دِيْوَانُ
عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ
ملحق به
أشعار أباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
جمع
الحسين بن حيدر محبوب الهاشمي
1430هـ - 2009م
بسم الله الرحمن الرحيم
الإهداء
إلى رجالات سلسلة الذهب
إلى رجالات العمود النبيل
إلى آباء النبي الكريم(1/1)
الشعر في قريش
قالوا : كانت العرب تقرّ لقريش بالتقدم في كل شيء عليها ، إلا في الشعر ، فإنها كانت لا تقر لها به ، حتى كان عمر بن أبي ربيعة ، فأقرت لهم الشعراء بالشعر أيضاً ، ولم تنازعها بعد ذلك شيئاً .
فقد كانت قريش أفصح العرب ، وأكثر العرب تذوقاً لجماليات الشعر ، وفهماً لمعناه ومغزاه ، وترنماً مع موسيقاه ، وإليها كان يتحاكم العربُ في الشعر ، إلا أن الشعر القرشيِّ في الجاهلية كان قليل ، ولم يكن في قريش شاعر حسب مصطلح العرب ، وعُرْف الشعراء ، وإنما كانوا على مذهب أغلب العرب في الشعر ، لئلا يَدُلُّ الحال على عِيٍّ ، فيقولون البيت والبيتين ، أو الرجز ، مع ضعف في التركيب ، وغلبة الإقواء على شعرهم ، وهذا لو كان في قبيلة أخرى لعد عيباً ، ولاعتبر نقصاً ، والعجب أن العرب لم تكن تعيبهم !! ، وما أدرك الناس سِرَّ ذلك حتى كانت البعثة المحمدية ، وأشرق نورُ الإسلام على ملكوت الله تعالى ، وجاء النبيُّ الأمي صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن العظيم ، فدَهِشَ العربُ ، والشعراءُ فَجِئَهُم الرَّوْعُ ، وتحيَّرت العقول وذُهِلتْ ، إذن كان ذلك إرهاصاً للنبوة ، وأَنَفَةً للمعجزة الخالدة .. لأن العرب كانت تعد القبيلة التي لم ينبثق منها شاعر ، قبيلة خاملة ، لا فطنة فيها ، ولا درع يقيها ، ولكن كانت العرب تقر لقريش ذَكاءَ القَلْبِ ، وشِدَّةَ الفِطْنَةِ ، كما أن الله آمنها من خوف ومن جوع ..
وليس أعجب من قوم هذه صفتهم أن يقولوا عن القرآن حين سمعوه : هذا شعر ! . فوضعوا من قدرهم ، وبدت منهم الحماقة ..
على أي حال ! ، هذا شعر عبد المطلب بن هاشم ، فَصْلٌ ، لا نَزْرٌ ، ولا هَذَرٌ ، وفيه ما قد لا يعجب نقاد الشعر من حيث ما هو شعر ، ولكن حسبنا بالغرض الذي أداه في زمانه ، وحسبنا أن نعلم أن الرجل قرشيٌّ ، بل هو سرُّ قريش .
شِعْرُ
عبد المطلب بن هاشم
سيد البطحاء وعظيم قريش
شَيْبَةُ الحمْدِ عبد المطلب بن هاشم
o عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن كلاب بن مرة .
o اسمه شيبة الحمد .
o ولد في يثرب نحو عام 480م ، ونشأ بين أخواله بني النجار من الخزرج من الأزد ، وتأثره بشعر أهل يثرب واضح في شعره ، من حيث أنه شعر غنائي ، سهل اللفظ ، واضح المعنى ، قوي ، وجيد غير رديء ، والشعر في قريش عزيز ، إذ قلَّ أن تجد في قريشٍ شاعراً في الجاهلية ، إلا أبياتاً يقولونها ، أو بضع قصائد ، وهو في غالبه غير جيد ، وهذا كان كالإرهاص لأمر النبوة ، وكالتعبيد للقرآن الذي نُزِّل على النبي القرشي تنزيلاً ، فلما سمعه الظالمون عاندوا وقالوا : محمدٌ شاعر ، وما كانوا بالشعر جاهلين .
o مات أبوه هاشم بغزة ، في حين كان ابنه شيبة الحمد صغيراً ، فقدم به عمه المطلب بن عبد مناف إلى مكة ، فلما استبطنا مكة ظنته قريش عبداً اشتراه المطلب في رحلته .
o كان كاملاً عاقلاً ، ذا أناة ونجدة ، فصيح اللسان ، حاضر القلب ، أحبه قومه ورفعوا من شأنه ، فكان سيد قريش حتى هلك .
o عظم قدره لما احتفر زمزم ، وكانت من قبل مَطْوِية، وذلك في ملك كسرى قباذ ، فاستخرج منها غزالتي ذهب عليهما الدر والجوهر، وغير ذلك من الحلي ، وسبعة أسياف قلعية، وسبعة أدرع سوابغ ؛ فضرب من الأسياف باباً للكعبة ، وجعل إحدى الغزالتين صفائح ذهب في الباب ، وجعل الأخرى في الكعبة .
o وعظم قدره كثيراً بعد يوم الفيل عند قريش بل عند العرب قاطبة ، وكانت له السقاية ، والرفادة من مآثر قصي.
o قدم اليمن في وجوه قريش ليهنيء الملك سيف بن ذي يزن لتغلبه على الأحباش المغتصبين للجنوب العربي ، فأكرمه الملك ، وقرَّبه ، وحباه ، وخصَّه ، وبشَّره بأنَّ النبوة في ولده.
o كان محسوداً من بعض قريش ، فنافره بعضهم فنكس وانتكس ، وحاول آخرون مجاراته فأفحموا وتعبوا .
o شدَّ أحلاف آبائه ، وأوثق عُراها ، وعقد لقريش حلفاً مع خُزاعة فكان أنفةً لفتح مكة في عام 9 للهجرة النبوية ودخول الناس في دين الله أفواجاً.
o كفل النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موت أبيه ، ونال شرف تربية النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موت أمه الطاهرة آمنة بنت وهب الزهرية .
o توفي بمكة نحو عام 579م .
o قال الجاحظ : لم تقل العرب: أحلمَ من عبد المطَّلب ، ولاَ هو أحلم من هاشم ، لأنَّ الحلم خَصلة من خصاله كتمام حلمه ، فلمَّا كانت خصالهُ متساويةً ، وخلالُه مشرفة متوازيةِ ، وكلُّها كان غالباً ظاهراً ، وقاهراً غامراً ، سمِّي بأجمعِ الأشياء ولم يُسمّ بالخصلة الْوَاحدة ، فيستدلَّ بذلك على أنَّها كانت أغلب خصال الخيرِ علَيه . وكلامه هذا يصدق في جميع آباءه .(1/2)
قافية الباء
[ 1 ]
وصية عبد المطلب لأبي طالب
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.أوصيتُ مَن كُنْيَتُهُ بِطالبِ
2.بِابن الذي قد غابَ ليس بآيبِ
3.عبد مناف وهو ذو تجاربِ
4.فلستُ بالآيس غير الراغبِ
5.بأنْ يحقَّ اللهُ قولَ الرَّاهِبِ
6.فيه ، وأنْ يفضل آل غالب
7.إني سمعتُ أعجبَ العجائبِ
8.مِن كل حَبْرٍ عالمٍ وكاتبِ
9.هذا الذي يقتاد كالجنائبِ
10.مَن حَلَّ بِالأبطحِ والأخاشبِ
11.ومَن ثَابَ إلى المثاوبِ
12.مِن ساكنٍ للحرم أو مجانبِ
التخريج : مروج الذهب 1/132 ، دلائل النبوة للبيهقي 2/22 ، أعلام النبوة 155.
المناسبة: قاله عبد المطلب بن هاشم عند موته يوصي أبا طالب بن عبد المطلب بالنبي - صلى الله عليه وسلم - :
1و2 في جميع المصادر . وباقيها من دلائل النبوة للبيهقي ، ولا يخفى أن أكثرها مصطنع .(1/3)
قافية الحاء
الجواد الكريم
[2]
قال عبد المطلب بن هاشم :
1. أُعْطِي بِلاَ شُحٍّ وَلاَمُشَاحِحِْ
2. سَقْيَاً عَلى رَغْمِ العَدُوِّ الكَاشِحِْ
3. بَعْدَ كُنُوزِ الِحلِي والصَّفَائِح
4.حِلْيَاً لِبَيْتِ الله ذِيْ المَسَارِحْ
التخريج : مروج الذهب 2/127 ، وقد ذكر الرجز في بعض مخطوطات مروج الذهب كما نبه المحقق .
المناسبة : كان عبد المطلب أول من أقام الرفادة والسِّقاية للحاج ، وكان أول من سقي الماء بمكة عَذْباً ، وفلما حفر زمزم جعل يقوله .ويجوز في الشعر خفض القافية أو إسكانها ، فيكون رجز أو من بحر السريع .
1.يعني أنه قد جعل زمزم سقيا للعاكف والباد من أهل الحرم ، لا يبخل بها ولا يضن .
2. لما حفر عبد المطلب زمزم حسده بعض القرشيين ، لأن زمزم صارت سقيا الناس كما أن الناس هجروا الآبار الأخرى إما لبعدها وإما لأن زمزم أعذب وأوفر ، فتعطلت تلك الآبار بسبب الهجر ، فكان العدو الحاسد يشرب من سقيا عبد المطلب مرغماً ، فهي سقيا حقاً حقاً . العدو الكاشح . هو الذي أَعْرَضَ وَوَلَّاكَ كَشْحَهُ ، والكشحُ هو الخَصْر ، قال العسكريُّ في الفروق اللغوية : الفرق بين الكاشح والعدو : أن الكاشح هو العدو الباطن العداوة ، كأنه أضمر العداوةَ تحت كشحه ، ويقال : كاشحك فلان إذا عاداك في الباطن ، والاسم الكشيحة والمكاشحة.
4.المسْرَح هو الموضع الخصب الذي تسرح إليه الأنعام للرعي ، ومعنى كون الكعبة مسرحاً ، كونها عظيمة تهفو إليها الأفئدة ، ومثابةً للناس يرجعون إليه مرَّة بعد مرِّة ، وقد عظمت ببئر زمزم سقيا جده إسماعيل .(1/4)
[ 3 ]
شفقة على الابن ووفاء بالنذر
وقال عبد المطلب بن هاشم :
1. يَا رَبِّ لا تُخْرِجْ عَلَيْهِ قَدَحِي ... 2. وَاجْعَلْ له وِقَايةً مِن ذِبْحِي
التخريج : عثرت على الرجز في بعض مواقع الشبكة العنكبوتية ، ولم أجد له ذكر في المصادر التي بين يدي .
المناسبة : قصة ذبح عبد الله بن عبد المطلب .
قافية الدال
[ 4 ]
عبد المطلب يشكر الله
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.يَا ربِّ أنتَ الأَحَدُ الفَرْدُ الصَّمَدْ
2.إنْ شئتَ ألْهَمْتَ الصَّوابَ والرَّشَدْ
3.وَزِدْتَ في المَالِ ، وأكْثَرْتَ الوَلَدْ
4.إنِّيَ مَوْلَاكَ عَلى رَغْمِ مَعَدّ
التخريج : تاريخ اليعقوبي : 1/247.
المناسبة : لما استقام لعبد المطلب بن هاشم أمر زمزم دعا ستةَ قِدَاحٍ ، فجعل لله قَدَحَيْنِ أسودين ، وجعل للكعبة قدحين أبيضين ، وجعل لقريش قدحين أحمرين ، ثم أخذها بيده ، واستقبل الكعبة ، ثم أفاض وهو يقوله .
***
[ 5 ]
عبد المطلب يُزَفِّن ولدَه
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.لا يُبْتدى في مثل دارِه النَّدَى ... كأنَّه في العِزِّ قَيْسُ بن عَدِي
ويروى :
1.في دَرِاه يُؤْتى ، وَدَارُه النَّدَى ... كأنه في العزِّ قيس بن عدي
وفي جمهرة ابن بكار :
1.كأنه في العِزِّ قيسُ بن عَدِيْ
2.في دارِ قيسٍ يُنْتَدَى فيه النَّدي
3.إلى مَحَلِّ بيته يأتي النَّدي
وفي كتاب النسب لأبي عبيد كذلك إلا أنه قال : كان يقولها عبد المطلب بن هاشم ويزفن بها حفيده رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب .
وفي الاشتقاق لابن دريد أنه كان يرقص ابنه الحارث بن عبد المطلب أو الزبير بن عبد المطلب ويقول:
1.يا بِأبي! ، يا بِأبي! ، يا بِأبي! ... 2.كأنه في العِزِّ قيْسُ بن عَدِيْ
وفي جمهرة اللغة لابن دريد :
1.لكنه يندو كما يندو الندي ... 2.كأنه في العزِّ قيسُ بن عَدِيْ
التخريج : جمهرة ابن بكار 2/903 ، أنساب الأشراف 10/369 ، الاشتقاق 120 ، جمهرة ابن دريد 2/686 ، نسب قريش للمصعب 400 ، النسب لأبي عبيد 214 .(1/5)
المناسبة : كان عبد المطلب بن هاشم يُنَقِّز/ويُزَفنه (1) ابنه عبد الله وهو صغير ويقوله .
[ 6 ]
قريش تخاصم سيدها
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.لاهُمَّ أنتَ الملكُ المحْمُودُ ... 2.ربي وأنتَ المبديءُ والمعيدُ
3.وممسِك الرَّاسِيَة الجلمود ... 4.مَن عنده الطارفُ والتليدُ
5.إنْ شئتَ ألْهَمتَ لِما تريدُ ... 6.لموضعِ الحِلْيَة والحديد
7.فَبَيِّن اليومَ لِما تريد ... 8.إني نذرتُ عاهدَ العُهودِ
9.اِجْعَلْهُ رَبِّ لِي وَلَا أَعُوْدُ
التخريج : دلائل النبوة للبيهقي 1/96 ، تاريخ اليعقوبي 1/247 ، أخبار مكة 2/47 .
المناسبة : لما وجد عبد المطلب بن هاشم أسيافاً وأدرعَ وتمثال غزالين من ذَهَبٍ في موضع زمزم لما احتفرها ، خاصمته قريشٌ ، ورأت أن لها في ذلك حق ، فاحتكموا إلى القداح ، وجعل عبد المطلب يقوله .
2. في تاريخ اليعقوبي : وأنت ربي ..
5.في تاريخ اليعقوبي : ألهمت بما تريد . وفي أخبار مكة : فاخرج لنا غداً ما تريد .
***
[ 7 ]
دعاء عبد المطلب على ابن مقصود يوم الفيل
وقال عبد المطلب بن هاشم :
1.يا ربِّ أخْزِ الأَسْوَدَ بْنَ مَقْصُودْ ... الآخِذَ الهجْمَةِ ذات التقليدْ
2.بين حِراءَ ، فثبيرٍ ، فالبَيْدْ ... اخْفِرْ بِه ربِّ وأنتَ محمودْ
وهذا الرجز رواه ابن هشام في السيرة عن ابن اسحاق من قول عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ، وهو ثم كذا :
1.لاهُمّ أَخْزِ الأَسْوَدَ بْنَ مَقْصُودٍ ... الآخِذَ الْهَجْمَةِ فِيهَا التّقْلِيدْ
2.بَيْنَ حِرَاءَ وثَبِيرٍ فَالْبِيدُ ... يَحْبِسُهَا وَهِيَ أُولاتُ التّطْرِيدِ
3.فَضَمّهَا إلَى طَمَاطِمٍ سُود ... أَخْفِرْهُ يَا رَبّ وَأَنْتَ مَحْمُودْ
4.والمَرْوتيْنِ والمساعي السُّودْ ... يُهَدِّم البيتَ الحرام المقصودْ
__________
(1) التزفين هو ترقيص الطفل وتنقيزه .(1/6)
التخريج : المنمق 75 ، السيرة لابن هشام 1/51 ، الروض الأنف 1/123 ، أنساب الأشراف 1/68 حميد الله ، أعلام النبوة 190 ، سبل الهدى 1/218 .
المناسبة : لما كان جيش أبرهة الأشرم قد اقترب من مكة ، وبلغ أسماع قريش ، خرجوا وتركوا مكة، فلم يبق بها أحد يذكر إلا خاف على نفسه إلا عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، وعمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، فكانا يطعمان كل يوم ، وأرسل الأشرم ، الأسود بن مقصود في خيل ، فأخذ إبلاً لقريش بناحية بئر فيها مائتا ناقة لعبد المطلب ثم أرسل رسولاً فقال : أنظر من بقي بمكة ! . فأتى فنظر ثم رجع إليه فقال : وجدت بها الناس كلهم ولم أجد أحداً ، قال : وجدت رجلاً لم أرَ مثل طوله وجماله ، ووجدت رجلاً لم أر مثل قصره ، والجميل هو عبد المطلب ، والقصير عمرو بن عائذ ، قال : فاذهب واتني بالطويل ! . فذهب فأتى بعبد المطلب ، فلما دخل عليه أعجبه وومقه ، وأمر له بمنبر ، فجلس عليه ، وكلمه ، وسأله ، فازداد به عجباً ، ثم قال له : سلني ما أحببت ! ، قال : إنك أخذت إبلاً لي ، فردها عليَّ! . قال : والله لقد زهدت فيك بعد عجبٍ بك! . قال عبد المطلب : ولم ذاك أيها الملك؟ . قال : جئتُ أهدم شرفك وحرمتك ، فتركت أن تسألني الكفَّ عنها ، وسألتني مالك! . قال : أما والله لحرمتي أعجب إلي وأعظم عندي من مالي! ، ولكن لحرمتي ربٌّ إنْ شاء أن يمنعها منعها ، وإن تركها فهو أعلم ، وإن هذه الإبل لي خاصة ، فأنا أخاف عليها فاعمل فيها! . فأمر بإبله فردت عليه ، وقام عبد المطلب وهو يقوله .
1. في سبل الهدى : .. بعد التقليد .
2. في سبل الهدى :
2.فَتلَّها إلى طَمَاطِمَ سودْ ... بين ثبيرٍ وحرا والبيدْ
2.قد أجمعوا أن لا يكون لك عيدْ ... أخْفِرْهمُ ربي وأنت المحمودْ(1/7)
وقد نسبها البلاذري لعائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، قال : "ويقال قالها عامر بن هاشم العبدري ، ويقال عكرمة بن عامر ، وذلك غلط" . ونسبها الماوردي لعبد الله بن مخزوم .
4.البيت الحرام المقصود ، يعني الذي يقصده الناس من كل فج .
***
[ 8 ]
عبد المطلب يبشر قريش بنصر الله
ومن شعرسيد مكة في يوم الفيل :
1.يا أهلَ مكةَ قد وافَاكُمُ مَلِكٌ ... مع الفُيولِ على أنيابِها الزَّرَدُ
2.هذا النجاشيُّ قد سارتْ كتائبُه ... مع الليوثِ عليها البَيْضُ تَتَّقِدُ
3.يريد كَعْبَتَكم ، واللهُ مانعُه ... كمنعِ تُبَّع لما جاءها حَرْد
التخريج : مروج الذهب 2/128 .
المناسبة : يوم الفيل .
***
[ 9 ]
عبد المطلب يفي بنذره
قال عبد المطلب بن هاشم :
1. يا ربِّ إنِّي فاعل لما تُرِدْ
2.إنْ شئتَ ألهمتَ الصَّوَابَ والرَّشَدْ
3.يا سَائقَ الخيرِ إلى كُلِ بَلَد
4.قد زدت في المال وأكثرتَ العدد
التخريج : أعلام النبوة 181 .
المناسبة : لما همَّ عبد المطلب بن هاشم بذبح ابنه عبد الله بن عبد المطلب وفاءً لنذره ، وثبتْ قريشٌ فقالت له : يا أبا الحارث! ، إن هذا الأمر الذي عزمتَ عليه عظيم! ، وإنَّك إن ذبحتَ ابنك لم تتهنَّ بالعيش من بعده ، ولكن لا عليك ، أنت على رأس أمرك ، تثبت حتى نسير معك إلى كاهنة بني سعد ، فما أمرتك من شيء فامتثله .. فلما دخلوا عليها ، أخبرها عبد المطلب بما كان من أمره كله ، وارتجز يقوله .
***
[ 10 ]
عبد المطلب يضرع إلى الله
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.لاَهُمَّ أدِّ راكبِي محمَّدا
2.أدِّهْ إليَّ واصْطنعْ عندي يدا
3.أنتَ الذي جعلتَهُ لي عَضُدَا
4.لا يُبعدِ الدهرُ به فيبعَدَا
5.أنتَ الذي سَمَّيْتَهُ محمَّدا(1/8)
التخريج : طبقات ابن سعد 1/91 ، المعرفة والتاريخ 3/281 ، تاريخ أبي زرعة 9 ، دلائل النبوة للبيهقي 1/151 ، 2/2 ، 21 ، أنساب الأشراف 1/82 حميد الله ، تاريخ الخميس 1/228 ، سبل الهدى 1/390 ، 2/130 ، الاستيعاب 2/17، والإصابة لابن حجر ، أسد الغابة 2/473 ، 4/474 كل ذلك في ترجمة سعيد بن حيدة.
المناسبة : رأت حليمة السعدية غمامة تُظلل النبي - صلى الله عليه وسلم - ، إذا وقف وقفت ، وإذا سار سارت ، فأفزعها ذلك ، فقدمت به إلى أمه لِتردّه خوفاً عليه ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ ابن خمس سنوات ، فأضلها في الناس ، فالتمسته فلم تجده ، فأتت جده عبد المطلب فأخبرته ، فالتمسه عبد المطلب بن هاشم فلم يجده ، فقام عند الكعبة فقاله .
1.في أنساب الأشراف : رُدَّ عليَّ راكبي محمدا . وفي الدلائل للبيهقي ، وفي تاريخ أبي زرعة ، وفي الاستيعاب : يا رب رد راكبي محمدا . وفي سبل الهدى : لاهم رد راكبي محمدا . وفي موضع آخر منه : رد إلي راكبي محمدا.
2.في أنساب الأشراف : واصطنعنْ بِردِّه عندي يدا . وفي الاستيعاب : إليَّ ربي واصطنع عندي يدا . وفي أسد الغابة في موضع : رُدَّ إليَّ واتخذ . وفي موضع آخر كما هو في تاريخ أبي زرعة : رُدَّه إلي واصطنع . وفي دلائل النبوة : يا ربِّ رُدَّه واصطنع . وفي رواية أخرى : رده ربّ . وفي موضع آخر : رده علي واصطنع .. ، وفي سبل الهدى : اردده لي ثم اتخذ عندي يدا . وفي موضع آخر منه كما هي رواية يعقوب بن سفيان : اردده ربي واتخذ عندي يدا.
[ 11 ]
عبد المطلب يضل ابنه
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.ياربِّ إنْ محمداً لم يُوجدْ ... فَجَمْعُ قَوْمِي كُلُّهمْ مُبَدَّدْ
التخريج : دلائل النبوة للبيهقي 1/144 ، تاريخ دمشق 3/478 ، سبل الهدى 1/390 .
المناسبة : مرَّ آنفاً أن عبد المطلب بن هاشم فقد حفيده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو صغير ، فجعل يبحث عنه فكان هذا الرجز مما كان يقوله حينئذٍ .
1. هو في الدلائل وفي تاريخ دمشق : .. إنَّ محمداً .. * فجميعُ .. مُتَرَدِّدْ .
***(1/9)
[ 12 ]
عبد المطلب يستشير أولاده
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.عاهدتُ ربي ، وأنا مُوْفٍ عَهْدَه
2.واللهُ لا يُحْمَدُ شيءٌ حَمْدَه
3.إذ كان مولاي ، وكنتُ عبده
4.أخافُ ربي إنْ تركتُ وَعْدَه
5.نذرتُ نذراً لا أحبُّ رَدَّه
6.ولا أُحِبُّ أن أعيش بعده
التخريج : أعلام النبوة 179 ، تاريخ اليعقوبي 1/251 ، المناقب المزيدية 1/329 الأول والرابع فقط.
المناسبة : نذر عبد المطلب بن هاشم لله نذراً ، متى رزقه عشرة أولاد ذكور ورآهم بين يديه أن ينحر أحدهم لله تعالى شكراً له ، كما فعل أبوه إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - ، فلما استكمل ولده العدد، وصاروا له من أظهر العدد ، قال لهم يا بنِيَّ ! ، كنتُ نذرتُ لله نذراً علمتموه قبل اليوم ، فما تقولون؟ . قالوا : الأمر لك وإليك ، ونحن بين يديك . فقال : لينطلق كل واحد منكم إلى قدحه وليكتب عليه اسمه ، ففعلوا ثم أتوا بالقداح ، فأخذها وجعل يقوله .
1. في أعلام النبوة : عاهدته وأنا ..
3.من أعلام النبوة .
4.من تاريخ اليعقوبي.
5 و 6 . من أعلام النبوة .
[ 13 ]
عبد المطلب يوصي أبا طالب
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.أوصيك يا عبدَ منافٍ بعدي
2.بِمُوَحِّدٍ بعد أبيه فَرْدِ
3.فارَقَهُ وهو ضَجِيع المهدِ
4.فكنتُ كالأُمِّ له في الوَجْدِ
5.بل أحمدُ رجوتُه للرُّشْدِ
6.قَدْ علمت عُلاَّم أهل العهدِ
7.أنَّ الفَتَى سيِّد أهَل نَجْدِ
8.يعلو على ذي البدن الأشدِ
9.تُدْنِيهِ مِن أحشائِها والكَبْدِ
10.فأنتَ مِن ارْجَى بنيَّ عندي
11.لِدَفْعِ ضَيْمٍ أو لِشَدِّ عَقْدِ
التخريج : دلائل النبوة للبيهقي 2/22 ، تاريخ اليعقوبي 2/13 ، وقد نقل بعضها ابن قدامة في التبيين في أنساب القرشيين 109.
المناسبة : لما أحسَّ عبد المطلب بن هاشم بالموت أخذ يوصي أبا طالب بن عبد المطلب برعاية ابن أخيه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب - صلى الله عليه وسلم - فقال له هذا الرجز .
2. عند اليعقوبي : بمفرَدٍ ، وضبطه في التبيين بمَوْحِدٍ .
***(1/10)
قافية الراء
[ 14 ]
عبد المطلب يأخذ لقريش حلف خزاعة
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.سَأوصِي زبيراً إنْ توافتْ منيتي ... بِإمسَاكِ ما بيني وبين بني عَمْرو
2.وأنْ يحفظ الحلفَ الذي سَنَّ شيخُهُ ... ولا يُلحِدَن فيه بِظُلمٍ ولا غَدْرِ
3.همُ حفِظوا الإلَّ القديمَ ، وحالفوا ... أباكَ ، فكانوا دونَ قومِكَ مِن فِهْرِ
التخريج : طبقات ابن سعد 1/69 ، المنمق 88 ، أنساب الأشراف 1/80 ، ونسخة حميد الله 1/72 .
المناسبة : كان عبد الملطب بن هاشم أحسن قريش وجهاً ، وأمدها جسماً ، وأحلمها حلماً ، وأجودها كفاً ، وأبعد الناس من كل موبقة تُفسد الرجال ، ولم يره ملك قط إلا رام إكرامه وشفَّعه ، وكان سيد قريش بلا منازع حتى هلك ، فأتاه نفرٌ من خزاعة ، فقالوا : نحن قومٌ متجاورون في الدار ، هلمَّ فلنحالفك . فأجابهم إلى ذلك ، وأقبل عبد المطلب في سبعة نفر من بنيه فيهم الزبير بن عبد المطلب ، والأرقم بن نضلة بن هاشم بن عبد مناف ، والضحاك وعمرو ابني أبي صيفي بن هاشم ، فدخلوا دار الندوة فتحالفوا فيها على التناصر والمواساة ، وكتبوا بينهم كتاباً وعلَّقوه في جوف الكعبة ، فقاله عبد المطلب في هذه المناسبة .
***
[ 15 ]
عبد المطلب والكاهنة في شأنه ولده
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.دعوتُ ربي مخلصاً وجَهْرَا
2.يا ربِّ لا تَنْحَرْ بُنَيَّ نَحْرَا
3.وفادِ بالمالِ تجدْ لي وَفْرا
4.أعطيك مِن كُل سَوَامٍ عشْرا
5.عفواً ولا تُشمتْ عيوناً حُزْرا
6.بالواضحِ الوجه المغشي بَدْرَا
7.فالحمد لله الأجل شُكْرا
8.فلستُ والبيتِ المُغطَّى سِتْرا
9.مُبَدِّلاً نِعْمَةَ ربي كُفرَا
10.ما دُمْتُ حيَّاً أو أزور القَبْرَا(1/11)
التخريج : أعلام النبوة 182 .
المناسبة : قالت الكاهنة لعبد المطلب بن هاشم لما همَّ بذبح ابنه عبد الله بن عبد المطلب : ارجعوا إلى بلدكم وقدموا هذا الغلام الذي عزمتم على ذبحه ، وقدموا معه عشرة من الإبل ، ثم اضربوا عليه وعلى الإبل القداح ، فإن خرج القدح على الإبل فانحروها ، وإن خرج على صاحبكم فزيدوا في الإبل عشرة ، عشرة ، حتى يرضى ربكم .. فلما عادوا ، فعلوا كما قالت الكاهنة ، فخرجت في كل مرِّة على عبد الله بن عبد المطلب حتى بلغتْ الإبل مائة ، ثم ضربوا القدح فخرج على الإبل ، فكبِّرتْ قريشٌ .. فطفق عبد المطلب بن هاشم يقوله .
5.الوجه الحزر هو العابس الباسر .
[ 16 ]
عبد المطلب يُذَكِر بفضل الله
وينسب إلى عبد المطلب بن هاشم قوله :
1.إنَّ آياتَ ربنِا ساطِعاتٍ ... ما يُماري بها إلاَّ الكُفَوْرُ
2.حَبَسَ الفيلَ بِالمغمسِ حتَّى ... مَرَّ يَعْوِي كَأنَّهُ مَعْقُوْرُ
التخريج : أعلام النبوة 191 .
والصحيح أن الشعر لأبي الصلت الثقفي أو لأمية بن أبي الصلت الثقفي كما في ديوانه 164 للدكتور سجيع الجبيلي .
***
[ 17 ]
في أمان الله يا بني
قال عبد المطلب بن هاشم :
1. يا رَبَّ هذا الراكبِ المسافرِ
2.محمدٍ فاقلبْ بِخيرِ طَائرِ
3.وازجُره عن طريقةِ الفَوَاجرِ
4.واخل عنه كلَّ خَلقٍ فَاجرٍ
5.أخْنَسَ ليس قلبُهُ بِطاهِرِ
6.وجِنَّةٌ تصيدُ بالهواجِرِ
7.إنِّي أُراهُ مُكْرِمي وَنَاصِري
التخريج : دلائل النبوة لأبي نعيم 1/163 .
المناسبة :لما قفلتْ حَلِيْمةُ السَّعدية رجعة إلى ديارها ومعها رسول الله m ، شيَّعها عبد المطلب بن هاشم وهو يقول الرجز .
[ 18 ]
عبدُ المطلب يُزَفِّنُ العباسَ
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.ظني بعباَّس بُنيَّ إن كَبُر
2.أن يمنعَ القومَ إذا ضَاع الدُّبُر
3.ويَنْزِعَ السَّجل إذا اليوم أقمطر
4.ويَسْقِي الحَاجَّ إذَا الحَاجُّ كثُر
5.ويَنْحَرَ الكوماءَ في اليومِ الأصر
6.ويفصلَ الخطبةَ في الأمرِ المبر(1/12)
7.ويكسو الريطَ اليماني والأزر
8.ويكشف الكربَ إذا ما اليومُ هَر
9.أكمل مِن عبدِ كُلالٍ وحُجُر
10لو جُمِعَا لم يبْلُغا منه العُشُر
التخريج : أنساب الأشراف 1/97 ، نسخة حميد الله 1/89 ، المنمق 346 ، تاريخ دمشق 26/283 ، أنباء نجباء الأبناء 51 .
المناسبة : وُلد العباسُ بن عبد الطلب قبل عام الفيل بثلاث سنين ، فكان عبد المطلب بن هاشم يُزَفِّن (1) ابنه الصغير ويقوله .
1. في تاريخ دمشق : .. بعباس حبيبي ..
2. ليس في المنمق . وفي تاريخ دمشق : أن يمنع الأخرى .
3. ليس في المنمق .
4. في المنمق : أن يسقي . وفي تاريخ دمشق : ويسبأ الزقّ العظيم القِنَّخر .
[ 19 ]
عبد المطلب يعزم على ذبح ابنه
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.عاهدتُه وأنا مُوف نَذْره ... 2.واللهُ لا يُقْدِرُ شيءٌ قَدْرَهْ
3.هذا بُنَيَّ قد أريدُ نَحْره ... 4.وإنْ يُؤَخِره يقبل عُذره
التخريج : أعلام النبوة 180 .
المناسبة : تمام قصة ذبح عبد الله بن عبد المطلب ، إذ لما وقعت القِداحُ على عبد الله بن عبد المطلب ، جاء به أبوه عبد المطلب وبيده الشفرة يريد أن يذبحه عند الكعبة وجعل يقوله .
***
[ 0 ]
ليس من شعر عبد الملطب
ونسب بعض أهل اللغة لعبد المُطَّلِب :
1. ويَأْمُرُ العَبْدُ بِلَيْل يَغْتَذِرْ ... 2. مِيرَاثَ شَيْخٍ عاشَ دَهْراً غيرَ حُرّْ
التخريج : تاج العروس ، مادة (غذمر) ، لسان العرب (غذر) ، والمحكم لابن سيدة ، أمالي القالي 2/116، وهو من شعر الزبير بن عبد المطلب كما في أمالي القالي 2/116 حيث ذكر قصة هذا الرجز كاملة ، وهو هنا ناقص ، وقد ذكرناه في شعر الزبير بن عبد المطلب .
قافية السين
[ 20 ]
عبد المطلب يذكر نصرة أخوال له
وقال عبد المطلب بن هاشم يذكر أخواله بني النجار :
1.أبلغْ بني النَّجارَ إنْ جئتهم ... أني منهمْ وابنهمْ والخميسْ
2.رأيتُهم قوماً إذا جئتُهم ... هووا لقائي ، وأحبُّوا حَسِيْسيْ
__________
(1) التزفين هو ترقيص الطفل وتنْقِيْزه .
3.فإنَّ عَمِّي نوفلاً قد أبى ... إلاَّ التي يُغْضِي عَلَيْها الخسِيسْ
التخريج : تاريخ الطبري 1/502 ، أنساب الأشراف 1/78 ، المنمق 85 .
المناسبة : يمدح الخزرج أخواله في يثرب .
3. البيت انفرد به الطبري .
***(1/13)
قافية القاف
[ 20 ]
من حِكَمِ عبد المطلب
ولعبد المطلب بن هاشم في الحكمة :
1. لا تَحْسَبي شِيَمَ الفِتْيَانِ واحدةً ... بِكلِ رَحْلٍ لعَمْرِي ترحَلُ الناقةْ
2.إنِّي إذا المرءُ شَانَتْهُ خَلِيْقَتُهُ ... أَلفَيْتِني جِلدتي بيضاءَ بَرَّاقةْ
3.وحينما يفعل الفتيانُ أفعُلَه ... وإنَّما يَتْبَعُ الإنسانُ أعْرَاقهْ
التخريج : أنساب الأشراف 1/69 نسخة حميد الله.
المناسبة : الحكمة .
***
قافية الكاف
[ 21 ]
أنا رَبُّ الإبلِ وللبيتِ رَبٌّ سيمنعه
قال عبد المطلب بن هاشم وهو ملتزم باب الكعبة :
1.لاَهُمَّ إنَّ المرْءَ يمْنَـ ... ـعُ رَحَلَه ، فامْنَعْ حِلالَكْ
2.لا يَغْلِبَنَّ صَلِيبَهمْ ... ومِحَالُهمْ غَدْواً مِحالَكْ
3.إنْ كنتَ تاركهمْ وقِبْلَتنا ، ... فأمرٌ مَا بَدَا لَكْ
4.ولئن فعلتَ ، فإنَّه ... أمرٌ تُتِمُّ به فِعالكْ
5.وانصر على آل الصليبِ ... وعابِديه اليوم آلكْ
6.جَرُّوا جُموعَ بلادهمْ ... والفيلَ ، كيْ يَسْبُوا عِيَالَكْ
7.عَمَدوا حِماكَ بِكَيْدِهمْ ... جَهْلاً ، وما رَقِبوا جَلالكْ
التخريج : تاريخ اليعقوبي 1/74 ، 253 ، أنساب الأشراف 1/76 ، سيرة ابن هشام 1/122 ، مروج الذهب 2/128 ، المنمق 76 ، تاريخ الطبري 1/442 ، طبقات ابن سعد 1/74 ، المستدرك على الصحيحين 3/395 ، أخبار مكة 1/145 ، 2/42 ، الحيوان للجاحظ 7/199 الثلاثة الأول فقط ، الفصوص لابن صاعد 2/82 ، أعلام النبوة 191 ، تاريخ الخميس 1/190 ، 237 ، دلائل النبوة للبيهقي 1/118 ، 122 ، دلائل النبوة لأبي نعيم 1/146 ، سبل الهدى 1/219 ، نهاية الأرب 12/239 .(1/14)
المناسبة : لما سار أبرهةُ بالناس لهدم الكعبة , كان معه ملك حمير ، ونفيل بن حبيب الخثعمي ، فلما دنوا من الحرم أمر أصحابه بالغارة على نَعَم الناس ، فأصابوا إبلاً لعبد المطلب بن هاشم ، وكان نفيل صديقاً لعبد المطلب ، فكلَّمه في إبله ، فكلم نفيلُ أبرهةَ ، فقال : أيها الملك! ، قد أتاك سيِّدُ العرب ، وأفضلهم ، وأعظمهم شرفاً ، يحمل على الجياد ، ويعطي الأموال ، ويُطعم ما هبَّت الريح ، ثم أدخَلَه على أبرهة ، فقال أبرهةُ لعبد المطلب : حاجتك؟ . فقال عبد المطلب : تردَّ علي إبلي . فقال أبرهة : ما أرى ما بلغني عنك إلا الغرور ، وقد ظننت أنك تكلمني في بيتكم هذا الذي هو شرفكم! . فقال عبد المطلب : أردد عليَّ إبلي ، ودونك البيت ، فأنا رَبُّ الإبلِ وللبيتِ رَبٌّ سيمنعه! . فأمر بردِّ إبله عليه .فلما قبضها عبد المطلب قلَّدَها النعال ، وأشعرها ، وجعلها هَدْياً ، وبثَّها في الحرم ، لكي يصاب منها شيء فيغضب ربُّ الحرم ، وأوْفَى عبد المطلب على حراء ومعه عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، ومطعم بن عدي ، وأبو مسعود الثقفي ، فجعل عبد المطلب يقوله فأقبلتْ الطيرُ أشباه اليعاسيب من قِبَلِ البحر أبابيل ، مع كل طائرٍ ثلاثة أحجار ، حجران في رجليه ، وحجر في منقاره .
1.الحلال هو المتاع ، أو هو من مراكب النساء . البيت في المنمق وأنساب الأشراف والمروج وأخبار مكة : يا رب . وفي المروج والمنمق : رحالك . وفي دلائل النبوة ومستدرك الحاكم : اللهم إن لكل إلهٍ * حلالاً فامنع حلالك . ، وفي موضع آخر منه موافق لما أثبتناه إلا أن فيه : إن العبد ، كما هو عند الطبري . وفي أعلام النبوة : يا رب .. * خلة .. .(1/15)
2.في المنمق : ربي محالك . وفي المروج والحيوان : أبداً محالك . وفي الدلائل للبيهقي وأبي نعيم والمستدرك للحاكم : لا يغلبن محالُهمْ * أبداً مِحالَكْ . وفي موضع منه : لا يغلبوا بصليبهم * ومحالهم عَدْواً مِحالك . وعند اليعقوبي : عدواً ، كما هو في سبل الهدى والرشاد ، وأخبار مكة أيضاً في موضع منه ، وفي الموضع الآخر منه : وضلالهم . وفي نهاية الأرب للنويري : بغياً وما جمعوا محالك . وهو مُصَحَّف .
3.المحال هو المكر والشدة . البيت في المنمق : إن أنت تتركهم * وكعبتنا فشيء .. ، وفي أنساب الأشراف : فلئن فعلت فربما * أولى فأمُرْ ما بدا لكْ . وفي الدلائل في موضع منه : إن كنت تاركهم وكعـ * بتنا .. ، كما هو في أعلام النبوة وفي سبل الهدى والرشاد . والذي في المستدرك للحاكم : اللهم فإن فعلت * فأمر ما بدا لك . وفي فصوص ابن صاعد : فَلَئنْ تركتَهمُ وكعْـ * ـبتَنَا .. وفي الدلائل لأبي نعيم : ولئن تركتهم وكعـ * ـبتنا فواحزنا هنالك .
4.البيت في أنساب الأشراف والطبري ، هو في الدلائل للبيهقي : اللهم فإن فعلت * فأمرٌ ما بدا لك . وفي تاريخ الطبري : فلئن فعلت ، فربما أولى . وفي الدلائل لأبي نعيم : فلئن فعلت فبها وإلا * فالأمر ما بدا لك .
5.في أعلام النبوة : يتم به .
6. من الروض الأنف . وهو في الدلائل لأبي نعيم :غدوا لجموعهم * والفيل كي يدوسوا عيالك .
7 و8 . تاريخ الطبري ، تاريخ الخميس ، أعلام النبوة .
وفي أعلام النبوة زيادة بيت لم نثبته وهو : اسمع بأرجس من أرا * دوا العدو وانتهكوا حلالك .
***
[ 22 ]
عبد المطلب أكثر قريش غضباً يوم الفيل
ويروى عنه أنه قال يوم الفيل :
1.وكنتَ إذا أتى باغٍ بِسِلْمٍ ... نُرَجِّي أن تكونَ لنا كذلكْ
2.فَوَلُّوا لم ينالوا غيرَ خِزْيٍ ... وكان الحَيْنُ يُهْلِكُمْ هنالكْ
3.ولم أسمعْ بأرْجَسَ من رجالٍ ... أرادوا العزَّ فانتهكوا حرامكْ
التخريج : تاريخ الطبري 1/442 .
***(1/16)
[ 23 ]
عبد المطلب يتضرع إلى الله
قال عبد المطلب بن هاشم يوم الفيل :
1.يا ربّ لا أرجو لهم سِواكا
2.يا ربّ فامنعْ منهمُ حِماكا
3.إن عَدُوَّ البيتِ مَن عاداكا
4.فامنعهمُ أن يُخرِبوا قُراكا
5.إنهم لن يقهروا قُواكا
التخريج : مروج الذهب 2/128 ، تاريخ الطبري 1/554 ، دلائل النبوة للبيهقي 1/121 ، أعلام النبوة 192 ، تاريخ الخميس 1/190 ، سبل الهدى 1/219 .
المناسبة : كان عبد المطلب بن هاشم قد أمر قريشاً يوم الفيل أن تلحق ببطون الأودية ورؤس الجبال ، وقلَّدَ الإبل النعال ، وخلاها في الحرم ، ثم وقف هو بباب الكعبة وقد أخذ بحلقته وجعل يقوله .
1.في تاريخ الطبري : لا نرجوا .
2.في تاريخ الطبري ، وفي أعلام النبوة : امنعهم .
قافية اللام
[ 24 ]
عبد المطلب يستصرخ أخواله
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.يا طولَ ليلي لأحزاني وأشغالي ... هل مِن رسُولٍ إلى النَّجارِ أخوالي!
2.يُنْبِيء عَدِيَّاً ، ودِيْناراً ، ومازنَها ، ... ومالكاً عِصْمَة الجيران ، عن حالي
3.قد كنتُ فيكم،ولا أخشى ظلامةَ ذي ... ظلمٍ ، عزيزاً ، منيعاً ، ناعمَ البالي
4.حتى ارتحلتُ إلى قومي ، وأزعجني ... عن ذاك مُطَّلِبٌ عَمِّي ، بترحالِ
5.قد كنت ما كان حيَّاً ناعماً جذلاً ... أمشي العِرَضَنَةَ جراراً لأذيالي
6.فَغابَ مطَّلبٌ في قعر مظلمةٍ ، ... وقامَ نوفلٌ كي يعدو على مالي
7.أَإِنْ رأى رجلاً غابتْ عمومتُه ، ... وغاب أخوالُه عنه ، بلا والِ
8.أنحى عليه ، ولم يَحْفظ له رَحِما ، ... ما أمنعَ المرءَ بين العمِّ والخالِ!
9.فاستنفروا ، وامنعوا ضَيْمَ ابن أختِكمُ ... لا تَخْذُلُوه ، فما أنتمْ بِخُذَّالِ
10.ما مثلكم في بني قحطانَ قاطبةً ... حَيٌّ لجارٍ ، وإنعام ، وإفضالِ
11.أنتم لِيَانٌ لِمَن لاَنتْ عريكتُهُ ، ... سِلْمٌ لكم وسمامُ الأَبلخِ الغالي
التخريج : المنمق : 83 ، 84، أنساب الأشراف 77 ، ونسخة حميد الله 1/69 ، تاريخ الطبري 1/503 ، أعلام النبوة 179 .(1/17)
المناسبة : كان هاشمُ بن عبد مناف قد أوصى إلى أخيه المطلب بن عبد مناف ، فهاشم والمطلب يدٌ إلى يوم القيامة ، وبنو عبد شمس بن عبد مناف يد مع بني نوفل بن عبد مناف ، فلمَّ هلك المطلب بن عبد مناف ، وثب نوفلُ بن عبد مناف على أركاح كانت لهاشم وأخذها ، كان عبد المطلب قد ورثها عن أبيه ، فاستنصر عبد المطلب قومه من قريش فلم يجبه كبيرَ أحدٍ منهم ، فلما رأى عبد المطلب خُذلان قومه ، بعث إلى أخواله من بني النجار الخزرجيين في يثرب (1) ، وكانت أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد من بني عدي بن النجار من الخزرج ، وكتب إليهم مع الكتاب هذه الأبيات ، فأقبلت الخزرج إلى مكة على كل صعبٍ وذلول ، فلم يدر نوفل وهو جالس بفناء الكعبة إلا وسيوف بني النجار على رأسه مشهورة ، فتهددوه ، فخاف وانخذل وردَّ لعبد المطلب أركاحه .
1.في المنمق : وأحزاني .
2.في المنمق : ذبيان . وهو غلط .
4.في أنساب الأشراف لذلك .
5.في المنمق : سحَّاباً بأذيال . وفي تاريخ الطبري : وكنت ما كان .. سحاباً لأذيالي . وفي أعلام النبوة : وكنت ما كانت .. * أمشي الغضية سحاباً لأذيالي . وقوله العرضنة : هو مشي النشيط .
6.في أنساب الأشراف : ثم انتزى نوفلٌ يعدو على مالي .
9.في الطبري والأعلام : وما أنتم .
11.هذا البيت في أنساب الأشراف : أنتم شِهاد لمن لانت عريكته * من سِلمكم ، وسمام الأبلخ الغالي . وفي أعلام النبوة : ..* سلماً لكم وسمام الأبلج العالي .
[ 25 ]
عبد الله بن عبد المطلب يأتي بخبر الفيل
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.أنْتَ منعتَ الجيشَ والأفيالَ
2.وقد رعوا بمكة الأخيالا
3.وقد خشينا منهم القتالا
4.وكلُ أمرٍ لهمُ مِعْضالا
5.شكراً وحمداً لك ذا الجلالا
التخريج : أعلام النبوة 192 ، دلائل النبوة لأبي نعيم 1/148.
__________
(1) هي المدينة ، مهجر النبي - صلى الله عليه وسلم - .(1/18)
المناسبة : بعث عبد المطلب بن هاشم ابنه عبد الله بن عبد المطلب ليأته بخبر الفيل وأصحابه ، فوجد جميعهم قد شدختهم الأحجار حتى هلكوا ، فعاد راكضاً إلى أبيه ومن حوله سادات قريش ، فأخذوا أموالهم ، فكانت أول أموال عبد المطلب ، وأنشأ يقوله .
2.في دلائل النبوة لأبي نعيم : الأجبالا .
***
[ 26 ]
عبد المطلب يضرب القداح
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.لَهُمَّ قد أعطَيْتَني سؤاليْ
2.أكثرتَ بعدَ قِلَّةٍ عياليْ
3.فاجعلْ فِداهُ اليومَ جُلَّ ماليْ
التخريج : تاريخ اليعقوبي 1/252 .
المناسبة : لما ضرب عبد المطلب بن هاشم القدح في شأن ذبح ابنه عبد الله بن عبد المطلب وخرجت على الإبل ، قال إني مُعيدٌ القداح . فأعادها ، فخرجت على الإبل ، فطفق يقوله .
***
[ 27 ]
عبد المطلب يرضى بالمائة
قال عبد المطلب بن هاشم :
1. الحمدُ لله العليِّ الأوليّ
2.أجابَ دعواتي وكانَ المُبْتَلِي
3.حتى تُدْورِكْتُ ولمْ ترملِ
التخريج : المناقب المزيدية 1/330 .
المناسبة : تمام قصة ذبح عبد الله بن عبد المطلب ، لما بلغت الإبلُ المائة في شأن ذبح عبد الله بن عبد المطلب ، رضي عبد المطلب وجعل يقوله .
[ 28 ]
مضر تدَّعي جذاماً
ويروى لعبد المطلب بن هاشم في مناسبة له قوله :
1.فقلْ لِجُذامٍ إن أتيتَ بلادَهمْ ... وَخُصَّ بني سعدٍ بها ثم وائلِ
2.أنِيْلُوا ، وأدْنوا من وسائلِ قوْمِكمْ ... فيعْطِفَ منكم قبلَ قَطْعِ الوسائلِ
التخريج : تاريخ اليعقوبي 1/230 .
المناسبة : لم أقف على مناسبة وروده .
***(1/19)
[ 29 ]
أميَّة يحسد عمه هاشم
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.أعوذُ بِمَالِي لِهَزْلَى قُريش ... وقد دانتْ الحمسُ سوَّالها
2.وبذلي لها الطُّعْمَ عندَ المُحُول ... إذا أجَدَبتْ تَوِيَ مالُها
3.إذا همّ بالجودِ بعدَ الأباء ... فلا يأخذ النفس عقالها
التخريج : المنمق 220 .
المناسبة : أصابت قريشاً سنواتٌ ذهبن بالأموال ، فخرج هاشم بن عبد مناف إلى الشام ، فأمر بخبز كثير فخُبز له ، فحمله على الغرائر على ظهور الإبل حتى وافى مكة ، فهشم ذلك الخبز ، ونحر تلك الإبل ، ثم طبخها ، وألقى ما في تلك القدور على ذلك الخبز ، فأطعم أهل مكة وأشبعهم ، وكان ذلك أول الحيا ، فحسده ابنُ أخيه أميةُ بن عبد شمس بن عبد مناف ونافره ، فقال عبد المطلب في ذلك هذه الأبيات .
2.توي مالها ، يعني هلك وتلف .
***
قافية الميم
[ 30 ]
شكر عبد المطلب لأخواله
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.تأَبى مازنٌ ، وبنو عَدِيٍّ ... وديِنارُ بن تَيْمِ اللاتِ ، ضَيْمِي
2.وذادَتْ مالكٌ حتى تَنَاهى ، ... ونُكِّبَ بعدُ نوفلُ عن حَرِيْمي
3.بِهم رَدَّ الإلهُ عليَّ رُكْحِي ... فكانوا في التنصر دونَ قومي
التخريج : تاريخ الطبري 1/502 ، أنساب الأشراف 1/78 ، المنمق 85 .
المناسبة : قاله يمدح أخوالَه بني النجار الخزرجيين لأنهم نصروه على عمه نوفل بن عبد مناف حين استنفرهم عليه ، لأنه استضعفه واغتصبه أركاحه (1) التي ورثها عن أبيه ، فقاله يشكر لهم صنيعهم معه .
1. في أنساب الأشراف (ستأبى) ، ومازن ، وعدي ، ودينار ، ومالك ، بعض أحياء الخزرج في المدينة ، وكانوا أخوال عبد المطلب ، وفي المنمق (وذبيان) وهو خطأ .
2. في تاريخ الطبري (وسادهُ) ، وهذا البيت ليس في أنساب الأشراف .
3. في أنساب الأشراف (التناصر) ، وفي الطبري (وكانوا في التَّنَسُّبِ) .
***
[ 31 ]
أول من خَضَبَ بالوسمة من قريش
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.لو دامَ لي هذا السَّوادُ حَمِدْتُهُ ، ... فكان بَديلاً من شبابٍ قدِ انصَرَمْ
2.تَمَتَّعتُ منه ، والحياةُ قَصيرةٌ ... ولا بُدَّ من موتٍ ، نُتَيْلَةُ ، أو هَرَمْ
3.وماذا الذي يُجدي على المرء خَفْضُه ... ونِعْمتُه يوماً ، إذا عَرْشُهُ انهدمْ
4.فموتٌ جهيزٌ عاجلٌ لا شَوى له ، ... أحبّ إلينا من مقالتهم حَكَمْ
__________
(1) هي الساحات والأفنية .(1/20)
التخريج : طبقات ابن سعد 1/70 ، المنمق 113 ، أنساب الأشراف 1/73 ، سبل الهدى 1/266 .
المناسبة : كان عبد المطلب بن هاشم أول من خضب بالوسمة من قريش بمكة ، إذ لما ورد اليمن نزل على عظيم من عظماء حمير ، فقال له : يا عبد المطلب! ، هل لك أن تغيِّر هذا البياض فتعود شاباً؟ . فقال له عبد المطلب : ذاك إليك . فأمر به ، فخُضِبَ بحناء ، ثم عُلِّيَ بالوسمة ، فقال له عبد المطلب : زوِّدنا من هذا . فزوده فأكثر ، فدخل مكة ليلاً ، ثم خرج عليهم بالغداة كأن شعره حلك الغراب ، وقالت له زوجته نتيلة بنت جناب : يا شيبة الحمد! ، لو دام هذا لك كان حسناً ، فأنشأ عبد المطلب يقوله .
1. في سبل الهدى : وكان بديلاً ..
4.في طبقات ابن سعد : إليَّ من مقالهم . وهذا البيت ليس في أنساب الأشراف .
***
[ 32 ]
عبد المطلب كثير الشكر لله
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.لاَهُمَّ ربَّ البلدِ المحَرَّمِ
2.الطيِّب المباركِ المُعَظَّمِ
3.أنتَ الذي أعنْتَني في زمزمِ
4.اجعلْ فِداهُ مائة تُقْسَمِ
وَلاَ تُرِ مكةَ الغَداةَ بِالدَّمِ
التخريج : تاريخ اليعقوبي 1/251 ، المناقب المزيدية 330 .
المناسبة : تمام قصة ذبح ابنه عبد الله ، إذ لما ضرب عبد المطلب بن هاشم القِدَاح في شأن ابنه عبد الله بن عبد المطلب وخرجت على الإبل ، كبَّرتْ قريشٌ ، وقالت : قد رضي ربُّكَ ، ولم تكن قد بلغت الإبل المائة ، ثم قال عبد المطلب : والله ما أنصفتُ ربي ، القداح تخْطِيء وتُصيب ، ولكني مفيضٌ ثلاثاً ، فأفاض ثلاثاً ، فخرجت على الإبل ، فنحرها .
1.عند اليعقوبي : لَهُمَّ رب ..
2 و 3 ، من تاريخ اليعقوبي .
4 و 5 ، من المناقب المزيدية .
***(1/21)
[ 33 ]
عبد المطلب يذكر عصمة الكعبة
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.أيَّها الداعي لقد أسمعتَني ، ... ثم مابي عن نِداكمْ مِن صَمَمْ
2.إنَّ للبيتِ لَرَبَّاً مانعاً ... مَن يُرِدْهُ بأثامٍ يُصْطَلَمْ
3.رامَهُ تُبَّعٌ فِيمَنْ جَنَّدَتْ ... حِمْيرٌ ، والحيُّ من آلِ قدِمْ
4.فانثنى عنه وفي أوداجِه ... جارحٌ ، أمسك منه بالكَظَمْ
5.قلتُ والأشرمُ تَرْدَى خيلَه : ... إنَّ ذا الأشرمَ غِرٌّ بالحرمْ
6.نحن آلُ اللهِ فيما قد مضى ... لم يزل ذاك على عهد إبْرَهَمْ
7.نحن دمَّرنا ثموداً عَنْوة ... ثم عَاداً قبلها ذات الإرمْ
8.نعبدُ الله ، فينا سُنَّةٌ ... صِلَةُ القربى ، وإيفاء الذِّممْ
9.لم تزل لله فينا حجةٌ ... يدفع اللهُ بها عنَّا النِّقمْ
10.هَلَكَتْ بالبغي فيه جُرْهُمُ ... بَعدَ طَسْمٍ ، وجَدِيْسٍ ، وجممْ
11.وكذا الأمر بمن كاده بِحَرْ ... بٍ ، فأمرُ اللهِ بالأمرِ اللممْ
التخريج : مروج الذهب 1/129 ، المنمق 26 ، 27 البيتان الثاني والسادس فقط ، تاريخ اليعقوبي 1/211 ، 1/253 عيون الأخبار 1/43 ، أخبار مكة 1/145 ، أنساب الأشراف 1/96 ، سبل الهدى 1/222 .
المناسبة : لما صدَّ الله تعالى أصحاب الفيل عن الكعبة ، أنشأ عبد المطلب يقوله .
1. في تاريخ اليعقوبي : ثم نادِ . ولعله غلط .
2. في عيون الأخبار : بفساد . وفي المنمق : يُخترم .
3. في أخبار مكة : كاده تبع . في أنساب الأشراف وسبل الهدى : جَمَّعتْ . وعند اليعقوبي :
رامه تبعٌ فيما قد مضى ... وكذا حميرُ ، والحيُّ قُدَمْ
4. عند اليعقوبي : حارجٌ . وفي سبل الهدى : جَارِضٌ .
6. سبل الهدى : بلدته . وفي أخبار مكة :
نحن أهل الله في بلدته ... لم يزل ذاك عهد إبراهيم
وفي المنمق :
نحن أهل الله في حرمته ... لم تزل فينا على عهد قدم
وفي أنساب الأشراف : فخزاكَ الله في بلدته . وعند اليعقوبي : نحن أهل الله في بلدته* .. .
7. في نهاية الأرب للنويري 12/81: لم نزل آلاً على عهد إرم .
9. عند اليعقوبي : لم يزل .(1/22)
قالوا : إن حليمة السعدية ظئر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لما قدمت به من بلادها أضلته بأعلى مكة ، فوجده ورقة بن نوفل ورجل آخر من قريش ، فأتيا به إلى جده عبد المطلب بن هاشم ، وقالا : هذا ابنك وجدناه متلدداً بأعلى مكة ، فسألناه من هو؟ . فقال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، فأتيناك به . ثم إن عبد المطلب حمله على عاتقه وطاف به حول البيت وهو يقول :
1.أعيذه باللهِ باريء النسمْ
2.مِنْ كلِّ مَنْ يسعى بِسَاقٍ وقدمْ
3.وقصْفة الحُجَّاجِ في الشهرِ الأصمْ
4.حتى أراهُ في ذُرى صعبٍ أشمْ
5.ثم يكون ربِّ غير مهْتَضَمْ
التخريج : أنساب الأشراف 1/104 .
[ 34 ]
عبد المطلب يتضرع إلى الله
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.عُذْتُ بما عاذ به إبْراهِمُ
2.مُسْتَقْبِلُ القبلةِ ، وهو قائمُ
3.إني لَكَ اللَّهمَّ عَانٍ راغِمُ
التخريج : لسان العرب مادة إبراهيم 1/394 .
المناسبة : تنسكه وتضرعه إلى الله تعالى .
وينسب الرجز إلى زيد بن عمرو بن نفيل العدوي كما في سيرة ابن هشام 1/229وغيرها .
***
قافية النون
[ 35 ]
العَطْشَانُ
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.مَن خَانَه سيفُه في يومِ مَلْحَمةٍ ... فإنَّ عطشانَ لم يَنْكَلْ ولم يَخُنِ
2.كَمْ قَطَّ مِن سَاعدٍ يوماً ، وجُمْجمةٍ ... ، ومِغْفَرٍ قردمانيّ ، ومِنْ بَدَنِ
التخريج : المنمق : 411 ، 412 ، تاج العروس : مادة (عطش) البيت الأول فقط .
المناسبة : كان لعبد المطلب سَيْفٌ يقال له العطشان ، فقال فيه يصفه .
***
[ 36 ]
عبد المطلب يحمد الله على أحمد
قال عبد المطلب بن هاشم :
1.الحمدُ للهِ الذي أعطاني
2.هذا الغلامَ الطيِّبَ الأرْدانِ
3.قد سَادَ في المهدِ على الغِلْمانِ
4.أُعيذهُ بالبيتِ ذي الأركانِ
5.حتَّي يكون بُلْغَةَ الفتيانِ
6.حتَّى أراهُ بَالغَ البُنيانِ
7.أعيذه مِن شرِّ ذي شَنْآنِ
8.مِن حاسدٍ مضطَرِبِ العنانِ
9.ذي همة ليست له عينانِ(1/23)
10.حتى أراه رافع اللسانِ
11.أنتَ الذي سُمُّيتَ في الفرقانِ
12.في كتبِ ثابتةِ المباني
13.أحمد مكتوب على اللسانِ
التخريج : مروج الذهب 1/281 ، طبقات ابن سعد 1/83 ، أنساب الأشراف 1/81 ، دلائل النبوة للبيهقي 1/112 ، تاريخ دمشق 3/83 ، أعلام النبوة 196 ، تاريخ الخميس 1/204 ، سبل الهدى 1/360 . وغير خفي أن بها زيادات مصطنعة ليست من شعر عبد المطلب .
المناسبة : بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - عامه الثالث وهو في بني سعد فجعل عبد المطلب يقوله لِمَا يرى من بركته وخَيْريَّته وقد صار به جمهوراً من بعد قلة .
3. ليس في مروج الذهب .
4. ليس في مروج الذهب . وهو في أعلام النبوة : أعيذه بالواحد المنان .
6. في سبل الهدى : بالغ التبيان . وفي أعلام النبوة : حتى أراه شامخ البنيان .
7. في أعلام النبوة : من كل ذي عيب وذي شنآن . وفي أنساب الأشراف : من كل ذي بغي وذي شنآن . وفي الدلائل للبيهقي : من كل ذي شنآن .
8. في سبل الهدى : العيان . وفي أنساب الأشراف : وحاسد مضطرب العنان . وفي الدلائل : الجنان.
10. في سبل الهدى : رافعاً للشان .(1/24)
أشعار آباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
o عبد الله بن عبد المطلب
o قصي بن كلاب
o كلاب بن مرة
o كعب بن لؤي
o فهر بن مالك
o مالك بن النضر
o إلياس بن مضر(1/25)
شِعْرُ
عبدِ اللهِ بن عبدِ المطَّلِب
والد رسول الله
عبد الله الطاهر بن عبد المطلب
o عبد الله بن عبد المطلب .
o ولد بمكة نحو عام 550م .
o نشأ عفيفاً ، طيباً ، واشتغل بالتجارة .
o تزوج الطاهرة المكرمة السيدة المبجلة آمنة بنت وهب الزُّهرية ، فولدت له رسول الله عام 570م .
o ليس له شعر يصح عنه ، لأن فترة حياته قصيرة .
o اختاره الله تعالى ليكون والد خاتم النبيين ، فمات وهو في العشرين من عمره ، توفي بيثرب/المدينة بين أخوال أبيه في عام 570م .
[ 1 ]
قصة المرأة على طريقة المتقدمين
زعم بعض الرواة أن عبد الله بن عبد المطلب مرَّ مع أبيه عبد المطلب بن هاشم بامرأة وهما في طريقهما لخطبة آمنة بنت وهب الزهرية ، فقالت المرأة واسمها فاطمة بنت مرٍّ : هل لك أن تقع علي الآن وأعطيك مائة من الإبل؟ .
فأنشأ عبد الله بن عبد المطلب يقول :
1.أمَّا الحرامُ فَالمماتُ دُونَهْ
2.والحِلُّ لا حِلَ فأستبِينهْ
3.فكيفَ بِالأمرِ الذي تبغِينهْ
4.يحمي الكريمُ عِرْضَهُ ودِينهْ
التخريج : تاريخ الطبري 1/500 ، المنمق 222 ، الروض الأنف 1/275 ، تاريخ دمشق 3/405 ، سبل الهدى 1/327 ، أعلام النبوة 187 ، دلائل النبوة لأبي نعيم 1/132 ، الفاخر لابن عاصم 167.
1.في الروض الأنف : فالحِمامُ .
3.في المنمق والفاخر : تنوينه .وفي الدلائل لأبي نعيم : فكيف لي الأمر ..
والقصة على أي حال موضع نظر ، وزاد القصاص والمغرضون في القصة بما لا يليق ومقام آباء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ .
***
[ 2 ]
قصة المرأة ببديع أسلوب المتأخرين
وذكر بعض المتأخرين بيتين لعبد الله بن عبد المطلب ، وعلامات الوضع بادية عليهما ، وهما :
1.وَأَحْوَرِ مَخْضُوْبِ البَنَانِ مُحَجَّبُ ، ... دَعَانِي فَلمْ أَعْرِفْ إلى ما دَعَا وَجْهَا
2.بَخِلْتُ بِنَفْسِي عَنْ مَقَامٍ يُشِيْنُها ... فلستُ مُريداً ذاكَ طَوْعاً ولا كُرْهَا
التخريج : العمدة لابن رشيق 1/37 ، نشوة الطرب 1/334 ، المستطرف في كل فن مستظرف 2/350 ، منسوب إلى آخر لم يسمه ، ونسبه في ربيع الأبرار للزمخشري لعبد الله الطاهر بن عبد المطلب ، وليس للشعر ذكر في أمهات المصادر ، والصنعة واضحة عليه .
2.في المستطرف : ولستُ مريداً ..
***(1/26)
شِعر
قُصَي بن كِلاب
قصي بن كلاب
o قصي واسمه زيد بن كلاب واسمه المُغيرة بن مرة بن كعب بن لؤي .
o كانت كنانة حول مكة أصراماً ، فأخرج من مكة خُزاعة ، وأحل قومه ببطن مكة ، فسُمِّي مُجَمِّع ، وهو قريش الأصغر .
o كان سيد أهل زمانه ، وفخر أوانه .
o هو أوَّلُ حاجب للكعبة من قريش .
o أنجب عبد مناف بن قصي ، سيد أهل زمانه ، وخليفة أبيه ، وعبد الدار بن قصي ، الذي ورث عن أبيه الحجابة واللواء والقيادة ، لأنه كان مستضعفاً ، وعبد العزى بن قصي ، وعبد قصي بن قصي .
[ 1 ]
قصي يفخر
ينسب إلى قصي بن كلاب قوله في مناسبة له :
1.إنِّي لدى الحربِ وحىّ ، وأبي
2.عند تناديهم بهالٍ وَهَبِي
3.معترم الصَّولة عالي النسبِ
4.أُمِيَّ خِنْدَفُ وإلياسُ أبي
5.أنا الذي أعانَ فِعْلي حسَبي
التخريج : مروج الذهب 1/275 ، الروض الأنف 1/29 ، أمالي القالي 2/301 الرابع فقط ، جمهرة اللغة 1084 ، 1308 ، تاج العروس 8/176 فصل الهاء من باب اللام ، 190 فصل الهمزة من باب الميم ، لسان العرب 1/217 ، 228 مادة أمم ، أمن ، وغيرهما من معاجم اللغة ، سمط اللآلي للبكري 950 ، الخزانة 3/306 ، المحتسب 2/224 ، شرح المفصل 10/3 ، 4 ، المخصص لابن سيدة 13/171 ، أنساب الأشراف 1/48 ، تفسير القرطبي 5/71 ، شرح رضي الدين الاسترباذي على الكافية 3/303 ، 395 ، 4/163 ، المحكم لابن سيدة (مادة أ م هـ ) ، خزانة الأدب للبغدادي الشاهد الرابع والأربعون بعد الخمسمائة ، وهذا الشعر مشهور عند أهل اللغة ، المزهر 1/108 ، شرح الشواهد للعيني 4/565 ، الفصول والغايات لأبي العلاء المعري 446 .
المناسبة : الحماسة والفخر .
ويروى :
1.إني لدى الحربِ رَخِيُّ اللَّببِ ... 4.أمَّهَتِي خِنْدِفُ والياسُ أبي
كما هو في أمالي القالي ، وسمط اللآلي للبكري ، وابن منظور في لسان العرب:
1.إنِّي لدى الحربِ رخِيٌّ لَبَبِيِّ
2. في مروج الذهب : عند تناديهم بآلِ وَهَبِ . وفي موضع من جمهرة اللغة : يوم تناديهم . وفي لسان العرب : عبدٌ يُناديهم . وفي موضع آخر : عند تنائِيهم . وعند البكري في سمط اللآلي وابن منظور في لسان العرب : مُعْتزِمُ الصَّوْلَةِ عالٍ نَسَبي . والهال هو الآل ، وهو السراب ، قال في تاج العروس : هال منوناً ، زجرٌ للخيال ، وقال ابن دريد زجر الخيل : هالٍ وهبي ، وقال في اللسان : هالٍ زجر للخيل ، ووهبي مثله . وقد يقال فيه : هاب وهبي . والمقصود اقبلي وتباعدي . أما قوله : عال النسب ، فيروى : عالٍ نسبي .
3.ويروى فيه : معتزم .
4. وفي رواية : واليأس أبي . بالهمز .
وزادت بعدُ على الرجز امرأة من بني عامر ثم من بني عقيل تفخر بأخوالها من أهل اليمن :
1.حَيْدَةٌ خَالي ، ولَقِيطٌ ، وعَلِيّْ
2.وحاتِمُ الطائِيُّ وَهّابُ المِئِي
3.ولم يكنْ كخالِكَ العبدُ الدَّعِي
4.يأكل أزْمانَ الهزالِ والسِّني
5.هَناتِ عَيْرٍ مَيِّتٍ غيرِ ذَكي
1.ويروى فيه :
1. حَيْدَرَةٌ خالي ، لقيطٌ ، وعَلِيّْ
وتقصد بحيدرة أن تقول : إنَّ خالي ذو بأس شديد وسطوة ، وخالي هو لقيط ، وعلي ، وحاتم .
3.وفي الفصول لأبي العلاء : .. العبد الذي * يأكل أعوام الجدوب والسني .
5. هَيَّاب عَيْرٍ مَيْتةٍ غيرِ ذَكِي
قال الرضي الاسترباذي : وقال البغدادي : إن العينى جعله من رجز لقصي بن كلاب ، وخطأه في ذلك بأن حاتماً بعد قصي بزمن .
قال البغدادي في خزانة الأدب لدى (الشاهد الرابع والأربعون بعد الخمسمائة) : وهذا البيت من رجز أورده أبو زيد في نوادره في موضعين ، الموضع الأول قال فيه : هو لامرأة من بني عامر. والموضع الثاني قال فيه : هو لامرأة من بني عقيل ، تفخر بأخوالها من اليمن ، وقولها: " هنات عيرٍ " ميت ، تعني ذكر العير ، فكنَّتْ عنه لأنها امرأة . انتهى(1/27)
قال : وقولها : " حيدة خالي " مبتدأٌ وخبر . وحَيْدَةٌ ، ولَقِيْطٌ معطوف على حيدة ، وكذا عليٌّ وحاتمٌ ، فيكون أخوالها أربعة . وروى هذين البيتين فقط الأخفش سعيد بن مسعدة لرجل من طيئ ، وذكر خالداً بدل حاتم .
تتمة زعم العيني أن البيت الشاهد من هذا الرجز ، وهو:
1.إني لدى الحرب رخي اللبب ... 2. عند تناديهم بهال وهب
3.أمهتي خندف والياس أبي ... 4.وحاتم الطائي وهاب المئي
وهذا لا أصل له ، فإن الرجز عنده لقصي بن كلاب ، أحد أجداد النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وكيف يكون حاتم الطائي أباً لقصيٍّ مع أنه بعده بمدة طويلة . وقافية الرجز أيضاً تأباه ، وليس في هذا اشتباه.(1/28)
[ 2 ]
شكوى وعتاب
قال قصي بن كلاب :
1.دَعَوتُ زُهْرةَ ، لاَ شَدُّوا رِحَالَهمْ ... عَلى المَطِيِّ ! ، وَلاَ زَالوا بِجَعْجَاعِ
2.إلى مُحَرَّمَةٍ مَا إنْ يطلُ بها ... قرح الحمام ، ولا يَسْعَى بِها السَّاعِي
3.وقدْ بَذَلْتُ لهمْ نَفْسِي وقد عَرَفُوا ... يومَ المُعَرِّفِ كَرِّيّ بعدَ إِدْفَاعِي
4.أَبُوا عَلَيَّ ، وقالوا : مشربٌ بَلِغٌ! ، ... مَعْقُوْلَة! ، وصديقٌ غير نَفَّاعِ
التخريج : المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية 1/315 .
المناسبة : لما اقترب زمان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ووضحتْ بوادرُه ، أراد الله لقريش أن تقطن مكة حوالي البيت ، وأن يتحولوا من نمط معيشة إلى آخر ، وقد كانت قريش بدواً أصراماً مع كنانة حوالي مكة .. فناشد قصي بن كلاب أناساً من قريش ومن كنانة كي يعينوه على أن يستردوا مكة التي بلد أبيهم إبراهيم الخليل ، فجبنوا ، واثاقوا إلى الأرض ، وكان فيهم أخوه زهرة بن كلاب ، فهابوا ذلك لما كانوا يرون من النقم بمن ألحد بمكة ، فلما رأى قصي منهم ذلك قال هذه الأبيات ، ثم إن قصي قصد بني كنانة مرَّةً أخرى ، وأخرج لهم قصي مفتاح الكعبة ، وقال لهم : هذا مفتاح أبيكم ، قد ردَّه اللهُ إليكم بغير ظلم ولا غدر ، فانصروني ، فنصروه ، ثم استنجد أخاه لأمه رزاح بن ربيعة القضاعي ثم العُذْريّ ، وكان سيد بني عُذرة ، فسار معه ، وكان الفتحُ له .
1. الجَعْجَعَة : النزولُ على غير طمأنينة في مَوْضِعٍ ضَّيِّقٍ خَشِنٍ غلِيظٍ ، فهو مُنَاخُ سَوءٍ مِن حَدَب أَو غَيْرِهِ لا يَقَرُّ فِيهِ صاحِبُهُ . قال أبو قيس ابن الأسْلت : من يَذق الحَرْبَ يَجِدْ طعمَها * مرّاً وتتركْه بجَعْجاع . وقصي يقصد أن قومه لا زالوا حوالي مكة في مكان هذه صفته .
2.المحرمة يقصد بها مكة الحرام الأمين ، فهو دعاهم إلى أن يسكنوه .
3. المُعَرِّف ، هو الناشدُ للشيء ، الطالبُ له ، ويوم المعرف يعني به يوم طلب الحق ، ويوم يُنازل فيه الباطل .
4.معقولة ، من العقل وهو الحبس والربط .
[ 3 ]
قصي بن كلاب الأحق بمكة
قال قصي بن كلاب :
1.مَا مِنْ تُراثِ أبٍ كانتْ لهمْ وطناً ... بيت الخليلِ ، ولا مِن حَرِّ أسيافِ
2.هلْ غيرَ أنَّ بِلاداً خَفَّ عَامِرُها ... لما أمرَّ عليه المشربُ الصافي
3.لاقوا مِن الموتِ مَا لاَقَتْ بَنُوا إِرَمٍ، ... لمْ يبقَ منتعلٌ منهمْ ولا حَافي
4.اعرتموها كما قد كان أولكمْ ... يُعيرها ، خَلْفِيَّهُ مِن بعدِ أخلافِ
التخريج : المناقب المزيدية 1/314 .
المناسبة : لما أحلى قصي بن كلاب قريشاً قومه بمكة ، وأجلى عنها خزاعة أخذ يذكر إرثه وإرث قومه لولاية الحرم ، وأن خزاعة وغيرهم تولوا من ذلك ما ليس لهم بحق ، فقاله .
1.يقصد أن مكة لم تكن إرثاً لخزاعة نالته عن أبيها ، ولكنها منْزل إبراهيم خليل الله ، وهم لم ينزلوا مكة فاتحين ، ولكنهم استولوا عليها غصباً .
***(1/29)
[ 4 ]
قصي يذكر شرفه
قال قصي بن كلاب :
1.أنا ابنُ العاصمينَ بني لُؤيٍّ ، ... بمكةَ منْزِلي ، وبها رَبِيْتُ
2.لنَا البطحاءُ قد علمتْ مَعَدٌّ ... ومَرْوَتُها ، رضيتُ بها رَضِيْتُ
3.وقد رَبِيَتْ بها الآباءُ قبلي ، ... فما شُئْيَتْ أبِيَّ ، وَلا شُئَيْتُ
4.فَلستُ لِغَالِبٍ إنْ لمْ تأثَّلْ ... بها ، أولادُ قَيْذَرَ ، والنَّبِيْتُ
5.رِزَاحٌ ناصري ، وَبِهِ أُسامِي ... فلستُ أخافُ ضَيْماً ما حَيِيْتُ
التخريج : سيرة ابن هشام 1/140 ، الإيناس لابن الوزير 114 ، أخبار مكة 1/107 ، جمهرة اللغة 1306 ، الخصائص لابن جني 1/396 ، شرح المفصل 3/37 ، أنساب الأشراف 1/52 ، 48 ، وهو مشهور بين أهل اللغة ، المناقب المزيدية 1/317 .
المناسبة : لما فتح قصي بن كلاب مكة ، وخَطَّها لقومه ، أخذ يُذَكِّر بأحقيته ، ويذكر يد أخيه لأمه رزاح العذريّ.
1.في الإيناس : بنو لؤي * بمكة منصبي .. . وفي أخبار مكة : بمكة مولدي . وفي جمهرة اللغة : فمن يك سائلاً عني فإني * بمكة مولدي .. .
2.في الإيناس والمناقب الزيدية : لنا البطحاء .. . وفي أخبار مكة : ولي .. . وفي بقية المصادر : إليَّ البطحاء .. .
3.البيت في أخبار مكة : وفيها كانت الآباء قبلي * فما شويت أخي ولا شُوِيْتُ .
4.في الإيناس : قضاعة ناصري وبهم أسامي * .. . وفي نسخة من الإيناس : ما بقيتُ .
***(1/30)
[ 5 ]
قصي يحفر سجلة
قال قصي بن كلاب :
1.أنا قصيُّ ، وحفرتُ سَجْلَةْ ... 2.تُرْوي الحجيجَ زُغْلَة فَزُغْلَةْ(1)
__________
(1) أي جُرعةً فجرعة .
التخريج : الروض الأنف :1/267 ، معجم البلدان 3/217 ، مادة (سجلة) برقم 6289 ، ومعجم ما استعجم (مادة سجلة) ، فتوح البلدان 65.
المناسبة : حفر قصيُ بن كلاب بن مرة بئر بمكة سماها سجلة ، وكانت عذبةً ، فقال هذه الأبيات ، ويقال : بل حفرها ابنه هاشم بن عبد مناف بن قصي ، ثم إن أسد بن هاشم وهبها لعدي بن نوفل ، فقالت خالدة بنت هاشم:
1.نحن وهَبنا لِعديٍ سَجْلَةْ ... 2.تُرْوي الحجيجَ زُغْلَة فَزُغْلَةْ
ودخلت هذه البئر في زيادة بناء المسجد ، وفي قول آخر أن الذي احتفرها هو هاشم بن عبد مناف بن قصي .
2.زغلة فزغلة ، أي دفعةً فدفعة .(1/31)
[ 6 ]
قصيُّ بن كلاب لا يقر لأخيه ظلمه
قال قصي بن كلاب :
1. أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي رِزَاحاً ، ... فَإِنّي قَدْ لَحَيْتُك فِي اثْنَتَيْنِ
2. لَحَيْتُك فِي بَنِي نَهْدِ بْنِ زَيْدٍ ، ... كَمَا فَرّقْت بَيْنَهُمْ وَبَيْنِي
3. وَحَوْتَكَةَ بْنِ أَسْلَمَ ، إنّ قَوْماً ... عَنَوْهُمْ بِالْمَسَاءَةِ قَدْ عَنَوْنِي
التخريج : سيرة ابن هشام 1/126.
المناسبة : كان قصي بن كلاب القرشي قد كَرِهَ من أخيه لأمه رَزَاحُ بن ربيعة القضاعي إخافته لنهد بن زيد ، وحَوْتكةَ بن أسلم ، وهما بطنان من قضاعة ، فأجلاهم من أرض قضاعة حتى لحق البطنان باليمن ، وكان قصي بن كلاب يُحِبُّ قُضَاعةَ ، ونماءها واجتماعها ببلادها ، لما بينه وبين رزاح من الرَّحم ، ولبلائهم عنده ، إذ أجابوه إذ دعاهم إلى نُصْرته ، وشتان بين إخراج رزاح لقرابته من أرضهم ، وإخراج قصي لخزاعة من مكة ، فقال قصي يعتب على أخيه .
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَتُرْوَى هَذِهِ الأَبْيَاتُ لِزُهَيْرِ بْنِ جَنَابٍ الْكَلْبِيّ .(1/32)
شعر
كلاب بن مُرَّة
[ 1 ]
نور النبوة على وجه كلاب
قال كلاب بن مرَّةَ :
1.أفاطمٌ هلْ ما ألْقَيْنَكِ مَرَّةً ... وَهلْ يَجْمَعُ الدَّانِينَ صَيْفٌ وَمَرْبَعُ
2.سأبْغِيْكِ في الأرضِ العَرِيْضَةِ جَاهِداً ... فأيأسُ أوْ أُعْطى الذي فيه أَطْمَعُ
التخريج : الإيناس 174 .
المناسبة : رأى رجلٌ مُسِنٌ من أهل اليمن كلابَ بن مُرَّة ، فسأل كلاباً عن حاله ، فانتسب له كلابٌ ، فعرف جده مالك بن النضر بن كنانة ، ثم سأله عن الغرة التي كانت في أجداده من قبل إنْ كانت بكلاب ، فقال كلابٌ : نعم . فقال الرجل : فإنْ كنته فتزوج أطهر النساء ، بنت فارس الهيجاء ، فاطمة بنت سعد بن سِيَل من أزد شنوءة ، فانصرف عنه وقد صارت المرأة شُغْلَه ، فقال كلاب الأبيات .(1/33)
شعر
كعب بن لؤي
[ 1 ]
تَنَسُّك كعب
كان كعب بن لؤي يخطب الناس في أيام الحج ، ثم ينشد :
1.نهارٌ وليلٌ كل أوب بحادث ... سواءٌ عليها ليلُها ونهارها
2.يؤوبان بالأحداثِ حين تأوَّبا ... وبِالنِّعَمِ الضافي علينا سُتورها
3.صروف وأنباء تغلب أهلها ... لها عقدة ما يَسْتَحِيل مريرُها
4.على غفلة يأتي النبيُّ محمدٌ ... فيخبرُ أخباراً صدوقاً خبيرُها
قالوا : ثم إن كعباً يقول : وأيِّم الله ! ، لو كنت فيها ذا سمع وبصر ، ويد ، ورجل ، لتنصبت فيها تنصب الجمل ، ولأرقلتُ فيها إرقال الفحل ، ثم قال :
5. يا ليتني شاهدٌ فَحْواءَ دعوته ... حين العشيرةُ تبغي الحقَّ خُذْلانا
التخريج : أنساب الأشراف 1/41 ، معجم الشعراء للمرزباني 341 ، دلائل النبوة لأبي نعيم 1/90 الأول والثاني والرابع .
1.في معجم الشعراء : وحادث * وسواء علينا سدفة وسفورها.
2.في معجم الشعراء : .. حتى تأوبا *
4. البيت الوحيد في رواية البلاذري ، وهو ثم :
4.على فترةٍ يأتي نبيٌّ مهيمنٌ ... يُخبر أخباراً عليماً خبيرها
5.تصحفت كلمة : فحواء ، في معجم الشعراء إلى : فجواء .
***(1/33)
شعر
فِهْر بن مالك
[ 1 ]
فهر يرثي ابنه
قال فهر بن مالك :
1.هَلاَّ بكيت عليه اليوم معولة ... وكان كالليثِ تحت الخيسة الحربِ
2.وكان نجداً جواد الكَفِّ ذا ثقة ... يوم الصبيب وبين المأزق التربِ
3.حامي عن الجار والمولى بنجدته ... وقد يُحَامي عن المولى أخو الحسَبِ
التخريج : معجم الشعراء : 318 .
المناسبة : أقبل حسَّانُ تُبَّع بن عبد كُلال الحميري في جيش اليمن لينقل حجر الكعبة إلى اليمن ، فقاتلته كنانة ومن انضم إليها من مُضر وغيرها ، وعليهم فِهْرُ بن مالك بن النضر ، فهُزِمتْ حميرُ , وأُسِرَ شرحبيلُ بن عبد كلال ، وقُتِل قيس بن غالب بن فهر ، فقال فهر يرثيه .
***(1/33)
شعر
مَالِكُ بن النَّضْرِ
[ 1 ]
لمالك في الحكمة
قال مالكُ بن النضر لابنه فهر بن مالك في الحكمة :
1.رُبَّ صورةٍ تُخالفُ الخبر
2.قد غرَّتْ بجمالها المختبر
3.قبيحٌ فعالها ، فاحذر
4.الصورةَ ، وأطلبِ الخبر
5.ولا تدبر أعجاز الأمورِ فَتَفْجُر
التخريج : أنساب الأشراف : 1/40 .
المناسبة : الحكمة .
***(1/33)
شعر
الياس بن مُضَر
[ 1 ]
إلياس في نُزْهةٍ
قال إلياس بن مُضر :
1.يا عمرو قد ادركتَ ما طَلبتَا
2.وأنتَ قد أنضجتَ ما طَبَخْتَ
3.وأنتَ قد أسأتَ إذ قَمَعْتَا
التخريج :تاريخ الطبري 1/513 ، أنساب الأشراف 1/34 .
المناسبة : خرج إلياس بن مُضر مُنَتجِعاً ، ومعه أهله وماله ، فدخلتْ بين إبله أرنبٌ ، فَنَفَرَتْ الإبلُ ، فخرج عمرو بن إلياس في طلبها ، فأدركها ، فسماه أبوه مُدْرِكة ، ومدركةُ من رجال العمود النبوي النبيل ، وخرجت زوجته خلف ابنه مُهَرْوِلة ، فقال لها إلياس : مالكِ ! ، إلى أين تُخَنْدِفِيْنَ؟ ، فسميت خِنْدِف ، والخندفةُ ضربٌ من المشي ، بينما خرج عامرٌ في طلب الأرنب ، فصادها وطبخها . فقال له أبوه : انت طابخة . ورأى عميراً قد انقمع في المظلة ، فهو يُخرج رأسه منها ، فقال له : أنت قمعة ، فذكوا أن إلياس قال في ذلك اليوم هذا الشعر .
***(1/33)