البحر : بسيط تام ( قلدتُ جيدَ المعالى ِ حليةَ الغزلِ ** ) ( يأبى لى َ الغى َّ لا يميلُ بهِ ** عَنْ شِرْعَةٍ الْمَجْدِ سِحْرُ الأَعْيُنِ النُّجُلِ ) ( أَهِيمُ بِالْبِيضِ فِي الأَغْمَادِ بَاسِمَةً ** عنْ غرةِ النصرِ ، لا بالبيضِ في الكللِ ) 4 ( وَقُلْتُ فِي الْجِدِّ مَا أَغْنَى عَنِ الْهَزَلِ ** في لذةِ الصحوِ ما يغنى عنِ الثملِ ) 5 ( كمْ بينَ منتدبٍ يدعو لمكرمةٍ ** وَبَيْنَ مُعْتَكِفٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلِ ) 6 ( لولا التفاوتُ بينَ الخلقِ ما ظهرتْ ** لَمْ يَخْطُ فِيهَا امْرُؤٌ إِلاَّ عَلَى زَلَلِ ) 7 ( فانهض إلى صهواتِ المجدِ معتلياً ** فالبازُ لمْ يأوِ إلاَّ عاليَ القللِ ) 8 ( ودعْ منَ الأمرِ أدناهُ لأبعدهِ ** في لجةِ البحرِ ما يغنى عنِ الوشلِ ) 9 ( قدْ يظفرُ الفاتكُ الألوى بحاجتهِ ** وَيَقْعُدُ الْعَجْزُ بِالْهَيَّابَةِ الْوَكَلِ )0 ( وَكُنْ عَلَى حَذَرٍ تَسْلَمْ ، فَرُبَّ فَتىً ** ألقى بهِ الأمنُ بينَ اليأسِ وَ الوجلِ )
____________________
(1/1)
1( وَ لا يغرنكَ بشرٌ منْ أخى ملقٍ ** فرونقُ الآلِ لا يشفى منَ الغللِ )( لوْ يعلمُ ما في الناس منْ دخنٍ ** لَبَاتَ مِنْ وُدِّ ذِي الْقُرْبَى عَلَى دَخَلِ )( ** فالكحلُ أشبهُ في العينينِ بالكحلِ )4 ( وَاخْشَ النَّمِيمَةَ ، وَاعْلَمْ أَنَّ قَائِلَهَا ** يصليكَ منْ حرهاَ ناراً بلاَ شعلِ )5 ( كمْ فريةٍ صدعتْ أركانَ مملكةٍ ** وَمَزَّقَتْ شَمْلَ وُدٍّ غَيْرِ مُنْفَصِلِ )6 ( فاقبلْ وصاتي ، وَ لا تصرفكَ لاغيةٌ ** عنى ؛ فما كلُّ رامٍ منْ بنى ثعل )7 ( إني امرؤٌ كفنى حلمي ، وأدبني ** كرُّ الجديدينِ منْ ماضٍ وَ مقتبلِ )8 ( فَمَا سَرَيْتُ قِنَاعَ الْحِلْمِ عَنْ سَفَهٍ ** وَلاَ مَسَحْتُ جَبِينَ الْعِزِّ مِنْ خَجَلِ )9 ( حلبتُ أشطرَ هذا الدهرِ تجربةً ** وَذُقْتُ مَافِيهِ مِن صَابٍ ، وَمِنْ عَسَلِ )0 ( فَمَا وَجَدْتُ عَلَى الأَيَّامِ بَاقِيَةً ** أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ حُرِّيَّةِ الْعَمَلِ )
____________________
(1/2)
2( لكننا غرضٌ للشرَّ في زمنٍ ** أَهْلُ الْعُقُولِ بِهِ فِي طَاعَةِ الْخَمَلِ )( قامتْ بهِ منْ رجالِ السوءِ طائفةٌ ** أدهى على النفسْ منْ بؤسٍ على ثكلِ )( منْ كلَّ وغدٍ يكادُ الدستُ يدفعهُ ** بُغْضاً ، وَيَلْفِظُهُ الدِّيوانُ مِنْ مَلَلِ )4 ( ذَلَّتْ بِهِمْ مِصْرُ بَعْدَ الْعِزِّ ، واضْطَرَبَتْ ** قواعدُ الملكِ ، حتى ظلَّ في خللِ )5 ( وَأَصْبَحَتْ دَوْلَةُ ( الْفُسْطَاطِ ) خَاضِعَةً ** بَعْدَ الإِباءِ ، وَكَانَتْ زَهْرَةَ الدُّوَلِ )6 ( قومٌ إذا أبصروني مقبلاً وجموا ** غَيْظاً ، وَأَكْبَادُهُمْ تَنْقَدُّ مِنْ دَغَلِ )7 ( ** فَالشَّمْسُ وَهْيَ ضِيَاءٌ آفَةُ الْمُقَلِ )8 ( نزهتُ نفسيَ عما يدنيونَ بهِ ** وَ نخلةُ الروضِ تأبى شيمةَ الجعلِ )9 ( بئسَ العشيرُ ، وبئستْ مصرُ منْ بلدٍ ** أضحتْ مناخاً لأهلِ الزورِ وَ الخطلِ )0 ( أرضٌ تأثلَ فيها الظلمُ ، وانقذفتْ ** صواعقُ الغدرِ بينَ السهلِ وَ الجبلِ )
____________________
(1/3)
3( وَ أصبحَ الناسُ في عمياءَ مظلمةٍ ** )( لَمْ أَدْرِ مَا حَلَّ بِالأَبْطَالِ مِنْ خَوَرٍ ** بَعْدَ الْمِراسِ ، وَبِالأَسْيَافِ مِنْ فَلَلِ )( أَصَوَّحَتْ شَجَرَاتُ الْمَجْدِ ، أَمْ نَضَبَتْ ** غدرُ الحميةِ حتى ليسَ منْ رجلِ ؟ )4 ( لاَ يدفعونَ يداعنهمْ ، وَ لوْ بلغتْ ** مسَّ العفافةِ منْ جبنٍ ، وَ منْ خزلِ )5 ( خَافُوا الْمَنِيَّةَ ، فَاحْتَالُوا ، وَمَا عَلِمُوا ** أنَّ المنيةَ لاَ ترتدُّ بالحيلِ )6 ( فَفِيمَ يَتَّهِمُ الإِنْسَانُ خالِقَهُ ** وَ كلُّ نفسٍ لها قيدٌ منَ الأجلِ ؟ )7 ( هيهاتَ يلقى الفتى أمناً يلدُّ بهِ ** مَا لَمْ يَخُضْ نَحْوَهُ بَحْراً مِنَ الْوَهَلِ )8 ( فَمَا لَكُمْ لاَ تَعَافُ الضَّيْمَ أَنْفُسُكُمْ ** وَلاَ تَزُولُ غَوَاشِيكُمْ مِنَ الْكَسَلِ ؟ )9 ( وَتِلْكَ مِصْرُ الَّتِي أَفْنَى الْجِلاَدُ بِهَا ** لَفِيفَ أَسْلافِكُمْ فِي الأَعْصُرِ الأُوَلِ ) 40 ( قومٌ أقروا عمادَ الحقَّ وامتلكوا ** أَزِمَّةَ الْخَلْقِ مِنْ حَافٍ وَمُنْتَعِلِ )
____________________
(1/4)
4( جَنَوْا ثِمَارَ الْعُلاَ بِالْبِيضِ ، وَاقْتَطَفُوا ** منْ بينِ شوكِ العوالي زهرةَ الأملِ ) 4( فَأَصْبَحَتْ مِصْرُ تَزْهُو بَعْدَ كُدْرَتِهَا ** فِي يَانِعٍ مِنْ أَسَاكِيبِ النَّدَى خَضِلِ ) 4( لَمْ تَنْبُتِ الأَرْضُ إِلاَّ بَعْدَمَا اخْتَمَرَتْ ** أقطارها بدمِ الأعناقِ وَ القللِ ) 44 ( شَنُّوا بِهَا غَارَةً أَلْقَتْ بِرَوْعَتِهَا ** أمناً يولفُ بينَ الذئبِ وَ الحملِ ) 45 ( حَتَّى إِذَا أَصْبَحَتْ فِي مَعْقِلٍ أَشِبٍ ** يردُّ عنها يدَ العادي منَ المللِ ) 46 ( أخنى الزمانُ على فرسانها ، فغدتْ ** منْ بعدِ منعتها مطروقةَ السبلِ ) 47 ( فأيَّ عارٍ جلبتمْ بالخمولِ على ** ما شادهُ السيفُ منْ فخرٍ على زحلِ ) 48 ( إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ ** فَإِنَّمَا هُوَ مَعْدُودٌ مِنَ الْهَمَلِ ) 49 ( فبادروا الأمرَ قبلَ الفوتِ ، وانتزعوا ** شِكَالَةَ الرَّيْثِ ، فَالدُّنْيَا مَعَ الْعَجَلِ ) 50 ( وَ قلدوا أمركمْ شهماً أخا ثقةٍ ** يكونُ رداءً لكمْ في الحادثِ الجللِ )
____________________
(1/5)
5( ماضي البصيرةِ ، غلابٌ ، إذا اشتبهتْ ** مسالكُ الرأي صادَ البازَ بالحجلِ ) 5( إنْ قالَ برَّ ، وَ إنْ ناداهُ منتصرٌ ** لَبَّى ، وإِنْ هَمَّ لَمْ يَرْجِعْ بِلا نَفَلِ ) 5( يجلو البديهةَ باللفظِ الوجيزِ إذا ** عزَّ الخطابُ ، وَ طاشتْ أسهمُ الجدلِ ) 54 ( وَلاَ تَلَجُّوا إِذَا مَا الرَّأْيُ لاَحَ لَكُمْ ** إنَّ اللجاجةَ مدعاةٌ إلى الفشلِ ) 55 ( قدْ يدركُ المرءُ بالتدبيرِ ما عجزتْ ** عَنْهُ الْكُمَاةُ ، وَلَمْ يَحْمِلْ عَلَى بَطَلِ ) 56 ( هَيْهَاتَ ، مَا النَّصْرُ فِي حَدِّ الأَسِنَّةِ ، بَلْ ** بقوةِ الرأي تمضي شوكةُ الأسلِ ) 57 ( وَطَالِبُوا بِحُقُوقٍ أَصْبَحَتْ غَرَضاً ** لِكُلِّ مُنْتَزِعٍ سَهْماً ، وَمُخْتَتِلِ ) 58 ( وَ لاَ تخافوا نكالاً فيهٍ منشوكمْ ** فالحوتُ في اليمَّ لا يخشى منَ البللِ ) 59 ( عيشُ الفتى في فناءِ الذلَّ منقصةٌ ** وَ الموتُ في العز فخرُ السادةِ النبلِ ) 60 ( لا تتركوا الجدَّ أوْ يبدو اليقينُ لكمْ ** فالجدُّ مفتاحُ بابِ المطلبِ العضلِ )
____________________
(1/6)
6( طوراً عراكاً ، وأحيانا مياسرةً ** رياضةُ المهرِ بينَ العنفِ وَ المهلِ ) 6( حتى تعودَ سماءُ الأمنِ ضاحيةً ** وَيَرْفُلَ الْعَدْلُ فِي ضَافٍ مِنَ الْحُلَلِ ) 6( هذِي نَصِيحَةُ مَنْ لاَ يَبْتَغِي بَدَلاً ** بِكُمْ ، وهَلْ بَعْدَ قَوْمِ الْمَرْءِ مِنْ بَدَلِ ؟ ) 64 ( أَسْهَرْتُ جَفْنِي لَكُمْ فِي نَظْمِ قَافِيَةٍ ** مَا إِنْ لَهَا فِي قَدِيمِ الشِّعْرِ مِنْ مَثَلِ ) 65 ( كالبرقِ في عجلٍ ، والرعدِ في زجلٍ ** وَالْغَيثِ فِي هَلَلٍ ، وَالسَّيْلِ في هَمَلِ ) 66 ( غَرَّاءُ ، تَعْلَقُهَا الأَسْمَاع مِنْ طَرَبٍ ** وَتَسْتَطِيرُ بِهَا الأَلْبَابُ مِنْ جَذَلِ ) 67 ( حَوْلِيَّةٌ ، صَاغَهَا فكْرٌ أَقَرَّ لهُ ** بِالْمُعْجِزَاتِ قَبِيلُ الإِنْسِ وَالْخَبَلِ ) 68 ( تلوحُ أبياتها شطرينِ في نسقٍ ** كالمرفيةِ قدْ سلتْ منَ الخللِ ) 69 ( إِنْ أَخْلَقَتْ جِدَّةُ الأَشْعَارِ أَثَّلَهَا ** لَفْظٌ أَصِيلٌ ، ومَعْنىً غَيْرُ مُنْتَحَلِ ) 70 ( تفنى النفوسُ ، وَ تبقى وَ هيَ ناضرةٌ ** على الدُّهُورِ بَقَاءَ السَّبْعَةِ الطُوَلِ )
____________________
(1/7)
البحر : طويل ( طربتْ ، وَ لولاَ الحلمُ أدركني الجهلُ ** وَعَاوَدَنِي مَا كَانَ مِنْ شِرَّتِي قَبْلُ ) ( فَرُحْتُ ، كَأَنِّي خَامَرَتْنِي سَبِيئَةٌ ** منَ الراحِ ، منْ يعلقْ بها الدهرَ لا يسلو ) ( سَلِيلَةُ كَرْمٍ ، شَابَ فِي المَهْدِ رَأْسُهَا ** وَ دبَّ لها نسلٌ ، وَ ما مسها بعلُ ) 4 ( إِذَا وَلَجَتْ بَيْتَ الضَّمِيرِ ، رَأَيْتَهَا ** وراءَ بناتِ الصدرِ ، تسفلُ ، أو تعلو ) 5 ( كَأَنَّ لَهَا ضِغْناً عَلَى الْعَقْلِ كَامِناً ** فَإِنْ هِيَ حَلَّتْ مَنْزِلاً رَحَلَ الْعَقْلُ ) 6 ( تعبرُ عنْ سرَّ الضميرِ بألسنٍ ** منَ السكرِ مقرونٍ بصحتها النقلُ ) 7 ( مُحَبَّبَةٌ لِلنَّفْسِ ، وَهْيَ بَلاَؤُها ** كَمَا حُبِّبَتْ فِي فَتْكِهَا الأَعْيُنُ النُجْلُ ) 8 ( يَكَادُ يَذُودُ اللَّيْثَ عَنْ مُسْتَقَرِّهِ ** إِذَا ما تَحَسَّى كَأْسَهَا الْعَاجِزُ الْوَغْلُ ) 9 ( تَرَى لِخَوَابِيهَا أَزِيزاً ، كَأنَّهَا ** خَلاَيَا تَغَنَّتْ فِي جَوَانِبِهَا النَّحْلُ )0 ( سَوَاكِنُ آطَامٍ ، زَفَتْهَا مَعَ الضُّحَى ** يدا عاسلٍ يشتارُ ، أوْ خابطٍ يفلو )
____________________
(1/8)
1( دنا ، ثمَّ ألقى النارَ بينَ بيوتها ** فطارتْ شعاعاً ، لا يقرُّ لها رحلُ )( مروعةٌ ، هيجتْ ، فضلتْ سبيلها ** فَسَارَتْ عَلَى الدُّنْيَا ، كَمَا انْتَشَرَ الرِّجْلُ )( فبتُّ أداري القلبَ بعضَ شجونهِ ** وأَزْجُرُ نَفْسِي أَنْ يُلِمَّ بِهَا الْهَزْلُ )4 ( وَ ما كنتُ أدري - وَ الشبابُ مطيةٌ ** إلى الجهلِ - أنَّ العشقَ يعقبهُ الخبلُ )5 ( رمى اللهُ هاتيكَ العيونَ بما رمتْ ** وَ حاسبها حسبانَ منْ حكمهُ العدلُ )6 ( فَقَدْ تَرَكْتَنِي سَاهِي الْعَقَلِ ، سَادِراً ** إلى الغيَّ ، لاَ عقدٌ لديَّ ، وَ لاَ حلٌّ )7 ( أَسِيرُ ، وَمَا أَدْرِي إِلى أَيْنَ يَنْتَهِي ** بِيَ السَّيْرُ ، لكِنِّي تَلَقَّفُنِي السُّبْلُ )8 ( فَلاَ تَسْأَلَنِّي عَنْ هَوَايَ ؛ فَإِنَّنِي ** وَرَبِّكَ أَدْرِي كَيْفَ زَلَّتْ بِيَ النَّعْلُ ؟ )9 ( فَمَا هِيَ إِلاَّ أَنْ نَظَرْتُ فُجَاءَةً ** بحلوانَ حيثُ انهارَ ، وَ انعقدَ الرملُ )0 ( إِلَى نِسْوَةٍ مِثْلِ الْجُمَانِ ، تَنَاسَقَتْ ** فرائدهُ حسناً ، وَ ألفهُ الشملُ )
____________________
(1/9)
2( منَ الماطلاتِ المرءَ ما قدْ وعدنهُ ** كذاباً ؛ فلا عهدٌ لهنَّ ، وَ لاَ إلٌّ )( تكنفنَ تمثالاً منَ الحسنِ رائعاً ** يُجَنُّ جُنُوناً عِنْدَ رُؤْيَتِهِ الْعَقْلُ )( فكانَ الذي لولاهُ ما درتُ هائماً ** أَرُودُ الْفَيَافِي ، لاَ صَدِيقٌ ، وَلاَ خِلُّ )4 ( فويلمها منْ نظرةٍ مضرجيةٍ ** رُمِيتُ بِهَا مِنْ حَيْثُ وَاجَهَنِي الأَثْلُ )5 ( رُمِيتُ بِهَا وَالْقَلْبُ خِلْوٌ مِنَ الْهَوَى ** فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى اسْتَقَلَّ بِهِ شُغْلُ )6 ( لقدْ علقتْ ما ليسَ للنفس دونها ** غَنَاءٌ ، وَلاَ مِنْهَا لِذِي صَبْوَةٍ وَصْلُ )7 ( فَتَاةٌ يَحَارُ الطَّرْفُ في قَسَمَاتِهَا ** لها منظرٌ منْ رائدِ العينِ لا يخلو )8 ( لَطِيفَةُ مَجْرَى الرُّوحِ ، لَوْ أَنَّهَا مَشَتْ ** عَلَى سَارِبَاتِ الذَّرِّ مَا آدَهُ الْحِمْلُ )9 ( لها نظرةٌ سكرى ، إذا أرسلتْ بها ** إلى كبدٍ ؛ فالويلُ منْ ذاكَ وَ الثكلُ )0 ( تُريقُ دِمَاءً حَرَّمَ اللهُ سَفْكَهَا ** وَتَخْرُجُ مِنْهَا ، لاَ قِصَاصٌ ، ولا عَقْلُ )
____________________
(1/10)
3( لنا كلَّ يومٍ في هواها مصارعٌ ** يهيجُ الردى فيها ، وَ يلتهبُ القتلُ )( مصارعُ شوقٍ ، ليس يجري بها دمٌ ** وَ مرمى نفوسٍ لا يطيرُ بهِ نبلُ )( هنيئاً لها نفسي ، على أنَّ دونها ** فوارسَ ، لا خرسُ الصفاحِ ، وَ لاَ عزلُ )4 ( مِنَ الْقَوْمِ ضَرَّابِي الْعَرَاقِيبِ وَالطُّلَى ** إِذَا اسْتَنَّتِ الْغَارَاتُ ، أَوْ فَغَرَ الْمَحْلُ )5 ( إِذَا نَامَتِ الأَضْغَانُ عَنْ وَتَرَاتِهَا ** فَقَوْمِيَ قَوْمٌ لاَ يَنَامُ لَهُمْ ذَحْلُ )6 ( رجالٌ أولو بأسٍ شديدٍ ونجدةٍ ** فَقَوْلُهُمُ قَوْلٌ ، وَفِعْلُهُمُ فِعْلُ )7 ( إِذَا غَضِبُوا رَدُّوا إِلَى الأُفْقِ شَمْسَهُ ** وَ سالَ بدفاعِ القنا الحزنُ والسهلُ )8 ( مساعيرُ حربٍ ، لا يخافونَ ذلةً ** ألا إنَّ تهيابَ الحروبِ هوَ الذلُّ )9 ( إذا أطرقوا أبصرتَ ، بالقومِ خيفةَ ** لإطراقهمْ ، أوْ بينوا ركدَ الحفلُ ) 40 ( وَ إنْ زلتِ الأقدامُ في دركِ غايةٍ ** تَحَارُ بِهَا الأَلْبَابُ كَانَ لَهَا الْخَصْلُ )
____________________
(1/11)
4( أولئكَ قومي ، أيَّ قومٍ وعدةٍ ** فلا ربعهمْ محلٌ ، وَ لاَ ماؤهمْ ضحلُ ) 4( يَفِيضُونَ بِالْمَعْرُوفِ فَيْضاً ، فَلَيْسَ فِي ** عطائهمُ وعدٌ ، وَ لاَ بعدهُ مطلُ ) 4( فزرهمْ تجدْ معروفهمْ دانيَ الجنى ** عَلَيْكَ ، وَبابَ الْخَيْرِ لَيْسَ لَهُ قُفْلُ ) 44 ( تَرَى كُلَّ مَشْبُوبِ الْحَمِيَّةِ ، لمْ يَسِرْ ** إِلَى فِئَةٍ إِلاَّ وَطَائِرُهُ يَعْلُو ) 45 ( بَعِيدُ الْهَوَى ، لاَ يَغْلِبُ الظَّنُّ رَأْيَهُ ** وَ لاَ يتهادى بينَ تسراعهِ المهلُ ) 46 ( تصيحُ القنا مما يدقُّ صدورها ** طِعَاناً ، وَيَشْكُو فِعْلَ سَاعِدِهِ النَّصْلُ ) 47 ( إِذَا صَالَ رَوَّى السَّيْفُ حَرَّ غَلِيلِهِ ** وَإِنْ قَالَ أَورَى زَنْدَهُ الْمَنْطِقُ الْفَصْلُ ) 48 ( لهُ بينَ مجرى القولِ آياتُ حكمةٍ ** يَدُورُ عَلَى آدَابِهَا الْجِدُّ وَالْهَزْلُ ) 49 ( تلوحُ عليهِ منْ أبيهِ وجدهِ ** مَخَايِلُ سَاوَى بَيْنَهَا الْفَرْعُ وَالأَصْلُ ) 50 ( فَأَشْيَبُنَا فِي مُلْتَقَى الْخَيْلِ أَمْرَدٌ ** وَ أمردنا في كلَّ معضلةٍ كهلُ )
____________________
(1/12)
5( لَنَا الْفَصْلُ فِيمَا قَدْ مَضَى ، وَهْوَ قَائِمٌ ** لَدَيْنَا ، وَفِيمَا بَعْدَ ذَاكَ لَنَا الْفَضْلُ )
____________________
(1/13)
البحر : طويل ( مَضَى اللَّهْوُ ، إِلاَّ أَنْ يُخَبَّرَ سَائِلُ ** وَوَلَّى الصِّبَا إِلاَّ بَوَاقٍ قَلاَئِلُ ) ( بواقٍ تماريها أفانينُ لوعةٍ ** يورثها فكرٌ على النأي شاغلُ ) ( فللشوقِ منى عبرةٌ مهراقةٌ ** وَخَبْلٌ إِذَا نَامَ الْخَلِيُّونَ خَابِلُ ) 4 ( أَلِفْتُ الضَّنَى إِلْفَ السُّهَادِ ، فَلَوْ سَرَى ** بِيَ الْبُرْءُ غَالَتْنِي لِذَاكَ الْغَوَائِلُ ) 5 ( فللهِ هذا الشوقُ ! أيَّ جراحةٍ ** أسالَ بنا ؟ حتى كأنا نقاتلُ ) 6 ( رضينا بحكمِ الحبَّ فينا ، وَ إننا ** للدٌّ إذا التفتْ علينا الجحافلُ ) 7 ( وَإِنّا رِجَالٌ تَعْلَمُ الْحَرْبُ أَنَّنَا ** بنوها ، وَ يدري المجدُ ماذا نحاولُ ) 8 ( إذا ما ابتنى الناسُ الحصونَ ، فمالنا ** سِوَى الْبِيضِ وَالسُّمْرِ اللِّدَانِ مَعَاقِلُ ) 9 ( فما للهوى يقوى عليَّ بحكمهِ ؟ ** أَلَمْ يَدْرِ أَنِّي الشَّمَّرِيُّ الْحُلاَحِلُ ؟ )0 ( وَ إني لثبتُ الجأشِ ، مستحصدُ القوى ** إذا أخذتْ أيدي الكماةِ الأفاكلُ )
____________________
(1/14)
1( إِذَا مَا اعْتَقَلْتُ الرُّمْحُ وَالرُّمْحُ صاحِبِي ** عَلَى الشَّرِّ قَالَ الْقِرْنُ : إِنِّي هَازِلُ )( لَطَاعَنْتُ حَتَّى لَمْ أَجِدْ مِنْ مُطَاعِنٍ ** وَنَازَلْتُ حَتَّى لَمْ أَجِدْ مَنْ يُنَازِلُ )( وَشَاغَبْتُ هَذَا الدَّهْرَ مِنِّي بِعَزْمَةٍ ** أَرَتْنِي سَبِيلَ الرُّشْدِ وَالْغَيُّ حَائِلُ )4 ( إذا أنتَ أعطتكَ المقاديرُ حكمها ** فأضيعُ شيءٍ ما تقولُ العواذلُ )5 ( وَمَا الْمَرْءُ إِلاَّ أَنْ يَعِيشَ مُحَسَّداً ** تَنَازَعُ فِيهِ النَّاجِذَيْنِ اْلأَنَامِلُ )6 ( لَعَمْرُكَ مَا الأَخْلاَقُ إِلاَّ مَوَاهِبٌ ** مقسمةٌ بينَ الورى ، وفواضلُ )7 ( وَ ما الناسُ إلاَّ كادحانِ : فعالمٌ ** يسيرُ على قصدٍ ، وَ آخرُ جاهلُ )8 ( فذو العلمِ مأخوذٌ بأسبابِ علمهِ ** وَذُو الْجَهْلِ مَقْطُوعُ الْقَرِينَةِ جَافِلُ )9 ( فلا تطلبنْ في الناس مثقالَ ذرةٍ ** مِنَ الْوُدِّ ؛ أُمُّ الْوُدِّ فِي النَّاسِ هابِلُ )0 ( منَ العارِ أن يرضى الفتى غيرَ طبعهِ ** وَأَنْ يَصْحَبَ الإِنْسَانُ مَنْ لاَ يُشَاكِلُ )
____________________
(1/15)
2( بَلَوْتُ ضُرُوبَ النَّاسِ طُرّاً ، فَلمْ يَكُنْ ** سوى ' المرصفى َّ ' الحبرِ في الناس كاملُ )( همامٌ أراني الدهرَ في طيَّ برده ** وَفَقَّهَنِي حَتَّى اتَّقَتْنِي الأَمَاثِلُ )( أخٌ حينَ لا يبقى أخٌ ، ومجاملٌ ** إذا قلَّ عندَ النائباتِ المجاملُ )4 ( بعيدُ مجالِ الفكرِ ، لوْ خالَ خيلةً ** أَرَاكَ بِظْهَرِ الْغَيْبِ مَا الدَّهْرُ فَاعِلُ )5 ( طَرَحْتُ بَنِي الأَيَّامِ لَمَّا عَرَفْتُهُ ** وَ ما الناسُ عندَ البحثِ إلاَّ مخايلُ )6 ( فلوْ سامني ما يوردُ النفسَ حتفها ** لأَوْرَدْتُهَا ؛ وَالْحُبُّ لِلنَّفْسِ قَاتِلُ )7 ( فَلاَ بَرِحَتْ منِّي إِلَيْهِ تَحِيَّةٌ ** تناقلها عني الضحى والأصائلُ )8 ( وَ لا زالَ غض العمرِ ، ممتنعَ الذرا ** مَرِيعَ الْفِنَا ، تُطْوَى إِلَيْهِ الْمَرَاحِلُ )
____________________
(1/16)
البحر : طويل ( عَصَيْتُ نَذِيرَ الْحِلْمِ فِي طَاعَةِ الْجَهْلِ ** وَأَغْضَبْتُ فِي مَرْضَاةِ حُبِّ الْمَهَا عَقْلِي ) ( وَنَازَعْتُ أَرْسَانَ الْبَطَالَةَ وَالصِّبَا ** إِلَى غَايَةٍ لَمْ يَأْتِهَا أَحَدٌ قَبْلِي ) ( فخذْ في حديثٍ غيرِ لومي ، فإنني ** بجبَّ الغواني عنْ ملامكَ في شغلِ ) 4 ( إذا كانَ سمعُ المرءِ عرضةَ ألسنٍ ** فما هوَ إلاَّ للخديعةِ وَ الختلِ ) 5 ( رُوَيْدَكَ ، لاَ تَعْجَلْ بِلَوْمٍ عَلَى امْرِىء ٍ ** أَصَابَ هَوَى نَفْسٍ ؛ فَفِي الدَّهْرِ مَا يُسْلِي ) 6 ( فليستْ بعارٍ صبوةُ المرءِ ذي الحجا ** إذا سلمتْ أخلاقهُ من أذى الخبلِ ) 7 ( وَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ ابْنَ كَأْسٍ وَلَذَّةٍ ** لَذُو تُدْرَإٍ يَوْمَ الْكَرِيهَةِ وَاْلأَزْلِ ) 8 ( وَقُورٌ ، وَأَحْلاَمُ الرِّجَالِ خَفِيفَةٌ ** صبورٌ ، وَ نارُ الحربِ مرجلها يغلي ) 9 ( إِذَا رَاعَتِ الظَّلْمَاءُ غَيْرِي ، فَإِنَّمَا ** هلالُ الدجى قوسي ، وأنجمهُ نبلي )0 ( أنا ابنُ الوغى ، والخيلِ ، والليلِ ، والظبا ** وَسُمْرِ الْقَنَا ، وَالرَّأْيِ ، وَالْعَقْدِ ، والْحَلِّ )
____________________
(1/17)
1( فَقُلْ لِلَّذِي ظَنَّ الْمَعَالي قَريبَةً ** رويداً ؛ فليسَ الجدُّ يدركُ بالهزلِ )( فَمَا تَصْدُقُ الآمَالُ إِلاَّ لِفَاتِكٍ ** إذا همَّ لمْ تعطفهُ قارعةُ العذلِ )( لَهُ بِالْفَلا شُغْلٌ عَنِ الْمُدْنِ وَالْقُرَى ** و في رائداتِ الخيلِ شغلٌ عنِ الأهلِ )4 ( إذا ارتابَ أمراً ألهبتهُ حفيظةٌ ** تميتُ الرضا بالسخطِ ، والحلمَ بالجهلِ )5 ( فَلاَ تَعْتَرِفْ بِالذُّلِّ خَوْفَ مَنِيَّةٍ ** فَإِنَّ احْتِمَالَ الذُّلِّ شَرٌّ مِنَ الْقَتْلِ )6 ( وَلاَ تَلْتَمِسْ نَيْلَ الْمُنَى مِنْ خَلِيقَةٍ ** فَتَجْنِي ثِمَارَ الْيَأْسِ مِنْ شَجَرِ الْبُخْلِ )7 ( فما الناسُ إلاَّ حاسدٌ ذو مكيدةٍ ** وَ آخرُ محنيُّ الضلوعِ على دخلِ )8 ( تِبَاعُ هَوًى ، يَمْشُونَ فِيهِ كَمَا مَشَى ** و سماعُ لغوٍ ، يكتبونَ كما يملى )9 ( وَمَا أَنَا وَالأَيَّامُ شَتَّى صُرُوفُهَا ** بِمُهْتَضِمٍ جَارِي ، وَلاَ خَاذِلٍ خِلِّي )0 ( أَسِيرُ عَلى نَهْجِ الْوَفَاءِ سَجِيَّةً ** و كلُّ امرئً في الناسِ يجري على الأصلِ )
____________________
(1/18)
2( تَرَكْتُ ضَغِينَاتِ النُّفُوسِ لأَهْلِهَا ** وَأَكْبَرْتُ نَفْسِي أَنْ أَبِيتَ عَلَى ذَحْلِ )( كذلكَ دأبي منذُ أبصرتُ حجتي ** وليداً ؛ وَ حبُّ الخيرِ منْ سمةِ النبلِ )( وَ ربَّ صديقٍ كشفَ الخبرُ نفسهُ ** فعاينتُ منهُ الجورَ في صورةِ العدلِ )4 ( وَهَبْتُ لَهُ مَا قَدْ جَنَى مِنْ إسَاءَةٍ ** وَلَوْ شِئْتُ ، كَانَ السَّيْفُ أَدْنَى إِلَى الْفَصْلِ )5 ( وَ مستخبرٍ عني ، وما كانَ جاهلاً ** بشأني ، وَ لكنْ عادةُ البغضِ للفضلِ )6 ( أَتَى سَادِراً ، حَتَّى إِذا قَرَّ أَوَجَسَتْ ** سويداؤهُ شراً ؛ فأغضى على ذلَّ )7 ( وَمَنْ حَدَّثَتْهُ النَّفْسُ بِالْغَيِّ بَعْدَ مَا ** تَنَاهَى إِلَيْهِ الرُّشْدُ سَارَ عَلى بُطْلِ )8 ( وَإِنِّي لأَسْتَحْيِي مِنَ الْمَجْدِ أَنْ أُرَى ** صَرِيعَ مَرَامٍ لا يَفُوزُ بِهَا خَصْلِي )9 ( أقولُ وأتلو القولَ بالفعلِ كلما ** أَرَدْتُ ؛ وَبِئْسَ الْقَوْلُ كَانَ بِلا فِعْلِ )0 ( أَرَى السَّهْلَ مَقْرُوناً بِصَعْبٍ ، وَلا أَرَى ** بغيرِ اقتحامِ الصعبِ مدركَ السهلِ )
____________________
(1/19)
3( و يومٍ كأنَّ النقعَ فيهِ غمامةٌ ** لها أثرٌ منْ سائلِ الطعنِ كالوبلِ )( تَقَحَّمْتُهُ فَرْداً سِوَى النَّصْلِ وَحْدَهُ ** وَحَسْبُ الْفَتَى أَنْ يَطْلُبَ النَّصْرَ بِالنَّصْلِ )( لَوَيْتُ بِهِ كَفِّي ، وَأَطْلَقْتُ سَاعِدِي ** وَقُلْتُ لِدَهْرِي : وَيْكَ ! فَامْضِ عَلى رِسْلِ )4 ( فما يبعثُ الغاراتِ إلاَّ مهندى ** وَ لا يركبُ الأخطارَ إلاَّ فتىً مثلي )
____________________
(1/20)
البحر : بسيط تام ( ردوا عليَّ الصبا منْ عصريَ الخالي ** وَهَلْ يَعُودُ سَوَادُ اللِّمَةِ الْبَالِي ؟ ) ( ماضٍ منَ العيش ، ما لاحتْ مخايلهُ ** في صفحةِ الفكرْ إلاَّ هاجَ بلبالي ؟ ) ( سلتْ قلوبٌ ؛ فقرتْ في مضاجعها ** بَعْدَ الْحَنِينِ ، وَقَلْبِي لَيْسَ بِالسَّالِي ) 4 ( لمْ يدرِ منْ باتَ مسروراً بلذتهِ ** أني بنارِ الأسى منْ هجرهِ صالي ) 5 ( يا غاضبينَ علينا ! هلْ إلى عدةٍ ** بالوصلِ يومٌ أناغي فيهِ إقبالي ) 6 ( غِبْتُمْ ؛ فَأَظْلَمَ يَوْمِي بَعْدَ فُرْقَتِكُمْ ** وَ ساءَ صنعُ الليالي بعدَ إجمالِ ) 7 ( قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُني مِنْكُمْ عَلى ثِقَةٍ ** حتى منيتُ بما لمْ يجرِ في بالي ) 8 ( لَمْ أَجْنِ فِي الْحُبِّ ذَنْباً أَسْتَحِقُّ بِهِ ** عتباً ، ولكنها تحريفُ أقوالِ ) 9 ( وَ منْ أطاعَ رواةَ السوءِ - نفرهُ ** عَنِ الصَّدِيقِ سَمَاعُ الْقِيلِ وَالْقَالِ )0 ( أدهى المصائبِ غدرٌ قبلهُ ثقةٌ ** وَأَقْبَحُ الظُّلْمِ صَدٌّ بَعْدَ إِقْبَالِ )
____________________
(1/21)
1( لا عيبَ فيَّ سوى حريةٍ ملكتْ ** أعتني عنْ قبولِ الذلَّ بالمالِ )( تبعتُ خطةَ آبائي ؛ فسرتُ بها ** عَلى وَتِيرَةِ آدَابٍ وَآسَالِ )( فَمَا يَمُرُّ خَيَالُ الْغَدْرِ فِي خَلَدِي ** وَلاَ تَلُوحُ سِمَاتُ الشَّرِّ فِي خَالِي )4 ( قلبي سليمٌ ، ونفسي حرةٌ وَ يدي ** مأمونةٌ ، وَ لساني غيرُ ختالِ )5 ( لَكِنَّني فِي زَمَانٍ عِشْتُ مُغْتَرِباً ** في أهلهِ حينَ قلتْ فيهِ أمثالي )6 ( بَلَوْتُ دَهْرِي ؛ فَمَا أَحْمَدْتُ سِيرتَهُ ** في سابقٍ من لياليهِ ، وَ لاَ تالي )7 ( حَلَبْتُ شَطْرَيْهِ : مِنْ يُسْرٍ ، وَمَعْسُرَةٍ ** وَذُقْتُ طَعْمَيْهِ : مِنْ خِصْبٍ ، وَإِمْحَالِ )8 ( فَمَا أَسِفْتُ لِبُؤْسٍ بَعْدَ مَقْدُرَةٍ ** وَ لاَ فرحتُ بوفرٍ بعدَ إقلالِ )9 ( عَفَافَةٌ نَزَّهَتْ نَفْسِي ؛ فَمَا عَلِقَتْ ** بلوثةٍ منْ غبارِ الذمَّ أذيالي )0 ( فاليومَ لا رسني طوعُ القيادِ ، ولاَ ** قَلْبِي إِلَى زَهْرَةِ الدُّنْيَا بِمَيَّالِ )
____________________
(1/22)
2( لَمْ يَبْقَ لِي أَرَبٌ فِي الدَّهْرِ أَطْلُبُهُ ** إلاَّ صحابةُ حرًّ صادقِ الخالِ )( وَأَيْنَ أُدْرِكُ مَا أَبْغِيهِ مِنْ وَطَرٍ ** وَ الصدقُ في الدهرِ أعيا كلَّ محتالِ ؟ )( لا في ' سرنديبَ ' لي إلفٌ أجاذبهُ ** فضلَ الحديثِ ، وَ لاَ خلٌّ ؛ فيرعى لي )4 ( أبيتُ منفرداً في رأس شاهقةٍ ** مثلَ القطاميَّ فوقَ المربإِ العالي )5 ( إذا تلفتُّ لمْ أبصرْ سوى صورٍ ** فِي الذِّهْنِ ، يَرْسُمُها نَقَّاشُ آمالِي )6 ( تهفو بيَ الريحُ أحياناً ، ويلحفني ** بردُ الطلالِ ببردٍ منهُ أسمالِ )7 ( فَفِي السَّمَاءِ غُيُومٌ ذَاتُ أَرْوِقَةٍ ** وَ في الفضاءِ سيولٌ ذاتُ أوْ شالِ )8 ( كَأَنَّ قَوْسَ الْغَمَامِ الْغُرِّ قَنْطَرَةٌ ** معقودةٌ فوقَ طامي الماءِ سيالِ )9 ( إذا الشعاعُ تراءى خلفها نشرتْ ** بَدَائِعاً ذَاتَ أَلْوَانٍ وَأَشْكَالِ )0 ( فَلَوْ تَرَانِي وَبُرْدِي بِالنَّدَى لَثِقٌ ** لخلتني فرخَ طيرٍ بينَ أدغالِ )
____________________
(1/23)
3( غَالَ الرَّدَى أَبَوَيْهِ ؛ فَهْوَ مُنْقَطِعٌ ** فِي جَوْفِ غَيْنَاءَ ، لاَ رَاعٍ ، وَلاَ وَالِي )( أزيغبَ الرأس ، لمْ يبدُ الشكيرُ بهِ ** وَ لمْ يصنْ نفسهُ منْ كيدِ مغتالِ )( كَأَنَّهُ كُرَةٌ مَلْسَاءُ مِنْ أَدَمٍ ** خَفِيَّةُ الدَّرْزِ ، قَدْ عُلَّتْ بِجِرْيالِ )4 ( يظلُّ في نصبٍ ، حرانَ ، مرتقباً ** نَقْعَ الصَّدَى بَيْنَ أَسْحَارٍ وآصَالِ )5 ( يكادُ صوتُ البزاةِ القمرِ يقذفه ** مِنْ وَكْرِهِ بَيْنَ هَابِي التُّرْبِ جَوَّالِ )6 ( لا يستطيعُ انطلاقاً منْ غيابتهِ ** كأنما هوَ معقولٌ بعقالِ )7 ( فذاكَ مثلي ، وَ لمْ أظلمْ ، وربتما ** فضلتهُ بجوى حزنٍ ، وإعوالِ )8 ( شَوْقٌ ، وَنَأْيٌ ، وَتَبْرِيحٌ ، وَمَعْتَبَةٌ ** يا للحميةِ منْ غذري وإهمالي )9 ( أصبحتُ لا أستطيعُ الثوبَ أسحبهُ ** وَقَدْ أَكُونُ وَضَافِي الدِرْعِ سِرْبَالِي ) 40 ( وَ لاَ تكادُ يدي شبا قلمي ** وَكَانَ طَوْعَ بَنَانِي كُلُّ عَسَّالِ )
____________________
(1/24)
4( فَإِنْ يَكُنْ جَفَّ عُودِي بَعْدَ نَضْرَتِهِ ** فَالدَّهْرُ مَصْدَرُ إِدْبَارٍ وَإِقْبَالِ ) 4( وَإِنْ غَدَوْتُ كَرِيمَ الْعَمِّ وَالْخَالِ ** بصدقِ ما كانَ منْ وسمي وَ إغفالي ) 4( راجعتُ قهرسَ آثاري ، فما لمحتْ ** بصيرتي فيهِ ما يزري بأعمالي ) 44 ( فَكَيْفَ يُنْكِرُ قَوْمِي فَضْلَ بَادِرَتِي ** وَقَدْ سَرَتْ حِكَمي فِيهِمْ ، وَأَمْثَالِي ؟ ) 45 ( أنا ابن قولي ؛ وحسبي في الفخارِ بهِ ** وَ إنْ غدوتُ كريمَ العممَّ وَ الخالِ ) 46 ( وَلِي مِنَ الشِّعْرِ آيَاتٌ مُفَصَّلَةٌ ** تلوحُ في وجنةِ الأيامِ كالخالِ ) 47 ( ينسى لها الفاقدُ المحزونُ لوعتهُ ** و يهتدى بسناها كلُّ قوالِ ) 48 ( فانظرْ لقولي تجدْ نفسي مصورةً ** فِي صَفْحَتَيْهِ ؛ فَقَوْلِي خَطُّ تِمْثَالِي ) 49 ( وَ لاَ تغرنكَ في الدنيا مشاكلةٌ ** بينَ الأنامِ ؛ فليسَ النبعُ كالضالِ ) 50 ( إِنَّ ابْنَ آدَمَ لَوْلاَ عَقْلُهُ شَبَحٌ ** مُرَكَّبٌ مِنْ عِظَامٍ ذَاتِ أَوْصَالِ )
____________________
(1/25)
البحر : طويل ( سَمَا الْمُلْكُ مُخْتَالاً بِمَا أَنْتَ فَاعِلٌ ** و عادتْ بكَ الأيامُ وهيَ أصائلُ ) ( ربأتَ منَ العلياءِ قنةَ سوددٍ ** يُقَصِّرُ عَنْهَا صَاغِراً مَنْ يُطَاوِلُ ) ( وَ أدركتَ في عصرِ الشبيبةِ غايةً ** منَ الفضلِ لمْ يبلإْ مداها الأفاضلُ ) 4 ( فَخَيْرُكَ مَأَمُولٌ ، وَفَضْلُكَ وَاسِعٌ ** وَظِلُّكَ مَمْدُودٌ ، وعَدْلُكَ شَامِلُ ) 5 ( مساعٍ جلاها الرأيُ ؛ فهي كواكبٌ ** لها بينَ أفلاكِ القلوبِ منازلُ ) 6 ( يقصرُ قابُ الفكرِ عنها ، وَ ينتهى ** أخو الجدَّ عنْ إدراكها وَ هوَ ذاهلُ ) 7 ( وَكَيْفَ يَنَالُ الْفَهْمُ مِنْهَا نَصِيبَهُ ** وَأَقْرَبُهَا لِلنَّيِّرَاتِ حَبَائِلُ ؟ ) 8 ( إليكَ تناهى المجدُ ، حتى لوانهُ ** أرادَ مزيداً لمْ يجدْ ما يحاولُ ) 9 ( فَمُرْ بِالَّذِي تَهْوَاهُ ؛ فَالسَّعْدُ قَائِمٌ ** بما تشتهي ، واللهُ بالنصرِ كافلُ )0 ( فَقَدْ تَصْدُقُ الآمَالُ وَالْحَزْمُ رائِدٌ ** وَ تقتربُ الغاياتُ وَ النجدُّ عاملُ )
____________________
(1/26)
1( وَأَيُّ صَنِيعٍ بَعْدَ فَضْلِكَ يُرْتَجَى ** وَأَنْتَ مَلِيكٌ فِي الْبَرِيَّةِ عَادِلُ ؟ )( يَعُمُّ الرِّضَا مَا قَامَ بِالْحَقِّ صَادِعٌ ** وَتَبْقَى الْعُلاَ مَا دَامَ لِلسَّيْفِ حَامِلُ )( فيا طالباً مسعاتهُ ؛ لينالها ** رويدكَ ؛ إنَّ الحرصَ للنفسِ خاذلُ )4 ( فَمَا كُلُّ مَنْ رَاضَ الْبَدِيهَةَ عَاقِلٌ ** وَلاَ كُلُّ مَنْ خَاضَ الْكَرِيهَةَ بَاسِلُ )5 ( وَ لولا اختلافُ الناسِ في درجاتهمْ ** لعادلَ ' قسا ' في الفصاحةِ ' باقلُ ' )6 ( هُوَ الْمَلِكُ الْمَكْفُولُ بِالنَّصْرِ جُنْدُهُ ** إِذَا احْمَرَّ بَأْسٌ ، أَوْ تَنَمَّرَ بَاطِلُ )7 ( لهُ بدهاتٌ لا تغبُّ ، وعزمةٌ ** مؤيدةٌ ، تعنو إليها الجحافلُ )8 ( فآرأوهُ في المشكلاتِ كواكبٌ ** وَهِمَّاتُهُ فِي الْمُعْضِلاَتِ مَنَاصِلُ )9 ( تَدُلُّ مَسَاعِيهِ عَلَى فَضْلِ نَفْسِهِ ** و للشمسِ منْ نورٍ عليها دلائلُ )0 ( فَيَا مَلِكاً عَمَّتْ أَيَادِيهِ ، وَالْتَقَتْ ** بِهِ فِرَقُ الآمَالِ وَهْيَ جَوَافِلُ )
____________________
(1/27)
2( بكَ اخضرتِ الآمالُ بعدَ ذبولها ** وَ حقتْ وعودُ الظنَّ وَ هيَ مخايلُ )( بسطتَ يدً بالخيرِ فينا كريمةً ** هيَ الغيثُ ، أوْ في الغيثِ منها شمائلُ )( وَ أيقظتَ ألبابَ الرجالِ ؛ فسارعوا ** إلى الجدَّ ؛ حتى ليسَ في الناسِ خاملُ )4 ( وَ ما ' مصرُ ' إلاّ جنةٌ ، بكَ أصبحتْ ** مُنَوِّرَةً أَفْنَانُهَا وَالْخَمَائِلُ )5 ( طلعتَ عليها طلعةَ البدرِ ، أشرقتْ ** بلألائهِ الآفاقُ وَ الليلُ لائلُ )6 ( وَأَجْرَيْتَ مَاءَ الْعَدْلِ فِيهَا ؛ فَأَصْبَحَتْ ** وَسَاحَاتُهَا لِلْوَارِدِينَ مَنَاهِلُ )7 ( وَ لمْ يأتِ منْ أوطانهِ ' النيلُ ' سائحاً ** إِلَى ( مِصْرَ ) إِلاَّ وَهْوَ حَرَّانُ سَائِلُ )8 ( فَيَأَيُّهَا الصَّادِي إِلَى الْعَدْلَ وَالنَّدَى ** هلمَّ ؛ فذا بحرٌ لهُ البحرُ ساحلُ )9 ( مليكٌ أقرَّ الأمنَ وَ الخوفُ شاملٌ ** و أحيا رميمَ العدلِ وَ الجورُ قاتلُ )0 ( فَسَلْهُ الرِّضَا ، وَانْزِلْ بِسَاحَةِ مُلْكِهِ ** فثمَّ الأماني ، والعلا ، والفواضلُ )
____________________
(1/28)
3( رَعَى اللَّهُ يَوْماً قَرَّبَتْنِي سُعُودُهُ ** إلى سدةٍ تأوى إليها الأماثلُ )( لثمتُ بها كفا ، هيَ البحرُ في الندى ** تَفِيضُ سَمَاحاً ، وَالْبَنَانُ جَدَاوِلُ )( نَطَقْتُ بِفَضْلٍ مِنْكَ ، لَوْلاَهُ لَمْ يَدُرْ ** لِسَانِي ، وَلَمْ يَحْفِلْ بِقَوْلِيَ فَاضِلُ )4 ( وَ لا أدعي أني بلغتُ بمدحتي ** عُلاَكَ ؛ وَلَكِنْ جُهْدُ مَا أَنَا قَائِلُ )5 ( وَ كيفَ أوفى منطقَ الشكرِ حقهُ ** وَدُونَ ثَنَائِي مِنْ عُلاَكَ مَرَاحِلُ ؟ )6 ( وَ حسبيَ عذراً أنكَ الشمسُ رفعةً ** وَكَيْفَ يَنَالُ الْكَوْكَبَ الْمُتَنَاوِلُ ؟ )7 ( لِتَهْنَ بِكَ الدُّنْيَا ؛ فَأَنْتَ جَمَالُهَا ** فلولاكَ أمسى جيدها وَ هوَ عاطلُ )8 ( وَ دمْ للعلا ما ذرَّ بالأفقِ شارقٌ ** وَمَا حَنَّ مِنْ شَوْقٍ عَلَى الأَيْكِ هادِلُ )9 ( وَ لاَ زالتِ الأيامُ تتلو مدائحي ** عليكَ ، ويمليها الضحى وَ الأصائلُ )
____________________
(1/29)
البحر : طويل ( أَلاَ ، حيِّ مِنْ ( أَسْمَاءَ ) رَسْمَ الْمَنَازِلِ ** وَإِنْ هِيَ لَمْ تَرْجِعْ بَيَاناً لِسَائِلِ ) ( خلاءٌ تعفتها الروامسُ ، والتقتْ ** عَلَيْهَا أَهَاضِيبُ الْغُيُومِ الْحَوَافِلِ ) ( فلأياً عرفتُ الدارَ بعدَ ترسمٍ ** أراني بها ما كانَ بالأمس شاغلي ) 4 ( غدتْ وَ هيَ مرعىً للظباءِ ، وَ طالما ** غَنَتْ وَهْيَ مَأْوًى لِلْحِسَانِ الْعَقَائِلِ ) 5 ( فَلِلْعَيْنِ مِنْهَا بَعْدَ تَزْيَالِ أَهْلِهَا ** مَعَارِفُ أَطْلالٍ ، كَوَحْيِ الرَّسَائِلِ ) 6 ( فَأَسْبَلَتِ الْعَيْنَانِ فِيهَا بِوَاكِفٍ ** منَ الدمعِ ، يجري بعدَ سحًّ بوابلِ ) 7 ( دِيارُ الَّتِي هَاجَتْ عَلَيَّ صَبَابَتِي ** وأَغْرَتْ بِقَلْبِي لاَعِجَاتُ الْبَلابِلِ ) 8 ( منَ الهيفِ ، مقلاقُ الوشاحينِ ، غادةٌ ** سَلِيمَةُ مَجْرَى الدَّمْعِ ، رَيَّا الْخَلاَخِلِ ) 9 ( إذا ما دنتْ فوقَ الفراشِ لوسنةٍ ** جفا خصرها عنْ ردفها المتخاذلِ )0 ( تَعَلَّقْتُهَا فِي الْحَيِّ إِذْ هِيَ طِفْلَةٌ ** وَإِذْ أَنَا مَجْلُوبٌ إِلَيَّ وَسَائِلِي )
____________________
(1/30)
1( فَلَمَّا اسْتَقَرَّ الْحُبُّ فِي الْقَلْبِ وَانْجَلَتْ ** غيابتهُ - هاجتْ عليَّ عواذلي )( فَيَا لَيْتَ أَنَّ الْعَهْدَ بَاقٍ ، وأَنَّنَا ** دوارجُ في غفلٍ منَ العيش خاملِ )( تَمُرُّ بِنَا رُعْيَانُ كُلِّ قَبِيلَةٍ ** فَمَا يَمْنَحُونَا غَيْرَ نَظْرَةِ غَافِلِ )4 ( صَغِيرَيْنِ لَمْ يَذْهَبْ بِنَا الظَّنُّ مَذْهَباً ** بَعِيداً ، ولَمْ يُسْمَعْ لَنَا بِطَوَائِلِ )5 ( نَسِيرُ إِذَا مَا الْقَوْمُ سَارُوا غَدِيَّةً ** إلى كلَّ بهمٍ راتعاتٍ وَ جاملِ )6 ( وَإِنْ نَحْنُ عُدْنَا بِالْعَشِيِّ أَضَافَنَا ** إليهِ سديلٌ منْ نقاً متقابلِ )7 ( فويلٌ لهذا الدهرِ ، ماذا أرادهُ ** إلينا ، وقد كنا كرامَ المحاصلِ ؟ )8 ( عَلَى عِفَّةٍ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّهَا ** مبرأةٌ منْ كلَّ غيًّ وَ باطلِ )9 ( وَ لكنها الأيامُ لمْ تأتِ صالحاً ** مِنَ الأَمْرِ إِلاَّ أَعْقَبَتْ بِالتَّنَازُلِ )0 ( إِذَا مَا تَذَكَّرْتُ الزَّمَانَ الَّذِي مَضَى ** تَسَاقَطُ نَفْسِي إِثْرَ تِلْكَ الْقَبَائِلِ )
____________________
(1/31)
2( قبائلُ أفنتها الحروبُ ، ولمْ تكنْ ** لِتَفْنَى كِرَامُ النَّاسِ مَا لَمْ تُقَاتِلِ )( قَضَتْ بَعدَهُمْ نَفْسِي عَزَاءً ، وأَصْحَبَتْ ** عَشَوْزَنَتِي ، وَانْقَادَ لِلذُّلِّ كَاهِلِي )( وَأَصْبَحْتُ مَغْلُولَ الْيَدَيْنِ عَنِ الَّتِي ** أحاولها ، وَ الدهرُ جمُّ الغوائلِ )4 ( صَرِيعُ لُبَاناتٍ تَقَسَّمْنَ نَفْسَهُ ** وَغَادَرْنَهُ نَهْبَ الأَكُفِّ الْخَوَاتِلِ )5 ( كأنيَ لمْ أعقدْ معَ الفجرِ رايةً ** وَ لمْ أدرعَ باسمي للكميَّ المنازلِ )6 ( وَلَمْ أَبْعَثِ الْخَيْلَ الْمُغِيرَةَ فِي الضُّحَا ** بكلَّ ركوبٍ للكريهةِ باسلِ )7 ( نَزَائِعُ يَعْلُكْنَ الشَّكِيمَ عَلَى الْوَجَى ** إذا عريتْ أمثالها في المنازلِ )8 ( مِنَ الْقَوْمِ ، بَادٍ مَجْدُهُمْ فِي شَمَالِهِمْ ** وَ لاَ مجدَ إلاَّ داخلٌ في الشمائلِ )9 ( إذا ما دعوتَ المرءَ منهمْ لدعوةٍ ** على عجلٍ - لباكَ غيرَ مسائلِ )0 ( يكفكفُ أولى الخيلِ منهُ بطعنةٍ ** تمجُّ دماً ، مطعونها غيرُ وائلِ )
____________________
(1/32)
3( يكونُ عشاءَ الزادِ آخرَ آكلٍ ** وَ يومَ اختلاجِ الطعنِ أولَ حاملِ )( قضوا ما قضوا منْ دهرهمْ ، ثمَّ فوزوا ** إِلَى دَارِ خُلْدٍ ظِلُّهَا غَيْرُ زَائِلِ )
____________________
(1/33)
البحر : بسيط تام ( ردَّ الصبا بعدَ شيبِ اللمةِ الغزلُ ** وَراحَ بِالْجِدِّ مَا يَأْتِي بِهِ الْهَزَلُ ) ( وَعَادَ مَا كَانَ مِنْ صَبْرٍ إِلَى جَزَعٍ ** بَعْدَ الإِباءِ ؛ وَأَيَّامُ الْفَتَى دُوَلُ ) ( فَلْيَصْرِفِ اللَّوْمَ عَنِّي مَنْ بَرِمْتُ بِهِ ** فليسَ للقلبِ في غيرِ الهوى شغلُ ) 4 ( وَ كيفَ أملكُ نفسي بعدَ ما ذهبتْ ** يومَ الفراقِ شعاعاً إثرَ منْ رحلوا ؟ ) 5 ( تَقَسَّمَتْنِي النَّوَى مِنْ بَعْدِهِمْ ، وَعَدَتْ ** عنهمْ عوادٍ ؛ فلا كتبٌ ، وَ لاَ رسلُ ) 6 ( فالصبرُ منخذلٌ ، وَ الدمعُ منهملٌ ** وَالْعَقْلُ مُخْتَبِلٌ ، وَالْقَلْبُ مُشْتَغِلُ ) 7 ( أرتاحُ إنْ مرَّ منْ تلقائهمْ نسمٌ ** تَسْرِي بِهِ فِي أَرِيجِ الْعَنْبَرِ الأُصُلُ ) 8 ( ساروا ، فما اتخذتْ عيني بهمْ بدلاً ** إِلاَّ الْخَيَالَ ، وَحَسْبِي ذَلِكَ الْبَدَلُ ) 9 ( فَخَلِّ عَنْكَ مَلامِي يَا عَذُولُ ، فَقَدْ ** سرتْ فؤادي - على ضعفٍ بهِ - العللُ )0 ( لاَ تَحْسَبَنَّ الْهَوَى سَهْلاً ؛ فَأَيْسَرُهُ ** خَطْبٌ لَعَمْرُكَ لَوْ مَيَّزْتَهُ جَلَلُ )
____________________
(1/34)
1( يَسْتَنْزِلُ الْمَلْكَ مِنْ أَعْلَى مَنَابِرِهِ ** وَيَسْتَوِي عِنْدَهُ الرِّعْدِيدُ وَالْبَطَلُ )( فكيفَ أدرأُ عنْ نفسي وَ قدْ علمتْ ** أَنْ لَيْسَ لِي بِمُنَاوَاةِ الْهَوَى قِبَلُ ؟ )( فَلَوْ قَدَرْتُ عَلَى شَيْءٍ هَمَمْتُ بِهِ ** فِي الْحُبِّ ، لَكِنْ قَضَاءٌ خَطَّهُ الأَزَلُ )4 ( وَ للمحبةِ قبلي سنةٌ سلفتْ ** فِي الذَّاهِبِينَ ؛ وَلِي فِيمَنْ مَضَى مَثَلُ )5 ( فإنْ تكنْ نازعتني النفسُ باطلها ** وَأَطْلَعَتْنِي عَلَى أَسْرَارِهَا الْكِلَلُ )6 ( فَقَدْ أَسِيرُ أَمَامَ الْقَوْمِ ضَاحِيَةً ** وَالْجَوُّ بِالْبَاتِرَاتِ الْبِيضِ مُشْتَعِلُ )7 ( بِكُلِّ أَشْقَرَ قَدْ زَانَتْ قَوَائِمَهُ ** حُجُولُهُ غَيْرَ يُمْنَى زَانَها الْعَطَلُ )8 ( كَأَنَّهُ خَاضَ نَهْرَ الصُّبْحِ ، فَانْتَبَذَتْ ** يمناهُ وَ انبثَّ في أعطافهِ الطفلُ )9 ( زُرْقٌ حَوَافِرُهُ ، سُودٌ نَوَاظِرُهُ ** خُضْرٌ جَحَافِلُهُ ، فِي خَلْقِهِ مَيَلُ )0 ( كأنَّ في حلقهِ ناقوس راهبةٍ ** باتتْ تحركهُ ، أوْ راعدٌ زجلُ )
____________________
(1/35)
2( يَمُرُّ بِالْوَحْشِ صَرْعَى فِي مَكَامِنِهَا ** فما تبينُ لهُ شدا ؛ فتنخذلُ )( يرى الإشارة في وحى ؛ فيفهمها ** وَ يسمعُ الزجرَ منْ بعدٍ ؛ فيمتثلُ )( لاَ يملكُ النظرةَ العجلاءَ صاحبها ** حتى تمرَّ بعطفيهِ فتحتبلُ )4 ( إنْ مرَّ بالقومِ حلوا عقدَ حبوتهمْ ** وَ استشرفتْ نحوهُ الألبابُ وَ المقلُ )5 ( تَقُودُهُ بِنْتُ خَمْسٍ ؛ فَهْوَ يَتْبَعُهَا ** وَ يستشيطُ إذا ها هي بهِ الرجلُ )6 ( أُمْضِي بِهِ الْهَوْلَ مِقْدَاماً ، وَيَصْحَبُنِي ** ماضي الغرارِ إذا ما استفحلَ الوهلُ )7 ( يَمُرُّ بِالْهَامِ مَرَّ الْبَرْقِ فِي عَجَلٍ ** وَقْتَ الضِّرَابِ ، وَلَمْ يَعْلَقْ بِهِ بَلَلُ )8 ( تَرَى الرِّجَالَ وُقُوفاً بَعْدَ فَتْكَتِهِ ** بِهِمْ ، يُظَنُّونَ أَحْيَاءً وَقَدْ قُتِلُوا )9 ( كأنهُ شعلةٌ في الكفَّ قائمةٌ ** تهفو بها الريحُ أحياناً ، وتعتدلُ )0 ( لولاَ الدماءُ التي يسقى بها نهلاً ** لكادَ منْ شدةِ اللألاءِ يشتعلُ )
____________________
(1/36)
3( يَقُلُّ مَا بَقِيَتْ فِي الْكَفِّ قَبْضَتُهُ ** كُلَّ الْحَدِيدِ ، وَلَمْ يَثْأَرْ بِهِ فَلَلُ )( بَلْ رُبَّ سَارِيَةٍ هَطْلاَءَ دَانِيَةٍ ** تَنْمُو السَّوَامُ بِهَا ، وَالنَّبْتُ يَكْتَهِلُ )( كأنَّ آثارها في كلَّ ناحيةٍ ** ريطٌ منشرةٌ في الأرض ، أو حللُ )4 ( يَمَّمْتُهَا بِرِفَاقٍ إِنْ دَعَوْتُ بِهِمْ ** لبوا سراعا ، وَ إن أنزلْ بهمْ نزلوا )5 ( قصداً إلى الصيدِ ، لا نبغي بهِ بدلاً ** وَ كلُّ نفسٍ لها في شأنها عملُ )6 ( حَتَّى إِذَا أَلْمَعَ الرُّوَّادُ مِنْ بَعَدٍ ** وَ جاءَ فارطهمْ يعلو ويستفلُ )7 ( تغازتِ الخيلُ ، حتى كدنَ منْ مرحٍ ** يذهبنَ في الأرضِ لولاَ اللجمُ وَ الشكلُ )8 ( فما مضتْ ساعةٌ ، أوْ بعضُ ثانيةٍ ** إِلاَّ وَلِلصَّيْدِ فِي سَاحَاتِنَا نُزُلُ )9 ( فكانَ يوماً قضينا فيهِ لذتنا ** كما اشتهينا ؛ فلا غشٌّ ، وَ لاَ دغلُ ) 40 ( هذَا هُوَ الْعَيْشُ ، لاَ لَغْوُ الْحَدِيثِ ، وَلاَ ** مَا يَسْتَغِيرُ بِهِ ذُو الإِفْكَةِ النَّمِلُ )
____________________
(1/37)
4( إنَّ النميمةَ وَ الأفواهُ تضرمها ** نَارٌ مُحَرِّقَةٌ لَيْسَتْ لَهَا شُعَلُ ) 4( فَاتْبَعْ هَوَاكَ ، وَدَعْ مَا يُسْتَرَابُ بِهِ ** فأكثرُ الناسِ - إنْ جربتهمْ - هملُ ) 4( وَاحْذَرْ عَدُوَّكَ تَسْلَمْ مِنْ خَدِيعَتِهِ ** إنَّ العداوةَ جرحٌ ليسَ يندملُ ) 44 ( وَ عالجِ السرَّ بالكتمانِ تحمدهُ ** فَرُبَّمَا كَانَ فِي إِفْشَائِهِ الزَّلَلُ ) 45 ( وَلاَ تَكُنْ مُسْرِفاً غِرّاً ، وَلاَ بَخِلاً ** فبئستِ الخلةُ : الإسرافُ ، وَ البخلُ ) 46 ( وَ لا يهمنكَ بعضُ الأمرِ تسأمهُ ** لا يَنْتَهِي الشُّغْلُ حَتَّى يَنْتَهِي الأَجَلُ ) 47 ( وَاعْرِفْ مَوَاضِعَ مَا تَأْتِيهِ مِنْ عَمَلٍ ** فَلَيْسَ فِي كُلِّ حِينٍ يَحْسُنُ الْعَمَلُ ) 48 ( فالريثُ يحمدُ في بعض الأمورِ ، كما ** في بعض حالاتهِ يستحسنُ العجلُ ) 49 ( هَذَا هُوَ الأَدَبُ الْمَأْثُورُ ، فَارْضَ بِهِ ** علماً لنفسكَ ؛ فالأخلاقُ تنتقلُ ) 50 ( منْ كلَّ بيتٍ إذا الإنشادُ سيرهُ ** فليسَ يمنعهُ سهلٌ ، وَ لا جبلُ )
____________________
(1/38)
5( لمْ تبنَ قافيةٌ فيهِ على َ خللٍ ** كلا ، وَ لمْ تختلفْ في رصفها الجملُ ) 5( فلاَ سنادٌ ، ولا حشوٌ ، وَ لاَ قلقٌ ** وَ لا سقوطٌ ، وَ لاَ سهوٌ ، وَ لا عللُ ) 5( تغايرتْ فيهِ أسماعٌ وَ أفئدةٌ ** فَكُلُّ نَادٍ ( عُكَاظٌ ) حِينَ يُرْتَجَلُ ) 54 ( لا تنكرُ الكاعبُ الحسناءُ منطقهُ ** وَ لا يعادُ على قومٍ ، فيبتذلُ )
____________________
(1/39)
البحر : رجز تام ( عَمَّ الْحَيَا ، وَاسْتَنَّتِ الْجَدَاوِلُ ** وَفَاضَتِ الْغُدْرَانُ وَالْمَنَاهِلُ ) ( وَازَّيَّنَتْ بِنَوْرِهَا الْخَمَائِلُ ** وَ غردتْ في أيكها البلابلُ ) ( وَ شملَ البقاعَ خيرٌ شاملُ ** فصفحةُ الأرضِ نباتٌ خائلُ ) 4 ( وَجَبْهَةُ الْجَوِّ غَمَامٌ حَافِلُ ** وَ بينَ هذينِ نسيمٌ جائلُ ) 5 ( تندى بهِ الأسحارُ وَ الأصائلُ ** كأنما النباتُ بحرٌ هائلُ ) 6 ( وَلَيْسَ إِلاَّ الأَكَمَاتِ سَاحِلُ ** و شامخُ الدوحِ سفينٌ جافلُ ) 7 ( مُعْتَدِلٌ طَوْراً ، وَطَوْراً مَائِلُ ** تهفو بهِ الجنوبُ والشمائلُ ) 8 ( وَالْبَاسِقَاتُ الشُّمَّخُ الْحَوَامِلُ ** مشمورةٌ عنْ سوقها الذلاذلُ ) 9 ( ملويةٌ في جيدها العثاكلُ ** معقودةٌ في رأسها الفلائلُ )0 ( للبسرِ فيها قانئٌ وَ ناصلُ ** مُخَضَّبٌ ، كَأَنَّهُ الأَنَامِلُ )
____________________
(1/40)
1( كَأَنَّهُ مِنْ ذَهَبٍ قَنَادِلُ ** منَ العراجينِ لها سلاسلُ )( للمجنونِ بينها أزاملُ ** تخالها محزونةً تسائلُ )( لَهَا دُمُوعٌ ذُرَّفٌ هَوَامِلُ ** كأنها أمُّ بنينَ ثاكلُ )4 ( فِي جِيدِهَا مِنْ ضَفْرِهَا حَبَائِلُ ** منَ القواديسِ ، لها جلاجلُ )5 ( تَدُورُ كَالشُّهْبِ لَهَا مَنَازِلُ ** فَصَاعِدٌ ، وَدَافِقٌ ، وَنَازِلُ )6 ( وَ الماءُ ما بينَ الغياض سائلُ ** تحنو على شطانهِ الغياطلُ )7 ( كَأَنَّهَا حَوَائِمُ نَوَاهِلُ ** وَالطَّيْرُ فِي أَفْنَانِهَا هَوَادِلُ )8 ( تزهو بها الأسحارُ وَ الأصائلُ ** فانهض إلى نيلِ المنى يا غافلُ )9 ( وَ انعمْ ، فأيامُ الصبا قلائلُ ** وَ المرءُ في الدنيا خيالٌ زائلُ )0 ( وَ الدهرُ للإنسانِ يوماً آكلُ ** وَ كلُّ شيءٍ في الزمانِ باطلُ )
____________________
(1/41)
البحر : طويل ( وَذِي حَدَبٍ يَلْتَجُّ بِالسُّفْنِ كُلَّمَا ** زَفَتْهُ نَئُوجٌ ؛ فَهْوَ يَعْلُو وَيَسْفُلُ ) ( كأنَّ اطرادَ الموجِ فوقَ سراتهِ ** نعائمُ في عرض السماوةِ جفلُ ) ( إِذَا شَاغَبَتْهُ الرِّيحُ جَاشَ عُبَابُهُ ** وَ ظلَّ أعالي موجهِ يتجفلُ ) 4 ( يهيجُ ؛ فيرغو ، أوْ يعجُّ ، كأنما ** تَخَبَّطَهُ مِنْ أَوْلَقِ الضِّغْنِ أَزْفَلُ ) 5 ( تَقَسَّمَهُ خُلْقَانِ : لِينٌ ، وَشِدَّةٌ ** بِعَصْفَةِ رِيحٍ ، فَهْوَ دَاهٍ ؛ وَأَرْفَلُ ) 6 ( علونا مطاهُ وَ هوَ ساجٍ ، فما انبرتْ ** لَهُ الرِّيحُ حَتَّى ظَلَّ يَهْفُو ، وَيَرْفُلُ ) 7 ( كأنا على أرجوحةٍ ، كلما ونتْ ** أحالَ عليها قائمٌ ، ليسَ يغفلُ ) 8 ( فَطَوْراً لَنَا في غَمْرَةِ اللُّجِّ مَسْبَحٌ ** وَطَوْراً لَنَا بَيْنَ السِّمَاكَيْنِ مَحْفِلُ ) 9 ( فَلاَ هُوَ إِنْ رُعْنَاهُ بِالْجِدِّ يَرْعَوِي ** وَ لاَ إنْ سألناهُ الهوادةَ يحفلُ )0 ( عرونا - فأبخلناهُ - فضلَ حبائهِ ** وَ منْ عجبٍ إمساكهُ وَ هوَ نوفلُ )
____________________
(1/42)
1( قَلِيلٌ عَلى عَهْدِ الإِخَاءِ ثَبَاتُهُ ** فَأَسْفَلُهُ عَالٍ ، وَعَالِيهِ سَافِلُ )( إذا حركتهُ غضبةٌ ماتَ حلمهُ ** وَظَلَّ عَلَى أَضْيَافِهِ يَتَأَفَّلُ )( شَدِيدُ الْحُمَيَّا ؛ يَرْهَبُ النَّاسُ بَطْشَهُ ** وَلَكِنَّهُ مِنْ نَفْخَةِ الرِّيحِ يُجْفِلُ )4 ( كَأَنَّ أَعَالِي الْمَوْجِ عِهْنٌ مُشَعَّثٌ ** بِهِ ، وَانْحِدَارَ السَّيْحِ شَعْرٌ مُفَلْفَلُ )5 ( ذَكَرْنَا بِهِ مَا قَدْ مَضَى مِنْ ذُنُوبِنَا ** وَفِي النَّاسِ إِنْ لَمْ يَرْحَمِ اللَّهُ غُفَّلُ )6 ( وَكَيْفَ تُرَانَا صَانِعِينَ ، وَكُلُّنَا ** بِقَارُورَةٍ صَمَّاءَ ، وَالْبَابُ مُقْفَلُ ؟ )7 ( فلا تبتئسْ إنْ فاتَ حظٌّ ، فربما ** أضاءتْ مصابيحُ الدجى وَ هيَ أفل )8 ( فَقَدْ يَبْرَأُ الدَّاءُ الْعُضَالُ ، وَيَنْجَلِي ** ضَبَابُ الرَّزَايَا ، وَالْمُسَافِرُ يَقْفِلُ )9 ( وَكَيْفَ يَخَافُ الْمَرْءُ حَيْفاً ، وَرَبُّهُ ** بِأَحْسَنِ ما يَرْجُو مِنَ الرِّزْقِ يَكْفُلُ ؟ )
____________________
(1/43)
البحر : مجزوء الرمل ( أَهِلاَلٌ بَيْنَ هَالَهْ ؟ ** أَمْ غَزَالٌ في غِلاَلَهْ ؟ ) ( صَادَ بِالَّلحظِ فُؤَادِي ** أَتَرى الْهُدْبَ حِبَالَهْ ؟ ) ( غرني ، ثمَّ تولى ** لَيْتَ شِعْرِي ، مَا بَدَا لَهْ ؟ ) 4 ( أَنَا مِنْ شَوْقِي إِلَيْهِ ** واقعٌ بينَ ضلالهْ ) 5 ( أيها الظالمُ ! هبْ لي ** مَرَّةً مِنْكَ الْعَدَالَهْ ) 6 ( وَارْعَ لِي حَقَّ وِدَادٍ ** فيكَ ، لمْ أقطعْ حبالهْ ) 7 ( منطقٌ عذبٌ ، وَ معنى ** يبسمُ السحرُ خلالهْ ) 8 ( كُلُّ بَيْتٍ كَنَسِيجِ الرْ ** رَوْضِ حُسْناً وَطَلاَلَهْ ) 9 ( أنا في الشعرِ عريقٌ ** لمْ أرثهُ عنْ كلالهْ )0 ( كَانَ ( إِبْرَاهِيمُ ) خَالِي ** فيهِ مشهورَ المقالهْ )
____________________
(1/44)
1( وَ سما جدي ' عليٌّ ' ** يطلبُ النجمَ ، فنالهْ )( فَهْوَ لِي إِرْثٌ كَرِيمٌ ** سَوْفَ يَبْقَى في السُّلاَلَهْ )
____________________
(1/45)
البحر : سريع ( يَا نَاصِرَ الْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ ! ** خذْ لي بحقي منْ يديْ ماصلي ) ( جَارَ عَلَى ضَعْفِي بِسُلْطَانِهِ ** وَمَا رَثَى لِلْمَدْمَعِ الْهَاطِلِ ) ( أجرجني عما حوتهُ يدي ** مِنْ كَسْبِيَ الْحُرِّ بِلا نَاطِلِ ) 4 ( مِنْ غَيْرِ مَا ذَنْبٍ ، سِوَى مَنْطِقٍ ** ذي رونقٍ ، كالصارمِ القاطلِ ) 5 ( أتلو بهِ الحقَّ ، وأرمي بهِ ** نَحْرَ الْعِدَا فِي الرَّهَجِ السَّاطِلِ ) 6 ( فإنْ أكنْ جردتُ منْ ثروتي ** فَفَضْلُ رَبِّي حَلْيَةُ الْعَاطِلِ )
____________________
(1/46)
البحر : وافر تام ( لأمرٍ ما تحيرتِ العقولُ ** فهلْ تدري الخلائقُ ما تقولُ ؟ ) ( تغيبُ الشمسُ ، ثمَّ تعودُ فينا ** وَتَذْوي ، ثُمَّ تَخْضَرُّ الْبُقُولُ ) ( طَبَائِعُ لاَ تُغِبُّ ، مُرَدَّدَاتٍ ** كَمَا تَعْرَى وَتَشْتَمِلُ الْحُقُولُ ) 4 ( فَسِيَّانِ الْجَهُولُ إِذَا تَنَاهَتْ ** بهِ الأيامُ ، وَ الفطنُ العقولُ ) 5 ( يَزُولُ الْخَلْقُ طَوْراً بَعْدَ طَوْرٍ ** وَتَخْتَلِفُ الْحَقَائِقُ وَالنُّقُولُ ) 6 ( فَمَا جَرَتِ الظُّنُونُ عَلَى يَقِينٍ ** تفيءُ بهِ ، وَ لاَ صحَّ المقلُ )
____________________
(1/47)
البحر : سريع ( ما الدهرُ إلاَّ ضوءُ شمس علا ** وَ كوكبٌ غامَ ، وَ نبتٌ بقلْ ) ( وَ راحلٌ أعقبهُ نازلٌ ** مَا قِيلَ قَدْ خَيَمَ حَتَّى اسْتَقَلْ ) ( عَمَايَةٌ يَخْبِطُ فِيهَا النُّهَى ** عَجْزاً ، وَلاَ تُبْصِرُ فِيهَا الْمُقَلْ ) 4 ( فبادرِ النقلةَ ، وَ اعملْ لها ** ما شئتَ ؛ فالدهرُ سريعُ النقلْ ) 5 ( وَاصْمُتْ عَنِ الشَّرِّ إِذَا لَمْ تُطِقْ ** دَفْعاً ، وَإِنْ صَادَفْتَ خَيْراً فَقُلْ ) 6 ( وَ سرْ إذا ما عرضتْ فرصةٌ ** فالبدرُ قدْ ينمو إذا ما انتقلْ ) 7 ( منْ طلبَ الأمرَ بأسبابهِ ** ساعدهُ المقدورُ إما عقلْ ) 8 ( قَدْ يَجْبُنُ الأعْزَلُ وَهْوَ الْفَتَى ** وَيَشْجُعُ النِّكْسُ إِذَا مَا اعْتَقَلْ )
____________________
(1/48)
البحر : كامل تام ( لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الزَّمَانِ ؛ فَرُبَّمَا ** خدعتْ مخيلتهُ الفؤادَ الغافلا ) ( وَ اصبرْ على ما كانَ منهُ ؛ فكلما ** ذهبَ الغداةَ أتى العشيةَ قافلا ) ( كفلَ الشقاءَ لمنْ أناخَ بربعهِ ** وَ كفى ابنَ آدمَ بالمصائبِ كافلا ) 4 ( يَمْشِي الضَّرَاءَ إِلَى النُّفُوسِ ، وَتَارَةً ** يسعى لها بينَ الأسنةِ رافلا ) 5 ( لاَ يَرْهَبُ الضِّرْغَامَ بَيْنَ عَرِيِنِهِ ** بَأْسَاً ، وَلاَ يَدَعُ الظِّبَاءَ مَطَافِلاَ ) 6 ( بينا ترى نجمَ السعادةِ طالعا ** فوقَ الأهلةِ إذْ تراهُ آفلا ) 7 ( فَإِذَا سَأَلْتَ الدَّهْرَ مَعْرِفَةً بِهِ ** فاسألْ لتعرفهُ النعامَ الجافلا ) 8 ( فَالدَّهْرُ كَالدُّولاَبِ ، يَخْفِضُ عَالِياً ** مِنْ غَيْرِ مَا قَصْدٍ ، وَيَرْفَعُ سَافِلاَ )
____________________
(1/49)
البحر : كامل تام ( إنْ شئتَ أنْ تحوى المعاليَ ، فادرعْ ** صبراً ؛ فإنَّ الصبرَ غنمٌ عاجلُ ) ( احلمْ كأنكَ جاهلٌ ، وَ اذكرْ كأن ** نَكَ ذَاهِلٌ ، وَافْطُنْ كَأَنَّكَ غَافِلُ ) ( فلقما بفضى إلى َ آرابهِ ** فِي الدَّهْرِ إِلاَّ الْعَالِمُ الْمُتَجَاهِلُ )
____________________
(1/50)
البحر : بسيط تام ( لاَ تَحْسَبِ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا عَلَى ثِقَةٍ ** مِنْ أَمْرِهِمْ ، بَلْ عَلَى ظَنٍّ وَتَخْيِيلِ ) ( حُبُّ الْحَيَاةِ ، وَبُغْضُ الْمَوْتِ أَوْرَثَهُمْ ** جُبْنَ الطِّبَاعِ ، وَتَصْدِيقَ الأَبَاطِيلِ )
____________________
(1/51)
البحر : طويل ( ألا ، إنَّ أخلاقَ الرجالِ وَ إنْ نمتْ ** فأربعةٌ منها تفوقُ على الكلَّ : ) ( وَقَارٌ بِلاَ كِبْرٍ ، وَصَفْحٌ بِلاَ أَذىً ** وَجُودٌ بِلاَ مَنٍّ ، وَحِلْمٌ بِلاَ ذُلِّ )
____________________
(1/52)
البحر : وافر تام ( تسابقْ في المكارمِ تعلُ قدراً ** فَسَبْقُ النَّاسِ لِلْخَيْرَاتِ نَضْلُ ) ( إذا ذهبَ الكرامُ ، فلا رجاءٌ ** وً إنْ ذهبَ الرجاءُ ، فليسَ فضلُ )
____________________
(1/53)
البحر : طويل ( إِذا سَتَرَ الْفَقْرُ امْرَأً ذَا نَبَاهَةٍ ** فَلاَ بُدَّ يَوْماً أَنْ يُشِيدَ بِهِ الْفَضْلُ ) ( فإنَّ لهيبَ النارِ مهما كفأتهُ ** إلى َ أسفلٍ قسراً ، فلا بدَّ أنْ يعلو )
____________________
(1/54)
البحر : طويل ( لَعَمْرُكَ مَا الإِنْسَانُ إِلاَّ ابْنُ يَوْمِهِ ** وَ ما العيشُ إلاَّ لبثةٌ وَ زيالُ ) ( وَ ما الدهرُ إلاَّ دفترٌ في خلالهِ ** تصاويرُ لمْ يعهدْ لهنَّ مثالُ ) ( ففي صفحةٍ منهُ زمانٌ قدِ انقضى ** وَ في وجهِ أخرى دولةٌ وَ رجالُ )
____________________
(1/55)
البحر : كامل تام ( طهرْ لسانكَ ما استطعتَ ، وَ لا تكنْ ** خَبّاً يُقَرِّبُ لِلنُّفُوسِ ضَلاَلَهَا ) ( إِنَّ الْوَقِيعَةَ لاَ تَعُودُ بِخِزْيَةٍ ** أوْ سبةٍ إلاَّ على منْ قالها )
____________________
(1/56)
البحر : بسيط تام ( لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ ** بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ ) ( إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ ** أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ ) ( يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَةٍ ** وَ لاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ ) 4 ( لا كالذي يدعى وداً ، وباطنهُ ** بحمرِ أقادهِ تغلى مراجلهُ ) 5 ( يذمُّ فعلَ أخيهِ مظهراً أسفاً ** لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ ) 6 ( وَ ذاكَ منهُ عداءٌ في مجاملةٍ ** فَاحْذَرْهُ ، وَاعْلَمْ بَأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ )
____________________
(1/57)
البحر : كامل تام ( الْحُبُّ مَعْنىً لاَ يُحِيطُ بِسِرِّهِ ** وصفٌ ، وَ لاَ يجري عليهِ مثالُ ) ( كَالْكَهْرَباءَةِ دَرْكُهَا مُتَعَذِّرٌ ** وَ نسيمها متحدرٌ سيالُ ) ( وَ كذلكَ الأرواحُ يظهرُ فعلها ** وَ يغيبُ عنا سرها الفعالُ ) 4 ( حكمٌ تملكها الغموضُ فلمْ يحطْ ** برموزها في العالمينَ مقالُ )
____________________
(1/58)
البحر : خفيف تام ( لَيْسَ لِي غَيْرَ خَالِكَ الْحَجَرِ الأَسْ ** ودِ في كعبةِ المحاسنِ قبلهْ ) ( فأثبني على َ الجمالِ زكاةً ** وَزَكَاةُ الْجَمَالِ في الْخَدِّ قُبْلَهْ )
____________________
(1/59)
البحر : كامل تام ( يا هاجري ظلماً بغيرِ خطيئةٍ ** هلْ لي إلى الصفحِ الجميلِ سبيلُ ؟ ) ( ماذا يضركَ لوْ سمحتَ بنظرةٍ ** تَحْيَا بِهَا نَفْسٌ عَلَيْكَ تَسِيلُ ؟ )
____________________
(1/60)
البحر : بسيط تام ( منْ ظنني موضعاً يوماً لحاجتهِ ** كنتُ الحريَّ بأنْ أعطيهِ ما سألاَ ) ( لَهُ عَلَيَّ بِحُسْنِ الظَّنِّ مَأْثُرَةٌ ** لاَ يَسْتَقِلُّ بِهَا شُكْري وَإِنْ جَمُلاَ )
____________________
(1/61)
البحر : بسيط تام ( عَاتَبْتُهُ ، لاَ لأَمْرٍ فِيهِ مَعْتَبَةٌ ** عَلَيْهِ ، لَكِنْ لأَرْعَى وَرْدَةَ الْخَجَلِ ) ( فألبستْ ياسمينَ الخدَّ خجلتهُ ** وررداً جنياً ، جناهُ رائدُ المقلِ )
____________________
(1/62)
البحر : بسيط تام ( دعِ المخافةَ ، وَ اعلمْ أنَّ صاحبها ** وَإِنْ تَحَصَّنَ لاَ يَنْجُو مِنَ الْغِيَلِ ) ( لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ عِلْمٌ يُسْتَدَلُّ بِهِ ** عَلَى الْعَوَاقِبِ ، لَمْ يَرْكَنْ إِلَى الْحِيَلِ )
____________________
(1/63)
البحر : طويل ( يُعَزَّى الْفَتَى فِي كُلِّ رُزْءٍ ، وَلَيْتَهُ ** يُعَزَّى عَلَى فَقْدِ الشَّبَابِ الْمُزَايِلِ ) ( فَكَمْ بَيْنَ مَفْقُودٍ يُعاشُ بِغَيْرِهِ ** وَآخَرَ يُزْرِي بِالْهَوَى وَالْوَسائِلِ ) ( إذا المرءُ لمْ يبكِ الشبابَ ، فما الذي ** يَعَزُّ عَلَيْهِ ، وَهْوَ أَكْرَمُ رَاحِلِ ؟ )
____________________
(1/64)
البحر : خفيف تام ( كلُّ صعبٍ سوى المذلةِ سهلُ ** وَ حياةُ الكريمِ في الضيمِ قتلُ ) ( ليس يقوى امرؤٌ على الذلَّ ما لمْ ** يكُ فيهِ منْ صبغةِ اللؤمِ دخلُ ) ( إنَّ مرَّ الحمامِ أعذبُ ورداً ** منْ حياةٍ فيها شقاءٌ وَ ذلُّ ) 4 ( أنا راضٍ بتركِ مالي وَ أهلي ** فَالْعَفَافُ الثَّرَاءُ ، وَالنَّاسُ أَهْلُ ) 5 ( لاَ يلمني على َ الحفيظةِ قومٌ ** غرهمْ منظرُ الحياةِ ؛ فضلوا ) 6 ( ألفوا الضيمَ خسيةَ الموتِ ، وَ الضي ** مُ - لعمري - فجٌ خسيسٌ ، وَ ثكلُ ) 7 ( كيفَ لاَ أنصرُ الرشادَ على الغى ** يِ ، وَعَقْلِي مَعِي ، وَفِي النَّفْسِ فَضْلُ ؟ ) 8 ( إنما المرءُ باللسانِ وَ بالقل ** بِ ، فَإِنْ خَابَ مِنْهُمَا ، فَهْوَ فَسْلُ ) 9 ( قَدْكِ يَا نَفْسُ ، فَالتَّصَبُّرُ إِلاَّ ** في لقاءِ الحروبِ غبنٌ وَ جهلُ )0 ( فابعثيها شعواءَ ، يحكمُ فيها ** مُنْصُلٌ صَارِمٌ ، وَرُمْحٌ مِتَلُّ )
____________________
(1/65)
1( هُوَ إِمَّا الْحِمَامُ ، أَوْ عِيشَةٌ خَضْ ** رَاءُ فِيهَا لِمَنْ تَفَيَّأَ ظِلُّ )( إِنَّ مُلْكاً فِيهِ ( فُلانٌ ) وَزِيراً ** لَمُبَاحٌ لِلْخَائِنِينَ وَبِلُّ )( أَهْوَجٌ ، أَحْمَقٌ ، شَتِيمٌ ، لَئِيمٌ ** أَغْتَمٌ ، أَبْلَهٌ ، زَنِيمٌ ، عُتُلُّ )4 ( صَغُرَتْ رَأْسُهُ ، وَأَفْرَطَ فِي الطُّولِ ** شواهُ ، وَ عنقهُ ؛ فهوَ صعلُ )5 ( أبرزتْ ثدرةُ الطبيعةِ منهُ ** شَكْلَ لُؤْمٍ ، إِنْ كَانَ لِلُّؤمِ شَكْلُ )6 ( هَدَفٌ لِلْعُيُوبِ ، فِي كُلِّ عُضْوٍ ** مِنْهُ سَهْمٌ لِلطَّاعِنِينَ وَنَصْلُ )7 ( نسلتهُ منَ استها أمُّ سوءٍ ** ما لها غيرَ طائفِ الليلِ بعلُ )8 ( كنْ كما شئتَ يا فلانُ ، وَ ما شا ** ءتْ رجالٌ ؛ فأنتَ للؤمِ أهلُ )9 ( ليسَ تغنى الألقابُ عنْ كرمِ الأص ** لِ ، فمجدُ الفتى عفافٌ وَ عقلُ )0 ( أَنْتَ مِنْ عُنْصُرٍ ، لَو اتَّكَأَ الذَّرْ ** رُ عليهِ ، لآدهُ منهُ حملُ )
____________________
(1/66)
2( نازعتكَ اليهودُ ، واختلفتْ في ** كَ النَّصَارَى ، فَأَنْتَ لاَ شَكَّ بَغْلُ )( إنَّ بيتَ الوزانِ لمْ يزنوا شي ** ئاً ، وَلَكِنَّ فِيهِمْ عَلَى ذَاكَ ثِقْلُ )( كثروا عدةً ، وَ لوْ أحصنَ البا ** بَ أبوهمْ عنِ الزناةِ ، لقلوا )4 ( لو عزونا كلَّ امريءٍ لأبيهِ ** منْ فراخِ الوزانِ ، لمْ يبقَ نسلُ )5 ( كلُّ وغدٍ أهدى إلى اللؤمِ منْ با ** زٍ ، وَلَكِنْ مِنَ الْحِمَارِ أَضَلُّ )6 ( قَدْ تَغَذَّى بِاللُّؤْمِ إِذْ هُوَ طِفْلٌ ** و تمادى في الغيَّ إذْ هوَ كهلُ )7 ( ليسَ فيهمْ منْ تحمدُ العينُ رؤيا ** هُ ، وَ لاَ منهمُ إلى النفسِ خلُّ )8 ( أَدْرَكُوا فِي الْعُيُوبِ أَبْعَدَ خَصْلٍ ** كلُّ حيًّ لهُ بما شاءَ خصلُ )9 ( كيفَ لا تشملُ الدناءةُ قوماً ** نشئوا في الصغارِ حينَ استهلوا ؟ )0 ( همْ - لعمري - أذلُّ منْ قدمِ النع ** لِ نفوساً ، وَ النعلُ منهمْ أجلُّ )
____________________
(1/67)
3( كنتُ لا أحسنُ الهجاءَ ، وَ لكنْ ** علمتني صفاتهمْ كيفَ أتلو )( كلُّ شيءٍ يفنى ، وَ لكنْ هجائي ** فِيكَ بَاقٍ مَا عَاقَبَ السَّيْفَ صَقْلُ )
____________________
(1/68)
البحر : طويل ( وِصَالُكَ لِي هَجْرٌ ، وَهَجْرُكَ لِي وَصْلُ ** فزدني صدوداً ما استطعتَ ، وَ لاَ تألُ ) ( إذا كان قربي منكَ بعداً عن المنى ** فَلاَ حُمَّتِ اللُّقْيَا ، وَلاَ اجْتَمَعَ الشَّمْلُ ) ( وَ كيفَ أودُّ القربَ منْ متلونٍ ** كَثِيرِ خَبَايَا الصَّدْرِ ، شِيمَتُهُ الْخَتْلُ ) 4 ( فليتَ الذي بيني وَ بينكَ ينتهى ** إلى حيثُ لا طلحٌ يرفُّ وَ لاَ أثلُ ) 5 ( خَبُثْتَ ، فَلَوْ طُهِّرْتَ بِالْمَاءِ لاَكْتَسَى ** بكَ الماءُ خبثاً لا يحلُّ بهِ الغسلُ ) 6 ( فَوَجْهُكَ مَنْحُوسٌ ، وَكَعْبُكَ سَافِلٌ ** وَقَلْبُكَ مَدْغُولٌ ، وَعَقْلُكَ مُخْتَلُّ ) 7 ( بكَ اسودتِ الأيامُ بعدَ ضيائها ** وَأَصْبَحَ نَادِي الْفَضْلِ لَيْسَ بِهِ أَهْلُ ) 8 ( فلوْ لمْ تكنْ في الدهرِ ما انقضَّ حادثٌ ** بِقَوْمٍ ، وَلاَ زَلَّتْ بِذِي أَمَلٍ نَعْلُ ) 9 ( فَمَا نَكْبَةٌ إِلاَّ وَأَنْتَ رَسُولُهَا ** وَ لاَ خيبةٌ إلاَّ وَ أنتَ لها أصلُ )0 ( أَذُمُّ زَمَاناً أَنْتَ فيهِ ، وَبَلْدَةً ** طلعتَ عليها ؛ إنهُ زمنٌ وَغلُ )
____________________
(1/69)
1( ذمامكَ مخفورٌ ، وَ عهدكَ ضائعٌ ** وَرَأَيُكَ مَأْفُونٌ ، وَعَقْلُكَ مُخْتَلُّ )( مَخَازٍ لَوَ انَّ النَّجْمَ حُمِّلَ بَعْضَهَا ** لَعَاجَلَهُ مِنْ دُونِ إِشْرَاقِهِ أَفْل )( فسرْ غيرَ مأسوفٍ عليكَ ، فإنما ** قُصَارَى ذَمِيمِ الْعَهْدِ أَنَّ يُقْطَعَ الْحَبْلُ )
____________________
(1/70)
البحر : طويل ( إِلى اللَّهِ أَشْكُو طُولَ لَيْلِي ، وَجَارَةً ** تَبِيتُ إِلَى وَقْتِ الصَّبَاحِ بِإِعْوَالِ ) ( لها صبيةٌ لاَ باركَ اللهُ فيهمُ ** قِبَاحُ النَّوَاصِي ، لاَ يَنَمْنَ عَلَى حَالِ ) ( صوارخُ ، لاَ يهدأنَ إلاَّ معَ الضحا ** مِنَ الشَّرِّ ، في بَيْتٍ مِنَ الْخَيْرِ مِمْحَالِ ) 4 ( تَرَى بَيْنَهُمْ يَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ ** لَهِيبَ صِيَاحٍ يَصْعَدُ الْفَلَكَ الْعَالِي ) 5 ( كَأَنَّهُمُ مِمَّا تَنَازَعْنَ أَكْلُبٌ ** طُرِقْنَ عَلَى حِينِ الْمَسَاءِ برِئْبَالِ ) 6 ( فهجنَ جميعاً هيجةً فزعتْ لها ** كِلاَبُ الْقُرَى ، مَا بَيْنَ سَهْلٍ وَأَجْبَالِ ) 7 ( فلمْ يبقَ منْ كلبٍ عقورٍ وَ كلبةٍ ** مِنَ الْحَيِّ إِلاَّ جَاءَ بِالْعَمِّ وَالْخَالِ ) 8 ( وَفزِّعَتِ الأَنْعَامُ وَالْخَيْلُ ؛ فَانْبَرَتْ ** تُجَاوِبُ بَعْضاً فِي رُغَاءٍ وَتَصْهَالِ ) 9 ( فقامتْ رجالُ الحيَّ تحسبُ أنها ** أصيبتْ بجيشٍ ذي غواربَ ذيالِ )0 ( فَمِنْ حَامِلٍ رُمْحاً ، وَمِنْ قَابِضٍ عَصاً ** وَمِنْ فَزِعٍ يَتْلُو الْكِتَابَ بِإِهْلاَلِ )
____________________
(1/71)
1( وَ منْ صبيةٍ ريعتْ لذاكَ ، وَ نسوةٍ ** قَوَائِمَ دُونَ الْبَابِ يَهْتِفْنَ بِالْوَالِي )( فَيَا رَبُّ ، هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ تَصَبُّراً ** عَلَى مَا أُقَاسِيهِ ، وَخُذْهُمْ بِزَلْزَالِ )
____________________
(1/72)
البحر : مجزوء الكامل ( يا قلبُ ، ما لكَ لاَ تفي ** قُ منَ الهوى ؟ يا قلبُ ، ما لكْ ؟ ) ( أوَ ما بدا لكَ أنْ تعو ** دَ عَنِ الصِّبَا ؟ أَوَ مَا بَدَا لَكْ ؟ ) ( أمْ خلتَ أنَّ يدَ الزما ** نِ قصيرةٌ عنْ أنْ تنالكْ ) 4 ( هيهاتَ ، صدَّ بكَ الهوى ** عَنْ أَنْ تَرِيعَ ، وَلَنْ إِخَالَكْ ) 5 ( سلمْ أموركَ للذي ** أنشاكَ منْ عدمٍ وَ عالكْ ) 6 ( ودعِ التعلقَ بالمحا ** لِ ؛ فإنهُ يبري محالكْ ) 7 ( فَعَسَاكَ تَنْزِعُ مِنْ يَدِ الْ ** أَهْوَاءِ يَا قَلْبِي حِبَالَكْ )
____________________
(1/73)
البحر : مجزوء الرمل ( أيها المغرورُ ، مهلا ** لَسْتَ لِلتَّكْرِيمَ أَهْلاَ ) ( كَيْفَ صَادَفْتَ الأَمَانِي ؟ ** هلْ رأيتَ الصعبَ سهلا ؟ ) ( خلتها ماءً نميرا ** فاشربنْ علاًّ ، وَ نهلا ) 4 ( أينَ أهلُ الدارِ ؟ فانظرْ ** هَلْ تَرَى بِالدَّارِ أَهْلاَ ؟ ) 5 ( رُبَّ حُسْنٍ فِي ثِيَابٍ ** عَادَ غِسْليناً ومُهْلاَ ؟ ) 6 ( وَعُيُونٍ كُنَّ سُوداً ** صرنَ عندَ الموتِ شهلا ) 7 ( سَوْفَ يَلْقَى كُلُّ بَاغٍ ** فِي الْوَرَى خِزْياً وَبَهْلاَ ) 8 ( إِنَّمَا الدُّنْيَا غُرُورٌ ** لمْ تدعْ طفلاً وَ كهلا ) 9 ( كَمْ حَكِيمٍ ضَلَّ فِيهَا ** فاكتسى بالعلمِ جهلا )
____________________
(1/74)
البحر : بسيط تام ( بقوةِ العلمِ تقوى شوكةُ الأممِ ** فَالْحُكْمُ في الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ ) ( كمْ بينَ ما تلفظُ الأسيافُ منْ علقٍ ** وَبَيْنَ مَا تَنْفُثُ الأَقْلامُ مِنْ حِكَمِ ) ( لَوْ أَنْصَفَ النَّاسُ كَانَ الْفَضْلُ بَيْنَهُمُ ** بِقَطْرَةٍ مِنْ مِدَادٍ ، لاَ بِسَفْكِ دَمِ ) 4 ( فاعكفْ على َ العلمِ ، تبلغْ شأوَ منزلةٍ ** في الفضلِ محفوفةٍ بالعزَّ وَ الكرمِ ) 5 ( فليسَ يجنى ثمارَ الفوزِ يانعةً ** منْ جنةِ العلمِ إلاَّ صادقُ الهممِ ) 6 ( لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسَاعِي مَا يَبِينُ بِهِ ** سَبْقُ الرِّجَالِ ، تَسَاوَى النَّاسُ في الْقِيَمِ ) 7 ( وَلِلْفَتَى مُهْلَةٌ فِي الدَّهْرِ ، إِنْ ذَهَبَتْ ** أَوْقَاتُهَا عَبَثاً ، لَمْ يَخْلُ مِنْ نَدَمِ ) 8 ( لَوْلاَ مُدَاوَلَةُ الأَفْكَارِ مَا ظَهَرَتْ ** خَزَائِنُ الأَرْضِ بَيْنَ السَّهْلِ وَالْعَلَمِ ) 9 ( كمْ أمةٍ درستْ أشباحها ، وَ سرتْ ** أرواحها بيننا في عالمِ الكلمِ )0 ( فَانْظُرْ إِلَى الْهَرَمَيْنِ الْمَاثِلَيْنِ تَجِدْ ** غَرَائِباً لاَ تَرَاهَا النَّفْسُ فِي الْحُلُمِ )
____________________
(1/75)
1( صرحانِ ، ما دارتِ الأفلاكُ منذُ جرتْ ** على نظيرهما في الشكلِ والعظمِ )( تَضَمَّنَا حِكَماً بَادَتْ مَصَادِرُهَا ** لَكِنَّهَا بَقِيَتْ نَقْشاً عَلَى رَضَمِ )( قومٌ طوتهمْ يدُ الأيامِ ؛ فاتقرضوا ** وَ ذكرهمُ لمْ يزلْ حياً على القدمِ )4 ( فكمْ بها صور كادتْ تخاطبنا ** جهراً بغيرِ لسانٍ ناطقٍ وَ فمِ )5 ( تَتْلُو لِ ( هِرْمِسَ ) آيَاتٍ تَدُلُّ عَلَى ** فَضْلٍ عَمِيمٍ ، وَمَجْدٍ بَاذِخِ الْقَدَمِ )6 ( آياتُ فخرٍ ، تجلى نورها ؛ فغدتْ ** مَذْكُورَةً بِلِسَانِ الْعُرْبِ وَالْعَجَمِ )7 ( وَ لاحَ بينهما ' بلهيبُ ' متجهاً ** للشرقِ ، يلحظ مجرى النيلِ من أممِ )8 ( كَأَنَّهُ رَابِضٌ لِلْوَثْبِ ، مُنْتَظِرٌ ** فريسةً ؛ فهوَ يرعاها ، وَ لمْ ينمِ )9 ( رمزٌ يدلُّ على أنَّ العلومَ إذا ** عَمَّتْ بِمِصْرَ نَزَتْ مِنْ وَهْدَةِ الْعَدَمِ )0 ( فَاسْتَيْقِظُوا يَا بَني الأَوْطَانِ ، وانْتَصِبُوا ** للعلمِ ؛ فهوَ مدارُ العدلِ في الأممِ )
____________________
(1/76)
2( وَلاَ تَظُنُّوا نَمَاءَ الْمَالِ ، وَانْتَسِبُوا ** فَالْعِلْمُ أَفْضَلُ مَا يَحْوِيهِ ذُو نَسَمِ )( فَرُبَّ ذِي ثَرْوَةٍ بِالْجَهْلِ مُحْتَقَرٍ ** وَ ربَّ ذي خلةٍ بالعلمِ محترمِ )( شيدوا المدارسَ ؛ فهي الغرسُ إنْ بسقتْ ** أَفْنَانُهُ أَثْمَرَتْ غَضّاً مِنَ النِّعَمِ )4 ( مَغْنَى عُلُومٍ ، تَرَى الأَبْنَاءَ عَاكِفَةً ** عَلَى الدُّرُوسِ بِهِ ، كَالطَّيْرِ في الْحَرَمِ )5 ( مِنْ كُلِّ كَهْلِ الْحِجَا في سِنِّ عَاشِرَةٍ ** يَكَادُ مَنْطِقُهُ يَنْهَلُّ بِالْحِكَمِ )6 ( كأنها فلكٌ لاحتْ بهِ شهبٌ ** تُغْنِي بِرَوْنَقِهَا عَنْ أَنَجُمِ الظُّلَمِ )7 ( يَجْنُونَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ زَهْرَةً عَبِقَتْ ** بنفحةٍ تبعثُ الأرواحَ في الرممِ )8 ( فَكَمْ تَرَى بَيْنَهُمْ مِنْ شَاعِرٍ لَسِنٍ ** أَوْ كَاتِبٍ فَطِنٍ ، أَوْ حَاسِبٍ فَهِمِ )9 ( وَ نابغٍ نالَ منْ علمِ الحقوقِ بها ** مَزِيَّةً أَلْبَسَتْهُ خِلْعَةَ الْحَكَمِ )0 ( وَلُجِّ هَنْدَسَةٍ تَجْرِي بِحِكْمَتِهِ ** جَدَاوِلُ الْمَاءِ في هَالٍ مِنَ الأَكُمِ )
____________________
(1/77)
3( بَلْ ، كَمْ خَطِيبٍ شَفَى نَفْساً بِمَوْعِظَةٍ ** وَ كمْ طبيبٍ شفى جسماً منَ السقمِ )( مُؤَدَّبُونَ بآدَابِ الْمُلُوكِ ، فَلاَ ** تَلْقَى بِهِمْ غَيْرَ عَالِي الْقَدْرِ مُحْتَشِمِ )( قَوْمٌ بِهِمْ تَصْلُحُ الدُّنْيَا إِذَا فَسَدَتْ ** وَيَفْرُقُ الْعَدْلُ بَيْنَ الذِّئْبِ وَالْغَنَمِ )4 ( وَ كيفَ يثبتُ ركنُ العدلِ في بلدٍ ** لَمْ يَنْتَصِبْ بَيْنَهَا لِلْعِلْمِ مِنْ عَلَمِ ؟ )5 ( ما صورَ اللهُ للأبدانِ أفئدةً ** إِلاَّ لِيَرْفَعَ أَهْلَ الْجِدِّ وَالْفَهَمِ )6 ( وَأَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ أَفْضَى إِلَى أَمَدٍ ** في الفضلِ ، وَ امتازَ بالعالي منَ الشيمِ )7 ( لَوْلاَ الْفَضِيلَةُ لَمْ يَخْلُدْ لِذِي أَدَبٍ ** ذِكْرٌ عَلَى الدَّهْرِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَدَمِ )8 ( فلينظرِ المرءُ فيما قدمتْ يده ** قَبْلَ الْمَعَادِ ، فَإِنَّ الْعُمْرَ لَمْ يَدُمِ )
____________________
(1/78)
البحر : طويل ( لعزةِ هذي اللاهياتِ النواعمِ ** تذلُّ عزيزاتُ النفوس الكرائمِ ) ( فَمَا كُنْتُ لَوْلاَهُنَّ تَهْتَاجُنِي الصَّبَا ** أصيلاً ، وَ يشجيني هديرُ الحمائمِ ) ( وَلاَ شَاقَنِي بَرْقٌ تَأَلَّقَ مَوْهِناً ** كَزَنْدٍ تُوَالِي قَدْحَهُ كَفُّ ضَارِمِ ) 4 ( وَبَيْضَاءَ رَيَّا الرِّدْفِ ، مَهْضُومَةِ الْحَشَا ** يُقِلُّ ضُحَاهَا جُنْحَ أَسْوَدَ فَاحِمِ ) 5 ( منَ العينِ ، يحمى خدرها كلُّ ضيغمٍ ** بعيدِ مشقَّ الجفنِ ، عبلِ المعاصمِ ) 6 ( فلولا هواها ما تغنتْ حمامةٌ ** بِغُصْنٍ ، وَلاَ انْهَلَّتْ شُئُونُ الْغَمَائِمِ ) 7 ( وَلاَ الْتَهَبَ الْبَرْقُ اللَّمُوعُ ، وَلاَ غَدَتْ ** تحنُّ مطايا نا حنينَ الروائمِ ) 8 ( أَمَا ، وَهِلاَلٍ فِي دُجُنَّةِ طُرَّةٍ ** يَلُوحُ ، وَدُرٍّ فِي عَقِيقِ مَبَاسِمِ ) 9 ( لَقَدْ أَوْدَعَ الْبَيْنُ الْمُشِتُّ بِمُهْجَتِي ** نُدُوباً ، كَأُثْرِ الْوَشْمِ مِنْ كَفِّ وَاشِمِ )0 ( وَكَمْ لَيْلَةٍ سَاوَرْتُهَا نَابِغِيَّةٍ ** سقتني بما مجتْ شفاهُ الأراقمِ )
____________________
(1/79)
1( كَأَنَّ الثُّرَيَّا كَفُّ عَذْرَاءَ طَفْلَةٍ ** بهِ رعشةٌ للبينِ ، بادي الخواتمِ )( إذا اضطربتْ تحتَ الظلامِ تخالها ** دُمُوعَ الْعَذَارَى فِي حِدَادِ الْمَآتِمِ )( وَ برقٍ يمانيًّ أرقتُ لومضهِ ** يطيرُ بهدابٍ كثيرِ الزمازمِ )4 ( كأنَّ اصطخابَ الرعدِ في جنباتهِ ** هديرُ فحولٍ ، أوْ زئيرُ ضراغمِ )5 ( تَخَالَفَتِ الأَهْوَاءُ فِيهَا : فَعَاذِرٌ ** هوايَ الذي أشكو ، وآخرُ لائمي )6 ( وَ نافسني ، في حبها كلُّ كاشحٍ ** يلفُّ على الشحناءِ عوجَ الحيازمِ )7 ( فكمْ صاحبٍ ألقاهُ يحملُ صدرهُ ** فؤادَ عدوًّ في ثيابِ مسالمِ )8 ( أُغَالِطُهُ قَوْلِي ، وَأَمْحَضُهُ الْوَفَا ** كأني بما في صدرهِ غيرُ عالمِ )9 ( وَ منْ لمْ يغالطْ في الزمانِ عدوهُ ** وَيُبْدِي لَهُ الْحُسْنَى ، فَلَيْسَ بِحَازِمِ )0 ( فيا ربةَ الخالِ التي هدرتْ دمي ** وَأَلْقَتْ إِلَى أَيْدِي الْفِرَاقِ شَكَائِمِي )
____________________
(1/80)
2( إِليْكِ اسْتَثَرْتُ الْعَيْنَ مَحْلُولَةَ الْعُرَا ** وَفِيكِ رَعَيْتُ النَّجْمَ رَعْيَ السَّوَائِمِ )( فَلاَ تَتْرُكِي نَفْسِي تَذُوبُ ، وَمُهْجَتِي ** تسيلُ دماً بينَ الدموعِ السواجمِ )( أقولُ لركبس مدلجينَ ، هفتْ بهمْ ** رياحُ الكرى ، ميلِ الطلى وَ العمائمِ )4 ( تجدُّ بهمْ كومُ المهاري لواغباً ** عَلَى مَا تَرَاهُ ، دَامِيَاتِ الْمَنَاسِمِ )5 ( تصيخُ إلى رجعِ الحداءِ ، كأنها ** تحنُّ إلى إلفٍ قديمٍ مصارمِ )6 ( وَ يلحقها منْ روعةِ السوطِ جنةٌ ** فَتَمْرُقُ شُعْثاً مِنْ فِجَاجِ الْمَخَارِمِ )7 ( لهنَّ إلى الحادي التفاتةُ وامقٍ ** فمنْ رازحٍ معى ، وآخرَ رازمِ )8 ( ألاَ أيها الركبُ الذي خامرَ السرى ** بكلَّ فتىً للبينِ أغبرَ ساهمِ )9 ( قِفَا بِي قَلِيلاً ، وَانْظُرَا بِيَ ؛ أَشْتَفِي ** بلثمِ الحصى بينَ اللوى فالنعائمِ )0 ( فَكَمْ عَهْدِ صِدْقٍ مَرَّ فِيهِ ، وَأَعْصُرٍ ** تَوَلَّتْ عِجَالاً دُونَ تَهْوِيمِ نَائِمِ )
____________________
(1/81)
3( أَبِيتُ لَهَا دامِي الْجُفُونِ مُسَهَّداً ** طريحَ الثرى ، محمرَّ طرفِ الأباهمِ )( وَمَا هَاجَنِي إِلاَّ عُصَيْفِيرُ رَوْضَةٍ ** على َ ملعبٍ منْ دوحةِ الضالِ ناعمِ )( يَصِيحُ ، فَمَا أَدْرِي : لِفُرْقَةِ صَاحِبٍ ** كَرِيمِ السَّجَايَا ، أَمْ يُغَنِّي لِقَادِمِ ؟ )4 ( كَأَنَّ الْعُصَيْفِيرَ اسْتُطِيرَ فُؤَادُهُ ** سروراً بربَّ المكرماتِ الجسائمِ )5 ( أبو المجدِ ، نجلُ الجودِ ، خالُ زمانهِ ** أخو الفخرِ ' إسماعيلُ ' خدنُ المكارمِ )6 ( قَشِيبُ الصِّبَا ، كَهْلُ التَّدَابِيرِ جَامعٌ ** صنوفَ العلا وَ المجدِ في صدرِ جازمِ )7 ( تجمعَ فيهِ الحلمُ ، وَ البأسُ ، وَ الندى ** فَلَيْسَ لَهُ فِي مَجْدِهِ مِنْ مُزَاحِمِ )8 ( ذكاءُ ' أرسطاليسَ ' في حلم ' أحنفٍ ' ** وَ همةُ ' عمرو ' في سماحةِ ' حاتمِ ' )9 ( لهُ تحتَ أستارِ الغيوبِ ، وَ فوقها ** عيونٌ ترى الأشياءَ ، لاَ وهمُ واهمِ ) 40 ( فنظرتهُ وحيٌ ، وَ ساكنُ صدرهِ ** فؤادُ خبيرٍ ، ناطقٍ بالعظائمِ )
____________________
(1/82)
4( تكادُ لعلياهُ الملائكُ ترتمي ** على كتفيهِ ، كالطيورِ الحوائمِ ) 4( أرَاهُ ، فَيَمْحُونِي الْجَلاَلُ ، وَأَنْتَحِي ** أُغَالِطُ أَفْكَارِي ، وَلَستُ بِحَالِمِ ) 4( وَ توهمني نفسي الكذابَ سفاهةً ** أَلاَ ، إِنَّمَا الأَوْهَامُ طُرْقُ الْمَآثِمِ ) 44 ( هوَ السيفُ ، في حديهِ لينٌ وَ شدةٌ ** فتلقاهُ حلوَ البشرِ ، مرَّ المطاعمِ ) 45 ( تَرَاهُ لَدَى الْخَطْبِ الْمُلِمِّ مُجَمِّعاً ** عُرَا الْحِلْمِ ، ثَبْتَ الْجَأْشِ ، مَاضِي الْعَزَائِمِ ) 46 ( لهُ النظرةُ الشزراءُ ، يعقبها الرضا ** لإسعافِ مظلومٍ ، وَ إرغامِ ظالمِ ) 47 ( فلولا ندى كفيهِ أوقدَ بأسهُ ** لَدَى الرَّوْعِ أَطْرَافَ الظُّبَا وَاللَّهَاذِمِ ) 48 ( وَ لولا ذكاهُ أعشبتْ بيمينهِ ** قَنَا الْخَطِّ ، وَاخْضَلَّتْ طُرُوسُ الْمَظَالِمِ ) 49 ( لهُ بيتُ مجدِ ، زفرفتْ دونَ سقفهِ ** حَمَامُ الدَّرَارِي ، مُشْمَخِرُّ الدَّعَائِمِ ) 50 ( فمنْ رامهُ ، فليتخذْ من قصائدي ** سطوراً إلى مرقاهُ مثلَ السلالمِ )
____________________
(1/83)
5( فيابنَ الألى سادوا الورى ، وانتهوا إلى ** تَمَام الْعُلاَ مِنْ قَبْلٍ نَزْعِ التَّمَائِمِ ) 5( أُهَنِّيكَ بِالْمُلْكِ الَّذِي طَالَ جِيدُهُ ** بعزكَ ، حتى حلَّ بيتَ النعائمِ ) 5( لَسَوَّدْتَهُ بِالْفَخْرِ ، فَابْيَضَّ وَجْهُهُ ** بِأَسْمَرَ خَطِّيٍّ ، وَأَبْيَضَ صَارِمِ ) 54 ( تَدَارَكْتَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ كَادَ يَنْمَحِي ** لِفَرْطِ تَبَارِيحِ الدُّهُورِ الْغَوَاشِمِ ) 55 ( بَكَى زَمَناً ، وَاغْبَرَّ ، حَتَّى أَتَيْتَهُ ** فَعَادَ رَحِيبَ الصَّدْرِ ، طَلْقَ الْمَبَاسِمِ ) 56 ( وَ سستَ الورى بالعدلِ حتى تشوقاً ** إِلَيْكَ التَوَى جِيدُ الدُّهُورِ الْقَدَائِمِ ) 57 ( وَجِئْتَ مَجِيءَ الْبَدْرِ مَدَّ شُعَاعَهُ ** عَلَى أُفُقٍ بِالْجَوْنِ وَحْفِ الْقَوَادِمِ ) 58 ( برأيٍ كخيطِ الشمس نوراً ، تخالهُ ** فِرِنْداً تَمَشَّى فِي خُدُودِ الصَّوَارِمِ ) 59 ( فَلَوْ مِصْرُ تَدْرِي أَرْسَلَتْ لَكَ نِيلَهَا ** لِيَلْقَاكَ فِي جُنْحٍ مِنَ اللَّيْلِ قَاتِمِ ) 60 ( وَ جاءتْ لكَ الأهرامُ تسعى تشوقاً ** إِلَى دَارِ ( قُسْطَنْطِينَ ) سَعْيَ النَّسَائِمِ )
____________________
(1/84)
6( فَبُورِكْتَ فِي مُلْكٍ وَرِثْتَ ذَمَاءَهُ ** وَ خلدتهُ في نسلِ مجدٍ أكارمِ ) 6( بهمْ كلُّ غطريفٍ ، يمدُّ إلى العلا ** يداً خلقتْ فينا لبذلِ المكارمِ ) 6( يجولُ مجالَ البرقِ وَ الخيلُ ترتمي ** بأعطافها في المأزقِ المتلاحمِ ) 64 ( فما روضةٌ غناءُ باكرها الحيا ** بأوطفَ ساجٍ ، أشعلِ البرقِ ساجمِ ) 65 ( يضوعُ بها نشرُ العبيرِ ، فتغدي ** تقاسمهُ فينا أكفُّ النواسمِ ) 66 ( إذا الشمسُ لاحتْ منْ خلالِ ظلالها ** عَلَى الأَرْضِ ، لاَحَتْ مِثْلَ دُورِ الدَّرَاهِمِ ) 67 ( يَقِيلُ بِهَا سِرْبُ الْمَهَا وَهْوَ آمِنٌ ** فمنْ أربدَ ساجٍ ، وَ أحورَ باغمِ ) 68 ( بألطفَ منْ أخلاقهمْ وَ صفاتهمْ ** إِذَا الْعُودُ ضَمَّتْهُ أَكُفُّ الْعَوَاجِمِ ) 69 ( وَمَا الشِّعْرُ مِنْ دَأْبِي ، وَلاَ أَنَا شَاعِرٌ ** وَ لاَ عادتي نعتُ الصوى وَ المعالمِ ) 70 ( وَ لكنْ حداني جودهُ ؛ فاستثارني ** لِوَصْفِ مَعَالِيهِ الْعِظَامِ الْجَسَائِمِ )
____________________
(1/85)
7( وَكَيْفَ ، وَجَدْوَاهُ ثَنَتْ ضَبْعَ هِمَّتِي ** وَهَزَّتْ إِلَى نَظْمِ الْقَرِيضِ قَوَادِمِي ) 7( فتلكَ لآلٍ ، أمْ ربيعٌ تفتحتْ ** أزاهرهُ كالزهرِ ، أمْ نظمُ ناظمِ ؟ ) 7( وَمَا هُوَ إِلاَّ عِقْدُ مَدْحِ نَظَمْتُهُ ** لجيدِ علاهُ في صدرِ المواسمِ ) 74 ( فعشْ ما تغنتْ بالأراكِ حمامةٌ ** وَمَا اتَّجَهَتْ لِلْبَرْقِ نَظْرَةُ شَائِمِ ) 75 ( لَكَ السَّعْدُ خِدْنٌ ، وَالْمَهَابَةُ صَاحِبٌ ** وَ شخصُ العلاَ وَ النصرِ في زيَّ خادمِ )
____________________
(1/86)
البحر : كامل تام ( أسلُ الديارَ عنِ الحبيبِ في الحشا ** دَارٌ لَهُ مَأْهُولَةٌ وَمَقَامُ ) ( وَمِنَ الْعَنَاءِ سُؤَالُ خاشِعَةِ الصُّوَى ** بِيَدِ الْفَنَاءِ ، جَوَابُهَا إِرْمَامُ ) ( ذَكَرَتْ بِهَا النَّفْسُ اللَّجُوجُ زَمَانَهَا ** إِنَّ التَّذَكُّرَ لِلنُّفُوسِ غَرَامُ ) 4 ( إذْ للهوى ثمرٌ يرفُّ ، وللصبا ** كَأْسٌ تُشَفُّ ، وَلِلْمُنَى إِلْمَامُ ) 5 ( تَسْتَنُّ فِيهَا الْعِينُ بَيْنَ مَخَانِسٍ ** فيها السلامُ تعانقٌ وَ لزامُ ) 6 ( فِي فِتْيَةٍ فَاضَ النَّعِيمُ عَلَيْهِمُ ** وَ نماهمُ التبجيلُ وَ الإعظامُ ) 7 ( ذَهَبَتْ بِهِمْ شِيَمُ الْمُلُوكِ ، فَلَيْسَ فِي ** تلعابهمْ هذرٌ ، وَ لاَ إبرامُ ) 8 ( لاَ يَنْطِقُونَ بِغَيْرِ آدَابِ الْهَوَى ** سُمُحُ النُّفُوسِ ، عَلَى الْبَلاَءِ كِرَامُ ) 9 ( منْ كلَّ أبلجُ ، يستضاءُ بنورهِ ** كالبدرِ ، جلى صفحتيهِ غمامُ )0 ( سهلُ الخليفةِ ، لاَ يسوءُ جليسهُ ** يَبْقَى ، وَعَاقِبَةُ النُّفُوسِ حِمَامُ )
____________________
(1/87)
1( متواضعٌ للقومِ ، تحسبُ أنهُ ** مولى لهمْ في الدارِ ، وهوَ همامُ )( تتقاصرُ الأفهامُ دونَ فعالهِ ** وَتَسِيرُ تَحْتَ لِوَائِهِ الأَقْوَامُ )( فإذا تكلمَ فالرؤسُ خواضعٌ ** وَإِذَا تَنَاهَضَ فَالصُّفُوفُ قِيَامُ )4 ( حتى انتبهنا بعدَ ما ذهبَ الصبا ** إِنَّ الْخَلاَعَةَ وَالصِّبَا أَحْلاَمُ )5 ( لاَ تَحْسَبَنَّ الْعَيْشَ دَامَ لِمُتْرَفٍ ** هَيْهَاتَ ، لَيْسَ عَلَى الزَّمَانِ دَوَامُ )6 ( تأتي الشهورُ ، وتنتهى أيامها ** لَمْعَ السَّرَابِ ، وَتَنْقَضِي الأَعْوَامُ )7 ( وَالنَّاسُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَارِدٌ ** أوْ صَادِرٌ ، تَجْرِي بِهِ الأَيَّامُ )8 ( لاَ طائرٌ ينجو ، وَ لاَ ذو مخلبٍ ** )9 ( فَادْرَأْ هُمُومَ النَّفْسِ عَنْكَ إِذَا اعْتَرَتْ ** بالكأسِ ؛ فهيَ على الهمومِ حسامُ )0 ( فالعيشُ ليسَ يدومُ في ألوانهِ ** إِلاَّ إِذَا دَارَتْ عَلَيْهِ الْجَامُ )
____________________
(1/88)
2( مِنْ خَمْرَةٍ تَذَرُ الْكَبِيرَ إِذَا انْتَشَى ** بعدَ اشتعالِ الشيبِ وَ هوَ غلامُ )( لعبَ الزمانُ بها ، فغادرَ جسمها ** شبحاً تحارُ لدركهِ الأفهامُ )( حَمْرَاءُ ، دَارَ بِهَا الْحَبَابُ فَصَوَّرَتْ ** فلكاً تحفُّ سماءهُ الأجرامُ )4 ( لاَ تَسْتَقِيمُ الْعَيْنُ فِي لَمَعَانِهَا ** وَ تزلُّ عندَ لقائها الأقدامُ )5 ( تَعْشُو الرِّكَابُ ، فَإِنْ تَبَلَّجَ كَأْسُهَا ** ساروا ، وإنْ زالَ الضياءُ أقاموا )6 ( حُبِسَتْ بِأَكْلَفَ ، لَمْ يَقُمْ بِفِنَائِهِ ** نورٌ ، وَ لمْ يبرح~~ْ عليهِ ظلامُ )7 ( حَتَّى إِذَا رَقَدَتْ ، وَقَرَّ قَرَارُهَا ** سلستْ ؛ فليسَ لذوقها إيلامُ )8 ( تَسِمُ الْعُيُونَ بِنَارِهَا ، لَكِنَّهَا ** بردٌ على شرابها وَ سلامُ )9 ( فاصقلْ بها صدأ الهمومِ ، وَ لا تكنْ ** غرًّأ تطيرُ بلبهِ الأوهامُ )0 ( وَ اعلمْ بأنَّ المرءَ ليسَ بخالدٍ ** وَ الدهرُ فيهِ صحةٌ وَ سقامُ )
____________________
(1/89)
3( يهوى الفتى طولَ الحياةِ ، وَ إنها ** دَاءٌ لَهُ دُونَ الشَّغَافِ عُقَامُ )( فَاطْمَحْ بِطَرْفِكَ ، هَلْ تَرَى مِنْ أُمَّةٍ ** خَلَدَتْ ؟ وَهَلْ لابْنِ السَّبِيلِ مُقَامُ ؟ )( هذي المدائنُ قدْ خلتْ منْ أهلها ** بَعْدَ النَّعِيمِ ، وَهَذِهِ الأَهْرَامُ )4 ( لا شيءَ يبقى ، غيرَ أنَّ خديعةً ** فِي الدَّهْرِ تَنْكُلُ دُونَهَا الأَحْلاَمُ )5 ( و لقدْ تبينتُ الأمورَ بغيرها ** وَ أتى على َّ النقضُ وَ الإبرامُ )6 ( فإذا السكونُ تحركٌ ، وَ إذا الخموُ ** دُ تلهبٌ ، وإذا السكوتُ كلامُ )7 ( وَ إذا الحياةُ - وَ لاَ حياةَ - منيةٌ ** تَحْيَا بِهَا الأَجْسَادُ وَهْيَ رِمَامُ )8 ( هذا يحلُّ وَ ذاكَ يرحلُ كارهاً ** عنهُ : فصلحٌ تارةً ، وخصامُ )9 ( فالنورُ - لوْ بينتَ أمرك - ظلمةٌ ** وَالْبَدءُ لَوْ فَكَّرْتَ فِيهِ خِتَامُ )
____________________
(1/90)
البحر : كامل تام ( ذهبَ الصبا ، وَ تولتِ الأيامُ ** فعلى الصبا ، وَ على َ الزمانِ سلامُ ) ( تَاللَّهِ أَنْسَى مَا حَيِيتُ عُهُودَهُ ** ولِكُلِّ عَهْدٍ فِي الْكِرَامِ ذِمَامُ ) ( إذْ نحنُ في عيشٍ ترفُّ ظلالهُ ** وَلَنَا بِمُعْتَرَكِ الْهَوَى آثامُ ) 4 ( تَجْرِي عَلَيْنَا الْكَأْسُ بَيْنَ مَجَالِسٍ ** فيها السلامُ تعانقُ وَ لزامُ ) 5 ( فِي فِتْيَةٍ فَاضَ النَّعِيمُ عَلَيْهِمُ ** وَ نماهمُ التبجيلُ وَ الإعظامُ ) 6 ( ذَهَبَتْ بِهِمْ شِيَمُ الْمُلُوكِ ، فَلَيْسَ فِي ** تلعابهمْ هذرٌ ، وَ لاَ إبرامُ ) 7 ( لاَ يَنْطِقُونَ بِغَيْرِ آدَابِ الْهَوَى ** سُمُحُ النُّفُوسِ ، عَلَى الْبَلاءِ كِرَامُ ) 8 ( منْ كلَّ أبلجَ يستضاءُ بنورهِ ** كالبدرِ حلى صفحتيهِ غمامُ ) 9 ( سهلُ الخليقةِ ، لا يسوءُ جليسهُ ** بَيْنَ الْمَقَامَةِ ، وَاضِحٌ ، بَسَّامُ )0 ( متواضعٌ للقومِ ، تحسبُ أنهُ ** مولى في الدارِ وَ هوَ همامُ )
____________________
(1/91)
1( تَرْنُو الْعُيُونُ إِلَيْهِ فِي أَفْعَالِهِ ** وَتَسِيرُ تَحْتَ لِوَائِهِ الأَقْوَام )( فإذا تكلمَّ فالرؤسُ خواضعٌ ** وَإِذَا تَنَاهَضَ فَالصُّفُوفُ قيَامُ )( نلهو وَ نلعبُ بينَ خضرِ حدائقٍ ** لَيْسَتْ بِغَيْرِ خُيُولِنَا تُسْتَامُ )4 ( حتى انتبهنا بعدَ ما ذهبَ الصبا ** إنَّ اللذاذةَ وَ الصبا أحلامُ )5 ( لاَ تَحْسَبَنَّ الْعَيْشَ دَامَ لِمُتْرَفٍ ** هَيْهَاتَ ، لَيْسَ عَلَى الزَّمَانِ دَوَامُ )6 ( تأتي الشهورُ ، وَ تنتهي ساعاتها ** لَمْعَ السَّرَابِ ، وَتَنْقَضِي الأَعْوَامُ )7 ( وَالنَّاسُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَارِدٌ ** أَوْ صَادِرٌ ، تَجْرِي بِهِ الأَيَّامُ )8 ( لاَ طائرٌ ينجو ، وَ لاَ ذو مخلبٍ ** يَبْقَى ، وَعَاقِبَةُ الْحَيَاةِ حِمَامُ )9 ( فَادْرَأْ هُمُومَ النَّفْسِ عَنْكَ إِذَا اعْتَرَتْ ** بالكأسِ ؛ فهيَ على الهمومِ حسامُ )0 ( فالعيشُ ليسَ يدومُ في ألوانهِ ** إِلاَّ إِذَا دَارَتْ عَلَيْهِ الْجَامُ )
____________________
(1/92)
2( مِنْ خَمْرَةٍ تَذَرُ الْكَبِيرَ إِذَا انْتَشَى ** بعدَ اشتعالِ الشيبِ وَ هوَ غلامُ )( لعبَ الزمانُ بها ، فغادرَ جسمها ** شبحاً تهافتُ دونهُ الأوهامُ )( حَمْرَاءُ ، دَارَ بِهَا الْحَبَابُ ؛ فَصَوَّرَتْ ** فلكاً تحفُّ سماءهُ الأجرامُ )4 ( لا تَسْتَقِيمُ الْعَيْنُ فِي لَمَعَانِهَا ** وَ تزولُّ عندَ لقائها الأقدامُ )5 ( تَعْشُو الرِّكَابُ ، فَإِنْ تَبَلَّجَ كَأْسُهَا ** سَارُوا ، وَإِنْ زَالَ الضِّيَاءُ أَقَامُوا )6 ( حُبِسَتْ بِأَكْلَفَ ، لَمْ يَصِلْ لِفِنَائِهِ ** نورٌ ، وَ لمْ يسرحْ عليهِ ظلامُ )7 ( حتى إذا اصطفقتْ ، وَ طارَ فدامها ** وَثَبَتْ ، فَلَمْ تَثْبُتْ لَهَا الأَجْسَامُ )8 ( وَقَدَتْ حَمِيَّتُهَا ، فَلَوْلاَ مَزْجُهَا ** بالماءِ بعدَ الماءِ ، شبَّ ضرامُ )9 ( تَسِمُ الْعُيُونَ بِنُورِهَا ، لَكِنَّهَا ** بردٌ على شرابها وَ سلامُ )0 ( فاصقلْ بها صدأَ الهمومِ ، وَ لاَ تكنْ ** غراً تطيشُ بلبهِ الالامُ )
____________________
(1/93)
3( وَ اعلمْ بأنَّ المرءَ ليسَ بخالدِ ** و الدهرُ فيهِ صحةٌ وَ سقامُ )( يهوى الفتى طولَ الحياةِ ، وإنها ** دَاءٌ لَهُ لوْ يَسْتَبِينُ عُقَامُ )( فاطمحْ بطرفكَ ، هلْ ترى منْ أمةٍ ** خَلَدَتْ ؟ وَهَلْ لابْنِ السَّبِيلِ مُقَامُ ؟ )4 ( هذي المدائنُ قد خلتْ منْ أهلها ** بَعْدَ النِّظَامِ ، وَهَذِهِ الأَهْرَامُ )5 ( لا شيءَ يخلدُ ، غيرَ أنَّ خديعةً ** فِي الدَّهْرِ تَنْكُلُ دُونَهَا الأَحْلاَمُ )6 ( وَ لقدَ تبينتُ الأمورَ بغيرها ** وَ أتى على َّ النقضُ والإبرامُ )7 ( فإذا السكونُ تحركٌ ، وَ إذا الخمو ** دُ تلهبٌ ، وَ إذا السكوتُ كلامُ )8 ( وَ إذا الحياةُ - وَ لاَ حياةَ - منيةٌ ** تَحْيَا بِهَا الأَجْسَادُ وَهْيَ رِمَامُ )9 ( هذا يحلُّ ، وَ ذاكَ يرحلُ كارهاً ** عنهُ ، فصلحٌ تارةً ، وَ خصامُ ) 40 ( فالنورُ - لوْ بينتَ أمركَ - ظلمةٌ ** والْبَدْءُ لَوْ فَكَّرْتَ فِيهِ خِتَامُ )
____________________
(1/94)
البحر : طويل ( أَلاَ ، حَيِّ بِالْمِقْيَاسِ رَيَّا الْمَعَالِمِ ** وَقَلَّ لَهَا مِنَّا تَحِيَّةُ قَادِمِ ) ( ملاعبُ آرامٍ ، وَ مأوى حمائمٍ ** وَمَسْقَطُ أَنْدَاءٍ ، وَمَسْرَى نَسَائِمِ ) ( أحاطتْ بهِ للنيلِ منْ كلَّ جانب ** جَدَاوِلُ تُسْقِيهِ سُلاَفَ الْغَمَائِمِ ) 4 ( تَدُورُ مَدَارَ الطَّوْقِ مِنْ حَيْثُ تَلْتَقي ** مَسِيراً ، وَتَنْسَلُّ انْسِلاَلَ الأَرَاقِمِ ) 5 ( إذا ضاحكتها الشمسُ رفتْ متونها ** رَفِيفَ الثَّنَايَا خَلْفَ حُمْرِ الْمَبَاسِمِ ) 6 ( وَإِنْ سَلْسَلَتْها الرِّيحُ أَبْدَتْ سَبَائِكاً ** مُقَدَّرَةً ، كَالْوَشْمِ فَوْقَ الْمَعَاصِمِ ) 7 ( تجوس خلالَ الباسقاتِ ، وتنتهى ** إلى ساعدٍ في غمرةِ النيلِ ساجمِ ) 8 ( تَرَى حَوْلَهَا الأَشْجَارَ وَلْهَى مُكِبَّةً ** عَلَى الْمَاءِ ، فِعْلَ الصَّادِيَاتِ الْحَوَائِمِ ) 9 ( و منبعثاتِ في الهواءِ ، كأنها ** بيارقُ لهوٍ ركزتْ في المواسمِ )0 ( منَ اللاءِ قدْ آلينَ يشربنَ ، أوْ تلى ** مَنَابِتُهَا غَوْرَ الْبِحَارِ الْخَضَارِمِ )
____________________
(1/95)
1( إِذَا لاَعَبَتْ أَعْرَافَهَا الرِّيحُ خِلْتَهَا ** فوارسَ تعصو بالسيوفِ الصوارمِ )( يَلُوحُ بِهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ، كَأَنَّهُ ** فرائدُ ساوى بينها كفُّ ناظمِ )( إِذَا مَا أَتَى مِيقَاتُهَا ، وَتَضَرَّجَتْ ** حَسِبْتَ عَقِيقاً فِي صِحَافِ الْكَمَائِمِ )4 ( مَسَارِحُ لَهْوٍ ، لَوْ رَأَى ( الشِّعْبُ ) حُسْنَهَا ** لعضَّ على ما فاتهُ بالأباهمِ )5 ( ذَكَرْتُ بِهَا عصْراً تَوَلَّى ، وَلَذَّةً ** تقضتْ . وَ ما عهدُ الزمانِ بدائمِ )6 ( وَمَا تَحْسُنُ الأَيَّامُ إِلاَّ بِأَهْلِهَا ** وَلاَ الدَّارُ إِلاَّ بِالصَّدِيقِ الْمُلاَئِمِ )7 ( فيا نعمَ ما ولتْ بهِ دولةُ الصبا ** وَ لمْ ترعهُ منْ عهدنا المتقادمِ )8 ( إِذِ الْعَيْشُ أَفْنَانٌ ، وَنَحْنُ عِصَابَةٌ ** ألو ترفٍ : ما بينَ غادٍ وَ هائمِ )9 ( نَسِيرُ عَلَى دِينِ الْوَفَاءِ ، وَلَمْ يَكُنْ ** سِوَى الْحُبِّ مِنْ قَاضٍ عَلَيْنَا وَحَاكِمِ )0 ( إِذَا قَالَ مِنَّا قَائِلٌ ، قَامَ دُونَهُ ** شَهِيدٌ عَلَيْهِ ، صَادِقٌ ، غَيْرُ آثِمِ )
____________________
(1/96)
2( يحومُ عليهِ وَ المنايا مسفةٌ ** وَ يدرأُ عنهُ في صدورِ اللهاذمِ )( إِذَا أَلْهَبَتْهُ غَضْبَةٌ ، وَتَرَجَّحَتْ ** بهِ سورةٌ ، أغرى الظبا بالجماجمِ )( فَقَدْ مَرَّ ذَاكَ الْعَصْرُ إِلاَّ لُبَانَةً ** معلقةً بينَ الحشا وَ الحيازمِ )4 ( إِذَا ذَكَرَتْهَا النَّفْسُ يَوْماً تَرَاجَعَتْ ** عليها عقابيلُ الهمومِ القدائمِ )5 ( وَ منزلةٍ للأنسِ كنا نحلها ** وَنَرْعَى بِهَا اللَّذَّاتِ رَعْيَ السَّوَائِمِ )6 ( عفتْ ، وَ كأنْ لمْ تغنَ بالأمسِ ، وَ التقتْ ** عَلَيْهَا أَعَاصِيرُ الرِّياحِ الْهَوَاجِمِ )7 ( وَمَا خَيْرُ دُنْيَا لا بَقَاءَ لِعَهْدِهَا ** وَ ما طيبُ عيشٍ ربهُ غيرُ سالمِ )8 ( عَلَى هَذِهِ تَمْضِي اللَّيَالِي ، وَيَنْقَضِي ** حديثُ المنى فيها ، كأحلامِ نائمِ )
____________________
(1/97)
البحر : سريع ( يَا نَاعِسَ الطَّرْفِ ، إِلَى كَمْ تَنَامْ ؟ ** أسهرتني فيكَ ، وَ نامَ الأنامْ ) ( أُوْشَكَ هَذَا اللَّيْلُ أَنْ يَنْقَضِي ** وَ العينُ لاَ تعرفُ طيبَ المنامْ ) ( وَيْلاَهُ مِنْ ظَبْيِ الْحِمَى ؛ إِنَّهُ ** جرعني - بالصدَّ - مرَّ الحمامْ ) 4 ( يغضبُ منْ قوليَ ' آهِ ' وَ هلْ ** قَوْلِيَ ( آهٍ ) يَابْنَ وُدِّي حَرَامْ ؟ ) 5 ( لاَ كتبهُ تترى ، وَ لاَ رسلهُ ** تأتي ، وَ لاَ الطيفُ يوافى لمامْ ) 6 ( اللهَ في عينٍ جفاها الكرى ** فِيكُمْ ، وَقَلْبٍ قَدْ بَرَاهُ الْغَرَامْ ) 7 ( طالَ النوى منْ بعدكمْ ، وانقضتْ ** بَشَاشَةُ الْعَيْشِ ، وَسَاءَ الْمُقَامْ ) 8 ( أرتاحُ إنْ مرَّ نسيمُ الصبا ** و البرءُ لي فيهِ معاً ، وَ السقامْ ) 9 ( يَا لَيْتَنِي فِي السِّلْكِ حَرْفٌ سَرَى ** أوْ ريشةٌ بينَ خوافي الحمامْ )0 ( حتى أوافى مصرَ في لحظةِ ** أقضي بها في الحبَّ حقَّ الذمامْ )
____________________
(1/98)
1( موْلاَيَ ! ، قدْ طَالَ مرِيرُ النَّوى ** فَكُلُّ يَوْمٍ مَرَّ بِي أَلْفُ عَامْ )( أنظرُ حولي ، لاَ أرى صاحباً ** إلاَّ جماهيرَ ، وَ خيلاً ، وَ خيلاً صيامْ )( وَ ديدباناً صارخاً في الدجى ** يرجعْ وراءً ؛ إنهُ لاَ أمامْ )4 ( يُقْتَبَلُ الصُّبْحُ ، وَيَمْضِي الدُّجَى ** وَيَنْقَضِي النُّورُ ، وَيَأْتِي الظَّلاَمْ )5 ( وَ لاَ كتابٌ منْ حبيبٍ أتى ** وَ لاَ أخو صدق يردُّ السلامْ )6 ( في هضبةٍ منْ أرض ' دبريجةٍ ' ** ليسَ بها غيرُ بغاث وَهامْ )7 ( وراءنا البحرُ ، وتلقاءنا ** سوادُ جيشٍ مكفهرًّ لهامْ )8 ( فتلكْ حالي - لاَ رمتكَ النوى - ** فَكَيْفَ أَنْتُمْ بَعْدَنَا يَا هُمَامْ ؟ )
____________________
(1/99)
البحر : خفيف تام ( حيَّ مغنى الهوى بوادي الشآمِ ** وَادْعُ بِاسْمِي تُجِبْكَ وُرْقُ الْحَمَامِ ) ( هنَّ يعرفنني بطولِ حنيني ** بينَ تلكَ السهولِ وَ الآكامِ ) ( فَلَقَدْ طالَمَا هَتَفْنَ بِشدْوِي ** وَتَنَاقَلْنَ مَا حَلاَ مِنْ هُيَامِي ) 4 ( وَ لكمْ سرتُ كالنسيمِ عليلاً ** أتقرى ملاعبَ الآرامِ ) 5 ( فِي شِعَارٍ مِنَ الضَّنَى ، نَسَجَتْهُ ** بخيوطِ الدموعِ أيدي الغرامِ ) 6 ( كُلَّمَا شِمْتُ بارِقاً خِلْتُ ثَغْراً ** باسماً منْ خلال تلكَ الخيامِ ) 7 ( وَالْهَوى يَجْعَلُ الْخِلاَجَ يَقِيناً ** وَيَغُرُّ الْحَلِيمَ بِالأَوْهَامِ ) 8 ( خَطَرَاتٌ لهَا بِمِرْآةِ قَلْبِي ** صورٌ لا تزولُ كالأحلامِ ) 9 ( مَا تَجَلَّتْ عَلَى الْمَخِيلَةِ إِلاَّ ** أذكرتني ما كانَ منْ أيامي )0 ( ذَاكَ عَصْرٌ خَلاَ ، وَأَبْقَى حَدِيثاً ** نَتَعَاطَاهُ بيْنَنَا كَالْمُدَامِ )
____________________
(1/100)
1( كُلَّمَا زَحزَحَتْ بَنَانَةُ فِكْرِي ** عنهُ سترَ الخيالِ لاخ أمامي )( يَا نَسِيمَ الصَّبَا فَدَيْتُكَ بَلِّغْ ** أهلَ ذاكَ الحمى عبيرَ سلامي )( وَ اقضِ عني حقَّ الزيارةِ ، وَ اذكرْ ** فرطَ وجدي بهمْ ، وَ طولَ سقامي )4 ( أنا راضٍ منهمْ بذكرةِ ودًّ ** أوْ كتابٍ إنْ لمْ أفزْ بلمامِ )5 ( همْ أباحوا الهوى حريمَ فؤادي ** وَ أذلوا للعاذلينَ خطامي )6 ( أَتَمَنَّاهُمُ ، وَدُونَ التَّلاَقِي ** قذفاتٌ منْ لجًّ أخضرَ طامي )7 ( صَائِلُ الْمَوْجِ كَالْفُحُولِ تَرَاغَى ** منْ هياجٍ ، وَ ترتمي باللغامِ )8 ( وَ ترى السفنَ كالجبالِ ، تهادى ** خَافِقَاتِ الْبُنُودِ وَالأَعْلاَمِ )9 ( تَعْتَلِي تَارَةً ، وَتَهْبِطُ أُخْرَى ** في فضاءٍ بينَ السها وَ الرغامِ )0 ( هِيَ كَالدُّهْمِ جَامِحَاتٌ ، وَلكِنْ ** لَيْسَ يُثْنَى جِمَاحُهَا بِلِجَامِ )
____________________
(1/101)
2( كُلُّ أُرْجُوحَةٍ تَرَى الْقَوْمَ فِيهَا ** خشعاً بينَ ركعٍ وقيامِ )( لا يُفِيقُونَ مِنْ دُوَارٍ : فَهَاوٍ ** لِيَدَيْهِ ، وَرَاعِفُ الأَنْفِ دَامِي )( يستغيثونَ ، فالقلوبُ هوافِ ** حَذَرَ الْمَوْتِ ، وَالْعُيُونُ سَوَامِي )4 ( فِي وِعَاءٍ يَحْدُونَهُ بِدُعَاءٍ ** لِجَلاَلِ الْمُهَيْمِنِ الْعَلاَّمِ )5 ( ذاكَ بحرٌ يليهِ برٌّ ترامى ** فيهِ خوصُ المطيَّ مثلَ النعامِ )6 ( فسوادي بمصرَ ثاوٍ ، وقلبي ** فِي إِسَارِ الْهَوَى بِأَرْضِ الشَّآمِ )7 ( أخدعُ النفسَ بالمنى ، وَ هي تأبى ** وَخِدَاعُ الْمُنَى غِذَاءُ الأَنَامِ )8 ( فَمَتَى يَسْمَحُ الزَّمَانُ ، فَأَلْقَى ** بِ ' شكيبٍ ' ما فاتني منْ مرامِ )9 ( هُوَ خِلٌّ ، لَبِسْتُ مِنْهُ خِلاَلاً ** عبقاتٍ ، كالنورِ في الأكمامِ )0 ( صَادِقُ الْوُدِّ ، لاَ يَخِيسُ بِعَهْدٍ ** و قليلٌ في الناسِ رعى ُ الذمامِ )
____________________
(1/102)
3( جمعتنا الآدابُ قبلَ التلاقي ** بِنَسِيمِ الأَرْوَاحِ ، لا الأَجْسَامِ )( وَبَلَغْنَا بِالْوُدِّ مَا لَمْ يَنلْهُ ** بِحَيَاةِ الْقُرْبَى ذَوُو الأَرْحَامِ )( فَلَئِنْ لَمْ نَكُنْ بِأَرْضٍ ، فَإِنَّا ** لاِتِّصَالِ الْهَوَى بِدَارِ مُقَامِ )4 ( وَ ائتلافُ النفوسِ أصدقُ عهداً ** مِنْ لِقَاءٍ لَمْ يَقْتَرِنْ بِدَوَامِ )5 ( ألمعيٌّ لهُ بديهةُ رأيٍ ** تدركُ الغيبَ منْ وراءِ لثامِ )6 ( وَ قريضٌ كما وشتْ نسماتٌ ** بِضَمِيرِ الأَزْهَارِ إِثْرَ الْغَمَامِ )7 ( هَزَّني شِعْرُهُ ؛ فَأَيْقَظَ مِنِّي ** فِكرَةً كَانَ حَظُّهَا فِي الْمَنَامِ )8 ( سُمْتُها الْقَوْلَ بعْدَ لأَيٍ ، فَبَضَّتْ ** بيسيرٍ لمْ يروِ عودَ ثمامِ )9 ( فارضَ مني بما تيسرَ منها ** ربَّ ثمدِ فيهِ غنى عنْ جمامِ ) 40 ( وَلَوَ انِّي أَرَدْتُ شَرْحَ وِدَادِي ** وَاشتِيَاقِي لَضَاقَ وُسْعُ الكَلاَمِ )
____________________
(1/103)
4( أنا هواكَ فطرةً ، ليسَ فيها ** مِنْ مَسَاغٍ لِلنَّقْضِ وَالإِبْرَامِ ) 4( وَ إذا الحبُّ لمْ يكنْ ذا دواعٍ ** كانَ أرسى قواعداً منْ شمامِ ) 4( فَتَقَبَّلْ شُكْرِي عَلَى حُسْنِ وُدٍّ ** رُحْتُ مِنْهُ مُقَلَّداً بِوِسَامِ ) 44 ( أتباهى بهِ إذا كانَ غيري ** يتباهى َ بزينةِ الإنعامِ ) 45 ( دُمْتَ فِي نِعْمَةٍ تَرِفُّ حُلاَهَا ** فوقَ فرعٍ منْ طيبِ أصلكَ نامى )
____________________
(1/104)
البحر : طويل ( أشدتَ بذكرى بادئاً ومعقباً ** وَأَمْسَكْتُ ، لَمْ أَهْمِسْ ، وَلَمْ أَتَكَلَّمِ ) ( وَمَا ذَاكَ ضَنّاً بِالْوِدَادِ عَلَى امْرِىء ٍ ** حباني بهِ ، لكنْ تهيبُ مقدمي ) ( فَأَمَّا وَقَدْ حَق الْجَزَاءُ ؛ فَلَمْ أَكُنْ ** لأنطقَ إلاَّ بالثناءِ المنمنمِ ) 4 ( وَكَيْفَ أَذودُ الْفَضْلَ عَنْ مُسْتَقَرِّهِ ** وَ أنكرُ ضوءَ الشمسِ بعدَ توسمِ ) 5 ( وَأَنْتَ الَّذِي نَوَّهْتَ بِاسْمِي ، وَرِشْتَنِي ** بِقَوْلٍ سَرَا عَنِّي قِنَاعَ التَّوَهُّمِ ) 6 ( لَكَ السَّبْقُ دُونِي فِي الْفَضِيلَةِ ، فَاشْتَمِل ** بِحُلَّتِهَا ؛ فَالْفَضْلُ لِلْمُتَقَدِّمِ ) 7 ( وَدُونَكَهَا يَا بْنَ الْكِرَامِ حَبِيرَةً ** مِنَ النَّظْمِ سَدَّاهَا بِمَدْحِ الْعُلاَ فَمِي )
____________________
(1/105)
البحر : - ( هَجَوتهُ لا بالغاً لؤمهُ ** لَكِنَّنِي كَفْكَفْتُ مِنْ غَرْبِهِ ) ( فإن أكن قد نلت من عرضه ** فإننى دنّست شِعرى بهِ ) ( فَلاَ يَلُومَنَّ سِوَى نَفْسِهِ ** مَنْ سَلَّطَ الناسَ عَلَى ثَلْبِهِ )
____________________
(1/106)
البحر : طويل ( هوى كانَ لي أنْ ألبسَ المجدَ معلما ** فلما ملكتُ السبقَ عفتُ التقدما ) ( وَمَنْ عَرفَ الدُّنْيَا رَأَى مَا يَسُرُّه ** منَ العيشِ هماً يتركُ الشهدَ علقما ) ( وَ أيُّ نعيمٍ في حياةٍ وراءها ** مَصَائِبُ لَوْ حَلَّتْ بِنجْمٍ لأَظْلَمَا ) 4 ( إذا كانَ عقبى كلَّ حيًّ منيةٌ ** فَسِيَّانِ مَنْ حَلَّ الْوِهَادَ ، وَمَنْ سَمَا ) 5 ( وَ منْ عجبٍ أنا نرى الحقَّ جهرةٌ ** وَنَلْهُو ، كَأَنَّا لاَ نُحَاذِرُ مَنْدَمَا ) 6 ( يودُّ الفتى في كلَّ يومٍ لبانةً ** فإنْ نالها أنحى لأخرى ، وصمما ) 7 ( طماعةُ نفسٍ توردُ المرءَ مشرعاً ** منَ البؤسِ لا يعدوهُ أوْ يتحطما ) 8 ( أَرَى كُلَّ حَيٍّ غَافِلاً عَنْ مَصِيرِهِ ** وَلَوْ رَامَ عِرْفَانَ الْحَقِيقَةِ لانْتَمَى ) 9 ( فَأَيْنَ الأُلَى شَادُوا ، وَبَادُوا ؟ أَلَمْ نَكُنْ ** نحلُّ كما حلوا ، وَ نرحلُ مثلما ؟ )0 ( مَضَوْا ، وَعَفَتْ آثارُهُمْ غَيْرَ ذُكْرَةٍ ** تُشِيدُ لَنَا مِنْهُمْ حَدِيثاً مُرَجَّمَا )
____________________
(1/107)
1( سلِ الأورقَ الغريدَ في عذباتهِ ** أَنَاحَ عَلَى أَشْجَانِهِ ، أَمْ تَرَنَّمَا ؟ )( تَرَجَّحَ فِي مَهْدٍ مِنَ الأَيْكِ ، لا يَنِي ** يميلُ عليهِ مائلاً وَ مقوا )( ينوحُ على َ فقدِ الهديلِ ، وَ لمْ يكنْ ** رآهْ ، فيا للهِ ! كيفَ تهكما ؟ )4 ( وَشَتَّانَ مَنْ يَبْكِي عَلَى غَيْرِ عِرْفَة ** جزافاً ، وَ منْ يبكي لعهدٍ تجرما )5 ( لَعَمْرِي لَقَدْ غَالَ الرَّدَى مَنْ أُحِبُّهُ ** وَ كانَ بودي أنْ أموتَ وَ يسلما )6 ( وَ أيُّ حياةٍ بعدَ أمًّ فقدتها ** كَمَا يفْقِدُ الْمَرْءُ الزُّلاَلَ عَلَى الظَّمَا )7 ( تَوَلَّتْ ، فَوَلَّى الصَّبْرُ عَنِّي ، وَعَادَنِي ** غرامٌ عليها ، شفَّ جسمي ، وأسقما )8 ( وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ ذُكْرَةٌ تَبْعَثُ الأَسى ** وَطَيْفٌ يُوَافِيني إِذَا الطَّرْفُ هَوَّمَا )9 ( وَ كانتْ لعيني قرةً ، وَ لمهجتي ** سروراً ، فخابَ الطرفُ وَ القلبُ منهما )0 ( فَلَوْلاَ اعْتِقَادِي بِالْقَضَاءِ وَحُكْمِهِ ** لقطعتُ نفسي لهفةً وَ تندما )
____________________
(1/108)
2( فيا خبراً شفَّ الفؤادَ ؛ فأوشكتْ ** سويدَاؤهُ أنْ تستحيلَ ، فتسجما )( إِلَيْكَ ؛ فَقَدْ ثَلَّمْتَ عَرْشاً مُمنَّعاً ** وَ فللتَ صمصاماً ، وَ ذللتَ ضيغما )( أشادَ بهِ الناعي ، وَ كنتُ محارباً ** فألقيتُ منْ كفى الحسامَ المصمما )4 ( وَطَارَتْ بِقَلْبِي لَوْعَةٌ لَوْ أَطَعْتُهَا ** لأَوْشَكَ رُكْنُ الْمَجْدِ أَنْ يَتَهَدَّمَا )5 ( وَلَكِنَّنِي رَاجَعْتُ حِلْمِي ، لأَنْثَنِي ** عنِ الحربِ محمودَ اللقاءِ مكرما )6 ( فَلَمَّا اسْتَرَدَّ الْجُنْدَ صِبْغٌ مِنَ الدُّجَى ** وَعَادَ كِلاَ الْجَيْشَيْنِ يَرْتَادُ مَجْثِمَا )7 ( صَرَفْتُ عِنَانِي رَاجِعاً ، وَمَدَامِعِي ** على َ الخدَّ يفضحنَ الضميرَ المكتما )8 ( فَيَا أُمَّتَا ؛ زَالَ الْعَزَاءُ ، وَأَقْبَلَتْ ** مَصَائِبُ تَنْهَى الْقَلْبَ أَنْ يَتَلَوَّمَا )9 ( وَكُنْتُ أَرَى الصَّبْرَ الْجَمِيلَ مَثُوبَةً ** فَصِرْتُ أَرَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَأْثَمَا )0 ( وَ كيفَ تلذُّ العيشَ نفسٌ تدرعتْ ** منَ الحزنِ ثوباً بالدموعِ منمنما ؟ )
____________________
(1/109)
3( تألمتُ فقدانَ الأحبةِ جازعاً ** وَ منْ شفهُ فقدُ الحبيبِ تألما )( وَ قدْ منتُ أخشى أنْ أراكِ سقيمةً ** فكيفَ وَ قدْ أصبحتِ في التربِ أعظما ؟ )( بَلَغْتِ مَدَى تِسْعِينَ فِي خَيْرِ نِعْمَةٍ ** وَ منْ صحبَ الأيامَ دهراً تهدما )4 ( إِذَا زَادَ عُمْرُ الْمَرْءِ قَلَّ نَصِيبُهُ ** منَ العيش وَ النقصانُ آفةُ من نما )5 ( فيا ليتنا كنا تراباً ، وَ لمْ نكنْ ** خلقنا ، وَ لمْ نقدمْ إلى الدهرِ مقدما )6 ( أَبَى طَبْعُ هَذَا الدَّهْرِ أَنْ يَتَكَرَّمَا ** وَكَيْفَ يَدِي مَنْ كَانَ بِالْبُخْلِ مُغْرَمَا ؟ )7 ( أَصَابَ لَدَيْنَا غِرَّةً ؛ فَأَصَابَنَا ** وَأَبْصَرَ فِينَا ذِلَّةً ؛ فَتَحَكَّمَا )8 ( وَ كيفَ يصونُ الدهرُ مهجةَ عاقلٍ ** وَ قدْ أهلكَ الحيينِ : عاداً ، وَ جرهما )9 ( هوَ الأزلمُ الخداعُ ، يحفرُ إنْ رعى ** وَيَغْدِرُ إِنْ أَوْفَى ، وَيُصْمِي إِذَا رَمَى ) 40 ( فَكَمْ خَانَ عَهْداً ، واسْتَبَاحَ أَمَانَةً ** وَ أخلفَ وعداً ، وَ استحلَّ محرما )
____________________
(1/110)
4( فإنْ تكنِ الأيامُ أخنتْ بصرفها ** عَلَيَّ ، فَأَيُّ النَّاسِ يَبْقَى مُسَلَّمَا ؟ ) 4( وَ إني لأدري أنَّ عاقبةَ الأسى ** وإِنْ طَالَ لاَ يُرْوِي غَلِيلاً تَضَرَّمَا ) 4( وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَرَى الصَّبْرَ سُبَّةً ** عَلَيْهَا ، وَتَرْضَى بِالتَّلَهُّفِ مَغْنَمَا ) 44 ( وَكَيْفَ أَرَانِي نَاسِياً عَهْدَ خُلَّةٍ ** ألفتُ هواها : ناشئاً ، وَ محكما ) 45 ( وَلَوْلاَ أَلِيمُ الْخَطْبِ لَمْ أَمْرِ مُقْلَةً ** بِدَمْعٍ ، وَلَمْ أَفْغَرْ بِقَافِيَةً فَمَا ) 46 ( فيا ربةَ القبرِ الكريمِ بما حوى ** وَقَتْكِ الرَّدَى نَفْسِي وَأَيْنَ ؟ وَقَلَّمَا ) 47 ( وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ فِدْيَةَ رَاحِلٍ ** تَخَرَّمَهُ الْمِقْدَارُ فِيمَنْ تَخَرَّمَا ؟ ) 48 ( سقتكِ يدُ الرضوانِ كأسَ كرامةٍ ** منَ الكوثرِ الفياضِ معسولةَ اللمى ) 49 ( وَ لاَ زالَ ريحانُ التحيةِ ناضراً ** عليكِ ، وَ هفافُ الرضا متنسما ) 50 ( لِيَبْكِ عَلَيْكِ الْقَلْبُ ، لاَ الْعَينُ ؛ إِنَّنِي ** أرى القلبَ أوفى بالعهودِ وَ أكرما )
____________________
(1/111)
5( فواللهِ لاَ أنساكِ ما ذرَّ شارقٌ ** وَمَا حَنَّ طَيْرٌ بِالأَرَاكِ مُهَيْنِمَا ) 5( عَلَيْكَ سَلاَمٌ لاَ لِقَاءَةَ بَعْدَهُ ** إِلَى الْحَشْرِ إِذْ يَلْقى الأَخِيرُ الْمُقَدَّمَا )
____________________
(1/112)
البحر : بسيط تام ( وَغْدٌ تَكَوَّنَ مِنْ لُؤْمٍ ، ومِنْ دَنَسٍ ** فَمَا يَغارُ عَلَى عِرْضٍ ، ولا حَسَبِ ) ( يلتذ بالطعن فيه والهجاء ، كما ** يلتذ بالحكِّ والتظفير ذو الجَرَبِ )
____________________
(1/113)
البحر : منسرح ( أيُّ فتىً للعظيمِ نندبهُ ** شَاطَ عَلَى أَنْصُلِ الرِّمَاحِ دَمُهْ ) ( أسلمهُ صحبهُ ، وَ ما علموا ** أَنَّ سَوْفَ يَمْحُو وُجُودَهُمْ عَدَمُهْ ) ( زالَ الألى حاذوا مصارعهمْ ** وَلمْ تَزُلْ عَنْ مَكَانِهَا قَدَمُهْ ) 4 ( طَاحَ بِجُثْمَانِهِ الرَّدَى ، وَرَقَا ** إلى سمواتِ ربهِ نسمهْ ) 5 ( نِعْمَ فَتَى الْحَرْبِ فِي الْهِيَاجِ إِذ ** شبَّ لظى البأاءِ ، وَ اعتلى ضرمهْ ) 6 ( قدْ ألفتْ صحبةَ القنا يدهُ ** وَاعْتَادَ ( لَبَّيكَ ) فِي السَّمَاحِ فَمُهْ ) 7 ( لَيْسَ بِهَيَّابَةٍ ، وَلاَ وَكَلٍ ** بلْ صادقٌ ي اللقاءِ معترفهْ ) 8 ( إِنْ صَالَ فَلَّ الْعِدَا بِصَوْلَتِهِ ** أَوْ قَالَ أَرْوَتْ مُشَاشَنَا كَلِمُهْ ) 9 ( يَنْكَفِتُ الْجَيْشُ حِينَ يَفْجَؤُهُ ** وَ يصعقُ القرنُ حينَ يلتزمهُ )0 ( بَكَى بِدَمْعِ الْفِرِنْدِ صَارِمُهُ ** وَانْشَقَّ مِنْ طُولِ حُزْنِهِ قَلَمُهْ )
____________________
(1/114)
1( فَمَنْ إِلَى مَلْجَإِ الضَّعِيفِ إِذَا ** أقبلَ ليلٌ ، وً أطبقتْ ظلمهْ )( وَمَنْ يَقُودُ الزُّحُوفَ رَاجِفَةً ** وَ اليومُ بالحربِ ساطعٌ قتمهْ )( مَاتَ ، وَأَبْقَى شَجاً لِفُرْقَتِهِ ** يَكَادُ يَفْرِي قُلُوبَنَا أَلَمُهُ )4 ( فاذهبْ ، عليكَ السلامُ منْ بطلٍ ** مَاتَ ، وَعَاشَتْ مِنْ بَعْدِهِ نِعَمُهْ )
____________________
(1/115)
البحر : خفيف تام ( كيف أَهجوكَ والدناءة سورٌ ** مِن حديد يقيك طعنى وضربى ) ( لَكَ عِرْضٌ أَرَقُّ نَسْجاً مِنَ الرِّي ** يح ، وأوهى من طيلسان ابن حربِ )
____________________
(1/116)
البحر : طويل ( سَلاَمَةُ عِرْضِي فِي خِفَارَةِ صَارِمِي ** وإِنْ كَانَ مَالِي نُهْبَةً لِلْمَكَارِمِ ) ( بَلَغْتُ عُلاً لاَ يَبْلُغُ النَّجْمُ شَأْوَهَا ** إذا هوَ لمْ ينهضْ لها بقوادمِ ) ( إذا المرءُ لمْ يطربْ إلى اللهوِ وَ الصبا ** فما هوَ إلاَّ منْ عدادِ البهائمِ ) 4 ( فأيةُ أرض لم تجبها سوابقي ** وَ غمرةُ بأسِ لمْ تخضها صوارمي ) 5 ( وَمَا اللَّيْلُ إِلاَّ هَبْوَةٌ مِنْ كَتَائِبِي ** وَ لاَ الشهبُ إلاَّ لمعةٌ منْ لهاذمي ) 6 ( جنانٌ تحيدُ الأسدُ عنهُ ، وعزمةٌ ** هيَ الموتُ بينَ المأزقِ المتلاحمِ ) 7 ( وَلَكِنَّنِي أَمْسَيْتُ لِلْحُبِّ خَاضِعاً ** وَلِلْحُبِّ سُلْطَانٌ عَلَى كُلِّ حَاكِمِ ) 8 ( وَبِي مِنْ صَمِيمِ الْعُرْبِ حَوْرَاءُ طَفْلَةٌ ** نَحِيلَةٌ مَجْرَى الْبَنْدِ ، رَيَّا الْمَعَاصِمِ ) 9 ( لها نظرةٌ لوْ خامرتْ قلبَ حازمٍ ** لأَصْبَحَ مَسْلُوبَ النُّهَى ، غَيْرَ حَازِمِ )0 ( أَطَعْتُ الْهَوَى فِيهَا وَإِنْ كَانَ ظَالِماً ** وَعَاصَيْتُ فِي حُبِّي لَهَا كُلَّ رَاحِمِ )
____________________
(1/117)
1( وَ منْ عجبٍ أنى أدينُ لحكمها ** وَأَكْبُرُ أَنْ أَنْقَادَ طَوْعَ الْخَزَائِمِ )( فقلبيَ حرٌّ ، لاَ يدينُ لصولةٍ ** وَ عوديَ صلبٌ ، لاَ يلينُ لعاجمِ )
____________________
(1/118)
البحر : بسيط تام ( وَذى خِلالٍ كأن الله صَوَّرها ** من صبغة اللؤم ، أو من حمأةِ الريبِ ) ( نَال الْعَلاَءَ ، ولَكِنْ خَابَ رَائِدُهُ ** عن نجعة الفضل والآداب والحسبِ ) ( هجوتهُ رَغبة فى الصدق ، إذ نَفَرت ** شَمائلى عن مقالِ المَدح فى الكذبِ )
____________________
(1/119)
البحر : مديد تام ( دعْ حبيبَ القلبِ يا سقمُ ** فبنفسي ، لا بهِ الألمُ ) ( كَيْفَ حَلَّ السُّقْمُ فِي بَدَنٍ ** خلقتْ منْ حسنهِ النعمُ ؟ ) ( يَا لَهَا مِنْ لَوْعَةٍ شَعَبَتْ ** ركنَ قلبي وَ هوَ ملتئمُ ! ) 4 ( مَنَعُونِي عَنْ زِيَارَتِهِ ** وَحِمَى قَلْبِي لَهُ حَرَمُ ) 5 ( حَكَمُوا أَنِّي بِهِ دَنِفٌ ** أنا راضٍ بالذي حكموا ) 6 ( أولوا وجدي بهِ عبثاً ** لَيْتَهُمْ قَالُوا بِمَا عَلِمُوا ) 7 ( أَتْهَمُونِي فِي مَوَدَّتِهِ ** وَالْهَوَى مِنْ شَأْنِهِ التُّهَمُ ) 8 ( ربَّ ، ! قنعهمْ بفريتهمْ ** وَ النتصفْ منهمْ بما زعموا ) 9 ( وَاشْفِ نَفْساً أَنْتَ بَارِئُهَا ** فإليكَ البرءُ وَ السقمُ )
____________________
(1/120)
البحر : وافر تام ( عَدِمْتَ حَمِيَّةً ، وسَقِمْتَ وُدًّا ** فَلَمْ تُدْرِكْ لِمَكْرُمَةٍ نَصِيبَا ) ( فَمَا أَحزنت فى حربٍ عَدوَّا ** وَلا أفرحتَ فى سلمِ حبيبا )
____________________
(1/121)
البحر : طويل ( مضى ' حسنٌ ' في حلبةِ الشعرِ سابقاً ** وَأَدْرَكَ ، لمْ يُسْبَقْ ، ولمْ يَأْلُ ( مُسْلِمُ ) ) ( وَ باراهما ' الطائيُّ ' ، فاعترفتْ لهُ ** شهودُ المعاني بالتي هيَ أحكمُ ) ( وَأَبْدَعَ فِي الْقَوْلِ ( الْوَلِيدُ ) ؛ فَشِعْرُهُ ** عَلَى مَا تَرَاهُ الْعَيْنُ وَشْيٌ مُنَمْنَمُ ) 4 ( وَأَدْرَكَ فِي الأَمْثَالِ ( أَحْمَدُ ) غَايَةً ** تبذُّ الخطى ، ما بعدها متقدمُ ) 5 ( وَسِرْتُ عَلَى آثارِهِمْ ، وَلَرُبَّمَا ** سَبَقْتُ إِلَى أَشْيَاءَ واللَّهُ أَعْلَمُ )
____________________
(1/122)
البحر : منسرح ( إِلاَمَ يَهْفُو بِحِلْمِكَ الطَّرَبُ ؟ ** أبعد خمسين فى الصبا أربُ ؟ ) ( هيهات ولى الشبابُ ، واقتربتْ ** سَاعَةُ وِرْدٍ دَنَا بِها الْقَرَبُ ) ( فليس دون الحِمامِ مبتعدٌ ** ولَيْسَ نَحْوَ الْحَياةِ مُقْتَرَبُ ) 4 ( كلُّ امرئٍ سائرٌ لمنزلةٍ ** لَيْسَ لَهُ عَنْ فِنائِها هَرَبُ ) 5 ( وساكنٌ بينَ جيرةٍ قذَفٍ ** لا نَسَبٌ بَيْنَهُمْ ، ولا قُرَبُ ) 6 ( فِي قَفْرَةٍ لِلصِّلالِ مُزْدَحَفٌ ** فِيها ، ولِلضّارِياتِ مُضْطَرَبُ ) 7 ( وشاهدٌ موقفاً يُدانُ بهِ ** فَالوَيْلُ لِلظَّالِمِينَ والْحَرَبُ ) 8 ( فاربأ يفاعاً ، أو اتَّخذ سرباً ** إنْ كانَ يُغْنِي الْيَفَاعُ والسَّرَبُ ) 9 ( لا الْبَازُ يَنْجُو مِنَ الْحِمامِ ، ولاَ ** يخلُصُ منهُ الحمامُ والخربُ )0 ( مسلَّطٌ فى الورى َ : فلا عجمٌ ** يَبْقَى عَلَى فَتْكِهِ ، وَلاَ عَرَبُ )
____________________
(1/123)
1( فَكَمْ قُصُورٍ خَلَتْ ، وَكَمْ أُمَمٍ ** بادت ، فغصَّت بجمعها التُّربُ )( فمنزلٌ عامرٌ بقاطنهِ ** ومنزلٌ بعدَ أهلهِ خرِبُ )( يغدو الفتى َ لاهياً بعيشتهِ ** وليسَ يدرى ما الصَّابُ والضرَبُ )4 ( ويقتنى نبعةً يصيدُ بها ** ونبعُ من حاربَ الرَّدى غربُ )5 ( لا يَبْلُغُ الرِّبْحَ أَوْ يُفارِقَهُ ** كماتحٍ خانَ كفَّهُ الكربُ )6 ( يا وارِداً لا يَمَلُّ مَوْرِدَهُ ** حذارِ من أن يصيبكَ الشَّربُ )7 ( تَصْبُو إِلَى اللَّهْوِ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ ** والَّلهوُ فيهِ البوارُ والتَّرَبُ )8 ( وتتركُ البرَّ غيرَ محتسبٍ ** أجراً ، وبالبرِّ تُفتَحُ الأربُ )9 ( دَعِ الحُمَيَّا ، فَلاِبْنِ حانَتِهَا ** من صدمَةِ الكأسِ لهذمٌ ذرِبُ )0 ( تَرَاهُ نُصْبَ الْعُيُونِ مُتَّكِئاً ** وعقلهُ فى الضلال مغتربُ )
____________________
(1/124)
2( فبئستِ الخمرُمن مخادعةٍ ** لسلمها فى ِ القلوبِ محتربُ )( إِذا تَفَشَّتْ بِمُهْجَةٍ قَتَلَتْ ** كما تفشِّى فى المبركِ الجرَبُ )( فتب إلى الله قبلَ مندَمَةٍ ** تَكْثُرُ فيها الْهُمُومُ والْكُرَبُ )4 ( واعْتَدْ عَلَى الْخَيْرِ ، فَالْمُوَفَّقُ مَنْ ** هذَّبهُ الاعتيادُ والدَّربُ )5 ( وجد بما قَدْ حوَتْ يداكَ ، فمَا ** ينفَعُ ثَمَّ اللُّجينُ والغرَبُ )6 ( فَإِنَّ لِلدَّهْرِ لَوْ فَطَنْتَ لَهُ ** قَوْساً مِنَ الْمَوْتِ سَهْمُهَا غَرَبُ )
____________________
(1/125)
البحر : طويل ( لَعَمْرُكَ مَا يُدْعَى الفَتَى بَيْنَ قَوْمِهِ ** بذي كرمٍ حتى يكونَ كريما ) ( وَلَنْ يَلْبَثَ الْمَرْءُ الضَّنِينُ بِمَالِهِ ** إِذَا خَافَ غُرْماً أَنْ يُعَدَّ لَئِيمَا ) ( فَلَيْسَ الْفَتَى مَنْ حَازَ مَالاً ، وَإِنَّمَا ** فَتَى الْقَوْمِ مَنْ أَغْنَتْ يَدَاهُ عَدِيمَا ) 4 ( فمزْ بينَ ما تختارُ في الفعلِ ، وَ التمسْ ** لنفسكَ حظاً كيْ تكون عظيما )
____________________
(1/126)
البحر : خفيف تام ( أدرِ الكأسَ يا نديمُ ، وهاتِ ** واسْقِنِيها عَلَى جَبِينِ الْغَدَاةِ ) ( شاقَ سمعى الغِناءُ فى رونقِ الفج ** رِ ، وسَجْعُ الطُّيُورِ في الْعَذَباتِ ) ( أَيُّ شَيْءٍ أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ كَأْ ** سٍ مُدارٍ على بساطِ بناتِ ؟ ) 4 ( هُوَ يَوْمٌ تَعَطَّرَتْ طَرَفاهُ ** بشمالٍ مسكيَّةِ النفحاتِ ) 5 ( باسمُ الزَّهرِ ، عاطرُ النَّشرِ ، هامى ال ** قَطْرِ ، وَانِي الصَّبَا ، عَلِيلُ الْمَهَاةِ ) 6 ( مَسْرَحٌ لِلْعُيُونِ يَمْتَدُّ فِيهِ ** نفسُ الريحِ بينَ ماضٍ وآتِ ) 7 ( فامْتَثِلْ دَعْوَةَ الصَّبُوحِ ، وبادِرْ ** فُرْصَةَ الدَّهْرِ قَبْلَ وَشْكِ الْفَواتِ ) 8 ( وتَدَرَّجْ مَعِي إِلَى رَوْضَةِ الْمَنْ ** يَلِ ذاتِ النَّخِيلِ والثَّمَراتِ ) 9 ( فهى مرعى الهوى ، ومغنى التَّصابى ** ومَراحُ الْمُنَى ، ومَسْرَى الْحَياةِ )0 ( أَلفتها النفوسُ ، فهى َ إليها ** مِنْ أَلِيمِ الأَشْواقِ فِي حَسَراتِ )
____________________
(1/127)
1( تبعَثُ اللَّهوَ والسُّرورَ ، وتمحو ** مِنْ فُؤَادِ الْحَزِينِ كُلَّ شَكاةِ )( بَيْنَ نَدْمانَ كَالكَواكِبِ حُسْناً ** ورعابيبَ كالدُّمى خَفِراتِ )( يتساقّونَ بالكئوسِ مُداماً ** هى كالشَّمسِ فى قميص إياةِ )4 ( فى أباريقَ كالطيورِ اشرأبَّت ** حَذَرَ الفَتْكِ مِنْ صِيَاحِ الْبُزَاةِ )5 ( حانياتٍ على الكئوسِ منَ الرأ ** فةِ ، يُرضِعنَهنَّ كالأمهاتِ )6 ( لا ترى العينُ بينهُمْ غيرَ صبٍّ ** بِسماعٍ ، أو هائمٍ بفتاةِ )7 ( ومغنٍّ إذا شدَا خِلتَ أنَّ ال ** أرضَ ظلَّت تدورُ بالفلواتِ )8 ( مَلَكَ السَّمْعَ والْفُؤادَ بلَحْنٍ ** يفتِنُ الغيدَ داخِلَ الحجُراتِ )9 ( يبعّثُ الصوتَ مرسلاً ، فإذا ما ** غضَّ منهُ استدارَ بينَ اللَّهاة )0 ( غردٍ يبطِلُ الحديثَ ، ويُنسى ** رَبَّةَ الْحُزْنِ لَوْعَةَ الذُّكُرَاتِ )
____________________
(1/128)
2( تِلْكَ واللَّهِ لَذَّةُ الْعَيْشِ ، لا سَوْ ** مُ الأمانى فى عالمِ الخطراتِ )
____________________
(1/129)
البحر : طويل ( لَهُ نَظْرَتَا جُودٍ ، وَبَأْسٍ أَثَارَتَا ** غَمَامَيْنِ سَالاَ بِالْفَوَاضِلِ وَالدمِ ) ( فكمْ أحيتِ الأولى لبانةَ معشرٍ ** وَ كمْ أردتِ الأخرى حشاشةَ مجرمِ )
____________________
(1/130)
البحر : مجزوء الرمل ( زمزمى الكأسَ وهاتى ** واسقنيها يا مهاتى ) ( وامْزُجِيهَا بِرُضابٍ ** مِنكِ معسولَ اللَّهاةِ ) ( إِنَّمَا الرَّاحُ مَدارُ الْ ** أُنْسِ فِي كُلِّ الجِهاتِ ) 4 ( طالما عاصيتُ فيها ** أَهلَ ودِّى ونهاتى ) 5 ( لا أبالى فى هَواها ** بِسماعِ الترَّهاتِ ) 6 ( كيفَ أخشى قولَ داهٍ ؟ ** أنا مِنْ قومٍ دُهاةِ )
____________________
(1/131)
البحر : مجزوء الوافر ( عليلٌ ، أنتَ مسقمهُ ** فَمَا لكَ لاَ تُكلِّمُهُ ؟ ) ( سرى فيهِ الضنى حتى َّ ** بدتْ للعينِ أعظمهُ ) ( فَلاَ إِنْ بَاحَ تَعْذِرُهُ ** وَ لاَ إنْ ناحَ ترحمهُ ) 4 ( إِذَا كَانَ الْهَوَى ذَنْبِي ** فقلْ لي : كيفَ أكتمهُ ؟ ) 5 ( وَدَمْعِي أَنْتَ مُرْسِلُهُ ** وَقَلْبِي أَنْتَ مُؤْلِمُهُ ) 6 ( وَ لاَ وَ اللهِ مالي في ال ** هوى ذنبٌ ، فأعلمهُ ) 7 ( فويلي منْ غريب الدل ** لِ أبلاني تحكمهُ ) 8 ( تَرَدَّدَ فِي مَحَبَّتِهِ ** وَ لمْ يسمحْ بها فمهُ ) 9 ( غزالٌ أحورُ العيني ** نِ ، لاَ يَسْلُو مُتَيَّمُهُ )0 ( بَهِيمُ بِحُسْنِ صُورَتِهِ ** فُؤَادِي ، وَهْوَ يَظْلِمُهُ )
____________________
(1/132)
1( نسبتُ بهِ ، فبانَ على ** جَبِينِ الشِّعْرِ مِيسَمُهُ )( فما لي في الذي أملي ** هِ مِنْ فضْلٍ ، فَأَغْنَمُهُ )( وَ لكنْ حسنهُ يبدو ** إلى عيني ، فترسمهُ )4 ( وَيَنْثُرُ لَفْظَهُ دُرّاً ** على سمعي ، فأنظمهُ )5 ( وَ لولاَ ذاكَ ما لاحتْ ** بِأُفْقِ الشِّعْرِ أَنْجُمُهُ )6 ( فقلْ ما شئتَ في شعري ** وَ خيرُ القولِ أحكمهُ )
____________________
(1/133)
البحر : كامل تام ( سمعَ الخلى ُّ تأّوُّهى فتَلفَّتا ** وأصابهُ عجبٌ ، فقالَ منِ الفتى ؟ ) ( فَأَجَبْتُهُ إِنِّي امْرُؤٌ لَعِبَ الأَسَى ** بِفُؤادِهِ يَوْمَ النَّوَى فَتَشَتَّتَا ) ( انظُرْ إلى َ تجِدْ خيالاً بالياً ** تحتَ الثِّيابِ ، يكادُ ألاَّ ينعتا ) 4 ( قَدْ كانَ لِي قَلْبٌ أَصابَ سَوادَهُ ** سهمٌ لطَرفٍ فاترٍ فَتفتَّتا ) 5 ( تبِعَ الهوى قلبى فهامَ ، وليتَهُ ** قَبْلَ التَّوَغُّلِ في البَلاءِ تَثَبَّتَا ) 6 ( أَلْقَتْهُ فِي شَرَكِ الْمَحَبَّةِ غَادَةٌ ** هَيْهَاتَ ، لَيْسَ بِصاحِبِي إِنْ أَفْلَتَا ) 7 ( كالوردِ خدَاً ، والبنفسجِ طرَّةً ** والْغُصْنِ قَدًّا ، والْغَزَالَةِ مَلْفَتَا ) 8 ( نَظَرَتْ بِكَحْلاوَيْنِ أَوْدَعَتَا الْهَوَى ** بِالقَلْبِ حَتَّى هَامَ ، ثُمَّ تَخَلَّتَا ) 9 ( تاللهِ لو علمَ العذولُ بما جنى ** طرفى على ّ لساءه أن يشمتا )0 ( طَرْفٌ أَطَلْتُ عِنَانَهُ لِيُصِيبَ لِي ** بَعْضَ الْمُنَى ، فَأَصابَنِي لَمَّا أَتَى )
____________________
(1/134)
1( يا قَلْبُ حَسْبُكَ قَدْ أَفاقَ مَعَاشِرٌ ** وأَراكَ تَدْأَبُ في الهَوَى ، فإِلى مَتَى ؟ )
____________________
(1/135)
البحر : وافر تام ( و فاتنةِ الحديثِ ، لها نكاتٌ ** تحولُ بسحرها دونَ المرامِ ) ( شَكوْتُ لَهَا ضَنَى جَسَدِي ، فَقَالَتْ ** بطرفي ما بجسمكَ منْ سقامِ ) ( فَقُلْتُ : عِدِي بِوَصْلٍ مِنكِ صَبّاً ** برَتْهُ يَدُ الصبَابَةِ وَالْغَرامِ ) 4 ( فَقَالَتْ : سَوْفَ تَلْقَانِي قَرِيباً ** فقلتُ : متى ؟ فقالتْ : في المنامِ )
____________________
(1/136)
البحر : خفيف تام ( لا تعاشِرْ ما عِشتَ أَحمقَ ، واعلم ** أَنَّهُ فِي الوُجُودِ حَيٌّ كَمَيْتِ ) ( لَيسَ بَيْنَ الجُنُونِ والْحُمْقِ إِلاَّ ** مثلُ ما بينَ أدْهَمٍ وكُميتِ )
____________________
(1/137)
البحر : مجتث ( ذَنْبِي إِلَيْكَ غَرَامِي ** فعلْ يحلُّ ملامي ؟ ) ( يَا ظالِمي فِي هوَاهُ ** هَلاَّ رَعيْتَ ذِمَامِي ) ( حَتَّامَ تُعْرِضُ عَنِّي ** وَ لاَ تردُّ سلامي ) 4 ( عَطْفاً عَليَّ ؛ فَإِنِّي ** برى هواك عظامي ) 5 ( فَكَيْفَ تُنْكِرُ وَجْدِي ؟ ** أَمَا رَأَيْتَ سَقَامِي ؟ ) 6 ( وَيْلاَهُ مِمَّا أُلاَقِي ** مِنْ لَوْعَتِي وَهُيَامِي ) 7 ( رقَّ النسيمُ لحالي ** وَ سالَ دمعُ الغمامِ ) 8 ( وَسَاعَدَتْنِي ، فَنَاحَتْ ** عَلَيَّ وُرْقُ الْحَمامِ ) 9 ( فيا سميرَ فؤادي ** في يقظتي وَ منامي )0 ( مَتَى يَفُوزُ بِوَصْلٍ ** أَسِيرُ لَحْظِكَ ( سَامِي ) )
____________________
(1/138)
البحر : طويل ( رَأَيْتُ بِصَحْرَاءِ الْقَرافَةِ نِسْوَةً ** نوازِعَ ، لا يأوينَ حزناً إلى بيتِ ) ( يَنُحْنَ عَلى مَيْتٍ سَيَتْبَعْنَ إِثْرَهُ ** وَمِنْ عَجَبٍ مَيْتٌ يَنُوحُ عَلى مَيْتِ )
____________________
(1/139)
البحر : بسيط تام ( قَالَتْ أَرَاكَ عَلِيلَ الْجِسْمِ ، قُلْتُ لَهَا ** مَنْ شَفَّهُ الْحُبُّ أَبْلَى جِسْمَهُ السَّقَمُ ) ( قَالَتْ : فَهلْ مِنْ دَوَاءٍ يُسْتَطَبُّ بِهِ ** قلتُ : الوصالُ ، فراحتْ وَ هيتبتسمُ ) ( فبتُّ في حيرةٍ ، لاَ القلبُ مصطبرٌ ** وَ الوصولُ إلى ما يشتهي أممُ ) 4 ( وَ منْ أطاعَ هواهُ غيرَ مكترثٍ ** بما يكونُ ، فعقبي أمرهِ ندمُ )
____________________
(1/140)
البحر : مجزوء الرمل ( كلُّ حى ٍّ سيموتُ ** لَيْسَ في الدُّنيا ثُبُوتُ ) ( حَرَكَاتٌ سَوْفَ تَفْنَى ** ثُمَّ يَتْلُوها خُفُوتُ ) ( وكَلامٌ لَيْسَ يَحْلُو ** بَعْدَهُ إِلاَّ السُّكُوتُ ) 4 ( أيُّها السادِرُ قُلْ لى ** أَيْنَ ذاكَ الجَبَرُوتُ ؟ ) 5 ( كُنتَ مطبوعاً على النُطْ ** قِ ، فَمَا هَذَا الصُّمُوتُ ؟ ) 6 ( ليت شِعرى ، أَهُمودٌ ** ما أراهُ ، أَم قنوتُ ؟ ) 7 ( أَيْنَ أَمْلاكٌ لَهُمْ في ** كُلِّ أُفْقٍ مَلَكُوتُ ) 8 ( زالَت التيجانُ عنهم ** وخَلَتْ تلْكَ التُّخُوتُ ) 9 ( أَصْبَحَتْ أَوْطَانُهُمْ مِنْ ** بَعْدِهِمْ وَهْيَ خُبُوتُ )0 ( لا سَمِيعٌ يَفْقَهُ الْقَوْ ** لَ ، ولا حَيٌّ يَصُوتُ )
____________________
(1/141)
1( عمرَت منهُم قبورٌ ** وخلَت منهم بيوتٌ )( لم تَذُدْ عَنْهُمْ نُحُوسَ الدَّ ** هْرِ إِذْ حانَتْ بُخُوتُ )( خَمَدَتْ تِلْكَ الْمَسَاعِي ** وانْقَضَتْ تلكَ النُّعُوتُ )4 ( إِنَّما الدُّنْيا خَيَالٌ ** باطِلٌ سَوْفَ يَفُوتُ )5 ( ليسَ للإنسانِ فيها ** غيرَ تقوى اللهِ قوتُ )
____________________
(1/142)
البحر : طويل ( أَلاَ ، لاَ تَلُمْ صبّاً علَى طُولِ سُقْمِهِ ** وَ دعهُ ، فليسَ الأمرُ فيهِ لحكمهِ ) ( فَلَيْسَ الْهَوَى مِمَّا يُرَدُّ بِحِيلَةِ ** وَلَكِنَّهُ يَثْنِي الْفَتَى دُونَ عَزْمِهِ ) ( وَ ما يستوي جانٍ أتى الإثمَ طائعاً ** وَ آخرُ لمْ يقرفهُ إلاَّ برغمهِ ) 4 ( إذا ما أقرَّ المرءُ يوماً بذنبهِ ** فماذا الذي تغنى لجاجةُ خصمهِ ؟ )
____________________
(1/143)
البحر : طويل ( إِلَى اللَّهِ أَشْكُو أَنَّنِي بَيْنَ مَعْشَرٍ ** سواءٌ لديهم طيِّبٌ وخبيثُ ) ( لهُم ألسنٌ إن رُمنَ أَمراً بلغنَهُ ** مِنَ النَّفْسِ ، مَصْنُوعٌ لَهُنَّ حَدِيثُ ) ( تَرِثُّ عَلَى قُرْبِ الوِدادِ عُهُودُهُمْ ** وكَيْفَ يَدُومُ الشَّيْءُ وهْوَ رَثِيثُ ؟ ) 4 ( فَلَيْسَ لَهُمْ في سَالِفِ الدَّهْرِ مَحْتِدٌ ** قَدِيمٌ ، وَلا في المَكْرُماتِ حَدِيثُ ) 5 ( برِمتُ بهم حتَّى سئمتُ مكانتى ** وأنكرتُ طيبَ العيشِ وهو دميثُ ) 6 ( إذا لم يغثنى اللهُ منهم بفضلهِ ** فَمَا لِيَ بَيْنَ الْعَالَمينَ مُغِيثُ )
____________________
(1/144)
البحر : طويل ( منحتكَ ألقابَ العلاَ ، فادعني باسمي ** فما تخفضُ الألقابُ حراً ، وَ لاَ تسمى ) ( إذا كانَ عقبانُ الجديدِ إلى بلى ** فَلاَ فَرْقَ مَا بَيْنَ الْحَدِيثِ وَلاَ الرَّسْمِ ) ( تأملْ إلى الدنيا بعينٍ بصيرةِ ** لعَلَّكَ تَرْضَى بِالْقَلِيلِ مِنَ الْقَسْمِ ) 4 ( فَمَا الْعَيْشُ إِلاَّ خَطْرَةٌ عَرَضِيَّةٌ ** تَزُولُ كَمَا زَالَ الْحَثِيثُ مِنَ النَّسْمِ ) 5 ( وَهَلْ نَحْنُ إِلاَّ مِثْلُ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ؟ ** فَسَوْفَ تُعَانِي الْجَدْبَ يَا رَاعِي الْوَسْمِي ) 7 ( لعمري لنعمَ المرءُ منْ باتَ راضياً ** بِمَا خَصَّهُ مِنْ فَيْضِهِ سَابِقُ الرَّسْمِ ) 8 ( تَفَلْسَفَ قَوْمٌ فِي الْمَقَالِ ، وما دَرَوْا ** جَرِيرَةَ مَا أَبْقَوْا عَلَى الدَّهْرِ مِنْ وَسْمِ ) 9 ( وَلَوْ رَاجَعُوا هَذِي النُّفُوسَ لَعَالَجُوا ** بتركِ الخطايا معضلَ الداءِ بالحسمِ )0 ( فدعْ هذهِ الدنيا وَ إنْ هيَ أقبلتْ ** عليكَ بإيماضِ البشاشةِ وَ البسمِ )( فلوْ جربَ الإنسانُ أخلاقَ دهرهِ ** لأمسكَ باليأسِ المريحِ عنِ العسمِ )
____________________
(1/145)
1( فَمَنْ لِي بِرَأْيٍ صَادِقٍ أَقْتَفِي بِهِ ** مَدَارِجَ قَوْمٍ أَدْرَكُوا الأَمْرَ بِالْقَسْمِ )( بَرَتْنِي تَبَارِيحُ الْحيَاةِ ، فَلَمْ تَدَعْ ** لديَّ سوى روحٍ ترددَ في جسمِ )4 ( يقولونَ ' محمودٌ ' ، وَ يا ليتَ أنني ** كَمَا زَعَمُوا ، أَوْلَيْتَ لِي طَائِعاً كَاسْمِي )
____________________
(1/146)
البحر : خفيف تام ( آهٍ من غربَةٍ وفقد حبيبٍ ** أَوْرَثَا مُهْجَتِي عَذاباً مَكِيثَا ) ( لا تسلنى عمَّا أقاسى ، فإنِّى ** بينَ قومٍ لا يفقهونَ حديثا )
____________________
(1/147)
البحر : كامل تام ( قَالُوا : أَلاَ تَصِفُ الْغَرَامَ لَنا ** حتى يحيطَ بنعتهِ الفهمُ ؟ ) ( فَأَجَبْتُهُمْ : هَيْهَاتَ أَنَعَتُ مَا ** يَعْتَلُّ دُونَ صِفاتِهِ الْوَهْمُ ) ( الْحُبُّ يَنْفُذُ بِالْفُؤَادِ كَمَا ** يمضي على غلوائهِ السهمُ ) 4 ( يَعْنُو لِسَوْرَتِهِ الْمَلِيكُ ، وَلاَ ** يَقْوَى عَلَى صَدَمَاتِهِ الشَّهْمُ )
____________________
(1/148)
البحر : طويل ( ألا قل لقومٍ شامتينَ تربَّصوا ** تَهَزُّمَ شَرٍّ بِالْمَنِيَّةِ كارِثِ ) ( أرى سِترَ خطبٍ قد ترفَّعَ وانبرَت ** تلوحُ لهم منهُ وجوهُ الحوادثِ )
____________________
(1/149)
البحر : وافر تام ( أَدِرْهَا قَبْلَ تَغْرِيدِ الْحَمَامَهْ ** فما ينفى الهمومَ سوى المدامهْ ) ( مُعَتَّقَةً ، إِذَا سَلَكَتْ ضمِيراً ** مَحَتْ عَنْهُ الْكَلاَلَةَ والسَّآمهْ ) ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ أَصْبَحَتِ الْغَوَادِي ** لها في كلَّ ناحيةٍ علامهْ ؟ ) 4 ( فَكَمْ في الأَرْضِ مِنْ مَجْرَى غَدِيرٍ ** وَ كمْ في الجوَّ منْ مسرى غمامهْ ) 5 ( فبادرْ صفوةَ الأيامِ تغنمْ ** لَذَاذَتَهَا ، وَلاَ تَخْشَ الْمَلاَمَهْ ) 6 ( وَ لاَ تحزنْ على شيءٍ تولى ** فإنَّ الحزنَ مقراضُ السلامهْ )
____________________
(1/150)
البحر : بسيط تام ( يا صَارِمَ اللَّحْظِ مَنْ أَغْرَاكَ بِالمُهَجِ ** حَتَّى فَتَكْتَ بها ظُلْماً بلا حَرَجِ ) ( ما زالَ يَخْدَعُ نَفْسِي وهْيَ لاهِيَةٌ ** حَتَّى أَصابَ سَوادَ الْقَلْبِ بِالدَّعَجِ ) ( طَرفٌ ، لو انَّ الظُّبا كانت كلحظتِهِ ** يومَ الكريهةِ ، ما أبقت على وَدَج ) 4 ( أوحى إلى القلبِ ، فانقادَت أزِّمتهُ ** طَوْعاً إِلَيْهِ ، وخَلاَّنِي وَلَمْ يَعُجِ ) 5 ( فكيفَ لى بتلافيهِ ؟ وقَد علِقَتْ ** بهِ حَبائلُ ذاكَ الشادنِ الغَنجِ ) 6 ( كادَتْ تُذِيبُ فُؤادِي نارُ لَوْعَتِهِ ** لَوْ لَمْ أَكُنْ مِنْ مَسِيلِ الدَّمْعِ فِي لُجَجِ ) 7 ( لَوْلا الْفَوَاتِنُ مِنْ غِزْلانِ ( كاظِمَةٍ ) ما كانَ للحبِّ سُلطانٌ علَى المُهَجِ ) 8 ( فَهَل إلى صِلَةٍ مِنْ غادِرٍ عِدَةٌ ** تَشْفِي تَبارِيحَ قَلْبٍ بِالْفِراقِ شَجِ ) 9 ( أَبيتُ أرعى نُجومَ اللَّيلِ فى ظُلَمٍ ** يَخْشَى الضَّلاَلَةَ فيها كُلُّ مُدَّلِجِ )
____________________
(1/151)
10 ( كَأَنَّ أَنْجُمَهُ والْجَوُّ مُعْتَكِرٌ ** غِيدٌ بِأَخبِيَةٍ يَنْظُرْنَ مِنْ فُرَجِ )( لَيْلٌ غَياهِبُهُ حَيْرَى ، وأَنْجُمُهُ ** حَسْرَى ، وساعاتُهُ في الطُّولِ كالْحِجَجِ )( كأنَّما الصبحُ خافَ اللَّيلَ حينَ رأى ** ظَلْماءَهُ ذاتَ أَسْدادٍ ، فَلَمْ يَلِجِ )( فَلَيْتَ مَنْ لامَنِي لانَتْ شَكِيمَتُهُ ** فَكَفَّ عَنِّي فُضُولَ الْمَنْطِقِ السَّمِجِ )4 ( يظنُّ بى سفهاً أنِّى على سرفٍ ** ولا يَكادُ يَرَى ما فيهِ مِنْ عِوَجِ )5 ( فاعْدِلْ عَنِ اللَّوْمِ إِنْ كُنْتَ امْرَأً فَطِناً ** فاللَّوْمُ في الْحُبِّ مَعْدُودٌ مِنَ الْهَوَجِ )6 ( هيهاتَ يسلكُ لومَ العاذلينَ إلى ** قلبٍ بحبِّ رسولِ اللهِ ممتزجِ )7 ( هُوَ النَّبِيُّ الَّذي لَوْلاَ هِدَايَتُهُ ** لَكانَ أَعْلَمُ مَنْ فِي الأَرْضِ كَالهَمَجِ )8 ( أنا الَّذى بتُّ من وجدى بروضتهِ ** أَحِنُّ شَوْقاً كَطَيْرِ الْبَانَةِ الْهَزِجِ )9 ( هاجَتْ بذِكْرَاهُ نَفْسِي ، فاكتَسَتْ وَلَهاً ** وأى ُّ صبٍّ بذكرِ الشَّوقِ لمْ يهجِ ؟ )
____________________
(1/152)
20 ( فَمَا احْتِيَالِي ؟ ونَفْسِي غَيْرُ صابِرَةٍ ** على البعادِ ، وهمِّى غيرُ منفرجِ )( لا أستطيعُ براحاً إن هممتُ ، ولا ** أَقْوَى عَلَى دَفْعِ ما بالنَّفْسِ مِنْ حوَجِ )( لَوْ كانَ لِلْمَرْءِ حُكْمٌ في تَنَقُّلِهِ ** ما كان إلاَّ إلى مغناهُ منعرَجِى )( فهل إلى صلةِ الآمالِ من سببٍ ؟ ** أم هل إلى ضيقةِ الأحزانِ من فرجِ ؟ )4 ( يا ربِّ بالمصطفى هب لى - وإن عظُمَت ** جَرائِمِي رحْمَةً تُغْنِي عَنِ الحُجَجِ )5 ( ولا تكلنى إلى نفسى فإنَّ يدى ** مغلولةٌ ، وصباحى غيرُ منبلجِ )6 ( ما لي سِواكَ ، وأَنْتَ الْمُسْتعانُ إِذَا ** ضَاقَ الزِّحامُ غَدَاةَ المَوْقِفِ الْحَرِجِ )7 ( لم يَبْقَ لِي أَمَلٌ إِلاَّ إِلَيْكَ ، فَلاَ ** تَقْطَعْ رَجائي ، فَقَدْ أَشْفَقْتُ مِنْ حَرَجِي )
____________________
(1/153)
البحر : طويل ( مَتَى يَنْقَضِي عُمْرُ الْحَيَاةِ ؛ فَتَنْقَضِي ** مآربُ كانتْ علةً للمظالمِ ) ( تساوتْ نفوسُ الخلقِ في الشرَّ ؛ فاستعذْ ** بربَّ البرايا منْ جهولِ وَ عالمِ ) ( وَلَوْ عَرَفُوا مَا أَنْكَرُوهُ لأَيْقَنُوا ** بأنَّ نعيمَ الدهرِ خدعةُ حالمِ ) 4 ( تأملْ رويداً يا بنْ وديَ ، هلْ ترى ** عَلى صَفْحَاتِ الأَرْضِ غَيْرَ مَعَالِمِ ؟ ) 5 ( يظنُّ عليلُ القومِ في الطبَّ برأهُ ** وَ لمْ يدرِ أنَّ الطبَّ ليسَ بسالمِ ) 6 ( فطرْ للسها ، أوْ فاتخذْ لكَ سلماً ** لِتَرْقَى إِلَى أَبْرَاجِهِ بِالسَّلاَلِمِ ) 7 ( وَ كيفَ تنالُ النفسُ في الدهرِ عيشةً ** تلذُّ بها ، والدهرُ غيرُ مسالمِ ؟ )
____________________
(1/154)
البحر : بسيط تام ( أبعدَ ستينَّ لى حاجٌ فأطلبها ؟ ** هَيْهاتَ ، ما لامْرِىء ٍ بَعْدَ الصِّبَا حاجُ ) ( إِنَّ ابْنَ آدَمَ في الدُّنْيَا عَلَى خَطَرٍ ** لا يَسْتَقِيمُ لَهُ قَصْدٌ ومِنْهاجُ ) ( كأنما هوَ فى فلكٍ تحيطُ بهِ ** مِنْ جانِبَيْهِ أَعاصِيرٌ وأَمْواجُ ) 4 ( يهوى البقاءَ ، ومكروهُ الفناءِ بهِ ** ويستعِزُّ بأمنٍ فيهِ إزعاجُ ) 5 ( لا أَحْفِلُ الطَّيْرَ إِنْ غَنَّتْ ، وإِنْ نَعَبَتْ ** سِيَّانِ عِنْدِي صَفَّارٌ وشَحَّاجُ ) 6 ( يستعظمونَ منَ الحجَّاجِ صولّتهُ ** وكلُّ قومٍ بهِم للظُلمِ حجَّاجُ )
____________________
(1/155)
البحر : طويل ( خليليَّ ! ، ما في الدهرِ أطولُ حسرةً ** مِنَ الْمَرْءِ يَلْقَى فُرْصَةً فَيَخِيمُ ) ( وَإِنَّ امرأً يَلْقَى فَوَاضِلَ نِعْمَةٍ ** بأرضٍ ، وينوي غيرها لمليمُ )
____________________
(1/156)
البحر : طويل ( هنيئاً لريَّا ما تضمُّ الجوانحَ ** وإن طوَّحت بى فى هواها الطوائِحُ ) ( فَتاةٌ لَها فِي مَنْصِبِ الْحُسْنِ سُورَةٌ ** تقصِّرُ عنها الغِيدُ وهى رواجحُ ) ( أحاطَ على مثلِ الكثيبِ إزارها ** ودَارَتْ عَلَى مِثْلِ الْقَناةِ الْوَشائِحُ ) 4 ( ففى الغصنِ منها إن تثنَّت مشابِهٌ ** وفى البدرِ منها إن تجلَّت ملامحُ ) 5 ( مَحاسِنُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ كَثِيرَةٌ ** ولكنَّها إن وازنتها مقابحُ ) 6 ( كأنَّ اهتزاز القرطِ فى صفحِ جيدها ** سنا كوكبٍ فى مطلعِ الفجرِ لائحُ ) 7 ( لها ذُكْرَةٌ عِنْدِي وَطَيْفٌ ، كِلاهُمَا ** بِتِمْثَالِها غادٍ عَليَّ ورائِحُ ) 8 ( عَجِبْتُ لِعَيْنِي كَيْفَ تَظْمَأُ دُونَها ** وإنسانها فى لجَّةِ الماءِ سابحُ ) 9 ( أَحِنُّ لَها شَوْقاً ، ودُونَ مَزارِهَا ** مسالِكُ يأويها الرَّدى ومنادحُ )0 ( فيافٍ يضِلُّ النجمَ فى قُذُفاتها ** وتَظْلَعُ فيها النَّائِجَاتُ الْبَوَارِحُ )
____________________
(1/157)
1( وَلُجَّةُ بَحْرٍ كُلَّما هَبَّ عاصِفٌ ** مِنَ الرِّيحِ ، دَوَّى مَوْجُهَا المُتَنَاطِحُ )( فقلبى تحتَ السَّرد كالنارِ لافحٌ ** ودَمْعِيَ فَوْقَ الْخَدِّ كالْمَاءِ سافِحُ )( ولَوْ كُنْتُ مَطْلُوقَ الْعِنانِ لمَا ثَنَتْ ** هواى َ الفيافى والبحارُالطَّوافحُ )4 ( ولَكِنَّنِي في جَحْفَلٍ لَيْسَ دُونَهُ ** بَراحٌ لِذِي عُذْرٍ ، وَلاَ عَنْهُ بَارِحُ )5 ( يكافحنى شوقى إذا اللَّيلُ جنَّنى ** وأغدو على جمعِ العدا فأكافحُ )6 ( خصيمانِ : هذا بالفؤادِ مخيِّمٌ ** وذلكَ عَنْ مَرْمَى الْقَذِيفَةِ نازِحُ )7 ( ومَا بيَ ما أَخْشاهُ مِنْ صَوْلَةِ الْعِدَا ** لَوَ انَّ الْهَوَى يُولِي يَداً ، أَوْ يُسامِحُ )8 ( فَيَا ( رَوْضَةَ الْمِقْيَاسِ ) حَيَّاكِ عارِضٌ ** مِنَ الْمُزْنِ خَفَّاقُ الْجَنَاحَيْنِ دَالِحُ )9 ( ضَحُوكُ ثَنايَا الْبَرْقِ ، تَجْرِي عُيُونُهُ ** بودقٍ بهِ تحيا الرُبى والصحاصحُ )0 ( تحوكُ بخيطِ المزنِ منهُ يدُ الصبا ** لَها حُلَّةً تَخْتَالُ فِيهَا الأَبَاطِحُ )
____________________
(1/158)
2( منازلُ حلَّ الدهرُ فيها تمائمى ** وصافحنى فيها القنا والصفائِحُ )( وإنَّ أحقَّ الأرضِ بالشكرِ منزلٌ ** يكونُ بهِ للمرءِ خلٌّ مناصِحُ )( فهل ترجعُ الأيامُ فيهِ بما مضَتْ ** ويَجْرِي بِوَصْلٍ مِنْ ( أُمَيْمَةَ ) سانِحُ ؟ )4 ( لعمرى لقد طالَ النَّوى ، وتقاذفَتْ ** مَهامِهُ دُونَ الْمُلْتَقَى ومَطاوِحُ )5 ( وأَصْبَحْتُ في أَرْضٍ يَحَارُ بها الْقَطا ** وترهَبُها الجِنَّانُ وهى سّوارِحُ )6 ( بَعِيدَةُ أَقْطَارِ الدَّيامِيمِ ، لَوْ عَدا ( سُلَيْكٌ ) بها شَأْواً قَضَى وَهْوَ رازِحُ )7 ( تصيحُ بها الأصداءُ فى غسَقُ الدجى ** صِياحَ الثكالى هيَّجتها النوائحُ )8 ( تَرَدَّتْ بِسَمُّورِ الْغَمَامِ جِبالُها ** وماجت بتيَّارِ السيولِ البطائحُ )9 ( فأَنْجادُها لِلْكَاسِراتِ مَعَاقِلٌ ** وأغوارها للعاسلاتِ مسارحُ )0 ( مهالكُ ينسى المرءُ فيها خليلهُ ** وَيَنْذُرُ عَنْ سَوْمِ الْعُلا مَن يُنافِحُ )
____________________
(1/159)
3( فَلاَ جَوَّ إِلاَّ سَمْهَرِيٌّ وقاضِبٌ ** ولا أرضَ إلا شمرى ٌّ وسابحُ )( ترانا بها كالأُسدِ نرصدُ غارةً ** يطيرُ بها فتقٌ منَ الصبحِ لامحُ )( مَدافِعُنَا نُصْبُ الْعِدَا ، ومُشاتُنَا ** قِيَامٌ ، تَلِيها الصَّافِناتُ الْقَوارِحُ )4 ( ثلاثةُ أصنافٍ تقيهنَّ ساقةٌ ** صيالَ العدا إن صاحَ بالشَّرِّ صائحُ )5 ( فَلَسْتَ تَرَى إِلاَّ كُماةً بَوَاسِلاً ** وجُرْداً تَخْوضُ الْمَوْتَ وَهْيَ ضَوابِحُ )6 ( نُغيرُ على الأبطالِ والصبحُ باسمٌ ** ونأوى ِ إلى الأدغالِ واللَّيلُ جانحُ )7 ( بَكَى صاحِبِي لَمَّا رَأَى الْحَرْبَ أَقْبَلَتْ ** بأبنائها ، واليومُ أغبرُ كالحُ )8 ( ولَمْ يَكُ مَبْكَاهُ لِخَوْفٍ ، وإِنَّمَا ** تَوَهَّمَ أَنِّي في الْكَرِيهَةِ طَائِحُ )9 ( فقال اتَّئد قبلَ الصيالِ ، ولاتكن ** لنَفسكَ حرباً ، إنَّنى لكَ ناصحُ ) 40 ( أَلَمْ تَرَ مَعْقُودَ الدُّخانِ ، كَأَنَّمَا ** عَلَى عَاتِقِ الْجَوْزاءِ مِنْهُ سَرائِحُ ؟ )
____________________
(1/160)
4( وقَدْ نَشَأَتْ لِلْحَرْبِ مُزْنَةُ قَسْطَلٍ ** لَهَا مُسْتَهلٌّ بِالْمَنِيَّةِ راشِحُ ) 4( فلا رأى إلاَّ أن تكونَ بنجوةٍ ** فإنكَ مقصودُ المكانةِ واضحُ ) 4( فقلتُ تعلَّم أنما هى خطَّة ** يَطُولُ بها مَجْدٌ ، وتُخْشَى فَضَائِحُ ) 44 ( فَمَا كُلُّ ما تَرجُو مِنَ الأَمْرِ ناجعٌ ** ولا كُلُّ مَا تَخْشَى مِنَ الْخَطْبِ فَادِحُ ) 45 ( فقدْ يهلكُ الرعديدُ فى عقرِ دارهِ ** ويَنْجُو مِنَ الحَتْفِ الْكَمِيُّ الْمُشَايِحُ ) 46 ( وكلُّ امرئٍ يوماً ملاقٍ حِمامهُ ** وإن عار فى أرسانهِ وهو جامحُ ) 47 ( فما بارحٌ إلاَّ معَ الخيرِ سانِحٌ ** ولا سَانِحٌ إِلاَّ مَعَ الشَّرِّ بارِحُ ) 48 ( فَإِنْ عِشْتُ صافَحْتُ الثُّرَيَّا ، وإِنْ أَمُتْ ** فأنَّ كريماً منْ تضمُّ الصفائحُ )
____________________
(1/161)
البحر : طويل ( أخو العلمِ في الدنيا لذي الجهل محوجٌ ** وَ كلٌّ لهُ عندَ القياسِ معالمُ ) ( فلولاَ وجودُ العلمِ ما عاشَ جاهلٌ ** ولَوْلاَ وُجُودُ الْجَهْلِ مَا عَاشَ عالِمُ )
____________________
(1/162)
البحر : بسيط تام ( ماذَا عَلى قُرَّةِ العَيْنَيْنِ لَوْ صَفَحَتْ ** وعَاوَدَتْ بِوِصالٍ بَعْدَ ما صَفَحَتْ ) ( بايَعْتُها الْقَلْبَ إِيجاباً بِما وَعَدَتْ ** فيالَها صفقةً فى الحبِّ ما ربِحَت ) ( قد يزعمُ النَّاسَ أنَّ البخلَ مقطعةٌ ** فما لقلبى ِ يهواها وماسَمحَتْ ؟ ) 4 ( خوطيَّةُ القدِّ ، لو مرَّ الحمامُ بها ** لم يَشْتَبِهْ أَنَّها مِنْ أَيْكِهِ انْتَزَحَتْ ) 5 ( خفَّت معاطفها ، لَكن روادفُها ** بِمِثْلِ ما حَمَّلَتْنِي في الهَوَى رَجَحَتْ ) 6 ( وَيْلاهُ مِنْ لَحْظِها الْفَتَّاكِ إِنْ نَظَرَتْ ** وَآهِ مِنْ قَدِّها الْعَسَّالِ إِنْ سَنَحَتْ ) 7 ( يَمُوتُ قَلْبِي وَيَحْيَا حَيْرَةً وهُدىً ** في عالَمِ الْوَجْدِ إِنْ صَدَّتْ وإِنْ جَنَحَتْ ) 8 ( كَالْبَدْرِ إِنْ سَفَرَتْ ، والظَّبْيِ إِنْ نَظَرَتْ ** والْغُصْن إِنْ خَطَرَتْ ، والزَّهْرِ إِنْ نَفَحَتْ ) 9 ( واخَجْلَةَ الْبَدْرِ إِنْ لاحَتْ أَسِرَّتُهَا ** وحيرةَ الرشإِ الوسنانِ إن لمحَت )0 ( لها رَوابِطُ لا تَنْفَكُّ آخِذَةً ** بعُروةِ القلبِ إن جدَّت ، وإن مزحَتْ )
____________________
(1/163)
1( يا سَرْحَةَ الأَمَلِ الْمَمْنُوعِ جَانِبُهُ ** ويا غَزَالَةَ وادِي الْحُسْنِ إِنْ سَرَحَتْ )( ترفَّقى بفؤادٍ أنتِ منيَته ** ومقلةٍ لسوى مرآكِ ما طمحَتْ )( حاشاكِ أن تسمعى قولَ الوشاةِ بنا ** فإِنَّها رُبَّمَا غَشَّتْ إِذَا نَصَحَتْ )4 ( أفسدتُ في حبَّكُم نفسى جوىً وأسىً ** والنفسُ فى الحبِّ مهما أُفسِدَت صلَحَتْ )5 ( ما زِلتُ أسحرُها بالشعرِ تسمعهُ ** مِن ذاتِ فهمٍ ، تُجيدُ القولَ إن شرَحتْ )6 ( حتَّى إذا علِمَت ما حلَّ بى ، ورأّت ** سُقْمِي ، وخَافَتْ عَلى نَفْسٍ بها افْتَضَحَتْ )7 ( حنَّت رثَت عطفَت مالَت صبَت عزَمتْ ** همَّت سرَتْ وصلَتْ عادَت دنَتْ منَحَتْ )8 ( فبتُّ فى وصلِها فى نعمَةٍ عَظُمَت ** ما شِئْتُ ، أَوْ جَنَّةٍ أَبْوَابُهَا فُتِحَتْ )9 ( أنالُ من ثغرِها الدُّرِّى ِّ ما سألَتْ ** نَفْسِي ، وَمِنْ خَدِّهَا الْوَرْدِيِّ ما اقْتَرَحَتْ )0 ( في رَوْضَةٍ بَسَمَتْ أَزْهارُهَا ، ونَمَتْ ** أَفْنَانُهَا ، وَسَجَتْ أَظْلاَلُهَا ، وَضَحَتْ )
____________________
(1/164)
2( تَكَلَّلَتْ بِجُمَانِ الْقَطْرِ ، وَاتَّزَرَتْ ** بسُنْدُسِ النبتِ والريحانِ ، واتَشحَتْ )( ترنحَّ الغصنُ مِن أشواقهِ طرباً ** لمَّا رأى الطَّيرَ فى أوكارِها صدَحَتْ )( صَحَّ النَّسِيمُ بها وَهْوَ الْعَلِيلُ ، وَقَدْ ** مَالَتْ بِخَمْرِ النَّدَى أغْصَانُها ، وَصَحَتْ )4 ( وَلَيْلَةٍ سالَ في أَعْقَابِهَا شَفَقٌ ** كَأَنَّهَا بِحُسَامِ الْفَجْرِ قَدْ ذُبِحَتْ )5 ( طَالَتْ ، وَقَصَّرَهَا لَهْوِي بِغَانِيَةٍ ** إن أعرضَتْ قتَلَتْ ، أو أقبلَتْ فضَحَتْ )6 ( هيفاء ُ ، إن نطقَت غنَّتْ ، وإن خطَرَتْ ** رنَّتْ ، وإن فوَّقَت ألحاظها جرَحَتْ )7 ( دارت علينا بها الكاساتُ مُترعةً ** بخمرةٍ لو بدَت فى ظلمةِ قدحتْ )8 ( حَمْرَاءَ سَلْسَلَهَا الإِبْرِيقُ في قَدَحٍ ** كَشُعْلَةٍ لَفَحَتْ في ثَلْجَةٍ نَصَحَتْ )9 ( رُوحٌ إِذَا سَلَكَتْ في هَامِدٍ نَبَضَتْ ** عروقهُ ، أو دنتْ من صخرةٍ رشحَتْ )0 ( طارتْ بألبابنا سُكراً ، ولا عجَبٌ ** وهى الكُميتُ إذا فى حلبَةٍ جمَحَتْ )
____________________
(1/165)
3( حتَّى بدا الفجرُ مِن أطرافِ ظلمتِها ** كغرةٍ فى جوادٍ أدهمٍ وضحِتْ )( فيا لَها ليلةً ما كانَ أَحسنَها ** لو أنها لبِثَت حَولاً وما برِحَتْ )
____________________
(1/166)
البحر : مجزوء الرمل ( أنا في الحبَّ وفيٌّ ** لَيْسَ لِي بِالْغَدْرِ عِلْمُ ) ( لاَ تظنوا بيَ سوءاً ** إنَّ بعضَ الظنَّ إثمُ )
____________________
(1/167)
البحر : مجزوء المتدارك ( امْلإِ الْقَدَحْ ** واعْصِ مَنْ نَصَحْ ) ( واروِ غلَّتى ** بِابْنَةِ الْفَرَحْ ) ( فَالْفَتَى مَتَى ** ذَاقَهَا انْشَرَحْ ) 4 ( وَهْيَ إِنْ سَرَتْ ** فى العليلِ صحْ ) 5 ( أَوْ صَبَا بهَا ** باخلٌ سمَحْ ) 6 ( هْجُرِ الْكَرَى ** وَاغْدُ نَصْطَبِحْ ) 7 ( فالدُجى مضى ** والسنا لمح ) 8 ( والحمامُ فى ** أَيْكِهِ صَدَحْ ) 9 ( ** حيثما سرحْ )0 ( وَاصْطَحِبْ بِمَنْ ** يبعَثُ المرَحْ )
____________________
(1/168)
1( فيهِ للمنى ** كلُّ مقترَحْ )( واحْذَرِ الَّذِي ** إِنْ وَعَى سَبَحْ )( كُلَّمَا رَأَى ** فُرْصَةً قَدَحْ )4 ( ليسَ من أسا ** مِثْلَ مَنْ جَرَحْ )5 ( أينَ من رأى ** فاسِداً صَلَحْ ؟ )6 ( كُلُّ مَنْ وَشَى ** سَوْفَ يَفْتَضِحْ )7 ( فاتركِ الأذى ** فَالأَذَى تَرَحْ )8 ( واسعَ للعلا ** مَنْ سَعَى نَجَحْ )9 ( وَارْعَ ما حَوَتْ ** هذهِ الملحْ )
____________________
(1/169)
البحر : بسيط تام ( وليلةٍ بيضاءِ الكأسِ لامعَةٍ ** أَدْرَكْتُ بِاللَّهْوِ فيها كُلَّ مُقْتَرَحِ ) ( أَحْيَيْتُهَا بَعْدَ مَا نَامَ الْخَلِيُّ بِهَا ** بغادةٍ لو رأتها الشَّمسُ لمْ تَلُحِ ) ( فَلَوْ تَأَمَّلْتَنِي وَالكَأْسُ دَائِرَةٌ ** لخلتَنى ملكاً يختالُ من مرحِ ) 4 ( وَكَيْفَ لا تَبْلُغُ الأَفْلاَكَ مَنْزِلَتِي ** والبَدرُ فى مجلسى والشَّمسُ فى قدَحى )
____________________
(1/170)
البحر : طويل ( إِذَا مَا كتَمْتُ الْحُبَّ كَانَ شَرَارَةً ** وَ إنْ بحتُ بالكتمانِ كانَ ملاما ) ( فَكَيْفَ احْتِيَالي بَيْنَ أَمْرَينِ أَشَكَلاَ ** عَلَيَّ ، فَصارَا شِقْوَةً وَغَرَامَا ؟ )
____________________
(1/171)
البحر : بسيط تام ( والوعَةَ القلبِ من غزلانَ أخبيةٍ ** تَكَادُ تَسْكَرُ منْ أَحْدَاقِهَا الرَّاحُ ) ( مِنْ كُلِّ مَائسَةٍ كَالْغُصْنِ قَدْ جَمَعَتْ ** بَدَائِعاً ، كُلُّهَا لِلْحُسْنِ أَوْضَاحُ ) ( فالعينُ نرجِسَةٌ ، والشَّعرُ سوسنَةٌ ** والنَّهْدُ رُمَّانَةٌ ، والْخَدُّ تُفَّاحُ )
____________________
(1/172)
البحر : بسيط تام ( ما لي بودك بعدَ اليومِ إلمامُ ** فاذهبْ ؛ فأنتَ لئيمُ العهدِ نمامُ ) ( قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُنِي أَدْرَكْتُ مَأْرُبَةً ** مِنَ الْمُنَى ، فَإِذَا ما خِلْتُ أَحْلاَمُ ) ( هَيْهَاتَ مِنِّي الرِّضَا مِنْ بَعْدِ تَجْرِبَةٍ ** إِنَّ الْمَوَدَّةَ بَينَ النَّاسِ أَقْسَامُ ) 4 ( فَاطْلُبْ لِنَفْسِكَ غَيْرِي ؛ إِنَّنِي رَجُلٌ ** يأبى لي الغدرَ أخوالٌ وأعمامُ ) 5 ( كلُّ امرئٍ تابعٌ أعراقَ نبعتهِ ** وَ الخيرُ وَ الشرُّ أنسابٌ وَ أرحامُ ) 6 ( فانظرْ لفعلِ الفتى تعرفْ مناسبهُ ** إنَّ الفعالَ لأصلِ المرءِ إعلامُ ) 7 ( و لاَ يغرنكَ وجهٌ راقَ منظرهُ ** فالنصلُ فيهِ المنايا وَ هوَ بسامُ ) 8 ( ما كلُّ ذي منسرٍ فتخاءَ كاسرةً ** كَلاَّ ، ولاَ كُلُّ ذِي نَابَيْنِ ضِرْغَامُ ) 9 ( فَإِنْ يَكُنْ غرَّنِي حِلْمِي فَلاَ عَجَبٌ ** إنَّ الحسامَ لينبو وَ هوَ صمصامُ )0 ( ظَنَنْتُ خَيْراً ، وَلَمْ أُدْرِكْ عَوَاقِبهُ ** فَكَان شرّاً . وَبَعْضُ الظَّنِّ آثامُ )
____________________
(1/173)
1( فيا لها ضلةً ! ما إنْ أبهتُ لها ** حَتَّى تَرَدَّتْ بِها فِي الشَّرِّ أَقْدَامُ )( آلَيْت أَكْذِبُ نَفْسِي بَعْدَهَا سفَهاً ** إِنَّ الْمُنَى عِنْدَ صِدْقِ النَّفْسِ أَوْهَامُ )( فيا بنَ تزدريهِ النفسُ منْ ضعةٍ ** فما يحسُّ لهُ وجدٌ وَ إعدامُ )4 ( دَعِ الْفَخَارَ ، وَخُذْ فِيما خُلِقْتَ لَهُ ** منَ الصغارِ ؛ فإنَّ الطبعَ إلزامُ )5 ( وَ اذكرْ مكانك منْ ' عباسَ ' حيثُ مضتْ ** عليكَ في الدارِ أعوامٌ وَ أعوامُ )6 ( تَبِيتُ مُرْتَفِعاً فِي ظلِّ دَسْكَرةٍ ** لكلَّ باغٍ بها وجدٌ وَ تهيامُ )7 ( وَفَوْقَ ظَهْرِكَ لِلأَنْفَاسِ مُعْتَرَكٌ ** وفِي حَشَاكَ لِنَارِ الْفِسْقِ إِضْرامُ )8 ( وَيْلُمِّهَا خَزْيَةً طارَتْ بِشُنْعتِها ** صَحَائِفٌ ، وجَرَتْ بِالذَّمِّ أَقَلاَمُ )9 ( فاخسأْ ؛ فما الكلبُ أدنى منكَ منزلةً ** وَ ( اخْسَأْ ) لِمِثْلِكَ إِعْزَازٌ وَإِكْرَامُ )0 ( هذا الذي تكرهُ الأبصارُ طلعتهُ ** فَحَظُّها مِنْهُ إِيذَاءٌ وَإِيلاَمُ )
____________________
(1/174)
2( فِي وَجْهِهِ سِمَةٌ لِلْغَدْرِ بيِّنَةٌ ** و بينَ جنبيهِ أحقادٌ وَ أوغامُ )( لهُ على الشرَّ إقدامٌ ، وَ ليسَ لهُ ** إِلاّ عَن الْخَيْرِ وَالْمعْرُوفِ إِحْجامُ )( كأنما أنفهُ منْ طولِ سجدتهِ ** في حانةِ اللهوِ حرفٌ فيهِ إدغامُ )4 ( كَعقْرَبِ الْمَاءِ يَمْشِي مَشْيَةً صدَداً ** فَخَلْفُهُ عِنْدَ جِدِّ الأَمْرِ إِقْدَامُ )5 ( أبدى بعاتقهِ المنديلُ سيمتهُ ** وَحتَّ موْضِعهُ مِنْ كَفِّهِ الْجَامُ )6 ( وَكَيْفَ يصْلُحُ أَمْرُ النَّاسِ فِي بَلَدٍ ** حُكَّامُهُ لِبناتِ اللَّهْوِ خُدَّامُ ؟ )7 ( قَدْ يَمَّمَتْهُ الْمَخَازِي ؛ فَهْيَ نَازِلَةٌ ** منهُ بحيثُ تلاقي اللؤمُ وَ الذامُ )8 ( مَا إِنْ أَصَبْتُ لَهُ خُلْقاً ، فَأَحْمَدَهُ ** فَكُلُّ أَخْلاَقِهِ لِلنَّفْسِ آلاَمُ )9 ( فظٌّ ، غليظٌ ، مقيتٌ ، ساقطٌ ، وَ جمٌ ** وَغْدٌ ، لَئِيمٌ ، ثَقِيلُ الظِّلِّ ، حَجَّامُ )0 ( جاءتْ بهِ عجزٌ ليستْ بطاهرةٍ ** لها بمدرجةِ الفحشاءِ أزلامُ )
____________________
(1/175)
3( مستيقظٌ للمخازي ، غيرَ أنَّ لهُ ** طَرْفاً عَنِ الْعِرْضِ وَالأَوْتَارِ نَوَّامُ )( أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلاَّ مِنْ عَدَاوتِهِ ** فَإِنَّهَا لِجَلاَلِ اللَّهِ إِعْظامُ )( فاذهبْ كما ذهبَ الطاعونُ منْ بلدٍ ** تَقْفُوهُ بِاللَّعْنِ أَرْوَاحٌ وَأَجْسَامُ )4 ( وَهَاكَ مَا أَنْتَ أَهْلٌ فِي الْهِجَاءِ لَهُ ** فالهجوُ فيكَ لنقضِ الحقَّ إبرامُ )5 ( منْ كلَّ قافيةٍ في الأرضِ سائرةٍ ** لها بعرضكَ إنجادٌ وَ إتهامُ )6 ( شعرٌ لوجهِ المخازي منهُ سافيةٌ ** يحاصبٍ ، وَ لأنفِ الجهل إرغامُ )7 ( تَبْلَى الْعِظَامُ ، وَيَبْقَى ذِكْرُهُ أَبَداً ** في كلَّ عصرٍ لهُ سجعٌ وَ ترنامُ )
____________________
(1/176)
البحر : طويل ( أَلاَ يا حَمَامَ الأَيْكِ إِلْفُكَ حَاضِرٌ ** وغصنُكَ ميَّادٌ ، ففيمَ تَنوحُ ؟ ) ( غَدَوْتَ سَلِيماً في نَعِيمٍ وَغِبْطَةٍ ** وَلَكِنَّ قَلْبِي بِالغَرَامِ جَرِيحُ ) ( فإن كُنتَ لى عوناً على الشَّوقِ فاستعِرْ ** لِعَيْنَيْكَ دَمْعاً ، فَالبُكَاءُ مُريحُ ) 4 ( وإلاَّ فدَعنى من هديلكَ ، وانصرِفْ ** فَلَيْسَ سَواءً بَاذِلٌ وشَحِيحُ )
____________________
(1/177)
البحر : وافر تام ( هجوتكَ غيرَ مبتدعٍ مقالاً ** سُوَى مَا فِيكَ مِنْ دَنَسٍ وَشُؤْمِ ) ( فَإِنْ تَجْزَعْ فَمِنْ خَوَرٍ وَجُبْنٍ ** وَ إنْ تصبرْ فمنْ ضعةِ وَ لؤمِ )
____________________
(1/178)
البحر : رجز تام ( سَارِيَةٌ خَفَّاقَةُ الْجَنَاحِ ** تُواصِلُ الْغُدُوَّ بالرَّوَاحِ ) ( تَبِيتُ فِي مَهْدٍ مِنَ الْبِطَاحِ ** باكِيَةً بِمَدْمَعٍ سَفَّاحِ ) ( ضحَّاكةً كثيرةَ النواحِ ** منشورةً فى الأُفقِ كالوِشاحِ ) 4 ( تَحْمِلُهَا كَوَاهِلُ الرِّياحِ ** )
____________________
(1/179)
البحر : متقارب تام ( ألا ، منْ معيني على صاحبٍ ** جرعتُ بصحبتهِ العلقما ؟ ) ( يَسُوءُ الْخَلِيلَ ، وَيُؤْذِي الْجَلِي ** سَ ، وَ يأنفُ إنْ زلَّ أنْ يندما ) ( يلومُ على غيرِ ذنبٍ جرى ** وَ يغضبُ منْ قبلِ أنْ يفهما ) 4 ( فَإِنْ قُلْتُ : ( مَهْلاً ) لَوَى شِدْقَهُ ** وَإِنْ لَمْ أُجِبْ قَوْلَهُ بَرْطَمَا ) 5 ( لَهُ جَهَلاَتٌ تُمِيتُ الرِّضَا ** وَحُمْقٌ يَكَادُ يُسِيلُ الدِّمَا ) 6 ( يكابرُ في الحقَّ إنْ مضهُ ** وَلاَ يَدَعُ الظَّنَّ أَوْ يَأْثَمَا ) 7 ( فَلاَ أَنَا مِنْهُ أَرَى رَاحَةً ** وَلاَ أَنَا عَنْهُ أَرَى مَنْسِمَا ) 8 ( تبدلَ أنسي بهِ وحشةً ** وَعَادَ نَهَارِي بِهِ مُظْلِمَا ) 9 ( فلا رحمَ اللهُ يوماً جرى ** عَلَيَّ بِهِ طَائِراً أَشْأَمَا )
____________________
(1/180)
البحر : سريع ( يا كوكبَ الصُّبحِ متى ينقضى ** عمرُ الدُّجى ؟ يا كوكبَ الصُبح ) ( قَدْ سَدَّ حِصْنُ اللَّيْلِ أَبْوَابَهُ ** فاتلُ عليهِ سورةَ الفتحِ ) ( إِنِّي أَرَى أَنْجُمَهُ قَدْ وَنَتْ ** فَمَا لَهَا أيد على السَبحِ ) 4 ( وقد بَدَا ذُو ذَنّبٍ طالعا ** كَأَنَّهُ سُنْبُلَةُ الْقَمْحِ )
____________________
(1/181)
البحر : كامل تام ( كَمْ غادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدَّمِكَمْ غادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ ** وَلرُبَّ تَالٍ بَذَّ شَأْوَ مُقَدَّمِ ) ( فِي كُلِّ عَصْرٍ عبْقَرِيٌّ ، لاَ يَنِي ** يفرى الفرَّ بكلَّ قولِ محكمِ ) ( وَ كفاكَ بي رجلا إذا اعتقلَ النهى ** بِالصَّمْتِ ، أَوْ رَعَفَ السِّنَانُ بِعَنْدَمِ ) 4 ( أَحْيَيْتُ أَنْفَاسَ الْقَرِيضِ بِمنْطِقِي ** وَ صرعتُ فرسان العجاجِ بلهذمي ) 5 ( وَ فرغتُ ناصيةَ العلا بفضائلٍ ** هُنَّ الْكَوَاكِبُ فِي النَّهَارِ الْمُظْلِمِ ) 6 ( سَلْ مِصْرَ عَنِّي إِنْ جَهِلْتَ مَكَانَتِي ** تُخْبِرْكَ عَنْ شَرَفٍ وَعِزٍّ أَقْدَمِ ) 7 ( بَلِهٌ ، نَشَأْتُ مَعَ النَّبَاتِ بِأَرْضِهَا ** وَلَثَمْتُ ثَغْرَ غَدِيرِهِ الْمُتَبَسِّمِ ) 8 ( فنسيمها روحي ، ومعدنُ تربها ** جِسْمِي ، وَكَوْثَرُ نِيلِهَا مَحْيا دَمِي ) 9 ( فإذا نطقتُ فبالثناءِ على الذي ** أَوْلَتْهُ مِنْ فَضْلٍ عَلَيَّ وَأَنْعُمِ )0 ( أَهْلِي بِها ، وأَحِبَّتِي ، وَكَفى بِهِمْ ** إِنْ كَانَتِ الأَبْنَاءُ خُورَ الأَعْظُمِ )
____________________
(1/182)
1( وَأَحَقُّ دَارٍ بِالْكَرَامَةِ مَنْزِلٌ ** للقلبِ فيهِ علاقة ق لمْ تصرمِ )( هِيَ جنَّةُ الْحُسْنِ الَّتِي زَهَرَاتُهَا ** حورُ المها ، وهزارُ أيكتها فمي )( ما إنْ خلعتُ بها سيورَ تمائمي ** حتى لبستُ بها حمائلَ مخذمي )4 ( وَغَنِيتُ عَنْ قُلَّتِي بعَامِلِ أَسْمَرٍ ** وَسَلَوْتُ عَنْ مَهْدِي بِصَهْوَةِ أَدْهَمِ )5 ( وَ فجرتُ ينبوع البيانِ بمنطقٍ ** عذبٍ ، رويتُ بهِ غليلَ الحرمِ )6 ( وَ لكمْ أثرتُ غيابةً منْ قسطلٍ ** بمهندي ، وَ حللتُ عقدةَ مبرمِ )7 ( أختالُ طوراً فوقَ ذروةِ منبر ** و أكرُّ طوراً فوقَ نهدٍ شيظمِ )8 ( حتى ربأتُ منَ المعالي هضبةً ** شماءَ تزلقُ أخمص المتسنمِ )9 ( نشأتْ بطبعي للقريضِ بدائعٌ ** لَيْسَتْ بِنِحْلَةِ شَاعِرٍ مُتَقَدِّمِ )0 ( يصبو بها ' الحكميُّ ' صبوةَ عاشقٍ ** وَ تخفُّ منْ طربٍ عريكةُ ' مسلمِ ' )
____________________
(1/183)
2( قَوَّمْتُهُ بَعْدَ اعْوِجَاجِ قَنَاتِهِ ** وَ الرمحُ ليسَ يروقُ غيرَ مقومِ )( فقرٌ يكادُ السحرُ يبلغُ بعضَ ما ** فِي طَيِّهَا لَوْ كَانَ غَيْرَ مُحَرَّمِ )( مُتَشَابِهُ الطَّرَفَينِ ، يُنبِىء ُ صَدْرُهُ ** عما تلاحقَ ؛ فهوَ بادي المعلمِ )4 ( أحكمتُ منطقهُ بلهجةِ مفلقٍ ** يَقِظِ الْبَدِيهَةِ ، فِي الْقَرِيضِ مُحَكَّمِ )5 ( يبتذُّ أهبةَ كلَّ فارسِ بهمةٍ ** وَيَزُمُّ شِقْشِقَةَ الْفَتِيقِ الْمُقْرَمِ )6 ( ذللتُ منهُ غوارباً لا تمتطى ** وَخَطمْتُ مِنْهُ مَوَارِناً لَمْ تُخْطَمِ )7 ( شعرٌ جمعتُ بهِ ضروبَ محاسنٍ ** لَمْ تَجْتَمِعْ قبْلِي لِحَيٍّ مُلْهَمِ )8 ( فإذا نسبتُ فتنتُ كلَّ مقنعٍ ** وَإِذَا نَأَمْتُ ذَعَرْتُ كُلَّ مُلَثَّمِ )9 ( كَالرَّوْضِ تَسْمعُ مِنْهُ نَغْمةَ بُلْبُلٍ ** وَالْغِيلِ تَسْمَعُ مِنْهُ زَأْرَةَ ضَيْغَمِ )0 ( أَدْرَكْتُ قَاصِيةَ الْمَحَامِدِ وَالْعُلاَ ** وَ شأوتُ فيها كلَّ أصيدَ مسنمِ )
____________________
(1/184)
3( فأنا ابنُ نفسي إنْ فخرتُ ، وَ إنْ أكنْ ** لأغرَّمنْ سلفِ الأكارمِ أنتمى )( وَالْفَخْرُ بِالآبَاءِ لَيْسَ بِنَافِعٍ ** )( هَذَا ، وَرُبَّتَ لَذَّةٍ بَاشَرْتُهَا ** فِي ظِلِّ أَخْضَرَ بِالْعَرَارِ مُنَمْنَمِ )4 ( طفقَ النسيمُ يحوكُ برودهِ ** بأناملٍ تمرى خيوطَ المرزمِ )5 ( فَبِكُلِّ أُفْقٍ مُزْنَةٌ فَيَّاضَةٌ ** وَبِكُلِّ أَرْضٍ جَدْوَلٌ كَالأَرْقَمِ )6 ( هَاتِيكَ تَجْرِي فِي السَّماءِ كَأَنَّهَا ** سُفُنٌ ، وَهَذَا فِي الْخَمَائِلِ يَرْتَمِي )7 ( فالروضُ بينَ موشحٍ وَ مؤزرٍ ** وَ الزهرُ بينَ مدنرٍ وَ مدرهمِ )8 ( طَلْقُ الْجَبِينِ ، تَبَسَّمَتْ أَزْهَارُهُ ** عنْ درَّ قطرٍ كالعقودِ منظمِ )9 ( عبقُ الإزارِ ، كأنما جرتِ الصبا ** فِيهِ بِجُؤْنَةِ عَنْبَرٍ لَمْ تُخْتَمِ ) 40 ( صبح الغمامُ غصونهُ ؛ فترنحتْ ** طَرَباً لِرَجْعِ الطَّائِرِ الْمُتَرَنِّمِ )
____________________
(1/185)
4( فنسيمهُ أرجٌ ، وطائرُ أيكهِ ** هَزِجٌ ، وَجَدْوَلُهُ بَرُودُ الْمَبْسِمِ ) 4( يَسْتَوْقِفُ الأَلْبَابَ حُسْنُ رُوَائِهِ ** وَ يصيدُ عينَ الناظرِ المتوسمِ ) 4( وَ المرءُ طوعُ يدِ الزمانِ ، يقودهُ ** قَوْدَ الْجَنِيبِ لِغَايَةٍ لَمْ تُعْلَمِ ) 44 ( فلكٌ يدورُ ، وَ أنجمٌ لا تأتلي ** تَبْدُو وَتَغْرُبُ فِي فَضَاءٍ أَقْتَمِ ) 45 ( صُوَرٌ إِذَا نَادَيْتها لمْ تَسْتَجبْ ** أَوْ رُمْتَ مِنْهَا النُّطْقَ لَمْ تتكَلَّمِ ) 46 ( فدعِ الخفيَّ ، وخذْ لنفسكَ حظها ** مِمَّا بَدَا لَكَ ؛ فَهْوَ أَهْنَأُ مَغْنَمِ ) 47 ( لاَ يستطيعُ المرءُ يبلغَ ما نأى ** عَنْهُ ، وَلَوْ صَعِدَ السَّمَاءَ بِسُلَّمِ ) 48 ( بينا يشقُّ بهِ الجواءَ ترفعا ** أهوى بهِ في كسرِ بيتٍ مظلمِ ) 49 ( إِنَّ الْحَيَاةَ شَهِيَّةٌ مَا لَمْ تَكُنْ ** غَرَضاً لإِمْرَةِ ظَالِمٍ لَمْ يَرْحَمِ ) 50 ( لاَ أَرْتَضِي عَيْشَ الْجَبَانِ ، وَلا أَرَى ** فضلاً لذي حسبٍ إذا لمْ يقدمِ )
____________________
(1/186)
5( وَلرُبَّ مَلْحَمَةٍ سَرَيْتُ قِنَاعَهَا ** عنْ وجهِ نصرٍ بالغبارِ ملثمِ ) 5( لَوْ كَانَ لِلإِنْسانِ عِلْمٌ بِالَّذِي ** فِي الْغَيْبِ لَمْ يَفْرَحْ ، وَلمْ يَتنَدمِ ) 5( فدعِ الأمورَ إلى مدبرِ شأنها ** وَارْغَبْ عَنِ الدُّنْيَا بنفْسِكَ تَسْلَمِ )
____________________
(1/187)
البحر : وافر تام ( بَلَغْتِ مَدَاكِ مِنْ أَرَبٍ فَسِيحِي ** فأنتِ اليومَ فى جوٍ فسيحِ ) ( تركتِ الجسمَ فيما كانَ منه ** وغبتِ بلجَّةٍ لونِ المسيحِ ) ( فعادت صورةُ الجثمانِ عُطلاً ** لفقدكِ مثلَ دينارٍ مَسيحِ ) 4 ( ولو يقوى لسار ، وكيف يقوى ** عَلَى هَوْلِ السُّرَى قَدَمُ الْكَسِيحِ ؟ ) 5 ( سبحت بغمرةٍ كالشمس نوراً ** وعام من الخجالة في مسيح ) 6 ( فَلَيْتَكِ تَرْجِعِينَ لَنَا بصِدْقٍ ** يُبَاغِتُ كُلَّ خَتَّالٍ مَسِيحِ ) 7 ( بربك هل وجدت كما وجدنا ** خلافاً بين أحمدَ والمسيحِ ؟ )
____________________
(1/188)
البحر : طويل ( بأيَّ غزالٍ في الخدورِ تهيمُ ** وَ غزلانُ ' نجدٍ ' ما لهنَّ حميمُ ؟ ) ( يَقُدْنَ زِمَامَ النَّفْسِ وَهْيَ أَبيَّةُ ** وَ يخدعنَ لبَّ المرءِ وَ هوَ حكيمُ ) ( فإِيَّاكَ أَنْ تَغْشَى الدِّيارَ مُخَاطِراً ** فدونَ حماها للأسودِ نئيمُ ) 4 ( فوارسُ لاَ يعصونَ أمرَ حميةٍ ** وَ لاَ يرهبونَ الخطبَ وَ هوَ عظيمُ ) 5 ( يَصُونُونَ فِي حُجْبِ الأَكِلَّةِ ظَبْيَةً ** لها نسب بينَ الحسانِ صميمُ ) 6 ( منَ الهيفِ ، أما نعتُ ما في إزارها ** فرابٍ ، وأما خصرها فهضيمُ ) 7 ( أَناةٌ بَرَاهَا اللهُ فِي الْحُسْنِ آيةً ** يدينُ إليها جاهلٌ وَ حليمُ ) 8 ( يميلُ بها سكرُ الشبابِ إذا مشتْ ** كمَا مَالَ بِالْغُصْنِ الرَّوِيِّ نَسِيمُ ) 9 ( لَعَمْرُكَ ما أَدْرِي ، أَدُمْيَةُ بِيعَةٍ ** تَرَدَّدُ فِيهَا الْحُسْنُ ، أَمْ هِيَ رِيمُ ؟ )0 ( يلومونني أنْ همتُ وجداً بحسنها ** وَأَيُّ امْرِىء ٍ بِالْحُسْنِ لَيْسَ يَهِيمُ ؟ )
____________________
(1/189)
1( وَهَلْ يَغْلِبُ الْمَرْءُ الْهَوَى وَهْوَ غَالِبٌ ** وَيُخْفِي شَكَاةَ الْقَلْبِ وَهُوَ كَلِيمُ ؟ )( فإنْ أكُ محسوراً بها ، فلربما ** مَلَكْتُ عِنَانَ الْقَلْبِ وَهْوَ كَظِيمُ )( وَ كابدتُ فيها ما لوِ انقضَّ بعضهُ ** على جبلٍ لانهالَ منهُ قويمُ )4 ( فيا ربةَ البيتِ المنيعِ جوارهُ ** أَمَا مِنْ مُسامٍ عِنْدَكُمْ فَأُسِيمُ ؟ )5 ( بَخِلْتِ عَلَيْنَا بِالسَّلاَمِ ضَنَانَةً ** وجدكِ مطروقُ الفناءِ كريمُ )6 ( فَكَيْفَ تَلُومِينِي عَلَى مَا أَصَابَنِي ** مِنَ الْحُبِّ يا ( لَيْلَى ) وَأَنْتِ غَرِيمُ ؟ )7 ( وَ قدْ عشتُ دهراً لا أدينُ لظالمٍ ** وَلَمْ يَحْتَكِمْ يَوْماً عَلَيَّ زَعِيمُ )8 ( فأنتِ التي مرهتِ عينيَ بالبكا ** وَأَسْقَمْتِ هَذَا الْقَلْبَ وَهْوَ سَلِيمُ )9 ( تَنَامِينَ عَنْ لَيْلِي ، وَعَيْنِي قَرِيحَةٌ ** و تشجينَ قلبي ، وَ هوَ فيكِ مليمُ )0 ( منحتكِ نفسي ، وَ هيَ نفسٌ عزيزةٌ ** عَلَيَّ ، وَمَا لِي مِنْ هَوَاكِ قَسِيمُ )
____________________
(1/190)
2( فإنْ يكُ جسمي عنْ فنائكِ راحلٌ ** فَإِنَّ هَوَى قَلْبِي عَلَيْكِ مُقِيمُ )( شَكوْتُ إِلَى مَنْ لَيْسَ يَرْحَمُ بَاكِياً ** وَمَا كُلُّ مَنْ يُشْكَى إِلَيْهِ رَحِيمُ )( فحتامَ ألقى في الهوى ما يسوءني ** وَ أحملُ عبءَ الصبرِ وَ هوَ عظيمُ )4 ( وَ إني لحرٌّ بينَ قومي ، وَ إنما ** تعبدني حلوُ الدلالِ رخيمُ )5 ( وَإِنِّي وإِنْ كُنْتُ الْمُسَالِمَ فِي الْهَوَى ** لَذُو تُدْرَإٍ فِي النَّائِبَاتِ خَصِيمُ )6 ( أفلُّ شباةَ الخصمِ وَ هوَ منازلٌ ** وَ أرهبُ كرَّ الطرفِ وَ هوَ سقيمُ )7 ( ألاَ ، قاتلَ اللهُ الهوى ، ما ألذهُ ! ** عَلَى أَنَّهُ مُرُّ الْمَذَاقِ أَلِيمُ )8 ( طويتُ لهُ نفسي على ما يسوءها ** وَأَصْبَحْتُ لا يَلْوِي عَلَيَّ حَمِيمْ )9 ( فَمَنْ لِي بِقَلْبٍ غَيْرِ هَذَا ؟ فَإِنَّنِي ** بِهِ عِنْدَ رَوْعَاتِ الْفِرَاقِ عَلِيمُ )0 ( كَأَنِّي أُدَارِي مِنْهُ بَيْنَ جَوَانِحِي ** لَظًى ، حَرُّهَا يَكْوِي الْحَشَا ، وَيَضِيمُ )
____________________
(1/191)
3( بَلَوْتُ لَهُ طَعْمَيْنِ : أَمَّا مَذَاقُهُ ** فعذبٌ ، وأما سؤرهُ فوخيمُ )( وَ جربتُ إخوانَ الصفاءِ ، فلمْ أجدْ ** صَدِيقاً لَهُ فِي الطَّيِّبَاتِ قَسِيمُ )( لَهُمْ نَزَوَاتٌ بَيْنَهُنَّ تَفَاوُتٌ ** وَعَنٌّ عَلَى طُولِ اللِّقَاءِ ذَمِيمُ )4 ( بِمَنْ يَثِقُ الإِنْسَانُ وَالْغَدْرُ شِيمَةٌ ** لِكُلِّ ابْنِ أُنْثَى ، وَالْوَفَاءُ عَقِيمُ ؟ )5 ( فَلاَ تَعْتَمِدْ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ فِي الَّذِي ** تودُّ منَ الحاجاتِ ؛ فهوَ رحيمُ )6 ( وَ لاَ تبتئس منْ محنةٍ ساقها القضا ** إِلَيْكَ ، فَكَمْ بُؤْسٍ تَلاَهُ نَعِيمُ )7 ( فقدْ تورقُ الأشجارُ بعدَ ذبولها ** وَيَخْضَرُّ سَاقُ النَّبْتِ وَهْوَ هَشِيمُ )8 ( إذا ما أرادَ اللهُ إتمامَ حاجةِ ** أَتَتْكَ عَلَى وَشْكٍ وَأَنْتَ مُقِيمُ )
____________________
(1/192)
البحر : خفيف تام ( هُوَ ماقلتُ فاحذرَنها صباحا ** غارَةً تَمْلأُ الْفَضَاءَ رِمَاحَا ) ( تترُكُ الماءَ لا يسوغُ لظامٍ ** وتَرُدُّ الدَّمَ الْحَرَامَ مُباحَا ) ( لا ترى بينها سِوى َ عبقرى ٍّ ** يَأْلَفُ الطَّعْنَ نَجْدَةً وَارْتِيَاحَا ) 4 ( لَهِجٌ بالحروبِ ، لا يألفُ الخف ** ضَ ، ولا يَصْحَبُ الْفَتاةَ الرَّدَاحَا ) 5 ( مِسْعَرٌ لِلْوَغَى ، أَخُو غَدَوَاتٍ ** تَجْعَلُ الأَرْضَ مَأْتَماً وصِيَاحَا ) 6 ( لا يُرَى عَاتِباً عَلَى شِيَمِ الدَّهْ ** رِ ، ولا عابثاً ، ولا مزَّاحا ) 7 ( يَفْعَلُ الْفَعْلَةَ التِي تَبْهَرُ النَّا ** سَ ، وَتَرْنُو لَهَا الْعُيُونُ طِمَاحا ) 8 ( لا كَمَنْ يَسْأَلُ الْوُفُودَ عَنِ الأَنْ ** باءِ عَجزاً ، ويرقُبُ الأَشباحا ) 9 ( فاعتبِر أيها المجاهرُ بالقو ** ل ، ولا تبعثنْ عليكَ نواحا )0 ( إِنَّ في بُرْدَتَيَّ هَاتَيْنِ لَيْثاً ** يَقِصُ الْقِرْنَ ، أَوْ يَفُلُّ السِّلاحَا )
____________________
(1/193)
1( سدكاتٍ بالرمحِ منهُ بنانٌ ** تَمْلأُ الأَرْضَ والسَّماءَ جرَاحَا )( أنا من معشرٍ كرامٍ على الده ** ر أفادوهُ عزَّةً وصلاحا )( فرعوا بالقنا قِنانَ المعالى ** وأعَدُّوا لِبَابِهَا مِفْتَاحَا )4 ( عَمَرُوا الأَرْضَ مُدَّةً ثُمَّ زَالُوا ** مثلما زالتِ القرونُ اجتياحا )5 ( وأتتْ بعدَهُمْ على َّ ليالٍ ** لاأرى فى سمائها مِصباحا )6 ( فَسَقَاهُمْ مُنَزِّلُ الغَيْثِ سَجْلاً ** يَجْعَلُ النَّبْتَ لِلْعَراءِ وِشَاحَا )
____________________
(1/194)
البحر : بسيط تام ( سَبَقْتَ بِالْفَضْلِ ؛ فَاسْمَعْ مَا وَحَاهُ فَمِي ** فأنتَ أولى بهذا الدرَّ منْ كلمي ) ( يَا رَائِدَ الْوُدِّ ! قَدْ صَادفْتَ مُنْتَجَعاً ** بَيْنَ الْجَوانِحِ ؛ فَانْزِلْهُ ، وَلاَ تَرِمِ ) ( أَوْلَيْتَنِي مِنْكَ فَضْلاً قَدْ مَلَكْتَ بِهِ ** قلبي ، فهاكَ يدي في الودَّ ، فاحتكمِ ) 4 ( إِنَّ الْمَوَدَّةَ إِنْ صَحَّتْ غَدَتْ نَسَباً ** بينَ الأباعدِ تغنيهمْ عنِ الرحمِ ) 5 ( فثقْ بذمةِ عهدٍ فيكَ صادقة ** فَلَيْسَ كُلُّ خَلِيلٍ صَادِقَ الذِّمَمِ ) 6 ( وَاعْذِرْ إِذَا لَمْ أَجِدْ فِي الْقَوْلِ مُتَّسَعاً ** فالمرءُ لا يبلغُ الأفلاكَ بالهممِ ) 7 ( لاَ زِلْتَ تَرْفُلُ فِي أَثْوَابِ عَافِيَةٍ ** موشيةِ بطرازِ الحمدِ وَ النعمِ )
____________________
(1/195)
البحر : كامل تام ( أبنى ِ الكنانةَ أبشِروا بمحمَّدٍ ** وثِقوا براعٍ فى المكارم أوحدِ ) ( فَهُوَ الزَّعِيمُ لَكُمْ بِكُلِّ فَضيلةٍ ** تَبْقَى مَآثِرُهَا ، وَعَيْشٍ أَرْغَدِ ) ( مَلِكٌ نَمَتْهُ أَرُومَةٌ عَلَوِيَّةٌ ** ملكَت بسؤدُدِها عنانَ الفرقدِ ) 4 ( يَقِظُ الْبَصِيرَةِ لَوْ سَرَتْ في عَيْنِهِ ** سِنَةُ الرُّقَادِ ، فَقَلْبُهُ لَمْ يَرْقُدِ ) 5 ( بدهاتهُ قيدُ الصوابِ ، وعَزمهُ ** شرُكُ الفوارسِ فى العجاجُ الأربدِ ) 6 ( فإذا تنمَّرَ فهو , , زيدٌ ، ، فى الوغى ** وإِذَا تَكَلَّمَ فَهْوَ ( قَيْسٌ ) في النَّدِي ) 7 ( مُتَقَسَّمٌ مَا بَيْنَ حُنْكَةِ أَشْيَبٍ ** صَدَقَتْ مَخِيلَتُهُ ، وَحِلْيَةِ أَمْرَدِ ) 8 ( لا يستريحُ إلى الفراغِ ، ولا يرى ** عيشاً يلذُّ بهِ إذا لم يجهدِ ) 9 ( فنهارهُ غيثُ اللَّهيفِ ، وليلهُ ** في طَاعَةِ الرَّحْمنِ لَيْلُ الْعُبَّدِ )0 ( لهجٌ بحبِّ الصالحاتِ ، فكلما ** بَلَغَ النِّهَايَةَ مِنْ صَنِيعٍ يَبْتَدِي )
____________________
(1/196)
1( خُلُقٌ تميَّزَ عن سواهُ بفضلهِ ** والْفَضْلُ في الأَخْلاقِ إِرْثُ الْمَحْتِدِ )( إقليدٌ معضلةٍ ، ومعقِلُ عائذٍ ** وسماءُ منتجعٍ ، وقبلةُ مهتدِ )( حَسُنَتْ بِهِ الأَيَّامُ حَتَّى أَسْفَرَتْ ** عن وجهِ معشوقِ الشَّمائلِ أغيَد )4 ( وَصَفَتْ مَوَارِدُ مِصْرَ حَتَّى أَصْبَحَتْ ** بعدَ الكدورةِ شرعةً للورَّدِ )5 ( فَالْعَدْلُ يَرْعَاهَا بِرَأْفَةِ وَالِدٍ ** والبأسُ يحميها بصولةِ أصيَدِ )6 ( بَلَغَتْ بِفَضْلِ ( مُحَمَّدٍ ) مَا أَمَّلَتْ ** مِنْ عِيشَةٍ رَغَدٍ وَجَدٍّ أَسْعَدِ )7 ( هُوَ ذَلِكَ الْمَلِكُ الذي أَوْصَافُهُ ** فى الشعر حليةُ راجزٍ ومقصِّدِ )8 ( فبنورهِ فى كلِّ جنحٍ نهتدى ** وبِهَدْيِهِ في كُلِّ خَطْبٍ نَفْتَدِي )9 ( سنَّ المشورةَ ، وهى أكرمُ خطَّةٍ ** يجرى عليها كل راعٍ مرشدِ )0 ( هِيَ عِصْمَةُ الدِّينِ التي أَوْحَى بهَا ** رَبُّ الْعِبَادِ إِلى النَّبِيِّ ( مُحَمَّدِ ) )
____________________
(1/197)
2( فَمَنِ اسْتَعَانَ بِهَا تَأَيَّدَ مُلْكُهُ ** ومن استهانَ بأمرها لم يرشُدِ )( أَمْرَانِ ما اجْتَمَعَا لِقَائِدِ أُمَّةٍ ** إلاَّ جنى بهما ثمارَ السؤددِ )( جَمْعٌ يَكُونُ الأَمْرُ فِيمَا بَيْنَهُمْ ** شورى ، وجندٌ للعدو بمرصدِ )4 ( هيهاتَ يحيا الملكَ دونَ مشورةٍ ** ويَعِزُّ رُكْنُ الْمَجْدِ مَا لَمْ يُعْمَدِ )5 ( فالسَّيْفُ لا يَمْضِي بِدُونِ رَوِيَّةٍ ** وَالرَّأْيُ لا يَمْضِي بغَيْرِ مُهَنَّدِ )6 ( فاعكفْ على الشورى تجد فى طيِّها ** من بينات الحكمِ مالم يوجدِ )7 ( لا غَرْوَ أَن أَبْصَرْتَ في صَفَحَاتِهَا ** صُوَرَ الْحَوَادِثِ ، فَهْيَ مِرْآةُ الْغَدِ )8 ( فَالْعَقْلُ كَالْمِنْظَارِ يُبْصِرُ ما نَأَى ** عنه قريباً ، دونَ لمسٍ باليدِ )9 ( وكفاكَ علمُكِ بالأمورِ ، وليسَ من ** سَلَكَ السَّبيلَ كَحَائِرٍ لَمْ يَهْتَدِ )0 ( فلأنتَ أولَ من أفادَ بعدلهِ ** حُرِّيَّةَ الأَخْلاَقِ بَعْدَ تَعَبُّدِ )
____________________
(1/198)
3( أَطْلَقْتَ كُلَّ مُقَيَّدٍ ، وَحَلَلْتَ كُ ** لَّ مُعَقَّدٍ ، وَجَمَعْتَ كُلَّ مُبَدَّدِ )( وتمتَّعتْ بالعدلِ منكَ رعيَّةٌ ** كانت فريسةَ كلِّ باغٍ معتدِ )( فاسلم لخير ولا يةٍ عزَّت بها ** نفسُ النصيحِ ، وذلَّ كلُّ مفنَّدِ )4 ( ضَرَحَتْ قَذَاةَ الْغَيِّ عَنْ جَفْنِ الْهُدَى ** وَسَرَتْ قِنَاعَ الْيَأْسِ عَنْ أَمَلٍ نَدِ )5 ( ضَمَّتْ إِلَيْكَ زِمامَ كُلِّ مُثَلِّثٍ ** وَثَنَتْ إِلَيْكَ عِنَانَ كُلِّ مُوَحِّدِ )6 ( وَتَأَلَّفَتْ بَعْدَ الْعَدَاوَةِ أَنْفُسٌ ** سكنت بعدلكَ في نعيمٍ سرمدِ )7 ( فحباكَ ربُّكَ بالجميلِ كرامةً ** لِجَزِيلِ مَا أَوْلَيْتَ أُمَّةَ ( أَحْمَدِ ) )8 ( وَتَهَنَّ بِالْمُلْكِ الَّذِي أَلْبَسْتَهُ ** شرفاً بمثلِ ردائهِ لم يرتدِ )9 ( بَزَغَتْ بِهِ شَمْسُ الْهِدَايَةِ بَعْدَ مَا ** أفلَت ، وأبصرَ كلُّ طرفٍ أرمدِ ) 40 ( لم يبقَ من ذى خلةٍ إلاَّ اغتدى ** بجميلِ صنعِكَ مصدراً للوفَّدِ )
____________________
(1/199)
4( بَلَغَتْ بِكَ الآمَالُ أَبْعَدَ غَايَةٍ ** قَصَرَتْ عَلى الإِغْضَاءِ طَرْفَ الْحُسَّدِ ) 4( فاسعد ودم واغنم وجُدْ وانعمْ وسُد ** وابْدَأْ وَعُدْ وَتَهَنَّ واسْلَمْ وازْدَدِ ) 4( لا زالَ عدلكَ فى الأنامِ مخلداً ** فَالعَدْلُ في الأَيَّامِ خَيْرُ مُخَلَّدِ )
____________________
(1/200)
البحر : كامل تام ( خلَّ العتابَ ؛ فلوْ طلبتَ مهذباً ** أعياكَ مطلبهُ بهذا العالمِ ) ( إنْ كانَ لي ذنبٌ إليكَ جرى بهِ ** قَدَرٌ ؛ فَإِنِّي مِنْ سُلاَلَةِ آدَم )
____________________
(1/201)
البحر : طويل ( رضيتُ منَ الدنيا بما لا أودُّهُ ** وَأَيُّ امْرِىء ٍ يَقْوَى عَلى الدَّهْر زَنْدُهُ ؟ ) ( أُحاوِلُ وَصْلاً والصُّدُودُ خَصِيمُهُ ** وَأَبْغِي وَفَاءً والطَّبِيعةُ ضِدُّهُ ) ( حسبتُ الهوى سهلاً ، ولم أدرِ أنهُ ** أَخُو غَدَرَاتٍ يَتْبَعُ الْهَزْلَ جِدُّهُ ) 4 ( تخفُّ له الأحلامُ وهى رزينةٌ ** ويعنو له من كلِّ صعبٍ أشدهُ ) 5 ( ومن عجبٍ أنَّ الفتى وهو عاقلٌ ** يطيعُ الهوى فيما ينافيه رشدَهُ ) 6 ( يفرُّ منَ السلوانِ ، وهو يريحهُ ** ويأوى إلى الأشجانِ ، وهى تكدُّهُ ) 7 ( وما الحب إلا حاكمٌ غيرُ عادلٍ ** إِذا رامَ أَمْراً لم يَجِدْ مَنْ يَصُدُّهُ ) 8 ( لَهُ مِنْ لَفِيفِ الْغِيدِ جَيْشُ مَلاَحَةٍ ** تغيرُ على مثوى الضمائرِ جندهُ ) 9 ( ذوابله قاماتهُ ، وسيوفهُ ** لِحَاظُ الْعَذَارَى ، والْقَلاَئِدُ سَرْدُهُ )0 ( إذا ماج بالهيفِ الحسانِ ، تأرجت ** مسالكهُ ، واشتقَّ فى الجو ندُّهُ )
____________________
(1/202)
1( فَأَيُّ فُؤادٍ لا تَذُوبُ حَصاتُهُ ** غراماً ، وطرفٍ ليسَ يقذيهِ سهدهُ ؟ )( بَلَوْتُ الْهَوَى حَتَّى اعْتَرَفْتُ بِكُلِّ مَا ** جَهِلْتُ ، فَلا يَغْرُرْكَ فالصَّابُ شَهْدُهُ )( ظَلُومٌ لَهُ في كُلِّ حَيٍّ جَرِيرَةٌ ** يضجُّ لها غورُ الفضاءِ ونجدهُ )4 ( إِذَا احْتَلَّ قَلْباً مُطْمَئِنًّا تَحَرَّكَتْ ** وَسَاوِسُهُ في الصَّدْرِ ، واخْتَلَّ وَكْدُهُ )5 ( فإن كنتَ ذا لبٍّ فلا تقربنَّه ** فَغَيرُ بعيدٍ أَنْ يَصِيبَكَ حَدُّهُ )6 ( وقد كنتُ أولى بالنَّصيحةِ لو صغا ** فؤادى ، ولكن خالفَ الحزمَ قصدهُ )7 ( إذا لم يكنْ للمرءِ عقلٌ يقودهُ ** فَيُوشِكُ أَنْ يَلْقَى حُسَاماً يَقُدُّهُ )8 ( لعمرى لقدْ ولَّى الشبابُ ، وحلَّ بى ** منَ الشيبِ خطبٌ لا يطاقُ مردُّهُ )9 ( فَأَيُّ نَعِيمٍ في الزَّمانِ أَرُومُهُ ؟ ** وأى ُّ خليلٍ للوفاءِ أعدُّهُ ؟ )0 ( وكيفَ ألومُ النَاسَ فى الغدرِ بعدما ** رأيتُ شبابى قدْ تغيَّرَعهده ؟ )
____________________
(1/203)
2( وَأَبْعَدُ مَفْقُودٍ شَبَابٌ رَمَتْ بهِ ** صروفُ اللَّيالى عندَ من لا يردُّهُ )( فَمَنْ لِي بِخِلٍّ صَادِقٍ أَسْتَعِينُهُ ** على أملى ، أو ناصرٍ أستمدهُ ؟ )( صحبتُ بنى الدنيا طويلاً فلم أجد ** خَليلاً ، فَهَلْ مِنْ صاحِبٍ أَسْتَجِدُّهُ )4 ( فأكثرُ من لاقيتُ لم يصفُ قلبهُ ** وأصدقُ من واليتُ لم يغنِ ودُّهُ )5 ( أطالبُ أيامى بما ليسَ عندَها ** وَمَنْ طَلَبَ الْمَعْدُومَ أَعْيَاهُ وُجْدُهُ )6 ( فَمَا كُلُّ حَيٍّ يَنْصُرُ الْقَوْلَ فِعْلُهُ ** ولا كلُّ خلٍّ يصدقُ النَّفسَ وعدهُ )7 ( وأصعبُ ما يلقى الفتى فى زمانهِ ** صَحابَةُ مَنْ يَشْفِي مِنَ الدَّاءِ فَقْدُهُ )8 ( وَللنُّجْحِ أَسْبَابٌ إِذَا لَمْ يَفُزْ بِهَا ** لَبِيبٌ مِنَ الْفِتْيَانِ لم يُورِ زَنْدُهُ )9 ( ولكن إذا لم يسعدِ المرءَ جدُّهُ ** على سعيهِ لم يبلغِ السؤلَ جدُّهُ )0 ( وما أنا بالمغلوبِ دونَ مرامهِ ** ولكنَّهُ قد يخذلُ المرءَ جهدهُ )
____________________
(1/204)
3( وما أبتُ بالحرمانِ إلاَّ لأنَّنى ( أَوَدُّ مِنَ الأَيَّامِ ما لا تَوَدُّهُ ) )( فَإِنْ يَكُ فَارَقْتُ الرِّضَا فَلَبَعْدَمَا ** صحبتُ زماناً يغضبُ الحرَّ عبدهُ )( أبى الدَّهرُ إلاَّ أن يسودَ وضيعهُ ** وَيَمْلِكَ أَعْنَاقَ الْمَطَالِبِ وَغْدُهُ )4 ( تداعت لدركِ الثَّأرِ فينا ثعالهُ ** ونَامَتْ عَلى طُولِ الْوَتِيرَةِ أُسْدُهُ )5 ( فَحَتَّامَ نَسْرِي في دَيَاجِيرِ مِحْنَةٍ ** يَضِيقُ بِهَا عَنْ صُحْبَةِ السَّيْفِ غِمْدُهُ )6 ( إذا المرءُ لم يدفع يدَ الجور إن سطتْ ** عَلَيْهِ ، فَلا يَأسَفْ إِذا ضَاعَ مَجْدُهُ )7 ( وَمَنْ ذَلَّ خَوْفَ الْمَوْتِ ، كانَتْ حَيَاتُهُ ** أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْ حِمامٍ يَؤُدُّهُ )8 ( وَأَقْتَلُ دَاءٍ رُؤْيَةُ الْعَيْنِ ظَالِماً ** يُسِيءُ ، وَيُتْلَى في المَحَافِلِ حَمْدُهُ )9 ( علامَ يعيشُ المرءُ فى الدَّهرِ خاملاً ؟ ** أيفرحُ فى الدُّنيا بيومٍ يعدُّهُ ؟ ) 40 ( يَرَى الضَّيْمَ يَغْشَاهُ فَيَلْتَذُّ وَقْعَهُ ** كَذِي جَرَبٍ يَلْتَذُّ بالْحَكِّ جِلْدُهُ )
____________________
(1/205)
4( إذا المرءُ لاقى السيلَ ثُمَّتَ لم يعجْ ** إلى وزَرٍ يحميهِ أرداهُ مدُّهُ ) 4( عفاءٌ على الدُّنيا إذا المرءُ لم يعشْ ** بِها بَطَلاً يَحْمِي الْحَقِيْقَةَ شَدُّهُ ) 4( منَ العارِ أنْ يرضى الفتى بمذلَّةٍ ** وفى السَّيفِ ما يكفى لأمرٍ يعدُّهُ ) 44 ( وإنُّى امرؤٌ لا أستكينُ لصولةٍ ** وإن شدَّ ساقى دونَ مسعاى َ قدُّهُ ) 45 ( أَبَتْ ليَ حَمْلَ الضَّيْمِ نَفْسٌ أَبِيَّةٌ ** وقلبٌ إذا سيمَ الأذى شبَّ وقدهُ ) 46 ( نمانى إلى العلياءِ فرعٌ تأثلت ** أَرُومَتُهُ فِي المَجْدِ ، وافْتَرَّ سَعْدُهُ ) 47 ( وحَسْبُ الْفَتَى مَجْداً إِذَا طالَبَ الْعُلاَ ** بما كانَ أوصاهُ أبوهُ وجدُّهُ ) 48 ( إِذَا وُلِدَ الْمَوْلُودُ مِنَّا فَدَرُّهُ ** دمُ الصَّيدِ ، والجردُ العناجيجُ مهدهُ ) 49 ( فإن عاشَ فالبيدُ الدَّياميمُ دارهُ ** وإِنْ ماتَ فالطَّيْرُ الأَضَامِيمُ لَحْدُهُ ) 50 ( أصدُّ عنِ المرمى القريبِ ترَفعَّاً ** وأَطْلُبُ أَمْراً يُعْجِزُ الطَّيْرَ بُعْدُهُ )
____________________
(1/206)
5( وَلا بُدَّ مِنْ يَوْمٍ تَلاعَبُ بِالْقَنَا ** أُسودُ الوغى فيهِ ، وتمرحُ جردهُ ) 5( يمزِّقُ أستارَ النَّواظرِ برقهُ ** وَيَقْرَعُ أَصْدَافَ الْمَسَامِعِ رَعْدُهُ ) 5( تُدَبِّرُ أَحْكَامَ الطِّعانِ كُهُولُهُ ** وتملكُ تصريفَ الأعنَّةِ مُردهُ ) 54 ( قُلُوبُ الرِّجالِ المُسْتَبِدَّةِ أَكْلُهُ ** وَفَيْضُ الدِّماءِ الْمُسْتَهِلَّةِ وِرْدُهُ ) 55 ( أحملُ صدرَ النصلِ فيهِ سريرةً ** تعدُّ لأمرٍ لا يحاولُ ردُّهُ ) 56 ( فإمَّا حياةٌ مثلَ ما تشتهى العلا ** وإما ردىً يشفى منَ الداءِ وفدهُ )
____________________
(1/207)
البحر : طويل ( سُكُوتِي إِذَا دَامَ الْحَدِيثُ كَلاَمُ ** وَ تقليبُ عيني في الوجوهِ ملامُ ) ( وَ صبري على الأيامِ لاَ منْ مذلةٍ ** وَ لكنْ يدٌ مغلولةٌ وَ حسامُ ) ( أُلاَمُ عَلَى أَنِّي صَبَرْتُ ، وَهَلْ فَتىً ** عَلَى الصَّبْرِ إِنْ قَلَّ الْمُعِينُ يُلاَمُ ؟ )
____________________
(1/208)
البحر : كامل تام ( ظنَّ الظنونَ فباتَ غيرَ موسَّدِ ** حَيْرَانَ يَكْلأُ مُسْتَنِيرَ الْفَرْقَدِ ) ( تُلْوِي بِهِ الذُّكُرَاتُ حَتَّى إِنَّهُ ** لَيَظَلُّ مُلْقىً بَيْنَ أَيْدِي الْعُوَّدِ ) ( طَوْراً يَهُمُّ بِأَن يَزِلَّ بِنَفْسِهِ ** سَرَفاً ، وتاراتٍ يَمِيلُ عَلَى الْيَدِ ) 4 ( فكأنَّما افترستْ بطائرِ حلمهِ ** مشمولةٌ ، أوساغَ سمَّ الأسودِ ) 5 ( قالوا غداً يومَ الرَّحيل ، ومن لهم ** خوفَ التفرُقِ أن أعيشَ إلى غدِ ؟ ) 6 ( هى مهجةٌ ذهبَ الهوى بشغافِها ** مَعْمُودَةٌ ، إِنْ لَمْ تَمُتْ فَكَأَنْ قَدِ ) 7 ( يأَهلَ ذا البيتِ الرفيعِ منارهُ ** أدعوكم يا قومُ دعوةَ مقصَد ) 8 ( إِنِّي فَقَدْتُ الْيَوْمَ بَيْنَ بُيُوتِكُمْ ** عَقْلِي ، فَرُدُّوهُ عَلَيَّ لأَهْتَدِي ) 9 ( أو فاستقيدونى ببعضِ قيانكم ** حَتَّى ترُدَّ إِليَّ نَفْسِي ، أَوْ تَدِي )0 ( بَلْ يا أَخَا السَّيْفِ الطَّوِيلِ نِجَادُهُ ** إن أنتَ لم تحمِ النَّزيلَ فأغمدِ )
____________________
(1/209)
1( هَذِي لِحَاظُ الْغِيدِ بَيْنَ شِعَابِكُمْ ** فَتَكَتْ بنَا خَلْساً بِغَيْرِ مُهَنَّدِ )( مِنْ كُلِّ نَاعِمَةِ الصِّبَا بَدَوِيَّةٍ ** رَيَّا الشَّبابِ سَلِيمَةِ الْمُتَجَرَّدِ )( هيفاءَ إن خطرَتْ سبَتْ ، وإذا رنَتْ ** سَلَبَتْ فُؤَادَ الْعَابِدِ الْمُتَشَدِّدِ )4 ( يخفضنَ من أبصارهنَّ تختُّلاً ** لِلنَّفْسِ ، فِعْلَ الْقَانتَاتِ الْعُبَّدِ )5 ( فَإِذَا أَصَبْنَ أَخَا الشَّبَابِ سَلَبْنَهُ ** ورمَينَ مهجتهُ بطرفٍ أصيدِ )6 ( وإذا لمحنَ أَخا المشيبِ قلينَهُ ** وسترنَ ضاحيةِ المحاسنِ باليدِ )7 ( فَلَئِنْ غَدَوْتُ دَرِيئَةً لعُيُونِهَا ** فلقد أفلُّ زعارةَ المتمرد )8 ( ولقدْ شهدتُ الحربَ فى إبَّانها ** وَلَبِئْسَ رَاعِي الْحَيِّ إِنْ لَمْ أَشْهَدِ )9 ( تتقصَّفُ المرَّانَ فى حجَراتها ** ويعودُ فيها السيفُ مثلَ الأَدرَد )0 ( عصَفت بها ريحُ الرَّدى ، فتدفَّقت ** بِدَمِ الْفَوَارِسِ كَالأَتِيِّ الْمُزْبِدِ )
____________________
(1/210)
2( ما زِلْتُ أَطْعَنُ بَيْنَها حَتَّى انْثَنَتْ ** عَنْ مِثْلِ حَاشِيَةِ الرِّدَاءِ الْمُجْسَدِ )( ولقد هبطتُ الغيثَ يلمعُ نورهُ ** فى كلِّ وضَّاحِ الأّسرَّةِ أغيد )( تجرى بهِ الآرامُ بينَ مناهلٍ ** طَابَتْ مَوَارِدُهَا ، وَظِلٍّ أَبْرَدِ )4 ( بمضمَّرٍ أرنٍ كأنَّ سراتهُ ** بَعْدَ الْحَمِيمِ سَبِيكَةٌ مِنْ عَسْجَدِ )5 ( خَلصَتْ لَهُ الْيُمْنَى ، وَعَمَّ ثلاثَةً ** منهُ البياضُ إلى وظيفٍ أجردِ )6 ( فكأنما انتزعَ الأصيلَ رداءهُ ** سَلَباً ، وَخَاضَ مِنَ الضُّحَى في مَوْرِدِ )7 ( زَجِلٌ يُرَدِّدُ فِي اللَّهَاةِ صَهِيلَهُ ** رَفْعاً كَزَمْزَمَةِ الْحَبِيِّ الْمُرْعِدِ )8 ( متلفتاً عن جانبيهِ ، يهزهُ ** مرحُ الصِّبا كالشاربِ المتغرِّدِ )9 ( فإذا ثنيتَ لهُ العنانَ وجدتهُ ** يَمْطُو كَسِيدِ الرَّدْهَةِ الْمُتَوَرِّدِ )0 ( وإذا أطعتَ لهُ العنانَ رأيتهُ ** يَطْوِي الْمَهَامِهَ فَدْفَداً فِي فَدْفَدِ )
____________________
(1/211)
3( يكفيكَ منهُ إذا أحسَّ بنبأةٍ ** شدٌّ كمعمعةِ الأَباءِ الموقدِ )( صلبُ السنابكِ لا يمرُ بجلمدٍ ** فى الشَّدِّ إلاَّ رضَّ فيهِ بجلمدِ )( نِعْمَ الْعَتَادُ إِذَا الشِّفَاهُ تَقَلَّصَتْ ** يومَ الكريهةِ فى العجاجِ الأربدِ )4 ( ولقدْ شربتُ الخمرَ بينَ غطارفٍ ** شُمِّ الْمَعَاطِسِ كَالْغُصُونِ الْمُيَّدِ )5 ( يَتَلاَعَبُونَ عَلَى الْكُئُوسِ إِذا جَرَتْ ** لَعِباً يَرُوحُ الْجِدُّ فِيهِ وَيَغْتَدِي )6 ( لاَ يَنْطِقُونَ بِغَيْرِ ما أَمَرَ الْهَوَى ** فكلامهُم كالروض مصقولٌ ندى )7 ( من كلِّ وضَّاحِ الجبينِ كأنَّهُ ** قَمَرٌ تَوَسَّطَ جُنْحَ لَيْلٍ أَسْوَدِ )8 ( بَلْ رُبَّ غَانِيَةٍ طَرَقْتُ خِبَاءَهَا ** والنجمُ يطرفُ عن لواحظِ أرمدِ )9 ( قَالَتْ وَقَدْ نَظَرَتْ إِلَيَّ : فَضَحْتَنِي ** فَارْجِعْ لِشَأْنِكَ فَالرِّجالُ بِمَرْصَدِ ) 40 ( فمسحتها حتَّى اطمأنَّ فؤادها ** وَنَفَيْتُ رَوْعَتَهَا بِرَأْيٍ مُحْصَدِ )
____________________
(1/212)
4( وَخَرَجْتُ أَخْتَرِقُ الصُّفُوفَ مِنَ الْعِدَا ** متلثِّماً والسيفُ يلمعُ فى يدى ) 4( فَلَنِعْمَ ذَاكَ الْعَيْشُ لَوْ لَمْ يَنْقَضِ ** وَلَنِعْمَ هَذَا الْعَيْشُ إِنْ لَمْ يَنْفَدِ ) 4( يرجو الفتى فى الدهر طولَ حياتهِ ** ونَعِيمِهِ ، والْمَرْءُ غَيْرُ مُخَلَّدِ )
____________________
(1/213)
البحر : مجزوء الكامل ( يَا بَانَةً ! مَنْ لِي بِضمِّكْ ؟ ** يا زهرةً ! منْ لي بشمكْ ؟ ) ( يا بنتَ سيدةِ النسا ** ءِ ! ترفقي بحياةِ أمكْ ) ( ما فيَّ منبتُ شعرةٍ ** إِلاَّ بِهِ أَثَرٌ لِسَهْمِكْ ) 4 ( كلاَّ ، وَ لاَ في مهجتي ** مِنْ طُولِ صَدِّكِ غَيْرُ هَمِّكْ ) 5 ( أصبحتُ ممتنعَ الكرى ** لَمَّا جَفَانِي بَدْرُ تِمِّكْ ) 6 ( إنْ لمْ تجودي باللقا ** ءِ المحبَّ ، وَ لاَ بلثمكْ ) 7 ( فتسامحي ليَ مرةً ** حتَّى أَفُوزَ بِلَثْمِ كُمِّكْ )
____________________
(1/214)
البحر : طويل ( سَرَى الْبَرْقُ مِصْرِيّاً فَأَرَّقَنِي وَحْدِي ** وأَذْكَرَني ما لَسْتُ أَنْسَاهُ من عَهْدِ ) ( فيا برقُ حدِّثنى ، وأنتَ مصدَّقٌ ** عَنِ الآلِ وَالأَصْحَابِ مَا فَعَلُوا بَعْدِي ) ( وعن روضةِ المقياس تجرى خلالها ** جَدَاولُ يُسْدِيها الْغَمَامُ بِمَا يُسْدِي ) 4 ( إِذا صافَحَتْها الرِّيحُ رَهْواً تَجعَّدَت ** حبائكها مثلَ المقدَّرة السَّردِ ) 5 ( وَإِنْ ضَاحَكَتْهَا الشَّمْسُ رَفَّتْ ، كَأَنَّها ** مناضلُ سلَّت للضِّرابِ من الغمدِ ) 6 ( نعمتُ بها دهراً ، وما كلُّ نعمةٍ ** حبتكَ بها الأيامُ إلاَّ إلى الردِ ) 7 ( فَوَا أَسَفَا إِذْ لَيْسَ يُجْدِي تَأَسُّفٌ ** عَلَى مَا طَوَاهُ الدَّهْرُ مِنْ عَيْشِنَا الرَّغْدِ ) 8 ( إذ الدَّهرُ سمحٌ ، والَّليالى سميعةٌ ** و ' لمياءُ ' لم تخلف بليَّانها وعدى ) 9 ( فَتَاةٌ تُرِيكَ الشَّمْسَ تَحْتَ خِمارِهَا ** إِذَا سَفَرَتْ ، والْغُصْنَ في مَعْقِدِ الْبَنْدِ )0 ( مِنَ الْفَاتِنَاتِ الْغِيدِ ، لَوْ مَرَّ ظِلُّهَا ** على قانتٍ دبَّتْ بهِ سورةُ الوجدِ )
____________________
(1/215)
1( فَتَاللَّهِ أَنْسَى عَهْدَهَا ما تَرَنَّمَتْ ** بناتُ الضُّحى بين الأراكةِ والرند )( حَلَفْتُ بِمَا وَارَى الْخِمارُ مِنَ الْحَيَا ** وما ضمَّتِ الأَردانُ من حسبٍ عدِّ )( وبِاللُّؤْلُؤِ الْمَنْضُودِ بَيْنَ يَواقِتٍ ** هِيَ الشَّهْدُ ظَنًّا ، بَلْ أَلَذُّ مِنَ الشَّهْدِ )4 ( يميناً لو استسقيتَ أرضاً بهِ الحيا ** لخاضَ بها الرُّعيانُ فى كلأٍ جعدِ )5 ( لأَنْتِ وَأَيُّ النَّاسِ أَنْتِ ؟ حَبيبَةٌ ** إلى َّ ولو عذبتِ قلبى بالصَّدِّ )6 ( إِلَيْكِ سَلَبْتُ الْعَيْنَ طِيبَ مَنَامِهَا ** وفيكِ رَعَيْتُ النَّجْمَ فِي أُفْقِهِ وَحْدِي )7 ( وذلَّلتُ هذى النفسَ بعدِ إبائها ** وَلَوْلاَكِ لَمْ تَسْمَحْ بِحَلٍّ ولا عَقْدِ )8 ( فَحَتَّامَ تَجْزِينِي بِوُدِّيَ جَفْوَةٍ ؟ ** أَمَا تَرْهَبِينَ اللَّه فِي حُرْمَةِ الْمَجْدِ ؟ )9 ( سلى عنى الَّليلَ الطَّويلَ ، فإنَّهُ ** خَبِيرٌ بما أُخْفِيهِ شَوْقاً ، وَمَا أُبْدِي )0 ( هل اكتحلت عيناى إلاَّ بمدمعٍ ** إِذَا ذَكَرَتْكِ النَّفْسُ سَالَ عَلَى خَدِّي ؟ )
____________________
(1/216)
2( أُصَبِّرُ عَنْكِ النَّفْسَ وَهْيَ أَبِيَّةٌ ** وهيهاتَ صبرُ الظامئاتِ عن الوردِ )( كأَنِّي أُلاَقِي مِنْ هَواكِ ابْنَ خِيسَةٍ ** أَخَا فَتَكَاتٍ ، لا يُنَهْنَهُ بِالرَّدِّ )( تنكَّبَ ممساهُ ، وأخطأ صيدهُ ** فَأَقْعَى عَلَى غَيْظٍ مِنَ الْجُوعِ والْكَدِّ )4 ( لَهُ نَعَرَاتٌ بِالْفَلاَةِ كَأَنَّهَا ** على عدواءِ الدارِ جلجلةُ الرَّعدِ )5 ( يمزِّقُ أستار الظَّلامِ بأعينٍ ** تَطِيرُ شَراراً كَالسُّقاطِ مِنَ الزَّنْدِ )6 ( كَأَنَّهُمَا مَاوِيَّتَانِ أُدِيرَتَا ** إِلَى الشَّمْسِ ، فَانْبَثَّا شُعَاعاً مِنَ الْوَقْدِ )7 ( فهذا اَّلذى ألقاهُ منكِ على النوى ** فَرَاخِي وَثَاقِي يَابْنَةَ الْقَوْمِ ، أَوْ شُدِّي )
____________________
(1/217)
البحر : طويل ( دعِ الهزلَ ، واحذرْ ترهاتِ المنادمه ** فَكَمْ مِنْ غَوِيٍّ قَدْ أَسَالَ الْمُنَى دَمَهْ ) ( فَمَهْ ، لا تَفُهْ ، بِالْقَوْلِ قَبْلَ انْتِقَادِهِ ** فَرُبَّ كَلاَمٍ فَضَّ مِنْ قَائِلٍ فَمَهْ )
____________________
(1/218)
البحر : طويل ( هو البينُ حتَّى لاسلامٌ ولا ردُّ ** ولا نظرةٌ يقضى بها حقَّهُ الوجدُ ) ( لقد نعبَ الوابور بالبينِ بينهم ** فساروا ، ولازمُّوا جمالاً ، ولا شدُّوا ) ( سَرَى بِهِمُ سَيْرَ الْغَمَامِ ، كَأَنَّمَا ** لهُ في تنائى كلِّ ذى خلَّةٍ قصدِ ) 4 ( فلا عينَ إلاَّ وهى عينٌ منَ البكى ** وَلاَ خَدَّ إِلاَّ لِلدُّمُوعِ بِهِ خَدُّ ) 5 ( فَيَا سَعْدُ ، حَدِّثْنِي بِأَخْبَارِ مَنْ مَضَى ** فَأَنْتَ خَبِيرٌ بِالأَحَادِيثِ يَا سَعْدُ ) 6 ( لعلَّ حديثَ الشوقِ يطفئُ لوعةً ** مِنَ الْوَجْدِ ، أَوْ يَقْضِي بِصَاحِبهِ الْفَقْدُ ) 7 ( هُوَ النَّارُ في الأَحْشَاءِ ، لَكِنْ لِوَقْعِها ** على كبدى ممَّا ألذُّ بهِ بردُ ) 8 ( لعمرُ المغانى وهى عندِى عزيزةٌ ** بِسَاكِنِهَا مَا شَاقَنِي بَعْدَهَا عَهْدُ ) 9 ( لَكَانَتْ وَفِيهَا مَا تَرَى عَيْنُ نَاظِرٍ ** وَأَمْسَتْ وَمَا فِيهَا لِغَيْرِ الأَسَى وَفْدُ )0 ( خلاءٌ منَ الأُلاَّفِ إلاَّعصابةً ** حداهم إلى عرفانها أملٌ فردُ )
____________________
(1/219)
1( دعتهم إليها نفحةٌ عنبريَّةٌ ** وبالنَّفحةِ الحسناءِ قد يُعرَفُ الوردُ )( وَقَفْنَا فَسَلَّمْنَا ، فَرَدَّتْ بِأَلْسُنٍ ** صوامتَ ، إلاَّ أنَّها أَلسنٌ لُدُّ )( فمن مقلةٍ عبرى ، ومن لفحِ زفرةٍ ** لها شررٌ بينَ الحشا ما لهُ زندُ )4 ( فيا قلبُ صبراً إن ألمَّ بكَ النَّوى ** فَكُلُّ فِراقٍ أَوْ تَلاقٍ لَهُ حَدُّ )5 ( فَقَدْ يُشْعَبُ الإِلْفَانِ أَدْنَاهُمَا الْهَوَى ** ويَلْتَئِمُ الضِّدَّانِ أَقْصَاهُمَا الْحِقْدُ )6 ( عَلَى هَذِهِ تَجْرِي اللَّيَالِي بِحُكْمِهَا ** فَآوِنَةً قُرْبٌ ، وَآوِنَةً بُعْدُ )7 ( وما كُنْتُ لَوْلاَ الْحُبُّ أَخْضَعُ لِلَّتِي ** تسئُ ، ولكنَّ الفتى للهوى عبدُ )8 ( فَعُودِيَ صُلْبٌ لاَ يَلِينُ لغَامِزٍ ** وقَلْبِيَ سَيْفٌ لاَ يُفَلُّ لَهُ حَدُّ )9 ( إِباءٌ كَمَا شَاءَ الْفَخَارُ وَصَبْوَةٌ ** يذِلُّ لها فى خيسهِ الأسدُ الوردُ )0 ( وَإِنَّا أُنَاسٌ لَيْسَ فِينَا مَعَابَةٌ ** سِوَى أَنَّ وادِينَا بِحُكْمِ الْهَوَى نَجْدُ )
____________________
(1/220)
2( نلينُ - وإن كنَّا أشدَّاءَ - للهوى ** وَنَغْضَبُ في شَرْوَى نَقِيرٍ فَنَشْتَدُّ )( وحسبكَ منَّا شيمةٌ عربيَّةٌ ** هِيَ الخَمْرُ مَا لَمْ يَأْتِ مِنْ دُونِها حَرْدُ )( وبى ظمأٌ لم يبلغِ الماءُ رِيَّهُ ** وفى النَّفسِ أمرٌ ليسَ يدركهُ الجهدُ )4 ( أَوَدُّ وما وُدُّ امْرِىء ٍ نافِعاً لَهُ ** وإن كانَ ذا عقلٍ إذا لم يكن جدُّ )5 ( وَمَا بِيَ مِنْ فَقْرٍ لِدُنْيَا ، وإِنَّمَا ** طِلاَبُ الْعُلاَ مَجْدٌ ، وإِنْ كَانَ لِي مَجْدُ )6 ( وَكَمْ مِنْ يَدٍ للَّهِ عِنْدِي ونِعْمَةٍ ** يَعَضُّ عَلَيْهَا كَفَّهُ الْحَاسِدُ الْوَغْدُ )7 ( أنا المرءُ لا يطغيهِ عزٌّ لثروةٌ ** أَصَابَ ، وَلاَ يُلْوِي بِأَخْلاقِهِ الْكَدُّ )8 ( أصدُّ عنِ الموفورِ يدركهُ الخنا ** وأقنعُ بالميسورِ يعقبهُ الحمدُ )9 ( وَمَنْ كَانَ ذَا نَفسٍ كَنَفْسِي تَصَدَّعَتْ ** لعزَّتهِ الدنيا ، وذلَّت لهُ الأُسدُ )0 ( ومن شيمى حبُّ الوفاءِ سجيَّةً ** وما خَيْرُ قَلْبٍ لاَ يَدُومُ لَهُ عَهْدُ ؟ )
____________________
(1/221)
3( ولكنَّ إخواناً بمصرَ ورفقةً ** نسونا ، فلا عهدٌ لديهم ، ولا وعدُ )( أَحِنُّ لَهُمْ شَوْقاً ، عَلَى أَنَّ دُونَنَا ** مهامهَ تعيا دونَ أقربها الربدُ )( فَيا ساكِنِي الْفُسْطَاطِ ! ما بالُ كُتْبِنَا ** ثوت عندكم شهراً وليسَ لها ردُّ ؟ )4 ( أفى الحقِّ أنَّا ذاكرونَ لعهدكم ** وأَنْتُمْ عَلَيْنَا لَيْسَ يَعْطِفُكُمْ وُدُّ ؟ )5 ( فلا ضَيْرَ ، إِنَّ اللَّه يُعْقِبُ عَوْدَةً ** يَهُونُ لَهَا بَعْدَ الْمُوَاصَلَةِ الصَّدُّ )6 ( جَزَى اللَّهُ خَيْراً مَنْ جَزانِي بِمِثْلِهِ ** عَلَى شُقَّةٍ غَزْرُ الْحَيَاةِ بها ثَمْدُ )7 ( أَبِيْتُ لذِكْرَاكُمْ بها مُتَمَلْمِلاً ** كَأَنِّي سَلِيمٌ ، أَوْ مَشَتْ نَحْوَهُ الْوِرْدُ )8 ( فلا تحسبونى غافلاً عن ودادكم ** رويداً ، فما فى مهجتى حجرٌ صلدُ )9 ( هُوَ الْحُبُّ لا يَثْنِيهِ نَأْيٌ ، ورُبَّمَا ** تَأَرَّجَ مِنْ مَسِّ الضِّرامِ لَهُ النَّدُّ ) 40 ( نَأَتْ بِيَ عَنْكُمْ غُرْبَةٌ وتَجَهَّمَتْ ** بِوَجْهِيَ أَيَّامٌ خَلائِقُهَا نُكْدُ )
____________________
(1/222)
4( أدورُ بعينى لا أرى غيرَ أُمَّةٍ ** مِنَ الرُّوسِ بِالْبَلْقَانِ يُخْطِئُهَا الْعَدُّ ) 4( جواثٍ على هام الجبالِ لغارةٍ ** يطير بها ضوءُ الصَّباحِ إذا يبدو ) 4( إذا نحنُ سرنا صرَّحَ الشَّرُّ باسمهِ ** وَصَاحَ الْقَنَا بالْمَوْتِ ، واسْتَقْتَلَ ) 44 ( فَأَنْتَ تَرَى بيْنَ الْفَرِيقَيْنِ كَبَّةً ** يُحَدِّثُ فيها نَفْسَهُ الْبَطَلُ الْجَعْدُ ) 45 ( عَلَى الأَرْضِ مِنْها بالدِّماءِ جَدَاوِلٌ ** وَفَوْقَ سَرَاةِ النَّجْمِ مِنْ نَقْعِهَا لِبْدُ ) 46 ( إِذَا اشْتَبَكُوا ، أَوْ راجَعُوا الزَّحْفَ خِلْتَهُمْ ** بُحُوراً تَوَالَى بَيْنَها الْجَزْرُ والْمَدُّ ) 47 ( نشلُّهمُ شلَّ العطاشِ ونت بها ** مُرَاغَمَةُ السُّقْيَا ، وَمَاطَلَهَا الْوِرْدُ ) 48 ( فَهُمْ بَيْنَ مَقْتُولٍ طَرِيحٍ ، وهَارِبٍ ** طليح ٍ ، ومأسورٍ يجاذبهُ القدُّ ) 49 ( نروحُ إلى الشُّورى إذا أقبلَ الدُّجى ** ونَغْدُو عَلَيْهِمْ بالْمَنَايَا إِذَا نَغْدُو ) 50 ( ونقعٍ كلجِّ البحرِ خضتُ غمارهُ ** ولا مَعْقِلٌ إِلاَّ الْمَنَاصِلُ والْجُرْدُ )
____________________
(1/223)
5( صَبَرْتُ لَهُ والْمَوْتُ يَحْمَرُّ تَارَةً ** وَيَنْغَلُّ طَوْراً في الْعَجَاجِ فَيَسْوَدُّ ) 5( فَمَا كُنْتُ إِلاَّ اللَّيْثَ أَنْهَضَهُ الطَّوَى ** ومَا كُنْتُ إِلاَّ السَّيْفَ فَارَقَهُ الْغِمْدُ ) 5( صَئُولٌ ولِلأَبْطَالِ هَمْسٌ مِنَ الْوَنَى ** ضروبٌ وقلبُ القرنِ فى صدرهِ يعدو ) 54 ( فما مُهْجَةٌ إِلاَّ وَرُمْحِي ضَمِيرُهَا ** ولا لَبَّةٌ إِلاَّ وسَيْفِي لَهَا عِقْدُ ) 55 ( وَمَا كُلُّ ساعٍ بَالِغٌ سُؤْلَ نَفْسِهِ ** ولا كلُّ طلاَّبٍ يصاحبهُ الرشدُ ) 56 ( إِذَا الْقَلْبُ لَمْ يَنْصُرْكِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ** فَمَا السَّيْفُ إِلاَّ آلَةٌ حَمْلُهَا إِدُّ ) 57 ( إذا كانَ عقبى كلِّ شئٍ وإن زكا ** فناء ، فمكروهُ الفناءِ هو الخلدُ ) 58 ( وتخليدُ ذكرِ المرءِ بعدَ وفاتهِ ** حَيَاةٌ لَهُ ، لا مَوْتَ يَلْحَقُها بَعْدُ ) 59 ( فَفِيمَ يَخَافُ الْمَرْءُ سَوْرَةَ يَوْمِهِ ** وفى غدهِ ما ليسَ من وقعهِ بدُّ ) 60 ( لِيَضْنَ بِيَ الْحُسَّادُ غَيْظاً ، فَإِنَّنِي ** لآنافهم رغمٌ وأكبادهِم وقدُ )
____________________
(1/224)
6( أَنَا القَائِلُ الْمَحْمُودُ مِنْ غَيْرِ سُبَّةٍ ** ومن شيمة الفضلِ العداوةُ والضدُّ ) 6( فَقَدْ يَحْسُدُ الْمَرْءُ ابْنَهُ وَهْوَ نَفْسُهُ ** وربَّ سوارٍ ضاقَ عن حملهِ العضدُ ) 6( فلا زلتُ محسوداً على المجدِ والعلا ** فليسَ بمحسودٍ فتىً ولهُ ندُّ )
____________________
(1/225)
البحر : طويل ( أَرَاكَ الْحِمَى ! شَوْقِي إِلَيْكَ شَدِيدُ ** وصبرى ونومى فى هواكَ شريدُ ) ( مضى زمنٌ لم يأتنى عنكَ قادمٌ ** ببشرى ، ولم يعطف على َّ بريدُ ) ( وَحِيْدٌ مِنَ الْخُلاَّنِ في أَرْضِ غُرْبَةٍ ** أَلاَ كُلُّ مَنْ يَبْغِي الْوَفَاءَ وَحِيدُ ) 4 ( فهل لغريبٍ طوحتهُ يدُ النَّوى ** رجوعٌ ؟ وهل للحائماتِ ورودُ ؟ ) 5 ( وهل زمنٌ ولَّى ، وعيشٌ تقيضَت ** غَضَارَتُهُ بَعْدَ الذَّهَابِ يَعُودُ ؟ ) 6 ( أُعَلِّلُ نَفْسِي بالْقَدِيمِ ، وَإِنَّمَا ** يَلَذُّ اقْتِبالُ الشَّيءِ وَهْوَ جَدِيدُ ) 7 ( وما ذكرِى َ الأيَّامَ إلاَّ لأنَّها ** ذِمامٌ لعرفانِ الصِّبا وعهودُ ) 8 ( فليسَ بمفقودٍ فتىً ضمَّهُ الثَرى ** ولكنَّ من غالَ البِعادُ فقيدُ ) 9 ( ألا أيُّها اليومُ الَّذى لم أكنْ لهُ ** ذكوراً ، سِوى أَن قيلَ لى هوَ عيدُ )0 ( أَتَسْأَلُنَا لُبْسَ الْجَدِيدِ سَفَاهَةً ** وأثوابنا ما قَدْ علِمْتَ حديدُ ؟ )
____________________
(1/226)
1( فَحَظُّ أُناسٍ مِنْهُ كَأْسٌ وقَيْنَةٌ ** وحظُّ رجالٍ ذُكرَةٌ ونشيدُ )( لِيهنَ بهِ منْ باتَ جذْلانَ ناعماً ** أَخَا نَشَوَاتٍ ما عَلَيْهِ حَقُودُ )( ترى أَهلَهُ مستَبشرينَ بِقربِهِ ** فَهُمْ حَوْلَهُ لا يَبْرَحُونَ شُهُودُ )4 ( إذا سارَ عنهُمْ سارَ وهو مكرَّمٌ ** وإن عادَ فيهِمْ عادَ وهوَ سعيدُ )5 ( يُخَاطِبُ كُلاًّ بِالَّذِي هُوَ أَهْلُهُ ** فمُبدئُ شُكرٍ تارةً ومعيدُ )6 ( فَمَنْ لِغَرِيبٍ ( سَرْنَسُوفُ ) مُقَامُهُ ** رَمَتْ شَمْلَهُ الأَيَّامُ ، فَهْوَ لَهِيدُ )7 ( بِلاَدٌ بِهَا ما بِالجَحِيمِ ، وإِنَّمَا ** مكانَ اللَّظى ثلجٌ بها وجليدُ )8 ( تجمَّعتِ البُلغارُ والرُّومُ بينَها ** وزَاحَمَهَا التَّاتَارُ ، فَهْيَ حُشُودُ )9 ( إِذا رَاطَنُوا بَعْضاً سَمِعْتَ لِصَوْتِهِمْ ** هَديداً تكادُ الأَرضَ منهُ تميدُ )0 ( قِباحُ النَّوَاصِي والْوُجُوهِ ، كَأَنَّهُمْ ** لِغَيْرِ أَبِي هَذَا الأَنَامِ جُنُودُ )
____________________
(1/227)
2( سَواسِيَةٌ ، لَيْسُوا بِنَسْلِ قَبيلَةٍ ** فَتُعرفَ آباءٌ لهُم وجدودُ )( لَهُم صُوَرٌ ليسَتْ وجُوهاً ، وإنَّما ** تُناطُ إليها أعيُنٌ وخُدودُ )( يَخُورُونَ حَوْلِي كَالعُجُولِ ، وبَعْضُهُمْ ** يُهَجِّنُ لحنَ القولِ حينَ يُجيدُ )4 ( أَدورُ بِعَينى لا أرى بينَهُمْ فتىً ** يَرودُ معِى فى القولِ حَيثُ أَرودُ )5 ( فَلاَ أَنَا مِنْهُمْ مُسْتَفِيدٌ غَريبَةً ** وَلاَ أَنَا فِيهمْ ما أَقَمْتُ مُفِيدُ )6 ( فَمَنْ لِي بِأَيَّامٍ مَضَتْ قَبْلَ هَذِهِ ** بمِصْرَ ؟ وعيشى لو يدومُ حَميدُ )7 ( عسى اللهُ يَقضى قُربَةً بعدَ غُربَةٍ ** فَيَفْرَحَ باللُّقْيَا أَبٌ وَوَلِيدُ )
____________________
(1/228)
البحر : سريع ( الشِّعْرُ زَيْنُ الْمَرْءِ مَا لَمْ يَكُنْالشِّعْرُ زَيْنُ الْمَرْءِ مَا لَمْ يَكُنْ ** وسيلةً للمدحِ وَ الذامِ ) ( قَدْ طَالمَا عَزَّ بِهِ مَعْشَرٌ ** وَرُبَّمَا أَزْرَى بِأَقْوَامِ ) ( فاجعلهُ فيما شئتَ منْ حكمةِ ** أَوْ عِظَةٍ ، أَوْ حَسَبٍ نَامِي ) 4 ( وَاهْتِفْ بِهِ مِنْ قَبْلِ إِطْلاَقِهِ ** فَالسَّهْمُ مَنْسُوبٌ إِلَى الرَّامِي )
____________________
(1/229)
البحر : طويل ( تولَّى الصِّبا عَنِّى ، فكيفَ أعيدهُ ** وقَدْ سارَ فى وادى الفَناءِ بريدهُ ؟ ) ( أُحاولُ منهُ رجعةً بعدَ ما مضى ** وذَلِكَ رَأْيٌ غَابَ عَنِّي سَدِيدُهُ ) ( فَمَا كُلُّ جَفْرٍ غاضَ يَرْتَدُّ نَبْعُهُ ** ولا كلُّ ساقٍ جفَّ يخضَرُّ عودهُ ) 4 ( فإن أكُ فارقتُ الشَّبابَ فقبلهُ ** بكيتُ رضاعاً بانَ عنِّى حميدهُ ) 5 ( وأى ُّ شبابٍ لا يزولُ نعيمهُ ؟ ** وسِربالِ عيشٍ ليسَ يبلى جديدهُ ؟ ) 6 ( فلا غروَ إن شابت منَ الحزنِ لِمَّتى ** فإنِّى فى دهرٍ يشيبُ وليدهُ ) 7 ( يهدِّمُ من أجسادنا ما يشيدهُ ** وَيَنْقُصُ مِنْ أَنْفَاسِنَا مَا يَزِيدُهُ ) 8 ( أَرَى كُلَّ شَيْءٍ لا يَدُومُ ، فَمَا الَّذِي ** ينالُ امرؤٌ من حبِّ ما لا يفيدهُ ؟ ) 9 ( وَلَكِنَّ نَفْساً رُبَّمَا اهْتَاجَ شَوْقُهَا ** فَحَنَّتْ ، وقَلْباً رُبَّمَا اعْتَادَ عِيدُهُ )0 ( فَوَا حَسْرَتَا ! كَمْ زَفْرَةٍ إِثْرَ لَوْعَةٍ ** إِذَا عَصَفَتْ بِالقَلْبِ كادَتْ تُبِيدُهُ )
____________________
(1/230)
1( أَحِنُّ إِلَى وادِي النَّقَا ، ويَسُرُّنِي ** عَلَى بُعْدِهِ أَنْ تَسْتَهِلَّ سُعُودُهُ )( وأصدقُهُ وِدَّى ، وإن كنتُ عالماً ** بأنَّ النقا لم يَدنُ منِّى بعيدهُ )( معانُ هوىً تجرى بدمعى وِهادهُ ** وتُشرقُ من نيرانِ قلبى نُجودُهُ )4 ( تَضِنُّ بِإِهْداءِ السَّلامِ ظِباؤُهُ ** وتُكْرِمُ مَثْوَى الطَّارِقِينَ أُسُودُهُ )5 ( تساهمَ فيهِ البأسُ والحسنُ ، فاستوتْ ** ضراغمهُ عندِ اللِّقاءِ وغِيدهُ )6 ( تلاقَت بهِ أسيافهُ ولِحاظه ** ومالت بهِ أَرماحهُ وقُدودهُ )7 ( فَكَمْ مِنْ صَرِيعٍ لا تُدَاوَى جِرَاحُهُ ** وكم مِن أسيرٍ لاتحلُّ قيودهُ )8 ( وفى الحى ِّ ظبى ٌ إن ترنَّمتُ باسمهِ ** تَنَمَّرَ وَاشِيهِ ، وهَاجَ حَسُودُهُ )9 ( تَهيمُ بهِ أستارهُ وخدورهُ ** وتَعْشَقُهُ أَقْرَاطُهُ وعُقُودُهُ )0 ( تَأَنَّقَ فِيه الحُسْنُ فامْتَدَّ فَرْعُهُ ** إِلَى قَدَمَيْهِ واسْتَدارَتْ نُهُودُهُ )
____________________
(1/231)
2( فَلِلْمِسْكِ رَيَّاهُ ، ولِلْبَانِ قَدُّهُ ** ولِلْوَرْدِ خَدَّاهُ ، وللظَّبْيِ جِيدُهُ )( فَإِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ يَا صَاحِ بِالْهَوَى ** فإنَّ الرَّدى حِلفُ الهوى وعَقيدهُ )( ومَا أَنَا مِمَّنْ يَرْهَبُ الْمَوْتَ إِنْ سَطَا ** إذا لم تكُن نُجلَ العيونِ شهودُهُ )4 ( أفُلُّ أنابيبَ القنا ، ويفلنى ** قَوَامٌ تَنَدَّتْ بالْعَبِيرِ بُرُودُهُ )5 ( فإن أنا سالَمتُ الهوى َ فلَطالما ** شهِدتُ الوغى َ والطَّعنُ يَذكو وَقودهُ )6 ( وتَحْتَ جَنَاحِ الدِّرْعِ مِنِّي ابْنُ فَتْكَةٍ ** مُعَودةٌ ألاَّ تُحَطَّ لُبودهُ )7 ( إذا حرَّكتهُ هِمَّةٌ نحوَ غايةٍ ** تَسَامَى إِلَيْهَا في رَعِيلٍ يَقُودُهُ )8 ( ومُعْتَرَكٍ لِلْخَيْلِ في جَنَبَاتِهِ ** صَهِيْلٌ يَهُدُّ الرَّاسِيَاتِ وَئِيدُهُ )9 ( بعيدِ سماءِ النَّقعِ ، ينقضُّ نسرهُ ** على جُثَثِ القتلى ، وينغلُّ سيده )0 ( تَرفُّ على هامِ الكماةِ سُيوفهُ ** وتَخفقُ بينَ الجحفَلينِ بنودهُ )
____________________
(1/232)
3( إِذَا اشْتَجَرَتْ فِيهِ الرِّماحُ تَراجَعَتْ ** سَوَافِرَ عَنْ نَصْرٍ يُضِيءُ عَمُودُهُ )( تَقَحَّمْتُهُ والرُّمْحُ صَدْيَانُ يَنْتَحِي ** نِطافَ الكُلى ، والموتُ يمضِى وَعيدهُ )( فَمَا كُنْتُ إِلاَّ الْغَيْثَ طَارَتْ بُروقُهُ ** وما كُنْتُ إِلاَّ الرَّعْدَ دَوَّى هَدِيدُهُ )4 ( أَنَا الرَّجُلُ الْمَشْفُوعُ بِالفِعْلِ قَوْلُهُ ** إِذا ما عَقِيدُ الْقَوْمِ رَثَّتْ عُقُودُهُ )5 ( تعوَّدتُ صِدقَ القولِ حتَّى لو أنَّنى ** تَكَلَّفْتُ قَوْلاً غَيْرَهُ لا أُجِيدُهُ )6 ( أُضاحِكُ وَجْهَ الْمَرْءِ يَغْشَاهُ بشْرُهُ ** وأَعْلَمُ أَنَّ الْقَلْبَ تَغْلِي حُقُودُهُ )7 ( ومَنْ لمْ يدارِ النَّاسَ عاداهُ صحبهُ ** وأَنْكرهُ منْ قومهِ مَنْ يسودُهُ )8 ( فَمَنْ لِي بِخِلٍّ أَسْتَعِينُ بِقُرْبِهِ ** على أملٍ لم يبقَ إلاَّ شريدهُ )9 ( أُحاولُ وِدّاً لا يُشان بِغدرةٍ ** ودُونَ الَّذِي أَرْجُوهُ مَا لاَ أُرِيدُهُ ) 40 ( سَمِعْتُ قَدِيماً بِالْوَفَاءِ فَلَيْتَنِي ** عَلِمْتُ عَلَى الأَيَّامِ أَيْنَ وُجُودُهُ )
____________________
(1/233)
4( فإن أنا لمْ أملِكْ صَديقاً فإنَّنى ** لِنفسى صديقٌ لا تخيسُ عهودهُ ) 4( وَحَسْبُ الْفَتَى مِنْ رَأْيِهِ خَيْرُ صَاحِبٍ ** يُوازِرُهُ في كُلِّ خَطْبٍ يَئُودُهُ ) 4( إذا لمْ يكُن للمرءِ مِنْ بدَهاتهِ ** نَصيرٌ ، فأخلَق أَنْ تَخيبَ جدودهُ ) 44 ( وإنِّى وإن أصبَحتُ فرداً فإنَّنى ** بنَفسى ِ عشيرٌ ليسَ ينجو طريدهُ ) 45 ( وَلِي مِن بَدِيعِ الشِّعْرِ ما لَوْ تَلَوْتُهُ ** على جبلٍ لانهالَ فى الدَوِّ رِيدهُ ) 46 ( إِذَا اشْتَدَّ أَوْرَى زَنْدَةَ الْحَرْبِ لَفْظُهُ ** وَإِنْ رَقَّ أَزْرَى بِالْعُقُودِ فَرِيدُهُ ) 47 ( يقطِّعُ أنفاسَ الرِّياحِ إذا سرى ** ويسبقُ شأوَ النَّيِّرينِ قَصيدهُ ) 48 ( إِذَا ما تَلاهُ مُنْشِدٌ في مَقَامَةٍ ** كَفَى الْقَوْمَ تَرْجِيعَ الْغِناءِ نَشِيدُهُ ) 49 ( سيبقى بهِ ذكرى علَى الدَّهرِ خالداً ** وذِكْرُ الفَتَى بَعْدَ الْمَمَاتِ خُلُودُهُ )
____________________
(1/234)
البحر : خفيف تام ( أيها الشاعرُ المجيدُ ! تدبرْ ** وَ اجعلِ القولَ منكَ ذا تحكيمِ ) ( لا تذمَّ اللئيمَ ، وَ وامدحْ كريماً ** إنَّ مدحَ الكريمِ ذمُّ اللئيمِ )
____________________
(1/235)
البحر : خفيف تام ( كَرَمُ الطَّبْعِ شِيمَةُ الأَمْجَادِ ** وَجَفَاءُ الأَخْلاقِ شَأْنُ الْجَمَادِ ) ( لَنْ يَسُودَ الْفَتَى ولَوْ مَلَكَ الْحِكْ ** مةَ ما لمْ يكُنْ منَ الأجوادِ ) ( ولعَمرى لرقَّةِ الطَّبعِ أولى ** منْ عِنادٍ يجرُّ حربَ الفسادِ ) 4 ( قَدْ يَنَالُ الْحَلِيمُ بِالرِّفْقِ مَا لَيْ ** سَ يَنالُ الْكَمِيُّ يوْمَ الْجِلادِ ) 5 ( فاقْرُنِ الْحِلْمَ بِالسَّماحَةِ تَبْلُغْ ** كُلَّ مَا رُمْتَ نَيْلَهُ مِنْ مُرادِ ) 6 ( وَضَعِ الْبِرَّ حَيْثُ يَزْكُو لِتَجْنِي ** ثَمَرَ الشُّكْرِ مِنْ غِرَاسِ الأَيَادِي ) 7 ( وَاحْذَرِ الناسَ ما اسْتَطَعْتَ فإِنَّ النَّ ** اسَ أَحْلاَسُ خُدْعَةٍ وتَعادِي ) 8 ( رُبَّ خلٍّ تراهُ طلقَ المحيَّا ** وهو جَهُمُ الضميرِ بِالأحقادِ ) 9 ( فتأمَّل مواقِعَ اللَّحظِ تعلَمْ ** ما طَوَتْهُ صَحَائِفُ الأَكْبَادِ )0 ( إِنَّ في الْعَيْنِ وَهْوَ عُضْوٌ صَغِيرٌ ** لَدَلِيلاً عَلَى خَبَايَا الْفُؤَادِ )
____________________
(1/236)
1( وأُناسٍ صَحِبْتُ مِنْهُمْ ذِئَاباً ** تحتَ أَثوابِ ألفةٍ وَوِدادِ )( يتمنُّونَ لى العِثارَ ، ويَلقَوْ ** نى بِوجهٍ إِلى المودَّةِ صادِى )( سابقونى فقصَّروا عَنْ لَحاقِى ** إِنَّمَا السَّبْقُ مِنْ خِصالِ الْجَوَادِ )4 ( أَنا ما بينَ نعمةٍ وحسودٍ ** والْمَعَالِي كَثِيرَةُ الحُسَّادِ )5 ( فليموتوا بغيظِهِم ، فاحتمالُ ال ** غَيْظِ موْتٌ لَهُمْ بِلا مِيعَادِ )6 ( كيفَ تبيضُّ منْ أناسٍ وجُوهٌ ** صَبَغَ اللُّؤْمُ عِرْضَهُمْ بِسَوَادِ ؟ )7 ( أظهروا زُخرُفَ الخِداعِ ، وأخفوا ** ذَاتَ نفسٍ كالجمرِ تحتَ الرمادِ )8 ( فَتَرى الْمَرْءَ مِنْهُمُ ضَاحِكَ السِّ ** نِّ وفى ثوبهِ دِماءُ العبادِ )9 ( معشرٌ لا وليدُهُم طاهرُ المه ** دِ وَلاَ كَهْلُهُمْ عَفِيفُ الْوِسادِ )0 ( تِلكَ آثارهُم تدُلُّ على ما ** كانَ منهُم من جفوةٍ وتبادِى )
____________________
(1/237)
2( ليسَ من يطلبُ المعالى للفخ ** رِ كمَن يطلبُ العلا للزَّادِ )( وقليلاً ما يصلُحُ المرءُ للج ** دِّ إذا كانَ ساقِطَ الأجدادِ )( فاعتَصِم بالنُهى تفز بنعيمِ الدَّ ** هْرِ غَضًّا ، فالْعَقْلُ خَيْرُ عَتَادِ )4 ( إِنَّ في الْحِكْمَةِ الْبَلِيغَةِ لِلرُّو ** حِ غِذاءً كَالطِّبِّ لِلأَجْسَادِ )
____________________
(1/238)
البحر : بسيط تام ( في قائمِ السيفِ إنْ عزَّ الرضا حكمُ ** فَالْحُكْمُ لِلسَّيْفِ إِنْ لَمْ تَصْدَعِ الْكَلِمُ ) ( تأبى ليَ الضيمَ نفسٌ حرةٌ وَ يدٌ ** أَطَاعَها الْمُرْهَفَانِ : السَّيْفُ وَالْقَلَمُ ) ( وَ عزمةٌ بعثتها همةٌ شهرتْ ** بِهَا عَلَى الدَّهْرِ عَضْباً لَيْسَ يَنثَلِمُ ) 4 ( وَ فتيةٌ كأسودِ الغابِ ، ليسَ لهمْ ** إلاَّ الرماحُ إذا احمرَّ الوغى أجمُ ) 5 ( كالبرقِ إنْ عزموا ، وَ الرعدِ إنْ صدموا ** وَالْغَيْثِ إِنْ رَحِمُوا ، وَالسَّيْلِ إِنْ هَجَمُوا ) 6 ( إِنْ حَارَبُوا مَعْشَراً فِي جَحْفَلٍ غَلَبُوا ** أوْ خاصموا فءةً في محفلِ خصموا ) 7 ( لاَ يَرْهَبُونَ الْمَنَايَا أَنْ تُلِمَّ بِهِمْ ** كأنَّ لقى المنايا عندهمْ حرمُ ) 8 ( مُرَفَّهُونَ ، حِسَانٌ فِي مَجَالِسِهِمْ ** وَفِي الْحُرُوبِ إِذَا لاقَيْتَهُمْ بُهَمُ ) 9 ( مِنْ كُلِّ أَزْهَرَ ، كَالدِّينَارِ غُرَّتُهُ ** يجلو الكريهةَ منهُ كوكبٌ ضرمُ )0 ( لاَ يَرْكَنُونَ إِلَى الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا ** إذا همُ شعروا بالذلَّ ، أو نقموا )
____________________
(1/239)
1( قدْ حببَ الموتَ كرهُ الضيمِ في نفرِ ** لولاهمُ لمْ تدمْ في العالمِ النعمُ )( مَاتُوا كِرَاماً ، وَأَبْقَوْا لِلْعُلا أَثَراً ** نَالتْ بِهِ شَرَفَ الْحُرِّيَّةِ الأُمَمُ )( فَكَيْفَ يَرْضَى الْفَتَى بِالذُّلِّ يَحْمِلُهُ ** وَ الذلُّ تأنفهُ العبدانُ وَ الخدمُ ؟ )4 ( إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْفَتَى فَضْلٌ وَمَحْمِيَةٌ ** فَإِنَّ وِجْدَانَهُ فِي أَهْلِهِ عَدَمُ )5 ( فَالْحِلْمُ مَا لَمْ يَكُنْ عَنْ قُدْرَةٍ خَوَرٌ ** وَالصَّبْرُ فِي غَيْرِ مَرْضَاةِ الْعُلاَ نَدَمُ )6 ( فارغبْ بنفسكَ عنْ حالٍ تضتامُ بها ** فَلَيْسَ بَعْدَ اطِّرَاحِ الذُّلِّ مَا يَصِمُ )7 ( وَلاَ تخَفْ وِرْدَ مَوْتٍ أَنْتَ وَارِدُهُ ** منْ أخطأتهُ الرزايا غالهُ الهرمُ )8 ( إِنَّ الْعُلاَ أَثَرٌ تَحْيَا بِذُكْرَتِهِ ** أسماءُ قومٍ طوى أحسابها القدمُ )
____________________
(1/240)
البحر : كامل تام ( أيدَ المنُونِ قدَحتِ أى َّ زِنادِ ** وأطرتِ أى َّ شعلةٍ بفؤادى ) ( أوهَنتِ عزمى وهو حَملةُ فيلقٍ ** وحَطَمتِ عودى وهو رُمحُ طِرادِ ) ( لم أدرِ هَلْ خَطبٌ ألمَّ بِساحتى ** فَأَنَاخَ ، أَمْ سَهْمٌ أَصابَ سَوَادِي ؟ ) 4 ( أَقْذَى الْعُيُونَ فَأَسْبَلَتْ بِمَدَامِعٍ ** تجرى على الخدَّينِ كالفِرصادِ ) 5 ( ما كُنْتُ أَحْسَبُنِي أُراعُ لِحَادِثٍ ** حتَّى مُنيتُ بهِ فأَوهَنَ آدى ) 6 ( أَبلتنى الحسراتُ حتَّى لم يكد ** جِسْمِي يَلُوحُ لأَعْيُنِ الْعُوَّادِ ) 7 ( أَسْتَنْجِدُ الزَّفَراتِ وَهْيَ لَوافِحٌ ** وَأُسَفِّهُ الْعَبَرَاتِ وَهْيَ بَوَادِي ) 8 ( لا لوعتى تدعُ الفؤادَ ، ولا يدى ** تقوَى على ردِّ الحبيبِ الغادى ) 9 ( يا دَهْرُ ، فِيمَ فَجَعْتَنِي بِحَلِيْلَةٍ ؟ ** كانَتْ خَلاصَةَ عُدَّتِي وَعَتَادِي )0 ( إِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْحَمْ ضَنَايَ لِبُعْدِها ** أفلا رحِمتَ منَ الأسى أولادى ؟ )
____________________
(1/241)
1( أَفْرَدْتَهُنَّ فَلَمْ يَنَمْنَ تَوَجُّعاً ** قرحَى العيونِ رواجِفَ الأكباد )( أَلْقَيْنَ دُرَّ عُقُودِهِنَّ ، وَصُغْنَ مِنْ ** دُرِّ الدُّموعِ قلائدَ الأجيادِ )( يبكينَ من ولهٍ فراقَ حَفيَّةٍ ** كانتْ لَهنَّ كثيرةَ الإسعادِ )4 ( فَخُدُودُهُنَّ مِنَ الدُّمُوعِ نَدِيَّةٌ ** وقًلوبُهنَّ منَ الهمومِ صوادى )5 ( أسليلةَ القمرينِ ! أى ُّ فجيعةٍ ** حَلَّتْ لِفَقْدِكَ بَيْنَ هَذَا النَّادِي ؟ )6 ( أعزز على َّ بأن أراكِ رهينةً ** في جَوْفِ أَغْبَرَ قاتِمِ الأَسْدَادِ ! )
____________________
(1/242)
البحر : طويل ( ألمْ يأنِ أنْ يرضى عنِ الدهرِ مغرمُ ** أَمِ الْعُمْرُ يَفْنَى وَالْمآرِبُ تُعْدَمُ ؟ ) ( أُحَاوِلُ وَصْلاً مِنْ حَبِيبٍ مُمَنَّعٍ ** وَبَعْضُ أَمَانِي النَّفْسِ غَيْبٌ مُرَجَّمُ ) ( وَمَا كُلُّ مَنْ رَامَ الْعَظَائِمَ نَالَهَا ** وَلاَ كُلُّ مَنْ خَاضَ الْكَرِيهَةَ يَغْنَمُ ) 4 ( يَسُرُّ الْفَتَى مِنْ عِشْقِهِ مَا يَسُوؤُهُ ** وَ في الراحِ لهوٌ للنفوسِ وَ مغرمُ ) 5 ( وَ لوْ كانَ للإنسانِ علمٌ يدلهُ ** على خافياتِ الغيبِ ما كانَ يندمُ ) 6 ( كتمتُ الهوى خوفَ الوشاةِ ، فلمْ يزلْ ** بِيَ الدَّمْعُ حَتَّى بَانَ مَا كُنْتُ أَكْتُمُ ) 7 ( وَكَيْفَ أُدَارِي النَّفْسَ وَهْيَ مَشُوقَةٌ ** وَأَحْلُمُ عَنْهَا وَالْهَوَى لَيْسَ يَحْلُمُ ؟ ) 8 ( وَتَحْتَ جَنَاحِ اللَّيْلِ مِنِّي ابْنُ لَوْعَة ** يَرِقُّ إِلَيْهِ الطَّائِرُ الْمُتَرَنِّمُ ) 9 ( إِذَا مَدَّ مِنْ أَنْفَاسِهِ لاَحَ بَارِقٌ ** وَإِنْ حَلَّ مِنْ أَجْفَانِهِ فَاضَ خِضْرِمُ )0 ( وَ إنَّ التي يشتاقها القلبُ غادةٌ ** لَهَا الرُّمْحُ قَدٌّ ، وَالْمُهَنَّدُ مِعْصَمُ )
____________________
(1/243)
1( يَنُمُّ بها صُبْحٌ مِنَ الْبِيضِ أَزْهَرٌ ** وَيَكتُمُهَا نَقعٌ مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمُ )( إِذَا رَاسَلَتْ كَانَتْ رِسَالَةُ حُبِّهَا ** بضربِ الظبا توحى ، وَ بالطعنِ تعجمُ )( لَهَا مِنْ دِمَاءِ الصِّيدِ فِي حَوْمَةِ الْوَغَى ** شرابٌ ، وَ منْ هامِ الفوارسِ مطعمُ )4 ( فتلكَ التي لاَ وصلها متوقعٌ ** لَدَيْنَا ، وَلاَ سُلْوَانُهَا مُتَصَرَّمُ )5 ( علقتُ بها ، وَ هيَ المعالي ، وَ قلما ** يَهِيمُ بِهَا إِلاَّ الشُّجَاعُ الْمُصَمِّمُ )6 ( هوى ، ليسَ فيهِ للملامةِ مسلكٌ ** وَلاَ لاِمْرِىء ٍ نَاجَى بِهِ النَّفْسَ مَأَثَمُ )7 ( تلذُّ بهِ الآلامُ وَ هيَ مبيرةٌ ** وَيَحْلُو بِهِ طَعْمُ الرَّدَى وَهْوَ عَلْقمُ )8 ( فمنْ يكُ بالبيضِ الكواعبِ مغرماً ** فإنيَ بالبيضِ القواضبِ مغرمُ )9 ( أَسِيرُ وَأَنْفَاسُ الْعَوَاصِفِ رُكَّدٌ ** وَأَسْرِي وَأَلْحَاظُ الْكَوَاكِبِ نُوَّمُ )0 ( وَ ما بينَ سلَّ السيفِ وَ الموتِ فرجةٌ ** لدى الحربِ إلاَّ ريثما أتكلمُ )
____________________
(1/244)
2( أنا المرءُ لا يثنيهِ عما يرومهُ ** نَهِيتُ الْعِدَا وَالشَّرُّ عُرْيَانُ أَشْأَمُ )( أُغِيرُ عَلَى الأَبْطَالِ وَالصُّبْحُ أَشْهَبٌ ** وَ آوي إلى الضيفانِ وَ الليلُ أدهمُ )( وَيَصْحَبُني فِي كُلِّ رَوْعٍ ثَلاَثَةٌ : ** حُسَامٌ ، وَطِرْفٌ أَعْوَجِيٌّ ، وَلهْذَمُ )4 ( و ينصرني في كلَّ جمعٍ ثلاثةٌ : ** لسانٌ ، وَ برهانٌ ، وَ رأيٌ محكمُ )5 ( فما أنا بالمغمورِ إنْ عنَّ حادثٌ ** و لاَ بالذي إنْ أشكلَ الأمرُ يفحمُ )6 ( لساني كنصلي في المقالِ ، وَ صارمي ** كغربِ لساني حينَ لمْ يبقَ مقدمُ )7 ( إذا صلتُ فدتني ' فراسٌ ' بشيخها ** وَ إنْ قلتُ حياني ' شبيبٌ ' وَ ' أكثمُ ' )8 ( فَلاَ تَحْتَقِرْ فَضْلَ الْكَلاَمِ ؛ فَإِنَّهُ ** مِنَ الْقَوْلِ مَا يَبْنِي الْمَعَالِي ، وَيَهْدِمُ )9 ( وَمَا هُوَ إِلاَّ جَوْهَرُ الْفَضْلِ وَالنُّهَى ** يسردُ في سلكِ المقالِ ، وينظمُ )0 ( فَمَا كُلُّ منْ حَاكَ الْقَصَائِدَ شَاعِرٌ ** وَلاَ كُلُّ مَنْ قَالَ النسِيبَ مُتَيَّمُ )
____________________
(1/245)
3( فَإِنْ يَكُ عَصْرُ الْقَوْلِ وَلَّى ، فَإِنَّنِي ** بِفَضْلِي وَإِنْ كُنْتُ الأَخِيرَ مُقَدَّمُ )
____________________
(1/246)
البحر : منسرح ( كيفَ طَوتكَ المنُونُ يا ولدى ؟ ** وكيفَ أودعتُكَ الثَّرى بيدى ؟ ) ( وَاكَبِدِي يا ( عَلِيُّ ) بَعْدَكَ ! لَوْ ** كانَت تبلُّ الغليلَ ' واكبدى ' ) ( فقدُكَ سلَّ العِظامَ مِنِّى ، ورَ ** دَّ الصَّبرَ عنِّى ، وفتَّ فى عضُدى ) 4 ( كَم ليلةٍ فيكَ لاصباحَ لها ** سَهِرْتُهَا بَاكِياً بِلاَ مَدَدِ ) 5 ( دَمعٌ وسهد ، وأى ُّ ناظِرةٍ ** تَبْقَى عَلَى الْمَدْمَعَيْنِ والسَّهَدِ ؟ ) 6 ( لَهفى علَى لَمحةِ النَّجابةِ ! لَو ** دامَت إلَى أن تَفُوزَ بالسَّددِ ) 7 ( مَا كُنْتُ أَدْرِي إِذْ كُنْتُ أَخْشَى عَلَيْ ** كَ الْعَيْنَ أَنَّ الْحِمَامَ بِالرَّصَدِ ) 8 ( فَاجَأَنِي الدَّهْرُ فِيكَ مِنْ حَيْثُ لا ** أَعْلَمُ خَتْلاً ، والدَّهْرُ كَالأَسَدِ ) 9 ( لَوْلاَ اتِّقَاءُ الْحَيَاءِ لاعْتَضْتُ بِالْ ** حِلمِ هُياماً يحيقُ بالجلَدِ )0 ( لكنْ أَبَت نفسى الكريمةُ أن ** أَثْلِمَ حَدَّ الْعَزَاءِ بِالكَمَدِ )
____________________
(1/247)
1( فليَبكِ قلبِى عليك ، فالعينُ لا ** تَبْلُغُ بالدَّمْعِ رُتْبَةَ الْخَلَدِ )( إن يكُ أخنَى الردى علَيكَ ؛ فقَد ** أخنى أليمُ الضنَى على جسدِى )( عَلَيْكَ مِنِّي السَّلامُ تَوْدِيعَ لا ** قالٍ ، ولكن توديعَ مُضطهَدِ )
____________________
(1/248)
البحر : سريع ( يا لكَ منْ ذي أدبٍ ! أطلعتْ ** فِكْرَتُهُ ثَاقِبَةَ الأَنْجُمِ ) ( حَازَ مَدًى قَصَّرَ عَنْ شَأْوهِ ** كُلُّ أَخِي سَابقَةٍ مِرْجَمِ ) ( فهوَ إذا قالَ علاَ ، أوْ جرى ** بَرَّزَ ، أَوْ نَاضَلَ لَمْ يُحْجِمِ ) 4 ( ذو فكرةٍ فاضتْ بما أودعتْ ** مِنْ حِكْمَةٍ ، كَالْعَارِضِ الْمُثْجِمِ ) 5 ( ذَاكَ فَتًى ، نَبْعَتُهُ لَمْ تَلِنْ ** لِعَاجِمٍ مِنْ خَوَرِ الْمَعْجَمِ ) 6 ( ألفاظهُ تعزى إلى ' يعرب ' ** وَفِكْرُهُ مُقْتَبَسٌ مِنْ ( جَمِ ) ) 7 ( لمْ ينظمِ الحوسيَّ عجباً بهِ ** وَ لمْ يسمَّ الوردَ بالحوجمِ ) 8 ( لكنهُ رازَ الحجا ، فاكتفى ** بواضحِ القولِ عنِ المعجمِ ) 9 ( دَانَ لَهُ بِالْفَضْلِ عَنْ خِبْرَةٍ ** كلُّ فصيحِ القولِ ، أوْ أعجمِ )0 ( دلَّ على معدنهِ فضلهُ ** دلالةَ التبرِ على المنجمِ )
____________________
(1/249)
البحر : بسيط تام ( لا فَارِسَ الْيَوْمَ يَحْمِي السَّرْحَ بِالوَادِي ** طَاحَ الرَّدَى بِشِهَابِ الْحَرْبِ والنَّادِي ) ( ماتَ الَّذى تَرهبُ الأقرانَ صَولتَهُ ** وَيَتَّقِي بَأْسَهُ الضِّرْغَامَةُ الْعَادِي ) ( هانَتْ لميتَتِهِ الدُنيا ، وزهَّدنا ** فَرطُ الأسى بَعدَهُ فى الماءِ والزادِ ) 4 ( هَلْ لِلْمَكَارِمِ مَنْ يُحْيِي مَناسِكَهَا ؟ ** أَمْ لِلضَّلاَلَةِ بَعْدَ الْيَوْمِ مِنْ هَادِي ؟ ) 5 ( جَفَّ الندى ، وانقضى عُمرُ الجدا ، وسرى ** حُكْمُ الرَّدَى بَيْنَ أَرْوَاحٍ وَأَجْسَادِ ) 6 ( فَلْتَمْرَحِ الْخَيْلُ لَهْواً في مَقَاوِدِهَا ** ولتصدإ البيضُ مُلقاةً بأغمادٍ ) 7 ( مَضَى ، وَخَلَّفَنِي في سِنِّ سَابِعَةٍ ** لا يَرْهَبُ الْخَصْمُ إِبْرَاقِي وإِرْعَادِي ) 8 ( إذا تلفَّتُ لم ألمَح أخاثِقَةٍ ** يأوى إلى َّ ولا يسعى لإنجادِى ) 9 ( فالعينُ ليسَ لَها من دمعها وزَرٌ ** والْقَلْبُ لَيْسَ لَهُ مِنْ حُزْنِهِ فَادِي )0 ( فإن أكُن عِشتُ فَرداً بينَ آصِرَتِى ** فَهَا أَنَا الْيَوْمَ فَرْدٌ بَيْنَ أَنْدَادِي )
____________________
(1/250)
1( بَلَغتُ من فَضلِ ربِّى ما غنيتُ بهِ ** عَن كلِّ قارٍ مِنَ الأملاكِ أو بادِى )( فما مدَدتُ يدى إلاَّ لِمَنحِ يدٍ ** ولا سعَت قدمِى إلاَّ لإسعادِ )( تَبِعتُ نهجَ أبى فضلاً ومحميَةً ** حَتَّى بَرَعْتُ ، وَكَانَ الْفَضْلُ لِلْبَادِي )4 ( أبى ، ومَن كأبى فى الحى ِّ نَعلمهُ ؟ ** أَوْفَى وَأَكْرَمُ في وَعْدٍ وَإِيعَادِ )5 ( مُهذَّبُ النَّفسِ ، غرَّاءٌ شمائلهُ ** بعيدُ شأوِ العلا ، طلاَّعُ أنجادِ )6 ( قَدْ كَانَ لِي وَزَراً آوِي إِلَيْهِ إِذَا ** غَاضَ الْمَعِينُ ، وَجَفَّ الزَّرْعُ بِالْوَادِي )7 ( لا يستبِّدُ برأى ٍ قبلَ تبصِرةٍ ** ولا يَهمُّ بأمرٍ قبلِ إعدادِ )8 ( تَراهُ ذا أهبةٍ فى كلِّ نائبةٍ ** كَاللَّيْثِ مُرْتَقِباً صَيْداً بِمِرْصَادِ )
____________________
(1/251)
البحر : طويل ( وَ ما مصرُ عمرَ الدهرِ إلاَّ غنيمةٌ ** لِمَنْ حَلَّ مَغْنَاهَا ، وَنَهْبٌ مُقَسَّمُ ) ( تَدَاوَلَهَا الْمُلاَّكُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ ** وَ نالَ بها حظاً فصيحٌ وَ أعجمُ ) ( فَمَا أَهْلُهَا إِلاَّ عَبِيدٌ لِمَنْ سَطَا ** وَلاَ رَيْعُهَا إِلاَّ لِمَنْ شَاءَ مَغْنَمُ ) 4 ( عدادكَ في سلكِ البريةِ خزيةٌ ** وَدَعْوَاكَ حَقَّ الْمُلْكِ أَدْهَى وَأَعْظَمُ ) 5 ( لَقَدْ هَانَتِ الدُّنْيَا عَلَى النَّاسِ عِنْدَمَا ** رَأَوْكَ بهَا فِي مُلْكِ ( يُوسُفَ ) تَحْكُمُ ) 6 ( فَإِنْ تَكُ أَوْلَتْكَ الْمَقَادِيرُ حُكْمَهَا ** فَقَدْ حَازَهَا مِنْ قَبْلُ عَبْدٌ مُزَنَّمُ ) 7 ( وَشَتَّانَ عَبْدٌ بِالْمَحَجَّةِ نَاطِقٌ ** وَ حرٌّ إذا ناقشتهُ القولَ أغتمُ ) 8 ( فهذا أذلَّ الملكَ وَ هوَ معززٌ ** وَ ذاكَ أعزَّ الملكَ وَ هوَ مهضمُ ) 9 ( فمنْ شكَ في حكمِ القضاءِ ، فهذهِ ** جليةُ ما شاءَ القضاءُ المحتمُ )
____________________
(1/252)
البحر : طويل ( ترحلَّ من وادى الأراكةِ بالوجدِ ** فَبَاتَ سقِيماً لا يُعِيدُ ، وَلاَ يُبْدِي ) ( سقيماً تظَلُّ العائداتُ حوانياً ** عليهِ بإشفاقٍ ، وإن كانَ لا يجدى ) ( يَخَلْنَ بِهِ مَسّاً أَصَابَ فُؤادَهُ ** وليسَ بهِ مسٌّ سوَى حرَقِ الوَجدِ ) 4 ( بِهِ عِلَّةٌ إِنْ لَمْ تُصِبْهَا سَلاَمَةٌ ** مِنَ اللَّهِ كَادَتْ نَفْسَ حَامِلِهَا تُرْدِي ) 5 ( وَمِنْ عَجَبِ الأَيَّامِ أَنِّيَ مُولَعٌ ** بِمَنْ لَيْسَ يَعْنِيهِ بُكَائِي وَلاَ سُهْدِي ) 6 ( أَبِيتُ عَلِيلاً في ( سَرَنْدِيبَ ) سَاهِراً ** أُعَالِجُ مَا أَلْقَاهُ مِنْ لَوْعَتِي وَحْدِي ) 7 ( أدورُ بعينى لا أرَى وَجهَ صاحبٍ ** يَرِيعُ لِصَوْتِي ، أَوْ يَرِقُّ لِمَا أُبْدِي ) 8 ( وممَّا شجانى بارِقٌ طارَ مَوهناً ** كَمَا طَارَ مُنْبَثُّ الشَّرَارِ مِنَ الزَّنْدِ ) 9 ( يمزِّقُ أستارَ الدُّجُنَّةِ ضَوءُ هُ ** فَيَنْسِلُهَا ما بَيْنَ غَوْرٍ إِلى نَجْدِ )0 ( أَرِقتُ لهُ ، والشُّهبُ حيرَى كليلةٌ ** مِنَ السَّيْرِ ، وَالآفَاقُ حَالِكَةُ الْبُرْدِ )
____________________
(1/253)
1( فبِتُّ كأنُّى بينَ أنيابِ حَيَّةٍ ** مِنَ الرُّقْطِ ، أَوْ فِي بُرْثُنَى ْ أَسَدٍ وَرْدِ )( أقلِّبُ طرفى ، والنُّجومُ كأَنَّها ** قَتيرٌ مِنَ الياقوتِ يلمعُ فى سَردِ )( ولا صاحبٌ غيرُ الحسامِ منُوطَةٌ ** حمائلهُ منِّى على عاتقٍ صَلدِ )4 ( إذا حرَّكتهُ راحتى لِمُلمَّةٍ ** تَطَلَّعَ نَحْوِي يَشْرَئِبُّ مِنَ الْغِمْدِ )5 ( أَشَدُّ مَضَاءً مِنْ فُؤادِي عَلَى الْعِدَا ** وَأَبْطَأُ فِي نَصْرِي عَلَى الشَّوْقِ مِنْ ( فِنْدِ ) )6 ( أَقولُ لهُ والجفنُ يَكسو نِجادهُ ** دُمُوعاً كَمُرْفَضِّ الْجُمَانِ مِنَ الْعِقْدِ )7 ( لقد كنتَ لى عوناً على الدَّهرِ مَرةً ** فَمَا لِي أَرَاكَ الْيَوْمَ مُنْثَلِمَ الْحَدِّ ؟ )8 ( فقالَ إذا لَم تستطِع سَورَةَ الهوى ** وَأَنْتَ جَلِيدُ الْقَوْمِ ، مَا أَنَا بالْجَلْدِ )9 ( وَهَلْ أَنَا إِلاَّ شِقَّةٌ مِنْ حَدِيدَةٍ ** أَلَحَّ عَلَيْهَا الْقَيْنُ بِالطَّرْقِ وَالْحَدِّ ؟ )0 ( فَمَا كُنْتُ لَوْلاَ أَنَّنِي وَاهِنُ الْقُوَى ** أُعلَّق فى خيطٍ ، وأحبسُ في جلدِ )
____________________
(1/254)
2( فدونكَ غيرى ، فاستَعنهُ على الجوى ** ودعنى منَ الشكوى ، فداءُ الهوى يعدى )( خَليلَى َّ ! هذا الشوقُ لا شكَّ قاتلى ** فمِيلا إلى ' المقياسِ ' إن خفتما فقدى )( ففِى ذَلكَ الوادى الَّذى أّنبتَ الهوى ** شِفَائِيَ مِنْ سُقْمِي ، وَبُرْئِيَ مِنْ وَجْدِي )4 ( ملاعبُ لهوٍ ، طالما سِرتُ بينَها ** على أثَرِ اللَّذاتِ فى عيشةٍ رَغدِ )5 ( إِذَا ذَكَرَتْهَا النَّفْسُ سَالَتْ مِنَ الأَسَى ** معَ الدَّمعِ ، حَتَّى لا تُنَهنَهُ بالرَدِّ )6 ( فَيَا مَنْزِلاً رَقْرَقْتُ ماءَ شَبيبَتِي ** بِأَفْنَائِهِ بَيْنَ الأَرَاكَةِ والرَّنْدِ ! )7 ( سرَت سحَراً فاستَقبلتكَ يدُ الصبا ** بِأَنْفَاسِهَا ، وَانْشَقَّ فَجْرُكَ بِالْحَمْدِ )8 ( وزرَّ عليكَ الأُفقُ طوقَ غمامةٍ ** خضيبةِ كفِّ البرقِ حنَّانةِ الرعدِ )9 ( فلستُ بناسٍ ليلةً سلفَت لَنا ** بِوَادِيهِ ، والدُّنْيَا تَغُرُّ بِمَا تُسْدِي )0 ( إِذَا الْعَيْشُ رَيَّانُ الأَمَالِيدِ ، والْهَوَى ** جَدِيدٌ ، وَإِذْ ( لَمْيَاءُ ) صَافِيَةُ الْوُدِّ )
____________________
(1/255)
3( مُنَعَّمةٌ ، لِلبدرِ ما فى قِناعها ** وَلِلْغُصْنِ ما دَارَتْ بِهِ عُقْدَةُ الْبَنْدِ )( سَبَتنى بعينها ، وقالت لِتِربها ** أَلاَ مَا لِهَذَا الْغِرِّ يَتْبَعُنِي قَصْدِي ؟ )( وَلَمْ تَدْرِ ذَاتُ الْخَالِ وَالْحُبُّ فَاضِحٌ ** بأنَّ الَذى أخفيهِ غيرَ الذى أُبدى )4 ( حَنَانَيْكِ ، إِنَّ الرَّأْيَ حَارَ دَلِيلُهُ ** فَضَلَّ ، وعادَ الْهَزْلُ فِيكِ إِلَى الْجِدِّ )5 ( فَلاَ تَسْأَلِي مِنِّي الزِّيَادَةَ في الْهَوَى ** رُويداً ، فهذا الوجدُ آخرُ ما عندِى )6 ( وَهَا أَنَا مُنْقَادٌ كَمَا حَكَمَ الْهَوَى ** لأَمركِ ، فاخشى حرمةَ اللهِ والمجدِ )7 ( فَلو قلت قُم فاصعَد إلى رَأسِ شاهقٍ ** وَأَلْقِ إِذَا أَشْرَفْتَ نَفْسَكَ لِلْوَهْدِ )8 ( لألقيتها طوعاً ، لَعلَّكِ بعدها ** تَقُولِيْنَ : حَيَّا اللَّهُ عَهْدَكَ مِنْ عَهْدِ )9 ( سجيَّةُ نفسٍ لا تخونُ خليلَها ** ولا تَركبُ الأهوالَ إلاَّ على عمدِ ) 40 ( وإنِّى لمقدامٌ على الهولِ والردى ** بنَفسى ، وفى الأقدامِ بالنَفسِ ما يُردى )
____________________
(1/256)
4( وإنى لقوالٌ إذا التبسَ الهُدى ** وجارَت حُلومُ القومِ عن سننِ القصدِ ) 4( فإن صُلتُ فدَّانى الكمِى ُّ بنفسهِ ** وإن قلتُ لبَّانى الوليدُ منَ المهدِ ) 4( وَلِي كُلُّ مَلْسَاءِ الْمُتُونِ غَرِيبَةٍ ** إِذَا أُنْشِدَتْ أَفْضَتْ لِذِكْرِ بَنِي سَعْدِ ) 44 ( أَخَفُّ عَلَى الأَسْمَاعِ مِنْ نَغَمِ الْحُدَا ** وأَلطفُ عندَ النَّفسِ مِن زمَنِ الوَردِ ) 45 ( مُخَدَّرَةٌ تَمْحُو بِأَذْيَالِ حُسْنِهَا ** أساطيرَ مَن قبلى ، وتُعجِزُ من بَعدى ) 46 ( كذلِكَ إنِّى قائلٌ ثُمَّ فاعلٌ ** فعالى ، وغيرى قَد يُنيرُ ولا يُسدى )
____________________
(1/257)
البحر : كامل تام ( رُدِّي الْكَرَى لأَرَاكِ فِي أَحْلاَمِهِ ** إِنْ كَانَ وَعْدُكِ لاَ يَفِي بِذِمَامِهِ ) ( أوْ فابعثي قلبي إليَّ ؛ فإنهُ ** جَارَى هَوَاكِ ، فَقَادَهُ بِزِمَامِهِ ) ( قدْ كانَ خلفني لموعدِ ساعةٍ ** منْ يومهِ ، فقضى مسيرةَ عامهِ ) 4 ( لمْ أدرِ : هلْ ثابتْ إليهِ أناتهُ ** أَمْ لَمْ يَزَلْ فِي غَيِّهِ وَهُيَامِهِ ) 5 ( عَهْدِي بِهِ صَعْبَ الْقِيَادِ . فَمَا لَهُ ** أَلْقَى يَداً لِلسِّلْمِ بَعْدَ غَرَامِهِ ) 6 ( خَدَعَتْهُ سَاحِرَةُ الْعُيُونِ بِنَظْرَةٍ ** منها ؛ فملكها عذارَ لجامهِ ) 7 ( يا ، هلْ يعودُ إلى الجوانحِ بعدما ** سَلَبَتْ فَتَاةُ الْحَيِّ ثِنْيَ لِجَامِهِ ؟ ) 8 ( تاللهِ ، لوْ ملكتْ يدايَ جماحهُ ** لَعَقَدْتُ قَائِمَ رَسْنِهِ بِخِدَامِهِ ) 9 ( يا لائمَ المشتاقِ في أطرابهِ ** مَهْلاً ، إِليْكَ ؛ فَلَسْتَ مِنْ لُوَّامِهِ )0 ( أظننتَ لوعتهُ فكاهةَ مازحٍ ** فطفقتَ تعذلهُ على تهيامهِ ؟ )
____________________
(1/258)
1( إنْ كنتَ تنكرُ شجوهُ ، فانظرْ إلى ** أَنْفَاسِهِ ، وَدُمُوعِهِ ، وَسَقَامِهِ )( صبٌّ ، برتهُ يدُ الضنى ؛ حتى اختفى ** عَنْ أَعْيُنِ الْعُوَّادِ غَيْرَ كَلاَمِهِ )( نَطَقَتْ مَدَامِعُهُ بِسِرِّ ضَمِيرِهِ ** وَذَكَتْ جَوَانِحُهُ بِنَارِ غَرَامِهِ )4 ( طَوْراً يُخَامِرُهُ الذُّهُولُ ، وَتَارَةً ** يبكي بكاءَ الطفلِ عندَ فطامهِ )5 ( يصبو إلى َ بانِ العقيقِ ، وَ رندهِ ** وَعَرَارِهِ ، وَبَرِيرِهِ ، وَبَشَامِهِ )6 ( وادٍ ، سرى في جوهِ كنسيمهِ ** وَبَكَى عَلَى أَغْصَانِهِ كحَمَامِهِ )7 ( أَرِجُ النَّبَاتِ ، كَأَنَّمَا غَمَرَ الثَّرَى ** طيباً مرورُ ' الخضرِ ' بينَ إكامهِ )8 ( مَالَتْ خَمَائِلُهُ بِخُضْرِ غُصُونِهِ ** وَصَفتْ مَوَارِدُهُ بِزُرْقِ جِمَامِهِ )9 ( يا صاحبي ! إنْ جئتَ ذياكَ الحمى ** فَاحْذَرْ عُيُونَ الْعِينِ مِنْ آرامِهِ )0 ( وَاسْأَلْ عَنِ الْبَدْرِ الَّذِي كَسَمِيِّهِ ** فِي نُورِ غُرَّتِهِ ، وَبُعْدِ مَرَامِهِ )
____________________
(1/259)
2( فَإِنِ اشْتَبَهْتَ ، وَلَمْ تَجِدْ لَك هَادِياً ** فَاسْمَعْ أَنِينَ الْقَلْبِ عِنْدَ خِيَامِهِ )( فبذلكَ الوادي غزالةُ كلةٍ ** تَرْوِي حَدِيثَ الْفَتْكِ عَنْ ضِرْغامِهِ )( ضَاهَتْ بِقَامَتِها سرَاحَ قَنَاتِهِ ** وَحَكَتْ بِلَحْظَتِهَا مَضَاءَ حُسَامِهِ )4 ( هيَ مثلهُ في الفتكِ ، أوْ هوَ مثلها ** سِيَّانِ وَقْعُ لِحَاظِهَا وسِهَامِهِ )5 ( فَسَقَى الْحِمَى دَمْعِي إِذَا ضنَّ الْحيَا ** بجمانِ درتهِ سلافةَ جامهِ )6 ( مَغْنًى ، رَعَيْتُ بِهِ الشَّبِيبَةَ غَضَّةً ** وَرَوَيْتُ قَلْبِي مِنْ سُلاَفِ غَمَامِهِ )7 ( فنسيمُ روحي منْ أثيرِ هوائهِ ** وَقِوَامُ جِسْمِي مِنْ مِزَاجِ رَغَامِهِ )8 ( لاَ يَنْتَهي شَوْقِي إِلَيْهِ . وَقَلَّمَا ** يسلو حمامُ الأيكِ عنْ ترنامهِ )9 ( يا حبذا عصرُ الشبابِ ، وحبذا ** رَوْضٌ جَنَيْتُ الْوَرْدَ مِنْ أَكْمَامِهِ )0 ( عصرٌ ، إذا رسمَ الخيالُ مثالهُ ** فِي لَوْحِ فِكْرِي لاَحَ لِي بِتَمَامِهِ )
____________________
(1/260)
3( إِنِّي لأَذْكُرُهُ ، وَأَعْلَمُ أنَّنِي ** باقٍ على َ التبعاتِ منْ آثامهِ )( مَا كَانَ أَحْسَنَ عَهْدَهُ لَوْ دَامَ لِي ** مِنْهُ الْوِدَادُ . وَكَيْفَ لِي بِدَوَامِهِ ؟ )( وَ الدهرُ مصدرُ عبرةٍ لوْ أننا ** نَتْلُو سِجِلَّ الْغَدْرِ مِنْ آثامِهِ )4 ( عَمْرِي ، لَقدْ رَحَلَ الشَّبَابُ ، وَعَادَنِي ** شَيْبٌ تَحَيَّفَ لِمَّتِي بِثَغَامِهِ )
____________________
(1/261)
البحر : مخلع البسيط ( هَلْ لِسَلامِ الْعَلِيلِ رَدُّ ؟ ** أَمْ لِصَبَاحِ اللِّقَاءِ وَعْدُ ؟ ) ( أبيتُ أرعَى الدُّجى بعينٍ ** غِذَاؤُهَا مَدْمَعٌ وسُهْدُ ) ( لا صاحبٌ إن شَكوتُ حالى ** يَرثِى ، ولا سامِعٌ يَردُّ ) 4 ( بينَ قنانٍ على ثَراها ** من سُتراتِ الغَمامِ بُردُ ) 5 ( أَظَلُّ فيها أَنُوحُ فَرْداً ** وَكُلُّ نَائِي الدِّيَارِ فَرْدُ ) 6 ( فَمَنْ لِقَلْبِي بِظَبْيِ وَادٍ ** بَيْنَ وَشِيجِ الرِّمَاحِ يَعْدُو ؟ ) 7 ( صارَ بِحكمِ الهوى مَليكِى ** وَمَا لِحُكْمِ الْهَوَى مَرَدُّ ) 8 ( يَا سَعْدُ ، قُلْ لِي ، فَأَنْتَ أَدْرَى ** متَى رِعانُ العقيقِ تبدو ؟ ) 9 ( أشتاقُ نجداً وساكنيهِ ** وَأيْنَ مِنِّي الْغَدَاةَ نَجْدُ ؟ )0 ( ذابَ فؤادى بِحُبِّ ليلى ** يَا لِفُؤَادٍ بَرَاهُ وَجْدُ ! )
____________________
(1/262)
1( فَكَيْفَ أُمْسِي بِغَيْرِ قَلْبٍ ؟ ** يا نُورَ عَيْنِي ، وَكَيْفَ أغْدُو ؟ )( لِكُلِّ شئ وإن تمادَى ** حدٌّ ، وما للغرامِ حدُّ )( فَلَيْسَ قَبْلَ الْغَرَامِ قَبْلٌ ** وَلَيْسَ بَعْدَ الْغَرَامِ بَعْدُ )4 ( فهَل لِنيلِ الوِصالِ يوماً ** بعدَ مديدِ الصُّدُودِ عهدُ ؟ )5 ( وهل أرآنى رَفيقَ حادٍ ** بِمَدْحِ خَيْرِ الأَنَامِ يَحْدُو ؟ )6 ( عَسى إلَهى يفُكُّ أسرى ** فهوَ فعولٌ لما يودُّ )
____________________
(1/263)
البحر : بسيط تام ( أعدْ على َ السمعِ ذكرْ البانِ وَ العلمِ ** وَاعْذِرْ شَآبِيبَ دَمْعِي إِنْ جَرَتْ بِدَمِ ) ( ملاعبٌ للصبا أقوتْ ، وَ ما برحتْ ** ملاعباً للأسى وَ الأعينِ السجمُ ) ( كانتْ لنا سكناً ، حتى إذا قويتْ ** منا ، غدتْ سكناً للريحِ وَ الديمِ ) 4 ( لَمْ أَتَخِذْ بَعدَهَا دَاراً أُقِيمُ بِهَا ** إِلاَّ تَذَكَّرْتُ أَيَّامِي بِذِي سَلَمِ ) 5 ( وَ كيفَ أنسى دياراً قدْ نشأتُ بها ** في منبتِ العزَّ بينَ الأهلِ وَ الحشمِ ) 6 ( يَا مَنْزِلاً ، لَمْ يَدَعْ وَشْكُ الْفِرَاقِ بِهِ ** إِلاَّ رُسُوماً كَوَحْيِ الْخَطِّ بِالْقَلَمِ ) 7 ( أَيْنَ الَّذِينَ بِهِمْ كَانَتْ نَوَاظِرُنَا ** تَرْعَى الْمَحَاسِنَ مِنْ فَرْعٍ إِلَى قَدَمِ ) 8 ( وَدَّعْتُ شَطْرَ حَيَاتِي يوْمَ فُرْقَتِهِمْ ** وَ صافحتني يدُ الأحزانِ وَ الهرمِ ) 9 ( فَيَا أَخَا الْعَذْلِ ! لاَ تَعْجَلْ بِلائِمَةٍ ** عَلَيَّ ؛ فَالْحُبُّ مَعْدُودٌ مِنَ الْقِسَمِ )0 ( أسرفتَ في اللومِ ، حتى لوْ أصبتَ بهِ ** مَقَاطِعَ الْحَقِّ لَمْ تَسْلَمْ مِنَ التُّهَمِ )
____________________
(1/264)
1( فَارْحَمْ شَبَابَ فَتًى أَلْوَتْ بِنَضْرَتِهِ ** أَيْدِي الضَّنَى ، فَغَدَا لَحْماً عَلَى وَضَمِ )( تاللهِ ما غدرةُ الخلانِ منْ أربى ** وَلاَ التَّلوُّنُ فِي الأَخْلاَقِ مِنْ شِيَمِي )( فَكيْفَ أُنْكِرُ وُدّاً قدْ أَخَذْتُ بِهِ ** عَلَى الْوَفاءِ عُهُوداً بَرَّةَ الْقَسَمِ ؟ )4 ( إِنْ لَمْ يكُنْ لِلْفَتَى عقْلٌ يَصُونُ بِهِ ** علائقُ الودَّ ضاعتْ ذمةُ الحرمِ )5 ( وَأَيْنَ مَنْ تَمْلِكُ الأَحْرَارَ شِيمَتُهُ ** وَ الغدرُ في الناسِ داءق غيرُ منحسمِ ؟ )6 ( فانفضْ يديك منَ الدنيا ؛ فلستَ ترى ** خِلاًّ وَفِيّاً ، وَعَهْداً غَيْرَ مُنْصَرِم )7 ( هَيْهَاتَ ، لَمْ يَبْقَ فِي الدُّنْيَا أَخُو ثِقَةٍ ** يرعى المودةَ ، أوْ يلقى يدَ السلمِ )8 ( فلا يغرنكَ منْ وجهٍ بشاشتهُ ** فَالنَّارُ كَامِنَةٌ فِي نَاخِرِ السَّلَمِ )9 ( تغيرَ الناسُ عما كنتُ أسمعهُ ** وَاسْتَحْكَمَ الْغَدْرُ فِي السَّادَاتِ وَالْحَشَمِ )0 ( وَ ظلَّ أعدلُ منْ تلقاهُ منْ رجلٍ ** أَعْدَى عَلَى الْخَلْقِ مِنْ ذِئْبٍ عَلَى غَنَمِ )
____________________
(1/265)
2( مِنْ كُلِّ أَشْوَهَ فِي عِرْنِينِهِ فطَسٌ ** خالٍ منَ الفضلِ ، مملوءٍ منَ النهمِ )( سودُ الخلائقِ ، دلاجونَ ، ما طبعوا ** عَلَى الْمَحَارِمِ هَدَّاجُونَ فِي الظُّلَمِ )( لا يحسنونَ التقاضي في الحقوقِ ، وَ لاَ ** يُوفُونَ بِالْعَهْدِ إِلاَّ خِيفَةَ النِّقَمِ )4 ( صُفْرُ الْوُجُوهِ مِنَ الأَحْقَادِ ، تَحْسَبُهُمْ ** وَ همْ أصحاءُ - في درعٍ منَ السقمِ )5 ( فلا ذمامةَ في قولٍ وَ لاَ عملٍ ** وَ لاَ أمانةَ في عهدٍ وَ لاَ قسمِ )6 ( بَلَوْتُ مِنْهُمْ خِلاَلاً لَوْ وَسَمَتْ بِهَا ** وَجْهَ الغَزَالَةِ لَمْ تُشْرِقْ عَلَى عَلَمِ )7 ( لمْ أدرِ ، هلْ نبغتْ في الأرضِ نابغةٌ ** أمْ هذهِ شيمةُ الدنيا منَ القدمِ ؟ )8 ( لاَ يُدْرِكُ الْمَجْدَ إِلاَّ مَنْ إِذَا نَهَضَتْ ** بِهِ الْحَمِيَّةُ لَمْ يَقْعُدْ عَلَى رَغَمِ )9 ( لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسَاعِي مَا يَبِينُ بِهِ ** فضلُ الرجالِ تساوى الناسِ في القيمِ )0 ( فأيُّ غامضةٍ لمْ تجلها فطني ؟ ** وَأَيُّ بَاذِخَةٍ لَمْ تَعْلُهَا قَدَمِي ؟ )
____________________
(1/266)
3( وَكَيْفَ لاَ تَسْبِقُ الْمَاضِينَ بَادِرَتِي ؟ ** وَ السمهريةُ تخشى الفتكَ منْ قلمي ؟ )( لكلَّ عصرٍ رجالٌ يذكرونَ بهِ ** وَالْفَضْلُ بِالنَّفْسِ لَيْسَ الْفَضْلُ بِالْقِدَمِ )
____________________
(1/267)
البحر : خفيف تام ( أنسيمٌ سرَى بنفحةِ رَندِ ؟ ** أَم رسولٌ أدَّى تَحيَّة هِند ؟ ) ( أطربتنى أنفاسُهُ ، فكَأنِّى ** مِلْتُ سُكْراً مِنْ جُرْعَةٍ مِنْ بِرَنْدِي ) ( وَأَخُو الْوَجْدِ لا يَزَالُ طَرُوباً ** يتبَعُ الشَّوقَ بينَ سهلٍ وفندِ ) 4 ( طَالَ شَوْقِي إِلى الدِّيَارِ ، وَلَكِنْ ** أينَ مِن مصرَ من أقامَ بكندى ؟ ) 5 ( حَبَّذَا النِّيلُ حِينَ يَجْرِي فَيُبْدِي ** رَوْنَقَ السَّيْفِ ، وَاهْتِزَازَ الْفِرِنْدِ ) 6 ( تَتَثَنَّى الْغُصُونُ في حَافَتَيْهِ ** كَالعَذَارَى يَسْحَبْنَ وَشْيَ الْفِرِنْدِ ) 7 ( قلَّدتها يدُ الغمامِ عقوداً ** هِيَ أَبْهَى مِنْ كُلِّ عِقْدٍ وَبَنْدِ ) 8 ( كيفَ لاتهتِفُ الحَمامُ علَيهِ ؟ ** وهِى َ تُسقى بهِ سُلافةَ قَندِ ) 9 ( هوَ مرمى نَبلِى ، وملعبُ خيلى ** وحِمى أسرَتى ، ومَركزُ بَندِى )0 ( كلَّما صوَّرتهُ نفسِى لِعينِى ** قدحَ الشَّوقُ فى الفؤادِ بِزَندِ )
____________________
(1/268)
1( لِي بِهِ صَاحِبٌ عَلَيَّ عَزِيزٌ ** مِثلُ ما عِندَهُ منَ الشَّوقِ عندى )( أَتَمَنَّاهُ غَيْرَ أَنَّ فُؤَادِي ** مِن إسارِ النَّوى مُحاطٌ بِجندِ )( فَاهْدِ مِنِّي لَهُ تَحِيَّةَ صِدْقٍ ** وَتَلَطَّفْ بِحَالَتِي يَا أَفَنْدِي ! )4 ( أَنا واللهِ مُغرَمٌ بِهَواهُ ** حيثُما دُرتُ بينَ هِندٍ وسندِ )5 ( إِنَّ شَوْقِي إِلَيْهِ أَسْرَعُ شَأْواً ** مِنْ سُلَيْكٍ وَالْوَصْلُ في بُطْءِ فِنْدِ )6 ( أَسألُ الدَّهرَ نعمَةَ القربِ منهُ ** وَهْوَ كَرٌّ بِنِعْمَةٍ ، لَيْسَ يُنْدِي )7 ( لَو سِوَى الدَّهرِ رامَ غَبنِى ؛ لأَصحَر ** تُ مُشِيحاً بِالنَّصْلِ فَوْقَ سَمَنْدِ )8 ( لستُ أقوى على الزَّمانِ ؛ وإن كن ** تُ أَفُلُّ العِدا بِقوةِ زندِى )
____________________
(1/269)
البحر : خفيف تام ( مَنْ لِعَيْنٍ إِنْسَانُهَا لاَ يَنَامُ ** وَ فؤادٍ قضى عليهِ الغرامُ ) ( أقطعُ الليلَ بينَ حزنٍ وَ دمعٍ ** وَسُهَادٍ ، وَالنَّاسُ عَنِّي نِيَامُ ) ( لا صديقٌ يرثي لما بتُّ ألقا ** هُ ، وَ لاَ مسعدٌ - فأينَ الكرامُ ؟ ) 4 ( لمْ تدعْ لوعةُ الصبابةِ مني ** غيرَ نفس غذاؤها الآلامُ ) 5 ( رَقَّ طَبْعُ النَّسِيمِ رِفْقاً بِحَالِي ** وَبَكَى رَحْمَةً عَلَيَّ الْحَمَامُ ) 6 ( وَ بنفسي - لوْ كنتُ أملكُ نفسي - ** قَمَرٌ نُورُهُ عَلَيَّ ظَلاَمُ ) 7 ( تَسْتَطِيبُ الْقُلُوبُ فِيهِ الرَّزَايَا ** وَ تلذُّ الضنى بهِ الأجسامُ ) 8 ( غَيَّرَتْهُ الْوُشَاةُ ؛ فَازْوَرَّ عَنِّي ** وَ هوَ منى بنجوة لاَ ترامُ ) 9 ( زعموني أتيتُ ذنباً ، وَ ما لي - ** يعلمُ اللهُ - في هواهُ أثامُ )0 ( سَوْفَ يَلْقَى كُلُّ امْرِىء ٍ مَا جَنَاهُ ** وَ إلى اللهِ ترجعُ الأحكامُ )
____________________
(1/270)
1( يا نديميَّ ! علالاني ، فلنْ ته ** لِكَ نَفْسٌ قَدْ عَلَّلَتْهَا النِّدَامُ )( ربَّ قول يردُّ لهفةَ قلب ** وَ كلامٍ تجفُّ منهُ الكلامُ )( وَ منَ الماسِ منْ تراهُ سليماً ** وَ هوَ داءٌ تدوى بهِ الأفهامُ )4 ( قدْ - لعمري - بلوتُ دهري ، فما أح ** مَدْتُ مِنْهُ مَا تَحْمَدُ الأَقْوَامُ )5 ( صَلَفٌ لاَ يَبُلُّ غُلَّةَ صَادٍ ** وَ مراعٍ هشيمها لا يشامُ )6 ( أطلبُ الصدثَ في الوداد ** يصدقُ الودُّ وَ العهودُ رمامُ ؟ )7 ( كلما قلتُ قدْ أصبتُ خليلاً ** فَانْظُرُوا : كَيْفَ تُعْبَدُ الأَصْنَامُ ؟ )8 ( فَتَفَرَّدْ تَعِشْ بِنَفْسِكَ حُرّاً ** ربَّ فردِ يخشاهُ جيشٌ لهامُ )9 ( وَاحْذَرِ الضَّيْمَ أَنْ يَمَسَّكَ ؛ فَالضَّيْ ** مُ حِمَامٌ يَفِرُّ مِنْهُ الْحِمَامُ )0 ( ضلَّ قومٌ توهموا الصبرَ حاماً ** وَ هوَ - إلاَّ لدى الكريهوِ - ذامُ )
____________________
(1/271)
2( يَحْسَبُونَ الْحَيَاةَ في الذُّلِ عَيْشاً ** وَ هوَ موتٌ يعيشٌ فيهِ اللئامُ )
____________________
(1/272)
البحر : طويل ( خَليلى َّ هَل طالَ الدُّجى ؟ أم تقيَّدَت ** كَوَاكِبُهُ ، أَمْ ضَلَّ عَنْ نَهْجِهِ الْغَدُ ) ( أَبِيتُ حَزِيناً فِي ( سَرَنْدِيبَ ) سَاهِراً ** طَوال اللَّيالى ، والخليُّونَ هُجَّدِ ) ( أحاولُ مالا أستطيعُ طِلابَهُ ** كَذا النَّفسُ تَهوى غيرَ ما تملِكُ اليَدُ ) 4 ( إذا خَطرتْ من نَحوِ حُلوانَ نسمَةٌ ** نَزَتْ بَيْنَ قَلْبِي شُعْلَةٌ تَتَوَقَّدُ ) 5 ( وهَيهاتَ ، ما بعدَ الشبيبةِ مَوسمٌ ** يَطيبُ ، ولا بعدَ الجزيرةِ مَعهدُ ) 6 ( شبابٌ وإخوانٌ رزِئتُ وِدادهُم ** وكلُّ امرئٍ فى الدهرِ يشقَى ويسعَدُ ) 7 ( وما كنتُ أخشى أَن أعيشَ بِغربةٍ ** يُعَلِّلُنِي فِيهَا خُوَيْدِمُ أَسْوَدُ )
____________________
(1/273)
البحر : خفيف تام ( يا نديميَّ في ' سرنديبَ ' كفا ** عَنْ مَلاَمِي ، فَلَيْسَ يُغْنِي الْمَلاَمُ ) ( أَنَا فِي هَذِهِ الدِّيَارِ غَرِيبٌ ** وغَريبُ الدِّيَارِ لَيْسَ يُلاَمُ ) ( وَ اذكرا لي ' فسطاطَ ' مصرَ ؛ فإني ** بِهَوَاهَا مُتَيَّمٌ مُسْتَهَامُ )
____________________
(1/274)
البحر : طويل ( أَرى نَفحةً دَلَّت على كَبِدى الوَجدا ** فمَن كانَ ' بالمقياسِ ' أقرَبكُم عَهدا ؟ ) ( مَلاعبُ آرامٍ ، ومجرَى جَداوِلٍ ** ومُلتفُّ أفنانٍ تَقى الحرَّ والبردَا ) ( إذا انبعَثتْ فيهِ النسائِمُ خِلتَها ** تُنيرُ على متنِ الغديرِ بهِ بردا ) 4 ( كَأَنَّ الصَّبَا تُلْقِي عَلَيْهِ إِذَا جَرَتْ ** مَسَائِلَ في الأَرْقَامِ ، أَوْ تَلْعَبُ النَّرْدَا ) 5 ( أَقَامَ الرَّبِيعُ الطَّلْقُ في حَجَرَاتِهَا ** وأسدى لها مِن نِعمة النيلِ ما أسدى ) 6 ( فللَّهِ كَم مِن صَبوةٍ كانَ لى بِها ** رَواحٌ إلى حُسَّانَةِ الجيدِ أَو مغدَى ) 7 ( إذِ الدهرُ لم يُخفِر ذِماماً ، ولم يخُن ** نِظاماً ، ولم يحمِل على ذى هوىً حِقدا ) 8 ( تَدُورُ عَلَيْنَا بِالأَحَاظِي شُمُوسُهُ ** وَتُمْسِي علَيْنَا طَيْرُ أَنْجُمِهِ سَعْدَا ) 9 ( وَيا رُبَّ لَيْلٍ لَفَّنَا بِرِدَائِهِ ** عِنَاقاً ، كَمَا لَفَّ الصَّبَا الْبَانَ والرَّنْدَا )0 ( وَلَثْمٍ تَوَالَى إِثْرَ لَثْمٍ بِثَغْرِهَا ** كما شافهَ البازِى على ظمأ وردا )
____________________
(1/275)
1( فَتَاةٌ كَأَنَّ اللَّه صَوَّرَ لَحْظَهَا ** لِيَهتِكَ أسرارَ القُلوبِ بهِ عَمدا )( لها عبثاتٌ عندَ كُلِّ تَحِيَّةٍ ** تَسوقُ إليهَا عَن فرائسِها الأُسدا )( إِذَا انْفَتَلَتْ بِالْكَأْسِ خِلْتَ بَنَانَها ** تُدِيرُ عَلَيْنَا مِنْ جَنَى خَدِّهَا وَرْدَا )4 ( وما أنسهُ لا أنسَ يوماً تسابقَت ** بهِ عبرتاها ، والنوى تصدَعُ الصَلدا )5 ( فلَم أَرَ لحظاً كانَ أَقتلَ باكِياً ** وأمضى الظُبا فى الفتكِ ما سالَ إفرندا )6 ( حرامٌ على العينينِ إن لم تسِل دماً ** عَلَى بَيْنِهَا وَالْقَلْبِ إِنْ لَمْ يَذُبْ وَقْدَا )7 ( فيا قلبُ ماأشجى إذا الدارُ باعدَت ! ** وَيَا دَمْعُ مَا أَجْرَى ، وَيَا بَيْنُ مَا أَرْدَى ! )8 ( ويا صاحبى المذخورَ للسرِّ ! إنَّنى ** ضَلَلتُ ، فهل من وثبةٍ تُكسبُ الحمدَا ؟ )9 ( حَلَفْتُ بِمَا اسْتَوْلَى عَلَيْهِ نِقَابُهَا ** ويا لكَ حَلفاً ! ما أرَقَّ وماأندى ! )0 ( بألاَّ تَفئَ العينَ عن سُنَّةِ البُكى ** وألا تريعَ النفسُ إن لم تمُت وجدا )
____________________
(1/276)
2( وكيفَ يفيقُ القلبُ من سورةِ الهوى ** وَقَدْ مَدَّهُ سِحْرُ الْعُيُونِ بِمَا مَدَّا ؟ )( وَمَا كُنْتُ لَوْلاَ الْعَذْلُ أُبْدِي خَفِيَّةً ** ولكن تَوالى القدحِ يسترعِفُ الزندا )( ومَنْ لِي بَأَنَّ الْقَلْبَ يَكْتُمُ وَجْدَهُ ؟ ** وَكَيْفَ تُسَامُ النَارُ أَنْ تَكْتُمَ النَّدَّا ؟ )4 ( فلا وصلَ إلاَّ ذُكرَةٌ تَبعَثُ الأسى ** عَلَى النَّفْسِ حَتَّى لا تُطِيقَ لَهُ رَدَّا )5 ( أَبِيتُ قَرِيحَ الْجَفْنِ ، لا أَعْرِفُ الْكَرَى ** طَوالَ اللَّيالى ، والجوانِحُ لا تهدا )6 ( فَيَأَيُّهَا النُّوَّامُ ! والشَّوْقُ عَازِرٌ ** ألا أحدٌ يَشرِى بغفوتهِ السُهدا ؟ )7 ( لَقَدْ ذَلَّ مَنْ يَبْغِي مِنَ النَّاسِ نَاصِراً ** وقَد خابَ من يجنى منَ الأَرقَمِ الشَهدا )8 ( فَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ بِشِيْمَةِ صاحِبٍ ** فَمَنْ ظَنَّ خيْراً بِالزَّمَانِ فَقَدْ أَكْدَى )9 ( فقد طالما جرَّبت خِلاًّ فما رعَى ** وَحِلْفاً فَمَا أَوْفَى ، وَعَوْناً فَمَا أَجْدَى )0 ( وما النَّاسُ إلا طالبٌ غيرُ واجدٍ ** لِما يَبْتَغِي ، أَوْ وَاجِدٌ أَخْطَأَ الْقَصْدَا )
____________________
(1/277)
3( فلا تحسبنَّ الناسَ أبناءَ شيمَةٍ ** فَمَا كُلُّ مَمْدُودِ الْخُطَا بَطَلاً جَعْدَا )
____________________
(1/278)
البحر : طويل ( مَحَا الْبَيْنُ مَا أَبْقَتْ عُيُونُ الْمَهَا مِنِّي ** فشبتُ وَ لمْ أقضِ اللبانةَ منْ سنى ) ( عناءٌ ، وَ بأسٌ ، وَ اشتياقٌ ، وَ غربةٌ ** ألاَ ، شدَّ ما ألقاهُ في الدهرِ منْ غبنِ ) ( فإنْ أكُ فارقتُ الديارَ فلي بها ** فؤادٌ أضلتهُ عيونُ المها مني ) 4 ( بَعَثْتُ بِهِ يَوْمَ النَّوَى إِثْرَ لَحْظَةٍ ** فَأَوْقَعُهُ الْمِقْدَارُ فِي شَرَكِ الْحُسْنِ ) 5 ( فَهَلْ مِنْ فَتىً فِي الدَّهْرِ يجْمَعُ بَيْنَنَا ؟ ** فَلَيْسَ كِلاَنَا عَنْ أَخِيهِ بِمُسْتَغْنِ ) 6 ( وَلَمَّا وَقَفْنَا لِلْوَدَاعِ ، وأَسْبَلَتْ ** مدامعنا فوقَ الترائبِ كالمزنِ ) 7 ( أهبتُ بصبري أنْ يعودَ ، فعزني ** وَ ناديتُ حلمي أنْ يثوبَ ، فلمْ يغنِ ) 8 ( وَ لمْ تمضِ إلاَّ خطرةٌ ، ثمَّ أقلعتْ ** بِنَا عَنْ شُطُوطِ الْحَيِّ أَجْنِحَةُ السُّفْنِ ) 9 ( فَكَمْ مُهْجَةٍ مِنْ زَفْرَةِ الْوَجْدِ فِي لَظىً ** وَكَمْ مُقْلَةٍ مِنْ غَزْرَةِ الدَّمْعِ فِي دَجْنِ )0 ( وَمَا كُنْتُ جَرَّبْتُ النَّوَى قَبْلَ هَذِهِ ** فَلَمَّا دَهَتْنِي كِدْتُ أَقْضِي مِنَ الْحُزْنِ )
____________________
(1/279)
1( وَلَكِنَّنِي رَاجَعْتُ حِلْمِي ، وَرَدَّنِي ** إِلَى الْحَزْمِ رَأْيٌ لا يَحُومُ عَلَى أَفْنِ )( وَلَوْلاَ بُنَيَّاتٌ وَشِيبٌ عَوَاطِلٌ ** لما قرعتْ نفسي على فائتٍ سنى )( فيا قلبُ صبراً إنْ جزعتَ ؛ فربما ** جرتْ سنحاً طيرُ الحوادثِ باليمنِ )4 ( فقدْ تورقُ الأغصانُ بعدَ ذبولها ** وَيَبْدُو ضِيَاءُ الْبَدْرِ فِي ظُلْمَةِ الْوَهْنِ )5 ( وَ أيُّ حسامٍ لمْ تصبهُ كهامةٌ ** وَلَهْذَمُ رُمْحٍ لاَ يُفَلُّ مِنَ الطَّعْنِ ؟ )6 ( وَمَنْ شَاغَبَ الأَيَّامَ لانَ مَرِيرُهُ ** وَ أسلمهُ طولُ المراس إلى الوهنِ )7 ( وَمَا الْمَرْءُ فِي دُنْيَاهُ إِلاَّ كَسَالِكٍ ** مناهجَ لا تخلو منَ السهلِ وَ الحزنِ )8 ( فإنْ تكنِ الدنيا تولتْ بخيرها ** فَأَهْوِنْ بِدُنْيَا لاَ تَدُومُ عَلى فَنِّ ! )9 ( تحملتُ خوفَ المنَّ كلَّ رزيئةٍ ** وَ حملُ رزايا الدهرِ أحلى منَ المنَّ )0 ( وَعَاشَرْتُ أَخْدَاناً ، فَلَمَّا بَلَوْتُهُمْ ** تَمَنَّيْتُ أَنْ أَبْقَى وَحِيداً بِلاَ خِدْنِ )
____________________
(1/280)
2( إذا عرفَ المرءُ القلوبَ وَ ما انطوتْ ** عليهِ منَ البغضاءِ - عاشَ على ضغنِ )( وَأَيُّ حَيَاةٍ لاِمْرِىء ٍ بَيْنَ بَلْدَةٍ ** وَتَسْمَعُ أُذْنِي مَا تَعَافُ مِنَ اللَّحْنِ )( وَكَيْفَ مُقَامِي بَيْنَ أَرْضٍ أَرَى بِهَا ** منَ الظلمِ ما أخنى على الدارِ وَ السكنِ )4 ( فسمعُ أنينِ الجورِ قدْ شاكَ مسمعي ** و رؤيةُ وجهِ الغدرِ حلَّ عرا جفني )5 ( وَ صعبٌ على ذي اللبَّ رئمانُ ذلةٍ ** يَظَلُّ بِهَا فِي قَوْمِهِ وَاهِيَ الْمَتْنِ )6 ( إذا المرءُ لمْ برمِ الهناةَ بمثلها ** تخطى إليهِ الخوفُ منْ جانبِ الأمن )7 ( فَلاَ تَعْتَرِفْ بِالذُلِّ خِيفَةَ نِقْمَةٍ ** فَعَيْشُ الْفَتَى في الذُّلِّ أَدْهَى مِنَ السِّجْنِ )8 ( وَكُنْ رَجُلاً ، إِنْ سِيمَ خَسْفاً رَمَتْ بِهِ ** حَمِيَّتُهُ بَيْنَ الصَّوَارِمِ وَاللُّدْنِ )9 ( فلا خيرَ في الدنيا إذا المرءُ لمْ يعشْ ** مهيباً ، تراهُ العينُ كالنارِ في دغن )0 ( وَ لا ترهبِ الأخطارَ في طلبِ العلا ** فَمَنْ هَابَ شَوْكَ النَّحْلِ عَادَ ، وَلَمْ يَجْنِ )
____________________
(1/281)
3( وَ لولا معاناةُ الشدائدِ ما بدتْ ** مزايا الورى بينَ الشجاعةِ وَ الجبنِ )( فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي الْمُدْنِ مَا شِئْتَ مِنْ قِرىً ** فَأَصْحِرْ ؛ فَإِنَّ الْبِيدَ خَيْرٌ مِنَ الْمُدْنِ )( صَحَارٍ يَعِيشُ الْمَرْءُ فِيهَا بِسَيْفِهِ ** شَدِيدَ الْحُمَيَّا غَيْرَ مُغْضٍ عَلَى دَمْنِ )4 ( وَ أيُّ حياةٍ لامرئٍ بينَ بلدةٍ ** يَطَلُّ بِهَا بَيْنَ الْعَوَاثِنِ وَالدَّخْنِ ؟ )5 ( لعمري لكوخٌ منْ ثمامٍ ** أَحَبُّ إِلَى قَلْبِي مِنَ الْبَيْتِ ذِي الْكِنِّ )6 ( و أطربُ منْ ديكٍ يصيحُ بكوةٍ ** أراكيةٌ تدعو هديلاً على غصنِ )7 ( وَ أحسنُ منْ دارٍ وَ خيمٍ هواؤها ** مَبِيتُكَ مِنْ بُحْبُوحَةِ الْقَاعِ فِي صَحْنِ )8 ( تَرَى كُلَّ شَيْءٍ نُصْبَ عَيْنَيْكَ مَاثِلاً ** كأنكَ منْ دنياكَ في جنتيْ عدنِ )9 ( تدورُ جيادُ الخيلِ حولكَ شرباً ** تجاذبُ أطرافَ الأعنةِ كالجنَّ ) 40 ( إذا سمعتْ صوتَ الصريخِ تنصبتْ ** فتدركُ ما لا تبصرُ العينُ بالأذنِ )
____________________
(1/282)
4( فتلكَ - لعمري - عيشةٌ بدوريةٌ ** موطأةُ الأكنافِ ، راسخةُ الركن ) 4( وَمَا قُلْتُ إِلاَّ بَعْدَ عِلْمٍ أَجَدَّ لِي ** يقيناً نفى عني مراجعةَ الظنَّ ) 4( فقدْ ذقتُ طعمَ الدهرِ حتى لفظتهُ ** وَعَاشَرْتُ حَتَّى قلْتُ لابْنِ أَبِي : دَعْنِي ) 44 ( وَلَوْلاَ أَخٌ أَحْمَدْتُ فِي الْوُدِّ عَهْدَهُ ** على حدثانِ الدهرِ - ما كنتُ أستثني ) 45 ( وَرُبَّ بَعِيدِ الدَّارِ يُصْفِيكَ وُدَّهُ ** وَمُقْتَرِبٍ يَجْنِي عَلَيْكَ وَلَمْ تَجْنِ ) 46 ( وَ ما الودُّ في القربى وَ إنْ هيَ أوجبتْ ** وَ لكنهُ في الطبعِ ، وَ الشكلِ ، وَ الوزنِ ) 47 ( إذا لمْ يكنْ بينَ الوديدينِ خلةٌ ** فلا أدبٌ يجدى ، وَ لاَ نسبٌ يدنى ) 48 ( فَذَاكَ أَخٌ لَوْلاَهُ أَنْكَرْتُ كُلَّ مَا ** سَمِعْتُ بِهِ عَنْ ( أَحْنَفِ ) الْحِلْمِ ، أَوْ ( مَعْنِ ) ) 49 ( فَإِنْ لَمْ أُصَرِّحْ بِاسْمِهِ خَوْفَ حَاسِدٍ ** يَنُمُّ علَيْهِ ، فَهْوَ يَعْلَمُ مَنْ أَعْنِي ) 50 ( على َ إنَّ ذكراهُ - وَ إنْ كانَ نائياً - ** سَمِيرُ فُؤَادِي في الإِقَامَةِ وَالظَّعْنِ )
____________________
(1/283)
5( أَنُوحُ لِبُعْدِي عَنْهُ حُزْناً وَلَوْعَةً ** كمانا من شوقٍ ' جميلٌ ' عاى َ ' بثنِ ' ) 5( فَمَنْ لِي بِه خِلاً كَرِيماً نِجَارُهُ ؟ ** فقدْ سئمتْ نفسي معاشرةَ الهجنِ ) 5( تجاذبني نفسي إليهِ ، وَ دوننا ** أهاويلُ ملتجَّ الغواربِ مستنَّ ) 54 ( لَعَلَّ يَدَ الأَيَّامِ تَسْخُو بِلُقْيَةٍ ** أَرَاهُ بِهَا بَعْدَ الْكَزَازَةِ وَالضَّنِّ ) 55 ( وَإِنِّي وَإِنْ طَالَ الْمِطَالُ لَوَاثِقٌ ** بِرَحْمَةِ رَبِّي ؛ فَهْوَ ذُو الطَّوْلِ وَالْمَنِّ )
____________________
(1/284)
البحر : رجز تام ( وَصَاحِبٍ رَعَيْتُ دَهْراً وُدَّهُ ** وَلَمْ أُبَايِنْ نَهْجَهُ وقَصْدَهُ ) ( وَكُنْتُ أَرْعَى بِالمَغِيبِ عَهْدَهُ ** بَلْ كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَعِيشَ بَعْدَهُ ) ( وَطَالَمَا أَرْغَمْتُ فِيهِ ضِدَّهُ ** وَذُدْتُ عَنْهُ مَا يَعُوقُ وَكْدَهُ ) 4 ( حتََى إذا ما الدَّهرُ أروى زندهُ ** صعَّرَ لى بعدَ الصفاءِ خدَّهُ ) 5 ( وَجَازَ في بَعْضِ الأُمُورِ حَدَّهُ ** فَلَمْ أُحَاوِلْ رَدْعَهُ وَرَدَّهُ ) 6 ( وَلَمْ أُكَدِّرْ بَالعِتَابِ وِرْدَهُ ** وَلَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَفُلَّ حَدَّهُ ) 7 ( لَقُلْتُ فِيْهِ مَا يَحُزُّ جِلْدَهُ ** لكِنَّنى تركتهُ وحقدهُ ) 8 ( شَأْنُ امْرِىء ٍ في الْمَجْدِ يَرْعَى مَجْدَهُ ** كلُّ امرئٍ يُنفقُ ممَّا عندهُ ) 9 ( والْمَرْءُ مَجْزِيٌّ بِمَا أَعَدَّهُ ** )
____________________
(1/285)
البحر : بسيط تام ( أعائدٌ بكِ - يا ريحانةُ - الزمنُ ؟ ** فيلتقي الجفنُ - بعدا البينِ - وَ الوسنُ ) ( أشتاقُ رجعةَ أيامي لكاظمةٍ ** وَمَا بِيَ الدَّارُ لَوْلاَ الأَهْلُ وَالسَّكَنُ ) ( فهلْ تردُّ الليالي بعضَ ما سلبتْ ؟ ** أمْ هلْ تعودُ إلى أوطانها الظعنُ ؟ ) 4 ( أَهَنْتُ لِلْحُبِّ نفْسِي بَعْدَ عِزَّتِهَا ** وَأَيُّ ذِي عِزَّةٍ لِلْحُبِّ لاَ يَهِنُ ؟ ) 5 ( لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْهَوَى سِرٌّ لَمَا ظَهَرَتْ ** بِوَحْيِ قُدْرَتِهِ فِي الْعَالَمِ الْفِتَنُ ) 6 ( فَكَيْفَ أَمْلِكُ نَفْسِي بَعْدَمَا عَلِقَتْ ** بِيَ الصِّبَابَةُ حَتَّى شَفَّنِي الْوَهَنُ ) 7 ( لولا جريرةُ عيني ما سمحتُ بها ** للدمعِ تسفحهُ الأطلالُ وَ الدمنُ ) 8 ( دَعَتْ إِلَى الْغَيِّ قَلْبِي ؛ فَاسْتَبَدَّ بِهِ ** شَوْقٌ تَوَلَّدَ مِنْهُ الْهَمُّ وَالشَّجَنُ ) 9 ( وَ دونَ ما تبغيهِ النفسُ منْ أربٍ ** بَيْدَاءُ تَصْهَلُ فِي أَرْجَائِهَا الْحُصُنُ )0 ( وَ في الأكلةِ آرامٌ تطيفُ ** أسدٌ براثنها الخطيةُ اللدنُ )
____________________
(1/286)
1( منْ كلَّ حوراءَ مثلِ الظبي ، لوْ نظرتْ ** لِعَابِدٍ لَشَجَاهُ اللَّهْوُ وَالدَّدَنُ )( في نشوةِ الراحِ منْ ألحاظها أثرٌ ** وفِي الْجَآذِرِ مِنْ أَلْفَاظِهَا غُنَنُ )( دَقَّتْ ، وَجَلَّتْ ، وَلاَنَتْ ، وَهْيَ قَاسِيَةٌ ** كَذَاكَ حَدُّ الْمَوَاضِي لَيِّنٌ خَشِنُ )4 ( طوتْ بهنَّ النوى عني بدورَ دجى ** لا يستبينُ لعيني بعدها سننُ )5 ( أتبعتهمْ نظراتٍ كلما بلغتْ ** أخرى الحمولِ ثناها مدمعٌ هتنُ )6 ( يَا رَاحِلِينَ وَفي أَحْدَاجِهِمْ قَمَرٌ ** يَكَادُ يَعْبُدُهُ مِنْ حُسْنِهِ الْوَثَنُ )7 ( منوا عليَّ بوصلٍ أستعيدُ بهِ ** منْ مهجتي رمقاً يحيا به البدنُ )8 ( أوْ فاسمحوا لي بوعدٍ إنْ ونتْ صلةٌ ** فَالْوَعْدُ مِنْكُمْ بِطِيبِ الْعَيْشِ مُقْتَرِنُ )9 ( لمْ ألقَ منْ بعدكمْ يوماً أسرُّ بهِ ** كَأَنَّ كُلَّ سُرُورٍ بَعْدَكُمْ حَزَنُ )0 ( يَا جِيرَةَ الْحَيِّ ! مَا لِي لاَ أَنَالُ بِكُمْ ** معونةً ؛ وَ بكمْ في الناس يعتونُ ؟ )
____________________
(1/287)
2( مَاذَا عَلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ أَهْلُ بَادِرَةٍ ** إذا ترنمَ فيكمْ شاعرٌ فطنُ ؟ )( أَفِي السَّوِيَّةِ أَنْ يَبْكِي الْحَمَامُ ، وَلاَ ** يبكي على إلفهِ ذو لوعةٍ ضمنُ ؟ )( يا حبذا مصرُ لوْ دامتْ مودتها ** وَ هلْ يدومُ لحيًّ في الورى سكنُ ؟ )4 ( تاللهِ ما فارقتها النفسُ عنْ مللٍ ** وَإِنَّمَا هِيَ أَيَّامٌ لَهَا إِحَنُ )5 ( فلا يسرَّ عداتي ما بليتُ بهِ ** فَسَوْفَ تَفْنَى ، وَيَبْقَى ذِكْرِيَ الْحَسَنُ )6 ( ظَنُّوا ابْتِعادِيَ إِغْفَالاً لِمَنْقَبَتِي ** وَذَاكَ عِز لَهَا لَوْ أَنَّهُمْ فَطَنُوا )7 ( فإنْ أكنْ سرتُ عنْ أهلي وَ عنْ وطني ** فَالنَّاسُ أَهْلِي ، وَكُلُّ الأَرْضِ لِي وَطَنُ )8 ( لاَ يَطْمِسُ الْجَهْلُ مَا أَثْقَبْتُ مِنْ شَرَفٍ ** وَ كيفَ يحجبُ نورَ الجونةِ الدخنُ ؟ )9 ( قدْ يرفعُ العلمُ أقواماً وَ إنْ تربوا ** وَيَخْفِضُ الْجَهْلُ أَقْوَاماً وَإِنْ خَزَنُوا )0 ( فَرُبَّ مَيْتٍ لَهُ مِنْ فَضْلِهِ نَسَمٌ ** وَ ربَّ حيًّ لهُ منْ جهلهِ كفنُ )
____________________
(1/288)
3( فلا تغرنكَ أشباهٌ تمرُّ بها ** هَيْهَاتَ ، مَا كُلُّ طِرْفٍ سابِقٌ أَرِنُ )( فلا ملامَ على ما كانَ منْ حدثٍ ** فكُلُّنَا بِيَدِ الأَقْدَارِ مُرْتَهَنُ )( لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ حُكْمٌ فِي تَصَرُّفِهِ ** لعاشَ حراً ، وَ لمْ تعلقْ بهِ المحنُ )4 ( وَ أيُّ حيًّ - وَ إنْ طالتْ سلامتهُ - ** يَبْقَى ؟ وَأَيُّ عَزِيزٍ لَيْسَ يُمْتَهَنُ ؟ )5 ( كلُّ امريءٍ غرضٌ للدهرِ يرشقهُ ** بأسهمٍ لا تقي أمثالها الجننُ )6 ( فَلْيَشْغَبِ الدَّهْرُ ، أَوْ تَسْكُنْ نَوَافِرُهُ ** فَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى مَا فَاتَ أَحْتَزِنُ )7 ( غنيتُ عما يهينُ النفسَ منْ عرضٍ ** فما عليَّ لحيًّ في الورى مننُ )8 ( لَكِنَّنِي بَيْنَ قَوْمٍ لاَ خلاَقَ لَهُمْ ** إِنْ عَاقَدُوا غَدَرُوا ، أَوْ عَاشَروا دَهَنُوا )9 ( يخفونَ منْ حسدٍ ما في نفوسهمُ ** وَيُظْهِرُونَ خِدَاعاً غَيْرَ مَا بَطنوا ) 40 ( يا للحماةِ ! أما في الناسِ منْ رجلٍ ** وارى الضميرِ ، لهُ عقلٌ بهِ يزنُ ؟ )
____________________
(1/289)
4( أكلَّ خلًّ أراهُ لا وفاءَ لهُ ؟ ** وَ كلَّ قلبٍ عليَّ اليومَ مضطغنُ ؟ ) 4( تغيرَ الناسُ عما كنتُ أعهدهُ ** فاليومَ لاَ أدبٌ يغنى ، وَ لاَ فطنُ ) 4( فالخيرُ منقبضٌ ، وَ الشرُّ منبسطٌ ** وَ الجهلُ منتشرٌ ، وَ العلمُ مندفنُ ) 44 ( لَمْ تَلْقَ مِنْهُمْ سَلِيماً فِي مَوَدَّتِهِ ** كَأَنَّ كُلَّ امْرِىء ٍ فِي قَلْبِهِ دَخَنُ ) 45 ( طَوَاهُمُ الْغِلُّ طَيَّ الْقِدِّ ، وَانْتَشَرَتْ ** بالغدرِ بينهمُ الأحقادُ وَ الدمنُ ) 46 ( فَلاَ صَدِيقَ يُرَاعِي غَيْبَ صَاحِبِهِ ** وَلاَ رَفِيقَ عَلَى الأَسْرَارِ يُؤْتَمَنُ ) 47 ( بَلَوْتُهُمْ ؛ فَسَئِمْتُ الْعَيْشَ ، وَانْصَرَفَتْ ** نفسي عنِ الناس حتى ليسَ لي شجنُ ) 48 ( فَإِنْ يَكُنْ فَاتَنِي مَا كُنْتُ أَمْلِكُهُ ** فَالْبُعْدُ عَنْهُمْ لِمَا أَتْلَفْتُهُ ثَمَنُ ) 49 ( كَفَى بِحَرْبِ النَّوَى سَلماً نَجَوْتُ بِهِ ** وَ ربَّ مخشيةٍ في طيها أمن ) 50 ( لعلَّ مزنة خيرٍ تستهلُّ على ** رَوْضِ الأَمَانِي ؛ فَيَحْيَا الأَصْلُ )
____________________
(1/290)
5( وَ كلُّ شيءٍ لهُ بدءٌ وَ عاقبةٌ ** وَ كيفَ يبقى على حدثانهِ الزمنُ ؟ )
____________________
(1/291)
البحر : سريع ( مَنْ قَلَّدَ الزَّهْرَ جُمَانَ النَّدَى ** وألهمَ القمرى َّ حتَّى شدا ؟ ) ( وَزَيَّنَ الأَرْضَ بِأَلْواَنِهَا ** وصوَّرَ الأبيضَ والأسودا ؟ ) ( سُبْحَانَ مَنْ أَبْدَعَ في مُلْكِهِ ** حَتَّى بَدَا مِنْ صُنْعِهِ مَا بَدَا ) 4 ( تنَزَّهت عن صفةٍ ذاتهُ ** وقامَ فى لاهوتهِ أوحدَا ) 5 ( فَاسْجُدْ لَهُ ، وَاقْصِدْ حِمَاهُ تَجِدْ ** ربَّاً كريماً ، ومليكاً هدى ) 6 ( فَقُمْ بِنَا يَا صَاحِ نَرْعَ النَّدَى ** ونسألِ الله عميمَ النَّدى ) 7 ( أما ترى كيفَ استحارَ الدُّجى ؟ ** وكيفَ ضَلَّ النَّجمُ حتَّى اهتَدى ؟ ) 8 ( وَلاَحَ خَيْطُ الْفَجْرِ فِي سُحْرَةٍ ** كصارمٍ فى قسطلٍ جُرِّدا ) 9 ( فالجوُّ قد باحَ بِمكنونهِ ** وَالأَرْضُ قَدْ أَنْجَزَتِ الْمَوْعِدَا )0 ( غَمَامَةٌ أَلْقَتْ بِأَفْلاَذِهَا ** وَجَدْوَلٌ مَدَّ إِلَيْنَا يَدَا )
____________________
(1/292)
1( فانهَض ، وسِر ، وانظُر ، ومِل ، وابتهِجْ ** وَامْرَحْ ، وَطِبْ ، واشْربْ لِتُرْوِي الصَّدَى )( ولا تسَل عَن خبَرٍ لم يَحِن ** ميقاتهُ ، وانظُر إلى المُبتدا )( وَلاَ تَلُمْ خِلاًّ عَلَى هَفْوَةٍ ** فقلَّما تَلقى فتىً أَمجدا )4 ( لو علِمَ الإنسانُ ما أضمرَت ** أَحْبَابُهُ ، هَانَتْ عَلَيْهِ الْعِدَا )5 ( فَدَعْ بَنِي الدُّنْيَا لأَهْوَائِهِمْ ** وَلاَ تُطِعْ مَنْ لاَمَ ، أَوْ فَنَّدَا )6 ( ما لِي وَلِلنَّاسِ وَأَعْمَالِهِمْ ؟ ** كُلُّ امرئٍ رَهنُ حِسابٍ غَدا )7 ( هَلْ هِيَ إِلاَّ مُدَّةٌ تَنْقَضِي ؟ ** وكُلُّ نَفسٍ خُلِقَت للرَّدى )8 ( فاستعمِل الرِفقَ تَعش راشداً ** واعْطِفْ عَلَى الأَدْنَى تَكُنْ سَيِّدَا )9 ( واسعَ لما أنتَ لَهُ ، فالفتى ** إِنْ هَجَرَ الرَّاحَةَ حَازَ الْمَدَى )0 ( ما خلقَ اللهُ الورَى باطلاً ** لِيَرْتَعُوا بَيْنَ الْبَوَادِي سُدَى )
____________________
(1/293)
2( فَاقبَل وصاتى ، واستمِع حِكمتى ** فَلَيْسَ مَنْ أَغْوَى كَمَنْ أَرْشَدَا )( إِنِّي وَإِنْ كُنْتُ أَخَا صَبْوَةٍ ** ومَسمَعٍ يُطربُنى من شدا )( فقَدْ أزُورُ اللَّيثَ فى غابِهِ ** وأهبِطُ الأرضَ عليها النَّدى )4 ( وأَصْدَعُ الْخَصْمَ ، وَما خِلْتُنِي ** أصدعُ إلاَّ البَطلَ الأصيدا )5 ( بِلَهْذَمٍ لَيْسَتْ لَهُ صَعْدَةٌ ** لَكِنَّهُ يَمْضِي إِذَا سُدِّدَا )6 ( أَوْ صَارِمٍ يَفْرِي نِيَاطَ الْكُلَى ** وَلَمْ يزَلْ في جَفْنِهِ مُغْمَدَا )7 ( ماضِى الغرارينِ ، ولَكِنَّهُ ** لا يعرِفُ الصَّيقلَ والمبَردا )8 ( أَوْ مِشْقَصٍ إِنْ فَوَّقَتْ نَصْلَهُ ** إلى امرئٍ غيرُ يدٍ أقصدا )9 ( أَو طائرٍ فى وكرهِ جاثِمٍ ** يشوقُ إن هينَمَ أو غرَّدَا )0 ( لم يعدُ كِنَّاً لم يزَلْ ساكِناً ** فيهِ ، وباباً دونهُ مؤصَدَا )
____________________
(1/294)
3( قَدْ لاَنَ ، إِلاَّ أَنَّهُ إِنْ قَسَا ** يومَ نِضالٍ ؛ صَدَعَ الجَلمدَا )( مُعتَقلٌ ، لكنَّه مُطلقٌ ** يَجولُ فى مَسكَنهِ سَرمَدا )( يَحْكُمُ بِالذَّوْقِ علَى ما يَرَى ** وَيَعْرِفُ الأَصْلَحَ وَالأَفْسَدَا )4 ( لهُ صِحابٌ قد أحاطَت بهِ ** تنقُلُ عَنهُ نبَراتِ الصَدَى )5 ( فَهْوَ بِهَا مُجْتَمِعٌ شَمْلُهُ ** إِنْ أَصْدَرَ الْقَوْلَ بِهَا أَوْرَدَا )6 ( مُشتَبِهاتُ الرَصفِ فى جودةٍ ** تَبَارَكَ اللَّهُ الَّذِي جَوَّدَا )7 ( يبيتُ مِنها وَهوَ ذو مِرَّةٍ ** في رَصَفٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ نُضِّدَا )8 ( ذَاكَ لِسَانِي ، وَهْوَ حَسْبِي إِذَا ** ما أبرَقَ الحاسدُ أو أرعدا )
____________________
(1/295)
البحر : كامل تام ( أَخَذَ الْكَرَى بِمَعَاقِدِ الأَجْفَانِ ** وَهَفَا السُّرَى بِأَعِنَّةِ الْفُرْسَانِ ) ( وَاللَّيْلُ مَنْثُورُ الذَّوَائِبِ ضَارِبٌ ** فَوْقَ الْمَتَالِعِ وَالرُّبَا بِجِرَانِ ) ( لاَ تَسْتَبِينُ الْعَيْنُ فِي ظَلْمَائِهِ ** إلاَّ اشتعالَ أسنةِ المرانِ ) 4 ( نَسْرِي بِهِ مَا بَيْنَ لْجَّةِ فِتْنَةٍ ** تسمو غواربها على الطوفانِ ) 5 ( في كلَّ مربأةٍ ، وكلَّ ثنيةٍ ** تهدارُ سامرةٍ ، وَ عزفُ قيانِ ) 6 ( تسنُّ عاديةٌ ، وَ يصهلُ أجردٌ ** و تصيحُ أحراسٌ ، وَ يهتفُ عانى ) 7 ( قومٌ أبى الشيطانُ إلاَّ نزعهمْ ** فتسللوا منْ طاعةِ السلطانِ ) 8 ( مَلأَوا الْفَضَاءَ ؛ فَمَا يَبِينُ لِنَاظِرٍ ** غَيْرُ الْتِمَاعِ الْبِيضِ وَالْخُرْصَانِ ) 9 ( فالبدرُ أكدرُ ، وَ السماءُ مريضةٌ ** وَالْبَحْرُ أَشْكَلُ ، وَالرِّمَاحُ دَوَانِي )0 ( وَالْخَيْلُ وَاقِفَةٌ عَلَى أَرْسَانِهَا ** لِطِرَادِ يَوْمِ كَرِيهَةٍ ، وَرِهَانِ )
____________________
(1/296)
1( وضعوا السلاحَ إلى الصباحِ ، وَ أقبلوا ** يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسُنِ النِّيرانِ )( حتى إذا ما الصبحُ أسفرَ ، وَ ارتمتْ ** عينايَ بينَ رباً ، وبين محاني )( فإذا الجبالُ أسنةٌ ، وإذا الوها ** دُ أعنةٌ ، والماءُ أحمرُ قاني )4 ( فتوجستْ فرطُ الركابِ ** لِتَهَابَ ؛ فَامْتَنَعَتْ عَلَى الأَرْسَانِ )5 ( فزعتْ ؛ فرجعتِ الحنينَ ، وَ إنما ** تحنانهاشجنٌ منَ الأشجانِ )6 ( ذَكَرَتْ مَوَارِدَهَا بِمِصْرَ . وَأَيْنَ مِنْ ** مَاءٍ بِمِصْرَ مَنَازِلُ الرُّومَانِ ؟ )7 ( وَ النفسُ مولعةٌ - وَ إنْ هيَ صادفتْ ** خَلَفاً بِأَوَّلِ صَاحِبٍ وَمَكَانِ )8 ( فَسَقَى السَّمَاكَ مَحَلَّةً وَمَقَامَةً ** في مصرَ كلَّ رويةٍ مرنان )9 ( حتى تعودَ الأرضُ بعدَ محولها ** شَتَّى النَّمَاءِ ، كَثِيرَةَ الأَلْوَانِ )0 ( بَلَدٌ خَلَعْتُ بِهَا عِذَارَ شَبِيبَتِي ** وَطَرَحْتُ فِي يُمْنَى الْغَرَامِ عِنَانِي )
____________________
(1/297)
2( فَصَعِيدُهَا أَحْوَى النَّبَاتِ ، وَسَرْحُهَا ** ألمى طوعُ تقلبِ الأزمانِ )( حملَ اتلزمانُ عليَّ ما لمْ أجنهِ ** إِنَّ الأَمَاثِلَ عُرْضَةُ الْحدثَانِ )( نقموا عليَّ - وَ قدْ فتكتُ - شجاعتي ** إِنَّ الشَّجَاعَةَ حِلْيَةُ الْفِتْيَانِ )4 ( فليهنإِ الدهرُ الغيورُ برحلتي ** عَنْ مِصْرَ ، وَلْتَهْدَأْ صُرُوفُ زَمَانِي )5 ( فَلَئِنْ رَجَعْتُ ، وَسَوْفَ أَرْجِعُ وَاثِقاً ** باللهِ - أعلمتُ الزمانَ مكاني )6 ( صَادَفْتُ بَعْضَ الْقَوْمِ حَتَّى خَانَنِي ** وَحَفِظْتُ مِنْهُ مَغِيبَهُ فَرَمَانِي )7 ( زَعَمَ النَّصِيحَةَ بَعْدَ أَنْ بَلَغَتْ بِهِ ** غِشًّا ، وَجَازَى الْحَقَّ بِالْبُهْتَانِ )8 ( فليجر بعدُ كما أرادَ بنفسهِ ** إن الشقيَّ مطيةُ الشيطانِ )9 ( وَ كذا اللئيمُ إذا أصابَ كرامةً ** عَادَى الصَّدِيقَ ، وَمَالَ بِالإِخْوَانِ )0 ( كلُّ امرئٍ يجري على أعراقهِ ** والطَّبْعُ لَيْسَ يَحُولُ فِي الإِنْسَانِ )
____________________
(1/298)
3( فعلامَ يلتمسُ العدوُّ مساءتي ؟ ** منْ بعدِ ما عرفَ الخلائقُ شاني )( أَنَا لاَ أَذِلُّ ، وَإِنَّمَا يَزَعُ الْفَتَى ** فقدُ الرجاءِ وقلةُ الأعوانِ )( فَلْيَعْلَمَنَّ أَخُو الْجَهَالَةِ قَصْرَهُ ** عَنِّي وَإِنْ سَبَقَتْ بِهِ قَدَمَانِ )4 ( فَلَرُبَّمَا رَجَحَ الْخَسِيسُ مِنَ الْحَصَى ** بِالدُّرِّ عِنْدَ تَمَاثُلِ الْمِيزَانِ )5 ( شَرَفٌ خُصِصْتُ بِهِ ، وَأَخْطَأَ حَاسِدٌ ** مَسْعَاتَهُ ، فَهَذَى بِهِ ، وَقَلاَنِي )
____________________
(1/299)
البحر : خفيف تام ( ما لِقلبى من لوعةٍ ليسَ يَهدا ؟ ** أو لم يكفِ أنَّهُ ذابَ وَجدا ؟ ) ( وَسَمَتْنِي بِنَارِهَا الْغِيدُ حَتَّى ** تَركتنى فى عالَمِ الحُبِّ فَردا ) ( فَضُلُوعِي مِنْ قَدْحَةِ الزَّنْدِ أَوْرَى ** ودُموعى مِن صَفحَة الغَيمِ أَندى ) 4 ( مَا عَلَى الْبَرْقِ لَوْ تَحَمَّلَ عَنِّي ** بَعضَ ما خفَّ من سلامٍ فأدَّى ؟ ) 5 ( أيُّها الساهِرونَ حَولَ وسَادى ** لَسْتُ مِنْكُمْ أَوْ تَذْكُرُوا لِيَ نَجْدَا ) 6 ( وَعُهُوداً لَمْ يَتْرُكِ الدَّهْرُ مِنْهَا ** لأَخى صَبوةٍ ذِماماً وَعهدا ) 7 ( ونسيماً إذا سَرى ضَوَّعَ الآ ** فَاقَ مِسْكاً ، وَعَطَّرَ الْجَوَّ نَدَّا ) 8 ( لا تخوضوا فى غيرهِ من حَديثٍ ** فهوَ حسبى ، وأى ُّ ماءٍ كصدَّا ؟ ) 9 ( هِيَ أُحْدُوثَةٌ تُسَاقُ وَلَكِنْ ** رُبَّمَا اسْتَوْجَبَتْ ثَنَاءً وَحَمْدَا )0 ( آهِ من لوعةٍ أطارت بقلبى ** شُعلةً شفَّتِ الجوانِحَ وَقدَا )
____________________
(1/300)
1( كُلَّما قلتُ قد تناهى غرامى ** عَادَ مِنْهُ ما كَانَ أَصْمَى وَأَرْدَى )( يَا رَفِيْقِي إِذَا عَرَانِي خَطْبٌ ** ونصيرى إذا خَصيمٍ تَصَدَّى )( أَصْبَحَتْ حَاجَتِي إِلَيْكَ ، فَخُذْ لِي ** بِحُقُوقِي مِنْ ظَالِمٍ قَدْ تَعَدَّى )4 ( وجدَ القلبَ خالياً فاحتواهُ ** وَرَأَى النَّفْسَ طَوْعَهُ فاستَبَدَّا )5 ( وَكَذَاكَ السُّلْطَانُ إِنْ ظَنَّ بِالأُمَّ ** ةِ عَجزاً سَطا عليهَا وشدَّا )6 ( فَأَقِلْنِي مِنْ عَثْرَةِ الْحُبِّ إِنْ أُو ** تيتَ حُكماً ، أو قُل لقلبى يهدَا )7 ( فَمِنَ الْعَارِ غَضُّ طَرْفِكَ عَنِّي ** إِنَّ خَيْرَ الصِّحَابِ أَنْفَعُ وُدَّا )8 ( وبنفسى حلوُ الشمائلِ ، مُرُّ ال ** هَجْرِ ، يُحيِي وَصْلاً ، وَيَقْتُلُ صَدَّا )9 ( ذو قوامٍ أعدى منَ الرُمحِ ليناً ** وَلِحَاظٍ أَمْضَى مِنَ السَّيْفِ حَدَّا )0 ( كانَ قلبى وديعةً عِندَ عيني ** هِ ، فَآلَى بِالسِّحْرِ أَلاَّ يُرَدَّا )
____________________
(1/301)
2( مَا عَلَى قَوْمِهِ وَإِنْ كُنْتُ حُرًّا ** أَن دعتنى لهُ المحبَّةُ عَبدا ؟ )( غُصنُ بانٍ ، قَد أطلعَ الحُسنُ فيه ** بِيَدِ السِّحْرِ جُلَّناراً وَوَرْدَا )( مَا هِلاَلُ السَّماءِ ؟ مَا الظَّبْيُ ؟ ما الْوَرْ ** دُ جَنِيًّا ما الغُصْنُ إِذْ يَتَهَدَّى ؟ )4 ( هُوَ أَبْهَى وَجْهاً ، وَأَقْتَلُ أَلْحا ** ظاً ، وَأَنْدَى خَدًّا ، وَأَلْيَنُ قَدَّا )5 ( فَدَعِ اللَّوْمَ يَا عَذُولُ ، فَإِنِّي ** لَسْتُ أَبْغِي مِنَ الْعَوَاذِلِ رُشْدَا )6 ( لا تخَلنى على غراتِكَ سهلاً ** أَنَا أَدْرَى بِلَوْعَتِي مِنْكَ جِدَّا )7 ( لَستُ أقوى على الصُّدودِ ، وإن كُن ** تُ على سورة الحوادثِ جَلدا )8 ( إِنْ تَكُنْ رَحْمَةٌ فَنَفْسِيَ أَوْلَى ** أو تَكن ضَلَّةٌ فَربِّى أهدى )
____________________
(1/302)
البحر : وافر تام ( صبوتٌ إلى المدامةِ وَ الغواني ** وَحَكَّمْتُ الْغَوَايَةَ فِي عِنَانِي ) ( و قلتُ لعفتي - بعدَ امتناعِ - ** إِلَيْكِ ؛ فَقَدْ عَنَانِي مَا عَنَانِي ) ( فَمَا لِي عَنْ هَوَى الْحَسْنَاءِ صَبْرٌ ** يُوَقِّرُ عِنْدَ سَوْرَتِهِ جَنَانِي ) 4 ( وَ كيفَ يضيقُ منْ دارتْ عليهِ ** كئوسُ هوى من الحدقِ الحسان ؟ ) 5 ( أعاذلُ ، خلت = ني وَ شئونَ قلبي ** و خذْ ما شئتهُ في أيَّ شانِ ) 6 ( فَقَدْ شَبَّ الْهَوَى مَنْ رَامَ نُصْحِي ** وَأَغْرَى فِي الْمَحَبَّةِ مَنْ نَهَانِي ) 7 ( رضيتُ منَ الهوى بنحولِ جسمي ** وَمِنْ صِلَةِ الْبَخِيلَةِ بِالأَمَانِي ) 8 ( وَ لستُ بطالبٍ في الناسِ خلاَّ ** يناصحني ؛ فعقلي قدْ كفاني ) 9 ( بَلَوْتُ النَّاسَ ، وَاسْتَخْبَرْتُ عَنْهُم ** صروفَ الدهرِ آناً بعدَ آنِ )0 ( فَمَا أَبْصَرْتُ غَيْرَ أَخِي كِذَابٍ ** خلوبِ الودَّ ، مصنوعِ الحنان )
____________________
(1/303)
1( يُصَرِّحُ بِالْعَدَاوَةِ وَهْوَ نَاءٍ ** وَ يمذقُ في المحيةِ وَ هوَ داني )( لَهُ فِي كُلِّ جَارِحَةٍ لِسَانٌ ** وَمَا شُرْبِي الْمُدَامَ هِوىً ، وَلَكِنْ )( فلا تأمنْ على نجواكَ صدراً ** فَرُبَّ خَدِيعَةٍ تَحْتَ الأَمَانِ )4 ( وَ لاَ يغرركَ قولٌ دونَ فعلٍ ** فإنَّ الحسنَ قبحٌ في الجبانِ )5 ( وَمَا أَنَا وَالطِّبَاعُ لَهَا انْخِدَاعٌ ** بِذِي تَرَفٍ يُرَوَّعُ بِالشِّنَانِ )6 ( رغبتُ بشيمتي ، وَ عرفتُ نفسي ** وَ لمْ أدخلْ - لعمركَ - في قرانِ )7 ( ** عَقَدْتُ بِحَدِّ سَوْرَتِهَا لِسَانِي )8 ( مخافةَ أنْ تهيجَ بناتِ صدري ** فيظهرَ بعضُ سرى للعيانِ )9 ( وَ فيمَ - وَ قدْ بلوتُ الدهرَ - أبغي - ** صَدِيقاً ، أَوْ أَحِنُّ إِلَى مَكَانِ ؟ )0 ( وَ لستُ َى سوى صبحٍ وَ جنحٍ ** إلينا بالردى يتسابقانِ )
____________________
(1/304)
2( فَيَا مَنْ ظَنَّ بِالأَيَّامِ خَيْراً ** رويدكَ ؛ فهي أقربُ للحرانِ )( أترغبُ في السلامةِ وَ هيَ داءٌ ؟ ** وَ تجمعُ للبقاءِ وأنتَ فاني ؟ )( دَعِ الدُّنْيَا ، وَسَلِّ الْهَمَّ عَنْهَا ** إذا اعتكرتْ - بصافيةِ الدنانِ )4 ( فإنَّ الراحَ راحةُ كلَّ نفسٍ ** إِذَا دَارَتْ عَلَى نَغَمِ الْقِيَانِ )5 ( مِنَ الْخَمْرِ الَّتِي دَرَجَتْ عَلَيْهَا ** أفانينٌ منَ العصرِ الفواني )6 ( تخالُ وَ مسضها في الكأسِ ناراً ** فَتَلْمِسُهَا بِأَطْرَافِ الْبَنَانِ )7 ( فخذها غيرَ مدخرٍ نفيساً ** فَلَيْسَ الْعُمْرُ يَدْخُلُ فِي ضَمَانِ )8 ( وَخَلِّ النَّاسَ عَنْكَ ؛ فَلَيْسَ فِيهِمْ ** سَلِيمُ الْقَلْبِ عِندَ الإِمْتِحَانِ )9 ( تماثيلٌ تدورُ بلا عقولٍ ** وَ ألفاظٌ تمرُّ بلا معاني )0 ( تشابهتِ الأسافلُ بالأعالي ** فما يدرى الهجينُ منَ الهجانِ )
____________________
(1/305)
3( تَرَى كُلَّ ابْنِ أُنْثَى لاَ يُبَالِي ** بما جرتْ عليهِ منَ الهوانِ )( يُدِلُّ بِنَفْسِهِ إِنْ غِبْتُ عَنْهُ ** وَ يشرقُ بالزلالِ إذا رآني )( فمنْ لي - وَ الأماني كاذباتٌ - ** بِيَوْمٍ فِي الْكَرِيهَةِ أَرْوَنَانِ )4 ( أُلاَعِبُ فِيهِ أَطْرَافَ الْعَوالِي ** وَأُطْلِقُ بَيْنَ هَبْوَتِهِ حِصَانِي )5 ( تراني فيهِ أولَ كلَّ داعٍ ** وَيَرْتَفِعُ الْغُبَارُ ، فَلاَ تَرَانِي )6 ( إِلَى أَنْ تَنْجَلِي الْغَمَرَاتُ عَنْهُ ** وَيَعْرِفَنِي بِفَتْكِي مَنْ بَلاَنِي )7 ( أنا ابنُ الليل وَ الخيلِ المذاكى ** وَ بيضِ الهندِ ، وَ السمرِ اللدانِ )8 ( إذا عينٌ أجدَّ بها طماحٌ ** جعلتُ مكانَ حبتها سناني )
____________________
(1/306)
البحر : طويل ( لَقَدْ طَالَ عَهْدِي بِالشَّبَابِ ، وَإِنَّهُ ** لأدعى لشوقِى أن يطولَ بهِ عهدى ) ( تَبِيتُ عُيُونٌ بِالكَرَى مُطْمَئِنَّةً ** وعيناى فى برحٍ منً الدَّمعِ والسُّهدِ ) ( فليتَ اَّلذى حازَ الشَّبيبةَ رَدَّها ** وَلَيْتَ الَّذِي أَهْدَى لَنَا الشَّيْبَ لَمْ يُهْدِ ) 4 ( كَأَنِّي وَقَدْ جَاوَزْتُ سِتِّينَ حِجَّةً ** مسَحتُ بها عن ناظرى سِنةَ الفَهدِ ) 5 ( فَسُحْقاً لِدارٍ لاَ يَدُومُ نَعِيمُهَا ** وتَبًّا لِخِلٍّ لا يَدُومُ عَلَى الْعَهْدِ ) 6 ( وكيفَ يلذُّ المرءُ بالعيشِ بعدَ ما ** رَأَى أَنَّ سُمَّ الْمَوتِ فِي ذَلِكَ الشَّهْدِ ؟ ) 7 ( إذا لم يَكن بينَ الحياةِ وضدِّها ** سِوى مُهلةٍ ؛ فاللَّحدُ أشبهُ بالمَهدِ ) 8 ( وَلِلْمَوْتِ أَسْبَابٌ يَنَالُ بِهَا الْفَتَى ** فمن باتَ فى نجدٍ كمن باتَ فى وهدِ ) 9 ( وكلُّ امرئٍ فى النَّاسِ لاقٍ حِمامهُ ** فَسِيَّانِ رَبُّ الْعَيْرِ والْفرَسِ النَّهْدِ )0 ( ولولا ارتياعُ النَّفسِ من صولةِ الرَّدى ** لَمَا عفَّ عَنْ طِيبِ النَّعِيمِ أَخُو زُهْدِ )
____________________
(1/307)
1( فَدَعْ ما مَضَى ، واصْبِرْ عَلَى حِكْمَةِ الْقَضَا ** فليسَ ينالُ المرءُ ما فاتَ بالجهدِ )( وَلاَ تَلْتَمِسْ مِنْ غَيْرِ موْلاَكَ هَادِياً ** إِذَا اللَّهُ لَمْ يَهْدِ الْعِبَادَ ، فَمَنْ يَهْدِي ؟ )
____________________
(1/308)
البحر : منسرح ( وَاطُولَ شَوْقِي إِلَيْكَ يَا وَطَنُ ! ** وَإِنْ عَرَتْنِي بِحُبِّكَ الْمِحَنُ ) ( أَنْتَ الْمُنَى وَالْحَدِيثُ إِنْ أَقْبَلَ الصْ ** صُبْحُ ، وَهَمِّي إِنْ رَنَّقَ الْوَسَنُ ) ( فَكَيْفَ أَنْسَاكَ بِالْمَغِيبِ وَلِي ** فِيكَ فُؤَادٌ بِالْحُبِّ مُرْتَهَنُ ؟ ) 4 ( لَسْتُ أُبَالِي وَقَدْ سَلِمْتَ عَلَى الدْ ** دَهْرِ إِذَا مَا أَصَابَنِي الْحَزَنُ ) 5 ( ليتَ بريدَ الحمامِ يخبرني ** عنْ أهلِ ودى ؛ فلي بهمْ شجنُ ) 6 ( أَهُمْ عَلَى الْوُدِّ ، أَمْ أَطَافَ بِهِمْ ** واشٍ أراهمُ خلافَ ما يقنوا ؟ ) 7 ( فإنْ نسوني فذكرتي لهمُ ** وَكَيْفَ يَنْسَى حَيَاتَهُ الْبَدَنُ ؟ ) 9 ( بَيْنَ أُنَاسٍ إِذَا وَزَنْتَهُمُ ** بِالذَّرِّ عِنْدَ الْبَلاَءِ مَا وَزَنُوا )0 ( لا في موداتهمْ إذا صدقوا ** ربحٌ ، وَ لاَ في فراقهمْ غبنُ )( منْ كلَّ فظًّ يلوكُ في فمهِ ** مضغةَ سوءٍ مزاجها عفنُ )
____________________
(1/309)
1( يَنْضَحُ شِدْقَاهُ بِالرُّؤَالِ كَمَا ** علَّ بنضحِ العتيرةِ الوثنُ )( شُعْثٌ ، عُرَاةٌ ، كَأَنَّهُمْ خَرَجُوا ** منْ نفقِ الأرضِ بعدَ ما دفنوا )4 ( لا يحسنونَ المقالَ إنْ نطقوا ** جهلاً ، ولا يفقهونَ إنْ أذنوا )5 ( أَرَى بِهِمْ وَحْشَةً إِذَا حَضَرُوا ** وَ طيبَ أنسٍ إذا همُ ظعنوا )6 ( وَكَيْفَ لِي بِالْمُقَامِ فِي بَلَدٍ ** ما لي بها صاحبٌ ، وَ لاَ سكنُ )7 ( كلُّ خليلٍ لخلهِ وزرٌ ** وَ كلُّ دارٍ لأهلها أمنُ )8 ( فهلْ إلى عودةٍ ألمُّ بها ** شملى ، وألقى ' محمداً ' سننُ ؟ )9 ( ذاكَ الصديقُ الذي وثقتُ بهِ ** فَهْوَ بِشُكْرِي وَمِدْحَتِي قَمِنُ )0 ( عَاشَرْتُهُ حِقْبَةً ، فَأَنْجَدَنِي ** منهُ الحجا ، وَ البيانُ ، وَ اللسنُ )( وَهْوَ إِلَى الْيَوْمِ بَعْدَ مَا عَلِقَتْ ** بِيَ الرَّزَايَا مُخَيِّلٌ هُتُنُ )
____________________
(1/310)
2( ينصرني حيثُ لا يكادُ حمٌ ** يمنحني ودهُ ، وَ لاَ ختنُ )( قدْ كانَ ظني يسيءُ بالناسِ لوْ ** لاهُ ، وفردٌ يحيا به الزمنُ )4 ( فَهْوَ لَدَى الْمُعْضِلاَتِ مُسْتَنَدٌ ** وَ عندَ فقدِ الرجاءِ مؤتمنُ )5 ( نَمَّتْ عَلَى فَضْلِهِ شَمَائِلُهُ ** وَنَفْحَةُ الْوَرْدِ سِرُّهَا عَلَنُ )6 ( لوْ كانَ يعلو السماءَ ذو شرفٍ ** لَكَانَ بِالنَّيِّرَاتِ يَقْتَرِنُ )7 ( فليحى حراً ممتعاً بجمي ** لِ الذِّكْرِ فَالذِّكْرُ مَفْخَرٌ حَسَنُ )
____________________
(1/311)
البحر : بسيط تام ( أدِّى الرِسالةَ يا عصفورَةَ الوادِى ** وَبَاكِرِي الْحَيَّ مِنْ قَوْلِي بِإِنْشَادِ ) ( ترقَّبى سِنةَ الحُرَّاسِ ، وانطَلقى ** بَيْنَ الْخَمَائِلِ مِنْ ( لُبْنَانَ ) وَارْتَادِي ) ( لعلَّ نغمةَ ودٍّ منكِ شائقةً ** تَهُزُّ عِطْفَ ( شَكِيبٍ ) كَوْكَبِ النَّادِي ) 4 ( هُو الهُمَامُ الَّذِي أَحْيَا بِمَنْطِقِهِ ** آثارُ قومٍ أجادوا النُّطقَ بالضَّادِ ) 5 ( تَلْقَى بِهِ أَحْنَفَ الأَخْلاقِ مُنْتَدِياً ** وفى الكريهةِ عمراً ، وابنَ شدَّادِ ) 6 ( أَحى وداداً ، وحسبى أنَّهُ نسبٌ ** خالى الصَّحيفةِ من غِلٍّ وأحقادِ ) 7 ( أَفَادَنِي أَدَباً مِنْ مَنْطِقٍ شَهِدَتْ ** بِفَضْلِهِ الناسُ مِنْ قَارٍ ، وَمِنْ بَادِي ) 8 ( عذبِ الشريعة ، لو أنَّ السحابَ همَى ** بِمِثْلِهِ ، لَمْ يَدَعْ في الأَرْضِ مِنْ صَادِي ) 9 ( سَرَتْ بِقَلْبِيَ مِنْهُ نَشْوَةٌ مَلَكَتْ ** بحسنها مسمعى عن نغمةِ الشَّادى )0 ( يَابْنَ الْكِرَامِ ! عَدَتْنِي عَنْكَ عَادِيَةٌ ** كَادَتْ تَسُدُّ عَلَى عَيْنِي بِأَسْدَادِ )
____________________
(1/312)
1( فَاعْذِرْ أَخَاكَ ، فَلَولاَ مَا بِهِ لَجَرَى ** في حَلْبَةِ الشُّكْرِ جَرْيَ السَّابِقِ الْعَادِي )( وَهَاكَهَا تُحْفَةً مِنِّي وَإِنْ صغُرَتْ ** فالدُّرُ وهو صغيرٌ حلى ُ أجيادِ )
____________________
(1/313)
البحر : بسيط تام ( خلعتُ في حبَّ غزلانِ الحمى رسني ** وَبِعْتُ بِالسُّهْدِ فِي لَيْلِ الْهَوَى وَسَنِي ) ( وَ أعجبتني - على ذمَّ العذولِ لها - ** صَبَابَةٌ نَقَلَتْ سِرِّي إِلَى الْعَلَنِ ) ( فليبلغِ العذلُ مني ما أرادَ ؛ فقدْ ** أسلمتُ للشوقِ روحي وَ الضنى بدني ) 4 ( تِلْكَ الْحَمَائِمُ لَوْ تَدْرِي بِمَا لَقِيَتْ ** أهلُ المحبةِ لمْ تسجعْ على فننِ ) 5 ( يا ربةَ الخدرِ ! قومي ، فانظري عجباً ** إِلَى غَرَائِبَ لَمْ تُقْدَرْ ، وَلَمْ تَكُنِ ) 6 ( هَذِي يَدِي ، جَسَّهَا الآسِي ، وَخَامَرَهُ ** يَأْسٌ ؛ فَغَادَرَهَا صَرْعَى مِنَ الْوَهَنِ ) 7 ( وَقَالَ : لاَ تَكْتُمَنْ أَمْراً عَلَيَّ ، فَقَدْ ** عَلِمْتُ مَا بِكَ مِنْ بَادٍ وَمُكْتَمِنِ ) 8 ( فَلَمْ أُجِبْ ، غَيْرَ أَنَّ الدَّمْعَ نَمَّ عَلَى ** وَجدي ، وَ دلتهُ أنفاسي على شجني ) 9 ( عَطْفاً عَلَيَّ ؛ فَلَمْ أَطْلُبْ إِلَيْكِ سِوَى ** أنْ أمتعَ العينَ منْ تمثالكِ الحسنِ )0 ( ما للعذولِ رأى وجدي ؛ فأحفظهُ ** حتى أتاكمْ بقولٍ منْ هنٍ وهنِ ؟ )
____________________
(1/314)
1( لاَ تَقْبَلِي الْعَذْلَ فِي مِثْلِي ، فَكُلُّ فَتًى ** حرَّ الشمائلِ محسودَ على الفطنِ )( وَ الناسُ أعداءُ أهلِ الفضلِ مذْ خلقوا ** مِنْ عَهْدِ آدَمَ ، سَبَّاقُونَ فِي الإِحَنِ )( فَلاَ صَدِيقَ عَلَى وُدٍّ بِمُتَّفِقٍ ** وَ لاَ خليلَ على َ سرًّ بمؤتمنِ )4 ( فَلَيْتَ لِي وَدَوَاعِي النَّفْسِ كَاذِبَةٌ ** خِلاًّ يَكُونُ سُرُورَ الْعَيْنِ وَالأُذُنِ )5 ( أصفيهِ وُدي ، وأمليهِ الهوى ، وأرى ** منهُ الصوابَ ، وَ أرجوهُ على الزمنِ )6 ( هيهاتَ ؛ أطلبُ أمراً ليسَ يبلغهُ ** حَيٌّ وَلَوْ سَارَ مِنْ هِنْدٍ إِلَى يَمَنِ )7 ( مَهْلاً أَخَا الجَهْلِ ، لاَ يُغْوِيكَ مَا نَظَرَتْ ** عَيْنَاكَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مِنَ الْفِتَنِ )8 ( هَذِي الْبَرِيَّةُ ، فَانْظُرْ ، إِنْ وَجَدْتَ بِهَا ** غَيْرَ الَّذِي قُلْتُ ، فَاهْجُرْنِي ، وَلاَ تَرَنِي )9 ( أَنَا الَّذِي عَرَفَ الأَيَّامَ ، وَانْكَشَفَتْ ** لَهُ سَرَائِرُهَا مِنْ كُلِّ مُخْتَزَنِ )0 ( طفتُ البلادَ ، وَ جربتُ العبادَ ، فلمْ ** أَرْكَنْ لِخِلٍّ ، وَلَمْ أَجْنَحْ إِلَى سَكَنِ )
____________________
(1/315)
2( خُلِقْتُ حُرًّا ؛ فَلاَ قَدْرِي بِمُتَّضِعٍ ** عِنْدَ الْمُلُوكِ ، وَلاَ عِرْضِي بِمُمْتَهَنِ )( لا عيبَ فيَّ سوى أني عتبتُ على ** دَهْرِي ؛ فَقَدَّمَ مِنْ دُونِي ، وَأَخَّرَنِي )( وَ هذهِ شيمةُ الدنيا ، وَ منْ عجبٍ ** أَنِّي أَرَى مِحْنَتِي فِيهَا وَتُعْجِبُنِي )4 ( لَيْسَ السُّرُورُ الَّذِي يَأْتِي الزَّمَانُ بِهِ ** يفي بقدرِ الذي يمضي منَ الحزنِ )5 ( فَاسْتَبْقِ نَفْسَكَ إِنْ كُنْتَ امْرَأً فَطِناً ** وَاقْنَعْ بِعَيْشِكَ فِي سِربَالِكَ الْخَشِنِ )6 ( وَلاَ تَفُهْ بِحَدِيثِ النَّفْسِ ، إِنَّ بِهِ ** شَرَّ الْحَيَاةِ ، وَسَعْيَ الْحَاسِدِ الأَفِنِ )7 ( وَ لاَ تسلْ أحداً عوناً على أملٍ ** حَتَّى تَكُونَ أَسِيرَ الشُّكْرِ وَالْمِنَنِ )8 ( خَيْرُ الْمَعِيشَةِ مَا كَانَتْ مُذَلَّلَةً ** هَوْناً ، وَثَوْبُكَ مَعْصُومٌ مِنَ الدَّرَنِ )9 ( وَعَاشِرِ النَّاسَ بِالْحُسْنَى ، فَإِنْ عَرَضَتْ ** إساءةٌ فتغمدها على الظننِ )0 ( فالصفحُ عنْ بعض ما يمنى الكريمُ بهِ ** فَضْلٌ يَطِيرُ بِهِ شُكْرٌ بِلاَ ثَمَنِ )
____________________
(1/316)
البحر : وافر تام ( أَلاَ ( يَا نَحْلَةً ) سَرَحَتْ فَحَازَتْ ** سلالة ما تولَّتهُ العهادُ ) ( تلقتها النِجادُ بما أسرَّت ** ضَمائِرُهَا ، وَحيَّتْهَا الْوِهادُ ) ( سَعَتْ جَهْداً ، فَنَالَتْ مَا تَمَنَّتْ ** كَذَاكَ الدَّهْرُ : سَعْيٌ وَاجْتِهادُ ) 4 ( فَلاَ عجَبٌ إِذَا جَاءَتْ بِخَيْرٍ ** فَلَوْلاَ النَّحْلُ مَا كَانَ الشِّهَادُ ) 5 ( وكَيْفَ ، وَرَبُّهَا شَهْمٌ ذكِيٌّ ** لهُ فى كلِّ معضِلةٍ جِهادُ ؟ ) 6 ( تَجافى النومَ فى طلبِ المعالى ** وَطَابَ لِعَيْنِهِ فِيهَا السُّهَادُ ) 7 ( فأصبحَ ودُّهُ فى كلِّ قلبٍ ** نَزِيلاً ، وَالْقُلُوبُ لَهُ مِهَادُ )
____________________
(1/317)
البحر : كامل تام ( أحببْ بهنَّ معاهداً وَ معانا ** كَانَتْ مَنَازِلُنَا بِهَا أَحْيَانَا ) ( دِمَنٌ عَفَتْ بَعْدَ الأَنِيسِ ، فَأَصْبَحَتْ ** للجازئاتِ منَ الظباءِ مكانا ) ( وَ لقدْ نرى فيها ملاعبَ لمْ تزلْ ** تشجى الفؤادَ ، وَ لا نرى إنسانا ) 4 ( عرفتْ بها الجردُ العتاقُ مجالها ** فَغَدَتْ تُحَمْحِمُ رِقَّةً وَحَنَانَا ) 5 ( بتنا بها متساندينَ على الثرى ** نَصِفُ الْكَلاَلَ ، وَنَذْكُرُ الإِخْوَانَا ) 6 ( أيامَ لا يردُ الجمامَ لعزها ** أَحَدٌ ، وَلاَ يَرْعَى الْجَمِيمَ سِوَانَا ) 7 ( في مَعْشَرٍ رَسَخَتْ حَصَاةُ حُلُومِهِمْ ** أدباً ، وَ خفوا للوغى فرسانا ) 8 ( قرنوا الشجاعةَ بالسماحةِ ، فاغتدوا ** قَيْدَ الْمَحَامِدِ شِدَّةً وَلِيَانَا ) 9 ( طَلَعُوا عَلَى الزَّمَنِ الْبَهِيمِ ، فَأَثْقَبُوا ** نارَ الفضائلِ حجةً وَ بيانا )0 ( منْ كلَّ مشبوبٍ تخالُ لسانهُ ** عِنْدَ التَّخَاصُمِ فِي النَّدِيِّ سِنَانَا )
____________________
(1/318)
1( إنْ قالَ برَّ ، وَ إنْ أتاهُ مطردٌ ** آوى ، وَ إنْ سئلَ الكرامةَ لانا )( أنا منهمُ ، وَ العودُ يتبعُ أصلهُ ** وَابْنُ الْهَجِينَةِ لاَ يَكُونُ هِجَانَا )( فاكوِ الحسودَ بناظريهِ ، وَ قلْ لهُ : ** إنْ كنتَ تجهلنا فكيفَ ترانا ؟ )4 ( إِنَّا إِذَا مَا الْحَرْبُ شَبَّ سَعِيرُهَا ** نحمى النزيلَ ، وَ نمنعُ الجيرانا )5 ( وَنَرُدُّ عَادِيَةَ الْخَمِيسِ بِأَنْفُسٍ ** عَلِمَتْ بِأَنَّ مِنَ الْحَيَاةِ هَوَانَا )6 ( فَتَرَى عِتَاقَ الْخَيْلِ حَوْلَ بُيُوتِنَا ** قُبَّ الْبُطُونِ ، تُنَازِعُ الأَرْسَانَا )7 ( مشقَ الطرادُ لحومهنَّ ، فلمْ يدعْ ** إِلاَّ خَوَاصِرَ كَالْقِسِيِّ مِتَانَا )8 ( منْ كلَّ منتصبٍ على َ أقيادهِ ** متطلعٌ يتنظرُ الحدثانا )9 ( بَذَخَتْ قَوَائِمُهُ ، وَأَقْبَلَ مَتْنُهُ ** وَانْضَمَّ كَلْكَلُهُ ، وَطَالَ عِنَانَا )0 ( فإذا علا حزناً أطارَ شرارهُ ** وَإِذَا أَتَى سَهْلاً أَطَارَ دُخَانَا )
____________________
(1/319)
2( وَ الخيلُ أكرمُ صاحبٍ يومَ الوغى ** وَ السلمِ ، تبعثُ غارةً وَ رهانا )( فعلى بطونِ خيارها أرزاقنا ** وَ على َ ظهورِ جيادها مغدانا )( هَذَا الْفَخَارُ ، فَدُرْ بِعَيْنِكَ حَيْثُمَا ** دارَ الزمانُ ، فلنْ ترى نقصانا )
____________________
(1/320)
البحر : مجزوء الكامل ( أَنَا مَصْدَرُ الْكَلِمِ النَّوَادِي ** بَيْنَ الْحَوَاضِرِ وَالْبَوَادِي ) ( أنا فارسٌ ، أنا شاعرٌ ** فى كلِّ ملحمَةٍ ، ونادى ) ( فَإِذَا رَكِبْتُ فَإِنَّنِي ** زَيْدُ الْفَوارِسِ فِي الجِلادِ ) 4 ( وإذا نطَقتُ فإنَّنى ** قُسُّ بْنُ سَاعِدَةَ الإِيَادِي ) 5 ( هَذَا ، وذَلِكَ دَيْدَنِي ** في كُلِّ مُعْضِلَةٍ نَآدِ )
____________________
(1/321)
البحر : مديد تام ( يَا قَرِيرَ الْعَيْنِ بِالْوَسَنِ ! ** ما الذي ألهاكَ عنْ شجني ) ( كيفَ لاَ ترثي لمكتئبٍ ** شفهُ برحٌ منَ الحزنِ ؟ ) ( هبكَ لمْ تسمعْ شكاةَ فمي ** أَوَ لَمْ تُبْصِرْ ضَنَى بَدَنِي ؟ ) 4 ( يَا عِبَادَ اللَّهِ ! مَنْ لِفَتًى ** بِيَدِ الأَشْوَاقِ مُرْتَهَنِ ؟ ) 5 ( رَعَتِ الأَشْوَاقُ مُهْجَتَهُ ** وَبَرَاهُ الْوَجْدُ ؛ فَهْوَ ضَنِي ) 6 ( آهِ منْ ظبيٍ خلعتُ بهِ ** فِي مَيَادِينِ الْهَوَى رَسَنِي ) 7 ( سَاحِرُ الْعَيْنَيْنِ مَا بَرِحَتْ ** لَحْظَتَاهُ مَصْدَرَ الْفِتَنِ ) 8 ( سلمتْ بعضُ الوشاةِ بهِ ** منْ نميمِ الغيَّ في سننِ ) 9 ( صرفوهُ عنْ طبيعتهِ ** )0 ( صرفوهُ عنْ طبيعتهِ ** وَعِنَانُ الْقَلْبِ فِي الأُذُنِ )
____________________
(1/322)
1( وَ قرينُ السوءِ مجلبةٌ ** لدواعي الهمَّ وَ المحنِ )( فاتركِ الدنيا ؛ فلستَ ترى ** صاحباً إلاَّ على دخنِ )( مَنْ جَرَى فِي غَيْرِ حَلْبَتِهِ ** كان موقوفاً على الظننِ )
____________________
(1/323)
البحر : كامل تام ( ومنادمٍ غرِدِ الحديثِ ، كَانَّما ** ألفاظُهُ فى السَّمعِ نغمَةُ عودِ ) ( تُغْنِي الإِشَارَةُ مِنْهُ عَنْ تَصْرِيحِهِ ** وتدلُّ لفظَتهُ على المقصودِ ) ( سَحرَ العقولَ بيانهُ ، فكأنَّهُ ** يسقِى الجليسَ سُلافةَ العُنقودِ )
____________________
(1/324)
البحر : وافر تام ( أَطَعْتُ الْغَيَّ فِي حُبِّ الْغَوَانِي ** وَ لمْ أحفلْ مقالةَ منْ نهاني ) ( وَمَا لِي لاَ أَهِيمُ وَكُلُّ شَهْمٍ ** بِحُبِّ الْغِيدِ مَشْغُوفُ الْجَنَانِ ؟ ) ( وَلِي فِي الأَرْبَعِينَ مَجَالُ لَهْوٍ ** تنالُ يدي بهِ عقدَ الرهانِ ) 4 ( فكيفَ أذودُ عنْ نفسي غراماً ** تضيفَ مهجتي باسمِ الحسان ) 5 ( أبحتُ لهُ الفؤادَ ، فعاثَ فيهِ ** وَحَقُّ الضَّيْفِ إِعْزَازُ الْمَكَانِ ) 6 ( فدعني منْ ملامكَ ؛ إنَّ قلبي ** أبيٌّ لا يقرُّ على الهوانِ ) 7 ( فما بالحبَّ عارٌ أتقيهِ ** وَ إنْ أخنى على الدمعِ الزمانُ ) 8 ( رضيتُ من الهوى بنحولِ جسمي ** وَمِنْ صِلَةِ الْبَخِيلَةِ بِالأَمَانِي ) 9 ( وَ لستُ بطالبٍ في الناسِ خلاًّ ** يناصحني ؛ فعقلي قدْ كفاني )0 ( فَإِنْ يَكُنِ الْهَوَى قَدْ رَاضَ نَفْسِي ** فَلَسْتُ لِغَيْرِهِ سَلِسَ الْعِنَانِ )
____________________
(1/325)
1( أَشَدُّ مِنَ الصُّخُورِ الصُّمِّ قَلْبِي ** وَ أرهفُ منْ شبا سيفي لساني )( وَلَوْ كَانَ الْغَرَامُ يَخَافُ بَأْساً ** أَمَلْتُ إِلَيْهِ كَفِّي بِالسنَانِ )( فكمْ بطلٍ خضبتُ الأرضَ منهُ ** بأحمرَ منْ دمِ التأمورِ قاني )4 ( وَ ما أنا بالذليلِ أردتُ ختلاً ** وَ لكني أزفُّ إلى الطعانِ )5 ( وَلِي فِي ( سَرْنَسُوفَ ) مَقَامُ صِدْقٍ ** أَقَرَّ بِهِ إِلَيَّ الْخَافِقَانِ )6 ( وَ ما أبقتْ بهِ الأشواقُ مني ** سوى رمقٍ تجولُ بهِ الأماني )7 ( وَ يسلبُ أنفسَ الأبطالِ سيفي ** وَ تسلبُ مهجتي حدقُ الحسانِ )8 ( فَلَوْ بَرَزَ الْحِمَامُ إِلَيَّ شَخْصاً ** دلفتُ إليهِ بالسيفِ اليماني )
____________________
(1/326)
البحر : منسرح ( هل فى التَّصابى على امرئٍ فنَدُ ؟ ** أَمْ هَلْ يَعِيبُ الفَتَى الكَرِيْمَ دَدُ ؟ ) ( كلُّ مَسوقٌ لما أُريدَ بهِ ** فَفِيمَ هَذَا الْخِصامُ وَاللَّدَدُ ؟ ) ( وَأَيُّ لَوْمٍ عَلَى امْرِىء ٍ طَلَبَ الْ ** ما شَذَّ عَنْ طَبْعِ وَالِدٍ وَلَدُ ) 4 ( وَلَوْ تَسَاوَى الرِّجَالُ فِي خُلُقٍ ** لَزالَ هَذا الخلافُ والحرَدُ ) 5 ( والنَاسُ شَتَّى وإن هُمُ اجتمعوا ** فى واحدٍ ليسَ قبلهُ أحدُ ) 6 ( فَزَائِغٌ في الضَّلاَلِ مُنْهَمِكٌ ** وَنَاسِكٌ فِي الصَّلاَحِ مُجْتَهِدُ ) 7 ( وأى ُّ لومٍ على امرئٍ طلبَ ال ** لهْوَ وَأَثْوَابُ عُمْرِهِ جُدُدُ ) 8 ( لكلِّ عَصرٍ من كبرةٍ وصباً ** شَوطٌ لهُ بعدَ مُهلةٍ أمَدُ ) 9 ( فاسعَ لما شئتَ غيرَ متئدٍ ** فَلَنْ يَحُوزَ الْكَمَالَ مُتَّئِدُ )0 ( لَوْلاَ سُرَى البَدْرِ مَا اسْتنَارَ ، وَلاَ ** أَدْرَكَ شَأْوَ الخِطَارِ مُنْجَرِدُ )
____________________
(1/327)
1( ولا يهمَّنكَ لومُ ذى حسدٍ ** فشأنُ أهلُ العداوةِ الحسَدُ )( لوْ حَذِرَ الْمَرْءُ كُلَّ لاَئِمَةٍ ** لضاعَ منهُ الصَوابُ والرَشَدُ )( وَلَوْ أَصَخْنَا لِكُلِّ مُنْتَقِدٍ ** فَكُلُّ شَيءٍ في الدَّهْرِ مُنْتَقَدُ )4 ( والهُ بما شئتَ قبلَ مندَمَةٍ ** يكثُرُ فيها العناءُ والكمَدُ )5 ( فَلَيْسَ بَعْدَ الشَبَابِ مُقْتَرَحٌ ** ولا وراءَ المشيب مفتقدُ )
____________________
(1/328)
البحر : طويل ( نعاءِ عليهِ أيها الثقلانِ ** فَقَدْ أَقْصَدَتْهُ أَسْهُمُ الْحَدَثَانِ ) ( مَضَى ، وَأَقَمْنَا بَعْدَهُ فِي مَآتِمٍ ** عَلَى الْفَضْلِ نَبْكِيهِ بِأَحْمَرَ قَانِي ) ( فلا عينَ إلاَّ وَ هيَ بالدمعِ ثرةٌ ** وَ لاَ قلبَ إلاَّ وَ هوَ ذو خفقانِ ) 4 ( حِفَاظاً وَإِشْفَاقاً عَلَى مُتَرَحِّلٍ ** خَلَتْ أَرْبُعٌ مِنْ شَخْصِهِ وَمَغَانِي ) 5 ( فقدناهُ فقدانَ الظماءِ شرابهمْ ** بِدَيْمُومَةٍ وَالْوِرْدُ لَيْسَ بِدَانِي ) 6 ( فيا للعلى ! كيفَ استبيحَ ذمارها ** وَلِلْفَضْلِ إِذْ يُرْمَى بِهِ الرَّجَوانِ ) 7 ( لعمري ، لقدْ هاجَ الأسى بعدَ فقدهِ ** بِنَا لَوْعَةً لاَ تَنْثَنِي بِعِنَانِ ) 8 ( ضَمَانٌ عَلَى قَلْبِي صِيَانَةُ عَهْدِهِ ** وَمَا خَيْرُ قَلْبٍ لاَ يَفِي بِضَمَانِ ؟ ) 9 ( تَخَلَّى عَنِ الدُّنْيَا ، وَأَبْقَى مَآثِراً ** يُقِرُّ لَهَا بِالْفَضْلِ كُلُّ لِسَانِ )0 ( فإنْ يكُ أودى ، فهوَ حيٌّ بفضلهِ ** وَمَنْ كَانَ مَذْكُوراً فَلَيْسَ بِفَانِي )
____________________
(1/329)
1( وَأَيُّ امْرِىء ٍ يَبْقَى ؟ وَدُونَ بَقَائِهِ ** نهارٌ وَ ليلٌ بالردى يفدلنِ )( ألاَ قاتلَ اللهُ الحياةَ ؛ فإنها ** إِلَى الْمَوْتِ أَدْنَى مِنْ فَمٍ لِبَنَانِ )( إِذَا مَا بَنَانَا الدَّهْرُ ظَلَّتْ صُرُوفُهُ ** تهدمنا ، والدهرُ أغدرُ باني )4 ( تخادعنا الدنيا ؛ فنلهو ، وَ لمْ نخلْ ** بأنَّ الردى حتمٌ على الحيوانِ )5 ( إِذَا مَا الأَبُ الأَعْلَى مَضَى لِسَبِيلِهِ ** فما لبنيهِ بالبقاءِ يدانِ )6 ( لقدْ فجعتنا أمُّ دفرٍ - وَ ما درتْ - ** بأروعَ منْ نسلِ النبيَّ هجانِ )7 ( سليمُ نواحي الصدرِ ، لاَ يستفزهُ ** نِزَاعٌ إِلَى الْبَغْضَاءِ وَالشَّنَآنِ )8 ( يُعَاشِرُ بِالْحُسْنَى فَإِنْ رِيبَ لَمْ يفُهْ ** بِسُوءٍ ، وَلَمْ تَرْمِزْ لَهُ شَفَتَانِ )9 ( لَقَدْ كَانَ خِلاًّ لاَ يُشَانُ بَغَدْرَةٍ ** وَ صاحبَ غيبٍ طاهرٍ وَ عيان )0 ( إِذَا قَالَ كَانَ الْقَوْلُ عُنْوَانَ فِعْلِهِ ** وَيَا رُبَّ قَوْلٍ نَافِذٍ كَسِنَانِ )
____________________
(1/330)
2( خِلالٌ يَفُوحُ الْمِسْكُ عَنْهَا مُحَدِّثاً ** وَ يثنى على آثارها الملوانِ )( فلا غروَ أنْ تدمى العيونُ أسافةً ** عَلَيْكَ ، وَيَرْعَى الْحُزْنُ كُلَّ جَنَانِ )( فأنتَ ابنُ منْ أحيا البلادَ بعلمهِ ** وَ أبقى لهُ ذكراً بكلَّ مكانِ )4 ( أَفَادَ بَنِي الأَوْطَانِ فَضْلاً سَموْا بِهِ ** إِلَى هَضَبَاتٍ فِي الْعُلاَ وَقِنَانِ )5 ( وَ أنتَ ابنهُ ، والفرعُ يتبعُ أصلهُ ** وَمَا مِنْكُمَا إِلاَّ جَوَادُ رِهَانِ )6 ( هوَ الأولُ السباقُ في كلَّ حلبةٍ ** وَ أنتَ لهُ دونَ البريةِ ثاني )7 ( فَيَا رَحْمَةَ اللَّهِ اسْتَهِلِّي عَلَيْهِمَا ** بِسَجْلَيْنِ لِلرِّضْوَانِ يَنْهَمِلاَنِ )8 ( وَ عمى قبورَ العالمينَ كرامةً ** لقبرينِ بالبطحاءِ يلتقيانِ )9 ( عَلَيْكَ سَلاَمُ اللَّهِ مِنِّي ، تَحِيَّةٌ ** يُوَافِيكَ فِي خُلْدٍ بِهَا الْمَلَكَانِ )
____________________
(1/331)
البحر : بسيط تام ( جاوزتَ فى اللَّومِ حدَّ القصدِ ؛ فاتَّئدِ ** فلستَ أشفقَ من نفسى على كبدِى ) ( دَعْنِي مِنَ اللَّوْمِ إِنْ كُنْتَ امْرَأً فَطِناً ** فَاللَّوْمُ في الْحُبِّ مَعْدُودٌ مِنَ الْحَسَدِ ) ( إِنِّي لأَرْضَى بِمَا في الْحُبِّ مِنْ أَلَمٍ ** ولستُ أرضى بما فى القول من فنَد ) 4 ( لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَسْتَدِلُّ بِهِ ** على الحقيقةِ لم يعتُب على أحدِ ) 5 ( إِنْ كُنْتَ ذَا إِمْرَةٍ ، فَانْهَ الصَّبَابَةَ عَنْ ** قَلْبِي ، لِتَغْنَمَ شُكْرِي آخِرَ الأَبَدِ ) 6 ( أَولا فدعنى ، ولا تَعنُف على َّ ؛ فما ** أَمْرِي إِلَيَّ ، وَلاَ حُكْمُ الْهَوَى بِيَدِي ) 7 ( إنَّ الفتاةَ الَّتى هامَ الفؤادُ بها ** أَخْفَتْ عَلَيَّ سَبِيلَ الْحَزْمِ والسَّدَدِ ) 8 ( أغضبتُ فى حبِّها أهلى ، فما برحوا ** إلباً على َّ ، وكانوا لى منَ العددِ ) 9 ( قالوا تعلَّق بِأخرى كى تَذودَ بِها ** بَرْح الأَسَى عَنْ فُؤَادٍ دائِمِ الْكَمَدِ )0 ( فَقُلْتُ : هَيْهَاتَ أَنْ أَبْغِي بِهَا بَدَلاً ** لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَسَدِ )
____________________
(1/332)
البحر : خفيف تام ( أَيُّ شَيْءٍ يَبْقَى عَلَى الْحَدَثَانِ ؟ ** وَالْمَنَايَا خَصِيمَةُ الْحَيَوَانِ ) ( قدْ بلونا كيدَ الزمانِ ، ولكنْ ** شغلتنا عنهُ ضروبُ الأماني ) ( فَلَكٌ ، لاَ يَزَالُ يَجْرِي عَلَى النَّا ** سِ بضدين : من علاً وَ هوانِ ) 4 ( فهوَ طوراً يكونُ كالوالدِ البرْ ** رِ ، وطوراً كالناقمِ الغضبانِ ) 5 ( لَيْسَ يُبْقِي عَلَى وَلِيدٍ ، وَلاَ كَهْ ** لٍ ، وَلاَ سُوقَةٍ ، وَلاَ سُلْطَانِ ) 6 ( كَيْفَ يَرْجُو الإِنْسَانُ فِيهِ خُلُوداً ** بعدَ ما قدْ مضى أبو الإنسانِ ) 7 ( أينَ منْ كانَ قبلنا منذ داركتْ ** كُرَةُ الأَرْضِ وَهْيَ ذَاتُ دُخَانِ ؟ ) 8 ( أممٌ أخلدتْ إلى الدهرِ حيناً ** ثمَّ ضاعتْ في لجة النسيانٍ ) 9 ( حصدتها يدُ المونونِ ، فصارتْ ** خبراً في الوج بعدَ عيانٍ )0 ( فترسمْ معالم الأرض ، واسألْ ** فسعى أن يجيبكَ الهرمان )
____________________
(1/333)
1( أثرٌ دلَّ صنعهُ أنَّ ' هرمي ** سَ ) بَنَاهُ مِنْ أَبْدَعِ الْبُنْيَانِ )( خَافَ ضَيْعَ الْعُلُومِ حِينَ أَتَتْهُ ** بيناتٌ دلتْ على الطوفانِ )( فبناهُ منَ الصخورِ اللواتي ** جَلَبَتْهَا الْقُيُونُ مِنْ أُسْوَانِ )4 ( طبقاتٌ في جوفها حجراتٌ ** ضمنتْ كلَّ حكمةٍ وَ بيانِ )5 ( بقيتْ بعدَ صانعيها ؛ فكانتْ ** أثراً ناطقاً بغيرِ لسانِ )6 ( سَوْفَ تَبْلَى مِنْ بَعْدِ حِينٍ ، وَيُمْحَى ** ذكرُ ' هرميسَ ' منْ سجلَّ الزمانِ )7 ( إنما هذهِ الحياةُ غرورٌ ** تنقضي بالشقاءِ وَ الحرمانِ )8 ( ليسَ فيها سوى خيالاتِ وَهمٍ ** تَمْتَرِيهَا قَرَائِحُ الأَذْهَانِ )9 ( خَطَرَاتٌ قَدْ ضَمَّنُوهَا كَلاَماً ** فلسفياً لمْ يقترنْ بمعاني )0 ( كلُّ حيًّ يظنُّ أمراً ، وَ لكنْ ** أينَ منهُ محجةُ البرهانِ ؟ )
____________________
(1/334)
2( قدْ عرفنا ما كانَ منا قريباً ** وَ جهلنا ما لا ترى العينانِ )( فَدَعِ الْقَوْلَ فِي التَّفَلْسُف ، وَاخْضَعْ ** لجلالِ المهيمنِ الديانِ )( أَنَا يَا دَهْرُ عَالِمٌ بِمَصِيرِي ** فيكَ ، لكنني جموحُ العنانِ )4 ( قدْ تماديتُ في الغوايةِ حتى ** كَبَحَ الدَّهْرُ شِرَّتِي ، وَثَنَانِي )
____________________
(1/335)
البحر : وافر تام ( قَلِيلٌ مَنْ يَدُومُ عَلَى الْوِدَادِ ** فلا تَحفَل بِقربٍ أو بِعادِ ) ( إِذَا كَانَ التَّغَيُّرُ في اللَّيَالِي ** فَكَيْفَ يَدُومُ وُدٌّ في فُؤَادِ ؟ ) ( وَمنْ لَكَ أَنْ تَرَى قَلْباً نَقِيًّا ** ولمَّا يَخلُ قلبٌ مِن سوادِ ؟ ) 4 ( فلا تَبذل هواكَ إلى خليلٍ ** تَظُنُّ بِهِ الْوَفَاءَ ، وَلاَ تُعَادِ ) 5 ( وَكُنْ مُتَوَسِّطاً في كُلِّ حَالٍ ** لِتأمنَ ما تخافُ مِنَ العِنادِ ) 6 ( مُدَارَاةُ الرِّجَالِ أَخَفُّ وَطْئاً ** على الإنسانِ مِن حَربِ الفسادِ ) 7 ( يَعِيشُ الْمَرْءُ مَحْبُوباً إِذَا ما ** نَحا فى سَيرهِ قَصدَ السَّدادِ ) 8 ( وما الدُّنيا سوى عَجزٍ وحِرصٍ ** هُمَا أَصْلُ الْخَلِيقَةِ في الْعِبَادِ ) 9 ( فَلَوْلاَ الْعَجْزُ مَا كَانَ التَّصَافِي ** وَلَوْلاَ الْحِرْصُ ما كَانَ التَّعَادِي )0 ( وما عقَدَ الرِّجالُ الوُدَّ إلاَّ ** لِنَفعٍ ، أو لِمنعٍ مِن تعادى )
____________________
(1/336)
1( وما كانَ العِداءُ يَخفُّ لولا ** أذَى السُّلطانِ ، أو خوفُ المَعادَ )( فيابنَ أَبى ! ولستَ بهِ ، ولكِن ** كِلاَنَا زَرْعُ أَرْضٍ لِلْحَصَادِ )( تَأَمَّلْ ، هَلْ تَرَى أَثَراً ؟ فَإِنِّي ** أرى الآثارَ تَذهبُ كالرَّماد )4 ( حَيَاةُ الْمَرْءِ في الدُّنْيَا خَيَالٌ ** وَعَاقِبَةُ الأُمُورِ إِلَى نَفَادِ )5 ( فَطُوبَى لاِْمرِىء ٍ ، غَلَبَتْ هَوَاهُ ** بَصيرتُهُ ؛ فباتَ على رَشادِ )
____________________
(1/337)
البحر : خفيف تام ( لاَعَبَ السُّكْرُ قَدَّهُ ؛ فَتَثَنَّى ** وَدَعَاهُ فَرْطُ السُّرُورِ ؛ فَغَنَّى ) ( رشأ تعبدُ النواظرُ منهُ ** واحداً في الجمالِ ، ليسَ يثنى ) ( أَنْبَتَ الْحُسْنُ فَوْقَ خَدَّيْهِ وَرْداً ** ليس إلاَّ بغمزةِ اللحظِ يجنى ) 4 ( لمْ يزلْ يرضعُ السلافةَ حتى ** غَابَ عَنَّا ، كَأَنَّهُ لَيْسَ مِنَّا ) 5 ( فأنمناهُ فوقَ مهدٍ وثيرٍ ** برهةً كيْ يفيقَ ، ثمَّ انصرفنا ) 6 ( فلبثنا هنيهةً ، ثمَّ لما ** خَفَّ مِنْ سُكْرِهِ وَأَقْبَلَ قُمْنَا ) 7 ( وَأَدَرْنَا الْكُؤُوسَ حَتَّى تَوَلَّتْ ** أنجمُ الليلِ منْ أحادَ وَ مثنى ) 8 ( يا لها ليلةٌ ! أبحنا بها الله ** وَ إِلَى وَرْدَةِ الْغَدَاةِ ، وَتُبْنَا )
____________________
(1/338)
البحر : طويل ( إِذَا افْتَقَرَ الْمَرْءُ اسْتَهَانَ بِفَضْلِهِ ** ذَوُو قُرْبِهِ ، وَاسْتَهْجَنَتْهُ الأَبَاعِدُ ) ( فإن قالَ حقَّا كَذَّبوهُ ، وإن أبَى ** مُجاراتَهُم فى الغى ِّ ؛ قالوا مُعانِدُ ) ( فحُجَّتهُ مَطلولةٌ ؛ وهى حقَّةٌ ** وَمَنْطِقُهُ مُسْتَكْرَهٌ ، وَهْوَ قَاصِدُ ) 4 ( فحَافِظْ عَلَى ما نِلْتَ بِالسَّعْيِ مِنْ غِنًى ** فَبِالْمَالِ لا بِالْفَضْلِ تَعْنُو الْمَقَاصِدُ )
____________________
(1/339)
البحر : بسيط تام ( دارِ الصديقَ ، وَ لاَ تأمنْ بوادرهْ ** فَرُبَّمَا عَادَ بَعْدَ الصِّدْقِ خَوَّانَا ) ( يُفْضِي بِسِرِّكَ ، أَوْ يَسْعَى بِأَمْرِكَ أَوْ ** يَقُولُ عَنْكَ حَدِيثَ السُّوءِ بُهْتَانَا ) ( فإنْ تنصلتَ قالوا فيكَ معرفةً ** تَنْفِي الْمِرَاءَ مَعَ الْوُدِّ الَّذِي كَانَا ) 4 ( وَأَكْثَرُ الْخَلْقِ مَطْبُوعٌ عَلَى ظِنَنٍ ** تقضي عليهِ بلبسِ الحقَّ أحيانا ) 5 ( و قلَّ في الناس منْ جربتهُ ، فرأى ** بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَالْبُهْتَانِ فُرْقَانَا )
____________________
(1/340)
البحر : كامل تام ( عَوِّد فؤادكَ أَن يَكونَ مجنَّةً ** للسِرِّ ، فهوَ لَدى المحافلِ حَمدهُ ) ( السرُّ عَبدُكَ ما استطَعتَ حِفاظهُ ** فَإِذَا أَفَضْتَ بِهِ فَإِنَّكَ عَبْدُهُ )
____________________
(1/341)
البحر : كامل تام ( لاَ تَخْشَ بُؤْساً مِنْ عَدُوٍّ ظَاهِرٍ ** وَاخْشَ الْمَكِيدَةَ مِنْ عَدُوٍّ بَاطِن ) ( كمْ بينَ شرًّ ظاهرٍ مستدركٍ ** منهُ الخلاصُ وَ بينَ سرًّ باطنِ )
____________________
(1/342)
البحر : سريع ( وصاحبٍ لا كانَ مِن صاحبٍ ** أخلاقهُ كالمعدةِ الفاسدَه ) ( أَقْبَحُ مَا فِي النَّاسِ مِنْ خَصْلَةٍ ** أَحْسَنُ مَا فِي نَفْسِهِ الْجَامِدَهْ ) ( لو أنَّهُ صُوِّرَ مِن طَبعهِ ** كانَ لعمرِى عقرباً راصِدَه ) 4 ( يَصلحُ للصَّفعِ لِكَى لا يُرَى ** في عَدَدِ الناسِ بِلاَ فَائِدَهْ ) 5 ( يغلبهُ الضَّعفُ ، ولَكنَّهُ ** يهدِمُ فى قَعدتهِ المائدَه ) 6 ( يُراقبُ الصَّحنَ على غفلةٍ ** مِنْ أَهْلِهِ كَالْهِرَّةِ الصَّائِدَهْ ) 7 ( كأنما أظفورهُ مِنجَلٌ ** وَبَيْنَ فَكَّيْهِ رَحًى راعِدَهْ ) 8 ( كَأنَّما البطَّةُ فى حلقهِ ** نَعامةٌ فى سبسَبٍ شارِدَه ) 9 ( تَسْمَعُ لِلْبَلْعِ نَقِيقاً ، كَمَا ** نقَّت ضَفاى ِ ليلةٍ راكِدَه )0 ( كأنَّما أنفاسهُ حَرجف ** وبينَ جنبيهِ لظىً واقدَه )
____________________
(1/343)
1( وَيْلُمِّهِ إِذْ مَخَضَتْ ، هَلْ دَرَتْ ** أنَّ الرَّدى فى بَطنِها العاقِدَه ؟ )( تَبًّا لَهَا شَنْعَاءَ جَاءَتْ بِهِ ** مِنْ لَقْحَةٍ في فَقْحَةٍ كاسِدَهْ )( لا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى وَالِدٍ ** غَمَّ بِهِ الدُّنْيَا ، ولا وَالِدَهْ )
____________________
(1/344)
البحر : بسيط تام ( قد عاقني الشكُّ في أمرٍ أضعتُ لهُ ** عَزِيمَةَ الرَّأْيِ حَتَّى ضَاقَ كِتْمَانِي ) ( أَوْلَيْتَنِي مِنْكَ وُدّاً قَبْلَ مَعْرِفَةٍ ** ثمَّ انثنيتَ بصدًّ قبلَ إعلانِ ) ( فسرني منكَ ما قدمتَ مبتدأً ** وَ ساءني منكَ ما أخرتَ في الثاني ) 4 ( فَإِنْ يَكُنْ سُوءُ رَأْيٍ ، أَوْ مَلاَلُ هَوىً ** فَإِنَّ كِلْتَيْهِمَا فِي الْقُبْحِ سِيَّانِ ) 5 ( فاكشفْ لنا عنْ قناعِ الشكَّ نحى بهِ ** إما وصالاً ، وَ إما محض هجرانِ )
____________________
(1/345)
البحر : بسيط تام ( وشامخٍ فى ذُرا شمَّاءَ باذخةٍ ** لا يَعرفُ الصِّدقَ إن والى وإن عادى ) ( يَعودُه الناسُ إن مرَّ النسيمُ بهِ ** ولا يَعودُ منَ الإشفاقِ من عادا ) ( لا يهدَاُ الدَّهرَ من ظلمٍ يحاولهُ ** فإن قضَى وطراً من غدرةٍ عادا ) 4 ( يَسْطُو بِهَذَا ، وَيَرْمِي ذَاكَ عنْ عُرُضِ ** كَطَارِدٍ يَقْتَفِي صَيْدَيْنِ إِذْ عَادَى ) 5 ( أَبادهُ الدَّهرُ رغماً بينَ أسرتهِ ** كَمَا أَبَادَ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَادَا ) 6 ( فَاعْرِفْ إِلهَكَ ، وَاحْذَرْ أَنْ تَبِيتَ عَلَى ** وزرٍ ، ولا تتَخِذ ظُلمَ الورى عادا )
____________________
(1/346)
البحر : خفيف تام ( أَوَّلُ النَّفْسِ نُطْفَةٌ أَخْلَصَتْهَا ** شهوةٌ صاغها مزاجٌ دفينُ ) ( قذفتها إلى البطونِ ظهورٌ ** وَ حوتها بعدَ الظهورِ بطونُ ) ( ثمَّ أرسى بها هبوطٌ يليهِ ** حَرَكَاتٌ مِنَ بَعْدِهِنَّ سُكُونُ ) 4 ( فهيَ طوراً تكونُ في عالمِ الغي ** بِ ، وَطَوْراً فِي مِثْلِ ذَاكَ تَكُونُ ) 5 ( مبتداها وَ منتهاها سواءٌ ** وَهْيَ مَا بَيْنَ ذَاكَ حَيٌّ مَهِينُ ) 6 ( فعلامَ البكاءُ في إصرِ دارٍ ** بالرزايا فناؤها مشحونُ ؟ ) 7 ( تتقانى الرجالُ حرصاً عليها ** وَ هوَ حرصٌ أدى إليهِ الجنونُ ) 8 ( حَارَ فِيهَا ( أَرِسْطَطَالِيسُ ) قِدْماً ** وَنَعَاهَا الْحَكِيمُ ( أَفْلاَطُونُ ) )
____________________
(1/347)
البحر : سريع ( يأيُها الظَّالمُ فى مُلكهِ ** أَغَرَّكَ الْمُلْكُ الَّذِي يَنْفَدُ ؟ ) ( اصْنَعْ بِنَا ما شِئْتَ مِنْ قَسْوَةٍ ** فَاللَّهُ عَدْلٌ ، وَالتَّلاَقي غَدُ )
____________________
(1/348)
البحر : وافر تام ( وَمَلْمَسِ عِفَّةٍ قَدْ نِلْتُ مِنْهُ ** بِأَيْدِي اللَّهْوِ مَا شَاءَ التَّمَنِّي ) ( ملكتُ بهِ عنانَ الشوقِ ؛ حتى ** قضيتُ لبانتي ، وأرحتُ ظني ) ( فَلاَ تَسْأَلْ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ ** وَلاَ تَسْأَلْ عَلَى مَا كَانَ مِنِّي ) 4 ( فَلَوْلاَ أَنَّ جُنْدَ الصُّبْحِ وَافَتْ ** طَلاَئِعُهُ وَزَالَ اللَّيْلُ عَنِّي ) 5 ( لدمتُ على معاقرةِ الأماني ** وَلَكِنْ رُبَّمَا عَاوَدْتُ فَنِّي )
____________________
(1/349)
البحر : منسرح ( يَا مَنْ إِلَيْهِ الْوُجُوهُ خَاشِعَةٌ ** ومن عليهِ في الكونِ معتمدى ) ( مددتُ كفِّى إليكَ مُبتهلاً ** وَأَنْتَ حَسْبِي ، فَلاَ تَرُدَّ يَدِي )
____________________
(1/350)
البحر : بسيط تام ( يَا رَاحِلاً ! غَابَ صَبْرِي بَعْدَ فُرْقَتِهِ ** وَ أصبحتْ أسهمُ الأشواقِ تصميني ) ( إِنْ كَانَ يُرْضِيكَ مَا أَلْقَاهُ مِنْ كَمَدٍ ** فِي الْحُبِّ مُذْ غِبْتَ عَنِّي ، فَهْوَ يُرْضِينِي ) ( لمْ ألقَ بعدكَ يوماً أستبينُ بهِ ** وَجْهَ الْمَسَرَّةِ إِلاَّ ظَلَّ يُبْكِيني ) 4 ( قَدْ كُنْتُ لاَ أَكْتَفِي بِالشَّمْلِ مُجْتَمِعاً ** فاليومَ نظرةُ عينٍ منكَ تكفيني )
____________________
(1/351)
البحر : مجزوء الكامل ( لاعيشَ الاَّ للنفادِ ** فاحبب حياتكَ ، أو فعادِ ) ( وَابْخَلْ بِنَفْسِكَ ، أَوْ فَجُدْ ** كلُّ الأمورِ إلى فسادِ ) ( أين الألى شقوا البحو ** رَ ، وَشَيَّدُوا ذَاتَ الْعِمَادِ ؟ ) 4 ( مَلَكُوا التَهَائِمَ وَالنَجَا ** ئدَ والحواضرَ والبوادى ) 5 ( بلْ أينَ أصحابُ الوفو ** دِ ؟ وأينَ أربابُ الجلادِ ؟ ) 6 ( الطاعمونَ ، الطاعنو ** نَ الْقَائِلُونَ بِكُلِّ نَادِي ) 7 ( الْكَاشِفُونَ الضُّرَّ ، وَالْ ** عافونَ عن ذنبِ العبادِ ) 8 ( بل أينَ صناعُ القري ** ض الجزلِ والكلمِ الفرادِ ؟ ) 9 ( كالشاعرِ الضليلِ ، أو ** قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ الإِيَادِي )0 ( لعبَ الزمانُ بجمعهمْ ** ورمى بهم فى كلِّ وادى )
____________________
(1/352)
1( فكأنهمْ لم يلبثوا ** إلاَّ بَيَاضاً في سَوادِ )
____________________
(1/353)
البحر : خفيف تام ( إنَّ لي صاحباً ، وَ لاَ بدَّ منهُ ** قلَّ صبري بهِ ، وَ زادتْ شجوني ) ( أحمقٌ ، لاَ يكادُ يفقهُ قولاً ** منْ حديثٍ ، وَ الحمقُ نصفُ الجنون )
____________________
(1/354)
البحر : طويل ( بَلينا وسِربالُ الزَّمانِ جديدُ ** وَهَلْ لاِمْرِىء ٍ في الْعَالَمِينَ خُلُودُ ؟ ) ( قضى آدمٌ فى الدَّهر ، وهوَ أبو الورى ** وكلُّ الَّذى من صلبهِ سيبيدُ ) ( فلا تبكى ميتاً حانَ يومُ رحيلهِ ** فَلِلْمَوْتِ مَا يَمْضِي الْفَتَى وَيَرُودُ ) 4 ( وَلاَ تَلْتَمِسْ أَمْراً يَزِيدُكَ يَقْظَةً ** فَلَيْسَ لإِدْرَاكِ الْيَقِينِ مَزِيدُ ) 5 ( دَعِ الْفَلَكَ الدَوَّارَ يَجْرِي ، وَلاَ تَسَلْ ** أفَوَّزَ كَهلٌ أم أهلَّ وليدُ ؟ ) 6 ( فما هَذِهِ الدُنيا وإن جلَّ قَدرُها ** سِوى مهلةٍ نأتى لها ونعودُ ) 7 ( تَبوخُ بِها الأنفاسُ وهِى َ نسائمٌ ** وَتَعْفُو بِهَا الأَبْدَانُ وَهْيَ صَعِيدُ ) 8 ( فيا ضارباً فى الأرضِ يرتادُ غايةً ** رُوَيدَكَ ، إنَّ الفوزَ مِنكَ بعيدُ )
____________________
(1/355)
البحر : بسيط تام ( إِذَا أَتَاكَ خَلِيلٌ بَعْدَ مَنْدَمَةٍ ** مِنْهُ عَلَى مَا مَضَى مِنْ زَلَّةٍ ، فَهُنِ ) ( وَإِنْ صَفَحْتَ فَلاَ تَعْرضْ بِمَعْتَبَةٍ ** فَالْعَتْبُ يُفْسِدُ مَا قَدَّمْتَ مِنْ حَسَنِ )
____________________
(1/356)
البحر : طويل ( دَعِ الذُّلَّ في الدُّنْيَا لِمَنْ خَافَ حَتْفَهُ ** فَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ حيَاةٍ عَلَى أَذَى ) ( ولا تصطحِب إلاَّ امرأً إن دَعوتَهُ ** لَدَى جَمَرَاتِ الْحَرْبِ ، لَبَّاكَ وَاحْتَذَى ) ( يسرُّكَ عندَ الأمنِ فضلاً وحكمةً ** ويرضيكَ يومَ الروعِ نبلاً مُقذَّذاً ) 4 ( فَيَا حَبَّذَا الْخِلُّ الصَّفِيُّ ! وَهَلْ أَرَى ** نصيباً منَ الدنيا إذا قلتُ حبَّذا ؟ ) 5 ( لعَمرى لقَد ناديتُ ، لو أنَّ سامِعاً ** ونَوَّهْتُ بِالأَحْرَارِ ، لَوْ أَنَّ مُنْقِذَا ) 6 ( وَطَوَّفْتُ بِالآفَاقِ ، حتَّى كَأَنَّنِي ** أُحاولُ من هذى البسيطةِ منفذا ) 7 ( فَمَا وَقَعَتْ عَيْنِي عَلَى غَيْرِ أَحْمَقٍ ** غوِّى ، يَظنُّ المَجدَ فى الرى ِّ والغِذا ) 8 ( إذا ما رأيتُ الشَّئَ فى غيرِ أهلهِ ** ولَم أستَطع رداً ، طرفتُ على قذى ) 9 ( فحتَّى متى يا دهرً أكتمُ لوعةً ** تُكَلِّفُ قَلْبِي كُلْفَةَ الرِّيحِ بِالشَّذَا ؟ )0 ( ألم يأن للأيامِ أن تبصِرَ الهدى ** فَتَخفض مأفوناً ، وترفعَ جِهبِذا ؟ )
____________________
(1/357)
1( إذا لم يكُن بالدهرِ خَبلٌ لما غدا ** يسيرُ بِنا فى ظُلمَةِ الجَورِ هكذا )
____________________
(1/358)
البحر : مخلع البسيط ( أحببْ ، وَ أبغضْ ، وَ قلْ بحقًّ ** وَلاَ تُسَاهِلْ ، وَلاَ تُخَاشِنْ ) ( فالحبُّ يعمى عنِ المساوى ** وَالْبُغْضُ يُعْمِي عَنِ الْمَحَاسِنْ )
____________________
(1/359)
البحر : متقارب تام ( تَغَنَّى الْحَمَامُ ، وَنَمَّ الشَّذَا ** ولاحَ الصَّباحُ ، فيا حبَّذا ! ) ( وما زالَ يرضَعُ طفلُ النباتِ ** ثُدِيَّ الْغَمَامَةِ حَتَّى اغْتَذَى ) ( فقُم نغتنمِ صفوَ أيامنا ** وندفَعُ بالرَّاحِ عنَّا الأذى ) 4 ( فَمَا بَعْدَ عَصْرِ الصِّبَا لَذَّةٌ ** ولا مثلُ صفوِ الحميَّا غِذا ) 5 ( تَذُودُ عَنِ الْقَلْبِ أَحْزَانَهُ ** وَتَنْفِي عَنِ الْعَيْنِ شَوْبَ الْقَذَى ) 6 ( وتجلو الظلامَ بلألائها ** كأنَّ بأيدى السقاةِ الجُذا ) 7 ( إِذَا مَا احْتَسَاهَا كَرِيمٌ هَدَى ** وإن عبَّ فيها لئيمٌ هذى ) 8 ( فَدَعْ مَا تَوَلَّى ، وَخُذْ مَا أَتَى ** فَلَنْ يَصْلُحَ الْعَيْشُ إِلاَّ كَذَا )
____________________
(1/360)
البحر : كامل تام ( لا تعكفنَّ على المدامِ بعيرِ ما ** صَوْتٍ يَهِيجُ بِلَحْنِهِ النَّدْمَانَا ) ( إنَّ الغناءَ سريرةٌ في النفسِ قدْ ** ضاقتْ بها ؛ فتفجرتْ ألحانا )
____________________
(1/361)
البحر : طويل ( رَمَتْ بِخُيُوطِ النُّورِ كَهْرَبَةُ الْفَجْرِ ** ونمَّت بأسرار النَّدى شفةُ الزهرِ ) ( وسارت بأنفاسِ الخمائلِ نسمَةٌ ** بليلةُ مهوى الذيلِ ، عاطرةُ النشرِ ) ( فقم نغتنِم صفوَ البكورِ ، فإنَّها ** غداةُ زهرُها باسِمُ الثغرِ ) 4 ( تَرَى بَيْنَ سَطْحِ الأَرْضِ والْجَوِّ نِسْبَةً ** تُشَاكِلُ مَا بَيْنَ السَّحائِب والْغُدْر ) 5 ( ففى الجوِّ هتَّان يسيلُ ، وفى الثرى ** سيولٌ ترامى بينَ أوديةٍ غزرِ ) 6 ( غَمَامَانِ فَيَّاضَانِ : هَذَا بِأُفْقِهِ ** يَسِيرُ ، وهَذَا فِي طِبَاقِ الثَّرَى يَسْرِي ) 7 ( وقد ماجتِ الأغصانُ بينَ يدِ الصبا ** كَمَا رَفْرَفَتْ طَيْرٌ بِأَجْنِحَةٍ خُضْرِ ) 8 ( كَأَنَّ النَّدَى فَوْقَ الشَّقِيقِ مَدَامِعٌ ** تَجولُ بخدٍّ ، أو جُمانٌ على تبر ) 9 ( إذا غازَلتها لمعَةٌ ذهبيَّةٌ ** مِنَ الشَّمْسِ رَفَّتْ كالشَّرارِ عَلى الْجَمْرِ )0 ( ففى كلِّ مَرعى لحظةٍ وَشى ُ ديمَةٍ ** وفى كلِّ مرمى خطوةٍ أجرعٌ مثرى )
____________________
(1/362)
1( مروجٌ جلاها الزهرُ ، حتَّى كأنَّها ** سماءٌ تروقُ العينَ بالأنجمِ الزهرِ )( كأنَّ صِحافَ النورِ والطلُّ جامدٌ ** مَبَاسِمُ أَصْدَافٍ تَبَسَّمْنَ عَنْ دُرِّ )( وقَد شاقنى والصُبحُ فى خدرِ أمِّهِ ** حَنِينُ حَمَامَاتٍ تَجَاوَبْنَ فِي وَكْرِ )4 ( هَتَفْنَ فَأَطرَبْنَ الْقُلُوبَ ، كَأَنَّمَا ** تعلَّمنَ ألحانَ الصَّبابةِ من شعرى )5 ( وقامَ على الجدرانِ أَعرفُ لم يزَل ** يبدِّدُ أحلامَ النِّيامِ ولا يدرى )6 ( تخايلَ فى موشيَّةٍ عبقريَّةٍ ** مُهدَّلةِ الأردانِ سابِغةِ الأُزرِ )7 ( لَهُ كِبْرَةٌ تَبْدُو عَلَيْهِ ، كَأَنَّهُ ** مليكٌ عليهِ التَّاجُ ينظرُ عن شزر )8 ( فَسَارِعْ إِلى دَاعِي الصَّبُوحِ مَعَ النَّدَى ** لنجمِ بأيدى الَّلهوِ باكورةَ العمرِ )9 ( فقد نسَمَت ريحُ الشَّمالِ ، فنبَّهت ** عيونَ القمارى وهى فى سنةِ الفجرِ )0 ( وَنَادَى الْمُنَادِي للصَّلاةِ بِسُحْرَةٍ ** فَأَحْيَا الْوَرَى مِنْ بَعْدِ طَيٍّ إلى نَشْرِ )
____________________
(1/363)
2( فبادِر لميقاتِ الصَّلاةِ ، ومِل بنا ** إلى القصفِ ما بينَ الجزيرةِ والنَّهرِ )( إذا ما قضينا واجِبَ الدِّين حقَّهُ ** فَلَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْخَلاَعَةِ مِنْ وِزْرِ )( ألا ربَّ يومٍ كانَ تاريخَ صبوةٍ ** مضى غيرَ إثرٍ فى المخيلةِ أو ذكرِ )4 ( عَصَيْتُ بِهِ سُلْطَانَ حِلْمِي ، وَقَادَنِي ** إِلى اللَّهْوِ شَيْطَانُ الْخَلاعَةِ والسُّكْرِ )5 ( لَدَى رَوْضَةٍ رَيَّا الْغُصُون ، تَرَنَّحَتْ ** مَعَاطِفُهَا رَقْصاً عَلى نَغْمَةِ الْقُمْري )6 ( تَدُورُ عَلَيْنَا بِالْمُدَامَةِ بَيْنَها ** تماثيلُ ، إلاَّ أنَّها بيننا تجرى )7 ( تَرَى كُلَّ مَيْلاءِ الْخِمارِ مِنَ الصِّبَا ** هَضِيمَةِ مَجْرَى الْبَنْدِ ، نَاهِدَةِ الصَّدْرِ )8 ( إِذَا انْفَتَلَتْ فِي حَاجَةٍ خِلْتَ جُؤْذُراً ** أحسَّ بصيَّادٍ فأتلعَ من ذعرِ )9 ( لَوَى قَدَّهَا سُكْرُ الْخَلاَعَةِ والصِّبَا ** فمالت بشطرٍ ، واستقامت على شطرِ )0 ( وعلَّمها وحى ُ الدلالِ كهانةً ** فإن نطقَت جاءت بشئٍ منَ السحرِ )
____________________
(1/364)
3( أحسَّت بما فى نفسِها من ملاحةٍ ** فَتَاهَتْ عَلَيْنَا ، وَالْمَلاَحَةُ قَدْ تُغْرِي )( وَأَعْجَبَها وَجْدِي بِها ، فَتَكَبَّرَتْ ** عَليَّ دَلالاً ، وَهْيَ تَصْدُرُ عَنْ أَمْرِي )( فَتَاةٌ يَجُولُ السِّحْرُ فِي لَحَظَاتِهَا ** مَجَالَ الْمَنَايَا فِي الْمُهَنَّدَةِ الْبُتْرِ )4 ( إذا نظَرَت ، أو أقبَلت ، أو تهلَّلت ** فويلُ مهاةِ الرملِ ، والغُصن ، والبَدرِ )5 ( فَمَا زِلْنَ يُغْرِينَ الطِّلاَ بِعُقُولِنا ** إلى أن سقطنا لليدينِ وللنَّحرِ )6 ( فَمِنْ واقِعٍ يَهْذِي ، وآخَرَ ذاهِلٍ ** لَهُ جَسَدٌ ما فِيهِ رُوحٌ سِوَى الْخَمْر )7 ( صَرِيعٌ يَظُنُّ الشُّهْبَ مِنْهُ قَرِيبَةً ** فيَسْدُو بِكَفَّيْهِ إِلى مَطْلَعِ النَّسْر )8 ( إذا ما دعوتَ المرءَ دارَ بلحظهِ ** إِلَيْكَ ، وَغَشَّاهُ الذُّهُولُ عَنِ الْجَهْرِ )9 ( بعيدُ عنِ الداعِى وإن كانَ حاضِراً ** كَأَنَّ بِهِ بَعْضَ الْهَنَاتِ مِنَ الْوَقْرِ ) 40 ( تحكَّمتِ الصهباءِ فيهِم ، فغيَّرت ** شمائلَ ما يأتى بهِ الجدُّ بالهذرِ )
____________________
(1/365)
4( فَيَا سَامَحَ اللَّهُ الشَّبَابَ وَإِنْ جَنَى ** على َّ ، وحيَّا عهدَهُ سَبلُ القطرِ ) 4( ملَكتُ بهِ أمرى ، وجاريتُ صبوتى ** وَأَصْبَحْتُ مَرْهُوبَ الْحَمِيَّةِ وَالْكِبْرِ ) 4( إِذَا أَبْصَرُونِي فِي النَّدِيِّ تَحَاجَزُوا ** عنِ القولِ ، واستغنوا عنِ العرفِ بالنكر ) 44 ( وقالوا فتىً مالَت بهِ نشوةُ الصبا ** وليسَ على الفتيانِ فى الَّلهوِ من حجرِ ) 45 ( يخافونَ منِّى أن تثورَ حميَّتى ** فيبغونَ عطفى بالخديعةِ والمكرِ ) 46 ( أَلا لَيْتَ هَاتِيكَ اللَّيَالِي وَقَدْ مَضَتْ ** تعودُ ، وذاكَ العيشُ يأتى على قدرِ ) 47 ( مواسِمُ لذَّاتٍ تقضَّت ، ولم يَزَل ** لها أثرٌ يطوى الفؤادَ على أثرِ ) 48 ( إذا اعتورتها ذُكرةُ النَّفسِ أبصَرَت ** لها صُورةً تختالُ فى صفحةِ الفكرِ ) 49 ( فذلِكَ عصرٌ قد مَضى لسبيلهِ ** وخلفنى أرعى الكواكِبَ فى عصرِ ) 50 ( لَعَمْرُكَ مَا في الدَّهْرِ أَطْيَبُ لَذَّةً ** مِنَ اللَّهْوِ فِي ظِلِّ الشَّبِيبَةِ والْيُسْرِ )
____________________
(1/366)
البحر : بسيط تام ( خفضْ عليكَ ، وَ لاَ تجزعْ لنائبةٍ ** فَالدَّهْرُ يَعْتَرُّ بِالإِنْسَانِ أَحْيَانَا ) ( فَكُلُّ نَاءٍ قَرِيبٌ إِنْ صَبَرْتَ لَهُ ** وَ كلُّ صعبٍ إذا قاومتهْ هانا )
____________________
(1/367)
البحر : طويل ( بِناظِرِكَ الْفَتَّانِ آمَنْتُ بِالسِّحْرِ ** وَهَلْ بَعْدَ إِيمانِ الصَّبَابَةِ مِنْ كُفْرِ ؟ ) ( فَلا تَعْتَمِدْ بِالْهَجْرِ قَتْلَ مُتَيَّمٍ ** فإنَّ المنايا لا تزيدُ عن الهجرِ ) ( فلولاكَ ما حلَّ الهوى قيدَ مدمعى ** وَلا شَبَّ نِيرَانَ اللَّوَاعِجِ فِي صَدْرِي ) 4 ( وإنِّى على ما كان منكَ لصابرٌ ** لعلمى َ أنَّ الفوزَ منْ ثمرِ الصَّبرِ ) 5 ( فليتَ الَّذى أهدى الملامةَ فى ِ الهوى ** تَوَسَّمَ خَيْراً ، أَوْ تَكَلَّمَ عَنْ خُبْرِ ) 6 ( رَأَى كَلَفِي لا يَسْتَفِيقُ ، فَظَنَّ بِي ** هَناتٍ ، وَسُوءُ الظَّنِّ داعِيَةُ الْوِزْرِ ) 7 ( وماذا عليهِ وهوَ خالٍ منَ الجوَى ** إذا هِمتُ شوقاً ، أو تَرنَّمتُ بالشعرِ ؟ ) 8 ( فإن أكُ مشغوفاً فَذو الحلمِ رُبَّما ** أَطَاعَ الْهَوَى ، وَالْحُبُّ مِنْ عُقَدِ السِّحْرِ ) 9 ( وَأَيُّ امْرِىء ٍ يَقْوَى عَلى رَدِّ لَوْعَةٍ ** إذا التهَبَت أَربَت علَى وَهجِ الجَمرِ ؟ )0 ( عَلَى أَنَّنِي لَمْ آتِ فِي الْحُبِّ زَلَّةً ** تَغضُّ بِذكرِى فى المحافلِ أو تُزرِى )
____________________
(1/368)
1( وَلَكِنَّنِي طَوَّفْتُ فِي عَالَمِ الصِّبَا ** وعُدتُ ولَم تَعلَق بِفاضِحةٍ أُزرِى )( سجيَّةُ نَفسٍ آثَرَت ما يَسُرُّها ** وَلِلنَّاسِ أَخْلاقٌ عَلى وَفْقِها تَجْرِي )( ملَكتُ يَدى عَن كُلِّ سوءٍ ومنطقى ** فَعشتُ برئَ النَّفسِ من دنسِ العُذرِ )4 ( وأَحسنتُ ظَنِّى بالصَّديقِ ، ورُبَّما ** لَقِيتُ عَدُوِّي بِالطَّلاقَةِ والْبِشْرِ )5 ( فَأَصْبَحْتُ مَأْثُورَ الْخِلالِ مُحَبَّباً ** إِلى النَّاسِ ، مَرْضِيَّ السَّرِيرَةِ ف )6 ( فما أنا مَطلوبٌ بِوترٍ لمَعشرٍ ** وَلا أَنَا مَلْهُوفُ الجَنَانِ عَلى وَتْرِ )7 ( رَضيتُ منَ الدُّنيا وإن كُنتُ مُثرِياً ** بِعِفَّةِ نفسٍ لا تَميلُ إلَى الوَفرِ )8 ( وأخلَصتُ للرَّحمن فيما نَوَيتُهُ ** فعاملنى بِالُّلطفِ من حَيثُ لا أدرِى )9 ( إذا ما أَرادَ اللهُ خَيراً بِعَبدهِ ** هَداهُ بِنُورِ اليُسرِ فى ظُلمةِ العُسرِ )0 ( فيابنَ أبى والنَّاس أبناءُ واحدٍ ** تقَلَّد وَصاتِى ، فَهى َ لؤلؤَةُ الفِكرِ )
____________________
(1/369)
2( إِذَا شِئْتَ أَنْ تَحْيَا سَعِيداً فَلا تَكُنْ ** لَدوداً ، ولا تَدفَع يدَ اللَّينِ بِالقَسرِ )( ولاتَحتَقر ذا فاقةٍ ، فلَربَّما ** لقيتَ بهِ شَهماً يُبِرُّ على المُثرِى )( فَرُبَّ فَقِيرٍ يَمْلأُ الْقَلْبَ حِكْمَةً ** ورُبَّ غَنى ٍّ لا يريشُ ولا يَبرى )4 ( وكُن وسَطاً ، لا مُشرئِبّاً إلى السُّها ** وَلا قَانِعاً يَبْغِي التَّزَلُّفَ بِالصُّغْرِ )5 ( فَأحْمَدُ أخْلاقِ الْفَتَى مَا تَكَافَأَتْ ** بِمنزلةٍ بينَ التَّواضعِ والكِبرِ )6 ( وَلا تَعْتَرِفْ بِالذُّلِّ فِي طَلَبِ الْغِنَى ** فَإِنَّ الْغِنَى فِي الذُلِّ شَرٌّ مِنَ الْفَقْرِ )7 ( وإيَّاكَ والتَّسليمَ بالغيبِ قبلَ أن ** تَرَى حُجَّةً تَجْلُو بِها غَامِضَ الأَمْرِ )8 ( ودارِ الَّذِي تَرْجُو وَتَخْشَى ودَادَهُ ** وَكُنْ مِنْ مَوَدَّاتِ الْقُلُوبِ عَلى حِذْرِ )9 ( فَقَدْ يَغْدِرُ الْخِلُّ الْوَفِيُّ لِهَفْوَةٍ ** وَيَحْلُو الرِّضَا بَعْدَ الْعَدَاوَةِ وَالشَرِّ )0 ( وفى النَّاسِ مَن تَلقاهُ فى زِى ِّ عابدٍ ** وَلِلْغَدْرِ فِي أَحْشَائِهِ عَقْرَبٌ تَسْرِي )
____________________
(1/370)
3( إذا أمكنَتهُ فُرصَةٌ نَزَعت بِهِ ** إلى الشرِّ أخلاقٌ نَبَتنَ على غمرِ )( ولا تحسبَنَّ الحِلم يَمنَعُ أهلَهُ ** وُقُوعَ الأَذَى ، فَالْمَاءُ وَالنَّارُ مِنَ صَخْرِ )( فَهَذِي وَصَاتِي ، فَاحْتَفِظْهَا تَفُزْ بِما ** تَمَنَّيْتَ مِنْ نَيْلِ السَّعَادَةِ فِي الدَّهْرِ )4 ( فإنى امرؤٌ جرَبتُ دهرى ، وزادنى ** بِهِ خِبْرَةً صَبْرِي عَلى الْحُلْوِ والْمُرِّ )5 ( بَلَغْتُ مَدَى خَمْسِينَ ، وازْدَدْتُ سَبْعَةً ** جَعَلْتُ بِهَا أَمْشِي عَلى قَدَمِ الْخِضْرِ )6 ( فكيفَ ترانى اليومَ أخشى ضَلالةً ** وشيبِى مِصباحٌ على نورِهِ أسرى ؟ )7 ( أَقُولُ بِطَبْعٍ لَسْتُ أَحْتَاجُ بَعْدَهُ ** إلى المَنهلِ المطروقِ ، والمنهَجِ الوَعرِ )8 ( وَلِي مِنْ جَنانِي إِنْ عَزَمْتُ وَمِقْوَلِي ** سِراجٌ وعَضبٌ ، ذا يضِئُ ، وذا يَفرِى )9 ( إِذَا جَاشَ طَبْعِي فَاضَ بِالدُّرِّ مَنْطِقِي ** وَلا عَجَبٌ ، فَالدُّرُّ يَنْشَأُ فِي الْبَحْرِ ) 40 ( تَدَبَّرْ مَقَالِي إِنْ جَهِلْتَ خَلِيقَتِي ** لِتَعْرِفَنِي ، فَالسَّيْف يُعْرَفُ بِاْلأَثْرِ )
____________________
(1/371)
4( وَلا تَعْجَبَنْ مِنْ مَنْطِقِي إِنْ تَأَرَّجَتْ ** بِهِ كُلُّ أَرضٍ ، فَهوَ ريحانَةُ العَصرِ ) 4( سَيَذْكُرُنِي بِالشِّعْرِ مَنْ لَمْ يُلاقِني ** وَذِكْرُ الْفَتَى بَعْدَ الْمَمَاتِ مِنَ الْعُمْرِ )
____________________
(1/372)
البحر : طويل ( أَبَى الشَّوقِ إلاَّ أَن يَحِنَّ ضَميرُ ** وكُلُّ مَشوقٍ بالحَنينِ جَديرُ ) ( وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ كِتْمانَ لَوْعَةٍ ** يَنِمُّ عَلَيْهَا مَدْمَعٌ وَزَفِيرُ ؟ ) ( خَضَعْتُ لأَحْكَامِ الْهَوَى ، وَلَطَالَمَا ** أَبَيْتُ فَلَمْ يَحْكُمْ عَليَّ أَمِيرُ ) 4 ( أفُلُّ شباةَ اللَّيثِ وهوَ مُناجِزٌ ** وأرهبُ لَحظَ الرِئمِ وَهوَ غَريرُ ) 5 ( وَيَجْزَعُ قَلْبي لِلصُّدُودِ ، وَإِنَّنِي ** لَدى البأسِ إن طاشَ الكَمِى ُّ صَبورُ ) 6 ( وَمَا كُلُّ مَنْ خَافَ الْعُيُونَ يَرَاعَةٌ ** وَلا كُلُّ مَنْ خَاضَ الْحُتُوفَ جَسُورُ ) 7 ( وَلكِن لأَحكامِ الهَوى جبَريَّةٌ ** تَبوخُ لَها الأنفاسُ وَهى تَفورُ ) 8 ( وإنِّى على ما كانَ مِن سَرَفِ الهَوى ** لَذُو تُدْرَإٍ في النَّائِباتِ مُغِيرُ ) 9 ( يُرافِقُنى عِندَ الخُطوبِ إذا عَرَت ** جَوادٌ ، وسَيفٌ صارِمٌ ، وجَفيرُ )0 ( وَيَصْحَبُنِي يَوْمَ الْخَلاَعَةِ وَالصِّبَا ** نَديمٌ ، وكَأسٌ رَيَّةٌ ، ومُديرُ )
____________________
(1/373)
1( فَطَوْراً لِفُرْسَانِ الصَّبَاحِ مُطَارِدٌ ** وَطَوْراً لإِخْوَانِ الصَّفَاءِ سَمِيرُ )( وَيَا رُبَّ حَيٍّ قَدْ صَبَحْتُ بِغارَةٍ ** تَكادُ لَها شُمُّ الجِبالِ تَمورُ )( وَلَيْلٍ جَمَعْتُ اللَّهْوَ فِيهِ بِغادَةٍ ** لَها نَظرةٌ تُسدِى الهَوى وتُنيرُ )4 ( عَقَلْنَا بِهِ مَا نَدَّ مِنْ كُلِّ صَبْوَةٍ ** وَطِرنا مَعَ اللّذَاتِ حَيثُ تَطيرُ )5 ( وَقُلنا لِساقينا أَدِرهَا ، فإنَّما ** بَقاءُ الفتى بَعدَ الشَبابِ يَسيرُ )6 ( فَطافَ بِها شَمسيَّةً ذَهبيَّةً ** لَهَا عِنْدَ أَلْبَابِ الرِجالِ ثُئُورُ )7 ( إذا ما شرِبناها أَقمنا مكانَنا ** وَظَلَّتْ بِنَا الأَرْضُ الْفَضَاءُ تَدُورُ )8 ( إِلى أَنْ أَمَاطَ اللَّيْلُ ثِنْيَ لِثَامِهِ ** وكادَت أساريرُ الصَباحِ تُنيرُ )9 ( ونَبَّهَنا وَقعُ النَدى فى خَميلةٍ ** لَها مِن نُجومِ الأقحوانِ ثُغورُ )0 ( تَناغَت بِها الأطيارُ حِينَ بَدا لَها ** مِنَ الْفَجْرِ خَيْطٌ كالْحُسامِ طَرِيرُ )
____________________
(1/374)
2( فَهُنَّ إلى ضَوءِ الصَباحِ نَواظِرٌ ** وعَن سُدفَةِ اللَّيل المجَنَّحِ زورُ )( خَوَارِجُ مِنْ أَيْكٍ ، دَوَاخِلُ غَيْرِهِ ** زَهاهُنَّ ظِلٌّ سابِغٌ وَغديرُ )( تَوَسَّدُ هَامَاتٌ لَهُنَّ وَسَائِداً ** مِن الرِّيشِ فيهِ طائِلٌ وَشَكِيرُ )4 ( كَأنَّ عَلى أعطافِها مِن حَبيكها ** تمائمَ لَم تُعقَد لَهُنَّ سُيورُ )5 ( إذا ضاحَكتها الشَّمسُ رَفَت ، كَأنَّما ** عَلى صَفحتيها سُندُسٌ وَحريرُ )6 ( فَلمَّا رأيتُ اللَّيلَ وَلَّى ، وأقبَلَت ** طَلائِعُ مِنْ خَيْلِ الصَّبَاحِ تُغِيرُ )7 ( ذَهَبْتُ أَجُرُّ الذَّيْلَ تِيهاً ، وإِنَّمَا ** يَتِيهُ الْفَتَى إِنْ عَفَّ وَهْوَ قَدِيرُ )8 ( وَلِي شِيمَةٌ تَأْبَى الدَّنَايَا ، وَعَزْمَةٌ ** تَفُلُّ شَباةَ الْخَطْبِ وَهْوَ عَسِيرُ )9 ( مُعوَّدة ألاَّ تكُفَّ عِنانَها ** عَنِ الجِدِّ إلاَّ أن تَتِمَّ أُمورُ )0 ( لَها مِن وَراءِ الغَيبِ أذنٌ سَميعَةٌ ** وعينٌ تَرى ما لا يراهُ بَصيرُ )
____________________
(1/375)
3( وإنِّى امرؤٌ صَعبُ الشَّكيمَةِ بالِغٌ ** بِنَفسى شَأواً ليسَ فِيهِ نَكيرُ )( وَفيتُ بِما ظَنَّ الكِرامُ فِراسَةً ** بِأَمْرِي ، وَمِثْلِي بِالْوَفاءِ جَدِيرُ )( فما أنا عَمَّا يُكسِبُ العِزَّ ناكِبٌ ** وَلا عِنْدَ وَقْعِ الْمُحْفِظَاتِ حَسِيرُ )4 ( إذا صُلتُ كَفَّ الدَّهرُ مِن غُلوائهِ ** وإن قُلتُ غَصَّت بِالقلوبِ صُدورُ )5 ( مَلَكْتُ مَقَالِيدَ الْكَلامِ ، وَحِكْمَةً ** لَهَا كَوْكَبٌ فَخْمُ الضِّيَاءِ مُنِيرُ )6 ( فَلَوْ كُنْتُ في عَصْرِ الْكَلامِ الَّذِي انْقَضَى ** لَبَاءَ بِفَضْلِي ( جَرْوَلٌ ) و ( جَرِيرُ ) )7 ( ولَو كُنتُ أدركتُ النُّواسِى َّ لم يَقُل ** أَجَارَةَ بَيْتَيْنَا أَبُوكِ غَيُورُ )8 ( وَمَا ضَرَّنِي أَنِّي تَأَخَّرْتُ عَنْهُمُ ** وَفَضلِى َ بينَ العالمينَ شَهيرُ )9 ( فَيَا رُبَّمَا أَخْلَى مِنَ السَّبْقِ أَوَّلٌ ** وَبَدَّ الجِيادَ السابِقاتِ أَخيرُ )
____________________
(1/376)
البحر : وافر تام ( وَ ذي وجهينِ ، تلقاهُ طليقاً ** مُحَيَّاهُ ، وَبَاطِنُهُ حَزِينُ ) ( يُعَاطِيكَ الْمُنَى بِلَحَاظِ رِيمٍ ** وَبَيْنَ ضُلُوعِهِ ضَبٌّ كَمِينُ )
____________________
(1/377)
البحر : طويل ( تَلاهَيْتُ إِلاَّ ما يُجِنُّ ضَمِيرُ ** وَدَارَيْتُ إِلاَّ مَا يَنِمُّ زَفِيرُ ) ( وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ كِتْمَانَ أَمْرِهِ ** وفى الصَّدرِ مِنهُ بارِحٌ وسَعيرُ ؟ ) ( فيا قاتلَ اللهُ الهوى ، ما أشدَّهُ ** عَلى الْمَرْءِ إِذْ يَخْلُو بهِ فَيُغِيرُ ! ) 4 ( تَلينُ إليهِ النَّفسُ وَهى َ أبيَّةٌ ** وَيَجْزَعُ مِنْهُ الْقَلْب وَهْوَ صَبُورُ ) 5 ( نَبَذْتُ لَهُ رُمْحي ، وَأَغْمَدْتُ صَارِمِي ** وَنَهْنَهْتُ مُهْرِي ، والْمُرادُ غَزِيرُ ) 6 ( وَأَصْبَحْتُ مَفْلُولَ الْمَخَالِبِ بَعْدَمَا ** سَطوتُ وَلى فى الخافِقينِ زَئيرُ ) 7 ( فَيا لَسراةِ القومِ ! دَعوةُ عائذٍ ** أَمَا مِنْ سَمِيعٍ فِيكُمُ فَيُجِيرُ ؟ ) 8 ( لَطَالَ عَليَّ اللَّيْلُ حَتَى مَلِلْتُهُ ** وعَهدِى بهِ فيما عَلِمتُ قصيرُ ) 9 ( أَلا ، فَرَعَى اللَّهُ الصِّبَا ، مَا أَبَرَّهُ ! ** وحيَّا شَباباً مَرَّ وَهوَ نَضيرُ )0 ( إِذِ الْعَيْشُ أَفْوَافٌ ، تَرِفُّ ظِلالُهُ ** عَلينا ، وسَلسالُ الوَفاءِ نَميرُ )
____________________
(1/378)
1( وَإِذْ نَحْنُ فيما بَيْنَ إِخْوَانِ لَذَّةٍ ** عَلى شِيَمٍ مَا إِنْ بِهِنَّ نَكِيرُ )( تَدُورُ عَلَيْنَا الْكَأْسُ بَيْنَ مَلاعِبٍ ** بِها اللَّهْوُ خِدْنٌ ، وَالشَّبَابُ سَمِيرُ )( فَأَلْحَاظُنَا بَيْنَ النُّفُوسِ رَسَائلٌ ** وريحانُنا بينَ الكئوسِ سَفيرُ )4 ( عَقدنا جناحَى ليلِنا بنهارِنا ** وطِرنا معَ اللذَّات حيثُ تَطيرُ )5 ( وقُلنا لِساقينا أدِرها ، فإنَّما ** بَقاءُ الفتى بَعدَ الشَبابِ يَسيرُ )6 ( فَطافَ بِها شَمسيَّةً لَهبيَّةً ** لَهَا عِنْدَ أَلْبَابِ الرِّجالِ ثُئُورُ )7 ( إذا ما شَرِبناها أقمنا مَكاننا ** وَظَلَّتْ بِنَا الأَرْضُ الْفَضَاءُ تَدُورُ )8 ( وَكَمْ لَيْلَةٍ أَفْنَيْتُ عُمْرَ ظَلاَمِها ** إِلى أَنْ بَدَا للِصُّبْحِ فيهِ قَتِيرُ )9 ( شَغَلْتُ بِها قَلْبِي ، وَمَتَّعْتُ نَاظِرِي ** ونَعَّمتُ سَمعى والبَنانُ طَهورُ )0 ( صَنَعتُ بِها صُنعَ الكَريمِ بِأهلهِ ** وجِيرتهِ ، والغادِرونَ كثيرُ )
____________________
(1/379)
2( فَمَا رَاعَنَا إِلاَّ حَفِيفُ حَمَائِمٍ ** لَها بينَ أطرافِ الغُصونِ هَديرُ )( تُجَاوِبُ أَتْرَاباً لَهَا فِي خَمَائِلٍ ** لَهُنَّ بِها بَعدَ الحَنينِ صَفيرُ )( نَوَاعِمُ لا يَعْرِفْنَ بُؤْسَ مَعِيشَةٍ ** ولا دائراتِ الدَهرِ كَيفَ تَدورُ )4 ( تَوَسَّدُ هَامَاتٌ لَهُنَّ وَسَائِداً ** مِنَ الرِّيشِ فِيهِ طَائِلٌ وَشَكِيرُ )5 ( كَأنَّ على أعطافِها مِن حَبيكِها ** تَمائمَ لَم تُعقَد لَهُنَّ سُيورُ )6 ( خَوَارِجُ مِنْ أَيْكٍ ، دَواخِلُ غَيْرِهِ ** زَهاهنَّ ظِلٌّ سَابِغٌ وغَديرُ )7 ( إذا غازَلَتها الشَمسُ رفَّت ، كأنَّما ** على صَفحتيها سُندسٌ وَحريرُ )8 ( فلمَّا رَأيتُ الصُبحَ قَد رفَّ جِيدهُ ** وَلَمْ يَبْقَ مِنْ نَسْجِ الظَلامِ سُتُورُ )9 ( خَرَجْتُ أَجُرُّ الذَّيْلَ تِيهاً ، وَإِنَّمَا ** يَتِيهُ الْفَتَى إِنْ عَفَّ وَهْوَ قَدِيرُ )0 ( وَلِي شِيمَةٌ تَأْبَى الدَّنَايَا ، وَعَزْمَةٌ ** تَرُدُّ لُهامَ الجيشِ وَهوَ يَمورُ )
____________________
(1/380)
3( إِذَا سِرْتُ فَالأَرْضُ الَّتِي نَحْنُ فَوْقَهَا ** مَرادٌ لِمُهرِى ، والمَعاقِلُ دُورُ )( فَلا عَجبٌ إن لَم يَصُرنى مَنزِلٌ ** فَليسَ لِعِقبانِ الهَواءِ وُكورُ )( هَمامَةُ نَفسٍ ليسَ يَنقى رِكابَها ** رَواحٌ عَلى طُولِ المَدى وبُكورُ )4 ( مُعَوَّدةٌ ألاَّ تَكفَّ عِنانَها ** عَنِ الجِدِّ إلاَّ أن تَتِمَّ أُمورُ )5 ( لَها منْ وَراءِ الغَيبِ أُذنٌ سَميعَةٌ ** وعَينٌ تَرى ما لا يراهُ بَصيرُ )6 ( وَفيتُ بِما ظَنَّ الكِرامُ فِراسةً ** بِأَمْرِي ، وَمِثْلِي بِالْوَفَاءِ جَدِيرُ )7 ( وَأَصْبَحْتُ مَحْسُودَ الْجَلالِ ، كَأَنَّنِي ** عَلى كُلِّ نَفسٍ فى الزَمانِ أَميرُ )8 ( إذا صُلتُ كَفَّ الدَهرُ مِن غُلَوَائهِ ** وإِن قُلتُ غَصَّت بِالقلوبِ صُدورُ )9 ( مَلَكْتُ مَقَالِيدَ الْكَلاَمِ ، وَحِكْمَةً ** لَهَا كَوْكَبٌ فَخْمُ الضِّيَاءِ مُنِيرُ ) 40 ( فَلَوْ كُنْتُ فِي عَصْرِ الْكَلامِ الَّذِي انْقَضَى ** لَبَاءَ بِفَضْلِي ( جَرْوَلٌ ) و ( جَرِيرُ ) )
____________________
(1/381)
4( وَلَو كُنتُ أَدرَكتُ ' النُواسِى َّ ' لم يَقُل ** أَجَارَةَ بَيْتَيْنَا أَبُوكِ غَيُورُ ) 4( وَمَا ضَرَّنِي أَنِّي تَأَخَّرْتُ عَنْهُمُ ** وفَضلِى َ بينَ العالمينَ شَهيرُ ) 4( فَيَا رُبَّما أَخْلَى مِنَ السَّبقِ أَوَّلٌ ** وبَذ الجيادَ السَابِقاتِ أَخيرُ )
____________________
(1/382)
البحر : طويل ( حويتَ منَ السوءاتِ ما لوْ طرحتهُ ** عَلَى الشَّمْسِ لَمْ تَطْلُعْ بِكُلِّ مَكَانِ ) ( وَمَا تَرَكَ الهَاجُونَ فِيكَ بَقِيَّةً ** يَدُورُ عَلَيْهَا في الْهِجَاءِ لِسَانِي )
____________________
(1/383)
البحر : بسيط تام ( أَضوءُ شَمسٍ فَرى سِربالَ دَيجورِ ** أَم نورُ عِيدٍ بِعقدِ التاجِ مَشهورِ ؟ ) ( وَأَنْجُمٌ تِلْكَ أَمْ فُرْسَانُ عَادِيَةٍ ** تَخْتَالُ فِي مَوْكِبٍ كَالْبَحْرِ مَسْجور ) ( مِنْ كُلِّ أَرْوَعَ يَجْلُو ظِلَّ عِثْيَرِهِ ** بِصَارِمٍ كَلِسَانِ النَارِ مَسْعُورِ ) 4 ( لا يَرْهَبُونَ عَدُوّاً فِي مُغَاوَرَةٍ ** وَكَيْفَ يَرْهَبُ لَيْثٌ كَرَّ يَعْفُورِ ؟ ) 5 ( مُستَوفِزونَ لِوحى مِن لَدن مَلكٍ ** بادِي الْوَقَارِ عَلى الأَعَدْاءِ مَنْصُورِ ) 6 ( في دَوْلَةٍ بَلَغَتْ بِالْعَدْلِ مَنْزِلَةً ** عَلْيَاءَ كالشَّمْسِ فِي بُعْدٍ ، وَفِي نُورِ ) 7 ( طَلَعتَ فيها طُلوعَ البدرِ ، فازدَهَرت ** أَقطارُها بِضِياءٍ مِنكَ منشورِ ) 8 ( فَلْيَفْخَرِ التَّاجُ إِذْ دَارَتْ مَعَاقِدُهُ ** على جَبينٍ بِنورِ السَّعدِ مَغمورِ ) 9 ( كَأنَّما صَاغَ كَفُّ الأُفقِ أنجمَهُ ** لِلبدرِ ما بينَ مَنظومٍ ومَنثورِ )0 ( فيالَها حَفلةً لِلمَلكِ ! ما بَرِحَت ** تَارِيخَ مَجْدٍ بِكَفِّ الدَّهْرِ مَسْطُورِ )
____________________
(1/384)
1( ظَلَّت بها حدَقُ الأملاكِ شاخِصةً ** إلَى مَهيبٍ بِفضلِ الحِلمِ مَشكورِ )( فَكم أميرٍ بِحُسنِ الحظِّ مُبتَهِجٍ ** وكَم وزيرٍ بِكأسِ البِشرِ مَخمورِ )( فَالأَرْضُ فِي فَرَحٍ ، والدَّهْرُ فِي مَرَحٍ ** والنَّاسُ مَا بَيْنَ تَهْلِيلٍ وَتَكْبِيرِ )4 ( فى كُلِّ مملكةٍ تَيَّارُ كَهرَبةٍ ** يَسرى ، وفى كلُّ نادٍ صَوتَ تَبشيرِ )5 ( يَوْمٌ بِهِ طَنَّتِ الأَسْمَاعُ مِنْ طَرَبٍ ** كَأنَّ فى كُلِّ أذنٍ سِلكَ طُنبورِ )6 ( وَكَيْفَ لا تَبْلُغُ الأَفْلاَكَ دَوْلَةُ مَنْ ** أَضْحَى بِهِ الْعَدْلُ حِلاًّ غَيْرَ مَحْظُورِ ؟ )7 ( هُوَ الْمَلِيكُ الَّذي لَوْلا مَآثِرُهُ ** ما كان في الدهر يسرٌ بعد معسورِ )8 ( فلَّ النَّوائِبَ ، فانصاحَت دَياجرُها ** بِمُرهَفٍ مِن سيوفِ الرَّأى ِ مأثورِ )9 ( وَأَصْلَحَتْ عَنَتَ الأَيَّامِ حِكْمَتُهُ ** من بعدِ ما كانَ صدعاً غَيرَ مَجبورِ )0 ( مُسَدَّدُ الرَّأى ِ ، مَوقوفُ الظُّنونِ على ** رَعى ِ السِياسةِ فى ثَبتٍ وتحويرِ )
____________________
(1/385)
2( لا يُغمِدُ السَّيفَ إلاَّ بَعدَ مَلحَمةٍ ** ولا يُعاقِبُ إلاَّ بَعدَ تَحذيرِ )( يَأيُّها المالِكُ المَيمونُ طائرهُ ** أَبْشِرْ بِفَتْحٍ عَظيمِ الْقَدْرِ مَنْظُورِ )( إِنَّ الْخُطُوبَ الَّتِي ذَلَّلْتَ جَانِبَهَا ** بِحُسنِ رَأيكَ لَم تُقدَر لمقدورِ )4 ( بَلَغْتَ بِالشَّرْقِ مَا أَمَّلْتَ مِنْ وَطَرٍ ** وَنِلْتَ بِالْغَرْبِ حَقّاً غَيْرَ مَنْكُورِ )5 ( فَمَنْ يُبَارِيكَ فِي فَضْلٍ وَمَكْرُمَةٍ ؟ ** ومَن يُدانيكَ فى حَزمٍ وتَدبيرِ ؟ )6 ( لَولاكَ ما دامَ ظِلُّ السلمِ ، وانحسرَتْ ** ضَبَابَةُ الْحَرْبِ إِلاَّ بَعْدَ تَغْرِيرِ )7 ( ولا سَرى الأمنُ بَعدَ الخوفِ ، واعتَصمَت ** بِجانبِ الصَّبرِ همَّاتُ المغاويرِ )8 ( فاسلَم لِمُلكٍ مَنيعِ السَّرحِ تَكلَؤهُ ** بِعَيْنِ ذِي لِبَدٍ ، فِي الْغَابِ مَحْذُورِ )9 ( وَاقْبَلْ هَدِيَّةَ فَكْرٍ قَدْ تَكَنَّفَهَا ** رَوعُ الخجالةِ مِن عَجزٍ وتَقصيرِ )0 ( وَسَمْتُهَا بِ سْمِكَ الْعَالِي ، فَأَلْبَسَهَا ** جِلْبَابَ فَخْرٍ طَوِيلِ الذَّيْلِ مَجْرُور )
____________________
(1/386)
3( لَوْلاَ صِفَاتُكَ وَهْيَ الدُّرُّ مَا بَهرَتْ ** أبياتُها الغرُّ من حُسنٍ وتَحبيرِ )( شَمائلٌ زَيَّنت قَولى بِرونقِها ** كَالسِّحْرِ يَفْتِنُ بَيْنَ الأَعْيُنِ الْحُورِ )( شَفَّتْ زُجَاجةُ فِكْرِي ، فَارْتَسَمْتُ بِها ** عُلْيَاكَ مِنْ مَنْطِقِي في لَوْحِ تَصْوِيرِ )4 ( فَاسْعَدْ بِيَوْمٍ تَجَلَّى السَّعْدُ فِيهِ عَلَى ** نَادِي عُلاَكَ بِتَعْظِيمٍ وَتَوْقِيرِ )5 ( وَدُمْ عَلَى الدَّهْرِ فِي مُلْكٍ تَعِيشُ بِهِ ** مَرفَّهَ النَّفْسِ حَتَّى نَفْخَةِ الصُّورِ )
____________________
(1/387)
البحر : وافر تام ( إِذَا مَا الْمَرْءُ أَعْقَبَ ، ثُمَّ أَوْدَى ** تَعَادَلَ فَهْوَ مَوْجُودٌ وَفَانِي ) ( وَ ما الدنيا سوى أخذٍ وردًّ ** وَهَدْمٍ نَابَ عَنْه بِنَاءُ بَانِي )
____________________
(1/388)
البحر : طويل ( طَرِبتُ ، وعَادَتنى المَخيلةُ والسُّكرُ ** وَأَصْبَحْتُ لاَ يُلْوِي بِشِيمَتِي الزَّجْرُ ) ( كَأَنِّيَ مَخْمُورٌ سَرَتْ بِلِسَانِهِ ** مُعتَّقةٌ مِمَّا يَضنُّ بِها التجرُ ) ( صَرِيعُ هَوىً ، يُلْوي بِيَ الشَّوْقُ كُلَّمَا ** تَلأْلأَ بَرْقٌ ، أَوْ سَرَتْ دِيَمٌ غُزْرُ ) 4 ( إِذَا مَال ميزَانُ النَّهارِ رَأَيْتُنِي ** على حَسراتٍ لا يُقاومها صَبرُ ) 5 ( يَقولُ أناسٌ إنَّهُ السِحرُ ضلَّةً ** وَمَا هِيَ إلاَّ نَظْرَةٌ دُونَهَا السِّحْرُ ) 6 ( فَكَيْفَ يَعِيبُ النَّاسُ أَمْرِي ، وَلَيْسَ لِي ** وَلاَ لاِمْرِىء ٍ في الحُبِّ نَهْيٌ وَلاَ أَمْرُ ؟ ) 7 ( ولَو كانَ ممَّا يُستطاعُ دِفاعهُ ** لألوَت بهِ البيضُ المباتير والسُّمرُ ) 8 ( وَلَكِنَّهُ الْحُبُّ الَّذِي لَوْ تَعَلَّقَتْ ** شرارتهُ بِالجمرِ لاحتَرقَ الجمرُ ) 9 ( عَلَى أَنَّنِي كَاتَمْتُ صَدْرِيَ حُرْقَةً ** مِنَ الْوجْدِ لاَ يَقْوَى عَلَى حَمْلِها صَدْرُ )0 ( وَكَفْكَفْتُ دَمْعاً ، لَوْ أَسَلْتُ شُئُونَهُ ** عَلَى الأَرْضِ مَا شَكَّ امْرُؤٌ أَنَّهُ الْبَحْرُ )
____________________
(1/389)
1( حياءً وكِبراً أن يقالَ ترجَّحت ** بهِ صَبوةٌ ، أو فلَّ من غَربهِ الهَجرُ )( وإنِّى امرؤٌ لولا العوائقُ أذعَنت ** لِسلطانهِ البدو المُغيرَةُ والحَضرُ )( مِنَ النَّفَرِ الْغُرِّ الَّذِين سُيُوفُهُمْ ** لَهَا في حَوَاشِي كُلِّ دَاجِيَةٍ فَجْرُ )4 ( إِذَا اسْتَلَّ مِنْهُمْ سَيِّدٌ غَرْبَ سَيْفِهِ ** تفزَّعتِ الأفلاكُ ، والتفَتَ الدَهرُ )5 ( لَهُمْ عُمُدٌ مَرْفُوعةٌ ، وَمَعاقِلٌ ** وألوِيةٌ حُمرٌ ، وأفنيَةٌ خُضرُ )6 ( وَنَارٌ لَهَا فِي كُلِّ شَرْقٍ ومَغْرِبٍ ** لِمُدَّرِعِ الظَّلْمَاءِ أَلْسِنَةٌ حُمْرُ )7 ( تَمُدُّ يَداً نَحْوَ السَّمَاءِ خَضِيبَةً ** تصافحها الشِعرَى ، ويلثِمُها الغَفرُ )8 ( وَخَيْلٌ يَعُمُّ الْخَافِقَيْنِ صَهِيلُهَا ** نزائعُ معقودٌ بِأعرافِها النَّصرُ )9 ( مُعَوَّدةٌ قَطعَ الفيافى ، كأنَّها ** خُداريَّةٌ فتخاءُ ، ليسَ لَها وكرُ )0 ( أقاموا زماناً ، ثمَّ بدَّدَ شملهُم ** ملولٌ منَ الأيَّامِ ، شيمتُهُ الغدرُ )
____________________
(1/390)
2( فلم يبقَ منهُم غيرُ آثارِ نِعمَةٍ ** تضوعُ بِريَّاها الأحاديثُ والذكرُ )( وَقَدْ تَنْطِقُ الآثَارُ وَهْيَ صَوَامِتٌ ** ويُثنى بريَّاهُ على الوابلِ الزَّهرُ )( لَعَمْرُكَ مَا حَيٌّ وَإِنْ طَالَ سَيْرُهُ ** يُعدُّ طليقاً والمنونُ لهُ أسرُ )4 ( وما هذهِ الأيامُ إلاَّ منازلٌ ** يَحُلُّ بِها سَفْرٌ ، وَيَتْرُكُهَا سَفْرُ )5 ( فلا تَحسبنَّ المرءَ فيها بِخالدٍ ** وَلَكِنَّهُ يَسْعَى ، وَغَايَتُهُ الْعُمْرُ )
____________________
(1/391)
البحر : وافر تام ( كَتَمْتُ هَوَاكِ حَتَّى لَيْسَ يَدْرِي ** لساني ما تضمنهُ جناني ) ( وَ لي بينَ الجوانحِ منكِ سرٌّ ** خفيٌّ لا يعيهِ الكاتبانِ ) ( وَكَيْفَ يَخُطُّهُ الْمَلَكَانِ عَنِّي ** وَلَمْ يَنْطِقْ بِغَامِضِهِ لِسَانِي ؟ )
____________________
(1/392)
البحر : طويل ( سَل الجيزةَ الفيحاءَ عنْ هرَمَى ْ مِصرِ ** لَعَلَّكَ تَدْرِي غَيْبَ مَا لَمْ تَكُنْ تَدْرِي ) ( بِنَاءَانِ رَدَّا صَوْلَةَ الدَّهْرِ عَنْهُمَا ** ومن عجبٍ أن يَغلِبا صولةَ الدَّهرِ ) ( أَقَامَا عَلَى رَغْمِ الْخُطُوبِ لِيَشْهَدَا ** لبانيهِما بينَ البريَّةِ بالفَخرِ ) 4 ( فكم أممٍ فى الدَّهرِ بادَت ، وأعصرٍ ** خَلت ، وهُما أعجوبَةُ العينِ والفكرِ ) 5 ( تَلوحُ لآثارِ العُقولِ عَليهِما ** أساطيرُ لاتَنفكُّ تتلى إلى الحَشرِ ) 6 ( رُمُوزٌ لَو اسْتَطْلَعْتَ مَكْنُونَ سِرِّهَا ** لأبصرتَ مجموعَ الخلائقِ فى سَطرِ ) 7 ( فما من بناءٍ كانَ ، أو هوَ كائنٌ ** يُدَانِيهِمَا عِنْدَ التَأَمُّلِ وَالْخُبْرِ ) 8 ( يُقَصِّرُ حُسْناً عَنْهُمَا ( صَرْحُ بَابِلٍ ) وَيَعْتَرِفُ ( الإِيوَانُ ) بِالْعَجْزِ وَالْبَهْرِ ) 9 ( فلو أنَّ ' هاروتَ ' انتحَى مَرصديهِما ** لألقى مَقاليدَ الكَهانةِ والسِحرِ )
____________________
(1/393)
10 ( كَأَنَّهُمَا ثَدْيَانِ فَاضَا بِدِرَّةٍ ** منَ النيلِ تروى غُلَّةَ الأرضِ إذ تجرِى )( وبينَهما ' بَلْهيبُ ' فى زِى ِّ رابضٍ ** أَكَبَّ عَلَى الْكَفَّيْنِ مِنْهُ إِلَى الصَّدْرِ )( يُقَلِّبُ نَحْوَ الشَّرْقِ نَظْرَةَ وَامِقٍ ** كَأَنَّ لَهُ شَوْقاً إِلَى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )( مَصانِعُ فيها للعلومِ غوامِضٌ ** تَدُلُّ عَلَى أَنَّ ابْنَ آدَمَ ذُو قَدْر )4 ( رسا أصلُها ، وامتدَّ فى الجَوِّ فَرعُها ** فأصبَحَ وكراً للسِماكَينِ والنَسرِ )5 ( فقُمْ نَغترِف خَمرَ النُّهى مِن دِنانِها ** ونَجنى بِأيدى الجدِّ رَيحانةَ العُمرِ )6 ( فَثمَّ علومٌ لم تفَتَّق كِمامُها ** وثَمَّ رموزٌ وحيُها غامِضُ السِرِّ )7 ( أقمتُ بِها شَهرا ، فأدرَكتُ كُلَّ ما ** تَمَنَّيْتُهُ مِنْ نِعْمَةِ الدَّهْرِ فِي شَهْر )8 ( نَروحُ ونَغدو كُلَّ يومٍ لنَجتنى ** أزاهيرَ علمٍ لاتجفُّ معَ الزَّهرِ )9 ( إذا ما فتحنا قفلَ رمزٍ بَدت لنا ** مَعَارِيضُ لمْ تُفْتَحْ بِزِيجٍ وَلاَ جَبْرِ )
____________________
(1/394)
20 ( فَكَمْ نُكَتٍ كَالسِّحْرِ فِي حَرَكَاتِهِ ** تُريكَ مدبَّ الرُّوحِ فى مُهجَةِ الذرِّ )( سَكِرْنَا بِما أَهْدَتْ لَنَا مِنْ لُبابِها ** فيا لكَ مِن سكرٍ أتيحَ بلا خَمرِ ! )( وما ساءنى إلاَّ صَنيعُ معاشرٍ ** أَلَحُّوا عَلَيْهَا بِالْخِيَانَةِ وَالْغَدْرِ )( أبادوا بِها شَملَ العُلومِ ، وشَوَّهوا ** مَحَاسِنَ كَانَتْ زِينَةَ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ )4 ( فَكم سَمَلوا عَيناً بِها تُبصَرُ العُلا ** وَشَلُّوا يَداً كَانَتْ بِها رَايَةُ النَّصْرِ )5 ( تمنَّوا لقاطَ الدُرِّ جَهلاً ، وما درَوا ** بِأَنَّ حَصَاهَا لاَ يُقَوَّمُ بِالدُرِّ )6 ( وفَلُّوا لِجمعِ التِبرِ صُمَّ صُخورِها ** وَأَيْسَرُ مَا فَلُّوهُ أَغْلَى مِنَ التِّبْرِ )7 ( وَلَكِنَّهُمْ خَابُوا ، فَلَمْ يَصِلُوا إِلى ** مُناهُم ، ولاأبقوا علَيها منَ الخَترِ )8 ( فَتبًّا لَهُم مِن مَعشرٍ نَزَعَت بِهِم ** إلى الغى ِّ أخلاقٌ نَبتنَ على غِمرِ )9 ( ألا قبَّحَ اللهُ الجهالة ، إنَّها ** عَدوَّة ما شادَتهُ فِينا يدُ الفِكرِ )
____________________
(1/395)
30 ( فلَو رَدَّتِ الأيَّامُ مُهجَةَ ' هُرمُسٍ ' ** لأعولَ من حزنٍ على نوَبِ الدَهرِ )( فيا نَسَماتِ الفَجرِ ! أدَّى تَحيَّتى ** إِلى ذَلِكَ الْبُرْجِ الْمُطلِّ عَلى النَّهْرِ )( ويا لَمعاتِ البرق ! إن جُزتِ بالحِمى ** فَصُوبِي عَلَيْهَا بِالنِّثَارِ مِنَ الْقَطْرِ )( عَليها سَلامٍ من فؤادٍ متيَّمٍ ** بِها ، لاَ بِرَبَّاتِ الْقَلائِدِ والشَّذْرِ )4 ( ولا بَرِحَت فى الدَّهرِ وَهى َ خوالِدٌ ** خُلودَ الدَّرارى والأَوابدِ مِن شِعرى )
____________________
(1/396)
البحر : طويل ( يَمُوتُ مَعِي سِرُّ الصَّدِيق وَلَحْدُهُ ** ضَمِيرٌ لَهُ الْجَنْبَانِ مَكْتَنِفَانِ ) ( وَأُسْأَلُ يَوْمَ الْبَعْثِ عَنْ كُلِّ مَا وَعَى ** سَمَاعٌ وَمَا فَاهَتْ بِهِ شَفَتَانِ ) ( فأنكرهُ منْ بينِ ما في صحيفتي ** وَ أجحدهُ إذْ يشهدُ الملكانِ ) 4 ( وَذَنْبِيَ فِي ذَا الْجَحْدِ أَيْسَرُ مَحْمَلاً ** منَ الذنبِ في إفشائهِ بلساني )
____________________
(1/397)
البحر : طويل ( أديرا كئوسَ الرَّاحِ ، قَد لمعَ الفَجرُ ** وصاحَت بِنا الأطيارُ أن وجبَ السُّكرُ ) ( أما تريانِ اللَّيلَ كيفَ تسللَت ** كَوَاكِبُهُ لِلْغَرْبِ ، وَانْحَدَرَ النَّسْرُ ) ( فَقُومَا انْظُرَا ما يَصْنَعُ الصُّبْحُ بِالدُّجَى ** فإنِّى أرى ما ليسَ يبلُغُهُ الذِّكرُ ) 4 ( أرى أدهماً يتلوهُ أشهبُ طارِدٌ ** كِلا الْفَرَسَيْنِ اغْتَالَ شَأْوَهُمَا الْحُضْرُ ) 5 ( وقَد حنَّتِ الأطيارُ فى وكُناتِها ** وقَامَ يُحيِّينا على سَاقهِ الزَهرُ ) 6 ( وأصبَحتِ الغُدرانُ تَصقلُها الصَبا ** وَيَرْقُمُ مَتْنَيْهَا بِلُؤْلُئِهِ الْقَطْرُ ) 7 ( تَرِفُّ كما رفَّت صحائفُ فِضَّةٍ ** عَليهِنَّ مِن لألاءِ شمسِ الضُحى تِبرُ ) 8 ( كَأَنَّ بَنَاتِ الْمَاءِ تَقْرَأُ مَتْنَهَا ** صَبَاحاً ، وَظِلُّ الغُصْنِ لاَحَ بِها سَطْرُ ) 9 ( عَصَائِبُ حَوْلَ الْمَاءِ يَدْرِمْنَ هُتَّفاً ** بِلحنٍ له فى كُلِّ سامِعةٍ أثرُ )0 ( إذا صَرصَرَ البازى تلبَّدنَ بِالثرَى ** مِنَ الرُعبِ حتَّى لا يَبينُ لَها صَرُّ )
____________________
(1/398)
1( يُسَارِقْنَهُ حَتَّى إِذَا غَابَ ظِلُّهُ ** عَنِ الْمَاءِ عَادَ اللَّحْنُ ، وَانْتَشَرَ الْهَدْرُ )( تَرَاهُنَّ أَسْرَاباً عَلَى الْمَاءِ حُوَّماً ** يُقرِّبها ظِمءٌ ، ويُبعدُها ذعرُ )( تَروحُ وتغدو بينَ أفنانِ دوحَةٍ ** سَقَاهَا مِنَ الْوَسْمِيِّ مُسْتَوْكَفٌ غَزْرُ )4 ( لَهَا فِي نَوَاحِي الأُفْقِ لَفْتَةُ أَصْيَدٍ ** يَلُوحُ عَلَى أَطْرافِ عِرْنِينِهِ الْكِبْرُ )5 ( مَلاعِبُ لَهوٍ يَقصُرُ الطَرفُ دُونَها ** وَدُنْيَا نَعِيمٍ لا يُحِيطُ بِها الْفِكْرُ )6 ( فيا صاحِبى نَجواى َ ! قوما لِشُربِها ** ففى مِثلِ هذا اليومِ طابَت لنا الخَمرُ )7 ( وشَأنكُما فى الراحِ ، فالعيشُ والصِبا ** إِذَا الرَّاحُ لَمْ تَخْفِرْهُمَا فَسَدَ الْعُمْرُ )8 ( خَبيئَةُ قَوْم خَلَّفُوهَا لِغَيْرهمْ ** خلَت دونَها الأيَّامُ ، واختَلَفَ العَصرُ )9 ( فجاءَت كَمِصباحِ السَماءِ مُنيرةً ** إذا اتقدَت في الكأسِ سارَ بِها السَفرُ )0 ( وإن أنتما غنَّيتمانى فَلتَكُن ** أَنَاشِيدَ يَهْفُو دُونَ تَسْماعِها الصَّبْرُ )
____________________
(1/399)
2( أَنَاشِيدَ فِيها لِلْمَلِيحَةِ وَالْهَوَى ** مَعاذيرُ أحوالٍ يَلينُ لَها الصَّخرُ )( لَعلَّ هواها أن يعودَ كما بَدا ** رَخِيَّ الْحَوَاشِي قَبْلَ أَنْ يَنْشَبَ الْهَجْرُ )( مِنَ الْبِيضِ ، مَيْسَانُ الْعَشِيَّاتِ ، غَادَةٌ ** سَلِيمَةُ مَا تَحْوِي الْمَعَاقِدُ وَالأُزْرُ )4 ( إِذَا سَفَرَتْ وَالْبَدْرُ لَيْلَةَ تِمِّهِ ** ولاحا سَواءً ، قيلَ أيُّهُما البَدرُ ؟ )5 ( لها لَفتةُ الخشفُ الأغنِّ ، ونَظرةٌ ** تُقصِّرُ عن أمثالِها الفَتكَةُ البِكرُ )6 ( تَرُدُّ النُّفُوسَ السَّالِماتِ سَقِيمَةً ** وَتَفْعَلُ مَا لاَ تَفْعَلُ الْبِيضُ وَالسُّمْرُ )7 ( خَفضتُ لَها مِنِّى جناحَى مودَّةٍ ** وَدِنْتُ لِعَيْنَيْهَا كَمَا حَكَمَ الدَّهْرُ )8 ( عَلى أَنَّ مَا بَيْني وَبَيْنَ عَشِيرِهَا ** قَوارِعُ سوءٍ لا ينامُ لَها وِترُ )9 ( فيا ربَّةَ الخَلخَالِ ! رفقاً بِمُهجَتى ** فَبِالْغَادَةِ الْحَسْنَاءِ لاَ يَحْسُنُ الْغَدْرُ )0 ( وَبُقْيَا عَلى قَلْبِي ، فَلَوْ لَمْ يَكُنْ بِهِ ** سِوَى حُبِّ ' عبدِ اللهِ ' كانَ لَهُ عُذرُ )
____________________
(1/400)
3( أخى ، وصَديقى ، وابنُ ُدِّى ، وصاحِبى ** وَمَوْضِعُ سِرِّي حِينَ يَعْتَلِجُ الصَّدْرُ )( هُوَ الصَّاحبُ الْمَشْكُورُ فِي الْوُدِّ سَعْيُهُ ** وَمَا خَيْرُ وُدٍّ لَيْسَ يَلْحَقُهُ شُكْرُ ؟ )( أمينٌ على غيبِ الصَّديقِ إذا ونَت ** عُهودُ أُناسٍ ، أو تطرَّقها فَترُ )4 ( فَلا جَهْرُهُ سِرٌّ ، وَلاَ سِرُّ صَدْرِهِ ** إِذَا امْتَحَنَ الْوَاشِي ضَمائِرَهُ جَهْرُ )5 ( يَدِبُّ على المَعنى الخَفِى ِّ بِفِكرةٍ ** سواءٌ لديها السَهلُ فى ذاكَ والوَعرُ )6 ( لَهُ الْبُلْجَةُ الْغَرَّاءُ يَسْرِي شُعَاعُهَا ** إذا غامَ أفقُ الفَهمِ ، والتبسَ الأمرُ )7 ( تَزاحمُ أفواجُ الكَلامِ بِصدرهِ ** فَلَوْ غَضَّ مِنْ صَوْتٍ لَكَانَ لَهَا هَدْرُ )8 ( لَهُ قَلَمٌ لَوْلاَ غَزَارةُ فِكْرِهِ ** لَجَفَّتْ لَدَيْهِ السُّحْبُ ، أَوْ نَفِدَ الْبَحْرُ )9 ( إِذَا اخْتَمَرَتْ بِاللَّيْلِ قِمَّةُ رَأْسِهِ ** تفجَّرَ من أطرافِ لِمَّتِها الفَجرُ ) 40 ( إِلَيْكَ ابْنَ بَطْحَاءِ الْكَلامِ تَشَذَّرَتْ ** بِركبِ المعانى لا يُكفكِفُها الزَجرُ )
____________________
(1/401)
4( قلائصُ لا يَرعَينَ عازِبةَ الكلا ** وَلاَ يَسْتَبِقْنَ الْمَاءَ إِنْ فَاتَهَا الْعِشْرُ ) 4( وَمَا هُوَ إِلاَّ الشِّعْرُ سَارَتْ عِيابُهُ ** وفى طَيِّها من طيبِ ما ضُمِّنَت نَشرُ ) 4( فَأَلْقِ إِلَيْهِ السَّمْعَ يُنْبِئْكَ أَنَّهُ ** هُوَ الشِعرُ ، لا ما يدَّعى الملأُ الغَمرُ ) 44 ( يَزيدُ على الإنشادِ حُسناً ، كأنَّنى ** نَفَثْتُ بِهِ سِحْراً ، وَلَيْسَ بِهِ سِحْرُ ) 45 ( فَدُمْ لِلْعُلا ، وَالْعِلْمِ ، وَالْحِلْمِ ، والتُّقَى ** وَنَيْلِ الْمُنَى مَا أَوْرَقَ الْغُصُنُ النَّضْرُ )
____________________
(1/402)
البحر : كامل تام ( عَرَفَ الْهَوَى في نَظْرَتِي فَنَهَانِي ** خِلٌّ رَعَيْتُ وِدَادَهُ فَرَعَانِي ) ( أخفيتُ عنهُ سريرتي ، فوشى بها ** دَمْعٌ أَبَاحَ لَهُ حِمَى كَتْمَانِي ) ( فبأيَّ معذرةٍ أكذبُ لوعةً ** شَهِدَتْ بِهَا الْعَبَرَاتُ مِنْ أَجْفَانِي ؟ ) 4 ( يَا صَاحِ ! لاَ أَبْصَرْتَ مَا صَنَعَ الْهَوَى ** بأخيكَ يومَ تفرقِ الأظعانِ ) 5 ( يَوْمٌ فَقَدْتُ الْحِلْمَ فيهِ ، وَشَفَّنِي ** وَلَهٌ أَصَابَ جَوَانِحِي ، فَرَمَانِي ) 6 ( فَعَلَيْكَ مِنْ قَلْبِي السَّلاَمُ ؛ فَإِنَّهُ ** تبعَ الهوى ، فمضى بغيرِ عنانِ ) 7 ( هيهاتَ يرجعُ بعدَ ما علقتْ بهِ ** لَحَظَاتُ ذَاكَ الشَّادِنِ الُفَتَّانِ ) 8 ( وَ على الرحائلِ نسوةٌ عربيةٌ ** يخدعنَ لبَّ الحازمِ اليقظانِ ) 9 ( أغوينني ؛ فتبعتُ شيطانَ الهوى ** إِنَّ النِّسَاءَ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ )0 ( ما كنتُ أعلمُ قبلَ بادرةِ النوى ** أَنَّ الأُسُودَ فَرَائِسُ الْغِزْلاَنِ )
____________________
(1/403)
1( رحلوا ! فأيةُ عبرةٍ مسفوحةٍ ** وَ يدٍ تضمُّ حساً منَ الخفقانِ ؟ )( وَلقدْ حننتُ لبارقٍ شخصتْ لهُ ** منا العيونُ بأبرقِ الحنانِ )( يستنُّ في عرض الغمامِ ، كأنهُ ** لَهَبٌ تَرَدَّدَ فِي سَمَاءِ دُخَانِ )4 ( فانظرُ ، لعلكَ تستبينُ ركابهُ ** طَوْعَ الرِّيَاحِ ، يُصِيبُ أَيَّ مَكَانِ ؟ )5 ( فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ الشُّعُوبُ ، وَتَلْتَقِي ** هدبُ الخدورِ على غصونِ البانِ )6 ( فَاخْلَعَ عِذَارَكَ ، وَاغْتَنِمْ زَمَنَ الصِّبَا ** قَبْلَ الْمَشِيبِ فَكُلُّ شَيْءٍ فَانِي )
____________________
(1/404)
البحر : كامل تام ( لِهَوَى الْكَواعِبِ ذِمَّةٌ لاَ تُخْفَرُ ** وَأَخُو الْوَفَاء بعَهْدِهِ لاَ يَغْدِرُ ) ( فعلامَ ينهانى العذُولُ عنِ الصِبا ؟ ** أَوَلَيْسَ أَنَّ هَوَى النُّفُوسِ مُقَدَّرُ ؟ ) ( قَدْ كَانَ لِي فِي بَعْضِ مَا صَنَعَ الْهَوَى ** عُذرٌ ، ولَكِن أينَ مَنْ يَتَبصَّرُ ؟ ) 4 ( وَمِنَ الْبَلِيَّةِ غَافِلٌ عَمَّا جَنَتْ ** يَدُهُ عَليَّ ، وَلاَئِمٌ لاَ يَعْذِرُ ) 5 ( لم يَدرِ مَن كَحَلَ الكَرى أجفانَهُ ** ماذا يُكابدُ الهوى مَن يَسهَرُ ) 6 ( يا غافِلاً عنِّى ! وبينَ جوانِحِى ** لَهَبٌ يَكادُ لَهُ الحَشا يتَفطَّرُ ) 7 ( دَعْنِي أَبُثَّكَ بَعْضَ مَا أَنَا وَاجِدٌ ** واحكُم بِما تهوى ، فأنتَ مُخيَّرُ ) 8 ( فَلَوِ اطَّلَعْتَ عَلى تَبَارِيحِ الْجَوَى ** لَعلِمتَ أى ُّ دَمٍ بِحُبِّكَ يُهدَرُ ) 9 ( ما كنتُ أعلمُ قبلَ حُبِّكَ أنَّنى ** أُغْضِي عَلى مَضَضِ الْهَوانِ وَأَصْبِرُ )0 ( أَوْرَدْتَنِي بِلِحاظِ عَيْنِكَ مَوْرِداً ** لِلْحُبِّ ، مَا لِلْقَلْبِ عَنْهُ مَصْدَرُ )
____________________
(1/405)
1( هِى َ نَظرَةٌ كانَت ذَريعةَ صَبوةٍ ** وَاللَّحْظُ أَضْعَفُ مَا يَكُونُ وَأَقْدَرُ )( ما كنتُ أعلَمُ قبلَ وحى ِ جُفونِها ** أَنَّ الْعُيُونَ الْجُؤْذُرِيَّةَ تَسْحَرُ )( ظَلَموا الأسِنَّةَ خاطئينَ ، ولَيتهُم ** عَلِموا بِما صنعَ السِنانُ الأحورُ )4 ( أَمُطاعِنَ الفُرسانِ فى حمَسِ الوَغى ** أَقْصِرْ ، فَرُمْحُكَ عَنْ غَرِيمِكَ أَقْصَرُ )5 ( أَيْنَ الرِّمَاحُ مَنَ الْقُدُودِ ؟ وَأَيْنَ مِنْ ** لَحْظٍ تَهِيمُ بِهِ السِّنَانُ الأَخْزَرُ ؟ )6 ( هَيهاتَ يَثبتُ فى الوقيعَةِ دارِعٌ ** يَسْطُو عَلَيْهِ مُخَلْخَلٌ وَمُسَوَّرُ )7 ( لِلْحُسْنِ أَسْلِحَةٌ إِذَا مَا اسْتَجْمَعَتْ ** فِي حَوْمَةٍ لا يَتَّقِيهَا مغْفَرُ )8 ( فاللَّحظُ عَضبٌ صارِمٌ ، والهُدبُ نَبْ ** لٌ صَائِبٌ ، وَالْقَدُّ رُمْحٌ أَسْمَرُ )9 ( أَنَّى يَطِيشُ عَنِ الْقُلُوبِ لِغَمْزَةٍ ** سَهمٌ ، وَقَوسُ الحاجبينِ مُوَترُ ؟ )0 ( يا لَلحميَّةِ مِن غَزالٍ صَادَنى ** وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنْ يَصِيدَ الْجُؤْذَرُ )
____________________
(1/406)
2( بَدْرٌ لَهُ بَيْنَ الْقُلُوب مَنَازِلٌ ** يَسرِى بِها ، ولِكلِّ بَدرٍ مَظهَرُ )( اُنظُر لِطرَّتهِ وغُرَّةِ وجههِ ** تَلْقَ الْهِدَايَةَ ، فَهْوَ لَيْلٌ أَقْمَرُ )( نادَيتُ لَمَّا لاحَ تَحتَ قِناعهِ : ** هَذَا ( الْمُقَنَّعُ ) فَاحْذَرُوا أَنْ تُسْحَرُوا )4 ( طَبَعتهُ فى لوحِ الفُؤادِ مَخيلَتى ** بِزُجَاجَةِ الْعَيْنَيْنِ ، فَهْوَ مُصَوَّرُ )5 ( وَسَرَتْ بِجِسمى كَهرَباءة حُسنهِ ** فَمِنَ الْعُرُوقِ بِهِ سُلُوكٌ تُخْبرُ )6 ( أنا مِنهُ بينَ صَبابةٍ لا يَنقَضى ** مِيقاتُها ، وَمَواعِدٍ لا تُثمِرُ )7 ( جسمٌ برَتهُ يَدُ الضَّنى ، حتَّى غدا ** قَفَصاً بهِ لِلْقَلْبِ طَيْرٌ يَصْفِرُ )8 ( لَولا التنَفسُ لاعتَلَت بِى زَفرَةٌ ** فَيَخَالُني طَيَّارَةً مَنْ يُبْصرُ )9 ( لاَ غَرْوَ أَنْ أَصْبَحْتُ تَحْتَ قِيادِهِ ** فَالحُبُّ أَغلَبُ لِلنُّفوسِ وأَقهَرُ )0 ( يَعْنُو لِقُدْرَتِهِ الْمَلِيكُ الْمُتَّقَى ** ويَهابُ صَولَتَهُ الكَمِى ُّ القَسوَرُ )
____________________
(1/407)
3( والعِشقُ مَكرُمَةٌ إذا عَفَّ الفَتَى ** عَمَّا يَهِيمُ بِهِ الْغَوِيُّ الأَصْوَرُ )( يَقْوَى بِهِ قَلْبُ الْجَبَانِ ، وَيَرْعَوِي ** طَمَعُ الْحَرِيصِ ويَخْضَعُ الْمُتَكَبِّرُ )( فَتَحَلَّ بِالأَدَبِ النَّفِيسِ ، فَإَنَّهُ ** حَلْيٌ يَعِزُّ بهِ اللَّبِيبُ وَيَفْخَرُ )4 ( وإذا عَزَمتَ فَكُن بِنَفسِكَ واثِقاً ** فَالمُسْتَعزُّ بِغَيرهِ لا يَظفَرُ )5 ( إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ مِنْ بَدَهَاتِهِ ** فى الخَطبِ هادٍ خانَهُ مَن يَنصُرُ )6 ( وَاحْذَرْ مُقَارَنَةَ اللَّئِيمِ وَإِنْ عَلاَ ** فالمرءُ يُفسِدُهُ القَرينُ الأحقَرُ )7 ( ومِنَ الرِّجالِ مَناسِبٌ مَعروفَةٌ ** تَزكو مَوَدَّتها ، ومِنهُم مُنكَرُ )8 ( فَانْظُرْ إِلى عَقْلِ الْفَتَى لا جِسْمِهِ ** فالمَرءُ يَكبرُ بِالفِعالِ ويَصغُرُ )9 ( فَلَرُبَّمَا هزَمَ الْكَتِيبَةَ وَاحِدٌ ** ولَرُبَّما جَلَبَ الدنيئةَ مَعشَرُ ) 40 ( إنَّ الجَمالَ لَفى الفُؤاد ، وإنَّما ** خَفِيَ الصَّوَابُ لأَنَّهُ لا يَظْهَرُ )
____________________
(1/408)
4( فاخترْ لنَفسِكَ ما تعيشُ بِذِكرِهِ ** فالمرءُ فى الدُنيا حَديثٌ يُذكَرُ )
____________________
(1/409)
البحر : مجزوء الرمل ( سلْ حمامَ الأيكِ عنيَّ ** إِنَّهُ أَدْرَى بِحُزْنِي ) ( نَحْنُ فِي الْحُبِّ سَوَاءٌ ** كُلُّنَا يَبْكِي لِغُصْنِ ) ( غيرَ أنَّ الوجدَ منهُ ** ليسَ مثلَ الوجدِ مني ) 4 ( أَنَا أَبْكِي مِنْ غَرَامِي ** وَهْوَ فِي الْغُصْنِ يُغَنِّي ) 5 ( وَهْوَ بِالدَّمْعِ بَخِيلٌ ** وَ دموعي ملءُ عيني ) 6 ( لَسْتَ فِي الصَّبْوَةِ مِثْلِي ** فَانْصَرِفْ يَا طَيْرُ عنِّي )
____________________
(1/410)
البحر : كامل تام ( رفَّ النَّدَى ، وَتَنَفَّسَ النُوَّارُ ** وَتَكَلَّمَتْ بِلُغَاتِها الأَطْيَارُ ) ( وَتَأَرَّجَتْ سُرَرُ الْبِطَاحِ ، كَأَنَّمَا ** فِي بَطْنِ كُلِّ قَرارَةٍ عَطَّارُ ) ( زَهْرٌ يَرِفُّ عَلَى الْغُصُونِ ، وَطَائِرٌ ** غَرِدُ الهَديرِ ، وجدولٌ زَخَّارُ ) 4 ( وَنَوَاسِمٌ أَنْفَاسُهُنَّ طَوِيلَةٌ ** وَهَواجِرٌ أَعْمَارُهُنَّ قِصَارُ ) 5 ( وَالْبَاسِقَاتُ الْحَامِلاتُ كَأَنَّهَا ** عُمُدٌ مُشَعَّبَةُ الذرا ومنارُ ) 6 ( عَقدت ذَلاذِلَ سُوقِها فى جِيدِها ** وَسمَتْ ، فَلَيْسَ تَنَالُهَا الأَبْصَارُ ) 7 ( فَأُصُولُهَا لِلسَّابِحَاتِ مَلاعِبٌ ** وَفُرُوعُهَا لِلنَّيِّراتِ مَطَارُ ) 8 ( يَبدُو بِها زَهوٌ تَخالُ إهانه ** فُتُلاً تَمَشَّتْ في ذُرَاهَا النَّارُ ) 9 ( طَوراً تَميلُ معَ الرِياحِ ، وتارَةً ** تَرْتَدُّ ، فَهْيَ تَحَرُّكٌ وَقَرَارُ )0 ( فَكَأَنَّمَا لَعِبَتْ بِها سِنَةُ الْكرَى ** فَتَمَايَلَتْ ، أَوْ بَيْنَهَا أَسْرَارُ )
____________________
(1/411)
1( فإذا رأيتَ رأيتَ أحسنَ جَنَّةٍ ** خَضْرَاءَ تَجْرِي بَيْنَهَا الأَنْهَارُ )( يَتَرنَّمُ العُصفورُ فى عَذباتِها ** ويَصيحُ فِيها العَندَلُ الصَّفَّارُ )( فَالتُّرْبُ مِسْكٌ ، وَالْجَدَاولُ فِضَّةٌ ** وَالْقَطْرُ دُرٌّ ، وَالْبَهَارُ نُضَارُ )4 ( فاشرَب على وَجهِ الرَبيعِ ، فإنَّهُ ** زَمَنٌ دَمُ الآثَامِ فِيهِ جُبَارُ )5 ( واعلَم بِأنَّ المرءَ غَيرُ مُخلَّدٍ ** والناسُ بَعدَ لِغيرهِم أخبارُ )6 ( إِنِّي وَإِن لَعِبَ الزَّمَانُ بصَعْدَتِي ** وابيضَّ مِنِّى مَفرِقٌ وَعِذارُ )7 ( فَلَنِعْمَ ما بَقِيَتْ لَدَيَّ مَهَابَةٌ ** تَقذى بِها عَينُ العِدا ووقارُ )8 ( وسَعى إلى َّ الحِلمُ فى أثوابهِ ** طَرِباً ، وآنَ لِجَهلى َ الإقصار )9 ( أَنَا لِلصَّدِيقِ كَمَا يُحِبُّ ، وَلِلْعِدَا ** عِنْدَ الْكَرِيهَةِ ضَيْغَمٌ زءَّارُ )0 ( خَيْلِي مُسَوَّمَةٌ ، وَرُمْحِي ذَابِلٌ ** يَوْمَ الطِّعَانِ ، وَصَارِمِي بَتَّارُ )
____________________
(1/412)
2( وَبِراحَتِي قَلَمٌ ، إِذَا حَرَّكْتُهُ ** رَويَتْ بهِ الأمهامُ وَهى َ حرارُ )( تَرتَدُّ عَنهُ قنابِلٌ وجحافِلُ ** وَتَكِلُّ عَنْهُ أَسِنَّةٌ وَشِفَارُ )( غَردٌ إذا ما جالَ فوقَ صَحيفَةٍ ** سَجَدَتْ لِحُسْنِ صَرِيرِهِ الأَوْتَارُ )4 ( وإذا امتطى ظَهرَ البنانِ لِغايةٍ ** خَضَعتْ إِلَيْهِ قَوَارِحٌ وَمِهارُ )5 ( فَإِذَا رَكِبْتُ فَكُلُّ قِرْنٍ أَمْيَلٌ ** وإذا نَطقتُ فَكلُّ نُطقٍ رارُ )6 ( أَلقى الكَلامُ إلى ثنى َ عِنانهِ ** وتَفاخَرت بِكَلامِى َ الأشعارُ )
____________________
(1/413)
البحر : كامل تام ( ذكرَ الصبا ؛ فبكى ، وَ لاتَ أوانِ ** مِنْ بَعْدِ مَا وَلَّى بِهِ الْمَلَوَانِ ) ( هيهاتَ يرجعُ فائتٌ لعبتْ بهِ ** عصرٌ أوائلُ أردفتْ بثواني ) ( هَوِّنْ عَلَيْكَ فَكُلُّ شَيْءٍ ذَاهِبٌ ** وَ الدهرُ مصدرُ عزةٍ وَ هوانِ ) 4 ( وَاحْذَرْ مِنَ الدُّنْيَا إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ ** بِالْبِشْرِ ، فَهْيَ كَثِيرَةُ الألْوَانِ ) 5 ( ودعِ التعلقَ بالمحالِ ؛ فمن يعش ** فِي غِبْطَةٍ يُرْمَى بِهِ الرَّجَوَانِ ) 6 ( لا تأملنَّ بكلَّ عامٍ مقبلٍ ** خيراً ؛ فكلُّ الدهرِ عامُ جوانِ ) 7 ( وَالدَّهْرُ أَيَّامٌ تُبِيدُ صُرُوفُهَا ** وَتُشِيدُ فَهْيَ هَوَادِمٌ وَبَوَانِي ) 8 ( أَنَّى يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ شَرَكِ الرَّدَى ** وَ الموتُ مقدورٌ على الحيوانِ )
____________________
(1/414)
البحر : طويل ( تَأَوَّبَ طَيْفٌ مِنْ ( سَمِيرَةَ ) زَائرُ ** وَمَا الطَّيْفُ إلاَّ مَا تُرِيهِ الْخَوَاطِرُ ) ( طَوَى سُدْفَةَ الظَّلْمَاءِ ، وَاللَّيْلُ ضَارِبٌ ** بِأرواقهِ ، والنَجمُ بِالأفقِ حائرُ ) ( فيا لكَ مِن طيفٍ ألمَّ ودونَهُ ** مُحِيطٌ منَ الْبَحْرِ الْجَنُوبِيِّ زَاخِرُ ) 4 ( تَخطَّى إلى َّ الأرضَ وَجداً ، وما لهُ ** سِوَى نَزواتِ الشَوقِ حادٍ وزاجرُ ) 5 ( ألمَّ ، ولم يلبَث ، وسارَ ، وليتَهُ ** أَقَامَ وَلَوْ طَالَتْ عَلَيَّ الدَّيَاجِرُ ) 6 ( تَحمَّلَ أهوالَ الظلامِ مُخاطِراً ** وعَهدى بِمَن جادَت بهِ لا تُخاطِرُ ) 7 ( خُمَاسِيَّةٌ ، لَمْ تَدْرِ مَا اللَّيْلُ والسُّرَى ** ولم تَنحَسِر عَن صَفحتيها السَتائرُ ) 8 ( عَقِيلَةُ أتْرَابٍ تَوَالَيْنَ حَولَهَا ** كما دارَ بالبدرِ النُجومُ الزَواهِرُ ) 9 ( غَوَافِلُ لا يَعْرِفْنَ بُؤْسَ مَعِيشَةٍ ** وَلا هُنَّ بالْخَطْبِ الْمُلِمِّ شَوَاعِرُ )0 ( تَعوَّدنَ خَفضَ العيشِ فى ظِلِّ والدٍ ** رَحِيمٍ وَبَيْتٍ شَيَّدَتْهُ الْعَنَاصِرُ )
____________________
(1/415)
1( فَهُنَّ كَعُنْقُودِ الثُّرَيَّا ، تَأَلَّقَتْ ** كَواكِبُهُ في الأُفْقِ ، فهْي سَوَافِرُ )( تُمثِلُها الذكرى لعينى ، كأنَّنى ** إلَيْهَا علَى بُعْدٍ مِنَ الأَرض نَاظِرُ )( فَطَوْراً إخَالُ الظَّنَّ حَقّاً ، وَتَارَةً ** أهِيمُ ، فَتَغْشَى مُقْلَتَيَّ السَّمَادِرُ )4 ( فيا بُعدَ ما بينى وبينَ أحبَّتى ! ** ويا قُربَ ما التفَّت عليهِ الضَّمائر ! )5 ( ولَوْلاَ أَمَانِي النَّفْسِ وَهْيَ حَياتُهَا ** لما طارَ لى فوقَ البسيطةِ طائرُ )6 ( فإن تَكُنِ الأيامُ فرَّقنَ بيننا ** فَكُلُّ امْرِىء ٍ يوْماً إلَى اللَّهِ صَائرُ )7 ( هِي الدَّارُ ؛ ما الأَنْفَاسُ إلاَّ نَهَائِبٌ ** لديها ، وما الأجسامً إلاَّ عقائرُ )8 ( إذا أحسَنتَ يوماً أساءت ضُحى غدٍ ** فَإِحْسَانُهَا سيْفٌ عَلَى النَّاسِ جَائِرُ )9 ( تربُّ الفتى ، حتَّى إذا تمَّ أمرهُ ** دَهَتْهُ ، كَما رَبَّ الْبَهِيمَةَ جَازِرُ )0 ( لها تِرةٌ فى كلِّ حى ّ ، وما لها ** عَلَى طُول مَا تَجْني علَى الْخَلْق وَاتِرُ )
____________________
(1/416)
2( كَثِيرةُ أَلْوانِ الْوِدادِ ، ملِيَّةٌ ** بأَنْ يَتَوَقَّاها الْقَرينُ الْمُعَاشِرُ )( فَمن نَظرَ الدُنيا بِحكمَةِ ناقدٍ ** دَرَى أنَّها بينَ الأنامِ تُقامِرُ )( صَبَرتُ على كُرهٍ لِما قَد أصابَنى ** ومَن لم يَجد مندوحةً فهوَ صابِرُ )4 ( وما الحِلمُ عِندَ الخطبِ والمرءُ عاجِزٌ ** بِمُسْتَحْسَنٍ كَالْحِلْمِ والْمَرْءُ قَادرُ )5 ( ولكِن إذا قلَّ النصيرُ ، وأعوزَت ** دواعِى المُنى فالصَبرُ فيهِ المَعاذِرُ )6 ( فَلا يَشمتِ الأعداءُ بى ، فلرُبَّما ** وصلْتُ لِما أَرْجُوهُ مِمَّا أُحَاذِرُ )7 ( فَقَدْ يَسْتَقِيمُ الأَمْرُ بَعْدَ اعْوِجاجِهِ ** وتنهَضُ بالمرءِ الجدودُ العواثِرُ )8 ( ولى أملٌ فى اللهِ تحيا بهِ المُنى ** ويُشرِقُ وَجهُ الظَنِّ والخَطبُ كاشِرُ )9 ( وَطِيدٌ ، يَزِلُّ الْكَيْدُ عَنْهُ ، وتَنْقَضِي ** مُجَاهَدَةُ الأَيَّامِ وَهْوَ مُثَابِرُ )0 ( إذا المرءُ لم يَركَن إلى اللهِ فى الَّذى ** يُحَاذِرُهُ مِنْ دَهْرِهِ فَهْوَ خَاسِرُ )
____________________
(1/417)
3( وإنْ هُوَ لَمْ يصْبِرْ على ما أصَابَهُ ** فَلَيْسَ لَهُ فِي مَعْرِضِ الْحَقِّ نَاصِرُ )( ومَن لم يّذق حُلوَ الزمانِ وَمرهُ ** فما هوَ إلاَّ طائشُ اللُّبِّ نافِرُ )( وَلَوْلاَ تَكَالِيفُ السِّيادةِ لَمْ يَخِبْ ** جَبانٌ ، ولَم يَحو الفَضيلةَ ثائرُ )4 ( تقلُّ دواعِى النَفسِ وهِى َ ضعيفَةٌ ** وتَقوى همومُ القلبِ وهوَ مُغامِرُ )5 ( وكَيفَ يبينُ الفَضلُ والنَّقصُ فى الوَرى ** إذا لَم تَكُن سَومَ الرِجالِ المَآثِرُ ؟ )6 ( وَما حملَ السَّيْفَ الْكَمِيُّ لِزِينَةٍ ** ولكن لأمرٍ أوجبتهُ المفاخرُ )7 ( إذا لَم يكُنْ إلاَّ المعيشةَ مَطلبٌ ** فكلُّ زهيدٍ يَمسكُ النَّفسَ جابِرُ )8 ( فَلَوْلاَ الْعُلاَ ما أَرْسَلَ السَّهْم نَازِعٌ ** ولا شهرَ السيفَ اليمانى َّ شاهرُ )9 ( منَ العارِ أن يرضى الدنيَّةَ ماجدٌ ** ويَقبلَ مَكذوبَ المُنى وهوَ صاغرُ ) 40 ( إذا كُنتَ تخشى كلَّ شئٍ منَ الردى ** فَكُلُّ الَّذِي فِي الْكَوْنِ لِلنَّفْسِ ضائِرُ )
____________________
(1/418)
4( فمِن صِحَّةِ الإِنْسَانِ ما فِيهِ سُقْمُهُ ** ومن أمنهِ ما فاجأتهُ المَخاطِر ) 4( على َّ طِلابُ العزِّ من مُستقرِّهِ ** ولا ذَنبَ لى إن عارَضتنى المقادِرُ ) 4( فَمَا كُلُّ مَحْلُولِ الْعَرِيكَةِ خَائِبٌ ** ولاَ كُلُّ مَحْبُوكِ التَّرِيكَةِ ظَافِرُ ) 44 ( فماذا عَسى الأعداءُ أن يتقوَّلوا ** على َّ ، وعِرضى ناصِحُ الجيبِ وافِرُ ؟ ) 45 ( فَلي فِي مَرَادِ الْفَضْلِ خَيْرُ مَغَبَّةٍ ** إذَا شَانَ حَيّاً بالْخِيَانَةِ ذَاكِرُ ) 46 ( مَلَكْتُ عُقَابَ الْمُلْكِ وَهْيَ كَسِيرَةٌ ** وغادرتُها فى وَكرِها وهى َ طائرُ ) 47 ( ولو رُمتُ ما رامَ امرؤٌ بِخيانةٍ ** لَصبَّحنِي قِسْطٌ مِنَ الْمال غَامِرُ ) 48 ( ولكِنْ أَبَتْ نَفْسِي الْكَرِيمَةُ سَوْأَةً ** تُعابُ بِهَا ، والدَّهْرُ فِيهِ الْمعَايرُ ) 49 ( فلا تحسبنَّ المالَ ينفعُ ربَّهُ ** إِذَا هُوَ لَمْ تَحْمَدْ قِرَاهُ الْعَشَائِرُ ) 50 ( فَقَدْ يَسْتَجِمُّ الْمَالُ وَالْمَجْدُ غَائِبٌ ** وَقَدْ لاَ يَكُونُ الْمَالُ والْمَجْدُ حاضِرُ )
____________________
(1/419)
5( ولَو أنَّ أسبابَ السِيادةِ بالغنى ** لكاثرَ ربَّ الفضلِ بالمالِ تاجرُ ) 5( فلا غَروَ أن حُزتُ المكارِمَ عارِياً ** فَقَدْ يَشْهَدُ السَّيْفُ الْوَغَى وَهْوَ حاسِرُ ) 5( أنا المرءُ لا يثنيهِ عن دركِ العُلا ** نَعِيمٌ ، ولاَ تَعْدُو عَلَيْهِ الْمفَاقِرُ ) 54 ( قَئُولٌ وَأَحْلاَمُ الرِّجالِ عَوَازِبٌ ** صَئُولٌ وأَفْوَاهُ الْمَنَايَ فَوَاغِرُ ) 55 ( فَلاَ أَنا إِنْ أَدْنَانِيَ الْوَجْدُ بَاسِمٌ ** وَلاَ أَنَا إِنْ أَقْصَانِيَ الْعُدْمُ بَاسِرُ ) 56 ( فَمَا الْفَقْر إِنْ لَمْ يَدْنَسِ الْعِرْضُ فَاضِحٌ ** وَلاَ الْمَالُ إِنْ لَمْ يَشْرُفِ الْمَرْءُ ساتِرُ ) 57 ( إذا ما ذُبابُ السَّيفِ لم يكُ ماضِياً ** فحيلتهُ وصمٌ لَدى الحربِ ظاهِرُ ) 58 ( فإن كنتُ قد أصبحتُ فلَّ رَزيَّةٍ ** تقاسمها فى الأهلِ بادٍ وحاضِرُ ) 59 ( فكَم بطلٍ فَلَّ الزَّمانُ شباتَهُ ** وكَمْ سَيِّدٍ دارتْ علَيْهِ الدَّوائِرُ ) 60 ( وأى ُّ حسامٍ لم تُصبهُ كلالَةٌ ؟ ** وأى ُّ جوادٍ لم تَخنهُ الحوافِرُ ؟ )
____________________
(1/420)
6( فَسَوْفَ يَبِينُ الْحقُّ يَوْماً لِنَاظِرٍ ** وتنزو بِعوراءِ الحُقودِ السَّرائرُ ) 6( وَمَا هِيَ إِلاَّ غَمْرَةٌ ، ثُمَّ تَنْجلِي ** غيابتُها ، واللهُ من شاءَ ناصِرُ ) 6( فَقَدْ حَاطَني في ظُلْمةِ الْحَبْسِ ، بعْدَمَا ** تَرَامَتْ بأَفْلاَذِ الْقُلُوبِ الْحَنَاجِرُ ) 64 ( فَمَهْلاً بَنِي الدُّنْيَا عَلَيْنَا ، فَإِنَّنَا ** إِلَى غَايَةٍ تَنْفَتُّ فيهَا الْمَرائرُ ) 65 ( تطولُ بِها الأنفاسُ بُهراً ، وتلتوِى ** على فَلكةِ السَّاقينِ فيها المآزِرُ ) 66 ( هُنالِكَ يَعْلُو الْحَقُّ ، وَالْحَقُّ واضِحٌ ** ويَسفلُ كَعبُ الزُّورِ ، والزُّورُ عاثِرُ ) 67 ( وَعَمَّا قَلِيلٍ يَنْتَهِي الأَمْرُ كُلُّهُ ** فَما أَوَّلٌ إِلاَّ وَيَتْلُوهُ آخِرُ )
____________________
(1/421)
البحر : بسيط تام ( مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْلاَ أَنَّهُ فَانِي ** تَبْلَى النُّفُوسُ وَلاَ يَبْلَى الْجَدِيدَانِ ) ( قَدْ كُنْتُ فِي غِرَّةٍ ، حَتَّى إِذَا انْقَشَعَتْ ** أَبْقَتْ تَبَارِيحَ لاَ تَنْفَكُّ تَغْشَانِي ) ( وَ شيبةً كلسانِ الفجرِ ناطقةً ** بما طواهُ عنِ الإفشاءِ كتماني ) 4 ( أضحتْ قذى لعيونِ الغانياتِ ، وَ قدْ ** كَانَتْ حِبَالَةَ أَبْصَارٍ وَأَذْهَانِ ) 5 ( كأنني لمْ أقدْ شعواءَ جافلةً ** وَلَمْ أَبِتْ بَيْنَ دَارَاتٍ وَنُدْمَانِ ) 6 ( وَلَمْ أَقُمْ فِي مَقَامَاتٍ وَأَنْدِيَةٍ ** شَتَّى الْهَوَى غَيْرَ رِعْدِيدٍ وَلاَ وَانِي ) 7 ( فَالْيَوْمَ أَصْبَحْتُ لاَ سَيْفِي بمُنْصَلِتٍ ** على َ العدوَّ ، وَ لاَ قوسى بمرنانِ ) 8 ( لاَ أَذْكُرُ اللَّهْوَ إِلاَّ أَنْ تُذَكِّرَنِي ** ورقاءَ تدعو هديلاً بينَ أغصانِ ) 9 ( إِنَّ الثَّلاَثِينَ وَالْخَمْسَ الَّتِي عَرَضَتْ ** ثَنَتْ قُوَايَ وَفَلَّتْ غَرْبَ أَشْجَانِي )0 ( وَ خلفتني على ما كانَ منْ طربٍ ** بَادِي الأَسَافَةِ فِي قَوْمِي وَجِيرَانِي )
____________________
(1/422)
1( وَكَانَ يَحْزُنُنِي شَيْبِي فَصِرْتُ أَرَى ** أنَّ الذي بعدهُ أولى يإحزاني )( وَهَوَّنَ الأَمْرَ عِنْدِي أَنَّ كُلَّ فَتَى ** وَ إنْ تملأ منْ ماءِ الصبا فاني )( يَا نَفْسُ لاَ تَذْهَبِي يَأْسَاً بِمَا كَسَبَتْ ** يداكِ ؛ فاللهُ ذو منًّ وَ غفراني )4 ( يَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ حَتَّى يَسْتَوِي كَرَماً ** لديهِ ذو العملِِ المبررِ وَ الجاني )5 ( هوَ الذي جعلَ الأفلاكَ دائرةً ** وَ صورَ الخلقِ منْ إنس وَ من جانِ )6 ( و قدرَ الشمسَ تجرى في منازلها ** وَ النجمَ وَ القمرَ الساري بحسبان )7 ( وَأَرْسَلَ الْغَيْثَ أَرْسَالاً بِرَحْمَتِهِ ** وَأَنْبَتَ الأَرْضَ مِنْ حَبٍّ وَرَيْحَانِ )8 ( شبحانهُ ، جلَّ عنْ وصفٍ يحيطُ بهِ ** وَكَيْفَ يُدْرِكُ وَصْفَ الدَّائِمِ الْفَانِي ؟ )9 ( لقدْ تفردَ في لاهوتِ قدرتهِ ** فما لها أبداً في ملكهِ ثاني )0 ( وٌ نما نحنُ نظريه كما سبقت ** بهٍ الإرادة منْ وصفٍ وتبيانِ )
____________________
(1/423)
2( كُلٌّ يَقُولُ عَلَى مِقْدَارِ فِطْنَتِه ** وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالْقَاصِي وَبِالدَّانِي )( تَبَارَكَ اللَّهُ عَمَّا قِيلَ وابْتُدِعَتْ ** في ذاتهِ منْ أضاليلٍ وَ بهتانِ )( قدْ لفقوها أساطيراً محبرةً ** بِحِكْمَةٍ ذَاتِ أَشْكَالٍ وَأَلْوَانِ )4 ( كأنهمْ قدْ أصابوا طرفةً عجباً ** أوْ جاءهمْ نبأٌ صدقٌ ببرهانِ )5 ( وَلَوْ تَكَشَّفَ هَذَا الأَمْرُ لاَرْتَدَعَت ** مَعَاشِرٌ خَلَطُوا كُفْراً بِإِيمَانِ )6 ( يا ربَّ ؛ إنكَ ذو منٍ ّ وَ مغفرةٍ ** فَاسْتُرْ بِعَفْوِكَ زَلاَّتِي وَعِصْيَانِي )7 ( وَ لاَ تكلني إلى ما كانَ منْ عملى ** فإنهُ سببٌ يفضي لحرماني )
____________________
(1/424)
البحر : بسيط تام ( أربَّةُ العودِ ، أم قمريَّةُ السَّحرِ ** غَنَّتْ فَحَرَّكَتِ الأَشْجَانَ بِالْوتَرِ ؟ ) ( حَوْرَاءُ لِلسِّحْرِ فِي أَلْحَاظِهَا أَثَرٌ ** يُريكُ أنَّ الرُّقى ضَربٌ منَ الهذَر ) ( لَوْ لَمْ تَكُنْ قَمراً فِي الْحُسْنِ مَا ظَهَرَتْ ** لأعينِ النَّاسِ فى ليلٍ مِنَ الشَّعَر ) 4 ( أَمْلَتْ عَلَيَّ بِلَحْظَيْهَا حَدِيثَ هَوىً ** عرفتُ منهُ ضَميرَ العينِ بِالأثرِ ) 5 ( كأنَّما بينَ جفنيها إذا نظَرَت ** ' هاروتُ ' يعبَثُ بالألبابِ والفِكرِ ) 6 ( لاَ غَرْوَ أَنْ هِمْتُ مِنْ وَجْدٍ بِصُورَتِهَا ** فَالْحُسْنُ مَشْغَلَةٌ لِلْعَقْلِ وَالْبَصَرِ ) 7 ( لا تَقنعُ العينُ منها كلَّما نظرتْ ** وكيفَ يقتَنعُ المشتاقُ بالنَظرِ ؟ ) 8 ( ناغيتُها بلسانِ الشَّوقِ ، فازدهَرت ** لِلْحُسْنِ فِي وَجْنَتَيْهَا وَرْدَتَا خَفَرِ ) 9 ( وَازْوَرَّ حَاجبُهَا عَنْ نَظْرَةٍ رَشَقَتْ ** سَوَادَ قَلْبِي بِسَهْمٍ صِيغَ مِنْ حَوَرِ )0 ( فلم أزَل بِرُقى الأشعارِ أعطِفُها ** وَرُقْيَةُ الشِّعْرِ تُجْرِي الْماءَ فِي الْحَجَرِ )
____________________
(1/425)
1( حتَّى إذا عَلِمت أنِّى بِها كَلِفٌ ** وَأَنَّنِي مِنْ تَجَنِّيها علَى خَطَرِ )( تَبَسَّمَتْ ، فَجَلَتْ لِلْعَيْنِ مِنْ فَمهَا ** يَاقُوتَةً أُودِعَتْ سَطْرَيْنِ مِنْ دُرَرِ )( فَبِتُّ مِنْ وَصْلِها ، في جَنَّةٍ يَنَعَتْ ** أَفْنَانُهَا بِثِمَارِ الأُنْس والْحَبَر )4 ( أبَحتُ للعينِ فيها ما تَقَرُّ بهِ ** وَذُدْتُ كَفَّ الصِّبَا عَنْ مَعْقِدِ الأُزُرِ )5 ( حتَّى اشْرَأَبَّتْ عُقَاب الْفَجْرِ ، وانْطَلَقَتْ ** حمائمُ الشُهبِ من أُحبولةِ السَحَرِ )6 ( فيا لَها ليلةً ! كانت برونَقِها ** تَارِيخَ لَهْوٍ لِمَا أَحْرَزْتُ مِنْ وَطَرِ )7 ( وَسَمْتُهَا بِضِياءِ الْكَأْسِ ، فَالْتَمَعتْ ** وَزِينَةُ الدُّهْمِ في الأَوْضَاحِ وَالْغُرَرِ )8 ( لو كانَ يسمحُ لى دهرى بِعودتِها ** لَبِعْتُ فِيها لَذِيذَ النَّوْمِ بِالسَّهَرِ )9 ( ولَّتْ ، فلم يبقَ مِنها غيرُ فَذلَكةٍ ** تَلوحُ فى دَفترِ الأوهامِ والذُكَرِ )0 ( وأى ُّ باقٍ على الأيامِ نَطلبهُ ** وَكُلُّ وَارِدَةٍ يَوْماً إِلَى صَدَر )
____________________
(1/426)
2( فَلاَ تَثِقْ بِوَفَاءِ الدَّهْرِ ، إِنَّ لَهُ ** غَدراً يفوِّقُ بينَ العودِ والثمرِ )( ولا تَغرَّنْكَ من وَجهٍ بشاشَتهُ ** فَالسَّمُّ يُوجَدُ في نَضْرٍ مِنَ الشَّجَرِ )( قد كِدتُ أُتهمُ ظنِّى فى فِراستهِ ** مِنْ طُولِ مَا اشْتَبَهَتْ عَيْنَايَ فِي الصُّوَرِ )4 ( فَخُذ لِنفسكَ من دنياكَ ما سمحَتْ ** بِهِ إِلَيْكَ ، وَكُنْ مِنْهَا عَلَى حَذَرِ )5 ( وسالمِ الدهرَ تسلَمْ من غوائلهِ ** فَصاحِبُ الشَّرِّ لاَ يَنْجُو مِنَ الْكَدر )6 ( لاَ يَبْلُغُ الْمَرْءُ مَا يَهْواهُ مِنْ أَرَبٍ ** إلاَّ بِتَركِ الَّذى يخشاهُ مِن ضَرَرِ )7 ( فانعَمْ وطِب والهُ واطرَبْ واسعَ واعلُ وسُدْ ** وَاشْرَبْ وغَنِّ وتِهْ وَالْعبْ وهِمْ وطِرِ )8 ( لاَ يَقْنَطُ الْمَرْءُ مِنْ غُفْرَانِ خَالِقِهِ ** ما لم يَكُن كافِراً بالبعثِ والقَدَرِ )
____________________
(1/427)
البحر : بسيط تام ( لاَ شَيْءَ فِي الدَّهْرِ يُغْنِي عَنْ أَخِي ثِقَةٍ ** يكونُ فيهِ بلاغُ السَمعِ والبَصرِ ) ( قضيتُ مِنْ كلِّ شئٍ رُمتهُ وَطَراً ** إلاَّ مُحادثَةَ الإخوانِ فى السَّمرِ )
____________________
(1/428)
البحر : خفيف تام ( كنْ كما شئتَ منْ رشادٍ وغىًّ ** كلُّ حيًّ بما جناهُ رهينُ ) ( كُلُّنَا لِلْفَنَاءِ ، أَوْ تَصْعَقَ الأَرْ ** ضُ ، وتأتي بعدَ الشئون شؤونُ ) ( يستفزُّ الحليمَ رونفها البا ** هِرُ ، حَتَّى يَخِفَّ وَهْوَ رَكِينُ ) 4 ( ذهبا غيرَ ذكرةٍ سوفَ تفنى ** بَعْدَ ضَنٍّ ، وَكُلُّ شَيْءٍ يَحِينُ ) 5 ( فاحتقبْ سيرةَ المحامدِ ؛ فالذك ** رُ حَيَاةٌ لِمَنْ طوَتْهُ الْمَنُونُ )
____________________
(1/429)
البحر : منسرح ( صُبْحٌ مَطِيرٌ ، وَنَسْمَةٌ عَطِرَهْ ** وَأَنْفُسٌ لِلصَّبُوحِ مُنْتَظِرَهْ ) ( فدُر بعينيكَ حيثُ شئتَ تَجِدْ ** مُلْكاً كَبِيراً ، وَجَنَّةً خَضِرَهْ ) ( سماؤها بالغصونِ واشِجةٌ ** وأرضُها بالنباتِ مؤتَزِره ) 4 ( مَنْظَرُ لَهْوٍ تُعِيدُ بَهْجَتُهُ ** أَكِنَّةَ الْعيْشِ وَهْيَ مُنْحَسِرهْ ) 5 ( فَالْعُفْرُ تَحْتَ الظِّلاَلِ رَاتِعَةٌ ** وَالطَّيْرُ فَوْقَ الْغُصُونِ مُنْتَشِرَهْ ) 6 ( والطلُّ ينهلُّ مِن مساقِطِهِ ** مِثْلَ عُقُودِ الْجُمَانِ مُنْتَثِرَهْ ) 7 ( جَدَاوِلٌ في الْفَضَاءِ جَارِيَةٌ ** ومُزْنَةٌ فِي السَّمَاءِ مُنْهَمِرَهْ ) 8 ( دُنيا نعيمٍ تكادُ زهرَتُها ** تَزْرِي عَلَى الشَّمْسِ وَهْيَ مُزْدَهِرَهْ ) 9 ( لاَ ظِلُّهَا راكِدُ النَّسِيمِ ، وَلاَ ** غُدرانُها بالغثاءِ مًختمره )0 ( فيابنَ وُدِّى ! هلمَّ نقتسمِ ال ** لَهْوَ ، فَنَفْسِي إِلَى الصِّبَا حَسِرَهْ )
____________________
(1/430)
1( وَخَلِّنَا مِنْ سِياسَةٍ دَرَجَتْ ** بَيْنَ أُناسِ قُلُوبُهُمْ وَغِرَهْ )( يَقضونَ أيامهُم على خطرٍ ** فَبِئْسَ عُقْبَى السِّيَاسَةِ الْخَطِرَهْ )( خَدِيعَةٌ لاَ يَزَالُ صَاحِبُهَا ** بَيْنَ هُمُومٍ وَعِيشَةٍ كَدِرَهْ )4 ( مَا لِي وَلِلنَّاسِ ، لاَ لَدَيَّ لَهُمْ ** حَقٌ يُؤدَّى ، ولا على َّ تِره )5 ( قَدِ التقينا من غيرِ سابقةٍ ** فِي دَارِ دُنْيَا بِأَهْلِهَا غَدِرَهْ )6 ( نَلهو بها حِقبةً ، ونتركُها ** إلى مهاوٍ فى الأرضِ منحدِره )7 ( كلُّ امرئٍ ذاهبٌ لغايتهِ ** وكلُّ نفسٍ بالغيبِ مؤتمِره )8 ( يا ربِّ هب لى منَ الكرامةِ ما ** يسرُّ نفسى ، فإنَّها وجرَه )9 ( ولا تكِلنى لِمن يعذِّبُنى ** فإنَّ نفسى إليكَ مفتقِرَه )
____________________
(1/431)
البحر : مجزوء الكامل ( يا ذُكْرَةً ! أَبْصَرْتُ فِي ** مِرْآتِهَا صُورَ التَّمَنِّي ) ( خطرتْ عليَّ ؛ فنفرتْ ** طيرَ الكرى منْ وكرِ جفني ) ( علقتْ حبالةُ خاطري ** مِنْهَا بِمَكْحُولٍ أَغَنِّ ) 4 ( كَانَتْ مِثَالاً خَطَّهُ ** بِمَخِيلَتِي نَقَّاشُ ذِهْنِي ) 5 ( هيَ لقيةٌ وهميةٌ ** سمحتْ بها خطراتُ ظني )
____________________
(1/432)
البحر : طويل ( أَمَرْيَمُ ! لاَ وَاللَّهِ أَنْسَاكِ بَعْدَما ** صحِبتُكِ فى خَفضٍ منَ العيشِ أنضرِ ) ( فَقَدْ كُنْتِ فِينَا بَرَّةَ الْقَوْلِ سَرَّةً ** سَلِيمَةَ قَلْبٍ فِي مَغِيبٍ وَمَحْضَرِ ) ( فلًقِّيتِ من ذى العَرشِ خيرَ تحيَّةٍ ** توافيكِ فى روضِ منَ القدسِ أخضَرِ )
____________________
(1/433)
البحر : كامل تام ( أترى الصبا خطرتْ بوادي المنحنة ؟ ** فجنتْ عبيرَ المسكِ منْ ذاكَ الجنى ؟ ) ( مَرَّتْ بِنَا طَفَلَ الَعَشِيِّ ، فَمَا دَرَى ** أحدٌ بسرَّ ضميرها إلاَّ أنا ) ( و تحملتْ سرَّ الهوى ؛ فترددتْ ** بِرَسَائِلِ الأَشْوَاقِ فِيمَا بَيْنَنَا ) 4 ( عبقتْ غلائلها بنشرِ عرارةٍ ** بَدَوِيَّةٍ ، بِسِوَى الأَنَامِلِ تُجْتَنَى ) 5 ( تَحْمِي مَنَابِتَهَا قَسَاوِرُ غَارَةٍ ** يَجِدُونَ صَعْبَ الْمَوْتِ خَطْباً هَيِّنَا ) 6 ( منْ كلَّ مشتملٍ بشعلةِ صارمٍ ** أمضى منَ الأجلِ الوحيَّ إذَ ادنا ) 7 ( وَ بمسقطِ العلمينِ جؤذرُ كلةٍ ** يُصْمِي بِنَظْرَتِهِ الأُسُودَ إِذَا رَنَا ) 8 ( صنعَ الوشاةُ لهُ حديثاً كاذباً ** فقسا عليَّ ، وَ كانَ سهلاً لينا ) 9 ( مَاذَا عَلَيْهِ وَلاَ أُرِيدُ مَلاَمَةً ** لَوْ جَادَ مَعْهَا بِالتَّحِيَّةِ أَوْ كَنَى ؟ )0 ( إني لأقنعُ منْ هواهُ بنظرةٍ ** تُرْوِي الْغَلِيلَ مِنَ الصَّدَى لَوْ أَمْكَنَا )
____________________
(1/434)
1( أخنى عليَّ معَ الزمانِ ، وَ ليتهُ ** لما أساءَ الدهرُ صنعاً أحسنا )( وَرَأَى الْمَشِيبَ تَلَوَّنَتْ أَلْوَانُهُ ** في عارضيَّ منَ الأسى ؛ فتلونا )( وَالْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا رَهِينُ حَوَادِثٍ ** تودى بجدتهِ ، وَ تلبسهُ الضنى )4 ( ليتَ المشيبَ تأخرت أيامهُ ** حَتَّى أَفْوزَ مِنَ الشَّبِيبَةِ بِالْمُنَى )
____________________
(1/435)
البحر : طويل ( بكيتُ عليًّا إذ مضى لسبيلهِ ** بِعَينٍ تَكَادُ الرُّوحُ فِي دَمْعِهَا تَجْرِي ) ( وإنِّى لأدرى أنَّ حُزنى لا يفِى ** بِرُزْئِي ، وَلَكِنْ لاَ سَبِيلَ إِلَى الصَّبْرِ ) ( وَكَيْفَ أَذُودُ الْقَلْبَ عَنْ حَسَرَاتِهِ ** وأهوَنُ ما ألقاهُ يَصدعُ فى الصخرِ ؟ ) 4 ( يلوموننى أنَّى تجاوزتُ فى البُكا ** وهَل لامرئٍ لم يبكِ فى الحزنِ من عًذرِ ؟ ) 5 ( إذا المرءُ لم يفرَحْ ويَحزَن لنِعمةٍ ** وَبُؤْسٍ ، فَلاَ يُرْجَى لِنَفْعٍ وَلاَ ضَرِّ ) 6 ( وَمَا كُنْتُ لَوْلاَ قِسْمَةُ اللَّهِ فِي الْوَرَى ** لأَصْبِرَ ، لَكِنَّا إِلَى غَايَةٍ نَسْرِي ) 7 ( لَقَدْ خَفَّفَ الْبَلْوَى وإِنْ هِيَ أَشْرَفَتْ ** عَلَى النَّفْسِ ما أَرْجُوهُ مِنْ مَوْعِدِ الْحَشْر )
____________________
(1/436)
البحر : بسيط تام ( ما لي وَ للدارِ منْ ' ليلى ' أحييها ** وَقَدْ خَلَتْ مِنْ غَوَانِيهَا مَغَانِيهَا ؟ ) ( دَعِ الدِّيَارَ لِقوْمٍ يكْلَفُونَ بِهَا ** وَ اعكفْ على حانةٍ كالبدرِ ساقيها ) ( كمْ بينَ دائرةٍ أقوتْ معالمها ** وَبَيْنَ عَامِرَةٍ تَزْهُو بِمَنْ فِيهَا ؟ ) 4 ( هَيْهَاتَ ، مَا الدَّارُ تُشْجِينِي بِسَاحَتِهَا ** وَإِنَّمَا الدَّارُ تُشْجِينِي بِأَهْلِيهَا ) 5 ( فَخَلِّ هَذَا ، وَخُذْ فِي وَصْفِ غَانِيَةٍ ** سَرَتْ بِحُلْوَانَ فِي قَلْبِي سَوَارِيهَا ) 6 ( ريانةُ القدَّ ، لوْ أنَّ الضجيجَ لها ** خَافَ الْعُيُونَ عَلَيْهَا كَادَ يَطْوِيهَا ) 7 ( في نشوةِ الخمرِ سرٌّ منْ مراشفها ** وَ في الأراكةِ شكلٌ منْ تهاديها ) 8 ( يَا لَيْلَةً بِتُّ أُسْقَى مِنْ بَنَانَتِهَا ** وَ منْ لواحظها خمراً ، وَ منْ فيها ) 9 ( أَحْيَيْتُهَا ، وَأَمَتُّ النَّوْمَ مُعْتَصِماً ** بِلَذَّةٍ لاَ يَكَادُ الدَّهْرُ يُنْسِيهَا )0 ( حَتَّى إِذَا رَفَّ خَيْطُ الْفَجْرِ ، وَابْتَدَرَتْ ** حمائمُ الأيكِ تشدوِ في أغانيها )
____________________
(1/437)
1( قَامَتْ تَمَايَلُ سَكْرَى فِي مَآزِرِهَا ** وَ الروعُ يبعثها طوراً ، ويثنيها )( تَخْشَى الضِّيَاءَ وَفِي أَزْرَارِهَا قَمَرٌ ** يَسْتَوقِفُ الْعَيْنَ حَيْرَى فِي مَجَارِيهَا )( ثمَّ انْثَنَتْ وَيَدِي قَيْدٌ لِخَاصِرَةٍ ** كالخيزرانةِ رياً في تثنيها )4 ( في بلجةٍ لاَ تكادُ العينُ تنكرها ** وَسُمْرةٍ رُبَّمَا شَفَّتْ نَوَاحِيهَا )5 ( حتى تجاوزتُ أحراساً على َ شرفٍ ** يكادُ يمنعُ همَّ النفسِ داعيها )6 ( وَحَرَّكَتْ حَلَقَاتِ الْبَابِ ، فَانْفَتَحَتْ ** عنْ ساحةٍ سكنتْ فيها تراقيها )7 ( فَعُدْتُ وَالْعَيْنُ غَرْقَى فِي مَدَامِعِهَا ** وَالْقَلْبُ فِي لَوْعَةٍ تَنْزُو نَوَازِيهَا )8 ( فيا لها ليلةً ! كانتْ بوصلتها ** تَارِيخَ لَهْوٍ يَهِيجُ النَّفْسَ رَاوِيهَا )
____________________
(1/438)
البحر : سريع ( لَمْ أَصْطَبرْ بَعْدَكَ مِنْ سَلْوَة ** لَكِنْ تَصبَّرْتُ عَلَى جمْرِ ) ( وشيمَةُ العاقل فى رزئهِ ** أن يَسْبِقَ السَّلوةَ بالصَّبْرِ )
____________________
(1/439)
البحر : بسيط تام ( وَمَسْرَحٍ لِسِوَامِ الْعَيْنِ لَيْسَ لَهُ ** في عالمِ الظنَّ تقديرٌ ، وَ لاَ شبهُ ) ( بَاكَرْتُهُ سُحْرَةً وَالشَّمْسُ نَاعِسَةٌ ** فِي خِدْرِهَا ، وَحَمَامُ الأيْكِ مُنْتَبِهُ ) ( وَلِلْغَمَائِمِ بَيْنَ الأَفْقِ مُنْسَحَبٌ ** وَلِلنَّسَائِمِ نَحْوَ الرَّوْضِ مُتَّجَهُ ) 4 ( وَالْجَوُّ فِي حُلَّةٍ دَكْنَاءَ مَازَجَهَا ** خَيْطٌ مِنَ الْفَجْرِ يَبْدُو ثُمَّ يَشْتَبِهُ ) 5 ( فالنورُ منقبضٌ ، وَ الظلُّ منبسطٌ ** وَالطَّيْرُ مُنْشَرِحٌ ، وَالْجَوُّ مُدَّلِهُ ) 6 ( مناظرٌ لوْ رأى ' بهزادُ ' صورتها ** لاَعْتَادَهُ مِنْ تَمَادِي الْحَيْرَةِ الْبَلَهُ ) 7 ( كأنما الدوحُ قصرٌ وَ الحمامُ بهِ ** سِرْبٌ مِنَ الْغِيدِ بِالأَلْحَانِ تَبْتَدِهُ ) 8 ( طوراً تغنى ، وَ أحياناً تنوحُ ، فما ** ذاكَ الغناءُ ، وَ هذا النوحُ وَ الولهُ ؟ ) 9 ( كأنما الأورقُ الغريدُ حينَ شدا ** في سُرْبَةِ الإِنْسِ مِنْهَا شَارِبٌ فَكِهُ )0 ( شَارَفْتُ سَاحَتَهَا فِي فِتْيَةٍ أَلِفُوا ** صِدْقَ الْوِدَادَ ، فَلَمْ تَعْرِضْ لَهُمْ شُبَهُ )
____________________
(1/440)
1( مُوقَّرُونَ ، كِرَامٌ لاَ يَخِفُّ بِهِمْ ** طيشٌ ، وَ لمْ يجرِ في أخلاقهمْ سفهُ )( مِنْ كُلِّ مَاضِي الشَّبَا وَالرَّوْعُ مُحْتَدِمٌ ** وَ مستنيرِ الحجا وَ الأمرُ مشتبهُ )( إنْ حدثوا ملئوا الأسماعَ منْ أدبٍ ** هُمْ أَهْلُهُ وإِذَا مَا أَنْصَتُوا فَقِهُوا )4 ( شرابنا صفوُ ماءٍ ، لاَ يمازجهُ ** إِلاَّ حَدِيثٌ كَنُوَّارِ الرُّبَا نَزِهُ )5 ( فَإِنْ يَكُنْ فِي عَفَافِ النَّفْسِ مَحْمَدَةٌ ** لَهَا ، فَفِي مِثْلِ هَذَا يَحسُنُ الشَّرَهُ )
____________________
(1/441)
البحر : طويل ( صَبَرْتُ ، وَما بِالصَّبْرِ عَارٌ عَلَى الْفَتَى ** إذا لم يكنْ فيهِ معابٌ ولا نُكر ) ( ولو لم يكنْ فى الصبرِ أعدلُ شاهدٍ ** على كرمِ الأخلاقِ ما حُمدَ الصبرُ )
____________________
(1/442)
البحر : كامل تام ( أحببتُ منْ والى ' علياً ' رغبةً ** في فضلهِ ، وَ كرهتُ منْ عاداهُ ) ( هُوَ ذَلِكَ الْحَبْرُ الَّذِي مَنْ أَمَّهُ ** نالَ الرضا ، وَ أجيبَ منْ ناداهُ ) ( وَ كفى بسبطيهِ إماما رحمةٍ ** نَالاَ مِنَ الرِّضْوَان مَا قَصَدَاهُ ) 4 ( قَدْ عَزَّ مَنْ وَالاهُ فِي الدُّنْيَا ، وَفِي ** يَوْمِ الْحِسَابِ ، وَذَلَّ مَنْ بَادَاهُ ) 5 ( فَاقْصِدْ لَهُ ، وَاعْرِفْهُ ، وَاسْتَمْسِكْ بِهِ ** تَلْقَ الْهُدَى ، وَكَفَى الْمُرِيدَ هُدَاهُ ) 6 ( وَ إذا عرتكَ ملموٌ ، فاهتفْ بهِ ** تَسْمَعْ بِقَلْبِكَ حَيْثُ كُنْتَ صَدَاهُ )
____________________
(1/443)
البحر : بسيط تام ( لو كانَ يدرى الفتى مكنونَ ما خبأتْ ** لهُ المقاديرُ لم يركنْ إلى الحذَرِ ) ( وَلَوْ دَرَى أَنَّ ما يَلْقَاهُ مِنْ عَنَتٍ ** مِن خيبةِ الرأى ِ لم يعتُبْ على القدَرِ )
____________________
(1/444)
البحر : بسيط تام ( سلْ مالكَ الملكِ ؛ فهوَ الآمرُ الناهي ** وَلاَ تَخَفْ عَادِياً ؛ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ ) ( هوَ الذي ينعشُ المظلومَ إنْ علقتْ ** بِهِ الرَّزَايَا ، وَيَجْزِي كُلَّ تَيَّاهِ ) ( فَاسْجُدْ لَهُ ، واقْتَرِبْ تَبْلِغْ بِطَاعَتِهِ ** ما شئتَ في الدهرِ منْ عزًّ ، ومنْ جاهِ ) 4 ( يَا رَبُّ ! قَدْ طَالَ بِي شَوْقِي إِلَى وَطَنِي ** فَاحْلُلْ وَثَاقِي ، وأَلْحِقْنِي بِأَشْبَاهِي ) 5 ( وَامْنُنْ عَلَيَّ بِفَضْلٍ مِنْكَ يَعْصِمُنِي ** مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، فَإِنِّي عَاجِزٌ وَاهِي ) 6 ( هذا دعائي ، وَ حسبي أنتَ منْ حكمٍ ** يَعْنُو لَهُ كُلُّ شَاهٍ ، أَوْ شَهِنْشَاهِ )
____________________
(1/445)
البحر : طويل ( بَلَوْتُ إِخاءَ النَّاسِ دَهْراً ، فَلَمْ أَجِدْ ** أخا ثِقةٍ يرعى مَغيبى كمحضَرى ) ( فَإِنْ أَتَغَيَّرْ عَنْ وِدَادٍ ، فَإِنَّنِي ** أَرَى كُلَّ شَيْءٍ عُرْضَةً لِلتَّغَيُّرِ )
____________________
(1/446)
البحر : كامل تام ( دِينِي الْحَنِيفُ ، وَرَبِّيَ اللَّهُ ** وَ شهادتي أنْ ليسَ إلاَّ هو ) ( لاَ جَاهَ لِي إِلاَّ بِطَاعتِهِ ** وَلَنِعْمَ عُقْبَى الطَّاعَةِ الْجَاهُ ) ( أَنَا خَاشِعٌ لِجَلاَلِ قُدْرَتِهِ ** مُتَقَلِّبُ الْجَنْبَيْنِ أَوَّاهُ ) 4 ( فَأَضَالِعِي لِلْوَجْدِ نَارُ غَضًى ** وَ محاجري بالدمعِ أمواهُ ) 5 ( زهتِ القلوبُ بنورِ حكمتهِ ** وَتَعَطَّرَتْ بِالذِّكْرِ أَفْوَاهُ ) 6 ( أَنَا أُمَّةٌ وَحْدِي عَلَى سَرَفٍ ** فِي حُبِّهِ ، وَالنَّاسُ أَشْبَاهُ ) 7 ( إِنْ تَاهَ غَيْرِي بِالزَّمَانِ ، فَلِي ** قلبٌ بذكرِ اللهِ تياهُ )
____________________
(1/447)
البحر : وافر تام ( أيا مَلِكاَ همَت كفَّاهُ جوداً ** عَلَى الثَّقَلَيْنِ : مِنْ بَادٍ وَقَارِي ) ( عراكَ النِيلُ من بلدٍ بعيدٍ ** فألبسهُ الكرامةَ فهوَ عارى )
____________________
(1/448)
البحر : بسيط تام ( جُدْ بِالنَّوَالِ ؛ فَرِزْقُ اللَّهِ مُتَّصِلٌ ** وَ لاَ تكنْ عنْ صنيع الخيرِ باللاهي ) ( فالبخلُ وَ الجبنُ في الإنسانِ منقصةٌ ** لمْ يجنها غيرُ سوءِ الظنَّ باللهِ )
____________________
(1/449)
البحر : طويل ( يُسَائِلُنِي عَمَّا كَتَمْتُ مِنَ الْهَوَى ** صدِيقِي ، وَفِي بَعْضِ الإِجَابَةِ ما يُزْرِي ) ( فَإِنْ لَمْ أَقُلْ حَقّاً كَذَبْتُ عَلَى الْهَوَى ** وإن قُلتُ إنِّى عاشقُ بُحتُ بالسِرِّ )
____________________
(1/450)
البحر : بسيط تام ( لِمُصْطَفَى صَادِقٍ فِي الشِّعْرِ مَنْزِلَةٌ ** أمسى يعاديهِ فيها منْ يصافيهِ ) ( صَاغَ الْقَرِيضَ بِإِتْقَانٍ ، فَلَوْ تُلِيَتْ ** صُدُورُهُ عُلِمَتْ مِنْهَا قَوَافِيهِ ) ( مهذبُ الطبعِ ، مأمونُ الضميرِ ، إذا ** بَلَوْتَهُ كَانَ بَادِيهِ كَخَافِيهِ ) 4 ( حازَ الْكَمَالَ ، فَلَمْ يَحْتَجْ لِمَنْقَبَةٍ ** فَلَسْتَ تنْعَتُهُ إِلاَّ بِمَا فِيهِ )
____________________
(1/451)
البحر : رجز تام ( يا ربَّ بيضاءَ منَ الجَوارى ** جاءت بِطفلٍ أسودٍ كالقارِ ) ( أخرَجَهُ من لجَّةِ الأنوارِ ** من أخرَجَ الَّليلَ منَ النهارِ ) ( سُبْحَانَهُ مِنْ فَاعِلٍ مُخْتَارِ ** )
____________________
(1/452)
البحر : سريع ( إنَّ ' سرنديبَ ' على حسنها ** يَسْكُنُهَا قَوْمٌ قِبَاحُ الْوُجُوهْ ) ( منْ كلَّ فدمٍ لائكٍ مضعةً ** يمجها كالدمِ في الأرض فوهُ ) ( تحسبهُ منْ نضحِ أشداقهِ ** رَكِيَّةً تَجْرِي دَماً ، أَوْ تَمُوهْ ) 4 ( لاَ يُشْبِهُ الْوَالِدُ مَوْلُودَهُ ** منهمْ ، وَ لاَ المولودَ منهمْ أبوهْ ) 5 ( يغلظُ طبعٌ منهمُ فاقدٌ ** مَزِيَّةَ الْعِلْمِ ، وَوَجْهٌ يَشُوهْ ) 6 ( منْ أينَ يدري الفضلَ معدومهُ ** لا يعرفُ المعروفَ إلاَّ ذووهْ ) 7 ( لاَ تَلْبَثُ الحِكْمَةُ مَا بَيْنَهُمْ ** وَ لاَ يريثُ الفضلُ حتى يتوهُ ) 8 ( تَظُنُّ بَعْضَ الْقَوْمِ عَلاَّمَةً ** وَ هوَ إذا ينطقُ هامٌ ينوهْ ) 9 ( لا تعرفُ المرءَ بأخلاقهِ ** في غمرةِ العالمِ حتى يفوهْ )
____________________
(1/453)
البحر : طويل ( لعَمرِى لقد أيقَظتُ من كانَ راقداً ** وأنذَرتُ ، لكِن لم تَكن تنفعً النُّذر ) ( نَصَحتُ فكذَّبتم ، فلمَّا أتى الرَّدى ** عَمدتُم لتصديقى وقَد قُضِى َ الأمرُ ) ( فلم يبقَ فى أيديكًم غيرُ حَسرةٍ ** وَلَمْ يَبْقَ عِنْدِي غَيْرُ مَا عَافَهُ الصَّدْرُ ) 4 ( فَجاءَ الَّذِي كُنْتُمْ تَخَافُونَ شَرَّهُ ** وزالَ الَّذى لم يبقَ من بعدهِ شِعرُ )
____________________
(1/454)
البحر : متقارب تام ( صَبرتُ على ريبِ هذا الزمانَ ** وَلَوْلاَ الْمَعَاذِرُ لَمْ أَصْبِرِ ) ( فلا تَحسبنِّى جهلتُ الصوابَ ** وَلَكِنْ هَمَمْتُ فَلَمْ أَقْدِرِ ) ( ثَنَتْ عزْمَتِي ثَوْرَةُ الْمُفْسِدِينَ ** وغَلَّتْ يَدِي فَتْرَةُ الْعَسْكَرِ ) 4 ( وَكُنَّا جمِيعاً ، فَلَمَّا وَقَعْتُ ** صَبَرْتُ ، وَغَادَرَنِي مَعْشَرِي ) 5 ( ولو أنَّنى رُمتُ إعناتهُم ** لَقُلْتُ مَقَالَةَ مُسْتَبْصِرِ ) 6 ( وَلَكِنَّنِي حِينَ جَدَّ الْخِصامُ ** رَجَعْتُ إِلَى كَرَمِ الْعُنْصُرِ )
____________________
(1/455)
البحر : مجزوء الرجز ( وَيْلاَهُ مِنْ نَارِ الْهَوَى ** وَآهِ مِنْ طُوْلِ الْجَوَى ) ( أرسلتُ طرفي رائدا ** فما علاَ حتى هوى ) ( وَ سارَ قلبي خلفهُ ** فَلَمْ يَعْدُ حَتَّى اكْتَوَى ) 4 ( قَدْ طَالَمَا زَجَرْتُهُ ** يا لَيْتَهُ كَانَ ارْعَوَى ) 5 ( لكلَّ شيءٍ آفةٌ ** وَ آفةُ القلبِ الهوى ) 6 ( أما كفى هذا الجفا ** حَتَّى أَعَانَتْهُ النَّوَى ؟ ) 7 ( أينَ اللوى وَ عهدهُ ؟ ** أيهاتَ عهدٌ باللوى ) 8 ( و ظبي أنسٍ سمتهُ ** إِنْجَازَ وَعْدِي ، فلَوَى ) 9 ( طَلَبْتُ مِنْهُ قُبْلَةً ** فازورَّ عني ، وَ التوى )0 ( وَسُمْتُهُ وَعْدَ الْمُنَى ** فَانْحَازَ عَنِّي ، وَانْزَوَى )
____________________
(1/456)
1( يا سائلي عنْ حالتي ** دعني ؛ فصبري قدْ ذوى )( وَ كانَ قلبي راشداً ** لكنهُ اليومَ غوى )( أوقعِ في أشراكهِ ** لكلَّ حيًّ ما نوى )4 ( فَكَيْفَ أَمْضِي فِي الْهَوَى ** وَ الجسمُ محلولُ القوى )5 ( وَأَيْنَ أَبْغِي نَاصِراً ؟ ** هيهاتَ ، وَ الخيرُ انطوى )6 ( أصبحتُ في تيهورةٍ ** يَسْأَمُ فِيهَا مَنْ ثَوى )7 ( لاَ صاحبٌ وافى ، وَ لاَ ** خلٌّ إلى حالي أوى )8 ( فيا إلهي ! راعني ** وادْفَعْ عَنِ النَّفْسِ التَّوَى )9 ( وَ لاَ تكلني للتي ** لَوْ صَادَفَتْ نَجْماً خَوَى )
____________________
(1/457)
البحر : رمل تام ( شفَّنى وجدى ، وأبلانِى السهَر ** وَتَغَشَّتْنِي سَمَادِيرُ الْكَدَرْ ) ( فسوادُ الَّليلِ ما إن ينقضى ** وبياضُ الصبحِ ما إن ينتظَر ) ( لا أنيسٌ يَسمعُ الشَّكوى ، ولا ** خبَرٌ يأتى ، ولا طيفٌ يَمر ) 4 ( بَيْنَ حِيطَانٍ وَبَابٍ مُوصَدٍ ** كلَّما حرّكهُ السَّجانُ صَرْ ) 5 ( يتمشَّى دونَهُ ، حتَّى إذا ** لحِقَتهُ نبأةٌ منِّى استَقَر ) 6 ( كُلَّمَا دُرْتُ لأِقْضِي حَاجَةً ** قالَت الظُلمةُ : مهلاً ، لا تَدُر ) 7 ( أتقرَّى الشَئَ أبغيهِ ، فلا ** أجِدُ الشئَ ، ولا نفسى تقَر ) 8 ( ظُلمةٌ ما إن بِها من كوكبٍ ** غيرُ أنفاسٍ تَرامى بالشَرَرْ ) 9 ( فَاصْبِرِي يَا نَفْسُ حَتَّى تَظْفَرِي ** إنَّ حُسنَ الصبرِ مفتاحُ الظَفَر )0 ( هِيَ أَنْفَاسٌ تَقَضَّى ، وَالْفَتَى ** حيثُما كانَ أسيرٌ للقدَرْ )
____________________
(1/458)
البحر : طويل ( تَصَابَيْتُ بَعْدَ الْحِلْمِ ، وَاعْتَادَنِي شَجْوِي ** وَأَصْبَحْتُ قَدْ بَدَّلْتُ نُسْكِيَ بِاللَّهْوِ ) ( فقمْ عاطنيها قبلَ أنْ يحكمَ النهى ** عَلَيَّ ، وَيَسْتَهْوِي الزَّمَانُ عَلَى زَهْوِي ) ( فَمَا الدَّهْرُ إِلاَّ نَابِلٌ ، ذُو مكِيدَةٍ ** إذا نزعتْ كفاهُ في القوسِ لمْ يشوِ ) 4 ( فخذْ ما صفا منْ ودهِ قبلَ فوتهِ ** فَلَيْسَ بِبَاقٍ فِي الْوِدَادِ عَلَى الصَّفْوِ ) 5 ( أَلاَّ إِنَّمَا الأَيَّامُ دُولاَبُ خُدْعَةٍ ** تَدُورُ ، عَلَى أَنْ لَيْسَ مِنْ ظَمإٍ تُرْوِي ) 6 ( فَبَيْنَا تُرَى تَعْلُو عَلَى النَّجْمِ رِفْعَةً ** بِمَنْ كَانَ يَهْوَاهَا إِذِ انْقَلَبَتْ تَهْوِي ) 7 ( فراقبْ بجدًّ سهوةَ الدهرِ ، وَ التمسْ ** مُنَاكَ ، فَمَا يُعْطِيكَ إِلاَّ عَلَى السَّهْو ) 8 ( وَ لاَ يزعنكَ الصبرُ عنْ نيلِ لذةٍ ** فَعَمَّا قَلِيلٍ يَسْلُبُ الشَّيْبُ مَا تَحْوِي ) 9 ( أَلاَ رُبَّ لَيْلٍ قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَهُ ** بهيفاءَ مثلِ الغصنِ ، بينةِ السروِ )0 ( فَتَاةٌ تُرِيكَ الْبَدْرَ تَحْتَ قِنَاعِهَا ** إِذَا سَفَرَتْ وَالْغُصْنَ فِي مَلْعَبِ الْحَقْوِ )
____________________
(1/459)
1( إِذَا انْفَتَلَتْ بالْكَأْسِ خِلْتَ بَنَانَهَا ** يُصَرِّفُ نَجْماً زَلَّ عَنْ دَارَة الْجَوِّ )( وَإِنْ خَطَرَتْ بَيْنَ النَّدَامَى تَأَوَّدَتْ ** كَأنْ لَيْسَ عُضْوٌ فِي الْقَوَامِ عَلَى عُضْوِ )( وَ إني منَ القومِ الذينَ إذا انتووا ** مهولاً منَ الأخطارِ باءوا على بأوِ )4 ( أُنَاسٌ إِذَا مَا أَجْمَعُوا الأَمْرَ أَصْبَحُوا ** وَ ما همْ بنظارينَ للغيمِ وَ الصحوِ )5 ( غذا غضبوا ردوا الأمورَ لأصلها ** كَمَا بَدَأَتْ وَاسْتَفْتَحُوا الأَرْضَ بِالْغَزْوِ )6 ( وَ إنْ حارتِ الأبصارُ في مدلهمةِ ** مِنَ الأَمْرِ جَاءُوا بِالإِنَارَةِ وَالضَّحْوِ )7 ( شددتُ بهمْ أزرى ، وَ حكمتُ شرتي ** فَيَا عَجَباً لِلْقَوْمِ يَبْغُونَ خُطَّتِي )8 ( وَأَصْبَحْتُ مَرْهُوبَ اللِّسانِ ، كَأَنَّنِي ** سعرتُ لظى بينَ الحضارةِ وَ البدوِ )9 ( ** وَمَا شأْوُهُمْ شَأْوِي ، وَلاَ عَدْوُهُمْ عَدْوِي )0 ( إذا ما رأوني مقبلاً أوحدوا لهمْ ** شَكَاةً ، فَلاَ زَالُوا عَلَى ذَلِكَ الشَّكْوِ )
____________________
(1/460)
2( يَرُومُونَ مَسْعَاتِي وَدُونَ مَنَالِهَا ** مَرَاقٍ تَظَلُّ الطَّيْرُ مِنْ بُعْدِهَا تَهْوِي )( وَ لاَ ، وَ أبي ما النصلُ في الفعلِ كالعصا ** وَ لاَ القوسُ ملآنَ الحقيبةِ كالخلوِ )( لَقُلْتُ ، وَقَالُوا فَاعْتَلَوْتُ ، وَخَفَّضُوا ** وَلَيْسَ أَخُو صِدْقٍ كَمَنْ جَاءَ بِاللَّغْوِ )4 ( وَمَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّنِي بِتُّ سَاهِراً ** وَنَامُوا ، وَمَا عُقْبَى التَّيقُّظِ كَالْغَفْوِ )5 ( فَأَصْبَحْتُ مَشبُوبَ الزَّئِيرِ ، وَأَصْبَحَتْ ** لواطئَ فيما بينَ داراتها تعوى )
____________________
(1/461)
البحر : طويل ( لئن فرَّقت ما بيننا شقَّة النوى ** لعمرى ، وحالت دوننا نُوبُ الدَّهرِ ) ( فَشَخْصُكَ في عَيْنِي ، وَذِكْرُكَ فِي فَمِي ** وحُبُّكَ فى قلبى ، وسِرُّكَ فى صَدرِى )
____________________
(1/462)
البحر : طويل ( تَصَابَيْتُ بَعْدَ الْحِلْم ، وَاعْتَادَنِي زَهْوِي ** وَأَبْدَلْتُ مَأْثُورَ النَّزَاهَةِ بِاللَّهْوِ ) ( وَ ما كنتُ أخشى أنْ تعودَ غوايتي ** إلى َّ ، وَ لكنْ نظرةٌ حركتْ شجوى ) ( عَلَى أَنَّنِي غَالَبْتُ شَوْقِي ، فَعَزَّنِي ** وَ ناديتُ حلمي أنْ يعودَ ، فلمْ يلوِ ) 4 ( وَ ماذا على منْ خامرَ الحبُّ قلبهُ ** إِذَا مَالَ مَعْهُ لِلْخَلاَعَةِ وَالصَّبْوِ ؟ ) 5 ( إذا المرءُ لمْ يعطِ الحياةَ نصيبها ** مِنَ اللَّهْوِ ، قَادَتْهُ الْهُمُومُ إِلَى الشَّكْو ) 6 ( وَهَلْ في الصِّبَا وَاللَّهْوِ عَارٌ عَلَى الْفَتَى ** إِذَا الْعِرْضُ لَمْ يَدْنَسْ بِإِثْمٍ ، وَلاَ بَعْوِ ؟ ) 7 ( لَعَمْرُكَ مَا قَارَفْتُ في الْحُبِّ زَلَّةً ** وَلاَ قَادَنِي مَعَهَا إِلَى سَوْءَةٍ خَطْوِي ) 8 ( وَلَكِنَّنِي أَهْوَى الْخَلاَعَةَ وَالصِّبَا ** وَ أتبعُ آثارَ الفضيلةِ وَ السروِ ) 9 ( سجيةُ نفسٍ أدركتْ ما تريدهُ ** مِنَ الدَّهْرِ ، فَاعْتَاضَتْ عَنِ السُّكْرِ بِالصَّحْوِ )0 ( و إني منَ القومِ الذينَ إذا انتووا ** مهولاً منَ الأخطارِ باءوا على بأوِ )
____________________
(1/463)
1( أناسٌ إذا ما أجمعوا الأمرَ أصبحوا ** وَ ما همْ بمظارينَ للغيمِ وَ الصحوِ )( إِذَا غَضِبُوا رَدُّوا الأُمُورَ لأَصْلِهَا ** كَمَا بَدَأَتْ ، واسْتَفْتَحُوا الأَرْضَ بالْغَزْوِ )( وَ إنْ حارتِ الأبصارُ في مدلهمةٍ ** مِنَ الأَمْرِ ، جَاءُوا بِالإِنَارَةِ وَالضَّحْوِ )4 ( شددتُ بهمْ أزري ، وَ أحكمتُ مرَّتي ** وَأَطْلَقْتُ مِنْ حَبْلِي ، وَأَبْعَدْتُ فِي شَأْوِي )5 ( وَأَصْبَحْتُ مَرْهُوبَ اللِّسَانِ ، كَأَنَّنِي ** سعرتُ لظى بينَ الحضارةِ والبدوِ )6 ( فَيَا عَجَبَا لِلْقَوْمِ يَبْغُونَ خُطَّتِي ** وَ ما خطوهمْ خطوي ، وَ عدوهمْ عدوي )7 ( يَرُومُونَ مَسْعَاتِي ، وَدُونَ مَنَالِهَا ** مَرَاقٍ تَظَلُّ الطَّيْرُ مِنْ بُعْدِهَا تَهْوِي )8 ( فَإِنْ تَكُ سِنِّي مَا تَطَاوَلَ بَاعُهَا ** فَإِنِّي جَدِيرٌ بِالإِصَابَةِ فِي الأَتْوِ )9 ( لَقُلْتُ ، وَقَالُوا ، فَاعْتَلَوْتُ ، وَخَفَّضُوا ** وَلَيْسَ أَخُو صِدْقٍ كَمَنْ جَاءَ بِاللَّغْوِ )0 ( وَمَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّنِي بِتُّ سَاهِراً ** وَنَامُوا ، وَمَا عُقْبَى التَّيَقُّظِ كَالْعَفْوِ )
____________________
(1/464)
2( فَأَصْبَحْتُ مَشْبُوبَ الزَّئِيرِ ، وَأَصْبَحَتْ ** كَأَكْلُبِ حَيٍّ بَيْنَ دَارَاتِهِ تَلْوِي )
____________________
(1/465)
البحر : سريع ( من طلبَ العزَّ بِلا آلةٍ ** أَدْرَكَهُ الذُّلُّ مَكانَ الظَّفَرْ ) ( فَاصْبِرْ عَلَى الْمَكْرُوهِ تَظْفَرْ بِما ** شِئْتَ ، فَقَدْ حَازَ الْمُنَى مَنْ صَبَرْ ) ( وَقِفْ إِذَا مَا عرَضَتْ شُبْهَةٌ ** فاللَّبثُ خيرٌ مِن ركوبِ الغرَرْ ) 4 ( ولا تَقُولنَّ لشئٍ مضى ** يَا لَيْتَهُ دَامَ ، وَخُذْ مَا حَضَرْ ) 5 ( ولاَ تُعَامِلْ صاحِباً بِالَّتِي ** تَرْجِعُ عَنْهَا تَائِباً تَعْتَذِرْ ) 6 ( وَغُضَّ مِنْ طَرْفِكَ إِنْ خِفْتَهُ ** فَحَاجِبُ الشَّهْوَةِ غَضُّ الْبَصَرْ )
____________________
(1/466)
البحر : طويل ( كَفَى بِالضَّنَى عَنْ سَوْرَةِ الْعَذْلِ نَاهِيَا ** فَأَهْوَنُ مَا أَلْقَاهُ يُرْضِي الأَعَادِيَا ) ( بَلَوْتُ الْهَوَى حَتَّى بَلِيتُ ، وَطَالَ بِي ** مَريرُ النَّوَى حَتَّى نَسِيتُ التَّلاَقِيَا ) ( وَمَا كُنْتُ ذَا غَيٍّ ، وَلَكِنْ إِذَا الْهَوَى ** أصابَ حليمَ القومِ أصبحَ غاويا ) 4 ( إِلَى اللَّهِ أَشْكُو نَظْرَةً مَا تَجَاوَزَتْ ** حمى العينِ حتى أوردتني المهاويا ) 5 ( رَمَيْتُ بِهَا عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ ، فَلَمْ تَعُدْ ** عَلَى النَّفْسِ إِلاَّ بِالَّذِي كَانَ قَاضِيَا ) 6 ( هَجَرْتُ لَهَا أَهْلِي ، وَفَارَقْتُ جِيرَتِي ** وَغَاضَبْتُ فِي الْخُلاَّنِ مَنْ كَانَ رَاضِيَا ) 7 ( وَأَصْبَحْتُ مَسْلُوبَ الْجَنَانِ ، كَأَنَّنِي ** شَرِبْتُ بِكَأْسٍ تَتْرُكُ الْعَقْلَ سَاهِيَا ) 8 ( أدورُ ، وَ لاَ أدري وإنْ كنتُ حازماً ** يَمِينِيَ أَدْنَى لِلْهُدَى مِنْ شِمَالِيَا ) 9 ( صَرِيعُ هَوىً ، لاَ أَذْكُرُ الْيَومَ بِاسْمِهِ ** وَ لاَ أعرفُ الأشخاصَ إلاَّ تماديا )0 ( فَيَا عَيْنُ ، لاَ زَالَتْ يَدُ السُّهْدِ تَمْتَرِي ** أساكيبَ دمعٍ منكِ تروى المآقيا )
____________________
(1/467)
1( فأنتِ التي أوردتِ قلبي منَ الهوى ** مَوَارِدَ لَمْ تَتْرُكْ مِنَ الصَّبْرِ بَاقِيَا )( أَطَعْتُكِ ، فَاسْتَسْلَمْتُ بَعْدَ شَكِيمَةٍ ** أَعَضَّتْ بِأَطْرَافِ الشَّكِيمِ الْمَذَاكِيَا )( فإنْ أنا سالمتُ الهوى بعدَ هذهِ ** فلستُ ابنَ أمَّ المجدِ إنْ عدتُ ثانيا )4 ( يلومونَ أشواقي ، كأني ابتدعتها ** وَلوْ عَلِمُوا لاَمُوا الظِّبَاءَ الْجَوَارِيَا )5 ( وَ ما لي ذنبٌ عندهمْ ، غيرَ أنني ** شَدَوْتُ ، فَعَلَّمْتُ الْحَمَامَ الأَغَانِيَا )6 ( وَ هلْ يكتمُ المرءُ الهوى وَ هوَ شاعرٌ ** وَ يثني على َ أعقابهنَّ القوافيا ؟ )7 ( فيا نسماتِ الفجرِ ، ما لكِ كلما ** تَنَسَّمْتِ أَضْرَمْتِ الْهَوَى فِي فُؤَادِيَا )8 ( وَ يا سجعاتِ الأيكِ ! رفقاً بمهجةٍ ** . . . . . . . . . . . . . . . )9 ( وَ يا لمحاتِ البرقِ ! باللهِ خبري ** أخلاى بالمقياسِ عني سلاميا )0 ( وَيَا عَذَبَاتِ الْبَانِ ! إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا ** تَمِيلُ مَعِي شَوْقاً ، فَلُقِّيتَ دَاوِيَا )
____________________
(1/468)
2( عوائدُ شوقٍ ألهبتْ لاعجَ الأسى ** وَردتْ أمانيَّ الضميرِ هوافيا )( لَعمْرُكَ ، مَا فَارَقْتُ رَبْعِيَ عَنْ قِلًى ** وَلاَ أَنَا وَدَّعْتُ الأَحِبَّةَ سَالِيَا )( وَ لكنْ عدتني عنْ بلادي وَ جيرتي ** عوادٍ أبتْ في البعدِ إلاَّ تماديا )4 ( زَمَانٌ تَوَلَّى غَيْرَ أَعْقَاب ذُكْرَةٍ ** تسوقُ إلى المرءِ الحليمِ التصابيا )5 ( فَيَا رَوْضَةَ الْمِقْيَاسِ ! جَادَكِ سَلْسَلٌ ** منَ النيلِ يدعو للحنينِ السواقيا )6 ( وَ لاَ برحتْ للفخرِ نسمةٌ ** تَرُدُّ جَبِينَ النَّوْرِ أَزْهَرَ ضَاحِيَا )7 ( بِلاَدٌ صَحِبْتُ الْعَيْشَ فِيهَا مُنَعَّماً ** وَأَجْرَيْتُ أَفْرَاسَ الْبَطَالَةِ لاَهِيَا )8 ( فكمْ لذةٍ أدركتُ فيها ، وَ نعمةٍ ** أصبتُ ، وَ آدابٍ تركتُ ورائيا )9 ( هِيَ الْوَطَنُ الْمَأْلُوفُ ، وَالنَّفْسُ صَبَّةٌ ** بمنزلها الأدنى وَ إنْ نائيا )0 ( فَلاَ حَبَّذَا الدُّنْيَا إِذَا هِيَ أَدْبَرَتْ ** وَإِنْ أَقْبَلَتْ يوْماً فَيَا حَبَّذَا هِيَا )
____________________
(1/469)
3( نَشَدْتُ الْمُنَى عَوْداً وَقدْ كُنْتُ بَدْأَةً ** مطافِ أناسٍ ينشدونَ الأمانيا )( فَإِنْ لَمْ أَنَلْ مِنْهَا نَصِيباً ، فَإِنَّنِي ** أَرَى الْيَأْسَ عَنْ بَعْضِ الْمَطَالِبِ كَافِيَا )( وَ ماذا الذي تجدى على َّ فضائلي ** إِذَا كُنَّ فِي عَيْنِ الْعَدُوِّ مَسَاوِيَا ؟ )4 ( فَلاَ اخْضَرَ سَاقُ الْبَقْلِ إِنْ بِتُّ طَاوِياً ** وَ لاَ انهلَّ ماءُ المزنِ إنْ متُّ صاديا )
____________________
(1/470)
البحر : بسيط تام ( وَنَبْأَةٍ أَطْلَقَتْ عَيْنَيَّ مِنْ سِنَةٍ ** كَانتْ حِبَالَةَ طَيْفٍ زَارَنِي سَحَرَا ) ( فَقُمْتُ أَسْأَلُ عَيْنِي رَجْعَ مَا سمِعتْ ** أُذْنِي ، فَقَالَتْ : لَعَلِّي أَبْلُغُ الْخَبَرا ) ( ثُمَّ اشرأبَّت ، فأَلفَت طائراً حَذِراً ** عَلَى قَضِيبٍ يُدِيرُ السَّمْعَ والْبَصَرَا ) 4 ( مُستوفِزاً يتنَزَّى فوقَ أيكَتهِ ** تنَزَّى القلبَ طالَ العهدُ فادَّكرا ) 5 ( لاَ تَسْتَقِرُّ لَهُ سَاقٌ عَلَى قَدَمٍ ** فكُلَّما هدأَت أنفاسهُ نَفرا ) 6 ( يَهفو بهِ الغصنُ أحياناً ، ويرفَعهُ ** دَحْوَ الصَّوَالِجِ فِي الدَّيْمُومَةِ الأُكَرَا ) 7 ( ما بالهُ وهوَ فى أمنٍ وعافيةٍ ** لاَ يَبْعَثُ الطَّرْفَ إِلاَّ خَائِفاً حَذِرَا ؟ ) 8 ( إِذَا عَلاَ بَاتَ فِي خَضْرَاءَ نَاعِمَةٍ ** وَإِنْ هوَى وَرَدَ الْغُدْرَانَ ، أَوْ نَقَرَا ) 9 ( يَا طيْرُ نَفَّرْتَ عَنِّي طَيْفَ غَانِيَةٍ ** قَدْ كَانَ أَهْدَى لِيَ السَّرَّاءَ حِينَ سَرَى )0 ( حَوْراءُ كَالرِّئْمِ أَلْحَاظاً إِذَا نَظَرَتْ ** وصُورةِ البدرِ إشراقاً إذا سَفرا )
____________________
(1/471)
1( زَالَتْ خَيَالَتُهَا عَنِّي ، وَأَعْقَبَهَا ** شَوقٌ أحالَ على َّ الهَمَّ والسَّهرا )( فَهل إلى سنةٍ إن أعوزَت صِلةٌ ** عَوْدٌ نَنَالُ بِهِ مِنْ طَيْفِهَا الْوَطَرَا ؟ )
____________________
(1/472)
البحر : وافر تام ( أتاني أنَّ ' عبدَ اللهِ ' أصغى ** إِلَى وَاشٍ ؛ فَغَيَّرَهُ عَلَيَّا ) ( وَمَا عَهْدِي بِهِ غِرّاً ، وَلَكِنْ ** تَوَلَّتْ أَمْرَ فِطْنَتِهِ الْحُمَيَّا ) ( فقلتُ لهُ : تثبتْ تلقَ رشداً ** فَكَمْ مِنْ سُرْعَةٍ وَهَبَتْكَ غَيَّا ) 4 ( فَإِنَّكَ لَوْ عَرْفتَ وِدَادَ قَلْبِي ** إليكَ ، لجئتَ معتذراً إليا )
____________________
(1/473)
البحر : سريع ( مَا أَطْوَلَ اللَّيْلَ عَلَى السَّاهِرِ ! ** أما لِهذا اللَّيلِ مِن آخرِ ؟ ) ( يَا مُخْلِفَ الْوَعْدِ ! أَلاَ زَوْرَةٌ ** أَقْضِي بِها الْحَقَّ مِنَ الزَّائِرِ ؟ ) ( تَرَكتَنى من غمراتِ الهوَى ** فى لًجِّ بَحرٍ بِالرَّدَى زاخِرِ ) 4 ( أَسْمَعُ فِي قَلْبِي دَبِيبَ الْمُنَى ** وألمحُ الشُّبهةَ فى خاطِرِى ) 5 ( فَتَارَةً أَهْدَأُ مِنْ رَوْعَتِي ** وَتَارَةً أَفْزَعُ كَالطَّائِرِ ) 6 ( وبينَ هاتينِ شبا لَوعَةٍ ** لها بِقلبى فَتكةُ الثَّائرِ ) 7 ( فهَل إلى الوُصلةِ من شافعٍ ؟ ** أم هَل على الصَّبوةِ من ناصرِ ؟ ) 8 ( يا قلبُ لا تَجزَع ، فإنَّ المُنى ** فى الصَّبرِ ؛ واللهُ معَ الصَّابرِ )
____________________
(1/474)
البحر : مجزوء الكامل ( رَجَعَ الْخِدِيو لِمِصْرِهِ ** وأتت طلائعُ نَصرهِ ) ( وَتَهَلَّلَتْ بقُدُومِهِ ** فرحاً أسرَّةُ عَصرهِ ) ( فلتَبتهِج أوطانهُ ** بِحلولهِ فى قَصرهِ ) 4 ( وليَشتَهر تاريخهُ ** رَجَعَ الْخِديو لِمِصْرِهِ )
____________________
(1/475)
البحر : سريع ( بِكَ استقامَت مِصرُ حتَّى غَدَتْ ** يَحمَدُها الوارِدُ والصَادِرُ ) ( وَكَيْفَ لاَ تُبْصِرُ قَصْدَ الْهُدَى ** حُكُومَةٌ أَنْتَ لَهَا ناظِرُ ؟ )
____________________
(1/476)
البحر : مجتث ( أغُرَّةٌ تحتَ طُرَّه ** أم نورُ فَجرٍ بِسُحرَه ؟ ) ( وَذَاكَ فَرْعٌ وَنَهْدٌ ** أَمْ صَوْلَجَانٌ وَأُكْرَهْ ؟ ) ( سمراءُ تَهفو بِقدٍّ ** كالرُّمْحِ لِيناً وَسُمْرَهْ ) 4 ( مرَّت على َّ تَهادى ** مِثْلَ الْمَهَاةِ بِشَبْرَهْ ) 5 ( فقلتُ : يا نورَ عينِى ! ** مَا لِي عَلَى الصَّبْرِ قُدْرَهْ ) 6 ( فَنَقَّبَتْ وَجْنَتَيْهَا ** يَدُ الْحَيَاءِ بِحُمْرهْ ) 7 ( وقالَت : اسكُت ، وإلاَّ ** تَصِيرُ فِي النَّاسِ شُهْرَهْ ) 8 ( فَقُلْتُ هَلْ مِنْ وِصالٍ ** يَكُونُ لِلْحُبِّ أُجْرَهْ ؟ ) 9 ( فاستَضحكَت ، ثُمَّ قالت ** على الخَديعةِ : بُكرَه ! )
____________________
(1/477)
البحر : خفيف تام ( غادةٌ كالمَهاةِ تَهفو بِخصرٍ ** تَحْتَ بَنْدٍ كَمِعْصَمٍ فِي سِوار ) ( تِلْكَ عَمْرِي هِيَ الْحَياةُ ، فَلا تُؤْ ** ثِرْ عَلَيْهَا جَلاَئِلَ الأَوْطَارِ ) ( فَاقْسِمِ الْعُمْرَ بَيْنَ جِدٍّ ، وَهَزْلٍ ** ووقارٍ طَوراً ، وخَلعِ عِذارِ ) 4 ( واسعَ تَيلُغ ما رُمتَهُ مِن نفيسٍ ** فالمَساعى مدارِجُ الأحرارِ ) 5 ( قَدْ يَنَالُ الْفَتَى إِذَا كَانَ شَهْماً ** مُبتَغاهُ فى ضَحوةٍ مِن نَهارِ )
____________________
(1/478)
البحر : طويل ( أُصافى خَليلى ما صَفا لى ، فإن جَفا ** عَتَبتُ عليهِ غيرَ جافٍ ، ولا وَعرِ ) ( فإن عادَ لى بالوُدِّ عُدتُ ، وإن أبى ** صبَرْتُ ، لأَرْعَى ذِمَّةَ الْوُدِّ بِالصَّبْرِ ) ( فإن زادَنى هَجراً ضَربتُ عن اسمهِ ** وَأَمْسَكْتُ عَنْ سُخْطِي عَلَيْهِ وعَنْ شُكْرِي ) 4 ( وما تِلكَ منِّى نَبوةٌ ، غيرَ أنَّنى ** أنزِّهُ نَفسى عَن مُلابسَةِ الغَدرِ )
____________________
(1/479)
البحر : بسيط تام ( لِكلِّ حى ٍّ نَذيرٌ من طَبيعتهِ ** يوحِى إليهِ بِما تَعيا بهِ النُذُرُ ) ( يَرْجُو وَيَخْشَى أُمُوراً لَوْ تَدَبَّرَها ** لزالَ من قلبهِ التَّأميلُ والحذَرُ ) ( تَراهُ يَسْعَى لِجَمْعِ الْمَالِ مُعْتَقِداً ** أنَّ الْفَتَى مَنْ لَدَيْهِ السَّامُ وَالشَّذَرُ ) 4 ( وكيفَ تنفِى ثِيابُ المرءِ من دنَسٍ ** وَقَلْبُ لاَبِسِها مِنْ غَدْرِهِ قَذِرُ ؟ ) 5 ( يَا فَارِسَ الْخَيْلِ ، كَفْكِفْ عَنْ أَعِنَّتِها ** فَقَدْ شَكَتْ فِعْلَكَ الأَحْلاسُ وَالْعُذُرُ ) 6 ( إن كنتَ تَبغى بِها ما لستَ تَبلغهُ ** مِنَ الْبَقَاءِ فَبِئْسَ الْبُطْلُ وَالْهَذَرُ ) 7 ( إِنَّ الْحَيَاةَ وَإِنْ طَالَتْ إِلَى أَمَدٍ ** والدَهرُ قُرحانُ ، لا يُبقِى ، ولا يَذَرُ ) 8 ( لا يأمنُ الصَّامتُ المَعصومُ صَولتهُ ** ولاَ يَدُومُ عَلَيْهِ النَّاطِقُ الْبَذِرُ ) 9 ( فَاضْرَعْ إِلَى اللَّهِ ، وَاسْتَوْهِبْهُ مَغْفِرَةً ** تَمحو الذُّنوبَ ، فَجانى الذَّنبِ يَعتَذِرُ )0 ( وَاعْجَلْ ، وَلاَ تَنْتَظِرْ تَوْباً غَدَاةَ غَدٍ ** فَلَيْسَ فِي كُلِّ حِينٍ تُقْبَلُ الْعِذَرُ )
____________________
(1/480)
1( هَيهاتَ ، لا يستوِى الشَّخصانِ فى عمَلٍ ** هذا صَحيحٌ ، وهذا فاسِدٌ مَذِرُ )
____________________
(1/481)
البحر : طويل ( ألا هتفَت بالأيكِ ساجِعةُ القُمرِ ** فَطُف بالحُميَّا ، فهى ريحانةُ العُمرِ ) ( وإن أنتَ أترَعتَ الأباريقَ فلتَكن ** سُلاَفاً ، وَإِيَّاكَ الْفَضِيخَ مِنَ التَّمْرِ ) ( فقاتلةُ العُرجونِ للفاقدِ النَّدى ** وصافيةُ العُنقودِ للماجدِ الغَمرِ ) 4 ( مُوَرَّدَةٌ ، تَمْتَدُّ مِنْهَا أَشِعَّةٌ ** تَدورُ بِها فى ظلِّ ألويةٍ حُمرِ ) 5 ( إذا شجَّها السَّاقونَ دارَ حبابُها ** عَليها ، كما دارَ الشَّرارُ على الجَمرِ ) 6 ( ثَوتْ فى ضميرِ الدَّهرِ والجوُّ ظُلمَةٌ ** بِلا كوكب ، والأرضُ تَسبحُ فى غَمرِ ) 7 ( فجاءت ، ولولا عَرفُها وبريقُها ** لَكَانَتْ خَفاً بَيْنَ الدَّسَاكِرِ كَالضَّمْرِ ) 8 ( تُزَفُّ بأَلْحَانِ الْمَثَانِي كُئُوسُهَا ** كَمَا زُفَّتِ الْحَسْنَاءُ بِالطَّبْلِ وَالزَّمْرِ ) 9 ( كُمَيْتٌ جَرَتْ في حَلْبَةِ الدَّهْرِ ، فَانْطَوَتْ ** ثَميلَتُها ، والخيلُ تُحمَدُ بالضُّمرِ )0 ( فكَم بينَ آصالٍ أدَرنا كئوسَها ** وَبَيْنَ لَيَالٍ مِنْ كَوَاكِبِها نُمْرِ )
____________________
(1/482)
1( إِذَا أَنْتَ قَامَرْتَ الزَّمَانَ عَلَى الْمُنَى ** بِمَا دَارَ مِنْ أَقْداحِها فُزْتَ بِالْقَمْرِ )( فخُذ فى أفانينِ الخلاعةِ والصِّبا ** ودَعنى مِن زَيدِ النُّحاةِ ومِن عَمرِ )( أولئكَ قَومٌ فى حُروبٍ تفاقمَتْ ** ولكِن خَلَتْ مِن فَتكةِ البيضِ والسُمرِ )4 ( فَمَا تَصْلُحُ الأَيَّامُ إِلاَّ إِذَا خَلَتْ ** قُلُوبُ الْوَرَى فِيها مِنَ الْحِقْدِ وَالْغِمْرِ )5 ( وَلاَ تَتَعَرَّضْ لامْرِىء ٍ بمَسَاءَةٍ ** ولا تحتلِبْ ضَرعَ الشِقاقِ ، ولا تَمرِ )6 ( ولا تَحتَقِر ذا فاقةٍ بينَ طِمرهِ ** فَيَا رُبَّ فَضْلٍ يَبْهَرُ الْعَقْلَ في طِمْرِ )7 ( وكيفَ يعيشُ المرءُ فى الدّهرِ آمناً ** وَلِلْمَوْتِ فِينا وَثْبَةُ اللَّيْثِ وَالنِّمْرِ ؟ )8 ( وَمَا أَحْسَبُ الأَيَّامَ تَصْفُو لِعاقِلٍ ** ولَكِن صفاءَ العيشِ لِلجاهلِ الغًمرِ )9 ( سَعَيْتُ فَأَدْرَكْتُ الْمُنَى في طِلابِها ** وكُلُّ امرئٍ فى الدَّهرِ يَسعى إلى أمرِ )
____________________
(1/483)
البحر : سريع ( نمَّ الصَبا ، وانتبهَ الطائرُ ** وَاسْتَحَرَ الصَّاهِلُ وَالْهَادرُ ) ( وأَضْحَتِ الأَرْضُ لِفَيْضِ الْحَيَا ** مَصقولةً يَلهو بِها الناظِر ) ( تَبْدُو بِها أَنْجُمُ زَهْرٍ لَهَا ** مَنَازِلٌ يجْهَلُهَا الْخَابِرُ ) 4 ( كأنَّما ألبسها نَثرةً ** مِنَ النُّجُومِ الْفَلَكُ الدَّائِرُ ) 5 ( فقُمْ بِنا نَلهُ بِلَذَّاتِنا ** فَإِنَّمَا الْعَيْشُ لَهُ آخِرُ ) 6 ( وَلاَ تَقُلْ : نَنَظُرُ مَا في غَدٍ ** رُبَّ غدٍ آملهُ خاسِرُ ) 7 ( فَإِنَّمَا الْعَيْشُ وَلَذَّاتُهُ ** في سَاعَةٍ أَنْتَ بِهَا سَادِرُ ) 8 ( لا يَغنَمُ الَّلذَّةَ غَيرُ امرئٍ ** لَيْسَ لَهُ عَنْ لَهْوِهِ زَاجِرُ ) 9 ( قَد خبرَ الدّهرُ ، فما غائبٌ ** يجْهَلُهُ مِنْهُ ، وَلاَ حَاضِرُ )0 ( يَا سَاقِيَيَّ ، اعْتَوِرَا كَأْسَهَا ** فَلِي بِها عَنْ غَيْرِهَا عَاذِرُ )
____________________
(1/484)
1( حَمْرَاءُ تُلْقِي بِلَحَاظِ الْفَتَى ** صِبْغاً بِهِ يَعْتَرِفُ النَّاكِرُ )( تَفْعَلُ بِالشَّارِبِ أَضْعَافَ مَا ** جَرَّ على عُنقودِها العاصِرُ )( عَتَّقَهَا الدُّهْقانُ في دَيْرِهِ ** حِيناً ، ولم يَشعر بِها شاعِرُ )4 ( شَجٍ بِها ، يَكْتُمُهَا نَفْسَهُ ** وهو ليرضاها غَداً صابِرُ )5 ( حتَّى إذا تمَّت مواقيتُها ** وزالَ عَنها الزَّبدُ المائرُ )6 ( جاءَتْ وَقَدْ شَاكَلَهَا كَأْسُهَا ** فاشتبهَ الباطِنُ والظَّاهِرُ )7 ( بِمِثْلِها تُعْجِبُنِي صَبْوَتِي ** وَيَزْدَهِينِي اللَّيْلُ وَالسَّامِرُ )8 ( فَمَا لِهَذِي النَّاسِ في غَفْلَةٍ ** عمَّا إليهِ يَنتهى السَّائرُ ؟ )9 ( أَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ مَضَتْ قَبْلَهُمْ ** مِن أُممٍ ليسَ لها ذاكِرُ ؟ )0 ( إِنْ لَمْ يَكُنْ في الأَمْرِ مِنْ حِكْمَةٍ ** فَفِيمَ هذَا الشَّغَبُ الثَّائِرُ ؟ )
____________________
(1/485)
2( كلُّ امرئٍ أسلمهُ عَقلهُ ** فَمَا لَهُ مَنْ بَعْدِهِ نَاصِرُ )
____________________
(1/486)
البحر : طويل ( ولما استقلَّ الحى ُّ فى رونقِ الضُّحى ** وَقَطَّعَ أَنْفَاسَ الْمُقِيمِ الْمُسَافِرُ ) ( تَحوَّلَ راعِى الصَّبرِ عَنْ مُستقرِّهِ ** وَبَاحَتْ بأَسْرَار الْقُلُوب النَّوَاظِرُ )
____________________
(1/487)
البحر : بسيط تام ( يَا بْنَ الَّذِي رَهَنَ الْخَمَّارَ سُبْحَتَهُ ** يومَ العروبةِ فى عَدِّ القواريرِ ) ( مَا زَالَ يَشْرَبُ خَمْراً غَيْرَ مُدَّكِرٍ ** إثماً ، ويأكلُ سُحتاً غيرَ مَنحورِ ) ( حَتَّى إِذَا نَالَ مِنْهُ السُّكْرُ قَامَ إِلَى ** فيَّاضةِ القَرءِ ، لم تُعهد بتَطهيرِ ) 4 ( فَكُنْتَ نُطفَةَ سُوءٍ قَدْ تَعَجَّلَهَا ** داعى الغوايةِ من خمرٍ وخِنزيرِ )
____________________
(1/488)
البحر : كامل تام ( يأيُّها السَّرفُ المُدِلُّ بِنَفسهِ ** كَسَفِينَةٍ في لُجِّ بَحْرٍ ماخِرهْ ) ( أتَظنُّ أنَّ الفَخرَ ثَوبٌ مُعلمٌ ** تَزهو بِلبستهِ ، وقِدرٌ باخِره ؟ ) ( هيهات ظَنُّكَ ، فالعُلا أمنيَّةٌ ** مِنْ دُونِ مَبْلَغِها بِحارٌ زَاخِرَهْ ) 4 ( أتلَفتَ دُنياكَ الَّتى أوتِيتها ** وَلَسَوْفَ تَهْلِكُ حَسْرَةً فِي الآخِرَهْ ) 5 ( تاللهِ لو راجعتَ نَفسكَ مرَّةً ** لَوَجَدْتَهَا مِنْ سُوءِ فِعْلِكَ سَاخِرَهْ ) 6 ( حَتَّامَ تَفْخَرُ بِالْجُدُودِ ، وَلَمْ تَنَلْ ** مَا أَحْرَزَتْ تِلْكَ الْجُدُودُ الْفَاخِرَهْ ؟ ) 7 ( فاجعَل لِنَفسكَ مِن فِعالِكَ شاهِداً ** يُغْنِيكَ عَنْ ذِكْرِ الْعِظَامِ النَّاخِرَهْ )
____________________
(1/489)
البحر : مجتث ( فَعلتُ خيراً بِقومٍ ** فعامَلونى بِضيرِ ) ( فَلاَ تَلُمْنِي إِذَا مَا ** أَصْبَحْتُ أَلْعَنُ خَيْرِي )
____________________
(1/490)
البحر : سريع ( أَلْهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَهْ ** وهِى َ مِنَ الجَهلِ بِكُم ساخِره ) ( وَغَرَّكُمْ مِنْهَا وَأَنْتُمْ بِكُمْ ** جُوعٌ إِلَيْهَا قِدْرُهَا الْبَاخِرَهْ ) ( يَمْشِي الْفَتَى تِيهاً ، وَفي ثَوْبِهِ ** مِنْ مَعْطِفَيْهِ جِيفَةٌ جَاخِرَهْ ) 4 ( كَأنَّهُ فى كِبرهِ سادِراً ** سَفينَةٌ فى لُجَّةٍ ماخِرَه ) 5 ( كَم أنفسٍ عَزَّت بِسلطانِها ** فِيما مَضَى وَهْي إِذَنْ داخِرَهْ ) 6 ( وعُصبةٍ كانَت لأِموالِها ** مَظِنَّةَ الْفَقْرِ بِها ذَاخِرَهْ ) 7 ( فَأَصْبحَتْ يَرْحَمُهَا مَنْ يَرَى ** وَقَدْ غَنَتْ في نِعْمَةٍ فَاخِرَهْ ) 8 ( فَلا جَوَادٌ صَاهِلٌ عَزَّهُمْ ** يَوْماً ، وَلاَ خَيْفَانَةٌ شَاخِرَهْ ) 9 ( بَل عَمَّ دُنياهُم صُروفٌ ، لَها ** مِنَ الردَى أودِيَةٌ زاخِره )0 ( يأيُّها النَّاسُ اتَّقوا رَبَّكم ** وَاخْشَوْا عَذَابَ اللَّهِ والآخِرهْ )
____________________
(1/491)
1( أنتُم قعودٌ ، والردَى قائمٌ ** يُسْقِيكُمُ بِالْكُوبِ وَالصَّاخِرَهْ )( فانتبِهوا مِن غَفلاتِ الهوى ** وَاعْتَبِرُوا بِالأَعْظُمِ النَّاخِرَهْ )
____________________
(1/492)
البحر : طويل ( لكَ الحَمدُ ، إنَّ الخيرَ مِنكَ ، وإنَّنى ** لِصُنعِكَ يا ربَّ السَمواتِ شاكِرُ ) ( فأنتَ الَّذى أوليتنى كُلَّ نِعمَةٍ ** وَهَذَّبْتَنِي حَتَّى اصَطَفَتْنِي الْعَشَائِرُ ) ( فقرِّب لى الخيرَ الَّذى أنا راغِبٌ ** وبَاعِدْنِيَ الشَّرَّ الَّذِي أَنَا حَاذِرُ ) 4 ( فليسَ لِمَن تُقصيهِ فى النَّاس نافِعٌ ** ولَيْسَ لِمَنْ تُدْنِيهِ في النَّاسِ ضائِرُ ) 5 ( وَلاَ لاِمْرِىء ٍ أَلْهَمْتَهُ الرُّشْدَ خَاذِلٌ ** وَلاَ لامْرِى ٍ ء أَورَدْتَهُ الْغَيَّ نَاصِرُ ) 6 ( فَإِنْ أَدْرَكَتْ نَفْسِي الْمَرَامَ ، وَلَمْ أَقُمْ ** مقامَ ضليعٍ بِالَّذى أنتَ آمرُ ) 7 ( فلا لاحَ لِى فى ذُروة المجدِ كَوكَبٌ ** وَلاَ طَارَ لِي في قُنَّةِ الْعِزِّ طائِرُ )
____________________
(1/493)
البحر : بسيط تام ( من خالفَ الحَزمَ خانَتهُ مَعاذِرهُ ** ومن أطاعَ هَواهُ قلَّ ناصِرهُ ) ( ومَنْ تَرَبَّصَ بِالإخْوَانِ بَادِرَةً ** مِنَ الزَّمَانِ فَإِنَّ اللَّه قَاهِرُهُ ) ( لا يَجملُ المرءُ فى ظَرفٍ وفى أدبٍ ** مَا لَمْ تَكُنْ فَوْقَ مَرْآهُ سَرائِرُهُ ) 4 ( وَمَا الصَّدِيقُ الَّذِي يُرْضِيكَ بَاطِنُهُ ** مِثْلَ الصَّدِيقِ الَّذِي يُرْضيِكَ ظَاهِرُهُ ) 5 ( قَدْ لاَ يَفُوهُ الْفَتَى بِالأَمْرِ يُضْمِرُهُ ** وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ مَا تُخْفِي ضَمَائِرُهُ ) 6 ( أَسْتَوْدِعُ اللَّه عَصْراً قَدْ خَلَعْتُ بِهِ ** عُذْرَ الْهَوَى وَهْوَ غَضَّاتٌ مَكَاسِرُهُ ) 7 ( لَمْ يَمْضِ مِنْ حُسْنِهِ مَا كُنْتُ أَعْهَدُهُ ** حَتَّى أَصَابَ ، سَوَادَ الْقَلْبِ نَاقِرُهُ ) 8 ( كيفَ الوصولُ إلى حالٍ نَعيشُ بها ** وَالدَّهْرُ مأْمُونَةٌ فِينا بَوَادِرُهُ ؟ ) 9 ( إذ لا صديقَ يسُرُّ السَمعَ غائبهُ ** وَلاَ رَفِيقَ يَرُوقُ الْعَيْنَ حَاضِرُهُ )0 ( كُنَّا نَوَدُّ انْقِلاَباً نَسْتَرِيحُ بِهِ ** حتَّى إذا تمَّ ساءتنا مَصايِرهُ )
____________________
(1/494)
1( فَالْقَلْبُ مُضْطَرِبٌ فِيما يُحَاوِلُهُ ** وَالْعَقْلُ مُخْتَبَلٌ مِمَّا يُحَاذِرُهُ )( قد كانَ فى السَلفِ الماضينَ نافِعهُ ** فصارَ فى الخلفِ الباقينَ ضائرهُ )( ما أبعدَ الخيرَ فى الدنيا لِطالبهِ ** وأَقْرَبَ الشَّرَّ مِنْ نَفْسٍ تَحاذِرُهُ ! )4 ( أَكُلَّمَا مَرَّ مِنْ دَهْرٍ أَوَائِلُهُ ** كَرَّتْ بِمِثْلِ أَوَالِيهِ أَوَاخِرُهُ ؟ )5 ( إِنْ دَامَ هَذَا أَضَاعَ الرُّشْدَ كَافِلُهُ ** فيما أرى ، وأطاعَ الغى َّ زاجِرهُ )6 ( تَنَكَّرَت مِصرُ بعدَ العُرفِ ، واضطربَت ** قواعدُ المُلكِ حَتَّى ريعَ طائرهُ )7 ( فَأَهْمَلَ الأَرْضَ جَرَّا الظُّلْمِ حارِثُهَا ** واسترجعَ المالَ خوفَ العُدمِ تاجِرهُ )8 ( وَاسْتَحْكَمَ الْهَوْلُ ، حَتَّى ما يَبيتُ فَتىً ** في جَوْشَنِ اللَّيْلِ إِلاَّ وَهْوَ سَاهِرُهُ )9 ( وَيْلُمِّهِ سَكَناً ، لَوْلاَ الدَّفِينُ بِهِ ** منَ المآثرِ ما كنَّا نجاوزهُ )0 ( أَرْضَى بِهِ غَيْرَ مَغْبُوطٍ بِنِعْمَتِهِ ** وفى سِواهُ المُنى لولا عَشائرهُ )
____________________
(1/495)
2( يا نَفْسُ لاَ تَجْزَعِي ، فَالْخَيْرُ مُنْتَظَرٌ ** وَصَاحِبُ الصَّبْرِ لاَ تَبْلَى مَرائِرُهُ )( لعلَّ بُلجةَ نورٍ يُستضاءُ بِها ** بعدَ الظَلامِ الَّذى عَمَّت دياجرهُ )( إِنِّي أَرَى أَنْفُساً ضَاقَتْ بِما حَمَلَتْ ** وَسَوَفَ يَشْهَرُ حَدَّ السَّيْفِ شَاهِرُهُ )4 ( شَهرانِ أو بعضُ شَهرٍ إن هِى احتدَمت ** وفى الجديدينِ ما تُغنى فواقِرهُ )5 ( فإن أصبتُ فعن رأى ٍ مَلكتُ بهِ ** عِلمَ الغيوب ، ورأى ُ المرءِ ناظِرهُ )
____________________
(1/496)
البحر : طويل ( أبابلُ رَأى َ العينِ أم هذهِ مِصرُ ** فإنِّى أرى فيها عيوناً هى َ السِحرُ ) ( نَوَاعِس أَيْقَظْنَ الْهَوَى بِلَوَاحِظٍ ** تَدِينُ لَهَا بِالْفَتْكَةِ الْبِيضُ وَالسُّمْرُ ) ( فليسَ لعقلٍ دونَ سُلطانِها حِمىً ** ولا لفؤادٍ دونَ غِشيانِها سِترُ ) 4 ( فَإِنْ يَكُ مُوسى أَبْطَلَ السِّحْرَ مَرَّةً ** فذلِكَ عصرُ المعجِزاتِ ، وذا عصرُ ) 5 ( فَأَيُّ فُؤادٍ لاَ يَذُوبُ صَبَابَةً ** وَمُزْنَةٍ عَيْنٍ لاَ يَصُوبُ لَهَا قَطْرُ ؟ ) 6 ( بِنفسى وإن عَزَّت على َّ ربيبةٌ ** مِنَ العينِ فى أجفانِ مُقلتِها فَترُ ) 7 ( فَتَاةٌ يَرِفُّ الْبَدْرُ تَحْتَ قِناعِها ** وَيَخْطِرُ في أَبْرَادِهَا الْغُصُنُ النَّضْرُ ) 8 ( تُرِيكَ جُمانَ الْقَطْرِ في أُقْحُوَانَةٍ ** مُفَلَّجَةِ الأَطْرَافِ ، قِيلَ لَهَا ثَغْرُ ) 9 ( تَدِينُ لِعَيْنَيْهَا سَوَاحِرُ ( بَابِلٍ ) وتسكرُ من صَهباءِ ريقتها الخَمرُ )
____________________
(1/497)
10 ( فيا ربَّةَ الخِدرِ الَّذى حالَ دونَهُ ** ضَراغِمُ حربٍ ، غابَها الأَسَلُ السُمرُ )( أَمَا مِنْ وِصَالٍ أَسْتَعِيدُ بِأُنْسِهِ ** نَضَارَةَ عَيْشٍ كَانَ أَفْسَدَهُ الْهَجْرُ ؟ )( رضيتُ منَ الدُّنيا بِحبِّكَ عالماً ** بِأنَّ جُنُونِي في هَوَاكِ هُوَ الْفَخْرُ )( فلا تَحسبى شوقى فُكاهةَ مازحٍ ** فما هُوَ إلاَّ الجمرُ ، أو دونهُ الجمرُ )4 ( هوىً كضميرِ الزندِ ، لو أنَّ مَدمعى ** تَأَخَّرَ عَنْ سُقْيَاهُ لاَحْتَرَقَ الصَّدْرُ )5 ( إِذَا مَا أَتَيْتُ الْحَيَّ فَارَتْ بِغَيْظِها ** قُلُوبُ رِجَالٍ حَشْوُ آماقِها الْغَدْرُ )6 ( يَظُنُّونَ بِي شَرّاً ، وَلَسْتُ بِأَهْلِهِ ** وظَنُّ الفتى مِن غيرِ بيِّنةٍ وِزرُ )7 ( وماذا عليهِم إن ترنَّمَ شاعِرٌ ** بِقَافِيَةٍ لاَ عَيْبَ فِيها ، وَلاَ نُكْرُ ؟ )8 ( أفى الحقِّ أن تبكِى الحمائمُ شَجوها ** ويُبلى فلا يبكِى على نَفسهِ حُرُّ ؟ )9 ( وأى ُّ نَكيرٍ فى هوًى شبَّ وقدهُ ** بِقَلْبِ أَخِي شَوْقٍ فَبَاحَ بِهِ الشِّعْرُ ؟ )
____________________
(1/498)
20 ( فَلا يَبْتَدِرْنِي بِالْمَلاَمَةِ عَاذِلٌ ** فإنَّ الهوى فيهِ لمُعتذرٍ عُذرُ )( إذا لم يَكن لِلحُبِّ فضلٌ على النُّهى ** لما ذَلَّ حَى ٌّ لَلهوى ولَهُ قَدرُ )( وَكَيْفَ أَسُومُ الْقَلْبَ صَبْراً عَلَى الْهوى ** وَلَمْ يَبْقَ لِي فِي الْحُبِّ قلْبٌ وَلا صَبْرُ ؟ )( لِيهنَ الهوى أنِّى خضَعتُ لِحُكمهِ ** وَإِنْ كَانَ لِي فِي غَيْرِهِ النَّهْيُ والأَمْرُ )4 ( وإنِّى امرؤٌ تأبى لى الضَّيمَ صولةٌ ** مَوَاقِعُهَا فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ حُمْرُ )5 ( أَبِيٌّ عَلَى الْحِدْثَانِ ، لاَ يَسْتَفِزُّنِي ** عَظيمٌ ، ولا يأوى إلى ساحتى ذعرُ )6 ( إذا صُلتُ صالَ الموتُ مِن وكراتهِ ** وإن قُلتُ أرخى مِن أعنَّتهِ الشِعرُ )
____________________
(1/499)
البحر : بسيط تام ( للشعرِ فى الدَّهرِ حكمٌ لا يغيِّرهُ ** مَا بِالْحَوَادِثِ مِنْ نَقْضٍ وَتَغْيِيرِ ) ( يَسمو بقومٍ ، ويهوى آخرونَ بهِ ** كالدَّهرِ يجرى بميسورٍ ومَعسورِ ) ( لهُ أوابدُ ، لا تنفكُّ سائرةً ** فى الأرضِ ما بينَ إدلاجٍ وتَهجيرِ ) 4 ( مِن كلِّ عائرةٍ تستنُّ فى طلقٍ ** يغتالُ بالبهرِ أنفاسَ المحاضيرِ ) 5 ( تَجرى معَ الشَّمسِ فى تيَّارِ كهربةٍ ** على إطارٍ مِنَ الأضواءِ مَسعورِ ) 6 ( تُطَارِدُ الْبَرْقَ إِنْ مَرَّتْ ، وَتَتْرُكُهُ ** في جوْشَنٍ مِنْ حَبِيكِ الْمُزْنِ مَزْرُورِ ) 7 ( صَحائِفٌ لَمْ تَزَلْ تُتْلَى بِأَلْسِنَةٍ ** للدَّهرِ فى كلِّ نادٍ مِنهُ معمورِ ) 8 ( يُزْهَى بِها كُلُّ سَامٍ في أَرُومَتِهِ ** وَيَتَّقِي الْبَأْسَ مِنْهَا كُلُّ مَغْمُورِ ) 9 ( فكم بِها رَسَخت أركانُ مملكةٍ ** وكم بِها خَمدتْ أنفاسُ مَغرورِ )0 ( وَالشِّعْرُ دِيوانُ أَخْلاَقٍ يَلُوحُ بِهِ ** مَا خَطَّهُ الْفِكْرُ مِنْ بَحْثٍ وَتَنْقِيرِ )
____________________
(1/500)
1( كَمْ شَادَ مَجْداً ، وَكَمْ أَوْدَى بِمَنْقَبَةٍ ** رفعاً وخفضاً بِمرجوٍّ ومَحذورِ )( أبقى زُهيرٌ بهِ ما شادَهُ هَرِمٌ ** مِنَ الْفَخَارِ حَدِيثاً جِدَّ مَأَثُورِ )( وفلَّ جرولُ غَربَ الزبرِقانِ بهِ ** فَبَاءَ مِنْهُ بِصَدْعِ غَيْرٍ مَجْبُورِ )4 ( أخزى جريرٌ بهِ حى َّ النُميرِ ، فما ** عَادُوا بِغَيْرِ حدِيثٍ مِنْهُ مَشْهُورِ )5 ( لَوْلاَ أَبُ والطَّيِّبِ الْمَأْثُورُ مَنْطِقُهُ ** ما سارَ فى الدَّهرِ يوماً ذِكرُ كافورِ )
____________________
(1/501)
البحر : وافر تام ( فُؤادى والهوى قَدَحٌ وخَمرٌ ** أما فى ذاكَ لى طَربٌ وسُكرُ ؟ ) ( يَلومونى على كَلفى بِليلَى ** وليلى فى سماءِ الحُسنِ بَدرُ ) ( لَهَا خَدٌّ بِهِ لِلْحُسْنِ وَرْدٌ ** ولَحظٌ فيهِ للملكينِ سِحرُ ) 4 ( تَضنُّ علَى َّ بالتَّسليمِ تيهاً ** وَهَلْ في سُنَّةِ التَّسْلِيمِ وِزْرُ ؟ ) 5 ( يَلُوحُ جَبِينُهَا في طُرَّتَيْهَا ** كَمَا أَوْفَى عَلَى الظَّلْمَاءِ فَجْرُ ) 6 ( وَتَبْسِمُ عَنْ جُمَانٍ في عَقِيقٍ ** يُقالُ لَهُ بِحُكمِ الذوقِ : ثَغرُ )
____________________
(1/502)
البحر : طويل ( أبَى الضَّيمَ ، فاستلَّ الحُسامَ وأصحرا ** وَذُو الْحِلْمِ إِنْ سِيمَ الْهَوَانَ تَنَمَّرَا ) ( وَطَارَتْ بِهِ في مُلْتَقَى الْخَيْلِ عَزْمَةٌ ** أَعَادَتْ خَبِينَ الصُّبْحِ بالنَّقْعِ أَكْدَرَا ) ( فردَّ ذبابَ المشرفِى َّ مُثلَّما ** وَغَادَرَ صَدْرَ السَّمْهَرِيِّ مُكَسَّرَا ) 4 ( جِلادُ امرئٍ آلى بِقائمِ سيفهِ ** عَلَى الْمَجْدِ أَنْ يُولِيهِ نَصْراً مُؤَزَّرَا ) 5 ( جَدِيرٌ إِذَا مَا هَمَّ أنْ يَكْسُوَ الْقَنَا ** وبيضَ الظُبا ثَوباً مِنَ الدَمِ أحمرا ) 6 ( وَمَا كُلُّ مَنْ سَاسَ الأَعِنَّةَ فَارِساً ** وَلاَ كُلُّ مَنْ نَاشَ الأَسِنَّةَ قَسْوَرَا )
____________________
(1/503)
البحر : خفيف تام ( حَبَّذا الراحُ فى أوانِ البَهارِ ** وَاقْتِرانُ الْكُئُوسِ بِالنُّوَّارِ ) ( وَرَنِينُ الأَوْتَارِ في فَلَقِ الصُّبْ ** حِ ، وسَجعُ الطُيورِ فى الأوكارِ ) ( بَيْنَ جَوٍّ معَ الْغَمَائِمِ سَارٍ ** وَفَضَاءٍ مَعَ الْجَدَاوِلِ جَاري ) 4 ( مَنْظَرٌ يَفْتِنُ الْعُقُولَ ، وَيَجْلُو ** صَفحاتِ القلوبِ والأبصارِ ) 5 ( إِنَّ عَصْرَ الشَّبَابِ فِينَا مُعَارٌ ** وَاللَّيَالِي تَرُدُّ كُلَّ مُعَارِ ) 6 ( فَاسْرَحَا وَامْرَحَا ، فَقَدْ آذَنَتْنَا ** نَسماتُ الصبا بِخلعِ العِذارِ ) 7 ( واغنَما صَفوةَ الرَبيعِ بِداراً ** فالأمانى مَعقودةٌ بالبدارِ ) 8 ( هُوَ فصلٌ تَختالُ فيهِ غُصونُ ال ** رَّوْضِ في حِلْيَةٍ مِنَ الأَزْهَارِ ) 9 ( مَائِساتٍ مِثْلَ الْعَذَارَى عَلَيْهِنَّ ** نَّ ثِيابٌ دُرِّيَّةُ الأزرارِ )0 ( غَمزتها يدُ الصَّبا ، فَتلوَّت ** راقِصاتٍ على غِناءِ القَمارِى )
____________________
(1/504)
1( رَشَفَتْ خَمْرَةَ النَّدَى مِنْ كُئُوسِ ال ** زَّهْرِ حَتَّى تَمَايَلَتْ مِنْ خُمَارِ )( فانتبِه يا نديمُ ، واستَصبِحِ السَّا ** قِى بِكأسٍ تَفيضُ بالأنوارِ )( وَاسْقِيَانِي ، وَغَنِّيَانِي بِلَحْنٍ ** يَبعثُ النَّفسَ مِن إسارِ الوقارِ )4 ( فَلَقَدْ آذَنَ الشِّتَاءُ بِسَيْرٍ ** واسْتَهَلَّتْ طَلاَئِعُ النُّوبَهارِ )5 ( وَاسْتَدَارَ النَّهَارُ حَتَّى تَساوَتْ ** كِفَّتاهُ بينَ الدُّجى والنَّهارِ )
____________________
(1/505)
البحر : طويل ( يلومونَنى فى الجودِ ، والجودُ مُزنَةٌ ** إذا هملَت فى موضِعٍ نبتَ الشُّكرُ ) ( إذا المرءُ لم ينفِقْ مِنَ المالِ وُسعَ ما ** دَعتهُ المَعالِى فالثَّراءُ هُوَ الفقرُ )
____________________
(1/506)
البحر : طويل ( أَرَى كُلَّ شَيْءٍ عُرْضَةً لِلتَّغَيُّرِ ** فَمَا بَالُنَا بعْدَ الْحَقِيقَةِ نَمْتَرِي ؟ ) ( تَرسَّمْ فَضاءَ الأرضِ شَرقاً ومَغرِباً ** عَسَاكَ تَرَى آثارَ كِسْرى وَقَيْصَرِ )
____________________
(1/507)
البحر : طويل ( ألائمتِى كُفِّى الملامَ عنِ الَّذى ** أُحاوِلهُ من رحلةٍ وسِفارِ ) ( فلولا سُرَى البّدرِ المُنيرِ لَعاقَهُ ** عنِ التِّمِّ لبثٌ فى مَغيبِ سِرارِ )
____________________
(1/508)
البحر : كامل تام ( هيْهَاتَ ، لَيْسَ لِحافِظٍ مِنْ مُشْبِهٍ ** فى القولِ غيرُ سَميِّهِ الشيرازى ) ( جَارَاهُ في حُسْنِ الْبيَانِ ، وَفَاتَهُ ** فى المَنطِقِ العَربى ِّ بالإعجازِ ) ( لَبِقٌ بِتَصْرِيفِ الْكَلاَمِ يَسُوقُهُ ** ما شاءَ بينَ سُهولةٍ وعَزازِ ) 4 ( فَإِذَا تَغَزَّلَ فَالنُّفُوسُ نَوَازِعٌ ** وإذا تَحَمَّسَ فالقلوبُ نوازى ) 5 ( كَالصَّارِمِ الْبَتَّارِ في إِفْرِنْدِهِ ** وصِقالهِ ، والمارنِ الهزهازِ ) 6 ( حَاكَ الْقَرِيضَ بِلَهْجَةٍ عَرَبِيَّةِ ** أَغْنَتْ عَنِ الإِسْهَابِ بِالإِيجازِ ) 7 ( ألفاظُها نمَّت على ما تَحتها ** وَصُدُورُهَا دَلَّتْ عَلَى الأَعْجَاز ) 8 ( فإذا تلاها قارئٌ لم يَشتَبِه ** فى القولِ بينَ حقيقةٍ ومَجازِ ) 9 ( عبَقت كأنفاسِ النَسيمِ تَعلَّقت ** بِالرَّوضِ غِبَّ الْعَارِضِ الْمُجْتَازِ )0 ( قد كانَ جيدُ القَولِ عُطلاً قبلهُ ** فَحباهُ أحسنَ حِليةٍ وطِرازِ )
____________________
(1/509)
1( مَلَكَتْ مَوَدَّتُهُ الْقُلُوبَ ، فَأَصْبَحَتْ ** تَلقاهُ بالتوقيرِ والإعزازِ )( لاَ زَالَ يَبْلُغُ شَأْوَ كُلِّ فَضِيلَةٍ ** بِمضاءِ صَمصامٍ ، وصولةِ بازِ )
____________________
(1/510)
البحر : كامل تام ( هَل فى الخلاعةِ والصِبا من باسِ ** بيْنَ الْخَلِيجِ وَروْضَةِ الْمِقْيَاسِ ؟ ) ( أرضٌ كساها النيلُ مِن إبداعهِ ** وَلِباسِهِ الْمَوْشِيِّ أَيَّ لِباسِ ) ( فَكَأَنَّمَا هَوَتِ الْمَجَرَّةُ بَيْنَهَا ** فتشكلت فى جُملةِ الأغراسِ ) 4 ( يَتَلَهَّبُ النُّوَّارُ في أَطْرَافِها ** فَتَخَالُهُ قَبَساً مِنَ الأَقْبَاسِ ) 5 ( لَوْلاَ مِسَاسُ الطَّلِّ أَحْرَقَ ضَوْؤُهُ ** ديلَ الخمائلِ : رَطبِها والعاسى ) 6 ( تَصْبُو الْعُيُونُ إِلَى سَنَاهُ ، فَتَرْتَمِي ** مَهوى الفراشةِ لامِعُ النبراسِ ! ) 7 ( نَو شامَ بَهجتها وحُسنَ رُوائها ** فيما أظنُّ لحارَ عقلُ إياسِ ) 8 ( مَلْهَى أَخِي طَرَبٍ ، وَمَلْعَبُ صَبْوَةٍ ** وَثَرَى بُلَهْنِيَةٍ ، وَدَارُ أُناسِ ) 9 ( مَا كُنْتُ في عُمْرِي لأَغْدُوَ نَحْوهَا ** حَتى أَبِيتَ بِها صَرِيعَ الْكَاِس )0 ( يا ساقى ّ ، تنَبّها ، فَلَقَدْ بَدَا ** فَلَقُ الصَّبَاحِ ، وَلاَتَ حِينَ نُعَاسِ )
____________________
(1/511)
1( طُوفَا عَلَيَّ بِها ، فَقَدْ نَمَّ الصَّبَا ** أَثْنَاءَ رَوْحَتِهِ بِسِرِّ الآسِ )( مِنْ خَمْرَةٍ أَفْنَى الزَّمَانُ شَبَابَهَا ** فِى مُخْدَعٍ بِقَرَارَة الدّيمَاس )( حُبِسَتْ عَنِ الأَبْصَارِ ، حَتَّى إِنَّهَا ** لَمْ تَدْرِ غَيْرَ الدّيْرِ والشّماس )4 ( يَنْزُو لِوَقْعِ الْمَاءِ دُرُّ حَبَابِها ** نَزْوَ المَعَابِلِ طِرنَ عَنْ أَقواس )5 ( فَإِذَا تَعَاوَرَهَا الْمِزَاجُ تَوَجَّسَتْ ** حَذَرَ الْمَهَانَةِ أَيَّمَا إِيجاسِ )6 ( تشْتفُّ من تحْتِ الحبَاب ، كَأنّها ** ياقُوتَةٌ قَدْ رُصِّعَتْ بِالْمَاسِ )7 ( مَا حُل بَينَ القَوم عَقْدُ وِكائها ** لِلشرْب إِلاَّ آدبت بِعُطاسِ )8 ( لاَ يَخْدَعَنَّكَ في الْمُدَامَةِ جَاهِلٌ ** إِنَّ الْمُدَامَةَ نُهْزَةُ الأَكْيَاسِ )9 ( إِنَّ الْمُدَامَ أَسَاسُ كُلِّ طَرِيفَةٍ ** فاجْعَلْ بِناءَ اللَّهْوِ فَوْقَ أَساسِ )0 ( لاَ تجمَعُ الأَيامُ كيْفَ تَصَرَّفتْ ** فى القَلب بَينَ الخَمْرِ والوَسواس )
____________________
(1/512)
2( فَاسْتَوْثِقَا أَخَوَيَّ مِنْ شَأَنَيْكُمَا ** وَذَرَا الْمَطِيَّ تَمُورُ بِالإِحْلاَسِ )( إِنَّ الْفَلاَةَ لَهَا رِجَالٌ غَيْرُنَا ** يبغونَ نيلَ اليُسرِ بالإفلاسِ )( إنَّ الغنى والفَقرَ فى هَذا الورى ** لمُقَدَّرٌ ، واللهُ ذو قِسطاسِ )4 ( فَعلامَ يُبلى المرءُ جدَّة عُمرهِ ** مُتَقَلِّباً بَيْنَ الرَّجَا وَالْيَاسِ ؟ )5 ( أَوَ لَيْسَ أَنَّ الْعَيْشَ لُبْسُ عَبَاءَةٍ ** وَسِدَادُ مَسْغَبَةٍ ، وَنَغْبَةُ حَاسِي ؟ )6 ( تاللهِ لو علِمَ الرِجالُ بِمكرِها ** عِلمى لباعوها بِغيرِ مِكاسِ )7 ( هِيَ سَاعَةٌ تَمْضِي ، وَتَأْتِي سَاعَةٌ ** والدَّهْرُ ذُو غِيَرٍ بِهَذَا النَّاسِ )8 ( فَخُذَا مِنَ الأَيَّامِ مَا سَمَحَتْ بِهِ ** لِلنَفْسِ قَبْلَ تَعَذُّرٍ وَشِماسِ )9 ( وَإِذَا أَرَابَكُمَا الزَّمَانُ بِوَحْشَةٍ ** فاستمخِضاهُ اليُسرَ بالإيناسِ )0 ( إنَّ الروائمَ لا تدرُّ لَبونُها ** إلاَّ بلينِ المسحِ والإبساسِ )
____________________
(1/513)
3( فَلَرُبَّ صَعْبٍ عَادَ سَهْلاً بَعْدَمَا ** قُطِعَتْ عَلَيْهِ مَرَائِرُ الأَنْفَاسِ )( ما كُلُّ ما طلبَ الفتى هوَ مُدرَكٌ ** إِنَّ الأُمُورَ بِحِكْمَةٍ وَقِياسِ )
____________________
(1/514)
البحر : طويل ( وذى نَخوةٍ نازَعتهُ الكأسَ موهِناً ** على غِرَّةِ الأحراسِ والَّليلُ دامِسُ ) ( فَمَا زِلْتُ أَسْقِيهِ ، وَأَشْرَبُ مِثْلَهُ ** إلى أن هفا سُكراً وإنِّى لَجالسُ ) ( فبِتُّ أقيهِ السُوءَ إذ كانَ صاحِبى ** وَأَحْرُسُهُ ، إِنِّي لَدَى الْخَوْفِ حَارِسُ ) 4 ( لَدى موطنٍ لا يَصحبُ المرءَ قلبهُ ** حِذاراً ، ولا تسرى إليهِ الهواجسُ ) 5 ( عَدوٌّ ، وليلٌ مُظلِمٌ ، وصَواهِلٌ ** تَجاذَبُ فى أرسانِها وتَمارسُ ) 6 ( فَلَمَّا اسْتَهَلَّ النُّورُ ، وَانْحَسَرَ الدُّجَى ** قَلِيلاً ، وَحَنَّتْ لِلصَّبَاحِ النَّوَاقِسُ ) 7 ( دَنَوْتُ أُفَدِّيهِ ، وَأَغْمِزُ كَفَّهُ ** بِرِفْقٍ ، وَأَدْعُو بِاسْمِهِ وَهْوَ نَاعِسُ ) 8 ( فجاوبنى والسُكرُ فى لَحظاتهِ ** يُسَائلُ : مَاذَا تَبْتَغِي ؟ وَهْوَ عَابِسُ ) 9 ( فَقُلْتُ : أَفِقْ ، هَذَا هُوَ الصُّبْحُ مُقْبِلٌ ** عَلينا ، وهذى فى الذَهابِ الحنادِسُ )0 ( وَنَاوَلْتُهُ كَأْساً ، فَمَدَّ بَنَانَهُ ** إِلَيْهَا عَلَى كُرْهٍ بِهِ وَهْوَ آيِسُ )
____________________
(1/515)
1( فما ذاقَها حتى تَهلَّلَ ضاحِكاً ** وأقبلَ مَسروراً بِما هو آنسُ )( ومِن شيمى بَذلً الودادِ لأهلِهِ ** كذلك ، إنِّى فى الودادِ أنافسُ )
____________________
(1/516)
البحر : كامل تام ( خَلِّ الْمِرَاءَ لِفِتْيَةِ الدَّرْسِ ** واعكُفْ على صَفراءَ كالورسِ ) ( نورٌ توقَّدَ بينَ آنيةٍ ** كَبَيَاضِ صُبْحٍ شَفَّ عَنْ شَمْسِ ) ( هِيَ جَوْهَرٌ كَالنَّفْسِ ، مَا بَرِحَتْ ** تُهدى السُرورَ لكُلِّ ذى نَفسِ ) 4 ( قَد شاكلتها ، فَهى تألفها ** والجنسُ يألفُ صُحبةَ الجنسِ ) 5 ( رَقَّتْ ، وَدَقَّتْ فِي قُرَارَتِها ** فَسَمتْ عنِ الإدراكِ بالحِسِّ ) 6 ( يَسْقِيكَهَا خَنِثٌ ، شَمائِلُهُ ** تَدعو إلى الَتقبيلِ والَّلمسِ ) 7 ( فاهنأ بعيشٍ ليسَ يوجَدُ فى ** غيرِ الكرَى ، أو عالمِ الحدسِ )
____________________
(1/517)
البحر : سريع ( يا ربَّ ليلٍ بِتُّ أسقى بهِ ** مَشمولةً صَفراءَ كالورسِ ) ( كأنَّها فى كأسِها شُعلَةٌ ** مَقبوسَةٌ من كوكبِ الشَّمسِ )
____________________
(1/518)
البحر : كامل تام ( أحِمى الجزيرَةِ مَطلعُ الشَّمسِ ** أم لاحَ ضَوءُ غزالةِ الإنسِ ؟ ) ( خَرَجَتْ إِلَى الْبُسْتَانِ لاهِيَةً ** تَخْتَالُ بَيْنَ كَواعِبٍ خَمْسِ ) ( فَتبعتُ مسراها على عَجلٍ ** حتَّى ظَفِرتُ بنظرةٍ خَلسِ ) 4 ( فَسَتَرْنَهَا عَنِّي ، وَسِرْنَ بِها ** في رَوْضَةٍ فَيْنَانَةِ الْغَرْسِ ) 5 ( فوقفتُ مَطويًّا على كمدٍ ** وَمَضَتْ عَلَى آثارِهَا نَفْسِي ) 6 ( تِلْكَ الَّتِي لَوْلاَ هَوَايَ بِها ** ما بِتُّ مِن أملٍ على يَأسِ ) 7 ( هَيْهَاتَ أَنْسَى حُسْنَ صُورَتِها ** وحَوادِثُ الأيَّامِ قد تنسى )
____________________
(1/519)
البحر : وافر تام ( نَزَعتُ عن الصِّبا ، وعصَيتُ نَفسى ** ودافَعتُ الغَوايةَ بالتَّأسِّى ) ( وَقُلْتُ لِصَبْوَتِي وَالْعَيْنُ غَرْقَى ** بِأدمُعِها رويدكِ ، لا تَمسِّى ) ( فَقَدْ وَلَّى الصِّبَا إِلاَّ قَلِيلاً ** أُنازِعُ سؤرَهُ بِفضولِ كأسى ) 4 ( وَمَنْ يَكُ جَاوَزَ الْعِشْرِينَ تَتْرَى ** وأَرْدَفَهَا بِأَرْبَعَةٍ وخَمْسِ ) 5 ( فَقَدْ سَفَرَتْ لِعَيْنَيْهِ اللَّيَالِي ** وبانَ لَهُ الهُدى من بَعدِ لبسِ ) 6 ( نَظَرْتُ إِلَى الْمِرَاةِ فَكَشَّفَتْ لِي ** قِناعاً لاحَ فيهِ قَتيرُ رأسى ) 7 ( وكُنتُ وكانَ فيناناً أثيثاً ** أُنازِعُ شرَّتى ، وأذودُ بَأسى ) 8 ( فَعُدْتُ وَقَدْ ذَوَى مِنْ بَعْدِ لِينٍ ** أُدَارِي صَبْوَتِي ، وَأُسِرُّ يَأْسِي ) 9 ( فَمَا أَمْسِي كَيَوْمِي حِينَ أَغْدُو ** على كِبر ، وما يومى كأمسِى )0 ( وَمَا الأَيَّامُ إِلاَّ صائِبَاتٌ ** تَمُرُّ بِكُلِّ سَابِغَةٍ وتُرْس )
____________________
(1/520)
1( أبادَت قَبلنا إرماً وعاداً ** وَطَارَتْ بَيْنَ ذُبْيَانٍ وَعَبْسِ )( وألوت بالمُضللَِّ ، واستمالَتْ ** عمادَ الشَّنفرى ، وهَوت بِقسِّ )( فَلاَ ( جمشيدُ ) دَافَعَ إِذْ أَتَتْهُ ** بحادثها ، ولا ربُّ الدِّرفسِ )4 ( عَلَى هذَا يَسِيرُ النَّاسُ طُرّاً ** ويبقى اللهُ خالِقُ كلِّ نفسِ )
____________________
(1/521)
البحر : طويل ( أمولاى ، دُم لِلملكِ رَبًّا تسوسُهُ ** بِحِكْمَةِ مَطْبُوعٍ عَلَى الْحِلْمِ وَالْبَاسِ ) ( ولا زالتِ الأعيادُ تَجرى سُعودها ** عَلَيْكَ ، وَتَحْظَى مِنْ عُلاَكَ بِإِينَاسِ ) ( فلولاكَ ما فازَتْ يَدُ القُطرِ بالمُنى ** ولا نشأتْ روحُ العَدالةِ فى النَّاسِ ) 4 ( وَهذَا لِسَانُ الشُّكْرِ يَدْعُ ومُؤَرِّخاً ** حَوَى الْعِيدُ أَنْوَاعَ الْفَخَارِ بعَبَّاسِ )
____________________
(1/522)
البحر : طويل ( يَقولُ أناسٌ والعجائبُ جمَّةٌ ** متى أصبحَ الوزَّانُ ربَّ مجالس ِ ؟ ) ( نَرى كُلَّ يَوْمٍ عُصْبَةً في فِنائِهِ ** تُجاذِبهُ أطرافَ تِلكَ الوساوسِ ) ( فَقُلْتُ لَهُمْ : لا تَعْجَبُوا لاجْتِماعِهِمْ ** لديهِ ؛ فإنَّ الحُشَّ مأوى الخنافسِ )
____________________
(1/523)
البحر : طويل ( أَمَلْتُ رَجَائي في غَدٍ ، فَانْتَظَرْتُهُ ** فما جاءَ حتَّى طالَ حُزنى على أمسى ) ( وقلَّبتُ أمرى فيكَ ، حتَّى إذا انقضَت ** وَسَائِلُ مَا آتِي بَكَيْتُ عَلَى نَفْسِي )
____________________
(1/524)
البحر : طويل ( مَتَى تَرِدِ الْهِيمُ الْخَوَامِسُ مَنْهَلاً ** تَبُلُّ بِهِ الأَكْبَادَ وهْيَ عِطَاشُ ؟ ) ( أرى الغيثَ عمَّ الأرضَ من كلِّ جانبٍ ** ومَوْضِعُ رَحْلِي لَمْ يُصِبْهُ رَشَاشُ ) ( فَهَلْ نَهْلَةٌ مِنْ جَدْوَل النِّيلِ تَرْتَوِي ** بِها كَبِدٌ ظَمآنةٌ ومُشاشُ ؟ ) 4 ( وهلْ مِنْ مَقِيلٍ تَحْتَ أَفْنَانِ سِدْرَةٍ ** لَهَا مِنْ زَرَابِيِّ النَّبَاتِ فِراشُ ؟ ) 5 ( لَدى أيكةٍ ريَّا الغصونِ ، كأنَّما ** عَلَيْهَا مِنَ الزَّهْرِ الْجَنِيِّ رِياشُ ) 6 ( تَرَى الزَّهْرَ أَلْوَاناً ، يَطِيرُ مَعَ الصَّبَا ** كما هاجَ إبَّانَ الرَّبيعِ فراشُ ) 7 ( دِيَارٌ يَعِيشُ الْمَرْءُ فيهَا مُنَعَّماً ** وأطيبُ أرضِ الله حيثُ يُعاشُ ) 8 ( فيا ربِّ ، رِشنى كى أعيشَ مُسدَّداً ** فَقَدْ يَسْتَقِيمُ السَّهْمُ حِينَ يُرَاشُ )
____________________
(1/525)
البحر : وافر تام ( رَمَيْتُ فَلَمْ أُصِبْ ، وَرَمَتْ فَأَصْمَتْ ** فَيَا عَجَبَا لِسَهْمٍ لاَ يطِيشُ ! ) ( حواجِبُهَا الْقِسِيُّ ، وَلَحْظَتَاهَا ** بِهَا سَهْمَانِ ، والأَهْدَابُ رِيشُ )
____________________
(1/526)
البحر : طويل ( ومرتبعٍ لُذنا بهِ غبَّ سُحرة ** وللصُّبحِ أنفاسٌ تَزيدُ وتنقُصُ ) ( وقد مالَ للغربِ الهلالُ ، كأنَّهُ ** بِمِنْقَارِهِ عَنْ حَبَّةِ النَّجْمِ يَفْحَصُ ) ( رَقِيقِ حَوَاشِي النَّبْتِ ، أَمَّا غُصُونُهُ ** فَريَّا ، وأمَّا زهرهُ فمنصَّصُ ) 4 ( إِذَا عَبَتْ أَفْنَانَهُ الرِّيحُ خِلْتَهَا ** سَلاسِلَ تُلْوَى ، أَوْ غَدَائِرَ تُعْقَصُ ) 5 ( كأنَّ صِحافَ الزَّهرِ والطَّلُّ ذائبٌ ** عُيُونٌ يَسِيلُ الدَّمْعُ مِنْهَا وَتَشْخَصُ ) 6 ( يَكَادُ نَسِيمُ الْفَجْرِ إِنْ مرَّ سُحْرَةً ** بساحَتهِ الشَّجراءِ لا يتخلَّصُ ) 7 ( كأنَّ شُعاعَ الشَّمسِ والرِّيحُ رَهوةٌ ** إذا رُدَّ فيهِ سارِقٌ يتربَّصُ ) 8 ( يَمُدُّ يَداً دُونَ الثِّمارِ ، كَأَنَّمَا ** يُحاولُ مِنها غايةً ، ثمَّ يَنكصُ ) 9 ( عَطفنا إليهِ الخيلَ فلَّ مسيرةٍ ** وللقومِ طَرفٌ من أذى السُهدِ أخوصُ )0 ( فَمَا أَبْصَرَتْهُ الْخَيْلُ حَتَّى تَمَطَّرَتْ ** بِفُرسانِها ، واستتلَعت كيفَ تخلصُ )
____________________
(1/527)
1( مَدى لحظَةٍ حتَّى أتتهُ وماؤهُ ** عَلَى زَهْرِهِ ، والظِّلُّ لاَ يَتَقَلَّصُ )( فَمدَّت بهِ الأعناقَ تَعطو وتختلى ** نِهاباً ، وتُغلى فى النباتِ وتُرخِصُ )( أقمنا بهِ شمسَ النهار ، وكُلُّنا ** عَلَى مَا بهِ مِنْ شِدَّةِ الْعُجْبِ يَحْرِصُ )4 ( فَلَمَّا اسْتَرَدَّ الشَّمْسَ جُنْحٌ مِنَ الدُّجَى ** وأعرضَ تيهورٌ منَ الَّليلِ أعوصُ )5 ( دعونا بأسماءِ الجيادِ ، فأقبلت ** لَواعبَ فى أرسانِها تترقَّصُ )6 ( وَقُمْنَا ، وَكُلٌّ بَعْدَ مَا كَانَ لاَهِياً ** بِأظلالهِ كُرهَ الرَّحيلِ مُنغَّصُ )7 ( يَودُّ الفتى ألاَّ يزالَ بِنِعمةٍ ** وليسَ لهُ من صولةِ الدَهرِ مَخلَصُ )8 ( فللَّهِ عينَا من رأى مِثلَ حُسنهِ ** وما أنا فيما قُلتهُ أتخرَّصُ )9 ( ظَفِرتُ بهِ فى حَقبةٍ ، فقنصتهُ ** على غِرَّةِ الأيَّامِ ، واللَّهوُ يُقنَصُ )
____________________
(1/528)
البحر : رمل تام ( بادرِ الفرصةَ ، واحذر فوتَها ** فَبُلُوغُ الْعِزِّ في نَيْلِ الْفُرَصْ ) ( واغْتَنِمْ عُمْرَكَ إِبَّانَ الصِّبَا ** فهو إن زادَ مع الشيبِ نقَص ) ( إِنَّمَا الدُّنْيَا خَيَالٌ عَارِضٌ ** قلَّما يبقى ، وأخبارٌ تُقصْ ) 4 ( تارةً تَدجو ، وطوراً تنجلِى ** عادةُ الظِلِّ سجا ، ثمَّ قلص ) 5 ( فَابْتَدِرْ مَسْعَاكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ ** بادرَ الصيدَ معَ الفجرِ قنصْ ) 6 ( لَنْ يَنَالَ الْمَرْءُ بِالْعَجْزِ الْمُنَى ** إنَّما الفوزُ لمنْ هَمَّ فنَصْ ) 7 ( يَكدحُ العاقلُ فى مأمنهِ ** فإذا ضاقَ بهِ الأمرُ شخَصْ ) 8 ( إِنَّ ذَا الْحَاجَةِ مَا لَمْ يَغْتَرِبْ ** عن حماهُ مثلُ طيرٍ فى قفصْ ) 9 ( وليكن سَعيَكَ مجداً كلُّهُ ** إنَّ مرعَى الشرِّ مكروهٌ أحص )0 ( وَاتْرُكِ الْحِرْصَ تَعِشْ في رَاحَةٍ ** قلَّما نالَ مُناهُ من حرَصْ )
____________________
(1/529)
1( قد يضرُّ الشئُ ترجو نَفعهُ ** رُبَّ ظَمْآنَ بِصَفْوِ الْمَاءِ غَصْ )( ميِّزِ الأشياءَ تَعرفْ قدرها ** لَيْسَتِ الْغُرَّةُ مِنْ جِنْسِ الْبَرَصْ )( واجتنب كُلَّ غبِّى ٍ مائقٍ ** فَهْوَ كَالْعَيْرِ ، إِذَا جَدَّ قَمَصْ )4 ( إِنَّمَا الْجَاهِلُ في الْعَيْنِ قَذًى ** حيثُما كانَ ، وفى الصدرِ غصَصْ )5 ( واحْذَرِ النَّمَّامَ تَأْمَنْ كَيْدَهُ ** فَهْوَ كَالْبُرْغُوثِ إِنْ دَبَّ قَرَصْ )6 ( يَرْقُبُ الشَّرَّ ، فَإِنْ لاَحَتْ لَهُ ** فُرْصَةٌ تَصْلُحُ لِلْخَتْلِ فَرَصْ )7 ( سَاكِنُ الأَطْرَافِ ، إِلاَّ أَنَّهُ ** إن رأى منشبَ أُظفورٍ رقَص )8 ( وَاخْتَبِرْ مَنْ شِئْتَ تَعْرِفْهُ ، فَمَا ** يَعْرِفُ الأَخْلاَقَ إِلاَّ مَنْ فَحصْ )9 ( هذه حكمةُ كهلٍ خابرٍ ** فاقتنصها ، فهى َ نِعمَ المقتنصْ )
____________________
(1/530)
البحر : متقارب تام ( إِذَا سُدْتَ في مَعْشَرٍ ، فَاتَّبِعْ ** سَبِيلَ الرَّشَادِ ، وَكُنْ مُخْلِصَا ) ( ووالِ الكريمَ ، ودارِ السَّفيه ** وصِل من أطاعَ ، وخُذْ من عصى ) ( ونَقِّبْ لِتَعْلَمَ غَيْبَ الأُمُورِ ** فإنَّ من الحَزمِ أن تفحصا ) 4 ( ولا تبقينَّ على فاجرٍ ** فَإِنَّ اللِّئَامَ عَبِيدُ الْعَصَا ) 5 ( وَإِنْ خَفِيَ الْحَقُّ فَاصْبِرْ لَهُ ** وَبَادِرْ إِلَيْهِ إِذَا حَصْحَصَا ) 6 ( وأخلِص لربِّكَ فى كلِّ ما ** نويتَ ، تَجد عندهُ مخلصا ) 7 ( فَمَا الدَّهْرُ إِلاَّ خَيَالٌ سَرَى ** وظِلٌّ إذا ما سَجا قلَّصا )
____________________
(1/531)
البحر : وافر تام ( لَعَمْرُ أَبِيكَ مَا خَفَّتْ حَصَاتِي ** لِنازِلةٍ ، ولا ارْتَعَدَ الْفَرِيصُ ) ( وَمَا قَصَّرْتُ في طَلَبِ الْمَعَالي ** وَلَكِنْ رُبَّمَا خَابَ الْحَرِيصُ )
____________________
(1/532)
البحر : سريع ( أينَ ليالينا بِوادى الغضَى ؟ ** ذَلكَ عَهْدٌ لَيْتَهُ مَا انْقَضَى ) ( كُنْتُ بِهِ مِنْ عِيشَتِي رَاضِياً ** حَتَّى إِذَا وَلَّى عَدِمْتُ الرِّضَا ) ( أَيَّامُ لَهْوٍ وَصِباً ، كُلَّمَا ** ذَكَرْتُهَا ضَاقَ عَلَيَّ الْفَضَا ) 4 ( فَآهِ مِنْ دَهْرٍ بِأَحْكَامِهِ ** جَارَ عَلَيْنَا ، وقضى ما قَضَى ! ) 5 ( أَيَّ قِنَاعٍ مِنْ شَبَابٍ سَرَا ؟ ** وأى َّ ثوبٍ من نعيمٍ نَضا ؟ ) 6 ( قد بيَّض الأسودَ من لِمَّتى ** يَا لَيْتَهُ سَوَّدَ ما بَيَّضَا ) 7 ( عَهْدٌ كَطَيْفٍ زَارَ ، حَتَّى إِذَا ** أشرقَ صبحٌ من مشيبى مضى ) 8 ( ما كانَ إلاَّ كنسيمٍ سرى ** وعارضٍ غامَ ، وبرقٍ أضا ) 9 ( وَلَّى ، وَلَمْ يُعْقِبْ سِوَى حَسْرَةٍ ** بَيْنَ الْحَشَا ، كَالصَّارِمِ الْمُنْتَضَى )0 ( لَوْلا الْغَضَا وَهْوَ مَطافُ الْهَوَى ** مَا شَبَّ في قَلْبِيَ جَمْرُ الْغَضَى )
____________________
(1/533)
1( أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ بِهِ شَادِناً ** عذَّبنى بالصدِّ ، بل أرمضا )( مُعْتَدِلُ الْقَامَةِ ، ذُو لَحْظَةٍ ** تَعَلَّمَ الْخَطِّيُّ مِنْهُ الْمَضَا )( ظَبى ُ حِمىً ، مذ غربتْ شمسهُ ** عن ناظرى بالبينِ ما غمَّضا )4 ( قَدْ سَرَّنِي حينَ أَتَى مُقْبِلاً ** وساءنى حينَ مَضى مُعرِضاً )5 ( حَمَّلَنِي مِنْ وَجْدِهِ لَوْعَةً ** لو نهضَ الدهرُ بها خفَّضا )6 ( قد أخذَ النومَ ، وما ردَّهُ ** واستلبَ القلبَ ، وما عوَّضا )7 ( ما بالهُ ماطلَ فى وعدهِ ؟ ** أَلَمْ يَحِنْ لِلدَّيْنِ أَنْ يُقْتَضَى ؟ )8 ( قَاضَيْتُهُ عِنْدَ مَلِيكِ الْهَوَى ** فغلَّ حقِّى ، وأساءَ القضا )9 ( فَمَنْ لَهُ أَشْكُو وَقَدْ سَامَنِي ** جَوراً ؟ وحقُّ الجورِ أن يُرفضا )0 ( تاللهِ لولا خَوفُ هِجرانهِ ** مَا بَاتَ قَلْبِي عَانِياً مُحْرَضَا )
____________________
(1/534)
2( فإنَّ لى من عزمتى صاحِباً ** يَمنعُنى فى الروعِ أن أدحضا )( ولَستُ مِمَّنْ إن دجا حادِثٌ ** ألقى زِمامَ الأمرِ أو فوَّضا )( لكنَّنى ألقى الردى حاسِراً ** وَأَصْدَعُ الْخَصْمَ إِذَا عَرَّضَا )4 ( أَسْتَحْقِبُ الشَّهْدَ لِمَنْ وَدَّنِي ** وَأَنْفُثُ السُّمَّ لِمنْ أَبْغَضَا )5 ( جَرَّدتُ نفسِى لِطِلابِ العُلا ** والسَّيْفُ لاَ يُرْهَبُ أَوْ يُنْتَضَى )6 ( وَلِي مِنَ الْقَوْلِ نَصِيرٌ ، إِذَا ** دَعَوْتُهُ في حَاجَةٍ أَوْفَضَا )7 ( سَلْ عَنِّيَ الْمَجْدَ ، وَلاَ تَحْتَشِمْ ** فالمجدُ يدرى أى َّ سيفٍ نضا )
____________________
(1/535)
البحر : وافر تام ( وَرَوْعاءِ الْمَسَامِعِ ما تَمَطّتْ ** بِحَمْلٍ بَيْنَ سَائِمةٍ مَخَاضِ ) ( خَرَجْتُ بِها عَلَى الْبَيْدَاءِ وَهْناً ** خُرُوجَ اللَّيْثِ مِنْ سَدَفِ الْغِياضِ ) ( تُقَلّبُ أَيْدياً مُتَسَابِقاتٍ ** إِلى الْغَايات كَالّنْبِل الْمَواضى ) 4 ( مَدَدتُ زِماَمَها والصُبْحُ بَادٍ ** فَمَا كَفْكَفْتُهَا وَاللَّيْلُ غَاضِي ) 5 ( فَمَا بَلَغَتْ مَغِيبَ الشّمس حَتّى ** أَضَافَتْ آتِياً مِنْهُ بِمَاضِي ) 6 ( أَحَالَ السّيْرُجرّتها رَمَاداً ** فَراحَتْ وَهْيَ خَاوِيَةُ الْوِفَاضِ ) 7 ( وَمَا كانتْ لِتسْأَمَ ، غيْرَ أَنى ** رَمَيْتُ بِها اعْتِزامِي واعْتِراضِي ) 8 ( هَتَكْتُ بِها سُتُورَ اللَّيْلِ حَتَّى ** خَرَجْتُ مِنَ السَّوادِ إِلَى الْبَياضِ )
____________________
(1/536)
البحر : بسيط تام ( رَبَّ الْفُتُوَّةِ ، لاَ تَسْبِقْ إِلَى عَذَلٍ ** يَبِيتُ مِنْ مَسّهِ قَلبِى على مَضَضِ ) ( فَإِنْ تكنْ هفوَةٌ أَو زلّةٌ عَرَضَتْ ** فَالسَّهْمُ يَصْدِفُ أَحْيَاناً عَن الْغَرَضِ )
____________________
(1/537)
البحر : طويل ( إِذا أَنت أَبغَضْتَ اْمراً فَاخْشَ ضَرّهُ ** فَأَنْتَ لَدَيْهِ ، مِثْلُ ذَاكَ بَغِيضُ ) ( فَإِنَّ قُلُوبَ النَّاسِ تَمْتَازُ فِطْرَةً ** فَمنْهَا لِبَعْضٍ آلِفٌ وَنَقِيضُ ) ( وَعَاشِرْ مِنَ الْخُلاَّنِ مَنْ كَانَ سَالِماً ** فَلَيْسَ سَوَاءً سَالِمٌ وَمَرِيضُ ) 4 ( فَقَدْ لاَ يُفِيدُ الْقَوْلُ نُصْحاً وَحِكْمَةً ** إِذَا حَالَ مِنْ دُونِ الْقَريضِ جَرِيضُ )
____________________
(1/538)
البحر : طويل ( تَحَبَّبْ إِلَى الإِخْوَانِ بِالْحِلْمِ تَغْتَنِمْ ** مَوَدَّتَهُمْ ، فَالْحِلْمُ لِلشَّرِّ يَرْحَضُ )
____________________
(1/539)
البحر : وافر تام ( أَبَيْتُ الرَّدَّ للسُّؤالِ عِلْماً ** بِما فى ذَاكَ منْ بسطٍ وقَبْضِ ) ( فَإِمَّا عَائِلٌ فَأَصُونُ مِنْهُ ** وإِما فَاجرُ فَأَصُونُ عِرْضى )
____________________
(1/540)
البحر : بسيط تام ( رَضِيتُ بِالْبَيْنِ إِيثَاراً عَلَى سَكَنٍ ** فى مَعْشرٍ ودهُمْ إِن أَخْلَصُوا مَرَضُ ) ( فَمَا أَسِيتُ لِشَيْءٍ كُنْتُ أَمْلِكُهُ ** فِي فَقْد أَوْجُهِهِمْ عَنْ ثَرْوَتِي عِوَضُ )
____________________
(1/541)
البحر : بسيط تام ( هل فى الزمانِ لنا حُكمٌ فنشترِطُ ؟ ** أَمْ تِلْكَ أُمْنِيَّةٌ فِي طَيِّهَا قَنَطٌ ) ( نبكى على غيرِ شئ ، ثمَّ يُضحكنا ** مَا لَيْسَ فِيهِ لَنَا بُقْيَا فَنَخْتَلِطُ ) ( وَكَيْفَ نَرْجُو من الأَيَّامِ عَافِيَةً ** وَصِحَّةُ الْمَرْءِ مَقْرُونٌ بِهَا السَّقَطُ ؟ ) 4 ( نَرْعَى مِنَ الدَّهْرِ غَيْثاً نَبْتُهُ أَسَفٌ ** للرَّائدينَ ، وَرَوْضاً زَهْرُهُ شَطَطُ ) 5 ( فلا يغرَّنكَ من دهرٍ بشاشتهُ ** فَإِنَّمَا هُوَ بِشْرٌ تَحْتَهُ سخطُ ) 6 ( لاَ يُدْرِكُ الْغَايَةَ الْقُصْوَى سِوَى رَجُلٍ ** ثَبْتِ الْعَزِيمَةِ مَاضٍ حَيْثُ يَنْخَرِطُ ) 7 ( إن مسَّهُ الضَّيمُ ناجى السَّيفَ مُنتصراً ** أو همَّهُ الأمرُ لم يعلق بهِ الثبطُ ) 8 ( فَاقْذِفْ بِنَفْسِكَ في أَقْصَى مَطَالِبِها ** إِنَّ النَّجَاحَ بِسَعْيِ الْمَرْءِ مُرْتَبَطُ ) 9 ( قد يظفرُ الفاتكُ الألوى بِحاجتهِ ** وليسَ يُدركها الهيَّابةُ الخَلِطُ )0 ( وَإِنْ شَأَتْكَ الْمُنَى فَاقْنَعْ بِأَقْرَبِها ** فَلَيْسَ في كُلِّ حِينٍ يُدْرَكُ الْوَسَطُ )
____________________
(1/542)
1( لاَ تَعْفُلَنَّ إِذَا أُمْنِيَّةٌ عَرَضَتْ ** فَإِنَّمَا الْعَيْشُ في هَذَا الْوَرَى لَقَطُ )( إِنِّي وإِنْ كَانَتْ الأَيَّامُ قَدْ أَخَذَتْ ** مِنِّى ، وأخنى على َّ الضَّعفُ والشَّمطُ )( فقد أذوذُ السَّبنتى عن فريستهِ ** وَأَفْجَأُ الْبَطَلَ الْحَامِي فَأَخْتَبِطُ )4 ( وَأَصْدَعُ الْجَيْشَ وَالْفُرْسَانُ مِنْ مَرَحٍ ** تَحْتَ الْعَجاجِ بِأَطْرَافِ الْقَنَا نُخُطُ )5 ( فما بِنَصلى إن لاقى ضريبتهِ ** نَكلٌ ، ولا فى جَفيرى أسهُم مُرُطُ )6 ( وَرُبَّ يَوْمٍ طَوِيلِ الْعُمْرِ قَصَّرَهُ ** جَرْيُ السَّوَابِقِ والْوَخَّادَةُ النُّشُطُ )7 ( كأنَّما الوحشُ من تلهابِ جمرتهِ ** مُبدَّداً تحتَ أشجارِ الغضى خبَطُ )8 ( تَرى بِهِ الْقَوْمَ صَرْعَى لاَ حَرَاكَ بِهِمْ ** كَأَنَّهُمْ مِنْ عَتِيقِ الْخَمْرِ قَدْ سَقَطُوا )9 ( وَلَيْلَةٍ ذَاتِ تَهْتَانٍ وَأَنْدِيَةٍ ** كأنَّما البرقُ فيها صارمٌ سلطُ )0 ( لفَّ الغمامُ أقاسيها بِبُردتهِ ** وَانْهَلَّ في حَجْرَتَيْهَا وَابِلٌ سَبِطُ )
____________________
(1/543)
2( بَهْمَاءَ لاَ يَهْتَدِي السَّارِي بِكَوْكَبِهَا ** مِنَ الْغَمَامِ ، وَلاَ يَبْدُو بِها نَمَطُ )( يَكَادُ يَجْهَلُ فِيها الْقَوْمُ أَمْرَهُمُ ** لَوْلاَ صَهِيلُ جِيادِ الْخَيْلِ وَاللَّغَطُ )( يَطْغَى بِها الْبَرْقُ أَحْيَاناً ، فَيَزْجُرُهُ ** مُخْرَنْطِمٌ زَجِلٌ مِنْ رَعْدِهَا خَمِطُ )4 ( كأنَّما البرقُ سَوطٌ ، والحيا نُجُبٌ ** يَلُوحُ في جِسْمِها مِنْ مَسِّهِ حَبَطُ )5 ( كأنهُ صارمٌ يَرفضُّ من علقٍ ** بالأفقِ يغمدُ أحياناً ويُخترطُ )6 ( مَزَّقتُ جِلبابها بالخيلِ طالعةً ** مِثلَ الحمائمِ فى أجيادِها العلطُ )7 ( وَقَدْ تَخَلَّلَ خَيْطُ النُّورِ ظُلْمَتَهَا ** كَمَا تَخَلَّلَ شَعْرَ اللِّمَّةِ الْوَخَطُ )8 ( كأنَّها وصديعُ الفجرِ يَصدعُها ** من جانبٍ أدهَمٌ قد مسَّهُ نبط )9 ( ومَربَعٍ لِنسيمِ الفَجرِ هينمةٌ ** فِيهِ ، وَلِلطَّيْرِ في أَرْجَائِهِ لَغَطُ )0 ( كأنَّما القطرُ دُرٌّ فى جوانبهِ ** يَكَادُ مِنْ صَدَفِ الأَزْهارِ يُلْتَقَطُ )
____________________
(1/544)
3( وَلِلنَّسِيمِ خِلالَ النَّبْتِ غَلْغَلَةٌ ** كَمَا تَغَلْغَلَ وَسْطَ اللِّمَّةِ الُمُشُطُ )( وَالرِّيحُ تَمْحُو سُطُوراً ، ثُمَّ تُثْبِتُهَا ** فى النَهرِ ، لا صِحَّةٌ فيها ولا غَلَطُ )( وَلِلسَّماءِ خُيُوطٌ غَيْرُ وَاهِيَةٍ ** تَكَادُ تُجْمَعُ بِالأَيْدِي فَتُرْتَبَطُ )4 ( كأنَّها وَأكفُّ الريحِ تضربُها ** سلوكُ عِقدٍ تواهَتْ ، فهى َ تَنخرِطُ )5 ( فالضوءُ مُحتبسٌ ، والماءُ مُنطلِقٌ ** وَالْجَوُّ مُنْقَبِضٌ ، وَالظِّلُّ مُنْبَسِطُ )6 ( لُذْنَا بِأَطْرافِهِ وَالطَّيْرُ عَاكِفَةٌ ** عليهِ ، والنورُ بِالظلماءِ مُختلطُ )7 ( فِي فِتْيَةٍ رَضِعُوا ثَدْيَ الْوِفَاقِ ، فَمَا ** فيهِمْ إذا ما انتشوا جَورٌ ولا شططُ )8 ( تَحَالَفُوا في صَفَاءِ الْوُدِّ ، وَاجْتَمَعُوا ** على الوفاءِ طَوالَ الدَهرِ ، واشترطوا )9 ( كَالْغَيْثِ إِنْ وَهَبُوا ، وَاللَّيْثِ إِنْ وَثَبُوا ** وَالْمَاءِ إِنْ عَدَلُوا ، وَالنَّار إِنْ قَسَطُوا ) 40 ( تكشَّفَ الدهرُ عنهم بعدَ غمتهِ ** كما تكشَّف عن مكنونهِ السفطُ )
____________________
(1/545)
4( مِيلٌ بِأبصارِهم نَحوى لِيستمعوا ** قَوْلِي ، وَكُلٌّ لأَمرِي طَائِعٌ نَشِطُ ) 4( إِنْ سِرْتُ سَارُوا ، وإِنْ أَصْعَدْ إِلَى نَشَزٍ ** كانوا صُعوداً ، وإن أهبِط بِهم هبطوا ) 4( يَمْشُونَ حَوْلي ، كَمَا يَمْشِيِ الْقَطَا بَدَداً ** فَإِنْ مَضَى بَقَطٌ مِنْهُمْ أَتَى بَقَطُ ) 44 ( أَنْ يَكْنُفُونيَ مِنْ حَوْلِي فَلاَ عَجَبٌ ** لاَ يَسْقُطُ الطَّيْرُ إِلاَّ حَيْثُ يَلْتَقِطُ ) 45 ( نمشى بهِ بينَ أشجارٍ كأنَّ على ** أَفْنَانِها مِنْ بُرُودِ الْيَمْنَةِ الرِّيَطُ ) 46 ( مِثْلِ الطَّوَاوِيسِ فِي أَذْنَابِها عَجَبٌ ** لِلنَّاظِرِينَ ، وَفِي أَجْيَادِهَا عَنَطُ ) 47 ( كأنَّهنَّ جمالاتٌ مُوقَّرةٌ ** تَمورُ موراً على أثباجِها الغبُطُ ) 48 ( وَلِلْفَوَاخِتِ في أَفْنَانِها هَزَجٌ ** قد ماجَ من لَحنهنَّ السَّهلُ والفُرطُ ) 49 ( خُضْرُ الْجَنَاحَيْنِ وَالأَطْوَاقِ ، تَحْسَبُهَا ** أَطْفَالَ مَلْكٍ لَهَا مِنْ سُنْدُسٍ قُمُطُ ) 50 ( حَتَّى إِذَا حَلَّ ضَاحِي الْيَوْمِ حَبْوَتَهُ ** وكادت الشَّمسُ بينَ الغربِ تَنهَبطُ )
____________________
(1/546)
5( رُحنا نَجرُّ ذُيولَ العِزِّ ضافيةً ** وَكُلُّنَا بِنَعِيمِ الْعَيْشِ مُغْتَبِطُ ) 5( يومٌ منَ الدَّهرِ أهوى لَو بذَلتُ لهُ ** ما شاءَ فى مِثلهِ لو كانَ يشترِطُ )
____________________
(1/547)
البحر : طويل ( تمهَّل ، ولاتعجل إذا رُمتَ حاجةً ** فَقَدْ يَلْحَقُ الْخُسْرَانُ مَنْ يَتَوَرَّطُ ) ( فذو الحزمِ يرعى القصدَ فى كلِّ حالةٍ ** وَذُ والْجَهْلِ إِمَّا مُفْرِطٌ أَوْ مُفَرِّطُ )
____________________
(1/548)
البحر : كامل تام ( سَكِرَتْ بِخَمْرِ حَدِيثِكِ الأَلْفَاظُ ** وَتَكَلَّمَتْ بِضَمِيرِكِ الأَلْحَاظُ ) ( يَا دُمْيَةً لَوْلا التَّقِيَّةُ لاَسْتَوَتْ ** في حُبِّهَا الْفُتَّاكُ والْوُعَّاظُ ) ( مَا لِي مَنَحْتُكِ خُلَّتِي ، وَجَزَيْتِني ** نَاراً لَهَا بَيْنَ الضُّلُوعِ شُوَاظُ ؟ ) 4 ( هَلاَّ مَنَنْتِ إِذ امْتَلَكْتِ ! فَطَالَمَا ** منَّ الكريمُ وقلبهُ مُغتاظُ ) 5 ( فلقد هجرتُ إليكِ جلَّ عشيرتى ** فَقُلُوبُهُمْ أَبَداً عَلَيَّ غِلاَظُ ) 6 ( وَنَفَيْتِ عَنْ عَيْنِي الْمَنَامَ ، فَمَالَهَا ** غيرَ المدامعِ والسهادِ لماظُ ) 7 ( هدا ، وما اختضبت لِغيركِ أسهمٌ ** بِدمى ، ولا احتكمت على َّ لحاظُ ) 8 ( فعلامَ تستمعينَ ما يأتى بهِ ** عنِّى إليكِ الحاسِدُ الجوَّاظُ ؟ ) 9 ( فَصِلِي مُحِبّاً ، مَا أَصَابَ خَطِيئَةً ** فِي دِينِ حُبِّكِ ، وَالْغَرَامُ حِفَاظُ )0 ( يَهْوَاكِ حَتَّى لاَ يَمِيلُ بِطَبْعِهِ ** فِي حُبِّكِ الإِيذَاءُ وَالإِحْفَاظُ )
____________________
(1/549)
1( نابً المضاجعِ ، لا تزورُ جفونَهُ ** سِنَةُ الْكَرَى ، وَأُولُو الْهَوَى أَيْقَاظُ )( مُتحمِّلٌ ما لو تحمَّلَ بعضَهُ ** أهلُ المحبَّةِ والغرامِ لفاظُوا )( فإذا استهلَّ تربَّعوا فيما جَرى ** من دمعهِ ، وإذا تنفَّسَ قاظوا )4 ( هَذَا هُوَ الْحُبُّ الَّذِي ضَاقَتْ بِهِ ** تِلْكَ الصُّدُورُ ، وَقَلَّتِ الْحُفَّاظُ )
____________________
(1/550)
البحر : طويل ( متى يَجدُ الإنسانُ خلاًّ موافِقاً ** يخففُّ عنهُ كلفةَ المتحفِّظِ ؟ ) ( فإنِّى رأيتُ النَّاسَ بينَ مُخادعٍ ** لإخوانهِ ، أو حاسدٍ متغيِّظِ )
____________________
(1/551)
البحر : مجزوء الخفيف ( مَنْ لِقَلْبِي بِشَادِنٍ ** لَمْ يُمَتَّعْ بِحَظِّهِ ؟ ) ( قَدْ سَبَانِي بِطَرْفِهِ ** وشجانى بِلفظِهِ ) ( كُلُّ شَيْءٍ سَيَرْعَوِي ** غَيْرَ قَلْبِي وَلَحْظَهِ )
____________________
(1/552)
البحر : خفيف تام ( أَنْتَ مِنِّي مَا بَيْنَ فِكْرٍ ولَفْظِ ** فَمَتَى يَشْتَفِي بِقُرْبِكَ لَحْظِي ؟ ) ( غِبْتَ عَنِّي مَدَى ثَلاَثٍ ، فَزَادَتْ ** حَسَرَاتِي ، وغَابَ أُنْسِي وَحَظِّي ) ( فَأَجِبْ دَعْوَتِي ، وَلاَ تَنْسَ وَعْداً ** لكَ بالوصلِ لا يزالُ بحفظِى )
____________________
(1/553)
البحر : طويل ( متى أنتَ عَن أحموقةِ الغى ِّ نازِعُ ** وفى الشَّيبِ للنَّفسِ الأبيَّةِ وازِعُ ؟ ) ( أَلاَ إِنَّ فِي تِسْعٍ وَعِشْرِينَ حِجَّةً ** لِكُلِّ أَخِي لَهْوٍ عَنِ اللَّهْوِ رَادِعُ ) ( فحتامُ تصبيكَ الغوانى بِدلِّها ** وتَهْفُ وبِلِيتَيْكَ الْحَمَامُ السَّوَاجِعُ ؟ ) 4 ( أما لكَ فى الماضينَ قبلكَ زاجرٌ ** يَكفُّكَ عن هذا ؟ بلى ، أنتَ طامِعُ ) 5 ( وَهَلْ يَسْتَفِيقُ الْمَرْءُ مِنْ سَكْرَةِ الصِّبَا ** إذا لم تُهذِّب جانبيهِ الوقائعُ ؟ ) 6 ( يَرَى الْمَرْءُ عُنْوَانَ الْمَنُونِ بِرَأْسِهِ ** ويذهبُ يُلهى نفسَهُ ويصانِعُ ) 7 ( أَلا إِنَّمَا هَذِي اللَّيَالِي عَقَارِبٌ ** تَدِبُّ ، وَهَذَا الدَّهْرُ ذِئْبٌ مُخَادِعُ ) 8 ( فلا تحسبنَّ الدَّهرَ لعبَةَ هازلٍ ** فما هوَ إلاَّ صرفهُ والفجائعُ ) 9 ( فَيَا رُبَّمَا بَاتَ الْفَتَى وَهْوَ آمِنٌ ** وأصبحَ قَد سُدَّت عليهِ المطالِعُ )0 ( ففيمَ اقتناءُ الدِّرعِ والسَّهمُ نافِذٌ ؟ ** وَفِيمَ ادِّخَارُ الْمَالِ وَالْعُمْرُ ضَائعُ ؟ )
____________________
(1/554)
1( يَودُّ الفتى أن يَجمعَ الأرضَ كُلَّها ** إليهِ ، ولمَّا يدرِ ما اللهُ صانِعُ )( فَقَدْ يَسْتَحِيلُ الْمَالُ حَتْفاً لِرَبِّهِ ** وَتَأْتِي عَلَى أَعْقَابِهِنَّ المَطَامِعُ )( أَلا إِنَّمَا الأَيَّامُ تَجْرِي بِحُكْمِها ** فَيُحْرَمُ ذُو كَدٍّ ، وَيُرْزَقُ وَادِعُ )4 ( فلا تقعدَن للدهر تنظر غِبَّهُ ** على حَسرةٍ ، فاللهُ مُعطٍ ومانعُ )5 ( فلو أنَّ ما يُعطى الفتى قدرُ نفسهِ ** لما باتَ رِئبالُ الشَّرى وهوَ جائعُ )6 ( ودَع كًلَّ ذى عقلٍ يسيرُ بعقلهِ ** يُنازِعُ من أهوائهِ ما ينازعُ )7 ( فما النَّاسُ إلاَّ كالَّذى أنا عالمٌ ** قَدِيماً ، وَعِلْمُ الْمَرْءِ بِالشَّيءِ نَافِعُ )8 ( ولستُ بِعلاَّمِ الغيوبِ ، وإنَّما ** أَرَى بِلِحَاظِ الرَّأْيِ مَا هُوَ وَاقِعُ )9 ( وَذَرْهُمْ يَخُوضُوا ، إِنَّمَا هِيَ فِتْنَةٌ ** لَهُمْ بَيْنَهَا عَمَّا قَلِيلٍ مَصَارِعُ )0 ( فَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ مَا هُوَ كَائِنٌ ** لما نامَ سُمَّارٌ ، ولا هبَّ هاجِعُ )
____________________
(1/555)
2( وما هذِهِ الأجسامُ إلاَّ هياكلٌ ** مُصوَّرةٌ ، فيها النُّفوسُ ودائعُ )( فَأَيْنَ الْمُلُوكُ الأَقْدَمُونَ تَسَنَّمُوا ** قِلاَل الْعُلاَ ؟ فَالأرْضُ مِنْهُمْ بَلاقِعُ )( مَضَوْا ، وَأَقَامَ الدَّهْرُ ، وَانْتَابَ بَعْدَهُمْ ** مُلُوكٌ ، وَبَادُوا ، وَاسْتَهَلَّتْ طَلاَئِعُ )4 ( أَرَى كُلَّ حَيٍّ ذَاهِباً بِيَدِ الرَّدى ** فهل أحدٌ ممَّن ترحَّلَ راجِعُ ؟ )5 ( أنادى بِأعلى الصوتِ ، أسأل عنهمُ ** فهل أنتَ يا دهرَ الأعاجيبِ سامِعُ ؟ )6 ( فإن كنتَ لم تَسمع نِداءً ، ولم تُحرْ ** جَوَاباً ، فَأَيُّ الشَّيْءِ أَنْتَ أُنَازِعُ ؟ )7 ( خيالٌ لَعمرى ، ليسَ يُجدى طِلابهُ ** وَمَأْسَفَةٌ تُدْمَى عَلَيْهَا الأَصَابعُ )8 ( فَمَنْ لِي وَرَوْعَاتُ الْمُنَى طَيْفُ حَالِمٍ ** بِذِي خُلَّةٍ تَزْكُو لَديْهِ الصَّنَائعُ ؟ )9 ( أشاطِرهُ ودِّى ، وأُفضى لِسمعهِ ** بِسرِّى ، وأُمليهِ المُنى وهو رابِعُ )0 ( لَعلِّى إذا صادفتُ فى القولِ راحةً ** نَضَحْتُ غَلِيلاً مَا رَوَتْهُ الْمَشَارِعُ )
____________________
(1/556)
3( لَعَمْرُ أَبِي ، وهْو الَّذِي لَوْ ذَكَرْتُهُ ** لما اختالَ فخَّارٌ ، ولا احتالَ خادِعُ )( لما نازَعتنى النَّفسُ فى غيرِ حَقِّها ** وَلاَ ذَلَّلَتْنِي لِلرِّجَال الْمطَامِعُ )( ومَا أَنَا وَالدُّنْيَا نَعِيمٌ وَلَذَّةٌ ** بِذِي تَرَفٍ تَحْنُو عَلَيْهِ الْمَضَاجِعُ )4 ( فلا السيفُ مَفلولٌ ، ولا الرَّأى ُ عازبٌ ** وَلاَ الزَّنْدُ مَغْلُولٌ ، وَلاَ السَّاقُ ظَالِعُ )5 ( وَلَكِنَّنِي فِي مَعْشَرٍ لَمْ يَقُمْ بِهِمْ ** كَرِيمٌ ، وَلَمْ يَرْكَبْ شَبَا السَّيْفِ خَالِعُ )6 ( لواعبُ بالأسماءِ يبتدِرونها ** سَفاهاً ، وبالألقابِ ، فهى بضائعُ )7 ( وهلْ فِي التَّحَلِّي بِالْكُنَى مِنْ فَضِيلَةٍ ** إذا لم تزيَّن بِالفعالِ الطبائعُ ؟ )8 ( أُعاشِرُهُمْ رَغْماً ، وَوُدِّي لَوَ انَّ لِي ** بِهِمْ نَعَماً أَدْعُو بِهِ فَيُسَارعُ )9 ( فيا قومُ ، هبُّوا ، إنَّما العُمرُ فرصةً ** وفى الدهرِ طُرقٌ جَمَّةٌ ومنافِعُ ) 40 ( أَصَبْراً عَلَى مَسِّ الْهَوَانِ وَأَنْتُمُ ** عديدُ الحصى ؟ إنِّى إلى اللهِ راجِعُ )
____________________
(1/557)
4( وَكَيْفَ تَرَوْنَ الذُّلَّ دَارَ إِقَامَةٍ ** وذلكَ فضلُ اللهِ فى الأرضِ واسِعُ ) 4( أرى أرؤساً قَد أينعتْ لِحصادِها ** فَأَيْنَ وَلاَ أَيْنَ السُّيُوفُ الْقَوَاطِعُ ؟ ) 4( فكونوا حصيداً خامدينَ ، أوِ افزعوا ** إِلَى الْحَرْبِ حَتَّى يَدْفَعَ الضَّيْمَ دَافِعُ ) 44 ( أهبتُ ، فعادَ الصَوتُ لم يَقضِ حاجةً ** إلى َّ ، ولبَّانى الصَدى وهوَ طائعُ ) 45 ( فَلَمْ أَدْرِ أَنَّ اللَّه صوَّرَ قَبْلَكُمْ ** تماثيلَ لم يُخلَقْ لَهُنَّ مسامِعُ ) 46 ( فلا تَدعوا هَذى القلوبَ ، فإنَّها ** قواريرُ مَحنى ٌّ عليها الأضالِعُ ) 47 ( وَدُونَكُمُوهَا صَعْدَةً مَنْطِقِيَّةً ** تَفُلُّ شَبَا الأَرْمَاحِ وَهْيَ شَوَارِعُ ) 48 ( تَسِيرُ بهَا الرُّكْبَانُ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ ** وتلتفُّ من شوقٍ إليها المجامعُ ) 49 ( فَمِنْهَا لِقَوْم أَوْشُحٌ وَقَلائِدٌ ** ومنها لِقومٍ آخرينَ جوامعُ ) 50 ( ألا إنَّها تِلكَ الَّتى لو تنزَّلت ** على جبلٍ أهوت بهِ ، فهو خاشِعُ )
____________________
(1/558)
البحر : كامل تام ( أتُرى الحمامَ ينوحُ من طربٍ معى ** وَنَدَى الْغَمَامَةِ يَسْتَهِلُّ لِمَدْمَعِي ؟ ) ( مَا لِلنَّسِيمِ بَلِيلَةٍ أَذْيَالُهُ ؟ ** أَتُرَاهُ مَرَّ عَلَى جَدَاوِلِ أَدْمُعِي ؟ ) ( بل ما لِهذا البرقِ مُلتهِبَ الحشا ؟ ** أَسَمَتْ إِلَيْهِ شَرَارَةٌ مِنْ أَضْلُعِي ؟ ) 4 ( لم أدرِ هل شعرَ الزمانُ بِلوعتى ** فرثى لَها ، أم هاجتِ الدُنيا مَعى ؟ ) 5 ( فالغيثُ يَهمى رِقَّةً لِصبابتى ** وَالطَّيْرُ تَبْكِي رَحْمَةً لِتَوَجُّعِي ) 6 ( خَطَرَاتُ شَوْقٍ ، أَلْهَبَتْ بَجَوَانِحِي ** نَاراً يَدِبُّ أَزِيزُهَا فِي مِسْمَعِي ) 7 ( وَجَوًى كَأَطْرَافِ الأَسِنَّةِ ، لَمْ يَدَعْ ** لِلصَّبْرِ بَيْنَ مَقِيلِهِ مِنْ مَفْزَعِ ) 8 ( يأهلَ ذا النادى ! أليسَ بكم فتىً ** يَرثى لويلاتِ المشوقِ المولعِ ؟ ) 9 ( أَبْكِي ، فَيَرْحَمُنِي الْجَمَادُ ، وَلاَ أَرَى ** خِلاًّ يَرِقُّ إِلَى شَكَاتِي ، أَوْ يَعِي )0 ( فإذا دَعوتَ بِصاحبٍ لم يَلتفِتْ ** وإذا لجأتَ إلى أخٍ لم ينفَعِ )
____________________
(1/559)
1( وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنَّنِي أَشْكُوُ الْهَوَى ** والذنبُ لى فى كُلِّ ما أنا مُدَّعِى )( قَدْ طَالَمَا يَا قَلْبُ قُلْتُ لَكَ احْتَرِسْ ** أَرَأَيْتَ كَيْفَ يَخِيبُ مَنْ لَمْ يَسْمَعِ ؟ )( أوقعتَ نَفسكَ فى حبائلِ خُدعةٍ ** لاَ تُسْتَقَالُ ، فَخُذْ لِنَفْسِكَ أَوْ دَعِ )4 ( يا ظبية المقياس ! هذا مَدمعى ** فرِدِى ، وهذا روضُ قلبى فارتعى )5 ( إن كانَ لا يرضيكِ إلاَّ شِقوتى ** فلقد بلغتِ مُناكِ مِنها ، فاقنَعى )6 ( أنا منكِ بينَ صبابةٍ لاتنقضِى ** أيَّامها ، وغوايةٍ لم تُقلعِ )7 ( فثِقى بِما تمليهِ ألسنةَ الهوى ** وَهْيَ الدُّمُوعُ ، فَحَقُّهَا لَمْ يُدْفَعِ )8 ( لاتحسبى قولى خديعةَ ماكرٍ ** إِنَّ الْوَفِيَّ بعَهْدِهِ لَمْ يَخْدَعِ )9 ( إِنِّي لأَقْنَعُ مِنْ هَوَاكِ بنَظْرَةٍ ** وَأَعُدُّهَا صِلَةً إِذَا لَمْ تَمْنَعِي )0 ( هَذِي مُنَايَ ، وَحَبَّذَا لَوْ نلْتُهَا ** عَنْ طِيبِ نَفْسٍ ، فَهْيَ أَكْبَرُ مُقْنِعِ )
____________________
(1/560)
البحر : سريع ( هل من فتىً يَنشدُ قَلبى مَعى ** بَيْنَ خُدُورِ الْعِينِ بِالأَجْرَعِ ؟ ) ( كانَ مَعِى ، ثُمَّ دعاهُ الهوى َ ** فَمَرَّ بِالْحَيِّ ، ولم يَرْجعِ ) ( فهل إذا ناديتُهُ باسمهِ ** يُفِيقُ مِنْ سَكْرَتِهِ أَوْ يَعِي ؟ ) 4 ( هَيهاتَ يَلقى رَشداً بعدَ ما ** أغواهُ لَحظُ الرشإ الأتلعِ ) 5 ( فيا دُموعَ القطرِ سِيلى دماً ** وَيَا بَنَاتِ الأَيْكِ نُوحِي مَعِي ) 6 ( وَأَنْتِ يَا نَسْمَةَ وَادِي الْغَضَى ** مُرِّي بِرَيَّاكِ عَلَى مَرْبَعِي ) 7 ( وَأَنْتِ يَا عُصْفُورَةَ الْمُنْحَنَى ** بِاللَّهِ غَنِّي طَرَباً ، وَاسْجَعِي ) 8 ( وَأَنْتِ يَا عَيْنُ إِذَا لَمْ تَفِي ** بِذِمَّةِ الدَّمْعِ ، فَلاَ تَهْجَعِي ) 9 ( صَبَابَةٌ أَغْرَتْ عَلَيَّ الأَسَى ! ** ودَلَّتِ السُهدَ على مَضجَعى ! )0 ( ويْلاَهُ مِنْ نارِ الْهَوَى ! إِنَّهَا ** لَوْلاَ دُمُوعِي أَحْرَقَتْ أَضْلُعِي )
____________________
(1/561)
1( أبيتُ أرعَى النَجمَ فى سُدفةٍ ** ضلَّ بِها الصُبحُ ، فلَمْ يَطلُعِ )( لاأهتدى فيها إلى حِيلةٍ ** تَقى حَياتى من يَدَى ْ مَصرَعى )( طَوراً أُدارى لَوعَتى بِالمُنى ** وَتَارَةً يَغْلِبُنِي مَدْمَعِي )4 ( فهَل إلى الأشواقِ من غايةٍ ؟ ** أم هل إلى الأوطانِ من مَرجع ِ ؟ )5 ( لا تأسَ يا قلبُ على ما مَضى ** لابُدَّ لِلمحنَةِ مِنْ مَقطَعِ )
____________________
(1/562)
البحر : طويل ( فؤادٌ بأقمارِ الأكِلَّةِ مولَعُ ** وَعَيْنٌ عَلَى إِثْرِ التَّفَرُّقِ تَدْمَعُ ) ( وَشَوْقٌ كَنَصْلِ السَّيْفِ ، لَوْ شِمْتُ حَدَّهُ ** على بطلٍ لانقدَّ مِنهُ المُقَنَّعُ ) ( أحاولُ كِتمانَ الهوَى ، فتشى بهِ ** غُروبٌ منَ العينِ القريحةِ تهمعُ ) 4 ( وما الحبُّ إلاَّ نفثةٌ بابليَّةٌ ** يكادُ الصفا مِنْ مَسِّها يَتَصدَّعُ ) 5 ( خَليلى َّ ! هل بعدَ الصَبابةِ سَلوةٌ ؟ ** وهل لِشبابٍ فاتَ بالأمسِ مَرجِعُ ؟ ) 6 ( أبيتُ أُمنِّى النفسَ طَوراً فَترعوِى ** وَأَتْلُو عَلَيْهَا الْيَأْسَ طَوْراً فَتَجْزَعُ ) 7 ( وما ذِكرُ ريعانِ الصِبا غَيرُ حَسرةٍ ** تَذِلُّ لَها نَفسُ العزيزِ وتَخضعُ ) 8 ( فلا رَحِمَ اللهُ المشيبَ وعَصرهُ ** وإن كانَ فى أثنائهِ الحِلمُ أجمعُ ) 9 ( نَهارُ مشيبٍ ساءنِى وهوَ أبيضٌ ** وَلَيْلُ شَبَابٍ سَرَّنِي وَهْوَ أَسْفَعُ )0 ( إِذَا شَابَ رَأْسُ الْمَرْءِ شَابَ فُؤَادُهُ ** وَلَمْ يَبْقَ فِيهِ لِلْبَشَاشَةِ مَوْضِعُ )
____________________
(1/563)
1( وأى ُّ نَعيمٍ فى مَشيبٍ وراءهُ ** هُمومٌ إذا مرَّتْ على القلبِ يَفزَعُ ؟ )( لِيَبْكِ الصِّبَا قَلْبِي وَطَرْفِي كِلاَهُمَا ** وَقَلَّ لَهُ مِنِّي نَجِيعٌ وَأَدْمُعُ )( زَمَانٌ تَوَلَّى غَيْرَ أَعْقَابِ ذُكْرَةٍ ** إذا خَطرتْ كادَتْ لها النَفسُ تُنزَعُ )
____________________
(1/564)
البحر : متقارب تام ( كتمتُ الهوى خَوفَ إفشائهِ ** فألهبَ نارَ الغضَى فى ضُلوعى ) ( فَلَمَّا خَشِيتُ عَلَى مُهْجَتِي ** أذعتُ الهوى بِلِسانِ الدُموعِ )
____________________
(1/565)
البحر : طويل ( ألا بأبى مَنْ حُسنهُ وحديثهُ ** إِذَا مَا الْتَقَيْنَا لَذَّةُ الْعَيْنِ وَالسَّمْعِ ) ( رَأَى مُقْلَتِي تَرْعَى رِيَاضَ جَمَالِهِ ** فعاقَبها حَدَّينِ : بالسُهدِ والدمعِ )
____________________
(1/566)
البحر : متقارب تام ( أليسَ منَ العدلِ أن تسمعا ؟ ** فأشكُو إليكَ نَموماً سَعَى ) ( أَطَاعَ لَهُ الْمَاءُ حَتَّى اسْتَقَى ** وَأَمْكَنَهُ الرِّعْيُ حَتَّى رَعَى ) ( أتاكَ فأغشيتَهُ مَنزِلاً ** رَحِيباً ، وَأَرْعَيْتَهُ مِسْمَعَا ) 4 ( فأبدَعَ ما شاءَ فى فِريةٍ ** تَأَنَّقَ فِي صُنْعِهَا وَادَّعَى ) 5 ( صَناعُ اللِّسانِ ، خَلوبُ البيا ** نِ ، يَخْلُقُ مِنْ ضِحْكِهِ أَدْمُعَا ) 6 ( حَرِيصٌ عَلَى الشَّرِّ ، لاَ يَنْثَنِي ** عنِ القصدِ ما لمْ يَجدْ مَنزَعا ) 7 ( يَسِيرُ مَعَ الرِّفْقِ ، حَتَّى إِذَا ** تَمكَّنَ مِنْ فُرصَةٍ أَوضَعا ) 8 ( وَمَا كَانَ لَوْلاَ خِلاَجُ الظُّنُونِ ** لِيَرْغَبَ فِي الْقَوْلِ ، أَوْ يَطْمَعَا ) 9 ( ولا وحِفاظِكَ ، وهوَ اليمي ** نُ ما حُلتُ عَنْ عَهدِكُمْ إِصبَعا )0 ( وَلَكِنَّهَا نَزَغَاتُ الْوُشَاةِ ** أصابَتْ هوىً ، فلوَتْ أخدعا )
____________________
(1/567)
1( وَلَيْسَ مَلاَمِي عَلَى مَنْ وَشَى ** ولكِنْ مَلامِى علَى مَنْ وَعى )( أَيَجْمُلُ بِالْعَهْدِ أَنْ يُسْتَبَاحَ ** لِواشٍ ، ولِلوُدِّ أنْ يُقطعا ؟ )( فَشَتَّانَ مَا بَيْنَنَا فِي الْوِدَا ** دِ : خِلٌّ أَضَاعَ ، وَخِلٌّ رَعَى )4 ( ومن أشرَكَ النَّاسَ فى أمرِهِ ** دَعَتهُ الضَّرورَةُ أن يُخدعا )5 ( فَخُذها إليكَ عِتابيَّةً ** تَرُدُّ عَصِيَّ الْمُنَى طَيِّعَا )6 ( ولولا مَكانُكَ من مَهجتى ** لما قلتُ لابنِ عِثارٍ لَعا )
____________________
(1/568)
البحر : خفيف تام ( إِنَّ قَلْبِي وَهْوَ الأَبِيُّ دهَتْهُ ** فُرْقَةٌ صَيَّرَتْهُ نَهْباً مُشَاعا ) ( لاتَرى غيرَ واقفٍ يَسفَحً الدَّمْ ** عَ ، وَسَاهٍ لاَ يَسْتَطِيعُ زَمَاعَا ) ( وُصْلَةٌ قَرَّبَتْ بِعَاداً ، وَبَيْنٌ ** مِنْ حَبِيبٍ أَجَدَّ فِيهِ اجْتِماعَا ) 4 ( كُنْتُ أَخْشَى الْوَدَاعَ ، حَتَّى إِذَا مَا ** فَارَقُونِي أَمْسَيْتُ أَرْجُو الْوَدَاعَا )
____________________
(1/569)
البحر : طويل ( إن كانَ أمرُ اللهِ حَتماً مُقدَّراً ** فَمَاذَا يُفِيدُ الْحِرصُ وَالأَمْرُ وَاقِعُ ؟ )
____________________
(1/570)
البحر : مجزوء الكامل ( إِنَّ النَّصِيحَةَ لاَ تَحُضْ ** على الأذى إنْ لَمْ تزَعْ ) ( فَاسْمَعْ ، فإِنْ خَيْراً أَصَبْ ** تَ فَخُذْ ، وإنْ شَراً فَدَعْ )
____________________
(1/571)
البحر : بسيط تام ( لكلِّ قَولٍ مَنارٌ يَستقيمُ بهِ ** عِندَ الخِطابِ : فَملفوظٌ ومَسموعُ ) ( فَالْعَتْبُ إِنْ جَازَ حَدَّ الْعَدْلِ مَقْطَعَةٌ ** وَالنُّصْحُ مَا لَمْ يَكُنْ فِي السِّرِّ تَقْرِيعُ )
____________________
(1/572)
البحر : طويل ( مَتَى يَشْتَفِي هَذَا الْفُؤَادُ الْمُفَجَّعُ ** وفى كلِّ يومٍ راحلٌ ليسَ يَرجِعُ ؟ ) ( نَمِيلُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى ظِلِّ مُزْنَةٍ ** لَهَا بَارِقٌ فِيهِ الْمَنِيَّةُ تَلْمَعُ ) ( وكيفَ يَطيبُ العيشُ والمرءُ قائمٌ ** على حذَرٍ مِنْ هَولِ ما يتَوقَّعُ ؟ ) 4 ( بِنَا كُلَّ يَوْمٍ لِلْحَوَادِثِ وَقْعَةٌ ** تَسيلُ لَها مِنَّا نُفوسٌ وأدمعُ ) 5 ( فَأَجْسَادُنَا فِي مَطْرَحِ الأَرْضِ هُمَّدٌ ** وأرواحُنا فى مَسرحِ الجَوِّ رُتَّعُ ) 6 ( ومِنْ عَجَبٍ أنَّا نُساءُ ونَرتضِى ** ونُدرِكُ أسبابَ الفَناءِ ونَطمَعُ ) 7 ( وَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ عُقْبانَ أَمْرِهِ ** لَهانَ عليهِ ما يَسُرُّ ويَفجَعُ ) 8 ( تَسِيرُ بِنَا الأَيَّامُ ، وَالْمَوْتُ مَوْعِدٌ ** وَتَدْفَعُنَا الأَرْحَامُ ، والأَرْضُ تَبْلَعُ ) 9 ( عفاءٌ على الدُّنيا ، فما لِعِداتِها ** وَفَاءٌ ، وَلاَ في عَيْشِهَا مُتَمَتَّعُ )0 ( أبَعدَ سميرِ الفضلِ ' أحمدَ فارسٍ ' ** تَقِرُّ جُنُوبٌ ، أَوْ يُلائِمُ مَضْجعُ ؟ )
____________________
(1/573)
1( كَفى حَزناً أنَّ النَوى َ صَدَعَتْ بهِ ** فؤاداً مِنَ الحِدثانِ لا يَتَصدَّعُ )( وَمَا كُنْتُ مِجْزَاعاً ، وَلَكِنَّ ذَا الأَسَى ** إِذَا لَمْ يُسَاعِدْهُ التَّصبُّرُ يَجْزَعُ )( فَقدناهُ فِقدانَ الشَّرابِ على الظما ** فَفى كُلِّ قَلبٍ غُلَّةٌ ليسَ تُنقَعُ )4 ( وأى ُّ فُؤادٍ لمْ يَبِتْ لِمُصابهِ ** عَلَى لَوْعَةٍ ، أَوْ مُقْلَةٍ لَيْسَ تَدْمَعُ ؟ )5 ( إذا لَم يَكنْ لِلدَمعِ فى الخَدِّ مَسربٌ ** رَوِيٌّ فَمَا لِلْحُزْنِ فِي الْقَلْبِ مَوْضِعُ )6 ( مَضَى ، وَوَرِثْنَاهُ عُلُوماً غَزِيرَةً ** تَظلُّ بِها هِيمُ الخَواطِرِ تَشرَعُ )7 ( إذا تُليَتْ آياتُها فى مَقامة ** تَنافَسَ قَلبٌ فى هَواها ومِسمَعُ )8 ( سَقى جَدَثاً فى أرضِ ' لُبنانَ ' عارِضٌ ** مِنَ الْمُزْنِ فَيَّاضُ الْجَدَاوِلِ مُتْرَعُ )9 ( فَإِنَّ بهِ لِلْمَكْرُمَاتِ حُشَاشَةً ** طَوَاهَا الرَّدَى ، فَالْقَلْبُ حَرَّانُ مُوجَعُ )0 ( فَإِنْ يَكُنِ ( الشِّدْيَاقُ ) خَلَّى مَكَانَهُ ** فَإِنَّ ابْنَهُ عَنْ حَوْزَةِ الْمَجْدِ يَدْفَعُ )
____________________
(1/574)
2( وما ماتَ مَن أبقى عَلى الدَهرِ فاضِلاً ** يُؤَلِّفُ أَشْتَاتَ الْمَعَالِي وَيَجْمَعُ )( رَزينُ حَصاةِ الحِلمِ ، لا يَستخِفهُ ** إِلَى اللَّهْوِ طَبْعٌ ، فَهْوَ بالْجِدِّ مُولَعُ )( تَلوحُ عَليهِ من أبيهِ شَمائلٌ ** تَدُلُّ عَلَى طِيبِ الْخِلاَلِ ، وَتَنْزِعُ )4 ( فَصبراً جَميلاً ' يا سليمُ ' فإنَّما ** يُسِيغُ الْفَتَى بِالصَّبْرِ مَا يَتَجَرَّعُ )5 ( إذا المرءُ لَمْ يَصبِر على ما أصابهُ ** فماذا تُراهُ فى المُقَدَّرِ يَصنَعُ ؟ )6 ( وَمِثْلُكَ مَنْ رَازَ الأُمُورَ بِعَقْلِهِ ** وَأَدْرَكَ مِنْهَا مَا يَضُرُّ وَيَنْفَعُ )7 ( فَلاَ تُعْطِيَنَّ الْحُزْنَ قَلْبَكَ ، وَاسْتَعِنْ ** عَليهِ بِصبرٍ ، فَهوَ فى الحُزنِ أنجَعُ )8 ( وَهَاكَ عَلَى بُعْدِ الْمَزَارِ قَرِيبَةً ** إِلَى النَّفْسِ ، يَدْعُوهَا الْوَفَاءُ فَتَتْبَعُ )9 ( رَعَيْتُ بِهَا حَقَّ الْوِدَادِ عَلى النَّوَى ** ولِلحَقِّ فى حُكمِ البَصيرةِ مَقطَعُ )
____________________
(1/575)
البحر : كامل تام ( رُدِّي التَّحِيَّةَ يَا مَهَاةَ الأَجْرَعِ ** وصِلِى بِحبلكِ حَبلَ مَنْ لَم يَقطَعِ ) ( وتَرَفَّقى بِمُتيَّمٍ عَلِقَت بهِ ** نارُ الصَبابةِ ، فَهوَ ذا كِى الأضلُعِ ) ( طَربِ الفؤادِ ، يَكادُ يَحمِلهُ الهَوى ** شَوْقاً إِليْكِ مَعَ الْبُرُوقِ اللُّمَّعِ ) 4 ( لاَ يَسْتَنِيمُ إِلَى الْعَزاءِ ، وَلاَ يَرَى ** حَقّاً لِصَبْوَتِهِ إِذَا لَمْ يَجْزَعِ ) 5 ( ضَمَّتْ جَوَانِحُهُ إِلَيْكِ رِسَالَةٍ ** عُنْوَانُهَا فِي الْخَدِّ حُمْرُ الأَدْمُعِ ) 6 ( فَمَتَى يَبُوحُ بِمَا أَجَنَّ ضَمِيرُهُ ** إِنْ كُنْتِ عنْهُ بِنَجْوَةٍ لَمْ تَسْمَعِي ؟ ) 7 ( أَصْبَحْتُ بَعْدَكِ في دَيَاجِرِ غُرْبَةٍ ** ما للصَّباحِ بِليلِها مِنْ مَطلَعِ ) 8 ( لا يَهتَدى فِيها لِرَحلِى َ طارِقٌ ** إِلاَّ بِأَنَّةِ قَلْبِيَ الْمُتَوَجِّعِ ) 9 ( أَرْعَى الْكَوَاكِبَ فِي السَّمَاءِ ، كَأَنَّ لِي ** عِندَ النجومِ رَهينةً لَم تُدفَعِ )0 ( زُهْرٌ تَأَلَّقُ بِالْفَضَاءِ ، كَأَنَّهَا ** حببٌ تَرَدَّدَ فى غَديرٍ مُترَعِ )
____________________
(1/576)
1( وَكَأَنَّهَا حَوْلَ الْمَجَرِّ حَمَائِمٌ ** بِيضٌ عَكَفْنَ عَلَى جَوَانِبِ مَشْرَعِ )( وتَرى الثُريَّا فى السَماءِ كأنَّها ** حَلَقاتُ قُرطٍ بالجُمانِ مُرصَّعِ )( بَيضاءُ ناصِعةٌ كبَيضِ نَعامةٍ ** فِي جَوْفِ أُدْحِيٍّ بِأَرْضٍ بَلْقَعِ )4 ( وَكَأَنَّهَا أُكَرٌ تَوَقَّدَ نُورُهَا ** بِالكهرباءةِ فى سَماوةِ مَصنعِ )5 ( وَاللَّيْلُ مَرْهُوبُ الْحَمِيَّةِ ، قَائِمٌ ** فى مَسحهِ ، كالراهبِ المُتلَفعِ )6 ( مُتَوَشِّحٌ بِالنَّيِّراتِ ، كَبَاسِلٍ ** مِنْ نَسلِ حام ٍ ، باللُّجينِ مُدرَّعِ )7 ( حَسِبَ النُجومَ تَخلَّفتْ عن أمرهِ ** فَوحى لَهُنَّ مِنَ الهِلالِ بِإصبعِ )8 ( ما زِلتُ أرقبُ فَجرَهُ حتَّى انجلَى ** عَنْ مِثْلِ شَادِخَةِ الْكُمَيْتِ الأَتْلَعِ )9 ( وَتَرَنَّمَتْ فَوْقَ الأَرَاكِ حَمَامَةٌ ** تَصِفُ الْهَوَى بِلِسَانِ صَبٍّ مُولَعِ )0 ( تَدعو الهَديلَ ، وما رأتهُ ، وتِلكَ مِنْ ** شِيمِ الحمائمِ بِدعَةٌ لم تُسمَعِ )
____________________
(1/577)
2( رَيَّا الْمَسَالِكِ ، حَيْثُ أَمَّتْ صَادَفَتْ ** ما تَشتَهِى مِنْ مَجثَمٍ أو مَرتعِ )( فإذا عَلت سَكنت مَظَلَّةَ أيكَةٍ ** وَإِذَا هَوَتْ وَرَدَتْ قَرَارَةَ مَنْبَعِ )( أَمْلَتْ عَلَيَّ قَصِيدَةً فَجَعَلْتُهَا ( لِشَكِيبَ ) تُحْفَةَ صَادِقٍ لَمْ يَدَّعِ )4 ( هِى َ مِن أهازيجِ الحمامِ ، وإنَّما ** ضَمَّنْتُهَا مَدْحَ الْهُمَامِ الأَرْوَعِ )5 ( هُوَ ذَلِكَ الشَّهْمُ الَّذِي بَلَغَتْ بِهِ ** مَسْعَاتُهُ أَمَدَ السِّمَاكِ الأَرْفَعِ )6 ( نِبْرَاسُ دَاجِيَةٍ ، وَعُقْلَةُ شَارِدٍ ** وخطيبُ أنديةٍ ، وفارسُ مَجمَعِ )7 ( صَدقُ البيان ، أعضَّ جَرولَ باسمهِ ** وَثَنَى ( جَريراً ) بِالْجَرِيرِ الأَطْوَعِ )8 ( لم يتَّخِذ بَدرَ المُقنَّعِ آيةً ** بَلْ جاءَ خاطِرهُ بِآيةِ يُوشَعِ )9 ( أحيا رَميمَ الشِعرِ بَعدَ هُمودِهِ ** وَأَعَادَ لِلأَيَّامِ عَصْرَ ( الأَصْمَعِي ) )0 ( كَلِمٌ لَها فى السَمعِ أطرَبُ نَغمَةٍ ** وَبِحُجْرَةِ الأَسْرَارِ أَحْسَنُ مَوْقِعِ )
____________________
(1/578)
3( كَالزَّهْرِ خَامَرَهُ النَّدَى ، فَتَأَرَّجَتْ ** أَنْفَاسُهُ بِالْعَنْبَرِ الْمُتَضَوِّعِ )( يَعْنُو لَهَا الْخَصْمُ الأَلَدُّ ، ويغْتَذِي ** بِلِبانِها ذِهْنُ الْخَطِيبِ الْمِصْقَعِ )( هِى نُجعَةُ الأدَبِ الَّتى مَن أمَّها ** أَلْقَى مَرَاسِيَهُ بِوَادِ مُمْرِعِ )4 ( مَلكَتْ هَوى نَفسى ، وأحيَت خاطِرى ** وَرَوَتْ صدَى قَلْبِي ، وَلَذَّتْ مِسْمَعِي )5 ( فاسلَم شكيبُ ولا برِحتَ بِنِعمةٍ ** تَحنو عليكَ بِأيكِها المًتفرِّعِ )6 ( فلأنتَ أجدَرُ بِالثناءِ لِمِنَّةٍ ** أَوْلَيْتَهَا ، والْبِرُّ أَفْضَلُ مَا رُعِي )7 ( أرهفتَ حَدِّى ، فَهوَ غيرُ مُفلَّلٍ ** وَرَعَيْتَ عَهْدِي ، فَهْوَ غَيْرُ مُضَيَّعِ )8 ( وبثقتَ لِى مِنْ فَيضِ بَحرِكَ جَدولاً ** غَمَرَ الْبِحَارَ بِسَيْلِهِ الْمُتَدَفِّعِ )9 ( عَذُبَت مَوارِدهُ ، فَلو ألقَتْ بهِ ** هِيمُ السَحابِ دِلاءها لَم تُقلعِ ) 40 ( وزَهَت فَرائده ُ ، فَصارتْ غُرَّةً ** لِجَبِينِ كُلِّ مُتَوَّجٍ وَمُقَنَّعِ )
____________________
(1/579)
4( هُوَ ذَلِكَ النَّظْمُ الَّذِي شَهِدَتْ لَهُ ** أَهْلُ الْبَرَاعَةِ بِالْمَقَالِ الْمُبْدَعِ ) 4( أَبْصَرْتُ مِنْهُ أَخَا ( إِيادٍ ) خَاطِباً ** وسَمِعتُ عنترةَ الفوارسِ يَدَّعى ) 4( وحَلَمْتُ أَنِّي فِي خَمَائِلِ جَنَّةٍ ** وَمِنَ الْعَجَائِبِ حَالِمٌ لَمْ يَهْجَعِ ) 44 ( فَضلٌ رَفعتَ بهِ مَنارَ كرامةٍ ** صَرَفَ الْعُيُونَ عَنِ الْمَنَارِ ( لِتُبَّعِ ) ) 45 ( فَمتى أقومُ بِشُكرِ ما أوليتَنِى ** والنَجمُ أقربُ غايةً مِن مَنزِعِى ) 46 ( فَاعْذِرْ إِذَا قَصَرَ الثَّنَاءُ ، فَإِنَّنِي ** رُزتُ المَقالَ فَلَمْ أجِدْ مِن مَقنَعِ ) 47 ( لاَ زِلْتَ تَرْفُلُ فِي وِشَاءِ سَعَادَةٍ ** وحَبيرِ عافِيةٍ ، وعَيشٍ أمرَعِ )
____________________
(1/580)
البحر : بسيط تام ( هَلْ بالْحِمى عنْ سَريرِ الْمُلْكِ مَنْ يَزَعُ ؟ ** هَيهاتَ ، قَد ذَهَبَ المتبوعُ والتَبَعُ ) ( هَذِي ( الْجَزِيرَةُ ) فَانْظُرْ هَلْ تَرَى أَحَداً ** يَنْأَى بِهِ الْخَوْفُ ، أَوْ يَدْنُو بِهِ الطَّمَعُ ؟ ) ( أضحَتْ خَلاءً ، وكانَت قَبلُ مَنزِلةً ** لِلْمُلْكِ ، مِنْهَا لِوَفْدِ الْعِزِّ مُرْتَبَعُ ) 4 ( فلا مُجيبَ يَردُّ القَولَ عَن نَبأٍ ** ولا سَميعَ إذا نادَيتَ يَستَمِعُ ) 5 ( كَانَتْ مَنَازِلَ أَمْلاَكٍ ، إِذَا صَدَعُوا ** بِالأمرِ كادَتْ قُلوبُ الناسِ تَنصَدِعُ ) 6 ( عَاثُوا بِهَا حِقْبَةً ، حَتَّى إِذَا نَهَضَتْ ** طَيرُ الحَوادِثِ مِن أوكارِها وَقعوا ) 7 ( لَوْ أَنَّهُمْ عَلِمُوا مِقْدَارَ مَا فَغَرَتْ ** بِهِ الْحَوَادِثُ مَا شَادُوا ، وَلاَ رَفَعُوا ) 8 ( دارَت عَليهِم رَحى الأيَّامِ ، فانشَعبوا ** أيدى سَبا ، وتَخَلَّت عَنهمُ الشِيعُ ) 9 ( كانت لَهُم عُصَبٌ يَستدفِعونَ بِها ** كَيْدَ الْعَدُوِّ ، فَمَا ضَرُّوا ، وَلاَ نَفَعُوا )0 ( أينَ المَعاقِلُ ، بل أينَ الجحافلِ ، بل ** أينَ المناصِلُ والخطِّيَّةُ الشَرَعُ )
____________________
(1/581)
1( لاَ شَيْءَ يَدْفَعُ كَيْدَ الدَّهْرِ إِنْ عَصَفَتْ ** أحداثه ، أو يقِى مِن شرِّ ما يَقَعُ )( زَالُوا ، فَما بَكَتِ الدُّنْيَا لِفُرْقَتِهِمْ ** ولا تعطَّلَت الأعيادُ والجُمَعُ )( والدَهرُ كالبَحرِ لا ينفكُّ ذا كَدَرِ ** وإنَّما صَفوهُ بينَ الورى لُمَعُ )4 ( لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ فِكْرٌ فِي عَوَاقِبِهِ ** ما شانَ أخلاقَهُ حِرصٌ ولا طَبَعُ )5 ( وكَيْفَ يُدْرِكُ مَا فِي الْغَيْبِ مِنْ حَدَثٍ ** من لَم يَزَل بِغرورِ العَيشِ يَنخَدِعُ )6 ( دَهْرٌ يَغُرُّ ، وَآمَالٌ تَسُرُّ وَأَعْ ** مارٌ تَمُرُّ ، وأيَّامٌ لها خُدَعُ )7 ( يَسْعَى الْفَتَى لأُمُورٍ قَدْ تَضُرُّ بِهِ ** وَلَيْسَ يَعْلَمُ مَا يَأْتِي وَمَا يَدَعُ )8 ( يأيها السَادِرُ المُزوَرُّ مِن صَلَفٍ ** مَهْلاً ، فَإِنَّكَ بِالأَيَّامِ مُنْخَدِعُ )9 ( دَعْ مَا يَرِيبُ ، وَخُذْ فِيمَا خُلِقْتَ لَهُ ** لَعَلَّ قَلبكَ بِالإيمانِ يَنتَفِعُ )0 ( إِنَّ الْحَيَاةَ لثَوْبٌ سَوْفَ تَخْلَعُهُ ** وكلُّ ثوبٍ إذا ما رثَّ ينخَلِعُ )
____________________
(1/582)
البحر : بسيط تام ( لَبَّيْكَ يَا دَاعِيَ الأَشْواقِ مِنْ داعِي ** أَسْمَعْتَ قَلْبِي وَإِنْ أَخْطَأْتَ أَسْمَاعِي ) ( مُرنِى بِما شئتَ أبلُغْ كلَّ ما وَصَلتْ ** يَدِي إِلَيْهِ ، فَإِنِّي سَامِعٌ وَاعِي ) ( فلا ورَبِّكَ ما أُصغِى إلى عَذَلٍ ** وَلاَ أُبِيحُ حِمَى قَلْبِي لِخَدَّاعِ ) 4 ( إِنِّي امْرُؤٌ لاَ يَرُدُّ الْعَذْلُ بَادِرَتِي ** وَلاَ تَفُلُّ شَبَاةُ الْخَطْبِ إِزْمَاعِي ) 5 ( أجرِى عَلى شِيمةٍ فى الحُبِّ صادِقةٍ ** لَيْسَتْ تَهُمُّ إِذَا رِيعَتْ بِإِقْلاَعِ ) 6 ( لِلْحُبِّ مِنْ مُهْجَتِي كَهْفٌ يَلُوذُ بِهِ ** مِن غَدرِ كلِّ امرئٍ بالشَرِّ وقَّاعِ ) 7 ( بَذَلتُ فى الحبِّ نَفسى وهى غاليةٌ ** لِبَاخِلٍ بِصَفَاءِ الْوُدِّ مَنَّاعِ ) 8 ( أَشْكُو إِلَيْهِ ، وَلاَ يُصْغِي لِمَعْذِرَتي ** مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ جَنَتْهُ النَّفْسُ أَوْ دَاعِي ) 9 ( وَيْلاَهُ مِنْ حَاجَةٍ فِي النَّفْسِ هَامَ بِهَا ** قَلْبي ، وَقَصَّرَ عَنْ إِدْرَاكِهَا بَاعِي )0 ( أسعى لَها وهى َ مِنِّى غَيرُ دانِيةٍ ** وكيفَ يَبلغُ شأوَ الكوكبِ الساعِى ؟ )
____________________
(1/583)
1( يا حبَّذا جُرعَةٌ مِن ماءِ مَحنيةٍ ** وَضَجْعَةٌ فَوْقَ بَرْدِ الرَّمْلِ بِالْقَاعِ ! )( وَنَسْمَةٌ كَشَمِيمِ الْخُلْدِ قَدْ حَمَلَتْ ** رَيَّا الأَزَاهِيرِ مِنْ مِيثٍ وَأَجْرَاعِ )( يا هَل أرانِى بِذاكَ الحى ِّ مُجتَمِعاً ** بأهلِ وُدِّى من قومى وأشياعِى ؟ )4 ( وهَل أسوقُ جَوادِى لِلطرادِ إلى ** صَيْدٍ الْجَآذِرِ فِي خَضْرَاءَ مِمْرَاعِ ؟ )5 ( مَنَازِلٌ كُنْتُ مِنْهَا فِي بُلَهْنِيَةٍ ** مُمَتَّعاً بَيْنَ غِلْمَانِي وَأَتْبَاعِي )6 ( إِذَا أَشَرْتُ لَهُمْ فِي حَاجَةٍ بَدَرُوا ** قَضَاءَهَا قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلْمَاعِي )7 ( يَخْشَى الْبَلِيغُ لِسَانِي قَبْلَ بَادِرَتِي ** ويُرعَدُ الجيشُ باسمِى قَبلَ إيقاعِى )8 ( فَالْيَوْمَ أَصْبَحْتُ لاَ سَهْمِي بِذِي صَرَدٍ ** إِذَا رَمَيْتُ ، وَلاَ سَيْفِي بقَطَّاعِ )9 ( أَبِيتُ فِي قُنَّةٍ قَنْوَاءَ قَدْ بَلَغَتْ ** هامَ السِماكِ ، وفاتَتهُ بِأبواعِ )0 ( يَستقبِلُ المُزنَ ليتيها بِوابِلهِ ** وتصدِم الرِيحُ جَنبيها بِزعزاعِ )
____________________
(1/584)
2( يَظَلُّ شِمْرَاخُهَا يَبْساً ، وَأَسْفَلُهَا ** مكلَّلاً بالنَدى يَرعى بهِ الراعِى )( إِذَا الْبُرُوقُ ازْمهَرَّتْ خِلْتَ ذِرْوَتَهَا ** شَهماً تدرَّعَ من تبرٍ بِأدراعِ )( تَكَادُ تَلْمِسُ مِنْهَا الشَّمْسَ دَانِيَةً ** وَتَحْبِسُ الْبَدْرَ عَنْ سَيْرٍ وَإقْلاَعِ )4 ( أَظَلُّ فِيهَا غَرِيبَ الدَّارِ مُبْتَئِساً ** نابِى المضاجعِ من همٍّ وأوجاعِ )5 ( لا فى ' سرنديبَ ' خِلٌّ أستعينُ بهِ ** عَلَى الْهُمُومِ إِذَا هَاجَتْ ، وَلاَ رَاعِي )6 ( يَظنُّنى من يرانِى ضاحِكاً جَذِلاً ** أنِّى خَلى ُّ ، وهَمِّى بينَ أضلاعِى )7 ( ولا ، ورِبِّكَ ما وَجدِى بِمُندرِسٍ ** على البِعادِ ولا صَبرِى بِمِطواعِ )8 ( لَكنَّنِى مالِكٌ حَزمِى ، ومُنتَظِرٌ ** أَمْراً مِنَ اللَّهِ يَشْفِي برْحَ أَوْجَاعِي )9 ( أَكُفُّ غَرْبَ دُمُوعِي وَهْيَ جَارِيَةٌ ** خَوْفَ الرَّقِيبِ وَقَلْبِي جِدُّ مُلْتَاعِ )0 ( فَإِنْ يَكُنْ سَاءَنِي دَهْرِي ، وَغَادَرَنِي ** رَهْنَ الأَسَى بَيْنَ جَدْبٍ بَعْدَ إِمْرَاعِ )
____________________
(1/585)
3( فَإنَّ فى مِصرَ إخواناً يَسُرُّهمُ ** قُرْبِي ، وَيُعْجِبُهُمْ نَظْمِي وَإِبْدَاعِي )
____________________
(1/586)
البحر : طويل ( قَلِيلٌ بِآدابِ الْمَوَدَّةِ مَنْ يَفِي ** فَمَنْ لِي بِخِلِّ أَصْطَفِيهِ وَأَكْتَفِي ؟ ) ( بَلَوْتُ بَني الدُّنْيَا ، فَلَمْ أَرَ صَاحِباً ** يَدُومُ عَلَى وُدٍّ بِغَيْرِ تَكَلُّفِ ) ( فَهَلْ مِنْ فتىً يَسْرُو عَنِ الْقَلْبِ هَمَّهُ ** بِشِيمَةِ مَطْبُوعٍ عَلَى الْمَجْدِ مُسْعِفِ ؟ ) 4 ( رَضِيتُ بِمَنْ لاَ تَشْتَهِي النَّفْسُ قُرْبَهُ ** ومَنْ لمْ يَجِد مَندوحةً يَتَكلَّفِ ) 5 ( ولو أنَّنى صادَفتُ خِلاًّ يَسرنِى ** على عُدواءِ الدَارِ لَم أتَلهَّفِ ) 6 ( وَلَكِنَّنِي أَصْبَحْتُ فِي دَارِ غُرْبَةٍ ** مُقيماً لَدى قومٍ علَى البُدِّ عُكَّفِ ) 7 ( زَعَانِفُ هُدَّاجُونَ فِي عرَصَاتِهمْ ** كَخيطِ نَعامٍ بينَ جَرداءَ صَفصَفِ ) 8 ( حُفَاةٌ عُرَاةٌ غَيْرَ أَخْلاقِ صُدْرَةٍ ** تَطِيرُ كَنَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ الْمُسَدَّفِ ) 9 ( يَمُجُّونَ مِن أفواهِهِم رَشحَ مُضغةٍ ** كَنَضْحِ دَمٍ يَنْهَلُّ مِنْ أَنْفِ مُرْعَفِ )0 ( إِذَا رَاطَنُوا بَعْضاً سَمِعْتَ لِصَوْتِهِمْ ** عَزِيفاً كَجِنٍّ فِي الْمَفَاوِزِ هُتَّفِ )
____________________
(1/587)
1( فها أنا مِنهُم بينَ شَملٍ مُبدَّدٍ ** وَمِنْ حَسَرَاتِي بَيْنَ شَمْلٍ مُؤَلَّفِ )( أَحِنُّ إِلَى أَهْلِي ، وَأَذْكُرُ جِيرَتِي ** وأشتاقُ خُلاَّنِى ، وأصبو لِمألفِى )( فلا أنا أسلو عنْ هَواى َ فأنتهِى ** وَلاَ أَنَا أَلْقَى مَنْ أُحِبُّ فَأَشْتَفِي )4 ( وإنِّى على ما كانَ مِن سَرَفِ النَوى ** لَبَاقٍ عَلَى وُدِّي لِمَنْ كُنْتُ أَصْطَفِي )5 ( سَجيَّةُ نفسٍ لا تَميلُ معَ الهوى ** وَذِمَّةُ عَهْدٍ بَيْنَ سَيْفٍ وَمُصْحَفِ )6 ( وَمَا كُلُّ مَوْشِيِّ الْحَدِيثِ بِصَادِقٍ ** وَلاَ كُلُّ مَنْسُوبٍ إِلَى الْوُدِّ بِالْوَفِي )7 ( تَشابَهتِ الأخلاقُ إلاَّ بَقيةً ** بِهَا يُعْرَف الْمَاضِي مِنَ الْمُتَخَلِّف )8 ( وما شَرفُ الإنسانِ إلاَّ بِنَفسهِ ** وإن كانَ ذا مالٍ تليدُ ومُطرفِ )9 ( ولَو كانَ نَيلُ الفَضلِ سَهلاً لَزاحَمتْ ** رِجالُ الخنا أهلَ العُلا والتَّعطُّفِ )0 ( فَإِنْ أَخْلَفَتْ نَفْسٌ طَوِيَّةَ مَا وَأَتْ ** فَلِي مِنْ ( عَلِيٍّ ) صَاحِبٌ غَيْرُ مُخْلِفِ )
____________________
(1/588)
2( هُمامُ ، دعا باسمى ، فلبَّيتُ صَوتَهُ ** بِيَا مَرْحَباهُ مِنْ فُؤَادِ مُكَلَّفِ )( وَلَوْ صَاحَ بِي في غَارَةٍ لَوَزَعْتُهَا ** عَلى متنِ مَحبوكِ السَراةِ بِمُرهَفِ )( وَلَكِنَّنِي لَبَّيْتُ دَعْوَةَ نَظْمِهِ ** بِأَسْمَرَ مَشْقُوقِ اللِّسَانِ مُحَرَّفِ )4 ( إذا حَرَكتهُ راحَتِى فَوقَ مُهرقٍ ** بِذِكْرِ عُلاَهُ بذَّكُلَّ مُثَقَّفِ )5 ( هُو البَطلُ السبَّاقُ فى كلِّ غايَةٍ ** يَهَابُ رَدَاهَا الْمَرْءُ قَبْلَ التَّعَسُّفِ )6 ( إِذَا قَالَ لَمْ يَتْرُكْ بَيَاناً لِقَائِلٍ ** وإن سارَ لم يَترُك مَجالاً لِمُقتفِى )7 ( لَهُ قَلَمٌ لَوْ كَانَ لِلسَّيْفِ حَدُّهُ ** لَفَلَّ حَبيكَ السَردِ فى كلِّ مَوقفِ )8 ( وشُعلَةُ فِكرٍ لو بِمثلِ ضِيائها ** أنارَ سِراجَ الأُفقِ ما كانَ يَنطَفى )9 ( فَسِيحُ مَجَالِ الْفِكْرِ ، ثَبْتٌ يَقِينُهُ ** بَعيدُ مناطِ الهمِّ ، حرُّ التصرُّفِ )0 ( أديبٌ ، لَهُ فى جنّةِ الشِعرِ دَوحَةٌ ** أَفَاءَتْ عَلَى الدُّنْيَا بِأَجْمَلِ زُخْرُفِ )
____________________
(1/589)
3( إِذَا نَوَّرَتْ أَفْنَانُهَا غِبَّ دِيمَةٍ ** مِنَ الفِكرِ جاءتْ بالبديعِ المفوَّفِ )( تَرَنَّمَ فِيهَا مِنْ ثَنَائي بُلْبُلٌ ** بِلَحْنٍ لَهُ فِي السَّمْعِ نَبْرَةُ مِعْزَفِ )( حَفيتُ لَهُ بالودِّ مِنِّى ، وكيفَ لا ** أُسَابِقُهُ فِي وُدِّهِ وَهْوَ بي حَفِي ؟ )4 ( تألَّفَ نَفسِى بَعدَ ما زالَ أنسُها ** وَنَوَّهَ بِاسْمِي بَعْدَ مَا كَاد يَخْتَفِي )5 ( وحَرَّكَ أَسْلاَكَ التَّرَاسُلِ بَيْنَنَا ** بِسيَّالِ وُدٍّ لَفظهُ لم يُحرَّفِ )6 ( وفى الناسِ معطوفٌ على الوُدِّ قَلبهُ ** وَمِنْهُمْ سَقِيمُ الْعَهْدِ بَادِي التَّحَرُّفِ )7 ( تَوَسَّمْتُ فِيهِ الْخَيْرَ قَبْلَ لِقائِهِ ** وَأَحْمَدْتُ مِنْهُ الْخُبْرَ بَعْدَ التَّعَرُّفِ )8 ( وَمَا حَركَاتُ النَّفْسِ إِلاَّ دِلاَلَةٌ ** عَلَى صِدْقِ مَا قَالُوا بهِ في التَّعَيُّفِ )9 ( فقد تَكذِبُ العَينُ الفَتى وهوَ غافِلٌ ** ويَصدقُ ظَنُّ العاقلِ المتشَوِّفِ ) 40 ( وفيتُ بِوعدى فى الثناءِ وإن يَكُن ** مَقَالِي بِهَاتِيكَ الْفَضَائِلِ لاَ يَفِي )
____________________
(1/590)
4( وَكَيْفَ وَإِنْ أُوتِيتُ في النَّظْمِ قُدْرَةً ** أضُمُّ شتاتَ الكونِ فى بَعضِ أحرُفِ ؟ )
____________________
(1/591)
البحر : مجزوء المتقارب ( لَوَى جِيدَهُ وَانْصَرَفْ ** فَما ضَرَّهُ لَوْ عَطَفْ ؟ ) ( غزالٌ لَهُ نَظرةٌ ** أَعَانَتْ عَلَيَّ الْكَلَفْ ) ( تَبَسَّمَ عَنْ لُؤْلُؤٍ ** لَهُ مِنْ عَقِيقٍ صَدَفْ ) 4 ( وَتَاهَ فَلَمْ يَلْتَفِتْ ** وشأنُ الجمالِ الصَلف ) 5 ( جَرى الْبَنْدُ فِي خَصْرِهِ ** على حَركاتِ الهيَف ) 6 ( وما ذَاكَ خَالٌ بَدَا ** ولكِنْ وِسَامُ التَّرَفْ ) 7 ( رآنِى بهِ مولَعاً ** فعاتبَنِى وانحرَفْ ) 8 ( ولم يدرِ أنِّى بهِ ** عَلَى جمَراتِ التَّلَفْ ) 9 ( فَقُلْتُ لَهُ : سَيِّدِي ! ** ترفَّق بِصَبٍّ دَنِفْ )0 ( فقالَ : أخافُ العِدا ** فَقُلْتُ لَهُ : لاَ تَخَفْ )
____________________
(1/592)
1( فإنِّى عَفيفُ الهوى ** وَمَا كُلُّ صَبٍّ يَعِفْ )( وَأَنْشَدْتُهُ قِطْعةً ** وشِعرِى إحدى الطُّرَف )( فاصغِى لَها باسِماً ** وبانَ عليهِ الأسَفْ )4 ( ونَمَّت بهِ خَجلةٌ ** تَدُلُّ عَلَى مَا اقْتَرَفْ )5 ( وقالَ : أهذا الضنَى ** جَناهُ عليكَ الشَغَف ؟ )6 ( فقُلتُ : نعم ، سيِّدى ! ** وأبرحُ ممَّا أصِف )7 ( فَصَدَّقَ ، لَكِنَّهُ ** تَجَاهَلَ لَمَّا عَرَفْ )8 ( وقالَ : أطَعتَ المُنى ** وَبَعْضُ الأَمَانِي سَرَفْ )9 ( وَمَا كُلُّ ذِي حَاجَةٍ ** يَفوزُ بِها إن عَكف )0 ( فأشفقتُ من قولهِ ** وَلَكِنَّ رَبِّي لَطَفْ )
____________________
(1/593)
2( فلمَّا رأى أدمُعى ** تَوالَت ، وقَلبى رَجف )( تَبَسَّمَ لِي ضَاحكاً ** ومانَع ، ثمَّ انعطَف )( فأغرَمتهُ قُبلةً ** عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفْ )
____________________
(1/594)
البحر : بسيط تام ( مَنْ لِي بِظَبْيَةِ خِدْرٍ كُلَّمَا وَعَدَتْ ** بِزورةٍ أعقبَتْ لِلوعدِ إخلافا ) ( تَحكى الغزالةَ ألحاظاً إذا نَظرَت ** والوردَ خَدًّا ، وغُصنَ البانِ أعطافا ) ( تاهَتْ بِنقطةِ خالٍ فوقَ وَجنتِها ** زِيدَتْ بِهَا عَشَرَاتُ الْحُسْنِ أَضْعَافَا )
____________________
(1/595)
البحر : كامل تام ( بَكرَ النَدى ، وترفعَ السدَفُ ** وَأَتَتْ وُفُودُ اللَّهْوِ تَخْتَلِفُ ) ( وَدَعَتْ إِلَى شُرْبِ الصَّبُوحِ وقَدْ ** رَقَّ الظَّلامُ حَمائمٌ هتفُ ) ( فانهَض على قَدمِ الربيعِ ، فَما ** فى نَيلِ أيَّامِ الصبا سَرَفُ ) 4 ( وانظُر ، فَثمَّ غَمامةٌ أنفٌ ** تُولِى الجميلَ وروضةٌ أُنفُ ) 5 ( زَهْرٌ يَرفُّ عَلَى كَمَائِمِهِ ** وَنَدًى يَشِفُّ ، وَمُزْنَةٌ تَكِفُ ) 6 ( فالطَّلُ مُنتثِرٌ ، ومُنتظِمٌ ** وَالْغُصْنُ مُفْتَرِقٌ ، وَمُؤْتَلِفُ ) 7 ( والروضُ يَرفلُ فى مُعصفرةٍ ** بِالزَّهْرِ لِلأَبْصَارِ تَخْتَطِفُ ) 8 ( عُنِى َ الرَبيعُ بِنَسجِ بُردَتِها ** إِنَّ الرَّبِيعَ لَصَانِعٌ ثَقِفُ ) 9 ( لاَ شَيْءَ أَحْسَنُ مِنْ بُلَهْنِيَةٍ ** فى العيشِ قَلَّدَ جيدَها الشَغَفُ )0 ( وعَصابةٍ غلبَ الكمالُ على ** أخلاقِهِم وغذاهمُ التَرفُ )
____________________
(1/596)
1( نازعتُهُم طَرَفَ الحديثِ وقد ** جَرَتِ الكؤوسُ بِنا ، فما اختلفوا )( قَلْبِي بِهِمْ كَلِفٌ ، وَنَاظِرَتِي ** عن حُسنهم تاللهِ تَنحَرِفُ )( فَمحبَّتى لَهمُ كما عَرفوا ** صِدْقٌ ، وَوجْدِي فَوْقَ مَا أَصِفُ )4 ( للهِ أيَّامٌ بِهِم سَلَفت ** لَو أنَّها بِالوصلِ تؤتنفُ )5 ( إِذْ لِمَّتِي فَيْنَانَةٌ ، وَيَدِي ** فوقَ الأَكُفِّ ، وقامَتى ألِفُ )6 ( أجرِى على إثرِ الشبابِ ، ولا ** يَمْشِي إِلَى سَاحَاتِيَ الْجَنَفُ )7 ( ضَافي الْغَدِيرَةِ ، عَارِمٌ شَرِسٌ ** صَعْبُ الْمَرِيرَةِ ، سَادِرٌ أَنِفُ )8 ( إِنْ سِرْتُ سَارَ النَّاسُ لِي تَبَعاً ** وَإِذَا وَقَفْتُ لِحَاجَةٍ وَقَفُوا )9 ( فَالآنَ أصْبحُ طائِرِى وَقِعٌ ** بَعْدَ السُمُوِ وَصَبْوَتى أَسَفُ )0 ( وَغَدَوْتُ بَعْدَ الْكِبْرِياءِ عَلَى ** كُلَّ الْوَرَى بِالْعَجْزِ أَعْتَرِفُ )
____________________
(1/597)
2( وَكَذَلِكَ الأَيَّامُ ، آخِرُها ** بَعْدَ الشَبَابِ الضَعْفُ وَالخَرَفُ )( وَالْمَرْءُ مَهْمَا طَالَ طَائِلُهُ ** يَوْماً لِصَائِبَةِ الرَّدَى هَدَفُ )( فَلَبِئْسَ مَا قَدِمَ الْمَشِيبُ بِهِ ** وَلَنِعْمَ مَا وَلَّى بِهِ السَّلَفُ )
____________________
(1/598)
البحر : طويل ( وَذِى نَعَرَاتٍ يَقْطَعُ الأَرْضَ سَارياً ** عَلى غَيْرِ سَاقٍ وهو بِالأرضِ أَعْرَفُ ) ( لَهُ فَوْقَ أَعْنَاقِ للرِياحِ سَبَائِبُ ** مُحَبَّرَةٌ ، مِنْهَا قَصِيرٌ وَمُسْدَفُ ) ( كَأَنْ سُليْمَانَ بْن دَاوُدَ فَوْقَهُ ** عَلَى عَرْشِهِ ، وَالْجِنُّ بِالْجِنِّ تَعْزِفُ ) 4 ( يَجدُّ بنا فى اَمْرِهِ وهوَ لاَعِبٌ ** وَ يَضْحَكُ أَحْيَاناً وعَيْنَاهُ تذْرِفُ ) 5 ( تلَهّبُ فِيه النَارُ والمَاءُ سَافِحٌ ** فلاَ الْمَاءُ يُطفِيها ، ولاَ النَارُ تضُعفُ ) 6 ( إِذا سَارَ عنْ أَرض غَدَتْ وهى جَنّةٌ ** وَإِنْ حَلَّ أُخْرَى عَمَّهَا مِنْهُ زُخْرُفُ ) 7 ( يَكونُ حَيَاةً لِلنفوس ، ورُبما ** ضَبَتْ مِنْهُ نَارٌ ، أَوْ سَطَا مِنْهُ مُرْهَفُ ) 8 ( لَهُ زَفْرَةٌ تَتْرَى ، وَعَيْنٌ سَخِيَّةٌ ** وَقَلْبٌ كَزَهْرَاءِ الْمَصَابِيحِ يَرْجُفُ ) 9 ( يَسِيرُ عَلى مَتنِ الْهواءِ ، وتارَةً ** يُخَضْخِضُ سَجْلاً فِي الْبِحَارِ فَيَغْرِفُ )0 ( أَضَرَّ بِأَعْنَاقِ النَّعَائِمِ حَمْلُهُ ** فَأَلْقَتْ بِهِ عَنْ ظَهْرِهَا ، فَهْوَ يَرْسُفُ )
____________________
(1/599)
1( لَهُ هَيْدَبٌ مِلءُ الفَضَاءِ ، كَأَنّهُ ** مَنَاكِبُ أَطْوَادٍ عَلَى الأَرْضِ تَزْحَفُ )( فَزِعنا إليهِ ، نَحسبُ الجونَ عَسكراً ** يَسيرُ ، فَشِمنا بِرقَهُ وهوَ يَخطَفُ )( فَقُلْنَا : سَحَابٌ ، يَا سَقَى اللَّه أَرْضَنَا ** بِهِ ، وَرَوَانَا ، فَهْوَ بِالنّاسِ أَرْأَفُ )4 ( فما تمَّ أن سارَت بهِ الرِيحُ سَيرَةً ** إلينا ، ووافى رائدُ الحَى َّ يَحلِفُ )5 ( فَقُمنا إليهِ واثِقينَ بِجودهِ ** نَسِيرُ ، وَيَعْرُونَا السُّرُورُ فَنَهْتِفُ )6 ( دَنا ، فتناولنا خَياشِيمَ مُزنهِ ** قُعُوداً ، فَظَلَّتْ وَهْيَ بِالْمَاءِ تَرْعُفُ )7 ( وطافَت بهِ الوِلدانُ يَخلِجنَ ماءَ هُ ** بِأكوابِها ، والهِمُّ يَدنو فَيغرِفُ )8 ( فَلأياً بِلأى ٍ ما تولَّتْ حُداءهُ ** مُزَمْجِرَةٌ هَوْجَاءُ بِالْقَاعِ تَعْصِفُ )9 ( فَأْبْقَى لَنَا أَثْراً حَمِيداً ، وَنْعْمَةً ** لَهَا مَسْحَبٌ نَضْرٌ ، وَجَيْبٌ مُفَوَّفُ )0 ( كَذَلِكَ ، مَا كُنَّا لِنَكْفُرَ صُنْعَهُ ** على أنَّ بَعضَ الناسِ بالشرِّ أكلَفُ )
____________________
(1/600)
البحر : مجزوء الخفيف ( هتفَ الدِيكُ سُحرةً ** فاصطَبَحنا لِهتفِهِ ) ( بشَرَابٍ كَعَيْنِهِ ** وكبابٍ كَعُرفهِ )
____________________
(1/601)
البحر : مجزوء الوافر ( حَيَاتِي فِي الْهَوَى تَلَفُ ** وَأَمْرِي فيهِ مُخْتَلِفُ ) ( أَبِيتُ اللَّيْلَ مُكْتَئِباً ** وَقَلْبِي فِي الْحَشَا يَجِفُ ) ( فَنَوْمِي كُلُّهُ سَهَرٌ ** وعَيشِك كلُّهُ أسَفُ ) 4 ( وَمَا أُخْفِيهِ مِنْ وَجْدِي ** وحُزنِى فوقَ ما أصِفُ ) 5 ( فَهَلْ مِنْ صَاحِبٍ يَرْثِي ** لِما ألقَى فَينعَطِفُ ؟ ) 6 ( أيقتلُنِى الهَوى ظُلماً ** وَمَا فِي النَّاسُ لِي خَلَفُ ؟ ) 7 ( وهَبنِى فارسَ الهَيجا ** ءِ أغشاها فتنكَشِفُ ) 8 ( أَلَيْسَ الْعِشْقُ سُلْطَاناً ** لَهُ الأَكْوَانُ تَرْتَجِفُ ؟ ) 9 ( إِذَا كَانَ الْهَوَى خَصْمِي ** فَقُلْ لِى : كيفَ أنتصِفُ ؟ )
____________________
(1/602)
البحر : مجتث ( قَلْبِي عَلَيْكَ يَرُفُّ ** وعَبرَتِى لا تجفُّ ) ( وَأَنْتَ يَا نُورَ عَيْنِي ** بِلوعَتِى تستخِفُّ ) ( قد شَفنِى طولُ وَجدِى ** والحُبُّ داءٌ يَشُفُّ ) 4 ( فَارْحَمْ فَدَيْتُكَ صَبّاً ** إلى لُقاكَ يَخِفُّ )
____________________
(1/603)
البحر : مجزوء الكامل ( عَيْنِي لِبُعْدِكَ أَصْبَحَتْ ** لاَ تَسْتَقِلُّ الْجَفْنَ ضُعْفَا ) ( إِنْسَانُهَا فِي غَمْرَةٍ ** مِنْ أَدمُعِى ، يَبدُو ويَخفَى )
____________________
(1/604)
البحر : طويل ( تَغَرَّبْ إِذَا أَتْرَبْتَ ، وَالْتَمِسِ الْغِنَى ** فَمَا الْعِزُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ التَّعَسُّفِ ) ( فَقَدْ يَعْدَمُ الإِنْسَانُ فِي عُقْرِ دَارِهِ ** مُناهُ ، ويَلقَى حَظُّهُ فى التطوُّفِ ) ( فَكلُّ مكانٍ يَضمنُ الرِزقَ لِلفتَى ** إذا لَم يَكُن فِيهِ عَديمَ التَصَرُّفِ )
____________________
(1/605)
البحر : كامل تام ( سكنَ الفؤادُ ، وجفتِ الآماقُ ** وَمَضَتْ عَلَى أَعْقَابِهَا الأَشْوَاقُ ) ( ونزعتُ عنْ نزقِِ الشبيبةِ والصِبا ** بَعْدَ الْمَشِيبِ ، ولِلشَّبَابِ نِزَاقُ ) ( لاَ الدَّارُ دَارٌ بَعْدَ مَا رَحَلَ الصِّبَا ** عنّي ، ولا تلكَ الرفاقُ رفاقُ ) 4 ( ولقدْ جريتُ معَ الغوايةََ والصبا ** جَرْيَ الْكُمَيْتِ ، وَلِلْغَرَامِ سِبَاقُ ) 5 ( وَلَبِسْتُ هَذَا الدهْرَ مِنْ أَطْرَافِهِ ** و نزعته وقميصه أخلاقُ ) 6 ( فإذا الشبابُ وديعةٌ ، وإذا الفتى ** هَدْيٌ لِفَاغِرَةِ الْمَنُونِ يُسَاقُ ) 7 ( لله أيامٌ لنا معروفةٌ ** سبقتْ ، وليسَ لسبقهنَّ لحاقُ ) 8 ( حيثُ الصبا نهبٌ ، وسلسالُ الهوى ** عَذْبٌ ، وآنِيَةُ السُّرُورِ دِهَاقُ ) 9 ( فِي جَنَّةٍ خَضْرَاءَ ، وَرْدُ خُدُودِهَا ** زَاهٍ ، وَغَيْثُ مُدَامِهَا غَيْدَاقُ )0 ( سَفَرتُ بِها الأقمارُ من أطواقِها ** وتجمَّعَت بِفنائها العشاقُ )
____________________
(1/606)
1( فالنُطقُ جهرٌ ، والتَّحيةُ قبلةٌ ** بينَ الأحبةِ ، والسلامُ عِناقُ )( لايسأمونَ اللَّهوَ بينَ مَلاعبٍ ** قَدْ قَامَ فِيهَا لِلْخَلاعَةِ سَاقُ )( يَفتَنُّ عقلُ المرءِ فى تصويرِها ** وَتَحَارُ فِي تَمْثِيلِهَا الأَحْدَاقُ )4 ( فَعلى المُروجِ منَ الخمائلِ رفرفٌ ** وعلى الخمائلِ للغيومِ رواق )5 ( بَعَثَ الرّبِيعُ لَهُنَّ مِنْ أَنْفَاسِهِ ** فَسَمت طِباقٌ فَوقهنَّ طباقُ )6 ( دُنيا نعيمٍ لا بقاءَ لِحُسنها ** وَنَعِيمُ دُنْيَا مَا لَهَا مِيثَاقُ )7 ( فلقد مَضى ذاكَ الزمانُ بِحُسنهِ ** وسما إلى الهمُّ والإيراقُ )8 ( وَغَدَوْتُ حَرَّانَ الْفُؤَادِ كَأَنَّمَا ** ضاقَت على َّ برحبِها الآفاقُ )9 ( نَفِسَت على َّ بنو الزمانِ شَمائلِى ** فَلَهُمْ بِذَلِكَ خِفَةٌ وَنِزَاقُ )0 ( حَسِبوا التَّحولَ فى الطِباعِ خَليقةً ** وتحوُّلُ الأخلاقِ ليسَ يُطاقُ )
____________________
(1/607)
2( تَاللَّهِ أَهْدَأُ أَوْ تَقُومَ قِيَامَةٌ ** فيها الدِماء على الدِماءِ تُراقُ )( ترتدُّ عينُ الشمسِ فى سَتراتِها ** )( شَعواءُ تَلتهمُ الفضاءِ ، ويرتَقى ** مِنها على حُبُكِ السماءِ نِطاقُ )4 ( أنا لا أقرُّ على القبيحِ مَهابةً ** إِنَّ الْقَرَارَ عَلَى الْقَبِيحِ نِفَاقُ )5 ( قَلْبِي عَلَى ثِقَةٍ وَنَفْسِيَ حُرَّةٌ ** تَأْبَى الدَّنِيَّ ، وَصَارِمِي ذَلاَّقُ )6 ( فَعلامَ يَخشى المرءُ فرقةَ روحِه ؟ ** أَوَ لَيْسَ عَاقِبَةَ الْحَيَاةِ فِرَاقُ ؟ )7 ( فارغَب بِنفسِكَ وهِى َ فى أثوابِها ** إن لم تَكُن شامٌ فَتِلكَ عِراقُ )8 ( لاَ خَيْرَ فِي عَيْشِ الْجَبَانِ يَحُوطُهُ ** مِنْ جَانِبَيْهِ الذُّلُّ وَالإِمْلاَقُ )9 ( عَابُوا عَليَّ حَمِيَّتِي ونِكَايَتِي ** والنارُ ليسَ يَعيبُها الإحراقُ )0 ( فَاضْرَحْهُمُ ضَرْحَ اْلعُيُونِ قَذَاتَهَا ** وحَذارِ ، لا تعلَق بِكَ العُلاَّقُ )
____________________
(1/608)
3( فَالنَّاسُ أَشْبَاهٌ ، وَشَتَّى بَيْنَهُمْ ** تَدنو الجُسومُ ، وتَبعدُ الأخلاقُ )( فَاعْرِضْهُمُ ، وَاحْذَرْ تَشَابُهَ أَمْرِهِمْ ** لاَ تَسْتَوِي الأَغْلاَلُ وَاْلأَطْوَاقُ )( لاَ تَحْسَبَنَّ الرِّفْقَ يَنْزِعُ غِلَّهُمْ ** الشَّرُّ دَاءٌ مَا لَهُ إِفْرَاقُ )4 ( شَروا الضَلالةَ بِالهُدى ، واغترَّهُم ** لِينُ الْحَيَاةِ ، وَمَاؤُها الرَّقْرَاقُ )5 ( فَتَرَى الْفَتَى مِنْهُمْ كَأَنَّ بِرَأْسِهِ ** نَزغَ الجُنونِ ، فليسَ فِيهِ لَياقُ )6 ( مُتلوِّنُ الأخلاقِ بينَ عَشيرهِ ** جَهلاً ، كما يَتَلوَّنُ الشِقراقُ )7 ( لَهجٌ بعاريةِ الحَياةِ ، وما دَرى ** أنَّ الحَياةَ إلى المَنونِ مَساقُ )8 ( لَو كانَ يَسلَمُ فى الزَمانِ مِنَ الردَى ** حَى ٌّ لَعاشَ بِجَوِّهِ السَيذاقُ )9 ( أربَى عَلى شِمراخِ أرعَنَ باذِخٍ ** سامٍ ، لَهُ فوقَ السَحائبِ طاقُ ) 40 ( نَهمانُ يَعتلِقُ القَطا بِمخالِبٍ ** حُجْنٍ ، لَهُنَّ بِوَقْعِهَا تَصْعَاقُ )
____________________
(1/609)
4( لا يَستَقِرُّ بهِ الجَناحُ ، وطَرفهُ ** مُتقلِّبٌ يَسمو بهِ الإرشاقُ ) 4( بَينا كَذلِكَ إذ أصابَ عِصابةً ** لِلطَيرِ أرسَلَها صَدىً مِحراقُ ) 4( فَسَمَا ، فَحَلَّقَ ، فَاسْتَدَارَ ، فَصَكَّهَا ** بِمُذَرًّبٍ تمكُو لَهُ الأعناقُ ) 44 ( تسمو ، فيتبَعُها ، فَتَهوِى وهوَ فى ** آثارِها مَرَّ الشِهابَ حِراقُ ) 45 ( مَذعورةٌ تَبغِى الفِرارَ مِنَ الردَى ** إنَّ الفِرارَ مِنَ المَنونِ وِثاقُ ) 46 ( حَتَّى إذا فَترَت ، وحَطَّ بِها الوَنى ** سَقَطَتْ ، فَلَيْسَ لِنَفْسِهَا أَرْماقُ ) 47 ( فَأَتَى ، فَمَزَّقَهَا كَمَا حَكَمَ الرَّدَى ** وَلِكُلِّ نَفْسٍ مَرَّةً إِزْهَاقُ ) 48 ( أَفَذَاكَ ، أَمْ ضِرْغَامُ خِيسٍ مُدْهِسٌ ** تَنْجَابُ عَنْ أَنْيَابِهِ الأَشْدَاقُ ؟ ) 49 ( مَنَع الطَّرِيقَ ، فَمَا تَجُوسُ خِلاَلَهُ ** فِي سَيْرهَا الطُّرَّاقُ وَالْمُرَّاقُ ) 50 ( غَضبانُ ، يَضربُ ذَيلهُ ، ويَلُفُّهُ ** مِنْ جَانِبَيْهِ ، كَأَنَّهُ مِخْرَاقُ )
____________________
(1/610)
5( عَصَفَت عَليهِ النائجاتُ ، وخابَ مِنْ ** هامِ الوحوشِ لَهُ حَشاً وصِفاقُ ) 5( فَسَمَا ، فَأَبْصَرَ رَاعِيَيْنِ تَخَلَّفَا ** بِالْعِيرِ ، تَصْدَحُ بَيْنَهُنَّ نِيَاقُ ) 5( فأجمَّ قُوَّتَهُ ، وشَدَّ بِوثبَةٍ ** صُمُّ الصُخورِ لِوقعِها أفلاقُ ) 54 ( حَتَّى إذا اعترضَ الرِحالَ إذا بِها ** يَقِظٌ تَلِينُ لِكَفِّهِ الأَرْزَاقُ ) 55 ( مُتَقلِّدٌ سَيفاً تَرِفُّ مُتونهُ ** رَفَّ الْمَصَابِحِ شَفَّهُنَّ لِيَاقُ ) 56 ( فَتَصَاولا ، حَتى إِذا مَا اسْتَنْفَدا ** مَا كَانَ عِنْدَهُمَا ، وَضَاقَ خِنَاقُ ) 57 ( هَمّا بِبَعْضِهِما ، فَمَاتَا مِيتَةً ** لَهُمَا بِهَا حَتَّى الْمَعَادِ وِفَاقُ ) 58 ( أَمْ أَرْقَشٌ مَرِسٌ يَسِيلُ كَأَنَّهُ ** بَيْنَ الْخَمَائِلِ جَدْوَلٌ دَفَّاقُ ) 59 ( يَتَنَاذَرُ الرَاقُونِ سُمَّ لُعَابِهِ ** رُعْباً ، فَلَيْسَ لِمَسِّهِ دِرْيَاقُ ) 60 ( تَسِمُ الظَّلاَمَ ذُبَالَتَانِ بِرَأْسِهِ ** تَقِدَانِ لَيْسَ عَلَيْهِمَا أَطْبَاقُ )
____________________
(1/611)
6( يَسْرِى فِيَقْتَحِمُ السِرَارَ ، ويَرْتَمى ** بِسَنَاهُما الْمُتَنَبّلُ المِرْشَاقُ ) 6( تَرَكَ الْوحُوشُ لَهُ الْفَلاَةَ ، وأَغَلَتْ ** طَلَبَ النَجَاةِ ، فَجَمْعُهَا أَحْذَاقُ ) 6( حَتى إِذا ظَنَّ الظُنُونَ بِنَفْسِهِ ** تِيهاً بِهَا ، وَخَلَتْ لَهُ الأَعْمَاقُ ) 64 ( أَنْحَى فَأَقْصَدَهُ الزَّمَانُ بِسَهْمِهِ ** إِنَّ الزَمَانَ لَنَا بِلٌ مِيفَاقُ ) 65 ( حِكَمٌ تَحَيّرَت الْبَرِيهُ دُونَهَا ** وَتَنَازَعَتْ أَسْبابَها الْحُذَّاقُ ) 66 ( فَاسْمَعْ ، فَما كُلُّ الْكَلاَمِ بِطَيِّبٍ ** وَلِكُلِّ قَوْلٍ فِي السَّمَاعِ مَذَاقُ ) 67 ( نَزَلَ الْكَلاَمُ إِلى مِنْ شُرُفَاتِهِ ** وتَمَثَّلَتْ بِحَدِيثي الاْفَاقُ )
____________________
(1/612)
البحر : سريع ( عُودِي بِوَصْلٍ ، أَوْ خُذِي مَا بَقِي ** فَقَدْ تَدَاعَى الْقَلْبُ مِمَّا لَقِي ) ( أَيُّ فُؤَادٍ بِكِ لَمْ يَعْلَقِ ** وأَنْتِ صِنْوُ الْقَمَرِ الْمَشِرقِ ؟ ) ( عَلَّمْتِنِي الذُّلَّ ، وَكُنْتُ امْرأً ** أَفْعَلُ مَا شِئْتُ ، وَلاَ أَتَّقِي ) 4 ( فَارْحَمْ فُؤَاداً أَنْتَ أَبْلَيْتَهُ ** ومُقْلَهً لَوْلاَكَ لَمْ تَأْرقِ ) 5 ( لَمْ أَدْرِ حَتَّامَ أُقَاسِي الْجَوَى ** يا وَيْحَ قَلْبِى مِنْكَ ! مَاذَا لَقى ؟ ) 6 ( إِذَا تَذَكَّرْتُكَ فى خَلْوَةٍ ** هَوَتْ بِدَمْعى زَفْرَةٌ تَرْتَقى ) 7 ( تَاللهِ ما أَنْصَفَ مَنْ لاَمَنى ** فِيكَ ، وهَل لَوْم عَلى مُشْفِقِ ؟ ) 8 ( وكَيْفَ لاَ أَعْشَقُ منْ حُسْنُهُ ** يَدْعُو إِلى الصَبْوةِ قَلْبَ النَقى ؟ ) 9 ( لَكَ الْجَمَالُ التَّمُّ دُونَ الْوَرَى ** ولَيْسَ لِلْبَدْرِ سِوى رَوْنَقِ )0 ( فَاعْطِفْ علَى قَلْبٍ بِهِ لَوْعَةٌ ** يَنْزُو لَهَا فِي الصَّدْرِ كَالزِّئْبَقِ )
____________________
(1/613)
1( يَكَادُ يَرْفَضُّ هَوًى كُلَّمَا ** لاَحَ لَهُ الْبَرْقُ مِنَ الأَبْرَقِ )( حِمى بِهِ ما شِئْتِ مِنْ صَبْوَةٍ ** لَوْ كَانَ فِيهِ منْ يَفى ، أَو يَقى )( حَاطَتْ بِهِ الْفُرْسانُ حُورَ الْمهَا ** يَا مَنْ رَأَى الرَبْرَبَ فى الْفَيْلَقِ )4 ( مِنْ كُلِّ هَيْفَاءَ كَخُوطِ الْقَنَا ** بِلَحظةٍ كالَّلهذمِ الأزرقِ )5 ( تَخْطِرُ فِي الْفَيْنَانِ مِنْ فَرْعِهَا ** فَهى ِ على التمثيلِ كالبيرقِ )6 ( أرنو إليها وهى َ فى شأنِها ** كَنَظْرةِ الْعَانِي إِلَى الْمُطْلَقِ )7 ( فَما تَرانِى صانِعاً وهِى لا ** تَسْمَعُ مَا أَسْرُدُ مِنْ مَنْطِقِي ؟ )8 ( يا ربَّةَ القُرطَقِ ! هَل نَظرةٌ ** أحيا بِها ؟ ياربَّةَ القُرطَقِ ! )9 ( إِنْ كَانَ يُرْضِيكِ ذَهَابُ الَّذِي ** أبقيتِ مِنِّى ، فَخُذى ما بَقِى )0 ( لم تُبقِ مِنِّى صَدَماتُ الهوى ** غَيْرَ صَدًى بَيْنَ حَشاً مُحْرَقِ )
____________________
(1/614)
2( قَدْ كُنْتُ قَبْلَ الْحُبِّ ذَا تُدْرَإٍ ** أقتَحِمُ الهولَ ولَم أفرَقِ )( فَالْيَوْمَ أَصْبَحْتُ عَدِيمَ الْقُوَى ** يَسبِقُنى الذَرُّ ولَم ألحَقِ )( والحبُّ مُلكٌ نافِذٌ حُكمُهُ ** مِنْ مَغْرِبِ اْلأَرْضِ إِلَى الْمَشْرِقِ )4 ( فَلْيَقُلِ الْعَاذِلُ مَا شَاءَهُ ** فَالْعِشْقُ دَأْبُ الشَّاعِرِ الْمُفْلِقِ )5 ( لَوْ لَمْ أَكُنْ ذا شِيمَة حُرَّةٍ ** لَمْ أَقْرِضِ الشِّعْرَ ، وَلَمْ أَعْشَقِ )
____________________
(1/615)
البحر : خفيف تام ( أَيُّ قَلْبٍ عَلَى صُدُودِكَ يَبْقَى ؟ ** أو لم يكفِ أنًّنى ذُبتُ عِشقا ؟ ) ( لَم تَدَع مِنِّى الصَبابَةُ إلاَّ ** شَبَحاً شَفَّهُ السَقامُ فَدقَّا ) ( ودُموعاً أسالَها الوَجدُ حَتَّى ** غَلَبَتْ أَدْمُعَ الْغَمَامةِ سَبْقَا ) 4 ( فَتَصدَّقْ بِنَظْرَةٍ مِنْكَ تَشْفِي ** داءَ قَلْبٍ مِنَ الْغَرَامِ مُلَقَّى ) 5 ( كانَ أبقى مِنهُ الغرامُ قَليلاً ** فَأذَابَ الصُّدُودُ مَا قَدْ تَبَقَّى ) 6 ( لا تَسلنِى عَنْ بَعضِ ما أنا فيهِ ** مِن غَرامٍ ، فلستُ أملِكُ نُطقا ) 7 ( سَلْ إِذَا شِئْتَ أَنْجُمَ اللَّيْلِ عَنِّي ** فَهى َ أدرَى بِكلِّ ما بِتُّ ألقَى ) 8 ( نَفَسٌ لاَ يَبِينُ ضَعْفاً ، وَجِسْمٌ ** سارَ فيهِ الضَنى ، فأصبَحَ مُلقَى ) 9 ( فَتَرفَّق بِمُهجةٍ شَفَّها الوَج ** دُ ، فَذَابَتْ ، وَأَدْمُعٍ لَيْسَ تَرْقَا )0 ( إِنْ يَكُنْ دَأْبُكَ الصُّدُودَ فَقَلْبِي ** عَنْكَ رَاضٍ ، وَإِنْ غَدَا بِكَ يَشْقَى )
____________________
(1/616)
1( فَعليكَ السلامُ مِنِّى ؛ فَإنِّى ** مُتُّ شَوْقاً ، وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى )
____________________
(1/617)
البحر : وافر تام ( أليلَى ! ما لِقلبِكِ ليسَ يَرثِى ** لِما ألقاهُ مِنْ ألَمِ الفِراقِ ؟ ) ( كَتَمْتُ هَوَاكِ حَتَّى نَمَّ دَمْعِي ** وَذَابَتْ مُهْجَتِي مِمَّا أُلاقِي ) ( وَرَقَّتْ لِي قُلُوبُ النَّاسِ حَتَّى ** بَكى لِى كلُّ ساقٍ فَوقَ ساقِ ) 4 ( تَلُومِيني عَلَى عَبَراتِ عَيْنِي ؟ ** وَلَوْلاَ الْحُبُّ لَمْ تَجْرِ الْمَآقِي ) 5 ( وَمِنْ عَجَبِ الْهَوَى يَا لَيْلُ أَنِّي ** فَنِيتُ صَبَابَةً وَهَوَاكِ بَاقِي ) 6 ( وَمَا إِنْ عِشْتُ بَعْدَ الْبَيْنِ إِلاَّ ** لِما أرجوهُ مِن وشكِ التَلاقِى ) 7 ( ولَولا أنَّنى فى قَيدِ سُقمٍ ** لَطِرْتُ إِلَيْكِ مِنْ فَرْطِ اشْتِيَاقِي )
____________________
(1/618)
البحر : خفيف تام ( رَبِّ ، خُذ لِى مِنَ العُيونِ بِحَقِّى ** وَأَجِرْنِي مِنْ ظَالِمٍ لَيْسَ يُبْقِي ) ( قَد تَوقَّيتُ ما استَطعتُ مِنَ الحُبِّ ** بِ ، وَلَكِنْ ماذَا يَرُدُّ التَّوَقِّي ؟ ) ( وتَرفَّقتُ بِالفؤادِ ، ولَكِن ** غَلَبَتْ لَوْعَةُ الصَّبَابَةِ رِفْقِي ) 4 ( لا تَلُمنِى على الهَوى ، فَغُموضُ ال ** حَقِّ عُذْرٌ يَرُدُّ كُلَّ مُحِقِّ ) 5 ( سَل دُموعِى ، فَهُنَّ يُنبِئنَ عَمَّا ** في ضَمِيرِي ، وَيَعْتَرِفْنَ بِصِدْقِي ) 6 ( كَيفَ لِى بِالنَجاةِ مِن شَرَكِ الحبِّ ** بِ سَلِيماً ، وَالْحُبُّ مَالِكُ رِقِّي ؟ ) 7 ( قَد تَلقَّيتُ لَوعَتِى مِن عُيونٍ ** عَلَّمَتْنِي دَرْسَ الْهَوَى بِالتَّلَقِّي ) 8 ( وَرَشَوْتُ الْهَوَى بِلُؤْلُؤِ دَمْعِي ** وَالرُّشَا وُصْلَةٌ لِنَيْلِ التَّرَقِّي ) 9 ( فَلَعَلِّي أَفُوزُ يَوْماً بِوَصْلٍ ** أتَولَّى بهِ إمارَةَ عِشقِ )
____________________
(1/619)
البحر : بسيط تام ( هَل مِن طبيبٍ لِداءِ الحُبِّ ، أوراقِى ؟ ** يَشفِى عَليلاً أخا حُزنٍ وإيراقِ ) ( قَدْ كَانَ أَبْقَى الْهَوَى مِنْ مُهْجَتِي رَمَقاً ** حَتَّى جَرَى الْبَيْنُ ، فَاسْتَوْلَى عَلَى الْبَاقِي ) ( حُزنٌ بَرانِى ، وأشواقٌ رَعَت كَبِدِى ** يا ويحَ نَفسِى مِن حُزنٍ وأشواقِ ) 4 ( أُكلِّفُ النَفسَ صَبراً وهى جازِعةٌ ** والصَّبْرُ فِي الْحُبِّ أَعْيَا كُلَّ مُشْتاقِ ) 5 ( لافى ' سَرنديبَ ' لِى خِلٌّ ألوذُ بِهِ ** ولا أنيسٌ سِوَى هَمِّى وإطراقِى ) 6 ( أبيتُ أرعَى نَجومَ الَّليلِ مُرتَفِقاً ** فِي قُنَّةٍ عَزَّ مَرْقَاهَا عَلَى الرَّاقِي ) 7 ( تَقَلَّدَت مِنْ جُمانِ الشُهبِ مِنطَقَةً ** مَعقودةً بِوشاحٍ غَيرِ مِقلاقِ ) 8 ( كأنَّ نَجمَ الثُريَّا وهوَ مضطرِبٌ ** دُونَ الْهِلاَلِ سِرَاجٌ لاَحَ فِي طَاقِ ) 9 ( ولا بَرِحتِ مِنَ الأوراقِ فى حُلَلٍ ** مِن سُندُسٍ عَبقَرِى ِّ الوَشى ِ بَرَّاقِ )0 ( يا حَبَّذا نَسَمٌ مِنْ جَوِّها عَبِقٌ ** يَسرِى عَلى جَدولٍ بِالماءِ دَفَّاقِ )
____________________
(1/620)
1( بَل حَبَّذا دَوحَةٌ تَدعو الهَديلَ بِها ** عِندَ الصَّباحِ قَمارِى ٌّ بِأطواقِ )( مَرعَى جِيادِى ، ومَأوى جِيرتِى ، وَحِمى ** قَوْمِي ، وَمَنْبِتُ آدَابِي وَأَعْرَاقِي )( أصبو إليها عَلى بُعدٍ ، ويُعجِبُنِى ** أنِّى أعيشُ بِها فى ثَوبِ إملاقِ )4 ( وكيفَ أنسى دِياراً قد تَركتُ بِها ** أَهْلاً كِراماً لَهُمْ وُدِّي وَإِشْفَاقِي ؟ )5 ( إذا تَذكَّرتُ أيَّاماً بِهِم سَلَفتْ ** تَحَدَّرت بِغروبِ الدَّمعِ آماقِى )6 ( فَيا بريدَ الصَّبا بَلِّغ ذَوى رَحمِى ** أنِّى مُقيمٌ على عَهدِى ومِيثاقِى )7 ( وَإِنْ مَرَرْتَ عَلى ( الْمِقْيَاسِ ) فَاهْدِ لَهُ ** مِنِّى تَحِيَّةَ نَفسٍ ذاتِ أعلاقِ )8 ( وأنتَ يا طائراً يَبكِى على فَننٍ ** نَفْسِي فَدَاؤُكَ مِنْ سَاقٍ عَلَى سَاقِ )9 ( أذكرتني ما مضى والشملُ مجتمعٌ ** ' بمصر ' زالحربُ لم تنهضْ على ساقِ )0 ( أَيَّامَ أَسْحَبُ أَذْيَالَ الصِّبَا مَرِحاً ** فِي فِتْيَةٍ لِطَرِيقِ الْخَيْرِ سُبَّاقِ )
____________________
(1/621)
2( فيا لَها ذُكرةً ! شَبَّ الغرامُ بِها ** ناراً سَرَتْ بينَ أردَانِى وأطواقِى )( عَصرٌ تَولَّى ، وأبقَى فى الفؤادِ هَوًى ** يَكَادُ يَشْمَلُ أَحْشَائِي بِإِحْرَاقِ )( والمَرءُ طَوعُ اللَّيالِى فى تَصَرُّفِها ** لاَ يَمْلِكُ الأَمْرَ مِنْ نُجْحٍ وَإِخْفَاقِ )4 ( عَلَيَّ شَيْمُ الْغَوَادِي كُلَّمَا بَرَقَتْ ** وما عَلى َّ إذا ضَنَّت بِرَقراقِ )5 ( فَلا يَعِبنِى حَسودٌ أن جَرى قَدَرٌ ** فَلَيْسَ لِي غَيْرُ مَا يَقْضِيهِ خَلاَّقِي )6 ( أسلَمتُ نَفسِى لِمولًى لا يخيبُ لَهُ ** راجٍ عَلى الدَهرِ ، والمولى هو الواقى )7 ( وهوَّن الخطبَ عندى أنَّني رجلٌ ** لاَقٍ مِنَ الدَّهْرِ مَا كُلُّ امْرِىء ٍ لاَقِي )8 ( يا قَلبُ صَبراً جَميلاً ، إنَّهُ قَدَرٌ ** يَجرِى عَلى المَرءُ مِنْ أسرٍ وإطلاقِ )9 ( لا بُدَّ لِلضيقِ بَعدَ اليأسِ من فَرَجٍ ** وكُلُّ داجِيةٍ يَوماً لإشراقِ )
____________________
(1/622)
البحر : طويل ( دَعانِى إلى غَى ِّ الصِبا بَعدَ ما مَضى ** مَكانٌ كَفِردوسِ الجِنانِ أنيقُ ) ( فَسِيحُ مَجَالِ الْعَيْنِ ، أَمَّا غَدِيرُهُ ** فَطَامٍ ، وَأَمَّا غُصْنُهُ فَرَشِيقُ ) ( كَسَا أَرْضَهُ ثَوْباً مِنَ الظِّلِّ بَاسِقٌ ** مِنَ الأيكِ فِينانُ السَراةِ وريقُ ) 4 ( سَمَتْ صُعُداً أَفْنَانُهُ ، فَكَأَنَمَا ** لَهَا عِنْدَ إِحْدَى النَّيِّرَاتِ عَشِيقُ ) 5 ( يَمَدُّ شُعاعُ الشمسِ فى حجراتِها ** سَلاَسِلَ مِنْ نُورٍ لَهُنَّ بَرِيقُ ) 6 ( وَيَشْدُو بِهَا الْقُمْرِيُّ حَتَّى كَأَنَّهُ ** أَخُو صَبْوَةٍ ، أَوْ دَبَّ فِيهِ رَحِيقُ ) 7 ( تَمُرُّ طُيُورُ الْمَاءِ فِيها عَصَائِباً ** كَرَكبٍ عِجالٍ ضَمَّهُنَّ طَريقُ ) 8 ( إِذَا أَبْصَرَتْ زُرْقَ الْمَوَارِدِ رَفْرَفَتْ ** عَليها : فَطافٍ فَوقَها ، وغَريقُ ) 9 ( غَدَوْنَا لَهُ وَالْفَجْرُ يَنْصَاحُ ضَوْؤُهُ ** فَيَنْمُو ، وَأَقْطَارُ الظَّلاَمِ تَضِيقُ )0 ( وللطَّيرِ فى مَهدِ الأراكَةِ رَنَّةٌ ** ولِلطَّلِّ فى ثَغرِ الأقاحَةِ ريقُ )
____________________
(1/623)
1( مَلاعِبُ زانَتها الرِفاقُ ، ولَم يَكُن ** لِيَحسُنَ لَهوٌ يَزِنهُ رَفيقُ )( ومَنزِلُ أنسٍ قَدْ عَقدنا بِجوِّهِ ** رَتائمَ لَهوٍ عَقدُهُنَّ وَثيقُ )( جَمعنا بهِ الأشتاتَ مِنْ كُلِّ لَذَّةٍ ** وما كلُّ يَومٍ بِالسرورِ حَقيقُ )4 ( وَغَنَّى لَنَا شَادٍ أَغَنُّ مُقَرْطَقٌ ** رَفِيقٌ بِجَسِّ الْمِلْهَيَاتِ لَبِيقُ )5 ( إِذَا مَدَّ مِنْ صَوْتٍ وَرَجَّعَ أَقْبَلَتْ ** عَلينا وجوهُ العَيشِ وهوَ رَقيقُ )6 ( فيا حُسنَهُ مِن مَنزِلٍ لَم يَطُف بهِ ** غَوِى ٌّ ، ولَم يَحلل حِماهُ لَصيقُ )7 ( جَعَلْنَاهُ تَارِيخاً لأَيَّامِ صَبْوَةٍ ** إِذَا ذُكِرَتْ مَسَّ الْقُلُوبَ حَرِيقُ )8 ( أقمنا بهِ يوماً طَليقاً ، وليلَةً ** دُجاها بِلألاءِ المُدامِ طَليقُ )9 ( فَلمَّا اتَّعدنا لِلرواحِ تَروَّعَتْ ** قُلُوبُ النَّدَامَى ، وَالْمُحِبُّ شَفِيقُ )0 ( فَلِلَّهِ قَلبٌ بِالفِراقِ مُروَّعٌ ** حَزينٌ ، وجَفنٌ بالدُموعِ شَريقُ )
____________________
(1/624)
2( وقالَ لِى َ الخُلاَّنُ : صِف حُسنَ يومِنا ** فَأَنْتَ بِنَجْدِيِّ الْكَلاَمِ خَلِيقُ )( فَروَّيتُ شيئاً ، ثُمَّ جِئتُ بِمنطِقٍ ** ذَكِى ٍّ يَفوقُ المِسكَ وهوَ فَتيقُ )( وكيفَ يَغبُّ الفَولُ عَنِّى وفى فَمِى ** لِسانٌ كَغَربِ المَشرَفِى ِّ ذَليقُ ؟ )
____________________
(1/625)
البحر : طويل ( لأَيِّ خَلِيلٍ فِي الزَّمَانِ أُرَافِقُ ** وأكثرُ من لاقيتُ خبٌّ مُنافِقٌ ؟ ) ( بَلَوْتُ بَنِي الدُّنْيَا ، فَلَمْ أَرَ صَادِقاً ** فَأَيْنَ لَعَمْرِي الأَكْرَمُونَ الأَصَادِقُ ؟ ) ( أُحاوِلُ أمراً قَصَّرت دونَهُ النُهى ** وشابَت ولَم تَبلُغُ مَداهُ المَفارِقُ ) 4 ( وأعظَمُ ما تَرجوهُ ما لا تَنالُهُ ** وأكثرُ مَنْ تَلقاهُ مَنْ لا يوافِقُ ) 5 ( وَمَا كُلُّ مَنْ حَدَّ الرَّوِيَّةَ حَازِمٌ ** وَلاَ كُلُّ مَنْ رَامَ السَّوِيَّةَ فَارِقُ ) 6 ( أَضَعْتُ زَمَانِي بَيْنَ قَوْمٍ لَوَ انَّ لِي ** بِهِم غَيرَهُم ما أرهَقَتنى البَوائقُ ) 7 ( فإن أكُ مُلقَى الرَحلِ فيهِم فإنَّنى ** لَهُمْ بِالْخِلالِ الصَّالِحاتِ مُفَارِقُ ) 8 ( مَعَاشِرُ سادُوا بِالنِّفَاقِ ، وَمَا لَهُمْ ** أُصُولٌ أَظَلَّتْهَا فُرُوعٌ بَوَاسِقُ ) 9 ( فَأَعْلَمُهُمْ عِنْدَ الْخُصُومَةِ جاهِلٌ ** وأَتْقَاهُمُ عِنْد الْعَفَافَةِ فَاسِقُ )0 ( طَلاَقَةُ وَجْهٍ تَحْتَهَا الْغَيْظُ كَاشِرٌ ** وَنَغْمَةُ وُدٍّ بيْنَهَا الْغَدْرُ نَاعِقُ )
____________________
(1/626)
1( وأخلاقُ صِبيانٍ إذا ما بَلوتَهُم ** عَلِمْتَ بِأَنَّ الْجَهْلَ فِي النَّاسِ نَافِقُ )( تَعَلَّمتُ كَظمَ الغيظِ فيهِم ، وإنَّهُ ** لَحِلمٌ ، ولَكِن لِلحَفيظةِ ماحِقُ )( دَعونِى إلى الجُلَّى ، فَقُمتُ مُبادِراً ** وإنِّى إلى أمثالِ تِلكَ لَسابِقُ )4 ( فَلَمَّا اسْتَمَرَّ الْجِدُّ سَاقُوا حُمُولَهُمْ ** إلى حيثُ لو يَبلُغهُ حادٍ وسائقُ )5 ( فَلا رَحِمَ اللهُ امرأً باعَ دِينَهُ ** بِدُنيا سِواهُ وهوَ لِلحقِّ رامِقُ )6 ( عَلَى أَنَّنِي حَذَّرْتُهُمْ غِبَّ أَمْرِهِمْ ** وأنذرتهم لو كان يفقهُ مائقُ )7 ( وَقُلْتُ لَهُمْ : كُفُّوا عَنِ الشَّرِّ تَغْنَمُوا ** فَلِلشرِّ يومٌ - لامَحالةَ - ماحِقُ )8 ( فَظَنُّوا بِقولِى غَيرَ ما فى يَقينهِ ** عَلَى أَنَّنِي فِي كُلِّ مَا قُلْتُ صَادِقُ )9 ( فَهَلْ عَلِمُوا أَنِّي صَدَعْتُ بِحُجَّتِي ** وَقَدْ ظَهَرَتْ بَعْدَ الْخَفَاءِ الْحَقَائِقُ ؟ )0 ( فتبَّا لَهُم مِن مَعشَرٍ ليسَ فيهمً ** رَشِيدٌ ، وَلاَ مِنْهُمْ خَلِيلٌ مُصَادِقُ )
____________________
(1/627)
2( ظَنَنْتُ بِهِمْ خَيْراً ، فَأُبْتُ بِحَسْرَةٍ ** لَها شجنٌ بينَ الجوانِحِ لاصِقُ )( فياليتنِى راجَعتُ حِلمِى ، ولم أكن ** زعيماً ، وعاقَتنِى لِذَاكَ العوائقُ )( وَيَا لَيْتَنِي أَصْبَحْتُ فِي رَأْسِ شَاهِقٍ ** ولم أرى ما آلت إليهِ الوثائقُ )4 ( هُمُ عَرَّضُونِي لِلْقَنَا ، ثُمَّ أَعْرَضُوا ** سِراعاً ولم يَطرُق منِ الشرِّ طارِقُ )5 ( وَقَدْ أَقْسَمُوا أَلاَّ يَزُولُوا ، فَمَا بَدَا ** سنا الفجرِ إلاَّ والنِساءُ طَوالِقُ )6 ( مَضَوْا غَيْرَ مَعْذُورِينَ ، لاَ النَّقْعُ سَاطِعٌ ** وَلاَ الْبيضُ فِي أَيْدِي الْكُمَاةِ دَوَالِقُ )7 ( وَلَكِنْ دَعَتْهُمْ نَبْأَةٌ ، فَتَفَرَّقُوا ** كَمَا انْقَضَّ فِي سِرْبٍ مِنَ الطَّيْرِ بَاشِقُ )8 ( فَكَمْ آبِقٍ تَلْقَاهُ مِنْ غَيْرِ طَارِدٍ ** وكَم واقِفٍ تَلقاهُ والعقلُ آبِقُ )9 ( إِذَا أَبْصَرُوا شَخْصاً يَقُولُونَ جَحْفَلٌ ** وَجُبْنُ الْفَتَى سَيْفٌ لِعَيْنَيْهِ بَارِقُ )0 ( أُسودٌ لَدى الأبياتِ بينَ نِسائهِمْ ** وَلَكِنَّهُمْ عِنْدَ الْهِيَاجِ نَقَانِقُ )
____________________
(1/628)
3( إذا المرءُ لم يَنهَض بِقائمِ سَيفهِ ** فيا ليتَ شِعرِى ، كيفَ تُحمَى الحقائقُ ؟ )
____________________
(1/629)
البحر : كامل تام ( إِنَّ ابْنَ آدَمَ ذُو طَبَائعَ أَرْبَعٍ ** مَجموعَةِ الأجزاءِ فى أخلاقِهِ ) ( تَبْدُو فَوَاعِلُهَا علَى حرَكَاتِهِ ** فى بَطشِهِ وسُكونهِ ونِزاقِهِ ) ( فَإِذَا تَغَلَّبَ وَاحِدٌ مِنْهَا عَلَى ** أَقْرَانِهِ أَدَّى إِلى إِقْلاَقِهِ ) 4 ( بَيْنَا تَرَاهُ كَالزُلاَلِ لَطَافَهً ** أَلْفَيْتَهُ كَالنَّارِ فِي إِحْراقِهِ ) 5 ( أَوْ كَالتُّرَابِ يَهِيلُ مِنْ عَقَدَاتِهِ ** أَوْ كَالْهَوَاءِ يَجُولُ فِي آفاقِهِ ) 6 ( فَإِذَا تَعَادَلَ جَمْعُها ، وَتَوَازَنَتْ ** حَرَكَاتُهَا كَانَتْ دَلِيلَ وِفَاقِهِ ) 7 ( وَالْمَرْءُ مَهْمَا كَانَ فِي أَفْعَالِهِ ** لاَ يَنْتَهِي إِلاَّ إِلَى أَعْرَاقِهِ )
____________________
(1/630)
البحر : وافر تام ( أَضَنُّ بِصَاحِبِى ، وأَذُودُ عَنْهُ ** وأَمْنَحُهُ السَوِيَّةَ فى الْحُقوقُ ) ( وَإِنْ غَدَرَ الزَمَانُ بِهِ فإِنَّى ** أَقُومُ بِنَصْرِهِ فِعْلَ الصَّدِيقِ ) ( إِذَا ما الْمَرْءُ لَمْ يَنْفَعْ أَخَاهُ ** عَلَى الْحَالَيْنِ فِي سَعَةٍ وَضِيقِ ) 4 ( فَدَعْهُ غَيْرَ مَأسوفٍ عَلَيهِ ** فَخَيْرٌ مِنْهُ إِخْوَانُ الطَرِيقِ )
____________________
(1/631)
البحر : طويل ( إذا المرءُ لم يرمِ الهَناةَ بِمثلِها ** لِيَدْفَعَ ضَيْماً ، فَهْوَ بِالذُّلِّ أَخْلَقُ ) ( ومَن شَهِدَ الهيجاءَ مِن غيرِ آلةٍ ** يَذودُ بهِا عَن نَفسهِ ، فَهوَ أحمَقُ )
____________________
(1/632)
البحر : كامل تام ( اُكتُم ضَميركَ مِن عَدوِّكَ جاهِداً ** وحَذارِ لا تُطلِع عَليهِ رَفيقا ) ( فَلَرُبَّمَا انْقَلَبَ الصَّدِيقُ مُعَادِياً ** ولرُبَّما رجعَ العَدُوُّ صَديقا )
____________________
(1/633)
البحر : طويل ( تَرَنَّمْ بِأَشْعَارِي ، وَدَعْ كُلَّ مَنْطِقِ ** فَمَا بَعْدَ قَوْلِي مِنْ بَلاَغٍ لِمُفْلِقِ ) ( هُوَ الْعَسَلُ الْمَاذِيُّ طَوْراً ، وَتَارَةً ** يَثورُ الشَجا مِنهُ مَكانَ المُخَنَّقِ ) ( يُغنِّى بهِ شادٍ ، ويَحدو رِكابهُ ** بهِ كلُّ حادٍ بينَ بيداءَ سَملَقِ ) 4 ( فَطَوْراً تَرَاهُ زَهْرَةً بَيْنَ مجْلِسٍ ** وَطَوْراً تَرَاهُ لَهْذَماً بَيْنَ فَيْلَقِ ) 5 ( وَمَا كَلَفِي بِالشِّعْرِ إِلاَّ لأَنَّهُ ** مَنارٌ لِسارٍ ، أو نَكالٌ لأِحمَقِ ) 6 ( عَلِقتُ بهِ طِفلاً ، وشِبتُ ولَم يَزَلْ ** شَدِيداً بِأَهْدَابِ الْكَلاَمِ تَعَلُّقِي ) 7 ( إِذَا قُلْتُ بَيْتاً سَارَ فِي الدَّهْرِ ذِكْرُهُ ** مَسِيرَ الْحَيَا مَا بَيْنَ غَرْبٍ وَمَشْرِقِ ) 8 ( يَهِيمُ بِهِ رَبُّ الْحُسَامِ حَمَاسَةً ** وَتَلْهُو بِهِ ذَاتُ الْوِشَاحِ الْمُنَمَّقِ ) 9 ( بَلَغْتُ بِشِعْرِي مَا أَرَدْتُ ، فَلَمْ أَدَعْ ** بَدَائعَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ )0 ( فَهَذَا نَمِيرُ الشِّعْرِ ، فَاقْصِدْ حِيَاضَهُ ** لِتروَى ، وهَذا مُرتَقَى الفضلِ فارتَقِ )
____________________
(1/634)
البحر : طويل ( سَلِ الفَلكَ الدوَّارَ إن كانَ يَنطِقُ ** وكيفَ يُحيرُ الهوى أخرَسُ مُطرِقُ ؟ ) ( نُسائِلُهُ عَنْ شَأْنِهِ وَهْوَ صَامِتٌ ** وَنَخْبُرُ مَا فِي نَفْسِهِ وهْو مُطْبَقُ ) ( فلا سِرُّهُ يَبدو ، ولا نحنُ نَرعَوِى ** وَلاَ شَأْوُهُ يَدْنُو ، وَلاَ نَحْنُ نَلْحَقُ ) 4 ( وكَيفَ تنالُ النفسُ مِنهُ لُبانةً ** وَأَقْرَبُ مَا فِيهِ عَنِ الظَّنِ أَسْحَقُ ؟ ) 5 ( فَضاءٌ يَرُدُّ العينَ حَسرى ، ومَسرحٌ ** يَقُصَّ جَنَاحَ الْفِكْرِ وَهْوَ مُحَلِّقُ ) 6 ( أقامَ على رَغمِ الفَناءِ ، وكلُّ ما ** تَرَاهُ عَلَى وَجْهِ الْبَسِيطَةِ يَنْفُقُ ) 7 ( فَكَمْ ثَلَّ عَرْشاً ، وَاسْتَبَاحَ قَبِيلَةً ** وفَرَّقَ جَمعاً وهوَ لا يتفرَّقُ ) 8 ( تَحسَّى مراراتِ الكُبودِ ، فَلم تَزلْ ** بهِ صِبغَةٌ من لَونِها ، فهو أزرقُ ) 9 ( نَهارٌ وليلٌ يَدأبانِ ، وأنجمٌ ** تَغيبُ إلى مِيقاتِها ، ثُمَّ تَشرقُ )0 ( تَرِفُّ كَزَهرٍ طَوَّحتهُ عواصِفٌ ** بِلجَّةِ ماءٍ ، فَهو يَطفو ويَغرقُ )
____________________
(1/635)
1( سوابِحُ لا تَنفَكُّ تَجرِى لِغايةٍ ** يُقَصِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ الْمُتَعَمِّقُ )( فَيَأَيُّهَا السَّارِي عَلَى غَيْرٍ هُدْيَةٍ ** رُويداً ، فإنَّ البابَ دُونَكَ مُغلَقُ )( أتَحسِبُ أنَّ الظَنَّ يُدرِكُ بَعضَ ما ** تُحَاوِلُهُ وَالظَّنُّ لِلْمَرْءِ مُوبِقُ ؟ )4 ( وَكَيْفَ يَنَالُ الْحِسُّ وَهْوَ مُحَدَّدٌ ** سَرِيرَةَ غَيْبٍ دُونَهَا الْحِسُّ يَصْعَقُ ؟ )5 ( فَلا تَتَّبِع ريبَ الظنونِ ، فَكلُّ ما ** تَصَوَّرهُ الإنسانُ وَهمٌ مُلفَّقُ )6 ( ولا تَحسبنَّ الحَدسَ يُدرِكُ ما نأى ** فَمَا كُلَّ حينٍ قَائِفُ الْحَدْسِ يَصْدُقُ )7 ( وَأَيْنَ مِنَ الْمَخْلُوقِ إِدْرَاكُ حِكْمَةٍ ** بِهَا يُنْشِيءُ اللَّهُ الْقُرُونَ وَيَمْحَقُ ؟ )8 ( فَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ حَالَةَ نَفْسِهِ ** كَفاهُ ، ولَكِنَّ ابنَ آدَمَ أخرَقُ )9 ( إذا المرءُ لم يَملك بوادرَ وَهمهِ ** عنِ القولِ فيما لم يُفِد فَهوَ أحمَقُ )0 ( فَإِيَّاكَ وَالدُّنْيَا ، فَإِنَّ نَعِيمَهَا ** يَزُولُ ، وَمَلْبُوسُ الْجَدِيدَيْنِ يَخْلُقُ )
____________________
(1/636)
2( فَإِنْ هِيَ أَعْطَتْكَ اللِّيَانَ فَإِنَّهَا ** سَتَخشنُ من بَعدِ اللَّيانِ وتَخرقُ )( فلا وُدُّها يَبقَى ، ولا صَفوُ عَيشِها ** يَدُومُ ، وَلاَ مَوْعُودُهَا يَتَحَقَّقُ )( فَكم أخلَفَت وعداً ، ومَلَّت صَحابةً ** وخانت وَفِيًّا ، فَهى َ بَلهاءُ تَنزَقُ )4 ( وكيفَ يعيشُ الدَهرَ خِلواً منَ الأسى ** سَقيمٌ يُغادِى بالهمومِ ويُطرَقُ ؟ )5 ( لَعَمْرُ أَبِي إِنَّ الْحَيَاةَ وَإِنْ صَفَتْ ** مَسافةَ يومٍ - فَهوَ صَفوٌ مُرنَّقُ )6 ( فَفِيمَ يَوَدُّ الْمَرْءُ طُولَ حَيَاتِهِ ** وفى طُولِها شَملُ الهناءِ مُفرَّقُ ؟ )7 ( وما الدهرِ إلاَّ مُستَعِدٌّ لِوثبَةٍ ** فَحِذْرَكَ ، مِنْهُ ، فَهْوَ غَضْبَانُ مُطْرِقُ )8 ( كَأَنَّ هِلاَلَ الأُفْقِ سَيْفٌ مُجَرَّدٌ ** عَلَيْنَا بِهِ ، وَالنَّجْمَ سَهْمٌ مُفَوَّقُ )9 ( أبادَ بنيهِ ظَالِماً غَيرَ راحمٍ ** فَيَا عَجَبَا مِنْ وَالِدٍ لَيْسَ يُشْفِقُ )0 ( فَلا تبتئس بالأمرِ تَخشَى وُقوعَهُ ** فَقَدْ يَأْمَنُ الإنْسَانُ مِنْ حَيْثُ يَفْرَقُ )
____________________
(1/637)
3( فَمَا كُلُّ مَا تَهْوَاهُ يَأْتِيكَ بِالْمُنَى ** وَلاَ كُلُّ مَا تَخْشَاهُ فِي الدَّهْرِ يَطْرُقُ )( وكُن واثِقاً باللهِ فى كلِّ مِحنَةٍ ** فَلَلَّهُ أَوْلَى بِالْعِبادِ وَأَرْفَقُ )
____________________
(1/638)
البحر : طويل ( أسَلَّةُ سيفٍ ، أم عَقيقةُ بارِقِ ** أضاءت لَنا وهناً سَماوةَ بارِقِ ؟ ) ( لَوَى الرَّكْبُ أَعْنَاقاً إِلَيْهَا خَوَاضِعاً ** بِزَفْرَةِ مَحْزُونٍ ، وَنَظْرَةِ وَامِقِ ) ( وفى حَركاتِ البَرقِ لِلشوقِ آيَةٌ ** تَدُلُّ عَلَى مَا جَنَّهُ كُلُّ عَاشِقِ ) 4 ( تَفُضُّ جُفوناً عَن دُموعٍ سوائلٍ ** وَتَفْرِي صُدُوراً عَنْ قُلُوبِ خَوَافِقِ ) 5 ( وكيفَ يَعِى سِرَّ الهوى غَيرُ أهلِهِ ** وَيَعْرِفُ مَعْنَى الشَّوْقِ مَنْ لَمْ يُفَارِقِ ) 6 ( لَعَمرُ الهوَى إنِّى لَدُن شَفَّنِى النَوى ** لَفِى وَلَهٍ من سورةِ الوَجدِ ماحِقِ ) 7 ( كَفى بِمُقامِى فى ' سَرنديبَ ' غُربةً ** نَزَعْتُ بِهَا عَنِّي ثِيَابَ الْعَلاَئِقِ ) 8 ( وَمَنْ رَامَ نَيْلَ الْعِزِّ فَلْيَصْطَبِرْ عَلَى ** لِقَاءِ الْمَنَايَا ، وَاقْتِحَامِ الْمَضَايِقِ ) 9 ( فإن تَكُنِ الأيَّامُ رَنَّقنَ مَشربِى ** وثَلَّمنَ حَدِّى بالخطوبِ الطوارقِ )0 ( فَمَا غَيَّرَتْنِي مِحْنَةٌ عَنْ خَلِيقَتِي ** ولا حوَّلتنِى خدعَةٌ عَن طرائقِى )
____________________
(1/639)
1( وَلَكِنَّنِي بَاقٍ علَى مَا يَسُرُّنِي ** ويُغضِبُ أعدائى ، ويُرضِى أصادِقِى )( فَحَسرةُ بُعدِى عن حَبيبٍ مُصادِقٍ ** كَفَرْحَةِ بُعْدِي عَنْ عَدُوٍّ مُمَاذِقِ )( فَتِلكَ بِهَذى ، والنَجاةُ غَنيمَةٌ ** منَ الناسِ ، والدُنيا مَكيدةُ حاذِقِ )4 ( ألا ، أيُها الزارِى عَلى َّ بِجَهلِهِ ** ولَم يَدرِ أنِّى دُرَّةٌ فى المفارِقِ )5 ( تَعزَّ عن العلياءِ باللُّؤمِ ، واعتزِلْ ** فَإِنَّ الْعُلاَ لَيْسَتْ بِلَغْوِ الْمَنَاطِقِ )6 ( فَما أنا مِمَّن تَقبَلُ الضَيمَ نَفسهُ ** ويَرضَى بِما يَرضَى بهِ كلُّ مائقِ )7 ( إذا المرءُ لم يَنهَض لِما فيهِ مَجدُهُ ** قَضَى وَهْوَ كَلٌّ فِي خُدُورِ الْعَواتِقِ )8 ( وأى ُّ حَياةٍ لامرئٍ إن تنكَّرَت ** لَهُ الْحَالُ لَمْ يَعْقِدْ سُيُورَ الْمَنَاطِقِ ؟ )9 ( فَما قُذُفاتُ العِزِّ إلاَّ لِماجدٍ ** إذا هَمَّ جَلَّى عَزمهُ كُلَّ غاسقِ )0 ( يَقولُ أُناسٌ ، إنِّنى ثُرتُ خالِعاً ** وَتِلْكَ هَنَاتٌ لَمْ تَكُنْ مِنْ خَلاَئِقِي )
____________________
(1/640)
2( وَلَكِنَّنِي نَادَيْتُ بِالْعَدْلِ طَالِباً ** رِضا اللهِ ، واستنهضتُ أهلَ الحقائقِ )( أمرتُ بِمعروفٍ ، وأنكرتُ مُنكراً ** وذلِكَ حُكْمٌ فِي رِقَابِ الْخَلاَئِقِ )( فإن كانَ عِصياناً قِيامِى ، فإنَّنى ** أَرَدْتُ بِعِصْيَانِي إِطَاعَةَ خَالِقي )4 ( وَهَلْ دَعْوَةُ الشُّورَى علَيَّ غَضَاضَةٌ ** وَفِيهَا لِمَنْ يَبْغِي الْهُدَى كُلُّ فَارِقِ ؟ )5 ( بَلى ، إنَّها فَرضٌ منَ اللهِ واجِبٌ ** عَلَى كُلِّ حَيٍّ مِنْ مَسُوقٍ وَسَائِقِ )6 ( وكيفَ يَكونُ المرءُ حُرًّا مُهذَّباً ** ويَرضَى بِما يأتِى بهِ كلُّ فاسقِ ؟ )7 ( فإن نافقَ الأقوامُ فى الدينِ غَدرةً ** فَإنِّى بِحمدِ اللهِ غيرَ منافقِ )8 ( عَلَى أَنَّنِي لَمْ آلُ نُصْحاً لِمَعْشَرٍ ** أَبَى غَدْرُهُمْ أَنْ يَقْبَلُوا قَوْلَ صَادِقِ )9 ( رأوا أن يسُوسوا الناسَ قَهراً ، فأسرَعوا ** إِلَى نَقْضِ مَا شَادَتْهُ أَيْدِي الْوَثائِقِ )0 ( فَلَمَّا اسْتَمَرَّ الظُّلْمُ قَامَتْ عِصَابَةٌ ** مِنَ الْجُنْدِ تَسْعَى تَحْتَ ظِلِّ الْخَوَافِقِ )
____________________
(1/641)
3( وشايَعَهُم أهلُ البِلادِ ، فأقبَلوا ** إِلَيْهِمْ سِراعاً بَيْنَ آتٍ وَلاَحِقِ )( يَرُومُونَ مِنْ مَوْلَى الْبِلاَدِ نَفَاذَ مَا ** تألاَّهُ من وعدٍ إلى الناسِ صادِقِ )( فَهَذَا هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ، فَلاَ تَسَلْ ** سِوَايَ ، فَإِنِّي عَالِمٌ بِالْحقَائِقِ )4 ( فَيَا ( مِصْرُ ) مَدَّ اللَّهُ ظِلَّكِ ، وَارْتَوَى ** ثَرَاكِ بِسَلْسَالٍ مِنَ النِّيلِ دَافِقِ )5 ( ولا بَرِحَت تَمتارُ منكِ يدُ الصَبا ** أريجاً يُداوِى عَرفهُ كلَّ ناشِقِ )6 ( فَأَنْتِ حِمَى قَوْمِي ، وَمَشْعَبُ أُسْرَتِي ** ومَلعَبُ أترابِى ، ومَجرى سَوابِقِى )7 ( بِلاَدٌ بِهَا حَلَّ الشَّبَابُ تَمَائِمِي ** وناطَ نِجادَ المشرِفى ِّ بِعاتِقِى )8 ( إِذَا صَاغَهَا بَهْزَارُ فِكْرِي تَصَوَّرَتْ ** لِعَيْنِي فِي زِيٍّ مِنَ الْحُسْنِ رَائِقِ )9 ( تَرَكتُ بِها أهلاً كِراماً ، وجيرةً ** لَهُم جيرةٌ تَعتادُنِى كُلَّ شارِقِ ) 40 ( هَجَرْتُ لَذِيذَ الْعَيْشِ بَعْدَ فِراقِهِمْ ** وودَّعتُ ريعانَ الشبابِ الغُرانِقِ )
____________________
(1/642)
4( فَهَل تَسمَح الأيَّامُ لِى بِلِقائهِم ** وَيَسْعَدُ فِي الدُّنْيَا مَشُوقٌ بِشَائِقِ ؟ ) 4( لَعَمرِى لقد طالَ النَوى ، وتَقَطَّعَت ** وسَائِلُ كَانَتْ قَبْلُ شَتَّى الْمَوَاثِقِ ) 4( فإن تَكُن الأيَّامُ ساءت صُروفُها ** فَإنِّى بِفضلِ اللهِ أولُ واثقِ ) 44 ( فَقَدْ يَسْتَقِيمُ الأَمْرُ بَعْدَ اعْوِجَاجِهِ ** وَيَرْجِعُ لِلأَوْطَانِ كُلُّ مُفَارِقِ )
____________________
(1/643)
البحر : رمل تام ( غَلَبَ الْوَجْدُ عَلَيْهِ ، فَبَكَى ** وَتَوَلَّى الصَّبْرُ عَنْهُ ، فَشَكَا ) ( وتَمنَّى نَظرةً يَشفِى بِها ** عِلَّةَ الشوقِ ، فكانَت مَهلَكا ) ( يَا لَهَا مِنْ نَظْرَةٍ ! مَا قَارَبَتْ ** مَهْبِطَ الْحِكْمَةِ حَتَّى انْهَتَكَا ) 4 ( نَظرَةٌ ضَمَّ عَليها هُدبَهُ ** ثُمَّ أَغْرَاهَا ، فَكَانَتْ شَرَكَا ) 5 ( غَرَسَتْ فِي الْقَلْبِ مِنِّي حُبَّهُ ** وسَقتهُ أدمًعِى حَتَّى زكا ) 6 ( آهِ مِنْ بَرْحِ الْهَوَى ! إِنَّ لَهُ ** بينَ جَنبى َّ منَ النارِ ذكا ) 7 ( كانَ أبقَى الوجدُ مِنِّى رمقاً ** فَاحْتَوَى الْبَيْنُ عَلَى مَا تَرَكَا ) 8 ( إنَّ طَرفِى غَرَّ قَلبِى ، فَمَضى ** فِي سَبِيلِ الشَّوْقِ حَتَّى هَلَكَا ) 9 ( قَد تولَّى إثرَ غِزلانِ النَقا ** ليتَ شِعرِى ، أى َّ وادٍ سلكا )0 ( لم يَعُد بعدُ ، وظنِّى أنَّهُ ** لَجَّ فِي نَيْلِ الْمُنَى فَارْتَبَكَا )
____________________
(1/644)
1( ويحَ قَلبِى من غَريمٍ ماطِلٍ ** كُلَّما جدَّدَ وعداً أفَكا )( ظنَّ بِى سوءاً وقد ساوَمتهُ ** قُبلَةً ، فازورَّ حَتَّى فَرِكا )( فاغتفِرها زَلَّةً من خاطِئٍ ** لَمْ يَكُنْ بِاللَّهِ يَوْماً أَشْرَكَا )4 ( يا غَزالاً نصبت أهدابهُ ** بِيَدِ السِّحْرِ لِضَمِّي شَبَكَا )5 ( قَد مَلكتَ القلبَ ، فاستوصِ بهِ ** إِنَّهُ حَقُّ عَلَى مَنْ مَلَكَا )6 ( لاَ تُعَذِّبْهُ عَلَى طَاعَتِهِ ** بعدَ ما تيَّمتَهُ ، فَهو لَكا )7 ( غَلَبَ الْيَأْسُ عَلَى حُسْنِ الْمُنَى ** فِيكَ ، وَاسْتَوْلَى عَلَى الضِّحْكِ الْبُكَا )8 ( فإلى من أشتَكِى ما شَفُّنِى ** مِن غَرامٍ ، وإليكَ المشتَكَى ؟ )9 ( سَلَكت نَفسِى سبيلاً فى الهَوى ** لم تَدَع فيهِ لِغيرَتِى مَسلَكا )
____________________
(1/645)
البحر : سريع ( يا ويحَ نَفسِى مِن هَوى شادِنٍ ** غَازَلَ قَلْبِي لَحْظُهُ فَانْهَتَكْ ) ( ذى نَظرَةٍ كالسِّحرِ ، لو صادفت ** غَمزتُها ليثَ وغىً ما فَتَك ) ( فَكيفَ أحمِى مُهجَتِى بعدَ ما ** خامَرَها الوَجدُ ؛ فَطارَت بِتَك ؟ ) 4 ( فَلاَ يَلُمْنِي غَافِلٌ ، فَالْهَوَى ** سَيْفٌ إِذَا مَرَّ بِشَيءٍ بَتَكْ ) 5 ( مَاذَا عَلَى مَنْ بَخِلَتْ نَفْسُهُ ** بالوَصلِ لَو قَبَّلتُ طَرفَ الأتَك ؟ )
____________________
(1/646)
البحر : كامل تام ( تَاللَّهِ لَسْتَ بِهَالِكٍ جُوعاً ، وَلاَ ** لاقٍ وَإِنْ طَوَّفْتَ إِلاَّ رِزْقَكَا ) ( إن كنتَ تؤمِنُ بالَّذى خَلَقَ الورَى ** وَأَقَاتَهُ ، فَعَلاَمَ تَقْتُلُ نَفْسَكَا ؟ )
____________________
(1/647)