على خمسة أميال من العرج وأنت ذاهب إلى هضبة عندها قبران أو ثلاثة، عليها رضم حجارة عند سلمات عن يمين الطريق. وقال كثّير إنّما سمّى العرج بتعريجه. ومن العرج إلى السّقيا سبعة عشر ميلا. والعرج من بلاد أسلم.
وروى عبد الرحمن بن أسلم عن أبيه عن جدّه قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم العرج. فقال: إنّ الجنّ اجتمعوا فأسكن المسلمين منهم بطن العرج، وأسكن الكافرين «1» منهم بطن الأثاية. ومن حديث محمّد بن المنكدر أنّ عبد الله بن الزّبير بينا هو يسير إلى الأثاية من العرج فى جوف الليل، إذ خرج إليه رجل من قبر فى عنقه سلسلة وهو يشتعل نارا ويقول: يا عبد الله أفرغ علىّ من الماء، ووراء، رجل آخر يقول: يا عبد الله لا تفعل: فإنّه كافر، حتّى أخذ بسلسلته، فأدخله قبره.
العرجاء
بفتح أوّله وإسكان ثانيه، بعده جيم، ممدود: اسم أكمة قد تقدّم ذكرها فى رسم نبايع «2» . قال الأصمعىّ: ذو العرجاء: أكمة أو هضبة. وقال أبو زيد. ذو العرجاء: ماء لمزينة.
عردة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة وهاء التأنيث: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم راكس؛ قال أوس بن حجر:
فلمّا أنى حزّان عردة دونها ... ومن ظلم دون الظهيرة منكب
تضمّنها «3» وارتدّت العين دونها ... طريق الجواء المستنير فمذهب
وقال حميد بن ثور:
كما اتّصلت كدراء تسقى فراخها ... بعردة رفها والمياه شعوب(3/931)
العرّى
بضمّ أوّله، وتشديد ثانيه مقصور على وزن فعلى: قد تقدّم ذكره فى رسم ضرّية، قال صخر بن الجعد:
يا ويح ناقتى التى كلّفتها ... عرّى تصرّو بارها وتنجّم
أى تحفر على النّجم من النّبت.
العرش
بضمّ أوّله وثانيه، بعده شين معجمة: اسم لمكّة. قال بعض الصحابة: لقد أسلمت وإن فلانا لكافر بالعرش.
العرصة
بفتح أوله، على لفظ عرصة الدار: قد تقدّم ذكره فى رسم النّقيع «1» ؛ وهو على ثلاثة أميال من المدينة. وهناك كان قصر سعيد بن العاصى بن سعيد بن العاصى، وفيه مات وهو القصر الذي عنى أبو قطيفة عمرو بن الوليد بن عقبة بقوله:
القصر فالنّخل فالجّماء بينهما ... أشهى إلى القلب من أبواب جيرون
عرض
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم راكسة «2» ورسم الراموسة.
العرض
بكسر أوّله وإسكان ثانيه وادى اليمامة. قال الأعشى:
ألم تر أنّ العرض أصبح بطنه ... نخيلا وزرعا نابتا وفصافصا
عرعر
واد قد تقدّم ذكره فى رسم ظبى، وفى رسم عوق أيضا بعد هذا قال المسيّب بن علس فى يوم عرعر:
كأنّهم إذا خرجوا من عرعر ... مستلئمين لابسى السّنوّر(3/932)
نشء سحاب صائف كنهور وعرعر: قبل قوّ؛ يدلّ على ذلك قول امرئ القيس:
وحلت سليمى بطن قوّ فعرّعر «1»
العرف
بضمّ أوّله وثانيه، بعده فاء: ماء لبنى أسد، قال الكميت:
أبكاك «2» بالعرف المنزل ... وما أنت والطّلل المحول
ويخفّف فيقال عرف، قال عبّاس بن مرداس:
خفافيّة بطن العقيق مصيفها ... وتحتلّ فى البادين وجرة والعرفا
فدلّ قول عبّاس أنّ العرف فى بوادى بنى خفاف.
عرفة
: معروفة، قد تقدّم ذكرها وتحديدها فى رسم محسّر أيضا.
عرفة
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، على لفظ الذي قبله، بزيادة هاء التأنيث. قال ابن حبيب: هى ثلاث عرف: عرفة ساق، وعرفة صارة، وعرفة الأملح «3» .
العرفتان
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده فاء مفتوحة، وتاء معجمة باثنتين من فوقها، كأنه تثنية عرفة: موضع. وقد تقدّم ذكره فى رسم الأخرمين.
عرفج
على لفظ اسم الشجر. اسم ماء قد تقدّم تحديده فى رسم ضريّة.
وورد فى شعر ابن الطّثريّة: عرفجاء، ممدود، فقال:(3/933)
خليلىّ بين المنحنى من مخمّر ... وبين اللّوى من عرفجاء المقابل
عرفّان
بكسر أوّله وثانيه، بعده فاء، على وزن فعلّان: اسم جبل. هكذا ذكره سيبويه. وذكر أيضا بركاّن بكسر أوّله وثانيه. وذكره ابن دريد بضمّهما فى باب فعلّان.
عرق الظّبية
: موضع بالصّفراء، قد تقدّم ذكره فى حرب الظاء.
عرقة
بكسر أوّله «1» ، على لفظ تأنيث الواحد من عروق الإنسان والحيوان:
موضع من ثغور مرعش من بلاد الروم، قال أحمد بن الحسين «2» :
وأمسى السبّايا ينتحبن بعرقة ... كأنّ جيوب الثا كلات ذيول
وعادت فظّنّوها بموزار قفّلا ... وليس لها إلّا الدّخول قفول
وكرّت فمرّت فى دماء ملطية ... ملطية أمّ للبنين ثكول
وأضعفن ما كلّفنه من قباقب فأضحى كأنّ الماء فيه عليل
وفى بطن هنزيط وسمنين للظبى ... وصمّ القنا ممن أبدن بديل
وبتن بحصن الرّان رزحى من الوجى ... وكلّ عزيز للأمير ذليل
ودون سميساط المطامير والملا ... وأودية مجهولة وهجول
لبسن الدّجى فيها إلى أرض مرعش ... وللروم خطب فى البلاد جليل
هذه كلّها من ثغور مرعش. وقباقب: نهر هناك.
العرقوب
على لفظ عرقوب الساق: موضع فى ديار خثعم، يأتى ذكره فى رسم فيف.(3/934)
عرنان
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده نونان على وزن فعلان:
جبل بالجناب، دون وادى القرى، سيأتى ذكره فى رسم شربة، قال ابن مقبل:
من رمل عرنان أو من رمل أسنمة ... جعد «1» الثّرى بات فى الأمطار مدجونا
وقال شبيب بن البرصاء المرّىّ:
قلت لغلّاق بعرنان ما ترى ... فما كادلى عن ظهر واضحة يبدى
عرنة
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده نون وهاء التأنيث وهو وادى عرفه.
والفقهاء يقولون عرنة، بضمّ الراء، وذلك خطأ. وقد تقدّم ذكرها وتحديدها فى رسم محسّر.
وذكر أبو بكر عرنة، بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه: موضع ولم يحدّده، وأراه غير الذي بعرفة.
العرهان
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، على وزن فعلان: موضع ذكره أبو بكر.
عروى
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده واو مفتوحة، مقصور، على وزن فعلى. وهى قارة «2» فى بلاد بنى ذهل «3» . هكذا قال أبو عبيدة. وقال(3/935)
الأصمعيّ: هى هضبة؛ قال المسيّب بن علس الضّبعىّ:
عديّة «1» ليس لها ناصر ... وعروى التى هدم الثّعلب
وفى الناس من يصل الا بعدين ... ويشقى به الأقرب الأقرب
وكانت ضبيعة قد حالفت بنى ذهل على هذه القارة، أنهم متحالفون ما بقيت، فنقضوا حلفهم، فضرب هدم الثّعلب لها مثلا لضعفه. وعديّة: هى أمّ بنى عامر بن ذهل، وهى من بنى ضبيعة بن ربيعة. وقال مزاحم العقيلىّ:
أليست جبال القهر قعسا مكانها ... وأكناف عروى والوحاف كما هيا
وهذه كلّها مواضع متدانية. وقال الجعدىّ:
كطاو بعروى ألجأته عشيّة ... لها سبل فيه قطار وحاصب
وفى شعر ابن مقبل عروى: هضبة بالعالية، متاخمة بلاد اليمن. قال ابن مقبل:
فجنوب عروى فالقهاد غشيتها ... وهنا فهيّج لى الدّموع تذكرى
وقال جريح «2» النّصرى:
بملمومة شهباء لو قذقوا بها ... شماريخ من عروى إذن لتضعضعا «3»
عروان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، على وزن فعلان. وهو واد قد تقدّم ذكره فى رسم الضّيم، وهو عروان الكراث، نسب إلى هذا الشجر، لكثرته فيه.
قال أبو صخر:
فألحقن محبوكا كأنّ نشاصه ... مناكب من عروان بيض الأهاضب
وقد يضمّ أوّله.(3/936)
بئر عروة
عروة: اسم رجل: محددة فى رسم النّقيع «1» ، قد تقدّم ذكرها.
العروض
بفتح أوّله، على لفظ عروض الشّعر: اسم لمكّة والمدينة، معروف. استعمل فلان على العراق، وفلان على العروض.
روى «2» الحربىّ من طريق الشعبىّ عن محمّد بن صيفىّ، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، فأمرهم أن يؤذنوا أهل العروض أن يتمّوا بقيّة يومهم. وقد تقدّم تحديد [العروض فى أول الكتاب عند تحديد] نجد وتهامة والحجاز.
والعروض أيضا: موضع بالبادية، قال ذو الرّمّة:
هم قرنوا بالبكر عمرا وأنزلوا ... بأسيافهم يوم العروض ابن ظالم
عربتنات
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده ياء ساكنة، وتاء معجمة باثنتين من فوقها مكسورة، ثم نون على لفظ تصغير الجمع: موضع قد تقدّم تحديده وذكره فى رسم حساء؛ وهو مذكور أيضا فى رسم عدنة. قال سيبويه:
أصل هذا الاسم عرتن، وهو الشجر المعلوم، ثم جمع بالألف والتاء.
العريج
على لفظ تصغير الذي قبله: ماء لكلب قال جرير:
وما لمنا عميرة غير أنّا ... نزلنا بالعريج فما قرينا
عريجاء
تصغير التى قبلها «3» : ماءة معروفة بحمى ضريّة، وقد أقطعها ابن ميّادة المرّىّ من بنى ذبيان، فدلّ أنها متّصلة بديارهم؛ وكذلك قول(3/937)
ربيع بن قعنب «1» الفزارىّ وكان أرطاة بن سهيّة قال له:
لقد رأيتك عربانا ومؤتزرا ... فلست أدرى أأنثى أنت أم ذكر
فأجابه ربيع، وأرطاة من بنى مرّة:
لكن سهيّة تدرى أنّنى رجل ... على عريجاء لمّا حلّت الأزر
العريساء
بالسين المهملة «2» ، على لفظ التصغير، ممدود: موضع ذكره أبو بكر.
عريش
على وزن فعيل: موضع بالشام؛ قال كعب: إنّ الله بارك فى الشام، من الفرات إلى العريش.
العريض
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء وضاد معجمة، على وزن فعيل: موضع قد تقدم ذكره فى رسم البدي، فانظره هناك.
العريض
بضم أوّله، كأنّه تصغير الذي قبله «3» : موضع من أرجاء المدينة، فيه أصول نخل، قد تقدّم ذكره فى رسم النّبيت، وله حرّة نسبت «4» إليه.
روى مالك عن عمرو بن يحيى المازنىّ عن أبيه، أنّ الضّحّاك بن خليفة ساق خليجا له «5» من العريض، وأراد أن يمرّ به فى أرض محمّد بن مسلمة، فأبى محمّد، فقال الضّحّاك: لم تمنعنى وهو لك منفعة: تشرب منه أوّلا وآخرا، ولا يضرّك؟
فأبى محمّد، فكلم «6» الضّحّاك فى ذلك عمر بن الخطّاب، فدعا محمّدا، فأمره أن يخلى سبيله، فقال له «7» : لا والله. فقال له عمر: لم تمنع أخاك ما ينفعه وهو(3/938)
لك نافع؟ فقال محمّد: لا والله. فقال له عمر: والله ليمرّنّ به ولو على بطنك.
فأمره عمر أن يمرّ به، ففعل.
فأمّا عوارض فإنّه يأتى فى موضعه من هذا الباب إن شاء الله.
عريفطان
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وبالفاء والطاء المهملة، على لفظ التصغير: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم ظلم.
عريق
بضمّ أوّله، على لفظ تصغير عرق: موضع بين البصرة والبحرين؛ قال الراجز:
رأيت «1» بيضاء لها زوج حرض ... حلالة بين عريق وحمض
العريم
على لفظ التصغير، والعريمة، بزيادة هاء التأنيث: ماءان لفزارة، قد تقدّم ذكرهما فى رسم عدنة. وكانت لفزارة هناك وقعة على بنى مرّة «2» ؛ قال أرطاة:
فلا وأبيك لا ننفكّ نبكى ... على قتلى العريمة ما بقينا
الغريّات
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وتشديد الياء أخت الواو، على لفظ جمع عريّة: موضع مذكور فى رسم الغمر، فانظره هناك.
العين والزاى
العزاميل
بفتح أوّله، على وزن فعاليل: موضع، قال الشّمّاخ:(3/939)
وبالشّمال مشان فالعزاميل
ومشان: موضع أيضا.
العزّاف
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، وبالفاء، على لفظ فعّال من العزف:
قد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم الرّبذة، وفى رسم المحيصن «1» . ويقال أبرق العزّاف وأبرق الحنّان: واحد. لأنّهم يسمعون فيه عزيف الجنّ «2» . قال النّابغة:
لا أعرفن شيخا يجرّ برجله ... بين الكثيب فأبرق الحنّان
وقال حسّان:
لمن الديار والرسوم العوافى ... بين سلع فأبرق العزّاف
قال الخليل: العزاف «3» : رمل لبنى سعد. وقال غيره سمّيت تلك الرملة أبرق العرّاف، لأنّ فيها الجن وهى يسرة عن طريق الكوفة، قريب من زرود «4» .
العزّافة «5»
على لفظ تأنيث الأوّل مياه محددة فى رسم الرّبذة المتقدّم ذكرها.
العزل
بفتح أوّله وإسكان ثانيه: موضع فى ديار قيس، قال امرؤ القيس:
حىّ الحمول بجانب العزل ... إذ لا يوافق شكلها شكلى(3/940)
وقال الجعدىّ:
كأن لم تربّع فى الخليط مقيمة ... بتنهية بين الشقائق فالعزل
ولم تعد أفراس يبوّئن أهلها ... على وجل «1» جنبى سرار إلى الدّحل
عزهل
بفتح أوّله وإسكان ثانيه، بعده هاء مفتوحة ولام: موضع ذكره أبو بكر.
عزور
بفتح أوّله وإسكان ثانيه، بعده واو مفتوحة وراء مهملة:
قد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم رضوى؛ قال عمر بن أبى ربيعة:
أشارت بأنّ الحىّ قد حان منهم ... هبوب ولكن موعد لك عزور
عزوزاء
بفتح أوّله وضمّ ثانيه، بعده واو وزاى أخرى: موضع بين مكة والمدينة.
روى أصحاب أبى داود عنه، ولم يختلفوا فى حديث عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه؛ قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكّة نريد المدينة، فلمّا كان قريبا من عزوزاء، نزل ثم رفع يديه، فدعا الله ساعة، ثم(3/941)
خرّ ساجدا. وأنا أظنّه تصحيفا، وأنه، «فلمّا كان قريبا من عزور» ، المتقدّم ذكره، وهو قريب من مكّة، فإنّى لا أعلم عزوزاء «1» إلّا فى هذا الحديث.
عزويت
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه بعده واو مكسورة، على وزن فعليت:
ذكره سيبويه مع عفريت، وذكر أنه صفة. وقال ابن دريد: هو اسم موضع.
وقال أبو إسحاق الزّجّاج: سألت عنه أبا العبّاس أحمد بن يحيى، فقال: العزويت:
القصير، عن الجرمىّ. قال أبو إسحاق، ولا يعلم «2» ذلك لأحد سواه.
العزيف
على وزن فعيل: رمل لبنى سعد، قد تقدم فى الرسم قبله «3» .
العزيلة
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، على لفظ التصغير: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم جنفاء.
العين والسين
العسجديّة
على لبظ النسبة إلى العسجد «4» ، الذي هو الذهب: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم درنى.
عسعس
بفتح أوّله وإسكان ثانيه، بعدهما عين وسين مثلهما. وقد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم ضريّة. سيأتى فى رسم الغول «5» .
عسفان
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه: قرية جامعة قد تقدّم تحديدها آنفا فى رسم العقيق، وسيأنى ذكرها فى رسم الفرع، وفى رسم السّراء، وهى لبنى المصطلق(3/942)
من خزاعة: وهى كثيرة الآبار والحياض. روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى صلاة الخوف بين عسفان وضجنان. وروى جابر أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان بعسفان والمشركين بينه وبين القبلة، ف فصلّى بهم صلاة الخوف.
وروى عطاء عن ابن عبّاس قال: حاضرو المسجد الحرام عسفان وضجنان ومرّ الظّهران. وروى مجاهد عن ابن عبّاس قال: لمّا افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكّه صام حتّى أتى عسفان، ثم أفطر. وروى نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ فى عسفان بوادى المجذّمين، فأسرع المشى؛ وقال ابن مقبل فى قتل عثمان:
فعسفان إلّا أنّ كلّ ثنيّة ... بعسفان يأويها مع الليل مقنب «1»
عسقلان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بلد معروف، واشتقاقه من العساقيل؛ وهو من السراب، أو من العسقيل، وهو الحجارة الضخمة.
عسكر
على لفظ اسم الجيش: موضع محدد فى رسم الفرع. والعسكر أيضا: قرى متّصلة ببغداد. وأصل العسكر: الجماعات.
عسن
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، على وزن فعل: موضع ذكره الخليل فى باب عسن، وأنشد:
كأنّ عليهم بجنوب عسن ... غماما يستهلّ ويستطير «2»
عسيب
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء معجمة باثنتين من تحتها، وباء معجمة بواحدة: جبل قد تقدم ذكره فى رسم النّقيع، وهو فى ديار بنى سليم، وهناك قبر صخر بن عمرو أخى الخنساء، وهو القائل:
أجارتنا لست الغداة بظاعن ... ولكن مقيم ما أقام عسيب(3/943)
وقال عبّاس بن مرداس:
لأسماء رسم أصبح اليوم دارسا ... وأقفر إلّا رحرحان فراكسا
فجنبى عسيب لا أرى غير منزل ... قليل به الآثار إلّا الروامسا «1»
العين والشين
عشار
بكسر أوّله، على لفظ جميع عشراء من الإبل: موضع من أرض خثعم، قال السّليك بن السّلكة:
فهذى مدّة «2» خمس ولاء ... وسادسة على جنبى عشار
عشر
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة؛ موضع فى بلاد أشجع قال زهير:
كأنّ عليهم بجنوب عشر ... غماما يستهلّ ويستطير «3»
وقال دريد بن الصّمّة:
وفتيان دعوتهم فجاءوا ... إلىّ كأنّهم جنّان عشر
ذو العشّ
على لفظ عشّ الطائر: موضع ببلاد بنى مرّة، دون حوّة النّار بليلة، قال ابن ميّادة:
فلم تر عينى مربعا بعد مربع ... بذى العشّ لو كان النّعيم يدوم
وقال الهمدانىّ: ذات عشّ: من أدانى القاعة. وهناك مات أبرهة منصرفه من غزوة الفيل. قال: وذات عشّ: من أرض كتنه.
قلت: وكتنة: من مخاليف مكّة البحريّة:(3/944)
عشم
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع ذكره أبو بكر.
العشوراء
بفتح أوّله «1» ، وبالراء المهملة، ممدود على وزن فعولاء: موضع.
ذو العشيرة
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده الياء أخت الواو، والراء المهملة، على لفظ التصغير: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الأداهم، وإليه تنسب غزوة النّبيّ صلى الله عليه وسلم الثالثة، التى وادع فيها «2» بنى مدلج وبنى ضمرة.
خرج من المدينة، فسلك على نقب بنى ذبيان، ثم على فيفاء «3» الخبار، فنزل تحت شحرة ببطحاء ابن أزيهر، يقال لها ذات الساق، فصلّى عندها، فثمّ مسجده، وصنع له طعام، فأكل هو وأصحابه، فموضع أثافىّ البرمة معلوم هناك؛ ثم ارتحل، فسلك شعبة عبد الله، ثم هبط يليل، فنزل بمجتمعه، واستقى له من بئر الضبوعة، ثم سلك الفرش: فرش ملل، حتّى لقى الطريق بصخيرات اليمام؛ ثم اعتدل به الطريق حتى نزل العشيرة. وقال كثير:
ولم يعتلج فى حاضر متجاور ... قفا الغضى من وادى العشيرة سامر «4»
الغضى: جبيل صغير. وقال عمرو بن أبى ربيعة:
خليلىّ عوجا نبك شجوا لمنزل ... عفا بين وادى ذى العشيرة فالخزم
وقال حسّان بن ثابت يذكر قومه:
وبايعوه فلم ينكث له أحد ... منهم ولم يك فى أيمانهم خلل
ذا العشيرة جاسوه بخيلهم ... مع الرسول عليها البيض والأسل(3/945)
العين والصاد
عصام
بضمّ أوّله: قصر بشرقىّ ناعط، فى بلاد همدان من اليمن.
عصبة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة: موضع مذكور فى رسم المعصّب.
العصداء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة، ممدود كالذى قبله:
أرض لبنى سلامان، قد تقدّم ذكره فى رسم الأرفاغ.
العصلاء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، ممدود على وزن فعلاء: أرض قريب من عزور، قال عمر بن أبى ربيعة:
ظللنا لدى العصلاء تلفحنا الصّبا ... وظلّت مطايانا بغير معصّر
عصمان
بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، بعده ميم: واد ببلد حاشد بن عمرو ابن الخارف، سمّى بعصمان بن الخارف بن عبد الله بن كثير بن مالك الهمدانىّ.
عصوصر
بفتح أوّله وثانيه، بعده واو وصاد وراء مهملتان: جبل فى ديار سلامان بن مفرج. قاله محمد بن حبيب، وأنشد للشّنفري:
أمشّى بأطراف الحماط وتارة ... تنفّض رجلى أسبطا فعصوصرا
ويوما بذات الرّس أو بطن منجل ... هنالك يلقى القاصى المتغورّا
أسبط: جبل لهم أيضا. ويروى «بسبطا فعصوصرا» . ورسّ. بئر رواء لهم. ومنجل: جبل لهم أيضا. ويقال: قد «1» نفّض فلان البلاد: أى جوّل فيها.(3/946)
العين والضاد
عضدان
بضمّ أوّله وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة: قصر باليمن معروف، إليه ينسب مسروق ذو عضدان.
عضر
بفتح أوله وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة: اسم موضع، وقيل اسم حىّ من اليمن، ولم يستعمل فى العربيّة. قال صاحب العين.
العضل
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعد لام: أرض بالبادية كثيرة الغياض، ذكره الخليل وأنشد:
ترى الأرض منّا بالفضاء مريضة ... معضّلة منّا بجيش عرمرم
العين والطاء
عطالة
بفتح أوله وثانيه: جبل عمان؛ يقال: تعطّلت، أى أتيت عطالة، قال جرير:
ولو علقت خيل الزّبير حباله ... لكان كناج فى عطالة أعصما
عطير
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ياء مفتوحة أخت الواو، وراء مهملة: ماء قد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم ضريّة.
العين والظاء
العظالى
بضمّ أوّله، مقصور، على وزن فعالى: موضع مذكور فى رسم مليحة.
العين والفاء
العفار
بفتح أوله، وبالراء المهملة أيضا: جبل قد تقدّم فى رسم ضريّه.(3/947)
عفاريات
بضم أوّله، وبالراء المهملة أيضا مفتوحة، بعدها الياء أخت الواو، والألف، والتاء «1» ، جمع عفارى: موضع قال كثيّر:
ومحبسنا لها بعفاريات ... ليجمعها وفاطمة المسير
وذكر اليزيدىّ عن ابن حبيب قال: عفارية: جبل أحمر بالسّيالة: هكذا قال عفارية، بكسر الراء.
العفر
بضمّ العين، وإسكان الفاء، بعده راء مهملة: كثبان حمر بالعالية فى بلاد قيس، وهو مذكور فى رسم نجد. قال طفيل:
بالعفر دار من جميلة هيّجت ... سوالف حبّ فى فؤادك منصب «2»
العفرة
بضم أوّله وإسكان ثانيه، على لفظ الذي قبله، بزيادة هاء التأنيث:
موضع قد تقدم ذكره فى رسم المجزّل.
العين والقاف
العقاب
بضم أوّله، على لفظ اسم الطائر: موضع قد تقدم ذكره فى رسم الصّحصحان. قال الأخطل.
وظلّ له بين العقاب وراهط ... ضبابة يوم ما توارى كواكبه
وينسب إليه وادى العقاب.
عقاراء
بفتح أوّله، وبالراء المهملة أيضا، ممدود على وزن فعالاء: اسم بلد، قال حميد بن ثور:
ركود الحميّا طلّة شاب ماءها ... بها من عقاراء الكروم ربيب «3»(3/948)
قال الخليل وأبو حنيفة: أراد من كروم عقاراء، فقدّم وأخّر. قال أبو حنيفة:
وقيل عقاراء اسم رجل.
عقبة المرّان
قد تقدّم ذكرها فى حرف الميم. وهى عقبة مشرفة على غوطة دمشق، تنبث شجرا باسقا مستوى النبات، تتّخذ منه القنا والرماح، وهو المرّان.
العقد
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده دال مهملة: موضع فى ديار بنى تميم، قد تقدّم ذكره فى رسم الدوّ
عقدة
بضم أوّله، على لفظ عقدة: الرابط: رملة مذكورة فى رسم عوق.
وقال محمّد بن حبيب: عقدة: أرض معروفة كثيرة النخل، يضرب بها المثل، فيقال: آلف من غراب عقدة، لأنّ غرابها لا يطير، لكثرة خصبها. وقال ابن الأعرابى: كلّ أرض ذات خصب عقدة. والعقدة من الكلأ: ما يكفى الإبل. وعقد الدّور والأرضين من ذلك، لأن فيها البلاغ والكفاية.
وعقدة الجوف، بالجيم بعدها الواو والفاء: موضع آخر، قد تقدّم ذكره فى رسم النّقاب.
العقر
بفتح أوّله وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة، عقر سلمى: وهو جبل مذكور فى رسم فيد؛ وفيه قتل كليب «1» وائل، قال مهلهل أخوه:
وقال الحىّ أين دفنتموه ... فقيل له بسفح العقر دار
فسرت إليه من بلد قصىّ ... فجدّ الأمر وامتنع القرار
وقال مهلهل أيضا فى موضع آخر:
وعجنا على سفح الأحصّ ودونه ... غريبان مهجوران ضمّهما قبر(3/949)
كليب وهمّام اللذان تسربلا ... ثياب المعالى واستلادهما «1» الفخر
فدلّ أنّ الأحصّ والعقر متجاوران.
والعقر أيضا عقر بابل. قال الخليل: هو بين واسط وبغداد، وفيه قتل يزيد بن المهلّب الخارج على يزيد بن عاتكة، قال جرير فيهم:
تهوى لدى «2» العقر أقحافا جماجمها ... كأنّها الحنظل الخطبان ينتقف
وقال الفرزدق:
لقوا يوم عقري بابل حين أقبلوا ... سيوفا تشظّى جامعات المفارق «3»
وكانوا يقولون: ضحّى بنو حرب بالدّين يوم كربلاء، وضحّى بنو مروان بالمروءة يوم العقر، يعنون قتل الحسين بكربلاء، وقتل يزيد بن المهلّب بالعقر.
وقال الأصمعىّ: العقر القصر. وأنشد لمالك بن الحارث الهذلىّ»
:
شنئت العقر عقر بنى شليل ... إذا هبّت لقارئها الرياح
لقارئها: أى لوقتها، كوقت قرء الحيض.
عقرباء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة مفتوحة، وباء(3/950)
ممدودة، على وزن فعللاء: موضع معروف «1» ذكره سيبويه.
عقرقوف
«عقر» مضاف إلى «قوف» قاف مضمومة، وواو وفاء، جعلا اسما واحدا، وربّما أعربوه، فقالوا عقوقوف، وهو اسم جبل، وهو أيضا اسم طائر. وتلّ عقرقوف قريب من بغداد. وذكر اللّيثي فى كتاب الحيوان عند ذكر صعوبة المصاعد: يصعد على مثل سنسيرة وعقرقوه «2» . هكذا ورد عنه بالهاء مكان الفاء، ولعلّ أصله هكذا، فعرّب.
عقمة
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ميم وهاء: موضع ما بين ديار بنى جعفر بن كلاب وبين نجران، قال الحطيئة:
فحلّوا بطن عقمة واتّقونا ... إلى نجران فى بلد رخىّ
العننقل
بفتح أوّله وثانيه، بعده نون وقاف أخرى، على وزن فعنلل «3» :
كثيب رمل ببدر، قد تقدّم ذكره هناك؛ قال ابن الزّبعرى «4» يرثى أهل بدر:
ماذا ببدر فالعقنقل من مرازبة جحاجح
العقور
بفتح أوّله، على لفظ فعول: مواضع باليمن.(3/951)
العقيد
«1» : على لفظ تصغير الذي قبله «2» : موضع ذكره أبو بكر.
العقير
بضمّ أوّله، على لفظ تصغير الذي قبله «3» : محدّد مذكور فى رسم تيماء على ما تقدّم.
العقيق
بفتح أوله، وكسر ثانيه، على وزن فعيل عقيقان: عقيق بنى عقيل، ومن أوديته قوّ، وفيه دفن صخر بن عمرو بن الشريد أخو خنساء، قالت ترثيه:
وقالوا إنّ خير بنى سليم ... وفارسهم بصحراء العقيق
وهو على مقربة من عقيق المدينة، وعقيق المدينة قد تقدّم ذكره فى رسم النّقيع «4» ، وهو على ليلتين منها.
وقال الخليل: العقيقان: بلدان فى ديار بنى عامر، ممّا بلى اليمن، وهما عقيق تمرة «5» ، وعقيق البياض، والرمل بينهما رمل الدّبيل، ورمل يبرين «6» ، وأنشد:
دعا قومه لمّا استحلّ حرامه ... ومن دونهم عرض الأعقّة فالرمل
وقال عمارة بن عقيل: العقيق واد لبنى كلاب؛ فأمّا قول جرير:
إذا ما جعلت السّىّ بينى وبينها ... وحرّة ليلى والعقيق اليمانيا(3/952)
فإنّما نسبه إلى اليمن، لأنّ أرض هوازن فى نجد مما يلى اليمن، وأرض غطفان مما يلى الشام. وإنّما سمّى عقيق المدينة، لأنّه عقّ فى الحرّة. وهما عقيقان: الأكبر والأصغر، فالأصغر فيه بئر رومة التى اشتراها عثمان رحمه الله، والأكبر فيه بئر عروة التى قالت فيها الشعراء، وقد تقدّم ذكر ذلك فى رسم النّقيع.
روى نافع عن ابن عمران أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر الصلاة بالعقيق.
وروى سالم عن أبيه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قيل له وهو بالعقيق: إنك ببطحاء مباركة. وروى عكرمة عن ابن عبّاس، عن عمر بن الخطّاب، وقال:
سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول بوادى العقيق: أتانى آت من ربّى وقال:
صلّ فى هذا الوادى المبارك، وقل حجّة فى عمرة. خرجها البخارىّ وغيره.
وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد أقطع بلال بن الحارث العقيق، فلّما كان عمر قال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقطعك العقيق لتحجره، فأقطع عمر الناس العقيق. وإنما أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا العقيق وهو من المدينة، وأهل المدينة أسلموا راغبين فى الإسلام غير مكرهين، ومن أسلم على شىء فهو له، لأنّ أبا صالح روى عن ابن عبّاس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا قدم المدينة جعلوا له كلّ أرض لا يبلغها الماء، يصنع فيها ما شاء. قال ذلك أبو عبيد. قال: وقال بعض أهل العلم: إنّما أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا العقيق لأنّه من أرض مزينة «1» ، ولم يكن لأهل المدينة وهذا نحو ما قاله عمارة.
وحدّث عبد الله بن القاسم الجعفيّ. قال: قلت لجعفر بن محمد: إنى أنزل «2» .
العقيق، وهى كثيرة الحيّات؛ قال: فإذا رجعت من المدينة، فاستقبلت الوادى،(3/953)
فأذّن، فإنك لا ترى منها شيئا إن شاء الله، ففعلت، فما رأيت منها شيئا.
والدّوداء، على وزن فعلاء، ساكنة العين، بدالين مهملتين: مسيل يدفع فى العقيق. وتناضب: شعبة من بعض أثناء الدّوداء.
والطريق إلى مكة: من المدينة على العقيق.
من المدينة إلى ذى الحليفة ستة أميال، وقيل سبعة، وهو الميقات للناس، وهنالك «1» . منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم واردا وصادرا؛ ثم إلى الحفين «2» ، ثمانية أميال من ذى الحليفة؛ ثم إلى ملل ثمانية أميال؛ ثم إلى السّيالة سبعة أميال؛ ثم إلى الرّوحاء أحد عشر ميلا، ثم إلى الرّويثة أربعة وعشرون ميلا؛ ثم إلى الصّفراء اثنا عشر ميلا؛ ثم إلى بدر عشرون ميلا.
وطريق آخر إلى بدر: تعدل من الرّوحاء فى المضيق إلى خيف نوح، اثنا عشر ميلا؛ ثم إلى الخيام أربعة أميال؛ ثم إلى الأثيل ثلاثة عشر ميلا، والاثيل من الصفراء؛ ثم إلى بدر؛ ويستقيم الطريق من بدر إلى الجحفة يومان «3» فى قفر به آبار عذبة.
وطريق آخر من الرّويثة، وهو أكثر سلوكا: من الرويثة إلى الأثاية اثنا عشر ميلا؛ ومن الأثاية إلى العرج ميلا؛ ومن العرج إلى السّقيا سبعة عشر ميلا؛ ومن السّقيا إلى الأبواء تسعة عشر ميلا؛ ومن الأبواء إلى الجحفة ثلاثة وعشرون ميلا؛ وربّما عدل الناس عن الأبواء، فساروا من السّفيا إلى ودّان، وهى وراء الأبواء، ناحية عن الطريق، بينهما نحو ثمانية أميال؛ ومن ودّان إلى عقبة هرشى خمسة أميال؛ وعقبة هرشى إلى ذات الأصافر ميلان؛ ثم(3/954)
إلى الجحفة؛ وليس بين الطريقين إلّا نحو ميلين.
فهذا ذكر الطريق من المدينة إلى الجحفة.
وعلى سبعة أميال من السّقيا بئر الطّلوب، وهى بئر عاديّة، وهى التى اطّلع فيها معاوية، فأصابته اللّقوة، فأغذّ السير إلى مكّة. وكان نضلة بن عمرو الغفارىّ ينزل بئر الطّلوب؛ وعلى أثر الطلوب لحى جمل، ماء، وهو الذي احتجم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على وسط رأسه وهو محرم، وفى رواية وهو صائم، وفى أخرى وهو صائم محرم. روى البخارىّ قال: (نا) «1» محمد بن سواء (نا) «2» هشام عن عكرمة عن ابن عبّاس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بلحى جمل وهو محرم فى وسط رأسه، من شقيقة كانت به.
وكان ينزل لحى جمل عبد الله بن أرقم البلوىّ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبل السّقيا بنحو من ميل وادى العبابيد، وهو القاحة.
روى أبو حاضر ومقسم وغيرهما عن ابن عبّاس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، احتجم بالقاحة وهو محرم. ورواه ابن أبى ليلى عن نافع عن ابن عمر.
وروى محمد بن عبد الرحمن وحكيم بن جبير، أنّهما سمعا رجلا من بنى تميم يقال له ابن الحوتكيّة يقول: قدمنا على عمر بن الخطاب، رضى الله عنه فقال لنفر عنده:
أيّكم حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالقاحة، إذ أهدى الأعرابىّ إليه الأرنب؟ فقال قائل: أنا أحدّثكم، كنت معه بالقاحة، فأهدى أعرابىّ إليه أرنبا. وكان لا يأكل هديّة بعد الشاة المسمومة حتى يأكل صاحبها منها، فقال للأعرابىّ: كل.(3/955)
رجع بنا القول إلى ذكر الطريق:
من الجحفة إلى كليّة اثنا عشر ميلا، وهى ماء لبنى ضمرة، ومن كليّة إلى المشلّل تسعة أميال، وعند المشلّل كانت مناة «1» فى الجاهلية، وبثنيّة المشلّل دفن مسلم بن عقبة، ثم نبش وصلب هناك، وكان يرمى كما يرمى قبر أبى رغال. ومن المشلّل إلى قديد ثلاثة أميال، وبينهما خيمتا أمّ معبد، ومن قديد إلى خليص عين ابن يزيع سبعة أميال. وكانت عينا ثرّة عليها نخل وشجر كثير ومشارع، خرّبها إسماعيل بن يوسف، فغاضت العين ثم رجعت بعد سنة ثمانين ومائة. ومن خليص إلى أمج ميلان، ومن أمج إلى الرّوضة أربعة أميال، ومن الروضة إلى الكديد ميلان، ومن الكديد إلى عسفان ستّة أميال. وغزال ثنيّة عسفان تلقاها قبله بأرجح من ميل، وعند تلك الثّنيّة واد يجيء من ناحية ساية، يصبّ إلى أمج.
ومن حديث أبى سعيد الخدرىّ، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا قتادة على الصدقة، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه محرمين، حتّى نزلوا ث؟ يّة الغزال بعسفان، فإذا هم بحمار وحش، وذكر الحديث.
وقال عمر بن أبى ربيعة، فذكر عامّة هذه المواضع:
ما عناك الغداة من أطلال وحمراء الأسد منتظمة بالعقيق؛ قال الزبير: كان سعد بن أبى وقّاص قد اعتزل بطرف حمراء الأسد فى قصر بناه، واتّخذ هناك أرضا حتى مات فيه، ودفن بالمدينة.
ومن عسفان إلى كراع الغميم ثمانية أميال والغميم: واد، والكراع: جبل(3/956)
أسود عن يسار الطريق، طويل شبيه بالكراع. وقبل الغميم بميل سقاية العدنىّ ومسجده. وعلى أثر ذلك موضع يقال له مسدوس، آبار لبعض ولد أبى لهب.
ومن كراع الغميم إلى بطن مرّ خمسة عشر ميلا، وقبل كراع الغميم بثلاثة أميال الجنابذ، آبار وقباب ومسجد «1» ، وهى المنصف بين عسفان وبطن مرّ. ودون مرّ «2» بثلاثة أميال مسلك خشن، وطريق زقب «3» بين جبلين، وهو الموضع الذي أسلم فيه أبو سفيان، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبّاسا عمّه أن يحبسه هناك حتى يرى جيوش المسلمين، قال الراجز:
حلّ بمرّ النّاعجات العين ... ناديت صحبى إنّنى رهين
فقلت باسم الله فاستعينوا ... إذا أردتم سفرا فكونوا
مهذّبى السّير ولا تلينوا ... وبطن مرّ دونه حزون
ومن مرّ إلى سرف سبعة أميال؛ ومن سرف إلى مكّة ستّة أميال؛ فمن المدينة إلى مكّة مائتا ميل. وبين مرّ وسرف سرف «4» التّنعيم، ومنه يحرم من أراد العمرة، وهو الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن أبى بكر أن يعمر «5» منه عائشة، ودونه إلى مكّة مسجد عائشة، بينه وبين التنعيم ميلان؛ وبعده بنحو ميلين أيضا فجّ.
قال ابن إسحاق: لمّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر سلك على نقب المدينة، ثم على العقيق، ثم على ذى الحليفة، ثم على ذات الجيش، ثم على تربان، ثم على ملل، ثم على غميس الحمام، من مرّيين، ثم على(3/957)
صخيرات اليمام، ثم على السيّالة، ثم فجّ الرّوحاء، [ثم على شنوكة، وهى الطريق المعتدلة، ثم على عرق الظّبية، ونزل سجسج، وهى بئر الرّوحاء «1» ] ، ثم ارتحل حتى إذا كان بالمنصرف ترك طريق مكّة بيسار، وسلك ذات اليمين على النازية، حتى جزع «2» وادبا يقال له رحقان، بين النازية وبين مضيق الصّفراء، ثم على المضيق، ثم انصبّ فيه، حتّى إذا كان قريبا من الصّفراء نزل، ثم ارتحل واستقبل الصفراء، ف؟؟ كها بيسار، تفؤّلا بجبليها، وسلك ذات اليمين، على واد يقال له ذفران، وجزع فيه، ثم أتاه الخبر بمسير قريش ليمنعوا عيرهم، ثم ارتحل فسلك على ثنايا يقال لها الأصافر، ثم انحطّ على بلد يقال له الدّبّة، وترك الحنّان بيمين، وهو كئيب عظيم كالجبل، ثم نزل قريبا من بدر.
العقيقان
على لفظ تثنية الذي قبله؛ قال أبو علىّ فى الكتاب البارع:
هما بلدان: أحدهما عقيق تمرة «3» ، والآخر عقيق التنافر «4» ، وهما فى بلاد بنى عامر من ناحية اليمن، وفيهما «5» رمل الدّبيل ورمل يبرين؛ وأنشد:
دعا قومه لمّا استحلّ حرامه ... ومن دونهم عرض الأعقّة والرمل
العين والكاف
ذات العكائر
بفتح أوّله وثانيه، بعده ألف وهمزة، وراء مهملة، على(3/958)
مثال عكابر «1» : اسم عين فى ديار تغلب، قال الشّمّاخ:
وأحمى عليها نبل عبد بن خالد ... شفاء الصّدى من جون ذات العكائر «2»
عكاظ
«3» بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وبالظاء المعجمة: صحراء مستوية، لا علم بها «4» ولا جبل، إلّا ما كان من الأنصاب التى كانت بها فى الجاهليّة، وبها من دماء البدن كالأرحال «5»
العظام. وكانت عكاظ ومجنّة وذو المجاز أسواقا لمكّة فى الجاهليّة. وعكاظ: على دعوة من ماءة يقال لها نقعاء، بئر لا تنكف «6» ، قد تقدّم ذكرها، وهى مذكورة أيضا فى رسم الستار؛ قال محمد ابن حبيب: عكاط بأعلى نجد قريب من عرفات قال غيره: عكاظ وراء قرن المنازل، بمرحلة من طريق صعناء، وهى من عمل الطائف، وعلى بريد منها، وأرضها لبنى نصر، واتخذت سوقا بعد الفيل بخمس عشر سنة، وتركت عام خرجت الحروريّة بمكّة مع المختار بن عوف سنة تسع وعشرين ومئة إلى هلمّ جرّا.
قال أبو عبيدة: عكاظ: فيما بين نخلة والطّائف، إلى موضع يقال له العتق، وبه أموال ونخل لثقيف، بينه وبين الطائف عشرة أميال، فكان سوق عكاظ يقوم صبح هلال ذى القعدة عشرين يوما، وسوق مجنّة يقوم عشرة أيّام بعده، وسوق ذى المجاز يقوم هلال ذى الحجّة.
وروى يزيد بن هارون، عن حريز بن عثمان، عن سليم بن عامر، عن عمرو(3/959)
ابن عبسة، قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعكاظ، فقلت من تبعك على هذا الأمر؟ قال: حرّ وعبد. وروى أبو الزّبير عن جابر، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم مكث سبع سنين يتبع الحاجّ فى منازلهم فى المواسم بعكاظ ومجنّة، يعرض عليهم الإسلام. وبعكاظ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسّ ابن ساعدة، وحفظ كلامه. وروى البخاريّ عن ابن جريج وابن عيينة قالا:
كانت هذه الأسواق متجرا للناس فى الجاهليّة، فلمّا جاء الإسلام كرهوها، وتأثّموها أن يتّجروا فى المواسم، فنزلت: «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربّكم فى مواسم الحجّ ورضوانا» هكذا قرأها ابن عبّاس.
ويتّصل بعكاظ بلد تسمّى ركبة، بها عين تسمّى عين خليض للعمر بيّن، وخليص: رجل نسبت إليه. وكان قدامة بن عمّار الكلابى الذي يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكن ركبة، وهو الذي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته يرمى الجمرة لا ضرب ولا طرد إليك إليك.
وكان ينزلها أيضا من الصحابة لقيط بن صبرة العقيلى، وهو وافد بنى المنتفق؛ ومالك بن نضلة الجشمىّ، وأبو عوف أبو الأحوص كان ينزلها أيضا، وهو الذي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خير من اليد السّفلى» .
وقال ابن واقد: هو مالك بن عوف. والصواب: ابن نضلة.
وعكاظ مشتقّ من قولك «1» : عكظت الرجل عكظا إذا قهرته بحجّتك، لأنّهم كانوا يتعاكظون هناك بالفخر، وكانت بعكاظ وقائع مرّة مرّة، وفى ذلك يقول دريد بن الصّمّة.
تغيّبت عن بومى عكاظ كليهما ... وإن يك يوم ثالث أتغيّب(3/960)
وإن يك يوم رابع لم أكن به ... وإن يك يوم خامس أتجنّب
وذكر أبو عبيدة أنه كان بعكاظ أربعة أيّام: يوم شمظة، ويوم العبلاء، ويوم شرب «1» ويوم الحريرة؛ وهى كلّها من عكاظ، فشمظة من عكاظ: هو الموضع الذي نزلت فيه قريش وحلفاؤها من بنى كنانة بعد يوم نخلة، وهو أوّل يوم اقتتلوا به من أيّام الفجار بحول «2» ، على ما تواعدت عليه من هوازن وحلفائها من ثقيف وغيرهم، فكان يوم شمظة لهوازن على كنانة وقريش، ولم يقتل من قريش أحد يذكر، واعتزلت بكر بن عبد مناة بن كنانة إلى جبل يقال له دخم، فلم يقتل منهم أحد. وقال خداش بن زهير:
فأبلغ إن مررت به هشاما ... وعبد الله أبلغ والوليدا
بأنّا يوم شمظة قد أقمنا ... عمود الدين إنّ له عمودا
ثم التقى الأحياء المذكورون على رأس الحول من يوم شمظة بالعبلاء، إلى جنب عكاظ، فكان لهوازن أيضا على قريش وكنانة. قال خداش بن زهير:
ألم يبلغكم أنّا جدعنا ... لدى العبلاء خندف بالقياد
ضربناهم يبطن عكاظ حتّى ... تولّوا ظالعين من النّجاد
فهو يوم العبلاء. ثم التقوا على رأس الحول وهو اليوم الرابع من يوم نخلة بشرب، وشرب من عكاظ، ولم يكن بينهم يوم أعظم منه، فحافظت قريش وكنانة، وقد كان تقدّم لهوازن عليهم يومان، وقيّد سفيان وحرب ابنا أميّة وأبو سفيان بن حرب أنفسهم، وقالوا لا يبرح منّا رجل مكانه حتّى يموت أو يظهر، فسمّوا العنابسة، وجعل بلعاء بن قيس يقاتل ويرتجز:(3/961)
إنّ عكاظا ماؤنا فخلّوه ... وذا المجاز بعد لن تحلّوه
فانهزمت هوازن وقيس كلّها إلّا بنى نصر، فإنّها صبرت مع ثقيف؛ وذلك أنّ عكاظا لهم فيه نخل وأموال، فلم يغنوا شيئا، ثم انهزموا، وقتلت هوازن يومئذ قتلا ذريعا، قال أميّه بن الأشكر «1» الكنانىّ:
ألا سائل هوازن يوم لاقوا ... فوارس من كنانة معلمينا
لدى شرب وقد جاشوا وجشنا ... فأوعب فى النفير بنوا أبينا
ثم التقوا على رأس الحول بالحريرة، وهى حرّة إلى جنب عكاظ، ممّا يلى مهبّ جنوبها، فكان لهوازن على قريش وكنانة، وهو يوم الحريرة.
عكّ
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه: مخلاف من مخاليف مكّة التّهاميّة.
وقد ذكرنا مخاليفها التّهاميّة والنّجديّة فى رسم تربة. وقيل أوّل من نزلها عك ابن عدنان، واسمه الحارث، فسمّيت به. قال الزّبير: من كان من عكّ باليمن والشام ومصر والمغرب، فهم ينتسبون إلى عدنان؛ ومن كان منهم بالشرق، فهم ينتسبون إلى الأزد وقيل: بل سمّى هذا المخلاف عكّا لشدّة حرّه، يقال: عكّ يومنا إذا سكنت ريحه، واشتدّ حرّه. واشتقاق اسم الرجل من قولهم عكّه بالحجّة يعكه عكا: إذا قهره.
عكّاش
بضمّ أوّله، وتشديد ثانيه، وبالشين المعجمة فى آخره، على وزن فعّال: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الأحفاء، قال الراعى:
وكنّا بعكّاش كجارى جنابة ... كفيئين زادا بعد قرب تنائيا «2»(3/962)
قال أبو حاتم: فى كتابى: عكّاس، بالسين المهملة، ولم أجد فى كتاب غيرى إلّا بالشين المعجمة.
قلت: وهو الصحيح: كذلك ضبطه الخليل، وأنشد لطفيل:
شرين بعكاش الهبابيد شربة وقد تقدّم إنشاد فى رسم الأحفاء.
عكوة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده واو وهاء التأنيث: موضع قد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم ميثب، وفى رسم بسر.
العين واللام
العلاة
بفتح أوله، على وزن فعلة: أرض بالشام، يأتى ذكرها فى رسم العوصاء.
؟ علاف
بكسر أوّله، وتخفيف لامه، وبالفاء فى آخره: موضع قد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم بحرة.
العلداة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة على وزن فعلاة:
جبل قبل مكة، فية مات خويلد الهذلىّ، قال المعطّل يرثيه:
وما لمت نفسى فى عياد خويلد ... ولكن أخو العداة ضاع وضيّعا
قال أبو الفتح: يجب أن تكون ألف علداة «1» للإلحاق، بمنزلة أرطاة. ورواه أبو بكر بن دريد، ولكن «أخو العادات» جمع عادة «ضاع وضيّعا على ما لم يسمّ فاعله.(3/963)
ذو علق
بفتح أوّله وثانيه، بعده قاف: جبل فى ديار بنى أسد، ولهم فيه يوم مشهور، وهو يوم ثنيّة ذى علق، قتلت فيه بنو أسد ربيعة بن مالك ابن جعفر أبا لبيد، وهو ربيعة المقترين، قال لبيد:
ولا من ربيع المقترين رزئته ... بذى علق فاقنى حياءك واصبرى
والعلق بإسكان ثانيه: موضع مذكور فى رسم مراح، فانظره هناك.
علكدّ
بضم أوّله وإسكان ثانيه، وفتح الكاف، بعدها دال مهملة مشددة: جبل فى ديار بنى مرّة، قال عقيل بن علفّة:
وهل أشهدن خيلا كأنّ غبارها ... بأسفل علكد دواخن تنضب «1»
علّمة
بكسر أوّله وثانيه وتشديده، على وزن فعّلة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم عارمة.
علمان
بفتح أوّله وثانيه، بعده ميم على بناء فعلان: جبل فى ديار همدان من اليمن.
العلندى
بفتح أوّله، وثانيه، بعده نون ساكنة، ودال مهملة مفتوحة، بعدها ياء، على وزن فعنلى: جبل قد تقدّم ذكره فى رسم حسمى. والعلندى:
شجر معروف، نسب إليه هذا الجبل لكثرة ما ينبته، وقد تقدّم فى رسم صبح أن ذات «2» العلندى ثنايا جبال صبح.(3/964)
علهاء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده هاء، ممدود، على وزن فعلاء:
موضع؛ قال عمرو بن قميئة:
وتصدّى ليصرع البطل الأر ... وع بين العلهاء والسّربال
والسّربال أيضا: موضع تلقاء العلهاء.
علوى
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده واو وياء، على وزن فعلى:
موضع مذكور محدد فى رسم عيهم؛ وينبئك أنه من نجد قول «1» الشاعر:
أشاقتك البوارق والجنوب ... ومن علوى الرياح لها هبوب
أتتك بنفحة من شيح نجد ... تضوّع والعرار بها مشوب
عليب
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده الياء مفتوحة أخت الواو، ثم باء معجمة بواحدة، على وزن فعيل. هكذا ذكره سيبويه، وحكى فيه غيره عليب، بكسر أوله؛ وهو واد لهذيل بتهامة؛ وقيل: هى قرية بين مكّة وتبالة، ذكره الزّبير، وقد أنشد لأبى دهبل فى زوجه أمّ دهبل:
إن تكونى أنت المقدّم قبلى ... وأطع يثو عند قبرك قبرى
قال: وأخبرنى [إبراهيم «2» ] بن أبى عبد الله أنه رأى قبريهما بعليب فى موضع واحد. وقال دريد:
أغرنا بصارات ورقد وطرّفت ... بنا يوم لاقى أهلها البوس عليب
العين والميم
عماق
بفتح أوله: موضع ذكره أبو بكر.(3/965)
عماية
بفتح أوّله، وبالياء أخت الواو، على لفظ فعالة من العمى: جبل بالبحرين ضخم، ولذلك قيل فى المثل: أثقل من عماية. وقد تقدم ذكره فى رسم الرّكاء ورسم «1» صاحة، وسيأتى ذكره فى رسم سحام «2» ، قال سلامة بن جندل:
له فخمة ذفراء تنفى عدوّه ... كمنكب ضاح من عماية مشرق «3»
فأمّا قول جرير:
ولو أنّ عصم عما يتين ويذبل ... سمعا بذكرك أتزلا الأوعالا «4»
فإنّه أراد عماية وصاحة، وهما جبلان، فسمّاهما عمايتين.
عمدان
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، وبالدال المهملة: بمأرب من اليمن.
قال رجل من حمير:
وكان لنا عمدان أرضا؟ حلّها ... [وقاعا] وفيها ربّنا الخير مرثد «5»(3/966)
وغمدان، بالغين المعجمة: قصر صنعاء، يأتى ذكره فى موضعه.
عمر
بفتح أوّله وثانيه، بعده راء مهملة: قد تقدّم ذكره فى رسم عمق.
هكذا ثبتت الرواية فيه عن إسماعيل بن القاسم.
وفى كتاب العين «العمر» ، بضمّ أوّله وثانيه: موضع ينبت النخل، وأنشد:
عبق العنبر والمسك بها ... فهى صفراء كعرجون العمر
ذكر ذلك فى باب عبق.
عمر ابن عروان «1»
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، على لفظ اسم الرجل.
وعروان: قد تقدّم ذكره. وعمر ابن عروان: جبل السّراة. قال أرطأة ابن سهيّة:
يحطّم أركان الجبال فترتمى ... شماريخ من عمر ابن عروان بالصّخر
عمران
بضمّ أوّله، تثنية عمر «2» : موضع مذكور فى رسم غيقة، فانظره هناك.
عمران
بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، مؤتلف الحروف مع الذي قبله، مختلف الضبط، على بناء فعلان «3» : مدينة بالبون من أرض همدان: ووجد فى مسند «4» بها: علمان ونبهان، ابنا تبّع بن همدان، لهما الملك قديما كان.
عمق
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: ماء ببلاد مزينة من أرض الحجاز، قال ثابت أبو حسّان:(3/967)
جاءت مزينة من عمق لتفزعنا ... فرّى مزين وفى أستاهك الفتل
وقال عمرو بن معدى كرب:
لمن طلل بالعمق أصبح دارسا ... تبدّل آراما وعينا كوانسا
بمعترك شطّ الحبيّا ترى به ... من القوم محدوسا وآخر حادسا «1»
وكانت بعمق بعض حروب بكر وتغلب، يدلّ على ذلك قول مهلهل:
أنادى بركب الموت للموت غلّسوا ... فإنّ تلاع العمق بالموت درّت
وقول مهلهل:
ولمّا رأى العمق قدّامه ... ولمّا رأى عمرا والمنيفا «2»
[عمر والمنيف: موضعان قبل عمق] «3» .
وقال أبو عبيدة: عمق لبنى عقيل. وأصل العمق: البعد والذّهاب فى الأرض، وكذلك الذّهاب سفلا. والمعق «4» أيضا: بمعناه. والعمق بالألف واللام: عمق أنطاكية، وهو موضع تنصبّ إليه مياه كثيرة، لا تجفّ إلّا فى الصيف، وإياه عنى أبو الطيّب بقوله:
ومثل العمق مملوء دماء ... مشت بك فى مجاريه الخيول
وقال صخر الغىّ:
هم جلبوا الخيل من ألومة أو ... من بطن عمق كأنّها النجد
وقد تقدّم إنشاده فى حرف الهمزة عند ذكر ألومة.
والعمق، بضمّ أوّله، وفتح ثانيه: منزل بطريق مكّة، ذكره ابن قتيبة.(3/968)
العمقى
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، مقصور، على وزن، فعلى:
أرض «1» . قال أبو ذؤيب:
لمّا رأيت أخا العمقى تأوّبنى ... همّى وأسلم ظهرى الأغلب الشّيح «2»
هكذا قال الأصمعىّ والسّكّرىّ. وقال أبو حنيفة: العمقى: من النبات، وهى مقصورة لا تجرى، ولم أجد من يحلّيها «3» ؛ وأنشد بيت أبى ذؤيب هذا شاهدا على ذلك، عن أبى عمرو.
عملى
بفتح أوّله وثانيه، على وزن فعلى: موضع أظنّه باليمن، ذكره أبو بكر.
حمّم «4»
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه: قرية بالشام قبل جاسم، ما بين حلب وأنطاكية، إليها ينسب عكّاشة العمّى «5» ، قال الراجز:(3/969)
إذا أتيت جاسما أو عمّا وقال محمد بن سهل: عمّ: مخلاف من مخاليف مكّة التّهاميّة، وقد تقدّم ذكر «1» ذلك فى رسم تربة. قال الودّاك الطائىّ، جاهلىّ يخاطب ناقته:
أقسمت أشكيك من أين ومن وصب ... حتى ترى معشرا بالعمّ أزوالا «2»
فلا محالة أن تلقى بهم رجلا ... مجرّبا حزمه ذا قوّة نالا
أى جوادا، «يقال: ما نلت له بشىء «3» » ، أى، ما أعطيته شيئا.
عمّان
بزيادة ألف ونون على الذي قبله، على وزن فعلان: قرية من عمل دمشق، سمّيت بعمّان بن لوط عليه السلام، الفرزدق:
فحبّك أغشانى بلادا بغيضة ... إلىّ وروميّا بعمّان أقشرا
ويقال أيضا عمان، بتخفيف الميم؛ ويروى فى حديث النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
ما بين بصرى وعمّان «4» وعمان، صحيحان.. ذكره الخطّابى.
فأمّا «5» عمان التى هى فرضة البحر، فمضمومة الأوّل، مخفّفة التالى. وهى مدينة معروفة من العروض، إليها ينسب العمانىّ الراجز «6» ، سمّيت بعمان ابن سنان بن إبراهيم، كان أوّل من اختطّها، وذكر ذلك الشّرقىّ بن القطامىّ.(3/970)
عمواس
بفتح أوّله وثانيه «1» ، بعده واو وألف وسين مهملة: قرية من قرى الشام، بين الرّملة وبيت المقدس، وهى التى ينسب إليها الطاعون، لأنّه منها بدا. هكذا قال أبو الحسن الأثرم. وقال الأصمعىّ: إنّما هى قرية فى عربسوس. وقال الأصمعىّ: أخبرنى بذلك عبد الملك بن صالح الهاشمىّ، قال امرؤ القيس بن عابس:
ربّ خرق «2» مثل الهلال وبيضا ... ء لعوب بالجزع من عمواس
وذكر عن الأصمعىّ أنه إنما سمّى الطاعون بذلك لقولهم: عمّ وآسى «3» ؛ ومات فيه نحو خمسة وعشرين ألفا.
الأعمدة
عمود ألبان
: جبل مذكور محدّد فى رسم السّتار. وألبان: موضع قد تقدّم ذكره فى كتاب حرف الهمزة.
وبان أيضا، على وزن فعل: جبل محدد مذكور فى كتاب حرف الباء، وهو محدد فى رسم الوحاف.
عمود سوادمة
بضم السين المهملة، بعدها واو، وكسر الدال «4» : جبل بنجد، قال نصيب:
سرى من بلاد الغور حتّى اهتدى لنا ... ونحن قريب من عمود سوادمه «5»(3/971)
عمود ضريّة
: جبل تقدّم ذكره فى رسمها.
عمود المحدث
: جبل مذكور فى رسم الرّبذة.
عمودان
بفتح أوّله أيضا، وزيادة ألف ونون فى آخره، على وزن فعولان: جبل مذكور فى رسم سقف، فانظره هناك.
عمير
تصغير الذي قبله «1» : واد باليمن؛ قال ابن مقبل:
فصخد فشسعى من عمير فألوة ... يلحن كما لاح الوشوم القرائح
العين والنون
العناب
بضمّ أوّله، وبالباء المعجمة بواحدة فى آخره: موضع ما بين بلاد يشكر وبلاد بنى أسد، وقد تقدم ذكره فى رسم بلاكث، وفى رسم راكس.
وهناك أيضا عنابة، بالهاء.
وقال محمد بن حبيب: العناب جبل أسود فى جانب رمل العذيبة، وأنشد لكثيّر:
ليالى منها الواديان مظنّة ... فبرق العناب دارها فالأمالح
قال: والأمالح والأميلح: من أسافل ينبع. وقال عمرو بن قميئة:
وكأنّى لمّا عرفت ديارا الحىّ بالسّفح عن يمين العناب وأنشد أبو زيد:
فما لك من حلم يزيد نهاية ... على حلم رأل بالعناب خفيدد
قال أبو علىّ: أصل العناب: الجبل الصغير المنتصب.(3/972)
العنابان
على لفظ تثنية الذي قبله: موضع قد تقدم ذكره فى رسم المرّوت. وانظره أيضا فى رسم الساقين «1» ، قال أرطاة بن سهيّة:
تمشى بها خرج النّعام كأنّها ... بسفح العنابين النّساء الأرامل
عنازة
بضمّ أوّله، وبالزاى أيضا، وزن فعالة: موضع فى ديار تغلب.
قال الأخطل:
رعى عنازة حتّى صرّ جندبها ... وذعدع الماء يوم تالع يقد
عناصر
بفتح أوّله، وبالصاد المهملة، والراء المهملة، على لفظ جمع عنصر:
موضع قد تقدّم ذكره فى رسم كثلة «2»
عناق
بفتح أوّله على لفظ الأنثى من ولد المعز: موضع فى ديار بكر.
وذكر أبو حاتم أن العناق أيضا لغنىّ بحمى ضريّة، وقد تقدّم ذلك فى رسم ثهمد وفى رسم حمى ضريّة. وقال ذو الرّمّة:
مراعاتك الآجال ما بين شارع ... إلى حيت حادت عن عناق الأواعس «3»
العناقان
على لفظ تثنية الذي قبله: موضع ورد فى شعر كثيّر، وأراه أراد العناق المتقدّم ذكره، فثنّاه، قال:(3/973)
قوارض حضنى بطن ينبع غدوة ... قواصد شرقىّ العناقين عيرها
وهذا هو سمت عناق المذكور.
العنانة
بفتح أوّله، وبنون أخرى بعد الألف، على وزن فعالة:
موضع قد تقدّم ذكره فى الرسم قبله «1» ، وكذلك العنان.
عنبب
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باءان، كلّ واحدة منهما معجمة بواحدة: موضع قد تقدم ذكره فى رسم الخبيت وموضع آخر على مثال هجائه مخالف لضبطه، وهو عينب، يأتى ذكره فى موضعه من هذا الباب إن شاء الله تعالى.
بئر أبى عنبة
على لفظ المأكول: معروفة، وهى على ميلين من المدينة. وروى أبو داود من طريق أبى هريرة، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن زوجى يريد أن يذهب بابنى، وقد سقانى من بئر أبى عنبة، وقد نفعنى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أذهبا فاستهما «2» عليه. فقال زوجها: من يحاقّنى فى ولدى؟
ذكره أبو داود فى كتاب الطّلاق، فى باب من أحقّ بالولد؟
العنبريّة
كأنّها منسوبة إلى العنبر، وهو موضع بالشّباك من البصرة، قال الفرزدق:
كم للملاءة من أطلال منزلة ... بالعنبريّة مثل المهرق البالى
الملاءة: بنت أوفى الجرشيّة، وكانت من أظرف نساء البصرة، ولها أخبار.(3/974)
ذو عنز
بفتح أوّله وإسكان ثانيه، بعده زاى معجمة: موضع مذكور فى رسم عير من هذا الباب.
عنس
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده سين مهملة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم راكس.
طريق العنصلين
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده صاد مهملة مفتوحة وتضمّ أيضا، على تثنية عنصل، قال أبو حاتم: طريق العنصلين حق، وهى طريق معروفة مستقيمة، قال الفرزدق:
أراد طريق العنصلين فياسرت ... به العيس فى نائى الصّوى متشائم
قال: والعامّة تقول إذا أخطأ إنسان الطريق: سلك طريق العنصلين.
عنظوان
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، وضمّ الظاء المعجمة، على وزن فنعلان: موضع بالبادية قال الراجز:
حرّقها العبد بعنظوان ... فاليوم منها يوم أرونان «1»
العبد نبت طيّب الريح ... أطيب من رائحة الشيح
عنكث
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وفتح الكاف، بعدها ثاء مثلثة:
موضع باليمامة، قال رؤبة:
هل تعرف الدارخلت بالعنكث ... دارا لذاك الشادن المرعّث
حقل عنمة
بكسر أوّله، وفتح ثانيه: باليمن معروف. قال الهمدانى:
ينسب إلى أبى عنمة مالك بن حلل بن يعفر بن عمرو، من ولد سبإ الأصغر.(3/975)
وقال: وجد على قبر فى هذا الموضع مكتوب با «1» ....
«أنا مالك ذو عنمة، لى ألف عبد وألف أمة، وألف ناقة سنمة، وألف حجر ذهب، وألف بغلة مسرجة، تأتى القوم من ميمنة ومشمة «2» فلم بفاد «3» بها قاطع النسمة» .
هكذا ضبطه الهمدانى فى كتاب الإكليل: عنمة بكسر العين، ولا أعلم معناه فى اللّغة المعدّيّة. وأهل اليمن يقولون: عمين أى سهل. والعمينة: الأرض السّهلة بلغة [اليمن] «4» : مقلوب منه، يقال منه: عمن «5» وعنم. فأمّا عنمة بفتح أوّله فمعروف. وهى ضرب من النبات «6» له نور أحمر، تشبّه به الأنامل إذا خضبت؛ ثم ذكر الهمدانى فى أنساب همدان أنّ حصن عنم لخولان بفتح العين، قيّده دون هاء.
عنّ
بضم أوّله، وتشديد ثانيه،: جبل مذكور فى رسم السّتار.
عنيبسات
بضمّ أوّله، وبالسين المهملة، كأنّه تصغير جمع عنبسة، وهو موضع من أدانى الشام، قال الأعشى:
كأنّ قتودها بعنيبسات ... تعطّفهنّ ذو جدد فربد
عنيزة
بضمّ أوّله، وبالزاى المعجمة، على لفظ التصغير: قارة سوداء فى بطن وادى فلج، من ديار بنى تميم. وذلك الوادى يسمّى الشّجى. والشّجى سمّى بذلك لأنّه شجى بعنيزة، صارت فى وسطه، قال الفرزدق وذكر قدرا:(3/976)
أنخنا إليها من حضيض عنيزة ... ثلاثا كذود الهاجريّ رواسيا
بنو هاجر: من بنى ضبّة، لهم إبل سود، شبّه بها تلك الأحجار «1» . والخرج متّصل بعنيزة، يدلّ على ذلك قول الجعدىّ المذكور فى رسم القمرى.
وقال حميد الأرقط فى الشّجى:
بين الرّحيل فرجا أثماده ... إلى الشّجى فصوى ضماده
وقد شفيت من تحديد عنيزة فى رسم توضح المتقدّم ذكره.
وقال مالك بن الرّيب:
إذا عصب الرّكبان بين عنيزة ... وبولان هاجوا «2» المنقيات النّواجيا
وبعنيزة قتل مهلهل جسّاس «3» بن مرّة، وقال:
كأنّا غدوة وبنى أبينا ... بجنب عنيزة رحيا مدير
وذلك مفسّر فى رسم وارادت.
وورد فى شعر عنترة «عنيزتان» مثنّى، كما قال الفرزدق:
عشيّة سال المربدان كلاهما قال عنترة:
كيف المزار وقد تربّع أهلها ... بعنيزتين وأهلنا بالعيلم
العيلم: ديار بنى عبس.
عنيّة
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء مشددة وهاء: موضع فى ديار رهط كعب جعيل من بنى تغلب قال الجعدىّ:(3/977)
أتانى ما يقول بنو جعيل ... بواد من عنيّة أو عيان
أتانى نصرهم وهم بعيد ... بلادهم بلاد الخيزران
كلّ نبت طويل ناعم فهو خيزران. [أى] بلادهم تنبت نباتا ناعما. هكذا رواه عبد الرحمن عن عمّه. ورواه غيره: بواد من عنيّة أو عنان. ويشدّ هذه الرواية قوله فى أخرى
وهاجت لك الأحزان دار كأنّها ... بذى بقر أو بالعنانة مذهب
لم تختلف الرواية فى هذا البيت. والعنانة: موضع «1» بذى بقر، ولكن ذو بقر «2» فى ديار بنى أسد. ويقوّى ذلك أيضا قول تأبّط شرّا:
عفا من سليمى عنان فمنشد ... فأجزاع مأثول خلاء فبديد
العين والهاء
العهين
بضمّ أوّله، على لفظ التصغير، بالنون فى آخره أيضا: موضع قد تقدم ذكره فى رسم رؤام. والعواهن يأتى «3» فى موضعه «4» إثر هذا إن شاء الله.
العين والواو
عوارض
بضم أوّله، وكسر الراء المهملة، بعدها ضاد معجمة، على وزن فواعل. هكذا ذكره سيبويه فى الأبنية مع صوائق اسم موضع أيضا، ومن الصفات دواسر؛ وعوارض: فى شقّ غطفان، وقد تقدّم ذكره فى رسم ضرغد، وفى رسم الأصفر، وقال الشّمّاخ:(3/978)
تربّع من جنبى قنا فعوارض ... نتاج الثّريّا نوءها غير مخدج
وقال أبو رياش عوارض: جبل فى بلاد طيّئ، وعليه قبر حاتم. وهذا هو الصحيح. وقال أوس بن حجر:
فخلّى للأذواد بين عوارض ... وبين عرانين اليمامة مرتع
العواصم
بفتح أوّله، وبالصاد المهملة، على لفظ جمع عاصمة: كورة من الشام نلى عمل حلب، قال أحمد بن الحسين:
تنفّس والعواصم منك عشر ... فنعرف طيب ذلك فى الهواء
واختزل الرشيد الثغور من الجزيرة وقنّسرين، وسمّاها العواصم «1» .
العواقر
على لفظ جمع الذي قبله: موضع قد تقدم ذكره فى رسم ذهبان.
عوانة
بفتح أوّله، وبالنون. ماءة بالعرمة من أرض اليمامة، قال الأعشى:
بكميت عرفاء مجمرة الخفّ غذتها عوانة وفتاق والفتاق: ماء هناك أيضا. وانظر عوانة فى رسم الغورة.
العوائد
بفتح أوّله، وبالنون المكسورة، بعدها دال مهملة: إكام تجاه عنيزة المتقدّم ذكرها، قال نصيب:
جعلن ذروء البرق برق عنيزة ... شمالا وعن أيمانهنّ العوا؟ د «2»
عواهن
بضم أوّله: على وزن فواعل، موضع قد تقدّم «3» ذكره وتحديده فى رسم المنحاة.(3/979)
عوثيان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ثاء مفتوحة مثلثة، ثم باء معجمة بواحدة، على وزن فوعلان: أرض فى ديار بنى تميم، قال ناشرة بن مالك من بنى عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم:
إذا ما الخصيف العوثبانىّ ساءنا ... تركناه واخترنا السّديف المسرهدا
الخصيف: الذي فيه لونان، يعنى الحنظل.
العوجاء
بالجيم ممدود، على لفظ تأنيث أعوج: جبل تلقاء أجأ وسلمى، مذكور فى رسم أجأ، على ما تقدّم.
العوراء
ممدود، على لفظ تأنيث أعور، موضع باليمامة: قد تقدّم ذكره فى رسم الخرج. ودجلة العوراء: بميسان من العراق.
عوسجة
على لفظ اسم الشجرة الشاكة، موضع مذكور فى رسم قفال، فانظره هناك.
العوصاء
بالصاد المهملة، ممدود أيضا: بلد من أرض الشام، قال الحارث ابن حلّزة يذكر قتل عمرو بن هند الحارث الغسّانىّ بأبيه المنذر، وأخذه ميسون بنت الحارث وقبّتها.
إذ أحلّ العلاة قبّة ميسو ... ن فأدنى ديارها العوصاء
العلاة: أرض قريبة من العوصاء، وهى أقرب منزل أنزلها فيه عمرو حين أخرجها من الشام. والعوصاء أيضا: فى ديار هذيل، وفيه رمى ساعدة بن عمرو القرمىّ، وقريم: بطن من هذيل، ناقة عمرو بن قيس المخزومىّ، رهط عبد الله ابن مسعود، حلفاء هذيل، فقال عمرو:
أصابك ليلة العوصاء عمدا ... بسهم الليل ساعدة بن عمرو(3/980)
وكان ذلك السبب فى خروجهم عن جوار هذيل.
عوف
على لفظ اسم الرجل: من جبال نجد، قد تقدّم ذكره فى رسم تعار.
عوق
بضمّ أوّله «1» ، وبالقاف: من أرض غصفان فى ظهر خيبر، فيما بينها وبين نجد؛ قال عمرو بن شأس:
وحلّت بأرض المنحنى ثم أصعدت ... بعقدة أو حلّت بأرض المكلّل
تحلّ بعوق أو تحلّ بعرعر ... ففات مزار الزائر المتذلّل
وعرعر: فى أطراف بلاد بنى أسد، متّصل بأرض غطفان.
وقال أبو عمرو: عوق بفتح العين وعرعر: واديان. وعقدة: رملة بعينها.
والمكلّل: أرض لهم والمنحنى: كذلك. وقال أبو دواد:
أقفر الدير «2» فالأجارع من قو ... مى فعوق فرامح فخفيّه
فتلاع الملا إلى جرف سندا ... د فقوّ إلى نعاف طميّه
رامح وخفيّة: موضعان متّصلان بعوق. ولم تختلف الرواية عن الخليل فى فتح العين من عوق، قال: وهو موضع بالحجاز، وأنشد:
فعوق فرماح فاللوى من أهله قفر
العوير
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، وبالراء المهملة أيضا، على وزن فعيل:
موضع «3» بالشام مذكور فى رسم قطيقط، قال القطامىّ:
حتى وردن ركيّات العوير وقد ... كاد الملاء من الكتّان يشتعل(3/981)
وقال أيضا يمدح يزيد بن معاوية:
وأشرقت «1» أجبال العوير بفاعل ... إذا خبت النّيران بالليل أوقدا
وقال الكميت يصف قطا:
أو روايا التّؤام «2» فى البلد القفر ... تناولن من شراة العويرا
وقال الراعى يمدح بزيد بن معاوية بن أبى سفيان:
أمن آل وسنى آخر الليل زائر ... ووادى العوير دوننا والسّواجر
تخطّى إلينا ركن هيف وحائرا «3» ... طروقا وأنّى منك هيف وحائر
هيف: من أقاصى حدود العراق. وكذلك حائر أرض هناك. وقال أحمد ابن الحسين «4» :
وقد نزح العوير فلا عوير ... ونهيا والبيضة والجفار
وهذه مياه متقاربة؛ وقد تقدّم هذا البيت موصولا فى رسم الجبا.
عوير
بضمّ أوّله، على لفظ تصغير أعور تصغير الترخيم: كثيب عظيم من الرمل ببزاخة؛ قال ابن مفيل:
بخلّ بزاخة إذ ضمّه ... كثيبا عوير وعزّا الخلالا
عزّاه: أى غلب هذا الكثيبان على كلّ شىء. وقال عبد مناف بن ربع الهذلىّ:
فإنّ لدى النّناضب من عوير ... أبا عمرو يخرّ على الجبين
وقال الخليل: العوير: اسم موضع بالبادية.
عويرضات
بضمّ أوّله، على لفظ جمع عويرضة: موضع مذكور فى ديار(3/982)
بكر، مذكور «1» فى رسم واردات؛ قال الشّمّاخ:
وما تنفكّ بين عويرضات ... تجرّ برأس عكرشة زموع «2»
وقال الأخفش: إنّما هى عويرضة فجمع.
عويسجة
تصغير الذي قبله: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الأشعر.
العويقل
على لفظ تصغير عاقل: موضع قد تقدم ذكره وتحديده فى رسم الأشعر «3» .
العويند
بضمّ أوّله على لفظ التصغير: ماء قد تقدم ذكره فى رسم ضريّة.
العين والياء
العيارى
على وزن فعالى: أرض لسنبس من طيّىء، قد تقدّم ذكرها فى رسم المطالي.
عيان
بكسر أوّله، على وزن فعال: موضع فى ديار بنى تغلب، قد تقدّم ذكره فى رسم عنيّة.
عيبان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة: هو جبل صنعاء الغربىّ، وجبلها الشرقىّ هو نقم.
عيثة
بفتح أوّله وبالثاء المثلثة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم جعشم.
عيثم
بفتح أوّله، وبالثاء المثلثة مفتوحة أيضا على وزن فيعل: موضع ذكره أبو بكر.(3/983)
عيدان
بفتح أوّله، وبالدال المهملة، على وزن فعلان: موضع مذكور فى رسم دارة «1» القلتين.
عير
بفتح أوّله، وبالراء المهملة، على لفظ عير القدم: جبل بناحية المدينة. قاله الزبير. ويدلّك أنّه تلقاء غرّب قول الراعى:
بأعلام مركوز فعير فغرّب ... مغان «2» لأمّ الوبر إذ هى ماهيا
وقال أبو صخر الهذلىّ:
فجلّل ذا عير ووالى رهامه ... وعن محمض «3» الحجّاج ليس بناكب
وجرّ «4» على سيف العراق ففرشه ... فأعلام ذى قوس بأدهم ساكب
قال السّكّرىّ: ويروى: «ذا عنز» ، وكلاهما جبل هناك. ومحمض «5» :
طريق. وقال الأحوص «6» :
فقلت لعمرو تلك يا عمرو نارها ... تشبّ قفا عير فهل أنت ناظر
وأحد المعانى فى قول الحارث بن حلّزة:
زعموا أنّ كلّ من ضرب العير موال لنا وأنّا الولاء أراد أنّ كلّ من ضرب وتدا أو أثبت طنبا بهذا الجبل.
وأنشد الزّبير لجعفر بن الزبير:(3/984)
يا ليت أنّى فى سواء عير ... فلا أرى ولا أرى إلّا الطّير «1»
وانظر عيرا فى رسم ثور.
العيرات
بكسر أوّله، وفتح ثانيه، بعده راء مهملة، على لفظ الجمع، على وزن فعلات ينسب إليها برقة العيرات، وقد تقدم ذكرها فى رسم البكرات، وفى رسم ضريّة.
العيران
على لفظ تثنية الذي قبله: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم رواوة.
عيساء
بفتح أوّله، وبالسين المهملة، ممدود: موضع، قال القطامى:
لنا ليلة منها بعيساء أسهم ... وليلتنا بالجدّ أصبى وأجهل
عيسطان
بفتح أوّله، وفتح السين والطاء المهملتين على وزن فيعلان:
موضع، قال الشاعر:
وقد وردت من عيسطان جممة ... كماء السّلى يروى الوجوه شرابها
عيص
بكسر أوّله، وصاد مهملة: موضع مذكور فى رسم شواحط.
ويقال: سلك فلان طريق العيصين، على لفظ تثنية عيص: إذا أخطأ. هكذا رواه أبو علىّ فى كتاب أبى عبيد، ورواه غيره: طريق العبصين، بالباء المعجمة بواحدة، وقد تقدّم فى حرف العين والنون: العنصلين.
العيكتان
بفتح أوّله، على لفظ تثنية عيكة: موضع فى ديار بجيلة «2» ؛ قال تأبّط شرّا:
ليلة صاحوا وأغروا بى سراعهم ... بالعيكتين لدى معدى ابن برّاق(3/985)
قال أبو الحسن الأخفش: ويروى: يا لعيثتين. وقال ابن مقبل وذكر قدحا:
تخيّر نبع العيكتين ودونه ... زحالف هضب تزّلق الطّير أو غرا «1»
رواه أبو عبيدة: «نبع العيّكين» بتشديد الياء، وقال غيره: الكيّعين.
عين
: موضع فى شقّ هذيل «2» ، قال ساعدة بن جؤيّة يصف مطرا:
فالسدر مختلج وأنزل طافيا ... ما بين عين إلى نباة الأثأب
والأثل من سعيا وحلية منزل ... والدّوم جاء به الشّجون فعليب
نبأة: موضع قريب من عين. وسائر المواضع التى ذكر محددة فى مواضعها.
وروى السّكّرىّ: «ما بين عين إلى نباتى» على وزن فعالى. وقال أبو الفتح ينبغى أن يكون نباتى «3» على وزن فعالى، وأمّا داهية نأدى فإنّه جمع مكسّر وإن لم يستعمل واحده. وانظر القول فى سعيا فى رسمه.
ورأس عين «4» : مذكور فى حرف الراء.
عينان
على لفظ تثنية الذي قبله: قرية بالبحرين كثيرة النخل، وإليها ينسب خليد عينين الشاعر، وهى مذكورة فى رسم اليحموم، قال الشاعر «5» :
ونحن منعنا يوم عينين منقرا ... ويوم جدود لم نواكل عن الأصل «6»(3/986)
وقال أبو بكر: عينين: موضع، وأنشد البيت، هكذا ذكره غير معرّف.
وجبل عينين أيضا بأحد، وهو الذي قام عليه إبليس يوم أحد، فنادى:
إلا إنّ محمّدا قد «1» قتل (صلى الله على محمد) . وفى هذا الجبل أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم الرّماة يوم أحد. وقال رجل لعثمان رضى الله عنه: إنى لم أفرّ يوم عينين، فقال له عثمان: أتعيّرنى ذنبا قد عفا الله لى عنه؟!
عين شمس
بفتح الشين: قال محمد بن حبيب: عين شمس: حيث بنى فرعون الصّرح. وسيأتى ذكره فى حرف الشين إن شاء الله.
عين صيد
بفتح الصاد المهملة، بعدها ياء ساكنة، ودال مهملة، قد تقدّم ذكرها فى رسم لعلع، وسيأتى فى رسم ذى قار.
عينب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده نون مفتوحة، وباء معجمة بواحدة: موضع بالحجاز، قال الأحوص:
ألا أيّها الرّبع المحيل بعينب ... سقتك الغوادى من مراح ومعزب
هكذا ضبطه ابن دريد، ورأيته بخط ابن الأعرابى: بعنبب، بضم العين، وتقديم النون على الباء.
عيهل
على وزن فيعل أيضا، مذكور فى الرسم قبله «2» ، وقد قيل إنه بالبحرين، ولا يصحّ أن يقرن بعريتنات.
عيهم
بفتح أوّله، على وزن فيعل أيضا: جبل بالغور، بين مكة والعراق «3» ،(3/987)
وقد تقدم ذكره فى رسم بيشة، قال بشر بن أبى خازم:
فإنّ الودّ بين عريتنات ... وبرقة عيهم منكم حرام
سنمنعها وإن كانت بلادا ... بها تربو الخواصر والسّنام
ويروى: وبرقة عيهل باللام؛ وقال العجّاج:
وللشّآمين طريق المشم ... وللعراق فى ثنايا عيهم
يعنى الحجّ. وعيهم: فى ديار غطفان غير شكّ، يشهد لذلك قول بشر، لأنّ عريتنات لبنى فزارة. وقال لبيد بن «1» ربيعة:
عن الراكب المتروك آخر عهده ... بوادى السّليل بين علنى «2» وعيهم
عيون
على لفظ جمع الذي قبله: جبل قد تقدم ذكره وتحديده فى رسم الرّجّاز، قال أوس بن حجر:
لدن عدوة حتى أغاث شريدهم ... طويل النّبات والعيون وضلفع
سمّى هذا الموضع طويل النّبات يهضاب طوال حواليه.(3/988)
بسم الله الرّحمن الرّحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
كتاب حرف الغين
الغين والألف
الغابة
بالباء المعجمة بواحدة، وهما غابتان: العليا والسّفلى، وقد «1» تقدّم ذكرهما وتحديدهما فى رسم خيبر، ومنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من طرفاء الغابة.
غابر
: موضع فى ديار بنى «2» تغلب، قال الشّمّاخ:
عفا من سليمى ذو سويد فغابر
غادة
بالدال المهملة: موضع فى ديار كنانة، قال ساعدة:
فما راعهم إلّا أخوهم كأنّه ... بغادة فتخاء الجناح كسير «3»
ذات الغار
: قد تقدّم ذكرها وتحديدها فى رسم أبلى.
غارب
على لفظ غارب البعير: موضع متّصل بنصع، مذكور فى رسمه.
غاف
بالفاء: مذكور فى رسم مزون، وفى رسم شرف.(3/989)
غالب
بالباء المعجمة بواحدة، فاعل من الغلبة: موضع بطريق مصر، قال كثيّر:
فدع عنك سلمى إذ أ؟ ى النّأى دونها ... وحلّت بأكناف البويب «1» فغالب
البويب: موضع هناك، قد تقدّم تحديده. ومن روى: «بأكياف الخبيب» بالخاء، قال: «فعاذب» . قال وهما متدانيان. تقدّم تحديد جميعها وذكره.
الغين والباء
الغبر
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، وبالراء المهملة: جبال مذكورة فى رسم فيد.
الغبير
على لفظ التصغير: ماء لمحارب. قاله الأخفش، وأنشد لشبيب بن البرصاء:
ألم تر أنّ الحىّ فرّق بينهم ... نوّى يوم دارات الغبير لجوج «2»
قال: ويروى: «يوم «3» دارات الغمير» بالميم. ويروى يوم صحراء العميم.
وغبار أيضا مكبر، على بناء فعال: ماء لهم، وكلاهما مذكور فى رسم ضريّة.
غبيط المدرة
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، وبالطاء المهملة، مضاف إلى المدرة من الأرض: موضع مذكور فى رسم فلج، قال امرؤ القيس:(3/990)
رأت هلكا بنجاف الغبيط ... فكادت تجدّ لذاك الهجارا
الهلك: الشّقّ الذاهب فى الأرض. قال «1» الأصمعىّ الغبيطان: موضعان، وأنشد:
تربّع القلّة بالغبيطين ... فذا كريب فجنوب الفأوين
قال: وأصله أن الغبيط أماكن فى الحزن منقادة وقال ابن حبيب: الغبيطة: نجفة يرتفع طرفاها، ويطمئنّ وسطها، كغبيط القتب، وأنشد لامرئ القيس:
وألقى بصحراء الغبيط بعاعه ... نزول اليمانى ذى العياب المحمّل
الغين والدال المهملة «2»
غدر
بضمّ أوّله؛ وفتح ثانيه، بعده راء مهمله: موضع قد تقدم ذكره فى رسم الراموصة.
غدرة
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده راء مهملة وهاء: موضع معروف بالحجاز، وهى أرض مرّ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمّاها خضر، كره اسمها، لأنّ الغدرة المظلمة السّوداء من المحل، ومنه قولهم: ليلة غدرة ومغدرة: بيّنة الغدر، وهى الشديدة الظّلمة.
الغين والذال
الغذوان
بفتح أوّله، وثانيه، على وزن فعلان: موضع مذكور «3» فى رسم ذى قار.(3/991)
الغين والراء
غراب
على لفظ اسم الطائر «1» : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم لأى، وسيأتى فى رسم غران من هذا الحرف، وفى رسم شمنصير من حرف الشين، وقال هدبة بن خشرم:
ويوم طلعنا من غراب ذكرتها ... على شرف بادى المهولة والحزن «2»
الغرابات
على لفظ الجمع، كأنّه جمع غرابة بالهاء: إكام سود، وقد تقدّم ذكرها فى رسم خنزير، قال كثيّر:
وظلّت بأكناف الغرابات تبتغى ... مظنّتها واستمرأت كلّ مرتد
أراد كلّ مرتاد. وقال ساعدة بن جؤيّة، فأتى به على الإفراد:
تذكّرت ميتا بالغرابة ثاويا ... فما كاد ليلى بعد ما طال ينفد
غران
بضم أوّله، وتخفيف ثانيه، على وزن فعال: موضع بناحية عسفان، ينزله بنو سراقة بن معتمر، من بنى عدىّ بن كعب، ولهم بها أموال كثيرة.
وقال الأصمعىّ: هو ببلاد هذيل بعسفان، وقد رأيته، وأنشد لأبى جندب:
تخذت غران إثرهم دليلا ... وفرّوا فى الحجاز ليعجزونى
وقد عصّبت أهل العرج منهم ... بأهل صوائق إذ عصّبونى
قال «3» أبو الفتح غران: فعال من الغرين، والغرين والغريل: هو الطين ينضب عنه الماء، فيجفّ فى أسفل الغدير، ويتشقق، قال كثيّر:(3/992)
رسا بغران واستدارت به الرّحا ... كما يستدبر الزاحف المتغيف «1»
وقال ابن إسحاق: غران: واد بين أمج وعسفان، يمتدّ إلى ساية، وهو منازل بنى لحيان؛ وإليه انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوته بعد فتح بنى قريظة يريد بنى لحيان، يطلب بأصحاب الرجيع، فسلك على غراب: جبل بناحية المدينة على طريق الشام، ثم على محمض «2» ، ثم على البتراء، ثم صفّق على ذات اليسار، فخرج على يين «3» ، ثم على صخيرات اليمام، ثم استقام به الطريق، فأغذّ السّير حتى نزل غران، فوجد بنى لحيان قد حذروا وامتنعوا فى الجبال «4» .
الغرّ
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه: موضع متّصل بالغرّاء، وقد تقدّم ذكره فى رسم جفاف، وسيأتى فى رسم غضور من هذا الباب.
الغرّاء
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، ممدود، على وزن فعلاء: موضع قد تقدم ذكره وتحديده فى رسم النقيع. وسيأتى فى رسم غضور من هذا الباب.
وقال معن بن أوس المزنىّ:
سرت من قرى الغرّاء حتى اهتدت لنا ... ودونى حزابىّ الطّوىّ فينقب «5»
وقال حميد بن ثور، فقصّره:
يقحّم من غرّ أقاحيم عرّضت ... له تحت ليل ذى سدود حيودها
ولعله قرّى أو موضعا آخر. والسّدود: الظلمة، لأنها تسدّ كلّ شىء، وكلّ ما نتأ فهو حيد.(3/993)
الغرّان
على لفظ تثنية الذي قبله «1» : موضع بالشام، قال الطائىّ:
فقد فارقت بالغرّين دارا ... من ارض الشام حفّ بها النعيم
غرّب
بضمّ أوله، وتشديد ثانيه وفتحه، على لفظ جمع غارب: موضع تلقاء السّتار، قد تقدم ذكره فى رسم جمدان. وقال علقمة بن عبدة:
لليلى فلا تبلى نصيحة بيننا ... ليالى حلّوا بالسّتار فغرّب
وقال الرياشى: غرّب: موضع دون الشام إلى العراق. وأنشد لجران العود:
أيا كبدا كادت عشيّة غرّب ... من الشّوق إثر الظاعنين تصدّع
والحدالى: بإزاء غرّب، قال أبو الطيّب:
ولله سيرى ما أقلّ تئيّة «2» ... عشيّة شرقىّ الحدالى وغرّب
غرزة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده زاى معجمة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم المنحاة.
بئر غرس
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وسين مهملة: بئر معروفة بالمدينة، لسعد بن خيثمة الأنصارىّ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب منها فى حياته، وبمائها غسّل بعد وفاته
الغرف
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده فاء أيضا، على وزن فعل:
موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الرّويثات.
الغرقد
بفتح أوّله، على لفظ اسم الشجر: موضع. قال أبو سعيد وقد أنشد بيت زهير:(3/994)
وأرى العيون وقدونى تقريبها ... ظمأى فحشّ بها خلال الغرقد
الغرقد: شجر، وقد يكون مكانا.
غرور
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده واو مفتوحة، وشين معجمة:
فى رسم شطب.
عروش
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده واو مفتوحة، وشين معجمة:
بلد فى ديار بنى هلال، قال عمرو ذو الكلب:
فأمّى قينة إن لّم ترونى ... بغروش وسط عرعرها الطوال
ولست لحاصن إن لم ترونى ... ببطن صريحة ذات النّجال
وصريحة: أرض هناك. ورواه السّكّرى «ضريحة» بالضاد المعجمة.
الغريف
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ياء مفتوحة وفاء: موضع فى ديار بنى سعد «1» ، قال الخطفى، واسمه حذيفة بن بدر:
كلّفنى قلبى وماذا كلّفا ... هوازنيّات حللن الغربفا «2»
وقال الخليل: الغريف، بفتح أوّله، وكسر ثانيه: موضع لبنى سعد، وأنشد
كأنّ بين المرط والشّنوف ... رملا حبا من عقد الغريف
غريقة
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وبالقاف، على لفظ التصغير: موضع قد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم النّير.
الغريّان
على لفظ تثنية الذي قبله. معروفان بالكوفة، قال الكميت:(3/995)
أتعرف رسما بالغرّيين مقفرا ... لظبية أم أنكرته أو تنكّرا «1»
ويقال إن النّعمان بناهما «2» على قبر عمرو بن مسعود وخالد بن نضلة لمّا قتلهما، قالت هند بنت معبد بن نضلة ترثيهما:
ألا بكّر الناعى بخيرى بنى أسد ... بعمرو بن مسعود وبالسّيّد الصّمد
غريّة
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، وتشديد الباء أخت الواو: موضع ينسب إليه يوم من أيّامهم، فهو يوم غريّة، قال الشاعر:
أضمر بن ضمرة ماذا ذكر ... ت من صرمة أخذت بالمغار
ويوم غريّة رهن به ... ويوم النّسار ويوم الجفار
وقال المفجّع. الغرىّ: موضع بالكوفة. ويقال إنّ تبر علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه بالغرىّ هذا. هكذا ذكره: الغرىّ،، دون هاء التأنيث.
الغين والزاى
غزال
: ثنيّة بين الجحفة وعسفان. وسيأتى ذكره فى رسم هرشى. وهناك قرن غزال: ثنيّة معروفة، وقد تقدّم ذكرها فى رسم العقيق، قال كثيّر:
قلن عسفان ثم رحن سراعا ... طالعات عشيّة من غزال
قصد لفت وهنّ متّسقات ... كالعدولىّ لا حقات التّوالى
ولفت: تنيّة بين مكة والمدينة. ويروى: لفت، بفتح اللام، وقد تقدّم ذكرها.
غزران
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة، على وزن فعلان:
موضع ذكره أبو بكر.(3/996)
غزّة
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، بعده هاء التأنيث: موضع بديار جذام، من مشارف الشام. وبغزّة مات هاشم بن عبد مناف، قال شاعرهم مطرود ابن كعب:
ميت بردمان وميت بسلمان وميت عند غزّات
وميت أوجعنى فقده ... مات بشرقىّ البنيّات
البنيّات: موضع بغربىّ الحجون. يعنى عبد شمس مات بمكّة، وقبره بالحجون.
وردمان: باليمن، وبها مات المطّلب بن عبد مناف، وسلمان: فى طريق العراق من مكّة، وهناك مات نوفل بن عبد مناف، قبل أخيه المطّلب، وكان أخذ حبلا من كسرى لتجّار قريش. ولم يمت منهم بمكّة إلّا عبد شمس، كما ذكرنا، فقبره بالحجون، مات يعد أخيه هاشم.
الغزير
بضمّ أوّله وفتح ثانيه، وبالراء المهملة «1» ، على لفظ التصغير: ماء لبنى تميم، قال جرير:
إن قال صحبتك الرّواح فقل لّهم ... حيّوا الغزير ومن به من حاضر
الغين والسين
غسل
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه: موضع فى ديار بنى أسد، قال امرؤ القيس:
تربّع بالسّتار ستار غسل ... إلى قدر فجاد لها الولىّ «2»
وهناك قتلت بنو أسد حبّان بن معاوية بن مالك بن جعفر بن كلاب، وكان(3/997)
خرج ليطلب بدم عمّه ربيعة بن مالك أبى لبيد، فقال لبيد يرثيه:
أقول لصاحبىّ بذات غسل ... ألمّا بى على الحدث المقيم
فأنظر كيف سمّك بانياه ... على حبّان ذى الحسب الصّميم
وقال أبو حاتم: ذات غسل: موضع دون أرض بنى نمير، وأنشد للراعى:
أنخن جمالهنّ بذات غسل ... سراة اليوم يمهدن الكدونا
الكدن: مركب من مراكب النّساء.
الغين والشين
الغشب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة: قال أبو بكر: أظنّه موضعا.
غشى
بضم أوّله، وفتح ثانيه، مقصور، على وزن فعل: قد تقدّم ذكره فى رسم تيماء.
الغين والصاد
ذو الغصن
واد من حرّة بنى سليم. وفى رسم سويقة بلبال أنه غدير.
وقال كثيّر:
لعزّة من أيّام ذى الغصن هاجنى ... بضاحى قرار الرّوضتين رسوم
فروضة آجام تهيّج لى البكا ... وروضات شوطى عهدهنّ قديم
غصين
على لفظ تصغير الذي قبله: موضع فى شق اليمن.(3/998)
الغين والضاد
الغضى
بفتح أوّله وثانيه، مقصور، على وزن فعل: موضع قد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم مبين. وقال جميل فصغّره:
ومجرّاك ما عسفت بصحبى ... ذا غضىّ إلى النوابح قيّا
يريد: من جرّاك، أى من أجلك، فوصل. والنوابح: موضع محدّد فى موضعه وواد الغضى: تلقاء البويرة، وهو الذي عنى أحمد بن الحسين بقوله:
وجار البويرة وادى الغضى
الغضار
بضم أوّله، وبالراء المهملة: بلد «1» بالبادية؛ قال حميد. بن ثور
بعلياء من جوز الغضار كأنّها ... لها الرّيم من طول الخلاء تشيب
غضور
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده واو مفتوحة، وراء مهملة:
ماء لطيّئ. قال أبو نصر «2» عن الأصمعيّ، وأنشد لعروة بن الورد:
لعلّك يوما أن تسرىّ ندامة ... علىّ بما جشّمتنى يوم غضورا
وقال فى موضع آخر، وقد أنشد لعروة بن الورد أيضا:
عفت بعدنا من أمّ حسّان غضور ... وفى الرّحل «3» منها آية لا تغيّر
وبالغرّ والغرّاء منها منازل ... وحول الصّفا من أهله متدوّر
غضور: ثنيّة فيما بين المدينة إلى بلاد خزاعة. وقول عروة «بالغرّ والغرّاء منها» على أثر ذكر غضور، يدلّ على صحّة هذا القول، لأنّهما فى ذلك الشّقّ.
وقال أبو سعيد: غضور وقرّان: ماءان لطيّئ، وأنشد:(3/999)
إلى ضوء نار بين قرّان أوقدت ... وغضور تزهاها شمال مشارك
وقال الشّمّاخ:
فأرردها ماء بغضور آجنا ... له عرمض كالغسل فيه طموم «1»
وقال امرؤ القيس: «قاصدات لغضورا» . «2»
وسيأتى ذكر غضور فى رسم شابة أيضا.
الغضى
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده الياء أخت الواو: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم العشيرة.
غضيان
بضمّ أوّله «3» ، وإسكان ثانيه، بعده الياء أخت الواو، على وزن فعلان: بلد بديار سعد هذيم، من قضاعة، قال هدبة بن خشرم:
تعسّف من غضيان حتّى هوى لنا ... بيثرب ليلا بعد طول تجنّب
يصف خيالا. وأنشد ابن الأعرابىّ:
تعشّبت من أول التّعشّب «4» بين رماح القين وابنى تغلب عينا بغضيان شديد العنبب(3/1000)
غضيف
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وبالفاء فى آخره، على لفظ التصغير:
موضع ذكره أبو بكر.
الغين والفاء
غفارة
بكسر أوّله، وبالراء المهملة، على وزن فعالة، قال الخليل: جبل يسمّى رأسه غفارا «1» .
الغين واللام
غلافق
بضمّ أوّله، وبكسر الفاء، بعدها قاف: موضع ذكره أبو بكر أيضا.
غلفان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعد فاء، على وزن فعلان: موضع ذكره أبو بكر.
الغين والميم
الغماد
بضمّ أوّله «2» ، وبالدال المهملة: هو الذي يضاف إليه برك الغماد؛ وقد تقدّم ذكره وتحديده فى حرف الباء.
الغمار
على لفظ جمع الذي قبله «3» : واد فى ديار طيّئ؛ قال الشاعر:
فما عن قلى سلمى ولا بغضى الملا ... ولا العبد من وادى الغمار تمار
أنشده يعقوب فى أبيات قد أنشدتها فى رسم سلمى.(3/1001)
غمازة
بضمّ أوّله، وبالزاى المعجمة، على وزن فعالة: بئر معروفة بين البصرة والبحرين. وقال قوم: بل هى عين دون هجر. وأنشد لأوس ابن حجر:
تذكّر عينا من غمازة ماؤها ... له حبب تجرى عليه الزّخارف
يعنى حبك الماء. وبدلّك أنها عين لبنى بوّ قول ذى الرّمّة:
أعين بنى بوّ غمازة موعد ... لها حين تجتاب الدّجى أم أثالها؟ «1»
غمدان
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، وبالدال المهملة أيضا: قصبة صنعاء؛ قال أبو الصّلت «2» يمدح ابن ذى يزن.
فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا ... فى رأس غمدان دارا منك محلالا
قال الخليل: عمدان، بالعين المهملة: اسم موضع. قال: ويقال غمدان بالغين المعجمة. قال الهمدانىّ: هما موضعان، فعمدان بالعين المهملة فى مأرب. قال:
وكانت غمدان صنعاء عشرين سقفا طباقا، بين كلّ سقفين عشرة أذرع، فكان ارتفاع بنائها مئتى ذراع. قال الهمدانىّ:
ما زال سام يزور الأرض مطّلبّا ... للطّيب خير بقاع الأرض يبنيها
الغمر
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة: ماء قد تقدّم ذكره فى رسم تيماء، وهو مذكور أيضا فى رسم فيد. وقال زهير:
دار لأسماء بالغمرين ماثلة ... كالوحى ليس بها من أهلها أرم «3»(3/1002)
سالت بهم قرقرى: برك يأيمنهم ... والعاليات، وعن أيسارهم خيم
؟ ضمّ إلى الغمر موضعا آخر، فسمّاه الغمرين، ثم قال:
عوم السّفين قلمّا جال دونهم ... فند القريات فالعتكاء فالكرم
ويروى: «فيد القريّات فالعثكان» . وهذه كلها مواضع متدانية.
وقال الحطيئة:
ألا كلّ أرماح قصار أذلّة ... فداء لأرماح نصبن على الغمر
فدى لبنى ذبيان أمّي وخالتى ... عشيّة ذادوا بالرماح أبا بكر
فدلّ أنّ الغمر فى ديار بنى ذبيان.
وقال أبو العبّاس الأحول: غمر ذى كندة لبنى البكّاء، من بنى عامر بن ربيعة قال عمر بن أبى ربيعة:
إذا سلكت غمر ذى كندة ... مع الرّكب «1» قصدا لها الفرقد
وقال الأخطل:
وجدا برملة يوم شرّق أهلها ... للغمر أو لسفائن الأذكار
الأذكار: موضع معبر لبنى عتّاب بن تغلب ويروى: «أو لشقائق الأحفار» .
وقال حميد بن ثور:
نظرت بوادى الغمر والليل مقبل ... يرفّ رفيف النّسر والشّوق طائر
والغمر أيضا: اسم بئر بمكّة، لبنى سهم.
غمرة
: بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع. وهو فصل بين نجد وتهامة،(3/1003)
من طريق الكوفة، كما أنّ وجرة فصل بين نجد وتهامة، من طريق البصرة.
قاله يعقوب، وأنشد للبعيث:
أزارتك ليلى والرّكاب بغمرة ... وقد بهر الليل النجوم الطوالع
وفى شعر طفيل: غمرة: موضع بلى لبن، قال طفيل:
جنبنا من الأعراف أعراف غمرة ... وأعراف لبن الخيل يا بعد مجنب
الغمّ
بضمّ أوّله، وتشديد ثانيه: قرية من قرى قطربّل؛ قال الحكمىّ:
فى روضة من رياض الغمّ مشرقة ... تنوح فيها مثاكيل الفواخيت
الغمير
على لفظ تصغير الذي قبله «1» : موضع ببلاد بنى عقيل. قال مزاحم ابن الحارث:
كأحقب من وحش الغمير بمتنه ... وليتنه من عضّ العيار كدوم
أطاع له بالمذنبين وكتنة ... نصىّ وأحوى دخّل وجميم
قال أبو حاتم: المذنبان وكتنة: قريتان فى بلاد بنى عقيل. والنّصىّ: الرّطب، ويابسه الحلىّ. ودخّل: نبت قد دخل بعضه فى بعض. والجميم من النّبت:
الذي قد تمّ.
وغمير اللّصوص
: هو قصر فى مقابل الحيرة، قال عدىّ بن زيد:
موازى القارة أو دونها ... غير بعيد من غمير اللّصوص
هكذا رواه حرمىّ العلاء عن بندار، عن محمد بن حبيب ورواه ابن الأنبارىّ عن أحمد بن عبيد، عن ابن الكلبى: «عمير اللّصوص» بالعين المهملة.(3/1004)
الغميس
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء وسين مهملة: موضع بديار بنى قيس بن ثعلبة، بقرب من الريف، وقد تقدّم ذكره فى رسم دوّة، وسيأتى فى رسم غيقة. قال الأعشى:
حلّ أهلى بطن الغميس فبادو ... لى وحلّت علويّة بالسّخال
ترتعى السّفح فالكثيب فذا قا ... ر فروض القطا فذات الرّئال
بادولى: ببطن فليج، بين البصرة والكوفة. وروى أبو عبيدة:
«فبادقلى» . والسّخال: بالعالية. «وروض القطا» و «ذات الرئال» :
موضعان هناك أيضا.
وغميس الحمام
على مثال لفظه، مضاف إلى الحمام، الطّير المعروف:
موضع بين ملل وصخيرات اليمام. وعليه سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فى طريقه إلى بدر. وغميس الحمام: من مريين. هكذا قال ابن إسحاق:
مريان، بفتح الميم والراء. ورواه قوم: مريين، بإسكان الراء وروى غير واحد أن نضلة بن عمرو الغفارىّ لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمريين ومعه شوائل، فحلب له من ألبانها، فشرب. وروى الخطّابىّ أن نضلة لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمريّين، فهجم عليه شوائل له. هكذا رواه: بمرّيين، بالتشديد، وفسّره فقال: يريد بناقتين غزيرتين. وهجم: أى حلب. وهذا وهم، والله أعلم. كيف يقول بناقتين غزيرتين، ثم يقول: فهجم عليه شوائل «1» له، وهى التى ارتفعت ألبانها. وإنّما هو بمريين، بفتح الراء، وتخفيف الياء «2» ، وهو اسم للموضع المذكور.(3/1005)
الغميصاء
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وبالصاد المهملة، على لفظ التصغير:
موضع فى ديار بنى جذيمة «1» ، من بنى كنانة.
وهناك أصاب منهم خالد بن الوليد من أصاب. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إليهم، عند فتح مكّة، ومعه بنو سليم، وكانت بنو كنانة قتلت فى الجاهليّة الفاكه بن المغيرة همّ خالد، وعوفا والد عبد الرحمن، وهما صادران من اليمن، ثم عقلتهما «2» ، وسكن الأمر بينهم وبين قريش، وكان لبنى سليم أيضا فى بنى كنانة ذحول، فأكثروا فيهم القتل بالغميصاء. قالت سلمى امرأة من بنى كنانة:
فكم فيهم يوم الغميصاء من فتى ... أصيب ولم يشمل له الرأس واضحا «3»
وكائن ترى يوم الغميصاء من فتى ... أصيب ولم يجرح وقد كان جارحا
فبعض الناس يرى أنّهم كانوا مسلمين، وأنّ خالد أوقع بهم ليدرك بثأر عمّه. ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وداهم، وبرئ ممّا صنع خالد.
الغميم
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، تقدّم ذكره وتحديده فى رسم العقيق. وكراع الغميم: إليه منسوب. وقال ابن حبيب: الغميم بجانب المراض، والمراض بين رابغ والجحفة. قال جرير:(3/1006)
أنى نكلّف بالغميّم حاجة ... نهيا حمامة دونها وحفير
قصغره. وقال الشّمّاخ فصغّره أيضا:
لليلى بالغميّم ضحوء نار ... تلوح كأنّها الشّعرى العبور
وقال الشّميذر الحارثىّ:
بنى عمّنا لا تذكروا الشعر بعد ما ... دفنتم بصحراء الغميم القوافيا
ويروى: بصحرا: الغميم.
وفى الحديث أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكّة، فصام، حتّى بلغ كراع الغميم، فأفطر. وكراعه: طرف من الحرّة تمتدّ إليه.
الغين والنون
الغناء
بكسر أوّله «1» ، ممدود: موضع بالبادية معروف، قال ذو الرّمّة:
على متنه كالنّسع يحبو ذنوبها ... لأحقف من رمل الغناء ركام
وقال الراعى:
لها خصور وأعجاز ينوء بها ... رمل الغناء وأعلى متنها رود
يريد: تنوء بمثل رمل الغناء فقلب. وقال أبو حيّة «2» :
وما أنت أم ما أمّ عثمان بعد ما ... حبالك من رمل الغناء خدود
غنثر
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ثاء مثلثة مضمومة، وراء مهملة:
موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الجبا، ورسم الراموسة.(3/1007)
الغين والواو
الغور
غور تهامة: معروف، وقد تقدّم ذكره وتحديده.
والغور مثله: موضع بالشام. والسّريّة: قرية بالغور الشامىّ، قال أرطأة ابن سهيّة:
دعانا شبيب بالسّريّة دعوة ... فقام له بالحرّتين مجيب
وهذا الغور الشامىّ هو الذي أراد أبو الطيّب بقوله:
لولاك لم أترك البحيرة والغو ... ر دفىء وماؤه شبم
الغورة
بضمّ أوّله، وبهاء التأنيث فى آخره: موضع باليمامة.
روى أبو عبيد عن الحارث بن مرّة الحنفىّ، عن رجاله، أن وفد بنى حنيفة قدموا إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فيهم مجّاعة بن مرارة، فأقطعه، وكتب له كتابا.
هذا كتاب كتبه محمّد رسول الله لمجّاعة بن مرارة:
إنّى أقطعتك الغورة وعوانة والحبل. فمن حاجّك فإلىّ.
ثم وفد مجّاعة بعد ما قبض النّبيّ صلى الله عليه وسلم على أبى بكر، فأقطعه الخضرمة؛ ثم قدم على عمر بعد أبى بكر، فأقطعه الرّيّا؛ ثم قدم على عثمان، فأقطعه قطيعة لا أحفظ اسمها.
الغوطة
بضمّ أوّله، وبالطاء المهملة: قصبة دمشق؛ كذلك قال حيّان النحوى. وقال غيره الغوطة: موضع متّصل بدمشق، من جهة باب الفراديس، يسقيه النهر. قال الأخطل.
وقد نصرت أمير المؤمنين بنا ... لمّا أتاك بباب الغوطة النّفر(3/1008)
وقال الراعى:
ونحن كالنّجم يهوى فى مطالعه ... وغوطة الشّام من أعناقها صدر
غول
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع فى شقّ العراق؛ قال معن بن أوس:
عرقيّة تحتلىّ غولا فعسعسا ... محلّ العراق دارها ما تباعده
وهو مذكور فى رسم كنهل.
وغول الرّجام: مضاف إلى الرّجام، بكسر الراء المهملة، بعدها جيم:
بحمى ضريّة، قد تقدّم ذكره هناك، قال البعيث:
وكيف طلابى العامريّة بعد ما ... أتى دونها غول الرّجام فألعس
وألعس: جعل هناك، إلى السّواد ما هو، وهو الذي أراد لبيد بقوله:
عفت الدّيار محلّها فمقامها ... بمنى تأبّد غولها فرجامها
قال: والرّجام: هضاب معروفة، قريب من طخفة، وقال الشّمّاخ:
صبا صبوة من ذى بحار فجاوزت ... إلى آل ليلى بطن غول فمنعج
غولان
بفتح أوّله، على وزن فعلان: اسم موضع ذكره أبو بكر.
الغوير
بضمّ أوّله، على لفظ تصغير الذي قبله. وروى أبو إسحاق الحربىّ عن عمرو عن أبيه: أنّ الغوير نفق فى حصن الزّبّاء، وفيه قيل: «عسى الغوير أبؤسا» .
وانظر الغوير فى رسم الراموسة.
الغوير
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، على وزن فعيل: موضع من أرض الشام. قالت طريفة الكاهنة، لمّا كان من أمر سيل العرم ما كان:(3/1009)
من أراد منكم الخمر والخمير، والملك والتأمير، والدّيباج والحرير فليلحق ببصرى وغوير.
هكذا رواه الفاكهىّ فى كتابه، فى أخبار مكّة، بغين معجمة. ورواه الخطّابىّ بعين مهملة.
غويل
بضمّ أوّله على لفظ تصغير الذي قبله: موضع آخر.
الغين والياء
الغيام
بفتح أوّله: جبل دان من شمظة، وهو مذكور فى رسم شمظة.
وقال لبيد:
بكتنا أرضنا لمّا ظعنّا ... وحيّتنا سفيرة والغيام
وسفيرة وغيام: هضبتان. وكان بنو جعفر قد فارقوا قومهم فى شأن قتل منيع بن عروة لمرّة بن طريف، وصاروا بالشام، فدلّ ذلك أنّ هاتين الهضبتين بالشام.
الغيض
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، وبالضاد: المعجمة: موضع مذكور فى رسم البيضتين.
غيقة
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده كاف: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم خيم، وفى رسم رضوى. وقال ابن حبيب: هو لبنى غفار بن مليل بن ضمرة ابن بكر بن عبد مناف بن كنانة، وهو بين مكّة والمدينة، قال كثيّر:
عفت غيقة من أهلها فحربمها ... فبرقة حسنى قاعها فصريمها
قال ابن دريد: لا يكون مع غيقة إلّا حسنى؛ فإذا ذكر بصاق أو طريق الشام، فهى حسمى، بالميم.(3/1010)
وقال يعقوب: غيقة: قليب لبنى ثعلبة حذاء النّواشر، والنّواشر:
قارات بأعلى وادى المياه، ووادى المياه لهم ولأشجع، وأنشد لمزرّد:
تحنّ لقاح الثّعلبىّ صبابة ... لأوطانها من غيقة فالفدافد
قال: والفدافد رواب فى أرض جهاد، بين رحرحان وبين الخشبة، لبنى ثعلبة بن سعد بن ذبيان أيضا، وقال صخر الغىّ الهذلىّ:
إلى عمرين إلى غيقة ... فيليل يهدى ربحلا زخوفا
وهذه مواضع متدانية.
وغويقة: على تصغير الذي قبلها «1» موضع آخر.
الغيل
بكسر أوّله: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم زبيد.
غيلان
بفتح أوّله: جبل من عمل صنعاء، كان ينزله بنو رزاح بن خولان.
الغيلم
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده لام مفتوحة: موضع فى ديار بنى عبس، قد تقدّم ذكره فى رسم عنيزة.
غينا
بفتح أوّله، وبالنون، مقصور «2» ؛ وهو قلّة ثبير، وهى التى فى أعلاه، قال أبو خراش الهذلىّ:
لقد علمت هذيل أنّ جارى ... لدى أطراف غينا من ثبير
قال أبو الفتح: هى فعلى من الغين، وهو إلباس الغيم. وإن كانت ألفه ملحقة لم تنصرف فى التعريف.(3/1011)
بسم الله الرّحمن الرّحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
كتاب حرف الفاء
الفاء والألف
فاثور
بالراء المهملة: جبل بالسّماوة، قد تقدّم ذكره فى رسم الأفاقة، قال ابن مقبل:
حىّ محاضر هم شتّى وجمعهم «1» ... دوم الإياد وفأثور إذا انتجعوا
وقال الأخزر بن بن لعط الدّؤلىّ قى تبييت كنانة لخزاعة بالوتير، وهى ديار خزاعة، عند المهادنة التى كانت بين قريش والنّبيّ صلى الله عليه وسلم، وكنانة فى حلف قريش، وخزاعة فى حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كأنّهم بالجزع حين نشلّهم ... أسود حفّان النّعام الجوافل
نذبّحهم ذبح التّيوس كأنّنا ... أسود تبارى فيهم بالقواصل
فأجابه بديل بن عبد مناة الخزاعىّ:
ونحن صبحنا بالتّلاعة داركم ... بأسيافنا يسبقن لوم العواذل
ونحن منعنا بين بيض وعتود ... إلى خيف رضوى من مجرّ القنابل
أراد بقوله بين بيض: بيضان، وهو من ديار خزاعة، وكذلك عتود، وقد تقدّم ذكرهما.(3/1012)
فاران
على وزن فاعال: معدن حديد بمنازل بنى سليم «1» ، ينزله بنو الأخشم ابن عوف بن حبيب بن عصيّة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، ولذلك قيل لهم القيون. قال خفاف بن عمير السّلمىّ:
متى كان للقينين قين طميّة ... وقين بلىّ معدنان بفاران
رمل فارز
بكسر الراء، بعدها زاى معجمة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم دوسر.
هكذا رواه إسماعيل بن القاسم، عن أبى بكر بن دريد، بتقديم الراء على الزاى؛ وورد فى شعر الراعى بتقديم الزاى على الراء، قال:
تبيّن خليلى هل ترى من ظعائن ... سلكن أريكا أو وعاهنّ فازر
ظعنّ وودّعن الجماد ملالة ... جماد قسا لمّا دعاهنّ ساجر
فارع
على وزن فاعل، من صيغة الذي قبله: أطم حسّان بن ثابت، قال:
أرقت لتوماض البروق اللّوامع ... ونحن نشاوى بين سلع وفارع
عين الفارعة
: تقدّم ذكرها فى رسم الفرع.
فاضحة
بكسر الضاد، بعدها حاء مهملة: واد فى ديار سليم، قاله إبراهيم ابن محمّد بن عرفة، قال ابن أحمر:
ألم تسأل بفاضحة «2» الدّيارا ... متى حلّ الجميع بها وسارا
الفالق
بكسر اللام، بعدها قاف، على وزن فاعل: مسيل ماء قد تقدّم ذكره فى رسم بلّوقة، مشتقّ من فلق إذا شقّ.(3/1013)
الفاء والتاء
فتاخ
بكسر أوّله، وبالخاء المعجمة فى آخره: موضع قد تقدّم ذكره فى حوضى، قال جرير:
أقبلن من جنبى فتاخ وإضم ... على قلاص مثل خيطان السّلم
فتاق
بكسر أوّله، وبالقاف فى آخره: جبل قد تقدّم ذكره فى رسم تيماء. وفى رسم عوانة أنّه ماء بالعرمة.
الفاء والجيم
الفجير
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وبالراء المهملة، على لفظ التصغير:
موضع ذكره أبو بكر.
الفاء والحاء
فحل
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع بالشام.
الفحلاء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، ممدود، على وزن فعلاء: موضع ذكره أبو بكر.
فحلان
على لفظ تثنية الأوّل: جبلان صغيران مذكوران فى رسم أنبط.
الفاء والخاء
فخّ
بفتح أوّله وتشديد ثانيه: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم العقيق، وسيأتى فى رسم هرشى، بينه وبين مكّة ثلاثة أميال، به مويه.(3/1014)
وروى ابن عمر أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم اغتسل بفخّ قبل دخوله مكّة.
وبفخّ كانت وقعة الحسين وعقبة «1» . وقال الشاعر:
ألا ليت شعرى هل أبيتنّ ليلة ... بفخّ وحولى إذخر وجليل
أهل الحجاز يسمّون الثّمام الجليل.
وبفخّ مقابر المهاجرين، كلّ من جاور بمكّة منهم فمات يوارى هناك.
الفاء والدال
الفدافد
على لفظ جمع فدفد: رواب مذكورة محددة فى رسم غيقة.
فدة
بكسر أوّله، وتحريك ثانيه، على زنة «2» عدة: جبل بضهر.
وانظره هناك.
فدفداء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعدهما مثلهما، ممدود. ويعقوب يقول فدفداء، بضمّ الفاءين: ماء معروف؛ قال ابن أحمر:
.... طرحنا فوقها أبيننّة ... على مصدر من فدافداء ومورد «3»
قوله «أبينيّة» يعنى ثيابا من أبين.
فدك
بفتح أوّله وثانيه: معروفة، بينها وبين خيبر يومان؛ وحصنها يقال له الشمروخ؛ وأكثر أهلها أشجع؛ وأقرب الطرق من المدينة إليها من النّقرة،(3/1015)
مسيرة يوم على جبل يقال له الحبالة والقذال، ثم جبل يقال له جبار، ثم يربغ، وهى قرية لولد الرّضا، وهى كثيرة الفاكهة والعيون؛ ثم تركب الحرّة عشرة أميال، فتهبط إلى فداك.
وطريق أخرى، وهى طريق مصدّق بنى ذبيان وبنى محارب، من المدينة إلى القصّة؛ وهناك تصدّق بنو عوال من بنى ثعلبة بن سعد، ثم ينزل نخلا، فتصدّق الخضر خضر محارب، ثم ينزل المغيثة، فتصدّق سائر بنى محارب، ثم الثّامليّة لأشجع، ثم الرّقمتين لبنى الصادر.، ثم مرتفقا لبنى قتّال بن يربوع. هكذا قال السّكونّى، وإنّما هو رياح بن يربوع، وأمّه أمّ قتّال بنت عبد الله بن عمرو لؤىّ بن التّيم. ثم فدك، ثم الحراضة، ثم خيبر، ثم الصّهباء لأشجع، ثم دارة.
الفدين
على لفظ تصغير فدن «1» اسم القصر: موضع قد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم صوءر.
الفاء والراء
الفراشة
بالشين المعجمة أيضا، على وزن فعالة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم حزّة. هكذا أورده القالىّ: الفراشة، بالشين معجمة «2» ، وكان فى كتابه: الفراسة، بالسين المهملة.
فراضم
على بناء الذي قبله «3» ، بالضاد المعجمة «4» : موضع بين المشلّل(3/1016)
والخيمتين. قاله الهجرىّ. قال وكنّا نرويها قراضم، بالقاف، حتّى سألت أعرابيّا عن تلك الناحية، فقال: فراضم عندنا، ووصف الموضع. قال غيره:
قال عبد العزيز بن وهب مولى خزاعة:
دع القوم ما احتلّوا جنوب فراضم ... بحيث تفشّى بيضه المتفلّق
فراقد
بضمّ أوّله، وبالقاف المكسورة، والدال المهملة: شعبة قد تقدم ذكرها وتحديدها فى رسم حرض.
فرتاج
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده تاء معجمة باثنتين من فوقها، وجيم. موضع بين النّباج وخل بزوخة «1» والكوفة: وقال ابن مقبل:
فليس لها مطلب بعدما ... مررن بفرتاج خوصا عجالا
وقال عمرو بن كلثوم:
حلّت سليمى بخبت أو بفرتاج ... وقد تجاور أحيانا بنى ناج
بنو ناج: من عدوان. وقال الراعى:
كأنّما نظرت نحوى بأعينها ... عين الصّريمة أو غزلان فرتاج
وقد تقدّم ذكره فى رسم الأنعمين.
الفرجات
بفتح أوّله وثانيه، بعده جيم، على بناء الجمع: ثنايا محددة مذكورة فى رسم سويقة بلبال.
فردة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة: ماء من مياه نجد(3/1017)
لجرم، قد تقدّم ذكره فى رسم المنيفة، ورسم كثلة، وفيها مات زيد الخيل.
وذلك أنّه أسلم وأقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم قرى كثيرة، فيدا وغيرها، فلمّا انصرف عنه قال: أىّ فتى إن لم تدركه أمّ كلبة، يعنى الحمّى. فنهض زيد لوجهته «1» ، وقال لأصحابه: إنّى قد أثّرت فى هذا الحىّ من قيس آثارا، ولست آمن إن مررت بهم أن يقاتلونى، وأنا أعطى الله عهدا ألّا أقاتل مسلما بعد يومى هذا، فنكّبوا بى أرضهم «2» ؛ فأخذوا ناحية من الطريق حتّى، انتهوا إلى فردة، وهو ماء من مياه جرم من طيّىء، فأخذته الحمّى، فمكث ثلاثا ثم مات، وقال قبل ذلك:
أمطّلع صحبى المشارق غدوة ... وأترك فى بيت بفردة منجد
سقى الله ما بين القفيل فطابة ... فرحبة إرمام فما حول مرشد
هنالك لو أنّى مرضت لعادنى ... عوائد من لم يشف منهنّ يجهد
فليت اللواتى عدننى لم يعدننى ... وليت اللواتى غبن عنى عوّدى
ويروى: «فما حول منشد» .
وبفردة أصاب زيد بن حارثة عير قريش حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سريّة إليها. وذلك أن قريشا بعد وقعة بدر خافوا طريقهم الذي كانوا يسلكونه إلى الشام، فسلكوا طريق العراق، فأصابهم زيد بن حارثة على هذا الماء، فأصاب العير وما فيها «3» ، وأعجزه الرجال وفيهم أبو سفيان.
الفرّجان
بفتح أوّله، وثانيه وتشديده، بعده جيم: موضع بين قومس(3/1018)
وصول. قال عبيدة اليشكرىّ فى هربه مع قطرىّ:
وما زالت الأقدار حتى قذفننى ... بقومس بين الفرّجان وصول
هكذا كان يرويه إبراهيم بن زكرياء فى كتاب محمّد بن يزيد؛ وغيره يرويه:
«بين القرّجان» بقاف مضمومة.
الفرش
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده شين معجمة: موضع «1» بين المدينة وملل، قد تقدّم ذكره فى رسم ملل، وفى رسم الجبا «2» .
والفريش مصغّر: مذكور أيضا فى رسم ملل. وقال نصيب.
لعمرى لئن أمسيت بالفرش مقصدا ... ومثواك عبّود وعذبة أو ضفر
وهذه المواضع قد تقدّم ذكرها.
الفرصد
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعد صاد مهملة: موضع بالشام. قال ورقة بن نوفل:
هل انى ابنتى عثمان أنّ أباهما ... خانت منيّته بجنب الفرصد
يعنى عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزّى، سمّه عمرو بن جفنة هناك، لحديث «3» يطول.
فرضة نعم
بضمّ أوله، وإسكان ثانيه، بعده ضاد معجمة: قد تقدّم تحديدها «4» فى رسم مرد.
الفرط
بضم أوّله وثانيه، وبطاء مهملة: موضع ذكر ذلك محمّد بن يزيد؛ وقد تقدّم القول فيه حرف الجيم عند ذكر جمّ.(3/1019)
الفرع
بفتح أوّله وثانيه، وبالعين المهملة أيضا: موضع بين الكوفة والبصرة. قال سويد بن أبى كاهل:
حلّ أهلى حيث لا أطلبها ... جانب الحضر وحلّت بالفرع
الفرع
بضمّ أوّله ثانيه، بالعين المهملة: حجازىّ «1» من أعمال المدينة الواسعة. والصّفراء وأعمالها من الفرع؛ ومنضافة إليها. وروى الزّبير عن علىّ بن صالح، عن هشام بن عروة، أن الفرع أوّل قرية مارت إسماعيل التّمر بمكّة، وكانت من ديار عاد.
وروى الأسلميّون عن أشياخهم، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم نزل فى موضع المسجد بالبرود، فى مضيق الفرع، فصلى فيه. والفرع على الطريق من مكّة إلى المدينة. وقد ذكرت ذلك فى رسم قدس.
وروى الزّبير عن رجاله أن أسماء بنت أبى بكر قالت لابنها عبد الله:
يا بنىّ اعمر الفرع. قال: نعم يا أمّه، قد عمرته واتّخذت به أموالا. قالت:
والله لكأنّى أنظر إليه حين فررنا من مكّة مهاجرين وفيه نخلات، وأسمع به «2» نباح كلب. فعمل عبد الله بن الزّبير بالفرع عين الفارعة والسّنام. وعمل عروة أخوه عين النّهد، وعين عسكر، واعتمل حمزة بن عبد الله عين الرّبض والنّجفة. قال الزّبير: سألت سليمان بن عيّاش: لم سمّيت عين الرّبض، فقال:
منابت الأراك فى الرمل تدعى الأرباض. «3» وسمّيت النّجفة، لأنّها فى نجف الحرّة. قال الزّبير: قال منذر «4» بن مصعب بن الزّبير لأخيه خالد بن مصعب،(3/1020)
وعاوض بعض أصحابه بمال له على عين النّهد إلى مال لأخيه بالجوّانيّة:
خليلى أبا عثمان ما كنت تاجرا ... أتأخذ أنضاحا بنهر مفجّر
أتجعل أنضاحا قليلا فضولها ... إلى النّهد يوما أو إلى عين عسكر
وروى مالك عن نافع أن ابن عمر أحرم من الفرع. وقال الواقدىّ: مات عروة ابن الزّبير بالفرع، ودفن هناك سنة أربع وتسعين. والفرع: من أشرف ولايات المدينة، وذلك أن فيه مساجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، نزلها مرارا، وأقطع فيها لغفار وأسلم قطائع، وصاحبها بحبى اثنى عشر منبرا:
منبر بالفرع، ومنبر بمضيقها، على أربعة فراسخ منها، يعرف بمضيق الفرع، ومنبر بالسّوارقيّة، وبسابة، وبرهاط، وبعمق الزّرع، وبالجحفة، وبالعرج وبالسّقيا، وبالابواء، وبقديد، وبعسفان، وبإستارة. هذه كلّها من عمل الفرع. وقال الزّبير: كان حمزة بن عبد الله بن الزّبير قد أعطاه أبو الرّبض والنّجفة، عينين بالفرع تسقيان أزيد من عشرين ألف نخلة. قال ابن إسحاق:
وبناحية الفرع معدن يقال له بحران، وإليه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقب غزوة السّويق، يريد قريشا، وأقام به شهرين، وانصرف ولم يلق كيدا.
فرعان
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، على وزن فعلان: جبل بين المدينة وذى خشب، يتبدّى فيه الناس، قال كثيّر:
ومنها بأجزاع المقاريب دمنة ... وبالسّفح من فرعان آل مصرّع
مغانى ديار لا تزال كأنّها ... بأفنية الشّطّان ريط مضلّع
وفى رسم داربين شوطان قد خلت ... ومرّ لها عامان عينك تدمع
المقاريب: موضع معروف هناك، والشّطّان: واد ثمّة.(3/1021)
ذات فرق
بفتح أوّله وكسره، وإسكان ثانيه، بعده قاف: هضبة فى بلاد بنى تميم، بين البصرة والكوفة، قد تقدّم ذكرها فى رسم أوّد، وفى رسم راكس، قال العامرىّ:
فمجتمع الجريب فذات فرق ... تخبّ بها مجافيل الرياح
ديار لابنة الأسدى هند ... وما أنا عن تذكّرها بصاح
الفرقلس
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده قاف ولام مضمومتان، وسين مهملة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الراموسة.
فرك
بكسر أوله وثانيه «1» ، وتشديد الكاف: موضع، قال الراجز:
هل تعرف الدار بأعلى ذى فركّ
فركّان
بتثقيل الكاف أيضا، على وزن فعلّان: اسم موضع. هكذا حكاه سيبويه، وذكره مع عرفّان: اسم جبل، وذكره أبو بكر بضمّ أوّله وثانيه فى باب فعلّان.
الفرماء
بفتح أوله وثانيه، ممدود، وزن فعلاء، وقد تقصر: مدينة معرفة تلقاء مصر.
فرنداد
بكسر أوّله وثانيه، بعده نون ودالان مهملتان «2» ، على وزن فعنلال: ذكره سيبويه فى الأبنية، ولم يذكر على هذا البناء سواه، وهو كثيب رمل بالبادية؛ قال العجّاج «3» :
وبالفرنداد له إمطىّ(3/1022)
وثنّاه فى موضع آخر فقال.
حتّى جلا عن لهق مشهور ... ليل تمام ثمّ مستحير
بين فرندادين ضوء النور
الفروط
بضمّ أوّله وبالطاء المهملة، كأنّه جمع فرط: إكام بناحية الحيرة، قال ساعدة بن جؤيّة الهذلىّ:
فرحب فأعلام الفروط فكافر ... فنخلة تلّى طلحها وسدورها
فروع
بفتح أوّله وإسكان ثانيه، بعده واو، على وزن فعول: موضع فى ديار هذيل، قد تقدّم ذكره فى رسم الحضر. وماء لبنى عبس آخر يقال له الفروع أو الفروع، لا أحقّه، ذكره السّكونى، قد تقدم ذكره فى رسم ضريّة.
الفروق
بفتح أوّله، وضم ثانيه، بعده واو وقاف: موضع كانت فيه حرب من حروب داحس؛ وهو مذكور فى الرسم بعده.
وفروق أيضا: موضع مذكور فى رسم القيذوق.
الفروقان
على لفظ تثنية الذي قبله: موضع فى ديار بنى عبس. وكان عقال بن ناجية الدرامىّ غزا بنى عبس، فغنم: فأتى الصّريخ مرّة وذبيان، فلحقوهم بالفروقين، فاقتتلوا وأسروا عقالا، فلذلك قال جرير يعيّر الفرزدق:
وعبس هم يوم الفروقين طرّفوا ... رماحهم قدموس رأس مصلدم
ويروى:
......... طرّفوا ... بأسيافهم قدموس رأس صلادم «1»(3/1023)
وقال يعقوب: الفروق: بين اليمامة والبحرين. وقال أبو عبيدة: الفروق عقبة دون هجر إلى تجد، بينها وبين مهبّ شمالها؛ قال عنترة:
ونحن منعنا بالفروق نساءنا ... نطرّف عنها مشعلات غواشيا
يعنى اليوم المذكور، وقال أيضا:
فما وجدونا بالفروق أشابة ... ولا كشفا ولا دعينا مواليا
وقيل بل أراد عنترة حربا كانت بينهم وبين بنى سعد بن زيد مناة بن تميم، وكان قيس بن زهير جاورهم، إذ فارق قومه بعد يوم الهباءة، فرابهم منه ريب فأمر قومه أن يوقدوا النيران، ويربطوا الكلاب، ورحلوا سائرين، وبنو سعد يظنّون أنهم لم يرحلوا، فلمّا أصبحوا إذا الأرض منهم بلاقع، فلحقوهم بالفروق، فاقتتلوا قتالا شديدا، فهو قول عنترة. وقال سلامة ابن جندل:
بأنّا منعنا بالفروق نساءنا ... وأنّا قتلنا من أتانا بملزق
وملزق: موضع «1» أيضا.
فرياب
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ياء وباء معجمة بواحدة: من بلاد خراسان، إليها ينسب محمّد بن يوسف الفريابىّ، صاحب التفسير، وشيخ البخارىّ.
فرياض
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده الياء أخت الواو والضاد المعجمة: موضع ذكره أبو بكر.(3/1024)
الفاء والصاد
فصيل
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، على لفظ الفصيل من الإبل:
ماء معروف، قال الأخطل:
كأنّ تعشيره فيها وقد وردت ... عينى فصيل قبيل الصّبح تغريد
الفاء والضاد
الفضاض
[بفتح أوّله، وبضاد] «1» معجمة أيضا فى آخره: موضع؛ قال قيس بن خويلد:
وردن «2» الفضاض قبلنا شيّفاتنا ... بأرعن ينفى الطير عن كلّ موقع
شيّفاتنا، يريد طلائعنا، من شاف يشوف إذا جلا.
الفضافض
بفتح أوّله وثانيه، بعدهما مثلهما، على لفظ الجمع: أرض لجذام، قد تقدّم ذكرها فى رسم حسمى.
الفاء والطاء
فطيمة
بضم أوّله، وفتح ثانيه، على لفظ التصغير: موضع فى ديار بكر، قال الأعشى:
نحن الفوارس يوم العين «3» ضاحية ... جنبى فطيمة لا ميل ولا عزل(3/1025)
الفاء والعين
فعرى
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة، مقصور، على وزن فعلى: جبل أحمر تدفع شعابه فى غيقة: قال محمّد بن حبيب: ويقال فعرى، بضمّ الفاء، وقد تقدّم تحديد غيقة فى رسمها «1» وفى رسم رضوى، وقال كثيّر:
وأتبعتها عينىّ حتّى رأيتها ... ألمّت بفعرى والقنان تزورها
الفعو
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده واو: موضع مذكور فى رسم قدس.
الفاء والقاف
ذو الفقارة
بفتح أوّله، على لفظ الواحدة من فقار الظهر: جبل معروف، قال النّابغة:
وقد خفت حتّى ما تزيد مخافتى ... على وعل فى ذى الفقارة عاقل
وانظره فى رسم الأشعر.
الفقرة
بضم أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة: موضع يقرب من مكّة؛ قال الحارث بن خالد «2» .
أسنى ضوء نار صحرة بالفقرة أبصرت أم تنصّب برق
الفقير
بفتح أوّله، على وزن فعيل: ركية معروفة. قال الشّمّاخ:
ما ليلة الفقير إلّا شيطان(3/1026)
الفاء واللام
الفلاج
بكسر أوله، كأنه جمع فلج أيضا: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم ظلم.
فلج
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده جيم: موضع فى بلاد بنى مازن، وهو فى طريق البصرة إلى الكوفة «1» ما بين الحفير وذات العشيرة، وفيه منازل للحاجّ، وقد تقدّم ذكره فى رسم الرّقمتين، ورسم المثل. قال الراجز:
الله نجاك من القصيم ... وبطن فلج وبنى تميم
ومن غويث فاتح العكوم ... ومن أبى حردبة الأثيم
ومالك وسيفه المسموم أبو حردبة ومالك بن الرّيب لصّان مازنيّان. وقال الزّجّاج: فلج لبنى العنبر، ما بين الرّحيل إلى المجازة، وهو ماء لهم، قال راجزهم:
من يك ذا شكّ فهذا فلج ... ماء رواء وطريق نهج
وقال أبو عبيدة: لمّا قتل عمران بن خنيس السّعدىّ رجلين من بنى نهشل ابن دارم، اتّهاما بأخيه المقتول فى بغاء إبليه، نشأت بين بنى سعد بن مالك وبين نهشل حرب تحامى الناس من أجلها ما بين فلج والصّمّان، مخافة أن يغزوا، حتّى عفا الكلأ وطال، فقال أبو النّجم:(3/1027)
تريّعت فى أوّل التّبقّل ... يين رماحى «1» مالك ونهشل
يمنع عنها العرّ جهل الجهّل وقال رجل من بنى نهشل:
أترتع «2» بالأحناء سعد بن مالك ... وقد قتلوا مثنى بظنّة واحد
فلم يبق بين الحىّ سعد بن مالك ... ولا نهشل إلّا سمام الأساود
وقال الأشهب:
إنّ الذي حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد
وقال ابن مقبل:
كجأب يرتعى بجنوب فلج ... تؤام البقل فى أحوى مريع
وبصحراء فلج أغارت بكر على الثعالبة «3» ، ورئيس بكر بسطام بن قيس، فهزمت الثعالبة، واستاقوا أموالهم، وهم بنو ثعلبة بن يربوع، وبنو ثعلبة بن سعد ابن ضبّة، وبنو ثعلبة بن عدىّ بن فزارة، وبنو ثعلبة بن سعد بن ذبيان؛ فهو يوم صحراء فلج، ويوم الثعالب. وكان هؤلاء كلهم متجاورين بصحراء فلج، من ديار بنى تميم، ثم أغار بسطام على مالك بن يربوع وهم بين صحراء فلج، وبين غبيط المدرة، فاكتسحوا إبلهم، فركبت عليهم بنو مالك وفيهم عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعى، فأدركوهم بغبيط المدرة، فهزموا بنى بكر، واستاقوا الأموال، وألحّ عتيبة وأسيد بن حنّاءة على بسطام، وكان(3/1028)
أسيد أدنى إلى بسطام، فوقعت يد فرسه فى ثبرة، أى فى هوّة، فلحق عتيبة بسطاما فأسره، ففادى «1» نفسه بأربع مئة بعير، وبفودج «2» أمّه لمّا أنكر على عتيبة رثاثة فودج أمّه ميّة، فهو يوم غبيط المدرة. وقال سلمىّ ابن ربيعة الضّبّىّ:
حلّت تماضر غربة فاحتلّت ... فلجا وأهلك باللّوى فالحلّة
والحلّة: موضع حزن وصخور ببلاد بنى ضبّة، بينه وبين فلج مسيرة عشر.
الفلج
بتحريك ثانيه: موضع آخر لبنى جعدة من قيس بنجد، وهو فى أعلى بلاد قيس. قال الراجز «3» :
نحن بنو جعدة أرباب الفلج ... نضرب بالبيض ونرجو بالفرج
وأصله: النهر الصغير. وقال طفيل، فجمعه بما «4» حوله:
أسفّ على الأفلاج أيمن صوبه ... وأيسره يعلو مخارم سمسم
هكذا فى شعره: أنه جمع الفلج وما حوله. وقال ابن حبيب: الأفلاج: من أرض اليمامة، لبنى كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وسمسم: بلد لبنى تميم.
فلجة
تأنيث فلج، مفتوح الثانى، معرفة لا تدخله الألف واللام: منزلة بين مكة والبصرة «5» .
فلطاح
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده طاء مهملة وألف، وحاء مهملة: موضع ذكره أبو بكر.(3/1029)
فلّوجة
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، ويقال فلّوج أيضا «1» بلاهاء، قال ابن مفرّغ:
ولا بلاؤك ما خبّت بكتبهم ... ما بين مرو إلى فلّوجة البرد
فليج
تصغير فلج: موضع دان من فلج الساكن الثانى، قال أبو النّجم:
واصفرّ من تلع فليج نفله ... وانحتّ من حرشاء فلج خردله «2»
الفاء والنون
فند القريّات
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة: موضع مذكور فى رسم الغمر.
الفندوق
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة: موضع مذكور فى رسم القيذوق.
فنوان
بفتح أوّله وثانيه، بعده واو، على وزن فعلان: موضع فى ديار بنى عامر تلقاء فيحان. وسيأتى ذكره إثر هذا فى رسم فيحان، وقد تقدم ذكره فى رسم جابة.
الفاء والواو
ذو الفوارس
على لفظ جمع فارس: جبل رمل بالدّهناء، مذكور فى رسم وهبين؛ قال ذو الرملة:(3/1030)
إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف ... شمالا وعن أيمانهنّ الفوارس «1»
وقال أيضا:
أمسى بوهبين مرتادا لمرتعه ... من ذى الفوارس تدعوا أنفه الرّيب
الفودجات
بفتح أوّله «2» ، وبالدال المهملة بعدها جيم، على لفظ جمع فودجة: اسم موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الخلصاء، قال ذو الرّمّة.
له عليهنّ بالخلصاء مرتعه ... فالقودجات «3» فجنبى واحف صخب
الفورة
بفتح أوّله وضمه معا، وبراء مهملة: موضع فى ديار بنى عامر «4» ، وفيه مات عامر بن مالك ملاعب الأسنّة، قال لبيد.
وبالفورة الحرّاب ذو الفضل عامر ... فنعم ضياء الطارق المتنوّر
وصاحب ملحوب فجعنا بيومه ... وعند الرّداع بيت آخر كوثر
صاحب ملحوب: عوف بن الأحوص. وصاحب الرّداع: حيّان «5» بن عتبة بن مالك بن جعفر، قتلته بنو هزّان من عنزة، فقبره باليمامة. والرّداع: موضع بها.
الفوّار
بضم أوّله، وتشديد ثانيه: اسم ماء قد تقدم ذكره فى رسم النّقيع؛ وقد رأيت من ضبطه بفتح أوله، ولست منه على ثلج.
الفاء والياء
فيحاء
بالحاء المهملة أيضا، ممدود، على وزن فعلاء: موضع قد تقدم ذكره فى رسم تيماء.(3/1031)
فيحان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعدها حاء مهملة، على وزن فعلان:
موضع فى ديار بنى عامر «1» ، قال عبيد بن الأبرص:
أقفر من ميّة الدّوافع من ... حيث تغشّى فيحان فالرّجل
فالقطبيّات فالدّكادك ... فالهيج فأعلى هبيرة السّهل
فالجمد الحافظ الطريق من الزّيغ فصحن الشقيق فالأمل وفيحان: هو الوضع الذي أغار فيه بسطام بن قيس حين أسر الربيع بن عتيبة ابن الحارث بن شهاب، وهو يوم من أيّام العرب معلوم، قال الشّمّاخ:
دارت من الدّور فالموشوم «2» فاعترفت ... بقاع فيحان إجلا بعد آجال
وقال مالك بن نويرة:
كأنّى وأبدان السّلاح عشيّة ... يمرّ بنا فى بطن فيحان طائر
فيحة
بالحاء المهملة أيضا، على وزن فعلة: موضع «3» قد تقدّم ذكره فى رسم الأكاحل.
فيد
بفتح أوّله «4» ، وبالدال المهملة: هو الذي ينسب إليه حمى فيد. قال ابن الأنبارىّ: الغالب على فيد التأنيث، قال لبيد فترك إجراءها:
مرّيّة حلّت بفيد وجاورت ... أهل العراق فأين منك مرامها «5»(3/1032)
وأنشد ابن الأعرابىّ:
سقى الله حيّا بين صارة والحمى ... حمى فيد صوب المدجنات المواطر
وقال السّكونى: كان فيد فلاة فى الأرض بين أسد وطيّىء فى الجاهليّة، فلمّا قدم زيد الخيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعه فيد. كذلك روى هشام بن الكلبىّ عن أبى مخنف فى حديث فيه طول قال: وأوّل من حفر فيه حفرا فى الإسلام، أبو الدّيلم مولى يزيد بن عمر بن هبيرة، فاحتفر العين التى هى اليوم قائمة، وأساحها، وغرس عليها، فكانت بيده حتّى قام بنو العبّاس، فقبضوها من يده. هكذا قال السّكونىّ. وشعر زهير، وهو جاهلى، يدلّ أنّه كان فيها شرب، وذلك قوله:
ثمّ استمرّوا وقالوا إن مشربكم ... ماء بشرقيّ سلمى فيد أوركك
وفيد: بشرقىّ سلمى: كما ذكر، وسلمى: أحد جبلى طيّيء، ولذلك أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فيد، لأنّها بأرضه. وأوّل أجبله على مظهر طريق الكوفة بين الأجفر وفيد، جبيل عنيزة، وهو فى شقّ بنى سعد بن ثعلبة، من بنى أسد بن خزيمة، وإلى جنبه ماء يقال لها الكهفة، وماءة يقال لها البعوضة. وبين فيد والجبيل ستة عشر ميلا، وقد ذكر متمّم بن نويرة البعوضة، فقال:
على مثل أصحاب البغوضة فاخمشى ... لك الويل حرّ الوجه أو يبك من بكى
وسكة البعوضة معروفة، وهى النّجفة، نجفة المرّوت، وبين رملة جراد، وينزلها نفر من بنى طهيّة، وأسفل من ذلك قاع بولان، وهو قاع صفصف(3/1033)
مرت، لا يوجد فيه أثر أبدا، ذكر ذلك أبو محلّم. ثم يلى الجبيل العقر، عقر سلمى، لبنى نبهان، وهما عن يسار المصعد إلى مكّة، ثم الغمر، وهو جبل أحمر طويل، لحىّ «1» من بنى أسد، يقال لهم بنو مخاشن. وإلى جنبه ماءة يقال لها الرّخيمه، وأخرى يقال لها الثّعلبيّة. وبين الغمر وفيد عشرون ميلا. ثم الجبل الثالث قنّة عظيمة تدعى أذنة، لبطن من بنى أسد يقال لهم بنو القريّة؛ وفى ناحيتها ماءة يقال لها تجر، وهى كلّها داخلة فى الحمى، وبين أذنة وفيد ستة عشر ميلا. ثم يلى أذنة هضب الوراق، لبنى الطّمّاح من بنى أسد، وفى ناحيته ماءة يقال لها أفعى، وأخرى يقال لها الوراقة. ثم يلى هضب الوراق جبلان أسودان، يدعيان القرنين، بينهما وبين فيدستة عشر ميلا، يطؤهما الماشى من فيد إلى مكّة، وهما لبنى الحارث بن ثعلبة من بنى أسد، وأقرب المياه إليهما ماءة يقال لها النّبط، بينها وبينهما أربعة أميال. ويليهما عن يمين المصعد إلى مكّة، جبل يقال له الأحول، وهو جبل أسود لبنى ملقط من طيّئ، وأقرب مياههم إليها ماءة يقال لها أبضة، وهى فى حرّة سوداء غليظة، وقد ذكرها حاتم فقال:
عفت أبضة من أهلها فالأجاول ثم يلى الأحول جبل يقال له دخنان، وهو لبنى نبهان من طيّئ، بينه وبين فيد اثنا عشر ميلا. ثم يليه عن يمين المصعد جبال يقال لها الغير، فى غلظ.
وهى لبنى نعيم من بنى نبهان، بينها وبين فيد عشرة أميال. ثم يلى هذه الجبال جبلال، يقال لأحدهما جاش، وللآخر جلذيّ «2» ، وهنا هنا اتّسع الحمى وكرم «3»(3/1034)
بينهما وبين فيد أزيد من ثلاثين ميلا، وهما لبطن من طيّئ يقال لهم بنو معقل، من جديلة. وأقرب المياه منهم الرّمص، بينها وبين الجبلين ستة أميال. ثم يليها جبل يقال له الصّدر، به مياه فى واد منهل، وهو لبنى معقل أيضا. ثم يليه صحراء الخلّة، لبنى ناشرة من بنى أسد، بينها وبين فيد ستة وثلاثون ميلا.
وأقرب المياه منها الجثجاثة. ثم يلى هذه الصحراء الثّلم، إكام متشابهة سهلة، مشرفة على الأجفر، لبنى ناشرة. وأقرب المياه منها الزّولانيّة. وبين الثّلم وفيد خمسة عشر ميلا. والأجفر خارجة «1» عن الحمى.
وقال محمّد بن حبيب: قال الفقعسىّ يذكر حمى فيد:
سقى الله حيّا بين صارة والحمى ... حمى فيد صوب المدجنات المواطر
أمين وردّها من كان منهم ... إليهم ووقّاهم حمام المقادر
وقال الشّمّاخ:
سرت من أعالى رحرحان وأصبحت ... بفيد وباقى ليلها ما تحسّرا
وروى ابن أبى الزّناد عن أبيه، أن عمر بن الخطّاب أوّل من حمى الحمى بعد النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأنّ عمر بن عبد العزيز كان لا يؤنى بأحد قطع من الحمى شيئا، وإن كان عودا واحدا، إلّا ضربه ضربا وجيعا.
وفيد أيضا: جبل باليمن عليه قصر. وهو طريق العراق. والنسب إليه فايدى.
فيد القريّات
آخر، مضاف إلى القريّات، جمع قريّة، وقد تقدم ذكره(3/1035)
فى رسم الغمر. ويقال فى هذا: فند القريّات، بكسر أوّله وبالنون، وقد تقدم ذكره فى حرف الفاء والنون.
فيشون
بفتح أوّله، وبالشين المعجمة: اسم نهر ذكره اللّغويّون.
الفيض
بفتح أوّله، على لفظ فيض الماء: اسم لنهر البصرة بعينه. وفى شعر ابن الطّبريّة: الفيض: ماء لجهينة، قال:
خلا الفيض ممّن حلّه فالخمائل
فيف
بفتح أوّله، وفاء أخرى فى آخره. وأصل الفيف والفيفا بالقصر، والفياء بالمدّ: كلّ أرض واسعة، وهو موضع فى ديار بنى كنانة، وقد تقدّم ذكره فى رسم الحشا، وهو الموضع الذي أصاب فيه عمرو بن خالد بن صخر بن الشّريدينى كنانة، فقتل وسبى، وأدرك يثأر إخوته المقتولين يوم بزرة، وقال فى ذلك هند بن خالد أخوه:
فأشبعنا ضباع الفيف منهم ... وطيرا لا تغبّ ولا تطير
وقد وقعت حرارتها بقرّ ... محل الدّهن وانقضت النّذور
وقال فارس بنى رعل:
نشطنا بالجياد مجنّات ... يهجّرن الرّواح ويغتدينا
فأردين الفوارس من فراس ... على الفيفا تكرّ وما تنينا
وزعم أبو الفتح أنّ فيفى فعلى منوّن، والألف زائدة. ويدلّك على ذلك قول الهذلىّ.
والقوم تعلوبهم صهب يمانية ... فيفى عليه لذيل الريح نمنيم «1»(3/1036)
ولم يعلم أبو الفتح أنه يقال فيف، على وزن فعل، وفيفى، على وزن فعلى، مقصور، وفيفاء، ممدود. وقوله.
فيفى عليه لذيل الريخ نمنيم إنما هو منصوب انتصاب المفعول، منوّن، كما تقول تعلو بهم سهلا وحزنا.
وقد وردت فيفا وفيف مضافة إلى أماكن معروفة، وهى غير هذا الموضع المذكور، قال الأحوص، فأضافه إلى غزال، المتقدم تحديده وذكره:
وبالنّعف من فيفى غزال ذكرتها ... فطال نهارى واقفا وتلدّدى
وأضافته عمرة بنت دريد بن الصّمة إلى النّهاق، بكسر النون، فقالت:
عفت آثار خيلك بعد أين ... بذى بقر إلى فيفا النّهاق
ويقرأ: إلى فيفا النّهاق، بضمّ النون، وهو موضع دان من ذى بقر، الذي تقدّم ذكره: ونهيق أيضا: ماء معروف قد تقدّم ذكره. وفيفا الخبار: مضافة إلى الخبار من الأرض، وهى السهلة فيها جحرة وجفار «1» ، وهو موضع بقرب المدينة، وقد تقدّم ذكره فى رسم العشيرة.
وبفيفا الخبار قتل النّفر العرنيّون يسارا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستاقوا اللّقاح، وإيّاه يعنى عمرو ابن العاصى بقوله يفخر يوم أحد:
خرجنا من الفيفا عليهم كأنّنا ... مع الصّبح من رضوى الحبيك المنطّق
تمنّت بنو النّجّار جهلا لقاءنا ... لدى جنب سلع الأماتىّ تصدق(3/1037)
وفيفا خريم، مضافة إلى خريم، بالخاء معجمة مضمومة، اسم رجل: ثنيّة بين المضيق والصّفراء، وهى على طريق الجار، عادلة عن طريق المدينة يمينا، قال كثيّر:
وأزمعن بينا عاجلا وتركننى ... بفيفا خريم قائما أتبلّد
فقد فتننى لمّا وردن خفيتنا ... وهنّ على ماء الحراضة أبعد
فو الله ما أدرى أطيحا تواعدوا ... ليتمّ ظم أم ماء حيدة أوردوا «1»
خفينن: قد تقدّم تحديده. والحراضة: أرض. ومعدن الحراضة: بين الحوراء وبين شغب وبدا. وينبع: من الحوراء قريب من طيح، وطيح: من أسافل ذى المروة. وذو المروة: بين ذو خشب ووادى القرى.
وفيف الرّيح: بين ديار عامر بن صعصعة وديار مذحج وخثعم، وفيه أغارت قبائل مذحج وخثعم ومراد وزبيد، ورئيسهم ذو الغصّة «2» الحصين ابن يزيد الحارثى، على بنى عامر وهم منتجعون فيه، فأغنت يومئذ بنو عامر، ورئيسهم ملاعب الأسنّة، وفقئت عين عامر بن الطفيل، طعنه مسهر ابن يزيد الحارثىّ، فقال عامر:
لعمرى وما عمرى علىّ بهيّن ... لقد شان حرّ الوجه طعنة مسهر
وقال أبو عبيدة: كان يوم فيف الرّيح عند مبعث النبي صلى الله عليه وسلم.
وأدرك مسهر بن يزيد الإسلام، فأسلم، وفى ذلك اليوم يقول عامر أيضا:
وقد علم المزنوق أتى أكرّه ... عشيّة فيف الرّيح كرّ المشهّر
المزنوق: اسم فرسه. وهو يوم فيف الريح، ويوم الأجشر، ويوم بضيع،(3/1038)
«1» مواضع متّصلة، فأسرع القتل يومئذ فى الفريقين، وهو أوّل يوم ذكر فيه عامر، ولم يستقلّ بعضهم من بعض غنيمة تذكر. قال لبيد وأخذت له يومئذ جارية سوداء، فلمّا أخذها بنو الدّيّان علموا أنها للبيد، وأرسلوها ولم يدر من أرسلها، فقال:
يا بشر بشر بنى إياد أيّكم ... أدّى أريكة بعد هضب الأجشر
وقال أبو داود الرؤاسىّ «2» :
ونحن أهل بضيع يوم واجهنا ... جيش الحصين طلاع الخائف الكزم
وهذا اليوم جرّ يوم العرقوب، وهو من ديار خثعم، أغارت فيه بنو كلاب عليهم، فقتلوا يومئذ أشراف خثعم، فقال لبيد:
ليلة العرقوب حتّى غامرت ... جعفر تدعى ورهط ابن «3» شكل
غامرت: أى دخلت فى غمرة القتال، وشكل: من بنى الحريش.
الفيّاض
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه: من ديار بكر. وانظره فى رسم سردد.(3/1039)
بسم الله الرّحمن الرّحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
كتاب حرف القاف
القاف والألف
أبو قابوس
على لفظ كنية الرجل: يقال لأبى قبيس «1» الحبل المعلوم بمكّة أبو قابوس أيضا، قال الكميت:
بسفح أبى قابوس يندبن هالكا ... تخفّض ذات الولد عنه رقوبها «2»
قاثور
بالثاء المثلثة، والراء المهملة، وزن فاعول: موضع مذكور فى رسم ذى كريب. هكذا اتّفقت الروايات فيه هناك بالقاف، وقد مضى فى حرف الفاء فاثور، وهو الأعرف الأشهر.
القاحة
بالحاء المهملة: موضع على ثلاث مراحل من المدينة، قبل مكّة، قد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم العقيق.
وروى عبد الرّزّاق، عن داود بن قيس، قال سمعت عبيد الله بن عبد الله ابن أقرم يحدّث عن أبيه، أنّه كان مع أبيه بالفاحة من نمرة، فمرّ بنا ركب، فأناخوا بناحية الطريق؛ فقال لى أبى: أى بنىّ، كن فى بهمنا حتّى أدنو من(3/1040)
هؤلائك الركب. قال: فدنا منهم، ودنوت معه، فأقيمت الصلاة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم؛ قال: وكنت أنظر إلى عفرة «1» إبطى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلّما سجد.
وروى البخارىّ، عن ابن المبارك عن سفيان عن صالح بن كيسان، عن أبى محمد مولى أبى قتادة، قال: كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالقاحة، فبصر أصحابى بحمار وحش، وأنا مشغول أخصف نعلى، فلم يؤذنونى، وأحبّوا أن لا أبصرته، فجعل بعضهم يضحك إلى بعض، فالتفتّ فأبصرته، وذكر الحديث «2» . وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أحرموا عام الحديبية ولم يحرم أبو قتادة؛ وفى آخر الحديث: وخشينا أن نقتطع «3» ، فطلبت النّبيّ صلى الله عليه وسلم أرفع شأوا وأسير شأوا «4» ، فلقيت رجلا من بنى غفار فى جوف الليل، فقلت: أين تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: تركته بتعهن، وهو قائل «5» السّقيا. فقلت: يا رسول الله(3/1041)
إنّ أصحابك يقرءون عليك السلام، وإنهم قد خشوا أن يقتطعهم العدوّ دونك، فانتظرهم «1» . ففعل.
فصحّ من هذا الحديث أنّ تعهن بين القاحة والسّقيا.
قادس
بالسين المهملة: رجل من أهل خراسان «2» . وسمّيت القادسية بالعراق لأنّ قوما من أهل قادس نزلها. وانظر فى كتاب الباء رسم بكّة ورسم بانقيا. وقيل إنّما سمّيت القادسية بقادس، رجل من أهل هراة، قدم على كسرى، فأنزله موضع القادسية.
ذو قار
بالراء المهملة أيضا «3» ؛ قال أبو حاتم عن الأصمعىّ: ذو قار: واد على ثلاث من منّى؛ والدليل على أنّه واد بنهار فيه الماء قول أوس بن حجر:
يا لتميم وذو قار له حدب ... من الرّبيع وفى شعبان مسجور
وإذا كان فى شعبان مسجورا فماؤه لا ينقطع، لأنّه عندهم من شهور القيظ.
وقال أبو عبيدة: ذو قار: متاخم لسواد العراق. قال: وأصابت بكر بن وائل سنة، فخرجت حتى نزلت بذى قار، وأقبل حنظلة بن سيّار العجلىّ حتّى ضرب قبّته بين ذى قار وعين صيد، وكان يقال له حنظلة القباب، كانت له قبّة حمراء إذا رافعها انضمّ إليه قومه، وقال: لا تفرّوا حتّى تفرّ هذه القبّة.
فأتاهم عامل كسرى على السّواد، ليخرجهم منه، فأبوا، فقاتلهم، فهزموه.
فهو يوم ذى قار الأوّل، ويوم القبّة، ويوم عين صيد. واحتفر قيس بن مسعود(3/1042)
إذ ذاك بذى قار المنجشانيّة، سمّيت بغلام له احتفرها، يسمّى منجشان.
فأمّا يوم ذى قار الثانى، فهو اليوم الذي هزمت فيه بكر جموع الأعاجم، وجيوش فارس، وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أوّل يوم انتصفت فيه العرب من العجم، وبى نصروا. ويسمّى أيضا يوم حنو قراقر، ويوم الجبابات، ويوم العجرم، ويوم الغذوان، وهو ماء؛ قال أبو عبيدة: وكلهنّ حول ذى قار. والجبابات أيضا: موضع آخر بين ديار بكر والبحرين؛ ورئيس جماعة بكر يومئذ هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود؛ ومن قال إنّه جدّه هانئ بن مسعود فقد خطئ، لأنّه لم يدرك يوم ذى قار.
قال أبو عبيدة: النّويطف: ماء من القصيمة دون عين صيد. قال:
والكلواذية: هناك أيضا، كلّها من أرض السواد.
وقال أبو عبيدة: وقد غزت بكر بنى يربوع من عين صيد المذكورة، فسارت حتّى لقيت أنف الزّوراء من الصّحراء، على مرحلتين من عين صيد، ثم إلى سفار مرحلة، ثم إلى ذى كريب، إلى بطن المذنب، إلى ذى طلوح؛ وقد أنذر بهم عميرة بن طارق اليربوعىّ قومه بنى يربوع، وكان نازلا فى أخواله بنى عجل، فهزمت بنو يربوع بنى عجل، وأسروا الحوفزان يومئذ، وركبت بنو تيم اللّات الفلاة، فقلّ من نجا منهم، فهو يوم الصّمد، ويوم ذى طلوح، ويوم أود، ويوم ذى أخثال، وكلّهنّ حول ذى طلوح.
وقال الفرزدق:
ونحن الذين يوم أخثال قرّنوا ... أسارى بنى بكر وفلّوا الكتائبا
وقال جرير:(3/1043)
منّا فوارس منعج وفوارس ... شدّوا وثاق الحوفزان يأود
قارة
بالراء المهملة: موضع مذكور فى رسم قوّ «1» .
قاصية
على لفظ فاعلة من القصوّ: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم حفاف.
القاطول
: موضع «2» قريب من الجزيرة والموصل، فاعول من القطل، وهو القطع، كما يقال ناقور من النّقر، قال الأخطل:
فأقلت حاتم بفلول قيس ... إلى القاطول وانتهك الفرار
القاعة
بالعين المهملة: منازل بنى مرّة بن عبّاد، من قيس بن ثعلبة؛ وتسمّى الأجواف أيضا. قال الأسود بن يعفر، وكان جاورهم، فأغار على إبله ناس من يكر بن وائل:
وما كانت الأجواف منّى محبّة ... وساكنها من غدّة وأفاعى «3»
طحون كملقى مبرد القين فعمة ... بجرعاء ملح أو بجوّ نطاع «4»
ملح ونطاع: موضعان هناك.
والقاعة أيضا موضع آخر من ديار بنى سعد بن زيد مناة بن تميم، وفيه أغار الحوفزان، وهو الحارث بن شريك، على بنى سعد، فحاز نعما ونساء، واتّبعه قيس بن عاصم فى بنى منقر، حتّى أدركته بجدود، وهو ماء لبنى يربوع وكانت بنو يربوع قد أوردت بكرا على أن أسهموا لهم فى الغنيمة، فذلك يقول قيس:(3/1044)
جزى الله يربوعا بأسوإ فعلها ... إذا ذكرت فى النّائبات أمورها
ويوم جدود قد فضحتم أباكم ... وسالمتم والخيل تدمى نحورها
وقال الفرزدق يعنى بنى يربوع:
أتنسى بنو سعد جدود التى بها ... خذلتم بنى سعد على شرّ مخذل
القافية
على وزن فاعلة: موضع بمشرق صنعاء. ومنازل خولان العالية، ما بين نقم جبل صنعاء، وما بين القافية.
القاقزان
بكسر القاف الثانية، وبالزاى المعجمة: ثغر دستبى من بلاد الدّيلم، وقد تقدّم ذكره فى رسم قزوين.
قانية
بكسر النون، بعدها الياء أخت الواو، على وزن فاعلة: ماء لبنى سليم، مذكور فى رسم تعار.
القاف والياء
قباء
بضمّ أوّله، ممدود، على وزن فعال؛ من العرب من يذكّره ويصرفه، ومنهم من يؤنثّه ولا يصرفه، وهما موضعان: موضع فى طريق مكة من البصرة. وقباء آخر المدينة، قال ابن الزّبعرى فى صرفه:
حين حكّت بقباء بركها ... واستحرّ القتل فى عبد الأشل «1»(3/1045)
وقال الأحوص «1» :
ولها مربع ببرقة خاخ ... ومصيف بالقصر قصر قباء
وقال ابن الأنبارىّ فى كتاب التذكير والتأنيث، وقاسم بن ثابت فى الدلائل، قالا: وقد جاءت قبا مقصور، وأنشدا:
فلأبغينّكم قبا وعوارضا ... ولأقبلنّ الخيل لاية ضرغد
وهذا وهم منهما، لأنّ الذي فى البيت إنما هو «قنا» بفتح القاف، بعدها النون، وهو جبل فى ديار بنى ذبيان وهو الذي يصلح أن يقرن ذكره بعوارض، وكذلك أنشده جميع الرّواة الموثوق بروايتهم ونقلهم فى هذا البيت.
وحدّث ابن كريم المازنىّ، عن مازن بن عمرو بن النّجّار، عن أبيه، قال:
سأل معاوية جدّى عن أموال المدينة، فقال: أخبرنى عن قباء. قال: إن صببت بها صبّا، وكددتها كدّا، سدّت لك مسدّا. قال: أخبرنى عن خطمة. قال: رشاء بعيد، وحجر شديد، وخير زهيد. قال: فالقفّ. قال:
لأعاليه وأسافله أفّ.
وروى ابن أبى شيبة وابن نمير، عن عبيد الله بن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، كان يأتى قباء ماشيا وراكبا.
زاد ابن نمير: ويصلّى ركعتين.
قباقب
بضمّ أوّله. وفتح ثانيه، بعدهما مثلهما، على وزن فعالل: نهر فى بلاد الروم، مذكور فى رسم عرقة.(3/1046)
القبائض
بفتح أوّله، مهموز الياء، بعده ضاد معجمة: موضع متّصل بجفاف المتقدّم ذكره، قال ابن مقبل:
منها بنعف جراد فالقبائض من ... ضاحى جفاف مرى دنيا ومستمع «1»
قبراث
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة، وألف وثاء مثلثة «2» :
موضع قد تقدّم ذكره فى رسم برقعيد.
القبلّاذ
بضمّ أوّله وثانيه، بعده لام مشددة، وألف وذال معجمة «3» : من أعمال عمّورية، سيأتى ذكره فى رسم القيذوق.
معادن القبليّة
بفتح أوّله وثانيه، وكسر اللام؛ وتشديد الياء أخت الواو على لفظ المنسوب: قال أبو عبيد: هى من ناحية الفرع؛ وسيأتى ذكرها فى رسم قدس، وهى التى أقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال بن الحارث المزنىّ «4» .(3/1047)
القاف والتاء
قتائد
بفتح أوّله «1» ، على لفظ جميع قتادة: موضع معروف كانت فيه «2» قتائد نابتات، فسمّى بها، قال حديفة بن أنس:
فأدبر يحدو الضّأن بالمثن مصعدا ... تلافاهما بين القتائد جندب
ورواه السّكرىّ: عند القتائد، بضم القاف. ولم تختلف الرواية فى شعر عبد مناف بن ريع الهذلىّ فى ضمّ القاف من قتائدة، بزيادة هاء التأنيث، قال عبد مناف:
حتّى إذا أسلكوهم فى قتائدة ... شلّا كما تطرد الجمّالة الشّردا
وقال اليزيدى عن ابن حبيب: قتائدة: جبل بين المنصرف والرّوحاء.
قال أبو الفتح: همزة قتائدة أصل، لأنّها حشو، ولم يدلّ على زيادتها دليل، ولا نحملها على جرائض وحطائط، لقلّة ذنيك.
قتاد
بضمّ أوّله «3» ، وبالدال المهملة: موضع فى ديار بنى سليم، غزتهم فيه تميم وقد علموا أن الحىّ خلوف، فأنجدت بقيّة الحىّ رعل، فهزمت بنو تميم، فقال النّابغة:
فدى لبنى رعل ظريفى وتالدى ... غداة قتاد بل فداء لهم أهلى
القتّار
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، بعده راء مهملة: رستاق من رساتيق الجزيرة، متّصل بالبشر، قال ابن أحمر:(3/1048)
إلى البشر فالقتّار فالجسر فالصّفا ... بكالحة الأنياب صمّاء صلدم
والجسر: جسر منبج.
القاف والحاء
قحاد
بضمّ أوّله، وبالدال المهملة، على وزن فعال: موضع بالعراق، قال أبو داود فى غزوة غزاها قابوس بن المنذر بالشام:
ولقد صببن على تنوخ صبّة ... فجزينهم يوما بيوم قحاد
قحد
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة: طريق معرفة بين الجحفة والمدينة.
القحقح
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه بعدهما مثلهما: موضع بين ديار شيبان وديار بنى رياح، وفيه أدركت بنو يربوع «1» المجبّه، أحد بنى أبى ربيعة ابن ذهل، وكان أغار على سرح لهم، فقتلوه وقتلوا عمرو «2» بن القريم، أحد بنى تيم بن شيبان؛ وقال سحيم بن وثيل الرّياحىّ:
ونحن تركنا ابن القريم بقحقح ... صريعا ومولاه المجّبه للفم
فهو «3» يوم القحقح، ويوم بطن المالّة.(3/1049)
القاف والدّال
قدار
بضمّ أوّله، وبالزاء المهملة، على وزن فعال: درب من دروب الروم؛ قال امرؤ القيس:
ولا مثل يوم فى قدار ظللته ... كأنّى وأصحابى على قرن أعفرا
ويروى: «فى قداران ظلته» . ورواه محمّد بن حبيب: «فى قذاران» ، بالذال المعجمة.
القدام
بكسر أوّله، على وزن فعال: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم أثلة.
قدة
بكسر أوّله منقوص «1» مثل عدة هو الموضع المعروف بالكلاب.
وقد تقدّم ذكره ذلك فى حرف الكاف، وهو مذكور أيضا فى رسم جنفى.
قدر
على لفظ الواحدة من القدور: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم غسل.
قدس
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده سين مهملة: من جبال تهامة.
وهو جبل العرج يتّصل بورقان، قال الأنبارىّ «2» : قدس: مؤنّثة لا تجرى، اسم للجبل وما حوله فأمّا قول زهير:
ولنا بقدس فالنّقيع «3» إلى اللّوى ... رجع إذا لهث السّبنتى الوالغ
فإنّه أجراها ضرورة. ورجع: غدران، الواحد رجع «4» . وقدس ينقاد إلى المتعشى، بين العرج والسّقيا، ويقطع بينه وبين قدس الآخر الأسود عقبة يقال لها حمت. قاله السّكونى. قال: ونبات القدسين العرعر والقرظ والشّوحط، وهما لمزينة وفيهما أو شال.(3/1050)
ومن حديث عكرمة عن ابن عبّاس أنّ رسول الله أقطع بلال بن الحارث المزنىّ معادن القبليّة، جلسبّها وغوريّها، إلى حيث يصلح الزرع من قدس.
وقال مزرّد بن ضرار لكعب بن زهير:
وأنت امرؤ من أهل قدس وآرة ... أحلتك عبد الله أكناف مبهل
ورواه ابن دريد: «وأنت امرؤ من أهل قدس أوارة» ، على الإضافة.
وقال: قدس هذا الجبل: يعرف بقدس أوارة. وهذا وهم منه، لأنّ أوارة لبنى تميم غير شكّ من بلاد اليمامة، وإنما هو «من أهل قدس وآرة» ؛ فقدس لمزبنة، وآرة لجهينة. وقال يعقوب: هما لجهينة. وقوله «أحلّتك عبد الله» : يعنى عبد الله بن غطفان. ومبهل: لهم. وقال يعقوب ابن السّكّيت: هما مبهلان: واديان يتماشيان من بين ذى العشيرة، وبين الحاجر، حتّى يفرغان «1» فى الرّمّة، كثير حمضهما، وهما لعبد الله بن غطفان. قال:
رهمان: واد أيضا يماشيهما. نقلت ذلك من خطّ يعقوب. وآرة التى ذكر:
جبل شامخ، يقابل قدسا الأسود، من عن يسار الطريق، وقال يعقوب:
قدس وآرة: لجهينة، بين حرّة بنى سليم وبين المدينة.
وقال السّكونى: ينفجر من جوانب آرة عيون، على كلّ عين قرية.
فمنها قرية غنّاء يقال لها الفرع، وهى لقريش والأنصار ومزينة. ومنها قرية يقال لها المضيق، وقرية يقال لها المحضة، وقرية يقال لها خضرة، وقرية الفعو، يكتنف هذه القرى آرة من جميع جوانبها. وفى هذه القرى نخل وزرع «2» ، وهى من السّقيا على ثلاث مراحل، عن يسار مطلع الشمس، وواديها يصبّ(3/1051)
فى الأبواء، ثم فى ودّان؛ وودّان: من أمّهات القرى، لضمرة وكنانة وغفار وفهر قريش، ثم فى الطّريقة «1» ، وهى قرية ليست بالكبيرة على شاطىء البحر.
واسم وادى آرة حقيل، وقرية يقال لها خلص، وأخرى يقال لها ونعان.
قال الشاعر:
فإنّ بخلص فالبريراء فالحشا ... فرقد إلى البقعاء من وبعان
جوارى من حيّى عداء كأنّها ... مها الرّعل ذى الأزواج غير عوان
ويقابل القدسين عن يمين الطريق للمصعد جبلان، يقال لهما نهبان؛ نهب الأسفل، ونهب الأعلى، وهما لمزينة، ولبنى ليث، فيهما شقص؛ وفى نهب الأعلى ماء عليه نخلات، يقال له ذو خيم؛ وفيه أو شال غير هذه البئر المذكورة.
ويفرق بين النّهبين. وبين قدس وورقان الطريق. وفيه العرج، ووادى العرج يقال له مسيحة «2» ، نباته المرخ والأراك والثّمام. ويتّصل بالقدسين جبال كثيرة ليست بشوامخ، تسمّى ذروة، وهى مذكورة فى مواضعها.
قدم
بضمّ أوّله وفتح ثانيه: موضع باليمن، وإليه تنسب الثياب القدميّة.
قدوم
بفتح أوّله، على وزن فعول: ثنيّة بالسّراة، وهو بلد دوس.
وفى حديث الطفيل بن عمر الدّوسى ذى النور: فلمّا أوفيت من قدوم سطع من كداء نور.
وانظره فى رسم المخيّم. والمحدّثون يقولون قدّوم، بتشديد ثانيه.(3/1052)
وفى الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: واختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدّوم. ورواه أبو الزناد: بالقدوم، مخفّفا، وهو قول أكثر اللغويّين. وقال محمّد بن جعفر اللّغوىّ: قدّوم: موضع، معرفة، لا تدخل عليه الألف واللام. هكذا ذكره بالتشديد. قال: ومن روى فى حديث إبراهيم اختتن بالقدوم مخفّفا، فإنما يعنى الذي ينجر به. وروى البخارىّ فى كتاب الجهاد، فى باب «الكافر يقتل المسلم ثم يسلم» ، من طريق عمرو بن يحيى «1» ، قال: أخبرنا جدّى أن أبان بن سعيد أقبل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر، بعد ما افتتحوها «2» ، فقال: يا رسول الله أسهم لى. فقال له «3» أبو هريرة لا تسهم له «4» يا رسول الله، هذا قاتل ابن قوقل. فقال أبان لأبى هريرة:(3/1053)
وا عجبا لوبر تدلّى «1» علينا من قدوم ضأن، ينعى علىّ قتل رجل مسلم أكرمه الله على يدىّ، ولم يهنّى على يديه. وخرّجه البخارىّ أيضا فى غزوة خيبر.
هكذا رواه الناس عن البخارىّ: قدوم ضأن، بالنون، إلّا الهمدانى، فإنّه رواه من قدوم ضال، باللام، وهو الصواب «2» إن شاء الله. والضال:
السّدر البرّى. وأمّا إضافة هذه الئنيّة إلى الضأن فلا أعلم لها معنى.
قدومى
بفتح أوّله، وبزيادة ألف التأنيث على الذي قبله: موضع ببابل، أو بالجزيرة «3» .
قديد
بضمّ أوّله، على لفظ التصغير: قرية جامعة، مذكورة فى رسم الفرع، وفى رسم العقيق، وهى كثيرة المياه والبساتين.
روى ابن عبّاس أن النبي صلى الله عليه وسلم صام حتّى أتى قديدا، ثم أفطر حتى أنى مكّة.
هكذا روى شعبة عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس؛ والعلاء بن المسيّب، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عبّاس. ورواه الزّهرىّ عن عبيد الله، بن عبد الله، عن ابن عبّاس: فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر. وهذه الرواية أصحّ وأثبت. وبين قديد والكديد ستّة عشر ميلا؛ الكديد أقرب إلى مكّة.
وسمّيت قديدا لتقدّد السّيول بها؛ وهى لخزاعة. وبقديد كانت وقعة الخارجىّ الذي يقال له طالب الحقّ مع أهل المدينة «4» ، فقالت المدنيّة ترثيهم:(3/1054)
يا ويلتا وويلا ليه ... أفنت قديد رجاليه
وهناك مات القاسم بن محمّد حتف أنفه.
وفى الكتب القديمة: أنّ ق يدا هو الوادى الذي وقعت فيه الريح بسليمان، وأنه هو الذي أتى فيه بصاحبة سبأ. والمشلّل: من قديد؛ وبالمشلّل كانت مناة التى كانوا يعبدونها. وقال مالك: كانت حذو قديد، وكان الأنصار قبل أن يسلموا يهلّون بمناة الطاغية.
قذاذية
بفتح أوّله، وبذال أخرى بعد الألف، وبعدها ياء: موضع من ثغور خرشنه، مذكور فى رسم ماوة.
القذاف
بكسر أوّله، وبالفاء فى آخره: موضع يضاف إليه روض «1» القذاف. وقد ذكره فى رسم مخفّق «2» .
قذالة
بفتح أوّله: أكمة بالكور، مذكورة معه.
القاف والراء
القرات
بضمّ أوّله، وبالتاء المعجمة باثنتين فى آخره: موضع بالشام «3» ، قال عمرو بن شأس:
ونحن قتلنا بالقرات وجزعه ... عديّا فلم يكسر به عود حنظل
وعدىّ «4» : ملك من ملوك اليمن، كان غزا بنى أسد، وقال الكميت:(3/1055)
وخضنا بالقرات إلى عدىّ ... وقد ظنّت بنا مضر الظّنونا
بحورا تعرق السّبحاء فيها ... ترى الحرد العتاق لها سفينا
وقد صحّفة بعض العلماء، فقال: «وخضنا بالفرات» ، وإنما أوهمه وأوقعه فى هذا التّصحيف قوله خضنا، ولو تدبّر البيت الثانى لسلم من التصحيف.
وقال عبيدة أخو «1» بنى قيس بن ثعلبة دودان «2» :
أليسوا فوارس يوم القرات ... والخيل بالقوم مثل السّعالى؟
قراح
بضمّ أوّله أيضا «3» ، وزيادة ألف بين الراء والحاء: موضع بساحل البحرين، قال النّابغة:
كأنّ الظّعن حين طفون ظهرا ... سفين الشّحر يمّمت القراحا
وقيل: قراح: مدينة وادى القرى، وانظره فى رسم بزاخة. وقال عمارة بن عقيل:
هو من ساحل هجر، وأنشد لجدّه جرير:
ظعائن لم يدنّ مع النّصارى ... ولم «4» يدرين ما سمك القراح
القراصة
بكسر أوّله، وبالصاد المهملة: هى بئر بالمدينة «5» ، وبها كان حائط جابر بن عبد الله الذي عرض أصله وثمره على يهود، بما كان لهم على أبيه من الدين، فأبوا أن يقبلوها منه، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إذا كان جدادها فجدّها ثم أتنى؛ ففعل، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرّك ودعا الله أن يؤدّى عن عبد الله. ثم قال: يا جابر، اذهب إلى(3/1056)
غرمائك فشارطهم على سعر «1» ، وأت بهم. ففعل، فقال بعضهم لبعض:
ألا تعجبون لهذا، عرض أصله وثمره فأبينا، ويزعم أنه يوفّينا من ثمره؟ فجاء بهم حتى وفاهم حقوقهم، وفضل منها مثل ما كانوا يجدّون كلّ سنة. رواه الزّبير وغيره.
قراضبة
بفتح أوّله «2» ، وبالضاد المعجمة، وبعدها باء معجمة بواحدة، وهاء التأنيث: موضع ذكره الخليل، وأنشد لبشر بن أبى خازم.
وحلّ الحىّ حىّ بنى سبيع ... قراضبة ونحن لهم إطار
وقال غيره: القراضبة: المحتاجون «3» ، واحدهم قرضوب: ووقع هذا البيت فى حرف الطاء من كتاب العين شاهدا على الإطار:
وحلّ الحىّ حىّ بنى سبيع ... قراضبة...... الخ.
بضمّ القاف. هكذا صحّ النقل فى الموضعين، وكذلك يروى عن أبى عبيد، بضمّ القاف.
قراقر
بضمّ أوّله، وبعد الألف قاف وراء كاللتين قبلهما: موضع فى ديار كلب «4» ، قال زيد الخيل:(3/1057)
وأقفر منها الجوّ «1» جوّ قراقر ... وبدّل آراما مذانبها السّفل
قال خالد «2» بن الوليد:
ضلّ ضلال رافع أنّى اهتدى «3» ... فوّز من قراقر إلى سوى «4»
خمسا إذا ما ساره الجيش بكى «5» وكان رافع الطائى دليله إلى دومة الجندل. وسوى بضمّ أوّله، منوّن، هكذا حكاه ابن دريد. وسوى: موضع مذكور فى موضعه. وقال النابغة:(3/1058)
يظلّ الإماء يبتدرن قديحها ... كما ابتدرت كلب مياه قراقر «1»
ويدلّ أنّ قراقر بشقّ الشام قول حاتم:
وإنّ بنيه قد نأونا بدارهم ... فحوران أدنى دارهم ففراقر
لأنّ حوران من عمل دمشق.
وحنو قراقر: بالسّواد «2» ، مذكور فى رسم ذى قار. وفى أحد هذين الموضعين أغارت بنوا تميم على لطيمة باذام عامل كسرى على اليمن، بعث بها إلى كسرى، وكان خفيرها هوذة بن علىّ، فهو يوم قراقر ويوم حمضى، قال الفرزدق:
ونحن صبحنا الحىّ يوم قراقر ... خميسا كأركان اليمامة مدسرا
أبى يوم جاءت فارس بجنودها ... على «3» حمضى ردّ الرّئيس المسوّرا
وحمضى: موضع هناك. وفيه أغاروا على اللطيمة «4» ، فقتلوا خفراءها وأساور كانوا معها، وأسرت بنو سعد هوذة بن علىّ؛ ففى ذلك يقول شاعرهم:
ومنّا رئيس القوم ليلة أدلجوا ... بهوذة مقرون اليدين إلى النّحر
وردنا به نخل اليمامة عانيا ... عليه وثاق القدّ والحلق السّمر
ففدى نفسه بثلاث مئة بعير، ثم احتيل «5» على بنى تميم، فمنعهم كسرى(3/1059)
الميرة، وكان عام سنة «1» ، ثم بعث بميرة إلى المشقّر، وأعلمهم أنه بعث بها إليهم، لما بلغه من جهدهم، فجعلوا يدخلون رجلا رجلا ويقتلون، وهم يظنّون أنّهم ينفذون من الباب الآخر.
قراقرى
بزيادة ألف التأنيث على الذي قبله: موضع ذكره الخليل ولم يحدّده.
القربق
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة مضمومة «2» ، وقاف، على وزن فعلل: قليب معروفة بالبادية، قال الراجز: [سالم ابن قحفان العنبرى «3» ] :
ما شربت بعد قليب القريق ... من شربة غير النّجاء الأدفق
يا بن رقيع هل لها من مغبق «4»(3/1060)
القرّجان»
بضمّ أوّله، وتشديد ثانيه، بعده جيم، على وزن فعّلان:
موضع مذكور فى رسم قومس.
فرجن
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده جيم مفتوحة، ونون «2» :
قرية من قرى الرّى «3» ، إليها ينسب علىّ بن الحسين القرجنىّ، يروى عنه «4» العقيلىّ.
قرح
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده حاء مهملة أيضا: موضع «5» .
قال بن مقبل:
كنخل بأعلى قرح حيط فلم يزل ... له مانع حتّى أنى فتمتّعا «6»(3/1061)
وقال الأحوص:
عفا السّفح فالرّيّان من أمّ معمر ... فأكناف قرح فالجمانان فالغمر
وهى مواضع متدانية، محددة فى رسومها.
القرحى
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده حاء مهملة، مقصور «1» ، على وزن فعلى: موضع فى ديار بنى تميم؛ قال البعيث يرثى ابنه بكرا «2» :
وذاك الفراق لا فراق ظعائن ... لهنّ بذى القرحى مقام ومحتمل
قردى
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: كورة «3» فى ديار ربيعة وهى، كلها بين الحيرة «4» والشام. وانظره فى رسم جابة.
قرّى
بضمّ أوّله، وتشديد ثانيه، بعده ياء، على وزن فعلى: موضع ببلاد بنى الحارث. وقال أبو حنيفة: قرّى: ماءة قريبة من تبالة؛ قال طفيل:
غشيت بقرّى فرط حول مكمّل ... رسوم ديار من سعاد بمنزل «5»
وقد أضافه جعفر بن علبة الحارثىّ إلى سحبل، فدلّ أنّهما متصلان، قال:
ألهفى بقرّي سحبل حين أجلبت ... علينا الولايا والعدوّ المباسل
لهم صدر سيفى يوم بطحاء سحبل ... ولى منه ما ضمّت عليه الأنامل «6»(3/1062)
قرّان
بزيادة نون، على لفظ الذي قبله: جبل بالحمى، مذكور فى رسم النّير. وقال الطّوسىّ: قرّان: قرية باليمامة، نخلها معطش، ولذلك قال كعب بن زهير:
وصاح بها جأب كأن نسوره ... نوى عضّه من تمر قرّان عاجم «1»
فخصّه لصلابته «2» ، وجعله معجوما، لأنّه أصلب، ليس بنوى نبيذ ولا خلّ.
وقال أبو حاتم: قرّان: رستاق من رسانيق اليمامة. والصحيح أنهما موضعان؛ قال العرجىّ يعنى التى فى الحمى:
لقرّان ساروا أم غرانا تيمّموا ... لك الويل أم حلّوا بقرن المنازل
وأهل قرّان اليمامة أفصح بنى حنيفة، لأنّها بعيدة من حجر. ومنها هوذة ابن علىّ ذو التّاج، وصهبان بن شمر بن عمرو سيّد «3» أهل قرّان، وعين المسلمين على بنى حنيفة حين ارتدّوا وتنبّأ فيهم مسيلمة. وقرّان هذه قبل ملهم؛ قال أبو نخيلة يهجو أهل ملهم لأنّهم لم يقروه، وسرقوا بتّه وبتّ صاحبه عثجل، ويمدح أهل قرّان، لأنهم قروهما:
بقرّان فتيان سباط «4» أكفّهم ... ولكنّ كرسوعا بملهم أجذما
ألا تتّقون الله أن تحرموا القرى ... وأن تسرقوا الأضياف بأهل ملهما!(3/1063)
قرّة
بضمّ أوّله، وتشديد ثانيه، بعده هاء التأنيث: أرض مذكورة فى رسم القيذوق، وهى قرية بأذربيجان.
ودير قرّة أيضا: بالعراق، وقد تقدّم ذكره فى حرف الدال.
قرسان
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده سين مهملة، على وزن فعلان: جزائر معروفة.
روى قاسم بن ثابت من طريق الحميدىّ، عن سفيان، عن أبى حمزة، عن عكرمة، عن رجل من قريش، أنّهم كانوا فى سفينة، فحجتهم «1» الريح نحو جزائر قرسان، قال: فبينا أنا أمشى فيها إذا لقينى شيخ، فسألنى ممّن أنت؟ فقلت: رجل من قريش. فتنفّس، ثم أنشأ يقول:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصّفا ... أنيس ولم يسمر بمكّة سامر
الأبيات كلّها، فقلت: ممّن أنت يرحمك الله؟ قال من جرهم.
القرطان
على تثنية قرط الأذن: موضع قبل تثليث، قال ابن مقبل:
فتثليث فالأرسان فالقرطان «2»
القرعاء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده عين مهملة، ممدود، على فعلاء: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم اللهابة.
والقعراء، بتقديم العين على الراء: موضع آخر، قد تقدّم ذكره فى رسم ذروة.(3/1064)
قرقرى
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعدهما مثلهما، على بناء فعللى:
ماء لبنى عبس، بين برك وخيم قد تقدّم ذكره فى رسم الغمر. وقال أبو حاتم، عن الأصمعىّ: قرقرى ماء لبنى عبس، بين الحاجر ومعدن النّقرة.
قال الحطيئة:
بذى قرقرى إذ شهدّ الناس حولنا ... فأسديت ما أعيا بكفّيك نائره
وقال مالك بن الرّيب:
بعدت وبيت الله من «1» أهل قرقرى ... ومن «2» أهل موسوج، وزدت على البعد «3»
وقال آخر:
أشبّ لها القليّب من بطن قرقرى ... وقد تجلب الشيء البعيد الجوالب «4»
قرقرة الكدر
بضمّ أوّله «5» ، وإسكان ثانيه، بعدهما مثلهما، مضافة(3/1065)
إلى كدر القطا. وهى على ستّة أميال من خيبر.
وفى حديث بدر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج فى أصحابه حتى بلغ قرقرة الكدر، فأغدره، أى خلّفه.
وبقرقرة الكدر قتل ابن أنيس صاحب المخصرة وأصحابه، اليسير ابن رزام اليهودىّ وأصحابه «1» .
قرقيسيا
بفتح أوّله «2» ، وإسكان ثانيه، بعده قاف أخرى مكسورة، وياء وسين مهملة، وياء أخرى، وألف: كورة من كور ديار ربيعة، وهى كلّها بين الحيرة «3» والشام.
قرماء
مفتوح الثلاثة، ممدود، على بناء فعلاء. هكذا ذكره سيبويه، وذكر معه جنفاء، اسم موضع أيضا؛ وقد تقدّم ذكر قرماء وتحديده فى رسم الخرج.
قرمان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ميم، على وزن فعلان:
موضع ذكره أبو بكر.
وقرمان، بزاى معجمة: موضع آخر، سيأتى ذكره بعد هذا إن شاء الله(3/1066)
قرمد
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ميم مفتوحة، ودال مهملة:
موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الحضر.
قرملاء
بفتح أوّله، ممدود: موضع ذكره أبو بكر أيضا.
قرميسين
بكسر أوّله «1» ، وإسكان ثانيه، بعده ميم مكسورة، وياء، وسين مهملة، ثم ياء ونون: موضع بينه وبين آمد ثلاث، وهو بلد جليل من كور الجبل، ويجوز فى تعريبه ما جاز فى نصيبين ونظائرهما.
وإلى قرميسين ينسب أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد بن عبد الله القرميسينىّ البصرىّ اللغوىّ، صاحب التأليف فى الحماسة وغيرها.
المواضع المعروفة بقرن
بفتح أوّله وإسكان ثانيه
قرن الثّعالب
جمع ثعلب: موضع تلقاء مكّة؛ قال نصيب:
أجارتنا فى الحجّ أيّام أنتم ... ونحن نزول عند قرن الثّعالب
قرن ظبى
قد تقدّم ذكره وتحديده «2» فى رسم مويسل.
قرن غزال
قد تقدّم ذكره فى حرف الغين.
قرن المنازل
مذكور محدد فى رسم الشّراء. وقد تقدّم الشاهد عليه فى رسم قرّان آنفا. وقال عمر بن أبى ربيعة:
ألم تسأل الرّبع أن ينطقا ... بقرن المنازل قد أخلقا؟(3/1067)
قرن
بفتح أوّله وثانيه، على لفظ اسم «1» الكنانة: جبل معروف كانت فيه وقعة لغطفان على بنى كنانة، فهو يوم قرن «2» .
قرنا أمّ حسّان
على لفظ اسم الرّجل: جبلان مذكوران فى رسم الضّفن.
القرنان
على لفظ الذي قبله: جبلان قد تقدّم ذكرهما فى رسم فيد.
القرنتان
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده نون أيضا، على لفظ التثنية موضع قد تقدّم ذكره فى رسم أيد، ويشهد لك أنه تلقاء عالج قول لبيد:
جعلن جبال القرنتين وعالجا ... يمينا ونكّبن البدىّ شمائلا
البدىّ: وادى بنى عامر. وكانت بالقرنتين وقعة بين بنى كنانة وغطفان، فهو يوم القرنتين. وقد تقدّم ذكره أيضا فى رسم تياس.
ذات القرنين
على لفظ تثنية الذي قبله: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم ظلم.
القروان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه وفتحه معا: موضع مذكور فى رسم ساق «3» .
قرورى
بفتح أوّله وثانيه، بعده واو ساكنة، وراء أخرى مهملة، وألف(3/1068)
التأنيث مقصور: اسم موضع، قال ابن مقبل:
وللدّار من جنبى قرورى كأنّها ... قريح وشوم أتبعته أنامله
أى اتبعت التقريح بالنّثور.
قرون بقر
على لفظ جمع الذي قبله، مضاف إلى جمع بقرة: موضع فى ديار بنى عقيل.
القريتان
على لفظ تثنية قرية: موضع فى طريق البصرة إلى مكّة «1» ، قال القطامى:
كعناء ليلتنا التى جعلت لنا ... بالقريتين وليلة بالخندق
وهو مذكور أيضا فى رسم رامة. وقال مالك بن نويرة:
فمجتمع الأسدام من حول شارع ... فروّى جبال القريتين فضلفعا
وشارع: من منازل بنى تميم.
قربطاووس
بفتح أوّله وثانيه، وإسكان الياء أخت «2» الواو وفتح الطاء المهملة، بعدها ألف وواوان وسين مهملة: أرض ببلاد الرّوم، مذكورة فى رسم صاغرة.
القرينة
«3» على وزن فعيلة، من لفظ الذي قبله: موضع قبل حزوى؛ قال ذو الرّمّة:
عفا الزّرق من أكناف ميّة فالدّحل ... فأكناف «4» حزوى فالقرينة فالحبل(3/1069)
قرية
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، على لفظ الواحدة من القرى، معرفة لا تدخلها الألف واللام: موضع بين عقيق بنى عقيل واليمن، قال ابن مقبل:
عمدا الحداة بها لعارض قرية ... وكأنّها سفن بسيف أوال
القرىّ
«1» بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء مشددة، قال حميد ابن ثور:
عرفت المنازل بين القرىّ ... وبين المتالع «2» من أرض حام
القريّة
على لفظ تصغير الذي قبلها «3» ، لبنى سدوس، من بنى ذهل باليمامة، قال الحطيئة:
إنّ اليمامة خير ساكنها ... أهل القريّة من بنى ذهل «4»
كأنّه أراد مناقضة المخبّل فى قوله:
إنّ اليمامة شرّ ساكنها ... أهل القريّة من بنى ذهل(3/1070)
قوم أبار الله سادتهم ... فشريدهم كالقمّل الطّحل «1»
القمّل: صغار الجراد. وقال حاتم الطائى:
وتواعدوا شرب القريّة غدوة ... فحلفت مجتهدا لكيما يحبسوا
وقال الزّبير بن أبى بكر: كانت القريّة بين حرب بن أميّة ومرداس بن أبى عامر، وكان مرداس شرك فيها حربا، فحرّقا شجرا كان ملتفّا فيها، وقتلا هناك جنّانا، فسمعا هاتفا يقول:
ويلى «2» لحرب فارسا ... مطاعنا مخالسا
ويلى «3» لعمرو فارسا ... إذ لبسوا القلانسا
لنقتلن بقتله ... جحاجحا عنابسا
قال: فمات حرب ومرداس، ودفن مرداس بالقريّة، ثم ادّعاها بعد ذلك كليب بن عيهمة «4» السّلمىّ، فقال فى ذلك عبّاس بن مرداس:
إنّ القريّة قد تبيّن أمرها ... إن كان ينفع عندك التّبيين
حين انطلقت تخطّها لى ظالما ... وأبو يزيد بجوّها مدفون
أبو يزيد: كنية مرداس أبيه. وقال أميّة بن أبى الصّلت يرثى حربا، ويذكر(3/1071)
الجنّان، وكان حرب ابن خالة أمّ أميّة رقيّة بنت عبد شمس:
فلو قتلوا بحرب ألف ألف ... من الجنّان والأنس الكرام
رأيناهم له ذحلا وقلنا ... أرونا مثل حرب فى الأنام
وهذه القريّة التى ذكر الزبير هى غير الأولى، لأنّ هذه فى ديار بنى سليم، لا فى اليمامة.
القاف والزاى
قزمان
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، على وزن فعلان: موضع ذكره أبو بكر.
قزوين
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده واو مكسورة، وياء ونون:
معروفة، ببلاد الدّيلم «1» قال الكميت:
إمّا بفارس أو بقزوين التى ... تركتك غزوتها وأنفك أجدع
وقال الطّرمّاح:
طربت وشاقك البرق اليمانى ... بفجّ الريح فجّ القاقزان
ألم تر أنّ عرفان الثريّا ... يهيّج لى بقزوين احتزانى
القاقزان: ثغر دستبى، ببلاد الدّيلم أيضا.
القاف والسين
قسا
بفتح أوّله، مقصور، على وزن فعل، يكتب بالألف: جبل ببلاد باهلة، قال ابن أحمر:(3/1072)
بهجل من قسا ذفر الخزامى ... تداعى الجربياء به الحنينا «1»
قال أبو سعيد الضرير: قسا: مقصور: علم بالدّهناء، جبيل صغير لبنى ضبّة، وأنشد لمحرر بن المكعبر الضّبّى:
حتّى أتى علم الدهنا يواعسه ... والله أعلم بالصّمّان ما جشموا
وقال عمر بن لجأ:
فى الموج من حومة بحر خضرم ... ولمعة بين قسا والأخرم
وحكاه المطرّز فى باب المقصور المكسور أوّله [قسا. وحكاه القالىّ عن ابن الأنبارىّ، فى باب المكسور أوّله] «2» من الممدود: قساء؛ ثم قال فى المضموم من أوّله الممدود أيضا: قساء، بضمّ أوّله، لا تصرفه؛ فإن كسرت أوّله صرفته، فقلت قساء. قال ابن الأنبارىّ: وقد قصره ذو الرّمة، فقال:
أولئك أشباه القلاص التى طوت ... بنا البعد من نعفى قسا فالمصانع
قساس
بضمّ أوّله، وبسين مهملة أيضا فى آخره: موضع فى ديار بنى أسد، قد تقدّم ذكره فى رسم الثّلماء، قال أوفى بن مطر:
تجاوزت جمران «3» عن ساعة ... وقلت قاس من الحنظل
قسّ
بضمّ أوّله، وتشديد ثانيه، ويضاف إلى النّاطف، بالنون والطاء المهملة، بعدها فاء، فيقال: قسّ النّاطف: موضع معروف بالعراق. وبقسّ الناطف كانت «4» وقعة بين المسلمين وبين فارس، وكان على المسلمين يومئذ(3/1073)
أبو عبيد الثّقفىّ، وهو أبو المختار، فقتل أبو عبيد فى جماعة من المسلمين، وقتل أبو زيد الأنصارىّ، وهو أحد من جمع القرآن، فى خلق من الأنصار وأبنائهم، فقال حسّان:
لفد عظمت فينا الرّزيئة أنّنا ... جلاد على ريب الحوادث والدّهر
على الجسر قتلى لهف نفسى عليهم ... فواحزبا ماذا لقيت على الجسر!
قال أبو على: وقسّ، بفتح القاف: موضع تنسب إليه الثياب القسّيّة.
القسطل
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده طاء مهملة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الموقّر.
قسطنطينة
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، وضم الطاء المهملة: معروفة.
وكان اسم موضعها طوانة. قال أبو الفتح: يدلّ أنّ اللفظ بها هكذا قول أبى العيال:
أقام لدى مدينة آ ... ل قسطنطين وانقلبوا
فنسبها إلى قسطنطين. إلّا أن هذا الاسم لمّا كثرت حروفه، وتكرّر استعماله، خفّفت ياء الإضافة، كما خفّفت فيما ليس له طوله «1» .
وأنشد أبو زيد:
بكّى بدمعك «2» ، واكف القطر ... ابن الحوارى العالى الذّكر(3/1074)
القسم
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع معروف، ذكره أبو بكر
القسوميّات
بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، بعده واو وميم مكسورة، وياء مشددة: موضع قد تقدم ذكره فى رسم أسنمة.
قسيس
على لفظ تصغير الذي قبله: موضع مذكور فى رسم شوط.
قسيّان
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده ياء مشددة أخت الواو: موضع، قال ابن مقبل:
شقّت قسيّان فازورّت وما علمت ... فى أهل تربان من سوء ولا حسن
يريد أنّها لم تدن منهم.
القاف والشين
قشاوة
بضمّ أوّله: موضع متّصل بنقا الحسن، قال جرير:
بئس الفوارس يوم نعف قشاوة ... والخيل عادية على بسطام
وقال أيضا:
طال الثّواء ببر بروس وقد نرى ... أيّامنا بقشاوتين قصارا
بقشاوة ظفر بسطام قيس بن قيس ببنى سليط بن يربوع. قال ابن الأعرابىّ «1» :
كان لبسطام أربع وقعات: أسر يوم الصّحراء، وظفر يوم قشاوة، وانهزم يوم العظالى، وقتل يوم النّقا
القشيب
بفتح أوله، وكسر ثانيه: قصر من قصور مأرب، كان آخر ما بنى من قصورها، فسمّى بذلك. والقشيب من كل شىء: الجديد، وقد تقدّم ذكره فى رسم مأرب.(3/1075)
القاف والصاد
القصائر
بضمّ أوّله، على وزن فعائل من القصر: جبل ضخم، قاله أبو عمرو الشّيبانى، وأنشد للذّبيانىّ:
فجاءوا بجمع لم ير الناس مثله ... تضاءل منه بالعشىّ قصائر
قصاقص
بضمّ أوّله، وبقاف وصاد أخريين بعد الألف: موضع.
القصريان
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، على لفظ التثنية: رمل معروف، أنشد أبو زيد لخليفة بن حمل:
فما برحت حتّى تعرّض دونها ... من الرّمل رمل القصريين كثيب
ذو القصّة
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه: موضع فى طريق العراق من المدينة سمّى بذلك لقصّة فى أرضه. والقصّة الجصّ.
وفى الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن تقصيص القبور، أى تجصيصها. ومنه الحديث الآخر: أن الحائض لا تغتسل حتّى ترى القصّة البيضاء.
وذو القصّة على بريد من المدينة. وأخرج إلى ذو القصّة رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية أميرهم أبو عبيد بن الجرّاح، وقد تقدّم ذكر هذا الموضع فى رسم المضيّح.
وروى أبو عبيد القاسم بن سلام فى كتاب الأموال، من طريق صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه قال: دخلت على أبى بكر أعوده فى مرضه الذي توفّى فيه، فقلت: ما أرى بك بأسا والحمد لله، فو الله إن علمناك إلّا كنت صالحا مصلحا فقال: أما إنىّ ما آسى إلّا على ثلاث(3/1076)
فعلتهن، وثلاث لم أفعلهن، وثلاث لم أسأل عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وددت أنّى لم أفعل كذا، لخلّة ذكرها. قال أبو عبيد: لا أريد ذكرها.
قال: ووددت أنى يوم سقيفة بنى ساعدة كنت قذفت الأمر فى عنق أحد الرجلين: عمر أو أبى عبيدة، فكان أميرا وكنت وزيرا. ووددت أنى حيث كنت وجهت خالدا إلى أهل الرّدة أقمت بذى القصّة؛ فإن ظفر المسلمون ظفروا، وإلّا كنت تلقاء صدر أو مدد. ووددت أنّى إذ أتيت بالأشعث أسيرا أنّى كنت ضربت عنقه، فإنّه لا يرى شرّا إلّا أعان عليه «1» . ووددت أنّى يوم أتيت بالفجاءة «2» لم أكن أحرقته، وكنت قتلته سريحا «3» ، أو أطلقته نجيحا «4» . ووددت أنّى إذ وجّهت خالدا إلى الشام، كنت وجّهت عمر إلى العراق، فأكون قد بسطت يمينى وشمالى فى سبيل الله. وودت «5» أنّى سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل للأنصار فى هذا الأمر نصيب «6» وأنّى سألته عن ميراث العمّة، وابنة الأخ، فإنّ فى نفسى منهما حاجة «7» .(3/1077)
قصوان
على بناء فعلان، بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه: موضع ذكره أبو بكر.
القصيبات
على لفظ جمع قصيبة مصغّرة: موضع قريب من ضارج، مذكور فى رسم واردات. ويقال فيه القصيبة أيضا، على الأفراد. وقال بشر ابن أبى خازم:
بكلّ فضاء بين حرّة ضارج ... وخلّ إلى ماء القصيبة موكب
وبالقصيبة «1» قرية بها منازل بنى امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم «2» قال ذو الرّمّة.
ألا قبّح الله القصيبة قرية ... ومرأة مأوى كلّ زان وسارق
القصير
بضمّ أوّله، على لفظ تصغير قصر: موضع [بمصر] فى رسم اليحموم «3» .
القصيم
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء، وزن فعيل: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم رامة. قال بشر:
من اللائى غذين بغير بؤس ... منازلها القصيمة فالأوار «4»
فدلّك أنّها قبل أوار المتقدّم ذكره وتحديده «5» .(3/1078)
القصيمة
على لفظ تأنيث الذي قبله: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم ذى قار، من هذا الباب «1» .
قصيّة
على لفظ تصغير الذي قبله تصغير الترخيم «2» ، قال البعيث:
إلى ظعن بالصّلب صلب قصيّة ... إلى الخرج تحدوها القيان الصّوادح
القاف والضاد
قضة
بكسر أوّله، وتخفيف ثانيه، منقوص مثل عدة. قال ابن شبّة:
قضة: عقبة فى عارض اليمامة، وعارض: جبل اليمامة، وقضة من اليمامة على ثلاث ليال، وينسب إليها يوم من أيام البسوس، وهو يوم التّحالق «3» ، وذلك مذكور فى رسم واردات. وقال ابن الدّمينة:(3/1079)
من السّند المقابل ذا مريخ ... إلى الساقين ساقى ذى قضينا
وقال الجميح:
وإن يكن أهلها حلّوا على قضة ... فإنّ أهلى الألى حلّوا بملحوب
وقال الطائىّ:
يوم بكر بن وائل بقضات ... دون يوم المحمّر الزّنديق
قضيب
على لفظ واحد القضبان، لا تدخله الألف واللام: واد باليمن لمراد.
[وقال ابن حبيب: هو واد بأرض قيس عيلان «1» ] .
وقالت امرأة عمرو بن أمامة وهو عمرو بن المنذر امرئ القيس حين ثارت «2» به: سال قضيب بماء أو حديد «3» .
وقال عمرو بن معدى كرب:
قاد الجياد على وجاها شزّبا ... قبّ البطون شوازب «4» الأبدان
حتّى إذا أسرى تأوّب دوننا ... من حضرموت إلى قضيب ثمان «5»
وقال:
وكان مناهم أن يلحقونا ... ببطن قضيب فى شهر حلال «6»(3/1080)
وقال السّليك:
بحمد الإله وامرئ هو دلّنى ... حويت النّهاب من قضيب وتحتما
تحتم: أرض هناك أيضا. وقال عبد الله بن سليمة:
ألا صرمت حبائلها جنوب ... ففرّعنا «1» ومال بنا قضيب
القاف والطاء
روض القطا
على لفظ جمع قطاة: موضع قبل المعرسانيّات المتقدّم ذكره، قال الأخطل ووصف غيثا «2» .
وبالمعرسانيّات «3» حلّ وأرزمت ... بروض القطا منه مطافيل حفّل
القطاط
بكسر أوّله، وبطاء أخرى بعد الألف، على لفظ جمع قطّ:
موضع فى ديار بنى ضبّة، قد تقدّم ذكره فى رسم لعلع.
هكذا نقلته من كتاب إسماعيل بن القاسم القالى.
قطان
بزيادة ألف بين الطاء والنون، على وزن فعال: أرض فى ديار بنى تغلب؛ قال القطامى:
وكأنّ نمرقتى فويق مولّع ... ألف الدّكادك من جنوب قطانا «4»(3/1081)
وقيل إنها قطانى، والألف للتأنيث، على بناء فعالى. وعلى القول الأوّل أنها قطان غير مجراة، لأنها اسم أرض.
القطار
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، وبراء مهملة: موضع «1» ذكره أبو بكر.
قطّبيّات
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه «2» ، وكسر الباء المعجمة بواحدة، وتشديد الياء أخت الواو: جبال قد تقدّم ذكرها فى رسم ضرية، وفى رسم راكس.
وقال أبو الحسن الأخفش: إنّما القطبيّة بئر معروفة، فضمّ عبي؟ إليها ما حولها، فقال «القطبيّات» ، وكذلك قول الآخر «عويرضات» إنما هو عويرضة، وقول العجّاج «الولجات» إنّما هى الولجة، وقول جبيهاء» رخيّات» ، وإنما هى رخّة، فصغّر ثم جمعها، وذلك كلّه مذكور فى موضعه، ومثل هذا عرفة وعرفات.
قطر
يفتح أوّله وثانيه، بعده راء مهملة: موضع بين البحرين وعمان تنسب إليه الإبل الجياد، قال جرير:
لدى قطريّات إذا ما تغوّلّت ... بنا البيد غاولن الحزوم القياقيا «3»
وقطر هذه «4» أكثر بلاد البحرين خمرا. وقال عبدة بن الطبيب:
تذكّر ساداتنا أهلهم ... وخافوا عمان وخافوا قطر(3/1082)
وخافوا الرّواطى إذا عرّضت ... ملاحس أولادهنّ البقر «1»
يقولها فى غزوة بنى سعد عمان. وقال المثقّب:
كلّ يوم كان عنّا جللا ... غير يوم الحنو فى جنبى «2» قطر
ضربت دوسر فينا ضربة ... أثبتت أوتاد ملك فاستقر
قطربّل
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة مضمومة «3» ، وباء مضمومة مشددة، وهى طسّوج من طساسيج سواد العراق، ويتّصل بطسّوج مسكن، ينسب إليه جيد الخمر؛ قال أبو عبادة «4» :
وكأنما نفضت عليه صبغها ... صهباء للبردان أو قطربّل
القطقطانة
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعدهما مثلهما، على وزن فعللانة:
موضع قد تقدم ذكره فى رسم الأوداة، وفى رسم برعوم.
قطن
بفتح أوّله وثانيه: جبل قد تقدّم ذكره فى رسم تيتل: وقال أبو حنيفة، قطن: جبل بنجد: فى بلاد بنى أسد، على يمينك إذا فارقت الحجاز وأنت صادر من النقرة. وقال بن إسحاق: قطن: ماء من مياه بنى أسد بنجد، بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سلمة بن عبد الأسد «5» فى سريّة،(3/1083)
فقتل فيه مسعود بن عروة.
قطوان
بفتح أوّله وثانيه، بعده واو، على وزن فعلان: موضع على باب الكوفة، إليه ينسب خالد بن مخلد القطوانى؛ الذي يروى عن مالك ابن أنس.
القطيف
على بناء فعيل، من قطفت الثّمر وهى إحدى مدينتى البحرين، والأخرى هجر. وإلى القطيف انحاز الجارود بعبد القيس حين ارتدّ؟ بنو بكر، واشتدّ حصار بكر للقطيف ولجؤاثى.
قطيقط
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده ياء ساكنة، وقاف وطاء كالاوّلتين. ماء بين سواد العراق واليمامة، قال القطامىّ:
أبت الخروج من العراق وليتها ... رفعت لنا بقطيقط أظعانا
وأظنّه تصغير قطقط، الذي تنسب دارة قطقط إليه «1» ، إلّا أنّ أبا غسّان ذكر أنّ قطقطا موضع بالشام، وأنشد للأخطل:
وليلتنا عند العوير بقطقط ... وثانية أخرى بمولى ابن أقعسا
فقطقط: تلقاء العوير.
قطيّات
على لفظ جمع الذي قبله: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم البدىّ؛ قال حاجب بن حبيب الأسدىّ:
ينتاب ماء قطيّات فأخلفه ... وكان مورده ماء بحرّان «2»(3/1084)
قطيّة
على لفظ تصغير الواحدة من القطا: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الخوع.
القاف والعين
القعاقع
على لفظ جمع الذي قبله «1» : أرض من بلاد باهلة، قال النّابغة:
فدع عنك قوما لا عتاب عليهم ... هم الحقوا عبسا بأهل القعافع
وقال البعيث:
وأنّى اهتدت ليلى لعوج مناخة ... ومن دون ليلى يذبل فالقعاقع
القعراء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة، ممدود على وزن فعلاء: موضع مذكور فى رسم ذروة.
قعسان
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده سين مهملة، على وزن فعلان:
موضع ذكره أبو بكر.
القعقاع
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعدهما مثلهما، وبينهما ألف، على وزن فعلال: طريق معروف من اليمامة إلى مكة «2» ، قال أوس بن حجر:
يوازى من القعقاع مورا كأنّه ... إذا ما انتحى للقصد سيح مشقّق(3/1085)
كلّ طريق: مور، وشبّه السّبل بالجداول، ثم قال:
كلا طرفيه ينتهى عند منهل ... رواء، فعلوىّ وآخر معرق
يريد أن أحدهما إلى العالية، والآخر إلى العراق، فالقعقاع بينهما. وقيل إنّه جبل الشريف، قال ابن أحمر:
وففن على العجالز نصف يوم ... وأدّين الأواصر والخلالا
وصدّت عن نواظر واستعنّت ... قتاما هاج صيفيّا وآلا «1»
فلمّا أن بدا القعقاع لجّت ... على شرك تناقله نقالا
قوله «العجالز» : يريد رمل عجلز، و «نواظر» : إكام معروفة، و «استعنّت» :
أى عنّ لها.
قعيقعان
على لفظ تصغير قعقعان: جبل بمكّة. وذكر الكلبىّ وغيره من أصحاب الأخبار أنّ جرهما وقطوراء لمّا احتربت بمكة، قعقعت السلاح بذلك المكان، فسمّى قعيقعان.
القاف والفاء
القفا
مقصور، على لفظ قفا الإنسان؛ جبل لبنى هلال، مذكور فى رسم السّتار.
القفال
بضمّ أوّله، على بناء فعال: موضع معروف، أراه فى ديار بنى تميم، قال لبيد:
ألم تلمم على الدّمن الخوالى ... لسلمى بالمذانب فالقفال(3/1086)
فجنبى صوءر فنعاف قوّ ... خوالد ما تحدّث بالزّوال
صوءر: فى بلد بنى تميم، وكانت كلب تنزلها. وقوّ: ما بين النّباح إلى العوسجة.
جبل القفص
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده صاد مهملة: جبل معروف بكرمان.
القفّ
بضمّ أوّله، وتشديد ثانيه: واد من أودية المدينة. روى مالك عن عبد الله بن أبى بكر: أن رجلا من الأنصار كان يصلّى فى حائط له بالقفّ، فى زمان التّمر، والنّخل قد ذلّلت قطوفه بثمرها، فنظر فأعجبه ما رأى من ثمرها، ثم رجع إلى صلاته، فإذا هو لا يدرى كم صلّى، فقال: لقد أصابنى «1» فى مالى هذا فتنة فجاء إلى عثمان بن عفّان رضى الله عنه وهو يومئذ خليفة، فذكر له ذلك، وقال: إنّه صدقة، فاجعله فى سبل الخير. فباعه عثمان رحمه الله بخمسين ألفا، [فسمّى ذلك المال الخمسون] «2»
القفل
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه: حصن من حصون القسطنطينة، مذكور فى رسم درولية.
قفوص
بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، وبالصاد المهملة فى آخره، على وزن فعول موضع معروف، ينبت اللّبنى، قال عدىّ بن زيد:
ينفح من أردانه المسك والهندىّ والغار ولبنى قفوص
قفيل
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، على وزن فعيل. وقفيل وشامة: جبلان(3/1087)
بين مكّة وجدّة وسيأتى ذكرهما فى رسم شراء «1» ، وفى رسم هرشى. قال زيد الخيل:
سقى الله ما بين القفيل فطابة ... فرحبة إرمام فما حول مرشد
ويروى: «فما حول منشد» .
القاف واللام
قلاب
بضمّ أوّله، وبالباء المعجمة بواحدة فى آخره: جبل، وهو من محلّة بنى أسد على ليلة؛ وفى عقبة قلاب قتلت بنو أسد بشر بن عمرو بن مرثد الضّبعىّ، قتله عميلة «2» الوالبىّ: قالت خرنق بنت هفّان ترنى زوجها بشر بن عمرو وابنها منه علقمة بن بشر:
منت لهم بوالبة المنايا ... بجنب قلاب للحين المسوق «3»
ثم إنّ بنى ضبيعة أصابوا بنى أسد «4» ، وأدركوا بثأرهم، فقال وائل ابن شرحبيل بن عمرو بن مرثد:
أبى يوم هرشى أدرك الوتر فاشتفى ... بيوم قلاب والصّروف تدور
وأنشد الخليل:
أقبلن من بطن قلاب بسحر(3/1088)
يحملن عودا جيّدا غير دعر ... أسود صلّالا كأعناق البقر «1»
وأنشد القالى: «كأعيان البقر» ولم ينشد الشطر الثانى، وقال: إنه يعنى فحما.
والشطر الثانى يعضد رواية الخليل، وقوله «كأعناق البقر» .
القلات
بكسر أوّله، على لفظ جمع قلت: موضع بعينه مذكور فى رسم شارع.
قلت خدين
بالخاء المعجمة مفتوحة، والدال المهملة: بأرض المعافر من اليمن.
قلح الكلاب
بفتح أوّله وثانيه، بعده حاء مهملة، مضاف إلى الكلاب جمع كلب: موضع، قال عامر بن الطّفيل:
قالوا لها فلقد طردنا خيله ... قلح الكلاب وكنت غير مطرّد
وقيل إنه أراد: يا قلح الكلاب، يهجوهم، وقال الأخفش: حفظى «طرد الكلاب» قال: والأوّل منكر، لأن الكلاب أنقى السّباع والبهائم أسنانا.
قلعم
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده عين مهملة مفتوحة، على وزن فعلل، ذكره سيبويه. وهو جبل بعينه. والقلعم أيضا: الطويل من الناس.
قلاية العمر
والعمر عندهم: اسم للدّير أيضا. وقلاية العمر بسرّمن رأى،(3/1089)
ويعرف أيضا بعمر نصر «1» ، فإن كانت القلاية مضافة إلى الموضع «2» ، فإنما هو العمر بالضم، وهو من متنزهات آل المنذر بالحيرة. قاله خالد بن كلثوم. وكان الحسين ابن الضحاك يألفه، وكان إلى جانبه خمّار يقال له يوشع، وله ابن أمرد حسن الوجه شماس، فكان الحسين يتألف الخمار من أجل ابنه، حبّا له.
قال الحسين: اصطبحت «أنا» وإخوان لى فى عمر سرّ من رأى، ومعنا أبو الفضل رذاذ وزنام الزامر، فقرأ الراهب سفرا من أسفارهم حتى طلع الفجر، وكان شجىّ الصوت «3» ، ورجع من نغمته ترجيعا لم أسمع مثله، فتفهمه رذاذ وزنام، فغنّى «4» ذلك عليه، وزمر هذا، فجاء له معنى أذهل العقول، وضجّ الرّهبان بالتقديس، قال الحسين: فقلت «5» :
يا عمر نصر لقد هيجت ساكنة ... هاجت بلابل صب بعد إقصار
لله هاتفة هبّت مرجّعة ... زبور داود طورا بعد أطوار
لما حكاها زنام فى تفنّنها ... وافتنّ يتبع مزمورا بمزمار
عجّت أساقيفها فى بيت مذبحها ... وعجّ رهبانها فى عرصة الدار
خمّار حانتها إن زرت حانته ... أذكى مجامرها بالعود والغار
تلهيك ريقته عن طيب خمرته ... سقيا لذاك جنى من طيب «6» خمّار(3/1090)
قال عمر بن محمد: شربنا يوما فى هذا الدير ومعنا حسين «1» ، وبتنا فيه سكارى، فلما طلع الفجر أنشدنى «2» فيه لنفسه:
آذنك الناقوس بالفجر ... وغرّد الراهب بالعمر
فحنّ مخمور إلى خمره ... وجادك الغيث على قدر
واطّردت عيناك فى روضة ... تضحك عن صفر وعن حمر
واستمتعت نفسك من شادن ... قد جاد بالبطن وبالظّهر
فعاط ندمانك حيريّة ... مزاجها معترف الغدر «3»
على خزاماه وحوذانه ... ومشرق من حلل التّبر
يا حبّذا الصّحبة فى العمر ... وحبّذا نيسان من شهر
بحرمة الفصح وسلّافكم ... يا عاقد الزّنّار فى الخصر
لا تسقنى إن كنت بى عالما ... إلا التى أضمر فى سرّى
هات التى تعرف وجدى بها ... واكن بما شئت عن الخمر
قلّاية القس «4»
بضم القاف، وتخفيف اللام وتشديدها أيضا. وهى على الحيرة. كان ينزلها قسّ، وكان أحسن الناس وجها، فعرفت به. وفيه يقول بعض الشعراء:
إنّ بالحيرة قسّا قد مجن ... فتن الرّهبان فيها «5» وافتتن
هجر الإنجيل حبّا للصّبا ... ورأى الدنيا غرورا فركن(3/1091)
وفى هذا الدير يقول الثّروانى:
خليلى من تيم وعجل هديتما ... أضيفا بشرب الكأس يومى إلى أمسى
وإن أنتما حيّيتمانى تحيّة ... فلا تعدوا ريحان قلّاية القسّ
إذا أنتما «1» حيّيتمانى فاخلوا «2» ... حميد بن دونى «3» بالخلوق وبالورس
قلة الحزن
بضمّ أوّله، وتشديد ثانيه، مضاف إلى الحزن، وهو الصّلب من الأرض: موضع بتهامة معروف.
وفى الحديث أن رجلا من بنى تميم التقط شبكة على ظهر جلال بقلّة الحزن، فقال لعمر: اسقنيها يا أمير المؤمنين. فقال الزّبير: يا أخا تميم، تسأل خيرا قليلا. فقال عمر: ما هو خير قليل: قربة من ماء وقربة من لبن تغاديان أهل بيت من مضر، بل خير كثير، قد أسقاكه الله.
الشّبكة: واحدة الشباك، وهى آبار متجاورة قريبة القمر، يفضى بعضها إلى بعض؛ وجلال: جبل معروف، وقوله: «قربة من ماء وقربة من لبن» :
يريد أن الإبل ترد الماء، وترعى بقربه، فيأتيهم الماء واللّبن.
قلمون
بفتح الأول والثانى، على وزن زرجون، ذكره سيبويه: موضع يلى غوطة دمشق؛ قال الشاعر أنشده الفرّاء.
بنفسى حاضر بجنوب حوضى ... وأبيات على القلمون جون(3/1092)
قلنت
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده نون مفتوحة، وتاء معجمة باثنتين من فوقها: موضع ذكره أبو بكر.
قلهى
بفتح أوّله وثانيه، على وزن فعلى. موضع قريب من مكّة، محدّد فى رسم ظلم، قال زهير:
إلى قلهى تكون الدار منّا ... إلى أكناف دومة فالحجون
قال الأصمعىّ: والعرب تقول غدير قلهى: أى مملوء.
وبغدير كانت آخر حروب داحس، وهناك اصطلح القوم.
قلهات
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع «1» ذكره أبو بكر، وكذلك قلهة مفرد.
قلهيّا
بفتح الثلاثة. وتشديد الياء، بعدها ألف التأنيث على وزن فعليّا، ذكره سيبويه. حفيرة لسعد بن أبى وقّاص «2» ، قال كثيّر:
ولكن سقى صوب الربيع إذا نأى ... على قلهيّا الدار والمتخيّما «3»
وهى فى ديار بنى سليم. وهناك اعتزل سعد بن أبى وقّاص حين قتل عثمان رضى الله عنه، وأمر أهله ألّا يخبروه بشىء من أمور الناس، حتى تجتمع الأمّة على إمام.
قلوذية
بفتح أوّله وثانيه، وإسكان الواو، بعدها ذال معجمة مكسورة.(3/1093)
ويقال: قلّوذية، بضمّ اللام وبتثقيلها، وهى من بلاد الجزيرة، وفيها يكون العسل القلوذىّ، الذي توجد فيه رائحة نور اللّوز «1»
القليب
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء، ثم باء معجمة بواحدة:
موضع «2» مذكور فى رسم راكس.
القليبان
على لفظ تثنية الذي قبله: بناء كانت الحبشة بنته باليمن يحجّونه.
القاف والميم
قمار
بكسر أوّله، وبالراء المهملة فى آخره «3» : بلد بالهند، إليه ينسب العود القمارىّ، قال ابن هرمة:
كأنّ الرّكب إذ طرقتك باتوا ... بمندل أو بقارعتى قمارا
ومندل أيضا: بلد هناك، إليه ينسب العود المندلىّ، قال العجير السّلولىّ:
إذا ما مشت نادى بما فى ثيابها ... ذكىّ الشّذا والمندلىّ المطيّر
قمرى
بفتح أوّله وكسره، وإسكان ثانيه، وبالراء المهملة، بعدها ألف التأنيث، على وزن فعلى. موضع لبنى مخرّبة، من بنى نهشل، قد تقدّم ذكره فى رسم ضريّة، قال الجعدىّ:(3/1094)
له نضد بالغور غور تهامة ... يجاوب بالرّعشاء جونا يمانيا «1»
فأصبح بالقمرى يجرّ عفاءه ... بهيما كلون الليل أسود داجيا
فلمّا دنا للخرج خرج عنيزة ... وذى بقر ألقى إليها «2» المراسيا
الرّعشاء: موضع بين تهامة اليمن.
قملى
بفتح الثلاثة، بعد الآخر ألف التأنيث، على وزن فعلى: موضع ذكره أبو بكر» .
القموص
بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، بعده واو وصاد مهملة: حصن من حصون خيبر، قد تقدم ذكره فى رسمها.
قميقم
بضمّ أوّله، على لفظ تصغير قمقم: موضع، قال القطامىّ:
حلّت جنوب قميقما برهانها ... فمتى الخلاص لذا الرّهان المغلق «4»
القاف والنون
قنا
بفتح أوّله وثانيه، مقصور، على وزن فعل: موضع من ديار بنى ذبيان، وقد تقدم ذكره فى رسم متالع، وفى رسم ضرغد. يكتب بالألف، لأنه يقال فى تثنيته قنوان، قال الشّمّاخ:
كأنّها وقد بدا عوارض ... والليل بين قنوين رابض
بجلهة الوادى قطا نواهض(3/1095)
وقال النّابغة:
فإمّا تنكرى نسبى فإنّى ... من الصّهب السّبال بنى ضباب
فإنّ منازلى وبلاد قومى ... جنوب قنا هنالك فالهضاب
وقال أبو عمرو الشّيبانى: قنا: ببلاد بنى مرّة. وقال الشّمّاخ:
تربّع من جنبى قنا فعوارض ... نتاج الثّريّا نوءها غير مخدج
وينبئك أن قنا جبلان قول الطّرمّاح:
تحالف يشكر واللّؤم قدما ... كما جبلا قنا متحالفان
القنابة
بضمّ أوّله، وبالباء المعجمة بواحدة: أطم من آطام المدينة «1»
قناة
بزيادة هاء التأنيث، على لفظ الذي قبله «2» : واد من أودية المدينة.
وفى حديث أنس بن مالك أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم لما استسقى سال الوادى قناة «3» شهرا، ولم يأت أحد من ناحية إلّا حدّث بالجود. وقال نصيب:
بيثرب أو وادى قناة يليح وروى مالك عن يحيى بن سعيد قال: بلغنى أن السائب بن جنّاب توفّى، وأنّ امرأته جاءت عبد الله بن عمر، فذكرت له وفاة زوجها، وذكرت حرثا بقناة، فسألته هل يصلح لها أن تبيت فيه؟ فنهاها عن ذلك، فكانت تخرج(3/1096)
من المدينة سحرا، فتصبح فى حرثهم، فتظلّ فيه يومها، ثم تدخل المدينة إذا أمست، فتبيت فى بيتها.
قنان
بفتح أوّله، ونون أخرى فى آخره: من منازل بنى فقعس، مذكور فى رسم النّير، وفى رسم لبنى، قال رجل من هذيل:
إن الخناعىّ أبا تقاصف ... لم يعطنى الحقّ ولم يناصف
فاقتله بين أهله الألاطف ... فى بطن كرّ فى صعيد راجف
بين قنان العاذ والنّواصف والعاذ: من منازل هذيل لا شكّ فيه، وقد نسب إليه قنان كما ترى، فهو قنان آخر لا شكّ فيه.
قندابيل
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة، وألف وباء معجمة بواحدة، بعدها باء ولام: موضع بالسّند «1» ، وفيه أوقع هلال بن أحوز «2» بآل المهلّب، الذين انهزموا من العقر، حين قتل يزيد بن المهلّب، الخارج على يزيد بن عاتكة «3» .
قنديد
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، وبدالين مهملتين بينهما ياء «4» :
من خراسان، قال الكميت:(3/1097)
ويوم قنديد لا تحصى عجائبه ... وما بخاراء ممّا أخطأ العدد
القنع
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده عين مهملة، ماء لبنى سعد، على ثلاثة أيّام «1» من خوّ، وهو على ليلة من الدّحرض، إذا صدرت عنها تريد هجر وهو مذكور فى رسم الجنيبة.
القنعاء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، ممدود، على وزن فعلاء: موضع، قال متمّم بن نويرة:
يثير قطا القنعاء فى كلّ ليلة ... إذا حنّ فحل الشّول وسط المبارك
القنفذة
على لفظ أنثى القنافذ: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم ذى طلوح.
قنّ
بكسر أوّله، وتشديد ثانيه: واد بالعقيق «2» : عقيق بنى عقيل، قال ابن مقبل:
منازل ليلى وأترابها ... خلا عهدها «3» بين قوّ وقنّ
ويدلّك أنّه قبل ضارج قول الحطيئة:
أرى العير تحدى بين قنّ وضارج ... كما زال بالصّبح الأشاء الحوامل «4»
قنّة
بضمّ أوّله، وتشديد ثانيه، معرفة لا تنصرف: موضع فى ديار بنى تميم «5» ؛ قال رؤية:(3/1098)
تربّعت من قنّة الخرطوما
قنونى
بفتح أوّله وثانيه، بعده واو ساكنة، ونون، بعدها ألف التأنيث، مقصور، على وزن فعولى: موضع بقرب مكّة، قال كثيّر:
حلفت على أن قد أجنتك حفرة ... ببطن قنونى لو نعيش فنلتقى «2»
قنيع
على لفظ تصغير الذي قبله: ماء مذكور محدّد فى رسم ضريّة، قال جرير:
إذا مرّ الحجيج على قنيع ... دببت الليل تسترق العيابا
القاف والهاء
القهب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم المجزّل، ووقع فى رسم الرّبذة.
القهب
بضمّ أوّله: جبال مذكورة هناك، كأنّه جمع أقهب. وجفر القهب: هناك مذكور أيضا. والقهبة بياض تعلوه حمرة. ومنه قيل:
ظبى أقهب.(3/1099)
قهد
بفتح أوّله وثانيه، بعده دال مهملة: جبل مذكور فى رسم سنجار.
وقال على بن حمزة: إنّ قهدا نقب كانت فيه وقعة لبنى سليم على بنى عجل.
القهر
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة: موضع مجاور لقدس، قد تقدم ذكره فى رسم عروى. قال الأسود بن يعفر:
وجامل كزهاء اللّوب كلّفه ... ذو عرمض من مياه القهر أو قدس
وقال جران العود:
فدى لجران العود والقهر دونه ... وذو نضد من هضب حزور مشرف
والقهّر أيضا: موضع باليمن، مذكور فى رسم الحضر؛ وهو لعبد المدان؛ يدلّ على ذلك قول مزرّد ضرار:
وشبّت لنا ناران: نار برهوة ... ونار بنى عبد المدان لدى القهر
وقول طفيل:
مجاورة عبد المدان ومن يكن ... مجاورها بالقهر لم يتطلّع «1»
أناس إذا ما أنكر الكلب أهله ... حموا جارهم من كل شنعاء مضلع
وقال عمرو بن معدى كرب:
أبنى زياد أنتم من قومكم ... ذنب ونحن فروع أصل طيّب
نصل الخميس إلى الخميس وأنتم ... بالقهر بين مريّق ومكلّب
لا تحسبنّ بنى كحيلة حربنا ... سوق الحمير بجأبة فالكوكب
مربّق: يربّق الغنم. ومكلّب: صاحب كلاب. وكحيلة. أمّ لبنى زياد سوداء، وبنو زياد من بلحارث بن كعب. وقال ابن أحمر:(3/1100)
حىّ الديار بسيل فالقهر ... فجبابة فحقاء فالوجر
القاف والواو
القوائم
على لفظ جمع قائمة: جبال قد تقدّم ذكرها فى رسم ألبان.
القوادم
على لفظ جمع قادمة الجناح: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الجواء.
القواعل
بفتح أوّله، وكسر العين المهملة، على لفظ الجمع: أجبل من سلمى فى بلاد طيّئ؛ قال امرؤ القيس:
كأنّ دثارا حلّقت بلبونه ... عقاب ينوف لا عقاب القواعل
قال الأصمعىّ: عقابا فى تنوف، أى فى جبل مشرف؛ ويروى: عقاب ينوفى، وتنوفى، بالياء والتاء، على وزن فعولى. قال الاصمعىّ: وهو موضع ببلاد طيّئ. قال أبو الفتح بن جنّى تنوف: عقبة مشهورة، سمّيت بالنّوف، وهو ما علا من الأرض. وامرأة نياف «1» ، أى طويلة، قلبت فيه الواو ياء، قال أبو ذؤيت:
رآها الفؤاد فاستضلّ ضلاله ... نيافا من البيض الكرام العطابل
قوان
كأنه جمع قانية، التى تقدّم ذكرها فى حرف القاف والنون؛ وهى هضاب مذكورة فى رسم الرّبذة.
قورى
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة، مقصور، على وزن فعلى: موضع قبل المدينة، قال قيس بن الخطيم:(3/1101)
تركنا بعاثا يوم ذلك منهم ... وقورى على رغم شباعا سباعها
ونحن هزمنا جمعكم بكتيبة ... تضاءل منها حزن قورى وقاعها
قوران
بزيادة نون على الذي قبله، على وزن فعلان موضع قد تقدم ذكره فى رسم أبلى.
ذو قوس
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده سين مهملة: واد بتهامة، قد تقدّم ذكره فى رسم عير، قال أبو صخر:
فجرّ على سيف العراق ففرشه ... فأعلام ذى قوس بأدهم ساكب
وحلّت عراه بين نقرى ومنشد ... وبعّج كلف الحنتم المتراكب
هذه المواضع كلّها من تهامة.
قوس
بضمّ أوّله: صومعة راهب بالشام معروفة، قال ذو الرّمّة:
على أمر منقدّ العفاء كأنّه ... عصا قسّ قوس لينها واعتدالها
قوسى
بفتح أوّله، وضمّه معا، وبسين مهملة، مقصور، على وزن فعلى:
موضع ببلاد هذيل، وفيه قتل عروة أخو أبى خراش «1» ، قال يرثيه:
فو الله لا أنسى قتيلا رزئته ... بجانب قوسى ما مشيت على الأرض
وقال أيضا فيه:
فلهفى على عمرو بن مرّة لهفة ... ولهفى على ميت بقوسى المعاقل
القوسان
بفتح أوّله، على لفظ تثنية الأوّل: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الثّلماء.(3/1102)
قومس
بضمّ أوّله، وبالميم مكسورة «1» ، بعدها سين مهملة: موضع معروف ببلاد فارس، قال عبيدة بن هلال اليشكرىّ فى هربه مع قطرىّ:
وما زالت الأقدار حتّى قذفننى ... بقومس بين الفرّجان وصول
ويروى: بين القرّجان، بالقاف مضمومة. وقال محمّد بن سهل: قومس بلغتهم:
موضع الماء. قال الجرجانى: إنما هو كومش بالفارسية، أى سكّة الماشية.
قوّ
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه: واد بالعقيق، عقيق بنى عقيل، قد تقدّم ذكره فى رسم أجأ، ورسم برك، ورسم تيماء: وقد تقدّم فى رسم قفال أن قوّا بين النّباج وعوسجة. وقال الحطيئة، فدلّ قوله أنه من بلاد عبس:
كأن لم يقم أظعان هند بملتقى ... ولم نرع فى الحىّ الحلال نرود
ولم نحتلل جنبى أثال على الملا ... ولم ترع قوّا حذيم وأسيد
وهما ابنا جذيمة بن عبس. وقال عنترة:
كأنّ السّرايا بين قوّ وقارة ... عصائب طير ينتحين لمشرب
قارة: موضع هناك.
قويق
بضمّ أوّله، على لفظ التصغير، وبقاف أخرى فى آخره: نهر بحلب، وهو الذي كان جاريا بباب سيف الدولة، وإياه عنى أبو الطيّب، وقد عبره وقد بلغ ماؤه إلى صدر فرسه، وهو فى حال مدوده:
حجّب ذا البحر بحار دونه ... يذمّها الناس ويحمدونه
يا ماء هل حسدتنا معينه ... أم اشتهيت أن ترى قرينه(3/1103)
قوىّ
بضمّ أوّله، على لفظ تصغير الذي قبله: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الضّجوع، وفى رسم الضّفن، وقال المخبّل.
لقد شاقنى لولا الحياء من الصّبا ... بذى الرّمث أو وادى قوىّ ظعائن
القاف والياء
قيال
بكسر أوّله على وزن فعال: موضع قد تقدم ذكره فى رسم جبرى.
وهو جبل بقرب دومة الجندل، وإياه عنى أبو الطّيب بقوله:
فوحش نجد منه فى بلبال ... يخفن فى سلمى وفى قيال
ويروى: «وفى قبال» بالباء المعجمة بواحدة.
القيذوق
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وبالذال المعجمة والقاف: بلد متّصل بعمّورية، قال الطّائىّ:
وطئت هامة الضواحى إلى أن ... أخذت حقّها من القيذوق
ألهبتها السّياط حتّى إذا استنّت «1» ... بأطلاقها على الباطلوق
شنّها شزّبا فلمّا استباحت ... بالقبلّاذ كلّ سهب ونيق
سار مستقدما إلى البأس يزجى ... رهجا باسقا إلى الإبسيق
ثمّ ألقى على دروليّة البر ... ك محلّى باليمن والتّوفيق
واجدا بالخليج ما لم يجد قطّ ... بماشان لا ولا بالرّزيق
وقعة زعزعت مدينة قسطنطين حتّى ارتجت بسوق فروق(3/1104)
ثم ذكر وقعة أوقعها هذا الممدوح بالمحمّرة: أصحاب بابك، بنواحى أذربيجان، فقال:
أورثت صاغرى صغارا ورغما ... وقضت أو قضى قبيل الشّروق
كم أفاءت من أرض قوّة من قرّة عين وربرب موموق هكذا رواه الصّولى وابن مثنّى «1» : «الفيذوق» . ورواه أبو علىّ القالىّ «الفندوق» بالفاء والنون والدال المهملة. والباطلوق: أرض هناك. والقبلّاذ بالباء المعجمة بواحدة، والذال «2» المعجمة؛ هكذا رواه الصولى وابن مثنى، ورواه إسماعيل بن القاسم: البقلّار، بالباء قبل القاف، وبالراء المهملة. والإبسيق:
حصن لهم، بكسر الهمزة «3» ، وبالباء المعجمة بواحدة، والسين المهملة. وقد تقدّم ذكر درولية، وأنها تروى بالذال والدال. وما شان والرّزيق: أظنّهما من بلاد الترك. وسوق فروق: موضع بقرب القسطنطينية، بفتح الفاء، والراء المهملة.
وصاغرى: قرية من قرى أذربيجان، وكذلك أو قضى. وقرّة: أرض هناك.
القيروان
بفتح أوّله، وسكون ثانيه: مدينة معروفة. كان معاوية بن خديج قد اختطّ القيروان بموضع يقال له اليوم القرن، فنهض إليه عقبة بن نافع ابن عبد القيس الفهرىّ، لما ولّاه عمرو بن العاص إفريقية، فلم تعجبه، فركب الناس إلى موضع القيروان اليوم، وكان واديا كثير الأشجار، غيضة مأوى للوحوش والحيّات، فوقف عليه، وقال: يأهل الوادى، إنّا حالّون إن شاء الله، فاظعنوا. يقول ذلك ثلاث «4» مرّات. قال: فما رأينا حجرا ولا شجرا إلّا تخرج من تحته حيّة أو دابّة، حتّى هبطن بطن الوادى، ثم قال: انزلوا باسم الله،(3/1105)
وأمر بقطع شجره وحرقه، واختطّ فى ذلك الموضع. وذلك سنة خمسين، وأقام به ثلاث سنين، ثم جعل يغزو ويفتح البلاد، حتّى بلغ سوس القصوى، وقتل شهيدا سنة ثلاث وستّين، وكان مستجاب الدعوة.
قيسارية
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده سين مهملة، وألف وراء مهملة مكسورة، ثم ياء أخت الواو، مخففة، غير مشددة، وهاء التأنيث: من ثغور الشام، حاصرها معاوية سبع سنين إلّا شهرا، وفتحها، وبعث بفتحها إلى عمر، فقام عمر رضى الله عنه فنادى: ألا إنّ قيسارية قد فتحت قسرا.
قيّا
بكسر أوّله، وتشديد ثانيه، مقصور، على وزن فعلى: ماء مذكور فى رسم أبلى، فانظره هنالك.
قيّاص
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، وبصاد مهملة: موضع فى ديار بنى عبس، قال العجّاج:
فأصبحوا غاصوا بها مغاصا ... أبطن قوّ أم نووا قيّاصا
تمّ السفر الثالث من معجم ما استعجم للبكرىّ، بحمد الله تعالى وعونه. وصلى الله على محمد رسوله المصطفى وعبده يليه الجزء الرابع وأوله كتاب حرف الكاف القاهرة فى 25 من شوال سنة 1368 20 من أغسطس سنة 1949 مصطفى السّقّا(3/1106)
[الجزء الرابع]
معجم ما استعجم من اسماء البلاد والمواضع تاليف الوزير الفقيه: أبى عبيد، عبد الله بن عبد العزيز البكرىّ الأندلسىّ المتوفى سنة 487 هجريّة الجزء الرّابع عارضه بمخطوطات القاهرة، وحققه وضبطه وشرحه وفهرسه مصطفى السّقا الأستاذ بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول عالم الكتب بيروت(4/1)
بسم الله الرّحمن الرّحيم الطبعة الثالثة(4/2)
خاتمة طبع المعجم
بهذا السّفر الرابع، يتم كتاب «معجم ما استعجم» لأبى عبيد، عبد الله ابن عبد العزيز البكرىّ الأندلسىّ، وهو المعجم اللّغوىّ الجغرافىّ الذي اختصّ بضبط أسماء البلدان والمواضع والمياه والجبال ... الخ، وخاصة ما كان منها فى الجزيرة العربية، مما وقع فى كتب الحديث والسّيرة والتاريخ والفتوح، وفى أشعار العرب فى الجاهلية والإسلام.
وقد وصفت الكتاب فى مقدّمة الجزء الأول من هذه الطبعة المصرية، وبيّيت قيمته بين المراجع العربية، فى نظر العرب والمستشرقين، فلا أعيد ما كتبته ثمّة؛ وإنما أرى من حقى أن أردّد على سمع القارئ ما بذلته من الجهد المضنى فى ترتيب مواد الكتاب على ترتيب حروف الهجاء الشائع فى مصر والسودان والشام والعراق والحجاز وغيرها من بلاد المشرق، مخالفا ترتيب المؤلف له على حروف الهجاء المغربىّ، وبهذا الترتيب الذي أحدثته فى هذا المعجم يسهل البحث والمراجعة فيه على قرائه، وخاصة أهل المشرق.
كما أننى لم أدخر جهدا فى تحقيق نصوصه، وتصحيح مادته، وعرضها على المعاجم اللغوية وكتب البلدان المختصة، وعلى النسخ المخطوطة المجلوبة من الخارج لهذا الغرض خاصة، لتطمئن النفس، وخاصة فى مواضع الاشتباه، التى يعز فيها الدليل، ويخفى اليقين. وقد أثبتّ تعليقاتى فى ذيول الصفحات، على طريقة أهل المشرق، مرجحا كلام المؤلف تارة، وكلام غيره تارة أخرى، بحسب ما أسفر عنه وجه الحق الذي اطمأننت إليه، بعد المراجعة والبحث والتنفير، كما أثبت(4/3)
ما بين النسخ المخطوطة من خلاف، وما بينها وبين مطبوعة «جوتنجن» من فروق، أرجو أن يكون من ورائها تصحيح لكثير من الأخطاء التى وقعت فى تلك الطبعة.
ثم إنى بعد تمام طبع الكتاب وضعت له ثلاثة فهارس مهمة، لأنها تساعد الباحث على الوصول إلى الكنوز المخبوءة فى بطن هذا السفر، ولا يكاد يصل إليها الطالب بسبب صعوبة ترتيبه، وعدم الفهارس التى تهدى إلى مناهله وموارده.
وهذه الفهارس هى:
1- فهرس أسماء البلدان والمواضع: وهو فهرس حافل جامع لما ورد فى الكتاب كله من تلك الأسماء فى رسومها الخاصّة، ولما ذكر منها عرضا فى غير رسمه الأصلىّ، إن كان له رسم خاص وقد كان فى الطبعة الأولى بجوتنجن فهرس بشبهه، إلا أن فهرس هذه الطبعة المصريّة، يمتاز بالتقصى الدقيق الذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها؛ وبمعارضة الفهرسين بعضهما ببعض، يظهر الفرق واضحا بأدنى تأمل.
2- فهرس الأعلام عامّة: وهو فهرس شامل كامل، جامع لأعلام الأمم، والقبائل، والأشخاص، والحيوان، والجماد ولم أشأ أن أجزئه وأنوّعه، وأخرج منه ضروبا من الفهارس المختلفة؛ لما فى ذلك من تشتت ذهن الباحث فى الأنواع الكثيرة، ولما فيه من تزيد وتكلف. على أن هذا الفهرس يمتاز بالاستيعاب والاستقصاء كسابقه، وبأنه لا نظير له فى طبعة جوتنجن.
3- فهرس القوافى: وليس له نظير فى طبعة جوتنجن كذلك؛ ويمتاز بشموله فى دقة كاملة، الأشعار الكثيرة التى أوردها المؤلف. وقد اكتفيت فيه(4/4)
بذكر كلمة القافية من البيت، وبدأت بالقوافى المضمومة، ثم ثنيت بالمفتوحة، ثم بالمكسورة، ثم بالمساكنة؛ ولم أستطع أن أضبط جميع أحرف الكلمة، لدقة الحروف، وعدم استعدادها لتحمل حركات الضبط، فاكتفيت بضبط حرف الروىّ فى أول كل جدول من الصفحة، وعند الابتداء فى قوافى حرف جديد، فإذا تغيرت حركة حرف الروىّ من ضم إلى فتح أو كسر أو سكون، ضبطته فى أول مرة يحدث فيها التغيير، فأما الكلمات التى تتلو الكلمة المضبوطة، فيقاس ضبطها على ما قبلها.
تصحيح الأخطاء: لم يخل مطبوع عربى فيما أعلم من خطأ، وإن تفاوت قلة وكثرة. وبعض الخطأ الذي فى هذا المعجم وقع سهوا منى، وقد نبه عليه بعض نقاد المعجم فى مجلة الفتح، ولكن أكثر ما وقع من الخطأ كان بسبب انكسار بعض أحرف الكلمات، أو زوال حركات الضبط عن مواضعها فى أثناء مباشرة الطبع فى المطبعة وقد أحصيت ما وقفت عليه من هذا الخطأ بنوعيه، وأصلحته:
أما ما وقع من المؤلف من خطأ، وكذلك ما وقع فى مطبوعة «جوتنجن» فقد أصلحته ونبهت عليه فى ذيول صفحات الكتاب بما يقنع القارئ، مستندا إلى أهم المراجع.
ولا بدلى من الإشارة هنا إلى المساعدات الخاصة القيمة التى ظفرت بها من قسم الثقافة بجامعة الدول العربية، فقد أحضرت بعثتها سنة 1949 فيما أحضرت من نوادر المخطوطات من الآستانة، فلمين لنسختين من هذا المعجم، ويسرت لى إدارة الجامعة استخدامهما والاستفادة منهما، خصوصا فى طبع هذا(4/5)
الجزء الرابع. وقد أشرت إلى النسختين وفلميهما فى عدة مواضع من حواشى هذا الجزء، تنويها بفضل الجامعة العربية على الثقافة العامة فى مصر وسائر الأقطار الشقيقة.
وكذلك لا يفوتنى أن أذكر مع الشكر الجزيل المساعدات الكثيرة التى قدمها لى تلميذى وصديقى البارّ، حسين أفندى نصار، المدرس بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول، فهو أول أعوانى على مراجعة الأصول، وتصحيح التجارب وعمل الفهارس المختلفة، التى استغرقت من وقتنا ثلاثة أشهر كاملة فى صيف هذا العام.
وإنى لمغتبط إذ أقدم «معجم ما استعجم» بعد إتمام طبعه فى هذه الصورة إلى العلماء والباحثين فى الثقافة العربية والتاريخية والإسلامية فى مصر والعالم العربى، ليحلوه من خزائنهم محل الصديق الوفىّ، يفزع إليه فى التماس العون والرأى إذا أدجن ليل الشبهة، وغامت سماء الشكوك، وخاصة فيما يتعلق بالجزيرة العربية، التى هى الوطن الأول للإسلام، وللعرب والعربية كما أغتبط بظهور هذه الطبعة فى وقت برزت فيه عناية مصر بتجديد المعاجم العربية، وقيام مجمعها اللغوى على إنشاء المعاجم الحديثة المختلفة، التى سيكون منها بمشيئة الله، معجم خاصّ للبلدان، يضبط أسماءها ويحدد موقعها، ويجمع ما تفرق من أصولها ومصادرها.
والله يهدينا إلى سواء السبيل؟
19 من المحرم سنة 1371 20 من أكتوبر سنة 1951 مصطفى السّقّا الأستاذ بجامعة فؤاد الأول(4/6)
بسم الله الرّحمن الرّحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
كتاب حرف الكاف
الكاف والألف
كابة
بالباء المعجمة بواحدة: موضع فى ديار بنى تميم «1» ؛ قال جرير:
من نحو كابة تحتثّ الحداة بهم ... كى يشعفوا آلفا صبّا فقد شعفوا
كابد
بكسر الباء، بعدها دال مهملة، على لفظ فاعل: موضع فى شقّ ديار بنى تميم. قاله الأصمعىّ، وأنشد للعجّاج:
وليلة من الليالى مرّت شاهدتها بكابد وجرّت كلكلها لولا الإله ضرّت وقال مرّة أخرى: «بكابد» : أى بمكابدة شديدة ومشقّة. كذا نقله قاسم بن ثابت «2»(4/1107)
كابل
بضمّ الباء: مدينة معروفة فى بلاد التّرك «1» ، غزاها مجاشع ابن مسعود، فصالحه الأصبهبذ، فدخل مجاشع بيت أصنامهم، فأخذ جوهرة جليلة من عين أكبرها. قال: فأصابه فى منصرفه الثلج والدّمق «2» ، فماتوا إلّا رجلين؛ فزعم إلا صبهبذ أنّ الصنم فعل ذلك بهم. وقال جرير «3» :
غلبت أمّه أباه عليه ... فهو كالكابلىّ أشبه خاله
يعنى يزيد بن المهلّب، وكانت أمّه من سبى كابل، فلذلك نسبه إلى كابل.
وقد زعم قوم أنّ أهل كابل محصوصون من بين سائر ولد آدم بأذناب تكون لهم، ولذلك قال الشاعر «4» :
أذنابنا ترفع قمصاننا ... من خلفنا كالخشب الشائل
وقال حسّان بن حنظلة الطائىّ، وكان قد أعطى فرسه كسرى لمّا قام به فرسه، إذ هزمه بهرام شوبين «5» .(4/1108)
بذلت له ظهر الضّبيب وقد بدت ... مسوّمة من خيل ترك وكابلا «1»
كاثب
: جبل معروف فى ديار بنى تغلب؛ قال أوس بن حجر:
لأصبح رتما دقاق الحصى ... مكان النّبىّ من الكاثب «2»
كاثرة
: منزل فى ديار بنى تغلب؛ قال مهلهل:
أشاقتك منزلة داثره ... بذات الطّلوح إلى كاثره؟
فأنبأك أنّها تلقاء ذى طلوح المتقدّم ذكره.
كازرون
بفتح الزاى «3» ، بعدها راء مهملة مضمومة: من بلاد فارس وبإزائها السّردن، وهى جبال محدقة منيعة، وليست بمدينة.
كاظمة
: اسم ماء.
قال الأصمعىّ: تخرج من البصرة، فتسير إلى كاظمة ثلاثا، وهى طريق المنكدر، لمن أراد مكّة من المنكدر. ثم تسير إلى الدّوّ ثلاثا، ثم تسير إلى الصّمّان ثلاثا، [ثم إلى الدّهناء ثلاثا] «4» والصّمّان: جبل أحمر ينقاد ثلاث ليال، ليس له ارتفاع، وإنّما سمّى الصمّان لصلابته. قال امرؤ القيس:
إذ هنّ أرسال «5» كرجل الدّبى ... أو كقطا كاظمة النّاهل
[وقال البعيث:
من الدّوّ فالصّمّان حتّى تنبّهت ... لها نبط من أهل حوران جثّم] «6»(4/1109)
قال يعقوب: وماء كاظمة ملح «1» ، يصلح عليه الحديد، ولذلك قال البعيث:
فأرسل سهوا كاظميّا. كأنّه ... ذنوب عراك قحّمته التّراتر «2»
أى الشّدّة. وكاظمة من مياه بنى شيبان روى الطّبرىّ عن رجاله، عن أبى عمرو الشّيبانىّ المحدّث، واسمه سعد بن إياس، أنه «3» قال: أذكر أنّى سمعت برسول «4» الله عليه السلام وإنى أرعى إبلا لأهلى بكاظمة.
كافر
بكسر الفاء، والراء المهملة، على مثال فاعل من الكفر: اسم لنهر الحيرة؛ قال المتلمّس فى شأن الصحيفة:
قذفت بها فى الثّنى من جنب كافر ... كذلك أقنو كلّ قطّ مضلّل «5»
وانظره فى رسم ضاح. والكافر والكفر من الأرض: ما بعد عن الناس، لا يكاد ينزله ولا يمرّ به أحد. ويقال: أهل الكفور عند أهل الأمصار، كالأموات عند الأحياء. وروى ثوبان عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:
لا تسكنوا الكفور، فإنّ أهل الكفور كأهل القبور. يعنى أنّ الجهل عليهم(4/1110)
أغلب، وهم إلى البدع أسرع. وقال أبو إسحاق الحربىّ: أهل الشام يسمّون القرى الكفور. قال. وروى أبو أسماء عن أبى هريرة: «لتخرجنّكم الروم من الشام كفرا كفرا» .
الكامخيّة
بفتح الميم، وبالخاء المعجمة، على لفظ النسبة إلى الكامخ:
موضع قد تقدّم ذكرة فى رسم برقعيد.
كامس
بكسر الميم، بعده سين مهملة: جبل مذكور فى رسم الأصفر، وقد مضى تحديده «1» .
الكاف والباء
كبابة
بفتح أوّله، وبباء أخرى بعد الألف، على وزن فعالة: قارة فى ديار ثمود. روى قاسم بن ثابت، من طريق خبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب، عن أبيه، عن سمرة، قال: نبّأنا «2» رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ولد الناقة ارتقى فى قارة «3» ، سمعت الناس يدعونها كبابة.
هكذا صحّ نقل هذا الاسم فى الرواية.
الكبس
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده سين مهملة: موضع بتيماء «4» ؛ قال أبو الذّيّال اليهودىّ يبكى يهود تيماء:(4/1111)
لم تر عينى مثل يوم رأيته ... رعبل ما اخضرّ «1» الأراك وأثمرا
وأيّامنا بالكبس قد كان طولها ... قصيرا وأيام برعبل أقصرا
كبكب
: بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعدهما مثلهما. قال الطّوسىّ:
كبكب: هو الجبل الأخمر الذي تجعله خلف ظهرك إذا وقفت مع الإمام بعرفات. وقال الأخفش: هو الجبل الأبيض عند المؤقف. قال الطّوسىّ:
وهو مؤنث؛ قال الأعشى:
وتدفن منه الصالحات وإن يسئ ... يكن ما أساء النار فى رأس كبكبا
فلم يصرفه. قال أبو حاتم: كبكب: ثنيّة، ولذلك لم يصرفها. وكبكب: هو الذي كان ينزله سامة «2» بن لؤىّ، فغاضب قومه، فرحل إلى عمان؛ قال المتلمّس:
كانوا كسامة إذ شعف منازله ... ثمّ استمرّت به البزل القناعيس «3»
وله نجد يضاف إليه، ويقال مجد كبكب. وقد ذكرت كبكب فى رسم اللّبين، ورسم نخلة.
الكبوان
: بفتح حروفه، على وزن فعلان: موضع فى ديار بنى عامر؛ قال لبيد:(4/1112)
طالت إقامتها وغيّر عهدها «1» ... رهم الرّبيع ببرقة الكبوان
وادى أبى كبير
بفتح أوّله، وكسر ثانيه: واد معروف، يصبّ فيه وادى ذات الجيش. وهو منسوب إلى أبى كبير بن وهب بن عبد بن قصىّ؛ وقد انقرض ولد عبد بن قصىّ.
كبيش
بضمّ أوّله، على لفظ تصغير الكبش «2» من الضّأن؛ وابن جبلة يقول: كبيس، بفتح أوّله، وكسر ثانيه، وسين مهملة. وهو موضع مذكور فى رسم حبىّ، قد مضى فى حرف الحاء.
الكاف والتاء
كتانة
بضمّ أوّله، وبالنون: موضع بنجد فيه نخل كثير، كان لجعفر ابن إبراهيم بن على بن عبد الله بن جعفر «3» . قال محمّد بن حبيب: وهو اليوم لبنى أبى مريم. قال كثيّر:
أجدّت خفوفا من جنوب كتانة ... إلى وجمة لمّا اسجهرّت حرورها «4»
وجمة: جانب من كتانة. واسجهرّت: ابيضّت «5» وقد تقدّم ذكر مواضع كتانة فى رسم حرض؛ قال ابن هرمة:
فما سائر منها فهضب كتانة ... فدرّ فأعلى عاقل فالمحسّر(4/1113)
الكتب
بفتح اوّله وثانيه: موضع مذكور فى رسم ربب.
كتلة
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه: موضع يأتى ذكره إثر هذا.
كتمى
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، على وزن فعلى: اسم رملة «1» . قال ابن مقبل:
وكتمى ودوّار كأنّ ذراهما ... وقد خفيا إلّا الغوارب ربرب «2»
كتمان
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ميم. قال يعقوب: هو جبل فى بلاد بنى عقيل «3» ، وأنشد لابن مقبل:
قد صرّح السّير عن كتمان وابتذلت ... وقع المحاجن بالمهريّة الذّقن «4»
وقال أبو حيّة النّميرىّ:
أريتك إن ردّت قناعيس جلّة «5» ... دعا أهلها من بطن كتمان مشرب(4/1114)
وفى شعر لبيد كتمان، واد بنجران، قال لبيد:
كأنّها بالغمير ممرية ... تبغى بكتمان جؤذرا عطبا
ممرية: بقرة لا ولد لها تدرّ عليه، قد أكل السّبع ولدها.
كتنة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع مذكور فى رسم الغمير. وقال الأحول: كتنة مخلاف من مخاليف مكّة النجديّة، وانظره فى رسم جاش.
الكتيبة
بفتح أوّله، وكسر ثانيه «1» ، على لفظ واحدة الكتائب من الجيوش: حصن من حصون خيبر، قد تقدّم ذكره فى رسم تيماء. وفى قصّة خيبر أنهم وجدوا فى الكتيبة طعاما كثيرا قد أعدّوه لمأكلتهم، وكانت سنة مرزمة» .
الكاف والثاء
كثلة
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه: موضع فى بلاد طيّئ؛ قال زيد الخيل:
وإنّ حوالى فردة فعناصر ... وكثلة حيّايا بن شما «3» كراكرا(4/1115)
ونحن ملأنا جوّ موقق بعدكم ... بنى شمجى خطّيّة وحوافرا
فردة وعناصر: من بلاد طيئ. وموقق «1» : من بلاد عامر. هكذا روى فى شعر زيد كثلة، بالثاء المثلثة.
وروى فى شعر طفيل كتلة، بالتاء المعجمة باثنتين. قال:
وأنت ابن أخت الصّدق يوم بيوتنا ... بكتلة إذ سارت إلينا القبائل
قال أبو عمرو: كتلة: هضبة «2» اجتمعت عندها غنىّ، وخرج إليهم عوف ابن الأحوص فى كلاب وكعب، فحجز بينهم يزيد بن الصّعق، وخاف تفانى الناس.
الكاف والحاء
كعكب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده كاف مفتوحة، وباء معجمة بواحدة: موضع ذكره أبو بكر ولم يحدده «3» .
الكحيل
بضم أوّله، وفتح ثانيه، على لفظ التصغير: نهر مذكور محدد فى رسم الثّرثار، [قد تقدم ذكره] «4» .(4/1116)
قال سلمى بن المقعد القرمىّ «1» :
لولا اتّقاء الله حين ادّخلتم ... لكم صرط بين الكحيل وجهور «2»
الكاف والدال
كداء
بفتح أوّله، ممدود لا يصرف لأنّه مؤنّث: جبل بمكّة مذكور فى رسم ضريّة. وكداء هذا الجبل: هو عرفة بعينها، وهى كلّها موقف إلّا عرنة، وليست عرنه من الحرم، بينها وبين الحرم رمية بحجر؛ قال حسّان يوعد قريشا:
عدمنا خيلنا إن لم تروها ... تثير النّقع موعدها كداء
وقال ابن الرّقيّات:
أقفرت بعد عبد شمس كد ... فكدىّ فالرّكن فالبطحاء
وكدى: جبل قريب من كداء. يريد عبد شمس بن عبدودّ بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤى بن غالب. وأنشد الخليل:
أنت ابن معتلج البطا ... ح كديتها فكدائها
وروى البخارىّ وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر خالد بن الوليد يوم(4/1117)
انفتح، أن يدخل من أعلى مكّة من كداء، ودخل النّبيّ صلى الله عليه وسلم من كدّى. وفى موضع آخر: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يدخل مكّة من كداء، ويخرج من أسفلها من كدى، بضمّ أوّله، وتنوين ثانيه، مقصور، على لفظ جمع كدية. قال علىّ بن أحمد «1» : وكدى: بأسفل مكّة، بقرب شعب الشافعيّين وشعب ابن الزّبير، عند قعيقعان. حلّق النّبيّ صلى الله عليه وسلم فى حجّة الوداع من ذى طوى إلى كداء [وحلّق من كدى إلى المحصّب «2» ] فكأنّه ضرب دائرة فى دخوله وخروجه، بات بذى طوى، ثم نهض إلى أعلى مكّة، فدخل منها من كداء، وفى خروجه خرج من أسفل مكّة، ثم رجع إلى المحصّب.
وأما كدىّ مصغّر، فإنّما هو لمن خرج من مكّة إلى اليمن، وليس من هذين الطريقين فى شىء. وكان دخول النّبيّ صلى الله عليه وسلم من كداء، وخروجه من كدى فى حجّة الوداع.
الكدّام
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه: موضع قبل المرّوت. قالت بنت بجير بن عبد الله القشيرىّ، ترتى أباها المقتول [يوم المرّوت «3» ] ، وهو يوم العنابين:
فما كعب بكعب إن أقامت ... ولم تثأر بفارصها القتيل(4/1118)
وذحلهم يناديهم مقيما ... لدى الكدّام طلّاب الذّحول
الكدر
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة: هو ماء مذكور فى رسم ظلم، وإليه تنسب قرقرة الكدر، على ما بيّنته هناك. وانظره [أيضا «1» ] فى رسم تغلمين، وفى رسم النّبيت.
ولمّا انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، لم يبق بالمدينة إلّا سبع ليال، ثم غزا بنفسه يريد بنى سليم، فبلغ ماء من مياههم يقال له الكدر، فأقام عليه ثلاثة أيّام، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيدا.
وقرقرة الكدر هى التى انتهى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة السّويق، على ما تقدّم ذكره فى رسم النّبيت.
الكدراء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة، ممدود على بناء فعلاء «2» : موضع ذكره أبو بكر.
الكديد
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده دال وياء «3» مهملة أيضا: موضع بين مكة والمدينة، بين «4» منزلتى أمج وعسفان، وهو ماء عين جارية، عليها نخل كثير لابن محرز المكّىّ، قد مرّ ذكرها فى رسم [الرّبذة، وسيأتى تحديدها بأتمّ من هذا فى رسم] «5» العقيق.(4/1119)
وثبت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صام، حتّى إذا بلغ الكديد أفطر:
فأفطر الناس، وكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من أمره صلى الله عليه وسلم رواه الأئمّة من طريق عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبّاس.
وبالكديد قتل نبيشة بن حبيب السّلمىّ ربيعة بن مكدّم «1» ، وحمى فيها ربيعة ظعن بنى كنانة ميتا، حتّى فتن نبيشة. قال حسّان بن ثابت [على اختلاف فيه] «2» :
نعم الفنى أدّى نبيشة بزّه ... يوم الكديد نبيشة بن حبيب «3»
الكاف والذال
الكذج
بفتح أوّله وثانيه، بعده جيم: حصن بأرض أذربيجان، مذكور فى رسم موقان، فانظره هناك.
الكاف والراء
كرا
بفتح أوّله، مقصور لا يمدّ. وذكر ابن الأنبارى فيه المدّ والقصر.(4/1120)
وذكر فيها «1» ابن دريد المدّ لا غير: ثنيّة بين مكّة والطائف، عليها الطريق إلى مكة، وهى محددة فى رسم ضريّة، فانظرها هناك.
كراء
بفتح أوّله، ممدود غير مصروف، لم يؤثر فيه القصر؛ قال أبو نصر:
هى من أرض بيشة، كثيرة الأسد. وقيل: هى وادى بيشة، قال ابن أحمر:
وهنّ كأنّهنّ ظباء مرد ... ببطن كراء يسففن الهدالا «2»
وقال طفيل:
كأغلب من أسود كراء ورد ... يردّ خشاته الرجل الظلوم «3»
وقال عروة بن الورد:
تحلّ بواد من كراء مضلّة ... تحاول سلمى أن أهاب وأحصرا
وكيف ترجّيها وقد حيل دونها ... وقد جاورت حيّا بتيمن منكرا
تيمن: أرض قبل جرش، فى شقّ اليمن؛ وثمّ كراء؛ ومن أنشده:
«وقد جاورت حيّا بتيماء» فقد صحّف
الكرار
بكسر أوّله، وراء مهملة فى آخره أيضا: موضع مذكور فى رسم الجبىّ «4» .(4/1121)
كراش
بضمّ أوّله، وبالشين المعجمة فى آخره: جبل فى ديار بنى الدّئل من كنانة؛ قال أبو بثينة فى هجائه سارية بن زنيم:
وأوفى وسط قرن كراش داع ... فجاءوا مثل أفواج الحسيل «1»
هكذا رواه السّكّرى وفسّره. ورواه أبو علىّ القالىّ عن ابن دريد:
وأمسى فوق قرن كرأس داع
وهذا تصحيف. والله أعلم. قال الهمدانىّ: كراش: موضع بناحية الطائف.
كراع
بضمّ أوّله، وبالعين المهملة فى آخره: منزل من منازل بنى عبس.
قال زهير بن جذيمة يرثى ابنه شأسا:
طال ليلى ببطن ذات كراع ... إذ نعى فارس الجرادة ناع
وقال عمر بن أبى ربيعة:
طيف لهند سرى فأرّقنى ... ونحن بين الكراع فالخرب
الخرب: موضع يلى الغميم، الذي ينسب إليه الكراع، فيقال كراع الغميم، على ما يأتى ذكره فى حرف الغين «2» ، وهو محدود فى رسم العقيق، عند ذكر المنازل؛ وكان بشر بن سحيم الغفارى يسكن بكراع الغميم. وقال مجمّع ابن حارثة: وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند كراع الغميم يقرأ: «إنا فتحنا لك فتحا مبينا» .
«وكراع ربّة، بفتح الراء المهملة، وتشديد الباء المعجمة بواحدة: موضع فى ديار جذام.(4/1122)
الكربق
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة مضمومة، ثم قاف: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الخرنق.
كربلاء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة، ممدود:
موضع بالعراق من ناحية الكوفة، مذكور فى رسم العذيب. وفى هذا الموضع قتل الحسين بن علىّ رضى الله عنهما، قال كثيّر:
فسبط سبط إيمان وبرّ ... سبط غيّبته كربلاء
وهناك الطّفّ أيضا؛ قال ابن رمح الخزاعىّ فى مقتل الحسين رضى الله عنه.
وإنّ قتيل الطّفّ من آل هاشم ... أذلّ رقاب المسلمين فذلّت
الكرج
بفتح أوّله وثانيه، بعده جيم: حصن من معاقل الجبل «1» ، وهو حصن أبى دلف القاسم بن عيسى العجلىّ.
ودخل أبو دلف على المأمون، فقال له: أنت الذي يقول فيه علىّ بن جبلة:
إنّما الدّنيا أبو دلف ... بين مبداه ومحتضره
فإذا ولّى أبو دلف ... ولّت الدّنيا على أثره
قال: يا أمير المؤمنين، شهادة زور، وقول غرور، وملق معتف سائل، وخديعة طالب نائل؛ أصدق منه وأعرف منه بى، ابن أخت لى يقول:
ذرينى أجوب الأرض فى طلب الغنى ... فما الكرج الدّنيا ولا الناس قاسم
فأسفر له وجه المأمون.(4/1123)
والكذج، بالذال المعجمة: قد تقدم ذكره.
كرخ بغداد
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده خاء معجمة: نبطىّ ليس من كلام العرب «1» .
كرداح
بكسر اوله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة، وألف وحاء مهملة: موضع بعينه ذكره أبو بكر.
الكرّ
بضم أوله وتشديد ثانيه: موضع من ثغور بلاد التّرك. قال عبد الله ابن سيرة:
نجّانى الله يوم الكرّ من نفر ... خزر العيون، ونفس صلبة العود
وقال المفجّع: الكرّ بحر إرمينية. قال: والكرّ أيضا: الحسى يجتمع فيه الماء؛ قال كثيّر:
وما سال واد من تهامة طيّب ... به قلب عاديّة وكرار
وإلى الكرّ هذا تنسب قنطرة الكرّ.
وذكروا أنّ قطن بن عوف الهلالىّ «2» ولى فارس لعبد الله بن عامر، فمرّ به الأحنف فى جيشه غازيا، فوقف لهم على قنطرة الكرّ، فيعطى الرجل على قدره، فلمّا كثروا قال: أجيزوهم، فهو أوّل من سنّ الجوائز.
الكرم
بضم أوّله، وفتح ثانيه. هكذا ورد فى شعر زهير، على ما ذكرته فى رسم الغمر. وورد فى شعر أبى خراش من رواية السّكّرىّ، ولم يروه(4/1124)
الأصمعى: الكرم، بضمّ أوله، وإسكان ثانيه. قال أبو خراش يرثى خالد ابن زهير، ويخاطب امرأته:
وأيقنت أنّ الجود منه سجيّة ... وما عشت عيشا مثل عيشك بالكرم
وأيقنت أنّ الناب ليست رذيّة «1» ... ولا البكر، لا التفّت يداك على غنم
قال السّكّرىّ: كرمة: موضع، فجمعه وما حوله. قال أبو الفتح: هذا بعيد؛ لأنّ الجمع الذي بينه وبين واحده الهاء، إنّما يأتى فى الأجناس المخلوقة، نحو تمرة وتمر، ودرّة ودرّ، وليست كرمة كذلك. وهى أيضا علم، وليست نكرة أصلا. والأقرب فيه أن يكون حذف الهاء للحاجة إلى ذلك.
كرمان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، على وزن فعلان: بلد معروف، سمّى بكرمان بن فلّوج، من ولد لنطى بن يافث بن نوح.
كرمة
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه: موضع ببلاد هذيل. قاله السّكرىّ، وأنشد لأبى خراش:
وما عشت عيشا مثل عيشك بالكرم
وقد تقدّم ذكره بأتم من هذا.
الكرملان
بفتح أوّله وإسكان ثانيه: تثنية كرمل: ماء لبعض طيّئ، وهم رهط حاتم، قال زيّد الخيل:(4/1125)
أتانى أنّهم مزقون عرضى ... جحاش الكرملين لهم فديد
ثم قال فيه:
فسيرى يا عدىّ ولا تراعى ... فحلّى بين كرمل والوحيد
يعنى عدىّ بن حاتم. وقوله «فسيرى» يعنى قبيلته.
كرنبى
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده نون مفتوحة، وباء معجمة بواحدة، مقصور: موضع قريب من الأهواز؛ قال الراجز:
كرنبوا ودولبوا ... وحيث شئتم فاذهبوا
قد أمر المهلّب
أمر: أى صار أميرا. يريد صيروا بكرنبى، أو صيروا بدولاب؛ وهى أيضا قريبة من الأهواز، وقد تقدّم ذكرها.
كرنباء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده نون مفتوحة، وباء معجمة بواحدة، ممدود: موضع معروف «1» .
كروة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: جبل بضهر من أرض اليمن، وفيه غيل كروة، ممّا يلى ضهر. والمرضى ينتشرون فيه، ويرون أنّ به جنّا يبرئون من اغتسل به، ويحملون فتحة «2» ، تمرا أو زبيبا أو غير ذلك، يضعونه هنالك.
ذو كريب
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده الياء «3» أخت الواو: موضع بالجزيرة؛ قال جرير:(4/1126)
هاج الفؤاد بذى كريب دمنة ... أو بالأفاقة منزل من مهددا «1»
وقال عدىّ بن زيد:
سقى بطن العقيق إلى أفاق ... ففاثور إلى لبب الكثيب
فروّى قلّة الأدحال وبلا ... ففلجا فالنّبىّ فذا كريب
[وهو محدد فى رسم ذى قار] «2»
الكريون
بكسر أوله، وإسكان ثانيه، بعده الياء المفتوحة، [وآخرها ساكنا] «3» : خليج يشتقّ «4» من نيل «5» مصر، قال كثيّر:
وولّت سراعا عيرها وكأنّها ... دوافع بالكريون ذات قلوع
قلوع: جمع قلع، وهو الشّراع.
الكاف والسين
كساب
بفتح أوله، وبالباء المعجمة بواحدة فى آخره «6» قد تقدّم ذكره فى رسم الجرير.(4/1127)
كسّر
بفتح أوله وثانيه، وتشديده، بعده راء مهملة: من أرض اليمن «1» ، مذكور فى رسم الرّزم.
كسكر
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده كاف مفتوحة، وراء مهملة.
وهو بلد بالعراق معروف. قال محمد بن سهل الأحول: معنى كسكر: أرض الشعير. قال الجرجانى: إنّما هو كشتكر، [فعرّب] «2» ومعناه: عامل الزّرع. ومن طسا سيجها زندورد، بعث إليها سعد بن أبى وقّاص النّعمان بن مقرّن فصالحهم.
كسير وعوير
بضم أوّله، وفتح ثانيه، على لفظ التصغير. وهما جبلان فى البحر، بحذاء عمان، فإذا مرّت بهما سفينة لم تكد تسلم من الكسر أو الغرق.
وأمّا المثل الذي أورد «3» أبو عبيد وغيره، وهو قولهم: عوير وكسير، وكلّ غير خير» فإنّ الأخبارييّن زعموا أنّ أصله لأمامة بنت نشبة بن مرّة، كانت عند خالد «4» بن رواحة من غطفان، وكان أعور، فنشزت عليه، فزوّجها أبوها من حارثة بن مرّة الشّيبانىّ «5» ، وكان أعرج، فنشزت عليه أيضا، وقالت: «عوير وكسير، وكلّ غير خير» ، فأرسلتها مثلا.(4/1128)
الكاف والشين
ذو كشاء
بفتح أوّله وثانيه، ممدود: جبل الزّهران. وقد تقدّم ذكره فى حرف الزاى. قال الأزدىّ: لا أعرف الكراث ينبت إلا فى هذا الجبل.
ويزعمون أن جنّيّة قالت: من أراد الشفاء من كلّ داء، فعليه بنبات البرقة من ذى كشاء. والناس يستمشون بالكراث. وإذا أتى المجذوم، فتوسّط منبت الكراث، فأقام فيه يخلطه فى ظعامه وشرابه، لم يلبث أن يبرأ.
كشب
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة: جبل ممّا يلى حدود اليمن. وذكره ابن دريد: كشب، بإسكان الشين، وأبو الحسن الأخفش يقول: كشب، بضمّ أوّله وثانيه. قال بشامة بن عمرو:
فمرّت على كشب غدوة ... وحاذت بجنب أريك أصيلا
قال أحمد بن عبيد: كشب جبل قريب من وجرة، بينه وبين أريك ناء من الأرض. يقول سارت فى يوم واحد ما يسار فى أيام. وقال مزاحم العقيلىّ:
ما بين نجران نجران الحقول إلى ... أعلام صارة فالأغوال من كشب
وصارة: جبل هناك أيضا. قال الأصمعىّ: قوله «نجران الحقول» يقول: إذا بلغت نجران وجرش بلغت الزّرع. ونجران وجرش أوّل حدود اليمن؛ ويدلّك أنّ كشبا جبل أسود قول العجّاج.
كأنّ من حرّة ليلى ظربا ... أسود مثل كشب أو كشبا «1»
ذو كشد
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة: موضع بين مكّة(4/1129)
والمدينة، مذكور فى حديث هجرة النّبيّ صلى الله عليه وسلّم.
كشر
بفتح أوله وثانيه «1» ، بعده راء مهملة: جبل باليمن، فى أرض جرش.
روى ابن إسحاق أنّ رجلين من أهل جرش قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظران ويرتادان، فبينما هما عنده بعد العصر، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بأىّ بلاد الله شكر؟ فقالا: يا رسول الله، ببلادنا جبل يقال له كشر.
قال ابن إسحاق: وكذلك يسمّيه أهل جرش. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليس بكشر، ولكنه شكر. قالوا: ما شأنه يا رسول الله؟ قال: إنّ بدن الله لتنحر عنده الآن. وكان قومهما قد أصيبوا فى تلك الساعة، فجلس الرجلان إلى أبى بكر وعثمان، فقالا لهما: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لينعى لكما قومكما، فقوما إليه فاسألاه أن يدعو الله ليرفع عنهم. فقاما إليه، فسألا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله ليرفع عنهم، ففعل. وكان الذي أصابهم صرد ابن عبد الله الأزدىّ، أمير رسول الله صلى الله عليه وسلم على وفد الأزد.
الكاف والفاء
كفتة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده تاء معجمة باثنتين من فوقها:
اسم لبقيع الغرقد، وهى مقبرة [المدينة] «2» قد تقدّم، وهذا الاسم مشتقّ من قول الله عزّ وجلّ: «ألم نجعل الأرض كفاتا «3» ، أحياء وأمواتا» ؟(4/1130)
كفور الشّام المشهورة
واحدها كفر، بفتح أوّله، وإسكان ثانيه.
كفر أبيا
بضم الهمزة. وروى عن أبى عبيد بفتحها، وإسكان الباء المعجمة بواحدة، بعدها ألف.
كفر تعقاب
بكسر التاء، وإسكان العين المهملة، بعدها قاف وباء معجمة بواحدة بعدها ألف.
كفر توثى
بضمّ التاء المعجمة باثنتين من فوقها، وبعد الواو ثاء مثلثة مفتوحة، بعدها ياء، على وزن فعلى «1» .
كفر رنّس
بفتح أوّله، وفتح النون وتشديدها «2» ، بعدها سين مهملة.
كفر شيلان
بكسر الشين المعجمة، بعدها الياء أخت الواو: بالشام.
منه أحمد بن سليمان الكفرشيلانىّ الزاهد.
كفر طلب
بالطاء المهملة، والباء المعجمة بواحدة «3»
كفر عاقب
بالعين المهملة، والقاف المكسورة، والباء المعجمة بواحدة، وهو تلقاء طبريّة، وأياه «4» عنى أحمد بن الحسين بقوله:
أتانى وعيد الأدعياء وأنّهم ... أعدّوا لى السّودان فى كفر عاقب «5»(4/1131)
الكاف واللام
الكلاب
بضم أوّله، وبالباء المعجمة بواحدة فى آخره «1» . الكلاب:
هو قدة بعينها. وانظرها فى رسمها، وقد مضى ذكره فى رسم الأثل، وفى رسم البدىّ. وبين أدناه وأقصاه مسيرة يوم، أعلاه ممّا يلى اليمن، وأسفله ممّا يلى العراق. وقال سلامة بن جندل:
سائل بنا يوم ورد الكلا ... ب تخبرك دوس وهمدانها
وفى رسم واردات تفسير ما الذي جرّ يوم الكلاب. اختلف ابنا آكل المرار:
شرحبيل وسلمة بعد موت أبيهما، ومع شرحبيل بكر والرّباب وبنو يربوع، ومع سلمة تغلب والنّمر وبهراء، فقتل أبو حنش شرحبيل، وانهزمت شيعته، وذلك بالكلاب، قال الأخطل:
أبا غسّان «2» إنّك لم تهنّى ... ولكن قد أهنت بنى شهاب
ترقّوا فى النّخيل وأفطرونا ... دماء «3» سراتكم يوم الكلاب
وكانت بنو تميم أيضا لمّا أوقع بهم كسرى بهجر، وذلك أنّهم أغاروا على لطيمته يوم الصّفقة، فلجئوا إلى الكلاب، وذلك فى القيظ، وقد أمنوا أن تقطع إليهم تلك الصّحارى، فدلّ عليهم بنو الحارث بن عبد المدان بهجر، فلمّا تهوّر القيظ غزوهم، فهزمتهم بنو تميم أقبح هزيمة وأفظعها، وأمرهم قيس بن عاصم: أن اتّبعوا المنهزمة، ويقطعوا عرقوب من لحقوا، ولا يشتغلوا(4/1132)
بقتلهم عن اتّباعهم، فذلك قول وعلة الجرمىّ، وكان أوّل منهزم، وهو حامل لوائهم:
فدى لكما رجلىّ امّى وخالتى ... غداة الكلاب إذ تحزّ الدّوابر
وفى ذلك اليوم أسر عبد يغوث، وهو يوم الكلاب الثانى.
وقال أبو نصر عن الأصمعىّ: الكلاب: ماء لبنى تميم، بين الكوفة والبصرة.
ذو كلاف
بضمّ أوّله، وبالفاء فى آخره: واد قبل منكف «1» ، قال ابن مقبل:
عفا ذو كلاف من سليمى فمنكف ... مبادى الجميع القيظ والمتصيّف «2»
الكلب
على لفظ الواحد من الكلاب: جبل باليمامة، وله هضاب يقال لها الكلبات، قال الأعشى:
إذ رفع الآل رأس الكلب فارتفعا
كلفى
بفتح أوّله «3» ، وإسكان ثانيه، بعده فاء، على وزن فعلى، مقصور: موضع قد تقدّم تحديده فى رسم الجار، وفى رسم الأجاول.
الكلّاء
بفتح أوله، وتشديد ثانيه، ممدود: مرفا السّفن بالبصرة.
يقال: كلّأت السفينة: إذا حبستها.
كلّان
بضمّ أوّله: اسم أرض، قال حميد بن ثو؟:(4/1133)
وآنس من كلّان شمّا كأنّها ... أراكيب من غسّان بيض برودها «1»
أراد. أن جبال هذه الأرض قد ابيضّت من الثّلج.
كلندى
بفتح أوّله وثانيه، وبعده نون ساكنة، ودال مهملة، مقصور:
موضع؛ قال الشاعر:
ويوم بالمجازة والكلندى ... ويوم بين ضنك وصومحان
الكلواذيّة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وبالواو والذال المعجمة بواحدة «2» ، على لفظ النسبة إلى كلواذ «3» : موضع مذكور فى رسم ذى قار. وكلواذى طسّوج من سواد العراق.
كليّة
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، على لفظ تصغير كلية: ماء محدّد فى رسم العقيق، وفى رسم هرشى، قال نصيب:
أتونى وأهلى فى قرار ديارهم ... بحيث التقى مفضى كليّة والحزم
وقال خويلد بن أسد بن عبد العزّى:
أنا الفارس المشهور يوم كليّة ... وفى طرف الرّنقاء يومك مظلم
قتلت أبا جزء وأشويت محصنا ... وأفلتنى ركضا مع الليل جهضم
كان خويلد صادرا من سفر فى رهط من قريش، فلمّا أتى كليّة وجد عليها حاضرا عظيما من بنى بكر بن كنانة، فمنعوهم الماء إلّا بالثمن، فحمل عليهم.
خويلد بمن معه، فقتل رجلا وأشوى آخر بطعنة، وانهزمت بنو بكر.
والرّنقاء: من بلاد بنى مرّة، مذكور فى موضعه.(4/1134)
الكاف والميم
الكمع
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده عين مهملة: موضع «1» قد تقدّم ذكره فى رسم الأوداة.
كمّول
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه: اسم بلد، قال حميد بن ثور:
حتّى إذا ما حاجب الشّمس دمج ... تذكّر البيض بكمّول فلجّ
الكاف والنون
كنابيل
بضم أوّله، وبالياء المعجمة بواحدة قبل الياء، على مثال فعاليل.
هكذا ذكره سيبويه، وهو موضع باليمن، قال ابن مقبل «2» :
دعتنا بكهف من كنابيل دعوة ... على عجل دهماء والرّكب رائح
فقلت وقد جاوزن بطن خماصة ... جرت دون دهماء الظّباء البوارح
خماصة. واد بالرّكاء.
الكناس
بكسر أوله، على لفظ كناس الوحشيّة: موضع ينسب إليه رمل الكناس، فى بلاد عبد الله بن كلاب. قاله ابن الأعرابىّ، وأنشد للأعور بن براء «3» ، من بنى عبد الله بن كلاب:
رمتنى وستر الله بينى وبينها ... عشيّة أحجار الكناس رميم(4/1135)
الكناسة
بضم أوّله: معروفة بالكوفة «1» كان بنو أسد وبنو تميم يطرحون فيها كناستهم، فكتب خالد بن عبد الله إلى هشام يسأله أن يقطعه إياها؛ فسأل ابن سعيد عنها، فقال: ما بالكوفة مثلها. فلم يعطه إياها، واتخذها لنفسه.
ذو كندة
: موضع مذكور فى رسم الغمر، على لفظ [اسم] «2» القبيلة اليمانية.
كندر
بضم أوّله، وإسكان ثانيه، وبالدال المهملة المضمومة، وبالراء المهملة: موضع مذكور فى رسم المسحاء، فانظره هناك.
الكنّازة
بفتح أوّله وتشديد ثانيه، وبالزاى المعجمة [قليب] «3» مذكور فى رسم أعراف، فانظره هناك.
كنهل
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، وكسر الهاء: ماء لبنى عوف بن عاصم بن ثعلبة بن يربوع، جاورهم عليه قيس والهرماس ابنا هجيمة، من غسّان، فى جماعة من قومهما، ورئيس بنى عوف يومئذ ديسق بن عوف بن عاصم، فأغار على ابنى هجيمة قوم من ينى يربوع، رئيسهم عتيبة بن الحارث بن شهاب، فاتّبعهم ابنا هجيمة فى قومهما، فقتلهما عتيبة، فهو يوم كنهل، ويوم غول، قال جرير:
وساق ابنى هجيمة يوم غول ... إلى أسيافنا قدر الحمام(4/1136)
فكنهل وغول متجاوران. وقال الفرزدق فى غير هذا الشأن:
غزا من أصول النّخل حتّى إذا انتهى ... بكنهل أدّى رمحه شرّ مغنم «1»
كنيب
بضم أوّله، وبفتح ثانيه، على لفظ التصغير: ماء مذكور فى رسم عدنة «2»
الكاف والهاء
كهالة
بضم أوّله: بئر معروفة باليمن، على طريق عدن من زبيد، منقورة فى صفا.
كهران
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة: جبل بالخابور، يأتى ذكره فى رسم كوكب.
ذات كهف
: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم ذى أمر «3» ، وفى رسم خزاز محدّدا، قال عوف بن الأحوص:
تسوق صرئم شاءها من جلاجل ... إلىّ ودونى ذات كهف وقورها
يقول: حملونى على هجائهم، وذكرهم بأنّهم أصحاب شاء، لا أصحاب خيل وإبل.
وفى شعر جرير ذات كهف بطخفة، قال جرير:
ونازلنا الملوك بذات كهف ... وقد خضبت من العلق العوالى
قال: يعنى يوم طخفة. قال أبو عبيدة: وذات كهف: جبل إذا قطمت طخفة، بينه وبين ضريّة الطريق.(4/1137)
الكهفة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده فاء: ماءة «1» مذكورة فى رسم فيد، فانظرها هناك.
كهيلة
بضم أوّله، وفتح ثانيه، على لفظ تصغير كهلة: رميلة «2» قد تقدم ذكرها فى رسم بينونة.
الكاف والواو
الكواتل
بفتح أوّله، وبالتاء المعجمة باثنتين من فوقها: موضع مذكور فى رسم أبير.
كوار
بضم أوّله، وبالراء المهملة أيضا: بلد من أرض فارس، مذكور فى رسم «خبر» .
كواكب
على لفظ جمع كوكب: موضع مذكور فى رسم البتراء، فانظره هناك.
كوثى
بضم أوّله، وبالثاء المثلثة، مقصور، على وزن فعلى، وهى بالعراق معلومة. وهى المدينة التى ولد فيها إبراهيم عليه السلام، قال الخطّا؟ ى: يقال لها كوثى ربّى، بفتح الراء المهملة، بعدها باء معجمة بواحدة مفتوحة، ثم ياء «3» وكوثى أخرى بمكة، وهى محلّة بنى عبد الدار. قال حسّان، أنشده ابن الأعرابى:
لعن الله أرض كوثى بلادا ... ورماها بالفقر والإمعار «4»(4/1138)
لست أعنى كوثى العراق ولكن ... كوثة الدّار دار عبد الدار
وروى أبو عمر «1» عن ثعلب عن ابن الأعرابىّ، قال: سأل رجل عليّا رضى الله عنه، فقال: أخبرنى- يا أمير المؤمنين- عن أصلكم معاشر قريش. قال:
نحن قوم من كوثى. فقال قوم: إنه أراد كوثى التى ولد بها إبراهيم، وتأوّلوا فى هذا قول الله عزّ وجلّ: «ملّة أبيكم إبراهيم» . وقال قوم: أراد كوثى مكة، محلّة بنى عبد الدار، أى إنّا «2» مكّيّون من أهل القرى.
كوحب
بفتح أوله، وفتح الحاء المهملة، بعدها باء معجمة بواحدة:
وضع.
كودى
بفتح أوّله، وبدال مهملة مقصور، على وزن فعلى «3» : موضع متّصل بأثال المتقدم تحديده، يضاف إليه، فيقال كودى أثال؛ قال ذو الجوشن أوس بن الأعور الضّبابى «4» :(4/1139)
أمسى بكودى أثال لا براح به ... بعد اللّقاء وأمسى خائفا وجلا
الكور
بفتح أوّله: أرض بناحية نجران، قد تقدم ذكرها فى رسم أثال؛ قال عامر بن الطّفيل:
والحىّ من كعب وجرم كلّها ... بالقاع يوم يحثها الجلد
بالكور يوم ثوى الحصين وقد رأى ... عبد المدان خيولها تعدو «1»
هكذا رواه ابن دريد، عن أحمد بن يحيى. وكذلك رواه إسماعيل بن القاسم، عن إبراهيم بن محمد بن عرفة فى شعر الجعدىّ [بالفتح] «2» ، قال الجعدىّ:
لمن الدار كأنضاء الخلل ... عهدها من حقب العيش الأول
بمغاميد فأعلى أسن ... فحنانات فأوق فالجبل
فبرعمين فريطات لها ... وبأعلى حرّيات منتقل
فذهاب الكور أمسى أهله ... كلّ موشىّ شواه ذى رمل «3»
دار قومى «4» قبل أن يدركهم ... عنت الدّهر وعيش ذو خبل
فذكر أنّ هذه المواضع كلّها كانت منازل بنى جعدة. وقال الجعدىّ أيضا، فجمع الكور وما حوله:
جلبنا من الأكوار والسّىّ والقفا ... وبيشة جيشا ذا زوائد جحفلا(4/1140)
وفى شعر العجير السّلولىّ: الكور بقذالة، قال العجير: يخاطب بعض قومه:
أمن أجل شاة بتّما بقذالة ... من الكور تجتابان سود الأراقم
قذالة: أكمة هناك «1»
الكور
بضمّ أوّله، وبالراء المهملة: ماء مذكور فى رسم ضريّة. وقد تقدّم ذكره فى رسم الحيّاء
كوساء
بفتح أوّله، وبالسين المهملة، ممدود: موضع فى ديار بهز. قال أبو ذؤيب يرثى بنى عجرة حين غدرت بهم «2» بهز:
إذا ذكرت قتلى بكوساء أشعلت ... كواهية الأخرات رثّ صنوعها «3»
قوله: أشعلت: يريد كثر دمعها.
الكوفة
معروفة. ويقال لها أيضا: كوفان. قال جحدر اللّصّ وهو فى سجن الحجّاج بالكوفة:
يا ربّ أبغض بيت أنت خالقه ... بيت بكوفان منه استعجلت سقر
وإنّما سمّيت الكوفة، لأنّ سعدا لمّا افتتح القادسيّة، نزل المسلمون الأنبار،(4/1141)
فآذاهم البقّ، فخرج، فارتاد لهم موضع الكوفة، وقال: تكوّفوا فى هذا الموضع، أى اجتمعوا. والتّكوّف: التّجمّع. قال القتبىّ: والكوفة: رملة مستديرة، ومنه قولهم: كأنّهم يدورون فى كوفان، بضمّ الكاف وبفتحها، وقد تشدّد الواو، أى فى شىء مستدير. وقال محمّد بن سهل: سمّيت الكوفة، لأنّ جبل ساتيد ما محيط بها كالكفافة عليها. قال: وكانت الكوفة منزل نوح، وهو بنى مسجدها، ثم مصرّها سعد بن أبى وقّاص، بأمر عمر بن الخطّاب رضى الله عنه. وقيل: بل سمّيت بجبيل صغير كان فيها [يسمّى كوفان] «1» ، اختطّته مهرة وكوفة الخلد، بضم الخاء [المعجمة] «2» وبعد اللام دال مهملة: موضع؛ أنشد أبو زيد فى نوادره لعبدة بن الطبيب:
إنّ التى وضعت بيتا مهاجرة ... بكوفة الخلد قد غالت بها غول
وقال الأصمعىّ: إنّما هو بكوفة الجند. والأول تصحيف. وهكذا نقلته من خطّ أبى علىّ القالىّ.
كوكب
على لفظ الواحد من الكواكب: جبل فى بلاد بنى الحارث ابن كعب. وقال أبو غسّان: كوكب: رابية بالخابور. وانظره فى رسم القهر.
وفى حديث عمر بن الخطّاب رضى الله عنه أنّ امرأة وقفت عليه، فقالت:
حيّاكم الله قوما تحيّة السلام «3» . إبّى امرأة جحيمر طهملة، أقبلت من كهران وكوكب، وذكر الحديث. كهران: جبل هناك معروف، وكذلك(4/1142)
كوكب. وجحيمر: تصغير جحمرش «1» ، وهى العجوز التى قد أسنّت واقسأنّت والطّهملة «2» : المسترخية «3» .
كوم شريك
بفتح أوله: موضع من أسفل الأرض؛ وأسفل الأرض «4» هى: كورة الإسكندريّة «5» ، والقلزم، والطّور، وأيلة، وما دنا منها. ذكر أبو داود فى كتاب الوضوء، حديث المفضّل بن فضالة، عن عيّاش بن عبّاس القتبانى: أنّ شييم بن بيتان أخبره عن شيبان القتبانى، أنّ مسلمة بن مخلّد الأنصارىّ الصاحب، استعمل رويفع بن ثابت الأنصارىّ على أسفل الأرض. قال شيبان: فسرنا معه من كوم شريك إلى علقمى، أو من علقمى إلى كوم شريك؛ يريد علقاما «6»
كومان
بزيادة ألف ونون: موضع باليمن، قد تقدم ذكره فى رسم أدنة «7» ، وله حرّة تنسب إليه.
الكومحان
بفتح أوله، تثنية كومح «8» ، مكبّر الذي قبله «9» : ضفرتان من الرمل وراء اليمامة؛ قال ابن مقبل يصف غيثا:(4/1143)
أناخ برمل الكومحن إناخة اليمانى قلاصا حطّ عنهنّ مكورا «1»
الكوير
بضمّ أوله، وفتح ثانيه: تصغير الذي قبله «2» ، مذكور فى الرسمين المتقدّمين أيضا.
وكوير آخر يأتى ذكره فى رسم «كير» من هذا الحرف.
الكويفة
مصغر: موضع فى بلاد الأزد، يقال لها كويفة عمرو «3» ، وهو عمرو بن قيس الأردىّ، كان أبرويز لمّا انهزم من بهرام جوبين «4» نزل به، فقراه وحمله، فلمّا رجع إلى ملكه أقطعه ذلك الموضع.
كويكب
تصغير كوكب: موضع فى ديار سعد بن «5» هذيم، وهو مذكور فى رسم سمن.
كويمح
بضم أوله، وفتح ثانيه، وكسر الميم، بعدها حاء مهملة، مصغر:
موضع قبل بيشة، قال حرام بن الحارث الضّبابىّ يذكر غزوهم لخثعم، وإصابتهم من أصابوا منهم:
نحن جلبنا الخيل من أرض ذى حسا ... تغيّب أحيانا وحينا ظواهر(4/1144)
رفعن «1» لهم شدّ الضّحى بكويمح ... فظلّ لهم يوم ببيشة فاجر
وقد رأيته فى نسخة: «رفعن «2» لهم شدّ الضّحى بكويلح «3» » .
باللام مكان الميم؛ والأول أثبت، لأنّ الكومحين موضع معروف.
الكاف والياء
كيدد
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده دالان مهملتان: قال الهمدانىّ:
هو اسم مدينة الصّين العظمى، وأنشد لأسعد أبى كرب «4» ، وذكر بلقيس:
عمرت به عشرين عاما قد حوت ... ملك العراق إلى أقاصى كيدد
كيدمة
بفتح أوله، وبالدال المهملة، على وزن فيعلة: مال بالمدينة معروف، فيه حوائط نخل. وهو الذي أوصى به عبد الرحمن بن عوف لأزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلّم، فبيع من عبد الله بن سعد بن أبى سرح بأربعين ألفا، فقسمت بينهن «5» .
كير
بكسر أوله، على لفظ كير الحدّاد. قال يعقوب: كير: جبل ليس بضخم أسفل الحمى، فى رأسه ردهة «6» . ويليه هضب متالع، وأنشد لمزرّد:
فإيد بكندير حمار ابن واقع ... رآك بكير فاشتأى من عتائد «7»(4/1145)
وقد تقدّم إنشاده فى رسم إير.
وقال غيره: كير: فى بلاد بنى عبس وسيأتى ذلك فى رسم السّرير. قال بشر بن أبى خازم:
أبى لابن المضلّل غير فخر ... بأصحاب الشقيقة يوم كير
يعنى خالد بن المضلّل. وكير هذا وكوير: جبلان [مذكوران] «1» فى رسم الأنعمين «2» الذي مضى، وفى رسم خزاز الذي تقدّم ذكره.(4/1146)
بسم الله الرّحمن الرّحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
كتاب حرف اللام
اللام والهمزة
لابية
بكسر الباء، بعدها الياء أخت الواو مفتوحة: موضع بين «1» ديار هذيل وديار بنى سليم، وهى على قرب من شابة «2» ؛ قال مالك بن خالد الخناعىّ:
بأسرع الشّدّ منّى يوم لابية ... لمّا عرفتهم واهتزّت اللّمم
هكذا رواه السّكرىّ؛ ورواه القالىّ «يوم لاينة» بالياء أخت الواو، بعدها نون.
اللّاذقيّة
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعده قاف، ثم ياء مشددة: مدينة من ثغور الشام الساحليّة، والبحر منها غربا. وهى من ثغور أنطاكية، وهما اليوم جميعا بأيدى الروم.
[لاعة
بالعين المهملة، موضع باليمن، متصل بوادى بكيل، الذي تقدم ذكره «3» ] .(4/1147)
لأى
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده الياء «1» أخت الواو: موضع ببلاد مزينة، قال معن بن أوس:
تأبّد لأى منهم فعتائده ... فذو سلم أنشاجه فسواعده
فذات الحماط خرجها فطلولها ... فبطن البقيع قاعه فمرائدة «2»
فمندفع الغلّان غلّان منشد ... فنعف الغراب خطبه فأساوده
ففدفد عبّود فخبراء صائف ... فذو الجفر أقوى منهم ففدافده
هذه كلها مواضع هناك. والأنشاج: مجارى الماء، واحدها: نشج، وكذلك السّواعد، واحدها ساعد. والمرائد: حيث ترود: تجىء وتذهب، واحدها مراد. وفيه نظر «3» . ومنشد: واد هناك. وغلّانه: منابت الطّلح منه. والنّعف: ما انحدر عن غلظ الجبل، وارتفع عن مسيل الوادى.
والغراب: جبل. والأخطب من الطّير: ما ضرب لونه إلى الخضرة «4» ، قال معن أيضا:
وأخطب فى فنواء ينتف ريشه ... وطير جرت يوم العقيق حوائم
يعنى الصّرد. وذو الجفر: موضع بئر، وعبّود: جبل.(4/1148)
اللام والباء
ذو لبان
بضم أوّله، وفتح ثانيه، على وزن فعال: جبل فى بلاد بنى هبس؛ قال النابغة:
كأنّ التّاج معقودا عليه ... لأغنام أخذن بذى لبان «1»
وإيّاه عنى بشر بن أبى خازم بقوله:
كأنّ السّوط يقبض جنب طاو ... بأكناف اللّبيّن من جفاف
فدلّك أن لبانا من جفاف.
لبنى
بضم أوّله، وإسكان ثانيه، بعده نون مفتوحة، وياء مقصورة، على وزن فعلى. وهى حرّة مذكورة فى رسم النّير. قال زيد الخيل:
وأحللتكم من لبن دارا وخيمة ... وكنتم بأطراف القنان بمرتع
فخرتم بأشياخ أصيبوا بخنعة ... وتنسون شبّانا أنيموا بضلفع
قال رياح: أراد لبنى. وقال أبو حاتم وأبو السّمح: لبن: جبل، معرفة مؤنّثة، لا تدخلها الألف واللام، وهى غير لبنى، وهى مذكورة فى رسم سرو حمير؛ قال الراعى:
سيكفيك الإله ومسنمات ... كجندل لبن تطّرد الصّلالا(4/1149)
وقول زيد «بخنعة» : أراد بغدرة. وضلفع: ماء لبنى عبس. والقنان:
جبل فى ديار بنى فقعس؛ قال الشاعر:
ضمّ «1» القنان لفقعس سوءاتها ... إنّ القنان بفقعس لمعمّر
وقال السّكّرىّ: القنان: جبل بين ديار غطفان وطيّئ «2» .
لبنان
بضم أوّله، وإسكان ثانيه، على وزن فعلان: جبل أيضا بالشام.
روى أبو سعيد عن قتادة أنّ البيت بنى من خمسة أجبل: من طور سيناء، وطور زيتا، ولبنان وجودىّ، وحراء.
لبوان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: واد «3» بين مكة ومطلع الشمس، بينه وبينها ليلة، قال ابن مقبل يصف غيثا:
وطلّق لبوان القبائل بعد ما ... سقى الجزع من لبوان صفوا وأكدرا «4»
اللّبين
بضم أوّله، على تصغير لبن المتقدم ذكرها: جبيل قريب من كبكب، قال أوس بن حجر:
حلفت بربّ الدّاميات نحورها «5» ... وما ضمّ أجماد اللّبين فكبكب(4/1150)
اللّبيّان
بضم أوله، وفتح ثانيه، وتشديد الياء، على لفظ التثنية، كأنّه تثنية لبىّ: موضع؛ قال زهير:
لسلمى بشرقىّ القنان منازل ... ورسم بصحراء اللّبيّين حائل
اللام والجيم
لجأ
بفتح أوله وثانيه، مهموز، مقصور، على مثال فعل «1» : موضع بين أريك والرّجام، قال أوس بن غلفاء:
جلبنا الخيل «2» من جنبى أريك ... إلى لجإ إلى ضلع الرّجام
اللّجّ
بضم أوله، وتشديد ثانيه: غدير عند دير هند «3» المتقدم ذكره فى باب الدّيارات. قال الأعشى:
فإنّى وثوبى راهب اللّجّ والتى ... بناها قصىّ والمضاض بن جرهم «4»
قيل: إنه أراد المسيح عليه السلام بقوله: «راهب اللّجّ» . ويروى:
«فإنّى وثوبى راهب الطّور» والتى بناها قصىّ: يعنى مكة.
لجّان
بفتح أوله «5» ، وتشديد ثانيه: موضع، وهو واد قبل حرّة بنى سليم؛ قال الراعى:
فقلت والحرّة السّوداء دونهم ... وبطن لجّان لمّا اعتادنى ذكرى(4/1151)
اللام والحاء
اللّحاء
بكسر أوله، ممدود على وزن فعال: موضع مذكور محدّد فى رسم زرود.
لحج
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده جيم: موضع من «1» سيف عدن، قبل نجران «2» ، قد تقدم ذكره فى رسم تعشار. وقال عمرو بن السّليمانىّ من ساكنى نجران، وكان إبراهيم بن هشام سجنه «3» بالمدينة:
إذا ما أنيخت بعد لحج وثرتم ... وأنّى لإبراهيم لحج وثرتم
وكان لعمر بن أبى ربيعة بلحج أموال، وهناك كان إذ قال:
هيهات من أمة الوهّاب منزلنا ... إذا حللنا بسيف البحر من عدن
لحظة
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده الظاء المعجمة: علم «4» بجوف اللهابة: ماء لبنى تميم. قال أوفى بن «5» رزّ أحد بنى مرّة بن فقيم:
وأغنت رماح القوم عنّا سيوفنا ... بلحظة إذ هزّوا الوشيج المقوّما
اللّحود
بفتح أوله، وضم ثانيه، بعده واو ودال مهملة: موضع مذكور فى رسم الدّحول.(4/1152)
لحى جمل
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، على لفظ لحى الرأس، مضاف إلى جمل، واحد الجمال: ماء مذكور محدّد فى رسم العقيق.
وبهذا الموضع احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم فى وسط رأسه وهو محرم. ورواه مالك، عن «1» يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار.
وهى بئر جمل التى ورد ذكرها فى حديث أبى جهيم بن الحارث بن الصّمّة، قال: أقبل النّبيّ صلى الله عليه وسلم من بئر جمل، فلقيه رجل، فسلّم عليه، فلم يردّ النّبيّ عليه، حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه، ثم ردّ عليه السلام. رواه البخارى وغيره.
وقد قيل: بئر جمل: ماء آخر بالمدينة.
اللّحيحة
بضم أوله، وفتح ثانيه، بعده الياء أخت الواو، وحاء أخرى مهملة: موضع قد تقدم فى رسم خيبر.
اللام والدال
لدّ
مدينة بالشام، بضم أوله، وتشديد ثانيه. جاء فى الحديث أن المسيح «2» عليه السلام يقتل الدّجّال بباب لدّ. رواه الزّهرىّ، عن سالم، عن أبيه: أن عمر سأل رجلا من اليهود، فقال له: قد بلوت منك صدقا، فحدّثنى عن الدّجّال. فقال: يقتله ابن مريم بباب لدّ: وقال كثيّر:
حموا منزل الأملاك من مرج راهط ... ورملة لدّ إذ تباح سهولها «3»(4/1153)
وقال ابن أبى ربيعة:
حلّت بمكة والنّوى قذف ... هيهات مكة من قرى لدّ «1»
وأنشد ابن الأعرابى:
فبتّ كأنّنى أسقى شمولا ... تكرّ غريبة من خمر لدّ
لدمان
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، على بناء فعلان: ماء معروف، ذكره أبو بكر.
اللام والسين
لسعى
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده عين مهملة، مقصور، على وزن فعلى: موضع بعينه. قاله أبو بكر. قال: وأحسبه يمدّ ويقصر.
اللام والصاد
لصاف
بفتح أوله، وكسر الفاء فى آخره، مبنىّ: موضع فد شفيت من تحديده فى رسم توضح «2» ، وسيأتى ذكرها إثر هذا فى رسم اللهابة. ولصاف:
لبنى تميم، قال الشاعر «3» يهجوهم:
وإذا تسرّك من تميم خصلة ... فلما يسوءك من تميم أكثر
قد كنت أحسبهم أسود خفيّة ... فإذا لصاف تبيض فيها الحمّر
وروى أبو عمرو الشّيبانى بيت النّابغة:
إمّا «4» عصبت فإنّى غير منفلت ... منّى اللّصاف فجنبا حرّة النّار(4/1154)
اللّصاف بالفاء، رواه «1» الأصمعىّ بالباء: اللّصاب جمع لصب. وحرّة النار: قد تقدم ذكرها فى باب الحرار.
اللام والظاء
ذات اللّظى
على لفظ لظى النار: موضع، قد تقدم ذكره فى باب الحرار؛ قال مالك بن خالد الخناعىّ:
فما ذرّ قرن الشمس حتى كأنّهم ... بذات اللّظى خشب تجرّ إلى خشب
اللام والعين
اللّعباء
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة، ممدود:
موضع، قد تقدم ذكره فى رسم ظلم. قال يعقوب: اللّعباء: بين الرّبذة وبين أرض بنى سليم، وهى لفزارة «2» وبنى ثعلبة وبنى أ؟ مار بن بغيض. هذا قول الفزارىّ «3» . وقال الكلابىّ: اللّعباء: أرض تنبت العضاه، وهى لبنى أبى بكر ابن كلاب، بين العبلاء: عبلاء الهردة، وبين أسافل تربة؛ شس [من الأرض «4» ] تجتنى منه الهردة والغلقة «5» ، ببلاد نجد، لعوف بن عبد بن أبى بكر،(4/1155)
والسّىّ يدفع فيها من ورائها. والعبلاء: قرية. وتربة: واد من أودية الحجاز، أسفله لبنى هلال والضّباب وسلول، وأعلاه لخثعم. وقالت ميّة، ويقال: آمنة بنت عتيبة بن الحارث بن شهاب:
تروّحنا من اللّعباء قصرا ... وأعجلنا الإلهة أن تئوبا «1»
وقال كثيّر:
فأصبحن فى اللّعباء يرمين بالحصى ... مدى كلّ وحشىّ لهنّ ومستمى «2»
المستمى: الذي يستمى الوحش، أى يطلها فى كنسها، ولا يكون ذلك إلا فى شدّة الحرّ.
لعلع
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده لام مفتوحة، وعين مهملة مثلها: موضع مذكور فى رسم العذيب، وهو مؤنّث لا يجرى، وفى رسم صيلع ما يدلّ أنه جبل. قال ابن ولّاد: لعلع: من آخر السّواد إلى البرّ، ما بين البصرة والكوفة. وقال غيره: لعلع: ببطن فلج، وهى لبكر بن وائل. وقيل:
هى من الجزيرة. وقال أبو عبيدة: كانت بكر بلعلع فى أوّل الإسلام، من غير أن يكون أسلم أهل نجد ولا أهل العراق، فأجدبت لعلع، ووصفت لهم الشّيّطان بالخصب، وهى من منازل بنى تميم، وبينهما مسيرة ثمان، فأتوا الشّيّطين فى أوبع، وسبقوا كلّ خبر، وقتلوا بنى تميم أبرح قتل، قتل منهم ذلك اليوم ستّ مئة، وأخذوا أموالهم، فيقال: إنّ بكرا أتاهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلموا على ما فى أيديهم. وقال رويشد. «3» بن رميض العنزىّ:(4/1156)
ما كان بين الشّيّطين ولعلع ... لنسائنا إلّا مناقل «1» أربع
وقال المسيّب بن علس:
قطعوا المزاهر واستتبّ بهم ... عند الرحيل للعلع طرق
وقد ورد فى شعر قرواش من حوط الضّبّىّ، ما يدلّ أن لعلع من ديار بنى ضبّة، قال:
سيعلم مسروق ثنائى «2» ورهطه ... إذا وائل حلّ القطاط ولعلعا
يعنى وائل بن شرحبيل بن عمرو الضّبعىّ، وكان أسيرا، فخيّروه فاختار قرواشا.
وقال المتلمّس:
فلا تحسبنّى خاذلا متخلّفا ... ولا عين صيد من هواى ولعلع
قال: وعين صيد: هناك قريب من لعلع. وقال أبو دواد وذكر سحابا:
فحكّ بذى سلع بركه ... تخال البوارق فيه الذّبالا
فروّى الضّوافة من لعلع ... يسحّ سجالا ويفرى سجالا
ولعلع: دان من ذى قار، يدلّ على ذلك قول رؤبة:
أقفر من أمّ اليمانى لعلع ... فبطن ذى قار فقار بلقع
اللام والغين
لغاط
بضم أوله، وبالطاء المهملة فى آخره، قال النّضر بن شميل: هو جبل «3» ، وانظره فى رسم سمنان، أنشد الخليل:(4/1157)
كأنّ بين الرّجل والقرطاط ... خنذيذة من كنفى لغاط «1»
وقال آخر:
الجوف خير لك من لغاط ... ومن ألاءات ومن أراط «2»
وأنشد ابن الأعرابى: ومن ألاءات إلى أراط [فألاءات وأراط على هذا] «3» : موضعان. وقال بلال بن جرير:
أما علمت أنّى أحبّ لحبّها ... لغاط فجاد المدجنات بها الودقا
لغوى
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، مقصور، على وزن فعلى: موضع فى ديار بنى أسد، قال الأخطل لخنجر الأسدىّ:
أخنجر لو كنتم قريشا طعمتم ... وما هلكت جوعا بلغوى المعاصر
اللام والفاء
لفت
بفتح أوّله وكسره معا، وإسكان ثانيه، بعده تاء معجمة باثنتين من فوقها: موضع بين مكة والمدينة، مذكور فى رسم غزال، قال معقل بن خويلد:
لعمرك ما خشيت وقد بلغنا ... جبال الجوز من بلد تهام(4/1158)
صريخا محلبا من أهل لفت ... لحىّ بين أثلة والنّجام «1»
يقول: صعدنا فى السّراة، وهى تنبت الجوز. وأثلة والنّجام: بلدان بديار فهم أو ما يليها، قال أبو صخر:
لأسماء لم تهتج لشىء إذا خلا ... فأدبر ما اختبّت بلفت ركائب «2»
وورد فى شعر فروة بن مسيك مجموعا، قال:
مررن على لفات وهى خوص ... ينازعن الأعنّة ينتحينا
وبثنيّة لفت أمالوا على ربيعة بن مكدّم أحجارا من الحرّة، فهى من الكديد [إذن «3» ] .
لفلف
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعدهما مثلهما: بلد قبل برد من حرّة ليلى «4» ، قال جميل:
عفا برد من آل عمرو فلفلف ... فأدمان منها فالصّرائم مألف
ويدلك «5» أنّه من أدانى ديار بنى مرّة قول أرطاة بن سهية المرّى:
إذا ما طلعنا من ثنّية لفلف ... فبشّر رجالا يكرهون إيّابى «6»
وكان عبد الملك بن مروان قد حبسه حين قال:(4/1159)
فيالك وقعة برءوس كلب ... شفت نفسا وأخفرت الأميرا «1»
فشفع له حتّى أطلقه، فلمّا قفل من الشام قال الشعر الذي أنشدت منه البيت الشاهد وقال جندب بن عمرو التّغلبى:
والقوم بين لفلف وعالج
[فدلّ أيضا أنّ لفلف تلقاء عالج] «2»
اللام والقاف
لقاع
بضم أوله، وبالعين المهملة فى آخره: موضع قريب من رامة المتقدّم ذكرها «3» ، قال بشر بن أبى خازم:
عفا رسم برامة فالتّلاع ... فكثبان الحفير إلى لقاع
اللّقان
بضم أوله، وبالنون فى آخره: موضع من الثغور الشامية تلقاء خرشنة، قال أبو الطيّب:
وهل ردّ عنه باللّقان وقوفه ... صدور العوالى والمطهّمة القبّا
وقال:
عصفن بهم يوم اللّقان وسقنهم ... بهنزيط حتّى ابيضّ بالسّبى آمد
وألحقن بالصّفصاف شابور فانهوى ... وذاق الرّدى أهلاهما والجلامد
الصّفصاف وشابور: موضعان هناك أيضا.
لقف
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده فاء: واد مذكور فى رسم ذروة، قال محمّد بن عروة بن الزّبير:(4/1160)
لعن الله بطن لقف مسيلا ... ومجاحا فلا أحبّ مجاحا
لقيت ناقتى به وبلقف ... بلدا مجدبا وأرضا شحاحا «1»
مجاح: ماء لبنى عبد الله بن الزّبير معروف، أعطاه عروة أخاه. هكذا روى الزّبير بن أبى بكر، وهكذا ضبط عنه. وأنشد الزّبير أيضا لعروة بن الزبير:
لعلّك أن ترى عجلا بخير ... بخيف الظّبى من وادى مجاح
فدلّك أنّ مجاحا تلقاء وادى الظّبى.
وفى حديث هجرة النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ دليله عبد الله بن أريقط مال به من أسفل مكّة، ثم مضى على الساحل أسفل من عسفان، ثم سلك أسفل من أمج، ثم عارض الطريق بعد أن جاوز «2» قديدا، فسلك الخرّار، ثم سلك ثنيّة المرة، ثم سلك لقفا، قال ابن هشام: ويقال لفتا، فدلّك أنّهما موضعان متقاربان.
لقمان
بضم أوله، على لفظ اسم الحكيم، قال أبو عمرو وابن الكلبىّ:
لقمان: مكان، وأنشدا للنّابغة:
كأنّ مشعشعا من خمر بصرى ... نمته البخت مشدود الختام
حملن قلاله من بيت راس ... إلى لقمان فى سوق مقام «3»
وقال الأصمعىّ: لقمان: خمّار. قال ابن الكلبىّ: لو كان لقمان رجلا لعرفناه.
وبيت راس: مكان بالشام، قد تقدّم ذكره فى بيوت الشام.(4/1161)
اللام والكاف
اللّكاك
بضم أوله «1» : موضع فى ديار بنى تميم، قال جرير:
«بها منعوا المليحة واللّكاكا»
اللّكام
بضم أوله «2» : جبل بالشام، مذكور فى رسم ضارج.
لكيز
بضم أوله، وفتح ثانيه، بعده الياء أخت الواو ساكنة، والزاى المعجمة: موضع بأرض بنى عقيل، من وراء الفلج. قال ابن مقبل يذكر «3» ظعنا:
سلكن لكيزا باليمين ولوزة ... شمالا ومفضى السّيل ذى الغذيان «4»
ولوزة أيضا: بديار بنى عقيل، من وراء الفلج.
اللّكيك
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعده ياء، على وزن فعيل: موضع، قال عنترة:
طال الثّواء على رسوم المنزل ... بين اللّكيك وبين ذات الحرمل
وقال الراعى:
إذا هبطت بطن اللّكيك تجاوبت ... به واطّباها «5» روضه وأبارقه(4/1162)
يعنى إبلا. قال أبو حاتم: ويرويه ابن جبلة: «بطن اللّكاك» . وقد تقدّم ذكر اللكاك.
اللام والهاء
لهاب
بضم أوله «1» وبالباء المعجمة بواحدة [ايضا] فى آخره: موضع معروف.
اللهابة
بكسر أولها «2» ، وبالباء المعجمة بواحدة أيضا، وهى ماء لعبشمس «3» من بنى تميم، وهى خبراء من الشاجنة، وتتّصل بها مياه بنى مالك بن حنظلة، وهى القرعاء وطويلع، وكانت لبنى كعب بن العنبر أيضا هنالك مياه الرّمادة ولصاف، وهى كلّها من الشاجنة. وقال الأثرم: لصاف: ماء لبنى يربوع.
وقطع «4» أسفع العبشمىّ رجل رجل من بنى كعب، فوقعت بينهم حرب أجلت عبشمس عن اللهابة، وقال شاعرهم:
منع اللهابة حمضها ونجيلها ... ومنابت الضّمران ضربة أسفع
ثم اشتراها رجل من بنى فقيم من العبشميّين، فتنازع فيها الأحياء المذكورون واقتتلوا، ثم تنادوا إلى المدينة وأميرها مروان، فردّ مروان على الفقيمى ما اشتراها به، واستخلصها، وولّى سمرة بن سفيان المنقرىّ أمرها، وبعث(4/1163)
العبيد بعمارتها «1» ، ورفع طىّ الخضرمة وأصلحها، وقال الأخوص «2» ، وهو زيد بن عمرو الرّياحىّ:
وما وقعة القرعاء من ظلم قومنا ... ببدع ولا شين يشين عقابها
اللهباء
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة ممدود:
موضع، قد تقدّم ذكره فى رسم الحضر.
اللهواء
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده واو ممدود، على وزن فعلاء:
موضع ذكره أبو بكر.
اللهيم
دون همزة ولا مدّ: ورد فى شعر النابغة، ولا أدرى هل أراد هذا الموضع المتقدّم ذكره «3» أو غيره، قال:
ظللنا ببرقاء اللهيم تلفنا ... قبول تكاد من طلالتها تمسى «4»
اللهيماء
بضم أوله، وفتح ثانيه، بعده الياء أخت الواو ساكنة، على لفظ التصغير ممدود؛ متن اللهيماء: من نعمان. ومنازل بنى عمرو بن الحارث الهذليّين فوق ذلك، موضع يقال له «أديمة» «5» ، وفيه قتلت هذيل قيس بن عامر ابن عريب الدّؤلى، من بنى كنانة. وقال ساعدة بن جؤيّة، والصحيح أنّه لأنس بن حذيفة فى يوم اللهيماء، فذكر نعمان لما كانت اللهيماء منه:
وكانت له فى آل «6» نعمان بغية ... وهمّك ما لم تمصه لك منصب(4/1164)
وذكر الرّياشىّ: أنّ اللهيماء: ماء لبنى تميم [ينزلها ناس من بنى مجاشع] «1» وهناك أغار [مجمّع بن هلال من بنى تيم الله بن ثعلبة] «2» عليهم، فقتل وأسر وغنم، وقال:
وعاثرة يوم اللهيماء رعتها ... وقد ضمّها من داخل الخلب مجزع «3»
اللام والواو
اللّوى
بكسر أوله، على لفظ لوى الرّمل: موضع مذكور فى رسم قدس «4»
لواقح
بفتح أوله، وكسر القاف، بعدها حاء مهملة: موضع مذكور فى رسم الجريب.
اللّواهز
بفتح أوله، وبالزاى المعجمة فى آخره: ماء من مياه بنى حنظلة من بنى تميم.
اللّوب
بضم أوله، وبالباء المعجمة بواحدة فى آخره: هى الحرار، حرار قيس، قد تقدم ذكرها فى رسم الخطّ.
اللّوذ
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده ذال معجمة: موضع مذكور محدد فى رسم برام
لوذان
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده ذال معجمة، على وزن فعلان، موضع. قال الراعى:(4/1165)
فلبّثها الراعى قليلا كلا ولا ... بلوذان أو ما حلّلت بالكراكر «1»
لوزة
بفتح أوله، على لفظ واحدة اللّوز المأكول: موضع «2» تقدم ذكره فى رسم لكيز.
اللام والياء
ليث
بكسر أوّله، وبالثاء المثلثة فى آخره: موضع قد تقدم ذكره فى رسم أبلى، وهو مذكور فى رسم شمنصير، قال الشاعر:
قتلتم سداد اللّيث وابن سداده ... جهارا فقد أمسكتم «3» بالخزائم
وقال أبو خراش:
وسدّت عليه دولجا ثمّ يمّمت ... بنى فالج باللّيث أهل الخزائم «4»
وبصدر اللّيث ماء يقال له: ذو حماط، كان «5» فيه لبنى قريم يوم على بنى فهم، رهط تأبّط شرّا، وقال فى ذلك سلمى بن المقعد القرمىّ:(4/1166)
بطعن وضرب واعتناق كأنّما ... يلفّهم بين الحمائط أبرد «1»
أى سحاب فيه برد.
اللّيط
بكسر أوّله، بعده ياء، وطاء مهملة: موضع بأسفل مكة، مذكور فى رسم أذاخر.
ليع
بكسر أوّله، وبالعين المهملة فى آخره: موضع، قال الراجز:
كأنّها حين وردن ليعا ... نوّاحة مجتابة صديعا
ليكة
قال الخليل: موضع. وقد تقدم ذكرها وما قيل فيها وفى الأيكة فالهمز «2» فى رسم الأيكة «3»
لين
دون هاء: موضع مذكور فى رسم ذروة.
لينة
بكسر أوّله، وبالنون على لفظ اللّينة من النّخل: بئر من أعذب الآبار بطريق مكة، قال زهير:
شجّ السّقاة على ناجودها شبما ... من ماء لينة لا طرقا ولا رنقا
ولينة أخرى أيضا «4» : موضع عن يمين زبالة، مذكور فى رسم يسر. والبئر المذكورة قريب «5» من الرّسيس، قال كعب بن زهير:
وأم بها ماء الرّسيس فصوّبت ... للينة وانقضّ النجوم العواتم
ليّة
بكسر أوله، وتشديد ثانيه: وهى أرض من الطائف، على أميال(4/1167)
يسيرة، وهى على ليلة من قرن. وانظرها فى رسم خورة، وفى رسم نخب.
وليّة: هى دار بنى نصر، وفيها كان حصن مالك بن عوف النّصرى، صاحب الناس وأميرهم يوم هوازن. ولمّا سار رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حنين إلى الطائف، سلك على نخلة اليمانية، ثم على قرن، ثم على المليّح، ثم على بحرة الرّغاء من ليّة، فابتنى فى بحرة مسجدا وصلّى فيه، وأمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فى ليّة بحصن مالك بن عوف فهدم، ثم سلك فى طريق يقال لها الضّيقة، فلمّا توجّه فيها سأل عن اسمها، فقيل له: الضّيقة، فقال: بل هى اليسرى. ثم خرج منها على نخب، فأتى الطائف، وقال مالك بن خالد الخناعىّ فى نيّة:
متى تنزعوا عن «1» بطن ليّة تصبحوا ... بقرن ولم يضمر لكم بطن محمر
فأنبأك أن بينهما ليلة. قال أبو الفتح: ليّة «فعلة» من لويت، ولو نسبت إليها لقلت: لووىّ» على حقيقة النسب، كما تقول فى الرّىّ رووىّ لولا تغييره «2» .
قال أبو الفتح: وفى كتاب أبى بكر «لبّة» بفتح اللام وبالباء المعجمة بواحدة.
وأبو عمرو إنّما يقول: «لية» مخفّفة الياء، فهو لا يروى إذن بيت مالك إلّا من بطن لبّة. والمحمر فى البيت: هو الكودن «3» .
قال الزّبير: وفد أبو جهم بن حذيفة على معاوية، وكان بينه وبين ثقيف لخاء، فقال معاوية: يا أبا جهم، مالك ولثقيف يشكونك إلىّ؟
قال: ما أعجب أمرك، والله لا أصالحهم حتى يقولوا: قريش وثقيف وليّة ووجّ، لا يحبّنا منهم إلّا أحمق، ولا يحبّهم منّا إلّا أحمق. وقال ابن مقبل:
أمست بأذرع أكباد فحمّ لها ... ركب بليّة أو ركب بسايونا(4/1168)
بسم الله الرّحمن الرّحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
كتاب حرف الميم
الميم والهمزة
مآب
بفتح أوّله وثانيه، بعده ألف وباء معجمة بواحدة: موضع بالشام «1» ؛ قال البعيث:
حديث بإنزاف تشعّب لبّه ... كميت سبتها من مآب الذّوارع «2»
إنزاف: سكر. أنزف: أى سكر، وأنزف: نفد شرابه. وقرئ هذا الحرف على الوجهين ولا ينزفون، ولا ينزفون. وانظره فى رسم مؤتة بعد هذا.(4/1169)
مارب
بفتح أوّله وثانيه، بعده ألف، ثم راء مهملة مكسورة، ثم باء معجمة بواحدة، ويخفّف، وهو الأكثر. ويقال مأرب، بإسكان ثانيه، قال الأعشى:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ ... يبنون من دون سيله العرما
وهناك أرسل الله سيل العرم، الذي ذكر فى كتابه، وهى بلاد الأزد باليمن، قال السّليك بن السّلكة:
أمعتنقي ريب المنون ولم أرع ... عصافير واد بين جأش ومأرب
وأذعر كلّابا يقود كلابه ... ومرجة لمّا ألتم؟ ها بمقنب «1»
جأش: أرض قريب من مأرب ومرجة بالجيم: مذكورة فى موضعها من هذا الحرف. وقال الأفوه الأودىّ:
فسائل بنا حيّى مريب فمأرب ... برائس حجر حزنها وسهولها
حيا مريب: باليمن. ورائس حجر: موضع.
وروى الحزبىّ وغيره من طريق سمىّ بن قيس، عن شهر، أن أبيض ابن حمّال وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستقطعه الملح الذي بمأرب، فأقطعه. فقال رجل: أتدرى يا رسول الله ما أقطعته؟ إنّما أقطعته الماء العدّ.
فرجعه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو عبيد: إنّما أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرى أنّها أرض موات، فلمّا تبيّن له «2» أنه ماء عدّ، وهو الذي له مادّة لا تنقطع، مثل الآبار والعيون، ارتجعه، لأنّ سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الكلأ والنار «3» والماء، أنّ الناس أجمعين فيه شركاء.(4/1170)
[قال «1» الحسن بن أحمد بن يعقوب: مأرب: اسم قبيلة من عاد، سمّى به هذا الموضع. قال: ويقال: إن الذي بنى بها السّدّ لقمان بن عاد، ويقال: هو لقمان بن الكير صاحب النّسور. وذكر لقمان مشهور بمأرب.
وثمّ موضع يسمّى فسوة لقمان، وهى هوتة «2» فى بعض رمل مأرب كأنّها جفنة يزعمون أنه قعد ثمّ فخرجت منه ريح، فاحتفرت ذلك الموضع وبرحابة من جانب صنعاء أكمتان، بينهما قدر ميل، موطّأتا الرأس، تسمّيان مدودى لقمان؛ ويقولون: كان يعلف فيهما ثوريه، فإذا أقبل كلّ واحد منهما على مذوده، التقت أذنابهما فى الوسط. وهذا على تشنيع العرب فى الحكايات والأخبار التى تشبه الخرافات.
قال الهمدانىّ: وقد رأيت العرم بمأرب، وهو المذكور فى التنزيل، وكان مسندا إلى حائط وا؟ ر: قصر هناك، بيعازيب «3» من الصخر عظام ملحمة الأساس بالقطر «4» ، ورأيت مقاسم الماء فيه، ورأيت أحد الصّدفين «5» باقيا على أرتق ما كان «6» ، كأنّه قد فرغ من عمله بالأمس.
قال: وقصور مأرب سلحين، وهو قصر بلقيس، والقشيب، والهجر، قال الشاعر:
بل أين من قبلهم لمن ذكر ... أهل القشبب دى البهاء والهجر(4/1171)
وأهل صرواح وضهر وهكر ... يدّدهم ريب الزمان عن قدر]
مأبد
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة، ودال مهملة:
موضع مذكور فى رسم آل قراس.
مؤتة
بضم أوّله، وإسكان ثانيه، بعده تاء معجمة باثنتين من فوقها:
موضع من أرض الشام، من عمل البلقاء؛ وهو الذي بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش سنة ثمان، واستعمل عليهم زيد بن حارثة مولاه، وقال: إن أصيب زيد فجعفر بن أبى طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله ابن رواحة، فأصيبوا متتابعين على ما قاله. وخرج إلى الظّهر من ذلك اليوم تعرف الكآبة فى وجهه، فخطب الناس بما كان من أمرهم، وقال: ثم أخذ اللّواء سيف من سيوف الله: خالد بن الوليد، فقاتل حتّى فتح الله عليه. فيومئذ سمّى خالد سيف الله. وكان لقاؤهم الروم فى قرية يقال لها مشارف، من تخوم البلقاء. ثم انحاز المسلمون إلى مؤتة. قال ابن عمر: كنت فيهم تلك الغزوة، فالتمسنا جعفرا، فوجدناه فى القتلى، ووجدنا فى جسده بضعا «1» وتسعين من طعنة ورمية. ذكره عنه البخارىّ.
قال ابن إسحاق: لمّا نزل المسلمون معان، وهى بين الحجاز والشام، حصن كبير على خمسة أيّام من دمشق بطريق مكّة، بلغهم أنّ هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء، فى مئة ألف، فأقام الناس بمعان ليلتين، ثمّ إنّ عبد الله بن رواحة شجّعهم، فاستمرّوا لوجهتهم، وقال ابن رواحة:(4/1172)
جلبنا الخيل من أجإ وقرح ... تغرّ من الحشيش لها عكوم «1»
أقامت ليلتين على معان ... وأعقب بعد فترتها جموم
فرحنا والجياد مسوّمات ... تنفّس فى مناخرها السّموم
فلا وأبى مآب لتأتينها ... وإن كانت بها عرب وروم «2»
ورواية أبى جعفر الطّبرىّ:
جلبنا الخيل من آجام قرح
وقال حسّان بن ثابت يرثى أهل مؤتة:
فلا يبعدنّ الله قتلى تتايعوا ... بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر «3»
وما زال فى الإسلام من آل هاشم ... دعائم عزّ لا يرام ومفخر «4»
بهاليل منهم جعفر واين أمّه ... علىّ ومنهم أحمد المتخيّر
مأزمامنى
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وكسر الزاى المعجمة: معروفان بين عرفة والمزدلفة، وكلّ طريق بين جبلين فهو مأزم. وقيل: المأزم: المضيق فى الجبل: تلتقى الجبال ويتّسع ما وراءها وقدّامها، وهو من الأزم، قال كثيّر:
وقد حلفت جهذا بما نحرت له ... قريش غداة المأزمين وصلّت
وروى معمر عن زيد بن أسلم عن ابن عمر، قال: إذا كنت بين المأزمين من منى، فإنّ هناك سرحة؟؟»
تحتها سبعون نبيّا.(4/1173)
مأسل
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده سين مهملة مفتوحة: موضع فى ديار ضبّة «1» ، تنسب إليه دارة مأسل.
وهناك قتل شتير بن خالد بن نفيل بن عمرو بن كلاب.
مأفقة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده فاء مكسورة، ثم قاف مفتوحة:
موضع قد تقدّم ذكره فى رسم برعوم.
مأيب
على وزن الذي قبله أيضا «2» : موضع مذكور فى ذلك الرسم.
الميم والألف
مابد «3»
بكسر الباء المعجمة بواحدة، ودال مهملة: موضع باليمن. قال أبو ذؤيب:
يمانية أجنى لها مظّ مابد ... وآل قراس صوب أرمية كحل «4»
قال السّكّرى: مابد وآل قراس: فى بلاد أزد السّراة. وأرمية: جمع رمىّ، وهو سحاب عظيم. ويروى «صوب أسقية» ، جمع سقىّ، وهو مثله. وروى الأصمعىّ: «أحيالها» .
الماثول
موضع بودّان، قال النّصيب:(4/1174)
بذى الماثول من ودّان تسقى ... عليه المور دارجة سفون «1»
وهو مذكور فى رسم غنيّة.
ماذق
بكسر الذال، بعدها قاف: رمل قبل اليمامة؛ قال الأسود ابن يعفر:
بأحسن من سلمى غداة لقيتها ... بمعتلج الميثاء من رمل ماذق
مارد
بكسر الراء، بعدها دال مهملة: حصن معروف، مذكور فى رسم تيماء «2» ، وفى رسم الوتر.
ماردون
على لفظ جمع الذي قبله: مدينة مذكورة فى رسم الخابور، وهى كورة من كور ديار ربيعة، وهى كلّها بين الحيرة «3» والشام.
ماشان
موضع مذكور «4» ، محدد فى رسم القيذوق.
الماعزة
بكسر العين، بعدها زاى معجمة: موضع قد تقدم ذكره فى رسم المرّوت، وفى رسم المضيّح.
ماغرة
بكسر ثانيه، بعده راء مهملة: موضع ذكره أبو بكر.
ماكسين
بفتح الكاف «5» ، وكسر السين المهملة، بعدها ياء ونون:
قرية لبنى تغلب، على شاطئ الفرات، فى مهبّ الجنوب، وبها حمّة، وبينها وبين رأس عين مسيرة يوم(4/1175)
وبهذه القرية لقى عمير بن الحباب بنى تغلب حين غزاهم، فاقتتلوا عند قنطرة القرية، وهى أول قرية تراجعوا فيها، فقتل فى هذا اليوم من تغلب زهاء خمس مئة، وكان رئيسهم ورئيس من معهم من النّمر وبكر، شعيث بن مليل، قال نفيع بن سالم بن صفّار المحاربىّ:
ألم تسأل بنى جشم بن بكر ... غداة أتاهم عنّا النذير
بحمّة ماكسين إذا التقينا ... وقد طال التّوعّد والزّئير
وهو أيضا يوم القناطر، قال ن؟ يع:
وأيّام القناطر قد تركتم ... رئيسكم لنا غلقا رهينا
مالك
على لفظ اسم الرجل: رملة «1» أو أرض، قال ذو الرّمّة:
إذا شئت أبكانى بجرعاء مالك ... إلى الدّحل مستبدى لمىّ ومحضر
والدّحل هنا: موضع بعينه، قد تقدّم ذكره وتحديده. والدّحل: هوّة فى الأرض تنبت السّدر. وقال ابن أبى ربيعة:
وواعديه سرحتى مالك ... أو ذا الرّبا بينهما المحولا
بطن المالّة
بتشديد اللام: موضع مذكور فى رسم القحقح.
ماه
بالهاء التى لا تندرج تاء: قال أبو عمر الزاهد: الماه بالفارسيّة: قصبة البلد، أىّ بلد كان؛ ومن ذلك قولهم ضرب هذا الدينار بماه البصرة، و «2» بماه فارس. ذكرت هذا لئلّا يشكل على قارئه، فيظنّ أنّه موضع بعينه، ينسب إلى البلد المذكور بعده.
وقال محمّد بن حبيب: رافدا العراق: الماهان، ماه البصرة، وماه الكوفة،(4/1176)
فماه البصرة: نهاوند، وماه الكوفة، الدّينور «1» . وقال غيره: رافدا العراق دجلة والفرات؛ قال الفرزدق:
أولّيت «2» العراق ورافديه ... فزاريّا أحذّ يد القميص
ماهط
بكسر الهاء، بعدها طاء مهملة، قال الهمدانىّ: ماهط فى «3» طمام من اليمن. وهم يقولون إن كنوز اليمن المذكورة فى رسم ختا، إذا ظهرت يقع فى ماهط مسخ ناس قردة.
الماوان
غير مهموز، وقال ابن دريد: يهمز ولا يهمز: وهو اسم ماء، قال الشمّاخ:
تربّع أكناف القنان فصارة ... فأيّل فالماوان فهو زهوم
وذو ماوان: موضع آخر فى طريق مكّة، قال امرؤ القيس:
عظيم طويل مطمئن كأنّه ... بأسفل ذى ماوان سرحة مرقب
وقال أبو محمّد الفقعسىّ:
شربن من ماوان ماء مرّا ... ومن شبام مثله أو شرّا «4»
وقال عروة بن الورد:
أقول لقوم بالكنيف تروّحوا ... عشيّة قلنا عند ماوان رزّح(4/1177)
قال أبو حاتم: ماوان: واد غلب عليه الماء، فسمّى ماوان، وهو فيما «1» بين الرّبذة والنّقرة، وكانت منازل بنى عبس فيما بين أبانين، والنّقرة، وماوان، والرّبذة، هذه منازلهم. وشبام الذي ذكر الفقعسىّ: جبل فى منازل بنى قشير.
وسنام، بالسين المهملة والنون: جبل بالبصرة.
ماوة
بالواو المفتوحة: من ثغور خرشنة. قال البحترىّ:
صبّحن من طرسوس خرشنة التى ... بعدت عن الأمل البعيد الموجف
وتركن ماوة وهى مأوى للصّدى ... مصفوعة بصدى الرّياح العصّف
وعلى قذاذية انحططن براية ... أوفت بقادمتى عقاب منكفى
ماويّة
بكسر الواو، وتشديد الياء بعدها.
ويقال أيضا: ماويه، بفتح الواو، وإسكان الياء، وكسر الهاء التى لا تندرج تاء، وهو ماء ببطن فلج، على ست مراحل من البصرة.
وقال أبو حاتم: نسب هذا المنزل إلى ماويّة بنت مر، أخت تميم بن مر.
وماويّة: اسم المرآة، سمّيت به المرأة «2» ، قال ابن مقبل:
هاجوا الرحيل وقالوا إنّ شربكم ... ماء الزّنانير من ماويّة النّزع «3»(4/1178)
وانظره فى رسم الطّنب. قال ابن حبيب: ما شربت قطّ ماء أعذب من ماء ماويّة. قال: وكان ينقل منها الماء لمحمّد بن سليمان، إلى البصرة.
الميم والباء
مباضع
بفتح أوّله، وبالضاد المعجمة المكسورة، والعين المهملة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم البزواء، وفى رسم ثعال
مبايض
بضم أوّله، وبالياء أخت الواو مكسورة، والصاد المعجمة، علم وراء الدّهناء، فى منازل بنى أبى ربيعة بن ذهل بن شيبان. ويقال: أبايض، بالهمز. ويقال: هو فى ديار بنى سعد بن ريد مناة بن تميم؛ وقال «1» علقمة ابن عبدة:
وقلت لها يوما بوادى مبايض ... أرى كلّ عان غير عانيك يعتق
وذكّرنيها بعد ما قد نسيتها ... ديار علاها وابل متبعّق «2»
بأكناف شمّات كأنّ رسومها ... قضم «3» صناع فى أديم منمّق
شمّات: موضع هناك أيضا وبمبايض أغارت بنو ذهل بن شيبان، ورئيسهم هانئ بن مسعود، على بنى عمرو بن تميم، ورئيسهم طريف بن تميم العنبرىّ، فقتل جمصيصة بن شراحيل، ويقال «4» حمصيصة «5» بن جندل بن قنافة «6» الشّيبانىّ، طريف بن تميم،(4/1179)
[وانهزمت تميم «1» ] ، وتخلّت عمّا كان فى أيديها. قال أبو عبيدة: سألت عبد الله بن زرعة الذّهلىّ عن قول جرير يعيّر بنى [مالك بن] «2» حنظلة يوم مبايض:
خيلى التى ركبت غداة مبايض ... فرجعن سبيكم وكلّ سوام
ألحقننا ببنى ربيعة بعد ما ... دمى الشّكيم وماج كلّ حزام
فقال: كذب عليهم، لأنّا غزوناهم ولم تكن «3» معهم ظعائن ولا أموال.
مبرّة
بفتح أوّله وثانيه، وتشديد الراء المهملة: موضع، قال كثيّر:
لعينيك منها يوم حزم مبرّة ... شريجان من دمع: نزيع وسافح «4»
النزيع والنزيف: واحد. ويروى: وسائح.
مبكثة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده الكاف المفتوحة، والثاء المثلثة، والهاء. ويقال: مبكث، بلا هاء: موضع مذكور فى رسم الأجرد «5» المتقدّم فى حرف الهمزة.
مبهل
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده هاء مكسورة: واد مذكور محدّد «6» فى رسم قدس،، وفى رسم السّرر، فانظرّه هناك.
مبين
بضمّ أوّله، وكسر ثانيه، مفعل من أبان: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم جواذة.(4/1180)
الميم والتاء
متالع
بضمّ أوّله، وباللام المكسورة، والعين المهملة: جبل لغنىّ بالحمى، قاله الخليل. وقد تقدّم ذكره فى رسم الجريب. وقال زيد الخيل:
بنى عامر هل تعرفون إذا بدا ... أبو مكنف قد شدّ عقد الدّوابر «1»
بخيل «2» تضلّ البلق فى حجراته ... ترى الأكم منه سجّدا للحوافر
ونحن هزمنا. جمعكم بمتالع ... ففاء ولم يسلم على شرّ طائر
وكنت إذا ألقى غنيّا سقيتها ... من السّمّ ما تصلى ظنون المحاذر
قتلنا غنيّا يوم سفح محجّر ... مجاهرة نفسى فداء المجاهر
ويوم قنا لاقى الكلابىّ عامرا ... أخا ثقة ثبتا قليل العواثر
وقال عبّاس بن مرداس:
عفا مجدل من أهله فمتالع ... فجنبا أريك قد خلا فالمصانع
مجدل: موضع قبل متالع. وقال حميد بن ثور:
عرفت المنازل بين القرىّ «3» ... وبين المتالع من أرض حام
المتثلّم
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وفتح الثاء المثلثة، وفتح اللام: موضع بالعالية، مذكور فى رسم سويقة «4» ؛ قال رهير:
أمن أمّ أوفى دمنة لم تكلّم ... بحومانة الدّرّاج فالمتثلّم(4/1181)
الميم والثاء
وادى المثاوى
بفتح أوّله، جمع مثوى: فى ديار الحيّين: بكر وتغلب، مذكور فى رسم سردد] «1» .
مثعر
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده عين مهملة مفتوحة، وراء مهملة:
قال ابن الأعرابىّ: هو واد بالفرع، وأنشد للأحوص:
عفا مثعر من أهله فثقيب ... فسفح اللّوى من سأر فجريب
قال: وثقيب: واد بالفرع أيضا وسائر: جبل فى هذا الموضع. والجريب:
قد مضى تحديده وذكره. هكذا نقلته من خطّ ابن الأعرابىّ: ثقيب، بالثاء المثلثة.
ونقيب، بالنون: مذكور فى موضعه من هذا «2» الكتاب. وثقيب، بالثاء: صحيح، قال الراعى:
أجدّت مراغا كالملاء وأرزمت ... بنجدى ثقيب حيث لاحت طرائقة «3»
وروى أبو حاتم: ثقيب، مصغّرا. قال «4» ابن هرمة فى مثعر:
كفتك قياد القلب أيّام مثعر ... وأيّامنا إذ يجمع الحىّ مخلف «5»(4/1182)
مخلف: موضع هناك، ذكره المفجّع. ومثعر: مذكور فى رسم ملل أيضا، فانظره هناك «1» .
مثقب
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده قاف مفتوحة، وباء معجمة بواحدة؛ وهو اسم طريق بين اليمامة والكوفة «2» قال أبو بكر: كان فيما مضى.
وقال جميل:
فقلت لأصحابى على ظهر مثقب ... ألا أيّها الحادى بميالة اربع
مثقّب
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وتشديد القاف وكسرها: قصر على شطّ البحر «3» قبل غمرة، وهو مذكور فى رسم مرد، وقال ربيعة بن مقروم.(4/1183)
وحلّ بفلج فالأباتر أهلنا ... وشطّت فحلّت غمرة فمثقّبا
فدلّك قوله أنّ الأباتر قبل فلج، وأنّ المثقّب تلقاء غمرة.
المثل
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه: موضع بفلج، يقال له: رحى المثل، قال مالك بن الرّيب:
فيا ليت شعرى هل تغيّرت الرّحى ... رحى المثل أو أمست بفلج كما هيا؟
«1» ومن كتاب قاسم:
قال ثعلب: خرج الحجّاج إلى ظهرنا، يعنى ظهر الكوفة، فلقى أعرابا قد انحدروا للميرة، قال: كيف تركتم السّماء؟ قال متكلّمهم:
اصابتنا سماء بالمثل مثل القوائم «2» حيث انقطع الرّمث، بضرب فيه تفتير، وهو مع ذلك يعضّد ويرسّع.
هكذا ورد فى كتاب قاسم: المثل، بكسر الميم، لم يختلف عنه فيه. وأرى أن الصحيح الضّمّ كما وقع فى شعر مالك] .
الميم والجيم
مجاح
بضمّ أوّله، وبالحاء المهملة فى آخره «3» : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم لقف.(4/1184)
ذو المجاز
موضع مذكور فى رسم عكاظ، فانظره هناك.
وكان ذو المجاز سوقا من أسواق العرب، وهو عن يمين الموقف بعرفة، قريبا من كبكب، وهى سوق متروكة] «1»
المجازة
بزيادة هاء التأنيث: بأسفل الشّيحة، عن يسار الحزن من بطن فلج، وهى لبنى الأصم بن رياح بن يربوع، قال جرير:
لمن راقب الجوزاء أو بات ليله ... طويلا فليلى بالمخازة أطول
وقال محمّد بن سهل الأحول: من أعراض اليمامة: المجازة، والعرض، وحجر، والعامريّة، وبيسان، وضاحك، وتوضح، والمقراة.
مجالخ
بضمّ أوله، وكسر اللام، بعدها خاء معجمة: واد من أودية تهامة، قد تقدّم ذكره فى رسم جهينة «2» ، قال كثيّر:
ومن دون حيث استوقدت من مجالخ ... مراح ومغدّى للنّواعج سبسب
مجج
بفتح أوّله وثانيه، بعده جيم أخرى: ماءة «3» لبنى عبس، مذكور فى رسم ضريّة.
مجدل
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مفتوحة: موضع تلقاء متالع، قد تقدّم ذكره هناك. وأصل المجدل بكسر الميم: القصر، وقد رأيته بخطّ موثوق به، مجدل، بفتح أوّله، كأنّه مفعل من الجدالة، وهى الأرض اللينة.(4/1185)
ذو مجر
بفتح أوّله وثانيه، بعده راء مهملة: موضع قد تقدّم ذكره فى ر. م بلى.
المجزّل
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وتشديد الزاى المعجمة وفتحها: جبل فى ديار بنى تميم، قال العجّاج:
بالجزع بين عفرة المجزّل ... والنّعف عند الإسحمان الأطول
العفرة: موضع هناك، سمّى بذلك لحمرته، وهو موضع به «1» رمل أحمر والأسحمان [بفتح الحاء وكسرها «2» ] : جبل آخر تلقاء المجزّل. وقال «3» العجّاج أيضا:
جاء به مرّ البريد المرسل [من السّراة ناشطا للأجبل] «4» بعالهنّ القهب والمجزّل ناشطا «5» : يخرج من أرض إلى أرض. وبعال والقهب: جبلان أيضا.
المجمعة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ميم مفتوحة، وعين مهملة:
موضع بنخلة معروف، كان فيه لبنى ليث وهذيل يوم.
المجنب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده نون مفتوحة، وباء معجمة بواحدة: موضع بين السّواد وأرض المغرب «6» ، قال الكميت:
وشجوا لنفسى لم أنسه ... بمعترك الطّفّ فالمجنب(4/1186)
المجنبىّ
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده نون مفتوحة، وباء معجمة بواحدة مكسورة، وياء مشددة، على لفظ المنسوب: ماء قد تقدّم ذكره فى رسم ظلم.
مجنّة
بفتح أوله وثانيه، بعده نون مشدّدة: ماء مذكور فى رسم عكاظ، فانظره هناك. ومجنّة على أميال يسيرة من مكّة، بناحية مرّ الظّهران، قال أبو ذؤيب:
فوافى بها عسفان ثم أتى بها ... مجنّة تطفو فى القلال ولا تغلى
قال أبو الفتح: يحتمل أن تسمّى مجنّة ببساتين تتّصل بها، وهى الجنان، وأن تكون فعلّة من مجن يمجن، سمّيت بذلك لأنّ ضربا من المجون كان بها.
هذا ما توجبه صنعة علم العربيّة، فأمّا لأىّ الأمرين وجبت التسمية، فهذا أمر طريقه الخبر. وانظر مجنّة فى رسم الجحفة.
[وقال غيره: مجنّة على بريد من مكّة، وهى لكنانة، وبأرضها شامة وطفيل:
جبلان مشرفان عليها، وتركت منذ حديث من الدهر هى وذو المجاز، استغناء عنهما بأسواق مكّة ومنى وعرفة. قال أبو عبيدة: مجنّة بالظّهران إلى جبل يقال له الأصفر] «1» .
مجيرات
بضمّ أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء وراء مهملة، وألف وتاء:
موضع مذكور فى رسم عبّود. فانظره هناك.
المجيمر
على لفظ تصغير مجمر: أرض لبنى فزارة. قال ابن دريد: هو جبل لهم، قال امرؤ القيس:(4/1187)
كأنّ طميّة المجيمر غدوة ... من السّيل والأغثاء فلكة منزل «1»
قال: وطميّة: جبل هناك. ورواه محمّد بن حبيب «كأنّ قليعة» تصغير قلعة.
ورواه الطوسىّ:
كأنّ به رأس المجيمر غدوة
أراد برأس المجيمر:
الجبل المذكور، قال الحطيئة:
قبح الإله قبيلة لم يمنعوا ... يوم المجيمر جارهم من فقعس
وقال «2» أبو عبيدة فى كتابه فى غريب القرآن: مجيمر: ماء دون المدينة، ولم يوجد على بنائه إلّا أربعة: مهيمن، ومسيطر، ومبيقر، ومبيطر.
الميم والحاء
محاح
بفتح أوّله، وبالحاء المهملة أيضا فى آخره: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الثّلماء.
المحاضر
بفتح أوّله، وبالضاد المعجمة، على لفظ جمع محضر: موضع مذكور فى رسم المنحاة، يأتى إثر هذا إن شاء الله.
محجّر
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده جيم مشددة مفتوحة، عن يعقوب، وراء مهملة: [قد تقدّم قبل هذا ذكره فى رسم متالع، وهو «3» ] قرن فى ديار أبى بكر بن كلاب بفرع السّرّة. والسّرّة: واد يصبّ بين دمخ والرّملات، رملات أبى بكر. ومحجّر: قرن فى أسفله جرعة بيضاء حجّر بها، قال طفيل؟
وهنّ الألى أدركن تبل محجّر ... وقد جعلت تلك التنابيل تنسب
قال يعقوب: أى أدركن الذّحل الذي كان بمحجّر، والتّنابيل: جمع تنبال،(4/1188)
والتّنبال: القصير. يقول: وقد جعلت تلك الأمور تثنى «1» وتظهر وتذكر، فيقال: يوم أدركنا وترنا، وفعلنا كذا.
قال: ومحجّر أيضا: فى بلاد عذرة، قرن مؤزّر بجرعة بيضاء، ضبطت أسفله كلّه، وهو بأطراف السّبال. والسّبال: أقرن سود هنالك.
صحّ جميع هذا من كتاب أبيات المعانى ليعقوب.
[وفى شعر لبيد] «2» : محجّر بفتح الجيم: كلّ جبل آزره رمل، فهو محجّر «3» ، قال لبيد «4» :
بمشارق الجبلين أو بمحجّر ... فتضمّنتها فردة فرخامها «5»
فصوائق إن أينت فمظنّة ... منها وحاف القهر أو طلخامها
القهر: جبل محدد فى موضعه، ووحافه: ما وحف إليه واتّصل به. وطلخام واد قبل القهر. وقال زيد الخيل:
قتلنا غنيّا يوم سفح محجّر ... مجاهرة نفسى فداء المجاهر
وقال أبو حاتم، عن الأصمعىّ، وقد أنشد لابن مقبل:
تحلّ جباحا أو تحلّ محجزّا يقال: محجّر ومحجّر، بكسر الجيم وفتحها معا «6»(4/1189)
المحراح
بفتح «1» أوله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة، وألف، وحاء مهملة «2» : موضع. قال جميل «3» ، أنشده أبو علىّ:
فكيف مع المحراح «4» أبصرت «5» نارها ... وكيف مع الرّمل المنطّقة الهضب
محرض
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة مفتوحة، وضاد معجمة: موضع مذكور فى رسم الشّعثاء.
المحرقة
على لفظ مفعلة «6» من الحرق: بلد معروف.
محسّر
بضم أوّله، وفتح ثانيه، بعده سين مهملة، مشددة مكسورة، ثم راء مهملة: واد بجمع، وهى مزدلفة، قال ابن أبى ربيعة:
بحيث التقى جمع ووادى محسّر ... معالمه كادت على العهد تخلق
وروى أسامة بن زيد، عن عطاء، عن جابر: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
عرفة كلّها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة. وجمع كلّها موقف، وارتفعوا عن بطن محسّر وهذا الحديث عند مالك بلاغ لم يسنده. قال عبد الملك «7»(4/1190)
ابن حبيب: عرنة ليست من عرفة، إنّما هى من الحرم. وعرفة خارجة من الحرم. والموقف خارج من الحرم وداخل فى الحلّ. وبطن عرنة: هو بطن الوادى الذي «1» فيه مسجد عرفة، وهى مسائل؟ سيل فيها الماء إذا كان المطر، يقال لها الحبال «2» ، وهى ثلاثة، أقصاها ممّا يلى الموقف، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالارتفاع عن تلك الحبال «3» إلى سفح جبل عرفة، أى أسفله قال ابن الموّاز: حائط مسجد عرفة القبلىّ على حدّ عرنة، ولو سقط ما سقط إلّا فيها. وقال عيسى: إنّما يلى عرنة من المسجد حائطه الغربىّ، حتى لو «4» سقط ما سقط إلّا فيها. قال ابن الموّاز «5» : وكتب إلىّ أصبغ: إن المسجد من بطن عرنة «6» فمن وقف بالمسجد فلا حجّ له. وروى أصحاب ابن القاسم «7» : أنّ مالكا سئل عن ذلك، فقال: لا أدرى.
والمزدلفة من الحرم. ومحسّر: بين يدى موقف المزدلفة، ممّا يلى منى.
وهو مسيل قدر رمية بحجر بين المزدلفة ومنى، فإذا انصببت من المزدلفة، فإنّما تنصب فيه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضع «8» فيه راحلته، وكان عمر يوضع فى بطن محسّر، وهو يقول:(4/1191)
إليك تسعى قلقا وضينها ... مخالفا دين النّصارى دينها
معترضا فى بطنها جنينها ... قد ذهب الشّحم الذي يزينها
وكان ابنه عبد الله يقول مثل ذلك إذا انصبّ فى بطن محسّر.
المحصّب
بضم أوله، وفتح ثانيه، مفعّل من الحصباء: موضع بمكّة، قد «1» تقدّم ذكره فى رسم الخيف.
روى يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنّها قالت: إنّما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمحصّب، ليكون أسمح لخروجه، وليس بسنّة.
محصم
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وكسر الصاد المهملة بعده «2» : بلد باليمن معروف.
محصن
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده صاد مهملة مفتوحة، وهو اسم يضاف إليه دارة محصن، قد تقدّم ذكرها فى حرف الدال.
المحضة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ضاد معجمة: قرية مذكورة فى رسم قدس.
محفل
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده فاء مكسورة: موضع بالبادية، قال ابن هرمة:
وكيف إذا حلّت بأكناف محفل ... وحلّ بوعساء الخليف تبيعها؟
محلبة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده لام مضمومة، وباء معجمة بواحدة: موضع معروف، قاله أبو بكر.(4/1192)
المحلبيّات
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده لام مفتوحة، وباء معجمة بواحدة مكسورة، وياء مشددة، على لفظ النسب: موضع مذكور فى رسم الخابور [قال ابن درستويه: المحلبيّة: منزل فى طريق مكّة] «1» .
محلّم
بضم أوّله، وفتح ثانيه، بعده لام مكسورة مشددة: نهر بالبحرين.
وقال الخليل: نهر باليمامة، قال لبيد:
نخل كوارع فى خليج محلّم ... حملت فمنها موقر مكموم
وقال الأعشى:
ونحن غداة العين يوم فطيمة ... منعنا بنى شيبان شرب محلّم
وقال أعشى همدان:
ولمّا نزلنا بالمشقّر والصّفا ... وساق الأعاريب الركاب فأبعدوا
بدأنا فغوّرنا مياه محلّم ... لعلّ بقايا جيّة القوم تن؟ د
الجيّة: حفيرة يجتمع فيها الماء، وقال الأخطل:
تسلسل «2» فيها جدول من محلّم ... فلو زعزعتها الريح كادت تميلها
المحلّة
بفتح أوّله، وثانيه: موضع بالسّحول من اليمن.
محمض
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده ميم مفتوحة، وضاد معجمة:
طريق مذكور فى رسم عير، وفى رسم غران.
محنّبات
بضم أوله، وفتح ثانيه، بعده نون مشددة مفتوحة، وباء معجمة(4/1193)
بواحدة: موضع «1» يأتى ذكره عقب هذا فى رسم مرخ.
المحو
بفتح أوله، على لفظ المصدر من محوت الكتابة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم ذهبان، وهو موضع معروف فى ديار بنى مرّة. وهنالك «2» قتل هاشم ودريد ابنا حرملة، معاوية بن عمرو، قالت أخته خنساء «3» ترثيه:
لتجر المنيّة بعد الفتى المغادر بالمحو أذلالها «4» وقد «5» قيل: إنّ هذا البيت لميّة بنت ضرار بن عمرو الضّبّيّة ترثى أخاها، فإذا صحّ هذا، فالمحو فى بلاد بنى ضبّة.
محيصن
بضم أوله، كأنه تصغير الذي قبله: موضع فى ديار بنى كليب، من بنى تميم، قال جرير:
بين المحيصن والعزّاف منزلة ... كالوحى من عهد موسى فى القراطيس «6»
العزّاف: اسم أرض «7» هناك.
المحيّاة
بضمّ أوله، على لفظ مفعلة من التّحيّة: موضع مذكور فى رسم شمّاء، وفى رسم شطب، وقال الراعى:
ونكّين زورا عن محيّاة بعد ما ... بدا الأثل أثل الغينة المتجاور «8»(4/1194)
الميم والخاء
مخاشن
بضمّ أوّله، وبالشين المعجمة المكسورة والنون: جبل مشرف على البشر، وهما بديار بنى تغلب، قال جرير:
لو أنّ جمعهم غداة مخاشن ... يرمى به حضن لكاد يزول
المخاضة
بفتح أوّله، على لفظ مخاضة النهر: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الأشعر، قال دريد بن الصّمّة:
فليت قبورا بالمخاضة ساءلت ... بخربة عنّا الخضر خضر محارب
مخبر
بضمّ أوّله، على لفظ المخبر بالخبر: واد قد تقدّم ذكره فى رسم بحرة
المخرّم
محلّة ببغداد فى الجانب الشرقىّ. هكذا ضبطوه حيثما وقع بفتح الراء المهملة. وذكر عبد الغنىّ بن سعيد فى كتاب مشتبه النّسبة، أنّ المخرمىّ، بفتح الميم، وتسكين الخاء، وفتح الراء: هو عبد الله بن جعفر المخرمىّ، من ولد المسور بن مخرمة. قال: وأمّا المخرّمىّ، بضمّ الميم، وفتح الخاء، وكسر الراء وتشديدها فكثير، منهم محمّد بن عبد الله بن المبارك المخرّمىّ القاضى الحافظ.
قلنا: وهذا بغدادىّ، منسوب إلى تلك المحلّة لا شكّ.
مخروب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة، ثم واو، ثم باء معجمة بواحدة: موضع محدد مذكور فى رسم ملحوب.
مخطّط
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده طاء مهملة مكسورة، وقد تفتح،(4/1195)
بعدها طاء [مهملة] «1» أخرى: موضع يأتى تحديده فى رسم مليحة، قال متمّم بن نويرة:
قدرت لها ما بين نهى مخطّط ... ثلاث مباءات وبين سقام
وسقام: واد بالحجاز. وقال امرؤ القيس:
وقد عمر الرّوضات حول مخطّط ... إلى اللّجّ مرأى من سعاد ومسمعا
[قوله «عمر» : يريد بقى. واللّج: غدير عند دير هند بالحيرة، قد تقدّم تحديده وذكره. وقوله «مرأى ومسمعا «2» » ] . يريد بقسدر ما أرى، وأسمع «3» . والرواية فى شعر امرئ القيس: مخطّط، بفتح الطاء.
[قال أبو عبيدة: مخطّط: جبل بغبيط الفردوس، والفردوس: هو بطن الإياد، وبين مخطّط وبينه ليلة، قال مالك بن نويرة فى يوم مخطّط، ويوم مخطّط كان لبنى يربوع على بنى بكر، قال مالك:
حلول بفردوس الإياد وأقبلت ... سراة بنى البرشاء لما تأيدوا
ثلاث ليال من سنام كأنّهم ... بريد ولم يثووا ولم يتزوّدوا
فأنبأك أن بين فردوس الإياد وستام ثلاثا] «4» .
مخفّق
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وكسر الفاء وتشديدها: موضع بديار بنى تميم، قال سلامة بن جندل:
كأنّ النّعام باض فوق رءوسهم ... بنهى القذاف أو بنهى مخفّق
وقال جرير:(4/1196)
هل تبصر النّقوين دون مخفّق ... أم هل بدت لك بالجنيبة دار
وانظره فى رسم مطار.
مخلف
بضم أوّله، وإسكان ثانيه، وكسر اللام، بعدها الفاء أخت القاف.
موضع قد تقدّم ذكره فى رسم مثعر.
مخلوط
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وبطاء مهملة: اسم أطم لبنى حارثة من الأنصار، قال شاعرهم:
ليت شعرى إذا الظّلال أحبّت ... كيف برد الظّلال من مخلوط
[قال قاسم بن ثابت: أنشده الزّبير عن محمّد بن الحسن لزيادة الحارثىّ فى الإسلام ذكر ذلك فى حديث كعب بن مالك] «1»
المخمص
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ميم مفتوحة، وصاد مهملة:
موضع فى ديار بنى كنانة.
روى عبد الله بن المبارك، عن عمرو بن أبى سفيان الجمحىّ، أنّ جابر ابن سعر الدّؤلىّ من بنى كنانة، أخبره أنّ أباه أخبره، قال: كنت بالمخمص فى غنم لى، فأتانى رجلان على بعير، قال: حسبت أنّه قال: أحدهما من الأنصار، فقالا: نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك فى الصدقة. قلت: وما الصدقة؟ قالا: شاة فى «2» غنمك. قال: فقمت لهما إلى لبون كريمة. فقالا:(4/1197)
إنّا لم نؤمر بهذا. فقمت إلى ماخض، فقالا: [إنّا لم نؤمر بهذا] «1» ؛ إنا لم نؤمر بحبلى ولا بذات لبن. ققمت إلى عناق، إمّا جذعة، وإمّا ثنيّة ناصّة، قال: فأخذاها. فوضعاها بين أيديهما «2» ، ودعوا لى بالبركة، ومضيا خرّجه قاسم بن ثابت ومسلم بن الحجّاج، واللفظ لقاسم.
مخمّر
بضمّ أوله، وفتح ثانيه، بعده ميم مكسورة مشددة «3» ، وراء مهملة:
واد محدد فى رسم ضريّة، قال يزيد بن الطّثريّة:
خليلىّ بين المنحنى من مخمّر ... وبين اللّوى من عرفجاء المقابل
فأنبأك أنه مقابل «4» عرفجاء.
المخيم
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعده الياء أخت الواو: موضع يتّصل بالقدوم من نعمان، قال المعترض بن حنواء «5» الظّفرىّ من بنى سليم، وكان أوقع ببنى واثلة من هذيل؛ بيّتهم ليلا وهم بالقدوم، فهى ليلة مذفر، فقال:
فإمّا تقتلوا نفرا فإنّا ... فجعناكم بأصحاب القدوم
تركنا الضّبع سارية إليكم ... تنوب اللّحم فى سرب المخيم
لها مهم بمذفار صياح ... يدعّى بالشراب بنى تميم
قال أبو الفتح: المخيم: فعيل من خام يخيم، وإن كان خام لا يتعدّى، فان التقدير مخيم إليه [أو فيه] «6» ، ثم حذف حرف الجرّ، فارتفع الضمير، واستتر(4/1198)
فى اسم المفعول. ومذفر: بلد لبنى تميم، فأشبع الفتحة، وآثر الضرورة على زحاف الجزء، وإن كان جائزا، لأنّه لو كان بمذفر، لرجع مفاعلين إلى «1» مفاعلن، وليس هذا مذهب الجفاة من الفصحاء.
مخيّس
بضمّ أوله، وفتح ثانيه، وكسر الياء أخت الواو، بعدها سين مهملة: سجن بناه علىّ بالكوفة، وكان له قبل سجن يسمّى نافعا «2» ، ولم يكن مستوثق البناء، فكان المسجونون يخرحون منه، فهدمه وبنى مخيّسا، وقال:
ألا «3» ترانى كيّسا مكيّسا ... بنيت بعد نافع «4» مخيّسا
حصنا حضينا «5» وأميرا كيّسا قال ابن الأنبارىّ: هو مخيّس، بكسر الياء، ولا يقال بفتحها؛ لأنّه الذي يخيّس الناس قال الخليل: مخيّس: سجن الحجّاج، والإنسان يخيّس فى مخيّس، حتّى يبلغ منه شدّة الأذى، يقال: قد خاس فيه، وأنشد للذبيانىّ:
وخيّس الجنّ إنّى قد أذنت لهم ... يبنون تدمر بالصّفّاح والعمد
هكذا ذكره الخليل: بفتح الياء، لأنّه موضع التّخييس.
الميم والدال
المداخن
بفتح أوله، على لفظ جمع مدخنة: بلد بالحجاز، قال الأحوص:(4/1199)
أهاجك أم لا بالمداخن مربع ... ودار بأجزاع الغديرين بلع
[هكذا نقلت من خط أبى عبد الله بن الأعرابىّ] «1» .
مدان
بضمّ أوله «2» ، على بناء فعال: واد فى ديار جذام، وينسب إليه أيضا فيفاء مدان.
المدخلة
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، وفتح الخاء المعجمة: طريق مذكور فى رسم الفرع «3» .
[مدر
غير مضاف: بلد فى ديار همدان باليمن، وهى أكثر بلد همدان قصورا بعد ناعط، قال ب؟. علكم:
وفى الرّئام وفى النّجدين من مدر ... علّى المنار وحفّ الشّيد إيوانا
وقال طاهر بن عبد العزيز «4» : مدرة بفتح الدال وبالهاء. وإليها ينسب حجر المدرىّ، الذي يروى عن زيد بن ثابت] «5» .
مدر الفلفل
بفتح أوّله وثانيه، بعده راء مهملة: موضع مذكور محدد فى رسم سعفات هجر.
ثنيّة مدران
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده راء مهملة، على وزن فعلان: موضع تلقاء تبوك، فيه مسجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
مدع
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده عين مهملة: حصن أو جبل باليمن.(4/1200)
المديبر
بضمّ أوّله، على لفظ تصغير مدبر: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم دوسر.
مدين
: بلد بالشام معلوم «1» تلقاء غزّة، وهو المذكور فى كتاب الله تعالى.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريّة إلى مدين، أميرهم زيد بن حارثة، فأصاب سبيا من أهل ميناء، قال ابن إسحاق: وميناء هى السواحل، فبيعوا، وفرّق بين الأمّهات وأولادهنّ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكون، فقال: ما لهم؟ فأخبر خبرهم، فقال: لا بيعوهم إلّا جميعا.
ومدين: منازل «2» جذام. والصحيح فى نسبه أنه جذام بن عدىّ بن الحارث ابن مرّة بن أدد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان. وشعيب النّبيّ عليه السلام المبعوث إلى أهل مدين أحد بنى وائل من جذام «3» . وقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم لوفد جذام: مرحبا بقوم شعيب، وأصهار موسى، ولا تقوم الساعة حتّى يتزوّج فيكم المسيح، ويولد له.
قال محمّد بن سهل الأحول: ومدين من أعراض المدينة أيضا، مثل فدك والفرع ورهاط.
المدينة
: هى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. فإذا قيل المدينة، غير مضافة ولا منسوبة، علم أنّها هى، قال الله تعالى: «يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ» . وهى يثرب، قال الله تعالى: «يأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا» . وهى الدار، قال الله سبحانه: «والذين تبوّءوا(4/1201)
الدّار والإيمان» . وهى طيبة وطابة والعذراء، وهى جابرة، والمجبورة، والمحبّة، والمحبوبة، والقاصمة، قصمت الجبابرة، ويندد. ذكر ذلك كلّه أبو عمر «1» . ولم تزل عزيزة فى الجاهليّة، أعزّها الله برسوله «2» صلى الله عليه وسلم، فتمنّعت على الملوك من [التبابعة] «3» وغيرهم، ورمحت من حولها من نزار.
الميم والذال
مذاب
«4» بضمّ أوله: موضع فى ديار سفيان بن أرحب من همدان، وفيه أغارت عامر وبنو سليم على شنيف بن معاوية بن مالك بن بشر بن سلمان ابن معاوية بن سفيان بن أرحب، فمدّ الصارخ، وأصرحت بطون من عذر وأرحب، فهزموا القيسيّين، واسترجعوا أخيذتهم وقال شنيف:
حتّى إذا لحقت أوائل خيلنا ... أخراهم وجزعن بطن مذاب
ولّت فوارس عامر وسليمها ... رعبا وما غنموا جناح ذباب]
المذاد
بفتح أوّله، وبالدال المهملة فى آخره: هو الموضع الذي حفر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق؛ وقال كعب بن مالك فى شأن الخندق:
من سرّه ضرب يرعبل بعضه ... بعضا كمعمعة الأباء المحرق
فليأت مأسدة تسنّ سيوفها ... بين المذاد وبين جزع الخندق
والمذاد مذكور «5» فى رسم يليل وخزبى: دار بنى سلمة من الأنصار، بين(4/1202)
مسجد القبلتين إلى المذاد، فى سند تلك الحيرة «1» . وسمّى رسول الله صلى الله عليه وسلم خربى «2» : صالحة.
والمذاد: موضع آخر مذكور فى رسم ضريّة.
المذار
بفتح أوّله، وبالراء المهملة فى آخره: أرض بقرب الكوفة. قال «3» الثّورىّ «4» : سمّيت بذلك لفساد تربتها. والمذر «5» : الفساد فى الرائحة «6» ، قال العجّاج:
بجانب الكوفة يوما مشجبا وبالمذار عسكرا مشيّبا «7»
مذفر
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده فاء مفتوحة، وراء مهملة:
موضع مذكور فى رسم المخيم [قبيل هذا] «8»
المذنب
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده نون وباء معجمة بواحدة:(4/1203)
موضع مذكور فى رسم ذى قار، وفى رسم الخوار.
مذهب
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، وفتح الهاء، بعدها باء معجمة بواحدة: موضع مذكور فى رسم عردة.
مذينب
تصغير مذنب: واد بالمدينة، مذكور فى رسم مهزور «1» .
المذيّل
بضمّ أوله، وفتح ثانيه، وفتح الياء أخت الواو وتشديدها:
موضع مذكور فى رسم الشوىّ.
الميم والراء
مرأة
بفتح أوّله، على لفظ الواحدة من النّساء: قرية كان يسكنها هشام المرئىّ، قال ذو الرّمّة يهجوه:
فلمّا دخلنا جوف مرأة غلّقت ... دساكر لم ترفع لخير ظلالها
وقد سمّيت باسم امرئ القيس قرية ... كرام صواديها لئام رجالها «2»
نهر المرأة
: بالبصرة، معروف، وهى رباب بنت موسى، نسب إليها.
المرابد
بفتح أوّله، وبالباء المعجمة بواحدة، والدال المهملة: عيون مذكورة فى رسم نصع.
مراح
بكسر أوّله، وبالحاء المهملة: موضع فى ديار عضل هكذا ورد فى شعر كثيّر، وصحّت الرواية به «3» ؛ قال كثيّر.(4/1204)
أقوى وأقفر من ماويّة البرق ... فذو مراح ففرع العلق فالحرق
وورد فى شعر أبى قلابة «مراح» بضم الميم، قال:
يسامون الصّبوح بذى مراح ... وأخرى القوم تحت خريق غاب «1»
هكذا رواه القالىّ، عن ابن دريد، عن شيوخه. ورواه السّكرّى: بذى مراخ، بضمّ أوّله أيضا، وبالخاء المعجمة. وقال أبو الفتح: لا يخلو أن يكون فعالا، من لفظ المرخ، أو مفعلا من لفظ ريّخته، أى ذلّلته، قال الراجز:
بمثلهم يريّخ المرّيخ «2» قال: ويجوز أن يكون من راخيت، ولامه واو، لأنّه من الرّخو.
ثنيّة المرار
بضم أوّله، وبالراء المهملة أيضا فى آخره. هكذا قيّده أبو إسحاق الحربىّ فى كتابه.
وروى «3» من طريق أبى الزّبير «4» ، عن جابر، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من تصعّد ثنيّة المرار حط الله عنه ما حطّ عن بنى إسرائيل.
[ «5» وقال مسلم بن الحجّاج: نا عبيد الله بن معاذ العنبرىّ، قال: نا أبى، نا قرّة بن خالد، عن أبى الزبير «6» ، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صعد ثنيّة المرار «7» فإنّه يحطّ عنه ما حطّ عن بنى إسرائيل.(4/1205)
قال: فكان أوّل من صعدها خيلنا: خيل بنى الخزرج، ثم تتامّ الناس. قال:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكلّكم مغفور له إلّا صاحب الجمل الاحمر. فقلنا له: تعال يستغفر لك رسول الله. قال: لأن أجد ضالّتى أحبّ إلىّ من أن يستغفر لى صاحبكم. قال: وكان ذلك المنافق ينشد ضالّته] .
وحدّد ابن إسحاق هذه الثنيّة فى حديث الحديبية، فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اسلكوا ذات اليمين بين ظهرى «1» الحمض، فى طريق تخرج على ثنيّة المرار، مهبط الحديبية من أسفل مكّة. قال: فسلك الجيش ذلك الطريق. فلمّا رأت قريش قترة «2» الجيش قد خالفوا عن طريقهم، كرّوا راجعين.
[قال] : وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى إذا سلك فى ثنيّة المرار بركت ناقته، فقال الناس: خلأت «3» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما خلأت، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكّة؛ لا تدعونى اليوم قريش إلى خطّة يسألون فيها صلة الرحم إلّا أعطيتهم إياها. ثم قال للناس: انزلوا قيل: يا رسول الله، ما بالوادى ماء «4» ينزل عليه. فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سهما من كنانته، فأعطاه رجلا من أصحابه، فنزل به قليبا من تلك القلب، فعرزّه [فى جوفه] «5» ، فجاش بالرّواء، حتّى ضرب الناس فيه بعطن «6» .
المراض
بفتح أوله، مفعل من راض يروض: موضع، وقيل: واد،(4/1206)
مذكور فى رسم الغميم، وفى رسم البراض، قال مزرّد:
فسحّ لسلمى بالمراض بحاؤه ... بصوب كغرض النّاضح المتهزّم
هكذا نقلته من خطّ يعقوب، وكذلك قيّد عن «1» أبى علىّ القالىّ فى شعر دريد بن الصّمّة، وذلك فى «2» قوله:
لو أنّ قبورا بالمراضين سوئلت ... فتخبر عنّا الخضر خضر محارب
وقال الخليل: المراضان: واديان ملتقاهما واحد. هكذا ذكره بكسر الميم فى الثّلاثىّ الصحيح. فالميم عنده أصليّة. وكذلك «3» وقع فى شعر الشّمّاخ بكسر الميم، فقال «4» :
ببطن المراض كلّ حسى وساجر «5»
مرامر
بضمّ أوّله، وكسر الميم الثانية، بعده «6» راء أخرى مهملة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الجريب. قال الأسود بن يعفر:
بالجوّ فالأمرات «7» حول مرامر ... فبضارج فقصيمة الرّواد «8»
ويروى: «حول مغامر «9» » ، وهو أقرب إلى ضارج، ومرامر «10» : فى ديار(4/1207)
كلب، دلّ على ذلك قول تأبّط شرّا، وكانت عدوان حالفت رهطا من كلب، فأخفرتها وقاتلتها:
لقد أطلقت كلب إليكم عهودكم ... ولستم إلى سلمن بأفقر من كلب
وهم أسلموكم يوم نعف مرامر ... وقد شمّرت عن ساقها جمرة الحرب
المرانة
بفتح أوّله، وبالنون: هضبة من هضاب بنى العجلان. كذلك فسّر أبو خالد العجلانى قول ابن مقبل:
يا دار سلمى خلاء لا أكلّفها ... إلّا المرانة حتّى تعرف الدّينا «1»
قال يعقوب عن أبى عمرو الشّيبانى: أخبرنى بذلك أبو خالد العجلانى من رهط ابن مقبل دنية.
وقال أبو عبيدة: المرانة: بلدة معروفة، قال ابن دريد: ويقال: المرانة:
اسم ناقته. قال: وقالوا: أراد الدّواء، من المرونة.
مراهيط
بفتح أوّله، وبالطاء المهملة فى آخره: [موضع «2» ] مذكور فى رسم زهمان.
المراود
بفتح أوّله، وبالواو والدال المهملة: موضع بين ديار بنى مرّة وديار كلب. وقيل: بل هو فى ديار بنى ذبيان، والشاهد لذلك قول النّابغة:(4/1208)
لعمرى لنعم الحىّ صبّح سربنا ... وأبياتنا يوما بذات المراود
والحجّة للقول الأوّل أنّ النّعمان بن جبلة إنما أطلق السبى للنابغة بذات المراود؛ وإنما أراد «1» : لنعم الحىّ بذات المراود صبّح سربنا
مربخ
بضمّ أوله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة مكسورة، وخاء معجمة: موضع مذكور فى وسم زرود. قال أبو بكر: هو جبل من جبال زرود.
ثنيّة المرة
تخفيف مرأة، مذكورة فى رسم لقف. فانظرها هناك.
بئر المرتفع
بضمّ أوّله، مفتعل من الارتفاع: بئر بمكّة معروفة منسوبة إلى المرتفع بن النّضير «2» بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف ابن عبد الداء.
مرتفق
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده تاء معجمة باثنتين من فوقها، مفتوحة «3» ثم فاء مفتوحة، وقاف: موضع يأتى ذكره فى رسم فدك «4» ، فانظره هناك «5» .(4/1209)
مرجة
بالجيم: موضع باليمن، قد تقدّم ذكره فى رسم مأرب.
مرجم
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده جيم مفتوحة: موضع مذكور فى رسم شطب.
مرحيّا
بفتح أوّله، وثانيه، وفتح الحاء المهملة «1» ، وتشديد الياء أخت الواو، بعدها ألف: أرض فى شقّ الحجاز، وقيل واد، قال ابن مقبل:
رعت مرحيّا فى الخريف وعادة ... لها مرحيّا كلّ شعبان تخرف
ورواه «2» غير الأصمعى: مرحايا، بألف بين الحاء والياء، والياء خفيفة.
ذو المرخ
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده خاء معجمة: موضع كثير شجر المرخ، ينسب «3» إليه، وهو مذكور محدد فى رسم حورة، فانظره هناك.
مرخ مخلّص
على لفظ الذي قبله، مضاف إلى مخلّص فاعل خلّص:
موضع بالشام ويقال: مرج مخلّص بالجيم، والأوّل أثبت، قال كثيّر:
فمرخ مخلّص فمحنّبات ... عفتها الريح بعدك والقطار
مرخة
هما مرختان: اليمانية والشاميّة، فاليمانية: للدّيش، لعضل منهم؛ والشاميّة: لبنى قريم. وغزا عمرو بن خويلد الهذلىّ عضلا، وهم باليمانية، فقتل عمرو ذلك اليوم، وهو يوم المرخة. [وانظر رسم المراح] «4» .
ومرخة أيضا: باليمن على مقربة من سرو حمير.(4/1210)
مرد
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة: جبل بالجزيرة قال ابن أحمر:
تزاورن عن مرد ودافعن ركنه ... لمنعرج الخابور حيث تخبّرا «1»
وعبّرن عن قرقيسياء لعرعر ... وفرضة نعم ساء ذاك معبّرا
إلى نسوة منّينها بمثقّب ... أمانىّ لا يجدين عنك «2» حبربرا
فرضة نعم: فى شقّ الفرات البرّىّ؛ برّى «3» الجزيرة. ومثقّب: قصر على شطّ البحر، قريب من ثغور الروم. ومعنى حبرير: أد؟ شىء «4» . [وقيل:
إنّه مردان، فحذف زوائده، قال البجلىّ لقومه حين تفرّقوا فى العرب.
لقد فرقتم فى كلّ أوب ... كتفريق الإله بنى معدّ
وكنتم حول مردان حلولا ... أكارس أهل مأثرة ومجد] «5»
المرداء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة، [ممدود «6» ] على وزن فعلاء: موضع بهجر، وهى رملة هجر من البحرين، وهى إحدى مدينتى البحرين، و؟؟؟؟؟؟ تلك منازل عبد القيس، قال عامر بن الطّفيل:
وعبد القيس بالمرداء لاقت ... صماحا مثل ما لافت ثمود
صبحناهم بكلّ أقبّ بهد ... ومطّرد له يفد الحديد
وقال أبو النّجم:
هلّا سألتم يوم مرداء هجر ... إذ قاتلت بكر وإذ فرّت مضر(4/1211)
وقال آخر، وهو طفيل:
فليتك حال البحر دونك كلّه ... ومن بالمرادى من فصيح وأعجم
قال اللّغويّون: المرادى: رمال بهجر.
ذو المرّ
بفتح أوله، وتشديد «1» ثانيه: موضع مذكور فى رسم ضئيدة.
مرّ الظّهران
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، مضاف إلى الظهران، بالظاء المعجمة المفتوحة. وبين مرّ والبيت ستّة عشر ميلا «2» . وردّ عمر بن الخطاب الذي ترك الطّواف لوداع البيت من مرّ الظهران.
قال سعيد بن المسيّب: كانت منازل عك مرّ الظهران. وقال كثّير عزّة:
سمّيت مرّا لمرارتها «3» . وقال أبو غسّان: سمّيت بذلك لأنّ فى بطن الوادى بين مرّ ونخلة كتابا بعرق من الأرض أبيض: هجاء مرّ، إلّا أنّ الميم غير موصولة بالراء «4» .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل المسيل الذي فى أدنى مرّ الظهران، حتّى يهبط من الصّفراوات، ينزل فى بطن ذلك المسيل عن يسار الطريق وأنت ذاهب إلى مكّة، ليس بين منزل رسول الله وبين الطريق إلّا مرمى حجر.
وهناك نزل عند صلح قريش. وببطن مرّ تخزّعت خزاعة عن إخوتها «5» ،(4/1212)
بقيت بمكّة، وسارت إخوتها إلى الشام أيّام سيل العرم. قال حسّان بن ثابت:
فلمّا هبطنا بطن مرّ تخزّعت ... حزاعة عنّا فى الحلول الكراكر «1»
وانظره فى رسم العقيق، وفى رسم رابغ، وفى رسم الشّراء.
مرّان
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، بعده ألف ونون، على [وزن «2» ] فعلان: موضع محدد فى رسم وجرة. قال النّابغة:
أو مرّ كدريّة حذّاء هيّجها ... برد «3» الشّرائع من مرّان أو شرب
وشرب: موضع مذكور فى موضعه. وقال ابن أحمر:
يمانية مرّان شبوة دونها ... وشيخ «4» شآم هل يمان بمشئم
فلله من يسرى ونجران دونه ... إلى دير حسمى أو إلى دير ضمضم
شبوة: بلد باليمن، أضاف إليه مرّان. ودير حسمى: بالجزيرة. ودير ضمضم أيضا: هناك. وزعموا أنّ قبر تميم بن مرّ؟ مرّان، ولذلك قال جرير:
تعدو بنا الخيل طموح العقبان ... نحمى ذمار جدف بمرّان
المرّوت
بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وفى آخره تاء معجمة باثنتين من فوقها:
واد بالعالية، بين ديار بنى قشير وديار بنى تميم. هذا قول أبى عبيدة.
وقال عمارة بن عقيل: المرّوت والحفر: منازل التّيم من بنى تميم. وبالمرّوت أدركت بنو تميم بنى قشير، وقد أصابت منهم سبيا ونعما، فقتلوا رئيسهم بحير ابن عبد الله بن سلمة بن قشير بن كعب وعيره، وانهزمت بنو قشير: فهو يوم(4/1213)
المرّوت، ويوم العنابين، ويوم أرم الكلبة. وذلك أنها أمكنة قريبة بعضها من بعض، فإذا لم يستقم الشعر بموضع ذكروا موضعا آخر قريبا منه وقد تقدّم ذكر المرّوت فى رسم تعشار ورسم ترج. وقال سحيم بن وثيل:
تركنا بمرّوت السّخامة ثاويا ... بحيرا وعضّ القيد فينا المثلّما
وكانوا أسروا المثلّم بن عامر بن حزن القشيرىّ. ويدلّ على عظم هذا الوادى قول الأعشى:
ولو أنّ دون لقائها المرّوت دافعة شعابه
لعبرته سبحا ولو ... غمرت مع الطّرفاء غابه
والمرّوت أيضا: موضع فى ديار جذام بالشام. وهو مذكور فى رسم المعين.
وروى قاسم بن ثابت، من طريق شعيب بن عاصم بن حصين بن مشمّت، عن أبيه، عن جدّه حصين: أنه وفد على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فبايعه وصدّق إليه ماله، وأقطعه النّبيّ صلى الله عليه وسلم مياها بالمرّوت، منها أصيهب، ومنها الماعزة، ومنها الهوىّ، والثّماد، والسّديرة. وذلك قول زهير ابن عاصم:
إنّ بلادى لم تكن أملاسا ... بهنّ خطّ القلم الأنقاسا «1»
من النّبيّ «2» حيث أعطى الناسا ... فلم يدع لبسا ولا التباسا
مرشد
بضم أوّله، مفعل من أرشد، بكسر العين: موضع مذكور فى رسم فردة.(4/1214)
مرعش
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده عين مهملة مفتوحة، وشين معجمة: من ثغور إرمينية، قال سيّار الطائىّ:
فلو شهدت أمّ القديد طعاننا ... بمرعش خيل الأرمنىّ أرنّت
المرغاب
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده غين معجمة، وباء معجمة بواحدة، على وزن مفعال: موضع ذكره أبو بكر.
والمرغاب: نهر يصبّ فى نهر العاقول.
المرغابان
بكسر أوله، وإسكان ثانيه، وبغين معجمة، وباء معجمة بواحدة، على لفظ التثنية: اسم نهر بالبصرة، ذكره الخليل «1» .
مرغم
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده غين معجمة مفتوحة: أطم من آطام بنى حارثة، لأبى معقل بن نهيك منهم. قال الزّبير: بينا هو يوما على سرير»
بفناء قصره إذ عدى عليه، فضرب. فلمّا أصبح حاءته جماعة «3» قومه، فقالوا له: تعرف «4» من ضربك؟ فقال: نعم. فلم بخيرهم من هم. فقالوا له «5» : ولم ضربوك؟ قال: كسبت معدما، وبنيت مرغما، وأنكحت مريما.
ومريم: بنته كان أنكحها عثمان بن أبان بن الحكم بن أبى العاصى «6» .
المرقعة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده قاف مفتوحة، وعين مهملة:
موضع قد تقدّم ذكره فى رسم أبلى.(4/1215)
مركلان
بفتح أوله وإسكان ثانيه، وفتح الكاف، على وزن مفعلان:
موضع ذكره أبو بكر.
مركوب
بفتح أوّله، على لفظ مفعول من الركوب: موضع فى ديار هذيل، مذكور فى رسم سعيا. قال أبو بكر: هو بالحجاز، قريب من الطائف.
قالت جنوب أخت عمرو ذى الكلب ترثيه حين قتل:
أبلغ بنى كاهل عنّى مغلغلة ... والقوم من دونهم سعيا ومركوب
مركوز
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، وبالزاى المعجمة فى آخره، على وزن مفعول: موضع مذكور فى رسم عير.
مرمر
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعدهما مثلهما: موضع دان من المدينة قبل بدر. قال بشير «1» بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير:
صبّ مجاوره عمان وجاورت ... برك الغماد إلى بلاط المرمر
هكذا ورد فى هذا الشعر. وأين برك الغماد من بدر، إلّا أن يكون أراد موضعا آخر يسمّى مرمرا، وقال ابن الدّمينة:
فقفا بدر فجنبى مرمر ... ثمّ أدنى دار من كنّا نودّ
مرو
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده واو: مدينة بفارس معروفة.
ومرو الرّوذ، بضمّ الراء المهملة، وبالذال المعجمة، ومرو الشّاهجان، بفتح الشين المعجمة، وكسر الهاء، بعدها جيم: من بلاد فارس أيضا. والمرو بالفارسية: المرج. والرّوذ: الوادى، فمعناه: وادى المرج، لأنّ إضافتهم(4/1216)
مقلوبة، أو مرج الوادى، على الإضافة الصحيحة. والشاه: الملك. وجان:
النّفس. فمعنى مرو الشاهجان: مرج نفس الملك. وقال مسلم بن الوليد:
حنّت بمرو الشّاهجان تسومنى ... أحدا أشطّت لو تحسّ بذاكا!
مروان
على لفظ اسم الرجل: جبل ذكره أبو بكر. [ «1» ومروان. لبجيلة، قال تأبّط أو أبو بكير:
ولا بالشّليل ربّ مروان قاعدا ... بأحسن عيش والنّفائىّ نوفل
قال أبو الفرج: ربّ مروان: يعنى جرير بن عبد الله] .
المروة
: جبل بمكّة معروف. والصّفا: جبل آخر بإزائه، وبينهما قديد، ينحرف عنهما شيئا. والمشلّل: هو الجبل الذي ينحدر منه إلى قديد.
وعلى المشلّل كانت مناة، فكان من أهلّ بها «2» من المشركين، وهم الأوس والخزرج، يتحرّج أن يطوف بين الصّفا والمروة. ثم استمرّوا على ذلك فى الإسلام، فأنزل الله تعالى: «إن الصّفا والمروة من شعائر الله» هكذا روى الزّهرىّ عن عروة عن عائشة. وقال أبو بكر بن عبد الرحمن: لما ذكر الله عزّ وجلّ الطّواف بالبيت، ولم يذكر الطواف بين الصفا والمروة، قالوا: يا رسول الله، كنّا نطوف بين الصفا والمروة، فأنزل الله تعالى الآية.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى طوافه بينهما يمشى، حتّى إذا انصبّت قدماه فى بطن الوادى سعى. وكان بدء هذا السّعى أن إبراهيم عليه السلام لمّا أتى بهاجر إلى مكّة وابنها معها وهو طفل صغير، وليس معهما(4/1217)
إلّا مزود تمر وقربة ماء، فأنزلهما هنالك «1» ، وانصرف عنهما، فتبعته، فقالت: يا إبراهيم، الله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذن لا يضيّعنا. فمكثت حتّى فنى الزاد والماء، وانقطع لبانها، وجعل الصّبىّ يتلمّظ، فذهبت إلى الصفا، فوقفت عليه، هل ترى من مغيث، فلم تر أحدا، فذهبت تريد المروة، فلمّا صارت فى بطن الوادى سعت، حتّى خرجت منه، فأتت المروة، فوقفت عليها هل ترى أحدا، وتردّدت بينهما سبعة أشواط، فصارت سنّة.
وذو المروة: من أعمال المدينة: قرى واسعة، وهى لجهينة، كان بها سبرة بن معبد الجهنىّ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولده إلى اليوم فيها، بينها وبين المدينة ثمانية برد.
والحزواء: من وراء «2» ذى المروة على ليلتين.
مرورى
بفتح أوّله وثانيه، وإسكان الواو، بعدها «3» راء مفتوحة، على وزن فعوعل: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الأدمى.
المروراة
بفتح أوّله وثانيه، وإسكان الواو، بعدها راء أخرى «4» مهملة وألف، وهاء التأنيث التى تندرج تاء: جبل لأشجع، قال أبو دواد:
فإلى الدّور فالمروراة منهم ... فحفير فناعم قالديار
فقد امست ديارهم بطن فلج ... ومصير لصيقهم تعشار
وانظره فى رسم الثامليّة.
وأصل المروراة: الفلاة البعيدة المستوية لا ماء بها، وجمعها مزوزى، زنة فعلعل.(4/1218)
المروّى
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده واو مشددة، على بناء مفعّل من روّيت: موضع، وهو غير المرورى المتقدّم ذكره
مروّد
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده واو مشددة مفتوحة، ودال مهملة:
موضع مذكور فى رسم الخوع.
مريان
بفتح أوّله وثانيه، وتخفيفه، بعده الياء أخت الواو، على لفظ التثنية. موضع بين تربان وغميس الحمام. وهو مذكور فى رسم غميس الحمام.
مريب
بضمّ أوّله، على لفظ مفعل من الرّيبة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم حورة.
ذو مريخ
بضمّ أوّله، وكسر ثانيه: موضع مذكور فى رسم قضة.
مريخة
تصغير مرخة: موضع مذكور فى رسم حمامة.
المرير
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، على لفظ التصغير: جبل قريب من تعار.
وتعار: تلقاء المدينة، على ما تقدّم ذكره؛ قال جميل:
وإذا حللت بذى الشّباك ودوننا ... علم المرير وحزنه وتعار «1»
المريرة
بفتح أوّله، وكسر ثانيه «2» ؛ بعده ياء وراء أخرى مهملة: موضع قد تقدّم تحديده فى رسم جبلة. قال الأسود:
لبن المريرة لا يزال يشجّه ... بالماء يمنع طعمه أن يشخما «3»(4/1219)
يعنى أن يتغيّر. وقال جرير:
قبح الإله على المريرة أفبرا ... أصداؤهنّ يصحن كلّ ظلام
المريسيع
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده ياء ساكنة، وسين مكسورة مهملة، بعدها ياء أخرى، وعين مهملة، على لفظ التصغير: قرية من وادى القرى، كان الزّبير بن خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير نازلا فى ضيعته بالمريسيع، مقيما فى مسجدها، لا يخرج منه إلّا إلى وضوء «1» ، فكان دهره كالمعتكف. قال البخارىّ: المريسيع: ماء بنجد، فى ديار بنى المصطلق من خزاعة. قال ابن إسحاق: من ناحية قديد إلى الشام، غزاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ستّ، فهى غزوة المريسيع، [وغزوة بنى المصطلق وغزوة نحد] «2»
. قال ابن إسحاق: سنة ستّ. وقال موسى بن عقبة: سنة أربع. قال الزّهرىّ: وفيها كان حديث الإفك.
المريط
بضمّ أوله، وفتح ثانيه، على لفظ التصغير، بطاء غير معجمة:
موضع فى ديار طيّئ «3» ، قال يزيد بن قنافة الطائىّ:
كأنّ بصحراء المريط بعامة ... يبادرها جنح الظّلام نعام «4»
المريع
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده الياء أخت الواو، والعين المهملة:
[موضع] «5» مذكور فى رسم نجد ورسم جاش. وقال أبو حاتم: هو واد باليمن، وأنشد لابن مقبل:(4/1220)
أم ما تذكّر. من أسماء سالكة ... نجدى مريع وقد شاب المقاديم
وفى عينيّة عمرو: «واتلابّ بنا مريع «1» »
المريقب
تصغير مرقب: موضع من الشّربة، كانت «2» فيه بعض أيام داحن، كان لبنى عبس على بنى فزارة، قال عنترة:
ولقد علمت إذا التقت فرساننا ... يوم المريقب أنّ ظنّك أحمق «3»
ويروى: بلوى النّجيرة:
الميم والزاى
المزاهر
بفتح أوّله، على لفظ جمع مزهر: موضع فى ديار بنى فقعس، قال زهير:
ألمّا على رسم بذات المزاهر ... مقيم كأخلاق العباءة دائر
وقال المستورد بن بهدل:
ألا يا حمامات المزاهر طال ما ... بكيتنّ لم يرثى «4» لكنّ رحيم
أحرص على الدّنيا هديتنّ أم ثوى ... من السّلف الماضى لكنّ حميم
وانظره فى رسم لعلع.
مزج
بفتح أوّله، وقد رأيته بالضمّ، وإسكان ثانيه، وبالجيم: غدير(4/1221)
لا يكاد يقارقه الماء من غدران النّقيع «1» ، وقد تقدّم ذكره هناك.
مزّة
بكسر أوّله، وتشديد ثانيه، على بناء فعلة: قرية من قرى دمشق.
وروى أبو داود: أن دحية الكلبىّ خرج فى رمضان من مزّة إلى قدر «2» قرية عقبة من «3» الفسطاط، وذلك ثلاثة أميال، فأفطر.
مزون
بفتح أوّله، وضمّ ثانيه: مدينة عمان.. الخليل: كانت الفرس تسمّى عمان مزون. وقيل: مزون: قرية من قرى عمان يسكها يهود.
قال الفرزدق:
وإن تغلق الأبواب دونى وتحجب ... فما لى من أم بغاف ولا أب «4»
ولكنّ أهل الفريتين عشيرتى ... وليسوا بواد من عمان مصوّب
ولمّا رأيت الأسد تهفو لحاهم ... حوالى مزونىّ لئيم المركّب «5»
مقلّدة بعد القلوس أعنّة ... عجبت ومن يسمع بذلك يعجب «6»
قوله بغاف: كناية عن عمان أيضا [عرفت] «7» بذلك، لكثرة ما تنبت من الغاف، وهو شجر له شوك يشبه الينبوت، وقال الكميت:
فأمّا الأزد أزد أبى سعيد ... فأكره أن أسمّيها المزونا «8»(4/1222)
وقال أيضا:
كما ضرب الأخماس للسّدس قبلها ... أخو الزّون يرجو دولة أن يدالها
قالوا: يعنى المهلّب بن أبى صفرة أبا المهالبة. والزّون: قرية لليهود نسبوا إليها.
الميم والسين
المساة
بفتح أوّله، على وزن فعلة: موضع فى ديار كلب «1» ، مذكور فى رسم خبت.
مساجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين المدينة وتبوك
: أقصى أثره [مسجد] «2» تبوك، ومسجد بثنيّة مدران، بفتح الميم، وكسر الدال المهملة، بعدها راء مهملة. ومسجد بذات الزّراب، بكسر الزاى المعجمة، بعدها راء مهملة. ومسجد بذات الخطمىّ، بفتح الخاء المعجمة، والطاء المهملة. ومسجد بألاء، على لفظ الشّجر المرّ. ومسجد بطرف البتراء.
ومسجد بشقّ تارى، بالتاء المعجمة باثنتين من فوقها، وبالراء المهملة. ومسجد بصدر حوضى، بالحاء المهملة مفتوحة، والضاد المعجمة مقصور. ومسجد بالحجر. ومسجد بالصّعيد. ومسجد بوادى القرى. ومسجد بالرّقعة، فى شقّة بنى عذرة. ومسجد بذى المروة. ومسجد بالفيفاء، ممدود، بفاءين. ومسجد يدى خشب «3» وقد تقدم «4» ذكر مساجده صلى الله عليه وسلم بين مكّة والمدينة.(4/1223)
المسانى
بفتح أوّله، وبالنون، بعدها ياء ساكنة، على وزن مفاعل: موضع قد تقدّم ذكره فى [رسم] «1» الإكليل.
المستراد
بضم أوله، مستفعل من راد يرود. موضع «2» قد تقدّم ذكره فى رسم مليحة «3» .
المسحاء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده حاء مهملة، ممدود، على وزن فعلاء: موضع بسرف؛ قال معن بن أوس المزنىّ «4» :
عفا وخلا ممّن عهدت به خمّ ... وشاقك بالمسحاء من؟ رف رسم
والمسحاة، بهاء التأنيث مكان الهمزة، على وزن مفعلة: موضع بالأسياف، قال أعشى همدان:
لعمر أبيك الخير ما كان مألفى ... منازل بالمسحاة من شطّ جازر
ولكنّ منّى مالفا سفح كندر ... فجانب لاطى تلك أرض المهاجر
مسحلان
بضمّ أوله، وإسكان ثانيه، وضمّ الحاء المهملة: واد من أودية أود المتقدّم ذكره وتحديده.
المسدّ
بفتح أوّله وثانيه، بعده دال مهملة مشددة: موضع بقرب مكّة، عند بستان ابن عامر. قال ابن قتيبة: إنّما هو عند بستان ابن معمر. حكى عن الأصمعى أنّه قال: سألت ابن أبى طرفة عن المسدّ فى شعر الهذلىّ. فقال:
هو عند ستان ابن معمر. وانظره محدّدا فى رسم نخلة وقال أبو ذؤيب:(4/1224)
ألفيت أغلب من أسد المسدّ حديد النّاب أخذته عفر فتّطريح
مسدوس
بفتح أوّله، مفعول من سدست: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم النقيع «1» ؛ قال الشاعر:
أقفر السّفح من أميّة فالنّعف فغول فيليل «2» فبرام
فكدىّ فبطن مر فمسدو ... س قفار تسعى به الآرام
فخليص فبطن وجّ عفاه ... كلّ مسحنفر له إرزام
فقديد أقوى فعسفان فالجحفة أقوى جميعها فرجام
فكديد فالحىّ أقفر منها ... فالعرينات فالهضاب العظام
فالرّويحاء فالرّويثة فالعر ... ج فأبواء منعج فشمام «3»
فالهضيبات فالسّيالة فالسّقيا بأرجائها تداعى الحمام
مسروح
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء وحاء مهملتان، على وزن مفعول: موضع فوق معويقة، القرية التى لآل أبى طالب، المحدّدة فى موضعها، قال نصيب:
نعم وبذى المسروح فوق سويقة ... منازل قد أقوين من أم معبد
مسرقان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وضمّ الراء المهملة، بعدها قاف:
قرية من عمل «4» البصرة، قال ابن مفرّغ:
سقى هزم الأكفاف منبجس الغرا ... منازلنا «5» من مسرقان فسرّقا(4/1225)
إلى حيث يرفا من دجيل سفينه ... ودجلة أسقاها سحابا مطبّقا
ودارش لا زالت عشيبا جنابها ... إلى مدفع السّلّان من بطن دورقا «1»
هذه كلّها مواضع هناك. والسّلّان: محدّد فى موضعه، وهو بين البصرة واليمامة «2» .
مسطح
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده طاء مهملة مفتوحة، وحاء مهملة: موضع فى بلاد طيّئ، يأتى ذكره فى رسم شوط «3» قال امرؤ القيس:
تظلّ لبونى بين جوّ ومسطح ... تراعى الفراخ الدارجات من الحجل
أى ترعى معها. ولا يكون ذلك إلّا فى موضع أمن. وجوّ: ببلاد «4» طيّئ أيضا.
مسعط
بضمّ أوّله، على لفظ الذي يسعط به: أطم كان لبنى حديلة من الأنصار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كان الوباء فى شىء، فهو فى ظلّ مسعط. [وبنو حديلة هم بنو معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار، نسبوا إلى أمّهم حديلة بنت مالك، من بنى جشم بن الخزرج. ومن بنى حديلة أبىّ ابن كعب «5» ] .
[ «6» المسكبة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وبعد الكاف باء معجمة بواحدة: أرض شرقىّ مسجد قباء، قد تقدّم ذكرها فى رسم حرّة واقم] .(4/1226)
مسكن
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وكسر الكاف: أرض بالعراة «1» ، قد تقدّم ذكرها فى رسم أجنادين. وروى أبو عمر «2» ، عن ثعلب، عن ابن الأعرابىّ، عن الشعبىّ. قال: قال ابن عبّاس: لمّا رجعنا من حرب الشّراة «3» ، صلّى بنا أمير المؤمنين بمسكن صلاة الفجر، ثم انفتل عن يمينه، فنظر إلى رحله «4» ، ثم نظر إلىّ، ثم تبسّم. فقلت: ما يضحكك يا أمير المؤمنين، أضحك الله سنّك؟ فقال: يا بن عبّاس، تبنى هاهنا مدينة، وأومأ بيده إلى يمينه، عظيمة المقدار، يسكنها خلق كثير من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم، ويربّون فيها «5» ، تجبى إليهم خزائن الأمم، وممالك الأكاسرة والقياصرة، ويطمئنّون بها، لا يقصدهم جبّار عنيد يريد أن يزيلهم عمّا هم بها فيه إلّا قصمه الله.
مسلح
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، وكسر اللام: جبل لبنى النار وبنى حراق، بطنين من بنى غفار. ولهم جبل آخر يقال له مخرئ، وهما جبلا الصّفراء، كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المرور عليهما فى طريقه، تفاؤلا «6» بأسمائهما فى مسيره إلى بدر، وسلك ذات اليمين، على واد يقال له ذفران، فنزل هناك، ثم نزل قريبا من بدر، وترك الحنّان بيمين، وهو كثيب عظيم كالجبل.
المسلح
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، وفتح اللام، بعدها حاء مهملة، منزل على أربعة أميال «7» من مكة. قال أبو حاتم وابن قتيبة: والعامّة تقول:
المسلح بفتح الميم، وذلك خطأ.(4/1227)
المسلّحة
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وتشديد اللام المفتوحة، مفعّلة من السّلاح، ماء بتياس، من ديار بنى تميم، قد تقدّم ذكرها فى رسم ثيتل، وهما ماءان؛ يدلّ على ذلك قول جرير:
وخالى ابن الأشدّ سما بسعد ... فجاوز يوم ثيتل وهو سام «1»
وأوردهم مسلّحتى نياس ... حظيظ بالرياسة والغنام
[وروى أبو علىّ فى شعر الأعشى فى قوله:
حتّى إذا لمع الدليل بثوبه ... سقيت وصبّ رواتها أشوالها
قال: سقوا خيلهم، ثم صبّوا بقيّة الماء، ليقاتلوا على ماء القوم، كما فعل قيس ابن عاصم يوم مسلّحة، بكسر اللام، ورواه ثعلب مسلّحة بفتحها. والمسلّحة بالكسر: الإبل إذا رعت الإسليح، قال جرير فى مسلّحة أيضا:
لهم يوم الكلاب ويوم قيس ... هراق على مسلّحة المزادا «2» ]
المسلهمّة
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، وفتح اللام، وكسر الهاء، وتشديد الميم: اسم أرض، قال النّمر:
ومنها بأعراض المحاضر دمنة ... ومنها بوادى المسلهمّة منزل
قال الأصمعى: [الأعراض: القرى] «3» . وأعراض المدينة: قراها. والمحاضر:
المياه القريبة من الفرية العظيمة، وكان يقال للشّبكة التى بجنب النّحيت شبكة المحضر. والنّحيت: من قرى البصرة الدانية، وقد تقدّم ذكرها آنفا، فى رسم المنجشانية «4» .(4/1228)
المسلوق
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع «1» تلقاء مكّة؛ قال ابن هرمة:
لم ينس ركبك يوم زال مطيّهم ... من ذى الحليف فصبّح المسلوقا
المسنّاة
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وتشديد النون، ماء لبنى شيبان قال الأعشى:
دعا قومه حولى فجاءوا لنصره ... وناديت قوما بالمسنّاة غيبا
ذو المسهّر
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده هاء مكسورة مشددة، وراء مهملة: موضع بالحجاز تلقاء خاخ، قال الأحوص:
أمن عرفان آيات ودور ... تلوح بذى المسهّر كالسّطور
لغانية تحلّ هضاب خاخ ... فأسقف قالدّوافع من حصير
[حصير: واد هناك. هكذا نقلته من خطّ أبى عبد الله ابن الأعرابىّ] » .
[مسور
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده واو وراء مهملة: موضع باليمن، سمّى بمسور بن عمرو بن معدى كرب بن شرحبيل بن ينكف بن شعّر ذى الجناح الأكبر] «3» .
مسولى
بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، بعده واو ولام مفتوحة، بعدها ياء، مقصور: موضع «4» قريب من وجرة، أنشد ابن الأعرابىّ:(4/1229)
وأصبحت مهموما كأنّ مطيّتى ... ببطن مسبولى أو بوجرة ظالع
يقول: طال وقوفى حتّى كأنّ ناقتى ظالع، كما قال:
قد عقرت بالقوم أمّ الخزرج
المسيب
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده الياء أخت الواو، ثم باء معجمة بواحدة: [واد] «1» مدكور فى رسم النّسر.
مسيّات
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، وتشديد الياء أخت الواو: موضع قبل ذى بقر، قال نصيب:
تربّعت فى مسيّات فذى بقر ... فالقفر ذو زهر مكّاؤه غرد «2»
الميم والشين
مشار
بفتح أوّله، وبالراء المهملة فى آخره: موضع مذكور فى رسم سقف.
المشارف
بفتح أوله، وكسر الراء المهملة، بعدها فاء: موضع مذكور فى رسم شرف، ورسم مؤتة.
المشاش
بضمّ أوّله، وشين معجمة أيضا فى آخره: موضع بين ديار بنى سليم وبين مكّة، بينه وبين مكّة نصف مرحلة.
مشاكل
بضمّ أوّله: جبل من ضخام الجبال معروف «3» ، قال الطائىّ:
رضوى وقدس ويذبلا وعماية ... ويلملما ومتالعا ومشاكلا
هكذا رواه الصّولىّ وابن مثنّى. وروى القالىّ: «ومتالعا وموليلا» .(4/1230)
مشان
بفتح أوّله، جبل أسود، قال الشّمّاخ.
مخوّيين «1» سنام عن يمينهما ... وبالشّمال مشان فالعزاميل «2»
مشجر
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده جيم مفتوحة، وراء مهملة: ماء قد تقدّم ذكره فى رسم ملل «3» .
مشرف
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة مكسورة، وفاء:
موضع بنجد، قال ذو الرّمّة:
لقد جشأت نفسى عشيّة مشرف ... ويوم لوى حزوى فقلت لها صبرا
المشرّق
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وتشديد الراء المهملة المفتوحة: مصلّى العيدين، وكلّ مصلّى العيدين «4» مشرّق. ذكرته لأنّ بعض العلماء غلط فيه، فظنّه موضعا بعينه فى قول أبى ذؤيب.
حتّى كأنّى للحوادث مروة ... بصفا المشرّق كلّ حين تقرع
ورواية الأخفش: «بصفا المشقّر» والمشقّر: سوق الطائف.
وقال الأصمعىّ عن شعبة قال: خرجت أقود سماك بن حرب آخذا بيده، فقال أين المشرّق؟ يعنى المصلّى. [ «5» وقال الحربىّ: المشرّق جبل: بالطائف. وقال أبو بكر: المشرّق سوق الطائف. هكذا قال أبو عبيدة فى قول خفاف بن ندبة.
ولم أرها إلّا تعلّة ساعة ... على ساجر أو نظرة بالمشرّق(4/1231)
وقال غيره: إنّما أراد أو نظرة يوم العيد بالمصلّى]
مشريق
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، وكسر الراء المهملة، بعدها الياء أخت الواو: موضع ذكر أبو بكر.
[المشعار
بكسر أوّله، وبالعين المهملة. على وزن مفعال: موضع من منازل همدان باليمن. وإليه ينسب ذو المشعار، وهو مالك بن نمط الهمدانى، أبو ثور الوافد على النّبيّ] «1» .
مشعل
بفتح أوّله «2» ، وإسكان ثانيه، وفتح العين المهملة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الحشا.
مشفر العود
أرض فى ديار بنى تيم «3» وعدىّ، قال الراعى:
فلمّا هبطن المشفر العود عرّست ... بحيث التقت أجزاعه ومشارقه «4»
المشقّر
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده قاف مفتوحة مشددة، وراء مهملة:
قصر بالبحرين. وقيل: هى مدينة هجر. وبنى المشقّر معاوية بن الحارث ابن معاوية الملك الكندىّ، وكانت منازلهم ضريّة، فانتقل أبوه الحارث «5» إلى الغمر «6» ، ثم بنى ابنه المشقّر، قال امرؤ القيس:(4/1232)
أو المكرعات من نخيل ابن يامن ... دوين الصّفا اللائى يلين المشقّرا
ابن يامن رجل من [أهل] «1» هجر، لا يدرى ممّن هو؟ قال ابن الكلبىّ:
هو يهودىّ من أهل خيبر. وقال أو عبيدة: هو ملّاح من أهل البحرين.
وقال ابن الأعرابى المشقّر: مدينة عظيمة قديمة، فى وسطها قلعة، على قارة تسمّى عطالة، وفى أعلاها بئر تثقب القارة، حتى تنتهى إلى الأرض، وتذهب فى الأرض. وماء هجر يتحلّب إلى هذه البئر فى زيادتها. وتحلّبها: نقصانها وقال المخبّل:
لعمرى لقد خارت خفاجة عامرا ... كما خير بيت فى العراق المشقّر
وقد تقدّم أن المشقّر سوق الطائف. والمشقّر: عين مذكورة فى رسم ضريّة، ولا أدرى ما صحّة هذا الاسم.
المشلّل
بضمّ أوله، وفتح ثانيه، وفتح اللام وتشديدها، وهى ثنيّة مشرفة على قديد وبالمشلّل دفن مسلم بن عقبة «2» ، فنبش وصلب، وقال مزرّد:
تدبّ مع الرّكبان لا يسبقونها ... وحلّت بجنبى عزور فالمشلّل
قال يعقوب: عزور: واد قريب من المدينة. والمشلّل: جبل وراءه على موطئ الطريق؛ قال نصيب:(4/1233)
عفا سرب الحبل الدّميث المحلّل ... ففرش الجبيل بعدنا «1» فالمشلّل
فذو سلم فالصّفح إلا منازلا ... به من مغانيها حديث ومحول
سرب: بلد هناك. وكذلك الفرش وذو سلم. وقال عمر بن أبى ربيعة:
وقد هاجنى منها على النّأى دمنة ... لها بقديد دون نعف المشلّل
وقد تقدّم ذكره فى رسم العقيق.
الميم والصاد
المصامة
بفتح أوّله: جبل مذكور محدد فى رسم سويقة بلبال قال الهمدانىّ: المصامة: من أرض بيشة.
[ «2» المصرع
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء وعين مهملتان:
موضع بديار همدان من اليمن. وكان أبو معيد أحمد بن حمرة الهمدانىّ مع بسر بن أرطاة لمّا قدم اليمن، ففرى الفرىّ فى شيعة علىّ «3» ، وضرب فى هذا اليوم من أعناق الأبناء «4» سبعين «5» عنقا، فسمّى الموضع المصرع، وارتدّت الأبناء عن التّشيّع من ذلك اليوم] .
المصيرة
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده الياء، أخت الواو، والراء المهملة: موضع ذكره ابن دريد «6»(4/1234)
المصّيصة
بكسر أوّله، وتشديد ثانيه، بعده ياء، ثم صاد أخرى مهملة:
ثغر من ثغور الشام، معروفة. قال أبو حاتم: قال الأصمعىّ: ولا يقل مصّيصة، بفتح أوّله «1»
الميم والضاد
المضاجع
بفتح أوّله، على لفظ جمع مضجع: [موضع «2» ] فى ديار بنى كلاب، وهو الذي ذكر ذو الرّمّة «3»
المضارح
بفتح أوّله، وكسر الراء المهملة، بعدها حاء مهملة: مواضع معروفة.
المضيّح
بضم أوّله، وفتح ثانيه، وتشديد الياء أخت الواو، بعدها حاء مهملة: ماء لبنى البكّاء. كذلك قال السّكونىّ وأبو حاتم عن الأصمعىّ، وأنشد لابن مقبل:
سل الدار من جنبى حبرّ فواهب ... إذا ما رأى هضب القليب المضيّح «4»
وهض؟ القليب لبنى قنفذ، من بنى سليم، وهناك قتلت بنو قنفذ المقصّص العامرىّ.(4/1235)
وقال السّكونىّ: إذا أردت أن تصدّق الأعراب إلى العجز، يريد عجز هوازن، ترتحل من المدينة، فتنزل ذا القصّة، وهى للسلطان. وقال فى موضع آخر: فتنزل القصّة، فتصدّق بنى عوال من بنى ثعلبة بن سعد. ثم تنزل الأبرق، أبرق الحمى، وهى لبنى أبى طالب. ثم تنزل الرّبذة، ثم عريج، وهى لحرام بن عدىّ بن جشم بن معاوية. ثم تنزل المضيّح، فتصدّق بنى جشم ابن معاوية. ثم تنزل الماعزة، ويقال الماعزيّة، وهى لبنى عامر من بنى البكّاء.
ثم تنزل بطن تربة، فتصدّق هلال بن عامر والضّباب. ثم تنزل تريم، وهى لبنى جشم. ثم تنزل السّىّ، فتصدّق بنى هلال. ثم ناصفة، وهى لبنى زمّان بن عدىّ بن جشم. ثم الشّيبسة، وهى لبنى زمّان أيضا. ثم ترعى، وهى لبنى جداعة. ثم تأتى بوانة.
وروى عبد الله بن يزيد بن ضبّة، عن عمّته سارة بنت مقسم، عن ميمونة بنت كردم، قالت: حجّ أبى، فقال: يا رسول الله، إنّى نذرت إن ولد لى غلام أنّ أنحر ببوانة. فقال: هل بقى فى قلبك من أمر الجاهلية شىء؟ قال:
لا. قال: أوف بنذرك.
قال: ثم ترتفع إلى حرّة بنى هلال، وإلى ركبة. وانظر رسم ركبة «1» .
وقال محمّد بن حبيب: المضيّح: جبل بالشام، وأنشد لكثيّر:
موازنة هضب المضيّح واتّقت ... جبال الحمى والأخشبين بأخرم
وقال أبو عمرو الشّيبانىّ: هو جبل بناحية الكوفة. والشاهد على ذلك قد تقدم وتكرر فى رسم بمّ.(4/1236)
الميم والطاء
المطابخ
جمع مطبخ: موضع بمكّة معلوم، سمّى بذلك لأن تبّعا حيث «1» همّ بالبيت يهدمه سقم، فنذر إن شفاه الله أن ينحر ألف بدنة، شكرا لله عزّ وجلّ، فعوفى بما نذر، وجعلت المطابخ هناك، ثم أطغم.
المطاحل
بفتح أوّله، وبالحاء المهملة المكسورة: موضع مذكور فى رسم عاذ.
مطار
بضمّ أوله، وبالراء المهملة فى آخره: واد بين البوباة وبين الطائف.
قال أبو حنيفة: أخبرنى أبو إسحاق البكرىّ: أنّ بمطار أبد الدّهر نخلا مرطبا، ونخلا يصرم، ونخلا مبسرا، ونخلا يلقح؛ قال الراجز وذكر سحابا:
حتّى إذا كان على مطار ... يسراه واليمنى على الثّرثار
«2» * قالت له ريح الصّبا قرقار «3» * والثرثار: بالجزيرة، ماء معروف، قد تقدّم ذكره، وقيل: هو قريب من تكريت. ولم تختلف الرّواة فى هذا الوادى المذكور: أنّه مطار، بضمّ الميم؛ فأما مطار بفتحها: فموضع فى ديار بنى تميم، مؤنّثة لا تجرى. وقيل: إنها بين ديار بنى بكر وديار بنى تميم؛ قال أوس بن حجر:(4/1237)
فبطن السّلىّ فالسّخال تعذّرت ... فمعقلة إلى مطار فواحف
وقال دو الرّمّة:
إذا لعبت بهمى مطار فواحف ... كلعب الجوارى واضمحلّت ثمائله
وقال المخبل:
أعرفت من سلمى رسوم ديار ... بالشّطّ بين مخفّق ومطار
فدلّك أنّ مطار تلقاء مخفّق. ويروى: «بين مخفّق فصحار» . وقد تقدّم ذكر مطار فى رسم برك. فأما قول النّابغة:
وقد خفت حتّى ما تزيد مخافتى ... على وعل بذى المطارة عاقل
فقد اختلف فيه، فمنهم من يرويه: «بذى المطارة» بالفتح؛ ومنهم من يرويه بالضمّ، وهو اسم جبل بلا اختلاف، عند من ذكر أنّه موضع، وليس بالوادى المذكور. وقد رأيت لابن الأعرابىّ أنّه يعنى بذى المطارة، بضمّ الميم:
ناقته، وأنها مطارة الفؤاد، من النّشاط والمرح «1» ، ويعنى بذى: ما عليها من الرّحل والأداة. يقول: كأنى «2» على رحل هذه الناقة وعل «3» عاقل من الخوف والفرق «4»
المطالى
بفتح أوّله، على وزن مفاعل، قال الكلابىّ: المطالى: لأبى بكر ابن كلاب. وقال الأصمعىّ: المطالى: ماء عن يمين ضريّة. وقال أبو حنيفة:(4/1238)
المطالى: روضات بالحمى، واحدها مطلى، مقصور، قال: والمطلاء «1» ، ممدود:
مسيل سهل، وليس بواد ينبت العضاه، وجمعه المطالى أيضا. وقال محمّد ابن حبيب: المطالى: جمع مطلاة، وهى ما انخفض واتّسع من الأرض، وقال محمد «2» بن أبى عائذ:
من الطاويات خلال الغضى ... بأجماد حومل أو بالمطالى
وانظر المطالى «3» فى رسم ضريّة، وفى رسم رهبى. وقال زيد الخيل:
منعنا بين رشق إلى المطالى ... بحىّ ذى مكابرة عنود
نزلنا بين فيد والخلافى ... بحىّ ذى مدارأة شديد
وحلّت سنبس طلح العيارى ... وقد رغبت بنصر بنى لبيد
رشق: أرض. وفيد: محدّد فى موضعه، وهو الذي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخيل. والخلافى: فأو «4» . والعيارى: أرض للبيد بن سنبس.
مطرة
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده راء مهملة، على وزن فعلة: بلد فى ديار همدان من اليمن، يسكنه بنو سلامان بن أسنى بن عذر من همدان «5» .
مطرق
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، وكسر الراء المهملة: واد ببنى تميم، قال سلامة بن جندل:
لمن طلل مثل الكتاب المنمّق ... عفا عهده بين الصّليب فمطرق(4/1239)
وقال امرؤ القيس:
على إثر حىّ عامدين لنيّة ... فحلّوا العقيق أو ثّنيّة مطرق
وهو مذكور أيضا فى رسم بلّوقة.
مطعن
بضمّ أوله، وإسكان ثانيه، وضمّ العين المهملة: واد بين السّقيا والأبواء، قال كثيّر:
إلى ابن أبى العاصى بدوّة أرقلت ... وبالسّفح من ذات الرّبا فوق مطعن
مطلوب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع «1» . أنشد أبو عبيد فى شرح الحديث للأعشى يهجو شرحبيل بن عمرو بن مرثد:
يا رخما قاظ على مطلوب ... يعجل كفّ الخارئ المطيب
ويروى: على ينخوب، وهو موضع أو جبل.
المظلم
بضمّ أوّله، وكسر لامه، على لفظ مفعل من أظلم: موضع مذكور فى رسم النّسار «2» .
المظلومة
مفعولة من ظلم: بئر مذكورة فى رسم ضريّة.
الميم والعين
المعى
بكسر أوّله، وفتح ثانيه، بعده ياء، على وزن فعل: موضع فى ديار بكر، قال ذو الرّمّة:(4/1240)
على ذروة الصّلب الذي واجه المعى ... سواخط من بعد الرّضا للمراتع
وبهذا الموضع أدركت بنو عجل وبنو سعد بن ضبيعة المنبطح الأسدىّ، وكان أغار على بنى عباد بن ضبيعة، فأخذ نعم سكن بن باعث بن عوف بن الحارث ابن عباد، وهى ألف بعير، وسبى نساء، فأسروا المنبطح، وردّوا النّساء والنّعم. وقال حجر بن مالك «1» فى ذلك:
ومنبطح الغواضر قد أذقنا ... بناعجة المعى حرّ الجلاد
تنقّذنا أخائذه فردّت ... على سكن وجمع بنى عباد.
ذو معارك
بفتح أوّله، على لفظ جمع معركة: موضع فى ديار بنى تميم، قال أوس بن حجر.
لليلى بأعلى ذى معارك منزل ... خلاء تنادى أهله فتحمّلوا
المعافر
بفتح أوّله وثانيه، بعده فاء وراء مهملة: موضع باليمن، تنسب إليه الثّياب المعافريّة. وقال الأصمعىّ: ثوب معافر، غير منسوب، ومن نسبه فهو عنده خطأ. وقد جاء فى الرجز الفصيح منسوبا. والمعافر: هم ولد يعفر «2» ابن مالك بن الحارث بن مرّة بن أدد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان، نزلوا هذا الموضع، فسمّى بهم، ودخلت المعافر فى حمير.
معان
بضمّ أوّله: جبل قد تقدّم ذكره فى رسم أبّلى. ومعان أيضا على لفظه: حصن كبير [من أرض فلسطين] «3» ، على خمسة أيّام من دمشق، فى(4/1241)
فى طريق مكّة، وقد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم مؤتة، وسيأتى «1» فى رسم سرغ، قال هدبة بن خشرم فى معان الحجازّية «2» :
أنا ابن الذي استأداكم قد علمتم ... ببطن معان والقياد المجنّبا «3»
وقال جميل:
ويوم معان قال لى فعصيته ... أفق عن بثين الكاشح التنصّح
وكان فروة بن عمرو الجذامىّ عاملا للروم على معان، الحصن المذكور وما يليه «4» من أرض الشام، فأسلم وأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء، فلمّا بلغ الروم ذلك طلبوه حتّى ظفروا به، فحبسوه، ثم قتلوه وصلبوه. قال ابن إسحاق:
فزعم الزّهرىّ أنّه لمّا قدّم لتضرب عنقه قال:
بلّغ سراة المسلمين بأنّنى ... سلم لربّى أعظمى ومقامى
معبّر
بضمّ أوله، وفتح ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة مكسورة مشددة، وآخره راء «5» : موضع تلقاء الوتدات «6» ، قال طفيل:(4/1242)
أفدّيه بالأمّ الحصان وقد حبت ... من الوتدات لى حبال معبّر
الحبال: حبال الرمل. يقول: ارتفعت له ولاحت هذه الحبال وهو بالوتدات، موضع أيضا قد حددته فى رسمه.
المعرسانيّات
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء وسين مهملتان مفتوحتان، ثم نون مكسورة، وياء مشددة، على لفظ المنسوب: موضع مذكور فى رسم القطا، فانظره هناك [
معرض
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة مكسورة، وضاد معجمة: أطم بنى ساعدة من الأنصار، قد تقدّم ذكره فى رسم بضاعة، والشاهد عليه «1» ] .
المعرفة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة [مفتوحة «2» ] وقاف، قد تقدّم ذكرها فى رشم رضوى. وهى طريق كانت عير قريش تسلكه إلى الشام، على الساحل، وفيه سلكت عيرهم حين كانت وقعة بدر. وفى حديث عمر أنّه قال لسلمان: أين تأخذ إذا صدرت: أعلى المعرفة، أم على المدينة.
معروف
مفعول من عرفت: رمل مشهور، قال ذو الرّمّة:
وتبسم عن نور الأقاحىّ أقفرت ... بوعساء معروف تغام وتطلق
معشر
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وفتح الشين المعجمة، بعدها راء مهملة: موضع فى ديار بنى جشم، رهط دريد بن الصّمّة، يأتى «3» ذكره فى(4/1243)
رسم سويقة، وكانت لبنى جشم فيه وقعة على مراد والحارث بن كعب، وفى ذلك يقول معاوية بن أنيف الجشمىّ:
أتانى أنّ أهل قفا بتيل ... أتاهم أهل أجزاع الحصاد
على قعدانهم كى يستبيحوا ... نساءهم وما هو بالسّداد
أناموا منهم ستّين صرعى ... بحرّة معشر ذات القتاد
بتيل: فى ديار بنى جشم أيضا.
المعصّب
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وتشديد الصاد المهملة، بعدها باء معجمة بواحدة: موضع بقباء.
روى البخارىّ من طريق نافع عن ابن عمر، قال: لمّا قدم المهاجرون الأوّلون المعصّب قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يؤمّهم سالم مولى أبى حذيفة، وكان أكثرهم قرآنا. هكذا ثبت فى متن الكتاب. وكتب عبد الله ابن إبراهيم الأصيلىّ «1» عليه: «العصبة» مهملا غير مضبوط.
[نهر معقل
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وكسر القاف: بالبصرة معروف. قال ابن شبّة: لمّا حفر زياد نهر معقل، ولم يبق إلّا إطلاقه، تيمّن بمعقل بن يسار صاحب النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأمره بفتقه، فنسب إليه «2» ] .
معقلة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده قاف مضمومة: ماءة قبل رهبى، لبنى تميم، سمّيت بذلك لأنّ ماءها يعقل البطن، قال ذو الرّمّة:
تربّعت جانبى رهبى فمعقلة ... حتّى ترقّص فى الآل القراديد «3»(4/1244)
وقال الأصمعىّ: هى خبراء «1» بالدّهناء تمسك الماء، ولذلك سمّيت معقلة.
[وتنبت السّدر «2» ] .
المعمل
بفتح أوّله وإسكان ثانيه، بعده ميم مفتوحة: موضع من تربة «3» ، وهو المعدن الذي يعمل فيه هناك.
معنق
بضمّ أوّله، على لفظ مفعل من أعنق: جبل معروف منيف، قال الطائىّ:
وما هضبتا رضوى ولا ركن معنق ... ولا الطّود من قدس ولا أنف يذبلا
بأثقل منه وطأة يوم يغتدى ... فيلقى وراء الملك نحرا وكلكلا
بئر معونة
بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، بعده واو ونون: هو ماء لبنى عامر ابن صعصعة، قد تقدّم ذكره فى رسم أيلى. وقال ابن إسحاق: هى بين ديار بنى عامر وحرّة بنى سليم، وهى إلى الحرّة أقرب. وهناك اعترض عامر ابن الطّفيل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عامر بن مالك أبو براء، عمّ عامر بن الطّفيل، قد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث بهم إليهم، ليدعوا الناس إلى الإسلام، ويفقّهوهم فيه، فعقد المنذر بن عمرو السّاعدىّ على ثلاثين رجلا، ستّة وعشرين من الأنصار، وأربعة من المهاجرين، منهم عامر بن فيبرة، فقتلهم أجمعين، وأخفر ذمّة عمّه فيهم، إلّا رجلين كانا فى رعى إبلهم، وهما عمرو بن أميّة الضّمرىّ، وحرام بن ملحان النّجّارىّ. وروى(4/1245)
أنّ النّجّارىّ قال: ما كنت لأرغب عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو «1» ، فقاتل القوم حتّى قتل. وفقد من القتلى عامر بن فهيرة، فذكر جبّار بن سلمى الذي طعنه أنّه أخذ من رمحه، فصعد به، قال حسّان يرثيهم:
على قتلى المعونة فاستهلّى ... بدمع العين سحّا غير نزر
وروى البخارىّ عن طريق قتادة، عن أنس: أن رعل وذكوان وعصيّة وبنى لحيان استمدّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدوّهم، فأمدّهم بسبعين من الأنصار، وكنّا نسمّيهم القرّاء، لأنّهم كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلّون بالليل، حتّى كانوا ببئر معونة، فقتلوهم، غدروا بهم «2» ، فبلغ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقنت شهرا، يدعو فى الصّبح على رعل وذكوان وعصيّة وبنى لحيان.
قال أنس: فقرأنا فيهم قرآنا، ثم إن ذلك رفع: (بلّغوا قومنا عنّا، أنا لقينا ربّنا، فرضى عنّا وأرضانا) .
[وبئر معونة: على أربع مراحل من المدينة] «3» .
معيط
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وفتح الياء أخت الواو، بعدها طاء مهملة: موضع مذكور فى رسم ضيئدة، وهو ماء لمزينة فى قفا ثافل جبل مزينة، وهو مذكور أيضا فى رسم ثافل. وكانت فى معيط وقعة على هذيل؛ قال ساعدة بن جؤيّة:
هل اقتنى حدثان الدّهر من أنس ... كانوا بمعيط لاوخش ولا قزم «4»
قال أبو الفتح: معيط: مفعل من لفظ عيطاء، وكان قياسه الإعلال: معاط،(4/1246)
إلّا أنّه شذّ كمريم ومزيد، ولا يحمل معيط على فعيل، لأنّه [مثال] «1» لم يأت. فأمّا ضهيد فمصنوع مردود.
معين
على لفظ المعين من الماء: مدينة اليمن؛ قد تقدّم ذكرها فى رسم براقش. وورد فى شعر حسّان المعين، بالألف واللام. وقالوا: وهو ماء فى ديار جذام، قال حسّان:
ألم تر أنّ الغدر واللؤم والخنا ... بنى مسكنا بين المعين إلى عرد
فغزّة فالمرّوت فالخبت فالمعنى ... إلى بيت زمّاراء تلدا على تلد «2»
هذه كلّها منازل جذام وقال مالك بن حريم الدّألانىّ:
ونحمى الحوث ما دامت معين ... بأسفله مقابلة عرادا
عراد: جبل.
المعىّ
بصمّ أوّله، على لفظ تصغير الذي قبله «3» قال ابن الأنبارىّ: هو
اسم رمل، وأنشد للعجّاج: ... وخلت أنقاء المعىّ ربربا
الميم والغين
المغاسل
بفتح أوله، وبالسين المهملة المكسورة: أودية باليمن. هكذا قال ابن دريد [و] «4» فى شعر لبيد، المغاسل: أودية قبل اليمامة، قال لبيد:
فقد نرتعى سبتا وأهلك جيرة ... محلّ الملوك نقدة «5» فالمغاسلا «6»(4/1247)
ونقدة: أرض. وقال ابن دريد فى موضع آخر: المواسل: مواضع معروفة تقرب من اليمامة. والمغاسل «1» : مواضع «2» هناك معروفة، فهذا موافق لما فى شعر لبيد.
المغالى
بفتح أوله: موضع يأتى ذكره فى رسم النّجا.
المغر
بضمّ الميم، وإسكان الغين «3» ، وراء مهملة: إكام حمر، يأتى ذكرها فى رسم النّجيل.
مغرب
بضم أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة مكسورة، وباء معجمة بواحدة: موضع مذكور فى رسم يأجج.
المغمّس
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده ميم أخرى مشددة مكسورة، وسين مهملة: موضع فى طرف الحرم، وهو الموضع الذي ربض فيه الفيل حين جاء به أبرهة، فجعلوا ينخسونه بالحراب، فلا ينبعث، حتّى بعث الله عليهم طيرا أبابيل فأهلكتهم. قال أبو الصّلت الثّقفىّ:
حبس الفيل بالمغمّس حتّى ... ظلّ يحبو كأنّه معقور
وقال طفيل الغنوىّ:
ترعى منابت وسمىّ أطاع لها ... بالجزع حيث عصى أصحابه الفيل
وقال ابن أبى ربيعة:
ألم تسأل الأطلال والمتربّعا ... ببطن حليّات دوارس بلقعا(4/1248)
إلى السّرح من وادى المغمّس بدّلت ... معالمه وبلا ونكباء زعزعا
هكذا رواه أبو علىّ فى شعر ابن أبى ربيعة: المغمّس، بفتح الميم. ونقلته من كتابه الذي بخطّ ابن سعدان. ورواه أبو علىّ عن أبى بكر ابن دريد فى شعر المؤرّق الهذلىّ: المغمّس بالكسر، قال المؤرّق:
غدرتم غدرة فضحت أباكم ... ونتّقت المغمّس والظّرابا
ورواه السّكّرىّ وثبتّت المغمّس، بكسر الميم أيضا.
المغيثة
بضم أوله: على لفظ مفعلة من أغاث: موضع قد تقدم ذكره فى رسم فدك «1»
الميم والفاء
المفتح
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وفتح التاء المعجمة باثنتين من فوقها، بعدها حاء مهملة. هكذا ضبطه ابن الأنبارىّ وقال: يقال فلان من أهل المفتح، وهو موضع «2» .
الميم والقاف
المقاد
بفتح أوّله، وبالدال المهملة فى آخره: طريق مذكور فى رسم الوريعة «3» .
المقاريب
بفتح أوّله، وكسر الراء المهملة، بعدها الياء أخت الواو، ثم باء معجمة بواحدة: موضع مذكور فى رسم فرعان.(4/1249)
مقبل
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، وبالباء المعجمة بواحدة: جبل بناحية البصرة، مطلّ على أرض يقال لها العازلة. وانظره فى رسمها.
مقد
بفتح أوّله وثانيه، وبالدال المهملة مخففة. هكذا ذكره الخليل، قال:
وهى قرية بالشام، ينسب إليها الخمر، وأنشد [لابن قيس الرّقيّات] «1» :
مقدىّ أحله الله للنّا ... س شرابا وما تحلّ الشّمول
وقال غيره «2» : مقدّ، بتشديد الدال: قرية من قرى البثنيّة، وهى أطيب بلاد الله خمرا، ومنها كانت تصطفى ملوك غسّان الخمر، وكذلك عبد الملك ابن مروان فى الإسلام، قال عدىّ بن الرّقاع:
مقدّية صفراء يثخن شربها ... إذا ما أرادوا أن يروحوا بها صرعى «3»
ولذكر خمرها فى العرب تركوا النّسب، وسمّوها المقدّ، قال شاعر جاهلىّ «4» :
وهم تركوا ابن كبشة مسلحبّا ... فقد شغلوه عن شرب المقدّ
ويجوز أن يكون أراد النسب فحذف.
[ «5» وقال ابن دريد: المقدىّ والمقدّىّ بالتخفيف والتثقيل: شراب من عسل.
ويقوّى هذا ما أنشده الخليل، قال: ويقال المقدىّ ولقدىّ، بفتح الميم وكسرها.(4/1250)
وروى أبو علىّ، عن ابن الأنبارىّ، عن أبيه، عن أحمد بن عبيد: مقدّ، بتشديد الدال: قرية بدمشق فى الجبل المشرف على الغور، تنسب إليها الخمر قال عمرو ابن معدى كرب:
وهم تركوا ابن كبشة مسلحبّا ... البيت
المقدحة
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال وحاء مهملتان: ماء لبنى كعب بن مالك بن حنظلة.
المقراة
بكسر أوله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة، على وزن مفعلة:
مذكورة محدّدة فى رسم الدّخول، وفى رسم ذى دوران «1»
مقروم
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة: جبل قد تقدّم ذكره فى رسم الأدمى.
المقطّم
بضمّ أوله، وفتح ثانيه، وتشديد الطاء المهملة وفتحها: معروف.
وهو جبل متصل بمصر «2» ، يوارون فيه موتاهم، يأتى ذكره فى رسم نضاد.
المقلاب
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، وبالباء المعجمة بواحدة: هو نهر تيمان المتقدّم ذكره.
رمل مقيّد
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وتشديد الياء وكسرها: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم حجور.
الميم والكاف
مكروثاء
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة، وثاء مثلثة:(4/1251)
موضع فى ديار بنى جحاش، رمط الشّمّاخ؛ قال كعب بن زهير:
صبحنا الحىّ حىّ بنى جحاش ... بمكروثاء داهية نادى
المكلّل
بضم أوله، وفتح ثانيه، بعده لام مشددة: موضع مذكور فى رسم عوق.
مكنان
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده نونان: موضع؛ قال الجميح:
كأنّ راعينا يحدو بها حمرا ... بين الأبارق من مكنان فاللّوب
الميم واللام
الملا
بفتح أوّله، مقصور. وهو موضع من أرض كلب وسيأتى ذكره فى رسم قنا «1» . وقال أبو حنيفة، وقد أنشد قول متمّم بن نويرة:
قاظت أثال إلى الملا وتربّعت ... بالحزن عازبة تسنّ وتودع «2»
قال: أثال: بالقصيم، من بلاد بنى أسد قال: والملا: لبنى أسد. وهناك قتل مالك بن نويرة.
قال الأصمعىّ: أقبل متمّم أخوه إلى العراق، فجعل لا يرى قبرا إلا بكى عليه، فقيل له: يموت أخوك بالملا وتبكى أنت على قبر بالعراق؟ فقال:
وقالوا أتبكى كلّ قبر رأيته ... لقبر ثوى بين اللّوى فالدّكادك
واللّوى والدكادك: مكتنفا الملا وفى رسم سلمى من هذا الكتاب ما يدلّ «3» أنّه مجاور لديار طيّئ. وقال أبو الفرج: الملا: هو ما بين قبرى «4» العبادىّ إلى(4/1252)
الأجفر، يمنة ويسرة، وذلك بحمى ضريّة، قال عمرو بن سعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل:
وقفت لليلى بالملا بعد حقبة ... بمنزلة فانهلّت العين تدمع
[ملال
بضمّ أوّله على وزن فعال: موضع ذكره أبو علىّ، وأنشد لبعض بنى نمير:
رمى قلمه. البرق الملالىّ رمية ... بذكر الحمى وهنا فكاد يهبم
قال: الملالىّ: منسوب إلى هذا الموضع، وغير أبى علىّ ينشده «البرق الملألئ» بالهمز، من التّلألؤ] .
الملاهى
على لفظ جمع ملهى: هو الموضع المعروف بالفيّاض من ديار الحيّين بكر وتغلب. وهى مذكورة محدّدة فى رسم سردد.
الملح
بكسر أوّله، مكبّر: موضع مذكور فى رسم النّير، ورسم القاعة، فى حرف القاف «1» ، ورسم عدنة.
جبل الملح
: بسهل مأرب، وهو الذي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض بن حمّال، ثم عوّضه منه.
ذات ملح
بكسر أوّله، على لفظ الذي قبله: موضع يأتى ذكره إثر هذا فى رسم ملص.
ملح
بفتح أوّله وثانيه: موضع فى بلاد بنى جعدة باليمامة. قاله أبو حاتم، وأنشد للأعشى:(4/1253)
واقفا يجبى إليه خرجه ... كلّ ما بين عمان وملح «1»
وهذا لا يصحّ؛ لأنّ اليمامة بلاد بنى تميم، لا بلاد بنى جعدة. قال «2» جرير:
تهدى السلام لأهل الغور من ملح ... بالطّلح طلحا وبالأعطان أعطانا
الملحاء
بفتح أوّله، وبالحاء المهملة، ممدود: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم أبلى؛ قال الزّبير: والملحاء يدفع فيها وادى ذى الحليفة، وأنشد للمزنىّ:
إنّ بمدفع الملحاء قصرا ... نواعده على شرف مقيم
جزاك الله يا عمر بن حفص ... عن الإخوان جنّات النّعيم
يعنى قصر عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب، وكان ينزل الملحاء.
ملحان
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه: جبل مذكور فى رسم عدنيّة؛ [قال الهمدانىّ: جبل ملحان: هو المطلّ على المهجم من أرض تهامة، والمهجم:
هو خزاز، نسب إلى ملحان بن عوف بن عدىّ بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة ابن سبإ الأصغر «3» ]
ملحة
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، وبالحاء المهملة: موضع، قد تقدّم ذكرها فى رسم الأشعر»
ملحوب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده حاء مهملة وواو، وباء معجمة بواحدة: هو وادى متالع. قاله أبو حاتم عن الأصمعىّ. وقال محمّد بن سهل:(4/1254)
ملحوب: ماء لبنى أسد، على رأس تلّ، سمّى بملحوب بن لويم بن طسم، قال عبيد:
تذكّرت أهلى الصالحين بملحوب ... فقلبى عليهم هالك جدّ مغلوب
تذكّرتهم ما إن تجفّ مدامعى ... كأن جدول يسقى مزارع مخروب
وقال الجميح الأسدىّ:
وإن يكن أهلها حلّوا على قضة ... فإنّ أهلى الألى حلّوا بملحوب
ملزق
بضمّ أوّله «1» مفعل، بفتح العين من الإلزاق: موضع مذكور فى رسم الفروقين؛ قال العجّاج: «والحمس قد تعلم يوم ملزق» . وهو يوم لبنى سعد على بنى عامر بن صعصعة، وهو موضع التقوا فيه. وإنّما صارت بنو عامر من الحمس لأنّ أمّهم مجد بنت تيم بن غالب.
ملص «2»
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده صاد مهملة: موضع قبل عرعر، قال الأخطل:
لمرتجز «3» دانى الرّباب كأنّه ... على ذات ملح مقسم لا يريمها
فما زال يسقى بطن ملص وعرعر ... وأرضا لها «4» حتّى أطمأنّ جسيمها
جسيمها: روابيها «5»(4/1255)
ملطية
بفتح أوّله وثانيه، بعده طاء مهملة ساكنة، وياء مخفّفة: مذكورة فى رسم عرقة.
[ «1» الملقى
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده قاف على تقدير مفعل: موضع مذكور فى رسم حنبل] .
بئر الملك
بسفح أحد، وهى التى احتفرها تبّع أسعد أبو كرب لما أتى المدينة.
ملكان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: جبل مذكور فى رسم الجرير «2»
ملكوم
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع مذكور فى رسم بذّر.
ملل
بفتح أوّله وثانيه، بعده لام أخرى، قد تقدم تحديده فى رسم الأجرد «3» وغيره. وملل يميل يسرة عن الطريق إلى مكّة، وهو طريق يخرج إلى السّيالة، وهو أقرب من الطريق الأعظم. ومن ملل إلى السّيالة سبعة أميال.
وبملل آبار كثيرة: بئر عثمان، وبئر مروان، وبئر المهدىّ، وبئر المخلوع، وبئر الواثق، وبئر السّدرة. وعلى ثلاثة أميال من القرية عشرة أنقرة «4» ، عملت فى رأس عين، شبيهة بالحياض، تعرف بأبى هشام.
وكان كثيّر عزّة يقول: إنّما سمّيت ملل لتملّل الناس بها، وكان الناس لا يبلغونها حتى يملوا. وكان يقول: إنى لأعرف «5» لم سمّيت المياه بين المدينة(4/1256)
ومكّة، فيذكر مللا بما ذكرناه عنه، ويقول: والرّوحاء: لاختراق الريح بها، ولكثرتها، وأنّها لا تخلو من ريح. والعرج: لتعرّج السّيول لها. والسّقيا:
لما سقوا بها من الماء. والأبواء: لتبوّؤ السيول بها. [والجحفة: لا نجحاف السيول بها] «1» . وقديد: لتقدّد السيول فيها. وعسفان: لتعسّف السيول هاهنا، ليس لها مسيل. ومرّ: لمرارة مياهها.
رواه قاسم بن ثابت عن أبى غسّان محمد بن يحيى. قال: وقال كثيّر:
[وكان كثير بن العبّاس ينزل فرش ملل] «2» . ومن ملل خارجة بن فليح المللىّ، ومحمّد بن بشير الخارجىّ. وقال جعفر بن الزّبير يرثى ابنا له مات بملل:
أهاجك بين من حبيب قد احتمل ... نعم، ففؤادى هائم القلب مختبل
أحزن على ماء العشيرة والهوى على ملل، يا لهف نفسى على ملل
فتى السّنّ كهل الحلم، يهتزّ للنّدى ... أمرّ من الدّفلى، وأحلى من العسل
ولملل الفرش المذكور، والقريش. وبالفرش جبل يقال له صفر «3» ، أحمر كريم المغرس، وبه ردهة، وبناء لزيد بن حسن، قال عمرو بن عائذ الهذلىّ:
أرى صفرا «4» قد شاب رأس هضابه ... وشاب لما قد شاب منه العواقر
وشاب قنان بالعجوزين لم يكن ... يشيب، وشاب العرفط المتجاور(4/1257)
هكذا أنشده السّكونى. والعجوزان: من الفرش، وهما هضبتان فى قفا صفر.
وبها ردهة. وقال محمّد بن بشير يذكر صفرا فى رثائه أبا عبيدة بن عبد الله ابن زمعة:
ألا أيّها الناعى ابن زينب غدوة ... نعيت الفتى دارت عليه الدّوائر «1»
أقول له والدّمع منّى كأنّه ... جمان وهى من سلكه متبادر «2»
لعمرى لقد أمسى قرى الناس عاتما ... لدى الفرش لمّا غيّبته المقابر «3»
إذا ما ابن زاد الرّكب لم يمس نازلا ... قفا صفر لم يقرب الفرش زائر
وكان زمعة- جدّ هذا المرثىّ- ابن الأسود بن المطّلب بن أسد، أحد أزواد الرّكب «4» ، وكان أبو عبيدة هذا ينزل الفرش، وكان كبير «5» ينزل الضّيفان.
وضاحك: بين الفرش وبين الضّيفان، وقد ذكره ابن أذينة، فقال:
أنكرت منزلة الخليط بضاحك ... فعفا وأقفر منهم عبّود(4/1258)
وعبّود: بين الفريش «1» وصدر ملل. وبطرف عبّود عين لحسن بن زيد منقطعة وبالفرش الجريب. وهو بطن واد يقال له مثعر، وهو ماء لجهينة، قد تقدّم ذكره، وذكره الأحوص، فقال:
عفا مثعر من أهله فثقيب ... فسفح اللّوى من سائر فجريب
فذو السّرح أقوى فالبراق كأنّها ... بحورة لم يحلل بهنّ عريب
وإلى جانب مثعر: مشجر، ماء آخر لجهينة أيضا «2» . فأمّا الفريش ففيه آبار لبنى زيد بن حسن، وبه هضبة يقال لها عدنة «3» . ومنزل داود بن عبد الله ابن أبى الكريم «4» بعدنة «5» .
وروى ابن أبى سليط، عن «6» عثمان بن عفّان رضى الله عنه: «صلّى الجمعة بالمدينة، وصلّى العصر بملل» . قال مالك: وذلك للنّهجير وسرعة السّير.
ملهم
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وفتح الهاء: حصن بأرض اليمامة، لبنى غبر من بنى يشكر. وهناك أوقعت بهم بنو ثعلبة اليربوعيّون، فقتلتهم أذرع قتل، لقتل بنى غبر رجلا منهم. وقال شاعر بنى ثعلبة:
ويوم أبى جزء بملهم لم يكن ... ليقلع حتّى يدرك الوغم «7» ثائره
وهو مذكور فى رسم حرملاء. ويوم ملهم أوّل يوم ظهر فيه عتيبة بن الحارث ابن شهاب.
المليح
مصغّر مثله «8» ، بحذف هاء التانيث: موضع مذكور فى رسم ليّة،(4/1259)
وقد مضى فى حرف اللام، وهو مذكور أيضا فى رسم البوباة، فى حرف الباء.
[مليحة
تصغير المتقدّمة «1» ، قد تقدّم ذكرها فى رسم تيماء «2» ] وقال أبو عبيدة: مليحة: من منازل بنى يربوع. وقد أغارت عليهم فيها بكر بن وائل، فكانت «3» لبنى يربوع عليهم، فهو يوم مليحة، ويوم أعشاش، ويوم الأفاقة، ويوم الإياد، وهى مواضع متقاربة. وكانت بنو يربوع يتّشتّون جفافا «4» ، فإذا انقطع [الشتاء «5» .] أسهلوا بنجفة مليحة، وبالحديقة من الأفاقة، وبروضة الثّمد؛ قال متمّم بن نويرة:
أخذن بها جنبى أفاق وبطنها ... فما رجعوا حتّى أرقوا وأعتقوا
وقال العوّام يعنى بسطاما:
إن تك «6» فى يوم الغبيط ملامة ... فيوم العظالى كان أخزى وألوما
أبى لك قيد بالغبيط لقاءهم ... ويوم العظالى إذ نجوت مكلما
وكان جرح فى هذا اليوم، وفرّ عن قومه، وأسر «7» يوم غبيط المدرة، فهو الذي أراد العوّام بن شوذب بقوله: «أبى لك قيد بالغبيط» ثم قال:
ولو أنّها عصفورة لحسبتها ... مسوّمة تدعو عبيدا وأزنما
وكان الذي أسره عتيبة بن الحارث بن شهاب. وقال عمارة بن عقيل: مليحة:
بين الحزن والشّيحة. [والشّيحة «8» ] : رملة إذا طلعت فيها طلعت فى نجفة، وهى(4/1260)
نجفة مليحة، [ثم طلعت «1» ] فى حزن بنى يربوع «2» ، قال أبو دواد:
وآثار يلحن على ركىّ ... بجنب مليحة فالمستراد
قال أبو عبيدة: ومخطّط: جبل بينه وبين بطن الإياد ليلة، كان فيها أيضا يوم بين بكر وبنى يربوع، ظفرت فيه بنو يربوع.
مليع
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، وبالغين المهملة: هضبة «3» فى بلاد طيّئ، قال المرّار الفقعسىّ:
رأيت ودونهم هضبات سلمى ... حمول الحىّ عالية مليغا
بأعلى ذى الشّميط حزين منه ... بحيث تكون حزّته ضلوعا
يريد: قد حزاها السّراب، أى رفعها. والضّلع: الجبل الدقيق، طويل لا عرض له.
الميم والميم
الممرّ
بفتح أوّله وثانيه: موضع بديار همدان. وهناك أغار عمرو بن معدى كرب على أصيل بن الجشاش الهمدانى، على غرّة «4» ، فاحتمى منه بممرّ «5» ، وقال:(4/1261)
ويوم ممرّ، قد حميت لقائحى ... وضبنىّ «1» عن أبناء جعف وبازن
الممروخ
بفتح أوّله، مفعول من مرخت الشيء: موضع ببلاد مزينة، قال معن بن أوس:
وأصبح سعد حيث أمست كأنّه ... برائغة الممروخ زقّ مقيّر
فما نوّمت حتّى ارتمى بنقالها ... من الليل قصوى لابة والمكسّر «2»
والمكسّر أيضا: موضع أيضا فى بلاد مزينة.
الممهى
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، مقصور، على وزن مفعل: موضع «3» بعينه؛ قال بشر:
وباتت ليلة وأديم يوم ... على الممهى يجزّ لها الثغام
الميم والنون
منى
: جبل بمكّة معروف، قد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم جمع، قال أبو علىّ الفارسىّ: لامه ياء، من منيت الشّىء: إذا قدّرته: من قول الشاعر:
«حتّى تلاقى ما يمنى لك المانى» . والتقاؤهما «4» : أن الناس يقيمون بمنى،(4/1262)
فيقدرون أمورهم واحوالهم فيها. وهذا صحيح مستقيم.
ومنى تؤنّث وتذكّر، فمن أنّث لم يجره، ويقول: هذه منى. وقال الفرّاء: الأغلب عليه التذكير. وقال العرجىّ فى تأنيثه:
ليومنا بمنى إذ نحن ننزلها ... أسرّ «1» من يومنا بالعرج أو ملل
وقال أبو دهبل فى تذكيره:
سقى منّى ثم روّاه وساكنه ... وما ثوى فيه واهى الودق منبعق
ومنى: موضع آخر فى بلاد بنى عامر، ليس منى مكّة، قال لبيد:
عفت الديار محلّها فمقامها ... بمنى تأبّد غولها فرجامها
ذكر ذلك أبو الفرج، وهو محدّد فى رسم ضريّة.
المنى
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، مقصور، على لفظ منى النفس: موضع مذكور محدّد، يأتى بعد هذا فى رسم المعين «2» .
مناذر
بفتح أوّله، وكسر الذال المعجمة، بعدها راء مهملة: قرية من قرى الأهواز. وهما قريتان: مناذر الكبرى، ومناذر الصّغرى. وكذلك اسم الرجل مناذر، بفتح الميم. وفى ديوان شعر محمّد بن المناذر: قال عمرو بن بحر الجاحظ «3» : كان ابن مناذر يغضب إذا قيل له ابن مناذر، بفتح الميم، ويقول أمناذر الكبرى، أم مناذر الصّغرى؟ ويقول: اشتقاق اسم أبى من ناذر، فهو مناذر. وهو مولى صبيرة «4» بن يربوع بن حنظلة، ابن مالك بن زيد مناة.(4/1263)
وفى مناذر الصغرى كان انحياز عبيد الله بن بشير بن الماحوز رئيس الخوارج. روى أبو عبيد فى كتاب الأموال، عن سعيد بن سليمان، عن شريك، عن ابن 1 إسحاق، عن المهلّب بن أبى صفرة، قال: حاصرنا مناذر، فأصابوا سبيا، وكتبوا إلى عمر، فكتب إليهم عمر: إنّ مناذر من قرى السّواد، فردّوا إليهم ما أصبتم.
المنازل
بفتح أوّله، على لفظ جمع منزل: اسم لمنى، قد تقدّم ذكره فى رسم البلدة.
المناصف
بفتح أوّله، على لفظ جمع منصف: أودية صغار بنجد معروفة.
المناصفة
على لفظ المصدر من ناصفته: موضع ذكره أبو بكر.
مناع
بفتح أوّله، وكسر آخره: هضبة فى جبال طيّئ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد الخيل: أنا خير لك من مناع، ومن الحجر الأسود الذي تعبدونه. [مناع اسم لأجأ، سمى بذلك لامتناعهم فيه من ملوك العرب والعجم] 2.
المناقب
بفتح أوّله، وكسر القاف، على لفظ جمع منقب: وهى الثنايا الغلاظ التى بين نجد وتهامة، قال صخر الغىّ، وقيل: هو لحبيب الهذلىّ:
رفّعت عينى بالححا ... ز إلى أناس بالمناقب
وقال السّكّرىّ: المناقب: طريق الطائف من مكّة. وأنشد لأبى جندب:
وحىّ بالمناقب قد حموها ... لدى قرّان حتّى بطن ضيم(4/1264)
وقال الأصمعىّ: المناقب: الطّرائق فى الغلظ، وأنشد:
إن توعدونا بالقتال فإنّنا ... نقاتل ما بين القرى فالمناقب
وقال عبّاس بن مرداس وذكر فتح مكّة ويوم حنين:
ولقد حبسنا بالمناقب محبسا ... رضى الإله به فنعم المحبس
منبج
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة مكسورة وجيم: قد تقدّم ذكرها فى رسم أجنادين. وقال محمّد بن سهل الأحول. منبج من جند قنّسرين. وقال أبو غسّان: منبج من الجزيرة، قال الأخطل:
فأصبح ما بين العراق ومنبج ... لتغلب تردى بالرّدينيّة السّمر
وهو اسم أعجمىّ تكلّمت به العرب، ونسبت إليه الثّياب المنبجانيّة.
[قال الهمدانىّ: هو اسم عربىّ، وكلّ عين تنبع فى موضع تسمّى نبجة. والموضع: المنبج. قال: ولمّا انصرف أبيض بن حمّال بن مرثد ابن ذى لحيان عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، بعد أن أقطعه جبل الملح من سهل مأرب، ثم عوّضه منه، وزوّده إداوة فيها ماء، فكان أبيض يزيد عليه من كلّ منهل مقدار ما يشرب، ضنّة ببركة سقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليصل إلى مأرب ومعه منه شىء، فلمّا صار بالمنبج من أرض الجوف، مالت الإداوة، فانسفك ماؤها، فنبج ثمّ غيل المنبج.
وقال أبو حاتم فى لحن العامّة: لا يقال كساء أنبجانىّ. وهذا ممّا تخطئ فيه العامّة، وإنما يقال منبجانىّ، بفتح الميم والباء، وقلت للأضمعىّ: لم فتحت الباء، وإنّما نسب إلى منبج بالكسر؟ قال: خرج مخرج منظرانى ومخبرانىّ. قال: والنسب ممّا يغيّر البناء] «1»(4/1265)
المنبجس
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة مفتوحة، وجيم مكسورة، وسين مهملة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم النّقيع
المنتضى
بضمّ أوله، وإسكان ثانيه، وبالصاد أو الضاد «1» ، اختلف علىّ ضبطه: موضع قبل ريم، قال ابن هرمة:
عفا النّعف من أسماء نعف رواوة ... فريم فهضب المنتضى فالسّلائل
المنتفق
بضم أوله، وإسكان ثانيه، بعده تاء معجمة باثنتين مفتوحة، وفاء مكسورة، ثم أختها القاف. وهو الوادى الذي مرّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مسيره إلى تبوك، وبه وشل يروى الراكب والراكبين؛ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سبق إليه فلا يستق منه شيئا حتّى آتيه
منجخ
بضم أوله، وإسكان ثانيه، بعده جيم مكسورة «2» ، وخاء معجمة:
جبل من جبال الدّهناء، قال الراجز:
أمن حذار منجخ تمطّين ... لا بدّ منه فانحدرن وارقين
المنجشانيّة
بفتح أوله، وقيل بكسره، وإسكان ثانيه، وفتح الجيم، بعدها شين معجمة، كأنّها منسوبة إلى ذى منجشان الحميرىّ: مذكور «3» فى رسم ذى قار. قال أبو حاتم: المذارع: ما دنا من المصر من القرى الصغار، نحو النّحيت والمنجشانية من البصرة. قال: فأمّا الأبلّة فليست من المذارع.
قال ابن الأنبارىّ: هى منسوبة إلى منجش أو منجشان، كان عاملا لقيس بن(4/1266)
مسعود؛ وكان كسرى قد ولى قيسا على الطريق، وضمّنه إيّاه، فقطع الطريق. فدعاه كسرى، فقال: [ألم تضمن لى ألّا يقطع الطريق؛ قال] «1» إنّما قطعه سفهاء من سفهائنا. قال له: أو من الحلماء استعهدناك؟ فحبسه حتّى مات فى السجن.
[وقال أبو بكر فى كتاب الاشتقاق: منجش: عبد كان لقيس بن مسعود، مفعل من النّجش، وهو كشفك الشيء، وبحثك عنه. قال: وكان كسرى ولّى قيسا الأبلّة، وجعلها له طعمة، فاتخذ منجش المنجشانيّة، وكان يقال لها روضة الخيل] «2» .
منجل
بفتح أوله «3» . وإسكان ثانيه، بعده جيم مفتوحة: جبل مذكور محدد فى رسم عصوصر، وقد جمعه الجعدىّ بما حواليه، فقال:
وعمّى الذي حامى غداة مناجل ... عن القوم حتّى فاد «4» غير ذميم
المنحاة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده حاء مهملة: موضع فى ديار بنى زليفة: فخذ من هذيل، قال المعطّل الهذلىّ:
لظمياء دار كالكتاب بغرزة ... قفار وبالمنحاة منها مساكن
وما ذكره إحدى الزّليفات دارها المحاضر إلّا أنّ من حان حائن «5»(4/1267)
فإن يمس أهلى بالرّجيع ودوننا ... جبال السّراة مهور فعواهن
يوافك منها طارق كلّ ليلة ... حثيث كما وافى الغريم المدائن
فهيهات ناس من أناس ديارهم ... دفاق ودار الآخرين الأواين
وهذه مواضع كلّها فى ديار هذيل. ومهور وعواهن: جبلان بالسّراة. وشكّ الأصمعىّ فى المنحاة، فقال لا أدرى: أهو المنحاة أو المنجاة بالجيم؟ قال أبو الفتح:
مهور: فعول مثل جدول، ولا ينبغى أن يجعل من لفظ هور، لأنّ ذلك كان يوجب إعلاله، فيقال مهار؛ وروايته فى هذا البيت: «فعوائن» بالهمز، وقال: هو فواعل كصوائق، فإن قلت: فلعلّ الهمزة زائدة، فهو فعائل كحطائط؟ فقيل هذا باب ضيّق، لأنّ زيادة الهمزة حشوا قليل. وإن كان عواين غير مهموز، فهو فعايل من لفظ عين. وأمّا من رواه عوائن بفتح أوله، فقياس قول سيبويه أن يكون مهموزا البتّة، لأنّه قد اكتنف ألف التكسير حرفا علّة. وأبو الحسن لا يوجب الهمزة إلّا إذا اكتنفتها واوان، مثل أوائل. وأمّا إن كان جمع عائنة، فلا خلاف فى همزه. وأحسن ما فى أوائن أن يكون فعالن من أويت، م؟
ضيافن، فهى مهموزة على رأى سيبويه كما تقدّم.
هضب المنحر
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وفتح الحاء المهملة، بعدها راء مهملة: موضع مذكور محدّد فى رسم الربذة.
المنحنى
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، وفتح الحاء المهملة، بعدها نون مفتوحة وياء: موضع مذكور فى رسم عوق.
منخوس
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده خاء معجمة، وواو، وسين مهملة: موضع قد تقدم ذكره فى رسم رضوى.(4/1268)
المندب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة مفتوحة: أرض باليمن، فى ديار بنى مجيد. وإلى المندب خرج القرس من ساحل الشّحر، وهناك التقى القوم. قال الهمدانىّ: وهم يصحّفون فيه، فيقولون: خرجوا إلى منوب، وبين منوب «1» وصنعاء مفاوز لا تسلكها الجيوش، لقلّة المياه وبعد المناهل.
مندد
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دالان مهملتان: الأولى مفتوحة:
واد باليمن، كثير الرياح شديدها، قال ابن مقبل:
عفا الدار من دهماء بعد إقامة ... عجاج بخلفى مندد متناوح
خلفاه: قالوا: ناحيتاه، قال ابن أحمر:
وللشّيخ تبكيه رسوم كأنّما ... تراوحها العصرين أرواح مندد
المندل
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة مفتوحة: موضع من بلاد الهند، مذكور فى رسم واشم، إليه ينسب العود المندلىّ.
منشد
بضمّ أوّله، مفعل من أنشدنى، قال ابن حبيب: هو جبل بالمدينة عنده عين، وأنشد لكثيّر:
فقلت له لم تقص ما عمدت له ... ولم تأت أصراما ببرقة منشد
والأصافر: جبل مجاور له، قال الأحوص:
ولم أر ضوء النار حتّى رأيتها ... بدا منشد فى ضوئها والأصافر(4/1269)
وقد تقدّم ذكر منشد فى رسم النّقيع «1» ورسم لأى «2»
المنشر
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده شين معجمة، وراء مهملة:
موضع معروف فى بلد عنس باليمن. وموضع آخر فى بلاد سيحان من جنّب.
قال أسعد أبو كرب:
وذو مرعلان فلا تنسه ... وآباؤه «3» لهم المنشر
قال: ويروى: لهم المنسر. وأصل المناشر: مسائل الماء، ويسمّيها أهل نجد: المناسى، وأهل تهامة: الشّروج.
منصح
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، وفتح الصاد المهملة، بعدها حاء مهملة: موضع مذكور فى رسم الشّيا، وفى رسم الأصاغى
المنصليّة
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، كأنّها منسوبة إلى المنصل: أرض بالعالية، قال القطامىّ:
كأنّى ورحلى من نجاء مواشك ... على قارح بالمنصليّة قارب
حدا فى صحارى ذى حماس فعرعر ... لقاحا يغشّيها رءوس الصّياهب
وحماس: أرض بالعالية. وعرعر: واد هناك. والصياهب: ما غلظ من الأرض واستوى.(4/1270)
منعج
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده عين مهملة مكسورة، وجيم معجمة «1» : واد مذكور محلّى فى رسم ضريّة، وفى رسم خزاز. وفيه قتل رياح بن الأشلّ الغنوىّ شأس بن زهير؛ وذلك أنّه أقبل من عند النّعمان وقد حباه وكساه، فورد منعجا، فألقى رحله بفناء رياح، ثم أقبل يهريق الماء عليه، والمرأة قريب منه، فإذا مثل الثّور الأبيض، فقال رياح: أنطينى «2» قوسى فمدّت إليه قوسه وسهما، وقد انتزعت نصله لئلّا يقتله، فأهوى إليه عجلان، فوضع السّهم فى مستدقّ صلبه بين فقارتين، فقطعهما، فمات، وقام إليه فواراه، وقطّع راحلته كلها فأكلها، وجعل رهير وقومه ينشدونه فلا يتّضح لهم سبيله، إلى أن باعت امرأة رياح بعكاظ بعص ما حباه به الملك؛ فعند ذلك تيقّنوا أنّ رياح بن الأشلّ ثأرهم، فما أدركوه منه «3» ، فهو يوم منعج، ويوم الرّدهة. ومقتل شأس جرّ مقتل أبيه زهير، ومقتل زهير جرّ مقتل خالد بن جعفر، ومقتل خالد جرّ يوم رحرحان، ويوم جبلة.
وقال الشّمّاخ:
صبا صبوة من ذى بحار فجاوزت ... إلى آل ليلى بطن غول فمنعج
منعم
بضمّ أوله، على لفظ مفعل من أنعم: واد فى ديار هوازن، قال الجعدىّ:
تبصّر خليلى هل ترى من ظعائن ... رحلن بنصف الليل من بطن منعم(4/1271)
منعوق
بفتح أوّله، على لفظ مفعول من نعقت به: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم أجياد.
منفوحة
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده فاء وواو، وحاء مهملة: موضع مذكور فى رسم الوتر «1» .
المنقّى
بضمّ أوله، وفتح ثانيه، وتشديد القاف: موضع على سيف البحر، مما يلى المدينة، قال الجعدىّ:
جلبنا الخيل من تثليث حتّى ... أتين على أوارة فالعدان
وبتن على المنقّى ممسكات ... خفاف الوطء من جدب الزّمان
ويروى: ضعاف الطّوف «2» .
المنقل
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده قاف مفتوحة: موضع مذكور فى رسم جبال الجوز، وفى رسم حورة.
منكث
بفتح أوّله وإسكان ثانيه، وبالثاء المثلثة: مدينة باليمن.
المنكدر
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه، بعده كاف مفتوحة، ودال وراء مهملتان: موضع مذكور فى رسم واسط، وفى رسم كاظمة، ورسم النقيع «3» .(4/1272)
منكف
بفتح أوّله وضمّه، وإسكان ثانيه، بعده كاف مكسورة، ثم فاء:
واد تلقاء ذى كلاف المتقدّم ذكره، قال ابن مقبل:
عفا ذو كلاف من سليمى فمّنكف ... مبادى الجميع القيظ فالمتصيّف
المنهال
بكسر أوّله، على لفظ اسم الرجل: أرض، قال الشاعر:
لقد غيّب المنهال تحت ردائه ... فتى غير مبطان العشيّات أروعا
هكذا نقل أبو علىّ القالىّ. قال: وقيل المنهال: اسم رجل.
[منوب
بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، وباء معجمة بواحدة بعد الواو: قرية من قرى حضرموت، قد تقدّم ذكرها فى رسم تفيش] «1» .
منيحة
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء، وحاء مهملة: حرّة لجسر، مذكورة فى رسم السّتار.
المنيفة
مفعلة من أناف: إذا أشرف «2» : أرض أراها ببلاد جرم، قال مالك بن الرّيب:
بين المنيفة حيث استنّ مدفعها ... وبين فردة من شرقيّها قبلا
وفردة: ماءة من مياه جرم «3» ؛ وقال جرير:
حىّ المنازل بالأجزاع فالوادى ... وادى المنيفة إذ يبدو مع البادى
وانظر المنيف، بلا هاء، فى رسم عمق.(4/1273)
منيم
بضمّ أوّله، على لفظ مفعل من أنام: موضع مذكور فى رسم واسط فانظره هناك.
الميم والهاء
مهايع
على لفظ جمع الذي قبله: قرية من قرى ساية، مذكورة فى فى رسم شراء. «1»
المهجم
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده جيم مفتوحة: هو خزاز الجبل المتقدّم ذكره. قاله الهمدانى «2» .
مهراس
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة، وألف، وسين مهملة، وهو ماء بأحد «3» ، يأتى ذكره فى رسم الوتر. قال ابن الزّبعرى فى يوم أحد:
ليت أشياخى ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
فسل المهراس من ساكنه ... بعد أبدان وهام كالحجل
وقال شبل بن عبد الله مولى بن هاشم «4» .
واذكروا مصرع الحسين وزيد ... وقتيلا بجانب المهراس(4/1274)
يعنى حمزة بن عبد المطّلب رضى الله عنه. وإنّما نسب قتله إلى بنى أميّة، لأن أبا سفيان كان رئيس الناس يوم أحد.
مهزور
على لفظ الذي قبله «1» وبنائه، إلّا أن الراء المهملة بدل من لام الأوّل: واد من أودية المدينة.
روى مالك عن عبد الله بن أبى بكر الحزمىّ: أنّه بلغه أن رسول الله عليه وسلم. قال: فى سيل مهزور ومذينب: يمسك الأعلى حتّى يبلغ الكعبين، ثم يرسل الأعلى على الأسفل. وقيل مهزور: موضع سوق المدينة «2» ، كان قد تصدّق به رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين، فأقطعه عثمان الحارث ابن الحكم أخا مروان، وأقطع مروان فدك.
مهزول
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده زاى معجمة، ووام ولام: واد مذكور فى رسم ضريّه.
مهور
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده واو مفتوحة، وراه مهملة «3» :
موضع قد تقدّم ذكره فى رسم المنحاة.
مهيعة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده الياء أخت الواو مفتوحة، والعين المهملة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الجحفة «4»
الميم والواو
الموازج
بفتح أوّله وضمّه معا، وكسر الزاى المعجمة، بعدها جيم: موضع(4/1275)
مذكور فى رسم الحضر، ورسم البوازيج.
درب موازر
بضمّ أوّله، وبالزاى المعجمة، بعدها راء مهملة: درب من ثغور الشام معروف.
مواسل
بضمّ أوّله، وكسر السّين المهملة: جبل «1» قد تقدّم ذكره فى رسم الرّيّان، قال زيد الخيل:
كأنّ شريحا خرّ من مشمخرّة ... وجارى شريح من مواسل فالوعر
وقال واقد بن الغطريف الطائىّ فصغّره:
لئن لبن المعزى بماء مويسل ... بغانى داء إنّنى لسقيم
هكذا قال. والصحيح أنهما موضعان مختلفان.
«2» المواشل
بفتح أوّله، وبالشين معجمة، على وزن مفاعل: مواضع معروفة، تقرب من اليمامة] .
موبولة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ياء معجمة بواحدة مضمومة، بعدها واو ولام: موضع مذكور فى رسم شطب.
موثب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وكسر الثاء المثلثة وفتحها، بعدها باء معجمة بواحدة: موضع كثير النّخل، أحسبه باليمامة، قال أبو داود:
تبدو ويرفعها السّراب كأنّها ... من عمّ موثب أو ضناك خداد «3»(4/1276)
قال أبو الفتح: موثب الفيّوم: بفتح الثاء [المثلثة] «1» : مكان فيه معلوم: وهو ممّا ورد على مفعل، بفتح العين، ممّا فاؤه واو.
الموثّج
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده ثاء مثلثة مفتوحة مشددة «2» ، وجيم: مكان فى ديار بنى تغلب. [وانظره فى رسم سجا] ، قال الشّمّاخ:
وأهلى بأطراف اللّوى فالموثج «3» [ «4»
الموذر
بفتح أوّله، وبالذال المعجمة، والراء المهملة: قرية باليمن، أو ماء. قاله أبو عبيدة، وأنشد لابن مقبل:
ظلّت على الموذر العليا وأمكنها ... أطواء حمض من الإرواء والعطن
وقال الأصمعىّ: لا أدرى ما هو، الموذر، أو الموذر، أو الموذر، أو الموذر] .
موزّر
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، ثم زاى معجمة مفتوحة مشددة، بعدها راء مهملة؛ موضع قبل عرعر «5» ، قال حكم «6» الخضرىّ:
أقفر من بعد سليمى عرعر ... فالمسحلان فعفا موزّر(4/1277)
والبردان فالبثاء الأعفر «1» ... وهذه مواضع متدانية، محدّدة فى مواضعها.
موزن
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وكسر الزاى المعجمة: موضع بالشام «2» قد تقدّم ذكره فى رسم أجنادين. قال كثيّر:
ولوجهه عند المسائل إذ غدا ... وغدت فواضل سيبه ونوالها
بالخير أبلج من سقاية راهب «3» ... تجلى بموزن مشرقا «4» نمثالها
موسوج
بفتح «5» أوله، وإسكان ثانيه، بعده سين مهملة مضمومة، وواو وجيم: موضع مذكور فى رسم قرقرى.
[ «6» الموصل
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده صاد مهملة مكسورة، سمّيت بذلك لأنّها وصلت بين الفرات ودجلة. وكانت الموصل ثمانى عشرة كورة، يجبى «7» خراجها مع خراج المغرب، فخزل منها المهدىّ كورة درا؟ اذ وكورة الصامغان، وخزل منها المعتصم كورة تكريت، وكورة الطّبرهان «8» ، لاتّصالها بسرّمن رأى. ومن كورها: الحديثة، ونينوى، والمعلة، والبريّة، وباجرمى، وسيحان، والمرج.(4/1278)
موضع
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده ضاد معجمة مفتوحة «1» ، وعين مهملة: موضع بعينه، ذكره أبو الفتح فيما ورد على مفعل، بفتح العين، ممّا فاؤه واو، نجو مورق، وموحل.
موضوع
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، وضمّ الضاد المعجمة، بعدها واو وعين مهملة: موضع بعينه، مذكور فى رسم جمدان، محدّد.
موظب
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده ظاء معجمة مفتوحة، وباء معجمة بواحدة: موضع. وهو ممّا جاء على مفعل، وفاؤه واو، قال خداش ابن زهير:
كذبت عليكم، أوعدونى وعللوا ... بى الأرض والأقوام قردان موظبا
موقان
بضمّ أوّله، وبالقاف: من أذربيجان، قال الطائىّ:
كانت حوادث فى موقان ما تركت ... للخرّميّة لا رأسا ولا ثبجا
أبلغ محمّدا «2» الملقى بكلكله ... بأرض خشّ أمام الملك قد لبجا
ما سرّ قومك أن تبقى لهم أبدا ... وأن غيرك كان استفتح «3» الكذجا
خش: أرض هناك والكذج: حصن بها. والخرّميّة: أصحاب بابك.
موقق
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده قاف مكسورة، ثم قاف أخرى: موضع «4» قد تقدّم ذكره فى رسم كثلة.(4/1279)
الموقّر
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وتشديد القاف وفتحها، بعدها راء مهملة:
والقسطل: موضعان متجاوران، من عمل البلقاء بدمشق، قال كثيّر:
جزى الله حيّا بالموقّر نضرة ... وجادت عليها الرائحات الهواتك «1»
وفى شعر الأحوص ما ينبئك أن الموقّر من شقّ اليمن، قال:
ألا طرقتنا بالموقّر شعفر «2» ... ومن دون مسراها قديد وعزور
بواد يمان نازح، جلّ نبته ... غضى وأراك ينضح الماء أخضر
موقوع
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وضمّ القاف، بعدها واو، وعين مهملة: موضع ذكره أبو بكر «3» .
موكل
بفتح أوّله «4» وكسر الكاف «5» : حصن مذكور محدّد فى رسم الشّحر. وذكر الخليل أنّه اسم جبل: وذكره أبو بكر بن دريد، بضم أوله. وقال الهمدانىّ: بل هو اسم مصنعة فيها قصور ببلاد عنس من مذحج. ويكلى:
اسم الجبل.
المويزج
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، على لفظ التصغير: موضع، قال حميد ابن ثور:(4/1280)
أم استطالت بهم أرض لتقدفهم ... إلى المويزج أو يدعوهم البرك
والبرك: موضع.
مويسل
بضمّ أوّله، على لفظ تصغير الذي قبله «1» . قال يعقوب: هو مويه عذب لبنى طريف بن مالك من طيّئ، قال مزرّد:
تردّد سلمى حول وادى مويسل ... تردّد أمّ الطّفل ضلّ وحيدها
وتسكن من زهمان أرضا عذية ... إلى قرن ظبى حامدا مستزيدها
وقرن ظبى: أبرق ببلاد أبى بكر بن كلاب، من أسافل وادى الشّطون. والشّطون:
من أذيال الحمى العليا وزهمان: واد يدفع فى الرّمّة لبنى فزارة. قاله كلّه يعقوب.
الميم والياء
مياسر
بفتح أوّله، وكسر السين المهملة «2» ، بعدها راء مهملة، كأنّه جمع ميسر: موضع بين رحبة والسّقيا، من بلاد عذرة، قال كثيّر:
إلى ظعن بالنّعف نعف مياسر ... حدتها تواليها ومارت صدورها «3»
وادى المياه
بكسر أوّله، جمع ماء، مذكور محدّد فى رسم غيقة «4» ، قال ابن الدّمينة «5» :
ألا لا أرى وادى المياه يثيب ... وما النّفس عن وادى المياه تطيب(4/1281)
ميثب
بكسر أوّله، وبالثاء المثلثة مفتوحة، بعدها باء معجمة بواحدة:
موضع «1» قد تقدّم ذكره فى رسم تيماء. وهو موضع صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال كثيّر:
نواعم عمّ على ميثب ... عظام الجذوع أحلّت بعاثا «2»
كدهم الرّكاب بأثقالها ... غدت من سماهيج أو من جؤاثى
سماهيج: بالبحرين لعبد القيس. وكذلك جؤاثى. ويقال: إن أوّل مسجد بنى بعد مسجد المدينة بجؤاثى. وقال الأحوص:
فقالت تشكّى غربة الدار بعد ما ... أتى دونها من بطن عكوة ميثب
وقد شاقها من نظرة طرّحت بها ... ومن دونها؟ رك الغماد فعليب
ويروى: «أتى دونها بطن الشّظاة فميثب» . وأنشد ابن إسحاق:
فإنّك عهدى هل أريت «3» ظعائنا ... سلكن على ركن الشّظاة فميثبا
وانظر ميثبا فى رسم الذّهاب.
ميذق
بفتح أوّله، وبالذال المعجمة المفتوحة، بعدها قاف: موضع ذكره أبو بكر.(4/1282)
ميسان
بفتح أوّله، وبالسين المهملة: موضع من أرض البصرة، استعمل عليها عمر بن الخطّاب النّعمان بن نضلة، فقال أبياتا منها:
ألا هل أتى الحسناء أنّ حليلها ... بميسان يسقى فى زجاج وحنتم
لعلّ أمير المؤمنين يسوءه ... تنادمنا فى الجوسق المتهدّم
فبلغت الأبيات عمر فقال: نعم، والله إن ذلك ليسوءنى. فمن لقيه فليخبره أنى قد عزلته.
[وقال عمر رضى الله عنه: ما حابيت أحدا من أهلى إلّا النّعمان ابن عدىّ وقدامة بن مظعون، فما بورك لى «2» فيهما، وكان ولّى قدامة البحرين، فأتاه الجارود العبدىّ فقال: يا أمير المؤمنين، استعملت علينا رجلا يشرب الخمر؟ فقال: تقول «3» هذا فى رجل من أهل بدر؟ من يشهد معك؟ قال:
أبو هريرة. قال: لقد هممت أن أضرب أبا هريرة. فقال «4» الجارود:
اللهمّ غفرا. يشرب ختنك، وتضرب ختنى! وكان أبو هريرة ختن الجارود، وقدامة خال عبد الله وحفصة «5» ابنى عمر، وصمّم الجارود وأصحابه فى الشهادة، فجلد عمر قدامة ثمانين، بسوط تام.
ونبط ميسان «6» لهم أذناب طوال، ولذلك قال مخلّد الموصلىّ:
أذنابنا ترفع قمصاننا ... من خلفنا كالخشب الشائل] «1»(4/1283)
ميسر
بفتح أوّله، وفتح السين المهملة، كأنّه واحد الذي قبله «1» : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم بربعيص، فانظره هناك.
ميسنان
بزيادة نون أخرى بين السين والألف «2» : وهو موضع ينسب إليه ضرب من الثياب الجياد. وقال أبو دواد:
ويصنّ الوجوه فى الميسنانىّ ... كما صان قرن شمس غمام
وقد نسب إليه سحيم العبد جيّد الدّمى، فقال:
وما دمية من دمى ميسنا ... ن معجبة نظرا واتّصافا
ميطان
بكسر أوّله «3» ، وبالطاء: موضع ببلاد مزينة، من أرض الحجاز، قال معن بن أوس:
كأن لم يكن يا أمّ حقّة قبل ذا ... بميطان مصطاف لنا ومرابع
وهو مذكور فى رسم ورقان ورسم ظلم. قال الشاعر يرثى سعد بن معاذ، ويذكر أمر بنى قينقاع:
وقد كانوا ببلدتهم ثقالا ... كما ثقلت بميطان الصخور
ميفعة
بفتح أوّله، وبالفاء المفتوحة، بعدها عين مهملة: قرية من أرض البلقاء من الشام.(4/1284)
ولمّا بلغ زيد بن عمرو بن نفيل خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقبل من الشام يريده، فقتله أهل ميفعة.
وميفعة أيضا: فى ديار همدان باليمن.
ميمذ
بفتح أوّله «1» ، وميم أخرى بعد ثانيه، تكسر وتفتح، بعدها ذال معجمة: موضع فى بلاد الروم، قال الطائىّ:
قطعت بنان الكفر منهم بميمذ ... وأتبعتها بالروم كفّا ومعصما
بئر ميمون
بفتح أوّله، اسم رجل: بئر بمكّة بين البيت والحجون بأبطح مكّة؛ وهى منسوبة إلى ميمون بن الحضرمىّ [أخى العلاء بن الحضرمىّ «2» ] ، وهم حلفاء بنى أميّة، كان ميمون حفرها فى الجاهليّة، وعندها توفّى أبو جعفر المنصور.
وقال الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمدانىّ: إنّما احتفرها ميمون بن قحطان ابن ربيعة من الصّدف «3» ، رهط الحضرمىّ، وهو عبد الله بن عماد «4» بن سليمان «5» ابن أكبر بن زيد بن ربيعة، حفرها فى الجاهليّة قبل أن يقع عبد المطّلب على زمزم بدهر طويل، وفيها أنزل الله تعالى قوله لقريش: «قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين!» ولم يكن لهم ماء للشّفة سواه. وقال عمرو ابن ثعلبة الحضرمىّ:
وهم حفروا البئر التى طاب ماؤها ... بمكّة والحجّاج ثمّ شهود(4/1285)
ميّافارقين
بتشديد الياء، بعدها فاء وأنف وراء مهملة، وقاف مكسورة، بعدها ياء ونون: بلد معروف بديار بكر، بينه وبين آمد ثلاثة برد، أنشد ثعلب عن عمرو عن أبيه:
فإن يك فى كيل اليمامة عسرة ... فما كيل ميّافارقين بأعسرا
قال: والكيل هنا: السّعر، يقال: كيف الكيل عندكم «1» : أى كيف السّعر؟
والكيل: المجازاة. كلت له: أى جازيته.(4/1286)
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
كتاب حرف النون
النون والهمزة
النّائعان
بالعين المهملة: جبيلان مذكوران فى رسم ضريّة محدّدان.
فانظرهما هناك.
النّازية
على لفظ فاعلة من نزا ينزو: موضع قد تقدم ذكره فى رسم أبلى.
ناصحة
بكسر الصاد، بعدها حاء مهملة: موضع تلقاء أورال المتقدّم ذكره «1»
النّاصف
بكسر الصاد، بعدها فاء: موضع فى ديار بنى سلامان من الأزد، ومن أوديته أبيدة المتقدّم ذكرها فى حرف الهمزة.
ناصفة
بكسر ثانيه، بعده فاء وهاء التأنيث: دار بنى عقيل بن كسب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة بالحجاز، قد تقدّم ذكرها فى رسم المضيّح، قال الأصمعىّ: قيل لجرير: أىّ الناس أشعر؟ قال: غلام بناصفة، يأكل لحوم(4/1287)
بقر الوحش، يعنى مزاحم بن الحارث العقيلى. والناصفة: المسيل الضّخم قدر نصف الوادى؛ قال الأعشى:
كخذول ترعى النّواصف من تثليث قفرا خلالها الأسلاق «1» وقال الأصمعىّ: النواصف: ما بين كلّ جبل وكلّ رمل، وأنشد لطرفة:
«بالنواصف من دد» .
وقال لبيد:
لتقيّظت علك الحجاز مقيمة ... فجنوب ناصفة لقاح الحوأب «2»
العلك: تمر له شوك «3» . والحوأب: اسم رجل.
النّاطليّة
بكسر الطاء كأنّه منسوب إلى ناطل: موضع تلقاء البقّار فى أدانى بلاد طيّئ، قال الطّرمّاح:
من وحش خبّة أو دعته نيّة ... للنّاطليّة من لوى البقّار
ناظرة
على وزن فاعلة من النظر: ماء لبنى عبس، قال الحطيئة:
شاقتك أظعان لليلى يوم ناظرة بواكر(4/1288)
وقال عمارة بن عقيل: ناظرة: جبل من أعلى الشّقيق، على مدرج شرج، قال جرير:
فما وجد كوجدك يوم قلنا ... على ربع بناظرة السّلام
قال الأخطل:
لأسماء محتلّ بناظرة البشر ... قديم ولمّا يعفه سالف الدّهر
فأضافه إلى البشر، كما ترى، والبشر: فى ديار بنى تغلب، فهو موضع آخر لا محالة. وقال أبو عمرو الشّيبانىّ: ناظرة: لبنى أسد، وأنشد للمرّار:
فما شهدت كوادس إذ رحلنا ... ولا عنّت بأكبرة الوعول «1»
أتيح لها بناظرتين عوذ ... من الآرام منظرها جميل «2»
قال: وأكبرة: ببلاد بنى أسد أيضا، ويقال بكسر الهمزة: إكبرة.
والنواظر، على جمع لفظ ناظرة: موضع آخر يأتى ذكره فى موضعه إن شاء الله.
ناعب
بكسر العين المهملة أيضا، بعدها باء معجمة بواحدة: موضع قد تقدّم ذكره أيضا فى رسم الثّلماء، وسيأتى فى رسم واردات، وقال ابن الخرع:
بجمران أو بقفا ناعبين ... أو المستوى إذ علون السّتارا
وقال أبو حيّة:
ونحن كفينا قومنا يوم ناعب ... وجمران جمعا بالقنابل بازيا «3»
أى غالبا.(4/1289)
ناعجة
بكسر العين، بعدها جيم: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم المعى.
وباعجة، بالباء: موضع آخر قد تقدم ذكره فى حرف الباء.
ناعط
بكسر العين، بعدها طاء مهملة، قال الخليل: هو جبل باليمن، وكذلك يقال لمدينته، وأنشد:
هو المنزل الآلاف من جوّ ناعط ... بنى أسد قفّا من الحزن أوعرا
وهو مذكور فى رسم واردات.
ناعق
بكسر العين المهملة، بعدها قاف: موضع مذكور فى رسم الثّلماء، على ما تقدّم.
ناعم
بكسر العين أيضا: موضع مذكور فى رسم المروراة «1» .
ناعمتا دمخ
تثنية ناعمة: واديان لهذا الجبل: دمخ، مذكور فى رسمه على ما تقدّم.
نافع
بكسر الفاء، بعدها عين مهملة: اسم سجن بالكوفة، كان علىّ ابن أبى طالب رضى الله عنه بناه من قصب، فنقبه اللّصوص، فبنى سجنا من مدر وحجر، وسمّاه مخيّسا، وقد تقدّم ذكره. وهكذا رواه قوم: نافعا بالنون، ورواه آخرون: يافعا بالياء، وكلاهما صحيح المعنى. وقال علىّ رضى الله عنه لمّا بنى مخيّسا.
ألا ترانى كيّسا مكيّسا ... بنيت بعد نافع مخيّسا(4/1290)
النّامية
فاعلة من نمى ينمى: ماء محدد مذكور فى رسم ضريّة «1» ، فانظره هناك.
النون والباء
نبأة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده همزة وهاء التأنيث: موضع مذكور فى رسم عين.
نباتى
بفتح أوّله، وبالتاء المعجمة باثنتين من فوقها، بعدها ياء، على وزن فعالى: موضع مذكور أيضا فى رسم عين «2» .
النّباج
بكسر أوّله، وبالجيم فى آخره: قال أبو عبيدة: النّباج وثيتل:
موضعان متدانيان، بينهما دوح، ينزلهما اللهازم من بنى بكر، وهم بنو قيس وتيم [الله «3» ] ابنى ثعلبة وعجل وعنزة، وقد أغارت عليهم فيها بنو تميم، فظفرت بهم، قال ربيعة بن طريف يمدح قيس بن عاصم:
وأنت الذي خوّيت «4» بكر بن وائل ... وقد عطلت منها النّباج وثيتل
وقال ابن مكعبر الضّبّىّ:(4/1291)
لقد كان فى يوم النّباج وثيتل ... وشطف وأيّام تداكأن مجزع «1»
والنّباج نباجان «2» : نباج ثيتل، ونباج ابن عامر بالبصرة. وقال الأصمعىّ:
النباج وثيتل: ماءان لبنى سعد بن زيد مناة، ممّا يلى البحرين. وبيت ربيعة ابن طريف يردّ قوله. وقال ابن مقبل:
إذا أتين على وادى النّباج بنا ... خوصا فليس على ما فات مرتجع «3»
النّباع
بكسر أوّله، وبالعين المهملة فى آخره: موضع بنجد «4» قال كثيّر:
أأطلال دار بالنّباع فحمّة ... سألت فلمّا استعجمت ثم صمّت
وقال العرجىّ:
خليلىّ عوجا نحيّى نباعا ... وخيماته ونحيّى الرّباعا
تبدّلت الأدم من أهلها ... وعين المها ونعاما رتاعا
وحمّة التى ذكر كثيّر: موضع هناك.
ونباع، على مثال لفظه إلّا أنّه مضموم الأوّل: بلد باليمن، سمّى بنباع ابن السّميدع بن الصّوءر بن عبد شمس بن وائل بن الغوث.
النّباك
بضمّ أوّله: موضع بالبحرين، مذكور فى رسم أجأ، قال البعيث:
ورحنا بها عن ماء ثجر كأنّما ... تروّحن عصرا عن «5» نباك وعن نقب
ثجر: ماء فى ديار باهلة، وهو بظهر تبالة، على محجّة اليمن من مكّة إليها.(4/1292)
يقول: رحنا بها من تبالة، وكأنّما رحنا بها من البحرين، لسرعة السير.
ونقب: موضع بالبحرين أيضا. وثجر: قد تقدّم تحديده فى رسمه. وقال العلاء ابن الحزن السّعدىّ:
من العاقر الكبداء راحت فأصبحت ... ببطن نباك غدوة قد تدلّت
النّباوة
بفتح أوّله، وبالواو، على وزن فعالة: موضع معروف بالطائف وفى الحديث: خطب النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوما بالنّباوة من الطائف.
نبايع
بضمّ أوّله، وبالياء أخت الواو بعد الألف: واد بين مكّة والمدينة، قال أبو ذؤيب:
وكأنّها بالجزع جزع نبايع ... وألات ذى العرجاء نهب مجمع
وقال أبو ربيعة المصطلقىّ:
أهاجك برق آخر الليل لامع ... حرى من سناه ذو الرّبا فنبايع
يضيء عضاه الشّلّ يحسب وسطها ... مصابيح أو فجر من الصّبح ساطع
ذو الرّبا: هضوب فى نبايع، ما بين ركبة والشّعيب، من جاوزهما مصعدا فقد غار، ومن جاوزهما مقبلا فقد أنجد. والشّلّ: موضع هناك. وقال البريق، فجمع نبايع وما يليها:
سقى الرحمن حزم نبايعات ... من الجوزاء أنواء غزارا
هكذا رواه الأثبات فى جميع ما أنشدته: نبايع، كما ضبطناه. وقال الخليل: هو ينابع، بتقديم الياء أخت الواو. قال: ويقال أيضا ينابعاء، ويجمع على ينابعاوات. وقد روى فى بيت أبى ذؤيب: «بالجزع جزع ينابع» ،(4/1293)
بتقديم لياء، والصواب ما قدّمناه. قال أبو الفتح: نبايع، غير مهموز: كذا هو فى الرواية. وزنه نفاعل كنضارب، إلّا أنّه سمّى به مجرّدا من ضميره، فلذلك عرب ولم يحك، ولو كان فيه ضمير للزمت حكايته، إذ كانت جملة، كذرّى حبّا، وتأبّط شرّا، وكان ذلك يكسر وزن البيت، لأنّ متفاعلن منه كان يصير متفاعل، وهذا لا يجوز، ولو كان نبايع مهموزا، لكانت همزته ونونه أصليّتين، فيكون كعذافر، وذلك أن النون وقعت موقعا يحكم عليه بالأصليّة، والهمزة أصل، فوجب أيضا أن يكون أصلا. فإن قلت: فلعلّها كهمزة حطائط؟
قيل: ذلك شاذّ، فلا يحسن الحمل عليه. وصرف نبايع، على ما فيه من التعريف والمثال: ضرورة.
نبتل
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده تاء معجمة باثنتين مفتوحة: موضع بنجد «1» ، سيأتى ذكره فى رسم واسط، قال الأخطل:
عفا واسط من آل رضوى فنبتل ... فمجتمع الحرّين فالصّبر أجمل
فرابية السّكران قفر فما بها ... لهم شبح إلّا سلام وحرمل
الحرّان: واديان هناك. ورابية السكران: بالجزيرة.
وثيتل، بالثاء المثلثة: فى ديار بكر باليمامة، قد تقدّم ذكره فى حرف الثاء، وسيأتى ذكره بعد هذا فى رسم النّباج «2» .
نبخاء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده خاء معجمة ممدود: واد مذكور فى رسم السّفير.(4/1294)
نبط
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده طاء مهملة: واد مذكور فى رسم ضاح.
ذو نبق
بفتح أوّله، وكسر ثانيه: موضع؛ قال الراعى:
تبيّن خليلى هل ترى من ظعائن ... بذى نبق زالت بهنّ الأباعر
النّبوك
بضمّ أوّله، وضمّ «1» ثانيه، بعده واو وكاف: موضع ذكره أبو بكر «2» .
النّبيت
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده الياء أخت الواو، ثم التاء المعجمة باثنتين من فوقها: جبل بصدر قناة، على بريد من المدينة، قال عمر ابن أبى ربيعة.
بفرع النّبيت فالشّرى خفّ أهله ... وبدّل أرواحا جنوبا وأشملا
وكان أبو سفيان لمّا انصرف من بدر ن؟ ر ألّا يمسّ رأسه ماء حتّى يغزو محمّدا، فخرج فى مئتى راكب، ليبرّ يمينه، فسلك النّجديّة، حتّى نزل بصدر قناة إلى جبل يقال له النّبيت، فبعث رجالا إلى المدينة، فأتوا ناحية يقال لها العريض، فحرّقوا فى أصوار نخل [بها «3» ] ، وقتلوا رجلا من الأنصار وحليفا له فى حرث لهما، فنذر «4» بهم الناس، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى طلبهم، حتّى بلغ قرقرة الكدر، وقد فاته أبو سفيان، فهى غزوة السّويق.
وروى أبو داود، عن محمّد بن إسحاق، عن محمد بن أبى أمامة بن سهل بن(4/1295)
حنيف، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه: أنّه كان إذا إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحّم لأسعد بن زرارة. قال: فقلت له: مالك إذا سمعت النداء ترّحمت لأسعد بن زرارة؟ قال: لأنّه «1» أوّل من جمع بنا فى هزم النّبيت من حرّة بنى بياضة؛ فى نقيع يقال له نقيع الخضمات، فقلت:
كم أنتم يومئذ؟ قال: أربعون.
النّبىّ
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء مشددة على وزن فعيل. وقد تقدّم ذكره فى رسم رمادان، وفى رسم الكاثب وهو كثيب رمل مرتفع، فى ديار بنى تغلب «2» ، قال القطامىّ:
لمّا وردنا نبيّا واستتبّ بنا ... مسحنفر كخطوط السّيح منسحل
وقال أيضا:
سار الظّعائن من عتبان ضاحية ... إلى النّبىّ وبطن الوعر إذ سجما
عتبان والوعر: موضعان. وقال عدىّ بن زيد:
ولا تحلّ نبىّ البشر قبّته ... تسومه الروم أن يعطوه قنطارا
فأنبأك أن هذا الموضع بالبشر من ديار بنى تغلب
النون والجيم
النجا
بفتح أوّله وثانيه: مقصور: موضع فى بلاد بنى جعدة، قال الجعدىّ:(4/1296)
سنورثكم، إنّ التّراث إليكم ... حبيب، قرارات النّجا فالمغاليا «1»
وروى عبد الرحمن عن عمّه: قرارات الخجا، بالخاء المعجمة والجيم.
وماء من الأملاح مرّا وغدّة ... وذئبا إذا ما جنّه الليل عاديا «2»
وأطواءنا من بطن أكمة إنّكم ... جشمتم إلى أربابهن الدّواهيا «3»
وروى عبد الرحمن: أكمة، بالضمّ.
ذو نجب
بفتح أوّله وثانيه، بعده باء معجمة [بواحدة] : موضع كانت فيه وقعة لبنى تميم على بنى عامر، وعلى عمرو وحسّان ابنى معاوية بن الجون الكندىّ. وكان بنو عامر قد استنجدوه، فأنجدهم بابنيه وجيشه، وذلك بعد يوم جبلة بعام، قال جرير:
لولا فوارس يربوع بذى نجب ... ضاق الطريق وعىّ الورد والصّدر
وكانت بنو يربوع ممّا يلى الملكين، فقتل فى ذلك اليوم عمرو بن معاوية الكندىّ، وعمرو بن الاحوص بن جعفر بن كلاب، وهو رئيس بنى عامر، وأسر حسّان بن معاوية، وفرّ يومئذ عوف بن الأحوص عن أخيه، وأسر يزيد ابن عمرو بن الصّعق مأموما «4» ، وقتل عامّة الكنديّين.
ونخب، بالخاء المعجمة: موضع آخر يأتى ذكره بعد هذا.(4/1297)
النّجّ
بضمّ أوّله، وتشديد ثانيه: موضع معروف.
نجد
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، لا أعنى نجدا الذي هو ضدّ تهامة، الذي يقال فيه: أنجد من رأى حضنا، فذاك قد تقدّم ذكره وتحديده فى صدر هذا الكتاب. هذا نجد آخر، موضع باليمن، قد تقدّم ذكره فى رسم تعشار.
والنّجود المضافة إلى مواضعها أربعة: نجد اليمن هذا، ونجد كبكب، ونجد مريع، ونجد عفر. قال أبو ذؤيب:
لقد لاقى المطىّ بنجد عفر ... حديث لو عجبت له عجيب
وقال ابن مقبل:
أم ما تذكّر من أسماء سالكة ... نجدى مريع وقد شاب المقاديم «1»
ونجد مريع هذا: باليمن أيضا، ونجد كبكب: محدّد فى رسمه المتقدّم ذكره، ونجد عفر محدّد «2» فى رسم عفر، على ما يأتى ذكره إن شاء الله «3» وورد فى شعر الشّمّاخ نجدان، تثنية نجد، قال:
أقول وأهلى بالجناب وأهلها ... بنجدين لا تبعد نوى أمّ حشرج «4»
نجران
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: مدينة بالحجاز من شقّ اليمن معروفة، سمّيت بنجران بن زيد بن يشجب بن يعرب. وهو أوّل من نزلها. وأطيب(4/1298)
البلاد: نجران من الحجاز، وصنعاء من اليمن، ودمشق من الشام، والرّىّ من خراسان.
النّجفة
بفتح أوّله وثانيه، بعده فاء: موضع بين البصرة والبحرين.
ونجفة المرّوت: موضع آخر مذكور فى رسم فيد.
والنّجف، بلا هاء: موضع معروف «1» بالكوفة. قال الكميت:
فيا ليت شعرى هل أبصرنّ بالنّجف الدّهر حضّارها
نجلاء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، ممدود على وزن فعلاء: موضع مذكور محدد فى رسم ضيبر، فانظره هناك.
النّجير
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده ياء وراء مهملة، على لفظ التصغير:
موضع فى ديار بنى عبس، قال أوس بن حجر:
تلقّيتنى يوم النّجير بمنطق ... تروّح أرطى سعد منه وضالها «2»
وقال أبو عبيدة: النّجير: بحضرموت، وأنشد للأعشى:
وأبتذل العيس المراقيل تغتلى ... مسافة ما بين النّجير فصرخدا «3»
قال: وصرخد بالجزيرة. وقال غيره: النّجير: حصن باليمن، وأنشد للأعشى أيضا.
يا حبّذا وادى النّجير وحبّذا قيس الفعال(4/1299)
وبالنّجير هذا تحصّن الاشعث بن قيس بن معدى كرب وأبضعة بن معدى كرب، لمّا ارتدّا من المهاجر بن أبى أميّة.
النّجيرة
بضمّ أوّله مصغّرة أيضا، بزيادة هاء التأنيث: أرض فى ديار بنى عيس أو ما يليها، قال عنترة:
فلتعلمنّ إذا التقت فرساننا ... بلوى النّجيرة أنّ ظنّك أحمق
النّجيل
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، على لفظ تصغير نجل: موضع أسفل ينبع، قال كثيّر:
جعلن أراخىّ النّجيل مكانه ... إلى كلّ قرّ مستظلّ مقنّع «1»
أراخيّه: بطون أوديته. وورد فى شعر جميل هذا الموضع مكبّرا: نجل، بفتح أوّله وثانيه، قال:
فى مغضن ساقط الأرواق حىّ به ... أذناب دوم وميث المعز والنّجل «2»
النون والحاء
النّحائت
بفتح أوّله، وكأنّه جمع نحيتة: وهى آبار فى موضع معروف بديار غطفان، قال زهير:(4/1300)
قفرا بمندفع النّحائت من ... ضفوى «1» ألات الضال والسدر
وهذه المواضع كلّها: بديار غطفان.
والنّحيت، على الإفراد: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم المسلهمّة.
النّحام
بكسر أوّله: موضع مذكور فى رسم لفت.
نحلة
على لفظ الواحد من نحل العسل: قرية بالشام معروفة من عمل حلب، على مقربة من بعلبك، وهى التى عنى أبو الطّيّب بقوله:
ما مقامى بأرض نحلة إلّا ... كمقام المسيح بين اليهود
وبهذا البيت سمّى المتنبّئ، وقيل بل بقوله:
أنا فى أمّة، تداركها اللّ ... هـ غريبا «2» كصالح فى ثمود
هكذا قرأته ونقلته من كتاب أبى الحسن الضّبّىّ، الذي كتبه عن أبى الطيّب، وقرأه عليه: بأرض نحلة. ومن قرأه بالخاء المعجمة فقد صحّف، لأن المتنبّى لم يدخل الحجاز، ولا له بها شعر يعرف.
النون والخاء
نخال
بضمّ أوّله: موضع مذكور فى رسم حرض «3»
نخب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه «4» ، بعده باء معجمة بواحدة: واد من وراء الطائف «5» . [وروى أبو داود، وقاسم بن ثابت، من طريق عروة بن الزّبير(4/1301)
عن أبيه، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ليّة، فلمّا صرنا عند السّدرة، وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فى طرف عند القرن الأسود، واستقبل نخبا ببصره، ووقف حتّى اتّفق الناس كلّهم، وقال: إنّ صيدوجّ وعضاهها حرم محرّم لله. وذلك قبل نزوله الطائف، وحصاره ثقيفا.
وورد فى شعر أبى ذؤيب: نخب، بكسر الخاء على فعل، قال:
لعمرك ما عيساء تنسأ شادنا ... يعنّ لها بالجزع من نخب نجل «1»
هكذا الرواية بلا اختلاف فيها. فإن كان أراد هذا الموضع الذي هو معرفة، كيف وصفه بنكرة، وقد رأيته مضبوطا «من نخب النّجل» على الإضافة «2» ومن رواية ابن إسحاق أنّ الحرب لمّا لجّت بين بنى نصر بن معاوية ابن بكر بن هوازن وبين الأحلاف من ثقيف، وهم ولد عوف بن قسىّ، لأن الأحلاف غلبوا بنى نصر على جلذان، فلمّا لجّت الحرب بينهم، اغتنمت ذلك إخوتهم بنو مالك بن ثقيف، وهم بنو جشم بن قسىّ، لضغائن كانت بينهم، فصاروا مع بنى نصر يدا واحدة. فأوّل قتال اقتتلوا فيه يوم الطائف، فساقتهم الأحلاف حتّى أخرجوهم منه، إلى واد من وراء الطائف، يقال له نخب، وألجئوهم إلى جبل يقال له التّوأم، فقتلت بنى مالك وحلفاءهم «3» عنده مقتلة عظيمة] «4» .(4/1302)
نخشب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده شين معجمة مفتوحة، وباء معجمة بواحدة: قرية بالعراق «1» منها أبو تراب النّخشبىّ الزاهد.
نخل
على لفظ جمع نخلة لا يجرى، قال يعقوب: هى قرية بواد يقال له شدخ «2» ، لفزارة وأشجع وأنمار وقريش والأنصار. وقال ابن حبيب: هى لبنى فزارة بن عوف، على ليلتين من المدينة. وقال السّكونى: هى ماء بين القصّة والثامليّة، وبها ينزل المصدّق الذي يصدّق خضر محارب. وقال كثيّر:
وكيف ينال الحاجبيّة آلف ... بيليل ممساه وقد جاوزت نخلا
وقال الجعدى، فجاء به على التصغير:
ويوم النّخيل إذ أتينا نساءكم ... حواسر يركضن الجمال المذاكيا «3»
؟ بنخل ضلّ سنان بن أبى حارثة المرّىّ، فلم يوجد بعدها، قال شاعرهم:
إنّ الركاب لتبتغى ذامرّة ... بجنوب نخل إذا الشهور أهلّت
نخلان
بفتح أوله. وإسكان ثانيه، على وزن فعلان: موضع فى شقّ اليمن ممّا يلى الحجاز، قال أبو دهبل الجمحىّ:
إن تقد من منقلى نخلان مرتحلا ... يبن من اليمن المعروف والجود «4»(4/1303)
نخلة
على لفظ واحدة النّخل: موضع على ليلة من مكّة، وهى التى ينسب إليها بطن نخلة، وهى التى ورد فيها الحديث ليلة الجنّ. وقال ابن ولّاد: هما نخلة الشامية، ونخلة اليمانية؛ قالشامية: واد ينصبّ من الغمير، واليمانية:
واد ينصبّ من بطن قرن المنازل، وهو طريق اليمن إلى مكّة، فإذا اجتمعا فكانا واديا واحدا «1» ، فهو المسدّ، ثم يضمّها بطن مرّ. وقال المتلمّس:
حنّت إلى نخلة القصوى فقلت لها ... بسل عليك ألا تلك الدّهاريس «2»
وأنشد الأصمعىّ عن أبى عمرو لصخر:
لو أنّ أصحابى ينزو معاويه ... أهل جنوب النّخلة الشآمية
ما تركونى للكلاب العاويه
وقال المسيّب بن علس:
فشدّ أمونا بأنساعها ... بنخلة إذ دونها كبكب
يعنى سامة بن لؤىّ وسيره إلى عمان. فكبكب: بين نخلة وعمان على طريق مكّة. وقال النّابغة:
ليست من السّود أعقابا إذا انصرفت ... ولا تبيع بأعلى نخلة البرما
ويروى: البرما، بفتح الباء، وهو ثمر الأراك. وقال ابن الأعرابىّ والأصمعي:
نخلة اليمانية: هى بستان ابن عامر عند العامّة. والصحيح أن نخلة اليمانية: هى بستان عبيد الله بن معمّر، قال امرؤ القيس:(4/1304)
غداة غدوا فسالك بطن نخلة ... وآخر منهم جازع نجد كبكب
وبنخلة قتل عامر «1» بن الحضرمىّ، ومن أجله كانت بدر. وأمّ عامر «2» بنت عمّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى أروى «3» بنت كريز بن ربيعة، أمّها أمّ حكيم بنت عبد المطّلب.
النّخيلة
بضمّ أوّله، تصغير نحلة: بالكوفة، وهى التى كان علىّ رضى الله عنه يخرج إليها إذا أراد أن يخطب الناس. وقال الخليل: نخيلة: موضع بالبادية.
النون والزاى
النازية
على لفظ فاعلة، من نزانيزو: موضع قد تقدم ذكره فى رسم أبلى
النون والسين
نسا
بفتح أوّله، مقصور: من مدن خراسان، معروفة. والصحيح فى النسبة إليها نسوىّ.
نساح
بكسر أوّله «4» ، وبالحاء المهملة فى آخره: جبل فى ديار بنى قشير، قد تقدّم ذكره فى رسم رهوة، قال دريد:
فإنّا بين غول أن تضلّوا ... فحائل سوقتين إلى نساح «5»(4/1305)
وقال الجعدىّ:
وسيوفنا بنساح عندكم ... منها بلاء صادق العلم
النّسار
بكسر أوّله، على لفظ الجمع، وهى أجبل صغار، شبّهت بأنسر واقعة؛ ذكر ذلك أبو حاتم. وقال فى موضع آخر: هى ثلاث قارات سود، تسمّى الأنسر، وهى محددة فى رسم ضريّة؛ وهناك أوقعت طيّىء وأسد وغطفان، وهم حلفاء، [ببنى عامر وبنى تميم] »
، ففرّت تميم وثبتت بنو عامر، فقتلوهم قتلا شديدا، فغضبت بنو تميم لبنى عامر، فتجمّعوا ولقوهم يوم الجفار، فلقيت أشدّ ممّا لقيت بنو عامر، فقال بشر بن أبى خازم:
غضبت تميم أن نقتل عامرا ... يوم النّسار فأعقبوا بالصّيلم «2»
وقال عبيد بن الأبرص:
ولقد تطاول بالنّسار لعامر ... يوم تشيب له الرّءوس عصبصب
ولقد أتانى عن تميم أنّهم ... ذئروا «3» لقتلى عامر وتغضّبوا
فقال ضمرة بن ضمرة النّهشلىّ: الخمر علىّ حرام حتّى يكون يوم يكافئه. فأغار عليهم يوم ذات الشّقوق، وهو بديار بنى أسد، فقاتلهم. وقال ضمرة فى ذلك:
الآن ساغ لى الشّراب ولم أكن ... آتى التّجار ولا أشدّ تكلّمى
حتّى صبحت على الشّقوق بغارة ... كالتّمر ينثر من جريم الجرّم(4/1306)
وقال العجّاج:
فحىّ بعد القدم الدّيارا ... بحيث ناصى المظلم النّسارا
ناصاه: أى واصله. والمظلم: موضع يتّصل بالنّسار.
وقال الأصمعىّ سألت أعرابيّا من غنىّ عن النّسار، فقال: هما نساران:
أبرقان عن يمين الحمى، وأنشد الحربىّ:
وإنّك لو أبصرت مصرع خالد ... بجنب النّسار بين أظلم فالحزم
لأيقنت أنّ الناب ليست رذيّة «1» ... ولا البكر لالتفّت يداك على غنم
فذكر هذا أظلم مكان مظلم فى رجز العجّاج.
والصحيح أن مظلما تلقاء النّسار، وأظلم قبل السّتار. والذي أنشده الحربىّ تصحيف، إنّما هو:
بجنب السّتار بين أظلم فالحزم لا بجنب النّسار، وقال ابن مقبل:
تزوّد ريّا أمّ سلم محلّها ... فروع النّسار فالبدىّ فثهمدا.
[أى تزوّد هذا الرّجل من اللهو والغزل. وأبدل فروع النسار وما بعده من محلّها «2» ] . وقال الأصمعىّ: أغير على أهل النّسار، والأعوج موثق بثمامة، فحال صاحبه فى متنه، ثم زجره، فاقتلع الثّمامة، ومرّت تحفّ كالخذروف وراءه، فعدا بياض يومه، وأمسى يتعشّى من جميم قباء «3» .(4/1307)
النّسر
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، على لفظ اسم الطائر: موضع بديار بنى سليم، وعنده لهم ماء يقال له الظّبى، قال مزرّد:
وقال امرؤ فوه من الجوع عاصب ... ألم تسمعا نبحا؟ رابية النّسر «1»
وقال ثعلبة ابن أمّ حزنة، فصغّره:
أخى وأخيك «2» ببطن النّسير ليس به من معدّ عريب ويروى: ببطن المسيب، وهو واد هناك.
النون والشين
نشم
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، على وزن فعل: موضع مذكور «3» فى رسم عاذ.
نشوط
بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، وواو، وطاء مهملة: موضع محدّد مذكور فى رسم النّقيع «4» .
نشيل
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء على وزن فعيل: موضع بالشام «5» ، مذكور فى رسم البضيع.
النون والصاد
النّصاحات
بكسر أوّله، وبالحاء المهملة أيضا، كأنّه جمع نصاحة: جبال من السّراة، قال الأعشى:(4/1308)
فترى القوم نشاوى غرّدا «1» ... مثل ما مدّت نصاحات الرّبح.
الرّبح: طائر يشبه الزاغ «2» . يريد كما مدّ صدى هذه الجبال صوت هذا الطائر.
النّصال
بكسر أوّله، على لفظ جمع نصل: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم دوّة.
ذات النّصب
بضمّ أوّله وثانيه «3» ، بعده باء معجمة بواحدة: موضع كانت فيه أنصاب فى الجاهليّة، بينه وبين المدينة أربعة برد.
روى مالك من طريق سالم بن عبد الله: أن أباه ركب إلى ذات النّصب، فقصر الصلاة فى مسيره ذلك.
النّصحاء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده حاء مهملة ممدود: موضع.
نصراباذ
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه بعده راء مهملة، وألف، وباء معجمة بواحدة، وألف، وذال معجمة: قرية من قرى العراق، إليها ينسب علىّ النصراباذى الفقيه.
نصع
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده عين مهملة: جبل أسود بين الصفراء «4» وينبع، قال كثيّر:
سلكت سبيل الرائحات عشيّة ... مخارم نصع أو سلكن سبيلى(4/1309)
وقال يعقوب: نصع: جبل أحمر بأسفل الحجاز، مطلّ على الغور، عن يسار ينبع لجهينة، قال مزرّد:
أتانى وأهلى فى جهينة دارهم ... بنصع فرضوى من وراء المرابد
قال: ورضوى: جبل جهينة، بين ينبع والحوراء، والحوراء [فرضة] من فرض البحر، ترفأ إليها السّفن من مصر. وينبع: وادى علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه. ورضوى: قفاها حجاز، وبطنها غور، يضرّ به ساحل البحر.
والمرابد: عيون فيها نخل لقريش وبنى ليث، بأسفل جراجر، وهو واد لجهينة.
نقلت جميع ذلك من خطّ يعقوب.
وقد قيل: نصع، بفتح النون، قال نصيب.
عفا واسط من أهله فالضّوارب ... فمدفع رامات فنصع فغارب
هكذا نقلته من كتاب النسب للأصبهانىّ: نسخته التى بعث بها إلى [الخليفة] الحكم رحمه الله «1» .
نصورية
بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، بعده واو مهملة مكسورة، وياء مفتوحة مخففة، بعد هاء التأنيث: قرية بالشام، إليها تنسب النصرانية. وقيل: بل اسمها ناصرت، بفتح الصاد، وإسكان الراء، بعدها تاء معجمة باثنتين من فوقها.
وقيل: ناصرة.
نصيبين
بفتح أوّله، وكسر ثانيه: كورة من كور ديار ربيعة، وهى كلّها بين الحيرة والشام «2» .(4/1310)
النون والضاد
نضاد
بفتح أوله، وبالذال المهملة فى آخره: جبل يأتى ذكره وتحديده فى رسم ضريّة «1» . وقال ابن حبيب: هو جبل بالعالية «2» ، [وأنشد] «3»
كأنّى إذا أتيتهم لفرقى ... أتيتهم بأثقل من نضاد «4»
وقال كثيّر:
كأنّ المطايا تتّقى من ربابه ... مناكب ركن من نضاد ململم «5»
تعالى وقد نكّبن أعلام عابد ... بأركانها اليسرى هضاب المقطّم
عابد: جبل دون مصر، والمقطّم: معلوم، جبل ضخم يدفنون فيه موتاهم، وله خاصّيّة فى حفظ أجساد الموتى ليست لسواه. وقال الراجز:
نحن جلبنا الخيل من مرادها ... من جانب السّقيا إلى نضادها
فصبّحت كلبا على أجدادها «6»
ومنهم من يكسر النون فيقول نضاد.
النّضيح
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، أخت الواو، والحاء المهملة: ماء(4/1311)
بذى المجاز، قال حسّان يحرّض دوسا على الطلب بثأر أبى أزيهر الدّوسىّ، الذي قتله بنو الوليد بن المغيرة فى جوار أبى سفيان بذى المجاز:
يا دوس إنّ أبا أزيهر أصبحت ... أصداؤه رهن النّضيح فأقدح
حربا يشيب لها الوليد وإنّما ... يأتى الدنيّة كلّ عبد أروح «1»
نضيض
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، بعده الياء أخت الواو، وضاد أخرى معجمة، على لفظ التصغير: موضع مذكور فى رسم أبضة.
النون والطاء
نطاة
بفتح أوّله، وبهاء التأنيث فى آخره: واد بخيبر، مذكور فى رسمها، قال الشّمّاخ:
ألا تلك ابنة البكرىّ قالت ... أراك اليوم جسمك كالرّجيع «2»
كأنّ نطاة خيبر زوّدته ... بكور الورد ريّثة القلوع «3»
قال أبو عبيد: نا يزيد بن هارون، أنا يحيى بن سعيد، أنّ بشير بن يسار «4» أخبره، قال: لمّا أفاء الله خيبر قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ستّة وثلاثين؟ هما، عزل نصفها لنوائبه، وما ينزل به، وقسم النّصف الباقى بين(4/1312)
المسلمين، وسهم النّبيّ فيها قسم النّطاة «1» والشّقّ وما حيز معهما، وكان فيما وقف الكتيبة والوطيح وسلالم «2» .
نطاع
بكسر أوّله، وبالعين المهملة فى آخره: أرض قريبة من البحرين؛ منازل لبنى رزاح من بنى تغلب، مذكورة فى رسم القاعة. وفيها أغارت بنو تميم عليهم، فقتلت بنى رزاح، وغنمت أموالهم، قال الحارث بن حلّزة ينعى ذلك على بنى تغلب «3» :
لم يخلّوا بنى رزاح ببرقا ... ء نطاع لهم عليها رغاء
يقول: لم يدعوا لهم راغية.
وادّعى الفرزدق أنّ صعصعة بن ناجية كان رئيس الناس فيها، قال:
ورئيس يوم نطاع صعصعة الذي ... حينا يضرّ وكان حينا ينفع
ورأيته فى كتاب قرئ على أبى بكر بن دريد: نطاع، بفتح أوّله، وكذلك روى الأخفش بيت ربيعة بن مقروم:(4/1313)
وأقرب مورد من حيث راحا ... أثال أو غمازة أو نطاع «1»
النّطوف
بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، وبعده واو وفاء: اسم مذكور فى رسم الأخراص «2» . والنّويطف: ماء آخر، يأتى ذكره فى موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله.
النون والظاء
النّظم
بفتح أوله، سكان ثانيه، على وزن فعل: موضع قبل ضارج، وقد تقدّم ذكره فى رسم جابة.
النّظيم
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعده الياء أخت الواو، على وزن فعيل:
ماء بنجد لبنى عامر «3» ، قال جرير:
وقفت على الديار وما ذكرنا ... كدار بين تلعة والنّظيم
وقال رؤبة:
من منزلات أصبحت رميما ... بحيث ناصى المدفع النّظيما
وورد فى شعر عدىّ بن زيد النّظيمة، بالهاء، قال:
وعون يباكرن النّظيمة مربعا ... جزأن فلا يشربن إلّا النّقائعا «4»
تضيّفنه حتّى جهدن يبيسه ... وآض الفرات قائظا ليس جامعا «5»(4/1314)
الجامع: الكثير. وذكره الفرات مع النظيمة دليل أنّها غير النظيم بلا هاء.
هكذا ثبتت الروايات فيه، والنقل له فى شعر عدىّ بن «1» زيد. وكذلك روى فى إصلاح المنطق عن يعقوب إلّا أبا علىّ، فإنّه رواه:
وعون يباكرن البطيمة موبقا أى موعدا. البطيمة، بالباء والطاء المهملة: صحيح من كتابه «2» وبالنظيم تواعدت بنو عامر، فاجتمعت هناك، وأصلح بين قبائلها العامران:
عامر بن مالك، وعامر بن الطّفيل، وتحمّلوا فى أموالهما كلّ حقّ وأرش وخدش «3» بين أحيائهما.
النون والعين
نعالة
بضم أوله: موضع قد تقدم ذكر: فى رسم أخرب «4»
نعام
بفتح أوّله، قال ابن الأنبارىّ: نعام وبرك: موضعان من أطراف اليمن. وانظره فى رسم برك «5» .
نعف اللّوى
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده فاء: موضع مذكور فى(4/1315)
رسم السّلسلين. والنّعف: ما انحدر عن السفح وغلظ، وكان فيه صعود وهبوط
نعمان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: وادى عرفة [دونها] «1» إلى منى، وهو كثير الأراك، وقد تقدم ذكره فى رسم بيسان، قال ابن مقبل:
؟ جيدا كجيد الآدم الفرد راعه ... بنعمان جرس من أنيس فأتلعا
وقال الفرزدق:
دعون بقضبان الأراك التى جنى ... لها الركب من نعمان أيّام عرّفوا
أى أتوا عرفات، وقال ابن أبى ربيعة:
تخيّرت من نعمان عود أراكة ... لهند ولكن من يبلّغه هندا
وقال النّميرىّ:
تضوع مسكا بطن نعمان أن مشّت ... به زينب فى نسوة خفرات
وقال جرير:
لنا فارط حوض الرسول وحوضنا ... بنعمان والأشهاد ليسوا بغيّب
أراد حياض عبد الله بن عامر بن كريز بعرفات، وهو أوّل من بنى بها حياضا، وسقى الناس؛ وكانوا قبل ذلك يحملون الماء من منى يتروّونه إلى عرفات، وبذلك سمّوه يوم التّروية.
ونعمان على مثل لفظه: موضع بالشام أيضا، وإياه أراد «2» الأخطل بقوله:
ورمّت الريح بالبهمى جحافله ... واجتمع الفيض من نعمان والحضر «3»(4/1316)
وقال الخليل: نعمان: موضع [بالحجاز وبالعراق أيضا] «1» .
نعوان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، على وزن فعلان: موضع فى ديار غطفان «2» ، قال ابن مقبل:
شطّت نوى من يحلّ السّهل فالشّرفا ... ممن يقيل «3» على نعوان أو عطفا
النّعوة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده واو موضع ذكره أبو بكر.
نعيج
بضم أوّله، وبالجيم فى آخره، على لفظ التصعير: موضع بين ديار عبس وديار بنى عامر، قال عنترة:
عرضت لعامر بلوى نعيج ... مصادمة فخام عن الصّدام «4»
النون والفاء
نفء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده همزة، على وزن فعل: موضع قد تقدم ذكره فى رسم البكرات، وسيأتى فى رسم ضريّة «5» ، قال طفيل:
تواعدنا أضاخهم ونفئا ... ومنعجهم بأحياء غضاب
نفرى
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة، مقصور على وزن فعلى: موضع فى بلاد غطفان، قال السّكونىّ «6» : هى حرّة، قال مالك بن خالد الخنّاعىّ:(4/1317)
ولمّا رأوا نفرى تسيل إكامها ... بأرعن جرّار وحامية غلب
ورواه السّكّرىّ «1» نقرى، بالقاف، قال أبو الفتح: أراد نقرى، فخّفف ضرورة، قال: وهذا أخفّ من قوله:
وما كلّ مغبون وإن سلف صفقه من وجهين: أحدهما أن؟ قرى ذات زيادة، فالإسكان فيها أمثل. والثانى أن نقرى [تتوالى] «2» فيها ثلاث حركات فى الوصل والوقف، وفعل إنّما تتوالى حركاته فى الوصل خاصّة. قال أبو صخر فجمعها على نقريات:
فلّما تغشّى نقريات سحيله ... ودافعه من شامه بالرّواجب
يريد: بالأصابع، يصف سحابا.
والنّفروات بالفاء: قد تقدم ذكرها فى رسم ركبة، والشاهد عليها من شعر أبى حيّة. وكذلك ذكرها أبو عبيدة، فدلّ ذلك «3»
أنه يجوز مدّ نفرى فيقال: نفراء، وأنهما لغتان، فيهما المدّ والقصر.
نفّر
بكسر أوّله، وتشديد ثانيه، بعده راء مهملة، قرية من سواد الكوفة وهى ما بين الموصل والأبلّة.
النّفيانة
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده الياء أخت الواو، ثم الألف والنون: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم تيماء.
نفيع
بضم أوّله، على لفظ التصغير، كأنّه تصغير نفع: بئر مذكورة فى رسم الجريب «4» .(4/1318)
النّفيق
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، على لفظ التصغير: موضع ذكره أبو بكر.
النون والقاف
نقا الحسن
قد تقدّم ذكره فى حرف التاء، فى رسم تعشار، وفى حرف الحاء، وفيه قتل بسطام بن قيس، قتله عاصم بن خليفة [بن معقل بن صباح] «1»
الضّبّىّ، قال الفرزدق يفخر على جرير بخئولته بنى ضبّة «2»
:
وخالى بالنّقا قتل ابن ليلى ... وأجزره الثعالب والذّئابا «3»
وقال ابن عنمة «4»
الضبّىّ يرثى بسطاما وكان مجاورا فى بنى بكر، فأراد أن يتخلّص منهم بتأبين بسطام:
لأمّ الأرض ويل ما ألمّت ... بحيث أضرّ بالحسن السبيل
وهى أبيات.
النّقائر
بفتح أوّله، على لفظ الجمع: ورد فى شعر جبهاء، الأشجعىّ، فلا أعلم هل أراد هذه المواضع فجمعه وما حوله أم غيرها، قال:
فسلّم حتّى أسمع الحىّ صوته ... بصوت رفيع وهو دون النّقائر
النّقاب
بكسر أوّله، على لفظ جمع نقب: موضع بين المدينة ووادى القرى.
وهو الذي عنى أبو الطيب بقوله:
وأمست تخيّرنا بالنّقا ... ب وادى المياه ووادى القرى(4/1319)
وقلنا لها أين أرض العرا ... ق ففالت ونحن بتربان: ها
وهبّت بحسمى هبّوب الدّبو ... ر مستقبلات مهبّ الصّبا
روامى الكفاف وكبد الوهاد ... وجار البويرة وادى الغضى
وجابت بسيطة جوب الردا ... ء بين النّعام وبين المها
إلى عقدة الجوف حتّى شفت ... بماء الجراوىّ بعض الصّدا
ولاح لها صور والصّباح ... ولاح الشّغور لها والضّحا
ومسى الجميعىّ دئداؤها ... وغادى الأضارع ثمّ الدّنا
فيالك ليلا على أعكش ... أحمّ البلاد خفىّ الصوّى
وردنا الرّهيمة فى جوزه ... وباقيه أكثر ممّا مضى
قنسق أبو الطيّب فى هذه الأبيات المحالّ والمياه من وادى القرى إلى الكوفة مستقبلا مهبّ الصبا كما قال، وهى كلّها محددة فى رسومها. وقوله «ولاح لها صور» : قال أبو الفتح: «قلت له: إنّ ناسا زعموا أبه صورى، على وزن فعلى، اسم ماء؛ فرأيته قد تشكّك» .
نقب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة: موضع بالبحرين، قد تقدّم ذكره فى رسم النّباك، قال البعيث:
أمقّ رقيق الإسكتين كأنّه ... وجار ضباع بين سوقة والنّقب
سوقة: موضع هناك. وأراه أراد سويقة، وهو موضع باليمامة مذكور فى رسمه، واليمامة: قريب من البحرين. وقال الراعى:
يسوّمها ترعيّة ذو عباءة ... لما بين نقب والحبيس وأقرعا(4/1320)
الحبيس وأقرع: موضعان هناك، قد تقدّم ذكرهما وتحديدهما فى بابيّهما. [ويروى:
وأفرع، بالفاء] «1» .
نقذة
بضم «2»
أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ذال معجمة «3»
وهاء التأنيث:
أرض قبل اليمامة، مذكور فى ر؟ م المغاسل «4» .
النّقر
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع تلقاء ضريّة، قال طفيّل:
فألفيتنا بالنّقر يوم لقيتنا ... أخا وابن عمّ يوم ذلك وابنما
نقرى
بفتح أوّله وثانيه، مقصور، على وزن فعلى: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم نفرى، بالفاء.
النّقرة
بضم أوله، وإسكان ثانيه: موضع معدن فى بلاد بنى عبس قبل قرقرى، وهو ماء لبنى عبس. وقال محمد بن حبيب فى شرحه لشعر لبيد: ساق وجبل لبنى أسد، بين النّباج والنّقرة «5»
. قال: وما سمعت أعرابيّا قطّ يقول النّقرة. ولم يبلغ ابن حبيب أنّهما موضعان مختلفان، وعبس وأسد متجاوران فى الحجاز.
النّقرة
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعده راء مهملة: موضع بين مكة والبصرة، وهو مذكور محلّى «6»
فى رسم جنفاء، وفى رسم الصّلعاء.(4/1321)
النّقع
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده عين مهملة: موضع بالحجاز «1»
، وهو من أبيدة، وأبيدة: من ديار خثعم، وقد تقدّم ذكره فى رسم أبيدة، قال العرجىّ:
لقد حبّبت نعم إلينا بوجهها ... منازل ما بين الوتائر والنّقع «2»
وقال هدبة، فجعل النّقع نقعين:
وقد كان أعجاز البديعين منهم ... ومفترق النّقعين مبدى ومعمرا
البديعان: موضع هناك أيضا، وقد ذكره كثيّر فقال:
عشيّة جاوزنا نجاد البدائع
نقعاء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده عين مهملة ممدود: اسم بئر يأتى ذكرها فى رسم الستار. وقال ابن السّكّيت: النّقعاء: هى خلف المدينة «3»
وأنشد لمزرّد:
أكلّفتمانى ردّها بعد ما أتت ... على مخرم النّقعاء من جوف هيثم
وهيثم: موضع هناك.
نقم
بضم أوله وثانية: موضع باليمن، وهو جبل صنعاء الشرقىّ «4»
، قد تقدّم ذكره فى رسم أشىّ.
ونقم أيضا على لفظه: اسم طريق من المدينة إلى الفرع. قال الزّبير: خرج(4/1322)
محمّد بن عبّاد بن عبد الله بن الزّبير، يريد الصدقة بتمره «1»
، فعرضت له إلى ماله بالفرع ثلاث طرق، فقيل له: أيّها تريد أن تسلك، فأشار إلى طريق منها.
فقال: ما اسم هذه؟ فقالوا: الحشرج، فكرهها، وقال: ما اسم هذه الأخرى؟
فقالوا: المدخلة. فكرهها، وقال: ما اسم هذه الثالثة؟ فقالوا: نقم، فكرهها وقال: مرّوا بأسفل إستارة، فلم يكن يمرّ إلّا من هناك، وذلك أبعد بكثير.
النّقيب
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة. موضع تقدم ذكره وتحديده فى رسم تيماء، وفى رسم حورة «2» .
النّقير
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء وراء مهملة: موضع بين الأحساء والبصرة. وقال ابن دريد: النّقير: لبنى القين وكلب، وأنشد لعروة بن الورد:
ذكرت منازلا من أمّ وهب ... محلّ الحىّ أسفل ذى نقير.
وقال العجّاج:
دافع عنّى بنقير موتتى ... بعد اللّتيّا واللّتيّا واللّتى
وقد روى هذا: بنقير، بضم أوله، على لفظ التصغير.
النّقيع
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء، وعين مهملة: موضع تلقاء المدينة، بينها وبين مكة، على ثلاث مراحل من مكة، بقرب قدس، قد تقدّم ذكره فى رسم ثهمد، وفى رسم لأى.(4/1323)
وروى البخارىّ فى الصحيح: أنّ عمر حمى غرز النّقيع «1»
ونقيع الخضمات: موضع آخر قد تقدّم ذكره فى رسم النّبيت «2»
ذكر النقيع المحمىّ
هو أفضل الأحماء التى حماها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى عنه أنّه قال: لا حمى إلّا لله ولرسوله. رواه أبو الزّناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة.
ورواه الزمرىّ عن ابن عبّاس، عن الصّعب بن جثّامة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم. وروى عاصم بن محمد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم حمى النقيع لخيل المسلمين. ورواه العمرىّ عن نافع، عن ابن عمر. والنقيع: صدر وادى العقيق، وهو متبدّى للناس ومتصيّد «3» .
وروى أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى الصبح فى المسجد، بأعلى عسيب، وهو جبل بأعلى قاع النقيع، ثم أمر رجلا صيّتا فصاح بأعلى صوته، فكان مدى صوته بريدا، وهو أربعة فراسخ، فجعل ذلك حمى، طوله بريد، وعرضه الميل «4»
، وفى بعضه أقلّ، فى قاع مدر «5»
طيّب، ينبت أحرار البقل والطرائف(4/1324)
ويستأجم «1»
حتّى يغيب فيه الراكب، وفيه مع ذلك من العضاه والعرفط والسّدر والسّيال والسّلم والطّلح والسّمر والعوسج «2»
والعرفج شجراء «3»
كثيرة.
وتحف هذ القاع الحرّة، حرّة بنى سليم فى شرقيّه، وقيها قيعان دوافع فى بطن النقيع، وفى غربيّه الصخرة، وأعلام مشهورة، منها برام والوتد [وصاف. وقد ذكر أن أوّل أعلامه عسيب، فبرام جبل كأنه فسطاط. والوتد فى أسفل النقيع كأبه قرن منتصب. ومقمّل «4»
: جبل أحمر «5»
أفطح، بين برام] «6»
والوتد، شارع فى غربىّ النقيع. وروى أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف على مقمّل، وصلّى عليه، فمسجده هناك. وبقاع النقيع غدر تصيف، فأعّلاها براجم، وأذكرها يلبن، وغدير سلامة أسفل من يلبن، وبشرقىّ النقيع فى الحرّة قلتان، يبقى ماؤهما ويصيف، وهما أثيّت وأثيث، هكذا نقل السّكونىّ؛ وقال كثيّر فى يلبن:
أأطلال دار من سعاد بيلبن ... وقفت بها وحشا كأن لم تدمّن
إلى تلعات الجزع غيّر رسمها ... همائم هطّال من الدّلو مدجن «7»
وقال آخر فى براجم، وهو تبّع:
ولقد شربت على براجم شربة ... كادت بباقية الحياة تذيع «8»(4/1325)
وقال أبو قطيفة يذكر النّقيع ويلبن وبرام، حين أجليت بنو أميّة من المدينة:
ليت شعرى وأين منّى ليت ... أعلى العهد يلبن وبرام
أو كعهدى النّقيع أو غيّرته ... بعدى المعصرات والأيّام
اقر منّى السلام إن جئت قومى ... وقليل لهم لدىّ السّلام
وقال عروة وذكر صافا:
لسعدى بصاف منزل متأبّد ... عفا ليس مأهولا كما كنت أعهد
عفته السوارى والغوادى وأدرجت ... به الريح أبواغا «1» تصبّ وتصعد
فلم يبق إلّا النّؤى كالنّون ناحلا ... نحول الهلال والصفيح المشيّد
وقال صخر بن الشّريد وذكر عسيبا:
أجارتنا إنّ المنون قريب ... من الناس كلّ المخطئين تصيب
أجارتنا لست الغداة بظاعن ... ولكن مقيم ما أقام عسيب
وليس بإزاء النّقيع ممّا يلى الصخرة إلّا ماءة واحدة «2» ، وهى حفيرة لجعفر ابن طلحة بن عمرو «3» بن عبيد الله «4» بن معمر، يقال لها حفيرة السّدرة.
وسيل النقيع يفضى إلى قرار أملس «5» ، وهى أرض بيضاء جهاد، لا تنبت شيئا، لها حسّ تحت الحافر. هذا لفظ السّكونى، والعرب تسمّى هذه الأرض النّفخاء، والجمع النّفاخى. ويليها أسفل منها حصير، قاع يفيض عليه سيل(4/1326)
النقيع، فيه آبار ومزارع ومرعى للمال، من عضاه ورمت وأشجار، وفيه يقول مصعب «1» وكان يسكنه هو وولده بعده، ولامته امرأته فى بعض أمره، وتركه المدينة، أنشدها لمصعب «2» :
ألا قالت أثيلة إذ رأتنى ... وحلو العيش يذكر فى السّنين
سكنت مجابلا وتركت سلعا ... شقاء فى المعيشة بعد لين
فقلت لها: ذببت الدّين عنّى ... ببعض العيش ويحك فاعذرينى
وقرفى الأرض إنّ به معاشا ... يكفّ الوجه عن باب الضّنين «3»
ستكفينى المذاق على حصير ... فتغنينى وأحبس فى الدّرين «4»
أسرّك أنّنى أتلفت مالى ... ولم أرع على حسبى ودينى
ويدفع أيضا «5» على حصير الأتمة «6» ، أتمة ابن الزّبير، وهى بساط طويلة واسعة، تنبت عصما «7» للمال. وهناك بئر تنسب إلى ابن الزبير. وكان الأشعث المدنى «8» ينزل الأتمة ويلزمها، فاستمشى ماشية كثيرة، وأفاد مالا جزلا، حتّى(4/1327)
اتّخذ أصولا واستغنى ثم يفضى «1» من حصير إلى غدير يقال له المزج «2» لا يفارقه الماء، وهو فى شقّ بين جبلين، يمرّ به وادى العقيق، فيحفره، لضيق مسلكه، وهذا الجبل المنفلق «3» ، الذي يمرّ به السيل، يقال له سقف، ثم يفضى السيل منه «4» إلى غدير يقال له رواوة «5» ، وقد ذكره «6» ابن هرمة فقال:
عفا النّعف من أسماء نعف رواوة ... فريم فهضب المنتضى فالسلائل
ولا يرى قعر هذا الغدير أبدا، ولا يفارقه الماء. ثم يفضى إلى غدير الطّفيّتين، وهو من أعذب ماء يشرب، إلّا أنّه يبيل «7» الدم، ثم يفضى إلى الأثبة؛ وفيه «8» غدير يقال له الأثبة، سمّيت به الأرض، وفيها مال لعباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، كثير النّخل، وهو وقف. ثم أسفل من ذلك رابغ، وهو فلق من جبل سقف متضايق، يجتمع فيه السيل، سيل العقيق، ثم يلتقى وادى العقيق ووادى ريم، وهو الذي ذكره ابن أذينة، فقال:
لسعدى موحش طلل قديم ... بريم ربّما أبكاك ريم
وهما إذا التقيا دفعا فى الخليقة، خليقة عبد الله بن أبى أحمد بن جحش، وفيها مزارع ونخل وقصور لقوم من آل الزبير، وآل عمر، وآل أبى أحمد.(4/1328)
ثم يفضى ذلك إلى المنبجس، وهو غدير. ثم تنبطح «1» السيول، سيل النقيع وصراح وآنقة، عند جبل يقال له «2» فاضح «3» ، والمنتطح «4» . وهو واسط «5» أيضا، الذي «6» عناه كثيّر بقوله:
أقاموا فأمّا آل عزّة غدوة ... فبانوا وأمّا واسط فيقيم
وقال ابن أذينة:
يا دار من سعدى على آنقه ... أمست وما عير بها طارقه «7»
ثم يفضى ذلك إلى الجثجاثة، وهى صدقة عبد الله بن حمزة، وبها قصور ومتبدى «8» ، وله دوافع أيضا من الحرّة مشهورة مذكورة، منها شوطى، ومنها روضة ألجام، قال ابن أذينة فيهما:
جاد الربيع بشوطى رسم منزلة ... أحبّ من حيّها شوطى فألجاما
فبطن خاخ فأجزاع العقيق لما ... نهوى «9» ومن جوّذى عبرين أهضاما
دارا «10» توهّمتها من بعد ما بليت ... فاستودعتك رسوم الدار أسقاما
وقال ابن أذينة أيضا:(4/1329)
عرفت بشوطى أو بذى الغصن منزلا «1» ... فأذريت دمعا يسبق الطرف مسبلا
وكنت إذا سعدى بليت بذكرها ... بدا ظاهرا منك الهوى وتغلغلا «2»
وقال كثيّر:
يا لقومى «3» لحبلك المصروم ... يوم شوطى وأنت غير مليم
ثم يفضى ذلك إلى حمراء الأسد، التى ورد فيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا كان الغد من يوم أحد، تبعهم إلى حمراء الأسد. وبالحمراء قصور لغير واحد من القرشيّين، وفى شقّ حمراء الأسد منشد، وفى شقّها الأيسر أيضا شرقيّا خاخ، الذي روى على بن أبى طالب فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه هو والزّبير والمقداد، وقال انطلقوا حتى تأتوا روصة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها، وأتونى به ... الحديث. وقال الأحوص ابن محمد:
ألا لا تلمه اليوم أن يتبلّدا ... فقد غلب المحزون أن يتجلّدا
نظرت رجاء بالموفّر أن أرى ... أكاريس «4» يحتلّون خاخا فمنشدا
وقال أيضا: «5»
ولها منزل بروضة خاخ «6» ... ومصيف بالقصر قصر قباء
وخاخ: للعلويّين وغيرهم من الناس.(4/1330)
ثم يفضى إلى ثنيّة الشّريد، وبها مزارع وآبار، وهى ذات عضاه وآجام، تنبت ضروبا من الكلأ، وهى للزبير بن بكّار. وفى شرقيّها عين الوارد، وفى غربيّها جبل يقال له الغراء، يقول فيه عبد الله بن الزّبير بن بكار «1» :
ولقد قلت للغراء عشيّا ... كيف أمسيت يا نعمت صباحا
ثم يفضى ذلك إلى الشجرة التى بها محرم النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وبها يعرّس من حجّ وسلك ذلك الطريق، بينها وبين جبل الغراء نحو ثلاثة أميال، والبيداء: مشرفة على الشجرة غربا، على طريق مكة. ثم على أثر ذلك مزارع أبى هريرة رضى الله عنه، ثم القصور يمنة ويسرة، ومنازل الأشراف من قريش وغيرهم. فمنها عن يمين الطريق للمقبل من مكة بسفح عير قصور كثيرة. ثم تجاه «2» ذلك فى إقبال تضارع من الجمّاء قصور، وتجاهها فى ضيق حرّة الوبرة، وهى ما بين الميل الرابع من المدينة إلى ضفيرة، أرض المغيرة ابن الأخنس، التى فى وادى العقيق. وكان هذا الموضع قد أقطعه مروان بن الحكم عبد الله بن عبّاس بن علقمة، من بنى عامر بن لؤىّ، فاشتراه منه عروة، فذلك مال عروة بن الزبير، وهناك قصره المعروف بقصر العقيق، وبئره المنسوبة إليه، وهى سقايته التى يقول فيها الشاعر:
كفّنونى إن متّ فى درع أروى ... واستقوا لى من بئر عروة ماء
وفيها يقول عروة:
وبكرات ليس فيهنّ فلل ... بكلّ محدول ممرّ قد فتل
يغرفن من جمّات بحر ذى مقل ... حفيرة الشيخ الذي كان اعتمل «3»(4/1331)
يرجو ثواب الله فيما قد فعل ... إنّ الكريم للمعالى معتمل
ولا ينال المجد رخو مشتمل ... يرضى بأدنى سعيه ويعتزل
إنى على بنيان مجد لن يضل «1» ... بنيان آبائى وأبنى ما فضل
وفى قصره «2» يقول لمّا بناه:
بنيناه فأحسنّا بناه ... بحمد الله فى خير العقيق
تراهم ينظرون إليه شزرا ... يلوح لهم على ظهر الطريق
يراه كلّ مختلف وسار ... ومعتمد إلى البيت العتيق
فساء الكاشحين وكان غيظا ... لأعدائى وسرّ به صديقى
وأسفل من هذا القصر العرصة، وهى بأعلى الجرف، وهى أربع عرصات:
عرصه البقل، وعرصة الماء، وعرصة جعفر بن سليمان قبل الجمّاء، وعرصة «3» الحمراء، وبها قصر سعيد بن العاصى، الذي عنى الشاعر بقوله:
القصر ذو النّخل فالجمّاء بينهما «4» ... أشهى إلى القلب من أبواب جيرون
إلى البلاط فما حازت قرائنه ... دور نزحن عن الفحشاء والهون
وقال آخر:(4/1332)
وكائن بالبلاط إلى المصلّى ... إلى أحد إلى ما حاز ريم «1»
إلى الجمّاء من وجه عتيق ... أسيل الخدّ ليس به كلوم
يلومك فى تذكّره رجال ... ولو بهم كما بك لم يلوموا
ولهذا الشعر خبر.
ثم يفضى ذلك إلى الجرف، وفيه سقاية سليمان بن عبد الملك. وبالجرف كان عسكر أسامة بن زيد، حين توفّى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويلى ذلك الرّغابة «2» ، وبها مزارع وقصور، وتجتمع سيول العقيق وبطحان وقناة بالرّغابة «3» .
ثم يفضى ذلك إلى إضم. وبإضم أموال رغاب، من أموال السلطان وغيره من أهل المدينة، منها عين مروان واليسر «4» والفوّار والشّبكة، وتعرف بالشّبيكة.
ثم يفضى ذلك إلى سافلة المدينة: الغابة وعين الصّورين «5» . وبالعابة أموال كثيرة: عين أبى زياد، والنّخل التى هى حقوق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وثرمد مال كان للزبير، باعه عبد الله ابنه فى دين أبيه، ثم صار للوليد بن يزيد.
وبها الحفياء «6» وغيرها «7» .
النّقيعة
على لفظ الذي قبله بزيادة هاء التأنيث: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم جشّ أعيار «8» .(4/1333)
النون والميم
نمار
بضمّ أوله، وبالراء المهملة فى آخره: واد فى ديار هذيل «1» ، قد تقدّم ذكره فى رسم حتن، ورسم خيبر. ونمار: وادى حتن، قال الأعشى:
قالوا نمار فبطن الخال جادهما ... فالعسجديّة فالأبواء فالرّجل
ويروى: قالوا ثماد. وقال النّميرىّ:
وأصبح ما بين النّمار وصائف ... إلى الجزع جزع الماء ذى العشرات
له أرج بالعنبر الورد ساطع ... تطلّع ريّاه من الكفرات
قال الفرّاء: الكفر: العظيم من الجبال.
والمضيّح: من نمار. قال جرير:
ولكن من سمارة شرّحىّ ... إذا نزلوا المضيّح من نمار «2»
النّمارة
بكسر أوّله «3» ، وبالراء المهملة على وزن فعالة: بلد، قال النّابغة:
وما رأيتك إلّا نظرة عرضت ... يوم النّمارة والمأمور مأمور
يقول: المقدور من الأمر واقع.
نمرة
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده راء مهملة: موضع بعرفة معلوم، قد تقدّم ذكره فى رسم الأراك.(4/1334)
نملى
بفتح أوّله وثانيه، مقصور على وزن فعلى: قد تقدّم ذكره «1» وتحديده فى رسم النّقيع، قال العامرىّ:
جلبنا الخيل من نملى إليهم ... تودّن بالغدوّ وبالرّواح «2»
وقال معاوية معوّذ الحكماء الجعفرىّ:
فإنّ لها منازل خاويات ... على نملى وقفت بها الركابا
من الأجزاع أسفل من نميل ... كما رجّعت بالقلم الكتابا
نميل، تصغير نملى، على حذف الزيادة «3» .
وقملى بالقاف: موضع آخر مذكور فى موضعه.
النّميرة
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وبالراء المهملة، على لفظ التصغير: ماءة فى ديار بنى تميم «4» ، قد تقدّم ذكره فى رسم الخرج وفى رسم درنى «5» ؛ قالت وجيهة الضّبّيّة:
فإنى إذا هبّت شمالا سألتها ... هل ازداد صدّاح النّميرة من قرب «6»
وقال الراعى:
لها بحقيل فالنّميرة منزل ... ترى الوحش عوذات به ومتاليا «7»
فدلّك أن حقيلا من ديار بنى تميم.(4/1335)
نميس
بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وبسين مهمله فى آخره، على لفظ التصغير:
جبل فى بلاد هذيل، قال أبو صخر:
له ذمرات فى نميس تحفّه ... وقدّامه تخشى ثنايا المناقب «1»
فدلّك أنّه تلقاء المناقب، وذمرات: أصوات.
النّميط
بضمّ أوله، وفتح ثانيه، وبالطاء المهملة، على لفظ التصغير: موضع «2» .
قال ذو الرّمّة:
ألا هل ترى الأظعان جاوزن مشرفا ... من الرمل أو حاذت بهنّ سلاسلّه
فقلت أراها بالنّميط كأنّها ... نخيل القرى جبّاره وأطاوله «3»
النون والهاء
النّهاق
بكسر أوله، على وزن فعال: ماء مذكور فى رسم فيفا.
نهبل
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة، مفتوحة:
موضع مذكور فى رسم الضّئيد.
عين النّهد
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة، مذكورة فى رسم الفرع، فانظرها هناك.
النّهروان
بالعراق معلوم؛ بفتح أوله وإسكان ثانيه، وفتح الراء المهملة، وبكسرها أيضا: نهروان، وبضمها أيضا: نهروان. ويقال أيضا بضمّ النون(4/1336)
والراء معا: نهروان، أربع لغات، والهاء فى جميعها ساكنة، قال الطّرمّاح:
قلّ فى شطّ نهروان اغتماضى ... ودعانى حبّ العيون المراض
قال ابن الأنبارىّ: قال أبو حاتم: قلت للأصمعىّ: كيف يقال: النّهروان: بفتح النون «1» أو النّهروان بكسرها؟ فقال: لا أدرى. فأنشدته بيت الطّرمّاح قلّ فى شطّ نهروان اغتماضى بفتح النون «2» ، فأمسك عنّى.
وبالنهروان أوقع علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه بالخوارج «3» .
النّهى
بفتح أوله وكسره، وإسكان ثانيه، بعده الياء أخت الواو: موضع فى بلاد بنى تغلب، ينسب إليه يوم من أيام حرب البسوس، وذلك مفسّر «4» فى رسم واردات.
ونهى الأكفّ، بإضافته إلى جمع كفّ: موضع آخر مذكور فى رسم ضارج.
نهيا
بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده الياء أخت الواو، مقصور، على وزن فعلى: اسم ماء، قد تقدّم ذكره فى رسم الجبا، وفى رسم الراموسة «5»(4/1337)
النّهيان
تثنية الذي قبله: جبلان مذكوران فى رسم قدس «1» .
نهيق
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء، على وزن فعيل: ماء قد تقدّم ذكره فى رسم درّ.
النون والواو
النّوابح
بفتح أوّله، وبالباء المعجمة بواحدة، والحاء المهملة، على لفظ جمع نابحة: موضع مذكور فى رسم العذيب.
النّواشر
بالشين المعجمة، والراء المهملة، [على لفظ] «2» جمع ناشرة: قارات سود مذكورة محدّدة فى رسم غيقة، وقال جبيهاء الأشجعىّ:
بغى فى بنى سهم بن مرّة ذوده ... زمانا وحيّا ساكنا بالنّواشر
وعارف أصراما بإير وأحبجت ... له حاجة بالجزع جزع الخناصر»
ويروى: «ساكنا بالسواجر» وهو خطأ، لأن السواجر من الشام، وهذه المواضع كلّها من أرض العرب، محدّدة فى مواضعها.
نواط
بفتح أوّله، وبالطاء المهملة فى آخره، على وزن فعال: موضع فى ديار [بكر من] «4» كنانة، قال حسّان:
لمن الدار أوحشت بنواط ... غير سفع رواكد كالغطاط «5»(4/1338)
النّواظر
بالظاء المعجمة، على لفظ جمع ناظرة: إكام مذكورة فى رسم القعقاع.
النّوباغ
بضمّ أوله، وبالغين المعجمة فى آخره، على وزن فوعال: موضع مشرف على سمرقند بخراسان «1» . وهو الذي عسكر فيه هرثمة، فى محاصرته لرافع ابن اللّيث بن نصر بن سيار بسمرقند.
نوبة
بضمّ أوله، وبالباء المعجمة بواحدة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الأدمى.
نوّر
بضم أوله، وتشديد ثانيه وفتحه، بعده راء مهملة، على وزن فعّل:
موضع من بلاد سلامان من الأزد، قد تقدّم ذكره فى رسم دهر.
النّويطف
بضم أوّله، وبالطاء المهملة، على لفظ التصغير: ماء من القصيمة، مذكور فى رسم ذى قار.
نويعتون
بضم أوله، تصغير ناعتين، جمع ناعت: قال أبو عبيدة: هى أقرن تلقاء التّسرير، قال الراعى:
حىّ الديار ديار أمّ بشير ... بنويعتين فشاطئ التّسرير
النون والياء
نيال
بضم أوّله، وتخفيف ثانيه: موضع بالبحرين. قال السّليك ابن السّلكة:
ألمّ خيال من نشيبة بالرّكب ... وهنّ عجال عن نيال وعن نقب(4/1339)
هكذا صحّت الرواية فيه عن القالىّ فى شعر السّليك. ووقع فى شعر البعيث رواية يعقوب وشرحه:
«تروّحن عصرا عن نباك وعن نقب» وقد تقدّم إنشاده آنفا فى رسم نقب «1» ، وقبل فى رسم النّباك، وهو الصحيح، والله أعلم، لأنى لم أرنيال إلا فى بيت السّليك، على رواية أبى علىّ
النّير
بكسر أوله، وبالراء المهملة: جبل يراه من أخذ [طريق] «2» المنكدر، وفوقه جبل آخر يقال له نضاد النّير؛ قاله أبو حاتم. وسيأتى فى رسم ضريّة «3» أنها جبال يقال لها النّير، منها قنان وقرّان. قال زيد الخيل:
كأنّ محالها «4» بالنّير حرث ... أثارته بمجمرة صلاب
فلمّا أن بدت أعلام لبنى ... وكنّ لها كمستتر الحجاب
عرضناهنّ من سمل الأداوى ... فمصطبح على عجل وآب
ويوم الملح يوم بنى سليم ... خددناهم بأظفار وناب
وآنف أن أعدّ على نمير ... وقائعنا بروضات الرّباب
وقال حميد بن ثور:
إلى النّير واللّعباء حتى تبدّلت ... مكان رواغيها الصّريف المسدّما «5»
وقال توبة:(4/1340)
خليلىّ روحا راشدين فقد أتت ... ضريّة من دون الحبيب ونيرها
وقال دريد بن الصّمّة:
مجاورة سواد النّير حتّى ... تضمّنها غريقة فالجفار
فلمّا أن أتين على أروم ... وجذّ الحبل «1» وانقطع الإمار
أى المؤامرة. الجفار: موضع بنجد، وقيل فى ديار بنى تميم. وغريقة:
قريب منه. هكذا نقلته من خطّ أبى علىّ: غريقة، بالراء المهملة، ولم أره إلّا فى هذا البيت. وغويقة، بالواو: أعرف وأشهر. وأروم: جبل هناك قد تقدم ذكره، وكذلك الجفار. وقال الراجز:
«أقبلن من نير ومن سواج» سواج: فى ديار كلاب.
النّيق
بكسر أوله: موضع قد تقدم ذكره فى رسم إضم.
ونيق العقاب: موضع آخر بين مكة والمدينة. وهناك لقى أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب، وعبد الله بن أبى أميّة بن المغيرة أخو أمّ سلمة، رسول الله صلى الله عليه وسلم [عام] فتح مكّة، فحجبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبى من لقائهما. فقالت أمّ سلمة: يا رسول الله، ابن عمّك وابن عمّتك وصهرك. فقال: أمّا ابن عمّى فهتك عرضى، وأمّا ابن عمّتى فهو الذي قال لى بمكّة ما قال؛ ثم أذن لهما فأسلما.
نيوذك
بفتح أوّله، وضم ثانيه، بعده واو وذال معجمة مفتوحة،(4/1341)
وكاف: قرية معروفة، أظنّها من خراسان ... ينسب اليها أحد الفقهاء «1» .
نيّان
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، على وزن فعلان: بلد كثير الوحش «2» . قال الكميت:
وأدن إلى ريّان هوجا كأنّها ... بحوصل أو من وحش نيّان ربرب «3»
وقال النابغة:
حتى غدا مثل نصل السّيف منصلتا ... يعلو الأماعز «4» من نيّان والأكما «5»
وقال عطاف بن شعفرة الكلبىّ:
فما ذرّ قرن الشمس حتّى كأنّهم ... بذى النّعف من نيّا نعام نوافر
قال كراع: أراد نيّان، فحذف.(4/1342)
بسم الله الرّحمن الرّحيم صلّى الله على سيدنا محمد وآله وسلّم
كتاب حرف الهاء
الهاء والألف
ذو هاش
بالشين المعجمة: موضع قد تقدّم فى رسم الجواء. وقيل إنّه بديار كلب «1» ، قال أرطاة بن سهيّة:
تركنا بذى هاش أباك ولحمه ... بمختلف تسفى عليه الأعاصر
ذات هام
على لفظ جمع الذي قبله «2» : موضع قبل واردات «3» ، قال الجعدىّ:
كأنّ رعالهنّ بواردات ... وقد نكّبن أسفل ذات هام
قوارب من قطا مرّان جون ... عدون «4» من النواصف أو خزام
خزام: قيل ناصفة.
هامة
على لفظ هامة الإنسان: موضع قبل هجر، كثير النخل، قال كثيّر.(4/1343)
من الغلب من عضدان هامة شرّبت ... لسقى وجمّت للنّواضح بيرها «1»
الهاء والباء
الهباءة
ممدود، على وزن فعالة، قد مضى ذكره محدّدا فى رسم الرّبذة، وفى رسم شواحط. كانت فيه حرب من حروب داحس لعبس على ذبيان. وفيه قتل الربيع بن زياد حمل بن بدر، وقال قيس بن زهير يرثيه:
تعلّم أنّ خير الناس ميّت ... على جفر الهباءة ما يريم
وقال عقيل بن علّفة:
وإنّ على جفر الهباءة هامة ... تنادى بنى بدر وعارا مخلّدا
الهبابيد
على لفظ جمع الذي قبله «2» : موضع قد تقدم ذكره فى رسم الأحفاء.
هبالة
بضم أوله، على وزن فعالة: ماء لبنى عقيل «3» ، قالت ليلى الأخيليّة:
تشافى رواياهم هبالة بعد ما ... وردن وجول الماء بالجم يرتمى
تقول: هبالة على كثرة مائه «4» إنما يصيب الحيش منه قطرة قطرة، كالذى يستشفى به.
وكانت للعرب فى هذا الموضع حرب تنسب إليه، قال ذو الرّمّة:(4/1344)
أبى فارس الهيجاء يوم هبالة ... إذا الخيل فى القتلى من القوم تعثر «1»
وقال خراشة بن عمرو العبسىّ:
وجمع بنى غنم غداة هبالة ... صحنا مع الإشراق موتا معجّلا
فدلّ أن هذا اليوم كان على بنى غنم.
هبّود
بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وبالدال المهملة، على وزن فعّول: جبل فى ديار بنى فقعس، قال أبو محمد الفقعسىّ:
يا دار زهراء بناعتينا ... فالسامنات أقفرت سنينا
فبطن هبّود تعفّى حينا
الهبر
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة: موضع تلقاء جفاف، مذكور فى رسمه.
الهاء والتاء
الهتمة
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده ميم: موضع قد تقدم ذكره فى رسم تيماء «2» .(4/1345)
الهتيل
بفتح أوله، وكسر ثانيه، على بناء فعيل: موضع ذكره أبو بكر.
الهاء والجيم
هجار
بضم أوله: بلد باليمن، قال الكميت: وذكر بعض قبائل نزار التى تيمّنت:
رضوا بهجار من كنفى حراء ... كمعتاض الأراذل بالمثيل
الهجر
بالألف واللام، ساكن الجيم: بلد آخر ذكره اللّغويّون
هجر
بفتح أوله وثانيه: مدينة البحرين «1» ، معروفة. وهى معرفة لا تدخلها الألف واللام. ومثل للعرب: «سطى مجر، ترطب هجر «2» » ، ولم يقولوا: يرطب. وهو اسم فارسىّ معرّب، أصله هكر. وقيل إنما سمّيت بهجر بنت مكنف من العماليق. وقال الفرزدق فذكر «3» هجر ولم يصرفها:
منهنّ أيّام صدق قد عرفت بها ... أيّام فارس «4» والأيّام من هجرا «5»
الهجير
على لفظ تصغير الذي قبله: موضع آخر غير المتقدّمى «6» الذكر.
وفى كتاب «7» البارع: الهجير، بفتح أوله، وكسر ثانيه.(4/1346)
هجين
بفتح أوله، وكسر ثانيه: موضع قد تقدم ذكره فى رسم الأداهم:
الهاء والدال
هدأة
بهمزة مفتوحة بين الدال وهاء التأنيث: موضع قد تقدم ذكره فى رسم الرّجيع.
وروى البخارىّ عن طريق عمرو بن أسيد، عن أبى هريرة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا، وأمّر عليهم عاصم بن ثابت، جدّ عاصم ابن عمر بن الخطّاب، حتى إذا كانوا بالهدأة، بين عسفان ومكة، ذكروا لحىّ من هذيل، يقال لهم بنو لحيان، قنفروا لهم بقرب من مئة رجل، فاقتصّوا آثارهم «1» . وذكر الحديث فى مقتل عاصم وأسر خبيب وابن الدّثنية.
هكذا رواها المحدّثون بالهمز، فلا أعلم هل هى هدة أو غيرها «2» .
الهدام
بكسر أوله، على وزن فعال: موضع مذكور فى رسم الحفاف.
هدانان
على لفظ تثنية هدان «3» : جبلان معروفان قبل يرمرم، قال حميد بن ثور:
أجدّك شاقتك الحدوج تيمّمت ... هدانين واجتازت يمينا يرمرما
هدة
بفتح أوله وثانيه، منقوص، ويقال الهدة، بالتعريف: منزل(4/1347)
بين مكة والطائف «1» ، ونسبوا إليه «هدوىّ» على غير قياس، قاله ابن الأنبارىّ، وذكر عن أبى حاتم «2» قال: سألت أهل هدة من ثقيف: لم سمّيت هدة؟
فقال «3» : إن المطر يصيبهم بعد هدأة من الليل. وهذا النسب لا يشبه ذاك، إلّا أن تتوهّم الهمزة محوّلة ياء ثم ينسب إليها، قال أبو حاتم: والنسب يغيّر الكلام، ومن أعجب ذلك قولهم فى النسب إلى بكرة: بكراوىّ. وقد روى عن أبى تمّام أن هدة بين مكة والمدينة.
الهدّار
بفتح أوله، وتشديد ثانيه: واد معروف، قد تقدم ذكره فى رسم أبلى.
الهدم
بكسر أوله، وفتح ثانيه: موضع قد تقدم ذكره فى رسم سرّاء، وفى رسم حفل.
الهدملة
بكسر أوله، وفتح ثانيه، بعده الميم ساكنة، على وزن فعلة:
موضع تنسب إليه حروب كانت فى الأيّام الغابرة. والعرب تضرب مثلا للأمر الذي قد تقادم عهده، فتقول: «كان هذا أيّام الهدملة» . قال كثيّر:
كأن لم يدمّنها أنيس ولم يكن ... لها بعد أيّام الهدملة عامر «4»
هكذا نقل اليزيدىّ عن محمد بن حبيب. وقال الأحول: الهدملات: أكثبة بالدّهناء، وأنشد لذى الرّمّة:(4/1348)
ودمنة هيجت شوقى معالمها ... كأنّها بالهدملات الرّواسم
قال: وهى فى غير هذا الموضع «1» جمع هدملة، وهى الرملة الضخمة.
والرواسيم: جمع روسم، وهو الذي يطبع به. قال جرير:
حىّ الهدملة والأنقاء والجردا «2» ... والمنزل القفر ما تلقى به أحدا
الهاء والذال
الهذلول
بضم أوله، وإسكان ثانيه، على وزن فعلول: رمل طويل دقيق فى ديار بنى تميم، قال ذو الرّمّة:
ألا حىّ دارا قد أبان محيلها ... وهاج الهوى منها الغداة طلولها
بمنعرج الهذلول غيّر رسمها ... يمانية هيف محتها ذيولها «3»
الهاء والراء
«4» الهرار
بفتح أوّله «5» ، وتخفيف ثانيه، وبراء أخرى بعد الألف:
موضع متصل «6» بمليحة، قال النمر:
هل تذكرين جزيت أحسن صالح ... أيّامنا بمليحة فهرارها](4/1349)
هراميت
بفتح أوله، وبالتاء المعجمة باثنتين فى آخره: بئر عن يسار ضريّة، وحولها جفار كثيرة. قال الراعى:
ضبارمة شدف كأنّ عيو؟ ها ... بقايا جفار من هراميت نزّح «1»
هرجاب
بكسر أوله، وإسكان ثانيه، بعده جيم وألف، وباء معجمة بواحدة: موضع فى ديار قيس، قال عامر بن الطّفيل:
ألا إنّ خير الناس رجلا ونجدة ... بهر جاب لم تحبس عليه الركائب «2»
الهردة
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة: بلد مذكور محدد.
فى رسم اللّعباء.
هرّ
بكسر أوله، وتشديد ثانيه: موضع قد تقدم ذكره فى رسم جفاف «3» .
هرشى
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده شين معجمة، مقصور على وزن فعلى: جبل فى بلاد تهامة، وهو على ملتقى طريق الشام والمدينة، فى أرض مستوية، هضبة ململمة لا تنبث شيئا، وهى من الجحفة، يرى منها البحر، قال كثيّر:
عفا رابغ من أهله فالظّواهر ... فأكناف هرشى قد عفت فالأصافر
ورابع: هو بعد عقبة هرشى، على أميال من الطريق مشرّقا، وفيه عين وآبار ونخل. والمسافة بين هرشى وغيرها محددة فى رسم العقيق. قال الشاعر:(4/1350)
خذا بطن هرشى أو قفاها فإنّما ... كلا جانبى هرشى لهنّ طريق
وعقبة هرشى سهلة المصعد، صعبة المنحدر، والطريق من جنبتيها.
وروى عن أبى هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خالد بن الوليد متدلّيا من عقبة هرشى، فقال: نعم الرجل خالد بن الوليد.
وروى سعيد بن إبراهيم، عن زيد بن خالد الجهنى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له وهو يصعد فى ثنية هرشى: يا زيد «1» ، ما تعوّذ الأوّلون بمثل:
«قل أعوذ بربّ الفلق» ، و «قل أعوذ بربّ الناس» .
وأسفل من هرشى على ميلين ممّا يلى المغرب: ودّان، يقطعها المصعدون من حجّاج المدينة، وينصبّون فيها صادرين من مكة. ويتّصل بها، ممّا با المغرب عن يمينها، بينها وبين البحر خبت. والخبت: الرمل الذي لا ينبت غير الأرطى، وهو حطب، وقد تدبغ فيه «2» أسقية اللبن خاصّة.
وفى وسط خبت جبيل «3» صغير أسود شديد السواد، يقال له طفيل.
ومن حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت: كان بلال إذا أخذته الحمّى يتغنّى ويقول:
ألا ليت شعرى هل أبيتنّ ليلة ... بفجّ وحولى إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنّة ... وهل يبدون لى شامة وطفيل
قال ابن دريد: ويروى: وقفيل، بالقاف. وروايته: وهل أردن يوما مياه عدينة.
وفخّ: موضع بمكة.(4/1351)
وعلى الطريق من ثنية هرشى إلى الجحفة ثلاثة أودية: غزال، وذو دوران، وكليّة. تأتى من شمنصير وذروة، تنبت النخل والأراك والمرخ والدّوم وهو المقل، وكلّها لخزاعة. وبأعلى كليّة ثلاثة أجبل صغار منفردات من الجبال، يقال لها سنابك وغدير خمّ: واد هناك، يصبّ فى البحر، قد تقدم ذكره. وعلم المنصف: بين المدينة ومكة دون عقبة هرشى بميل. وفى مسيل هرشى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عن يسار الطريق فى المسيل دون هرشى، وذلك المسيل لا صق بكراع هرشى، بينه وبين الطريق زهاء غلوة، وهناك كان يصلّى النّبيّ صلى الله عليه وسلم. رواه البخارىّ من طريق موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه.
الهرم
بفتح أوله، وإسكان ثانيه: موضع بقرب الطائف، كان لأبى سفيان فيه مال. ذكره ابن إسحاق.
والهرم أيضا: موضع فى حرّة بنى بياضة، يأتى ذكره فى حرف الهاء والزاى، إثر هذا إن شاء الله.
الهاء والزاى
هزر
بضم أوله، وفتح ثانيه، بعده راء مهملة: موضع قد تقدم ذكره فى رسم الأجرد «1» . قال أبو ذؤيب:
لقال الأباعد والشامتو ... ن كانت كليلة أهل الهزر
وقال الأصمعىّ: هو يوم يضرب به المثل، وهى وقعة قديمة لهذيل. قال:
وهو مثل قوله:(4/1352)
محلّا كوعساء القنافذ ضاربا ... به كنفا كالمخدر المتأجّم
وقال: الهزر، بفتح أوله، وإسكان ثانيه: قبيلة من اليمن، بيّتوا وقتلوا ليلا.
هزم بنى بياضة
بفتح أوّله: وإسكان ثانيه.
جاء فى الحديث أن أوّل جمعة جمعت فى هزم بنى بياضة. ويروى: فى هزمة بنى بياضة. وهزم الأرض: ما تهزّم منها، أى تكسّر وتشقّق. ومنه الحديث الآخر: إنّ زمزم هزمة جبريل.
وروى سهل «1» ابن أبى صالح، عن أبيه «2» عن أبى هريرة: إذا عرّستم فاجتنبوا هزم الأرض، فإنّها مأوى الهوامّ. ويروى: هوم الأرض، بالواو:
أى ما انخفض منها، صحيح فى اللغة.
وروى أبو سعيد: أوّل جمعة جمعت فى هرم بنى بياضة، بالراء المهملة؛ وهى أرض بين ظهرى حرّة بنى بياضة. ورواه أبو داود فى هزم النّبيت من حرّة بنى بياضة. وقد تقدم ذكر ذلك فى رسم النّبيت.
الهاء والصاد
هصور
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده واو وراء [مهملة] «3» : جبل من جبال هرشى، قال الأحوص:
فقلت لعبد الله ويبك «4» هل ترى مدافع هرشى أو بدا لك هصور.(4/1353)
الهاء والضاد
هضاض
بكسر أوّله- والسّكرىّ يرويه بضمّه- وبضاد أخرى فى آخره: موضع متصل بسرار، قد تقدّم ذكره هناك.
هضب القليب
موضع قد تقدّم ذكره فى رسم المضيّح.
الهضيب
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، على وزن فعيل: موضع مذكور فى رسم الضّريب، قال الأفوه:
هم سدّوا عليكم بطن نجد ... وضرّات الجبابة والهضيب
الهضيبات
على لفظ تصغير هضبات: موضع كان فيه يوم من أيام العرب، وهو يوم طخفة، قال الفرزدق:
ولم تأت عير أهلها بالّذى «1» أتت ... به جعفرا يوم الهضيبات عبرها
وهذه الوقعة كانت بين الضّباب وبنى جعفر، فكانت للضّباب على بنى جعفر، قتلوا منهم سبعة وعشرين، فجاءت نساء بنى جعفر، فحملت قتلاهم على الإبل، فدفنتهم.
الهاء والفاء.
الهفّة
بفتح أوّله وبكسره، وتشديد ثانيه: وهو موضع بالبطيحة [المذكورة، وموضعها كثير القصباء] «2» ، فيه مخترق للسّفن يسمّى زقاق الهفّة، لأنّ الهفيف سرعة السير.(4/1354)
الهاء والكاف
هكر
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعده راء مهملة، ويقال أيضا: هكر، بضمّ ثانيه: مدينة باليمن، قال امرؤ القيس:
هما ظبيتان من ظباء تبالة ... على جؤذرين أو كبعض دمى هكر
هكران
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، على وزن فعلان: موضع مذكور فى رسم السّتار «1» .
الهاء والميم
همزى
بفتح أوله وثانيه، بعده زاى، مقصور، على وزن فعلى: موضع ذكره أبو بكر.
الهاء والنون
بنت هند
على لفظ اسم المرأة: هضبة فى بلاد بنى كلاب، كانت فيها وفعة لبنى عقيل، بعضهم على بعض، قتل فيها توبة بن الحميّر، سيأتى ذكرها فى رسم هيدة.
هنزيط
بكسر أوله، وإسكان ثانيه، بعده زاى معجمة مكسورة، وياء وطاء مهملة: من ثغور مرعش، قد تقدّم ذكره فى رسم عرقه، وفى رسم اللّقان.
هنكف
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع. والنون زائدة.
هنى
بضم أوله، مقصور، على وزن هدى: موضع؛ قال امرؤ القيس:(4/1355)
وحديث الركب يوم هنى ... وحديث ما على قصره
وقال قوم: يوم هنى، أى يوم الأوّل، واحتجّوا بقول الشاعر:
إنّ ابن عاصية المقتول يوم هنى ... خلّى علىّ فجاجا كان يحميها
هنّى
بضم أوله، وفتح ثانيه، مشدد الياء، على لفظ تصغير الذي قبله: موضع.
الهنىّ
بفتح أوله، وكسر ثانيه، وتشديد الياء أخت الواو أيضا: نهر بالشام «1» ، قال الكميت:
تصافح زيتون الهنىّ كأنّما. تصافح ألّاف المطى الأوانسا ويروى الأوامسا: أى اللّواتى «2» كنّ معها بالأمس.
فإن كان اسم هذا النهر مشتقا من هنأ؟ ى الطعام، فإنما هو الهنىء، مهموز.
الهاء والواو
هوبان
بفتح أوله، وإسكان ثانيه: موضع مذكور فى رسم ربب.
هوبجة الرّيّان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة، وجيم، مضاف إلى الرّيّان، الذي هو على ضدّ الظّمآن، وهى أجارع «3» مذكورة فى رسم ضريّة. والرّيّان: ماء مذكور هناك. والهوبج: بطن من الأرض. وذكر الأصمعىّ قال: قال أبو موسى الأشعرىّ: دلّونى على موضع أقطع [به «4» ] هذه الفلاة. قالوا هوبجة تنبت «5» الأرطى، بين فلج وفليج. فحفر الحفر، وهو حفر أبى موسى، على خمس ليال من البصرة.(4/1356)
هوتى
بضم أوله، وبالتاء المعجمة باثنتين من فوقها، على وزن فعلى: ماء لبنى عوف بن عامر بن عقيل. وقد اختلف علىّ فيه، فقرأته فى كتاب مقاتل الفرسان لأبى عبيدة: هو فى، بفاء وفتح أوّله.
الهوىّ
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء مشددة: ماء من مياه المرّوت، قد تقدّم ذكره هناك
الهاء والياء
الهياش
بكسر أوّله، وبالشين المعجمة: بلد، قال ابن أحمر:
بصحراء الهياش لها دوىّ ... غداة قثام لم يغ؟ م صرارا «1»
تثام: أى نهب وأخذ، من قولهم: قثم له من المال.
هيت
بكسر أوله، وبالتاء المعجمه باثنتين من فوقها: مدينه مذكورة فى تجديد العراق، وهى على شاطئ الفرات. والهيت: الهوّة. وسمّيت هيت لأنّها فى هوّة «2» . وقال ابن دريد: الهيت: الموضع الغامض المنخفض «3» ، وبذلك سمّى هذا البلد وقال الراجز:
يا ربّ هيت نجّنا من هيت
وقال آخر:
والحوت فى هيت رداها هيت «4»
ظنّ أنّ الحوت هناك التقم يونس عليه السلام، فقال بغير علم. وقال الراعى:(4/1357)
تخطّى إليها ركن هيت وحائرا ... طروقا وأنّى منك هيت وحائر
وقد رأيت من ضبطه «1» ركن هيف، بالفاء، ولا أعلمه إلا فى هذا البيت.
هيثم
على لفظ اسم الرجل: رملة قد تقدم ذكرها فى رسم نقعاء، قال أوس وذكر قوسا.
تخور بالأيدى إذا استعجلت ... عدوا على خفّة أجسامها
خوار غزلان لوى هيثم ... تذكّرت فيقة آرامها «2»
الهيج
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده جيم: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم فيحان.
هيدة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة، موضع فى ديار بنى عقيل، وهو الموضع الذي قتل فيه توبة بن الحميّر. هكذا قال أبو عمرو الشّيبانىّ، وأنشد لليلى الأخيليّة:
تخلّى من أبى حرب فولّى «3» ... بهيدة قابض قبل القتال
تعنى قابض بن عبد الله «4» المسلم لابن عمّه توبة، والمهزم عنه هكذا رواه(4/1358)
أصحاب أبى علىّ عنه. ونقلته من كتاب ابن سيّد، بخطّه الذي صحّحه على أبى علىّ، وفى مقاتل الفرسان أصل أبى علىّ، وقد أنشد بيت ليلى هذا ترثى توبة، فقال أبو عبيدة: هيدة «1» فرس قابض. هكذا ذكره بدال مهملة، كما ذكره الشيبانىّ، إلا أنّهما اختلفا فى تفسيره. ويعترض على تفسير أبى عبيدة قول ليلى موصولا بالبيت:
ونجّى قابضا ورد سبوح ... يمرّ كأنّه مرّيخ غال «2»
فذكرت أنه فرس ذكر. ولم تختلف الرواية عن أبى عبيدة فى كتابيه: كتاب أيّام العرب، وكتاب مقاتل الفرسان، أن الهضبة التى قتل فيها توبة اسمها:
بنت هند «3» ، على لفظ اسم المرأة. وفى ديوان شعر توبة عند ذكر مقتله: حتى إذا كان يشعب من هضبة يقال لها بنت هيذة. قال: وهى من كبد المضجع:
مضجع «4» بنى كلاب، وهى التى ذكرها ذو الرّمّة، وهى كلها من العالية. هكذا صحّت الرواية فيه هناك: هيذة، بذل معجمة. وفى هذا من التخليط ما تراه
هيف
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده فاء: موضع مذكور فى الرسم قبله «5» .
هيلان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، على وزن فعلان: واد باليمن، قد تقدم ذكره فى رسم براقش(4/1359)
الهييماء
بضم أوّله وكسره معا، على لفظ تصغير هيماء «1» : موضع فى ديار طيّئ، قال علقمة بن عبدة فى غزوهم طيّئا:
فأدركهم دون الهييماء مقصرا ... وقد كان شأوا بالغ الجهد باسطا
وقال أبو عبيدة الهييماء: مويهة لبنى أسد، وأنشد لمالك بن نويرة:
وباتت على جوف الهييماء منحتى ... معقّلة بين الرّكيّة والجفر(4/1360)
بسم الله الرحمن الرحيم صلّى الله على سيدنا محمد وآله وسلّم
كتاب حرف الواو
الواو والألف
وائل
على لفظ اسم الرجل: موضع فى ديار [بنى «1» ] غنىّ، قال طفيل:
تأوّبن قصرا من أريك ووائل ... وماوان من كلّ تئوب وتحلب
وابش
بالشين المعجمة: موضع مذكور فى رسم البلىّ «2» .
وابصة
بالصاد المهملة: موضع ذكره أبو بكر.
واحف
على وزن فاعل: موضع آخر غير المذكورين قبله «3» ، وهو اسم ماء، قال الراجز: وذكر سجلا:
عفت عراقيه وطال قدمه ... بواحف لم تبق إلّا رممه
وقد تقدم ذكره فى رسم برك، وفى رسم مطار.
عين الوارد
على لفظ فاعل من الورود، وقد تقدم ذكره فى رسم النّقيع.(4/1361)
واردات
على لفظ جمع واردة، قد تقدم: كره «1» فى رسم جبلة، قالت ليلى الأخيليّة:
نحن منعنا بين أسفل ناعب ... إلى واردات بالخميس العرمرم
ويروى «2» : «أسفل ناعط» .
وبواردات كان اليوم الثالث من حروب بكر وتغلب. والأوّل بالنّهى، من مياه بنى شيبان. والثانى بالذنائب. وكانت الثلاثة لتغلب على بكر والرابع: يوم عنيزة لتغلب. ثم وقائع كثيرة منها يوم الحنو، حنو قراقر، ويوم عويرضات، ويوم ضريّة، ويوم القصيبات. وهذه المواضع كلها فى ديار بكر وتغلب، إلّا ضريّة، وكانت هذه الأيّام كلّها لتغلب. هكذا قال أبو عبيدة فى كتاب الأيّام. وروى يعقوب عنه أن أوّل أيّامهم يوم عنيزة، تكافئوا فيه. قال: ومصداق ذلك قول مهلهل:
كأنّا غدوة وبنى أبينا ... بجنب عنيزة رحيا مدير
واليوم الثانى بواردات كان لتغلب، والثالث بالحنو كان لبكر. والرابع يوم القصيبات كان لتغلب، وفيه قتل همّام بن مرّة. والخامس يوم قضة، وهو يوم التّحلاق، ويوم الثّنيّة. وقال أبو عبيدة: وهو أوّل يوم شهده الحارث بن عباد حين قال:
قرّبا مربط النّعامة منى ... لقحت حرب وائل عن حيال
وذلك حين مقتل ابنه بجير، فقال أبوه الحارث: نعم القتيل قتيل «3» أصلح بين ابنى وائل، وظنّ أنّه الثّار المنيم «4» ، فلمّا قيل له إنّ مهلهلا لمّا(4/1362)
قتله قال: بؤ بشسع نعل كليب قال الشعر، ودخل فى الحرب، وكان قد اعتزلها، فكان هذا اليوم لبكر، قتلت بنى تغلب كيف شاءت، وأسر الحارث مهلهلا وهو لا يعرفه، فجزّ ناصيته وأرسله، ففارق مهلهل قومه، ونزل فى جنب، فحينئذ رأى الفريقان أن يملّكا على أنفسهم من يأخذ للضعيف من القوىّ، ويأخذ للمظلوم من الظالم. فأتوا تبّعا، فملّك عليهم الحارث بن عمرو آكل المرار، فغزا بهم، حتى انتزع عامّة ما فى أيدى ملوك الحيرة، وملوك غسّان، ومات فيهم، فاختلف ابناه شرحبيل وسلمة، وعا؟ الحيّان لخلافهم، فجرّ ذلك أيام الكلاب.
واسط
بالطاء المهملة: هذا اسم يقع على عدة مواضع؛ فواسط: مدينة الحجّاج التى بنى، بين بغداد «1» والبصرة، سمّيت بذلك لأنّ بينها وبين الكوفة فرسخا، وبينها وبين البصرة مثل ذلك. وبينها وبين المدائن مثل ذلك.
قال ابن حبيب: وواسط أيضا: بحمى ضريّة، فى بلاد بنى كلاب بالبادية، قد تقدّم ذكره فى رسم ضرية.
وقال أبو عبيدة: واسط «2» : حصن بنى السّمين، وهو الذي يقال له: مجدل، وأنشد للأعشى:
أو مجدل شيّد بنيانه ... يزلّ عنه ظفر الطائر
وإياه أراد الأخطل بقوله:
عفا واسط من أهل رضوى فنبتل «3» ... فمجتمع الحرّين فالصّبر أجمل
وقال الحطيئة يعنى التى فى بلاد بنى كلاب:(4/1363)
عفا الرّسّ فالعلياء من أمّ مالك ... فبرك فوادى واسط فمنيم
وقال العجّاج يذكر «1» الحجّاج ويذكر واسطا:
بل قدّر المقدّر الأقدارا ... بواسط أكرم دار دارا
وواسط أيضا: طريق بين فلج والمنكدر، قال طفيل:
إلى المنحنى من واسط لم يبن لنا ... بها غير أعواد الثمام المنزّع
واشم
على لفظ فاعل من الوشم «2» قال ابن إسحاق: يذكر أهل العلم أن مهبط آدم وحوّاء على جبل يقال له واشم، من أرض الهند، وهو «3» اليوم وسط قراها، بين الدّهنج والمندل. قال: والعرب تنسب الطّيب والألنجوج إلى المندل، قال الشاعر وذكر امرأة:
إذا برزت نادى بما «4» فى ثيابها ... ذكىّ الشّذا والمندلىّ المطيّر
واصية
بكسر الصاد، بعدها الياء أخت الواو، على وزن فاعلة: موضع ذكره الخليل، وأنشد لذى الرّمّة:
بين الرّجا والرجا من جيب واصية ... يهماء خابطها بالخوف مكعوم «5»
أنشده فى باب كعم.(4/1364)
واقرة
بالراء المهملة، على لفظ فاعلة من وقر، ويقال: واقر أيضا، بلا هاء. وهو موضع قبل سلع «1» ، قال أرطأة بن صهيّة.
وإنّ رجالا بين سلع وواقر ... لفعل أبيهم فى أبيك نصيب
واقس
بسين مهملة: موضع بنجد.
واقصة
بصاد مهملة: ماء لبنى كليب «2» ، يسمّى الخوف وواقصة، قال الحطيئة:
كما هاج الصّبابة يوم مرّت ... عوامد نحو واقصة الحمول
وقد جمعها الشّمّاخ إلى ما حولها، فقال:
وسقن له بروضة واقصات ... سجال الماء فى حلق منيع
وهى من عمل المدينة. وانظرها فى رسم شراف.
واقم
على وزن فاعل: أطم من آطام المدينة، إليها تنسب حرّة واقم. وذلك مذكور فى رسم الحرار، من حرف الحاء.
واهب
بالباء المعجمة بواحدة: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم راكس، قال أبو حاتم عن الأصمعىّ: هو جبل لبنى سليم، وكذلك حبرّ، وأنشد لابن مقبل:
سل الدار من جنبى حبرّ فواهب ... إذا ما رأى هصب القليب المضيّح «3»
وقال بشر بن أبى خازم:(4/1365)
كأنها بعد عهد العاهدين بها ... بين الذّنوب وحزمى واهب صحف
وقول لبيد يدلّ أنّه فى ديار بنى تميم، قال:
هل تنسين سعيى إذا ما سقتها ... مدر البطون بواهب فالشّربب
لأنّ الشّربب من ديار بنى ربيعة بن زيد مناة بن تميم.
الواو والباء
وبار
بفتح أوّله، مبنىّ على الكسر، مثل حذام وقطام، ومنهم من يعربه ولكنه لا يجرى، وهى لغة بنى تميم. قال مالك بن الرّيب فى بنائه:
ألا من مبلغ مروان عنّى ... بأنّى ليس دهرى بالفرار
ولا جزعا من الحدثان دهرى ... ولكنّى أدور لكم وبار
وقال الأعشى فى إعرابه:
ومرّ دهر على وبار ... فهلكت جهرة وبار
فبناه تمّ أعربه، فأتى باللّغتين. قال أبو عمرو: وبار: بالدّهناء، بلاد بها إبل حوشيّة، وبها نخل كثير، لا أحد يأبره ولا يجدّه. وزعم أن رجلا وقع إلى تلك الأرض، فإذا تيك الإبل ترد عينا، وتأكل من ذلك التمر، فركب فحلا منها، ووجّهه قبل أهله، قاتّبعته تلك الإبل الحوشية، فذهب بها إلى أهله. وقال الخليل:
وبار: كانت محلّة عاد، وهى بين اليمن ورمال يبرين. فلمّا أهلك الله عادا، ورث محلّتهم الجنّ، فلا يتقاربها أحد من الناس، وهى الأرض التى ذكرها الله سبحانه فى قوله «وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ. أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ. وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ»
. وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ: كان من شأن دعيميص الرّمل(4/1366)
العبدىّ الذي يضرب به المثل، فيقال: «أهدى من دعيميص الرمل» ، لأنه لم يدخل أرض وبار غيره، فوقف بالموسم بعد انصرافه من وبار، وجعل ينشد:
من يعطنى تسعا وتسعين نعجة ... هجانا وأدما أهده لوبار
فلم يجبه أحد من أهل الموسم إلا رجل من مهرة، فإنّه أعطاه ما سأل، وتحمّل معه فى جماعة من قومه بأهليهم وأموالهم، فلمّا توسّطوا الرمل طمست الجنّ بصر دعيميص، واعترته الصّرفة، فهلك هو ومن معه جميعا.
وبال
بفتح اوّله: موضع فى ديار بنى تميم «1» ، قال جرير:
تلك المكارم يا فرزدق فاعترف ... لا سوق بكرك يوم جوّ وبال
حرّة الوبرة
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة: موضع قد تقدم ذكره فى رسم النقيع.
وبعان
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعده عين مهملة، على وزن فعلان: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الحشا ورسم قدس «2»
الوتائر
على لفظ جمع الذي قبله: موضع مذكور فى رسم النقع «3» .
الوتد
على لفظ واحد الأوتاد: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم النّقيع، وفى رسم معبّر، وورد فى رجز أبى محمد الفقعسىّ: الوتائد. كأنّه جمع وتيدة «4» ، قال:(4/1367)
أقبان من خوّين فالوتائد ... فى صرمة وأينق تلائد «1»
الوتر
بكسر أوله، على لفظ ضدّ الشفع. وهو موضع قبل حاجر قال الأعشى:
شاقتك من قتلة أطلالها ... بالشّطّ فالوتر إلى حاجر
فركن مهراس إلى مارد ... فقاع منفوحة ذى الحائر
والحائر: بناء قد تقدّم ذكره. ومهراس: جبل هناك. وهذا غير المهراس الذي قبل أحد. ومارد: حصن قد تقدّم ذكره، وهو الذي قيل فيه: «تمرّد مارد وعزّ الأبلق» . وبينه وبين الأبلق ليلة، وقد تقدّم تحديدهما.
الوتير
بفتح أوله، وكسر ثانيه بعده ياء وراء مهملة: موضع فى ديار خزاعة قد تقدّم ذكره فى رسم أدام، وفى رسم فاثور، وقد ذكرنا هناك تبييت كنانة لخزاعة بالوتير. وقال عمرو بن سالم الخزاعىّ يشكو إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم صنيعهم:
هم بيّتونا بالوتير هجّدا ... وقتّلونا ركّعا وسجّدا
ثمّت أسلمنا ولم ننزع يدا ... فانصر هداك الله نصرا أيدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نصرنى الله إن لم أنصركم. وقال أسامة ابن الحارث الهذلى:
ولم يدعوا بين عرض الوتير ... وبين المناقب إلا الذّئابا(4/1368)
الواو والثاء
الوثيل
بفتح أوله، وكسر ثانيه: موضع ذكره أبو بكر.
الواو والجيم
وجّ
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، هو الطائف. وقد ذكرنا خبر الطائف فى أوّل الكتاب. ولم سمّيت الطائف. وقد تقدم ذكر وجّ فى رسم جلدان، قال النابغة:
أتهدى لى الوعيد ببطن وجّ ... كأنّى لا أراك ولا ترانى
وقيل: وجّ: هو وادى الطائف، قال أميّة بن أبى الصّلت:
إن وجّا وما يلى بطن وجّ ... دار قومى؟ ريدة ورتوق «1»
رتوق: جمع رتق [وهو الشّرف] . وفى كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لثقيف: وثقيف أحقّ الناس بوجّ. وقال القتبىّ:
روى سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة قال: سمعت ابن أبى سويد يقول: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: ذكرت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّ آخر وطأة وطئها الله تعالى بوج. قال أبو محمد: يريد أنّ آخر ما أوقع الله بالمشركين بوجّ، وهى «2» الطائف. وكذلك قال سفيان بن عيينة: آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم: الطائف وحنين. وهذا كما قال رسول الله صلى(4/1369)
الله عليه وسلم، اللهمّ اشدد وطأتك على مضر وحنين: وادى الطائف. وقال غيره: إنّ وجّا مقدّس، منه عرج الرّبّ تبارك وتعالى إلى السماء حين قضى خلق السماوات والأرض. قال محمد بن سهل: سمّيت بوجّ بن عبد الحىّ من العمالقة، هو أوّل من نزلها.
وجدة
بفتح أوّله وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة: حصن من حصون خيبر، مذكور فى رسمها، وبأرض البربر أيضا وجدة، على مثال لفظها.
الوجر
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة: موضع مذكور فى رسم القهر.
وجرة
بالراء المهملة، قال الأصمعىّ: هو موضع بين مكة والبصرة، على ثلاث مراحل من مكة، طولها أربعون ميلا، ليس فيها منزل، فهى مربّ للوحش. وقال الطوسىّ: وجرة: فى طرف السّىّ، وهى فلاة بين مرّان وذات عرق. وهى ستون ميلا، يجتمع بها الوحش، لا ماء بها، قال النّابغة:
من وحش وجرة موشىّ أكارعه ... طاوى المصير كسيف الصّيقل الفرد
قال: ويروى: «من وحش خبّة» . وقال عمارة بن عقيل: السّىّ:
ما بين ذات عرق إلى وجرة، على ثلاث مراحل من مكة إلى البصرة، دون ركبة، على يسار طريق مكة لمن يخرج من ضريّة. وزعم عمارة أنّ وجرة ماء لبنى سليم، على ثلاث مراحل من مكة، كما قال الأصمعىّ، وأنشد لجدّه:
حيّيت لست غدا لهنّ بصاحب ... بحزيز وجرة إذ يخدن عجالا
الحزيز من الأرض: ما غلظ واستدقّ. وقال ابن حبيب: وجرة: من سائر، وسائر: قريب من عين ملل. وقال غيره: وجرة بإزاء غمرة، عليها طريق حجّاج الكوفة والبصرة. وقال الحارث بن ظالم يمدح قريشا:(4/1370)
ملأن الأرض مكرمة وخيرا ... إلى ما بين وجرة فالجناب
وقال عبدة بن الطبيب:
حلّت سليمى بطن وجرة فالرّجا ... واحتلّ أهلك يالسّخال إلى القرى
الرّجا: موضع دان من وجرة. والسّخال: موضع فى ديار بنى سعد بن زيد مناة، وهو من العالية.
وجمة
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده ميم أيضا: موضع مذكور فى رسم كتانة «1» .
وجمى
بفتح أوّله وثانيه، بعده ميم، مقصور على وزن فعلى: موضع، قال كثيّر:
أقول وقد جاوزن أعلام ذى دم ... وذى وجمى أو دونهنّ الدّوانك
فأنبأك أن وجمى تلقاء «2» الدوانك. وهو مذكور فى رسم البليد «3» ، فانظره هناك.
الواو والحاء
الوحاف
بكسر أوّله، وبالفاء فى آخره: موضع فى بلاد هذيل، قد تقدم ذكره فى رسم عروى. وقد أضافه لبيد إلى القهر، كما مضى فى رسم محجّر، وجعله المخبّل من سرو حمير، فهما إذن وحافان. قال المخبّل يهجو بنى عبّشمس من بنى تميم:(4/1371)
أيا شرّ حىّ بين أجبال طيّىء ... وبين الوحاف السّود من سرو حميرا
وقد يريد بالوحاف: جمع وحفة، لتخصيصه السّود، والوحفة: صخرة تكون فى جنب الوادى أو فى سند، ناتئة «1» سوداء.
الوحفان
على لفظ تثنية وحف: موضع فى بلاد عقيل. قال مزاحم بن الحارث بن مصرّف بن الأعلم، لابن عمّ أبيه الطّمّاح بن عامر بن الأعلم:
ألهى أباك فلم يفعل كما فعلوا ... أكل الذّباب من الوحفين والضرب «2»
الوحيد
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء ودال مهملة، نقا من أنقاء رمل الدّهناء، وهو بالعالية، وقد تقدم ذكره فى رسم التّسرير، وفى رسم الكرملين، وقال الراعى:
مهاريس لاقت بالوحيد سحابة ... إلى أمل العرّاف ذات السلاسل «3»
الأمل: جمع أميل، وهو حبل طويل من رمل يكون ميلا وأكثر
الواو والدال
ثنيّة الوداع
بفتح أوّله، عن يمين المدينة «4» أو دونها. والثنية: طريق(4/1372)
فى الجبل مخلوق، فإذا عولج وسهّل فهو نقب. قال الشاعر:
طلع البدر علينا ... من ثنيّات الوداع
وجب الشّكر علينا ... ما دعا لله داعى
وقال ابن مقبل:
فنقب الوداع فالصّفاح فمكّة ... فليس بها إلّا دماء ومحرب «1»
ودج
بفتح أوّله، على لفظ اسم العرق: اسم طريق «2» قد تقدم ذكره فى رسم ضمر.
ودحان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده حاء مهملة، على وزن فعلان:
موضع ذكره أبو بكر.
الودّ
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه: جبل معروف «3» قال امرؤ القيس
تخرج الودّ إذا ما أشجذت ... وتواريه إذا ما تشتكر «4»
يصف سحابة. وقوله أشجذت: أى سكن مطرها.
الودّاء
بزيادة مدة على الذي قبله، على وزن فعلاء، من ديار بنى تميم، قال جرير:(4/1373)
هل حلّت الودّاء بعد محلّنا ... أو أبكر البكرات أو تعشار؟
وهى كلها من منازل بنى تميم.
ودّان
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، على وزن فعلان: قرية من أمّهات القرى، قد تقدم ذكرها فى رسم قدس، وفى رسم هرشى. والمسافة بينها وبين ما يليها مذكورة فى رسم العقيق.
وحدّث يعقوب بن حميد قال: أقبلت من مكة، فلمّا صرت بودان لقيت صفراء من مولّداتها، فقلت: يا جارية، ما فعلت نعم؟ فقالت سل النّصيب.
تريد قوله:
ألا تسأل الخيمات من بطن أرثد ... إلى النخل من ودّان ما فعلت نعم
أسائل عنها كلّ ركب لقيتهم ... وما لى بها من بعد أن فارقت علم
وذكر إسحاق الموصلىّ أن هذا إنما هو لعبد الله أبى شجرة السّلمىّ «1» ، يشبّب برملة بنت الزّبير بن العوّام، وزاد فيه:
أبا لغور أم بالجلس أمست وأينما ... تكن دارها منّى فذكرى لها سقم
زبيريّة بالجزع منها منازل ... وبالعرج من أدنى منازلها رسم
فإن تك حرب بين قومى وبينها ... فقد ترنجى من كلّ نائرة سلم
أتترك إتيان الحبيب تأثّما ... ألا إنّ هجران الحبيب هو الإثم
وزاد الحنتف بن السّجف فى هذا الحديث، فبلغت الأبيات عبد الله(4/1374)
ابن الزّبير، فأحضر قائلها وقال: أنت الذي تشبّب بأخت أمير المؤمنين، وضرب عنقه.
وقال أبو الفتح: ودّان: فعلان من الودّ. فلا ينصرف، لزيادة الألف والنون، أو فعّال من ودن إذا لان، فلا ينصرف للتعريف والتأنيث.
وودان: موضع آخر، مدينة فى بلاد البربر، وهى من حيّز برقة، من بلاد إفريقية، يسكنها قوم من العرب، بينها وبين قصر ابن ميمون ستّة أيّام، وقصر ابن ميمون آخر عمل طرابلس.
ودعان
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده عين مهملة، [موضع «1» ] ذكره الخليل، وأنشد للعجّاج:
ببيض ودعان بساط؟ ىّ «2»
الودكاء
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، ممدود، على وزن فعلاء: ماءة قد تقدم ذكرها فى رسم خنثل، وفى رسم ضريّة، قال ابن أحمر:
أم كنت تعرف آيات فقد جعلت ... أطلال إلفك بالودكاء تعتذر
الواو والذال
وذفة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده فاء، معرفة لا ينصرف: موضع ذكره أبو بكر.(4/1375)
الواو والراء
وراف
بكسر أوّله، وبالفاء فى آخره: موضع «1» ، وهو مأسدة. قال قيس ابن الخطيم:
ألفيتهم يوم الهياج كأنهم ... أسد يبيشة، أو بغاب وراف
الوراق
بكسر أوله، على وزن فعال، مذكور محدّد فى رسم فيد؛ قال بشر:
قواف عرّم لم يسبقوها ... وإن حلّوا بسلمى فالوراق
الوراقان
على لفظ تثنية الذي قبله، هكذا ورد فى شعر ابن مقبل، وأظنّه أراد المتقدّم الذكر، فثنّاه على ما تقدّم فى عدة أشعار، قال:
رآها فؤادى أمّ خشف خلالها ... بقور الوراقين السّراء المصنّف «2»
ورثان
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده ثاء مثلثة، على وزن فعلان:
مدينة قبل ديبل «3» .
عين وردة
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة، على وزن فعلة جاء فى الحديث أن عين وردة هى التّنّور الذي فاض منه الطوفان؛ فلا أدرى إن كان أريد به عين الوارد أو غيرها «4» .(4/1376)
ورقان
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعده قاف، على وزن فعلان. وهو من جبال تهامة. ومن صدر مصعدا من مكّة، فأوّل جبل يلقاء ورقان، وهو كأعظم ما يكون من الجبال، ينقاد من سيالة إلى المتعشّى، بين العرج والرّويثة، فيه أوشال وعيون عذاب، سكانه بنو أوس من مزينة، قوم صدق وأهل يسار.
وفيه أنواع الشجر المثمر وغير المثمر؛ فيه السّمّاق، والقرظ، والرّمّان، والخزم، وهو شجر يشبه ورقه ورق البردىّ، وله ساق كساق النخلة، يتّخذ منه الأرشية الجياد، وأهل الحجاز يسمّون السّمّاق الضّمخ، وأهل الجند يسمّونه العرتن. وعن يمين ورقان سيالة والرّوحاء والرّويثة، والعرج عن يساره.
ويتّصل بورقان قدس المتقدّم ذكره، وقال الأحوص:
وكيف ترجّى الوصل منها وأصبحت ... ذرا ورقان دونها وحفير
ويخفّف، فيقال ورقان، قال جميل:
يا خليلى إنّ بثنة بانت ... يوم ورقان بالفؤاد سبيّا
ومن حديث وهب «1» الذي يرويه من طريق درّاج، عن أبى الهيثم، عن أبى سعيد الخدرىّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مقعد الكافر من النار مسيرة ثلاثة أيام، وضرسه مثل أحد، وفخذه مثل ورقان.(4/1377)
ومن حديث آخر: أنّه عليه السلام ذكر غافلى «1» هذه الأمّة، فقال: رجلان من مزينة، ينزلان جبلا من جبال العرب يقال له ورقان.
ذو ورلان
بكسر أوله، على لفظ جمع ورل: واد لبنى سليم، مذكور فى رسم ظلم، فانظره هناك.
الوريعة
على لفظ الذي قبله، إلّا أنه بالعين المهملة، وهو جبل بناحية الدّوّ «2» . قاله عمارة، وأنشد لجدّه جرير:
أيقيم أهلك بالسّتار وأصعدت ... بين الوريعة والمقاد حمول
قال: والمقاد:، طريق الوريعة، من أمّ فيه القبلة فهو مصّعد، ومن أمّ العراق فهو منحدر.
الوريقة
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، وبالقاف: ماءة مذكورة فى رسم جبلة.
الواو والشين
وشحى
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده حاء مهملة، [مقصور] «3» ، على وزن فعلى «4» ، ركىّ معروفة، قد تقدم ذكرها فى رسم سجى.
الوشل
بفتح أوّله وثانيه: موضع قد تقدم ذكره فى رسم الأشعر «5» .(4/1378)
الوشم
بفتح أوله، وإسكان ثانيه: موضع بنجد «1» . وهو لربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وقد تقدم ذكره فى رسم ثرمداء، وسيأتى فى رسم يترب.
الوشوم
على لفظ جمع الذي قبله: موضع آخر ذكره أبو بكر «2» .
الوشيج
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء وجيم: موضع تلقاء حوضى «3» . قال ذو الرّمّة:
وقد جعلت زرق الوشيج حداتها ... يمينا وحوضى عن شمال المرافق «4»
وشيع
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعده ياء وعين مهملة [ماء «5» ] لبنى سعد، قد تقدم ذكره فى رسم الدّحرض «6» .
الواو والضاد
وضا
بفتح أوله، مقصور على وزن فعل: موضع، وقيل: واد بنجد.
وضاخ
بضم أوّله، وبالخاء المعجمة: موضع «7» قد تقدم ذكره فى رسم أضاخ.(4/1379)
الوضح
بفتح أوله وثانيه، بعده حاء مهملة: موضع مذكور فى رسم ضرّية «1» .
الواو والطاء
الوطيح
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعده ياء وحاء مهملة: حضن من حصون خيبر، مذكور فى رسمها. قال الحسن بن أحمد الهمدانىّ: سمّى بالوطيح ابن مارن، رجل من ثمود.
الواو والعين
وعال
بضم أوله: موضع «2» قد تقدم ذكره فى رسم الحبىّ. قال جرير:
فليت العيس قد قطعت بركب ... وعالا أو قطعن بنا صوافا
هكذا وقع: صوافا، ولا أعرف إلا صواما «3» .
الوعر
بفتح أوله، على لفظ نقيض السهل: واد فى ديار بنى تغلب «4» ، قد تقدم ذكره فى رسم النّبى، قال الأخطل:
زعمتم ببطن الوعر أن قد منعتم ... ولم تمنعوا بالوعر بطنا ولا ظهرا
وقال جميل:
أ؟ ى وأنّى منك حىّ ساكن ... بجنوب وعر والجبال تنوب «5»(4/1380)
الواو والفاء
الوفاء
بفتح أوله، ممدود: بلد مذكور فى رسم شمّاء.
الوفراء
بفتح أوله، على لفظ تأنيث أوفر: أرض معروفة، قال الأعشى:
عرندسة لا ينقض السير غرضها ... كأحقب بالوفراء جأب مكدّم «1»
الواو والقاف
الوقبى
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه بعده باء معجمة بواحدة، مقصور، قال ابن دريد: وقد يمدّ. هكذا ذكره بإسكان ثانيه، وأنشد:
أقول لناقتى عجلى وحنّت ... إلى الوقبى ونحن على جراد
وكان ابن الأنبارىّ «2» يقول: الوقبى، بتحريك القاف، مقصورة لا تمدّ «3» .. قال أبو عبيدة: كانت الوقبى لبكر على إياد الدهر، فغلبهم عليها بنو مازن، بعون عبد الله بن عامر صاحب البصرة لهم، فهى بأيدى بنى مازن «4» إلى اليوم، وكان بين بنى شيبان [وبنى مازن فيها حرب، ويعرف بيوم الوقبى، قتل فيه جماعة من بنى شيبان] «5» والشاهد لابن الأنبارىّ قول أبى محمد الفقعسىّ:
فالحزم حزم الوقبى فذا الحصر ... بحيث يلقى راكس سلع السّتر
لا يصحّ وزن الشطر إلّا بتحريك القاف.(4/1381)
وقط
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده طاء مهملة: موضع قد تقدم ذكره فى رسم ضلفع. والوقط: موضع يستنقع فيه الماء، تتّخذ فيه حياض تمسك الماء، واسم «1» تلك المواضع أجمع وقط، وهو كالوجذ، إلا أنّ الوقط أوسع، والجمع: وقطان ووجذان، قال العجّاج:
وأخلف الوقطان والمآجلا وقال الخليل: الوقظ، بالظاء المعجمة «2» : حوض له أعضاد «3» يجتمع فيه ماء كثير.
وقير
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، وراء مهملة: موضع قبل قدس، قال أبو ذؤيب:
فإنّك عمرى أىّ نظرة ناظر ... نظرت وقدس دوننا ووقير
الوقيظ
بالظاء المعجمة، والطاء المهملة معا، على وزن فعيل: ماء لبنى مجاشع بأعلى بلاد بنى تميم، إلى بلاد بنى عامر. وليس لبنى مجاشع بالبادية إلّا زرود والوقيظ. قال جرير:
فليس بصابر لكم وقيظ ... كما صبرت لسوءتكم زرود
وكانت فى هذه المواضع حرب بين تميم وبكر فى الإسلام. وفى البارع «4» :(4/1382)
الوقيعة: تكون فى جبل أو صفا، وعلى متن حجر، فى سهل أو جبل، فإذا عظمت وجاوزت حدّ الوقيعة، تكون وقيطا، بالطاء المهملة. قال أبو علىّ:
الوقيط، على مثال فعيل: الغدير فى الصّفا، وجماعه «1» : الوقطان.
الواو والكاف
وكز
بفتح أوله، وبالزاى المعجمة: موضع قد تقدم ذكره فى رسم شمنصير «2»
الواو واللام
الولج
بفتح أوله وثانيه، بعده جيم، ويقال: الولجة «3» ، بالهاء، وهو موضع بالرمل معروف، قد تقدم ذكره فى رسم أجأ. قال الراجز:
دعوا الحداد «4» والحقوا بالولجه
وجمعه العجّاج فقال:
أو حيث كان الولجات «5» ولجا
الوليّة
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، بعده ياء: موضع ذكره أبو بكر «6» .(4/1383)
الواو والنون
ونعان
بفتح أوله وثانيه، بعده عين مهملة «1» على وزن فعلان: مذكور فى رسم قدس.
الواو والهاء
وهبين
بفتح أوله، على وزن فعلين: رمل لبنى تميم، وسط الدّهناء، قال ذو الرّمّة:
أمسى بوهبين مجتازا لمرتعه ... من ذى الفوارس تدعو أنفه الرّبب «2»
ذو الفوارس: جبل معروف، والرّبب: جمع ربّة، وهى نبات الصيف، مثل التّنّوم والرّخامى والحلّب والمكر والقرنوة.
الوهط
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده طاء مهملة، قال القتبىّ «3» :
الوهط: المكان المطمئن، وبذلك سمّى مال عمر بن العاصى بالطائف.
وحدّث سفيان بن عمرو بن دينار، عن مولى لعمرو بن العاصى: أن عمرا أدخل فى تعريش الوهط ألف ألف عود، قام كلّ عود بدرهم، فقال معاوية لعرو: من يأخذ مال مصرين يجعله فى وهطين، ويصلى سعير نارين.(4/1384)
بسم الله الرحمن الرحيم صلّى الله على سيدنا محمد وآله وسلّم
كتاب حرف الياء
الياء والهمزة
يأجج
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده جيمان، الأولى مفتوحه، وقد تكسر. قال أبو عبيد «1» : يأجج: واد ينصبّ من مطلع الشمس إلى مكة، قريب منها، وقد تقدم ذكره فى رسم أجأ. ويوم يأجج هو يوم الرّقم؛ وقد تقدّم ذكره، لأنّ الموضعين متّصلان، قال الشّمّاخ.
من اللّائى ما بين الصّراد فيأجج فدلّك أنه قبل الصّراد. وقول عمر بن أبى ربيعة يدلّ أنّه قبل مغرب:
وموعدك البطحاء من بطن يأجج ... أو الشّعب بالممروخ «2» من بطن مغرب
وذكر أبو داود فى كتاب الجهاد من حديث ابن إسحاق، عن يحيى بن عبّاد عن أبيه عباد بن عبد الله «3» بن الزّبير، عن عائشة، قالت: لمّا بعث أهل مكة فى فداء أسراهم، [بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم] «4» فى فداء أبى العاصى(4/1385)
ابن الربيع بمال. وذكر الحديث. وفيه: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار، وقال: كونا «1» ببطن يأجج حتّى تمرّ بكما زينب، فتصحباها، حتى تأتيا «2» بها. وجمعه أرطاة بن سهيّة وما حوله «3» فقال:
ونحن قتلنا باليآجيج عامرا ... بكلّ شراعىّ «4» كقادمة النّسر
الياء والألف
يافع
: موضع مذكور فى رسم مخيّس
يام
: مخلاف من مخاليف اليمن لهمدان، قد تقدّم ذكرها فى رسم صيلع «5»
الياء والباء
يبة
بفتح أوله وثانيه، بعده هاء التأنيث «6» : قرية مذكورة فى رسم برك «7»
يبرين
ويقال: يبرون، على ما تقدّم فى غير ما موضع «8» من الأسماء التى «9»(4/1386)
على هذا المثال، وهو رمل معروف فى ديار بنى سعد من تميم. وقال أبو إسحاق الحربىّ. وقد ذكرت «1» حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «شفاعتى لأهل الكبائر من أمّتى حتّى حاء «2» وحكم» : حيّان باليمن، فى آخر رمل يبرين.
وهو «3» على قوله من حدّ اليمن «4» : وقال الحطيئة:
إنّ امرأ رهطه بالشام منزله ... برمل يبرين جار شدّ ما اغتربا
هلّا التمست لنا إن كنت صادقة ... مالا فيسكننا بالخرج «5» أو نشبا
قال: والخرج «6» : فى اليمامة.
حرّة يبلى
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، على لفظ يفعل من بلى الثّوب:
حرّة قد تقدّم ذكرها فى رسم الحرار، قال سحيم العبد:
فما حرّكته الريح حتى حسبته ... بحرّة يبلى أو بنخلة ثاويا
يبنبم
بفتح أوله وثانيه، بعده نون وباء أخرى: واد شجبر قبل تثليث، قال حميد بن ثور:(4/1387)
إذا شئت غنّتنى بأجزاع بيشة ... أو الجزع «1» من تثليث أو من يبنبما
وذكر سيبويه فى الأبنية أبنم بالهمز، على وزن أفنعل، وهى لغتان فيها، الهمزة والياء، كما هى فى يلملم. ولم يذكر سيبويه فيه الياء.
الياء والتاء
يترب
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة مفتوحة، وباء معجمة بواحدة. قال قطرب: هى قرية بين اليمامة والوشم. وقال القاسم بن سلّام:
يقال: يترب وأترب بالهمزة «2» ، قال الجعدىّ:
وقان لحى الله ربّ العباد ... جنوب السّخال إلى يترب
لقد شطّ حىّ بجزع الأغرّ حيّا تربّع بالشربب والسّخال: بالعالية. ويقال: يترب: أرض بنى سعد. قال النّمر بن تولب العكلىّ يرثى أخاه الحارث بن تولب:
لا زال صوب من ربيع وصيف ... يجود على حسى الغميم فيترب
وو الله ما أسقى الديار لحبّها ... ولكنّنى أسقيك حار بن تولب
وكان أبو عبيدة ينشد قول علقمة «3» :
وعدت وكان الخلف منك سجيّة ... مواعيد عرقوب أخاه بيترب
وقال: بيثرب خطأ. وأنشد غيره:
يا دار سلمى عن يمين يترب ... بجبجب أو عن يمين جبجب(4/1388)
جبجب: ماء ببترب. وقال ابن دريد: اختلفوا فى عرقوب، فقيل:
هو من الأوس؛ فيصحّ على هذا أن يكون «بيثرب» . وقيل: هو من العماليق، فعلى هذا القول إنما يكون «بيترب» لأنّ العمالقة كانت من اليمامة إلى وبار، ويترب هناك. قال: وكانت العماليق أيضا بالمدينة. هكذا قال فى باب «بجبج» .
وقال فى باب «بتر» «1» ، عرقوب بن معبد، ويقال: معيد من بنى «2» عبشمس ابن سعد. قال: ويقال: يترب: أرض بنى سعد. وقال غيره: عرقوب:
جبل مكلّل بالسحاب أبدا لا يمطر
الياء والثاء
«3» يثرب
: مدينة النّبيّ عليه السلام، قد تقدم ذكرها. سمّيت بيثرب ابن قانية من بنى إرم بن سام بن نوح، لأنه أوّل من نزلها. وقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم، تسمّونها «4» يثرب، ألا وهى طيبة. كأنه كره أن تسمّى يثرب، لما كان من لفظ التثريب.
يثقب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده قاف مفتوحة «5» ، وباء معجمة(4/1389)
بواحدة: موضع قد تقدم ذكره فى رسم الغراء. وقال النابغة:
أرسما جديدا من سعاد تجنّب ... عفت روضة الأجداد منها فيثقب «1»
روضة الأجداد: موضع معروف، نسب إلى أجداد هناك، جمع جد، وهى آبار ممّا حوت عاد، وكذلك الخليقة «2» والقليب. وفى نسختى من كتاب العين المنقولة من كتاب أبى إسحاق الزّجّاج، المقروءة على أبى جعفر النّحّاس: يثقب، بضم القاف. وقد صحّح ابن التّرّاس عليها.
يثلث
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده لام مفتوحة، وثاء أخرى مثلّثة: موضع قد تقدم ذكره فى رسم البدىّ.
الياء والحاء
يحطوط
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده طاءان مهملتان، على وزن يفعول: اسم واد: قال الراجز:
فما أبالى يا أخا سليط ... ألّا تغشّى «3» جانبى يحطوط
يحموم
بفتح أوله، وإسكان ثانيه: جبل مذكور فى رسم الحشّاك «4» .(4/1390)
قال الراعى:
فأبصرتهم حتّى توارت حمولهم ... بأنقاء يحموم وورّكن أضرعا
يحثّ بهنّ الحاديان كأنّما ... يحثّان جبّارا بعينين مكرعا
أضرع: قارات بنجد. وقال خالد: أكيمات صغار. وورّكن: أى جعلنها حيال أوراكهن. وعينان: مكان بشقّ البحرين، كثير النخل، قد تقدم ذكره. وانظر أذرعا بالذال فى رسم أكباد.
وقال الحربىّ: اليحموم: جبل بمصر. وروى من طريق أبى قبيل عن عبد الله بن عمرو، أنه سأل كعبا عن المقطّم: أملعون هو؟ قال: ليس بملعون:
ولكنّه مقدّس: من القصير إلى اليحموم.
وروى فى شعر هدبة بن خشرم اليحاميم، على لفظ جمع يحموم. قالوا:
وهو موضع قبل حجر ثمود. قال هدبة:
ذكرتك والعيس المراقيل تعتلى ... بنا بين أطراف اليحاميم والحجر
الياء والدال
يدوم
على لفظ المضارع من دام: جبل فى بلاد مزينة، مذكور فى رسم ريم، وفى رسم أملاح. وقال الراعى:
وفى يدوم إذا اغبرّت مناكبه ... وذروة الكور عن مروان معتزل
الياء والذال
يذبل
بفتح أوله، وإسكان ثانيه: بعده باء معجمة بواحدة. قال يعقوب:
يذبل: جبل. طرف منه لبنى عمرو بن كلاب، وبقيّته لباهلة مليل(4/1391)
وعرّاض قال يعقوب: ويقال له: يذبل الجوع، كأنّه أبدا مجدب. وقد تقدم ذكره فى رسم الرّيّان. وقالت الخنساء:
أخو الجود معروف له الجود والنّدى ... حليفان ما قامت تعار ويذبل
تعار: جبل يلى ذقانا المتقدم ذكره.
الياء والراء
اليراعة
على لفظ اسم القصبة: موضع معروف، قال المثقّب:
على طرق عند اليراعة تارة ... تولدى شريم البحر وهو قعيدها
الشّريم: الساحل.
يرامل
بضم أوّله: بلد «1» . قال ابن مقبل يصف حمارا:
ممّا يقيظ بأظرب فيرامل
اليراهق
بضم أوله: بلد: روى أبو عبيدة بيت امرئ القيس:
تصيّد خزّان اليراهق بالضّحى «2» ... وقد جحرت منها ثعالب أورال
يربغ
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة، وغين معجمة:
موضع قد تقدم ذكره فى رسم فدك «3» . قال الشّنفرى:(4/1392)
كأن قد فلا يغررك منّى تمكّى ... سلكت طريقا بين يربغ فالسّرد
وقال رؤبة:
فاعسف بناج كالرّباع المشتغى ... بصلب رهبى أو جماد اليربغ «1»
يرمرم
بفتح أوله وثانيه «2» وبراء مهملة أخرى بين الميمين: جبل «3» قد تقدم ذكره فى رسم هدانين، قال حسّان:
ولو ورنت رضوى بحلم سراتنا ... لمال برضوى حلمنا ويرمرم
اليرموك
بفتح أوله، وإسكان ثانيه: موضع مذكور فى رسم خمان.
وباليرموك التقى جمع الروم الأعظم والمسلمون، وأميرهم أبو عبيدة ومعه خالد بن الوليد، فبرز منهم رجل عظيم الشأن، فقال أبو عبيدة: من يبرز إليه؟ فبرز إليه قيس بن هبيرة بن المكشوح، فطعنه فأذراه «4» عن فرسه، فنادى أبو عبيدة فى الناس: والله ما بعدها إلا النصر، فاحملوا. فحمل المسلمون، وكانت الدّبرة على الروم، فقتل منهم سبعون ألفا. وذلك أنهم كانوا تقيّدوا للثّبوت، فلم ينج منهم إلا أقل من الثّلث، فلم يقتل فى وقعة من أول الدهر «5» إلى وقتنا هذا، أكثر من قتل اليرموك. وقال قيس [بن هبيرة] بن المكشوح:
جلبنا الخيل من صنعاء تردى ... بكلّ مدجّج كاللّيث حام(4/1393)
إلى وادى القرى فديار كلب «1» ... إلى اليرموك بالبلد الشّآم
يرنى
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده نون، مقصور: موضع قد تقدم ذكره فى رسم ترنى «2» .
اليريض
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعده ياء أخرى، وضاد معجمة:
موضع «3» قد تقدم ذكره فى رسم البدىّ.
الياء والزاى
يزن
بفتح أوله وثانيه: بلد «4» . وأصله يزأن، بالهمزة، ومعناه: الثّقل.
وإليه أضيف ذو يزن الحميرىّ، وكانت الرماح تعمل هناك، ففى النسب إليه [أربع لغات] «5» يزأنّى وأزأنىّ، وعلى تحفيف الهمزة يزنىّ وأزنىّ. ذكر ذلك الخليل فى باب لكع.
الياء والسين
اليستعور
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده تاء معجمة باثنتين من فوقها مفتوحة، وعين مهملة، وواو، وراء مهملة، على وزن يفتعول «6» ، ولم يأت فى الكلام على هذا البناء غيره. وهو موضع قبل حرّة المدينة، كثير العضاه،(4/1394)
موحش بعيد، لا يكاد يدخله أحد، قال عروة بن الورد:
أطعت الآمرىّ بصرم سلمى «1» ... فطاروا فى بلاد اليستعور
أى تفرّقوا حيث لا يعلم ولا يهتدى لمواضعهم. وقال أبو حنيفه: اليستعور شجر، ومساويكه أشدّ المساويك إنقاء للثّغر وتبييضا، وفيه شىء من مرارة، ومنابته بالسّراة. وأنشد لعروة:
* فطاروا فى بلاد اليستعور
يسر
بضم أوله وثانيه، بعده راء مهملة «2» . وهو دحل لبنى يربوع بالدّهناء، وقال يعقوب: بالحزن، وأنشد لطرفة:
أرّق العين خيال لم يقر ... طاف والركب بصحراء يسر
وفى شعر الحطيئة: يسر: ماء دون زبالة، قال:
عطفنا العتاق الجرد حول نسائكم ... هى الخيل مسقاها زبالة أو يسر
وقال عدىّ بن زيد:
مرّ على حرّ الكثيب إلى ... لينة فاغتال الطّراق يسر
لينة: عن يمين زبالة. والطّراق: جمع طريق. واغتياله لها: ماؤه إياها بمائه.
وقد خفّفه جرير، فقال:
فما شهدت يوم الغبيط مجاشع ... ولا نقلان الخيل من قلّتى يسر «3»
وقال جرير أيضا:
لمّا أتين على حطّابتى يسر ... أبدى الهوى من ضمير القلب مكنون
حطّابتاه: أجمتان به، فيهما عضاه.(4/1395)
يسوم
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده نون: موضع ذكره أبو بكر.
الياء والشين
قصر يشيع
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعده ياء أخرى، وعين مهملة:
قصر بذمار همدان «1» من اليمن، ينسب إلى يشيع بن رئام بن نهفان «2» من؟؟ دان. وإلى ريّام نسب محفد رئام «3» ، الذي كانوا يحجّونه.
الياء والعين
يعر
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة: جبل بالحجاز فى ديار بنى خثيم من هذيل. قال ساعدة بن العجلان:
تركتهم وظلت بجر يعر ... وأنت زعمت ذو خبب معيد «4»
وقال عمرو بن كلثوم:
جلبنا الخيل من جنبى أريك ... إلى القنعات من أكناف يعر
اليعمريّة
كأنّها منسوبة إلى يعمر: اسم رجل: موضع كانت فيه حرب من حروب داحس «5» .(4/1396)
اليعملة
بفتح أوله، وإسكان ثانيه: جبال مذكورة فى رسم الرّبذة ورسم سنبلة
الياء والفاء
ذويفن
بفتح أوله، وثانيه، قال أبو عبيدة: هو ماء. وقال أبو حاتم: هو موضع. قال: وأظنّه بالقاف: ذويقن، قال ابن مقبل:
قد فرّق الدهر بين الحىّ بالظّعن ... وبين أهواء شربى يوم ذى يقن
الياء والكاف
يكسوم
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده سين مهملة: موضع ذكره أبو بكر.
الياء واللام
يلبن
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة مفتوحة.
قال ابن حبيب: يلبن على ليلة من المدينة «1» وقد تقدّم ذكره فى رسم النّقيع وقالت خنساء ترثى صخرا:
فإنّ فى العقدة «2» من يلبن ... عبر السّرى فى القلص الضمّر
ينبونة
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده باء، وواو ونون، على وزن(4/1397)
يفعولة: اسم بئر. حكى أبو عمر عن بعض الأعراب أنّه قال: أتيت يلبونة، فما وجدت فيها قلصة ماء. والقلص: من الأضداد، وهو قلة الماء وكثرته.
يلخع
بالخاء المعجمة، والعين المهملة: موضع ذكره أبو بكر.
يلمقة
بفتح أوله، وإسكان ثانيه، وفتح الميم أيضا، بعدها قاف مخففة، وهاء التأنيث: من مصانع الجنّ، التى بنتها الجنّ على عهد سليمان عليه السلام، وكذلك سلحين وبينون وغمدان، لم ير الناس مثلها، عدمتها الحبشة إذ غلبت على اليمن. قال الحميرىّ:
هونك ليس يردّ الدّمع ما فاتا ... لا تهلكى جزعا فى إثر من مانا «1»
أبعد بينون لا عين ولا أثر ... وبعد سلحين يبنى الناس أبياتا
وقيل: إنّما سمّى هذا الموضع يلمقة، على وزن يعملة، باسم بلقيس بنت هدّاد ابن شرح «2» بن شرحبيل بن الحارث الرائش، صاحبة سليمان، اسمها يلمقة، على وزن يعملة «3» . وقال الهمدانىّ: وتفسيره: زهرة، لأن اسم الزّهرة فى لغة حمير: يلمقة وألمق، واسم القمر: هيس»
يلملم
بفتح أوله وثانيه، جبل على ليلتين من مكة، من جبال تهامة، وأهله كنانة، تنحدر أوديته إلى البحر، وهو فى طريق اليمن إلى مكة، وهو ميقات من حجّ من هناك. ويقال: ألملم بالهمز، وهو الأصل، والياء بدل من الهمزة. وقد تقدّم ذلك فى حرف الهمزة. وقال طفيل:(4/1398)
وسلهبة تنضو الجياد كأنّها ... رداة تدلّت من فروع يلملم «1»
وقال ابن مقبل:
تراعى عنودا فى الرّياد كأنّها «2» ... سهيل بدا فى عارض من يلملما
يليل
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده ياء أخرى مفتوحة. قال أبو بكر: هو موقف من مواقف الحجّ. وقال الزّبير: هو واد يدفع فى بدر.
وقد تقدّم ذكره فى رسم بدر، وفى رسم رضوى، وفى رسم غيقة. وأنشد الزّبير:
عمرو بن عبد كان أوّل فارس ... جزع المذاد وكان فارس يليل
يعنى فارس بدر قال: والمذاد: هو الموضع الذي احتفر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق، وكان عمرو بن عبد طفر الخندق يوم الأحزاب، ودعا إلى المبارزة، وجعل يقول:
ولقد بححت من الندا ... ء بجمعهم: هل من مبارز؟
فبرز إليه علىّ، فقتله علىّ، فى حديث طويل. فقال مسافع بن عبد مناف الجمحىّ يرثى عمرا المذكور.
عمرو بن عبد كان أوّل فارس
وقال حسّان:
بقاع نقيع الجزع من فوق يليل «3» ... تحمّل منه أهله فتتهّما
وقال كثيّر:
إليك ابن مروان الأغرّ تكلّفت ... مسافة ما بين البضيع فيليل(4/1399)
البضيع: بمصر. ويروى: ما بين البويب «1»
الياء والميم
يمئود
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة، على وزن يفعول [قال يعقوب] «2» : هى حساء بأعلى الرّمّة لبنى مرّة وأشجع «3» . قال الشّمّاخ:
طال الثّواء على رسم بيمئود ... أودى وكلّ جديد مرّة مود
وقال زهير:
كأنّ سحيله فى كل فجر ... على أحساء يمئود دعاء «4»
يمعوز
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، والعين المهملة، والزاى المعجمة: موضع تنسب إليه دارة يمعوز «5» .
اليّمة
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، موضع معروف، ذكره أبو بكر.
يمن
بضمّ أوّله، وإسكان ثانيه: ماء قد تقدّم ذكره فى رسم الجواء «6» .
قال عامر بن الطّفيل:
ألا من مبلغ أسماء عنّى ... ولو حلّت بيمن أو جبار(4/1400)
قال ابن دريد: يمن وجبار من الحجاز. وفى حديث عائشة لمّا هاجرت، قالت:
لمّا صرنا بالبيض من يمن، نفر بعيرى وأنا فى محفة مع أمّى، فجعلت تقول:
وابنتاه وابنتاه! حتّى أدرك بعيرنا وقد هبط ثنيّة هرشى، فسلّم الله «1»
يمن
بفتح أوّله وثانيه، موضع آخر قريب من مكّة. قال عمر ابن أبى ربيعة:
نظرت عينى إليها نظرة ... مهبط البطحاء من بطن يمن
فأمّا اليمن البلد المعروف الذي كان لسبأ، فإنما «2» سمّى باليمن لأنّه عن يمين الكعبة، كما سمّى الشأم شأما لأنه عن شمال الكعبة. وقيل: إنّما سمّى بذلك قبل أن تعرف الكعبة، لأنّه عن يمين الشمس. قال يعرب بن قحطان، وذكر تبلبل الألسنة، وتكلّم «3» هو بالعربيّة:
أنا ابن قحطان الهمام الأفضل ... وذو البيان واللّسان الأسهل
نفرت والأمّة فى تبلبل ... نحو «4» يمين الشمس فى تمهّل
وكنت منهم ذا الرّعيل الأوّل وقال بعضهم: إنّما سمّى اليمن يمنا: بتيمن «5» بن قحطان.
الياء والنون
ينابع
بضمّ أوّله، وبالباء المعجمة بواحدة، والعين المهملة: موضع «6» قد تقدّم ذكره فى رسم نبايع، فى حرف النون.(4/1401)
ينبع
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة مضمومة، وعين مهملة، وهى بين مكة والمدينة، وهى من بلاد بنى ضمرة قوم عزّة كثير «1» قال كثيّر وذكر غيثا:
ومرّ فأروى ينبعا وجنوبه ... وقد جيد منه جيدة فعباثر
وقد تقدّم ذكر ينبع وتحليتها بأتمّ من هذا فى رسم رضوى.
ينخع
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده خاء معجمة مفتوحة، وعين مهملة:
موضع ذكره أبو بكر.
ينخوب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع أو جبل: قال الأعشى يهجو شرحبيل بن عمرو بن مرثد:
يا رخما قاظ على ينخوب ... يعجل كفّ الخارئ المطيب
هكذا أنشده ابن دريد، عن أبى حاتم، عن أبى عبيدة؛ وأنشده القاسم بن سلّام فى الشرح:
يا رخما قاظ على مطلوب «2»
يندد
بدالين مهملتين، على مثال مهدد: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم المدينة. وأنشد الخليل:
لو كنت بالسّروين سروى ينددا
الينسوعة
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وبالسين والعين المهملتين: موضع قد تقدّم ذكره فى رسم البيسوعة، بالباء، وفى رسم توضح.(4/1402)
ينصوب
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده صاد مهملة، على وزن يفعول:
موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الشّرف.
ينكف
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده كاف مفتوحة وفاء: موضع باليمن، سمّى ببعض اليناكف من ملوك حمير، وهم كثير، أوّلهم ينكف ابن شمّر، ذى الجناح الأكبر.
ينور
بفتح أوّله، وضم ثانيه، وبالراء المهملة: جبل بين صنعاء وضهر، قد تقدّم ذكره فى رسم ضهر.
وينور آخر: فى بلد صيد بن همدان.
ينوفى
بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، بعده واو وفاء، مقصور: موضع قد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم القواعل. ويقال تنوفى بالتاء، والأوّل أثبت.
الياء والهاء
يهرع
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء وعين مهملتان: موضع ذكره أبو بكر.
الياء والواو
باب اليون
بضمّ أوّله: باب بمصر معلوم. وقد تقدّم ذكره فى باب حرف الهمزة واللام، لما كان الأغلب فى الرواية ألّا يجرى للعجمة، وأن تكون الهمزة فيه أصلية.(4/1403)
الياء والياء
يين
بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع ذكره أبو الفتح، وقد مضى ذكره فى رسم أليون، من حرف الهمزة. وأنشد كراع لعلقمة بن عبدة.
وما أنت أم ما ذكرها ربعيّة ... تحلّ بيين أو بأكناف شربب
وإير «1» وشربب: معلومان محدّدان. قد ذكرتهما فى مواضعهما «2» .(4/1404)
جملة من القول فيما يؤنّث من البلاد ويذكّر
الغالب على أسماء البلاد التأنيث. والمؤنّث منها على أحد أمرين: إمّا أن تكون فيه علامة فاصلة بينه وبين المذكّر، كقولك مكّة والجزيرة؛ وإمّا أن يكون اسم المدينة مستغنيا بقيام معنى التأنيث فيه عن العلامة، كقولك: حمص وفيد وحلب ودمشق.
وكلّ اسم فيه ألف ونون زائدتان «1» ، فهو مذكّر، بمنزلة الشام والعراق نحو جرجان، وحلوان، وجوران، وأصبهان، وهمذان، أنشد الفرّاء:
فلمّا بدا حوران والآل دونه ... نظرت فلم تنظر بعينيك منظرا
وأنشد أيضا عن الكسائىّ:
سقيا لحلوان ذى الكروم وما ... صنّف من تينه ومن عنبه
هكذا رواه صنّف بضمّ الصاد ورواه يعقوب: صنّف، بفتحها، وقال: يقال صنّف التّمر: إذا أدرك بعضه ولم يدرك بعض. فإن رأيت شيئا من ذلك مؤنّثا، فإنّما يذهب فيه إلى معنى المدينة.
والأغلب على «فيد» التأنيث، وكذلك بعلبكّ؛ وقد تقدّم ذكر ذلك فى رسومهما. وقال أبو هفّان: هى منى، وهو منى. وأنشد للعرجىّ:
سقى منى ثم روّاه وساكنه ... وما ثوى فيه واهى الودق منبعق
وقال الفرّاء: الغالب على منى التذكير والإجراء، والغالب على فارس التأنيث وترك الإجراء، قال الشاعر:(4/1405)
لقد علمت أبناء فارس أنّنى ... على عربيّات النّساء غيور
وهجر: الغالب عليه التذكير، وربّما أنّثوها. وقد أنشدنا شعر الفرزدق فى تأنيثها، وسجع العرب. قال الفرّاء: إنّما أجرت العرب هندا ودعدا وجملا وهنّ مؤنّثات، ولم يجروا حمص وفيد وتوز، وهن مؤنّثات على ثلاثة أحرف، لأنّهم يرددون اسم المرأة على غيرها، ولا يردّدون اسم المدينة على غيرها. فلما لم تردّد، ولم تكثر فى الكلام، لزمها الثقل، وترك الإجراء.
وقال أبو حاتم: حجر اليمامة: يذكّر ويؤنّث. قال: وفلج: مذكر على كلّ حال. وعمان: الغالب عليها التأنيث. وقباء وأضاخ: يذكّران ويؤنّثان.
وبدر: مذكّر. قال الله عزّ وجلّ: «ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلّة» .
وحنين: مذكّر لأنهما اسمان للماء. قال الله تعالى: «ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم» . وربّما أنّثته العرب، لأنّه اسم للمقعه. قال حسّان:
نصروا نبيّهم وشدّوا أزره ... بحنين يوم تواكل الأبطال
والحجاز واليمن والشّأم والعراق: ذكران. ومصر: مؤنّثة. قال الله تعالى:
«أليس لى ملك مصر» . وقال تعالى: «ادخلوا مصر» . وقال عامر بن واثلة الكنانىّ لمعاوية: أمّا عمرو [بن العاص] فأنطفته «1» مصر. وأمّا قول الله عزّ وجلّ: «اهبطوا مصرا» . فإنه أراد مصرا من الأمصار. وقرأ سليمان الأعمش:
«اهبطوا مصر» ، وقال: هى مصر التى عليها سليمان بن علىّ، فلم يجرها.
ودابق: يذكّر ويؤنّث. من ذكّر قال: هو اسم للنهر، ومن أنّث قال: هو اسم للمدينة. قال الشاعر فى الإجراء:(4/1406)
بدابق وأين منّى دابق وأنشد الفرّاء فى ترك الإجراء:
لقد ضاع قوم قلّدوك أمورهم ... بدابق إذ قيل العدوّ قريب
ونجد: مذكّر. قال الشاعر:
فإن تدعى نجدا أدعه ومن به ... وإن تسكنى نجدا فيا حبّذا؟ جد
وبغداد: تذكّر وتؤنّث. وقد مضى القول فى ذلك، وذكرناكم [من] لغة فيها. وصفّون وقنّسرون وماردون والسّيلحون: مؤنّثات. وكذلك نصيبون وفلسطون. وقد مضى القول فى إعرابها. وحراء: الغالب عليه التذكير والإجراء. وربّما أنثوه، وقد مضى الشاهد على ذلك. وأجاز الفرّاء أن تقول:
هذه حراء، بالإجراء. تقول هذه، ثم تذهب إلى الجبل، كما تقول هذه ألف درهم. والكلام: هذا ألف درهم. وثبير: مذكّر. وكانوا يقولون:
أشرق ثبير، كيما نغير وكبكب: معرفة مؤنّث لا تجرى. وهو اسم للجبل وما حوله، وقد تقدّم إنشاد بيت الأعشى فيه. وشمام، مكسورة الميم: معرفة مؤنّثة. وهى اسم للجبل وما حوله، بمنزلة حذام وقطام. وسرّ من رأى: مؤنّثة، وفى تعريبها وجوه قد تقدّم ذكرها. وسلمى مؤنّثة: أحد جبلى طيّى، وكذلك أجأ، وهو الجبل الثانى. وقد ذكرناكم من لغة فيه. وقدس: مؤنّثة، غير مجراة، اسم للجبل وما حوله. ولبن: مؤنّثة، اسم للجبل وما حوله لا تجرى. قال الراعى:
سيكفيك الإله ومسنمات ... كجندل لبن تطّرد الصّلالا(4/1407)
خاتمة
1 جاء بآخر النسخة التى رمزبا إليها بالحرف ق ما يأتى:
آخر السفر الثانى من كتاب «معجم ما استعجم» وبتمامه تم جميع الديوان الذي ألفه الوزير الفقيه الأجلّ: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكرىّ رحمه الله، وعفر له.
والحمد لله بدءا وعودا؛ وصلواته على محمد نبيه، وصفوته من خلقه، وعلى أزواجه الطاهرات، أمهات المؤمنين، وسلّم تسليما. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
كتبه العبد الفقير إلى رحمة ربه، المستغفر من زلله وذنبه، علىّ بن عبد الله ابن مسعود القارى، غفر الله له ولوالديه ولمن دعا لهم بالرحمة، ولجميع المسلمين.
وكان الفراع منه يوم الأحد سابع عشرين رجب من سنة ثنتين وستين وست مئة.
2 أصول جديدة من معجم ما استعجم
زيادة على الأصول التى ذكرت فى مقدمة الجزء الأول فى عام 1949 أوفدت إدارة الثقافة من جامعة الدول العربية بعثة خاصة إلى القسطنطينية، لانتقاء أنفس المخطوطات العربية التى بخزائنها، وتصويرها.
بالأفلام، وقد عثرت البعثة على مخطوطتين من معجم ما استعجم للبكرى، فصورتهما.(4/1408)
إحداهما من مكتبة «نور عثمانية» ورقمها فيها 4841، ورقم الفلم فى الجامعة العربية 946 وقد جاء فى آخرها ما نصه:
«كمل السفر الرابع، وبتمامه تم كتاب معجم ما استعجم. والحمد لله حقّ حمده، وصلى الله على محمد رسوله الكريم وعبده، وعلى آله وصحبه من بعده، وسلم تسليما.
وكتب من نسخة كتبت فى شهر جمادى الأولى عام سبعة وتسعين وخمسمائة» .
والأخرى من خزانة راغب باشا رقمها فيها 1066 ورقم فلها فى الجامعة العربية 929، 930، وهى أشبه بنسخة ق من مخطوطات دار الكتب المصرية، يدل على ذلك اتحادهما فى المتن، وفيما كتب بهامشهما من زيادات. ومن أمثلة ذلك ما جاء فى رسم «ملل» عند رثاء محمد بن بشير لأبى عبيدة بن عبد الله بن زمعة:
ألا أيها الناعى ابن زينب غدوة ... نعيت الفتى دارت عليه الدوائر
فقد جاء فى هامش ق وراغب باشا الحاشية الآتية بنصها:
«أمه زينب بنت أبى سلمة بن عبد الأسد» .
وهذا يدل على أنهما من أصل واحد وقد انتفعنا بالنسختين، وكان لهما الفضل فى تصحيح كثير من المواضع الغامضة فى النسختين ق، ج. كما يتبين من هوامش الجزء الرابع هذا.
والحمد لله أولا وآخرا؟
العباسية بالقاهرة فى يوم الجمعة 14 من رجب سنة 1370 20 من أبريل سنة 1951 مصطفى السّقا(4/1409)
استدراك
سقط من المطبعة فى أثناء ترتيب موادّ المعجم، بعض رسوم من حرف الدال مع الياء. ونثبتها هنا مع ملاحظة أن مكانها من المعجم هو بعد الدّيارات فى نهاية صفحة 607، وهذه الرسوم هى:
ديسقة
بفتح أوله، وبالسين المهملة المفتوحة والقاف: موضع فى أدانى ديار «1» بنى جعدة، قال الجعدىّ:
نحن الفوارس يوم ديسقة المغشو الكماة غوارب الأكم
الدّيل
بكسر أوله، على لفظ اسم البطن الذي فى عبد القيس: موضع فى بلاد فزارة. وانظره فى رسم صبح.
الدّيلم
على لفظ الصّنف من الناس: اسم ماء لبنى عبس، فى أقاصى الدّوّ، قد تقدم ذكره فى رسم الدّحرضين.
ديمات
بفتح أوله، وبالميم، على لفظ جمع ديمة: موضع بديار بنى زبيد، قال عمرو بن معدى كرب:
لمن طلل بديمات فرقد ... يلوح كأنه تحبير برد
الدّيماس
بكسر أوله، وبالسين المهملة: سجن كان للحجّاج أو غيره من عمّال العراق؛ والدّيماس: السّرب. وفى الحديث فى ذكر المسيح: «سبط(4/1411)
الشّعر، كثير خيلان الوجه، كأنّما خرج من ديماس» . معناه: أنه لنضرته وكثرة ماء وجهه، كأتما «1» خرج من كنّ. ويقال: دمّست الرّجل: إذا قبرته، تشبيها للقبر بالسّرب؛ ولذلك سمّى هذا الحبس «2» ديماسا، لضيقه.
ذكر جميع ذلك أبو محمد بن قتيبة.
الدّينور(4/1412)