رقم 362، والجرح والتعديل 7/ 32 رقم 173، والثقات لابن حبّان 5/ 283، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 37، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 931، والكاشف 2/ 230 رقم 3841، وتهذيب التهذيب 7/ 91 رقم 363، وتقريب التهذيب 2/ 20 رقم 169، وخلاصة تذهيب التهذيب 305.
[3] عريب: بفتح أوله وكسر الراء.
[4] انظر عن (أبي قرّة الكندي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 148، والتاريخ لابن معين 2/ 227، والثقات لابن حبّان 5/ 587، والمعارف 559 و 593، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 87.
[5] في طبقات ابن سعد 6/ 148 اسمه «فلان بن سلامة» .
[6] انظر عن (أبي الكنود) في:
طبقات ابن سعد 6/ 177، والتاريخ لابن معين 2/ 722، وطبقات خليفة 151 (عبد الله بن عامر) ، وتاريخ خليفة 26، والمعرفة والتاريخ 3/ 224، وجمهرة أنساب العرب 383، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1641، والكاشف 3/ 328 رقم 349، وتهذيب التهذيب(5/561)
عُوَيْمر، ويقَالَ: عَبْد اللَّهِ بْن عامر [1] .
سمَعَ: ابنَ مَسْعُود، وخبَّاب بنَ الأرتّ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق السَّبيعيُّ، وأَبُو سَعْد الأزْديٍّ.
وهُوَ مُقلّ.
283- أبو كنف العبديّ [2] سمع: ابنَ مَسْعُود، وسَعْد بْن أَبِي وقّاص، وأَبَا هريرة.
وعنه: عبد الله بن مرّة الخارفيّ، وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ.
284- أَبُو نملة الأَنْصَارِيُّ الظَّفَرِيُّ [3] قِيلَ اسْمُهُ عَمَّارُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ زُرَارَةَ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَهُ صُحْبَةٌ.
أَدْرَكَ الْحَرَّةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ ابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ. وَمَاتَ هُوَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي وِلَايَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ نَمْلَةُ بْنُ أَبِي نَمْلَةَ شَيْخُ الزُّهْرِيِّ.
وَلَهُ حَدِيثٌ فِي «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» : «إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فلا تصدّقوهم ولا تكذّبوهم» [4] .
__________
[ () ] 12/ 213 رقم 989، وتقريب التهذيب 2/ 466 رقم 23، وخلاصة تذهيب التهذيب 458، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 90.
[1] في طبقات ابن سعد 6/ 177 اسمه: عبد الله بن عوف، وكذا في تاريخ ابن معين 2/ 722.
[2] انظر عن (أبي الكنف العبديّ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 201، والجرح والتعديل 9/ 431 رقم 2139.
[3] انظر عن (أبي نملة الأنصاري) في:
طبقات خليفة 81، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 120 رقم 467، والمعرفة والتاريخ 1/ 380، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1654، والكاشف 3/ 340 رقم 426، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 58 و 91، وتهذيب التهذيب 12/ 259 رقم 1197، وتقريب التهذيب 2/ 482 رقم 31، وتلقيح فهوم أهل الأثر 378 وفيه: أسمعه معاذ، والإصابة 2/ 512 رقم 5703، وخلاصة تذهيب التهذيب 461 وفيه (أبو نميلة) .
[4] أخرجه البخاري في الإعتصام 8/ 160 باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، من طريق: علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسّرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم وقولوا آمنّا باللَّه وما أنزل إلينا وما(5/562)
285- أَبُو يَحْيَى الْكُوفِيُّ [1] هُوَ حَكِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْحَنَفِيُّ.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي مُوسَى.
وَعَنْهُ: عِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
286- أَبُو تحيى الأعرج [3] المُعَرْقَب [4] مَوْلَى مُعَاذ بْن عَفْراء [5] الأَنْصَارِيّ. اسمه مِصْدع، قاله عَمْرو بْن دينار.
وقَالَ ابْن معين [6] : أَبُو يحيى الأعرج اسمه زِيَاد.
رَوَى عَنْ: عَلِيّ، وعائشة، وابْن عَبَّاس.
وعنه: سعيد بن أبي الحسن، وسعد بن أوس العدوي.
287- أبو مسلم الجليلي [7] من أهل جبل الجليل، أدرك النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكَانَ معلِّمَ كعب الأحبار،
__________
[ () ] أنزل إليكم. الآية. وأخرجه في التوحيد 8/ 213 باب ما يجوز من تفسير لتوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها..
[1] انظر عن (أبي يحيى الكوفي) في:
التاريخ لابن معين 2/ 128، والكاشف 1/ 186 رقم 1219 وفيه (أبو يحيى) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1590، وتهذيب التهذيب 2/ 453 رقم 787، وتقريب التهذيب 2/ 403 رقم 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 465، والمشتبه 1/ 110.
وهو بالتاء المكسورة في أوله، وسكون ثانيه.
[2] قوله ليس في التاريخ ولا في معرفة الرجال.
[3] انظر عن (أبي تحيى الأعرج) في:
طبقات ابن سعد 5/ 477، وطبقات خليفة 163، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 107 رقم 314، والمعرفة والتاريخ 2/ 16، وتاريخ أبي زرعة 1/ 485 (واسمه: مصرع- بالراء) ، وتاريخ الثقات للعجلي 429 رقم 1577، والتاريخ لابن معين 2/ 567، والجرح والتعديل 8/ 429 رقم 1962، والتاريخ الكبير 8/ 65 رقم 2176، والتاريخ الصغير 97، والثقات لابن حبان 5/ 584، 585، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1658، والكاشف 3/ 130 رقم 5556، وتهذيب التهذيب 10/ 157، 158 رقم 299، وتقريب التهذيب 2/ 251 رقم 1147، وخلاصة تذهيب التهذيب 397.
[4] المعرقب: بضم الميم وفتح القاف.
[5] في الأصل «عفر» ، والتحرير من مصادر الترجمة.
[6] قول ابن معين ليس في تاريخه ولا في معرفة الرجال.
[7] انظر عن (أبي مسلم الجليلي) في:(5/563)
أسلم فِي عهد عُمَر، وقيل فِي عهد مُعَاوِيَة.
حكى عَنْهُ: أَبُو مسلم الخَوْلانيّ، وأَبُو قلابة، وحزام بْن حكيم، وجُبَير بْن نُفَير، ومسلم بْن مشْكم، وشُرَيْح بْن عقيل [1] ، ولُقمان بْن عامر، وغيرهم.
رَوَى قاسم الرحّال، عَنْ أَبِي قلابة أنّ أَبَا مسلم الجليليّ أسلم عَلَى عهد مُعَاوِيَة، فأتاه أَبُو مسلم الخَوْلاني فقَالَ: ما منعك أن تُسْلم عَلَى عهد أَبِي بَكْرٍ وعُمَر؟! فقَالَ: إني وجدت فِي التَّوراة أنّ هذه الأمة ثلاثة أصناف، صنف يدخل الجنة بغير حساب، وصنْف يحاسبون حسابًا يسيرًا، وصنْف يصيبهم شيءً ثم يدخلون الجنة، فأردت أن أكون من الأوّلين، فإنْ لَمْ أكن مِنْهُمْ كنت ممن يُحاسَب حسابًا يسيرًا، فإنْ لَمْ أكن مِنْهُمْ كنت من الآخرين.
صالح المُرّيّ، عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ الشامي، عَنْ مكحول، عَنْ أَبِي مسلم الخَوْلانيّ أنّه لقي أَبَا مسلم الْجَلُوليّ، وكَانَ مترهَّبا، نزل من صَوْمَعَته أيّام عُمَر وأسلم، فقَالَ: تركت الإسلام عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعهد أَبِي بَكْرٍ، وذكر الْحَدِيث.
الجريريّ، عَنْ عُقْبة بْن وسّاج: كَانَ لأَبِي مسلم الخَوْلانيّ جارّ يهوديّ يُكَنّى أَبَا مسلم كَانَ يمرّ به فيَقُول: يا أَبَا مسلم أسْلمْ تَسْلَم، فمرّ به يومًأ وهُوَ يصلّي، وذكر شِبْهَ حديث أَبِي قلابة.
قَالَ ابْن مَعين [2] : أَبُو مسلم الجليلّيّ، ويقَالَ: الجلوليّ، شاميّ.
288- الأغرّ بن سليك [3]
__________
[ () ] التاريخ لابن معين 2/ 725، وتاريخ الثقات للعجلي 511 رقم 2044 وفيه (أبو مسلمة الخليلي) ، والجرح والتعديل 9/ 436 رقم 2181، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1648، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 113.
[1] في الأصل «عقيد» .
[2] في التاريخ 2/ 725.
[3] انظر عن (الأغر بن سليك) في:
طبقات ابن سعد 6/ 243، والتاريخ لابن معين 2/ 42، ومعرفة الرجال 2/ 187 رقم 619، والتاريخ الكبير 2/ 44 رقم 1631، والجرح والتعديل 2/ 308 رقم 1153، وتاريخ الثقات للعجلي 71 رقم 111، وثقات ابن حبّان 4/ 53، وتهذيب الكمال 3/ 317، 318 رقم(5/564)
- ن-[4] ويقال ابن حنظلة الكوفيّ.
عَنْ: عَلِيّ، وأَبِي هريرة.
وَعَنْهُ: سِمَاك بْن حرب، وعَلِيّ بْن الأقمر، وأَبُو إِسْحَاق السَّبيعيّ.
رَوَى لَهُ النَّسَائِيّ.
آخر الطبقة الثامنة والحمد للَّه أولا وآخرا.
(بعون الله وتوفيقه تم تحقيق هذا الجزء وضبط نصّه وتخريج أحاديثه والإحالة إلى المصادر والمراجع، على يد طالب العلم الفقير إليه تعالى عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي مولدا وموطنا، الأستاذ الدكتور في الجامعة اللبنانية، وذلك من مساء يوم الاثنين في 13 من شعبان 1409 هـ. الموافق 20 من آذار (مارس) 1989 م. بمنزله بساحة النجمة بطرابلس المحروسة، والحمد للَّه وحده) .
- يليه الطبقة التاسعة-
__________
[ () ] 544، والكاشف 1/ 85 رقم 462، وتهذيب التهذيب 1/ 365، 366 رقم 665، وتقريب التهذيب 1/ 81 رقم 616، وخلاصة تذهيب التهذيب 39.
[4] في الأصل «س» وهو رمز للنسائي.(5/565)
[المجلد السادس (سنة 81- 100) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطَّبَقَةُ التَّاسِعَةُ
سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ.
وَسُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ.
وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود.
وَفِيهَا خَلَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الطَّاعَةَ، وَتَابَعَهُ النَّاسُ، وَسَارَ يَقْصِدُ الْحَجَّاجَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ سَبَبَ خُرُوجِهِ.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: لَمَّا أَجْمَعَ ابْنُ الأَشْعَثِ الْمَسِيرَ مِنْ سِجِسْتَانَ وَقَصَدَ الْعِرَاقَ، لَقِيَ ذَرًّا [1] الْهَمْدَانِيُّ، فَوَصَلَهُ وَأَمَرَهُ أَنْ يَحُضَّ النَّاسَ، فَكَانَ يَقُصُّ كلَّ يَوْمٍ، وَيَنَالُ مِنَ الْحَجَّاجِ ثُمَّ سَارَ الْجَيْشُ وَقَدْ خَلَعُوا الْحَجَّاجَ، وَلا يَذْكُرُونَ خَلْعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ [2] .
وَقَالَ غَيْرُهُ: فَاسْتَصْرَخَ الْحَجَّاجُ بِعَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ سَارَ، وَقَدَّمَ الْحَجَّاجُ طَلِيعَتَهُ، فَالْتَقَى ابْنَ الأَشْعَثِ وَهُمْ عِنْدَ دُجَيْلَ يَوْمَ الأَضْحَى، فَانْكَشَفَ عَسْكَرُ الْحَجَّاجِ وَانْهَزَمَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَتَبِعَهُ ابْنُ الأَشْعَثِ، وَكَانَ مَعَ ابْنِ الأشعث خلق
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 226 «لقي عازرا» ، وما أثبتناه عن تاريخ خليفة: وفيه: «دعا ذرّا أبا عمر بن ذرّ الهمدانيّ» .
[2] تاريخ خليفة 280.(6/5)
مِنَ الْمُطَّوَّعَةِ مِنَ الْبَصْرَةِ، فَدَخَلُوهَا، فَخَرَجَ الْحَجَّاجُ إِلَى طَفِّ الْبَصْرَةِ [1] .
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَرَأَيْتُ ابْنَ الأَشْعَثِ مُتَرَبِّعًا عَلَى الْمِنْبَرِ يَتَوَعَّدُ الَّذِينَ تخلّفوا عنه توعّدا شد [2] ان.
قَالَ غَيْرُهُ: فَبَايَعَهُ عَلَى حَرْبِ الْحَجَّاجِ وَعَلَى خَلْعِ عَبْدِ الْمَلِكِ جَمِيعُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنَ الْقُرَّاءِ وَالْعُلَمَاءِ، ثُمَّ خَنْدَقَ ابْنُ الأَشْعَثِ عَلَى الْبَصْرَةِ وَحَصَّنَهَا [3] .
وَفِيهَا غَزَا مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ كَعَادَتِهِ بِالْمَغْرِبِ، فَقَتَلَ وَسَبَى فِي أَهْلِ طُبْنَةَ [4] وَفِيهَا أَصَابَتِ الصَّاعِقَةُ صَخْرَةَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
وَفِيهَا قُتِلَ بَحِيرُ بْنُ وَرْقَاءَ الصُّرَيْمِيُّ وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْقُوَّادِ بِخُرَاسَانَ، قَاتَلَهُ ابْنُ خَازِمٍ وَظَفَرَ بِهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ قَتَلَ بُكَيْرَ بْنَ وَسَّاجٍ [5] ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ رَهْطُ بُكَيْرٍ فَقَتَلُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ [6]
__________
[1] انظر: الكامل في التاريخ 4/ 465، وتاريخ خليفة 281.
[2] تاريخ خليفة 281.
[3] الكامل في التاريخ 4/ 465.
[4] تاريخ خليفة 281 وطبنة: بضم أوله ثم السكون. بلدة في طرف إفريقية مما يلي المغرب على ضفة الذّاب. (معجم البلدان 4/ 21) .
[5] يرد في المصادر «وساج» بالسين المهملة، و «وشاج» بالشين والجيم المعجمتين.
[6] انظر: تاريخ الطبري 6/ 331، والكامل في التاريخ 4/ 457، ونهاية الأرب 21/ 229.(6/6)
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان [1] ، وحجّت معه أمّ الدّرداء [2] .
__________
[1] تاريخ خليفة 281، وتاريخ اليعقوبي 2/ 281، وتاريخ الطبري 6/ 341، ومروج الذهب (طبعة محيي الدين عبد الحميد) 4/ 399، والكامل في التاريخ 4/ 466، ونهاية الأرب 21/ 259.
[2] الكامل في التاريخ 4/ 466.(6/7)
سنة اثنتين وَثَمَانِينَ
فِيهَا:
قُتِلَ جَمَاعَةٌ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ.
وَمَاتَ: سُفْيَانُ بْنُ وَهْبٍ الْخَوْلانِيُّ.
وَأَبُو عُمَرَ زَاذَانُ الْكِنْدِيُّ.
وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةُ الزَّاوِيَةِ بِالْبَصْرَةِ بَيْنَ ابْنِ الأَشْعَثِ وَبَيْنَ جَيْشِ الْحَجَّاجِ [1] .
وَلابْنِ الأَشْعَثِ مَعَ الْحَجَّاجِ وَقَعَاتٌ كَثِيرَةٌ: مِنْهَا وَقْعَةُ دُجَيْلَ الْمَذْكُورَةُ يَوْمَ عِيدِ الأَضْحَى، وَهَذِهِ الْوَقْعَةُ، وَوَقْعَةُ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ [2] ، وَوَقْعَةُ الأَهْوَازِ.
فَيُقَالُ إِنَّهُ خَرَجَ مَعَ ابْنُ الأَشْعَثِ ثَلاثَةٌ وَثَلاثُونَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَمِائَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ راجل، فِيهِمْ عُلَمَاءُ وَفُقَهَاءُ وَصَالِحُونَ، خَرَجُوا مَعَهُ طَوْعًا عَلَى الْحَجَّاجِ.
وَقِيلَ: كَانَ بَيْنَهُمَا أَرْبَعٌ وَثَمَانُونَ وَقْعَةً فِي مِائَةِ يَوْمٍ، فَكَانَتْ مِنْهَا ثَلاثٌ وَثَمَانُونَ عَلَى الْحَجَّاجِ، وَوَاحِدَةٌ لَهُ.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [3] : كَانَتْ وَقْعَةُ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ
__________
[1] انظر عن وقعة الزاوية في: تاريخ خليفة 281، وتاريخ الطبري 6/ 342، وتاريخ اليعقوبي 2/ 278، والكامل في التاريخ 4/ 467، 468، ونهاية الأرب 21/ 237.
[2] دير الجماجم: بظاهر الكوفة على سبعة فراسخ منها على طرف البر للسالك إلى البصرة.
(معجم البلدان 2/ 503) .
[3] في تاريخه 4/ 346.(6/8)
اثْنَتَيْنِ، قَالَ ابْنُ جرير: وَفِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ هِيَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ.
فَذَكَرَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ لُوطِ بْنِ يَحْيَى قال: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَخَرَجَ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَسْتَقْبِلُونَهُ، فَقَالَ لِي: اعْدِلْ عَنِ الطَّرِيقِ لا يَرَى النَّاسُ جِرَاحَتَكُمْ، فَإِنِّي لا أُحِبُّ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُمُ الْجَرْحَى، فَلَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ مَالُوا إِلَيْهِ كُلُّهُمْ، وَحَفَّتْ بِهِ هَمْدَانُ، إِلا أَنَّ طَائِفَةً مِنْ تَمِيمٍ أَتَوْا مَطَرَ بْنَ نَاجِيَةَ، وَقَدْ كَانَ وَثَبَ عَلَى قَصْرِ الْكُوفَةِ، فَلَمْ يُطِقْ قِتَالَ النَّاسِ، فَنَصَبَ ابْنُ الأَشْعَثِ السَّلالِمَ عَلَى الْقَصْرِ فَأَخَذُوهُ، وَأَتَوْا بِمَطَرِ بْنِ نَاجِيَةَ، فَقَالَ لابن الأشعث: اسْتَبْقِنِي فَإِنِّي أَفْضَلُ فُرْسَانِكَ وَأَعْظَمُهُمْ غِنَاءً عَنْكَ، فَحَبَسَهُ، ثُمَّ عَفَا عَنْهُ، فَبَايَعَهُ وَبَايَعَهُ النَّاسُ بِالْكُوفَةِ، ثُمَّ أَتَاهُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ، وَتَفَوَّضَتْ إِلَيْهِ الْمَسَالِحُ وَالثُّغُورُ، وَجَاءَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بَعْدَ أَنْ قَاتَلَ الْحَجَّاجُ بِالْبَصْرَةِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ.
وَأَقْبَلَ الْحَجَّاجُ مِنَ الْبَصْرَةِ يسير مِنْ بَيْنِ الْقَادِسِيَّةِ وَالْعُذَيْبِ، فَنَزَلَ دَيْرِ قُرَّةَ، وَكَانَ أَرَادَ نُزُولَ الْقَادِسِيَّةِ، فَجَهَّزَ لَهُ ابْنُ الأَشْعَثِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْعَبَّاسِ، فَمَنَعَهُ مِنْ نُزُولِهَا، وَنَزَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيُّ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ، فَكَانَ الْحَجَّاجُ بَعْدُ يَقُولُ: أَمَا كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَزْجُرُ الطَّيْرَ حَيْثُ رَآنِي نَزَلْتُ بِدَيْرِ قُرَّةَ، وَنَزَلَ بِدَيْرِ الْجَمَاجِمِ.
وَاجْتَمَعَ جُلُّ النَّاسِ عَلَى قِتَالِ الْحَجَّاجِ لِظُلْمِهِ وَسَفْكِهِ الدِّمَاءَ، فَكَانُوا مِائَةَ أَلْفِ مُقَاتِلٍ فَجَاءَتْهُ أَمْدَادُ الشَّامِ، فَنَزَلَ وَخَنْدَقَ عَلَيْهِ، وَكَذَا خَنْدَقَ ابْنُ الأَشْعَثِ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ كَانَ الْجَمْعَانِ يَلْتَقُونَ كُلَّ يَوْمٍ، وَاشْتَدَّ الْحَرْبُ، وَثَبَتَ الْفَرِيقَانِ.
وَأَشَارَ بَنُو أُمَيَّةَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَقَالُوا: إِنْ كَانَ إِنَّمَا يَرْضَى أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ تَنْزِعَ عَنْهُمُ الْحَجَّاجَ فَانْزِعْهُ عَنْهُمْ تَخْلُصُ لَكَ طَاعَتُهُمْ، فَبَعَثَ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَتَبَ إِلَى أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْمَوْصِلِ، فَسَارَ إِلَيْهِ، وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَعْرِضَا عَلَى أَهْلِ الْعِرَاقِ نَزْعَ الْحَجَّاجِ عَنْهُمْ، وَأَنْ يُجْرِيَ عَلَيْهُمُ الْعَطَاءَ وَأَنْ يَنْزِلَ ابْنُ الأَشْعَثِ أَيُّ بَلَدٍ شَاءَ مِنَ الْعِرَاقِ، يَكُونُ(6/9)
عَلَيْهِ وَالِيًا، فَإِنْ قَبِلُوا فَاعْزِلا عَنْهُمُ [1] الْحَجَّاجَ، وَمُحَمَّدٌ أَخِي مَكَانَهُ، وَإِنْ أَبَوْا فَالْحَجّاجُ أَمِيرُكُمْ كُلُّكُمْ وَوَلِيُّ الْقِتَالِ، قَالَ: فَقَدِمُوا عَلَى الْحَجَّاجِ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَشُقَّ عَلَيْهِ الْعَزْلُ، فَرَاسَلُوا أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَجَمَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ النَّاسَ وَخَطَبَهُمْ، وَأَشَارَ عَلَيْهُمْ بِالْمُصَالَحَةِ، فَوَثَبَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَهُمْ، وَأَصْبَحُوا فِي الأَزْلِ [2] وَالضَّنْكِ وَالْمَجَاعَةِ وَالْقِلَّةِ فَلا نَقْبَلُ.
وَأَعَادُوا خَلْعَ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَانِيَةً، وَتَعَبَّئُوا لِلْقِتَالِ، فَكَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ حَجَّاجُ بْنُ جَارِيَةِ الْخَثْعَمِيُّ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ الْأَبْرَدُ بْنُ قُرَّةَ التَّمِيمِيُّ، وَعَلَى الْخَيْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، وَعَلَى الرَّجَّالَةِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَلَى الْمُجَنَّبَةِ [3] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِزَامٍ الْحَارِثِيُّ، وَعَلَى المطّوّعة والصّلحاء [4] جبلة بن زحر الْجُعْفِيُّ.
وَكَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ الْحَجَّاجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمٍ الْكَلْبِيُّ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ عُمَارَةُ بْنُ تَمِيمٍ اللَّخْمِيُّ، وَعَلَى الْخَيَّالَةِ سُفْيَانُ بْنُ الأَبْرَدِ الْكَلْبِيُّ، فَاقْتَتَلُوا أَيَّامًا، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ تَأْتِيهِمُ الأَمْدَادُ وَالْخَيْمَاتُ مِنَ الْبَصْرَةِ، وَجَيْشُ الْحَجَّاجِ فِي ضِيقٍ وَغَلَاءِ سِعْرٍ [5] .
فَيُقَالُ إِنَّ يَوْمَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ كَانَ فِي رَبِيعِ الأَوَّلِ، وَلا شَكَّ أَنَّ نَوْبَةَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ كَانَتْ أَيَّامًا، بَلْ أَشْهُرًا، اقْتَتَلُوا هُنَاكَ مِائَةَ يَوْمٍ، فَلَعَلَّهَا كَانَتْ فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ، وَأَوَائِلِ سَنَةِ ثَلاثٍ.
فَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ فِي خَيْلِ جَبَلَةَ بْنِ زَحْرٍ، وَكَانَ عَلَى الْقُرَّاءِ، فَحَمَلَ عَلَيْنَا عَسْكَرُ الْحَجَّاجِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، فَنَادَانَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى: يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ، لَيْسَ الْفِرَارُ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ بِأَقْبَحِ منكم، وبقي
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 228 «عنهما» ، والتصويب من تاريخ الطبري.
[2] الأزل الشدّة والضيق، على ما في النهاية، والقاموس المحيط.
[3] في تاريخ الطبري 4/ 349 «وعلى مجفّفته» .
[4] في تاريخ الطبري «وجعل على القراء» .
[5] تاريخ الطبري 6/ 346- 350.(6/10)
يُحَرِّضُ عَلَى الْقِتَالِ [1] .
وَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَاتِلُوهُمْ عَلَى دِينِكُمْ وَدُنْيَاكُمْ [2] .
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَا الشَّعْبِيُّ [3] .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ [4] : قَاتِلُوهُمْ عَلَى جَوْرِهِمْ وَاسْتِذْلالِهِمُ الضُّعَفَاءَ، وَإِمَاتَتِهِمُ الصَّلاةَ.
قَالَ: ثُمَّ حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ حَمْلَةً صَادِقَةً، فَبَدَّعْنَا فِيهِمْ، ثُمَّ رَجَعْنَا، فَمَرَرْنَا بِجَبَلَةَ بن زحر صَرِيعًا فَهَدَّنَا ذَلِكَ، فَسَلانَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، فَنَادُونَا: يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ هَلَكْتُمْ، قُتِلَ طَاغُوتُكُمْ [5] .
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: ثنا غَسَّانُ بْنُ مُضَرٍ قَالَ: خَرَجَ الْقُرَّاءُ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَفِيهِمْ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَكَانَ شِعَارُهُمْ يَوْمَئِذٍ «يَا ثَارَاتِ الصَّلاةِ» [6] .
وَقِيلَ إِنَّ سُفْيَانَ بْنَ الأَبْرَدِ حَمَلَ على ميسرة ابن الأَشْعَثِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا هَرَبَ الْأَبْرَدُ بْنُ قُرَّةَ التَّمِيمِيُّ، وَلَمْ يُقَاتِلْ كَبِيرَ قِتَالٍ، فَأَنْكَرَهَا مِنْهُ النَّاسُ، وَكَانَ شُجَاعًا لا يَفِرُّ، وَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ خَامَرَ، فَلَمَّا انْهَزَمَ تَقَوَّضَتِ الصُّفُوفُ، وَرَكِبَ النَّاسُ وُجُوهَهُمْ [7] .
وَكَانَ ابْنُ الأَشْعَثِ عَلَى مِنْبَرٍ قَدْ نُصِبَ لَهُ يُحَرِّضُ عَلَى الْقِتَالِ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ ذَوُو الرَّأْيِ: انْزِلْ وَإِلا أُسِرْتَ، فَنَزَلَ وَرَكِبَ، وَخَلَّى أَهْلَ الْعِرَاقَ، وَذَهَبَ، فَانْهَزَمَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كُلُّهُمْ، وَمَضَى ابْنُ الأَشْعَثِ مَعَ ابْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، حَتَّى إِذَا حَاذُوا قَرْيَةَ بَنِي جعدة عبر في مَعْبَرَ الْفُرَاتِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِهِ بِالْكُوفَةِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ، وَعَلَيْهِ السِّلاحُ لَمْ يَنْزِلْ،
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 357 و 367.
[2] تاريخ الطبري 6/ 357.
[3] انظر قولهما في تاريخ الطبري 6/ 357 و 358.
[4] هو قول سعيد بن جبير كما في تاريخ الطبري 6/ 358.
[5] تاريخ الطبري 6/ 358.
[6] لأن الحجّاج كان يميت الصلاة حتى يخرج وقتها. كما في شذرات الذهب 1/ 92.
[7] تاريخ الطبري 6/ 363.(6/11)
فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ بِنْتُهُ، فَالْتَزَمَهَا، وَخَرَجَ أَهْلُهُ يَبْكُونَ، فَوَصَّاهُمْ وَقَالَ: لا تَبْكُوا، أَرَأَيْتُمْ إِنْ لَمْ أَتْرُكْكُمْ، كَمْ عَسَيْتُ أَنْ أَعِيشَ مَعَكُمْ، وَإِنْ أَمُتْ فَإِنَّ الَّذِي يَرْزُقُكُمْ حَيٌّ لا يَمُوتُ، وَوَدَّعَهُمْ وَذَهَبَ [1] .
وَقَالَ الْحَجَّاجُ: اتْرُكُوهُمْ فَلْيَتَبَدَّدُوا، وَلا تَتْبَعُوهُمْ، وَنَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ رَجَعَ فَهُوَ آمِنٌ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْكُوفَةِ فَدَخَلَهَا، وَجَعَلَ لا يُبَايِعُ أَحَدًا مِنْهَا إِلا قَالَ لَهُ: اشْهَدْ عَلَى نَفْسِكَ أَنَّكَ كَفَرْتَ، فَإِذَا قَالَ نَعَمْ بَايَعَهُ، وَإِلا قَتَلَهُ، فَقَتَلَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِمَّنْ تَحَرَّجَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْكُفْرِ. وَجِيءَ بِرَجُلٍ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: مَا أَظُنُّ هَذَا يَشْهَدُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْكُفْرِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَخَادِعِي عَنْ نَفْسِي، أَنَا أَكْفَرُ أَهْلِ الأَرْضِ، وَأَكْفَرُ مِنْ فِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ، فَضَحِكَ وَخَلاهُ [2] .
وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَنَزَلَ بَعْدَ الواقعة بِالْمَدَائِنِ، فَتَجَمَّعَ إِلَيْهِ نَاسٌ كَثِيرٌ، وَخَرَجَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ الْعَبْشَمِيُّ فَأَتَى الْبَصْرَةَ وَبِهَا ابْنُ عَمِّ الْحَجَّاجِ أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ، فَأَخَذَ الْبَصْرَةَ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ، وَجَاءَ إِلَيْهِ الْخَلْقُ، وَقَالَ ابْنُ سَمُرَةَ لَهُ:
إِنَّمَا أَخَذْتُ الْبَصْرَةَ لَكَ، وَلَحِقَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ بِهِمْ، فَسَارَ الْحَجَّاجُ لِحَرْبِهِمْ، وَخَرَجَ النَّاسُ مَعَهُ إِلَى مَسْكِنَ عَلَى دُجَيْلَ [3] .
وَتَلاوَمَ أَصْحَابُ ابْنِ الأَشْعَثِ عَلَى الْفِرَارِ، وَتَبَايَعُوا عَلَى الْمَوْتِ، فَخَنْدَقَ ابْنُ الأَشْعَثِ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَسَلَّطَ الْمَاءَ فِي الْخَنْدَقِ، وأتته النجدة من خراسان، فاقتتلوا خمس عشرد لَيْلَةً أَشَدَّ الْقِتَالِ، وَقُتِلَ مِنْ أُمَرَاءِ الْحَجَّاجِ زِيَادُ بْنُ غُنَيْمٍ الْقَيْنِيُّ [4] .
ثُمَّ عَبَّأَ الْحَجَّاجُ جَيْشَهُ وَصَرَخَ فِيهِمْ وَحَمَلَ بِهِمْ، فَهَزَمَ أَصْحَابَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَقُتِلَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَكُسِرَ بِسْطَامُ بْنُ مَصْقَلَةَ فِي أَرْبَعَةِ آلافٍ جُفُونَ سُيُوفُهُمْ وَثَبَتُوا، وَقَاتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، كشفوا فيه عسكر
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 364.
[2] تاريخ الطبري 6/ 365، الكامل في التاريخ 4/ 482.
[3] في طبعة القدسي 3/ 230 «على دخل» ، والتصحيح من تاريخ الطبري 6/ 366.
[4] تاريخ الطبري 6/ 366، الكامل في التاريخ 4/ 482.(6/12)
الْحَجَّاجِ مِرَارًا، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: عَلَيَّ بِالرُّمَاةِ، قَالَ: فَأَحَاطَ بِهِمُ الرُّمَاةُ، فَقَتَلُوا خَلْقًا مِنْهُمْ بِالنَّبْلِ، وَانْهَزَمَ ابْنُ الأَشْعَثِ فِي طَائِفَةٍ، وَطَلَبَ سِجِسْتَانَ، فَأَتْبَعَهُمْ جَيْشُ الْحَجَّاجِ، عَلَيْهُمْ عُمَارَةُ بْنُ تَمِيمٍ، فَالْتَقَوْا بِالسُّوسِ، فَاقْتَتَلُوا سَاعَةً، ثُمَّ انْهَزَمَ ابْنُ الأَشْعَثِ، فَأَتَى سَابُورَ، وَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ الأَكْرَادُ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ عُمَارَةُ، فَقُتِلَ عُمَارَةُ وَانْهَزَمَ عَسْكَرَهُ، ثُمَّ مَضَى ابْنُ الأَشْعَثِ إِلَى بُسْتَ، وَعَلَيْهَا عَامِلُهُ، فَأَنْزَلَهُ وَتَفَرَّقَ أَصْحَابُ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَوَثَبَ عَامِلُ بست عليه فأوثقه، وأراد أن يتّحد بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ يَدًا عِنْدَ الْحَجَّاجِ [1] .
وَقَدْ كَانَ رُتْبِيلُ سَمِعَ بِمَقْدِمِ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَسَارَ فِي جُيُوشِهِ حَتَّى أَحَاطَ بِبُسْتَ، فَرَاسَلَ عَامِلَهَا يَقُولُ لَهُ: وَاللَّهِ لَئِنْ آذَيْتَ ابْنَ الأَشْعَثِ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَسْتَنْزِلَكَ، وَأَقْتُلَ جَمِيعَ مَنْ مَعَكَ، فَخَافَهُ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ ابْنَ الأَشْعَثِ، فَأَكْرَمَهُ رُتْبِيلُ، فَقَالَ ابْنُ الأَشْعَثُ: إِنَّ هَذَا كَانَ عَامِلِي فَغَدَرَ بِي وَفَعَلَ مَا رَأَيْتَ، فَأْذَنْ لِي فِي قَتْلِهِ، قَالَ: قَدْ أَمَّنْتُهُ، ثُمَّ مَضَى ابْنُ الأَشْعَثِ مَعَ رُتْبِيلَ إِلَى بِلادِهِ، فَأَكْرَمَهُ وَعَظَّمَهُ.
وَكَانَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ عَدَدٌ كَثِيرٌ مِنَ الأَشْرَافِ وَالْكِبَارِ، مِمَّنْ لَمْ يَثِقْ بِأَمَانِ الْحَجَّاجِ، ثُمَّ تَبِعَ أَثَرَ ابْنِ الأَشْعَثِ خَلْقٌ مِنْ هَذِهِ الْبَابَةِ حَتَّى قَدِمُوا سِجِسْتَانَ، وَنَزَلُوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْبَعَّارِ [2] ، فَحَصَرُوهُ، وَكَتَبُوا إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ بِعَدَدِهِمْ وَجَمَاعَتِهِمْ، وَعَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، فَقَدِمَ عَلَيْهِمُ ابْنُ الأَشْعَثِ بِمَنْ مَعَهُ، ثُمَّ غَلَبُوا عَلَى مَدِينَةِ سِجِسْتَانَ، وَعَذَّبُوا ابْنَ عَامِرٍ وَحَبَسُوهُ، ثُمَّ لَمْ يَشْعُرِ ابْنُ الأَشْعَثِ إِلا وَقَدْ فَارَقَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، وَسَارَ فِي أَلْفَيْنِ، فَغَضِبَ ابْنُ الأَشْعَثِ وَرَجَعَ إِلَى رُتْبِيلَ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ [3] .
وَقِيلَ: سَارُوا مَعَ الْهَاشِمِيِّ فَقَاتَلَهُمْ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ، فأسر منهم
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 369.
[2] في الأصل «النعار» ، والتحرير من تاريخ الطبري 6/ 370.
[3] تاريخ الطبري 6/ 370.(6/13)
وَهَزَمَهُمْ، وَفِي تَفْصِيلِ ذَلِكَ اخْتِلافٌ [1] وَمِنْ بَقِيَّةِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ: قَالَ عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ: كَانَ بَيْنَهُمْ إِحْدَى وَثَمَانُونَ وَقْعَةً، كُلُّهَا عَلَى الْحَجَّاجِ، إِلا آخِرَ وَقْعَةٍ كَانَتْ عَلَى ابْنِ الأَشْعَثِ، وَقُتِلَ مِنَ الْقُرَّاءِ بِدَيْرِ الْجَمَاجِمِ خَلْقٌ [2] .
وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: أَتَى الْقُرَّاءُ يَوْمَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ [3] الطَّائِيَّ يُؤَمِّرُونَهُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي، فَأَمِّرُوا رَجُلا مِنَ الْعَرَبِ، فَأَمَّرُوا جَهْمَ بْنَ زَحْرٍ الْخَثْعَمِيَّ عَلَيْهِمْ [4] .
وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ: رَأَيْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ بِدَيْرِ الْجَمَاجِمِ، وَشَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ بِالرُّمْحِ فَطَعَنَهُ، وَانْكَشَفَ ابْنُ الأَشْعَثِ فَأَتَى الْبَصْرَةَ، وَتَبِعَهُ الْحَجَّاجُ، فَخَرَجَ مِنْهَا إِلَى أَرْضِ دُجَيْلَ [5] الأَهْوَازِ، وَاتَّبَعَهُ الْحَجَّاجُ، فَالْتَقَوْا بِمَسْكِنَ، فَانْهَزَمَ ابْنُ الأَشْعَثِ، وَقُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ نَاسٌ كَثِيرٌ، وَغَرِقَ مِنْهُمْ نَاسٌ كَثِيرٌ [6] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: افْتُقِدَ بِمَسْكِنَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [7] .
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوَةَ قَالَ: افْتُقِدَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى بِسُورَاءَ [8] ، وَأَسَرَ الْحَجَّاجُ نَاسًا كَثِيرًا مِنْهُمْ: عِمْرَانُ بْنُ عِصَامٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْوَانَ، وَأَعْشَى هَمْدَانَ، قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ: قتلهم جميعا [9] .
__________
[1] انظر تاريخ الطبري 6/ 371، الكامل في التاريخ 4/ 486، نهاية الأرب 21/ 250.
[2] تاريخ خليفة 282 وانظر مروج الذهب 3/ 139.
[3] في الأصل «أبا البحتري» والتحرير من تاريخ خليفة والطبري وغيرهما.
[4] تاريخ خليفة 282، 283.
[5] في الأصل «دحيل» ، والتصويب من معجم البلدان وغيره.
[6] تاريخ خليفة 283.
[7] تاريخ خليفة 283.
[8] رسمها القدسي- رحمه الله- في طبعته 3/ 231 «سوبرا» ، والصحيح ما أثبتناه كما في تاريخ خليفة: وسوراء: موضع إلى جنب بغداد، بنتها سوراء بنت أردوان بن باطي فسميت باسمها. (معجم البلدان) .
[9] تاريخ خليفة 283.(6/14)
وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : أَوَّلُ وَقْعَةٍ كَانَتْ فِي يَوْمِ النَّحْرِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ، وَالْوَقْعَةُ الثَّانِيَةُ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ بِالزَّاوِيَةِ، وَالْوَقْعَةُ الثَّالِثَةُ بِظَهْرِ الْمِرْبَدِ فِي صَفَرٍ، وَالْوقْعَةُ الرَّابِعَةُ بَدَيْرِ الْجَمَاجِمِ فِي جُمَادَى، وَالْوَقْعَةُ الْخَامِسَةُ لَيْلَةَ دُجَيْلَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ ابْنُ الأَشْعَثِ يُرِيدُ خُرَاسَانَ، وَتَبِعَهُ طَائِفَةٌ قَلِيلَةٌ، فَتَرَكَهُمْ وَصَارَ إِلَى خُرَاسَانَ، فَقَامَ بِأَمْرِ الْحَرْبِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ الْهَاشِمِيُّ، وَمَعَهُ الْقُرَّاءُ، فَالْتَقَى هُوَ وَمُتَوَلِّي هَرَاةَ مُفَضَّلُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، فَهَزَمَهُ الْمُفَضَّلُ، ثُمَّ قَتَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأَسَرَ عِدَّةً مِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَالْهِلْقَامُ [2] بْنُ نُعَيْمٍ [3] .
وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدْ وَلِيَ بِلادَ فَارِسٍ وَغَزَا التُّرْكَ، ثُمَّ خَلَعَ عَبْدَ الْمَلِكِ وَفَعَلَ الأَفَاعِيلَ، وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ.
قَالَ خَلِيفَةُ [4] : تَسْمِيَةُ الْقُرَّاءِ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ.
مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ الْمُزَنِيُّ، وَأَبُو مِرَانَةَ [5] الْعِجْلِيُّ، وقد قتل، وعقبة بن عبد الغافر الْعَوْذِيُّ فَقُتِلَ، وَعُقْبَةُ بْنُ وَسَّاجٍ الْبُرْسَانِيُّ، وَقُتِلَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ الْجَهْضَمِيُّ، فَقُتِلَ، وَأَبُو الْجَوْزَاءِ الرَّبَعِيُّ، وَقُتِلَ، وَالنَّضْرُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَعِمْرَانُ وَالِدُ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ، وَأَبُو المنهال سيار بن سلامة الرِّيَاحِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، وَمُرَّةُ بْنُ دَبَّابٍ [6] الْهَدَاوِيُّ [7] وَأَبُو نُجَيْدٍ الْجَهْضَمِيُّ، وَأَبُو شَيْخٍ الْهَنَائِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ [8] ، وَأَخُوهُ الْحَسَنُ، وقال:
أكرهت على الخروج.
__________
[1] في تاريخه 285.
[2] مهمل في الأصل، والتحرير من تاريخ خليفة والطبري.
[3] تاريخ خليفة 284.
[4] في تاريخه 286، 287.
[5] في الأصل «أبو مراية» والتحرير من الكنى والأسماء للدولابي 2/ 109 وهو «أبو مرانة بن عمر العجليّ» ، ولم يذكره خليفة بين القرّاء.
[6] في الأصل «دياب» ، والتحرير من: المشتبه للذهبي 1/ 282 وهو مرّة بن دبّاب البصري.
[7] في طبعة القدسي 3/ 232 «الهدادي» بالدال، وهو تحريف، والتصحيح عن تاريخ خليفة، فقد جاء في حاشيته: «هو منسوب إلى مراد بن زيد مناة.. بن عمران من الأزد» .
[8] سعيد بن أبي الحسن البصري ليس في تاريخ خليفة.(6/15)
وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِّيُّ: قِيلَ لابْنِ الأَشْعَثِ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ الْجَمَلِ مَعَ عَائِشَةَ فَأَخْرِجِ الْحَسَنَ [1] وَمَنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وَالْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَزُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ الْيَامَيَانُ [2] ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ [3] .
قَالَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ: مَا صُرِعَ أَحَدٌ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ إِلا رُغِبَ لَهُ عَنْ مَصْرَعِهِ، وَلا نَجَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا حَمَدَ اللَّهَ الَّذِي سَلَّمَهُ [4] .
وَقَالَ عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ: قَتَلَ الْحَجَّاجُ بِمَسْكِنَ خَمْسَةَ آلافِ أَوْ أَرْبَعَةَ آلافِ أَسِيرٍ [5] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [6] : فِيهَا- يَعْنِي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ- قَتَلَ قُتَيبةُ بْنُ مُسْلِمٍ: عُمَرَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ [7] ، وَأَخَاهُ [8] ، وَمُوسَى بْنَ كَثِيرٍ الْحَارِثِيَّ، وَبُكَيْرَ بْنَ هَارُونَ الْبَجَلِيَّ.
وَفِيهَا كَانَتْ غَزْوَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بِأَرْمِينِيَةَ، فَهَزَمَ الْعَدُوَّ، ثُمَّ صَالَحُوهُ، فَوَلَّى عَلَيْهِمْ أَبَا شَيْخِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فغدروا به وقتلوه [9] .
__________
[1] تاريخ خليفة 287.
[2] أو الإياميّان، أو الباميان.
[3] تاريخ خليفة 287.
[4] العبارة في الأصل: «ولا نجا منهم أحد إلّا ندم على ما كان منه» ، وما أثبتناه عن تاريخ خليفة 287.
[5] تاريخ خليفة 287.
[6] في تاريخه 288.
[7] في تاريخ خليفة «عمرو بن أبي الصلب» بالباء الموحّدة، والصحيح ما أثبتناه حيث ورد فيه «الصلت» - ص 285.
[8] في تاريخ خليفة «وأبا الصلت، والصلت بن أبي الصلت» .
[9] تاريخ خليفة 288.(6/16)
وَفِيهَا فَتَحَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ حِصْنَ سِنَانٍ مِنْ نَاحِيَةِ الْمِصِّيصَةِ.
وَفِيهَا كَانَتْ غَزْوَةُ صِنْهَاجَةَ بِالْمَغْرِبِ [1] .
وَأُسِر يَوْمَ الْجَمَاجِمِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ صَبْرًا [2] ، وَقُتِلَ مَاهَانُ الأَعْوَرُ الْقَاصُّ، وَالْفُضَيْلُ بْنُ بَزْوَانَ يَوْمَئِذٍ.
وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الزَّاوِيَةِ قَالَ (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ) [3] أَبُو قُرَيْشٍ الْجَهْضَمِيُّ: إِنِّي لأَرَى أَمْرًا مَا بِي صَبَرَ، رُوحُوا بِنَا إِلَى الْجَنَّةِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَكَانَ يُوجَدُ مِنْ رِيحِ قَبْرِهِ الْمِسْكُ. وَكَانَ عَابِدًا لَهُ أَوْرَادٌ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ بَنِيَّ مَاتُوا وَلَمْ أَتَمَتَّعْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ.
رَوَى ابْنُ غَالِبٍ عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
وَرَوَى عنه: عطاء السّليميّ، وغيره.
__________
[1] تاريخ خليفة 288.
[2] تاريخ خليفة 284، 285.
[3] ستأتي ترجمته في هذه الطبقة.(6/17)
سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ
كَانَتْ فِيهَا غَزْوَةُ عَطَاءِ بْنِ رَافِعٍ صِقِلِّيَةَ، وَخَرَجَ عِمْرَانُ بْنُ شُرَحْبِيلَ عَلَى الْبَحْرِ، وَجَعَلَ عَلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي الْكَنُودِ.
وَفِيهَا عُزِلَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَوُلِّيَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ [1] .
وَفِي سَنَةَ ثَلاثٍ بَنَى الْحَجَّاجُ مَدِينَةَ وَاسِطٍ [2] .
وَاسْتَعْمَلَ عَلَى فَارِسٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيَّ وَأَمَرَهُ بِقَتْلِ الْأَكْرَادَ [3] .
وَفِيهَا بَعَثَ الْحَجَّاجُ عُمَارَةَ بْنَ تَمِيمٍ الْقَيْنِيَّ إِلَى رُتْبِيلَ فِي أَمْرِ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَقُيِّدَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ فِي الْحَدِيدِ، وَقُرِنَ بِهِ فِي الْقَيْدِ أَبُو الْعَنْزِ، وَسَارُوا بِهِمْ إِلَى الْحَجَّاجِ، فَلَمَّا كَانُوا بِالرُّخَّجِ [4] طَرَحَ ابْنُ الأَشْعَثِ نَفْسَهُ مِنْ فَوْقَ بُنْيَانٍ فَهَلَكَ هُوَ وَقَرِينُهُ، فقُطِعَ رَأْسُهُ وَحُمِلَ إِلَى الحجّاج، فرأسه مدفون بمصر [5] وجثّته بالرّخّج.
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 384، الكامل في التاريخ 4/ 496.
[2] تاريخ الطبري 6/ 383، الكامل في التاريخ 4/ 495، نهاية الأرب 21/ 262.
[3] تاريخ خليفة 288.
[4] الرّخّج: بتشديد الخاء المفتوحة. كورة ومدينة من نواحي كابل. (معجم البلدان 3/ 38) .
[5] بعث الحجّاج رأسه إلى عبد الملك، فبعث به عبد الملك إلى عبد العزيز بن مروان بمصر.
(تاريخ خليفة 289) .(6/18)
وَكَانَ قَدْ أَمَّرَهُ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ عِنْدَ قَتْلِ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ.
وَفِي سَنَةَ ثَلاثٍ ضَمَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ إِمْرَةَ أَذْرَبَيْجَانَ وَأَرْمِينِيَةَ مَعَ إِمْرَةِ الْجَزِيرَةِ، وَبَقِيَ عَلَى ذَلِكَ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ الْوَلِيدِ. وَلَهُ غَزَوَاتٌ وَفُتُوحَاتٌ كَثِيرَةٌ.(6/19)
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
عُتْبَةُ بْنُ النُّدَّرِ [1] السُّلَمِيُّ، صَحَابِيٌّ شَامِيٌّ.
وَالأَسْوَدُ بْنُ هًلالٍ الْمُحَارِبِيُّ.
وَزَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيُّ.
وَعِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ السَّدُوسِيُّ.
وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ [2] .
وَقِيلَ فِيهَا ظَفَرُوا بِابْنِ الأَشْعَثِ وَطِيفَ بِرَأْسِهِ فِي الأَقَالِيمِ.
وَفِيهَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ أَيُّوبَ بْنَ الْقَرِّيَّةِ، وَكَانَ مِنْ فُصَحَاءِ الْعَرَبِ وَبُلَغَائِهِمْ، خَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَاسْمُهُ أَيُّوبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسٍ أَبُو سُلَيْمَانَ الْهِلالِيُّ، ثُمَّ نَدِمَ الْحَجَّاجُ على قتله [3] .
__________
[1] بضمّ النون وفتح الدّال المشدّدة.
[2] في الأصل «الحذامي» ، والتصحيح مما يستقبلنا في ترجمته ومن (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 215) حيث جاء فيه: الجذامي بضمّ الجيم وفتح الذال المعجمة ... نسبة إلى جذام قبيلة من اليمن ...
[3] ستأتي ترجمة ابن القريّة في تراجم هذه الطبقة، وهو بتشديد الراء المكسورة. والخبر في تاريخ الطبري 6/ 385، والكامل في التاريخ 4/ 498، ونهاية الأرب 21/ 263، والأخبار الطوال 323.(6/20)
وَفِيهَا وَلِيَ إِمْرَةَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ التُّجِيبِيُّ.
وَبَعَثَ فِيهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِالشَّعْبِيِّ إِلَى مِصْرَ، إِلَى أَخِيهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ سَنَةً.
وَفِيهَا فُتِحَتِ الْمِصِّيصَةُ، عَلَى يَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] .
وَفِيهَا افْتَتَحَ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ بَلَدَ أُولِيَةَ [2] مِنَ الْمَغْرِبِ، فَقَتَلَ وَسَبَى، حَتَّى قِيلَ إِنَّ السَّبْيَ بَلَغَ خَمْسِينَ أَلْفًا.
وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ أَرْمِينِيَةَ فَهَزَمَهُمْ وَحَرَّقَ كَنَائِسَهُمْ وضياعهم، وتسمّى سنة الحريق.
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 385، الكامل في التاريخ 4/ 500، فتوح البلدان 196، الخراج وصناعة الكتابة 307، تاريخ خليفة 291.
[2] في طبعة القدسي 3/ 234 «أوربة» والتصحيح من تاريخ خليفة 292.(6/21)
سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ.
وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ.
وَعَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ الْجَرْمِيُّ.
وَوَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ- تُوُفِّيَ فِيهَا أَوْ فِي الَّتِي تَلِيهَا-.
وَعَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ الْهَمْدَانِيُّ.
وَيَسَيْرُ [1] بْنُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ.
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ.
وَفِيهَا، عَلَى مَا صَرَّحَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [2] هَلاكُ ابْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ:
فَتَتَابَعَتْ كُتُبُ الْحَجَّاجِ إِلَى رُتْبِيلَ أن ابعث إليّ بابن الأشعث، وإلّا فو الله لَأُوطِئَنَّ أَرْضَكَ أَلْفَ أَلْفِ مُقَاتِلٍ، وَوَعَدَهُ بِأَنْ يُطْلَقَ لَهُ خَرَاجُ بِلادِهِ سَبْعَ سِنِينَ، فَأَسْلَمَهُ إِلَى أَصْحَابِ الْحَجَّاجِ، فَقِيلَ إِنَّهُ رَمَى بِنَفْسِهِ مِنْ عَلٍ فَهَلَكَ.
وَقَالَ أَبُو مِخْنَفٍ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُلَيْكَةَ بِنْتَ يَزِيدَ تَقُولُ: وَاللَّهِ مَا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلا وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِي عَلَى فَخِذِي،
__________
[1] في الأصل «سير» وما أثبتناه يتفق مع ترجمته في هذه الطبقة.
[2] في تاريخه 6/ 389- 391.(6/22)
يَعْنِي مِنْ جُرْحٍ بِهِ، فَلَمَّا مَاتَ حَزَّ رَأْسَهُ رُتْبِيلُ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ [1] .
قُلْتُ: هَذَا قَوْلٌ شَاذٌّ، وَأَبُو مِخْنَفٍ كَذَّابٌ.
وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ أَرْمِينِيَةَ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَةً، وَوَلَّى عَلَيْهَا عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ حَاتِمِ بْنِ النُّعْمَانِ الْبَاهِلِيَّ، فَبَنَى مَدِينَةَ دَبِيلَ [2] وَمَدِينَةَ بَرْذَعَةَ [3] .
وَفِيهَا قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيُّ: بَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ مُقِيمٌ بِالْمِصِّيصَةَ يَزِيدَ بْنَ حُنَيْنٍ فِي جَيْشٍ، فَلَقِيَتْهُ الرُّومُ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ، فَأُصِيبَ النَّاسُ، وَقُتِلَ مَيْمُونٌ الْجُرْجُمَانِيُّ [4] فِي نَحْوَ أَلْفِ نَفْسٍ مِنْ أَهْلِ أَنْطَاكِيَةَ، وَكَانَ مَيْمُونٌ أَمِيرُ أَنْطَاكِيَةَ مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ، مَشْهُورٌ بِالْفُرُوسِيَّةِ، وَتَأَلَّمَ غَايَةَ الأَلَمِ لِمُصَابِهِمْ.
وَفِيهَا عُزِلَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ عَنْ خُرَاسَانَ، وَوُلِّيَ أخوه
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 390.
[2] في طبعة القدسي 3/ 235 «أردبيل» وهو غلط، فأردبيل من أشهر مدن أذربيجان، والصحيح «دبيل» : بفتح أوله وكسر ثانيه، مدينة بأرمينية تتاخم أرّان. (معجم البلدان 3/ 439) .
[3] تاريخ خليفة 291 ويضيف: مدينة النّشوى.
[4] في طبعة القدسي 3/ 235 «الجرجاني» ، وهو غلط، والصحيح ما أثبتناه كما في تاريخ خليفة 291 وهو عبد روميّ لبني أم الحكم أخت معاوية. قال البلاذريّ إن عبد الملك بلغه عنه بأس وشجاعة فجعله قائدا على جماعة من الجند يرابطون في أنطاكية. فغزا ميمون مع «مسلمة بن عبد الملك» الطّوّانة، وهو على ألف من أهل أنطاكية فاستشهد بعد بلاء حسن، فاغتمّ عبد الملك بمصابه وأغزى الروم جيشا عظيما طلبا بثأره. (فتوح البلدان 190) وعند الطبري أن غزو الطّوّانة كان سنة 87 هـ. وهذا يعني أنها بعد وفاة عبد الملك. والصحيح أنها سنة 85 كما ذكر المؤلّف الذهبيّ- رحمه الله- نقلا عن تاريخ خليفة. وقد عرف «ميمون» بالجرجماني، لاختلاطه بأهل الجرجومة وهي مدينة على جبل اللّكّام عند معدن الزاج فما بين بيّاس وبوقا، جنوبيّ أنطاكية. انظر: تاريخ دمشق- مخطوطة التيمورية 44/ 316 وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- ج 1/ 125 و 144- طبعة ثانية، مؤسسة الرسالة، بيروت، ودار الإيمان، طرابلس 1404 هـ. / 1984 م.(6/23)
الْمُفَضَّلُ يَسِيرًا، ثُمَّ عُزِلَ وَوُلِّيَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ [1] .
وَفِيهَا قُتِلَ مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ السُّلَمِيُّ، وَكَانَ بَطَلا شُجَاعًا وَسَيِّدًا مُطَاعًا، غَلَبَ عَلَى تِرْمِذَ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ مُدَّةَ سِنِينَ، وَحَارَبَ الْعَرَبَ، مِنْ هَذِهِ الْجِهَةِ، وَالتُّرْكُ مِنْ تِيكَ الْجِهَةِ، وَجَرَتْ لَهُ وَقَعَاتٌ، وَعَظُمَ أَمْرُهُ، وَقَدْ ذَكَرْنَا وَالِدَهُ فِي سَنَةِ نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ، وَآخِرُ أَمْرِ مُوسَى أَنَّهُ خَرَجَ لَيْلَةً فِي هَذَا الْعَامِ لِيُغِيرَ عَلَى جَيْشٍ فَعَثَرَ بِهِ فَرَسُهُ، فَابْتَدَرَهُ نَاسٌ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ فَقَتَلُوهُ.
وَقَدِ اسْتَوْفَى ابْنُ جَرِيرٍ [2] أَخْبَارَهُ وحروبه.
وقيل قُتِلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ.
وَبَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى مِصْرَ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ، وَعَقَدَ بِالْخِلافَةِ مِنْ بَعْدِهِ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ، ثُمَّ سُلَيْمَانَ، وَفَرِحَ بِمَوْتِ أَخِيهِ، فَإِنَّهُ عَزَمَ عَلَى عَزْلِهِ مِنْ ولاية العهد، فجاءه موته [3] .
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 393، الكامل في التاريخ 4/ 502، نهاية الأرب 21/ 263.
[2] في تاريخه 6/ 398 وما بعدها، والكامل في التاريخ 4/ 505، ونهاية الأرب 21/ 265.
[3] انظر تاريخ الطبري 6/ 413 وما بعدها، والكامل في التاريخ 4/ 513 وما بعدها، ونهاية الأرب 21/ 275 وما بعدها.(6/24)
سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
أَبُو أُمَامَةَ الباهليّ.
أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيُّ.
وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ.
وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ.
وَفِيهَا- وَقِيلَ سَنَةَ ثَمَانِ وَهُوَ أَصَحُّ- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى.
وَفِيهَا كَانَ طَاعُونُ الْفَتَيَاتِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأنَّهُ بَدَأَ فِي النِّسَاءِ، وَكَانَ بِالشَّامِ وَبِوَاسِطَ وَبِالْبَصْرَةِ [1] .
وَفِيهَا سَارَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ مُتَوَجِّهًا إِلَى وِلايَتِهِ، فَدَخَلَ خُرَاسَانَ، وَتَلَقَّاهُ دَهَاقِينُ بَلْخٍ، وَسَارُوا مَعَهُ، وَأَتَاهُ أَهْلُ صَاغَانَ [2] بِهَدَايَا وَمِفْتَاحٍ مِنْ ذهب، وسلّموا بلادهم بالأمان [3] .
__________
[1] الخبر باختصار في تاريخ خليفة 301 (حوادث 87 هـ.) .
[2] كذا في الأصل، وهي قرية بمرو. وفي تاريخ خليفة 291 «وأتاه ملك الصغانين» .
والصغانيان: بلاد بما وراء النهر. (معجم البلدان 3/ 389) .
[3] تاريخ خليفة 291.(6/25)
وَفِيهَا افْتَتَحَ مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حِصْنَ بُولَقَ [1] وَحِصْنَ الأَخْرَمِ [2] .
وَعَقَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ لابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى مِصْرَ، فَدَخَلَهَا فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، وَعُمْرُهُ يَوْمَئِذٍ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَقَرَّهُ أَخُوهُ الْوَلِيدُ عَلَيْهَا لَمَّا اسْتُخْلِفَ [3] ، وَأَمَّا ابْنُ يُونُسَ فَذَكَرَ أَنَّ الْوَلِيدَ عَزَلَ أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ عَنْ مِصْرَ بِقُرَّةَ بْنِ شَرِيكٍ أَوَّلَ مَا اسْتُخْلِفَ [4] .
وَفِيهَا هَلَكَ مَلِكُ الرُّومِ الأَخْرَمُ بُورِي [5] لا رَحِمَهُ اللَّهُ، قَبْلَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِ الْمَلِكِ بِشَهْرٍ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ يُونُسُ بْنُ عَطِيَّةَ الْحَضْرَمِيُّ قَاضِي مِصْرَ، فَوُلِّيَ ابْنُ أَخِيهِ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطِيَّةِ الْقَضَاءَ بَعْدَهُ قَلِيلا وَعُزِلَ، وَوُلِّيَ الْقَضَاءَ مُضَافًا إِلَى الشُّرَطِ أَبُو مُعَاوِيَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ [6] ، ثُمَّ عُزِلَ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ بِعِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ [7] .
وَوَلِيَ الْخِلافَةَ الْوَلِيدُ بِعَهْدٍ مِنْ أبيه.
__________
[1] كذا في الأصل، وفي تاريخ خليفة «تولق» بالتاء. ولا ذكر لها في معجم البلدان. والمثبت يتفق مع الطبري 6/ 528.
[2] تاريخ خليفة 292.
[3] الولاة والقضاة للكندي 58.
[4] الولاة والقضاة 61، 62.
[5] كذا في الأصل وطبعة القدسي 3/ 236 وهو «يوستنيان» أو «جستنيان» الثاني المعروف بالأخرم أو الأجدع حكم الإمبراطورية البيزنطية بين سنة 685 وسنة 695 م. وقد نشبت في نهاية سنة 695 م. ثورة ضد حكمه جدع فيها أنفه ونفي إلى خرسون في شبه جزيرة القرم. انظر عنه في كتابنا: المنتخب من تاريخ المنبجي- طبعة دار المنصور، طرابلس 1406 هـ. / 1986 م. - ص 78، 79 وكتابنا: دراسات في تاريخ الساحل الشامي (لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية) - طبعة جرّوس برس، طرابلس 1989.
[6] في الأصل «خديج» ، والتحرير من كتاب الولاة والقضاة.
[7] كتاب الولاة والقضاة 53 و 58.(6/26)
سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
عُتْبَةُ بْنُ عبْدٍ السُّلَمِيُّ.
وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِيكَرِبَ الْكِنْدِيُّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ [1] ، وَالأَصَحُّ وَفَاتَهُ سَنَةَ تِسْعٍ.
وَيُقَالُ فِيهَا افْتَتَحَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ أَمِيرُ خُرَاسَانَ بِيكَنْدَ [2] .
وَفِيهَا شَرَعَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي بِنَاءِ جَامِعِ دِمَشْقَ، وَكَتَبَ إِلَى أَمِيرِ الْمَدِينَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِبِنَاءِ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله سلّم [3] .
__________
[1] مهمل في الأصل، وهو بضم الصاد.
[2] تاريخ خليفة 300، تاريخ الطبري 6/ 429، الكامل في التاريخ 43/ 528 وبيكند: بكسر أوّله، وفتح الكاف وسكون النون. بلدة بين بخارى وجيحون. (معجم البلدان 1/ 533) .
[3] تاريخ خليفة 301، المنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) 79، تاريخ دمشق- مجلّد 1 ج 2/ 19، تاريخ اليعقوبي 2/ 284 وقال: ابتدأ بناؤه في سنة 88 هـ.، ومروج الذهب 3/ 166 هـ. (سنة 87 هـ.) ، والعيون والحدائق، لمؤرّخ مجهول 3/ 5، وقال البلاذريّ في فتوح البلدان 1/ 149 «قالوا: ولما ولّي معاوية بن أبي سفيان أراد أن يزيد كنيسة يوحنّا في المسجد بدمشق، فأبى النصارى ذلك، فأمسك، ثم طلبها عبد الملك بن مروان في أيامه للزيادة في المسجد وبذل لهم مالا فأبوا أن يسلّموها إليه. ثم إن الوليد بن عبد الملك(6/27)
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وُلِّيَ عُمَرُ [1] الْمَدِينَةَ وَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، وَصُرِفَ عَنْهَا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأُهِينَ وَوَقَفَ لِلنَّاسِ، فَبَقِيَ عُمَرُ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ عَزَلَهُ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ [2] .
وَفِيهَا قَدِمَ نَيْزَكُ طَرْخَانَ عَلَى قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، فَصَالَحَهُ وَأَطْلَقَ مَنْ فِي يَدِهِ مِنْ أَسَارَى الْمُسْلِمِينَ [3] .
وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ نَوَاحِي بُخَارَى، فَكَانَتْ هُنَاكَ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ وَمَلْحَمَةٌ هَائِلَةٌ، هَزَمَ اللَّهُ فِيهَا الْمُشْرِكِينَ، وَاعْتَصَمَ نَاسٌ مِنْهُمْ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ صَالَحَهُمْ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا رَجُلا مِنْ أَقَارِبِهِ، فَقَتَلُوا عَامَّةَ أَصْحَابِهِ وَغَدَرُوا، فَرَجَعَ قُتَيْبَةُ لِحَرْبِهِمْ وَقَاتَلَهُمْ، ثُمَّ افْتَتَحَهَا عَنْوةً، فَقَتَلَ وسبى وغنم أموالا عظيمة [4] .
__________
[ () ] جمعهم في أيامه وبذل لهم مالا عظيما على أن يعطوه إيّاها فأبوا، فقال: لئن لم تفعلوا لأهدمنّها. فقال بعضهم: يا أمير المؤمنين إنّ من هدم كنيسة جنّ وأصابته عاهة. فأحفظه قوله، ودعا بمعول وجعل يهدم بعض حيطانها بيده، وعليه قباء خزّ أصفر. ثم جمع الفعلة والنّقّاضين فهدموها، وأدخلها في المسجد» .
ثم ذكر البلاذري: «وبمسجد دمشق في الرواق القبليّ مما يلي المئذنة كتاب في رخامة بقرب السقف: «مما أمر ببنيانه أمير المؤمنين الوليد سنة ستّ وثمانين» .
وقال الفسوي في «المعرفة والتاريخ» 3/ 334، 335: «قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان:
قرأت في صفائح في قبلة مسجد دمشق صفائح ذهبية بلازورد: بسم الله الرحمن الرحيم.
الله لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ.. 2: 255 الآية ... أمر ببنيان هذا المسجد وهدم الكنيسة التي كانت فيه عبد الله بن الوليد أمير المؤمنين في ذي القعدة من سنة ستّ وثمانين ... قال أبو يوسف:
وقدمت بعد ذلك فرأيت هذا قد محي، وكان هذا قبل المأمون» .
وفي مروج الذهب للمسعوديّ 3/ 167: «أمر الوليد أن يكتب بالذهب على اللازورد في حائط المسجد: ربنا الله، لا نعبد إلا الله، أمر ببناء هذا المسجد، وهدم الكنيسة التي كانت فيه عبد الله بن الوليد أمير المؤمنين في ذي الحجّة سنة سبع وثمانين، وهذا الكلام مكتوب بالذهب في مسجد دمشق إلى وقتنا هذا، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
[1] أي عمر بن عبد العزيز
[2] تاريخ الطبري 6/ 427، الكامل في التاريخ 4/ 526.
[3] تاريخ الطبري 6/ 428، الكامل في التاريخ 4/ 528، نهاية الأرب 21/ 284، المنتخب من تاريخ المنبجي 80، 81.
[4] تاريخ الطبري 6/ 430، 431، الكامل في التاريخ 4/ 528، 529، نهاية الأرب 21/ 284، 285.(6/28)
وَفِيهَا أَغْزَى أَمِيرُ الْمَغْرِبِ مُوسَى بْنَ نُصَيْرٍ عند ما وَلاهُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِمْرَةَ الْمَغْرِبِ جَمِيعَهُ وَلَدَهُ عَبْدَ اللَّهِ سِرْدَانِيَّةَ، فَافْتَتَحَهَا وَسَبَى وغنم [1] .
وفيها أغزى موسى بن نصير ابن أَخِيهِ أَيُّوبَ بْنَ حَبِيبٍ مَمْطُورَةَ، فَغَنِمَ وَبَلَغَ سَبْيُهُمْ ثَلاثِينَ أَلْفًا [2] .
وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَافْتَتَحَ قُمْقُمَ [3] وَبُحَيْرَةَ الْفُرْسَانِ، فَقَتَلَ وَسَبَى [4] .
وَيَسَّرَ اللَّهُ فِي هَذَا الْعَامِ بِفُتُوحَاتٍ كِبَارٍ عَلَى الإِسْلامِ.
وَأَقَامَ لِلنَّاسِ الْمَوْسِمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [5] ، فَوَقَفَ غَلَطًا يَوْمَ النَّحْرِ، فَتَأَلَّمَ عُمَرُ لِذَلِكَ، فَقِيلَ لَهُ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله سلّم: «يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ يُعْرَفُ النَّاسَ» . وَكَانُوا بِمَكَّةَ فِي جَهْدٍ مِنْ قِلَّةِ الْمَاءِ، فَاسْتَسْقَوْا وَمَعَهُمْ عُمَرُ، فَسُقُوا، قَالَ بَعْضُهُمْ: فَرَأَيْتُ عُمَرَ يَطُوفُ والماء إلى أنصاف ساقيه [6] .
__________
[1] تاريخ خليفة 300.
[2] تاريخ خليفة 300.
[3] في طبعة القدسي 3/ 237 «قميقم» ، وفي تاريخ خليفة 301 «فيعم» ، والمثبت يتفق مع الطبري وابن الأثير.
[4] تاريخ خليفة، تاريخ الطبري 6/ 429، الكامل في التاريخ 4/ 528.
[5] تاريخ خليفة 301، تاريخ الطبري 6/ 433، تاريخ اليعقوبي 2/ 291، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 4/ 530.
[6] انظر تاريخ الطبري 6/ 437، 438، والكامل في التاريخ 4/ 534.(6/29)
سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ.
وَأَبُو الأَبْيَضِ الْعَنْسِيُّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى، عَلَى الصَّحِيحِ.
وَفِيهَا جَمَعَ الرُّومُ جَمْعًا عَظِيمًا وَأَقْبَلُوا فَالْتَقَاهُمْ مُسْلِمَةُ وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْخَلِيفَةِ الْوَلِيدِ، فَهَزَمَ اللَّهُ الرُّومَ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ خَلْقٌ، وَافْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ جُرْثُومَةَ وَطُوَّانَةَ [1] .
وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، فَزَحَفَ إِلَيْهِ التُّرْكُ وَمَعَهُمُ الصُّغْدُ وَأَهْلُ فَرْغَانَةَ، وَعَلَيْهِمُ ابْنُ أُخْتِ مَلِكِ الصِّينِ، وَيُقَالُ بَلَغَ جَمْعُهُمْ مِائَتَيْ أَلْفٍ، فَكَسَرَهُمْ قُتَيْبَةُ، وَكَانَتْ مَلْحَمَةً عَظِيمَةً [2] .
وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وابن أخيه العبّاس، وتعبّئوا بقرى
__________
[1] طوانة: بضم أوله. هو بلد بثغور المصّيصة. والخبر في تاريخ خليفة 302.
أما «جرثومة» فهي مدينة الجرجومة، كما في تاريخ اليعقوبي 2/ 283، وفتوح البلدان 1/ 190 و 191 وقد سبق التعريف بها. وانظر كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ- ج 1/ 150.
[2] تاريخ خليفة 300.(6/30)
أَنْطَاكِيَةَ، ثُمَّ التقوا الرُّومَ [1] وَحَجَّ بِالنَّاسِ عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] .
وَيُقَالُ إِنَّ فِيهَا شَرَعَ الْوَلِيدُ بِبِنَاءِ الْجَامِعِ [3] وَكَانَ نِصْفُهُ كَنِيسَةً لِلنَّصَارَى، وَعَلَى ذَلِكَ صَالَحَهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ الْوَلِيدُ لِلنَّصَارَى: إِنَّا قَدْ أَخَذْنَا كَنِيسَةَ تُومَا عَنْوَةً، يَعْنِي كَنِيسَةَ مَرْيَمَ فأنا أهدمها، وكانت أكبر من النِّصْفِ الَّذِي لَهُمْ، فَرَضُوا بِإِبْقَاءِ كَنِيسَةِ مَرْيَمَ، وَأُعْطُوا النِّصْفَ وَكَتَبَ لَهُمْ بِذَلِكَ، وَالْمِحْرَابُ الْكَبِيرُ هو كان باب الكنيسة، ومات الوليد وهم بَعْدُ فِي زَخْرَفَةِ بِنَاءِ الْجَامِعِ، وَجَمَعَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ الْحَجَّارِينَ وَالْمُرَخِّمِينَ مِنَ الأَقْطَارِ، حَتَّى بَلَغُوا فِيمَا قِيلَ اثْنَيْ عَشْرَ أَلْفَ مُرَخِّمٍ، وَغَرِمَ عَلَيْهَا قَنَاطِيرَ عَدِيدَةً مِنَ الذَّهَبِ، فَقِيلَ إِنَّ النَّفَقَةَ عَلَيْهِ بَلَغَتْ سِتَّةَ آلافِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَذَلِكَ مِائَةُ قِنْطَارٍ وَأَرْبَعَةُ وَأَرْبَعُونَ قِنْطَارًا بِالْقِنْطَارِ الدِّمَشْقِيِّ.
وَفِيهَا أَمَرَ الْوَلِيدُ عَامِلَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ عمر بن عبد العزيز ببناء مسجد النبي صلى الله عليه وآله سلّم، وَأَنْ يُزَادَ فِيهِ مِنْ جِهَاتِهِ الأَرْبَعِ، وَأَنْ يُعْطِيَ النَّاسَ ثَمَنَ الزِّيَادَاتِ شَاءُوا أَوْ أَبُوا [4] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ مَنَازِلَ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ هَدَمَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَزَادَهَا فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَتْ بُيُوتًا بِاللَّبِنِ، وَلَهَا حُجَرٌ مِنْ جَرِيدٍ مَطْرُورٌ بِالطِّينِ، عَدَدْتُ تِسْعَةَ أَبْيَاتٍ بِحُجَرِهَا، وَهِيَ مَا بَيْنَ بَيْتِ عَائِشَةَ إِلَى الْبَابِ الَّذِي يَلِي بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ، سمع عطاء الخراسانيّ يقول:
__________
[1] انظر تاريخ الطبري 6/ 436 وفيه أن مسلمة فتح حصن قسطنطينة، وغزالة، وحصن الأخرم.
وانظر: الكامل في التاريخ 4/ 532.
[2] تاريخ خليفة 302، تاريخ الطبري 6/ 438 وفي مروج الذهب: الوليد بن عبد الملك وهو غلط، وفي تاريخ اليعقوبي 2/ 291 «عمر بن عبد العزيز» .
[3] انظر تعليقنا على هذا الموضوع في حوادث السنة الماضية.
[4] انظر تاريخ الطبري 6/ 435، والكامل في التاريخ 4/ 532، والعيون والحدائق 4.(6/31)
أَدْرَكْتُ حُجَرَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، عَلَى أَبْوَابِهَا الْمُسُوحُ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَحَضَرْتُ كِتَابَ الْوَلِيدِ يُقْرَأُ بِإِدْخَالِ الْحُجَرِ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَا رَأَيْتُ بَاكِيًا أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: لَوْ تَرَكُوهَا فَيَقْدَمُ الْقَادِمُ مِنَ الآفَاقِ فَيَرَى مَا اكْتَفَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَيَاتِهِ.
وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ قَالَ: ذَرْعُ السِّتْرِ الشَّعَرِ ذِرَاعٌ فِي طُولِ ثَلاثَةٍ.
وَفِيهَا كَتَبَ الْوَلِيدُ، وَكَانَ مُغْرَمًا بِالْبِنَاءِ، إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِحَفْرِ الأَنْهَارِ بِالْمَدِينَةِ، وَبِعَمَلِ الْفَوَّارَةِ بِهَا، فَعَمِلَهَا وَأَجْرَى مَاءَهَا، فَلَمَّا حَجَّ الْوَلِيدُ وَقَفَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا فَأَعْجَبَتْهُ [1] .
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ مُهَاجِرٍ- وَكَانَ عَلَى بَيْتِ مَالِ الْوَلِيدِ-: حَسَبُوا مَا أَنْفَقُوا عَلَى الْكَرْمَةِ الَّتِي فِي قِبْلَةِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَكَانَ سَبْعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ.
وَقَالَ أَبُو قُصَيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُذْرِيُّ: حَسَبُوا مَا أَنْفَقُوا عَلَى مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَكَانَ أَرْبَعَمِائَةِ صُنْدُوقٍ، فِي كُلِّ صُنْدُوقٍ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ دِينَارٍ.
قُلْتُ: جُمْلَتُهَا عَلَى هَذَا: أَحَدَ عَشْرَ أَلْفَ أَلْفِ دِينَارٍ وَنَيِّفٍ.
قَالَ أَبُو قُصَيٍّ: أَتَاهُ حَرَسِيُّهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَحَدَّثُوا أَنَّكَ أَنْفَقْتَ الأَمْوَالَ فِي غَيْرِ حَقِّهَا، فَنَادَى: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ، وَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: بَلَغَنِي كَيْت وكَيْت، أَلا يَا عُمَرُ قُمْ فَأَحْضِرِ الأَمْوَالَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ. فَأَتَتِ الْبِغَالُ تَدْخُلُ بِالْمَالِ، وَفَضَّتْ فِي الْقِبْلَةِ عَلَى الأَنْطَاعِ، حَتَّى لَمْ يُبْصِرْ مَنْ فِي الْقِبْلَةِ مَنْ فِي الشَّامِ [2] ، وَوُزِنَتْ بِالْقَبَابِينَ، وَقَالَ لِصَاحِبِ الدِّيوَانِ: أَحْصِ مِنْ قِبَلِكَ مِمَّنْ يَأْخُذُ رِزْقَنَا، فَوَجَدُوا ثَلاثَمِائَةِ أَلْفٍ فِي جَمِيعِ الأَمْصَارِ، وَحَسَبُوا مَا يُصِيبُهُمْ، فَوَجَدُوا عِنْدَهُ رِزْقَ ثَلاثِ سِنِينَ، فَفَرِحَ النَّاسُ، وَحَمِدُوا اللَّهَ، فَقَالَ: إِلَى أَنْ تَذْهَبَ هَذِهِ الثَّلاثُ السِّنِينَ قَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِمِثْلِهِ وَمِثْلِهِ، إِلا وَإِنِّي رَأَيْتُكُمْ يَا أَهْلَ دِمَشْقٍ تَفْخَرُونَ عَلَى الناس بأربع: بهوائكم، ومائكم، وفاكهتكم، وحمّاماتكم،
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 437، الكامل في التاريخ 4/ 533.
[2] أي من في الشمال.(6/32)
فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ مَسْجِدَكُمُ الْخَامِسُ، فَانْصَرَفُوا شَاكِرِينَ دَاعِينَ.
وَرُوِيَ عَنِ الْجَاحِظِ، عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: مَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَشَدَّ شَوْقًا إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، لِمَا يَرَوْنَ مِنْ حُسْنِ مَسْجِدِهِمْ.(6/33)
سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا عَلَى الصَّحِيحِ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ.
وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ فِيهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ.
وَأَبُو ظَبْيَانَ.
وَأَبُو وَائِلٍ، وَالصَّحِيحُ وَفَاتُهُمْ فِي غَيْرِهَا.
وَفِيهَا افْتَتَحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ جَزِيرَتَيْ مَيُورْقَةَ [1] وَمَنُورْقَةَ [2] ، وَهُمَا جَزِيرَتَانِ فِي الْبَحْرِ، بَيْنَ جَزِيرَةِ صِقِلِّيَّةَ وَجَزِيرَةِ الأَنْدَلُسِ، وَتُسَمَّى غَزْوَةُ الأَشْرَافِ، فَإِنَّهُ كَانَ مَعَهُ خَلْقٌ مِنَ الأَشْرَافِ وَالْكِبَارِ [3] .
وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ وَرْذَانَ [4] خُذَاهْ ملك بخارى، فلم يطقهم، فرجع [5] .
__________
[1] بالفتح ثم الضم، كما في معجم البلدان.
[2] بالنون، وبالأصل «متورقة» ، والتصحيح من معجم البلدان.
[3] تاريخ خليفة 302.
[4] في تاريخ الطبري: «وردان» .
[5] تاريخ الطبري 6/ 439، الكامل في التاريخ 4/ 535.(6/34)
وَفِيهَا أَغْزَى مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ ابْنَهُ مَرْوَانَ السُّوسَ الأَقْصَى، فَبَلَغَ السَّبْيُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا [1] .
وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَمُّورِيَّةَ، فَلَقِيَ جَمْعًا مِنَ الرُّومِ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى [2] .
وَفِيهَا وَلِيَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ مَكَّةَ، وَذَلِكَ أَوَّلُ مَا وَلِيَ [3] .
وَفِيهَا عُزِلَ عَنْ قَضَاءِ مِصْرَ عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بِعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، وَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً [4] .
وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [5] أَنَّ الْوَاقِدِيَّ زَعَمَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ صَالِحٍ حَدَّثَهُ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ قَالَ. سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ مَكَّةَ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّهُمَا أَعْظَمُ، خَلِيفَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ، أَمْ رَسُولُهُ إِلَيْهِمْ؟
وَاللَّهِ لَوْ لَمْ تَعْلَمُوا فَضْلَ الْخَلِيفَةِ إِلا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ اسْتَسْقَى فَسَقَاهُ اللَّهُ مِلْحًا أُجَاجًا، وَاسْتَسْقَاهُ الْخَلِيفَةُ فَسُقِيَ عَذْبًا فُرَاتًا، بِئْرًا حَفَرَهَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عِنْدَ ثَنِيَّةِ الْحَجُونِ، وَكَانَ يُنْقَلُ مَاؤُهَا فَيُوضَعُ فِي حَوْضٍ مِنْ أَدَمٍ إِلَى جَنْبِ زَمْزَمَ، لِيُعْرَفَ فَضْلُهُ عَلَى زَمْزَمَ.
قَالَ: ثُمَّ غَارَتِ الْبِئْرُ فَذَهَبَتْ، فَلا يُدْرَى أَيْنَ مَوْضِعُهَا.
قُلْتُ: مَا أَعْتَقِدُ أَنَّ هَذَا وَقَعَ. وَاللَّهُ أعلم.
__________
[1] تاريخ خليفة 302.
[2] تاريخ خليفة 302، وفي تاريخ الطبري 6/ 439 وافتتح هرقلة وقمورية.
[3] تاريخ خليفة 302، تاريخ الطبري 6/ 440، الكامل في التاريخ 4/ 536.
[4] كتاب الولاة والقضاة 60.
[5] في تاريخه 6/ 440.(6/35)
سَنَةَ تِسْعِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
وَأَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ الْمِصْرِيُّ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمِسْوَرِ الزّهريّ.
وأبو ظبيان الجنبيّ [1] .
ويزيد بْنُ رَبَاحٍ.
وَعُرْوَةُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ الْمِصْرِيَّانِ.
وَقَالَ أَبُو خَلَدَةَ: تُوُفِّيَ فِيهَا فِي شَوَّالٍ أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ [2] .
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيُّ: تُوُفِّيَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ سَنَةَ تِسْعِينَ.
وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ: تُوُفِّيَ فِيهَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ فِيهَا مَسْعُودُ بْنُ الْحَكَمِ الزُّرَقِيُّ.
وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ وَرْذَانَ خداه الْغَزْوَةَ الثَّانِيَةَ، فَاسْتَصْرَخَ عَلَى قُتَيْبَةَ بِالتُّرْكِ، فالتقاهم قتيبة، فهزمهم الله وفضّ جمعهم [3] .
__________
[1] بفتح الجيم وسكون النون ... ، نسبة إلى جنب قبيلة من اليمن ... (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 239) .
[2] في الأصل «الرباحي» ، والتصحيح من (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 483) حيث قال: الرياحي بكسر الراء وفتح الياء آخر الحروف ... نسبة إلى رياح بن يربوع بن حنظلة ...
[3] تاريخ خليفة 303.(6/36)
وَفِيهَا غَزَا الْعَبَّاسُ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَبَلَغَ الأَرْزَنَ [1] ثُمَّ رَجَعَ [2] .
وَفِيهَا أَوْقَعَ قُتَيْبَةُ بِأَهْلِ الطَّالِقَانِ بِخُرَاسَانَ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً، وَصَلَبَ مِنْهُمْ طُولَ أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ فِي نِظَامٍ وَاحِدٍ، وَسَبَبَ ذَلِكَ أَنَّ مَلِكَهَا غَدَرَ وَنَكَثَ، وَأَعَانَ نَيْزَكَ طَرْخَانَ عَلَى خَلْعِ قُتَيْبَةَ. قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ [3] .
وَفِيهَا سَارَ قُرَّةُ بْنُ شَرِيكٍ أَمِيرًا عَلَى مِصْرَ عَلَى الْبَرِيدِ فِي شَهْرِ رَبِيعِ الأَوَّلِ، عِوَضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَقِيلَ قَبْلَ ذَلِكَ [4] ، والله أعلم.
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 240 «الأزرق» وهو غلط، والصحيح ما أثبتناه، وهو بفتح الألف والزاي، مدينة مشهورة قرب خلاط. (معجم البلدان 1/ 150) .
[2] تاريخ خليفة 303، تاريخ الطبري 6/ 442، الكامل في التاريخ 4/ 547.
[3] في تاريخه 6/ 445- 447، والكامل في التاريخ 4/ 544، ونهاية الأرب 21/ 289
[4] كتاب الولاة والقضاة 61- 64.(6/37)
تَرَاجِمُ رِجَالِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ
[حَرْفُ الأَلِفِ]
1- أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [1] م 4 ابن أبي العاص الأمويّ، أبو سعيد [2] .
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَزَيْدَ بْنَ نَابِتٍ.
وَعَنْهُ: عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَأَبُو الزّناد، وجماعة.
ووفد على عبد الملك.
__________
[1] انظر عن (أبان بن عثمان بن عفان) في:
طبقات ابن سعد 5/ 151- 153، والطبقات لخليفة 240، وتاريخ خليفة 185 و 276 و 279 و 280 و 288 و 293 و 296 و 299 و 336، والمحبّر لابن حبيب 25 و 235 و 301 و 303 و 382، ونسب قريش 42، 43 و 110، والتاريخ لابن معين 2/ 5 رقم 1232، والتاريخ الكبير 1/ 450، 451 رقم 1440، وتاريخ الثقات للعجلي 51 رقم 6/ 1، والمعارف 198 و 201 و 207 و 307 و 578، والمعرفة والتاريخ 1/ 360 و 426 و 643، وتاريخ أبي زرعة 1/ 508، 509، وأخبار القضاة 11/ 129، 130، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 188، والجرح والتعديل 2/ 295 رقم 1084، والمراسيل 16 رقم 19، ومشاهير علماء الأمصار 67 رقم 454، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 134- 135، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 97 رقم 31، وتهذيب الكمال 2/ 16- 19 رقم 141، وتحفة الأشراف 13/ 134 رقم 987، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 42، والكاشف 1/ 31 رقم 108، وسير أعلام النبلاء 4/ 351- 353 رقم 133، والعبر 1/ 129، والبداية والنهاية 9/ 233، والوافي بالوفيات 3075 رقم 2363، وجامع التحصيل 165 رقم 1، وتهذيب التهذيب 1/ 97 رقم 173 وتقريب التهذيب 1/ 31 رقم 163، والنجوم الزاهرة 1/ 253، وشذرات الذهب 1/ 131، وطبقات الفقهاء 47 و 113، ورجال مسلم 1/ 69 رقم 95.
وسيعيد المؤلّف- رحمه الله- ترجمته في المتوفين من الطبقة الحادية عشرة، في الجزء التالي (حوادث ووفيات 101- 120 هـ.) .
[2] ويقال: أبو سعد (سير أعلام النبلاء) . ويقال: أبو عبد الله.(6/38)
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ بِهِ صَمَمٌ وَوَضَحٌ كَثِيرٌ، وَأَصَابَهُ الْفَالِجُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : أَبَان وَعُمَرُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ، وَأَبَانٌ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَتْ وِلَايَةُ أَبَانٍ عَلَى الْمَدِينَةِ سَبْعَ سِنِينَ [3] .
وَقَالَ الْحَكَمُ بْنُ الصَّلْتِ: ثنا أَبُو الزِّنَادِ قَالَ: مَاتَ أبان قَبْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: فُقَهَاءُ الْمَدِينَةِ عَشَرَةٌ، فَذَكَرَ مِنْهُمْ أَبَانَ.
وَقَالَ مَالِكٌ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ حَزْمٍ كَانَ يَتَعَلَّمُ مِنْ أَبَانَ الْقَضَاءَ.
وَقَالَ أَبُو عَلْقَمَةَ الْفَرَوِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ، عَمَّنْ قَالَ، قَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمُ بِحَدِيثٍ وَلا فِقْهٍ مِنْ أَبَانَ.
2- أَدْهَمُ بْنُ مُحْرِزٍ الْبَاهِلِيُّ [4] الْحِمْصِيُّ، الأَمِيرُ، أَوَّلُ مَنْ وُلِدَ بِحِمْصَ، شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وكان
__________
[1] في الطبقات 5/ 152 وعبارته: «كان بأبان وضح كثير فكان يخضب موضعه من يده ولا يخضب في وجهه. وكان به صمم شديد» .
وذكره ابن حبيب البغدادي في الحولان الأشراف (المحبّر 303) .
وقال الجاحظ: «ولذلك قال الشاعر في أبان بن عثمان بن عفان في أول ما ظهر به البياض، قال:
له شفة قد حمّم الدهر بطنها وعين يغمّ الناظرين احولالها وكان أحول أبرص أعرج، وبفالج أبان يضرب أهل المدينة المثل» . (انظر البرصان والعرجان للجاحظ 55، 56 وفيه بيتان أيضا عن أبان، والمعارف 578) .
[2] في الطبقات 240، وفي التاريخ 336 قال: «وفي ولاية يزيد بن عبد الملك مات أبان بن عثمان» .
[3] طبقات ابن سعد 5/ 152.
[4] انظر عن (أدهم بن محرز) في:
المؤتلف والمختلف للآمدي 31، 32، وتاريخ اليعقوبي 2/ 343 و 358، وأنساب الأشراف 5/ 209 و 210 و 212، والمعمّرين للسجستاني 92، ومروج الذهب 471 و 1979، ورجال(6/39)
نَاصِبِيًّا [1] سَبَّابًا.
حَكَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الْقَيْنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَفَرْوَةُ بْنُ لَقِيطٍ.
قَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي سَاسَانَ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ الصَّيْرَفِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ الْحَجَّاجَ وَهو يَقُولُ لِرَجُلٍ: أَنْتَ هَمْدَانُ مَوْلَى عَلِيٍّ؟ فَقَالَ: سُبَّهُ، قَالَ: مَا ذَاكَ جَزَاؤُهُ مِنِّي، رَبَّانِي وَأَعْتَقَنِي، قال: فما كنت تسمعه يقرأ من الْقُرْآنَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُهُ فِي قِيَامِهِ وَقُعُودِهِ وذهابه ومجيئه يتلو: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً 6: 44 الآية [2] . قَالَ: فَابْرَأْ مِنْهُ. قَالَ: أَمَّا هَذِهِ فَلا، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: تُعْرَضُونَ عَلَى سَبِّي فَسُبُّونِي، وَتُعْرَضُونَ على البراءة منّي، فلا تبرءوا مِنِّي فَإِنِّي عَلَى الإِسْلامِ، قَالَ: أَمَا لَيَقُومَنَّ إِلَيْكَ رَجُلٌ يَتَبَرَّأُ مِنْكَ وَمِنْ مَوْلاكَ، يَا أَدْهَمُ بْنَ مُحْرِزٍ قُمْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَامَ يَتَدَحْرَجُ كَأَنَّهُ جَعْلٌ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا ثَارَاتِ عُثْمَانَ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلا كَانَ أَطْيَبَ نَفْسًا بِالْمَوْتِ مِنْهُ، فَضَرَبَهُ فَنَدَرَ رَأْسَهُ [3] . إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
3- (الأسود بن هلال) [4]- خ م د ن- المحاربي الكوفي، أبو سلّام.
من المخضرمين.
__________
[ () ] الطوسي 35 رقم 14، والحيوان 3/ 327، وتاريخ الطبري 4/ 404 و 5/ 28 و 599 و 602 و 605، والكامل في التاريخ 3/ 303 و 304 و 4/ 180 و 182 و 184، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 367، 368، والوافي بالوفيات 8/ 330 رقم 3753، والإصابة 1/ 101 رقم 431.
[1] مهملة بالأصل، والناصبيّ تعبير أطلقه شيعة عليّ على خصومهم من مؤيّدي الأمويين.
[2] سورة الأنعام- الآية 44.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 367، 368.
[4] انظر عن (الأسود بن هلال) في:
طبقات ابن سعد 6/ 119، وطبقات خليفة 142، وتاريخ الثقات 67 رقم 99، والثقات لابن حبّان 4/ 32، ومشاهير علماء الأمصار 102 رقم 757، والمعرفة والتاريخ 3/ 86، والجرح والتعديل 2/ 292 رقم 1068، وأسد الغابة 1/ 88، والكاشف 1/ 80 رقم 429، وتهذيب الكمال 3/ 231- 233 رقم 508، والتاريخ الكبير 1/ 449 رقم 1436، والوافي بالوفيات 9/ 256 رقم 4169، وتهذيب التهذيب 1/ 342 رقم 624، وتقريب التهذيب 1/ 77 رقم 578، والإصابة 1/ 105، 106 رقم 459، وخلاصة تذهيب التهذيب 37، ورجال البخاري للكلاباذي 1/ 84، 85 رقم 90، ورجال مسلم لابن منجويه 1/ 79 رقم 120.(6/40)
رَوَى عَنْ: مُعَاذٍ، وَعَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: أَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو حُصَيْنٍ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ الأَسْدِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.
4- (الأَعْشَى الْهَمْدَانِيُّ) [1]- الشَّاعِرُ، هُوَ أَبُو الْمُصْبِحِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَحَدُ الْفُصَحَاءِ الْمُفَوَّهِينَ بِالْكُوفَةِ.
كَانَ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ، ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ، وَأَقْبَلَ عَلَى الشِّعْرِ، وَقَدْ وَفَدَ عَلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ إِلَى حِمْصَ وَمَدَحَهُ، فَيُقَالُ إِنَّهُ حَصَلَ لَهُ مِنْ جَيْشِ حِمْصَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ إِنَّ الأَعْشَى خَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، ثُمَّ ظَفَرَ بِهِ الْحَجَّاجُ فَقَتَلَهُ، رَحِمَهُ الله.
وكان هو والشّعبيّ كلّ منهما زوج أخت الآخر.
5- (الأغرّ بن سليك) [2]- ن- ويقال ابن حنظلة.
__________
[1] انظر عن (الأعشى الهمدانيّ) في:
الأخبار الموفقيّات 306، والزاهر للأنباري 1/ 400 و 581 و 2/ 6، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 107، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 341 و 346 و 4/ 49 و 53 و 5/ 234 و 235 و 240 و 242 و 245 و 254 و 260 و 348، والأخبار الطوال 306، والمؤتلف والمختلف 11، والأغاني 6/ 33- 62، وعيون الأخبار 2/ 146 و 3/ 94 و 4/ 146، وتاريخ خليفة 283، والمعرفة والتاريخ 2/ 30، وتاريخ الطبري 5/ 607 و 6/ 58 و 59 و 69 و 83 و 85 و 97 و 101 و 377 و 385 و 392، وجمهرة أنساب العرب 393 و 395، والإكليل 10/ 58، ووفيات الأعيان 1/ 285 و 3/ 74 و 248 و 468 و 5/ 402 و 6/ 334، وسير أعلام النبلاء 4/ 185 رقم 75، وأمالي القالي 1/ 16 و 17 و 25 و 38 و 42 و 55 و 66 و 75 و 76 و 82 و 90 و 101 و 129 و 207 و 209 و 233 و 2/ 7، والصبح المنير 312، والكامل في التاريخ 4/ 97 و 186 و 240 و 259 و 463.
[2] انظر عن (الأغر بن سليك) في:
طبقات ابن سعد 6/ 243، والتاريخ لابن معين 2/ 42، ومعرفة الرجال 2/ 187 رقم 619، والتاريخ الكبير 2/ 44 رقم 1631، وتاريخ الثقات للعجلي 71 رقم 111، والجرح والتعديل 2/ 308 رقم 1153، والثقات لابن حبان 4/ 53، وتهذيب الكمال 3/ 317، 318 رقم 544، والكاشف 1/ 85 رقم 462، وتهذيب التهذيب 1/ 365، 366 رقم 665، وتقريب التهذيب 1/ 81 رقم 616، وخلاصة تذهيب التهذيب 39، ورجال مسلم 1/ 84(6/41)
كُوفِيٌّ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَعَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ، وَسِمَاكُ بْنُ حرب.
مقلّ.
6- (أميّة بن عبد الله) [1]- ن ق- بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام، وَالْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
وَوَلِيَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سبع وثمانين.
__________
[ () ] رقم 132.
وقد مرّت ترجمته في الطبقة السابقة.
[1] انظر عن (أميّة بن عبد الله) في:
المحبّر 451 و 455، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 199 و 200 و 279 و 280 و 371 و 450 و 459 و 461 و 473 و 475 و 4/ 75 و 152 و 114 و 162 و 164- 166 و 5/ 346، والفتوح لابن أعثم الكوفي 6/ 289، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 262، والتاريخ الكبير 2/ 7 رقم 1515، وطبقات ابن سعد 5/ 478، والجرح والتعديل 2/ 301 رقم 1112، وتاريخ خليفة 292 و 295، وتاريخ الثقات 73 رقم 116، والثقات لابن حبّان 4/ 40، والمعرفة والتاريخ 1/ 272، وتاريخ الطبري 5/ 318 و 6/ 174 و 193 و 199- 201 و 256 و 311- 321 و 324 و 331 و 401 و 402 و 509، وجمهرة أنساب العرب 84 و 218، وأسد الغابة 1/ 119، والكامل في التاريخ 4/ 345 و 367 و 368 و 418 و 443- 448 و 457 و 507 و 508 و 530، وتهذيب الكمال 3/ 334- 337 رقم 558، والكاشف 1/ 87 رقم 474، وسير أعلام النبلاء 4/ 272 رقم 98، ووفيات الأعيان 3/ 163، وتهذيب التهذيب 1/ 371، 372 رقم 680، وتقريب التهذيب 1/ 83 رقم 634، والإصابة 1/ 127، 128 رقم 550، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 131- 133، وعيون الأخبار 1/ 166 و 171 و 197 و 288، والعقد الفريد 1/ 142 و 143 و 145 و 4/ 23 و 24 و 47 و 126 و 6/ 101 و 340، والعقد الثمين 3/ 332، وخلاصة تذهيب التهذيب 40، والوافي بالوفيات 9/ 406 رقم 4334، ونسب قريش 190، ومعجم بني أمية 13 رقم 31.(6/42)
7- أَيُّوبُ بْنُ الْقَرِّيَّةَ [1] وَاسْمُ أَبِيهِ يَزِيدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ سَلْمٍ النَّمَرِيُّ الْهِلالِيُّ، وَالْقَرِّيَّةُ أُمُّهُ.
كَانَ أَعْرَابِيًّا أُمِّيًّا، صَحِبَ الْحَجَّاجَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْفَصَاحَةِ وَالْبَيَانِ.
قَدِمَ فِي عَامِ قحط عين التّمر، وعليها عَامِلٌ، فَأَتَاهُ مِنَ الْحَجَّاجِ كِتَابٌ فِيهِ لُغَةٌ وَغَرِيبٌ، فَأَهَمَّ الْعَامِلُ مَا فِيهِ، فَفَسَّرَهُ لَهُ أَيُّوبُ، ثُمَّ أَمْلَى لَهُ جَوَابَهُ غَرِيبًا، فَلَمَّا قَرَأَهُ الْحَجَّاجُ عَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ إِنْشَاءِ عَامِلِهِ، وَطَلَبَ مِنَ الْعَامِلِ الَّذِي أَمْلَى لَهُ الْجَوَابَ، فَقَالَ: لابْنِ الْقَرِّيَّةَ، فَقَالَ لَهُ: أَقِلْنِي مِنَ الْحَجَّاجِ، قَالَ: لا بَأْسَ عَلَيْكَ، وَجَهَّزَهُ إِلَيْهِ، فَأُعْجِبَ بِهِ، ثُمَّ جَهَّزَهُ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ الأَشْعَثِ كَانَ أَيُّوبُ بْنُ الْقَرِّيَّةَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَهُ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْحَجَّاجَ بَعَثَهُ رَسُولا إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ إِلَى سِجِسْتَانَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَمَرَهُ أَنْ يَقُومَ خَطِيبًا، وَأَنْ يَخْلَعَ الْحَجَّاجَ وَيَسُبَّهُ أَوْ لَيَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ، فَقَالَ:
أَنَا رَسُولٌ، قَالَ: هُوَ ما أقول لك، ففعل، وأقام مع ابن الأَشْعَثِ، فَلَمَّا انْكَسَرَ ابْنُ الأَشْعَثِ أُتِيَ بِأَيُّوبَ أَسِيرًا إِلَى الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ، قَالَ: سَلْ، قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ. قَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَقٍّ وَبَاطِلٍ، قَالَ: فَأَهْلُ الْحِجَازِ، قَالَ: أَسْرَعُ النَّاسِ إِلَى فِتْنَةٍ، وَأَعْجَزُهُمْ فِيهَا، قَالَ: فَأَهْلُ الشَّامِ؟ قَالَ: أَطْوَعُ النَّاسِ لأُمَرَائِهِمْ، قَالَ: فَأَهْلُ مِصْرَ؟ قَالَ: عَبِيدُ مَنْ طَلَبَ، قَالَ: فَأَهْلُ الْمُوصِلَ؟ قَالَ: أَشْجَعُ فُرْسَانٍ، وَأَقْتَلُ لِلْأَقْرَانِ، قَالَ:
فَأَهْلُ الْيَمَنِ؟ قَالَ: أَهْلُ سَمْعٍ وَطَاعَةٍ، وَلُزُومِ لِلْجَمَاعَةِ. ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ قبائل
__________
[1] انظر عن (أيّوب بن القرّية) في:
المعارف 404، وتاريخ الطبري 6/ 385، 386، وشرح أدب الكاتب 124، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 219- 222، وعيون الأخبار 1/ 102 و 2/ 209 و 3/ 69، والعقد الفريد 1/ 154 و 6/ 107، والكامل في التاريخ 4/ 498، ونهاية الأرب 21/ 263، وسير أعلام النبلاء 4/ 197، والعبر 1/ 97، والبداية والنهاية 9/ 52 و 54، ومرآة الجنان 1/ 171، 172، والنجوم الزاهرة 1/ 207، وشذرات الذهب 1/ 93، ووفيات الأعيان 1/ 250- 255 رقم 106، والوافي بالوفيات 10/ 39- 45 رقم 4483، والأعلام 1/ 381.(6/43)
الْعَرَبِ وَعَنِ الْبُلْدَانِ، وَهُوَ يُجِيبُ، فَلَمَّا ضَرَبَ عُنُقَهُ نَدِمَ [1] .
وَفِي تَرْجَمَتِهِ طُولٌ فِي تَارِيخِ دِمَشْقَ [2] ، وَابْنُ خَلِّكَانَ [3] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.
__________
[1] الخبر في: تهذيب تاريخ دمشق 3/ 220- 222، ووفيات الأعيان 1/ 251، والوافي بالوفيات 10/ 39- 45، وهو مختصر في شرح أدب الكاتب 124.
[2] انظر تهذيب تاريخ دمشق 3/ 219- 222.
[3] انظر وفيات الأعيان 1/ 250- 255 رقم 106.(6/44)
[حرف الْبَاءِ]
8- (بَحِيرُ بْنُ وَرْقَاءَ) [1] الْبَصْرِيُّ الصَّرِيمِيُّ، أَحَدُ الأَشْرَافِ وَالْقُوَّادِ بِخُرَاسَانَ.
وَهُوَ الَّذِي حَارَبَ ابن خازم السُّلَمِيِّ وَظَفِرَ بِهِ، وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى قَتْلَ بُكَيْرِ بْنِ وَسَّاجٍ بِأَمْرِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأُمَوِيِّ، فَعَمِلَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ رَهْطِ بُكَيْرٍ فَقَتَلُوهُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
9- (بَشِيرُ بْنُ كعب بن أبيّ) [2]- خ 4- أبو أيّوب الحميري العدوي البصريّ.
__________
[1] انظر عن (بحير بن ورقاء) في:
كتاب الفتوح لابن أعثم 6/ 289، وتاريخ الطبري 5/ 624 و 625، و 6/ 176 و 177 و 199 و 201 و 311 و 312 و 315- 317 و 331- 333، والكامل في التاريخ 4/ 209 و 345 و 346 و 367 و 368 و 444 و 445 و 457- 459، ونهاية الأرب 21/ 229 و 232، والوافي بالوفيات 10/ 84 رقم 4527.
[2] انظر عن (بشير بن كعب بن أبيّ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 223، وطبقات خليفة 207، والتاريخ الصغير 96، والتاريخ الكبير 2/ 132 رقم 1944، والمعرفة والتاريخ 2/ 93، وتاريخ الثقات 83 رقم 159، وتاريخ أبي زرعة 1/ 547، والجرح والتعديل 2/ 395 رقم 1541، وتاريخ الطبري 3/ 404 و 436 و 440، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 27 ب، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 102، والثقات لابن حبّان 4/ 73، والكامل في التاريخ 2/ 427، وتهذيب الكمال 4/ 184- 187 رقم 733، وتاريخ واسط 174، والإكمال لابن ماكولا 1/ 298، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 55، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 274، 275، وأسد الغابة 1/ 200، وعيون الأخبار 2/ 328، والكاشف 1/ 106 رقم 621، وسير أعلام النبلاء 4/ 351 رقم 131، والوافي بالوفيات 10/ 169 رقم 4653، وتهذيب التهذيب 1/ 471، 472 رقم 873،(6/45)
يُقَالُ إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْمَصَالِحِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، وَطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، وَقَتَادَةُ، وَالْعَلاءُ بْنُ زِيَادٍ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ أَحَدَ الْقُرَّاءِ الزُّهَّادِ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَأَمَّا:
10- (بَشِيرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَلَوِيُّ) [1] فَشَاعِرٌ كَانَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ، له ذكر.
__________
[ () ] وتقريب التهذيب 1/ 104 رقم 103، والإصابة 1/ 181 رقم 822، ورجال البخاري 1/ 117 رقم 141، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 33 رقم 4041.
[1] الترجمة مكرّرة في سير أعلام النبلاء 4/ 351 رقم 132.(6/46)
[حرف التَّاءِ]
11- (تَيَاذُوقُ الطَّبِيبُ) [1] كَانَ بَارِعًا فِي الطِّبِّ، ذَكِيًّا عَالِمًا، وَكَانَ عَزِيزًا عِنْدَ الْحَجَّاجِ وَلَهُ أَلْفَاظٌ فِي الْحِكْمَةِ.
تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ تِسْعِينَ، وَقَدْ شَاخَ.
صَنَّفَ كُنَاشًا كَبِيرًا وكتاب «الأدوية» وغير ذلك.
توفّي بواسط.
__________
[1] انظر عن (تياذوق الطبيب) في:
أخبار الحكماء للقفطي 105، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 1/ 121، والبداية والنهاية 9/ 81 وفيه «يتاذوق» ، بتقديم الياء على التاء، والوافي بالوفيات 10/ 449، 450 رقم 4939.(6/47)
[حرف الحاء]
12- الحارث بن أبي ربيعة [1] م ن المخزومي المكّي المعروف بالقباع.
وَلِيَ إِمْرَةَ الْبَصْرَةَ لابْنِ الزُّبَيْرِ، وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، وعبد الرحمن بن سابط.
__________
[1] انظر عن (الحارث بن أبي ربيعة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 28، 29 و 464، وطبقات خليفة 54 و 285، والمحبّر 305، 306، والأخبار الموفقيّات 324، 325، والتاريخ الكبير 2/ 273 رقم 2436، والبيان والتبيين 1/ 110، والمعرفة والتاريخ 1/ 372، 373 و 2/ 227 و 3/ 194، وتاريخ الطبري 5/ 396 و 527 و 612 و 615 و 617 و 619 و 620 و 622 و 6/ 9، 10 و 72 و 81 و 93 و 118 و 119 و 122 و 123 و 125 و 127 و 135، والجرح والتعديل 3/ 77 رقم 362، والفتوح لابن أعثم 6/ 10، والأخبار الطوال 263، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 81 و 214 و 230 و 384 و 400 و 426 و 464 و 473 و 568 و 569 و 583 و 4/ 56 و 100 و 122 و 123 و 157 و 165 و 5/ 151 و 220 و 244 و 252 و 255- 257 و 270 و 274 و 276 و 279 و 281 و 297 و 334 و 336 و 356 و 376، وجمهرة أنساب العرب 147، والثقات لابن حبّان 4/ 129، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 611، والأغاني 1/ 66، والجمع بين رجال الصحيحين 1 رقم 373، ومعجم البلدان 1/ 704 و 4/ 35، والكامل في التاريخ 4/ 143 و 145 و 246 و 349، وأسد الغابة 1/ 328 و 337، وتهذيب الكمال 5/ 239- 244 رقم 1024، وعيون الأخبار 2/ 171 و 3/ 35، والعقد الفريد 1/ 60 و 4/ 403، والكاشف 1/ 138 رقم 867، وسير أعلام النبلاء 4/ 181، 182 رقم 72، والوافي بالوفيات 11/ 254، 255 رقم 374، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 450- 453، والبداية والنهاية 9/ 43، والعقد الثمين 4/ 21- 23، وتهذيب التهذيب 2/ 144، 145 رقم 246، وتقريب التهذيب 1/ 141 رقم 39، والإصابة 1/ 387 رقم 2043، وخلاصة تذهيب التهذيب 68، والأعلام 2/ 158.(6/48)
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سُمِّيَ الْقُبَاعَ لِأنَّهُ وَضَعَ لَهُم مِكْيالا سَمَّاهُ الْقُبَاعَ [1] .
وَقِيلَ: كَانَتْ أُمُّهُ حَبَشِيَّةٌ.
قَالَ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ قَالَ: قَاتَلَ اللَّهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَيْثُ يَكْذِبُ عَلَى أُمِّ المؤمنين، يقول سمعتها، نقول: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ لَوْلا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ، لَنَقَضْتُ الْبَيْتَ حَتَّى أَزِيدَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ، فَإِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرُوا عَنِ الْبِنَاءِ» ، فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: لا تقُلْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَنَا سَمِعْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تُحَدِّثُ هَذَا، فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ سَمِعْتُهُ قَبْلَ أَنْ أَهْدِمَهُ لَتَرَكْتُهُ عَلَى بِنَاءِ ابن الزّبير [2] .
13- (حجر بن عنبس) [3]- د ت- الحضرميّ أبو العنبس [4] ، ويقال أبو السّكن.
مُخَضْرَمٌ كَبِيرٌ.
صَحِبَ عَلِيًّا وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَمُوسَى بْنُ قَيْسٍ [5] .
وَذَكَرَهُ الْخَطِيبُ فِي «تاريخ بغداد» [6] ، ووثّقه وقال: قدم المدائن.
__________
[1] انظر مادّة (قبع) في لسان العرب 8/ 259.
[2] أخرجه مسلم في الحج، 404/ 1333 باب نقض الكعبة وبنائها.
[3] انظر عن (حجر بن عنبس) في:
تاريخ خليفة 193، والعلل لأحمد 1/ 85 و 216 و 240، والتاريخ الكبير 3/ 73 رقم 259، والجامع الصحيح للترمذي 2/ 28، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 196 و 2/ 46، والمراسيل لابن أبي حاتم 30 رقم 53، والجرح والتعديل 3/ 266، 267 رقم 1190، والثقات لابن حبّان 4/ 177، والمعجم الكبير للطبراني 4/ 40 رقم 341، والاستيعاب 1/ 323، وتاريخ بغداد 8/ 274 رقم 4374، وأسد الغابة 1/ 386، وتهذيب الكمال 5/ 473، 474 رقم 1135، والكاشف 1/ 150 رقم 959، والوافي بالوفيات 11/ 320، 321 رقم 470، وتهذيب التهذيب 2/ 214، 215 رقم 393، وتقريب التهذيب 1/ 155 رقم 171، والإصابة 1/ 374 رقم 1957، وخلاصة تذهيب التهذيب 73.
[4] مهمل في الأصل.
[5] أضاف في تهذيب الكمال 5/ 474: علقمة بن مرثد والمغيرة بن أبي الحرّ.
[6] ج 8/ 274 رقم 4374.(6/49)
14- (حُجْرُ الْمَدَرِيُّ الْيَمَانِيُّ) [1]- د ت ق- عَنْ: زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ: طاووس، وَشَدَّادُ بْنُ جَابَانَ.
وَلَهُ حَدِيثٌ فِي السُّنَنِ الثَّلاثَةِ [2] .
15- حَسَّانُ بْنُ النُّعْمَانِ [3] أَمِيرُ الْمَغْرِبِ. قِيلَ إِنَّهُ هُوَ حَسَّانُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْغَسَّانِيُّ، ابْنُ زَعِيمِ عَرَبِ الشَّامِ.
حَكَى عَنْهُ أبو قبيل المعافريّ.
وكان بطلان شُجَاعًا غَزَّاءً، وَلِيَ فُتُوحَاتٍ بِالْمَغْرِبِ وَوَفَدَ عَلَى عبد الملك وغير، وَكَانَتْ لَهُ بِدِمَشْقَ دَارٌ.
وَجَّهَهُ مُعَاوِيَةُ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ، فَصَالَحَ الْبَرْبَرَ، وَقَرَّرَ عَلَيْهِمُ الْخَرَاجَ [4] .
__________
[1] انظر عن (حجر المدري) في:
طبقات ابن سعد 5/ 536، وطبقات خليفة 287، والعلل لأحمد 1/ 92، والتاريخ الكبير 3/ 73 رقم 260، وتاريخ الثقات للعجلي 110 رقم 259، والثقات لابن حبّان 4/ 177، ومقدّمة مسند بقي بن مخلد 141 رقم 669، والمعرفة والتاريخ 2/ 146 و 3/ 70 و 214، والجرح والتعديل 3/ 267 رقم 1191، والمعجم الكبير للطبراني 4/ 40 رقم 341 وقد اختلطت ترجمته مع ترجمة الّذي قبله فقيل: «حجر بن قيس وقد قيل هو حجر بن عنبس الكندي» ، وتهذيب الكمال 5/ 475، 476 رقم 1136، والكاشف 1/ 150 رقم 960، وتهذيب التهذيب 2/ 215 رقم 394، وتقريب التهذيب 1/ 155 رقم 172، وخلاصة تذهيب التهذيب 73.
[2] عند أبي داود والنسائي، وابن ماجة، كما في تهذيب الكمال 5/ 476.
[3] انظر عن (حسّان بن النعمان) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 277 و 282، وفتوح البلدان 270، والحلّة السيراء 1/ 164، و 2/ 331 و 332، والولاة والقضاة 52، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 149، 150، والعبر 1/ 92، وسير أعلام النبلاء 4/ 140 رقم 47 و 4/ 294 رقم 112، وتاريخ خليفة 224 و 268 و 277 و 297 و 298، والبيان المغرب 1/ 34- 39، والنجوم الزاهرة 1/ 200، وشذرات الذهب 1/ 88.
[4] تاريخ خليفة 224.(6/50)
ثُمَّ وَفَدَ إِلَى الشَّامِ بَعْدَ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَكَانَ قَدْ تَمَكَّنَ بِإِفْرِيقِيَّةَ، وَدَانَتْ لَهُ، وَهَذَّبَهَا بَعْدَ قَتْلِ الْكَاهِنَةِ [1] ، فَلَمَّا وُلِّيَ الْوَلِيدُ أَرْسَلَ إِلَى نُوَّابِهِ يُحَرِّضُهُمْ عَلَى الْجِهَادِ وَيُبَالِغُ، وَأَمَرَهُمْ بِعَمَلِ الْمَرَاكِبِ وَالإِكْثَارِ مِنْهَا، وَبِحَرْبِ الرُّومِ وَالْبَرْبَرِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَعَزَلَ حَسَّانَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ بِتُحَفٍ عَظِيمَةٍ وَأَمْوَالٍ وَجَوَاهِرٍ، وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إنّما خرجت مجاهدا فِي سبيل اللَّه وليس مثلي من خان اللَّه وأمير المؤمنين، فَقَالَ: أَنَا أَرُدُّكَ إِلَى عَمَلِكَ، فَحَلَفَ أَنَّهُ لا وَلِيَ لِبَنِي أُمَيَّةَ وِلايَةً أَبَدًا [2] .
وَكَانَ حَسَّانُ يُسَمَّى الشَّيْخَ الأَمِينَ لِثِقَتِهِ وَأَمَانَتِهِ [3] .
وَأَمَّا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ فَقَالَ: إِنَّ موت حسّان سند ثمانين [4] .
16- (حصين بن مالك) [5]- ن ق- بْنِ الْخَشْخَاشِ، وَهُوَ حُصَيْنُ بْنُ أَبِي الْحُرِّ التميمي العنبري البصريّ، جَدُّ الْقَاضِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ.
عَنْ: جَدِّهِ الْخَشْخَاشِ- وَلَهُ صُحْبَةٌ-، وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ الْحَسَنُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَيُونُسُ بْنُ عبيد، وقيل يونس، عن رجل، عنه.
__________
[1] انظر تفاصيل ذلك في البيان المغرب 1/ 35 وما بعدها.
[2] المؤلّف ينقل الخبر عن البيان المغرب 1/ 39.
[3] البيان المغرب 1/ 39.
[4] يقول ابن عذاري إن عبد العزيز بن مروان الوالي على مصر هو الّذي عزل حسّانا، إذ كان الوالي على مصر يولّي على إفريقية. (البيان المغرب 1/ 38) .
[5] انظر عن (حصين بن مالك) في:
طبقات ابن سعد 7/ 125، وطبقات خليفة 202، والتاريخ الكبير 3/ 9 رقم 30، وتاريخ الثقات للعجلي 123 رقم 302، والثقات لابن حبّان 4/ 156، والمعارف 337، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 55، وانظر فهرس الأعلام في المعرفة والتاريخ 3/ 501 حيث أحال إلى حصين بن مالك بن الخشخاش ولم يذكره، وتاريخ الطبري 3/ 372 و 4/ 81 و 265 و 327، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 374، وجمهرة أنساب العرب 209، وتهذيب الكمال 6/ 533- 536 رقم 1368، والكاشف 1/ 175 رقم 1138، والكامل في التاريخ 3/ 264، وميزان الاعتدال 1/ 553 رقم 2090، وتهذيب التهذيب 2/ 388، 389 رقم 675، وتقريب التهذيب 1/ 183 رقم 418، وخلاصة تذهيب التهذيب 86، والوافي بالوفيات 13/ 91 رقم 85.(6/51)
مَاتَ فِي حَبْسِ الْحَجَّاجِ.
17- (حَكِيمُ بْنُ جَابِرِ) [1] بْنِ طَارِقٍ الأَحْمَسِيُّ الْكُوفِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ.
وعنه: بيان بن بشير، وإسماعيل بن أبي خالد، وطارق بن عبد الرحمن البجلي، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
18- (حكيم بن سعد) [2] أبو تحيا الكوفي.
حدث عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى، وَأُمِّ سَلَمَةَ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَعِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلِمٍ، وَآخَرُونَ.
شَهِدَ وَقْعَةَ النَّهْرَوَانِ مَعَ عَلِيٍّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ.
19- (حُمْرَانُ بْنُ أَبَانٍ) [3]- ع- مَوْلَى عُثْمَانَ، مِنْ سبي عين التّمر، كان.
__________
[1] انظر عن (حكيم بن جابر) في:
طبقات ابن سعد 6/ 288، والتاريخ الكبير 3/ 12 رقم 47، وتاريخ الثقات 128 رقم 319، والثقات لابن حبّان 4/ 160، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 824، والمعرفة والتاريخ 1/ 226 و 2/ 668، والجرح والتعديل 3/ 201 رقم 872، وتاريخ الطبري 4/ 405 و 527، وتهذيب الكمال 7/ 162- 165 رقم 1451، والكاشف 1/ 184 رقم 1205، وتهذيب التهذيب 2/ 444، 445 رقم 772، وتقريب التهذيب 1/ 193 رقم 509، وخلاصة تذهيب التهذيب 90.
[2] انظر عن (حكيم بن سعد) في:
التاريخ لابن معين 2/ 128، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1590، والكاشف 1/ 186 رقم 1219 وفيه أبو يحيى، والمشتبه 1/ 110، وتهذيب التهذيب 2/ 453 رقم 787، وتقريب التهذيب 2/ 403 رقم 2، وخلاصة تذهيب التهذيب 460.
وقد مرت ترجمته في الطبقة الماضية.
[3] انظر عن (حمران بن أبان) في:
طبقات ابن سعد 5/ 283 و 7/ 148، والمحبّر لابن حبيب 258 و 480، والعلل لابن المديني 96، والتاريخ الكبير 3/ 80 رقم 287، والمعارف لابن قتيبة 435، 436 و 439 و 485، وتاريخ الطبري 3/ 377 و 415 و 4/ 327 و 400 و 5/ 167 و 6/ 153 و 154 و 165 و 180،(6/52)
للمسيّب بن نجبة، فَابْتَاعَهُ عُثْمَانُ.
رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ.
وَعَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، وَمُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وطائفة.
قال صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ: سَبَاهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ عَيْنِ التَّمْرِ [1] .
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: إِنَّمَا هو حمران بن أبّا، فقال بنوه: ابن أبان [2] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : نَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَادَّعَى وَلَدَهُ أَنَّهُمْ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَ حُمْرَانُ يُصَلِّي مَعَ عُثْمَانَ، فَإِذَا أَخْطَأَ فَتَحَ عَلَيْهِ [4] .
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَأْذَنُ عَلَى عُثْمَانَ [5] .
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: كَانَ كَاتِبَ عُثْمَانَ، وَكَانَ مُحْتَرَمًا فِي دَوْلَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَطَالَ عُمْرُهُ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ الثَّمَانِينَ.
20- (حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ) [6]- ع- يُقَالُ: توفّي سنة إحدى وثمانين.
__________
[ () ] والجرح والتعديل 3/ 265 رقم 1182، والثقات لابن حبّان 4/ 50، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 258، وجمهرة أنساب العرب 301، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 114، والعقد الفريد 3/ 414 و 4/ 164، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 438، 439، ومعجم البلدان 1/ 644 و 645 و 3/ 597 و 759 و 4/ 808، والكامل في التاريخ 2/ 395 و 3/ 145 و 414 و 4/ 307 و 336، وتهذيب الكمال 7/ 301- 306 رقم 1496، والعبر 1/ 206، وسير أعلام النبلاء 4/ 182، 183 رقم 73، وميزان الاعتدال 1/ 604 رقم 2291، والمغني في الضعفاء 1/ 191 رقم 1743، والكاشف 1/ 189 رقم 1238، والمغني في طبقات المحدّثين 32 رقم 191، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 395 و 497، والبداية والنهاية 9/ 12، والوافي بالوفيات 13/ 168 رقم 193، والوزراء والكتّاب 21، وتهذيب التهذيب 3/ 24، 25 رقم 31، وتقريب التهذيب 1/ 198 رقم 559، والإصابة 1/ 380 رقم 1998، وخلاصة تذهيب التهذيب 93، ورجال البخاري 1/ 215، 216 رقم 283، ورجال مسلم 1/ 179، 180 رقم 371، والعلل لأحمد 1/ 292 رقم 467.
[1] طبقات ابن سعد 7/ 148، تهذيب الكمال 7/ 302، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 438.
[2] تهذيب الكمال 7/ 303.
[3] في الطبقات الكبرى 5/ 283 و 7/ 148.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 439، تهذيب الكمال 7/ 304.
[5] تهذيب الكمال 7/ 304.
[6] ستأتي ترجمته في وفيات الطبقة العاشرة من هذا الجزء.(6/53)
وسيأتي.
21- (حنش بن المعتمر) [1]- د ت- ويقال ابن ربيعة الكنانيّ، ثمّ الكوفيّ.
روى عن: عليّ، وأبي ذرّ.
ويأتي سند مِائَةٍ حَنَشُ الصَّنْعَانِيُّ وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْ ذَا وَأَوْثَقُ.
وَأَمَّا هَذَا فَرَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَسِمَاكٌ، وَسَعِيدُ بْنُ أَشْوَعَ [2] ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : يَتَكَلَّمُونَ فِي حَدِيثِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عدي [4] وغيره: لا بَأْسَ بِهِ.
__________
[1] انظر عن (حنش بن المعتمر) في:
طبقات ابن سعد 6/ 225، وطبقات خليفة 152، والتاريخ لابن معين 2/ 129، والتاريخ الصغير 100 (وفيه: حنش بن المعتمر الصنعاني، وقال بعضهم: حنش بن ربيعة الكناني، عداده في الكوفيين) ، والتاريخ الكبير 3/ 99 رقم 342 (وفيه أيضا: حنش بن المعتمر الصنعاني أبو المعتمر الكناني، وقال بعضهم: حنش بن ربيعة، سمع عليّا) ، وتاريخ الثقات للعجلي 136 رقم 347، والمعرفة والتاريخ 1/ 220 و 538 و 3/ 87 و 153، وتاريخ الطبري 5/ 555 و 597، والجرح والتعديل 3/ 291 رقم 1297، والضعفاء الكبير للعقيليّ 288 رقم 352، والمجروحين لابن حبّان 1/ 269، وأنساب الأشراف 5/ 206، وأخبار القضاة 1/ 85 و 86 و 55 و 97، وتهذيب الكمال 7/ 432، 433 رقم 1556، والكاشف 1/ 195 رقم 1283، وميزان الاعتدال 1/ 619، 620 رقم 2368، والمغني في الضعفاء 1/ 197 رقم 1801، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 119، والوافي بالوفيات 13/ 205 رقم 241، والمعارف 252، والتهذيب 3/ 58 رقم 104، وتقريب التهذيب 1/ 205 رقم 632، وخلاصة تذهيب التهذيب 96.
ويقول طالب العلم محقّق هذا الكتاب عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي: لقد خلط القدسي- رحمه الله- في طبعته 3/ 246 بين حنش بن المعتمر وحنش الصنعاني فذكر حنش الصنعاني مفردا عن الّذي قبله، ولكنه ركّب عليه من روى عن سابقه، وكان من حقّه أن يضع عبارة: «ويأتي سنة مائة حنش الصنعاني وهو أصغر من ذا وأوثق» في سطر منفصل حتى يتّضح اللبس بين الاثنين.
أما (حنش الصنعاني) فستأتي ترجمته في المتوفين من الطبقة العاشرة من هذا الجزء.
[2] هو: سعيد بن عمرو بن أشوع، على ما في تهذيب الكمال 7/ 432.
[3] في التاريخ الصغير 100، والكبير 3/ 99 رقم 342.
[4] في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 844.(6/54)
[حرف الْخَاءِ]
22- (خَالِدُ بْنُ عُمَيْرٍ الْبَصْرِيُّ) [1]- م ن ق- شَهِدَ خُطْبَةَ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ.
عَنْهُ: أَبُو نَعَامَةَ عَمْرُو بْنُ عِيسَى الْعَدَوِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [2] .
23- خَالِدُ بن يزيد [3] د ابْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَبُو هَاشمٍ الأموي الدمشقيّ، أخو معاوية، وعبد الرحمن.
__________
[1] انظر عن (خالد بن عمير) في:
طبقات خليفة 193، والعلل لأحمد 1/ 79، والتاريخ الكبير 3/ 162 رقم 556، والمعرفة والتاريخ 1/ 340، والجرح والتعديل 3/ 343 رقم 1549، والثقات لابن حبّان 4/ 204، والاستيعاب 1/ 410 (وفيه: قد أدرك الجاهلية وروى عن حميد بن هلال) وهو وهم، والصحيح: روى عنه حميد بن هلال، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 123، وأسد الغابة 2/ 90، وتهذيب الكمال 8/ 145- 147 رقم 1640، والكاشف 1/ 207 رقم 1355، والوافي بالوفيات 274 رقم 330، والاشتقاق لابن دريد 188، وتهذيب التهذيب 3/ 111 رقم 206، وتقريب التهذيب 1/ 217 رقم 63، وخلاصة تذهيب التهذيب 102، ورجال مسلم 1/ 185 رقم 385،
[2] في الثقات 4/ 204.
[3] انظر عن (خالد بن يزيد) في:
المحبّر 59 و 67 و 445، وتاريخ خليفة 259، والتاريخ الكبير 3/ 181 رقم 613، والبيان والتبيين 1/ 178، وعيون الأخبار 1/ 199 و 2/ 42 و 3/ 130، والمعارف 221 و 251 و 352 و 354 و 455، والأخبار الطوال 285 و 325، والمعرفة والتاريخ 1/ 571 و 572 و 578 و 2/ 8 و 365 و 3/ 205 و 331، وتاريخ أبي زرعة 1/ 355- 358، والبرصان والعرجان 27، والجرح والتعديل 3/ 357 رقم 1615، والولاة والقضاة 42، وأنساب الأشراف 3/ 74 و 85(6/55)
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ.
وَعَنْهُ: رجاء بن حيوة، وعلي بن رباح، والزهري، وأبو الأعيس الخولاني.
قال الزبير: كان خالد بن يزيد موصوفا بالعلم وقول الشعر [1] .
وقال ابن سميع: داره هي دار الحجارة بدمشق [2] .
وقال أبو زرعة: كان هو وأخوه من صالحي القوم [3] .
وقال عقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ كَانَ يَصُومُ الْأَعْيَادَ كُلَّهَا: الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، وَالأَحَدَ [4] .
وَيُرْوَى أَنَّ شَاعِرًا وفد عليه وقال:
__________
[ () ] و 4 ق 1/ 290 و 355 و 356 و 360- 367 و 369 و 442 و 4/ 4 و 61 و 62 و 70 و 71 و 73 و 137 و (انظر فهرس الأعلام) 5/ 393، وتاريخ الطبري 5/ 461، 462 و 500 و 532 و 534- 537 و 541 و 610 و 6/ 148 و 156 و 164 و 339 و 7/ 263 و 283، ومروج الذهب 1957 و 1961 و 1962 و 1970 و 1972 و 2010 و 2165 و 3311، والعقد الفريد 2/ 151 و 232 و 268 و 4/ 24 و 44 و 46 و 394- 398 و 434 و 5/ 19 و 122، والفهرست لابن النديم 354، وجمهرة أنساب العرب 68 و 77 و 112 و 121، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 119- 123، ومعجم البلدان 2/ 336 و 3/ 402، وأسد الغابة 2/ 97، والكامل في التاريخ 4/ 87 و 125 و 146- 148 و 151 و 154 و 191 و 337 و 417 و 464 و 587 و 5/ 408، ووفيات الأعيان 2/ 224- 226، و 3/ 265 و 275 و 7/ 315، وتهذيب الكمال 8/ 201- 208 رقم 1665، والعبر 1/ 105، وسير أعلام النبلاء 4/ 382، 383 رقم 154، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 1551، والكاشف 1/ 210 رقم 1376، ومعجم الأدباء 11/ 35- 42 رقم 8، والبداية والنهاية 9/ 60، 61 و 80، ومرآة الجنان 1/ 176، 177، و 180، وفوات الوفيات 4/ 126 و 255، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 84 و 88، والوافي بالوفيات 13/ 270- 273 رقم 328، ونسب قريش 128- 130، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 335 و 347- 349، والجمهرة للعسكريّ 2/ 399، ومجمع الأمثال 2/ 114، وتهذيب التهذيب 3/ 128 رقم 234، وتقريب التهذيب 1/ 220 رقم 92، والإصابة 1/ 469 رقم 2362، وشذرات الذهب 1/ 96- 99، والنجوم الزاهرة 1/ 221، وخلاصة تذهيب التهذيب 103، وكشف الظنون 1254، والأعلام 2/ 300، ومعجم المؤلّفين 4/ 98، ومعجم بني أمية 33، 34.
[1] في نسب قريش 128.
[2] تهذيب الكمال 8/ 202 وفي سير أعلام النبلاء 4/ 382 وقد صارت اليوم قيسارية للذهب الممدود.
[3] في تاريخه 1/ 358.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 120، تهذيب الكمال 8/ 203.(6/56)
سالت الندى وَالْجُودَ: حُرَّانِ أَنْتُمَا؟ ... فَقَالا جَمِيعًا: إِنَّنَا لعبيد
فَقُلْتُ: فَمَنْ مَوْلاكُمَا؟ فَتَطَاوَلا ... عَلَيَّ وَقَالا: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ
فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفَ دِرْهَمٍ [1] .
وَقَدْ كَانَ ذُكِرَ خَالِدٌ لِلْخِلافَةِ عِنْدَ مَوْتِ أَخِيهِ مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ بُويِعَ مروان على أَنَّ خَالِدًا وَلِيُّ عَهْدِهِ، فَلَمْ يَتِمَّ ذَلِكَ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثنا عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَهَدَّدَ عَبْدُ الْمَلِكِ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بِالْحِرْمَانِ وَالسَّطْوَةِ، فَقَالَ: أَتَهُدِّدْنِي وَيَدُ اللَّهِ فَوْقَكَ مَانِعَةٌ، وَعَطَاؤُهُ دُونَكَ مَبْذُولٌ [2] ؟.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قِيلَ لِخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ: مَا أَقْرَبُ شَيْءٍ؟ قَالَ: الأَجَلُ، قِيلَ: فَمَا أَبْعَدُ شَيْءٍ؟ قَالَ: الأَمَلُ، قِيلَ: فَمَا أَرْجَى شَيْءٍ؟ قَالَ: الْعَمَلُ [3] .
وَعَنْهُ قَالَ: إِذَا كَانَ الرّجِلُ لَجُوجًا مماريا معجبا برأيه، فقد تمّت خسارته [4] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ.
وَلَهُ تَرْجَمَةٌ طَوِيلَةٌ فِي «تَارِيخِ ابْنِ عَسَاكِرَ» [5] .
وَنَقَلَ ابْنُ خَلِّكَانَ [6] أَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْكِيمْيَاءَ، وَأَنَّهُ صَنَّفَ فِيهَا ثَلاثَ رَسَائِلَ.
وَهَذَا لَمْ يَصِحَّ.
وَعَنْ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ يُوصَفُ بِالْحِلْمِ، ويقول الشعر [7] .
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 121.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 121، تهذيب الكمال 8/ 203.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 122 وفيه تكملة: «قيل: فما أوحش شيء؟ قال: الميت. قيل: فما آنس شيء؟ قال: الصاحب المؤاتي» . وانظر: تهذيب الكمال 8/ 203.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 122، تهذيب الكمال 8/ 204.
[5] انظر التهذيب 5/ 119- 123.
[6] في وفيات الأعيان 2/ 224.
[7] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 120.(6/57)
وَزَعَمُوا أَنَّهُ هُوَ الَّذِي وَضَعَ حَدِيثَ السُّفْيَانِيِّ، وَأَرَادَ أَنْ يَكُونَ لِلنَّاسِ فِيهِ طَمَعٌ حِينَ غَلَبَ مَرْوَانُ عَلَى الأَمْرِ [1] .
قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: هَذَا وَهْمٌ مِنْ مُصْعَبٍ، أَمْرُ السُّفْيَانِيِّ قَدْ تَتَابَعَتْ فِيهِ رِوَايَاتٌ.
24- (خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) [2] بْنِ أَبِي سَبْرَةَ الْجُعْفيِّ الْكُوفِيِّ، أَبُوهُ وَجِدُّهُ صَحَابِيَّانِ.
يَرْوِي عَنْ: أَبِيهِ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَسُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ. وَلَمْ يَلْقَ ابْنَ مَسْعُودٍ.
رَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَمَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، لَمْ يَنْجُ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ بِالْكُوفَةِ
__________
[1] نسب قريش 129.
[2] انظر عن (خيثمة بن عبد الرحمن) في:
طبقات ابن سعد 6/ 286، 287، والتاريخ لابن معين 2/ 150، والعلل لابن المديني 101، وتاريخ خليفة 303، والطبقات له 156، 157، ومسند أحمد 4/ 178، والعلل له 1/ 80، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 674، والتاريخ الكبير 3/ 215، 216 رقم 732، والتاريخ الصغير 106، وتاريخ الثقات للعجلي 145، 146 رقم 391، والمعرفة والتاريخ 1/ 219- 221 و 2/ 304 و 538 و 583 و 607 و 3/ 141- 143 و 175 و 219، وتاريخ أبى زرعة 1/ 632 و 665، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 597 و 5/ 103 و 172، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 768، والثقات لابن حبّان 4/ 213، 214، وجمهرة أنساب العرب 410، وتاريخ الطبري 1/ 444، 445، والجرح والتعديل 3/ 393، 394 رقم 1808، والمراسيل 54، 55 رقم 76، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 62، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 283، والثقات لابن شاهين، رقم 334، وحلية الأولياء 4/ 113 رقم 253، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 126، وتهذيب الكمال 8/ 370- 372 رقم 1747، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 233 و 399 و 403 و 493 و 645 و 658، والكاشف 1/ 219 رقم 1440، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 194، وسير أعلام النبلاء 4/ 320، 321 رقم 115، والوافي بالوفيات 13/ 443 رقم 537، وجامع التحصيل 209 رقم 176، وتهذيب التهذيب 3/ 178 رقم 338، وتقريب التهذيب 1/ 230 رقم 185، وخلاصة تذهيب التهذيب 107، ورجال البخاري 1/ 235 رقم 312، ورجال مسلم 1/ 192، 193 رقم 2406، وصفة الصفوة 3/ 92- 94 رقم 414، والعلل لأحمد 1/ 144 رقم 32 و 2/ 441 رقم 2948.(6/58)
إِلا هُوَ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ [1] .
وَحَدِيثُهُ فِي الْكُتُبِ السّتّة.
وكان سخيّا كريما يركب الخيل [2] .
__________
[1] تهذيب الكمال 8/ 372.
[2] تهذيب الكمال 8/ 372.(6/59)
[حرف الذال]
25- (ذرّ بن عبد الله) [1]- ع- الهمدانيّ الكوفيّ.
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَابْنُهُ [2] عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالأَعْمَشُ، وَمَنْصُورٍ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ: كَانَ مُرْجِئًا [3] .
__________
[1] انظر عن (ذرّ بن عبد الله) في:
طبقات ابن سعد 6/ 293، والعلل لابن المديني 99، والتاريخ الكبير 3/ 267 رقم 913، والضعفاء الصغير 260 رقم 113، والمعرفة والتاريخ 2/ 656 و 688 و 796 و 3/ 163 و 168 و 228، وتاريخ أبي زرعة 2/ 676، والجامع للترمذي 5/ 456، والجرح والتعديل 3/ 453 رقم 2049، والمراسيل 57 رقم 83، وأسماء التابعين، رقم 300، وجمهرة أنساب العرب 396، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 133، وتهذيب الكمال 8/ 511- 513 رقم 1813، والكاشف 1/ 229 رقم 1501، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 40، وميزان الاعتدال 2/ 32 رقم 2697، والوافي بالوفيات 14/ 38 رقم 34، وتهذيب التهذيب 3/ 218 رقم 416، وتقريب التهذيب 1/ 238 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 112، وجامع التحصيل 209 رقم 179، ورجال البخاري 1/ 244 رقم 326، ورجال مسلم 1/ 200 رقم 422، والعلل لأحمد 1/ 514 رقم 1208.
[2] في الأصل «وابن عمر» والتصحيح من تهذيب الكمال وغيره.
[3] تهذيب الكمال 8/ 512.(6/60)
[حرف الرَّاءِ]
26- (الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمِ) [1] بْنِ عَائِذٍ الثَّوْرِيُّ، أَبُو يَزِيدَ الْكُوفِيُّ.
أَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعَ: ابْنَ مَسْعُودٍ، وَأَبَا أَيُّوبَ، وَعَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ.
وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَمُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، وَهِلالُ بْنُ يَسَافٍ، وَآخَرُونَ.
وكان عبدا صالحا جليلا ثقة نبيلا، كَبِيرَ الْقَدْرِ.
27- (رَبِيعَةُ بْنُ لَقِيطٍ) [2] التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ.
عَنْ: عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنِ حَوَالَةَ.
وَعَنْهُ: ابنه إِسْحَاقَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ.
وَلَهُ فِي «مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ» .
28- (رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ) [3] أَبُو زُرْعَةَ الجذاميّ الفلسطينيّ، ويقال أبو زنباع.
__________
[1] مهمل في الأصل. وقد سبقت ترجمته في الطبقة الثامنة من الجزء السابق. وسيعيده المؤلّف في الطبقة العاشرة.
[2] انظر عن (ربيعة بن لقيط) في:
المعرفة والتاريخ 2/ 338، والتاريخ الكبير 3/ 283 رقم 971، وتاريخ الثقات 159 رقم 435، والثقات لابن حبّان 3/ 130 و 4/ 230، والجرح والتعديل 3/ 475 رقم 2133، وكتاب الولاة والقضاة للكندي 15، وأسد الغابة 2/ 172، وسير أعلام النبلاء 4/ 509، 510 رقم 202، والوافي بالوفيات 14/ 87 رقم 104، والإصابة 1/ 531 رقم 2756، وتعجيل المنفعة 128 رقم 312، وحسن المحاضرة 1/ 267.
[3] انظر عن (روح بن زنباع) في:(6/61)
حدّث عن: أبيه، وتميم الدّاريّ، وعبادة بن الصامت، وكعب الأحبار، وغيرهم.
وعنه: ابنه روح بن روح، وشرحبيل بن مسلم، ويحيى الشيباني، وعبادة بن نسي، وجماعة.
وكان ذا اختصاص بعبد الملك، لا يَكَادُ يَغِيبُ عَنْهُ، وَهُوَ كَالْوَزِيرِ لَهُ.
وَلِأَبِيهِ زِنْبَاعِ بْنِ رَوْحِ بْنِ سَلامَةَ صُحْبَةٌ، وَكَانَ لِرَوْحٍ دَارٌ بِدِمَشْقَ فِي طَرَفِ الْبُزُورِيِّينَ، أَمَّرَهُ يَزِيدُ عَلَى جُنْدِ فِلَسْطِينَ، وَشَهِدَ يَوْمَ رَاهِطَ مَعَ مَرْوَانَ [1] .
__________
[ () ] تاريخ خليفة 440، والتاريخ لابن معين 2/ 168، والتاريخ الكبير 3/ 307 رقم 1042 (دون ترجمة) ، والبيان والتبيين 1/ 358، وتاريخ أبي زرعة 1/ 234 و 316 و 393، وأنساب الأشراف 1/ 36 و 4 ق 1/ 68 و 86 و 147 و 308 و 331 و 337 و 348 و 4/ 20 و 40 و 46 و 55 و 5/ 128 و 132 و 134 و 148 و 149 و 204 و 304 و 356 و 377، والأخبار الطوال 264 و 286، والكامل في الأدب للمبرّد 2/ 125، والأخبار الموفقيّات 209، وعيون الأخبار 1/ 102 و 171 و 225 و 2/ 8، وتاريخ الطبري 5/ 496 و 531 و 536 و 6/ 412، والجرح والتعديل 3/ 494 رقم 2242، وجمهرة أنساب العرب 364 و 421، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 123، والولاة والقضاة للكندي 43، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 206 ب، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 902، والاستيعاب 1/ 525- 530، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 390، وربيع الأبرار 3/ 306 و 3/ 526، وتاريخ اليعقوبي 2/ 251 و 253 و 256 و 257 و 269 و 280، وثمار القلوب للثعالبي 546، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 111، ومروج الذهب 1955 و 1616- 2020 و 2048- 2050 و 2337، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 35، 36، والحيوان 1/ 226، والعقد الفريد 1/ 20 و 151 و 298 و 2/ 156 و 234 و 287 و 4/ 55 و 394 و 5/ 14 و 22 و 26 و 388 و 6/ 114، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 205، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 340- 342، وأسد الغابة 2/ 189، والكامل في التاريخ 4/ 123 و 145 و 148 و 151 و 338 و 513، وأخبار النساء لابن الجوزي 111 و 112 و 115 و 116، والعبر 1/ 98، وسير أعلام النبلاء 4/ 251، 252 رقم 91، والبداية والنهاية 9/ 53، 54، 55، وبلاغات النساء 129، 130، والوافي بالوفيات 14/ 150 رقم 199، والأغاني 9/ 229/ في ترجمة (الحارث بن خالد) ، ومحاضرات الأدباء للراغب 1/ 160، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 27 و 54 و 161 و 241 و 287، والمستطرف للأبشيهي 1/ 122، والإصابة 1/ 524 رقم 2713، وتعجيل المنفعة 131، 134 رقم 322، والنجوم الزاهرة 1/ 205، وشذرات الذهب 1/ 95، والجامع للشمل 1/ 465.
[1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 340.(6/62)
وَقَالَ مُسْلِمٌ: لَهُ صُحْبَةٌ. وَلَمْ يُتَابِعْ مُسْلِمًا أَحَدٌ [1] .
وَرَوَى ضَمْرَةُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْحَمَّامِ أَعْتَقَ رَقَبَةً [2] .
قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.
29- (رِيَاحُ [3] بن الحارث) [4]- د ن ق- النّخعيّ الكوفيّ.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارٍ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ.
وَعَنْهُ: حَفِيدُهُ صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ رِيَاحٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ النَّخَعِيُّ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَبُو حَمْزَةَ الضُّبَعِيُّ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ في «الثّقات» [5]
__________
[1] قال ابن حجر: وقع في الكنى لمسلم له صحبة، وقال أبو أحمد الحاكم: يقال له صحبة وما أراه يصحّ. وذكره محمد بن أيوب في الصحابة، وما أراه يصح، وكذا قال أبو نعيم وابن مندة، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ وابن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام. (انظر:
تعجيل المنفعة 131) .
[2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 342.
[3] رياح: بكسر الراء.
[4] انظر عن (رياح بن الحارث) في:
طبقات ابن سعد 6/ 153، والتاريخ الكبير 3/ 328 رقم 1110، وتاريخ الثقات للعجلي 162 رقم 449، والثقات لابن حبّان 4/ 238، والجرح والتعديل 3/ 511 رقم 2315، وتصحيفات المحدّثين 2/ 629، وتاريخ بغداد 8/ 419 رقم 4527، والإكمال 4/ 14، وتهذيب الكمال 9/ 256، 257 رقم 1940، والكاشف 1/ 244 رقم 1612، والوافي بالوفيات 14/ 158 رقم 211، وتهذيب التهذيب 3/ 299 رقم 559، وتقريب التهذيب 1/ 254 رقم 124.
[5] ج 4/ 238.(6/63)
[حرف الزَّاي]
30- زَاذَانُ [1] أَبُو عُمَرَ الْكِنْدِيُّ [2] م 4 مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ الْبَزَّازُ الضَّرِيرُ، شَهِدَ خِطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ، وَحَدَّثَ عَنْ:
عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانَ، وَحُذَيْفَةَ، وَعَائِشَةَ، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْبَرَاءِ، وابن عمر.
روى عَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وعطاء بن السّائب،
__________
[1] تكرر في الأصل «زادان» بالدال المهملة.
[2] انظر عن (زاذان الكندي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 178، 179، ومشيخة ابن طهمان، رقم 155، وطبقات خليفة 158، وتاريخ خليفة 288، والعلل لأحمد 1/ 74 و 379، والتاريخ الكبير 3/ 437 رقم 1455، وتاريخ الثقات للعجلي 163 رقم 450، والثقات لابن حبّان 4/ 238، والمعرفة والتاريخ 2/ 106 و 578 و 795 و 3/ 154، وتاريخ أبي زرعة 1/ 647، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 94، 95 رقم 554، والجرح والتعديل 3/ 614 رقم 2781، وتاريخ الطبري 4/ 211، وأخبار القضاة 1/ 21، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 775، والكامل في الضعفاء 3/ 1091، والثقات لابن شاهين، رقم 417، وحلية الأولياء 4/ 199- 204 رقم 270، وتاريخ بغداد 8/ 487 رقم 4603، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 156، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 347، 348، وتهذيب الكمال 9/ 263- 265 رقم 1945، والعبر 1/ 94، وسير أعلام النبلاء 4/ 280، 281 رقم 102، والكاشف 1/ 246 رقم 1616، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 483 و 511، وميزان الاعتدال 2/ 63 رقم 2817، والوافي بالوفيات 14/ 162 رقم 221، وتهذيب التهذيب 3/ 302، 303 رقم 565، وتقريب التهذيب 1/ 256 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 130، والبداية والنهاية 9/ 47، ودول الإسلام 1/ 59، وشذرات الذهب 1/ 90، ورجال مسلم 1/ 230 رقم 496، وصفة الصفوة 3/ 59 رقم 402.(6/64)
وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَالْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ.
وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ [1] : لَيْسَ بِالْمَتِينِ عندهم.
وعن أبي هاشم الرُّمَّانِيُّ [2] قَالَ: قَالَ زَاذَانُ: كُنْتُ غُلامًا حَسَنَ الصَّوْتِ، جَيِّدَ الضَّرْبِ بِالطُّنْبُورِ، وَكُنْتُ أَنَا وَصَحْبٌ لِي، وَعِنْدَنَا نَبِيذٌ، وَأَنَا أُغَنِّيهِمْ، فَمَرَّ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَدَخَلَ فَضَرَبَ الْبَاطِيَةَ بَدَّدَهَا، وَكَسَرَ الطُّنْبُورَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَ مَا أَسْمَعُ مِنْ حُسْنِ صَوْتِكَ هَذَا يَا غُلامُ بِالْقُرْآنِ كُنْتُ، أَنْتَ أَنْتَ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا ابْنُ مَسْعُودٍ، فَأَلْقَى فِي نَفْسِي التَّوْبَةَ، فَسَعَيْتُ وَأَنَا أَبْكِي، ثُمَّ أَخَذْتُ بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا صَاحِبُ الطُّنْبُورِ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَاعْتَنَقَنِي وَبَكَى، ثُمّ قَالَ: مَرْحَبًا بِمَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، اجْلِسْ مَكَانَكَ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ تَمْرًا [3] .
وَقَالَ زُبَيْدٌ: رَأَيْتُ زَاذَانَ يُصَلِّي كَأَنَّهُ جِذْعُ خَشَبَةٍ [4] .
وَرَوَى ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ زَاذَانُ يَوْمًا: إِنِّي جَائِعٌ، فَسَقَطَ عَلَيْهِ مِنَ الرَّوْزَنَةِ رَغِيفٌ مِثْلُ الرَّحَى.
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ: كَانَ زَاذَانُ إِذَا جَاءَهُ رَجُلٌ يَشْتَرِي الثَّوْبَ نَشَرَ الطَّرَفَيْنِ وَسَامَهُ سَوْمَةً وَاحِدَةً [5] .
وَقَالَ شُعْبَةُ: سَأَلْتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ عَنْ زَاذَانَ فَقَالَ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، عَنْ يحيى بن معين: هو ثقة.
__________
[1] في الأسامي والكنى، ورقة 206 ب.
[2] في الأصل «الروماني» والتصويب من (اللباب 1/ 475) وهي نسبة إلى قصر الرمّان بواسط، كان ينزله أبو هاشم.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 347، 348.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 348.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 348.(6/65)
وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
31- زِرُّ بن حبيش [2] ع ابْنُ حُبَاشَةَ [3] بْنِ أَوْسٍ، أَبُو مَرْيَمَ الأَسَدِيُّ الكوفيّ. ويقال أبو مريم وأبو مطرّف.
__________
[1] في تاريخه 288.
[2] انظر عن (زرّ بن حبيش) في:
طبقات ابن سعد 6/ 104، 105، ومصنّف ابن أبي شيبة 13/ رقم 15738 و 15739، والتاريخ لابن معين 2/ 172، وطبقات خليفة 140، والتاريخ له 288، ومسند أحمد 5/ 129، والعلل له 1/ 14 و 19 و 76 و 81 و 118 و 133 و 184 و 288 و 295، والتاريخ الكبير 3/ 447 رقم 1495، والتاريخ الصغير 79، وتاريخ الثقات 165 رقم 458، والمعرفة والتاريخ 1/ 232 و 245 و 454 و 462 و 2/ 537 و 539 و 545 و 575 و 576 و 667 و 668 و 684 و 777 و 3/ 88 و 134 و 182 و 187 و 308 و 400، وتاريخ اليعوقبي 2/ 240، وأنساب الأشراف 1/ 164 و 580 و 4 ق 1/ 36 و 130، والمعارف 427 و 449 و 530، وتاريخ الطبري 4/ 196 و 5/ 335 و 394، والجرح والتعديل 3/ 622 رقم 2817، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 740، والبرصان والعرجان 31، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 51، والثقات لابن حبّان 4/ 269، وحلية الأولياء 4/ 181- 191 رقم 267، والاستيعاب 2/ 563، والسابق واللاحق 157، والإكمال 4/ 183، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 154، والأنساب 4/ 37، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 377- 379، والتبيين في أنساب القرشيين 101 و 463، والكامل في التاريخ 4/ 497، وأسد الغابة 2/ 300، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 196، 197 رقم 177، وتهذيب الكمال 9/ 335- 339 رقم 1976، والزيارات للهروي 77، ووفيات الأعيان 3/ 9، وسير أعلام النبلاء 4/ 166- 170 رقم 60، وتذكرة الحفاظ 1/ 57، ودول الإسلام 1/ 59، والكاشف 1/ 250 رقم 1643، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 199، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 189، والعبر 1/ 95، ومرآة الجنان 1/ 166، والوافي بالوفيات 14/ 190، 191 رقم 258، وجامع التحصيل 213 رقم 198 وغاية النهاية 1/ 294 رقم 1290، والإصابة 1/ 577 رقم 2971، وتهذيب التهذيب 3/ 321، 322 رقم 597، وتقريب التهذيب 1/ 259 رقم 33، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 9 و 107 و 111 و 192 و 194 و 202 و 254 و 270 و 263 و 380 و 467 و 493 و 502 و 634 و 661، وخلاصة تذهيب التهذيب 130، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 19، وشذرات الذهب 1/ 91 و 102، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 110، والمشتبه 1/ 337، ورجال البخاري 1/ 274، 275 رقم 375، ورجال مسلم 1/ 228، 229 رقم 492، وصفة الصفوة 3/ 31.
[3] قيّده القدسي- رحمه الله- في طبعته «خباشة» بالخاء المعجمة، وقال: في الأصل «حباسة» والتصحيح من الخلاصة حيث قيّده بمعجمتين بينهما موحّدة. وفي طبقات القراء الّذي(6/66)
أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَعُمِّرَ دَهْرًا.
حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَالْعَبَّاسِ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ على: علي، وابن مسعود، وأقرأه.
وقرأ عليه: عاصم، ويحيى بن وثاب، وأبو إسحاق، والأعمش، وَحَدَّثَ عَنْهُ: عَاصِمٌ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَالْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
قَالَ عَاصِمٌ: كَانَ زِرٌّ مِنْ أَعْرَبِ النَّاسِ، كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَسْأَلُهُ عَنِ الْعَرَبِيَّةِ [1] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ هَمَّامٌ: ثنا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: وَفَدْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ، وَإِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ حِرْصِي عَلَى لِقَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَقِيتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ:
نَعَمْ، وَغَزَوْتُ مَعَهُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً [3] .
وَقَالَ شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: خَرَجْتُ فِي وَفْدٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ حَرَّضَنِي على الوفاة إلّا لقاء أصاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَكَانَا جَلِيسَيَّ وَصَاحِبَيَّ، فَقَالَ أُبَيُّ، يَا زِرُّ مَا تُرِيدُ أَنْ تَدَعَ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةً إِلا سَأَلْتَنِي عَنْهَا [4] .
شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ يوم عيد، فإذا عمر
__________
[ () ] صحّحه أحد المستشرقين «حباشة» وهو وهم.
وأقول: إن الوهم من القدسيّ- رحمه الله، والّذي أثبتناه هو الصحيح. (انظر طبعته 3/ 249 المتن والحاشية) .
[1] طبقات ابن سعد 6/ 105، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 379، وتهذيب الكمال 9/ 337.
[2] في الطبقات 6/ 105.
[3] حلية الأولياء 4/ 182.
[4] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 6/ 209 ب.، تهذيب الكمال 9/ 337.(6/67)
ضَخْمٌ أَصْلَعُ، كَأَنَّهُ عَلَى دَابَّةٍ مُشْرِفٌ.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَزِمْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَأُبَيًّا.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا كَانُوا يَتَّخِذُونَ هَذَا اللَّيْلَ جَملا، يَلْبَسُونَ الْمُعَصْفَرَ، وَيَشْرَبُونَ نَبِيذَ الْجَرِّ، لا يَرَوْنَ بِهِ بَأْسًا، مِنْهُمْ زِرٌّ، وَأَبُو وَائِلٍ [1] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ عُثْمَانِيًّا، وَكَانَ زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ عَلَوِيًّا، وَمَا رَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْهُمَا قَطُّ تَكَلَّمَ فِي صَاحِبِهِ حَتَّى مَاتَا، وَكَانَ زرّ أكبر من أبي وائل، فكانا إِذَا جَلَسَا جَمِيعًا لَمْ يُحَدِّثْ أَبُو وَائِلٍ مَعَ زِرٍّ [2] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: رَأَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ وَإِنَّ لَحْيَيْهِ لَيَضْطَرِبَانِ مِنَ الْكِبَرِ، وَقَدْ أَتَى عَلَيْهِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ [3] .
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ زِرٌّ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [4] ، وَالْفَلَّاسُ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.
وَعَنْ عَاصِمٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَقْرَأَ مِنْ زِرٍّ.
32- (زِيَادُ [5] بْنُ جَارِيَةَ [6] التَّميْمِيُّ) [7]- ت- دِمَشْقِيٌّ فَاضِلٌ من قدماء
__________
[1] تاريخ دمشق 6/ 210 أ، وتهذيبه 5/ 379، وتهذيب الكمال 9/ 337.
[2] انظر: طبقات ابن سعد 6/ 105، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 379، وتهذيب الكمال 9/ 337، 338.
[3] طبقات ابن سعد 6/ 105، تهذيب الكمال 9/ 338.
[4] في الطبقات 140.
[5] ويقال: زيد، ويقال: يزيد، والصواب: زياد. وقال ابن حبّان: من قال يزيد بن جارية فقد وهم. (الثقات) .
[6] ويقال «حارثة» .
[7] انظر عن (زياد بن جارية) في:
التاريخ الكبير 3/ 348 رقم 1179، وتاريخ أبي زرعة 1/ 328 و 357، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 139 رقم 652، والجرح والتعديل 3/ 527 رقم 2380، والثقات لابن حبّان 4/ 252، والسابق واللاحق 122، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 401، 402، وأسد(6/68)
التَّابِعِينَ [1] ، لا نَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً إِلا عَنْ حَبِيبِ بْنِ مُسْلِمَةَ.
رَوَى عَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ [2] وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ.
وَلَهُ دَارٌ غَرْبِيَّ قَصْرِ الثَّقَفِيِّينَ [3] .
قَالَ سَعِيدُ بن عبد العزيز: كان زياد بْنُ جَارِيَةَ إِذَا خَلا بِأَصْحَابِهِ قَالَ أَخْرِجُوا مخبّئاتكم [4] .
وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ مَرْوَانَ الْعَنْسِيُّ: دَخَلَ زِيَادُ بْنُ جَارِيَةَ مَسْجِدَ دِمَشْقَ وَقَدْ تَأَخَّرَتْ صَلاتُهُمْ بِالْجُمُعَةِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَكُمْ بِهَذِهِ الصَّلاةِ. قَالَ: فَأُخِذَ فَأُدْخِلَ الْخَضْرَاءَ، فَقُطِعَ رَأْسُهُ، وَذَلِكَ فِي زَمَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [5] .
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [6] : سَأَلْتُ أَبِي عَنْ زِيَادِ بْنِ جَارِيَةَ فَقَالَ: شَيْخٌ مَجْهُولٌ.
33- (زيد بن عقبة) [7]- د ت ن- الفزاريّ الكوفيّ.
__________
[ () ] الغابة 2/ 312، وتهذيب الكمال 9/ 439- 441 رقم 2028، والكاشف 1/ 257 رقم 1689، وميزان الاعتدال 2/ 87 رقم 2929، والمغني في الضعفاء 1/ 242 رقم 2223، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 194، وتهذيب التهذيب 3/ 356، 357 رقم 657، وتقريب التهذيب 1/ 266 رقم 91، والإصابة 1/ 586 رقم 3012، وخلاصة تذهيب التهذيب 124، والوافي بالوفيات 15/ 13، 14 رقم 11.
[1] قيل إن له صحبة. راجع مصادر ترجمته.
[2] في الأصل «جلس» ، وهو تصحيف.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 401.
[4] تهذيب الكمال 9/ 440 وفي تهذيب تاريخ دمشق 5/ 402 قال سليمان بن موسى: كان إذا خلص بأصحابه استلقى على قفاه وجعل إحدى رجليه على الأخرى ثم قال: هات الآن فأجرجوا مخبّئاتكم.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 402، تهذيب الكمال 9/ 440.
[6] في الجرح والتعديل 3/ 527 رقم 2380.
[7] انظر عن (زيد بن عقبة) في:
التاريخ الكبير 3/ 402 رقم 1339، وتاريخ الثقات للعجلي 171 رقم 487، والجرح والتعديل 3/ 569 رقم 2583، والثقات لابن حبّان 4/ 247، وتهذيب الكمال 10/ 93- 95 رقم 2119، والكاشف 1/ 267 رقم 1765، وتهذيب التهذيب 3/ 419 رقم 768، وتقريب التهذيب 1/ 276 رقم 198، وخلاصة تذهيب التهذيب 129.(6/69)
عَنْ: سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ سَعِيدٌ، وَمَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ.
وَكَانَ ثِقَةً. قَالَهُ النَّسَائِيُّ.
34- (زَيْدُ [1] بْنُ وَهْبٍ الجهنيّ) [2]- ع- أبو سليمان، كُوفِيٌّ قَدِيمُ اللِّقَاءِ، رَحَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُبِضَ وَهُوَ فِي الطَّرِيقِ.
سَمِعَ: عُمَرَ، وَعَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَأَبَا ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ مسعود.
__________
[1] من حقّ هذه الترجمة أن تأتي مع سابقاتها في حرف الزاي، وأبقينا عليها هنا كما أوردها المؤلّف، رحمه الله.
[2] انظر عن (زيد بن وهب) في:
طبقات ابن سعد 6/ 102، 103، والتاريخ لابن معين 2/ 184، وطبقات خليفة 158، وتاريخ خليفة 288، والعلل لأحمد 1/ 74 و 81 و 85 و 97 و 101 و 106 و 214 و 408، والتاريخ الكبير 3/ 407 رقم 1352، وتاريخ الثقات للعجلي 171 رقم 490، والمعرفة والتاريخ 1/ 284 و 323 و 2/ 283 و 543 و 684 و 765 و 768 و 769 و 770 و 771 و 3/ 118، وتاريخ أبي زرعة 2/ 676، 677، وتاريخ الطبري 5/ 13 و 14 و 16 و 18 و 25 و 39 و 45 و 84 و 90، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، وأنساب الأشراف 1/ 165، والجرح والتعديل 3/ 574 رقم 2600، والثقات لابن حبّان 4/ 250، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 752، وحلية الأولياء 4/ 171- 174 رقم 263، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 242 ب، وموضح أوهام الجمع 2/ 103، والسابق واللاحق 86، والاستيعاب 1/ 564، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 143، والأنساب لابن السمعاني 3/ 394، وأسد الغابة 2/ 242، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 205 رقم 193، وتهذيب الكمال 10/ 111- 115 رقم 2131، وسير أعلام النبلاء 4/ 196 رقم 78، والكاشف 1/ 269 رقم 1775، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 200، وميزان الاعتدال 2/ 107 رقم 3031، والمغني في الضعفاء 1/ 248 رقم 2287، وتذكرة الحفّاظ 1/ 66، وعهد الخفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 380 و 387 و 388 و 399 و 407 و 493 و 647، والوافي بالوفيات 15/ 41 رقم 43، وتاريخ بغداد 8/ 440 رقم 4550، وتهذيب التهذيب 3/ 427 رقم 781، وتقريب التهذيب 1/ 277 رقم 210، والإصابة 1/ 583، 584 رقم 3001، وطبقات الحفّاظ 25، وخلاصة تذهيب التهذيب 129، والنجوم الزاهرة 1/ 201، وغاية النهاية 1/ 299 رقم 1309، ورجال البخاري 1/ 258، 259 رقم 346، ورجال مسلم 1/ 217، 218 رقم 465، وصفة الصفوة 3/ 30 رقم 383.(6/70)
رَوَى عَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ، وَجَمَاعَةٌ.
تُوُفِّيَ بعد وقعة الجماجم. وكان من الثّقات [1] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 6/ 103.(6/71)
[حرف السين]
35- (سعد بن هشام) [1]- ع- عامر الأنصاريّ، ابْنُ عَمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَكَانَ مُقْرِئًا، صَالِحًا، فَاضِلا، نَبِيلًا.
36- (سعيد بن علاقة) [2]- ت ق- هو أبو فاختة، مولى أمّ هانئ بنت
__________
[1] انظر عن (سعد بن هشام) في:
طبقات ابن سعد 7/ 209، والعلل لابن المديني 57، وطبقات خليفة 200، والتاريخ الكبير 4/ 66 رقم 1980، والمعرفة والتاريخ 3/ 155، والجامع للترمذي 2/ 306، والجرح والتعديل 4/ 96 رقم 424، والثقات لابن حبّان 4/ 294، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 159، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 295، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 659، وتهذيب الكمال 10/ 307- 309 رقم 2228، والكاشف 1/ 280 رقم 1862، والوافي بالوفيات 15/ 182 رقم 253، وتهذيب التهذيب 3/ 483 رقم 900، وتقريب التهذيب 1/ 289 رقم 107، وخلاصة تذهيب التهذيب 135، ورجال البخاري 1/ 304، 305، رقم 422، ورجال مسلم 1/ 236 رقم 505.
[2] انظر عن (سعيد بن علاقة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 176 (أبو فاختة) ، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 205، والعلل لأحمد 1/ 93، والتاريخ الكبير 3/ 503 رقم 1673، والتاريخ الصغير 1/ 275، وتاريخ الثقات للعجلي 507 رقم 2015 (في الكنى) ، والجامع للترمذي 3/ 292 و 5/ 431، والمعرفة والتاريخ 2/ 643 و 810، وتاريخ أبي زرعة 1/ 485، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 81، والجرح والتعديل 4/ 51 رقم 221، والثقات لابن حبّان 4/ 288، والضعفاء والمتروكين 71 (في ترجمة ثوير بن أبي فاختة) رقم 140، وتهذيب(6/72)
أَبِي طَالِبٍ، وَوَالِدُ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ.
وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَرَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأُمِّ هَانِئٍ، وَعَائِشَةَ، وَالأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ.
وعنه: ابنه، وعمرو بن دينار، ويزيد بن أبي زياد، وإسحاق بن سويد العدوي.
وثقه العجلي [1] .
37- (سفيان بن وهب [2] أبو أيمن الخولاني المصري.
صحب النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ، وَعَنْ عُمَرَ، وَالزُّبَيْرِ.
وَغَزَا الْمَغْرِبَ، وَسَكَنَ مِصْرَ، وَطَالَ عُمْرُهُ.
طَلَبَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بن مروان ليحدّثه، فأتي بن شيخ كبير محمول.
روى عَنْهُ: أَبُو عُشَانَةَ الْمَعَافِرِيُّ، وَبَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَآخَرُونَ.
عَدَّهُ فِي الصَّحَابَةِ أَحْمَدُ بْنُ الْبَرْقِيِّ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [3] ، وَابْنُ يُونُسَ، وَذَكَرَهُ فِي التّابعين ابن سعد [4] ، والبخاريّ [5] .
__________
[ () ] تاريخ دمشق 6/ 168، وتهذيب الكمال 11/ 28، 29 رقم 2338، والكاشف 1/ 293 رقم 1961، والعقد الثمين 4/ 585، وتهذيب التهذيب 4/ 70، 71 رقم 122، وتقريب التهذيب 1/ 303 رقم 238، وخلاصة تذهيب التهذيب 141.
[1] في تاريخ الثقات 507 رقم 2015.
[2] انظر عن (سفيان بن وهب) في:
طبقات ابن سعد 7/ 440، وتاريخ خليفة 270، ومسند أحمد 4/ 168، والتاريخ الكبير 4/ 87، 88 رقم 2062، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 140 رقم 663، والمعرفة والتاريخ 1/ 464، 465 و 2/ 486، 487 و 511، وفتوح البلدان 251 و 256 والجرح والتعديل 4/ 217 رقم 948، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 922، والثقات لابن حبّان 4/ 319، وأسد الغابة 2/ 323، والاستيعاب 2/ 68، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 227، والوافي بالوفيات 15/ 282 رقم 392.
[3] في الجرح والتعديل 4/ 217.
[4] في الطبقات 7/ 440 لم يذكر سوى أنه لقي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.
[5] قال في تاريخه الكبير 4/ 87، 88: سمع عمر.. يعدّ في الشاميين. عن غياث الحبراني قال: مرّ بنا سفيان بن وهب فكانت له صحبة ونحن غلمان بالقيروان فسلّم علينا.(6/73)
38- (سُلَيْمُ بْنُ أَسْوَدَ) [1] هُوَ أَبُو الشَّعْثَاءِ.
39- (سِنَانُ بن سلمة) [2]- م د ت ق- بن الْمُحَبِّقِ الْهُذَلِيُّ، كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقِيلَ أبو حبتر [3] ، أَحَدُ الشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ.
قِيلَ إِنَّهُ وُلِدَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِنَانًا [4] .
وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ خَمْسِينَ عَلَى غَزْوِ الْهِنْدِ [5] .
وَلَهُ رِوَايَةٌ يَسِيرَةٌ.
رَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَهُوَ مُرْسَلٌ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وَحَدِيثُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ صَحِيحٌ.
رَوَى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ جُنَادَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ سَمُرَةَ، وَخُبَيْبٌ أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الأزديّ، وخلد الأشجّ، وقتادة.
__________
[1] ستأتي ترجمته في الكنى.
[2] انظر عن (سنان بن سلمة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 124 و 212، والمصنّف لابن أبي شيبة 13/ 15706، وطبقات خليفة 192، والتاريخ له 209 و 212 و 213 و 236 و 297 و 308، والتاريخ الكبير 4/ 162، رقم 2337، والتاريخ الصغير 106، وتاريخ الثقات 508 رقم 626، والمعرفة والتاريخ 1/ 333 و 3/ 70، وتاريخ اليعقوبي 2/ 234 و 236 و 292، والبرصان والعرجان 307، وفتوح البلدان 531، والجرح والتعديل 4/ 250 رقم 1079، والمراسيل 67 رقم 105، والثقات لابن حبّان 3/ 178، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 249، وجمهرة أنساب العرب 196، والاستيعاب 2/ 82، 83، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 205، ومعجم البلدان 1/ 761 و 4/ 105 و 613، وأسد الغابة 2/ 357، وتهذيب الكمال 12/ 149- 151 رقم 2594، وتحفة الأشراف 4/ 87 رقم 212، وتجريد أسماء الصحابة 1/ رقم 2522، والعبر 1/ 54، والكاشف 1/ 323 رقم 2176، وربيع الأبرار 1/ 564، والبصائر والذخائر 1/ 283، وجامع التحصيل 233 رقم 267، والوافي بالوفيات 15/ 461 رقم 627 و 15/ 471 رقم 633، والتذكرة الحمدونية 2/ 27، وتهذيب التهذيب 4/ 241، 242 رقم 412، وتقريب التهذيب 1/ 334 رقم 536، والإصابة 2/ 131 رقم 3800، وخلاصة تذهيب التهذيب 156، وشذرات الذهب 1/ 55، ورجال مسلم 1/ 294 رقم 635 (وفيه سنان بن سلامة) .
[3] هكذا في أسد الغابة 2/ 357 ويقال: أبو جبير، ويقال أبو بسر، ويقال أبو بشر.
[4] تهذيب الكمال 12/ 150.
[5] تاريخ خليفة 212.(6/74)
وَطَالَ عُمْرُهُ وَبَقِيَ إِلَى أَوَاخِرِ أَيَّامِ الْحَجَّاجِ. وَقَدْ وَلِيَ غَزْوَ الْهِنْدِ سَنَةَ خَمْسِينَ [1] .
40- (سَهْمُ بن منجاب) [2]- م د ن ق- بن راشد الضّبيّ الكوفيّ.
شَرِيفٌ، لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَقَرْثَعٍ [3] الضَّبِّيِّ، وقزعة بن يحيى، وهو أصغر منه.
وعنه: إبراهيم النخعي، وأبو سنان ضرار بن مرة الشيباني، وعطية بن يعلى الضّبّيّ، وآخرون.
41- سويد بن غفلة [4] ع ابْنُ عَوْسَجَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَبُو أُمَيَّةَ الْكُوفِيُّ من كبار المخضرمين، وقيل إنّه
__________
[1] تاريخ خليفة 212.
[2] انظر عن (سهم بن منجاب) في:
التاريخ الكبير 4/ 194 رقم 2459، وتاريخ الثقات للعجلي 210 رقم 635، وتاريخ الطبري 3/ 268 و 304، والجرح والتعديل 4/ 291 رقم 1260، والثقات لابن حبّان 4/ 321، والإكمال لابن ماكولا 4/ 398، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 210، وتهذيب الكمال 12/ 215، 216 رقم 2625، والكاشف 1/ 327 رقم 2202، وتهذيب التهذيب 4/ 260 رقم 448، وتقريب التهذيب 1/ 338 رقم 575، وخلاصة تذهيب التهذيب 158، ورجال مسلم 1/ 298 رقم 649.
[3] قرثع: كجعفر، كما في الخلاصة.
[4] انظر عن (سويد بن غفلة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 68- 70، والتاريخ لابن معين 2/ 244، والعلل لابن المديني 101، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15722، وتاريخ خليفة 288، وطبقاته 146، ومعرفة الرجال 2/ 130 رقم 402، ومسند أحمد 5/ 126، والتاريخ الصغير 79، والتاريخ الكبير 4/ 142 رقم 2255، والعلل لأحمد 1/ 76 و 81 و 266، وتاريخ الثقات للعجلي 212 رقم 643، والمعرفة والتاريخ 1/ 226 و 227 و 232 و 235 و 3/ 76 و 191 و 195 و 402، وتاريخ أبي زرعة 1/ 657 و 659 و 660، وتاريخ واسط 131، والمعارف 427، وأنساب الأشراف 1/ 555 و 3/ 100، وتاريخ اليعقوبي 2/ 191 و 240، وتاريخ الطبري 3/ 589 و 6/ 113، والمنتخب من ذيل المذيّل له 628، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 15، والجرح والتعديل 4/ 234 رقم 1001، وحلية الأولياء 4/ 174- 178 رقم 264، ومروج الذهب 1697، والبدء والتاريخ 6/ 36، والاستيعاب 2/ 116، والجمع بين رجال الصحيحين(6/75)
صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحِبَهُ، وَلَمْ يَصِحَّ، بَلْ أَسْلَمَ فِي حَيَاتِهِ، وَسَمِعَ كِتَابَهُ إِلَيْهِمْ، وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ وَأُبَيِّ بن كعب، وبلال، وأبي ذرّ.
روى عَنْهُ: أَبُو لَيْلَى الْكِنْدِيُّ، وَالشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ: حَدَّثَنِي بَعْضُهُمْ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَنَا لِدَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وُلِدْتُ عَامَ الْفِيلِ [1] وَرَوَى زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَامِرٍ، يَعْنِي الشَّعْبِيَّ قَالَ: قَالَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ: أَنَا أَصْغَرُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ [2] .
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» : ثنا هُشَيْمٌ، أَنَا هِلالُ بْنُ خَبَّابٍ، ثنا مَيْسَرَةُ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وسمعت عهده [3] .
__________
[1] / 199، والكامل في التاريخ 4/ 456 و 5/ 340، وأسد الغابة 2/ 379، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 240، 241، رقم 241، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 739، وتهذيب الكمال 12/ 265- 269 رقم 2647، والعبر 1/ 93، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2624، والكاشف 1/ 329 رقم 2218، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 204، وتذكرة الحفّاظ 1/ 53، وسير أعلام النبلاء 4/ 69- 73 رقم 18، ودول الإسلام 1/ 58، والبداية والنهاية 9/ 37، ومرآة الجنان 1/ 165، وفوات الوفيات 4/ 123، والوافي بالوفيات 16/ 46 رقم 60، والمعجم الكبير للطبراني 7/ 108، والتذكرة الحمدونية 1/ 78، وتهذيب التهذيب 4/ 278، 279 رقم 477، وتقريب التهذيب 1/ 341 رقم 603، والإصابة 2/ 100 رقم 3606، والنجوم الزاهرة 1/ 203، وطبقات الحفّاظ 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 159، وشذرات الذهب 1/ 90، والجامع لشمل القبائل 1/ 557، ورجال البخاري 1/ 338، و 339، رقم 475 ورجال مسلم 1/ 289 رقم 622، وصفة الصفوة 3/ 21- 23 رقم 378.
[1] المعرفة والتاريخ 1/ 235.
[2] رواه البخاري في تاريخه الكبير 4/ 142 رقم 2255، وتاريخه الصغير 79، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 174، والمزّي في تهذيب الكمال 12/ 266.
[3] أخرجه ابن ماجة في كتاب الزكاة 1/ 576 رقم 1801 باب ما يأخذ المصدّق من الإبل، من طريق: وكيع، عن شريك، عن عثمان الثقفي، عن أبي ليلى الكندي، عن سويد بن غفلة(6/76)
وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شَمِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَبَ الشَّعْرِ، مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ، وَاضِحَ الثَّنَايَا، أَحْسَنَ شَعْرٍ وَضَعَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ إِنْسَانٍ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ فِي «مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ» .
وَقَالَ مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ أَبِي عَطَاءٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ، فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ: أَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّكَ صَلَّيْتَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً؟ قَالَ: لا، بَلْ مِرَارًا، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نُودِيَ بِالأَذَانِ، كَأَنَّهُ لا يَعْرِفُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ.
قُلْتُ: الْحَدِيثَانِ ضَعِيفَانِ.
وَقَدْ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ الرُّحَيْلِ الْجُعْفِيُّ قَالَ: قَدِمَ الرُّحَيْلُ وَسُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ حِينَ فَرَغُوا مِنْ دَفَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنْ صَحَابَةِ الْحَجَّاجِ عَلَى مُؤَذِّنٍ جُعْفِيٍّ وَهُوَ يُؤَذِّنُ، فَأَتَى الْحَجَّاجَ فَقَالَ: أَلا تَعْجَبُ مِنْ أَنِّي سَمِعْتُ مُؤَذِّنًا جُعْفِيًّا يُؤَذِّنُ بِالْهَجِيرِ؟ قَالَ:
فَأَرْسَلَ فَجَاءَ بِهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: لَيْسَ لِي أَمْرٌ، إِنَّمَا سُوَيْدُ الَّذِي يَأْمُرُنِي بِهَذَا، فَأَرْسَلَ إِلَى سُوَيْدٍ، فَجِيءَ بِهِ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلاةِ!؟ قَالَ: صَلَّيْتُهَا
__________
[ () ] قال: جاءنا مصدّق النبيّ صلى الله عليه وسلّم، فأخذت بيده وقرأت في عهده: لا يجمع بين متفرّق، ولا يفرّق بين مجتمع خشية الصدقة، فأتاه رجل بناقة عظيمة ململمة فأبى أن يأخذها. فأتاه بأخرى دونها فأخذها، وقال: أيّ أرض تقلّني، وأيّ سماء تظلّني إذا أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أخذت خيار إبل رجل مسلم؟!.
وأخرجه النسائي في الزكاة 5/ 29، 30 باب الجمع بين المتفرّق والتفريق بين المجتمع، بإسناد أحمد المذكور، أعلاه، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النبيّ صلى الله عليه وسلّم، فأتيته فجلست إليه فسمعته يقول: إن في عهدي أن لا نأخذ راضع لبن ولا نجمع بين متفرّق ولا نفرّق بين مجتمع فأتاه رجل بناقة كوماء، فقال: خذها، فأبى.
وأخرجه الدارميّ، في الزكاة، باب رقم 7، وأبو داود في الزكاة (1579) باب في زكاة السائمة، وابن سعد في الطبقات 6/ 68 بالسند واللفظ الّذي عند ابن ماجة.
والمصدّق: هو العامل على الصدقات والخراج.(6/77)
مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَلَمَّا ذَكَرَ عُثْمَانَ جَلَسَ وَكَانَ مُضْطَجِعًا، فَقَالَ:
أَصَلَّيْتَهَا مَعَ عُثْمَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لا تُؤَمِّنْ قَوْمُكَ، وَإِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِمْ فَسُبَّ عَلِيًّا. قَالَ: نَعَمْ، سَمْعًا وَطَاعَةً، فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ الْحَجَّاجُ: لَقَدْ عَهِدَ الشَّيْخُ النَّاسَ وَهُمْ يُصَلُّونَ الصَّلاةَ هَكَذَا [1] .
وَقَالَ الْخُرَيْبِيّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ: بَلَغَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةً، لَمْ يُرَ مُحْتبِيًا قَطُّ وَلا مُتَسَانِدًا، فَأَصَابَ بِكْرًا، يَعْنِي فِي الْعَامِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ.
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ: تَزَوَّجَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ بِكْرًا، وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَسِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ إِذَا قِيلَ لَهُ: أُعْطِيَ فُلانُ وَوُلِّيَ فُلانُ، قَالَ: حَسْبِي كِسْرَتِي وَمِلْحِي [2] .
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَنْزِلَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، فَمَا شَبَّهْتُهُ إِلا بِمَا وُصِفَ مِنْ بَيْتِ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ مِنْ زُهْدِهِ وَتَوَاضُعِهِ [3] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. قَالَهُ ابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَهَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، وغيرهم.
وقال الفلّاس: سنة اثنتين.
__________
[1] طبقات ابن سعد 6/ 69 وهو باختصار في حلية الأولياء 4/ 175.
[2] حلية الأولياء 4/ 176.
[3] تهذيب الكمال 12/ 267.(6/78)
[حرف الشِّينِ]
42- (شَبَثُ بْنُ رِبْعِيِّ) [1] التَّمِيمِيُّ الْيَرْبُوعِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ: عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَحُذَيْفَةَ.
وَعَنْهُ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ القرظيّ، وسليمان التيميّ.
__________
[1] انظر عن (شبث بن ربعيّ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 216، والتاريخ لابن معين 2/ 247، وتاريخ خليفة 192 و 195، وطبقات خليفة 153، والعلل لأحمد 1/ 187، والتاريخ الكبير 4/ 266، 267 رقم 2755، والضعفاء الصغير 263 رقم 163، وتاريخ الثقات للعجلي 214 رقم 652، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 34 رقم 3، وتاريخ أبي زرعة 1/ 626، وأنساب الأشراف 5/ 212 و 218، والأخبار الطوال 172 و 210 و 229 و 239 و 254 و 256 301، والمعارف 405، وتاريخ اليعقوبي 2/ 191، وفتوح البلدان 119، والجرح والتعديل 4/ 388 رقم 1695، وتاريخ الطبري 3/ 274 و 464 و 4/ 483 و 569 و 573 و 574، و 5/ 5 و 6 و 63 و 85 و 91 و 179 و 247 و 269 و 353 و 369 و 370 و 381 و 422 و 425 و 436 و 438 و 580 و 6/ 19 و 22- 25 و 27 و 29- 31 و 43- 45 و 47 و 49 و 83 و 92 و 94 و 123 و 124، والثقات لابن حبّان 4/ 371، وجمهرة أنساب العرب 227، ومروج الذهب 1704، والتنبيه والإشراف 248، وتاريخ الردّة 62، ومقاتل الطالبيّين 114، والبدء والتاريخ 5/ 143 و 175 و 227، والعقد الفريد 2/ 390، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 73، والمنتخب من ذيل المذيّل 665، والكامل في التاريخ 2/ 356 و 3/ 228 و 284 و 289 و 326 و 345 و 411 و 424 و 4/ 20 و 31 و 36 و 60 و 62 و 68 و 69 و 172 و 217 و 219 و 220 و 222- 224 و 231- 234 و 267 و 271، وأسد الغابة 3/ 185، وتهذيب الكمال 12/ 351- 353 رقم 2686، والعبر 1/ 44، والكاشف 2/ 3 رقم 2252، وسير أعلام النبلاء 4/ 150 رقم 51، وميزان الاعتدال 2/ 261 رقم 3654، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 541 و 554، والوافي بالوفيات 16/ 102 رقم 115، والإصابة 2/ 163 رقم 3955، وتهذيب التهذيب 4/ 303 رقم 520، وتقريب التهذيب 1/ 345 رقم 8، والعقد الثمين 5/ 178، وخلاصة تذهيب التهذيب 202، وشذرات الذهب 1/ 80.(6/79)
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْحَرُورِيَّةِ، ثُمَّ تَابَ وَأَنَابَ [1] 43- (شبيب [2] أبو روح) [3]- د ن- الوحاظي [4] الحمصيّ.
عَنْ: رَجُلٍ لَهُ صُحْبَةٌ [5] ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ حِمْيَرٍ [6] .
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَسِنَانُ بْنُ قَيْسٍ شَامِيٌّ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ.
وقد وثّق.
44- (شتير بن شكل) [7]- خ م 4- بن حميد، أبو عيسى العبسيّ الكوفيّ.
عَنْ: أَبِيهِ- وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ-، وَعَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مسعود، وحفصة، وغيرهم.
__________
[1] قال العجليّ في ثقاته 214 رقم 652: «وكان أول من أعان على قتل عثمان، رضي الله عنه، وهو أول من حرّر الحرورية، وأعان على قتل الحسين بن علي» .
وفي التاريخ الكبير 4/ 267 أن شبث قال: أَنَا أوّل من حرَّر الْحَرُورِيَّةَ، فقال رَجُل: ما في هذا مدح.
[2] هو: شبيب بن نعيم.
[3] انظر عن (شبيب أبي روح) في:
تاريخ أبي زرعة 1/ 389، والجرح والتعديل 4/ 358 رقم 1565، والثقات لابن حبّان 4/ 359، وتهذيب الكمال 12/ 371- 381- 373 رقم 2695، والكاشف 2/ 4 رقم 2261، والوافي بالوفيات 16/ 102، 103 رقم 116، والإصابة 2/ 170 رقم 3999، وتهذيب التهذيب 4/ 346 رقم 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 163.
[4] في الأصل «الوحاظي» ، والتحرير من مصادر الترجمة.
[5] يقال له: الأغرّ، على ما في تهذيب الكمال 12/ 371.
[6] في طبعة القدسي 3/ 254 «خمير» بالخاء المعجمة.
[7] انظر عن «شتير بن شكل) في:
طبقات ابن سعد 6/ 181، وطبقات خليفة 143، والتاريخ الكبير 4/ 265 رقم 2750، وتاريخ الثقات للعجلي 215 رقم 655، والجرح والتعديل 4/ 387 رقم 1688، والثقات لابن حبّان 4/ 370، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 777، وجمهرة أنساب العرب 397، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 220، ومعجم البلدان 2/ 533، والكامل في التاريخ 4/ 341، وتهذيب الكمال 12/ 376، 377، رقم 2698، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2657، والكاشف 2/ 5 رقم 2263، والوافي بالوفيات 16/ 112 رقم 123، وأسد الغابة 2/ 386، والإصابة 2/ 162 رقم 3952، وتهذيب التهذيب 4/ 311، 312 رقم 532، وتقريب التهذيب 1/ 347 رقم 20، وخلاصة تذهيب التهذيب 163، ورجال مسلم 1/ 310 رقم 671، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ 79 أ.(6/80)
وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو الضُّحَى، وَبِلالُ بْنُ يَحْيَى الْعَبْسِيُّ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
45- (شَرَاحِيلُ بْنُ آدة) [1]- م 4- عَلَى الصَّحِيحِ، أَبُو الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ، صَنْعَاءُ دِمَشْقَ.
فِي الْكُنَى بَعْدَ الْمِائَةِ، فَيُحَوَّلُ إِلَى هُنَا.
وَأَمَّا ابْنُ سَعْدٍ فَقَالَ [2] : تُوُفِّيَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ، فَوَهِمَ، لِأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرحمن بن يزيد بْنِ جَابِرٍ، وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَّارِيُّ، وَطَبَقَتُهُمَا.
46- (شعيب بن مُحَمَّد) [3]- 4- بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص بن وائل،
__________
[1] انظر عن (شراحيل بن آدة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 536، والتاريخ لابن معين 2/ 692، وطبقات خليفة 125، والعلل لأحمد 1/ 113، والتاريخ الكبير 4/ 255 رقم 1717، و 9/ 4 رقم 12، والتاريخ الصغير 97، وتاريخ الثقات للعجلي 489 رقم 1894 (في الكنى) ، والجامع للترمذي 2/ 368 رقم 7496 وتاريخ أبي زرعة 1/ 221 و 630، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 109، والجرح والتعديل 4/ 373، 374 رقم 1627، والثقات لابن حبّان 4/ 365، 366، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 46 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 220، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 296، 297، ومعجم البلدان 2/ 536 و 763 و 3/ 426، وتهذيب الكمال 12/ 408- 410 رقم 2712، وتحفة الأشراف 4/ 140- 143 (دون ترقيم) ، وسير أعلام النبلاء 4/ 357- 359 رقم 138، والعبر 1/ 123، والكاشف 2/ 6 رقم 2275، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 205، والوافي بالوفيات 16/ 126 رقم 141، والنكت الظراف 4/ 142، وتهذيب التهذيب 4/ 319 رقم 548، وتقريب التهذيب 1/ 348 رقم 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 164، وشذرات الذهب 1/ 123، ورجال مسلم 1/ 311 رقم 673.
وآدة: بالمدّ، وتخفيف الدال، كما في التقريب.
[2] في الطبقات 5/ 536.
[3] انظر عن (شعيب بن محمد) في:
طبقات ابن سعد 5/ 243، وطبقات خليفة 286، والتاريخ الكبير 4/ 218 رقم 2562، والجامع للترمذي 3/ 32 رقم 641، والجرح والتعديل 4/ 351، 352 رقم 1539، وتاريخ الطبري 3/ 419، والمعارف 41 و 42 و 56 و 287، والمراسيل 90 رقم 143، والثقات لابن حبّان 4/ 357، وجمهرة أنساب العرب 163، والسابق واللاحق 125، والتبيين في أنساب القرشيّين 416، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 246، 247 رقم 255، وتهذيب الكمال 12/ 534- 536 رقم 2756، والكاشف 2/ 12 رقم 2316، والوافي بالوفيات 16/ 160 رقم 184، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 326، 327، وجامع التحصيل 238 رقم(6/81)
أبو عمرو الْقُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ.
سَكَنَ الطَّائِفَ، وَحَدَّثَ عَنْ: جَدِّهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سفيان.
واختلف في سماعه مِنْ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ أُولُو الْمَعْرِفَةِ في سماعه مِنْ جَدِّهِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَمْرٌو، وَعُمَرَ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَأَمَّا أَبُوهُ مُحَمَّدٌ فَقَلَّ مَنْ ذَكَرَ لَهُ تَرْجَمَةً، بَلْ هُوَ كَالْمَجْهُولِ.
47- شَقِيقٌ أَبُو وائل [1] ع ابن سلمة الأسديّ شيخ إمام معمّر.
__________
[287،) ] وتهذيب التهذيب 4/ 356 رقم 597، وتقريب التهذيب 1/ 353 رقم 84، وخلاصة تذهيب التهذيب 167.
[1] انظر عن (شقيق أبي وائل) في:
طبقات ابن سعد 6/ 96 و 180، والمحبّر 305، والتاريخ لابن معين 2/ 258، ومعرفة الرجال له 2/ 201 رقم 669، والعلل لابن المديني 49، والمصنّف لابن أبي شيبة 13/ رقم 15740 و 15741 و 15769، و 15782، وطبقات خليفة 155، وتاريخ خليفة 288، والعلل لأحمد 1/ 235، والتاريخ الكبير 4/ 245، 246 رقم 2681، والتاريخ الصغير 119، وتاريخ الثقات للعجلي 221- 223 رقم 673، والمعارف 449، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 296، والمعرفة والتاريخ 1/ 216 و 219 و 224 و 227 و 228 و 234 و 447 و 453 و 462 و 495 و 531 و 2/ 112 و 274 و 466 و 467 و 537 و 544 و 545 و 547 و 548 و 549 و 560 و 565 و 574- 576 و 587 و 645 و 647 و 693 و 761 و 771 و 775 و 777 و 778 و 812 و 3/ 115 و 116 و 134 و 189 و 194 و 314، وتاريخ أبي زرعة 1/ 655 و 656 و 657 و 2/ 676، وتاريخ واسط 41 و 42 و 96 و 111 و 149 و 157 و 194 و 205 و 206 و 243 و 245 و 264 و 271، والزاهر للأنباري 2/ 56 و 325، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 645، والجرح والتعديل 4/ 371 رقم 1613، والمراسيل 88، 89 رقم 140، وتقدمة الجرح والتعديل 1/ 224، والثقات لابن حبّان 4/ 354، وجمهرة أنساب العرب 196، وعيون الأخبار 2/ 356، والزهد لابن المبارك 53 و 65 و 100 و 543، والملحق 7 رقم 28 و 19 رقم 80، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 210 و 218 و 227 و 228، وحلية الأولياء 4/ 101- 112 رقم 252، وتاريخ بغداد 9/ 268- 271 رقم 4834، والسابق واللاحق 226، والاستيعاب 2/ 172، 173 و 4/ 219، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 216، والكامل في التاريخ 4/ 127 و 477 و 497، وتاريخ الطبري 1/ 217، 218 و 3/ 496 و 497 و 525 و 539(6/82)
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ- وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ- وَحُذَيْفَةَ، وَعَائِشَةَ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَمُعَاذٍ، وَعَمَّارٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَائِفَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ [1] ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشُ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
أسلم فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مِنَ الْأَذْكِيَاءِ الْحُفَّاظِ، وَالأَوْلِيَاءِ الْعُبَّادِ.
قَالَ أَبُو الأَحْوَصِ، ثنا مُسْلِمٌ الأَعْوَرُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ بِالشَّامِ، فَمَرَّ [2] دَهْقَانُ [3] فَسَجَدَ لَهُ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَكَذَا نَفْعَلُ بِالْمُلُوكِ.
فَقَالَ: اسْجُدْ لِرَبِّكَ الَّذِي خَلَقَكَ [4] .
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : سَمِعَ أَبُو وَائِلٍ بِالشَّامِ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الحديث.
__________
[ () ] و 566 و 568 و 4/ 190 و 226، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 247 رقم 257، وأسد الغابة 3/ 3، ووفيات الأعيان 2/ 400 و 476، 477 وتهذيب الكمال 12/ 548- 554 رقم 2767، والكاشف 2/ 13 رقم 2325، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 207، وسير أعلام النبلاء 4/ 161- 166 رقم 59، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2731، وتذكرة الحفّاظ 1/ 60، والوافي بالوفيات 16/ 172، 173 رقم 205، وجامع التحصيل 239 رقم 290، والإصابة 2/ 167 رقم 3982، وتهذيب التهذيب 4/ 361- 363 رقم 609، وتقريب التهذيب 1/ 354 رقم 96، وغاية النهاية 1/ 328 رقم 1429، وخلاصة تذهيب التهذيب 167، والنجوم الزاهرة 1/ 201، وطبقات الحفّاظ 20، وطبقات الشعراني 1/ 45، ورجال البخاري 1/ 352 رقم 499، ورجال مسلم 1/ 305، 306 رقم 659، وصفة الصفوة 3/ 28 رقم 382.
[1] في الأصل «عيينة» .
[2] في الأصل «في» بدل «فمر» .
[3] الدهقان: بفتح الدال وكسرها، فارسيّ معرّب ده خان أي رئيس القرية ومقدّم أهل الزراعة من العجم. (معجم الألفاظ والتراكيب المولّدة في شفاء الغليل، 253) وانظر مادّة (دهق) في لسان العرب حيث توجد شروحات أخرى.
[4] الخبر في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 337 وفيه تتمّة.
[5] في الطبقات 6/ 102.(6/83)
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: أَدْرَكَتْ سَبْعَ سِنيِنَ مِنْ سِنِّي الْجَاهِلِيَّةُ [1] .
وَقَالَ أَبُو الْعَنْبَسِ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا غُلامٌ شَابٌّ [2] .
وَقَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِكَبْشٍ لِي فَقُلْتُ: صَدِّقْ هَذَا، قَالَ: لَيْسَ فِيهِ صَدَقَةٌ [3] .
فَقَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي أَبُو وَائِلٍ: وَقَعْتُ مِنْ جَمَلِي يَوْمَ الرِّدَّةِ، أَفَرَأَيْتَ لَوْ مِتُّ، أَلَيْسَ كَانَتِ النَّارُ، وَكُنَّا قَدْ هَرَبْنَا مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَوْمَ بُزَاخَةَ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمَئِذٍ ابْنَ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً [4] .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: مَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلا وَفِيهَا مَنْ يُدْفَعُ عَنْ أَهْلِهَا بِهِ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَبُو وَائِلٍ مِنْهُمْ [5] .
وَقَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ، وَهُمْ يَعُدُّونَ أَبَا وَائِلٍ مِنْ خِيَارِهِمْ [6] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: قُلْتُ لِأَبِي عُبَيْدَةَ: مَنْ أَعْلَمُ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ؟ قَالَ: أَبُو وَائِلٍ [7] .
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ: كَانَ عَبْدُ الله إذا رأى أبا وائل قال:
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 337، تهذيب الكمال 12/ 551.
[2] طبقات ابن سعد 6/ 96، تاريخ بغداد 9/ 269.
[3] طبقات ابن سعد 6/ 96، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 337، تهذيب الكمال 12/ 551.
[4] مصنّف ابن أبي شيبة 13 رقم 15740، والطبقات لابن سعد 6/ 96، والمعرفة والتاريخ 1/ 227، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 337، وتهذيب الكمال 12/ 551، 552، وتاريخ بغداد 9/ 269 وهو باختصار في تاريخ الثقات للعجليّ 222.
[5] تاريخ بغداد 9/ 270، حلية الأولياء 4/ 105، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 337.
[6] طبقات ابن سعد 6/ 99، وتاريخ بغداد 9/ 270، وتهذيب الكمال 12/ 552، وثقات العجليّ 222.
[7] تهذيب الكمال 12/ 552.(6/84)
الثَّابِتُ، وَإِذَا رَأَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ [1] قَالَ: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ 22: 34 [2] .
وقال مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَقِيقٍ أَنَّهُ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فِي شَهْرَيْنِ [3] وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ [4] ثنا سُفْيَانُ قَالَ: أمّهم أبو وائل، فرأى من صَوْتَهُ، قَالَ: كَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ، فَتَرَكَ الإِمَامَةَ.
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ إِذَا خَلا يَنْشِجُ، وَلَوْ جُعِلَ لَهُ الدُّنْيَا عَلَى أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ وَأَحَدٌ يَرَاهُ لَمْ يَفْعَلْ [5] وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ التّيميّ يقصّ في منازل أبي وائل، فكان أبو وَائِلٍ يَنْتَفِضُ انْتِفَاضَ الطَّائِرِ [6] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ لِأَبِي وَائِلٍ خُصٌّ يَكُونُ فِيهِ هُوَ وَفَرَسُهُ، فَإِذَا غَزَا نَقَضَهُ، وَإِذَا رَجَعَ بَنَاهُ [7] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ كَانَ عَطَاءُ أَبِي وَائِلٍ أَلْفَيْنِ فَإِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ أَمْسَكَ مَا يَكْفِي أَهْلَهُ سَنَةً، وَتَصَدَّقَ بِمَا سِوَاهُ [8] .
وَرَوَى جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ عِرْفَانَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: ابْنُكَ عَلَى السُّوقِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ جِئْتَنِي بِمَوْتِهِ كَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ، إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتِي مَنْ عَمِلَ عَمَلَهُمْ، فَقَالَ عَاصِمٌ: كَانَ ابْنُهُ على قضاء الكناسة [9] .
__________
[1] مهمل في الأصل، وقد سبقت ترجمته. في هذه الطبقة.
[2] سورة الحج، الآية 34.
والحديث في حلية الأولياء 4/ 102 من طريق أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أيوب، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم.
[3] غاية النهاية 1/ 328 وفيه: «حفظ القرآن في شهرين» .
[4] في الزهد 543 رقم 1555.
[5] تاريخ بغداد 9/ 270، حلية الأولياء 4/ 101.
[6] حلية الأولياء 4/ 101، طبقات ابن سعد 6/ 99.
[7] طبقات ابن سعد 6/ 101، تاريخ بغداد 9/ 270، حلية الأولياء 4/ 103، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338، تاريخ الثقات 222.
[8] حلية الأولياء 4/ 101.
[9] حلية الأولياء 4/ 103.(6/85)
وَقَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي شَقِيقٌ: أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ: دَانِقٌ: قِيرَاطٌ، أَيُّهُمَا أَكْبَرُ، الدَّانِقُ أَوِ الْقِيرَاطُ؟ [1] .
وَقَالَ عَاصِمٌ: مَا رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ مُلْتَفِتًا فِي صَلاةٍ وَلا غَيْرِهَا، وَلا سَمِعْتُهُ سَبَّ دَابَّةً، إِلا أَنَّهُ ذَكَرَ الْحَجَّاجَ يَوْمًا، فقال: اللَّهمّ أطعمه من ضريح لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ، ثُمَّ تَدَارَكَهَا فَقَالَ: إِنْ كَانَ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ. وَلا رَأَيْتُهُ قَائِلا لِأَحَدٍ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ، وَلا كَيْفَ أَمْسَيْتَ [2] .
وَقَالَ عَاصِمٌ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ: شَهِدْتَ صِفِّينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَبِئْسَتِ الصُّفُونَ كَانَتْ، فَقِيلَ لَهُ: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، عَلِيٌّ أَوْ عُثْمَانُ؟ قَالَ: عَلِيٌّ، ثُمَّ صَارَ عُثْمَانُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عَلِيٍّ [3] .
وَقَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي أَبُو وَائِلٍ: إِنَّ أُمَرَاءَنَا هَؤُلاءِ لَيْسَ عِنْدَهُمْ تَقْوَى أَهْلِ الإِسْلامِ، وَلا أَحْلَامُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ [4] .
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا عَامِرُ بْنُ شَقِيقٍ، سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: اسْتَعْمَلَنِي ابْنُ زِيَادٍ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، فَأَتَانِي رَجُلٌ بِصَكٍّ: أَعْطِ صَاحِبَ الْمَطْبَخِ ثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَكَانَكَ، فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ فَقُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى الْقَضَاءِ وَعَلَى بَيْتِ الْمَالِ، وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى مَا سَقَى الْفُرَاتُ، وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ عَلَى الصَّلاةِ وَالْجُنْدِ، وَرَزَقَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً، فَجَعَلَ نِصْفَهَا وَسَقَطَهَا لِعَمَّارٍ، لِأَنَّهُ عَلَى الصَّلاةِ، وَالْجُنْدِ، وَجَعَلَ لِعَبْدِ اللَّهِ رُبْعَهَا، وَلِعُثْمَانَ رُبْعَهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ما لا يُؤْكَلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً لَسَرِيعُ الْفَنَاءِ. فَقَالَ ابْنُ زِيَادٍ: ضَعِ الْمَفَاتِيحَ وَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ [5] .
وَقَالَ عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ الْحَجَّاجُ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ:
مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: مَا بَعَثَ إِلَيَّ الأَمِيرُ إِلا وَقَدْ عرف اسمي، قال: متى نزلت
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338، تاريخ بغداد 9/ 270، 271.
[2] طبقات ابن سعد 6/ 99، حلية الأولياء 4/ 102.
[3] تاريخ الثقات للعجلي 222.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338.(6/86)
هذا البلد؟ قلت: ليالي نزله أهله، إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ عَلَى السِّلْسِلَةِ، قُلْتُ: إِنَّ السِّلْسِلَةَ لا تَصْلُحُ إِلا بِرِجَالٍ يَعْمَلُونَ عَلَيْهَا، وَأَمَّا أَنَا فَرَجُلٌ ضَعِيفٌ أَخْرَقُ، أَخَافُ بِطَانَةَ السُّوءِ، فَإِنْ يَعْفِنِي الأَمِيرُ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَإِنْ يُقْحِمْنِي أَقْتَحِمْ، إِنِّي وَاللَّهِ لأَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فأذكر الأمير، فلا أنا حَتَّى أُصْبِحَ، وَلَسْتُ لَهُ عَلَى عَمَلٍ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ النَّاسَ هَابُوا أَمِيرًا قَطُّ هَيْبَتَهُمْ لَكَ، فَأَطْرَقَ سَاعَةً. ثُمَّ قَالَ: أَمَّا قَوْلُكَ: مَا رَأَيْتُ النَّاسَ هَابُوا أَمِيرًا قَطُّ هَيْبَتَكَ، فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلا أَحْرَى عَلَى ذَمٍّ مِنِّي، وَأَمَّا قَوْلُكَ: إِنْ يُعْفِنِي الْأَمِيرُ، فَإِنْ وَجَدْنَا غَيْرَكَ أَعْفَيْنَاكَ، ثُمَّ قَالَ: انْصَرِفْ، قَالَ: فَمَضَيْتُ فَغَفِلْتُ عَنِ الْبَابِ كَأَنِّي لا أُبْصِرُ، فَقَالَ: أَرْشِدُوا الشَّيْخَ [1] قَالَ خَلِيفَةُ [2] : مَاتَ أَبُو وَائِلٍ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّهُ مَاتَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
__________
[1] طبقات ابن سعد 6/ 97، 98، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338، 339.
[2] في الطبقات 155 والتاريخ 288.(6/87)
[حرف الصاد]
48- (صالح بن خوّات) [1]- ع- بن جبير الأنصاريّ المدنيّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَخَالِهِ عُمَرَ، وَسَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ [2] .
وَعَنْهُ: ابْنُهُ خَوَّاتٌ، وَالْقَاسِمُ، وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
49- صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ [3] السَّكُونِيُّ الْحِمْصِيُّ.
__________
[1] انظر عن (صالح بن خوّات) في:
طبقات ابن سعد 5/ 259، وطبقات خليفة 250، والتاريخ الكبير 4/ 276 رقم 2795، والجرح والتعديل 4/ 399 رقم 1746، والثقات لابن حبّان 4/ 372، 373، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 220، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 248، 249 رقم 261، وتهذيب الكمال 13/ 35، 36 رقم 2803، والكاشف 2/ 18 رقم 2353، والوافي بالوفيات 16/ 257 رقم 284، وغاية النهاية 1/ 332 رقم 1445، وتهذيب التهذيب 4/ 387 رقم 648، وتقريب التهذيب 1/ 359 رقم 12، وخلاصة تذهيب التهذيب 170، ومجمع الرجال لعناية الله القهبائي 3/ 204، ورجال البخاري 1/ 359 رقم 508، ورجال مسلم 1/ 315 رقم 685.
[2] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر الترجمة. وقد تحرّف في تهذيب الكمال 13/ 35 إلى «خثمة» بالخاء المعجمة.
[3] انظر عن (صالح بن شريح) في:
التاريخ الكبير 4/ 282 رقم 2820، وتاريخ أبي زرعة 1/ 603، والجرح والتعديل 4/ 405 رقم 1775، والثقات لابن حبّان 4/ 376، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 372.(6/88)
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَغُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ.
روى عنه: ابنه محمد، وعيسى بن أبي رزين، ومحمد بن زياد الألهاني، وعمرو بن حريث.
وذكر أبو الحسن والد تمام الرازي أَنَّهُ كَانَ كَاتِبًا لِأَبِي عُبَيْدَةَ [1] .
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَمْسَحُ عَلَى فَرَاهِيجَتَيْنِ. رَوَاهُ جُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ عِيسَى أَيْضًا، فَرَوَى عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ، أَحَدُ الأَثْبَاتِ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ مَرْوَانَ- وَقَدْ ضُعِّفَ-، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ قُرْطٍ الثُّمَالِيِّ بِحِمْصَ، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنْ دِمَشْقَ يُرِيدُ قِنَّسْرِينَ، فَلَمَّا تَغَدَّى قَالَ لَهُ ابْنُ قُرْطٍ: لَوْ نَزَعْتَ فَرَاهِيجَيْكَ وَتَوَضَّأْتَ، قَالَ: مَا نَزَعْتُهُمَا مُنْذُ خَرَجْتُ مِنْ دِمَشْقَ، وَلا أَنْزَعُهُمَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهَا. تَفَرَّدَ بِهِ جُنَادَةُ، عَنْ عِيسَى، عَنْ صَالِحٍ، وَلا تَقُومُ بِهَؤُلاءِ الْحُجَّةُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ كَاتِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ أَمِيرًا لِأَبِي عُبَيْدَةَ عَلَى حِمْصَ. سَمِعَ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَالنُّعْمَانَ بْنَ الرَّازِيَّةَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ [3] : بَقِيَ إِلَى وَسَطِ إِمْرَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
- (صُدَيُّ بْنُ عَجْلانَ) - ع- أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ.
يَأْتِي فِي الْكُنَى مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ.
50- (صَفْوَانُ بْنُ عبد الله بن صفوان) [4]- م ن ق- بن أميّة بن خلف
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 372.
[2] في التاريخ الكبير 4/ 282، 283.
[3] في تاريخه 1/ 603.
[4] انظر عن (صفوان بن عبد الله) في:
طبقات ابن سعد 5/ 474، والتاريخ الكبير 4/ 305 رقم 2924، وتاريخ الثقات للعجلي 228 رقم 699، والمعرفة والتاريخ 1/ 337 و 375، والجرح والتعديل 4/ 421 رقم 1850،(6/89)
الجمحيّ المكّيّ، زوج الدّرداء بنت أبي الدّرداء.
روى عَنْ: عَلِيٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَابْنِ عُمَرَ.
وعنه: الزهري، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير، وغيرهم.
وثقه أحمد العجلي [1] .
قال عبد الملك بن أبي سليمان، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ، فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَلَقِيتُهُ بِالسُّوقِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَمَتْنِهِ: «دُعَاءُ الرَّجُلِ مُسْتَجَابٌ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الغيب» [2] .
51- صفيّة بنت شيبة [3] ع ابن عثمان الحجبي، القرشيّة العبدريّة.
يُقَالَ إِنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووهّى ذلك الدارقطنيّ [4] .
__________
[ () ] وجمهرة أنساب العزب 160، والثقات لابن حبّان 4/ 380، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 608، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 224، والتبيين في أنساب القرشيّين 406، وتهذيب الكمال 13/ 197- 200 رقم 2885، والكاشف 2/ 27 رقم 2422، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 437، وتهذيب التهذيب 4/ 427، 428 رقم 737، وتقريب التهذيب 1/ 368 رقم 106، وخلاصة تذهيب التهذيب 174، ورجال مسلم 1/ 318 رقم 694.
[1] في تاريخ الثقات 228 رقم 699.
[2] رواه البخاري في الأدب المفرد، رقم 625، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 437 وقال رواه البيهقي من طريقين، وأبو يعلى، وابن أبي شيبة، والمزّي في تهذيب الكمال 13/ 199.
[3] انظر عن (صفية بنت شيبة) في:
طبقات ابن سعد 8/ 469، والمغازي للواقدي 835، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 54، وتاريخ الثقات للعجلي 520 رقم 2099، والثقات لابن حبّان 3/ 197، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 106 رقم 309، وتاريخ أبي زرعة 1/ 228 و 515 و 516 و 637، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 349 رقم 750، والاستيعاب 4/ 349، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1687، والكاشف 3/ 429 رقم 86، وأخبار مكة 1/ 169 و 223 و 326 و 327 و 2/ 14، وتهذيب التهذيب 12/ 320 رقم 2830، وتقريب التهذيب 2/ 603 رقم 4، والإصابة 4/ 348 رقم 653، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 189 و 235، وأسد الغابة 5/ 492، ورجال البخاري 2/ 854، 855 رقم 1441، ورجال مسلم 2/ 423 رقم 2241، والعلل لأحمد رقم 528.
[4] قال ابن حجر: مختلف في صحبتها وأبعد من قال: لا رؤية لها، فقد ثبت حديثها في صحيح البحاري تعليقا. (الإصابة 4/ 348) .(6/90)
روت عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابَيْ أَبِي دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيِّ، فَهُوَ مُرْسَلٌ.
وَرَوَتْ عَنْ: عَائِشَةَ، وَأُمِّ حَبِيبَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَغَيْرِهِنَّ.
رَوَى عَنْهَا: ابْنُهَا مَنْصُورُ بْنُ صَفِيَّةَ- وَهُوَ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَبِيُّ- وَسَبْطُهَا وَمُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْحَجَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، وَقَتَادَةُ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ السَّهْمِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْهَا ابن جريج بل أدركها.
وفي كِتَابِ ابْنِ مَاجَهْ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَبِهَا عِيدَانٌ فَكَسَرَهَا [1] .
52- (صفيّة بنت أبي عبيد) [2]- م د ن ق- بن مسعود الثقفيّ، أُخْتُ الْمُخْتَارُ الْكَذَّابُ، زَوْجَةُ ابْنِ عُمَرَ.
رَوَتْ عَنْ: عُمَرَ، وَحَفْصَةَ، وَعَائِشَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهَا: سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَنَافِعٌ، وَحُمَيْدٌ الأَعْرَجُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وغيرهم.
__________
[1] أخرج ابن ماجة في كتاب المناسك 2/ 982 رقم (2947) باب من استلم الركن (بمحجنه، من طريق محمد بن إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: لَمَّا اطْمَأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفتح، طاف على بعيره يستلم الركن بمحجن بيده، ثم دخل الكعبة فوجد فيها حمامة عيدان، فكسرها، ثم قام على باب الكعبة فرمى بها، وأنا انظر.
وذكر القاضي الفاسي في شفاء الغرام 2/ 189.
[2] انظر عن (صفية بنت أبي عبيد) في:
طبقات ابن سعد 8/ 472، وتاريخ الثقات للعجلي 520 رقم 2100، والمغازي للواقدي 271، وأنساب الأشراف 1/ 325 و 4 ق 1/ 602 و 5/ 107 و 213 و 215، والمعارف 401، والثقات لابن حبّان 4/ 386، والاستيعاب 4/ 350، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 609، وأسد الغابة 5/ 493، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1687، والكاشف 3/ 429 رقم 87، والوافي بالوفيات 16/ 327 رقم 359، والإصابة 4/ 351 رقم 668، وتهذيب التهذيب 12/ 430، 431 رقم 2831، وتقريب التهذيب 2/ 603 رقم 5، وأعلام النساء لكحّالة 2/ 347، ورجال مسلم 2/ 423 رقم 2242.(6/91)
[حرف الضاد]
53- (ضبّة بن محصن) [1]- م د ت- العنزي البصريّ.
عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي مُوسَى، وَأُمِّ سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ، وَمَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ ابن حبّان، في «الثقات» [2] .
__________
[1] انظر عن (ضبّة بن محصن) في:
طبقات ابن سعد 7/ 103، وطبقات خليفة 198، والتاريخ الكبير 4/ 342 رقم 3011، والجرح والتعديل 4/ 469 رقم 2061، والثقات لابن حبّان 4/ 390، والإكمال لابن ماكولا 5/ 214، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 230، والكامل في التاريخ 3/ 47، وتهذيب الكمال 13/ 255، 256 رقم 2913، والكاشف 2/ 31 رقم 2447، وتهذيب التهذيب 4/ 442، 443 رقم 768، وتقريب التهذيب 1/ 372 رقم 2، وخلاصة تذهيب التهذيب 178، ورجال مسلم 1/ 326 رقم 712.
[2] ج 4/ 390.(6/92)
[حرف الطاء]
54- طارق بن شهاب [1] ع ابن عبد شمس بن مسلمة الأحمسيّ البجليّ.
رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَزَا غَيْرَ مَرَّةٍ فِي خِلافَةِ الصِّدِّيقِ.
وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، وَرَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَبِلالٍ، وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الكبار.
__________
[1] انظر عن (طارق بن شهاب) في:
طبقات ابن سعد 6/ 66، وطبقات خليفة 117 و 138، والتاريخ لابن معين 2/ 275، والتاريخ الكبير 4/ 352، 353 رقم 314، وتاريخ الثقات للعجلي 233 رقم 715، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 144 رقم 709، والمعرفة والتاريخ 1/ 234 و 456 و 2/ 687 و 688 و 740، وأنساب الأشراف 1/ 161، وتاريخ أبي زرعة 1/ 546 و 567 و 640 و 645، وتاريخ الطبري 2/ 434 و 4/ 60 و 203 و 455، والجرح والتعديل 4/ 485 رقم 2128، والمراسيل 98، 99 رقم 153، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 35، والثقات لابن حبّان 3/ 201، وجمهرة أنساب العرب 389، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 319، ورجال الطوسي 46 رقم 1، والاستيعاب 2/ 237، والكامل في التاريخ 2/ 558، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 32 و 105 و 242 و 254 و 266 و 311 و 380 و 467 و 666، والكاشف 2/ 36 رقم 2475، والمعجم الكبير 8/ 384، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 234، وأسد الغابة 3/ 48، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 251 رقم 268، وسير أعلام النبلاء 3/ 486، والبداية والنهاية 9/ 51، وجامع التحصيل 243 رقم 350، والإصابة 2/ 220 رقم 4226، وتهذيب التهذيب 5/ 3، 4 رقم 5، وتقريب التهذيب 1/ 376 رقم 5، وتحفة الأشراف 4/ 207 208 رقم 248، والوافي بالوفيات 16/ 380 رقم 411، وخلاصة تذهيب التهذيب 178، ومجمع الرجال 3/ 227، والجامع لشمل القبائل 618، ومجمع الزوائد 9/ 407، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 274، ورجال البخاري 1/ 375، 376 رقم 534، ورجال مسلم 1/ 330، 331 رقم 722، وعلل أحمد، رقم 4237.(6/93)
رَوَى عَنْهُ: قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَمُخَارِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَزَوْتُ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ بِضْعًا وَأَرْبَعِينَ، أَوْ قَالَ: بِضْعًا وَثَلاثِينَ مِنْ بَيْنَ غَزْوَةٍ أَوْ سَرِيَّةٍ [1] .
تُوُفِّيَ طَارِقٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بن زهير، وعن ابْنِ مَعِينٍ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَهَذَا وَهْمٌ فَاحِشٌ.
55- (الطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيِّ بن كعب) [2] . - ت ق- يكنّى أبا بطن لِعِظَمِ بَطْنِهِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَابْنِ عُمَرَ، وكان صديقا لابن عمر.
وعنه: عبد الله بن محمد بن عقيل، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وغيرهما.
قال ابن سعد [3] : ثقة قليل الحديث.
__________
[1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 314، 315، والطيالسي في مسندة 2/ 146، والطبراني في المعجم الكبير (8204) من طريق: شعبة: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغزوت في خلافة أبي بكر في السرايا وغيرها» ، ورواه من طريق: محمد بن جعفر، عن شعبة، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شهاب (8205) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 407، 408.
[2] انظر عن (الطفيل بن أبيّ) في:
طبقات ابن سعد 5/ 76، 77، وطبقات خليفة 237، ومسند أحمد 5/ 136، والتاريخ الكبير 4/ 364 رقم 3159، وتاريخ الثقات 234 رقم 722، والجرح والتعديل 4/ 489، 490 رقم 2151، والثقات لابن حبّان 4/ 397، وأسد الغابة 3/ 52، والاستيعاب 2/ 235، وتهذيب الكمال 13/ 387- 389 رقم 2965، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2907، والكاشف 2/ 38 رقم 2490، والوافي بالوفيات 16/ 460 رقم 499، والإصابة 2/ 237 رقم 4303، وتهذيب التهذيب 5/ 14 رقم 24، وتقريب التهذيب 1/ 378 رقم 24، والمعجم الكبير 8/ 390، وخلاصة تذهيب التهذيب 179، والمعارف 561.
[3] في طبقاته 7/ 103 وليس فيه كلمة «ثقة» .(6/94)
[حرف العين]
56- (عابس بن ربيعة النخعي) [1]- ع- عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَائِشَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ إِبْرَاهِيمُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُمْ.
وكان مخضرما.
57- (عاصم بن حميد) [2]- د ن ق- السّكونيّ الحمصيّ.
__________
[1] انظر عن (عابس بن ربيعة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 122، وطبقات خليفة 148، والتاريخ لابن معين 2/ 282، وتاريخ الثقات 239 رقم 734، والمعرفة والتاريخ 3/ 99 و 187، والجرح والتعديل 7/ 35 رقم 191، والتاريخ الكبير 7/ 80 رقم 367، والثقات لابن حبّان 5/ 285، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 405، ورجال الطوسي 53 رقم 116، وأسد الغابة 3/ 73، وتهذيب الكمال 13/ 472، 473 رقم 3001، وسير أعلام النبلاء 4/ 179، 180 رقم 69، وتجريد أسماء الصحابة رقم 2961، والكاشف 2/ 44 رقم 2518، والوافي بالوفيات 16/ 552 رقم 584، وتهذيب التهذيب 5/ 37، 38 رقم 65، وتقريب التهذيب 1/ 383 رقم 1، والإصابة 2/ 243 رقم 4336، وخلاصة تذهيب التهذيب 304، ومجمع الرجال 3/ 235، ورجال البخاري 2/ 594 رقم 942، ورجال مسلم 2/ 125 رقم 1317، ومشتبه النسبة، ورقة 36 أ، رقم 942.
[2] انظر عن (عاصم بن حميد) في:
طبقات ابن سعد 7/ 443، والتاريخ الكبير 6/ 481 رقم 3049، والمعرفة والتاريخ 2/ 429، والجرح والتعديل 6/ 342 رقم 1891، والثقات لابن حبّان 5/ 235، وتاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 26- 30 رقم 4، وتهذيب الكمال 13/ 481، 482، رقم 3004، والكاشف 2/ 44 رقم 2521، والوافي بالوفيات 16/ 566 رقم 597، وتهذيب التهذيب 5/ 40، 41 رقم 69، وتقريب التهذيب 1/ 383 رقم 5، والإصابة 3/ 84 رقم 6278، وخلاصة تذهيب التهذيب 154.(6/95)
عَنْ: عُمَرَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَعَائِشَةَ.
وَعَنْهُ: أزهر الحرازيّ [1] ، وعمرو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وثّقه الدارقطنيّ [2] .
58- (عامر بن سعد) [3]- م د ت ن- البجليّ الكوفيّ.
يَرْوِي عَنْ: أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، وَجَرِيرِ الْبَجَلِيِّ، وأبي هريرة:
روى عنه: العيزار بن حريث، وإبراهيم بن عامر الجمحي، وأبو إسحاق السبيعي.
59- (عباد بن زياد) [4]- م د ن- أَخُو عُبَيدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِيهِ، أَبُو حرب.
__________
[1] في الأصل «الحراري» والتحرير من (اللباب 1/ 288) وهي بفتح الحاء والراء المخفّفة وفي آخرها الزاي نسبة إلى حراز بن عوف بن عديّ..
[2] سؤالات البرقاني للدارقطنيّ، رقم 341، تاريخ دمشق 30.
[3] انظر عن (عامر بن سعد) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 450 رقم 2957، والجرح والتعديل 6/ 321 رقم 1795، والثقات لابن حبّان 5/ 189، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 378، وتهذيب الكمال 14/ 23- 25 رقم 3039، والكاشف 2/ 49 رقم 2554، والوافي بالوفيات 16/ 586 رقم 626، وتهذيب التهذيب 5/ 64، 65 رقم 107، وتقريب التهذيب 1/ 387 رقم 43، وخلاصة تذهيب التهذيب 184، ورجال مسلم 2/ 83 رقم 1213.
[4] انظر عن (عباد بن زياد) في:
المخيّر لابن حبيب 58، وأنساب الأشراف 1/ 504 و 3/ 78 و 308 و 4 ق 1/ 49 و 356 و 369 و 370 و 372 و 374 و 376 و 377 و 614 و 4/ 62 و 74 و 76 و 80، والمعارف 347، 348، وتاريخ خليفة 19، والتاريخ الكبير 6/ 32 رقم 1593، وتاريخ الطبري 5/ 168 و 315 و 317- 319 و 321 و 328 و 472 و 6/ 499 و 7/ 239 و 8/ 100، والجرح والتعديل 6/ 80 رقم 409، والثقات لابن حبّان 7/ 158، وتاريخ واسط 56 و 74 و 123، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 334، وتاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) 56- 63 رقم 72، وتهذيب الكمال 14/ 119- 122 رقم 3078، وميزان الاعتدال 2/ 366 رقم 4115، والكاشف 2/ 54 رقم 2588، والكامل في التاريخ 3/ 415 و 522- 525 و 4/ 96، والعقد الفريد 1/ 132 و 5/ 8، والوافي بالوفيات 16/ 612 رقم 661، وتهذيب التهذيب 5/ 93، 94 رقم 155، وتقريب التهذيب 1/ 391 رقم 89، وخلاصة تذهيب التهذيب 186، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 221، 223، ومعجم بني أميّة 78 رقم 156، ووفيات الأعيان 6/ 344- 348 و 350 و 353، ورجال مسلم 2/ 24 رقم 1053.(6/96)
وَلِيَ إِمْرَةَ سِجِسْتَانَ لِمُعَاوِيَةَ بَعْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، وَكَانَ يَوْمَ مَرْجٍ رَاهِطٍ مَعَ مَرْوَانَ.
وَلَهُ حَدِيثٌ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ [1] يَرْوِيهِ مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ عَبَّادٍ، عَنْ عُرْوَةَ، وَحَمْزَةَ ابْنَيِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِمَا، لَكِنْ أَخْطَأَ مَالِكٌ فِيهِ، إِذْ نَسَبَ عَبَّادًا أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ [2] ، وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَلَى الصَّوَابِ.
وَسَيُعَادُ، فَإِنَّهُ مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ.
60- (عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ) [3] كَانَ عَظِيمَ الْقَدْرِ عِنْدَ والده،
__________
[1] رواه الإمام مسلم في كتاب الصلاة (105/ 274) باب تقديم الجماعة من يصلّي بهم إذا تأخّر الإمام ولم يخافوا مفسدة بالتقديم، من طريق: ابن شهاب، عن حديث عبّاد بن زيد أنّ عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره، أن المغيرة بن شعبة أخبره، أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبوك.
قال المغيرة: فتبرّز رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الغائط. فحملت معه إداوة قبل صلاة الفجر. فلما رجع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أخذت أهريق على يديه من الإداوة، وغسل يديه ثلاث مرّات، ثم غسل وجهه. ثم ذهب يخرج جبّته عن ذراعيه فضاق كمّا جبّته. فأدخل يديه في الجبّة حتى أخرج ذراعيه من أسفل الجبّة، وغسل ذراعيه إلى المرفقين، ثم توضّأ على خفّيه، ثم أقبل.
قال المغيرة: فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدّموا عبد الرحمن بن عوف فصلى لهم. فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلّم إحدى الركعتين. فصلّى مع الناس الركعة الآخرة. فلما سلّم عبد الرحمن بن عوف قام رسول الله صلى الله عليه وسلّم يتمّ صلاته. فأفزع ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح. فلما قضى النبيّ صلى الله عليه وسلّم صلاته أقبل عليهم ثم قال: «أحسنتم» ، أو قال: «قد أصبتم» ، يغبطهم أن صلّوا الصلاة لوقتها.
[2] تاريخ دمشق 57.
[3] انظر عن (عبّاد بن عبد الله) في:
جمهرة نسب قريش 70، وطبقات خليفة 256، والتاريخ الكبير 6/ 32 رقم 1592، وتاريخ الثقات للعجلي 247 رقم 764، والمعرفة والتاريخ 1/ 215 و 365، والجرح والتعديل 6/ 82 رقم 419، والثقات لابن حبّان 5/ 140، وسؤالات البرقاني، رقم 537، والمعارف 225، 226، وأنساب الأشراف 1/ 224 و 507 و 4 ق 1/ 314 و 4/ 26 و 5/ 202 و 379، وتاريخ اليعقوبي 2/ 260، وتاريخ الطبري 1/ 159 و 2/ 257 و 310 و 325 و 463 و 468 و 577 و 3/ 3/ 151 و 199 و 212 و 4/ 369 و 519 و 6/ 174، ومقاتل الطالبيين 12، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 332، والكامل في التاريخ 4/ 203، والتبيين في أنساب القرشيين 227، وتهذيب الكمال 14/ 136- 138 رقم 3086، وسير أعلام النبلاء 4/ 217 رقم 87، والكاشف 2/ 55 رقم 2594، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 500، والوافي(6/97)
اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْقَضَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَكَانَ صَادِقَ اللَّهْجَةِ. كَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ أَبَاهُ يَعْهَدُ إِلَيْهِ بِالْخِلافَةِ.
رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِيهِ، وَجَدَّتِهِ أَسْمَاءَ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى، وَابْنُ عَمِّهِ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْزَةَ، وَابْنُ عَمِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَآخَرُونَ.
61- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى [1] عَلْقَمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ الخزاعيّ، ثمّ الأسلميّ، أبو إبراهيم،
__________
[ () ] بالوفيات 16/ 612 رقم 622، وتهذيب التهذيب 5/ 98 رقم 164، وتقريب التهذيب 1/ 392 رقم 98، وخلاصة تذهيب التهذيب 186، ورجال البخاري 2/ 500 رقم 769، ورجال مسلم 2/ 24 رقم 1054.
[1] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى) فِي:
طبقات ابن سعد 4/ 301، 302 و 6/ 21، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15726، والتاريخ لابن معين 2/ 297، وتاريخ خليفة 292، وطبقات خليفة 110 و 137، والعلل لابن المديني 61، ومسند أحمد 4/ 352- 380، والعلل له 1/ 161 و 181 و 220 و 393، والمحبّر لابن حبيب 298، والمغازي للواقدي 487، والتاريخ الكبير 5/ 24 رقم 40، والتاريخ الصغير 91، وتاريخ الثقات للعجلي 250 رقم 779، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 39، والمعرفة والتاريخ 1/ 265 و 2/ 159 و 224 و 225 و 3/ 141 و 146 و 223، وتاريخ أبي زرعة 1/ 241 و 638، وتاريخ واسط 48، 49، وأنساب الأشراف 1/ 248، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 59، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 35، والزاهر للأنباري 1/ 138، والبرصان والعرجان 362، والجرح والتعديل 5/ 120 رقم 552، وتاريخ الطبري 2/ 621 و 3/ 411 و 4/ 352، وسيرة ابن هشام 1/ 275، والثقات لابن حبّان 3/ 222، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 320، وجمهرة أنساب العرب 242، والمعارف 341 و 588، والأخبار الطوال 206 و 328، والاستيعاب 2/ 264، 265، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 24 ب، وطبقات الفقهاء للشيرازي 86، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 242، والكامل في التاريخ 1/ 21 و 3/ 138 و 144 و 160 و 236 و 328 و 440 و 4/ 456 و 525، وأسد الغابة 3/ 121، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 261 رقم 287، وعيون الأخبار 1/ 123، وتهذيب الكمال 14/ 317- 319 رقم 3171، وتحفة الأشراف 4/ 276- 292 رقم 273، وسير أعلام النبلاء 3/ 428- 430 رقم 76، والعبر 1/ 192، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2159، والكاشف 2/ 65 رقم 2664، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 70، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 393، والوافي بالوفيات 17/ 78، 79 رقم 66، ونكت الهميان 182، والبداية والنهاية 9/ 75، ومرآة الجنان 1/ 177، ووفيات الأعيان 2/ 400 و 5/ 406، والوفيات لابن قنفذ 84 رقم 86، والإصابة 2/ 279، 280 رقم 4555،(6/98)
وَيُقَالُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيُقَالُ أبو محمد صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأحد مَنْ بَايَعَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ.
قَالَ أَبُو يَعْفُورٍ، عَنْهُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غزوات نَأْكُلُ الْجَرَادَ [1] .
وَبَلَغَنَا أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بِكِتَابٍ مِنْ عُمَرَ وَهُوَ مُحَاصِرٌ دِمَشْقَ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ السَّكْسَكِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَالأَعْمَشُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَآخَرُونَ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَخَلِيفَةُ [2] ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ البخاريّ [3] : سنة سبع أو ثمان وَثَمَانِينَ.
قُلْتُ: وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالْكُوفَةِ.
وَمِمَّنْ مَاتَ فِي عَشْرِ الْمِائَةِ بِيَقِينٍ أَوْ تَجَاوَزَ الْمِائَةَ:
62- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بسر [4] ع ابن أبي بسر، أبو صفوان المازنيّ، نزيل حمص.
__________
[ () ] وتهذيب التهذيب 5/ 15، 152 رقم 260، وتقريب التهذيب 1/ 402 رقم 193، والنكت الظراف 4/ 277- 291، وخلاصة تذهيب التهذيب 162، وشذرات الذهب 1/ 96، والزهد لابن المبارك (الملحق) رقم 426، ورجال البخاري 1/ 393 رقم 555.
[1] أخرجه البخاري في الصيد، باب أكل الجراد، ومسلم في الصيد، (1952) باب إباحة الجراد، والترمذي (1822) و (1823) ، وأبو داود (3812) والنسائي 7/ 210، وابن سعد في الطبقات 4/ 301، ورجال مسلم 1/ 343 رقم 735.
[2] في الطبقات 110 و 137.
[3] في التاريخ الكبير 5/ 24.
[4] انظر عن (عبد الله بن بسر) في:
طبقات ابن سعد 7/ 413، والتاريخ لابن معين 2/ 298، وطبقات خليفة 52 و 301، ومسند(6/99)
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصُبِيُّ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَحَسَّانُ بْنُ نُوحٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَغَزَا قُبْرُسَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ أَخُو عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ، وَالصَّمَّاءِ بِنْتِ بُسْرٍ، وَلَهُمْ وَلِأَبِيهِمْ صُحْبَةٌ [1] .
قَالَ حَرِيزٌ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ لَهُ جُمَّةٌ، لَمْ أَرَ عَلَيْهِ قَمِيصًا وَلا عِمَامَةً [2] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ البغويّ: ثنا زياد بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مَيْسَرَةُ، ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ وَثِيَابُهُ مُشَمَّرَةٌ، وَرِدَاؤُهُ فَوْقَ الْقَمِيصِ، وَشَعْرُهُ مَفْرُوقٌ يغطّي أذنيه، وَشَارِبَهُ مَقْصُوصٌ مَعَ الشَّفَةِ، وَكُنَّا نَقِفُ عَلَيْهِ ونتعجّب له [3] .
__________
[ () ] أحمد 4/ 187، والتاريخ الكبير 5/ 14 رقم 25، والتاريخ الصغير 93، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 65، والمعرفة والتاريخ 1/ 258 و 2/ 330 و 343 و 351 و 353 و 425، وتاريخ أبي زرعة 1/ 70 و 109 و 154 و 209 و 213- 216 و 238 و 240- 242 و 323 و 351 و 352 و 621 و 2/ 693، وتاريخ الطبري 2/ 236 و 3/ 181، والجرح والتعديل 5/ 11 رقم 54، والمعارف 341، وأنساب الأشراف 1/ 248، وفتوح البلدان 182، والاستيعاب 2/ 267، والأسامي والكنى للحاكم 285 أ، والثقات لابن حبّان 3/ 232، 233، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 375، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 243، وتاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) 428- 454 رقم 194، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 65، وأسد الغابة 3/ 125، والكامل في التاريخ 4/ 534، وتهذيب الكمال 14/ 333- 335 رقم 3180، والعبر 1/ 103 و 113 و 224 و 241، والكاشف 2/ 66 رقم 2672، وسير أعلام النبلاء 3/ 430- 433 رقم 77، ومرآة الجنان 1/ 178، والبداية والنهاية 9/ 75، والوافي بالوفيات 17/ 84، 85 رقم 71، ومجمع الزوائد 9/ 404، والإصابة 2/ 281، 282 رقم 4564، وتهذيب التهذيب 5/ 158، 159 رقم 271، وتقريب التهذيب 1/ 404 رقم 204، وخلاصة تذهيب التهذيب 162، وشذرات الذهب 1/ 98 و 111، والجامع لشمل القبائل 724، ورجال البخاري 1/ 394 رقم 556، ورجال مسلم 1/ 343، 344 رقم 737، والعلل لأحمد، رقم 288 و 1244.
[1] تاريخ أبي زرعة 1/ 216.
[2] تاريخ دمشق 440.
[3] تاريخ دمشق 440، وهو باختصار في طبقات ابن سعد 7/ 413 وفيه تحرّف «حريز» إلى(6/100)
وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو: رَأَيْتُ فِي جَبْهَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَثَرَ السُّجُودِ [1] .
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي «تَارِيخِهِ» : ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، أَبُو حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ [2] الْأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لَهُ: «يَعِيشُ هَذَا الْغُلامُ قَرْنًا» . فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةً [3] . وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَنْمَاطِيُّ، ثنا حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا حَيْوَةُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَلَفْظُهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ:
«يَعِيشُ هَذَا الْغُلامُ قَرْنًا» فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةً. وَكَانَ فِي وَجْهِهِ ثُؤْلُولٌ، فَقَالَ: «لا يَمُوتُ هَذَا الْغُلامُ حَتَّى يَذْهَبُ هَذَا الثُّؤْلُولُ» فَلَمْ يَمُتْ حَتَّى ذَهَبَ [4] . وَقَالَ عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: أَرَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ شَامَةً فِي قَرْنِهِ، فَوَضَعْتُ إِصْبَعِي عَلَيْهَا، فَقَالَ: وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِصْبَعَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: «لَتَبْلُغَنَّ قَرْنًا» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [5] . وَقَالَ جُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحِمْصِيُّ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَنَا حَيْسًا [6] وَدَعَا لَنَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَأَنَا غُلامٌ، فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ قَالَ: «يَعِيشُ هَذَا الْغُلَامُ قَرْنًا» . قَالَ:
فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةً [7] . رَوَى نَحْوَهُ سَلَمَةُ بْنُ جَوَّاسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ فِي قَرْيَتِهِ، وَزَادَ فِيهِ: فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله، كم
__________
[ () ] «جرير» .
[1] تاريخ دمشق 440، طبقات ابن سعد 7/ 413.
[2] في طبعة القدسي 3/ 261 «دينار» بدل «زياد» وهو وهم.
[3] تاريخ دمشق 446.
[4] الخبر في تاريخ دمشق 446.
[5] ج 4/ 188.
[6] الحيس: طعام يتّخذ من الأقط، وهو اللبن والتمر والسمن. (لسان العرب) .
[7] تاريخ دمشق 447.(6/101)
الْقَرْنُ؟ قَالَ: «مِائَةُ سَنَةٍ» [1] . وَرَوَى صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ: سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ:
كَيْفَ حَالُنَا مِنْ حَالِ مَنْ قَبْلَنَا؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، لَوْ نُشِرُوا مِنَ الْقُبُورِ مَا عَرَفُوكُمْ إِلا أَنْ يَجِدُوكُمْ قِيَامًا تُصَلُّونَ [2] .
وَقَالَ يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ هَاشِمٍ الطَّائِيَّةُ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَتَوَضَّأُ فَخَرَجَتْ نَفْسُهُ [3] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالشَّامِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ [4] ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً [5] ، وَرَّخَهُ فِيهَا جَمَاعَةٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ [6] : تُوُفِّيَ قَبْلَ سَنَةِ مِائَةٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الملك [7] .
__________
[1] تاريخ دمشق 447.
[2] تاريخ دمشق 449.
[3] تاريخ دمشق 449، 450.
[4] قال اليافعي في حوادث سنة 88 هـ.: «وفيها توفي عبد الله بن بسر المازني، وهو آخر من مات من الصحابة بحمص. قلت: هكذا ينبغي أن يقال. وأما قول الذهبي أنه آخر من مات من الصحابة مقتصرا على هذا فغير صحيح، وكلامه بعد هذا ينقضه: توفي سهل بن سعد الساعدي في سنة إحدى وتسعين. وأنس بن مالك في سنة ثلاث وتسعين على القول الراجح الّذي قطع به هو في مختصره. وذكر أيضا أن عبد الله بن بسر المذكور أرّخه عبد الصمد بن سعيد في سنة تسع وتسعين.
قلت: وهذا يمكن أن يقال على هذا القول إنه آخر الصحابة موتا، لكن ينبغي النظر في شيء آخر وهو أن الصحابيّ من هو؟ فعلى أحد الأقوال أنه مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما، وكذا في حكم الإسلام متى يصح من الإنسان، فإن محمود بن الربيع عقل في مجّة مجّها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بئر في دارهم وهو ابن أربع سنين، وموته كان في سنة تسع وتسعين. وأبو الطفيل الكناني نقل العلماء أنه آخِرُ مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم في الدنيا، يعنون آخرهم موتا، وموته في سنة مائة، لكن لا أدري هل رآه مسلما أم لم يسلم بعد، فليبحث عن ذلك. وقد علم أيضا أن الصغير يحكم بإسلامه تبعا كما هو معروف في كتب الفقه. (مرآة الجنان 1/ 178، 179) .
[5] طبقات ابن سعد 7/ 413، تاريخ دمشق 451.
[6] في تاريخه 2/ 693.
[7] تاريخ أبي زرعة 1/ 242 و 693.(6/102)
63- (عبد الله بن ثعلبة) [1]- خ د ن- بن صعير العذريّ [2] أبو محمد المدنيّ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ.
أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ، وَوَعَى ذَلِكَ [3] .
وَقِيلَ: بَلْ وُلِدَ عَامَ الْفَتْحِ، وَشَهِدَ الْجَابِيَةَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَابِرٍ، وَأَبِيهِ ثَعْلَبَةَ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَأَخُو الزُّهْرِيُّ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ.
وَكَانَ شَاعِرًا نَسَّابَةً.
قَالَ مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: إِنَّهُ كَانَ يُجَالِسُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ، وَكَانَ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْأَنْسَابَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ من الفقه، فقال: إن كنت
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن ثعلبة) في:
طبقات خليفة 23 و 238، وتاريخ خليفة 302، ومسند أحمد 5/ 431، والعلل له 1/ 78، والتاريخ الصغير 108، والتاريخ الكبير 5/ 35- 37 رقم 64، والمعرفة والتاريخ 1/ 253 و 358 و 359 و 472، وتاريخ أبي زرعة 1/ 416 و 417 و 564، وأنساب الأشراف 1/ 129، وفيه (صعتر) ، و 4/ ق 1/ 547 و 5/ 57، والجرح والتعديل 5/ 19، 20 رقم 88، والمراسيل 103 رقم 161، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 90، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 133، 134، والثقات لابن حبّان 3/ 246، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 213، والمستدرك 3/ 279، وجمهرة أنساب العرب 450، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني الأزدي 80، والاستيعاب 2/ 271، 272، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 245، وتاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) 471- 483 رقم 205، وأسد الغابة 3/ 128، والكامل في التاريخ 4/ 541، وتهذيب الكمال 14/ 353- 355 رقم 3193، وتحفة الأشراف 4/ 297، 298 رقم 275، وسير أعلام النبلاء 3/ 503 رقم 115، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3182، والعبر 1/ 104، والكاشف 2/ 68 رقم 2684، والعقد الفريد 3/ 172 و 220، والوافي بالوفيات 17/ 99 رقم 80، وتهذيب التهذيب 5/ 165، 166 رقم 284، وتقريب التهذيب 1/ 405 رقم 219، والنكت الظراف 4/ 297، والإصابة 2/ 285 رقم 4576، وجامع التحصيل 252 رقم 340، والبداية والنهاية 9/ 77، ومرآة الجنان 1/ 179، وخلاصة تذهيب التهذيب 163، وشذرات الذهب 1/ 98، والجامع لشمل القبائل 725، ورجال البخاري 1/ 395، 396 رقم 559.
[2] في الأصل «الغدري» .
[3] التاريخ الكبير 5/ 36، تاريخ دمشق 471.(6/103)
تُرِيدُ هَذَا فَعَلَيْكَ بِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ [1] .
قَالَ خَلِيفَةُ [2] ، وَطَائِفَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ.
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ.
64- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بن جزء) [3]- د ت ق- أبو الحارث الزّبيديّ.
شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ وَسَكَنَهَا، وَهُوَ آخِرُ الصَّحَابَةِ بِهَا مَوْتًا.
لَهُ أَحَادِيثُ.
رَوَى عَنْهُ الأَئِمَّةُ: عُبَيدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَعَمْرُو بْنُ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَآخَرُونَ.
تُوُفِّيَ بِقَرْيَةِ سَفْطِ الْقُدُورِ [4] مِنْ أَسْفَلِ مِصْرَ، سَنَةَ ستّ وثمانين [5] ، وقد عمي.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 36، تاريخ دمشق 476.
[2] في تاريخه 302.
[3] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 497، وطبقات خليفة 74 و 292، ومسند أحمد 4/ 190، والتاريخ الكبير 5/ 23، 24 رقم 39، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 140، والمعرفة والتاريخ 1/ 268 و 2/ 496- 499 و 3/ 147 و 271 و 373، وتاريخ أبي زرعة 1/ 635، والجرح والتعديل 5/ 30 رقم 135، والثقات لابن حبّان 3/ 239، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 397، والإكمال لابن ماكولا 4/ 221، ومعجم البلدان 3/ 432 و 4/ 347، والكامل في التاريخ 4/ 167 و 168 و 194 و 516، وأسد الغابة 3/ 137، وتهذيب الكمال 14/ 392، 393 رقم 3213، وتحفة الأشراف 4/ 306، 307 رقم 279، وتجريد أسماء الصحابة 1/ رقم 3204، ودول الإسلام 1/ 60، والكاشف 2/ 70 رقم 2704، والعبر 1/ 101، وسير أعلام النبلاء 3/ 387، 388 رقم 58، وحلية الأولياء 2/ 6، 7 رقم 92، والمستدرك على الصحيحين 3/ 633، والاستيعاب 2/ 280، 281، والوافي بالوفيات 17/ 116 رقم 101، ومرآة الجنان 1/ 177، وتهذيب التهذيب 5/ 178، 179 رقم 307، والإصابة 2/ 291 رقم 4598، وتقريب التهذيب 1/ 407 رقم 240، وحسن المحاضرة 1/ 212 رقم 149، وخلاصة تذهيب التهذيب 164، وشذرات الذهب 1/ 97، والجامع لشمل القبائل 727، والزهد لابن المبارك 47 و 218.
[4] بفتح أوله وسكون ثانيه. وهي قرية بأسفل مصر. (معجم البلدان 3/ 224) وقد أثبتها محقق تهذيب الكمال 14/ 393 «سقط» بالقاف.
وقد قال ياقوت: ورأيت في تاريخ مصر مضبوطا سقط القدور، بالقاف، وهو تصحيف.
[5] المستدرك 3/ 633.(6/104)
وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ، أَوْ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ.
وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.
وَهُوَ ابْنُ أَخِي مَحْمِيَّةَ [1] بْنِ جَزْءٍ.
65- عَبْدُ اللَّهِ بن الحارث بن نوفل [2] ع ابْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ النّوفليّ المدنيّ،
__________
[1] مهمل في الأصل.
[2] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ) في:
طبقات ابن سعد 5/ 24 و 7/ 100، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 125 و 136 و 316، والمحبّر لابن حبيب 104 و 257، ونسب قريش 30 و 31 و 86، والتاريخ لابن معين 2/ 300، وتاريخ خليفة 258، 259، وطبقات خليفة 191 و 202 و 231 و 239، والعلل لابن المديني 70، والعلل لأحمد 1/ 50 و 79 و 80 و 189 و 190 و 335 و 349، والتاريخ الكبير 5/ 63، 64 رقم 155، وتاريخ الثقات للعجلي 253 رقم 790، والجامع للترمذي 5/ 534 رقم 1514، والمعرفة والتاريخ 1/ 295 و 362 و 436 و 497 و 499 و 579 و 3/ 253، وتاريخ أبي زرعة 1/ 629، وتاريخ اليعقوبي 2/ 188، وأنساب الأشراف 1/ 440 و 577 و 3/ 102 و 296 و 297 و 298 و 4 ق 1/ 401 و 405 و 407 و 417 و 418 و 423 و 424 و 426 و 427 و 4/ 85 و 100 و 102 و 104 و 107 و 115 و 119 و 120 و 121 و 123 و 5/ 77 و 78، و 90 و 201 و 277 و 278، وفتوح البلدان 62، والسير والمغازي لابن إسحاق 145، والأخبار الطوال 283، وعيون الأخبار 2/ 65 و 4/ 69، والمعارف 127 و 376 و 456 و 460 و 596، والزاهر للأنباري 1/ 614 و 2/ 294، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 113- 116 و 296، وتاريخ الطبري 1/ 447 و 2/ 319 و 3/ 214 و 4/ 57 و 5/ 172 و 232 و 359 و 381 و 512- 514 و 517 و 529 و 567 و 615، والمنتخب من ذيل المذيّل 628، 629 (وفيه: عبد الله بن نوفل بن الحارث) وهو وهم، والجرح والتعديل 5/ 30، 31 رقم 136، والمراسيل 111، والثقات لابن حبّان 5/ 9، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 480، ومقاتل الطالبيّين 126، وجمهرة أنساب العرب 20 و 70، ورجال الطوسي 51 رقم 74، وتاريخ بغداد 1/ 211، 212 رقم 50، والاستيعاب 2/ 281، 282، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 248، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 349- 351، والتبيين في أنساب القرشيين 80، وأسد الغابة 3/ 137، والكامل في التاريخ 3/ 420 و 460 و 481، وتهذيب الكمال 14/ 396- 400 رقم 3216، وتحفة الأشراف 4/ 308 رقم 280، وسير أعلام النبلاء 1/ 200، 201 رقم 29 و 3/ 529- 531 رقم 135، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3213، والعبر 1/ 98 و 121، والكاشف 2/ 70 رقم 2702، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 339 و 374 و 442، ومرآة الجنان 1/ 175، والوافي بالوفيات 17/ 114، 115 رقم 99، وجامع التحصيل 253 رقم 344، والعقد الثمين 5/ 128، والإصابة 3/ 58(6/105)
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. [وَلَقَبُهُ] [1] بَبَّهْ.
فَذَكَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ أَنَّ أُمَّهُ، وَهِيَ هِنْدٌ أُخْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ كَانَتْ تُنَقِّزُهُ وَتَقُولُ:
يَا ببه يَا ببه: ... لَأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ
جَارِيَةً خِدَبَّهْ [2] ... تَسُودُ أَهْلَ الْكَعْبَهْ
[3] اصْطَلَحَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ عَلَى تَأْمِيرِهِ عَلَيْهِمْ عِنْدَ هُرُوبِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ إِلَى الشَّامِ، وَكَتَبُوا إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ بِالْبَيْعَةِ لَهُ، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَيْهِمْ [4] روى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَالْعَبَّاسِ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَأُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَأَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَهِدَ الْجَابِيَةَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ الملك بن عمير، ويزيد بن أبي زياد، وَهُوَ مَوْلاهُ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَآخَرُونَ.
وَذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : أَنَّهَ ثِقَةٌ تَابِعِيٌّ، أُتِيَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَفَلَ فِي فِيهِ وَدَعَا لَهُ.
قَالَ [6] : وَخَرَجَ هَارِبًا مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى عُمَانَ مِنَ الْحَجَّاجِ عِنْدَ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ فَمَاتَ بِعُمَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: توفّي سنة ثلاث.
__________
[ () ] رقم 6169، وتهذيب التهذيب 5/ 180، 181 رقم 310، وتقريب التهذيب 1/ 408 رقم 243، والنكت الظراف 4/ 308، وخلاصة تذهيب التهذيب 164، وشذرات الذهب 1/ 94، ورجال البخاري 1/ 399، 400 رقم 565، ورجال مسلم 1/ 354 رقم 763.
[1] ما بين الحاصرتين زيادة من سير أعلام النبلاء للتوضيح، وكتاب المتوارين للأزدي 47، والمؤتلف والمختلف له 16.
[2] الخدبّة: السمينة العظيمة. (ذخائر العقبي للمحب الطبري 244) .
[3] في تهذيب الكمال 14/ 399 بألفاظ مختلفة، وكذلك في ذخائر العقبي 244.
[4] طبقات ابن سعد 5/ 25، 26.
[5] في الطبقات 5/ 24، وكتاب المتوارين لعبد الغني بن سعيد الأزدي- ص 48.
[6] الطبقات 5/ 25، 26.(6/106)
66- (عبد الله بن الحارث الزّبيديّ) [1]- م 4- الكوفيّ المكتّب.
رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَجُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَطَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ.
وعنه: حميد الأعرج الكوفي لا الْمَدَنِيُّ، وَأَبُو سُفْيَانَ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ.
قال ابن معين [2] : ثبت.
67- (عبد الله بن خليفة الهمداني الكوفي) [3]- ق- روى عَنْ: عُمَرَ، وَجَابِرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَابْنُهُ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ.
وَلَهُ رِوَايَةٌ فِي «تَفْسِيرِ» ابْنِ مَاجَهْ.
68- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْخَلِيلِ) [4]- 4- وَيُقَالُ ابْنُ أَبِي الْخَلِيلِ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن الحارث الزبيدي) في:
التاريخ لابن معين 2/ 300، ومعرفة الرجال له 1/ 83 رقم 267 و 1/ 124، 125 رقم 619، و 1/ 135 رقم 704، والتاريخ الكبير 5/ 64 رقم 156، وتاريخ أبي زرعة 1/ 466، والجرح والتعديل 5/ 31 رقم 137، والثقات لابن حبّان 5/ 24، وسؤالات البرقاني، رقم 97، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 271، وتهذيب الكمال 14/ 402- 404 رقم 3219، والكاشف 2/ 71 رقم 2705، وميزان الاعتدال 2/ 405 رقم 4257، والوافي بالوفيات 17/ 117 رقم 102، وتهذيب التهذيب 5/ 182، 183 رقم 313، وتقريب التهذيب 1/ 408 رقم 246، وخلاصة تذهيب التهذيب 194.
[2] في التاريخ 2/ 300.
[3] انظر عن (عبد الله بن خليفة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 121، والتاريخ لابن معين 2/ 303، والتاريخ الكبير 5/ 80 رقم 218، والجرح والتعديل 5/ 45 رقم 212، والثقات لابن حبان 5/ 28، وتهذيب الكمال 14/ 456 رقم 3245، وميزان الاعتدال 2/ 414 رقم 4290، وتهذيب التهذيب 5/ 198 رقم 342، وتقريب التهذيب 1/ 412 رقم 276، وخلاصة تذهيب التهذيب 196.
[4] انظر عن (عبد الله بن الخليل) في:
طبقات ابن سعد 6/ 230، والتاريخ لابن معين 2/ 303، والتاريخ الكبير 5/ 79، 80 رقم 215 و 216، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 244، 245 رقم 798، والجرح والتعديل 5/ 45 رقم 209 و 210، والثقات لابن حبّان 5/ 13 و 29، والكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1493، وتهذيب الكمال 14/ 457، 458 رقم 3247، والكاشف 2/ 74 رقم 2731، وميزان الاعتدال 2/ 414 رقم 4292، والمغني في الضعفاء 1/ 336 رقم 3153، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 93- 95، وجامع التحصيل 255 رقم 353، وتهذيب التهذيب 5/ 199 (دون(6/107)
عَنْ: عَلِيٍّ، وَعُمَرَ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَالأَعْمَشُ.
69- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُبَيِّعَةَ [1] بْنِ فرقد) [2]- د ن- السّلميّ.
يُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ فَحَدِيثُهُ مُرْسَلٌ.
وَلَهُ عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ، وابن عباس.
روى عنه: عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعمرو بن ميمون الأودي، ومنصور بن المعتمر- ابن أخي [3] عتاب بن ربيعة السلمي، وعطاء بن السائب، وعلي بن الأقمر.
وقال شعبة، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُبَيِّعَةَ، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ.
تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ بَعْدَ الثَّمَانِينَ تَقْرِيبًا.
وَرُبَيِّعَةُ مُشَدَّدٌ.
70- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ سُلَيْمٍ) [4]- وَيُقَالُ ابْنُ الأَسْلَمِ- بْنِ الأَعْشَى أبو كبير، ويقال أبو سعد الأسديّ
__________
[ () ] رقم) ، وتقريب التهذيب 1/ 412 رقم 277، وخلاصة تذهيب التهذيب 196.
[1] ربيّعة: تصغير ربيعة، بتشديد الياء.
[2] انظر عن (عبد الله بن ربيّعة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 196، وطبقات خليفة 142، والمسند لأحمد 4/ 336، والتاريخ الكبير 5/ 86 رقم 236، والمعرفة والتاريخ 1/ 259 و 2/ 285، والجرح والتعديل 5/ 54 رقم 252، والمراسيل 404، 105 رقم 164، والثقات لابن حبّان 5/ 61، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 285، والاستيعاب 2/ 297، ورجال الطوسي 48 رقم 26، وأسد الغابة 3/ 155، وتهذيب الكمال 14/ 494، 495 رقم 3261، والكاشف 2/ 76 رقم 2743، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2274، وسير أعلام النبلاء 3/ 504 رقم 116، وجامع التحصيل 256 رقم 357، والإصابة 2/ 305 رقم 4672، وتهذيب التهذيب 5/ 208، 209 رقم 362، وتقريب التهذيب 1/ 414 رقم 295، وتحفة الأشراف 4/ 317، وخلاصة تذهيب التهذيب 167.
[3] في الأصل «أخيه» والتصويب من الإصابة 2/ 305 ففيه: «وأخوه عتّاب بن ربيّعة هو عمّ منصور بن المعتمر المحدّث المشهور» .
[4] انظر عن (عبد الله بن الزبير بن سليم) في:(6/108)
الْكُوفِيُّ الشَّاعِرُ.
وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ فَامَتَدَحَهُمَا.
وَضَبَطَ اسْمَ أَبِيهِ عَبْدَ الْغَنِيِّ وَغَيْرَهُ، وَقَالَ: هُوَ الشَّاعِرِ الَّذِي أَتَى ابْنَ الزُّبَيْرِ مُسْتَحْمَلا، فَحَرَمَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ نَاقَةً حَمَلَتْنِي إِلَيْكَ، قَالَ: هي وراكبها [1] .
وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ الأَسَدِيَّ دَخَلَ عَلَى مُصْعَبٍ بِالْعِرَاقِ، فَقَالَ لَهُ مُصْعَبٌ: أَنْتَ الْقَائِلُ:
إِلَى [2] رَجَبٍ أَوْ غُرَّةِ الشَّهْرِ بَعْدَهُ ... تُوَافِيكُمْ بِيضُ الْمَنَايَا وَسُودُهَا
ثَمَانِينَ [3] أَلْفًا دِينُ عُثْمَانَ دِينُهَا ... مُسَوَّمَةً جِبْرِيلُ فِيهَا يَقُودُهَا
[4] فَفَزِعَ وَقَالَ: نَعَمْ أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ، فَعَفَا عَنْهُ وَأَعْظَمَ جَائِزَتَهُ.
يُقَالُ: مَاتَ فِي أيام الحجّاج.
__________
[ () ] الأخبار الموفقيّات 99 و 100 و 465 و 535 وأنساب الأشراف 5/ 175 و 176 و 176 و 241 و 264 و 286 و 342 و 343 و 363، والإمتاع والمؤانسة 3/ 104، والبدء والتاريخ 6/ 32، ومروج الذهب 1816 و 1898 و 2061، والأغاني 14/ 220، ومختار الأغاني 5/ 225، والزاهر للأنباري 2/ 341، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 126، وأمالي المرتضى 1/ 386، 387، وجمهرة أنساب العرب 195، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 426- 428، ومقاتل الطالبيين 108 و 290، ووفيات الأعيان 2/ 34، والبداية والنهاية 9/ 80، 81، وتخليص الشواهد 444، والتذكرة الحمدونية 1/ 438 و 2/ 135، 136، ومعاهد التنصيص 3/ 310- 317، وخزانة الأدب 1/ 345، والوافي بالوفيات 7/ 180، 181 رقم 162، وذيل أمالي القالي 115، وشرح ديوان الحماسة للمخزومي 2/ 941.
وقد وهم محققو سير أعلام النبلاء 3/ 383 فأضافوا إلى مصادر ترجمته: طبقات خليفة، والجرح والتعديل، والتبس عليهم الأمر لوجود محدّث ضعيف يتفق اسمه مع الشاعر، ولكن يميّزه عنه كنيته، فهو أبو أحمد. والله أعلم.
[1] الخبر في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 427، وفيه: «يعني نعم وراكبها» ، والبداية والنهاية 9/ 80، 81.
[2] وفي رواية «ففي» بدل «إلى» .
[3] كذا، وفي الروايات «ثمانون» .
[4] البيتان في: الأخبار الموفّقيّات 465، والأغاني 14/ 220، ومعاهد التنصيص 3/ 313، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 427، والتذكرة الحمدونية 2/ 135 باختلاف بعض الألفاظ.(6/109)
71- (عبد الله بن زرير) [1]- د ن ق- الغافقيّ المصريّ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ.
روى عنه: عياش القتباني، ومرثد بن عبد الله اليزني، وبكر بن سوادة، وعبد الله بن هبيرة، والحارث بن يزيد، وغيرهم.
توفي سنة ثمانين، وقيل سنة إحدى وثمانين.
وقد مر اسمه.
72- (عبد الله بن سرجس) [2]- م 4- المزنيّ البصريّ، حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومٍ.
لَهُ صُحْبَةٌ، صَحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَغْفَرَ [3] له.
وروى أيضا عن عمر.
__________
[1] مرّت ترجمته ومصادرها في الطبقة الثامنة من المتوفّين في الجزء السابق (41- 80 هـ) فليراجع.
[2] انظر عن (عبد الله بن سرجس) في:
طبقات ابن سعد 7/ 58، وطبقات خليفة 38 و 177، ومسند أحمد 5/ 8، 81، والعلل له 1/ 78 و 261 و 312، والتاريخ الكبير 5/ 17 و 98 رقم 27 و 282، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 139، والمعرفة والتاريخ 1/ 256، والجرح والتعديل 5/ 93 رقم 289، والثقات لابن حبّان 3/ 230 و 5/ 23، والاستيعاب 2/ 384، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 246، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 236، وأسد الغابة 3/ 171، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 269 رقم 300، وتهذيب الكمال 15/ 13، 14 رقم 3294، وتحفة الأشراف 4/ 348- 350 رقم 297، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3311، والعبر 1/ 193، وسير أعلام النبلاء 3/ 426، 427 رقم 74، والكاشف 2/ 81 رقم 2773، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 75، وتهذيب التهذيب 5/ 232، 233 رقم 400، وتقريب التهذيب 1/ 418 رقم 332، والإصابة 2/ 315، 316 رقم 4705، وخلاصة تذهيب التهذيب 168، والعقد الثمين 5/ 165، ورجال مسلم 1/ 345 رقم 742.
[3] أخرجه مسلم في كتاب الفضائل (112/ 2346) باب: إثبات خاتم النبوّة وصفته، ومحلّه من جسده صلى الله عليه وسلّم، من طريق: حامد بن عمر البكراوي- واللفظ له-، حدّثنا عبد الواحد (يعني ابن زياد) ، حدّثنا عاصم، عن عبد الله بن سرجس قال: رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلّم وأكلت معه خبزا ولحما.
أو قال: ثريدا. قال: فقلت له: أستغفر لك النبيّ صلى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم. ولك. ثم تلا هذه الآية:
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ 47: 19- الآية 19 من سورة محمد.
قال: ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوّة بين كتفيه، عند ناغض كتفه اليسرى. جمعا عليه خيلان، كأمثال التآليل.
الناغض: أعلى الكتف، وطرفه الّذي يظهر عند تحرّكه.(6/110)
رَوَى عَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، وَقَتَادَةُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ صُحْبَةٌ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [1] : لا يَخْتَلِفُونَ فِي ذِكْرِهِ فِي الصَّحَابَةِ عَلَى مَذْهَبِهِمْ فِي اللِّقَاءِ وَالسَّمَاعِ، وَأَمَّا عَاصِمٌ فَأَحْسَبُهُ أَرَادَ الصُّحْبَةَ الَّتِي يَذْهَبُ إِلَيْهَا الْعُلَمَاءُ، وَأُولَئِكَ قَلِيلٌ كَالْعَشَرَةِ.
73- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ [2] ع اللّيثيّ المدنيّ، أبو الوليد.
كَانَ يَأْتِي الْكُوفَةَ، وَكَانَتْ أُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ تَحْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا اسْتُشْهِدَ تَزَوَّجَهَا شَدَّادٌ، فَوَلَدَتْ لَهُ هَذَا.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَطَلْحَةَ بْنِ عبيد الله، ومعاذ، وعليّ، وابن مسعود،
__________
[1] في الاستيعاب 2/ 384.
[2] انظر عن (عبد الله بن شدّاد) في:
طبقات ابن سعد 5/ 61 و 6/ 126، والتاريخ لابن معين 2/ 313، وتاريخ خليفة 283 و 287، وطبقات خليفة 153، والعلل لأحمد 1/ 26 و 28 و 119 و 187 و 303، والتاريخ الكبير 5/ 115 رقم 342، والتاريخ الصغير 1/ 179، وتاريخ الثقات للعجلي 261 رقم 832، والمعرفة والتاريخ 2/ 294 و 550 و 579 و 695، وتاريخ أبي زرعة 1/ 541، وتاريخ واسط 174، 175، وأنساب الأشراف 1/ 447 و 3/ 283 و 5/ 341، والمعارف 66 و 282، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 231 و 3/ 44، 45، والجرح والتعديل 5/ 80 رقم 373، والثقات لابن حبّان 5/ 20، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 772، ورجال الطوسي 47 رقم 18، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 125، 126، وتاريخ بغداد 9/ 473، 474 رقم 5105، والسابق واللاحق 107، والاستيعاب 2/ 388، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 263، والتبيين في أنساب القرشيين 64 و 123، والكامل في التاريخ 4/ 477 و 483، وتاريخ الطبري 1/ 420 و 491 و 2/ 299 و 6/ 382، وعيون الأخبار 1/ 261، والعقد الفريد 2/ 408 و 3/ 186، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 272 رقم 309، وتهذيب الكمال 15/ 81- 85 رقم 3330، والعبر 1/ 94، وسير أعلام النبلاء 3/ 488، 489 رقم 110، والكاشف 2/ 85 رقم 2804، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 57 و 591، والمحبّر 108، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 147، وأسد الغابة 3/ 375، والبداية والنهاية 9/ 37، ومرآة الجنان 1/ 165، وجامع التحصيل 259 رقم 369، والوافي بالوفيات 17/ 210 رقم 196، وتهذيب التهذيب 2575، 252 رقم 441، وتقريب التهذيب 1/ 422 رقم 374، والإصابة 3/ 60 رقم 6176، وخلاصة تذهيب التهذيب 170، وشذرات الذهب 1/ 90، ورجال البخاري 1/ 410، 411 رقم 587، ورجال مسلم 1/ 369 رقم 804.(6/111)
وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ، وَمَنْصُورٌ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ الدُّهْنِيُّ، وَذَرٌّ الْهَمْدَانِيُّ.
وَعَدَّهُ خليفة في تابعييّ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] فِي الطَّبَقَةِ الأولى من تابعي أهل المدينة: روى عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ شِيعيًّا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ يَأْتِي الْكُوفَةَ كَثِيرًا فَيَنْزِلُهَا، وَخَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ فَقُتِلَ لَيْلَةَ دُجَيْلَ [2] سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السائب: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي قُمْتُ عَلَى الْمِنْبَرِ مِنْ غَدْوَةٍ إِلَى الظُّهْرِ، فَأَذْكُرُ فَضَائِلَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السلام، ثمّ أنزل فتضرب عنقي [3] .
رواها خَالِدٌ الطَّحَّانُ، ثنا عَطَاءٌ، فَذَكَرَهَا.
74- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ) [4] لَمْ يَلْحَقِ الرِّوَايَةَ عَنْ أَبِيهِ.
وَرَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ مِنَ الْمَدِينَةِ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
75- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ضمرة [5] السّلوليّ) [6]- ت ق-
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 61.
[2] الطبقات 5/ 61.
[3] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 9/ 305 أ.
[4] انظر عن (عبد الله بن شرحبيل بن حسنة) في:
التاريخ الكبير 5/ 117 رقم 348، والمعرفة والتاريخ 1/ 375، وتاريخ أبي زرعة 1/ 431 و 629، والجرح والتعديل 5/ 81، 82 رقم 377، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 137 ب، وفيه ترجمة غير مكتملة، وأسد الغابة 3/ 183، والوافي بالوفيات 17/ 208 رقم 194.
[5] في طبعة القدسي 3/ 266 «حمزة» وهو تحريف.
[6] انظر عن (عبد الله بن ضمرة السلولي) في:(6/112)
عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ.
وَعَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَعَطَاءُ بْنُ قُرَّةَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ أَخُو عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ.
76- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ [1] م ن زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ حِزَامٍ، وَالِدُ الْفَقِيهِ إسحاق، وأخو أنس بن مالك لأمه.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الَّذِي حَمَلَتْ بِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ لَيْلَةَ مَاتَ ابْنُهَا، فَأَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ فِي لَيْلَتِكُمْ [2] » .
__________
[ () ] التاريخ الكبير 5/ 122 رقم 361، وتاريخ الثقات للعجلي 262 رقم 827، والجرح والتعديل 5/ 88 رقم 400، والثقات لابن حبّان 5/ 34، و 51، وتهذيب الكمال 15/ 129، 130 رقم 3345، والكاشف 2/ 88 رقم 2819، وتهذيب التهذيب 5/ 266، 267 رقم 457، وتقريب التهذيب 1/ 424 رقم 390، وخلاصة تذهيب التهذيب 202.
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي طلحة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 74- 76، وطبقات خليفة 337، وتاريخ الثقات للعجلي 262 رقم 829، وتاريخ أبي زرعة 1/ 71 و 562، والجرح والتعديل 5/ 57 رقم 267، والثقات لابن حبّان 3/ 243 و 5/ 13، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 136، والاستيعاب 2/ 313، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 272، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 273 رقم 310، وأسد الغابة 3/ 188، ورجال الطوسي 50 رقم 65، وتهذيب الكمال 15/ 133، 134 رقم 3348، والكاشف 2/ 88 رقم 2822، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 337، والوافي بالوفيات 17/ 184، 185 رقم 167، وجامع التحصيل 256 رقم 373، والبداية والنهاية 9/ 43، وتهذيب التهذيب 5/ 269 رقم 461، وتقريب التهذيب 1/ 424 رقم 393، وخلاصة تذهيب التهذيب 202، ورجال مسلم 1/ 364 رقم 789.
[2] أخرجه البخاري في كتاب العقيقة 6/ 216 باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعقّ عنه وتحنيكه. من طريق: يزيد بن هارون، أخبرنا عبد الله بن عون، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان ابن لأبي طلحة يشتكي، فخرج أبو طلحة فقبض الصبيّ، فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت أم سليم: هو أسكن ما كان، فقرّبت إليه العشاء، فتعشّى ثم أصاب منها، فلما فرغ قالت: وار الصبيّ، فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأخبره فقال: «أعرستم الليلة» ؟ قال: نعم. قال: «اللَّهمّ بارك لهما في ليلتهما» فولد غلاما. قال لي أبو طلحة: احفظه حتى تأتي به النبيّ صلى الله عليه وسلّم فأتى به النبيّ صلّى الله عليه وسلم وأرسلت معه(6/113)
وَقِيلَ إِنَّ الصَّبِيَّ الَّذِي تُوُفِّيَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ هُوَ أَبُو عُمَيْرٍ الَّذِي مَازَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمَّا وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا قَالَ أَنَسٌ: حَمَلْتُهُ وَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرْسَلَتْنِي بِهِ أُمِّي وَأَرْسَلَتْ مَعِي تَمْرَاتٍ فَحَنَّكَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا بَعْدَ أَنْ مَضَغَهَا، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ.
تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بالمدينة زمن الوليد، وقيل: قُتِلَ بِفَارِسٍ، وَكَانَ لَهُ عَشَرَةُ أَوْلادٍ كُلُّهُمْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَرَوَى أَكْثَرُهُمُ الْعِلْمَ، وَاشْتَهَرَ مِنْهُمْ إِسْحَاقُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، رَوَيَا عَنْهُ.
وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو طُوَالَةَ، وَسُلَيْمَانُ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِيهِ، وَأَخِيهِ أَنَسٍ.
77- (عَبْدُ الله بن عامر بن ربيعة) [1]- ع- بن محمد العنزيّ، وعنز أخو
__________
[ () ] بتمرات، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: «أمعه شيء» ؟ قالوا: نعم تمرات. فأخذها النبيّ صلى الله عليه وسلّم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في في الصبيّ وحنّكه به وسمّاه عبد الله.
وأخرجه ابن سعد في طبقاته 5/ 75.
[1] انظر عَنْ (عبد الله بْن عامر بْن ربيعة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 9، والتاريخ لابن معين 2/ 314، 315، وتاريخ خليفة 277، وطبقات خليفة 23 و 63 و 235، والعلل لابن المديني 48 و 65، ومسند أحمد 3/ 447، والعلل لأحمد 1/ 78 و 273، والتاريخ الكبير 5/ 11 رقم 18، والمعرفة والتاريخ 1/ 251 و 358، وتاريخ الثقات للعجلي 263 رقم 832، وأنساب الأشراف 1/ 218 و 4 ق 1/ 563 و 5/ 73، وتاريخ الطبري 4/ 58 و 196 و 212 و 401 و 6/ 427، والجرح والتعديل 5/ 122 رقم 559، والمراسيل 102 رقم 159، والثقات لابن حبّان 3/ 219 و 5/ 61، والإكمال لابن ماكولا 7/ 44، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 245، والتبيين في أنساب القرشيين 1/ 371، والكامل في التاريخ 3/ 56 و 4/ 488 و 516 و 526، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 273 رقم 311، وتهذيب الكمال 15/ 140، 141 رقم 3352، وتحفة الأشراف 4/ 362 رقم 301، وسير أعلام النبلاء 3/ 521 رقم 128، وأسد الغابة 3/ 286، والعبر 1/ 100، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3375، والكاشف 2/ 89 رقم 2826، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 269 و 270 و 270 و 286 و 364 و 402 و 415 و 432 و 443 و 454 و 464 و 465، وميزان الاعتدال 2/ 449 رقم 4395، والبداية والنهاية 9/ 10، وجامع التحصيل 259 رقم 374، والوافي بالوفيات 17/ 228، 229 رقم 213، وتهذيب التهذيب 5/ 270، 271 رقم 425، والإصابة 2/ 329، 330 رقم 4778، وتقريب التهذيب 1/ 425 رقم 397، وخلاصة تذهيب التهذيب 171، ومرآة الجنان 1/ 176، والعقد الثمين(6/114)
بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ الْمَدَنِيِّ حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ.
اسْتَشْهَدَ أَخُوهُ وَسَمِيُّهُ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ الطَّائِفِ، وَكَانَ أَبُوهُ عَامِرٌ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ.
وولد سنة ست من الهجرة، وروى عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ كَوْنِ الْحَدِيثِ فِيهِ إِرْسَالٌ هُوَ فِي «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» [1] .
رَوَى عَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ عُبَيدِ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ الْوَقَّاصِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ.
78- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ الْجُهَنِيُّ) [2]- م 4- قِيلَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان
__________
[5] / 185، وشذرات الذهب 1/ 96، ورجال البخاري 1/ 395 رقم 558، ورجال مسلم 1/ 347 رقم 747.
[1] أخرجه في كتاب الأدب (4991) باب في التشديد في الكذب، من طريق ابن عجلان، أن رجلا من موالي عبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي حدّثه، عن عبد الله بن عامر، أنه قال: دعتني أمي يوما ورسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا أردت أن تعطيه» ؟ قالت: أعطيه تمرا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة» .
وأخرجه الإمام أحمد في المسند 3/ 447، وابن سعد في الطبقات 5/ 9.
[2] انظر عن (عبد الله بن عكيم الجهنيّ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 113- 115، ومصنّف ابن أبي شيبة 13 رقم 15723، والتاريخ لابن معين 2/ 320، ومعرفة الرجال له 1/ 123 رقم 607، ومسند أحمد 4/ 310، وطبقات خليفة 121 و 139، والتاريخ الكبير 5/ 39 رقم 67، والضعفاء الصغير 265 رقم 180 (وفيه حكيم) بدل «عكيم» وهو تحريف، وتاريخ الثقات للعجلي 268 رقم 850، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 168، والمعرفة والتاريخ 1/ 231 و 2/ 642 و 677 و 678 و 3/ 164، وتاريخ أبي زرعة 1/ 431، وتاريخ الطبري 4/ 252 و 352، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 596، 597 و 5/ 102، 103، والجرح والتعديل 5/ 121 رقم 556، والمراسيل 103، 104 رقم 163، والثقات لابن حبّان 3/ 247، وتاريخ بغداد 10/ 3، 4 رقم 5115، وجمهرة أنساب العرب 445، والاستيعاب 2/ 398، 399، والأنساب 3/ 394، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 246، وأسد الغابة 3/ 226، وتهذيب الكمال 15/ 317- 320 رقم 3432، وتحفة الأشراف 5/ 316، 317 رقم 308، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3424، وسير أعلام النبلاء 3/ 510- 512 رقم 120، والكاشف 2/ 99 رقم 2896،(6/115)
وَثَمَانِينَ، وَاخْتَلَفُوا فِي صُحْبَتِهِ، وَهُوَ الْقَائِلُ: أَتَانَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرَيْنِ: «لا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلا عَصَبٍ» [1] . رَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
قَالَ مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنِ ابْنَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَتْ: كَانَ أَبِي يُحِبُّ عُثْمَانَ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى يُحِبُّ عَلِيًّا وَكَانَا مُتَآخِيَيْنِ، فَمَا سَمِعْتُهُمَا يَذْكُرَانُهُمَا بِشَيْءٍ قَطُّ، إِلا أَنِّي سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَوْ أَنَّ صَاحِبَكَ صَبَرَ أَتَاهُ النَّاسُ [2] .
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ قَدْ صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، وَأَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
79- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ غَيْلانَ) [3] بْنِ سَلَمَةَ الثَّقَفِيُّ.
نَزَلَ دِمَشْقَ، وَوَلاهُ مُعَاوِيَةَ إِمْرَةَ الْبَصْرَةِ.
وَحَدَّثَ عَنِ. ابْنِ مَسْعُودٍ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ، وغيرهما.
روى عنه: يزيد بن ظبيان الجنبي [4] ، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشيّة،
__________
[ () ] وجامع التحصيل 261 رقم 384، وتهذيب التهذيب 5/ 223، 224 رقم 554، وتقريب التهذيب 1/ 434 رقم 482، والإصابة 2/ 346 رقم 4831 و 3/ 92 رقم 6335، وخلاصة تذهيب التهذيب 175، ورجال مسلم 1/ 347 رقم 749، والغدير للأميني 9/ 143 رقم 28.
[1] أخرجه أبو داود في كتاب اللباس (4127) باب من روى أن لا ينتفع بإهاب الميتة و (4128) ، وأخرجه الترمذي في اللباس (1783) باب ما جاء في جلود الميتة إذا دبغت، والنسائي في كتاب الفرع والعتيرة 7/ 175 باب ما يدبغ به جلود الميتة، وابن سعد في الطبقات 6/ 113.
[2] طبقات ابن سعد 6/ 114.
[3] انظر عن (عبد الله بن عمرو بن غيلان) في:
تاريخ خليفة 223، والتاريخ الكبير 5/ 153 رقم 463، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 161 و 241 و 283، وتاريخ الطبري 5/ 216 و 295 و 298 و 299، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 296، والجرح والتعديل 5/ 117 رقم 534، والثقات لابن حبّان 5/ 67، والكامل في التاريخ 3/ 498 و 501، والوافي بالوفيات 17/ 383 رقم 314، ولسان الميزان 3/ 322 رقم 1329.
[4] مهملة في الأصل، والتحرير من (اللباب 1/ 239) وقيّدها بفتح الجيم وسكون النون، نسبة إلى جنب، قبيلة من اليمن.. وإنما قيل لهم جنب لأنهم جانبوا أخاهم صداء وحالفوا سعد العشيرة.(6/116)
وقتادة بن دعامة.
ولي البصرة بعد سمرة بن جندب سنة خمس وخمسين.
80- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ) [1] أَبُو الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ الدمشقي القاري.
رأى عثمان، وَرَوَى عَنْ: أَبِي جُمْعَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَبَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ، وَكَعْبٍ.
روى عنه: الزهري، ورجاء بن أبي سلمة.
يحول من هذه الطبقة، فإن عمر بن عبد العزيز استعمله في شيء.
81- عبد الله بن غالب [2] الحداني [3] ت بخ [4] البصريّ، عَابِدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقَاصُّهُمْ، يُكَنَّى أَبَا فِرَاسٍ، وَقِيلَ أَبَا قُرَيْشٍ.
لَهُ عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ.
رَوَى عَنْهُ: عَطَاءُ السُّلَمِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، وَعَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ، وَأَبُو مُسْلِمَةَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، وَقَتَادَةُ، وَالْقَاسِمُ بن الفضل الحدّانيّ، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عوف) في:
التاريخ الكبير 5/ 156 رقم 479، وتاريخ الثقات 270 رقم 858، والمعرفة والتاريخ 1/ 402 و 607 و 2/ 299 و 366 و 373، وتاريخ أبي زرعة 1/ 68، والجرح والتعديل 5/ 125 رقم 577، والوافي بالوفيات 17/ 391 رقم 321.
[2] انظر عن (عبد الله بن غالب) : في:
طبقات ابن سعد 7/ 225، ومصنف ابن أبي شيبة 13/ 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 326، وتاريخ خليفة 281 و 282 و 286، والتاريخ الكبير 5/ 166، 167 رقم 526، والتاريخ الصغير 91، وتاريخ الثقات للعجلي 271 رقم 862، والجرح والتعديل 5/ 134 رقم 626، والثقات لابن حبان 5/ 20، والإكمال لابن ماكولا 7/ 114، والأنساب 4/ 76، وتهذيب الكمال 15/ 419- 423 رقم 3476، والكاشف 2/ 104 رقم 2938 وفيه (الحدّابي) وهو تحريف، وتهذيب التهذيب 5/ 354، 355 رقم 607، وتقريب التهذيب 1/ 440 رقم 533، وخلاصة تذهيب التهذيب 209، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 656، وصفة الصفوة 3/ 334 رقم 540.
[3] الحدّاني: بضم الحاء وتشديد الدال المهملة، نسبة إلى حدّان، بطن من الأزد. (اللباب 1/ 283) .
[4] «بخ» رمز للبخاريّ في كتاب الأدب المفرد.(6/117)
أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، وَأَبِي الْمَكَارِمِ اللَّبَّانِ قَالا: أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَصْلَتَانِ لا تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ: الْبُخْلُ، وَسُوءُ الْخُلُقِ» [1] . وَأُنْبِئْتُ عَنِ اللَّبَّانِ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا صَدَقَةُ بِهَذَا، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ الْفَلاسِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ: ثنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، ثنا عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَالِبٍ كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى مِائَةَ رَكْعَةٍ وَيَقُولُ: لِهَذَا خُلِقْنَا وَبِهَذَا أُمِرْنَا، وَيُوشِكُ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ أَنْ يكفوا ويحمدوا [2] .
قال نصر: وأخبرنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَالِبٍ كَانَ يَقُصُّ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ عَلَيْهِ الْحَسَنُ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَى أَصْحَابِكَ. فَقَالَ: مَا أَرَى أَعْيُنَهُمُ انْفَقَأَتْ، وَلا ظُهُورَهُمُ انْدَقَّتْ، وَاللَّهُ يَأْمُرُنَا يَا حَسَنُ أَنْ نَذْكُرَهُ كَثِيرًا، وَتَأْمُرُنَا أَنْ نَذْكُرَهُ قَلِيلا كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ 96: 19 [3] ، ثُمَّ سَجَدَ. قَالَ الْحَسَنُ: باللَّه مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، مَا أَدْرِي أَسْجُدُ أَمْ لا [4] . - قَالَ غَسَّانُ بْنُ مُضَرٍ: ثنا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَجَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ، وَمَضَى رَجُلٌ إِلَى الْجِسْرِ فَاشْتَرَى حَاجَةً وَرَجَعَ، وَهُوَ سَاجِدٌ [5] .
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ غَالِبٍ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهمّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ سَفَهَ أَحْلامِنَا، ونقص علمنا [6] ، واقتراب،
__________
[1] أخرجه الترمذي في كتاب البرّ والصلة (2028) باب ما جاء في البخل، عن أبي حفص عمرو بن علي، حدّثنا أبو داود، حدّثنا صدقة بن موسى، بإسناده.
[2] تهذيب الكمال 15/ 419 وفيه «يكافئوا ويحمدوا» .
[3] سورة العلق الآية 19.
[4] تهذيب الكمال 15/ 420.
[5] تهذيب الكمال 15/ 420.
[6] في طبعة القدسي 3/ 268 «عملنا» والتصويب من تهذيب الكمال.(6/118)
آجَالِنَا، وَذَهَابَ الصَّالِحِينَ مِنَّا [1] .
الْقَوَارِيرِيُّ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو فُلانٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الزَّاوِيَةِ رَأَيْتُ ابْنَ غَالِبٍ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَكَانَ صَائِمًا فِي الْحَرِّ، وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ، فَكَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: رُوحُوا إِلَى الْجَنَّةِ، فَنَادَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُهَلَّبِ: أَبَا فِرَاسٍ أَنْتَ آمِنٌ أَنْتَ آمِنٌ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ، وَضَرَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتِلَ، فَلَمَّا دُفِنَ كَانُوا يَأْخُذُونَ مِنْ تُرَابِ قَبْرِهِ كَأَنَّهُ مِسْكٌ يَصُرُّونَهُ فِي ثِيَابِهِمْ [2] .
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ فِي الْجَمَاجِمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
82- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَرُّوخٍ) [3] .
سَمِعَ: أَبَا هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ، وَشَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، وَزَيْدُ بْنُ سَلامٍ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [4] : هُوَ شَامِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : رَوَى عَنْهُ مُبَارَكٌ الزُّبَيْرِيُّ، وَهُوَ مَجْهُولٌ.
قُلْتُ: مَا هُوَ بِمَجْهُولٍ.
83- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيُّ) [6]- د ن ق- أبو بشر، وقيل أبو
__________
[1] تهذيب الكمال 15/ 421.
[2] تهذيب الكمال 15/ 420، 421.
[3] انظر عن (عبد الله بن فرّوخ الشامي) في:
التاريخ الكبير 5/ 170 رقم 538، وتاريخ الثقات للعجلي 271 رقم 863، والجرح والتعديل 5/ 137 رقم 638، والعلل لابن أبي حاتم، رقم 1882، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 277، وتهذيب الكمال 15/ 424- 427 رقم 3479، والكاشف 2/ 105 رقم 2941، وميزان الاعتدال 2/ 471 رقم 4505، والمغني في الضعفاء 1/ 351 رقم 3304، وتهذيب التهذيب 5/ 355 رقم 610، وتقريب التهذيب 1/ 440 رقم 536، وخلاصة تذهيب التهذيب 209، والوافي بالوفيات 17/ 399 رقم 334، ورجال مسلم 1/ 382 رقم 842.
[4] في تاريخه 271 رقم 863.
[5] في الجرح والتعديل 5/ 137 رقم 638.
[6] انظر عن (عبد الله بن فيروز الديلميّ) في:
تاريخ الدارميّ، رقم 631، والتاريخ الكبير 5/ 80، 81 رقم 220، والمعرفة والتاريخ 2/ 290 و 293 و 367 و 521 و 3/ 386، وتاريخ أبي زرعة 1/ 336 و 338 و 601، والثقات(6/119)
بسر [1] ، أَخُو الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: وَهْبُ بْنُ خَالِدٍ الْحِمْصِيُّ، وَعُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، ويحيى بن أبي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ يَسْكُنُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] .
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ ثَالِثَ ثَلاثَةٍ مِمَّنْ يَخْدِمُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ.
__________
[ () ] لابن حبّان 5/ 23، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 79 ب، وتهذيب الكمال 15/ 435- 437 رقم 3484، والكاشف 2/ 105 رقم 2946، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3470، والإصابة 3/ 138، 139 رقم 6626، وتهذيب التهذيب 5/ 358 رقم 615، وتقريب التهذيب 1/ 440 رقم 541، وخلاصة تذهيب التهذيب 210.
[1] قال الحاكم في الأسامي والكنى، ورقة 79 ب، 80 أ: أبو بشر عبد الله بن الديلميّ، واسم الديلميّ فيروز الشامي، عن حنش الصنعاني، روى عنه أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني، كناه لنا محمد بن سليمان، نا محمد يعني ابن إسماعيل قال: وقال ضمرة، عن السيباني، عن عبد الله بن الديلميّ: أتيت الأردن فلقيت حنش الصنعاني فقال لي: يا با بشر.
هكذا قاله محمد بن إسماعيل البخاري على حسب ما أخرجته. أبو بشر بالشين. وتابعه عليه مسلم بن الحجّاج القشيري وأخرجه في كتابه الكنى في باب أبي بشر، وكلاهما أخطئا فيه.
علمي إنّما هو أبو بسر عبد الله بن الديلميّ الشامي.
وساق الحاكم حديثين للتأكيد على كنيته بأبي بسر (بالسين المهملة) ، وقال: أبو بسر بالسين لا أبو بشر، وخليقا أن يكون محمد بن إسماعيل- رحمة الله عليه- مع جلالته ومعرفته بالحديث اشتبه عليه، فلما نقله مسلم بن الحجّاج من كتابه تابعه على زلّته، ومن تأمّل كتاب مسلم بن الحجّاج في الأسامي والكنى علم أنه منقول من كتاب محمد بن إسماعيل حذو القذّة بالقذّة حتى لا يزيد عليه إلّا ما يسهل على العادّ عدده، وتجلّد في نقله حق الجلادة إذ لم ينسبه إلى قائليه ورواته، وحكاه حكاية مجرّدة، وكتاب محمد بن إسماعيل رحمة (وردت:
رحمت- بالتاء الممدودة) الله عليه في التاريخ كتاب لم يسبق إليه، ومن ألّف (وفيه: اللف) بعده شيئا من التاريخ أو الأسامي والكنى لم يستغن عنه، فمنهم من نسبه إلى نفسه مثل أبي زرعة وأبي حاتم ومسلم بن الحجّاج، ومنهم من حكاه عن محمد بن إسماعيل. والله يرحم محمد بن إسماعيل فإنّه الّذي أصّل الأصل وما سواه عليه وبال، منه يستفاد وبه يقتدى، وإن كابر العيان مكابر وعاند الحق معاند، فليس تخفى صورة الحق عند ذوي الألباب.
[2] لم يذكره في تاريخه، ولا في معرفة الرجال.(6/120)
84- (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ) [1]- م 4- بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ القرشيّ المطّلبيّ المدنيّ.
قِيلَ لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ عُمَرَ، وزيد بن خالد الجهني.
روى عنه: ابنه المطلب، وإسحاق بن يسار أبو محمد، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ.
ووفد على عبد الملك، وكان قاضي المدينة في أيامه، وولي له بالبصرة أيضا.
85- (عبد الله بن معانق) [2] أبو معانق الأشعري الشامي، وقيل الأزدي روى عَنْ: أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، وَعَبْدِ الله بن سلام.
وعنه: شهر بن حوشب، ويحيى بن أبي كثير، وأبو سلام ممطور، وبسر بن عبيد الله.
قال البرقاني، عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ: مَجْهُولٌ لا شَيْءٌ [3] ، قَالَ: أَمَّا الجهالة فمعدومة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن قيس بن مخرمة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 239، وتاريخ خليفة 293 و 296، والتاريخ الكبير 5/ 172 رقم 547، والمعرفة والتاريخ 1/ 296 و 466 و 467، وأنساب الأشراف 5/ 374، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 124، 125، والثقات لابن حبّان 5/ 10 و 44، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 471، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 277، والتبيين في أنساب القرشيين 206، وتاريخ الطبري 6/ 201، والكامل في التاريخ 4/ 373، والكاشف 2/ 107 رقم 2955، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3495، وتهذيب الكمال 15/ 453- 456 رقم 3492، وجامع التحصيل 262 رقم 391، وتهذيب التهذيب 5/ 363، 364 رقم 626، وتقريب التهذيب 1/ 441 رقم 552، وخلاصة تذهيب التهذيب 210، ورجال مسلم 1/ 383 رقم 845.
[2] انظر عن (عبد الله بن معانق) في:
التاريخ الكبير 5/ 194 رقم 614، وتاريخ الثقات للعجلي 280 رقم 889، والجرح والتعديل 5/ 168 رقم 777، والثقات لابن حبّان 5/ 36، وتاريخ دمشق (عبد الله بن مسعود- عبد الحميد بن بكار) 151- 155، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 744، وميزان الاعتدال 2/ 506 رقم 4616، والكاشف 2/ 118 رقم 3032، وتهذيب التهذيب 6/ 38 رقم 63، وتقريب التهذيب 1/ 452 رقم 650، وخلاصة تذهيب التهذيب 215.
[3] تاريخ دمشق 155.(6/121)
86- (عبد الله بن معقل [1] بن مقرّن) [2]- سوى ق- المزنيّ، أبو الوليد الكوفيّ. لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ.
وَهُوَ أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْقِلٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ.
روى عنه: أبو إسحاق، وعبد الملك بن عمير، ويزيد بن أبي زياد، وأبو إسحاق الشيباني، وغيرهم.
قَالَ أَحْمَد العجلي [3] : ثقة من خيار التابعين، وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ.
87- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْبَدٍ الزّمّانيّ [4]
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 270 «ابن مغفل» وهو وهم، لأن ابن المغفّل صحابي وكنيته غير أبي الوليد.
[2] انظر عن (عبد الله بن معقل) في:
طبقات ابن سعد 6/ 175 (وفيه ابن معقل) ، وطبقات خليفة 153 (وفيه ابن معقل) ، وتاريخ خليفة 146، والتاريخ الصغير 94، والتاريخ الكبير 5/ 195 رقم 615 (وفيهما «ابن معقل» ) ، وتاريخ الثقات للعجلي 280 رقم 891، (وفيه ابن معقل) ، والتاريخ لابن معين 2/ 332، 333 (وفيه: ابن معقل) ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 101 رقم 248 (وهو على الظنّ) ، والمحبّر 124 و 281، والمعرفة والتاريخ 2/ 582 و 3/ 105 و 135 و 136 و 137 و 190 و 362، وتاريخ أبي زرعة 1/ 529، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 234، والمعارف 297 و 467 و 487، (وكلها: ابن معقل) ، وتاريخ الطبري 3/ 102، والجرح والتعديل 5/ 169 رقم 780 (ابن معقل) ، وتاريخ الثقات لابن حبّان 5/ 35، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 695 و 771 (ابن معقل) ، وجمهرة أنساب العرب 202، والكامل في التاريخ 2/ 278 و 4/ 44، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 745، وتحفة الأشراف 7/ 172- 181 رقم 320، وسير أعلام النبلاء 4/ 206 رقم 83، (وفيه: ابن معقل) ، والكاشف 2/ 119 رقم 3037، والوافي بالوفيات 17/ 628 رقم 532، وجامع التحصيل 264 رقم 397، وطبقات الفقهاء للشيرازي 51، وتهذيب التهذيب 6/ 40، 41 رقم 69، وتقريب التهذيب 1/ 453 رقم 656، والإصابة 3/ 142 رقم 6643 (وفيه: ابن مغفل) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 215، ورجال البخاري 1/ 428 رقم 623، ورجال مسلم 1/ 388 رقم 859، وعلل أحمد، رقم 53 و 4030.
[3] في تاريخ الثقات 280 رقم 891.
[4] قيّده عبد الغني بن سعيد في مشتبه النسبة (مخطوطة المتحف البريطاني) 20 أبكسر الزاي المشدّدة. والنسبة إلى زمّان وهو ابن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل من ربيعة.
وفي الأزد زمّان بن مالك بن جديلة، وفي الأزد أيضا زمّان بن تيم الله بن حقال بن أنمار، وفي(6/122)
الْبَصْرِيُّ) [1]- م 4- رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ، وَقَتَادَةُ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
88- (عَبْدُ اللَّهِ بن نجي الحضرمي الكوفي) [2]- د ن ق- عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَحُذَيْفَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، وَالْحَارِثُ الْعِجْلِيُّ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
89- (عَبْدُ الله بن أبي الهذيل) [3]- م ت ن-
__________
[ () ] قضاعة: زمّان بن حزيمة بن نهد، وفي هوازن: زمّان بن عديّ بن جشم بن معاوية بن بكر.
(الأنساب 6/ 296، 297، واللباب 2/ 73، 74) .
[1] انظر عن (عبد الله بن معبد الزّمّانيّ) في:
طبقات خليفة 209 وقد تحرّفت فيه النسبة إلى «الرّمّاني» وقيّده بالراء المشدّدة، والتاريخ الكبير 5/ 198 رقم 622، وتاريخ الثقات للعجلي 280 رقم 890، وتاريخ الطبري 2/ 293، والجرح والتعديل 5/ 173 رقم 805، والثقات لابن حبّان 5/ 36، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 744، 745، والكاشف 2/ 119 رقم 3036، والوافي بالوفيات 17/ 628 رقم 531، وميزان الاعتدال 2/ 507 رقم 4618، وتهذيب التهذيب 6/ 40 رقم 67، وتقريب التهذيب 1/ 453 رقم 654، وخلاصة تذهيب التهذيب 215، ورجال مسلم 1/ 391 رقم 865.
[2] انظر عن (عبد الله بن نجيّ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 234، وتاريخ الثقات للعجلي 282 رقم 899، والجرح والتعديل 5/ 184 رقم 858، والثقات لابن حبّان 5/ 30، والمراسيل لابن أبي حاتم 110 رقم 175، وتهذيب التهذيب 6/ 55 رقم 103، وتقريب التهذيب 1/ 456 رقم 692، وخلاصة تذهيب التهذيب 217، وجامع التحصيل 264 رقم 401.
[3] انظر عن (عبد الله بن أبي الهذيل) في:
طبقات ابن سعد 6/ 115، 116، وطبقات خليفة 156، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 2/ 224 رقم 768، وتاريخ الثقات للعجلي 282 رقم 904، والتاريخ الكبير 5/ 222، 223 رقم 727، والمعرفة والتاريخ 2/ 557 و 816 و 817، وتاريخ أبي زرعة 1/ 626، والجرح والتعديل 5/ 196 رقم 908، والثقات لابن حبّان 5/ 25، وحلية الأولياء 4/ 358- 364 رقم 279، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 750، والكاشف 2/ 124 رقم 3072، وسير أعلام النبلاء 4/ 170، 171 رقم 61، وتهذيب التهذيب 6/ 62 رقم 121، وتقريب التهذيب 1/ 458 رقم 709، وغاية النهاية 1/ 462، 463 رقم 1926، وجامع التحصيل 265 رقم 404، وخلاصة تذهيب التهذيب 217، ورجال مسلم 1/ 398 رقم(6/123)
أبو المغيرة العنزيّ [1] الكوفيّ، الْعَابِدُ الْوَرِعُ.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَالْكِبَارِ.
رَوَى عَنْهُ: الأَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَوَاصِلُ الأَحْدَبُ، وَأَبُو التَّيَّاحِ الضُّبَعِيُّ.
وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
قَالَ أَبُو التَّيَّاحِ: مَا رَأَيْتُهُ إِلا وَكَأَنَّهُ مذعور [2] .
وقال العوامّ بن حوشب: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ: إِنِّي لأَتَكَلَّمُ حَتَّى أَخْشَى اللَّهَ، وَأَسْكُتُ حَتَّى أَخْشَى اللَّهَ [3] 90- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ آدَمَ الْبَصْرِيُّ [4] م د صَاحِبُ السِّقَايَةَ، وَهُوَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أُمِّ بُرْثُنٍ، أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُرْثُنٍ، أَوِ ابْنِ بُرْثُمٍ [5] ، وَكَانَتْ أُمُّ بُرْثُنٍ قَدْ تَبَنَّتْهُ، وَهُوَ مَجْهُولُ الأَبِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ آدَمَ، إِنَّمَا نُسِبَ إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، وجابر.
__________
[881،) ] وصفة الصفوة 3/ 33 رقم 387.
[1] العنزي: بفتح العين المهملة، والنون، وكسر الزاي.
هذه النسبة إلى عنزة، وهو حيّ من ربيعة، وهو عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان. (الأنساب 9/ 76، واللباب 2/ 361، 362) .
[2] حلية الأولياء 4/ 358.
[3] حلية الأولياء 4/ 358، 359.
[4] انظر عن (عبد الله بن آدم البصري) في:
طبقات خليفة 204، والتاريخ لابن معين 2/ 343، والتاريخ الكبير 5/ 254 رقم 818، والجرح والتعديل 5/ 209 رقم 989، والثقات لابن حبّان 5/ 83، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 9/ 424 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 773، وسير أعلام النبلاء 4/ 252، 253 رقم 92، والكاشف 2/ 138 رقم 3175، وتهذيب التهذيب 6/ 134 رقم 277) ، وتقريب التهذيب 1/ 472 رقم 859، وخلاصة تذهيب التهذيب 223، ورجال مسلم 1/ 404 رقم 898، والعلل لأحمد رقم 1345.
[5] بضم الموحّدة والمثلّثة، كما في الخلاصة.(6/124)
وعنه: أبو العالية الرياحي- وهو أكبر منه-، وقتادة، وسليمان التيمي، وعوف الأعرابي.
قال المدائني: استعمل عبيد الله بن زياد عبد الرحمن بن أُمِّ بُرْثُنٍ، ثُمَّ غَضِبَ عَلَيْهِ، فَعَزَلَهُ وَأَغْرَمَهُ مِائَةَ أَلْفٍ، فَخَرَجَ إِلَى يَزِيدَ، قَالَ: فَنَزَلْتُ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ دِمَشْقَ، وَضُرِبَ لِيَ خِبَاءٌ وَحُجْرَةٌ، فإني لجالس إذا كلب سلوقي [1] قد دخل في عنقه طوق من ذهب، فأخذته، وطلع فارس، فلما رأيته هبته، فأدخلته الحجرة، وأمرت بفرسه فجرد، فلم ألبث أَنْ تَوَافَتِ الْخَيْلُ، فَإِذَا هُوَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لِي بَعْدَ مَا صَلَّى: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ كَتَبْتُ لَكَ مِنْ مَكَانِكَ، وَإِنْ شِئْتَ دَخَلْتَ. قَالَ: فَأَمَرَ فَكَتَبَ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنْ رُدَّ عَلَيْهِ مِائَةَ أَلْفٍ، فَرَجَعْتُ، قَالَ: وَأَعْتَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَوْمَئِذٍ فِي الْمَكَانِ الَّذِي كُتِبَ لَهُ فِيهِ الْكِتَابُ ثَلاثِينَ مَمْلُوكًا، وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ مَعِي فَلْيَرْجِعْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَذْهَبَ فَلْيَذْهَبْ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَتَأَلَّهُ [2] .
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وَرَمَى غُلامًا لَهُ يَوْمًا بِسَفُّودٍ فَأَخْطَأَهُ، وَأَصَابَ ابْنَهُ، فَنَثَرَ دِمَاغَهُ، فَخَافَ الْغُلامُ، فَدَعَاهُ وَقَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بِكَ لِأَنِّي رَمَيْتُكَ مُتَعَمِّدًا، فَلَوْ قَتَلْتُكَ هَلَكْتُ، وَأَصَبْتَ ابْنِي خَطَأً، ثُمَّ عَمِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدُ، وَمَرِضَ، فَدَعَا اللَّهَ أَنْ لا يُصَلِّي عَلَيْهِ الْحَكَمُ، يَعْنِي ابْنَ أَيُّوبَ أَمِيرَ الْبَصْرَةِ، وَمَاتَ فِي مَرَضِهِ، وَشُغِلَ الْحَكَمُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ [3] .
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: إِنَّ أُمَّ بُرْثُنٍ كَانَتْ تُعَالِجُ الطِّيبَ، وَتُخَالِطُ نِسَاءَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَأَصَابَتْ غُلامًا لَقَطَتْهُ فَرَبَّتْهُ وَتَبَنَّتْهُ، وَسَمَّتْهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَنَشَأَ، فَوَلاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُمِّ بُرْثُنٍ [4] .
قُلْتُ: وَكَانَ الْحَكَمُ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ الأَشْعَثِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ
__________
[1] الكلب السّلوقي: كلب الصيد.
[2] التألّه: التنسّك والتعبّد، على ما في القاموس المحيط للفيروزآبادي. والخبر في تاريخ دمشق 9/ 24 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 773.
[3] تهذيب الكمال 2/ 773.
[4] تهذيب الكمال 2/ 773.(6/125)
وَثَمَانِينَ هَرَبَ الْحَكَمُ وَلَحِقَ بِالْحَجَّاجِ، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ مَاتَ قَبْلَ خُرُوجِ ابن الأشعث.
91- (عبد الرحمن بن حجيرة) [1]- م 4- الخولانيّ البصريّ القاضي.
رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، وَالْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَنَضْلَةُ بْنُ كُلَيْبٍ.
وَكَانَ أَمِيرُ مِصْرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ قَدْ جَمَعَ لَهُ الْقَضَاءَ وَالْقَصَصَ وَبَيْتَ الْمَالِ، وَكَانَ رِزْقُهُ فِي الْعَامِ أَلْفَ دِينَارٍ، وَلا يَدَّخِرُهَا، رَحِمَهُ اللَّهُ [2] .
كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ.
92- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْسَجَةَ الْهَمْدَانِيُّ) [3]- 4- كَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَقُتِلَ يَوْمَ الزَّاوِيَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ [4] .
وَقَدْ حدّث عن البراء بن عازب.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن حجيرة) في:
التاريخ الكبير 5/ 276 رقم 894، وتاريخ الثقات للعجلي 291 رقم 946، والمعرفة والتاريخ 2/ 508 و 511، والجرح والتعديل 5/ 227 رقم 1069، والثقات لابن حبّان 5/ 96، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 782، 783، والكاشف 2/ 143 رقم 3214، وتهذيب التهذيب 6/ 160 رقم 326، وتقريب التهذيب 1/ 477 رقم 908، وخلاصة تذهيب التهذيب 226، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 44 و 3/ 225 و 229 و 335، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 925، والبداية والنهاية 9/ 51 وفيه تحرّف إلى (ابن جحيرة) ، ورجال مسلم 1/ 408 رقم 911.
[2] تهذيب الكمال 2/ 782، 783.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عوسجة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 230، وطبقات خليفة 150، وتاريخ خليفة 282 و 286، والتاريخ الكبير 5/ 327 رقم 1037، وتاريخ الثقات للعجلي 297 رقم 971، وتاريخ الطبري 6/ 343، والجرح والتعديل 5/ 270 رقم 1276، والثقات لابن حبّان 5/ 99، ورجال الطوسي 48 رقم 22، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 808، 809، والكاشف 2/ 159 رقم 3325، وتهذيب التهذيب 6/ 244 رقم 489، وتقريب التهذيب 1/ 494 رقم 1069، وخلاصة تذهيب التهذيب 232.
[4] تاريخ خليفة 282 وطبقاته 150.(6/126)
رَوَى عَنْهُ: طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَقَبَّانُ النَّهْمِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقِيلَ: كَانَ يَوْمُ الزَّاوِيَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ.
وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ عَلْقَمَةَ، وَغَيْرِهِ.
93- عَبْدُ الرحمن بن أبي ليلى [1] ع أَبُو عِيسَى الأَنْصَارِيُّ الْكُوفِيُّ، وَيُقَالُ أَبُو مُحَمَّدٍ الفقيه المقرئ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي ليلى) في:
طبقات ابن سعد 6/ 109- 113، وطبقات خليفة 150، وتاريخ خليفة 283 و 287 و 367 و 371 و 408 و 434، والتاريخ لابن معين 2/ 356، 357، ومعرفة الرجال له 2/ 234 رقم 801، والتاريخ الصغير 90، والتاريخ الكبير 5/ 368، 369 رقم 1164، وتاريخ الثقات للعجلي 298 رقم 978، والمعرفة والتاريخ 1/ 224 و 259 و 493 و 2/ 22 و 23 و 90 و 225 و 401 و 579 و 617 و 618 و 642 و 678 و 684، 685 و 711 و 717 و 817 و 3/ 79- 81 و 94 و 129 و 134 و 333، وتاريخ أبي زرعة 1/ 292 و 541 و 549 و 667 و 2/ 270، 671، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 267 و 595 و 597 و 5/ 101 و 102 و 196، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 244 و 400 و 408، وتاريخ الطبري 4/ 477 و 499 و 500 و 6/ 350 و 357 و 367، والجرح والتعديل 5/ 301 رقم 1424، والثقات لابن حبّان 5/ 100، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 758، والمراسيل 125 رقم 213، ورجال الطوسي 48 رقم 28، وتاريخ بغداد 10/ 199- 202 رقم 5348، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 813، 814، وتهذيب الأسماء ق 1 ج 1/ 303، 304 رقم 361، وجمهرة أنساب العرب 335، ووفيات الأعيان 2/ 359 رقم 83، وسير أعلام النبلاء 4/ 262- 267 رقم 96، والعبر 1/ 96، وتذكرة الحفّاظ 1/ 55، والكاشف 2/ 162 رقم 3344، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 216، والكامل في التاريخ 4/ 472 و 478 و 483، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 114 و 150 و 153 و 202 و 207 و 418 و 490 و 556 و 595 و 598 و 619 و 622 و 626 و 632، ودول الإسلام 1/ 59، وجامع التحصيل 275 رقم 452، والوفيات لابن قنفذ 94 رقم 83، والزهد لابن المبارك 406 و 480 وملحقه 79 رقم 282، والعقد الفريد 2/ 126 و 2/ 175 و 446 و 3/ 5 و 5/ 31 و 32 و 6/ 294، وغاية النهاية 1/ 376، 377 رقم 1602، وتهذيب التهذيب 6/ 260- 262 رقم 515، وتقريب التهذيب 1/ 496 رقم 1094، والإصابة 2/ 420 رقم 5192، والنجوم الزاهرة 1/ 206، وطبقات الحفّاظ 19، وخلاصة تذهيب التهذيب 234، وطبقات المفسّرين 1/ 269، وشذرات الذهب 1/ 92، ورجال البخاري 1/ 459، 460 رقم 688، ورجال مسلم 1/ 424، 425 رقم 954، وآثار البلاد 72.(6/127)
روى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأُبَيّ بن كعب، وَصُهَيْبٍ، وَقَيْسِ بْنِ سَعْدِ بن عبادة، وأبي أيّوب، وَالْمِقْدَادِ- وَرِوَايَتِهِ عَنْ مُعَاذٍ فِي السُّنَنِ [1] الأَرْبَعَةِ، وَلَمْ يَلْحَقْهُ- وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَلِأَبِيهِ صُحْبةٌ.
وُلِدَ فِي وَسَطِ خِلافَةِ عُمَرَ، وَهُوَ يَصْغُرُ عَنِ السَّمَاعِ مِنْهُ، بَلْ رَآهُ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ [2] ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالأَعْمَشُ، وَكَانَ قَدْ أَخَذَ عَنْ عَلِيٍّ الْقُرْآنَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَصْحَابُهُ يُعَظِّمُونَهُ كَأَنَّهُ أَمِيرٌ. وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: كُنَّا إِذَا قَعَدْنَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ لِرَجُلٍ: اقْرَأِ الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَدُلُّنِي عَلَى مَا تُرِيدُونَ، نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي كَذَا، وَهَذِهِ فِي كَذَا [3] .
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى: أَدْرَكْتُ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَنْصَارِ، إِذَا سُئِلَ أَحَدُهُمْ عَنْ شَيْءٍ وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ [4] .
وَرُوِيَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ أَنَّ الْحَجَّاجَ اسْتَعْمَلَ ابْنَ أَبِي لَيْلَى عَلَى الْقَضَاءِ، ثُمَّ عَزَلَهُ، ثُمَّ ضُرِبَ لَيَسُبَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ قَدْ شَهِدَ النَّهْرَوَانَ مَعَ عَلِيٍّ.
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ اجْتَمَعَ بِابْنِ أَبِي لَيْلَى فَقَالَ: مَا شَعَرْتُ أَنَّ النِّسَاءَ وَلَدْنَ مِثْلَ هَذَا [5] .
قُلْتُ: وَكَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى قَدْ خَرَجَ عَلَى الْحَجَّاجِ، فِيمَنْ خَرَجَ مِنَ
__________
[1] في الأصل «سنن» .
[2] في الأصل «عيينة» .
[3] التاريخ الكبير 5/ 368.
[4] طبقات ابن سعد 6/ 110.
[5] تاريخ بغداد 10/ 200.(6/128)
الْعُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَغَرِقَ لَيْلَةَ دُجَيْلَ، وَقِيلَ قُتِلَ فِي وَقْعَةِ الْجَمَاجِمِ [1] ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَسَارٍ، وَقِيلَ: ابْنُ بِلالٍ، وَقِيلَ ابْنُ دَاوُدَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كَلْفَةَ [2] .
وَقَالَ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَفَدَ أَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ شُعْبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: صَحِبْتُ عَلِيًّا فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَأَكْثَرُ مَا يُحَدِّثُونَ عَنْهُ بَاطِلٌ [3] .
وَقَالَ الأَعْمَشُ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى وَقَدْ ضَرَبَهُ الْحَجَّاجُ، وَكَأَنَّ ظَهْرَهُ مِسْحٌ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى ابْنِهِ، وَهُمْ يَقُولُونَ لَهُ: الْعَنِ الْكَذَّابِينَ، فَيَقُولُ: لَعَنَ اللَّهُ الْكَذَّابِينَ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ اللَّهُ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ. قَالَ: وَأَهْلُ الشَّامِ كَأَنَّهُمْ حَمِيرٌ لا يَدْرُونَ مَا يَقُولُ، وَهُوَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ اللَّعْنِ [4] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: افْتُقِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِمَسْكِنَ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، فَاقْتَحَمَ بِهِمَا فَرَسَاهُمَا الْفُرَاتَ، فَذَهَبَا.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قُتِلَ بِوَقْعَةِ الْجَمَاجِمِ.
94- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ [5] ابن قيس الكنديّ، أمير سجستان.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 201.
[2] قال ابن الأثير في (المرصّع- ص 63) : «إذا أطلق المحدّثون «ابن أبي ليلى» فإنّما يعنون عبد الرحمن، وإذا أطلق الفقهاء «ابن أبي ليلى» فإنّما يعنون محمدا ابنه، وهو إمام مشهور في الفقه، صاحب مذهب وقول» .
[3] انظر نحوه في طبقات ابن سعد 6/ 113.
[4] المعرفة والتاريخ 2/ 618، وابن سعد 6/ 112، 113، وحلية الأولياء 4/ 351.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث) في:
المعارف 127 و 244 و 334 و 337 و 345 و 404 و 411 و 414 و 445، و 446، و 469 و 484 و 536، وأنساب الأشراف 3/ 289، و 4 ق 1/ 353 و 373 و 4/ 60 و 77 و 153 و 5/ 152 و 229 و 260 و 262 و 263 و 276، والأخبار الموفقيّات 348 و 478، وفتوح البلدان 80(6/129)
قَدْ ذَكَرْنَا حُرُوبَهُ لِلْحَجَّاجِ، وَآخِرُ الأَمْرِ أَنَّهُ رَجَعَ إِلَى الْمَلِكِ رُتْبِيلَ، فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ بْنُ عَمْرٍو: لا أَدْخُلُ مَعَكَ لِأَنِّي أَتَخَوَّفُ عَلَيْكَ، وَكَأَنِّي بِكِتَابِ الْحَجَّاجِ قَدْ جَاءَ إِلَى رُتْبِيلَ يُرَغِّبُهُ وَيُرْهِبُهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ بَعَثَ بك سلما أو قتلك، ولكن هاهنا خَمْسَمِائَةٍ قَدْ تَبَايَعْنَا عَلَى أَنْ نَدْخُلَ مَدِينَةً وَنَتَحَصَّنُ فِيهَا، وَنُقَاتِلُ حَتَّى نُعْطَى أَمَانًا أَوْ نَمُوتُ كِرَامًا، فَقَالَ: أَمَّا لَوْ دَخَلْتَ مَعِي لَوَاسَيْتُكَ وَأَكْرَمْتُكَ. فَأَبَى عَلَيْهِ، فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى رُتْبِيلَ، وَأَقَامَ الْخَمْسُمِائَةٍ حَتَّى قَدِمَ عُمَارَةُ بْنُ تَمِيمٍ، فَقَاتَلُوا حَتَّى أَمَّنَهُمْ وَوَفَى لَهُمْ. وَتَتَابَعَتْ كُتُبُ الْحَجَّاجِ إِلَى رُتْبِيلَ فِي شَأْنِ ابْنِ الأَشْعَثِ، إِلَى أَنْ بَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ، وَتَرَكَ لَهُ الْحِمْلَ [1] الَّذِي كَانَ يُؤَدِّيهِ سَبْعَ سِنيِنَ [2] .
وَيُرْوَى أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَصَابَهُ سُلٌّ وَمَاتَ، فَقَطَعُوا رَأْسَهُ، وَبَعَثُوا بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ.
وَيُرْوَى أَنَّ الْحَجَّاجَ بَعَثَ إِلَى رُتْبِيلَ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ عُمَارَةَ فِي ثَلاثِينَ أَلْفًا يَطْلُبُونَ ابْنَ الأَشْعَثِ، فَأَبَى أَنْ يُسَلِّمَهُ، وَكَانَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ عُبَيْدُ بْنُ أَبِي سُبَيْعٍ، فَأَرْسَلَهُ مَرَّةً إِلَى رُتْبِيلَ، فَخَفَّ عَلَى رُتْبِيلَ، وَاخْتَصَّ بِهِ، فَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث لأخيه: إِنِّي لا آمَنُ غَدْرَ هَذَا، فَاقْتُلْهُ، فَهَمَّ
__________
[ () ] و 366 و 397 و 426 و 460 و 481 و 504، وتاريخ اليعقوبي 2/ 277 و 279 و 310، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 159 و 161 و 3/ 352، 353، والأخبار الطوال 240 و 316 و 318 و 320، وتاريخ الطبري 6/ 264- 266 و 326- 328 و 337- 341 و 344- 346 و 368- 370 و 380- 382 و 389- 391 وانظر فهرس الأعلام 10/ 321، والمعرفة والتاريخ 3/ 381، وتاريخ خليفة 275 و 295، وجمهرة أنساب العرب 425 وانظر فهرس الأعلام 594، ومقاتل الطالبيّين 103، والخراج وصناعة الكتابة 398، والبدء والتاريخ 6/ 35، ومروج الذهب 2063- 2065 و 2081 و 2095 و 2109 و 2111 و 2317 و 2119 و 2288 و 2428، ولطف التدبير 226، ونشوار المحاضرة 5/ 55، والمرصّع لابن الأثير 68، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 217، والعقد الفريد 1/ 142 و 2/ 464، وعيون الأخبار 1/ 122، وتاريخ حلب للعظيميّ 89 و 104، ونهاية الأرب 21/ 233 وما بعدها، وثمار القلوب 474 و 481، ووفيات الأعيان 7/ 114، والعبر 1/ 90 و 97، وسير أعلام النبلاء 4/ 183، 184 رقم 74، والبداية والنهاية 9/ 53، وفوات الوفيات 2/ 192، والتذكرة الحمدونية 2/ 62 و 454 وتخليص الشواهد 305.
[1] كذا في الأصل، ولعله «الجعل» . وفي تاريخ الطبري: «ترك له الصلح» .
[2] تاريخ الطبري 6/ 390.(6/130)
بِهِ، وَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَخَافَ، فَوَشَى بِهِ إِلَى رُتْبِيلَ، وَخَوَّفَهُ الْحَجَّاجَ، وَهَرَبَ سِرًّا إِلَى عُمَارَةَ، فَاسْتَجْعَلَ فِي ابْنِ الأَشْعَثِ أَلْفَ أَلْفٍ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ عُمَارَةُ إِلَى الْحَجَّاجِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنْ أَعْطِ عُبَيْدًا وَرُتْبِيلَ مَا طَلَبَا، فَاشْتَرَطَ أَشْيَاءَ فَأُعْطِيَهَا، وَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ وَإِلَى ثَلاثِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَقَدْ أَعَدَّ لَهُمُ الْجَوَامِعَ وَالْقُيُودَ فَقَيَّدَهُمْ، وَأَرْسَلَهُمْ جَمِيعًا إِلَى عُمَارَةَ، فَلَمَّا قَرُبَ ابْنُ الأَشْعَثِ أَلْقَى نَفْسَهُ مِنْ قَصْرٍ فَمَاتَ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ [1] .
95- (عَبْدُ الرحمن بن عمرو بن سهل الأنصاريّ) [2]- خ ت- وهو عبد الرحمن بن سهل.
سَمِعَ: سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقِيلَ لَقِيَ عُثْمَانَ.
وَعَنْهُ: طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ.
وَيُقَالُ: قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، فَيُقَدَّمُ.
96- (عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة) [3]- م- بْنِ نَوْفَلٍ الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَبُو الْمِسْوَرِ الْفَقِيهُ.
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 390، 391، الكامل في التاريخ 501، 502.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عمرو بن سهل) في:
التاريخ الكبير 5/ 326، 327 رقم 1035، والجرح والتعديل 5/ 266 رقم 1256، والثقات لابن حبّان 5/ 90، 91، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 806، والكاشف 2/ 158 رقم 3318، وتهذيب التهذيب 6/ 235، 236 رقم 481، وتقريب التهذيب 1/ 493 رقم 1061، وخلاصة تذهيب التهذيب 228، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 233، ورجال البخاري 1/ 450 رقم 669.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن المسور) في:
طبقات ابن سعد 6/ 114، وطبقات خليفة 243، وتاريخ خليفة 303، والتاريخ لابن معين 2/ 357، والتاريخ الكبير 5/ 347- 349 رقم 1103، والمعرفة والتاريخ 1/ 369 و 2/ 106، والجرح والتعديل 5/ 283 رقم 1349، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 511، والمعارف 429، والثقات لابن حبّان 5/ 101، ورجال صحيح مسلم 1/ 421 رقم 945، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 299، وتهذيب الكمال 2/ 816، والكاشف 2/ 164 رقم 3356، وتهذيب التهذيب 6/ 269، 270 رقم 533، وتقريب التهذيب 1/ 498 رقم 1110، وخلاصة تذهيب التهذيب 234، ومرآة الجنان 1/ 180.(6/131)
سَمِع: أَبَاهُ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبَا رَافِعٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ جَعْفَرٍ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَالزُّهْرِيُّ.
وَكَانَ ثِقَةٌ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ.
97- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ) [1]- ع- أبو بكر الفقيه، أَخُو الأَسْوَدِ وَابْنُ أَخِي عَلْقَمَةَ.
رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَسَلْمَانَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، وَعُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَمَنْصُورٌ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [2] ، وَغَيْرُهُ.
وَتُوُفِّيَ فِي حُدُودِ سَنَةَ اثنتين وثمانين.
98- عبد العزيز بن مروان [3] د أبو الأصبغ الأمويّ، أَمِيرُ مِصْرَ، وَوَلِيُّ عَهْدِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ أَخِيهِ
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن يزيد بن قيس) في:
طبقات ابن سعد 6/ 121، 122، وطبقات خليفة 148، والتاريخ لابن معين 2/ 362، والتاريخ الكبير 5/ 363 رقم 1152، وتاريخ الثقات للعجلي 301 رقم 993، والمعرفة والتاريخ 2/ 536 و 617 و 624 و 3/ 74 و 216 و 217 و 221، وتاريخ أبي زرعة 1/ 458 و 638 و 651 و 652، والمعارف 351 و 432، والجرح والتعديل 5/ 299 رقم 1416، والثقات لابن حبّان 5/ 86، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 458 رقم 686، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 425، 426 رقم 956، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 58 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 289، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 826، والكاشف 2/ 168، 169 رقم 3390، وتهذيب التهذيب 6/ 299 رقم 580، وتقريب التهذيب 1/ 402 رقم 1155، والنجوم الزاهرة 1/ 204، وخلاصة تذهيب التهذيب 236، وسير أعلام النبلاء 4/ 78 رقم 24، والعلل لأحمد، 435.
[2] التاريخ 2/ 362.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن مروان) في:
طبقات ابن سعد 5/ 236، والمحبّر لابن حبيب 477، وطبقات خليفة 240، وتاريخ خليفة 230 و 261 و 270 و 271 و 277 و 286 و 297 و 298، والتاريخ لابن معين 2/ 367، ومعرفة التاريخ له 2/ 67 رقم 133، والتاريخ الكبير 6/ 8 رقم 1514، وأنساب الأشراف 3/ 73 و 4 ق 1/ 305 و 442 و 444 و 446- 448 و 450 و 4/ 17 و 137- 139 و 140- 144 وانظر(6/132)
عَبْدِ الْمَلِكِ بِعَهْدٍ مِنْ مَرْوَانَ، إِنْ صَحَّحْنَا خِلافَةَ مَرْوَانَ، فَإِنَّهُ خَارِجٌ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ بَاغٌ، فَلا يَصِحُّ عَهْدُهُ إِلَى وَلَدَيْهِ، إِنَّمَا تَصِحُّ إِمَامَةُ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ يَوْمِ قَتْلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَلَمَّا مَلَكَ مَرْوَانُ الشَّامَ وَغَلَبَ عليها سار إلى مصر، فاستولى عليها،
__________
[ () ] فهرس الأعلام 408، والمعارف 188 و 354 و 582، والمعرفة والتاريخ 1/ 464 و 465 و 551 و 568 و 569 و 587 و 2/ 485 و 511 و 596 و 597 و 3/ 214 و 334، وتاريخ أبي زرعة 1/ 519، وفتوح البلدان 270 و 272، ولاة مصر وقضاتها 42 و 43 و 46- 58 و 60 و 65 و 121 و 313- 315 و 220- 226، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 79 و 2/ 423 و 3/ 224- 228، والجرح والتعديل 5/ 393 رقم 1827، وتاريخ الطبري 1/ 419 و 5/ 476 و 539 و 610 و 6/ 144- 391 و 412- 416، ورسائل الجاحظ 2/ 40، وعيون الأخبار 1/ 44 و 333 و 2/ 185 و 3/ 146 و 4/ 66، والخراج وصناعة الكتابة 260 و 345 و 346 و 349، والحلّة السيراء 2/ 330 و 332، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 923، والثقات لابن حبّان 5/ 122، وجمهرة أنساب العرب 105، والتنبيه والإشراف 269، ومروج الذهب 823 و 824 و 1969- 1971 و 2001 و 2429، وتاريخ اليعقوبي 2/ 257 و 272 و 277 و 279 و 306، والمحاسن والمساوئ 186، والهفوات النادرة 23، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 194 ب، وتاريخ حلب للعظيميّ 187 و 195، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 306، 307 رقم 367، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 843، والعقد الفريد 1/ 42 و 230 و 2/ 131 و 448 و 3/ 8 و 46 و 286 و 4/ 394 و 397 و 408 و 409 و 435 و 5/ 326 و 6/ 339 و 349، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 110، والكامل في التاريخ 2/ 225 و 4/ 99 و 190- 192 و 300 و 301 و 332 و 342 و 502 و 513- 515 و 540 و 5/ 59 و 62، ونهاية الأرب 21/ 275 و 276، ووفيات الأعيان 1/ 240 و 370 و 2/ 35 و 425 و 3/ 72 و 4/ 310 و 113 و 5/ 298 و 6/ 89 و 302، والعبر 1/ 99، والكاشف 2/ 178 رقم 3456، وسير أعلام النبلاء 4/ 249- 251 رقم 90، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 8. و 90، ومرآة الجنان 1/ 175، والبداية والنهاية 9/ 57- 60، والمواعظ والاعتبار للمقريزي 1/ 209، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 130، والتذكرة الحمدونية 1/ 302، وتهذيب التهذيب 6/ 356 رقم 671، وتقريب التهذيب 1/ 512 رقم 1250، والنجوم الزاهرة 1/ 171 وما بعدها، وحسن المحاضرة للسيوطي 1/ 26 و 586، وخلاصة تذهيب التهذيب 7241، وشذرات الذهب 1/ 95، وخزانة الأدب للبغدادي 3/ 583، وآثار البلاد وأخبار العباد 146، ونثر الدرّ 3/ 15، ومحاضرات الأدباء 1/ 205، وتاريخ اليعقوبي 2/ 257 و 272 و 277 و 279 و 306، ومروج الذهب 823 و 1969- 1971 و 2001 و 2439، ونشوار المحاضرة 5/ 120، والبصائر والذخائر 2/ 709، وربيع الأبرار 2/ 751، وفوات الوفيات 3/ 133 و 4/ 197، 198، والتذكرة الحمدونية 2/ 195 و 352، والفخري في الآداب السلطانية 64 و 126 و 129، وتخليص الشواهد 201، والمستطرف 1/ 167، ومعجم بني أميّة 105، 106.(6/133)
وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا عَبْدَ الْعَزِيزِ وَلَدَهُ، فَبَقِيَ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ مَاتَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَشَهِدَ بِقَتْلِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الأَشْدَقِ بِدِمَشْقَ. وَكَانَتْ دَارُهُ الْخَانَقَاهَ السُّمَيْسَاطِيَّةُ [1] ، وَانْتَقَلَتْ مِنْ بَعْدِهِ إِلَى ابْنِهِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَبَحِيرُ بْنُ ذَاخِرٍ [2] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: بَعَثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ بِأَلْفِ دِينَارٍ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَجِئْتُهُ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ، فَقَالَ: أَيْنَ الْمَالُ؟ فَقُلْتُ: حَتَّى أَصْبَحَ. فَقَالَ: لا والله، لا أبيت الليلة وَلِي أَلْفَ دِينَارٍ، فَجِئْتُهُ بِهَا فَفَرَّقَهَا [4] .
وَقَالَ ابن أبي مليكة: شَهِدْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنُ مروان يَقُولُ عِنْدَ الْمَوْتِ:
يَا لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ شَيْئًا، يَا لَيْتَنِي كَهَذَا الْمَاءِ الْجَارِي [5] .
وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: لَمَّا حَضَرَتْ عَبْدَ الْعَزِيزِ الْوَفَاةُ قَالَ: ائْتُونِي بِكَفَنِي، فَلَمَّا وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلاهُمْ ظَهْرَهُ، فَسَمِعُوهُ وَهُوَ يَقُولُ: أُفٍّ لَكَ أُفٍّ لك ما أقصر طويلك وأقلّ كثيرك [6] .
__________
[1] السّميساطيّة: بسينين وطاء مهملات. وهي مهملة في الأصل.
والخانقاه معروفة مشهورة عند باب الجامع الأموي الشمالي الّذي كان يسمّى بباب الناطفيّين.
وتنسب إلى أبي القاسم علي بن محمد بن يحيى السلمي الحبيشي السميساطي الّذي نزل دمشق فكان من أكابر رؤسائها، وقد اشتراها ووقفها على الفقراء الصوفية، ووقف علوّها على الجامع الأموي. وتوفي سنة 423 هـ.
وسميساط قلعة على الفرات بين قلعة الروم وملطية. (انظر: الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 2/ 151، ومنادمة الأطلال لعبد القادر بدران 276، 277) .
[2] مهمل في الأصل. والتحرير من المشتبه للذهبي.
[3] في الطبقات الكبرى 5/ 236.
[4] تاريخ دمشق 10/ 197 أ.
[5] تاريخ دمشق 10/ 198 أ.
[6] تاريخ دمشق 10/ 198 أ.(6/134)
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ مُوسَى قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ أَتَاهُ بَشِيرٌ يُبَشِّرُهُ بِمَالِهِ الَّذِي كَانَ بِمِصْرَ حِينَ كَانَ عَامِلا عَلَيْهَا عَامَهُ، فَقَالَ: هَذَا مَالُكَ، هَذِهِ ثَلاثُمِائَةِ مُدِيٍّ [1] مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: ما لي وَلَهُ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهُ كَانَ بَعْرًا حَائِلا بِنَجْدٍ [2] .
قَالَ خَلِيفَةُ [3] : مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.
قُلْتُ: وَهُوَ غَلَطٌ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ [4] وَغَيْرُهُمْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، زَادَ الزِّيَادِيُّ فَقَالَ: فِي جُمَادَى الأُولَى.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : قَبْلَ أَخِيهِ بِسَنَةٍ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ.
قُلْتُ: وَكَأَنَّ هَذَا أَيْضًا وَهْمٌ، وَالصَّحِيحُ قَوْلُ الْجَمَاعَةِ.
وَقَدْ كَانَ مَاتَ بِمِصْرَ قَبْلَهُ بِسِتَّةَ عَشَرَ يَوْمًا ابْنُهُ الأَصْبَغُ فَحَزِنَ عَلَيْهِ، وَمَرِضَ، وَمَاتَ بِحُلْوَانَ، وَهِيَ الْمَدِينَةُ الَّتِي بَنَاهَا عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ مِصْرَ وَحُمِلَ إِلَى مِصْرَ فِي النِّيلِ.
وَلَمَّا بَلَغَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ مَوْتُهُ بَايَعَ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ ثُمَّ سُلَيْمَانَ، بَعْدَ أَنْ كَانَ هَمَّ بِخَلْعِ أَخِيهِ.
99- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ [6] ابْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مَناف بْن
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 275 «مد» والتصحيح من: تاريخ دمشق.
[2] تاريخ دمشق 10/ 198 أ.
[3] في طبقاته 240.
[4] مهمل في الأصل.
[5] قول ابن سعد ليس في ترجمة عبد العزيز بن مروان.
[6] انظر عن (عبد الملك بن مروان) في:
طبقات ابن سعد 5/ 223- 235، والمحبّر لابن حبيب 23- 25، ونسب قريش 160- 168، والأخبار الموفقيّات (انظر فهرس الأعلام) 673، 674، وطبقات خليفة 240، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 562، والتاريخ لابن معين 2/ 375، والتاريخ الكبير(6/135)
__________
[5] / 429، 430 رقم 1397، والتاريخ الصغير 91، وتاريخ الثقات للعجلي 312 رقم 1039، والمعارف 355 وانظر فهرس الأعلام 745، والمعرفة والتاريخ 1/ 563 وانظر فهرس الأعلام 3/ 660، 661، وتاريخ أبي زرعة 1/ 191- 193 و 235- 237 و 331- 333 و 337- 339 و 408- 410 و 583- 585 و 595- 597 و 602- 604 وانظر فهرس الأعلام 2/ 928، 929، وتاريخ اليعقوبي 2/ 265- 291، وانظر فهرس الأعلام 1/ 313، وأنساب الأشراف 1/ 22 و 318 و 430 و 499 و 500 و 503 و 505 و 3/ 40 و 53 و 74 و 76 و 85 و 104 و 112 و 192 و 283 و 287 و 302 و 4 ق 1/ 38 و 53 و 60 و 82 و 83 و 123 و 124 و 158 و 160 و 285 و 321 و 323 و 324 و 329 و 349 و 355 و 356 و 362 و 364 و 372 و 441 و 453 و 455 و 459- 468 و 470- 472 و 475 و 476 و 478- 480 و 570 و 614 و 618 والجزء الرابع (انظر فهرس الأعلام) ص 18، والجزء الخامس (انظر فهرس الأعلام) - ص 408، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) 639، والسير والمغازي لابن إسحاق 251، والفتوح لابن أعثم الكوفي 7/ 204، وأخبار القضاة لوكيع- الجزء الأول- انظر فهرس الأعلام 34، و 2/ 397 و 417 و 418 و 421 و 3/ 126 و 202 و 210 و 227 و 247، والحلّة السيراء 1/ 17 و 25 و 29- 32 و 34 و 2/ 32 و 323 و 331 و 332، والخراج وصناعة الكتابة (انظر فهرس الأعلام) 582، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) - انظر فهرس الأعلام 140، ومروج الذهب 1973- 2112 و 2121- 2124، وانظر فهرس الأعلام 2/ 485، 486، والبدء والتاريخ 6/ 26، والتنبيه والإشراف 273، ونشوار المحاضرة 5/ 98- 100، والفرج بعد الشدّة للتنوخي (انظر فهرس الأعلام) 5/ 186، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 214- 224 والولاة والقضاة 48 و 49 و 51 و 54 و 58 و 60 و 61 و 222، وثمار القلوب (انظر فهرس الأعلام) 785، وخاصّ الخاص 50 و 87، ومقاتل الطالبيين 235 و 672، وطبقات الفقهاء للشيرازي 62 و 63 و 74 و 75، والجليس الصالح 1/ 588 و 2/ 36، 37 و 306 و 3/ 12، والهفوات النادرة (انظر فهرس الأعلام 421) ، وتاريخ بغداد 10/ 388- 391 رقم 5568، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 128، 129، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 207، 208، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 252 أ، وتاريخ حلب للعظيميّ (انظر فهرس الأعلام) 457، والفخري في الآداب السلطانية (انظر فهرس الأعلام) 352، والكامل في التاريخ 4/ 517، وما بعدها، والمرصّع 27 و 163 و 177، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 309، 310 رقم 373، وجمهرة أنساب العرب 89، والثقات لابن حبّان 5/ 119، 120، ووفيات الأعيان 2/ 29- 33، وانظر فهرس الأعلام 8/ 155، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 862، والعبر 1/ 102، وسير أعلام النبلاء 4/ 246- 249 رقم 89، وميزان الاعتدال 2/ 664 رقم 5248، والبداية والنهاية 9/ 61- 69، ومرآة الجنان 1/ 178، ودول الإسلام 1/ 60، ونهاية الأرب للنويري 21/ 277- 281، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (انظر فهرس الأعلام) 325، وفوات الوفيات 1/ 402- 404، والتذكرة الحمدونية (انظر فهرس الأعلام) 1/ 479 و 2/ 506، ومآثر الإنافة 1/ 126، والوفيات لابن قنفذ 95 رقم 86، والعقد الثمين 5/ 512، وتهذيب(6/136)
قُصَيِّ بْنِ كِلابٍ الْخَلِيفَةُ، أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ.
بُويِعَ بِعَهْدٍ مِنْ أَبِيهِ فِي خِلافَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَبَقِيَ عَلَى مِصْرَ وَالشَّامِ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى بَاقِي الْبِلادِ مُدَّةَ سَبْعِ سِنِينَ، ثُمَّ غَلَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى الْعِرَاقِ، وَمَا وَالاهَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَبَعْدَ سَنَةٍ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَاسْتَوْسَقَ [1] ، الأَمْرُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ.
وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ الْخِلافَةِ، وَشَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ مَعَ أَبِيهِ، وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَحَفِظَ أَمْرَهُمْ: قَالَ: وَاسْتَعْمَلَهُ مُعَاوِيَةُ عَلَى المدينة وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً [3] .
قُلْتُ: هَذَا لا يُتَابِعُ ابْنَ سَعْدٍ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ اسْتِعْمَالِ مُعَاوِيَةَ لَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ [4] .
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ وَجِيهٍ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ «صِفَةِ الْخُلَفَاءِ» فِي خِزَانَةِ الْمَأْمُونِ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ رَجُلا طَوِيلا، أَبْيَضَ، مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ، كَبِيرَ الْعَيْنَيْنِ، مُشْرِفَ الأَنْفِ، رَقِيقَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الْجِسْمِ، لَيْسَ بِالْقَضِيفِ [5] وَلا الْبَادِنِ، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ [6] .
قُلْتُ: سَمِعَ عُثْمَانَ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَبَا سَعِيدٍ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَبُرَيْرَةَ مَوْلاةَ عائشة، وابن عمر، ومعاوية.
روى عنه: عروة، وخالد بن معدان، وإسماعيل بن عبيد الله،
__________
[ () ] التهذيب 6/ 422، 423، رقم 878، وتقريب التهذيب 1/ 523 رقم 1347، والنجوم الزاهرة 1/ 212، وخلاصة تذهيب التهذيب 246، وشذرات الذهب 1/ 97، وآثار البلاد (انظر فهرس الأعلام) 636.
[1] استوسق: اجتمع الأمر.
[2] في الطبقات 5/ 224.
[3] وفيه تكملة: «فركب عبد الملك بالناس البحر» .
[4] زاد المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 4/ 247: «وإنما استعمل أباه» .
[5] القضافة: النحافة، على ما في القاموس المحيط.
[6] تاريخ بغداد 10/ 391.(6/137)
ورجاء بن حيوة، وربيعة بن يزيد، ويونس بن ميسرة، والزهري، وحريز [1] بن عثمان، وطائفة.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لا يَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ يُجَهِّزُ غَازِيًا، أَوْ يَخْلُفُهُ بِخَيْرٍ إِلا أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ قَبْلَ الْمَوْتِ» [2] . قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ فِي الإِسْلامِ عَبْد الْمَلِكِ:
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ [3] .
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ: أُمُّهُ هِيَ عَائِشَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ [4] .
وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: قِيلَ لابْنِ عُمَرَ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ يُوشَكُ أَنْ تَنْقَرِضُوا، فَمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكُمْ؟
فَقَالَ: إِنَّ لِمَرْوَانَ ابْنًا فَقِيهًا فَسَلُوهُ [5] .
وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْيَمَامِيِّ، عَنْ سُحَيْمٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَهُوَ غُلامٌ شَابٌّ، فَقَالَ: هَذَا يَمْلُكُ الْعَرَبَ.
مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ مَجْهُولٌ.
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ وَمَا بِهَا شَابٌّ
__________
[1] في الأصل «حزيز» والتصويب من مصادر الترجمة.
[2] أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد (2503) باب كراهية ترك الغزو، من طريق ابن المبارك، أخبرنا وهيب- يعني ابن الورد- أخبرني عمر بن محمد بن المنكدر، عن سميّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وابن ماجة في الجهاد (2762) باب التغليظ في ترك الجهاد، والدارميّ 2/ 209.
[3] تاريخ بغداد 10/ 389، 390.
[4] هي عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص، (نسب قريش 160) .
[5] المعرفة والتاريخ 1/ 563، وتاريخ بغداد 10/ 389.(6/138)
أَشَدُّ تَشْمِيرًا، وَلا أَفْقَهُ، وَلا أَنْسَكُ، وَلا أَقْرَأُ لِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ [1] .
وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: فُقَهَاءُ الْمَدِينَةِ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ [2] .
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَلَدَ النَّاسُ أَبْنَاءً، وَوَلَدَ مَرْوَانُ أَبًا.
وَعَنْ عَبْدَةَ بْنِ رِيَاحٍ الْغَسَّانِيِّ، أَنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- تَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ- مَا زِلْتُ أَتَخَيَّلُ هَذَا الأَمْرَ فِيكَ مُنْذُ رَأَيْتُكَ. قَالَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْكَ مُحَدِّثًا، وَلا أَحْلَمَ مِنْكَ مُسْتَمِعًا.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ: قَالَ مَالِكٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَفِتْيَانٌ مَعَهُ، كَانُوا إِذَا صَلَّى الإِمَامُ الظُّهْرَ قَامُوا فَصَلُّوا إِلَى الْعَصْرِ، فَقِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: لَوْ قُمْنَا فَصَلَّيْنَا كَمَا يُصَلِّي هَؤُلاءِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: لَيْسَتِ الْعِبَادَةُ بِكَثْرَةِ الصَّلاةِ وَلا الصَّوْمِ، إِنَّمَا الْعِبَادَةُ التَّفَكُّرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ، وَالْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ.
وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا جَالَسْتُ أَحَدًا إِلا وَجَدْتُ لِي عَلَيْهِ الْفَضْلَ، إِلا عَبْدَ الْمَلِكِ بن مروان، فإنّي ما فَإِنِّي مَا ذَاكَرْتُهُ حَدِيثًا إِلا زَادَنِي فِيهِ، وَلا شِعْرًا إِلا زَادَنِي فِيهِ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: قَالَ لِي أَبُو خَالِدٍ: أَغْزَى مُسْلِمَةُ بْنُ مخلد معاوية بن حديج [3] سَنَةَ خَمْسِينَ، وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَرْوَانَ، أَنِ ابْعَثْ عَبْدَ الْمَلِكِ عَلَى بَعْثِ الْمَدِينَةِ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَقَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَدَخَلَ إِفْرِيقِيَّةَ مَعَ معاوية بن حديج، فبعثه ابن حديج إِلَى حِصْنٍ، فَحَصَرَ أَهْلَهُ، وَنَصَبَ عَلَيْهِ الْمَنْجَنِيقَ [4] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَ حُمَيْدٌ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، أَنَّ يَهُودِيًّا
__________
[1] طبقات ابن سعد 5/ 234، تاريخ دمشق 10/ 254 أ، تاريخ بغداد 10/ 389.
[2] المعرفة والتاريخ 1/ 563، تاريخ بغداد 10/ 389.
[3] في الأصل «خديج» وهو تحريف.
[4] تاريخ خليفة 210، 211 وفيه: «فبعثه معاوية بن حديج على خيل إلى جلولاء بأرض المغرب، فحصر أهلها ونصب عليها المجانيق» . وانظر: الحلّة السيراء 1/ 29، 30.(6/139)
أسلم، وكان اسمه يوسف، قد قرأ الكتب، فَمَرَّ بِدَارِ مَرْوَانَ، فَقَالَ: وَيْلٌ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الدَّارِ. فَقُلْتُ لَهُ: إِلَى مَتَى؟ قَالَ: حَتَّى تَجِيءَ رَايَاتٌ سُودٌ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ. وَكَانَ صَدِيقًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَضَرَبَ يَوْمًا عَلَى مَنْكِبِهِ وَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، إِذَا مَلَكْتَهُمْ. فَقَالَ: دَعْنِي وَيْحَكَ، وَدَفَعَهُ، مَا شَأْنِي وَشَأْنُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ فِي أَمْرِهِمْ.
قَالَ: وَجَهَّزَ يَزِيدُ جَيْشًا إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: أَعُوذُ باللَّه، أَيَبْعَثُ إِلَى حَرَمِ اللَّهِ! فَضَرَبَ يُوسُفُ بِمَنْكِبِهِ وَقَالَ: جَيْشُكَ إِلَيْهِمْ أَعْظَمُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ: ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدِينَةَ دَخَلْتُ مَسْجِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ: أَمِنْ هَذَا الْجَيْشِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَتَدْرِي إِلَى مَنْ تَسِيرُ؟ إِلَى أَوَّلِ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلامِ، وَإِلَى ابْنِ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِلَى ابْنِ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، وَإِلَى مَنْ حَنَّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَا وَاللَّهِ إِنْ جِئْتَهُ نَهَارًا وَجَدْتَهُ صَائِمًا، وَلَئِنْ جِئْتَهُ لَيْلا لَتَجِدَنَّهُ قَائِمًا، فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الأَرْضِ أَطْبَقُوا عَلَى قَتْلِهِ لأَكَبَّهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فِي النَّارِ. فَلَمَّا صَارَتِ الْخِلافَةُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، وَجَّهْنَا مَعَ الْحَجَّاجِ حَتَّى قَتَلْنَاهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: أَفْضَى الأَمْرُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَالْمُصْحَفُ فِي حِجْرِهِ، فَأَطْبَقَهُ وَقَالَ: هَذَا آخِرُ الْعَهْدِ بِكَ [1] .
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثنا عَبَّادُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَكِبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِكْرًا، فَأَنْشَأَ قائده يقول:
يا أيّها الْبِكْرُ الَّذِي أَرَاكَا ... عَلَيْكِ سهل الأَرْضِ فِي مَمْشَاكَا
وَيْحَكَ هَلْ تَعْلَمُ مَنْ عَلاكَا ... خَلِيفَةُ اللَّهِ الَّذِي امْتَطَاكَا
لَمْ يَحْبُ بِكْرًا مِثْلَ مَا حَبَاكَا
فَلَمَّا سَمِعَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ قَالَ: إيها يَا هَنَاهْ، قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِعَشَرَةِ آلاف درهم [2] .
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 390.
[2] البداية والنهاية 9/ 64 وهو في الأغاني 16/ 183 باختلاف الألفاظ في الأبيات.(6/140)
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قِيلَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَجَّلَ عَلَيْكَ الشَّيْبُ، فَقَالَ: وَكَيْفَ لا، وَأَنَا أَعْرِضُ عَقْلِي عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ [1] .
وَرَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ قَالَ: اعْفِنِي مِنْ أَرْبَعٍ، وَقُلْ بَعْدَهَا مَا شِئْتَ: لا تَكْذِبْنِي فَإِنَّ الْمَكْذُوبَ لا رَأْيَ لَهُ، وَلا تُجِبْنِي فِيمَا لا أَسْأَلُكَ، فَإِنَّ فِيمَا أسألك عنه شغلا، وَلا تُطْرِنِي فَإِنِّي أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْكَ، وَلا تحملني عَلَى الرَّعِيَّةِ [2] ، فَإِنِّي إِلَى الرِّفْقِ بِهِمْ أَحْوَجُ [3] .
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَكَتَبَ عَلَيْهَا الْقُرْآنَ [4] .
وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى الدِّينَارِ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 [5] وَفِي الْوَجْهِ الآخَرِ: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ» ، وَطَوَّقَهُ بِطَوْقٍ فِضَّةٍ، وَكَتَبَ فِيهِ «ضُرِبَ بِمَدِينَةِ كَذَا» ، وَكَتَبَ فِي خَارِجِ الطَّوْقِ (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ) [6] .
وَقَالَ مُوسَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ: لَحَنَ جَلِيسٌ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَقَالَ رَجُلٌ: زِدْ ألف، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَأَنْتَ فَزِدْ أَلْفًا [7] .
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِذَا قَعَدَ لِلْحُكْمِ قَيِمَ عَلَى رَأْسِهِ بِالسُّيُوفِ [8] .
وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حرب الزّياديّ قال: قيل لعبد الملك
__________
[1] البداية والنهاية 9/ 64.
[2] كذا في البداية والنهاية، وفي الأصل «الرغبة» .
[3] البداية والنهاية 9/ 65.
[4] الأوائل، لأبي هلال العسكري- ص 174 طبعة دار الكتب العلمية، بيروت 1407 هـ. / 1987 م.
[5] أول سورة الإخلاص.
[6] انظر كتاب: النقود القديمة الإسلامية للمقريزي، نشره أنستاس الكرملي في كتاب (النقود العربية وعلم النميّات) - ص 35- طبعة القاهرة 1939.
[7] البداية والنهاية 9/ 94.
[8] البداية والنهاية 9/ 64.(6/141)
ابن مَرْوَانَ: مَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ تَوَاضَعَ عَنْ رِفْعَةٍ وَزَهِدَ عَنْ قُدْرَةٍ، وَأَنْصَفَ عَنْ قُوَّةٍ [1] .
وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ:
لعمري لَقَدْ عُمِّرْتُ فِي الدَّهْرِ [2] بُرْهةً ... وَدَانَتْ لِيَ الدُّنْيَا بِوَقْعِ الْبَوَاتِرِ
فَأَضْحَى الَّذِي قَدْ كَانَ مِمَّا يَسُرُّنِي ... كَلَمْحٍ [3] مَضَى فِي الْمُزْمِنَاتِ الْغَوَابِرِ
فَيَا لَيْتَنِي لَمْ أَعْنِ بِالْمُلْكِ سَاعَةً [4] ... وَلَمْ أَلْهُ فِي لَذَّاتِ عَيْشٍ نَوَاضِرِ
وَكُنْتُ كَذِي [5] طِمْرَيْنِ عَاشَ بِبُلْغَةٍ ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى زَارَ ضَنْكَ الْمَقَابِرِ
[6] وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ كَثِيرًا مَا يَجْلِسُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فِي مُؤَخِّرِ الْمَسْجِدِ بِدِمَشْقَ، فَقَالَتْ لَهُ مَرَّةً: بَلَغَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّكَ شَرِبْتَ الطِّلاءَ [7] بَعْدَ النُّسُكِ وَالْعِبَادَةِ، فَقَالَ: أَيْ وَاللَّهِ، والدماء، قَدْ شَرِبْتُهَا [8] .
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ كَانَ أَبْخَرَ، وَأَنَّهُ وُلِدَ لِسَتَّةِ أَشْهُرٍ [9] .
وَذَكَرَ ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ كَانَ فَاسِدَ الْفَمِ.
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: خَطَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّ ذنوبي عظام، وإنّها
__________
[1] البداية والنهاية 9/ 65 وفيه: «وترك النّصرة عن قوّة» .
[2] في البداية والنهاية «في الملك» .
[3] في البداية والنهاية «كحلم» .
[4] في البداية والنهاية «ليلة» .
[5] في الأصل «لدى» .
[6] الأبيات في البداية والنهاية 9/ 67، 68 دون البيت الأخير.
[7] الطّلاء: المطبوخ من عصير العنب وذهب ثلثاه.
[8] البداية والنهاية 9/ 66.
[9] قول العجليّ ليس في تاريخ الثقات 312 والّذي فيه قوله: «وكان يقال إنّ لعبد الملك حلما، دخل عبد الرحمن بن أمّ الحكم- وكان خيارا- فقال له عبد الملك: ما لي أراك كأنّك عاضّ على صوفة؟، يريد عنقفته، فقال له عبد الرحمن: والله يا أمير المؤمنين يقهلن مالي ولا يشممن قفاي. فعرف عبد الملك أنه إنّما عيّره بالبخر، فسكت» .
وليس في ترجمته ما يدلّ على تاريخ مولده.(6/142)
صغار في جنب عفوك، فاغفرها لِيَ يَا كَرِيمُ [1] .
قَالُوا: تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، وَخِلافَتُهُ الْمُجْمَعُ عَلَيْهَا مِنْ وَسَطِ سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا احْتَضَرَ دَخَلَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ ابْنُهُ، فَتَمَثَّلَ:
كَمْ عَائِدٍ رَجُلا وَلَيْسَ يَعُودُهُ ... إِلا لِيَعْلَمَ هَلْ تَرَاهُ يَمُوتُ
وَتَمَثَّلَ أَيْضًا:
وَمُسْتَخْبِرٌ عَنَّا يُرِيدُ بِنَا الرَّدَى ... وَمُسْتَخْبِرَاتٌ وَالْعُيُونُ سَوَاجِمُ
فَجَلَسَ الْوَلِيدُ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا هَذَا، تَحِنُّ حَنِينَ الأَمَةِ! إِذَا مِتُّ فَشَمِّرْ وَائْتَزِرْ وَالْبَسْ جِلْدَ النَّمِرِ، وَضَعْ سَيْفَكَ عَلَى عَاتِقِكَ، فَمَنْ أَبْدَى ذَاتَ نَفْسِهِ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، وَمَنْ سَكَتَ مَاتَ بِدَائِهِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ: لَمَّا أَيْقَنَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالْمَوْتِ دَعَا مَوْلاهُ أَبَا عِلاقَةَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مُنْذُ وُلِدْتُ إِلَى يَوْمِي هَذَا حَمَّالا. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْبَنَاتِ إِلا وَاحِدَةً، وَهِيَ فَاطِمَةُ، وَكَانَ قَدْ أَعْطَاهَا قِرْطَيْ مَارِيَّةَ، وَالدُّرَّةَ الْيَتِيمَةَ، وَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي لَمْ أُخْلِفْ شَيْئًا أَهَمَّ مِنْهَا إِلَيِّ فَاحْفَظْهَا، فَتَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَوْصَى بَنِيهِ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الْفُرْقَةِ وَالاخْتِلافِ، وَقَالَ: انْظُرُوا مُسْلِمَةَ وَاصْدُرُوا عَنْ رَأْيِهِ- يَعْنِي أَخَاهُمْ- فَإِنَّهُ مَجَنَّكُمُ الَّذِي بِهِ تَجْتَنُّونَ وَنَابَكُمُ الَّذِي عَنْهُ تَفْتَرُّونَ، وَكُونُوا بَنِي أُمٍّ بَرَرَةً، وَكُونُوا فِي الْحَرْبِ أَحْرَارًا، وَلِلْمَعْرُوفِ مَنَارًا، فَإِنَّ الْحَرْبَ لَمْ تُدْنِ مَنِيَّةً قَبْلَ وَقْتِهَا، وَإِنَّ الْمَعْرُوفَ يَبْقَى أَجْرُهُ وَذِكْرُهُ، وَاحْلَوْلَوْا فِي مَرَارَةٍ، وَلِينُوا فِي شِدَّةٍ، وَكُونُوا كَمَا قَالَ ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الشَّيْبَانِيُّ:
إِنَّ الْقِدَاحَ [2] إِذَا اجْتَمَعْنَ فَرَامَهَا ... بِالْكَسْرِ ذُو حَنَقٍ وَبَطْشٍ أَيِّدِ
[3]
عَزَّتْ فَلَمْ تُكْسَرْ، وَإِنْ هِيَ بدّدت ... فالكسر والتّوهين للمتبدّد
__________
[1] تاريخ دمشق 10/ 263 أ، والبداية والنهاية 9/ 67.
[2] في البداية والنهاية «الأمور» .
[3] في البداية والنهاية «مفند» .(6/143)
يَا وَلِيدُ اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا أُخْلِفُكَ فِيهِ، وَاحْفَظْ وَصِيَّتِي، وَخُذْ بِأَمْرِي، وَانْظُرْ إِلَى أَخِي مُعَاوِيَةَ، فَإِنَّهُ ابْنُ أُمِّي، وَقَدِ ابْتُلِيَ فِي عَقْلِهِ بِمَا عَلِمْتَ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَآثَرْتُهُ بِالْخِلافَةِ، فَصِلْ رَحِمَهُ، وَاحْفَظْنِي فِيهِ، وَانْظُرْ أَخِي مُحَمَّدَ بْنَ مَرْوَانَ، فَأَقِرَّهُ عَلَى الْجَزِيرَةِ، وَلا تعْزِلْهُ، وَانْظُرْ أَخَاكَ عَبْدَ اللَّهِ، فَلا تُؤَاخِذْهُ، وَأَقْرِرْهُ عَلَى عَمَلِهِ بِمِصْرَ، وَانْظُرِ ابْنَ عَمِّنَا هَذَا عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَإِنَّهُ قَدِ انْقَطَعَ إِلَيْنَا بِمَوَدَّتِهِ وَهَوَاهُ وَنَصِيحَتِهِ، وَلَهُ نَسَبٌ وَحَقُّ، فَصِلْ رَحِمَهُ وَاعْرَفْ حَقَّهُ، وَانْظُرِ الْحَجَّاجَ فَأَكْرِمْهُ، فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي وَطَّأَ لَكُمُ الْمَنَابِرَ، وَهُوَ سَيْفُكَ يَا وَلِيدُ، وَيَدُكَ عَلَى مَنْ نَاوَأَكَ، فَلا تَسْمَعَنَّ فِيهِ قَوْلَ أَحَدٍ، وَأَنْتَ إِلَيْهِ أَحْوَجُ مِنْهُ إِلَيْكَ. وَادْعُ النَّاسَ إِذَا مِتُّ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَمَنْ قَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا، فَقُلْ بِسَيْفِكَ هَكَذَا، ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:
فَهَلْ مِنْ خَالِدٍ إِمَّا هَلَكْنَا ... وَهَلْ بِالْمَوْتِ يَا لِلنَّاسِ عَارُ
[1] وَعَاشَ إِحْدَى وَسِتِّينَ سَنَةً، وَكَانَ لَهُ سَبَعَةَ عَشَرَ وَلَدًا.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [2] : فَمِنْ أَوْلادِهِ: الْوَلِيدُ، وَسُلَيْمَانُ، وَمَرْوَانُ الأَكْبَرُ [3] ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّهُمْ وَلادَةُ بِنْتُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنٍ.
وَيَزِيدُ، وَمَرْوَانُ الأَصْغَرُ، وَمُعَاوِيَةُ [4] ، وَأُمُّ كُلْثُومَ، وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
وَهِشَامٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ هِشَامٍ [5] بِنْتُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ [6] .
وَأَبُو بَكْرٍ [7] ، وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ.
وَالْحَكَمُ، وَمَاتَ قَدِيمًا، أُمُّهُ أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ الْمُغِيرَةِ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ الْمَخْزُومِيَّةُ.
__________
[1] البداية والنهاية 9/ 67، 68 وفيه «للباقين عار» .
[2] في تاريخه 6/ 419، 420.
[3] في تاريخ الطبري «ومروان الأكبر- درج-» . أي مات صغيرا.
[4] في تاريخ الطبري: «ومعاوية- درج-» .
[5] في طبعة القدسي 3/ 281 «هاشم» والتصحيح من تاريخ الطبري.
[6] قال المدائني: اسمها عائشة بنت هشام.
[7] في تاريخ الطبري «واسمه بكار» .(6/144)
وَمُسْلِمَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَالْمُنْذِرُ، وَعَنْبَسَةُ، وَالْحَجَّاجُ [1] ، لأُمَّهَاتِ أَوْلادِ.
وَتَزَوَّجَ أَيْضًا بِأُمِّ أَبِيهَا بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَبِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [2] .
100- (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ) [3] .
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ.
وَقَدِمَ الشَّامَ غَازِيًا صُحْبَةَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ [4] ، ثُمَّ سَكَنَ مِصْرَ مُدَّةً.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ، وَحَنَشٌ الصَّنْعَانِيُّ، وَقَيْسُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وآخرون.
101- (عبيد الله بن الأسود) [5]- خ م د [6]- ويقال ابن الأسد الخولانيّ، رَبِيبُ مَيْمُونَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ.
رَوَى عَنْهَا، وَعَنْ: عثمان، وابن عبّاس، وزيد بن خالد.
__________
[1] في تاريخ الطبري زيادة «محمد وسعيد الخير» .
[2] قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ 4/ 519 «وقيل: كان عنده ابنة لعليّ بن أبي طالب، ولا يصحّ» .
وزاد الطبري في زوجاته: «شقراء بنت سلمة بن حلبس الطائي» (التاريخ 6/ 420) .
[3] انظر عن (عبد الملك بن أبي ذرّ) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) - مجلّد 24/ 378، 379، وكتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- ج 3/ 234، 235 رقم 930.
[4] قال عبد الملك: أمرني أبي بصحبة سلمان، فصحبته إلى الشام، فرابطنا بها، حتى إذا انقضى رباطنا أقفلنا نريد الكوفة. (تاريخ دمشق 24/ 379) .
وأقول: رابط عبد الملك ببيروت لأن سلمان كان مرابطا بها.
انظر بحثنا الّذي قدّمناه في «المؤتمر العالمي لتاريخ الحضارة العربية الإسلامية» الّذي أقامته وزارة التعليم العالي- بجامعة دمشق، ونشر في الكتاب الّذي ضمّ وقائع ومحاضرات المؤتمر- ص 353- 372- طبعة كلية الآداب بجامعة دمشق، 1401 هـ. / 1981 م. وهو بعنوان: «الرباط والمرابطون في ساحل الشام» .
[5] انظر عن (عبيد الله بن الأسود) في:
المعرفة والتاريخ 2/ 441، والثقات لابن حبّان 5/ 67، 68، ورجال مسلم لابن منجويه 2/ 9، 10 رقم 1018، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 301 رقم 1148، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 873، 874، والكاشف 2/ 196 رقم 3580، وتهذيب التهذيب 7/ 3 رقم 2، وتقريب التهذيب 1/ 530 رقم 1424، وخلاصة تذهيب التهذيب 249.
[6] في خلاصة التذهيب زيادة رمز «س» .(6/145)
رَوَى عَنْهُ: بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ.
102- (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ) [1]- ن- بن عبد المطّلب الهاشميّ.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ شَقِيقُ عَبْدِ اللَّهِ.
قِيلَ لَهُ رُؤْيَةٌ، وَرِوَايَتُهُ فِي النَّسَائِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَطَاءٌ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ.
وَكَانَ أَحَدَ الأَجْوَادِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي «الطَّبَقَاتِ» فِي الطَّبَقَةِ الْخَامِسَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ [2] : كَانَ أَصْغَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بِسَنَةٍ وَاحِدَةٍ. سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَجُلا تَاجِرًا، مَاتَ بِالْمَدِينَةِ، فَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أنّه بقي إلى زمن يزيد.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن العبّاس) في:
نسب قريش 27، والمحبّر لابن حبيب 17 و 107 و 146 و 292 و 409 و 453 و 455 و 456، وتاريخ خليفة 191 و 198 و 200 و 225، والتاريخ الصغير 48 و 73، وتاريخ الثقات للعجلي 317 رقم 1058، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 80 رقم 5، والمعرفة والتاريخ 3/ 322، وأنساب الأشراف 1/ 447 و 3/ 22- 24 و 36 و 58- 60 و 62 و 66 و 71 و 282، وتاريخ اليعقوبي 2/ 179 و 198 و 214، وتاريخ الطبري 4/ 442، و 443 و 492 و 5/ 92 و 132 و 136 و 139 و 140 و 143 و 155 و 158 و 163 و 167 و 170، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 289، والمنتخب من ذيل المذيل 536، والمعارف 121 و 122 و 267، ومروج الذهب 1631 و 1812 و 2125 و 2127 و 3494 و 3495، والتنبيه والإشراف 273 (وفيه: عبد الله بن العباس) ، والبدء والتاريخ 5/ 8 و 108 و 217، وجمهرة أنساب العرب 19، ورجال الطوسي 46 رقم 3، والمراسيل 116 رقم 195، والمستجاد من فعلات الأجواد 170 و 173، وتاريخ حلب للعظيميّ 235، وتهذيب الكمال (المصور) 2/ 879، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 312 رقم 379، والعقد الفريد 1/ 293- 296 و 2/ 103 و 4/ 7، وعيون الأخبار 1/ 334، والكامل في التاريخ 3/ 201 و 202 و 350 و 374 و 377 و 383- 385 و 398 و 408 و 4/ 530، وتحفة الأشراف 7/ 220 رقم 344، والكاشف 2/ 199 رقم 3605، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 607، وجامع التحصيل 282 رقم 484، ووفيات الأعيان 3/ 64 و 427 و 428 و 7/ 60، وفوات الوفيات 2/ 170، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 71، والتذكرة الحمدونية 2/ 282- 284 و 335، وتذريب الراويّ للسيوطي 2/ 217، وتهذيب التهذيب 7/ 19، 20 رقم 41، وتقريب التهذيب 1/ 534 رقم 1460، وخلاصة تذهيب التهذيب 351، وشذرات الذهب 1/ 64، والمستطرف للأبشيهي 1/ 159، 160.
[2] هذه الطبقة من نواقص المطبوع من الطبقات الكبرى لابن سعد.(6/146)
قُلْتُ: وَوَلِيَ الْيَمَنَ لِعَلِيٍّ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ.
وَقِيلَ إِنَّهُ أَعْطَى رَجُلا مَرَّةً مِائَةَ أَلْفٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] ، وَالْفَسَويُّ [2] : مَاتَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] وَغَيْرُهُ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ.
- (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ) - خ م د ن- يُؤَخَّرُ إِلَى الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
103- (عُبَيْدُ بْنُ حُصَيْنٍ) [4] أَبُو جَنْدَلٍ النُّمَيْرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالرَّاعِي، وَذَلِكَ لِكَثْرَةِ وَصْفِهِ لِلإِبِلِ فِي شِعْرِهِ وكان من فحول الشعراء في صدر
__________
[1] قال البخاري في تاريخه الصغير 73 إنه مات بالمدينة، ولم يزد على ذلك. ولم يذكره في تاريخه الكبير.
[2] في المعرفة والتاريخ 3/ 322.
[3] في تاريخه 225.
[4] انظر عن (عبيد بن حصين المعروف بالراعي النميري) في:
المؤتلف والمختلف للآمدي 122، ومعجم الشعراء للمرزباني 122، وطبقات الشعراء لابن سلام 434، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 327- 230 رقم 68، ونسب قريش 164 و 194- 196، والزاهر للأنباري 1/ 165 و 225 و 235 و 383 و 541 و 563 و 613 و 618 و 630، وأنساب الأشراف 5/ 318، وعيون الأخبار 1/ 319، والبخلاء للجاحظ 374، وأمالي القالي 1/ 53 و 115 و 121 و 2/ 23 و 53 و 61 و 134 و 185 و 200 و 259 و 322، ومروج الذهب 1224 و 2084، وأمالي المرتضى 1/ 4 و 216 و 276 و 319 و 322 و 323 و 2/ 8 و 28 و 30 و 31 و 155 و 167 و 192، والأغاني 24/ 205- 218، والعقد الفريد 3/ 41، وجمهرة أنساب العرب 279، وثمار القلوب 413 و 496، وطبقات فحول الشعراء 502، وسمط اللآلي 50، ولباب الآداب 89 و 90 و 105 و 268، والمنازل والديار 1/ 32، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ 6 أ، وسير أعلام النبلاء 4/ 597، 598 رقم 237، وشرح شواهد المغني 336، وخزانة الأدب 1/ 504، وتخليص الشواهد 405 و 406 و 439، وشرح نقائض جرير في مواضع متفرّقة، وجمهرة أشعار العرب 912، وشرح التبريزي للحماسة 1/ 146، والاشتقاق لابن دريد 295، والمثلّث للبطليوسي 1/ 375 و 389 و 397 و 424 و 433 و 2/ 38 و 77 و 140 و 192 و 332 و 335 و 359 و 381، ووفيات الأعيان 3/ 171 و 5/ 240 و 383، والتذكرة الحمدونية 2/ 22، والاقتضاب للبطليوسي 303، والعمدة لابن رشيق 2/ 296، والمزهر 2/ 430، وألقاب الشعراء 314، وشرح أدب الكاتب 144 و 244 و 250 و 355 و 358 و 361 و 375 و 378 و 406، ورغبة الآمل 1/ 146، والبيان والتبيين 4/ 56، والفهرست لابن النديم 62 و 82 و 179، ومجالس العلماء للزجّاجي 48، ومعجم البلدان 4/ 435 و 5/ 434، والزيارات للهروي 20، والأزمنة والأمكنة للمرزوقي 1/ 160 و 2/ 372، ومعجم الشعراء في لسان العرب 167- 170 رقم 368،(6/147)
الإِسْلامِ، لَهُ ذِكْرٌ.
وَقَدْ هَجَاهُ جَرِيرٌ بِقَصِيدَتِهِ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا:
فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ ... فَلا كَعْبًا [1] بَلَغْتَ وَلا كِلَابَا
104- (عُبَيْدُ بن السّبّاق) [2]- ع- المدنيّ الثّقفيّ.
رَوَى عَنْ: زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَجُوَيْرِيَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
روى عنه: ابنه سعيد، والزهري، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف.
وهو من علماء أهل المدينة.
105- (عبد خير بن يزيد) [3]- 4- ويقال عبد خير بن يحمد [4] بن خوليّ
__________
[ () ] وتاريخ آداب اللغة العربية لزيدان 1/ 257، والأعلام للزركلي 4/ 340، والبرهان على ما في شعر الراعي من وهم ونقصان، مجلّة المورد، المجلّد الأول، العدد 3 و 4 سنة 1972، وقد نشر «شعر الراعي النميري وأخباره» للدكتور ناصر الحاني وعز الدين التنوخي- طبعة دمشق 1383 هـ. / 1964 م.، وشعر الراعي النميري للدكتور نوري حمّودي القيسي وهلال الناجي- طبعة المجمع العلمي العراقي 1400 هـ. / 1980 م.
[1] في الأصل «سعدا» ، والتصحيح من ديوان جرير 821، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 340 وخزانة الأدب 4/ 595، وسير أعلام النبلاء 4/ 598.
[2] انظر عن (عبيد بن السّبّاق) في:
طبقات ابن سعد 5/ 252، وطبقات خليفة 242 و 248، والتاريخ الكبير 5/ 448 رقم 1460، وتاريخ الثقات للعجلي 321 رقم 1077، والمعرفة والتاريخ 1/ 410 و 411 و 485، والجرح والتعديل 5/ 407 رقم 1886، والثقات لابن حبّان 5/ 133، ورجال البخاري للكلاباذي 2/ 497، 498 رقم 763، ورجال مسلم لابن منجويه 2/ 27 رقم 1064، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 330، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 893، والكاشف 2/ 208 رقم 3670، وتهذيب التهذيب 7/ 66 رقم 135، وتقريب التهذيب 1/ 543 رقم 1547، وخلاصة تذهيب التهذيب 255.
[3] انظر عن (عبد خير بن يزيد) في:
طبقات ابن سعد 6/ 221، وطبقات خليفة 150، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 212 رقم 708، وتاريخ الثقات للعجلي 286 رقم 924، والمعرفة والتاريخ 2/ 797، والمنتخب من ذيل المذيّل 586، والثقات لابن حبّان 5/ 130، 131، والتاريخ الكبير 6/ 133، 134 رقم 1939، والجرح والتعديل 6/ 37، 38 رقم 201، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 770، والكاشف 2/ 136 رقم 3164، وتهذيب التهذيب 6/ 124 رقم 258، وتقريب التهذيب 1/ 470 رقم 841، وخلاصة تذهيب التهذيب 305.
[4] في طبقات خليفة 150 «محمد» بدل «يحمد» .(6/148)
الهمداني، أبو عمارة الكوفي.
أدرك الجاهلية، وَسَمِعَ: عَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَغَيْرَهُمْ.
وَقَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] .
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [2] وَغَيْرُهُ.
106- (عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ) [3]- د ق- أبو الوليد، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
له عدّة أحاديث.
__________
[1] قال يحيى بن موسى) حدّثنا مسهر بن عبد الملك، قال: حدّثني أبي قال: قلت لعبد خير:
كم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة، قال: هل تذكر من أمر الجاهلية شيئا؟ قال: أذكر أني كنت غلاما ببلادنا باليمن، فجاءنا كتاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم، فنودي في الناس فخرجوا إلى خير واسع، فكان أبي فيمن خرج، فلما ارتفع النهار جاء أبي، فقالت له أمي: ما حبسك وهذا القدر قد بلغت وهؤلاء عيالك يتضوّرون يريدون الغداة؟ فقال: يا أمّ فلان، أسلمنا فأسلمي واستصبينا فاستصبي. فقلت له: ما قوله: استصبينا؟ قال: هو في كلام العرب أسلمنا. قال:
وأمرني بهذا القدر فلتهراق للكلاب، كانت ميتة، فهذا ما أذكر من أمر الجاهلية. (التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 134) .
[2] في تاريخ الثقات 286 رقم 924.
[3] انظر عن (عتبة بن عبد السّلمي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 413، وطبقات خليفة 52 و 301، والتاريخ لابن معين 2/ 389، 390، ومسند أحمد 4/ 183، والتاريخ الكبير 6/ 521 رقم 3186، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 99، والمعرفة والتاريخ 1/ 340، وتاريخ أبي زرعة 1/ 352 و 636، والجرح والتعديل 6/ 371، 372 رقم 2050، والثقات لابن حبّان 3/ 297، وحلية الأولياء 2/ 15 رقم 105، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 351، والزهد لابن المبارك 117، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ 28 أ، وأسد الغابة 3/ 563، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 903، وتحفة الأشراف 7/ 231، 232 رقم 354، والعبر 1/ 103، وسير أعلام النبلاء 3/ 416 رقم 68، والكاشف 2/ 215 رقم 3721، ومرآة الجنان 1/ 178، والبداية والنهاية 9/ 73، والإصابة 2/ 454 رقم 5407، والنكت الظراف 7/ 231، وتهذيب التهذيب 7/ 98، 99 رقم 211، وتقريب التهذيب 2/ 5 رقم 20، وخلاصة تذهيب التهذيب 218، وشذرات الذهب 1/ 97، 98 وفيه (عتبة بن عبيد) ، والعلل لأحمد، رقم 5361.
وقد ذكره ابن عبد البرّ في ترجمة (عتبة بن الندر) وقال: هو عتبة بن عبد السلميّ. له صحبة، كان اسمه عتلة فغيّر رسول الله صلى الله عليه وسلّم فسمّاه عتبة. (الاستيعاب 3/ 117، 118) وأقول: هذا وهم من ابن عبد البرّ رحمه الله، فهو يخلط بين (عتبة بن الندر) و (عتبة بن عبد السلمي) ، وهما اثنان، كما سيأتي هنا.(6/149)
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَلُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاسِحٍ [1] الْحَضْرَمِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ زَيْدٍ الْبِكَالِيُّ [2] وَطَائِفَةٌ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الاسْمَ لا يُحِبُّهُ حَوَّلَهُ، وَلَقَدْ أَتَيْنَاهُ وَإِنَّا لَسَبْعَةٌ من بني سليم، أكبرنا العرباض بن سارية، فَبَايَعْنَاهُ جَمِيعًا [3] .
وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ قَالَ: كَانَ اسْمِي عَتَلَةَ، فَسَمَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُتْبَةَ [4] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [5] : عَاشَ أَرْبَعًا وَتِسْعِينَ سَنَةً.
وَوَرَّخَهُ أَبُو عُبَيْدٍ، وَطَائِفَةٌ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ.
تُوُفِّيَ بِحِمْصَ.
107- (عُتْبَةُ بْنُ النُّدَّرِ السُّلَمِيُّ) [6]- ق- لَهُ صُحْبَةٌ، وَحَدِيثَانِ [7] ، نَزَلَ الشام.
__________
[1] ناسح: بالسين والحاء المهملتين. انظر المشتبه في أسماء الرجال للذهبي 2/ 627.
[2] البكالي: بكسر الباء المنقوطة بواحدة والكاف المخفّفة.. هذه النسبة إلى بني بكال وهو بطن من حمير. (الأنساب 2/ 269، واللباب 1/ 168) .
[3] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 51، 52 ونسبه للطبراني وقال: رجاله رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
[4] الاستيعاب 3/ 117، تاريخ دمشق 11/ 29 ب، الإصابة 2/ 454.
[5] قال الهيثم بن عديّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ، وَقَالَ محمد بن عمر الواقدي: توفّي سنة سبع وثمانين وهو ابن أربع وتسعين سنة. (الطبقات الكبرى 7/ 413) .
[6] انظر عن (عتبة بن النّدر) في:
طبقات ابن سعد 7/ 413، وطبقات خليفة 52 و 302، والتاريخ الكبير 6/ 521، 522 رقم 3187، والمعرفة والتاريخ 1/ 340، والجرح والتعديل 6/ 374 رقم 2067، والثقات لابن حبّان 3/ 298، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 373، والاستيعاب 3/ 117 و 119، وحلية الأولياء 2/ 15 رقم 106، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ 31 أ، وأسد الغابة 3/ 570، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 904، وتحفة الأشراف 7/ 235 رقم 358، وسير أعلام النبلاء 3/ 417 رقم 69، والعبر 1/ 98، والبداية والنهاية 9/ 52 (وفيه عتبة بن منذر) وهو غلط، والإصابة 2/ 456 رقم 5415، وتهذيب التهذيب 7/ 102، 103 رقم 220، وتقريب التهذيب 2/ 5 رقم 27، وخلاصة تذهيب التهذيب 218، ومشتبه النسبة، ورقة 21 أ.
و «الندّر» بضم النون وفتح الدال المهملة المشدّدتين.
[7] قال الشيخ شعيب الأرنئوط في تحقيقه لسير أعلام النبلاء 3/ 417 حاشية رقم (1) : ليس(6/150)
رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ.
وَذَكَرَهُ فِي الصَّحَابَةِ: الْبَغَوِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ المنذر، وابن البرقيّ.
وتفرّد بحديثه سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ يَنْزِلُ دِمَشْقَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.
108- (عُرْوَةُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ) [4] مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، الْمَصْرِيُّ الْفَقِيهُ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعُقْبَةَ [5] بْنِ عَامِرٍ.
روى عنه: بكير بن الأشج، وعبيد الله بن أبي جعفر، وسعيد بن عبد الله بن راشد، وسلام بن غيلان، وعبد العزيز بن صالح.
وكان من الفقهاء.
يؤخر، فإن ابن يونس قَالَ: تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، عَلَى أَنَّ بَعْضَهُمْ وَرَّخَهُ أَنَّهُ توفّي سنة تسعين.
109- (عروة بن المغيرة) [6]- ع- بن شعبة الثّقفيّ الكوفيّ، أخو حمزة، وعقّار.
__________
[ () ] لعتبة هذا في الكتب الستة سوى حديث واحد، وقد ذكره.
[1] هو أبو محمد السلمي مولاهم الدمشقيّ، قاضي بعلبكّ، أصله واسطيّ نزل حمص. ولد سنة 108 وتوفي سنة 194 هـ. فهو يروي عن عتبة بالوساطة أو مرسلا لتقدّم وفاة عتبة. وقيل إنه ولد سنة 90 هـ. وفي آخر خلافة الوليد بن عبد الملك، كما في (طبقات ابن سعد 7/ 470) ومع ذلك فهو لم يلحقه. (انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 331- 336 رقم 669، طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، بيروت 1404 هـ. / 1984 م.) .
[2] في الطبقات 7/ 413.
[3] في طبقاته 52 و 302.
[4] انظر عن (عروة بن أبي قيس) في:
التاريخ الكبير 7/ 34 رقم 149، والجرح والتعديل 6/ 397 رقم 2214.
[5] في الأصل «عتبة» .
[6] انظر عن (عروة بن المغيرة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 269، والمحبّر 303، وطبقات خليفة 155، وتاريخ خليفة 210 و 294 و 310، والتاريخ الكبير 7/ 32 رقم 139، وتاريخ الثقات للعجلي 331 رقم 1122، والمعرفة والتاريخ 1/ 398 و 2/ 104، وتاريخ أبي زرعة 1/ 663، وأنساب(6/151)
وَلِيَ إِمْرَةَ الْكُوفَةَ مِنْ قِبَلِ الْحَجَّاجِ.
رَوَى عنه: الشّعبيّ، وعبّاد بن زياد ابن أَبِيهِ، وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ.
وَكَانَ شَرِيفًا مُطَاعًا لَبِيبًا، وَكَانَ أَفْضَلَ الإِخْوَةِ، وَكَانَ أحول [1] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ.
رَوَى الْيَسِيرَ عَنْ والده.
110- و (عقّار [2] أخوه) [3]- ت ن ق- رَوَى عَنْهُ، فَإِنَّهُ رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وعنه: مجاهد، ويعلى بن عطاء العامري، وحسان بن أبي وجزة، وعبد الملك بن عمير، وجماعة.
له حديث في الكتب الثلاثة وهو: «لَمْ يَتَوَكَّلْ مَنِ اكْتَوَى أَوِ اسْتَرْقَى» ، وَفِي لَفْظِ الْكُتُبِ الثلاثة «فقد بريء من التّوكّل» [4] .
__________
[ () ] الأشراف 4 ق 1/ 197 و 255 و 277، و 4/ 86 و 5/ 344، والمعارف 295 و 584، وتاريخ الطبري 5/ 270 و 6/ 210 و 240 و 270، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 221، والثقات لابن حبّان 5/ 195، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 778، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 582 رقم 921، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 117، 118 رقم 1293، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 394 رقم 1508، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 930، والكامل في التاريخ 3/ 504 و 4/ 326 و 327 و 380 و 406 و 427 و 434، والكاشف 2/ 230 رقم 3837، والبداية والنهاية 9/ 73، وتهذيب التهذيب 7/ 189 رقم 359، وتقريب التهذيب 2/ 19 رقم 165، وخلاصة تذهيب التهذيب 265.
[1] البرصان والعرجان للجاحظ- ص 364.
[2] عقّار: بفتح أوله والقاف المشدّدة، كما في الخلاصة.
[3] انظر عن (عقّار) في:
طبقات ابن سعد 6/ 269، وطبقات خليفة 143، والمعارف 295، والتاريخ الكبير 7/ 94، 95 رقم 423، وتاريخ الثقات للعجلي 336 رقم 1147، والجرح والتعديل 7/ 42 رقم 236، والثقات لابن حبّان 5/ 287، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 943، والكاشف 2/ 236 رقم 3887، وتهذيب التهذيب 7/ 237 رقم 427، وتقريب التهذيب 2/ 26 رقم 231، وخلاصة تذهيب التهذيب 306، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ، ورقة 85 أ.
[4] أخرجه الترمذي في كتاب الطبّ (2131) باب ما جاء في كراهية الرّقية، وابن ماجة في الطب (3489) باب الكيّ، وأحمد في المسند 4/ 249 و 253، وكلهم من طريق مجاهد، عن عقّار (بن المغيرة، عن أبيه.(6/152)
111- (عريب [1] بن حميد) [2]- ن ق- أبو عمّار الدّهنيّ الهمدانيّ الكوفيّ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَقَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ.
روى عنه: طلحة بن مصرف، وأبو إسحاق السبيعي، والأعمش، وغيرهم.
وهو بكنيته أشهر.
112- (عقبة بن عبد الغافر) [3]- خ م ن- الأزديّ العوذيّ البصريّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ.
روى عنه: سليمان التيمي، ويحيى بن أبي كثير، وابن عون، وقتادة، وغيرهم.
قيل هلك في وقعة الجماجم.
__________
[1] عريب: بفتح أوله وكسر ثانيه.
[2] انظر عن (عريب بن حميد) في:
التاريخ لابن معين 2/ 401، 402، ومعرفة الرجال 2/ 92 رقم 236، والمعرفة والتاريخ 3/ 186، والتاريخ الكبير 7/ 79 رقم 362، والجرح والتعديل 7/ 32 رقم 173، والثقات لابن حبّان 5/ 283، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 37، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 931، والكاشف 2/ 230 رقم 3841، وتهذيب التهذيب 7/ 91 رقم 363، وتقريب التهذيب 2/ 20 رقم 169 وخلاصة تذهيب التهذيب 305، والعلل لأحمد، رقم 531.
وقد تقدّمت ترجمته في الجزء السابق من الكتاب.
[3] انظر عن (عقبة بن عبد الغافر) في:
طبقات ابن سعد 7/ 225، وطبقات خليفة 205، وتاريخ خليفة 281، 282 و 286، والتاريخ لابن معين 2/ 410، والتاريخ الصغير 91 و 94، والتاريخ الكبير 6/ 432 رقم 2890، وتاريخ الثقات لابن حبّان 5/ 337 رقم 1152، والمعرفة والتاريخ 2/ 96 و 128، وتاريخ الطبري 6/ 341 و 343، والجرح والتعديل 6/ 313 رقم 1742، والمراسيل 151 رقم 277، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 673، والثقات لابن حبّان 5/ 224، ورجال صحيح البخاري 2/ 563، 564 رقم 887، ورجال صحيح مسلم 2/ 109 رقم 1278، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 381 رقم 1454، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 945، والكامل في التاريخ 4/ 467، والكاشف 2/ 238 رقم 3899، وجامع التحصيل 292 رقم 529، وتهذيب التهذيب 7/ 246 رقم 442، وتقريب التهذيب 2/ 27 رقم 245، وخلاصة تذهيب التهذيب 269، والعلل لأحمد، رقم 151 و 1637 و 5201.(6/153)
وثقه أحمد العجلي [1] وغيره.
وقال مرة بن دباب [2] : مررت بعقبة بن عبد الغافر وهو جريح في الخندق، فقال لِي: يَا فُلانُ، ذَهَبَتِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ [3] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ أَيُّوبُ ذَكَرَ الْقُرَّاءَ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَقَالَ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْهُمْ قُتِلَ إِلا رُغِبَ لَهُ عَنْ مَصْرَعِهِ، وَلا نَجَا فَلَمْ يُقْتَلْ إِلا نَدِمَ عَلَى مَا كان منه [4] .
113- عمران بن حطّان [5] خ د ت ابن ظبيان السّدوسيّ البصريّ، أحد رءوس الخوارج.
__________
[1] في تاريخ الثقات 5/ 337 رقم 1152.
[2] في الأصل «ذباب» ، والتصويب من المشتبه في أسماء الرجال للذهبي 1/ 282 حيث قال:
وكان جدّهم يمشي بسكون فلقّب بالدّبّاب.
[3] طبقات ابن سعد 7/ 225.
[4] انظر تاريخ خليفة 287 وقد تقدّمت هذه العبارة بلفظ آخر في حوادث سنة 82 هـ. من هذا الجزء.
[5] انظر عن (عمران بن حطّان) في:
طبقات ابن سعد 7/ 155، وطبقات خليفة 208، وتاريخ خليفة 274، والتاريخ الكبير 6/ 413، 414 رقم 2822، وتاريخ الثقات للعجلي 373 رقم 1300، وأنساب الأشراف 4/ 89 و 95، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 32 و 51، والمعارف 410، والزاهر للأنباري 1/ 119 و 287 و 337 و 498 و 547 و 600 و 2/ 84 و 89 و 126 و 129 و 157 و 331 و 343 و 352، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 297، 298 رقم 1304، والفتوح لابن أعثم الكوفي 7/ 90، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 362 و 2/ 124- 129 و 188، ورجال صحيح البخاري 2/ 574 رقم 904، والجرح والتعديل 6/ 296 رقم 1643، والثقات لابن حبّان 5/ 222، والأغاني 18/ 109- 120، وربيع الأبرار للزمخشري 3/ 318، والحماسة البصرية 1/ 70، والبدء والتاريخ 6/ 34، وأمالي المرتضى 1/ 635، 636، ومروج الذهب 1736 و 1737 و 2119، ونشوار المحاضرة للتنوخي 3/ 289، 290، وخاصّ الخاصّ للثعالبي 29، وديوان شعر الخوارج 172 و 185، وشرح نهج البلاغة 6/ 108، وكنايات الجرجاني 101، ومجموعة المعاني 4، والمنازل والديار 2/ 20- 25، ولباب الآداب 186، 187، والشريشي 2/ 318، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 389 رقم 1484، والعقد الفريد 1/ 218 و 6/ 109، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1056، 1057، والعبر 1/ 98، وسير أعلام النبلاء 4/ 214- 216 رقم 86، وميزان الاعتدال 3/ 235، 236 رقم 6277، والكاشف 2/ 300 رقم 4330، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 654، والبداية(6/154)
رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
روى عنه: محمد بن سيرين، ويحيى بن أبي كثير، وقتادة.
قال أبو داود: ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج، ثم ذكر عمران بن حطان، وأبا حسان الأعرج.
وقال الفرزدق: كان عمران بن حطان من أشعر الناس، لأنه لَوْ أَرَادَ أَنْ يَقُولَ مِثْلَنَا لَقَالَ، وَلَسْنَا نَقْدِرُ أَنْ نَقُولَ مِثْلَ قَوْلِهِ.
وَرَوَى سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: تَزَوَّجَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ امْرَأَةً مِنَ الْخَوَارِجِ، فَكَلَّمُوهُ فِيهَا، أَوْ فَكَلَّمُوهَا فِيهِ، فَقَالَ: سَأَرُدُّهَا إِلَى الْجَمَاعَةِ، يَعْنِي قَالَ: فَصَرَفَتْهُ إِلَى مَذْهَبِهَا [1] .
وَذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّهَا كَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ، وَكَانَ دَمِيمًا قَبِيحًا، فَأَعْجَبَتْهُ مَرَّةً، فَقَالَتْ: أَنَا وَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتِ؟ قَالَتْ: لِأَنَّكَ أُعْطِيتَ مِثْلِي، فَشَكَرْتَ، وَابْتُلِيتَ بِمِثْلِكَ، فَصَبَرْتُ، وَالشَّاكِرُ وَالصَّابِرُ فِي الْجَنَّةِ [2] .
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: بَلَغَنَا أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حِطَّانَ كَانَ ضَيْفًا لِرَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، فَذَكَرَهُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ وَقَالَ: اعْرِضْ عَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَنَا، فَأَعْلَمَهُ رَوْحٌ ذَلِكَ، فَهَرَبَ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى رَوْحٍ:
يَا رَوْحُ كَمْ مِنْ كَرِيمٍ [3] قَدْ نَزَلْتُ بِهِ ... قَدْ ظَنَّ ظَنَّكَ مِنْ لَخْمٍ وَغَسَّانِ
حَتَّى إِذَا خِفْتُهُ زَايَلْتُ مَنْزِلَهُ ... مِنْ بعد ما قِيلَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانِ
قَدْ كُنْتُ ضَيْفَكَ [4] حَوْلا مَا تُرَوِّعُنِي ... فِيهِ طَوَارِقُ [5] مِنْ إِنْسٍ ومن جان
__________
[ () ] والنهاية 9/ 52، 53، ومرآة الجنان 1/ 175، والتذكرة الحمدونية 1/ 163 و 255 و 2/ 445 و 449، وزهر الآداب 556، وتخليص الشواهد 121، والإصابة 3/ 178- 180 رقم 6875، وتهذيب التهذيب 8/ 127- 129 رقم 222، وتقريب التهذيب 2/ 82، 83 رقم 722، والنجوم الزاهرة 1/ 216، وهدي الساري 432، وخزانة الأدب 5/ 350، وشذرات الذهب 1/ 95، وجمهرة أنساب العرب 318، والعلل لأحمد، رقم 1299 و 5233.
[1] جاء في الأغاني 17/ 110 من طريق الحسن بن عليل العنزيّ، عن منيع بن أحمد السدوسي، عن أبيه، عن جدّه قال: كان عمران بن حطّان من أهل السّنّة والعلم، فتزوّج امرأة من الشّراة من عشيرته، وقال: أردّها عن مذهبها إلى الحقّ، فأضلّته وذهبت به.
[2] الأذكياء 210.
[3] في الكامل للمبرّد «أخي مثوى» بدل «كريم» ، ومثله في كتاب المتوارين للأزدي 68.
[4] في الكامل «جارك» بدل «ضيفك» .
[5] في الكامل «روائع» بدل «طوارق» .(6/155)
حَتَّى أَرَدْتَ بِي الْعُظْمَى فَأَوْحَشَنِي [1] ... مَا يُوحِشُ [2] النَّاسَ مِنْ خَوْفِ ابْنِ مَرْوَانِ
فَاعْذِرْ أَخَاكَ ابْنَ زِنْبَاعٍ فَإِنَّ لَهُ ... فِي الْحَادِثَاتِ هَنَاتٍ [3] ذَاتَ أَلْوَانِ
لَوْ كُنْتُ مُسْتَغْفِرًا يَوْمًا لِطَاغِيَةٍ ... كنت المقدّم في سرّي وإعلاني
لكن أبت لي آيَاتٌ مُفَصَّلَةٌ [4] ... عَقْدَ [5] الْوِلايَةِ فِي طَهَ وَعِمْرَانِ
[6] وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَقِيَنِي عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ فَقَالَ: يَا أَخِي احْفَظْ عَنِّي هَذِهِ الأَبْيَاتَ:
حَتَّى مَتَى تُسقَى النُّفُوسُ بِكَأْسِهَا ... رَيْبَ الْمَنُونِ وَأَنْتَ لاهٍ تَرْتَعُ
أَفَقَدْ رَضِيتَ بِأَنْ تُعَلَّلَ بِالْمُنَى ... وَإِلَى الْمَنِيَّةِ كُلَّ يَوْمٍ تُدْفَعُ
[7]
أَحْلَامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ ... إِنَّ اللَّبِيبَ بِمِثْلِهَا لا يُخْدَعُ
فَتَزَوَّدَنَّ لِيَوْمِ فَقْرِكَ دَائِبًا ... وَاجْمَعْ لِنَفْسِكَ لا لِغَيْرِكَ تَجْمَعُ
[8] وَمِنْ شِعْرِهِ فِي قَاتِلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
يَا ضَرْبةً من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حينا [9] فَأَحْسَبُهُ ... أَوْفَى الْبَرِيَّةِ عِنْدَ اللَّهِ مِيزَانَا
أَكْرِمْ بِقَوْمٍ بُطُوِنِ الطَّيْرِ أَقْبُرُهُمْ ... لَمْ يَخْلِطُوا دِينَهُمْ بغيا وعدوانا
[10]
__________
[1] في الكامل «فأدركني» بدل «فأوحشني» .
[2] في الكامل «ما أدرك» .
[3] في الكامل «في النائبات خطوبا» .
[4] في الكامل «مطهّرة» .
[5] في الكامل «عند» .
[6] الأبيات في الكامل في الأدب للمبرّد 2/ 127، والمنازل والديار لابن منقذ 2/ 22، 23، والأغاني 18/ 112، والمتوارين 68، 69، وخزانة الأدب 5/ 356.
[7] في طبعة القدسي 3/ 285 «ترفع» بالراء، وهو تحريف.
[8] الأبيات في خزانة الأدب 5/ 360، 361.
[9] في الكامل للمبرّد «يوما» .
[10] البيتان الأولان في: الكامل للمبرّد 2/ 126، ونشوار المحاضرة للتنوخي 3/ 290، والمنازل والديار لأسامة بن منقذ 2/ 21، والبداية والنهاية لابن كثير 9/ 53، والأغاني 18/ 111 وفيه اختلاف ببعض الألفاظ. وكلها في كتاب الأذكياء 210.
وقد قلب (الفقيه الطبريّ) شعر ابن حطّان وهو يردّ عليه ويلعن عمران بن حطّان، فقال:
يا ضربة من شقيّ ما أراد بها ... إلّا ليهدم من ذي العرش بنيانا(6/156)
فَبَلَغَ شِعْرُهُ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَأَدْرَكَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَنَذَرَ دَمَهُ، وَوَضَعَ عَلَيْهِ الْعُيُونَ، فَلَمْ تَحْمِلْهُ أَرْضٌ حَتَّى أَتَى رَوْحَ بْنَ زِنْبَاعٍ، فَأَقَامَ فِي ضِيَافَتِهِ، فَقَالَ:
مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنَ الأَزْدِ، فَبَقِيَ عِنْدَهُ سَنَةً، فَأَعْجَبَهُ إِعْجَابًا شَدِيدًا، فَسَمَرَ روح ليلة عند عبد الملك، فتذاكرا شِعْرَ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ هَذَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَوْحٌ تَحَدَّثَ مَعَ عِمْرَانَ، وَأَخْبَرَهُ بِالشِّعْرِ الَّذِي ذَكَرَهُ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَأَنْشَدَهُ عِمْرَانُ بَقِيَّتَهُ، فَلَمَّا أَتَى عَبْدَ الْمَلِكِ قَالَ: إِنَّ فِي ضِيَافَتِي رَجُلا مَا سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا قَطُّ إِلا حَدَّثَنِي بِهِ وَبِأَحْسَنَ مِنْهُ، وَلَقَدْ أَنْشَدْتُهُ الْبَارِحَةَ الْبَيْتَيْنِ اللَّذَيْنِ قَالَهُمَا عِمْرَانُ فِي ابْنِ مُلْجِمٍ، فأنشدني القصيدة كلّها، فقال: صفه لِي، فَوَصَفَهُ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَصِفُ صِفَةَ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ، اعْرِضْ عَلَيْهِ أَنْ يَلْقَانِي، قَالَ: نَعَمْ. فَانْصَرَفَ رَوْحٌ إِلَى مَنْزِلِهِ وَقَصَّ عَلَى عِمْرَانَ الأَمْرَ، فَهَرَبَ وَأَتَى الْجَزِيرَةَ، ثُمَّ لَحِقَ بِعُمَانَ، فَأَكْرَمُوهُ، فَأَقَامَ بِهَا حَيَاتَهُ [1] .
وَوَرَدَ أَنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِأَبْيَاتِ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ هَذِهِ:
أَرَى أَشْقِيَاءَ النَّاسِ لا يَسْأَمُونَهَا ... عَلَى أنَّهُمْ فِيهَا عُرَاةٌ وَجُوَّعُ
أَرَاهَا وَإِنْ كَانَتْ تُحَبُّ فَإِنَّهَا ... سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيلٍ تَقَشَّعُ
كَرَكْبٍ قَضَوْا حاجاتهم وَتَرحَّلُوا ... طَرِيقُهُمْ بَادِي الْعَلامَةِ مَهْيَعُ
[2] تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ. قاله ابن قانع.
__________
[ () ]
إنّي لأذكره يوما فألعنه ... إيها وألعن عمران بن حطّانا
وقال (محمد بن أحمد الطبيب) يردّ على عمران بن حطّان أيضا:
يا ضربة من غدور صار ضاربها ... أشقى البريّة عند الله إنسانا
إذا تفكّرت فيه ظلت ألعنه ... وألعن الكلب عمران بن حطّانا
(الكامل في الأدب 2/ 126) . وانظر كتاب الأذكياء 210.
[1] الأغاني 18/ 111، 112 وانظر الكامل للمبرّد 2/ 126، 127.
[2] الأبيات في: مجموعة المعاني 4، وكنايات الجرجاني 101، وديوان شعر الخوارج 172، والشريشي 2/ 318، والتذكرة الحمدونية 1/ 163، وسير أعلام النبلاء 4/ 216، والبداية والنهاية 9/ 53، وخزانة الأدب، بتحقيق عبد السلام هارون 2/ 440 وفيه (بادي الغيابة مهيع) .(6/157)
114- (عمران بن طلحة) [1]- د ت ق- بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ كَعْبٍ التّيميّ المدنيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأُمِّهِ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، وعليّ بن أبي طالب.
روى عَنْهُ: ابْنَا أَخِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَسَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ.
وَلَهُ وِفَادَةٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [2] : هُوَ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : قد انقرض ولده. وقيل: إن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِي سَمَّاهُ.
115- (عِمْرَانُ بْنُ عِصَامٍ) [4] أَبُو عِمَارَةَ الضُّبَعِيُّ، وَالِدُ أَبِي جَمْرَةَ.
مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَمِمَّنْ خَرَجَ عَلَى الْحَجَّاجِ مَعَ ابن الأشعث،
__________
[1] انظر عن (عمران بن طلحة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 166، والمحبّر لابن حبيب 104 و 439، وطبقات خليفة 244، والتاريخ الكبير 6/ 416، 417 رقم 2833، وأنساب الأشراف 1/ 437 و 3/ 26، والمعارف 232، وتاريخ الثقات للعجلي 374 رقم 1303، والجرح والتعديل 6/ 299، 300 رقم 1661، والثقات لابن حبّان 5/ 217، 218، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 12/ 339 أ، وأسد الغابة 4/ 138، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1058، وسير أعلام النبلاء 4/ 370 رقم 148، والكاشف 2/ 300 رقم 4335، أو العقد الثمين 6/ 422، والإصابة 3/ 82 رقم 6271، وتهذيب التهذيب 8/ 133 رقم 228، وتقريب التهذيب 2/ 83 رقم 728، وخلاصة تذهيب التهذيب 295.
[2] في تاريخ الثقات 374 رقم 1303.
[3] في الطبقات 5/ 166.
[4] انظر عن (عمران بن عصام) في:
طبقات خليفة 204، وتاريخ خليفة 282 و 286، والتاريخ لابن معين 2/ 428، والتاريخ الكبير 6/ 417، 418 رقم 2835، والجرح والتعديل 6/ 300 رقم 1665، والثقات لابن حبّان 5/ 221، 222، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 665، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1058، والكاشف 2/ 301 رقم 4338، وتهذيب التهذيب 8/ 134، 135 رقم 232، وتقريب التهذيب 2/ 84 رقم 733، وخلاصة تذهيب التهذيب 296، وجامع التحصيل 303 رقم 590.
ويخلطه بعضهم بعمران بن عصام العنزي الشاعر، وهو غيره.(6/158)
وَكَانَ صَالِحًا، عَابِدًا، مُقْرِئًا، يَقُصُّ بِالْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ: عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَقِيلَ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِمْرَانَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ.
قَالَ الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ: أَدْرَكْتُ عِمْرَانَ بْنَ عِصَامٍ، وَهُوَ إِمَامُ مَسْجِدِ بَنِي ضُبَيْعَةَ، يَؤُمُّهُمْ فِي رَمَضَانَ، وَيَخْتِمُ بِهِمْ فِي كُلِّ ثَلاثٍ، ثُمَّ أَمَّهُمْ قَتَادَةُ، فَكَانَ يَخْتِمُ فِي كُلِّ سَبْعٍ.
رَوَى عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَبُو التَّيَّاحِ، وَابْنُهُ أَبُو جَمْرَةَ.
وَظَفَرَ بِهِ الْحَجَّاجُ فَامْتَحَنَهُ، وَقَالَ: أَتَشْهَدُ عَلَى نَفْسِكَ بِالْكُفْرِ؟ قَالَ:
مَا كَفَرْتُ باللَّه مُنْذُ آمَنْتُ بِهِ، فَقَتَلَهُ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ.
116- عُمَر بن أبي سلمة [1] ع عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مخزوم، أبو
__________
[1] انظر عن (عمر بن أبي سلمة) في:
المغازي للواقدي 343 و 344 و 721، والمحبّر لابن حبيب 84 و 393، وتاريخ اليعقوبي 2/ 201، وأنساب الأشراف 3/ 283، والمعارف 125 و 136 و 238، وطبقات خليفة 20 و 190، وتاريخ خليفة 200 و 292 و 300 و 400، والتاريخ لابن معين 2/ 430، والتاريخ الصغير 83، والتاريخ الكبير 6/ 139 رقم 1953، وتاريخ الثقات للعجلي 358 رقم 1235، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 169، والمعرفة والتاريخ 1/ 271، وتاريخ أبي زرعة 1/ 525، وتاريخ الطبري 3/ 164 و 4/ 445 و 451 و 480 و 5/ 139، والجرح والتعديل 6/ 117 رقم 632، والثقات لابن حبّان 3/ 263، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 124، ورجال صحيح البخاري 2/ 507، 508 رقم 781، ورجال صحيح مسلم 2/ 32 رقم 1075، وجمهرة أنساب العرب 88، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 120 أ، والاستيعاب 2/ 474، 475، وتاريخ بغداد 1/ 194 رقم 32، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 339 رقم 1279، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 116 ب، وأسد الغابة 4/ 79، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 16 رقم 5، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1011، وتحفة الأشراف 7/ 128- 132، والكامل في التاريخ 3/ 204 و 4/ 525، والكاشف 2/ 271 رقم 4128، وسير أعلام النبلاء 3/ 406- 408 رقم 63، والعقد الثمين 6/ 307، والإصابة 2/ 519 رقم 5740، وتهذيب التهذيب 7/ 455، 456 رقم 758، وتقريب التهذيب 2/ 56 رقم 443، وخلاصة تذهيب التهذيب 240، والعلل لأحمد، رقم 909.(6/159)
حَفْصٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، رَبِيبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ.
وَرَوَى عَنْ أُمِّهِ أَيْضًا.
وَعَنْهُ: أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، وَعُرْوَةُ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَأَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ عُرْوَةُ: مَوْلِدُهُ بِالْحَبَشَةِ.
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مَعَ النِّسْوَةِ فِي أُطُمِ [1] حَسَّانٍ، فَكَانَ يُطَأْطِئُ لِي مَرَّةً، فأنظر، وأطأطءئ لَهُ مَرَّةً فَيَنْظُرُ [2] .
وَقَالَ ابْنُ عَبْدُ الْبَرِّ [3] : كَانَ مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ الْجَمَلِ، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى فَارِسٍ وَعَلَى الْبَحْرَيْنِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ بالمدينة.
قُلْتُ: وَكَانَ شَابًّا فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَزَوَّجَ إِذْ ذَاكَ، وَاسْتَفْتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَقْبِيلِ زَوْجَتِهِ وَهُوَ صَائِمٌ [4] .
وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتَيْهِ: دُرَّةَ، وَزَيْنَبَ، وَقَدْ مَاتَ أَبُوهُمْ سَنَةَ ثَلاثٍ، فَلَعَلَّ مَوْلِدَ عُمَرَ قَبْلَ عَامِ الْهِجْرَةِ بِعَامٍ أو عامين [5] .
__________
[1] الأطم: الحصن.
[2] تهذيب الكمال 2/ 1011.
[3] في الاستيعاب 2/ 475.
[4] أخرجه مسلم في كتاب الصيام (74/ 1108) باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرّمة على من لم تحرّك شهوته من طريق عمرو بن الحارث، عن عبد ربّه بن سعيد، عن عبد الله بن كعب الحميريّ، عن عمر بن أبي سلمة، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أيقبّل الصائم؟
فقال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سل هذه» . (لأمّ سلمة) ، فأخبرته، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصنع ذلك، فقال: يا رسول الله، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنبك وما تأخّر. فقال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أما والله إني لأتقاكم للَّه، وأخشاكم له» .
[5] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 3/ 407: «ولد قبل الهجرة بسنتين أو أكثر، فإن أباه توفي في سنة ثلاث من الهجرة، وخلّف أربعة أولاد، هذا أكبرهم وهم: عمر، وسلمة، وزينب، ودرّة، ثم كان عمر هو الّذي زوّج أمّه بالنبيّ صلى الله عليه وسلّم وهو صبيّ.(6/160)
وَقَدْ رَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَذْكُرُ أَنَّهُ كَانَ فِي فَارِعِ حَسَّانٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَمَعَهُمْ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، فَإِنِّي لأَظْلِمُهُ يَوْمَئِذٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ [1] فَأَقُولُ لَهُ: تَحْمِلُنِي حَتَّى أَنْظُرَ، فَإِنِّي أَحْمِلُكَ إِذَا نَزَلْتَ، فَإِذَا حَمَلَنِي ثُمَّ سَأَلَنِي أَنْ يَرْكَبَ، قُلْتُ: هَذِهِ الْمَرَّةُ [2] .
قُلْتُ: هُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ.
117- عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ [3] ابْنُ عُثْمَانَ، أَبُو حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الأَمِيرُ، أَحَدُ وُجُوهِ قُرَيْشٍ
__________
[ () ] ثم إنه فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوّج وقد احتلم، وكبر، فسأل عن القبلة للصائم، فبطل ما نقله أبو عمر في «الاستيعاب» من أنّ مولده بأرض الحبشة سنة اثنتين. ثم إنه كان في سنة اثنتين أبواه- بل وسنة إحدى- بالمدينة، وشهد أبوه بدرا. فأنّى يكون مولده في الحبشة في سنة اثنتين؟ بل ولد قبل ذلك بكثير» .
[1] في طبعة القدسي 3/ 287 (بسنين) وهو تصحيف، والتصويب من تهذيب الكمال، وسير أعلام النبلاء.
[2] تهذيب الكمال 2/ 1011.
[3] انظر عن (عمر بن عبيد الله بن معمر) في:
المحبّر لابن حبيب 66 و 151 و 442، والفتوح لابن أعثم الكوفي 6/ 41، والأخبار الموفقيّات 346 و 546 و 561، ونسب قريش 288، وتاريخ اليعقوبي 2/ 166 و 252 و 273، والكامل في الأدب 1/ 241، وأنساب الأشراف 1/ 399 و 497 و 498 و 503 و 3/ 298 و 299 و 4 ق 1/ 407 و 414 و 415 و 417 و 426 و 427 و 459 و 463- 465 و 467- 470 و 4/ 106 و 112 و 113 و 123 و 153 و 155- 157 و 160- 162، وانظر فهرس الأعلام 5/ 412، والأغاني 15/ 312، والتاريخ الكبير 6/ 175، 176 رقم 2081، والمعارف 234 و 289 و 414 و 576، والجرح والتعديل 6/ 120 رقم 646، وتاريخ الطبري 5/ 318 و 357 و 527 و 528 و 582 و 6/ 95 و 97 و 99 و 119 و 120 و 134 و 158 و 193 و 248، وتاريخ خليفة 297، وجمهرة أنساب العرب 145، والبدء والتاريخ 4/ 85، وشرح أدب الكاتب 293، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 121 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 168 ب، والكامل في التاريخ 4/ 142 و 268- 270 و 281 و 282 و 293 و 332 و 412 و 477، والعقد الفريد 1/ 57 و 4/ 47، وسير أعلام النبلاء 4/ 172، 173 رقم 63، والتذكرة الحمدونية 2/ 298 و 342 و 343 و 407 و 408، 480 و 488، وفوات الوفيات 2/ 171، والبداية والنهاية 9/ 46، وتعجيل المنفعة 299- 302 رقم 773، والمستطرف للأبشيهي 1/ 225.(6/161)
وَأَشْرَافِهَا وَشُجْعَانِهَا الْمَذْكُورِينَ، وَكَانَ جَوَّادًا مُمَدَّحًا. وَلِيَ فُتُوحَاتٍ عَدِيدَةٌ، وَوَلِيَ الْبَصْرَةَ لابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ.
رَوَى عَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنُ عَوْنٍ.
وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَتُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ، وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ فَارِسٍ.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وُلِدَ هُوَ، وَعُمَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَامَ قَتْلِ عُمَرَ [1] .
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْقَحْذَمِيُّ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى الْمُهَلَّبِ فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيرُ أَخْبِرْنَا عَنْ شُجْعَانِ الْعَرَبِ. قَالَ: أَحْمَرُ قُرَيْشٍ، وَابْنُ الْكَلْبِيَّةِ، وَصَاحِبُ النَّعْلِ الدَّيْزَجُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا نَعْرِفُ مِنْ هَؤُلاءِ أَحَدًا، قَالَ: بَلَى، أَمَّا أَحْمَرُ قُرَيْشٍ فَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، وَاللَّهِ مَا جَاءَتْنَا سَرَعَانُ خَيْلٍ قَطُّ إِلا رَدَّهَا، وَأَمَّا ابْنُ الْكَلْبِيَّةِ فَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أُفْرِدَ فِي سَبْعَةٍ، وَجُعِلَ لَهُ الأَمَانُ، فَأَبَى حَتَّى مَاتَ عَلَى بَصِيرَتِهِ. وَأَمَّا صَاحِبُ النَّعْلِ الدَّيْزَجُ فَعَبَّادُ بْنُ الْحُصَيْنِ الْحَبَطِيُّ [2] ، وَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِنَا شِدَّةٌ إِلا فَرَّجَهَا، فَقَالَ لَهُ الْفَرَزْدَقُ، وَكَانَ حَاضِرًا:
إِنَّا للَّه، فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ السُّلَمِيِّ! قَالَ:
إِنَّمَا ذَكَرْنَا الإِنْسَ وَلَمْ نَذْكُرِ الْجِنَّ [3] .
وَقَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ سُلَيْمَانَ [4] بْنِ قَتَّةَ قَالَ: بَعَثَ مَعِي عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَأَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فِي مُسْتَحَمِّهِ، فَأَخْرَجَ يَدَهُ، فَصَبَبْتُهَا فِيهَا، فقال: وصلته رحم لقد
__________
[1] تاريخ دمشق 13/ 169 أ.
[2] بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة وفي آخرها الطاء، نسبة إلى الحبطات وهو بطن من تميم ... (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 275) .
[3] الأخبار الموفقيات 560، 561، والكامل للمبرّد 1/ 241، التذكرة الحمدونية 2/ 407، 408، رقم 1052، والمستطرف 1/ 225 وفيها ورد «ابن الكلبية، وأحمر قريش، وراكب البغلة» بدل «صاحب النعل الديزج» .
[4] في الأصل «سلمان» والتصويب من تعجيل المنفعة.(6/162)
جَاءَتْنَا عَلَى حَاجَةٍ، فَأَتَيْتُ الْقَاسِمَ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: إِنْ كَانَ الْقَاسِمُ ابْنَ عَمِّهِ فَأَنَا ابْنَةُ عَمَّتِهِ فَأَعْطِنِيهَا، فَأَعْطَيْتُهَا [1] .
وَذَكَرَ الْحَرْمَازِيّ أَنَّ إِنْسَانًا مِنَ الأَنْصَارِ وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ بِفَارِسٍ، فَوَصَلَهُ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا.
وَيُرْوَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ اشْتَرَى مَرَّةً جَارِيَةً بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَتَوَجَّعَتْ لفراق سَيِّدِهَا وَقَالَتْ أَبْيَاتًا، وَهِيَ:
هَنِيئًا لَكَ الْمَالُ الَّذِي قَدْ أصَبْتَه ... وَلَمْ يَبْقَ فِي كَفَّيَّ إِلا تَفَكُّرِي
أَقُولُ لِنَفْسِي وَهِيَ فِي كَرْبٍ غَشْيَةٍ ... أَقِلِّي فَقَدْ بَانَ الْخَلِيطُ أَوْ أَكْثِرِي
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الأَمْرِ عِنْدَكِ حِيلَةٌ ... وَلَمْ تَجِدِي بُدًّا مِنَ الصَّبْرِ فَاصْبِرِي
فَقَالَ مَوْلاهَا:
وَلَوْلا قُعُودُ الدَّهْرِ بِي عَنْكِ لَمْ يَكُنْ ... يُفَرِّقُنَا شَيْءٌ سِوَى الْمَوْتِ فاعذري
أءوب بِحُزْنٍ مِنْ فِرَاقِكِ مُوجِعٌ ... أُنَاجِي بِهِ قَلْبًا طَوِيلَ التَّذَكُّرِ
عَلَيْكِ سَلامٌ لا زِيَارَةَ بَيْنَنَا ... وَلا وَصْلَ إِلا أَنْ يَشَاءَ ابْنُ مَعْمَرِ
فَقَالَ: خُذْهَا وَثَمَنَهَا [2] .
وَقَالَ مُسْلِمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ زَائِرًا لابْنِ أَبِي بَكْرَةَ بِسِجِسْتَانَ، فَأَقَامَ أَشْهُرًا لا يَصِلُهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنِّي اشْتَقْتُ إِلَى الأَهْلِ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: سَوْءَةٌ مِنْ أَبِي حَفْصٍ أَغْفَلْنَاهُ، كَمْ فِي بَيْتِ الْمَالِ، قَالُوا: أَلْفَ أَلْفٍ وَسَبْعَمِائَةِ أَلْفٍ قَالَ: احْمِلُوهَا إليه، فحملت إليه. رواها الْمَدَائِنِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ مُسْلِمَةَ.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
118- عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [3] ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الهاشمي.
__________
[1] تعجيل المنفعة 302 باختصار.
[2] البداية والنهاية 9/ 46.
[3] انظر عن (عمر بن علي بن أبي طالب) في:(6/163)
رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَوَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ لِيَوَلِّيَهُ صَدَقَةَ أَبِيهِ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ: ولدت لأبي بعد ما اسْتُخْلِفَ عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلامٍ، فَقَالَ: هِبْهُ لِي. قَالَ: هُوَ لَكَ. قَالَ: قَدْ سَمَّيْتُهُ عُمَرَ وَنَحَلْتُهُ غُلامِي مُوَرِّقًا. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: فَلَقِيتُ عِيسَى فَحَدَّثَنِي بِذَلِكَ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الله [1] . عمر، ورقيّة ابنا عليّ توأم أُمُّهُمَا الصَّهْبَاءُ التَّغْلِبِيَّةُ مِنْ سَبْيِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَيَّامَ الرِّدَّةِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [2] : هُوَ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ.
وَذَكَرَ مُصْعَبٌ: أَنَّ الْوَلِيدَ لَمْ يُعْطِهِ صَدَقَةَ عَلِيٍّ، وَكَانَ عَلَيْهَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَقَالَ: لا أُدْخِلُ عَلَى بَنِي فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَهُمْ، فَانْصَرَفَ غضبان وَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ صِلَةً [3] .
وَقِيلَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ قُتِلَ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ.
قُلْتُ: فَلَعَلَّهُ أَخُوهُ وَسَمِيُّهُ، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوفُ أَنَّ الّذي قتل مع مصعب
__________
[ () ] طبقات ابن سعد 5/ 117، وطبقات خليفة 230، وتاريخ خليفة 264، والتاريخ الكبير 6/ 179 رقم 2096، والمعارف 204 و 210 و 217، وتاريخ الثقات للعجلي 360 رقم 1243، وتاريخ اليعقوبي 2/ 213، وفتوح البلدان 110، ونسب قريش 80، وتاريخ الطبري 3/ 383 و 5/ 154، 155، والجرح والتعديل 6/ 124 رقم 676، والثقات لابن حبّان 5/ 146، ومروج الذهب 418 و 1908 و 1909، والتنبيه والإشراف 259، والبدء والتاريخ 5/ 76، ومقاتل الطالبيين 84 و 127 و 643 و 679، وجمهرة أنساب العرب 66، وتاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 13/ 172 ب، والكامل في التاريخ 2/ 399 و 408 و 6/ 198، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1020، وسير أعلام النبلاء 4/ 134 رقم 41، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 77، وتهذيب التهذيب 7/ 485 رقم 806، وتقريب التهذيب 2/ 61 رقم 490، وخلاصة تذهيب التهذيب 285.
[1] في نسب قريش 42.
[2] في تاريخ الثقات 360 رقم 1243.
[3] نسب قريش 43.(6/164)
عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ [1] ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثنتين وسبعين.
119- (عمرو بن حريث) [2]- ع- بن عمرو بن عثمان المخزوميّ، أَخُو سَعِيدٍ.
وُلِدَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَلَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ.
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَكَنَ الْكُوفَةَ.
روى عنه: ابنه جعفر، والحسن العرني، ومغيرة بن سبيع، والوليد بن سريع، وعبد الملك بن عمير، وإسماعيل بن أبي خالد.
__________
[1] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 4/ 134 «ولا يصح، بل ذاك أخوه عبيد الله بن علي» .
[2] انظر عن (عمرو بن حريث) في:
نسب قريش 233، وطبقات ابن سعد 6/ 23، والمحبّر لابن حبيب 156 و 342 و 379، وطبقات خليفة 20 و 126 ومسند أحمد 4/ 306، والتاريخ الكبير 6/ 305 رقم 2479، والتاريخ الصغير 91، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 134، وتاريخ الثقات للعجلي 363 رقم 1254، والزهد لابن المبارك 356، والبيان والتبيين 4/ 81، وفتوح البلدان 276 و 305، وأنساب لأشراف 1/ 228 و 260 و 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) 657 (وفهرس الأعلام) ج 5/ 412، والاشتقاق لابن دريد 61 و 92، والمعرفة والتاريخ 1/ 323، وتاريخ الطبري 5/ 523، والمنتخب من ذيل المذيّل 547، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، والجرح والتعديل 6/ 226 رقم 1254، والمعارف 293 و 480 و 576، والثقات لابن حبّان 3/ 272، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 686، ومروج الذهب 1896 و 1919، والأخبار الطوال 223، 224، والخراج وصناعة الكتابة 379، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 65 رقم 1165، والاستيعاب 2/ 515، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 363، وأسد الغابة 4/ 213، والحلّة السيراء 1/ 75، والبدء والتاريخ 6/ 6، وجمهرة رسائل العرب 2/ 63، ورجال صحيح البخاري 2/ 537، 538 رقم 842، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 26 رقم 13، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1028، وتحفة الأشراف 8/ 143- 146 رقم 402، والعبر 1/ 100، وسير أعلام النبلاء 3/ 417- 419 رقم 70، والكاشف 2/ 282، رقم 4206، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 96، ومرآة الجنان 1/ 176، وجامع التحصيل 297 رقم 561، والبداية والنهاية 9/ 60، والزيارات 155، 156، والتذكرة الحمدونية 2/ 389 و 373 ودول الإسلام 1/ 60، ومجمع الزوائد 9/ 405، والعقد الثمين 6/ 368، والإصابة 2/ 531 رقم 5808، وتهذيب التهذيب 8/ 17، 18 رقم 26، وتقريب التهذيب 2/ 67 رقم 555، وخلاصة تذهيب التهذيب 244، وشذرات الذهب 1/ 95، والعلل لأحمد، رقم 1139 و 4227.
وقد تقدّمت ترجمته باختصار في الجزء السابق.(6/165)
وآخر من رآه خلف بن خليفة، شيخ الحسن بن عرفة، فابن عرفة من أتباع التابعين.
توفي عمرو سنة خمس وثمانين.
120- (عمرو بن سلمة) [1]- خ د ن- أَبُو بُرَيْدٍ [2] الْجَرْمِيُّ [3] الْبَصْرِيُّ.
وَقِيلَ: أَبُو يَزِيدَ، الَّذِي كَانَ يُصَلِّي بِقَوْمِهِ وَهُوَ صَبِيٌّ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] وَقَدْ وَفَدَ أَبُوهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُقَالُ: هُوَ لَهُ وِفَادَةٌ مَعَ أَبِيهِ وَصُحْبَةٌ مَا [5] .
رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، وَهُوَ أَقْدَمُ شَيْخٍ لِأَيُّوبَ.
وَرَّخَ موته أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
121- (عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ) [6]- بخ- الهمدانيّ الكوفيّ.
__________
[1] انظر عن (عمرو بن سلمة) في:
التاريخ لابن معين 2/ 445، والتاريخ الكبير 6/ 313 رقم 2497، والجرح والتعديل 6/ 235 رقم 1301، والثقات لابن حبّان 3/ 278، ورجال صحيح البخاري 2/ 538 رقم 843، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 371 رقم 1410، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 27، 28 رقم 16، والاستيعاب 2/ 544، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1035، وتحفة الأشراف 8/ 152 رقم 407، والكاشف 2/ 285 رقم 4231، ودول الإسلام 1/ 60، والبداية والنهاية 9/ 60، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 126، وتهذيب التهذيب 8/ 42، 43 رقم 69، وتقريب التهذيب 2/ 71 رقم 598، والإصابة 2/ 541 رقم 5857، وخلاصة تذهيب التهذيب 289.
وسلمة: بكسر اللام.
[2] مهمل في الأصل، والتحرير من تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 27 حيث قال: هو أبو بريد بموحّدة مضمومة وراء. وقيل: أبو يزيد، بمثنّاة وزاي، والصحيح المشهور الأول.
[3] الجرمي: بفتح الجيم وسكون الراء. (اللباب 1/ 222) .
[4] لأنه كان أقرأهم للقرآن، كما قال ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 544.
[5] الاستيعاب 2/ 544.
[6] انظر عن (عمرو بن سلمة) في:(6/166)
سَمِعَ: عَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَحَضَرَ النَّهْرَوَانَ مَعَ عَلِيٍّ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَدُفِنَ هُوَ وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ [1] .
قُلْتُ: وَأَبُوهُ بِكَسْرِ اللامِ كَالْجَرْمِيِّ الْمَذْكُورِ قَبْلَهُ.
122- وَأَمَّا (عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ) - بِالْفَتْحِ- فَشَيْخٌ مَجْهُولٌ لِلْوَاقِدِيِّ.
وَلَهُ شَيْخٌ آخَرُ قَزْوِينِيٌّ.
يَرْوِي عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ.
123- (عمرو بن عثمان بن عفّان) [2]- ع- الأمويّ، أخو أبان، وسعيد.
__________
[ () ] طبقات ابن سعد 6/ 171، والتاريخ الصغير 95، والتاريخ الكبير 6/ 337 رقم 2569، وتاريخ الثقات للعجلي 364 رقم 1263 وقد قيّده محقّقه بفتح اللام، وهو خطأ، والجرح والتعديل 6/ 235 رقم 1302، والثقات لابن حبّان 5/ 172، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 761، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1035، وتهذيب التهذيب 8/ 42 رقم 68، وتقريب التهذيب 2/ 71 رقم 597، وخلاصة تهذيب التهذيب 289.
[1] في التاريخ الكبير 6/ 337.
[2] انظر عن (عمرو بن عثمان بن عفان) في:
طبقات ابن سعد 5/ 150، 151، والمحبّر لابن حبيب 57 و 382، وطبقات خليفة 240، والتاريخ الصغير 34، والتاريخ الكبير 6/ 352، 353 رقم 2612، وتاريخ الثقات للعجلي 367 رقم 1274، والمعرفة والتاريخ 1/ 472 و 3/ 270 و 289، وأنساب الأشراف 3/ 49 و 4 ق 1/ 6 و 46 و 53 و 58 و 65 و 66 و 108 و 285 و 323 و 329 و 598 و 600 و 602 و 611 و 4/ 34 و 39 و 5/ 103 و 105- 107 و 114، وتاريخ اليعقوبي 2/ 176- 227، ونسب قريش 105 و 109 و 110، والمعارف 186 و 198 و 199 و 200 و 201 و 214، وتاريخ الطبري 4/ 420 و 5/ 482 و 485 و 494، والجرح والتعديل 6/ 248 رقم 1368، والثقات لابن حبّان 5/ 168، وجمهرة أنساب العرب 83، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 443، ورجال صحيح البخاري 2/ 546 رقم 857، ورجال صحيح مسلم 2/ 76 رقم 1193، ومروج الذهب 1776 و 2024، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1044، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 367 رقم 1395، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 291 أ، وسير أعلام النبلاء 4/ 353 رقم 134، والكاشف 2/ 290 رقم 4262، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 223، والكامل في التاريخ 3/ 186 و 4/ 113 و 114 و 120، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 467 و 468 و 475، والعقد الفريد 1/ 279، وتهذيب التهذيب 8/ 78، 79 رقم 115، وتقريب التهذيب 2/ 75 رقم 636، وخلاصة تذهيب التهذيب 291، والعلل لأحمد، رقم 467.(6/167)
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.
وعنه: علي بن الحسين، وسعيد بن المسيب، وأبو الزناد، وابنه عبد الله بن عمرو.
له حديث: «لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ» فِي الْكُتُبِ السّتّة [1] .
124- (عنترة بن عبد الرحمن) [2]- ن- أبو وكيع الشّيبانيّ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ، أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مرّة الشّيبانيّ، وأبو سنان الشيبانيّ.
__________
[1] أخرجه البخاري في الفرائض 8/ 11 باب لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم وإذا أسلم قبل أن يقسم الميراث فلا ميراث له، وأبو داود في الفرائض (2909) باب هل يرث المسلم الكافر، والترمذي في الفرائض (2190) باب ما جاء في إبطال الميراث بين المسلم والكافر، وابن ماجة في الفرائض (2729) باب ميراث أهل الإسلام من أهل الشرك، والدارميّ في الفرائض، باب 29، ومالك في الموطّأ، كتاب الفرائض 351 باب ميراث أهل الملل، وأحمد في المسند 2/ 200 و 208.
[2] انظر عن (عنترة بن عبد الرحمن) في:
التاريخ الكبير 7/ 84 رقم 377، وتاريخ الثقات للعجلي 376 رقم 1317، والمعرفة والتاريخ 3/ 75 و 83، والجرح والتعديل 7/ 35 رقم 187، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1064، والكاشف 2/ 305 رقم 4374، وتهذيب التهذيب 8/ 162، 163 رقم 295، وتقريب التهذيب 2/ 89 رقم 787، وخلاصة تذهيب التهذيب 306.(6/168)
[حرف الْفَاءِ]
125- (فَرُّوخُ بْنُ النُّعْمَانِ) [1] أَبُو عَيَّاشٍ الْمَعَافِرِيُّ.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَمُعَاذٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَغَيْرِهِمْ.
حَدَّثَ بِمِصْرَ.
رَوَى عَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَبَكْرُ بْنُ سَوَّادٍ، وَخَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ.
ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُسَ.
__________
[1] لم أجد له ترجمة في المصادر المتوفّرة.(6/169)
[حرف القاف]
126- قبيصة بن ذؤيب [1] ع أبو سعيد الخزاعيّ المدني، الفقيه.
__________
[1] انظر عن (قبيصة بن ذؤيب) في:
طبقات ابن سعد 5/ 176 و 7/ 447، والمحبّر لابن حبيب 261 و 302 و 379 و 477، وطبقات خليفة 309، وتاريخ خليفة 292 و 299، والتاريخ لابن معين 2/ 484، والتاريخ الصغير 100، والتاريخ الكبير 7/ 174، 175 رقم 784، وتاريخ الثقات للعجلي 388 رقم 1377، والمعرفة والتاريخ 1/ 236 و 252 و 353 و 354 و 404 و 405 و 426 و 557 و 558 و 627 و 628 و 692 و 692 و 714 و 2/ 439 و 733، وتاريخ أبي زرعة 1/ 62 و 225 و 405 و 408 و 569- 571، وتاريخ الطبري 2/ 239 و 240 و 5/ 239 و 6/ 143 و 180 و 412 و 466، والمعارف 108 و 108 و 447 و 547 و 586، وأنساب الأشراف 1/ 418 و 3/ 213 و 4 ق 1/ 446 و 447 و 4/ 141 و 5/ 356، والبرصان والعرجان 363، والمغازي للواقدي 749، والسير والمغازي لابن إسحاق 222، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 220، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 89 و 204، والجرح والتعديل 7/ 125 رقم 713، والاستيعاب 3/ 255، 256، والثقات لابن حبّان 5/ 317، و 318، وجمهرة أنساب العرب 236، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 433، ورجال صحيح مسلم 2/ 147 رقم 1371، ورجال صحيح البخاري 2/ 620، 621 رقم 985، وتحفة الوزراء للثعالبي 114، وطبقات الفقهاء للشيرازي 47، 48 و 62 و 63، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 197 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 422 رقم 1619، وأسد الغابة 4/ 191، 192، والكامل في التاريخ 3/ 6 و 464 و 4/ 299 و 513 و 520 و 525 و 555، والعقد الفريد 2/ 144 و 230 و 4/ 168 و 169 و 4/ 409، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 56 رقم 64، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1119، وتذكرة الحفّاظ 1/ 57، والعبر 1/ 101، وسير أعلام النبلاء 4/ 282، و 283 رقم 103، والكاشف 2/ 340 رقم 4615، والمعين في طبقات المحدّثين 35 رقم 226، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 399، ومختصر(6/170)
يُقَالُ: إِنَّهُ وُلِدَ عَامَ الْفَتْحِ، وَأُتِيَ بِهِ النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت أَبِيهِ لِيَدْعُوَ لَهُ.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَبِلالٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ إِسْحَاقَ، وَمَكْحُولٌ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وَالزُّهْرِيُّ، وهارون بن رياب [1] . وَآخَرُونَ.
وَكَانَ عَلَى الْخَاتَمِ وَالْبَرِيدِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَسَكَنَ دِمَشْقَ، وَأُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَلَهُ دَارٌ بِبَابِ الْبَرِيدِ [2] .
وَكَنَّاهُ ابْنُ سَعْدٍ [3] : أَبَا إِسْحَاقَ، وَقَالَ: شَهِدَ أَبُوهُ ذُؤَيْبُ بْنُ حَلْحَلَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَتْحَ، وَكَانَ يَسْكُنُ قُدَيْدًا [4] ، وَكَانَ قَبِيصَةُ آثَرَ النَّاسَ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ عَلَى الْخَاتَمِ وَالْبَرِيدِ، فَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ إِذَا وَرَدَتْ، ثُمَّ يَدْخُلُ بِهَا عَلَى الْخَلِيفَةِ، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ.
وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ رَابِعُ أَرْبَعَةٍ في الفقه والنّسك،
__________
[ () ] التاريخ لابن الكازروني 90 و 93، ومرآة الجنان 1/ 177، والبداية والنهاية 9/ 73، وجامع التحصيل 311، 312 رقم 631، وفوات الوفيات 2/ 402، والوفيات لابن قنفذ 99 رقم 86، والعقد الثمين 7/ 37، والإصابة 3/ 266 رقم 7271، وتهذيب التهذيب 8/ 346، 347 رقم 628، وتقريب التهذيب 2/ 122 رقم 74، والنجوم الزاهرة 1/ 214، وطبقات الحفّاظ 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 314، وشذرات الذهب 1/ 97، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 1565 و 2460 و 5649 و 3820.
[1] بكسر الراء.
[2] ذكر ابن عساكر في ترجمته أن دار قبيصة هي في موضع دار الحكم، (ج 14/ 197 ب) وباب البريد أحد أبواب جامع دمشق، وهو من أنزه المواضع. أكثر الشعراء من ذكره ووصفه والتشوّق إليه. (معجم البلدان 1/ 306) .
[3] في الطبقات 5/ 176 و 7/ 447.
[4] قديد: بضم أوله على لفظ التصغير، قرية جامعة، سمّيت قديدا لتقدّد السيول بها، وهي لخزاعة. (معجم ما استعجم 4/ 1054) وهو بقرب مكة. (معجم البلدان 4/ 313) .
[5] في التاريخ الكبير 7/ 174.(6/171)
هُوَ وَابْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ [1] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيُّ [2] : ثنا حَفْصُ بْنُ نَبِيهٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ كَانَ مُعَلِّمَ كِتَابٍ [3] .
وَعَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ قَبِيصَةُ كَاتِبَ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَعَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أعلم مِنْ قَبِيصَةَ.
وَعَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ قَبِيصَةُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِقَضَاءِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ [4] . وَرَوَى ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ [5] .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدَائِنِيِّ وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ سَنَةَ ثَمَانٍ [6] .
127- (قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [7]- ت ن ق- بن عمّار الكلابيّ.
لَهُ صُحْبَةٌ، وَرَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي الْجِمَارَ، رَوَاهُ عَنْهُ أَيْمَنُ بْنُ نابل المكّيّ أحد صغار التابعين [8] .
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 175.
[2] في الأصل «المكحول» .
[3] رجال صحيح مسلم 2/ 147، تاريخ دمشق 14/ 198 ب، رجال صحيح البخاري 2/ 621.
[4] التاريخ الكبير 7/ 175.
[5] تاريخ دمشق 14/ 198 ب.
[6] وقال ابن نمير: مات سنة ست وستين. (رجال صحيح البخاري 2/ 621) .
[7] انظر عن (قدامة بن عبد الله) في:
المغازي للواقدي 1107، وطبقات خليفة 59، والتاريخ لابن معين 2/ 485، 486، والتاريخ الكبير 7/ 178 رقم 795، ومقدّمة مسند يقيّ بن مخلد 126 رقم 532، والجرح والتعديل 7/ 127 رقم 724، والثقات لابن حبّان 3/ 344، وجمهرة أنساب العرب 288، والاستيعاب 3/ 262، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1125، وأسد الغابة 4/ 198، والكاشف 2/ 342 رقم 4629، وتهذيب التهذيب 8/ 364، 365 رقم 647، وتقريب التهذيب 2/ 124 رقم 91، وخلاصة تذهيب التهذيب 315.
[8] رواه البخاري في تاريخه الكبير 7/ 178.(6/172)
128- (قَيْسُ [1] بْنُ عَائِذٍ) [2] أَبُو كَاهِلٍ الأَحْمَسِيُّ، نَزِيلُ الْكُوفَةِ.
رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى نَاقَةٍ، وَحَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ [3] ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْهُ.
129- قيس بن عباد [4] سوى ق أبو عبد الله القيسيّ الضّبعيّ البصريّ، رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وأبي ذر، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو مِجْلَزٍ لاحِقُ بن حميد، وأبو
__________
[1] انظر عن (قيس بن عائذ) في: معرفة الرجال 2/ 95 رقم 249، وطبقات ابن سعد 6/ 62، وطبقات خليفة 35 و 128، والتاريخ الصغير 87، والتاريخ الكبير 7/ 142 رقم 640، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 165 رقم 964، والمعرفة والتاريخ 2/ 225، 226، والجرح والتعديل 7/ 102 رقم 578، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 294، والمعجم الكبير للطبراني 18/ 360- 362، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1639، وأسد الغابة 4/ 221، والاستيعاب 4/ 164، والثقات لابن حبّان 3/ 342، والكاشف 3/ 327 رقم 338، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 22، وتهذيب التهذيب 12/ 208، 209 رقم 970، وتقريب التهذيب 2/ 465 رقم 1 (وقد تحرّف فيه إلى «أبو كامل» بالميم) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 458، والإصابة 4/ 164 رقم 956، ومسند أحمد 4/ 78 و 177، وتحفة الأشراف 9/ 272، 273 رقم 651.
[2] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر ترجمته.
[3] ج 2/ 260 و 4/ 78 و 177 و 178 و 306، وأخرجه ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسّنّة فيها (1284) و (1285) باب ما جاء في الخطبة في العيدين. وهو في تاريخ البخاري 7/ 142.
[4] انظر عن (قيس بن عباد) في:
طبقات ابن سعد 7/ 131، وطبقات خليفة 198، والتاريخ لابن معين 2/ 491، ومسند أحمد 5/ 140، والتاريخ الكبير 7/ 145 رقم 647 (دون ترجمة) ، وتاريخ الثقات للعجلي 394 رقم 1398، والمعرفة والتاريخ 1/ 445، وتاريخ أبي زرعة 1/ 546، والجرح والتعديل 7/ 101 رقم 577، والثقات لابن حبّان 5/ 308، 309، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 10 و 13، ورجال صحيح البخاري 2/ 614 رقم 974، ورجال صحيح مسلم 2/ 145، 146 رقم 1367، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 418 رقم 1599، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1137، والكاشف 2/ 349 رقم 4679، وتهذيب التهذيب 8/ 400 رقم 711، وتقريب التهذيب 2/ 129 رقم 152، وخلاصة تذهيب التهذيب 318، والعلل لأحمد، رقم 4178.(6/173)
نَضْرَةَ الْمُنْذِرُ بْنُ مَالِكٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ كَثِيرَ الْعِبَادَةِ وَالْغَزْوِ، وَلَكِنَّهُ شِيعِيٌّ، وَقَدْ رَحَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَصَلَّى مَعَ عُمَرَ.
وَرَوَى الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ قَيْسَ بْنَ عَبَّادٍ وَفَدَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَكَسَاهُ رِيطَةً مِنْ رِيَاطِ مِصْرَ، فَرَأَيْتُهَا عَلَيْهِ قَدْ شَقَّ عَلَمَهَا.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ يونس المؤدب: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ النَّضْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ: أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ فَرَسٌ عَرَبِيَّةٌ، كُلَّمَا نَتَجَتْ مُهْرًا حَمَلَ عَلَيْهِ- إِذَا أُدْرِكَ- فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى بِهِمُ الْغَدَاةَ لَمْ يَزَلْ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى يَرَى السَّقَّائِينَ قَدْ مَرُّوا بِالْمَاءِ، مَخَافَةَ أَنْ يَصِيرَ أُجَاجًا أَوْ يَصِيرَ غَوْرًا، أَوْ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَطْلَعِهَا، مَخَافَةَ أَنْ تَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا [2] .
وَعَنْ أَبِي مِخْنَفٍ قَالَ: عَاشَ قَيْسُ بْنُ عَبَّادٍ حَتَّى قَاتَلَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَبَلَغَ الْحَجَّاجَ فَعَائِلُهُ، وَأَنَّهُ يَلْعَنُ عُثْمَانَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ [3] .
قُلْتُ: ابْنُ مِخْنَفٍ وَاهٍ.
130- (قَيْصَرُ [4] الدِّمَشْقِيُّ) [5] .
عَنِ ابن عُمَر.
وَعَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَيزيْدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ.
قال أبو حاتم [6] : ليس به بأس.
__________
[1] في الطبقات 7/ 131.
[2] تهذيب الكمال 2/ 1137.
[3] تهذيب الكمال 2/ 1137.
[4] في طبعة القدسي 3/ 292 «قصير» وهو تصحيف.
[5] انظر عن (قيصر الدمشقيّ) في.
التاريخ الكبير 7/ 204، 205 رقم 895. والجرح والتعديل 7/ 148 رقم 826، والثقات لابن حبان 5/ 325.
[6] الجرح والتعديل 7/ 148 وفيه: إنه من أهل مصر.(6/174)
[حرف الكاف]
131- (كثير بن العبّاس) [1] خ م د ن- بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الْهَاشِمِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَأَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ.
وَقِيلَ إِنَّهُ وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَوَى عَنْهُ: الأَعْرَجُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو الأَصْبَغِ مَوْلَى بَنِي سُلَيْمٍ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] : كَانَ فَقِيهًا فَاضِلا لا عَقِبَ لَهُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: كَانَ يَسْكُنُ بِقَرْيَةٍ عَلَى فراسخ من المدينة.
وَوَرَدَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
132- (كُلَيْبُ بْنُ شِهَابِ) [3]- 4- بْنِ الْمَجْنُونِ الْجَرْمِيُّ الكوفيّ.
__________
[1] انظر عن (كثير بن العباس) في:
طبقات خليفة 230، والتاريخ الكبير 7/ 207 رقم 905، والمحبّر لابن حبيب 56، وأنساب الأشراف 1/ 402 و 3/ 22 و 67 و 4 ق 1/ 508 و 5/ 22، والمعارف 121، ونسب قريش 27، والمعرفة والتاريخ 1/ 361، وتاريخ الطبري 3/ 75، والجرح والتعديل 7/ 153، 154 رقم 856، والثقات لابن حبّان 5/ 329، وجمهرة أنساب العرب 18، والاستيعاب 3/ 317، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 427، 428 رقم 1641، وأسد الغابة 4/ 460، ورجال صحيح البخاري 2/ 627 رقم 995، ورجال صحيح مسلم 2/ 155 رقم 1388، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1143، وأسد الغابة 3/ 5 رقم 4708، وسير أعلام النبلاء 3/ 443 رقم 84، وجامع التحصيل 317 رقم 648، وتهذيب التهذيب 8/ 420، 421 رقم 750، وتقريب التهذيب 2/ 132 رقم 16، والإصابة 3/ 310، 311 رقم 7480، والعقد الثمين 7/ 90، وخلاصة تذهيب التهذيب 272.
[2] في نسب قريش 27.
[3] انظر عن (كليب بن شهاب) في:(6/175)
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وأبي هريرة، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَاصِمٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ.
وَوَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ.
133- كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ [1] ابْنُ نُهَيْكِ بْنِ هَيْثَمٍ النَّخَعِيُّ الصَّهْبَانِيُّ [2] الكوفيّ.
حدّث عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هريرة.
__________
[ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 123، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 717، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 229 رقم 986، وتاريخ الثقات للعجلي 398 رقم 1420 و 1421، والمراسيل لأبي داود 42، والجرح والتعديل 7/ 167 رقم 946، والثقات لابن حبّان 3/ 337، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1149، والكاشف 3/ 9 رقم 4740، وتهذيب التهذيب 8/ 445، 446 رقم 809، وتقريب التهذيب 2/ 136 رقم 65، وخلاصة تذهيب التهذيب 322.
[1] انظر عن (كميل بن زياد) في:
طبقات ابن سعد 6/ 179، وطبقات خليفة 148، وتاريخ خليفة 288، والتاريخ الكبير 7/ 243 رقم 1036، وتاريخ الثقات للعجلي 398 رقم 1423، والمعرفة والتاريخ 2/ 481، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 517 و 529 و 534 و 543 و 5/ 30 و 41 و 45 و 54، وفتوح البلدان 458، والفتوح لابن أعثم 7/ 141، وتاريخ اليعقوبي 2/ 205، 206، وتاريخ الطبري 4/ 318 و 323 و 326 و 403 و 404 و 446 و 6/ 350 و 365، والجرح والتعديل 7/ 174، 175 رقم 905، والثقات لابن حبّان 5/ 341، وجمهرة أنساب العرب 415، ومروج الذهب 1749، والتنبيه والإشراف 275، والإرشاد في معرفة علماء البلاد للخليلي 1/ 221، وعين الأدب 265، وسراج الملوك للطرطوشي 110، والخصال 1/ 186، وأمالي الطوسي 1/ 19، ورجال الطوسي 56 رقم 6، وديوان المعاني 1/ 146، 147، والجليس الصالح 3/ 331، وشرح نهج البلاغة 495- 497، وحلية الأولياء 1/ 79، 80، وصفة الصفوة 1/ 127، والكامل في التاريخ 3/ 138 و 144 و 183 و 205 و 376 و 379 و 4/ 472 و 481، والعقد الفريد 2/ 212 و 213، وعيون الأخبار 2/ 120 و 355، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1150، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 383 و 430، والمغني في الضعفاء 2/ 533 رقم 5109، وميزان الاعتدال 3/ 415 رقم 6978، والمجروحين لابن حبّان 2/ 221، وتهذيب التهذيب 8/ 447، 448 رقم 811، وتقريب التهذيب 2/ 136 رقم 70، وخلاصة تذهيب التهذيب 323، والبداية والنهاية 9/ 46، 47، والتذكرة الحمدونية 1/ 67، والإصابة 3/ 318 رقم 7501، والغدير للأمين 9/ 46 وفيه أن الحجّاج قتله سنة 42 هـ. وهذا وهم، والصحيح 82 هـ.
[2] الصّهبانيّ: مهمل في الأصل، والتحرير من اللباب 2/ 64 حيث قيّده بضم الصاد وسكون الهاء.. نسبة إلى صهبان بن سعد ...(6/176)
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ ذَرِيحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الصَّهْبَانِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَالأَعْمَشُ.
وَقَدِمَ دِمَشْقَ زَمَنَ عُثْمَانَ، وَشَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ شَرِيفًا مُطَاعًا ثِقَةً عَابِدًا عَلَى تَشَيُّعِهِ، قَلِيلَ الْحَدِيثِ، قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ.
قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ [1] .
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وَفِي الْكُوفَةِ مِنَ الْعُبَّادِ: أُوَيْسٌ، وَعَمْرُو بْنُ عَنْبَسَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ، وَمِعْضَدٌ الشَّيْبَانِيُّ، وَجُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ [2] .
وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: كُمَيْلٌ رَافِضِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ حَسَّانٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَنَعَ الْحَجَّاجُ النَّخَعَ أَعْطِيَاتِهُمْ حَتَّى يَأْتُوهُ بِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ كُمَيْلٌ أَقْبَلَ عَلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: أَبْلِغُونِي الْحَجَّاجَ فَأَبْلَغُوهُ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: يَا أَهْلَ الشَّامِ، هَذَا كُمَيْلٌ الَّذِي قَالَ لِعُثْمَانَ أَقِدْنِي مِنْ نَفْسِكَ، فَقَالَ كُمَيْلٌ: فَعَرَفَ حَقِّي، فَقُلْتُ: أَمَّا إِذْ أَقَدْتَنِي فَهُوَ لَكَ هِبَةٌ، فَمَنْ كَانَ أَحْسَنَ قَوْلا أَنَا أَوْ هُوَ، فَذَكَرَ الْحَجَّاجُ عَلِيًّا، فَصَلَّى عَلَيْهِ كُمَيْلٌ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: وَاللَّهِ لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكَ إِنْسَانًا أَشَدَّ بُغْضًا لِعَلِيٍّ مِنْ حُبِّكَ لَهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ ابْنَ أَدْهَمَ الْحِمْصِيَّ فَضَرَبَ عُنُقَهُ [3] .
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: مَاتَ كُمَيْلٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً.
أَنْبَأَ رُبَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، أَنْبَأَ مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنْبَأَ ابن فادشاه، ثنا الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عن أبي هريرة قال: قال
__________
[1] في الطبقات 6/ 179.
[2] تهذيب الكمال 3/ 1150.
[3] في تاريخ الطبري 6/ 365 قتله أبو الجهم بن كنانة الكلبي.(6/177)
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِلا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ» ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه، وَلا مَنْجَى مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ» [1] .
__________
[1] أخرجه البخاري في الدعوات 7/ 162 باب: الدعاء إذا علا عقبة، من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عثمان، عن أبي موسى قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفر فكنّا إذا علونا كبّرنا، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلّم: «أيّها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا ولكن تدعون سميعا بصيرا» ثم أتى عليّ وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوّة إلا باللَّه. فقال: «يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوّة إلا باللَّه فإنّها كنز من كنوز الجنة» أو قال: «ألا أدلّك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة، لا حول ولا قوّة إلا باللَّه» .
وأخرجه في باب: قول لا حول ولا قوّة إلا باللَّه 7/ 169، وفي القدر 7/ 213 باب لا حول ولا قوّة إلا باللَّه، ومسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2704) باب استحباب خفض الصوت بالذكر، و (45/ 2704) و (46/ 2704) ، وأبو داود في الوتر (1526) باب في الاستغفار، والترمذي في الدعوات (3528) باب ما جاء في فضل التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد، وابن ماجة في الأدب (3824) ومن طريقين آخرين (3825) و (3826) وأحمد في المسند 2/ 298 و 309 و 335 و 355 و 363 و 403 و 469 و 520 و 525 و 535 و 4/ 400 و 402 و 403 و 407 و 418 و 419 و 5/ 145 و 150 و 152 و 157 و 179 و 265.(6/178)
[حَرْفُ الْمِيمِ]
134- (مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ) [1]- ت- بن حارثة الكلبيّ، ابْنُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مَدَنِيٌّ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَيَزِيدُ بْنُ قُسَيْطٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ [2] ، يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
135- (مُحَمَّدُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ البكير) [3] بْنِ عَبْدِ ياليل اللّيثيّ المدنيّ، من أولاد البدريّين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أسامة) في: التاريخ الكبير 1/ 19 رقم 12، وطبقات ابن سعد 5/ 246، وطبقات خليفة 230 و 247، 248، وأنساب الأشراف 1/ 470، 471، والمعارف 145، وتاريخ الطبري 3/ 196، والجرح والتعديل 7/ 205 رقم 1136، والثقات لابن حبّان 5/ 353، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 453، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1166، والكامل في التاريخ 5/ 21 والكاشف 3/ 17 رقم 4784، وتهذيب التهذيب 9/ 35 رقم 43، وتقريب التهذيب 2/ 143 رقم 34، والوافي بالوفيات 2/ 187 رقم 546، وخلاصة تذهيب التهذيب 326.
[2] في الطبقات 5/ 246.
[3] التاريخ الكبير 1/ 20 رقم 13، والمعرفة والتاريخ 1/ 420، والجرح والتعديل 7/ 205 رقم 1134، والثقات لابن حبّان 5/ 379، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1176، والكاشف 3/ 21 رقم 4809، وتهذيب التهذيب 9/ 68 رقم 81، وتقريب التهذيب 2/ 146 رقم 68، والوافي بالوفيات 2/ 233 رقم 630، وخلاصة تذهيب التهذيب 328.(6/179)
رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
روى عنه، أبو سلمة بن عبد الرحمن، ونافع، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان.
136- (محمد بن حاطب) [1] ورخه أبو نعيم في سنة ست وثمانين.
وقد مر في الطبقة الماضية.
137- (محمد بن سعد) [2]- سوى د. - بن أبي وقّاص، أبو القاسم الزّهريّ.
روى عن: أبيه، وعثمان، وأبي الدرداء.
__________
[1] انظر عن (محمد بن حاطب) في:
طبقات خليفة 25 و 278، والتاريخ لابن معين 2/ 510، ومسند أحمد 3/ 418 و 4/ 259، والمحبّر 153 و 379، والتاريخ الكبير 1/ 17 رقم 8، والمعرفة والتاريخ 1/ 306، وتاريخ أبي زرعة 1/ 561 و 577 و 578، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 119 رقم 446، والجرح والتعديل 7/ 224، 225 رقم 1243، والاستيعاب 3/ 340 وفيه (محمد بن حطاب) ، وجمهرة أنساب العرب 162، وأسد الغابة 4/ 314، 315، والكامل في التاريخ 4/ 373، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1182، وتحفة الأشراف 8/ 355 رقم 391، والكاشف 3/ 28 رقم 4855، وسير أعلام النبلاء 3/ 435، 436 رقم 79، والوافي بالوفيات 2/ 317 رقم 766، ومرآة الجنان 1/ 155، ومجمع الزوائد 9/ 415، والعقد الثمين 1/ 450، والإصابة 3/ 372 رقم 7765، وتهذيب التهذيب 9/ 106 رقم 143، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 122، وخلاصة تذهيب التهذيب 282، وشذرات الذهب 1/ 82.
وقد ترجم له المؤلّف في الطبقة السابقة.
[2] انظر عن (محمد بن سعد بن أبي وقّاص) في:
طبقات ابن سعد 5/ 167 و 6/ 221، والمحبّر لابن حبيب 235، وتاريخ الثقات لابن حبّان 404 رقم 1458، والمعرفة والتاريخ 1/ 401، والمعارف 243، 244، والتاريخ الكبير 1/ 88، 89 رقم 246، وتاريخ الطبري 4/ 211 و 5/ 491 و 6/ 349 و 366 و 373 و 374 و 379، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 327 و 4/ 37، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 6 أ، ب، والجرح والتعديل 7/ 261 رقم 1427، والثقات لابن حبّان 5/ 354، ورجال صحيح مسلم 2/ 181، 182 رقم 1447، والكامل في التاريخ 4/ 117 و 472 و 482 و 482 و 487 و 488، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1201، والعبر 1/ 95، وسير أعلام النبلاء 4/ 348، 349 رقم 121، والكاشف 3/ 41 رقم 4944، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 155 و 258 و 434، ومرآة الجنان 9/ 166، والوافي بالوفيات 3/ 88 رقم 1008، وتهذيب التهذيب 9/ 183 رقم 274، وتقريب التهذيب 2/ 163، 164 رقم 245، وخلاصة تذهيب التهذيب 337، وشذرات الذهب 1/ 91.(6/180)
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ إِبْرَاهِيمُ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خُلْدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
لَهُ أَحَادِيثُ عَدِيدَةٌ، وَأُسِرَ يَوْمَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ، فَقَتَلَهُ الْحَجَّاجُ.
138- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بن أبي طالب [1] ع أبو القاسم الهاشميّ، ابن الحنفيّة، وَاسْمُهَا خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرٍ مِنْ سَبْيِ الْيَمَامَةِ، وَهِيَ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ.
وُلِدَ فِي صَدْرِ خِلافَةِ عُمَرَ، وَرَأَى عُمَرَ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُثْمَانَ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية) في:
طبقات ابن سعد 5/ 91- 116، ونسب قريش 41، وطبقات خليفة 230، وتاريخ خليفة 184 و 262 و 263 و 266، والتاريخ لابن معين 2/ 531، 532، والمحبّر لابن حبيب 454، و 490، وأنساب الأشراف 1/ 572 و 3/ 53 و 54 و 79 و 4/ 15 و 27 و 28 و 59 و 144 وانظر فهرس الأعلام في الجزء 5/ 419، والمعارف 21 و 216، والتاريخ الكبير 1/ 182 رقم 561، وتاريخ الثقات 410 رقم 1487، والمعرفة والتاريخ 1/ 544، وتاريخ اليعقوبي 2/ 213، والفتوح لابن أعثم الكوفي 5/ 30، والبرصان والعرجان 74 و 230، والمنتخب من ذيل المذيّل 628، والأخبار الطوال 147 و 149 و 174 و 221 و 264 و 295، والجرح والتعديل 8/ 26 رقم 116، والبدء والتاريخ 5/ 75، وحلية الأولياء 3/ 174- 180 رقم 234، وطبقات الفقهاء للشيرازي 62، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 5 ب، ومروج الذهب 2031، 2032، والتنبيه والإشراف 573، ورجال صحيح البخاري 2/ 667، 668 رقم 1078، ورجال صحيح مسلم 2/ 174 رقم 1429، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ 364 أ، وصفة الصفوة 2/ 77- 79 رقم 158، وجمهرة أنساب العرب 18 و 37 و 42 و 66، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 317، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 396، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 88 رقم 20، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1246، 1247، وتاريخ حلب للعظيميّ 104 و 166 و 183 و 193، والعبر 1/ 93، وسير أعلام النبلاء 4/ 110- 129 رقم 36، والكاشف 3/ 71 رقم 5145، والبداية والنهاية 9/ 38، 39، ومرآة الجنان 1/ 162- 173، وفوات الوفيات 1/ 189 و 190 و 2/ 35 و 171 و 238 و 4/ 123، والعقد الثمين 2/ 157، وغاية النهاية 2/ 204 رقم 3262، والوافي بالوفيات 4/ 99- 105 رقم 1582، وتهذيب التهذيب 9/ 354، 355 رقم 586، وتقريب التهذيب 2/ 192 رقم 549، وخلاصة تذهيب التهذيب 352، وشذرات الذهب 1/ 88، ونزهة الجليس 2/ 254، والكامل في الأدب 2/ 114 و 3/ 266، ومختصر التاريخ 83 و 94، وصفة الصفوة 2/ 77 رقم 158.(6/181)
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ الْحَسَنُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَعُمَرُ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَعَوْنٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَمُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَعَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: صَرَعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ مَرْوَانَ يَوْمَ الْجَمَلِ وَجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ، فَلَمَّا وَفَدَ عَلَى ابْنِهِ ذَكَّرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: عَفْوًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا ذَكَرْتُ ذَلِكَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُكَافِئَكَ بِهِ [1] .
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: سَمَّتْهُ الشِّيعَةُ الْمَهْدِيَّ، فَأَخْبَرَنِي عَمِّي قَالَ: قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
هُوَ الْمَهْدِيُّ أَخْبَرَنَاهُ كَعْبٌ ... أَخُو الأَحْبَارِ فِي الحقب الخوالي
[2] فقيل لِكُثَيْرٍ: وَلَقِيتَ كَعْبًا؟ قَالَ: قُلْتُهُ بِالْوَهْمِ.
وَقَالَ أَيْضًا:
أَلا إِنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ ... وُلاةَ الْحَقِّ أَرْبَعَةٌ سَوَاءُ
عَلِيُّ وَالثَّلاثَةُ مِنْ بَنِيهِ ... هُمُ الْأَسْبَاطُ لَيْسَ بِهِمْ خَفَاءُ
فَسِبْطٌ سِبْطُ إِيمَانٍ وَبِرٍّ ... وَسِبْطٌ غَيَّبَتْهُ كَرْبَلاءُ
وَسِبْطٌ لا تَرَاهُ الْعَيْنُ حَتَّى ... يَقُودَ الْخَيْلَ يَقْدُمُهَا لِوَاءُ
تَغَيَّبَ لا يُرَى عَنْهُمْ زَمَانًا ... بِرَضْوَى عِنْدَهُ عَسَلٌ وَمَاءُ
[3] قَالَ الزُّبَيْرُ [4] : وَكَانَتْ شِيعَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ.
وَفِيهِ يقول السيد الحميريّ:
__________
[1] تاريخ دمشق 15/ 364 أ، وفي سير أعلام النبلاء 4/ 111 زيادة: «لكن أردت أن تعلم أني قد علمت» .
[2] مروج الذهب 3/ 87 وفيه «خبّرناه كعب» ، ونسب قريش 41، والأغاني 9/ 16، والديوان 1/ 275.
[3] الأبيات في ديوان ابن الحنفية 2/ 186، وعيون الأخبار 2/ 144، ومروج الذهب 3/ 87، 88، والأغاني 9/ 14، 15، والملل والنحل 1/ 200، والوافي بالوفيات 4/ 99، 100، وتهذيب الكمال 3/ 1247، والبداية والنهاية 9/ 38، ومرآة الجنان 1/ 165، ووفيات الأعيان 4/ 172، والشعر والشعراء 1/ 423.
[4] في نسب قريش 42.(6/182)
أَلا قُلْ لِلْوَصِيِّ فَدَتْكَ نَفْسِي ... أَطَلْتَ بِذَلِكَ الْجَبَلِ الْمُقَامَا
أَضَرَّ بِمَعْشَرٍ وَالَوْكَ مِنَّا ... وَسَمَّوْكَ الْخَلِيفَةَ وَالإِمَامَا
وَعَادَوْا فِيكَ أَهْلَ الأَرْضِ طُرًّا ... مُقَامُكَ عَنْهُمْ سِتِّينَ
[1] عَامَا
وَمَا ذَاقَ ابْنُ خَوْلةَ طَعْمَ مَوْتٍ ... وَلا وَارَتْ لَهُ أَرْضٌ عِظَامَا
لَقَدْ أَمْسَى بِمُورِقِ شِعْبِ رضوى ... تُرَاجِعُهُ الْمَلائِكَةُ الْكَلامَا
وَإِنَّ لَهُ بِهِ لَمَقِيلَ صِدْقٍ ... وأندية تحدّثه كراما
هدانا الله إذا حُزْتُمْ [2] لِأَمْرٍ ... بِهِ وَعَلَيْهِ نَلْتَمِسُ التَّمَامَا
تَمَامَ مَوَدَّةِ الْمَهْدِيِّ حَتَّى ... تَرَوْا رَايَاتِنَا تَتْرَى نِظَامَا
[3] وَقَالَ السَّيِّدُ أَيْضًا:
يَا شِعْبَ رَضْوَى مَا لِمَنْ بِكَ لا يُرَى ... وَبِنَا إِلَيْهِ مِنَ الصَّبَابَةِ أَوْلَقُ
حَتَّى مَتَى؟ وَإِلَى مَتَى؟ وَكَمِ الْمَدَى؟ ... يَا بْنَ الْوَصِيِّ وَأَنْتَ حَيٌّ تُرْزَقُ
[4] وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : مَوْلِدُهُ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ أُمَّ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ سِنْدِيَّةً سَوْدَاءَ، وَكَانَتْ أَمَةٌ لِبَنِي حُنَيْفَةَ، وَلَمْ تَكُنْ مِنْهُمْ، وَإِنَّمَا صَالَحَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى الرَّقِيقِ، وَلَمْ يُصَالِحْهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ [6] .
وَقَالَ فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: كَانَتْ رُخْصَةً لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ وُلِدَ لِي بَعْدَكَ وَلَدٌ أُسَمِّيهِ بِاسْمِكَ، وَأُكَنِّيهِ بِكُنْيَتِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» [7] .
__________
[1] في نسب قريش، والأغاني «عشرين» . وفي مروج الذهب «مغيبك عنهم سبعين عاما» .
[2] كذا في الأصل، وفي الأغاني، ونسب قريش «جرتم» ، وفي سير أعلام النبلاء «خزتم» .
[3] الأبيات في: نسب قريش 42، والأغاني 9/ 14، ومروج الذهب 3/ 88، وعيون الأخبار 2/ 144، والوافي بالوفيات 4/ 100، والبداية والنهاية 9/ 39، وتهذيب الكمال 3/ 1247.
[4] البيتان في: مروج الذهب 3/ 88 وفيه «يا بن الرسول» ، وتاريخ دمشق 15/ 365 أ، والبيت الثاني فقط في: طبقات الشعراء لابن المعتزّ- ص 33.
[5] تاريخ دمشق 15/ 365 أ.
[6] طبقات ابن سعد 5/ 91.
[7] أخرجه أبو داود في الأدب (4967) باب في الرخصة في الجمع بينهما، والترمذي في الأدب(6/183)
قُلْتُ: وَكَانَ يُكْنَى أَيْضًا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ: ثنا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ فِي الشِّعْبِ، فَقُلْتُ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ:
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [1] . وَذَكَرَ النَّسَائِيُّ الْكُنْيَتَيْنِ.
وَعَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: وُلِدْتُ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ [2] .
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، لَكِنَّ ابْنَ حُمَيْدٍ ضَعِيفٌ.
وَقَدْ قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، سَمِع ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ: دَخَلَ عُمَرُ وَأَنَا عِنْدَ أُخْتِي أُمِّ كُلْثُومٍ، فَضَمَّنِي وَقَالَ:
أَلْطِفِيهِ بِالْحَلْوَاءِ [3] .
وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ: جِئْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ مَكْحُولٌ مَخْضُوبٌ بِحُمْرَةٍ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ [4] .
وَقَالَ سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: حسن وَحسين خَيْرٌ مِنِّي، وَلَقَدْ عَلِمَا أَنَّهُ كَانَ يَسْتَخْلِينِي دُونَهُمَا، وَأَنِّي صَاحِبُ الْبَغْلَةِ الشَّهْبَاءِ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ رَجُلٌ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: مَا بَالُ أَبِيكَ كَانَ يَرْمِي بِكَ فِي مَرَامٍ لا يَرْمِي فِيهَا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُمَا كانا خدّيه، وكنت يده، فكان يتوفّى بِيَدِهِ عَنْ خَدَّيْهِ [5] .
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ مُعَاوِيَةَ خَرَجَ الْحُسَيْنُ وَابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى مَكَّةَ، وَأَقَامَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ حَتَّى سَمِعَ بِدُنُوِّ جَيْشِ مُسْرِفٍ أَيَّامَ الْحَرَّةِ، فَرَحَلَ إِلَى مَكَّةَ،
__________
[ () ] (2846) باب ما جاء في كراهية الجمع بين اسم النبي صلى الله عليه وسلّم وكنيته. وقال: حديث صحيح.
وهو في طبقات ابن سعد 5/ 91 وانظر وفيات الأعيان 4/ 170.
[1] تاريخ دمشق 15/ 365 ب.
[2] تاريخ دمشق 15/ 366 أ.
[3] تاريخ دمشق 15/ 367 أ.
[4] طبقات ابن سعد 5/ 114.
[5] تاريخ دمشق 15/ 368 أ.، وفيات الأعيان 4/ 172.(6/184)
فَقَعَدَ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَلَمَّا (مَاتَ يَزِيدُ) [1] دَعَاهُمَا ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى بَيْعَتِهِ، فَأَبَيَا حَتَّى تَجْتَمِعَ لَهُ الْبِلادُ، فَكَاشَرَهُمَا، ثُمَّ وَقَعَ بَيْنَهُمْ شَرٌّ، وَغَلُظَ الأَمْرُ حَتَّى خَافَاهُ، وَمَعَهُمَا النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَةُ، فَأَسَاءَ جِوَارَهُمْ وَحَصَرَهُمْ، وَأَظْهَرَ شَتْمَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَأَمَرَهُمْ وَبَنِي هَاشِمٍ أَنْ يَلْزَمُوا شِعْبَهُمْ بِمَكَّةَ، وَجَعَلَ عَلَيْهِمُ الرُّقَبَاءَ، وَقَالَ فِيمَا قَالَ: وَاللَّهِ لَتُبَايِعُنَّ أَوْ لأَحْرِقَنَّكُمْ بِالنَّارِ، فَخَافُوا.
قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ [2] : فَرَأَيْتُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ مَحْبُوسًا بِزَمْزَمَ، فَقُلْتُ:
لأَدْخُلَنَّ عَلَيْهِ، فَدَخَلْتُ فَقُلْتُ: مَا لَكَ وَهَذَا الرَّجُلُ؟ قَالَ: دَعَانِي إِلَى الْبَيْعَةِ.
فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَيْكَ، فَأَنَا كَأَحَدِهِمْ. فَلَمْ يَرْضَ بِهَذَا، فَاذْهَبْ، فَأَقْرِئْ ابْنَ عَبَّاسٍ السَّلامَ وَقُلْ: مَا تَرَى؟ فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ ذَاهِبُ الْبَصَرِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ: رُبَّ أَنْصَارِيٍّ هُوَ أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنْ عَدُوِّنَا، فَقُلْتُ: لا تَخَفْ، أَنَا مِمَّنْ لَكَ كُلُّهُ، وَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: قُلْ لَهُ لا تُطِعْهُ وَلا نُعْمَةَ عَيْنٍ، إِلا مَا قُلْتَ، وَلا تَزِدْهُ عَلَيْهِ، فَأَبْلَغْتُهُ، فَهَمَّ أَنْ يَقْدَمَ الْكُوفَةَ، وَبَلَغَ ذَلِكَ الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، فَثَقُلَ عَلَيْهِ قُدُومُهُ.
قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ فِي الْمَهْدِيِّ عَلامَةً يَقْدَمُ بَلَدَكُمْ هَذَا، فَيَضْرِبُهُ رَجُلٌ فِي السُّوقِ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ لا تَضُرُّهُ وَلا تَحِيكُ [3] فِيهِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ، فَأَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ بَعَثْتَ إِلَى شِيعَتِكَ بِالْكُوفَةِ فَأَعْلَمْتُهُمْ مَا أَنْتُمْ فِيهِ، فَبَعَثَ أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ إِلَى شِيعَتِهِمْ بِالْكُوفَةِ، فَقَدِم عَلَيْهِمْ وَقَالَ: إِنَّا لا نَأْمَنُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى هَؤُلاءِ، وَأَخْبَرَهُمْ بِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْخَوْفِ، فَجَهَّزَ الْمُخْتَارُ بَعْثًا إِلَى مَكَّةَ، فَانْتَدَبَ مِنْهُ أَرْبَعَةَ آلافٍ، فَعَقَدَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ لَهُ: سِرْ، فَإِنْ وَجَدْتَ بَنِي هَاشِمٍ فِي الْحَيَاةِ فَكُنْ لَهُمْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَضُدًا، وَانْفُذْ لما أمروك به، وإن وجدت ابن
__________
[1] في الأصل، وطبعة القدسي 3/ 296 «فلما بايعوا ابن الزبير دعاهما ابن الزبير» ، وما أثبتناه بين القوسين عن سير أعلام النبلاء 4/ 118.
[2] في السير «أبو عامر» .
[3] أي لا تؤثّر، على ما في النهاية في غريب الحديث.(6/185)
الزُّبَيْرِ قَدْ قَتَلَهُمْ، فَاعْتَرِضْ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ لا تَدَعْ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ شَعْرًا وَلا ظُفْرًا. وَقَالَ: يَا شُرْطَةَ اللَّهِ، لَقَدْ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِهَذَا الْمَسِيرِ، وَلَكُمْ بِهَذَا الْوَجْهِ عَشْرُ حِجَجٍ وَعَشْرُ عُمَرٍ.
فَسَارُوا حَتَّى أَشْرَفُوا عَلَى مَكَّةَ، فَجَاءَ الْمُسْتَغِيثُ: أَعْجِلُوا، فَمَا أَرَاكُمْ تُدْرِكُونَهُمْ، فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ ثَمَانِمِائَةٍ، عَلَيْهِمْ عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فَأَسْرَعُوا حَتَّى دَخَلُوا مَكَّةَ، فَكَبَّرُوا تَكْبِيرَةً سَمِعَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَانْطَلَقَ هَارِبًا [1] ، وَتَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، وَقَالَ: أَنَا عَائِذُ اللَّهِ.
قَالَ عَطِيَّةُ: ثُمَّ مِلْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَأَصْحَابِهِمَا فِي دُورٍ وَقَدْ جُمِعَ لَهُمُ الْحَطَبُ، فَأُحِيطَ بِهِمُ الْحَطَبُ حَتَّى بَلَغَ رُءُوسَ الْجُدُرِ، لَوْ أَنَّ نارا تقع فيه ما رئي مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَأَخَّرْنَاهُ عَنِ الأَبْوَابِ، فَأَقْبَلَ أَصْحَابُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَكُنَّا صَفَّيْنِ نَحْنُ وَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ نَهَارَنَا، لا نَنْصَرِفُ إِلا إِلَى الصَّلاةِ حَتَّى أَصْبَحْنَا، وَقَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيُّ فِي الْجَيْشِ، فَقُلْنَا لابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: ذَرُونَا نُرِحِ النَّاسَ مِنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالا: هَذَا بَلَدٌ حَرَّمَهُ اللَّهُ مَا أَحَلَّهُ لِأَحَدٍ إِلا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً، فامنعونا وأجيرونا، قال: فتحمّلوا، وإنّ مناديا لينادي فِي الْجَبَلِ، مَا غَنِمَتْ سَرِيَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا مَا غَنِمَتْ هَذِهِ السَّرِيَّةُ، إِنَّ السَّرِيَّةَ إِنَّمَا تَغْنَمُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَإِنَّمَا غَنِمْتُمْ دِمَاءَنَا، فَخَرَجُوا بِهِمْ حَتَّى أَنْزَلُوهُمْ مِنِّي، ثُمَّ انْتَقَلُوا إِلَى الطَّائِفِ وَأَقَامُوا.
وَتُوُفِّيَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَبَقِينَا مَعَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، فَلَمَّا كَانَ الْحَجُّ وَحَجَّ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَافَى ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ فِي أَصْحَابِهِ إِلَى عَرَفَةَ، فَوَقَفَ وَوَافَى نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ الْحَنَفِيُّ الْحَرُورِيُّ فِي أَصْحَابِهِ، فَوَقَفَ نَاحِيَةً، وَحَجَّتْ بَنُو أُمَيَّةَ عَلَى لِوَاءٍ، فَوَقَفُوا بِعَرَفَةَ [2] .
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَقَامَ الْحَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ، وَحَجَّ ابن
__________
[1] في طبقات ابن سعد «حتى دخل دار الندوة، ويقال: بل تعلّق..» .
[2] الخبر بطوله في طبقات ابن سعد 5/ 100- 103، وتاريخ دمشق 15/ 369 أ، ب.(6/186)
الْحَنَفِيَّةِ فِي الْخَشَبِيَّةِ [1] ، وَهُمْ أَرْبَعَةُ آلافٍ، نَزَلُوا فِي الشِّعْبِ الأَيْسَرِ مِنْ مِنًى، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ سَعَى فِي الْهُدْنَةِ وَالْكَفِّ حَتَّى حَجَّتْ كُلُّ طَائِفَةٍ مِنَ الطَّوَائِفِ الأَرْبَعِ، قَالَ: وَوَقَفْتُ تِلْكَ الْعَشِيَّةِ إِلَى جَنْبِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ ادْفَعْ، وَدَفَعْتُ مَعَهُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَفَعَ [2] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عروة، عن أبيه:
ح، وأخبرنا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: كَانَ الْمُخْتَارُ لَمَّا قَدِمَ الْكُوفَةَ أَشَدَّ شَيْءٍ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَجَعَلَ يُلْقِي إِلَى النَّاسِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يَطْلُبُ هَذَا الأَمْرَ لِأَبِي الْقَاسِمِ- يَعْنِي ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ- ثُمَّ ظَلَمَهُ إِيَّاهُ، وَجَعَلَ يَذْكُرُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَحَالَهُ وَوَرَعَهُ، وَأَنَّهُ يَدْعُو لَهُ، وَأَنَّهُ بَعَثَهُ، وَأَنَّهُ كَتَبَ لَهُ كِتَابًا، وَكَانَ يَقْرَأُه عَلَى مَنْ يَثِقُ بِهِ وَيُبَايِعُونَهُ سِرًّا، فَشَكَّ قَوْمٌ وَقَالُوا: أَعْطَيْنَا هَذَا الرَّجُلَ عُهُودَنَا أَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَسُولُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَابْنُ الْحَنَفِيَّةِ بِمَكَّةَ، لَيْسَ هُوَ مِنَّا بِبَعِيدٍ، فَشَخَصَ مِنْهُمْ قَوْمٌ فَأَعْلَمُوهُ أَمْرَ الْمُخْتَارِ، فَقَالَ: نَحْنُ قَوْمٌ حَيْثُ تَرَوْنَ مَحْبُوسُونَ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا بِقَتْلِ مُؤْمِنٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ انْتَصَرَ لَنَا بِمَنْ شَاءَ، فَاحْذَرُوا الْكَذَّابِينَ، وَانْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَدِينِكُمْ، فَذَهَبُوا عَلَى هَذَا [3] .
وَجَعَلَ أَمْرُ الْمُخْتَارِ يَكْبُرُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَغْلُظُ، وَتَتَبَّعَ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ فَقَتَلَهُمْ، وَبَعَثَ ابْنَ الأَشْتَرِ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَ الْمُخْتَارُ بِرَأْسِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فدعت بنو هاشم للمختار، وعظم عندهم.
__________
[1] الخشبيّة: لقب أطلق على بعض الجماعات من الموالي ممن اشتركوا في الحرب بين المختار الثقفي وابن الزبير وسارت إلى مكة لتخليص ابن الحنفية من سجن ابن الزبير. وقيل لهم الخشبية لأنهم كانوا يحملون عصيّا من الخشب بدل السيوف. (القاموس الإسلامي 2/ 244) .
[2] طبقات ابن سعد 5/ 103، تاريخ دمشق 15/ 370 أ.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 99.(6/187)
وَكَانَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ يَكْرَهُ أَمْرَهُ، وَلا يُحِبُّ كَثِيرًا ممّا يَأْتِي بِهِ.
ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ المختار: لمحمد بن عليّ، مِنَ الْمُخْتَارِ الطَّالِبِ بِثَأْرِ آلِ مُحَمَّدٍ [1] .
وَقَالَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لا حَرَجَ إِلا فِي دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ. فَقُلْتُ لابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: تَطْعَنُ عَلَى أَبِيكَ؟ قَالَ: لَسْتُ أَطْعَنُ عَلَى أَبِي، بَايَعَ أَبِي أُولُو الأَمْرِ، فَنَكَثَ نَاكِثٌ فَقَاتَلَهُ، وَمَرَقَ مَارِقٌ فَقَاتَلَهُ، وَإِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَحْسُدُنِي عَلَى مَكَانِي هَذَا، وَدَّ أَنِي أُلْحَدُ فِي الْحَرَمِ كَمَا أُلْحِدَ [2] .
وَقَالَ قَبِيصَةُ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَارِثِ الأَزْدِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ:
رَحِمَ اللَّهُ امْرأً أَغْنَى نَفْسَهُ، وَكَفَّ يَدَهُ، وَأَمْسَكَ لِسَانَهُ، وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ لَهُ مَا احْتَسَبَ وَهُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ أَلا إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي أُمَيَّةَ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ سُيُوفِ الْمُسْلِمِينَ، أَلا إِنَّ لِأَهْلِ الَحِّق دَوْلَةً يَأْتِي بِهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ وَمِنَّا كَانَ عِنْدَنَا فِي السَّنَامِ الأَعْلَى، وَمَنْ يَمُتْ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى [3] .
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: ثنا أَبُو جَمْرَةَ قَالَ: كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ:
سَلامٌ عَلَيْكَ يَا مَهْدِيُّ، فَقَالَ: أَجَلْ، أَنَا رَجُلٌ مَهْدِيٌّ، أَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ وَالْخَيْرِ، اسْمِي مُحَمَّدٌ، فَلْيَقُلْ أَحَدُكُمْ إِذَا سَلَّمَ: سَلامٌ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، أَوْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ [4] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : قَالُوا: وَقُتِلَ الْمُخْتَارُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ، فَلَمَّا دَخَلَتْ سَنَةَ تِسْعٍ أَرْسَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَخَاهُ عُرْوَةَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
__________
[1] طبقات ابن سعد 5/ 99، 100 وبقيّة الكتاب: «أمّا بعد، فإنّ الله تبارك وتعالى لم ينتقم من قوم حتى يعذر إليهم، وإنّ الله قد أهلك الفسقة وأشياع الفسقة، وقد بقيت بقايا أرجو أن يلحق الله آخرهم بأوّلهم» .
[2] تاريخ دمشق 15/ 371 ب.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 97، تاريخ دمشق 15/ 372 أ.
[4] طبقات ابن سعد 5/ 94، تاريخ دمشق 15/ 372 أ.
[5] في الطبقات 5/ 105، 106.(6/188)
يَقُولُ لَكَ: إِنِّي غَيْرُ تَارِكِكَ أَبَدًا حَتَّى تُبَايِعَنِي، أَوْ أُعِيدُكَ فِي الْحَبْسِ، وَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ الْكَذَّابَ الَّذِي كُنْتَ تَدَّعِي نُصْرَتَهُ، وَأَجْمَعَ أَهْلُ الْعِرَاقَ عَلَيَّ، فَبَايِعْ، وَإِلا فَهِيَ الْحَرْبُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. فَقَالَ: مَا أَسْرَعُ أَخَاكَ إِلَى قَطْعِ الرَّحِمِ وَالاسْتِخْفَافِ بِالْحَقِّ، وَأَغْفَلَهُ مِنْ تَعْجِيلِ عُقُوبَةِ اللَّهِ، مَا يَشُكُّ أَخُوكَ فِي الْخُلُودِ، وَاللَّهِ مَا بَعَثْتُ الْمُخْتَارَ دَاعِيًا وَلا نَاصِرًا، وَلِلْمُخْتَارُ كَانَ أَشَدَّ انْقِطَاعًا إِلَيْهِ مِنْهُ إِلَيْنَا، فَإِنْ كَانَ كَذَّابًا فَطَالَمَا قَرَّ بِهِ عَلَى كَذِبِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ، وَمَا عِنْدِي خِلَافٌ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي خِلَافٌ مَا أَقَمْتُ فِي جِوَارِهِ، وَلَخَرَجْتُ إِلَى مَنْ يَدْعُونِي، وَلَكِنْ هَاهُنَا، وَاللَّهِ لِأَخِيكَ قَرْنٌ يَطْلُبُ مِثْلَ مَا يَطْلُبُ أَخُوكَ، كِلاهُمَا يُقَاتِلانِ عَلَى الدُّنْيَا: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَاللَّهِ لَكَأَنَّكَ بِجُيُوشِهِ قَدْ أَحَاطَتْ بِرَقَبَةِ أَخِيكَ، وَإِنِّي لأَحْسَبُ أَنَّ جِوَارَ عَبْدَ الْمَلِكِ خَيْرٌ لِي مِنْ جِوَارِ أَخِيكَ، وَلَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ يَعْرِضُ عَلَيَّ مَا قِبَلِهِ وَيَدْعُونِي إِلَيْهِ.
قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَسْتَخِيرُ اللَّهَ، وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَى صَاحِبِكَ. فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: وَاللَّهِ لَوْ أَطَعْتَنَا لَضَرَبْنَا عُنُقَهُ، فَقَالَ: وَعَلَى مَاذَا! جَاءَ بِرِسَالَةٍ مِنْ أَخِيهِ، وَلَيْسَ فِي الْغَدْرِ خَيْرٌ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رأيي لَوِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ كُلُّهُمْ إِلا إِنْسَانٌ وَاحِدٌ لَمَا قَاتَلْتُهُ. فَانْصَرَفَ عُرْوَةُ فَأَخْبَرَ أَخَاهُ وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ تَعْرِضَ لَهُ، دَعْهُ فَلْيَخْرُجْ عَنْكَ، وَيَغِيِب وَجْهَهُ، فَعَبْدُ الْمَلِكِ أَمَامَهُ لا يَتْرُكُهُ يَحُلُّ بِالشَّامِ حَتَّى يُبَايِعَهُ، وَهُوَ لا يَفْعَلُ أَبَدًا، حَتَّى يَجْتَمِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَإِمَّا حَبَسَهُ أَوْ قَتَلَهُ.
وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ [1] : ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَسِرْنَا مِنَ الطَّائِفِ إِلَى أَيْلَةَ [2] ، بَعْدَ مَوْتِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِزِيَادَةٍ عَلَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ كَتَبَ لِمُحَمَّدٍ عَهْدًا، عَلَى أَنْ يَدْخُلَ فِي أَرْضِهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَصْطَلِحَ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ، فَلَمَّا قَدِمَ مُحَمَّدٌ الشَّامَ كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِمَّا أَنْ تبايعني، وإمّا أن تخرج من أرضي،
__________
[1] بالأصل «التبوزكي» ، والتصحيح من (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 169) وهي بفتح التاء وضم الباء وفتح الذال.
[2] هي مدينة العقبة الآن برأس خليج العقبة الأردني.(6/189)
وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ آلافٍ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ: عَلَى أَنْ تُؤَمِّنَ أَصْحَابِي. فَفَعَلَ، فَقَامَ فَحَمَدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَلِيُّ الأُمُورِ كُلِّهَا، وَحَاكِمُهَا، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، عَجِلْتُمْ بِالأَمْرِ قَبْلَ نُزُولِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ فِي أَصْلابِكُمْ لَمَنْ يُقَاتِلُ مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا يَخْفَى عَلَى أَهْلَ الشِّرْكِ أَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ مُسْتَأْخِرٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيَعُودُنَّ فِيهِمْ [1] كَمَا بَدَأَ، الْحَمْدُ للَّه الَّذِي حَقَنَ دِمَاءَكُمْ، وَأَحْرَزَ دِينَكُمْ، مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَأْتِيَ مَأْمَنَهُ إِلَى بَلَدِهِ آمِنًا مَحْفُوظًا فَلْيَفْعَلْ. فَبَقِيَ مَعَهُ تِسْعُمِائَةِ رَجُلٍ، فَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَقَلَّدَ هَدْيًا، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَدْخُلَ الْحَرَمَ تَلَقَّتْنَا خَيْلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَمَنَعَتْنَا أَنْ نَدْخُلَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ: لَقَدْ خَرَجْتُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَكَ، وَرَجَعْتُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَكَ، دَعْنَا نَدْخُلُ، فَلْنَقْضِ نُسُكَنَا، ثُمَّ نَخْرُجُ عَنْكَ. فَأَبَى، وَمَعَنَا الْبُدْنُ قَدْ قَلَّدْنَاهَا، فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكُنَّا بِهَا حَتَّى قَدِمَ الْحَجَّاجُ، وَقَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الْعِرَاقَ، فَلَمَّا سَارَ مَضَيْنَا فَقَضَيْنَا نُسُكَنَا، وَقَدْ رَأَيْتُ الْقَمْلَ يَتَنَاثَرُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَكَثَ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ تُوُفِّيَ [2] .
قُلْتُ: هَذَا خَبَرٌ [3] صَحِيحٌ، وَفِيهِ أَنَّهُمْ قَضَوْا نُسُكَهُمْ بَعْدَ عِدَّةَ سِنِينَ.
وَقَالَ ابْنُ شَعْبَانَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: لَمْ يُبَايِعْ أَبِي الْحَجَّاجَ لَمَّا قَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ: قَدْ قُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ. فَقَالَ أَبِي: إِذَا بَايَعَ النَّاسُ بَايَعْتُ. قَالَ: وَاللَّهِ لَأقْتُلَنَّكَ، قَالَ: إِنَّ للَّه فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ لَحْظَةً، فِي كُلِّ لَحْظَةٍ مِنْهَا ثَلاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ قَضْيَةً، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكْفِينَاكَ فِي قَضْيَةٍ. قَالَ: فَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَتَاهُ كِتَابُهُ فَأَعْجَبَهُ، وَكَتَبَ بِهِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ، وَذَلِكَ أَنَّ مَلِكَ الرُّومِ كَتَبَ إِلَيْهِ يَتَهَدَّدَهُ، أَنَّهُ قَدْ جَمَعَ لَهُ جُمُوعًا كَثِيرَةً [4] .
__________
[1] في طبقات ابن سعد «فيكم» ، وكذلك في حلية الأولياء.
[2] طبقات ابن سعد 5/ 108، 109، تاريخ دمشق 15/ 373 أ، حلية الأولياء 3/ 174، 175.
[3] في الأصل «جزء» . وقال المؤلف في سير أعلام النبلاء 4/ 125 «إسنادها ثابت» .
[4] حدث في سنة 65 هـ. / 685 م. - وهي السنة التي تولّى فيها عبد الملك بن مروان الخلافة(6/190)
ثُمَّ كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ: قَدْ عَرَفْنَا أَنَّ مُحَمَّدًا لَيْسَ عِنْدَهُ خِلًافٌ، وَهُوَ يَأْتِيكَ وَيُبَايِعُكَ فَارْفِقْ بِهِ. فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ قَالَ ابْنُ عُمَرَ لَهُ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ، فَبَايَعَ، فَكَتَبَ بِالْبَيْعَةِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، وَبَايَعَ لَهُ الْحَجَّاجُ [1] .
وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَأَى عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ حِبَرَةً تُجَلِّلُ الإِزَارَ، وَكَانَ لَهُ بُرْنُسٌ خَزٌّ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ: أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ بِعَرَفَةَ وَاقِفًا، عَلَيْهِ مِطْرَفٌ خَزٌّ [2] .
وَقَالَ يَعلَى بْنُ عُبَيْدٍ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَرَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ مَخْضُوبُينَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ [3] .
وَرَوَى إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى: أَنَّ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ سُئِلَ عَنِ الْخِضَابِ بِالْوَسْمَةِ، فَقَالَ: هُوَ خِضَابُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثنا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الله التّرمذيّ، ثنا محمد بن
__________
[ () ] أن توفّي الإمبراطور «قسطنطين اللحياني» وتولّى العرش ابنه «يوستنيانوس الثاني» المعروف بالأخرم، وكان في السادسة عشرة من عمره، فدفعه طيشه في سنة 69 هـ. / 689 م. إلى نقض اتفاقية الصلح مع العرب بتحريض من بعض رجال دولته، فاتصل بالجراجمة والأنباط وأخذ يستثيرهم ويحرّضهم على مقاومة العرب، ثم كتب إلى عبد الملك يتوعّده بقوله: «إنك أحدثت في القراطيس ما لم يكن، ولئن لم تنته عن ذلك لأشتمنّ نبيّك في كل ما يعمل في مملكتي..» فضاق على عبد الملك الجواب، وكتب إلى الحجّاج: أن ابعث إلى عليّ بن الحسين فتوعّده وتهدّده وأغلظ له، ثم انظر ماذا يجيبك، فاكتب به إليّ، ففعل الحجّاج ذلك، فكان جواب علي بن الحسن ما ذكره ابن سعد هنا، والجواب نجده بألفاظ مختلفة في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 304، ومروج الذهب 3/ 123، وربيع الأبرار للزمخشري 1/ 721، 722، والعقد الفريد 2/ 203، والكشكول للعاملي البحراني 1/ 46 و 3/ 244، وحلية الأولياء 3/ 176.
وقد فصّلنا هذا الموضوع في كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- الجزء الأول- 128- 130 (الطبعة الثانية) - 1404 هـ. / 1984 م.
[1] طبقات ابن سعد 5/ 111.
[2] طبقات ابن سعد 5/ 114.
[3] وبنحوه من طريق: الفضل بن دكين، عن إسرائيل، عن ثوير. في طبقات ابن سعد 5/ 114.(6/191)
الْفُضَيْلِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَتَلَوَّى عَلَى فِرَاشِهِ وَيَنْفُخُ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: يَا مَهْدِيُّ مَا يَلْوِيكَ مِنْ أَمْرِ عَدُوِّكَ؟ هَذَا ابْنُ الزُّبَيْرِ. قَالَ: وَاللَّهِ مَا بِي هَذَا، وَلَكِنْ بِي مَا يُؤْتَى فِي حَرَمِهِ غَدًا، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَعْلَمُ مِمَّا عَلَّمْتَنِي أَنَّهُ لا يَخْرُجُ مِنْهَا إِلا قَتِيلا يُطَافُ بِهِ فِي الأَسْوَاقِ.
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، ثنا عَبْدُ رَبِّهِ أَبُو شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنَ الْعَرَبِ يَتَّخِذُهُمُ النَّاسُ أَنْدَادًا مِنْ دُونِ اللَّهِ، نَحْنُ، وَبَنُو عَمِّنَا هَؤُلاءِ، يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ [1] .
وَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ عَنْتَرٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: نَحْنُ أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، نَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا، نَحْنُ، وَبَنُو أُمَيَّةَ [2] .
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْمَدَنِيِّ- وَلَيْسَ بِالأَنْصَارِيِّ- قَالَ: رَأَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ لا يَمُوتُ حَتَّى يَمْلُكَ أَمْرَ النَّاسِ، فَأَرْسَلَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: لا يَمْلُكُ وَلا أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ، وَإِنَّ هَذَا الْمَلِكَ مِنْ بَنِي أَبِيكَ لَفِي غَيْرِكَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ رِضَا بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عَلَى بَابِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ فِي الشِّعْبِ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا غُلامٌ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ، إِنَّ أَبِي يُقْرِئُكُمُ السَّلامَ، وَيَقُولَ لَكُمْ: إِنَّا لا نُحِبُّ اللَّعَّانِينَ وَلا الطَّعَّانِينَ، وَلا نُحِبُّ مُسْتَعْجِلِي الْقَدَرِ.
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: إِنَّ الْحَجَّاجَ أَرَادَ أَنْ يَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى الْمَقَامِ، فَزَجَرَهُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ [3] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 5/ 94.
[2] المصدر نفسه.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 113.(6/192)
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ السَّائِبِ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: أَيْنَ دُفِنَ أَبُوكَ؟ فَقَالَ: بِالْبَقِيعِ، قُلْتُ: أَيُّ سَنَةٍ؟ قَالَ: سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، مَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ [1] .
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَالْفَلَّاسُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ. وَهَذَا غَلَطٌ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدَائِنِيِّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، وَهَذَا أَفْحَشُ مِمَّا قَبْلِهِ.
139- مَاهَانُ الْحَنَفِيُّ [2] أَبُو سَالِمٍ الأَعْوَرُ [3] الْكُوفِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ الْمُسَبِّحُ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرُهُ.
وَعَنْهُ: عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، وَطَلْحَةُ بْنُ الأَعْلَمِ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ: كَانَ لا يَفْتُرُ مِنَ التَّسْبِيحِ، فَأَخَذَهُ الْحَجَّاجُ وَصَلَبَهُ، وَكَانَ يُسَبِّحُ وَيَعْقِدُ [4] ، قَالَ: فَطُعِنَ، وَقَدْ عَقَدَ تِسْعًا وستّين [5] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 5/ 116.
[2] انظر عن (ماهان الحنفي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 227 (دون ترجمة) ، والتاريخ الصغير 110، والتاريخ الكبير 8/ 67 رقم 2183، والمعرفة والتاريخ 2/ 615 و 751 و 799، و 3/ 215 و 224 و 242، وتاريخ أبي زرعة 1/ 479، والمعارف 479، وتاريخ اليعقوبي 2/ 141، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 263 ب، وتاريخ الطبري 4/ 558، والجرح والتعديل 8/ 434 رقم 1985، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 184، والكاشف 3/ 103 رقم 5366، وتهذيب التهذيب 10/ 25، 26 رقم 45، وتقريب التهذيب 2/ 227 رقم 899، وخلاصة تذهيب التهذيب 395، وحلية الأولياء 4/ 364- 367 رقم 280، وصفة الصفوة 3/ 74 رقم 409.
[3] وهو أيضا: أبو صالح. وقيل إن اسمه: عبد الرحمن بن قيس أخو طليق، (الحلية 4/ 364) .
[4] أي يعقد بيده، كما في الحلية.
[5] كذا في الأصل وطبعة القدسي 4/ 364، وفي الحلية «تسعا وعشرين» .(6/193)
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حُنَيْفَةَ: رَأَيْتُ مَاهَانَ الْحَنَفِيُّ حَيْثُ صُلِبَ، فَجَعَلَ يُسَبِّحُ حَتَّى عَقَدَ عَلَى تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَطُعِنَ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ شَهْرٍ عَاقِدًا عَلَيْهَا، وَكُنَّا نُؤْمَرُ بِالْحَرَسِ عَلَى خَشَبَتِهِ، فَنَرَى عِنْدَهُ الضَّوْءَ [1] .
قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: قَطَعَ الْحَجَّاجُ أَرْبَعَتَهُ وَصَلَبَهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : قَتَلَ الْحَجَّاجُ مَاهَانَ أَبَا سَالِمٍ الْحَنَفِيَّ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَاهَانُ أَبُو صَالِحٍ، وَهُوَ وَهْمٌ [3] .
قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: قُتِلَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ.
140- (مُحَمَّدُ بْنُ عُمَيْرِ) [4] بْنِ عُطَارِدِ بْنِ حَاجِبٍ، أَبُو عُمَيْرٍ التَّمِيمِيُّ، الدَّارِمِيُّ، الْكُوفِيُّ.
أَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَاهُ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ.
وَكَانَ سَيِّدَ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَأَجْوَدَ مُضَرٍ، وَصَاحِبَ رَبْعِ تَمِيمٍ.
وَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى أَخِيهِ عبد العزيز بن
__________
[1] حلية الأولياء 4/ 364.
[2] في تاريخه الكبير 8/ 67 والصغير 110.
[3] العبارة في التاريخ الصغير.
وقال: «قال عليّ: ماهان أبو سالم. نقلت أن أحمد يقول: ماهان أبو صالح. قال أنا أخبرت أحمد وكان عندنا كذلك، حتى وجدناه ماهان أبو سالم ... وقال بعضهم: ما هان أبو صالح، وهو «وهم» .
وفي التاريخ الكبير «ولا يصح» .
[4] انظر عن (محمد بن عمير) في:
تاريخ خليفة 261، والتاريخ الكبير 1/ 194 رقم 597، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 254 و 380 و 383 و 4/ 83 و 85 و 5/ 193 و 257 و 269 و 289 و 344 و 348 و 349 و 354، والمعارف 425، وتاريخ الطبري 5/ 270 و 353 و 6/ 34 و 47 و 70 و 124 و 156 و 164 و 204، والجرح والتعديل 8/ 40 رقم 180، والثقات لابن حبّان 5/ 361، وجمهرة أنساب العرب 232، 233، ومروج الذهب 1854 و 2056 و 2102، وديوان جرير 572، والعقد الفريد 3/ 321 و 5/ 17، وعيون الأخبار 1/ 220، والكامل في التاريخ 4/ 21 و 144 و 227 و 233 و 384 و 385، ولسان الميزان 5/ 330، 331 رقم 1094، والإصابة 3/ 516، 517 رقم 8533.(6/194)
مَرْوَانَ، وَقَدْ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ.
وَقِيلَ فِيهِ:
عَلِمَتْ مَعَدُّ وَالْقَبَائِلُ كُلُّهَا ... أَنَّ الْجَوَّادَ مُحَمَّدُ بْنُ عُطَارِدِ
[1] 141- (مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [2]- ع- أبو الخير اليزنيّ المصريّ. وَيَزَنُ بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَمَاعَةٍ. وَكَانَ يَلْزَمُ عقبة.
روى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُمَاسَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الْأَعْلامِ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ مِصْرَ فِي أَيَّامِهِ، وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ، يَعْنِي أَمِيرَ مِصْرَ، يُحْضِرُهُ مَجْلِسَهُ لِلْفُتْيَا، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ.
142- (مُرَّةُ الطّيّب) [3]- ع- ويلقّب أيضا مرّة الخير، لعبادته وخيره، وهو
__________
[1] لسان الميزان 5/ 331، الإصابة 3/ 517.
[2] انظر عن (مرثد بن عبد الله) في:
طبقات ابن سعد 7/ 517، وطبقات خليفة 293، والتاريخ الكبير 7/ 416 رقم 1826، وتاريخ الثقات 423 رقم 1553، والمعرفة والتاريخ 2/ 491 و 499، وتاريخ أبي زرعة 1/ 393، وتاريخ الطبري 1/ 61 و 2/ 356، والجرح والتعديل 8/ 299، رقم 1380، والثقات لابن حبّان 5/ 439، ورجال صحيح البخاري 2/ 733 رقم 1222، ورجال صحيح مسلم 2/ 274، 275 رقم 1680، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 180 ب، وطبقات الفقهاء للشيرازي 78، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 517، 518 رقم 2015، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1314 و 1602، والكاشف 3/ 114 رقم 5446، والعبر 1/ 105، وسير أعلام النبلاء 4/ 284، 285 رقم 105، وتذكرة الحفّاظ 1/ 68، ودول الإسلام 1/ 63، وتهذيب التهذيب 10/ 82 رقم 142، وتقريب التهذيب 2/ 992، وطبقات الحفاظ 29، وحسن المحاضرة 1/ 296 و 345، وخلاصة تذهيب التهذيب 372، والمعين في طبقات المحدّثين 35 رقم 234، والعلل لأحمد رقم 1769.
[3] انظر عن (مرّة الطيّب) في:(6/195)
ابْنُ شَرَاحِيلَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ.
مُخَضْرَمٌ كَبِيرُ الْقَدْرِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ.
روى عَنْهُ: أَسْلَمُ الْكُوفِيُّ، وَزُبَيْدٌ الْيَامِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وثقه يحيى بن معين.
ابن عيينة: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ يَقُولُ: رَأَيْتُ مُصَلَّى مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ [1] .
وَقَالَ عَطَاءٌ أَوْ غَيْرُهُ: كَانَ مُرَّةُ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ سِتَّمِائَةِ رَكْعَةٍ [2] .
وَنُقِلَ عَنْهُ أَنَّهُ سَجَدَ حَتَّى أكل التّراب جبهته [3] .
__________
[ () ] طبقات ابن سعد 6/ 116، 117، وطبقات خليفة 149، وتاريخ خليفة 275، والتاريخ لابن معين 2/ 557، والتاريخ الكبير 8/ 5 رقم 1934، والمعرفة والتاريخ 2/ 106 و 583 و 615 و 3/ 183، وتاريخ أبي زرعة 1/ 542 و 549 و 550 و 650 و 653، والجرح والتعديل 8/ 366 رقم 1668، والثقات لابن حبّان 5/ 446، وحلية الأولياء 4/ 161- 171 رقم 262، وتاريخ اليعقوبي 2/ 282، ورجال صحيح البخاري 2/ 732 رقم 1219، ورجال صحيح مسلم 2/ 278 رقم 1687، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 754، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1315، والكاشف 3/ 116 رقم 5457، والمعين في طبقات المحدّثين 35 رقم 235، وتذكرة الحفّاظ 1/ 63، وسير أعلام النبلاء 4/ 74، 75 رقم 21، وجامع التحصيل 340 رقم 749، وتهذيب التهذيب 10/ 88، 89 رقم 158، وتقريب التهذيب 2/ 238 رقم 1007، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 517 رقم 2014، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 26، وخلاصة تذهيب التهذيب 372، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 317 رقم 628، أو صفة الصفوة 3/ 34 رقم 388.
[1] حلية الأولياء 4/ 162.
[2] وعن سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب، قال: كان مرّة يصلّي كل يوم وليلة ألف ركعة، فلما ثقل وبدن صلّى أربعمائة ركعة. (حلية الأولياء 4/ 162) .
[3] في الحلية 4/ 162 عن العلاء بن عبد الكريم الإيامي قال: كنا نأتي مرّة الهمدانيّ فيخرج إلينا فنرى أثر السجود في جبهته وكفّيه وركبتيه وقدميه.(6/196)
143- (الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ الأَحْنَفِ الْكُوفِيُّ) [1]- م 4-.
عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وصِلة بْنِ زُفَرَ.
رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَأَبُو حُصَيْنٍ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ.
وَثَّقَهُ عَلِيُّ بْنُ المدينيّ.
144- (مسعود بن الحكم) [2]- م 4- بْنِ الرَّبِيعِ، أَبُو هَارُونَ الأَنْصَارِيُّ، الزُّرَقِيُّ، الْمَدَنِيُّ.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ عِيسَى، وَإِسْمَاعِيلُ، وَقَيْسٌ، وَيُوسُفَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَالزُّهْريُّ، وَأَبُو الزِّنَادِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ [3] : كَانَ سَرِيًّا مُثْرِيًا ثقة.
وقال خليفة [4] : مات سنة تسعين.
__________
[1] انظر عن (المستورد بن الأحنف) في:
طبقات ابن سعد 6/ 195، والتاريخ الكبير 8/ 17 رقم 1987، وتاريخ الثقات للعجلي 425 رقم 1559، والجرح والتعديل 8/ 365 رقم 1662، والثقات لابن حبّان 5/ 451، ورجال صحيح مسلم 2/ 268 رقم 1663، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 514 رقم 2005، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1319، 1320، والكاشف 3/ 119 رقم 5482، وتهذيب التهذيب 10/ 106 رقم 199، وتقريب التهذيب 2/ 242 رقم 1049، وخلاصة تذهيب التهذيب 373.
[2] انظر عن (مسعود بن الحكم) في:
طبقات ابن سعد 5/ 73، 74، وطبقات خليفة 237، والتاريخ لابن معين 2/ 560، والتاريخ الكبير 7/ 424 رقم 1857، والمعرفة والتاريخ 2/ 222 و 224، والثقات لابن حبّان 5/ 440، ورجال صحيح مسلم 2/ 240 رقم 1593، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1322، والكاشف 3/ 121 رقم 5495، وجامع التحصيل 343 رقم 753، وتهذيب التهذيب 10/ 116، 117 رقم 213، وتقريب التهذيب 2/ 243 رقم 1063، وخلاصة تذهيب التهذيب 374.
[3] في الطبقات الكبرى 5/ 74.
[4] في طبقاته 237.(6/197)
145- معاذة بنت عبد الله [1] ع أمّ الصّهباء العدويّة، العابدة البصريّة.
رَوَتْ عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَائِشَةَ، وَهِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ.
رَوَى عَنْهَا: أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَيَزِيدُ الرِّشْكُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَأَيُّوبُ، وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَآخَرُونَ.
وَوَثَّقَهَا ابْنُ مَعِينٍ [2] .
وَبَلَغَنا أَنَّهَا كَانَتْ تُحْيِي اللَّيْلَ وَتَقُولُ: عَجِبْتُ لِعَيْنٍ تَنَامُ وَقَدْ عَلِمَتْ طُولَ الرُّقَادِ فِي ظُلَمِ الْقُبُورِ [3] .
وَلَمَّا قُتِلَ زَوْجُهَا صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ وَابْنُهَا فِي بَعْضِ الْحُرُوبِ، اجْتَمَعَ النِّسَاءُ عِنْدَهَا، فَقَالَتْ: مَرْحَبًا بِكُنَّ إِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ لِتُهَنِّئْنَنِي، وَإِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَارْجِعْنَ [4] .
وَكَانَتْ تَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ الْبَقَاءَ إِلا لِأَتَقَرَّبَ إِلَى رَبِّي بِالْوَسَائِلِ، لَعَلَّهُ يَجْمَعُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي الصَّهْبَاءِ وَوَلَدِهِ فِي الْجَنَّةِ [5] .
وَرَّخَهَا ابن الجوزيّ في سنة ثلاث وثمانين [6] .
__________
[1] انظر عن (معاذة بنت عبد الله) في:
طبقات ابن سعد 8/ 483، والتاريخ لابن معين 2/ 739، (معاذة بنت أشيم) ، والمعرفة والتاريخ 2/ 79 و 3/ 61، وتاريخ الطبري 5/ 473، والثقات لابن حبّان 5/ 466، ورجال صحيح البخاري 2/ 856، 857 رقم 1446، ورجال صحيح مسلم 2/ 425 رقم 2247، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 612، 613 رقم 2388، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1698، والكاشف 3/ 435 رقم 138، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 251، والكامل في التاريخ 4/ 97، والعقد الفريد 2/ 372 و 6/ 224، وتهذيب التهذيب 12/ 452 رقم 2896، وتقريب التهذيب 2/ 614 رقم 6، وخلاصة تذهيب التهذيب 496، وصفة الصفوة 4/ 22- 24 رقم 584، والعلل لأحمد، رقم 4265.
[2] في التاريخ 2/ 739.
[3] صفة الصفوة 4/ 22.
[4] صفة الصفوة 4/ 23.
[5] صفة الصفوة 4/ 23.
[6] لم يؤرّخ ابن الجوزي لوفاتها في صفة الصفوة.(6/198)
146- (مَعْبَدُ بْنُ سِيرِينَ) [1]- خ م د ت- أَخُو مُحَمَّدٍ، وَمَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ أَقْدَمُ إِخْوَتِهِ مَوْلِدًا وَوَفَاةً.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: أَخَوَانِ مُحَمَّدٌ، وَأَنَسٌ.
147- مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ الْبَصْرِيُّ [2] ق أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْقَدَرِ.
روى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَحُمْرَانَ بْنِ أَبَانٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَزَيْدُ بْنُ رَفِيعٍ، وَقَتَادَةُ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، وَعَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابن معين [3] .
__________
[1] انظر عن (معبد بن سيرين) في:
طبقات ابن سعد 7/ 206، وطبقات خليفة 200، وتاريخ الثقات 433 رقم 1600، والجرح والتعديل 8/ 280 رقم 1283، والثقات لابن حبّان 5/ 432، ورجال صحيح البخاري 2/ 712 رقم 1179، ورجال صحيح مسلم 2/ 246 رقم 1607، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1349، والكاشف 3/ 141 رقم 5638، وتهذيب التهذيب 10/ 223، 224 رقم 408، وتقريب التهذيب 2/ 262 رقم 1253، وخلاصة تذهيب التهذيب 382، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 498 رقم 1941، وجامع التحصيل 349 رقم 781.
[2] انظر عن (معبد الجهنيّ) في:
طبقات ابن سعد 4/ 348، ومعرفة الرجال 1/ 166 رقم 924، والتاريخ الصغير 100، والتاريخ الكبير 7/ 399 رقم 1745، والمعارف 122 و 441 و 484 و 547 و 625، والزاهر للأنباري 1/ 353، والمعرفة والتاريخ 2/ 280، وتاريخ أبي زرعة 1/ 370، والجرح والتعديل 8/ 280 رقم 1282، والفرق بين الفرق للبغدادي 18، والمجروحين لابن حبّان 3/ 35، 36، وجمهرة أنساب العرب 445، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16/ 339 ب، وتهذيب الكمال المصوّر 31/ 1350، والعبر 1/ 92، وميزان الاعتدال 4/ 141 رقم 8646، وسير أعلام النبلاء 4/ 185- 187 رقم 76، والكاشف 3/ 142 رقم 5644، والكامل في التاريخ 4/ 456، والبداية والنهاية 9/ 34، وجامع التحصيل 349 رقم 784، وتهذيب التهذيب 10/ 225، 226 رقم 414، وتقريب التهذيب 2/ 262 رقم 1251، والنجوم الزاهرة 1/ 206، وخلاصة تذهيب التهذيب 383، والضعفاء الصغير 359، وأحوال الرجال 182 رقم 329.
[3] في معرفة الرجال 1/ 166.(6/199)
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَدُوقٌ فِي الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: هُوَ مَعْبَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْمِرٍ، وَيُقَالُ: مَعْبَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عكيم [2] ، وَلَدَ الَّذِي رَوَى: «لا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلا عَصَبٍ» [3] . وَقِيلَ: هُوَ مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ.
وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ الْفُقَهَاءِ بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَحْمَدَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: اجْتَمَعَتِ الْقُرَّاءُ إِلَى مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ دَوْمَةَ الْجَنْدَلِ مَوْضِعَ الْحَكَمَيْنِ، فَقَالُوا لَهُ: قَدْ طَالَ أَمْرُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، فَلَوْ لَقِيتَهُمَا فَسَأَلْتَهُمَا عَنْ بَعْضِ أَمْرِهِمَا، فَقَالَ: لا تُعَرِّضُونِي لِأَمْرٍ أَنَا لَهُ كَارِهٌ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، كأنّ قلوبهم أقفلت بأقفال الحديد، وأنا صائر إِلَى مَا سَأَلْتُمْ، قَالَ مَعْبَدٌ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: صحِبْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكنت من صَالِحِي أَصْحَابِهِ، وَاسْتَعْمَلَكَ، وَقُبِضَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَقَدْ وُلِّيتَ أَمْرَ هَذِهِ الأَمَّةِ، فَانْظُرْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ، فَقَالَ: يَا مَعْبَدُ غَدًا نَدْعُو النَّاسَ إِلَى رَجُلٍ لا يَخْتَلِفُ فِيهِ اثْنَانِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَزَلَ صَاحِبَهُ، فَطَمِعْتُ فِي عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ بَغْلَتَهُ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ، فَأَخَذْتُ بِعَنَانِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّكَ قَدْ صحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكنت من صالحي أصحابه، قَالَ: بِحَمْدِ اللَّهِ. قُلْتُ: وَاسْتَعْمَلَكَ، وَقُبِضَ رَاضِيًا عَنْكَ. قَالَ:
بِمَنِّ اللَّهِ. ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ شَزَرًا، فَقُلْتُ: قَدْ وُلِّيتَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَانْظُرْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ، فَنَزَعَ عَنَانَهُ مِنْ يَدِي، ثُمَّ قَالَ: إِيهًا تَيْسَ جُهَيْنَةَ، مَا أنت وهذا؟ لست
__________
[1] في الجرح والتعديل 8/ 280.
[2] في طبعة القدسي 3/ 304 «حكيم» وهو تحريف، والتصويب من ترجمة أبيه «عبد الله بن عكيم» التي مرّت في هذه الطبقة.
[3] أخرجه أبو داود في كتاب اللباس (4127) باب من روى أن لا ينتفع بإهاب، الميتة، و (4128) ، والترمذي في اللباس (1783) باب ما جاء في جلود الميتة إذا دبغت، والنسائي في كتاب الفرع والعتيرة 7/ 175 باب ما يدبغ به جلود الميتة، وابن سعد في الطبقات 6/ 113.(6/200)
مِنْ أَهْلِ السِّرِّ وَلا الْعَلانِيَةِ، وَاللَّهِ مَا يَنْفَعُكَ الْحَقُّ وَلا يَضُرُّكَ الْبَاطِلُ، فَأَنْشَأَ مَعْبَدُ يَقُولُ:
إِنِّي لَقِيتُ أَبَا مُوسَى فَأَخْبَرَنِي ... بِمَا أَرَدْتُ وَعَمْرُو ضَنَّ بِالْخَبَرِ
شَتَّانَ بَيْنَ أَبِي مُوسَى وَصَاحِبِهِ ... عَمْرٍو لَعَمْرِكَ عِنْدَ الْفَضْلِ وَالْخَطَرِ
هَذَا لَهُ غَفْلَةٌ أَبْدَتْ سَرِيرَتَهُ ... وَذَاكَ ذُو حَذَرٍ كَالْحَيَّةِ الذَّكَرِ
[1] قَالَ أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ الْجَوْزَجَانِيُّ: كَانَ قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَدَرِ احْتَمَلَ النَّاسُ حَدِيثَهُمْ لِمَا عُرِفُوا مِنَ اجْتِهَادِهِمْ فِي الدِّينِ وَالصِّدْقِ وَالأَمَانَةِ، لَمْ يُتَوَهَّمْ عَلَيْهِمُ الْكَذِبُ، وَإِنْ بُلُوا بِسُوءِ رَأْيِهِمْ، فَمِنْهُمْ: قَتَادَةُ، وَمَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، وَهُوَ رَأْسُهُمْ [2] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ فِي الْقَدَرِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، يُقَالُ لَهُ سَوْسَنَ [3] ، كَانَ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ، ثُمَّ تَنَصَّرَ، فَأَخَذَ عَنْهُ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، وَأَخَذَ غَيْلانُ عَنْ مَعْبَدٍ [4] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ قَالَ: كُنَّا فِي الْمَسْجِدِ، إِذْ مُرَّ بِمَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ الناس: إنّ هذا لهو البلاء، فسمعت خالد بن معدان يقول: إنّ الْبَلاءُ كُلُّ الْبَلاءِ إِذَا كَانَتِ الأَئِمَّةُ مِنْهُمْ [5] .
وَقَالَ مَرْحُومٌ الْعَطَّارُ: حَدَّثَنِي أَبِي وَعَمِّي قَالا: سَمِعْنَا الْحَسَنَ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَمَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ، فَإِنَّهُ ضَالٌّ مُضِلٌّ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُ الْحَسَنَ وَهُوَ يَعِيبُ قَوْلَ مَعْبَدٍ، يَقُولُ: هُوَ ضَالٌّ مُضِلٌّ.، قَالَ: ثُمَّ تَلَطَّفَ لَهُ مَعْبَدٌ، فَأَلْقَى فِي نفسه ما ألقى.
__________
[1] تاريخ دمشق 16/ 400 أ.
[2] أحوال الرجال للجوزجانيّ 182 رقم 329 وهو مختصر جدّا ليس فيه سوى: «وهو رأسهم، وقد روي عنه» .
[3] في الأصل «سويس» ، وهو غلط.
[4] تاريخ دمشق 16/ 401 أ.
[5] تاريخ دمشق 16/ 401 أ.(6/201)
وَعَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: إِنَّ مَعْبَدًا يَقُولُ بِقَوْلِ النَّصَارَى.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: قَالَ لَنَا طَاوُسٌ: احْذَرُوا مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ فَإِنَّهُ كَانَ قَدَرِيًّا.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: لَقِيتُ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ بِمَكَّةَ بَعْدَ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ وَهُوَ جَرِيحٌ، وَقَدْ قَاتَلَ الْحَجَّاجَ فِي الْمَوَاطِنِ، فَقَالَ: لَقِيتُ الْفُقَهَاءَ وَالنَّاسَ، لَمْ أَرَ مِثْلَ الْحَسَنِ، يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَاهُ، كَأَنَّهُ نَادِمٌ عَلَى قِتَالِ الْحَجَّاجِ [1] .
وَقَالَ حَمْزَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ يُعَذِّبُ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ بِأَصْنَافِ الْعَذَابِ، وَلا يَجْزَعُ وَلا يَسْتَغِيثُ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا تُرِكَ مِنَ الْعَذَابِ يَرَى الذُّبَابَةَ مُقْبِلَةً تَقَعُ عَلَيْهِ، فَيَصِيحُ وَيَضُجُّ، فَيُقَالُ لَهُ! فَيَقُولُ:
إِنَّ هَذَا مِنْ عَذَابِ بَنِي آدَمَ، فَأَنَا أَصْبِرُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا الذُّبَابُ فَمِنْ عَذَابِ اللَّهِ، فَلَسْتُ أَصْبِرُ عَلَيْهِ، فَقَتَلَهُ.
قُلْتُ: وَعَذَابُ بَنِي آدَمَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، لِأَنَّهُ تَعَالَى هُوَ الَّذِي سَلَّطَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجَ، وَأَمَّا الْقَدَرِيَّةُ فَلا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللَّهَ أَرَادَ ذَلِكَ وَلا قَدَّرَهُ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ صَلَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ بِدِمَشْقٍ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : مَاتَ قَبْلَ التِّسْعِينَ.
148- (الْمَعْرُورُ بْنُ سويد) [3]- ع- أبو أميّة الأسديّ الكوفيّ.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 399 رقم 1745.
[2] في تاريخه 302، وفي الطبقات 211 «مات بعد الثمانين» .
[3] انظر عن (المعرور بن سويد) في:
طبقات ابن سعد 6/ 118، وطبقات خليفة 152، وتاريخ خليفة 287، والتاريخ لابن معين 2/ 576، والتاريخ الصغير 96، والتاريخ الكبير 8/ 39 رقم 2073، وتاريخ الثقات للعجلي 434 رقم 1604، والمعرفة والتاريخ 2/ 109، وتاريخ أبي زرعة 1/ 657، والمعارف 432، وتاريخ الطبري 3/ 539 و 4/ 43، والجرح والتعديل 8/ 415، 416 رقم 1895، والثقات لابن حبّان 5/ 457، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 827، ورجال صحيح البخاري(6/202)
عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: وَاصِلٌ الأَحْدَبُ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَالأَعْمَشُ، وَمُغِيرَةُ الْيَشْكُرِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] .
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : قَالَ الأَعْمَشُ: رَأَيْتُهُ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ، أَسْوَدَ الرَّأْسِ واللّحية.
149- المقدام بن معديكرب [3] خ 4 ابن عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ الْكِنْدِيُّ، أَبُو كَرِيمَةَ [4] على الصّحيح، وقيل: أبو
__________
[2] / 730، 731 رقم 1217، ورجال صحيح مسلم 2/ 283 رقم 1703، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 35 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 517 رقم 2013، وتهذيب الكمال (المصور) 3/ 1352، والكاشف 3/ 143 رقم 5649، والمعين في طبقات المحدّثين 35 رقم 238، وتذكرة الحفّاظ 1/ 63، وسير أعلام النبلاء 4/ 174 رقم 65، وتهذيب التهذيب 10/ 230 رقم 420، وتقريب التهذيب 2/ 263 رقم 1265، وخلاصة تذهيب التهذيب 397، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 25، والعلل لأحمد، رقم 5149، و 6036.
[1] في تاريخه 2/ 576.
[2] في الجرح والتعديل 8/ 415.
[3] انظر عن (المقدام بن معديكرب) في:
طبقات ابن سعد 7/ 415، وطبقات خليفة 72 و 304، وتاريخ خليفة 301، والتاريخ لابن معين 2/ 583، ومسند أحمد 4/ 130، والتاريخ الصغير 56، والتاريخ الكبير 7/ 429 رقم 1882، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 86 رقم 68، والمعرفة والتاريخ 2/ 160، 161 و 353 و 359 و 430، وتاريخ أبي زرعة 1/ 237 و 240 و 351 و 352 و 395، والجرح والتعديل 8/ 302 رقم 1393، والثقات لابن حبّان 3/ 395، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 365، ورجال صحيح البخاري 2/ 727 رقم 1210، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 508 رقم 1979، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 77 ب، والاستيعاب 3/ 483، 484 (وفيه: المقداد) ، وأسد الغابة 4/ 411، والكامل في التاريخ 4/ 530، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 112، 113 رقم 164، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1369، وتحفة الأشراف 8/ 505- 513 رقم 540، والعبر 1/ 103، والكاشف 3/ 152 رقم 5716، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 126، وسير أعلام النبلاء 4/ 427، 428 رقم 75، والبداية والنهاية 9/ 73، ومرآة الجنان 1/ 178، والإصابة 3/ 455 رقم 8184، والنكت الظراف 8/ 507- 511، وتهذيب التهذيب 10/ 287 رقم 505، وتقريب التهذيب 2/ 272 رقم 1350، وخلاصة تذهيب التهذيب 331، وشذرات الذهب 1/ 98.
[4] مهمل في الأصل.(6/203)
زَيْدٍ، وَقِيلَ: أَبُو صَالِحٍ، وَيُقَالُ: أَبُو بِشْرٍ، وَيُقَالُ أَبُو يَحْيَى، نَزِيلُ حِمْصَ، صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ.
رَوَى عَنْهُ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَشُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو عَامِرٍ الْهَوْزَنِيُّ، وَالْحَسَنُ، وَيَحْيَى ابْنَا جَابِرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ، وَابْنُهُ يَحْيَى، وَحَفِيدُهُ صَالِحُ بْنُ يَحْيَى.
رَوَى أَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْكَلاعِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ الْمِقْدَامَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَمْ تَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ. وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَأَنَا أَمْشِي مَعَ عَمِّي، فَأَخَذَ بِأُذُنِي هَذِهِ، وَقَالَ لِعَمِّي: «أتَرَى هَذَا» ، يَذْكُرُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الأَبْرَشُ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحْتَ يَا قُدَيْمُ [2] إِنْ مِتَّ وَلَمْ تَكُنْ أَمِيرًا وَلا جَابِيًا وَلا عَرِّيفًا [3] . قَالَ خَلِيفَةُ [4] ، وَالْفَلَّاسُ، أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ، زَادَ الْفَلاسُ: وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قَبْرُهُ بِحِمْصَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ.
قُلْتُ: وَحَدِيثُهُ فِي «صحيح البخاريّ» في البيوع [5] .
__________
[1] تاريخ دمشق 17/ 77 ب. الإصابة 3/ 455.
[2] بالتصغير مثل: هشيم.
[3] مسند أحمد 4/ 133، تاريخ دمشق 17/ 80 أ.
[4] في طبقاته 72 و 304 وتاريخه 301.
[5] ج 3/ 22 باب ما يستحب من الكيل. وهو من طريق الوليد، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ معديكرب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كيلوا طعامكم يبارك لكم» .(6/204)
150- المهلّب بن أبي صفرة [1] د ت ن ظَالِمُ [2] بْنُ سُرَّاقِ بْنِ صُبْحِ بْنِ كِنْدِيِّ بن عمرو، الأمير أبو سعيد
__________
[1] انظر عن (المهلّب بن أبي صفرة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 129، 130، وطبقات خليفة 201، وتاريخ خليفة 205، و 206 و 224، و 262 و 268 و 276 و 277 و 279 و 288 و 295 و 308 و 327، والمحبّر لابن حبيب 245 و 261 و 302، والتاريخ الكبير 8/ 25 رقم 2024، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 96 رقم 178، والكامل للمبرّد 1/ 102 و 181 و 2/ 138- 140 و 228- 298، والبرصان والعرجان 26 و 54 و 318، 278، والفتوح لابن أعثم الكوفي 6/ 10 وما بعدها، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) 666، والبيان والتبيين 3/ 205، والمعارف 108 و 399 و 400 و 415 و 417 و 525 و 591 و 622، وتاريخ اليعقوبي 2/ 222 و 252 و 264 و 264 و 272 و 275 و 276، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 232 و 424 و 464- 466 و 478 و 4/ 121 و 157- 159 و 168 وانظر فهرس الأعلام في الجزء 5/ 424، وتاريخ الطبري 6/ 354 وانظر فهرس الأعلام 10/ 428، والجرح والتعديل 8/ 369 رقم 1687، والثقات لابن حبّان 5/ 451، ومروج الذهب 2207 و 2209 و 2472، والمراسيل 197 رقم 358، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 219 أ، والحلّة السيراء 1/ 73 و 76 و 2/ 10، والبدء والتاريخ 6/ 37، وتحفة الوزراء 113، والهفوات النادرة 271، وجمهرة أنساب العرب 367- 370، وربيع الأبرار 1/ 684 و 2/ 319، والمحاسن والمساوئ 97، 98 و 190 و 448، والمحاسن والأضداد 14، ونثر الدرّ 2/ 183، والخراج وصناعة الكتابة 394 و 406 و 414، والإيجاز والإعجاز 17، ولطائف الظرفاء 15، والتمثيل والمحاضرة 134، ومحاضرات الأدباء 1/ 548، والبصائر والذخائر 2/ 690 و 708، وتاريخ حلب للعظيميّ 188 و 194، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 221 ب، والعقد الفريد 1/ 103 و 110 و 122 و 123 و 142 و 222 و 250 و 2/ 82 و 188 و 207 و 210 و 288 و 301 و 431 و 472 و 478 و 3/ 298 و 4/ 46 و 119 و 127 و 428، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، وعيون الأخبار 1/ 230 و 2/ 43 و 44 و 4/ 4، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 117 رقم 174، ووفيات الأعيان 1/ 272 و 2/ 33 و 34 و 36 و 127 و 305 و 323 و 5/ 350- 359، وانظر فهرس الأعلام 8/ 225، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1381، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 363، ونهاية الأرب 21/ 259، 260، وسير أعلام النبلاء 4/ 383- 385 رقم 155، والعبر 1/ 95، والكاشف 3/ 159 رقم 5770، وجامع التحصيل 355 رقم 355 رقم 807، ودول الإسلام 1/ 59، والبداية والنهاية 9/ 42، 43، ومرآة الجنان 1/ 165، 166، والتذكرة الحمدونية 1/ 263 و 432 و 437 و 438 و 2/ 451، وفوات الوفيات 1/ 353 و 396 و 2/ 31، وسرح العيون 194، والمستطرف للأبشيهي 1/ 59، والإصابة 3/ 535، 536 رقم 8633، وتهذيب التهذيب 10/ 329، 330 رقم 577، وتقريب التهذيب 2/ 280 رقم 1424، والنجوم الزاهرة 1/ 206، وخلاصة تذهيب التهذيب 389، وشذرات الذهب 1/ 90، والعلل لأحمد، رقم 465.
[2] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر الترجمة.(6/205)
الأزدي العتكيّ، أَحَدُ أَشْرَافِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَوُجُوهِهِمْ، وَفُرْسَانِهِمْ، وَأَبْطَالِهِمْ، وَدُهَاتِهِمْ، وَأَجْوَادِهِمْ.
قِيلَ: وُلِدَ عَامَ الْفَتْحِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَزَا فِي خِلافَةِ عُمَرَ.
قُلْتُ: أَحْسَبُ هَذَا الْكَلامَ فِي حَقِّ أَبِيهِ.
وَرَوَى عَنْ: سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَالْبَرَاءِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ سَيْفٍ، وَآخَرُونَ.
الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنْ بَيَّتُّمُ اللَّيْلَةَ فَلْيَكُنْ شِعَارُكُمْ: حم لا يُنْصَرُونَ» [1] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ أَبُو صُفْرَةَ مِنْ أَزْدَ دَبَاءَ فِيمَا بَيْنَ عُمَانَ وَالْبَحْرَيْنِ، ارْتَدَّ قَوْمُهُ، فَقَاتَلَهُمْ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَظَفَرَ بِهِمْ، فَبَعَثَ بِذَرَارِيهِمْ إِلَى الصِّدِّيقِ، فِيهِمْ أَبُو صُفْرَةَ غُلامٌ لَمْ يَبْلُغْ، ثُمَّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ فِي إِمْرَةِ عُمَرَ.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ الْمُهَلَّبُ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ رَجُلٌ جَمِيلٌ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ غَزَا الْمُهَلَّبُ أَرْضَ الْهِنْدِ [3] ، وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ لابْنِ الزُّبَيْرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ [4] ، وَوَلِيَ حَرْبَ الْخَوَارِجِ كَمَا ذَكَرْنَا، ثُمَّ وَلِيَ خُرَاسَانَ [5] .
وَقَدْ وَرَدَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّ الْحَجَّاجَ بَالَغَ فِي إِكْرَامِ الْمُهَلَّبِ لَمَّا رَجَعَ مِنْ حَرْبِ الأَزَارِقَةِ، فَإِنَّهُ بَدَّعَ فِيهِمْ وَأَبَادَهُمْ، وَقَتَلَ مِنْهُمْ فِي وَقْعَةٍ واحدة أربعة
__________
[1] أخرجه أبو داود في الجهاد (2597) باب في الرجل ينادي بالشعار، بهذا الإسناد، وأحمد في المسند 4/ 65 و 5/ 377.
[2] في الطبقات 7/ 101، 102 وهو في وفيات الأعيان 5/ 351.
[3] تاريخ خليفة 206.
[4] ليس في حوادث سنة 68 من تاريخه هذا الخبر.
[5] كان ذلك سنة 78 هـ. كما في تاريخ خليفة 277.(6/206)
آلافٍ وَثَمَانِينَ [1] .
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَمِيرًا قَطُّ أَفْضَلَ مِنَ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، وَلا أَسْخَى، وَلا أَشْجَعَ لِقَاءً، وَلا أَبْعَدَ مِمَّا تَكْرَهُ، وَلا أَقْرَبَ مِمَّا تُحِبُّ [2] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ بِالْبَصْرَةِ أَرْبَعَةٌ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فِي زَمَانِهِ لا نَعْلَمُ فِي الأَنْصَارِ مِثْلَهُ: الأَحْنَفُ فِي حِلْمِهِ وَعَفَافِهِ وَمَنْزِلَتِهِ مِنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَالْحَسَنُ فِي زُهْدِهِ وَفَصَاحَتِهِ وَسَخَائِهِ وَمَحَلِّهِ مِنَ الْقُلُوبِ، وَالْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ، فَذَكَرَ أَمْرَهُ، وَسَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي فِي عَفَافِهِ وَتَحَرِّيهِ لِلْحَقِّ [3] .
وَعَنِ الْمُهَلَّبِ قَالَ: يُعْجِبُنِي فِي الرَّجُلِ خَصْلَتَانِ: أَنْ أَرَى عَقْلَهُ زَائِدًا عَلَى لِسَانِهِ، وَلا أَرَى لِسَانَهُ زَائِدًا عَلَى عَقْلِهِ [4] .
وَقَالَ قَتَادَةُ: سَمِعْتُ الْمُهَلَّبَ بْنَ أَبِي صُفْرَةَ- وَكَانَ عَاقِلا- يَقُولُ: نِعْمَ الْخِصْلَةُ السَّخَاءُ تَسُدُّ عَوْرَةَ الشَّرِيفِ، وَتَمْحَقُ خَسِيسَةَ الْوَضِيعِ، وَتُحَبِّبُ الْمَزْهُوَّ [5] .
وَقَالَ رَوْحُ بْنُ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ الْمُهَلَّبُ: مَا شَيْءٌ أَبْقَى لِلْمُلْكِ مِنَ الْعَفْوِ، وَخَيْرُ مَنَاقِبِ الْمُلْكِ الْعَفْوُ [6] .
قَالَ خَلِيفَةُ [7] ، وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ الْمُهَلَّبُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ آخَرُ: تُوُفِّيَ غازيا بمروالرّوذ فِي ذِي الْحِجَّةِ [8] .
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ الْمُهَلَّبُ في
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 4/ 384 «أربعة آلاف وثمان مائة» .
[2] تاريخ دمشق 17/ 225 ب.
[3] تاريخ دمشق 17/ 225 ب.
[4] تاريخ دمشق 17/ 226 ب.
[5] تاريخ دمشق 17/ 226 ب.
[6] تاريخ دمشق 17/ 227 أ.
[7] في تاريخه 288، وفي طبقاته: مات سنة 81 ويقال 82 هـ. (ص 201) .
[8] انظر طبقات ابن سعد 7/ 130.(6/207)
ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ، وَلَهُ سِتٌّ وَسَبْعُونَ سَنَةً، وَوَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ يَزِيدُ خُرَاسَانَ.
151- (مَيْسَرَةُ أَبُو صَالِحٍ الْكُوفِيُّ) [1]- د ن- شَهِدَ قِتَالَ الْحَرُورِيَّةِ مَعَ عَلِيٍّ، وَسَمِعَ مِنْهُ وَمِنْ غَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَهِلالُ بْنُ خَبَّابٍ، وَعَطَاءُ بن السّائب.
152- (ميسرة الطّهويّ) [2]- د ن ق- أبو جميلة الكوفيّ، صاحب راية عَلِيٍّ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ.
وعنه: ابنه عبد الله، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وعطاء بن السائب، وحصين بن عبد الرحمن.
153- (ميمون بن أبي شبيب) [3]- 4- أبو نصر الربعي الكوفي.
روى عَنْ: عَلِيٍّ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بن مسعود، وعائشة، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (ميسرة الكوفي) في:
طبقات ابن سعد 5/ 303 (دون ترجمة) ، و 6/ 223، والتاريخ لابن معين 2/ 598، ومعرفة الرجال 2/ 100 رقم 268، والتاريخ الكبير 7/ 374 رقم 1608، والمعرفة والتاريخ 1/ 227 و 2/ 578 و 799، والجرح والتعديل 8/ 252 رقم 1144، والثقات لابن حبّان 5/ 426، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1396، والكاشف 3/ 169 رقم 5857، وتهذيب التهذيب 10/ 387 رقم 694، وتقريب التهذيب 2/ 291 رقم 1543.
[2] انظر عن (مسيرة الطهوي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 224، وطبقات خليفة 141، والتاريخ لابن معين 2/ 598، والتاريخ الكبير 7/ 374 رقم 7/ 16، والجرح والتعديل 8/ 252 رقم 1143، والثقات لابن حبّان 5/ 427، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1396، وتهذيب التهذيب 10/ 387 رقم 693، وتقريب التهذيب 2/ 291 رقم 1542، والعلل لأحمد 5398.
[3] انظر عن (ميمون بن أبي شبيب) في:
طبقات خليفة 158، والتاريخ الصغير 90، والتاريخ الكبير 7/ 338 رقم 1454، والجرح والتعديل 8/ 234 رقم 1054، والثقات لابن حبّان 5/ 416، 417، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 813، وأنساب الأشراف 1/ 166، والمراسيل 214 رقم 383، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1397، وتهذيب التهذيب 10/ 389 رقم 700، وتقريب التهذيب 2/ 291 رقم 1550.(6/208)
رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ [1] .
كَانَ تَاجِرًا خيّرا فَاضِلا.
وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُقَدِّمَةِ «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» [2] .
توفّي سنة ثلاث وثمانين.
__________
[1] في الأصل «زادان» .
[2] ورد ذكره في أول حديث من صحيح مسلم، في المقدّمة (1) باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذّابين، والتحذير من الكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(6/209)
[حرف النون]
154- (ناجية بن كعب) [1]- د ت ن- الأسديّ الكوفي.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو حَسَّانٍ الأَعْرَجُ، وَوَائِلُ بْنُ دَاوُدَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : شَيْخٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: إِنَّمَا هُوَ نَاجِيَةُ بن خفّاف.
155- (نصر بن عاصم) [3]- م د ن ق- اللّيثيّ البصريّ صاحب العربية.
__________
[1] انظر عن (ناجية بن كعب) في:
طبقات ابن سعد 6/ 228، وطبقات خليفة 142، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 150 رقم 477، والتاريخ الكبير 8/ 107 رقم 2364، وتاريخ الثقات 446 رقم 1671، والمعرفة والتاريخ 2/ 257، والجرح والتعديل 8/ 486 رقم 2223، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1401، 1402، والكاشف 3/ 172 رقم 5875، وتهذيب التهذيب 10/ 399، 400 رقم 719، وتقريب التهذيب 2/ 294 رقم 6، وخلاصة تذهيب التهذيب 399.
[2] في الجرح والتعديل 8/ 486.
[3] انظر عن (نصر بن عاصم) في:
طبقات خليفة 204 و 206، وتاريخ خليفة 303، والتاريخ الكبير 8/ 101 رقم 2333 (دون ترجمة) ، وتاريخ الثقات 449 رقم 1689، والمعرفة والتاريخ 1/ 345 و 3/ 275، وتاريخ أبي زرعة 1/ 529 و 533، والجرح والتعديل 8/ 464 رقم 2129، والثقات لابن حبّان 5/ 475، وأنساب الأشراف 5/ 270، والمعارف 532 و 625، ورجال صحيح مسلم 2/ 285، 286 رقم 1706، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1409، وأخبار النحويين البصريين 20، 21، وطبقات النحويين للزبيدي 27، ونزهة الألباء 17، 18، ومعجم الأدباء 7/ 210، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 343، والكاشف 3/ 177 رقم 5914، ومعرفة القراء(6/210)
يُقَالُ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ الْعَرَبِيَّةِ. حَكَاهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَحَدَّثَ عَنْ: مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، وَأَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ، وَغَيْرِهِمَا.
رَوَى عَنْهُ: حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَقَتَادَةُ، وَالزُّهْريُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَمَلَكُ بْنُ دِينَارٍ الزَّاهِدُ.
وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ.
وَقَالَ الدَّانِيُّ: قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي الأَسْوَدِ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ.
156- (نَوْفَلُ بْنُ فَضَالَةَ) [1] الْبِكَالِيُّ الشَّامِيُّ، ابْنِ امْرَأَةِ كَعْبِ الأَحْبَارِ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَكَعْبٍ.
وعنه: يحيى بن أبي كثير، ونسير [2] بن ذعلوق [3] ، وآخرون.
كان يقصّ.
157- (نوفل [4]
__________
[ () ] الكبار 1/ 71 رقم 27، وتذكرة الحفاظ 1/ 106، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 531 رقم 2068، وغاية النهاية 2/ 336 رقم 3728، وتهذيب التهذيب 10/ 427 رقم 773، وتقريب التهذيب 2/ 299، وخلاصة تذهيب التهذيب 400، وجامع التحصيل 359 رقم 828.
[1] انظر عن (نوفل بن فضالة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 452 (نوف البكالي) ، وطبقات خليفة 308، والتاريخ لابن معين 2/ 612 (نوف بن فضالة) والتاريخ الصغير 83 (نوف بن فضالة) ، والتاريخ الكبير 8/ 129 رقم 2451 (نوف بن فضالة) ، والمعرفة والتاريخ 3/ 225 (نوف البكالي) ، والجرح والتعديل 8/ 505 رقم 2311 (نوف البكالي) ، والثقات لابن حبّان 5/ 483 (نوف بن فضالة) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1427، وتهذيب التهذيب 10/ 490 رقم 880، وتقريب التهذيب 2/ 309 رقم 174، وخلاصة تذهيب التهذيب 406 (نوف بن فضالة) ، والعلل لأحمد رقم 15 و 353 و 2476 (نوف بن فضالة) .
[2] نسير: بالتصغير.
[3] في الأصل «دعلوق» والتصحيح من الخلاصة حيث قيّده بضم المعجمة وإسكان المهملة.
[4] انظر عن (نوفل بن مساحق) في:
طبقات ابن سعد 5/ 242، ونسب قريش 427، وتاريخ خليفة 296، والتاريخ الصغير 79 و 99، والتاريخ الكبير 8/ 108، 109 رقم 2374، والمعرفة والتاريخ 1/ 292، وتاريخ أبي(6/211)
بن مساحق [1] ) بن عبد الله القرشي العامري الحجازي. روى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ.
روى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ عَلَى صَدَقَاتِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ، وَلِيَ الْقَضَاءَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ.
وَتُوُفِّيَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَهُ بِدِمَشْقَ دَارٌ، وَكَانَ أَحَدَ الأَشْرَافِ الأَجْوَادِ.
__________
[ () ] زرعة 1/ 57، وتاريخ الطبري 6/ 29 و 30 و 355، والجرح والتعديل 8/ 488 رقم 2234، والثقات لابن حبّان 5/ 478، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 619 و 5/ 121 و 226 و 227، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 208 و 619، والمعارف 298، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1428، والكاشف 3/ 187 رقم 6000، والكامل في التاريخ 4/ 242 و 476، والعقد الفريد 2/ 270 و 5/ 46، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 64، وعيون الأخبار 2/ 176، وتهذيب التهذيب 10/ 491، 492. (بدون رقم) ، وتقريب التهذيب 2/ 309 رقم 177.
[1] في الأصل «مساحف» وهو غلط.(6/212)
[حرف الهاء]
158- (الهرماس بن زياد) [1]- د ن- أبو حدير الباهليّ.
رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ بِمِنًى عَلَى نَاقَتِهِ [2] .
رَوَى عَنْهُ: حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ.
159- (هُزَيْلُ بْنُ شرحبيل) [3]- خ 4- الأوديّ الكوفيّ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَعْدِ بْنِ أبي وقّاص، وأبي موسى.
__________
[1] انظر عن (الهرماس بن زياد) في:
طبقات ابن سعد 5/ 553، وطبقات خليفة 47 و 289، والتاريخ الكبير 8/ 246 رقم 2883، والجرح والتعديل 9/ 118 رقم 496، والمنتخب من ذيل المذيل- 570، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 413، وجمهرة أنساب العرب 247، والثقات لابن حبّان 3/ 437، والاستيعاب 3/ 623، 624، وأسد الغابة 5/ 57، 58، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 436 أ، وتحفة الأشراف 9/ 68، 69 رقم 567، والكاشف 3/ 194 رقم 6052، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 133، وسير أعلام النبلاء 3/ 450، 451 رقم 89، ومجمع الزوائد 9/ 408، والإصابة 3/ 600، 601 رقم 8944، وتهذيب التهذيب 11/ 28 رقم 62، وتقريب التهذيب 2/ 316 رقم 61، وخلاصة تذهيب التهذيب 351، والمعجم الكبير للطبراني 22/ 202- 205.
[2] أخرجه أبو داود في المناسك (1954) ، وأحمد في المسند 3/ 485 و 5/ 7، وابن سعد 5/ 553.
[3] انظر عن (هزيل بن شرحبيل) في:
طبقات ابن سعد 6/ 176، وطبقات خليفة 147، وتاريخ خليفة 288، والتاريخ الكبير 8/ 245 رقم 2877، وتاريخ الثقات للعجلي 456 رقم 1727، ورجال صحيح البخاري 2/ 782 رقم 1310، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 556 رقم 2165، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1437، وتهذيب التهذيب 11/ 31 رقم 69، وتقريب التهذيب 2/ 317 رقم 70، وخلاصة تذهيب التهذيب 414.(6/213)
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو قَيْسٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَرْوَانَ [1] ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
160- هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [2] ابْنُ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَبُو الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، حَمُو عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَأَمِيرُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ الَّذِي ضَرَبَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَمَّا امْتَنَعَ مِنَ الْبَيْعَةِ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ لِلْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ، وَرَأَى أَنَّ ذَلِكَ لا يَجُوزُ، وَقَالَ: أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ، فَضَرَبَهُ هِشَامٌ سِتِّينَ سَوْطًا، وَطَوَّفَ بِهِ وَسَجَنَهُ، فَبَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى هِشَامٍ يُعَنِّفُهُ وَيَلُومُهُ [3] .
قَالَ أَبُو الْمِقْدَامِ: مَرُّوا عَلَيْنَا بِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ، وَقَدْ ضُرِبَ مِائَةَ سَوْطٍ، وَعَلَيْهِ تُبَّانُ شَعْرٍ، وَأَوْهَمُوهُ أَنَّهُمْ يَسْلُبُونَهُ.
وَقَدْ أَرْسَلَ هِشَامٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَسَّانٍ، وَقَدِمَ دِمَشْقَ.
وَقِيلَ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ دِرَاسَةَ الْقُرْآنِ فِي جَامِعِ دمشق في السّبع.
__________
[1] في الأصل «تروان» والتصحيح من الخلاصة.
[2] انظر عن (هشام بن إسماعيل) في:
طبقات ابن سعد 5/ 244، والمحبّر لابن حبيب 25، ونسب قريش 47- 49 و 328 و 329، وتاريخ خليفة 289- 291 و 293 و 296 و 299 و 311 و 360، والتاريخ الكبير 8/ 192، 193 رقم 2270، والمعرفة والتاريخ 1/ 474 و 476 و 478، و 627 و 629 و 2/ 479، وتاريخ أبي زرعة 2/ 713، وتاريخ الطبري 6/ 355 و 384 و 388 و 415 و 417 و 426 و 428، والجرح والتعديل 9/ 52 رقم 220، وتاريخ اليعقوبي 2/ 280 و 281 و 283 و 291، والمعارف 437، وأنساب الأشراف 3/ 302، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 20 و 21، والثقات لابن حبّان 5/ 501، والمراسيل 230 رقم 423، ومروج الذهب 3636، والعقد الفريد 4/ 421 و 452 و 6/ 349، والكامل في التاريخ 4/ 476 و 496 و 500 و 514 و 515 و 524 و 526 و 5/ 124، وجامع التحصيل 362 رقم 846، والبداية والنهاية 9/ 76، ووفيات الأعيان 2/ 377، وتاريخ حلب للعظيميّ 194، 195، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 132 و 138.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 244.(6/214)
وَهُوَ جَدُّ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ لأُمِّهِ، وَلَمَّا وَلِيَ الْوَلِيدُ عَزَلَهُ عَنِ الْمَدِينَةِ بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَمُرَةَ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ قال:
كان هشام بن إسماعيل يؤذي عليّ بْنَ الْحُسَيْنِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ، يَخْطُبُ بِذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَيَنَالُ مِنْ عَلِيٍّ، فَلَمَّا وَلِيَ الْمَدِينَةَ عَزَلَهُ، وَأَمَرَ بِأَنْ يُوقَفَ لِلنَّاسِ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ لِوَلَدِهِ مُحَمَّدٍ: لا تُؤْذِهِ فَإِنِّي أدَعُهُ للَّه وَلِلرَّحِمِ، وَمَرَّ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ هِشَامٌ: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالاتِهِ.
وَقَدْ كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ شَفَعَ فِيهِ إِلَى الْوَلِيدِ حَتَّى خلّاه وعفا عنه.(6/215)
[حرف الواو]
161- واثلة في الأسقع [1] ع ابن كعب بن عامر اللّيثيّ، وَقِيلَ ابْنُ أَبِي الأَسْقَعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بن
__________
[1] انظر عن (واثلة بن الأسقع) في:
طبقات ابن سعد 7/ 407، 408، وطبقات خليفة 123، وتاريخ خليفة 291، والتاريخ لابن معين 2/ 627، ومسند أحمد 3/ 490 و 4/ 106، والعلل ومعرفة الرجال له 1/ 158 رقم 75، والتاريخ الصغير 92، والتاريخ الكبير 8/ 187 رقم 2646، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 61، والمعرفة والتاريخ 2/ 332 و 334 و 3/ 167 و 362، وتاريخ أبي زرعة 1/ 75 و 239 و 323 و 324 و 327، وأنساب الأشراف 1/ 272، و 4 ق 1/ 75 و 76، وفتوح البلدان 182، والمغازي للواقدي 1028، 1029، والمعارف 341، والجرح والتعديل 9/ 47 رقم 202، ورجال صحيح البخاري 2/ 762 رقم 1277، ورجال صحيح مسلم 2/ 309 رقم 1766، والثقات لابن حبّان 3/ 426، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 329، وجمهرة أنساب العرب 183، وطبقات الفقهاء للشيرازي 52، ورجال الطوسي 31 رقم 2، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 544 رقم 2119، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 63، والزهد لابن المبارك 318، والمستدرك على الصحيحين 3/ 569، وحلية الأولياء 2/ 21- 23 رقم 120، والاستيعاب 3/ 643، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 353 أ، وأسد الغابة 5/ 77، والكامل في التاريخ 4/ 496، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 142 رقم 223، وصفة الصفوة 1/ 674- 676 رقم 90، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1457، وتحفة الأشراف 9/ 76- 82 رقم 576، ووفيات الأعيان 5/ 281، والمعجم الكبير للطبراني 22/ 52- 98، ودول الإسلام 1/ 60، والعبر 1/ 99، وسير أعلام النبلاء 3/ 383- 387 رقم 57، والكاشف 3/ 204 رقم 6131، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 136، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 77، والبداية والنهاية 9/ 60، ومرآة الجنان 1/ 175، وغاية النهاية 2/ 358 رقم 3797، والإصابة 3/ 626، 627 رقم 9087، والنكت الظراف 9/ 79، 80، وتهذيب التهذيب 11/ 101، 102 رقم 174، وتقريب التهذيب 2/ 328 رقم 2، وخلاصة تذهيب التهذيب 350، وشذرات الذهب 1/ 95، وخزانة الأدب 3/ 343.(6/216)
عَبْدِ يَالِيلَ، أَبُو الْخَطَّابِ، وَيُقَالُ أَبُو الأَسْقَعِ، وَيُقَالُ أَبُو شَدَّادٍ.
أَسْلَمَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَجَهَّزُ إِلَى تَبُوكَ، فَشَهِدَهَا مَعَهُ، وَكَانَ مِنْ فُقَرَاءِ أَهْلِ الصِّفَةِ [1] .
لَهُ أَحَادِيثُ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَشَدَّادٌ أَبُو عَامِرٍ، وَبُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ الْبَصْرِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَآخَرُونَ، آخِرُهُمْ وَفَاةً مَعْرُوفٌ الْخَيَّاطُ شَيْخُ دُحَيْمٍ، وَغَيْرُهُ.
وَشَهِدَ فَتْحَ دِمَشْقَ، وَسَكَنَهَا، وَمَسْجِدُهُ مَعْرُوفٌ بِدِمَشْقَ إِلَى جَانِبِ حَبْسِ بَابِ الصَّغِيرِ وَدَارُهُ إِلَى جَانِبِ دَارِ ابْنِ الْبَقَّالِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: ثنا سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا أَبِي، ثنا مَعْرُوفٌ أَبُو الْخَطَّابِ الدِّمَشْقِيّ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمْتُ، فَقَالَ: «اغْتَسِلْ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ» [2] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا مَعْرُوفٌ الْخَيَّاطُ قَالَ: رَأَيْتُ وَاثِلَةَ يُمْلِي عَلَى النَّاسِ الأَحَادِيثَ وَهُمْ يَكْتُبُونَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَرَأَيْتُهُ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ، وَيَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ يُرْخِي لَهَا مِنْ خَلْفِهِ قَدْرَ شِبْرٍ، وَيَرْكَبُ حِمَارًا.
وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: ثنا أَبُو عَمَّارٍ، رَجُلٌ مِنَّا، حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ قَالَ: جِئْتُ أُرِيدُ عَلِيًّا فَلَمْ أَجِدْهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: انْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوهُ، فَاجْلِسْ، قَالَ: فَجَاءَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلا، وَدَخَلْتُ مَعَهُمَا، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَنًا وَحُسَيْنًا، وَأَجْلَسَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى فَخْذِهِ، وَأَدْنَى فَاطِمَةَ مِنْ حِجْرِهِ وَزَوْجَهَا، ثُمَّ لَفَّ عَلَيْهِمْ ثَوْبَهُ فَقَالَ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 33: 33 [3] اللَّهمّ هؤلاء أهلي، فقلت:
__________
[1] طبقات ابن سعد 7/ 408.
[2] رواه الطبراني في معجمه الصغير 2/ 42، 43 ومعجمه الكبير 22/ 82 رقم 199، والحاكم في المستدرك 3/ 570، والهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 283 وفيه سليمان بن منصور بن عمار وهو ضعيف. وتمام الحديث في المستدرك: «وألق عنك شعر الكفر، ومسح رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رأسي» .
[3] سورة الأحزاب- الآية 33.(6/217)
يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا مِنْ أَهْلِكَ؟ قَالَ: وَأَنْتَ مِنْ أَهْلِي، قَالَ وَاثِلَةُ: إِنَّهَا لَمِنْ أَرْجَى مَا أَرْجُو [1] .
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [2] : سَكَنَ وَاثِلَةُ الْبَلاطَ خَارِجًا مِنْ دِمَشْقَ عَلَى ثَلاثَةِ فَرَاسِخَ، الْقَرْيَةُ الَّتِي كَانَ يَسْكُنُ فِيهَا بُسْرَةُ [3] بْنُ صَفْوَانَ، ثُمَّ تَحَوَّلَ وَنَزَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَبِهَا مَاتَ.
قُلْتُ: إِنَّمَا هِيَ عَلَى فَرْسخٍ وَاحِدٍ مِنْ دِمَشْقَ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَابْنُ مَعِينٍ [4] ، وَالْبُخَارِيُّ [5] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَغَيْرُهُمْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَتِسْعُونَ سَنَةً.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ: كَانَ آخِرَ الصَّحَابَةِ مَوْتًا بِدِمَشْقَ وَاثِلَةُ بْنُ الأسقع.
162- (ورّاد كاتب المغيرة) [6]- ع- بن شعبة وَمَوْلاهُ.
رَوَى عَنْهُ، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ.
وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمَرَةَ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، والمسيّب بن رافع.
__________
[1] رواه الطبراني في المعجم الكبير 22/ 66 رقم 160، والطبري في تفسيره 22/ 7.
[2] في الجرح والتعديل 9/ 47.
[3] في الأصل «يسرة» والتصحيح من الجرح والتعديل.
[4] في تاريخه 627.
[5] في تاريخه الصغير 92.
[6] انظر عن (ورّاد كاتب المغيرة) في:
التاريخ الصغير 133، والتاريخ الكبير 8/ 185، 186 رقم 2644، وتاريخ الطبري 5/ 190، والجرح والتعديل 9/ 48 رقم 206، والثقات لابن حبّان 5/ 498، ورجال صحيح البخاري 2/ 763 رقم 1280، ورجال صحيح مسلم 2/ 312، 313 رقم 1772، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 544، 545 رقم 120، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1460، والكاشف 3/ 206 رقم 1653، وتهذيب التهذيب 11/ 112 رقم 198، وتقريب التهذيب 2/ 330 رقم 27، وخلاصة تذهيب التهذيب 419.(6/218)
163- (وَفَاءُ بْنُ شُرَيْحٍ [1] الْحَضْرَمِيُّ) [2]- د- مِصْرِيٌّ.
عَنِ: الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ، وَرُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ، وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ، وَبَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَغَيْرُهُمَا.
164- (الْوَلِيدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ الصّامت) [3]- سوى د- أبو عبادة الأنصاري.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ فَقَطْ.
رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حبيب، والأعمش، وابنه عبادة بن الوليد.
__________
[1] انظر عن (وفاء بن شريح) في:
التاريخ الكبير 8/ 191 رقم 2662، والجرح والتعديل 9/ 49 رقم 210، والثقات لابن حبّان 5/ 497، 498، وفيه (وقاء- بالقاف) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1462، والكاشف 3/ 207 رقم 6160، وتهذيب التهذيب 11/ 121 رقم 207، وتقريب التهذيب 2/ 331 رقم 36، وخلاصة تذهيب التهذيب 420.
[2] الرمز «د» ساقط من الأصل، والاستدراك من الكاشف والخلاصة.
[3] انظر عن (الوليد بن عبادة بن الصامت) في:
طبقات ابن سعد 5/ 80، وطبقات خليفة 238 و 254، والتاريخ الكبير 8/ 148 رقم 2513، وتاريخ الثقات 465 رقم 1772، والمعرفة والتاريخ 3/ 382، والمعارف 255، وتاريخ الطبري 1/ 32 و 2/ 368، والجرح والتعديل 9/ 8 رقم 32، ورجال صحيح البخاري 2/ 757 رقم 1267، والثقات لابن حبّان 5/ 490، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 523، ورجال صحيح مسلم 2/ 299 رقم 1738، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 536 رقم 2060، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1469، وتحفة الأشراف 9/ 94 رقم 579، والكامل في التاريخ 4/ 525، والكاشف 3/ 210 رقم 6178، وتهذيب التهذيب 11/ 137 رقم 228، وتقريب التهذيب 2/ 333 رقم 62، وخلاصة تذهيب التهذيب 416، وجامع التحصيل 365 رقم 859.(6/219)
[حرف الياء]
165- (يحيى بن جعدة) [1]- د ت ق- بْنِ هُبَيْرَةَ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ المخزوميّ.
سَمِعَ: جَدَّتَهُ أُمَّ هَانِئِ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ.
رَوَى عَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [2] .
166- (يحيى بن الجزّار) [3]- م 4- العرنيّ الكوفيّ، من غلاة الشيعة.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن جعدة) في:
التاريخ لابن معين 2/ 641، ومعرفة الرجال له 1/ 124 رقم 616، والتاريخ الكبير 8/ 265 رقم 2941، والمعرفة والتاريخ 2/ 32 و 210 و 745، وتاريخ الطبري 2/ 291، والجرح والتعديل 9/ 133 رقم 562، والثقات لابن حبّان 5/ 520، 521، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 632، والمراسيل 245 رقم 448، والمحبّر لابن حبيب 492، وطبقات الفقهاء للشيرازي 87، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 151 رقم 239، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1491، والكاشف 3/ 221 رقم 6255، وجامع التحصيل 367 رقم 870، وتهذيب التهذيب 11/ 192، 193 رقم 324، وتقريب التهذيب 2/ 344 رقم 32.
[2] في الجرح والتعديل 9/ 133.
[3] انظر عن (يحيى بن الجزار) في:
طبقات ابن سعد 6/ 294، وطبقات خليفة 152، والتاريخ الكبير 8/ 265 رقم 2943، وتاريخ الثقات 470 رقم 1796، والمعرفة والتاريخ 2/ 831 و 3/ 114، وأنساب الأشراف 1/ 514، والجرح والتعديل 9/ 133 رقم 561، والثقات لابن حبّان 5/ 519، والمراسيل 246 رقم 452، ورجال صحيح مسلم 2/ 334 رقم 1816، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3670 و 4094 و 4334، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 570 رقم 2213، وتهذيب(6/220)
رَوَى عَنْ: عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَالْحَسَنُ الْعُرَنِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] ، وَغَيْرُهُ.
167- (يَزِيدُ [2] بْنُ خُمَيْرٍ) [3] الْيَزَنِيّ لا الرَّحْبِيُّ، وَكِلاهُمَا حِمْصِيٌّ، وَهَذَا الْكَبِيرُ، وَذَاكَ مِنْ طَبَقَةِ قَتَادَةَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، وكعب الأحبار.
روى عنه: بسر بن عبيد الله الحضرمي، وشريح بن عبيد، وشبيب بن نعيم، وفضيل بن فضالة الحمصيّون.
168- (يزيد بن رباح [4]- م ق- أبو فراس الروميّ.
كَانَ رَبَاحٌ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن العاص.
__________
[ () ] الكمال (المصوّر) 3/ 1491، والكاشف 3/ 221 رقم 6254، وتهذيب التهذيب 11/ 191، 192 رقم 323، وتقريب التهذيب 2/ 344 رقم 31، وخلاصة تذهيب التهذيب 422، وجامع التحصيل 367 رقم 869.
[1] في الجرح والتعديل 9/ 133.
[2] انظر عن (يزيد بن خمير) في:
طبقات خليفة 314، وفيه (يزيد بن حمير) ، والتاريخ لابن معين 2/ 669، والتاريخ الكبير 8/ 329 رقم 3199، والمعرفة والتاريخ 2/ 312 و 330 و 425، والجرح والتعديل 9/ 258، 259 رقم 1091، والثقات لابن حبّان 5/ 535، ورجال صحيح مسلم 2/ 357 رقم 1869، والعلل ومعرفة الرجال، رقم 113 و 2636 و 2284 و 3659، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 578 رقم 2254، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1532، والكاشف 3/ 242 رقم 6410، وتهذيب التهذيب 11/ 324 رقم 623، وتقريب التهذيب 2/ 364 رقم 246، وخلاصة تذهيب التهذيب 431.
[3] في الأصل «حمير» والتصويب من مصادر الترجمة.
[4] انظر عن (يزيد بن رباح) في:
العلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 5832، وتاريخ الثقات 478 رقم 1840، والمعرفة والتاريخ 2/ 514، 515، والجرح والتعديل 9/ 260، 261 رقم 1199، والثقات لابن حبّان 5/ 537، ورجال صحيح مسلم 2/ 357 رقم 1871، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 578 رقم 2255، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1532، والكاشف 3/ 242 رقم 6411، وتهذيب التهذيب 11/ 324 رقم 624، وتقريب التهذيب 2/ 364 رقم 248، وخلاصة تذهيب التهذيب 431.(6/221)
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَابْنِ عُمَرَ.
روى عنه أهل مصر: بكر بن سوادة، وَيزيْدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ.
توفي سنة تسعين.
169- يسير بن جابر [1] خ م ن هُوَ يُسَيْرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ، أَبُو الخيار العبديّ البصريّ.
__________
[1] انظر عن (يسير بن جابر) في:
طبقات ابن سعد 6/ 146، 147، وفيه (يسير بن عمرو السكونيّ من بني هند) ، وطبقات خليفة 146، والتاريخ لابن معين 2/ 680 (وفيه: يسير بن عمرو، جاهلي، وهو عندي من بني هند من بني شيبان) ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3821، و 5784، والتاريخ الصغير 95، 96 وفيه (يسير بن عمرو، وأسير بن عمرو الشيبانيّ، قال بعضهم: هو أسير بن جابر. ولم يصح. وقيل أسير بن جابر المحاربي) ، والتاريخ الكبير 8/ 422 رقم 3565 (وفيه مثل الّذي قبله) ، وتاريخ الثقات 483 رقم 1864 (وفيه: يسير بن عمرو الكلبي) ، والمعرفة والتاريخ: / 228 و 3/ 105 و 244 و 245 (وفيه: يسير بن عمرو الكوفي) ، والجرح والتعديل 9/ 308 رقم 1327، وفيه (يسير بن عمرو، وقال شعبة: أسير بن عمرو الشيبانيّ، كوفي) ، والثقات لابن حبّان 5/ 557 وفيه: (يسير بن عمرو الشيبانيّ: ويقال أسير بن عمرو، وهو الّذي يقال له: أسير بن جابر) ، ورجال صحيح البخاري 2/ 824 رقم 1394، ورجال صحيح مسلم 1/ 76 رقم 112 و 113 وفيه (أسير بن جابر ويقال يسير أيضا، وقال بعضهم إنه يسير بن عمرو وأنهما واحد كنيته أبو الخبّاز) ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 591 رقم 2305 (وفيه: يسير بن عمرو ويقال: أسير بن جابر هو المحاربي) ، والاستيعاب 3/ 669، 670 (وفيه: يسير بن عمرو الكندي، ويقال الشيبانيّ، كوفي له صحبة) ، وأسد الغابة 5/ 126، 127 (وفيه: يسير بن عمرو الكندي الكوفي، وقيل: الدرمكي، وقيل الشيبانيّ، كوفي) ، والكاشف 3/ 253 رقم 6495 (وفيه: يسير بن عمرو، وقيل ابن جابر، أبو الخيار) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1548 (وفيه: يسير بن عمرو، ويقال: ابن جابر، ويقال: أسير أبو الخيار المحاربي، ويقال: العبديّ، ويقال: الكندي، ويقال: القتباني، ويقال: إنهما اثنان) . والمعجم الكبير للطبراني 22/ 287 (وفيه: يسير بن عمرو السكونيّ، مخضرم سكن الكوفة ومات بها) ، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 82، والإصابة 3/ 667 رقم 9349 و 9352، وتهذيب التهذيب 11/ 378، 379 رقم 738 (وفيه مثل ما في تهذيب الكمال، إلا كنيته فهي «أبو الخبّاز» ) ، وتقريب التهذيب 2/ 374 رقم 366 (يسير: بالتصغير، ابن عمرو أو ابن جابر، الكوفي، وقيل: أصله أسير: فقلبت الهمزة، مختلف في نسبته) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 435 (وفيه كنيته: أبو الخيار) بالياء المثنّاة من تحت.(6/222)
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ عَشْرُ سِنِينَ، فَيُقَالُ إِنَّهُ رَآهُ [1] .
وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالظَّاهِرُ أَنَّ ذَلِكَ مُرْسَلٌ [2] .
وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ [3] وعليّ، وابن مسعود [4] ، وسهل بن حنيف [5] .
روى عَنْهُ: زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو نَضْرَةَ الْعَبْدِيُّ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ وَغَيْرُهُمْ. [6] وَأَبُو نَضْرَةَ يُسَمِّيهِ: أَسِيرَ بْنَ جَابِرٍ.
وَهُوَ رَاوِي حَدِيثِ أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ الَّذِي فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» [7] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، وَسِنُّهُ خَمْسٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
وَحَدِيثُهُ عَنْ سَهْلٍ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [8] .
170- (يُونُسُ بْنُ عَطِيَّةَ الْحَضْرَمِيُّ) [9] قَاضِي مِصْرَ وَصَاحِبُ الشُّرْطَةَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ، وَوَلِيَ بَعْدَهُ الْقَضَاءَ ابْنُ أَخِيهِ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطِيَّةَ، ثُمَّ عُزِلَ [10] .
__________
[1] أكثر المصادر تجمع على ذلك وتقول إنه ولد في السنة التي هاجر فيها النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة إلى المدينة.
[2] قال الحافظ العلائي في جامع التحصيل 375 رقم 911: «رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثين ولم يذكر سماعا، ويقال له رؤية وأنه أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلّم عشر سنين، قاله غير واحد. ولا يبعد أن تلحق أحاديثه بمراسيل الصحابة رضي الله عنهم إذا لم يكن له سماع» .
[3] في الفضائل من صحيح مسلم.
[4] في الفتن من صحيح مسلم.
[5] في الزكاة من صحيح مسلم.
[6] في استتابة المرتدّين. من صحيح البخاري.
[7] هو في كتاب فضائل الصحابة (223 و 224 و 225/ 2542) باب من فضائل أويس القرني، رضي الله عنه، وقد تقدّم في ترجمة أويس، في الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من هذا الكتاب، ص 556، 557 وفيه مصادر أخرى.
[8] أخرج مسلم في الزكاة حديثين بروايته عن سهل بن حنيف، الأول باسم «يسير بن عمرو» ، والثاني باسم «أسير بن عمرو» (159 و 160/ 1068) باب الخوارج شر الخلق والخليقة.
[9] انظر عن (يونس بن عطية) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 225 و 226 و 325، وكتاب الولاة والقضاة 53 و 322- 324 و 425.
[10] انظر كتاب الولاة والقضاة 322- 324.(6/223)
[الْكُنَى]
171- (أَبُو الأَبْيَضِ الْعَنْسِيُّ الشَّامِيُّ) [1]- ن. - حَدَّثَ عَنْ: حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
روى عنه: ربعي بن حراش [2] ، ويمان بن المغيرة، وإبراهيم بن أبي عبلة، وغيرهم.
ويقال اسمه عيسى.
قَالَ يَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: ثنا أَبُو الأَبْيَضِ قَالَ: قَالَ لِي حُذَيْفَةُ: أَقَرُّ أَيَّامِي لَغَيْرُ يَوْمٍ أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَيَشْكُونَ الْحَاجَةَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْلَةَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِالشَّامِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيبَ الْحَجَّاجَ عَلانِيَةً إِلا ابْنُ مُحَيْرِيزٍ، وَأَبُو الأَبْيَضِ الْعَنْسِيُّ، فَقَالَ الْوَلِيدُ لِأَبِي الأَبْيَضِ: لَتَنتَهِيَنَّ أَوْ لأَبْعَثَنَّ بِكَ إِلَيْهِ [3] .
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: قُتِلَ فِي غَزْوَةِ طَوَّانَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ جَمَاعَةٌ منهم أبو الأبيض العنسيّ.
__________
[1] انظر عن (أبي الأبيض العنسيّ) في:
تاريخ الثقات للعجلي 489 رقم 1887، والمعرفة والتاريخ 2/ 367، والتاريخ الكبير 9/ 8 رقم 46، والجرح والتعديل 9/ 336 رقم 1488، والأسامي والكنى، للحاكم 57 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1573، والكاشف 3/ 269 رقم 3، وتهذيب التهذيب 12/ 3 رقم 5، وتقريب التهذيب 2/ 388 رقم 5، وخلاصة تذهيب التهذيب 442، وبيان خطأ البخاري 9/ 150 رقم 705/ 46.
[2] في الأصل «خراش» .
[3] تهذيب الكمال 1573.(6/224)
172- (أبو الأحوص) [1]- م 4- عَوْفُ بْنُ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ الْجُشَمِيُّ الْكُوفِيُّ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، وَابْنِهِ مَالِكٍ.
رَوَى عَنْهُ: مَسْرُوقٌ- مَعَ تَقَدُّمِهِ-، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
قَتَلَهُ الْخَوَارِجُ [2] .
173- (أَبُو الأَحْوَصِ) [3] .
عَنْ: أَبِي ذَرٍّ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ.
مَجْهُولٌ.
__________
[1] انظر عن (أبي الأحوص عوف بن مالك) في:
طبقات ابن سعد 6/ 181، 182، وطبقات خليفة 143، ومعرفة الرجال 2/ 80 رقم 181 و 2/ 93 رقم 241، والتاريخ الصغير 197، والتاريخ الكبير 7/ 56، 57 رقم 258، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد: رقم 137 و 2346 و 3086 و 4637 و 5076، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 100 رقم 232، والمعرفة والتاريخ 2/ 104 و 319 و 333 و 337 و 541 و 544 و 619 و 643 و 651 و 689 و 742 و 775 و 3/ 27 و 107 و 200 و 206 و 209 و 363 و 385 و 387، وتاريخ الطبري 6/ 87، والجرح والتعديل 7/ 14 رقم 62، والثقات لابن حبّان 5/ 274، 275، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 784، ورجال صحيح مسلم 2/ 98، 99 رقم 1248، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 43 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 398 رقم 1523، والكامل في التاريخ 4/ 591، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1065، 1066، و 3/ 1574، والكاشف 2/ 316 رقم 4381، وتهذيب التهذيب 8/ 169 رقم 305، وتقريب التهذيب 2/ 90 رقم 796، وخلاصة تذهيب التهذيب 298، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 244، والزهد لابن المبارك 32 و 327 والملحق به، رقم 247.
[2] الثقات 5/ 275.
[3] انظر عن (أبي الأحوص) في:
التاريخ لابن معين 2/ 690، والتاريخ الكبير 9/ 7 رقم 37، والمعرفة والتاريخ 1/ 415 و 681، وتاريخ أبي زرعة 1/ 419، والجرح والتعديل 9/ 335 رقم 1481، والثقات لابن حبّان 5/ 564، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1574، والكاشف 3/ 269 رقم 7، وتهذيب التهذيب 12/ 5 رقم 15، وتقريب التهذيب 2/ 389 رقم 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 442.(6/225)
- (أَبُو إِدْرِيسَ) [1] تَقَدَّمَ.
- (أَبُو أَيُّوبَ الْحِمْيَرِيُّ) وَهُوَ بَشِيرُ [2] بْنُ كَعْبٍ.
قَدْ ذُكِرَ [3] .
174- (أَبُو أَيُّوبَ الأزديّ) [4]- سوى ت- العتكيّ البصريّ، يُقَالُ: اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ مَالِكٍ. وَقِيلَ: حَبِيبُ بْنُ مَالِكٍ.
رَوَى عَنْ: أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ جُوَيْرِيَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَسَمُرَةَ بن جندب، وابن عبّاس.
روى عَنْهُ: أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَيُقَالُ لَهُ الْمَرَاغِيُّ، فَقِيلَ هُوَ نِسْبَةٌ إِلَى قَبِيلَةٍ مِنَ الأَزْدِ، وَقِيلَ هُوَ مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ عُمَانَ.
175- أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ [5] ع صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَزِيلُ حمص، اسمه صديّ بن عجلان بن
__________
[1] هو: أبو إدريس الخولانيّ عائذ الله بن عبد الله. تقدّمت ترجمته في الكنى من الطبقة الثامنة من الجزء السابق، فليراجع هناك مع مصادر الترجمة.
[2] بشير: بالتصغير.
[3] راجع ترجمته ومصادرها في حرف الباء من هذه الطبقة.
[4] انظر عن (أبي أيوب الأزدي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 226، وطبقات خليفة 205، وتاريخ خليفة 303، والتاريخ لابن معين 2/ 693، والتاريخ الكبير 8/ 303 رقم 3091، والتاريخ الصغير 113، وتاريخ الثقات للعجلي 490 رقم 1899، والمعرفة والتاريخ 3/ 211، والجرح والتعديل 9/ 190 رقم 792، والثقات لابن حبّان 5/ 529، ورجال صحيح مسلم 2/ 350 رقم 1854، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 27 ب، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 5254، والجمع من رجال الصحيحين 2/ 564 رقم 2190، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1578، 1579، والكاشف 3/ 272 رقم 28، وتهذيب التهذيب 12/ 16 رقم 85، وتقريب التهذيب 2/ 393 رقم 84، وخلاصة تذهيب التهذيب 443.
[5] انظر عن (أبي أمامة الباهليّ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 411، 412، والمحبّر لابن حبيب 291، وطبقات خليفة 46 و 302، وتاريخ خليفة 292، والتاريخ لابن معين 2/ 269، ومصنف ابن أبي شيبة 13 رقم 15782، ومسند أحمد 5/ 248، والتاريخ الكبير 4/ 326 رقم 3001، والمعارف 81(6/226)
وَهْبِ بْنِ عَرِيبٍ مِنْ أَعْصَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسٍ عَيْلانُ.
رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ عُمَرَ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، وَمُعَاذٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ حَزَوَّرَ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَائِفَةٌ.
تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ ثَلاثُونَ سَنَةً [1] .
وَرُوِيَ أنّه ممّن بايع تحت الشجرة.
__________
[ () ] و 309، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 81 رقم 17، والمعرفة والتاريخ 2/ 353 و 3/ 169، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 226 رقم 3000، وتاريخ أبي زرعة 1/ 55 و 189 و 238 و 239 و 241 و 309 و 327 و 351 و 352 و 354 و 543 و 564 و 608 و 2/ 692 و 693 و 713، وتاريخ واسط لبحشل 231، والمنتخب من ذيل المذيّل 542، وتاريخ الطبري 1/ 151 و 286 و 315 و 458 و 3/ 124 و 401 و 403 و 406 و 4/ 59 و 352، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 13، والجرح والتعديل 4/ 454 رقم 2004، والثقات لابن حبّان 3/ 195، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 327، والمعجم الكبير للطبراني 8/ 89، ورجال صحيح مسلم 1/ 320 رقم 700، ورجال صحيح البخاري 1/ 366 رقم 521، وجمهرة أنساب العرب 247، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 47 أ، ب، والمستدرك على الصحيحين 3/ 641، ورجال الطوسي 65 رقم 44، وطبقات الفقهاء للشيرازي 52، والاستيعاب 2/ 198، 199 و 4/ 4، 5، والزهد لابن المبارك 50 و 68 و 230 و 284 و 499 والملحق به رقم 196 و 242 و 302 و 314 و 468، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 226 رقم 842، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 8/ 145 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 419، ومعجم البلدان 2/ 276 و 536 و 611 و 4/ 292 و 603 و 604 و 809، وأسد الغابة 3/ 16 و 5/ 138، 139، وجوامع السيرة لابن حزم 277، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 176 رقم 278، وتهذيب الكمال 13/ 158- 164 رقم 2872، وتحفة الأشراف 4/ 161- 184 رقم 236، والعبر 1/ 101، ودول الإسلام 1/ 60، وسير أعلام النبلاء 3/ 359- 363 رقم 52، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2786، وتلخيص المستدرك 3/ 641، 642، والكاشف 2/ 26 رقم 2412، والمعين في طبقات المحدّثين 22 رقم 58، ومرآة الجنان 1/ 177، والبداية والنهاية 9/ 73، ومجمع الزوائد 9/ 386، والإصابة 2/ 182 رقم 4059، والنكت الظراف 4/ 162 و 169 و 169 و 171- 176 و 180- 182، وتهذيب التهذيب 4/ 420 رقم 824، وتقريب التهذيب 1/ 366 رقم 93، والوافي بالوفيات 16/ 305، 306 رقم 334، وحسن المحاضرة 1/ 112، وخلاصة تذهيب التهذيب 149، وشذرات الذهب 1/ 96.
[1] التاريخ الكبير 4/ 326، تاريخ أبي زرعة 1/ 564، تهذيب الكمال 13/ 161.(6/227)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أمامة قال: أنشأ رسول الله- يَعْنِي غَزْوًا- فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشِّهَادَةِ، فَقَالَ: «اللَّهمّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ» فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، وَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ» فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ لا يُلْفَوْنَ إِلا صِيَامًا [1] .
وَقَالَ أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَاهِلَةَ، فَأَتَيْتُهُمْ وَهُمْ عَلَى طَعَامٍ لَهُمْ، فَرَحَّبُوا بِي وَأَكْرَمُونِي، وَقَالُوا: كُلْ، فَقُلْتُ:
جِئْتُ لِأَنْهَاكُمْ عَنْ هَذَا الطَّعَامِ، وَأَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُؤْمِنُوا بِهِ، فَكَذَّبُونِي وَرَدُّونِي، فَانْطَلَقْتُ مِنْ عِنْدِهِمْ وَأَنَا جَائِعٌ ظَمْآنُ، قَدْ نَزَلَ بِي جَهْدٌ شَدِيدٌ، فَنِمْتُ فَأُتِيتُ فِي مَنَامِي بِشَرْبَةٍ مِنْ لَبْنٍ، فَشَرِبْتُ فَشَبِعْتُ وَرُوِيتُ فَعَظُمَ بَطْنِي، فَقَالَ الْقَوْمُ: رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِكُمْ وَخِيَارِكُمْ رَدَدْتُمُوهُ، اذْهَبُوا إِلَيْهِ، فَأَطْعِمُوهُ، فَأَتَوْنِي بِطَعَامِهِمْ وَشَرَابِهِمْ، فَقُلْتُ: لا حَاجَةَ لِي فِي طَعَامِكُمْ وَشَرَابِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَطْعَمَنِي وَسَقَانِي، فَنَظَرُوا إِلَى حَالَتِي الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا، فَآمَنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] .
رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ صَدَقةَ بْنِ هُرْمُزَ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي غَالِبٍ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ سَاجِدٍ يَبْكِي وَيَدْعُو، فَقَالَ: أَنْتَ أَنْتَ، لَوْ كَانَ هَذَا فِي بَيْتِكَ [3] .
وَقَالَ يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حبيب
__________
[1] أخرجه أحمد في المسند 5/ 248، 249، وابن حبّان (929) و (930) وابن خزيمة (1893) ، والنسائي 4/ 165، والطبراني (7463) ، والحاكم 1/ 421 وهو من طرق عدّة.
انظر: تحفة الأشراف 4/ 164.
[2] المستدرك 3/ 641، 642، مجمع الزوائد 9/ 387 وفيه قال: رواه الطبراني بإسنادين، وإسناد الأولى حسن، فيها أبو غالب وقد وثّق. وهو في الإصابة 2/ 182 ونسبه إلى أبي يعلى، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 421.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 422، تهذيب الكمال 13/ 162.(6/228)
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ مَعَ مَكْحُولٍ، وَابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، فَنَظَرَ إِلَى أَسْيَافِنَا، فَرَأَى فِيهَا شَيْئًا مِنْ وَضَحٍ، فَقَالَ: إِنَّ الْمَدَائِنَ وَالأَمْصَارَ فُتِحَتْ بِسُيُوفٍ مَا فِيهَا الذَّهَبُ وَلا الْفِضَّةُ، فَقُلْنَا: إِنَّهُ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: هُوَ ذَاكَ، أَمَا إِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا أَسْمَحَ مِنْكُمْ، كَانُوا لا يَرْجُونَ عَلَى الْحَسَنَةِ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، وَأَنْتُمْ تَرْجُونَ ذَلِكَ وَلا تَفْعَلُونَهُ [1] ، فَقَالَ مَكْحُولٌ لَمَّا خَرَجْنَا: لَقَدْ دَخَلْنَا عَلَى شَيْخٍ مُجْتَمِعِ الْعَقْلِ [2] .
وَقَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى أَبِي أُمَامَةَ، فَيُحَدِّثُنَا حَدِيثًا كَثِيرًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَقُولُ: اعْقِلُوا وَبَلِّغُوا عَنَّا مَا تَسْمَعُونَ [3] .
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ثنا بْنُ جَابِرٍ، عَنْ مَوْلاةٍ لِأَبِي أُمَامَةَ قَالَتْ: كَانَ أَبُو أُمَامَةَ يُحِبُّ الصَّدَقَةَ، وَلا يَقِفَ بِهِ سَائِلٌ إِلا أَعْطَاهُ، فَأَصْبَحْنَا يَوْمًا وَلَيْسَ عِنْدَهُ إِلا ثَلاثَةَ دَنَانِيرَ، فَوَقَفَ بِهِ سَائِلٌ، فَأَعْطَاهُ دِينَارًا، ثُمَّ آخَرُ فَكَذَلِكَ، ثُمَّ آخَرُ فَكَذَلِكَ، قُلْتُ: لَمْ يَبْقَ لَنَا شَيْءٌ، ثُمَّ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِه صَائِمًا، فَرَقَقْتُ لَهُ، وَاقْتَرَضْتُ لَهُ ثَمَنَ عَشَاءٍ، وَأَصْلَحْتُ فِرَاشَهُ، فَإِذَا تَحْتَ الْمِرْفَقَةِ ثَلاثُمِائَةِ دِينَارٍ، فَلَمَّا دَخَلَ وَرَأَى مَا هَيَّأْتُ لَهُ حَمَدَ اللَّهَ وَتَبَسَّمَ وَقَالَ: هَذَا خَيْرٌ مِنْ غَيْرِهِ، ثُمَّ تَعَشَّى، فَقُلْتُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ جِئْتَ بِمَا جِئْتَ بِهِ، ثُمَّ تَرَكْتُهُ بِمَوْضِعِ مَضْيَعَةٍ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: الذَّهَبُ. وَرَفَعْتُ الْمِرْفَقَةَ، فَفَزِعَ لِمَا رَأَى تَحْتَهَا وَقَالَ: مَا هَذَا وَيْحَكِ! قُلْتُ: لا عِلْم لِي. فَكَثُرَ فَزَعُهُ.
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا أُمَامَةَ عَنْ كِتَابَةِ الْعِلْمِ، فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الأَزْدِيِّ، وَرَوَاهُ عُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، وَاللَّفْظُ لِإِسْمَاعِيلَ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا أمامة وهو في النّزع، فقال لي: يا سعيد إذا أنا مِتُّ فَافْعَلُوا بِي كَمَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ
__________
[1] إلى هنا في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 422.
[2] تهذيب الكمال 13/ 162، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 422.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 423.(6/229)
لَنَا: «إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَنَثَرْتُمْ عَلَيْهِ التُّرَابَ فَلْيَقُمْ رَجُلٌ مِنْكُمْ عِنْدَ رَأْسِهِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: يا فلان ابن فُلانَةَ، فَإِنَّهُ يَسْمَعُ، وَلَكِنَّهُ لا يُجِيبُ، ثُمَّ ليقل: يا فلان ابن فُلانَةَ، فَإِنَّهُ يَسْتَوِي جَالِسًا، ثُمَّ لِيَقُلْ: يَا فلان ابن فُلانَةَ، يَقُولُ: أَرْشِدْنَا يَرْحَمُكَ اللَّهُ، ثُمَّ لِيَقُلْ: أُذْكُرْ مَا خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّكَ رَضِيتَ باللَّه رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ أَخَذَ مُنْكَرُ وَنَكِيرُ أَحَدُهُمَا بِيَدِ صَاحِبِهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ اخْرُجْ بِنَا مِنْ عِنْدَ هَذَا، مَا نَصْنَعُ بِهِ وَقَدْ لُقِّنَ حُجَّتَهُ» [1] . قَالَ الْمَدَائِنِيُّ، وَخَلِيفَةُ [2] وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ.
وَشَذَّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ فَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
176- (أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ) [3]- د ت ن- قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَجَمَاعَةٌ: اسْمُهُ يُحْمِدَ [4] .
رَوَى عَنْ: مُعَاذٍ، وَكَعْبٍ الْخَيِّرِ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ.
عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ [5] اللَّخْمِيُّ، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ مَكْلَبَةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سفيان الثّقفيّ.
أدرك الجاهليّة.
__________
[1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8/ 298، 299 رقم (7979) وتمامه: «فيكون الله حجيجه دونهما» فقال رجل: يا رسول الله، فإن لم يعرف أمّه؟ قال: «فينسبه إلى حواء يا فلان بن حوّاء» . وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 45 وقال: وفي إسناده جماعة لم أعرفهم. وهو في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 424، وزاد المعاد لابن قيّم الجوزية 1/ 145.
[2] في الطبقات 46 و 302 والتاريخ 292.
[3] انظر عن (أبي أمية الشعبانيّ) في:
التاريخ الصغير 89، والمعرفة والتاريخ 2/ 361 و 3/ 198 و 360، والتاريخ الكبير 8/ 426 رقم 3583، وتاريخ أبي زرعة 1/ 387، والجرح والتعديل 9/ 314 رقم 1358، والثقات لابن حسّان 5/ 558، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1578، والكاشف 3/ 272 رقم 26، وتهذيب التهذيب 12/ 15، رقم 70، وتقريب التهذيب 2/ 392 رقم 71، وخلاصة تذهيب التهذيب 443، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 36 أ.
[4] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر الترجمة.
[5] في الأصل «حارثة» .(6/230)
177- (أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ) [1]- ع- مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ الْعَابِدُ، اسْمُهُ سَعِيدُ بْن فَيْرُوزَ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَرِوَايَتُهُ عَنْهُمَا مُرْسَلَةٌ، وَسَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَبَا بَرَزَةَ الأَسْلَمِيَّ، وَابْنَ عُمَرَ، وَأَبَا سَعِيدٍ.
رَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَيُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] وَغَيْرُهُ.
وَكَانَ مُقَدَّمَ الْقُرَّاءِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَقُتِلَ فِي وَقْعَةِ الْجَمَاجِمِ [3] ، وَكَانَ نَبِيلًا جَلِيلا.
قَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ: اجتمعت أَنَا وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ، فكان أبو البختري أعلمنا وأفقهنا رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (أبي البختري الطائي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 292، 293، وطبقات خليفة 154، وتاريخ خليفة 282 و 283 و 287، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 206، ومعرفة الرجال له 2/ 90 رقم 226، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 1061 و 3842، والتاريخ الكبير 3/ 506 رقم 1684، والجامع الصحيح للترمذي 3/ 169 و 4/ 120، وتاريخ الثقات 490 رقم 1901، والمعرفة والتاريخ 1/ 500 و 2/ 105- 107 و 540 و 544 و 795 و 3/ 170 و 191 و 208 و 213 و 226 و 228، وتاريخ أبي زرعة 1/ 292 و 549 و 669، وتاريخ الطبري 4/ 14 و 335 و 522 و 6/ 350 و 357- 359 و 363 و 367، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 125، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 105، و 5/ 286 ورجال صحيح مسلم 1/ 253 رقم 545، والجرح والتعديل 4/ 54 رقم 241، والمراسيل 14 رقم 12، والثقات لابن حبّان 4/ 286، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 790، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 85 ب، وحلية الأولياء 4/ 379- 386 رقم 284، وطبقات الفقهاء للشيرازي 43، 44، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 167 رقم 636، وتهذيب الكمال 11/ 32- 35 رقم 2342، والكاشف 1/ 294 رقم 1965، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 202، وسير أعلام النبلاء 4/ 279، 280 رقم 101، والعبر 1/ 96، وجامع التحصيل 379 رقم 931، وتهذيب التهذيب 4/ 72، 73 رقم 127، وتقريب التهذيب 1/ 303 رقم 242، وخلاصة تذهيب التهذيب 142، وشذرات الذهب 1/ 92.
[2] في التاريخ 2/ 206، ومعرفة الرجال 2/ 90.
[3] طبقات ابن سعد 6/ 292.(6/231)
178- (أبو الجوزاء) [1]- ع- أوس بن عبد الله الرّبعيّ البصريّ.
رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
رَوَى عنه: أبو الأشهب العطاردي، وعمرو بن مالك النكري [2] ، وبديل [3] بن ميسرة وجماعة.
يقال: قتل في وقعة الجماجم [4] . وكان قويا.
روى نوح بن قيس، عَنْ سُلَيْمَانَ الرَّبَعِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو الْجَوْزَاءِ يُوَاصِلُ فِي الصَّوْمِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَيَقْبِضُ عَلَى ذِرَاعِ الشَّابِّ فيكاد يحطمها [5] ، رحمه الله.
179- (أبو حذيفة) [6]- م د ت ن- واسمه سلمة بن صحيبة، أو صهيب
__________
[1] انظر عن (أبي الجوزاء) في:
طبقات ابن سعد 7/ 223، 224، وطبقات خليفة 205، وتاريخ خليفة 281 و 282 و 286، والتاريخ لابن معين 2/ 45، ومعرفة الرجال 2/ 97، 98 رقم 259، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 143 و 2356، والتاريخ الكبير 2/ 16، 17 رقم 1540، وتاريخ الثقات للعجلي 495 رقم 1925، والمعرفة والتاريخ 2/ 101 و 150 و 3/ 72، وتاريخ أبي زرعة 1/ 481 وفيه (أوس بن خالد) والمعارف 469، وأنساب الأشراف 1/ 550، والجرح والتعديل 2/ 304، 305 رقم 1133، والثقات لابن حبّان 4/ 42، 43، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 677، والمراسيل 24 رقم 36، وحلية الأولياء 3/ 78- 82 رقم 211، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 113 أ، ورجال صحيح مسلم 1/ 76 رقم 100، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 124 رقم 148، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 402، وتهذيب الكمال 3/ 392- 393 رقم 580، وسير أعلام النبلاء 4/ 371، 372 رقم 150، والكاشف 1/ 89، 90 رقم 495، والعبر 1/ 96، ومرآة الجنان 1/ 171، وتهذيب التهذيب 1/ 383، 384 رقم 702، وتقريب التهذيب 1/ 86 رقم 656، وخلاصة تذهيب التهذيب 41، وشذرات الذهب 1/ 93، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 46 رقم 171.
[2] مهمل في الأصل.
[3] مهمل في الأصل.
[4] طبقات ابن سعد 7/ 224.
[5] حلية الأولياء 3/ 79، 80.
[6] انظر عن (أبي حذيفة: سلمة بن صهيبة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 209، والتاريخ لابن معين 2/ 225، والتاريخ الكبير 4/ 73، 74 رقم 1996، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 4261، والمعرفة والتاريخ 3/ 84، والجرح والتعديل 4/ 165 رقم 724، ورجال صحيح مسلم 1/ 278 رقم 602، والثقات لابن حبّان(6/232)
الهمدانيّ الكوفيّ.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَحُذَيْفَةَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةَ.
وَعَنْهُ: خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وعليّ بن الأقمر.
180- أمّ الدّرداء الصّغرى [1] ع هجيمة، وقيل جهيمة الأوصابيّة الحميريّة.
رَوَتْ عَنْ: زَوْجِهَا أَبِي الدَّرْدَاءِ- وَقَرَأَتْ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ-، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَكَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ الأَشْعَرِيِّ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَكَانَتْ فَاضِلَةً عَالِمَةً زَاهِدَةً، كبيرة القدر.
روى عنها: جبير بن نقير، وَأَبُو قِلابَةَ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَمَكْحُولٌ، وَعَطَاءٌ الكيخارانيّ، وإسماعيل بن
__________
[4] / 317، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 157 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 192 رقم 722، والأنساب لابن السمعاني 1/ 176، وتهذيب الكمال 11/ 291- 295 رقم 2458، والكاشف 1/ 307 رقم 2056، وتهذيب التهذيب 4/ 148 رقم 256، وتقريب التهذيب 1/ 317 رقم 369، وخلاصة تذهيب التهذيب 148.
[1] انظر عن (أم الدرداء) في:
التاريخ الصغير 90، والمحبّر لابن حبيب 397، والتاريخ لابن معين 2/ 741، والمعرفة والتاريخ 2/ 327، وتاريخ أبي زرعة 1/ 76 و 77 و 333 و 334 و 347 و 348 و 382 و 387 و 388 و 392، والبيان والتبيين 3/ 59، والجرح والتعديل 9/ 463 رقم 2372، وجمهرة أنساب العرب 437، والثقات لابن حبّان 5/ 517، والاستيعاب 4/ 428، ورجال صحيح مسلم 2/ 422، 423 رقم 2240، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 614 رقم 2392، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 418- 435 رقم 122، واللباب 1/ 76، وأسد الغابة 5/ 448 (في ترجمة خيّرة بنت أبي حدرد) ، والإكمال 2/ 30، والحدائق الغناء 45، والأنساب 1/ 387، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1702، 1703، وتذكرة الحفّاظ 1/ 50، والعبر 1/ 93، وسير أعلام النبلاء 4/ 277- 279 رقم 100، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 252، والكاشف 3/ 440 رقم 175، وتهذيب التهذيب 12/ 465، 466 رقم 2943، وتقريب التهذيب 2/ 621 رقم 35، والإصابة 4/ 295 رقم 386، والبداية والنهاية 9/ 47، وجامع التحصيل 394، 395 رقم 1035، والتذكرة الحمدونية 1/ 136 رقم 287، وغاية النهاية 2/ 354 رقم 3783، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 498.(6/233)
عُبَيْدِ اللَّهِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَأَبُو حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وعثمان بن حبّان الدِّمَشْقِيُّ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أُمُّ الدَّرْدَاءِ هُجَيْمَةُ بِنْتُ حُيَيٍّ الْوَصَّابِيَّةُ [1] ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ الْكُبْرَى خَيِّرَةُ بِنْتُ أَبِي حَدْرَدٍ صَحَابِيَّةٌ.
وَجَاءَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: هُجَيْمَةُ، وَجُهَيْمَةُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ: اسْمُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ الْفَقِيهَةِ الَّتِي مَاتَ عَنْهَا أَبُو الدَّرْدَاءِ وَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ هُجَيْمَةُ بِنْتُ حُيَيٍّ الأَوْصَابِيَّةُ.
وَقالت أمّ جابر، وابن أبي العاتكة [2] : كانت أُمُّ الدَّرْدَاءِ يَتِيمَةً فِي حُجْرِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، تَخْتَلِفُ مَعَهُ فِي بُرْنُسٍ تُصَلِّي فِي صُفُوفِ الرِّجَالِ، وَتَجْلِسُ فِي حِلَقِ الْقُرَّاءِ تُعَلِّمُ الْقُرْآنَ، حَتَّى قَالَ لَهَا أَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمًا: الْحَقِي بِصُفُوفِ النِّسَاءِ [3] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْن صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، أَنَّهَا قَالَتْ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ عِنْدَ الْمَوْتِ: إِنَّكَ خَطَبْتَنِي إِلَى أَبَوَيَّ فِي الدُّنْيَا فَأَنْكَحُوكَ، وَأَنَا أَخْطُبُكَ إِلَى نَفْسِكَ فِي الآخِرَةِ، قَالَ: فَلا تُنْكَحِينَ بَعْدِي، فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ، فَأَخْبَرَتْهُ بِالَّذِي كَانَ، فَقَالَ: عَلَيْكِ بِالصِّيَامِ [4] .
رَوَاهُ فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَزَادَ فِيهِ:
وَكَانَ لَهَا جَمَالٌ وَحُسْنٌ [5] .
وَقَالَ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أمّ الدرداء قالت: قال لي أَبُو الدَّرْدَاءِ: لا تَسْأَلِي أَحَدًا شَيْئًا، فَقُلْتُ: إِنِ احْتَجْتُ؟، قَالَ: تَتَبَّعِي الْحَصَّادِينَ فَانْظُرِي مَا يَسْقُطُ مِنْهِمْ، فَخُذِيهِ فَاخْلُطِيهِ، ثُمَّ اطْحَنِيهِ وَكُلِيهِ [6] .
__________
[1] بالتشديد، نسبة إلى «وصّاب» بطن من حمير. (الأنساب، اللباب) .
[2] بالأصل «قال ابن جابر بن أبي العالية ... » والتصويب من تهذيب التهذيب.
[3] تاريخ دمشق 422.
[4] تاريخ دمشق 423.
[5] تاريخ دمشق 423.
[6] تاريخ دمشق 426.(6/234)
قَالَ مَكْحُولٌ: كَانَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ فَقِيهَةً [1] .
وَرَوَى الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أُمَّ الدَّرْدَاءِ، فَنَذْكُرُ اللَّهَ عِنْدَهَا [2] .
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ: كَانَ النِّسَاءُ يَتَعَبَّدْنَ مَعَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، فَإِذَا ضَعُفْنَ عَنِ الْقِيَامِ فِي صَلاتِهِنَّ تَعَلَّقْنَ بِالْحِبَالِ [3] .
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ قَالَ:
سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: إِنَّ أَحَدَهُمْ يَقُولُ: اللَّهمّ ارْزُقْنِي، وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ لا يُمْطِرَ عَلَيْهِ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا يُرْزَقُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ أُعْطِيَ شَيْئًا فَلْيَقْبَلْ، فَإِنْ كَانَ عَنْهُ غَنِيًّا فَلْيَضَعْهُ فِي ذِي الْحَاجَةِ، وَإِنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ [4] .
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ جَالِسًا فِي صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقِدِس، وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ مَعَهُ جَالِسَةٌ، حَتَّى إِذَا نُودِيَ لِلْمَغْرِبِ قَامَ، وَقَامَتْ تَتَوَكَّأُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ حَتَّى يَدْخُلَ بِهَا الْمَسْجِدَ فَتَجْلِسَ مَعَ النِّسَاءِ، وَمَضَى عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى الْمَقَامِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ [5] .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ:
كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ كَثِيرًا مَا يَجْلِسُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فِي مُؤَخِّرِ الْمَسْجِدِ بِدِمَشْقَ.
وَعَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَجَّتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ [6] .
كَانَتْ لأُمِّ الدَّرْدَاءِ حرمة وجلالة عجيبة.
__________
[1] تاريخ دمشق 427.
[2] المصدر نفسه.
[3] نفسه 429.
[4] نفسه 430.
[5] المصدر نفسه 435.
[6] نفسه 435.(6/235)
181- (أَبُو سَالِمٍ الْجَيْشَانِيُّ) [1]- م د ن- حَلِيفٌ لَهُمْ، اسْمُهُ سُفْيَانُ بْنُ هَانِئٍ الْمَصْرِيُّ.
شهدِ فتحَ مِصْرَ، وَوَفَدَ عَلَى عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِصْرِيًّا عَلَوِيًّا، وَهَذَا نَادِرٌ، فَإِنَّ أَكْثَرَهُمْ عُثْمَانِيُّونَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَعَلِيٍّ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنيِّ، وغيرهم.
وعنه: ابنه سالم، وبكر بن سوادة، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد الله بن أبي جعفر، وحفيده سعيد بن سالم بن أبي سالم، وآخرون.
وتوفي بالإسكندرية في خلافة عبد الملك.
182- (أبو راشد الحبرانيّ) [2]- د ت ق- الحمصي، قيل اسمه أخصر، وقيل النعمان.
__________
[1] انظر عن (أبي سالم الجيشانيّ) في:
التاريخ لابن معين 2/ 220، والتاريخ الكبير 4/ 87 رقم 2061، وتاريخ الثقات 499 رقم 1954، والمعرفة والتاريخ 2/ 463، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 184، والجرح والتعديل 4/ 219 رقم 954، والثقات لابن حبّان 5/ 565، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 263 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 196، وأسد الغابة 2/ 322، وتهذيب الكمال 11/ 199، 200 رقم 2417، و (المصوّر) 3/ 1607، وسير أعلام النبلاء 4/ 74 رقم 20، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2376، والكاشف 2/ 302 رقم 2023، والوافي بالوفيات 15/ 283 رقم 395، وجامع التحصيل 226 رقم 251: وتهذيب التهذيب 4/ 123 رقم 209، وتقريب التهذيب 1/ 312 رقم 322، والإصابة 2/ 113 رقم 89- 36، وخلاصة تذهيب التهذيب 146، ورجال صحيح مسلم 1/ 287 رقم 617 وقد سبق أن ترجم له المؤلف في الطبقة السابقة.
[2] انظر عن (أبي راشد الحبراني) في:
طبقات ابن سعد 7/ 457، وطبقات خليفة 310، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 108 رقم 499، و 2/ 127 رقم 386، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 2336، والتاريخ الكبير 3/ 292 رقم 994، وتاريخ الثقات للعجلي 497 رقم 1944، والمعرفة والتاريخ 2/ 332، وتاريخ أبي زرعة 1/ 601، والجرح والتعديل 3/ 483 رقم 2187، وحلية الأولياء 6/ 117 رقم 349، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 198 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 6/ 88 أ، وتهذيب الكمال 9/ 8- 11 رقم 1826، والمراسيل 59، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 868، والسابق واللاحق 138، والإكمال لابن ماكولا 7/ 319، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 292، ومعجم البلدان 4/ 603، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 610، والكاشف 1/ 231 رقم 1511، وميزان الاعتدال 2/ 35 رقم 7206، وسير أعلام النبلاء(6/236)
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ.
وَغَزَا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَشَهِدَ غَزْوَةَ قُبْرُسَ.
رَوَى عَنْهُ: شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَلُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، وَالزُّبَيْدِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] : تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ، لَمْ يَكُنْ فِي دِمَشْقَ فِي زَمَانِهِ أَفْضَلَ مِنْهُ.
وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو: رَأَيْتُ أَبَا رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيَّ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ [2] .
قُلْتُ: وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ بَقِيَ بَعْدَ هَذِهِ الطَّبَقَةِ.
183- (أَبُو الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ) [3]- ع- سليم بن أسود.
رَوَى عَنْ: حُذَيْفَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي أيوب الأنصاري، وَأَبِي موسى، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هريرة، وَابْنِ عُمَرَ، وجماعة.
روى عنه: ابنه الأشعث، وأبو صخرة جامع بن شدّاد، وإبراهيم بن
__________
[4] / 490، 491 رقم 189، والمعين في طبقات المحدّثين 37 رقم 265، والمغني في الضعفاء 1/ 226 رقم 2067، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 172، 173 و 402، وجامع التحصيل، رقم 210، والبداية 9/ 257، وتهذيب التهذيب 3/ 225، 226 رقم 432، وتقريب التهذيب 1/ 240 رقم 3، وعمدة القاري 14/ 153، والوافي بالوفيات 14/ 62 رقم 57، وخلاصة تذهيب التهذيب 113.
[1] في تاريخ الثقات 497.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 457.
[3] انظر عن (أبي الشعثاء المحاربي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 195، وطبقات خليفة 153، ومصنف ابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 238، والتاريخ الكبير 4/ 120 رقم 2176، والتاريخ الصغير 90، وتاريخ الثقات للعجلي 500 رقم 1963، والمعرفة والتاريخ 2/ 212 و 643 و 796 و 3/ 117، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 398 رقم 910، والجرح والتعديل 4/ 211 رقم 910، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 5، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 832، والثقات لابن حبّان 4/ 328، ورجال صحيح مسلم 1/ 279، 280 رقم 106، ورجال صحيح البخاري 1/ 344 رقم 485، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 201 رقم 750، وتهذيب الكمال 11/ 340- 342 رقم 2484، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 274 ب، والكاشف 1/ 310 رقم 2082، وسير أعلام النبلاء 4/ 179 رقم 68، والعبر 1/ 95، وتهذيب التهذيب 4/ 165 رقم 287، وتقريب التهذيب 1/ 320 رقم 399، والنجوم الزاهرة 1/ 204، وخلاصة تذهيب التهذيب 149، وشذرات الذهب 1/ 91.(6/237)
مهاجر، وحبيب بن أبي ثابت.
قال أبو حاتم الرازي [1] : لا يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قُتِلَ يَوْمَ الزَّاوِيَةِ [2] مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ كُلَّ شَيْءٍ [3] .
184- (أَبُو صَادِقٍ الأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ) [4]- ق- عَنْ: أَخِيهِ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ [5] وَغَيْرِهِ. وَأَرْسَلَ عَنْ عَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِدٍ.
185- (أَبُو صَالِحٍ الْحَنَفِيُّ الكوفي) [6]- م د ن- اسمه عبد الرحمن بن قيس.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وغيرهم.
__________
[1] في الجرح والتعديل 4/ 211 وعبارته فيه: «هو من التابعين لا يسأل عنه» .
[2] مهملة في الأصل. والتحرير من تاريخ الطبري 6/ 342.
[3] تهذيب الكمال 11/ 342.
[4] انظر عن (أبي صادق الأزدي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 295، 296، والمحبّر لابن حبيب 343، والتاريخ لابن معين 2/ 710، والمعرفة والتاريخ 2/ 305، والأسامي والكنى للحاكم 291 أ، ب وفيه اسمه:
مسلم بن يزيد الأزدي من أزدشنوءة، ويقال: عبد الله بن ناجد الكوفي، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1614، والكاشف 3/ 307 رقم 220، وتهذيب التهذيب 12/ 130 رقم 606، وتقريب التهذيب 2/ 436 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 452.
[5] في الأصل «ناجزة» ، والتصحيح من مصادر الترجمة.
[6] انظر عن (أبي صالح الحنفي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 227، والتاريخ الكبير 5/ 338 رقم 1081، والجرح والتعديل 5/ 276، 277 رقم 1314، والتاريخ لابن معين 2/ 356، وتاريخ الثقات 501 رقم 1969، والمعرفة والتاريخ 2/ 615 و 751 و 799 و 3/ 215 و 224 و 242، والثّقات لابن حبّان 5/ 103، ورجال صحيح مسلم 1/ 418 رقم 940، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 281 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 299 رقم 1141، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 812 و 3/ 1615، والكاشف 2/ 161 رقم 3339، وتهذيب التهذيب 6/ 256، 257 رقم 508، وتقريب التهذيب 1/ 495 رقم 1087، وخلاصة تذهيب التهذيب 233.(6/238)
رَوَى عَنْهُ: بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
وَثَّقَهُ يحيى بن معين [1] .
روى أحاديث يسيرة.
186- (أبو ظبيان) [2]- ع- هو حُصَيْنُ بْنُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرٍو الْجَنْبِيُّ [3] الْكُوفِيُّ، وَالِدُ قَابُوسَ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَحُذَيْفَةَ- إن صحت روايته عَنْ هَؤُلاءِ-، وَرَوَى عَنْ: أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ.
وَرَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ قَابُوسُ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، والأعمش، وآخرون.
__________
[1] في تاريخه 2/ 356.
[2] انظر عن (أبي ظبيان: حصين) في:
طبقات ابن سعد 6/ 224، وتاريخ خليفة 303، وطبقات خليفة 158، والتاريخ لابن معين 2/ 119، ومعرفة الرجال له 2/ 94 رقم 243، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 4739، والتاريخ الصغير 208، والتاريخ الكبير 3/ 3 رقم 6، و 9/ 85 رقم 850، وتاريخ الثقات للعجلي 502 رقم 1983، والجامع الصحيح للترمذي 3/ 360 رقم 1053، و 4/ 33 رقم 1423 و 5/ 723 رقم 3927، والمعرفة والتاريخ 3/ 218، وتاريخ أبي زرعة 1/ 189 و 309، وتاريخ الطبري 1/ 33 و 36 و 50 و 51 و 260 و 2/ 297، والمراسيل 101 رقم 158، والجرح والتعديل 3/ 190 رقم 824، والثقات لابن حبّان 4/ 156، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 802، وأسماء التابعين فمن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 221، ورجال صحيح مسلم 1/ 138 رقم 267، ورجال صحيح البخاري 1/ 204، 205 رقم 265، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 300 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 108 رقم 419، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 373، وأسد الغابة 2/ 23، والكامل في التاريخ 44، وتهذيب الكمال 6/ 514- 517 رقم 1355، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 19، وسير أعلام النبلاء 4/ 362، 363 رقم 140، والعبر 1/ 105، والكاشف 1/ 174 رقم 1131، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 131، ومرآة الجنان 1/ 180 وفيه (جبير بن جندب) ، وجامع التحصيل 200 رقم 138، والوافي بالوفيات 13/ 91 رقم 84، وتهذيب التهذيب 2/ 379 رقم 654، وتقريب التهذيب 1/ 182 رقم 407، والإصابة 1/ 336 رقم 1730، وخلاصة تذهيب التهذيب 85، وشذرات الذهب 1/ 99.
[3] مهمل في الأصل. وهو بسكون النون.(6/239)
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ تِسْعِينَ [1] .
ورد أَنَّهُ غَزَا قُسْطَنْطِينِيَّةَ مَعَ يَزِيدَ.
187- (أَبُو ظَبْيَةَ) [2]- د ق- السّلفيّ [3] ثم الكلاعيّ الحمصيّ.
قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: يُقَالُ فِيهِ أَبُو طَبْيَةَ- بِطَاءٍ مُهْمَلَةٍ- وَهَذَا وَهْمٌ، فَعَلَى الأَوَّلِ مُسْلِمٌ، وَالْحُسَيْنُ الْقَبَّانِيُّ، وَابْنُ مَاكُولا [4] ، وَآخَرُونَ.
شَهِدَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ.
وَرَوَى عَنْ: مُعَاذٍ، وَعَمْرِو بْنِ عبسة، والمقداد بن الأسود، وعمرو بن العاص.
روى عنه: شهر بن حوشب، وثابت البناني، وشريح بن عبيد، ومحمد بن سعد الأنصاري.
قال عمر بن عطية، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا أَبُو أُمَامَةَ جَالِسٌ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَجَاءَ شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو ظَبْيَةَ، مِنْ أَفْضَلِ رَجُلٍ بِالشَّامِ، إِلا رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَعْرِفُ أَحَدًا سميّه.
ووثّقه ابن معين [5] .
__________
[1] هو قول خليفة في تاريخه 303، والطبقات 158 وفيه يقال مات سنة 85 هـ. وقال ابن سعد 6/ 224 سنة تسعين.
[2] انظر عن (أبي ظبية) في:
التاريخ لابن معين 2/ 711 (وفيه: أبو طيبة) ، و 4/ 483 رقم 5397، ومعرفة الرجال 1/ 130 رقم 655، والمعرفة والتاريخ 2/ 463، والتاريخ الكبير 9/ 47 رقم 409، والجرح والتعديل 9/ 399 رقم 1905، والثقات لابن حبّان 5/ 573، والإكمال لابن ماكولا 5/ 250، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1618، والكاشف 3/ 310 رقم 237، وتهذيب التهذيب 12/ 140، 141 رقم 173، وتقريب التهذيب 2/ 242 رقم 3، وخلاصة تذهيب التهذيب 453، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 300 ب.
[3] مهملة في الأصل، وهو بضم السين وفتح السين.. نسبة إلى سلف بطن من الكلاع..
(اللباب 1/ 551) .
[4] الإكمال 5/ 250.
[5] في التاريخ 2/ 711، ومعرفة الرجال 1/ 130.(6/240)
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
188- (أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ) [1]- ع- قَالَ أَبُو قَطَنٍ، عَنْ أَبِي خَلَدَةَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعِينَ.
وَسَيُعَادُ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ.
189- (أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ) [2]- ع- الهذلي، أخو عبد
__________
[1] انظر عن (أبي العالية الرياحي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 112- 117، وطبقات خليفة 202، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 54 و 55 رقم 97 و 98، والتاريخ لابن معين 2/ 166، ومسند أحمد 5/ 133، والزهد له 367- 370، والعلل ومعرفة الرجال له، رقم 361، و 1101 و 2454 و 2984 و 3441 و 5820 و 5875، والتاريخ الصغير 109، والتاريخ الكبير 3/ 326 رقم 1103، وتاريخ الثقات للعجلي 503 رقم 1984، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 263 و 5/ 452 و 685، والمعرفة والتاريخ 1/ 137، و 256 و 441 و 494 و 2/ 35 و 36 و 44 و 46 و 52 و 146 و 148 و 153 و 3/ 23- 26 و 221، وتاريخ أبي زرعة 1/ 292 و 612، وتاريخ الطبري 1/ 110 و 118 و 121 و 126، وأنساب الأشراف 1/ 516، والجرح والتعديل 3/ 510 رقم 2312، والمراسيل 58، والثقات لابن حبّان 4/ 239، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 697، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ورجال صحيح مسلم 1/ 209 رقم 446، وحلية الأولياء 2/ 217- 224 رقم 180، وذكر أخبار أصبهان 1/ 314، والسابق واللاحق 135، والإكمال لابن ماكولا 4/ 86، وطبقات الفقهاء للشيرازي 88، ورجال صحيح البخاري 1/ 253 رقم 340، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 326، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 6/ 131 أ، وأسد الغابة 2/ 186، والكامل في التاريخ 4/ 548 و 578، والزهد لابن المبارك 253، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 140 رقم 549، وسير أعلام النبلاء 4/ 207- 213 رقم 85، وتذكرة الحفّاظ 1/ 58، والعبر 1/ 108، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 196، والكاشف 1/ 242 رقم 1598، ومعرفة القراء الكبار 1/ 60، 61 رقم 19، وميزان الاعتدال 2/ 54 رقم 2790، و 4/ 543 رقم 10344، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 185، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 251 رقم 376، وتهذيب الكمال 9/ 214- 218 رقم 1922، وجامع التحصيل 212 رقم 190، والوفيات لابن قنفذ 99، واللباب لابن الأثير 1/ 483، وغاية النهاية 1/ 284، 285 رقم 1272، والمعارف 454، وتهذيب التهذيب 3/ 284 رقم 539، وتقريب التهذيب 1/ 252 رقم 105، والإصابة 1/ 528 رقم 2740 و 4/ 144 رقم 838، ومقدّمة فتح الباري 400، ولسان الميزان 7/ 472 رقم 5558، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 22، وخلاصة تذهيب التهذيب 119، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 172، 173، وشذرات الذهب 1/ 102، والوافي بالوفيات 14/ 138، 139 رقم 183.
[2] انظر عن (أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود) في:(6/241)
الرَّحْمَنِ، يُقَالُ: اسْمُهُ عَامِرٌ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلا، وَعَنْ: أَبِي مُوسَى، وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَسَالِمٌ الأَفْطَسُ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَخُصَيْفٌ الْجَزَرِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وثمانين.
190- (أبو عطيّة الوادعيّ) [1]- سوى ق- الهمدانيّ الكوفيّ، مالك بن عامر، وَقِيلَ: ابْنُ أَبِي عَامِرٍ، وَقِيلَ: ابْنُ حُمْرَةَ [2] ، وقيل: اسمه عمرو بن
__________
[ () ] طبقات ابن سعد 6/ 210، وطبقات خليفة 153، وتاريخ خليفة 283، و 287، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 456، والتاريخ الكبير 9/ 51، 52 رقم 447، وتاريخ الثقات للعجلي 504 رقم 1993، والمعرفة والتاريخ 1/ 237 و 2/ 149 و 188 و 189 و 270 و 543 و 545 و 551 و 3/ 186 و 399، والمعارف 249 و 400، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 28 و 338 و 2/ 202 (الطبعة العامرية) ، والجرح والتعديل 9/ 403 رقم 1335، والثقات لابن حبّان 5/ 561، ورجال صحيح مسلم 2/ 68 رقم 1216، ورجال صحيح البخاري 2/ 831، 832 رقم 1408، وحلية الأولياء 4/ 204- 210 رقم 271، والتاريخ لابن معين 2/ 288، والمراسيل 256، 257، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 260 رقم 387، وتهذيب الكمال 14/ 61- 63 رقم 3051، و (المصوّر) 3/ 1624، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 598 رقم 2337 (وفيه: اسمه ذكرناه في عامر عندهما) وأقول: لقد نسي أن يذكره فيمن اسمه عامر، فهو ليس فيهم، وسير أعلام النبلاء 4/ 363 رقم 141، والكاشف 2/ 51 رقم 2564، وتهذيب التهذيب 5/ 75، 76 رقم 121، وتقريب التهذيب 1/ 388 رقم 56 و 2/ 448 رقم 86، وخلاصة تذهيب التهذيب 185، وشذرات الذهب 1/ 90، وجامع التحصيل 249 رقم 324.
[1] انظر عن (أبي عطيّة الوادعي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 121، وطبقات خليفة 149، والتاريخ لابن معين 2/ 716، والتاريخ الصغير 86، والتاريخ الكبير 7/ 305، 306 رقم 1298، وتاريخ الثقات للعجلي 505 رقم 2001، والمعرفة والتاريخ 3/ 76 و 117 و 207، والمراسيل 251، 252 رقم 466، والجرح والتعديل 8/ 213 رقم 945، ورجال صحيح مسلم 2/ 221، 222 رقم 1545، والثقات لابن حبّان 4/ 384، ورجال صحيح البخاري 2/ 693 رقم 1137، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 480 رقم 1861، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1627، والكاشف 3/ 317 رقم 283، وتهذيب التهذيب 12/ 169، 170 رقم 801، وتقريب التهذيب 2/ 451 رقم 127، وخلاصة تذهيب التهذيب 455، والاستيعاب 4/ 140.
[2] في تهذيب التهذيب «حمزة» ، بالزاي. وما أثبتناه يتفق مع طبقات ابن سعد.(6/242)
جُنْدُبٍ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي مُوسَى، وَمَسْرُوقِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيُّ، وَعُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَحُصَيْنٌ، وَالأَعْمَشُ، وَآخَرُونَ.
191- أَبُو عِنَبَةَ الْخَوْلانِيُّ [1] ق لَهُ صُحْبَةٌ، وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ، وَصَحِبَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَسَكَنَ حِمْصَ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ الأَلْهَانِيُّ، وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةَ حُدَيْرٌ، وَبَكْرُ بْنُ زُرْعَةَ، وَطَلْقُ بْنُ سُمَيْرٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَاجَهْ: ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، ثنا بَكْرُ بْنُ زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلانِيُّ، وَكَانَ مِمَّنْ صَلَّى إِلَى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ لِطَاعَتِهِ» [2] . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : قَالَ أَهْلُ حِمْصَ إِنَّهُ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ، وَأَنْكَرُوا أَنْ تكون هل صحبة.
__________
[1] انظر عن (أبي عنبة الخولانيّ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 436، وطبقات خليفة 71، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 359 و 5515 و 5816، والتاريخ الكبير 9/ 61 رقم 537، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 116 رقم 418، والمعرفة والتاريخ 2/ 353 و 445، وتاريخ أبي زرعة 1/ 351، 352، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 46، والمراسيل 251، 252 رقم 466، والجرح والتعديل 9/ 418، 419 رقم 2046، والثقات لابن حبّان 3/ 453، والاستيعاب 4/ 133، 134، وأسد الغابة 5/ 265، والزهد لابن المبارك 184، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1633، 1634، وتحفة الأشراف 9/ 236، 237 رقم 646، وسير أعلام النبلاء 3/ 433- 435 رقم 78، والكاشف 3/ 320 رقم 310، وجامع التحصيل 388، 389 رقم 997، والإصابة 4/ 141، 142 رقم 820، وتهذيب التهذيب 12/ 189، 190 رقم 876، وتقريب التهذيب 2/ 457 رقم 201، وخلاصة تذهيب التهذيب 393.
[2] سنن ابن ماجة 1/ 5 رقم 8 في المقدّمة، باب اتباع سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو في مسند أحمد 4/ 200، وصحيح ابن حبّان، رقم 88.
[3] قول ابن معين ليس في تاريخه، ولا في معرفة الرجال.(6/243)
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسنَدِهِ» [1] : ثنا سُرَيْجُ [2] بْنُ النُّعْمَانِ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عِنَبَةَ- قَالَ سُرَيْجٌ وَلَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَه» قِيلَ: وَمَا عَسَلَهُ [3] ؟ قَالَ «يَفْتَحُ لَهُ عَمَلا صَالِحًا ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ» [4] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : لَهُ صُحْبَةٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ [6] : أَسْلَمَ أَبُو عِنَبَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، وَصَحِبَ مُعَاذًا. أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ حَيْوَةُ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ: قَدْ رَأَيْتُهُ وَكَانَ هُوَ وَأَبُو فَالِجٍ [7] الْأَنْمَارِيُّ قَدْ أَكَلا الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَمْ يَصْحَبَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [8] .
- (أَبُو فَاخِتَةَ) هُوَ سَعِيدُ بْنُ عِلاقَةَ.
ذُكِرَ [9] .
192- (أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ) [10]- م د ن- يُقَالُ لَهُ صُحْبَةٌ، اسْمُهُ
__________
[1] ج 4/ 200.
[2] في طبعة القدسي 3/ 320 «شريح» والتصويب من مسند أحمد، وسير أعلام النبلاء 3/ 434.
[3] قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث: «يريد طيب الثناء، مأخوذ من العسل، يقال عسل الطعام إذا جعل فيه العسل، شبّه ما رزقه الله من العمل الصالح الّذي طاب به ذكره بين قومه بالعسل الّذي يجعل في الطعام فيحلو به ويطيب» .
[4] انظر الحديث بلفظ مختلف وطريق آخر في مسند أحمد 5/ 224، والجامع الصحيح للترمذي (2142) .
[5] قوله ليس في طبقاته.
[6] في تاريخه 1/ 351.
[7] هكذا في الأصل، وسير أعلام النبلاء 3/ 435 وقد قيّده القدسي في طبعته 3/ 321 «فألح» بالحاء المهملة معتمدا على ما في الإصابة. والمثبت يتفق مع ثقات ابن حبان 5/ 571.
[8] تاريخ أبي زرعة 1/ 351، 352.
[9] في تراجم حرف السين من هذه الطبقة.
[10] انظر عن (أبي قتادة العدوي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 130، وطبقات خليفة 193، وتاريخ خليفة 206، والتاريخ لابن معين 2/ 720، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 743 و 1329، والتاريخ الكبير 2/ 151 رقم 2018، وتاريخ الثقات للعجلي 507 رقم 2018، والمعرفة والتاريخ 3/ 69 و 200،(6/244)
تَمِيمُ بْنُ نَذِيرٍ [1] وَيُقَالُ: نَذِيرُ بْنُ قُنْفُذٍ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو قِلابَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] .
193- أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [3] خ د ت ن رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَسَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ.
رَوَى عَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَأَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [4] : هُوَ شَامِيٌّ ثِقَةٌ.
قال الوليد بن مزيد [5] البيروتيّ: ثنا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: قَدِمَ أَبُو كَبْشَةَ دِمَشْقَ فِي وِلايَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ:
لَعَلَّكَ قَدِمْتَ تَسْأَلُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَيْئًا؟ فَقَالَ: وَأَنَا أَسْأَلُ أَحَدًا بَعْدَ الَّذِي حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ، قَالَ: قدِم عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَقْرَعُ وَعُيَيْنَةُ فَسَأَلاهُ،
__________
[ () ] والجرح والتعديل 2/ 441 رقم 1759، والمراسيل 20 رقم 30، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 13، ورجال صحيح مسلم 1/ 108 رقم 192، والثقات لابن حبّان 4/ 85، وطبقات الفقهاء للشيرازي 87، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 65 رقم 248، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1638، والكاشف 3/ 325 رقم 335، وتهذيب التهذيب 12/ 205 رقم 948، وتقريب التهذيب 2/ 463 رقم 7، وجامع التحصيل 389 رقم 1001، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 636.
[1] في الأصل «ندير» بالدال المهملة.
[2] في تاريخه 2/ 720.
[3] انظر عن (أبي كبشة السلولي) في:
التاريخ الكبير 9/ 65 رقم 591 (دون ترجمة) ، وتاريخ الثقات للعجلي 508 رقم 2021، والمعرفة والتاريخ 1/ 338 و 2/ 522، والجرح والتعديل 9/ 430 رقم 2133، والثقات لابن حبّان 5/ 563، والمعارف 148، ورجال صحيح البخاري 2/ 833 رقم 1411، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 599 رقم 2345، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1640، والكاشف 3/ 327 رقم 342، وتهذيب التهذيب 12/ 210 رقم 974، وتقريب التهذيب 2/ 465 رقم 7، وخلاصة تذهيب التهذيب 458.
[4] في تاريخ الثقات 508.
[5] مزيد: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الياء المثناة من تحت، انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 176- 180 رقم 1795.(6/245)
فَدَعَا مُعَاوِيَةَ فَأَمَرَهُ بِشَيْءٍ، فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِصَحْفَتَيْنِ، فَأَلْقَى إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَاحِدَةً، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعْتُهُ فَقَالَ: «إِنَّهُ مَنْ يَسْأَلُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا ظَهْرُ الْغِنَى؟ قَالَ: «أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ عِنْدَ أَهْلِكَ مَا يُغَدِّيهِمْ أَوْ يُعَشِّيهِمْ» فَأَنَا أَسْأَلُ أَحَدًا بَعْدَ هَذَا شَيْئًا؟ [1] .
194- (أَبُو كَبْشَةَ السَّكُونِيُّ) [2] .
عَنْ: حُذَيْفَةَ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
وَعَنْهُ: إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، وَغَيْرُهُ.
اسْمُهُ الْبَرَاءُ السَّكُونِيُّ، مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ صَحَّفَ، ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ [3] وَمُسْلِمٌ، وَغَيْرُهُمَا فَقَالُوا: أَبُو كَبْشَةَ.
وَأَمَّا عَبْدُ الْغَنِيِّ الْمَصْرِيُّ فَقَالَ [4] : أَبُو كَيِّسَةَ بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ.
195- (أَبُو كثير الزّبيديّ الكوفيّ) [5]- د ت ن- زهير بن الأقمر، وَقِيلَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ، وَقِيلَ: جُمْهَانُ، وقيل: هما رجلان.
__________
[1] أخرجه أحمد في مسندة 1/ 147 بلفظ مختلف، من طريق: محمد بن يحيى بن أبي سمينة، حدّثنا عبد الصمد، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن ذكوان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من سأل مسألة عن ظهر غنى استكثر بها من رضف جهنم» قالوا: ما ظهر غنى؟ قالوا: عشاء ليلة.
[2] انظر عن (أبي كبشة السكونيّ) في:
التاريخ الكبير 2/ 117، 118 رقم 1889، والجرح والتعديل 2/ 399 رقم 1569، والمؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى لعبد الغني بن سعيد 109 وفيه: (أبو كيّسة) وقيّد ثانيه بياء مشدّدة مكسورة. وثالثه سين مهملة، والثقات لابن حبّان 4/ 77، وتهذيب التهذيب 12/ 210 رقم 974 (في ترجمة أبي كبشة السلولي) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1640 وهو في ترجمة (أبي كبشة السلولي) أيضا، وخلاصة تذهيب التهذيب 458.
[3] في تاريخه الكبير 2/ 117، 118.
[4] في المؤتلف والمختلف 109.
[5] انظر عن (أبي كثير الزبيدي) في:
التاريخ الكبير 3/ 428 رقم 1421، والتاريخ لابن معين 2/ 721، وتاريخ الثقات 508 رقم 2122، والجرح والتعديل 3/ 586 رقم 2668، والثقات لابن حبّان 4/ 264، والكاشف 3/ 327 رقم 343، وتهذيب التهذيب 12/ 210، 211 رقم 975، وتقريب التهذيب 2/ 465 رقم 9، وخلاصة تذهيب التهذيب 458.(6/246)
روى عَنْ: عَلِيٍّ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَابْنِ عُمَرَ، وعبد الله بن عمرو.
وعنه: عبد الله بن الحارث الزبيدي المؤدب.
وثقه النسائي.
196- (أبو الكنود الأزديّ الكوفيّ) [1]- ق- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، أَوِ ابْنِ عُوَيْمِرٍ- وَقِيلَ: عَمْرُو بْنُ حَبَشِيٍّ، وَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ [2] .
عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَخَبَّابٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ الأَزْدِيُّ الْقَارِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
لَهُ حَدِيثٌ في «سنن ابن ماجة» .
197- (أبو مريم) [3]- د- الثّقفيّ المدائنيّ، ويقال الحنفيّ الكوفيّ، وكأنّهما اثنان.
روى عن: عليّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي مُوسَى.
وَعَنْهُ: نُعَيْمٌ، وعبد الملك ابنا حكيم المدائنيّ.
قال أبو حاتم [4] : اسمه قيس.
__________
[1] انظر عن (أبي الكنود) في:
طبقات ابن سعد 6/ 177، والتاريخ لابن معين 2/ 722، وطبقات خليفة 151 (عبد الله بن عامر) وتاريخ خليفة 264، والمعرفة والتاريخ 3/ 224، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 90، وجمهرة أنساب العرب 383، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 641، والكاشف 3/ 328 رقم 349، وتهذيب التهذيب 12/ 213 رقم 989، وتقريب التهذيب 2/ 466 رقم 23، وخلاصة تذهيب التهذيب 458.
وقد مرّت ترجمته في الطبقة الماضية.
[2] في طبقات ابن سعد 6/ 177، والتاريخ لابن معين 2/ 722 اسمه: عبد الله بن عوف.
[3] انظر عن (أبي مريم الثقفي) في:
المعرفة والتاريخ 2/ 243، وتاريخ الطبري 4/ 487 و 5/ 91، 92، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1647، والثقات لابن حبّان 5/ 314، والتاريخ الكبير 7/ 151 رقم 670، والجرح والتعديل 7/ 106 رقم 610، ورجال الطوسي 64 رقم 25، والكاشف 3/ 333 رقم 379، وتهذيب التهذيب 12/ 232، 233 رقم 1051، وتقريب التهذيب 2/ 471 رقم 52، وخلاصة تذهيب التهذيب 459.
[4] في الجرح والتعديل 7/ 106.(6/247)
198- (أَبُو مَرْيَمَ) [1] الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ، إِيَاسُ بْنُ صُبَيْحٍ [2] ، قاله ابن المدينيّ.
__________
[ () ] وقد خلطوا بين هذا وبين الثاني الآتي بعده. قال أبو حاتم: أبو مريم الثقفي المدائني اسمه قيس. وقال النسائي: قيس أبو مريم الحنفي ثقة. وقال: ابن حبّان في الثقات: قيس أبو مريم الثقفي المدائني. وقال ابن المديني: أبو مريم الحنفي اسمه إياس بن صبيح، وكذا قال أبو أحمد الحاكم في الكنى: الحنفي، وقال: ولي القضاء بالبصرة، استعمله أبو موسى الأشتريّ، وهو أول من وليها.. وكذا قال فيه ابن ماكولا، ولكن قال: ولي القضاء لعمر، وقال ابن ماكولا أيضا: أبو مريم الكوفي اسمه عبد الله بن سنان، روى عن: عليّ، وابن مسعود، وضرار بن الأزور، وعنه: أخوه حصين بن سنان، والأعمش، وشمر بن عطية. قال ابن حجر: الّذي يظهر لي أن النسائيّ وهم في قوله إن أبا مريم الحنفي يسمّى قيسا، والصواب أن الّذي يسمّي قيسا هو أبو مريم الثقفي صاحب الترجمة كما قال أبو حاتم وابن حبّان. على أن النسخة التي وقفت عليها من كتاب الكنى للنسائي إنما فيها أبو مريم قيس الثقفي. نعم ذكره في المميز كما نقل المؤلّف. وأما أبو مريم الحنفي فاسمه اياس كما قال ابن المديني وأبو أحمد وابن ماكولا وابن حبّان في الثقات، ولم يذكره النسائي لأنه لم يذكر إلا من عرف اسمه، وأما أبو مريم الكوفي فهذا ثالث لا تعلّق له بهما إلّا لكونه يروي عن عليّ أيضا.. (تهذيب التهذيب 12/ 232، 233) .
[1] انظر عن (أبي مريم الحنفي: إياس) في:
طبقات ابن سعد 7/ 91، وطبقات خليفة 200، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 88 رقم 220، والتاريخ لابن معين 2/ 46، وتاريخ خليفة 108 و 140 و 154، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3395، والتاريخ الكبير 1/ 436، 437 رقم 1402 (اياس الحنفي) ، والمعرفة والتاريخ 3/ 68 و 171، وتاريخ الطبري 4/ 95، والمعارف 180، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 190، والجرح والتعديل 2/ 280 رقم 1007، والثقات لابن حبّان 4/ 34، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني بن سعيد 82، والإكمال لابن ماكولا 5/ 171 و 173، وتهذيب التهذيب 12/ 232، 233 رقم 1051، وتقريب التهذيب 2/ 472 رقم 53، وجمهرة أنساب العرب 311، وانظر الحاشية السابقة.
[2] هكذا في الأصل وفي أكثر المصادر، ولكنه في:
طبقات ابن سعد، والتاريخ لابن معين، والتاريخ الكبير، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني.
وإكمال ابن ماكولا: «ضبيح» بالضاد المعجمة.
قال عبد الغني في المؤتلف: «قاله لي علي بن عمر» يعني الدارقطنيّ. وقال ابن الكلبي: وأبو مريم واسمه ضبيح بن المحرّش بن عبد عمرو بن عبيد بن مالك بن المعبر، وهو الّذي يقال قتل زيد بن الخطاب ... وهذا يبيّن أن ابن الكلبي يقول (ضبيح) بالضاد المعجمة كما يقوله غيره، وإنما زعم أن ضبيحا هو أبو مريم، والصحيح أن أبا مريم هو ابنه اياس بن ضبيح، وفي جمهرة ابن حزم: وهؤلاء بنو عبد الله بن الدول بن حنيفة، منهم أبو مريم صبيح (كذا) بن المحرش (كذا) بن عبد عمرو بن عبيد بن مالك بن المغيرة (كذا) بن عبد الله بن الدول. كأنه تبع ابن الكلبي وتصرّف النسّاخ في الأسماء.
وفي طبقات ابن سعد: أبو مريم الحنفي اسمه اياس بن ضبيح بن المحرّش بن عبد عمرو بن(6/248)
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ.
وعنه: ابنه عبد الله، ومحمد بن سيرين، والأعمش، وآخرون.
قال أبو أحمد الحاكم: هو أول من قضى [1] بالبصرة [2] ، استعمله أبو موسى.
199- (أبو معمر الأزدي) [3]- ع- عبد الله بن سخبرة.
__________
[ () ] عبيد بن مالك بن المعبر (شكّل بفتح العين وتشديد الباء) بن عبد الله بن الدول بن حنيفة بن لجيم. وفي كتاب أخبار القضاة لوكيع: أول من قضى بالبصرة اياس بن صبيح (كذا) أبو مريم الحنفي. قال الأصمعيّ: وهو اياس بن صبيح (كذا) بن محرش بن عبد عمرو بن أبي عبيد (كذا) بن مالك بن عبد الله بن الدول بن حنيفة بن لجيم. فتبيّن أن اسم أبي مريم اياس بن ضبيح، وأن اسم أبيه ضبيح بضم الضاد المعجمة، وأن اسم جدّه (المحرّش) بميم مضمومة فحاء مهملة مفتوحة فراء مشدّدة مكسورة فشين معجمة. وفي كتاب القضاة لأبي المختار في قصيدته التي كتب بها الى عمر رضي الله عنه:
وشبل هناك المال وابن محرش ... وذاك الّذي في السوق مولى بني بدر
وقال: قال المدائني: ابن محرّش هو إياس بن صبيح (كذا) بن محرّش بن أبي مريم (كذا) الحنفي، وكان على رامهرمز وسرّق. وقال الفرزدق في أبيه (الصواب: ابنه) أبي شمر بن اياس:
أبا شمر ما من فتى أنت فاخر ... على قومه إلّا تعيّت مصادره
بما لإياس والمحرّش وابنه ... صبيح إلى عال علا الناس قاهره
في النسخة «بمال اياس» خطأ وأبو المختار سمّاه الحافظ ابن حجر في الإصابة: يزيد بن قيس بن يزيد بن الصعق. ذكره في القسم الثالث من باب الياء، وذكر قصيدته وفيها:
وشبلا فسله المال وابن محرّش ... فقد كان في أهل الرساتيق ذا ذكر
ثم قال: وابن محرّش أبو مريم الحنفي. هكذا في الإصابة مخطوطة مكتبة الحرم المكيّ..
(الإكمال 5/ 171، 172) الحاشية رقم (4) .
[1] في الأصل «حصن» .
[2] استقضاه الخليفة عمر، كما في أخبار القضاة لوكيع.
[3] انظر عن (أبي معمر الأزدي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 103، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، وطبقات خليفة 150، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 6001، والتاريخ الكبير 5/ 97، 98 رقم 280 و 9/ 85 رقم 847 وفيه: اسمه عبد الله بن سنحبرة. وهو تحريف، وتاريخ الثقات للعجلي 256 رقم 810، والجامع الصحيح للترمذي 2/ 52 رقم 265 و 4/ 600 رقم 2393، والمعرفة والتاريخ 2/ 553 و 554 و 695 و 3/ 119 و 207، وتاريخ أبي زرعة 485 و 616، والجرح والتعديل 5/ 68 رقم 321، والثقات لابن حبّان 5/ 25، والثقات لابن شاهين،(6/249)
كَانَ أَحَدَ الْعَشَرَةِ الْمَعْدُودِينَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِالْكُوفَةِ [1] .
رَوَى عَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الْمُعَلِّمُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
200- (أَبُو النَّجِيبِ الْعَامِرِيُّ) [3]- بخ د ن- مَوْلَى عبد الله بن سعد ابن أَبِي سَرْحٍ الْمِصْرِيِّ، وَيُقَالُ أَبُو تُجِيبَ- بِالتَّاءِ- اسْمُهُ ظُلَيْمٌ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ.
قَالَ عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ: تُوُفِّيَ بِإِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وثمانين، وكان فقيها.
(آخر الطبقة التاسعة وللَّه الحمد والمنّة)
__________
[ () ] رقم 683، ورجال صحيح مسلم 1/ 365، 366 رقم 794، وموضح أوهام الجمع للخطيب 2/ 183، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 253 رقم 923، والأنساب للسمعاني 1/ 197، وتهذيب الكمال 15/ 6- 8 رقم 3291، وسير أعلام النبلاء 4/ 133، 134 رقم 40، والكاشف 2/ 81 رقم 2771، وميزان الاعتدال 2/ 427 رقم 4345، والمغني في الضعفاء 1/ 339 رقم 3185 (وقال: لا يعرف) !، والوافي بالوفيات 17/ 188 رقم 172، وتهذيب التهذيب 5/ 230، 231 رقم 397، وتقريب التهذيب 1/ 418 رقم 328، وخلاصة تذهيب التهذيب 199.
[1] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 469 رقم 6001.
[2] قوله ليس في تاريخه ولا معرفة الرجال.
[3] انظر عن (أبي النجيب) في:
الثقات لابن حبّان 5/ 575، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1652، والكاشف 3/ 339 رقم 419، وتهذيب التهذيب 12/ 254 رقم 1170، وتقريب التهذيب 2/ 480 رقم 3، وخلاصة تذهيب التهذيب 461.(6/250)
الطَّبَقَةُ الْعَاشِرَةُ
سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
سهل بن سعد.
والسائب بن يزيد.
والسّائب بن خلّاد الأنصاريّ.
وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فِي قَوْلِ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَغَيْرِهِ.
وَكَذَا فِي سَهْلٍ، وَالَّذِي بَعْدَهُ خِلَافٌ.
وَفِيهَا:
مُحَمَّدُ ابْنُ أَمِيرِ الْيَمَنِ أَخُو الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ.
وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ خَالِدٍ الْفَهْمِيُّ الْمَصْرِيُّ نَائِبُ قُرَّةَ بْنِ شَرِيكٍ عَلَى مِصْرَ.
وَفِيهَا سَارَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ فِي جَمْعٍ عظيم إلى مروالرّوذ، فَهَرَبَ مَرْزُبَانُهَا، فَصَلَبَ قُتَيْبَةُ وَلَدَيْهِ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الطَّالِقَانِ، فَلَمْ يُحَارِبْهُ صَاحِبُهَا، فَكَفَّ قُتَيْبَةُ عَنْهُ، وَقَتَلَ لُصُوصًا كَثِيرَةً بِهَا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عَمْرَو بْنَ مُسْلِمٍ، ثُمَّ سَارَ إِلَى أَنْ وَصَلَ الْفَارِيَابَ [1] ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ مَلِكُهَا سَامِعًا مُطِيعًا، فاستعمل
__________
[1] الفارياب: بكسر الراء ثم ياء مثنّاة من تحت. مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان(6/251)
عَلَيْهَا عَامِرَ بْنَ مَالِكٍ، ثُمَّ دَخَلَ بَلْخَ، وَأَقَامَ بِهَا يَوْمًا، فَأَقْبَلَ نِيزَكُ، فَعَسْكَرَ بِبَغْلانَ [1] ، فَاقْتَتَلَ هُوَ وَقُتَيْبَةُ أَيَّامًا، ثُمَّ أَعْمَلَ قُتَيْبَةَ الْحِيَلَ عَلَى نِيزَكَ، وَوَجَّهَ إِلَيْهِ مِنْ خَدَعَهُ، حَتَّى جَاءَ بِرِجْلَيْهِ إِلَى قُتَيْبَةَ مِنْ غَيْرِ أَمَانٍ، فَجَاءَ مُعْتَذِرًا إِلَيْهِ مِنْ خَلْعِهِ، فَتَرَكَهُ أَيَّامًا ثُمَّ قَتَلَهُ، وَقَتَلَ سَبْعَمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ [2] .
وَفِيهَا عَزَلَ الْوَلِيدُ عَمَّهُ مُحَمَّدَ بْنَ مَرْوَانَ عَنِ الْجَزِيرَةِ وَأَذْرَبِيجَانَ، وَوَلاهَا أَخَاهُ مُسْلِمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَغَزَا مُسْلِمَةُ فِي هَذَا الْعَامِ إِلَى أَنْ بَلَغَ الْبَابَ [3] مِنْ بَحْرِ [4] أَذْرَبَيْجَانَ، فافتتح مدائن وحصونا، ودان له من وراء الْبَابِ [5] .
وَفِيهَا افْتَتَحَ قُتَيْبَةُ أَمِيرَ خُرَاسَانَ شُومَانَ [6] ، وكسّ [7] ، ونسف، وامتنع عليه
__________
[ () ] قرب بلخ غربيّ جيحون. (معجم البلدان 4/ 229) .
[1] مهملة في الأصل.
وبغلان: بفتح أوله وسكون ثانيه. بلدة بنواحي بلخ. قال ياقوت: وظنّي أنها من طخارستان، وهي العليا والسفلى، وهما من أنزه بلاد الله على ما قيل لكثرة الأنهار والتفاف الأشجار.
(معجم البلدان 1/ 468) .
[2] انظر تفاصيل هذا الخبر في تاريخ الطبري 6/ 454- 458، والكامل في التاريخ 4/ 549- 552، ونهاية الأرب 21/ 289- 293.
[3] الباب: باب الأبواب: هو الدّربند دربند شروان. مدينة ربّما أصاب ماء البحر حائطها وفي وسطها مرسى السفن.. وهي على بحر طبرستان، وهو بحر الخزر.. وهي أحد الثغور الجليلة العظيمة لأنها كثيرة الأعداء الذين حفّوا بها من أمم شتّى وألسنة مختلفة وعدد كثير، وإلى جنبها جبل عظيم يعرف بالذئب، يجمع في رأسه في كل عام حطب كثير ليشعلوا فيه النار إن احتاجوا إليه، ينذرون أهل أذربيجان وأرّان، وأرمينية بالعدوّ إن دهمهم. (معجم البلدان 2/ 203.
[4] في تاريخ خليفة «من نحو» .
[5] تاريخ خليفة 303.
[6] في الأصل «سومان» ، والتصحيح من معجم البلدان 3/ 373 حيث قال: شومان، بالضم والسكون وآخره نون. بلد بالصغانيان من وراء نهر جيحون وهو من الثغور الإسلامية وفي أهله قوّة وامتناع عن السلطان. وهي مدينة أصغر من ترمذ.
[7] في الأصل «كش» بالشين المعجمة، وما أثبتناه هو الأصح. قال ياقوت: كسّ: بكسر أوله وتشديد ثانيه. مدينة تقارب سمرقند. قال البلاذري: كسّ هي الصّغد.. وقال ابن ماكولا:
كسره العراقيون، وغيرهم يقوله بفتح الكاف، وربّما صحّفه بعضهم فقاله بالشين المعجمة وهو خطأ، ولما عبرت نهر جيحون وحضرت بخارى وسمرقند وجدت جميعهم يقولون كسّ،(6/252)
أَهْلُ فِرْيَابَ [1] ، فَأَحْرَقَهَا، وَجَهَّزَ أَخَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُسْلِمٍ إِلَى السُّغْدِ إِلَى طَرَخُونَ مَلِكِ تِلْكَ الدِّيَارِ، فَجَرَتْ لَهُ حُرُوبٌ وَمَوَاقِفُ، وَصَالَحَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَعْطَاهُ طَرَخُونَ أَمْوَالا، وَتَقَهْقَرَ إِلَى أَخِيهِ إِلَى بُخَارَى، فَانْصَرَفُوا حَتَّى قَدِمُوا مَرْوَ، فَقَالَتِ السُّغْدُ لِطَرَخُونَ: إِنَّكَ قَدْ رَضِيتَ بِالذُّلِّ وَأَدَّيْتَ الْجِزْيَةَ، وَأَنْتَ شَيْخُ كَبِيرٌ، فَلا حَاجَةَ لَنَا فِيكَ، ثُمَّ عَزَلُوهُ وَوَلَّوْا عَلَيْهِمْ غَوْزَكَ، فَقَتَلَ طَرَخُونُ نَفْسَهُ، ثُمَّ إِنَّهُمْ عَصَوْا وَنَقَضُوا الْعَهْدَ [2] .
وَفِيهَا حَجَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْوَلِيدُ [3] .
ثُمَّ إِنَّهُ كَتَبَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَوْ بَعْدَهَا إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مُتَوَلِّي الْمَدِينَةِ أَنْ يَهْدِمَ بُيُوتَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُوَسِّعُ بِهَا الْمَسْجِدَ [4] .
فَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عَلَى أَبْوَابِهَا الْمُسُوحُ مِنَ الشَّعْرِ، ذَرَعْتُ السَّتْرَ فَوَجَدْتُهُ ثَلاثَةَ أَذْرُعٍ فِي ذِرَاعٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتَنِي فِي مَجْلِسٍ فِيهِ جَمَاعَةٌ، وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ حِينَ قُرِئَ الْكِتَابُ بِهَدْمِهَا، فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ:
لَيْتَهَا تُرِكَتْ حَتَّى يَقْصُرَ الْمُسْلِمُونَ عَنِ الْبِنَاءِ، وَيَرَوْنَ مَا رَضِيَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم ومفاتيح خزائن الدنيا بيده.
__________
[ () ] بكسر الكاف والسين المهملة. (معجم البلدان 4/ 460) .
[1] فرياب: بكسر أوله، وسكون ثانيه.. بلدة من نواحي بلخ، وهي مخفّفة من فارياب. (معجم البلدان 4/ 259) .
[2] انظر تفاصيل هذا الخبر في: تاريخ الطبري 6/ 461- 464، والكامل في التاريخ 4/ 553، 554، ونهاية الأرب 21/ 294.
[3] تاريخ خليفة 303، وتاريخ الطبري 6/ 465، وعيون الحدائق لمؤرّخ مجهول (من خلافة الوليد بن عبد الملك إلى المعتصم العباسي) - ص 7، ومروج الذهب 4/ 399، والكامل في التاريخ 4/ 554، ونهاية الأرب 21/ 319، وشفاء الغرام لقاضي مكة (بتحقيقنا) ج 2/ 340.
[4] العيون والحدائق- ص 4.(6/253)
سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ.
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ التَّيْمِيُّ.
وَخَبِيبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
وَطُوَيْسُ الْمُغَنِّي صَاحِبُ الأَلْحَانِ.
وَفِيهَا وَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ عِيَاضُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَاجِذٍ [1] .
وَفِيهَا افْتَتَحَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ الثَّقَفِيُّ مَدِينَةَ أَرْمَائِيلَ [2] صُلْحًا وَمَدِينَةَ قَنَّزْبُورَ [3] .
وَسَارَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى رُتْبِيلَ فَصَالَحَهُ [4] . وَحَجَّ بالناس عمر بن
__________
[1] كتاب الولاة والقضاة للكندي- ص 332.
[2] أرمائيل: أرمئيل: بالفتح ثم السكون وفتح الميم، وهمزة مكسورة.. مدينة كبيرة بين مكران والدّيبل من أرض السند. (معجم البلدان 1/ 159) .
وهي في تاريخ خليفة «أرمايل» .
[3] في طبعة القدسي 3/ 324 «قريون» والتصحيح من: تاريخ خليفة 304 وفتوح البلدان 534، ونهاية الأرب 21/ 304.
[4] تاريخ خليفة 304، تاريخ الطبري 6/ 468، الكامل في التاريخ 4/ 569.(6/254)
عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] .
وَافْتَتَحَ إِقْلِيمَ الأَنْدَلُسِ، وَهِيَ جَزِيرَةٌ عَظِيمَةٌ مُتَّصِلَةٌ بِبَرِّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ مِنْ جِهَةِ الشَّمَالِ، وَالْبَحْرِ الْكَبِيرِ مِنْ غَرْبِيِّهَا وَقَدْ خَرَجَ مِنْهُ بَحْرُ الرُّومِ مِنْ جَنُوبِيِّهَا، ثُمَّ دَارَ إِلَى شَرْقِيِّهَا، ثُمَّ اسْتَدَارَ إِلَى شَمَالِيِّهَا قَلِيلا. وَهِيَ جَزِيرَةٌ مُثَلَّثَةُ الشَّكْلِ، افْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ أَكْثَرَهَا فِي رَمَضَانَ مِنْهَا عَلَى يَدِ طَارِقٍ أَمِيرِ طَنْجَةَ، مِنْ قِبَلِ مَوْلَاهُ أَمِيرِ الْمَغْرِبِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ [2] .
وَطَنْجَةُ هِيَ أَقْصَى الْمَغْرِبِ، فَرَكِبَ طَارِقٌ الْبَحْرَ وَعَدَّى مِنَ الزُّقَاقِ لِكَوْنِ الْفِرَنْجِ اقْتَتَلُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَاشْتَغَلُوا، فَانْتَهَزَ الْفُرْصَةَ.
وَقِيلَ: بَلْ عَبَرَ بِمُكَاتَبَةِ صَاحِبِ الْجَزِيرَةِ الْخَضْرَاءِ لِيَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى عَدُوِّهِ، فَدَخَلَ طَارِقٌ وَاسْتَظْهَرَ عَلَى الْعَدُوِّ، وَأَمْعَنَ فِي بِلادِ الأَنْدَلُسِ، وَافْتَتَحَ قُرْطُبَةَ، وَقَتَلَ مَلِكَهَا لُذَرِيقَ [3] ، وَكَتَبَ إِلَى مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ بِالْفَتْحِ، فَحَسَدَهُ مُوسَى عَلَى الانْفِرَادِ بِهَذَا الْفَتْحِ الْعَظِيمِ، وَكَتَبَ إِلَى الْوَلِيدِ يُبَشِّرُهُ بِالْفَتْحِ وَيَنْسِبُهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَكَتَبَ إِلَى طَارِقٍ يَتَوَعَّدُهُ لِكَوْنِهِ دَخَلَ بِغَيْرِ أَمْرِهِ، وَيَأْمُرُهُ أَنْ لا يَتَجَاوَزَ مَكَانَهُ حَتَّى يَلْحَقَهُ، وَسَارَ مُسْرِعًا بِجُيُوشِهِ، وَدَخَلَ الأَنْدَلُسَ وَمَعَهُ حَبِيبُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ الْفِهْرِيُّ، فَتَلَقَّاهُ طَارِقٌ وَقَالَ: إِنَّمَا أَنَا مَوْلاكَ، وَهَذَا الْفَتْحُ لَكَ [4] .
وَأَقَامَ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ غَازِيًا وَجَامِعًا لِلأَمْوَالِ نَحْوَ سَنَتَيْنِ، وَقَبَضَ عَلَى طَارِقٍ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَ عَلَى الأَنْدَلُسِ وَلَدَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ [5] بن موسى، ورجع
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 468، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 4/ 569.
[2] تاريخ خليفة 304، تاريخ الطبري 6/ 468، الكامل في التاريخ 4/ 556، البيان المغرب 1/ 43.
[3] في الكامل لابن الأثير «رذريق» ، وفي موضع آخر «اذرينوق» (4/ 556) وفي تاريخ الطبري 6/ 468 «الأدرينوق» ، وفي البيان المغرب 2/ 9 مثل الكامل لابن الأثير.
[4] انظر: الكامل في التاريخ 4/ 564 و 566، والبيان المغرب 2/ 13.
[5] في تاريخ الطبري 6/ 481 «عبد الله بن موسى» ، والمثبت يتفق مع الكامل لابن الأثير 4/ 566، والبيان المغرب 2/ 23 و 24.(6/255)
بِأَمْوَالٍ عَظِيمَةٍ، وَسَارَ بِتُحَفِ الْغَنَائِمِ إِلَى الْوَلِيدِ.
وَمِمَّا وَجَدَ بِطُلَيْطِلَةَ لَمَّا افْتَتَحَهَا: مَائِدَةُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَهِيَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٌ بِالْجَوَاهِرِ [1] ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى طَبَرِيَّةَ بَلَغَهُ مَوْتُ الْوَلِيدِ وَقَدِ اسْتَخْلَفَ سُلَيْمَانَ أَخَاهُ، فَقَدَّمَ لِسُلَيْمَانَ مَا مَعَهُ.
وَقِيلَ: بَلْ لَحِقَ الْوَلِيدَ وَقَدَّمَ مَا مَعَهُ إِلَيْهِ [2] .
وَقِيلَ إِنَّ هَذِهِ الْمَائِدَةَ كَانَتْ حِمْلَ جَمَلٍ.
وَتَتَابَعَ فَتْحُ مَدَائِنِ الأَنْدَلُسِ.
وَفِي هَذَا الْحِينِ فَتَحَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِلادَ التُّرْكِ وَغَيْرَهَا، فَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.
وَكَانَ أَكْثَرَ جُنْدِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ الْبَرْبَرُ، وَهُمْ قَوْمٌ مَوْصُوفُونَ بِالشَّهَامَةِ وَالشَّجَاعَةِ، وَفِيهِمْ صِدْقٌ وَوَفَاءٌ، وَلَهُمْ هِمَمٌ عَالِيَةٌ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَبِهِمْ مَلِكُ الْبِلادِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشِّيعِيُّ، وَبَنُو عُبَيْدٍ [3] ، وَتاشَفِينُ، وَابْنُهُ يُوسُفَ، وَابْنُ تُومَرْتَ، وَعَبْدُ الْمُؤْمِنِ، وَالْمُلْكُ فِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ [4] .
وَفِيهَا تَوَجَّهَ طَائِفَةٌ مِنْ عَسْكَرِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ فِي الْبَحْرِ إِلَى جَزِيرَةِ سَرْدَانِيَةَ [5] ، فَأَخَذُوهَا وَغَنِمُوا، وَلَكِنَّهُمْ غَلُّوا فَلَمَّا عَادُوا سَمِعُوا قَائِلا يَقُولُ:
اللَّهمّ غَرِّقْ بِهِمْ، فَغَرِقُوا عَنْ آخِرِهِمْ، ثُمَّ اسْتَوْلَى عَلَيْهَا الْفِرَنْجُ [6] .
وَقَدْ غَزَاهَا مُجَاهِدٌ الْعَامِرِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، ثُمَّ اسْتَرَدَّهَا الْفِرَنْجُ فِي الْعَامِ [7] كَمَا سَيَجِيءُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَبِهِ الْعَوْنُ.
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 481.
[2] الكامل في التاريخ 4/ 566.
[3] هم الذين عرفوا بالفاطميّين.
[4] أي إلى تاريخ تأليف هذا الكتاب في النصف الأول من القرن الثامن الهجريّ.
[5] قال ابن الأثير: هي من أكبر الجزائر ما عدا جزيرة صقلّيّة وأقريطش، وهي كثيرة الفواكه.
[6] الكامل في التاريخ 4/ 567، 568.
[7] الكامل 4/ 568.(6/256)
سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَلَى الْأَصَحِّ.
وَأَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ.
وَأَبُو الْعَالِيَةَ الرِّيَاحِيُّ، عَلَى الْأَصَحِّ.
وَزُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى الْبَصْرِيُّ قَاضِي الْبَصْرَةِ.
وَبِلَالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الأَنْصَارِيُّ.
وَفِيهَا افْتَتَحَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيُّ الدَّيْبُلَ [1] وَغَيْرَهَا، وَلاهُ الْحَجَّاجُ ابْنُ عَمِّهِ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَفِيهِ يَقُولُ يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ:
إِنَّ الشَّجَاعَةَ وَالسَّمَاحَةَ وَالنَّدَى لِمُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَادَ الْجُيُوشَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ حَجَّةً يَا قُرْبَ ذَلِكَ سُؤْدُدًا مِنْ مَوْلِدِ قَالَ كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ: كُنْتُ مَعَهُ، فَجَاءَنَا الْمَلِكُ داهِرٌ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ وَمَعَهُ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ فِيلا، فَعَبَرْنَا إِلَيْهِمْ، فَهَزَمَهُمُ الله، وهرب داهر، فلمّا كان
__________
[1] الدّيبل: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وباء موحّدة مضمومة، ولام، مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند. (معجم البلدان 2/ 495.(6/257)
فِي اللَّيْلِ أَقْبَلَ دَاهِرٌ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ مُصْلِتِينَ [1] ، فَقُتِلَ دَاهِرٌ وَعَامَّةُ أُولَئِكَ، وَتَبِعْنَا مَنِ انْهَزَمَ، ثُمَّ سَارَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ فَافْتَتَحَ الْكَيْرَجَ [2] وَبَرَّهُمَا [3] .
قَالَ عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ: وَفِي أَوَّلِهَا غَزَا مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ، فَأَتَى طَنْجَةَ، ثُمَّ سَارَ لا يَأْتِي عَلَى مَدِينَةٍ فَيَبْرَحُ حَتَّى يَفْتَحَهَا، أَوْ يَنْزِلُوا عَلَى حُكْمِهِ، ثُمَّ ساروا إِلَى قُرْطُبَةَ، ثُمَّ غَرَّبَ وَافْتَتَحَ مَدِينَةَ بَاجَةَ وَمَدِينَةَ الْبَيْضَاءِ، وَجَهَّزَ الْبُعُوثَ، فَجَعَلُوا يَفْتَتِحُونَ وَيَغْنِمُونَ [4] .
قَالَ خَلِيفَةُ [5] : وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ خُوَارَزْمَ، فَصَالَحُوهُ عَلَى عَشَرَةِ آلافِ رَأْسٍ، ثُمَّ سَارَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ، فَقَاتَلُوهُ قِتَالا شَدِيدًا، وَحَاصَرَهُمْ حَتَّى صَالَحُوهُ عَلَى أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ، وَعَلَى أَنْ يُعْطُوهُ تِلْكَ السَّنَةَ ثَلاثِينَ أَلْفِ رَأْسٍ.
قَالَ [6] : وَفِيهَا غَزَا الْعَبَّاسُ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَرْضَ الرُّومِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ حِصْنًا.
وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَافْتَتَحَ مَا بَيْنَ الْحِصْنِ الْجَدِيدِ مِنْ نَاحِيَةِ مَلَطْيَةَ [7] .
وَغَزَا مَرْوَانُ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْوَلِيدَ فَبَلَغَ خَنْجَرَةَ [8] .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عبد العزيز بن الوليد [9] .
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 326 «مصلين» وهو غلط.
[2] لم يذكرها ياقوت في معجمه. وهي في فتوح البلدان 539 و 541.
[3] الخبر في تاريخ خليفة 304، 305.
[4] تاريخ خليفة 305.
[5] في تاريخه 305.
[6] في تاريخه 305.
[7] تاريخ خليفة 305، تاريخ الطبري 6/ 469، الكامل في التاريخ 4/ 578.
[8] في الأصل «حنجرة» . والتصحيح من: تاريخ خليفة 305، وتاريخ الطبري 6/ 469، والكامل في التاريخ 4/ 578، ونهاية الأرب 21/ 313.
[9] تاريخ خليفة 305، تاريخ الطبري 6/ 482، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 4/ 578، نهاية الأرب 21/ 321.(6/258)
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [1] : سَارَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى سَمَرْقَنْدَ بَغْتَةً فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ، فَنَازَلَهَا، فَاسْتَنْجَدَ أَهْلُهَا بِمَلِكِ الشَّاشِ وَفَرْغَانَةَ، فَأَنْجَدُوهُمْ، فَنَهَضُوا لِيُبَيِّتُوا الْمُسْلِمِينَ، فَعَلِمَ قُتَيْبَةُ، فَانْتَخَبَ فُرْسَانًا مَعَ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ وَأَكْمَنَهُمْ عَلَى جَنْبَتَيْ طَرِيقِ التُّرْكِ، فَأَتَوْا نِصْفَ اللَّيْلِ، فَخَرَجَ الْكَمِينُ عَلَيْهِمْ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالا لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَفْلِتْ مِنَ التُّرْكِ إِلا الْيَسِيرُ.
قَالَ بَعْضُهُمْ: أَسَرْنَا طَائِفَةً فَسَأَلْنَاهُمْ، فَقَالُوا: مَا قَتَلْتُمْ مِنَّا إِلا ابْنَ مَلِكٍ، أَوْ بَطَلًا، أَوْ عَظِيمًا، فَاحْتَزَزْنَا الرُّءُوسَ، وَحَوَيْنَا السَّلَبَ، وَالأَمْتِعَةَ الْعَظِيمَةَ، وَأَصْبَحْنَا إِلَى قُتَيْبَةَ، فَنَفَّلْنَا ذَلِكَ كُلَّهُ، ثُمَّ نَصَبْنَا الْمَجَانِيقَ عَلَى أَهْلِ السُّغْدِ، وَجَدَّ فِي قِتَالِهِمْ حَتَّى قَارَبَ الْفَتْحَ، ثُمَّ صَالَحَهُمْ، وَبَنَى بِهَا الْجَامِعَ وَالْمِنْبَرَ [2] .
قَالَ: وَأَمَّا الْبَاهِلِيُّونَ فَيَقُولُونَ: صَالَحَهُمْ عَلَى مِائَةِ أَلْفِ رَأْسٍ، وَبُيُوتِ النِّيرَانِ، وَحِلْيَةِ الأَصْنَامِ، فَسُلِبَتْ ثُمَّ أُحْضِرَتْ إِلَى بَيْنَ يَدَيْهِ، فَكَانَتْ كَالْقَصْرِ الْعَظِيمِ- يَعْنِي الأَصْنَامَ- فَأَمَرَ بِتَحْرِيقِهَا، فَقَالُوا: مَنْ حَرَّقَهَا هَلَكَ. قَالَ قُتَيْبَةُ:
أَنَا أَحْرِقُهَا بِيَدَيَّ، فَجَاءَ الْمَلِكُ غَوْزَكُ فَقَالَ: إِنَّ شُكْرَكَ عَلَيَّ وَاجِبٌ، لا تَعْرِضَنَّ لِهَذِهِ الأَصْنَامِ، فَدَعَا قُتَيْبَةُ بِالنَّارِ وَكَبَّرَ، وَأَشْعَلَ فِيهَا بِيَدِهِ، ثُمَّ أُضْرِمَتْ، فَوَجَدُوا بَعْدَ الْحَرِيقِ مِنْ بَقَايَا مَا كَانَ فِيهَا مِنْ مَسَامِيرِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ خَمْسِينَ أَلْفِ مِثْقَالٍ [3] .
ثُمَّ اسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ أَخَاهُ، وَخَلَّفَ عِنْدَهُ جَيْشًا كَثِيفًا، وَقَالَ: لا تَدَعْنَ مُشْرِكًا يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ إِلا وَيَدُهُ مَخْتُومَةٌ، وَمَنْ وَجَدْتَ مَعَهُ حَدِيدَةً أَوْ سِكِّينًا فَاقْتُلْهُ، وَلا تَدَعَنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ يَبِيتُ فِيهَا، وَانْصَرَفَ قُتَيْبَةُ إِلَى مَرْوَ.
__________
[1] في تاريخه 6/ 469- 473.
[2] تاريخ الطبري 6/ 474، 475.
[3] تاريخ الطبري 6/ 475، 476، الكامل في التاريخ 4/ 573.(6/259)
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ.
وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ.
وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ.
وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَمَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ السُّلَمِيُّ.
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَرَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَدِيرِ.
وَتَمِيمُ بْنُ طُرْفَةَ.
وَفِي بَعْضِهِمْ خِلَافٌ.
وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ بَلَدَ كَابُلَ وَحَصَرَهَا حَتَّى افْتَتَحَهَا، ثُمَّ غَزَا فَرْغَانَةَ، فَحَصَرَهَا وَافْتَتَحَهَا عُنْوَةً، وَبَعَثَ جَيْشًا فَافْتَتَحُوا الشَّاشَ [1] وَفِيهَا قَتَلَ مُحَمَّدُ بن القاسم الثقفيّ صصّة بن داهر [2] .
__________
[1] تاريخ خليفة 306، تاريخ الطبري 6/ 483، الكامل في التاريخ 4/ 581.
[2] تاريخ خليفة 306.(6/260)
وَفِيهَا افْتَتَحَ مُسْلِمَةُ سَنْدَرَةً [1] مِنْ أَرْضِ الرُّومِ [2] .
وَغَزَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ فَافْتَتَحَ مَدِينَتَيْنِ مِنَ السَّاحِلِ [3] .
وَغَزَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْوَلِيدِ حَتَّى بَلَغَ غَزَالَةَ [4] .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ الأَمِيرُ مُسْلِمَةُ [5] .
وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى الإِسْلامِ فُتُوحًا عَظِيمَةً فِي دَوْلَةِ الْوَلِيدِ، وَعَادَ الْجِهَادُ شَبِيهًا بِأَيَّامِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَفِي شَعْبَانَ عُزِلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَوَلِيَهَا عُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الْمُرِّيُّ بَعْدَهُ سَنَتَيْنِ وَشَهْرًا حَتَّى عَزَلَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [6] .
قَالَ مَالِكٌ: وَعَظَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابُهُ نَفَرًا فِي شَيْءٍ، وَكَانَ فِيهِمْ مَوْلَى لابْنِ حَيَّانَ، فَبَعَثَ لابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابَهُ فَضَرَبَهُمْ لِكَلامِهِمْ فِي النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ: تَتَكَلَّمُونَ فِي مِثْلِ هَذَا!.
قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [7] : أَظْلَمُ مِنِّي مَنْ وَلَّى عُثْمَانَ بْنَ حَيَّانَ الْحِجَازَ، يَنْطِقُ بِالأَشْعَارِ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَلَّى قُرَّةَ بْنَ شَرِيكٍ مِصْرَ، وَهُوَ أَعْرَابِيٌّ، جَافٍ أَظْهَرَ فِيهَا المعازف، والله المستعان.
__________
[1] لم يذكرها ياقوت في معجمه.
[2] تاريخ خليفة 306.
[3] هما: أنطالية (باللام) وقارطة، وقد وردت (أنطاكية) - بالكاف- في تاريخ خليفة 306، وتاريخ الطبري 4/ 483، والكامل في التاريخ 4/ 582.
والصحيح ما أثبتناه- على الأرجح- فأنطالية (باللام) هي على الساحل، أما أنطاكية (بالكاف) فهي في الداخل، وكانت مفتوحة من عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[4] لم يذكرها ياقوت في معجمه. والخبر في تاريخ خليفة 306 وتاريخ الطبري 6/ 483، والكامل لابن الأثير 4/ 578 وقال: غزالة من ناحية ملطية.
[5] تاريخ خليفة 306، تاريخ الطبري 6/ 491، مروج الذهب 4/ 399.
[6] تاريخ الطبري 6/ 485.
[7] انظر نحو قوله في تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 208 ب.(6/261)
سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ شَهِيدًا.
وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ.
وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ.
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
وَأَخُوهُ حُمَيْدٌ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ [1] قَاضِي مِصْرَ.
وَفِيهَا أَوْ فِي سَنَةِ سِتٍّ جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ.
وَفِيهَا الْحَجَّاجُ.
وَفِيهَا قَالَ خَلِيفَةُ [2] : افْتَتَحَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمُولْتَانَ [3] .
وَقَفَلَ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَى الْوَلِيدِ، وَحَمَلَ الأَمْوَالَ على
__________
[1] في الأصل «خديج» وهو تحريف.
[2] في تاريخه 307.
[3] بضم أوله وسكون ثانيه واللام، يلتقي فيه ساكنان، وأكثر ما يسمع فيه «ملتان» بغير واو، من بلاد الهند، كما في معجم البلدان 5/ 227.(6/262)
الْعَجَلِ، وَمَعَهُ ثَلاثُونَ أَلْفَ رَأْسٍ [1] .
وَفِيهَا افْتَتَحَ مُسْلِمَةُ مَدِينَةَ الْبَابِ مِنْ أَرْمِينِيَةَ وَخَرَّبَهَا، ثُمَّ بَنَاهَا مُسْلِمَةُ بَعْدَ ذَلِكَ بِتِسْعِ سِنِينَ. وَحَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بِاهِلَةَ حَضَرَ مُسْلِمَةَ قَالَ: نَزَلَ مُسْلِمَةُ عَلَى مَدِينَةِ الْبَابِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ أَنْ يُؤَمِّنَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ، وَيَدُلُّهُ عَلَى عَوْرَةِ الْمَدِينَةِ، فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ، فَدَخَلَ الْمُسْلِمُونَ، وَبَدَرَ بِهِمُ الْعَدُوُّ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ كَبَّرَ شَيْخٌ وَقَالَ:
الظَّفْرُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَأَظْهَرَ اللَّهُ مُسْلِمَةَ [2] .
وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ الشَّاشَ ثَانِيًا، فَأَتَتْهُ وَفَاةُ الْحَجَّاجِ، فَرَجَعَ إِلَى مَرْوَ [3] .
وَيُقَالُ: فِيهَا تُوُفِّيَ صِلَةُ بْنُ أُشَيْمٍ.
وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ.
وَزُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى.
وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ.
وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ.
وَأَبُو تَمِيمَةَ طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ الْهُجَيْمِيُّ.
وَالْفَضْلُ بْنُ زَيْدٍ الرَّقَاشِيُّ أبو سنان، أحد العابدين.
__________
[1] تاريخ خليفة 307.
[2] تاريخ خليفة 307.
[3] تاريخ خليفة 307 وفيه «فرجع إلى مروان» وهو وهم.(6/263)
سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَقُتِلَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ:
مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ.
وَمَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ- فِي قَوْلٍ-.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانٍ.
وَقُرَّةُ بْنُ شَرِيكٍ الْقَيْسِيُّ.
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ.
وَآخَرُونَ بِخِلَافٍ فِيهِمْ.
وَفِيهَا اسْتُخْلِفَ سُلَيْمَانُ، فَأَغْزَى الصَّائِفَةَ أَخَاهُ مُسْلِمَةَ [1] .
وَغَزَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَافْتَتَحَ طُوبَسَ [2] وَالْمَرْزُبَانِينَ [3] ، وَأُصِيبَ جِدَارُ الْعُذْرِيِّ الشَّامِيِّ وَمَنْ مَعَهُ بِأَرْضِ الرُّومِ [4] ، وَهُوَ جَدُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ لأُمِّهِ، وَقَدْ روى عنه.
__________
[1] تاريخ خليفة 313.
[2] هكذا في الأصل وطبعة القدسي 3/ 329، وفي تاريخ خليفة «طبرس» وفي تاريخ الطبري «طولس» ، ولم يذكر أيّا منها ياقوت في معجمه. والله أعلم بالصواب.
[3] في طبعة القدسي 3/ 329 «المزرباس» والتصحيح عن تاريخ خليفة 313 والطبري 6/ 493.
[4] تاريخ خليفة 313.(6/264)
سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ- أَوْ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ-.
وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ.
وَسَعِيدُ بْنُ مُرْجَانَةَ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ الْمَصْرِيُّ.
وَمَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ- فِي قَوْلٍ-.
وَالْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ.
وَالسَّائِبُ بْنُ خَبَّابٍ [1] .
وَفِي بَعْضِهِمْ خُلْفٌ يَأْتِي فِي تَرَاجِمِهِمْ-.
وَمُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ.
وَفِيهَا غَزَا يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ جُرْجَانَ.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: غَزَاهَا وَلَمْ تَكُنْ يَوْمَئِذٍ مَدِينَةً، إِنَّمَا هِيَ جِبَالٌ مُحِيطَةٌ بِهَا، وَتَحَوَّلَ صَوْلُ الْمَلِكِ إِلَى الْبُحَيْرَةِ [2] جَزِيرَةً فِي الْبَحْرِ، وَكَانَ يَزِيدُ فِي ثَلاثِينَ أَلْفًا، فَدَخَلَهَا يَزِيدُ، فَأَصَابَ أَمْوَالا، ثُمَّ خرج إلى البحيرة، فحاصره، فكان
__________
[1] في الأصل «حباب» وهو تحريف.
[2] في الأصل «النجيرة» والتصحيح من تاريخ خليفة.(6/265)
يَخْرُجُ فَيُقَاتِلُ، فَمَكَثُوا كَذَلِكَ أَشْهُرًا، ثُمَّ انْصَرَفَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ [1] .
وَذَكَرَ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ: أَنَّ يَزِيدَ صَالَحَهُمْ عَلَى خَمْسِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فِي الْعَامِ [2] .
وَرَوَى حَاتِمُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ شَهِدَ ذَلِكَ مَعَ يَزِيدَ، قَالَ: صَالَحَهُمْ عَلَى خَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ، وَبَعَثُوا إِلَيْهِ بثِيَابٍ وَطَيَالِسَةٍ وَأَلْفِ رَأْسٍ [3] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [4] : وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بَرْجَمَةَ [5] ، وَحِصْنَ ابْنِ عَوْفٍ، وَافْتَتَحَ أَيْضًا حِصْنَ الْحَدِيدِ، سَرْدَوْسَلَ [6] ، وَشَتَّى بِنَوَاحِي الرُّومِ [7] .
وَأَقَامَ الْحَجَّ الْخَلِيفَةُ سُلَيْمَانُ [8] .
وَفِيهَا بَعَثَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الْمَغْرِبِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ مَوْلَى قُرَيْشٍ، فَوَلِيَ سَنَتَيْنِ فَعَدَلَ، وَلَكِنَّهُ عَسَفَ بِآلِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ، وَقَبَضَ عَلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى وَسَجَنَهُ، ثُمَّ جَاءَهُ الْبَرِيدُ بأن يقتله، فولي قتل عبد الله:
__________
[1] تاريخ خليفة 314، وانظر كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي 7/ 286- 289.
[2] تاريخ خليفة 314 وفي كتاب الفتوح لابن أعثم «على ثلاثمائة ألف درهم ومائتي رأس رقيق» .
[3] تاريخ خليفة 314.
[4] في تاريخه.
[5] قال ياقوت في معجمه 1/ 374: «حصن للروم في شعر جرير» .
[6] في طبعة القدسي 3/ 329 «سردانية» والتصحيح من تاريخ خليفة وقال: بضواحي الروم. ولم أجده في معجم ياقوت.
وقد قال ياقوت: «وفي أخبار بلاد الروم أسماء عجزت عن تحقيقها وضبطها فليعذر الناظر في كتابي هذا. ومن كان عنده أهلية ومعرفة وقتل شيئا منها علما فقد أذنت له في إصلاحه مأجورا» .
وقوله: قتل أرضا: أي خبرها وعلمها.
[7] الخبر عند خليفة 314: «وشتّى عمر بن هبيرة في البحر» .
[8] تاريخ خليفة 314، تاريخ الطبري 6/ 529، مروج الذهب 4/ 399، والكامل في التاريخ 5/ 26.(6/266)
خَالِدُ بْنُ خَبَّابٍ [1] ، وَكَانَ أَخُوهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُوسَى عَلَى الأَنْدَلُسِ، ثُمَّ ثَارُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ، لِكَوْنِهِ خَلَعَ طَاعَةَ سُلَيْمَانَ، قَتَلَهُ وَهُوَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ حَبِيبُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نافع الفهريّ [2] .
__________
[1] في البيان المغرب 1/ 47 (خالد بن أبي حبيب القرشيّ) .
[2] انظر الكامل في التاريخ 5/ 22.(6/267)
سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
كُرَيْبٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ.
وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ.
وَسَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَدَنِيُّ أَبُو عُبَيْدٍ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ النَّخَعِيُّ.
وَعَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ الْفَقِيهُ.
وَآخَرُونَ مُخْتَلَفٌ فِيهِمْ.
وَفِيهَا غَزَا يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ طَبَرِسْتَانَ، فَسَأَلَهُ الأَصْبَهْبَذُ [1] الصُّلْحَ، فَأَبَى، فَاسْتَعَانَ بِأَهْلِ الْجِبَالِ وَالدَّيْلَمِ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ مَصَافٌّ كَبِيرٌ، وَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، ثُمَّ هَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ صُولِحَ الأَصْبَهْبَذُ عَلَى سَبْعِمِائَةِ أَلْفٍ، وَقِيلَ خَمْسِمِائَةٍ فِي السَّنَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَتَاعِ وَالرَّقِيقِ [2] .
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: غَدَرَ أَهْلُ جُرْجَانَ بِمَنْ خَلَّفَ يزيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ عَلَيْهِمْ
__________
[1] في الأصل «الاصفهيد» ، والتصحيح من تاريخ خليفة، والفتوح لابن أعثم 7/ 289، وتاريخ الطبري، وغيره، وقد تقدّم التعريف بالأصبهبذ في الكتاب، فليراجع.
[2] انظر: تاريخ خليفة 315، وتاريخ الطبري 6/ 532- 535.(6/268)
مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَتَلُوهُمْ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صُلْحِ طَبَرِسْتَانَ سَارَ إِلَيْهِمْ، فَتَحَصَّنُوا، فَقَاتَلَهُمْ يَزِيدُ أَشْهُرًا، ثُمَّ أَعْطُوا بِأَيْدِيهِمْ، وَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ، فَقَاتَلَ الْمُقَاتِلَةَ، وَصَلَبَ مِنْهُمْ فَرْسَخَيْنِ، وَقَادَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشْرَ أَلْفَ نَفْسٍ إِلَى وَادِي جُرْجَانَ فَقَتَلَهُمْ، وَأَجْرَى الْمَاءَ فِي الْوَادِي عَلَى الدَّمِ، وَعَلَيْهِ أَرْحَاءُ تَطْحَنُ بِدِمَائِهِمْ، فَطَحَنَ وَاخْتَبَزَ وَأَكَلَ، وَكَانَ قَدْ حَلَفَ عَلَى ذَلِكَ [1] .
قَالَ خَلِيفَةُ [2] : وَفِيهَا شَتَّى مُسْلِمَةُ بِضَوَاحِي الرُّومِ، وَشَتَّى عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ فِي الْبَحْرِ، فَسَارَ مُسْلِمَةُ مِنْ مَشْتَاهُ حَتَّى صَارَ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، إِلَى أَنْ جَاوَزَ الْخَلِيجَ، وَافْتَتَحَ مَدِينَةَ الصَّقَالِبَةِ، وَأَغَارَتْ خَيْلُ بُرْجَانَ عَلَى مُسْلِمَةَ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ، وخرّب مسلمة ما بين الخليج وقسطنطينية.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ نَزَلَ بِدَابِقٍ [3] ، وَكَانَ مُسْلِمَةُ عَلَى حِصَارِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ الْغَنَوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَتُفتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ وَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا» فَدَعَانِي مُسْلِمَةُ، فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَغَزَاهُمْ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: رَاوِيهِ مَجْهُولٌ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَخْبَرَنِي مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ أَنْ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ هَمَّ بِالإِقَامَةِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَجَمَعَ النَّاسَ وَالأَمْوَالَ بِهَا، وَقَدِمَ عَلَيْهِ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ مِنَ الْمَغْرِبِ، وَمُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ الْخَبَرُ أَنَّ الرُّومَ خَرَجَتْ عَلَى سَاحِلِ حِمْصَ فَسَبَتْ جَمَاعَةً فِيهِمُ امْرَأَةٌ لَهَا ذِكْرٌ، فَغَضِبَ وَقَالَ: مَا هُوَ إِلا هَذَا، نَغْزُوهُمْ وَيَغْزُونَا، وَاللَّهِ لأَغْزُوَنَّهُمْ غَزْوَةً أَفْتَحُ فِيهَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ أَوْ أَمُوتَ دُونَ ذَلِكَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إلى مسلمة وموسى بن
__________
[1] تاريخ خليفة 315، وانظر التفاصيل عند الطبري 6/ 541 وما بعدها، وكتاب الفتوح لابن أعثم 7/ 296.
[2] في تاريخه 315، 316.
[3] مرج بنواحي حلب، تجتمع فيه جيوش المسلمين حين تريد غزو بلاد الروم، وبه قرية، فيها مات سليمان بن عبد الملك.(6/269)
نُصَيْرٍ فَقَالَ: أَشِيرُوا عَلَيَّ. فَقَالَ مُوسَى: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ أَرَدْتَ ذَلِكَ فَسِرْ سِيرَةَ الْمُسْلِمِينَ فِيمَا فَتَحُوهُ مِنَ الشَّامِ وَمِصْرَ إِلَى إفريقية، ومن العراق إلى خراسان، كُلَّمَا فَتَحُوا مَدِينَةً اتَّخَذُوهَا دَارًا وَحَازَوْهَا لِلإِسْلامِ، فَابْدَأْ بِالدُّرُوبِ فَافْتَحْ مَا فِيهَا مِنَ الْحُصُونِ وَالْمَطَامِيرِ وَالْمَسَالِحِ، حَتَّى تَبْلُغَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ وَقَدْ هُدِّمَتْ حُصُونُهَا وَأُوهِيَتْ قُوَّتُهَا، فَإِنَّهُمْ سَيُعْطُونَ بِأَيْدِيهِمْ. فَالْتَفَتَ إِلَى مُسْلِمَةَ فَقَالَ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: هَذَا الرَّأْيُ إِنْ طَالَ عُمْرٌ إِلَيْهِ، أَوْ كَانَ الَّذِي يَبْنِي [1] عَلَى رَأْيِكَ، وَلا تَنْقُضُهُ، رَأَيْتُ أَنْ تَعْمَلَ مِنْهُ مَا عَمِلْتَ وَلا يَأْتِي عَلَى مَا قَالَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً [2] ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تغزي جَمَاعَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فَيُحَاصِرُونَهَا، فَإِنَّهُمْ مَا دَامَ عَلَيْهِمُ الْبَلاءُ أَعْطُوا الْجِزْيَةَ أَوْ فَتَحُوهَا عُنْوَةً، وَمَتَى مَا يَكُونُ ذَلِكَ، فَإِنَّ مَا دُونَهَا مِنَ الْحُصُونِ بِيَدِكَ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: هَذَا الرَّأْيُ. فَأَغْزَى جَمَاعَةَ أَهْلِ الشَّامِ وَالْجَزِيرَةِ فِي الْبَرِّ فِي نَحْوِ عِشْرِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ، وَأَغْزَى أَهْلَ مِصْرَ وَإِفْرِيقِيَّةَ فِي الْبَحْرِ فِي أَلْفِ مَرْكَبٍ، عَلَيْهِمْ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيُّ، وَعَلَى الْكُلِّ مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: فَأَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ سُلَيْمَانَ أَخْرَجَ لَهُمُ الأَعْطِيَةَ، وَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ عَزَمَ عَلَى غَزْوِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ وَالإِقَامَةِ عَلَيْهَا، فَاقْدِرُوا لِذَلِكَ قَدْرَهُ، ثُمَّ قَدِمَ دِمَشْقَ فَصَلَّى بِنَا الْجُمُعَةَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَكَلَّمَ النَّاسَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِيَمِينِهِ الَّتِي حَلَفَ عَلَيْهَا مِنْ حِصَارِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، فَانْفِرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَعَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ثُمَّ الصَّبْرِ، وَسَارَ حَتَّى نَزَلَ دَابِقًا، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، وَرَحَلَ مُسْلِمَةُ [3] .
وَفِيهَا ثَارَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ الْفِهْرِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ النَّابِغَةِ التَّمِيمِيُّ
__________
[1] في سير أعلام النبلاء «يأتي» .
[2] العبارة في السير: «أو كان الّذي يأتي على رأيك، وبريد ذلك، خمس عشرة سنة، ولكني أرى..» .
[3] الخبر في سير أعلام النبلاء 4/ 501، 502.(6/270)
بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ مُتَوَلِّي الأَنْدَلُسِ فَقَتَلُوهُ [1] وَأَمَّرُوا عَلَى الأَنْدَلُسِ أَيُّوبَ ابْنَ أُخْتِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ [2] .
ثُمَّ الأُمُورُ مَا زَالَتْ مُخْتَلِفَةٌ بِالأَنْدَلُسِ زَمَانًا لا يَجْمَعُهُمْ وَالٍ، إِلَى أَنْ وَلِيَ السَّمْحُ بْنُ مَالِكٍ الْخَوْلانِيُّ فِي حُدُودِ الْمِائَةِ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ [3] .
وَأَمَّا مُسْلِمَةُ فَسَارَ بِالْجُيُوشِ، وَأَخَذَ مَعَهُ إِلْيُونَ الرُّومِيَّ الْمَرْعَشِيَّ لِيَدُلَّهُ عَلَى الطَّرِيقِ وَالْعَوَارِ، وَأَخَذَ عُهُودَهُ وَمَوَاثِيقَهُ عَلَى الْمُنَاصَحَةِ وَالْوَفَاءِ، إِلَى أَنْ عَبَرُوا الْخَلِيجَ وَحَاصَرُوا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، إِلَى أَنْ بَرَحَ بِهِمُ الْحِصَارُ، وَعَرَضَ أَهْلُهَا الْفِدْيَةَ عَلَى مُسْلِمَةَ، فَأَبَى أَنْ يَفْتَحَهَا إِلا عُنْوَةً، قَالُوا: فَابْعَثْ إِلَيْنَا إِلْيُونَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ مِنَّا وَيَفْهَمُ كَلامَنَا مُشَافَهَةً، فَبَعَثَهُ إِلَيْهِمْ، فَسَأَلُوهُ عَنْ وَجْهِ الْحِيلَةِ، فَقَالَ: إِنْ مَلَّكْتُمُونِي عَلَيْكُمْ لَمْ أَفْتَحَهَا لِمُسْلِمَةَ، فَمَلَّكُوهُ، فَخَرَجَ وَقَالَ لِمُسْلِمَةَ: قَدْ أَجَابُونِي أَنَّهُمْ يَفْتَحُونَهَا، غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَفْتَحُونَهَا مَا لَمْ تُنَحِّ عنهم، قال: أخشى غدرك، فحلف لَهُ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ كُلَّ مَا فِيهَا مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَدِيبَاجٍ وَسَبْيٍ، وَانْتَقَلَ عَنْهَا مُسْلِمَةُ، فَدَخَلَ إِلْيُونُ فَلَبِسَ التَّاجَ، وَقَعَدَ عَلَى السَّرِيرِ، وَأَمَرَ بِنَقْلِ الطَّعَامِ وَالْعُلُوفَاتِ مِنْ خَارِجٍ، فملئوا الأَهْرَاءَ [4] وَشَحَنُوا الْمَطَامِيرَ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ مُسْلِمَةَ، فَكَرَّ رَاجِعًا، فَأَدْرَكَ شَيْئًا مِنَ الطَّعَامِ، فَغَلَّقُوا الأَبْوَابَ دُونَهُ، وَبَعَثَ إِلَى إِلْيُونَ يُنَاشِدُهُ وَفَاءَ الْعَهْدِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ إِلْيُونُ يَقُولُ:
مَلِكُ الرُّومِ لا يُبَايِعُ بِالْوَفَاءِ، وَنَزَلَ مُسْلِمَةُ بِفَنَائِهِمْ ثَلاثِينَ شَهْرًا، حَتَّى أَكَلَ النَّاسُ فِي الْعَسْكَرِ الْمَيْتَةَ، وَقُتِلَ خلق، ثم ترحّل [5] .
__________
[1] البيان المغرب 2/ 24.
[2] البيان المغرب 2/ 25.
[3] البيان المغرب 2/ 26.
[4] قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط: الهري بالضم. بيت كبير يجمع فيه طعام السلطان، جمعه أهراء.
[5] انظر تاريخ الطبري 6/ 530، 531، الكامل في التاريخ 5/ 27، 28.(6/271)
سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
الْخَلِيفَةُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ.
وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ.
وَأَبُو سَاسَانَ حضين بْنُ الْمُنْذِرِ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيَّ.
وَمَحْمُودُ بْنُ الربيع، على الصحيح.
وآخرون بخلاف.
وفيها أَغَارَتِ الْخَزَرُ عَلَى أَرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ، وَأَمِيرُ تِلْكَ الْبِلادِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَاتِمٍ الْبَاهِلِيُّ، فَكَانَتْ وَقْعَةً قَتَلَ اللَّهُ فِيهَا عَامَّةَ الْخَزَرِ، وَكَتَبَ بِالنَّصْرِ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْبَاهِلِيُّ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَوَّلُ مَا وَلِيَ الْخِلافَةَ [1] .
وَكَانَتْ وَفَاةُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِدَابِقَ غَازِيًا يوم الجمعة، عاشر صفر [2] .
__________
[1] تاريخ خليفة 316.
[2] في تاريخ الطبري 6/ 546 «لعشر ليال بقين من صفر» ، والمثبت يتفق مع تاريخ خليفة 316.(6/272)
وَأَمَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِحَمْلِ الطَّعَامِ وَالدَّوَابِّ إِلَى مُسْلِمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَمَرَ مَنْ كَانَ لَهُ حَمِيمٌ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ، فَأَغَاثَ النَّاسَ، وَأَذِنَ لَهُمْ فِي الْقُفُولِ مِنْ غَزْوِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ [1] .
وَفِيهَا قَدِمَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ مِنْ خُرَاسَانَ، فَمَا قَطَعَ الْجِسْرَ إِلا وَهُوَ مَعْزُولٌ، وَقَدِمَ عَدِيُّ بْنُ أَرْطَاةَ وَالِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ مِنْ قِبَلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَتَى يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ عَدِيٌّ وَقَيَّدَهُ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَحَبَسَهُ حَتَّى مَاتَ [2] .
وَبَعَثَ عُمَرُ الجَّراحَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ [3] عَلَى إِمْرَةِ خُرَاسَانَ، وَقَالَ لَهُ: لا تَغْزُوا، وَتَمَسَّكُوا بِمَا فِي أَيْدِيكُمْ [4] .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ [5] .
وَعَزَلَ عُمَرُ عَنْ إِمْرَةِ مِصْرَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ رِفَاعَةَ بِأَيُّوبَ بْنِ شُرَحْبِيلَ [6] .
وَاسْتَقْضَى عَلَى الْكُوفَةِ الشَّعْبِيَّ [7] .
وَجَعَلَ الْفُتْيَا بِمِصْرَ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، ويزيد بن أبي حبيب،
__________
[1] تاريخ خليفة 320.
[2] تاريخ خليفة 320.
[3] في الأصل «الحلمي» والتصحيح من تاريخ خليفة.
[4] تاريخ خليفة 320.
[5] تاريخ خليفة 320، تاريخ الطبري 6/ 554، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 5/ 43، وفي شفاء الغرام 2/ 340 ان الّذي حجّ هذا العام بالناس هو سليمان بن عبد الملك.
وأقول هذا وهم، لأن سليمان كان قد توفي قبل موسم الحج.
[6] كتاب الولاة والقضاة للكندي 67.
[7] تاريخ الطبري 6/ 554.(6/273)
وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ.
وَقَالَ عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ثنا بَقِيَّةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ قَالَ:
غَزَوْنَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَجُعْنَا حَتَّى هَلَكَ نَاسٌ كَثِيرٌ، فَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَخْرُجُ إِلَى قَضَاءِ الْحَاجَةِ وَالآخَرُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَإِذَا فَرَغَ أَقْبَلَ ذَاكَ إِلَى رَجِيعِهِ فَأَكَلَهُ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَخْرُجُ إِلَى الْمَخْرَجِ فَيُؤْخَذُ فَيُذْبَحُ وَيُؤْكَلُ، وَإِنَّ الأَهْرَاءَ مِنَ الطَّعَامِ كَالتِّلالِ لا نَصِلُ إِلَيْهَا، يُكَايِدُ بِهَا أَهْلُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ خَلِيفَةُ [1] : فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ أَذِنَ لَهُمْ فِي الْقُدُومِ [2] .
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ عُمَرُ عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ مَوْلاهُمْ، فَوَصَلَ إِلَيْهَا سَنَةَ مِائَةٍ، وَكَانَ حَسَنَ السِّيرَةِ، فأسلم خلق من البربر في ولايته [3] .
__________
[1] في تاريخه 320.
[2] في تاريخ خليفة «القفول» بدل «القدوم» .
[3] مشاهير علماء الأمصار 179، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 25- 27، معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان، لعبد الرحمن الدبّاغ ومحمد بن عبد الله الأنصاري- ج 1/ 154- طبعة تونس 1320 هـ-، ورياض النفوس لأبي عبد الله بن عبد الله المالكي- ج 1/ 75- تحقيق د حسين مؤنس- طبعة القاهرة 1951، وانظر كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- ج 1/ 474- 476 رقم 314.(6/274)
سَنَةَ مِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ.
وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةِ.
وَتَمِيمُ بْنُ مُسْلِمَةَ.
وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ.
وَدُخَيْنُ [1] بْنُ عَامِرٍ.
وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ.
وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ.
وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ الزَّاهِدُ الْمَدَنِيُّ.
وَفِي بَعْضِهِمْ خِلَافٌ.
وَيُقَالُ: فِيهَا تُوُفِّيَ:
أَبُو عُثْمَانُ النَّهْدِيُّ.
وَمُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ.
وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ.
وَأَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ.
وَفِيهَا وُلِدَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ.
وَيُقَالُ: فِيهَا تُوُفِّيَ:
حنش الصَّنْعَانِيُّ، وَعِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
__________
[1] مصغّرا.(6/275)
وَأَبُو الطُّفَيْلِ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ [1] .
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
وَفِيهَا غَزَا الصَّائِفَةَ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُعَيْطِيُّ [2] .
وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ لِلنَّاسِ أبو بكر بن حزم [3] .
__________
[1] في الأصل «الجبليّ» ، والتصحيح من (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 275) .
[2] تاريخ الطبري 6/ 556، الكامل في التاريخ 5/ 55.
[3] تاريخ خليفة 321، تاريخ الطبري 6/ 563، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 5/ 55، نهاية الأرب 21/ 359.(6/276)
تَرَاجِمُ رِجَالِ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ
[حَرْفُ الأَلِفِ]
201- (إِبْرَاهِيمُ بْنُ سويد النّخعي) [1]- م 4- الأعور.
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، وَعَلْقَمَةَ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَزُبَيْدٌ الْيَامِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
202- (إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن قارظ) [2]- م د ت ن- وَيُقَالُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ الكنانيّ المدنيّ.
رَأَى عُمَرَ، وَعَلِيًّا، وَرَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَابِرٍ، وَأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، والسائب بن يزيد، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن سويد النخعي) في:
التاريخ الكبير 1/ 290، 291 رقم 932، وتاريخ الثقات لابن حبّان 52 رقم 26، والمعرفة والتاريخ 2/ 536 و 3/ 217، والجرح والتعديل 2/ 103 رقم 291، والثقات لابن حبّان 6/ 6، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 1290، ورجال صحيح مسلم 1/ 39 رقم 28، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 21 رقم 74، وتهذيب الكمال 2/ 104 رقم 181، والكاشف 1/ 38 رقم 144، وتهذيب التهذيب 1/ 126، 127 رقم 224، وتقريب التهذيب 1/ 36 رقم 209، وجامع التحصيل 1/ 54، وخلاصة تذهيب التهذيب 18.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن قارظ) في:
طبقات ابن سعد 5/ 58، والتاريخ الكبير 1/ 312، 313 رقم 991، وفي المصدرين:
(إبراهيم بن قارظ) وفي أثناء الترجمة عند البخاري (إبراهيم بن عبد الله بن قارظ) ، والمعرفة والتاريخ 1/ 551 و 2/ 473 و 754، والجرح والتعديل 2/ 109 رقم 316، والثقات لابن حبّان، و 6/ 7، ورجال صحيح مسلم 1/ 41 رقم 35، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 22 رقم 78، والكاشف 1/ 40 رقم 155، وتهذيب الكمال 2/ 126 رقم 194، وتهذيب التهذيب 1/ 134، 135 رقم 239، وتقريب التهذيب 1/ 37 رقم 223، وخلاصة تذهيب التهذيب 19.(6/277)
روى عنه: ابن أخيه سعيد بن خالد، وسلمان الأغر، وعمر بن عبد العزيز، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى بن أبي كثير، وآخرون.
203- (إبراهيم بن عبد الله بن معبد) [1]- د م ن ق- بن عباس.
عَنْ: عَمِّ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنْ أَبِيهِ، وَمَيْمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ.
وَعَنْهُ: أَخُوهُ عَبَّاسٌ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ.
204- (إِبْرَاهِيمُ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ) [2]- خ د ن- بن أبي ربيعة المخزوميّ المدنيّ، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومَ بِنْتُ الصِّدِّيقِ.
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَخَالَتِهِ، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّهِ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وعنه: ابناه إسماعيل، وموسى، والزهري، وأبو حازم سلمة، والضحاك بن عثمان.
205- (إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) [3]- سوى ت- أبو إسحاق،
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن معبد) في:
التاريخ الكبير 1/ 302، 303 رقم 958، والجرح والتعديل 2/ 108 رقم 311، والثقات لابن حبّان 6/ 6، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 1124، ورجال صحيح مسلم 1/ 40 رقم 32، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 22 رقم 76، وتهذيب الكمال 2/ 130 رقم 198، والكاشف 1/ 41 رقم 159، وتهذيب التهذيب 1/ 137 رقم 243، وتقريب التهذيب 1/ 38 رقم 227، وخلاصة تذهيب التهذيب 19.
[2] انظر عن (إِبْرَاهِيمُ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ) في:
المحبّر لابن حبيب 101، وطبقات خليفة 245، والتاريخ الكبير 1/ 296، 297 رقم 950، والمعرفة والتاريخ 1/ 373، وتاريخ الطبري 1/ 180، والجرح والتعديل 2/ 111 رقم 330، والثقات لابن حبّان 6/ 6، وتهذيب الكمال 2/ 133، 134 رقم 202، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 20 رقم 66، والكاشف 1/ 41 رقم 163، وتهذيب التهذيب 1/ 138، 139 رقم 247، وتقريب التهذيب 1/ 38 رقم 231، وخلاصة تذهيب التهذيب 19.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) في:
طبقات ابن سعد 5/ 55، 56، والمحبّر لابن حبيب 439، وتاريخ خليفة 313، وطبقات خليفة 242، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 464، والتاريخ الكبير 1/ 295 رقم 947، وتاريخ الثقات 53 رقم 29، والمعرفة والتاريخ 1/ 367، وتاريخ أبي زرعة 1/ 418 و 444، والجرح والتعديل 2/ 111 رقم 328، وأنساب الأشراف 5/ 76، ورجال صحيح(6/278)
ويقال أبو محمد الزّهريّ المدنيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَسَعْدٍ، وَعَمَّارٍ، وَجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ.
روى عنه: ابناه: سعد، وصالح، والزهري، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن عمرو، وغيرهم.
وأمه هي أُمُّ كُلْثُومَ بِنْت عُقْبة بْن أَبِي مُعَيْط، وَأَخَوَاهُ أَبُو سَلَمَةَ، وَحُمَيْدٌ.
وَرَدَ أَنَّهُ شَهِدَ الدَّارَ مَعَ عُثْمَانَ.
تُوُفِّي سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
وَوَثَّقَهُ النّسائيّ، وغيره.
206- إبراهيم النّخعيّ [1] ع ابن يزيد
__________
[ () ] مسلم 1/ 42، 43 رقم 36، ورجال صحيح البخاري 1/ 55 رقم 43، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 11 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 17 رقم 55، وتهذيب الكمال 2/ 134- 136 رقم 203، والكاشف 1/ 41 رقم 164، والوافي بالوفيات 6/ 41 رقم 2476، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 272 و 310 و 396 و 505، ومرآة الجنان 1/ 198، وجامع التحصيل 166 رقم 6، والإصابة 1/ 95، 96 رقم 404، وتهذيب التهذيب 1/ 139، 140 رقم 248، وتقريب التهذيب 1/ 38 رقم 232، وخلاصة تذهيب التهذيب 19، وأسد الغابة 1/ 42، والمعارف 237، والعبر 1/ 112، وشذرات الذهب 1/ 111، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 228، والثقات لابن حبّان 4/ 4.
[1] انظر عن (إبراهيم النّخعيّ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 270- 284، والمحبّر لابن حبيب 303، وطبقات خليفة 157، وتاريخ خليفة 313، والعلل لابن المديني 43 و 46 و 60 و 61 و 74 و 90 و 92 و 93، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 120 رقم 588 و 1/ 164 رقم 914 و 2/ 26 رقم 21 و 2/ 52 رقم 88 و 2/ 54 رقم 95 و 2/ 71 رقم 144 و 2/ 78 رقم 173 و 2/ 135 رقم 419 و 2/ 136 رقم 423، والتاريخ له 2/ 15- 18، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 16 و 35 و 131 و 132 و 183 و 200 و 217 و 237 و 248 و 355 و 479 و 573 و 593 و 648 و 649 و 949 و 952 و 953 و 1607 و 1253 و 1971 و 1972 و 2132 و 2148 و 2176 و 2244 و 2254 و 2726 و 2746 و 2334 و 2335 و 2587 وانظر فهرس الأعلام 70- 72، والتاريخ الصغير 102، والتاريخ الكبير 1/ 333، 334، رقم 1052، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 160،(6/279)
[1] بْنِ قَيْسِ بْنِ الأَسْوَدِ، أَبُو عِمْرَانَ النَّخَعِيُّ الكوفيّ، فَقِيهُ الْعِرَاقِ.
رَوَى عَنْ: عَلْقَمَةَ، وَمَسْرُوقٍ، وَخَالِهِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، وَشُرَيْحٍ الْقَاضِي، وَصِلَةَ بْنِ زُفَرَ، وَعُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ، وَسُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، وَعَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَهَمَّامِ بْنِ الحارث، وهنيّ بن نويرة، وخلق.
__________
[ () ] وتاريخ الثقات 56، 57 رقم 45، والزاهر للأنباري 1/ 493 و 557 و 2/ 62 و 316 و 222، والمعرفة والتاريخ 2/ 100 و 604 وانظر فهرس الأعلام 3/ 434، وتاريخ أبي زرعة 1/ 122 و 293 و 439 و 470 و 616 و 629 و 645 و 650- 652 و 655 و 656 و 664- 666 و 2/ 675 و 683، وأنساب الأشراف 3/ 95 و 4 ق 1/ 216 و 235 و 236 و 380 و 382 و 484 و 518 و 4/ 120 و 5/ 3 و 31 و 172 و 270، وتاريخ اليعقوبي 2/ 282، والمعارف 134، والبرصان والعرجان 340 و 364، والبيان والتبيين 1/ 192، وتاريخ الطبري 1/ 114- 116 و 343 و 443 و 444 و 2/ 310 و 315 و 419 و 3/ 197 و 201 و 589 و 615 و 4/ 32 و 33 و 226 و 227 و 520 و 7/ 359، والجرح والتعديل 2/ 144، 145 رقم 473، والمراسيل 8- 10 رقم 1، ورجال صحيح مسلم 1/ 47 رقم 49، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 748، والثقات لابن حبّان 4/ 8، 9، وحلية الأولياء 4/ 219- 240 رقم 273، والزهد لابن المبارك 45 و 99 و 124 و 142 و 147 و 259 و 388 و 389 و 423 و 444 و 450 و 463 و 468 و 485 و 503 و 534 والملحق به رقم 47 و 297، والعقد الفريد 2/ 217 و 233 و 236 و 237 و 239 و 372 و 429 و 432 و 434 و 437 و 3/ 184 و 198 و 201 و 209 و 210 و 234 و 416 و 4/ 41، وعيون الأخبار 1/ 230 و 267 و 3/ 15 و 101 و 4/ 56، وجمهرة أنساب العرب 415، ورجال صحيح البخاري 1/ 60، 61 رقم 51، ومروج الذهب 2149 و 2527، وطبقات الفقهاء للشيرازي 58 و 64 و 72 و 79 و 82 و 84 و 86 و 88، ورجال الطوسي 35 رقم 9، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 204 و 243 و 277- 285 و 3/ 42 و 50 و 55 و 56 و 57 و 63 و 65 و 67 و 72 و 73 و 182، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 18، 19 رقم 61، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 104، 105 رقم 36، ووفيات الأعيان 1/ 25، 26 و 441 و 2/ 39 و 400، 401 و 464، وصفة الصفوة 3/ 86- 90 رقم 412، وتهذيب الكمال 2/ 233- 240 رقم 265، والكامل في التاريخ 2/ 59 و 5/ 21، ودول الإسلام 1/ 65، وتذكرة الحفّاظ 1/ 69، 70، والعبر 1/ 113، والكاشف 1/ 51 رقم 220، والمعين في طبقات المحدّثين 37 رقم 256، وميزان الاعتدال 1/ 74، 75 رقم 252، والمغني في الضعفاء 1/ 30 رقم 209، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 373 و 351، وسير أعلام النبلاء 4/ 520- 529 رقم 213، وجامع التحصيل 168 رقم 13، ومرآة الجنان 1/ 180 و 198، والبداية والنهاية 9/ 140، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 39، والوافي بالوفيات 6/ 169 رقم 2622، وغاية النهاية 29، 30 رقم 125، وتهذيب التهذيب 1/ 177- 179 رقم 325، وتقريب التهذيب 1/ 46 رقم 301، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 23، وشذرات الذهب 1/ 111، وربيع الأبرار 4/ 61 و 99، وكتاب الشكر لابن أبي الدنيا 113.
[1] في الأصل «زيد» والتصحيح من مصادر الترجمة.(6/280)
وَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَهُوَ صَبِيٌّ.
رَوَى عَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ معتّب، والعلاء بن المسيّب، وعبد الله بن شُبْرُمَةُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَطَائِفَةٌ.
وَتَفَقَّهَ بِهِ جَمَاعَةٌ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ.
قِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا احْتَضَرَ جَزَعَ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: وَأَيُّ خَطَرٍ أَعْظَمُ مِمَّا أَنَا فِيهِ، أَتَوَقَّعُ رَسُولا يرد عَلَيَّ من ربّي، إمّا بِالْجَنَّةِ وَإِمَّا بِالنَّارِ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّها تَلَجْلَجُ فِي حَلْقِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [1] .
تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ سَنَةَ سِتٍّ، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، وَلَهُ تِسْعٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً عَلَى الصَّحِيحِ. وَقِيلَ ثَمَانٍ وَخَمْسُونَ سَنَةً.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: تُوُفِّيَ بَعْدَ الْحَجَّاجِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ أَوْ خَمْسَةٍ.
قُلْتُ: مَاتَ الْحَجَّاجُ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [2] : دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، وَسَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَالْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.
روى عنه: الشعبي، ومنصور، ومغيرة بن مقسم، وغيرهم من التابعين.
وقال عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ [3] .
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْنَا نَنْتَظِرُ إِبْرَاهِيمَ، فَيَخْرُجُ وَالثِّيَابُ عَلَيْهِ مُعَصْفَرَةٌ، وَنَحْنُ نَرَى أَنَّ الْمَيْتَةَ قَدْ حَلَّتْ لَهُ [4] .
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: جَهِدْنَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنْ نُجْلِسَهُ إِلَى سَارِيَةً، وَأَرَدْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ فَأَبَى، وَكَانَ يَأْتِي الْمَسْجِدَ وَعَلَيْهِ قِبَاءٌ وريطة معصفرة [5] .
__________
[1] حلية الأولياء 4/ 224، والزهد لابن المبارك 147 رقم 437، وفيات الأعيان 1/ 25.
[2] ليس في الطبقات هذا القول المنسوب لابن سعد.
[3] طبقات ابن سعد 9/ 271 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم.
[4] حلية الأولياء 4/ 221، 222.
[5] انظر حلية الأولياء 4/ 221.(6/281)
قَالَ: وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَ الشُّرَطِ [1] .
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ ذَكِيًّا حَافِظًا، صَاحِبَ سُنَّةٍ.
وَعَنِ الشَّعْبِيِّ إِنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ: مَا تُرِكَ بَعْدَهُ خَلَفٌ [2] .
وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: تَبِعْتُ الشَّعْبِيَّ، فَمَرَرْنَا بِإِبْرَاهِيمَ، فَقَامَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عَنْ مَجْلِسِهِ، فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: أَنَا أَفْقَهُ مِنْكَ حَيًّا، وَأَنْتَ أَفْقَهُ مِنِّي مَيِّتًا، وذاك أَنَّ لَكَ أَصْحَابًا يَلْزَمُونَكَ، فُيُحْيُونَ عِلْمَكَ [3] .
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ رَحِمَهُ اللَّهُ أَعْوَرُ [4] .
قَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُظْهِرَ الرَّجُلُ مَا خَفِيَ مِنْ عَمَلِهِ الصَّالِحِ [5] .
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ رَجُلا عَالِمًا، وَكَانَ الشَّعْبِيُّ أَقْدَمَ وَأَكْثَرَ حَدِيثًا.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ [6] الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِيهِ: كُنْتُ فِيمَنْ دَفَنَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ لَيْلا سَابِعَ سَبْعَةٍ، أَوْ تَاسِعَ تِسْعَةٍ، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: أَدَفَنْتُمْ صَاحِبَكُمْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ مَا تَرَكَ أَحَدًا أَعْلَمَ أَوْ أَفْقَهَ مِنْهُ، قُلْتُ:
وَلا الْحَسَنَ، وَابْنَ سِيرِينَ؟ قَالَ: ولا الحسن وَابْنَ سِيرِينَ، ولا من أهل البصرة، ولا من أهل الكوفة، ولا من أهل الحجاز [7] .
وقال أحمد بن عبد الله العجلي [8] : مات مختفيا من الحجاج.
وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ إِذَا طَلَبَهُ إِنْسَانٌ لا
__________
[1] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 560 رقم 3646، طبقات ابن سعد 6/ 273.
[2] انظر حلية الأولياء 4/ 221.
[3] انظر طبقات ابن سعد 6/ 284.
[4] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 383 رقم 5681، البرصان 364.
[5] انظر حلية الأولياء 4/ 231.
[6] «بن» ساقطة من الأصل.
[7] طبقات ابن سعد 6/ 284، حلية الأولياء 4/ 220.
[8] في تاريخ الثقات 56.(6/282)
يُحِبُّ أَنْ يَلْقَاهُ، خَرَجَتِ الْجارية فَقَالَتْ: اطلبوه فِي الْمَسْجِدِ [1] .
وَقَالَ قَيْسٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي ذَكَرْتُ رَجُلا بِشَيْءٍ، فَبَلَغَهُ عَنِّي، فَكَيْفَ أَعْتَذِرُ، قَالَ: تَقُولُ: وَاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَيَعْلَمُ مَا قُلْتُ مِنْ ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَا كَانَ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ أَوْحَشَ رَدًّا لِلآثَارِ مِنْ إِبْرَاهِيمَ لِقِلَّةِ مَا سَمِعَ [2] ، فَذُكِرَ لِحَمَّادٍ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ: فِي الْفَأْرَةِ جَزَاءٌ إِذَا قَتَلَهَا الْمُحْرِمُ.
قَالَ الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالأَسْوَدِ.
قرأ عليه: الأعمش، وطلحة بن مصرف.
وقال وكيع، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مغيرة، عن إبراهيم قال: الجهر بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِدْعَةٌ [3] .
207- إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ التَّيْمِيُّ [4] ع- تَيْمُ الرَّبَابِ، أَبُو سَمَاءَ الْكُوفِيُّ الفقيه العابد.
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 17.
[2] يستبعد أن يكون كلام حمّاد في إبراهيم النخعي لأنه اشتهر عنه إدراكه ستين شيخا من أصحاب ابن مسعود، وشهد بعلمه الشعبيّ وأحمد بن حنبل وغيرهما. وقال الذهبي في ميزانه: استقرّ الأمر على أنه حجّة.
[3] مسند أحمد 4/ 85، الجامع للترمذي (244) ، سنن النسائي 2/ 135.
[4] انظر عن (إبراهيم بن يزيد التيمي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 285، 286، وتاريخ خليفة 306، وطبقات خليفة 155، والتاريخ لابن معين 2/ 15، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 16 و 17، والتاريخ الصغير 107، والتاريخ الكبير 1/ 334، 335 رقم 1053، والمعرفة والتاريخ 2/ 548 و 549 و 563 و 573 و 576 و 709 و 3/ 76 و 146 و 234، وتاريخ أبي زرعة 1/ 625، والجرح والتعديل 2/ 145 رقم 474، والثقات لابن حبّان 4/ 7، 8، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 749، ومروج الذهب 2148، وحلية الأولياء 4/ 210- 219 رقم 272، والزهد لابن المبارك 194، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 105، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 42 أ، ورجال صحيح مسلم 1/ رقم 50، ورجال صحيح البخاري 1/ رقم 52، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 19 رقم 62، وصفة الصفوة 3/ 49، وتهذيب الكمال 2/ 232، 233 رقم 264، واللباب 1/ 190، والعبر 1/ 106، وسير أعلام النبلاء 5/ 60- 62 رقم 19، وتذكرة الحفاظ 1/ 73، والكاشف 1/ 50 رقم 219، والمغني في الضعفاء 1/ 30 رقم 210، وميزان(6/283)
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالأَعْمَشُ، وَآخَرُونَ.
قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ، وَقِيلَ: مَاتَ فِي حَبْسِهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَهُوَ شَابٌّ لَمْ يَبْلُغْ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ.
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: رُبَّمَا أَتَى عَلَيَّ شَهْرٌ لا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلا أَشْرَبُ شَرَابًا، لا يَسْمَعَنَّ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ [1] .
وَقَالَ الأَعْمَشُ: كَانَ إِذَا سَجَدَ كَأَنَّهُ جَذْمُ [2] حَائِطٍ تَنْزِلُ عَلَى ظَهْرِهِ الْعَصَافِيرُ [3] .
208- الأَخْطَلُ النَّصْرَانِيُّ الشَّاعِرُ [4] اسْمُهُ غِيَاثُ بْنُ غَوْثٍ التَّغْلِبِيُّ، شَاعِرُ بَنِي أُمَيَّةَ، وَهُوَ مِنْ نُظَرَاءِ جَرِيرٍ
__________
[ () ] الاعتدال 1/ 74 رقم 251، وجامع التحصيل 167 رقم 11، والوافي بالوفيات 6/ 168 رقم 2621، ومرآة الجنان 1/ 180، وغاية النهاية 1/ 29 رقم 124، والنجوم الزاهرة 1/ 225، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 23.
[1] انظر حلية الأولياء 4/ 214.
[2] في طبعة القدسي 3/ 337 «جذع» ، والتصويب من حلية الأولياء، والجذم: الأصل من الحائط أو القطعة منه.
[3] حلية الأولياء 4/ 212.
[4] انظر عن (الأخطل النصراني الشاعر) في:
طبقات الشعراء لابن سلام 1/ 451، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 393- 404 رقم 87، والأغاني 8/ 280- 320، ومروج الذهب 2288، وشرح شواهد المغني 46، وسمط اللآلي 44، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 73 أ، وأنساب الأشراف 1/ 70، و 4 ق 1/ 284 و 354 و 372 و 452 و 453 و 474، والأخبار الموفقيات 227- 229 و 524، ونسب قريش 179، وثمار القلوب 186 و 275 و 473، وبدائع البدائه 20 و 24 و 25 و 26 و 64 و 65 و 88 و 220 و 260، وشرح أدب الكاتب 356 و 386، وأمالي المرتضى 1/ 218 و 267 و 343 و 455 و 466 و 553 و 611 و 637 و 2/ 16 و 18 و 24 و 25 و 52 و 63 و 110 و 115 و 175 و 285، وأمالي القالي 1/ 9 و 64 و 145 و 2/ 179 و 231 و 3/ 43 و 77 و 18 و 188 والذيل 118 و 119، ومعاهد التنصيص 1/ 272- 278، والتذكرة الفخرية 145 و 342، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 338، 339، وعيون الأخبار 1/ 319 و 2/ 214 و 4/ 34، وتخليص الشواهد 65 و 176 و 177 و 247، وخاص الخاص 105، والمثلّث لابن(6/284)
وَالْفَرَزْدَقِ، لَكِنْ تَقَدَّمَ مَوْتُهُ عَلَيْهِمَا.
وَقَدْ قِيلَ لِلْفَرَزْدَقِ: مَنْ أَشْعَرُ النَّاسِ؟ قَالَ: كَفَاكَ بِي إِذَا افْتَخَرْتُ، وَبِجَرِيرٍ إِذَا هَجَا، وَبِابْنِ النَّصْرَانِيَّةِ إِذَا امْتَدَحَ.
وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يُجْزِلُ عَطَاءَ الأَخْطَلِ وَيُفَضِّلُهُ فِي الشِّعْرِ عَلَى غَيْرِهِ.
وَلَهُ:
وَالنَّاسُ هَمُّهُمُ الْحَيَاةُ وَلا أَرَى ... طُولَ الْحَيَاةِ يَزِيدُ غَيْرَ خَبَالِ
وَإِذَا افْتَقَرْتَ [1] إِلَى الذَّخَائِرِ لَمْ تَجِدْ ... ذُخْرًا يَكُونُ كَصَالِحِ الأَعْمَالِ
[2] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ [3] : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَائِشَةَ قَالَ: قَالَ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى دِمَشْقٍ، فَإِذَا كَنِيسَةٌ، وَإِذَا الأَخْطَلُ فِي نَاحِيَتِهَا، فَسَأَلَ عَنِّي فَأُخْبِرَ، فَقَالَ، يَا فَتَى إِنَّ لَكَ شَرَفًا وَمَوْضِعًا، وَإِنَّ الْأُسْقُفَ قَدْ حَبَسَنِي، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَهُ وَتُكَلِّمَهُ فِي إِطْلاقِي، قُلْتُ:
نَعَمْ، فَذَهَبْتُ إِلَى الأُسْقُفِّ، فَقَالَ لِي: مَهْلا، أُعِيذُكَ باللَّه أَنْ تَكَلَّمَ فِي مِثْلِ هَذَا، فَإِنَّهُ ظَالِمٌ يَشْتِمُ النَّاسَ وَيَهْجُوهُمْ، فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَامَ مَعِي، فدخل
__________
[ () ] البطليوسي 1/ 315 و 355 و 361 و 371 و 496 و 2/ 25 و 59 و 87 و 121 و 228 و 265 و 295 و 340 و 365 و 426 و 427، والمنازل والديار 1/ 140 و 167 و 325 و 336، ووفيات الأعيان 1/ 321 و 324 و 325 و 432 و 2/ 248 و 4/ 436 و 6/ 279 و 309، والتذكرة الحمدونية 1/ 202 و 361 و 2/ 115 و 425 و 437 و 443 و 479، ومعجم الشعراء في لسان العرب 40- 42 رقم 19، والمعرفة والتاريخ 2/ 596، وتاريخ الطبري 7/ 290، وجمهرة أنساب العرب 305، والكامل في التاريخ 4/ 310 و 311 و 317 و 319 و 321 و 5/ 306، والعقد الفريد 3/ 132 و 5/ 296 و 297 و 322 و 386 و 6/ 339 و 349، والحماسة البصرية 2/ 419، والبرصان والعرجان 153 و 301، وخزانة الأدب 1/ 459، وقد نشر ديوانه الأب أنطون صالحاني مع تكملة له.
[1] في الأصل «افتخرت» والتصويب من طبقات الشعراء وغيره.
[2] البيتان في ديوان الأخطل 248، والحماسة البصرية 2/ 419، وتاريخ الطبري 6/ 186 ونسبهما لابن مقبل، والتذكرة الحمدونية 1/ 202 رقم 482، والثاني منهما في: طبقات الشعراء لابن سلام 1/ 493، والأغاني 8/ 310، وتاريخ دمشق 14/ 73 ب و 77 أ، والكامل في الأدب للمبرّد 2/ 14 وقد نسبه للخليل بن أحمد الفراهيدي.
[3] في طبقات الشعراء 1/ 490، والخبر أيضا في الأغاني 8/ 309، 310.(6/285)
الْكَنِيسَةَ فَجَعَلَ يَتَوَعَّدُهُ وَيَرْفَعُ عَلَيْهِ الْعَصَا، وَيَقُولُ: تَعُودُ، وَهُوَ يَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: لا، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا مَالِكٍ، تَهَابُكَ الْمُلُوكُ وَتُكْرِمُكَ الْخُلَفَاءُ، وَذِكْرُكَ فِي النَّاسِ [1] ، فَقَالَ: إِنَّهُ الدِّينُ، إنّه الدّين.
وعن أبي عبيدة قَالَ: لَمَّا أَنْشَدَ الأَخْطَلُ كَلِمَتَهُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا:
شُمْسُ الْعَدَاوَةِ حَتَّى يُسْتَقَادَ لَهُمْ ... وَأَعْظَمُ النَّاسِ أَحْلامًا إِذَا قَدَرُوا
[2] قَالَ: خُذْ بِيَدِهِ يَا غُلامُ فَأَخْرِجْهُ ثُمَّ أَلْقِ عَلَيْهِ مِنَ الْخِلَعِ مَا يَغْمُرُهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ شَاعِرًا، وَإِنَّ شَاعِرَ بَنِي أُمَيَّةَ الأَخْطَلُ، فَمَرَّ بِهِ جَرِيرٌ فَقَالَ:
كَيْفَ تَرَكْتَ خَنَازِيرَ أُمِّكَ؟ قَالَ: كَثِيرَةٌ، وَإِنْ أَتَيْتَنَا قريناك منها، قال: فكيف تَرَكْتَ أَعْيَارَ أُمِّكَ؟ قَالَ: كَثِيرَةٌ، وَإِنْ أَتَيْتَنَا حَمَلْنَاكَ عَلَى بَعْضِهَا [3] .
وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: دَخَلَ الأَخْطَلُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ: ويحك، صِفْ لِيَ السُّكْرَ، قَالَ: أَوَّلُهُ لَذَّةٌ، وَآخِرُهُ صُدَاعٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ سَاعَةٌ لا أَصِفُ لَكَ مَبْلَغَهَا، فقال: ما مبلغها؟ قال: لملك يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَهْوَنُ [عَلَيَّ] [4] مِنْ شِسْعِ نَعْلِي، وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
إِذَا مَا نَدِيمِي عَلَّنِي ثُمَّ عَلَّنِي ... ثَلاثَ زُجَاجَاتٍ لَهُنَّ هَدِيرُ
خَرَجْتُ أَجُرُّ الذَّيْلَ حَتَّى كَأَنِّي ... عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أمير
209- (أرقم بن شرحبيل) [5]- ق- الأوديّ الكوفيّ.
__________
[1] في طبقات الشعراء لابن سلام: «وذكرك في الناس عظيم أمره» .
[2] الأغاني 8/ 301 و 305.
[3] الأغاني 8/ 306.
[4] ما بين الحاصرتين إضافة من نسخة حيدرآباد.
[5] انظر عن (أرقم بن شرحبيل) في:
طبقات ابن سعد 6/ 177، وطبقات خليفة 147، والتاريخ الكبير 2/ 46 رقم 1637، والمعرفة والتاريخ 1/ 451 و 452 و 509، وتاريخ الطبري 3/ 196، والجرح والتعديل 2/ 310 رقم 1161، والثقات لابن حبّان 4/ 54، والكامل في ضعفاء الرجال 1/ 409، وتهذيب الكمال 2/ 314، 315 رقم 299، والكاشف 1/ 55 رقم 248، والمغني في الضعفاء 1/ 65 رقم 509، وميزان الاعتدال 1/ 171 رقم 691، وتهذيب التهذيب 1/ 198، 199 رقم 374، وتقريب التهذيب 1/ 51 رقم 340، وخلاصة تذهيب التهذيب 45.(6/286)
أَخَذَ عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَصَحِبَ ابْنَ عَبَّاسٍ إِلَى الشَّامِ.
رَوَى عَنْهُ: أَخُوهُ هُزَيْلُ [1] بْنُ شُرَحْبِيلَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعيُّ، وَأَبُو قَيْسٍ الأَوْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ [2] بْنُ أَبِي السَّفَرِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
وقال أبو زرعة: كوفيّ ثقة.
210- (أسلم بن يزيد) [4]- د ت ق [5]- أبو عمران التّجيبيّ المصريّ، مَوْلَى عُمَيْرِ [6] بْنِ تَمِيمٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَصَفِيَّةَ أُمَّيِ المؤمنين، وجماعة.
وعنه: سعيد بن أبي هلال، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد الله بن عياض.
وكان وجيها في مصر، وكانت الأمراء يسألونه.
وثقه النسائي.
- (أسير بن جابر) [7]- خ م- وَيُقَالُ يُسَيْرُ.
سَيَأْتِي، وَقَدْ تقدّم.
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 338 «هذيل» بالذال، وهو تحريف.
[2] في طبعة القدسي 3/ 338 «عبيد» وهو تصحيف.
[3] في طبقاته 6/ 177.
[4] انظر عن (أسلم بن يزيد) في:
التاريخ الكبير 2/ 24 رقم 1568، وتاريخ الثقات للعجلي 63 رقم 79، والمعرفة والتاريخ 2/ 494، والجرح والتعديل 2/ 307 رقم 1146، والثقات لابن حبّان 4/ 46، ومشاهير علماء الأمصار له 122 رقم 954، وتهذيب الكمال 2/ 528، 529 رقم 405، والكاشف 1/ 608 رقم 341، وتهذيب التهذيب 1/ 265 رقم 499، وتقريب التهذيب 1/ 64 رقم 463، وخلاصة تذهيب التهذيب 31.
[5] في الأصل وطبعة القدسي 3/ 338 «ق» والتصحيح من نسخة حيدرآباد.
[6] في الأصل وطبعة القدسي 3/ 338 «عمر» والتصحيح من نسخة حيدرآباد.
[7] تقدّمت ترجمته في الطبقة الماضية من هذا الجزء، باسم «يسير بن جابر» وقد حشدنا مصادرها هناك.(6/287)
211- (الأَغَرُّ أَبُو مُسْلِمٍ الْمَدَنِيُّ) [1]- م تم- نَزِيلُ الْكُوفَةِ.
عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ وَكَانَا اشْتَرَكَا فِي عِتْقِهِ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ، وأبو إسحاق، وطلحة بن مصرّف، وعطاء ابن السَّائِبِ، وَجَمَاعَةٌ.
وَأَمَّا (أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرُّ) ففي الكنى.
212- أنس بن مالك [2] ع ابْنُ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمَ بْنِ زَيْدِ بْن حَرَامِ بْن جُنْدُب بْن عَامِرِ بْن غَنْمِ بن
__________
[1] انظر عن (الأغرّ المدني) في:
التاريخ لابن معين 2/ 420، والتاريخ الكبير 2/ 44 رقم 1630، وتاريخ الثقات 71 رقم 111، والجرح والتعديل 2/ 308 رقم 1152، والثقات لابن حبّان 4/ 53، ورجال صحيح مسلم 2/ 240 رقم 1592، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 48 رقم 181، وتهذيب الكمال 3/ 317، 318 رقم 544، والكاشف 1/ 85 رقم 462، وتهذيب التهذيب 1/ 365، 366 رقم 665، وتقريب التهذيب 1/ 82 رقم 620، وخلاصة تذهيب التهذيب 39.
[2] انظر عن (أنس بن مالك) في:
طبقات ابن سعد 7/ 17- 26، وطبقات خليفة 91 و 186، وتاريخ خليفة 99 و 107 و 123 و 259 و 265 و 306، ومعرفة الرجال 1/ 167، 168 رقم 933، والتاريخ لابن معين 2/ 43- 45، ومسند أحمد 3/ 98، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 215 و 1748 و 2088 و 2717 و 5301 و 5528 و 5924، والتاريخ الصغير 91 و 102، والتاريخ الكبير 2/ 27، 28 رقم 1579، وتاريخ الثقات للعجلي 73 رقم 119، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 79 رقم 3، والمحبّر لابن حبيب 301 و 344 و 379، والمعارف 372 و 610، والعلل لابن المديني 47 و 51 و 53 و 60 و 63 و 73 و 80 والسير والمغازي لابن إسحاق 94 و 96 و 265 و 272 و 296 و 330، والمغازي للواقدي 280 و 310 و 350 و 569 و 570 و 707 و 897 و 903 و 1026 و 1058، والمعرفة والتاريخ 1/ 506- 508 وانظر فهرس الأعلام 3/ 455، 456، وتاريخ أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام) 2/ 816، وأنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) 1/ 619 و 4/ ق 1/ 407 و 486 و 487 و 4/ 106 و 5/ 188 و 279، والأخبار الطوال 118 و 130 و 323 و 328، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 3 و 21 و 24 و 25 و 42 و 55 و 157 و 3/ 243 و 244، وتاريخ اليعقوبي 2/ 272، والزاهر للأنباري 2/ 239 و 274، والأخبار الموفقيّات 328، 329، والبرصان والعرجان (انظر فهرس الأعلام) 399، والبيان والتبيين للجاحظ 1/ 308، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 187، والجرح والتعديل 2/ 286 رقم 1036، ورجال صحيح مسلم 1/ 65، 66 رقم 89، ورجال صحيح البخاري 1/ 86، 87 رقم 93،(6/288)
عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، أَبُو حَمْزَةَ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ الخزرجيّ، خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتًا.
رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا كَثِيرًا، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَأُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ، وَأَبِي طَلْحَةَ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأُمِّهِ أُمِّ سُلَيْمٍ، وَخَالَتِهِ أَمِّ حَرَامٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَطَائِفَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ، وَابْنُ سِيرِينَ، والشّعبيّ، ومكحول، وعمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبُو قِلابَةَ، وَطَائِفَةٌ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ، ثُمَّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقَتَادَةُ، وَثَابِتٌ، وَالزُّهْرِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
__________
[ () ] والثقات لابن حبّان 3/ 4، ومشاهير علماء الأمصار له، رقم 215، وجمهرة أنساب العرب 351، 352 و 360، والزهد لابن المبارك (انظر فهرس الأعلام) - ص (هـ) ، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 100، ومروج الذهب 1756 و 2214، والبدء والتاريخ 5/ 117، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 149 أ، والمستدرك على الصحيحين له 3/ 573، والولاة والقضاة للكندي 516 و 576، والاستيعاب 1/ 108، وطبقات الفقهاء للشيرازي 44 و 46 و 51 و 52 و 53 و 65 و 86 و 87 و 88 و 139، وعيون الأخبار 1/ 246 و 2/ 316، ونشوار المحاضرة 6/ 96- 100، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 35، 36 رقم 135، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 3/ 76 أوما بعدها، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 142- 153، والمرصّع لابن الأثير 77، وأسد الغابة 1/ 127- 129، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 41، وجامع الأصول 9/ 88، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 127، 128 رقم 71، ونهاية الأرب 21/ 319، وتهذيب الكمال 3/ 353- 378 رقم 568، وتحفة الأشراف 1/ 80- 450 رقم 20، والعبر 1/ 107، وتذكرة الحفّاظ 1/ 42، وسير أعلام النبلاء 3/ 395- 406 رقم 62، والكاشف 1/ 88 رقم 483، والمعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 14، ومرآة الجنان 1/ 182، والبداية والنهاية 9/ 88- 92، ودول الإسلام 1/ 64، وتاريخ حلب للعظيميّ (انظر فهرس الأعلام) 414، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 57، ووفيات الأعيان 1/ 250 و 366 و 2/ 194 و 195 و 392 و 400 و 4/ 181 و 182 و 310 و 5/ 281 و 406 و 6/ 80 و 279، وفوات الوفيات 2/ 29 و 3/ 133 و 134، والتذكرة الحمدونية 1/ 41 و 54 و 208 و 2/ 94 و 174 و 175 و 230 و 273 و 470، وغاية النهاية 1/ 172 رقم 803، ومجمع الزوائد 9/ 325، والوافي بالوفيات 9/ 411- 416 رقم 4342، والفصل لابن حزم 4/ 152، وتدريب الراويّ 2/ 217، وتهذيب التهذيب 1/ 376- 379 رقم 690، وتقريب التهذيب 1/ 84 رقم 644، والنجوم الزاهرة 1/ 224، وخلاصة تذهيب التهذيب 35، وشذرات الذهب 1/ 100، 101.(6/289)
الأَنْصَارِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَآخَرُونَ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ، وَعُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ، وَكَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَنَاسٌ قَلِيلٌ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ الَّتِي انْقَرَضَتْ بَعْدَ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ، لَكِنْ لَيْسَ فِيهَا مَنْ يُحتَجُّ بِهِ.
وَرَوَى عَنْهُ بَعْدَهُمْ نَاسٌ مُتَّهَمُونَ بِالْكَذِبِ كَخِرَاشٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ هُدْبَةَ، وَدِينَارٍ أَبُو مُكَيَّسٍ، حَدَّثُوا فِي حُدُودِ الْمِائَتَيْنِ.
فَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَنَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَقْلَةٍ أَجْتَنِيهَا [1] ، يَعْنِي حَمْزَةَ.
وَفِي «الصَّحِيحِ» ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ، وَكَانَ أُمَّهَاتِي يَحْثُثْنَنِي عَلَى خِدْمَتِهِ [2] .
وَقَالَ عَلِيّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ- وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ-، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، فَأَخَذَتْ أُمِّي بِيَدِي، فَانْطَلَقَتْ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ رَجُلٌ وَلا امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلا وَقَدْ أَتْحَفَكَ بِتُحْفَةٍ، وَإِنِّي لا أَقْدِرُ عَلَى مَا أُتْحِفُكَ بِهِ، إِلا ابْنِي هَذَا، فَخُذْهُ فَلْيَخْدُمْكَ مَا بَدَا لَكَ، فَخَدَمْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرُ سِنيِنَ، فَمَا ضَرَبَنِي وَلا سَبَّنِي سَبَّةً، وَلا عَبَسَ فِي وَجْهِي.
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ [3] بِأَطْوَلِ مِنْ هَذَا.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي أَنَسٌ قَالَ: جَاءَتْ بِي أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَزَّرَتْنِي بِنِصْفِ خِمَارِهَا وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ، فَقَالَتْ: هَذَا أُنَيْسٌ ابْنِي أَتَيْتُكَ بِهِ يَخْدُمُكَ، فَادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَقَالَ: «اللَّهمّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ» . قال أنس: فو الله إِنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ وَإِنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي يتعادّون على نحو من مائة اليوم [4] .
__________
[1] أخرجه الترمذي (3918) والطبراني في المعجم الكبير 1/ 239 رقم (656) ، والنووي في تهذيب الأسماء 1/ 127.
[2] أخرجه مسلم (2029) وأحمد في المسند 3/ 110، وابن سعد في الطبقات 7/ 19.
[3] انظر نصوصه متفرّقة في سننه (589) و (2678) و (2698) ، وما ذكره المؤلّف هنا هو لأبي يعلى، انظر: مجمع الزوائد الهيثمي 1/ 271، 272، وتاريخ دمشق 3/ 78 ب.
[4] أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (143/ 2481) باب من فضائل أنس بن مالك.(6/290)
وَرَوَى نَحْوَهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ.
وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَسٌ خَادِمُكَ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَقَالَ: «اللَّهمّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ» ، فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ وَلَدِي أَنَّهُ دُفِنَ مِنْ وَلَدِي وَوَلَدِ وَلَدِي أَكْثَرُ مِنْ مِائَةٍ [1] . وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَأَطِلْ حَيَاتَهُ» فاللَّه أَكْثَرَ مَالِي حَتَّى أَنَّ كَرْمًا لِي لَيَحْمِلُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ، وَوُلِدَ لِصُلْبِي مِائَةٌ وَسِتَّةٌ [2] .
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، ثنا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ [3] ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَضِيُّ، ثنا أَبُو عَمْرٍو حَكِيمٌ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، فَقَالَ: «أَعِيدُوا تَمْرَكُمْ فِي وِعَائِكُمْ وَسَمْنَكُمْ فِي سِقَائِكُمْ فَإِنِّي صَائِمٌ» ، ثُمَّ قَامَ فِي نَاحِيَة الْبَيْتِ، فَصَلَّى بِنَا صَلاةً غَيْرَ مَكْتُوبَةٍ، فَدَعَا لأُمِّ سُلَيْمٍ وَلِأَهْلِ بَيْتِهَا، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يا رسول الله إِنَّ لِي خُوَيْصَةٌ، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ، فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلا دُنْيَا إِلا دَعَا لِي بِهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ ارْزُقْهُ مَالا وَوَلَدًا وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ» ، فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الأَنْصَارِ مَالا. وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أَمِينَةُ أَنَّهُ دُفِنَ مِنْ صُلْبِي إِلَى مَقْدَمِ الحجّاج البصرة تسعة وعشرون ومائة [4]
__________
[1] أخرجه البخاري في الدعوات 11/ 122 و 154، ومسلم في فضائل الصحابة (2480) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 3/ 80 أ.
[2] أخرجه البخاري في: الأدب المفرد 222، 223 رقم (653) باب من دعا بطول العمر، من طريق: عارم، عن سعيد بن زيد، عن سنان. وابن سعد في الطبقات 7/ 19، وابن عساكر 3/ 80 ب.
[3] في الأصل «السودزجاني» ، والتصحيح من اللباب 1/ 575 وقيّدها بضمّ السين وفتح الذال المعجمة وسكون الراء وفتح الجيم.. نسبة إلى سوذرجان من قرى أصبهان.
[4] أخرجه البخاري في الصوم 4/ 198، 199 باب: من زار قوما فلم يفطر عندهم، وهو في تهذيب الأسماء 1/ 127.(6/291)
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ [1] : ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَبِي خَلَدَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْعَالِيَةِ: سَمِعَ أَنَسٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: خَدَمَهُ عَشْرَ سِنِينَ، وَدَعَا لَهُ، وَكَانَ لَهُ بُسْتَانٌ يَحْمِلُ فِي السَّنَةِ الْفاكِهَةَ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَ فِيهَا رَيْحَانُ يَجِيءُ مِنْهُ رِيحُ الْمِسْكِ.
أَبُو خَلَدَةَ احْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثنا الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَوْلَى لِأَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ:
شَهِدْتَ بَدْرًا؟ فَقَالَ: لا أُمَّ لَكَ، وَأَيْنَ غِبْتُ عَنْ بَدْرٍ؟! قَالَ الأَنْصَارِيُّ: خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو غُلامٌ يَخْدُمُهُ.
وَقَدْ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ثُمَامَةَ قَالَ: قِيلَ لِأَنَسٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
قُلْتُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الْمَغَازِي قَالَ هَذَا [2] .
وَعَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ قَالَ: غَزَا أَنَسٌ ثَمَانِ غَزَوَاتٍ [3] .
وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِصَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ ابْنِ أُمِّ سُلَيْمٍ، يَعْنِي أَنَسًا [4] .
وَقَالَ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ: كَانَ أَنَسٌ أَحْسَنَ النَّاسِ صَلاةً فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ [5] .
وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ قَالَ: كَانَ أَنَسٌ يُصَلِّي حَتَّى تَقْطُرُ قَدَمَاهُ دَمًا مِمَّا يُطِيلُ الْقِيَامَ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا ثَابِتٌ قَالَ: جَاءَ قَيِّمُ أَرْضِ أَنَسٍ فَقَالَ:
عَطِشَتْ أَرَضُوكَ، فَتَرَدَّى [6] أَنَسٌ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْبَرِيَّةِ، ثُمَّ صَلَّى وَدَعَا، فَثَارَتْ
__________
[1] في جامعه الصحيح (3833) وهو في تهذيب الأسماء 1/ 128.
[2] وأقول: قول ابن سعد ليس في طبقاته، وهو في تاريخ دمشق 3/ 83 ب.
[3] تاريخ دمشق 3/ 84 ب.
[4] طبقات ابن سعد 7/ 20، 21.
[5] تاريخ دمشق 3/ 84 ب.
[6] أي لبس رداءه.(6/292)
سَحَابَةٌ وَغَشَتْ أَرْضَهُ وَمَطَرَتْ حَتَّى مَلأَتْ صِهْرِيَةً [1] لَهُ، وَذَلِكَ فِي الصَّيْفِ، فَأَرْسَلَ بَعْضَ أَهْلِهِ فَقَالَ: انْظُرْ أَيْنَ بَلَغَتْ، فَإِذَا هِيَ لَمْ تَعْدُ أَرْضَهُ إِلا يَسِيرًا [2] .
رَوَى نَحْوَهُ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ثُمَامَةَ [3] .
وَقَالَ هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنِي مَنْ صَحِبَ أَنَسًا قَالَ: لَمَّا أَحْرَمَ لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُكَلِّمَهُ حَتَّى حَلَّ من شدّة إبقائه عَلَى إِحْرَامِهِ [4] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَ إِلَى أنس بن مالك ليوجّهه على البحرين ساعيا، فدخل عليه عمر فقال: إنّي أردت أن أبعث هذا عَلَى الْبَحْرَيْنِ، وَهُوَ فَتًى شَابٌّ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: ابْعَثْهُ، فَإِنَّهُ لَبِيبٌ كَاتِبٌ، فَبَعَثَهُ، فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: هَاتِ مَا جِئْتَ بِهِ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْبَيْعَةُ أَوَّلا، فَبَسَطَ يَدَهُ [5] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
اسْتَعْمَلَنِي أَبُو بَكْرٍ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَدِمْتُ وَقَدْ مَاتَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَنَسٌ، أَجِئْتَنَا بِظَهْرٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: جِئْتَنَا بِالظَّهْرِ، وَالْمَالُ لَكَ. قُلْتُ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: وَإِنْ كَانَ، فَهُوَ لَكَ. وَكَانَ أَرْبَعَةَ آلافٍ [6] .
وَقَالَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَحِبْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَكَانَ يَخْدُمُنِي، وَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الأَنْصَارَ يَفْرَحُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ، فَلا أَرَى أَحَدًا مِنْهُمْ إِلا خَدَمْتُهُ [7] .
قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [8] : كَتَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بعد موت يزيد بن معاوية إلى
__________
[1] كذا في الأصل وطبعة القدسي 3/ 341 بمعنى الصهريج، كما في القاموس المحيط. وفي سير أعلام النبلاء 3/ 400 «صهريجه» .
[2] تاريخ دمشق 3/ 85 أوهو بأطول مما هنا.
[3] طبقات ابن سعد 7/ 21.
[4] طبقات ابن سعد 7/ 22، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 149.
[5] تاريخ دمشق 3/ 86 ب، التهذيب 3/ 150.
[6] تاريخ دمشق 3/ 86 ب، تهذيبه 3/ 150، 151.
[7] تاريخ دمشق 3/ 87 أ، تهذيبه 3/ 151.
[8] قال ابن عساكر في تاريخه 3/ 86 ب إن قول خليفة في الطبقات، وقد وهم في ذلك،(6/293)
أَنَسٍ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ بِالْبَصْرَةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا.
وَقَالَ الأَعْمَشُ: كَتَبَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، يَعْنِي لَمَّا آذَاهُ الْحَجَّاجُ: إِنِّي خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ النَّصَارَى أَدْرَكُوا رَجُلا خَدَمَ نَبِيَّهُمْ لأَكْرَمُوهُ [1] .
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ بِالْقَصْرِ، وَالْحَجَّاجُ يُعَرِّضُ النَّاسَ لَيَالِيَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَجَاءَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ [الْحَجَّاجُ] :
يَا خَبِيثُ جَوَّالٌ فِي الْفِتَنِ، مَرَّةً مَعَ عَلِيٍّ، وَمَرَّةً مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَمَرَّةً مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَسْتَأْصِلَنَّكَ كَمَا تُسْتَأْصَلُ الصَّمْغَةُ، وَلَأُجَرِّدَنَّكَ كَمَا يُجَرَّدُ الضَّبُّ. قَالَ: يَقُولُ أَنَسٌ: مَنْ يَعْنِي الأَمِيرُ؟ قَالَ: إِيَّاكَ أَعْنِي، أَصَمَّ اللَّهُ سَمْعَكَ، فَاسْتَرْجَعَ أَنَسٌ، وَشُغِلَ الْحَجَّاجُ، وَخَرَجَ أَنَسٌ، فَتَبِعْنَاهُ إِلَى الرَّحْبَةِ، فَقَالَ: لَوْلا أَنِّي ذَكَرْتُ وَلَدِي وَخَشِيتُهُ [2] عَلَيْهِمْ بَعْدِي لَكَلَّمْتُهُ بِكَلامٍ لا يَسْتَحْيِينِي بَعْدَهُ أَبَدًا [3] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ فِي الْخَيْلِ الَّذِينَ بَيَّتُوا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَكَانَ فِيمَنْ يُؤَلِّبُ عَلَى الْحَجَّاجِ، وَكَانَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَشْعَثِ، فَأَتَوْا بِهِ الْحَجَّاجَ، فَوَسَمَ فِي يَدِهِ: «عَتِيقُ الْحَجَّاجِ» [4] .
وَقَالَ الأَعْمَشُ: كَتَبَ أَنَسٌ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسع
__________
[ () ] والصحيح في تاريخه- ص 259 وهو باختصار: «ثم كتب (ابن الزبير) إلى أنس بن مالك يصلّي بالناس» .
[1] تاريخ دمشق 3/ 87 أ، وتهذيبه 3/ 151.
[2] في سير أعلام النبلاء 3/ 402 «خشيت» ، والمثبت يتفق مع تاريخ دمشق، وفيه «خشيته بعدي» ، وقد تحرّفت في معجم الطبراني من أغلاط الطباعة.
[3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 247 رقم (704) وفيه «لا يستجيبني» وهو تحريف.
وهو في تاريخ دمشق 3/ 87 أ، وتهذيبه 3/ 151، ومجمع الزوائد 7/ 274، وعلي بن زيد ضعيف.
[4] تاريخ دمشق 3/ 87 ب، تهذيبه 3/ 151(6/294)
سِنِينَ، وَإِنَّ الْحَجَّاجَ يُعَرِّضُنِي لِحَوَكَةِ [1] الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: يَا غُلامُ، أُكْتُبْ إِلَيْهِ:
وَيْلَكَ قَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يُصْلَحَ عَلَى يَدِكَ [2] أَحَدٌ، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا. فَقُمْ إِلَى أَنَسٍ حَتَّى تَعْتَذِرَ إِلَيْهِ، قَالَ الرَّسُولُ: فَلَمَّا جِئْتُهُ قَرَأَ الْكِتَابَ ثُمَّ قَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ بِمَا هُنَا؟ قُلْتُ: إِيْ وَاللَّهِ، وَمَا كَانَ فِي وَجْهِهِ أَشَدُّ مِنْ هَذَا، قَالَ: سَمْعٌ وَطَاعَةٌ، فَأَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَعْلَمْتُهُ، فَأَتَيْتُ أَنَسًا، فَقُلْتُ: أَلا تَرَى قَدْ خَافَكَ، وَأَرَادَ أَنْ يَقُومَ إِلَيْكَ، فَقُمْ إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى دَنَا مِنْهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ غَضِبْتَ؟ قَالَ: [كَيْفَ لا] [3] أَغْضَبُ؟
تُعَرِّضُنِي لِحَوَكَةِ الْبَصْرَةِ قَالَ: إِنَّمَا مِثْلِي وَمِثْلُكَ كَقَوْلِ الَّذِي قَالَ: «إِيَّاكَ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَةُ» ، أَرَدْتُ أَنْ لا يَكُونَ لِأَحَدٍ عَلَيَّ مَنْطِقٌ [4] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَبْرَصَ، وَبِهِ وَضَحٌ شَدِيدٌ، وَرَأَيْتُهُ يَأْكُلُ، فَيَلْقَمُ لُقَمًا كِبَارًا [5] .
وَقَالَ عَفَّانُ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: يَقُولُونَ: لا يَجْتَمِعُ حُبُّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ، وَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ حُبَّهُمَا فِي قُلُوبِنَا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا رَأَتْ أَنَسًا مُتَخَلِّقًا بِالْخَلُوقِ، وَكَانَ بِهِ بَرَصٌ، فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ لِأَهْلِهِ: لَهَذَا أَجْلَدُ مِنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ سَهْلٍ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لِي [6] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [7] : قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ: مَاتَ لِأَنَسٍ فِي طَاعُونِ الْجَارِفِ ثَمَانُونَ ابْنًا، وَيُقَالُ سَبْعُونَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ.
__________
[1] حوكة: جمع حائك.
[2] في تاريخ دمشق، وسير أعلام النبلاء «يدي» .
[3] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل ومن نسخة حيدرآباد، والإستدراك من تاريخ دمشق.
وفي سير أعلام النبلاء محذوفة كلها، وبدلها «نعم» .
[4] ذكره الحاكم في المستدرك 3/ 574 مختصرا، وهو بطوله في تاريخ دمشق 3/ 87 ب، وتهذيبه 3/ 151، 152.
[5] تاريخ دمشق 3/ 78 أ، تهذيبه 3/ 153.
[6] تاريخ دمشق 3/ 88 ب.
[7] في تاريخه 265، وهو في النجوم الزاهرة 1/ 182.(6/295)
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: ثنا عِمْرَانُ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: ضَعُفَ أَنَسٌ عَنِ الصَّوْمِ، فَصَنَعَ جَفْنَةً مِنْ ثَرِيدٍ، وَدَعَا ثَلاثِينَ مِسْكِينًا فَأَطْعَمَهُمْ [1] .
قُلْتُ: أَنَسٌ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِمَّنِ اسْتَكْمَلَ مِائَةَ سَنَةٍ بِيَقِينٍ، فَإِنَّهُ قَالَ:
قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ.
وَقَدْ قَالَ شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ [2] .
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا مُعْتَمِرٌ عَنْ حُمَيْدٍ: أَنَّ أَنَسًا مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ، وَكَذَا قَالَ قَتَادَةُ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ.
وَقَالَ الواقديّ: سنة اثنتين وتسعين، تَابَعَهُ مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنٍ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْمَدَائِنِيُّ، وَالْفَلَّاسُ، وَخَلِيفَةُ، وَقَعْنَبُ، وَغَيْرُهُمْ سَنَةَ ثَلاثٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: اخْتَلَفَ عَلَيْنَا مَشْيَخَتُنَا فِي سِنِّ أَنَسٍ، فَقَالَ بَعْضُهْم: بَلَغَ مِائَةً وَثَلاثَ سِنِينَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلَغَ مِائَةً وَسَبْعَ سِنِينَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ أَنَسٌ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَسَنَةٍ.
قُلْتُ: وَفِي الصَّحَابَةِ.
213- (أَنَسُ بن مالك الكعبيّ) [3]- 4- القشيريّ أبو أميّة.
__________
[1] تاريخ دمشق 3/ 88 ب. وانظر المعجم الكبير للطبراني 1/ 244 رقم (675) .
[2] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 250 رقم (718) من طريق: أحمد بن إبراهيم الموصلي، عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ.
[3] انظر عن (أنس بن مالك الكعبي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 45، وطبقات خليفة 58 و 184، والتاريخ الكبير 2/ 29 رقم 1581، والجرح والتعديل 2/ 286 رقم 1037، والثقات لابن حبّان 3/ 5، وجمهرة أنساب العرب 454، والاستيعاب 1/ 73، والمعجم الكبير للطبراني 1/ 262- 264 رقم 42، وتهذيب الكمال 3/ 378- 380 رقم 569، وتحفة الأشراف 1/ 450- 452 رقم 21، وأسد الغابة(6/296)
لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ لَفْظُهُ: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ شَطْرَ الصَّلاةِ [1] .
رَوَى عَنْهُ: أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَادَةَ الْقُشَيْرِيُّ.
حديثه في السّنن.
214- (أوس بن ضمعج) [2]- م 4- الحضرميّ، ويقال النّخعيّ الكوفيّ.
__________
[1] / 126، 127، والكاشف 1/ 88 رقم 484، والوافي بالوفيات 9/ 420 رقم 4350، والنكت الظراف 1/ 450- 452، والإصابة 1/ 72 رقم 278، وتهذيب التهذيب 1/ 379 رقم 691، وتقريب التهذيب 1/ 85 رقم 645، وخلاصة تذهيب التهذيب 41.
[1] الحديث أخرجه الأربعة: أبو داود في الصيام (2408) باب اختيار الفطر، والترمذي في الصيام (711) باب ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع، وابن ماجة (1667) وبعضه في الأطعمة (3299) ، والنسائي 2/ 180- 182 من طرق كثيرة.
وقد حسّنه الترمذيّ، ورواه أيضا: عبد الرزاق في المصنّف (14478، وابن خزيمة في صحيحه (2042) و (2043) و (2044) ، والفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 471، والبخاري في تاريخه 2/ 29، وابن سعد في طبقاته 7/ 45 والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 231، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 262- 264 رقم (762) و (763) و (764) و (765) و (766) و (767) ، ورواه النسائي أيضا في المجتبى 2/ 180- 182 و 8/ 308، وأحمد في المسند 4/ 347 و 5/ 29، وعبد بن حميد، والطحاوي، والبغوي في المصابيح، باب صوم المسافر، والماوردي، وابن قانع، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، والمزّي في تهذيب الكمال، وابن عبد البرّ في الاستيعاب، وغيره.
وهو بأطول مما هنا وبألفاظ مختلفة، منها ما رواه الطبراني (766) قال: حدّثنا عمرو بن الطاهر بن السرح المصري، حدّثنا يوسف بن عديّ، حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن أشعث، عن ابن سوادة القشيري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: أغارت علينا خيل لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو يأكل فقال:
«اجلس فأصب من طعامنا» فقلت: إني صائم. فقال: «اجلس أحدّثك عن الصلاة وعن الصيام، إنّ الله وضع شطر الصلاة عن المسافر ووضع الصيام عن المسافر وعن المرضع» . فلمت نفسي ألا أكون أكلت من طعام رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
[2] انظر عن (أوس بن ضمعج) في:
طبقات ابن سعد 6/ 213، وتاريخ خليفة 273، وطبقات خليفة 146، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 210، 211 رقم 703، والتاريخ الكبير 2/ 17، 18 رقم 1543، وتاريخ الثقات للعجلي 74 رقم 121، والمعرفة والتاريخ 1/ 449، 450، وأنساب الأشراف 1/ 10، ورجال صحيح مسلم 1/ 71 رقم 99، والجرح والتعديل 2/ 304 رقم 1130، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 797، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 46 رقم 172، وتهذيب الكمال 3/ 390- 392 رقم 579، والكاشف 1/ 89 رقم 494، وتهذيب التهذيب 1/ 383 رقم 701، وتقريب التهذيب 1/ 85، 86 رقم 655، وخلاصة تذهيب التهذيب 41،(6/297)
عن: سلمان، وَأَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، وَعَائِشَةَ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعيُّ، وَابْنُهُ عِمْرَانُ بْنُ أَوْسٍ.
قَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: كَانَ مِنَ الْقُرَّاءِ الأُوَلِ، وَذُكِرَ لَهُ فَضْلا، وَأَثْنَى عَلَيْهِ شُعْبَةُ.
رَوَى لَهُ الْخَمْسَةُ حَدِيثًا وَاحِدًا فِي الإِمَامَةِ [1] .
215- (أَوْسَطُ البجليّ الحمصيّ) [2]- ق بخ- ابن إسماعيل، وَقِيلَ: ابْنُ عَامِرٍ، وَقِيلَ: ابْنُ عَمْرٍو.
نَزَلَ دمشق، وروى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ.
وعنه: سليم بن عامر الخبائريّ، ولقمان بن عامر، وحبيب بن عبيد.
له حديث واحد في سؤال العافية، عَنِ الصِّدِّيقِ [3] .
__________
[ () ] والوافي بالوفيات 9/ 448 رقم 4397.
وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة الثامنة من الجزء السابق.
[1] رواه مسلم (673) ، وأبو داود (582) و (583) و (584) ، والترمذي (235) ، والنسائي 2/ 76، وابن ماجة (980) ، ولم يروه البخاري. والحديث من طريق: المسعودي، عن إسماعيل بن رجاء، عن أوس بن ضمعج، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «ليؤمّكم أقرؤكم لكتاب الله، وأقدمكم قراءة للقرآن. فإن كانت قراءتكم سواء، فأقدمكم هجرة، فإن كانت هجرتكم سواء، فأقدمكم سنّا، ولا يؤمّنّ رجل رجلا في سلطانه، ولا في أهله، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه» . وتكرمته: فراشه.
[2] انظر عن (أوسط البجلي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 441، وطبقات خليفة 308، والتاريخ الكبير 2/ 64 رقم 1697، وتاريخ الثقات للعجلي 74 رقم 123، والجرح والتعديل 2/ 346 رقم 1315، وتهذيب الكمال 3/ 394، 395 رقم 581، والكاشف 1/ 90 رقم 496، والاستيعاب 1/ 123، وأسد الغابة 1/ 151، وتهذيب التهذيب 1/ 384، 385 رقم 704، وتقريب التهذيب 1/ 86 رقم 658، وخلاصة تذهيب التهذيب 45.
[3] أخرجه أحمد في المسند 1/ 7، والبخاري في الأدب المفرد 244 رقم 725 باب من سأل الله العافية، من طريق: سويد بن حجير قال: سمعت سليم بن عامر، عن أوسط بن إسماعيل، قال: سمعت أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: قام النبيّ صلى الله عليه وسلّم عام أول مقامي هذا- ثم بكى أبو بكر- ثم قال: «عليكم بالصدق، فإنّه مع البرّ، وهما في(6/298)
216- (أَيْمَنُ الْحَبَشِيُّ) [1]- خ- مَوْلَى عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لهب الهاشميّ، وعتيق ابن مَخْزُومٍ، وَهُوَ وَالِدُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ.
رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَسَعْدٍ، وَجَابِرٍ. لم يرو عنه إلا ابنه.
قال أبو زرعة [2] : ثقة.
قلت: لم يخرج له إلا البخاري [3] .
217- (أيوب بن بشير) [4]- د ت- بْنِ سَعْدِ بْنِ النُّعْمَانِ الأَنْصَارِيُّ الْمُعَاوِيُّ الْمَدَنِيُّ أبو سليمان.
وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْسَلَ عَنْهُ، وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ.
وَتُوُهِّمَ أَنَّهُ أَخُو النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ.
وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو طُوَالَةَ، وَعَاصِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيُّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، شَهِدَ الْحَرَّةَ وَجُرِحَ بِهَا جِرَاحَاتٍ كَثِيرَةً، وَمَاتَ بَعْدَ ذلك.
__________
[ () ] الجنة. وإيّاكم والكذب، فإنّه مع الفجور، وهما في النار، وسلوا الله المعافاة، فإنه لم يؤت بعد اليقين خير من المعافاة. ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا»
[1] انظر عن (أيمن الحبشي) في:
التاريخ الكبير 2/ 25، 26 رقم 1573، والجرح والتعديل 2/ 318 رقم 1207، ورجال صحيح البخاري 1/ 93 رقم 104، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 41 رقم 154، وتهذيب الكمال 3/ 451 رقم 600، والكاشف 1/ 92 رقم 513، والعقد الثمين 3/ 343، وميزان الاعتدال 1/ 284 رقم 1059، وتهذيب التهذيب 1/ 394 رقم 726، وتقريب التهذيب 1/ 88 رقم 681، وخلاصة تذهيب التهذيب 42.
[2] قوله في الجرح والتعديل 2/ 318.
[3] خرّج له في تاريخه حديث: «يقطع السارق في ثمن المجنّ فما فوقه، وثمنه يومئذ دينار» .
[4] انظر عن (أيوب بن بشير) في:
طبقات ابن سعد 5/ 79، وطبقات خليفة 248 و 254، والتاريخ الكبير 1/ 407، 408 رقم 1304، والمعرفة والتاريخ 1/ 381 و 3/ 3327، وأنساب الأشراف 1/ 546، والجرح والتعديل 2/ 242 رقم 858، والثقات لابن حبّان 6/ 56، ومشاهير علماء الأمصار له، رقم 482، وفي الإكمال لابن ماكولا: قال بعضهم «بشر» ، وتهذيب الكمال 3/ 453- 445 رقم 603، والكاشف 1/ 92 رقم 515، وتهذيب التهذيب 1/ 396 رقم 729، وتقريب التهذيب 1/ 88 رقم 684، وخلاصة تذهيب التهذيب 42.(6/299)
218- (أيّوب بن خالد) [1]- م ت ن- بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ الْمَدَنِيُّ، نَزِيلُ بَرْقَةَ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَجَابِرٍ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: عُمَرُ مَوْلَى عَفْرَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ.
وَهُوَ رَاوِي حَدِيثِ: «خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ [2] يَوْمَ السَّبْتِ» الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] . 219- (أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ) [4] بْنِ مَرْوَانَ.
وَلِيَ غَزْوَ الصَّائِفَةَ، وَرَشَّحَهُ أَبُوهُ لِوِلايَةِ الْعَهْدِ، فَمَاتَ قَبْلَ أَبِيهِ بِأَيَّامٍ.
وَفِيهِ يَقُولُ جَرِيرٌ [5] :
إِنَّ الإِمَامَ الَّذِي تُرْجَى نَوَافِلُهُ ... بَعْدَ الإِمَامِ وليّ العهد أيّوب
__________
[1] انظر عن (أيوب بن خالد) في:
التاريخ الكبير 2/ 412 رقم 1314، والجرح والتعديل 2/ 245 رقم 874، ورجال صحيح مسلم 1/ 64، 65 رقم 88، والثقات لابن حبّان 6/ 54، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 35 رقم 134، وتهذيب الكمال 3/ 468- 470 رقم 612، والكاشف 1/ 93 رقم 521، وتهذيب التهذيب 1/ 401 رقم 739، وتقريب التهذيب 1/ 89 رقم 694، وخلاصة تذهيب التهذيب 43، وتعجيل المنفعة 64.
[2] في الأصل «التوبة» والتصحيح من صحيح مسلم.
[3] في صفات المنافقين وأحكامهم (2789) وفي صفة القيامة والجنة والنار، باب ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام. ورواه أحمد في المسند 2/ 327، والنسائي في السنن، كتاب التفسير، والبيهقي في الأسماء والصفات 1/ 58، 59، واختصره البخاريّ في تاريخه 1/ 413 وقال: قال بعضهم عن أبي هريرة عن كعب وهو أصحّ.
[4] انظر عن (أيّوب بن سليمان بن عبد الملك) في:
المحبّر لابن حبيب 477، والبيان والتبيين 4/ 58، ونسب قريش 165، والمعارف 361، وتاريخ خليفة 319، والمعرفة والتاريخ 1/ 572، 573، وتاريخ الطبري 6/ 451 و 351 و 532 و 545، وجمهرة أنساب العرب 85 و 110، والعقد الفريد 2/ 330 و 3/ 257 و 303 و 309 و 311، ومروج الذهب 2167، والبدء والتاريخ 6/ 46، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 206، والكامل في التاريخ 4/ 546 و 5/ 28 و 36، ونهاية الأرب 21/ 353، ووفيات الأعيان 1/ 223، والوافي بالوفيات 10/ 45- 47 رقم 4486، والكامل في الأدب للمبرّد 4/ 53، ومعجم بني أميّة 15.
[5] في ديوانه 34.(6/300)
[حرف الباء]
220- (بجالة بن عبدة) [1]- خ د ت ن- التميميّ العنبريّ البصريّ، كَاتِبُ جَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعَنْ كِتَابِ عُمَرَ فِي الْمَجُوسِ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَقُشَيْرُ بْنُ عَمْرٍو، وَقَتَادَةُ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [2] ، وَذَكَرَهُ الحافظ [3] في نسّاك أهل البصرة.
__________
[1] انظر عن (بجالة بن عبدة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 130، وطبقات خليفة 194، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 171، والتاريخ الكبير 2/ 146 رقم 1997 (وفيه بجالة بن عبد.. أو عبد بن بجالة) ، وتاريخ أبي زرعة 1/ 511، والجرح والتعديل 2/ 437 رقم 1737 (وفيه بجالة بن عبد) ، والثقات لابن حبان 4/ 83 وفيه (بجالة بن عبد) ، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني 88، ورجال صحيح البخاري 1/ 122، 123 رقم 150، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 63 رقم 237، وتهذيب الكمال 4/ 8، 9 رقم 637، والكاشف 1/ 96 رقم 542، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 434، وتهذيب التهذيب 1/ 417، 418 رقم 771، وتقريب التهذيب 1/ 93 رقم 3، وخلاصة تذهيب التهذيب 54، والوافي بالوفيات 10/ 77 رقم 4513، والإصابة 1/ 170 رقم 761.
وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة الثامنة من الجزء السابق.
[2] في تاريخه 1/ 511، وفي الجرح والتعديل 2/ 437.
[3] في تهذيب الكمال 4/ 9 «الجاحظ» .(6/301)
221- بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ [1] مَوْلَى بَنِي الْحَضْرَمِيِّ السَّيِّدُ الْعَابِدُ الْفَقِيهُ.
رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَطَائِفَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: بُكَيْرٌ، وَيَعْقُوبُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَقَبْلَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُنْقَطِعِينَ وَالزُّهَّادِ، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَوَرَدَ أَنَّ الْوَلِيدَ سَأَلَ عُمَرَ بن عبد العزيز: من أفضل أهل المدينة؟
قَالَ: مَوْلَى لِبَنِي الْحَضْرَمِيِّ يُقَالُ لَهُ بُسْرٌ.
وَقِيلَ: إِنَّ رَجُلا وَشَى عَلَى بُسْرٍ عِنْدَ الْوَلِيدِ بِأَنَّهُ يَعِيبُكُمْ، فَأَحْضَرَهُ وَسَأَلَهُ، فَقَالَ: لِمَ أَقُلْهُ، واللَّهمّ إِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَأرِنِي بِهِ آيَةً، فَاضْطَرَبَ الرَّجُلُ حَتَّى مَاتَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ مائة.
__________
[1] انظر عن (بسر بن سعيد) في:
طبقات ابن سعد 5/ 281 و 282، وتاريخ خليفة 321، وطبقات خليفة 255، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 4255، والتاريخ الصغير 107، والتاريخ الكبير 2/ 123، 124 رقم 1914، وتاريخ الثقات للعجلي 79 رقم 145، والمعرفة والتاريخ 1/ 422 و 581 و 2/ 441 و 800 و 3/ 392، وتاريخ أبي زرعة 1/ 419 و 420 و 479 و 644 و 645 و 2/ 727، والعلل لابن المديني 49 رقم 45، وتاريخ الطبري 4/ 378، والجرح والتعديل 2/ 423 رقم 1680، والثقات لابن حبّان 4/ 78، 79، ومشاهير علماء الأمصار له، رقم 545، ورجال صحيح مسلم 1/ 96 رقم 163، ورجال صحيح البخاري 1/ 118 رقم 143، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 56 رقم 216، والمراسيل 19 رقم 28، وتهذيب الكمال 4/ 72- 75 رقم 668، والكامل في التاريخ 5/ 55، والكاشف 1/ 99 رقم 568، وسير أعلام النبلاء 4/ 594، 595 رقم 233، والعبر 1/ 119، وتهذيب التهذيب 1/ 437، 438 رقم 800، وتقريب التهذيب 1/ 97 رقم 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 47، ودول الإسلام 1/ 69، ومرآة الجنان 1/ 208، والبداية والنهاية 9/ 93 وفيه (بشر) .
[2] في الطبقات 5/ 282.(6/302)
وَقَالَ مَالِكٌ: مَاتَ بُسْرٌ وَمَا خَلَّفَ كَفَنًا [1] .
222- (بسر بن محجن) [2]- ن- الدّيليّ المدنيّ.
روى عن: أبيه في صلاة الجماعة.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدِيثَهُ فِي «الْمُوَطَّأِ» .
وَالأَصَحّ أَنَّهُ بِشْرٌ بِالْكَسْرِ، وَشِينٍ مُعْجَمَةٍ [3] .
وَقَالَ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ: بِالضَّمِّ وَالإِهْمَالِ.
223- (بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ) [4]- ع- أبو الشّعثاء البصريّ.
عَنْ: بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَّةِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَهُ عنه صحيفة [5] .
__________
[1] الثقات لابن حبّان 4/ 79.
[2] انظر عن (يسر بن محجن) في:
التاريخ الكبير 2/ 124 رقم 1915، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 151 رقم 792، والجرح والتعديل 2/ 423، 424 رقم 682 أ، والثقات لابن حبّان 4/ 79، وتهذيب الكمال 4/ 77، 78 رقم 670، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 49، والكاشف 1/ 100 رقم 570، وميزان الاعتدال 1/ 309 رقم 1167، وتهذيب التهذيب 1/ 438، 439 رقم 806، وتقريب التهذيب 1/ 97 رقم 37، وخلاصة تذهيب التهذيب 47.
[3] قال ابن حبّان في الثقات 1/ 79: «ومن قال: بشر فقد وهم» .
[4] انظر عن (بشير بن نهيك) في:
طبقات ابن سعد 7/ 223، والتاريخ لابن معين 2/ 61، وطبقات خليفة 199 و 204، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 238 و 4269، والتاريخ الكبير 2/ 105 رقم 1848، وتاريخ الثقات للعجلي 82 رقم 158، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 98 رقم 205، والمعرفة والتاريخ 2/ 826، والبرصان، والعرجان 284، والجرح والتعديل 2/ 379، 380 رقم 1477، والثقات لابن حبّان 4/ 70، 71، ورجال صحيح مسلم 1/ 88 رقم 142، ورجال صحيح البخاري 1/ 116 رقم 140، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 274 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 55 رقم 210، وتهذيب الكمال 4/ 181، 182، 183 رقم 730، والكشاف 1/ 106 رقم 620، وسير أعلام النبلاء 4/ 480، 481 رقم 82 أ، وميزان الاعتدال 1/ 1331/ 106 رقم 1246، والوافي بالوفيات 10/ 167 رقم 4647، وجامع التحصيل 178 رقم 63، وتهذيب التهذيب 1/ 470 رقم 870، وتقريب التهذيب 1/ 104 رقم 100، ومقدّمة فتح الباري 393، وخلاصة تذهيب التهذيب 40.
[5] حكى الترمذي في العلل عن البخاري أنه قال: بشير بن نهيك لا أرى له سماعا من أبي هريرة، وقد احتج هو ومسلم في كتابيهما بروايته عن أبي هريرة، والجمع بين ذلك أن وكيعا روى عن عمران بن حدير، عن أبي مجلز، عن بشير بن نهيك قال: أتيت أبا هريرة بكتاب وقلت له: هذا حديث أرويه عنك. قال: نعم. والإجازة أحد أنواع التحمّل، فاحتجّ به(6/303)
وَعَنْهُ: أَبُو الْوَلِيدِ بَرَكَةُ الْمُجَاشِعِيُّ، وَأَبُو مِجْلَزٍ لاحِقٌ، وَالنَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، وَخَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ.
وَكَانَ صَالِحًا مِنَ الثِّقَاتِ.
وَشَذَّ أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ [1] : لا يُحْتَجُّ بِهِ.
- (بَشِيرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَلَوِيُّ) تَقَدَّمَ.
224- (بِلالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ) [2] الدِّمَشْقِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ.
وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَامْرَأَةَ أَبِيهِ أُمِّ الدَّرْدَاءِ.
رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ ابن جُدْعَانَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ أَسَنُّ مِنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ [3] : بِلالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَمِيرُ الشَّامِ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَلِيَ الْقَضَاءَ، ثُمَّ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثُمَّ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، ثُمَّ بِلالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ
__________
[1] الشيخان لذلك. وما ذكره الترمذي ليس فيه إلا نفي السماع، فلا تناقض. (جامع التحصيل 178) .
(1) في الجرح والتعديل 2/ 380.
[2] انظر عن (بلال بن أبي الدرداء) في:
طبقات خليفة 309، وتاريخ البخاري الكبير 2/ 107 رقم 1853، والمعرفة والتاريخ 2/ 328، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 199 و 200، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 201، والجرح والتعديل 2/ 397 رقم 1551، والثقات لابن حبّان 4/ 64، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 879، وجمهرة أنساب العرب 363، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 3/ 249 ب، وتهذيبه 3/ 325، والكامل في التاريخ 4/ 578، وتهذيب الكمال 4/ 285- 288 رقم 781، والعبر 1/ 108، وسير أعلام النبلاء 4/ 285 رقم 106، والكاشف 1/ 111 رقم 663، ومرآة الجنان 1/ 182، والبداية والنهاية 9/ 93، والوافي بالوفيات 10/ 280 رقم 4780، وتهذيب التهذيب 1/ 502 رقم 930، وتقريب التهذيب 1/ 109 رقم 156، والنجوم الزاهرة 1/ 225، وخلاصة تذهيب التهذيب 53، وشذرات الذهب 1/ 101.
[3] ج 2/ 107.(6/304)
عَبْدُ الْمَلِكِ عَزَلَهُ بِأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ [1] .
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ.
225- (بِلالُ بْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ) [2] .
رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ، وَغَيْرُهُمَا.
شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَبَقِيَ إِلَى خِلافَةِ سُلَيْمَانَ.
قَالَ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ: إِنَّهُ دَخَلَ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَإِلَى جَانِبِهِ بِلالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ عَلَى السّرير.
__________
[1] الثقات لابن حبّان 4/ 64.
[2] انظر عن (بلال بن أبي هريرة الدّوسي) في:
تاريخ خليفة 196، والثقات لابن حبّان 4/ 65.(6/305)
[حرف التَّاءِ]
226- (تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ الْكُوفِيُّ) [1] م د ت ق-.
عَنْ: شُرَيْحٍ الْقَاضِي، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلالٍ الْعَبْسِيُّ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَلا تُعْلَمُ لَهُ رِوَايَةٌ عَنِ الصَّحَابَةِ.
رَوَى عَنْهُ: طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَمَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ.
وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَتُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ.
227- (تَمِيمُ بْنُ طرفة) [2]- م د ن ق- الطائيّ الكوفي.
__________
[1] انظر عن (تميم بن سلمة الكوفي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 287، وتاريخ خليفة 321، وطبقات خليفة 158، والتاريخ الكبير 2/ 153، 154 رقم 2025، والمعرفة والتاريخ 1/ 218 و 225 و 3/ 218 و 399، والجرح والتعديل 2/ 441 رقم 1760، والثقات لابن حبّان 4/ 86، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 805، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 296، ورجال صحيح مسلم 1/ 108 رقم 193، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 10، 11، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 65 رقم 249، وتهذيب الكمال 4/ 330، 331 رقم 803، والكاشف 1/ 114 رقم 680، وتهذيب التهذيب 1/ 512، 513 رقم 954، وتقريب التهذيب 1/ 113 رقم 11، وخلاصة تذهيب التهذيب 55، والوافي بالوفيات 10/ 417 رقم 414 4924.
[2] انظر عن (تميم بن طرفة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 288، وتاريخ خليفة 306، وطبقات خليفة 158، والعلل لأحمد 1/ 47 و 61، والتاريخ الكبير 2/ 151 رقم 2019، وتاريخ الثقات للعجلي 88 رقم 178، والمعرفة والتاريخ 3/ 62، والجرح والتعديل 2/ 442 رقم 1765، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 774، ورجال صحيح مسلم 1/ 107، 108 رقم 191، والثقات لابن حبّان 4/ 85،(6/306)
يَرْوِي عَنْ: جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ.
روى عنه: سماك بن حرب، وعبد العزيز بن رفيع، والمسيب بن رافع.
وثقه النّسائيّ.
توفّي سنة أربع وتسعين.
__________
[804،) ] والكاشف 1/ 114 رقم 681، وتهذيب التهذيب 1/ 513 رقم 955، وتقريب التهذيب 1/ 113 رقم 12، والوافي بالوفيات 10/ 409 رقم 4913، وخلاصة تذهيب التهذيب 55.(6/307)
[حرف الثاء]
228- ثابت بن عبد الله بن الزبير [1] ابن العوام، أبو مصعب، ويقال: أبو حكمة الأسدي الزبيري.
روى عَنْ: سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ.
وعنه: نافع، وإسحاق والد عباد بن إسحاق.
ووفد على عبد الملك بعد مقتل والده، ثم على سليمان بن عبد الملك.
قال الزبير بن بكار: كان لسان آل الزبير جلدا وفصاحة وبيانا. وَحَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبٌ قَالَ: لَمْ يَزَلْ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ خَبِيبٌ [2] ، وَحَمْزَةُ، وَثَابِتٌ، عِنْدَ جَدِّهِمْ مَنْظُورِ بْنِ زَبَّانٍ بِالْبَادِيَةِ، حَتَّى تَحَرَّكَ ثَابِتٌ فَقَالَ: الْحَقُوا بِنَا بِأَبِينَا، فَزَعَمُوا أَنَّ ثَابِتًا جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ، فَزَوَّجَهُ أَبُوهُ، وَكَانَ يَشْهَدُ الْقِتَالَ مَعَ أَبِيهِ وَيُبَارِزُ، وَكَانَ قَدْ أَشَارَ عَلَى أَبِيهِ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ مَكَّةَ، فَلَمْ يُطِعْهُ، وَقَيَّدَهُ خَوْفًا مِنْ هربه.
له أخبار في «تاريخ دمشق» [3] .
__________
[1] انظر عن (ثابت بن عبد الله بن الزبير) في:
طبقات خليفة 259، والتاريخ الكبير 2/ 165، 166 رقم 2076، والجرح والتعديل 2/ 454 رقم 1828، والثقات لابن حبّان 4/ 90، وأنساب الأشراف 5/ 195 و 373 و 379، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 369- 371.
[2] في الأصل «حبيب» .
[3] انظر تهذيبه 3/ 369- 371.(6/308)
229- (ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ) [1]- خ د ق- حَلِيفُ الأَنْصَارِ، إِمَامُ مَسْجِدِ بَنِي قُرَيْظَةَ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: سِنَّهُ سِنُّ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ، وَقِصَّتُهُ كَقِصَّتِهِ.
رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، وَعَمُّهُ مَوْلَى عَفْرَةَ، وَيَحْيَى بن سعيد، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (ثعلبة بن أبي مالك) في:
طبقات ابن سعد 5/ 79، والتاريخ لابن معين 2/ 71، وطبقات خليفة 255، والعلل لأحمد 1/ 28 و 78، والتاريخ الكبير 2/ 174 رقم 2102، وتاريخ الثقات للعجلي 90 رقم 187، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 151 رقم 793، والتاريخ الصغير 108، والمعرفة والتاريخ 1/ 408، والجرح والتعديل 2/ 463 رقم 875 أ، ورجال صحيح البخاري 1/ 134 رقم 166، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 86 رقم 161، والاستيعاب 1/ 212، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 68، وأسد الغابة 1/ 245، وتهذيب الكمال 4/ 397، 398 رقم 846، والكاشف 1/ 118 رقم 818، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 69، وتهذيب التهذيب 2/ 25 رقم 39، وتقريب التهذيب 1/ 119 رقم 37، والإصابة 1/ 201 رقم 952، وجامع التحصيل 182 رقم 79، وخلاصة تذهيب التهذيب 57.(6/309)
[حرف الْجِيمِ]
- (جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ) - ع- أَبُو الشّعثاء. في الكنى.
230- (جعفر بن عمرو) [1]- سوى د- بن أميّة الضّمريّ المدنيّ، أَخُو عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنَ الرِّضَاعَةِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَوَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
روى عنه: سليمان بن يسار، وأبو قلابة، والزهري، وغيرهم.
وثقه أحمد العجلي [2] .
توفّي سنة خمس أو ستّ وتسعين.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن عمرو) في:
طبقات ابن سعد 5/ 247، والمحبّر لابن حبيب 477، وتاريخ خليفة 76 و 109، وطبقات خليفة 248، والعلل لأحمد 1/ 407، والتاريخ الكبير 2/ 193 رقم 2167، وتاريخ الثقات للعجلي 98 رقم 214، والمعرفة والتاريخ 1/ 325 و 396 و 2/ 733، وتاريخ أبي زرعة 1/ 614، 615، والجرح والتعديل 2/ 484 رقم 1974، وتاريخ الطبري 2/ 541، والثقات لابن حبّان 4/ 104، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 531، ورجال صحيح مسلم 1/ 124 رقم 230، ورجال صحيح البخاري 1/ 137، 138 رقم 69 أ، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 164، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 68، 69 رقم 266، والكامل في التاريخ 4/ 591، وتهذيب الكمال 5/ 67- 69 رقم 946، والكاشف 1/ 129 رقم 803، والوافي بالوفيات 11/ 118 رقم 199، وتهذيب التهذيب 2/ 100 رقم 50 أوتقريب التهذيب 1/ 131 رقم 87، والنجوم الزاهرة 1/ 230، وخلاصة تذهيب التهذيب 63.
[2] في تاريخ الثقات 98.(6/310)
231- جميل بن عبد الله [1] ابن معمر، أبو عمرو العذري، الشاعر المشهور، صَاحِبُ بُثَيْنَةَ.
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَهُوَ الْقَائِلُ:
أَلا لَيْتَ رَيْعَانَ الشَّبَابِ جَدِيدُ [2] ... وَدَهْرًا تَوَلَّى يَا بُثَيْنُ يَعُودُ [3]
فَكُنَّا [4] كَمَا كُنَّا نَكُونُ وَأَنْتُمْ ... صَدِيقٌ وَإِذْ مَا تَبْذُلِينَ زَهِيدُ
لِكُلِّ حَدِيثٍ عِنْدَهُنَّ بشاشة ... وكلّ قتيل عندهنّ شهيد [5]
__________
[1] انظر (جميل بن عبد الله الشاعر) في:
الأخبار الموفّقيات 360، والزاهر للأنباري 1/ 165 و 266 و 267 و 321 و 546 و 2/ 11 و 46 و 53 و 94 و 291 و 377، وأنساب الأشراف 1/ 17 و 4 ق 1/ 606 و 5/ 110، والبرصان والعرجان 349، والشعر والشعراء 1/ 434، وأمالي القالي 1/ 7 و 124 و 168 و 183 و 202 و 203 و 216 و 224 و 245 و 272 و 2/ 49 و 74 و 75 و 82 و 206 و 298- 301 و 3/ 66 و 102 و 104 و 121 و 166 و 180 و 181 و 220، وذيل الأمالي 24 و 66، وخاص الخاص 107، والأغاني 8/ 90، ومختار الأغاني 2/ 233- 285، والفرج بعد الشدّة 4/ 423- 425، وأمالي المرتضى 1/ 568 و 2/ 157، ومروج الذهب 2581، والجليس الصالح 1/ 514، 515، والمنازل والديار 1/ 70 و 76 و 213 و 270 و 327 و 347 و 2/ 91 و 129 و 158 و 254، وأخبار النساء 24- 26 و 41 و 65 و 66 و 100 و 136، وبدائع البدائه 160، ووفيات الأعيان 1/ 366- 371 و 433 و 436- 439 و 480- 482 و 2/ 334 و 336، وفوات الوفيات 2/ 218 و 4/ 297، وطبقات فحول الشعراء 543، والمؤتلف والمختلف للآمدي 72، وشرح ديوان الحماسة للتبريزي 1/ 169، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 5 أ، وتهذيبه 3/ 398، وسير أعلام النبلاء 4/ 181 رقم 71 و 4/ 385، 386 رقم 156، والوافي بالوفيات 11/ 182- 186 رقم 271، والموشح 198- 200، واللباب 2/ 129، ومرآة الجنان 1/ 166- 170 (وفيه وفاته سنة 82) ، والبداية والنهاية 9/ 44، 45 (وفيه وفاته سنة 82 هـ.) ، والتذكرة السعدية 316 و 317 و 327 و 333 و 344 و 346 و 352- 354 و 357 و 362، والتذكرة الفخرية 307، والجامع لشمل القبائل 1/ 297، وشرح شواهد المغني 1/ 99، وتاريخ ابن خلدون 2/ 21، وحسن المحاضرة 1/ 558، وشذرات الذهب 1/ 397، وخزانة الأدب 1/ 397، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 194، والأعلام 2/ 134، ومعجّم المؤلّفين 3/ 160.
[2] الشطر في أمالي القالي:
ألا ليت أيام الصفاء تعود
[3] في الأمالي: «جديد» بدل «يعود» .
[4] في الأمالي «فنغني» .
[5] الأبيات في أمالي القالي 1/ 272 و 2/ 299 وفيه زيادة بيت بعد البيت الثاني، والبيتان الأولان(6/311)
وَلَهُ يَرْوِيهِ ثَعْلَبٌ:
خَلِيلَيَّ فِيمَا عِشْتُمَا هَلْ رَأَيْتُمَا ... قَتِيلا بَكَى مِنْ حُبِّ قَاتِلِهِ قَبْلِي؟ [1]
أَفِي أُمِّ عَمْرٍو تَعْذِلانِي هُدِيتُمَا ... وَقَدْ تَيَّمَتْ قَلْبِي وَهَامَ بِهَا عَقْلِي
وَلَهُ يَرْوِيهِ الصَّنْدَلِيُّ:
أَرَيْتُكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ الْوِدّ عَنْ قِلًى ... وَلَمْ يَكُ عِنْدِي إِنْ أَبَيْتَ إِبَاءُ
أَتَارِكَتِي لِلْمَوْتِ أَنْتِ فَمَيِّتٌ ... وَعِنْدَكِ لِي لَوْ تَعْلَمِينَ شِفَاءُ
فوا كبدي مِنْ حُبِّ مَنْ لا تُجِيبُنِي ... وَمِنْ عَبَرَاتٍ مَا لَهُنَّ فَنَاءُ
وَأَنْشَدَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ لِجَمِيلٍ:
خَلِيلِيَّ عُوجَا الْيَوْمَ عنّي فَسَلِّما [2] ... عَلَى عَذْبَةِ الأَنْيَابِ طَيِّبَةِ النَّشْرِ
فَإِنَّكُمَا إِنْ عِجْتُمَا بِي ساعة ... شكرتكما حتّى أغيّب في قبري
وما لي لا أَبْكِي وَفِي الأَيْكِ نائح ... وقد فارقتني شختة الكشح والخصر
أيبكي حمام الأيك من فقد إلفه ... وأصبر! ما لي عَنْ بُثَيْنَةَ مِنْ صَبْرِ
يَقُولُونَ: مَسْحُورٌ يُجَنُّ بِذِكْرِهَا ... فَأُقْسِمُ مَا بِي مِنْ جُنُونٍ وَلا سِحْرِ
وَأُقْسِمُ لا أَنْسَاكِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ ... وَمَا أَوْرَقَ الأَغْصَانُ فِي وَرَقِ السِّدْرِ
ذَكَرْتُ مَقَامِي لَيْلَةَ الْبَابِ قَابِضًا ... عَلَى كَفِّ حَوْرَاءِ الْمَدَامِعِ كَالْبَدْرِ
فَكِدْتُ- وَلَمْ أَمْلِكُ إِلَيْهَا صَبَابَةً- ... أَهِيمُ، وَفَاضَ الدَّمْعُ مِنِّي عَلَى النَّحْرِ
أَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... كليلتنا حَتَّى يرى ساطع الفجر
فليت إلهي قَدْ قضى ذاك مرة ... فَيَعْلَمُ رَبِّي عِنْدَ ذَلِكَ مَا شُكْرِي
وَلَوْ سَأَلَتْ مِنِّي حَيَاتِي بَذَلْتُهَا ... وَجُدْتُ بِهَا إِنْ كَانَ ذَلِكَ عَنْ أَمْرِي
وَلِجَمِيلٍ:
أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِوَادِي الْقُرَى إِنِّي إِذًا لَسَعِيدُ
إِذَا قُلْتُ مَا بِي يَا بُثَيْنَةُ قَاتِلِي ... مِنَ الْحُبِّ قَالَتْ ثابت ويزيد
__________
[ () ] في الأغاني 8/ 103.
[1] البيت في: خاصّ الخاص للثعالبي 107، والأغاني 8/ 95، والشعر والشعراء 1/ 355.
[2] الشطر في الأغاني 8/ 111 و 105:
خليليّ عوجا اليوم حتى تسلّما(6/312)
وَإِنْ قُلْتُ رُدِّي بَعْضَ عَقْلِي أَعِشْ بِهِ ... مَعَ النَّاسِ قَالَتْ ذَاكَ مِنْكَ بَعِيدُ
فَلا أَنَا مَرْدُودٌ بِمَا جِئْتُ طَالِبًا ... وَلا حُبُّهَا فِيمَا يَبِيدُ يَبِيدُ [1]
وَلَهُ:
لَمَّا دَنَا الْبَيْنُ بَيْنَ الْحَيِّ وَاقْتَسَمُوا ... حَبْلَ النَّوَى فَهُوَ فِي أَيْدِيهِمْ قُطَعُ
جَادَتْ بِأَدْمُعِهَا لَيْلَى فَأَعْجَبَنِي [2] ... وَشْكُ الْفِرَاقِ فَمَا أَبْكِي وَلا [3] أَدَعُ
يَا قَلْبُ وَيْحَكَ لا عَيْشَ [4] بِذِي سَلَمٍ ... وَلا الزَّمَانَ الَّذِي قَدْ مَرَّ يَرْتَجِعُ [5]
أَكُلَّمَا مَرَّ حَيٌّ لا يُلايِمُهُمْ ... وَلا يُبَالُونَ أَنْ يَشْتَاقَ مَنْ فَجَعُوا
عَلَّقَتْنِي بِهَوًى مِنْهُمْ فَقَدْ كَرَبْتُ [6] ... مِنَ الْفِرَاقِ حَصَاةُ الْقَلْبِ تَنْصَدِعُ [7]
وَلَهُ مَطْلَعُ قَصِيدَةٍ:
أَلا أَيُّهَا النُّوَّامُ وَيْحَكُمُ هُبُّوا ... أُسَائِلُكُمْ هَلْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ الْحُبُّ؟ [8]
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قَالَ عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ السَّاعِدِيُّ: بَيْنَا أَنَا بِالشَّامِ، إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي جَمِيلٍ نَعُودُهُ، فَإِنَّهُ ثَقِيلٌ؟ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، وَمَا يُخَيَّلُ إِلَيّ أَنَّ الْمَوْتَ بَكَّرَ بِهِ، فَقَالَ: يَا بْنَ سَهْلٍ، مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ لَمْ يَشْرَبِ الْخَمْرَ قَطُّ، وَلَمْ يَزْنِ، وَلَمْ يَقْتُلْ نَفْسًا يَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهَ؟ قُلْتُ: أَظُنُّهُ قَدْ نَجَا، فَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: أَنَا. فَقُلْتُ: مَا أَحْسَبُكَ سَلِمْتَ، أَنْتَ تُشَبِّبُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً بِبُثَيْنَةَ. فَقَالَ: لا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كُنْتُ وَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهَا لِرِيبَةٍ. فَمَا بَرِحْنا حَتَّى مات [9] ، رحمه الله تعالى.
__________
[1] الأمالي للقالي 2/ 299، وديوان جميل 64، 65، والزاهر للأنباري 1/ 266، والتذكرة السعدية 333، والوافي بالوفيات 11/ 186، والأغاني 8/ 103 و 104، والشعر والشعراء 1/ 354.
[2] في أمالي القالي: «وأعجلني» .
[3] في الأمالي: «فما أبقي وما» .
[4] في الأمالي: «ما عيشي» .
[5] في الأمالي: «مرتجع» .
[6] في الأمالي: «جعلت» .
[7] الأبيات في أمالي القالي 1/ 124.
[8] البيت في الأغاني 8/ 108 و 118 وفي لفظ «نسائكم» . وفي ديوانه 25 وانظر تخريجه:
والشعر والشعراء 1/ 355.
[9] الشعر والشعراء 1/ 352 و 353.(6/313)
[حرف الحاء]
232- (حبيب بن صهبان) [1]- بخ- الأسديّ الكاهليّ الكوفيّ.
عَنْ: عُمَرَ، وَعَمَّارٍ.
وَعَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَأَبُو حُصَيْنٍ الأَسَدِيُّ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ.
233- الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ [2] ابْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي عُقَيْلِ بْنِ مَسْعُودٍ الثّقفيّ، أمير العراق، أبو محمد.
__________
[1] انظر عن (حبيب بن صهبان) في:
طبقات ابن سعد 6/ 166، وتاريخ خليفة 263، وطبقات خليفة 143 و 155، والتاريخ لابن معين 2/ 98، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 485 و 3501 و 4410، والتاريخ الكبير 2/ 311 رقم 2616، وتاريخ الثقات للعجلي 106 رقم 248، والمعرفة والتاريخ 3/ 73 و 227، وتاريخ الطبري 4/ 8 و 13 و 14 و 17، والجرح والتعديل 3/ 103 رقم 480، والثقات لابن حبّان 4/ 138، وتاريخ بغداد 8/ 247، 248 رقم 4351، وتهذيب الكمال 5/ 382، 383 رقم 1092، وتهذيب التهذيب 2/ 187 رقم 341، وتقريب التهذيب 1/ 150 رقم 123، وخلاصة تذهيب التهذيب 71.
[2] انظر عن (الحجّاج بن يوسف) في:
العلل لابن المديني 74، والمحبّر لابن حبيب (انظر فهرس الأعلام) ص 595، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 533، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 16 و 19 و 217 و 1162 و 5823، والتاريخ الصغير 103، والتاريخ الكبير 2/ 373 رقم 2816 (دون ترجمة) ، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 492، وتاريخ أبي زرعة 1/ 192 و 480 و 527 و 583 و 660 و 2/ 700، والتعليقات والنوادر 1 رقم 289، والفتوح لابن أعثم الكوفي 6/ 271 وما بعدها، وتاريخ اليعقوبي (انظر فهرس الأعلام) 1/ 292، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 93 و 130 و 158 و 159 و 178- 180 و 212 و 224- 228 و 330 و 355،(6/314)
ولد سنة أربعين، أو إحدى وأربعين.
__________
[ () ] و 3/ 352 و 353 و 399 و 403، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 218، 219، والجرح والتعديل 3/ 168 رقم 717، والولاة والقضاة للكندي 221، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 210 و 214 و 253 و 258 و 264 و 289 و 355 و 356 و 367 و 377 و 386 و 2/ 70 و 210 و 224 و 247 و 280 و 281 و 282، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني (انظر فهرس الأعلام) 631، وأنساب الأشراف 1/ 25 و 26 و 249 و 503 و 506 و 3/ 192 و 218 و 298 و 4 ق 1/ 209 و 216 و 285 و 349 و 361 و 372 و 427 و 453 و 454 و 457 و 460 و 461 و 467 و 472 و 475 و 576 و 605 و 618 و 4/ 56 و 66 و 67 و 76 و 123 و 147 و 148 و 151 و 153 و 154 و 159 و 164- 166 و 5/ 389، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 225 و 307، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 63، وخاص الخاصّ للثعالبي 87، والجليس الصالح للجريري 1/ 210- 212 و 239 و 280 و 333 و 530 و 2/ 90 و 92 و 159 و 259، ولطف التدبير للإسكافي 226، وثمار القلوب للثعالبي (انظر فهرس الأعلام) 772، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار (انظر فهرس الأعلام) 661، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 133، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 274، 275، ومروج الذهب له 2022- 2029 و 2053- 2112 و 2141- 2150 وانظر فهرس الأعلام 1/ 264، والخراج وصناعة الكتابة لقدامة (انظر فهرس الأعلام) 572، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 27 وما بعدها، مقاتل الطالبيين للأصفهاني 265، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 267 وانظر فهرس الأعلام 551، والزاهر للأنباري 1/ 118 و 567 و 2/ 251 و 252، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 105 و 106، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 195، والأجوبة المسكتة، رقم 93، والهفوات النادرة للصابي، (انظر فهرس الأعلام) 416، والأذكياء 121، 122، وأخبار النساء 28 و 9 النساء و 53، وبدائع البدائه لابن ظافر 29 و 30 و 63 و 64 و 329 و 330، والفخري في الآداب السلطانية لابن طباطبا 122، والمرصّع لابن الأثير 68 و 91 و 278 و 308، وسرح العيون 172، 173، وزهر الآداب للحصري 786، 787، والشريشي 2/ 52، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 89، ووفيات الأعيان 2/ 29- 54 و 72- 75 و 6/ 293- 297 و 309- 311 وانظر فهرس الأعلام 8/ 90، وفوات الوفيات (انظر فهرس الأعلام) 5/ 26، ونهاية الأرب للنويري 21/ 331- 335، وتاريخ حلب للعظيميّ (انظر فهرس الأعلام) 427، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (انظر فهرس الأعلام) 354، وسير أعلام النبلاء 4/ 343 رقم 117، والمغني في الضعفاء 1/ 151 رقم 1331، والوافي بالوفيات 11/ 315 رقم 457، ومرآة الجنان 1/ 192- 198، والبداية والنهاية 9/ 117- 139، والتذكرة الحمدونية (انظر فهرس الأعلام) 1/ 473 و 2/ 501، والعقد الثمين 4/ 56، ومآثر الإنافة 1/ 92 و 130 و 132 و 135 و 137 و 138 و 149 و 156، وميزان الاعتدال 1/ 466 رقم 1754 (وفيه كنيته: أبو أحمد) ، وتهذيب التهذيب 2/ 210- 213 رقم 388، وتقريب التهذيب 1/ 154 رقم 167، ولسان الميزان 2/ 180 رقم 808، وتعجيل المنفعة 87- 89 رقم 287، والنجوم الزاهرة 1/ 230، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 105، وتهذيبه 4/ 51- 85، وخلاصة تذهيب التهذيب 73.
وهو من المشاهير، وأخباره متفرّقة في كتب التواريخ والأدب وغيرها ولا تقع تحت الحصر.(6/315)
وَرَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ، وَابْنِ عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ.
وَكَانَ لَهُ بِدِمَشْقَ آدُرُ [1] .
وَلِيَ إِمْرَةَ الْحِجَازِ، ثُمَّ وَلِيَ الْعِرَاقَ عِشْرِينَ سَنَةً.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْصَحَ مِنَ الْحَسَنِ وَالْحَجَّاجِ، وَالْحَسَنُ أَفْصَحُهُمَا [2] .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: مَا بَالُ الْحَجَّاجِ لا يُهَيِّجُكَ كَمَا يُهَيِّجُ النَّاسَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ مَعَ أَبِيهِ، فَصَلَّى، فَأَسَاءَ الصَّلاةِ، فَحَصَبْتُهُ، فَقَالَ: لا أَزَالُ أُحْسِنُ صَلاتِي مَا حَصَبَنِي سَعِيدٌ [3] .
وَفِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» [4] أَنَّ أَسْمَاءَ، بِنْتَ أبي بكر قالت للحجّاج: أما إنّ
__________
[1] آدر: بمعنى دور: جمع دار، قال ابن عساكر: وكانت له دور بدمشق، منها دار الزاوية التي بقرب قصر ابن أبي الحديد. (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 51) .
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 52 وفيه يعزو القول إلى: «أبي العلاء» .
[3] انظر الخبر مفصّلا في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 52، 53.
[4] في كتاب فضائل الصحابة (229/ 2545) باب ذكر كذّاب ثقيف ومبيرها. وهو: حدّثنا عقبة بن مكرم العمّيّ، حدّثنا يعقوب- يعني ابن إسحاق الحضرميّ- أخبر الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل. رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة. قال: فجعلت قريش تمر عليه والناس. حتى مرّ عليه عبد الله بن عمر. فوقف عليه. فقال: السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب! السلام عليك أبا خبيب! أما والله! لقد كنت أنهاك عن هذا. أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا. أما والله! لقد كنت أنهاك عن هذا. أما والله! إن كنت ما علمت، صوّاما، قوّاما، وصولا للرحم، أما والله! لأمّة أنت أشرّها لأمّة خير.
ثم نفذ عبد الله بن عمر. فبلغ الحجّاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه. فأنزل عن جذعه فألقي في قبور اليهود. ثم أرسل إلى أمّه أسماء بنت أبي بكر، فأبت أن تأتيه. فأعاد عليها الرسول: لتأتينّي أو لأبعثنّ إليك من يسحبك بقرونك. قال: فأبت وقالت: والله، لا آتيك حتى تبعث إليّ من يسحبني بقروني. قال: فقال: أروني سبتيّ. فأخذ نعليه. نم انطلق(6/316)
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَقَدْ رَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ [1] الْحَوْضِيُّ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ:
أَنَّ الْحَجَّاجَ كَانَ يَخْطُبُ وَابْنُ عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ، فَخَطَبَ النَّاسَ حَتَّى أَمْسَى، فَنَادَاهُ ابْنُ عُمَرَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ الصَّلاةُ، فَأُقْعِدَ، ثُمَّ نَادَاهُ الثَّانِيَةَ، فَأُقْعِدَ، ثُمَّ نَادَاهُ الثَّالِثَةَ، فَأُقْعِدَ، فَقَالَ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ نَهَضْتُ أَتَنْهَضُونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَنَهَضَ فَقَالَ: الصَّلاةُ فَلا أَرَى لَكَ فِيهَا حَاجَةً، فَنَزَلَ الْحَجَّاجُ فَصَلَّى، ثُمَّ دَعَا بِهِ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: إِنَّمَا نَجِيءُ لِلصَّلاةِ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَصَلِّ لِوَقْتِهَا، ثُمَّ نَقْنِقْ بَعْدَ ذَلِكَ مَا شِئْتَ مِنْ نَقْنَقَةٍ [2] .
وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَدِمَ مَرْوَانُ مِصْرَ وَمَعَهُ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ وَأَبُوهُ، فَبَيْنَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ مَرَّ بِهِمْ سُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ، وَكَانَ قَاصَّ الْجُنْدِ، وَكَانَ خِيَارًا، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لَوْ أَجِدُ هَذَا خَلْفَ حَائِطِ الْمَسْجِدِ وَلِي عَلَيْهِ سُلْطَانٌ لَضَرَبْتُ عُنُقَهُ، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يُثَبِّطُونَ عَنْ طَاعَةِ الْوُلاةِ، فَشَتَمَهُ وَالِدُهُ وَلَعَنَهُ وَقَالَ: أَلَمْ تَسْمَعِ الْقَوْمَ يَذْكُرُونَ عَنْهُ خَيْرًا، ثُمَّ تَقُولُ هَذَا؟ أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ رَأْيِي فِيكَ أَنَّكَ لا تَمُوتُ إِلا جَبَّارًا شَقِيًّا.
وَكَانَ أَبُو الْحَجَّاجِ فَاضِلا.
وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الثَّقَفِيِّ قال: كان الحجّاج على مكّة، فكتب
__________
[ () ] يتوذّف. حتى دخل عليها. فقال: كيف رأيتني صنعت بعدوّ اللَّهِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عليك آخرتك: بلغني أنّك تقول له: يا ابن ذات النطاقين! أنا، والله، ذات النطاقين، أمّا أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وطعام أبي بكر من الدّوابّ. وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه. أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا «أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا» فأمّا الكذّاب، فرأيناه. وأما المبير فلا إخالك إلّا إيّاه. فقام عنها ولم يراجعها.
وانظر الجامع الصحيح للترمذي، كتاب الفتن (2317) باب ما جاء في ثقيف كذاب ومبير، ومسند أحمد 2/ 26.
[1] في الأصل «أبو عمرو» والتصحيح من (اللباب 1/ 329) .
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 54 وفيه تحرّفت العبارة الأخيرة إلى «ثم تعتق بعد ذلك ما شئت ممن تعتقه» !.(6/317)
إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بِوِلايَتِهِ عَلَى الْعِرَاقِ، فَخَرَجَ فِي نَفَرٍ ثَمَانِيَةٍ أَوْ تِسْعَةٍ عَلَى النَّجَائِبِ [1] .
قال عبد الله بن شوذب: ما رئي مِثْلُ الْحَجَّاجِ لِمَنْ أَطَاعَهُ، وَلا مِثْلُهُ لِمَنْ عَصَاهُ.
وَرَوَى ابْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعَ الْحَجَّاجُ تَكْبِيرًا فِي السُّوقِ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ [2] ، فَلَمَّا انْصَرَفَ صَعَدَ الْمِنْبَرَ وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، وَأَهْلَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ، وَمَسَاوِئِ الأَخْلاقِ، قَدْ سَمِعْتُ تَكْبِيرًا لَيْسَ بِالتَّكْبِيرِ الَّذِي يُرَادُ بِهِ اللَّه فِي التَّرْهِيبِ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يُرَادُ بِهِ التَّرْغِيبُ، إِنَّهَا عَجَاجَةٌ تَحْتَهَا قَصْفٌ، أَيْ بَنِي اللَّكِيعَةِ، وَعَبِيدِ الْعَصَا، وَأَوْلَادِ الإِمَاءِ، أَلا يَرْقَأُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَلَى ظَلْعِهِ [3] ، وَيُحْسِنُ حَمْلَ رَأْسِهِ، وَحَقْنَ دَمِهِ، وَيُبْصِرُ مَوْضِعَ قَدَمِهِ، وَاللَّهِ مَا أَرَى الأُمُورَ تَثْقُلُ بِي وَبِكُمْ حَتَّى أُوقِعَ بِكُمْ وَقْعَةً تَكُونُ نِكَالا لِمَا قَبْلَهَا، وَتَأْدِيبًا لِمَا بَعْدَهَا [4] .
وَقَالَ سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، وَكُلُّكُمْ ذَلِكَ الرَّجُلُ، رَجُلٌ خَطَمَ نَفْسَهُ وَزَمَّهَا، فَقَادَهَا بِخِطَامِهَا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَعَنَجَها [5] بِزِمَامِهَا عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ.
وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَخْطُبُ فَقَالَ: امْرُؤٌ رَدَّ [6] نَفْسَهُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ الْحِسَابُ إِلَى غَيْرِهِ، امْرُؤٌ نَظَرَ إِلَى مِيزَانِهِ، فَمَا زَالَ يَقُولُ امْرُؤٌ حَتَّى أَبْكَانِي.
وَعَنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: امْرُؤٌ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ أَمْرَهُ، امْرُؤٌ أَفَاقَ واستفاق وأبغض
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 55.
[2] العبارة في تهذيب تاريخ دمشق محرّفة عمّا هنا. قال عوانة بن الحكم: سمعت الحجاج يكبّر وأنا في السوق صلاة الظهر، فلما انصرف صعد المنبر..» !
[3] في الأصل «ضلعه» ، وفي تهذيب تاريخ دمشق: «صلعة» ، والمثبت عن شرح القاموس للزبيدي.
[4] الخبر مختصر في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 62، 63.
[5] في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63 «كبحها» .
[6] في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63 «زوّد» .(6/318)
الْمَعَاصِي وَالنِّفَاقَ، وَكَانَ إِلَى مَا عِنْدَ اللَّهِ بِالأَشْوَاقِ [1] .
وَعَنِ الْحَجَّاجِ أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ الصَّبْرُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ أَيْسَرُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى عَذَابِ اللَّهِ. فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: ويحك مَا أَصْفَقَ وَجْهَكَ، وَأَقَلَّ حَيَاءَكَ، تَفْعَلُ مَا تَفْعَلُ، ثُمَّ تَقُولُ مِثْلَ هَذَا؟ فَأَخَذُوهُ، فَلَمَّا نَزَلَ دَعَا بِهِ فَقَالَ:
لَقَدِ اجْتَرَأْتَ، فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ، أَنْتَ تَجْتَرِئُ عَلَى اللَّهِ فَلا تُنْكِرُهُ عَلَى نَفْسِكَ، وَأَجْتَرِئُ أَنَا عَلَيْكَ فَتُنْكِرُهُ عَلَيَّ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ [2] .
وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ يَوْمًا: مَنْ كَانَ لَهُ بَلاءٌ فَلْيَقُمْ فَلْنُعْطِهِ عَلَى بَلائِهِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَعْطِنِي عَلَى بَلائِي. قَالَ:
وَمَا بَلاؤُكَ؟ قَالَ: قَتَلْتُ الْحُسَيْنَ. قَالَ: وَكَيْفَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: دَسَرْتُهُ بِالرُّمْحِ دَسْرًا، وَهَبَرْتُهُ بِالسَّيْفِ هَبْرًا، وَمَا أَشْرَكْتُ مَعِي فِي قَتْلِهِ أَحَدًا، قَالَ: أَمَا إِنَّكَ وَإِيَّاهُ لَنْ تَجْتَمِعَا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ. فَقَالَ لَهُ اخْرُجْ [3] .
وَرَوَى شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عمير. ورواه صالح بن موسى الطلحي، عن عاصم بن بَهْدَلَةَ أَنَّهُمْ ذَكَرُوا الْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لَمْ يَكُنْ مِنْ ذُرِّيَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ: كَذِبْتَ أَيُّهَا الأَمِيرُ، فَقَالَ: لَتَأْتِيَنِّي عَلَى مَا قُلْتُ بِبَيِّنَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، أَوْ لأَقْتُلَنَّكَ. فَقَالَ قَوْلَهُ تَعَالَى وَمن ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ 6: 84 [4] إِلَى قَوْلِهِ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى 6: 85 [4] فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ عِيسَى مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ بِأُمِّهِ، قَالَ: صَدَقْتَ، فَمَا حَمَلَكَ عَلَى تَكْذِيبِي فِي مَجْلِسِي؟ قَالَ: مَا أَخَذَ اللَّهُ على الأنبياء لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه. قَالَ: فَنَفَاهُ إِلَى خُرَاسَانَ [5] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ، وَذَكَرَ هذه
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63، وفيات الأعيان 2/ 31.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63، 64.
[4] سورة الأنعام- الآيتان 84/ 85.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 68 وفي طبعة القدسي 3/ 351 «اتقوا» .(6/319)
الآيَةَ: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا 64: 16 [1] ، فَقَالَ: هَذِهِ لِعَبْدِ اللَّهِ، لِأَمِينِ اللَّهِ وَخَلِيفَتِهِ، لَيْسَ فِيهَا مَثُوبَةٌ، وَاللَّهِ لَوْ أَمَرْتُ رَجُلا يَخْرُجُ مِنْ بَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ فَأَخَذَ مِنْ غَيْرِهِ لَحَلَّ لِي دَمُهُ وَمَالُهُ، وَاللَّهِ لَوْ أَخَذْتُ رَبِيعَةَ بِمُضَرَ لَكَانَ لِي حَلالا، يَا عَجَبًا مِنْ عَبْدِ هُذَيْلٍ [2] يَزْعُمُ أَنَّهُ يَقْرَأُ قُرْآنًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، مَا هُوَ إِلا رَجْزٌ مِنْ رَجِزِ الأَعْرَابِ، وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْتُ عبد هذيل لضربت عنقه [3] .
رواها وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى شَيْخٌ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ.
قَاتَلَ اللَّهُ الْحَجَّاجُ مَا أَجْرَأَهُ عَلَى اللَّهِ، كَيْفَ يَقُولُ هَذَا فِي الْعَبْدِ الصَّالِحِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ! قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: ذَكَرْتُ قَوْلَهُ هَذَا لِلأَعْمَشِ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ [4] .
وَرَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، فَزَادَ: وَلا أَجِدُ أَحَدًا يَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ [5] إِلا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَلأَحُكَّنَّهَا مِنَ الْمُصْحَفِ وَلَوْ بِضِلْعِ خِنْزِيرٍ [6] .
وَرَوَاهَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ.
وَقَالَ الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَقُولُ: ابْنُ مَسْعُودٍ رَأْسُ الْمُنَافِقِينَ، لَوْ أَدْرَكْتُهُ لأَسْقَيْتُ الأَرْضَ مِنْ دَمِهِ [7] .
وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: رُبَّمَا دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى دَابَّتِهِ حَتَّى يَقِفَ عَلَى حَلَقَةِ الْحَسَنِ [8] ، فَيَسْتَمِعَ إِلَى كَلامِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ يَقُولُ:
يَا حَسَنُ لا تُمِلَّ النَّاسَ. قَالَ: فَيَقُولُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، إِنَّهُ لَمْ يبق إلّا من لا حاجة له [9] .
__________
[1] سورة التغابن- الآية 16.
[2] يقصد: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 72.
[4] المصدر نفسه.
[5] في الأصل «ابن معبد» وهو تحريف.
[6] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 72.
[7] المصدر نفسه.
[8] هو الحسن البصريّ.
[9] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 74.(6/320)
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِلْحَجَّاجِ: إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلا وَهُوَ يَعْرِفُ عَيْبَهُ، فَعِبْ نَفْسَكَ. قَالَ: أَعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَنَا لَجُوجٌ حَقُودٌ حَسُودٌ، فَقَالَ: مَا فِي الشَّيْطَانِ شَرٌّ مِمَّا ذَكَرْتَ [1] .
وَقَالَ عبد الله بن صالح: ثنا معاوية بن صَالِحٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ: أُخْبِرَ عُمَرُ بِأَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ قَدْ حَصَبُوا أَمِيرَهُمْ، فَخَرَجَ غَضْبَانُ، فَصَلَّى فَسَهَا فِي صَلاتِهِ، حَتَّى جَعَلُوا يَقُولُونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: من هاهنا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ؟ فَقَامَ رَجُلٌ، ثُمَّ آخَرُ، ثُمَّ قُمْتُ أَنَا، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ اسْتَعِدُّوا لِأَهْلِ الْعِرَاقِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ فِيهِمْ وَفَرَّخَ، اللَّهمّ إِنَّهُمْ قَدْ لَبَّسُوا عَلَيَّ فَالْبِسْ عَلَيْهِمْ، وَعَجِّلْ عَلَيْهِمْ بِالْغُلامِ الثَّقَفِيِّ، يَحْكُمُ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ، لا يَقْبَلُ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَلا يَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ [2] .
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِرَجُلٍ: لا مِتَّ حَتَّى تُدْرِكَ فَتَى ثَقِيفَ، قِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا فَتَى ثَقِيفَ؟ قَالَ: لَيُقَالَنَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اكْفِنَا زَاوِيَةً مِنْ زَوَايَا جَهَنَّمَ، رَجُلٌ يَمْلِكُ عِشْرِينَ سَنَةً، أَوْ بِضْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، لا يَدَعُ للَّه مَعْصِيَةً إِلا ارْتَكَبَهَا [3] . وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عَلِيًّا كَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي ائْتَمَنْتُهُمْ. فَخَافُونِي، وَنَصَحْتُهُمْ فَغَشُّونِي، اللَّهمّ فَسَلِّطْ عَلَيْهِمْ غُلامَ ثَقِيفَ يَحْكُمُ فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ [4] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ: قَالَ رأيت أنسا
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 75 وروى الشافعيّ هذه الحكاية وقال في آخرها:
قال له عبد الملك: إن بينك وبين إبليس نسبا، فقال: يا أمير المؤمنين، إن الشيطان إذا رآني سالمني.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 75.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 76.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 75.(6/321)
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَخْتُومًا فِي عُنُقِهِ خَتْمَةَ الْحَجَّاجِ، أَرَادَ أَنْ يُذِلَّهُ بِذَلِكَ [1] .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ بِغَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، يُرِيدُ أَنْ يُذِلَّهُمْ بِذَلِكَ، وَقَدْ مَضَتْ لَهُمُ الْعِزَّةُ بصُحبة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] .
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ مُوسَى الضَّبِّيِّ قَالَ: أَمَرَ الْحَجَّاجُ أَنْ تُوجَأَ عُنُقُ أَنَسٍ، وَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلْتُهُ بِهِ لِأَنَّهُ سَيِّئُ الْبِلاءِ فِي الْفِتْنَةِ الأُولَى، غَاشُّ الصَّدْرِ فِي الْفِتْنَةِ الآخِرَةِ [3] .
وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ الشَّعْبِيُّ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُصَلُّونَ فِيهِ عَلَى الْحَجَّاجِ [4] .
وَعَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ قَالَ: أَرَادَ الْحَجَّاجُ قَتْلَ الْحَسَنِ [5] مِرَارًا، فَعَصَمَهُ اللَّهُ مِنْهُ، وَاخْتَفَى مَرَّةً فِي بَيْتِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ سَنَتَيْنِ [6] .
قُلْتُ: لِأَنَّ الْحَسَنَ كَانَ يَذُمُّ الأُمَرَاءَ الظَّلَمَةَ مُجْمَلا، فَأَغْضَبَ ذَلِكَ الْحَجَّاجَ.
وَعَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: إِنَّ الْحَجَّاجَ عُقُوبَةٌ سَلَّطَهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، فَلا تَسْتَقْبِلُوا عُقُوبَةَ اللَّهِ بِالسَّيْفِ، وَلَكِنِ اسْتَقْبِلُوهَا بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ [7] .
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: حَدَّثَنِي جَلِيسٌ لِهِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِعَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ: أَخْبِرْنِي بِبَعْضِ مَا رَأَيْتَ مِنْ عَجَائِبِ الْحَجَّاجِ. قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَهُ لَيْلَةً، فَأُتِيَ بِرَجُلٍ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ
__________
[1] تقدّم في ترجمة «أنس بن مالك» أنه وسم في يده «عتيق الحجّاج» ، والخبر في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 76.
[2] ، (3) تهذيب تاريخ دمشق 4/ 76.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 78.
[5] هو الحسن البصري، كما في تهذيب تاريخ دمشق.
[6] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 78، 79 وفيه «علي بن جدعان» وهما واحد، فهو: علي بن «زيد بن عبد الله بن أبي مليكة.. بن جدعان.
[7] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 80.(6/322)
السَّاعَةَ! وَقَدْ قُلْتُ: لا أَجِدُ فِيهَا أَحَدًا إِلا فَعَلْتُ بِهِ! قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لا أَكْذِبُ الأَمِيرَ، أُغْمِيَ عَلَى أُمِّي مُنْذُ ثَلاثٍ، فَكُنْتُ عِنْدَهَا، فَلَمَّا أَفَاقَتِ السَّاعَةَ قَالَتْ:
يَا بُنَيَّ، أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلا رَجَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ، فَإِنَّهُمْ مَغْمُومُونَ لِتَخَلُّفِكَ عَنْهُمْ، فَخَرَجْتُ، فَأَخَذَنِي الطَّائِفَ، فَقَالَ: نَنْهَاكُمْ وَتَعْصُونَا! اضْرِبْ عُنُقَهُ. ثُمَّ أُتِيَ بِرَجُلٍ آخَرَ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟! قَالَ: وَاللَّهِ لا أَكْذِبُكَ، لَزِمَنِي غَرِيمٌ فَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ أَغْلَقَ الْبَابَ وَتَرَكَنِي عَلَى بَابِهِ، فَجَاءَنِي طَائِفُكَ فَأَخَذَنِي، فَقَالَ: اضْرِبُوا عُنُقَهُ. ثُمَّ أُتِيَ بِآخَرَ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟! قَالَ: كُنْتُ مَعَ شَرَبَةٍ أَشْرَبُ، فَلَمَّا سَكِرْتُ خَرَجْتُ، فَأَخَذُونِي، فَذَهَبَ عَنِّي السُّكْرُ فَزَعًا، فَقَالَ: يَا عَنْبَسَةُ مَا أَرَاهُ إِلا صَادِقًا، خَلُّوا سَبِيلَهُ، فَقَالَ عُمَرُ لِعَنْبَسَةَ، فَمَا قُلْتَ لَهُ شَيْئًا؟ فَقَالَ: لا. فَقَالَ عُمَرُ لِآذِنِهِ: لا تَأْذَنَ لِعَنْبَسَةَ عَلَيْنَا، إِلا أَنْ يَكُونَ فِي حَاجَةٍ [1] .
وَقَالَ بِسْطَامُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: خَرَجْتَ عَلَى الْحَجَّاجِ؟ قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ عَلَيْهِ حَتَّى كَفَرَ [2] .
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ: أَحْصُوا مَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ صَبْرًا، فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا [3] .
وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ قَحْذَمٍ قَالَ: أَطْلَقَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ وَاحِدًا وَثَمَانِينَ أَلْفَ أَسِيرٍ، وَعُرِضَتِ السُّجُونُ بَعْدَ مَوْتِ الْحَجَّاجِ، فَوَجَدُوا فِيهَا ثَلاثَةَ وَثَلاثِينَ أَلْفًا، لَمْ يَجِبْ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ قَطْعٌ وَلا صَلْبٌ [4] .
وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: مَاتَ الْحَجَّاجُ، وَفِي سِجْنِهِ ثَمَانُونَ أَلْفًا، مِنْهُمْ ثَلاثُونَ أَلْفَ امْرَأَةٍ [5] .
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَوْ تَخَابَثَتِ الأُمَمُ، وَجِئْنَا بالحجّاج
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 80.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 82.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 83.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 83.
[5] المصدر نفسه.(6/323)
لَغَلَبْنَاهُمْ، مَا كَانَ يَصْلُحُ لِدُنْيَا وَلا لِآخِرَةٍ، وَلِيَ الْعِرَاقَ، وَهُوَ أَوْفَرُ مَا يَكُونُ مِنَ الْعِمَارَةِ، فَأَخَسَّ بِهِ حَتَّى صَيَّرَهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفٍ، وَلَقَدْ أُدِّيَ إِلَيَّ فِي عَامِي هَذَا ثَمَانُونَ أَلْفَ أَلْفٍ وَزِيَادَةً [1] .
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ الْحَجَّاجِ، فَإِنَّمَا نَلْتَفِتُ إِلَى مَا عَلَيْنَا مِنَ الشَّمْسِ، فَقَالَ: إِلَى مَا تَلْتَفِتُونَ، أَعْمَى اللَّهُ أَبْصَارَكُمْ، إِنَّا لا نَسْجُدُ لِشَمْسٍ وَلا لِقَمَرٍ، وَلا لِحَجَرٍ، وَلا لِوَبَرٍ.
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ: مَا بَقِيَتْ للَّه حُرْمَةٌ إِلا وَقَدِ انْتَهَكَهَا.
الْحَجَّاجُ [2] وَقَالَ طَاوُسٌ: إِنِّي لأَعْجَبُ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، يُسَمُّونَ الْحَجَّاجَ مُؤْمِنًا [3] ، وَقَالَ سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: ذَكَرْتُ لِإِبْرَاهِيمَ لَعْنَ الْحَجَّاجِ أَوْ بَعْضِ الْجَبَابِرَةِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ 11: 18 [4] وَكَفَى بِالرَّجُلِ عَمًى. أَنْ يَعْمَى عَنْ أَمْرِ الْحَجَّاجِ.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: قِيلَ لِأَبِي وَائِلٍ: تَشْهَدُ عَلَى الْحَجَّاجِ أَنَّهُ فِي النَّارِ؟
فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَحْكُمُ عَلَى اللَّهِ [5] !.
وَقَالَ عَوْفٌ: ذُكِرَ الْحَجَّاجُ عِنْدَ ابْنِ سِيرِينَ، فَقَالَ: مِسْكِينٌ أَبُو مُحَمَّدٍ، إِنْ يُعَذِّبْهُ اللَّهُ فَبِذَنْبِهِ، وَإِنْ يَغْفِرْ لَهُ فَهَنِيئًا [6] .
وَقَالَ رَجُلٌ لِلثَّوْرِيِّ: اشْهَدْ عَلَى الْحَجَّاجِ وَأَبِي مُسْلِمٍ [7] أَنَّهُمَا فِي النَّارِ.
__________
[1] نفسه.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84.
[3] المصدر نفسه.
[4] سورة هود، الآية 18 والحديث في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84.
[6] المصدر نفسه.
[7] قال القدسي- رحمه الله- في حاشية طبعته 3/ 354 رقم (1) : «يعني الخراساني» .
ويقول محقّق هذا الكتاب، طالب العلم عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي: إن المقصود هو «يزيد بن أبي مسلم» الّذي يكنّى أبا مسلم، وهو كاتب الحجّاج وسيّافه، وكان ظالما عسوفا.(6/324)
فَقَالَ: لا، إِذَا أَقَرَّا بِالتَّوْحِيدِ [1] .
وَقَالَ الْعَبَّاسُ الأَزْرَقُ، عَنِ السَّرِيِّ [2] بْنِ يَحْيَى قَالَ: مَرَّ الْحَجَّاجُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَسَمِعَ اسْتِغَاثَةً، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قِيلَ: أَهْلُ السُّجُونِ يَقُولُونَ: قَتَلَنَا الحرّ، فقال: قولوا لهم: اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ 23: 108 [3] ، قَالَ: فَمَا عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلا أَقَلَّ مِنْ جُمُعَةٍ [4] .
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: بَنَى الْحَجَّاجُ وَاسِطًا فِي سَنَتَيْنِ وَفَرَغَ مِنْهُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثنا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: مَرِضَ الْحَجَّاجُ، فَأَرْجَفَ بِهِ أَهْلُ الْكُوفَةِ، فَلَمَّا عُوفِيَ صَعَدَ الْمِنْبَرَ وَهُوَ يَتَثَنَّى عَلَى أَعْوَادِهِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَالْمِرَاقِ، نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي مَنَاخِرِكُمْ، فَقُلْتُمْ: مَاتَ الْحَجَّاجُ، فَمَهْ، وَاللَّهِ مَا أَرْجُو الْخَيْرَ إِلا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَمَا رَضِيَ اللَّهُ الْخُلُودَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إِلا لِأَهْوَنِهِمْ عَلَيْهِ إِبْلِيسَ، وَقَدْ قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ سُلَيْمَانُ:
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي 38: 35 [5] فَكَانَ ذَلِكَ، ثُمَّ اضْمَحَلَّ وَكَأَنْ لَمْ يَكُنْ، يا أيّها الرَّجُلُ، وَكُلُّكُمْ ذَلِكَ الرَّجُلُ، كَأَنِّي بِكُلِّ حَيٍّ مَيِّتٌ، وَبُكِلِّ رَطْبٍ يَابِسٌ، وَبِكُلِّ امْرِئٍ فِي ثِيَابٍ طَهُورٍ إِلَى بَيْتِ حُفْرَتِهِ، فَخُدَّ لَهُ فِي الأَرْضِ خَمْسَةَ أَذْرُعٍ طُولا فِي ذِرَاعَيْنِ عَرْضًا، فَأَكَلَتِ الأَرْضُ مِنْ لَحْمِهِ، وَمَصَّتْ مِنْ صَدِيدِهِ وَدَمِهِ [6] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَبْغَضُ الْحَجَّاجَ، فَنَفَّسَ عَلَيْهِ بِكَلِمَةٍ قَالَهَا عِنْدَ الْمَوْتِ: اللَّهمّ اغْفِرْ لي فإنّهم يزعمون أنّك لا تفعل [7] .
__________
[ () ] وقد ذكرت بعض أخباره وظلمه في كتابنا: دراسات في تاريخ الساحل الشامي- «لبنان» من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية، إذ كان موجودا بطرابلس الشام في خلافة سليمان بن عبد الملك وأول أيام عمر بن عبد العزيز- انظر: ص 215- 217.
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84.
[2] في الأصل «السّدّي» ، وهو تحريف.
[3] سورة المؤمنون، الآية 108.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84، 85.
[5] سورة ص، الآية 35.
[6] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 85.
[7] المصدر نفسه.(6/325)
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَا حَسَدْتُ الْحَجَّاجَ عَدُوَّ اللَّهِ عَلَى شَيْءٍ حَسَدِي إِيَّاهُ عَلَى حُبِّهِ الْقُرْآنَ وَإِعْطَائِهِ أَهْلَهُ، وَقَوْلِهِ حِينَ احْتُضِرَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِي فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لا تَفْعَلُ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ الْحَجَّاجُ لَمَّا احْتَضَرَ:
يَا رَبِّ قَدْ حَلِفَ الأَعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا ... بِأَنَّنِي رَجُلٌ مِنْ سَاكِنِي النَّارِ
أَيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ وَيْحَهُمُ ... مَا عِلْمُهُمْ بِكَثِيرِ الْعَفْوِ سَتَّارِ [1]
فَأُخْبِرَ الْحَسَنُ فَقَالَ: إِنْ نَجَا فَبِهِمَا.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الْمَخْزُومِيُّ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ، فَأُخْبِرَ بِمَوْتِ الْحَجَّاجِ، فَسَجَدَ [2] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ: مَاتَ الْحَجَّاجُ، فَبَكَى مِنَ الْفَرَحِ [3] .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
قُلْتُ: عَاشَ خَمْسًا وَخَمْسِينَ سَنَةً.
قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ أَشْعَثَ الْحُدَّانِيِّ [4] قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ فِي مَنَامِي بِحَالٍ سَيِّئَةٍ، قُلْتُ: مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: مَا قَتَلْتُ أَحَدًا قَتْلَةً، إِلا قَتَلَنِي بِهَا، قُلْتُ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِي إِلَى النَّارِ، قُلْتُ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: ثُمَّ أَرْجُو مَا يَرْجُو أَهْلُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ: إِنِّي لأَرْجُو لَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْحَسَنَ، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّه لَيُخْلِفَنَّ اللَّهُ رَجَاءَهُ فِيهِ [5] .
ذَكَرَ ابْنُ خَلِّكَانَ [6] أَنَّهُ مَاتَ بِوَاسِطَ، وَعُفِيَ قَبْرُهُ وَأَجْرَوْا عَلَيْهِ الماء.
__________
[1] في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 85 «العفو غفّار» .
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 85.
[3] المصدر نفسه.
[4] في الأصل «الحذاني» بالذال المعجمة، والتصحيح من: (اللباب 1/ 283) .
[5] انظر نحوه باختصار، عن الأصمعي، عن أبيه. في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 85.
[6] في وفيات الأعيان 2/ 53.(6/326)
وَعِنْدِي مُجَلَّدٌ فِي أَخْبَارِ الْحَجَّاجِ فِيهِ عَجَائِبُ، لَكِنْ لا أَعْرِفُ صِحَّتَهَا.
234- (حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ) [1]- خ- بن زيد.
عَنْ: مَوْلَاهُ، وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ- وَلَزِمَهُ مُدَّةً حَتَّى نُسِبَ إِلَيْهِ-، وَعَنْ:
عَلِيٍّ، وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ، وَأَبُو جعفر الباقر، والزّهريّ.
(حسّان بن بلال) [2]- ت ن ق- المزنيّ البصريّ.
عَنْ: عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ، وَقَتَادَةُ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ.
وَثَّقَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ.
235- (حَسَّانُ بْنُ أَبِي وَجْزَةَ) [3]- ن- مَوْلَى قريش.
__________
[1] انظر عن (حرملة مولى أسامة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 304، التاريخ الكبير 3/ 67 رقم 239، والمعرفة والتاريخ 1/ 221 و 420 وتاريخ أبي زرعة 1/ 614، والجرح والتعديل 3/ 273 رقم 1219، والثقات لابن حبّان 4/ 173، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 264، ورجال صحيح البخاري 1/ 216 رقم 284، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 112 رقم 432، وتهذيب الكمال 5/ 552، 553 رقم 1167، وتهذيب التهذيب 2/ 231، 232 رقم 427، وتقريب التهذيب 1/ 158 رقم 204، وخلاصة تذهيب التهذيب 75.
[2] انظر عن (حسّان بن بلال) في:
العلل لأحمد 1/ 152، والتاريخ الكبير 3/ 31 رقم 128، والمعارف 298، والمعرفة والتاريخ 2/ 296، 297، والجرح والتعديل 3/ 234 رقم 1030، والثقات لابن حبّان 4/ 164، وتهذيب الكمال 6/ 13- 16 رقم 1187، والكاشف 1/ 157 رقم 1005، وميزان الاعتدال 1/ 478 رقم 1802، والوافي بالوفيات 11/ 360 رقم 522، وتهذيب التهذيب 2/ 246، 247 رقم 449، وتقريب التهذيب 1/ 161 رقم 228، وخلاصة تذهيب التهذيب 75.
[3] انظر عن (حسّان بن أبي وجزة) في:
التاريخ الكبير 3/ 32 رقم 132، والجرح والتعديل 3/ 234، 235 رقم 1037، والثقات لابن حبّان 4/ 164، وتهذيب الكمال 6/ 44 رقم 1197، والكاشف 1/ 158 رقم 1013، وتهذيب التهذيب 2/ 253 رقم 465، وتقريب التهذيب 1/ 162 رقم 240، وخلاصة تذهيب التهذيب 76.(6/327)
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَقَّارِ بْنِ الْمُغِيرَةِ.
وَعَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَيَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ.
لَهُ فِي السُّنَنِ، عَنْ عَقَّارٍ، عَنْ أَبِيهِ حَدِيثٌ: «مَا تَوَكَّلَ مَنِ اكْتَوَى وَاسْتَرْقَى» [1] . 236- الحسن بن الحسن بن عليّ [2] ن ابْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم، أبو محمد المدنيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ.
وعنه: ابنه عبد الله، وابن عمه الحسن بن محمد بن الحنفية، وسهيل بن أبي صالح، وإسحاق بن يسار، والوليد بن كثير، وفضيل بن مرزوق.
قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلانَ، عَنْ سُهَيْلٍ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ [3] ، عَنْ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ رَأَى رَجُلا وَقَفَ على
__________
[1] أخرجه الترمذي في الطب (2055) .
[2] انظر عن (الحسن بن الحسن بن علي) في:
طبقات ابن سعد 5/ 319، 320، والمحبّر لابن حبيب (انظر فهرس الأعلام) 597، وطبقات خليفة 240، ونسب قريش 51- 56، والتاريخ الكبير 2/ 289 رقم 2502، والتاريخ الصغير 1/ 190، وتاريخ اليعقوبي 2/ 228، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 506 و 606 و 620 و 5/ 109 و 110 و 112، وتاريخ الطبري 2/ 388 و 3/ 213، والجرح والتعديل 3/ 5 رقم 17، والثقات لابن حبّان 4/ 121، 122، وجمهرة أنساب العرب 41، 42، والمعارف 212، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 194- 196، وتاريخ بغداد 7/ 293، 294 رقم 3799، والتبيين في أنساب القرشيين 106 و 196 و 289، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 217 أ، وتهذيب الكمال 6/ 89- 95 رقم 1215، والكاشف 1/ 160 رقم 1028، وسير أعلام النبلاء 4/ 483- 487 رقم 185، والكامل في التاريخ 4/ 93 و 5/ 539 و 572، والعقد الفريد 6/ 35 و 36 و 91 و 91، والعبر 1/ 196، والبداية والنهاية 9/ 170، 171، والوافي بالوفيات 11/ 416- 418 رقم 598، وطبقات المعتزلة 17، وتهذيب التهذيب 2/ 263 رقم 487، وتقريب التهذيب 1/ 165 رقم 262، وخلاصة تذهيب التهذيب 77، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 165- 169.
[3] في طبعة القدسي 3/ 356 «المهدي» بالدال وهو تحريف.(6/328)
الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو لَهُ وَيُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: لا تَفْعَلْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَتَّخِذُوا بَيْتِي عِيدًا، وَلا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي» [1] . هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ [2] قَالَ الزُّبَيْرُ: أُمُّ الْحَسَنِ هَذَا هِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ مَنْظُورٍ الْفَزَارِيِّ، وَهِيَ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ، وَدَاوُدَ، وَأُمُّ الْقَاسِمَ، بَنُو مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ بْن عُبَيْد اللَّهِ التَّيْميّ، قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ وَصِيُّ أَبِيهِ، وَوَلِيُّ صَدَقَةِ عَلِيٍّ، قَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ يَوْمًا وَهُوَ يُسَايِرُهُ فِي مَوْكِبِهِ بِالْمَدِينَةِ، إِذْ كَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ: أَدْخِلْ عَمَّكَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ مَعَكَ فِي صَدَقَةِ عَلِيٍّ، فَإِنَّهُ عَمُّكَ وَبَقِيَّةُ أَهْلِكَ، قَالَ: لا أُغَيِّرُ شَرْطَ عَلِيٍّ. قَالَ: إِذًا أَدْخِلْهُ مَعَكَ. فَسَافَرَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَرَحَّبَ بِهِ وَوَصَلَهُ، وَكَتَبَ لَهُ إِلَى الْحَجَّاجِ كِتَابًا لا يُجَاوِزُهُ [3] .
وَقَالَ زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: حَدَّثَنِي أَبُو مُصْعَبٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ كَتَبَ إِلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَامِلِ الْمَدِينَةِ: بلغني أنّ الحسن بن
__________
[1] أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (6726) من طريق: سهيل بن أبي سهيل. وأورده السيوطي في الجامع الكبير، ثم رمز إلى أنه رواه أبو داود والبيهقي عن أبي هريرة، وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 4/ 165.
[2] علّق المؤلّف الذهبيّ- رحمه الله- على هذا الحديث في سير أعلام النبلاء 4/ 484، 485 فقال:
«وما استدلّ حسن في فتواه بطائل من الدلالة، فمن وقف عند الحجرة المقدّسة ذليلا مسلّما، مصلّيا على نبيّه، فيا طوبى له، فقد أحسن الزيارة، وأجمل في التذلّل والحبّ، وقد أتى بعبادة زائدة على من صلّى عليه في أرضه أو في صلاته، إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصلاة عليه، والمصلّي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط، فمن صلّى عليه واحدة صلّى الله عليه عشرا، ولكنّ من زاره- صلوات الله عليه- وأساء أدب الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع، فهذا فعل حسنا وسيّئا فيعلم برفق، والله غفور رحيم، فو الله ما يحصل الانزعاج لمسلم، والصياح وتقبيل الجدران، وكثرة البكاء، إلّا وهو محبّ للَّه ولرسوله، فحبّه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار، فزيارة قبره من أفضل القرب وشدّ الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء، لئن سلّمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه: «لا تشدّوا الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد» ، فشدّ الرحال إلى نبيّنا صلى الله عليه وسلّم مستلزم لشدّ الرّحل إلى مسجده، وذلك مشروع بلا نزاع، إذ لا وصول إلى حجرته إلّا بعد الدخول إلى مسجده، فليبدأ بتحيّة المسجد، ثم بتحيّة صاحب المسجد، رزقنا الله وإيّاكم ذلك، آمين» .
[3] نسب قريش 51، 52.(6/329)
الْحَسَنِ يُكَاتِبُ أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي فَاسْتَحْضِرْهُ، قَالَ: فَجِيءَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: يَا بْنَ عَمِّ، قُلْ كَلِمَاتِ الْفَرَجِ «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» قَالَ: فَخُلِّيَ [1] . ورويتْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: لَكِنْ قَالَ: كَتَبَ الْوَلِيدُ إِلَى عُثْمَانَ الْمُرِّيِّ: انْظُرِ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ فَاجْلِدْهُ مِائَةَ ضَرْبَةٍ، وَقِفْهُ لِلنَّاسِ يَوْمًا، وَلا أُرَانِي إِلا قَاتِلَهُ، قَالَ: فَعَلَّمَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ كَلِمَاتٍ لِلْكَرْبِ.
وَقَالَ فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّافِضَةِ: إِنَّ قَتْلَكَ قُرْبةٌ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّكَ تَمْزَحُ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا هُوَ مِنِّي بِمُزَاحٍ [2] .
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّافِضَةِ: وَيْحَكُمْ أَحِبُّونَا، فَإِنْ عَصَيْنَا اللَّهَ فَأَبْغِضُونَا، فَلَوْ كَانَ اللَّهُ نَافِعًا أَحَدًا بِقَرَابَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لِغَيْرِ طَاعَةٍ لَنَفَعَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ [3] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ.
237- (الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُرَنِيُّ [4] الكوفيّ) - سوى ت-
__________
[1] في تاريخ دمشق 4/ 218 ب «فخلّي عنه» . والحديث أخرجه البخاري في الدعاء عند الكرب 11/ 123 كتاب الدعوات، ومسلم في الذكر والدعاء (2730) باب دعاء الكرب من حديث ابن عباس.
[2] تاريخ دمشق 4/ 219 أ.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 319، 320 من طريق: شبابة بن سوار الفزاري، عن الفضيل بن مرزوق. وهو في تاريخ دمشق 4/ 219 أ، وتهذيبه 4/ 168.
[4] انظر عن (الحسن بن عبد الله العرني) في:
طبقات ابن سعد 6/ 295، والتاريخ لابن معين 2/ 115، والمعرفة والتاريخ 3/ 310، والجرح والتعديل 3/ 45 رقم 194، والمراسيل 46 رقم 55، والثقات لابن حبّان 4/ 125، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 192، ورجال صحيح البخاري 2/ 870 رقم 1479، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 82 رقم 309، وتهذيب الكمال 6/ 195، 196 رقم 1240، والمغني في الضعفاء 1/ 169 رقم 1499، والكاشف 1/ 162 رقم 1046(6/330)
عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ [1] ، وَعُبَيْدِ بْنِ نَضْلَةَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، وَيَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ [2] .
وَعَنْهُ: عَزْرَةُ [3] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَأَبُو الْمُعَلَّى يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [4] ، وغيره.
238- الحسن بن محمّد بن الحنفيّة [5] ع أبو محمد، وَأَخُو أَبِي هَاشِمٍ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ الْحَسَنُ هو المقدّم في الهيئة والفضل.
__________
[ () ] (وقد تحرّف في المتن إلى «العربيّ» ) ، مع كون محقّقه عرّف بنسبه في الحاشية، وجامع التحصيل 199 رقم 136، والوافي بالوفيات 12/ 86 رقم 70، وتهذيب التهذيب 2/ 290، 291 رقم 519، وتقريب التهذيب 1/ 167 رقم 286، وخلاصة تذهيب التهذيب 79.
[1] مهمل في الأصل.
[2] مهمل في الأصل «الجرار» .
[3] في الأصل «غورة» .
[4] في الجرح والتعديل 3/ 45.
[5] انظر عن (الحسن بن محمد بن الحنفيّة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 328، وطبقات خليفة 239، والتاريخ الكبير 2/ 305 رقم 2560، وتاريخ الثقات للعجلي 117، 118 رقم 286، والمعارف 216، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 254 رقم 1794، والمعرفة والتاريخ 1/ 543 و 544 و 549 و 2/ 13 و 207 و 208 و 737 و 744، وتاريخ أبي زرعة 1/ 415، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 197، وتاريخ الطبري 2/ 260 و 279، والجرح والتعديل 3/ 35 رقم 144، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 421، والثقات لابن حبّان 4/ 122، وطبقات الفقهاء للشيرازي 60 و 63، ومروج الذهب 1941 و 2031، ورجال صحيح مسلم 1/ 133، 134 رقم 254، ورجال صحيح البخاري 1/ 161، 162 رقم 204، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 206، وجمهرة أنساب العرب 66، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 81، 82 رقم 307، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 296 ب، وتهذيبه 4/ 248- 250، والتبيين في أنساب القرشيين 114، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 160 رقم 119، ووفيات الأعيان 2/ 399 و 6/ 150، والعبر 1/ 122، وسير أعلام النبلاء 4/ 130، 131 رقم 38، والكاشف 1/ 166 رقم 1072، والبداية والنهاية 9/ 140 و 185، والوافي بالوفيات 12/ 213، 214 رقم 189، وتهذيب التهذيب 2/ 320، 321 رقم 555، وتقريب التهذيب 1/ 171 رقم 318، والنجوم الزاهرة 1/ 227، وخلاصة تذهيب التهذيب 81، وشذرات الذهب 1/ 121.(6/331)
رَوَى عَنْ: جَابِرٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَأَبُو سَعْدٍ الْبَقَّالُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمُ، بِمَا اخْتَلَفَ فِيهِ النَّاسُ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، مَا كَانَ زُهْرِيُّكُمْ إِلا غُلامًا مِنْ غِلْمَانِهِ [1] .
وَقَالَ مِسْعَرٌ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ يُفَسِّرُ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَيْسَ مِنَّا» لَيْسَ مِثْلَنَا.
وَقَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ: قَالَ: أَنَا أَكْبَرُ مِنَ الْمُرْجِئَةِ، إِنَّ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الإِرْجَاءِ رَجُلٌ مِنْ بني هَاشِمٍ يُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ [2] .
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، وَمَيْسَرَةَ، أَنَّهُمَا دَخَلا عَلَى الْحَسَنِ ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَلامَاهُ عَلَى الْكِتَابِ الَّذِي وَضَعَهُ فِي الإِرْجَاءِ، فَقَالَ: لَوَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ وَلَمْ أَكْتُبْهُ [3] .
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَاطِبٍ: أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الإِرْجَاءِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، كُنْتُ حَاضِرًا يَوْمَ تَكَلَّمَ، وَكُنْتُ فِي حَلَقَتِهِ مَعَ عَمِّي، وَكَانَ فِي الْحَلَقَةِ جُنْدُبٌ وَقَوْمٌ مَعَهُ، فَتَكَلَّمُوا فِي عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَآلِ الزُّبَيْرِ، فَأَكْثَرُوا، فَقَالَ الْحَسَنُ: سَمِعْتُ مَقَالَتَكُمْ هَذِهِ، وَلَمْ أَرَ مِثْلَ أَنْ يُرْجَأَ [4] عُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، فَلا يَتَوَلَّوْا وَلا يُتَبَرَّأُ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ، فَقُمْنَا، وَبَلَغَ أَبَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ مَا قَالَ، فَضَرَبَهُ بِعَصًا فَشَجَّهُ، وَقَالَ:
لا تُوَلِّي أَبَاكَ عَلِيًّا! قَال: وَكَتَبَ الرِّسَالَةَ الَّتِي ثَبَّتَ فِيهَا الْإِرْجَاءَ بَعْدَ ذلك [5] .
__________
[1] تهذيب الكمال 6/ 319.
[2] انظر طبقات ابن سعد 5/ 328 وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 249، وتهذيب الكمال 6/ 321.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 328.
[4] في الأصل «يرجى» .
[5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 249، 250، تهذيب الكمال 6/ 321، 322.(6/332)
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : هُوَ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الإِرْجَاءِ، وَكَانَ مِنْ ظُرَفَاءِ بَنِي هَاشِمٍ وَعُقَلائِهِمْ، وَلا عَقِبَ لَهُ. وَأُمُّه جَمَالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ.
قُلْتُ: الْإِرْجَاءُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ مَعْنَاهُ أَنَّهُ يُرْجِئُ أَمْرَ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ إِلَى اللَّهِ، فَيَفْعَلُ فِيهِمْ مَا يَشَاءُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ أَخْبَارَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي «مُسْنَدِ عَلِيٍّ» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، فَأَوْرَدَ فِي ذَلِكَ كِتَابَهُ فِي الإِرْجَاءِ، وَهُوَ نَحْوَ وَرَقَتَيْنِ، فِيهَا أَشْيَاءُ حَسَنَةٌ، وَذَلِكَ أَنَّ الْخَوَارِجَ تَوَلَّتِ الشَّيْخَيْنِ، وَبَرِئَتْ مِنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، فَعَارَضَتْهُمُ السَّبَائِيَّةُ، فَبَرِئَتْ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَتَوَلَّتْ عَلِيًّا وَأَفْرَطَتْ فِيهِ، وَقَالَتِ الْمُرْجِئَةُ الأُولَى: نَتَوَلَّى الشَّيْخَيْنِ وَنُرْجِئُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا فَلا نَتَوَلاهُمَا وَلا نَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الْيَامِيُّ: قَالَ: اجْتَمَعَ قُرَّاءُ الْكُوفَةِ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ فَأجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنَّ الشَّهَادَاتِ وَالْبَرَاءَاتِ بِدْعَةٌ، مِنْهُمْ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ نَزَلَ عَلَى أَبِي، فَيَجْتَمِعُ عَلَيْهِ إِخْوَانُهُ، فَيَقُولُ لِي: اقْرَأْ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الرِّسَالَةَ، فَكُنْتُ أَقْرَأُهَا: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّا نُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَنَحُثُّكُمْ عَلَى أَمْرِهِ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَنُضِيفُ وِلايَتَنَا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَنَرْضَى مِنْ أَئِمَّتِنَا بِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ أَنْ يُطَاعَا، وَنَسْخَطُ أَنْ يعصيا، وَنُرْجِئُ أَهْلَ الْفِرْقَةِ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، لَمْ تَقْتَتِلْ فِيهِمَا الأُمَّةُ، وَلَمْ تَخْتَلِفْ فِيهِمَا الدَّعْوَةُ، وَلَمْ يُشَكَّ فِي أَمْرِهِمَا، وَإِنَّمَا الْإِرْجَاءُ فِيمَا غَابَ عَنِ الرِّجَالِ وَلَمْ يَشْهَدُوهُ، فَمَنْ أَنْكَرَ عَلَيْنَا الْإِرْجَاءَ وَقَالَ: مَتَى كَانَ الْإِرْجَاءُ؟ قُلْنَا: كَانَ عَلَى عَهْدِ مُوسَى، إِذْ قَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ: فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى قَالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي في كِتابٍ 20: 51- 52 [2] ، إِلَى أَنْ قَالَ: مِنْهُمْ شِيعَةٌ مُتَمَنِّيَةٌ يَنْقِمُونَ الْمَعْصِيَةَ عَلَى أَهْلِهَا وَيَعْمَلُونَ بِهَا، اتَّخَذُوا أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ إِمَامًا، وَقَلَّدُوهُمْ دِينَهُمْ، يُوَالُونَ على حبّهم، ويعادون
__________
[1] في الطبقات 6/ 328.
[2] سورة طه- الآية 51/ 52.(6/333)
عَلَى بُغْضِهِمْ، جُفَاةٌ لِلْقُرْآنِ، أَتْبَاعٌ لِلْكُهَّانِ، يَرْجُونَ الدَّوْلَةَ فِي بَعْثٍ يَكُونُ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ، حَرَّفُوا كِتَابَ اللَّهِ وَارْتشوا فِي الْحُكْمِ، وَسَعَوْا فِي الأَرْضِ فَسَادًا، وَذَكَرَ الرِّسَالَةَ بِطُولِهَا.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قَرَأْتُ رِسَالَةَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَى أَبِي الشَّعْثَاءِ، فَقَالَ لِي: مَا أَحْبَبْتُ شَيْئًا كَرِهَهُ، وَلا كَرِهْتُ شَيْئًا أَحَبَّهُ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَوَانَةَ قَالَ: قَدِمَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفَةَ بَعْدَ قَتْلِ الْمُخْتَارِ، فَمَضَى إِلَى نَصِيبِينَ، وَبِهَا نَفَرٌ مِنَ الْخَشَبِيَّةِ، فَرَأَّسُوهُ عَلَيْهِمْ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ مُسْلِمُ بْنُ الأَسِيرِ مِنَ الْمَوْصِلِ، وَهُوَ مِنْ شِيعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَهَزَمَهُمْ وَأَسَرَ الْحَسَنَ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَسَجَنَهُ بِمَكَّةَ فَقِيلَ: إِنَّهُ هَرَبَ مِنَ الْحَبْسِ، وَأَتَى أَبَاهُ إِلَى مِنًى.
قَالَ الْعِجْلِيُّ [1] : هُوَ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : مَاتَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
239- (حصين بن قبيصة) [3]- د ن ق- الفزاريّ الكوفيّ.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَالْمُغِيرَةِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَالرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْفَزَارِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [4] .
- حصين أبو ساسان في الكنى.
__________
[1] في تاريخ الثقات 117.
[2] في تاريخه 325 أما في الطبقات 239 فقال: توفي سنة مائة أو تسع وتسعين.
[3] انظر عن (حصين بن قبيصة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 180، والتاريخ الكبير 3/ 5 رقم 13، وتاريخ الثقات للعجلي 122 رقم 299، والجرح والتعديل 3/ 195 رقم 845، والثقات لابن حبّان 4/ 157، وتهذيب الكمال 6/ 530 رقم 1365، والكاشف 1/ 175 رقم 1136، وتهذيب التهذيب 2/ 387 رقم 671، وتقريب التهذيب 1/ 183 رقم 416، وخلاصة تذهيب التهذيب 86.
[4] ج 4/ 157.(6/334)
240- (حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ [1] بْنِ الْخَطَّابِ) - ع- القرشيّ العدويّ المدنيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ، وَأَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى.
رَوَى عَنْهُ: عُمَرُ، وَعِيسَى، وَرَبَاحٌ بَنُوهُ، وَابْنُ عَمِّهِ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَنَسِيبُهُ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّانِ، وَخُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِ بَنِي عَدِيٍّ، مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ.
241- (الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ) [2] بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ الثَّقَفِيُّ، ابْنُ عَمِّ الْحَجَّاجِ.
روى عن: أبي هريرة.
__________
[1] انظر عن (حفص بن عاصم بن عمر) في:
طبقات ابن سعد 7/ 117- 119، والعلل لابن المديني 48، وطبقات خليفة 246، والتاريخ الكبير 2/ 359 رقم 2747، وتاريخ الثقات للعجلي 124 رقم 306، والمعارف 188، والمعرفة والتاريخ 1/ 349 و 375 و 2/ 213 و 821، والجرح والتعديل 3/ 184 رقم 796، والثقات لابن حبّان 4/ 152، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 506، ورجال صحيح مسلم 1/ 143 رقم 281، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 237، ورجال صحيح البخاري 1/ 180 رقم 230، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 92 رقم 353، والتبيين في أنساب القرشيين 372، ومعجم البلدان 3/ 163، وتهذيب الكمال 6/ 17، 18 رقم 1392، وسير أعلام النبلاء 4/ 196، 97، رقم 79، والكاشف 1/ 178 رقم 1156، والوافي بالوفيات 13/ 97 رقم 95، وتهذيب التهذيب 2/ 402 رقم 702، والبداية والنهاية 9/ 93، وتقريب التهذيب 1/ 186 رقم 444، وخلاصة تذهيب التهذيب 87.
[2] انظر عن (الحكم بن أيوب) في:
تاريخ خليفة 272 و 293 و 294 و 310، والتاريخ الكبير 2/ 336 رقم 2660، والمعرفة والتاريخ 2/ 14، وتاريخ أبي زرعة 2/ 672، وتاريخ الطبري 6/ 209 و 279 و 340 و 341.
وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 73 و 5/ 179، والجرح والتعديل 3/ 114 رقم 527، والثقات لابن حبّان 4/ 145، والكامل في التاريخ 4/ 379 و 431 و 468، والعقد الفريد 3/ 417، والوافي بالوفيات 13/ 110 رقم 116، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 389، والمغني في الضعفاء 1/ 183 رقم 1648، وميزان الاعتدال 1/ 570 رقم 2170، ولسان الميزان 2/ 331 رقم 1359، والكامل في الأدب 2/ 121، وثمار القلوب 475 رقم 770.(6/335)
وعنه: الجريريّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : مَجْهُولٌ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : وَلِيَ الْبَصْرَةَ لَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ الْعِرَاقَ، فلما وثب ابن الأشعث على البصرة لحق بالحجاج.
242- (حمزة بن أبي أسيد) [3]- خ د ق- مالك بن ربيعة الأنصاريّ السّاعديّ المدنيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ الأَنْصَارِيِّ.
روى عنه: ابناه مالك، ويحيى، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل.
وقال ابن الغسيل [4] : توفي زمن الوليد.
243- (حمزة بن المغيرة بن شعبة الثقفي) [5]- م ن ق- عَنْ أَبِيهِ فِي الْمَسْحِ.
__________
[1] في الجرح والتعديل 3/ 114.
[2] في تاريخه 293 و 294.
[3] انظر عن (حمزة بن أبي أسيد) في:
طبقات ابن سعد 5/ 271، وطبقات خليفة 254، والتاريخ الكبير 3/ 46، 47 رقم 175، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 141 رقم 672، والمعرفة والتاريخ 1/ 387، وتاريخ أبي زرعة 1/ 491، والجرح والتعديل 3/ 214 رقم 940، والثقات لابن حبّان 4/ 168، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 547، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 248، ورجال صحيح البخاري 1/ 209 رقم 271، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 106 رقم 409، وتهذيب الكمال 7/ 311- 313 رقم 1499، والكاشف 1/ 190 رقم 1240، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 139، والوافي بالوفيات 13/ 176 رقم 201، والإصابة 1/ 352 رقم 1823، وتهذيب التهذيب 3/ 26 رقم 35، وتقريب التهذيب 1/ 199 رقم 562، وخلاصة تذهيب التهذيب 93.
[4] في طبقات ابن سعد 5/ 271، 272.
[5] انظر عن (حمزة بن المغيرة بن شعبة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 270، وطبقات خليفة 155، والتاريخ الكبير 3/ 47 رقم 176، وتاريخ الثقات للعجلي 133 رقم 336، والمعرفة والتاريخ 1/ 369 و 398 و 459 و 2/ 188، وتاريخ الطبري 4/ 122، 123 و 5/ 409 و 6/ 284 و 292 و 294، والجرح والتعديل 3/ 214 رقم 941، والثقات لابن حبّان 4/ 168، ورجال صحيح مسلم 1/ 146 رقم 289، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 411، والكامل في التاريخ 4/ 52 و 434، 435، وتهذيب الكمال 7/ 339، 340 رقم 1514، والكاشف 1/ 191 رقم 1251، وتهذيب التهذيب 3/ 33 رقم(6/336)
وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَغَيْرُهُمَا.
244- (حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ) [1]- ع- الزّهريّ المدنيّ، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومَ بِنْت عُقْبة بْن أَبِي مُعَيْط مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ، وَهِيَ أُخْتُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لأُمِّهِ.
رَوَى عَنْ: أَبَوَيْهِ، وَعُثْمَانَ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ، ابْنُ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ، وَقَتَادَةُ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وغيرهم.
وقيل: إنّه أدرك عمر، والصّحيح أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ.
وَكَانَ فَقِيهًا نَبِيلًا شَرِيفًا.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [2] وَغَيْرُهُ.
وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وتسعين، وأمّا سنة خمس ومائة فغلط [3] .
__________
[52،) ] وتقريب التهذيب 1/ 200 رقم 577، وخلاصة تذهيب التهذيب 93.
[1] انظر عَنْ (حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ) في:
طبقات ابن سعد 5/ 153، والمحبّر لابن حبيب 378 و 408، وتاريخ خليفة 336، وطبقات خليفة 242، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 464، والتاريخ الكبير 2/ 345 رقم 2696، والمعارف 238، وتاريخ الثقات للعجلي 134 رقم 339، والمعرفة والتاريخ 1/ 367 و 381 و 536 و 724 و 725، وتاريخ أبي زرعة 1/ 419 و 545 و 584 و 589، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 416، والجرح والتعديل 3/ 225 رقم 989، والمراسيل 49 رقم 62، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 464، والثقات لابن حبّان 4/ 146، وسنن الدارقطنيّ 2/ 210، وأسماء التابعين له، رقم 180، ورجال صحيح مسلم 1/ 160، 161 رقم 320، وجمهرة أنساب العرب 115، والتبيين في أنساب القرشيين 184 و 262، والسابق واللاحق 87، ورجال صحيح البخاري 1/ 175، 176 رقم 223، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 88، 89 رقم 342، والكامل في التاريخ 5/ 126، والعقد الفريد 4/ 164 و 168 و 169، وتهذيب الكمال 7/ 378- 381 رقم 1532 والعبر 1/ 113، وسير أعلام النبلاء 4/ 293، 294 رقم 111، والكاشف 1/ 192 رقم 262 أوالمعين في طبقات المحدثين 32، وجامع التحصيل 202 رقم 145، والبداية والنهاية 9/ 140، ومرآة الجنان 1/ 199، ووفيات الأعيان 4/ 284، والوافي بالوفيات 13/ 195 رقم 223، وتهذيب التهذيب 3/ 45 رقم 77، وتقريب التهذيب 1/ 203 رقم 603، وأسد الغابة 2/ 54، وميزان الاعتدال 1/ 616 رقم 2345، وخلاصة تذهيب التهذيب 94، وشذرات الذهب 1/ 111.
[2] في الجرح والتعديل 3/ 225.
[3] هذا قول ابن سعد في طبقاته 5/ 155 وتمامه: «ليس يمكن أن يكون ذلك كذلك لا في(6/337)
245- (حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ الْبَصْرِيُّ) [1]- ع- عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي بَكْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَثَلاثَةٍ مِنْ وَلَدِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ، وَقَتَادَةُ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ الْعِجْلِيُّ [2] : تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ: هُوَ أَفْقَهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
قُلْتُ: رَوَاهُ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ [3] وَقَالَ هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَعْلَمَ أَهْلِ الْمِصْرَيْنِ يَعْنِي الكوفة والبصرة.
__________
[ () ] سنّة ولا في روايته، وخمس وتسعون أشبه وأقرب إلى الصواب» .
[1] انظر عن (حميد بن عبد الرحمن الحميريّ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 147، والتاريخ لابن معين 2/ 137، وطبقات خليفة 204، وتاريخ خليفة 302، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3837 و 4989، والتاريخ الكبير 2/ 346 رقم 2697، وتاريخ الثقات للعجلي 134 رقم 340، والمعرفة والتاريخ 1/ 68 و 284 و 293 و 2/ 67 و 3/ 161، وتاريخ الطبري 3/ 202، والجرح والتعديل 3/ 225 رقم 990، والثقات لابن حبّان 4/ 147، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 667، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 187، وذكر أخبار أصبهان 1/ 290، ورجال صحيح مسلم 1/ 162 رقم 322، وطبقات الفقهاء للشيرازي 88، ورجال صحيح البخاري 1/ 176 رقم 224، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 89 رقم 343، وتهذيب الكمال 7/ 381- 383 رقم 1533، وسير أعلام النبلاء 4/ 393، 294 رقم 111، والكاشف 1/ 192، 193 رقم 1263، والوافي بالوفيات 13/ 194، 195 رقم 222، تهذيب التهذيب 3/ 46 رقم 78، وتقريب التهذيب 1/ 203 رقم 605، وخلاصة تذهيب التهذيب 94، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 193.
[2] في تاريخ الثقات 134.
[3] انظر: التاريخ الكبير 2/ 346، والمعرفة والتاريخ 2/ 68، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3837.(6/338)
246- حنش بن عبد الله [1] م 4 ابن عمرو بن حنظلة، أبو رشدين [2] السّبائيّ [3] الصّنعانيّ، صَنْعَاءُ دِمَشْقَ لا صَنْعَاءُ الْيَمَنِ.
رَوَى عَنْ: فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَرُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْحَارِثُ، وَقَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، وَخَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، وَعَامِرُ بْنُ يَحْيَى الْمَعَافِرِيُّ، وَالْجُلاحُ [4] أَبُو كَثِيرٍ، وَرَبِيعَةُ بْنُ سُلَيْمٍ.
وَغَزَا الْمَغْرِبَ، وَسَكَنَ إِفْرِيقِيَّةَ، وَلِهَذَا عَامَّةُ أَصْحَابِهِ مِصْرِيُّونَ.
وَتُوُفِّيَ غَازِيًا بِإِفْرِيقِيَّةَ سنة مائة.
__________
[1] انظر عن (حنش بن عبد الله الصنعاني) في:
طبقات ابن سعد 5/ 536، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 139 رقم 738، والعلل لأحمد 1/ 305، والتاريخ الكبير 3/ 99 رقم 343، وتاريخ الثقات للعجلي 136 رقم 348، والمعرفة والتاريخ 2/ 530 و 3/ 251، وفتوح مصر وأخبارها لابن عبد الحكم 277- 279، والولاة والقضاة للكندي 6 و 313 و 317، وتاريخ الطبري 3/ 217 و 4/ 291، والجرح والتعديل 3/ 291 رقم 1298، والثقات لابن حبّان 4/ 184، ورجال صحيح مسلم 1/ 179 رقم 370، وطبقات فقهاء اليمن 57، 58، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ، ورقة 60 أ، والحلّة السيراء 2/ 331، ورياض النفوس 78 رقم 41، وطبقات علماء إفريقية 18، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 148 رقم 391، وجذوة المقتبس 201- 203 رقم 403، والمعجب في تلخيص أخبار المغرب 37، وطبقات الفقهاء للشيرازي 74، وجمهرة أنساب العرب 332 و 740، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 117 رقم 460، ومعجم البلدان 2/ 47 و 3/ 427، والكامل في التاريخ 5/ 56، وتهذيب الكمال 7/ 429- 431 رقم 1555، والعبر 1/ 119، وسير أعلام النبلاء 4/ 492 رقم 192، والكاشف 1/ 195 رقم 1282، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 10- 12، والروض الأنف 2/ 241، والوافي بالوفيات 13/ 206 رقم 242، والبداية والنهاية 9/ 187، وميزان الاعتدال 1/ 620 رقم 2369، والمغني في الضعفاء 1/ 197 رقم 802، وتهذيب التهذيب 3/ 57 رقم 102، وتقريب التهذيب 1/ 205 رقم 630، وخلاصة تذهيب التهذيب 95، وشذرات الذهب 1/ 119.
[2] تحرّف في تهذيب تاريخ دمشق «رشيد» .
[3] في سير أعلام النبلاء 4/ 492 «النسائي» وهو تحريف لم يتنبّه إليه المحقّق.
[4] الجلاح: بضم الجيم المعجمة، وبآخره حاء مهملة.(6/339)
وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [1] وَأَبُو زُرْعَةَ [2] .
وَأَمَّا أَبُو سَعِيدِ بن يونس فقال: حنش الصّنعانيّ كان مع عَلِيٍّ بِالْكُوفَةِ، وَقَدِمَ مِصْرَ بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ، وَغَزَا الْمَغْرِبَ مَعَ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ، وَكَانَ فِيمَنْ ثَارَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأُتِيَ بِهِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ فِي وَثَاقٍ، فَعَفَا عَنْهُ، وَلَهُ عَقِبٌ بِمِصْرَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَلِيَ عُشُورَ إِفْرِيقِيَّةَ، وَبِهَا تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ [3] .
وَكَذَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ فِي وَفَاةِ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ.
قُلْتُ: وَهِمَ ابْنُ يُونُسَ وَابْنُ عَسَاكِرَ [4] فِي أَنَّهُ صَاحِبُ عَلِيٍّ، لِأَنَّ صَاحِبَ عَلِيٍّ اسْمُهُ كَمَا ذَكَرْنَا حَنَشُ بْنُ رَبِيعَةَ أَوِ ابْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَهُوَ كِنَانِيٌّ كُوفِيٌّ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْكُوفِيِّينَ، كَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، الَّذِينَ لَمْ يَرَوْا مِصْرَ وَلا إِفْرِيقِيَّةَ، فَتَبَيَّنَ أَنَّهُمَا رَجُلانِ.
وَلِحَنَشٍ صَاحِبِ عَلِيٍّ تَرْجَمَةٌ فِي «الْكَامِلِ» لابْنِ عَدِيٍّ [5] ، وَقَالَ: مَا أَظُنُّ أَنَّهُ يَرْوِي عَنْ غَيْرِهِمَا.
قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَتْ تَرْجَمَتُهُ.
247- (حَنْظَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ الأَسْلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ) [6]- م د ن ق-.
يَرْوِي عَنْ: حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَخَفَّافِ بْنِ إِيمَاءٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، وَعِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ، وَالزُّهْرِيُّ،
__________
[1] في تاريخ الثقات 136.
[2] في الجرح والتعديل 3/ 291.
[3] جذوة المقتبس 201.
[4] في تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 5/ 179 ب، وتهذيبه 5/ 11.
[5] ج 2/ 844.
[6] انظر عن (حنظلة بن علي الأسلمي) في:
طبقات ابن سعد 5/ 251، والتاريخ الكبير 3/ 38 رقم 154، وتاريخ الثقات للعجلي 137 رقم 349، والمعرفة والتاريخ 1/ 405، وتاريخ الطبري 5/ 176، والجرح والتعديل 3/ 239 رقم 1063، والثقات لابن حبّان 4/ 165، ورجال صحيح مسلم 1/ 148 رقم 296، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 110 رقم 426، وأسد الغابة 2/ 60، وتهذيب الكمال 7/ 451، 452 رقم 1563، والكاشف 1/ 196 رقم 1287، وتهذيب التهذيب 3/ 62 رقم 113، وتقريب التهذيب 1/ 206 رقم 640، والإصابة 1/ 360 رقم 1864، وخلاصة تذهيب التهذيب 96.(6/340)
وَأَبُو الزِّنَادِ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ [1] .
248- (حَنْظَلَةُ بْنُ قيس) [2]- سوى ت- الأنصاريّ الزّرقيّ المدنيّ.
يَرْوِي عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ- إِنْ صَحَّ-، وَعَنْ أَبِي الْيَسَرِ السُّلَمِيِّ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَكَانَ عَاقِلا ذَا رَأْيٍ وَنُبْلٍ وَفَضْلٍ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ [3] ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ.
وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ.
249- (حَوْشَبُ بْنُ سَيْفٍ) [4] أَبُو هُرَيْرَةَ السَّكْسَكِيُّ، وَيُقَالُ الْمَعَافِرِيُّ الْحِمْصِيُّ.
عَنْ: فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَمَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ.
وَعَنْهُ: صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَشَدَّادُ بْنُ أَفْلَحَ الْمَغْرَانِيُّ.
وثّقه أحمد العجليّ [5] .
__________
[1] ووثّقه: العجليّ، وابن حبّان، وابن حجر، وغيرهم.
[2] انظر عن (حنظلة بن قيس) في:
طبقات ابن سعد 5/ 73، وطبقات خليفة 253، والتاريخ الكبير 3/ 38 رقم 155، والجرح والتعديل 3/ 240 رقم 1064، والثقات لابن حبّان 4/ 166، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 254، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 513، ورجال صحيح مسلم 1/ 148 رقم 295، وجمهرة أنساب العرب 306، والاستيعاب 1/ 383، ورجال صحيح البخاري 11/ 211 رقم 275، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 109، 110، رقم 423، وأسد الغابة 2/ 61، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 171 رقم 137، وتهذيب الكمال 7/ 453، 454 رقم 1565، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 143، والكاشف 1/ 196 رقم 1288، وجامع التحصيل 203 رقم 151، والوافي بالوفيات 13/ 210 رقم 249، وتهذيب التهذيب 3/ 63 رقم 115، وتقريب التهذيب 1/ 206 رقم 642، والإصابة 1/ 368 رقم 1914، وخلاصة تذهيب التهذيب 96.
[3] في الأصل «الرازيّ» وهو تحريف.
[4] انظر عن (حوشب بن سيف) في:
التاريخ الكبير 3/ 100 رقم 346، وتاريخ الثقات للعجلي 137 رقم 353، وتاريخ أبي زرعة 1/ 392، والجرح والتعديل 3/ 280 رقم 1252، والثقات لابن حبّان 4/ 184، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 16، 17.
[5] في تاريخ الثقات 137.(6/341)
[حرف الْخَاءِ]
250- خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ [1] ابْنُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لُوذَانَ، أَبُو زيد الأنصاريّ الخزرجيّ
__________
[1] انظر عن (خارجة بن زيد) في:
طبقات ابن سعد 5/ 262، 263، والمحبّر لابن حبيب 377، والعلل لابن المديني 45، 46، وطبقات خليفة 251، وتاريخ خليفة 321، والعلل لأحمد 1/ 305، والتاريخ الكبير 3/ 204 رقم 696، وتاريخ الثقات للعجلي 140 رقم 361، والتاريخ الصغير 24، والمعارف 260، والمعرفة والتاريخ 1/ 300 و 352 و 353 و 376 و 426 و 471 و 559 و 567 و 714، وتاريخ أبي زرعة 1/ 406، وأنساب الأشراف 1/ 244 و 252 و 271 و 326 و 327 و 330 و 4 ق 1/ 42 أوتاريخ اليعقوبي 2/ 282 و 288 و 308، والأخبار الموفقيّات 485، 486، والزاهر للأنباري 2/ 360، ونسب قريش 273، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 108، وتاريخ الطبري 6/ 427 و 435، والجرح والتعديل 3/ 374 رقم 1707، وحلية الأولياء 2/ 189، 190 رقم 175، والعقد الفريد 4/ 168، 169، والثقات لابن حبان 4/ 211، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 431، ورجال صحيح مسلم 1/ 193 رقم 409، وطبقات الفقهاء للشيرازي 47 و 60 و 61، ورجال الطوسي 40، والهفوات النادرة 373، ورجال صحيح البخاري 1/ 234 رقم 311، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 203 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 126 رقم 497، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 5/ 200 ب، والتبيين في أنساب القرشيين 354، والكامل في التاريخ 2/ 106 و 4/ 526، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 172 رقم 140، ولباب الآداب 103، وربيع الأبرار 4/ 366، ووفيات الأعيان 2/ 233، وتهذيب الكمال 8/ 8- 13 رقم 1589، وصفة الصفوة 2/ 189 رقم 157، ودول الإسلام 1/ 70، وتذكرة الحفّاظ 1/ 85، والعبر 1/ 119، وسير أعلام النبلاء 4/ 437- 441 رقم 169، والكاشف 1/ 200 رقم 1309، ومرآة الجنان 1/ 208، والبداية والنهاية 9/ 183، والتذكرة الفخرية 114، والتذكرة الحمدونية 2/ 108، والوافي بالوفيات 13/ 241 رقم 293، والوفيات لابن قنفذ 90 رقم 100، وتهذيب التهذيب 3/ 74، 75 رقم 143، وتقريب التهذيب 1/ 210 رقم 3، وانظر عنه في الإصابة في ترجمة زيد بن خارجة،(6/342)
النَّجَّارِيُّ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ، وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدِ بِنْتُ أَحَدِ النُّقَبَاءِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ يَزِيدَ، وَأُمِّ الْعَلاءِ الأَنْصَارِيَّةِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ سُلَيْمَانُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ يُفْتِي بِالْمَدِينَةِ مَعَ عُرْوَةَ وَطَبَقَتِهِ، عَدُّوهُ مِنَ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ.
وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [1] وَغَيْرُهُ. قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] : كَانَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ فِي زَمَانِهِمَا يُسْتَفْتَيَانِ وَيَنْتَهِي النَّاسُ إِلَى قَوْلِهِمَا، وَيُقَسِّمَانِ الْمَوَارِيثَ مِنَ الدُّورِ وَالنَّخْلِ وَالأَمْوَالِ بَيْنَ أَهْلِهَا، وَيَكْتُبَانِ الْوَثَائِقَ لِلنَّاسِ.
وَقَالَ مَعْنٌ الْقَزَّازُ: ثنا زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَجَازَ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ بِمَالٍ فَقَسَّمَهُ [3] .
وَقَالَ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ: سَمِعْتُ خَارِجَةَ ابن زَيْدٍ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَنَحْنُ غِلْمَانٌ شَبَابٌ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ [4] فَدُفِنَ فِي مُؤَخَّرِ الْبَقِيعِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدِمَ قَادِمٌ السَّاعَةَ فَأَخْبَرَنَا أَنَّ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ
__________
[ () ] والنجوم الزاهرة 1/ 242، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 99، وشذرات الذهب 1/ 118، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 27- 29.
[1] في تاريخ الثقات 140.
[2] في نسب قريش 273.
[3] تاريخ دمشق 5/ 202 أ، تهذيب الكمال 8/ 11.
[4] حتى هنا في تهذيب الكمال 8/ 12 وتمام الحديث: «وإنّ أشدّنا وثبة الّذي يثب قبر عثمان بن مظعون حتى يجاوزه» .
وقال البخاري في تاريخه الصغير 24: «فإن صحّ قول موسى بن عقبة أنّ يزيد بن ثابت قتل أيام اليمامة في عهد أبي بكر فإنّ خارجة لم يدرك يزيد» .
وانظر المعرفة والتاريخ 1/ 567.(6/343)
مَاتَ، فاسترجع عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَصَفَّقَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى وَقَالَ:
ثُلْمَةٌ وَاللَّهِ فِي الإِسْلامِ [1] .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْجَمَاعَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ، وَقِيلَ عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً [2] .
251- (خَالِدُ بْنُ سَعْدٍ الكوفي) [3]- خ ت ق- مَوْلَى أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ.
عَنْ: مَوْلاهُ، وَحُذَيْفَةَ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَمَنْصُورٌ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَأَبُو حُصَيْنٍ الأَسَدِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
252- (خَالِدُ بن المهاجر بن خالد بن الوليد) [4]- م بن المغيرة المخزوميّ.
__________
[1] تاريخ دمشق 5/ 202 ب، والتهذيب 5/ 29، وتهذيب الكمال 8/ 12.
[2] طبقات ابن سعد 5/ 263.
[3] انظر عن (خالد بن سعد الكوفي) في:
التاريخ الكبير 3/ 153 رقم 525، والمعرفة والتاريخ 2/ 111، والجرح والتعديل 3/ 334 رقم 1503، ورجال صحيح البخاري 1/ 225 رقم 298، والثقات لابن حبّان 4/ 197، والتاريخ الصغير 2/ 54، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 899، 900، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 270، ورجال صحيح البخاري 1/ رقم 298، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 122 رقم 474، وتهذيب الكمال 8/ 79- 81 رقم 1616، والكاشف 1/ 204 رقم 1333، والمغني في الضعفاء رقم 1/ 202 رقم 1844، وميزان الاعتدال 1/ 630 رقم 2424، والوافي بالوفيات 13/ 255 رقم 313، وتهذيب التهذيب 3/ 94 رقم 178، وتقريب التهذيب 1/ 214 رقم 37، ومقدّمة فتح الباري 398، وخلاصة تذهيب التهذيب 101.
[4] انظر عن (خالد بن المهاجر) في:
نسب قريش 327، 328، والتاريخ الكبير 3/ 170 رقم 579، والمعرفة والتاريخ 1/ 373، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 109 و 5/ 202 203، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 134، والجرح والتعديل 3/ 351 رقم 1585، والثقات لابن حبّان 4/ 197، والأغاني 16، 139، 140، ورجال صحيح مسلم 1/ 186 رقم 389، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 123 رقم 485، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 94، 95، والتبيين في أنساب القرشيين 309، وتهذيب الكمال 8/ 174- 177، رقم 1654، وسير أعلام النبلاء 4/ 415 رقم 164، والكاشف 1/ 208 رقم 1365، والوافي بالوفيات 13/ 269 رقم 326، وجمهرة أنساب العرب 147، وتاريخ الطبري 5/ 227، وعيون الأنباء 172، 173، والتذكرة الحمدونية 2/ 448، 449،(6/344)
عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ.
وَكَانَ شَاعِرًا شَرِيفًا، اتَّهَمَ مُعَاوِيَةَ بِأَنْ يَكُونَ سَقَى عَمَّهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَالِدٍ سُمًّا، فَنَابَذَ بَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ.
رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: اتَّهَمَ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَكُونَ دَسَّ إِلَى عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ طَبِيبًا يُقَالُ لَهُ ابْنُ أُثَالٍ، فَسَقَاهُ فِي شَرْبَةٍ سُمًّا، فَاعْتَرَضَ ابْنُ أُثَالٍ فَقَتَلَهُ [1] .
قُلْتُ: وَقِيلَ إِنَّ الَّذِي قَتَلَ ابْنَ أُثَالٍ هُوَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ.
253- خُبَيْبُ بْنُ عبد الله بن الزّبير [2] ن ابن العوّام الأسديّ.
__________
[ () ] وتهذيب التهذيب 3/ 120 رقم 223، وتقريب التهذيب 1/ 219 رقم 81، وخلاصة تذهيب التهذيب 103، وخزانة الأدب 2/ 234- 236، وقاموس الرجال في تحقيق رواة الشيعة ومحدّثيهم للشيخ محمد تقي التستري 3/ 287، طبعة طهران 1379 هـ.
[1] الأغاني 16/ 139، 140، تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 5/ 264 أ، وتهذيبه 5/ 94، التذكرة الحمدونية 2/ 448، 449.
[2] انظر عن (خبيب بن عبد الله بن الزبير) في:
الأخبار الموفقيات 314، والتاريخ لابن معين 2/ 146، وطبقات خليفة 242 و 259، وتاريخ خليفة 306، والتاريخ الكبير 3/ 208، 209 رقم 714، والتاريخ الصغير 1/ 216، 217، وجمهرة نسب قريش 1/ 36- 38، وله ذكر في ترجمة أبيه عبد الله في طبقات ابن سعد 3/ 108، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 311 و 4/ 24 و 5/ 377 و 379، وتاريخ اليعقوبي 2/ 248، والمعارف 116، والمعرفة والتاريخ 2/ 657، وتاريخ الطبري 5/ 344 و 6/ 188 و 482، والجرح والتعديل 3/ 387 رقم 1774، ومشاهير علماء الأمصار 77 رقم 550، والثقات لابن حبّان 211، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) 69 ب، وموضّح أوهام الجمع والتفريق 1/ 114، وإكمال ابن ماكولا 2/ 301، وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي 34، والكامل في التاريخ 4/ 145 و 578، وتهذيب الكمال 8/ 223- 227 رقم 1677، والكاشف 1/ 211 رقم 1387، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 215، والوافي بالوفيات 13/ 291 رقم 354، والبداية والنهاية 9/ 93، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 204، وتهذيب التهذيب 3/ 135 رقم 257، وتقريب التهذيب 1/ 222 رقم 109، وخلاصة تذهيب التهذيب 104.(6/345)
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ أَوِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ: ضَرَبَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذْ كَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ بِأَمْرِ الْخَلِيفَةِ الْوَلِيدِ خَمْسِينَ سَوْطًا، وَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ قِرْبَةً فِي يَوْمٍ بَارِدٍ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَوْمًا، فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَائِشَةَ.
وعنه: ابنه الزبير، ويحيى بن عبد الله بن مالك، والزهري، وغيرهم.
وقيل: إنه أدرك كعب الأحبار، وكان من النساك [1] .
قال الزبير بن بكار [2] : أدركت أصحابنا يذكرون أَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ عِلْمًا كَثِيرًا لا يَعْرِفُونَ وَجْهَهُ وَلا مَذْهَبَهُ فِيهِ، يُشْبِهُ مَا يَدَّعِي النَّاسُ مِنْ عِلْمِ النُّجُومِ.
وَلَمَّا مَاتَ نَدِمَ عُمَرُ وَسُقِطَ فِي يَدِهِ وَاسْتَعْفَى مِنَ الْمَدِينَةِ، وَكَانُوا إِذَا ذَكَرُوا لَهُ أَفْعَالَهُ الْحَسَنَةَ وَبَشَّرُوهُ يَقُولُ: فَكَيْفَ بِخُبَيْبٍ.
وَقِيلَ: أَعْطَى أَهْلَهُ دِيَتَهُ، قَسَّمَهَا فِيهِمْ [3] .
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ أَنَّهُمْ نَقَلُوا خُبَيْبًا إِلَى دَارِ عُمَرَ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَاجْتَمَعُوا عِنْدَهُ حَتَّى مَاتَ. قَالَ: فَبَيْنَا هُمْ جُلُوسٌ إِذْ جَاءَهُمُ الْمَاجِشُونَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِمْ وَهُوَ مُسَجًّى، وَكَانَ الْمَاجِشُونَ يَكُونُ مَعَ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ: كَأَنَّ صَاحِبَكَ فِي مِرْيَةٍ مِنْ مَوْتِهِ، اكْشِفُوا عَنْهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَجَعَ، قَالَ الْمَاجِشُونَ: فَأَتَيْتُ عُمَرَ فَوَجَدْتُهُ كَالْمَرْأَةِ الْمَاخِضِ قَائِمًا وَقَاعِدًا، فَقَالَ لِي: مَا وَرَاءَكَ؟ فَقُلْتُ: مَاتَ الرَّجُلُ، فَسَقَطَ إِلَى الأَرْضِ فَزَعًا، وَاسْتَرْجَعَ، فَلَمْ يَزَلْ يُعْرَفُ فِيهِ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ، وَاسْتَعْفَى مِنَ الْمَدِينَةِ وَامْتَنَعَ مِنَ الْوِلايَةِ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: إِنَّكَ فَعَلْتَ فَأَبْشِرْ، فَيَقُولُ: فَكَيْفَ بِخُبَيْبٍ [4] .
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَحُدِّثْتُ عَنْ يَعْلَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي
__________
[1] تهذيب الكمال 8/ 224.
[2] جمهرة نسب قريش 1/ 36.
[3] جمهرة نسب قريش 1/ 38.
[4] المصدر نفسه.(6/346)
مَعَ خُبَيْبُ وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، إِذْ وَقَفَ ثُمَّ قَالَ: سَأَلَ قَلِيلا، فَأُعْطِيَ كَثِيرًا، وَسَأَلَ كَثِيرًا فَأُعْطِيَ قَلِيلا، فَطَعَنَهُ فَأَذْرَاهُ [1] فَقَتَلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: قُتِلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ السَّاعَةَ، ثُمَّ ذَهَبَ فَوَجَدَ أَنَّ عَمْرًا قُتِلَ يَوْمَئِذٍ، وَلَهُ أَشْبَاهُ هَذَا فِيمَا يُذْكَرُ [2] .
254- (خَلادُ بْنُ السَّائِبِ) [3]- 4- بْنِ خَلادٍ الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ.
وَعَنْهُ: حَيَّانُ بْنُ وَاسِعٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، وَالْمُطَّلِبُ بن عبد الله بن حنطب، والزّهريّ، وقتادة.
255- (خلاس بن عمرو) [4]- ع- الهجريّ البصريّ.
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 364 «فأدراه» والتصحيح من تهذيب الكمال 8/ 225.
[2] جمهرة نسب قريش 1/ 36، 37، تهذيب الكمال 8/ 225.
[3] انظر عن (خلّاد بن السائب) في:
طبقات ابن سعد 5/ 270، وطبقات خليفة 254، والتاريخ الكبير 3/ 186 رقم 629، وتاريخ الثقات للعجلي 144 رقم 385، والمعرفة والتاريخ 1/ 388، والجرح والتعديل 3/ 364 رقم 1656، والثقات لابن حبّان 4/ 208، وتهذيب الكمال 8/ 354 رقم 1738، وتهذيب التهذيب 3/ 172 رقم 226، وتقريب التهذيب 1/ 229 رقم 173.
[4] انظر عن (خلاس بن عمرو) في:
طبقات ابن سعد 7/ 149، والتاريخ لابن معين 2/ 149، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد رقم 466 و 695 و 954 و 2524، والتاريخ الكبير 3/ 227، 228 رقم 764، وتاريخ الثقات للعجلي 145 رقم 389، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 116 رقم 188، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 345 و 346، والمعرفة والتاريخ 2/ 273، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 203 و 244 و 383 و 374 و 387 و 388، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 28، 29 رقم 449، والجرح والتعديل 3/ 402 رقم 1844، والمراسيل 55 رقم 77، والمجروحين لابن حبّان 1/ 285، والكامل في ضعفاء الرجال 3/ 937، 938، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 48 ب، وسنن الدارقطنيّ 3/ 200، والثقات لابن شاهين، رقم 330، ورجال صحيح مسلم 1/ 194 رقم 411، ورجال صحيح البخاري 1/ 235، 236 رقم 313 و 2/ 871، 872 رقم 1484، والإكمال لابن ماكولا 3/ 169، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 128 رقم 502، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 177 رقم 148، وتهذيب الكمال 8/ 364- 367 رقم 1744، والكاشف 1/ 218 رقم 1437، وسير أعلام النبلاء 4/ 491 رقم 190، وميزان الاعتدال 1/ 658 رقم 2532، والمغني في الضعفاء 1/ 210 رقم 1923، وجامع التحصيل 308 رقم 175، والوافي(6/347)
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هند، وعوف الأعرابيّ.
وثّقه أحمد [1] ، وغيره.
ويروي عَنْ عَلِيٍّ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ كِتَابٌ وَقَعَ لَهُ فَرَوَاهُ [2] .
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: لَمْ يَسْمَعْ خِلَاسٌ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ شَيْئًا.
256- (خُلَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَصَرِيُّ الْبَصْرِيُّ) [3]- م د- قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: زَيْدِ بن صوحان، وروى عن أبي الدَّرْدَاءِ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وعلي، والأحنف.
روى عنه: قتادة، وأبان بن أبي عياش، وأبو الأشهب العطارديّ بن جعفر، وغيرهم. وهو ثقة.
__________
[ () ] بالوفيات 13/ 376 رقم 474، والمعارف 452، وتهذيب التهذيب 3/ 176- 178 رقم 335، وتقريب التهذيب 1/ 230 رقم 182، وخلاصة تذهيب التهذيب 108.
[1] في العلل ومعرفة الرجال، رقم 2524
[2] أحوال الرجال 116، والعلل، رقم 954، والجرح والتعديل 3/ 402.
[3] انظر عن (خليد بن عبد الله العصريّ) في:
التاريخ لابن معين 2/ 149، وطبقات خليفة 209، والعلل لأحمد 1/ 304 و 358، والتاريخ الكبير 3/ 198 رقم 673، والجرح والتعديل 3/ 383 رقم 1754، والمراسيل 55، والثقات لابن حبّان 4/ 210، ورجال صحيح مسلم 1/ 191 رقم 403، وحلية الأولياء 2/ 232- 234 رقم 182، وتاريخ بغداد 8/ 340 رقم 4447، والأنساب لابن السمعاني 8/ 466، واللباب لابن الأثير 2/ 343، وتهذيب الكمال 8/ 309- 312 رقم 1717، والكاشف 1/ 216 رقم 1418، وجامع التحصيل 307 رقم 173، وتهذيب التهذيب 3/ 159 رقم 302، وتقريب التهذيب 1/ 227 رقم 150، وخلاصة تذهيب التهذيب 106، ومشتبه النسبة (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 28 أ.(6/348)
[حرف الدال]
257- (دخين بن عامر الحجريّ) [1]- د ن ق- أبو ليلى، كَاتِبُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.
رَوَى عَنْ: عُقْبَةَ.
وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ نَهِيكٍ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ الْمَصْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بن أنعم.
قال ابن يونس: قتلته الرُّومُ بِتِنِّيسَ، سَنَةَ مِائَةٍ [2] رَحِمَهُ اللَّهُ.
258- (دِرْبَاسٌ) [3] مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. مَكِّيٌّ.
قَرَأَ عَلَى مَوْلاهُ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ، وَابْنُ مُحَيْصِنٍ، وَزَمْعَةُ بْنُ صالح.
قاله أبو عمرو الدّانيّ.
__________
[1] انظر عن (دخين بن عامر الحجري) في:
التاريخ الكبير 3/ 256 رقم 883، والمعرفة والتاريخ 2/ 503، والجرح والتعديل 3/ 442 رقم 2009، والمراسيل 56، رقم 81، والثقات لابن حبّان 230، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 65 أ، والإكمال لابن ماكولا 3/ 313، وتهذيب الكمال 8/ 476 رقم 1796، والكاشف 1/ 225، 226 رقم 1485، وتهذيب التهذيب 3/ 207 رقم 396، وتقريب التهذيب 1/ 235 رقم 53، وخلاصة تذهيب التهذيب 112، والوافي بالوفيات 14/ 6 رقم 3.
[2] تهذيب الكمال 8/ 476.
[3] لم أجد ترجمته في المصادر المتوفرة لديّ.(6/349)
[حرف الرَّاءِ]
259- (رَبِيعَةُ بْنُ عِبَادٍ الدِّيلِيُّ الْحِجَازِيُّ) [1] رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَأَبُو الزِّنَادِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] ، وَغَيْرُهُ: لَهُ صُحْبَةٌ.
وَأَبُوهُ بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيفِ، قَيَّدَهُ عَبْدُ الْغَنِيِّ [3] .
وَقَيَّدَهُ بِالْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ ابْنُ مَنْدَهْ، وَهُوَ قَوْلٌ مُنْكَرٌ.
وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: عُبَادٌ بِالضَّمِّ.
وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: عبّاد مُشَدَّدٌ.
قَالَ خَلِيفَةُ [4] ، وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ، وَقَدْ شهِدَ الْيَرْمُوكَ.
قُلْتُ: لا شَكَّ فِي سَمَاعِهِ مِنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَإِنَّمَا أسلم بعد
__________
[1] انظر عن (ربيعة بن عباد الديليّ) في:
طبقات خليفة 34، وتاريخ خليفة 308، والتاريخ لابن معين 2/ 163 والتاريخ الكبير 3/ 280 رقم 960، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 105 رقم 285، وتاريخ أبي زرعة 1/ 647، وتاريخ الطبري 2/ 348، والجرح والتعديل 3/ 472 رقم 2113، والثقات لابن حبّان 4/ 230، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 552، والاستيعاب 1/ 509، وأسد الغابة 2/ 169، 170، والإصابة 1/ 509 رقم 2610، والوافي بالوفيات 14/ 89 رقم 109.
[2] في تاريخه الكبير 3/ 280.
[3] قال في مشتبه النسبة، ورقة 30 أ «والعباد بطن من تجيب» .
[4] في طبقاته 34، وتاريخه 308.(6/350)
ذَلِكَ، وَلَمْ يَرِدْ نَصٌّ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُسْلِمٌ.
260- (رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ) [1]- خ د- تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عَنْ: طَلْحَةَ، وَعُمَرَ بن الخطاب.
وعنه: ابن أَخِيهِ مُحَمَّدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنَا الْمُنْكَدِرِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ، وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «كِتَابِ الثِّقَاتِ» [2] .
261- رَبِيعَةُ بْنُ لَقِيطٍ [3] ابْن حَارِثَةَ التُّجِيبِيُّ الْمَصْرِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: مُعَاوِيَةَ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بن حوالة.
وشهد صفّين مع الشاميّين.
__________
[1] انظر عن (ربيعة بن عبد الله بن الهدير) في:
طبقات ابن سعد 5/ 27، وطبقات خليفة 233، والتاريخ الكبير 3/ 281 رقم 965، وتاريخ الثقات للعجلي 158 رقم 430، والجرح والتعديل 3/ 473، والثقات لابن حبّان 3/ 129 و 4/ 228، 229، وأنساب الأشراف 1/ 46، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 484، والإستيعاب 2/ 492، ورجال صحيح البخاري 1/ 247 رقم 330، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 136 رقم 532، والتبيين في أنساب القرشيين 305، وأسد الغابة 2/ 170، وتهذيب الكمال 9/ 120، 121 رقم 1879، والعبر 1/ 121 رقم 1879، والعبر 1/ 81، وسير أعلام النبلاء 3/ 516، والكاشف 1/ 237 رقم 1561، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 180، والوافي بالوفيات 14/ 95 رقم 119، والعقد الثمين 4/ 397، والإصابة 1/ 523 رقم 2711، وتهذيب التهذيب 3/ 257 رقم 489، وخلاصة تذهيب التهذيب 116، وشذرات الذهب 1/ 79.
[2] في الصحابة 3/ 129، وفي التابعين 4/ 228، 229.
[3] انظر عن (ربيعة بن لقيط) في:
التاريخ الكبير 3/ 283 رقم 971، وتاريخ الثقات للعجلي 159 رقم 435، والمعرفة والتاريخ 2/ 338، والجرح والتعديل 3/ 475 رقم 2133، والثقات لابن حبّان 4/ 230، وكتاب الولاة والقضاة للكندي 15، وأسد الغابة 2/ 172، وسير أعلام النبلاء 4/ 509، 51 رقم 202، والوافي بالوفيات 14/ 87 رقم 104، والإصابة 1/ 531 رقم 2756، وتعجيل المنفعة 128، وحسن المحاضرة 1/ 267.(6/351)
روى عنه: ابنه إِسْحَاقَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ.
وَثَّقَهُ أحمد العجلي [1] .
قال يزيد بن أبي حبيب: أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ بْنُ لَقِيطٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَامَ الْجَمَاعَةِ، وَهُمْ رَاجِعُونَ مِنْ مَسْكِنَ، وَمُطِرُوا دَمًا عَبِيطًا [2] .
قَالَ رَبِيعَةُ: فَلَقَدْ رَأَيْتَنِي أَنْصُبُ الإِنَاءَ فَيَمْتَلِئُ دَمًا عَبِيطًا، فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّمَا هِيَ، يَعْنِي السَّاعَةَ، وَمَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، فَقَامَ عَمْرٌو فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَصْلِحُوا مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ، وَلا يَضُرُّكُمْ لَوِ اصْطَدَمَ هَذَانِ الْجَبَلانِ.
رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي «الزُّهْدِ» [3] .
وَرَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ عَنْ رَبِيعَةَ، وَلَفْظُهُ:
إِنَّهُمْ كَانُوا مَعَ مُعَاوِيَةَ حِينَ قَفَلُوا مِنَ الْعِرَاقِ، فَأَمْطَرَتِ السَّمَاءُ بِدِجْلَةَ دَمًا عَبِيطًا، وَظَنُّوا الظُّنُونَ وَقَالُوا الْقِيَامَةُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
262- الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ [4] ابْنُ عَائِذٍ، أَبُو يَزِيدَ الثَّوْرِيُّ الْكُوفِيُّ، الزَّاهِدُ، أَحَدُ الأعلام.
__________
[1] في تاريخ الثقات 159.
[2] أي طريّا.
[3] ص 197 رقم 561.
[4] انظر عن (الربيع بن خثيم) في:
الزهد لابن المبارك 145 و 301 و 394 و 471 و 495 و 543 و 544، والملحق رقم 21- 29 و 31- 33 و 55 و 59 و 99 و 100 و 101 و 151 وطبقات ابن سعد 6/ 182- 193 وطبقات خليفة 141، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 1928 و 2318 و 2994 و 3719 و 3720، والتاريخ الكبير 3/ 269 رقم 917، وتاريخ الثقات للعجلي 154- 156 رقم 419، والبيان والتبيين 1/ 363 و 2/ 105 و 3/ 146 و 158 و 160 و 174 و 193 و 4/ 39، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، والمعارف 497، والمعرفة والتاريخ 2/ 563، 577، وتاريخ أبي زرعة 1/ 655- 657 و 663 و 2/ 682، وأنساب الأشراف 1/ 6، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 162، والجرح والتعديل 3/ 459 رقم 2068، والعقد الفريد 1/ 275 و 2/ 424 و 3/ 150 و 171 و 179، والثقات لابن حبّان 4/ 224، 225، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 737، والثقات لابن شاهين، رقم 352، ورجال صحيح مسلم 1/ 203 رقم 429، والخراج(6/352)
أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ.
وَهُوَ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ.
وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَهِلالُ بْنُ يَسَافٍ، وَمُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، وَهُبَيْرَةُ بْنُ خُزيْمَةَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِنَادٍ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِذَا دَخَلَ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِذْنٌ لأَحَدٍ حَتَّى يَفْرُغَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ صَاحِبِهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ: يَا أَبَا يَزِيدَ، لَوْ رَآكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَحَبَّكَ، وَمَا رَأَيْتُكَ إِلا ذَكَرْتُ الْمُخْبِتِينَ [1] .
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ: أَنَا ابْنُ خَلِيلٍ، أَنَا أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانِ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ فَذَكَرَهُ، بِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، ثنا أَبُو حَامِدِ بْنُ صِلَةٍ، ثنا السَّرَّاجُ، ثنا هَنَّادٌ، ثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَسْأَلُهُ قَالَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا عَلِمْتَ وَمَا اسْتُؤْثِرَ بِهِ عَلَيْكَ، فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ، لأَنَا عَلَيْكُمْ فِي العمد أخوف منّي
__________
[ () ] وصناعة الكتابة لقدامة 377، وحلية الأولياء 2/ 105 رقم 166، وجمهرة أنساب العرب 201، وربيع الأبرار للزمخشري 1/ 772، ورجال صحيح البخاري 1/ 245 رقم 327، وشرح نهج البلاغة 7/ 93، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 134 رقم 134 رقم 524، وصفة الصفوة 3/ 52، 68 رقم 404، وهو مذكور أيضا في ترجمة عابدة من المجهولات الكوفيّات 3/ 191 رقم 471، والبصائر والذخائر 2/ 508، وتذكرة الحفّاظ 1/ 57، وسير أعلام النبلاء 4/ 258- 262 رقم 95، والكاشف 1/ 235 رقم 1452، وتهذيب الكمال 9/ 70- 76 رقم 1859، والتذكرة الحمدونية 1/ 208، والبداية والنهاية 8/ 217، وغاية النهاية 1/ 283 رقم 1263، والوافي بالوفيات 14/ 80 رقم 92، وتذكرة الحفّاظ 3/ 242 رقم 467، وتقريب التهذيب 1/ 244 رقم 37، وخلاصة تذهيب التهذيب 115 وقد تقدّمت ترجمته مرتين قبل هذه الترجمة.
[1] طبقات ابن سعد 6/ 182، 183، وحلية الأولياء 2/ 106 و 107، وتاريخ الثقات 154.(6/353)
عَلَيْكُمْ فِي الْخَطَأِ، وَمَا خَيْرُكُمُ [1] الْيَوْمَ بِخَيِّرٍ، وَلَكِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ آخَرَ شَرٍّ مِنْهُ، وَمَا تَتَّبِعُونَ الْخَيْرَ حَقَّ اتِّبَاعِهِ، وَمَا تَفِرُّونَ مِنَ الشَّرِّ حَقَّ فِرَارِهِ، وَلا كُلُّ مَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكْتُمْ، وَلا كُلُّ مَا تَقْرَءُونَ تَدْرُونَ مَا هُوَ، ثُمَّ يَقُولُ: السَّرَائِرَ السَّرَائِرَ اللاتِي تُخْفُونَ [2] مِنَ النَّاسِ، وَهِيَ للَّه بِوَادٍ، الْتَمِسُوا دَوَاءَهُنَّ، وَمَا دَوَاؤُهُنَّ إِلا أَنْ تَتُوبَ ثُمَّ لا تَعُودَ [3] .
الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ فُلانٌ: مَا أَرَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ تَكَلَّمَ بِكَلامٍ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً إِلا بِكَلِمَةٍ تُصْعِدُهُ [4] .
الثَّوْرِيُّ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ [5] ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ صَحِبَ ابْنَ خُثَيْمٍ عِشْرِينَ عَامًا مَا سَمِعَ مِنْهُ كَلِمَةً تُعَابُ [6] .
الثَّوْرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَالَسْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ سِنِينَ، فَمَا سَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ مِمَّا فِيهِ النَّاسُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ لِي مَرَّةً: أُمُّكَ حَيَّةٌ [7] ؟
الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ إِذَا قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ؟
قَالَ: ضُعَفَاءَ مُذْنِبِينَ نَأْكُلُ أَرْزَاقَنَا وَنَنْتَظِرُ آجَالَنَا [8] .
خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَخِي حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَسْجِدِهِ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَرَدَّ وَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قُلْنَا: جِئْنَا لِنَذْكُرَ الله معك ونحمده، فرفع يديه وقال:
__________
[1] في طبقات ابن سعد «خياركم» ، وفي تهذيب الكمال «خيرتكم» ، وكذا في الحلية.
[2] في الطبقات، والتهذيب (يخفين» .
[3] طبقات ابن سعد 6/ 185، وتهذيب الكمال 9/ 72، 73، وفي طبعة القدسي «نتوب ثم لا نعود» ، والحديث أيضا في الحلية 2/ 108.
[4] طبقات ابن سعد 6/ 185 وفيه «تصعد» ، وكذلك في الحلية 2/ 109 و 110، والزهد (الملحق) 6 رقم 23.
[5] نسير وذعلوق: مهملان في الأصل.
[6] طبقات ابن سعد 6/ 187، تاريخ الثقات للعجلي 156، والزهد (الملحق) 6 رقم 24.
[7] حلية الأولياء 2/ 110، وملحق الزهد 6/ 24، وفيه زيادة: «وقال مرة: كم لكم مسجدا» ، وهو في طبقات ابن سعد أيضا 6/ 191،.
[8] طبقات ابن سعد 6/ 185، حلية الأولياء 2/ 109، وملحق الزهد لابن المبارك 38 رقم 151.(6/354)
الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ تَقُولا جِئْنَاكَ لِتَشْرَبَ ونشرب معك، ولا لنزني معك [1] ، رواها آخَرُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ.
وَعَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: كُلُّ مَا لا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ يضمحل [2] .
الأعمش، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ: أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ قَالَ لِأَهْلِهِ: اصْنَعُوا لِي خَبِيصًا- وَكَانَ لا يَكَادُ يَتَشَهَّى عَلَيْهِمْ شَيْئًا- قَال فَصَنَعُوهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى جَارٍ لَهُ مُصَابٌ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ، قَالَ أَهْلُهُ: مَا يَدْرِي مَا أَكَلَ. قَالَ الرَّبِيعُ:
لَكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي [3] .
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَرِيَّةَ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَتْ: كَانَ الرَّبِيعُ يَدْخُلُ عَلَيْهِ الدَّاخِلُ وَفِي حجره الْمُصْحَفُ يَقْرَأُ فِيهِ فَيُغَطِّيهِ [4] .
وعن بنت الربيع بن خثيم قالت: كنت أَقُولُ: يَا أَبَتَاهُ أَلا تَنَامُ؟ فَيَقُولُ:
يَا بُنَيَّةُ، كَيْفَ يَنَامُ مَنْ يَخَافُ الْبَيَاتَ [5] ؟
أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يُقَادُ إِلَى الصَّلاةِ وَبِهِ الْفَالِجُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، قَدْ رُخِّصَ لَكَ، قَالَ: إِنِّي أَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْتُوهَا وَلَوْ حَبْوًا [6] .
الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ قَالَ: كَانَ فِي وَجْهِ الرَّبِيعِ بن خثيم شيء، فكان فمه يسيل، فرأى في وجهي المساءة، فقال: يا أبا بكر، ما يسرني أَنَّ هَذَا الَّذِي بِي بأعتى [7] الدّيلم على الله [8] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 6/ 184، 185 حلية الأولياء 2/ 111.
[2] طبقات ابن سعد 6/ 186 حلية الأولياء 2/ 107.
[3] طبقات ابن سعد 6/ 188، 189، حلية الأولياء 2/ 107.
[4] حلية الأولياء 2/ 107، المعرفة والتاريخ 2/ 570، الزهد لابن المبارك 543 رقم 1554.
[5] حلية الأولياء 2/ 114، 115 وفيه: «يا أبت لم لا تنام والناس ينامون» ؟
فقال: إن البيات النار لا تدع أباك أن ينام» .
[6] طبقات ابن سعد 6/ 189، 190، حلية الأولياء 2/ 113، تاريخ الثقات 155، وملحق الزهد 25 رقم 101.
[7] مهملة في الأصل، وتحرّفت في تاريخ الثقات 155 «غنى» ، وفي ملحق الزهد لابن المبارك 24 رقم 99 وفيه «باعتي» .
[8] طبقات ابن سعد 6/ 190، المعرفة والتاريخ 2/ 571.(6/355)
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: لَوْ تَدَاوَيْتَ، فَقَالَ: ذَكَرْتُ عَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا، كَانَتْ فِيهِمْ أَوْجَاعٌ، وَكَانَتْ لَهُمْ أطباء، فَمَا بَقِيَ الْمُدَاوَى وَلا الْمُدَاوِي، إِلا وَقَدْ فَنِيَ [1] .
ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا جَلَسَ رَبِيعٌ فِي مَجْلِسٍ مُنْذُ اتَّزَرَ بِإِزَارٍ، يَقُولُ: أَخَافُ أَنْ أَرَى حَامِلا، أَخَافُ أَنْ لا أَرُدَّ السَّلامَ، أَخَافُ أَنْ لا أُغْمِضَ بَصَرِي [2] .
الثَّوْرِيُّ، عَنْ نُسَيْرِ [3] بْنِ ذُعْلُوقٍ قَالَ: ما رئي الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ مُتَطَوِّعًا فِي مَسْجِدِ الْحَيِّ قَطُّ غَيْرَ مَرَّةٍ [4] .
مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ عِنْدَ هَذِهِ السَّارِيَةِ، وَكَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ [5] .
وَعَنْ مُنْذِرٍ قَالَ: كَانَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ قَسَّمَهُ، وَتَرَكَ قَدْرَ مَا يَكْفِيهِ [6] .
وَعَنْ يَاسِينَ الزَّيَّاتِ قَالَ: جَاءَ بْنُ الْكَوَّاءِ إِلَى الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فَقَالَ:
دُلَّنِي عَلَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. قَالَ: نَعَمْ، مَنْ كَانَ مَنْطِقُهُ ذِكْرًا، وَصَمْتُهُ تَفَكُّرًا، ومسيره تدبّرا، فهو خير منّي [7] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 6/ 192 وفيه «الواصف ولا الموصوف» بدل «المداوي ولا المداوي» ، والحديث في الحلية 2/ 106، 107، والمعرفة والتاريخ 2/ 571، وملحق الزهد 25 رقم 100.
[2] حلية الأولياء 2/ 116 ونصّ الحديث فيه: عن الشعبيّ قال: ما جلس الربيع في مجلس منذ تأزّر، وقال: أخاف أن يظلم رجلا فلا أنصره، أو يعتدي رجل على رجل فأكلّف عليه الشهادة، ولا أغضّ البصر، ولا أهدي السبيل، أو يقع الحامل فلا أحمل عليه» . والحديث في الطبقات 6/ 183، والملحق في الزهد لابن المبارك 5 رقم 20، والمعرفة والتاريخ 2/ 569، وتاريخ الثقات 155.
[3] محرّف في الأصل.
[4] طبقات ابن سعد 6/ 187، المعرفة والتاريخ 2/ 572.
[5] المعرفة والتاريخ 2/ 573.
[6] المعرفة والتاريخ 2/ 573.
[7] حلية الأولياء 2/ 106(6/356)
وَعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ أَشَدَّ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَرَعًا [1] .
زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى، عَنْ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ لَيْلَةً بِثُلُثِ الْقُرْآنِ» ؟ فَأَشْفَقْنَا أَنْ يَأْمُرَنَا بِأَمْرٍ نَعْجَزُ عَنْهُ، فَسَكَتْنَا، قَالَ: «إِنَّهُ مَنْ قَرَأَ: اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ، فَقَدْ قَرَأَ لَيْلَتَئِذٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» .
أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ، إِجَازَةً عَنْ أَبِي الْمَكَارِمِ الْمُعَدِّلِ، أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خلاد، ثنا محمد بْنُ غَالِبٍ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا زَائِدَةُ فَذَكَرَهُ، وَفِيهِ خَمْسَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ، بَعْضُهُمْ عَنْ بعض [2] . 263- (الربيع بن عميلة) [3]- م 4- الفزاريّ الكوفيّ.
عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارٍ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَأَخِيهِ يُسَيْرِ بْنِ عُمَيْلَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ الرُّكَيْنُ، وَهِلالُ بْنُ يَسَافٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، والحكم بن عتيبة.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] حلية الأولياء 2/ 107.
[2] أخرجه أحمد في المسند 5/ 418، 419 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن زائدة بن قدامة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الربيع بن خثيم..، وهو في حلية الأولياء 2/ 117، والجامع الصحيح للترمذي (2896) ، وسنن النسائي 2/ 171، 172.
[3] انظر عن (الربيع بن عميلة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 176، وطبقات خليفة 154، والعلل لأحمد 1/ 334، والتاريخ الكبير 3/ 270 رقم 922، وتاريخ الثقات للعجلي 156 رقم 422، وتاريخ أبي زرعة 1/ 608، والجرح والتعديل 3/ 467 رقم 2090، والثقات لابن حبّان 4/ 226، ورجال مسلم 1/ 203، 204 رقم 430، وجمهرة أنساب العرب 359، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 135 رقم 528، وتهذيب الكمال 9/ 96- 98 رقم 1867، والكاشف 1/ 236 رقم 1549، وتهذيب التهذيب 3/ 249، 250 رقم 476، وخلاصة تذهيب التهذيب 115.(6/357)
[حرف الزاي]
264- (زرارة بن أوفى) [1]- ع- أبو حاجب العامريّ، قَاضِي الْبَصْرَةِ.
كَانَ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ وَصُلَحَائِهَا.
سَمِعَ: عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: أَيُّوبُ، وَقَتَادَةُ، وَدَاوُدُ بْن أبي هند، وبهز بْن حكيم
__________
[1] انظر عن (زرارة بن أوفى) في:
طبقات ابن سعد 7/ 150، والعلل لابن المديني 69، وتاريخ خليفة 227 و 300 و 302، وطبقات خليفة 197، والعلل لأحمد 1/ 283، والتاريخ الكبير 3/ 438، 439 رقم 1461، والتاريخ الصغير 76 و 116، وتاريخ الثقات للعجلي 165 رقم 459، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 292، والجرح والتعديل 3/ 603 رقم 2727، والمراسيل 63 رقم 96، والبيان والتبيين 3/ 210، والجامع الصحيح للترمذي 2/ 307، والمعرفة والتاريخ 1/ 217 و 264 و 342 و 2/ 244 و 282 و 684، وتاريخ الطبري 5/ 224 و 300 و 6/ 210 و 256، والثقات لابن حبّان 4/ 266، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 701، ورجال صحيح مسلم 1/ 229 رقم 494، وحلية الأولياء 2/ 258- 260 رقم 191، ورجال صحيح البخاري 1/ 275 رقم 356، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 172، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 164 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 155 رقم 603، والعقد الفريد 6/ 97، والأنساب للسمعاني 4/ 108، والكامل في التاريخ 3/ 451 و 4/ 404 و 418، وتهذيب الكمال 9/ 339- 341 رقم 1977، والكاشف 1/ 250 رقم 1644، وسير أعلام النبلاء 4/ 516 رقم 209 (وقد سقط من المطبوع معظم الترجمة، ولم يتنبّه إلى ذلك المحقّق) ، والعبر 1/ 109، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 199، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 611، ودول الإسلام 1/ 68، والبداية والنهاية 9/ 93، ومرآة الجنان 1/ 185، وجامع التحصيل 213 رقم 196، والوافي بالوفيات 14/ 192 رقم 260، وتهذيب التهذيب 3/ 322، 323 رقم 598، وتقريب التهذيب 1/ 259 رقم 34، وخلاصة تذهيب التهذيب 121، وشذرات الذهب 1/ 102.(6/358)
الْقُشَيْريُّ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَثَبَتَ أَنَّهُ قَرَأَ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا تلا فَإِذا نُقِرَ في النَّاقُورِ 74: 8 [1] خَرَّ مَيِّتًا [2] ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ.
265- (زهدم بن مضرّب) [3]- خ م ت ق- الأزديّ الجرميّ البصريّ، أبو مسلم.
عَنْ: أَبِي مُوسَى، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو قِلابَةَ، وَأَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْوَرَّاقُ، وَقَتَادَةُ.
266- (زِيَادُ بْنُ جَارِيَةَ الدِّمَشْقِيُّ) [4]- د- لَهُ حَدِيثٌ مُرْسَلٌ، وَقِيلَ لَهُ صُحْبَةٌ.
وَلَهُ عَنْ: حَبِيبِ بْنِ مُسْلِمَةَ فِي النَّفْلِ.
__________
[1] سورة المدّثّر- الآية 8.
[2] الثقات لابن حبّان 4/ 266، طبقات ابن سعد 7/ 150، حلية الأولياء 2/ 258، تهذيب الكمال 9/ 341.
[3] انظر عن (زهدم بن مضرّب) في:
طبقات خليفة 201، والعلل لأحمد 1/ 173، والتاريخ الكبير 3/ 448 رقم 1497، وتاريخ الثقات للعجلي 166 رقم 462، والمعرفة والتاريخ 2/ 151، والجرح والتعديل 3/ 2794، والثقات لابن حبّان 4/ 269، ورجال صحيح مسلم 1/ 227، 228 رقم 490، ورجال صحيح البخاري 1/ 275 رقم 377، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 155 رقم 604، وتهذيب الكمال 9/ 396- 399 رقم 2007، والكاشف 1/ 254 رقم 1673، وتهذيب التهذيب 3/ 341 رقم 633، وتقريب التهذيب 1/ 263 رقم 69 (وفيه: زهدم بن مضرّس) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 130.
[4] انظر عن (زياد بن جارية) في:
التاريخ الكبير 3/ 348 رقم 1179، وتاريخ أبي زرعة 1/ 328 و 357، والجرح والتعديل 3/ 527 رقم 2380، والثقات لابن حبّان 4/ 252، والسابق واللاحق 122، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 401، وأسد الغابة 2/ 312، وتهذيب الكمال 9/ 439- 441 رقم 2028، والكاشف 1/ 257 رقم 1689، وميزان الاعتدال 2/ 87 رقم 2929، والمغني في الضعفاء 1/ 242 رقم 2223، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 194، والبداية والنهاية 9/ 166 (وقد تحرّف فيه إلى: زياد بن حارثة) ، والوافي بالوفيات 15/ 13، 14 رقم 11، وتهذيب التهذيب 3/ 356، 357 رقم 657، وتقريب التهذيب 1/ 266 رقم 91، وخلاصة تذهيب التهذيب 124، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 139 رقم 652، والإصابة 1/ 586 رقم 3012.(6/359)
رَوَى عَنْهُ: مَكْحُولٌ، ويُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَنْكَرَ زَمَنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ تَأْخِيرَ الْجُمُعَةِ، فَأَخَذُوهُ وَقَتَلُوهُ [1] .
267- (زِيَادُ بْنُ رَبِيعَةَ الْحَضْرَمِيُّ الْمَصْرِيُّ) [2]- د ت ق- وَقَدْ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ، فَيُقَالُ: زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ.
رَوَى عَنْ: زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الإِفْرِيقِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
268- (زياد بن صبيح الحنفيّ المكّي) [3]- د ن- ويقال البصريّ.
عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ، وَالأَعْمَشُ، وَمَنْصُورٌ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
269- (زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ) - ع- مُخَضْرَمٌ، وَقَدْ ذُكِرَ [4] .
قَالَ ابْنُ مَنْدَوَيْهِ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وتسعين.
__________
[1] انظر الخبر مفصّلا في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 401، 402، وتهذيب الكمال 9/ 440.
[2] انظر عن (زياد بن ربيعة الحضرميّ) في:
التاريخ الكبير 3/ 376 رقم 1262، والمعرفة والتاريخ 2/ 495، والجرح والتعديل 3/ 548 رقم 2470، والثقات لابن حبّان 4/ 257، 258، وتاريخ الثقات للعجلي 169 رقم 477، وتهذيب الكمال 9/ 460- 462 رقم 2041، والكاشف 1/ 258 رقم 1702، وتهذيب التهذيب 3/ 365، 366 رقم 671، وتقريب التهذيب 1/ 267 رقم 105، وخلاصة تذهيب التهذيب 124.
[3] انظر عن (زياد بن صبيح) في:
التاريخ الكبير 3/ 358، 359 رقم 1211، وتاريخ الثقات للعجلي 168 رقم 471، والجرح والتعديل 3/ 535 رقم 2414، والثقات لابن حبّان 4/ 255، والثقات لابن شاهين، رقم 402، وتهذيب الكمال 9/ 483، 484 رقم 2051، والكاشف 1/ 260 رقم 1710، والعقد الثمين 4/ 453، وتهذيب التهذيب 3/ 374 رقم 681، وتقريب التهذيب 1/ 268 رقم 115، وخلاصة تذهيب التهذيب 125.
[4] تقدّمت ترجمته في الطبقة السابقة من هذا الجزء.(6/360)
[حرف السين]
270- (سالم البرّاد) [1]- د ن- أبو عبد الله، كُوفِيٌّ.
عَنْ: أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين.
271- (سالم بن أبي الجعد) [2]- ع- الأشجعيّ مولاهم الكوفيّ الفقيه،
__________
[1] انظر عن (سالم البرّاد) في:
طبقات ابن سعد 5/ 300، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 5782، والعلل لابن المديني 76، والتاريخ الكبير 2/ 108، 109 رقم 2135، وتاريخ الثقات للعجلي 173 رقم 495، وسؤالات الآجريّ لأبي داود 3 رقم 104، والمعرفة والتاريخ 2/ 578، والجرح والتعديل 4/ 190 رقم 819، والثقات لابن حبّان 4/ 307، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 318 أ، وتهذيب الكمال 10/ 175- 177 رقم 2159، والكاشف 1/ 272 رقم 1801، وتهذيب التهذيب 3/ 444 رقم 819، وخلاصة تذهيب التهذيب 132.
[2] انظر عن (سالم بن أبي الجعد) في:
طبقات ابن سعد 6/ 291، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15781، والتاريخ لابن معين 2/ 186، ومعرفة الرجال له 1/ 125 رقم 622 و 2/ 25، 26 رقم 21 و 2/ 59 رقم 111 و 2/ 209 رقم 695، والعلل لابن المديني 63 و 72، وتاريخ خليفة 320، وطبقات خليفة 156، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 405 و 1531 و 3899، والتاريخ الكبير 4/ 107 رقم 2132، والتاريخ الصغير 103، وتاريخ الثقات للعجلي 173 رقم 496، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 278 رقم 3094، وأنساب الأشراف 1/ 161 و 169 و 4 ق 1/ 128 و 500 و 5/ 15، والمعارف 452، والمعرفة والتاريخ 1/ 490 و 2/ 102 و 141 و 664 و 3/ 152 و 154 و 228 و 229 و 233 و 236، وتاريخ أبي زرعة 1/ 293، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 48 و 125، والمراسيل 79، 80 رقم 126، والجرح والتعديل 4/ 181 رقم 785، وتاريخ(6/361)
أَخُو عَبْدِ اللَّهِ، وَعُبَيْدٍ، وَزِيَادٍ، وَعِمْرَانَ، وَمُسْلِمٍ، وَأَشْهَرُهُمْ سَالِمٌ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَثَوْبَانَ، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عَمْرٍو، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، وَأَنَسٍ، وَأَبِيهِ رَافِعٍ أبي الجعد، وجماعة.
روى عنه: قتادة، ومنصور، والأعمش، والحكم، وحصين بن عبد الرحمن، وآخرون.
كان ثقة نبيلا.
توفي سنة مائة، وقيل قبلها، ويقال بعدها بسنة.
وقد روى أيضا عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ في «سنن النسائي» وذلك مرسل.
272- (سالم أبو الغيث) [1]- ع- مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ الْعَدَوِيُّ المدنيّ.
__________
[ () ] الطبري 2/ 316 و 4/ 204 و 427 و 429، والثقات لابن حبّان 4/ 305، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 809، ورجال صحيح مسلم 1/ 259، 260 رقم 563، ورجال صحيح البخاري 1/ 316، 317 رقم 441، وتاريخ اليعقوبي 2/ 282 و 292 و 309، وثمار القلوب 469، والمحاسن والمساوئ 49، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 188 رقم 706، ومعجم البلدان 4/ 755 و 757، وتهذيب الكمال 10/ 130- 133 رقم 2142، والكامل في التاريخ 4/ 591 و 5/ 26، والعبر 1/ 119، وسير أعلام النبلاء 5/ 108- 110 رقم 44، وميزان الاعتدال 2/ 109 رقم 3045، والمغني في الضعفاء 1/ 250 رقم 2297، والكاشف 1/ 270 رقم 1784، والمعين في طبقات المحدّثين 37 رقم 268، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 389 و 401 و 432 و 503 و 571 و 572 و 575 و 580 و 646، وجامع التحصيل 217 رقم 218، والبداية والنهاية 9/ 189، 190، وتهذيب التهذيب 3/ 432، 433 رقم 799، وتقريب التهذيب 1/ 279 رقم 3، والوافي بالوفيات 15/ 95 رقم 130، وخلاصة تذهيب التهذيب 131، وشذرات الذهب 1/ 118.
[1] انظر عن (سالم أبي الغيث) في:
طبقات ابن سعد 5/ 301، والتاريخ لابن معين 2/ 720، والتاريخ الكبير 4/ 108 رقم 2134، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 346 و 5/ 414 و 726، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 78، والجرح والتعديل 4/ 189، 190 رقم 818، والثقات لابن حبّان 4/ 306، ورجال صحيح مسلم 1/ 260 رقم 564، ورجال صحيح البخاري 1/ 307 رقم 442، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 189 رقم 708، وتهذيب الكمال 10/ 179، 180 رقم 2163، والكاشف 1/ 273 رقم 1804، والوافي بالوفيات 15/ 95 رقم 129، وتهذيب التهذيب 3/ 445 رقم 826، وتقريب التهذيب 1/ 281 رقم 31، وخلاصة تذهيب التهذيب 132 (وفيه: سالم أبو الغيب) وهو تحريف، والمعين في طبقات المحدّثين 38 رقم 270.(6/362)
عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَطْ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ الْمَقْبُرِيُّ، وَثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ التَّيْمِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
273- (السَّائِبُ بْنُ مَالِكٍ) [1]- 4- وَقِيلَ ابْنُ يَزِيدَ، أَوْ زَيْدٍ الثَّقَفِيِّ، مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
وَثَّقَهُ العجليّ [2] .
274- السّائب بن يزيد [3] ع ابْنُ سَعِيدِ بْنِ ثُمَامَةَ، أَبُو يَزِيدَ الْكِنْدِيُّ المدنيّ، ابن أخت نمر، يعرفون
__________
[1] انظر عن (السائب بن مالك) في:
طبقات ابن سعد 5/ 252، والعلل لأحمد 1/ 363، والتاريخ الكبير 4/ 154 رقم 1299، وتاريخ الثقات للعجلي 176 رقم 507، والمعرفة والتاريخ 2/ 154، والجرح والتعديل 4/ 242 رقم 1039، والمراسيل 67 رقم 106، والثقات لابن حبّان 4/ 326، وتهذيب الكمال 10/ 192، 193 رقم 2173، والكاشفة 1/ 273 رقم 1812، وتهذيب التهذيب 3/ 450 رقم 838، وتقريب التهذيب 1/ 283 رقم 44، وجامع التحصيل 218 رقم 222، وخلاصة تذهيب التهذيب 132.
[2] في تاريخ الثقات 176.
[3] انظر عن (السائب بن يزيد) في:
تاريخ خليفة 280، ومسند أحمد 3/ 449، والعلل ومعرفة الرجال له، رقم 464 و 2067 و 5276، و 5277، والتاريخ لابن معين 2/ 189، والتاريخ الكبير 4/ 150، 151 رقم 2286، والتاريخ الصغير 103، وتاريخ الثقات للعجلي 176 رقم 508، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 462، 463، والمعرفة والتاريخ 1/ 357 و 358 و 361 و 2/ 473 و 475 و 693، وتاريخ أبي زرعة 1/ 418 و 419 و 547 و 544 و 647، والزهد لابن المبارك 426، وأنساب الأشراف 3/ 7 و 4 ق 1/ 528 و 5/ 152، وتاريخ الطبري 2/ 492 و 3/ 377 و 4/ 211 و 401، والجرح والتعديل 4/ 241 رقم 1031، والمعجم الكبير للطبراني 7/ 172، ورجال صحيح مسلم 1/ 294 رقم 636، وجمهرة أنساب العرب 428، ورجال صحيح البخاري 1/ 340، 341 رقم 478، والاستيعاب 2/ 576، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 202 رقم 756، والثقات لابن حبّان 4/ 327، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 141، وتهذيب تاريخ دمشق(6/363)
بِذَلِكَ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ ثُمَامَةَ حَلِيفَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ.
قَالَ السَّائِبُ: حَجَّ بِي أَبِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ [1] .
وَقَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الصِّبْيَانِ إلى ثنيّة الوداع نتلقّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ [2] .
وَقَالَ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ وَجِعٌ، فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي، وَرَأَيْتُ بين كتفيه خاتم النّبوّة [3] .
__________
[6] / 63، والكامل في التاريخ 2/ 145 و 4/ 456، وأسد الغابة 2/ 257، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 208 رقم 197، وتهذيب الكمال 10/ 193- 196 رقم 2174، وتحفة الأشراف 3/ 257- 264 رقم 175، والكاشف 1/ 273، 274 رقم 1813، وسير أعلام النبلاء 3/ 437- 439 رقم 80، والعبر 1/ 106 و 239، ودول الإسلام 1/ 63، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 236 و 523 و 616، وطبقات الفقهاء للشيرازي 65، والبداية والنهاية 9/ 83، ومرآة الجنان 1/ 180، وجامع التحصيل 1/ 491، والوافي بالوفيات 15/ 104 رقم 150، والنكت الظراف 3/ 257- 263، والإصابة 2/ 12 رقم 3077، وتهذيب التهذيب 3/ 450، 451 رقم 839، وتقريب التهذيب 1/ 283 رقم 45، وخلاصة تذهيب التهذيب 13، وشذرات الذهب 1/ 99.
[1] أخرجه البخاري في الحج 4/ 61 باب حجّ الصبيان، والطبراني في المعجم الكبير- ج 7 رقم (6678) ، وأحمد في المسند 3/ 449، والعجليّ في تاريخ الثقات 176، والترمذي (925) وزاد «في حجّة الوداع» وقال: هذا حديث حسن صحيح.
[2] رواه البخاري في الجهاد 4/ 390 باب استقبال الغزاة، عن مالك بن إسماعيل، حدّثنا ابن عيينة، عن الزهري، قال: قال السائب بن يزيد، وفي المغازي، عن علي بن عبد الله، وعن عبد الله بن محمد، وأبو داود في الجهاد (2779) باب في التلقّي، عن ابن السرح، عن سفيان، عن الزهري، عن السائب، والترمذي في الجهاد (1772) باب ما جاء في تلقّي الغائب إذا قدم، من طريق سفيان، عن الزهري، عن السائب، ولفظه: «لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم من تبوك خرج الناس يتلقّونه إلى ثنيّة الوداع. قال السائب: فخرجت مع الناس وأنا غلام» . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[3] رواه البخاري في الوضوء 1/ 55، 56، عن عبد الرحمن بن يونس، قال: حدّثنا حاتم بن إسماعيل، عن الجعد، قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول الله إنّ ابن أختي وقع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضّأ، فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زرّ الحجلة. وفي المناقب 4/ 163 باب خاتم النبوّة، عن محمد بن عبيد الله، عن حاتم، عن الجعيد بن عبد الرحمن. قال ابن عبيد الله: الحجلة من حجل الفرس الّذي بين عينيه، وفي المرضى والطب 7/ 9، 10 باب من ذهب بالصبيّ المريض ليدعى له، وفي الدعاء 7/ 156 باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رءوسهم، وأخرجه مسلم في الفضائل (111/ 2345) باب(6/364)
وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَخَالَهُ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَطَلْحَةَ، وَحُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَالْجَعْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنِ السَّائِبِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَطَلٍ يَوْمَ الْفَتْحِ، اسْتَخْرَجُوهُ مِنْ تَحْتَ الْأَسْتَارِ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ، ثُمَّ قَالَ: «لا يُقْتَلُ قُرَشِيُّ بَعْدَ هَذَا صَبْرًا [1] . وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ: ثنا عَطَاءٌ مَوْلَى السَّائِبِ قَالَ: كَانَ السَّائِبُ رَأْسُهُ أَسْوَدَ مِنْ هَامَتِهِ إِلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ، وَسَائِرُ رَأْسِهِ وَمُؤَخِّرُهُ وَعَارِضُهُ وَلِحْيَتُهُ أَبْيَضَ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ شَعْرًا مِنْكَ! فَقَالَ لِي: أَوَ تَدْرِي مِمَّ ذَاكَ يَا بُنَيَّ؟
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِي وَأَنَا أَلْعَبُ، فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، وَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» فَهُوَ لا يَشِيبُ أَبَدًا [2] . يَعْنِي: مَوْضِعَ كَفِّهِ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَا اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاضِيًا، وَلا أَبُو بَكْرٍ، وَلا عُمَرُ، حَتَّى قَالَ عُمَرُ لِلسَّائِبِ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ: لَوْ رَوَّحْتَ عَنِّي بَعْضَ الأَمْرِ حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ [3] .
وَقَالَ عَبْدُ الأَعْلَى الْفَرْوِيُّ: رَأَيْتُ عَلَى السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ مِطْرَفَ خَزٍّ، وَجُبَّةَ خَزٍّ، وعمامة خزّ [4] .
__________
[ () ] إثبات خاتم النبوّة وصفته، ومحلّه من جسده صلى الله عليه وسلّم، والترمذي في المناقب (3723) باب ما جاء في خاتم النّبوّة، وفي الشمائل، عن قتيبة، وقال حسن غريب من هذا الوجه.
[1] مسند أحمد 4/ 213، سنن الدارميّ 2/ 198، تاريخ دمشق 7/ 28 ب.
[2] أخرجه العجليّ في تاريخ الثقات 176، والطبراني في المعجم الكبير 7/ رقم (6693) ، وفي المعجم الصغير 1/ 249، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 409 وقال: رجال الكبير رجال الصحيح.
[3] تاريخ دمشق 7/ 29 ب.
[4] تاريخ دمشق 7/ 29 ب.(6/365)
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَيُرْوَى عَنِ الْجَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ وَفَاتَهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ.
- (سَعْدُ بْنُ إِيَاسٍ) - ع- أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ.
فِي الْكُنَى.
- (سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ) - ع- هُوَ أَبُو عُبَيْدٍ.
فِي الكنى.
275- سعيد بن جبير [1] ع ابن هشام الأسدي الوالبي مولاهم أبو
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 256- 267، الزهد لأحمد بن حنبل 370، الطبقات لخليفة 280، التاريخ لخليفة 307، التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 461 رقم 1533، المعارف لابن قتيبة 445، المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 712، 713، أخبار القضاة لوكيع 2/ 411- 412، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4/ 9، 10 رقم 29، مشاهير علماء الأمصار لابن حبان 82 رقم 591، التاريخ لابن معين 2/ 196- 198، حلية الأولياء لأبي نعيم 4/ 272- 309 رقم 275، تاريخ أبي زرعة 1/ 515 و 671، المراسيل لابن أبي حاتم 74 رقم 118، طبقات الفقهاء للشيرازي 82، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 216، 217 رقم 208، التذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 143، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 371- 374 رقم 261، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 201- 203 رقم 1085، سير أعلام النبلاء 4/ 322- 343 رقم 116، تذكرة الحفاظ 1/ 76، 77 رقم 73، العبر 1/ 112، الكاشف للذهبي 1/ 282 رقم 1879، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 11/ 13، مرآة الجنان لليافعي 1/ 196- 198، البداية والنهاية لابن كثير 9/ 96 و 98، الوافي بالوفيات للصفدي 15/ 206- 208 رقم 287، رقم 287، الوفيات لابن قنفذ 101 رقم 95، البدء والتاريخ للمقدسي 6/ 38، 39، نهاية الأرب للنويري 21/ 322، 323، الزيارات للهروي 79 و 80، العقد الثمين للفاسي 4/ 549، غاية النهاية لابن الجزري- الترجمة 1340، تهذيب التهذيب لابن حجر 4/ 11- 14 رقم 14، تقريب التهذيب لابن حجر 1/ 292 رقم 133، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 1/ 228، طبقات الحفاظ للسيوطي 31، تاريخ الخلفاء للسيوطي 225، خلاصة تذهيب التهذيب للخزرجي 136، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 181، 182 رقم(6/366)
عَبْدِ اللَّهِ [1] الْكُوفِيُّ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الْأَعْلَامِ.
سَمِعَ: ابْنَ عَبَّاسٍ، وَعَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، وَابْنَ عُمَرَ، وعبد الله بن مغفّل، وغيرهم. وروى عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ عِنْدَ النَّسَائِيِّ، وَذَلِكَ مُنْقَطِعٌ وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَفِيهِ نَظَرٌ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ. وَرَوَى عَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخُصَيْفٌ الْجَزَرِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، وابنه الآخر عبد الملك، والقاسم ابن أَبِي بَزَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَمُسْلِمٌ الْبَطِينُ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ- وَقَدْ أَتَاهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَسْأَلُونَهُ- فَقَالَ: أليس فيكم سعيد ابن جُبَيْرٍ [2] .
وَعَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: جِهْبِذُ الْعُلَمَاءِ [3] .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: مَا خَلَّفَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بَعْدَهُ مِثْلَهُ.
وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ أَسْوَدَ اللَّوْنِ. خَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ عَلَى الْحَجَّاجِ، ثُمَّ إِنَّهُ اخْتَفَى وَتَنَقَّلَ فِي النَّوَاحِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ وَقَعُوا بِهِ، فَأَحْضَرُوهُ إِلَى الْحَجَّاجِ، فَقَالَ:
يَا شَقِيَّ بْنَ كُسَيْرٍ- يَعْنِي مَا أَنْتَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ- أَمَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ وَلَيْسَ يَؤُمُّ بِهَا إِلا عَرَبِيٌّ فَجَعَلْتُكَ إِمَامًا؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: أَمَا وَلَّيْتُكَ الْقَضَاءَ، فَضَجَّ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَقَالُوا: لا يَصْلُحُ لِلْقَضَاءِ إِلا عَرَبِيٌّ، فَاسْتَقْضَيْتُ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى وَأَمَرْتُهُ أَنْ لا يَقْطَعَ أَمْرًا دُونَكَ؟! قَالَ: بلى، قال: أما جعلتك في سمّاري
__________
[181،) ] شذرات الذهب لابن العماد 1/ 108، القاموس الإسلامي لعطيّة الله 3/ 361، 362، ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 324، تاريخ الخميس 2/ 350، وانظر عن أخباره مع الحجّاج في كتب التاريخ للطبري واليعقوبي والمسعودي وابن الأثير وغيرهم.
[1] وفي مصادر ترجمته: أبو محمد ويقال أبو عبد الله.
[2] تذكرة الحفاظ 1/ 76، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 181، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 216.
[3] التذكرة، وسير أعلام النبلاء 4/ 333 و 341، الجرح والتعديل 4/ 10، حلية الأولياء 4/ 273 والجهبذ: معرّب، بمعنى: النقّاد، الخبير بغوامض الأمور، البارع العارف بطرق النقد.(6/367)
وَكُلُّهُمْ رُءُوسُ الْعَرَبِ؟! قَالَ: بَلَى، قَالَ: أَمَا أَعْطَيْتُكَ مِائَةَ أَلْفٍ تُفَرِّقُهَا عَلَى أَهْلِ الْحَاجَةِ؟! قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا أَخْرَجَكَ عَلَيَّ؟! قَالَ: بَيْعَةٌ كَانَتْ فِي عُنُقِي لابْنِ الأَشْعَثِ. فَغَضِبَ الْحَجَّاجُ وَقَالَ: أَمَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي عُنُقِكَ مِنْ قَبْلُ! يَا حَرَسِيُّ اضْرِبْ عُنُقَهُ. فَضَرَبَ عُنُقَهُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَذَلِكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ بِوَاسِطٍ، وَقَبْرُهُ ظَاهِرٌ يُزَارُ [1] .
وَقَالَ مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَرَى التَّقِيَّةَ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لا يَرَى التَّقِيَّةَ، وَكَانَ الْحَجَّاجُ إِذَا أُتِيَ بِالرَّجُلِ قَالَ لَهُ: أَكَفَرْتَ إِذْ خَرَجْتَ عَلَيَّ؟ فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، تَرَكَهُ، وَإِنْ قَالَ: لا، قَتَلَهُ، فَأُتِيَ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فقال لَهُ: أَكَفَرْتَ إِذْ خَرَجْتَ عَلَيَّ؟ قَالَ: مَا كَفَرْتُ مُنْذُ آمَنْتُ. قَالَ:
اخْتَرْ أَيَّ قِتْلَةٍ أَقْتُلُكَ؟ فَقَالَ: اختَرْ أَنْتَ فَإِنَّ الْقِصَاصَ أَمَامَكَ [2] .
وَقَالَ رَبِيعَةُ الرَّأْيِ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ مِنَ الْعُبَّادِ الْعُلَمَاءِ، فَقَتَلَهُ الْحَجَّاجُ، وَجَدَهُ فِي الْكَعْبَةِ وَنَاسًا فِيهِمْ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، فَسَارُوا بِهِمْ إِلَى الْعِرَاقِ، فَقَتَلَهُمْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ تَعَلَّقَ بِهِ عَلَيْهِمْ، إِلا بِالْعِبَادَةِ، فَلَمَّا قتل سَعِيدًا خَرَجَ مِنْهُ دَمٌ كَثِيرٌ، حَتَّى رَاعَ الْحَجَّاجَ، فَدَعَا طَبِيبًا، فَقَالَ: مَا بَالُ دَمِهِ كَثِيرًا؟! قَالَ: قَتَلْتَهُ وَنَفْسُهُ مَعَهُ [3] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِيهِ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمَا عَلَى الأَرْضِ أَحَدٌ إِلا وَهُوَ محتاج إلى علمه [4] .
__________
[1] انظر: البدء والتاريخ 6/ 39، وفيات الأعيان 2/ 373، الوافي بالوفيات 15/ 207، سير أعلام النبلاء 4/ 328، البداية والنهاية 9/ 96
[2] السير 4/ 338، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 217.
[3] وفيات الأعيان 2/ 374، السير 4/ 341، مرآة الجنان 1/ 198. وفي الوافي بالوفيات: قالوا هذه قتلته ونفسه معه والدم يتبع النفس، ومن كنت تقتله غيره كانت نفسه تذهب من الخوف فلذلك قلّ دمهم (15/ 207) وفي شذرات الذهب 1/ 108 «يعني لم يرعه القتل» .
[4] المعرفة والتاريخ 1/ 712، 713 الطبقات الكبرى 6/ 266، حلية الأولياء 4/ 273، السير 4/ 325، التذكرة 1/ 77، وفيات الأعيان 2/ 374، مرآة الجنان 1/ 197.(6/368)
وَعَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: دَخَلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ الْكَعْبَةَ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ [1] .
وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: عَنْ سَعِيدٍ إِنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ. وَلَهُ تَرْجَمَةٌ جَلِيلَةٌ فِي «الْحِلْيَةِ» [2] .
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ قَالَ: لَدَغَتْ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَقْرَبٌ، فَأَقْسَمَتْ أُمُّهُ عَلَيْهِ لَيَسْتَرْقِيَنَّ، فَنَاوَلَ الرَّقَّاءَ يَدَهُ الَّتِي لَمْ تُلْدَغْ [3] .
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَؤُمُّنَا فِي رَمَضَانَ، فَيَقْرَأُ لَيْلَةً بِقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَلَيْلَةً بِقِرَاءَةِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ [4] .
وَقَالَ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ خَصِيفٍ قَالَ: أَعْلَمُهُمْ بِالطَّلاقِ سَعِيدُ بْنُ المسيب، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَجِّ عَطَاءٌ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ طَاوُسٌ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالتَّفْسِيرِ مُجَاهِدٌ، وَأَجْمَعُهُمْ لِذَلِكَ كُلِّهِ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ [5] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ سُوَيْدٍ، ثنا الضَّبِّيُّ قَالَ: كُنْتُ فِي حِجْرِ الْحَجَّاجِ فَقَدَّمُوا سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، وَأَنَا شَاهِدٌ، فَأَخَذَ الْحَجَّاجُ يُعَاتِبُهُ كَمَا يُعَاتِبُ الرَّجُلُ وَلَدَهُ، فَانْفَلَتَتْ مِنْ سَعِيدٍ كَلِمَةً فَقَالَ إِنَّهُ عَزَمَ عَلَيَّ، يَعْنِي ابْنَ الأَشْعَثِ.
وَيُرْوَى أنّ الحجّاج رئي فِي النَّوْمِ، فَقِيلَ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ فقال:
قتلني بكل قتيل قتلته، قتلة، وَقَتَلَنِي بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ سَبْعِينَ قَتْلَةً [6] .
رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا احْتُضِرَ كَانَ يَغُوصُ ثُمَّ يُفِيقُ ويقول: ما لي وما لك يَا سَعِيدُ بْنَ جُبَيْرٍ.
قُلْتُ: صَحَّ أَنَّهُ قَالَ لابْنِهِ: مَا يُبْكِيكَ، مَا بَقَاءُ أَبِيكَ بَعْدَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً [7] ، وَذَلِكَ حِينَ دُعِيَ لِيُقْتَلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ. رَوَاهَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عُمَرَ بن
__________
[1] الزهد 370، التذكرة 1/ 76، السير 4/ 324.
[2] الحلية لأبي نعيم الأصبهاني 4/ 272- 309 رقم 275.
[3] الحلية 4/ 275.
[4] وفيات الأعيان 2/ 371.
[5] طبقات الفقهاء 82، وفيات الأعيان 2/ 372، السير 4/ 341، مرآة الجنان 1/ 197.
[6] وفيات الأعيان 2/ 374.
[7] حلية الأولياء 4/ 282، تذكرة الحفاظ 1/ 76، سير أعلام النبلاء 4/ 333، وفي تاريخ وفاته خلاف.(6/369)
سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ.
276- (سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] بْنِ أَبْزَى [2] الْكُوفِيُّ) - ع- عَنْ: أَبِيهِ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ.
وَعَنْهُ: ذر الْهَمْدَانِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَزُبَيْدٍ الْيَامِيُّ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
277- (سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتَّابِ) [3] بْنِ أُسيد بْنِ أَبِي الْفَيْضِ بْنِ أُمَيَّةَ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ أَحَدُ الأَشْرَافِ بِالْبَصْرَةِ.
كَانَ نَبِيلًا جَوَّادًا مُمَدَّحًا، لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: زَعَمُوا أَنَّهُ أَعْطَى شَاعِرًا ثَلاثَةَ آلافِ دِينَارٍ [4] .
278- (سَعِيدُ بن مرجانة) [5]- خ م ت ن- أبو عثمان مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَمَرْجَانَةُ هِيَ أُمُّهُ. كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، مَعَ جَلالَتِهِ وَقِدَمِهِ، وَابْنَاهُ: أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ، وَعُمَرُ، وَوَاقِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وُلِدَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سبع وتسعين.
__________
[1] الجرح والتعديل 4/ 39 رقم 171، كتاب المراسيل لابن أبي حاتم 73 رقم 116 التاريخ الكبير 3/ 494 رقم 1649، الكاشف للذهبي 1/ 289 رقم 1935، تهذيب التهذيب 4/ 54، تقريب التهذيب 1/ 300 رقم 206، خلاصة تذهيب التهذيب 140، سير أعلام النبلاء 44/ 481 رقم 183.
[2] أبزى: بمفتوحة فساكنة وبفتح زاي وبقصر ياء. (المغني في ضبط أسماء الرجال للهندي- ص 16) .
[3] نسب قريش لمصعب الزبيري- ص 193، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 152، 153، تهذيب الألفاظ لابن السّكّيت- ص 399 (طبعة بيروت 1895) ، لسان العرب لابن منظور 6/ 164، الوافي بالوفيات 15/ 236 رقم 330.
[4] نسب قريش 196.
[5] الطبقات لخليفة 248 تاريخ خليفة 314، الكاشف للذهبي 1/ 295 رقم 1972، تذكرة الحفاظ 1/ 103، الوافي بالوفيات 15/ 257 رقم 363، تهذيب التهذيب 4/ 78، 79 رقم 136، تقريب التهذيب 1/ 304 رقم 251.(6/370)
279- سعيد [1] بن المسيّب [2] ع ابن حَزْنِ [3] بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ، الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ القرشي المخزومي المدني عَالِمُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِلا مُدَافَعَةٍ.
وُلِدَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ لِأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْهَا، وَقِيلَ لِسَنَتَيْنِ مَضَتَا مِنْهَا.
وَرَأَى عُمَرَ، وَسَمِعَ: عُثْمَانَ، وَعَلِيًّا، وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَجُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ الْمَازِنِيَّ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَطَائِفَةً مِنَ الصَّحَابَةِ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَيَحْيَى بْنُ سعيد، وبكير
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 119- 143، الطبقات لخليفة 244، تاريخ خليفة 134 و 265 و 289 و 290 و 306، المعارف لابن قتيبة 437، المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 468، الجرح والتعديل 4/ 59- 61 رقم 262، المراسيل لابن أبي حاتم 71 رقم 114، التاريخ لابن معين 2/ 207- 208، مشاهير علماء الأمصار 63 رقم 426، حلية الأولياء 2/ 161- 175 رقم 170، طبقات الفقهاء للشيرازي 57- 58، التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 510- 511 رقم 1698، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 219- 221 رقم 212، صفة الصفوة لابن الجوزي 2/ 79- 82 رقم 159، كتاب الزيارات للهروي 94، وفيات الأعيان 2/ 375- 378 رقم 262، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 5 و 7 و 8، تذكرة الحفاظ 1/ 54- 56 رقم 38، سير أعلام النبلاء 4/ 217- 246، رقم 88، العبر 1/ 110، الكاشف للذهبي 1/ 296 رقم 1979، البداية والنهاية 9/ 99- 101، الوافي بالوفيات 15/ 262 رقم 368، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 205- 217 رقم 1090، الوفيات لابن قنفذ 88 رقم 91، غاية النهاية لابن الجزري، رقم 1354، تهذيب التهذيب 4/ 84- 88 رقم 145، تقريب التهذيب 1/ 305- 306 رقم 260، النجوم الزاهرة 1/ 228، طبقات الحفاظ للسيوطي 17، تاريخ الخلفاء 225، تاريخ الخميس للدياربكري 2/ 349، خلاصة تذهيب التهذيب 143، شذرات الذهب 1/ 102- 103، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 96- 97، الكامل في التاريخ 4/ 582، دول الإسلام 1/ 65، جامع التحصيل لابن كيكلدي 223- 224 رقم 244.
[2] نقل عن سعيد أنه كان يكسر الياء ويقول: سيّب الله من سيّب أبي. انظر: وفيات الأعيان 2/ 378 وفيه: المسيّب: بفتح الياء المشدّدة المثنّاة من تحتها. والفتح هو المشهور، كما عند النووي 219.
[3] حزن: بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي وبعدها نون. (وفيات الأعيان) .(6/371)
ابن الأَشَجِّ، وَشَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ هُوَ وَاللَّهِ أَحَدُ الْمُفْتِينَ [1] .
وَقَالَ قَتَادَةُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ [2] .
وَكَذَا قَالَ مَكْحُولٌ، وَالزُّهْرِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: غَضِبَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَلَى الزُّهْرِيِّ وَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ حَدَّثْتَ بَنِي مَرْوَانَ حَدِيثِي! فَمَا زَالَ غَضْبَانَ عَلَيْهِ حَتَّى أَرْضَاهُ بَعْدُ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ثنا مَالِكٌ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: أَسَأَلْتَ أَحَدًا غَيْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ عُرْوَةَ، وَفُلانًا وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: أَطِعِ ابْنَ الْمُسَيِّبِ، فَإِنَّهُ سَيِّدُنَا وَعَالِمُنَا.
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، سَمِعَ مَكْحُولا يَقُولُ: طُفْتُ الأَرْضَ كُلَّهَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، فَمَا لَقِيتُ أَحَدًا أعلم مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ: إِنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ.
وَعَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَا شَيْءٌ عِنْدِي الْيَوْمَ أَخْوَفَ مِنَ النِّسَاءِ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ يُقَالُ لابْنِ الْمُسَيِّبِ «رَاوِيَةُ عُمَرَ» ، فَإِنَّهُ كَانَ يَتْبَعُ أَقْضِيَةَ عُمَرَ يَتَعَلَّمُهَا، وَإِنْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَيُرسِلُ إِلَيْهِ يَسْأَلَهُ [3] .
مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَنْ أَكَلَ الْفُجْلَ وَسَرَّهُ أَنْ لا يُوجَدَ مِنْهُ رِيحُهُ فَلْيَذْكُرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَوَّلِ قَضْمَةٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: مَا فَاتَتْنِي التَّكْبِيرَةُ الأُولَى مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً. وَعَنْهُ قَالَ: حَجَجْتُ أَرْبَعِينَ حجّة [4] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 4/ 222، تذكرة الحفاظ 1/ 54، وفي تهذيب التهذيب 4/ 84 «المتقنين» .
[2] السير 4/ 222، تذكرة الحفاظ 1/ 54.
[3] انظر الطبقات لابن سعد 5/ 122، سير أعلام النبلاء 4/ 225، طبقات الفقهاء 58.
[4] سير أعلام النبلاء 4/ 222، تذكرة الحفاظ 1/ 55، حلية الأولياء 2/ 164.(6/372)
وَعَنْهُ قَالَ: مَا نَظَرْتُ إِلَى قَفَا رَجُلٍ فِي الصَّلاةِ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً [1] ، يَعْنِي لِمُحَافَظَتِهِ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ.
وَكَانَ سَعِيدُ مُلازِمًا لِأَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَانَ زَوْجَ ابْنَتِهِ [2] .
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ رَجُلا صَالِحًا لا يَأْخُذُ الْعَطَاءَ، وَلَهُ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ- يَتَّجِرُ بِهَا فِي الزَّيْتِ [3] .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: لا أَعْلَمُ فِي التَّابِعِينَ أَوْسَعَ عِلْمًا مِنْهُ، هُوَ عِنْدِي أَجَلُّ التَّابِعِينَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ: مُرْسَلاتُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ صِحَاحٌ [4] .
قُلْتُ: قَدْ مَرَّ فِي تَرْجَمَةِ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَنَّهُ ضَرَبَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ سِتِّينَ سَوْطًا.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : ضَرَبَ سَعِيدًا حِينَ دَعَاهُ إِلَى بَيْعَةِ الْوَلِيدِ، إِذْ عَقَدَ لَهُ أَبُوهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالْخِلافَةِ، فَأَبَى سَعِيدٌ وَقَالَ: أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ، فَضَرَبَهُ هِشَامٌ وَطَوَّفَ بِهِ وَحَبَسَهُ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَلَمْ يرضه، فَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَغَيْرُهُ، أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ تُوُفِّيَ، فَعَقَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ لابْنَيْهِ الْعَهْدَ، وَكَتَبَ بِالْبَيْعَةِ لَهُمَا إِلَى الْبُلْدَانِ، وَأَنَّ عَامِلَهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ هِشَامٌ الْمَخْزُومِيُّ، فَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَبَايَعُوا، وَأَبَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنْ يُبَايِعَ لَهُمَا، وَقَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ، فَضَرَبَهُ سِتِّينَ سَوْطًا، وَطَافَ بِهِ فِي تُبَّانٍ مِنْ شَعْرٍ حَتَّى بَلَغَ بِهِ رأس الثَّنِيَّةِ، فَلَمَّا كَرُّوا بِهِ قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالُوا: السِّجْنِ.
قَالَ: وَاللَّهِ لَوْلا أَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّهُ الصَّلْبُ مَا لَبِسْتُ هَذَا التُّبَّانَ أَبَدًا، فَرَدُّوهُ إِلَى السجن.
__________
[1] جاء في الحلية: «ما نظرت في أقفاء قوم سبقوني بالصلاة من عشرين سنة» وجاء: «لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس» . (2/ 163) وانظر:
وفيات الأعيان 2/ 375.
[2] وفيات الأعيان 2/ 375.
[3] تذكرة الحفاظ 1/ 54.
[4] وقال النووي في تهذيب الأسماء 1/ 221: «وأما قول أصحابنا المتأخّرين مراسيل سعيد بن المسيب حجّة عند الشافعيّ فليس على إطلاقه على المختار، وإنما قال الشافعيّ إرسال ابن المسيّب عندنا حسن» .
[5] الطبقات 5/ 126- 127.(6/373)
وَكَتَبَ هِشَامٌ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بِخِلافِهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ يَلُومُهُ فِيمَا صَنَعَ بِهِ، وَيَقُولُ: سَعِيدٌ كَانَ وَاللَّهِ أَحْوَجَ إِلَى أَنْ تَصِلَ رَحِمَهُ مِنْ أَنْ تَضْرِبَهُ، وَإِنَّا لَنَعْلَمُ مَا عِنْدَ سَعِيدٍ شِقَاقٌ وَلا خِلَافٌ [1] .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ السِّجْنَ، فَإِذَا هُوَ قَدْ ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ، فَجَعَلَ الْإِهَابَ عَلَى ظَهْرِهِ، ثُمَّ جَعَلُوا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ قَصَبًا رَطْبًا، وَكَانَ كُلَّمَا نَظَرَ إِلَى عَضُدَيْهِ قَالَ: اللَّهمّ انْصُرْنِي مِنْ هِشَامٍ [2] .
وَرُوِيَ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ دَخَلَ عَلَى سَعِيدٍ السِّجْنَ، فَجَعَلَ يُكَلِّمُهُ وَيَقُولُ: إِنَّكَ خَرَقْتَ بِهِ وَلَمْ تَرْفُقْ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ اتَّقِ اللَّهَ وَآثِرْهُ عَلَى مَا سِوَاهُ، وَأَبُو بَكْرٍ يَقُولُ: إِنَّكَ خَرَقْتَ بِهِ، فَقَالَ: إِنَّكَ وَاللَّهِ أَعْمَى الْبَصَرِ وَالْقَلْبِ، ثُمَّ نَدِمَ هِشَامٌ بَعْدُ وَخَلَّى سَبِيلَهُ [3] .
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: كُنْتُ:
جَالِسًا مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بِالسُّوقِ، فَمَرَّ بَرِيدٌ لِبَنِي مَرْوَانَ، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ:
مِنْ رُسُلِ بَنِي مَرْوَانَ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ تَرَكْتَهُمْ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ.
قَالَ: تَرَكْتَهُمْ يُجِيعُونَ النَّاسَ وَيُشْبِعُونَ الْكِلابَ؟ قَالَ: فَاشْرَأَبَّ الرَّسُولُ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَلَمْ أَزَلْ أُرَجِّيهِ [4] حَتَّى انْطَلَقَ، ثُمَّ قُلْتُ لِسَعِيدٍ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، تُشِيطُ بِدَمِكَ بِالْكَلِمَةِ هكذا تلقيها، قال: اسكت يا أحيمق، فو الله لا يُسْلِمُنِي اللَّهُ مَا أَخَذْتُ بِحُقُوقِهِ [5] .
وَقَالَ سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الله قال: أرى نفس سعيد ابن الْمُسَيِّبِ كَانَتْ أهون عَلَيْهِ فِي اللَّهِ مِنْ نَفْسِ ذُبَابٍ [6] .
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ قَالَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَعْلَمُ النَّاسِ بما
__________
[1] الطبقات 5/ 125- 126، سير أعلام النبلاء 4/ 230.
[2] الطبقات 5/ 126
[3] الطبقات 5/ 127.
[4] في تذكرة الحفاظ 1/ 55 «أزجّيه» .
[5] التذكرة 1/ 55.
[6] حلية الأولياء 2/ 164.(6/374)