البحر : - ( قولا له هل دارَ في حوبائهِ ** أن القلوبَ تُحومُ حولَ خبائهِ ) ( رئم إذا رفعَالستائرَ بيننا ** أعشاني اللألاءُ دون روائهِ ) ( نمَّ الضياءُ عليه في غسقِ الدُّجى ** حتى كأن الحسن من رقبائه ) 4 ( أهدى لنا في النوم نجداً كلّهُ ** ببدوره وغصونهِ وظبائهِ ) 5 ( وسفرنَ في جنح الدجى فتشابهتْ ** في الليل أنجمُ أرضه وسمائهِ ) 6 ( وجلا جبيناً واضحاً كالبدر في ** تدويره وبعاده وضيائه ) 7 ( حتى إذا حطَّ الصّباح لثامه ** ومضى الظلامُ يجرُّ فضلَ ردائه ) 8 ( و الزهرَ كالحدق النّواعسِ خامرت ** نوماً وما بلغتْ إلى استقصائه ) 9 ( حيّا بكأس رضابه فرددتها ** نفسي فداءُ رضابهِ وإبائه )0 ( ورأى فتىً لم يبق غيرُ غرامه ** وكلامه وعظامه وذمائه )
____________________
(1/1)
1( قلبي فداؤك وهو قلبٌ لم يزلْ ** يذكي شهابَ الشوق في أثنائه )( جاورتهُ شرَّ الجوارِ وزرته ** لما حللت فناءه بفنائه )( احرق سوى قلبي ودعه فإنني ** أخشى عليك وأنت في سوادئه )4 ( فمتى أجازي من هويتُ بهجره ** وصدوده والقلب من شفعائه )5 ( ما أبصرتْ عيناي شيئاً مونقاً ** إلا ووجهك قائمٌ بإزائه )6 ( إني لأعجب من جبينك كيف لا ** يطفي لهيبَ الوجنتين بمائه )7 ( لا يطمعنّك نورُ كوكب عامر ** فوراء قرب سناه بعدُ سنائه )8 ( حتى سيوف رجاله وهي القضا ** أشوى جراحاً من عيون نسائه )9 ( لله عزمٌ من وراء تهامةٍ ** نادى فثرتَ ملبّياً لندائه )0 ( حتى ظفرتَ من المظفر بالمنى ** عفواً وتهتَ على الزمان التائه )
____________________
(1/2)
2( بمهذّبٍ لولا صفيحةُ وجهه ** لجرى على الخدين ماء حيائه )( لا خلقَ أعظمُ منهُ عندي منةً ** إلا زمان جاد لي بلقائه )( ينبيكَ رونقُ وجهه عن بشره ** و السيفُ يعرف عتقهُ من مائه )4 ( سمح الخليقة والخلائق وجههُ ** بشرٌ يبشّرُ وفدهُ بعطائه )5 ( زان الرئاسة وهي زينٌ للورى ** فازداد رونقُ وجهها بعلائه )6 ( كالدّر يحسنُ وحده وبهاؤه ** في لبّة الحسناء ضعفُ بهائهِ )7 ( ما زالَ يطرد ماله بنواله ** حتى حسبنا المالَ من أعدائه )8 ( يبني مآثره ويهدمُ مالهُ ** و المجدُ ثالثُ هدمه وبنائه )9 ( وترى العلاءَ يحفّهُ بيمينهِ ** وشماله وأمامه وورائه )0 ( وترى له حلماً أصمَّ ونائلاً ** ندساً يجيب الوعد قبل دعائه )
____________________
(1/3)
3( من للكرام بأنْ ترى أبواعهم ** كذراعه ومديحهم كهجائه )( هيهاتَ يشركهُ الورى في مجده ** أبداً وإن شركوه في أسمائه )( حلوُ الثناءِ ممدّحٌ يلهيك عن ** حسن الثنايا الغرّ حسنُ ثنائه )4 ( نطقَ العداة بفضله لظهوره ** كرهاً وقد حرصوا على إخفائه )5 ( لما تزايد في العلوِّ تواضعاً ** لله زاد الله في إعلائه )6 ( يسقي الفتى الصادي إلى معروفه ** بالريّ ماءَ حبابه وحبائه )7 ( إن حلّ حلّ الجودُ في أفنائه ** أو سار سار النصرُ تحت لوائه )8 ( بعساكر من جنده وعساكر ** من بأسه وعساكر من رايه )9 ( يخفي النوالَ بجهده فيذيعهُ ** وإماتة المعروف من إحيائه ) 40 ( سلبتْ خلائقهُ الرياضَ أريجها ** والماءَ طيبَ مذاقه وصفائه )
____________________
(1/4)
4( أعدى أنابيبَ اليراع بفهمه ** ونفاذه فمضين مثل مضائه ) 4( إن المخالبَ في يديْ ليث الشّرى ** تمضي وتنبو في يمين سوائه ) 4( يرضي الكتيبة والكتابة والندى ** بفعاله ومقاله وسخائه ) 44 ( يجلو الخطابة والخطوبَ بكفّه ** قلمٌ يرجى الرزقُ في أثنائه ) 45 ( وكتيبة قرأتْ كتاباً منك فان ** فضّت كما فضّتْ ختام سحائه ) 46 ( لما تأمّلَ ما حواهُ كميُّها ** رقصتْ بناتُ الرعب في أحشائه ) 47 ( وكأنَّ أسطرهَ خميسُ عرمرم ** وهلالَ رايتهِ استدارةُ رائه ) 48 ( كذب المبخل للزمان وأنت من ** جدوى أناملهِ ومن إهدائه ) 49 ( زان البلادَ وأهلها بك فاستوى ال ** أموات والأحياءُ في آلائه ) 50 ( أم الزمانُ وإن أساء ملامتي ** أألوم دهراً أنت من أبنائه )
____________________
(1/5)
البحر : - ( لأبي العلاء فواضلٌ مشهورة ** حلّت محل الفرقدين علاء ) ( فلذاك قدّمهُ الأمير على الألى ** كانوا لهُ لولا الإله رعاء ) ( جزل المواهب والمراتب قد حوى ** جوداً ورأياً باقياً وعناء ) 4 ( يا من إذا ذكر الكرام فإنهُ ** فيها المقدّم نجدةً وعطاءَ ) 5 ( وإذا الأماكنُ أظلمت أقطارها ** بالبخل كان لمعتفيه ضياءً ) 6 ( إني دعوتك للنوائب دعوةً ** لما رأيتك للأنام نجاء ) 7 ( وإذا الزمانُ نبا بحرٍّ نبوة ** قصد الأكارمَ غدوة وعشاء ) 8 ( ولقد ظننت بك الجميل فكن كما ** أملتُ تغنم مدحة وثناءً )
____________________
(1/6)
البحر : - ( فؤادي الفداءُ لها من قببْ ** طوافٍ على الآلِ مثلِ الحببْ ) ( يعمن من الآل في لجّةٍ ** إذا ما علا الشخصُ فيها رسب ) ( تولّينَ عني وولّى الشبابُ ** ولم أقضِ من حقهِ ما وجبْ ) 4 ( لولا التّقى لبردتُ الغليل ** بماء الرّضابِ وماء الشنب ) 5 ( وأدركتُ من عيشتي نهبةً ** فلم أجد العيشَ إلا نهب ) 6 ( أعنى ولي عند داعي الهوى ** دموعٌ تجيب وقلبٌ يجب ) 7 ( ولي نفسٌ عندَ تذكاره ** يقوّم عوجَ الضّلوعِ الحدب ) 8 ( أيا من ليلٍ ضعيفِ الهرب ** حرونٍ وصبحٍ بطيء الطلب ) 9 ( كأنَّ على الجوِّ فضفاضةً ** مساميرها فضّةٌ أو ذهب )0 ( كأنَّ كواكبهُ أعينٌ ** تراعي سنا الفجر أو ترتقب )
____________________
(1/7)
1( فلما بدا طفقتْ هيبةً ** تستّرُ أحداقها بالهدب )( وشقّتْ غلائلَ ضوءِ الصّبا ** ح فلا هوَ بادٍ ولا محتجب )( وميثاء خيّمَ وسميُّها ** وألقى على كلِّ أفقٍ طنب )4 ( ولما بدا نبتها بارضاً ** شكيراً تراه كمثل الزغب )5 ( تخطاه واسترضع المعصراتِ ** لهُ من غوادي الوليّ الهدب )6 ( فأصبح أحوى كحوِّ اللثاتِ ** عليه من النور ثغرْ شنب )7 ( فمنْ شامهُ قال ماء يرف ** ومن شمّهُ قال مسكٌ يشب )8 ( أنخنا به ونسيم الصبا ** يناغي ذوائبنا والعذبْ )9 ( وألقت ثغورُ الأقاحي اللثامَ ** وشقت خدودُ الشقيق النّقب )0 ( وبتنا ترشّفُ أنضاؤنا ** رضابَ ثنايا أقاح عجب )
____________________
(1/8)
2( بقلبيَ من كلِّ أكرومةٍ ** شجونٌ ومن كلِّ مجدٍ شعب )( ولا بدَّ في المجد من غربةٍ ** تباعدُ في الأرض أو تقترب )( أحاولُ أبعدَ غاياته ** بكلِّ بعيدِ الرضى والغضب )4 ( بأسد شرىً فوق أكتافها ** من السمهرية غاب أشب )5 ( إذا طاردوا خاطروا بالرما ** حوإن نازلوا خاطروا بالقضب )6 ( ببيضٍ ترقرقَ ماء الفرن ** د فيهنَّ بين سواقي الشّطب )7 ( بخوص الرماحِ وكم قد وصلتُ ** بما لا أحبُّ إلى ما أحِب )8 ( إذ الطعنُ في ضربات السيو ** ف مثلُ الخنادقِ فيها القلب )9 ( ولون الأسنّةِ مما خضبن ** كلونِ الدّخانِ عليه اللّهب )0 ( ألا هل لنيلِ المنى غايةٌ ** فإنا إلى غيرِ قصدٍ نخب )
____________________
(1/9)
3( عسى الله يظفرنا بالتي ** يحاول ذو أربٍ أو حسب )( ويسعدناباعتمار الوزير ** كما أسعد الله جدَّ الأدب )( فتى يقع المدحُ من دونه ** وإن قيل جاوز حدَّ الكذب )4 ( ويقصر عنهُ رداء الثناء ** ولو يرتديه سواه انسحب )5 ( معين الندى ماء معروفه ** يجمُّ إذا ماءُ عرفٍ نضب )6 ( بعيدُ المدى أبداً يبتغي ** من النفع والضرِّ أعلى الرتب )7 ( صريحُ المقال صريح الفعال ** صريح النوال صريحث النسب )8 ( صفاتٌ يدور عليها المديح ** مدارَ الكواكب حول القطب )9 ( دعوناه بالجود من بعد ما ** بلوناه في كلِّ بدء وغب ) 40 ( فقد يمنح القذَّ من لا يشحُّ ** وقد يهب البدر من لا يهب )
____________________
(1/10)
4( وليس الكريمُ الذي يبتدي ** بنعماه لكنهُ من يرب ) 4( فتىً يفعلُ المكرماتِ الجسام ** ويسترهنَّ كستر الريب ) 4( توسط مجدَ بني المغربيّ ** كما وسط القلبُ بين الحجب ) 44 ( همُ أورثوا الفضل أبناءهم ** وغابوا وفضلهم لم يغب ) 45 ( كذا الشمسُ تغشي البلادَ الضياء ** فإن غربت أودعته الشهب ) 46 ( ملوا بالنوال أكفَّ الرجالِ ** وبالمأثرات بطون الكتب ) 47 ( أبا قاسم حزتَ صفو الكلام ** وغادرتَ ما بعدهُ للعرب ) 48 ( فليس كلامك إلا النجومَ ** علوت فناثرتها من كثب ) 49 ( رأيت الفصاحة حيثُ الندى ** وهل ينظم الروض إلا السحب ) 50 ( وقد شرفَ الغيثُ إذ بينهُ ** وبين بنانكَ أدنى نسبْ )
____________________
(1/11)
5( وأرعن أخرسَ من كثرة ال ** لغاتِ بأرجائه واللجب ) 5( يلاقي النجومَ بأمثالها ** من البيضِ من فوقه واليلب ) 5( إذا واجه الشمسَ ردّ الشعاع ** وإن واجه الريح سدّ المهب ) 54 ( ثنيتَ بأرقشَ ذي ريقةٍ ** تجلى الخطوبُ به والخطُب ) 55 ( يبينُ لهُ القلب عما أجنَّ ** ويسعده الدهرَ فيما أحب ) 56 ( أشدُّ مضاءً من المرهفاتِ ** إذا حلها أجلٌ مقترب ) 57 ( إذا ما جعلتَ لهُ لهذماً ** من النقس طال الرماحَ السُّلُب ) 58 ( وطالت به مفخراً أنها ** وإياهُ في الأصلِ بعضُ القصب ) 59 ( تقلّمُ أقلامكَ الحادثا ** تِ قسراً وتهتمُ نابَ النّوب ) 60 ( فمن مبلغٌ مصراً قولاً يعمُّ ** ويختص بالملك المعتصب )
____________________
(1/12)
6( لقد كنتَ في تاجه درّةً ** فعوّض موضعها المخشلب ) 6( إذا سدّ موضعها لم يسدْ ** وإن ناب عن فعلها لم ينب ) 6( إذا اغترب الليثُ عن خدرهِ ** غدا الشاء يرتعُ فيه العشب ) 64 ( أتيتك ممتدحاً للعلاء ** ولم آت ممتدحاً للنشبْ ) 65 ( ولو شئت أدركت أن الجوا ** د في السلم غيرُ منيع السلب ) 66 ( وقد كنت أثني عنان المديح ** عن الناس أجذبهُ ما انجذب ) 67 ( أأُعطي المهنّد منلا يميزُ ** بين الفرندْ وبين الخشب )
____________________
(1/13)
البحر : - ( الحلم أولى بمن شابتْ ذوائبهُ ** والحمد أحرى بمن دامتْ تجاربهُ ) ( والمرءُ من لم يضقْ ذرعاً بنائبةٍ ** ولا يرى الهول إلا وهو راكبهُ ) ( أبا العلاء الذي جلت مآيبه ** من قبل قصدي لهُ درت سحائبه ) 4 ( لولا المطهّر ما تهدي أناملهُ ** إلى العفاة لعافَ الشعرَ صاحبهُ ) 5 ( يجود عوداً وبدءاً قبل تسألهُ ** فإن سألتَ فنلْ ما أنت طالبهُ ) 6 ( إن أخلفَ المزنُ لم تخلفْ أناملهُ ** أو أمسك الغيثُ لم تمسك مواهبهُ ) 7 ( مباركُ الوجه ميمونُ النقيبة ** وهابُ الرغيبة معدومٌ ضرائبهُ ) 8 ( يريك فيبدءات الرأي أحسنَ ما ** تأتي به بعد أحوالٍ عواقبهُ ) 9 ( يا كاتباً جرت الأقدار حين جرت ** أقلامهُ في الورى شاعتْ مناقبهُ )0 ( قضت على المال للعافي أناملهُ ** كما قضت في أعاديه قواضبهُ )
____________________
(1/14)
1( وواجداً ُطرُقاً للحمد واصفه ** وعادماً طرقاتِ الذمِّ عائبهُ )( لا يغفل الخير ما لاقيت غرتهُ ** بحيث حلّ ولا تدجوغياهبهُ )
____________________
(1/15)
البحر : - ( إن الحمولَ غداةَ غربة غربِ ** ولّت بأحسن سافرٍ ومنقّب ) ( فخلستُ منها لحظةً فكأنني ** أبصرتُ لمعة كوكبٍ متصوبِ ) ( ولحظنني فكأنما انفجرتْ لنا ** تلك البراقعُ عن جآذرِ ربرب ) 4 ( ونثرنَ من صدف الجفون لبيننا ** درّين بين مضرس ومحبب ) 5 ( دانينَ غزلانَ الصريمةِ فالتقى ** في الروض غير مربربٍ بمربرب ) 6 ( وإذا ارتقين إلى عوارض تلعةٍ ** بسمتْ بدر من أقاح أشنب ) 7 ( ولثمنَ نوّارَ الأقاحي غدوةً ** بألذ في الأفواه منه وأعذب ) 8 ( والطلّ يجري كلَّ مقلةِ نرجس ** من فوق خدّ شقائقٍ لك معجب ) 9 ( أبصرتُ ملعبها القديمَ فدلّني ** نشرث العبير الوردُ نحو الملعب )0 ( فوقفتُ فيها ذا لسانٍ أعجمٍ ** عن ذكر ما ألقى ودمع معرب )
____________________
(1/16)
1( أبكي ويبكي من يعنف في الهوى ** حتى أؤنّب في البكاء مؤنبي )( ودموعنا صنفان صنفٌ ساكبٌ ** يجري وآخر حائرٌ لم يكسب )( عذبُ المطال لأنهُ من عندها ** ولو انهُ من غيرها لم يعذُب )4 ( إن يحظني كلفٌ به فإلى جوى ** أو يحظها بينٌ فنحو تجنُّب )5 ( إن الحجازَ على تنائي أهله ** ناهيك من بلدٍ إلي محببِ )6 ( فسقاهُ منهمرُ السحاب كأنهُ ** يدُ جعفرِبن محمد بن المغربي )7 ( فردٌ يردّ شعاعَ طرفك ضوؤه ** فيظلّ محتجباً وإن لم يحجب )8 ( هو نهبةٌ للمعتفين فإن بدا ** لك مالهُ وأطقت نهباً فانهبِ )9 ( سمحُ الخلائق والطرائق حظّهُ ** مما حواه دونَ حظّ الأجنبي )0 ( بالجودِ من فضلٍ لديك مشرّقٍ ** أبداً ومالٌ في البلادِ مغرّب )
____________________
(1/17)
2( لهجُ اللسان لزائريه بمرحبٍ ** إن الندى عنوانهُ في مرحب )( قد أخصبت هممي به ولربما ** أنزلتُ طارقها بوادٍ مجدب )( غربت خلائقهُ وأغرب واصفٌ ** فيهِ فأغرب مغربٌ في مغرب )4 ( فكأنه في كلّ معركةٍ لهُ ** ليثٌ بدا في فعله المتغضّب )5 ( طابتْ محامده فطاب وإنما ** تزهى العلى بالطيب ابن الطيّب )6 ( ليس الدخيلُ إلى العلى كمعرق ** ورثَ العلى بأبٍ كريم عن أب )7 ( يفتضّ أبكارَ المعاني قائلاً ** أو كاتباً ويديمُ هجر الثيّب )8 ( متيقظ أخثى عليهِ إذا ارتأى ** من رأيهِ المتوقّد المتلهب )9 ( لما كملّتَ نطقتُ فيك بمنطق ** حق فلم آثم ولم أتحوّب )0 ( حتى لو ان الدهر ظلَّ مصادمي ** لهددتُ منكبهُ الشديدَ بمنكبي )
____________________
(1/18)
3( في كفه قلمٌ ينوبُ بحدّه ** عن حدَّ كلّ مثقفٍ ومشطبِ )( قلمٌ أقام ولفظهُ متداولٌ ** ما بين مشرق شمسها والمغربِ )( ويفضُّ ختم كتابهِ عن كتبهِ ** كالدرِّ إلا أنهُ لم يثقبِ )4 ( لله آل المغربي فإنهم ** كنزُ الفقيرِ ونجعة المتأدب )5 ( وإليهم لو أنصف الناس انتهتْ ** شعب الفصاحةِ وابتدت في يعربِ )6 ( أهل الفصاحة والصباحة والرجا ** حة والسماحة والكلام المعرب )7 ( شهروا بفضلهم وهل يخفى على ** ذي ناظر شية الصباحِ الأشهب )8 ( لو يسترون نفوسهم قال النّدى ** لشواهدِ العلياء قومي فاخطبي )9 ( قوم لهم صدرُ الدسوت إذا همُ ** جلسوا وإن ركبوا فصدرُ الموكب ) 40 ( لم تخلُ أرضٌ منهم من صيّبٍ ** وسماءُ مجدٍ منهم من كوكب )
____________________
(1/19)
4( ومهذبون مهذبون ولن ترى ** في النائبات مهذّبا كمهذَّبِ ) 4( كهف اللهيف وروضُ مرتاد الندى ** وغنى الفقير وأوبة المتغرب ) 4( وأبو عبيد الله درّة تاجهم ** وسوادُ ناظرهم وقلبُ المقنب ) 44 ( ولو ان إنساناً من الناس ادّعى ** لهم الفضائل كلها لم يكذب ) 45 ( هم حلّةُ المجدِ القديم وجعفرٌ ** ما بينهم مثلُ الطراز المذهب ) 46 ( يا طالبَ الرزق الجليل ومن غدا ** في الناس راجي الفضل من متطلب ) 47 ( لا تطلبنّ الرزق إلا منهمُ ** فإن استربت بما أقول فجرّب ) 48 ( كيف التأخّرُ عنهم ولقاؤُهم ** من بعد تقوى الله أنجح مطلب )
____________________
(1/20)
البحر : - ( ألمَّ وليلى بالكواكب أشيبُ ** خيال على بعد المدى يتأوبُ ) ( ألمَّ وفي جفني وفي جفن منصلي ** غراران ذا نوم وذاك مشطب ) ( أعاصي الهوى في حال نومي ويقظتي ** فسيّان عندي وصلها والتجنّبُ ) 4 ( لحى الله قلبي ماله الدهرَ عاكفاً ** عليها ومن شأن القلوب التقلب ) 5 ( ثوى برهة في ثاية الحي وانبروا ** فولوا به في جانب الظّعن يجنبُ ) 6 ( لها مقلةٌ في رؤية العين مقلةٌ ** وإن جربت فهي الحسام المجرّب ) 7 ( وأسودها في القلب أسود سالخ ** وأبيضها في الجسم أبيض مقضب ) 8 ( وما سقم جفنيها بضائر طرفها ** إذا صح غرب السيف فالجفن معطب ) 9 ( ولم أنسها تصفرُّ من غربة النوى ** كما اصفرّ وجه الشمس ساعة تغرب )0 ( فقد شفّ من تحت البراقع وجهها ** كما شفّ من تحت الجهامة كوكب )
____________________
(1/21)
1( يبين ويخفى في السراب كأنه ** سنا درّة في البحر تطفو وترسب )( أُقلّت وقد حفّ الحسان بها كما ** أحاط بسفعاء الملاطم ربرب )( فلما أتوا روضاً يرفُّ تبسمت ** أقاحيه فيه استبشروا ثم طنّبوا )4 ( وضاحكن نوّار الأقاحي فقال لي ** خليلي أي الأقحوانين أعجب )5 ( فقلت لهُ لا فرق عندي وإنما ** ثغورُ الغواني في المذاقة أعذب )6 ( ألم ترني أصبحتُ ممن يروقه ** سنانٌ خضيب لا بنان مخضّبُ )7 ( يساعدني في الروع أبيضُ صارم ** وفي ثغرِ الموماة وجناء غلّب )8 ( أظلُّ بأجواز الفلاة كأنني ** عليها عقاب وهي تحتي مرقب )9 ( وتشكل أغفال الطريق بحمرة ** من الدم في أخفافها حين تثقب )0 ( وإني وإن أصبحتُ بالشام ثاوياً ** أحنُّ إلى أرض الحجاز وأطرب )
____________________
(1/22)
2( محببة نحوي تهامة مثلما ** إلى هبة الله العلاء محبب )( ديارٌ يطيب العيشُ فيها وإنهُ ** لدى ابن على ٍّ إن تأملت أطيب )( حسام له من حيث ما شيم مضربٌ ** غمام لهُ من حيث ماشيم صيبُ )4 ( لقد أنجبتْ آباؤهُ إذ أتت به ** وكم من نجيبِ سيد ليس ينجبُ )5 ( ألائمهُ في الجود لا تعذلنّهُ ** على طبعه فالطبع أولى وأغلبُ )6 ( له غرةٌ للبشر فيها ترقرقٌ ** يرحب بالعافين قبل يرحّب )7 ( ولم يستفدْ بالمدح ما ليس عنده ** وهل ينفع التحجيل من هو أشهب )8 ( أرى المدح ينبو عنهُ حتى كأنه ** وحاشاه يهجي بالمديح ويثلب )9 ( ينوط نجادي رأيه وحسامه ** بصدر كمثل البرّ بل هو أرحب )0 ( فيفري بسيف البأس وهو مجرَّد ** ويفري بسيف الرأي وهو مغيب )
____________________
(1/23)
3( ويرهب في تعبيسه وابتسامه ** إذا ابتسم الصمصام فهو مقطّب )( يردُّ أديم الأرض أشقر من دمٍ ** إذا لفّه بالخيل أشقر مقربُ )( أغرّ كأن الوجه منه مفضض ** وما قارب الأرساغ فهو مذهّب )4 ( يعوم به في غمرة الحرب سابحٌ ** يقرّب بعد الهمِ حين يقرّب )5 ( ويصدق في الهامات إيماض سيفه ** على أن ايماض الصوارم خّلب )6 ( كأن سنان الرمح سلكٌ بكفه ** وجمع أعاديه الجمانُ المثقّبُ )7 ( وتشكره أقلامهُ ساعة الرضى ** وتشكره أرماحه حين يغضب )8 ( له قلم فيه المنّية والمنى ** ومنه العطايا والرزايا تشعّبُ )9 ( إذا كان في يمناه نابَ عن الظبى ** وهل ينثني في إصبع الليث مخلبُ ) 40 ( تريك المعالي أن وفدك محسنٌ ** إليك وما تحوي يمينك مذنب )
____________________
(1/24)
4( فكم طيّب تفني وعلياء تقتني ** ومكرمةٍ تؤوي ومال تغرب ) 4( أبا قاسم قلدتني منك أنعماً ** أقصّر عن شكري لها حين أطنب ) 4( ولو كان لي في كلّ منبت شعرةٍ ** لسانٌ فصيح في مديحك يعرب )
____________________
(1/25)
البحر : - ( قفوا جددوا عتباً على من لهُ العتب ** فكم راغب في الصفح ممن لهُ الذنب ) ( فقوا عرجوا عوجوا على ذي صبابة ** بأحشائه نارٌ تأجج لا تخبو ) ( حمى النوم عن عينيَّ ذكرُ ظبا الحمى ** فبان الكرى عنها ولم يبن السكب ) 4 ( ألا في سبيل الله دهرٌ فجعته ** تباكرني فيه المدامةُ والشرب ) 5 ( وعيرانةٍ زيّافة تحذفُ الحصى ** غريريّةٍ يغتالها القيد واللصب ) 6 ( طواها الردى واجتاحها لازم السّرى ** فلم يبق فيها لا عنيق وجذب ) 7 ( قطعتُ عليها بالدياجي وبالضحى ** وفي حومة التهجير والآل منصبُّ ) 8 ( إلى بلد ذلت لعزّ ملوكه ** ملوكُ البرايا والأعاجم والعُربُ ) 9 ( به طيئٌ طالت على مضر ولن ** تقومَ لها في الحرب تغلبها الغلب )0 ( أشاد لها مجداً تليداً مؤبداً ** وشرّفه الخرصان والمرهف العضب )
____________________
(1/26)
1( إذا أقبلت أفراسه نحو جحفل ** تقدّمها الإقبال والخوف والرّعب )( وإن بنت الأعداء أمراً رماهمُ ** صباحاً بخيل لا تردُّ ولا تكبو )( عليها رجالٌ طيّبون إذااعتزوا ** فمعنٌ أخ والخال أكرم به كعب )4 ( سرى بهمُ نحو السراة وقد طغوا ** وساقوا إمام الدين وهو لهم قطب )5 ( فصبّحهم في دارهم شرّ صبحةٍ ** عليهم وقد والاهم الطعن والضرب )6 ( أباد حماة القوم واجتاح أرضهم ** ولولاه لم يطرق لمعقلهم خطبُ )7 ( وقد علم المولى الإمام بأنهُ ** أخو عزمةٍ خدّامها السبعة الشهب )8 ( بحبل أبي الذوّاد أصبحتُ ممسكاً ** وحسبي به إن كان ينفعني الحسب )9 ( فذاد الردى عنّي تتابعُ رفده ** وأرغم حسادي حباه الذي يحبو )0 ( فأصبحت في نعماء غادٍ ورائحٌ ** تروح بي الوجنا وتغدو بي الصّهب )
____________________
(1/27)
2( فدونكها من شاعر لك ناشر ** مناقب طيّ حيث لا ينشر الثلب )( قواف زهت لما بمدحك وشحتْ ** على الدّر والياقوت فهي بها قلبُ )( إذا أنشدت في ناد قوم أكارم ** يخروّن للأذقان إن ذكرَ الربُّ )
____________________
(1/28)
البحر : - ( خليليَّ قد طال الكرى بكما هبّا ** فقد مرّ ريعانُ القطا بكما سربا ) ( ورقّت حواشي الليل واعتلّتالدجى ** وعاد النّدى تندى مدامعهُ صبّا ) ( كأن السرى والصبح يرقص بالفتى ** فؤاد جبان فوجئ الخوف والرعبا ) 4 ( وقائلة ما أنسَ ولا أنسَ قولها ** وقد نثرت من جفنها لؤلؤاً رطبا ) 5 ( عذيرك من مفجوعةٍ قد تركتها ** لصرفِ النوى من غير جرم بها غضبى ) 6 ( أمامك مَن مِنْ دون قرواش في الوغى ** تنال به من عتب أيامك العتبا ) 7 ( فقلت وقد قامت وأطراف كفها ** بردني ودمعي مثلُ أدمعها سكبا ) 8 ( ذريني أشم أنواءه ثم كاثري ** بمالك حاشاه القطر والسحبا ) 9 ( همام معاذ الله لو مدّ طرفه ** إلى الشمس إكراماً لها لزهت عجبا )0 ( ترى حولهُ بيض اللهى ودمَ العدى ** وسمر العوالي والمطهمةَ القبّا )
____________________
(1/29)
البحر : - ( وليل كسا الآفاق ثوبَ ظلامه ** وآلى يميناً في الإقامة يمكثُ ) ( ثويت وقلبي فيه للهمّ حلفة ** أكابده والخوف بالنفس يعبثُ ) ( أصبّر روحي لا تراعي بل اصبري ** سيدركهُ نورُ الصباح فيحنثُ )
____________________
(1/30)
البحر : - ( لو جادهنَّ غداة رمنَ رواحا ** غيثٌ كدمعي ما أردن بارحا ) ( ماتت لفقدِ الظاعنين ديارهم ** فكأنّهم كانوا بها أرواحا ) ( ولقد عهدتُ بها فهل أرينّهُ ** مغدىً لمنتجع الصّبى ومراحا ) 4 ( بالنافثات النافذات نواظراً ** والنافذين أسنّة وصفاحا ) 5 ( وأرى العيونَ ولا كأعين عامر ** قدراً على القدرِ المتاح متاحا ) 6 ( متوارثي مرض الجفونِ وإنما ** مرضُ الجفون بأن يكنَّ صحاصا ) 7 ( من كان يكلفُ بالأهلة فليزر ** ولديْ هلالٍ رغبةً ورباحا ) 8 ( لا عيب فيهم غيرُ شحِّ نسائهمْ ** ومن السماحةِ أن يكنَّ شحاحا ) 9 ( طرقتهُ في أترابها فجلتْ لهُ ** وهناً من الغررِ الصّباح صباحا )0 ( وبسمنَ عن برَدٍ تألّف نظمهُ ** فرأيتُ ضوء البرق منهُ لاحا )
____________________
(1/31)
1( أبرزنَ من تلك العيونِ أسنةً ** وهززنَ من تلك القدود رماحا )( يا حبّذا ذاك السلاح وحبّذا ** وقتٌ يكون الحسنُ فيه سلاحا )( بيضٌ يلحّفها الظلام بجنحه ** كالبيض لحفها الظَّليمُ جناحا )4 ( ما عندهنّ العيشُ إلا جنّةٌ ** صاغَالوليُّ لنورها مفتاحا )5 ( يلثمن فيها الأقحوانَ بمثله ** عبثاً وإعجاباً به ومراحا )6 ( وتميلهن من الصبا أنفاسها ** فتخالُ أنفاسَ الرياح الراحا )7 ( يتركن حيث حللن وهو لطيمةٌ ** مما نثرنَ به العبيرَ فطاحا )8 ( يهدي ثراه إلى البلاد وربما ** حيّت برياهُ الرياحُ رياحا )9 ( عجنا به هلكى فأهدتْ ريحهُ ** أصلاً إلى أجسادنا الأرواحا )0 ( أبصرت وصلَ الغانياتِ خديعةً ** فرأيتهنَّ وإن حسنَّ قباحا )
____________________
(1/32)
2( واعتضت من طرفي الطموح إلى الصبا ** طرفاً إلى فلك العلى طمّاحا )( أهوى الفتى يعلي جناحاً للعلى ** أبداً ويخفض للجليس جناحا )( وأحبُّ ذا الوجهين وجهاً في الندى ** ندياً ووجهاً في اللقاء وقاحا )4 ( وفلاً كأعمار النّسور مسحتها ** بيد المطيّةِ أعيت المساّحا )5 ( خاضت غمارَ سرابها فكأنها اب ** ن الماء خاض لصيده الضحضاحا )6 ( وإلى ابن عبد الواحد القاضي ارتمت ** بلداً كساحةِ صدرهِ فياحا )7 ( شكلتْ مناسمها الطّريق بحمرة ** نقباً فأوضحت الفلا إيضاحا )8 ( فأتته قوساً فوقها من ربّها ** قدح إذا كان الرجال قداحا )9 ( مغبوطة بهزالها في قصده ** ومن المفاسدِ ما يعدن صلاحا )0 ( قد صيغَ من كرمٍ فلو يدُ باخل ** لمستهُ فاضت بالنوال سماحا )
____________________
(1/33)
3( وكذاكَ ينقلبُ الظّلامُ بأسره ** نوراً إذا ما جاور المصباحا )( لو مسَّ من إقباله حجراً جرى ** ماءً على ظهر الثرى طفّاحا )( فازرع رجاءك كلّهُ بفنائهِ ** فإذا زرعتَ فقد حصدت نجاحا )4 ( يرمي الكتيبة بالكتابِ إليهمُ ** فيرونَ أحرفهُ الخميسَ كفاحا )5 ( من نقشه دهماً ومن ميماته ** زرداً ومن ألفاته أرماحا )6 ( ساست أقاليمَ الورى أقلامهُ ** فأجمَّ أطرافَ القنا وأراحا )7 ( يمججن ريقاً إن أردتَ جعلته ** شهداً وإن أحببتَ كان ذباحا )8 ( ما زال هذا الثغرُ ليلاً دامساً ** حتى طلعتَ لليله إصباحا )9 ( فجلتْ لهُ الأيامُ بعد عبوسها ** وجهاً كوجهك مشرقاً وضاحا ) 40 ( وحكمت في مهج العدو بحكمة ** قرنت برأيك غدوة ورواحا )
____________________
(1/34)
4( فسفكتَ ما كان الصلاحُ بسفكهِ ** وحقنتَ بعضَ دمائه استصلاحا ) 4( فوفودُ شكرِ المسلمينَ وغيرهم ** تأتي إليك أعاجماً وفصاحا ) 4( غادرتَ أسد بني كلاب أكلباً ** إذ زرتهموزئيرهنّّ نباحا ) 44 ( فنسوا النساء ودمّروا ما دبروا ** ورأوا بقا أرواحهم أرباحا ) 45 ( يتلو هزيمهمُ السنانُ كأنهْ ** حرّان يطلبُ في قراه قراحا ) 46 ( والسُّمرُ قد لفّتهمُ أطرافُها ** لفاً كما اكتنف البنان الراحا ) 47 ( فمعفَّرٌ حسدَ الحياةَ وهاربٌ ** حسدَ الرُّفات القبر والصفّاحا ) 48 ( حتى إذا اقتنت القنا أرواحهم ** قتلاً وفرقت الصّفاح صفاحا ) 49 ( رفعوا أصابعهم إليك ونكّسوا ** أرماحهم فثنينَ منك جماحا ) 50 ( وتركتَ أعينهم بصورٍ في الوغى ** صوراً وقد جاحَ الورى ما جاحا )
____________________
(1/35)
5( فغدوتَ قد طوّقتَ حمدك حامداً ** ومقلداً قلدتَ منهُ وشاحا ) 5( شاء المهيمنُ أن تسير مشرفاً ** حلباً فقيّضَ ما جرى وأتاحا ) 5( وأردت إصلاح الأمورِ فأفسدت ** فنهضت حتى استحكمت إصلاحا ) 54 ( كانوا يرونك مفرداً في جحفلٍ ** ووراء سورٍ إن نزلت براحا ) 55 ( إنَّ النفيس إذا أبيح أبى لهُ ** عزُّ النفاسة أن يكون مباحا ) 56 ( انى ترومُ الرومُ حربك بعدما ** صليت بحربكَ محرباً ملحاحا ) 57 ( لم يرمِ قطُّ بك الإمامُ مراده ** إلا جلوتَ عن الفلاح فلاحا ) 58 ( ولقد غدوتَ أبا الحسين لجيشهِ ** للقلب قلباً والجناح جناحا ) 59 ( للعرف عرفٌ نشرهُ في سرّه ** كالمسك مهما ازداد صوتاً فاحا ) 60 ( وأخ دعوتك بعدَ طولِ نعاسهِ ** فارتاع نحو الجرس ثم ارتاحا )
____________________
(1/36)
6( نازعتهُ فيك القوافي فانثنى ** فكأنّما نازعتهُ الأقداحا ) 6( مدحاً يصدّقه فعالكَ آنفاً ** إن الكريمَ يصدِّق المدّاحا ) 6( ولو ارتقى شخصُ امرئٍ كمحله ** يوماً لصافحتِ النجوم صفاحا )
____________________
(1/37)
البحر : - ( أرحتُ نفسي من عداتِ الملاح ** لليأس روحٌ مثل روح النجاح ) ( وربما حكمتُ في مهجتي ** نشوانَ من ماء الصبا والمراح ) ( وكيف لا تدركهُ نشوةٌ ** واللحظ راحٌ وجنى الريق راح ) 4 ( لو لم تكن ريقتهُ خمرةً ** لما تثنّى عطفهُ وهو صاح ) 5 ( يبسمُ عن ذي أشرٍ مثلما ** يلتقطُ الظبيُ بفيه الأقاح ) 6 ( تهدي الصّبا رياه من روضةٍ ** تطلُّ أحياناً وحيناً تراح ) 7 ( أنيقةٌ يجمع أرجاؤها ** بيضَ المقاصير وبيضَ الأراح ) 8 ( ولو درى مسرى الصّبا نحوها ** سدَّ من البخل مهبَّ الرياح ) 9 ( كم مرة أعجزنا حلّهُ ** فساقهُ النوم إلينا سفاح )0 ( أفلتهُ مني وقد صدّتهُ ** برقدةٍ صوتُ منادي الفلاح )
____________________
(1/38)
1( تسلبنا اليقظةُ ما زفّه ** لنا الكرى من كلِّ خود رداح )( فنحن في نومٍ وفي يقظةٍ ** بين دنو منهم وانتزاح )( وموقفٌ لولا التقى لالتقى ** فيها نجادي ونظامُ الوشاح )4 ( قلتُ لخليّ وثغورُ الربى ** مبتسماتٌ وثغورُ الملاح )5 ( أيهما أحلى ترى منظراً ** فقال لا أعلم كلٌّ أقاح )6 ( كيف رجوعي في الهوى بعدما ** خلعتهُ خلع رداءٍ فطاح )7 ( وانجاب عن فوديَّ ليلُ الصّبى ** لكلِّ ليلٍ مدلهمٍّ صباح )8 ( فازورّت البيضُ بأبصارها ** مطروفةً عيني وكانت صحاح )9 ( من كان يهواك لشيءٍ مضى ** إذا مضى عنك تولى وراح )0 ( وخلةٍ أظهرَ ما أضمرتْ ** سيري فقالت اقلىً واطراح )
____________________
(1/39)
2( وانحل سلكُ الدمع من جفنها ** فشجّت الخمر بماءٍ قراح )( وليس يمضي عزمتي لو درتْ ** مغرٍ ولا يعطفها قولُ لاح )( لو علمت أن العلى في السّرى ** قالت على الرشد انحُ ما أنت ناح )4 ( آليتُ أستسقي سوى منصلي ** إن الغوادي يمرادي شحاح )5 ( المجد شرب لم يزل ماءه ** مرقرقاً فوق صفاح الصفاح )6 ( لكلِّ معتاد ضرابَ العدى ** من فوق معتاد ضرابَ اللقاح )7 ( يديرُ والموتُ لهُ فاغرٌ ** طرفاً حيياً فوق طرف وقاح )8 ( ينصلُ في الطعن حراب القنا ** كأنها ألسنةٌ في الجراح )9 ( يعتصب المجدَ على نفسه ** وقد يبيح الطعنُ غيرالمباح )0 ( ومجهلٍ مشتبهٍ طرقهُ ** كأنما هنَّ خطوطُ مراح )
____________________
(1/40)
3( يسعدني فيه وفي غيره ** ذوو صدورٍ كفلاةٍ فساح )( كأنما أشباحُ أنضائنا ** قسيُّ نبعٍ وكأنّا قداح )( حتى اجتلينا بعد طول السّرى ** بغرّةِ الكامل وجهَ الصباح )4 ( فقال لي صحبي أبدرُ السّما ** فقلتُ لا بل هو بدرُ السماح )5 ( هل يقبلُ الضيمَ فتىً حبُّه ** في الكفر والاسلام حيُّ لقاح )6 ( ينبيك عن سؤدده بشرهُ ** مخايلُ السؤدد خرسٌ فصاح )7 ( صعبٌ أبيُّ النفس سهلُ الندى ** إن المعالي شدّةٌ في سماح )8 ( تذكّرُ التيجانُ آباءهُ ** به وتلك القسمات الملاح )9 ( إذا رأتهُ قلقتْ هزة ** كأنما في كلِّ تاج جناح ) 40 ( تبكي لكسرى وتراي ابنهِفهل ترى التيجان منه على بدرٍ لبدر التمِّ منه افتضاح يختمُ ما استفتحَ آباؤهوللعُلى خاتمةٌ وافتتاحقد عَدلَ الدهر باعلائهوكلُّ ما في الدهر ظلمٌ صراحواصطلح الناسُ على فَضْلِهواختلفوا بعدُ فليس اصطلاحشَرّفتُ نفسي بامتداحي لهُفقد تعجَّلتُ ** فيستحيل الارتياع ارتياحسقط بيت منص إلى ص )
____________________
(1/41)
البحر : - ( لست في بينها الغداة بلاحِ ** ما على النفس في التقى من جناح ) ( تبعتها أرواحنا فتولت ** بقطار عريٍ من الأرواح ) ( واستقلت يوم النوى فرمتها ** حدق القوم من جميع النواحي ) 4 ( طرفها سائفُ الملاحظ رامٍ ** رامحٌ عامل بكلّ السلاحِ ) 5 ( أقرح الدمعُ خدّها فرأينا ** خمرةً شعشعتْ بماءٍ قراح ) 6 ( فترشفتُ ريقها فكأني ** أرشف الطل من رياض الأقاحي ) 7 ( ثم أبقى النجادُ بالضم منها ** في مجال الوشاح مثلَ الوشاح ) 8 ( كلّ يوم حدابها تقصد الروض ** بروض من الوجوه الصباح ) 9 ( فتراهنَّ في الهوادج يلمعن ** كمثل السلاف في الأقداح )0 ( إنما هذه العيونُ السقيما ** تُ سقامٌ لذي القلوب الصِّحاح )
____________________
(1/42)
1( لا يغرنّك لين صعب قيادي ** فعلى قدره يكون جماحي )( كم هوىً قد تركتهُ مثلَ سطرٍ ** قد محاه من الصحيفة ماح )( وظلام قطعته بظليم ** كورهُ قائم مقامَ الجناح )4 ( فاجتلينا منه بوجه أبي القا ** سم وجه المنى ووجه الصباح )5 ( صافحتْ منه أنملاً نشأتْ بي ** ن صرير الأقلام والأرماح )6 ( فكفاني صرفَ الزمان بكفٍّ ** خلقت من مكارمٍ وسماح )7 ( وصلتٍ بالندى بنانُ أبي القا ** سم قبل اتصالها بالراح )8 ( لا تلمه في الجود فالجود عضوٌ ** من يديه فما له من براح )9 ( مرح بالنوال نشوانُ منه ** إن للجود نشوةً كالراح )0 ( فهو في سكرةٍ من الجود صرفاً ** ليس منها إلى القيامة صاح )
____________________
(1/43)
2( لم يخب ظنُّ آملٍ فيه إلا ** أن تكون الظنون غير النجاح )( لو أتتهُ الركبانُ تمتاحهُ النفس ** وحاشاه أن يقول أشاحي )( ما رأينا في الجود كابن عليٍّ ** أحداً يشتهي صفاحَ الصفاح )4 ( ويزور الوغى بطرفٍ حيي ** أن يرى هارباً وطرفٍ وقاح )5 ( ويردّ الرايات بالدم تحكي ** لهبَ النار في نسيم الرياح )6 ( ثم أيدٍ لهُ طوال إذا ما ** خطرت بالرماح مثل الرماح )7 ( في قبيل تراهم في متونِ الخي ** ل كالريش في متون القداح )8 ( سبطةٌ سمحةٌ على المال يجري ** فيضها بالسماح لا بالسلاح )9 ( فهو يختال بين عرضٍ منيع ** من مقال العدى ومال مباح )0 ( من أياديه رائحات اغتباقي ** ومن الغاديات منهُ اصطباحي )
____________________
(1/44)
3( منه مالي ورحلتي وعدادي ** وجوادي وحلتي وسلاحي )( ولهُ مهجتي وشكري ونشري ** واعتدادي بفضله وامتداحي )( من يتاجر مثلي يجده جواداً ** برؤوس الأموال والأرباح )
____________________
(1/45)
البحر : - ( طرقت خيالاً بعد طول صدودها ** وفرتْ اليك السجن ليلة عيدها ) ( أنّى اهتدت لا التيهُ منشؤها ولا ** سفحُ المقطم من مجرّ برودها ) ( في ليلة ليلاء ألزم فضلها ** بيضَ الليالي أن تدين لسودها ) 4 ( حقُّ الليالي البيض قسمُ سوادها ** خالاً وخالاً زينة لخدودها ) 5 ( أسرتْ إليه من وراء تهامةٍ ** وجفاه داني الدرِّ غيرُ بعيدها ) 6 ( مستوطناً دارَ البنود وقلبهُ ** للرعب يخفق مثلَ خفق بنودها ) 7 ( دارٌ تحط بها المنونُ شباكها ** فتروحُ والمنجاب حلّ صيودها ) 8 ( فتعثرت بعرى الأداهم فالتقى ** جرسان جرسُ حليها وحديدها ) 9 ( قيد وسلسلة وأدهمُ مصمتٌ ** محنُ الكرام عظيمةٌ كصفودها )0 ( وتأوهت عن زفرة لو صادفت ** حجراً جرى ماءً لفرطِ وقودها )
____________________
(1/46)
1( وأصاب درُّ الدمع لؤلؤ ثغرها ** ثم استفاض قبلَّ درّ عقودها )( فعففتُ ثم ولو هممتُ بضمّها ** منعتْ من استقصائه بنهودها )( ما صحَّ من تلف الحياة ضجيعها ** لكن ألاح وصحّ من تنكيدها )4 ( بثّ الفضائل خلفه وأمامه ** ففناءُ مهجته كمثل خلودها )5 ( كالشمس تودع في الكواكب نورها ** فتنوبُ للسارين عن مفقودها )6 ( محنٌ قد احتشدتْ وقلبٌ واثقٌ ** بالله والزيديّ في تبديدها )7 ( بفؤاد أسرتها ودرّة تاجها ** وسوادِ ناظرها وبيتِ قصيدها )8 ( بأغرَّ يحسده أفاضلُ عصره ** قدرُ الفضيلةِ مثل قدرِ حسودها )9 ( حاشا من اعتمدت عليه دولةٌ ** من أن يضيق بفكّ بعض عبيدها )0 ( ولربَّ مصطنع يداً تقليدهُ ** صدرَ الحسام أخفُّ من تقليدها )
____________________
(1/47)
2( وأراه لا يرضى بفعل صنيعةٍ ** حتى يتابعها كفاءَ حدودها )( صلةُ اللهيف هي الصلاةُ بعينها ** وتمامها بركوعها وسجودها )( والله لو ضمن الرُّقاد حميته ** عيني فما اكتحلت بطيبِ هجودها )4 ( ونظمتُ أجفانَ العلى لجبينها ** نظماً وأسفلها إزاء خدودها )5 ( وصفدتُ نفسي بالوفاء وضيقه ** إن الوفاء لمن أشدَّ قيودها )6 ( ولقيتُ نعمتهُ بأحسن خلة ** تلقى بها النعماءُ عند ورودها )7 ( حزتُ العلاء إفادةً وولادة ** فأعنت طارفَ رتبةٍ بتليدها )8 ( إن المآثرَ كالخضاب نصولها ** عجّل إذا لم تسعَ في تجديدها )9 ( نفسُ الشريف كحلّةٍ موشيةٍ ** فإذا تناهت طرزت بجديدها )0 ( وإذا اعتبرت فروعهُ بأصوله ** أيقنت أنّ دخانهُ من عودها )
____________________
(1/48)
3( ومحاسن الأشياء في تركيبها ** طوقُ الحمامةِ خلقة في جيدها )( وفضائلُ الإنسان تتبع أصلهُ ** قطع الصّوارم تابعٌ لحديدها )( أدنى بنيها من ولادة خامل ** لا ينسلُ الأشبالَ غير أسودها )4 ( تفديك طائفةٌ إذا ما فوخرت ** فزعتْ إلى أجداثها ولحودها )5 ( لغوٌ كحرف زيدَ لا معنى لهُ ** أو واو عمروٍ فقدها كوجودها )6 ( وأعدتَ ما بدتْ جدودك من علىً ** سبحان مبديها بكمُ ومعيدها )7 ( يا ابن الأئمة من قريش دعوةً ** نظمت دعاويها بسلك شهودها )8 ( دلّتْ عليك فأجزأت عن غيرها ** يغني اشتهارُ الحال عن تحديدها )9 ( إن كان أولادُ الوصيّ كواكباً ** فاعلم بأنك أنت سعدُ سعودها ) 40 ( نقلتْ فضائلهم إليك كأنها ** زرجونةٌ نقلت إلى عنقودها )
____________________
(1/49)
4( أنضيع نفساً أنت من تامورها ** وصميمها كالجزء من توحيدها ) 4( جعلتكَ واسطة إلى منجاتها ** وأباك واسطةً إلى معبودها ) 4( لا أبخل الأيام بخلاً بعد ذا ** حسبي بأنك نفحةٌ من جودها )
____________________
(1/50)
البحر : - ( إن كنت تصدق في ادعاء وداده ** فافككهُ من أسر الهوى أو فاده ) ( لا تمحُ بالهجران نورَ وصاله ** فصميم حبك في صميم فؤاده ) ( وأمتهُ بالهجران قبل مماته ** وأعده في الإسعاف قبل معاده ) 4 ( رفقاً بهٍ فهو الجموح إذا أبى ** شيئاً فلا يغررك لين قياده ) 5 ( زوّدهُ من نظر فأقنع من ترى ** من كان لحظ العين أكبر زاده ) 6 ( لا أنت عند اليسرمن زواره ** يوماً ولا في العسر من عواده ) 7 ( أرأيت سيفاً غيرَ لحظك صارماً ** يفري رقابَ القوم في أغماده ) 8 ( أمضى اللحاظ أكلّهن وكلما ** أكللت لحظك زدتَ في إحداده ) 9 ( إن الهوى ضدُّ العقول لأنهُ ** ضريت جآذرهُ على آساده )0 ( وافى إليّ كتابهُ عن نبأة ** كانت بعاداً مردفاً لبعاده )
____________________
(1/51)
1( أفدي الكتاب بناظري فبياضه ** ببياضه وسواده بسواده )( يا عاذل المشتاق دعه بغيه ** إن أنت لم تقدر على إسعاده )( أرواك فقدانُ الهوى وبقلبهِ ** ظمأ إلى عذب الرّضاب براده )4 ( وأظن عين سعادَ قد قلبت له ** هاءً فكلّ سهاده بسعاده )5 ( يخفي ضراماً من هواها مثلما ** يخفي ضرامَ النار عودُ زناده )6 ( فتهاجر الأجفان آخر عهده ** يومَ الفراق بظعنهم ورقاده )7 ( تسعى صروفُ الدهر في إصلاحه ** يوماً وطولُ الدهر في إفساده )8 ( أبداً يجيل الطرف في أمثاله ** صوراً وفي الأفعال في أضداده )9 ( وإذا جفاك الدهرُ وهو أبو الورى ** طرّاً فلا تعتب على أولاده )0 ( فلأنهضنَّ بجحفلٍ فرسانهُ ** من سمرةٍ ونحافةٍ كصعاده )
____________________
(1/52)
2( ولأقضينَّ الدهر غيرَ مقصرٍ ** ما كان أسلفنيه من أحقاده )( بل كيف تخطيني العلى وأنا امرؤٌ ** أرتاد عاريهن من مرتاده )( يا صاح إنّ الدهر قدّم بالغنى ** وعداً فما أدناك من ميعاده )4 ( هذي طرابلسٌ وما دون الغنى ** إلا نداؤك بالحسين فناده )5 ( شفع ابن حيدرةٍ على ثانيه في ** هذا الزمان وكان من أفراده )6 ( بأبي محمد الذي تأوي العلى ** ما بين قائم سيفه ونجاده )7 ( بمهذَّب صعب الإباء حرونه ** في حقّه سلس الندى منقاده )8 ( متجلّلاً ثوب الرئاسة معلماً ** ببهائه ووفائه وسداده )9 ( سالمهُ ما كانت حياتك مغنماً ** فإذا مللتَ من الحياة فعاده )0 ( حاز العلاء بجِدّه وبجَده ** فاختال بين طريفه وتلاده )
____________________
(1/53)
3( لم يجعل الآباءَ متّكلا ولا ** آباؤه اتكلوا على أجداده )( نزقٌ يعدُّ المجدَ بيتَ قصيده ** والمطل مثل زحافه وسناده )( يثني النوال إذا أتاه بمثله ** إن النوال يلذُ في ترداده )4 ( ما العرف إلا جوهرٌ فجمعتهُ ** في العقد معنى ليس في أفراده )5 ( ما إن حسبت الخيل تألف ضيغماً ** حتى تبدّى فوق ظهر جواده )6 ( يكسو المدجَّج مجسداً بدمائه ** فيعود منهُ بضد لون حداده )7 ( والبيض من تحت الغبار كأنها ** جمرٌ تألقّ في خلال رماده )8 ( والمجد تحت ظبى السيوف يحوزه ** من كان رقع حدادها كجلاده )9 ( كم جحفل غادرتَ فيه وديعةً ** قصباً من الخطّي في أجساده ) 40 ( صدرتْ صدور قناك تشكر ريها ** منهً وكان الوردُ في إيراده )
____________________
(1/54)
4( أما الإمام فشاكر لك أنعماً ** عمّتْ جميعَ عباده وبلاده ) 4( فأنرت ما سدّت أكفُّ جياده ** وهتكتما نسجت يدا زراده ) 4( كم طرزتْ أرضُ العدوّ دماً إذا ** طرزتَ طرسك نحوهم بمداده ) 44 ( خفَّفتَ بالأقلام عن أرماحه ** وبمحكم الآراء عن أجناده ) 45 ( ياذا الذي يعدي اليراع بفعله ** وبفضله وببأسه وبآده ) 46 ( كذب المبخّل للزمان وأنت من ** جدوى أنامله ومن أرفاده ) 47 ( أبداك فرداً وابتغى لك في الورى ** مثلاً فلم يقدر على إيجاده ) 48 ( لما علوتَ الناسَ جدتَ عليهمُ ** والطّودُ يقذف ماءه بنفاده ) 49 ( تبغي صيانة ما حويت ببذله ** في خفيةٍ وبقاءه بنفاده ) 50 ( تخفي نداك وليس يخفى والنّدى ** كالمسك يهتف ريحهُ بزناده )
____________________
(1/55)
5( حيّاك من ذي سؤدد ورعاك من ** أحياك واسترعاك أمر عباده )
____________________
(1/56)
البحر : - ( أتروم تغطيةَ الهوى بجحوده ** ونحولُ جسمك من أدلِّ شهوده ) ( هيهات تستر منهُ فجراً واضحاً ** من بعدما صدع الدجى بعموده ) ( قد قلتُ إياك الحجازَ فإنهُ ** ضريتْ جآذره بصيد أسوده ) 4 ( وأردت صيد مها الحجاز ولم يسا ** عدك القضاءُ فصرت بعض صيوده ) 5 ( يا سائلي عمن هويت وحالتي ** ما حالُ مفقود الفؤاد عميده ) 6 ( قد كان يرجفُ في ليالي وصله ** قلبي فكيف يكونُ عند صدوده ) 7 ( قلبٌ تزيدُ بماء جفنيَ نارهُ ** وهجاً فكيف الرأي في تبريده ) 8 ( لم ترض في قتلي سهام لحاظهِ ** عمداً فأتبعها رماحَ نهوده ) 9 ( لما رأى لحظات طرفي رتعاً ** تجني شقيقاً من رياض خدوده )0 ( سدل اللثام وصدَّ عني شارداً ** ونأى فأسهر مقلتي بشروده )
____________________
(1/57)
1( لا حظّ لي في قربه وبعاده ** عدمُ البخيل وفقده كوجوده )( قطع التنفُّسُ عقده من غمةٍ ** ظلّت تردّدُ في سواد وريده )( وبكى لفرقتنا فواقاً فالتقى ** درّان درُّ دموعه وعقوده )4 ( وجلا كمثل البدر في تدويره ** وضيائه والفجر في توريده )5 ( يا ليته جعلَ القطيعةَ موعداً ** منهُ فيخلفها كخلف عهوده )6 ( أخفي هواه وهو نارٌ مثلما ** يخفي الزنادُ ضرامهُ في عوده )7 ( أبصرتهُ في رفرف من جيشه ** من كلّ مضطمر الحشا أملوده )8 ( يلتفُّ نورُ الأقحوان بمثله ** في ريحه وبياضه وقدوده )9 ( فصنعن عندي منّةً فجحدتها ** نيلَ الغواني شكره بجحوده )0 ( يحففن أغيدَ يقتني داءَ الهوى ** ويروح بين مروطه وبروده )
____________________
(1/58)
2( حسنُ الشمائل أوحدٌ في حسنه ** كمحمّد بن سلامةٍ في جوده )( البحر بعضُ حدوده والفضلُ بع ** ض شهوده والنصرُ بعض جنوده )( تبدو أماراتُ الكريم بوجهه ** من بشره وحيائهِ وسجوده )4 ( أضحى قريبَ الجود منبعثَ الجدا ** نفسي فداءُ قريبه وبعيده )5 ( ومكرّماً للوافدينَ ومالهُ ** وفدٌ وليس مكرّماً كوفوده )6 ( وإذا أراد أثاب في طلبِ العلى ** والمال عند مضيهِ وعتيده )7 ( يربي على جهد الكرام كثيرهُ ** ويزيد فوق كثيرهم بزهيده )8 ( أبواعهم في المجد مثل ذراعه ** وقيامهم في الفضل مثل قعوده )9 ( وعلى مقادير الرجال فعالهم ** قطعُ المهنّد تابعٌ لحديده )0 ( قد هذَّبتْ إقليمهُ أقلامهُ ** وانقاد سيّده انقياد مسوده )
____________________
(1/59)
3( قطُّ العدى في قطّها ومدادها ** مدُّ الحياةِ لخلّه ووديده )( نبل إذا ما راشها ببنائه ** ورمى أصاب صميم قلب حسوده )( بيض الأماني في بياض كتابه ** وكذا المنايا سودها في سوده )4 ( وعجبتُ من قلم بيمناه ألمْ ** يغرقهُ بحرُ بنانه بمدوده )5 ( لم يقتنع بالمجد عن آبائه ** وهمُ فما اقتنعوا بمجدِ جدوده )6 ( أولى البرية أن يسمّى ماجداً ** من كان طارف مجده كتليده )7 ( حيّاك من أحيى العلى بك مثلما ** نشر الندى بك وهو بين لحوده )8 ( لو كان هذا الدهرُ شخصاً ناطقاً ** أثنى عليك بنثره وقصيده )9 ( ينبي سلامك وابتسامك عن ندىً ** وكذا الغمامُ ببرقه ورعوده ) 40 ( ما زال هذا الدهرُ بين مناحس ** حتى طلعتَ فكنتَ سعدَ سعوده )
____________________
(1/60)
4( ثق بالإله فكلّ أمر أنت في ** تأسيسه فالله في تشييده ) 4( قد كان فضلك موهماً لعطائهِ ** فالآن بشرك موقنٌ بمزيده )
____________________
(1/61)
البحر : - ( ألمتْ ودوني من تهامة بيدها ** وعهدي بها عني كثير صدودها ) ( يمانيةٌ للبدر شبّه وجهها ** وللظّبي منها مقلتاها وجيدُها ) ( سرت تستزيد الودَّ بيني وبينها ** وهل ليَ ودّ غيرها فأزيدها ) 4 ( ألمت وصحبي بين شعب رَمت بهم ** ولي هممٌ في رفعةٍ أستزيدها ) 5 ( وقد علقوا أنضاءنا برؤوسهم ** ولو خليت كان الكلالُ قيودها ) 6 ( وساعدها في النوم بيضٌ أوانس ** قصار الخطى سود السوالف غيدها ) 7 ( تضّوع منهن العبيرُ كأنما ** أتتك بفأر المسك غبّاً برودُها ) 8 ( أغضُّ من الرود الجنيّ خدودها ** وأرشق من غصن الرياض قدودها ) 9 ( فكم من يدٍ أولينني فجحدتها ** وشكر أيادي الغانيات جحودها )0 ( سل الله تهويم الكرى ليس غيره ** لعل الكرى يوماً إليك يعيدها )
____________________
(1/62)
1( أيا حبذا أرضُ العراق وحبذا ** تهائمها من أجله ونجودها )( على أنهم بانوا وبين جوانحي ** هوى مثل لذع النار شب وقودها )( ولم أنسها يوم النوى وقد التقى ** جمانان جاري دمعها وعقودها )4 ( لها مبسمٌ تحكي المساويك إنه ** بعيد الكرى عذبُ الثنايا برودها )5 ( فدع ذكر سعدى إن فيك بقيةً ** ألا إنما يبغي المها من يصيدها )6 ( أترضى بعيش المقترين وهذه ** أناملُ نور الدولة انهلّ جودها )7 ( دعا جودُ ذي العزّين هوجاءَ لم تزل ** من اليمن الأقصى نداهُ يقودها )8 ( فجاءته مكتوباً على حُرِّ وجهها ** حرامٌ إلى غير الأمير وخيدها )9 ( سليل ملوك من ذؤابة عامرٍ ** ترجّى عطاياها ويخشى وعيدها )0 ( تخرُّ لهُ الأملاك في الأرض سجّداً ** وقلّ لهُ تعفيرها وسجودها )
____________________
(1/63)
2( إذا ما ابتدا يوماً بنعمى أعادها ** ويا رُبّ مبدي نعمةٍ لا يعيدها )( يحنُّ إلى أسمائهِ كلُّ منبر ** فلو يستطيع اهتزّ واخضر عودها )( يدافع عن أحسابهابنوالهِ ** ويحملُ عن أسيافها ما يؤودها )4 ( ويردي أعاديها بكلّ كتيبةٍ ** يرد عيونَ الناظرين حديدُها )5 ( هو البحر إلا أنهُ طاب وردهُ ** وكم من بحار لا يطيبُ ورودها )6 ( رأيت الورى لو زار آل مسيّب ** لقاسمه درَّ الرَّضاع وليدها )7 ( تقرّ عقيلٌ بل نزارٌ بفضلهم ** ولو أنكرتْ يوماً أقرّتْ جلودها )8 ( ملوك أضافت ما اجتبت بسيوفها ** وزادت على ما أورثتها جدودها )9 ( يلوحُ ضياء الملك فوق جباهها ** إذا خفقت راياتها وبنودها )0 ( فلو كان جودُ المرء يخلدُ ربه ** لدام على رغمِ العدوِّ خلودها )
____________________
(1/64)
3( غيوثٌ ولكن قطرها المال والندى ** ليوثٌ ولكنَّ الملوك صيودها )( لقد بلغت كعب مناها وربُّها ** يتمُّ لها نعماءها ويزيدها )( ودانَ لهُ شرقُ البلاد وغربها ** وذلَّ لهُ شمسُ الملوك وصيدها )4 ( فكم صعدت خطابها كلّ منبر ** ولولاكم والله قلّ صعودها )5 ( أتى العيد فاسلم ألفَ عام بمثله ** فأنت لأبناء المظالم عيدها )6 ( إذا ما حللتَ الأرض غابت نحوسها ** وأقبل من كلّ الجهات سعودها )7 ( وكيف يحلِّ الجدبُ أرضاً تحلها ** وكفُّك غيثٌ لا يزال يجودها )8 ( فكم ليلة سرنا إليك سوارياً ** سواءٌ عليها ميلها وبريدها )9 ( ومالت ركاب القوم بالنوم فالتقت ** مناكبُ أبناء السُّرى وخدودها ) 40 ( وغنى مغنّينا بمدحك مثل ما ** عوى بشرورى آخر الليل سيدها )
____________________
(1/65)
4( وقد وعدتني النفس عندك بالغنى ** فأخلق بها أن لا تخيب وعودُها ) 4( ولولاك ما جبنا الفلاة ولا انطوى ** لأنضائنا طيّ الرداء بعيدها ) 4( سأكسوك من مدحي على النأي حلة ** يدوم على مرّ الجديد جديدها )
____________________
(1/66)
البحر : - ( أرى دهري تفضل واستفادا ** بنابغةٍ نسيتُ بها زيادا ) ( وحين أتاك ذاك أفاد هذا ** فانسى من أتاك لمن أفادا ) ( وما أعني سواك أباعليّ ** فكن حيثُ اشتهيتَ تكن مرادا ) 4 ( فإن أغزلت كنتَ لها وشاحاً ** وإن أجزلت كنت لهُ نجادا ) 5 ( بهرت فلو تبينُ على حسود ** لقال بغير شهوتهِ أجادا ) 6 ( سمت بك همّةٌ لم ترضَ حتى ** غدا فلكُ النجوم لها جوادا ) 7 ( يكون لها الهلالُ اليوم نعلاً ** وفي عشر يكون لها بَدادا ) 8 ( أتاني عنك ذكرٌ لو تأدّى ** إلى الأموات كان لها معادا ) 9 ( ثناءٌ أم ثنايا أقحوان ** تبسمُّ غب أدمعها فرادى )0 ( حظيتَ به فكنتَ هناك قُساً ** وكان الناس كلهم إيادا )
____________________
(1/67)
1( حثثتُ إليك في ميدان طرسي ** من الألفاظ مضمرة جيادا )( ولو أسطيع كان بياضُ عيني ** لها طرساً وأسودها مدادا )( وقد أسستَ مكرمةً فشيّد ** فمثلك من إذا أبدى أعادا )
____________________
(1/68)
البحر : - ( بدا البرق من نجدٍ فحن إلى نجد ** أيا بارقاً ماذا نشرت من الوجد ) ( وما حنَّ من وجدٍ بنجدٍ وإنما ** يحنّ إلى نجد لمن حلّ في نجد ) ( سقى العهد من هند عهادٌ من الحيا ** ضحوك ثنايا البرق منتحبُ الرعد ) 4 ( يحلّ عقود القطر بين معاهدٍ ** تحلُّ بها من قبل دريّة العقد ) 5 ( فتاةٌ أرى الدنيا بما في نقابها ** وألقى بما في مرطها جنةَ الخلدِ ) 6 ( هي الشمس تخفى الشمسُ عنها إذا انتمتْ ** قضاعيةُ الأخوال فهريةُ الجدّ ) 7 ( دجوجية الفرعين شمسية الرُّوا ** كثيبية الأردافِ خوطية القدّ ) 8 ( وناظرة من ناظريْ أم جؤذرٍ ** خذول به أو مقلتي رشأ فرد ) 9 ( من الورد خداها من الدرّ ثغرها ** على أن ريّاها من العنبر الورد )0 ( تظل تعاطيك المنى من مقبّلٍ ** بأعذب من خمرٍ وأطيب من شهد )
____________________
(1/69)
1( ألا قاتل الله الحمامَ فإنها ** بكتْ فشجت قلباً طروباً إلى هندٍ )( وما ذكره هنداً وقد حال دونها ** قنا الخطّ أو بيضٌ رقاقٌ من الهند )( وأسدٌ على جردٍ من الخيل ضمَّر ** وهيهات من يحميك أسداً على جرد )4 ( ويهماء تكبو بين أورادها القطا ** ويوهي السّرى فيها قوى الضّيغم الجلد )5 ( مطوّحةٌ لولا الدراريُّ ما درى ** دليلٌ بها كيف السبيلُ إلى القصد )6 ( سباريتُ ما فيهنَّ زادٌ لراكبٍ ** سوى ما حوتْ فيها الأداحيُّ من الربد )7 ( على أنه لو جارت الريحُ ربدها ** لكلّت لغوباً عن نعام بها ربد )8 ( كيهماءَ كلّفتُ المطيَّ اعتسافها ** إلى الشّرف العالي إلى الكرم العدِّ )9 ( إلى القمر الهادي إلى ابن مفرّج ** إلى الحسب الزاكي إلى الكوكب السعد )0 ( إلى السيف سيف الدولة الملك الذي ** تبيت ذُرى أبياته مألف الحمد )
____________________
(1/70)
2( إلى الأسد الضّرغام في حومةِ الوغى ** إذا احمرَّ من غاب القنا حدقُ الأسد )( من الأجأئيين الذين جيادهمْ ** بأحياء من عاداهم أبداً تردي )( نجومُ بني قحطان في طخيةِ الدُّجى ** إلى عددٍ عدٍّ وألسنةٍ لدِّ )4 ( وجأواءَ رجراجيةٍ أجائيةٍ ** حبتها يدا داود بالحلق السّرد )5 ( لها من حديد الهند كلُّ معلل ** بماء الرّدى ماضي الغرارين والحدّ )6 ( ومن أسلات الخطّ كلُّ مديدةٍ ** تروقك بالنّبراس ذاتُ شبا عرد )7 ( ومن نسل زاد الركبكلُّ مطَّهم ** حباه سليمانُ بنُ داودَللأزد )8 ( لفقت بأخرى كلَّف الضمر ربها ** بسمر القنا والبيض قرع صفا صلد )9 ( فلما تداعت بيتها وشعارها ** فكان لديها الموتُ أحلى من القند )0 ( دعوتَ لها من سرّ معن فوارساً ** تلذّ المنايا لذّة العيشةِ الرّغد )
____________________
(1/71)
3( فنكرٌ بذي نكر إذا مااستحى الفتى ** وعرفٌ لآمال امرئ لك مستجد )( أمحمودُ قد أحسنتَ أحسنت منعماً ** وما أنا للإحسان مستحسنٌ وحدي )( فعش للعلى فالعزّ مستضعف القوى ** وما بحرك الفيّاض مستنزف الرفد )4 ( ولكنني أشكو أموراً تركنني ** يتيماً ومن أكناف عزّي على بُعد )5 ( أخا الهم لا أدري من الهم والأسى ** أأكتم ما بين الجوانح أم أبدي )6 ( وإني إلى الفهم الذي لك أشتكي ** هموميَ من طول اغترابي ومن كدي )7 ( فذو العلم من ذي الفهم في كلّ راحة ** ولكنه من ذي الغباوة في جهد )8 ( ومن يجمع الفهم الذي لك في الندى ** فذاك الذي لم يكبُ في مدحه زندي )9 ( عقيدَ الندى والحادثاتُ كثيرةٌ ** ومثلك مدعوٌّ لحادثة إدِّ ) 40 ( أليس عجيباً أنّ شخصكم الذي ** أريدُ به عزّي أريق به رفدي )
____________________
(1/72)
4( وأعجب من هذاك أن أبا الندى ** بدا عنهُ إقصار وما ذاك عن قصد ) 4( فواعجباً هلاّ تفرّد مجدكم ** بغرّاء يبقى ذكرها سمراً بعدي ) 4( بمكرمة إن قلت فيها قصيدةً ** نظمتُ بنظميها قلائدَ للمجد ) 44 ( فإن قلت ردّوني إلى الشرق لم يكن ** عليكم من الأشياء أيسر من ردّي ) 45 ( وإن قلت سدُّوا خلّتي وخصاصتي ** فأمثالكم سدُّوا الخصاصات بالرفد ) 46 ( أما منكم أوس أما حاتمٌ لكم ** وما لهما ندّ ومالك من ندّ ) 47 ( أما بكم الأمثال تضربُ في الندى ** أما أركبُ الآمال نحوكم تحدي ) 48 ( أما عم أهلَ الحزن والسهّل جودكم ** أما مالكم يغدو على الجود يستعدي ) 49 ( أما ركزت أرماحكم حيث شئتمُ ** أما كلّ منْ شئتم سيوفكم تردي ) 50 ( أما مذحجٌ فيكم أما الأزد أزدكم ** أما لكمُ كلبٌ وأسد بني فهد )
____________________
(1/73)
5( أما تبَّعٌ سارت إلى الصّين خيلهُ ** أما حميرٌ شادتْ حصونَ سمرقند ) 5( أما قاد قابوساً أسيراً لتبعّ ** أما شدّ كبلاً كعبهُ أيما شدّ ) 5( أمالكم أنصار دين محمدٍ ** سراة بني قيس ورهط بني سعد ) 54 ( ألستم بجندٍ للنبيّ ورهطه ** فبورك من رهط وبورك من جند )
____________________
(1/74)
البحر : - ( ألمت بنا بعد الهدوّ سعادُ ** بليل لباس الجو منهُ حداد ) ( ألمت وفي جفني وجفن مهنّدي ** غراران ذا سيفٌ وذاك رُقاد ) ( فما برحت حتى تجلّى لي الدجى ** كما فارق العضبَ الحسام غماد ) 4 ( وحدَّق بالليل الصباحُ كأنه ** بياضٌ بعين والظلامُ سواد ) 5 ( أناةٌ كمثل الشمس نوراً وعادةً ** ففيها دنوٌّ مطمعٌ وبعاد ) 6 ( فإن ترني أخفي هواها تجلداً ** فيا ربما أخفى الضّرامَ زنادُ ) 7 ( ولم أنسها والبينُ يجري دموعها ** على مشرقٍ للعين فيه مرادُ ) 8 ( يروقُ بدمع اللّهو والحزن خدُّها ** فماعنه طرفٌ إن رآه يحاد ) 9 ( وإن سفحت بالكحل دمعاً فخدُّها ** من النور طرسٌ والدموعُ مداد )0 ( بها مرضٌ في لحظها وهو صحةٌ ** ولكن مريضُ اللحظ ليس يعاد )
____________________
(1/75)
1( أليس عجيباً أن تصيدَ قلوبنا ** مهاةٌ وعهدي بالمهاة تصاد )( سقاها إذا ما المزنُ أخلفَ أرضها ** بنانٌ عليَّ إنها لعهاد )( أغيثُ جداه الماء لا شيء غيره ** كغيثٍ جداه طارفٌ وتلاد )4 ( بنانٌ على بذل المواهب سبطةٌ ** ولكن على قبض الرماح جعاد )5 ( يجول به في الحرب نهدٌ كأنهُ ** عقاب ولكنّ الجناح بداد )6 ( وقد خضبت أسيافه فكأنها ** من الدم جمرٌ والغبار رماد )7 ( لهُ كرمٌ كالبحر يزداد كلما ** يرجّى فما يخشى عليه نفاد )8 ( عصيتُ إليه النفس حتى أتيتهُ ** ففزتُ وعصيانُ النفوس رشاد )9 ( وأعلقت أسبابي بمختص دولة ** غراس الأماني في ذراه حصاد )0 ( بأبلج سوقُ الحمد ينفقُ عنده ** وفي سوقه إلا لديه كساد )
____________________
(1/76)
2( تُهزُّ يمينُ الملك منه مثقفاً ** يقيه لسانٌ كالسّنان حداد )( لهُ حملاتٌ في المكارم مقدماً ** إلى جوده والمكرمات طراد )( لقد نشر الطيمومُ أموات طيّئٍ ** بعليائه والمجد حيث يشاد )4 ( فإن لم يعد من مات منهم فذكره ** وذكر الفتى قبل المعاد معاد )5 ( رأيت علياً في الفضائل كاسمه ** علياً لهُ شمُّ الجبال وهادُ )6 ( فإن شاركوه باسمه فلربّما ** يشارك باسمٍ ناطقٌ وجماد )7 ( بصيرٌ بترك الجود في مستحقه ** وما كلّ من يُعطي الجزيل جواد )8 ( لقد زدتَ هذا الدهرَ حسناً وهيبة ** كأنك في صدر الزمان نجاد )9 ( فلو صوّر الله البريّة واحداً ** لصوَّرهم جسماً وأنت فؤاد )0 ( حملت العلى بالجود حتى اقتنصتها ** وللمجد وحشٌ بالنوال يصاد )
____________________
(1/77)
3( فقد سُدت طيَّاً وهي للناس سادة ** وكلّ جوادٍ سيّد سيساد )( وطيُّ عمادُ الناس في كلّ موطن ** وأنت لها يا ابن الكرام عماد )( تقودُ ذرى قحطان آل مفرّجٍ ** ولو لم يكن آل المفرّج قادوا )4 ( إذا أسسوا شادوا وإن وعدوا وفوّا ** وإن بدؤوا في المكرمات أعادوا )5 ( أفادوا مديحي واستفدت ثوابهم ** وكلّ مفيدٍ إن رأيت مفادُ )6 ( رأيتُ العلى شخصاً وقحطانُ وجههُ ** وطيّ لهُ عينٌ وأنت سواد )7 ( إليك فرتْ بي كلَّ فقر ومهمهٍ ** مضمّرةٌ مثل العَلاة سناد )8 ( ثنى الفقرُ من اخفافها فكأنما ** عليهنَّ من ماء الدماء جساد )9 ( وعاذلةٍ قالت تأنّ فربما ** يروقك بعضُ النبت وهو كباد ) 40 ( فقلت لها كفي فآل مفرّج ** بحار ندى والعالمون ثمادُ )
____________________
(1/78)
4( يعلِّل ظني منْ أبوه مفرج ** إلا إن أولاد الجياد جياد )
____________________
(1/79)
البحر : - ( ألا هل لعهد العامريّة جاحدُ ** وعنديَ من صدق المودة شاهدُ ) ( حكى لك عني أنني متبغّض ** فلا تسمعي ما قال فيَّ الحواسد ) ( فوالله ما الإعراض عنك ملالةً ** أأسطيع إعراضاً وشوقيَ زائد ) 4 ( ولكنْ حذاراً من وشاةٍ عيونهم ** علينا وإن أبدت هجوداً رواصد ) 5 ( أناديك من شوق إليك وصبوة ** وما بين دارينا مدى متباعدُ ) 6 ( وكم سرتُ في طرق السّلو فلم أجد ** سبيلاً وضاقت في هواك المقاصد ) 7 ( وكم طلبت عيناي في الناس ماجداً ** كريماً فناداني الندى ليس ماجدُ ) 8 ( سوى من عليه الحمدُ وقفٌ وعنده ** بلوغُ المنى إن جاء يرجوه قاصد ) 9 ( أبا الفضل عبد الله يابن محمدٍ ** على وجهه للمكرماتِ شواهد )0 ( لهُ في سماء الفخر من طيب أصله ** وإحسانه في المعتفين مشاهد )
____________________
(1/80)
1( كريم على أبوابه النُّجح ثابتٌ ** إذا مرّ عنها وافدٌ جاء وافد )( وما خيّب الدهر الخؤون لطالبٍ ** ولاذَ بها إلا أتتهُ الفوائد )( عليها ازدحام للعفاة وحولها ** على كلّ فترٍ للعفاة موارد )4 ( لئن نام عن جدوى أبي الفضل طالبٌ ** فما جوده عما يحاولُ راقد )5 ( تكادُ تناجيه بأعذب منطقٍ ** على الخلق من حسن الفعال المحامد )6 ( ومن لم يكن يعطى الخلود فإنه ** بحمد الورى في الدّهر لو مات خالد )7 ( عوائدهُ ألا يخيّب سائلاً ** فيا حبّذا في الناس هذي العوائد )8 ( أبا الفضل إن الشعر عندك نافقٌ ** وعند الذي سامى علّوك كاسد )9 ( إذا ضلت القصَّاد عن حوض ماجد ** يكونُ لها من مكرماتك راشد )0 ( وإن عدلَ المحرومُ عنك فإنه ** إذا حالفَ الإقبال نحوك عائد )
____________________
(1/81)
2( أرى الغيثَ مفقوداً من الدهر برهةً ** وجودك باقٍ مالهُ الدَّهر فاقد )( يزيد على فيض البحار انسكابهُ ** وعدّتها سبعٌ وإنك واحدُ )( ولو مات هذا الجودُ يا ابن محمدٍ ** فأنت له دون البريّة والد )4 ( ترفعتَ عن مدحِ الأنام جلالة ** فسارت بشرّ الحمد عنك القصائد )5 ( فنجمك في برجِ السّعادة بالغ ** ومجدك في أعلى المنازلِ صاعد )6 ( نفوسُ الورى تهواك يا ابن محمدٍ ** فما لك في إحسانِ كفّك حاسد )7 ( إذا رُمتُ أن أُثني عليك بصالح ** فما ليَ في خلق الإله معاند )8 ( وإن رمتُ أن أُ ثني عليك بغيره ** فماليَ في كلّ الأنام مساعد )9 ( فدم سالماً يا ابن المنيع مجدّداً ** فلا طرقتكَ الحادثاتُ الشدائد )
____________________
(1/82)
البحر : - ( حازكِ البينُ حين أصبحت بدراً ** إن للبدر في التنقُّل عذرا ) ( فارحلي إن أردتِ أو فأقيمي ** أعظم الله للهوى فيَّ أجرا ) ( لا تقولي لقاؤُنا بعد عشر ** لستُ ممن يعيشُ بعدكِ عشرا ) 4 ( كلما قلتُ قد تنكّر َقلبي ** من هوى خلّةٍ تعلَّقَ أخرى ) 5 ( همُّهُ كلّ غادةٍ يشبه اللؤُ ** لؤُ منها لوناً ولفظاً وثغرا ) 6 ( ذات وجه يجلو لك الشمس وهناً ** تحت فرع يُدجى لك الليل ظهرا ) 7 ( حدرَ الدمعُ كحلها فوقَ خدٍّ ** كان طرساً في الحسن والدمع سطرا ) 8 ( إنّ يومَ الفراق غيرُ حميدٍ ** ردَّ جزع العيون بالدمع دُرّا ) 9 ( منع الغمض حين أمسى وأضحى ** سالكاً بين كل جفنين بحرا )0 ( كل جفن يرى أخاهُولا يس ** طيعَ خوضاً ولا يصادف عبرا )
____________________
(1/83)
1( ولعهدي بعاذل لي فيها ** ظلَّ يوم الفراق ينشُد صبرا )( سائلاً سائلَ المدامع لما ** نهرتهُ أجرى لهُ النهر نهرا )( إنّ خُلفَ الميعاد منك طباعٌ ** فعدينا إذ تفضَّلتِ هجرا )4 ( وسقامُ الجفون أسقمني في ** ك فليت الجفونَ تبرا فأبرا )5 ( هل أعارت خيالك الريح ظهراً ** فهو يغدو شهراً ويرتاح شهرا )6 ( زارني في دمشق من أرض نجدٍ ** لك طيف أسرى ففكك أسرى )7 ( فاجتلينا بدورَ نجدٍ بأرض ال ** شام بعد الهدوّ بدراً فبدرا )8 ( وأراد الخيال لثمي فصير ** تُ لثامي دون المراشفِ سترا )9 ( فاصرفي الكأس من رضابك عني ** حاشَ لله أن أرَشَّف خمرا )0 ( ولو أن الرضابَ غيرُ مدامٍ ** لم تكوني في حالةِ الصّحو سكرى )
____________________
(1/84)
2( قد كفانا الخيالُ منك ولو زر ** تِ لأصبحتُ مثل طيفك ذكرا )( قد قطعتُ الزمان عوماً وخوضاً ** وجرعتُ الخطوب حلواً ومراً )( وتبينتُ الدهر حتى لو ارتا ** بَ بأمر شفيتهُ منهُ خبرا )4 ( فإذا العيشُ في الغنى فإذا فات ** ك فالحظْ بعينيك العيشَ شزرا )5 ( عدَّ ذا الفقرَ ميِّتاً وكساهُ ** كفناً بالياً ومأواهُ قبرا )6 ( وإذا شئت معدناً من نضار ** فاشهرِ البتر إن في البتر تبرا )7 ( واجنب الخيل فوق كل نجاةٍ ** تكتسي بالسراب طوراً وتعرا )8 ( كلما مرّت الركابُ بأرضٍ ** كتبت أسطراً من الدّم حمرا )9 ( ثم أتبعتها الحوافرَ نقطاً ** فغدت تنقري لمن ليس يقرا )0 ( تتبارى بكلِّ خبتٍ رحيب ** يشبه ابن الحسين خلقاً وصدرا )
____________________
(1/85)
3( لو تكلّفنهُ خيالات حبٍّ ** أصبحت بينهُ لواغبَ حسرى )( فإذا قابلت محمداً العيس ** فقبّل مناسمَ العيس شكرا )( إنّ أمراً حدا إليهِ ركابي ** هو بي محسنٌ ولو كان شرا )4 ( من إذا شمتَ وجههُ بعد عسر ** قلبَ اللهُ ذلك العسرَ يسرا )5 ( وإذا قلَّ نيلهُ كان بحراً ** وإذا ضاقَ صدرهُ كان برّا )6 ( وإذا فاض في نوالٍ وبأس ** غرّق الخافقين نفعاً وضرّا )7 ( بأس من يأمن المنية في الحرب ** وجدوى من ليس يحذرُ فقرا )8 ( ملكٌ بشرهُ يبشِّرُ راجي ** هِ وللغيث قبل يمطرُ بشرى )9 ( عبّر البشر منهُ عن عتق أصل ** إن في الصارم العتيق لأثرا ) 40 ( صحّة من ولادةٍ عنونتهُ ** بحروف من النّبوة تقرا )
____________________
(1/86)
4( فلهُ رؤيةٌ تقود إليهِ ** طاعة العالمين طوعاً وقسرا ) 4( هو بعض النبيّ والله قد صا ** غ جميع النبي والبعض طهرا ) 4( وابن بنت النبي مشبههُ عل ** ماً وحلماً واسماً وسراً وجهرا ) 44 ( نسب ليس فيه إلا نبيٌّ ** أو إمامٌ من العيوب معرّى ) 45 ( ضمنت راحتاهُ جوداً معيناً ** فهو يزدادُ حين ينزح عذرا ) 46 ( يتبع الرمح أمره إن عش ** رين ذراعاً بالرأي تخدم شبرا ) 47 ( ولديه دنياً لمن رام دنيا ** ولديه أُخرى لمن رام أُخرى ) 48 ( قسمت باعهُ العلا فغدى لل ** يُمن يمنى منهُ ولليسر يسرى ) 49 ( أقفل الحلم سمعهُ عن قبيح ** إن في أكثر الوقار لوقرا ) 50 ( مستبد إذا استمدّ برأيٍ ** يترك الليل بالإضاءة فجرا )
____________________
(1/87)
5( وإذا راش بالأنامل منهُ ** قلماً واستمدَّ ساءَ وضرَّا ) 5( قلم دبَّر الأقاليمَ حتى ** قال فيه أهل التناسخ إمرا ) 5( مدت العمر مدّة منه في السلم ** وأخرى في الحرب تبترُ عمرا ) 54 ( وترى في شباته الرُّزء والرز ** ق وفيها البوارُ والبرُّ مجرى ) 55 ( ظفراً في يد الأماني تلقاهُ ** وتلقاهُ للمنيّة ظفرا ) 56 ( لا تقيم الأموالُ عندك يوماً ** فإلى كم يكون مالك سفرا ) 57 ( أنصف المال من نوالك يا منْ ** بيديه أمر المظالم طرّا ) 58 ( حرتَ في بذله وأحكامك العدل ** فإن كان قد أساءَ فغفرا ) 59 ( ترتقي الدّست والمنابرَ والخي ** ل فتختالُ كلُّها بك كبرا ) 60 ( لو جرت في المنابر الروحُ ظلت ** من سواكم عيدانها تتبرّا )
____________________
(1/88)
6( كلما اعتاق همتي بحرُ يأسٍ ** مدَّ من فوقهِ رجاؤك جسرا ) 6( والتقى بي في كل أرضٍ ثناء ** لك أهدى من النجوم وأسرى ) 6( وعجيبٌ أنّي اعتمدت بنظمي ** أحسن العالمين نظماً ونثرا ) 64 ( فكأني حبوتُ داودَ درعاً ** بعدما ليَّنَ الحديد وأجرى ) 65 ( ومن الشعر في الحضيض حضيضٌ ** ومن الشعر في الكواكب شعرى ) 66 ( وادّعائي للنّقد عندك لغوٌ ** أنت أهدى لما يقال وأدرى ) 67 ( أنت بحرُ الندى فلا زلتَ مدّاً ** لا رأينا بساحل لك جزرا )
____________________
(1/89)
البحر : - ( صددت إذ عادَ روضُ الرأس ذا زهر ** الشيبُ عندكِ ذنبُ غيرُ مغتفر ) ( لا درّ دُرّ بياض الشيب إن لهُ ** في أعين الغيد مثلُ الوخز بالإبر ) ( سواد رأسك عند الهائماتِ به ** معادلٌ لسوادِ القلب والبصر ) 4 ( قد كان مغفرُ شعري لاقتير لهُ ** فصيرتهُ قتيراً صبغة الكبر ) 5 ( أهتز عند تمني وصلها طرباً ** وربّ أمنيةٍ أحلى من الظَّفر ) 6 ( تجني عليَّ وأجني من مراشفها ** ففي الجني والجنايات انقضى عمري ) 7 ( أهدى لنا طيفها نجداً وساكنهُ ** حتى اقتنصنا ظباء البدو في الحضرِ ) 8 ( يخنسنَ بين فروج المعلمات كما ** يكنسنَ بين فروع الضّال والسّمرُ ) 9 ( فبات يجلو لنا من وجهها قمراً ** من البراقع لولا كلفةُ القمر )0 ( وراعها حرُّ أنفاسي فقلت لها ** هواي نارٌ وأنفاسي من الشرر )
____________________
(1/90)
1( وزاد درَّ الثنايا درُّ أدمعها ** فالتفَّ منتظمٌ منهُ بمنتثر )( فما نكرنا من الطّيف الملمِّ بنا ** ممن هويناهُ إلا قلةَ الخفر )( باتت تبيحُ لنا مالا تجودُ به ** من الرّضاب اللذيذِ البارد الخصر )4 ( فسرتُ أعثر في ذيلِ الدّجى ولهاً ** والجوُّ روض وزهرُ الليل كالزّهرِ )5 ( وللمجرّةِ فوق الأفق معترض ** كأنها حببٌ يطفو على نهر )6 ( وللثريا ركودٌ فوق أرحلنا ** كأنها قطعةٌ من فروة النمر )7 ( وأدهمُ الليل نحو الغرب منهزمٌ ** وأشقرُ الفجر يتلوهُ على الأثر )8 ( كأن أنجُمهُ والصبحُ يُغمضها ** قسراً عيونٌ غفت من شدّة السّهرَ )9 ( فروَّع الشّربَ لما ابتلّ اكرعهُ ** في جدول من خليج الفجر منفجر )0 ( ولو قدرتُ وثوبُ الليل منخرقٌ ** بالصبح رقّعتهُ منهنَّ بالشعر )
____________________
(1/91)
2( قالت أنساك نجداً حبُّ مطرف ** فقلت خبركِ يغنيني عن الخبرَ )( أخذتِ طرفي وسمعي يوم بينكم ** فكيف أهوى بلا سمع ولا بصر )( وقد أخذتِ فؤادي قبلُ فاطلعي ** هل فيه غيرك من أنثى ومن ذكر )4 ( فإن وجدت سوى التوحيد فيه هوى ** إلا هواك فلا تبقي ولا تذري )5 ( بيضاء يسحب ليلاً حسنهُ أبداً في ** الطول منه وحسن الليل في القصر )6 ( يحكي جنا الأقحوان الغضّ مبسمها ** في اللونِ والريح والتفليج والأشر )7 ( لو لم تكن أقحواناً ثغرُ مبسمها ** ما كان يزدادُ طيباً ساعةَ السحرِ )8 ( لها على الغيد فضلٌ مثل ما فضلت ** كفّا الرئيس أبي عمرو على المطر )9 ( وهبهُ باراهما في غزر نيلهما ** فهل يباريهما في الجود بالبدر )0 ( ذو صورة أفرغَ الرحمنُ صيغتها ** في قالب المجد لا في قالب البشر )
____________________
(1/92)
3( وماء وجه ينبّي عن صرامته ** إن الفرند دليلُ الصّارم الذكر )( بحرٌ ولكنهُ تصفو موارده ** والبحر منبعثٌ بالصفو والكدرَ )( لا تنكرنَّ نفيساً من مواهبه ** فليس يُنكر قذفُ البحر بالدّرر )4 ( صعبُ الإباء ذليلُ الصفح مبتعد ال ** محلّ داني الندى مستحكم المرر )5 ( يامن يرومُ لهُ شبهاً يشاكلهُ ** لقد طلبت محالا ليس في القدر )6 ( فمجده ونداه المحضُ في حضر ** ومالهُ وثناهُ العض في سفر )7 ( يزيد معروفهُ بالستر منزلة ** كما يزيد بهاء الخود بالخفر )8 ( ترى مياه الندى تجري بأنمله ** ترقرقَ الماءِ في الهنديّة البتر )9 ( عرفتُ آباءه الشمَّ الكرامَ به ** كذاك يعرفُ طيب الأصل بالثمر ) 40 ( قوم علواو أضاؤوا الأفق واتصلت ** أنواؤُهم كفعال الأنجم الزُّهر )
____________________
(1/93)
4( قد كنت أهواهُ تقليداً بمخبره ** فصرت أهواهُ بالتقليد والنظر ) 4( وكنتُ أُكبره قبل اللقاء لهُ ** فازددت للفرق بين العين والأثر ) 4( لا غروَ أن سمح الدهرُ البخيل به ** وطالما فاضَ ماء النّهر من حجر ) 44 ( جاد الزمان فأعطى فوقَ قيمته ** وربما جادت الأصدافُ بالدّرر ) 45 ( يحل من كلِّ مجدٍ شامخ وسطاً ** توسط العين بين الشَّفر والشَّفر ) 46 ( لولاهُ لم يقضِ في أعدائه قلمٌ ** ومخلب الليث لولا الليثُ كالظفر ) 47 ( فيه المنى والمنايا كالشجاع به الدرّيا ** ق والسمُّ جمّ النفع والضرر ) 48 ( ما ضرّ إلا وضلت بيضُ أنصله ** في الهام أو سمُر الأرماح في الثغر ) 49 ( وغادرت في العدى طعناً يحفُّ به ** ضرب كما حفّت الاعكان بالسّررَ ) 50 ( يارُبَّ معنىً بعيدِ الشأو أسلكه ** في سلكِ لفظٍ قريبِ الفهم مختصر )
____________________
(1/94)
5( لفظاً يكونُ لعقد القول واسطةً ** ما بين منزلة الإسهاب والخصر ) 5( إن الكتابة سارت نحو أنملهِ ** والجود فالتقيا فيه على قدر ) 5( تردّ أقلامهُ الأرماحَ صاغرةً ** عكساً كعكس شعاع الشمس للقمر ) 54 ( يجلو بياضَ المعاني سودُ أحرفها ** إن الظلام ليجلو رونق السّحر ) 55 ( وفي كتابك فاعذر من يهيمُ به ** من المحاسن ما في أحسن الصُّورِ ) 56 ( الطرسُ كالوجه والنوناتُ دائرةٌ ** مثلُ الحواجبِ والسيناتُ كالطُّررِ ) 57 ( تحكي حروفك لا معنى مواقعها ** وليس كل سوادٍ أسود البصرِ ) 58 ( وليس كل سوادٍ بصّ أسودهُ ** فيما سوى العين معدوداً من الحورَ ) 59 ( ولا يعدّان في عين امرئٍ حوراً ** إلا إذا اجتمعا فيها على قدر ) 60 ( فرّغتَ نفسك للأحرار تغرسهم ** وهمُّ غيرك غرس النَّخل والشجر )
____________________
(1/95)
6( لما وطئت دمشقاً بيع ما وطئت ** منها التراب بسعر العنبر الذّفر ) 6( وهذه صلةٌ لا يشعرونَ بها ** أجدت حتى بوطء الرجل في العفر ) 6( فمن تجد منهمُ يمدحك مادحهُ ** والمدح في أرج النُّوار للمطر ) 64 ( وكلما شحَّ أهلُ الدهر زدتَ ندىً ** بظلمة الشعر تبدو زينة الغرر ) 65 ( أما العراق فيثني جيدَ ملتفتِ ** شوقاً إليك ويرعى عينَ منتظر )
____________________
(1/96)
البحر : - ( أتانيَ عن تاج الزمان تعتُّب ** يضيّقُ وسع الأرض فضلاً عن الصدر ) ( ولم أمتدحهُ آخراً لجهالةٍ ** وهل للذي لا يعرف الشمس من عذر ) ( ولكنني لما رأيتُ صفاته ** ختمن العلى طرّاً ختمت به شعري ) 4 ( وقد أخَّر الله النبيَ لفضله ** وقدّمهُ في رتبة الفضل والأجر ) 5 ( أعرتهُم من درِّ وصفك جوهراً ** تحلّوا بهِ ما بين سحر إلى نحر ) 6 ( وباهوا به عاريةً لا تملكاً ** فإن شئتَ ردّوا ما استعاروا من الدّر ) 7 ( فلما تمادى الأمرُ نادت بيَ العلى ** غلطت فأعطالقوس ويحك من يبري ) 8 ( فعادَ مديحي نحو أبلجَ حدِّثوا ** بلا حرجٍ عن جوده وعنِ البحر ) 9 ( وغايةُ هذا الفضل أنت وإنما ** يوافى إلى الغانيات في آخر الأمر )
____________________
(1/97)
البحر : - ( أسيلة خدٍّ دونهُ الأسلُ السمرُ ** ودون ارتشاف الرّيق من ثغرها ثغرُ ) ( أناةٌ براها الله اكمل صورة ** فأردفت الأرداف واختصر الخصر ) ( ويقصر ليلي ماألمت لأنها ** صباح وهل يبقى الدجى وهي الفجر ) 4 ( مرى البين جفنيها على الخدِّ فالتقى ** بأدمعها والمبسم الدرُّ والدَّرُ ) 5 ( وقالوا تسلوا عن لذيذ رضابها ** فقلتُ وهل حلت لشاربها الخمرُ ) 6 ( ألم تعلمي أنّ العناء هو الغنى ** وأن ابتذال التِّبر في حقها بتر ) 7 ( إذا كان ترحالي بنيةِ آيبٍ ** فباطنهُ وصلٌ وظاهره هجر ) 8 ( ذريني أهب للمجد شرخ شبيبتي ** فإن لم أبادرها استبدَّ بها العمر ) 9 ( فلم أرَ هذا العمر إلا مسافةً ** إذا مرّ يومٌ مرّ من ذرعها فترُ )0 ( فسلنيَ بالدنيا فقلبي صحيفةٌ ** على ظهرها من كلِّ نائبةٍ سطرُ )
____________________
(1/98)
1( أوسّع صدري كلَّ يوم بزفرةٍ ** على أنه وسعٌ يضيق لهُ الصدر )( أكلف أقلامي تبلّغني المنى ** وقد عجزت عنها الردينيةُ السُّمر )( وإن لم تنل بالبيض تخضبُها الدما ** فأهون بأقلامٍ يخضِّبها الحبرُ )4 ( إذا فات من أربى على العشر رمحه ** لقاها فقد فاتت فتىً رمحهُ شبر )5 ( سأنفي الأذى عني وشيكاً بفتيةٍ ** طعانهمُ نظمٌ وضربهم نثر )6 ( وبيداء لولا أنها هي مجهل ** لشبهتها في الوسع صدرك يا بشرُ )7 ( قطعتُ بملء الغرضتين وصارمٍ ** كعزمك من ماء الفرند به أثر )8 ( لقد جمع الرحمنُ فيك محاسناً ** بأيسرها يُستعبدُ العبد والحرُّ )9 ( يكفِّرُني قومٌ بشكري صنيعة ** إليّ وكفر المنعمين هو الفقرُ )0 ( ينوطُ نجادي رأيه وحسامهِ ** بصدر كمثل البرّ أو دونهُ البر )
____________________
(1/99)
2( ويحلمُ عن ذي الجهل حتى كأنه ** وحاشاه من فرط الوقارِ به وقرُ )( ومن يعتصم منه بعصمةٍ خدمةٍ ** يحد عنه شيئان المذلَّةُ والفقرُ )( وما تنجحُ الأقلامُ إلا بكفِّه ** ومخلبُ غير الليث في كفّه ظفر )4 ( سهامٌ إذا ما راشها ببنانهِ ** أصيب بها قلبُ البلاغة والنحرُ )5 ( وإن سحبَ القرطاس من وقعها به ** تجلت وجوه الخطب والخطب الغر )6 ( تخبر عما في القلوبِ كأنما ** سوادُ سويداوائهن لها حبر )7 ( ويا عجباً للدّست كيف جفافهُ ** وفي كلِّ عقدٍ من أنامله نهر )8 ( ولا عجبٌ أن يلفظ الدرَّ قائلاً ** وهل عجب أن يلفظ الدُّرر البحر )9 ( ويغشى ولا يُغشى بنور جبينهِ ** عجيبٌ وهل يُغشى بأنواره البدر )0 ( رعاك الذي استرعاك أمرَ عباده ** وحيّاك من أحياك يا أيها الحَبر )
____________________
(1/100)
3( فداؤك مقبوض اليدين عن الندى ** إذا جادَ كان الديكَ بيضتهُ وترُ )( إذا كان أولادُ الزّمان بوجههم ** عبوس فبشر في أسرَّتهِ بشرُ )
____________________
(1/101)
البحر : - ( وليَّ ولم يقض من أحبابه وطرا ** لما دعاه منادي الشوق لا وزرا ) ( قد كان يكذبُ أخبارَ النوى أبدا ** فالآن يصدق خبر الرحلة الخبرا ) ( كم عاهدَ الدمعُ لا يغري بجريته ال ** واشي فلما استقلت ظعنهم غدرا ) 4 ( وللمحبّ شهيدٌ غيرُ مكتتم ** من مقلتيه أسرّ الحبَّ أو جهرا ) 5 ( وفي الهوادج رئمٌ لو عصرتَ ضحى ** ماءَ النضارة من خدّيه لا نعصرا ) 6 ( هيفاءُ فاترةُ الألحاظ مقلتها ** وأقتل اللحظ للعشاق ما فترا ) 7 ( إن كنت ممن لهُ في نفسه أربُ ** فامنع جفونكَ يوم الموقف النظرا ) 8 ( مرّت بنا فيه أعرابية فتنت ** بالحسن من حجَّ بيت الله واعتمرا ) 9 ( ترمي الحجيجَ فتصميهم ويرشقها ** راميهمُ فيوليّ سهمهُ هدرا )0 ( رمتك واستترت في خدرها وكذا ال ** قنّاصُ إن رامَ صيدَ الأبدة استترا )
____________________
(1/102)
1( فربّ صبّ تمنّى أنه حجرٌ ** في البيت حين أكبَّت تلثم الحجرا )( إن الحجاز سقاهُ الله غاديةً ** أرضٌ مولدةٌ في الأعين الحورا )( سل اللياليَ هل أُعطي القيادَ وهل ** جردنَ مني إلا صارماً ذكرا )4 ( عضباً يزينك بين القوم َملبسهُ ** وإن ضربتَ به في معرك بترا )5 ( كن مثل دهرك إن حاربته أبداً ** إن يستقم فاستقم واعثر إذا عثرا )6 ( وإن صفا لك لونُ الدّهر فاصف لهُ ** وإن تلوّن ألواناً فكن نمرا )7 ( واجعل أبا طاهر من كل نائبةٍ ** جاراً تجدهُ منَ الأيام منتصرا )8 ( لا تطلبِ الجودَ إلا من أنامله ** وكيف تطلبُ بعد الرؤيةُ الأثرا )9 ( أغرُّ لو لمست كفاه جلمدةً ** صلداً لأنبعَ في أقطارها نهرا )0 ( تعودت كفُّهُ بذل النَّوالِ فلو ** أراد تغييرها عن ذاك ما قدرا )
____________________
(1/103)
2( فقد وصلتُ بآمالي إلى ملكٍ ** تعنو الملوكُ لهُ فضلاً من الأُمرا )( لأنَّ راحتهُ بحرٌ فليس لها ** ردٌّ ومن ذا يردُّ البحر إن زخرا )( لا تنكرن نفيساً من مواهبه ** فالبحرُ من شأنه أن يلفظ الدُّررا )4 ( ينبيك عن جودِ كفيه تبسُّمُهُ ** والبرق عادتهُ أن يقدم المطرا )5 ( قد وافق الفلك الدوَّار بغيته ** وحالف النصر والتأييدَ والظَّفرا )6 ( لو لم يفد سفري ذا غيرَ رؤيته ** لكنت أربح من فوق الثرى سفرا )7 ( تعنو لابلجَ طلق فوقَ عرته ** تاجٌ من النّور يعلوه إذا سفرا )8 ( إذا تبدى نهاراً خلتَ غرّتهُ ** شمساً وإن لاح ليلاً خلته قمرا )9 ( ملك إذا عشتُ مختصاً بحضرته ** يوماً عدلتُ به من عيشتي عمرا )0 ( تعدي السيوف بيمناه صرامتهُ ** فلو أشار بنابي الشَّفرتين برى )
____________________
(1/104)
3( نلقى الكهامَ إذا ما كان حاملهُ ** صمصامةً ذكراً صمصامةً ذكرا )( قد زاد شعريَ حسناً أنني رجلٌ ** نظمتُ من وصفه في الشعر ما نثرا )( إذا غدا المدحُ في وصف امرئٍ غرراً ** غدت مناقبهُ في مدحه غررا )4 ( قد جلَّ جودك قدراً بل علا شرفا ** من أن تقاس إلى الاشباه والنُّظرا )5 ( أقلّ قدرك أن تدعى الأميرَ كما ** أقل قدري أن أُدعى من الشُّعرا )6 ( فليهن دجلةَ أنّ البحرَ جاورها ** وليسحب القصر ذيل التيه إن قدرا )7 ( فالقصرُ قد حاطهُ بحران دجلتهُ ** بحرٌ وكفُّك بحرُ يقذف الدُّررا )8 ( إن كنت أشرعت باباً أو فتحت فكم ** فتحتَ في المجد باباً يدهشُ البشرا )9 ( وعير مستنكر ذا في عُلاك ولو ** كان المسامير منه أنجماً زهرا ) 40 ( فاسعد به فلو أنَّ الدهرَ أنصفهُ ** للامست حافتاه الشمسَ والقمرا )
____________________
(1/105)
4( لوأنَّ ذا العرش لم يختم نبوته ** حتماً لأنزلَ في تفضيلك السُّورا ) 4( قضى الإله لك الحسنى وقدّرها ** ومن يردُّ قضاء الله والقدرا ) 4( كم جبت نحو عبيد الله من بلدٍ ** لولاه لم اعتسفهُ طالَ أو قصرا ) 44 ( ولم تكن آمدٌ والله يحرسها ** داري ولم تكُ خيلي تألف الحضرا ) 45 ( لو أنه جاد بالدنيا بأجمعها ** لسائل لاستحى من ذاك واعتذرا ) 46 ( ومن يكن مثلهُ في بعد همته ** يرى العظيم من الأشياء محتقرا ) 47 ( أفديه ما أشرقت شمس النَّهار ضحى ** وحن ليل ولاح الصبحُ فانفجرا )
____________________
(1/106)
البحر : - ( الليل حيثُ حللن فيه نهارُ ** فلذا ليالي وصلهنَّ قصارُ ) ( يا صاح أبصر في السراب ظواعناً ** كالدرِّ يطفو فوقه التيارُ ) ( تقف العيونُ إذا وقفنَ وأينما ** دارت بهنَّ العيسُ فهي تدار ) 4 ( أرأيتَ من عنِّفت فيه فقال لي ** أمَّا الوجوهُ فإنها أقمار ) 5 ( فاسفح بنجد ماء عينك إنما ** للعامريّة كل نجد دار ) 6 ( ولها به من كلّ ماء مشربٌ ** وبكلّ مسقط مزنةٍ آثارُ ) 7 ( قوم إذا ما المزنُ طنَّب طنبوا ** أو سار نحو ديارِ قوم ساروا ) 8 ( فتوقَّ أعينَ عامر وسيوفها ** كلٌّ وجدك صارمٌ بتار ) 9 ( إياك إياك العيونَ فإنها ** قضُبٌ وأشفارُ الجفون شفارُ )0 ( لم أدر إذ ودّعنني أمقبّل ** لحلاوة في الرّيق أم مشتار )
____________________
(1/107)
1( ألبسنني سربالَ ضمٍّ ما له ** إلا رؤوسُ نهودها أزرار )( أجني الرُّضاب من الغصون وحبذا ** وتلك الغصونُ وحبّذا الأثمار )( في روضةٍ جمعت لمرتاد الصّبا ** أمراً يحلُّ لمثله ويُسار )4 ( بوجوههن ووشيهنَّ ونورها ** إن الثلاثةَ عندك النّوار )5 ( إن أظلمت قطعُ الرّياض أضالها ** نوّارُها فكأنها الأنوار )6 ( وتمازجت حتى كأنّ قطينها ** مما تضمّنَ نبتُ أرض قار )7 ( من كلّ بدرٍ يستسر زمانه ** ولكلِّ بدرٍ مطلعٌ وسرار )8 ( لا يرتجى درك لثأري عنده ** جرح الحداءة والمهاة جبار )9 ( في طرفها يقضي غرارٌ من كرىً ** ولكل ماضي الشّفرتين غرار )0 ( أوليت طرفك ناشبٌ أم سائف ** أم نافثٌ للسحر أم خمار )
____________________
(1/108)
2( قد كنت أعذلُ في الهوى قدماً وقد ** يرمي الطبيب بغير ما يختار )( خضتُ الأمور وعمتُ في غمراتها ** ومن الأمور مخائض وغمار )( فرأيت دهري قد يضيءُ وليس من ** شأن الزمان الضوء والإسفار )4 ( وصحوت من سكر الصبا ولربما ** يعتادني في الحين منهُ خُمار )5 ( وحصرتُ نفسي بالعفاف عن التي ** تصمُ الكريمَ وفي العفاف حصار )6 ( فظفرت من كفّ المظفّر بالمنى ** إذ ساعدت بلقائه الأقدار )7 ( ملكٌ له مننٌ تملكني بها ** وبمثلها يتملك الأحرار )8 ( أضحى مقرَّاً للضيوف وماله ** ضيفٌ وليس لهُ لديه قرار )9 ( ينبيك عنهُ ولو تنكّر بشرهُ ** إن البشاشة للكريم شعار )0 ( جمع الإله لهُ العلى وبه كما ** جُمعت بطرف الرّقدة الأشفار )
____________________
(1/109)
3( فالوجهُ بدرٌ والعزيمةُ صارمٌ ** والكفُّ برٌّ والبنان بحار )( يعدي اللئيمَ بجوده فلو انه ** حجرٌ جرت في عرضه الأنهار )( ما طرّز القرطاسَ إلا طرزّت ** أيدي العدى مهجاً عليه تمار )4 ( وتمجُّ في قرطاسهِ أقلامهُ ** ظلماً مواقع نقسها أنوار )5 ( فصريرها في سمعنا من حسنه ** نغمٌ وفي سمع الأعادي نار )6 ( تقصُ الليوثَ الغُلب وهي ضعائف ** وتطولُ سمرَ الخطّ وهي قصار )7 ( إن المخالب في يدي ليث الشّرى ** قضبٌ وفي يد غيره أظفار )8 ( ما كل من حمدتهُ كابن عليٍّ ال ** أقلام يحمدهُ القنا الخطار )9 ( هلاّ سالتَ بني كلاب بأسهُ ** والنقعُ بين الجحفلين مثار ) 40 ( والبيضُ تطفو في الدماء كأنها ** حببٌ ومسفوح الدماء عقار )
____________________
(1/110)
4( تهدي الأسنةُ كلّ رمح طائش ** لنحورهم فكأنها أبصار ) 4( زرعوا وقد حصدوا فإن يتعرّضوا ** أخرى فهذا المهر والمضمار ) 4( كرّوا فلم ينفعهم إقدامهم ** ومضوا فلم ينفعهم الإدبار ) 44 ( وقفلتَ عنهم غانماً وقلوبهم ** فيها لخوفك عسكرٌ جرّار ) 45 ( قد حار شعري في علاك كأنها ** شمسٌ وطرفُ المرء ثمَّ يحار ) 46 ( فافرج أبا الفرج الخُطوبَ فقد غدت ** وصروفها سور عليَّ يدار ) 47 ( يخفي الزمانُ فضائلي فكأنني ** وكأنها في قلبه إضمار ) 48 ( لم أخفَ إلا للعلوّ وإنما ** تخطي السهى لعلوّه الأبصار ) 49 ( نفديك من غير الزمان ولم تزل ** بفداءِ مثلك تُذخرُ الأعمار )
____________________
(1/111)
البحر : - ( علا بك نجمُ الدين فاشتدَّ ناصره ** ورفرفَ بالتوفيق واليمن طائره ) ( تسايرك العلياءُ والمجدُ مثل ما ** يصاحب شخصاً ظلهُ ويسايره ) ( طلعتَ لدين الله شمساً تحفها ** غمائمُ جود ما تغبُّ مواطره ) 4 ( فلا ضوءَ شمس الدين يقشعُ غيمها ** ولا الغيمُ منها مانعُ الضوء ساتره ) 5 ( لقد نسيت طيٌّ بجودك حاتماً ** وأغنامهم عن غائب الفخر حاضره ) 6 ( وخوّلهم ما ينبتون به العلى ** ويغنون ما تبقى عليهم مآثره ) 7 ( فمن جاد من طيّ شكرناك دونهُ ** لإعطائك الطول الذي هو ناشره ) 8 ( ومن يردِ الغدران يرجع ثناؤه ** على المزن إن الغدرَ مما تغادره ) 9 ( يشُلُّ العدى خوفُ الأمير إذا ونت ** كتائبهُ عن سلمهم ومناسره )0 ( إذا ما احتمى بالجيش ملك فإنما ** بذكر أبي الذّواد نحمي عساكره )
____________________
(1/112)
1( كفاهُ من الأعوان في الرّوع بأسهُ ** فأغنتهُ عن نصر الجيوش بواتره )( وما الليثُ محتاجٌ إلى نصر غيره ** إذا سلمت أنيابه وأظافره )( هو السالب الأعداء في ساحة الوغى ** ويسلبه في ساعةِ السّلم زائره )4 ( مواهبهُ مما أفادت سيوفهُ ** ولولا بروقُ المزن ما انهلَّ ماطره )5 ( هو البحر إن صادمتهُ تبقَ وسطهُ ** غريقاً وإن تستجد تأت جواهره )6 ( ولم أرَ جوداً غيرَ جود ابن دغفل ** معيناً إذا استرفدتهُ فاز زائره )7 ( مفرَّقةٌ في كلَّ وفد هباتهُ ** مقسمةٌ في كل نجدٍ خواطره )8 ( إذا ما أتى بالجود نحلفُ مالهُ ** نظيرٌ أتت من راحتيه نظائره )9 ( فقد شرَّد الأموالَ نفياً كأنما ** تألَّى يميناً أنها لا تجاوره )0 ( فتى جدّهُ في المكرماتِ وهزلهُ ** وباطنهُ في المأثرات وظاهره )
____________________
(1/113)
2( فللجود والهيجاء والحلم شطرهُ ** وللنقض والإبرام والحزم سائره )( غدا كلُّ مجدٍ محدقاً بمفرّج ** كما كشفت إنسانَ عين محاجره )( ونيطت بهِ الآمالُ والحربُ والعلى ** وليداً وما نيطت عليهِ مآزره )4 ( يخبّرنا عن جودهِ بشرُ وجههِ ** وقبلَ انصداع الفجر تبدو بشائره )5 ( ويصدق فيهِ المدح حتى كأنما ** يسبّح من صدق المقالة شاعره )6 ( وروّع أملاكَ البريّة يافعاً ** فكيف بهِ لما استمرت مرائره )7 ( إذا المهرُ بذَّ الخيل في عنفوانه ** فكيف تدانيه إذا فرَّ فاطره )8 ( يجول بهِ نهد المراكل لم تزل ** تواطئُ هاماتِ الرّجال حوافره )9 ( يظلُّ عليها متلئباً كأنه ** خطيبُ أناسٍ والرؤُوس منابره )0 ( كميٌّ تحاماه الكماةُ كأنما ** تناط على ليث هزبرٍ مغافره )
____________________
(1/114)
3( يكادُ لادمان القراع حسامهُ ** يسابقهُ نحو الطُّلى ويبادره )( فإن تعلُ قحطاناً ففي الليل أنجمُ ** ولا يستوي أغفالهُ وزواهره )( ولا يستوي حدّ الحسام وصفحه ** ولا أول الرمح الأصمّ وآخره )4 ( يشابههُ في رؤية العين غيره ** ويبعد شبهاً حين تأتي مفاخره )5 ( أرى الناسَ مثل الماء مشتبهَ الروا ** ولا يتساوى إذ يكون تجاوره )6 ( لقد جادني من جود كفّيه وابلٌ ** فأصبحتُ روضاً والقوافي أزاهره )7 ( وأعلم أني لستُ مدرك وصفه ** أيدرك عرض الجوّ بالكف شابره )8 ( وماليَ في مدحيه شيء لأنني ** نظمتُ من الدرّ الذي هو ناثره )9 ( ليهنك عيدٌ قد أطلت سعوده ** وشهرُ صيام ودعتك أواخره ) 40 ( وقد كسبت أيامهُ منك رفعةً ** كذي المسك يُعدي ريحه من يجاوره )
____________________
(1/115)
4( فعش عمر هذا المدح فيك فإنه ** سيبقى إلى يوم القيامة غابره ) 4( رصدت العلى في ملتقى طرُقِ الندى ** فلا غرو أن صارت إليك مصائره )
____________________
(1/116)
البحر : - ( عصرت معدا معك الأناةُ المعصرُ ** ولمثل فرقتها المدامعُ تذخرُ ) ( رحلت ضحى ولكلّ قلبٍ حيرة ** في حسنها ولكلّ عين منظرُ ) ( عبث النعيمُ بها فصوَّر جسمها ** خلقاً جديداً والنعيمُ يصور ) 4 ( بكرت طلائعُ للمشيب بلمتي ** إن المشيب إساءةٌ لا تغفر ) 5 ( ويقال إن الشيء يألف شكلهُ ** والبيضُ عن بيض المفارقِ تنفر ) 6 ( لا نحلها فلكلّ لومِ موضعٌ ** والعرف في بعض المواضع ينكر ) 7 ( والشيبُ صبحٌ والسواد دُجنّة ** والليلُ أصلح للوصال وأستر ) 8 ( كنا نضيف إلى الغراب فراقنا ** فإذا المشيب هو الغرابُ الأزهر ) 9 ( كيف السبيلُ إلى لقائك في الدجى ** والليلُ حيث حللتِ منه مقمر )0 ( يتحيّف القمر المحاق تحيفاً ** وهلال خدك كل وقت مبدر )
____________________
(1/117)
1( وتحلّ بالبيداء حصناً سوره ** زرقُ الأسنّة والعجاجُ الأكدر )( يقتاد من ألحاظنا لوداده ** فكأنها جندٌ لديه وعسكر )( تعصي قلوبُ ذوي الهوى أربابها ** فيهِ فكلٌّ في هواه مسخّرُ )4 ( وكأنهُ من يمن حيدرةَ استعا ** ر النصر فهو على القلوب مظفّر )5 ( أو من جلالته استعار جمالهُ ** فعيوننا عنهُ تكلُّ وتحسرُ )6 ( ملك لهُ في كل أرضٍ نعمةٌ ** وبكلّ معترك ثناءٌ يؤثر )7 ( ولسيفه في كلِّ هامٍ موردٌ ** ولرمحه في كل صدرٍ مصدرُ )8 ( متقلّد من رأيهِ وحسامه ** سيفين ذا يخفى وذلك يظهر )9 ( صيغت لحيدرة بن يملولٍ يدٌ ** منها المنايا والمنى تتحدّر )0 ( يجلو إذا عبس اللئيم لوفده ** وجهاً لماء البشر فيه مخبرُ )
____________________
(1/118)
2( طلقٌ كصفح السيف إلا أنه ** في جانبيهِ من البشاشة جوهر )( وترى عداه إذا رأوه وحده ** جيشاً لهُ ظهر الحصان معسكر )( كم ردّ دون الدارعين بنفسه ** جيشاً يضيقُ به الفضاءُ الأقور )4 ( للنَّقع فيه وللجوارح فوقهُ ** ستران أدكن ذا وذاك محبر )5 ( تعرى الوهاد وتكتسي من جنده ** طرزاً وتنتقب الجبالُ وتسفر )6 ( قسم الفلا شطرين تحت مسيره ** شطراً يسير به وشطراً ينصر )7 ( إن شئتَ أنصار الحمام فناده ** والخيل تعثر بالقنا يا حيدر )8 ( وكأنّ صدرَ قناته يوم الوغى ** سلكٌ وابطال الفوارس جوهر )9 ( متيقظ في كلّ جارحةٍ لهُ ** مخصوصةٌ قلبٌ وعينٌ تنظر )0 ( للجود ما تحوي يداه وما حوى ** والمجد ما يخفي الحياءُ ويظهر )
____________________
(1/119)
3( أما الإمام فإنهُ لك شاكرٌ ** واللهُ أرضى منهُ عنك وأشكر )( آليتُ أستسقي الغمائم بعدها ** ويمينُ حيدرةَ الغمام الأكبر )( أوليتني من غير معرفةٍ جرت ** نعماً فجئتك بالمدائح أشكر )4 ( وغرستُ عندي نعمةً لك أثمرت ** ومن الفعال مقدّم ومؤخرُ )5 ( فدمشق قد ضاءت بحسن رياضها ** إذ كنتَ فيها أنت سعدٌ نير )6 ( فظلامها فجر ومن حصبائها ** درٌّ وتربتها عبيرٌ أذفرُ )7 ( أنت الربيعُ وليس تحيي بلدة ** حتى يجاورها الربيعُ الممطرُ )8 ( أكثرتَ جودك ثم قلتَ ونفس من ** يهيب النفس من العطايا أكثر )9 ( يا صاح ليس بمنكر أن يجتني ** من مثل هذا البحر هذا الجوهر ) 40 ( بالنّصح قدَّمك الإمام على الورى ** ومن الفعال مقدّمٌ لا ينكرُ )
____________________
(1/120)
البحر : - ( يغالبني فرطُ الغرام على الصبر ** ولا صبر لي عن صورة الشمس والبدر ) ( ويعذلني في الحبِّ خلوٌ ولو درى ** به كفَّ عن عذلي وقصر عن زجري ) ( تحيرتُ في أمري وإني لعارف ** بأمري ولكني غلبت على أمري ) 4 ( وصار عليَّ القلبُ والطرف في الهوى ** نصيرين للظبي الذي لج في الهجر ) 5 ( ألا أيها الظمآن ها ماء مقلتي ** ويا قابس النيران ها النارَ من صدري ) 6 ( أبى لجفوني فيك أن تطعم الكرى ** وللقلب أن يخلو من الهمّ والفكر ) 7 ( وذبتُ فلو ألقيتُ في كأس خمرةٍ ** لما غصّ بي في كأسها شاربُ الخمر ) 8 ( وكم لذة لي قد نعمتُ بطيبها ** ولم تكُ فيما بيننا ريبة تجري ) 9 ( تطوف علينا بالمدام سبيّةٌ ** لها جفن عين قد تكحّل بالسحر )0 ( بدت تحت أرواق الظلام كأنما ** تواجهني من وجهها ليلةُ القدر )
____________________
(1/121)
1( وليلٍ جثمنا تحتهُ فتطايرت ** لوقع المطايا جاثماتُ القطا الكُدري )( تسير بنا حتى إذا عزَّ جانبٌ ** من السهل أدنتنا إلى الجانب الوعر )( كواكبُ ركب في كواكبِ ظلمةٍ ** تسير كما تسري وتجري كما تجري )4 ( إلى سيّدٍ وافت فأوفاني المنى ** إلى غرّة أوفت على غرّة البدر )5 ( إلى السيد المفضال والماجد الذي ** حوى المجدَ قدماً بالمفاخر والقدر )6 ( ولما ونت بزلُ المطايا حثثتُها ** بقولي لها سيري إلى معدن الفخر )7 ( فلما أحسّست أنك القصدُ أسرعت ** رواحاً وأغنتني عن السوط والزَّجر )8 ( فكان لسعدٍ لا لنحس مناخها ** على باب من أغنت يداه عن القطر )9 ( كريم لهُ من أظلم الناس شاعرٌ ** يشبههُ بالغيث والقطر والبحر )0 ( وما زال ذا ذهنٌ صحيح وخاطرٍ ** وذكر وفكرٍ لا يقاس إلى فكر )
____________________
(1/122)
2( وإن ناب خطبٌ لم يكن دفعهُ سوى ** صدورِ العوالي والمهنّدةِ البُتر )( رمت صفحةُ الأعراب كفَّ سحابه ** بسهم الندى فاهتزّ في صفحة الدهر )( أديبٌ لبيبٌ ماجد متكرّمٌ ** كريم المحيّا طيّبُ الأصل والذكر )4 ( ألا أيها القيلُ الكريمُ ومن سما ** بمجد وإحسانٍ على قمة النّسر )5 ( تقيك الردى نفسٌ عليَّ كريمة ** تحبّك حبَّ الأمن في زمن الذعر )6 ( لقد رفع الرحمنُ قدركَ في الورى ** كما في الليالي شرفت ليلةُ القدر )7 ( فإن كنت من جنس البرايا وفقتهم ** فللمسك نشرٌ ليس يوجد في العطر )8 ( إليك عروساً من قريض زففتها ** إليك فخذ يا أبرع الناس بالشكر )9 ( فما عزة الانسان إلا حديثهُ ** فعش أنت في خير الحديث الذي يجري )0 ( وعش أبداً مالاح في الجو طائر ** وما هتفت ورقاءُ في غُصن نضر )
____________________
(1/123)
البحر : - ( خليليَّ هل من رقدة أستعيرها ** لعلي بأحلام الكرى أستزيرها ) ( ولو علمت بالطيف عاقته دوننا ** لقد بخلت جهلاً بما لا يضيرها ) ( إذا انتقبت أعشى النواظر وجهها ** ضياءً وإشراقاً فكيف سفورها ) 4 ( فما ضرّها رفعُ الستور وإنما ** يردّك عنها نورها لا سُتورها ) 5 ( ليهن مروطَ الخسرواني إنهُ ** يباشر منها بالحرير حريرها ) 6 ( هلالية الانساب والبعد والسنا ** فلسنا بغير الوهم يوماً نزورها ) 7 ( يحفُّ بها في الظّعن من سر عامرٍ ** بدورُ دجىً هالاتهنَّ خدورها ) 8 ( إذا زينَ الحليُ النساء فإنه ** تزيّنهُ أجيادها ونحورها ) 9 ( وإنّ بقلبي نحوهنَّ لغلَّةٌ ** يقوّم معوجَّ الضلوعِ زفيرها )0 ( نزلن بروض الحزن فابتسمت به ** ثغور أقاحٍ والعيونُ ثغورها )
____________________
(1/124)
1( وفتّح ذيلُ الطل أجفان زهرهِ ** فلاحظنا زرقُ العيون وحورها )( فهل عند غصن البانة اللّدن أنه ** تناسبهُ أجيادها وخصورها )( أيا من لعينٍ لا يغيضُ معينها ** ورمضاء قلبٍ ما يخفُّ هجيرها )4 ( إذا خطرت من ذكر علوة خطرةٌ ** على كبدي كاد النوى يستطيرها )5 ( وأطلب منها ردَّ نفس بكفّها ** وهل ردّ نفساً قبلها مستعيرها )6 ( وأهوى تداني أرضها لا لبغية ** ولكنَّقلبي حيث سارت أسيرها )7 ( فطمتُ فطام الفِلو نفسي عن الصبى ** فريعت له ثم استمر مريرها )8 ( وسرتُ ولليل الأحم شبيبة ** على كل أفق والصباحُ نثيرها )9 ( بفضلة مرقال أمون كأنها ** يناط على بعض الأهلَّة كورها )0 ( تبارى فتبري كلّ حرف كأنما ** على سيةٍ من نبع قوس جديرها )
____________________
(1/125)
2( يخيل لي أن الفيافي مصاحف ** ودامي آثار المطيّ عشورها )( هداهنّ في الظّلماء من دولة الهدى ** ودولة طيّ شمسها ومنيرها )( كتبنا على أعناقها وخدودها ** حرام إلى غير الأمير مسيرها )4 ( نقيسُ عطاياه وليس مواهبٌ ** تقايس هذا الدّر إلا نحورها )5 ( له منطق ينبيك عن بأسه كما ** يدلُّ على بأس الأسود زئيرها )6 ( فللبيض والجدوى بطونُ بنانه ** معاً ولتقبيل الملوك ظهورها )7 ( ولو أن تقبيلاً محا الكفّ لانمحت ** براجم كفّيه وبان دثورها )8 ( تقرّ لهُ بالسبق طيٌّ وإنهُ ** ليسبق أجواد الرجال حسيرها )9 ( فأشرفُ أعضاء الرجال قلوبها ** وأشرفها إن قبَّلتهُ ثغورها )0 ( يقلّدها طوقَ العطايا فإن نبت ** عن الشكر عاد الطوق غلاً يديرها )
____________________
(1/126)
3( ويصغر كلّ الناس في جنب طيئٍ ** ويصغر في جنب الأمير كبيرها )( إلا إن وجه المجد طيٌّ وعينهُ ** كرامُ حنينٍ والمفرّج نورها )( وقد كان أولاها يطول بحاتمٍ ** كما بأبي الذواد طال أخيرها )4 ( فلو قيس أهل الأرض دع عنك حاتماً ** بخنصره أربى عليهم قصيرها )5 ( فإن كنت مرتاباً بقولي فهذه ** مواهبُ كفّيه فأين نظيرها )6 ( ألا إن للعلياء والمجد كتبة ** تلوحُ على وجه الأمير سطورها )7 ( ولا دولةٌ إلا ويهتزّ تاجها ** ويرتج من شوق إليه سريرها )8 ( وتختال أعوادُ المنابر باسمه ** فيرقص تيهاً بالوقور وقورها )9 ( وللعربِ العرباء منهُ معاقلٌ ** تُطلُّ على الشّعرى العبور قصورها ) 40 ( شرائفها زرقُ الأسنة والقنا ** دعائمها والضرب والطّعن سورُها )
____________________
(1/127)
4( بعزّ أبي الذواد عزَّ ذليلها ** وذلت أعاديها وسُدّت ثغورها ) 4( إذا قيل في الهيجاء هذا مفّرج ** فأنجب فرسان العداة فريرها ) 4( تفرّ الأعادي باسمهِ قبل جسمهِ ** وهمهمةُ الأسد الضواري زئيرها ) 44 ( يزينُ دمُ الأبطال أكتافَ درعه ** كما زان أثوابَ العروس عبيرُها ) 45 ( ويفري بيمناه الكليل من الظُبى ** ويزداد طولاً في يديه قصيرها ) 46 ( كذا الليث يفري كل ظُفر بكفه ** وتنبو بكفٍّ من سواه ظفورها ) 47 ( وما ذكرُ الأسياف إلا كغيره ** إذا لم يؤيّد بالذكور ذكورها ) 48 ( يخوضُ به زرق الأسنة سابق ** على مثلهِ خوض الوغى وعبورها ) 49 ( شمالٌ اذا ولّى جنوبٌ إذا أتى ** وإن يعترض فهو الصِّبا ودبورها ) 50 ( يرضّ الحصى منهُ حوام كأنما ** مناسرُ أفواه النّسور نُسورها )
____________________
(1/128)
5( لقد ضاع أمرُ لا يكون يديره ** وأنساب مجد لا يظلُّ يعيرها ) 5( وخابت جيوشٌ لا تكونُ أميرها ** لدى الروع أو يؤتى إليك أمورها ) 5( فإنك ما أنسلت إلا أجادلاً ** تخطّف بازاتِ الملوك صقورها ) 54 ( قعدت بمرصاد لكلّ فضيلةٍ ** فلا رتبةٌ إلا إليك مصيرها ) 55 ( وكيف يفوت المجدُ أبلجَ أروع ** شموس العلى في أصله وبدورها ) 56 ( أبى عزُّ طيٍّ أن تقبّل منّة ** لغيرك أو تحدى لغيرك غيرها ) 57 ( فهم مثل أشبال الضّراغم لم تكن ** لتطعمَ إلا ما يصيدُ كبيرها ) 58 ( لكل امرئٍ منهم من المجد رُتبةٌ ** على قدرٍ أو خطة يستديرها ) 59 ( فيلقاك بالجود الجنيِّ غنيّها ** ويلقاك بالوجه الطليق فقيرها ) 60 ( تفيضُ على العلات ماء جنابها ** وماءَ أياديها على من يزورها )
____________________
(1/129)
6( تباشرُ بالأضياف حتى كأنما ** أتاها مع الضيف المنيخ بشيرها ) 6( إذا ضاق صدرُ المجتدي وفناؤهُ ** فقد رَحُبت ساحاتها وصدروها ) 6( هي الأسد لكن يأمن الغدرَ جارها ** ولا يأمن الآسادَ من يستجيرها ) 64 ( تنافس في عزّ المعالي كأنها ** عقائلُ لكنّ العطايا مهورُها ) 65 ( وأحييتَ بالآلاء أموات طيئٍ ** بذكرك من قبل النشور نشورها ) 66 ( أرى المجد إنساناً وقحطان قلبه ** وسوداؤهُ طيٌّ وأنت ضميُرها )
____________________
(1/130)
البحر : - ( هي البدرُ لكن تستسرّ مدى الدهر ** وكلُّ سرار البدر يومان في الشهر ) ( هلاليّةٌ نيل الأهلة دونها ** وكل نفيس القدر ذو مطلب وعر ) ( ومن دونها سوران سور من النوى ** وسورٌ من الأسياف والأسل والسمر ) 4 ( طوى طيفها في النوم نحوي مفاوزاً ** من الأرض تنضي راكب البر والبحر ) 5 ( فيا ليلةً كانت لهُ بسوادها ** وبهجتها كالخال في وجنة الدهر ) 6 ( لها سيفُ جفنٍ لا يزال جفنه ** ولم أرَ سيفاً قطُّ في غمده يفري ) 7 ( عيونُ هلال في القلوب ولحظها ** أحدُّ وأمضى من سيوفهم البتر ) 8 ( ويقصر ليلي أن المت لأنها ** صباح وهل لليل بقيا مع الفجر ) 9 ( أقول لها والعيس تحدجُ للنوى ** أعدي لبيني ما استطعت من الصبر )0 ( وقد كانت الأجفانُ للجزع معدناً ** فصارت لفيض الدمع من صدف البحر )
____________________
(1/131)
1( سأنفق ريعان الشبيبة آنفاً ** على طلب العلياء أو طلب الأجر )( أليس من الخسران أن ليالياً ** تمرّ بلا نفعٍ وتحسب من عمري )( تبدّل وجهُ الأرض من كلّ وجهة ** ليأخذ بالتعبيس من رونق البشر )4 ( وقد كان نجماً واضحاً كمحمّد ** ومثل علاه أو خلائقه الغرّ )5 ( تميّزه عن كلِّ شبهٍ فضائلٌ ** شهرن لهُ في الأرض كالواو في عمرو )6 ( ويعرف قبل الخير بالبشر فضلهُ ** كما يعرف الصمصامةُ العضب بالأثر )7 ( فلا تعجبن أن يلفظ الدرَّ قائلاً ** فلم يخلُ بحرٌ زاخر قطُّ من درّ )8 ( إذا جلب الأقلام نحو يمينه ** فقد جلبت من شطِّ بحر إلى بحر )9 ( تذكِّرُ أعواد المنابر جدّه ** وآباءه والأمر يذكر بالأمر )0 ( فلو أنّ أعواد المنابر أنصفت ** لما نصبت يوماً لغير بني الطّهر )
____________________
(1/132)
2( تبيّن في الطفل النجابةُ منهم ** كما يستبين العتق والسبق في المهر )( رأيت العلى تحتاج أصلاً وبينة ** وهل يطبع الدينار إلا من التبر )( ونيط به أمر المظالم إنما ** ينوط أخو الحزم الحمائل للصدر )4 ( فأضحى ظلامُ الليل نوراً بعدله ** وهل لظلام الليل نفع مع الفجر )5 ( وزين أقطار البلاد بحكمه ** وأحكامهُ في الأرض كالظلم في الثغر )6 ( وإني وإذكاريك أمري كقائل ** لهذي النجوم وهي تسري ألا فاسري )7 ( رعاك الذي استرعاك أمر عباده ** وحياك من أحياك للنفع والضرّ )8 ( لهُ قلمٌ يفري رقابَ عداته ** وهل مخلبٌ في أصبع الليث لا يفري )9 ( إذا شحب القرطاس من وقعه به ** تجلبت وجوه الخطب والخطب الغرِّ )0 ( تجمَّعُ أقسامُ العلى في كتابه ** فكان العلى في الكلّ والشطر في الشطر )
____________________
(1/133)
3( ألائمهُ في الجود دعهُ فإنهُ ** على كلِّ حال يعدل البخل بالكفر )( أمنتجعَ الغيث انتجع بحرَ كفه ** فما الغيث إلا في أنامله العشر )( وما المجد إلا روضةٌ هو زهرها ** وليس يروق الروض إلا مع الزهر )4 ( عجبتُ لهذا الدّست كيف جفافه ** وقد ضم بحراً منك ليس بذيجزر )5 ( وقالوا لنا في الدّهر بخلٌ وماسخا ** بمثلك إلا أهل ذا الزمن الحرِّ )6 ( ينمّ عليك الفضل في كلّ موطن ** حللتَ كما نمَ النسيم على العطر )7 ( فداؤُك حيّ مثل ميتٍ لبخله ** يظنّ اقتناء المال خيرا من الذكر )8 ( يموت لئيم القوم من قبل موته ** ويقبرُ من قبل الدخول إلى القبر )9 ( فعش عمر مدحي فيك إن مدائحي ** من الخالدات الباقيات إلى الحشر )
____________________
(1/134)
البحر : - ( تعاتب سعدى إن تنقل دارها ** وأية شمس يستقلّ نهارُها ) ( أعارتك سقم الجفن والجفن ضامنٌ ** محاسن أخرى جمّة ما يعارها ) ( بمقلتها يقضي غرار من الكرى ** وما تقطع الأسيافُ لولا غرارُها ) 4 ( إذا نزلت أرضاً أضاءت بوجهها ** فسيِّان منها ليلها ونهارها ) 5 ( كواكب لكنّ الحدوج بروجها ** بدور ولكن الخدورَ سرارها ) 6 ( تألَّق من تحت اللثام كأنما ** يلاث على شمس النهار خمارها ) 7 ( جرحت بلحظي خدّها فتعمدت ** فؤادي فأصمته وذاك انتصارها ) 8 ( فدعها وقتلي إنها من قبيلة ** إذا وترت لم يمطل الدهر ثارها ) 9 ( بكيتُ فحنت ناقتي فأجابها ** صهيل جوادي حين لاحت ديارها )0 ( خططنا بأطراف الأسنةِ أرضها ** فأهدت إلينا مسك دارين دارها )
____________________
(1/135)
1( ولاحت ثنايا الأقحوان ولو رأت ** محاسنها من أهواه طال استتارها )( وإني وإن عاصيتُ في بيشة الهوى ** ليعجبني غزلانها وصوارها )( أرى الحبَّ ناراً في القلوب وإنما ** تصعُّدُ أنفاس المحب شرارها )4 ( توقَّ عيون الغانيات فإنها ** سيوفٌ وأشفار الجفون شفارها )5 ( وهل للمنى إلا أبو الفضل كعبةٌ ** يكون إليه حجّها واعتمارها )6 ( تخيرتهُ إن الكرام مناهلٌ ** وما تستوي غدرانها وبحارها )7 ( فقبلتُ إذ عاينتهُ خف ناقةٍ ** حباني بهِ تهجيرها وابتكارها )8 ( تعرّقُ ظهرها فكأنما ** تضمّن منه ذا الفقار فقارها )9 ( وزنّاهُ بالدنيا فزادَ وإنما ** يبيّنُ أقدارَ الرجال اختبارُها )0 ( وما يُعرف الإنسان إلا بغيره ** وما فُضّلت يمناك لولا يسارها )
____________________
(1/136)
2( لهُ ماءُ وجهٍ مخبر عن مضائه ** ورونقُ ماء الماضيات شعارها )( يخاف عداه سيفه ولسانهُ ** وترهبُ أنياب الليوث وزارها )( صلاتُ يديه كالصلاة فتركها ** ذنوبٌ لديه ما يرجَّى اغتفارها )4 ( إذا غرست أسيافه في مغرس ** من الحرب أمست والرؤوس نثارها )5 ( حكى دغفلاً في بأسه ونواله ** كما تتبع الخيل الجيادَ مهارُها )6 ( إذا عدلَت عنهُ العُلى نحو غيره ** وحاشاه ألجاها إليه اضطرارُها )7 ( تحوز المنايا والمنى منهُ انملُ ** طوال القنا تزهى به وقصارها )8 ( ولم أر أسداً غير آل مفرجٍ ** ترجى عطاياها ويؤمن زارها )9 ( إذا أبرمت أمراً فللجود أمرها ** وإن هي لم تبرم ففيه اشتوارها )0 ( جبالُ حلومٍ أثقلَ الحلمُ سمعها ** عن اللغو حتى قيل وقرٌ وقارها )
____________________
(1/137)
3( ومن شأنها إسرافها في عطائها ** فإن قيل ذا عارٌ فذلك عارها )( وأحمد في مدحيك والمدح حليةٌ ** صياغتها منّي ومنك نضارُها )
____________________
(1/138)
البحر : - ( أتلك حُدوجٌ أم نجوم سوائرُ ** وتلك غوان بينها أم جآذر ) ( بدورٌ دهاهنَّ الفراق فجأةً ** وقد يفجأ الإنسان مالا يحاذر ) ( تهيم ببدرٍ والتنقّل والنوى ** على البدر محتوم فهل أنت صابر ) 4 ( لهُ من سنا الفجر المورّد غُرّةٌ ** ومن حلك الليل البهيم غدائر ) 5 ( ألم ترَ خيلي والنجوم كأنها ** على غسق الليل النجوم الحوائرُ ) 6 ( فثرن إليه مثل ما ثار للهدى ** ودولته داع إليه وناصر ) 7 ( ينال من الأعداء خوف أبي الندى ** وهيبته ما لاتنالُ العشائر ) 8 ( إذا ما تبدى للملوك تناثرت ** على بُسطه تيجانها والمغافر ) 9 ( تخرُّ لهُ الأملاك إن بصروابه ** سجوداً ولو أن القنا متشاجر )0 ( وتلثمُ بعد الأرض منه أناملاً ** إذا التطمت قيل البحار الزواخر )
____________________
(1/139)
1( بنانٌ يها ألقى مراسيهُ الندى ** مقيماً كما ألقى عصاه المسافر )( هو الملك البحر الذي قيل في الورى ** فإن لم أجاوره فمن ذا أجاور )( فألقيت رحلي منه عند موفق ** يجود بما يحوي وما هو ذاخر )4 ( بعيد المدى داني الندى واكف الجدا ** لهُ كرمٌ ثاوٍ وذكرٌ مسافر )5 ( أصاب العلى في أول الأمر إنما ** تصيب بأولاها الرماح الشواجر )6 ( هو الطاعن النجلاء لا يبلغ امرؤٌ ** مداها ولو أن الرماح مسابر )7 ( تراه كأنّ الرمح سلكٌ بكفه ** غداة الوغى والدارعون جواهر )8 ( يردّ أنابيب الرّماح سواعداً ** ومن زرد الماذيِّ فيها أساور )9 ( لها بين أوداج الكماة مواردٌ ** وبين صدور المارقين مصادرُ )0 ( تعمّد حبات القلوب كأنما ** خواطرها عند القلوب خواطر )
____________________
(1/140)
2( يلبيه من آل المفرّج إن دعا ** أسودٌ لها بيض السيوف أظافر )( رأيتهم عقداً ولكن أبو الندى ** بمنزلة الوسطى وكلٌّ جواهر )( حكوا شمس دين الله بأساً كما حكى ** أسود الشّرى أشبالهن الخوادر )4 ( تراه لقرع البيض بالبيض مصغياً ** كأنَّ صليل الباترات مزاهرُ )5 ( توسّط طياً نسبةً ومكارماً ** كما وسطت حسن الوجوه النواظر )6 ( وحفّت به الأرجاء من كلّ جانب ** كما حفّ أرجاء العيون المحاجرُ )7 ( فما مات طائيٌّ وحسانُ خالدٌ ** ولا غاب منهم غائب وهو حاضر )8 ( وكان لهم من جود كفّيه أولٌ ** فصار لهم من جود كفّيك آخر )9 ( ولو راء ما يبنيه حاتم طيّها ** لقال كذا تبنى العلى والمآثر )0 ( بسيفك نالت طيئٌ ما لو أنها ** تمنته لم تبلغ إليه الضمائر )
____________________
(1/141)
3( وعلّمهاقتل الملوك وأسرها ** فتى منك في صيد الفوارس ماهر )( فقد تشكرُ الأيام أنك زنتها ** وما كلّ مفعول به الخير شاكر )( وما زلت ذخراً للإمام وعدةً ** لكل إمام عدةٌ وذخائر )4 ( فلما جرى ما كان أفقر قلبه ** لأنك نفّاعٌ إذا شئت ضائر )5 ( تولِّي إماماً ثم تعزلُ مثله ** فإن تدع مأموراً فإنك آمر )6 ( يشرّف أبناء الملوك إذا بدت ** لها فيك يوماً ذمةٌ وأواصرُ )7 ( ويقهر منهم من ينازع ملكه ** وأولى الورى بالملك من هو قاهر )8 ( وينصرك السيف اليماني عليهمُ ** لأن اليماني لليماني مضافرُ )9 ( لذلك يمشي في يديك كليلها ** وتنبو بكفي من سواك البواتر ) 40 ( أحاط بك التوفيقُ من كلّ وجهةً ** وجاءتك من كلّ البلاد البشائر )
____________________
(1/142)
4( ويلقي إليك الأمرَ كلُّ خليفةٍ ** فقدّم وأخر فعل من لا يشاور ) 4( إذا كرهت أعداؤك اسمك وانثنت ** لهُ هرباً حنت إليك المنابر ) 4( وما أنا إلا روضةٌ إن مطرتها ** تحولّ هذا المدح أزهر زاهر ) 44 ( فإن جادني من جود نعماك رائحُ ** فقد صادني من صوب يمناك باكر ) 45 ( وإني لأرجو أن أنال من الغنى ** بشعريَ مالم يحوه قطُّ شاعر ) 46 ( إذا ما سترتُ المدح أثناء منطقي ** فللجود مني حين يطويه ناشر ) 47 ( فعش عمر مدحي فيك إن مدائحي ** مخلّدة ما دام في الأرض غابر ) 48 ( طلبت العلى بالجد والجد بينٌ ** وحظك من كلّ الفريقين وافر ) 49 ( كأنك مغناطيس كلِّ فضيلة ** فلا فضل إلا وهو نحوك سائر )
____________________
(1/143)
البحر : - ( ظفر الأسى بمتيَّمٍ لم يظفرِ ** قصرَ المنامُ وليلهُ لم يقصر ) ( ومن الصبابةِ أن هاتيك الدُّمى ** أدمت محاجره لسفح محجّر ) ( أعرضن عن متعرّض ومللن من ** متململ وضحكن من مستعبر ) 4 ( يحيا حياة تصبّر فإذا أتت ** علق الصبابة مات موت تذكر ) 5 ( شوقٌ نأى جلَدي به وتجلّدي ** وهوىً هوى صبري لهُ وتصبّري ) 6 ( كادت تجدّ الوجد لولا فتية ** من منذرٍ أو عصبةٌ من مبصر ) 7 ( مقسومةٌ بالجنس بين مخفّفٍ ** ومثقّلٍ ومؤنث ومذكر ) 8 ( تعطيك بالألفاظ غلظة ضيغم ** وتريك باللحاظ رقّة جؤذر ) 9 ( يا جائراً والدّهرُ أجورُ حاكمٍ ** والحادثاتُ بمنجدٍ أو مغور )0 ( ما ضاف بي همّ به فقريتهُ ** إلا مدالجه المطيّ الضمر )
____________________
(1/144)
1( والصبح قد أخذت أنامل كفّه ** في كلّ جيبٍ للظلام مزرر )( فكأنما في الغرب راكب أدهمٍ ** يحتثه في الشرق راكبُ أشقر )( يسري لأبعد سؤددٍ من مشيه ** ويروم أقرب موردٍ من مصدر )4 ( لعزيز دولة آل أحمد في الوغى ** والسّلم بدرُ سريرها والمنبر )5 ( شرفٌ يريك مهلهلاً في تغلبٍ ** يوم الكلاب وتبّعاً في حمير )6 ( كم للعُفاةٍ إليه من سبّابةٍ ** تومي وكم يثنى لهُ من خنصر )7 ( وكأنما يرمي العدى من بأسه ** بأسود خفّان وجنّة عبقرٍ )8 ( في حيثُ ينفذُ عاملاً في جوشنٍ ** طعناً ويبذل صارماً في مغفر )9 ( محمّر أطراف السيوف كأنما ** يطبعنَ من ورد الخدود الأحمر )0 ( أنسيتني ذلّي بعزّ صنائعٍ ** علمتنيه خبرة المتخبر )
____________________
(1/145)
2( فعلامَ أطلبُ من سواك مزيدةً ** وقد استزدنا منك معدن جوهر )( بيمينك الطُّولى عليَّ وطولها ** قصّرتَ عن تعريضِ كلِّ مقصر )( فاسلم فكم قرّبتَ من متباعدٍ ** صعبٍ وكم يسّرتَ من متعسر )4 ( وكما تقدمتالأنامُ فضائلاً ** فإذا هم وردوا الردى فتأخر )
____________________
(1/146)
البحر : - ( أوقد البين في الخميس خميسا ** للأسى والفؤاد فيه وطيسا ) ( لا ذكرت الخميس إذ فجأنني ** كنَّ فيه ولست أنسى الخميسا ) ( إذ تولت جموعهم عن محلّ ** حلّ صبري وهاج وجداً رسيسا ) 4 ( مربع بان أهله ثم أضحى ** مقفراً موحشاً وكان أنيسا ) 5 ( ثوّر الحزن عيس وجدٍ مقيم ** بفؤادي لما أثاروا العيسا ) 6 ( ونظرتُ الدموع إذ قطر العيس ** وحمّلت قطر دمعي نفوسا ) 7 ( عُدن مثل الشقيق في اللون لمّا ** عاد قلبي لصبغة الهم حيسا ) 8 ( وذر الدهرَ يتبع اليسر عسراً ** والهوى بالنوى ونعماه بؤسا ) 9 ( يضحك اليوم ذا وفي الغد يُبك ** يهِ فكلاً ترى ضحوكا عبوسا )0 ( وإذا أعقب النحوس سعوداً ** للفتى أتبع السعود نحوسا )
____________________
(1/147)
1( وهي تعطي الخسيسَ حظاً نفيساً ** ثم تعطي النفيس حظّاً خسيسا )( فترى الفاضل الأديب أخا الفهم ** على عظم قدره منحوسا )( دهرنا والدٌ ونحن بنوه ** فأت في حبّه لنا التنفيسا )4 ( قسمَ الحظ في بنيه بجور ** فبذا أصبح المروسُ رئيسا )5 ( جعلَ العلمَ والفطانة فينا ** والنهيُّ والحجى الجليل النفيسا )6 ( ظاهر القَسم فيه جورٌ وفي البا ** طنِ عدلٌ بجانب التاليسا )7 ( فاستعن في الأمور بالله واصبر ** إن ذا الفضل لا يكون بؤوسا )8 ( ولقد قلتُ للزمان مقالاً ** حين أكدى وعاد جدباً بئيسا )9 ( أيهذا الزمانُ إن كنت صخراً ** فبكلتا يديّ آيةُ موسى )0 ( ولئن كنتَ ناكلاً بكريم ** فمعي من حذاقةٍ طبُّ عيسى )
____________________
(1/148)
2( إن لي يا أبا الحسين فؤاداً ** فارغاً من هوى الورى منكوسا )( وهو ملآن منك ودّاً مصفى ** قد نفى المذق عنهُ والتدليسا )( أنت في المجد والمعالي يتيمٌ ** قد غدا مجدها عليك حبيسا )4 ( من يناويكم وأنتم أناسٌ ** لم تزالوا على النجوم جلوسا )5 ( وإذا ناقصٌ أرادك بالنقص ** ثنى المجد رأيهُ منكوسا )6 ( صغُرَ الناسُ في زمانك وازددت ** علاءً وسؤدداً قدموسا )7 ( وأتاك المديحُ يختال مهرا ** ولقد رُمته فكان شموسا )8 ( هذه مدحةٌ بوصفك تعلو ** كلَّ مدح فقد غدا مطموسا )9 ( هاكها كالعروس في الزّيّ تجلى ** من جمال بها تفوقُ العروسا )0 ( لفظها يترك الطّروس رياضاً ** وسوى لفظها يشين الطروسا )
____________________
(1/149)
3( فتخال البيوتَ منها بروجاً ** والمعاني أهلّةً وشموسا )
____________________
(1/150)
البحر : - ( أبان لنا من دره يوم ودّعا ** عقوداً وألفاظاً وثغراً وأدمعا ) ( وأبدى لنا من دلّه وجبينه ** ومنطقه ملهى ومرأىًومسمعا ) ( فقلت أوجهُ لاح من تحت برقع ** أم البدرُ بالغيم الرقيق تبرقعا ) 4 ( أصمَّ منادي بينهم حين أسمعا ** وروّع قلباً بالفراق مروّعا ) 5 ( رعى الله قلباً بالحجاز عهدتهُ ** وإن كنت لا ألقاه إلا مودّعا ) 6 ( أحب النوى لا عن قلىً غير أنني ** أرى أمَّ عمرو والنوى أبداً معا ) 7 ( يوفّي هواها حقّهُ فتصونه ** وليس يطيب الحبُّ إلا ممنّعا ) 8 ( وفيها وفي أترابها ليّ منظرٌ ** هو العيشُ لو صادفتَ في الروض مربعا ) 9 ( تحجّبنَ ما يطلعنَ إلا لنيّةٍ ** بنفسي شموسٌ تجعلُ الغرب مطلعا )0 ( ولما أتينَ الروض ينشرنَ بزّه ** تضوّعن مسكاً خالصاً وتضوعا )
____________________
(1/151)
1( وقدت كمام الزهر عنهُ فخلتهُ ** عيوناً وخلتُ الطل منهن ادمعا )( وما أبدع الشمل المشتت بيننا ** ولو جمع الشمل الشتيت لأبدعا )( سأقلع غرس الحبّ قبل عتوّه ** فأعجلهُ من قبل أن يتفرعا )4 ( وأورد آمالي الصواديَ من يدي ** أبي غانم بحراً من الجود مترعا )5 ( سحاب إذا استسقيتَ جاد إجابةً ** وإنلم ترد سقياه جاد تبرُّعا )6 ( وبحر إذا ما غصتَ لقّاك درّه ** وإن لم تغص ألقى لك الدرَّ مسرعا )7 ( ندى الوجه من فرط الصّرامة كلما ** جرى الماءُ في صمصامهِ كان أقطعا )8 ( ولولا العطايا أنها سنّةٌ لهُ ** لما قال للدنيا إذا عثرت لعا )9 ( فإنيلبس الدنيا فللجود لا لها ** وإن يهجر الدنيا فعنها ترفّعا )0 ( يقطّع آناء النهارِ على الطوى ** صياماً وآناءَ الظلام تضرّعا )
____________________
(1/152)
2( يراقب إحياء المسا لوروده ** إذا راقب المرءُ المساء ليهجعا )( إذا كان حفظ الدين ما أنت صانع ** فلستَ ترى في الناس إلا مضيعا )( وكم قائل لي كيف مدحُك هكذا ** فقلتُ صفوه إن للحلق مقنعا )4 ( إذا ما مدحت ابن الحسين بوصفه ** البعض منهُ جئت بالمدح أجمعا )5 ( ولو أن إنساناً لعُظم محله ** ترفع عن قدر الثّناء ترفعا )6 ( فتى مالهُ للوافدين وإنما ** يضاف إليه في الكلام توسعا )7 ( وليس يعدُّ الجود جوداً لأنه ** يرى ما أتاه واجباً لا تبرّعا )8 ( إذا شرعت أقلامهُ في كتابهِ ** رأيت العوالي في الكتائب شرّعا )9 ( وإن صُدعت أطرافهن بمديةٍ ** رأيتَ لها شمل الحديد مُصدعا )0 ( تخرُّ غداة الروع في الطرس سجداً ** لبيض كبيض الهند في الهام ركعا )
____________________
(1/153)
3( تظلُّ سيوفُالهند عند صريرها ** تتبعها فيماأراد تتبعا )( ولو مسَّ أنبوبَ اليراع رأيتهُ ** تلبي أنابيب الرماح إذا دعا )( وما أحد في كتبةٍ أو كتيبة ** بأسجع منهُ في الكتاب وأشجعا )4 ( فصيح إذا ما جال لم يرَ مغنماً ** من العيش إلا أن يقول ويسمعا )5 ( سعى للعلى حتى إذا ما أصابها ** أتته العلى تسعى إليه بما سعى )6 ( وتحرزُ ما يغنى به فكأنما ** تخال الغنى مثل الغناء مرجعا )7 ( فطرتَ على دين الندى فاكتسبتهُ ** فحزت المعالي فطرةً لا تصنّعا )8 ( ورتبتهُ فوق السماوات رتبةً ** فلم تبق في جود لغيركَ مطمعا )9 ( فهنئت ذا العيد الذي هو حاضرٌ ** وهنّئت ألفاً مثله متوقعا ) 40 ( زمانك أعياد فهنّئت كلها ** ولست أخصّ اليوم إلا لأجمعا )
____________________
(1/154)
4( كرهتَ جوار المال من كرم فما ** يرى مالك الخزّانُ إلا مودِّعا ) 4( تواضع من فرط الرجاحة انهُ ** إذا وزن الشيء الرفيع ترفعا ) 4( لقد ألبس الله البلاد وأهلها ** بشخصك تاجاً بالمعالي مرصّعا )
____________________
(1/155)
البحر : - ( ألمَّ خيالها بعد الهجوع ** فعادت إذ رأت سيفي ضجيعي ) ( وهاجت لي بزورتها زفيراً ** يكادُ يقيم معوجَّ الضّلوعِ ) ( فباتت بين أعناق المطايا ** تردد في المجيء وفي الرجوع ) 4 ( فقمتُ منادياً فإذا سُهيلٌ ** من الخفقان كالقلبِ المروع ) 5 ( كأنّ نجومَ ليلك حين ألقى ** مراسيهُ مساميرُ الدّروع ) 6 ( وفي الحيّ الحجازيين سربٌ ** كأنّ وجوههم زهرُ الربيع ) 7 ( ينوبُ بوجهه عن كل شمسٍ ** تغيبُ من الغروب إلى الطلوع ) 8 ( شفعتُ إليه في نومي فأعيا ** فجاء به المنامُ بلا شفيع ) 9 ( ولا أنسى بروض الحزن رئماً ** يبثُ الوجد عن قلبٍ وجيع )0 ( وأحداقُ الحدائق ناظرات ** إليَّ بأعين الزهر البديع )
____________________
(1/156)
1( ترقرق لؤلؤُ الأندء فيها ** كما امتلأت عيونٌ من دموع )( ولستُ بواثق بجفون عيني ** وقد أظهرنَ ما أخفت ضلوعي )( ومن يستكتم الأجفان حبّاً ** فقد ألقى هواه إلى مذيع )4 ( سقى الله الحيا نجداً فإني ** لذو قلبٍ إلى نجدٍ نزوع )5 ( سقاه وابلٌ غدقٌ ملثٌّ ** لهُ جودٌ كجود أبي المنيع )6 ( ولو يحكي أناملهُ سحابٌ ** لكان الدهرُ منهُ في ربيع )7 ( نزلت به فقابلني بوجهٍ ** أغرّ كغرةِ الفجر الصديع )8 ( وماءٍ من بشاشته زلال ** وروض من مكارمه مريع )9 ( لهُ يدُ محسن وحياءُ جانٍ ** وجود مبذّرٍ وعُلى جموع )0 ( ورأي مجرّب وقتال غر ** وذمة حافظٍ وندى مصيع )
____________________
(1/157)
2( إذا ذُكر النوالُ اهتزّ شوقاً ** إليه كهزّةِ السيف الصنيع )( يحنّ إلى العطاء حنين قيسٍ ** إلى ليلى لعرفانِ الرّبوع )( فلا تحمده في بذل العطايا ** فليس لغير ذاك بمستطيع )4 ( فمقبض سيفه مجرى العطايا ** ومضربُ سيفه مجرى النّجيع )5 ( منى ومنَّية كالصّلّ يُطوى ** على الترياق والسُّم النقيع )6 ( ولو بارى بجودِ يديه بحراً ** لآلَ البحرُ كالآل المروع )7 ( إذا وازنتهُ بالناس طرّاً ** رأيتَ البعضَ يعدلُ بالجميع )8 ( يناط الرأيُ منهُ بألمعي ** يرى الحدثان من قبل الوقوع )9 ( بذي حلم أصمّ عن الدنايا ** وذي جود لسائله سميع )0 ( مفيدٍ متلفٍ حلوٍ ممرّ ** على العلاّت ضرّار نفوعِ )
____________________
(1/158)
3( بصدر مثلِ ساحته رحيب ** وبذل مثل نائله سريع )( إذا لاحت بنوه لنا شهدنا ** لطيب الأصل من طيب الفروع )( نجوم سبعةٌ عددَ الثريا ** وموضعها من الحسب الرفيع )4 ( فلا زالوا كأنجمها ائتلافاً ** من الحدثان في حصنٍ منيع )5 ( تراه وحوله منهم ليوثٌ ** إذا انهلّ القنا في كلّ روع )6 ( حكوه شمائلاً وعلىً وجوداً ** وبأساً عند معترك الجموع )7 ( يراهم مثل ما اطردت كعوبٌ ** وراء سنانها الماضي الرفيع )8 ( يُهزّ أبو المنيع بهم سيوفاً ** لتقويم المخالف والمضيع )9 ( فدام لهم به وله سرورٌ ** بهم حتى الممات بلا فجيع )
____________________
(1/159)
البحر : - ( أما الخيال فما يغبُّ طروقا ** يدنو بوصلك شائقاً ومشوقا ) ( وافى يُحقق لي الوفاء ولم يزل ** خدنَ الصّبابة بالوفاء خليقا ) ( ومضى وقد منع الجفون خفوقها ** قلبٌ لذكرك لا يزال خفوقا ) 4 ( هل عهدنا بلوى الشقيقة راجعٌ ** فيعود لي فيه الوصالُ شقيقا ) 5 ( أيام تسلكُ بي الصبابةُ مجهلاً ** لا يعرفُ السّلوانُ فيه طريقا ) 6 ( أهوى أنيقَ الحُسن مقتبل الصبا ** وأزور مخضرَّ الشباب أنيقا ) 7 ( لا ألحظُ الأيامُ لحظةَ وامقٍ ** حتى يعودَ زماننا موموقا ) 8 ( وركائب يخرجنَ من غلس الدجى ** مثل السّهام مرقن فيه مروقا ) 9 ( نحو الهُمام القائد القرم الذي ** قرنَ الإلهُ بعزمه التوفيقا )0 ( ملك يروقكَ منظراً ومقالةً ** أبداً ويوسعُ بالصوارم ضيقا )
____________________
(1/160)
1( يلقي الندى برقيق وجهٍ مسفرٍ ** وإذا التقى الجمعان عاد صفيقا )( رحب المجالس ما أقام فإن سرى ** في جحفل ترك الفضاء مضيقا )( وإذا طما بحرُ الكريهة خاضه ** وأمات من عاداه فيه غريقا )4 ( حُجبت به شمسُ النهار وأشرقت ** شمسُ الحديد بجانبيه شروقا )5 ( أضحى أبوالفضل السميدع في الورى ** فرداً وأصبح في الذُّرى مرموقا )6 ( وحسامهُ أبداً بوار عداتهِ ** ونوالهُ في العالمين محيقا )7 ( الله صوّره جواداً خلقة ** أعلى به نور الزمان أنيقا )8 ( أضحى السخاءُ بجعفر متخيماً ** فغدا به عقد الزمان وثيقا )9 ( يختالُ في حلل الرّجاء ويمتطي ** همماً أقامت للمكارمِ سوقا )0 ( فلضاع أمر لا تبيت تديرهُ ** ولضلَّ ركب ما انتحاك طريقا )
____________________
(1/161)
2( فهناك يومُ العيد يوم عائد ** أبداً عليك موفقاً توفيقا )( فاسلم لدهر أنت دُرةُ تاجه ** لا زلتَ رباً للفخار حقيقا )( واسلم لمكرمةٍ شغلتَ بحبها ** قلباً بحبّ المكرمات علوقا )4 ( وبديع شعر يانع حبّرتهُ ** فنظمتُ منه لؤلؤاً وعقيقا )5 ( شعشعتُ منه اللفظ ثم نظمته ** فكأنما شعشعتُ منهُ رحيقا )
____________________
(1/162)
البحر : - ( بعثت إليك بطيفها تعليلا ** وخضابُ ليلكَ قد أراد نصولا ) ( فأتاك وهناً والظلامُ كأنهُ ** نظمَ النّجومَ لرأسهِ إكليلا ) ( وإذا تأمّلتَ الكواكبَ خلتها ** زهراً تفتّحَ أو عيوناً حُولا ) 4 ( أهدت لنا من خدِّها ورُضابها ** ورداً تحيينا به وشَمولا ) 5 ( ورداً إذا ما شُمَّ زاد غُضاضةً ** ولو انهُ كالوردِ زادَ ذُبولا ) 6 ( وجلت لنا برداً يُشهّي بردُهُ ** نفسَ الحصور العابدِ التقبيلا ) 7 ( برداً يذيبُ ولا يذوبُ وكلما ** شربَ المتيمُ منهُ زاد غليلا ) 8 ( لم أنسها تشكو الفراقَ بأدمعٍ ** ماعتدنَ في الخدِّ الأسيل مسيلا ) 9 ( فرأيت سيف اللحظ ليس بمغمدٍ ** من تحت أدمعها ولا مسلولا )0 ( إن دام دمعك فاحذري غرقاً به ** وإذا توالى القطرُ عاد سيولا )
____________________
(1/163)
1( حطّي النقاب لعلّ سرب عيوننا ** في روضِ حسنك يرتعين قليلا )( لما انتقبتِ حسبتُ وجهك شعلةً ** خلل النقاب وخلتهُ قنديلا )( هام الفؤاد بأنجمٍ من حيثُ ما ** أبصرتهنّ رأيتهن أفولا )4 ( رحلوا ولونُ الليل أدهم مصمت ** فامتار منهم غرّةً وجُحُولا )5 ( ينحون حيث ترى الموارد طفّحاً ** والروضَ غضَّاً والنسيم عليلا )6 ( فالأقحوانة ثمَّ تلقى أختها ** كفم يحاول من فمٍ تقبيلا )7 ( كلف الفراقُ بمن هويتُ فكلما ** دانيتهُ شبراً تأخّر ميلا )8 ( قتلتني الأيامُ حين قتلتها ** علماً فأبصر قاتلاً مقتولا )9 ( مالت عليّ وقد جعلتُ مطيتي ** ما بين أجفان الدياجي ميلا )0 ( حَملت جميلاً من ثناء محمدٍ ** لتزور وجهاً كالثناء جميلا )
____________________
(1/164)
2( ملك يروقك منظراً ومقالةً ** كالسّيف يحسنُ رؤيةً وصليلا )( أضحى السخاء مخيماً في كفِّه ** حمدَ المحلَّ فما يريد رحيلا )( أو هل يريد الجودُ بعد يمينه ** وهو النهايةُ في العلوّ سولا )4 ( لا أستزيدُ الدّهرَ بعد لقائه ** حسبي برؤيته البهيةِ نزولا )5 ( عمَّ الرعيّةَ والرُّعاةَ نوالهُ ** والفاضل المأمول والمفضولا )6 ( كالغيث إن جادت يداه بديمةٍ ** أغنى بها المعروفَ والمجهولا )7 ( يرتدُّ فكرك بالفضائل حاسراً ** عنهُ وطرفكَ بالضياء كليلا )8 ( وتحوزُ من إحسانه وعيانه ** وبيانه وبنانه المأمولا )9 ( زاد العفاة على الديات ولم يكن ** أردى سوى فقر العفاة قتيلا )0 ( ودعا لسائله وأعلن شكرهُ ** حتى حسبنا السائل المسؤولا )
____________________
(1/165)
3( أتراه يحسب وفده شركاءه ** ويرى التفرُّدَ بالثراء عليلا )( يا من يفنِّده على صلة النّدى ** أنلوم في صلة الخليل خليلا )( اللهصوّره جواداً خلقةً ** وتريد منهُ أن يكون بخيلا )4 ( خُلقَ ابن ابراهيم جوداً كله ** فمتى تطيق لخلقه تبديلا )5 ( لو ذقتً من طعم الندى ما ذاقهُ ** لعصيت فيه لائماً وعذولا )6 ( اهرب بنفسك لا يهبّكَ فربما ** أعطى العذول الوفدَ والمعذولا )7 ( ولربما فتشت بعض عطائهِ ** فوجدتَ فيه السيّد البهلولا )8 ( قتل العداة بجوده وبسيفه ** والسيفُ أسهلُ عندهم تقتيلا )9 ( فانصاع قد مُلئت مضاربُ جوده ** شكراً ومضربُ سيفه تفليلا ) 40 ( يلقى العدى من كُتبه بكتائبٍ ** يجرُونَ من زَرَدِ الحروف ذيولا )
____________________
(1/166)
4( وترى الصحيفة حُلبةً وجيادَها ** أقلامهُ وصريرهنَّ صليلا ) 4( في كفه قلمٌ أتمُّ من القنا ** طولاً وهنَّ أتمُّ منه طولا ) 4( قلمٌ يقلِّم ظفرَ كلِّ مُلمَّةٍ ** ويردُّ حدَّ شباتها مفلولا ) 44 ( ويضيءُ منه الطّرسُ ساعة يكتسي ** صدأ المداد ولا يضيءُ صَقيلا ) 45 ( ما قطَّ قطُّ لكتبه أقلامهُ ** إلا نقمن على العُداة ذُحولا ) 46 ( نبلٌ حباها من رؤُوس بنانهِ ** ريشاً ومن حلكِ المداد نصولا ) 47 ( ففرت شواكلَ كلِّ أمرٍ مشكل ** ورددنَ مفصلَ ماله مفصُولا ) 48 ( يدعو النبيَّ من الجدودِ وحيدراً ** ومن العُمومةِ جَعفراً وعقيلا ) 49 ( نسبٌ ترى عنوانهُ في وجهه ** لا شبهةً فيه ولا تأويلا ) 50 ( نغنى به عن حجةٍ ودلالة ** من ذا يريد على النّهار دليلا )
____________________
(1/167)
5( يحكي النبيَّ شمائلاً وفضائلاً ** من لم يكن كأبيه كان دخيلا ) 5( لولا الرسالةُ بعد جدك أحمدٍ ** ختمت لقلنا قد بُعثتَ رسولا ) 5( أشبهتهُ خلقاً وأخلاقاً وما ** خالفته جملاً ولا تفصيلا ) 54 ( لولا أبوك لما امتلا سمعُ امرئٍ ** في الأرض تكبيراً ولا تهليلا ) 55 ( ياابن الذين إذا اعتراهم طارقٌ ** تركوا بيوتً المال منهُ طلولا ) 56 ( الطيبين مناقباً ومآرباً ** ومراتباً ومناسباً وأصولا ) 57 ( والمسرعين إلى المكارم كلما ** وجدوا إلى إتيانهن سبيلا ) 58 ( إن حاربوا ملؤوا القلوب أسنّةً ** أو كاتبوا ملؤواالطروس فصولا ) 59 ( كم جبتُ أرضاً مثلَ صدرك في الندى ** عرضاً وأخرى مثلَ باعك طولا ) 60 ( حتى وصلتُ إليك يابدرَ العلى ** بمطيةٍ مثلِ الهلال نحولا )
____________________
(1/168)
6( جعلت رجاءك حادياً من خلفها ** وضياء وجهك هادياً ودليلا ) 6( إني جدير بالنجاح لأنني ** أمَّلتُ للأمر الجليل جليلا ) 6( لا زال فعلُكَ بالمقال مرصّعاً ** أبداً وعرضُك بالعفاف صقيلا ) 64 ( ما غردت وُرق الحمائم في ذرى ** فَنن الأراكة بكرةً وأصيلا )
____________________
(1/169)
البحر : - ( إيهاً أبا حسنٍ حللتَ من العلى ** بين السنَّام وبين ذرو الكامل ) ( أنى سخا بك ذا الزمانُ وإنهُ ** لمبخَّل بالكامل ابن الكامل ) ( يا أيها الأستاذُ لا من غفلةٍ ** والله قد يُدعى وليس بغافل ) 4 ( قل للأمير وليس كلّ محرِّك ** للسانه عند الملوك بقائل ) 5 ( أهدي ويهدي آخرون فنستوي ** ما الفرقُ بين فُضُولهم وفضائلي ) 6 ( واعلم يقيناً أنّ كل صنيعةٍ ** عندي تعدّ ذخيرةً في الحاصل ) 7 ( لو كنتُ بالبيداء لم يكُ بدعةً ** عطشي ولكنّي بجنب الساحل ) 8 ( وهو الربيعُ وكيف يحيا موضعٌ ** لم يُحيه سحُّ الربيع الهاطل )
____________________
(1/170)
البحر : - ( إعترافي بعظم فضلك فضلُ ** وعدُولي عن كنه وصفك عدل ) ( كلما رمتُ وصفَ قدرك أفي ** تُ صفاتي تدنو وقدرك يعلو ) ( فوق طرف من العلاء لهُ الزُّه ** رُ مسامير والأهلّة نعل ) 4 ( قد حلا الدهر من حلولك فيه ** ولقد يمزج الزعاف فيحلو ) 5 ( فظلام الزّمان نور وبؤسٌ ال ** دهر نعمى وحرّه منك ظلُّ ) 6 ( وإذا هزّك الإمام لحربِ ** أو لسلم فأنت نصرٌ ونصل ) 7 ( تخمد الحرب حين تغمُدُ بأساً ** وتسيل الدماءُ حين تُسلُّ ) 8 ( ثابتَ الجأش طائشَ الجود دا ** ني العفو نائي المدى معزٌّ مذلُّ ) 9 ( قولهُ حكمةُ وأفعالهُ عد ** لُ وآراؤهُ السديدةُ فصلُ )0 ( هو بعض الأنام في رؤية العي ** ن وإن عدَّ فاضل فهو كلُّ )
____________________
(1/171)
1( لا يشينُ النوال منهُ بمطل ** إن طوّقَ العطاء بالمطل غُلُّ )( يهزمُ الجيشَ بالكتاب كأنّ ال ** كتب منهُ كتائبُ ما تفلُّ )( وكأنَّ السطور فيها صفوفُ ** وكأنَّ الحروفَ خيلُ ورجل )4 ( كلّ فصل فيه من القطع والوص ** ل كهام العُداة قطعُ ووصلُ )5 ( فيه محيا قومٍ ومهلكُ قومٍ ** أسجالٌ من القنا أم سجلُّ )6 ( وإذا راش بالأنامل أنبو ** ب يراع فإنما هو نبل )7 ( قلم دبَّر الأقاليم حتى ** ظل فيه داعي التناسخ يغلو )8 ( قلمُ صدرهُ سنان وآخرا ** هـحسامٌ وبين ذلك صلُّ )9 ( يا أبا غانم أرى الغانم السا ** لم من في يمينهِ منك حبلُ )0 ( مدحتك العلياءُ من قبل مدحي ** وهو مدحُ بنفسه مستقلُّ )
____________________
(1/172)
2( لا أهنّيك إذ وليتُ لعلمي ** أن ما ازددتَ فيه عنك يقلُّ )( ولو أن الإمام ولاّك أمر ال ** شرق والغرب كنتَ عنهُ تجلُّ )( قد تهيأتُ للرحيل إلى الأ ** هل فجد لي بما لهُ أنت أهل )4 ( أين ما كنت في البلاد بنفسي ** فثنائي يحلّ حيثُ تحلّ )5 ( قد تملكتَ بالمكارم حرّاً ** وهو رقٌ محرّم ما يحلُّ )6 ( لا أذمّ الزمان إذ كنتَ فيه ** ما لدهر سخا بمثلك بخلُ )
____________________
(1/173)
البحر : - ( هبُوا أنّ سجني مانع لوصاله ** فما الخطبُ أيضاً في امتناع خيالهِ ) ( نعم لم تنم عيني فيطرق طيفه ** زوالُ منامي علّةُ لزوالهِ ) ( فدى الصبّ من لم ينسهُ في بلائه ** وينسى اسمهُ من كان في مثل حاله ) 4 ( ومن صار سجني قطعةً من صدوده ** وطولُ التنائي قطعة من ملاله ) 5 ( ولم تر عيني حاسدين تباينا ** عليه سوى قلبي وتربُ نعاله ) 6 ( وإني لأطويه حذاراً وإنما ** يخاف اغتيال الجرح عند اندماله ) 7 ( ألا بأبي الغصنُ النضيرُ وإنما ** كنيتُ به عن قدّه واعتداله ) 8 ( ولا بأبي بدر المحاق وإنما ** يفدّى إذا حاكاه عند كماله ) 9 ( ولا حبذا نورُ الأقاحي عابساً ** ويا حبّذاهُ ضاحكاً في ظلالهِ )0 ( فإن فاقهُ ثغرُ الحبيب فإنما ** أقرّ بما أعيا وجود مثالهِ )
____________________
(1/174)
1( وما حُسن هذا الشعر إلا لنفثةٍ ** لهُ في فمي من قبل قطع وصاله )( نطقت بسحرٍ بعدها غير أنهُ ** من السّحر ما لم يختلف في حلاله )( كذاك ابن سيرين بنفثة يوسف ** تكلم في الرؤيا بمثل مقاله )4 ( ألا اصرف إلى صدغيه لحظكَ كلّهُ ** ودع لحظهُ مستعملاً من نصاله )5 ( ترى فيهما نونين عطّل واحد ** وآخر معجومٌ بنقطة خالهِ )6 ( وما الوقفُ إلا في الوزارة إنها ** عقيلتهُ محفوفةٌ باعتقاله )7 ( أتستغربُ العلياءُ أحمد ناشئاً ** وقد بان منه الفضلُ قبل فصاله )8 ( صغيراً تربّيه المعالي وفاضلاً ** تسودَّ من إقباله في اقتباله )9 ( أراني وقد أعيا على الفكر أمره ** على أن فكري غائض فياحتفاله )0 ( إذا ما حوى أعلى المراتب ناشئاً ** فماذا الذي يبقي لحين اكتهاله )
____________________
(1/175)
2( نعم إنّ غاياتِ الجواد إذا انتهى ** إليها تبقى فضلةٌ في خلاله )( رأوا فضله فاستحسنوه وأمسكوا ** وقوفاً على أقدارهم بخصاله )( فأبقوا لهُ في الفضل كثرة شكرهم ** وأبقى لهم في الفخر قلةَ ماله )4 ( وعقلٌ كعذب الماء من يظم عقله ** لعقل سواه فهو عذبٌ زلاله )5 ( إلى أدبٍ مثل الهواء أو الهوى ** مع الروح يجري جائلاً في مجاله )6 ( وذهنٍ لو الكافور يمنع حرّه ** لأزرى بفخر المسك عند اعتماله )7 ( وما كان ذا التشبيه إلا تحاملاً ** عليه ولكن فضلهُ في احتماله )8 ( ويا سيدي عبدٌ دعاك معوّلاً ** عليك ولم يخطر سواك بباله )9 ( وهل يستعين المرء من قعر هوّةٍ ** لإخراجه إلا بأقوى حباله )0 ( وأنتم أناس فضلهم غامرُ الورى ** فما بال مثلي داثراً في انخماله )
____________________
(1/176)
3( أأبصرتموه شافعاً بسواكمُ ** وأنتم بعيدُ وهو في ضيق حاله )( وإذ صار سعد وابنهُ معقلاً لهُ ** فما العذر من إطلاقه من عقاله )
____________________
(1/177)
البحر : - ( أذهبت رونق ماء الصبح في العذل ** فاربع فلستَ بمعصوم من الزلّل ) ( لكل سهم يعدّ الناس سابغة ** تردّه عنك إلا أسهم المقل ) ( هام الفؤادُ بشمس ما يزايلها ** غربُ من البين أو غيم من الكلل ) 4 ( ينتاب دمعُ النّوى واللهفُ وجنتها ** فقلما انفكّ ظهر الخدّ من بلل ) 5 ( لا شيء أكفر من مسواك إسحلة ** يعله الريق لم يُورق ولم يطل ) 6 ( يخفى شهابُ الهوى في برد ريقتها ** كما استكن نقيعُ السُّم في العسل ) 7 ( وفي أصول الثنايا باردٌ عللُ ** نفسي الفداءُ لذاك البارد العلل ) 8 ( إياك إياك تطريقاً بأعينها ** فهي الأسنة في العسّالة الذُّبُل ) 9 ( مابال طرفك لا تنجو رميَّتهُ ** كأنما هو رامٍ من بني ثعل )0 ( صدّت بنجدٍ وزارت في طرابلس ** وبيننا عنق للسفن والإبل )
____________________
(1/178)
1( في خرد نهّدٍ يعكسن أعيننا ** لضوئهنّ كعكس الشمس للمقل )( تنقادُ نحو هواهنّ القلوبُ كما ان ** قادت إلى هبة الله العُلى بن علي )( غدا عن السُّمر بالسُّمر الكعوب وعن ** بيض الوجوه ببيض الهند في شغل )4 ( يزيّنُ الدولةَ الغراء موضعهُ ** إذا تزيّنتِ الأملاك بالدّول )5 ( ينبي تبسُّمهُ عن بشره أبداً ** والغيثُ أول صوب العارض الهطل )6 ( يزينها فوق ما زانته فهو بها ** في حلّةٍ وهي من علياه في حلل )7 ( يبشّ بالوفد حتى خلتُ وافده ** وافى يهنّيه بالتأخير في الأجل )8 ( علا فلا يستقرّ المالُ في يده ** وكيف تمسكُ ماءً قنةُ الجبل )9 ( يقضي بحكم الهدى في المشكلات كما ** يقضي بحكم الظُّبى في ساعة الوهل )0 ( قد حالف الفضلَ في أحكامه أبداً ** والعدلُ خير اقتناء الفارس البطل )
____________________
(1/179)
2( تخشى العدى أبداً صدر الجواد فقد ** ظنّ العدى أنهُ صدرٌ بلا كفل )( في جحفل لجب لولا تبسّطهُ ** لخلتهُ شُبهاً من كثرةِ الأسل )( كأنّ حُمر المذاكي الخمر تحتهمُ ** وبيضهم حببٌ يطفو على القلل )4 ( أملتُ فيه الغنى من قبل رؤيته ** فالآن أكبرتهُ عن ذلك الأمل )5 ( أملّتُ ذلك علماً أنهُ رجلٌ ** فرد فأبصرت كلّ الناس في رجل )6 ( يصغي إلى سائل جدوى يديه كما ** يصغي المحبُّ الى التغريد والغزل )7 ( لو شاء قال ولم يكذب بمخبره ** عن كلّ فضلٍ أراده أن ذلك لي )8 ( لأنه اخترعَ العلياء مبتدئاً ** وسائرُ الناس من تالٍ ومنتحل )9 ( قد أحكم الحاكمُ المنصور دولتهُ ** بآل حيدرةٍ في السهل والجبل )0 ( ورفهت كتبهُ أقصى كتائبه ** عن الزيارة للأعداء والقفل )
____________________
(1/180)
3( ترضى الدراريعُ عنهم والدروع وأص ** دافُ القنا وصدورُ البيض والأسل )( تاهت بهم دولة الإسلام واعتدلت ** بعزمهم كاعتدال الشمس في الحمل )( شادوا وسادوا بما يبنون من كرم ** أساس مجدهم المستحكم الأزلي )4 ( تشابهوا في اختلاف من زمانهم ** عند اللهى والنهى والقول والعمل )5 ( كالرمح أولهُ عونٌ لآخره ** وآخر الرمحِ عون الأكعب الأول )6 ( تبعتَ في الجود والعليا أباك ولم ** تكذب كما تبع الوسميَّ صوب ولي )7 ( غيثان أنهما جادت أنامله ** في بلدة نبتت بالمال والخول )8 ( حلّيتما الدين والدنيا بعزّكما ** فلا أذلهما الرحمنُ بالعُطل )9 ( ولا رأينا بعيني دهرنا رَمداً ** فأنتما في مآقيه من الكحل ) 40 ( وعشتما أبداً في ظلّ مملكة ** قد استعاذت من التغيير والدول )
____________________
(1/181)
4( مارقرق المزن فوق الأرض أدمعهُ ** وحنّ ذو شجنٍ يوماً لمرتحل )
____________________
(1/182)
البحر : - ( محلَّ العلى أنى حللتَ محلّها ** وفيك وإن حاز الورى البعضُ كلُّها ) ( ومذ كنتَ يا بكار تسمو بهمةٍ ** كثيراً إذا ماتت وفي الناس قُلّها ) ( لقد يمّمَت عُليا تميمٍ وطال في ** سماء العُلى من فخر فرعك أصلها ) 4 ( وكانت سجايا الفضل بكراً فعندما ** ولدت قضى الرحمن أنك بعلها ) 5 ( فليس يرى في الفضل مثلك ماجدُ ** وليس يرى في غير مثلك مثلُها ) 6 ( ففضلك مشكورٌ ولو لم يكن بها ** يمتُّ إذا لم يسر في الناس فضلها ) 7 ( متى ظمئت منا قرائحُ فهمنا ** فأنت بريّ من نهال تعلّها ) 8 ( وإن عُقّدت يوماً مسائلُ حكمةٍ ** فأنت بلا إعمال فكر تحلُّها ) 9 ( تصححُ أنى شئتَ منها سقيمها ** وتأتي إلى ما صحّ منها تعلّها )0 ( سواءٌ إذا مارمتَ إيضاح علمها ** دقيق معانيها عليك وجلُّها )
____________________
(1/183)
1( ضمانٌ عليها إنّ قدرك يرتقي ** بهافي معالٍ لا يرام أقلها )( برعتَ على أبناء سنك رفعةً ** فأنت فتاها في الفخار وكهلُها )( أبا قاسم إن تستجد وصف مدحتي ** فمنك معانيها وأنت محلّها )4 ( فلا فضل لي بل فضلها منك كلُّه ** ولكن كساني حُلة الفخر أهلُها )
____________________
(1/184)
البحر : - ( ألمَّ بمضجعي بعد الكلال ** خيالٌ من هلال بني هلال ) ( بمنطمس الصّوى لو حار طيفٌ ** لحار بجوّه طيف الخيال ) ( فأحيا ذكر وجدٍ وهو ميتٌ ** وجدّد رسم شوق وهو بال ) 4 ( فتاةٌ ما تُنال وكلّ شيءٍ ** نفيسُ القدر ممتنع المنال ) 5 ( وما تندى لسائلها بوصلٍ ** وقد يندى البخيلُ على السؤال ) 6 ( ويحجبُ بينها أبداً وبيني ** ظلامُ النَّد أو غيمُ الحجال ) 7 ( بمقلتها لعمر أبيك سحرُ ** به تصطاد أفئدةُ الرجال ) 8 ( سمعنا بالعجاب وما سمعنا ** بأن الليث من قنص الغزال ) 9 ( لقد بذل الفراقَ لنا رخيصاً ** لقاءُ العامريّة وهو غال )0 ( وأبدى من محيّاها نهاراً ** يجاور من ذوائبها ليالي )
____________________
(1/185)
1( أحن إلى الفراق لكي أراها ** وإن كان الفراقُ عليَّ لا لي )( أشارت بالوداع وقد تلاقت ** عقودُ الثغر والدمعُ المسال )( وأبكاني الفراقُ لها فقالت ** بكاءُ متيّمٍ ورحيلُ قال )4 ( فقلت لها أودّع منك شمساً ** إلى شمس الهدى شمس المعالي )5 ( فتى عمّ الملوك فمن سواهم ** نوالاً منهُ منسكبَ العزالي )6 ( كذاك الغيث إن أرسى بأرضٍ ** تجلل كلُّ منخفض وعال )7 ( ترى في سرجه ليثاً وغيثاً ** وعند الغيث صاعقةٌ تلالي )8 ( مليءٌ بالعطايا والرزايا ** وبالنعم السوابغ والنَّكال )9 ( تبوّا الجودُ يمناه محلاً ** فليس يهم عنها بارتحال )0 ( كأنّ الجودَ بعضُ الكفّ منه ** فما للبعض عنها من زوال )
____________________
(1/186)
2( يصافح منهُ كفاً من عطايا ** تحفّ بها بنانٌ من نوال )( ولم أر قبله أسداً تلبَّي ** إلى الهيجاء إن دُعيت نزال )( أظافرهُ من البيض المواضي ** ولبدتهُ من الزَّردِ المُذال )4 ( تراه إذا تشاجرتِ العوالي ** يفرّ من الفرار إلي القتال )5 ( وكم كسبته جردُ الخيل مجداً ** وليس لهنّ منهُ سوى الكلال )6 ( يوسّطها الوشيج وفي كُلاها ** أنابيبٌ من الأسل الطِّوال )7 ( يتابع جوده ويظنّ بخلاً ** وفوق الجود أغراس الفعال )8 ( كأن صلاته لهمُ صلاةٌ ** فليس تتمُّ إلا أن يوالي )9 ( مكارم ما ألمَّ بها كريمٌ ** سواه ولا خطرن له ببال )0 ( ورثتَ الفضلَ عن جدّ فجدٍّ ** إلى هود النبي على التوالي )
____________________
(1/187)
3( تنقّل من كريم في كريمٍ ** كما ارتمت المنازل بالهلال )( نصرتَ ابنَ النبي كما نصرتم ** أباه لقد حذوت على مثال )( فإن حاربتَ فيه فرُبّ حرب ** لكم في نصرة التّقوى سجال )4 ( فزيّن مجدك الحقبَ البواقي ** ومجدُ جدودك الحقب الخوالي )5 ( وجود الناس من موجود طيٍّ ** وجودُهُم لجود بنيك تالِ )6 ( يسومون النفوس بكلّ عضب ** يكلُّ فيرخص المهجَ الغوالي )7 ( إذا أبصرتهم فوق المذاكي ** رأيت الأسد من فوق السعالي )8 ( كأنهم عليها وهي تعدو ** لؤامُ الريش من فوق النّبال )9 ( إذا ابتدروا إلى الهيجاء قلنا ** سهام يبتدرن إلى نصال ) 40 ( بأيمان كأبحرها غزار ** وأحلامٍ كأجبلها ثقال )
____________________
(1/188)
4( رأيت الناس مثل كعوب رمح ** فمنهنّ السوافلُ والأعالي ) 4( ومن ذا يستطيع وأيّ قلب ** بجيش الفخر يفخرُ في مقال ) 4( وحاتم طيّءٍ لك عن يمينٍ ** وزيدُ الخيل منك على الشمال ) 44 ( وهذان اللذان يُقرّ طوعاً ** بفضلهما المخالفُ والموالي ) 45 ( وفيك عن القديم غنىً ويُغني ** ضياءُ الصبح عن شعلٍ الذُّبال ) 46 ( إذا ما جاء شمسُ الدِّين غطى ** سناه كلَّ شمس أو هلال ) 47 ( ثأرتَ بقاتلي عمرو بن هندٍ ** وما أنساكه طولُ الليالي ) 48 ( صفوتَ خلائقاً وندىً وأصلاً ** فقد أزريتَ بالماء الزّلال ) 49 ( ولو يحلو كماءِ المزن خلق ** لما شرقَ امرؤٌ فيه بحالِ ) 50 ( أرجّي في ظلالك أن أُرجى ** ويلقي العزَّ قوم في ظلالي )
____________________
(1/189)
5( ففضلك قد غدا للفضل جيداً ** وهذا المدحُ عقدٌ من لآلي ) 5( وقد يسبيك جيدُ الخود عطلاً ** ويسبي ضعفُ ذلك وهو حالي ) 5( رأيتُ العرض يحسن بالقوافي ** كماحسن المهنّد بالصِّقال ) 54 ( بغير مفرج تبقى كريماً ** لقد حدّثت نفسك بالمحال ) 55 ( أقول إذا ملأتُ العينَ منه ** وقاك الله من عين الكمال )
____________________
(1/190)
البحر : - ( عبسن من شعرٍ في الرأس مبتسمِ ** ما نفَّرَ البيضَ مثلُ البيض في اللِّمم ) ( ظنّت شبيبتهُ تبقى وما علمت ** أنَّالشبيبة مرقاةٌ إلى الهرمِ ) ( ما شابَ عزمي ولا حزمي ولا خلُقي ** ولا وفائي ولا ديني ولا كرمي ) 4 ( وإنما اعتاض رأسي غيرَ صبغته ** والشّيبُ في الرأس دون الشّيب في الهمم ) 5 ( بالنفسِ قائلة في يوم رحلتنا ** هواك عندي فسر إن شئتَ أو أقم ) 6 ( فبحتُ وجداً فلامتني فقلنَ لها ** لا تعذليه فلم يلؤمُ ولم يَلُم ) 7 ( لمَّا صفا قلبهُ شفّت سرائرهُ ** والشّيءُ في كل صافٍ غيرُ مكتتم ) 8 ( بعضُ التفرُّق أدنى للّقاء وكم ** لاءمتَ شملاً بشملٍ غير ملتئم ) 9 ( كيف المقامُ بأرضٍ لا يُخافُ بها ** ولا يُرجّى شبا رُمحي ولا قلمي )0 ( فقبَّلتني توديعاً فقلتُ لها ** كفِّي فليس ارتشاف الخمر من شيمي )
____________________
(1/191)
1( لو لم يكن ريقُها خمراً لما انتطقت ** بلؤلؤ من حباب الثّغرِ منتظم )( ولو تيقَّنتُ غيرَ الراح في فمها ** ما كنتُ ممن يصدُّ اللثمَ باللثمِ )( وزاد ريقتها برداً تحدُّرُها ** على حصى بردٍ من ثغرها شبم )4 ( إني لأطرفُ طرفي عن محاسنها ** تكرُّماً وأكفُّ الكفَّ عن أمم )5 ( ولا أهمُّ ولي نفسٌ تنازُعني ** أستغفر الله إلا ساعة الحلم )6 ( لا أكفرُ الطيفَ نعمى أنشرت رمماً ** منا كما تفعل الأرواحُ بالرِّمم )7 ( حيَّا فأحيا وأغنتنا زيارتُهُ ** عن اعتساف الفلا بالأينُقِ الرُّسم )8 ( وصل الخيال ووصلُ الخَود إن سمحت ** سيَّانِ ما أشبه الوجدان بالعدم )9 ( فالدّهرُ كالطيف بؤساه وأنعمهُ ** عن غيرِ قصدٍ فلا تمدح ولا تلمُ )0 ( لا تحمد الدهرَ في بأساء يكشفُها ** فلو أردت دوامَ البؤس لم يدمِ )
____________________
(1/192)
2( خالف هواك فلولا أنَّ أهوانهُ ** شجوٌ لما اقتنصَ العقبان بالرّخم )( ترجو الشفاء بجفنيها وسقمهما ** وهل رأيت شفاءً جاء من سقم )( وتشتفي بصبا نجدٍ فإن خطرت ** كانت جوىً لك دون الناس كلهم )4 ( وكيف تُطفي صبا نجد صبابته ** والريح زائدةٌ في كل مضطرم )5 ( أصبو وأصحو ولم يكلم ببائقةٍ ** عرضي كما تُكلُم الأعراض بالكلم )6 ( لا تحسبن حسب الآباء مكرمةً ** لمن يقصِّرُ عن غايات مجدهم )7 ( حسنُ الرجال بحسناهم وفخرُهم ** بطَولهم في المعالي لا بطُولهم )8 ( ما اغتابني حاسدٌ إلا شرفت به ** فحاسدي منعمٌ في زيِّ منتقم )9 ( فالله يكلأُ حسادي فأنعمهم ** عندي وإن وقعت عن غير قصدهم )0 ( ينبِّهونَ على فضلي إذا كُبتت ** صحيفتي في المعالي عُنونت بهم )
____________________
(1/193)
3( يا طالبَ المجد في الآفاق مجتهداً ** والمجدُ أقربُ من ساق إلى قدمِ )( قل نصرُ دولة دين الله لي أملٌ ** قولاً وقد نلتَ أقصى غاية الهمم )( كم حدتُ عنهُ فنادتني فضائلهُ ** يا خاتمَ الأدب امدح خاتم الكرم )4 ( وقادني نحوهُ التوفيقُ ثم دعا ** هذا الطريقُ إلى العلياء فاستقم )5 ( وقصره عرفات العُرف فاغن بهِ ** وكفُّهُ كعبةُ الافضال فاستلم )6 ( ترى الملوك على أبوابهِ عصباً ** وفداً فدع غيرهم من سائر الأمم )7 ( يحفُّهُ كلُّ محفوف بموكبهِ ** عزّاً ويخدُمه ذو الجند والخدم )8 ( تظلُّ مزدحمات في مواكبهِ ** تيجان كل مهيب الناس والنِّقم )9 ( تفيؤوا ظلَّ ملكٍ منهُ محتشمٍ ** ورُبَّ ملكٍ مذال غيرِ محتشم ) 40 ( والملكُ كالغاب منهُ خدرُ ذي لبدٍ ** ومنهُ مرتبعٌ للشاء والنعم )
____________________
(1/194)
4( هم أعظمُ الناس أقداراً ومقدرةً ** لكن أتى فضلُهُ من فوق فضلهم ) 4( إذا بدا طبَّق التقبيلُ ساحتهُ ** فما على الأرض شبرٌ غير ملتثم ) 4( فساحةُ الثغر ثغرٌ أشنبٌ رتلٌ ** مفلَّجٌ فهو مرشوفٌ بكل فم ) 44 ( فلو تؤثر في الأفواه أنملهُ ** وأرض موكبه لم يخل من رثم ) 45 ( كأنَّ أرضك مغناطيسٌ كلِّ فمٍ ** فالطبعُ يجذُبُها بالطَّوعِ والرَّغم ) 46 ( لما علوتَ غمرتَ العالمين ندىً ** والمزنُ يعلو فيروي الأرض بالديم ) 47 ( ترقا وما رقأت نعماك عن أحدٍ ** بوركتَ من عال ومنسجم ) 48 ( مقسَّم في العلى لليُمن يمنتهُ ** واليسر يسرتهُ والكلُّ للكرم ) 49 ( إن قال لا فهي آلاءٌ مضاعفةٌ ** وإن يقل نعماً أفضت إلى نعم ) 50 ( تبدو صرامتهُ في ماء غرّتهِ ** والماء بعضُ صفاتِ الصارمِ الخذمِ )
____________________
(1/195)
5( هو الجريء على مالٍ يجودُ به ** والكرُّ في الجود مثل الكرِّ في البهم ) 5( مفرّق الجودِ مقسومٌ مواهبهُ ** في علية الناس والأوساط والحشم ) 5( والغيث إن جاد بالمعروف وزّعهُ ** بين الشناخيب والغيطان والأكم ) 54 ( به إلى كل شربٍ للعلى ظمأ ** برحٌ ومهما ارتوى من مائهنَّ ظمي ) 55 ( ويعتريه إلى بذلِ اللهى نهمٌ ** والظّرفُ أجمعُهُ في ذلك النَّهم ) 56 ( إليك نظَّمتُ أجواز الفلاة على ** خرقاء تهوي هويَّ الجارح القرمِ ) 57 ( كأنما البيدُ من دامي مناسمها ** مصاحفٌ كتبت أعشارُها بدم ) 58 ( أخفافها شاكلاتٌ كلَّ مشكلةٍ ** بجمرة معلماتٌ كلَّ منعجم ) 59 ( وأدهمٍ واضح الأوضاح مشترك ** بين النَّهارِ وبينَ اللَّيلِ منقسِم ) 60 ( للضوء أرساغهُ إلا حوافره ** فإنهنَّ مع الجلباب للظُّلم )
____________________
(1/196)
6( محلولِكٌ علق التحجيل أكرعهُ ** كما تعلّق بدء النار في الفحم ) 6( جرى فجلَّى فحيَّا الصُّبحُ غرَّتهُ ** لثماً ومسَّح بالأرساغ والخدم ) 6( وقبَّل الفجرَ كي يُجزيه قُبلتهُ ** فارتدَّ باللَّمظ المشفوع بالرَّثم ) 64 ( أضحى بعدلك ثغر الثغر مبتسماً ** وكان قبلُ عبوساً غيرَ مبتسم ) 65 ( ما ينقم الثغر إلا أن محوت به ** ليلاً من الظلم كانوا منهُ في حرم ) 66 ( قد عظَّم الله أملاكاً ملكتَ بهِ ** بني عقيل وما يحوون من نعم ) 67 ( لو لم تحزها أبا نصرٍ لما وجدت ** كفءاً يشاكلُ في أخذ ولا كرم ) 68 ( لو تطلب الشمس غير البدر ما اتَّصلت ** بمثله في سناء القدر والعظم ) 69 ( زادت إلى عزَّها عزّاً به مضرٌ ** وربّما صيدت العلياءُ بالحرم ) 70 ( خمسون ألفاً يُغطّي البرَّ جمعهمُ ** بموج بحرٍ من الماذيِّ ملتطم )
____________________
(1/197)
7( من كلّ من يتلقى وجهَ زائره ** بكوكبٍ بهلال الفطر ملتثم ) 7( مجرَّبون على محبورةٍ غنيت ** عن لأعنّة فاستغنوا عن الحُزم ) 7( في الوحش زادهم والمزنُ ماؤهم ** تحمَّلتهم فأغنتهم عن الأدم ) 74 ( تصاهل الخيلُ من تحت الرماح بهم ** فليس يفضي بهم شيءٌ إلى هرم ) 75 ( ونغمةُ السيف أحلى نغمةٍ خُلقت ** إذا ترنم بعد البيض في اللِّمم ) 76 ( والعيش في ظهر أفرانٍ مكلَّمةٍ ** بمثلهنَّ وفرسانُ بمثلهم ) 77 ( إذ الأسنَّة في الهيجاء ألسنةٌ ** يُعربن عن كل مقدام ومنهزم ) 78 ( محمرة من دم الأبطال أنصلُهم ** كأنَّما نصلوا الأرماحَ بالعنم ) 79 ( قد كدتُ أنكرُ شعري حين حاولهُ ** مني وحاشاك أملاكٌ بلا همم ) 80 ( لا يألمون لنقص البخل وهو بهم ** مبرّحٌ كيف للأموات بالألم )
____________________
(1/198)
8( يحكيك في الخلق لا في الخُلق أكثرهم ** وربما شُبِّه الإنسان بالصّنم ) 8( ولستُ أنكرُ قدر الشعر إنّ بهِ ** نقلَ المآثر عن عادٍ وعن إرمِ ) 8( خيرُ المناقبِ ما كان البيانُ لهُ ** سِلكاً وفُصِّل بالأمثال والحكم ) 84 ( رث كلّ من بخلت كفاه من ملك ** فأكثر الناس خزّان لغيرهم ) 85 ( ذو الجود يورثُ في محياه أنعمه ** والنّكس يُورث بعد الموت والعدم ) 86 ( وقيمةُ المرء ما جادت به يدُهُ ** وقدرك الأنفسُ الغالي من القيم ) 87 ( والفضل أشياء شتى أنت جملتُها ** وصيغةٌ أنت معناها فدُم تدُم )
____________________
(1/199)
البحر : - ( أخذن زمام الدَّمع خوف انسجامه ** فلما استقلُّوا حُلَّ عقد ذمامهِ ) ( غدوا بهلالٍ من هلال بن عامر ** مرامُ هلال الأفق دون مرامه ) ( تردد فيه الحسنُ من عن يمينه ** ويسرته وخلفِهِ وأمامه ) 4 ( جلت لكَ وجهاً من براقعه كما ** جلا الورد أنفاس الصّبا من كمامه ) 5 ( يشفُّ سناهُ من وراء سُتوره ** كما شفَّ ضوءُ البدر تحت جهامه ) 6 ( وما زوّدت نيلاً بلى إن جفنها ** أعار فؤادي شعبةً من سقامه ) 7 ( فظلّت متى تنزح من العين عبرةٌ ** تجمُّ بملء العين أو بجمامه ) 8 ( هي البدرُ لولا كلفةٌ في أديمه ** هي الظبي لولا دقةٌ في عظامه ) 9 ( هي البدرُ لكن تستسرُّ زمانها ** وهل يستسرُّ البدر عند تمامه )0 ( لقد صدع البينُ المشتتُ شملنا ** كصدع الصفا لا مطمعٌ في التئامه )
____________________
(1/200)
1( فإن يكُ شخصي بالثغور فمهجتي ** بنجدٍ سقاهُ المزنُ صوبَ غمامه )( فهل ترين عيناي بيضَ خُدوره ** مجاورةً بالدوِّ بيضَ نعامه )( فأشتمُّ من حوذانهِ وعراره ** وقيصومه وشيحهِ وبشامهِ )4 ( وإني لنعم المرءُ خامرهُ الهوى ** وما خامر الفحشاءَ حوبُ أثامه )5 ( إذا ما أراد الطيفُ في النوم لثمهُ ** غطا فمه عنهُ بثني لثامه )6 ( فكيف يرجّي منهُ حالَ انتباهه ** صبُوّاً وهذا فعلهُ في منامه )7 ( إذا ما دعا للهجرِ خلٌّ فلبّه ** إليه ولو كان الردى في صرامه )8 ( ولم ألتمس بالعتب إصلاح قلبه ** وهل يشترى قلب امرئ بخصامه )9 ( يضرّ مقامُ الأكرمين بهم كما ** يضرّ بماء المُزن طول مُقامه )0 ( فلا تعتقن من محمل السيف عاتقاً ** ولا فرساً من سرجهِ ولجامه )
____________________
(1/201)
2( فموتُ الفتى في العزِّ مثلُ حياته ** وعيشتهُ في الذلّ مثلُ حمامه )( ومن فاتهُ نيلُ العلى بعلومهِ ** وأقلامه فليبغها بحُسامه )( صريرُ شبا الأقلام عندَ كلامها ** فداء صليل السيف عند كلامه )4 ( ورأيك في الرمح المقوَّم إنما ** قوام العلى مستودعٌ في قوامه )5 ( وجُردٍ جعلنا آمداً أمداً لها ** ببيداء يوم المرء فيها كعامه )6 ( يلوك بهيم الخيل فيها لجامهُ ** إلى أن تراهُ أرثماً بلُغامه )7 ( يذرنَ جمامَ الماء من كلِّ منهل ** ليكرعن من شرب العُلى في جمامه )8 ( وما عدمت في الدهر خيلي أكارماً ** ولكنّها تبغي كريمَ كرامه )9 ( أبا طاهر محيي النّدى بعد موته ** نداهُ وباني المجد بعد انهدامه )0 ( كريمُ المحيّا يألف الجود كفُّهُ ** كما يألف الآجالَ صدرُ حسامه )
____________________
(1/202)
3( تظلّ المنايا تقتدي بسنانه ** كما يقتدي كل امرئٍ بإمامه )( رُويداً فإن الجود مثلُ رضاعه ** لديه وترك الجود مثل فطامه )( هو البحرُ لا تطلب بعد ذلك ردّه ** ومن ذا يردُّ البحرَ عند التطامه )4 ( هنيُّ الندى يفتض ختم نواله ** ووجهُك نضرُ ماؤهُ بختامه )5 ( غدا سعيهُ والله يشكره لهُ ** سناماً لهذا المجد فوق سنامه )6 ( فلو ملك الآفاق دع عنك آمداً ** غلام لهُ مااستكثرت لغلامه )7 ( ولم ينل العلياءَ بالجدّ وحدهُ ** ولكن بعالي جدّه واعتزامه )8 ( وطعن كأن الجيش في الروع جوهر ** ورمحُ عبيد الله سلكُ نظامه )9 ( وضرب يظلّ السيفُ في الهام خاطباً ** به وصليلُ السيف مثلُ كلامه ) 40 ( تمجُّ دروعُ القومِ منهُ دماءهم ** كما مجَّ فيضَ الخمر نسجُ فدامهِ )
____________________
(1/203)
4( يطولُ بكفّيه القصيرُ من القنا ** ويفري بيمناه غرارُ كهامه ) 4( كما أن ظُفر الليث يفري بكفهِ ** وينبو بكفيّ غيره عن مرامهِ ) 4( وقورٌ فما إن يقلقُ الخطبُ حزمه ** ولا جسمهُ في السرج فقد حُزامه ) 44 ( يخال على الجرداء بعضَ عظامها ** فروسيةً أو تلك بعضُ عظامه ) 45 ( كريمٌ يسوسُ الحاسدين بعفوهِ ** فإن كفروهُ ساسهم بانتقامه ) 46 ( فلا يغرر الأعداء منه ابتسامه ** فإنَّ قطوبَ السيف عند ابتسامه ) 47 ( إذا ما رماه المرء عن قوس بغضه ** أصبن المنايا قلبه بسهامه ) 48 ( وكم غادر قد شب نار عداوةٍ ** له فدحاه كيدُه في ضرامه ) 49 ( فصفحاً فما زال الزمانُ كما ترى ** أكارمه مرميَّةٌ بلئامه ) 50 ( وأصلح ببعض القوم بعضاً فإنه ** يُداوي بلحم الصِّلِ شرُّ سمامه )
____________________
(1/204)
5( لكلِّ امرئ منهم دواءٌ فداوه ** كذاك وقُد كلَّ امرئ بزمامه ) 5( رعاك الذي استرعاك أمره عباده ** وحيّاك من أحياك غوثَ أنامه ) 5( ودم يدُمِ المعروفُ في الناس إنما ** دوامُك هذا علةٌ لدوامه )
____________________
(1/205)
البحر : - ( بعثن غداة تقويض الخيامِ ** منيّة كلِّ صبّ مُستهام ) ( وملن إلى الوداع وكلُّ جفن ** يُفيض الدمع كالقدح الجُمام ) ( جرت عبراتهن على عبير ** كما اصطفق الحبابُ على المدام ) 4 ( ظباء صادها قنّاص بينٍ ** فأبدلها الهوادجَ بالخيام ) 5 ( أراميهنّ باللحظات خلساً ** فترجع نحو راميها سهامي ) 6 ( برود ريقهنّ وكيف يُحمى ** ومجراه على بردٍ تؤام ) 7 ( وأقسم ما معتقةٌ شمولٌ ** ثوت في الدنَّ عاماً بعد عام ) 8 ( إذا ما شاربُ القوم احتساها ** أحسَّ لها دبيباً في العظام ) 9 ( بأطيب من مجاجتهن طعماً ** إذا استيقظن من سنة المنام )0 ( ولم أرشف لهنَّ جنى ولكن ** شهدن بذاك أعواد البشام )
____________________
(1/206)
1( إذا كشفت براقعهن قلنا ** ضياءُ البدر من تحت الجهام )( سقامُ جفونهنَّ سقام قلبي ** وهل يبرا السَّقام من السَّقام )( واني عند مقدرتي ووجدي ** بهنَّ مع الشبيبة والغرام )4 ( أعفُّ عن الخناعند انتباهي ** وأحلمُ عنهُ في حال المنام )5 ( هوى لا عيبَ فيه ولا أثامٌ ** إذا ما الحبُّ أفسد بالأثام )6 ( وأقسمُ صادقاً لو همَّ قلبي ** بفعل دنيئة خدلت عظامي )7 ( وأظلمهنَّ إن ناديتُ يوماً ** بإحداهن يا بدرَ التمام )8 ( كما ظلم الندى من قاس يوماً ** ندى كفّ المفرّج بالغمام )9 ( فتى جُبلت يداهُ على العطايا ** كما جُبل اللسان على الكلام )0 ( نزلتُ به فقربني كريمٌ ** تقسّمهُ العُلى خير اقتسام )
____________________
(1/207)
2( فيسراه لنيل أو عنان ** ويمناه لرمح أو حسام )( وطوّقني صنائعَ ليس تخفى ** وكيف خفاءُ أطواق الحمام )( لقد أحيى المكارمَ بعد موتٍ ** وشاد بناءها بعد انهدام )4 ( ويقسم ماله في كل وفد ** كلحم البدن في البلد الحرام )5 ( بصفحةِ خدّهِ للبشرماءٌ ** كمثل الماء في صفحِ الحُسام )6 ( ولم أرَ قبله أسداً يلاقي ** ضيوفاً بالتحيّةِ والسّلام )7 ( يزُر الدرعَ منهُ على هزبرٍ ** أبي شبلٍ مخالبهُ دوامِ )8 ( فتى لقيَ الوغى قبل اثغارٍ ** وقادَ جيوشها قبل احتلام )9 ( فليس يُراح للغمرات حتّى ** يُراع الحوت في اللجج العظام )0 ( يغادرُ قرنه والرمحُ فيه ** صليباً بين رُهبان قيامِ )
____________________
(1/208)
3( تكفّنه البواترُ في دماءٍ ** وتدفنه الحوافرُ في القتام )( تفيض دمُ العدى من كلِّ درع ** كفيض الخمر من خلل الفدام )( وتسمعهم كلام الموت جهراً ** بآذان من الطعن التُؤام )4 ( ولم يكُ طعنهُ أذناً ولكن ** يكون السمع من قرع الكلام )5 ( يمهّد في الطّلى أشداقَ عنس ** تحلّب بالدما بدل اللُّغام )6 ( لهُ من نفسه أبداً منادٍ ** يناديه إلى الرُّتب الجسام )7 ( فيوم الجود حيّ على العطايا ** ويوم الحرب حي على الزّحام )8 ( لو أن المجد يدرك بالهوينى ** لما فضل الكرام على اللئام )9 ( تجمّلُ كلَّ مملكةٍ يداه ** وإن كانت جمالاً للأنام ) 40 ( كذاك الدرُّ أحسن ما تراه ** على عنق الخريدة في النّظام )
____________________
(1/209)
4( ونعمةُ غيره عار عليه ** كمثل الحُلي للسّيف الكهام ) 4( رآه الله للعلياء أهلاً ** فأعلاه على قمم الكرام ) 4( فقابلَ فضلَ خالقه بشكرٍ ** وإن الشكر داعيةُ الدوام ) 44 ( بنوه لجيشه أبداً امام ** بمنزلةِ النُّصول من السِّهام ) 45 ( فبورك ولده أبداً سهاماً ** وبورك سهم دين الله رامي ) 46 ( سواءٌ فيهم قولُ المنادي ** هلموا للطّعان أو الطعام ) 47 ( نزلتم طيباً حرماً وكنتم ** مكان الركن منها والمقام ) 48 ( أتتك رسائلُ السلطان ترضى ** وتقنعُ من هباتك بالزمام ) 49 ( أماناً من جميع الناس طرّاً ** فأنعم بالأمان وبالدوام ) 50 ( إليك جعلتُ صدرَ المهر سلكاً ** أسدّ به الموامي بالموامي )
____________________
(1/210)
5( إذا ورد القرارة بعد أينٍ ** حشا فاه على فأس اللّجام ) 5( فكم ملك إغادر عن يميني ** وعن يُسراي إذ كنتم أمامي ) 5( ولست بذي عمى عن رزق سوء ** أغادره ولكن عن تعام ) 54 ( إذا قنعَ الهزبُر بقوتِ كلبٍ ** فليس الفرقُ إلا في الأسامي ) 55 ( رضعت الجود قبل الدرِّ طفلاً ** وما لرضاع جودك من فطام ) 56 ( فجود سواك رميةُ غير رامٍ ** وجودك رمية من كفِّ رام )
____________________
(1/211)
البحر : - ( نفسي الفداءُ للحظها من رام ** ولطرفها من أنصلٍ وسهام ) ( ولثغرها من ضوء برق لامعٍ ** لو أتبعتهُ لنا بصوب غمام ) ( قالوا تأسَّ بجفنها في سقمهِ ** شتان بين سَقامه وسقامي ) 4 ( سقم الجفون وإن تزايد صحةٌ ** أبداً وسُقمي كل يوم نام ) 5 ( أتبعتهم يوم الرحيل بمهجتي ** تبعَ الفلاءِ الخيل بعد فطام ) 6 ( وأقمتُ بعدُ وللزمان عجائبُ ** منها ترحّل مهجتي ومقامي ) 7 ( رحلوا بمثل البدر إلا أنهُ ** عند المحاق يكون بدرَ تمام ) 8 ( وجلون من خلل البراقع أوجهاً ** كالورد بين أكنة الأكمام ) 9 ( وأرى خيال العامريّة أنهُ ** وافٍ إذا غدرت بعقد ذمام )0 ( فلثمنني فجعلت ثمَّ تحرُّجاً ** بيني وبين اللَّثم ثني لثامي )
____________________
(1/212)
1( وهجرتُ رشفَ رُضابهن لأنه ** خمرٌ ولست براشفٍ لمُدام )( وهبوه غير الخمر لستُ بذائقٍ ** في فعليَ الشبهات شبه حرام )( عفُّ الظواهر والضمائر لم أزل ** متنزهاً في يقظتي ومنامي )4 ( دع عنك ذكر العامرية إنه ** وأبيك مغناطيس كلِّ غرام )5 ( أما فضائلها على أترابها ** فكفضل حيدرةٍ على الحكام )6 ( خير القضاة على القضاء اختاره ** بعد اختبار منه خير إمام )7 ( فقضى بحكم الجور في أمواله ** وقضى بحكم الله في الأيتام )8 ( ألف اتباعَ العدل في أحكامه ** حتى بتقسيم الطُّلى والهام )9 ( تتيقّن الأموالُ حين تحلُّ في ** كفّيه أن ليست بدار مُقام )0 ( وإذا أتى مالٌ خزائنهُ بدا ** بوداعه الخزّان قبل سلام )
____________________
(1/213)
2( طلقُ الجبين مع اليمين مُوقرٌ ** في الحالتين النقض والإبرام )( ومهذّب الأقوال والأفعال وال ** أخوال والآباء والأعمام )( ومعين ماء الجود يشربُ وفده ** فيه ويصدر وهو بحرٌ طام )4 ( وترى بوجه أبي الحسين بشاشةً ** مثل الفرند بصفح كلِّ حسام )5 ( ويلوح منه على أسرّة وجهه ** نور الهدى وسكينةُ الإسلام )6 ( فخر الفصاحة والسماحة والنُّهى ** والبأس والآلاء والإنعام )7 ( يُخفي النوالَ إذا أتاه تكرماً ** حتى كأنَّ الجود فعلُ أنام )8 ( تدنو سهامُ الوصف دون علائه ** أو يصيب الشمس سهم الرامي )9 ( أعدى ندى كفيه صوروأهلها ** والبدرُ يقلبُ طبع كلِّ ظلام )0 ( ولو أن صوراً جنةٌ ما استكثرت ** وأبيك من غلمانه لغلام )
____________________
(1/214)
3( يعفو فيفعل حلمهُ بعدوه ** ما تفعل الأسيافُ بالأجسام )( والحِلم في بعض المواطن نعمةٌ ** تسطو بها أبداً على الأقوام )( والليث أعبس ما بدا وجهاً إذا ** أبصرته في صورة البسّام )4 ( وإذا تنمر مغضباً فانظر إلى ** جيش على ظهر الجواد لهام )5 ( جيش لهُ ظهر الحصان معسكر ** ذو يمنتين وساقةٍ وأمام )6 ( وكأنما جمع الأعادي جوهرٌ ** وسنانهُ في الجمع سلك نظام )7 ( لبق الأنامل بالرّماح وطالما ** أغنى عن الأرماح بالأقلام )8 ( ما قطَّ قطُّ إلى العدى قلماً له ** إلا وناب به عن الصّمصام )9 ( قلم يقلّم ظُفر كلِّ مُلمةٍ ** ويكفُّ كفَّ نوائب الأيام ) 40 ( وترى بحافته المنايا والمنى ** ومقاتل الأعداء والأعدام )
____________________
(1/215)
4( من آل حيدرة الذين شعارُهم ** فيضُ النّدى الهامي وضرب الهام ) 4( قهروا بحار الأرض أجمع بالندى ** وجبالها برجاحة الأحلام ) 4( يتسنمون من المعالي مرتقىً ** عنهُ تزلّ مواطئ الأقدام ) 44 ( يتتابعونَ إلى العلاء تتابعاً ** كتتابع الأقدام في الأقدام ) 45 ( يقعون من هذا الزمان وأهله ** كمواقع الأعياد في الأيام ) 46 ( ألفيت منهم في طرابلس ندى ** ترك الكرام لديّ غير كرام ) 47 ( القوم جسم أنت روحهم وهم ** في الناس كالأرواح في الأجسام ) 48 ( لا زلتَ في نعَم يخلّد ملكها ** كرم الإلهِ القادر العلاّم )
____________________
(1/216)
البحر : - ( هل الوجد الا أن تلوح خيامها ** فيقضى بإهداء السلام ذمامها ) ( وقفت بها أبكي وترزم ناقتي ** وتصهل أفراسي ويدعو حمامها ) ( ولو بكت الورق الحمائم شجوها ** بعيني محا أطواقهن انسجامها ) 4 ( وفي كبدي أستغفر الله غلة ** إلى بردٍ يثني عليه لثامها ) 5 ( وبرد رضاب سلسل غير أنه ** إذا شربتهُ النفس زاد هيامها ) 6 ( فيا عجباً من غلَّة كلما ارتوت ** من السلسبيل العذب زاد اضطرامها ) 7 ( كأن بُعيد النوم في رشفاتها ** سلاف رحيق رق منها مدامها ) 8 ( ويعبق ريَّاها وأنفاسها معاً ** كنافجة قد فضَّ عنها ختامها ) 9 ( ولم أنسها يوم التقى در دمعها ** ودر الثنايا فذّها وتؤامها )0 ( وقد بسمت عن ثغرها فكأنهُ ** قلائد در في العقيق انتظامها )
____________________
(1/217)
1( وقد نثرت در الكلام بعتبها ** ولذّ بسمعي عتبها وملامها )( فلم أدر أيُّ الدر أنفس قيمة ** أأدمعها أم ثغرها أم كلامها )( وقد سفرت عن وجهها فكأنهُ ** تحسر عن شمس النهار جهامها )4 ( ومن حيث مادارت بطلعتها يرى ** لاشراقها في الحسن نور أمامها )5 ( فألقت عصاها في رياض كأنها ** تشق عن المسك الفتيق كمامها )6 ( وضاحكها نور الأقاحي فراقني ** تبسمه رأد الضحى وابتسامها )7 ( نظرت ولي عينان عين ترقرقت ** ففاضت وأخرى حار فيها جمامها )8 ( فلم أرَ عيباً غير سقم جفونها ** وصحة أجفان الحسان سقامها )9 ( خليليَّ هل يأتي مع الطيف نحوها ** سلامي كما يأتي إليَّ سلامها )0 ( ألمت بنا في ليلة مكفهرَّة ** فما سفرت حتى تجلَّى ظلامها )
____________________
(1/218)
2( أتت موهناً والليل أسود فاحم ** طويل حكاه فرعها وقوامها )( فأبصر مني الطيف نفساً أبيةً ** تيقظها من عفةٍ ومنامها )( إذا كان حظي أين حل خيالها ** فسيان عندي نأيها ومقامها )4 ( وهل نافعي أن تجمع الدار بيننا ** بكل مكان وهي صعب مرامها )5 ( أسيدتي رفقاً بمهجة عاشق ** يعذبها بالبعد عنك غرامها )6 ( لك الخير جودي بالجمال فإنه ** سحابة صيف لا يرجّى دوامها )7 ( وما الحسن إلا دولة فاصنعي بها ** يداً قبل أن تمضي ويغبر ذامها )8 ( أرى النفس تستحلي الهوى وهو حتفها ** بعيشك هل لنفس حمامها )9 ( وعيس أذابت نيتي جل نيها ** فرحليَ من بعد السنام سنامها )0 ( تسارع بالبيداء خوصاً كأنها ** قسي ولكنَّ الرجال سهامها )
____________________
(1/219)
3( فلو حزمت من ضميرها بخزامها ** لجالت على أوساطهن خزامها )( جنبنا إليها كل عوجا كأنما ** يناط على أعلى الرماح لجامها )( كأني في البيداء بيت قصيدة ** تناشدني غيطانها وأكامها )4 ( إلى أن لثمنا كف حسان إنها ** أمان من الفقر المضر التثامها )5 ( فلما استلمنا راحة ابن مفرِّج ** تدفق بالجود الصريح غمامها )6 ( هو الملك يبلي بسطهُ قبل وقتها ** سجود ملوك فوقها وقيامها )7 ( وإن قبّلت منهُ ركاباً وراحة ** فقد فاز بالحظ الجزيل سهامها )8 ( إذا عاينته من بعيد ترجلّت ** فإن هي لم تفعل ترجل هامها )9 ( تصادم تيجان الملوك ببابه ** ويكثرُ في يوم السّلام ازدحامها ) 40 ( نمتهُ إلى أعلى المراتب عُصبةٌ ** يسوّد من قبل البلوغ غُلامها )
____________________
(1/220)
4( هي الأسد إلا أنها تبذُلُ القرى ** لطارقها والأسد يُحمى طعامها ) 4( إذا ما استهلّ الطفلُ منهم تهللت ** وجوهُ المعالي واستهلّ ركامها ) 4( وإن فطموا أطفالهم بعد بُرهةٍ ** فعن درّها لا عن عُلاها فطامها ) 44 ( جلادٌ على مُرّ الجلاد إذا ارتمت ** كلام الأعادي بالدما وكلامها ) 45 ( غلائلها أدراعها وسماعُها ** صليل المواضي والدماء مدامها ) 46 ( تظلّ المنايا حيث ظلّت سيوفها ** وتُمسي العطايا حيث أمست خيامُها ) 47 ( فما السعدُ كلُّ السعد إلا عطاؤها ** وما النحسُ كل النحس إلا انتقامها ) 48 ( وأكثر ما فيها من العيب أنها ** تُروِّع بالضيف المنيخ سوامها ) 49 ( ألا إنّ طياً للمكارم كعبةٌ ** وحسانُ منها ركنُها ومقامها ) 50 ( بناصر دين الله أيّد نصرها ** وجاز على كلّ الملوك احتكامها )
____________________
(1/221)
5( بعيدٌ مداه ليس تألفُ كفُّهُ ** من المكرمات الغرّ إلا جسامها ) 5( ولو أنّ للانواء جودَ يمينهِ ** لجادت بآمال النفوسِ رهامها ) 5( ولو أن للأقمار ضوء جبينه ** لما زال عنها نورها وتمامها ) 54 ( وليس بمشغول البنان عن الندى ** إذا شغل الكف اليمينَ حسامها ) 55 ( سجية نفس للمكارم همها ** وشمة نفس للمعالي اهتمامها ) 56 ( إذا اسودت الحربُ استضاءت بسيفه ** من الضّرب أو ينجابُ عنه قتامها ) 57 ( لدى فازةٍ للنّقع أوتادُ مثلها ** عتاق المذاكي والرماح دعامها ) 58 ( تظل كعوبُ الرمح فيها رواكعاً ** إلى كلِّ قلبٍ والسّنان إمامها ) 59 ( تُحكم في قُصرى الضّلوع قصارها ** وتمرقُ في صمّ العظام عظامها ) 60 ( فمن زردٍ فوق العوالي كأنها ** خواتمُ أودى في البنان التحامها )
____________________
(1/222)
6( ومن زردٍ قد طار أنصافه كما ** تطاير عن أعلى البنان قُلامها ) 6( إذا طلعت راياتهُ لعُداته ** فليس عجيباً فلها وانهزامها ) 6( لقد علقت قحطانُ منك أبا الندى ** بعروة مجدٍ لا يُخافُ انفصامها ) 64 ( وكانت سيوفاً دثراً فشحذتها ** فطيّر ماضيها الطُّلى وكهامها ) 65 ( فإن كابدت جدباً فأنت ريبعها ** وإن باشرت حرباً فأنت حُسامها ) 66 ( بذكر الذي أوليتَ كان افتخارها ** وفضل الذي أوليتَ كان كرامها ) 67 ( قليل لك الأرضون ملكاً وأهلها ** عبيداً فهل مستكثر لك شامها ) 68 ( فسر وافتح الدنيا فأنَّ ملوكها ** بها وبهم نقصٌ وأنت تمامها ) 69 ( ألا إنّ أوصاف الأمير جواهرٌ ** وإن مديحي سلكها ونظامها ) 70 ( وقد بلغت نفسي إليك فإن يكن ** لها في الغنى حظّ فذا العامُ عامها )
____________________
(1/223)
البحر : - ( همُ علّموا عيني سؤال المعالمِ ** بنوعين هطّال عليها وساجمِ ) ( أبوا ظنةً بي أن أرى غير مغرمٍ ** فهمُّوا بقلبي أن يرى غير هائم ) ( كأنهمُ إذ أزمعوا سلبوا الكرى ** جفوني فما أحظى بلذّةِ نائم ) 4 ( وهبت نصيبي من سُلوي لعاذلي ** وصارمتُ حبلي من محبّ مكاتم ) 5 ( وما بحت حتى استنطق الشوقُ أدمعي ** وذكَّرني عهد الحمى المتقادم ) 6 ( فسرت أشيم الجود في كلّ معدن ** وأنتقد الناسَ انتقادَ الدراهم ) 7 ( فلم أرَ مثل اليمن ربَّ إمارةٍ ** حميد بن محمود حليف المكارم ) 8 ( هو الجبلُ العالي الذي شُرفاتُه ** تُعلَّى على أسّ النجوم النواجم ) 9 ( فإن قال قوم إنهُ مثلُ حاتم ** ففي كلّ عضو منهُ أمثال حاتم )0 ( فيا طيئاً طيّ الأمير ومن غدا ** لهُ شرف عالي الذّرى والدعائم )
____________________
(1/224)
1( بقيت ليوميك اللذين علاهما ** مصنفة في عُربها والأعاجم )( فيوم وغىً يسطو فقسوة جائر ** ويوم رضى يحنو بعطفة راحم )( ولما رأى الله الندى في عباده ** مقاماً وركن الجود ليس بقائم )4 ( حباك ببحر من نوال إذا طما ** ثوى البحر في تياره المتلاطم )5 ( لئن سلّمت طيٌّ إليك عنانها ** فأصبحت أسنى ذخرها للعظائم )6 ( وعدّل فيها عدة الدولة الذي ** يُشار إليه في كتاب الملاحم )7 ( فما عدم التوفيق عن مستحقه ** وليس الخوافي في الورى كالقوادم )
____________________
(1/225)
البحر : - ( قسماً بوصلك إنَّ بُعد مرامهِ ** أغرى فؤاد متيمٍ بغرامهِ ) ( ويلومهُ فيك العذول وفي الهوى ** شغل لهُ عن عذله وملامه ) ( ولربما هجر الصِّبا واقتاده ** سحرُ العيون إلى الصبا بزمامه ) 4 ( وبنفسيَ الرشأ الذي لحظاتهُ ** في القلب أسرع من غرار حُسامه ) 5 ( هل يشفين كبدي ببرد عناقه ** أو يُظفرن كفي بحل لثامه ) 6 ( قد كنتُ آمل عطفه لو لم يجُر ** صرفُ الفراق عليَّ في أحكامه ) 7 ( ولقد ملأت يديَّ من عصر الصِّبا ** وعففتُ عن حرمانه وأثامه ) 8 ( نهنه فؤادك عن ملابسة الصبى ** وارغب بنفسك عن تحمل ذامه ) 9 ( أو ليس في قرب الوزير جميع ما ** ألهاك عن يوم الوصال وعامه )0 ( قل للوزير ابن الفرات ولم تزل ** تتوكف الآمال صوب غمامه )
____________________
(1/226)
1( إن صدّني عنك الزمانُ فإنه ** صدّ أرى لقياك في أحلامه )( إن ينأَ عنك فربَّ نأي حسنت ** عقباه للمشتاق قرب حمامه )( أوعدت بالصبر الجميل فإنه ** صبرُ الجفون عن الكرى ولمامه )4 ( فبأي وجه أشتكي الزمن الذي ** أيامُ قربك كنّ من أيامه )5 ( وجمالُ وجهك في السفور فإنه ** وجهٌ حكاه البدرُ عند تمامه )6 ( ووحق ودّك وهي أبعدُ غاية ** يجري إليها البر في أقسامه )7 ( ما حال قلبي عن هواك ولا جرى ** حسن التصبر منك في أوهامه )8 ( إني وإن عاد الزمان إلى الذي ** أهواه بعدَ جماحه وعُرامه )9 ( لا أشكر المعروف إلا منك أو ** ما قرّبت كفّاك بُعدَ مرامه )0 ( أو حيث لا يجبُ الثناءُ بغير ما ** أولى الوزيرُ القربَ من إنعامه )
____________________
(1/227)
2( كم قد تملّكني الزمان فعاد لي ** مستخدماً إذ صرتُ من خدّامه )( وإلى الوزير رفعتُ فيه ظُلامة ** عُنوانها من عبده وغلامه )( يا من إذا بدأ الجميلُ جرى إلى ** أقصى مدى الغايات في استتمامه )4 ( إرغب بعبدك أن يدنس لفظهُ ** بشكاةِ صرف زمانه وخصامه )5 ( وأجره من أيامه وأقله من ** إجرامه وأنره في إظلامه )6 ( يا من يباري الغُرَّ من أخواله ** كرماً ويحكي الصّيد من أعمامه )7 ( كالبدر عندَ تمامه والغيثِ في ** إرهامه واللّيث في إقدامه )8 ( ما المرهفاتُ البيضُ من أسيافه ** كالمرهفات السود من أقلامه )9 ( ويقولُ عند سماع رائقِ لفظهِ ** لا فرقَ بين لسانه وحُسامه )0 ( يا ابن الفرات وما الفراتُ بجدولٍ ** من بحرك المورود فيض جُمامه )
____________________
(1/228)
3( اسمع مديح فتى لبرّك شاكر ** متبدّهٍ في نثره ونظامه )( واسلم على رغم الحوادث ما دعت ** وتجاوبت في الأيك ورق حمامه )
____________________
(1/229)
البحر : - ( ذكر الحمى فبكى لسجع حمامهِ ** وغدا غريماً للنّوى بغرامه ) ( يا منزلاً ما كنت أحسبُ أنني ** أحيا إذا ما بنتُ عن آرامه ) ( منّي السلامُ على رُباك تحية ** إن كنت تقنع من جوىً بسلامه ) 4 ( وإذا السحاب عداك صوب غمامه ** فسقاك دمعُ العين صوبَ سجامه ) 5 ( مغنى غنيتُ لدى شموس فنائه ** ونعمتُ وصلاً من بدور خيامه ) 6 ( من كلّ معلولِ اللّحاظ أعلّني ** وجداً وعلّلني بكأسِ مدامه ) 7 ( لم أنسهُ إذ زارني متلثماً ** كالغصن في حركاته وقوامه ) 8 ( عانقتُ غصن البان تحت وشاحه ** ولثمتُ بدر التمّ تحت لثامه ) 9 ( وجعلت أرعى العينَ روضَ جماله ** متمتّعاً والسمع درُّ كلامه )0 ( هذا ودون إزاره ليَ عفةٌ ** صدّت بحمد الله عن آثامه )
____________________
(1/230)
1( نعمٌ شكرتُ بها الأمير لأنهُ ** خلعَ العفاف عليَّ في إنعامه )( ملأ القلوبَ مهابةً ومحبّةً ** منهُ فبات النجمُ دون مرامه )( وأنال من بذل الندى في يومه ** مالم ينلهُ سواه عند قيامه )4 ( وسخا فأدرك قاعداً من مجده ** ما لم ينلهُ سواه عند قيامه )5 ( طلقُ المُحيا للعُفاةِ وإنما ** يلفى العبوس به على لوامه )6 ( تتقاصر الأفهامُ دون صفاته ** ويغُضّ عنه الطرفُ من إعظامه )7 ( يقظان في كسب العلاء وإن ينم ** فكأنه يقظانُ عند منامه )8 ( يلقى الوزارةَ وهي دونَ محلّه ** ويرى المخدَّم وهو من خُدامه )9 ( تنبو الصفائح عن صحائف كتبه ** وتقلّم الأرماح من أقلامه )0 ( ويذمّ صفوَ حياته من لم يبت ** مستعصماً بولائه وذمامه )
____________________
(1/231)
2( كالغيث في إسجامه والليثِ في ** إقدامه والسيف في إخذامه )( إن شاء عدَّ الغُر من أخواله ** أو شاءَ عُدَّ الغُرَّ من أعمامه )( قومٌ إذا ما المجدُ أصبح قسمةً ** فلهم أعالي رأسه وسنامه )4 ( من كلّ من يسمو بإرث سريره ** والتاج عن كسراه أو بهرامه )5 ( يكبو زنادُ الذمّ عن أعراضه ** ويضيءُ طرز المدح من أكمامه )6 ( فضلٌ لو أن الدهرَ قدّم عصره ** لأبان نقص زياده وهشامه )7 ( فاسلم على رغم الحسود ولا تزل ** للدّهر رُكناً دائماً بدوامه )8 ( حتى يُسّر بك الوليُّ ويغتدي ** أنفُ الحسود به لصيق رغامه )
____________________
(1/232)
البحر : - ( لمن الرسومُ بعرصةِ البردانِ ** أقوت غداةَ ترحّلِ الأظعانِ ) ( دمنٌ عفين فأصبحت غربانها ** يردين بين منازل الضّيفان ) ( ولقد تعمُّ الضيفَ فيها مُكرماً ** ما شاء بين غلائق وجفان ) 4 ( طرقتك علوةُ بالعراق وأهلها ** ما بين تثليث إلى نجران ) 5 ( أنى اهتدت لك بين شُعث قد رمت ** بهم البلادنوائبُ الحدثان ) 6 ( متوسّدين ذراع كلِّ مطيةٍ ** عجفاءَ مثل حنية الشريان ) 7 ( طرقت وفي جفني وجفن مهنّدي ** وهناً غراراً رقدة ويمان ) 8 ( في بدّن مثل البدور لتمها ** يسليننا بنواظر الغزلان ) 9 ( ينضاع منهنّ العبيرُ كأنما ** يحملن فأر المسك في الأردان )0 ( وبسمن عن بردٍ هممتُ برشفه ** لولا الحياءُ وخشية الرحمن )
____________________
(1/233)
1( يُرخصنَ في النوم الوصال وطالما ** أغلينَ صفقتهُ على اليقظان )( ثم انتبهتُ فما رأيت يمانياً ** إلا سُهيلاً دائم الخفقان )( فدعوتُ أصحابي فقام أخفُّهم ** نوماً يميل تمايل السكران )4 ( تكبو بأعناق الركاب وكلّها ** مُلق لفرط كلالهِ بجران )5 ( ولقد شجاك الظاعنون ولم تزل ** يشجو فؤادك باكرُ الأظعان )6 ( رحلوا غداة البين كل شملّةٍ ** عيرانةٍ وشمردلٍ عيران )7 ( رعت الحميمَ فآض فوق ظهورها ** من نيهنَّ كهبة الركان )8 ( عاجلننا بفراقهنّ فُجاءة ** قبل الصباح وناعب الغربان )9 ( وسفحن للبين المدامعَ فالتقى ** دُرّان دُرُّ مدامع وجُمان )0 ( الآن تسألُ دارهم عن أهلها ** أو هل تجيبك غيرُ ذات لسان )
____________________
(1/234)
2( لم يبقَ فيها غيرُ شعبٍ جثَّمٍ ** قد قُلّدت قطعاً من الأرسان )( يا غلو إن جار الزمانُ بحكمه ** فينا وكل اثنين يفترقان )( فاستبدلي بي إن رغبت مشيعاً ** لبقاً بضرب جماجم الأقران )4 ( لا تجعلي مثلاً كراعي ثُلّةٍ ** يبتاع عيراً ناهقاً بحصان )5 ( أو كامرئٍ يوماً أراق سقاءه ** لبريق آل كاذب اللمعان )6 ( إني إذا نبذَ المحبُّ عنانهُ ** بيد الحبيب قبضتُ ثني عناني )7 ( تباً لقلبٍ ليس فيه موضعُ ** إلا لحب فلانةٍ وفلان )8 ( وإذا الفتى ألِفَ الهوانَ فنبني ** ما الفرقُ بين الكلب والانسان )9 ( موتُ الذليل كعيشه ويدُ الفتى ** شلاّء أو مقطوعةٌ سيان )0 ( فلئن سلمتُ لأقضين لُبانتي ** بذميل كل شملّةٍ مذعان )
____________________
(1/235)
3( أرمي الفجاج بها لألقي رحلها ** في حيث تلقى أرحلُ الفتيان )( عند الأمير غريبٍ بن محمدٍ ** ملك الملوك وفارس الفرسان )( ملكٌ يطوف المعتفون ببابه ** كطوافهم بالبيت ذي الأركان )4 ( طلقٌ يلوح على أسرّة وجهه ** نور الهدى وسكينةُ الايمان )5 ( ألقى الإلهُ عليه منه محبّةً ** فتراه محبوباً بكلِّ جنان )6 ( متواضعاً لله جلّ ولو يشا ** صقع الملوك لهُ على الأذقان )7 ( ملك يُهينُ النفسَ في يوم الوغى ** وهوانها في الحرب غيرُ هوان )8 ( فيمينهُ للمشرفية والنّدى ** وجبينهُ للبيض والتّيجان )9 ( جبل الأنام على الخلاف ولا أرى ** في جوده رجلين يختلفان ) 40 ( يهتزُّ للمعروف وهو سجيّةٌ ** للأكرمين كهزّةِ النشوان )
____________________
(1/236)
4( لله درُّ يد الخطوب فإنها ** صدأُ اللئام وصيقلُ الفتيان ) 4( جرّدن مثل أبي سنانٍ صارماً ** في كل ناحية لهُ حدّان ) 4( كالليث إلا أنَّ جارك آمنٌ ** والليثُ ليس بآمن الجيران ) 44 ( فاسلم وإن رغم الحسودُ مخلداً ** أبداً ليومي نائل وطعان ) 45 ( ياربَّ جيش قد كففت بمثله ** والخيل تعثرُ في النجيع القاني ) 46 ( بشوازب فيه كأنَّ فروجها ** أبوابُ خالية من السكان ) 47 ( ومعرّض دون الكتيبة نفسهُ ** للموت بين مثقّف وسنان ) 48 ( أو جيتهُ نجلاء تنفخ بالدّما ** نفخاً كجيب الناكل المرنان ) 49 ( وعصابة مال الكرى برؤوسهم ** ميل الصِّبا بذوائب الأغصان ) 50 ( سفِع الهجيرُ جباههم وخدودهمُ ** فكأنما يُطلين بالقُطران )
____________________
(1/237)
5( من كلّ أشعت ضُمَّ في أقطاره ** ليلٌ عليه بحاصب شفان ) 5( يعوي لتنبحهُ الكلاب كما عوى ** ذئب بأعلى قُلة الصّمان ) 5( نادتهُ نارُك وهي غيرُ فصيحةٍ ** وهناً بخفق ذوائب النيران ) 54 ( فهوى بصحبته لديك وأدركوا ** منك المنى وعطا يديك أماني ) 55 ( وغدوا عبيدك بالجميل وإنما ** يستعبد الأحرار بالاحسان ) 56 ( أنسيتنا كعبَ بن مامة والفتى ** معن بن زائدةٍ أخا شيبان ) 57 ( وتركتَ حاتم تابعاً لك مثل ما ** تبع الثريا كوكبُ الدبّران ) 58 ( تشري الثناءَ بما غلا ولو أنهُ ** في منزل من دونه القمران ) 59 ( متيقناً أن الثناء مخلَّد ** باقٍ وأن المال شيء فان ) 60 ( أو هل يباريك السحابُ وجوده ** ماءٌ وجود يديك بالعقبان )
____________________
(1/238)
6( بل كيف تُجدب بلدةٌ تأوي بها ** ويداك في أرجائها بحران ) 6( والدهر عينٌ أنت إنسان لها ** لا خير في عين بلا إنسان ) 6( ظني بك الحسنى فإن أوليتها ** فليشكرنَّكَ ما بقيتَ لساني )
____________________
(1/239)
البحر : - ( حُييتما من دمنتي طللينِ ** عطلين موحشتين مقفرتين ) ( عفّى عراصُهما على طول البلى ** نوءُ الرشا وبوارحُ الفرعين ) ( ومحاهما من آلِ محوة والصِّبا ** أذيالُ غاديتين رائحتين ) 4 ( وكأنما أبقين من رسميهما ** طرسين من أثواب ذي القرنين ) 5 ( يا من رأى ظُعن الخليط كأنها ** نخلُ الربى أو دوم ذي الحدقين ) 6 ( يقطعن بالأحداج بطن مقضّبٍ ** قلت الربى ومشارق الجبلين ) 7 ( من كلّ بيضاءَ الجبين خريدةٍ ** صفر الحشا سحّارة العينين ) 8 ( تصطاد ألباب الرجال كأنما ** ترمي ببعض عزائم الملكين ) 9 ( وتختال مبسمها ولؤلؤ عقدها ** دُرّين مؤتلفين منتظمين )0 ( وإذا مشت قطف الخطى فكأنها ** ملكُ الخورنق ماس في بردين )
____________________
(1/240)
1( تزهو على القمر المنير بوجهها ** وتتيهُ من حسنٍ على الثقلين )( فبنرجس العينين سحر إن رنت ** أو أسفرت فشقائق الخدّين )( ولها سلاحٌ لا يضرّ دنوُّهُ ** والبعد منهُ جالبٌ للحين )4 ( ريانة الخلخال ظامئة الحشا ** هركولةٌ خرعوبة الساقين )5 ( ريا العظام نديّة أعطافها ** رخص البنان دقيقة الخصرين )6 ( قد كان لي عيش بهنَّ فخانهُ ** صرفُ النوى وتقلّب العصرين )7 ( أيام لم يُقصِ المحبّين النوى ** عنا ولم ينعق غراب البين )8 ( قالت بريهة إذ شجتها رحلتي ** ورنت مناظرتين باكيتين )9 ( فحسبت أدمعها ولفظ عتابها ** دُرّين مفترقين منتثرين )0 ( أنّى تريدُ ترحلاً عن أرضنا ** نفديك بالأبوين والأخوين )
____________________
(1/241)
2( فأجبتها صبراً فإني ناهضٌ ** عنكِ الغداة صبيحة الإثنين )( ولأقتلنَّ العُدمَ قتلة ثائر ** بالجود من نفحات كفّ حسين )( الماجد ابن أبي هشام ذي النّدى ** محض الفخار مهذّب الجدين )4 ( ورثَ المعالي عن أبيه وجده ** فنشا بمجد معلم الطرفين )5 ( بيت السماح جماهريٌّ مجدهُ ** تعلو به يمن على النّجمين )6 ( يُفضي لهيبته الزمان إذا انتضى ** عضب المنابر باتر الحدّين )7 ( متقلدٌ من رأيه وحُسامه ** سيفين قد نيطا إلى كتفين )8 ( نعمٌ تباح لراهب أو راغبٍ ** جمّ المواهب باسط الكفّين )9 ( حاز الفخار بجدِّه وبجَدّه ** فهو المفضّل كامل الشرفين )0 ( ياأيها المولى الأجلُّ ومن لهُ ** همم تجاوز مطلع القمرين )
____________________
(1/242)
3( ما أنت فاعلهُ الغداة بشاعر ** رثِّ الثياب مشعثِّ القدمين )( قد طاف في طلب العُلى وادي القرى ** والعزِّ من عدن إلى السّدين )( وإلى عمان وفارس ثم انتحى ** بالريّ نحو جزيرة البحرين )4 ( وأقام في شيراز سبعة أشهر ** وأناب من كل بخف حنين )5 ( وأنا على الأيام أعتبُ عاتبٍ ** ونداك يقضي بينهن وبيني )6 ( لا زلت في رُتَب المعالي ساحباً ** ذيلَ المكارم مُسبل الكمين )7 ( ما نوّر الإصباحُ جلبابَ الدّجى ** وتجاوب الطيران في غصنين )
____________________
(1/243)
البحر : - ( أحياه بعد الله إذ حياه ** طيف يسري الهم عنه سراه ) ( أهدى السلامَ على تنائي أرضه ** يا حبذا المهدى ومن أهداه ) ( أهداه أحورُ من ظباءتهامة ** كالظبي ألحاظ الظباء ظباه ) 4 ( كلت لواحظ مقلتيه وإنما ** لحظ العيون أكله أمضاه ) 5 ( يعدي ولا يعديه سقم جفونه ** والسيف ليس يضره حداه ) 6 ( ما العيش غير جواره في روضةٍ ** ينضاف رياها إلى رياه ) 7 ( يثني النسيم الأقحوان بمثله ** فيها كما تتلاثم الأفواه ) 8 ( نفسي الفداء له على هجرانه ** أبداً ومن لي أن أكون فداه ) 9 ( أستودع الله الحجاز وأهله ** وسقاهم سيل الحيا وسقاه )0 ( أهوى الحجاز وطلحهُ وسيالهُ ** وأراكه وبشامهُ وعضاه )
____________________
(1/244)
1( فسقى الإله سهوله وحزونه ** ومروجه ووهاده ورباه )( غيثاً يطبّق بالفلاةِ فيستوي ** بالروض منظرُ أرضه وسماه )( كيمين عباس أبي الحسن الذي ** بهر الأنام سناؤه وسناه )4 ( ملك يُقرّ بفضله وببذله ** وبعدله أصحابهُ وعداه )5 ( جبل الأنام على الخلاف ولا أرى ** رجلين يختلفان في علياه )6 ( قد صاغه الرحمنُ من كرمٍ فلو ** لمستهُ راحةُ باخلٍ أعداه )7 ( اليُمن في يمناه كيف تصرفت ** أحوالهُ واليسر في يسراه )8 ( يجلو جبيناً للعفاة ترقرقت ** وتدفقت للبشر فيه مياه )9 ( ويبشِّر العافين بشرُ جبينه ** بالنُّجح قبل تنالهم جدواه )0 ( ولجوده من نفسه داعٍ إذا ** ناداه حيّ على الندى لبّاه )
____________________
(1/245)
2( يدري الجوادُ إذا استوى في متنه ** أن الفقير إلى الحِزام سواه )( فكأنه لثباته في طرفه ** عضوٌ تمكن في سواءِ قراه )( لا يقتني العلياءَ إلا بالظُّبي ** قدماً إذا قصُرت صدورُ قناه )4 ( والبيضُ ألسنة نواطقُ ما لها ** إلا الجماجم والرقاب شفاه )5 ( ماضي العزائم لو أناب عزيمةً ** عن حدّ كل مهنّد أغناه )6 ( يا من يفنّده على إعطائه ** لوم السحائب أن تسُجّ سفاه )7 ( أتلومه في الجود وهو رضاعهُ ** قدماً ومن بعد الرضاع غذاه )8 ( فإذا نهاه عاذلٌ عن جوده ** لم يُثنه وكأنهُ أغراه )9 ( لا يُستطاع لفضله وصفٌ ولو ** أنّ العباد بأسرهم أفواه )0 ( فقد اغتدى في كلّ شيء كاملاً ** فوقاه من عين الكمال الله )
____________________
(1/246)
3( إقدام حيدرةٍ وبأس محمدٍ ** فيه ولا يعدوهما أبواه )( نسباً ترى عنوانهُ في وجهه ** فلو أنّ أميّاً يراه قراه )( أشبهتَ في العلياء جدَّك أحمداً ** إن الأكارم في العُلى أشباه )4 ( قسم الندى فحوى الأنام بأسرهم ** منه اسمهُ وحويتمُ معناه )5 ( فمن ادعى بعد النبي وآله ** معنى الفضائل كُذّبت دعواه )6 ( لو ينسلُ المعروفُ كنت ابناً لهُ ** أو كان مولوداً لكنت أباه )7 ( من كان نحو ابن الإمامة سيرهُ ** فالنُّجح والتوفيق مكتنفاه )8 ( ما قال لا مذ كان إلا قوله ** عند الشّهادة لا إله سواه )9 ( وقد اعتزمت على الرحيل فإن رأى ** إمضاءَ أمر وليّه أمضاه ) 40 ( ولقد علمت بأن موتي عنده ** عزّاً يفوق العيش عند سواه )
____________________
(1/247)
4( لكنه هجم الشتاء وعنده ** ممن تكون تهامة مثواه ) 4( يا أيها الملك الذي لم اغترب ** عن أرض قومي خطوةً لولاه ) 4( أيجوز أن أشكوك ضيقة عيشةٍ ** والمال عندك راهن والجاه )
____________________
(1/248)
البحر : - ( يهن علاك مداها القصي ** ومجد يؤثل عنها سني ) ( لقد حلَّ سؤددك المرتقى ال ** ذي لا يُرام إليه رقي ) ( وذلّ بعزمك صرفُ الزما ** ن حتى أطاعك منهُ العصيّ ) 4 ( ورُضتَ الحوادث ذا حنكةٍ ** فصيرت ما اعوجّ منها سوي ) 5 ( وأنت عميد العُلى لم تزل ** وأنت حُلاحلها الأريحي ) 6 ( وقائلةٍ رعتها خلة ** أليس لك اليعمل الشِّدقمي ) 7 ( وهذا ابن يحيى إلى فضله ** تنضّ الركاب وتُنضي المطي ) 8 ( فعش في ذراه فإن الوفود ** لهم رغدُ العيش منهُ الهنيّ ) 9 ( جنابٌ مريع لوارده ** بوادٍ خصيبٍ وشربٍ رويّ )0 ( فلما تيممتهُ قاصداً ** تكنفني منهُ جود سنيّ )
____________________
(1/249)
1( وقابلني البدرُ من وجههِ ** وناطقني مصقعٌ هبرزي )( تحار العقول بألفاظه ** فيرتدُّ غُفلاً لديه الدهيّ )( وقورٌ يراع لهُ هيبة ** لذيذُ الفكاهة عذبٌ شهيّ )4 ( كأنّ تألق آرائه ** سنا البرق يفترُّ عنهُ الحبيّ )5 ( يشفّ العيونَ بايماضها ** كأنَّ القضاءَ لديه نجيّ )6 ( إذا ما انتضى العزمُ أقلامهُ ** تذلل طوعاً لهُ السمهريّ )7 ( ولم يُنجِ منهنَّ حدّ الظبى ** ولا الزَّغفُ والزّرد التبعي )8 ( فتلك اليراعُ اللواتي لها ** شباةٌ يفضُّ بها السابري )9 ( يُشبُّ بأطرافهن الوغى ** فتُضحي وللهام فيها هُويّ )0 ( يزينُ المهارقَ من كتُبهِ ** كما فوف البردُ الأتحمي )
____________________
(1/250)
2( كنورِ الحديقةِ في روضةٍ ** تتابع وسميّها والوليّ )( تروقُ العيون بأزهارها ** وتبسمُ عن نشرها العنبري )( فحين تفيأتُ أظلالها ** ظللتُ وبالي لديه رخيّ )4 ( بحال قعدتُ بها عاطلاً ** فصيغ لها من نداه الحُليّ )5 ( فتى يفعل المكرماتِ الجسام ** ويسترهنَّ بطرفٍ حنيّ )6 ( ولما صفا ليَ ريقُ الحياةِ ** وساغ لي العذبُ منه المريّ )7 ( بذلتُ حدائقَ شكري لهُ ** وأتبعت فيهنَّ مداحاً جنيّ )8 ( فقلتُ الذي رام مسعى أبي ** حسين لقد خابَ سعياً بطي )9 ( إذا هو خودعَ عن مالهِ ** تخادعَ وهو النبيه الدريّ )0 ( منحتك عذراءَ زُفّت إليك ** كما ازدلفت للبناء الهديّ )
____________________
(1/251)
3( إذا ما ثنى التيه أعطافها ** تضوّع من نشرها المندليّ )( فقد قصَّر المدحُ عن شكر من ** أطاع لهُ الدهر قسراً أبي )( تمل العلى ما بدا كوكب ** وما أعقب الليلَ صبحٌ ذكيّ )
____________________
(1/252)
البحر : - ( وكم من أخٍ لو حرّم الماءَ لم أكن ** لهُ ولو أني متُّ ظمآن شارباً ) ( فظن بهذا ودّهُ لي تطوعاً ** وودّي لهُ فرضاً عليَّ وواجبا ) ( فأعتقني ذا الظنُّ من سوء ملكه ** وكنتُ لهُ عبداً فأصبحت صاحبا ) 4 ( ومن ظنّ أن لا بدّ منهُ أريتهُ ** بصبريَ عنه ذلك الظنَّ كاذبا ) 5 ( أبيحُ لخلي من فؤاديَ جانباً ** وأترك للهجران إن كان جانبا ) 6 ( على أنني ألقاه بالبشرِ حاضراً ** وأحفظهُ بالغيب إن كان غائبا ) 7 ( وتلك سجايا لي أعمُّ بها العدى ** وأشركُ فيهنّ العدى والأقاربا )
____________________
(1/253)
البحر : - ( لنفسكِ لم لا عذر قد نفدَ العذرُ ** بذا حكم المقدور إذ قُضي الأمرُ ) ( لقد لفظتني كلُّ أرضٍ وبلدةٍ ** وما لفظتني عن مواطنها مصرُ ) ( لعمري لقد طوَّفت في طلب العلى ** وحالفني برٌّ وحالفني بحرُ ) 4 ( فشرَّقت حتى لم أجد ليَ مشرقاً ** وغرّبتُ حتى قيل هذا هو الخضر ) 5 ( أرومُ جسيماتِ الأمور وإنما ** قصاراي أن أبقى إذا بقي الدهر ) 6 ( ولو كنت أرضى بالكثير وجدتهُ ** ولكنَّ في نفسي أموراً لهاأمرُ ) 7 ( ظللت بمصر في السجون مخلداً ** وإني لسيفٌ جفنهُ فوقهُ ستر ) 8 ( فقدت أخلائي الذين عهدتهم ** وجانبني من كان لي عنده وفرُ ) 9 ( وأعظم ما بي يا محمدُ أننا ** بأرض وفيها بينا البعد والهجرُ )0 ( ومالي من ذنب إليك اجترمتهُ ** فقل لي مع الإخوان غيَّرك الدهر )
____________________
(1/254)
1( تأمل أبا عبد الإله مقالتي ** فإن الصديق الحر يعتبهُ الحر )( أتذكر إذ كنا لدى الدهر رتَّعاً ** ومصرٌ وأرض الشام إذ عيشنا نضر )( فمالك تجفوني مع الدهر إذ عتا ** أكل زمان عيشه هكذا مرُّ )4 ( فلا سائلٌ عني فأعذر صاحباً ** ولا لك في ترك السؤال بنا عذر )5 ( فإن أحرم الإخوان والزَّور منهم ** فإني امرؤٌ من شيمتي في الأسى الصبر )6 ( عتبتك عتب الذاكر الودَّ إذ غدا ** أسيراً ومحبوساً وقد ناله ضرُّ )7 ( فلو كنتُ في أسر الزمان أقالني ** ولكنني في أسر قوم بهم كبرُ )8 ( إذا جنني ليلي وهاجت بلابلي ** وعاودني همي تجدد لي فكر )9 ( عليلٌ وما دائي سوى الضّيم منهمُ ** فهل من دواءٍ إذ مدى الغاية القبر )0 ( فلو أبصرت عيناك ما بي من الأسى ** بكيت بماينضي به الأبل السفر )
____________________
(1/255)
2( على أنني لا أستكين لنكبةٍ ** ولا واضعٌ جنبي وإن مسني فقر )( جنيت على نفسي بسعيي إليهمُ ** وحظّيَ من أوفى مواثيقهم غدر )( وماليَ من ذنبٍ سوى الشّعر إنني ** لأعلم أن الذنب في نكبتي الشعر )4 ( لعل الليالي منصفات أخا نوىً ** بأحشائه من فرط حسرته جمر )5 ( أسير لدى قوم بغير جناية ** ألا في سبيل الله ما صنعَ الدهر )6 ( لقد ضاقت الدنيا عليّ كأنها ** لما قدَّر الرحمنُ في مقلتي فتر )7 ( وفي النّفس حاجاتٌ ودون مرامها ** قيودٌ وحرّاس لهم حولنا زجر )8 ( فكن سائلاً عني فإنيَ هالك ** وما لهُم عندي على حالةٍ وتر )9 ( حذرتُ زماناً ثم أوقعني القضا ** وهل حذرٌ يُنجي إذا نفد العمر )0 ( وأنت أخي في كلّ حال وإنما ** عتبتك هذا العتب إذ نفث الصدر )
____________________
(1/256)
3( أكل غريب هكذا هو هالك ** بمصر ولم يشفع لهُ شافع حرّ )( فلو أنني في بلدة غير هذه ** إذاً لفداني المال والأسل السمر )( وما نالني ضيمٌ ولا لان جانبي ** ولا نالني ضرّ ولا مسّني عسرُ )4 ( أبيت لها يقظان بين وساوسٍ ** أراعي نجوم الليل ما طلع الفجرُ )5 ( إذا كان نفسي من أجلّ ذخيرتي ** وأتلفتها لم يبق لي بعدها ذخر )6 ( فإن عشت أبديت الذي في ضمائري ** وإن متّ إن الملتقى لهو الحشر )
____________________
(1/257)
البحر : - ( أيا من نعاه لسانُ القريض ** وكالنَّد ينشر من عرفه ) ( ومن كالثريا لهُ همةٌ ** وقد عُدّ ذلك من سخفه ) ( يعزّ على الدهر ما أنت فيه ** وإن حلّ ذلك من صرفه ) 4 ( فلا تقنطنّ فإنّ الخناق ** يقطّعهُ الضيق من حرفه ) 5 ( فقد يقشع الغيم بعد الهطول ** وإن طبّق الأرض من وكفه ) 6 ( وباري العباد لطيف بهم ** فلا توئس النفس من لطفه ) 7 ( تبارك من عز في ملكه ** وجلّ المهيمن عن وصفه ) 8 ( توسل إليه إذا الليل جنّ ** فيما دهاك وفي كشفه ) 9 ( يريحك من سجن دار البنود ** ويكفيك ما أنت مستكفه )0 ( من القيد والغلّ في أدهم ** أليمُ عذابك من عنفه )
____________________
(1/258)
1( يفكّ وثاقك من أُسرها ** وراحة قلبك من لهفه )( وأما بشرب حياض المنون ** فقد سلم العيش من خسفه )( وضاعف وجدي لما سُجنتُ ** مقالةُ من غاب من طرفه )4 ( يقول وبعضُ كلام السفيه ** يقتّل إن هو لم يُخفه )5 ( أهذا التهامي من مكة ** برجليه يسعى إلى حتفه )6 ( ألم يكفه أن ثوبَ الحيا ** ة ضاق عليه ألم يكفه )7 ( أراد يطيرُ مطارَ الملوك ** وظنّ الأسنة من زفِّه )8 ( وكان كقائد جيش الضّلا ** ل عاين جبريل في صفّه )9 ( أصيفر يرعفُ من نحره ** إذا رعفَ المرءُ من أنفه )0 ( وأحسب سيفَ ابن بنت ** النبي يخضب خديه من عرفه )
____________________
(1/259)
2( أرى ملك الموت يدنو إليه ** وهو يعضّ على كفّه )( أبالشّعر ويحك تبغي العلى ** وأنت تُقصّر عن رصفه )( ولم تك أهلاً بأن تستقرّ ** على منبر الملك أو طرفه )4 ( لأنك أبورُ من شاعر ** على خسّةِ الشعر مع ضعفه )5 ( أرقت دماً بعد ما صنتهُ ** وأشعلتَ جمراً ولم تُطفه )6 ( وأشفيت منتظراً للبوار ** وصدرك حرّانُ لم تشفهِ )7 ( لعمرك إن لبيبَ الرجا ** ل من كفِّ أو غضَّ من طرفه )8 ( إلى الله أشكو أموراً جرت ** على غير قصدٍ وأستعفه )9 ( وكم قائلٍ سجّنوه على ** تطلّبه الملك من كهفه )0 ( أيطّلبُ الملك من ليس منهُ ** ولا من بنيه ولا صنفه )
____________________
(1/260)
3( ومن كان ذا حنكةٍ بالعلو ** م قاربه البؤس من حرفه )( إذا نشفَ العودُ من أصله ** فذلك أدهى إلى قصفه )( وذو الفضل ينظُر في أمره ** كذي النقص ينظر في عطفه )4 ( فإن مصارع بغي الرجا ** ل تخترم الإلف من إلفه )5 ( وكلٌّ بما قالهُ آثم ** سيقرا الذي قال في صحفهِ )6 ( وليس سوى نكبات الزمان ** ورأيٌ يُضلك في ضعفه )7 ( على أهل مكة مني السلامُ ** ومن يُصفني الوُدَّ أو أصفه )8 ( حياتي وبعد وفاتي إذا ** هويت من اللحد في لحفه )
____________________
(1/261)
البحر : - ( جسمي نحيل بالحُبّ والحبِّ ** ذا من ربيبي وذاك من ربي ) ( ناران نارٌ بالطب إن ظهرت ** تخفى ونارٌ تخفى عن الطب ) ( مولاي مهلاً فليس يجمل إن ** عتبتَ بي غيرَ موضع العتب ) 4 ( بي جربٌ واقعٌ مضاربهُ ** أمضى من المرهفات في الضرب ) 5 ( أغزر من ماء مقلتي فإذا ** يئست منه أحرّ من قلبي ) 6 ( حُرمتُ من لبسة الثياب فقد ** عريت إلا من لؤلؤٍ رطب ) 7 ( غير منير جسمي عليه إذا ** هاج وصُلبي فليس بالصلب ) 8 ( كأن كفّي في اشتباكهما ** جيشان حفا بالطعن والضرب ) 9 ( وليس غير الأظفار بينهما ** من أسمرٍ ذابل ومن عضب )
____________________
(1/262)
البحر : - ( شقيتُ بما جمعتُ فليت شعري ** ورائي من يكون به سعيدا ) ( أعاين حسرة أهلي ومالي ** إذا ما النفسُ جاوزتِ الوريدا ) ( أعدُ الزاد من تقوى فإني ** رأيتُ منيّتي السّفرَ البعيدا ) 4 ( تبدّلَ صاحبي في اللّحد مني ** وهالَ على مناكبيَ الصَّعيدا ) 5 ( وودعني وعزّ عليه أنّي ** أودِّعه وداعاً لن أعودا ) 6 ( فلو أبصرتني من بعد عشر ** رأيتَ محاسني قد صرنَ دُودا ) 7 ( وحيداً مفرداً يا ربِّ عفواً ** بعبدك حين تتركهُ وحيدا )
____________________
(1/263)
البحر : - ( سقى دمعي الأحبَّةَ حيث ساروا ** فما ترويهم الديمُ الغزار ) ( تولّت ظعنهم والمرءُ تنبو ** به الأحوال لا تنبو الديار ) ( لهن من الخبا نحوي ابتدارٌ ** كما ابتدرت من الزَّند الشَّرارُ ) 4 ( فأصمينَ الفؤادَ فقلتُ واهاً ** أترمي قلبَ صائدها الصُّوار ) 5 ( أقيدوني جآذركم فقالوا ** جراحةُ كلِّ عجماء جُبار ) 6 ( وطاعنةٍ برمحٍ من نهودِ ** أسنةُ مثلها الحَلمُ الصّغار ) 7 ( زرعتُ بخدها روضاً بلثمي ** ففي وجناتها منهُ اخضرارُ ) 8 ( كأنّ مواقعَ التقبيل فيه ** رمادٌ جامدٌ والخدُّ نار ) 9 ( لعينك وخزةٌ في كلِّ قلبٍ ** أأشفارٌ جفونك أم شفارُ )0 ( عذرتك إذ حُجبتِ وأنتِ بدر ** له في كلِّ أوقاتٍ سرارُ )
____________________
(1/264)
1( تجرّدُ مني الأيامُ نصلاً ** لهُ في كلِّ نائبةٍ غرارُ )( تظنُّ أناتي الجُهلاء وقراً ** وهذا الوقرُ أكثرهُ وقارُ )( ولو ساد الصبورُ بغير حلمٍ ** إذن لاقتادَ قائدهُ الحمارُ )4 ( فذرني والطغاة فبينَ رمحي ** وبين قلوبِ أكثرهم سرارُ )5 ( إذا ما عرَّس الخطيّ فيهم ** فإن رؤوسهم فيها نثارُ )6 ( كأن رؤوسهم حصباتُ حذفٍ ** تساقطُ والفضاء لها جمار )7 ( حلفتُ لأنهضنَّ لهم بأسدٍ ** لهم بشعار دين الله زار )8 ( إذا عمدوا ظلامَ الشرك يوماً ** أزالوه كأنهم نهار )9 ( يؤدون النفوسَ إلى المنايا ** كأن النّفس علقٌ مستعار )0 ( إذا بلغ الفتى عشرين عاماً ** وأعجزهُ الفخارُ فلا اعتذار )
____________________
(1/265)
2( إذا ما أوّلُ الخطّي اخطا ** فما يُرجى بآخره انتصار )
____________________
(1/266)
البحر : - ( لقد كنت نبّالاً بلحظك صائداً ** فأردفتَ رمحاً حين أصبحت ناهدا ) ( سلاحٌ ولكن لا يضيرُ مُدانياً ** وينفُذُ فيه حدُّه متباعدا ) ( يبرّز وردَ الخد ثم يُعيدهُ ** ولم أر ورداً في الكمائم عائدا ) 4 ( لها مقلةٌ بالسُّقم تعدي وما بها ** سقام وهل تردي السموم الاساودا ) 5 ( لها بَرَدٌ من ثغرها الريق ذوبهُ ** فطاب ولولا ذاك لم يكُ باردا ) 6 ( وأقسم أني ما هممتُ بريبة ** لغانيةٍ إلا إذا كنتُ راقدا ) 7 ( ولكنني لما رأيت جفونها ** ممرَّضةً أرسلت طرفيَ عائدا ) 8 ( ولو لم تكن أجفانها صدَفاً لما ** نثرنَ غداة البين درّاً فرائدا ) 9 ( كلفتُ بحبّ البيض والقلب مولعٌ ** بحبّ المواضي ما هجرتُ الخرائدا )0 ( ويسعدني سيفي على كل بغية ** إذا لم أجد في العالمين مساعدا )
____________________
(1/267)
1( توسدني العيسُ الطليحُ ذراعها ** إذا لم توسدني الخريدةُ ساعدا )( وكنت إذا ما رمتُ رعي قرارةٍ ** من المجد أرسلت الردينيَّ رائدا )( وكم رجلٍ أثوابهُ دون قدره ** وقد يلبسُ السلك الجمان الفرائدا )4 ( فلا تُعجبن ذا البخل كثرةُ مالهِ ** فإن الشغى نقص وإن كان زائداً )
____________________
(1/268)
البحر : - ( سأطلَّبُ العلاءَ بكل ليث ** لهُ زارٌ بذكر الله وحده ) ( لهُ مما تصوغ الهندُ ناب ** ومما حاكه داود لبدُه ) ( يردُّ الرمحَ أزرقَ في احمرار ** كمقلةِ أزرق كحلت برقده )
____________________
(1/269)
البحر : - ( ترى النازلين بأرض العراق ** وقد علموا أنّ وجدي كذا ) ( فلا حبذا بلد بعدهم ** وإن واصلوه فيا حبّذا ) ( دنا طرب والهوى نازحٌ ** فيا بُعد ذاك ويا قُرب ذا ) 4 ( هوى ماأطعت به العاذلين ** وما طاعةُ الحبّ إلا أذى ) 5 ( وقد كنت أقذي به ناظري ** فمذ غاب صار لعيني قذى )
____________________
(1/270)
البحر : - ( دلَّ فأبدى الصدودَ والجزعا ** تيهاً وقد كان حقّق الطمعا ) ( ولم يكن ذاك منهُ عن مللٍ ** بل كان يهوى أذيتي ولعا ) ( حتى إذا ما يئستُ منهُ دنا ** وجدّد الوصلَ بعدما قطعا ) 4 ( ظبي تجرَّعتُ من تمنعه ** قدّماً من الصاب في الهوى جرعا ) 5 ( يتبعني في الهوى وأتبعهُ ** أكرم بهِ تابعاً ومتّبعا )
____________________
(1/271)
البحر : - ( لوكان حرُّ الوجد يُعقب بعده ** بردَ الوصال غفرتُ ذاك لذاكا ) ( لكن شجيتُ بمن يبيت مسلّماً ** خالي الضلوع ولا يُحسّ شجاكا ) ( إن يصبحوا صاحين من خمر الهوى ** فلقد سقوك من الغرام دراكا ) 4 ( يا ليت شُغلك بالأسى أعداهم ** أولا فليت فراغهم أعداكا ) 5 ( أَهوىً وذلاً في الهوى وإطاعة ** أبداً تعالى الله ما أشقاكا ) 6 ( يا قلبُ كيف علقتَ في أشراكهم ** ولقد عهدتك تفلت الأشراكا ) 7 ( أكبيتَ حين تقصّدتك سهامهم ** قد كنتُ عن أمثالها أنهاكا ) 8 ( إذ ذبتَ من كمد فقد جرّ الهوى ** هذا السقام عليَّ من جرَّاكا ) 9 ( يا قلبُ ليتك حيث لم تدع الهوى ** علّقتَ من يهواك مثل هواكا )0 ( لا تشكونّ إليّ وجداً بعدها ** هذا الذي جرّت عليك يداكا )
____________________
(1/272)
1( لأعاقبنّك بالغليل وإنني ** لولاك لم أذقِ الهوى لولاكا )( يا عاذلَ المشتاق دعه فإنهُ ** يطوي على الزفرات غير حشاكا )( لو كان قلبُك عنده ما لمته ** حاشاك مما عنده حاشاكا )
____________________
(1/273)
البحر : - ( ألا يا غزالاً أعار الغزالا ** جمالاً وأعطى القضيب اعتدالا ) ( يسرّك يا منيتي أن ترى ** محبك من أسوأ الناس حالا ) ( فلله دهرٌ مضى بالوصال ** فما كان أحسن ذاك الوصالا ) 4 ( ولما ترحلتَ عني بكيت ** بدمع سكوب يزيد اشتعالا ) 5 ( أناخوا جمالاً وحازوا جمالاً ** أظنّ الأحبة راموا ارتحالا )
____________________
(1/274)
البحر : - ( قل للذي وردُ خدِّه القاني ** في لجّ بحر الغرام القاني ) ( ما نلتُ من ثغر ريقك الهاني ** عن ثغرِ كل الأنام ألهاني )
____________________
(1/275)
البحر : - ( حكمُ المنيَّة في البريَّة جارِ ** ما هذه الدنيا بدار قرارِ ) ( بينا يُرى الانسانُ فيها مخبراً ** حتى يُرى خبراً من الاخبار ) ( طُبعت على كدرٍ وأنت تريدُها ** صفواً من الأقذاء والأكدار ) 4 ( ومكلّف الأيَّامٍ ضدَّ طباعها ** متطلّبٌ في الماءِ جذوة نار ) 5 ( وإذا رجوتَ المستحيل فإنما ** تبني الرَّجاء على شفيرٍ هار ) 6 ( فالعيشُ نوم والمنيّة يقظة ** والمرءُ بينهما خيالٌ سار ) 7 ( والنفسُ إن رضيت بذلك أو أبت ** منقادةٌ بأزمة المقدار ) 8 ( فاقضُوا مآربكم عجالاً إنما ** أعماركم سفرٌ من الأسفار ) 9 ( وتراكضوا خيل الشباب وبادروا ** أن تستردَّ فإنهن عوار )0 ( فالدّهر يخدعُ بالمنى ويغصّ إن ** هنّا ويهدم ما بنى ببوارِ )
____________________
(1/276)
1( ليس الزمانُ وإن حرصتَ مسالماً ** خُلق الزمان عداوةُ الأحرارِ )( إني وترتُ بصارمٍ ذي رونقٍ ** أعددتهُ لطلابة الأوتار )( زرداً فأحكم كل موصل حلقة ** بحبابة في موضع المسمار )4 ( فدحوا فويقَ الأرض أرضاً من دمٍ ** ثم انثنوا فبنوا سماء غبار )5 ( قومُ إذا لبسوا الدروع حسبتها ** سُحُباً مزرَّرةً على أقمار )6 ( وترى سيوف الدَّارعين كأنّها ** خُلُج تمدُّ بها أكفُّ بحار )7 ( لو أشرعوا أيمانهم من طولها ** طعنوا بها عوضَ القنا الخطار )8 ( شوس إذا عدموا الوغى انتجعوا لها ** في كلِّ أوبٍ نُجعة الأمطار )9 ( جنبوا الجياد الى المطيّ وراوحوا ** بين السّروج هناك والأكوار )0 ( فكأنما ملؤوا عيابَ دروعهم ** وغمودَ أنصلهم سراب قفار )
____________________
(1/277)
2( وكأنما صنعُ السّوابغِعزّه ** ماءُ الحديد فصاغَ ماءَ قرار )( فتدرّعوا بمتون ماء جامد ** وتقنّعوا بحباب ماءٍ جار )( أُسد ولكن يؤثرون بزادهم ** والأُسد ليس تدين بالإيثار )4 ( يتزين النادي بحسن وجوههم ** كتزيُّن الهالات بالأقمار )5 ( يتعطفونَ على المجاور فيهم ** بالمنفساتِ تعطّفَ الأظآر )6 ( من كل من جعل الظُّبى أنصاره ** وكرمن فاستغنى عن الأنصار )7 ( والليثُ إن بارزتهُ لم يعتمد ** إلا على الأنياب والأظفار )8 ( وإذا هو اعتقل القناة حسبتها ** صلاً تأبطهُ هزبرٌ ضار )9 ( زردُ الدّلاصِ من الطعان برمحه ** مثلُ الأساور في يد الإسوار )0 ( ويجرُّ حينَ يجرّ صعدة رمحهِ ** في الجحفل المتضايق الجرار )
____________________
(1/278)
3( ما بين ترب بالدماء ملبَّدٍ ** زلق ونقع بالطّراد مثار )( والهونُ في ظلّ الهوينى كامنٌ ** وجلالةُ الأخطار في الإخطار )( تندى أسرَّةُ وجههِ ويمينُه ** في حالة الإعسار والإيسار )4 ( ويمدُّ نحو المكرمات أناملاً ** للرزق في أثنائهن مجار )5 ( يحوي المعالي غالباً أو خالباً ** أبداً يداني دونها ويداري )6 ( قد لاح في ليل الشباب كواكب ** إن أمهلت آلت إلى الاسفار )7 ( يا كوكباً ما كان أقصرَ عمره ** وكذا تكون كواكبُ الأسحار )8 ( أثني عليه بأثره ولو أنَّهُ ** لم يغتبط أثنيتُ بالآثار )9 ( وهلالَ أيام مضى لم يستدر ** بدراً ولم يُمهل لوقت سرار ) 40 ( عجل الخسوفُ عليهِ قبل أوانهِ ** فمحاه قبل مظَّنةِ الإبدار )
____________________
(1/279)
4( واستُلَّ من أتربه ولَداتهِ ** كالمقلة استُلَّت من الأشفار ) 4( فكأنّ قلبيَ قبرهُ وكأنَّهُ ** في طيِّه سرٌّ من الأسرار ) 4( إن يُحتقر صغراً فرب مفخّم ** يبدو ضئيلَ الشخص للنظار ) 44 ( إن الكواكبَ في علوّ محلّها ** لتُرى صغاراً وهي غيرُ صغار ) 45 ( ولدُ المعزّى بعضهُ فإذا انقضى ** بعضُ الفتى فالكلُّ في الآثار ) 46 ( أبكيهِ ثم أقول معتذراً له ** وُفِّقتَ حينتركتَ ألأم دار ) 47 ( جاورتُ أعدائي وجاورَ ربّهُ ** شتّان بين جوارهِ وجواري ) 48 ( أشكو بُعادك لي وأنت بموضعٍ ** لولا الرّدى لسمعتَ فيه سراري ) 49 ( والشرقُ نحو الغرب أقربُ شُقَّة ** من بُعدِ تلك الخمسةِ الأشبار ) 50 ( هيهاتَ قد علقتك أشراكُ الردى ** واعتاقَ عمركَ عائقُ الأعمار )
____________________
(1/280)
5( ولقد جريتَ كما جريتُ لغايةٍ ** فبلغتها وأبوك في المضمار ) 5( فإذا نطقتُ فأنت أوَّلُ منطقي ** وإذا سكتُّ فأنت في إضماري ) 5( أخفي من البُرَ حاء ناراً مثل ما ** يخفي من النار الزنادُ الواري ) 54 ( وأخفِّضُ الزفراتِ هي صواعد ** وأُكفكفُ العبراتِ وهي جوار ) 55 ( وشهاب زندِ الحُزن أن طاوعتهُ ** وارٍ وإن عاصيتهُ متوار ) 56 ( وأكفُّ نيران الأسى ولربّما ** غُلب التصبُّرُ فارتمت بشرار ) 57 ( ثوبُ الرياء يشفُّ عما تحتهُ ** فإذا التحفت به فإنك عار ) 58 ( قصرت جفوني أم تباعد بينها ** أم صوِّرت عيني بلا أشفار ) 59 ( جفتِ الكرى حتى كأنَّ غرارها ** عند اغتماض العين حدُّ غرار ) 60 ( ولو استزارت رقدة لرمى بها ** ما بين أجفاني إلى التيار )
____________________
(1/281)
6( أُحيي ليالي التمِّ وهي تميتني ** ويُميتهنَّ تبلّجُ الأنوار ) 6( حتى رأيت الصبحَ يرفع كفّهُ ** بالضوء رفرفَ خيمةٍ من قار ) 6( والصبح قد غمر النجوم كأنهُ ** سيلٌ طغى فطما على النُّوار ) 64 ( لو كنت تُمنعُ خاضَ دونك فتيةٌ ** منَّا بحار عواملٍ وشفار ) 65 ( وتلهبُ الأحشاء شيَّبَ مفرقي ** هذا الضياء شواظُ تلك النار ) 66 ( شابَ القذالُ وكلُّ غصن صائرٌ ** فينانهُ الأحوى إلى الإزهار ) 67 ( والشبهُ منجذبٌ فلم بيضُ الدُّمى ** عن بيضِ مفرقه ذواتُ نفار ) 68 ( وتودّ لو جعلت سوادَ قلوبها ** وسوادَ أعينها خضابَ عذاري ) 69 ( لا تنفر الظبياتُ عنهُ فقد رأت ** كيف اختلافُ النبت في الأطوار ) 70 ( شيئان ينقشعان أول وهلةٍ ** شرخُ الشباب وخُلَّةُ الأشرار )
____________________
(1/282)
7( لا حبذا الشيبُ الوفيُّ وحبذا ** ظلُّ الشباب الخائن الغدار ) 7( وطري من الدنيا الشباب وروقُهُ ** فإذا انقضى فقد انقضت أوطاري ) 7( قصرت مسافتهُ وما حسناتهُ ** عندي ولا آلاؤه بقصار ) 74 ( نزداد هماً كلما ازددنا غنىً ** والفقرُ كلُّ الفقر في الإكثار ) 75 ( ما زاد فوقَ الزاد خلَّف ضائعاً ** في حادثٍ أو وارثٍ أو عار ) 76 ( إني لأرحمُ حاسديَّ لحرِّ ما ** ضمت صدورهُمُ من الأوغار ) 77 ( نظروا صنيعَ اللهِ بي فعيونهم ** في جنةٍ وقلوبهم في نار ) 78 ( لا ذنبَ لي كم رمتُ كتم فضائلي ** فكأنَّما برقعتُ وجهَ نهار ) 79 ( وسترتها بتواضعي فتطلَّعت ** أعناقها تعلو على الأستار ) 80 ( ومن الرجالِ معالمٌ ومجاهلٌ ** ومن النجوم غوامضٌ ودراري )
____________________
(1/283)
8( والناس مشتبهون في إيرادهم ** وتباين الأقوام في الأصدار ) 8( عمري لقد أوطأتهم طرُقَ العلى ** فعموا ولم يقفوا على آثاري ) 8( لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا ** وعمى البصائر من عمى الأبصار ) 84 ( هلاَّ سعوا سعي الكرام فأدركوا ** أو سلّموا لمواقعِ الأقدار ) 85 ( ذهب التكرُّم والوفاء من الورى ** وتصرّما إلا من الأشعار ) 86 ( وفشت خياناتُ الثقات وغيرهم ** حتى اتهمنا رؤية الأبصار ) 87 ( ولربما اعتضدّ الحليمُ بجاهل ** لا خير في يُمنى بغير يسار )
____________________
(1/284)
البحر : - ( لله درُّ النائباتِ فإنها ** صدأ اللئام وصيقلُ الأحرار ) ( هل كنتُ إلا زُبرةً فطبعنني ** سيفاً وأطلق صرفهن غراري ) ( زمن كأمِّ الكلب ترأم جروها ** وتصدُّ عن ولد الهزبر الضاري )
____________________
(1/285)
البحر : - ( أبا الفضل طال الليل أم خانني صبري ** فخيّل لي أنّ الكواكب لا تسري ) ( أرى الرملةَ البيضاء بعدك أظلمت ** فدهري ليلٌ ليس يُفضي إلى فجر ) ( وما ذاك إلا أنّ فيها وديعة ** أبي ربُّها أن تسترد إلى الحشر ) 4 ( رزئت بملء العينِ يُحسب كوكباً ** توّلد بين الشمس والقمر البدر ) 5 ( بأبلج لو يخفى لنمَّ ضياؤه ** عليه كما نمَّ النسيم على الزهر ) 6 ( بنفسي هلالٌ كنتُ أرجو تمامه ** فعاجلهُ المقدار في غرّة الشهر ) 7 ( وشبل رجونا أن يكون غضنفرا ** فماتَ ولم يجرح بناب ولا ظفر ) 8 ( أتاه قضاءُ الله في دار غُربةٍ ** بنفسي غريب الأصل والقبر والقدر ) 9 ( أحمله ثقلَ التراب وإنني ** لأخشى عليه الثقل من موطئ الذر )0 ( وأودعهُ غبراء غير أمينةٍ ** عليه ولكن قادَ شرٌّ إلى شرّ )
____________________
(1/286)
1( فوالله لو أسطيع قاسمتهُ الرّدى ** فمتنا جميعاً أو لقاسمني عمري )( ولكنما أرواحنا ملكُ غيرنا ** فما لي في نفسي ولا فيه من أمر )( وما اقتضت الأيامُ إلا هباتها ** فهلا اقتضتها قبل أن ملأت صدري )4 ( ومن قبل أن يجري هواه وإلفه ** بقلبي جريَ الماء في الغصن النضر )5 ( ولا حزنَ إلا يوم واريتُ شخصه ** ورحتُ ببعض النفس والبعض في القبر )6 ( وأعلمُ أنَّ الحادثات بمرصدٍ ** لتأخذ كلي مثلَ ما أخذت شطري )7 ( أحين نضا ثوبَ الطفولة ناسلاً ** كما ينسلُ الريش اللؤام عن النسر )8 ( وخلّى رضاعَ الثدي مستبدلاً به ** أفاويق من درّ البلاغة والشعر )9 ( وألقى تميمات الصبى وتباشرت ** حمائلُ أغماد المهنّدة البُتر )0 ( وبان عليهِ الفضلُ قبل اثّغاره ** ويبدو وإن لم يثَّغر كرمُ المُهر )
____________________
(1/287)
2( وقامت عليه للعلاء شواهدٌ ** كما استشهد العضبُ السريجيُّ بالأثر )( وخبرنا عن طيبه ماءُ وجههِ ** كتخبير ماء الظلم عن طيبة الثغر )( وجادت به الأيام وهي بخيلةٌ ** وقد ينبعُ الماءُ الزلال من الصخر )4 ( طواه الرّدى طيَّ الرّداء فأصبحت ** مغانيه ما فيهنّ منهُ سوى الذكر )5 ( فجادَ على قسر بباقي دمائه ** وقد كان ممن لا يجودُ على القسر )6 ( فإن أبكِ فالقربى القريبة تقتضي ** بكائي وإن أصبر فبقيا على الأجر )7 ( فبي منهُ ما يوهي القُوى غير أنني ** بُنيت كما يُبنى الكريمُ على الصبر )8 ( وما صبرُ محزونٍ جناحُ فؤاده ** يرفرف ما بين الترائب والنّحر )9 ( يقلّب عيناً ما تنام كأنها ** بلا هُدُب يُثني عليها ولا شفر )0 ( غطا دمعها انسانها فكأنه ** غريقٌ تسامى فوقهُ لججُ البحر )
____________________
(1/288)
3( ينغص نومي كلَّ يوم ويقظتي ** خيالٌ لهُ يسري وذكرٌ لهُ يجري )( ويوسع صدري بالحديث ادِّكاره ** على أنّ ذاك الوسع أضيق للصدر )( وقالوا سيسليه التأسي بغيره ** فقلت لهم هل يطفأ الجمرُ بالجمر )4 ( ايندمل الجرحُ الرغيبُ بمثلهِ ** ألا لا ولكن يستطير ويستشري )5 ( وليتَ التأسي بالمصيبةِ كان لي ** كفافاً فلا يسلي هناك ولا يغري )6 ( فلا تسألوني عنهُ صبراً فإنني ** دفنتُ به قلبي وفي طيّه صبري )7 ( فإلا تكن قلبي فإنك شطرهُ ** قددت كما قدّ الهلالُ من البدرِ )8 ( أيا نعمةً جلّت وولّت ولم أكن ** نهضت بما لله فيها من الشّكر )9 ( وضاعف وجدي أن قضيت ولم تقم ** مقام الشجا المعروض في ثغرة الثغر ) 40 ( ولم تلقَ صفّاً من عداك بمثلهِ ** كما أسند الكتّابُ سطراً إلى سطر )
____________________
(1/289)
4( وما خضتَ جيشاً بالدماءِ مضمخاَ ** يُرى بيضهم مثل الحباب على الخمر ) 4( ولم تختصم حوليك ألسنةُ القنا ** فتحكم في الهيجاء بالعرف والنكر ) 4( بضربٍ يطير البيض من حرِّ وقعه ** شعاعاً كم طار الشرار عن الجمر ) 44 ( ترى زردَ الماذي منه مفكّكا ** يطيحُ كما طاح القُلام عن الظّفر ) 45 ( ولما تضف في نصرة الله طعنةً ** إلى ضربه كالتبن فوق شفا نهر ) 46 ( ولما تقم لله بالقسط موقفاً ** سأقضي ولما أقضِ من مثله نذري ) 47 ( ولم تمش في ظلِّ اللواء كما مشى ** إلى الصّيد فهدٌ تحت رفرفة الصقر ) 48 ( ولم تخفق النيرانُ حولك للقرى ** كما خفقت أطرافُ ألوية حُمر ) 49 ( ولم تقفُ أبكار المعاني وعُونها ** فترغبَ فيها عن عوان وعن بكر ) 50 ( ولما تُبارِ النجم ضوءاً ورفعةً ** وصيتاً وأنوار وهدياً إذا يسري )
____________________
(1/290)
5( ولم تخجل الروضَ الأنيق بروضة ** مفوَّفة الأرجاء بالنظم النثر ) 5( ولما تقم في مشهدٍ بعد مشهدٍ ** تُصدِّقُ أخبارَ المخايل بالخبر ) 5( وما قلت إلا ما ذكاؤك ضامنٌ ** له كضماناتِ السحّائب للقطر ) 54 ( عليك سلامُ الله ربّك إن تكن ** عبرت إلى الأخرى فنحن على الجسر ) 55 ( وما نحنُ إلا مثل أفراس حلبةٍ ** تقدَّمنا شيء ونحنُ على الأثر ) 56 ( ولما تجارينا وغايةُ سبقنا ** إلى الموت كان السبق للجذع الغمر ) 57 ( محاك الرّدى من رأي عيني وما محا ** خيالك من قلبي وذكرك من فكري ) 58 ( فما أنسَ من شيء وإن جلّ قدرُه ** فإنك مني ماحييتُ على ذكر ) 59 ( وإنيَ من دهر أصابك صرفُهُ ** وأخطأني من أن يُصيب على حذر ) 60 ( رحلتَ وخلَّفتَ الذين تركتهم ** وراءك بالأحزان والهمِّ والفكر )
____________________
(1/291)
6( فلو لفظتك الأرضُ قلت تشابهت ** مناظر من في البطن منها وفي الظهر ) 6( ولا فرق فيما بيننا غير أننا ** بمس الأذى ندري وأنك لا تدري ) 6( رجوتك للدنيا وللدين قبلها ** ورحتُ بكف من رجائهما صفر ) 64 ( أزورك إكراماً وبراً وفي البلى ** لمثلك شغل عن وفائي وعن بري ) 65 ( ولما أتى بعد المشيب عدلتهُ ** بعصر الشباب الغض بورك من عصر ) 66 ( وقلتُ شباب ابني شبابي وإنما ** ينقّل معنى الشَّطر مني إلى الشطر ) 67 ( فولّى كما ولى الشبابُ كلاهما ** حميدٌ فقيدٌ طيّب العهد والبشر ) 68 ( وكان كمثل العنبر الجون لبثهُ ** فبان وأبقى في يدي عبق العطر ) 69 ( نقضتُ عهودَ الوُدّ إن ذقت بعده ** سلوّاً ألا إن السلوَّ أخو الغَدر ) 70 ( وما أنا بالوافي وقد عشتُ بعدهُ ** وربّ اعترافٍ كان أبلغَ من عذر )
____________________
(1/292)
7( كفى حزناً أني دعوتُ فلم يُجب ** ولم يكُ صمتاً عن وقار ولا وقر ) 7( ولم يكُ عن بعد المسافة صمتهُ ** فما بيننا إلا ذراعان في القدر ) 7( ننافس في الدنيا غُروراً وإنما ** قُصارى غناها أن يؤول إلى الفقر ) 74 ( وإنا لفي الدنيا كركب سفينةٍ ** نظنُّ وقوفاً والزمان بنا يجري ) 75 ( وأفنيت أياماً فنيتُ بمرّها ** وغاية ما يفنى ويُفني إلى قدر ) 76 ( إلى الله أشكو ما أجنّ وإنني ** فقدتك فقد الماء في البلد القفر ) 77 ( على حينَ جزتُ الأربعين مصوباً ** ولاحت نجوم الشيب في ظلم الشعر ) 78 ( إذا ما تولّى ابني وولّت شبيبتي ** وولّى عزائي فالسلامُ على الدهر )
____________________
(1/293)
البحر : - ( أتى الدهر من حيث لا أتقي ** وخان من السبب الأوثق ) ( مضى بأبي الفضل شطرُ الحياة ** وما مرَّ أنفُس مما بقي ) ( فقل للحوادثِ من بعده ** أسفي بمن شئت أو حلقي ) 4 ( أمنتُك لم يبق لي من أخاف ** عليه الحمام ولا أتقي ) 5 ( وقد كنتُ أُشفقُ مما دهاهُ ** وقد سكنت لوعةُ المشفق ) 6 ( ولما قضى دونَ أترابه ** تيقّنت أن الردى ينتقي ) 7 ( مضى حين ودّعَ درَّ الرّضاع ** لدرّ التفصّح في المنطق ) 8 ( وهز اليراع أنابيبهُ ** وهنئ بالكاتب المفلق ) 9 ( وقيل سيشرُفُ هذا الغلامُ ** وقالت مخايلهُ أخلق )0 ( كأنَّ اللثام على وجهه ** هلالٌ على كوكبٍ مشرقِ )
____________________
(1/294)
1( وما النومُ إلا التقاء الجفون ** فكيف أنام وما تلتقي )( يعزُّ على حاسدي أنني ** إذا طرق الخطبُ لم أُطرق )( وإنيَ طودٌ إذا صادفت ** هُ رياحُ الحوادثِ لم يقلق )
____________________
(1/295)