الأصمعيات
وَهَذِه بَقِيَّة الأصمعيات الَّتِي أخلت بهَا المفضليات(1/15)
فارغة(1/16)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
وَصلى الله تَعَالَى على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم وَهَذِه بَقِيَّة الأصمعيات الَّتِي أخلت بهَا المفضليات
1 - قَالَ سحيم بن وثيل الرياحى أحد بنى حميرى 1
(أَنَا ابنُ جَلَا وطلّاعُ الثَّنايَا ... متَى أضَعِ الْعِمَامَة تعرفوني)
قَالَ الْأَصْمَعِي: حَدثنَا رجل من بني ريَاح قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى الأخوص والأبيرد وهما من ولد عتاب بن هرمى يطْلب هناء فَقَالَا: إِن بلغت(1/17)
عَنَّا سحيم بن وثيل بَيْتا وأتيتنا بجوابه؟ قَالَ: نعم هاتياه فأنشداه:
(إِن بداهتى وجراء حولى ... لذُو شقّ على الحطم الحرون)
فَلَمَّا انشده إِيَّاه عَصَاهُ وَجعل يهدج فِي الْوَادي وَيَقُول: أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا يُقَال للنافذ فِي الْأُمُور ((طلاع الثنايا)) و ((طلاع أنجد)) ((جلا)) بارز منكشف. 2
(وَإِن مكانَنَا منْ حِميَريٍّ ... مَكانُ الليثِ من وسَطِ العرين)(1/18)
حميرى بن ريَاح بن يَرْبُوع 3
(وإنِّي لَا يعُودُ إلىَّ قِرنِي ... غداةَ الغِبِّ إِلَّا فِي قرين)
((الغب)) : أَن تشرب الْإِبِل يَوْمًا ثمَّ تتْرك يَوْمًا وَهُوَ هُنَا معاودة قرنه إِلَيْهِ فِي الْيَوْم الثَّانِي أَي إِذا قاومني يَوْمًا وعاودني من الْغَد 4
(بذى لبد يصد الركب عَنهُ ... وَلَا توتى فريسته لحين)
أَي إِذا افترس شَيْئا لم يتبعهُ أحد إِلَى مَوضِع فريسته إِلَّا بعد حِين. 5
(عذَرْتُ البُزْلَ إذْ هيَ خاطَرَتنِي ... فمَا بَالي وبالُ ابنيْ لبونِ)
6 - (وماذَا يدّري الشعراءُ منّي ... وَقد جَاوَزت رَأس الْأَرْبَعين)
يدرى: يخْتل والادراء: الختل أَي قد كَبرت وتحنكت. 7
(أَخُو خمسن مجتمعا أشدى ... ونجدنى مداورة الشؤون)
نجدنى: حنكنى وعرفني الْأَشْيَاء منجذ: محنك مداورة: معالجة الشؤون: الْأُمُور.(1/19)
8 - (فَإِن علالنى وجِراءَ حَوْلي ... لذُو شِقٍّ على الضّرَعِ الظَّنونِ)
العلالة: أَن تحلب النَّاقة ثمَّ يَقُول: الَّذِي بقى منى على الْكبر [جرى] شيديد الضَّرع: الصَّغِير السن الظنون: الذى لَا يوثق بِمَا عِنْده. 9
(سأحيى مَا حييت وَإِن ظهرى ... لمستند إِلَى نضد آمينِ)
10 - (كَرِيمُ الخالِ مِنْ سلَفيْ رياحٍ ... كنصْلِ السيْفِ وضّاحُ الجبينِ)
11 - (فإنَّ قناتنا مشِظٌ شظاها ... شَدِيد مدها عنق القرين)
يُقَال ((مسست شَيْئا فمشظت يدى)) وَهُوَ أَن تمس جذعا فيعلق فِي يدك شَيْء من شضاه.(1/20)
2 - وَقَالَ خُفَاف بن نُدْبَة
1 - (ألَا طَرَقَتْ أسماءُ فِي غَيرِ مَطرَقِ ... وأنَّي إذَا حَلَّتْ بنَجرانَ نَلْتَقِي)(1/21)
2 - خفاف بن ندبة
2 - (سرت كل وَاد دون رهوة دَافع ... وجلذان أَو كرم ٍبليَّةَ مُحدِقِ)
3 - (تجاوَزَتْ الأعراضَ حتَّى توسنت ... وسادى بِبَاب دون جلذان مغلق)
4 - (بغر الثنايا خيف الظُّلم نبته ... وَسنة رئم بالجنينة مونق)
5 - (ولمْ أرهَا إِلَّا تعِلَّةَ ساعَةٍ ... عَلَى ساجرٍ أَو نظرة بالمشرق)
6 - (وَحَيْثُ الْجَمِيع الحابسون براكِسٍ ... وكانَ المُحاقُ موعِداً للتَّفَرُّقِ)
7 - (بِوَجٍّ ومَا بَالِي بِوَجٍّ وبَالُها ... وَمَنْ يَلْقَ يَوماً جِدَّةَ الحُبِ يُخْلِقِِ)
8 - (وأبدَي شُهُورُ الحجِّ مِنْهَا مَحَاسِناً ... ووَجْهاً متَى يَحْلُلْ لهُ الطِيبُ يُشْرِقِ)
9 - (فإمَّا تَرينِي أقصَر اليومَ باطِلِي ... ولاحَ بياضُ الشيبِ فِي كل مفرق)(1/22)
22 - خفاف بن ندبة
10 - (وزايلنى ريق الشَّبَاب وظله ... وبدلت مِنْهُ سحق آخر مخلق)
11 - (فعثرة مولى قدْ نعشتُ وأُسرةٍ ... كِرامٍ وأبطالٍ لدَي كُلِّ مَأزِقِ)
12 - (وحرَّةَ صادٍ قدْ نَضَحْتُ بِشَرْبَةٍ ... وقدْ ذَمَّ قَبلِي ليلَ آخرَ مُطْرِقِ)
13 - (ونهبٍ كجُمَّاعِ الثريا حويته ... غشاشا بمحتات القوائمِ خيفَقِِ)
14 - (ومعشوقَةٍ طلقْتُها بمُرشَّةٍٍ ... لهَا سَنَنٌ كالأتحمى المُخرَّقِ)
15 - (فباتَتْ سِليباً من أُناسٍ تُحبُّهُمْ ... كَئيباً ولوْلا طعنَتي لمْ تُطَلَّقِِ)
16 - (وخيلٍ تَعَادَى لَا هوادة بَينهَا ... شهِدت بمدلوك المعاقم محنق)
17 - (طَوِيل عِظَام غير خَافَ نمى بِهِ ... سليم الشظا فِي مكربات المطبق)(1/23)
2 - خفاف بن ندبة
18 - (بصيرٍ بأطرافِ الحِدابِ مُقلصٍ ... نبيلٍ يُساوى بالطِّرافِ المُرَوَّقِ)
19 - (إذَا مَا استحمَّتْ أرضُهُ مِن سَمَائِهِ ... جَرَى وَهْوَ مودُوعٌ وواعِدُ مِصْدَقِ)
20 - (ومدَّ الشِمالُ طَعنَهُ فِي عِنانِهِ ... وباعَ كبوعِ الشادِنِ المُتَطَلِّقِ)
21 - (من الكاتمات الربو تمزع مقدما ... سبوقا إِلَى الغايات غير مسبق)
22 - (وعته جواد لَا يُبَاع جَنِينهَا ... بمنسوبة أعراقه غير محمق)
23 - (ومرقبة طيرت عَنْهَا حمامها ... نعامتها مِنْهَا بضاح مزلق)(1/24)
2 - خفاف بن ندبة
24 - (تَبِيتُ عِتاقُ الطيرِ فِي رقَبَاتِها ... كطُرَّةِ بيتِ الفارسيِّ المُعلَّقِِ)
25 - (ربأتُ وَحُرْجُوجٍ جَهَدْتُ رَوَاحَها ... عَلَى لاحب ٍمِثِلِ الحَصيرِ المُشَقَّقِِ)
26 - (تَبِيتُ إِلَيّ عِدٍّ تقادم عَهده ... بَحر تقى حَرُّ النهارِ بَغَلفَقِِ)
27 - (كأنَّ محافيَر السباعِ حياضُهُ ... لتعريِسِهَا جَنْبَ الإزاءِ المُمَزَّقِ)
28 - (مُعرَّس ركبٍ قافِلينَ بصرَّةٍ ... صرادٍ إذَا مَا نارُهُمْ لمْ تُحَرَّقِ)
29 - (فدعْ ذَا ولكنْ هلْ تَرَى ضوءَ بارقٍ ... يضئ حبيّاًّ فِي ذُرَى مُتألِّقِِ)
30 - (علاَ الأكمَ منهُ وابلٌ بعدَ وابلٍ ... فقدْ أرْهَقَتْ قِيعانُهُ كُلَّ مرهق)(1/25)
2 - خفاف بن ندبة
31 - (يجر بِأَكْنَافِ البحارٍ إِلَى المَلا ... رباباً لهُ مثلَ النَعَامِ الْمُعَلق)
32 - (إِذا قلت تزهاه الرِّيَاح دنا لَهُ ... ربابٌ لهُ مِثلُ النَعامِ المُوَسَّقِِ)
33 - (كأنَّ الحُداةَ والمشايعَ وسْطُهُ ... وعُوذاً مطافِيلاً بأمعَزَ مَشْرُقِ)
34 - (أسأَل شقا يَعْلُو العضاه غثاوه ... يصفق فِي قيعانها كل مُصَفِّق)
35 - (فجاد شرورا فالستار فَأَصْبَحت ... يعار لَهُ والواديان بمودِقِ)
36 - (كأنَّ الضبابَ بالصَحَارَى عَشيَّةً ... رجالٌ دعَاهَا مُستضِيفٌ لِمْوسِقِِ)
37 - (لهُ حدَبٌ يستخرِجُ الذئبَ كارِهاً ... يمر غثاء تَحت غَار مُطلق)
38 - (يشُقُّ الحِدابَ بالصحَارَى وينتَحي ... فِراخَ العُقابِ بالحِقاءِ المحلق)(1/26)
3 - وَقَالَ أَيْضا
1 - (طرَقَتْ أُسيماءُ الرحالَ ودُوننَا ... مِنْ فَيدِ غَيقَةَ ساعد فكثيب)
2 - (فالطودُ فالملكاتُ أصبحَ دونَها ... ففِراغُ قُدسَ فعمقُها فحسوب)
3 - (فلئِنْ صرمْتِ الحبلَ يَا ابنةَ مالكٍ ... والرأيُ فِيهِ مخطيء ومُصيبُ)
4 - (فتَعلَّمي أَنّي امرؤٌ ذُو مرَّةٍ ... فيمَا ألمَّ مِنَ الخُطوبِ صَليبُ)
5 - (أدعُ الدناءَةَ لَا أُلابِسُ أَهلَها ... ولديَّ مِنْ كيسِ الزمانِ نَصيبُ)
6 - (ومعبد بيض القطا بجنوبه ... ومِنَ النواعجِ رِمَّةٌ وصَليبُ)
7 - (نفّرْتُ آمِنَ طَيْرهِ وسباعه ... ببغام مجذام الرواح خبوب)(1/27)
3 - خفاف بن ندبة
8 - (أُجُدٍ كانَ الرَحلَ فوقَ مُقلِّصٍ ... عاري النواهِقِِ لاحَهُ التَقريبُ)
9 - (عَدَلَ النُهاقُ لِسانَهُ فكأنَّهُ ... لمَّا تخمط للشحاج نقيب)
10 - (وَلَقَد هَبَطت الْغَيْث يدْفع منكبِي ... طرفٌ كسَافِلَةِ القناةِ ذَنُوبُ)
11 - (نَمِلٌ إذَا ضُفِزَ اللِجامَ كأنَّهُ ... رجُلٌ يُنوِّهُ باليدَينِ سَليبُ)
12 - (حام على دبر الشياه كَأَنَّهُ ... إِذا جد سجل نزه مَصُبوبُ)
13 - (بردٌ تقَحَّمَهُ الدَبورُ مَرَاتباً ... مُلقَى ضَوَاحي بينهُنَّ لُهُوبُ)
14 - (مُتطلِّعٌ بالكفِّ ينهضُ مُقدِماً ... مُتَتابِعٌ فِي جريه يعبوب)
15 - (ربذ الْخلاف إِذا اتلأب وَرجله ... فِي وقعها ولحاقها تحنيب)(1/28)
4 - وَقَالَ
1 - (يَا هِندُ يَا أختَ بَني الصاردِ ... مَا أنَا بالباقِي وَلا الخالِدِ)
2 - (إنْ اُمسِ لَا أملكُ شَيْئا فقدْ ... أملكُ أمرَ المِنسرِ الحاردِ)
3 - (بالضابع الضَّابِط تقريبه ... إِذْ ونت الْخَيل وَذُو الشاهدِ)
4 - (عّبْلِ الذراعينِ سليمِ الشَّظَا ... كالسيدِ تحتَ القِرَّةِ الصارِدِ)
5 - (يِطعنُ فِي المِسحَلِ حتَّى إذَا ... مَا بلغ الْفَارِس بالساعد)
6 - (جد سبُوحاً غيرَ ذِي سقطةٍ ... مُستفرغٍ ميعتَهُ واعِدِ)(1/29)
4 - خفاف بن ندبة
7 - (يُصيدُكَ العيرَ بِرَفِّ النَّدا ... يَحفرُ فِي مُبتكِرِ الراعِدِِ)
8 - (يُعقدُ فِي الجيدِ عليهِ الرُّقى ... منْ خيفة الْأَنْفس والحاسد)(1/30)
قَالَ الْأَصْمَعِي: لما أرتد النَّاس أَتَى رجل من بني سليم أَبَا بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَقَالَ: أَعْطِنِي سِلَاحا أقَاتل بِهِ فَأعْطَاهُ فقاتل بِهِ الْمُسلمين
فَقَالَ خفاف
رَحمَه الله تَعَالَى
1 - (لْم تأخُذُونَ سلاحَهُ لقتالِهِ ... ولذَاكُمُ عندَ الإلهِ أثامُ)
2 - (لَا دِينُكُمْ ديني وَلا أنَا كافِرٌ ... حَتَّى يَزُول إِلَى صراة شمام)(1/31)
6 - وَقَالَ الحكم الخضرى
قَالَ أَبُو سعيد: سَمعتهَا من الحكم: 1
(إِلَيّ ابنِ بِلالٍ جَوْبَي البيدَ والدُّجَى ... بزيّافَةٍ إنْ تَسمعِ الزَجرَ تَغضبِ)
2 - (إِذا غَضِبتْ أنْ يزْجر العيس خلفهَا ... كست خطمها من كسْوَة لم تهدب)
3 - (زورة أسفار كَأَن ضلوعها ... تُنَاطحُ مِنْ مِسمارٍ ساجٍ مُضبَّبِ)
4 - (مُحنَّبةُ الرجلَينِ حرف كَأَنَّهَا ... قطاة مَتى بتمم لَهَا الْخمس تقرب)(1/32)
6 - الحكم الخضرى
5 - (إِذا استودَعَتْ فَرْخينِ بَيْدَاءَ قَلَّصتْ ... سماويَّةَ المُمسَى نجاةَ التَقَلُّبِ)
6 - (فَجاءَتْ مَعَ الإشراقِ كدراءِ رادةً ... فحَامَتْ قَلِيلا فِي مَعانٍ ومَشربِ)
7 - (فلمَّا استقَتْ طارت وَقد تلع الضُّحَى ... بِشِرْبِ قَرَتْهُ فِي زُهيدٍ مُحَبَّبِ)
8 - (فكرَّتْ فأمَّتْ حَيْثُ جَاءَت كَأَنَّهَا ... دلاة هوَتْ مِنْ كفِّ ساقٍ ومُكْرِبِ)
9 - (إِذا استقبَلَتْها الريحُ صدَّتْ بخطمِها ... قَلِيلا وحثَّتْ مِنْ نَجاءٍ منحب)(1/33)
7 - وأنشدنا أَبُو سعيد لِابْنِ لجاء التيمى
1 - (أنعتها إِنِّي من نعاتها ... 2 مندحة السرات وادقاتها)
3 - (مَكْفُوفَة الأخفاف مجمراتها ... 4 سابغة الأذناب ذيالاتها)
5 - (طوَتْ ليومِ الخِمسِ أسقياتِها ... 6 غابِرَ مَا فيهَا على بلاتها)(1/34)
7 - ابْن لَجأ
7 - (كأنَّمَا نِيطَتْ إِلَى ضَرّاتِها ... 8 مِنْ نَخرِ الطِلحِ مُجَوَّفاتِها)
9 - (وأتَّقتِ الشَمسَ بجُمْجُمَاتِها ... 10 تَمشي إِلَى رِوَاءِ عاطناتها)
11 - (تمشى العانس فِي ريطاتها)(1/35)
8 - وَقَالَ عبد الله بن عنمة
وَكَانَ حليفا لبنى شَيبَان يرثى بسطَام بن قيس: 1
(لأمِّ الأرضِ ويلٌ مَا أجَنَّتْ ... غَدَاةَ أضَرَّ بالْحسنِ السَّبِيل)(1/36)
8 - عبد الله بن عنمة
2 - (نقسم مَاله فِينَا وندعو ... أبَا الصَهباءِ إذْ جَنحَ الأصِيلُ)
3 - (أجِدَّكَ لنْ تراهُ ولَنْ تَراهُ ... تَخُبُّ بهِ عُذافِرَةٌ ذَمُولُ)
4 - (حقيبة رَحْله بدن وسرج ... تعارضه مرببة ذوول)
5 - (إِلَى ميعاد أرعن مكفهر ... تضمر فِي طوابقه الخُيُولُ)
6 - (لَكَ المِرباعُ منهَا والصفَّايَا ... وَحُكْمُكَ والنَشِيطَةُ والفُضُولُ)
7 - (لقَدْ ضَمِنَتْ بَنُو بدرِ بنِ عمروٍ ... وَلا يُوفي بِبِسْطامٍ قَتِيلُ)
8 - (وخَرَّ عَلَى الألاءةِ لم يوسد ... كَأَن جَبينه سيف صقيل)
9 - (فَإِن تجزع عَلَيْهِ بَنو أَبِيه ... لقد فجعوا وفاتهم خَلِيل)(1/37)
8 - عبد الله بن عنمة
10 - (بمطعامٍ إذَا الأشوالُ راحَتْ ... الي الحُجُراتِ ليسَ لَهَا فصيل)
11 - ( [ومقدام إِذا الْأَبْطَال خامت ... وعرد عَن حليلته الحليل)(1/38)
وَقَالَ:
وأنشدني لعقبة بن سَابق فِي صفة الْخَيل:
1 - (جرف سبسب يجرى ... عَلَيْهِ موره جَدب)(1/39)
9 - عقبَة بن سَابق
2 - (تعسَّفْتُ على وَجْناءَ ... حَرْفٍ حَرَجٍ رَهْبِ)
3 - (طليح كالفنيق القطم ... المستكبر الصعب)
4 - (تهادى بالردافى و ... تَشَكَّى وَجَعَ النَكْبِ)
5 - (وعَنْسٍ قد برَاهَا ل ذة ... الموكب وَالشرب)
6 - (رفعناها ذميلا فِي ... معالى مُعمَلٍ لَحْبِ)
7 - (وَقد أغْدو بطِرِفٍ هَيكلٍ ... ذِي خصل سكب)
8 - (أسيل سلجم المقب ل ... لَا شَخْتٍ وَلَا جأُبِ)
9 - (مِسَحٍّ لَا يُواري الع ير ... مِنْهُ عصر اللهب)(1/40)
9 - عقبَة بن سَابق
10 - (لَهُ ساقا ظليم خاضب ... فوجئ بِالرُّعْبِ)
11 - (وقصرى شنِجٍ الأنسَاءِ ... نبّاحٍ من الشُعبِ)
12 - (وَمتْنانِ خظَاتَانِ ... كزُحْلُوفٍ من الهَضبِ)
13 - (تَرَى فاهُ إِذا أقب ل ... مِثلَ السَلَقِِ الجَدبِ)
14 - (لهُ بينَ حَوَاميه ... ِنُسُورٌ كنوى القسب)
15 - (حَدِيد الطّرف والمنك ب ... والعرقوب والكعب)
16 - (جواد الشد والتقري ب ... والإحضار والعقب)
17 - (يخد الأَرْض خدا ب صمل ... سلط وَأب)
18 - (يزين الْبَيْت مربوطا ... ويشفى قرم الركب)(1/41)
9 - عقبَة بن سَابق
19 - (ويُردي الخاضٍبَ الآخْرَ جَ ... فِي ذِي عَمَدٍ صهب)
20 - (وفحل الْعَانَة الجون ال خماص ... النحص الُحقْبِ)
21 - (يهُزُّ العُنُقَ الأجرَ دَ ... فِي مُستأمَنِ الشّعب)(1/42)
10 - وَقَالَ عُرْوَةُ بن الوَرْد
1 - (أقِلِّي عَلَي اللومَ يَا ابنَةَ مُنذرٍ ... ونَامِي فإِنْ لمْ تشتَهِي النومَ فاسهَرِي)
2 - (ذَرِينِي ونفسِي أُمَّ حَسَّانَ إنَّنِي ... بهَا قبل أَن لَا أملك البيع مشترى)(1/43)
10 - عُرْوَة بن الْورْد
3 - (أحاديثَ تبقَى وَالفَتَى غيرُ خالِدٍ ... إذَا هُوَ أَمْسَى هَامة تَحت صَبر)
4 - (تُجاوبُ أحجارَ الكِناسِ وتشتكِي ... إلَى كُلِّ مَعرُوفٍ تَرَاهُ ومُنكَرِ)
5 - (ذَرِيني أُطَوِّفْ فِي البلادِ لعلَّنِي ... أخليك أَو أغنيك عَن سوء محْضر)
6 - (فإنْ فَازَ سهمٌ للمنيَّة لم أكن ... جزوعاً وَهل عَن ذَاك من مُتأخرِ)
7 - (وإنْ فازَ سهمٌى كفَّكُمْ عَنْ مَقاعدٍ ... لَكُمْ خَلْفَ أدبارِ البُيوتِ ومَنْظَرِ)
8 - (تقُولُ: لكَ الويلاتُ هلْ أنتَ تارِكٌ ... ضُبُوءًا بِرَجلٍ تَارَة وبِمنسرِ)
9 - (ومُستَثبِتٌ فِي مالِكَ العامَ إِنَّنِي ... أَرَاك على أقتاد صرماء مُذَكّر)(1/44)
10 - عُرْوَة بن الْورْد
10 - (فجُوعٍ بهَا للصَّالحينَ مَزِلِّةٌ ... مَخُوفٍ ردَاهَا أنْ تصيبك فاحذَرِ)
11 - (أبَى الخفضَ مِنْ يَغْشاكِ مِنْ ذِي قرَابَة ... وَمن كل سَوْدَاء المعاصم تعترى)
12 - (ومستهنيء زيدٌ أبُوهُ فَلا أرَى ... لَهُ مَدْفَعاً فاقنَيْ حياءك واصبرى)
13 - (لحى اللهُ صُعلُوكاً إذَا جنَّ ليلُةُ ... مُصَافي المُشَاشِ آلفاً كُلَّ مَجزَرِ)
14 - (يعُدُّ الغِنَى مِنْ دهرِهِ كُلَّ ليلَةٍ ... أصابَ قِراهَا مِنْ صدِيقٍٍ مُيسَّرِ)
15 - (قَليلَ الِتماسِ المالِ إلاّ لِنفسِهِ ... إذَا هوَ أضحى كالعريش المجور)(1/45)
10 - عُرْوَة بن الْورْد
16 - (ينَامُ عِشاءً ثمَّ يُصبِحُ قاعِداً ... يحُتُّ الحَصَى عَنْ جنبِهِ المُتَعفِّرِ)
17 - (يُعينُ نساءَ الحيِّ مَا يستعِنَّهُ ... فيُضْحي طليحاً كالبعيرِ المُحَسَّرِ)
18 - (وللهِ صُعلُوكٌ صفيحَةُ وجهِهِ ... كضوءِ شهابِ القابِسِ المُتَنوِّرِ)
19 - (مُطلاًّ عَلى أَعْدَائِهِ يَزجُرُونَهُ ... بساحتِهِمْ زجرَ المنيحِ المُشَهَّرِ)
20 - (وإنْ بَعُدُوا لَا يَأمَنُونَ اقترابَهُ ... تَشَوُّفَ أهلِ الْغَائِب المتنظر)
21 - (فذلكَ إنْ يَلقَ المنيةَ يلقَها ... حَميداً وإنْ يسْتَغْن يَوْمًا فأجدر)
22 - (أتهلك مُعتَمٌّ وزيدٌ ولمْ أقُمْ ... عَلَى نَدَبٍ يَوْمًا ولي نفس مخطر)
23 - (سيفزع بعد الْيَأْس من لَا يخافنا ... كواسع فِي أُخْرَى السوام المنفر)(1/46)
10 - عُرْوَة بن الْورْد
24 - (نُطاعِنُ عَنْها أوَّلَ القومِ بالقَنَا ... وبيضٍ خِفافٍ وقعهن مشهر)
25 - (وَيَوْما على غارات نجد وَأَهله ... ويَوماً بأرضٍ ذاتِ شثٍّ وعَرْعَرِ)
26 - (يُنَاقِلنَ بالشُمطِ الْكِرَام أولى النهى ... نقاب الْحجاز فِي السريح الميسر)
27 - (يُريحُ علَى الَّليلُ أضيافَ ماجِدٍ ... كريِمٍ ومَالي سارحا مَال مقتر)(1/47)
11 - وَقَالَ أَسمَاء بن خَارِجَة
1 - (إنّي لَسائِلُ كُلِّ ذِي طِبِّ: ... مَاذَا دواءُ صَبابةِ الصبِّ؟)
2 - (ودواءُ عاذِلَةٍ تُباكِرُني ... جَعَلتْ عتِابي أوجب النحب)(1/48)
11 - أَسمَاء بن خَارِجَة
3 - (أوليس مِنْ عَجبٍ أُسائِلُكم ... مَا خطبُ عاذِلَتي ومَا خَطبِي)
4 - (أَبِهَا ذَهَابُ العَقلِ أم عَتَبَتْ ... فأُزِيدَهَا عتبا على عتب)
5 - (أَو لم يُجرِبْني العَواذِلُ أوْ ... لمْ أبلُ من أمثالِهَا حسبى)
6 - (مَا ضرها أَن لَا تُذَكرَني ... عيشَ الخِيامِ ليَالِي الخِبِّ)
7 - (مَا أصبحَتْ فِي شَرّ أخبية ... مَا بينَ شَرقِ الأرضِ والغَرْبِ)
8 - (عَرَفَ الحِسَانُ لَهَا جُوَيرِيةً ... تَسْعَى معَ الأترَابِ فِي إتْبِ)
9 - (بِنتَ الذينَ نبيَّهُمْ نَصَرُوا ... والحقُّ عندَ مواطنِ الكَربِ)
10 - (والحى من غطفان قد نزلُوا ... من عزة فِي شامخ صَعب)
11 - (بذلوا لكلِّ عِمارةٍ كَفرَتْ ... سُوقَينِ مَنْ طعنٍ وَمن ضَرْبِ)
12 - (حتَّى تحصَّنَ مِنهمُ من دُونَهُ ... مَا شاءَ مِنْ بحرٍ وَمن دَرْبِ)
13 - (بلْ رُبَّ خَرْقٍ لَا أنيسَ بِهِ ... نابِي الصُوى مُتماحلٍ سهب)
14 - (ينَسَى الدليلُ بِهِ هِدَايتَهُ ... مِنْ هَوْلِ مَا يلقى من الرعب)(1/49)
11 - أَسمَاء بن خَارِجَة
15 - (ويَكادُ يَهلِكُ فِي تَنائِفِه ... شأوُ الفريغِ وعَقبُ ذِي عَقبِ)
16 - (وبهِ الصدَى والعزفُ تحسِبُهُ ... صَدْحَ القيانِ عَزَفْنَ لِلشَرْبِ)
17 - (كابَدْتُهُ بالَّليل أعسِفُهُ ... فِي ظُلمَةٍ بسَواهِمٍ حُدْبِ)
18 - (ولقَدْ ألمَّ بِنَا لنَقْريَهُ ... بادى الشَّقَاء محارف الْكسْب)
19 - (يَدْعُو الْغنى إنْ نالَ عُلْقتَهُ ... مِنْ مطْعمٍ غِبَّا إِلَيّ غِبِّ)
20 - (فطَوى ثَمِيلتَهُ فألحَقَها ... بالصُّلبِ بعدَ لُدُونةِ الصلب)
21 - (يَا ضل سعيُكَ مَا صنَعْتَ بِما ... جمَّعتَ من شُبٍّ إِلَى دب)
22 - ( [لَو كنت ذَا لب تعيش بِهِ ... لفَعَلت فعل الْمَرْء ذى اللب] )
23 - (فجَعلتَ صالِحَ مَا أخترشتَ ومَا ... جمَّعْتَ من نهب إِلَى نهب)(1/50)
11 - أَسمَاء بن خَارِجَة
24 - (وَأَظنهُ شغبا تدل بِهِ ... فَلَقَد منيت بغاية الشغب)
25 - (إِذْ لَيْسَ غير مناصل نعصابها ... ورِحالِنا ورَكائِبِ الرَكبِ)
26 - (فأعمِدْ إِلَى أهلِ الوقيرِ فَإِنَّمَا ... يخْشَى شذاك مقرمص الزَرْبِ)
27 - (أحسِبتنِا ممَّنْ تُطيفُ بهِ ... فاخترتَنَا للأمنِ والخِصبِ)
28 - (وبغيرِ معْرِفةٍ وَلَا نَسبٍ ... أنَّي وشعْبُكَ ليسَ من شَعْبِي)
29 - (لمَّا رأى أنْ ليسَ نافعَهُ ... جدٌّ تهاوَنَ صادِقَ الإربِ)
30 - (وألحَّ إلحاحاً بحاجته ... شكوى الضَّرِير ومزجر الْكَلْب)
31 - (ولوى التكَلُّحِ يشتَكي سَغَباً ... وَأَنا ابنُ قاتلِ شِدَّةِ السَغْبِ)
32 - (فرأيتُ أنْ قد نلتُهُ بأذى ... مِنْ عذم مَثلبَةٍ وَمن سَبِّ)
33 - (ورأيتُ حَقًا أنْ أضيِّفَهُ ... إِذْ رام سلمى وَاتَّقَى حربى)(1/51)
11 - أَسمَاء بن خَارِجَة
34 - (فوقفْتُ مُعتاماً أُزاوِلُها ... بمُهندٍ ذِي رَونقٍٍ عَضْبِ)
35 - (فعرضته فِي سَاق أسمنها ... فاجتاز بينَ الحاذِ والكعْبِ)
36 - (فتَرَكتُهَا لعيالِهِ جزرَاً ... عمدا وعلق رَحلهَا صحبى)(1/52)
12 - وَقَالَ رجل من غنى
قلت: هُوَ سهم بن حَنْظَلَة الغنوى 1
(إنَّ العواذِلَ قد أتعبنَني نَصَبَا ... وَخِلتُهُنَّ ضعيفاتِ القُوى كُذُبَا)
2 - (ألغادِياتِ عَلى لَوِم الفَتَى سَفَهاً ... فِيمَا اسْتَفَادَ وَلَا يرجعن مَا ذَهَبا)
3 - (يأيها الراكبُ المُزْجِى مَطيَّتهُ ... لَا نِعمَةً تَبتَغي عِنْدِي وَلَا نسبا)(1/53)
12 - رجل من غنى
4 - (أعْص العَواذِلَ وَارمِ الليلَ عنْ عُرُضٍ ... بِذِي سبيب يقاسى ليله خببا)
5 - (نابى المعدين خاظ لَحْمه زيم ... سَام يجذ جِيادَ الخيلِ مُنجَذِبا)
6 - (مِلْءِ الحِزامِ إِذا مَا اشتدَّ مِحْزَمُهُ ... ذِي كاهِلٍ ولَبَانٍ يَمْلأ اللَّبَبَا)
7 - (يظل يخلج طرف الْعين مشترفا ... فَوق الإكمام إِذا مَا انتصَّ وارتَقَبَا)
8 - (كَالسَمْعِ لَمْ يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَهُ ... وَلمْ يَدِجْهُ ولمْ يَضرِبْ لَهُ عَصَبا)
9 - (عارِي النَواهِقِ لَا يَنْفَكُّ مُقْتَعَداً ... فِي المُطنِباتِ كَأسرَابِ القطَا عُصُبا)
10 - (تَرَى العَنَاجِيجَ تُمرَى بَعْدَمَا لغبت ... بالقِدِّ مَرْيَا ومَا يُمرَى ومَا لَغِبا)
11 - (يُدنِي الْفَتى للغنى فِي الراغبين إِذا ... ليل التَّمام أهم المقتر العزبا)(1/54)
12 - رجل من غنى
12 - (حتَّى يُصادِفَ مَالا أَو يُقالَ فَتى ... لَاقَى الَّتِى تشعب الفتيان فانشعبا)
13 - (إِن انتيابك مَوْلَى السَوْءِ تسألُهُ ... مِثلُ القُعُودِ ولَمَّا تَتَّخِذْ نشبا)
14 - (إذَا افتَقَرْتَ نَأي واشتدَّ جَانِبُهُ ... وإنْ رَآكَ غَنِيا لَان واقتربا)
15 - (وَذُو الْقَرَابَة عِنْد النّيل يَطْلُبهُ ... وَهُوَ البَعيدُ إذَا مَا جِئْتَ مُطَّلِبا)
16 - (لَا يَحملنَّكَ إقتارٌ على زُهُدٍ ... وَلَا تَزَلْ فِي عَطاءِ الله مُرتَغِبا)
17 - (لَا بَلْ سَلِ الله مَا ضَنُّوا عَلَيْكَ بهِ ... وَلَا يَمُنُّ عَليكَ المَرءُ مَا وَهَبا)
18 - (أَلا تَرى إنَّمَا الدُنيَا مُعلَّلةٌ ... أصحابُها ثمَّ تَسري عنْهُمُ سَلبَا)
19 - (بَيْنَا الفتَى فِي نَعيمٍ يطمئِنُّ بهِ ... ردَّ البَئِيسَ عليهِ الدَهرُ فانقلَبا)
20 - (أَو فِي بَئيسٍ يقاسيهِ وَفِي نَصَبٍ ... أَمسَى وقدْ زايلَ البأساءَ والنصَبا)
21 - (وَمن يُسوِّي قَصِيرا باعُهُ حَصِراً ... ضيقَ الخليقَةِ عَثّاراً إذَا ركِبا)
22 - (بِذِي مَخارِجَ وضّاحٍ إذَا نُدِبُوا ... فِي الناسِ يَوماً إِلَى المَخشِيَّةِ انتَدَبا)
23 - (لَا تَكُ ضبا إذَا استَغْنى أضَرَّ ولمْ ... يحفِلْ قرابَةَ ذِي قربى وَلَا نسبا)(1/55)
رجل من غنى
24 - (الله يُخلِفُ مَا أنفقتَ مُحتَسِبَاً ... إِذا شَكرتَ ويؤتِيكَ الَّذي كَتَبا)
25 - (مِثلي يَرُدُّ على العادي عدَاوَتَهُ ... ويُعْتبُ المرءَ ذَا القُربَى إِذا عَتَبا)
26 - (تَحمِي عليّ أُنُوفٌ أنْ أَذِلَّ وَلا ... يَحمي مُنَاوِئُهَا أنفًا وَلَا ذَنَبا)
27 - (أَنَا ابنُ أعصُرَ أسمو للعُلى وتري ... فيمنْ أُقاذِفُ عَن أعراضِهِمْ نَكِبا)
28 - (إذَا قُتيبَةُ مدَّتني حَوالِبُها ... بالدُهْمِ تَسمَعُ فِي حافتها لَجَبا)
29 - (مَدّّ الخليجِ تَرَى فِي مَدَّه تأقَاً ... وَفِي الغوارب من آذيه حدبا)
30 - (لَا يمْنَع الناسُ منّي مَا أرَدْتُ وَلَا ... أُعطِيهُمُ مَا أَرَادوا حسن ذَا أدبا)
31 - (لَا تخْفض الحربُ للدُّنيا إِذا استعرَتْ ... وَلَا تَبوخُ إِذا كُنَّا لَهَا شُهُبا)
32 - (حتَّى نَشُدَّ الأسَارَى بعدَ مَا فزعوا ... من بَين متكيء قد فاظ أَو كربا)
33 - (سَائل بِنَا حى علْبَاء فقد شربوا ... منا بكأس فَلم يستمرئوا الشربا)
34 - (إِنَّا نحسهم بالمشر فى وهم ... كالهيم تغشى بأيدى الذادة الخشبا)(1/56)
13 - وَقَالَ مقاس العائدى
لامرئ الْقَيْس الْكَلْبِيّ وَكَانَ وَقع بَين شَيبَان وكلب مغاورة: 1
(أولى فَأولى يامرأ القيسِ بعدَ مَا ... خَصَفْنَ بآثارِ المطيِّ الحَوَافِرا)
2 - (فإنْ كنْتُ قدْ نجِيتَ مِنْ غمرَاتِهَا ... فَلَا تأتِيَنَّا بعدَها اليومَ سادِرا)
3 - (تذكَّرْتِ الخيلُ الشعيرَ عشيَّةً ... وكُنَّا أُناساً يُعلِفُونَ الأيَاصِرا)
4 - (فوَاللهُ لوْ أَن امْرأ القيسِ لمْ يكُنْ ... بفلجٍ عَلى أنْ يسبِقَ الخيلَ قادِرا)
5 - (لقاظَ أَسِيرًا أوْ لعالَجَ طعنَةً ... يرى خلفَهُ منهَا رََشَاشَاً وقَاطِرا)
6 - (فِدًى لأناسٍ ذكَّرُوهُمْ معيشة ... ترى للثريد الْورْد فِيهَا نواخرا)
7 - (أجِئْتُمْ إلينَا فِي بقيَّةِ مالِنَا ... تُزَجُّونَ مِنْ جهل إِلَيْنَا المناكرا)(1/57)
14 - وَقَالَ المُنَخَّلُ بن عَامر بن ربيعَة بن عَمْرو اليشكرى قَالَ أَبُو سعيد: قرأتها على أَبى عَمْرو بن الْعَلَاء 1
(إنْ كُنْتِ عاذِلَتِي فَسيرِي ... نَحوَ العراقِ وَلا تحورى)(1/58)
14 - المنخل اليشكرى
2 - (لَا تَسأَلِي عَن جُلِّ مَا ... لي وأنظُري حَسبِي وَخِيرِي)
3 - (وإذَا الرياحُ تكمَّشَتْ ... بجوانِبِ البيتِ الْكَبِير)
4 - (ألفيتنى هش الندى ... بشريج قدحى أَو شجيرى)
5 - (وفوارس كأوار ح ر ... النَّارِ أحلاسِ الذُكُورِ)
6 - (شدُّوا دوابرَ بَيضِهِمْ ... فِي كُلِّ مُحكَمَةِ القتيرِ)
7 - (وأستلأموا وتلبَّبُوا ... إنَّ التلبٌّبَ للمغير)
8 - (وعَلى الْجِيَاد المضمرا تِ ... فوارسٌ مِثلُ الصُقُورِ)
9 - (يخرجْنَ من خلَلِ الغبا ر ... يجفن بِالنعَم الْكثير)(1/59)
14 - المنخل اليشكرى
10 - (أَقرَرت عينى من أُولَئِكَ ... والفواتح بالعبير)
11 - (يرفلن فِي الْمسك الذكى ... وصائك كَدم النحير)
12 - (يعكفن مثل أساود ال تنوم ... لمْ تُعكَفْ لِزُورِ)
13 - (ولقَدْ دخلْتُ عَلَى الفَتَا ة ... الخِدرَ فِي اليومِ المَطِيرِ)
14 - (ألكاعِبِ الحسناءِ تَر فُلُ ... فِي الدمَقْسِ وَفِي الحريرِ)
15 - (فدفعْتُهَا فتدافعت ... مَشى القطاة إِلَى الغدير)
16 - (ولثمتها فتنفست ... كتنفس الظبى البهير)
17 - (فدنت وَقَالَت يَا منخل ... مَا بِجسمِكَ مِنْ حَرورِ)
18 - (مَا شَفَّ جِسْمي غيرُ حُ بِّكِ ... فإهدَئِي عَنِّي وَسيرِي)
19 - (وأُحبُّهَا وتُحبُّنِي ... ويُحبُّ ناقَتَها بَعِيرِي)
20 - (يَا رُبِّ يومٍ للمُن خَّلِ ... قَدْ لَهَا فيهِ قَصيرِ)
21 - (فإذَا انتشيت فَإِنِّي ... رب الخورنق والسدير)(1/60)
14 - المنخل اليشكرى
22 - (وإذَا صحوْتُ فإنَّني ... رَبُّ الشُويهةِ والبَعيرِ)
23 - (ولقَدْ شربْتُ مِنْ المُدَا مَةِِ ... بالقليلِ وبالكثيرِ)
24 - (يَا هِندُ من لِمُتيَّمٍ ... يَا هندُ لِلعاني الأسيرِ)(1/61)
15 - وَقَالَ مالِك بن حَريم الهَمْداني
1 - (جَزِعْتَ ولمْ تَجْزَعْ مِنَ الشَيْبِ مَجْزَعاً ... وقدْ فاتَ رِبْعيُّ الشَبابِ فودعا)(1/62)
15 - مَالك بن حَرِيم الْهَمدَانِي
2 - (ولاح بياضٌ فِي سوادٍ كَأنهُ ... صِوارٌ بجوٍّ كانَ جدْباً فأمْرَعَا)
3 - (وأقْبَلَ إخوانُ الصَفاءِ فأَوْضَعُوا ... إِلَى كلِّ أَحْوَى فِي المَقامةِ أفرَعا)
4 - (تذكَّرْتُ سلْمى والرِكابُ كأنَّها ... قطاً واردٌ بيْنَ اللِفاظِ ولَعْلَعا)
5 - (فَحدَّثْتُ نَفْسِي أَنَّها أَو خيالَها ... أَتَانَا عِشاءً حينَ قُمْنَا لنْهَجَعا)
6 - (فقُلْتُ لَهَا بِيتِي لديْنا وَعَرِّسي ... ومَا طَرَقَتْ بعْدَ الرُقادِ لتَنْفَعا)
7 - (مُنعَّمةٌ لمْ تلْقَ فِي العيْشِ تَرْحَةً ... ولَمْ تلق بوسا عِنْد ذَاك فتجدعا)
8 - (أهيم بِهَا لمْ أقْضِ منْها لُبانَةً ... وكنْتُ بِها فِي سالف ِالدَهْرِ مُوزَعا)
9 - (كأنَّ جنَا الكافورِ والمسك خَالِصا ... وَبرد الندى والأقحوان المُنزَّعا)
10 - (وقَلْتاً قَرَتْ فيهِ السحابَةُ ماءَها ... بأنْيابها والفارسي المشعشعا)
11 - (وَإِنِّي لأستحيي منَ المشْيِ أبْتَغي ... إِلَى غيْرِ ذِي المَجْدِ المؤثل مطمعا)
12 - (وَأكْرم نَفْسي عنْ أمورٍ كثيرةٍ ... حفاظاً وأَنْهى شُحَّها أَن تطلعا)(1/63)
15 - مَالك بن حَرِيم الْهَمدَانِي
13 - (ولآخذ للْمَوْلى إِذا ضيمَ حقَّهُ ... منَ الأَعْيَطِ الآبي إِذا مَا تمَنَّعا)
14 - (فإنْ يكُ شابَ الرأْسُ منى فإننى ... أَبيت على نفسى مَنَاقِب أَرْبعا)
15 - (فَوَاحِدَة: أَن لَا أبيتَ بِغِرَّةٍ ... إِذا مَا سوَامُ الحيِّ حوْلي تضوعا)
16 - (وثانية: أَن لَا أُصمِّتَ كلْبَنَا ... إِذا نَزَلَ الاضْيافُ حِرْصاً لنودِعا)
17 - (وثالثة: أَن لَا تُقَذِّعَ جارَتي ... إِذا كانَ جارُ القومِ فيهم مقذعا)
18 - (ورابعة: أَن لَا أحجل قِدْرَنا ... على لَحْمِها حينَ الشتاءِ لِنشْبِعا)
19 - (وأنِّي لأعدى الْخَيل تقدع بالقنا ... حفاظا على الْمولى الحريد ليمنعا)
20 - ( [وَنحن جلبنا الْخَيل من سرو حمير ... إِلَى أَن وطئنا أَرض خثعم أجمعا] )
21 - ( [فَمن يأتنا أَو يعْتَرض بسبيلنا ... يجد أثرا دعسا وسخلا موضعا)(1/64)
15 - مَالك بن حَرِيم الْهَمدَانِي
22 - (ويلق سقيطا من نعال كَثِيرَة ... إِذا خدم الأوساغ يَوْمًا تقطَّعا)
23 - (إِذا مَا بَعيرٌ قامَ عُلِّقَ رَحْله ... وَإِن هُوَ أبقى الحموه مقطعا)
24 - (نُرِيد بنى الخيفان إنَّ دماءَهُمْ ... شِفاءٌ ومَا والَى زُبيْدٌ وجمَّعا)
25 - (يَقُودُ بأرْسانِ الجِيادِ سراتُنا ... ليَنْقَمْنَ وِتْراً أَو ليَدْفَعْنَ مَدْفَعا)
26 - (ترى المُهْرةَ الرَوْعاءَ تنفُضُ رَأْسها ... كلالا وأينا والكميت المقزعا)
27 - (ونخلع نَعْلَ العبْدِ منْ سوءِ قَوْدِهِ ... لكَيْما يكونَ العبْدُ للسهْلِ أَضْرَعا)
28 - (وقدْ وعدوهُ عُقْبَةً فمَشى لَهَا ... فَمَا نالَهَا حتَّى رأى الصُبْحُ أدْرَعا)(1/65)
15 - مَالك بن حَرِيم الْهَمدَانِي
29 - (وأوسعن عَقِبَيْهِ دِمَاء فأصْبَحتْ ... أصابعُ رِجْليه رواعِفَ دُمَّعا)
30 - (طلَعْنَ هضابا ثمَّ عالين قنة ... وجاوزن خيفا ثمَّ أسهلن بلقعا)
31 - (وتهدى بِي الْخَيل الْمُغيرَة نهدة ... إِذا ضبرت صابَتْ قوائِمَها مَعًا)
32 - (إذَا وقعَتْ إحدَى يدَيْهَا بثبرَةٍ ... تجاوَبَ أثناءُ الثلاثِ بِدَعْدَعا)
33 - (فأصبحْنَ لَمْ يتركن وتراعلمنه ... لهمدان فِي سعد واصبحن طلعا)
34 - (مقربة أدنيتها وأفتلَيتُهَا ... لِتَشهَدَ غُنْماً أَو لِتَدفَعَ مَدْفَعَا)
35 - (تشكَّيْنَ مِنْ أعضادِها حِينَ مَشيِهَا ... أمِ القَضُّ مِنْ تَحْتِ الدَوابِرِ أَوْجَعَا)
36 - (ومنَّا رئيسٌ يُسْتضاءُ بنورِهِ ... سناءً وحِلْماً فيهِ فاجتَمَعا معَا)
37 - (وسارَعَ أقْوامٌ لمجْدٍ فقَصَّرُوا ... وقارَبَهَا زيدُ بنُ قيْسٍ فأسْرَعا)(1/66)
15 - مَالك بن حَرِيم الْهَمدَانِي
38 - (وَلَا يَسْأَلُ الضَيْفُ الغَريبُ إِذا شَتَا ... بمَا زخرت قِدْرِي لَهُ حينَ ودَّعا)
39 - (فَإنْ يكُ غَثَّاً أَو سمينا فإننَّي ... سأجْعلُ عيْنَيْهِ لنَفْسهِ مَقْنَعا)
40 - (إِذا حلَّ قومِي كنتُ أوْسطَ دارِهمْ ... وَِلا أبْتَغي عندَ الثَّنية مطلعا)(1/67)
16 - وَقَالَ الأجدع بن مَالك الْهَمدَانِي
وَالِد مَسْرُوق بن الأجدع
1 - (أسَأَلْتِني بِرَكاَئبٍ وَرِحَالِها ... ونَسيتِ قَتْلَ فَوارِسِ الأرْباعِ)
2 - (والحرث بنَ يزيدَ ويْحَكِ أعْولي ... حُلْواً شمَائلهُ رحيبَ الباع)(1/68)
16 - الأجدع بن مَالك الْهَمدَانِي
3 - (فَلَو أنَّني فوديتُهُ لَفَدَيتُهُ ... بأنامِلِي وأجَنَّهُ أضْلاعي)
4 - (تلكَ الرزية لَا ركائب أسلمت ... برحالها مشدوة الانساع)
5 - (أبليغ لديْكَ ابَا عُمَيْرٍ مُرْسلاً ... فلقدْ أنخْتَ بمَنْزلٍ جعجاع)
6 - (وَلَقَد قتلنَا من بنيك ثَلَاثَة ... فلتنزعن وَأَنت غير مُطَاع)
7 - (نقفو الجيادَ منَ البيوتِ ومنْ يَبِعْ ... فرسا فليْسَ جوادُنا بمباعِ)
8 - (إِن الفوارِسَ قدْ علمتْ مكانَهُمْ ... فأنعَقْ بشَاتِكَ نَحْوَ أَهْلِ رِدَاعِ)
9 - (حيّانِ منْ قومى وَمن أعدائهم ... خفضوا أسنتهم فَكل ناعى)
10 - (والخيلُ تنْزو فِي الأعِنَّةِ بيْنَهُمْ ... نَزْوَ الظِباءِ تحوشت بالقاع)
11 - ( [وَكَأن قتلاها كعاب مقامر ... ضربت على شزن فهن شواع)(1/69)
17 - وَقَالَ الْحَرْث بن عباد(1/70)
الْحَرْث بن عباد
1 - (قربا مربط النعامة مَتى ... لقحت حَرْب وَائِل عَن حِيَال)
2 - (لمْ أكُنْ ِمِنْ جُناتِها عَلِمَ اللّ هـ ... وإنِّي بِحَرِّهِا اليومَ صالِ)
3 - (لَا بُجَيْرٌ أغنَى فنيلا وَلا رَهْ طُ ... كُلَيْبِ تَزاجَرُوا عَنْ ضَلالِ)(1/71)
18 - وَقَالَ حرثان بن السموءل
وَهُوَ ذُو الإصبع العدوانى
[وعدوان بن عَمْرو بن قيس بن عيلان بن مُضر بن نزار]
1 - (عَذِيرَ الحيّ مِنْ عَدْوا نَ ... كانُوا حَيَّةَ الأرضِ)
2 - (بَغَى بعضُهُمْ بَعضاً ... فلَمْ يُرعُوا عَلَى بَعضِ)
3 - (ومنهُمْ كانَتِ السادَا تُ ... والمُوفُونَ بالقَرْضِ)
4 - (وَمِنْهُم حكم يقْضى ... وَلَا يَنقُضُ مَا يَقضي)
5 - (ومنِهُمْ حامِلُ الناسِ ... علَى السّنة وَالْفَرْض)(1/72)
19 - وَقَالَ كَعْب بن سعد الغنوى(1/73)
19 - كَعْب بن سعد الغنوى
1 - (لقد أنصبتنى أمُّ قيسٍ تَلُومُنِي ... ومَا لَوْمُ مِثْلي باطِلاً بِجَميلِ)
2 - (تقولُ: أَلا يَا اسْتَبْقِ نفسَكَ لَا تكُنْ ... تُساقُ لِغَبْراءٍ المَقامِ دَحُولِ)
3 - (كَمُلقَى عِظامٍ أَو كمهلَكِ سالِمٍ ... ولسْت لِميتٍ هالِكٍ بوَصيلِ)
4 - (أَرَاك امْرأ ترمى بِنَفْسِك عَامِدًا ... مرامى تغتال هول كل سَبِيل)
5 - (وَمَنْ لَا يَزَلْ يُرجى بِغيبٍ إيابُهُ ... يَجُوبُ ويغشى هول كل سَبِيل)
6 - (على قلت يُوشِكْ رَدىً أنْ يُصِيبَهُ ... إِلَى غَيرِ أدْنَى مَوضِع لمقيل)
7 - (ألم تعلمى أَن لَا يُراخي مَنيَّتي ... قُعُودي وَلَا يُدنى الوفاةَ رَحيلي)
8 - (معَ القدرِ الموقُوفِ حتَّى يُصيبَني ... حِمامِي لوْ أنَّ النفسَ غَيرُ عَجُولِ)
9 - (فإنِّكِ والموتَ الَّذِي ترهبينه ... على وَمَا عذاله بغفول)
10 - (كداعِي هَدِيلٍ لَا يُجَابُ إذَا دَعَا ... وَلا هُوَ يسلو عنْ دُعاءِ هدِيلِ)(1/74)
11 - (وذِي نَدَبٍ دَامي الأظلِّ قسمتُهُ ... مُحافظَةً بينِي وبينَ زَميلي)
12 - (وزادٍ رفَعْتُ الكفَّ عنهُ عَفافَةً ... لأُوثِرَ فِي زادِي عليَّ أَكِيلي)
13 - (وشخصٍ دَرَأتُ الشمسَ عنهُ براحَتي ... لأنظُرَ قبلَ الليلِ أينَ نُزُولي)
14 - (ومُنْشَقِّ أعطافِ القميصِ دعوتُهُ ... وقَدْ سَدَّ جوزُ الليلِ كُلَّ سبيلِ)
15 - (فقُلتُ لهُ: قدْ طَال نومك بارتحل ... ومَا ذاقَ طعمَ النومِ غيرَ قليلِ)
16 - (سُحيراً وأعجازُ النجومِ كأنَّها ... صِوارٌ تدلَّى مِنْ سواءِ أمِيلِ)
17 - (وقدْ شالَتِ الجوزاءُ حتَّى كأنَّها ... فَسَاطيطُ ركب بالفلاة نزُول)
18 - (وَمن لَا ينل حتَّى يَسُدَّ خِلالَهُ ... يَجِدْ شهواتِ النفسِ غيرَ قليلِ)
19 - (وعوراءَ قدْ قيلَتْ فلمْ استمِعْ لهَا ... وَمَا الْكَلِمَة العوراء لي بِقبُول)(1/75)
19 - كَعْب بن سعد الغنوى
20 - (ومَا أنَا للشيءِ الَّذي ليسَ نافِعِي ... ويغضَبُ مِنْهُ صَاحِبي بقؤول)
21 - (وأعرِضُ عَنْ مولَايَ لَو شِئتَ سبَّني ... ومَا كل يَوْم حلمه بأصيل)
22 - (وَلنْ يلبثِ الجُهَّالُ أنْ يتهَضَّمُوا ... أخَا الحِلمِ مَا لم يستعن بجهول)
23 - (وأذكر أَيَّام الْعَشِيرَة بعدَ مَا ... أُميِّلُ غيظَ الصَدرِ كُلَّ مَمِيلِ)
24 - (ولستُ بُمبدٍ للرجالِ سريرَتي ... ومَا أنَا عَنْ أسرارهم بسؤول)
25 - (وقومٍ يَجُرُّونَ الثيابَ كأنَّهُمْ ... نَشاوَى وقْد نبهتُهُمْ لرحيل)
26 - (وعافى الجياطامى الجمام وردته ... بذى خصل ضا فِي السَبيبِ رَجيلِ)
27 - (وقدْ نَفَّرَ الليلُ النهارَ وأُلبِستْ ... سماوة جون مجنح لأصيل)(1/76)
وَقَالَ أَبُو الْفضل الْكِنَانِي
[قَالَ أَبُو سعيد: أنشدنيها أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء]
1 - (ومستلحم يخْشَى اللحاق وقدتلا ... بهِ مُبطيءٌ قدْ منَّهُ الجريُ فاتِرُ)
2 - (ضَعيفُ القُوَى رَخوُ العِظامِ كأنَّهَا ... حِبالٌ نَضَتْهُ مُبْطئَاتٌ مَحامِرُ)
3 - (فنَهنَهَتْ عنهُ القومَ حتَّى كأنَّمَا ... حَبا دُونَهُ ليثٌ بخَفَّانَ خادرُ)
4 - (شتيمٌ أبُو شبلينِ أخضلَ متنَهُ ... مِنَ الدَجنِ يومٌ ذُوَ اهَاضيبَ ماطر)(1/77)
20 - أَبُو الْفضل الْكِنَانِي
5 - (يظَلُّ تُغَنِّيهِ الغرانيقُ فوقَهُ ... أباءٌ وغِيلٌ فَوقَهُ مُتَآصِرُ)
6 - (مُحِبٌّ كأحبابِ السقيمِ ومَا بِهِ ... سِوى أَسف أَن لَا يرى من يثاور)(1/78)
21 -[قَالَ أَبُو سعيد: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء] :
قَالَ عَمْرو بن الْأسود
[هَذِه القصيدة يَوْم ذِي قار]
1 - (ولقدْ أمرْتُ أخاكِ عمْراً أمْرَةً ... فعصَى وضيَّعَهُ بذاتِ العُجْرُمِ)
2 - (فإذَا أمَرْتُكِ بعْدهَا فتَبَيَّني ... أوْ أقدمى يَوْم الكريهة مقدمى)
3 - (وَجعلت نحرى دون بَلْدَة نَحره ... ولبان مهرى إِذْ أَقُول لَهُ اقدم)
4 - (فِي حوْمةِ الموْتِ الَّتي لَا تَشْتكي ... غَمَراتِها الْأَبْطَال غير تغمغم)(1/79)
21 - عَمْرو بن الْأسود
5 - (وكأَنَّمَا أقْدامُهُمْ وأكُفُّهُمْ ... كرَبٌ تساقطَ منْ خليجٍٍ مُفْعمِ)
6 - (لمَّا سَمِعْتُ نداءَ مُرَّةَ قدْ علَا ... وابْنَىْ ربيعةَ فِي الغُبارِ الأقْتمِ)
7 - (ومحلّماً يمْشونَ تحْتَ لِوَائهمْ ... والموتُ تحْتَ لواءِ آلِ محَلِّمِ)
8 - (وسمِعْتُ يشْكُرَ تدَّعي بحُبَيِّبٍ ... تحْتَ العَجاجةِ وَهِي تقْطُرُ بالدَّمِ)
9 - (وحُبيِّبٌ يُزْجونَ كلَّ طِمِرَّةٍ ... ومنَ اللهازم شخت غيْرِ مصَرَّمِ)
10 - (والَجمْعُ منْ ذُهْلٍ كانَّ زُهَاءَهُمْ ... جُرْبُ الجِمالِ يقودُها ابْنَا شعْثَمِ)
11 - (قذَفُوا الرماحَ وباشرُوا بنُحُورهمْ ... عنْدَ الضِرابِ بكُلِّ ليْثٍ ضْيغَمِ)
12 - (وَالْخَيْل يضبرن الخَبارَ عوابِساً ... وعلَى مناسجِها سبائِبُ منْ دمِ)(1/80)
عَمْرو بن الْأسود
13 - (لَا يصدفون عنِ الوغَى بخُدُودهمْ ... فِي كلِّ سابغَةٍ كلَوْنِ العِظْلِمِ)
14 - (نجَّاكَ مُهْرُ ابْنَيْ حلَامٍ منْهُمُ ... حتَّى اتَّقيْتَ الموْتَ بابْنَيْ حِذْيَمِ)
15 - (ودَعَا بَني أمِّ الرُواعِ فأقْبَلوا ... عنْدَ اللقاءِ بكُلِّ شاكٍ مُعْلَمِ)
16 - (يمْشُونَ فِي حلَقِ الحديدِ كمَا مشَتْ ... أسُدُ الغَريفِ بكُلِّ نحْسٍ مُظْلِمِ)
17 - (فنَجَوْتَ منْ أرْماحِهِمْ من بَعْدَمَا ... جَاشَتْ إِلَيْك النَّفس عِنْد المأزم)(1/81)
22 - وَقَالَ سعية بن العريض اليهودى(1/82)
22 - سعية بن العريض الْيَهُودِيّ
1 - (أَلا إِنِّي بليت وقدْ بَقِيتُ ... وإنِّي لَنْ أعُودَ كمَا غَنِيتُ)
2 - (فإنْ أودَي الشبابُ فلمْ أُضِعهُ ... ولمْ اتكَلْ على أَنِّي غذيت)(1/83)
22 - سعية بن العريض الْيَهُودِيّ
3 - (إِذا مَا يهتدى حلمى كفاني ... وأسأل ذَا البيانِ إذَا عَيِيتُ)
4 - (وَلَا الْحَيّ علَى الحَدَثانِ قوْمِي ... عَلى الحَدَثانِ مَا تُبْنَى البُيُوتُ)
5 - (أُيَاسِرُ معشري فِي كل امْر ... بايسرِ مَا رأيتُ وَمَا أُريتُ)
6 - (ودَارِي فِي مَحَلِّهِمِ ونَصرِي ... إِذا نزل الألد المستميت)
7 - (وأجتنب المقاذع حَيْثُ كَانَت ... وأترك مَا هويت لما خشيت)(1/84)
23 - وَقَالَ السموءل أَخُو سعية
1 - (نُطفَةً مَا مُنيتُ يومَ مُنيتُ ... أُمِرَتْ أمرَها وفيهَا وَبَيت)
2 - (كَنَّهَا اللهُ فِي مَكانٍ خفيٍّ ... وخفِيّ مَكَانُها لَو خفيت)
3 - (أَنا ميت إِذْ ذاكَ ثُمَّتَ حيٌّ ... ثُمَّ بعدَ الحياةِ للبعثِ مَيتُ)
4 - (إنَّ حِلمِي إذَا تغيَّبَ عَنِّي ... فاعْلَمي أنَّني كبيرٌ رُزِيتُ)
5 - (فأجعلنْ رِزقَي الحلالَ منْ الكس بِ ... وبرَّاً سريَرتي مَا حَيِيتُ)
6 - (ضِّيقُ الصَّدْر بالخيانة لَا ين قصّ ... فَقري أَمانَتي مَا بَقيتُ)
7 - (رُبَّ شتمٍ سمعتُهُ فتصامم ت ... وغى تركته فكفيت)(1/85)
23 - السموءل أَخُو سَعَة
8 - (ليتَ شعرِي وأشعرَنَّ إِذا مَا ... قِيلَ أَقرَأ عُنوَانَهَا وقَرِيِتُ)
9 - (أليْ الفضلُ أمْ عليَّ إذَا حوسبت ... إنِّي عَلى الحسابِ مُقيتُ)
10 - (مَيتَ دهرٍ قدْ كنتُ ثُمَّ حَييتُ ... وحيَاتِي رهنٌ بأنْ سأمُوتُ)
11 - (وأتَتني الأنباءُ أنِّي إذَا مَا ... مُتُّ أوْ رم أعظمى مبعوت)
12 - (هَل أقولن إِذا تدارك حلمى ... وتداكا عَلىَّ: أنَّي دَهِيتُ)
13 - (أبِفَضلٍ مِنَ المليكِ ونُعمَى ... أمْ بذنبٍ قَدَّّمْتُهُ فجُزِيتُ)
14 - (ينفَعُ الطِيِّبُ القليلُ من الرز ق ... وَلَا ينفع الْكثير الخبيت)
15 - (وأتتنى الأنباء عَن ملك داو دَ ... فَقَرَّتْ عينِي بِهِ ورَضيتُ)
16 - (ليسَ يُعطي القَويُّ فضلا مِنَ الرِزْ قِ ... وَلَا يُحرَمُ الضعيفُ الخَتِيتُ)
17 - (بلْ لكُلٍّ مِنْ رِزقهِ مَا قضى الل هـ ... وَإِن حك أَنفه المستميت)(1/86)
24 - وَقَالَ أَعْشَى باهِلَة
واسْمه عَامر بن الْحَارِث أحد بني وَائِل(1/87)
1 - (قد جَاءَ من عل أنباء أنبوها ... إِلَى لَا عجب مِنْهَا وَلَا سخر)
2 - (فظلت مرتفقا للنجم أرقبه ... حران مكتئبا لَو ينفع الحذر)
3 - (وجَاشتِ النفسُ لمَّا جاءَ جمْعُهُمُ ... وراكبٌ جاءَ من تثليث مُعْتَمر)(1/88)
24 - أعشى باهلة
4 - (يأتى عَلَى الناسِ لَا يَلوِي عَلَى أَحدٍ ... حتَّى ألتقيْنَا وكانَتْ دُونَنَا مُضَرُ)
5 - (إنَّ الَّذي جئْتَ من تثليث تندبه ... منهُ السَماحُ ومنْهُ النهيُ والغِيَرُ)
6 - (نُعيتُ مَنْ لَا تغب الحيُّ جفنَتَهُ ... إذَا الكواكِبُ أخطَأ نوءَها المطرُ)
7 - (وَرَاحَتِ الشولُ مُغبرَّاً مبَاءَتَهَا ... شُعثاً تغيَّرَ منْهَا النيُّ والوَبَرُ)
8 - (وأجحَرَ الكلبَ موضوعُ الصقيعِ بِهِ ... وألجَأَ الحيَّ من تَنفاحِهِِ الحُجَرُ)
9 - (عليهِ أوَّلُ زادِ القومِ إنْ نزَلُوا ... ثُمَّ المطيُّ إِذا مَا أرملوا جزروا)
10 - (لَا تَأَمَنُ البازِلُ الكوماءُ ضَرْبتُهُ ... بالمشرَفيِّ إذَا مَا اخرَوَّطَ السفرُ)
11 - (وتفزَعُ الشَولُ منهُ حينَ يفجؤها ... حَتَّى تقطع فِي أعناقها الجرر)(1/89)
24 - أعشى باهلة
12 - (لمْ ترَ أرضَ ولمْ يسمَعْ بهَا أَحَدٌ ... إِلَّا بهَا من نوادى وَقعِهِ أَثَرُ)
13 - (وليسَ فيهِ إذَا استنظرْتَهُ عَجَلٌ ... وليسَ فيهِ إذَا ياسَرْتَهُ عَسَرُ)
14 - (إمَا يُصِبْكَ عَدو فِي مناوأة ... يَوْمًا فَقَدْ كنْتَ تَستَعلِي وتَنْتَصرُ)
15 - (مَنْ ليسَ فِي خيرِهِ شرٌّ يُكْدِرُهُ ... عَلَى الصديقِ وَلَا فِي صَفوهِ كَدرُ)
16 - (أخُو حُرُوبٍ ومَكسَابٌ إذَا عدِمُوا ... وَفِي المحافلِ منهُ الجدُّ والحذرُ)
17 - (أَخُو رغائبَ يُعطيهَا ويُسألُهَا ... يأبَى الظُلامةَ منهُ النوفَلُ الزفر)
18 - (لَا يغمر الساقُ منْ أينَ ومنْ وَصَبٍ ... وَلَا يعَضُّ عَلَى شُرسُوفِةِ الصَفَرُ)
19 - (لَا يتَأَرَى لِمَا فِي القِدرِ يرقُبُهُ ... وَلَا يزالُ أمامَ القومِ يَقتَفِرُ)
20 - (طاوِى المصيرِ عَلَى العزَّاءِ مُنصلِتٌ ... بالقومِ ليلَةَ لَا مَاءٌ وَلَا شجرُ)
21 - (مُهفهَفٌ أهضمُ الكشحينِ منخرق ... عَنهُ الْقَمِيص لسير اللَّيْل محتقر)(1/90)
24 - أعشى باهلة
22 - (لَا يُصعِبُ الأمرَ إِلَّا ريَثَ يَركَبُهُ ... وكُلَّ أَمرٍ سِوَى الفحشاءِ يأتَمِرُ)
23 - (لَا يَأَمَنُ الناسُ مُمسَاهُ ومُصبَحَهُ ... مِنْ كُلِّ فجٍّ إذَا لمْ يَغْزُ يُنتَظَرُ)
24 - (تكفِيهِ حُزَّةُ فِلذٍ إنْ ألَمَّ بهَا ... مِنَ الشِواءِ ويُروِي شُربَهُ الغُمَرُ)
25 - (كأنَّهُ بَعدَ صِدقِ القومِ أنفُسَهُمْ ... باليأسِ يلمَعُ مِنْ قُدّامِهِ البُشُرُ)
26 - (لَا يُعجِلُ القومَ أنْ تَغلي مَراجِلُهُمْ ... ويُدلُجِ الليلَ حتَّى يفسَحَ البصرُ)
27 - (عِشنَا بذَلِكَ دهراً ثُمَّ فارَقَنا ... كذلكَ الرمحُ ذُو النَصليْنِ يَنكسِرُ)
28 - (فإنْ جزِعنَا فقَدْ هدَّتْ مُصيبَتُنَا ... وَإِن صَبرنَا فَإنَّا معشر صَبر)
29 - ( [إنى أَشد حزيمى ثمَّ يدركنى ... مِنْك الْبلَاء وَمن آلَائِكَ الذّكر] )(1/91)
أعشى باهلة
30 - (أَصبتَ فِي حَرَمٍٍ منَّا أخَا ثِقَةِ ... هِنْدُ بن أَسمَاء لَا يهنئ لكَ الظَفَرُ)
31 - (أَمَا سلَكْتَ سَبِيلا كُنْتَ سالِكَها ... فاذهَبْ فَلا يُبعدَنْكَ اللهُ مُنَتشِرُ)
32 - (لوْ لمْ تخُنْهُ نُفيلٌ وَهِي خائِنًةٌ ... ألَمَّ بالقومِ وردٌ مِنْهُ أَو صَدَرُ)
33 - (وَرَّادُ حَربٍ شهابٌ يُستَضاءُ بِهِ ... كَمَا يضئ سَواد الطخية الْقَمَر)(1/92)
25 -[كَعْب بن سعد الغنوى]
قَالَ أَبُو سعيد: عَن حبيب بن شَوْذَب رجل من أهل نجد مسن عَن أَبِيه قَالَ: أنشدنيها كَعْب بن سعد الغنوى مواقفا لى براذان:(1/93)
25 - كَعْب بن سعد الغنوى(1/94)
25 - كَعْبُ بن سَعْد الغنويّ
1 - (أخي مَا أخي لَا فاحِشٌ عندَ بيتِهِ ... وَلَا ورِعٌ عندَ اللقاءِ هَيُوبُ)
2 - (هُوَ العسلُ الماذيُّ حِلْماً ونائلاً ... وليثٌ إِذا يَلقَي العدوَّ غَضُوبُ)
3 - (لقدْ كَانَ أما حلمه فمروح ... علينا وَأما جَهله فعزيب)
4 - (حَلِيم إِذا ماسورة الْجَهْل أطلقت ... حبى الشيب للنَّفس اللجوج غَلُوبُ)
5 - (هوتْ أمُّهُ مَا يبعثُ الصبحَ غادِياً ... وماذا يُؤدي الليلَ حينَ يَؤُوبُ)
6 - (كعاليةِ الرمحِ الرُدينيّ لمْ يكُنْ ... إذَا ابتدَرَ الخيلَ الرجالُ يخِيبُ)(1/95)
25 - كَعْب بن سعد الغنوى
7 - (أَخُو شتَواتٍ يعلَمُ الضيفُ أَنَّهُ ... سيَكثُرُ مَا فِي قدرهِ ويطيبُ)
8 - (إذَا حلَّ لمْ يُقصِ الْمحلة بَيته ... وَلكنه الْأَدْنَى بِحَيْثُ تنوب)
9 - (حبيب إِلَى الخلان غَشيانُ بَيتِهِ ... جميلُ المُحيَّا شبَّ وهوَ أديبُ)
10 - (يَبيتُ الندَى يَا أمَّ عمروٍ ضجيعَهُ ... إذَا لَمْ يكنْ فِي المُنقِياتِ حَلُوبُ)
11 - (إذَا نزَلَ الأضياف أَو غبت عَنْهُم ... كفى ذَاك وضاح الجبين أريب)
12 - (وداع دَعَا: يَا مَنْ يُجيبُ إِلَى النَدَى ... فلَمْ يستَجِبْهُ عندَ ذاكَ مُجِيبُ)
13 - (فقُلتُ ادعُ أُخرَى وأرفعِ الصوتَ دَعْوَة ... لَعَلَّ أَبَا المغوار مِنْك قريب)
14 - (يجبك كمَا قدْ كانَ يَفْعَلُ إنَّهُ ... بَأمثالِها رَحبُ الذِراعِ أرِيبُ)
15 - (كأنَّ أبَا المِغوارِ لمْ يُوفِ مَرقَباً ... إذَا رَبَأ القومَ الغزاةَ رقيبُ)
16 - (ولمْ يَدعُ فتياناً كِراماً لِميسرٍ ... إذَا اشتدَّ مِنْ ريحِ الشتاءِ هُبوبُ)
17 - (فإنِّي لباكِيهِ وإِنِّي لصادقٌ ... عَلَيْهِ وَبَعض الباكيات كذوب)(1/96)
25 - كَعْب بن سعد الغنوى
18 - (فَتى أريحيا كَانَ يَهْتَز للندى ... كمَا اهتَزَّ مِنْ ماءِ الحديدِ قضِيبُ)
19 - (وحدَّثتُماني أنَّما الموتُ فِي القُرَى ... فكيفَ وهَاتَا هضبَةٌ وقليب)
20 - (وَمَاء سَمَاء كَانَ غير مخمر ... ببرية تجرى عَلَيْهِ جنوب)
21 - ( [ومنزلة فِي دَار صدق وغبطة ... وَمَا اقتال من حكم على طَبِيب] )
22 - (تَرى عَرَصاتِ الحيِّ تُمسي كأنَّها ... إذَا غابَ لم يحلل بِهن عريب)
23 - (ليبكك دَاع لم يجد من يُعينهُ ... وطاوى الحشا نائي المَزَار غَرِيبُ)
24 - (تُرَوِّحُ تَزْهَاهُ صَباً مستطيفَةٌ ... بكلِّ ذرا والمستراد جديب)(1/97)
26 - وَقَالَ غريقة بن مُسافع الْعَبْسِي
1 - (تقولُ سُليمَى مَا لِجسمِكَ شاحِباً ... كأنَّكَ يَحميكَ الشرابَ طبيبُ)
2 - (فقلتُ ولمْ أَعي الجوابَ ولمْ أُلِحْ ... ولِلدَهرِ فِي صُمِّ السَّلَام نصيب)
3 - (تتَابع أَحْدَاث تَخِر من إِخوَتي ... وشيَّبْنَ رأَسي والخُطُوبُ تُشيبُ)
4 - (أََتى دونَ حُلوِ العيشِ حتَّى أمَرَّهُ ... نُكُوبٌ على آثارِهنَّ نُكُوبُ)
5 - (لَعَمْري لَئِنْ كانتْ أصابَتْ مُصيبةٌ ... أَخي والمَنَايَا للرجالِ شَعُوبُ)
6 - (أَخي كانَ يَكفيْني وكانَ يُعِيننِي ... على نائبات الدَّهْر حِين تنوب)(1/98)
26 - غريقة بن مسافع العبسى
7 - (هوت أمه مَاذَا تَضمَّنَ قَبْرُهُ ... مِنَ الجُودِ والمعْروفِ حينَ يَنُوبُ)
8 - (جَمُوعُ خلالِ الخيرِ مِنْ كُلِّ جانبٍ ... إذَا جاءَ جيّاءٌ بهنَّ ذَهُوبُ)
9 - (مُفيدٌ مُلَقَّى القائدات معود ... لِفعلِ النَدَى للمُعدَماتِ كَسُوبُ)
10 - (فَتى لَا يُبالي أَن يكون بجسمه ... إِذا نَالَ خلات الكرامِ شُحُوبُ)
11 - (غَنِينَا بخيرٍ حِقبةً ثمَّ جَلَّحَتْ ... علينَا الَّتِي كُلَّ الرجالِ تُصِيبُ)
12 - (فأبقَتْ قَلِيلا ذَاهباً وتَجَهَّزتْ ... لآخرَ والراجِي الحياةَ كَذُوبُ)
13 - (وأَعلمُ أنَّ الْبَاقِي الحيَّ مِنهُمَا ... إِلَى أجلٍ أقْصَى مَدَاهُ قَريبُ)
14 - (فلوْ كانَ مَيتٌ يُفتدي لَفَدَيتُهُ ... بمَا لمْ تكُنْ عنْهُ النفوسُ تَطِيبُ)
15 - (بعينيَّ أَو يُمنَى يَدي وقيِلَ لي ... هوَ الغانمُ الجذلانُ حينَ يَؤوبُ)
16 - (فإنْ تكُنِ الأيامُ أحسنَّ مرّة ... إِلَيّ فقَدْ عادَتْ لهُنَّ ذَنُوبُ)
17 - (كثيرُ رَمادِ القِدرِ رَحبٌ فنَاؤُهُ ... إِلَى سندٍ لَمْ تحتجنه غيوب)(1/99)
26 - غريقة بن مسافع الْعَبْسِي
18 - (قريب ثراه لَا ينالُ عدوُّهُ ... لهُ نبَطاً عِندَ الهَوانِ قَطوبُ)
19 - (لقدْ أفسدَ الموتُ الحياةَ وقدْ أَتَى ... على يومِهِ عِلْقٌٌ إليَّ حَبيبُ)
20 - (حَليمٌ إذَا مَا الحِلمُ زيَّن أَهلَهُ ... معَ الحلمِ فِي عين الْعَدو مهيب)
21 - ( [إِذا مَا تراءاه الرِّجَال تحفظُوا ... فَلم تنطق العوراء وَهُوَ قريب)(1/100)
27 - وَقَالَت سعدى بنت الشمردل الجهنية
[ترى أخاها قتلته بهز من بنى سليم بن مَنْصُور]
1 - (أمنَ الحوادِثِ والمَنونِ أروَّعُ ... وأبيتُ ليْلي كلَّهُ لَا أهجع)(1/101)
27 - سعدى بنت الشمردل
2 - (وأبيتُ مُخْليَةً أُبكّي أسعداً ... ولِمثْلِهِ تبْكي العيونُ وتهْمعُ)
3 - (وتبيَّنُ العيْنُ الطليحةُ أنَّهَا ... تبْكي من الجزَعِ الدخيلِ وتدمَعُ)
4 - (ولَقَدْ بدا لي قبلُ فِيمَا قدْ مضى ... وعلمْتُ ذاكَ لوَ أنَّ علْماً ينفعُ)
5 - (أنَّ الحوادثَ والمَنونَ كليهِما ... لَا يُعْتِبانِ ولوْ بَكى منْ يجزَعُ)
6 - (ولقدْ علمْتُ بأنَّ كلَّ مؤَخَّرٍ ... يَوْمًا سبيلَ الأَوَّلينَ سيتْبَعُ)
7 - (ولقدْ علمتُ لوَ أنَّ علْماً نافعٌ ... أنْ كُلُّ حيٍّ ذاهبٌ فمودِّعُ)
8 - (أفليْسَ فيمنْ قدْ مضى ألى عِبْرةٌ ... هلَكوا وقدْ أيقَنْتُ أنْ لَنْ يرجعُوا)
9 - (ويل م قتْلي بالرِصافِ لوَ أنَّهم ... بلَغُوا الرَجاءَ لِقَوْمِهمْ أوْ مُتِّعوا)
10 - (كمْ منْ جميعِ الشمْلِ ملْتَئِمِ الهَوى ... كَانُوا كذلكَ قبلَهمْ فتصدَّعُوا)
11 - (فلْتَبْكِ أَسْعَدَ فتية بسباسب ... اقووا واصبح زادهم يتمزع)
12 - (جادَ أبنُ مجْدعةَ الكميُّ بنفسِهِ ... ولقدْ يرَى أَن الْمَكْر لأشنع)(1/102)
27 - سعدى بنت الشمردل
13 - (وَيْلُمِّهِ رجلا يليذُ بظهرهِ ... إبِلا ونسَّألُ الفَيافي أرْوَعُ)
14 - (يردُ المياهَ حضيرَةً ونفيضَةً ... ورْدَ القَطاةِ إِذا أسْمَأَلَّ التُبَّعُ)
15 - (وبهِ إِلَى أُخْرَى الصحابِ تلفُّتٌ ... وبهِ إِلَى المكروبِ جرْيٌ زَعْزَعُ)
16 - (ويكبِّرُ الْقدح العنود ويعتلى ... بألى الصحاب إِذا أصات الوعوع)
17 - (سباق عَادِية وهادى سَرِيَّة ... ومقاتلٌ بطلٌ ودَاعٍ مِسْقَعُ)
18 - (ذهبَتْ بهِ بَهْزٌ فأصبحَ جدُّها ... يعْلو وأصْبحَ جدُّ قومِي يخْشَعُ)
19 - (أجعلت أسعد للرماح دريئة ... هبِلَتْكَ أمُّكَ أيَّ جرْدٍ ترْقَعُ)(1/103)
27 - 20
(يَا مُطعمَ الركْبِ الجياعِ إِذا همُ ... حثُّوا المطيَّ إِلَى العلَى وتسرَّعوا)
21 - (وتجاهَدُوا سيْراً فبعْضُ مطِيِّهمْ ... حسْرى مخَلِّفةٌ وبعْضٌ ظُلَّعُ)
22 - (جوّابُ أوديةٍ بِغَيْر صحابة ... كشاف داوى الظلامِ مشيَّعُ)
23 - (هَذَا على إثْرِ الَّذي هوّ قبله ... وَهِي المنايَا والسبيلُ المهْيَعُ)
24 - (هَذَا اليقينُ فكيفَ أنسَى فقدَهُ ... إنْ رابَ دهرٌ أوْ نَبا بِيَ مضجعُ)
25 - (إنْ تأتِهِ بعدَ الهُدوِّ لحاجةٍ ... تَدْعُو يُجبْكَ لَهَا نجيبٌ أرْوَعُ)
26 - (متحلِّبُ الكفَّيْنِ أمْيثُ بارع ... أنف طُوالُ الساعديْنِ سميْدَعُ)
27 - (سمْحٌ إِذا مَا الشَوْلُ حارَدَ رسْلُها ... واسْتَرْوحَ المرَقَ النساءُ الجوَّعُ)
28 - (منْ بعد أسعد إِذا فجعت بيومه ... وَالْمَوْت مِمَّا قد يريب ويفجع)
29 - (فوَددْتُ لوْ قُبِلَتْ بأسْعدَ فديةٌ ... ممَّا يضنُّ بهِ المُصابُ الموجَعُ)
30 - (غادرتْهُ يومَ الرصافِ مجدَّلاً ... خبر لعمرك يَوْم ذَلِك أشنع)(1/104)
28 - قَالَ دُرَيْد بن الصمَّة
[يرثي أَخَاهُ عبد الله](1/105)
28 - دُرَيْد بن الصِمّة
1 - (َأَرَثَّ جَديدُ الحَبْلِ مِنْ أُمِّ معبدِ ... بعاقِبَةٍ وأخْلفَتْ كلَّ موْعِدِ)
2 - (وبانَتْ وَلم أَحْمد إِلَيْك جوارها ... ولَمْ تُرْجَ فِينَا رِدَّةُ اليَوْمِ أوْ غَدِ)(1/106)
28 - دُرَيْد بن الصمَّة
3 - (أعاذِلَ إنَّ الُرزءَ فِي مثلِ خالدٍ ... وَلَا رُزءَ فيمَا أَهلكَ المرءُ عَنْ يدِ)
4 - (وقلتُ لعراض وأصحابِ عارضٍ ... ورهطِ بني السوداءِ والقومُ شُهَّدي)
5 - (علانِيةً: ظُنُّوا بألفَي مُدَجَّجٍ ... سراتهُمُ فِي الفارسيّ المُسرَّدِ)
6 - (أمرتُهُمُ أَمْرِي بُمنعرجِ اللِوَى ... فلَمْ يستبينُوا الرُشدَ إِلَّا ضُحى الغدِ)
7 - (فلمَّا عصَوني كنْتُ منهُمْ وَقد أرَى ... غوايتَهُمْ وأنَّني غيرُ مُهتَدِ)
8 - (ومَا أنَا إِلَّا من غَزِيَّةَ إنْ غوَتْ ... غويْتُ وإنْ تَرشُدْ غزَّيَةُ أرشُدِ)
9 - (وإنْ تُعقِبِ الْأَيَّام والدهر تعلوا ... بنى قَارب أَنا غضاب بمعبد)(1/107)
28 - دُرَيْد بن الصمَّة
10 - (تَنادَوا فقالُوا: أردَتِ الخيلُ فَارِسًا ... فقُلتُ: أَعبدُ اللهِ ذلكمُ الرَدي)
11 - (وإنْ يكُ عبدُ اللهِ خلَّى مَكانَهُ ... فمَا كانَ وَقافاً وَلَا طائشَ اليدِ)
12 - (وَلَا برماً إذَا الرياحُ تناوحَتْ ... بِرطبِ العِضاةِ والضريعِ المُعَضَّدِ)
13 - (كميشُ الإزارِ خارجٌ نصفُ ساقِهِ ... صبورٌ علَى العزَّاءِ طلاَّعُ أنجُدِ)
14 - (رئيسُ حروب لَا يزَال ربيئَةً ... مُشيحاً عَلى مُحقَوقَفِ الصُلبِ مُلْبِدِ)
15 - (صُبورٌ على رزء المصائب حافِظٌ ... من اليومِ إدبار الأحَاديثِ فِي غدِ)
16 - (صَبا مَا صَبا حتَّى عَلا الشيبُ رأسَهُ ... فلمَّا علاهُ قالَ للباطلِ: أبْعَدِ)
17 - (وهوَّنَ وجدي أنَّني لمْ أقُلْ لّهُ ... كذبتَ ولمْ أبخَلْ بِمَا ملكت يَدي)(1/108)
28 - دُرَيْد بن الصمَّة
18 - (وَكنت كَأَنِّي واثق بمصدر ... يمشي بِأَكْنَافِ الحبيب فَمَحْتِدِ)
19 - (غداةَ دعَاني والرماحُ ينُشنَهُ ... كوقعِ الصياصِي فِي النسيجِ المُمدَّدِ)
20 - (وكنْتُ كذاتِ البَوِّ ريعَتْ فاقبلَتْ ... إِلَى جِذَمٍ من مَسكِ سقبٍ مُجلَّدِ)
21 - (فطاعَنْتُ عنهُ الخَيلَ حتَّى تبدَّدَتْ ... وحتَّى عَلاني حالك اللَّوْن أسود)
22 - (طعان امْرِئ آسَى أخاهُ بنفسِهِ ... وأعلَمُ أنَّ المرءَ غيرُ مُخلَّدِ)
23 - (وهَوَّنَ وجدِي انَّمَا هوْ فارِطٌ ... أمَامي وأنَّي واردُ اليومِ أَو غدِ)
24 - (وغارةِ بينَ اليومِ والليلِ فلتةٍ ... تداركتُهَا ركضاً بسيدٍ عَمَرَّدِ)
25 - (سليم الشظا عبل الشوَى َشنجِ النَسَا ... طويلِ القرَا نهدٍ آسِيلِ الْمُقَلّد)(1/109)
28 - دُرَيْد بن الصمَّة
26 - (ويُخرِجُ مِنهُ صرةُ القومِ مِصدَقاً ... وطوُلُ السُرَى درى عضب مهند)(1/110)
29 - وَقَالَ
1 - (يَا رَاكِبًا إمَّا عَرَضْتَ فبلِّغنْ ... أَبَا غالبٍ أنْ قَدْ ثأَرْنَا بِغالِبِ)
2 - (وأبلِغْ نُميراً أنْ مَرَرْت بدارها ... على نأيها فَأَي مولى وطالبِ)
3 - (قَتلْتُ بعْبدِ الله خيرَ لِدَاتهِ ... ذُؤَابَ بن أَسمَاء بن زيد بن قَارب)(1/111)
29 - دُرَيْد بن الصمَّة
4 - (فَلِليَوْمِ سُمِّيتُمْ فَزارةَ فاصبِرُوا ... لِوَقْعِ القنا تَنْزُونَ نَزْوَ الجَنَادِبِ)
5 - (تَكُرُّ عَليهِمْ رجْلَتي وفَوارسِي ... وَأكْرِهُ فِيهِمْ صَعْدَتي غَيْرَ ناكِبِ)
6 - (فإنْ تُدْبِرُوا يأُخُذْنَكُمْ فِي ظهوركم ... وَإِن تُقْبِلُوا يأُخُذْنكُمْ فِي التَرائِبِ)
7 - (وإنْ تُسْهِلُوا للخيلِ تسهل عَلَيْكُم ... بطعن كإيزاغ المَخاضِ الضواربِ)
8 - (إِذا أحزَنُوا تَغشَى الجِبالَ رجالُنَا ... كمَا استوفَزَتْ فُدْرُ الوُعُولِ القَراهِبِ)
9 - (ومرَّةَ قَدْ أخرَجْنَهُمْ فتَرَكنهُمْ ... يَروغُونَ بالصَلعاءِ روغَ الثَعالِبِ)
10 - (وأشجَعَ قَدْ أدركنَهُمْ فترَكنَهُمْ ... يَخافُونَ خَطْفَ الطَيْرِ مِنْ كُلِّ جانِبِ)
11 - (وثَعْلَبَةَ الخُنْثَى ترَكْنَا شَرِيدَهُمْ ... تَعِلَّةَ لاهٍ فِي البِلادِ ولاعبِ)
12 - (وَلَوْلَا جنانُ الليلِ أدركَ ركْضُنَا ... بِذِي الرمثِ والأرطي عياضَ بنَ ناشب)(1/112)
29 - دُرَيْد بن الصمَّة
13 - (فليتَ قبوراً بالمخاضةِ أخبرَتْ ... فتُخبرُ عنَّا الخُضرَ خُضرَ مُحاربِ)
14 - (رَدَسناهُمُ بالخيلِ حتَّى تملأّتْ ... عوافي الضِباعِ والذِئابِ السَواغبِ)
15 - (ذَرِيني أُطوُّفْ فِي البلادِ لعلني ... أللاقي باثْرٍ ثُلّةً مِنْ مُحاربِ)
16 - (وأنتَ أمرؤٌ جَعدُ القفَا متعكِسٌ ... مِنْ الأقِطِِ الحوليِّ شبعانُ كانِبِ)(1/113)
30 - وَقَالَ عبد الله بن جنح النكرى
[نكرَة بن لكيز بن أفصى بن عبد الْقَيْس بن أفصى بن دعمى بن جديلة ابْن أَسد بن ربيعَة بن نزار قَالَ الْأَصْمَعِي: أنشدنيها خلف الْأَحْمَر]
1 - (زعمَ الغَوانِي إنْ أردْنَ صريمَتي ... أنْ قدْ كبِرْتُ وأدبَرَتْ حاجَاتي)
2 - (وضحِكْنَ مِنِّي سَاعَة وسألنَني ... مُذْ كمْ كذَا سنة أخذْتُ قَناتِي)
3 - (مَا شبْتُ مِنْ كبرٍ ولكِنّي أمرؤٌ ... أغشَى الحروبَ ومَا تشِيبُ لِدَاتي)
4 - (أحْمِي أُناسِي أنْ يُبَاحَ حريمُهُمْ ... وهمُ كذاكَ إذَا عُنِيتُ حُماتي)
5 - (مِنْ معشرٍ يَأبَى الهوانَ أخوهُمُ ... شُمُّ الأنوفِ جَحَاجِحٌ سَادَات)
6 - (عَزُّوا وعزَّ بِعزِّهِمْ مِنْ جاوَروا ... وهُمُ الذُرَى وغلاصم الهامات)(1/114)
30 - عبد الله بن جنح النكرى
7 - (إنْ يُطلَبُوا بجريرَةٍ يَنأَونَها ... أوْ يُطلبُوا لَا يدركوا بترات)(1/115)
31 - وَقَالَ عمر بن حَنى التغلبي
[يُجيب طريفا الْعَنْبَري] 1
(ولَقَدْ دعوتَ طَرِيفُ دعوةَ جاهلٍ ... سفَهاً وأنتَ بمنظرٍ لَو تَعْلمُ)
2 - (ولقيتَ حَيًّا فِي الحُرُوبِ محلُّهُمْ ... والجيشُ باسمِ أبيهِمُ يُستَهزَمُ)
3 - (فإذَا دعَوْا بِأبي رَبيعةَ أقبلُوا ... بكتائبٍ دونَ النساءِ تلمَّمُوا)(1/116)
31 - عمر بن حَنى التغلبى
4 - (فلقيتَ فيهمْ هانئاً وسلاحَهُ ... بطلاً إذَا هابَ الفوارس يقدم)
5 - (سلبوك درعك والأغر كليهمَا ... وَبَنُو أسيد أسلموك وخضم)(1/117)
32 - وَقَالَ أَبُو النَشْناش النَهْشَليّ اللِصُّ
1 - (وسائلةٍ أينَ الرحيلُ وسائِلٍ ... ومِنْ يسألُ الصُعْلُوكَ أينَ مَذاهِبُهْ)
2 - (وداويَّةٍٍ يَهماءَ يُخشَى بهَا الرَدَى ... سَرَتْ بِأبي النَشْناشِ فِيها ركائِبُهْ)
3 - (ليُدركَ ثأراً أَو ليُدركَ مغنماً ... جزيلا وَهَذَا الدَّهْر جم عجائبه)(1/118)
32 - أَبُو النشناش النَّهْشَلِي
4 - (إذَا المرءُ لم يَسْرَحْ سَواماً وَلم يُرِحْ ... سواماً وَلم تَعْطِفْ عليهِ أقاربُهْ)
5 - (فللموتُ خيرٌ للفتى من قعوده ... فَقِيرا وَمن مولى تدب عقاربُهْ)
6 - (وَلم أََر مثلَ الهمِّ ضاجعَهُ الفتَى ... وَلَا كسوادِ الليلِ أخفقَ طالبُهْ)
7 - (فمُتْ مُعدِماً أَو عش كَرِيمًا فإنني ... أرى الْمَوْت لَا ينجو من الموتِ هاربُهْ)
8 - (ولوْ كانَ شيءٌ ناجياً من مَنَّيةٍ ... لكانَ أثيرٌ يومَ جاءَتْ كتائبُهْ)(1/119)
33 - وَقَالَ أُحَيْحةُ بن الجُلاح
1 - (إذَا مَا جئتُها قدْ بِعْتَ عَذقاً ... تُعانِقُ أوْ تُقبِّلُ أَو تُفدِّي)
2 - (أهنْتُ المالَ فِي الشهواتِ حتَّى ... أصارَتْني أسِيفاً عبدَ عبدِ)
3 - (فمنْ نالَ الغنَى فليَصْطَنِعهُ ... صَنيعتَهُ ويجهدْ كلَّ جهدِ)
4 - (أُعلمُكُمْ وقدْ أرديْتُ نفسِي ... فَمن أهْدى سَبِيل الرشد بعدِي)(1/120)
34 - وَقَالَ عَمْرو بن معديكرب
1 - (ومُردٍ عَلَى جُردٍ شَهِدْتُ طِرادَها ... قُبيلَ طُلُوعِ الشَّمْس أَو حينَ ذَرَّتِ)(1/121)
2 - (صَبحْتُهُمُ بيضاءَ يَبرُقُ بَيضُها ... إذَا نظرَتْ فِيها العيونُ ازمَهرَّتِ)
3 - (ولمَّا رأيتُ الخيلَ رَهواً كأنَّها ... حداول زرع أرْسلت فاسبطرت)
4 - (وجاشت إِلَى النفسُ أولَ وهلةٍ ... وَرُدَّتْ علَى مكرُوهِها فاستقرَّتِ)
5 - (علامَ تقولُ الرُمحُ يُثقلُ عاتِقِي ... إذَا أنَا لم أطعن إِذا الخيلُ ولَّتِ)
6 - (عقرْتُ جوادَ ابنْي دُريدٍ كليهِما ... ومَا أخَذَتْني فِي الخُتُونِة عِزَّتي)
7 - (لَحَا اللُه جرما كلما ذَر شارق ... وُجُوه كلاب هارشت فازبأرت)
8 - (ظللت كَأَنِّي للرماح دريئة ... أُقاتِلُ عَنْ أبناءِ جَرْمٍ وفرَّتِ)
9 - (فلمْ تُغنِ جرم نهدها إِذْ تلاقتا ... وَلَكِن جرما فِي اللِّقَاء ابتذعرت)
10 - (فلوْ أنَّ قومِي أنطقتِني رمَاحُهُمْ ... نطقتُ ولكِنَّ الرماح أجرت)(1/122)
35 - وَقَالَ أَبُو سعيد: أَنْشدني أَبُو مهدية يصف حَيَّة 1
(قد كَاد يقتلني أَصمّ مرقش ... من جب كلثمَ والخُطوبُ كثيرْ)
2 - (حتَّى أصدَّ اللهُ عَنِّي رَأسَهُ ... واللهُ بالمرءِ المُضافِ بَصيرْ)
3 - ... خُلقتْ لَهازِمُهُ عزين ورأسُهُ ... كالقُرصِ فُلطحَ منْ طحينِ شَعيرْ)
4 - (وكأنَّ شِدقَيهِ إذَا مَا أَقبَلا ... شِدقَا عجُوزٍ مضمَضَتْ لِطُهُورْ)
5 - (ويُديرُ عَيناً لِلوِقاعِ كَأنَّها ... سمراءُ طاحتْ من نفيض برير)(1/123)
36 - وَقَالَ ذُو الْخرق الطهوي
وَإِنَّمَا سمي ((ذَا الْخرق)) بِهَذَا الْبَيْت: عِجَافًا عَلَيْهَا الريش والخرق و ((الْوَرق)) أَيْضا وَذَلِكَ أَن الْبَعِير إِذا دبر وضعُوا على دبره الريش وَالْوَرق لِئَلَّا يقربهُ الطير والغربان 1
(لما رَأَتْ إبِلي جاءَتْ حَلُوبَتُهَا ... هَزْلَي عِجَافاً عَلَيْهَا الريشُ والوَرَقُ)
2 - (قالَتْ: أَلا تَبتَغي مَالاً تَعيشُ بهِ ... مِمَّا تُلاقي وَشَرُّ العيشةِ الرمَقُ)
3 - (فيئِي إليكِ فَإنَّا معشر صَبر ... فِي الجدب لَا خِفَّةٌ فينَا وَلا نَزَقُ)
4 - (إنَّا إذَا حطمة حتت لنا وَرقا ... نمارس الْعود حَتَّى ينْبت الْوَرق)(1/124)
337 - وَقَالَ تأبَّط شرَّاً 1
(وشِعبٍ كشلِّ الثوبِ شكسٍ طريقُهُ ... مجامع صوحيه نطاف مخاصر)
2 - (بِهِ مِنْ سيُولِ الصيفِ بيضٌ أقرَّهَا ... جُبارٌ لِصُمِّ الصَخرِ فيهِ قَراقِرُ)
3 - (تبطَّنتُهُ بالقومِ لمْ يَهدِني لَهُ ... دليلٌ ولمْ يُثبِتْ لي النعتَ خابِرُ)
4 - (بهِ سمَلاتٌ مِنْ مياهٍ قديمةٍ ... موَارِدُهَا مَا إِن لَهُنَّ مصَادر)(1/125)
38 - قَالَ شمر بن عمر الحنفيّ 1
(لَوْ كنتُ فِي ريْمانَ لسْتُ ببارحٍ ... أبدا وسُدَّ خَصاصُهُ بالطينِ)
2 - (لي فِي ذُراهُ مآكلٌ ومشارِبٌ ... جاءَتْ إليَّ مَنيَّتي تبغيني)
3 - (وَلقدْ مررْتُ على اللئيمِ يسبُّني ... فمضيْتُ ثُمَّت قُلْتُ لَا يعْنينِي)
4 - (غَضْبانَ ممتلئاً عليَّ إهابهُ ... إِنِّي وربِّكَ سُخْطُهُ يرْضيني)
5 - (يَا ربَّ نكْسٍ إنْ أتتْهُ منيَّتي ... فرِحٌ وخِرْقٍ إنْ هَلَكْتُ حزينُ)(1/126)
39 - وَقَالَ طريف النعبري 1
(أوْ كُلَّمَا وردتْ عُكاظَ قبيلَةٌ ... بعثُوا إليَّ رسولهم يتوسم)(1/127)
39 - طريف الْعَنْبَري
2 - (فتوسَّمُونِي إنَّني أنَا ذَاكُمُ ... شاكٍ سِلاحي فِي الحوادثِ مُعْلَمُ)
3 - (تحتِي الأغرُّ وفوقَ جِلدِي نثرةٌ ... زغف ترد السَّيْف وَهُوَ مثلم)
4 - (حَولي فوارس مِنْ أُسيْدٍ شِجْعَةٌ ... وإذَا غَضِبْتُ فَحَوْلَ بيتِي خَضَّمُ)
5 - (ولِكُلِّ بكرِيٍَّ لَدَيَّ عداوَةٌ ... وأبُو ربيعةَ شانيء ومحلم)(1/128)
40 - قَالَ أَبُو سعيد: سَمِعت أَبَا عَمْرو بن الْعَلَاء ينشد هَذِه القصيدة لامريء الْقَيْس 1
(نطعُنُهُمْ سُلْكَي ومَخلُوجَةً ... لِفتَكَ لأمينِ عَلَى نابل)(1/129)
40 - امْرُؤ الْقَيْس
2 - (إذْ هِيَ أقساطٌ كرِجلِ الدَبَا ... أَو كقَطَا كاظمة الناهل)
3 - (حلت لي الْخمر وَكنت امْرأ ... عَن شربهَا فِي شُغُلٍ شاغلِ)
4 - (فاليومَ أشرَبْ غيرَ مُستَحقِبٍ ... إِثْمًا من الله وَلَا واغل)(1/130)
41 - وَقَالَ 1
(أَلا يَا لهفَ هندٍ من أُناسٍ ... هُمُ كانُوا الشِفاءَ فلمْ يُصابُوا)
2 - (وقاهُمْ جدُّهم ببني أبيهِمْ ... وبالأشقيْنَ مَا كانَ العِقابُ)
3 - (وأفلتَهُنَ علباءٌ جريضا ... وَلَو أدركنه صفر الوطاب)(1/131)
42 - وَقَالَ سَلامَة بن جند 1
(لِمَنْ طَلَلٌ مِثلُ الكتابِ المُنمَّقِ ... خَلا عهدُهُ بينَ الصُليبِ فَمُطْرِقِ)
2 - (أكَبَّ عليهِ كاتبٌ بدواتِهِ ... وحادثه فِي الْعين جده مُهرقُ)
3 - (لأسماءَ إذْ تهوَى وصالَكَ إنَّها ... كَذِي جدة من وَحش صاحة مرشق)(1/132)
42 - سَلامَة بن جندل
سَلامَة بن جندل 4
(لهُ بقرارِ الصُلبِ بَقلٌ يلُسُّهُ ... وإنْ يتقدَّمْ بالدكادِكِ يأنَقِِ)
5 - (وقفْتُ بهَا مَا إنْ تُبينُ لسائِلٍ ... وهلْ تفقَهُ الصُمُّ الخوالِدُ مَنْطِقِي)
6 - (فَبٍتُّ كأنَّ الكأسَ طالَ أعتيادُها ... عَلىَّ بصافٍ مِنْ رحيقٍ مُرَوَّقِ)
7 - (كريحٍ ذكيّ المِسكِ بالليلِ ريحُهُ ... يصفق فِي إبريق جعد منطق)
8 - (وماذا تُبَكِّي مِنْ رُسُومٍٍ مُحيلةٍ ... خَلاءٍ كَسَحقِ اليُمنَةِ المُتَمَزِّقِ)
9 - (أَلا هَلْ أتَتْ أنباؤُنا أهلَ مأرِبٍ ... كمَا قدْ أتَتْ أهلَ الدَبَا والخَوَرْنَقِِ)
10 - (بانَّا مَنَعْنَا بالفُروقِ نساءَنَا ... ونَحْنُ قتلْنَا مَنْ أتانَا بملزق)
11 - (تبلغهم عيس الركاب وشومها ... فريقي معد من تهام ومعرق)(1/133)
42 - سَلامَة بن جندل
12 - (ومفقنا فِي غير دَار تئية ... وملحقنا بالعارض المتألق)
13 - (إِذا مَا علونا ظهر نعل كَأَنَّمَا ... على الْهَام مناقيض بيض مفلق)
14 - (من الحمس إِذْ جاؤوا إليْنَا بجَمْعِهِمْ ... غداةَ لقينَاهُمْ بجأوَاءَ فَيلَقِِ)
15 - (كأنَّ النعام باض فَوق رؤوسهم ... بنهي القذاف أَو بنهي مخفق)
16 - (ضممنا عليهِمْ حافتيهِمْ بصادقٍ ... منَ الطَعنِ حتَّى أزمعُوا بتفرق)
17 - (كَأَن منَاخًا من قيون ومَنِزلاً ... بِحيثُ التقينَا مِنْ أكُفٍ وأسوُقِ)
18 - (كأنَّهُمُ كانُوا ظِباءً بصفْصَفٍ ... أفاءَتْ عليهِمْ غبيَةٌ ذاتُ مُصدق)
19 - (كَأَن اختلاء المشرفي رؤوسهم ... هوى جنوب فِي يبيس محرق)(1/134)
42 - سَلامَة بن جندل
20 - (لدُنْ غُدوةً حتَّى أَتَى الليلُ دونَهُمْ ... ولمْ ينجُ إِلَّا كُلُّ جرداءَ خيفَقِِ)
21 - (ومستوعِبٍ فِي الجري فضل عنانه ... كمر الغزالِ الشادِنِ المُتطلِّقِِ)
22 - (فالقَوْا لنَا أرسانَ كُلِّ نجيَّةٍ ... وسابغةً كأنَّها مَتْنُ خِرْنِقِِ)
23 - (مُداخَلَةٍ مِنْ نسج دَاوُود سكها ... كحبِّ الجَنَا مِنْ أُبلُمٍ مُتَفَلِّقِِ)
24 - (فمَنْ يَكُ ذَا ثوبٍ تنَلْهُ رِمَاحُنَا ... ومَنْ يكُ عُرْياناً يوائل فَيَسْبق)
25 - (وَمن يدعوا شَيْئا يعالج بئيسه ... ومَنْ لَا يُغالُوا بالرَهائِنِ يُنْفِقِِ)
26 - (وأمُّ بُجيْرٍ فِي تمارس بَيْننَا ... مَتى تأتها الأنباء تخمش وتحلق)
27 - (تركْنَا بُجيرٍاً حيثُ مَا كانَ جَدَّهُ ... وفينَا فِراسٌ عانِياً غَيْرَ مُطْلَقِِ)
28 - (ولوْلا جَنانُ الليلِ مَا آبَ عامِرٌ ... إِلَى جعفَرٍ سربالُهُ لمْ يخرق)(1/135)
42 - سَلامَة بن جندل
29 - (بضَرْبٍ تظَلُّ الطيرُ فيهِ جوَانِحاً ... وَطَعْنٍ كأفواهِ المَزَادِ المُفتَّقِِ)
30 - (فعزَّتُنَا ليسَتْ بشِعبٍ بِحَّرةٍ ... ولكنَّهَا بَحرٌ بصحراءَ فَيْهَقِِ)
31 - (يُقمِّصُ بالبُوصيِّ فيهِ غوارِبٌ ... مَتَى مَا يَخُضْهَا ماهِرُ اللُجِّ يَغرقِ)
32 - (ومجْدُ معد كَانَ فَوق علاية ... سبقنَاً بهِ إذْ يرتقُونَ ونَرتَقي)
33 - (إذَا الهُندُوانِيّاتُ كن عصينا ... بهَا نتأيا كل سَاق ومفرق)
34 - (نجلي مصاعا بِالسُّيُوفِ وُجُوهنَا ... إِذا اعتفرت أقدامُنَا عندَ مَأزِقِ)
35 - (فَخَرْتُمْ علَيْنَا أنْ طردْتُمْ فوارِساً ... وقولُ فِراسٍ هاجَ فِعْلي وَمَنْطِقي)
36 - (عجِلْتُمْ علينَا حُجَّتينِ عليكُمُ ... ومَا يَشَأِ الرحمنُ يعقِدْ ويُطلِقِِ)
37 - (هوَ الجابرُ العظمَ الكَسيرَ ومَا يَشأُ ... من الْأَمر يجمع بَينه وَيفرق)(1/136)
42 - سَلامَة بن جندل
38 - (هُوَ الْمدْخل النُعْمانَ بَيْتا سماؤُهُ ... صُدُورُ الفُيُولِ بَعْدَ بيتٍ مُسَردَقِِ)
39 - (وبعدَ مُصابِ المُزنِ كانَ يسوسُهُ ... ومَالِ معد بعد مَال محرق)
40 - (لَهُ فخمة ذفراء تنفى عدوه ... كمنكب ضاح من عماية مشرق)(1/137)
43 - وَقل حجل بن نَضْلَة
قَالَ الْأَصْمَعِي: خبرني بن مطرف قَالَ: استب حجل وَمُعَاوِيَة ابْن شكل عِنْد بعض الْمُلُوك فَقَالَ حجل: هَذَا مُقَابل النَّعْلَيْنِ قعو الأليتين مفج السَّاقَيْن مشاء بأقراء قتال ظباء تبع إِمَاء ((مُقَابل النَّعْلَيْنِ)) يُرِيد أَن لنعليه قبالين ((قعو الأليتين)) شبه أليتيه بالقعو وَتلك هجنة و ((مفج السَّاقَيْن)) ((مشاء بأقراء)) يمشي بأقراء الْوَادي يخْتل الظباء فَقَالَ الْملك: أردْت أَن تذمه فمدحته فَقَالَ حجل) :)(1/138)
43 - حَجَلُ بنُ نَضلَة
1 - (أبلِغْ مُعَاويَةَ المُمَزِّقَ آيَة ... عني فلست كبعض مَا يَتَقوَّلُ)
2 - (إنْ تلقنِي لَا تَلْقَ نهزَةَ واحِدٍ ... لَا طائِشٌ رَعِشٌ وَلَا أنَا أعْزَلُ)
3 - (تحِتي الْأَغَر وَفَوق جلدي نثرة ... زغف ترد السَّيْف وَهْوَ مُفَلَّلُ)
4 - (ومُقارِبُ الكَعبَيْنِ أسمَرُ عاتِرٌ ... فِيهِ سِنَان كالقدامى منجل)
5 - (ومهند فِي مَتنه حرجية ... عضب إِذا مس الضريبة مفصل)
6 - (إِذْ لَا أَزَال على طَرِيق لاحب ... وَكَأن متنيه حَصِير مرمل)
7 - (يسفى قلائضنا بِماءٍ آجِنٍ ... وإذَا يَقُومُ بِهِ الحَسِيرُ يُعَيَّلُ)(1/139)
44 - وَقَالَ الأسْعَرُ الجُعْفيُّ 1
(أبُلِغْ أبَا حُمْرانَ أَنَّ عَشِيرَتي ... ناجوا وَلِلْقَوْمِ المناجين التوى)
2 - (باوا جَوَادَهُمُ لِتَسْمَنَ أُمُّهُمْ ... ولِكي يَعُودَ عَلىْ فِرَاشِهِمُ فَتَى)
3 - (عِلْجٌ إِذا مَا بَزَّ عَنهَا ثَوبَها ... وتخامصت قَالَت لَهُ: مَاذَا ترى)(1/140)
44 - الأسعر الْجعْفِيّ
4 - (لكِنْ قَعِيدَةُ بَيتِنَا مَجْفُوَّةٌ ... بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها وَلها غنى)
5 - (تقفى بعيشة أَهْلِها وَثّابَةً ... أوْ جُرْشُعاً عَبْلَ المَحَازِمِ والشَوَى)
6 - (ولقَدْ عَلِمْتُ عَلَى تَجَشُّمي الرَدَى ... أنَّ الحُصُونَ الخَيْلُ لَا مَدَرُ القُرَى)
7 - (رَاحُوا بَصَائِرُهُمْ عَلى أكتافهم ... وبصيرتي يعدو بِهَا عَتَدٌ وَأَي)
8 - (نَهْدُ المَرَاكِلِ مُدْمَجٌ أرْساغُهُ ... عَبْلُ المَعَاقِمِ مَا يُبالي مَا أَتى)
9 - (أَمَا إِذَا اسْتَقبَلتَهُ فَكَأَنَّهُ ... بازٌ يُكَفْكَفُ أَنْ يَطِيرَ وقدْ رَأَى)
10 - (وإِذِا هُوَ اسْتَدْبَرْتَهُ فَتَسُوقُهُ ... رِجْلٌ قموص الوقع عَارِية النسا)
)(1/141)
44 - الأسعر الْجعْفِيّ
11 - (وإذِا هُوَ اسْتَعْرَضْتُهُ مُتَمَطِراً ... فَتَقُولُ هَذَا مِثْلُ سِرْحانِ الغَضَا)
12 - (إنّي رَأيْتُ الخَيْلَ عزَّاً ظَاهرا ... تُنجي مِنَ الغُمَّى ويَكشِفْنَ الدُجَى)
13 - (ويَبِتنَ بالثَغرِ الْمخوف طلائعا ... ويثبن لِلصُعْلُوكِ جَمَّةَ ذِي الغِنى)
14 - (وإِذَا رَأيتَ مُحارِباً ومُسَالِماً ... فلْيَبْغِنِي عِنْدَ المُحاربِ مَنْ بَغَى)
15 - (وخَصاصَةُ الجُعفيِّ مَا صاحَبْتَهُ ... لَا تَنْقَضي أَبَداً وإِنْ قِيلَ انقَضَى)
16 - ... مَسَحُوا لِحَاهُمْ ثُمَّ قَالوا: سالِمُوا ... يَا ليتَني فِي القوْمِ إذْ مَسَحُوا اللِحَى)
17 - (وكَتيبَةٍ وَجَّهتُها لِكَتيبَةٍ ... حتَّى تقولَ سرَاتُهُمْ: هَذَا الْفَتى)
18 - (لَا يشتكون الْمَوْت غير تغمغم ... حك الْجمال جنوبهن من الشذى)
19 - (يَخرُجْنَ من خَلَلِ الغُبارِ عَوابِساً ... كأَصَابعِ المَقرُورِ أقعى فاصْطلى)
20 - (يَتَخالسُون نُفُوسَهُمْ بِرِمَاحِهِمْ ... فَكَأنَّمَا عَضَّ الكُماةُ على الْحَصَى)
21 - (يارب عرجلة أصبوا خلة ... دأبوا وحارد ليلهم حَتَّى بَكَى)
)(1/142)
44 - الأسعر الْجعْفِيّ
22 - (باتت شآمبة الرِياحِ تَلُفُّهُمْ ... حتَّى أَتَوْنَا بَعدَ مَا سقطَ النَدَى)
23 - (فَنَهَضْتُ فِي البَرْكِ الهُجُودِ وَفِي يَدي ... لَدْنُ المَهَزَّةِ ذُو كُعُوبٍ كَالنَوَى)
24 - (أحْذَيْتُ رُمْحى عائطا ممكورة ... كوماء أَطْرَاف العضاه لَهَا حلى)
25 - (باتت كلاب الْحَيّ تسنح بينَنَا ... يَأكُلنَ دَعلَجَةً ويَشبَعُ مَنْ عَفَا)
26 - (ومِنَ اللَّيَالِي لَيْلَة مزؤودة ... غبراء لَيْسَ لمن تجشمها هُدَى)
27 - ... كلَّفتُ نَفسِي حَدَّها وَمِراسَها ... وَعَلِمْتُ أنَّ القومَ ليسَ لهُمْ غَنَى)
28 - (وَمُرَأَّسٍ أقصدْتُ وَسْطَ جمُوعِهِ ... وعِشارِ رَاعٍ قَد أخذْتُ فَمَا تُرى)
29 - (ظلَّتْ سَنابِكُها على جُثمانِهِ ... يلعَبْنَ دُحْرُوجَ الوَليدِ وَقد قضى)
30 - (وَلَقَد ثأرت دماءنا من واتر ... فاليوم إِن زار الْمنون قد اكْتفى)(1/143)
[قَالَ الْأَصْمَعِي: سَمِعت أَبَا عَمْرو بن الْعَلَاء يَقُول: سَاب يزِيد بن الصَّعق رجلا من بني أَسد فَقَالَ يزِيد فِي ذَلِك] : 1
(ولعتم بتَمْرينِ السياطِ وأنتُمُ ... يشَنُّ عليكُمْ بالفَنَا كُلُّ مَرْبَعِ)
2 - (بَني أسدٍ مَا تأْمُرُونَ بأمْرِكمْ ... إِذا لحقت خيل تشوب وتدعي)
)(1/144)
46 - فَأَجَابَهُ الْأَسدي
[وعيره ضرَّة الْيَرْبُوعي] 1
(أعبت علينا أَن نمرن قدنا ... وَمن لَا يمرن قِدَّهُ يَتَقَطَّعِ)
2 - (فَلَا يُبْعِدِ الُله اليَمينَ الَّتي بهَا ... برأسك سِيمَا الدَّهْر مالم تقنع)(1/145)
47 - وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لصخر بن عَمْرو بن الشريد 1
(أرَى أُمَّ صخرٍ مَا تَجِفُّ دموُعُها ... ومَلَّتْ سُليمى مَضجَعي ومَكَاني)
2 - (ومَا كُنتُ أخشَى أنْ أكُونَ جنازَةً ... عليكِ ومَنْ يغتَرُّ بالحَدَثانِ)
3 - (فَأَي امريء ساوَى بأمٍّ حليلَةً ... فَلا عاشَ إلَّا فِي شقا وهوان)
4 - (أهم بِأَمْر الحزم لوْ أستطيعُهُ ... وقَدْ حيلَ بينَ العيرِ والنزوانِ)
5 - (لعَمرِي لقدْ أيقظتِ مَنْ كانَ نَائِماً ... وأسمَعتِ من كَانَت لَهُ أذنان)(1/146)
47 - صَخْر بن عمر بن الشريد
6 - (وحيٍّ حَرِيدٍ قدْ صبحتُ بغارةٍ ... كرجلِ جَرادٍ أَو دَباً كُتُفانِ)
7 - (فلوْ أنَّ حَيا فائِتُ الموتِ فاتَهُ ... أخُو الحَرْبِ فوقَ القارحِ العَدَوانِ)(1/147)
48 - وَأنْشد لرجل من بني عَامر يُقَال لَهُ مشعث 1
(بإصر يتركني الْحَيّ يَوْمًا ... رهينة دَارهم وهُمُ سِراعُ)
2 - (تمَتَّعْ يَا مُشَعَّثُ إنَّ شَيْئا سبَقْتَ بهِ الوفاةَ هوَ المَتاعُ)
3 - (وجاءَتْ جيأَلٌ وَأَبُو بنيها ... أحم المأقيين بِهِ خماع)
4 - (فظلا ينبشان الترب عَنى ... وَمَا أَنا ويب غَيْرك وَالسِّبَاع)(1/148)
49 - وأنشدني أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء لطرفة بن العَبْد 1
(لَا غرو إِلَّا جارَتي وسُؤالَهَا ... أَلا هَلْ لنَا أهلٌ سُئِلْتِ كذلِكِ)
2 - (تُعيِّرُني طوفِي البلادَ ورِحلَتي ... أَلا رُبَّ دَارٍ لي سَوى حُرِّ دَارِكِ)
3 - (ظَلِلتُ بذِي الأرطَى فُويْقَ مُثَقَّبٍٍ ... ببِيئَةِ سُوءٍ هالِكاً أوْ كهالك)
4 - (ترد عَلَيَّ الريحُ ثوبِي قاعِداً ... لَدَى صَدَفِيٍّ كالحنِيَّة بَارك)(1/149)
50 - وَقَالَ دَوْسَر بن ذُهَيْل القُريْعيّ 1
(وقائلةٍ مَا بالُ دوسر بَعدنَا ... صَحا قلبه عَن آل ليلى وَعَن هِنْدِ)
2 - (فإنْ تكُ أثوابي تمزَّقنَ لِلبِلى ... فإنِّي كَنصلِ السيفِ فِي خَلَقِ الغِمدِ)
3 - (وإنْ يكُ شيبٌ قدْ عَلاني فربَّمَا ... أرَاني فِي ريعِ الشَّبَاب مَعَ المرد)
4 - (طَوِيل يَد السربالِ أغيدُ للصِّبا ... أكُفُّ على ذِفرَاي ذَا خُصلٍ جَعدِ)
5 - (وحَنَّتْ قلُوصي منْ عَدانَ إِلَى نَجدٍ ... ولمْ يُنسِها أوطانَها قِدَمُ العَهدِ)
6 - (وإنَّ الَّذِي لاقيتُ فِي القَلبِ مثلُهُ ... إِلَى آلِ نجدٍ مِنْ غليلٍ ومنْ وَجدِ)
7 - (إذَا شِئتُ لاقيتُ القِلاصَ وَلَا أَرَى ... لقومِي أبدالاً فيألَفُهمْ ودي)(1/150)
50 - دوسر بن ذهيل
8 - (وأرمِي الَّذِي يرمُونَ عنْ قَوسِ بغضةٍ ... وليسَ على مولَايَ حدي وَلَا عَهدِي)
9 - (إذَا مَا أمرؤٌ ولَّى عليَّ بِودِّهِ ... وَأدبر لم يصدر بإدباره ودّي)
10 - (وَلم أتعذر من خلال تسوؤه ... لما كَانَ يَأْتِي مِثْلهنَّ على عمد)
11 - (وَذي نخوات طامح الرأسِ جاذبَتْ ... حبالى فرخَّي من علابيِّهِ مَدِّي)(1/151)
51 - وَقَالَ عدِي بن رعّلاء الغَسّاني 1
(رُبَّما ضَربَةٍ بسيفٍ صقيل ... دون بصرى وطعنة نجلا)
2 - (وغموس تضل فِيهَا يَد الآ ... سي ويعيا طبِيبُها بالدَواءِ)
3 - (رفعُوا رايةَ الضِرابِ وآلوا ... ليَذُودُنّ سامر الملحاء)
4 - (فصبرن النُفُوسَ للطَعنِ حتَّى ... جرَتِ الخيلُ بينَنا فِي الدماءِ)
5 - (لَيْسَ مَنْ ماتَ فاستراحَ بِمَيْتٍ ... إنَّمَا المَيْتُ مَيِّتُ الأحياءِ)
6 - (إنَّما المَيْتُ مَنْ يعيشُ ذليلا ... سَيِّئًا باله قَلِيل الرَّجَاء)(1/152)
52 - وَقَالَ مرقش الأصغَرُ 1
(ألزِّقُّ مُلكٌ لمنْ كانَ لَهُ ... والملكُ منهُ طويلٌ وقصيرْ)
2 - (مِنْها الصبوحُ الَّذي يترُكُنِي ... ليثَ عفرينَ والمالُ كثيرْ)
3 - (فأوَّلَ الليلِ ليثٌ خادرٌ ... وأخرَ الليلِ ضبعانٌ عثُورْ)
4 - (قاتلكَ اللهُ مِنْ مشرُوبَةٍ ... لوْ أنَّ ذَا مِرَّةٍ عنكَ صبور)(1/153)
53 - وَقَالَ مهلهل بن ربيعَة 1
(أليتنا بذِي حُسُمٍ أَنِيِري ... إذَا أنتِ أنقَضَيتِ فَلَا تحوري)
2 - (فإنْ يكُ بالذنائِبِ طالَ ليلِي ... فقدْ يُبكِي مِنَ اللَيْلِ القصيرِ)
3 - (فلوْ نبشَ المقابِرُ عَنْ كُلَيْب ... فيخبر بالذنائب أَي زير)(1/154)
53 - مهلهل بن ربيعَة
4 - (بيومِ الشعْثَمينِ لقرَّ عينا ... وكيفَ لقاءُ مَنْ تحتَ القُبُورِ)
5 - (فإنِّي قدْ تركْتُ بِوارداتٍ ... بُجيراً فِي دم مثل العبيرِ)
6 - (وهمَّامِ بنَ مُرَّةَ قدْ تَركنَا ... عليهِ القشعَمانُ مِنَ النُسُورِ)
7 - (وصبَّحنَا الوُخُوم بيومِ سوءٍ ... يدافعن الاسنة بالنحور)
8 - (كانَّا غُدوَةً وبنِي أبِينَا ... بجَوفٍ عُنيزةٍ رَحَيا مُديرِ)
9 - (فلَوْلا الريحُ أسمعَ أهلُ حِجرٍ ... صَليلَ الْبيض يُقْدَع بالذكور)(1/155)
54 - وَقَالَ مهلهل
[قَالَ أَبُو الْفضل: أَظن الْأَصْمَعِي قَالَ: إِنَّهَا ملدة] 1
(يَا حارِ لَا تجهلْ على أشياخِنَا ... إنَّا ذَوُو السورات والأحلام)
2 - (وَمنا إِذا بلغ الصَّبِي فطامه ... سَاس الأُمُورِ وحارِبُ الأقوَامْ)
3 - (قتلُوا كُليباً ثُمَّ قَالوا: أربعُوا ... كذَبُوا ورَبِّ الحلِّ والإحْرامْ)
4 - (حتَّى نُبيدَ قَبيلَة وقبيلةً ... قهرا ونَفْلِقَ بالسيوفِ الهامْ)
5 - (ويَقُمْنَ ربِّاتُ الخدُورِ حواسِراً ... يمسَحْنَ عرضَ ذوائِبِ الأيتامْ)(1/156)
55 - وَقَالَ علْبَاء بن أَرقم بن عَوْف
[بن سعد بن عجل بن عتِيك بن كَعْب بن يشْكر بن بكر وَائِل فِي كَبْش النُّعْمَان] 1
(أَلا تِلْكُمَا عِرسِي تَصُدُّ بوجهِها ... وتَزْعَمُ فِي جاراتِها أنَّ من ظَلَمْ)
2 - (أبُونَا ولمْ أظلِمْ بِشَيْء عملته ... سوى ماترين فِي القذال من الْقدَم)
3 - (فيوما توافينا بوجع مُقسَّمٍ ... كَانْ ظبيَةٌ تَعطُو إِلَيّ ناضِرِ السَلَمْ)
)(1/157)
55 - علْبَاء بن أَرقم
4 - (وَيَوْماً تُريدُ مَالَنَا معَ مالِهَا ... فإنْ لَمْ نُنِلْهَا لمْ تُنِمْنَا وَلمْ تَنَمْ)
5 - (نَبِيتُ كأنَّا فِي خصوم عرامة ... وَتسمع جاراتي التألي وَالْقسم)
6 - (فَقلت لَهَا إِن لَا تَنَاهَى فَإنَّني ... أخُو النكرِ حتَّى تَقْرعِي السِنَّ من نَدم)
7 - (لتجتنبنك العيس خنسا عُكُومُها ... وَذُو مِرَّةٍ فِي العُسْرِ واليُسُرِ والعَدَمْ)
8 - (وأيُّ مليكٍ من مَعَدٍّ علِمْتُمُ ... يُعَذِّبُ عَبْداً ذِي جَلالٍ وذَي كَرَمْ)
9 - (أمِنْ أجلِ كَبشٍ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ قَريَةٍ ... ولَا عندَ أذوادٍ رتاع وَلَا غنم)
10 - (يمشى كَأَن لاحي بالجزع غَيره ... ويعلو جراثيم المخارم والأكم)
11 - (فوَاللَّه مَا أَدْرِي وإنِّي لَصادِقٌ ... أمِنْ خَمَرٍ يَأتِي الطلال أم أتخم)
12 - (بصرت بِهِ يَوْمًا وَقد كَاد صحبتي ... من الْجُوع أَن لَا يبلغُوا الرَّجْم م الوحم)
13 - (بذِي حَطَبٍ جَزْلٍ وسهلٍ لِفائِدٍ ... وَمبراةِ غَزّاءٍ يُقَال لَهَا هذم)(1/158)
55 - علْبَاء بن أَرقم
14 - (وزندي عفار فِي السِّلَاح وقادح ... إِذا شِئْت أورى قبلأن يَبْلُغَ السَأمْ)
15 - (وقالَ صِحَابي: إِنَّكَ اليومَ كائِنٌ ... علينا كَمَا عفى قُدَارٌ عَلَى إرَمْ)
16 - (وقدرٍ يُهَاهِي بالكلابِ قُتَارُها ... إذَا خَفَّ أيسارُ المَسَامِيحِ واللُحُمْ)
17 - (أخذْتُ لدَينٍ مطمئن صحيفَة ... وخالفت فيهَا كُلَّ مَنْ جارَ أوْ ظَلَمْ)
18 - (أخَوَّفُ بالنُعمانِ حتَّى كأنَّمَا ... قتَلْتُ لهُ خالاً كَرِيماً أوْ ابْنَ عَمْ)
19 - (وإنَّ يَدَ النُعمانِ ليْسَتْ بِكَزَّةٍ ... ولكِنْ سماءٌ تُمْطِرُ الوَبْلَ والدِيمْ)
20 - (لبَسْتَ ثيابَ المقتِ إنْ آبَ سَالِماً ... ولَمَّا أفِتْهُ أوْ أجَرَّ إِلَى الرَجَمْ)
21 - (يُثِيرُ عَلَىَّ التُرْبَ فَحْصاً برِجْلِهِ ... وقدْ بَلَغَ الذَلْقُ الشوارِبَ أَو نجم)(1/159)
55 - علْبَاء بن أَرقم
22 - (لَهُ ألية كَأَنَّهَا شط نَاقَة ... أبح إِذا مَا مس أبهره نحم)
23 - (وقَطَّعْتُهُ باللَوْمِ حتَّى أطاعَني ... وأُلقى علَي ظَهْرِ الحقيبَةِ أوْ وجَمْ)
24 - (ورُحْنا علَى العبءِ المُعلَّقِ شلوه ... وأكرعه وَالرَّأْس للذئب والرخم)
25 - (مَوَارِيث آنائي وَكَانَت تريكة ... لآل قدار صَاحب الْفطر فِي الحطم)(1/160)
56 - وَقَالَ: 1
(حلَّتْ تُماضرُ غَرْبَةً فاحتلَّتِ ... فَلجاً وأهلُكِ باللِوَى فالحلت)
2 - (وكأنَّمَا فِي العينِ حَبَّ قَرَنْفُلٍ ... أَو سُنبُلاً كُحِلتْ بهِ فانهلَّتِ)
3 - (زعَمَتْ تُماضِرُ أنَّني اِمَّا أمُتْ ... يَسْدُدْ اُبَيْنُوهَا الأصاغِرُ خَلَّتي)
4 - (تَرَِبتْ يداكِ وهلْ رأيْتِ لقومِهِ ... مِثلي على يُسري وحينَ تعلتي)
56 - علْبَاء بن أَرقم
5 - (يَوْمًا إذَا مَا النائباتُ طرقنَنَا ... أكفي بمُعضِلةٍ وإنْ هِيَ جَلَّتِ)
6 - (ومُناخَ نازِلَةٍ كَفَيتُ وفارسٍ ... نَهِلَت قَناتي مِن مَطاهُ وَعَلَّتِ)
7 - (وإذَا العَذَارَى بالدُخانِ تقنَّعتْ ... واستعجَلَتْ نَصْبَ القُدُورِ فَمَلَّتِ)
8 - (درَّتْ بأرزاقِ العيالِ مغالِقٌ ... بيَدَيَّ مِنْ قَمَعِ العِشارِ الجلة)
9 - (وَلَقَد رأبت ثأي الْعَشِيرَة بَينهَا ... وكفيت جَانبهَا اللَّتيَّا والَّتي)
10 - (وصفحْتُ عنْ ذِي جهلِها ورفدْتُهُ ... نصحي وَلم تصب الْعَشِيرَة زلتي)
11 - (وكفيت ملاى الأحَمَّ جريرَتي ... وحبَسْتُ سائِمَتي عَلى ذِي الخَلَّةِ)(1/162)
57 - بَعضهم
(الزِّيَادَات من الْكِتَابَيْنِ)
(كيفَ قرَيتَ ضيفكَ الأزَبَّا ... )
2 - (لمَّا آتَاكَ بائِساً قرشبا ... )
3 - (ينشدك الزَّاد وَكنت الزبا ... )
4 - (قُمتَ إليهِ بالقَفِيل ضَربَا ... )
5 - (ضَرْبَ بَعيرِ السُوءِ إِذْ أحبا ... )
6 - (كَأَنَّمَا تلحك فَاه الرِّبَا)(1/163)
58 - وَقَالَ الممزق الْعَبْدي 1
(أرقت فَلم تخدع بعيني وَسنة ... ومَنْ يَلْقَ مَا لاقَيْتُ لَا بَدَّ يَأَرَقِ)
2 - (تَبيْتُ الهمُومُ الطارِقَاتُ يَعُدْنَنِي ... كمَا تَعْتَري الأهوالُ رَأسَ المُطَلَّقِِ)
3 - (ونَاجِيةٍ عَدَّيْتُ مِنْ عِنْدِ ماجِدٍ ... إِلَى وَاحِد من غير سخط مفرق)(1/164)
58 - الممزق الْعَبْدي
4 - (ترى أَو ترَاءى عنْدَ مَعقِدِ غَرزِهَا ... تَهاويِلَ مِنْ أَجلادِ هِرٍّ مُعَلَّقِِ)
5 - (كأنَّ حَصَى المَعزاءِ عندَ فُروجِها ... نوادِي رحى رضاخة لمْ تُدَقَّقِ)
6 - (كأنَّ نضِيحَ البولِ من قَبلِ حاذها ... ملاب عروس أَو ملادغ أَزْرَق)
7 - (وَقد ضمرت حَتَّى التقى من نسوعها ... عرى ذِي ثَلاثٍ لمْ تَكُنْ قَبلُ تَلْتَقِي)
8 - (وقدْ تخذت رجْلي لذى جَنْبِ غَرزِهَا ... نَسِيفاً كَأُفحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ)
9 - (أُنيخَتْ بجو يصْرخ الديك عِنْدهَا ... وباتت بقاع كاديء النبت سملق)
10 - (تناخ طليحا مَا تراع من الشذا ... وَلَو ظلّ فِي أوصالها العل يرتقي)(1/165)
58 - الممزق العبدى
11 - (ترُوحُ وتَغدُو مَا يُحَلُّ وضِيُنهَا ... إليكَ ابنَ مَاءِ المُزنِ وابنَ مُحَرِّقِ)
12 - (عَلُوتُمْ ملُوكَ الناسِ فِي الْمجد والتقى ... وَغرب ندى من عُرْوَة الْعِزّ يَستَقِي)
13 - (وأنْتَ عمُودُ الدِينِ مهمَا تَقُلْ يُقَلْ ... وَمهما تضع من بَاطِل لَا يلْحق)
14 - (وَإِن يجبنوا تَشجُعْ وإنْ يبخَلُوا تَجُدْ ... وإنْ يَخرُقُوا بالأمرِ تفصل وَتْفُرقِ)
15 - (أحَقاً أبيْتَ اللَعْنَ أنَّ ابنَ فَرْتَنَا ... عَلَى غَيْرِ إجرامٍ بِريقِي مُشرِّقِي)
16 - (فإنْ كُنْتُ مَأكُولاً فكُنْ خيرَ آكِلٍ ... وَإِلَّا فَأدرِكْنِي ولمَّا أُمَزَّقِ أكلّفْتَني أدواءَ قومٍ تركْتُهُمْ وَإِلَّا تَدارَكْنِي مِنَ البحرِ أغْرَقِ)
17 - (فإنْ يُتهِمُوا أنْجِدْ خِلافاً عليهِمُ ... وإنْ يُعمِنُوا مُستَحقِبي الحربِ أعْرَقِ)
19 - (فَلَا أنَا مَولاُهْم وَلَا فِي صحيفةٍ ... كَفَلْتُ عليهِمْ وَالْكَفَالَة تعتقي)
20 - (وظني بِهِ أَن لَا يُكَدِّرَ نِعمَةً ... وَلَا يَقِلبَ الأعداءَ مِنْهُ بمَعبَقِِ)(1/166)
59 - وَقَالَ عَوْف بن عَطِيَّة [بن الخرع] التَّيْمِيّ
[وَكَانَت ضبة أغارت عَليّ جيران لَهُ فَأخذ عَوْف إبِلا من ضبة وَأَعْطَاهَا جِيرَانه] : 1
(هُما إبِلانِ فيهمَا مَا علِمْتُمُ ... فأَدُّوهُما إنْ شِئْتُم أَن نسالما)
2 - (فَإِن شئْتُمُ ألْقَحْتمُ ونتَجْتُمُ ... وإنْ شئْتمُ عينا بعَينٍ كمَا همَا)
3 - (وإنْ كانَ عقْلاً فاعْقِلوا لأخِيكمُ ... بَنَات الْمَخَاض والبكار المقاحما)(1/167)
59 - عَوْف بن عَطِيَّة
4 - (جزَيْتُ بني الأعْشَي مكانَ لبونِهِمْ ... كِرامَ المخَاضِ واللِقاحِ الرَوائما)
5 - (مهاريسَ لَا تشْكو الوُجومَ ولَوْ رَعَتْ ... جِمادَ خُفافٍ أوْ رعتْ ذَا جُماجِما)
6 - (وتشْربُ أسْآرَ الحياضِ تسُوفُها ... وإنْ وَرَدتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِماً)
7 - (فمَنْ مُبْلغٌ تَيْماً علَى نأْي دارِها ... سَراتهُمُ والحاملينَ العَظائِما)
8 - (عمِدْتُ لأمْرٍ يرْحَضُ الذَّم عَنْكُم ... وَيغسل عَن حر الأنوف الخواطما)
9 - (أتأكل أشباه المغازل ذِمَّتِي ... وَلما تكن فِيهَا الربَاب عماعما)(1/168)
59 - عَوْف بن عَطِيَّة
10 - (فَأَما الدقاق الأسوق الضُلْعُ منْهُمُ ... فلسْتُ بهاجيهِمْ وإنْ كنتُ لَائِمَا)
11 - (بوُدِّهمِ لَا قرَّبَ الُله وُدَّهُمْ ... وَلَا زالَ معطيهم من الْخَيْر حارما)
12 - (ولكنني أهجوصفي بن ثَابت ... مثبجة لاقت من الطير حاتما)
13 - (وحصنا ظؤورا جونة خلت استها ... وَصَفوَان زلقا فَوْقه المَاء دَائِما)(1/169)
60 - عَوْف بن عَطِيَّة
وَقَالَ عَوْف أَيْضا: 1
(سخرت فطيمة أَن رأتني عَارِيا ... جرزي إِذا لم يخفه مَا أرتدى)
2 - (بصرت بفتيان كَأَن بضيعهم ... جرذانُ رابيةٍ خلَتْ لمْ تصطَدِ)
3 - (إمَا تَريني قدْ كَبِرْتُ وشفَّني ... وجعٌ يُقرِّبُ فِي المجالِسِ عُوًّدي)
4 - (فلقدْ زجرتُ القِدّحَ إذْ هبَّتْ صَباً ... خرقاء تقذف بالحظار المُسنَدِ)
5 - (فِي الزاهِقاتِ وَفِي الحُمُولِ وَفِي الّتي ... أَبقت سناماً كالغَرِيّ المُجْسَدِ)
6 - (فَإِذا قَمَرتُ اللَحمَ لم أنظر بِهِ ... نيئا كَمَا هُوَ مَاؤُهُ شَرق الْغَد)(1/170)
60 - عَوْف بن عَطِيَّة
7 - (وَجرى بأعراض الْبيُوت وَأَهْلهَا ... وَإِلَى المقامة ذِي الْغنى والمجتدي)
8 - (شرقا بهِ ماءُ السديفِ فأنْ يكُنْ لَا شحمَ فيهِ فمَا استطعْنَا نَحشِدِ)
9 - (وإذَا هوازِنُ جُمِّعُوا فتناشدوا ... جنباتهم ألفيتني لم أنْشد)(1/171)
61 - وَقَالَ عَمْرو بن معد يكرب 1
(أمنْ ريحانَةَ الداعِي السَميْعُ ... يُؤَّرِّقُنِي وأَصحَابِي هُجُوعُ)
2 - (يُنادي مِنْ براقِشَ أَو معينٍ ... فأَسمَعَ وأتلأبَّ بِنَا مليع)(1/172)
61 - عَمْرو بن معد يكرب
3 - (وقَدْ جاوزْنَ مِنْ غُمْدانَ دَارا لأبِوالِ البغالِ بهَا وَقيعُ)
4 - (ورُبَّ مُحرِّشٍ فِي جَنْبِ سَلْمَى ... يعل بعيبها عِنْدِي شَفِيعُ)
5 - (كانَّ الأثمِدَ الحارِيَّ فِيها ... يُسَفُّ بحيثُ تَبتَدِرُ الدُمُوعُ)
6 - (وأبكارٍ لَهَوْتُ بهِنَّ حِيناً ... نواعم فِي أسرتها الردوع)
7 - (أمشى حولهَا وأطوف فِيها وتُعجِبُني المَحاجرُ والفُرُوعُ)
8 - (إذَا يَضحكْنَ أَو يبسِمنَ يَوماً ... ترَى بَرَداً ألحَّ بهِ الصَقِيعُ)
9 - (كأنَّ عَلَى عوارضِهِنَّ رَاحا ... يُفَضُّ عليهِ رُمَّانٌ ينيع)
10 - (ترَاهَا الدَّهْر مقترة كباء ... وتقدح صفحة فيهَا نَقِيعُ)
11 - (وصِبغُ ثيابِها فِي زَعفَرانٍ ... بجُدَّتِها كَمَا أحْمَرَّ النَجِيعُ)
12 - (وقدْ عَجبَتْ أُمامَةُ أنْ رأتني ... تفرع لِمَّتي شَيبٌ فَظيعُ)
13 - (وقدْ أغدُو يُدافعُني سَبُوحٌ ... شَدِيد أسره فَعم سريعُ)
14 - (وأحمِرَةُ الهَجيرَةِ كُلُّ يومٍ ... يَضُوعُ جِحاشَهُنَّ بِمَا يضوع)
15 - (فأرسَلنَا رَبيئَتَنَا فَأَوفَى ... فقالَ: أَلا أَلا خَمسٌ رُتُوعُ)
16 - (ربَاعيَةٌ وقارِحُهَا وجَحشٌ ... وهادِيَةٌ وَتاليةٌ زَمُوعُ)
17 - (فنادانا: أنكمن أم نبادي ... فَلَمَّا مس حالبه القطيع)
18 - (أرن عَشِيَّة فاستعجلته ... قَوَائِم كلهَا ربذ سطوع)(1/173)
61 - عَمْرو بن معد يكرب
19 - (فَأوْفَى عندَ أقْصاهُنَّ شَخصٌ ... يَلُوحُ كأنَّهُ سَيفٌ صَنيِعُ)
20 - (ترَاهُ حينَ يَعثُرُ فِي دماءٍ ... كمَا يمشِي بأقدُحِهِ الخَليعُ)
21 - (أَشَاب الرَأسَ أيامٌ طوالٌ ... وهمٌ مَا تُبَلّعُهُ الضُلُوعُ)
22 - (وسوقُ كتيبةٍ دلفَتْ لأخرى ... كَأَن زهاءها رَأس صليعٍ)
23 - (دنت واستأخر الأوغالُ عنهَا ... وخّلى بينَهُمْ إِلَّا الوَريعُ)
24 - (فِدًى لَهُمُ مَعًا عميّ وخَالي ... وشَرْخُ شبابِهمِْ إنْ لَمْ يُضيعُوا)
25 - (وأسنادُ الأسنَّةِ نحوَ نحرِي ... وهزُّ المَشرَفيَّةِ والوقُوعُ)
26 - (فإنْ تَنُبِ النوائبُ آلَ عُصْمٍ ... ترى حكماتهم فِيهَا رفوع)
27 - (إذَا لَمْ تستطِعْ شَيْئا فدَعْهُ ... وجاوِزْهُ إِلَى مَا تَستَطِيعُ)
28 - (وصِلْهُ بالزِماعِ فكُلُّ أمرٍ ... سَمَا لَك أَو سموت لَهُ ولوع)(1/175)
61 - عَمْرو بن معد يكرب
29 - (فكَمْ مِنْ غائِطٍ مِنْ دُونَ سَلَمى ... قليلِ الأُنسِ ليسَ بهِ كَتيعُ)
30 - (بهِ السِرْحانُ مُفترِشاً يديهِ ... كأنَّ بياضَ لبَّتِهِ الصَدِيعُ)
31 - (وأرضٍ قَدْ قطعْتُ بهَا الهَوَاهِي ... مِنْ الجِنَّانِ سَربَخُهَا مَلِيعُ)
32 - (ترى جيف المَطِيّ بحافَتَيْهِ ... كأنَّ عِظامَهَا الرُخمُ الوُقُوعُ)
33 - (لعمرُكَ مَا ثَلاثٌ حائِماتٌ ... عَلَى رُبَعٍ يَرْعنَ ومَا يَريعُ)
34 - (ونابٌ مَا يَعيشُ لَهَا حُوارٌ ... شدِيدُ الطعْن مثكال جزوع)
35 - (سديس نضَّجَتْهُ بعدَ حَمْلٍ ... تحرَّى فِي الحنينِ وتستلِيعُ)
36 - (بأوجَعَ لوعَةً منِّي ووَجداً ... غَداةَ تحمَّلَ الأنسُ الجَمِيعُ)
37 - (فإمَّا كنْتِ سائلَةً بِمَهْري ... فَمَهْرِي إنْ سَأَلت بِهِ الرفيع)(1/176)
62 - وَقَالَ أَيْضا: 1
(أعدَدْتُ للحربِ فَضْفاضَةً ... دِلاصاً تَثَنَّى عَلَى الراهِشِ)
2 - (وأجرَدَ مُطَّرِداً كالرِشَاءِ ... وسيفَ سلامَةَ ذِي فائِشِ)
3 - (وذاتَ عِدادٍ لَهَا أزمَلٌ ... بَرَتْهَا رُماةُ بَني وابِشِ)
4 - (وكُلَّ نحيضٍ فتيقِ الغِرارِ ... عَزُوفٍ عَلَى ظُفُرِ الرائِشِ)
5 - (وأجرَدَ ساطٍ كشاةِ الإرَا ... نِ ريع فَعَن على الناجش)(1/177)
62 - عمر بن معد يكرب
6 - (وآوَى إلَى فرعِ جُرثُومةٍ ... وعزَّ يَفُوتُ يَدَ الناهش)
7 - (تمتعت ذَاك وَكنت امْرأ ... أصد عَن الْخلق الْفَاحِش)(1/178)
63 - وَقَالَ ضابي بن الحارِث بن أَرْطاةَ البُرْجُمِيّ 1
(غَشِيتُ لِلَيلَى رسم دَار ومنزلا ... أَبى باللوى فالتبر أَن يتحولا)
2 - (تكَاد مغانيها تَقول من البلى ... لسائلها عَن أَهلهَا: لَا تغيلا)(1/179)
63 - ضابي بن الْحَارِث
3 - (وقفتُ بهَا لَا قاضِياً ليْ حَاجةً ... وَلَا أَن تبين الدَّار شَيْئا فأسألا)
4 - (سِوَى أنَّنِي قدْ قُلتُ: يَا ليْتَ أَهْلَها ... بِها والمُنى كانَتْ أضَلَّ وأجهَلا)
5 - (بَكَيْتَ ومَا يبكيك من رسم دمنة ... مبنا حمامٌ بينَها مُتَظلِّلا)
6 - (عهدْتُ بهَا الحيَّ الجميعَ فأصبحُوا ... أَتَوْا داعِياً للهِ عَمَّ وخَلَّلا)
7 - (عهدتُ بهَا فِتيانَ حربٍ وشتوةٍ ... كِراماً يَفُكُّونَ الأسيرَ المُكبَّلا)
8 - (وكمْ دُونَ ليَلَى مِنْ فلاةٍ كأنَّمَا ... تجلل أَعْلَاهَا ملاء معضلا)
9 - (مهامِهِ تيهٍ مِنْ عُنيزَةَ أصبحتْ ... تَخالُ بهَا الْقَعْقَاع غارب أجزلا)
10 - (مُخَفّفَة لَا يَهْتَدِي لفلاتها ... مِنْ القومِ إِلَّا مِنْ مَضَى وتوكَّلا)
11 - (يُهالُ بهَا رَكبُ الفلاةِ مِنَ الرَدَى ... وَمِنْ خَوْفِ هادِيِهِمْ ومَا قَدْ تَحَمَّلا)
12 - (إذَا جالَ فيهَا الثورُ شبَّهَتَ شخْصَهُ ... بجوزِ الفلاةِ بربَرِيًّا مُجَلَّلا)(1/180)
63 - ضابي بن الْحَارِث
13 - (تُقطِّعُ جُونيَّ القَطَا دُونَ مائِهَا ... إذَا الآلُ بالبيدِ البَسَابسِ هَروَلا)
14 - (إذَا حانَ فيهَا وقعَةُ الركبِ لمْ تَجِدْ ... بهَا العِيسَ إِلَّا جِلْدَهَا متعللا)
15 - (قطعْتُ إِلَيّ معرُوفِها مُنكراتِها ... إذَا البيدُ هَمَّتْ بالضحى أَن تغولا)
16 - (بأدماء حرجوح كأنَّ بِدَفِّهَا ... تهاويلَ هِرٍّ أوْ تهاويلَ أخْيَلا)
17 - (تدافع فِي ثني الجديل وتَنْتَحي ... إذَا مَا غَدَتْ دفواءَ فِي المَشي عَيِهَلا)
18 - (تَدافُعَ غَسَّانيةٍ وسطَ لُجَّةٍ ... إذَا هِي هَمَّتْ يومَ ريحٍ لتُرْسَلا)
19 - ... كأنَّ بهَا شيْطَانةً مِنْ نجَائِهَا ... إذَا واكِفُ الذفرَى علَى الليتِ شلشلا)
20 - (وتصبح عَن غب السرى وَكَأَنَّهَا ... فنيق تناهى عَن رحال فأرقلا)(1/181)
63 - ضابي بن الْحَارِث
21 - (وتنجوا إِذا زَالَ النَّهَار كَمَا نجا ... هجف أبور الين ريعَ فأجْفَلا)
22 - (كأنَّي كَسَوْتُ الرحلَ أخنَسَ ناشِطاً ... أحم الشوى فَردا بأجماد حوملا)
(رعى من دخوليها لعاعا فراقة ... لدن غدْوَة حَتَّى تروح موصلا)
23 - (فَصَعدَ فِي وعسائها ثمت انْتَمَى ... إِلَى أحبل مِنْهَا وَجَاوَزَ أحبلا)
25 - (فَبَاتَ إِلَى أَرْطَاة حقف تلفه ... شآمية تذري الجمان المفصلا)
26 - (يوائل مِنْ وطفاءَ لمْ يرَ لَيْلَة ... أشَدَّ أذَىً منهَا عليْهِ وأطوَلا)
27 - (وباتَ وباتَ السارياتُ يُضِفْنَهُ ... إِلَى نعج من ضائن الرمل أهيلا)(1/182)
63 - ضابي بن الْحَارِث
28 - (شَدِيد سَواد الحاجبين كَأَنَّمَا ... أَسف صلى نارٍ فأصبحَ أَكحَلا)
29 - (فصبَّحَهُ عندَ الشُرُوقِ غدِيَّةً ... أخُو قَنَصٍ يُشلي عِطَافاً وأَجْبَلا)
30 - (فلمَّا رَأى أَن لَا يُحَاولنَ غيرَهُ ... أرادَ ليلقاهُنَّ بالشرِ أوَّلا)
31 - (فجالَ عَلى وحشيِّهِ وكأنَّها ... يَعاسِيبُ صيفٍ إثرَهُ إذْ تمهلا)
32 - (فكر كَمَا كرَّ الحَوارِي يَبْتَغي ... إِلى اللهِ زُلْفَى أَن يكر فيقتلا)
33 - (وكرَّ وََمَا أدركْنَهُ غيرَ أنَّهُ ... كريمٌ عليهِ كبرياءُ فأقبَلا)
34 - (يهُزُّ سِلاحاً لمْ يرَ الناسُ مثله ... سلَاح أخي هيجا أدق وأعدَلا)
35 - (فمارَسَهَا حتَّى إذَا احمَرَّ روقُهُ ... وقْد عُلَّ مِنْ أجوافِهِنَّ وأَنْهِلا)
36 - (يُساقِطَ عنهُ رَوقُهُ ضارِياتها ... سِقاطَ حَديدِ القينِ أخوَلَ أخوَلا)
37 - (فظلَّ سراة الْيَوْم يطعن ظله ... بأطراف مدريين حتَّى تَفَلَّلا)
38 - (وراحَ كسيفِ الحِميرَيِّ بكفِّهِ ... نَضَا غمدَةُ عنهُ وأعطاهُ صَيقَلا)
39 - (وآبَ عزيزَ النفسِ مانِعَ لحمِهِ ... إذَا مَا أرادَ البُعدَ منهَا تمهلا)(1/183)
64 - وَقَالَ: 1
(من يَك أَمْسَى بِالْمَدِينَةِ رحلهمن يَك أَمْسَى بِالْمَدِينَةِ رَحْله ... فَإِنِّي وقيار بهَا لغرِيبُ)
2 - (فَلَا تَجزعَنْ قيّارُ من حبسِ لَيْلَة ... قَضِيَّة مَا يقْضى لنا فنؤوب)
3 - (ومَا عاجلاتُ الطيرِ تُدنى مِنَ الفَتى ... رَشاداً وَلَا عَن ريثهن يخيب)
4 - (ورُبَّ أمُورٍ لَا تضِيرُكَ ضيرَةً ... وللقلبِ مِنْ مخشاتهن وجيب)
5 - (فَلَا خسر فيمنْ لَا يُوطِّنُ نفسَهُ ... على نائباتِ الدهرِ حينَ تَنُوبُ)
6 - (وَفِي الشكِّ تفرِيطٌ وَفِي الحزمِ قُوَّة ... ويخطئ فِي الحدسِ الفَتى ويُصيبُ)
7 - (ولستُ بمستبقٍٍ صدِيقاً وَلَا أَخا ... إِذْ لم تعد الشَّيْء وَهُوَ يريب)(1/184)
65 - وَقَالَ أَبُو دواد الأيادي
[وأسمه جَارِيَة بن الْحجَّاج بن حذاق] 1
(منعَ النومَ مأوِىَ التهمامُ ... وجديرٌ بالهمِّ مَنْ لَا ينامُ)
2 - (مَنْ يَنَمْ ليلُهُ فَقَدْ أُعمِلَ اللي ل ... وَذُو البث ساهر مستهام)(1/185)
65 - أَبُو دواد
3 - (هَل ترَى مِنْ ظعائِنٍ باكِراتٍ ... كالعَدَوليِّ سيْرَهُنَّ انقحام)
4 - (واكنات يقضمن من قضب الضّر م ... ويشفى بدلهن الهيام)
5 - (وسبتني بَنَات نخلةلو كنت ... قَرِيبا ألم بِي إِلْمَام)
6 - (يكتبين الينجوج فِي كبة المش تى ... وبُلْهٌ أحلامُهُنَّ وِسامُ)
7 - (ويصُنَّ الوُجُوهَ فِي الميَسَنانِ ي ... كَمَا صانَ قرنَ شمسٍ غَمَامُ)
8 - (وتراهُنَّ فِي الهوادِجِ كالغِزْ ... لانِ مَا إنْ ينالُهُنَّ السَهامُ)
9 - (نَخَلاتٌ من نَخلِ بيسانَ أينع نَ ... جَمِيعًا ونبتُهُنَّ تُؤَامُ)
10 - (وتدَلَّتْ على مَنَاهِلِ بُردٍ ... وفُلَيجٌ مِنْ دُوِنَها وسَنَامُ)
11 - (وأتَانِي تقحِيمُ كعبٍ لي الْمَنّ طِقَ إنَّ النكيثَةَ الإقْحامُ)
12 - (فِي نظامٍ مَا كُنْتُ فيهِ فَلا يُح زنْكَ ... شَيْء لكل حسناء ذام)(1/186)
65 - أَبُو دواد
13 - (ولقدْ رابَني ابْنُ عمِّي كعبٌ ... إنَّهُ قدْ يرومُ مَا لَا يُرَامُ)
14 - (غيرَ ذنبِ بني كنَانَة إِنِّي ... إنْ أُفارِقْ فإنَّني مِجْذامُ)
15 - (لَا أعُدُّ الإقتارَ عُدْماً ولكنْ ... فَقْدُ مَنْ قدْ رُزِئُتُهُ الإعدامُ)
16 - (مِنْ رجالٍ مِنَ الأقاربِ فادُوا ... مِنْ حُذاقٍ هم الرؤوس الْعِظَام)
17 - (فهم للملائمين أنَاةٌ ... وَعُرَامٌ إذَا يُرادُ العُرامُ)
18 - (وسَماحٌ لَدَى السنين إِذا مَا ... قحط الْقطر واستقل الرهما)
19 - (وَرِجَال أبوهم وَأبي عَمْرو ... وكعبٌ بِيضُ الوُجُوهِ جِسامُ)
20 - (وشبابٌ كأنَّهُمْ أسدُ غيل ... خالطت فرط حدِّهِمْ أحلامُ)
21 - (وكهُولٌ بنى لهُمْ أولُوهُمْ ... مَأثُراتٍ يَهابُها الأقوامُ)
22 - (سُلِّطَ الدهرُ والمَنُونُ عليهِمْ ... فلَهُمْ فِي صَدَى المقابِرِ هامُ)
23 - (وكذاكُمْ مَصِيرُ كُلِّ أنَاس ... سَوف حَقًا تبليهم الْأَيَّام)(1/187)
65 - أَبُو دواد
24 - (فعَلَى إثرهِمْ تُساقِطُ نَفسِي ... حَسَرَاتٍ وذِكرُهُمْ لي سقام)
25 - (إبلي الْإِبِل لَا يحوزها الرا عُونَ ... مَجُّ النَدَى علَيْها المُدَامُ)
26 - (وتدَلَّتْ بهَا المغارض فَوق الأ رض ... مَا ان تقلهن الْعِظَام)
27 - (سمنت فاستحش أكرعها لَا ال ني ... نيٌّ وَلَا السَنامُ سَنامُ)
28 - (فإذَا أقبلَتْ تَقُولُ إكَامٌ ... مشرِفَاتٌ فوقَ الإكامِ إكامُ)
29 - (وإذَا أعرَضَتْ تقُولُ قُصُورٌ ... مِنْ سماهِيجَ فوقَهَا آطامُ)
30 - (وإذَا مَا فجئتها بطن غيث ... قُلتَ نَخْلٌ قدْ حَان مِنْها صِرامُ)
31 - (وَهِي كالبيضِ فِي الأداحيِّ مَا يُو هَبُ ... منهَا لمستتم عِصَام)
32 - (غير مَا طيرت بأوبارها الفق رة فِي ... حَيْثُ يستهل الْغَمَام)(1/188)
65 - أَبُو دواد
33 - (فَهِيَ مَا إِن تبين من سلف أر عَنَ ... طَودٍ لِسِربِهِ قُدَّامُ)
34 - (مُكْفَهِرٌ علَى حواجبه يغ رق ... فِي جمعه الْخَمِيس اللهام)
35 - (فَارس طارد وملتقط بِي ضا ... وخيل تعدُو وأُخرى صِيَامُ)
36 - (قدْ براهُنَّ غِرَّةُ الصيدِ والأع داءُ حتَّى كأنَّهُنَّ جِلامُ)
37 - (قد تَصَعْلَكْنَ فِي الرّبيع وَقد ق رع ... جلد الْفَرَائِض الْأَقْدَام)
38 - (جاذيات على السنابك قد ... أُفٍّ زعهن الإسراجُ والإلجامُ)
39 - (لَجِبٌ تُسمَعُ الصواهِلُ فيهِ ... وحنيِنُ اللقاحِ والإرزامُ)
40 - (بِعُرىً دُونَهَا وتَقُرَنُ بالقي ظِ ... وَقد دله الرباع البغام)(1/189)
66 - أَبُو دواد
1 - (وَدَار يَقُول لَهَا الرائدون ... ويلُ أمِّ دارِ الحُذاقيّ دَارا)
2 - (فلمَّا وضعْنَا بهَا بيتَنَا ... نتَجْنَا حُواراً وصِدْنَا حِمارا)
3 - (وباتَ الظليمُ مكانَ المجَ نِّ ... تسمَعُ بالليلِ منْهُ عَرارا)
4 - (وراحَ علينَا رِعاءُ لنَا ... فقالُوا: رأينَا بهَجلٍ صِوارا)
5 - (فبِتنَا عُراةً لدَي مُهرِنا ... نُنزِّعُ مِنْ شفتَيِهِ الصِفارا)
6 - (وبِتنَا نُغرِّثُهُ باللجامِ ... نُريدُ بهِ قنصاً أَو غِوارا)
7 - (فلمَّا أضاءَتْ لنَا سدفة ... ولاح من الصُّبْح خيط أنارا)
8 - (غدونا بِهِ كسوار الهلو ك ... مضطمرا حالباه اضطمارا)(1/190)
أَبُو دواد
9 - (مَرُوحاً يجاذبُنَا فِي القيادِ ... تخالُ منْ القودِ فيهِ اقوِرارا)
10 - (ضَرُوحَ الحماتَينِ سامي التَليلِ ... وثُوباً إِذا مَا انتحاه الخبارا)
11 - (فلمَّا عَلا متْنَتيِهِ الغُلامُ ... وسكَّنَ مِنْ آلِهِ أَن يطار)
12 - (وسرح كلأجدل الْفَارِسِي ... فِي إثرِ سربٍ أجدَّ النِفارا)
13 - (فصادَ لنَا أكحل المقلت ين ... فَحلاً وأُخرَى مهاةً نَوارا)
14 - (وعادَى ثَلَاثًا فَخَرَّ السنا ن ... إِمَّا نصولا وَإِمَّا انكسارا)
15 - (أكل امرىء تحسبين امْرأ ... ونار توقد بِاللَّيْلِ نَارا)(1/191)
67 - وَقَالَ مالِك بن نُوَيْرَة 1
(إِلَّا أكُنْ لاقيْتُ يومَ مُخطِّطٍ ... فقَدْ خبَّرَ الرُكبانُ مَا أتوَدَّدُ)
2 - (أتانِي بِنَفر الْخَيْر مَا قد لَقيته ... رزين وَركب حوله متعضد)
3 - (يُهِلُّونَ عُمّاراً إذَا مَا تغوَّروا ... ولاقَوا قُرِيْشاً خبروها فأنجدوا)(1/192)
67 - مَالك بن نُوَيْرَة
4 - (بأبناءِ حيّ مِنْ قبائِلِ مالكٍ ... وعمرِو بنِ يَربُوعٍ أقامُوا فاخلَدُوا)
5 - (وردَّ عليِهمْ سرحَهُمْ حولَ دارهِمْ ... ضِناكاً ولمْ يستأنِفِ المُتَوَحِدُ)
6 - (حُلُولٌ بفردوسِ الإياد وَأَقْبَلت ... سراة بني البرشاء لما تأودوا)
7 - (بالفينِ أَو زادَ الخميسُ عليِهما ... ليَنتَزِعُوا عِرقاتِنا ثمَّ يرغدوا)
8 - (ثَلَاث ليالٍ منْ سنامٍ كأنَّهمْ ... بريدٌ ولمْ يَثوُوا ولمْ يتزوَّدُوا)
9 - (وكانَ لهُمْ فِي أهلهِمْ ونسائِهِمْ ... مبيت وَلم يدروا بِمَا يحدث الغَدُ)
10 - (فلمَّا رأوْا أدْنَى السِهامِ مُعَزَّباً ... نهاهُمْ فلمْ يلوُوا على النهْي أسودُ)
11 - (وقالَ الرئيسُ الحوفزَانُ: تلبَّبُوا ... بَني الحِصنِ إذْ شارَفتُمُ ثمَّ جددوا)
12 - (فَمَا فتئوا حَتَّى رأونا كأننا ... مَعَ الصُّبْح آذَى من الْبَحْر مُزْبِد)
13 - (بملمومة شهباءَ يبرقُ خالُهَا ... ترى الشمسَ فيهَا حينَ ذرت توقد)(1/193)
67 - مَالك بن نُوَيْرَة
14 - (فَمَا برِحُوا حتَّى علتْهُمْ كتائبٌ ... إذَا لقيَتْ أقرانها لَا تعرد)
15 - (ضممنا عَلَيْهِم طايتيهم بصائبٍ ... مِنْ الطعنِ حتَّى استأسَرُوا وتبدَّدوا)
16 - (بسمرٍ كأشطان الجرور نواهل ... يجور بِها زَوُّ المنايَا ويقصِدُ)
17 - (ترَى كلُّ صدقٍ زاعبيٍّ سِنانُهُ ... إِذا بَلَّهُ الأنداءُ لَا يتأوَّدُ)
18 - (يقعنَ مَعاً فيهِمْ بأيدِي كُماتِنا ... كأنَّ المُنونَ للأسنة موعد)
19 - (تدر الْعُرُوق الآبيات ظباتنا ... وقدْ سنَّها طَرّ ووقعٌ ومبرَدُ)
20 - (فأقررتُ عينِي حينَ ظلُّوا كأنَّهُمْ ... ببطنِ الأيادِ خشْبُ آثلٍ مُسنَّدُ)
21 - (صريعٌ عليهِ الطيرُ تنتِخُ عينَهُُ ... وآخرُ مكبولٌ يميلُ مُقيَّدُ)
22 - (لَدُنْ غُدوةً حتَّى أتَى الليلُ دونهُمْ ... وَلَا تنتَهي عنْ مِلئِهَا مِنْهُمُ يدُ)
23 - (فأصبحَ منهُمْ يومَ غِبِّ لقائِهِمْ ... بقيقاءَةِ البردين فل مطرد)(1/194)
76 - مَالك بن نُوَيْرَة
24 - (إِذا مَا أستبالُوا الخيلَ كانَتْ أكُفُّهُمْ ... وقائِعَ للأبوالِ والماءُ أبرَدُ)
25 - (كأنَّهُمُ إذْ يعصرونَ فُظُوظَهَا ... بدجلَةَ أَو فيضِ الخُريبةِ مورِدُ)
26 - (وقدْ كانَ لِابْنِ الحوفزان لَو انْتهى ... سُوَيْد وبسطام عَن الشَّرّ مقْعد)(1/195)
68 - وَقَالَ قَيْس بن الخَطِيم 1
(رَدَّ الخليطُ الجِمالَ فانصَرَفُوا ... ماذَا عليَهِمْ لوْ أنَّهُمْ وقَفُوا)
2 - (لوْ وقَفُوا سَاعَة نُسَائِلُهُمْ ... ريثَ يُضَحِّي جِمالَهُ السَلَفُ)
3 - (فيهِمْ لعوب الْعشَاء آنسة ال دلّ ... عروب يسوؤها الْخلف)
4 - (بَين شكول النِّسَاء خلقتها ... قصد فَلَا جبلة ولاقضف)(1/196)
68 - قيس بن الخطيم
5 - (تغتَرِقُ الطَرْفَ وَهِي لاهيةٌ ... كأَنَّمَا شَفَّ وَجْهَها نزف)
6 - (قضى لَهَا الله حِين صورها ال خَالق ... أَن لَا يُكِنَّهَا سَدَفُ)
7 - (تَنامُ عَنْ كِبْرِ شأنِهَا فإذَا ... قامَتْ رُويْداً تكَادُ تَنْغَرِفُ)
8 - (حَوراءُ جيداءُ يُستَضاءُ بهَا ... كَأَنَّهَا خوط بانَةٍ قَصِفُ)
9 - (تمشِي كَمَشْي الزهراءِ فِي دَمِثِ ال رمل ... إِلَيّ السَهلِ دُونَهُ الجُرُفُ)
10 - (وَلَا يَغِثُّ الحديثُ مَا نطقَتْ ... وهوَ بَفِيهَا ذُو لَذَّةٍ طَرِفُ)
11 - (تخْزُنُهُ وهوَ مُشتَهىً حَسَنٌ ... وهوَ إذَا مَا تَكَلَّمَتْ أُنُفُ)
12 - (كأنَّ لبَّاتِها تضمَّنُهَا ... هَزْلَى جَرادٍ أجوازه جلف)
13 - (كَأَنَّهَا درة أحَاط بهَا ال غواص ... يَجْلُو عنْ وجهِهَا صَدفُ)
14 - (يَا رَبِّ لَا تبعدن ديار بني ... عذرة حَيثُ انصرفْتِ وانصَرَفُوا)
15 - (واللهِ ذِي المسجِدِ الحَرامِ وَمَا ... جلل من يمنة لَهَا خنف)(1/197)
68 - قيس بن الخطيم) 16
(إِنِّي لأهواك غير كَاذِبَة ... قدْ شَفَّ منِّي الأحشاءُ والشَغَفُ)
17 - (بلْ ليتَ أَهْلي وأهلَ أثلَةَ فِي ... دارٍ قريبٍ مِنْ حيثُ يُخْتَلفُ)
18 - ... هيهاتَ مِنْ أهلُهُ بيثربَ قدْ ... أَمْسَى ومِنْ دُونَ أهلِهِ سَرِفُ)
19 - (أبلِغْ بَني جَحْجَبَى وقَومَهُمُ ... خَطْمَةُ أنَّا وَرَاءهُمْ أُنُفُ)
20 - (وأنَّنَا دون مَا يسومهم الأعداءُ ... مِنْ ضَيمِ خُطَّةٍ ٍنُكُفُ)
21 - (إنَّا ولوْ قَدّمُوا الَّذي عَلِمُوا ... أكبادُنَا مِنْ وَرَائِهِمْ تَجِفُ)
22 - (نفلى بِحَدّ الصفيح هامهم ... وفلينا هامهم بهَا عنف)
23 - (لما بَدَت غدْوَة وُجُوههم ... حنت الينا الْأَرْحَام والصحف)
24 - (لنا مَعَ أجامنا وحوزتنا ... بَين ذراها مخارف دلف)
25 - (يذب عَنْهُن سامر مصع ... سود الغواشي كَأَنَّهَا عرف)
26 - (كَفِيلُنَا للمُقَدِّمينَ: قِفُوا ... عَنْ شَأوِكُمْ والحِرابُ تَخْتَلِفُ)
27 - (يَتبَعُ آثارَهَا إذَا اخْتُلَجَتْ ... سُخْنٌ عَبِيطٌ عُرُوقُهُ تكف)(1/198)
69 - وَقَالَ الْمفضل النكري
[من عبد الْقَيْس وَقَالَ غير الْأَصْمَعِي: لعامر بن أسحم بن عدي بن شَيبَان بن سُوَيْد بن عذرة بن مُنَبّه بن نكرَة بن لكيز بن أفصى بن عبد الْقَيْس وَتسَمى المنصفة](1/199)
69 - المُفَضَّل النُكْرِيّ
1 - (ألمْ ترَ أنَّ جيرتَنَا استقَلُّوا ... فنِيَّتُنَا ونيتُهُمْ فَرِيقُ)
2 - (فدمعِي لُؤلُؤٌ سَلِسٌ عُراهُ ... يخر على المهاوى مَا يَلِيق)
3 - (عدت مَا رمت إذْ شحطَتْ سُليْمَى ... وأنْتَ لِذكرِهَا طَرِبٌ مَشُوقُ)
4 - (فودِّعْها وإنْ كانَتْ أَناةً ... مُبتَّلةً لهَا خَلْقٌ أَنيقُ)
5 - (تُلَهِّى المرءَ بالحِدْثَانِ لِهواً ... وتَحْدِجُهُ كمَا حُدِجَ المُطِيقُ)
6 - (فإنَّكَ لَو رأيتَ غداةَ جِئْنَا ... ببطنِ أُثَالَ ضاحِيَةً نَسُوقُ)
7 - (فِداءٌ خالَتي لِبَني حُيىٍّ ... خُصُوصاً يومَ كُسُّ القومِ رُوقُ)
8 - (هُمُ صبَرُوا وصَبْرُهُمُ تلِيدٌ ... عَلَى العزاءِ إذْ بَلَغَ المضِيقُ)
9 - (وهُمْ دفَعُوا المنيَّةَ فاستَقَلَّتْ ... دِراكاً بعدَ مَا كَادَت تحيق)
10 - (تلاقينا بغيبة ذِي طريف ... وَبَعْضهمْ على بعض حنيق)(1/200)
69 - الْمفضل النكري
11 - (فجاؤوا عارِضاً بَرِداً وجئُنَا ... كَسَيلِ العرضِ ضاقَ بهِ الطريقُ)
12 - (مشَيْنَا شطرَهُمْ ومشوْا إلْينا ... وقُلنَا: اليومَ مَا تَقضِي الحُقُوقُ رَميْنَا)
(فِي وجوهِهِمُ بِرِشْقٍٍ تغص بهِ الحَنَاجِرُ والحُلُوقُ ... )
14 - (كأنَّ النَبلَ بينهُمُ جَرادٌ ... تكفيه شآميَةٌ خَرِيقُ)
15 - (وَبَسْلٌ إنْ تَرَى فيهِمُ كَمِيَّاً ... كَبَا ليديْهِ إلَّا فيهِ فُوقُ)
16 - (يُهَزْهِزُ صعدَةً جرداءَ فيهَا ... سِنانُ الموتِ أَو قَرْنٌ مَحيقُ)
17 - (وجدنَا السدر خوارا ضعِيفاً ... وكانَ النبعُ منبِتُهُ وَثيقُ)
18 - (لقينَا الجهْمَ ثَعلَبَةَ بْنَ سَيْرٍ ... أضَرَّ بِمَنْ يُجَمِّعُ أوْ يَسُوق)
19 - (لَدَى الْأَعْلَام مِنْ تلَعاتِ طِفلٍ ... ومنهُمْ مِنْ أضَجَّ بهِ الفروق)
20 - (فحوط عَن بَنِي عمرِو بنِ عَوفٍ ... وأَفْنَاءُ العُمُورِ بهَا شفيق)
21 - (فألقينا الرماح وَكَانَ ضربا ... مقبل الْهَام كل مَا يَذُوق)(1/201)
69 - الْمفضل النكرى
22 - (وجاوزنا الْمنون بِغَيْر نكس ... وخاظي الجلز ثَعْلَبه دَمِيقُ)
23 - (كأنَّ هزيزَنا يومَ التقَيْنَا ... هَزِيزُ أباءَةٍ فِيهَا حريق)
24 - (بكَلِ قرارةٍ وبِكُلِّ ريعٍٍ ... بنَانُ فَتى وجُمجُمةٌ فَليقُ)
25 - (وكمْ مِنْ سيدٍ منَا ومنْهُمْ ... بذِي الطرفاء مَنْطِقه شهيق)
26 - (بِكُل مجالة غادرت خرقا ... مِنْ الفِتيانِ مَبسِمُهُ رَقيقُ)
27 - (فأشبَعْنَا السِباعَ واشبعُوهَا ... فراحت كلهَا تئق يفوق)
28 - (تركنَا العرج عاكفَةً عليهِمْ ... وللغربانِ مِنْ شَبعٍ نَغِيقُ)
29 - (فأبكينَا نساءَهُمُ وأبكَوا ... نسَاء مَا يَسوغُ لهُنَّ رِيقُ)
30 - (يُجاوبنَ النِياحَ بكُلِّ فَجْرٍ ... فقَدْ صَحِلَتْ مِنْ النوح الحلوق)
31 - (قتلنَا الْحَارِث الوضاح مِنْهُم ... فَخر كَأَن لمته الغذوق)(1/202)
69 - الْمفضل النكري
32 - (أصابَتْهُ رماحُ بنَي حُيىٍّ ... فَخَرَّ كأنَّهُ سيفٌ دَلُوُقُ)
33 - (وقدْ قتلُوا بهِ منَّا غُلاماً ... كَرِيماً لمْ تُؤشِّبهُ العُرُوقُ)
34 - (وسائلةٍ بثعلبَةَ بنِ سيرٍ ... وَقد أوْدَتْ بثعلَبَةَ العُلُوقُ)
35 - (وافلتْنَا ابْنَ قُرَّانٍ جَرِيضاً ... تمر بِهِ مساعفة حروق)
36 - (تشق الأَرْض أشائلة الذنابي ... وهاديها كَأَن جذع سحوق)
37 - (فَلَمَّا استقنوا بالصبرِ منَّا ... تذكَّرَتِ العشائِرُ والحَزِيقُ)
38 - (فأبقيْنَا ولوْ شِئْنَا تركنَا ... لجيما لَا تقود وَلَا تَسُوقُ)
39 - (وأنعمْنَا وابْأَسْنَا عليهِمْ ... لَنَا فِي كل أَبْيَات طليق)(1/203)
70 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس
[من المنصفات] 1
(لأسماءَ رَسمٌ أصبحَ اليومَ دارِسا ... وأقفرَ مِنهَا رحرحان فراكسا)(1/204)
70 - الْعَبَّاس بن مرداس
2 - (فَجَنْبَي عَسيبٍ لَا أرَى غيرَ ماثلٍ ... خلاءً منَ الآثارِ إَّلا الرَوامِسَا)
3 - (لَيَالِي سَلمَى لَا أرَى مِثلَ دَلِّها ... دَلالاً وَأُنسًا يُهبِطُ. العُصمَ آنِسا)
4 - (وأحسنَ عَهداً للمُلمِ ببيتِها ... وَلَا مَجلِساً فيهِ لِمِنْ كانَ جالِسا)
5 - (تضوَّعَ منهَا المِسكُ حتَّى كأنَّما ... تُرجِّلُ بالرَيْحَانِ رَطباً ويَابساً)
6 - (فدَعْها وَلَكِن هَل أَتَاهَا مقادنا ... لأعدائنا نزجي الثقال الكوانسا)
7 - (بجَمْعٍ يريدُ ابنَىْ صحارٍ كلَيهمَا ... وآلَ زُبيدٍ مُخطِئاً ومُلامِساً)
8 - (على قُلُصٍ نَعلُو بِهَا كُلَّ سَبْسَبٍ ... تَخالُ بِهِ الحرباءَ أشمَطَ. جالِسا)
9 - (سمَوْنا لَهُم تسعا وعشرينَ لَيْلَة ... نَجُوبُ من الأعراضِ قَفْراً بَسابِسا)
10 - (فبتنَا قُعُوداً فِي الحديدِ وأصبحُوا ... عَلَى الرُكباتِ يحردون الأنافسا)
11 - (فلَمْ أرَ مثلَ الحيِّ حيّاً مُصَبِّحاً ... وَلَا مثلنَا لما الْتَقَيْنَا فوارسا)
12 - (أكر وأحمى للْحَقِيقَة مِنْهُم ... وأضرب منا بِالسُّيُوفِ القوانسا)(1/205)
70 - الْعَبَّاس بن مرداس
13 - (وأحصننا مِنْهُم فَمَا يبلغوننا ... فوارس منا يحبسون المحابسا)
14 - (إذَا مَا شدَدْنَا شدَّةً نصَبُوا لهَا ... صُدُورَ المذَاكِي والرِماحَ المَداعِسَا)
15 - (إذَا الخيلُ جالَتْ عَن صريع نكرها ... عليهِمْ فمَا يَرْجِعنَ إِلَّا عَوِابِسا)
16 - (نُطَاعِنُ عَنْ أحسابِنَا برِمَاحِنا ... ونضرِبُهُمْ ضَرْبَ المُذيِدِ الخَوامِسا)
17 - (وكنْتُ أمامَ القومِ أوَّلَ ضاربٍ ... وطاعَنْتُ إذْ كانَ الطِعانُ تَخالُسا)
18 - (فكانَ شُهُودِي مَعبدٌ ومُخَارقٌ ... وبشرٌ وَمَا استشهدت إِلَّا الأكايسا)
19 - (مَعي ابنَا صرِيمٍ دارعانِ كلاهُمَا ... وعُروةُ لولاهُمْ لقيتُ الدَهَارِسا)
20 - (ومَارَسَ زيدٌ ثمَّّ أقصَرَ مُهرُهُ وحُقَّ لَهُ فِي مِثلِهَا أنْ يُمارِسا)
21 - (وقُرَّةُ يحميِهمْ إِذا مَا تبدَّدُوا ... ويَطعَنُهُمْ شَزراً فأَبْرحْتَ فَارِسا)
22 - (ولوْ ماتَ منهُمْ من جَرَحْنَا لأصبحَتْ ... ضباعٌ بأكنافِ الأراكِ عَرَاِئسا)
23 - (ولكنَّهُمْ فِي الفارسيِّ فَلَا ترى ... مِنَ القومِ إِلَّا فِي المُضَاعَفِ لابِسا)
24 - (فإنْ يقتلُوا منا كَرِيمًا فإننا ... أبأنا بِهِ قَتْلَى تذل المعاطسا)(1/206)
70 - الْعَبَّاس بن مرداس
25 - (قتَلْنَا بهِ فِي مُلتَقى الخيلِ خَمْسةً ... وقَاتِلَهُ زدنَا معَ الليلِ سادِسا)
26 - (وكُنَّا إذَا مَا الْحَرْب شبت نشبها ... ونضرب فها الأبلَخَ المُتَقَاعِسا)
27 - (فأُبنَا وأَبْقَى طَعْنُنَا مِنْ رماحِنا ... مَطارِدَ خطِّيٍٍّ وحُمراً مَداعِسا)
28 - (وجُرداً كأنَّ الأُسدَ فَوق متونها ... من الْقَوْم مرؤوسا وَآخر رائسا)(1/207)
71 - وَقَالَ سِنَان بن أبي حَارِثَة 1
(قل للمثلم وَابْن هِنْد بعده ... إِن كنت رائم عزنا فاستقدم)
2 - (تلق الَّذِي لَاقَى الْعَدو وتصطبح ... كأسا صبابتها كطعم العلقم)
3 - (نحبو الكتيبة حِين تقترش القنا ... طَعنا كإلهاب الْحَرِيق المضرم)
4 - (منا بشجنة والذباب فوارس ... وعتائد مثل السوَاد المظلم)
5 - (وبضرغد وعَلى السدير وحاضر ... وبذى أَمر حريمهم لم يقسم)
6 - (فدهمنهم دهما بِكُل طمرة ... ومقطع حلق الرحالة مرجم)
7 - (وَلَقَد خبطن بني كلاب خبطة ... ألصقنهم بدعائم المتخيم)
8 - (وصلقن كَعْبًا قبل ذَلِك صلقة ... بقنا تعاوره الأكف مقوم)
9 - (حَتَّى سقينا النَّاس كأسا مرّة ... مَكْرُوهَة حسواتها كالعلقم)(1/208)
72 - سِنَان بن أبي حَارِثَة
72 - قَالَ سِنَان أَيْضا 1
(إِن أمس لَا أشتكي نصبي إِلَى أحد ... وَلست مهتديا إِلَّا معي هاد)
2 - (فقد صبحت سَواد الْحَيّ مشعلة ... رهوا تطالع من غور وأنجاد)
3 - (وَقد يسرت إِذا مَا الشول روحها ... برد الْعشي بشفان وصراد)
4 - (ثمت أطعمت زادي غير مدخر ... أهل الْمحلة من جَار وَمن جاد)
5 - (وَقد دفعت وَلم أجرر على أحد ... فتق الْعَشِيرَة والأكفاء شهادي)
6 - (قد يعلم الْقَوْم إِذْ طَالَتْ غزاتهم ... وأرملوا الزَّاد أَنى منفد زادي)
7 - (وَلَا أجيء بسوآت أعيرها ... حَتَّى يَجِيء من الْقَبْر ابْن مياد)
8 - ((أثنوا على فكائن قد فتحت لكم ... من بَاب مكرمَة تَعْتَد أَو وَاد)(1/209)
73 - وَقَالَ زبان بن سيار 1
(أبني منولة قد أَطَعْت سراتكم ... لَو كَانَ عَن حَرْب الصّديق سَبِيل)
2 - (وَبَنُو أُميَّة كلهم أمراؤها ... وَبَنُو ريَاح إِن تدبر قيل)
3 - (سيرى إِلَيْك فَسَوف يمْنَع سربها ... من بَين منبج والكثيب قيول)
4 - (حلق أحلوها الفضاء كَأَنَّهُمْ ... من بَين منبج والكثيب قيول)
5 - (وَإِذا فزعت غَدَتْ ببزي نهدة ... جرداء مشرفة القذال دؤول)
6 - (شوهاء مركضة إِذا طأطأتها ... مرطى إِذا ابتل الحزام نسول)
7 - (أعددتها لبنى اللقيطة فَوْقهَا ... رُمْحِي وَسيف صارم وشليل)
8 - (ومجرب النجدات لَيْسَ بناكل ... عَنْكُم إِذا لَاقَى الْقَبِيل قبيل)(1/210)
74 - وَقَالَ أَيْضا 1
(الم ينْه أَوْلَاد اللقيطة علمهمْ ... بزبان إِذْ يَهْجُونَهُ وَهُوَ نَائِم)
2 - (يطوفون بالأعشى وصب عَلَيْهِم ... لِسَان كصدر الهندواني صارم)
3 - (وَإِن قَتِيلا بالهباءة فِي استه ... صَحِيفَته إِن عَاد للظلم ظَالِم)
4 - (مَتى تقرووها تهدكم من ضلالكم ... وتعرف إِذا مَا فض عَنْهَا الْخَوَاتِم)
5 - (لَدَى مربط الأفراس عِنْد أبيكم ... حذاكم بهَا صلب الْعَدَاوَة حَازِم)
6 - (فَإِن تسألوا عَنَّا فوارس دارم ... ينبئك عَنْهَا من رَوَاحَة عَالم)
7 - (فأقسم مرتاحا شريك بن مَالك ... إِذا مَا الْتَقَيْنَا خَصمه لَا يسالم)
8 - (وَأقسم يَأْتِي خطة الضيم طَائِعا ... بلَى سَوف تأتيها وأنفك راغم)(1/211)
75 - وَقَالَ مُعَاوِيَة بن مَالك بن جَعْفَر بن كلاب وَهُوَ معود الْحُكَمَاء 1
(طرقت أُمَامَة والمزار بعيد ... وَهنا وَأَصْحَاب الرّحال هجود)
2 - (أَنى اهتديت وَكنت غير رجيلة ... وَالْقَوْم مِنْهُم نبه ورقود)
3 - (ألفوا أباهم سيدا وَأَعَانَهُمْ ... كرم وأعمام لَهُم وجدود)
4 - (إِذْ كل حَيّ نابت بأرومة ... نبت العضاه فماجد وكسيد)
5 - (نعطي الْعَشِيرَة حَقّهَا وحقيقها ... فِيهَا ونغفر ذنبها ونسود)
6 - (وَإِذا تحملنا الْعَشِيرَة ثقلهَا ... قمنا بِهِ وَإِذا تعود نعود)
7 - (وَإِذا نوافق جرْأَة أَو نجدة ... كُنَّا سمى بهَا الْعَدو نكيد)
8 - (بل لَا نقُول إِذا تبوأ جيرة ... إِن الْمحلة شعبها مكدود)
9 - (إِذْ بَعضهم يحمي مراصد بَيته ... عَن جَاره وسبيلنا مورود)
10 - (قَالَت سميَّة قد غويت فَإِن رَأَتْ ... حَقًا تناوب مالنا ووفود)
11 - (غي لعمرك لَا أَزَال أعوده ... مَا دَامَ مَال عندنَا مَوْجُود)(1/212)
76 - مُعَاوِيَة بن مَالك
76 - وَقَالَ أَيْضا 1
(أجد الْقلب من سلمى اجتنابا ... وأقصر بعد مَا شابت وشابا)
2 - (وشاب لداته وعدلن عَنهُ ... كَمَا أنضيت من لبس ثيابًا)
3 - (فان يَك نبلها طاشت ونبلي ... فقد نرمي بهَا حقبا صيابا)
4 - (فتصطاد الرِّجَال إِذا رَمَتْهُمْ ... وأصطاد المخبأة الكعابا)
5 - (فَأن تَكُ لَا تصيد الْيَوْم شَيْئا ... وآب قنيصها سلما وخابا)
6 - (فَأن لَهَا منَازِل خاويات ... على نملى وقفت بهَا الركابا)
7 - (من الأجزاع أَسْفَل من نَمِيل ... كَمَا رجعت بالقلم الكتابا)
8 - (كتاب محبر هاج بَصِير ... ينمقه وحاذر أَن يعابا)
9 - (وقفت بهَا القلوص فَلم تجبني ... وَلَو أَمْسَى بهَا حَيّ أجابا)
10 - (وَنَاجِيَة بعثت على سَبِيل ... كَأَن على مغابنها ملابا)
11 - (ذكرت بهَا الإياب وَمن يُسَافر ... كَمَا سَافَرت يذكر الإيابا)
12 - (رَأَيْت الصدع من كَعْب فأودى ... وَكَانَ الصدع لَا يعدو ارتئابا)
13 - (فأمسى كعبها كَعْبًا وَكَانَت ... من الشنآن قد دعيت كعابا)(1/213)
76 - مُعَاوِيَة بن مَالك
14 - (حملت حمالَة الْقرشِي عَنْهُم ... وَلَا ظلما أردْت وَلَا اختلابا)
15 - (أَعُود مثلهَا الْحُكَمَاء بعدى ... إِذا مَا الْحق فِي الأشياع نابا)
16 - (سبقت بهَا قدامَة أَو سميرا ... وَلَو دعيا إِلَى مثل أجابا)
17 - (وأكفيها معاشر قد أرتهم ... من الجرباء فَوْقهم طبابا)
18 - (يهر معاشر منا وَمِنْهُم ... هرير الناب حاذرت العصابا)
19 - (سأحملها وتعقلها غنى ... وأورث مجدها أبدا كلابا)
20 - (فَإِن أحمدتها نَفسِي فَإِنِّي ... أتيت بهَا غَدَاة إِذْ صَوَابا)
21 - (وَكنت إِذا الْعَظِيمَة أفزعتهم ... نهضت وَلَا أدب لَهَا دبابا)
22 - (بِحَمْد الله ثمَّ عَطاء قوم ... يفكون الْغَنَائِم والرقابا)
23 - (إِذا نزل السَّحَاب بِأَرْض قوم ... رعيناه وَإِن كَانُوا غضابا)
24 - (بِكُل مقلص عبل شواه ... إِذا وضعت أعنتهن ثابا)
25 - (ودافعة الحزام بمرفقيها ... كشاة الربل آنست الكلابا)(1/214)
77 - وَقَالَ عَامر بن الطُّفَيْل 1
(لقد علمت عليا هوَازن أنني ... أَنا الْفَارِس الحامي حَقِيقَة جَعْفَر)
2 - (وَقد علم المزنوق أَنِّي أكره ... على جمعهم كرّ المنيح المشهر)
3 - (إِذا ازور من وَقع الرماح زجرته ... وَقلت لَهُ ارْجع مُقبلا غير مُدبر)
4 - (فأنباته أَن الْفِرَار خزاية ... على الْمَرْء مَا لم يبل جهدا فيعذر)
5 - (أَلَسْت ترى أرماحهم فِي شرعا ... وَأَنت حصان ماجد الْعرق فاصبر)
6 - (أردْت لكيلا يعلم الله أنني ... صبرت وأخشى مثل يَوْم المشقر)
7 - (لعمري وَمَا عمري على بهين ... لقدشان حر الْوَجْه طعنة مسْهر)
8 - (فبيس الإن كنت أَعور عاقرا ... جَبَانًا فَمَا عُذْري لَدَى كل محْضر)
9 - (وَقد علمُوا أَنِّي أكر عَلَيْهِم ... عَشِيَّة فيف الرّيح كرّ المدور)
10 - (أَقُول لنَفس لَا يجاد بِمِثْلِهَا ... أقلي المزاح إِنَّنِي غير مقصر)
11 - (وَمَا رمت حَتَّى بل صَدْرِي وصدره ... نجيع كهداب الدمقس الْمسير)
12 - (فَلَو كَانَ جمع مثلنَا لم نبالهم ... وَلَكِن أتتنا أسرة ذَات مفخر)
13 - (فَجَاءُوا بفرسان العريضة كلهَا ... وأكلب طرا فِي لِبَاس السنور)(1/215)
78 - وَقَالَ عَامر أَيْضا 1
(ولتسألن أَسمَاء وَهِي حفية ... نصحاءها أطردت أم لم أطْرد)
2 - (قَالُوا لَهَا: فَلَقَد طردنا خيله ... قلح الْكلاب وَكنت غير مطرد)
3 - (فلأبغينكم الملا وعوارضا ... ولأهبطن الْخَيل لابة ضرغد)
4 - (بِالْخَيْلِ تعثر فِي القصيد كَأَنَّهَا ... حدأ تتَابع فِي الطَّرِيق الأقصد)
5 - (ولأثأرن بِمَالك وبمالك ... وَأخي المروراة الَّذِي لم يسند)
6 - (وقتيل مرّة أثأرن فَإِنَّهُ ... فرع وَإِن أَخَاهُم لم يقْصد)
7 - (يَا أسم أُخْت بني فَزَارَة إِنَّنِي ... غاز وَإِن الْمَرْء غير مخلد)
8 - (فيئي إِلَيْك فَلَا هوادة بَيْننَا ... بعد الفوارس إِذْ ثووا بالمرصد)
9 - (إِلَّا بِكُل أحم نهد سابح ... وعلالة من كل أسمر مذود)
10 - (وَأَنا ابْن حَرْب لَا أَزَال أشبها ... سمرا وأوقدها إِذا لم توقد)
11 - (فَإِذا تَعَذَّرَتْ الْبِلَاد فأمحلت ... فمجازها تيماء أَو بالأثمد)(1/216)
79 - وَقَالَ عَوْف بن الْأَحْوَص 1
(أتتنا قُرَيْش حافلين بِجَمْعِهِمْ ... وَكَانَ لَهَا قدما من الله نَاصِر)
2 - (فَلَمَّا دنونا للقباب وَأَهْلهَا ... أتيح لنا ذيب مَعَ اللَّيْل فَاجر)
3 - (أتيحت لنا بكر وَتَحْت لوائها ... كتائب يرضاها الْعَزِيز المفاخر)
4 - (وَكَانَت قُرَيْش لَو طهرنا عَلَيْهِم ... شِفَاء لما فِي الصَّدْر والبغض ظَاهر)
5 - (حبت دونهم بكر فَلم نستطعهم ... كَأَنَّهُمْ بالمشرفية سامر)
6 - (وَمَا بَرحت بكر تثوب وتدعي ... وَيلْحق مِنْهُم أولون وَآخر)
7 - (لدن غدْوَة حَتَّى أَتَى اللَّيْل وانجلت ... غمامة يَوْم شَره متظاهر)
8 - (وَمَا زَالَ ذَاك الدأب حَتَّى تخاذلت ... هوَازن وارفضت سليم وعامر)
9 - (وَكَانَت قُرَيْش يفلق الصخر جدها ... إِذا أوهن النَّاس الجدود العواثر)
)(1/217)
80 - وَقَالَ الجميح الْأَسدي وَهُوَ منقذ بن الطماح 1
(يَا جَار نَضْلَة قد أَنى لَك أَن ... تسْعَى بجارك فِي بني هدم)
2 - (متنظمين جوَار نَضْلَة يَا ... شاه الْوُجُوه لذَلِك النّظم)
3 - (وَبَنُو رَوَاحَة ينظرُونَ إِذا ... نظر الندي بآنف خثم)
4 - (حاشى أبي ثَوْبَان إِن أَبَا ... ثَوْبَان لَيْسَ ببكمة فدم)
5 - (عَمْرو بن عبد الله إِن بِهِ ... ضنا عَن الملحاة والشتم)
6 - (لَا تَسْقِنِي إِن لم أزر سمرا ... غطفان موكب جحفل دهم)
7 - (لجب إِذا ابتدوا قنابله ... كنشاص نوء المرزم السجم)
8 - (مجر يغص بِهِ الفضاء لَهُ ... سلف يموج عجاجه فخم)
9 - (ينعون نَضْلَة بِالرِّمَاحِ على ... جرد تكدس مشْيَة العصم)
10 - (من كل مشترف ومدمجة ... كالكر من كمت وَمن دهم)(1/218)
80 - الجميح الْأَسدي
11 - (حَتَّى أجازي بِالَّذِي اجترمت ... عبس بأسوإ ذَلِك الجرم)
12 - (يَا نضل للضيف الْغَرِيب وللجار ... المضيم وحامل الْغرم)
13 - (أم من لأشعث لَا ينَام وأرمل ... مثل البلية سملة الْهدم)(1/219)
81 - وَقَالَ حَاجِب بن حبيب بن خَالِد 1
(باتت تلوم على ثادق ... ليشرى فقد جد عصيانها)
2 - (أَلا أَن نجواك فِي ثادق ... سَوَاء على وإعلانها)
3 - (وَقَالَت: أَغِثْنِي بِهِ إِنَّنِي ... أرى الْخَيل قد ثاب أثمانها)
4 - (فَقلت: ألم تعلمي أَنه ... كريم المكبة مبدانها)
5 - (كميت أَمر على زفرَة ... طَوِيل القوائم عريانها)
6 - (ترَاهُ على الْخَيل ذَا جرْأَة ... إِذا مَا تقطع أقرانها)
7 - (فهن يردن وُرُود القطا ... عمان وَقد شدّ مرانها)
8 - (طَوِيل الْعَنَان قَلِيل العثا ر ... خاظي الطَّرِيقَة ريانها)
9 - (وَقلت ألم تعلمي أَنه جميل الطلالة حسانها)
10 - (يجم على السَّاق بعد المتان ... جموما ويبلغ إمكانها)(1/220)
82 - وَقَالَ حَاجِب أَيْضا 1
(أعلنت فِي حب جمل أَي إعلان ... وَقد بدا شَأْنهَا من بعد كتمان)
2 - (وَقد سعى بَيْننَا الواشون وَاخْتلفُوا ... حَتَّى تجنبتها من غير هجران)
3 - (هَل أبلغنها بِمثل الْفَحْل نَاجِية ... عنس عذافرة بالرحل مذعان)
4 - (كَأَنَّهَا وَاضح الأقراب حلاه ... عَن مَاء ماوان رام بعد إِمْكَان)
5 - (فجال هاف كسفود الْحَدِيد لَهُ ... وسط الأماعز من نقع جنابان)
6 - (تأوى سنابك رجلَيْهِ محنبة ... فِي مكره من صفيح القف كذان)
7 - (ينتاب مَاء قطيات فأخلفه ... وَكَانَ مورده مَاء بحوران)
8 - (فَلم يهله وَلَكِن خَاضَ غمرته ... يشفى الغليل بعذب غير مدان)
9 - (ويل م قوم رَأينَا أمس سادتهم ... فِي حادثات ألمت خير جيران)
10 - (يرعين غبا وَإِن يقصرن ظَاهِرَة ... يعْطف كرام على مَا أحدث الْجَانِي)
11 - (والحارثان إِلَى غاياتهم سبقا ... عفوا كَمَا أحرز السَّبق الجوادان)
12 - (والمعطيان ابْتِغَاء الْحَمد مَالهمَا ... وَالْحَمْد لَا يشترى إِلَّا بأثمان)(1/221)
83 - وَقَالَ سبيع بن الخطيم 1
(بَانَتْ صدوف فقلبه مخطوف ... ونأت بجانبها عَلَيْك صدوف)
2 - (واستودعتك من الزمانة إِنَّهَا ... مِمَّا تزورك نَائِما وَتَطوف)
3 - (واستبدلت غَيْرِي وَفَارق أَهلهَا ... إِن الْغَنِيّ على الْفَقِير عنيف)
4 - (إِمَّا ترى إبلي كَأَن صدورها ... قصب بأيدي الزامرين مجوف)
5 - (فزجرتها لما أذيت بسجرها ... وَقفا الحنين تجرر وصريف)
6 - (فاقنى حياءك إِن رَبك همه ... فِي بَين حزرة والثوير طفيف)
7 - (فاستعجمت وَتَتَابَعَتْ عبراتها ... إِن الْكَرِيم لما ألم عروف)
8 - (واعتاد لما أَن تضايق سربها ... بلوى بَوَادِر مربع ومصيف)
9 - (وَإِذا شتت يَوْمًا فَإِن مَكَانهَا ... بلد تحاماه الرِّجَال وريف)
10 - (وَلَقَد هَبَطت الْغَيْث أصبح عازبا ... أنفًا بِهِ عوذ النعاج عطوف)
11 - (متهجمات بالفروق وثبرة ... حِين ارتبأت كأنهن سيوف)(1/222)
83 - سبيع بن الخطيم
12 - (وَلَقَد شهِدت الْخَيل تحمل شكتي ... جرداء مشرفة السراة سلوف)
13 - (ترمى أَمَام الناظرين بمقلة ... شوساء يرفعها أَشمّ منيف)
14 - (ومجالس بيض الْوُجُوه أعزة ... حمر اللثات كَلَامهم مَعْرُوف)
15 - (أَرْبَاب نَخْلَة والقريظ وشاهم ... إِنِّي كَذَلِك آلف مألوف)
16 - (إِنِّي مطيعك ثمَّ إِنِّي سَائل ... قومِي وَكلهمْ على حَلِيف)
17 - (من غير مَا جرم أكون جنيته ... فيهم وَلَا أَنا إِن نسبت قذيف)
18 - (ومسيب خصر ثوى بمضلة ... وَإِذا تحركه الرِّيَاح يزيف)
19 - (حلت بِهِ بعد الهدو نطاقها ... مسع مسهلة النِّتَاج رجوف)
20 - (تزع الصِّبَا ريعانه وَدنت لَهُ ... دلح ينؤن عظامهن ضَعِيف)
21 - (تنفى الْحَصَى حجراته فَكَأَنَّهُ ... برحال حمير بالضحى محفوف)(1/223)
84 - وَقَالَ ربيعَة بن مقروم الضَّبِّيّ 1
(تذكرت والذكرى تهيجك زينبا ... وَأصْبح بَاقِي وَصلهَا قد تقضبا)
2 - (وَحل بفلج فالأباتر أَهلهَا ... وشطت فَحلت غمرة فمثقبا)
3 - (وطاوعت أَمر العاذلات وَقد أرى ... عَلَيْهِنَّ أباء الْقَرِينَة مشغبا)
4 - (فيا رب خصم قد كفيت دفاعه ... وقومت مِنْهُ درأه فتنكبا)
5 - (وَمولى على ضنك الْمقَام نصرته ... إِذا النكس أكبى زنده فتذبذبا)
6 - (وأضياف ليل فِي شمال عرية ... قريت من الكوم السديف المرعبا)
7 - (وواردة كَأَنَّهَا عصب القطا ... تثير عجاجا بالسنابك أصهبا)
8 - (وزعت بِمثل السَّيِّد نهد مفلص ... كميش إِذا عطفاه مَاء تحلبا)
9 - (وأسمر خطى كَأَن سنانه ... شهَاب غضى شيعته فتلهبا)
10 - (وفتيان صدق قد صبحت سلافة ... إِذا الديك فِي جوش من اللَّيْل طَربا)(1/224)
84 - ربيعَة بن مقروم
11 - (سخامية صهباء صرفا وَتارَة ... تعاور أَيْديهم شواء مضهبا)
12 - (ومشجوجة بِالْمَاءِ ينزو حبابها ... إِذا المسمع الغريد مِنْهَا تحببا)
13 - (وسرب إِذا غص الجبان بريقه ... حميت إِذا الدَّاعِي الى الروع ثوبا)
14 - (ومربأة أوفيت جنح أصيلة ... عَلَيْهَا كَمَا أوفى الْقطَامِي مرقبا)
15 - (ربيئة جَيش أَو ربيئة مقنب ... إِذا لم يقد وغل من الْقَوْم مقنبا)
16 - (فَلَمَّا انجلى عني الظلام دفعتها ... يشبهها الرَّائِي سراحين لغبا)
17 - (إِذا مَا علت حزنا برت صهواته ... وَإِن أسهلت أذرت غبارا مطنبا)
18 - (فَمَا انصرفت حَتَّى أفاءت رماحهم ... لأعدائهم فِي الْحَرْب سما مقشبا)
19 - (مغاوير لَا تنمى طريدة خيلهم ... إِذْ أوهن الذعر الجبان المركبا)
20 - (وَنحن سقينا من فرير وبحتر ... بِكُل يَد منا سِنَانًا وثعلبا)
21 - (ومعن وَمن حييّ جديلة غادرت ... غميرة والصلخم يكبو ملحبا)
22 - (وَيَوْم جَراد استلحمت أسلاتنا ... يزِيد وَلم يمرر لنا قرن أعضبا)
23 - (وقاظ ابْن حص عانيا فِي بُيُوتنَا ... يعالج قدا فِي ذِرَاعَيْهِ مصحبا)
24 - (وَفَارِس مَرْدُود أشاطت رماحنا ... وأجزرن مسعودا ضباعا وأذوبا)(1/225)
85 - وَقَالَ عبد الله بن عنمة الضَّبِّيّ يمدح الحوفزان وَهُوَ الْحَارِث بن شريك 1
(أشت بليلى هجرها وبعادها ... بِمَا قد تواتينا وينفع زَادهَا)
2 - (سنلهو بليلى والنوى غير غربَة ... تضمنها من رامتين جمادها)
3 - (ليلِي ليلى إِذْ هِيَ الْهم والهوى ... يُرِيد الْفُؤَاد هجرها فيصادها)
4 - (فَلَمَّا رَأَيْت الدَّار قفرا سَأَلتهَا ... فعى علينا نؤيها ورمادها)
5 - (فَلم يبْق إِلَّا دمنة ومنازل ... كَمَا رد فِي خطّ الدواة مدادها)
6 - (إِذا الْحَارِث الحراب عادى قَبيلَة ... نكاها وَلم تبعد عَلَيْهِ بلادها)
7 - (سموت بجرد فِي الأعنة كالقنا ... وَهن مطايا لَا يحل فصادها)
8 - (تعلق أضغاث الْحَشِيش غواتها ... وتسقى لخمس بعد عشر مرادها)
9 - (يطرحن سخل الْخَيل فِي كل منزل ... تبين مِنْهُ شقرها وورادها)
10 - (لَهُنَّ رذيات تفوق وحاقن ... من الْجهد والمعزى أبان كبادها)(1/226)
85 - عبد الله بن عنمة 11 ... كَفاك الْإِلَه إِذْ عصاك معاشر ... ضِعَاف قَلِيل لِلْعَدو عتادها)
12 - ... صُدُورهمْ تغلي عَلَيْك شناءة ... فَلَا حل من تِلْكَ الصُّدُور قتيادها)
13 - (بِأَيْدِيهِم قرح عَن العكم جالب ... كَمَا بَان فِي أَيدي الْأُسَارَى صفادها)
14 - (قد اصفر من سفع الدُّخان لحاهم ... كَمَا لَاحَ فِي هدب الملاء جسادها)
15 - (لئام مُبين للعشيرة غشهم ... وَقد طَال من أكل الغثاث افتئادها)
16 - (فآب الى عجروفة باهلية ... يخل عَلَيْهَا بالْعَشي بجادها)
17 - (حذنة لما ثَابت الْخَيل تَدعِي ... بِمرَّة لم تمنع وطار رقادها)
18 - (تَقول لَهُ لما رَأَتْ خمع رجله: ... أَهَذا رَئِيس الْقَوْم؟ راد وسادها)
19 - (رَأَتْ رجلا قد لاحه الْغَزْو معلما ... لَهُ اسرة فِي الْمجد راس عمادها)
20 - (فباتت تعشيه الفصيد وأصبحت ... يفزع من هول الْجنان فؤادها)
21 - (وَإِنِّي على مَا خيلت لأظنها ... سَيَأْتِي عبيدا بدؤها وعيادها)
22 - (سَيَأْتِي عبيدا رَاكب فيقوده ... فيهبط أَرضًا لَيْسَ يرْعَى عرادها)
23 - (فلولا وجاها والنهاب الَّذِي حوت ... لَكَانَ على أَبنَاء سعد معادها)(1/227)
86 - وَقَالَ عبد الله بن عنمة أَيْضا
وَهُوَ من بني غيظ بن السَّيِّد 1
(مَا إِن ترى السَّيِّد زيدا فِي نُفُوسهم ... كَمَا ترَاهُ بَنو كوز ومرهوب)
2 - (إِن تسألوا الْحق نعط الْحق سائله ... والدرع محقبة وَالسيف مقروب)
3 - (فَإِن أَبَيْتُم فَإنَّا معشر صَبر ... لَا نطعم الذل إِن السم مشروب)
4 - (فازجر حِمَارك لَا يرتع بروضتنا ... إِذن يرد وَقيد العير مكروب)
5 - (وَلَا تكونن كمجرى داحس لكم ... فِي غطفان غَدَاة الشّعب عرقوب)
6 - (إِن تدع زيد بني ذهل لمغضبة ... نغضب لزرعة إِن الْفضل مَحْسُوب)(1/228)
87 - وَقَالَ عبد قيس بن خفاف
من بني عمر بن حَنْظَلَة من الراجم قوم من تَمِيم 1
(أجبيل إِن أَبَاك كارب يَوْمه ... فَإِذا دعيت الى العظائم فاعجل)
2 - ... أوصيك إيصاء امْرِئ لَك نَاصح ... طبن بريب الدَّهْر غير مُغفل)
3 - (الله فاتقه وأوف بنذره ... وَإِذا حَلَفت مماريا فتحلل)
4 - (والضيف أكْرمه فَإِن مبيته ... حق. وَلَا تَكُ لعنة للنزل)
5 - (وَاعْلَم بِأَن الضَّيْف يخبر أَهله ... بمبيت ليلته وَإِن لم يسْأَل)
6 - (ودع القوارص للصديق وَغَيره ... كي لَا يروك من اللئام الْعَزْل)
7 - (وصل المواصل مَا صفا لَك وده ... واجذذ حبال الخائن المتبدل)
8 - (واترك مَحل السوء لَا تنزل بِهِ ... وَإِذا نبا بك منزل فتحول)
9 - (دَار الهوان لمن رَآهَا دَاره ... أفراحل عَنْهَا كمن لم يرحل)(1/229)
87 - عبد قيس بن خفاف
10 - (واستغن مَا أَغْنَاك رَبك بالغنى ... وَإِذا تصبك خصَاصَة فتجمل)
11 - (وَإِذا تشاجر فِي فُؤَادك مرّة ... أَمْرَانِ فاعمد للأعف الأجمل)
12 - (وَإِذا هَمَمْت بِأَمْر شَرّ فاتئد ... وَإِذا هَمَمْت بِأَمْر خير فاعجل)
13 - (وَإِذا أتتك من الْعَدو قوارص ... فاقرص كَذَاك وَلَا تقل لم أفعل)
14 - (وَإِذا افْتَقَرت فَلَا تكن متخشعا ... ترجو الفواضل عِنْد غير الْمفضل)
15 - (وَإِذا لقِيت الْقَوْم فَاضْرب فيهم ... حَتَّى يروك طلاء أجرب مهمل)
16 - (وَإِذا لقِيت الباهشين إِلَى الندى ... غبرا أكفهم بقاع ممحل)
17 - (فأعنهم وايسر بِمَا يسروا بِهِ ... وَإِذا [هم] نزلُوا بضنك فَانْزِل)(1/230)
88 - عبد قيس خفاف
1 - (صحوت وزايلني بَاطِل ... لعمر أَبِيك زيالا طَويلا)
2 - (وأصبحت لَا نزقا للحاء ... وَلَا للحوم صديقي أكولا)
3 - (وَلَا سابقي كاشح نازح ... بذحل إِذا مَا طلبت الذحولا)
4 - (وأصبحت أَعدَدْت للنائبا ت ... عرضا بَرِيئًا وعضبا صقيلا)
5 - (وَوَقع لِسَان كَحَد السنان ... ورمحا طَوِيل الْقَنَاة عسولا)
6 - (وسابغة من جِيَاد الدرو ع ... تسمع للسيف فِيهَا صليلا)
7 - (كَمَاء الغدير زفته الدبور ... يجر المدجج مِنْهَا فضولا)(1/231)
89 - وَقَالَ أَوْس بن غلفاء الهُجَيْمِي
يهجو يزِيد بن الصَّعق الْكلابِي 1
(جلبنا الْخَيل من جَنْبي أريك ... إِلَى أجأ إِلَى ضلع الرجام)
2 - (بِكُل منفق الجرذان مجر ... شَدِيد الْأسر للأعداء حام)
3 - (أصبْنَا من أصبْنَا ثمَّ فئنا ... على أهل الشريف إِلَى شمام)
4 - (وجدنَا من يَقُود يزِيد مِنْهُم ضِعَاف الْأَمر غير ذَوي نظام)
5 - (فأجر يزِيد مذموما أَو انْزعْ ... على علب بأنفك كالخطام)
6 - (كَأَنَّك عير سالئة ضروط ... كثير الْجَهْل شتام الْكِرَام)
7 - (فَإِن النَّاس قد علموك شَيخا ... تهوك غير شتم أَو خصام)
8 - (وَإنَّك فِي هجاء بني تَمِيم ... كمزداد الغرام الى الغرام)(1/232)
89 - أَوْس بن غلفاء
9 - (هم منوا عَلَيْك فَلم تثبهم ... فتيلا غير شتم أَو خصام)
10 - (وهم تركوك أسلح من حبارى ... رَأَتْ صقرا وأشرد من نعام)
11 - (وهم ضربوك ذَات الرَّأْس حَتَّى ... بَدَت أم الدِّمَاغ من الْعِظَام)
12 - (إِذا يأسونها نشرت عَلَيْهِم ... شرنبئة الْأَصَابِع أم هام)
13 - (فَمن عَلَيْك أَن الْجلد وارى ... غثيثتها وإحرام الطَّعَام)
14 - (وهم أَدّوا إِلَيْك بني عدي ... بأفوق ناصل وَبشر ذام)
15 - (وحيي جَعْفَر والحي كَعْبًا ... وَحي بني الوحيد بِلَا سوام)
16 - (فَإنَّا لم يكن ضباء فِينَا ... وَلَا ثقف وَلَا ابْن أبي عِصَام)
17 - (وَلَا فَضَح الفضوح وَلَا شييم ... وَلَا سلماكم صمى صمام)
18 - (قتلتم جاركم وقذفتموه ... بأمكم فَمَا ذَنْب الْغُلَام)
19 - (أَلا من مبلغ الْجرْمِي عني ... وَخير القَوْل صادقه الْكَلَام)
20 - (وهلا إِذْ رَأَيْت أَبَا معَاذ ... وعلبة كنت فِيهَا ذَا انتقام)
21 - (رَآهُ مجامع الْوَرِكَيْنِ مِنْهَا ... مَكَان السرج أثبت بالحزام)(1/233)
90 - قَالَ عَليّ بن سليما: حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد أَن الْأَصْمَعِي أنْشد أَصْحَبهُ أرجوزة لرجل من بني تَمِيم يُقَال لَهُ (صحير بن عُمَيْر) يحني هَذِه الأرجوزة: 1
(تهزَأُ مِنْي أختُ آلِ طيسَلَهْ ... )
2 - (قالَتْ أراهُ مملقا لَا شَيْء لَهُ ... )
3 - (وهزئت مني بنت موءله)(1/234)
90 - صحير بن عُمَيْر)
4 - (قَالَ: أراهُ دَالِفاً قدْ دُنْى لَهْ ... )
5 - (وأنتِ لَا جنبت تبريح الوله ... )
6 - (مزؤودة أوْ فاقِداً أَو مُثكِلهْ ... )
7 - (الستِ أيَّامَ حللنَا الأعزله ... )
8 - (وَقبل إِذْ نَحن على الضلضله ... )
9 - ( [وَقبلهَا عَام ارتبعنا الجعله ... )
10 - (مثل الأتان نصفا جنعدله ... )
11 - (وَأَنا فِي ضراب قِيلانُ القُلَهْ ... ) 12
(أبقَى الزمانُ منكِ ناباً نَهبَلَهْ ... )
13 - (ورحما عِنْد اللقَاح مقفله ... )
14 - (ومضغة باللؤم سما مبهله ... )
15 - (إِمَّا تريني للوقار والعله)(1/235)
90 - صحير بن عُمَيْر
16 - (قاربت أَمْشِي الفنجلى والقعولة ... )
17 - (وَتارَة أنبث نبثا نقثله ... )
18 - (خَزَعلةَ الضِبعانِ راحَ الهنبَلَةْ ... )
19 - (وهَلْ عَلِمتِ فُحَشَاءَ جَهِلَهْ ... )
20 - (ممغُوثَةً أعراضُهُمُ مُمَرطَلَهْ ... )
21 - (مِنْ كُلِّ ماءٍ آجن وسمله ... )
22 - (كَمَا تماث فِي الهناء الثمله ... )
23 - ( [عرضت من جفيلهم أَن أجفله] ... )
24 - (وَهل علمت يَا قفى التتفله ... )
25 - (ومرسَنَ العجِلِ وساقَ الحَجَلَهْ ... )
26 - (وغَضَنَ الضَبِّ وليطَ الجعله ... )
27 - (وكشة الأفعى وَنفخ الأصله ... )
28 - (أَنِّي أفيت الْمِائَة المؤبله ... )(1/236)
90 - صحير بن عُمَيْر
29 - (ثمَّ أفيء بعدَهَا مُستَقبِلَهْ ... )
30 - (ولَمْ أضِعْ مَا يَنْبَغي أنْ أَفعلهُ ... )
31 - (وأفعل الْعَارِف قبل المسأله ... )
32 - ( [وَهل أكب البائك المحفله ... )
33 - (وأنتج العيرانة السبحلله ... )
34 - (وأطعَنُ السَحْسَاحَةَ المُشَلشِلْه ... )
35 - (على غِشاشِ دَهَشٍ وعَجْلَهْ ... )
36 - (إِذا أطاش الطعْن ايدي البعله ... )
37 - (وَصدق الْفِيل الجبان وهله ... )
38 - (أقصدتُها فَلم أجرهَا أنمله ... )
39 - (من حَيْثُ يممت سَوَاء المقتله ... )
40 - (وأطعن الخدباء ذَات الرعله)(1/237)
90 - صحير بن عُمَيْر
41 - (ترد فِي وَجه الطَّبِيب فتله ... )
42 - (وَهل علمت بيتنا إِلَّا وَله ... )
43 - (شربة من غَيرنَا أَو أكله)(1/238)
وَقَالَ سوار بن المضرب(1/239)
91 - سَوَّار بن المُضَرَّب
1 - (ألمْ ترَنِي وإنْ أُنبأتَ أنِّي ... طويْتُ الكشحَ عَنْ طلَبِ الغوانِي)
2 - (أحبُّ عمان من حبي سليمى ... وَمَا طيى بحب قرى عمان)
3 - (علاقَة عاشق وَهوى مُتاحاً ... فمَا أنَا والهَوى مُتدانيانِ)
4 - (تَذَكَّرْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ سُليمى ... ولكِنَّ المزارَ بهَا نآنِي)
5 - (فَلَا أنسَى ليَالِي بالكلندَى ... فنينَ وكُلُّ هذَا الْعَيْش فان)
6 - (وَيَوْما بالمجازة يَوْم صدق ... ويما بينَ ضنكَ وصومَحَانِ)
7 - (أَلا يَا سَلْمَ سيِّدَةَ الغوانِي ... أمَا يُفدَي بأرضِكِ تلكَ عانِ)
8 - (ومَا عانيكِ يَا ابنةَ آلِ قيسٍ ... بمفحُوشٍ عليِهِ وَلَا مُهانِ)
9 - (أِمنْ أهلِ النقَا طرقَتْ سُليمى ... طريدا بَين شنظب والثمان)
10 - (سرَى مِنْ ليلةٍ حتَّى إذَا مَا ... تَدَلَّي النَّجْم كالأدم الهجان)
11 - (رمَى بلدٌ بهِ بَلَدا فأضحَى ... بظمأَى الريحِ خاشعة القنان)
12 - (تَمُوت بَنَات نيسبها ويغبى ... على ركبانها شرك المتان)(1/240)
91 - سوار بن المضرب
13 - (يطوى عنُدَ رِكبَةِ أرحَبىٍ ... بعيدِ العَجبِ مِنْ طَرَفِ الجران)
14 - (مَطِيَّة خَائِف ورجيع حَاج ... شموذ الذيل مُنطلِقَ اللَبانِ)
15 - (قذيفَ تنائِفٍ غُبْرٍ وحاجٍ ... تقحَّمُ خائِفاً قحمَ الجَبانِ)
16 - (كأنَّ يديهِ حينَ يُقالُ سِيرُوا ... على متن التنوفة غضبتان)
17 - (بقيسان الفلاة كَمَا تغالى ... خليعا غية يتبادرَانِ)
18 - (كأنَّهُمَا إذَا حُثَّ المطايَا ... يَدَا يَسرِ المتاحة مستعان)
19 - (سبوتا الرَجْعِ مائِرَتَا الأعالي ... إذَا كَلَّ المَطيُّ سفيهَتَانِ)
20 - (أعاذِِلَتَيَّ فِي سَلْمَى دَعَانِي ... فَإنِّي لَا أُطاوِعُ مَنْ نَهانِي)
22 - (ولَوْ أَنِّي أُطِيعُكُمَا بِسَلْمَى ... لَكُنْتُ كبعض من لَا ترشدان)(1/241)
91 - سوار بن المضرب
23 - (دَعَاني مِنْ أَذَاتِكُمَا ولكِنْ ... بذِكْرِ المَذْحجِيَّةِ عَلِّلَانِي)
24 - (فإنَّ هَوايَ مَا علِمَتْ سُليْمى ... يَمَانٍ إنَّ منلها يمَان)
25 - (تكل الرّيح دون بِلَاد سلمى ... وسرات المنوقة. الهجان)
26 - (بِكُل تنوفة للريح فِيهَا ... حفيف لَا يُروعُ الترْبَ وانِ)
27 - (إذَا مَا المُسْنَفاتُ علَوْنَ منْها ... رُقاقاً أَو سَماوةَ صَحْصَحانِ)
28 - (يخِدْنَ كأنَّهنَّ بكُلِّ خَرْقٍ ... وإغْساءِ الظلامِ على رهانِ)
29 - (وْإن غَوَّرْنَ هاجِرَةً بفَيْفٍ ... كاَنَّ سَرابَها قِطَعُ الدُخانِ)
30 - (وضَعْنَ بهِ أجِنَّةَ مُجهضاتٍ ... وضَعْنَ لثالثٍ علَقاً وثانِ)
31 - (وليلٍ فيهِ تَحْسبُ كلَّ نَجْمٍ ... بدا لَك مِنْ خَصاصَةِ طَيْلسانِ)
32 - (نعَشْتُ بهِ أزِمَّةَ طاوِياتٍ ... نواج لَا تبين على اكتنان)
33 - (تثير عَوازِبَ الكُدْريِّ وهْناً ... كأنَّ فراخَها قُمْرُ الأَفاني)
34 - (يطأن خدوده متشمعات ... على سمر تفض حَصى المتان)(1/242)
91 - سوار بن المضرب
35 - (سِرين جَميعَهُ حتَّى توَلَّى ... كمَا انكَبَّ المُعَبَّدُ للجِرانِ)
36 - (وشق الصُّبْح أُخْرَى اللَّيْل شقا ... جماح أغَرَّ مُنْقَطعِ العنانِ)
37 - (ومَا سَلْمَى بسَيِّئَةِ المُحَيَّا ... وَلَا عَسْراءَ عاسِيةِ البَنانِ)
38 - (ألَا قدْ هاجَني فازْدَدْتُ شَوْقاً ... بُكاءُ حَمَامتيْنِ تجَاوَبانِ)
39 - (تنَادى الطائرانِ بِصرْم سلمى ... على عصنين منْ غَرَبٍ وبانِ)
40 - (فكأَنَ البانُ إنْ بانَتْ سُليْمى ... وبالغَرَبِ اغْتِرابٌ غَيْرُ دانِ)
41 - (ولوْ سألَتْ سراةَ الحيِّ عنِّي ... عَلَى أنِّي تلَوَّنَ بِي زَمانِي)
42 - (لنبَّأهَا ذَوُو أحسابِ قومِي ... وأعدَائي فكُلٌّ قد بلاني)
43 - (بِدفع الذَمَّ عَنْ حسبِي بمَالي ... وزَبُّوناتِ أشوَسَ تيَّحَانِ)
44 - (وأنِّي لَا أزالُ أخَا حِفاظٍ ... إذَا لَمْ أجن كنت مجن جَان)(1/243)
92 - وَقَالَ المتلمس
يُعَاتب خَاله الْحَارِث بن التوءم الْيَشْكُرِي 1
(تُعيِّرني أمّي رجالٌ ولنْ تَرى ... أخَا كرَمٍ إلَّا بانْ يتكَرَّما)
2 - (وَمَنْ يَكُ ذَا عِرْضٍ كريمٍ فلَمْ يصُنْ ... لهُ حسَباً كانَ اللَئيمَ المذمما)(1/244)
92 - المتلمس
3 - (وهلْ ليَ أمٌّ غيْرُها إنْ ترَكْتُها ... أَبى اللهُ إلَّا أنْ أكُونَ لَهَا ابْنَما)
4 - (أَحارِثُ أنَّا لوْ تُساطُ دِماؤُنا ... تزايَلْنَ حَتَّى لَا يمس دم دَمًا)
5 - (أمنتفلا منْ نصْرٍ بُهْثَةَ خلْتَني ... إلاَّ إنَّني منْهُمْ وإنْ كنْتُ أيْنَمَا)
6 - (إلَا إنَّنَي منْهُمْ وعِرْضيَ عرْضُهُمْ ... كَذى الأنْفِ يَحْمي أنْفَهُ أنْ يُصَلَّما)
7 - (لذِي الحِلْمِ قبْلَ اليْومِ مَا تُقْرَعُ العصَا ... وَمَا عُلِّم الإنسانُ إلَّا ليَعْلَما)
8 - (فإنَّ نِصابي إِن سَأَلت ومنصبي ... من النَّاس قوم يقتنون المُزَنَّما)
9 - (وكُنَّا إذَا الجبَّارُ صعَّرَ خدَّهُ ... أقمْنا لهُ منْ ميْلِهِ فتقَوَّما)
10 - (فلَوْ غيْرُ أخْوالي أَرَادوا نقيصَتي ... جعَلْتُ لهُمْ فُوْقَ العرَانينِ مِيسَمَا)
11 - (وَمَا كنْتُ إلَّا مثْلَ قاطعِ كفِّهِ ... بكفٍّ لَهُ أُخْرَى فَأصْبح أجذما)(1/245)
92 - المتلمس
12 - (فلمّا استَقادَ الكفَّ بالكفِّ لمْ يجِدْ ... لهُ دَرَكاً فِي أنْ تَبينَا فأحْجَما)
13 - (فأَطْرقَ إطْراقَ الشُجاعِ ولوْ يرَى ... مُساغاً لنابيْهِ الشُجاعُ لَصَمَّمَا)
14 - (إِذا مَا أديمُ القومِ أنهَجَهُ البِلَى ... تفرَّي ولَوْ كتَبْتَهُ وتخَرَّما)
15 - (إِذا لمْ يزَلْ حبْلُ القَرينَيْنِ يلْتوي ... فَلَا بُدَّ يوْماً للقُوى أنْ تُجَذَّما)
16 - (وقدْ كنْتُ أرجُو أنْ أكونَ لخَلْفكُمْ ... زعيما فَمَا أحرزت أَن أتكلما)
17 - (لأورث بعدِي سنة يهتدى بهَا ... وأجلوا عنْ ذِي شُبْهَةٍ أَنْ يُفَهَّما)
18 - (أرى عُصُماً فِي نصْرٍ بُهْثةَ دائِباً ... وتَعْذُلُني فِي نصْرِ زيد فبئس مَا)(1/246)