عنوان القصيدة : عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ،
عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ،
إلى عذراءَ منزلها خلاءُ
دِيَارٌ مِنْ بَني الحَسْحَاسِ قَفْرٌ،
تعفيها الروامسُ والسماءُ
وكانَتْ لا يَزَالُ بِهَا أنِيسٌ،
خِلالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ
فدعْ هذا، ولكن منْ لطيفٍ،
يُؤرّقُني إذا ذَهَبَ العِشاءُ
لشعثاءَ التي قدْ تيمتهُ،
فليسَ لقلبهِ منها شفاءُ
كَأنّ سَبِيئَة ً مِنْ بَيْتِ رَأسٍ،
يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ
عَلى أنْيَابهَا، أوْ طَعْمَ غَضٍّ
منَ التفاحِ هصرهُ الجناءُ
إذا ما الأسرباتُ ذكرنَ يوماً،
فَهُنّ لِطَيّبِ الرَاحِ الفِدَاءُ
نُوَلّيَها المَلامَة َ، إنْ ألِمْنَا،
إذا ما كانَ مغثٌ أوْ لحاءُ
ونشربها فتتركنا ملوكاً،
وأسداً ما ينهنهنا اللقاءُ
عَدِمْنَا خَيْلَنا، إنْ لم تَرَوْهَا
تُثِيرُ النَّقْعَ، مَوْعِدُها كَدَاءُ
يُبَارِينَ الأعِنّة َ مُصْعِدَاتٍ،
عَلَى أكْتافِهَا الأسَلُ الظِّماءُ
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ،
تلطمهنّ بالخمرِ النساءُ
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا،
وكانَ الفَتْحُ، وانْكَشَفَ الغِطاءُ
وإلا، فاصبروا لجلادِ يومٍ،
يعزُّ اللهُ فيهِ منْ يشاءُ
وَجِبْرِيلٌ أمِينُ اللَّهِ فِينَا،
وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ أرْسَلْتُ عَبْداً
يقولُ الحقَّ إنْ نفعَ البلاءُ
شَهِدْتُ بِهِ، فَقُومُوا صَدِّقُوهُ!
فقلتمْ: لا نقومُ ولا نشاءُ
وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ يَسّرْتُ جُنْداً،
همُ الأنصارُ، عرضتها اللقاءُ
لنا في كلّ يومٍ منْ معدٍّ
سِبابٌ، أوْ قِتَالٌ، أوْ هِجاءُ
فنحكمُ بالقوافي منْ هجانا،
ونضربُ حينَ تختلطُ الدماءُ
ألا أبلغْ أبا سفيانَ عني،
فأنتَ مجوفٌ نخبٌ هواءُ
وأن سيوفنا تركتك عبدا
وعبد الدار سادتها الإماء
كَأنّ سَبِيئَة ً مِنْ بَيْتِ رَأسٍ،
تُعفيِّها الرّوَامِسُ والسّمَاءُ
هجوتَ محمداً، فأجبتُ عنهُ،
وعندَ اللهِ في ذاكَ الجزاءُ
أتَهْجُوهُ، وَلَسْتَ لَهُ بكُفْءٍ،
فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُمَا الفِداءُ
هجوتَ مباركاً، براً، حنيفاً،
أمينَ اللهِ، شيمتهُ الوفاءُ
فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ،
ويمدحهُ، وينصرهُ سواءُ
فَإنّ أبي وَوَالِدَهُ وَعِرْضي
لعرضِ محمدٍ منكمْ وقاءُ
فإما تثقفنّ بنو لؤيٍ
جُذَيْمَة َ، إنّ قَتْلَهُمُ شِفَاءُ
أولئكَ معشرٌ نصروا علينا،
ففي أظفارنا منهمْ دماءُ
وَحِلْفُ الحارِثِ بْن أبي ضِرَارٍ،
وَحِلْفُ قُرَيْظَة ٍ مِنّا بَرَاءُ
لساني صارمٌ لا عيبَ فيهِ،
وَبَحْرِي لا تُكَدِّرُهُ الّدلاءُ
(1/1)
عنوان القصيدة : وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
خلقتَ مبرأً منْ كلّ عيبٍ
كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ
(1/2)
عنوان القصيدة : هلْ رسمُ دارسة ِ المقامِ، يبابِ
هلْ رسمُ دارسة ِ المقامِ، يبابِ
متكلكٌ لمسائلٍ بجوابِ
ولَقَدْ رَأيْتُ بِهَا الحُلولَ يَزِينُهُمْ
بِيضُ الوُجُوهِ ثَوَاقِبُ الأحْسَابِ
فدعِ الديارَ وذكرَ كلّ خريدة ٍ
بَيْضَاءَ، آنِسَة ِ الحدِيثِ، كَعَابِ
واشْكُ الهُمُومَ إلى الإلهِ وَمَا تَرَى
مِنْ مَعْشَرٍ مُتَألَبِينَ غِضَابِ
أمُّوا بِغَزْوِهِمِ الرّسُولَ، وألّبُوا
أهْلَ القُرَى ، وَبَوَادِيَ الأعْرَابِ
جَيْشٌ، عُيَيْنَة ُ وَابنُ حَرْبٍ فيهِم،
متخمطينَ بحلبة ِ الأحزابِ
حتّى إذا وَرَدُوا المَدينة َ وارتَجَوْا
قَتْلَ النّبيّ وَمَغْنَمَ الأسْلابِ
وَغَدَوْا عَلَيْنَا قَادِرِينَ بأيْدِهِمْ،
ردوا بغيظهمِ على الأعقابِ
بهُبُوبِ مُعصِفَة ٍ تُفَرِّقُ جَمْعَهُمْ،
وجنودِ ربكَ سيدِ الأربابِ
وكفى الإلهُ المؤمنينَ قتالهمْ
وَأثَابَهُمْ في الأجْرِ خَيْرَ ثَوَابِ
مِنْ بَعدِ ما قَنَطوا، فَفَرّجَ عَنهُمُ
تنزيلُ نصّ مليكنا الوهابِ
وَأقَرَّ عَيْنَ مُحَمّدٍ وَصِحابِهِ،
وأذلَّ كلَّ مكذبٍ مرتابِ
مُسْتَشْعِرٍ لِلْكُفْرِ دونَ ثِيابِهِ،
والكفرُ ليسَ بطاهرِ الأثوابِ
عَلِقَ الشّقَاءُ بِقَلْبِهِ، فَأرَانَهُ
في الكُفْرِ آخِرَ هذِهِ الأحْقَاب
(1/3)
عنوان القصيدة : عرفتَ ديارَ زينبَ بالكثيبِ
عرفتَ ديارَ زينبَ بالكثيبِ
كخطّ الوحيِ في الرقّ القشيبِ
تعاورها الرياحُ وكلُّ جونٍ
مِنَ الوَسْمِيّ مُنْهَمِرٍ سَكُوبِ
فأمْسَى رَسْمُها خَلَقاً، وأمْسَتْ
يَبَاباً بَعْدَ سَاكِنِها الحَبيبِ
فَدَعْ عَنكَ التذكّرَ كلَّ يومٍ،
وَرُدَّ حَرارة َ الصّدْرِ الكَئيبِ
وَخَبّرْ بالّذي لا عَيْبَ فيهِ،
بصدقٍ، غيرِ إخبارِ الكذوبِ
بمَا صَنَعَ المَلِيكُ غَدَاة َ بَدْرٍ
لنا في المشركينَ منَ النصيبِ
غداة َ كأنّ جمعهمُ حراءٌ
بَدَتْ أرْكَانُهُ جِنْحَ الغُرُوبِ
فَوَافَيْنَاهُمُ مِنّا بِجَمْعٍ
كَأُسْدِ الغابِ: مُرْدانٍ وَشِيبِ
أمَامَ مُحَمّدٍ قَدْ آزَرُوهُ
عَلى الأعْدَاءِ في لَفْحِ الحُروبِ
بأيديهمْ صوارمُ مرهفاتٌ
وكلُّ مجربٍ خاظي الكعوبِ
بنو الأوسِ الغطارفُ آزرتها
بَنُو النّجّارِ في الدّين الصّلِيبِ
فغادرنا أبا جهلٍ صريعاً
وعتبة َ قدْ تركنا بالجبوبِ
وشيبة َ قدْ تركنا في رجالٍ
ذوي حسبٍ، إذا نسبوا، نسيبِ
يناديهمْ رسولُ اللهِ، لما
قذفناهمْ كباكبَ في القليبِ
ألمْ تَجِدُو حديثي كانَ حَقَّاً،
وأمرُ اللهِ يأخذُ بالقلوبِ
فَما نَطَقُوا، ولَو نَطَقوا لَقالوا:
صَدَقْتَ وكُنْتَ ذا رَأيٍ مُصِيبِ
(1/4)
عنوان القصيدة : تطاولَ بالجمانِ ليلي فلمْ تكنْ
تطاولَ بالجمانِ ليلي فلمْ تكنْ
تهمُّ هوادي نجمهِ أن تصوبا
أبيتُ أراعيها كأنيموكلٌ
بها لا أُريدُ النّوْمَ حَتّى تَغَيّبَا
إذا غارَ منها كوكبٌ بعدَ كوكبٍ
تُرَاقِبُ عَيْني آخِرَ اللَّيلِ كَوْكبا
غَوَائِرُ تَتْرَى من نجُومٍ تَخَالُها
مَعَ الصّبْحِ تَتْلُوها زَوَاحِفَ لُغَّبا
أخَافُ مُفَاجَاة َ الفِرَاقِ بِبَغْتَة ٍ،
وصرفَ النوى من أن تشتّ وتشعبا
وأيقنتُ لما قوضَ الحيُّ خيمهمْ
بِرَوْعاتِ بَيْنٍ تَترُك الرّأسَ أشْيَبَا
وَأسْمَعَكَ الدّاعي الفَصِيحُ بفُرْقَة ٍ،
وقدْ جَنَحَتْ شمسُ النّهارِ لِتَغْرُبا
وَبيّنَ في صَوْتِ الغُرَابِ اغتِرَابُهُمْ،
عَشِيّة َ أوْفَى غُصْنَ بانٍ، فَطَرّبَا
وَفي الطّيرِ بالعَلْيَاءِ إذ عَرَضَتْ لَنَا،
وَمَا الطّيرُ إلاّ أن تَمُرّ وَتَنْعَبَا
وكِدتُ غَداة َ البعينِ يَغْلِبُني الهوَى ،
أُعَالِجُ نَفْسي أنْ أقُومَ فأرْكَبَا
وكيفَ ولا ينسى التصابيَ بعدما
تجاوَزَ رَأسَ الأرْبَعينَ وَجَرّبَا
وقدْ بَانَ ما يأتي من الأمرِ، واكْتَسَتْ
مَفَارِقُهُ لَوْناً مِنَ الشّيْبِ مُغْرَبا
أتجمعُ شوقاً إن تراختْ بها النوى
وصداً، إذا ما أسقبتْ، وتجنبا
إذا أنبتّ أسبابُ الهوى ، وتصدعتْ
عَصَا البَينِ لم تسطِعْ لِشعثَاءَ مَطْلَبا
وكيْفَ تَصَدّي المرْءِ ذي اللبّ للصِّبَا،
وَلَيْسَ بمَعْذُورٍ، إذا ما تَطَرَّبَا
أطيلُ اجتناباً عنهمُ، غيرَ بغضة ٍ
وَلكِنّ بُقْيَا رَهْبَة ٍ وَتَصَحُّبَا
ألا لا أرَى جاراً يُعلِّلُ نَفْسَهُ
مطاعاً، ولا جاراً لشعثاءَ معتبا
(1/5)
عنوان القصيدة : إن تمسِ دارُ ابنِ أروى منه خالية ً
إن تمسِ دارُ ابنِ أروى منه خالية ً
بابٌ صَريعٌ وَبابٌ مُخرَقٌ، خَرِبُ
فقَدْ يُصَادِفُ بَاغي الخيرِ حاجَتَهُ
فِيها ويَأوي إليها الذِّكرُ والحَسَبُ
يا أيّها النّاسُ أبْدُوا ذَاتَ أنفسِكُمْ،
لا يَسْتَوِي الصّدقُ عندَ اللَّهِ والكذِبُ
إلا تنيبوا لأمرِ اللهِ تعترفوا
بغارة ٍ عصبٍ منْ خلفها عصبُ
فيهمْ حبيبٌ شهابُ الحربِ يقدمهمْ
مستلئماً قدْ بدا في وجههِ الغضبُ
(1/6)
عنوان القصيدة : ما نقمتمْ من ثيابٍ خلفة ٍ
ما نقمتمْ من ثيابٍ خلفة ٍ
وعبيدٍ، وإماءٍ، وذهبْ
قُلْتُمُ بَدّلْ، فَقَدْ بَدّلَكُمْ
سَنَة ً حَرّى ، وحَرْباً كاللّهبْ
فَفَريقٌ هَالِكٌ مِنْ عَجَفٍ،
وَفَرِيقٌ كان أوْدَى ، فَذَهَبْ
إذْ قتلتمْ ماجداً ذا مرة ٍ
وَاضِحَ السُّنّة ِ مَعْرُوفَ النّسَبْ
(1/7)
عنوان القصيدة : إذَا عَضَلٌ سِيقَتْ إلَيْنا كأنّهُمْ
إذَا عَضَلٌ سِيقَتْ إلَيْنا كأنّهُمْ
جِدايَة ُ شِرْكٍ، مُعلَماتُ الحواجِبِ
أقَمْنَا لكُمْ طَعْناً مُبيراً، مُنَكِّلاً،
وحزناكمُ بالضربِ من كلّ جانبِ
ولولا لواءُ الحارثية ِ أصبحوا
يُباعونَ في الأسواقِ بَيْعَ الجَلائِبِ
يمصونَ أرصافَ السهامِ، كأنهمْ
إذا هَبَطُوا سَهْلاً وِبَارٌ شَوَازِبُ
نُفَجّيءُ عَنّا النُّاسَ حتّى كأنّما
يلفحهمْ جمرٌ من النارِ ثاقبُ(1/8)
عنوان القصيدة : صَلّى الإلهُ على الّذِينَ تَتَابَعُوا
صَلّى الإلهُ على الّذِينَ تَتَابَعُوا
يَوْمَ الرّجِيعِ، فأُكْرِمُوا وأُثِيبوا
رأسُ الكتيبة ِ مرثدٌ وأميرهمْ
زابنُ البكيرِ أمامهمْ وخبيبُ
وابنٌ لطارق، وابنُ دثنة فيهمِ
وافاهُ ثمّ حمامهُ المكتوبُ
مَنَعَ المَقَادَة َ أنْ ينَالوا ظَهْرَهُ
حتى يجالدَ، إنهُ لنجيبُ
والعاصمُ المقتولُ عندَ رجيعهمْ
كسبَ المعالي، إنهُ لكسوبُ
(1/9)
عنوان القصيدة : إنّي حَلَفْتُ يَمِيناً غيرَ كاذِبَة ٍ،
إنّي حَلَفْتُ يَمِيناً غيرَ كاذِبَة ٍ،
لَوْ كَانَ للحارِثِ الجَفْنيّ أصْحَابُ
مِن جِذمِ غَسّانَ مُسْتَرْخٍ حمائلُهُمْ،
لا يغبقونَ من المعزى ، إذا آبوا
وَلا يُذَادُونَ مُحْمَرَّاً عُيُونُهُمُ،
إذا تحضرَ عندَ الماجدِ البابُ
كانُوا إذا حضَرُوا شِيبَ العُقارُ لهمْ،
وَطِيفَ فِيهمْ بأكْوَاسٍ وأكْوَابِ
إذاً لآبُوا جميعاً، أوْ لكانَ لَهُمْ
أسْرَى منَ القَوْمِ أوْ قَتْلَى وأسلابُ
لجالدوا حيثُ كان الموتُ أدركهمْ
حتى يثوبوا لهم أسرى وأسلابُ
لكِنّه إنّما لاقَى بمأشَبَة ٍ
ليسَ لهمْ عنْدَ يوْم البأسِ أحْسابُ(1/10)
عنوان القصيدة : قالتْ لهً يوماً تخاطبهُ
قالتْ لهً يوماً تخاطبهُ
نُفُجُ الحَقِيبَة ِ، غَادَة ُ الصُّلْبِ
أما الوسامة ُ والمروءة ُ، أوْ
رَأيُ الرّجالِ فقدْ بداء، حَسْبي
فوددتُ أنكَ لوْ تخبرنا
منْ والداكَ، ومنصبُ الشعبِ
فَضَحِكْتُ ثمّ رَفَعْتُ مُتّصِلاً
صَوْتي أوَانَ المَنْطِقِ الشَّغْبِ
جَدّي أبُو لَيْلَى ، وَوَالِدُهُ
عَمْرُوٌ، وأخْوَالي بَنُو كَعْبِ
وأنا منَ القومِ الذينَ، إذا
أزَمَ الشّتاءُ مُحالِفَ الجَدْبِ
أعْطَى ذَوُو الأموَال مُعسِرَهُم،
والضَّارِبِينَ بمَوْطِنِ الرُّعْبِ
(1/11)
عنوان القصيدة : قَدْ تَعَفّى بَعْدَنا عاذِبُ
قَدْ تَعَفّى بَعْدَنا عاذِبُ
مَا بهِ بَادَ وَلا قَارِبُ
غَيّرَتْهُ الرّيحُ تَسْفي بِهِ،
وَهَزيمٌ رَعْدُهُ وَاصِبُ
وَلَقَدْ كانَتْ تَكُونُ بِهِ
طفلة ٌ،ممكورة ٌ، كاعبُ
وَكّلَتْ قَلبي بِذِكْرَتِهَا،
فالهوى لي فادحٌ، غالبُ
ليسَ لي منها مؤاسٍ، ولا
بُدَّ ممّا يَجْلُبُ الجالِبُ
وكأنّي، حينَ أذْكُرُهَا،
مِنْ حُمَيّا قَهْوَة ٍ شَارِبُ
أكَعَهْدي هَضْبُ ذي نَفَرٍ،
فَلِوَى الأعْرَافِ، فالضّارِبُ
فَلِوَى الخُرْبَة ِ، إذْ أهْلُنَا،
كلَّ ممسى ً، سامرٌ، لاعبُ
فابْكِ ما شِئْتَ على ما انْقَضَى ،
كلُّ وصلٍ منقضٍ ذاهبُ
لَوْ يَرُدّ الدّمْعُ شَيْئاً لَقَدُ
ردّ شيئاً دمعكَ الساكبُ
لم تكنْ سعدى لتنصفني
قلما ينصفني الصاحبُ
كأخٍ لي لا أعاتبهُ
وبما يستكثرُ العاتبُ
حَدّثَ الشّاهِدُ مِنْ قَوْلِهِ
بالذي يخفي لنا الغائبُ
وَبَدَتْ مِنْهُ مُزَمَّلَة ٌ،
حلمهُ في غيها ذاهبُ
(1/12)
عنوان القصيدة : إذن واللهِ نرميهمْ بحربٍ
إذن واللهِ نرميهمْ بحربٍ
تُشِيبُ الطّفلَ مِنْ قبْل المَشيبِ
(1/13)
عنوان القصيدة : وفجعنا فيروزُ لا درَّ درهُ
وفجعنا فيروزُ لا درَّ درهُ
بأبْيَضَ يَتْلُو المُحْكَمَاتِ مُنِيبِ
رؤوفٍ على الأدنى ، غليظٍ على العدا
أخي ثقة ٍ في النائباتِ، نجيبِ
متى ما يقلْ لا يكذبِ القولَ فعلهُ
سريعٍ إلى الخَيْرَاتِ غَيْرِ قَطُوبِ
(1/14)
عنوان القصيدة : وغبنا فلمْ تشهدْ ببطحاء مكة ٍ
وغبنا فلمْ تشهدْ ببطحاء مكة ٍ
رجالَ بني كعبٍ تحزُّ رقابها
بأيْدي رِجَالٍ لمْ يَسُلّوا سُيُوفَهُمْ
بِحَقٍّ، وقَتْلَى لمْ تُجَنّ ثِيَابُها
فيا ليتَ شِعْري! هلْ تَنالَنّ نُصْرَتي
سُهَيْلَ بن عَمْروٍ، وخزُها وعِقَابُها
وصفوانَ عوداً حزّ من شفرِ استهِ
فهذا أوانُ الحربِ شدّ عصابها
فلا تأمننا، يا ابنَ أمِّ مجالدٍ
إذا لَقِحَتْ حَربٌ وأعصَلَ نَابُها
وَلَوْ شَهِدَ البَطحاءَ مِنّا عِصَابَة ٌ
لهانَ علينا، يومَ ذاكَ، ضرابها
(1/15)
عنوان القصيدة : يَا حَارِ، قَد عَوَّلْتَ، غيرَ مُعَوَّلٍ،
يَا حَارِ، قَد عَوَّلْتَ، غيرَ مُعَوَّلٍ،
عندَ الهياجِ وساعة ِ الأحسابِ
إذْ تمتطي سرجَ اليدينِ نجيبة ً
مرطى الجراءِ، خفيفة َ الأقرابِ
والقَوْمُ خَلْفَكَ قَدْ ترَكتَ قِتَالَهم،
تَرْجو النَّجاءَ، فليسَ حينَ ذَهَابِ
هَلاّ عَطَفْتَ على ابنِ أُمِّكَ إذ ثَوَى
قَعْصَ الأسِنّة ِ، ضَائِعَ الأسْلابِ
جَهْماً لَعَمْرُكَ لَوْ دُهِيتَ بِمثْلِها
لأتَاكَ أخْثَمُ شابِكُ الأنْيَابِ
عجلَ المليكُ لهُ، فأهلكَ جمعهُ
بشنارِ مخزية ٍ، وسوءِ عذابِ
لوْ كنتَ ضنءَ كريمة ٍ أبليتها
حسنى ، ولكنْ ضنءَ بنتِ عقابِ
(1/16)
عنوان القصيدة : إذا نُسِبَتْ يَوماً قُرَيشٌ نَفَتكُمُ،
إذا نُسِبَتْ يَوماً قُرَيشٌ نَفَتكُمُ،
وإنْ تنتسبُ شجعٌ فأنتَ نسيبها
وإنّ التي ألقَتكَ من تَحتِ رِجلِها،
وليداً، لمهجانُ الغذاءِ خبوبها
وأمُّكَ مِن قَسرٍ، حُبَاشَة ُ أُمُّها،
لسَمراءِ فَهمٍ، آسِنُ البَولِ طِيبُها
(1/17)
عنوان القصيدة : يا حَارِ قدْ كنْتَ لْولا ما رُميتَ بِهِ،
يا حَارِ قدْ كنْتَ لْولا ما رُميتَ بِهِ،
لله دَرُّكَ، في عِزٍّ وفي حَسَبِ
جَلّلْتَ قَوْمَكَ مَخْزَاة ً ومَنْقَصَة ً،
ما لم يُجَلَّلهُ حيٌّ مِنَ العَرَبِ
يا سالِبَ البيْتِ ذي الأرْكانِ حِليتَهُ
أدِّ الغَزَالَ، فَلَنْ يَخْفَى لمُسْتَلِبِ
سائلْ بني الحارثِ المزري بمعشرهِ:
أينَ الغزالُ عليهِ الدرُّ منْ ذهبِ؟
بئسَ البنونَ وبئسَ الشيخُ شيخهمُ
تَبّاً لِذلِكَ مِنْ شيخٍ ومِنْ عَقِبِ
(1/18)
عنوان القصيدة : يا عَينِ جودي بدمعٍ منكِ منسكِبِ،
يا عَينِ جودي بدمعٍ منكِ منسكِبِ،
وابكي خبيباً معَ الغادينَ لم يؤبِ
صَقْراً تَوَسّطَ في الأنْصَارِ مَنْصِبُهُ،
حلوَ السجية ِ، محضاً غيرَ مؤتشبِ
قدْ هاجَ عينيْ على علاتِ عبرتها،
إذْ قِيلَ نُصّ على جِذْعٍ من الخشَبِ
يَا أيّها الرّاكِبُ الغَادي لِطِيّتِهِ،
أبْلِغْ لَدَيْكَ وَعيداً ليسَ بالكَذِبِ
بني فكيهة َ، إنّ الحربَ قدْ لقحتْ
مَحْلُوبُها الصّابُ، إذ تُمْرَى لمُحتلِبِ
فيها أسودُ بني النجارِ يقدمهمْ
شهبُ الأسنة ِ في معصوصبٍ لجبِ
(1/19)
عنوان القصيدة : بنى اللؤمُ بيتاً على مذحجٍ،
بنى اللؤمُ بيتاً على مذحجٍ،
فَكَان عَلى مَذْحِجٍ تُرْتُبَا
ولوْ جمعتْ ما حوتْ مذحجٍ
مِنَ المَجْدِ ما أثْقَلَ الأرْنَبَا
(1/20)
عنوان القصيدة : منْ مبلغٌ صفوانَ أنّ عجوزهُ
منْ مبلغٌ صفوانَ أنّ عجوزهُ
أمَة ٌ لِجارَة ِ مَعْمَرِ بنِ حَبِيبِ
أمَة ٌ يُقالُ مِنَ البَرَاجِمِ أصْلُها،
نسبٌ منَ الأنسابِ غيرُ قريبِ
لوْلا السِّفارُ وبُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَهٍ،
لتركتها تحبو على العرقوبِ
(1/21)
عنوان القصيدة : فلا واللهِ ما تدري هذيلٌ
فلا واللهِ ما تدري هذيلٌ
أمحضٌ ماءُ زمزمَ أمْ مشوبُ
وما لهمُ إذا اعتمروا وحجوا
مِنَ الحجَرَيْنِ والمَسْعى نَصِيبُ
ولكنّ الرجيعَ لهمْ محلٌّ،
بهِ اللؤمُ المبينُ والعيوبُ
هُمُ غَرُّوا بذِمّتِهِمْ خُبَيْباً،
قبئسَ لعهدُ عهدهمُ الكذوبُ
تحوزهمْ وتدفعهمْ عليّ،
فقدْ عاشوا وليسَ لهمْ قلوبُ
(1/22)
عنوان القصيدة : مُزَيْنَة ُ لا يُرَى فيها خَطِيبُ،
مُزَيْنَة ُ لا يُرَى فيها خَطِيبُ،
وَلا فَلْجٌ يُطافُ بِهِ خَصِيبُ
ولا من يملأ الشيزى ، ويحمي،
إذا ما الكلبُ أحجرهُ الضريبُ
رجالٌ تهلكث الحسناتُ فيهمْ
يَرَوْنَ التّيْسَ كالفَرَسِ النَّجيبِ
(1/23)
عنوان القصيدة : متى تنسبْ قريشٌ، أوْ تحصلْ،
متى تنسبْ قريشٌ، أوْ تحصلْ،
فَمَا لكَ في أرُومَتِهَا نِصَابُ
نفتكَ بنو هصيصٍ عنْ أبيها،
لشجعٍ حيثُ تسترقُ العيابُ
وأنتَ، ابنَ المغيرة ِ، عبدُ شولٍ
قدَ اندبَ حبلَ عاتقكَ الوطابُ
إذا عُدّ الأطَايِبُ مِنْ قُرَيْشٍ،
تلاقتْ دونَ نسبتكمْ كلابُ
وَعِمْرَانَ بنَ مَخْزُومٍ فَدعْها،
هُنَاكَ السَّرُّ والحَسَبُ اللُّبَابُ
(1/24)
عنوان القصيدة : سَالَتْ هُذَيْلٌ رَسولَ اللَّهِ فاحِشَة ً،
سَالَتْ هُذَيْلٌ رَسولَ اللَّهِ فاحِشَة ً،
ضلتْ هذيلٌ بما جاءتْ ولم تصبِ
(1/25)
عنوان القصيدة : يَا حَارِ إن كُنْتَ أمْرأ مُتَوَسِّعاً
يَا حَارِ إن كُنْتَ أمْرأ مُتَوَسِّعاً
فَافْدِ الأُلَى يُنْصِفْنَ آلَ جَنَابِ
أخواتُ أمكَ قدْ علمتَ مكانها،
والحَقُّ يَفْهَمُهُ ذَوُو الألْبَابِ
أنّ الفَرَافِصَة َ بْنَ الأحْوَص عِنْدَهُ
شجنٌ لأمكَ منْ بناتِ عقابِ
أجْمَعْتُ أنّكَ أنْتَ ألأمُ مَنْ مَشَى
في فُحْشِ مُومِسَة ٍ وَزَهوْ غُرَابِ
وَكَذَاكَ وَرّثَكَ الأوائِلُ أنّهُمْ
ذهبوا وصرتَ بخزية ٍ وعذابِ
فورثتَ والدكَ الخيانة َ والخنا،
واللّؤمَ عِنْدَ تَقَايُسِ الأحْسَابِ
وأبانَ لؤمكَ أنّ أمكَ لمْ تكنْ
إلاّ لِشَرّ مَقَارِفِ الأعْرَابِ
(1/26)
عنوان القصيدة : أبوكَ أبوكَ، وأنتَ ابنهُ
أبوكَ أبوكَ، وأنتَ ابنهُ
فبئسَ البنيُّ وبئسَ الأبُ
وأُمُّكَ سَوْدَاءُ مَوْدُونَة ٌ
كَأنّ أنَامِلَهَا الحُنْظُبُ
يبيتُ أبوكَ بها معرساً،
كَما سَاوَرَ الهُوّة َ الثّعْلَبُ
فمَا مِنكَ أعجَبُ يا ابنَ اسْتِها،
ولكنني منْ أولى أعجبُ
إذا سمعوا الغيَّ آدوا لهُ،
تُيُوسٌ تَنِبُّ إذا تَضْرُِِ
تَرَى التّيْس عنْدهُمُ كالجَوَادِ،
بلِ التيسَ وسطهمُ أنجبُ
فلا تدعهمْ لقراعِ الكماة ِ،
وَنَادِ إلى سَوْءَة ٍ يَرْكَبُوا
(1/27)
عنوان القصيدة : فَخَرْتُمْ بِاللِّوَاء، وشَرُّ فَخْرٍ
فَخَرْتُمْ بِاللِّوَاء، وشَرُّ فَخْرٍ
لِوَاءٌ حِينَ رُدّ إلى صُوَابِ
جعلتمْ فخركمْ فيهِ لعبدٍ،
منَ الأُمِ مَنْ يَطَا عَفَرَ الترَابِ
حَسِبْتُمْ، والسّفِيهُ أخو ظُنونٍ،
وذلكَ ليسَ منْ أمرِ الصوابِ
بأنَّ لقاءنا إذ حانَ يومٌ
بمكة َ بيعكمْ حمرَ العيابِ
(1/28)
عنوان القصيدة : سائلْ قريشاً وأحلافها
سائلْ قريشاً وأحلافها
مَتَى كان عوفٌ لها يُنْسَبُ
أفيما مضى نسبٌ ثابتٌ
فيعلمُ أمْ دعوة ٌ تكذبُ
فإنّ قريشاً ستنفيكمُ
إلى نَسَبٍ، غيرُهُ أثْقَبُ
إلى جِذْمِ قَيْنٍ لَئِيمِ العُرُو
قِ عُرْقُوبُ وَالِدِهِ أصْهَبُ
إلى تَغْلِبٍ إنّهُمْ شَرُّ جِيلٍ،
فليسَ لكمْ غيرهمْ مذهبُ
وَقَدْ كانَ عَهْدي بِهَا لم تَنَلْ
سنياً ولا شرفاً تغلبُ
(1/29)
عنوان القصيدة : ذكَرْتَ القُرُومَ الصِّيدَ مِن آلِ هاشِمٍ،
ذكَرْتَ القُرُومَ الصِّيدَ مِن آلِ هاشِمٍ،
وَلَسْتَ لِزُورٍ قُلْتَهُ بُمُصِيبِ
أتَعْجَبُ أنْ أقصَدْتَ حَمزَة َ منهمُ،
نجيباً، وقدْ سميتهُ بنجيبِ
ألمْ يَقْتُلوا عَمْراً وعُتْبَة َ وَابْنَهُ
وشيبة َ والحجاجَ وابنَ حبيبِ
غداة َ دعا العاصي علياً، فراعهُ
بضربة ِ عضبٍ بلهُ بخضيبِ
(1/30)
عنوان القصيدة : لَعَمْرُكَ ما أوْصَى أُمَيَّة ُ بِكرَهُ
لَعَمْرُكَ ما أوْصَى أُمَيَّة ُ بِكرَهُ
بوَصِيّة ٍ أوْصَى بها يعقُوبُ
أوْصَاهُمُ، لمّا تَوَلّى مُدبِراً،
بخَطيئَة ٍ عندَ الإلَهِ وَحُوبِ
أبنيّ! إنْ حاولتمُ أن تسرقوا،
فخذوا معاولَ، كلها مثقوبُ
وأتُوا بُيوتَ النّاسِ مِن أدبارِها،
حتى تصيرَ وكلهنّ مجوبُ(1/31)
عنوان القصيدة : ألا أبلغا عني أسيداً رسالة ً،
ألا أبلغا عني أسيداً رسالة ً،
فَخالُكَ عَبدٌ بالشّرابِ مُجَرَّبُ
لعمروكَ ما أوفى أسيدٌ لجارهِ
ولا خالدٌ، وابنُ المُفاضة ِ زَينَبُ
وعتابُ عبدٌ غيرُ موفٍ بذمة ٍ،
كذوبُ شؤونِ الرّأسِ قرْدٌ مؤدَّبُ
(1/32)
عنوان القصيدة : رقاقُ النعالِ طيبٌ حجزاتهمْ،
رقاقُ النعالِ طيبٌ حجزاتهمْ،
-
تحييهمْ بيضُ الولائدِ بينهمْ،
وأكْسيَة ُ الاضريجِ فوقَ المشاجِبِ
يَصونونَ أجساداً، قديماً نَعيمُها،
بخالصة ِ الأردانِ، خضرِ المناكبِ
ولا يحسبونَ الخيرَ لا شرَّ بعدهُ،
ولا يحسبونَ الشرَّ ضربة َ لازبِ
حَبَوْتُ بها غسّانَ إذْ كنتُ لاحِقاً
بقَوْمي، وإذ أعيَتْ عليّ مذاهبي(1/33)
عنوان القصيدة : لمّا رأتْني أُمُّ عَمْروٍ صَدَفَتْ،
لمّا رأتْني أُمُّ عَمْروٍ صَدَفَتْ،
قدْ بلعتْ بي ذرأة ٌ، فألحفتْ(1/34)
عنوان القصيدة : منْ للقوافي بعدَ حسانَ وابنهِ،
منْ للقوافي بعدَ حسانَ وابنهِ،
ومَنْ للمثّاني بعدَ زَيْدِ بنِ ثابِتِ
(1/35)
عنوان القصيدة : نجى حكيماً يومَ بدرٍ ركضهُ
نجى حكيماً يومَ بدرٍ ركضهُ
كَنَجَاءِ مُهْرٍ مِنْ بناتِ الأعْوَجِ
ألقى السلاحَ وفرّ عنها مهملاً
كالهِبْرِزِيّ يَزِلّ فَوْقَ المِنْسَجِ
لما رأى بدراً تسيلُ جلاهها
بِكَتَائِبٍ مِلأوْسِ أوْ مِلْخَزْرجِ
صُبْرٍ يُسَاقُونَ الكُمَاة َ حُتوفَهَا،
يمشُونَ مَهْيَعَة َ الطّريقِ المَنْهَجِ
كمْ فيهمِ منْ ماجدٍ ذي سورة ٍ،
بَطَلٍ بمَكْرَهَة المَكَانِ المُحْرِجِ
ومسودٍ يعطي الجزيلَ بكفهِ،
حَمّالِ أثْقَالِ الدّياتِ، مُتوَّجِ
أوْ كلِّ أروعَ ماجدٍ ذي مرة ٍ،
أوْ كلِّ مسترخي النجادِ مدججِ
ونجا ابنُ حمْرَاءِ العِجانِ حُوَيْرِثٌ،
يغلي الدماغُ بهِ كغليِ الزبرجِ
(1/36)
عنوان القصيدة : طويلُ النجادِ، رفيعُ العمادِ،
طويلُ النجادِ، رفيعُ العمادِ،
مصاصُ النجارِ منَ الخزرجِ
(1/37)
عنوان القصيدة : أبلغْ ربيعة َ وابنَ أمهْ نوفلاً
أبلغْ ربيعة َ وابنَ أمهْ نوفلاً
أنّي مُصِيبُ العَظْمِ، إن لم أصْفَحِ
وكأنّني رِئْبَالُ غَابٍ ضَيْغَمٌ،
يَقْرُو الأمَاعِزَ بالفِجَاجِ الأفْيَحِ
غَرِثَتْ حَلِيلَتُهُ، وَأرْمَلَ ليلة ً،
فَكأنّهُ غَضْبَانُ مَا لمْ يَجْرَحِ
فَتَخَالُهُ حَسّانَ، إذْ حَرّبْتَهُ،
فَدَعِ الفَضَاءَ إلى مَضِيقِكَ وافسَحِ
إنّ الخيانة َ، والمغالة َ، والخنا،
واللّؤمَ أصْبَحَ ثاوِياً بالأبْطَحِ
قَوْمٌ، إذا نَطَقَ الخَنَا نَادِيهمُ،
تبعَ الخنا، وأضيعَ أمرُ المصلحِ
واشتقّ عندَ الحجرِ كلُّ مزلجٍ،
إلا يصحْ عندَ المقالة ِ ينبحِ
(1/38)
عنوان القصيدة : يا دوسُ، إنّ أبا أزيهرَ أصبحتْ
يا دوسُ، إنّ أبا أزيهرَ أصبحتْ
أصداؤهُ رهنَ المضيحِ، فاقدحي
حَرْباً يَشِيبُ لهَا الوَلِيدُ، وإنّمَا
يأتي الدنية َ كلُّ عبدٍ نحنجِ
فَابْكي أخاكِ بِكُلّ أسْمَرَ ذابِلٍ،
وَبكُلّ أبيضَ كالعقيقَة ِ، مُصْفَحِ
وَبكُلّ صَافِيَة ِ الأديمِ، كأنّها
فَتْخَاءُ كاسِرَة ٌ تَدُفُّ وتَطْمَحِ
وطمرة ٍ مرطى الجراءِ، كأنها
سِيدٌ، بمُقفِرة ٍ، وَسَهْبٍ أفْيَحِ
إنْ تَقْتُلُوا مِائَة ً بِهِ، فَدَنِيّة ٌ
بأبي أزيهرَ منْ رجالِ الأبطحِ
(1/39)
عنوان القصيدة : خَابَتْ بَنو أسَدٍ وآبَ عَزِيزُهُمْ،
خَابَتْ بَنو أسَدٍ وآبَ عَزِيزُهُمْ،
يومَ القليبِ، بسوءة ٍ وفضوحِ
منهمْ أبو العاصي تجدلَ، مقعصاً،
عن ظَهْرِ صادِقَة ِ النَّجاءِ سَبُوحِ
والمرءَ رمعة َ قد تركنَ ونحرهُ
يدمى بعاندِ معبطٍ مسفوحِ
وَنَجَا ابْنُ قَيْسٍ في بقِيّة ِ قَوْمِهِ،
قَدْ عُرّ مَارِنُ أنْفِهِ بِقُيُوحِ
(1/40)
عنوان القصيدة : ما سبني العوامُ إلا لأنهُ
ما سبني العوامُ إلا لأنهُ
أخو سمَكٍ في البحر جارُ التّماسحِ
لئيمٌ دنيٌّ فاحشٌ وابنُ فاحشٍ،
لئيمُ العروقِ أصلهُ متنازحُ
لهُ خمرة ٌ في بيتهِ وجريرة ٌ
يُبَيِّعُ فيها فهوَ نَشوانُ سالحُ
(1/41)
عنوان القصيدة : أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ
أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ
مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ،
إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ،
فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ
نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَة ٍ
منَ الرسلِ، والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ
فَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً،
يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ
وأنذرنا ناراً، وبشرَ جنة ً،
وعلمنا الإسلامَ، فاللهَ نحمدُ
وأنتَ إلهَ الخلقِ ربي وخالقي،
بذلكَ ما عمرتُ فيا لناسِ أشهدُ
تَعَالَيْتَ رَبَّ الناسِ عن قَوْل مَن دَعا
سِوَاكَ إلهاً، أنْتَ أعْلَى وَأمْجَدُ
لكَ الخلقُ والنعماءُ، والأمرُ كلهُ،
فإيّاكَ نَسْتَهْدي، وإيّاكَ نَعْبُدُ
(1/42)
عنوان القصيدة : مُسْتَشْعِري حَلَقِ الماذِيّ يقدمُهُمْ
مُسْتَشْعِري حَلَقِ الماذِيّ يقدمُهُمْ
جلدُ النحيزة ِ، ماضٍ، غيرُ رعديدِ
أعْني الرّسولَ، فإنّ الله فَضّلَهُ
على البرية ِ بالتقوى ، وبالجودِ
وقد زعمتمْ بأن تحموا ذماركمُ،
وَمَاءُ بَدْرٍ زَعَمْتُمْ غيرُ مَوْرُودِ
وَقَدْ وَرَدْنَا ولم نَسْمَعْ لِقَوْلِكُمْ
حتّى شرِبْنَا رَوَاءً، غَيرَ تَصْرِيدِ
مُسْتَعصِمينَ بحَبْلٍ غَيْرِ مُنْجَذِمٍ،
مستحمٍ منْ حبالِ اللهِ ممدودِ
فينا الرسولُ وفينا الحقُّ نتبعهُ
حتى المماتِ، ونصرٌ غيرُ محدودِ
ماضٍ على الهوْل، ركّابٌ لما قَطعوا،
إذا الكُمَاة ُ تَحَامَوْا في الصّنادِيدِ
وافٍ، وماضٍ، شهابٌ يستضاءُ بهِ،
بدرٌ أنارَ على كلّ الأماجيدِ
مُبَارَكٌ، كضِيَاءِ البَدْرِ صُورَتُهُ،
ما قَالَ كان قَضَاءً غيْرَ مَرْدُودٍ
(1/43)
عنوان القصيدة : واللهِ ربي لا نفارقُ ماجداً،
واللهِ ربي لا نفارقُ ماجداً،
عَفَّ الخَلِيقَة ِ، ماجِدَ الأجدادِ
متكرماً يدعو إلى ربّ العلى ،
بذلَ النصيحة ِ رافعَ الأعمادِ
مِثلَ الهِلالِ مُبارَكاً، ذا رَحمة ٍ،
سَمْحَ الخَليقة ِ، طَيّبَ الأعْوَادِ
إنْ تَتْرُكوهُ، فإنّ رَبّي قادِرٌ،
أمسى يعودُ بفضلهِ العوادِ
واللهِ ربي لا نفارقُ أمرهُ،
ما كانَ عَيْشٌ يُرْتَجَى لمَعادِ
لا نبتغي رباً سواهُ ناصراً،
حتى نُوَافي ضَحْوَة َ المِيعَادِ
(1/44)
عنوان القصيدة : لقدْ خابَ قومٌ غابَ عنهمْ نبيهمْ،
لقدْ خابَ قومٌ غابَ عنهمْ نبيهمْ،
وقُدّس مَنْ يَسْري إليهِمْ ويَغْتَدي
ترحلَ عن قومٍ فضلتْ عقولهم،
وَحَلَّ عَلى قَومٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ
هداهمْ بهِ بعدَ الضلالة ِ ربهم،
وأرشدهمْ، من يتبعِ الحقَّ يرشدِ
وهلْ يَستوي ضُلاّلُ قوْمٍ تَسَفّهوا
عمى ً، وهداة ٌ يهتدون بمهتدِ؟
لقدْ نزلتْ منهُ على اهلِ يثربٍ
رِكابُ هُدى ً، حلّتْ عليهِمْ بأسعُدِ
نبيٌّ يرى ما لا يرى الناسُ حولهُ،
ويتلو كتابَ الهِ في كلّ مسجدِ
وَإنْ قَالَ في يَوْمٍ مَقَالَة َ غَائِبٍ،
فتصديقُها في اليَوْمِ أوْ في ضُحى الغدِ
ليهنِ أبا بكرٍ سعادة ُ جدهِ
بصُحبَتِهِ، مَنْ يَسعِدِ اللَّهُ يَسْعَدِ
(1/45)
عنوان القصيدة : ألمْ ترَ أنّ الغدرَ واللؤمَ والخنا
ألمْ ترَ أنّ الغدرَ واللؤمَ والخنا
بَنى مَسكناً بَينَ المَعينِ إلى عَرْدِ
فغزة َ، فالمروتِ، فالخبتِ، فالمنى ،
إلى بيتِ زماراءَ، تلداً على تلدِ
فقُلتُ ولم أملِكْ: أعَمْرَو بنَ عامِرٍ
لفَرْخ بني العَنقاءِ يُقتَلُ بالعَبْدِ
لقَد شابَ رأسي، أو دَنَا لمَشِيبِهِ،
وما عَتَقَتْ سعَدُ بنُ زرٍّ ولا هِنْدُ
(1/46)
عنوان القصيدة : بطيبة َ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ
بطيبة َ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ
منيرٌ، وقد تعفو الرسومُ وتهمدُ
ولا تنمحي الآياتُ من دارِ حرمة ٍ
بها مِنْبَرُ الهادي الذي كانَ يَصْعَدُ
ووَاضِحُ آياتٍ، وَبَاقي مَعَالِمٍ،
وربعٌ لهُ فيهِ مصلى ً ومسجدُ
بها حجراتٌ كانَ ينزلُ وسطها
مِنَ الله نورٌ يُسْتَضَاءُ، وَيُوقَدُ
معالمُ لم تطمسْ على العهدِ آيها
أتَاهَا البِلَى ، فالآيُ منها تَجَدَّدُ
عرفتُ بها رسمَ الرسولِ وعهدهُ،
وَقَبْرَاً بِهِ وَارَاهُ في التُّرْبِ مُلْحِدُ
ظللتُ بها أبكي الرسولَ، فأسعدتْ
عُيون، وَمِثْلاها مِنَ الجَفْنِ تُسعدُ
تذكرُ آلاءَ الرسولِ، وما أرى
لهَا مُحصِياً نَفْسي، فنَفسي تبلَّدُ
مفجعة ٌ قدْ شفها فقدُ أحمدٍ،
فظلتْ لآلاء الرسولِ تعددُ
وَمَا بَلَغَتْ منْ كلّ أمْرٍ عَشِيرَهُ،
وَلكِنّ نَفسي بَعْضَ ما فيهِ تحمَدُ
أطالتْ وقوفاً تذرفُ العينُ جهدها
على طللِ القبرِ الذي فيهِ أحمدُ
فَبُورِكتَ، يا قبرَ الرّسولِ، وبورِكتْ
بِلاَدٌ ثَوَى فيهَا الرّشِيدُ المُسَدَّدُ
وبوركَ لحدٌ منكَ ضمنَ طيباً،
عليهِ بناءٌ من صفيحٍ، منضدُ
تهيلُ عليهِ التربَ أيدٍ وأعينٌ
عليهِ، وقدْ غارتْ بذلكَ أسعدُ
لقد غَيّبوا حِلْماً وعِلْماً وَرَحمة ً،
عشية َ علوهُ الثرى ، لا يوسدُ
وَرَاحُوا بحُزْنٍ ليس فيهِمْ نَبيُّهُمْ،
وَقَدْ وَهَنَتْ منهُمْ ظهورٌ، وأعضُدُ
يبكونَ من تبكي السمواتُ يومهُ،
ومن قدْ بكتهُ الأرضُ فالناس أكمدُ
وهلْ عدلتْ يوماً رزية ُ هالكٍ
رزية َ يومٍ ماتَ فيهِ محمدُ
تَقَطَّعَ فيهِ منزِلُ الوَحْيِ عَنهُمُ،
وَقَد كان ذا نورٍ، يَغورُ ويُنْجِدُ
يَدُلُّ على الرّحمنِ مَنْ يقتَدي بِهِ،
وَيُنْقِذُ مِنْ هَوْلِ الخَزَايَا ويُرْشِدُ
إمامٌ لهمْ يهديهمُ الحقَّ جاهداً،
معلمُ صدقٍ، إنْ يطيعوهُ يسعدوا
عَفُوٌّ عن الزّلاّتِ، يَقبلُ عُذْرَهمْ،
وإنْ يحسنوا، فاللهُ بالخيرِ أجودُ
وإنْ نابَ أمرٌ لم يقوموا بحمدهِ،
فَمِنْ عِنْدِهِ تَيْسِيرُ مَا يَتَشَدّدُ
فَبَيْنَا هُمُ في نِعْمَة ِ الله بيْنَهُمْ
دليلٌ به نَهْجُ الطّريقَة ِ يُقْصَدُ
عزيزٌ عليْهِ أنْ يَحِيدُوا عن الهُدَى ،
حَريصٌ على أن يَستقِيموا ويَهْتَدوا
عطوفٌ عليهمْ، لا يثني جناحهُ
إلى كَنَفٍ يَحْنو عليهم وَيَمْهِدُ
فَبَيْنَا هُمُ في ذلكَ النّورِ، إذْ غَدَا
إلى نُورِهِمْ سَهْمٌ من المَوْتِ مُقصِدُ
فأصبحَ محموداً إلى اللهِ راجعاً،
يبكيهِ جفنُ المرسلاتِ ويحمدُ
وأمستْ بِلادُ الحَرْم وَحشاً بقاعُها،
لِغَيْبَة ِ ما كانَتْ منَ الوَحْيِ تعهدُ
قِفاراً سِوَى مَعْمورَة ِ اللَّحْدِ ضَافَها
فَقِيدٌ، يُبَكّيهِ بَلاطٌ وغَرْقدُ
وَمَسْجِدُهُ، فالموحِشاتُ لِفَقْدِهِ،
خلاءٌ لهُ فيهِ مقامٌ ومقعدُ
وبالجمرة ِ الكبرى لهُ ثمّ أوحشتْ
دِيارٌ، وعَرْصَاتٌ، وَرَبْعٌ، وَموْلِدُ
فَبَكّي رَسولَ الله يا عَينُ عَبْرَة ً
ولا أعرفنكِ الدهرَ دمعكِ يجمدُ
ومالكِ لا تبكينَ ذا النعمة ِ التي
على الناسِ منها سابغٌ يتغمدُ
فَجُودي عَلَيْهِ بالدّموعِ وأعْوِلي
لفقدِ الذي لا مثلهُ الدهرِيوجدُ
وَمَا فَقَدَ الماضُونَ مِثْلَ مُحَمّدٍ،
ولا مثلهُ، حتى القيامة ِ، يفقدُ
أعفَّ وأوفى ذمة ً بعدَ ذمة ٍ،
وأقْرَبَ مِنْهُ نائِلاً، لا يُنَكَّدُ
وأبذلَ منهُ للطريفِ وتالدٍ،
إذا ضَنّ معطاءٌ بما كانَ يُتْلِدُ
وأكرمَ حياً في البيوتِ، إذا انتمى ،
وأكرمَ جداً أبطحياً يسودُ
وأمنعَ ذرواتٍ، وأثبتَ في العلى
دعائمَ عزٍّ شاهقاتٍ تشيدُ
وأثْبَتَ فَرْعاً في الفُرُوعِ وَمَنْبِتاً،
وَعُوداً غَداة َ المُزْنِ، فالعُودُ أغيَدُ
رَبَاهُ وَلِيداً، فَاسْتَتَمَّ تَمامَهُ
على أكْرَمِ الخيرَاتِ، رَبٌّ مُمجَّدُ
تَنَاهَتْ وَصَاة ُ المُسْلِمِينَ بِكَفّهِ،
فلا العلمُ محبوسٌ، ولا الرأيُ يفندُ
أقُولُ، ولا يُلْفَى لِقَوْلي عَائِبٌ
منَ الناسِ، إلا عازبُ العقلِ مبعدُ
وَلَيْسَ هَوَائي نازِعاً عَنْ ثَنائِهِ،
لَعَلّي بِهِ في جَنّة ِ الخُلْدِ أخْلُدُ
معَ المصطفى أرجو بذاكَ جوارهُ،
وفي نيلِ ذاك اليومِ أسعى وأجهدُ
(1/47)
عنوان القصيدة : ما بَالُ عَينِكَ لا تَنَامُ كأنّمَا
ما بَالُ عَينِكَ لا تَنَامُ كأنّمَا
كُحِلَتْ مآقِيها بكُحْلِ الأرْمَدِ
جزعاً على المهديّ، أصبحَ ثاوياً،
يا خيرَ من وطىء َ الحصى لا تبعدِ
جنبي يقيكَ التربَ لهفي ليتني
غُيّبْتُ قَبْلَكَ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ
بأبي وأمي منْ شهدتُ وفاتهُ
في يومِ الاثنينِ النبيُّ المهتدي
فَظَلِلْتُ بَعْدَ وَفَاتِهِ مُتَبَلِّداً،
يالهْفَ نفسي لَيْتَني لم أُولَدِ
أأُقِيمُ بَعْدَكَ بالمَدينَة ِ بَيْنَهُمْ؟
يا لَيْتَني صُبّحْتُ سَمَّ الأسْوَدِ
أوْ حلّ أمرُ اللهِ فينا عاجلاً
في روحة ٍ منْ يومنا أوْ في غدِ
فتقومَ ساعتنا، فنلقى طيباً
مَحْضَاً ضَرَائِبُهُ كَريمَ المَحْتِدِ
يَا بِكْرَ آمِنَة َ المُبَارَكَ ذِكْرُهُ،
وَلدَتْكَ مُحْصَنة ً بِسعْدِ الأسعُدِ
نُوراً أضَاءَ على البَرِيّة ِ كُلّها،
مَنْ يُهْدَ للنّورِ المُبَارَكِ يَهْتَدِ
يَا رَبّ! فاجْمَعنا فمَاً ونَبِيَّنَا،
في جَنّة ٍ تَثْني عُيُونَ الحُسّدِ
في جَنّة ِ الفِرْدَوْسِ واكتُبْها لَنَا
يا ذا الجلالِ وذا العلا والسؤددِ
واللَّهِ أسْمَعُ ما بَقِيتُ بهالِكٍ
إلا بكيتُ على النبيّ محمدِ
يا ويحَ أنصارِ النبيِّ ورهطهِ،
بَعْدَ المغَيَّبِ في سَوَاءِ المَلْحَدِ
ضاقتْ بالأنصارِ البلادُ فأصبحتْ
سوداً وجوههمُ كلونِ الإثمدِ
وَلَقَدْ وَلَدْنَاهُ، وَفِينَا قَبْرُهُ،
وفضولُ نعمتهِ بنا لمْ يجحدِ
وَاللَّهُ أكْرَمَنا بِهِ وَهَدَى بِهِ
أنْصَارَهُ في كُلّ سَاعَة ِ مَشْهَدِ
صَلّى الإلهُ وَمَنْ يَحُفُّ بِعَرْشِهِ
والطيبونَ على المباركِ أحمدِ
فرِحتْ نصارى يَثربٍ ويهودُها
لمّا تَوَارَى في الضَريحِ المُلحَدِ
(1/48)
عنوان القصيدة : آليْتُ ما في جميعِ النّاسِ مجْتهِداً،
آليْتُ ما في جميعِ النّاسِ مجْتهِداً،
مني ألية َ برٍّ، غيرِ إفنادِ
تاللهِ ما حملتْ أنثى ، ولا وضعتْ
مِثْلَ النّبيّ، رسولِ الرّحمة ِ الهادي
ولا برا اللهُ خلقاً منْ بريتهِ
أوْفَى بِذِمّة ِ جَارٍ، أو بمِيعَادِ
منَ الذي كان نوراً يستضاءُ بهِ،
مُبَارَكَ الأمْرِ ذا عَدْلٍ وإرشادِ
مُصَدِّقاً للنَّبيّينَ الأُلى سَلَفُوا،
وأبذلَ الناسِ للمعروفِ للجادي
يا أفضَلَ الناس، إني كنتُ في نَهَرٍ
أصبحتُ منهُ كمثلِ المفردِ الصادي
أمسى نساؤكَ عطلنَ البيوتَ، فما
يَضْرِبْنَ فَوْقَ قَفَا سِتْرِ بأوْتَادِ
مثلُ الرواهبِ يلبسنَ المسوحَ، وقدْ
أيقنّ بالبؤسِ بعدَ النعمة ِ البادي
(1/49)
عنوان القصيدة : متى يبدُ في الداجي البهيمِ جبينهُ
متى يبدُ في الداجي البهيمِ جبينهُ
يَلُحْ مِثلَ مِصْباحِ الدُّجى المُتَوَقِّدِ
فمنْ كان أوْ منْ يكونُ كأحمدٍ
نظامٌ لحقٍّ، أوْ نكالٌ لملحدِ
(1/50)
عنوان القصيدة : ألاَ دَفَنْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ في سَفَطٍ
ألاَ دَفَنْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ في سَفَطٍ
مِنَ الأَلُوَّة ِ والكافورِ مَنْضُودِ
(1/51)
عنوان القصيدة : أتركتمُ غزوَ الدروبِ وجئتمُ
أتركتمُ غزوَ الدروبِ وجئتمُ
لقتالِ قومٍ عندَ قبرِ محمدِ
فَلَبِئْسَ هَدْيُ الصّالحينَ هَدَيتُمُ،
وَلَبِئْسَ فعْلُ الجاهِلِ المُتعمِّدِ
إن تُقبِلوا نجعَلْ قِرَى سَرَوَاتكم
حولَ المدينة ِ كلَّ لدنٍ مذودِ
أوْ تُدْبِروا، فَلَبِئْسَ ما سافَرْتُمُ،
ولمثلُ أمرِ إمامكمْ لمْ يهتدِ
وكأنّ أصحابَ النبيّ، عشية ً،
بدنٌ تنحرُ عندَ بابِ المسجدِ
فابكِ أبا عمروٍ لحسنِ بلائهِ،
أمسى مقيماً في بقيعِ الغرقدِ
(1/52)
عنوان القصيدة : ماذا أرَدتُمْ من أخي الخَيرِ بارَكَتْ
ماذا أرَدتُمْ من أخي الخَيرِ بارَكَتْ
يَدُ اللَّهِ في ذاكَ الأديمِ المُقَدَّدِ
قتَلْتُمْ وَليَّ اللَّهِ في جَوْفِ دارِهِ،
وَجِئْتُمْ بأمْرٍ جَائرٍ غَيْرِ مُهْتَدي
فَهَلاّ رَعَيْتُمْ ذِمّة َ اللَّهِ وَسْطَكُمْ،
وأوفيتمُ بالعهدِ، عهدِ محمدِ
ألمْ يَكُ فيكُمْ ذا بَلاءٍ وَمَصْدَقٍ،
وأوفاكمُ عهداً لدى كلّ مشهدِ
فَلاَ ظَفِرَتْ أيْمَانُ قَوْمٍ تَظاهَرَتْ
على قتلِ عثمانَ الرشيدِ المسددِ
(1/53)
عنوان القصيدة : أمسَى الخلابيسُ قد عزّوا وقَد كَثُرُوا،
أمسَى الخلابيسُ قد عزّوا وقَد كَثُرُوا،
وَابْنُ الفُرَيْعَة ِ أمسَى بَيْضَة َ البَلَدِ
جاءَتْ مُزَينَة ُ مِنْ عَمقٍ لتُحرِجَني،
إخْسَيْ مُزَيْنَ، وفي أعناقكُمْ قِدَدي
يَمْشونَ بالقَوْلِ سِرَّاً في مُهَادَنَة ٍ،
يهددوني كأني لستُ منْ أحدِ
قدْثكلتْ أمهُ من كنتُ واجدهُ،
أوْ كانَ مُنتشِبَاً في بُرْثُنِ الأسَدِ
ما البَحرُ حينَ تَهُبُّ الرّيحُ شامِية ً،
فَيَغْطَئِلُّ وَيَرْمي العِبْرَ بالزَّبَدِ
يَوْماً بِأغْلَبَ مِنّي حِينَ تُبْصِرُني،
أفري من الغيظِ فريَ العارض البردِ
ما للقتيلِ الذي أسمو فآخذهُ
منْ دية ٍ فيهِ يعطاها ولا قودِ
أبلغْ عبيداً بأني قدْ تركتُ لهُ
منْ خيرِ ما يتركُ الآباءُ للولدِ
الدارُ واسعة ٌ، والنخلُ شارعة ٌ،
والبيضُ يرفلنَ في القسيّ كالبردِ
(1/54)
عنوان القصيدة : ألا مَنْ مُبلِغٌ عنّي رَبِيعاً،
ألا مَنْ مُبلِغٌ عنّي رَبِيعاً،
فما أحدثتَ في الحدثانِ بعدي
أبوكَ أبو الفعالِ، أبو براءٍ،
وخالكَ ماجدٌ حكمُ بنُ سعدِ
بَني أُمّ البَنِينَ! ألمْ يَرُعْكُمْ،
وأنتُمْ مِن ذَوَائِبِ أهلِ نَجْدِ
تهكمُ عامرٍ بأبي براءٍ،
لِيُخْفِرَهُ، وما خَطأٌ كَعَمْدِ
(1/55)
عنوان القصيدة : هلْ سرّ أولادَ اللقيطة ِ أننا
هلْ سرّ أولادَ اللقيطة ِ أننا
سِلْمٌ غَدَاة َ فَوَارِسِ المِقْدَادِ
كنا ثمانية ً، وكانوا جحفلاً
لجباً، فشلوا بالرماحِ بدادِ
لولا الذي لاقتْ ومسَّ نسورها
بجنوب ساية َ أمسِ بالتقوادِ
أفْنى دَوَابِرَها وَلاحَ مُتُونَها،
يومٌ تقادُ بهِ ويومُ طرادِ
للقينكم يحملنَ كلَّ مدججٍ
حامي الحقيقَة ِ مَاجِدِ الأجْدَادِ
كُنّا مِنَ الرَّسْلِ الّذين يَلونَكُمْ،
إذْ تقذفونَ عنانَ كلّ جوادِ
كلا وربَّ الراقصاتِ إلى منى ً
وَالجَائِبِينَ مَخَارِمَ الأطْوَادِ
حتى نبيلَ الخيلِ في عرصاتكمْ،
ونؤوبَ بالملكاتِ والأولادِ
زَهْواً بِكُلّ مُقلِّصٍ وَطِمِرّة ٍ،
في كلّ معتركٍ عطفنَ ووادِ
كانُوا بِدَارٍ نَاعِمِينَ فبُدّلوا،
أيّام ذي قَرَدٍ، وُجُوهَ عِبَادِ
(1/56)
عنوان القصيدة : انظرْ خليلي ببطنِ جلقَ هلْ
انظرْ خليلي ببطنِ جلقَ هلْ
تؤنِسُ، دُونَ البَلْقَاءِ، مِن أحَدِ
جِمالَ شَعْثَاءَ قَدْ هَبَطْنَ مِن الْـ
ـمَحْبَسِ بَينَ الكُثْبَانِ، فالسّنَدِ
يَحْمِلْنَ حُوّاً، حُورَ المَدَامِع في الرَّ
يطِ، وبيضَ الوجوهِ كالبردِ
مِنْ دونِ بُصْرَى ، وخلفَها جَبَلُ الثَّلْج
جِ عليهِ السحابُ كالقددِ
إنّي وَرَبِّ المُخَيَّسَاتِ، ومَا
يَقْطَعْنَ مِنْ كلّ سَرْبَخٍ جَدَدِ
والبدنِ، إذْ قربتْ لمنحرها،
حلفة َ برّ اليمينِ مجتهدِ
ما حلتُ عنْ خيرِ ما عهدتِ، ولا
أحببتُ حبي إياكِ منْ أحدِ
تقولُ شعثاءُ: لوْ تفيقُ منَ الكأ
سِ لأُلْفِيتَ مُثْرِيَ العَدَدِ
أهوى حديثَ الندمانِ في فلقِ الصب
حِ وصوتَ المسامرِ الغردِ
يأبى ليَ السيفُ واللسانُ وقو
مٌ لَمْ يُضَامُوا كلِبْدَة ِ الأسَدِ
لا أخْدِشُ الخَدْشَ بالنّديمِ، وَلا
يَخْشَى جَلِيسي إذا انتشَيْتُ يَدي
ولا نَديميَ العِضُّ البَخِيلُ، وَلا
يخافُ جاري ما عشتُ من وبدِ
(1/57)
عنوان القصيدة : ألا أبلغ المستسمعينَ بوقعة ٍ،
ألا أبلغ المستسمعينَ بوقعة ٍ،
تخفُّ لها شمطُ النساءِ القواعدُ
وظَنُّهُمُ بي أنّني لِعَشِيرَتي
علَى أيِّ حالٍ كانَ حامٍ وَذائِدُ
فإنْ لَمْ أُحَقِّقْ ظَنَّهُمْ بِتَيَقُّنٍ،
فلا سقتِ الأوصالَ مني الرواعدُ
ويعلمُ أكفائي من الناسِ أنني
أنا الفارِسُ الحَامي الذِّمارِ المُناجِدُ
وما وجدَ الأعداءُ فيّ غميزة ً،
وَلا طَافَ لي مِنهُمْ بوَحْشيَ صَائِدُ
وأن لم يَزَل لي منذُ أدرَكتُ كاشِحٌ،
عَدُوٌّ أُقَاسِيهِ، وآخَرُ حَاسِدُ
فَما مِنْهُمَا إلاّ وأنّي أكِيلُهُ
بمِثْلٍ لَهُ مِثْلَينِ، أوْ أنا زَائِدُ
فإنْ تسألي الأقوامَ عني، فإنني
إلى محتدٍ تنمي إليهِ المحاتدُ
أنا الزّائرُ الصّقرَ ابنَ سلْمى ، وَعِندَهُ
أُبَيٌّ، وَنُعْمَانٌ، وعَمْروٌ، وَوَافِدُ
فأورثني مجداً، ومن يجنِ مثلها
بِحَيثُ اجْتَنَاها يَنقلبْ وهْوَ حامِدُ
وَجَدّي خَطيبُ النّاس يَوْمَ سُميحة ٍ،
وعمي ابنُ هندٍ مطعمُ الطيرِ خالدُ
ومِنّا قتيلُ الشِّعبِ أوْسُ بنُ ثابِتٍ،
شَهيداً، وأسنى الذِّكرَ مِنهُ المَشاهِدُ
ومنْ جدهُ الأدنى أبي، وابنُ أمه
لأمّ أبي ذاكَ الشهيدُ المجاهدُ
وفي كلّ دارِ ربة ٍ خزرجية ٍ،
وَأوْسِيّة ٍ لي في ذُرَاهُنّ وَالِدُ
فما أحدٌ منا بمهدٍ لجارهِ
أذاة ً، ولا مُزْرٍ بهِ، وَهْوَ عَائِدُ
لأنّا نَرَى حَقَّ الجِوَارِ أمَانَة ً،
ويحفظهُ منا الكريمُ المعاهدُ
فَمَهْما أقُلْ مِمّا أُعَدِّدُ لمْ يَزَلْ
عَلى صدْقِه مِنْ كلّ قَوْميَ شَاهِدُ
لِكُلّ أُنَاسٍ مِيسَمٌ يَعْرِفُونَهُ،
ومِيسَمُنا فينا القَوافي الأوابِدُ
متى ما نسمْ لا ينكرِ الناسُ وسمنا،
ونعرفْ بهِ المجهولَ ممنْ نكايدُ
تلوحُ بهِ تعشو إليهِ وسومنا،
كما لاحَ في سمرِ المتانِ المواردُ
فَيَشْفِينَ مَن لا يُسْتَطاعُ شِفاؤهُ،
ويبقينَ ما تبقى الجبالُ الخوالدُ
ويشقينَ منْ يغتالنا بعداوة ٍ،
وَيُسْعِدْنَ في الدّنيا بنا مَنْ نُساعد
إذا ما كَسَرْنا رُمحَ رَايَة ِ شَاعِرٍ،
يَجِيشُ بِنَا مَا عِنْدَنا فَتُعَاوِدُ
يكُونُ إذَ بَثّ الهِجَاءَ لِقَوْمِهِ
وَلاَحَ شِهابٌ مِن سَنَا الحَرْبِ وَاقِدُ
كأشْقَى ثمودٍ إذْ تَعَطّى لِحَيْنِهِ،
عضيلة َ أمّ السقبِ، والسقبُ واردُ
فوَلّى ، فأوْفى عاقِلاً رَأسَ صَخرَة ً
نمى فَرْعُها، واشتدّ منْها القوَاعِدُ
فقالَ: ألا فاستمتعوا في دياركمْ
فقدْ جاءكمْ ذكرٌ لكمْ ومواعدُ
ثلاثة َ أيامٍ منَ الدهرِ لمْ يكنْ
لهنّ بتصديقِ الذي قالَ رائدُ
(1/58)
عنوان القصيدة : تروحْ منَ الحسناء أمْ أنتَ مغتدي،
تروحْ منَ الحسناء أمْ أنتَ مغتدي،
وكيفّ انطلاقُ عاشقٍ لمْ يزودِ
تَرَاءتْ لَنا يَوْمَ الرَّحيلِ بمُقْلَتيْ
غَرِيرٍ بمُلْتَفٍّ مِن السِّدْرِ مُفْرَدِ
وجيدٍ كجيدِ الرثمِ صافٍ، يزينهُ
توقدُ ياقوتٍ، وفصلُ زبرجدِ
كأنَّ الثُّرَيّا فَوْقَ ثُغْرَة ِ نَحْرِها
توقدُ، في الظلماءِ، أيَّ توقدِ
لها حائطانِ المَوتُ أسْفَلَ مِنْهُما
وجمعٌ متى يصرخْ بيثربَ يصعدِ
ترى اللابة َ السوداءَ يحمرُّ لونها،
-
لعَمْري لَقدْ حالَفْتُ ذُبْيانَ كُلَّها
وعبساً على ما في الأديمِ الممددِ
وأقبلتُ منْ أرضِ الحجازِ بحلبة ٍ
تَغُمُّ الفَضاءَ كالقَطا المُتَبَدِّدِ
تحملتُ ما كانتْ مزينة ُ تشتكي
منَ الظلمِ في الأحلافِ حملَ التغمدِ
أرَى كثْرَة َ المَعْرُوفِ يورِثُ أهْلَهُ
وسَوَّدَ عَصْرُ السَّوْءِ غَيْرَ المُسَوَّدِ
إذا المرءُ لمْ يفضلْ، ولم يلقَ نجدة ً
معَ القَومِ فَلْيَقْعُدْ بِصُغْرٍ ويَبعَدِ
وإنّي لأغْنى النّاسِ عَنْ مُتكلِّفٍ
يَرَى النّاسَ ضُلاَّلاً وليس بمُهْتدي
كَثِيرِ المُنى بالزَّاد، لا خَيْرَ عِندَهُ
إذا جاعَ يوماً يَشْتَكِيهِ ضُحى الغدِ
نشا غمراً، بوراً، شقياً، ملعناً،
ألَدَّ كأنَّ رأسَهُ رأسُ أصْيَدِ
(1/59)
عنوان القصيدة : لَعَمْرُ أبيكِ الخَيْرِ، يا شعْثَ، ما نبا
لَعَمْرُ أبيكِ الخَيْرِ، يا شعْثَ، ما نبا
عليّ لساني، في الخطوبِ، ولا يدي
لِساني وَسَيفي صارِمانِ كِلاهُما،
ويبلغُ ما لا يبلغُ السيفُ مذودي
وإنْ أكُ ذا مالٍ قليلٍأجدْ به،
وإن يُهتصرْ عودي على الجُهد يُحمَدِ
فلا المالُ ينسيني حيائي وعفتي،
ولا واقعاتُ الدهرِ يفللنَ مبردي
أُكَثِّرُ أهْلي مِنْ عِيَالٍ سِوَاهُمُ،
وأطوي على الماءِ القراحِ المبردِ
وَإنّي لَمُعْطٍ ما وَجَدْتُ، وَقَائِلٌ،
لمُوقِدِ نَاري ليْلَة َ الرّيحِ: أوْقِدِ
وإنّي لَقَوّالٌ لذي البَثّ مَرْحباً،
وأهْلاً، إذا ما جاء منْ غيرِ مَرْصَدِ
وإني ليدعوني الندى ، فأجيبهُ،
وأضربُ بيضَ العارضِ المتوقدِ
وإني لحلوٌ تعتريني مرارة ٌ،
وإني لتراكٌ لما لمْ أعودِ
وَإنّي لَمِزْجاءُ المَطِيّ عَلى الوَجى ،
وإني لتراكُ الفراشِ الممهدِ
وأعملُ ذاتَ اللوثِ، حتى أردها،
إذا حُلّ عنها رَحْلُها لمْ تُقَيَّدِ
أُكَلّفُها أنْ تُدلِجَ الليْلَ كُلَّهُ
تَرُوحُ إلى بابِ ابنِ سلمى ، وَتغتدي
وألفيتهُ بحراً كثيراً فضولهُ،
جواداً متى يذكرْ لهُ الخيرُ يزددِ
فلا تَعْجَلَنْ يا قَيسُ وَارْبعْ، فإنّما
قُصَارَاكَ أنْ تُلْقَى بِكُلّ مُهنّدِ
حُسَامٍ، وَأرْماحٍ بأيْدي أعِزّة ٍ،
مَتى تَرَهُمْ يا بْنَ الخَطيمِ تَبلَّدِ
لُيُوثٍ لَها الأشْبَالُ تَحْمي عَرِينَها،
مَدَاعِيسُ بالخَطّيّ في كلّ مَشهدِ
فقد ذاقتِ الأوسُ القتالَ وطردتْ،
وأنتَ لدى الكناتِ في كلّ مطردِ
فَناغِ لدَى الأبْوَابِ حُوراً نَواعماً،
وكَحّلْ مآقِيكَ الحِسانَ بِإثْمِدِ
نفتكمْ عنِ العلياءِ أمٌّ لئيمة ٌ،
وزندٌ متى تقدحْ بهِ النارُ يصلدِ
(1/60)
عنوان القصيدة : ومنْ عاشَ منا عاشَ في عنجهية ٍ
ومنْ عاشَ منا عاشَ في عنجهية ٍ
عَلى شَظَفٍ مِنْ عَيْشِهِ المُتَنَكِّدِ
(1/61)
عنوان القصيدة : لوْ كنتَ من هاشمٍ، أوْ من بني أسدٍ،
لوْ كنتَ من هاشمٍ، أوْ من بني أسدٍ،
أوْ عبدِ شمْسٍ، أو أصْحابِ اللوَا الصيِّد
أوْ منْ بني نوفلٍ، أوْ رهطِ مطلبٍ
للهِ دركَ لمْ تهممْ بنهديدي
أوْ في الذّؤابة ِ من قَوْمٍ ذَوي حَسَبٍ،
لمْ تصبحِ اليومَ نكساً ثانيَ الجيدِ
أوْ من بني زهرة َ الأخيارِ قد علموا،
أوْ من بني جمحَ البيضِ المناجيدِ
أوْ في لذؤابة مِن تَيْمٍ، رَضِيتَ بهمْ،
أوْ من بني خلفِ الخضرِ الجلاعيدِ
يا آلَ تيمٍ ألا ينهى سفيهكمُ،
قبْلَ القِذَافِ بقوْلٍ كالجَلامِيدِ
لولا الرسولُ، فإني لستُ عاصيهُ،
حتى يغيبني في الرمسِ ملحودي
وَصَاحِبُ الغَارِ، إني سوْفَ أحفظُهُ،
وطلحة ُ بنُ عبيدِ اللهِ ذو الجودِ
لقدْ رميتُ بها شنعاءَ فاضحة ً،
يظلُّ منها صحيحُ القومِ كالمودي
لكنْ سأصرفها جهدي، وأعدلها
عنكمْ بقولٍ رصينٍ، غيرِ تهديدِ
إلى الزبعرى ، فإنّ اللؤمَ حالفهُ،
أوِ الأخابثِ منْ أولادِ عبودِ
(1/62)
عنوان القصيدة : ألمْ تَذَرِ العَينُ تَسْهَادَها،
ألمْ تَذَرِ العَينُ تَسْهَادَها،
وَجَرْيَ الدموعِ، وإنْفَادَهَا
تَذَكَّرُ شَعْثَاءَ، بعدَ الكرَى ،
وملقى عراصٍ، وأوتادها
إذا لجبٌ منْ سحابِ الربي
عِ مرّ بساحتها جادها
وَقَامَتْ تُرَائِيكَ مُغْدَوْدِناً،
إذا ما تنوءُ بهِ آدها
ووجهاً كوجهِ الغزالِ الربي
بِ يقرو تلاعاً وأسنادها
فَأوّبَهُ اللَّيْلُ شَطْرَ العِضَاه،
يخافُ جهاماً وصرادها
فإمّا هَلَكتُ فَلا تَنْكِحي
خذولَ العشيرة ِ، حسادها
يرى مدحة ً شتمَ أعراضها،
سفاهاً، ويبغضُ منْ سادها
وإنْ عاتبوهُ على مرة ٍ،
ونابتْ مبيتة ٌ زادها
ومثلي أطاقَ، ولكنني
أُكلِّفُ نَفْسي الّذي آدَهَا
سأوتي العشيرة َ ما حاولتْ
إليّ، وأكذبُ إيعادها
وأحملُ إنْ مغرمٌ نابها،
وأضربُ بالسيفِ من كادها
ويثربُ تعلمُ أنا بها
أسودٌ تنفضُ ألبادها
نَهُزُّ القَنا في صُدُورِ الكُما
ة ِ، حتى نكسرَ أعوادها
إذا ما انتشوا وتصابى الحلو
مُ، واجتلبَ النّاسُ أحْشادَها
وقالَ الحَوَاصِنُ للصَّالحيـ
نَ: عادَ لهُ الشرُّ منْ عادها
جَعَلْنَا النّعيمَ وِقَاءَ البُؤوسِ،
وكنا لدى الجهدِ أعمادها
(1/63)
عنوان القصيدة : فإنْ تصلحْ، فإنكَ عابديٌّ،
فإنْ تصلحْ، فإنكَ عابديٌّ،
وَصُلْحُ العَابِدِيّ إلى فَسَادِ
وَإنْ تَفْسُدْ، فَما أُلْفِيتَ إلاّ
بَعيداً ما عَلِمتَ منَ السَّدادِ
وتَلْقاهُ عَلى ما كانَ فِيهِ
منَ الهفواتِ، أوْ نوكِ الفؤادِ
مُبِينَ الغَيّ لا يَعْيا عَليْهِ،
ويَعْيا بَعدُ عن سُبُلِ الرّشادِ
على ما قامَ يشتمني لئيمٌ،
كخنزيرٍ تمرغَ في رمادِ
فأشهدُ أنّ أمكَ ملبغايا،
وأنّ أباكَ مِنْ شرّ العِبادِ
فلنْ أنفكّ أهجو عابدياً،
طوالَ الدهرِ، ما نادى المنادي
وقدْ سارتْ قوافٍ باقياتٌ
تَنَاشَدَها الرّواة ُ بكلّ وَادي
فَقُبّحَ عَابِدٌ، وبَنُو أبِيهِ،
فَإنّ مَعَادَهُمْ شَرُّ المَعَادِ
(1/64)
عنوان القصيدة : مهاجنة ٌ، إذا نسبوا عبيدٌ،
مهاجنة ٌ، إذا نسبوا عبيدٌ،
عَضَارِيطٌ، مَغَالِثَة ُ الزّنَادِ
(1/65)
عنوان القصيدة : ولسنا بشربٍ فوقهم ظلُّ بردة ٍ،
ولسنا بشربٍ فوقهم ظلُّ بردة ٍ،
يعدونَ للحانوتِ تيساً ومفصدا
ولكننا شربٌ كرامٌ، إذا انتشوا
أهانوا الصريحَ والسديفَ المسرهدا
وتَحْسَبُهُمْ ماتوا زُمَيْنَ حَلِيمَة ٍ،
وإنْ تأتِهِمْ تحْمَدْ نِدَامَتَهم غدا
وإن جئتهم ألفيتَ حولَ بيوتهمْ
منَ المسكِ والجادي فتيتاً مبددا
ترى فوقَ أثناءِ الزرابيّ ساطاً
نعالاً وقسوباً، وريطاً معضدا
وذا نطفٍ يسعى ، ملصقَ خدهِ
بِدِيبَاجَة ٍ، تَكفافُها قدْ تَقَدّدا
(1/66)
عنوان القصيدة : والله مَا أدْري، وإنّي لَسَائِلٌ:
والله مَا أدْري، وإنّي لَسَائِلٌ:
مُهانَة ُ، ذاتُ الخَيْفِ، ألأمُ، أمْ سَعْدُ
أعبدٌ هجينٌ أحمرُ اللونِ، فاقعٌ،
موترُ علباءِ القفا، قططٌ جعدُ
وكانَ أبو سرحٍ عقيماً فلمْ يكنْ
لَهُ وَلَدٌ حتى دُعِيتَ لهُ بَعْدُ
(1/67)
عنوان القصيدة : لَقَدْ لَعَنَ الرّحمنُ جَمْعاً يقودُهُمْ
لَقَدْ لَعَنَ الرّحمنُ جَمْعاً يقودُهُمْ
دعيُّ بني شجعٍ لحربِ محمدِ
مَشومٌ، لَعِينٌ، كان قِدْماً مُبَغَّضاً،
يُبَيِّنُ فِيهِ اللّؤمَ مَنْ كان يَهْتَدي
فَدَلاّهُمُ في الغَيّ، حتى تهافَتوا،
وكان مضلاً أمرهُ، غيرَ مرشدِ
فَأنْزَلَ رَبّي لِلنّبيّ جُنودَهُ،
وأيدهُ بالنصرِ في كلّ مشهدِ
وإنّ ثوابَ اللهِ كلَّ موحدٍ،
جنانٌ منَ الفردوسِ فيها يخلدُ
(1/68)
عنوان القصيدة : زَعَمَ ابْنُ نَابِغَة َ اللّئِيمُ بِأنَّنَا
زَعَمَ ابْنُ نَابِغَة َ اللّئِيمُ بِأنَّنَا
لا نجعلُ الأحسابَ دونَ محمدِ
أمْوَالُنَا وَنُفُوسُنَا مِنْ دُونِهِ،
مَنْ يَصْطَنِعِ خَيْراً يُثَبْ ويُحمَّدِ
فِتْيَانُ صِدْقٍ، كاللّيوثِ، مَسَاعِرٌ،
مَنْ يَلقَهُمْ يوْمَ الهِيَاجِ يُعَرِّدِ
قَوْمُ ابْنِ نَابِغَة َ اللّئَامُ أذِلّة ٌ،
لا يُقْبلونَ على صَفِيرِ المُرْعَدِ
وَبَنَى لَهُمْ بَيْتاً أبُوكَ مُقصِّراً
كُفْراً وَلؤماً، بِئسَ بَيْتُ المَحتِدِ
(1/69)
عنوان القصيدة : سألتُ قريشاً كلها، فشرارها
سألتُ قريشاً كلها، فشرارها
بَنُو عَابِدٍ، شاهَ الوُجوهُ لِعَابِدِ
إذا قعدوا وسطَ النديّ تجاوبوا،
تَجَاوُبَ عِدّانِ الرّبِيعِ السّوَافِدِ
وما كانَ صيفيٌّ ليوفيَ ذمة ً،
قَفَا ثَعْلَبٍ أعْيا بِبَعْضِ الموارِدِ
(1/70)
عنوان القصيدة : إذا أرَدْتَ السّيّدَ الأشَدّا
إذا أرَدْتَ السّيّدَ الأشَدّا
منَ الرجالِ فعليكَ سعدا
سَعدَ بنَ زَيدٍ، فاتّخِذه جُنْدا،
ليسَ بخوارٍ يهدُّ هدا
ليسَ يرى منْ ضربِ كبشٍ بدَّا
-
(1/71)
عنوان القصيدة : أنا ابنُ خلدة َ، والأغ
أنا ابنُ خلدة َ، والأغ
ـرِّ، ومالِكَيْنِ وَساعِدَهْ
وسراة ِ قومكِ، إن بعث
تِ لأهْلِ يثْرِبَ نَاشِدَهْ
فسعيتِ في دورِ الظوا
هرِ والبواطنِ، جاهدهْ
فلتصبحنّ، وأنتِ ما
لِيَقِينِ عِلْمِكِ حَامِدَهْ
المطعمونَ، إذا سنو
نَ المحلِ تصبحُ راكدهْ
قمعَ التوامكِ في جفا
نِ الحُورِ، تُصْبحُ جامِدَهْ
(1/72)
عنوان القصيدة : فمنْ يكُ منهمْ ذا خلاقٍ، فإنه
فمنْ يكُ منهمْ ذا خلاقٍ، فإنه
سَيَمْنَعُهُ من ظُلمِهِ ما تَوَكّدا
(1/73)
عنوان القصيدة : لَعَمْرُكَ ما تنفَكُّ عن طَلبِ الخَنا
لَعَمْرُكَ ما تنفَكُّ عن طَلبِ الخَنا
بَنو زُهْرَة َ الأنْذَالُ ما عاشَ وَاحِدُ
لِئَامٌ مَسَاعِيهَا قِصارٌ جُدُودُها
عنِ الخيرِ للجارِ الغريبِ محاشدُ
وَمَا مِنْهُمُ عِنْدَ المَكارِمِ والعُلى
إذا حضرتْ يوماً من الدهر ماجدُ
(1/74)
عنوان القصيدة : لَقَدْ كانَ قيْسٌ في اللّئامِ مُرَدَّداً،
لَقَدْ كانَ قيْسٌ في اللّئامِ مُرَدَّداً،
عُصَارَة َ فَرْخٍ، معدِنَ اللّؤم، ماكِدِ
ولادة َ سوءٍ منْ سمية َ، إنها
أُمَيّة ُ سَوْءٍ مَجْدُها شَرُّ تالِدِ
سِفاحاً، جِهاراً مِنْ أُحَيْمقَ منهُمُ،
فقدْ سَبَقَتْهُمْ في جميعِ المَشاهدِ
فجاءتْ بقيسٍ ألأمَ الناسِ محتداً
إذا ذُكِرَتْ يَوْماً لِئامُ المَحاتِدِ
(1/75)
عنوان القصيدة : وما طلعتْ شمسُ النهارِ ولا بدتْ
وما طلعتْ شمسُ النهارِ ولا بدتْ
عليكَ، بمجدٍ، يا ابنَ مقطوعة َ اليدِ
أبُوكَ لَقِيطٌ، الأمُ الناسِ مَوْضِعاً،
تبنى عليكَ اللؤمَ في كلّ مشهدِ
إذا الدَّهْرُ عَفَّ في تَقَادُمِ عَهدِهِ،
على عارِ قومٍ، كانَ لؤمكَ في غدِ
(1/76)
عنوان القصيدة : لمنِ الصبيُّ بجانبِ البطحا،
لمنِ الصبيُّ بجانبِ البطحا،
في التربِ ملقى ً، غيرَ ذي مهدِ
نجلتْ بهِ بيضاءُ آنسة ٌ،
مِنْ عَبْدِ شمسٍ، صَلْتَة ُ الخَدّ
تَسْعَى إلى الصُّيَّاحِ مُعْوِلَة ً،
يَا هِنْدُ إنّكِ صُلْبَة ُ الحَرْدِ
فإذا تَشَاءُ دَعَتْ بِمقْطَرَة ٍ
تذكى لها بألوة ِ الهندِ
غَلَبَتْ على شَبَهِ الغُلامِ، وَقَدْ
بَانَ السّوَادُ لِحالِكٍ جَعْدِ
أشِرَتْ لَكاعِ، وكانَ عَادَتُهَا
دَقَّ المُشاشِ بِناجِذٍ جَلْدِ
(1/77)
عنوان القصيدة : لمَنْ سَوَاقِطُ صِبْيَانٍ مُنَبَّذَة ٍ،
لمَنْ سَوَاقِطُ صِبْيَانٍ مُنَبَّذَة ٍ،
باتتْ تفحصُ في بطحاءِ أجيادِ
باتتْ تمخضُ، ما كانتْ قوابلها
إلاَّ الوُحوشَ، وإلاّ جِنّة َ الوَادي
فيهمْ صبيٌّ لهُ أمٌّ لها نسبٌ،
في ذروة ٍ من ذرى الأحسابِ، أيادِ
تقولُ وَهْناً، وقدْ جَدّ المَخاضُ بها:
يا لَيْتَني كُنْتُ أرْعى الشَّوْلَ للغادي
قدْ غادروهُ لحرّ الوجهِ منعفراً،
وخالها وأبوها سيدُ النادي
(1/78)
عنوان القصيدة : لقدْ علمَ الأقوامُ أنّ ابنَ هاشمٍ
لقدْ علمَ الأقوامُ أنّ ابنَ هاشمٍ
هوَ الغُصْنَ ذو الأفنان لا الوَاحدُ الوَغْدُ
وما لكَ فيهمْ محتدٌ يعرفونهُ،
فدونكَ فالصق مثلَ ما لصقَ القردُ
وَإنّ سَنَامَ المَجْدِ مِن آلِ هاشِمٍ
بَنُو بنتِ مخزومٍ، وَوَالدُكَ العَبْدُ
وما ولدتْ أفناءُ زهرة َ منكمُ
كريماً، ولم يقربْ عجائزكَ المجدُ
وَلَسْتَ كَعَبّاسٍ، ولا كابْنِ أُمّه،
ولكنْ هجينٌ ليس يورى لهُ زندُ
وَأنْتَ زَنيمٌ نِيطَ في آلِ هاشِمٍ،
كما نيطَ خلفَ الراكبِ القدحُ الفردُ
وإنّ أمْرَأَ كانَتْ سُمَيّة ُ أُمَّهُ
وَسَمْرَاءُ مَغْلُوبٌ إذا بُلِغَ الجَهدُ
(1/79)
عنوان القصيدة : رحمَ اللهُ نافعَ بنَ بديلٍ،
رحمَ اللهُ نافعَ بنَ بديلٍ،
رحمة َ المشتهي ثوابَ الجهادِ
صَابِراً، صادقَ الحَديثِ، إذَا مَا
أكْثَرَ القوْمُ قالَ قَوْلَ السَّدَادِ
كنتُ قبلَ اللقاءِ منهُ بجهلٍ،
فقد أمسَيْتُ قد أصابَ فُؤادي
(1/80)
عنوان القصيدة : غدا أهلُ حضنيْ ذي المجازِ بسحرة ٍ
غدا أهلُ حضنيْ ذي المجازِ بسحرة ٍ
وجارُ ابن حربٍ بالمحصبِ ما يغدو
كساكَ هشامُ بنُ الوليدِ ثيابهُ
فأبْلِ، وأخلِفْ مثْلَها جُدُداً بَعدُ
قَضَى وَطَراً مِنهُ، فأصْبَحَ غادِياً،
وأصبحْتَ رِخْواً ما تَخُبُّ وما تعدو
فَلو أنّ أشْياخاً بِبَدْرٍ شُهُودُه
لَبَلّ مُتونَ الخَيْلِ مُعْتَبَطٌ وَرْدُ
فما مَنَعَ العَيْرُ الضَّرُوطُ ذِمَارَهُ،
وَمَا مَنَعَتْ مَخْزَاة َ وَالِدِها هِنْدُ
(1/81)
عنوان القصيدة : شقَّ لهُ من اسمهِ كيْ يجلهُ،
شقَّ لهُ من اسمهِ كيْ يجلهُ،
فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ
نبيٌّ أتانا بعدَ يأسٍ وفترَة ٍ
من الرسلِ والأوثانُ في الأرضِ تعبدُ
فأمسَى سِراجاً مستَنيراً، وهادِياً،
يَلُوحُ كما لاحَ الصَّقِيلُ المُهَنّدُ
وأنذرنا ناراً وبشرَ جنة ً،
وعلمنا الإسلامَ، فاللهَ نحمدُ
وأنتَ إلهُ الحقّ ربي وخالقي،
بذلكَ ما عمرتُ في الناسِ أشهدُ
تَعَالَيتَ رَبَّ النّاسِ عن قَولِ من دعا
سِوَاكَ إلَهاً، أنتَ أعلى وأمجَدُ
لكَ الخلقُ والنعماءُ والأمرُ كلهُ،
فإيّاكَ نَستَهدي، وإيّاكَ نَعبُدُ
لأنّ ثَوابَ الله كلَّ مُوَحِّدٍ
جنانٌ من الفردوسِ، فيها يخلدُ
(1/82)
عنوان القصيدة : نبِّ المساكينَ أنّ الخيرَ فارقهمْ
نبِّ المساكينَ أنّ الخيرَ فارقهمْ
معَ النبيّ تولى عنهمُ سحرا
من ذا الذي عندهُ رحلي، وراحلتي،
وَرِزقُ أهْلي، إذا لمْ يُؤنِسوا المَطَرَا
أمْ مَنْ نُعاتبُ لا نخشَى جَنادِعَهُ،
إذا اللّسانُ عَتا في القولِ، أوْ عَثَرَا
كانَ الضياءُ، وكان النورَ نتبعهُ،
بَعْدَ الإلهِ، وكان السّمْعَ والبَصَرَ
فَلَيْتَنا يوْمَ وَارَوْهُ بِمَلْحَدِهِ،
وغيبوهُ، وألقوا فوقهُ المدرا
لمْ يَتْرُكِ اللَّهُ مِنّا بَعْدَهُ أحَداً،
ولمْ يُعِشْ بعدَهُ أُنْثى ، ولا ذَكَرَا
ذَلّتْ رِقَابُ بَني النَّجّارِ كلّهِمُ،
وكان أمراً منَ امرِ اللهِ قد قدرا
(1/83)
عنوان القصيدة : كنتَ السوادَ لناظري،
كنتَ السوادَ لناظري،
فَعَمِي عَلَيْكَ النّاظِرُ
منْ شاء بعدكَ فليمتْ،
فعليكَ كنتُ أحاذرُ
(1/84)
عنوان القصيدة : إياكَ إني قدْ كبرتُ وغالني
إياكَ إني قدْ كبرتُ وغالني
عَنكَ الغَوَائِلُ عِنْدَ شَيْبِ المَكبِرِ
فَجَعَلْتَني غَرَضَ اللّئامِ، فكُلُّهُمْ
يرمي بلؤمهِ بالغاً كمقصرِ
حتى تضبّ لثاتهمْ، فغدتْ بهمْ
سَوْداءَ، أصْلُ فُرُوعِها كالعُنْقُرِ
أجَزَرْتَهُمْ عِرْضي، تَهَكُّمَ سادرٍ؟
ثكلتكَ أمكَ، غيرَ عرضيَ أجزرِ
هَدَفٌ تَعَاوَرُهُ الرُّمَاة ُ، كأنّما
يَرْمُونَ جَنْدَلَة ً بِعُرْضِ المَشْعَرِ
(1/85)
عنوان القصيدة : إنّ النضيرة َ ربة َ الخدرِ
إنّ النضيرة َ ربة َ الخدرِ
أسرتْ إليكَ، ولم تكنْ تسري
فوقفتُ بالبيداءِ أسألها:
أنى اهتديتِ لمنزلِ السفرِ
والعيسُ قدْ رفضتْ أزمتها،
مما يرونَ بها منَ الفترِ
وَعَلَتْ مَسَاوِئُهَا مَحاسِنَها،
مِمّا أضَرّ بِها مِنَ الضُّمْرِ
كنا إذا ركدَ النهارَ لنا،
نَغْتَالُهُ بِنَجَائِبٍ صُعْرِ
عوجٍ، نواجٍ، يعتلينَ بنا،
يُعْفِينَ دونَ النَّصّ، والزَّجْرِ
مستقبلاتٍ كلَّ هاجرة ٍ،
يَنْفَحْنَ في حَلَقٍ مِنَ الصُّفْرِ
ومناخها في كلّ منزلة ٍ،
كمبيتِ جونيّ القطا الكدرِ
وسما على عودٍ، فعارضنا
حِرْبَاؤها، أوْ هَمَّ بِالخَطْرِ
وَتَكَلُّفي اليَوْمَ الطّويلَ وقَدْ
صرتْ جنادبهُ منَ الظهرِ
والليلة َ الظلماءَ أدلجها
بالقَوْمِ في الدّيْمومَة ِ القَفْرِ
يَنْعى الصَّدَى فيها أخاهُ كما
يَنْعَى المُفجَّعُ صَاحِبَ القَبْرِ
وتحولُ دونَ لكفّ ظلمتها،
حتى تشقّ على الذي يسري
وَلَقَدْ أرَيْتُ الرَّكبَ أهْلَهُمُ،
وَهَدَيْتُهُمْ بمَهَامِهٍ غُبْرِ
وَبَذلْتُ ذا رَحْلي، وكنتُ بِهِ
سَمْحاً لَهُمْ في العُسْرِ واليُسْرِ
فإذا الحوادثُ ما تضعضعني،
وَلا يَضِيقُ بِحاجَتي صَدْري
يُعْيي سِقَاطي مَنْ يُوَازِنُني،
إنّي لَعَمْرُكَ لَسْتُ بالهَذْرِ
إنّي أُكارِمُ مَنْ يُكَارِمُني،
وَعلى المُكاشِحِ ينْتحي ظُفرِي
لا أسْرِقُ الشُّعَرَاءَ ما نَطَقُوا،
بَلْ لا يُوَافِقُ شِعْرَهُمْ شِعْري
إنّي أبَى لي ذَلِكُمْ حَسَبي،
ومقالة ٌ كمقاطعِ الصخرِ
وأخي منَ الجنّ البصيرُ، إذا
حاكَ الكَلامَ بأحْسَنِ الحِبْرِ
أنَضِيرَ مَا بَيْني وبَيْنَكُمُ
صرمٌ، وما أحدثتُ منْ هجرِ
جودي فإنّ الجودَ مكرمة ٌ،
واجزي الحسامَ ببعضِ ما يفري
وحَلَفْتُ لا أنْسَاكُمُ أبَداً،
ما ردّ طرفّ العينِ ذو شفرِ
وحَلَفْتُ لا أنْسَى حديثَكِ ما
ذَكَرَ الغَوِيُّ لَذَاذَة الخَمْرِ
ولأنتِ أحسنُ، إذْ برزتِ لنا،
يَوْمَ الخُرُوجِ بساحَة ِ القَصْرِ
منْ درة ٍ أغلى الملوكُ بها،
مِمّا تَرَبّبَ حَائِرُ البَحْرِ
ممكورة ُ الساقينِ، شبههما
بَرْدِيّتَا مُتَحَيِّرٍ غَمْرِ
تَنْمي كما تَنْمي أرُومَتُها،
بمحلّ أهلِ المجدِ والفخرِ
يعتادني شوقٌ، فأذكرها،
مِنْ غَيْرِ ما نَسَبٍ وَلا صِهْرِ
كتذكرِ الصادي، وليسَ لهُ
مَاءٌ بِقُنّة ِ شاهقٍ وَعْرِ
وَلَقَدْ تُجالِسُني، فَيَمْنَعُني
ضيقُ الذراعِ، وعلة ُ الخفرِ
لوْ كنتِ لا تهوينَ لم تردي،
أو كُنْتِ، مَا تَلْوِينَ في وَكْرِ
لأتَيْتُهُ، لا بُدّ، طالِبَهُ،
فاقنيْ حياءكِ، واقبلي عذري
قلْ للنضيرة ِ إنْ عرضتَ لها:
لَيْسَ الجَوادُ بِصَاحِبِ النَّزْرِ
قَوْمي بَنُو النّجّارِ رِفْدُهُمُ
حسنٌ، وهمْ لي حاضرو النصرِ
الموتُ دوني لستُ مهتضماً،
وذوو المكارمِ منْ بني عمرو
جُرْثُومَة ٌ، عِزٌّ مَعَاقِلُها،
كانتْ لنا في سالفِ الدهرِ
(1/86)
عنوان القصيدة : تأوَّبَني لَيْلٌ بِيَثْرِبَ أعْسَرُ،
تأوَّبَني لَيْلٌ بِيَثْرِبَ أعْسَرُ،
وَهَمٌّ، إذا ما نَوّمَ النّاسُ، مُسْهِرُ
لِذِكْرَى حَبِيبٍ هَيّجتْ ثمّ عَبْرَة ً
سَفُوحاً، وأسْبَابُ البُكاء التَّذكُّرُ
بلاءٌ، فقدانُ الحبيبِ بلية ٌ،
وكمْ منْ كريمٍ يُبْتَلى ، ثمّ يَصْبِر
رأيتُ خيارَ المؤمنينَ تواردوا
شَعُوبَ وقدْ خُلّفْتُ فيمن يُؤخَّرُ
فَلا يُبْعِدَنّ الله قَتْلَى تَتَابَعُوا
بؤتة َ، منهمْ ذو الجناحينِ جعفرُ
وَزَيْدٌ، وعبْدُ اللَّهِ، حِينَ تتابعوا
جميعاً، وأسبابُ المنية ِ تخطرُ
غداة َ غدوا بالمؤمنينَ يقودهمْ
إلى الموتِ ميمونُ النقيبة ِ أزهرُ
أغَرُّ كَلَوْنِ البَدرِ من آلِ هاشِمٍ،
أبيٌّ إذا سيمَ الظلامة َ مجسرُ
فطاعنَ حتى ماتَ غيرَ موسدٍ،
بمُعْتَرَكٍ، فِيهِ القَنَا يَتَكَسّرُ
فَصَارَ مَعَ المُسْتَشْهَدِينَ ثَوَابُهُ
جنانٌ، وملتفُّ الحدائقِ، أخضرُ
وكنا نرى في جعفرٍ من محمدٍ
وَفَاءً، وأمْراً حازِماً حينَ يأمُرُ
فما زالَ في الإسلامِ منْ آلِ هاشمٍ
دعائمُ عزٍّ لا ترامُ ومفخرُ
همُ جبلُ الإسلامِ، والناسُ حولهُ
رضامٌ إلى طودٍ يروقُ ويقهرُ
بهمْ تكشفُ اللأواءُ في كلّ مأزقٍ
عماسٍ، إذا ما ضاقَ بالقوم مصدرُ
هُمُ أوْلِيَاءُ اللَّهِ أنْزَلَ حُكمَهُ
عليهم، وفيهمْ ذا الكِتَابُ المُطهَّرُ
بهالِيلُ منهُمْ جَعْفَرٌ وَابْنُ أُمّهِ
عَلِيٌّ، ومِنهُمْ أحْمَدُ المُتَخَيَّرُ
وَحَمزَة ُ، والعَبّاسُ مِنْهمْ، ومِنْهُمُ
عقيلٌ، وماءُ العودِ من حيثُ يعصرُ
(1/87)
عنوان القصيدة : نبئتُ أنّ أبا منذرٍ
نبئتُ أنّ أبا منذرٍ
يساميكَ للحارثِ الأصغرِ
قفاكَ أحسنُ من وجههِ،
وَأُمُّكَ خَيْرٌ من المُنْذِرِ
ويُسرَى يَدَيكَ على عُسرِها
كَيُمْنَى يَدَيْهِ عَلى المُعسِرِ
وَشَتّانَ بَيْنَكُما في النّدى ،
وفي البأسِ، والخيرِ، والمنظرِ
(1/88)
عنوان القصيدة : عينِ جودي بدمعكِ المنزورِ،
عينِ جودي بدمعكِ المنزورِ،
وَاذْكُري في الرّخاء أهل القُبورِ
واذْكُري مُؤتَة ً، وَمَا كانَ فِيها،
يومَ ولوا في وقعة ِ التغويرِ
حين ولوا وغادروا ثمّ زيداً،
نِعْمَ مَأوَى الضَّرِيكِ والمأسُورِ
حبَّ خيرِ الأنامِ طراً جميعاً،
سَيّدِ النّاسِ، حُبُّهُ في الصّدورِ
ذاكُمُ أحْمَدُ الّذي لا سِوَاهُ،
ذاكَ حزني معاً لهُ وسروري
ثمّ جودي للخزرجيّ بدمعٍ،
سيداً كانَ ثمّ غيرَ نزورِ
قدْ أتانا منْ قتلهمْ ما كفانا،
فبحُزْنٍ نَبِيتُ غَيْرَ سُرُورِ
(1/89)
عنوان القصيدة : أوفتْ بنو عمرو بنِ عوفٍ نذرها،
أوفتْ بنو عمرو بنِ عوفٍ نذرها،
وَتَلَوّثَتْ غَدْراً بَنو النّجّارِ
وتخاذلتْ يومَ الحفيظة ِ إنهمْ
لَيْسُوا هُنالِكُمُ منَ الأخْيَارِ
وَنَسُوٌ وَصَاة َ مُحَمّدٍ في صِهْرِهِ،
وتبدلوا بالعزّ دارَ بوارِ
أتركتموهُ مفرداً بمضيعة ٍ،
تنتابهُ الغوغاءُ في الأمصارِ
لَهْفَانَ يَدْعُو غَائِباً أنْصَارَهُ،
يا ويحكمْ يا معشرَ الأنصارِ
هَلاّ وَفَيْتُمْ عِنْدَها بِعهودِكُمْ،
وَفَدَيْتُمُ بالسّمْعِ والأبْصَارِ
جيرانهُ الأنونَ حولَ بيوتهِ
غدروا، وربَّ البيتِ ذي الأستارِ
إنْ لمْ تروا مدداً لهُ وكتيبة ً
تهدي أوائلَ جحفلٍ جرارِ
فعدمتُ ما ولدَ ابنُ عمروٍ منذرٌ
حتّى يُنِيخَ جُموعُهُمْ بِصِرَارِ
واللهِ لا يوفونَ بعدَ إمامهمْ
أبداً ولو أمنوا بحلسِ حمارِ
أبلغْ بني بكرٍ، إذا ما جئتهمْ،
ذماً، فبئسَ مواضعُ الأصهارِ
غدروا بأبيضَ كالهلالِ مبرّإٍ،
خَلَصَتْ مَضَارِبُهُ بِزَندٍ وَارِ
من خيرِ خندفَ كلها، بعد الذي
نَصَرَ الإلَهُ بِهِ على الكُفّارِ
طاوَعْتُمُ فِيهِ العَدُوَّ، وكُنْتُمُ،
لو شئتمُ، في معزلٍ وقرارِ
لا يحسبنّ المرجفونَ بأنهمْ
لَنْ يُطْلَبُوا بِدِمَاء أهْلِ الدّارِ
حاشا بني عمرو بنِ عوفٍ إنهمْ
كُتِبَتْ مَضَاجِعُهُمْ معَ الأبْرَارِ
(1/90)
عنوان القصيدة : وأفلتَ يومَ الروعِ أوسُ بنُ خالدٍ،
وأفلتَ يومَ الروعِ أوسُ بنُ خالدٍ،
يمجُّ دماً كالرعفِ مختضبَ النحرِ
(1/91)
عنوان القصيدة : تسائلُ عن قرمٍ هجانٍ سميذعٍ،
تسائلُ عن قرمٍ هجانٍ سميذعٍ،
لدى البأسِ، مغوارِ الصباحِ ، جسورِ
أخي ثقة ٍ يهتزُّ للعرفِ والندى ،
بَعِيدِ المَدَى ، في النّائِباتِ صَبُورِ
فَقُلْتُ لَها إنّ الشّهادَة َ رَاحة ٌ،
ورضوانُ ربٍّ، يأمامَ، غفورِ
فإنّ أباكِ الخَيْرَ حمْزَة َ، فاعْلمي،
وَزِيرُ رَسُولِ اللَّهِ خَيْرُ وَزِيرِ
دَعاهُ إلهُ الخلْقِ ذو العَرش دعوَة ً
إلى جنّة ٍ يَرْضَى بها وَسُرُورِ
فذلكَ ما كنا نرجي ونرتجي،
لحمزة َ يومَ الحشرِ، خيرَ مصيرِ
فواللهِ لا أنساكَ ما هبتِ الصبا،
ولأبْكِيَنْ في مَحْضَرِي ومَسِيرِي
عَلى أسَدَ الله الّذي كان مِدْرَهاً،
يذودُ عنِ الإسلامِ كلَّ كفورِ
ألا ليتَ شلوي، يوم ذاكَ، وأعظمي
إلأى أضبعٍ ينتبنني ونسورِ
أقُولُ، وَقَدْ أعلَى النَّعِيُّ بهُلكِهِ:
جَزَى اللَّهُ خَيْراً منْ أخٍ وَنَصِيرِ
(1/92)
عنوان القصيدة : ألا ليتَ شعري هل اتى أهلَ مكة ٍ
ألا ليتَ شعري هل اتى أهلَ مكة ٍ
إبَارَتُنَا الكُفّارَ في سَاعَة ِ العُسْرِ
قتلنا سراة َ القومِ، عندَ رحالهمْ،
فلمْ يَرْجِعُوا إلاّ بِقاصِمة ِ الظَهْرِ
قَتَلنا أبا جَهْلٍ وعُتْبَة َ قَبْلَهُ،
وشيبة َ يكبو لليدينِ وللنحرِ
وكمْ قَدْ قَتَلْنَا مِنْ كريمٍ مُرَزّإ،
لَهُ حَسَبٌ في قَوْمِهِ نَابِه الذّكْرِ
تَرَكْنَاهُمُ للخامعات تَنُوبُهُمْ،
ويصلونَ ناراً بعدُ حامية َ القعرِ
بكفرهمِ باللهِ، والدينُ قائمٌ،
وما طلبوا فينا بطائلة ِ الوترِ
لَعَمْرُكَ ما خَامَتْ فَوَارِسُ مالِكٍ
وَأشْيَاعُهُمْ يوْمَ التَقَيْنا على بَدْرِ
(1/93)
عنوان القصيدة : على قتلى معونة َ، فاستهلي
على قتلى معونة َ، فاستهلي
بِدَمْعِ العَيْنِ سَحّاً غيرَ نَزْرِ
عَلى خَيْلِ الرّسولِ، غَداة َ لاقَوْا
مناياهمْ، ولاقتهمْ بقدرِ
أصَابَهُمُ الفَنَاءُ، بحَبْلِ قَوْمٍ،
تخونَ عقدُ حبلهمِ بغدرِ
فيا لهفي لمنذرٍ إذْ تولى ،
وَأعْنَقَ في مَنِيّتِهِ بِصَبْرِ
فكائنْ قدْ أُصِيبَ غَدَاة َ ذاكُمْ،
من أبْيَضَ ماجِدٍ مِنْ سِرّ عَمرِو
(1/94)
عنوان القصيدة : أمْسَى الفَتى بنُ وُدٍّ ثَاوِياً
أمْسَى الفَتى بنُ وُدٍّ ثَاوِياً
بجنوبِ سلعٍ، ثارهُ لمْ ينظرِ
ولقدْ وجدتَ سيوفنا مشهورة ً،
ولقدْ وجدتَ جيادنا لمْ تقصرِ
وَلَقَدْ لَقِيتَ غَداة َ بَدْرٍ عُصْبَة ً
ضَرَبوكَ ضَرْباً غيرَ ضَرْبِ الحُسَّرِ
أصبحتَ لا تدعى ليومِ عظيمة ٍ،
يا عَمْرُو، أوْ لجسِيمِ أمْرٍ مُنْكَرِ
(1/95)
عنوان القصيدة : لستَ إلى عمروٍ، ولا المرءِ منذرٍ،
لستَ إلى عمروٍ، ولا المرءِ منذرٍ،
إذا ما مطايا القومِ أصبحنَ ضمرا
فلولا أبُو وَهْبٍ لمَرّتْ قَصَائِدٌ،
على شرفِ البرقاءِ، يهوينَ حسرا
فإنا ومنْ يهدي القصائدَ نحونا،
كمستبضعٍ تمراً إلى أهلِ خيبرا
فلا تكن كالوسنان يحلمُ أنه
بقرية كِسْرى ، أو بقرية قيصر
ولا تكُ كالشاة ِ التي كانَ حتفها
بحفرِ ذراعيها، فلمْ ترضَ محفرا
ولا تكُ كالعاوي، فأقبلَ نحرهُ،
ولمْ يخشَهُ، سَهْماً من النَّبلِ مُضْمَرَا
أتَفْخَرُ بالكَتّانِ لمّا لَبِسْتَهُ،
وقَدْ يَلْبَسُ الأنْبَاطُ رَيْطاً مُقَصَّرا
(1/96)
عنوان القصيدة : لعنَ اللهُ منزلاً بطنَ كوثى ،
لعنَ اللهُ منزلاً بطنَ كوثى ،
ورماهُ بالفقرِ والإمعارِ
لستُ أعني كوثى العراقِ ولكنْ
شرة َ الدورِ، دارَ عبدِ الدارِ
حَوَتِ اللّؤمَ والسَّفاهَ جمِيعاً،
فاحتَوَتْ ذَاكَ كلَّهُ في قَرَارِ
وإذا ما سمتْ قريشٌ لمجدٍ،
خلفتها في دارها بصغارِ
(1/97)
عنوان القصيدة : سألتَ قريشاً فلمْ يكذبوا،
سألتَ قريشاً فلمْ يكذبوا،
فَسَلْ وَحْوَحاً، وَأبَا عَامِرِ
مَا أصْلُ حَسّانَ في قَوْمِهِ،
وليسَ المسائلُ كالحابرِ
فَلَوْ يَصْدُقونَ لأنْبَوْكُمُ
بِأنّا ذَوُو الحَسَبِ القَاهِرِ
وأنا مساعيرُ، عندَ الوغى ،
نَرُدُّ شَبَا الأبْلَخِ الفاجِرِ
ورثتُ الفعالَ، وبذلَ التِّلا
دِ، والمَجْدَ عنْ كابِرٍ كابِرِ
وَحَمْلَ الدِّيَاتِ، وَفَكَّ العُنَا
ة ِ، والعِزَّ في الحَسَبِ الفاخِرِ
بكُلّ مَتِينٍ أصَمِّ الكُعُوبِ،
وأبْيَضَ ذي رَوْنَقٍ بَاتِرِ
وَبَيْضاءَ كالنّهْرِ فَضْفاضَة ٍ،
تَثَنَّى بِطُولٍ على النّاشِرِ
بها نَخْتَلي مُهَجَ الدّارعينَ،
إذا نَوَّرَ الصُّبْحُ للنّاظِرِ
إذا استبقَ الناسُ غاياتهمْ
وَجَدْتُ الزِّبَعْرَى معَ الآخِرِ
وَمَا يَجْعَلُ العَيَّ وَسْطَ النّدِيّ
كالمحربِ المصقعِ الشاعرِ
وكيف يناصبني مفحمٌ،
يُنَصُّ إلى مُلْصَقٍ بَائِرِ
(1/98)
عنوان القصيدة : زادتْ همومٌ، فماءُ العينِ ينحدرُ
زادتْ همومٌ، فماءُ العينِ ينحدرُ
سحاً إذا أغرقتهُ عبرة ٌ دررُ
وَجْداً بِشَعْثاءَ، إذ شَعْثَاءُ بَهْكَنَة ٌ
هَيْفاءُ، لا دَنَسٌ فِيها وَلا خَوَرُ
دَعْ عنْكَ شَعثاءَ، إذ كانتْ موَدّتُها
نَزْراً، وشرُّ وِصَالِ الوَاصِلِ النَّزَرُ
وأتِ الرسولَ فقلْ يا خيرَ مؤتمنٍ
لمؤمنينَ، إذا ما عدلَ البشرُ
علامَ تدعى سليمٌ، وهي نازحة ٌ،
أمامَ قوْمٍ هُمُ آوَوْا، وهُمْ نَصَرُوا
سماهمُ اللهُ أنصاراً لنصرهمِ
دِينَ الهُدى ، وَعَوَانُ الحرْبِ تَستعِرُ
وجاهدوا في سبيلِ اللهِ، واعترفوا
للنائباتِ فما خاموا ولا ضجروا
والناسُ ألبٌ علينا، ثمَ ليسَ لنا،
إلا السيوفَ وأطرافَ القنا، وزرُ
ولا يهرُّ جنابَ الحربِ مجلسنا،
ونحنُ حِينَ تَلظّى نارُها سُعُرُ
وَكَمْ رَدَدْنا بِبَدْرٍ، دونَ ما طَلَبُوا،
أهلَ النفاقِ، وفينا أنزلَ الظفرُ
وَنحنُ جُندُكَ يوْمَ النَّعْفِ من أُحُدٍ،
إذ حزبتْ بطراً أشياعها مضرُ
فما وَنَيْنَا، وما خِمْنا، وما خَبَرُوا
منا عثاراً، وجلُّ القومِ قد عثروا
(1/99)
عنوان القصيدة : على حِينَ أنْ قالَتْا لأيمَنَ أُمُّهُ:
على حِينَ أنْ قالَتْا لأيمَنَ أُمُّهُ:
جَبُنْتَ وَلمْ تَشْهَدْ فَوَارِسَ خَيْبَرِ
وَأيْمَنُ لم يَجْبُنْ، ولكِنّ مُهْرَهُ
أضرّ بهِ شربُ المديدِ المخمرٍ
فَلَوْلا الذي قد كان من شَأنِ مُهْرِهِ،
لَقَاتَلَ فِيها فارِساً، غيرَ أعْسَرِ
ولكنهُ قدْ صدهُ فعلُ مهرهِ،
وما كان منه عندَه غيرُ أيْسَرِ
(1/100)
عنوان القصيدة : كانتْ قريشٌ بيضة ً، فتفلقتْ،
كانتْ قريشٌ بيضة ً، فتفلقتْ،
فالمحُّ خالصهُ لعبدِ الدارِ
ومناة ُ ربي خصهمْ بكرامة ٍ،
حجابُ بيتِ اللهِ ذي الأستارِ
أهلُ المكارمِ والعلاءِ وندوة ُ ال
نادي وأهلُ لطيمة ِ الجبارِ
وَلِوَا قُرَيْشٍ في المَشاهِدِ كلِّها،
وبنجدة ٍ عندَ القنا الخطارِ
(1/101)
عنوان القصيدة : إني لأعجبُ منْ قولٍ غررتَ بهِ،
إني لأعجبُ منْ قولٍ غررتَ بهِ،
حُلْوٍ، يُمَدُّ إليْهِ السّمْعُ وَالبَصَرُ
لوْ تَسْمَعُ العُصْمُ، من صُمّ الجبالِ، بِهِ،
ظلتْ منَ الراسياتِ العصمُ تنحدرُ
كالخمرِ والشهدِ يجري فوْقَ ظاهِرِهِ،
وما لباطنهِ طعمٌ ولا خبرُ
وكالسّرَابِ شَبيهاً بالغَديرِ، وإنْ
تَبْغِ السّرابَ، فَلا عَيْنٌ وَلا أثْرُ
لا ينبتُ العُشْبُ عن بَرْقٍ وَرَاعِدَة ٍ
غَرّاءَ، ليسَ لها سَيْلٌ وَلا مَطَرُ
(1/102)
عنوان القصيدة : لقَد غضِبَتْ جَهْلاً سُلَيْمٌ سَفاهَة ً،
لقَد غضِبَتْ جَهْلاً سُلَيْمٌ سَفاهَة ً،
وطاشتْ بأحلامٍ كثيرٍ عثورها
لِئامٌ مساعيها، كَذوبٌ حَديثُها،
قَليلٌ غَناها حينَ يُنعَى صُقُورُها
لها عَقْلُ نِسوَانٍ، وشَرُّ شَرِيعَة ٍ،
نزورٌ نداها حينَ تبغى بحورها
إذا ضِفتَهمُ ألفَيْتَ حَوْلَ بيوتِهمْ
كلاباً لها في الدارِ، عالٍ هريرها
(1/103)
عنوان القصيدة : أجْمَعَتْ عَمْرَة ُ صَرْماً فابْتَكِرْ،
أجْمَعَتْ عَمْرَة ُ صَرْماً فابْتَكِرْ،
إنما يدهنُ للقلبِ الحصرْ
لا يكنْ حبكِ حباً ظاهراً،
لَيْسَ هذا مِنكِ يا عَمْرَ بِسِرّ
سألتْ حسانَ منْ أخوالهُ؟
إنما يسألُ بالشيء الغمرْ
قُلْتُ أخْوَالي بَنُو كَعْبٍ، إذَا
أسلمَ الأبطالُ عوراتِ الدبرْ
ربّ خالٍ لي لوْ أبصرتهِ
سبطِ الكفينِ في اليومِ الخصرْ
عِنْدَ هذا البابِ، إذْ ساكِنُهُ
كلُّ وجهٍ حسنِ النقبة ِ حرّ
يُوقِدُ النّارَ، إذا ما أُطْفِئَتْ،
يُعْمِلُ القِدْرَ بأثْبَاجِ الجُزُرْ
منْ يغرُّ الدهرُ، أوْ يأمنهُ،
من قبيلٍ بعد عمروٍ وحجرْ
ملكا منْ جبلِ الثلجِ إلى
جانِبَيْ أيْلَة َ، مِن عَبْدٍ وَحُرّ
ثمّ كانا خَيْرَ مَنْ نَالَ النّدَى ،
سبقا الناسَ بإقساطٍ وبرّ
فارسيْ خيلٍ، إذا ما أمسكتْ
رَبّة ُ الخِدْرِ بأطْرَافِ السِّتَرْ
أتيا فارسَ في دارهمِ،
فتناهوا بعدَ إعصامٍ بقرّ
ثمّ صَاحَا: يالَ غَسّانَ اصْبِرُوا،
إنّهُ يوْمُ مَصَالِيتَ صُبُرْ
اجْعَلُوا مَعْقِلَهَا أيْمَانَكُمْ،
بالصّفِيحِ المُصْطَفَى ، غيرِ الفُطُرْ
بضرابٍ تأذنُ الجنُّ لهُ،
وطعانٍ مثلِ أفواهِ الفقرْ
وَلَقَدْ يَعْلَمْ مَنْ حَارَبَنَا
أننا ننفعُ قدماً ونضرّ
صُبُرٌ لِلْموْتِ، إنْ حَلّ بِنا، م
صَادِقُو البأسِ، غَطارِيفُ فُخُرْ
وَأقَامَ العِزُّ فِينَا والغِنى ،
فلنا منهُ على الناسِ الكبرْ
منهمُ أصلي، فمنْ يفخرْ بهِ
يَعْرِفِ النّاسُ بِفَخْرِ المُفْتَخِرْ
نحنُ أهلُ العزّ والمجدِ معاً،
غيرُ أنكاسٍ، ولا ميلٍ عسرْ
فَسَلُوا عَنّا، وَعَنْ أفْعَالِنَا،
كلُّ قومٍ عندهمْ علمُ الخبرْ
(1/104)
عنوان القصيدة : قد أصبحَ القلبُ عنها كادَ يصرفهُ
قد أصبحَ القلبُ عنها كادَ يصرفهُ
عَنها تَتَرُّعُ قَولٍ غَيَّرَ الشُّعَرَا
يا زيدُ، يا سيدَ النجارِ، إنّ لما
أحدَثَ قَومُكَ في عُثمانَ لي خَبَرَا
وإنّ لي حاجَة ً، يا زَيدُ، أذكُرُها،
لم أقضِ منها إلى ما قَومِنا وَطَرَا
إني أرى لهمُ زياً سيهلكهمْ،
وفتية ً لمْ يصيبوا فيهمِ البصرا
يا زيدُ! هل لكَ فيهمْ قبلَ موبقة ٍ
تُسَعِّرُ النّارَ في أفنائِهمْ سَعَرَا
يا زيدُ! أهدِ لهمْ رأياً يعاشُ بهِ؛
يا زيدُ زيدَ بني النجارِ، مقتصرا
يا زيدُ! أخرجْ بني النجارِ إذ عميتْ،
وارفضْ طَوائِفَ غَسّانَ لها الأخُرَا
(1/105)
عنوان القصيدة : رَمَيْتُ بِها أهلَ المَضِيقِ، فلمْ تَكَدْ
رَمَيْتُ بِها أهلَ المَضِيقِ، فلمْ تَكَدْ
تَخَلَّصُ مِنْ حَمّارَة ٍ وَأبَاعِرِ
ومرتْ على الأنصارِ وسطَ رحالهمْ،
فقُلْتُ لهُمْ مَن صادِرٌ مَعَ صَادِرِ
وَطَوَّفْتُ بالبَيْتِ العَتِيقِ، وسامحَتْ
طَريقَ كَدَاءٍ في لُحُوبٍ سَوَائِرِ
ذَكَرْتُ بها التّعريسَ لمّا بَدا لَنا
خيامٌ بها منْ بينِ بادٍ وحاضرِ
وأعرضَ ذو دورانَ، تحسبُ أنهُ
منَ الجدبِ أعناقُ النساء الحواسرِ
فَعَجّتْ وألْقَتْ للجَبَانِ رَجيلَة ً
لأنظرَ ما زادُ الكريمِ المسافرِ
إذا فضلة ٌ منْ بطنِ زقٍّ ونطفة ٌ
وقعبٌ صغيرٌ فوقَ عوجاءَ ضامرِ
فقمتُ بكأسٍ قهوة ٍ، فشننتها
يدي رونقٍ منْ ماء زمزمَ فاترِ
فلما هبطنا بطنَ مرٍّ تخزعتْ
خُزاعَة ُ عَنّا في حُلولٍ كَراكِرِ
(1/106)
عنوان القصيدة : أروُني سُعُوداً كالسُّعودِ التي سَمَتْ
أروُني سُعُوداً كالسُّعودِ التي سَمَتْ
بمكة َ منْ أولادِ عمرو بنِ عامرِ
أقاموا عمودَ الدينِ، حتى تمكنتْ
قواعدهُ، بالمرهفتِ البواترِ
وَكَمْ عَقَدُوا لله، ثمّ وَفَوْا بِهِ،
بمَا ضَاقَ عَنْهُ كلُّ بادٍ وَحَاضِرِ
(1/107)
عنوان القصيدة : ما البكرُ إلا كالفصيلِ وقدْ ترى
ما البكرُ إلا كالفصيلِ وقدْ ترى
أنّ الفَصِيلَ عَليْهِ ليسَ بِعارِ
إنّا وَمَا حَجّ الحجِيجُ لبَيْتِهِ،
ركبانُ مكة َ معشرُ الأنصارِ
نفري جماجمكمْ بكلّ مهندٍ،
ضَرْبَ القُدارِ مَبادِيَ الأيْسَارِ
حَتّى تُكَنُّوهُ بِفَحْلِ هُنَيْدَة ٍ،
يَحْمي الطَّرُوقَة َ، بازِلٍ، هَدّارِ
(1/108)
عنوان القصيدة : يَا حَارِ مَنْ يَغْدِرْ بِذِمّة ِ جَارِهِ
يَا حَارِ مَنْ يَغْدِرْ بِذِمّة ِ جَارِهِ
منكمْ، فإنّ محمداً لمْ يغدرِ
إنْ تغدروا فالغدرُ منكم شيمة ٌ،
والغدرُ ينبتُ في أصولِ السخبرِ
وأمانة ُ المريّ، حيثُ لقيتهُ،
مثلُ الزجاجة ِ صدعها لمْ يجبرِ(1/109)
عنوان القصيدة : ما ولدتكمْ قرومٌ من بني أسدٍ،
ما ولدتكمْ قرومٌ من بني أسدٍ،
وَلا هُصَيْصٌ، ولا تَيمٌ، ولا عُمَر
وَلا عَدِيُّ بنُ كَعْبٍ، إنّ صِيغَتَها
كالهندوانيّ، ولا رثٌّ، ولا دثرُ
وأنتَ عبدٌ لقينٍ، لا فؤادَ لهُ،
من آل شجعٍ، هناكَ اللؤمُ والخورُ
وَقَد تَبَيَّنَ في شجْعٍ وِلادَتُكُم،
كما تبينَ أنى يطلعُ القمرُ
(1/110)
عنوان القصيدة : أظنّ عيينة ُ، إذْ زارها،
أظنّ عيينة ُ، إذْ زارها،
بأنْ سَوْفَ يَهْدِمُ فيها قُصُورَا
وَمَنّيْتَ جَمْعَكَ ما لمْ يَكُنْ،
فَقُلْتَ سَنَغْنَمُ شَيئاً كَثِيرا
فعفتَ المدينة َ إذْ جئتها،
وألفيتَ للأسدِ فيها زئيرا
فَوَلّوْا سِرَاعاً كوَخْدِ النَّعا
مِ، لم يكشِفُوا عن مَلَطٍّ حَصِيرَا
أمِيرٌ عَلَيْنا، رَسولُ المَلِيـ
كِ، أحببْ بذاكَ إلينا أميرا
رسولٌ نصدقُ ما جاءهُ
مِنَ الوَحْيِ، كان سِرَاجاً مُنِيرَا
(1/111)
عنوان القصيدة : حارِ بنَ كعْبٍ ألا الأحلامُ تزْجُرُكمْ
حارِ بنَ كعْبٍ ألا الأحلامُ تزْجُرُكمْ
عنا، وأنتمْ من الجوفِ الجماخيرِ
لا بأسَ بالقومِ من طولٍ ومن عظمٍ،
جسمُ البغالِ وأحلامُ العصافيرِ
ذروا التخاجؤَ وامشوا مشية ً سجحاً،
إنّ الرّجَالَ ذَوُو عَصْبٍ وتذكِيرِ
كأنّكُمْ خُشُبٌ جُوفٌ أسَافِلُهُ
مثقبٌ فيهِ أرواحُ الأعاصيرِ
ألا طِعَانٌ، ألا فُرْسانُ عادِية ٌ،
إلاّ تَجَشُّوَكُمْ حَوْلَ التّنانِيرِ
لا ينفَعُ الطُّولُ من نُوكِ الرّجال، ولا
يَهْدي الإلهُ سَبِيلَ المَعْشَرِ البُورِ
إني سأقصرُ عرضي عنْ شراركمُ،
إنّ النّجاشي لَشَيءٌ غيْرُ مَذْكُورِ
ألفى أباهُ، وألفى جدهُ حبسا
بمَعْزِلٍ مِنْ مَعالي المَجْدُ والخِيرِ
(1/112)
عنوان القصيدة : لعمركَ بالبطحاء، بينَ معرفٍ،
لعمركَ بالبطحاء، بينَ معرفٍ،
وبينَ نطاة َ، مسكنٌ ومحاضرُ
لعمري لحيٌّ، بينَ دارِ مزاحمٍ،
وبَينَ الجُثى ، لا يجشَمُ السّيرَ، حاضِرُ
وَحَيٌّ حِلالٌ لا يُكَمَّشُ سَرْبُهُم،
لهمْ منْ وراء القاصياتِ زوافرُ
إذا قيلَ يوماً إظعنوا قدْ أتيتمُ،
أقاموا، ولمْ تجلبْ إليهمْ أباعرُ
أحقُّ بها منْ فتية ٍ وركائبٍ
يُقطِّعُ عَنْها اللَّيْلَ عُوجٌ ضَوَامِرُ
تقولُ وتُذْري الدّمْعَ عنْ حُرّ وَجهِها:
لَعلّكَ، نَفسي قَبْلَ نَفسِكَ، باكِرُ
أبَاحَ لَها بِطْرِيقُ غَسّانَ غائِطاً
لَهُ من ذُرَى الجوْلانِ بقلٌ وَزَاهِرُ
تربعَ في غسانَ أكفافَ محبلٍ
إلى حارِثِ الجَوْلانِ فالنِّيُّ ظَاهِرُ
فقربتها للرحلِ، وهيَ كأنها
ظَلِيمُ نَعَامٍ بالسّماوَة ِ نافِرُ
فأوردتها ماءً فما شربتْ بهِ،
سِوَى أنّها قَدْ بُلّ مِنها المَشافِرُ
فأصدَرْتُها عَنْ ماء ثَهْمَلَ غُدوَة ً،
منَ الغابِ ذو طمرينِ، فالبزُّ آطرُ
فَبَاتَتْ، وباتَ الماءُ تحتَ جِرَانِها
لدى نحرها منْ جمة ِ الماء عاذرُ
فدابتْ سراها ليلة ً ثمّ عرستْ
بيَثْرِبَ، والأعْرَابُ بادٍ وَحَاضِرُ
(1/113)
عنوان القصيدة : صَابَتْ شَعَائِرُهُ بُصْرَى ، وفي رُمَحٍ
صَابَتْ شَعَائِرُهُ بُصْرَى ، وفي رُمَحٍ
مِنْهُ دُخانُ حَرِيقٍ كالأعَاصِيرِ
أفْنَى بِذي بَعْلَ حتى بَادَ ساكِنُها،
وكلُّ قصرٍ منَ الخمانِ معمورِ
فأعجلَ القومَ عن حاجاتهمْ شغلٌ،
من وخزِ جنّ بأرضِ الروم مذكورِ
(1/114)
عنوان القصيدة : سَلامَة ُ دُمْيَة ٌ في لَوْحِ بابٍ
سَلامَة ُ دُمْيَة ٌ في لَوْحِ بابٍ
هُبِلْتَ ألا تُعِزُّ كما تُجِيرُ
ولا ينفكُّ ما عاشَ ابنُ روحٍ
جذاميٌّ بذمتهِ ختورُ
(1/115)
عنوان القصيدة : يا ابنيْ رفاعة َ، ما بالي وبالكما،
يا ابنيْ رفاعة َ، ما بالي وبالكما،
هَلْ تُقْصِرَانِ، ولم تمسَسكُما نَاري
مَا كانَ مُنْتَهِياً حَتى يُقاذِفَني
كَلْبٌ وَجَأتُ عَلى فِيهِ بِأحْجَارِ
يَكسو الثّلاثة نِصْفِ الثّوْبِ بينَهُمُ،
بمِئْزَرٍ، وَرِدَاءٍ غَيْرِ أطْهَارِ
قدْ خابَ قومٌ نيارٌ منْ سراتهمُ
رِجْلاً مُجَوَّعَة ٍ شُبّتْ بمِسْعَارِ
لوْلا ابنُ هَيْشَة َ، إنّ المرء ذو رَحِمٍ،
إذاً لأنْشَبْتُ بالبَزْوَاء أظْفاري
(1/116)
عنوان القصيدة : أبْلِغْ مُعاوِيَة َ بنَ حرْبٍ مألُكاً،
أبْلِغْ مُعاوِيَة َ بنَ حرْبٍ مألُكاً،
ولِكُلّ أمْرٍ يُسْتَرَادُ قَرَارُ
لا تَقْبَلَنّ دَنِيّة ً أُعطِيتَهَا
أبداً، ولما تألمِ الأنصارُ
حَتّى تُبَارَ قَبِيلة ٌ بِقَبِيلَة ٍ
قَوَداً وتُخْرَبَ بِالدّيَارِ دِيَارُ
وَتَجيءَ مِنْ نَقْبِ الحِجازِ كتيبة ٌ،
وتَسِيلَ بالمُستَلْئِمينَ صِرَارُ(1/117)
عنوان القصيدة : وَقَوْمٌ مِنَ البَغْضَاء زَوْرٍ، كأنّمَا
وَقَوْمٌ مِنَ البَغْضَاء زَوْرٍ، كأنّمَا
بأجْوَافهِمْ، مما تُجِنُّ لنَا، الجَمْرُ
يَجِيشُ بما فِيهِ لَنَا الصّدْرُ مِثْلَ ما
تجيشُ بما فيها من اللهبِ القدرُ
تَصُدُّ، إذا ما وَاجهتْني، خُدودُهُم
لدى محفلٍ عني كأنهمُ صعرُ
تصيخُ إذا يثنى بخيرٍ لديهمِ،
رؤوسهمُ عني، وما بهمِ وقرُ
وإن سَمِعوا سوءاً بَدا في وجوههِمْ،
لما سمعوا، مما يقالُ لنا البشرُ
أجِدّيَ لا يَنفَكُّ غَسٌّ يَسُبُّني،
فُجوراً بِظَهرِ الغيبِ أوْ مُلحِمٌ قَحْرُ
ولوْ سئلتْ بدرٌ بحسنِ بلائنا،
فأثنتْ بما فينا، إذاً حمدتْ بدرُ
حِفاظاً عَلَى أحْسابِنَا بنُفُوسِنَا،
إذا لمْ يكنْ غيرَ السيوفِ لنا سترُ
وأبْدَتْ مَعَارِيها النّساءُ، وأبرَزَتْ،
منَ الرَّوْع، كابٍ حُسنُ ألوانها، الزُّهرُ
(1/118)
عنوان القصيدة : لَقَدْ لَقِيَتْ قُرَيْظَة ُ ما سَآهَا،
لَقَدْ لَقِيَتْ قُرَيْظَة ُ ما سَآهَا،
وما وجدتْ لذلٍّ منْ نصيرِ
أصَابَهُمُ بَلاءٌ كانَ فِيهِمْ،
سِوَى ما قدْ أصابَ بَني النّضِيرِ
غداة َ أتاهمُ يهوي إليهمْ
رسولُ اللهِ كالقمرِ المنيرِ
لهُ خيلٌ مجنبة ٌ تعادى
بفرسانٍ عليها كالصقورِ
تَرَكْنَاهُمْ ومَا ظَفِرُوا بِشَيءٍ
دماؤهمُ عليهمْ كالعبيرِ
فَهُمْ صَرَعى تَحُومُ الطّيرُ فِيهمْ،
كذاكّ يدانُ ذو الفندِ الفخورُ
فأُرْدِفُ مِثْلَها نُصْحاً قُرَيْشاً،
منَ الرحمنِ، إنْ قبلتْ نذيري
(1/119)
عنوان القصيدة : لاطتْ قريشٌ حياضَ المجد فافترطتْ
لاطتْ قريشٌ حياضَ المجد فافترطتْ
سهمٌ، فأصبحَ منهُ حوضها صفرا
وَأوْرَدوا، وحِياضُ المَجْدِ طامِيَة ٌ،
فَدَلَّ حَوْضَهُمُ الوُرّادُ فانْهَدَرَا
واللَّهِ ما في قُرَيشٍ كُلّها نَفَرٌ
أكْثَرُ شَيْخاً جَبَاناً فَاحِشاً غُمُرا
أذَبَّ أصْلَعَ سِفْسِيراً لَهُ ذُأبٌ
كالقردِ يعجمُ وسطَ المجلسِ الحمرا
هذرٌ مشائيمُ محرومٌ ثويهمُ،
إذا تروحَ منهمْ زودَ القمرا
أما ابنُ نابغة َ العبدُ الهجينُ، فقدْ
أُنْحي عَلَيْهِ لِساناً صَارِماً ذَكَرَا
ما بالُ أُمّكَ زَاغَتْ عندَ ذي شَرَفٍ
إلى جَذِيمَة َ، لمّا عَفّتِ الأثَرَا
ظلّتْ ثلاثاً، وملحانٌ معانقها،
عِنْدَ الحَجونِ، فما مَلاّ وما فَتَرَا
يا آل سهمٍ، فإنّي قدْ نَصَحتُ لكُم،
لا أبعثنّ على الأحياءِ منْ قبرا
ألا تَرَوْنَ بأنّي قدْ ظُلِمتُ، إذا
كانَ الزبعرى لنعليْ ثابتٍ خطرا
كمْ منْ كريمٍ يعضُّ الكلبُ مئزرهُ
ثمّ يفرُّ إذا ألقمتهُ الحجرا
قولي لكم، آلَ شجعٍ، سمُّ مطرقة ٍ
صماءَ تطحرُ عن أنيابها القذرا
لَوْلا النّبيُّ، وقوْلُ الحقّ مَغضَبَة ٌ،
لمَا تركتُ لكم أُنْثى وَلا ذَكَرَا
(1/120)
عنوان القصيدة : قومٌ لئامٌ أقلّض اللهُ خيرهمُ،
قومٌ لئامٌ أقلّض اللهُ خيرهمُ،
كما تناثرَ، خلفَ الراكبِ، البعرُ
كأنّ ريحَهُمُ في النّاسِ، إذْ خرَجُوا،
رِيحُ الحِشَاشِ إذا ما بَلّها المَطَرُ
قدَ ابْرَزَ اللَّهُ قَوْلاً، فوْقَ قولهِمِ،
كما النجومُ تعالى فوقها القمرُ
(1/121)
عنوان القصيدة : اما الحماسُ فإني غيرُ شاتمهمْ،
اما الحماسُ فإني غيرُ شاتمهمْ،
لا هم كرامٌ ولا عرضي لهمْ خطرُ
قومٌ لئامٌ أقلّ اللهُ عدتهمْ،
كما تساقَطَ حَوْلَ الفَقْحَة ِ البَعَرُ
كأنّ رِيْحَهُمُ، في النّاسِ إذْ بَرَزُوا،
ريحُ الكِلابِ إذا ما بَلّهَا المَطَرُ
أولادُ حامٍ، فلنْ تلقى لهمْ شبهاً
إلاّ التَيوسَ عَلى أكْتافِها الشّعَرُ
إنْ سابَقوا سُبِقوا، أو نافرُوا نُفِرُوا،
أوْ كاثَرُوا أحداً من غيرِهمْ كُثِرُوا
شِبْهُ الإماء، فلا دِينٌ ولا حَسَبٌ،
لوْ قامروا الزنجَ، عن أحسابهم، قمروا
تَلْقَى الحِماسيَّ لا يمنَعْكَ حُرْمَتَهُ،
شِبْهَ النّبيطِ إذا اسْتَعبدتَهُمْ صَبَرُوا
(1/122)
عنوان القصيدة : أشِرَتْ لَكاعِ وكانَ عادَتَهَا
أشِرَتْ لَكاعِ وكانَ عادَتَهَا
لؤمٌ إذا أشرتْ معَ الكفرِ
أخَرَجْتِ مُرْقِصَة ً إلى أُحُدٍ،
في القَوْمِ مُعْنِقَة ً عَلى بَكْرِ
بَكرٍ ثَفَالٍ، لا حَراكَ بِهِ،
لا عنْ معاتبة ٍ، ولا زجرِ
وعصاكِ إستكِ تتقينَ بهِ
دقَّ العجاية عارِيَ الفهرِ
قرحتْ عجيزتها ومشرجها
منْ نصها نصاً على القهرِ
ظلتْ تداويها زميلتها،
بالماءِ تنضحهُ وبالسدرِ
أقْبَلْتِ زَائرَة ً مُبادِرَة ً
بأبيكِ وابنِكِ يوْمَ ذي بَدْرِ
وبعمكِ المسلوبِ بزتهُ،
وأخيكِ منعفرينِ في الجفرِ
ونسيتِ فاحشة ً أتيتِ بها،
يا هِندُ، وَيْحَكِ سُبّة َ الدّهرِ
فرجعتِ صاغرة ً، بلا ترة ٍ
مما ظفرتِ بهِ، ولا وترِ
زَعَمَ الوَلائِدُ أنّها وَلَدَتْ
ولداً صغيراً، كانَ من عهرِ
(1/123)
عنوان القصيدة : إنّ أباكَ الرذلَ كانَ لصغرة ً،
إنّ أباكَ الرذلَ كانَ لصغرة ً،
وكانَ أبوكَ التيسُ شاة ً عزوزا
وكانَ ذليلاً من طريدٍ مُلَعَّنٍ،
فسموهُ من بعدِ الذليلِ عزيزا
بنو نوفلٍ أهلُ السماحة ِ والندى ،
فآوَوْكَ مِنْ فَقرٍ، وكَفُوا العَجوزَا
(1/124)
عنوان القصيدة : لوْ كانَ، في الدارِ، قومٌ ذو محافظة ٍ،
لوْ كانَ، في الدارِ، قومٌ ذو محافظة ٍ،
حَامي الحقيقة ِ ماضٍ، خالُهُ أنَسُ
إذاً حَللْتَ، خُبَيْبٌ، منزِلاً فُسُحاً،
ولم يشدّ عليكَ الكبلُ والحرسُ
ولم يسقكَ إلى التنعيمِ زعنفة ٌ
منَ المعاشرِ، ممن قدْ نفتْ عدسُ
صَبراً، خُبيبُ، فإنّ القتل مَكرُمَة ٌ،
إلى جِنَانِ نَعِيمٍ يَرْجِعُ النّفَسُ
(1/125)
عنوان القصيدة : يا آلَ بكرٍ ألا تنهونَ جاهلكمْ،
يا آلَ بكرٍ ألا تنهونَ جاهلكمْ،
عبدَ ابنِ رحضة َ عنزاً بينَ أتياسِ
يا ابنَ التي سَلَحَتْ في بيتِ جارَتِها،
فطارَ منهُ عصارٌ قاشبُ الناسِ
كأنّ أظفارَها شُقّقْنَ من حَجَرٍ،
فلَيسَ مِنهُنّ إلاّ وَارِمٌ قاسِي
مثلُ القرودِ، إذا ما جئتَ ناديهمْ،
ألفيتَ كلَّ دنيٍّ، عردهُ عاسي
(1/126)
عنوان القصيدة : لمنِ الدارُ أقفرتْ ببواطِ،
لمنِ الدارُ أقفرتْ ببواطِ،
غَيرَ سُفْعٍ، رَواكِدٍ، كالغَطَاطِ
تِلْكَ دارُ الأَلوفِ أضْحَتْ خَلاءً،
بعدما قدْ تحلها في نشاطِ
دارُها، إذ تقولُ: ما لابْنِ عَمْروٍ
لجّ، منْ بعدِ قربهِ، في شطاطِ
بَلِّغَاهَا بأنّني خيْرُ رَاعٍ
لِلّذي حَمّلَتْ بِغَيْرِ افتِرَاطِ
ربّ لهوٍ شهدتهُ، أمَّ عمروٍ،
بينَ بيضٍ نواعمٍ في الرياطِ
مَعْ نَدَامَى بِيضِ الوُجوهِ، كِرَامٌ،
نُبّهُوا، بعْدَ خَفْقَة ِ الأشْرَاطِ
لكميتٍ كأنها دمُ جوفٍ،
عُتّقَتْ مِنْ سُلافَة ِ الأنْبَاطِ
فاحْتَوَاهَا فَتًى يُهِينُ لَها الما
لَ، ونادمتُ صالحَ بنَ علاطِ
ظلّ حولي قيانهُ عازفاتٍ،
مثلَ أدمٍ، كوانسٍ، وعواطِ
طفنَ بالكأسِ، بينَ شربٍ كرامٍ،
مهدوا حرَّ صالحِ الأنماطِ
ساعَة ً، ثُمّ قال هُنّ بَدادِ
بينكم، غيرَ سمعة ِ الإختلاطِ
ربّ خرقٍ أجزتُ ملعبة َ الج
نّ معي صارمُ الحديدِ، إباطي
فوقَ مستنزلِ الرديفِ، منيفٍ،
مِثْلِ سِرْحانِ غابَة ٍ، وَخّاطِ
بَيْنما نحْنُ نَشْتَوي مِن سَدِيفٍ،
رَاعَنَا صَوْتُ مِصْدَحٍ، نَشّاطِ
فأتينا بسابحٍ يعبوبٍ،
لمْ يذللْ بمعلفٍ ورباطِ
غيرَ مسحٍ وحشكِ كومٍ صفايا،
ومرافيدَ في الشتاء، بساطِ
فتنادوا، فألجموهُ، وقالوا
لِغُلامٍ مُعَاوِدِ الإعْتِبَاطِ
سكنتهُ، واكففْ إليكَ منَ الغر
بِ تجدْ مائحاً، قليلَ السقاطِ
فَتَوَلَّى الغُلامُ يَقْدَعُ مُهْراً،
تَئِقَ الغَرْبِ، مَانِعاً لِلسِّيَاطِ
وَتَوَلّيْنَ حِينَ أبْصَرْنَ شَخْصاً
مُدْمَجاً مَتْنُهُ كمَتْنِ المِقَاطِ
فوقهُ مطعمُ الوحوشِ، رفيقٌ،
عَالِمٌ كَيْفَ فَوْزَة ُ الآباطِ
داجِنٌ بالطِّرَادِ، يَرِمي بِطَرْفٍ
في فضاءٍ، وفي صحارٍ بساطِ
ثمّ وَالَى بسَمْحَجٍ وَنَحُوصٍ،
وبعلجٍ، يكفهُ بعلاطِ
ثُمّ رُحْنا، وما يخافُ خليلي
من لساني خِيَانَة َ الإنْبِساطِ
(1/127)
عنوان القصيدة : بَني أسَدٍ، ما بالُ آلِ خُوَيْلِدٍ
بَني أسَدٍ، ما بالُ آلِ خُوَيْلِدٍ
يحنونَ شوقاً كلَّ يومٍ إلى القبطِ
إذا ذُكِرَتْ قَهْقَاءُ حَنُّوا لذِكرِها،
وللرَّمَثِ المقرُونِ، والسَّمَكِ الرُّقْطِ
وأعينهمْ مثلُ الزجاجِ، وصيغة ٌ
تُخالِفُ كَعْباً في لِحى ً لهُمُ ثُطِّ
تَرَى ذاكَ في الشُّبّانِ والمُرْدِ منهمُ،
مُبيناً، وفي الأطفالِ منهمْ وفي الشُّمْطِ
لَعَمْرُ أبي العَوّامِ، إنّ خَوَيْلِداً
غَدَاة تَبَنّاهُ لَيوثِقُ في الشَّرْطِ
وإنكَ إنْ تجررْ عليّ جريرة ً،
رَدَدْتُكَ عَبداً في المَهانَة ِ والعَفْطِ
(1/128)
عنوان القصيدة : وكان أمية بن خلف الخزاعي هجا حسان بقوله:
ألا من مُبْلِغٌ حَسّانَ عَنّي
وكان أمية بن خلف الخزاعي هجا حسان بقوله:
ألا من مُبْلِغٌ حَسّانَ عَنّي
مغلغلة ً تدبُّ إلى عكاظِ
ألَيْسَ أبوكَ فِينَا كانَ قيْناً،
لدى القيْناتِ، فَسْلاً في الحِفاظِ
يمَانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً،
وينفُخُ دَائِباً لهَبَ الشوُّاظِ(1/129)
عنوان القصيدة : فأجابه حسان، رضي الله عنه:أتَاني عَنْ أُمَيّة َ زُروُ قَوْلٍ
فأجابه حسان، رضي الله عنه:
أتَاني عَنْ أُمَيّة َ زُروُ قَوْلٍ
وَمَا هُوَ بالمَغِيبِ بِذِي حِفَاظِ
سأنشرُ إنْ بقيتُ لكم كلاماً،
ينشرُ في المجامعِ منْ عكاظِ
قوافيَ كالسلامِ، إذا استمرتْ
منَ الصمّ المعجرفة ِ الغلاظِ
تَزُورُكَ، إنْ شَتَوْتَ بكلّ أرْضٍ،
وَتَرْضَخُ في مَحَلّكَ بالمَقَاظِ
بنيتُ عليكَ أبياتاً صلاباً
كأسْرِ الوَسْقِ قُفِّصَ بالشِّظَاظِ
مجللة ً، تعممهُ شناراً،
مضرمة ً، تأججُ كالشواظِ
كهمزة ِ ضيغمٍ يحمي عريناً،
شَديِدِ مَغَارِزِ الأضْلاعِ خاظي
تغضُّ الطرفَ أنْ ألقاكَ دوني،
وَتَرْمي حِينَ أُدْبِرُ بِاللِّحَاظِ(1/130)
عنوان القصيدة : إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ
إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ
قدْ بينوا سنة ً للناسِ تتبعُ
يَرْضَى بهَا كُلُّ مَن كانَتْ سرِيرَتُهُ
تقوى الإلهِ وبالأمرِ الذي شرعوا
قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهمُ،
أوْ حاوَلُوا النّفْعَ في أشياعِهِمْ نَفعوا
سجية ٌ تلكَ منهمْ غيرُ محدثة ٍ،
إنّ الخلائِقَ، فاعلَمْ، شرُّها البِدَعُ
لا يَرْقعُ النّاسُ ما أوْهَتْ أكفُّهُمُ
عندَ الدفاعِ، ولا يوهونَ ما رقعوا
إن كان في الناس سباقون بعدهمُ،
فكلُّ سبقٍ لأدنى سبقهمْ تبعُ
ولا يَضَنُّونَ عَنْ مَوْلًى بِفَضْلِهِمِ،
وَلا يُصِيبُهُمُ في مَطْمَعٍ طَبَعُ
لا يجهلونَ، وإن حاولتَ جهلهمُ،
في فضلِ أحلامهمْ عن ذاكَ متسعُ
أعِفّة ٌ ذُكِرَتْ في الوَحيِ عِفّتُهُمْ،
لا يَطْمَعونَ، ولا يُرْديهمُ الطّمَعُ
كم من صديقٍ لهمْ نالوا كرامتهُ،
ومِنْ عَدُوٍّ عَليهمُ جاهدٍ جدعوا
أعطوا نبيَّ الهدى والبرّ طاعتهمْ،
فمَا وَنَى نَصْرُهُمْ عنْهُ وَما نَزَعُوا
إن قالَ سيروا أجدوا السيرَ جهدهمُ،
أوْ قالَ عوجوا عَلَيْنَا ساعة ً، رَبَعُوا
ما زالَ سيرهمُ حتى استقادَ لهمْ
أهْلُ الصّليبِ، ومَن كانت لهُ البِيَعُ
خُذْ مِنهُمُ ما أتى عفْواً، إذا غَضِبُوا،
ولا يكُنْ همُّكَ الأمرَ الذي مَنَعوا
فإنّ في حربهمْ، فاتركْ عداوتهمْ،
شَرَّاً يُخَاضُ عَليهِ الصّابُ والسَّلَعُ
نسمو إذا الحربُ نالتنا مخالبها،
إذا الزعانفُ منْ أظفارها خشعوا
لا فَخْرَ إنْ هُمْ أصابُوا من عَدُوّهِمِ،
وَإنْ أُصِيبُوا فلا خُورٌ ولا جُزُعُ
كأنهمْ في الوغى ، والموتُ مكتنعٌ،
أسدٌ ببيشة َ في أرساغها فدعُ
إذَا نَصَبْنَا لِقَوْمٍ لا نَدِب لهُمْ،
كما يدبُّ إلى الوحشية ِ الذرعُ
أكرمْ بقومٍ رسولُ اللهِ شيعتهمْ،
إذا تفرّقَتِ الأهْوَاءُ والشِّيَعُ
أهْدَى لهُمْ مِدَحي قوْمٌ يُؤازِرُهُ
فِيما يُحِبُّ لِسَانٌ حائِكٌ صَنَعُ
فإنّهُمْ أفضَلُ الأْحْيَاء كلّهِمِ،
إنْ جَدّ بالنّاسِ جِدُّ القوْل أوْ شمعوا
(1/131)
عنوان القصيدة : أرقتُ لتوماضِ البروقِ اللوامعِ،
أرقتُ لتوماضِ البروقِ اللوامعِ،
ونحنُ نَشاوَى بينَ سَلْعٍ وَفَارِعِ
أرقتُ لهُ، حتى علمتُ مكانهُ،
بأكنافِ سلعٍ، والتلاعِ الدوافعِ
طَوَى أبرَقَ العَزّافِ يَرْعُدُ مَتنُهُ،
حَنينُ المَتالي، نحوَ صَوْتِ المُشايِعِ
(1/132)
عنوان القصيدة : ألا يا لقومٍ هلْ لما حمّ دافعُ؟
ألا يا لقومٍ هلْ لما حمّ دافعُ؟
وهلْ ما مضى من صالح العيش راجعُ
تذكّرْتُ عصْراً قد مَضَى ، فتهافَتَتْ
بناتُ الحشا، وانهلّ مني المدامعُ
صَبَابَة ُ وَجْدٍ ذكّرَتني أحِبّة ً،
وقَتلى مَضَوْا فيهِمْ نُفَيْعٌ وَرَافِعُ
وسعدٌ فأضحوا في الجنانِ وأوحشتْ
منازِلُهُمْ والأرْضُ منهُمْ بَلاقِعُ
وَفَوْا يَوْمَ بَدْرٍ للرّسولِ، وفَوْقَهُمْ
ظِلالُ المَنَايَا والسّيوفُ اللّوَامِعُ
دعا فأجابوهُ بحقٍّ، وكلهمْ
مُطِيعٌ لهُ في كلّ أمْرٍ وسامِعُ
فَما بَدّلوا حتّى تَوَافَوْا جَماعَة ً،
ولا يَقْطَعُ الآجَالَ إلاّ المَصَارِعُ
لأنهمُ يرجونَ منهُ شفاعة ً،
إذا لمْ يكنْ إلا النبيينَ شافعُ
وذلكَ، يا خيرَ العبادِ، بلاؤنا
وَمَشْهَدُنا في اللَّهِ، والمَوْتُ ناقِعُ
لَنَا القَدَمُ الأولى إليكَ، وَخَلْفُنا،
لأوّلِنَا، في طَاعَة ِ اللَّهِ تَابِعُ
ونعلمُ أنّ الملكَ للهِ وحدهُ،
وَإنّ قَضَاءَ اللَّهِ لا بُدّ وَاقِعُ
(1/133)
عنوان القصيدة : بَانَتْ لَمِيسُ بِحَبْلٍ مِنكَ أقْطَاعِ،
بَانَتْ لَمِيسُ بِحَبْلٍ مِنكَ أقْطَاعِ،
واحتلتِ الغمرَ، نزعاً ذاتَ أشراعِ
وأصْبَحَتْ في بني نَصْرٍ مُجَاوِرَة ً،
تَرْعى الأبَاطِحَ في عِزٍّ وَإمْرَاعِ
كأنّ عَيْنيّ، إذْ وَلّتْ حُمولُهُمُ
في الفجرِ، فيضُ غروبٍ ذاتِ أتراعِ
هَلاّ سألتِ، هَداكِ اللَّهُ، ما حسَبي،
أمَّ الوليدِ، وخيرُ القولِ للواعي
هل أغفُرُ الذنبَ ذا الجُرْحِ العظيمِ، ولوْ
مَرّتْ عَجَارِفُهُ، مِنّي بأوْجاعِ
اللَّهُ يَعْلَمُ ما أسْعى لجُلّهِمِ،
وما يغيبُ بهِ صدري وأضلاعي
أسعى على جلّ قومٍ كان سعيهمُ
وَسْطَ العَشِيرَة ِ سَهْواً غيرَ دَعْدَاعِ
ولا أُصَالِحُ مَنْ عادَوا وأخْذُلُهُمْ،
ولا أغيبُ لهمْ يوماً بأقذاعِ
وقدْ غَدَوْتُ على الحانوتِ يصْبحُني
منْ عائقٍ مثلِ عينِ الديكِ شعشاعِ
تَغْدُوا عَليّ، ونَدْماني لِمِرْفَقِهِ،
نَقْضي اللذاذات من لهْوٍ وأسْمَاعِ
إذا نَشَاءُ دَعَوْنَاهُ، فَصَبّ لَنا
مِنْ فَرْغِ مُنْتَفِجِ الحيزُومِ رَكّاعِ
وقَدْ أرَاني أمَامَ الحيّ مُنْتَطِقاً
بصَارِمٍ مِثْلِ لَوْنِ المِلحِ، قَطّاعِ
تَحْفِزُ عَنّي، نجادَ السّيْفِ، سابغة ٌ،
فضفاضة مِثْلِ لَوْنِ النِّهِيِ بالقَاعِ
في فِتْيَة ٍ كسيُوفِ الهندِ أوْجُهُهُمْ
نحوَ الصريخِ، إذا ما ثوبَ الداعي
(1/134)
عنوان القصيدة : أشاقَكَ مِنْ أُمّ الوَلِيدِ رُبُوعُ،
أشاقَكَ مِنْ أُمّ الوَلِيدِ رُبُوعُ،
بلاقعُ، ما منْ أهلهنّ جميعُ
عفاهنّ صيفيُّ الرياحِ، وواكفٌ
من الدلوِ، رجافُ السحابِ هموعُ
فلمْ يبقَ إلا موقدُ النارِ حولهُ
رواكدُ، أمثالُ الحمام، وقوعُ
فَدَعْ ذِكْرَ دَارٍ بَدّدَتْ بينَ أهْلِها
نوى فرقتْ بين الجميعِ قطوعُ
وقلْ: إنْ يكنْ يومٌ بأحدٍ يعدهُ
سفيهٌ، فإنّ الحقّ سوفَ يشيعُ
وقد ضَارَبَتْ فيه بنو الأوْسِ كلُّهُمْ،
وكانَ لَهُمْ ذِكْرٌ، هناكَ، رَفِيعُ
وحامى بنو النجارِ فيهِ وضاربوا،
وما كان منهمْ، في اللّقاء، جَزُوعُ
أمامَ رَسولِ اللَّهِ لا يَخْذُلُونَهُ،
لهمْ ناصرٌ من ربهمْ، وشفيعُ
وفوا إذ كفرتمْ، يا سخينَ، بربكم،
ولا يَسْتَوي عَبْدٌ عَصَى وَمُطِيعُ
بأيمانهمْ بيضٌ إذا حميَ الوغى ،
فلا بدّ أنْ يردى بهنّ صريعُ
كما غادرتْ في النقعِ عثمانَ ثاوياً،
وسعداً صريعاً، والوشيجَ شروعُ
وَقد غادرَتْ تحتَ العَجاجة ِ، مُسنَداً،
أبياً، وقدْ بلّ القميصَ نجيعُ
بكفّ رسولِ اللهِ، حتى تلففتْ
على القومِ مما قدْ يثرنَ نقوعُ
أُولئكَ قوْمي سادَة ٌ من فُرُوعِهِمْ،
ومنْ كلّ قومٍ سادة ٌ وفروعُ
بهنّ يعزُّ اللهُ حينَ يعزنا،
وإنْ كان أمْرٌ، يا سَخِينَ، فَظيعٌ
فإنْ تذكروا قتلى ، وحمزة ُ فيهمُ
قَتِيلٌ، ثَوَى لله، وهْوَ مُطِيعُ
فإنّ جِنَانَ الخُلْدِ مَنْزِلُهُ بِهَا،
وأمرُ الذي يقضي الأمورَ سريعُ
وقَتْلاكُمُ في النّارِ أفضَلُ رِزْقِهِمْ
حَمِيمٌ معاً، في جوْفِها، وَضَرِيعُ
(1/135)
عنوان القصيدة : أعْرِضْ عن العَوْراء إنْ أُسْمِعتَها،
أعْرِضْ عن العَوْراء إنْ أُسْمِعتَها،
واقعدْ كأنكَ غافلٌ لا تسمعُ
ودعِ السؤالَ عن الأمورِ وبحثها،
فَلَرُبّ حافِرِ حُفرَة ٍ هُوَ يُصْرَعُ
والزمْ مجالسة َ الكرامِ وفعلهمْ،
وإذا اتّبَعْتَ فأبْصِرَنْ مَنْ تَتَبَعُ
لا تتبعنّ غواية ً لصبابة ٍ،
إنّ الغواية َ كلَّ شرٍّ تجمعُ
والقومُ إنْ نزروا فزدْ في نزرهمْ،
لا تقعدنّ خلالهمْ تتسمعُ
والشربَ لا تدمنْ، وخذْ معروفهُ،
تصبحُ صحيحَ الرأسِ لا تتصدعُ
واكْدَحْ بنفسِكَ لا تُكلِّفْ غَيْرَها،
فبدينها تجزى ، وعنها تدفعُ
والموتُ أعدادُ النفوسِ، ولا أرى
منهُ لذي هربٍ نجاة ً تنفعُ
(1/136)
عنوان القصيدة : زبانية ٌ حولَ أبياتهمْ،
زبانية ٌ حولَ أبياتهمْ،
وَخُورٌ لدى الحرْبِ في المعمعَهْ
(1/137)
عنوان القصيدة : سائلْ بني الأشعرِ، إن جئتهم،
سائلْ بني الأشعرِ، إن جئتهم،
ما كانَ أنباءُ بني واسعِ؟
إذْ تركوهُ، وهوَ يدعوهمُ،
بالنسبِ الأقصى ، وبالجامعِ
والليثُ يعلوهُ بأنيابهِ،
مُنْعَفِراً وَسْطَ دَمٍ نَاقِعِ
لا يرفعِ الرحمنُ مصروعهمْ،
وَلا يُوَهِّنْ قُوّة َ الصّارِعِ
(1/138)
عنوان القصيدة : نَشَدْتُ بني النّجّارِ أفْعَالَ، والدي،
نَشَدْتُ بني النّجّارِ أفْعَالَ، والدي،
إذا لمْ يَجِدْ عانٍ لَهُ مَنْ يُوَارَعُهْ
وارثَ عليهِ الوافدونَ، فما ترى
على النأيِ منهمْ ذا حفاظٍ يطالعهْ
وَسُدَّ عَلَيْهِ كُلُّ أمْرٍ يُرِيدُهُ،
وَزِيدَ وِثاقاً، فأقْفَعَلّتْ أصَابِعُهْ
إذا ذكرَ الحيَّ المقيمَ حلولهمْ،
وأبْصرَ ما يَلْقَى استهلّتْ مَدامعُهْ
ألسنا ننصُّ العيسَ فيهِ على الوجى ،
إذا نَامَ مَوْلاهُ، وَلذّتْ مَضَاجِعُهْ
ولا نَنْتَهي حَتّى نَفْكّ كُبولَهُ
بأمْوَالِنا، والخيْرُ يُحمَدُ صَانِعُهْ
وَأنشُدُكمْ، والبَغْيُ مُهْلِكُ أهلِه،
إذا ما شتاءُ المحلِ هبتْ زعازعهْ
إذا ما وَليدُ الحيّ لمْ يُسْقَ شَرْبَة ً،
وَضَنّ عَليْهِ بالصَّبُوحِ مَرَاضِعُهْ
وراحتْ جلادُ الشول حدباً ظهورها
إلى مَسْرَحٍ بالجَوّ جَدْبٍ مَرَاتِعُهْ
ألسنا نكبُّ الكومَ، وسطَ رحالنا،
ونَسْتَصْلِحُ المَوْلى ، إذا قلّ رَافِعُهْ
فإنْ نابهُ أمرٌ وقتهُ نفوسنا،
وما نالنا منْ صالحٍ، فهوَ واسعهْ
وأنشُدُكمْ، والبغيُ مُهلِكُ أهْلهِ،
إذا الكبشُ لم يوجدْ لهُ من يُقارِعُهْ
ألسنا نوازيهِ بجمعٍ كأنهُ
أتِيٌّ أبَدَّتْهُ بِلَيْلٍ دَوَافِعُهْ
فَنَكْثُرُكُمْ فِيهِ، ونَصْلى بحرّهِ،
ونمشي إلى أبطالهِ، فنماصعهْ
وأنْشُدُكمْ، والبَغْيُ مُهلِكُ أهلهِ،
إذا الخصْمُ لم يوجَدْ لهُ مَنْ يُدافعُهْ
ألسنا نصاديهِ، ونعدلُ ميلهُ،
ولا نَنْتَهي أوْ يخلُصَ الحقُّ ناصِعُهْ
فَلا تَكْفُرُونَا مَا فَعَلْنَا إلَيْكُمْ،
وَأثْنُوا بهِ، والكُفرُ بُورٌ بَضَائعُهْ
كما لَوْ فَعَلْتُمْ مثلَ ذاكَ إليهِمِ،
لأثْنَوْا بِهِ، ما يأثُرُ القوْلَ سامعُهْ
(1/139)
عنوان القصيدة : فلا واللهِ، ما تدري معيصٌ،
فلا واللهِ، ما تدري معيصٌ،
أسهلٌ بطنُ مكة َ أمْ يفاعُ
وكلُّ محاربٍ، وبني نزارٍ،
تبينَ في مشافرهِ الرضاعُ
وما جمحٌ ولوْ ذكرتْ بشيء،
ولا تَيْمٌ، فَذلكُمُ الرَّعاعُ
لأنّ اللُّؤمَ فيهِمْ مُستَبِينٌ،
إذا كان الوقائعُ، والمِصَاعُ
ومخزومٌ همُ وعديُّ كعبٍ،
لئامُ النّاس، ليس لهم دِفاعُ
(1/140)
عنوان القصيدة : لقَدْ أتى عن بَني الجَرْباء قولُهُمُ،
لقَدْ أتى عن بَني الجَرْباء قولُهُمُ،
ودونهمْ قفُّ جمدانٍ، فموضوعُ
قدْ علِمَتْ أسْلَمُ الأنْذَالُ أنّ لهَا
جاراً سيقتلهُ في دارهِ الجوعُ
وَأنْ سيمْنَعُهُمْ ممّا نَوَوْا حسَبٌ،
لَنْ يبلُغَ المجدَ والعَلياءَ مقْطُوعُ
قد رَغِبُوا، زعمواً، عني بأُخْتِهِمِ،
وفي الذرى نسبي، والمجدُ مرفوعُ
(1/141)
عنوان القصيدة : قدْ حانَ قولُ قصيدة ٍ مشهورة ٍ،
قدْ حانَ قولُ قصيدة ٍ مشهورة ٍ،
شَنْعَاءَ أُرْصِدُها لِقوْمٍ رُضَّعِ
يغلي بها صدري وأحسنُ حوكها،
وإخالها ستقالُ إنْ لمْ تقطعِ
ذَهَبَتْ قُرَيْشٌ بالعَلاء، وأنتمُ
تمشُونَ مَشْيَ المومساتِ الخُرَّعِ
فدعوا الخاجؤَ، وامنعوا أستاهكم،
وامشوا بمدرجة ِ الطريقِ المهيعِ
أنتمْ بقية ُ قومِ لوطٍ، فاعلموا،
وإلى خِنَاثُكُمُ يُشارُ بإصْبَعِ
وإذا قُرَيشٌ حُصّلتْ أنسابُها،
فبآلِ شجعٍ فافخروا في المجمعِ
خُرْقٌ مَعَازِيلٌ إذا جَدّ الوَغَى ،
بُطُنٌ إذا ما جارُهُمْ لم يَشبَعِ
(1/142)
عنوان القصيدة : بني القينِ هلا إذْ فخرتمْ بربعكمْ
بني القينِ هلا إذْ فخرتمْ بربعكمْ
فَخَرْتُمْ بكِيرٍ عندَ بابِ ابنِ جُندُعِ
بناهُ أبوكمْ، قبلَ بنيانِ دارهِ،
بحَرْسٍ، فأخفُوا ذِكرَ قَينٍ مُدَفَّعِ
وألقُوا رَمادَ الكِيرِ يُعرَفُ وسطَكمْ
لدى مجلسٍ منكمْ، لئيمٍ ومفجعِ(1/143)
عنوان القصيدة : وما سارقُ الدرعينِ، إن كنتَ ذاكراً،
وما سارقُ الدرعينِ، إن كنتَ ذاكراً،
بذي كرمٍ منَ الرجالِ اوادعهْ
فقدْ أنزلتهُ بنتُ سعدٍ، فأصبحتْ
ينازعها جلدَ استها، وتنازعهء
فهلا أسيداً جئتَ جاركَ راغباً
إليهِ، ولمْ تعمدْ لهُ، فترافعهْ
ظنَنتمْ بأنْ يخفى الذي قد صنَعتُمُ،
وفينا نبيٌّ عندهُ الوحيُ واضعهْ
فلوْلا رِجالٌ منكُمُ أنْ يَسُوءَهُمْ
هِجائي، لقدْ حلّتْ عليكم طوَالِعُه
فإن تذكروا كعباً إذا ما نسيتمُ،
فهلْ من أديمٍ ليسَ فيهِ أكارِعُهْ
هُمُ الرّأسُ، والأذنابُ في النّاس أنتمُ،
فلمْ تكُ إلا في الرؤوسِ مسامعهْ
(1/144)
عنوان القصيدة : للَّهِ دَرُّ عِصَابَة ٍ لاقَيْتَهُمْ،
للَّهِ دَرُّ عِصَابَة ٍ لاقَيْتَهُمْ،
يا ابنَ الحُقَيقِ، وأنتَ يا ابنَ الأشرَفِ
يسرونَ بالبيضِ الرقاقِ إليكمُ،
مرحاً، كأسدٍ في عرينٍ مغرفِ
حتى أتوكمْ في محلّ بلادكمْ،
فَسَقُوكُمُ حَتْفاً ببِيضٍ قَرْقَفِ
مُسْتَبْصِرين لِنَصْر دين نَبِيِّهِمْ،
مُسْتَصْغِرينَ لِكُلّ أمرٍ مُجْحِفِ
(1/145)
عنوان القصيدة : لمنِ الدارُ، والرسومُ العوافي،
لمنِ الدارُ، والرسومُ العوافي،
بَيْنَ سَلْعٍ وأبْرَقِ العَزّافِ
دارُ خَوْدٍ تَشْفي الضّجيعَ بعذبِ الـ
ـطعْمِ مُزٍّ وَباردٍ كالسُّلافِ
ما تَرَاهَا عَلى التّعطُّلِ والبِذْ
لَة ِ إلاّ كَدُرّة ِ الأصْدافِ
(1/146)
عنوان القصيدة : لقد جُدّعتْ آذانُ كعْبٍ وعامرٍ
لقد جُدّعتْ آذانُ كعْبٍ وعامرٍ
بقتلِ ابن كعبٍ ثمّ حزتْ أنوفها
فَوَلّتْ نَطِيحاً كبْشُها وَجُموعُها
ثباتٍ عزينَ ما تلامُ صفوفها
وحازَ ابنُ عبدٍ، إذ هوى في رماحنا،
كَذَاكَ المَنَايَا حَيْنُها وحُتُوفُها
أصيبتْ بهِ فهرٌ، فلا انجبرتْ لها
مَصَائِبُ، بَادٍ حَرُّهَا وَشَفِيفُها
وأخرى ببدرٍ خابَ فيها رجاؤهمْ،
فلمْ تغنِ عنها نبلها وسيوفها
وأُخْرَى وَشيكاً ليْسَ فيها تَحوُّلٌ،
يصمُّ المنادي جرسها وحفيفها
(1/147)
عنوان القصيدة : لَوَ أنّ اللّؤمَ يُنسَبُ كان عَبْداً
لَوَ أنّ اللّؤمَ يُنسَبُ كان عَبْداً
قَبِيحَ الوَجْهِ أعْوَرَ مِنْ ثَقِيفِ
تركتَ الدينَ والإيمانَ جهلاً،
غداة َ لقيتَ صاحبة َ النصيفِ
وَرَاجَعْتَ الصِّبَا، وذكرْتَ لهْواً
من الأحشاءِ، والخصْرِ اللطيفِ(1/148)
عنوان القصيدة : أظَنّتْ بَنو بَكْرٍ كِتَابَ محَمّدٍ
أظَنّتْ بَنو بَكْرٍ كِتَابَ محَمّدٍ
كإرْمائِها منْ أوْفَضٍ وَرَصافِ
لأنْتُمْ بحَمْلِ المُخْزِيَاتِ وجمعِها
أحقُّ منَ ان تستجمعوا لعفافِ
فقالوا على خَطّ النبيّ، فأصْبحوا
أثامَى بِنَعْليْ بِغْضَة ٍ وَقِرَافِ
(1/149)
عنوان القصيدة : يا مالِ والسّيّدُ المُعَمَّمُ قَدْ
يا مالِ والسّيّدُ المُعَمَّمُ قَدْ
يبطرهُ بعضُ رأيهِ السرفِ
نحنُ بما عندنا وأنتَ بما
عِنْدَكَ راضٍ، والرَّأيُ مختلِفُ
يا مالِ والحقُّ إنْ قَنِعْتَ بهِ
فالحقُّ فيهِ لأمْرِنا نَصَفُ
خالفتَ في الرأيِ كلَّ ذي فجرٍ،
-
إنّ بجيراً مولى لقومكمُ،
-
(1/150)
عنوان القصيدة : أبلغْ بني جحجبى وقومهمُ
أبلغْ بني جحجبى وقومهمُ
خطمة َ أنا وراءهمْ أنفُ
وأنَّنَا دونَ ما يَسُومُهُمُ
أعدَاءُ من ضَيْمِ خُطَّة ٍ نُكُفُ
نفلي بحدّ الصفيحِ هامهمُ،
وفلينا هامهمْ بها جنفُ
(1/151)
عنوان القصيدة : ما بَالُ عَين دموعُها تَكِفُ،
ما بَالُ عَين دموعُها تَكِفُ،
مِن ذكْرِ خَوْدٍ شَطّتْ بها قَذَفُ
بَانَتْ بها غَرْبَة ٌ تَؤمُّ بهَا
أرْضاً سِوَانَا والشَّكْلُ مُختلِفُ
ما كنتُ أدري بوَشْكِ بينِهِمُ،
حتى رأيتُ الحدوجَ قد عزفوا
فغادروني، والنفسُ غالبها
ما شَفَّها، والهمومُ تَعتكِفُ
دعْ ذا وعدِّ القريضَ في نفرٍ
يدعونَ مجدي، ومدحتي شرفُ
إنْ تَدْعُ قوْمي للمجْدِ تُلفِهِمُ
أهلَ فعالٍ يبدو إذا وصفوا
بلغْ عني النبيتَ قافية ً،
تُذِلُّهُمْ إنّهُمْ لَنا حَلفُوا
باللَّهِ جَهْداً لَنَقْتُلَنّكُمُ،
قتلاً عنيفاً، والخيلُ تنكشفُ
أوْ نَدعُ في الأوْسِ دَعوَة ً هَرَباً،
وقد بدا في الكتيبة ِ النصفُ
كنتمْ عبيداً لنا نخولكمْ
منْ جاءنا، والعبيدُ تضطعفُ
كيْفَ تَعَاطَوْن مَجْدَنا سَفَهاً،
وأنتُمُ دِعْوَة ٌ لها وَكَفُ
شانكمُ جدكمْ، وأكرمنا
جدٌّ لنا في الفعالِ ينتصفُ
نجْعَلُ مَن كان المجدُ مَحتِدَه،
كأعْبُدِ الأوْسِ كلّما وُصِفُوا
هَلاّ غَضِبْتُمْ لأعْبُدٍ قُتِلُوا
يوْمَ بُعاثٍ، أظلَّهُمْ ظَلَفُ
نقتلهمْ، والسيوفُ تأخذهمْ،
أخذاً عنيفاً، وانتمُ كشفُ
وكمْ قتلنا من رائسٍ لكمُ،
في فيلقٍ يجتدي لهُ التلفُ
ومنْ لئيمٍ عبدٍ يحالفكمْ،
ليستْ لهُ دعوة ٌ، ولا شرفُ
إنّ سميراً عبدٌ طغى سفهاً،
ساعدهُ أعبدٌ لهمْ نطفُ
(1/152)
عنوان القصيدة : ألمْ ترَنا أوْلادَ عَمْرو بنِ عامرٍ،
ألمْ ترَنا أوْلادَ عَمْرو بنِ عامرٍ،
لَنا شرَفٌ يَعْلو على كلّ مُرْتقي
رَسَا في قرارِ الأرْضِ ثمّ سمتْ لهُ
فُرُوعٌ تُسامي كلَّ نَجْمٍ مُحلِّقِ
مُلوكٌ وأبنَاءُ الملوكِ، كأنّنَا
سَوَاري نجُومٍ طالِعاتٍ بمَشرِقِ
إذا غابَ منها كوكبٌ لاحَ بعدهُ
شِهابٌ متى ما يبدُ للأرْض تُشْرِقِ
لِكُلّ نجِيبٍ مُنْجِبٍ زَخَرَتْ بِهِ
مهذبة ٌ أعراقها لمْ ترهقِ
كجفنة َ والقمقامِ عمرو بنِ عامرٍ،
وأولادِ ماءِ المزن وابنيْ محرقِ
وحارثة َ الغطريفِ، أوْ كابنِ منذرٍ،
ومثلِ أبي قابوسَ ربّ الخورنقِ
أولئكَ لا الأوغادُ في كلّ مأقطٍ،
يردونَ شأوَ العارضِ المتألقِ
بطعنٍ كإبزاغِ المخاضِ رشاشهُ،
وضرْبٍ يُزيلُ الهامَ من كلّ مفرِقِ
أتانا رسولُ اللهِ، لما تجهمتْ
لهُ الأرْضُ، يرْميهِ بها كلُّ مُوفِقِ
تطردهُ أفناءُ قيسٍ وخندفٍ،
كتائبُ إن لا تغدُ للروعِ تطرقِ
فكنا لهُ من سائرِ الناسِ معقلاً
أشَمَّ، مَنيعاً ذا شماريخَ شُهَّقِ
مكللة ٍ بالمشرفيّ وبالقنا،
بها كلُّ أظمى ذي غرارين، أزرقِ
تَذُودُ بها عن أرْضِها خزْرَجيّة ٌ،
كأُسْدِ كَراءٍ، أوْ كجِنّة ِ نَمْنَقِ
تؤازرها أوسية ٌ مالكية ٌ،
رقاقُ السيوفِ، كالعقائقِ، ذلقِ
نَفى الذّمَّ عنّا كلَّ يوْمِ كريهة ٍ،
طِعانٌ كتضْريم الأباءِ المُحرَّقِ
وإكرامُنا أضْيافَنا، ووفاؤنا
بما كانَ منْ إلٍّ علينا ومَوْثِقِ
فنحنُ وُلاة ُ الناس في كلّ موْطنٍ،
متى ما نقلْ في الناسِ قولاً نصدقِ
توفقُ في أحكامنا حكماؤنا،
إذا غَيْرُهُمْ، في مثلِها، لم يوَفَّقِ
(1/153)
عنوان القصيدة : ما بالُ عَيْنِكَ لا تَرْقَا مَدامِعُها،
ما بالُ عَيْنِكَ لا تَرْقَا مَدامِعُها،
سَحَّا على الصّدْرِ، مثلَ اللؤلؤ الفَلِقِ
على خبيبٍ، وفي الرحمنِ مصرعهُ،
لا فشلٍ حينَ تلقاهُ ولا نزقِ
فاذهبْ خبيبُ، جزاكَ اللهُ طيبة ً،
وجنة َ الخلدِ عندَ الحورِ في الرفقِ
ماذا تقولونَ، إنْ قالَ النبيُّ لكمْ،
حينَ الملائكة ُ الأبرارُ في الأفقِ
فِيما قَتَلْتُمْ شَهِيدَ اللَّهِ في رَجُلٍ
طاغٍ قد أوْعَثَ في البلدان والطّرُقِ
أبا إهابٍ فبينْ لي حديثكمُ:
أينَ الغزالُ محلى الدرّ والورقِ
لا تذكرنّ، إذا ما كنتَ مفتخراً،
أبا كُثَيْبَة َ! قد أسْرَفتَ في الحُمُقِ
ولا عزيزاً، فإنّ الغدرَ منقصة ٌ،
إنّ عَزيزاً دَقِيقُ النّفْسِ والخُلُقِ
(1/154)
عنوان القصيدة : إذا اللَّهُ حَيّا مَعْشَراً بِفَعالِهِمْ،
إذا اللَّهُ حَيّا مَعْشَراً بِفَعالِهِمْ،
وَنَصْرِهِمِ الرّحمنَ رَبَّ المشارِقِ
فأخزاكَ ربي، يا عتيبَ بن مالكٍ،
ولقاكَ قبلَ الموتِ إحدى الصواعقِ
بَسَطْتَ يَميناً للنّبِيّ بِرَمْيَة ٍ،
فأميتَ فاهُ، قطعتْ بالبوارقِ
فَهَلاّ خَشِيتَ اللَّهَ والمُنزِلَ الذي
تَصِيرُ إلَيْهِ بعدَ إحْدى الصَّفائقِ
لَقدْ كان خِزْياً في الحياة ِ لقوْمهِ،
وفي البَعْثِ، بعد الموْتِ، إحدى العوالِقِ(1/155)
عنوان القصيدة : وإنما الشِّعْرُ لُبُّ المرْء يَعرِضُهُ
وإنما الشِّعْرُ لُبُّ المرْء يَعرِضُهُ
على المجالس إن كَيساً وإن حُمُقا
وإنّ أشعرَ بيتٍ أنتَ قائلهُ
بَيْتٌ يُقالُ، إذا أنشدتَهُ، صَدَقا
(1/156)
عنوان القصيدة : أقمنا على الرسّ النزيعِ ليالياً،
أقمنا على الرسّ النزيعِ ليالياً،
بأرعنَ جرارٍ عريضِ المباركِ
بكلّ كميتٍ، جوزُهُ نِصْفُ خلْقهِ،
وَقُبٍّ طِوَالٍ، مُشْرِفاتِ الحوَارِكِ
تَرَى العَرْفَجَ العاميَّ تَذْري أُصُولَهُ
مَنَاسِمُ أخْفَافِ المَطّي الرّواتِكِ
إذا ارتحلوا من منزلٍ خلتَ أنهُ
مُدَمَّنُ أهْلِ الموْسِمِ المُتعارِكِ
نَسِيرُ، فلا تَنجو اليَعافيرُ وَسْطَنا،
ولَوْ وَألَتْ مِنّا بِشَدٍّ مُوَاشِكِ
ذروا فلجاتِ الشأمِ، قد حال دونها
ضرابٌ كأفواهِ المخاضِ الاواركِ
بأيْدي رِجالٍ هاجَرُوا نحوَ رَبّهمْ
وأنْصَارِهِ حقَّاً وأيْدي المَلائِكِ
إذا سلكت للغور من رَملِ عالجٍ،
فقولا لها: ليسَ الطريقُ هُنالِكِ
فإنْ نلقَ في تطوافنا والتماسنا
فراتَ بنَ حيانَ يكنْ وهنَ هالكِ
وإنْ نَلْقَ قَيْسَ بنَ امرِىء القيسِ بعدَه
نَزِدْ في سَوَادِ وجهِهِ لَوْنَ حالكِ
فأبْلِغْ أبا سُفْيانَ عنّي رِسَالَة ً،
فإنكَ منْ شرِّ الرجالِ الصعالكِ
(1/157)
عنوان القصيدة : فإنْ تكُ عنّا، معَشرَ الأَسْدِ، سائلاً،
فإنْ تكُ عنّا، معَشرَ الأَسْدِ، سائلاً،
فنحنُ بنو الغوثِ بنِ زيدِ بنِ مالكِ
لِزَيْدِ بْنِ كَهْلانَ الذي نَالَ عِزُّهُ
قَديماً درَارِيَّ النّجوم الشّوابِكِ
إذا القَوْمُ عَدّوا مجْدَهُمْ وَفَعالَهُمْ
وَأيّامَهُمْ، عِندَ الْتقاءِ المَنَاسِكِ
وَجَدْتَ لَنَا فَضْلاً يُقِرُّ لنَا بِهِ،
إذا ما فخرنا، كلُّ باقٍ وهالكِ
(1/158)
عنوان القصيدة : فَفِداً أُمّي لِعَوْفٍ كلِّها،
فَفِداً أُمّي لِعَوْفٍ كلِّها،
وبَني الأبْيضِ في يوْم الدَّرَكْ
مَنَعوا ضَيمي بضرْبٍ صائبٍ،
تحتَ أطرافِ السرابيلِ هتكْ
وبَنَانٍ نَادِرٍ أطْرَافُها،
وعَرَاقِيبَ تَفَسّا كالفِلَكْ
(1/159)
عنوان القصيدة : ألا مَنْ مُبلِغٌ حسّانَ عَني
ألا مَنْ مُبلِغٌ حسّانَ عَني
خلفْتُ أبي ولم تخلُفْ أباكا
(1/160)
عنوان القصيدة : لأنّ أبي خِلافَتُهُ شدِيدٌ،
لأنّ أبي خِلافَتُهُ شدِيدٌ،
وإنّ أباكَ مثلُكَ ما عَداك
(1/161)
عنوان القصيدة : إذا تذكرتَ شجواً من أخي ثقة ٍ،
إذا تذكرتَ شجواً من أخي ثقة ٍ،
فاذكرْ أخاكَ أبا بكرٍ بما فعلا
التاليَ الثانيَ المحمودَ مشهدهُ،
وأولَ الناسِ طراً صدقَ الرسلا
والثانيَ اثنينِ في الغارِ المنيفِ، وقدْ
طافَ العَدُوُّ بهِ إذْ صَعَّدَ الجَبَلا
وكان حبَّ رسولِ اللهِ قد علموا،
من البَرِيّة ِ لمْ يعدِلْ بهِ رَجُلا
خَيْرُ البَرِيّة ِ أبْقاها وأرْأفُها،
بَعْدَ النبيّ، وأوْفاها بما حَمَلا
عاش حَمِيداً، لأمرِ اللَّهِ مُتَّبعاً،
بهَديِ صاحبِه الماضي، وما انْتَقلا
(1/162)
عنوان القصيدة : يا غرابَ البينِ أسمعتَ فقلْ
يا غرابَ البينِ أسمعتَ فقلْ
إنما تنطقُ شيئاً قد فعلْ
إنّ للخَيرِ وللشّرّ مَدى ً،
وكلا ذلكَ وجهٌ وقبلْ
والعطياتُ خساسٌ بينهم،
وسواءٌ قبرُ مثرٍ ومقلّ
كلّ عيشٍ ونعيمٍ زائلٌ،
وبَنَاتُ الدّهْرِ يلعبْنَ بكُلّ
أبلغا حسانَ عني آية ً،
فقريضُ الشعرِ يشفي ذا الغللْ
كم ترَى بالجَرِّ من جُمجمة ٍ،
وأكُفٍّ قدْ أُتِرَت وَرِجِلْ
وسرابيلَ حسانْ سريتْ
عن كماة ٍ أهلكوا في المنتزلْ
كمْ قتَلنا من كريمٍ سيّدٍ،
ماجدِ الجدّين مقدامٍ بطلْ
صادقِ النَّجدة ِ، قَرْمٍ بارعٍ،
غيرِ ملتاثٍ لدى وقع الأسلْ
ليْتَ أشْياخي ببَدْرٍ شَهِدُوا
جزعَ الخزرجِ منْ وقعِ الأسلْ
فاسألِ المهراسَ من ساكنهُ،
بعدَ أقحافٍ وهامٍ كالحجلْ(1/163)
عنوان القصيدة : ذَهَبَتْ بابْنِ الزِّبَعْرَي وَقعة ٌ،
ذَهَبَتْ بابْنِ الزِّبَعْرَي وَقعة ٌ،
كانَ منا الفضلُ فيها لوْ عدلْ
ولقدْ نلتمْ ونلنا منكمُ،
وكَذَاكَ الحَرْبُ أحْياناً دُوَلْ
إذ شَدَدْنا شَدّة ً صادقَة ً،
فأجأناكمْ إلى سفحِ الجبلْ
إذْ تولونَ على أعقابكمْ
هَرَباً في الشِّعبِ، أشْباهَ الرَّسَلْ
نَضَعُ الخطّيَّ في أكْتافِكُمْ،
حيثُ نهوى عللاً بعدَ نهلْ
فَسَدَحْنا في مَقامٍ وَاحِدٍ،
منكمُ سبعينَ، غيرَ المنتحلْ
وأسرنا منكمُ أعدادهمْ،
فانصرَفْتُمْ مثلَ إفلاتِ الحجَلْ
تخرجُ الأضياحُ منْ أستاهكمْ
كسلاحِ النيبِ يأكلنَ العصلْ
لمْ يفوتونا بشيءٍ ساعة ً،
غيرَ أنْ ولوا بجهلٍ، وفشلْ
ضاقَ عنا الشعبُ، إذ نجزعهُ،
وَمَلأنَا الفُرْطَ منهُمْ والرِّجَلْ
بِرِجَالٍ لَسْتُمُ أمْثَالَهُمْ،
أيدوا جبريلَ نصراً، فنزلْ
وَعَلَوْنَا يَوْمَ بَدْرٍ بالتُّقَى ،
طاعَة َ اللَّهِ، وتصْديقَ الرُّسُلْ
بخناظيلَ كجنانِ الملا،
مَنْ يُلاقوهُ من النّاسِ يُهَلْ
وترَكْنا في قُرَيشٍ عَوْرَة ً،
يَوْمَ بَدْرٍ، وأحاديثَ مَثَلْ
وترَكْنا من قُرَيشٍ جمعَهُمْ،
مثلَ ما جمعَ في الخصبِ الهملْ
فقتلنا كلَّ رأسٍ منهمُ،
وقَتَلْنا كلَّ جَحْجاحٍ رَفِلْ
كم قتلنا من كريم سيد
ماجدِ الجدينِ مقدامٍ بطلْ
وشريفٍ لشريفٍ ماجدٍ
لا نباليهِ لدى وقعِ الأسلْ
نحنُ لا أنتُمْ، بَني أسْتاهِها،
نحن في البأسِ إذا البأسُ نَزَلْ(1/164)
عنوان القصيدة : أسَألتَ رَسْمَ الدّارِ أمْ لَمْ تَسْألِ
أسَألتَ رَسْمَ الدّارِ أمْ لَمْ تَسْألِ
بينَ الجوابي، فالبُضَيعِ، فحَوْمَلِ
فالمرجِ، مرجِ الصفرينِ، فجاسمٍ،
فَدِيَارِ سلْمى ، دُرَّساً لم تُحلَلِ
دمنٌ تعاقبها الرياحُ دوارسٌ،
والمدجناتُ من السماكِ الأعزلِ
دار لقوم قد أراهم مرة
فوقَ الأعزة ِ عزهمْ لمْ ينقلِ
لله دَرُّ عِصَابَة ٍ نادَمْتُهُمْ،
يوْماً بجِلّقَ في الزّمانِ الأوَّلِ
يمشونَ في الحُللِ المُضاعَفِ نسجُها،
مشيَ الجمالِ إلى الجمالِ البزلِ
الضّارِبُون الكَبْش يبرُقُ بيْضُهُ،
ضَرْباً يَطِيحُ لَهُ بَنانُ المَفْصِلِ
والخالِطُونَ فَقِيرَهمْ بِغنيّهِمْ،
والمُنْعِمُونَ على الضّعيفِ المُرْمِلِ
أوْلادُ جَفْنَة َ حوْلَ قبرِ أبِيهِمُ،
قبْرِ ابْنِ مارِيَة َ الكريمِ، المُفضِلِ
يُغشَوْنَ، حتى ما تهِرُّ كلابُهُمْ،
لا يسألونَ عنِ اليوادِ المقبلِ
يسقونَ منْ وردَ البريصَ عليهمِ
بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرّحِيقِ السَّلسَلِ
يسقونَ درياقَ الرحيقِ، ولمْ تكنْ
تُدْعى ولائِدُهُمْ لنَقفِ الحَنْظَلِ
بِيضُ الوُجُوهِ، كريمَة ٌ أحسابُهُمْ،
شُمُّ الأنوفِ، من الطّرَازِ الأوّلِ
فَلَبِثْتُ أزْماناً طِوَالاً فِيهِمُ،
ثمّ ادّكَرْتُ كأنّني لمْ أفْعَلِ
إمّا تَرَيْ رأسي تَغَيّرَ لَوْنُهُ
شَمَطاً فأصْبَحَ كالثَّغامِ المُحْوِلِ
ولَقَدْ يَرَاني مُوعِدِيَّ كأنّني
في قَصْرِ دومَة َ، أوْ سَواءَ الهيْكلِ
ولقد شربتُ الخمرَ في حانوتها،
ضهباءَ، صافية ً، كطعمِ الفلفلِ
يسعى عليَّ بكأسها متنطفٌ،
فيعلني منها، ولوْ لم أنهلِ
إنّ الّتي نَاوَلْتَني فَرَدَدْتُها
قُتِلَتْ، قُتِلْتَ، فهاتِها لم تُقتَلِ
كِلْتاهُما حَلَبُ العَصيرِ فَعَاطِني
بِزُجاجَة ٍ أرْخاهُما للمِفْصَلِ
بِزُجاجَة ٍ رَقَصَتْ بما في قَعْرِها،
رَقَصَ القَلوصِ براكبٍ مُستعجِلِ
نسبي أصيلٌ في الكرامِ، ومذودي
تَكْوي مَوَاسِمُهُ جُنوبَ المصْطَلي
وَلَقَدْ تُقلّدُنا العَشِيرَة ُ أمْرَها،
ونَسُودُ يوْمَ النّائبَاتِ، ونَعتَلي
ويسودُ سيدنا جحاجحَ سادة ً،
ويصيبُ قائلنا سواءَ المفصلِ
ونحاولُ الأمرَ المهمَّ خطابهُ
فِيهِمْ، ونَفصِلُ كلَّ أمرِ مُعضِل
وتزورُ أبوابَ الملوكِ ركابنا،
ومتى نحكمْ في البرية ِ نعدلِ
وَفَتًى يُحِبُّ الحَمدَ يجعَلُ مالَهُ
من دونِ والدهِ، وإنْ لم يسألِ
باكرتُ لذتهُ، وما ماطلتها،
بِزُجاجَة ٍ مِنْ خَيْرِ كرْمٍ أهْدَلِ
(1/165)
عنوان القصيدة : أهاجَكَ بالبَيْداء رَسْمُ المنازِلِ،
أهاجَكَ بالبَيْداء رَسْمُ المنازِلِ،
نعم قد عفاها كلُّ أسحَمَ هاطِلِ
وجرّتْ عليها الرّامساتُ ذُيولَها،
فلم يبقَ منها غيرُ أشعثَ ماثلِ
دِيَارُ الّتي رَاقَ الفؤادَ دلالُها،
وعزّ علينا أن تجودَ بنائلِ
لها عَينُ كحْلاءِ المدامع مُطْفِلٍ،
تُرَاعي نَعاماً يرْتعي بالخمائلِ
ديارُ التي كادَتْ، ونحنُ على مِنًى ،
تَحُلُّ بنا لوْلا نجاءُ الرّواحلِ
ألا أيّها السّاعي ليُدرِكَ مجْدَنَا،
نأتكَ العُلى ، فارْبعْ عليك، فسائلِ
فهل يستوي ماءانِ أخضرُ زاخرٌ،
وحِسْيٌ ظَنونٌ، ماؤه غيرُ فاضِلِ
فمن يعدلُ الأذنابَ ويحكَ بالذرى ،
قدِ اختَلَفَا بِرٌّ يَحُقُّ بباطِلِ
تناوَلْ سُهيْلاً في السماءِ، فهاتِهِ،
ستدركنا إنْ نلتهُ بالأناملِ
ألَسْنَا بِحلاّليَن أرْضَ عَدُوّنَا،
تأرَّ قلِيلاً، سلْ بنا في القبائلِ
تجِدنا سبَقنا بالفَعال وبالنّدى ،
وأمرِ العوالي في الخطوبِ الأوائلِ
ونحن سبقنا الناسَ مجْداً وسودَداً
تليداً، وذكراً نامياً غيرَ خاملِ
لنا جبلٌ يعلو الجبالَ مشرفٌ،
فنحنُ بأعلى فرعهِ المتطاولِ
مساميحُ بالمعرُوفِ، وَسطَ رِحالِنا،
وشُبّانُنا بالفُحشِ أبخَلُ باخِلِ
وَمَنْ خَيْرُ حَيٍّ تعلمون لسائلٍ
عفافاً، وعانٍ موثَقٍ بالسلاسلِ
وَمَنْ خَيرُ حيٍّ تعلَمونَ لجارِهمْ،
إذا اختارَهمْ في الأمنِ أوْ في الزّلازِلِ
وفينا إذا ما شبتِ الحربُ سادة ً
كهولٌ وفتيانٌ طوالُ الحمائلِ
نَصَرْنا، وآوَينا النبيَّ، وَصَدّقتْ
أوَائِلُنا بالحَقّ، أوّلَ قائِلِ
وكُنّا مَتَى يَغْزُ النبيُّ قبيلَة ً،
نصلْ حافتيهِ بالقنا والقنابلِ
ويومَ قريشٍ إذْ أتونا بجمعهمْ،
وطئنا العدوَّ وطأة َ المتثاقلِ
وفي أُحْدٍ يوْمٌ لهمْ كان مخزياً،
نطاعنهمْ بالسمهريّ الذوابلِ
وَيَوْمَ ثَقيفٍ، إذْ أتيْنا ديارَهمْ،
كتائبَ نمشي حولها بالمناصلِ
ففَرّوا وَشدّ اللَّهُ رُكْنَ نَبيّهِ،
بكلّ فتى حامي الحقيقة باسلِ
ففرّوا إلى حصْنِ القُصُورِ وغلّقوا،
وكائنْ ترى من مشفقٍ غيرِ وائلِ
وَأعطَوْا بأيديهمْ صَغاراً وتابعوا،
فأوْلى لكم أوْلى ، حُداة ً الزّواملِ
وإني لسهلٌ للصديقِ، وإنني
لأعْدِلُ رأسَ الأصْعرِ المُتمايِلِ
وأجعلُ مالي دونَ عرضي وقاية ً،
وأحجبهُ كي لا يطيبَ لآكلِ
وأيُّ جديدٍ ليسَ يدركهُ البلى ،
وأيُّ نعيمٍ ليسَ يوماً بزائلِ
(1/166)
عنوان القصيدة : ألا أبلغْ أبا مخزومَ عني،
ألا أبلغْ أبا مخزومَ عني،
وبعضُ القوْل ليس بذي حَوِيلِ
أما، وأبيكَ، لوْ لبثتَ شيئاً،
لألحَقَكَ الفَوَارِسُ بِالجَلِيلِ
ولكِنْ، قدْ بكَيْتَ، وأنتَ خِلوٌ،
بَعِيدُ الدّارِ من عَوْنِ القَتيلِ
(1/167)
عنوان القصيدة : يا حارِ! في سِنَة ٍ مِن نوْمِ أوّلكمْ،
يا حارِ! في سِنَة ٍ مِن نوْمِ أوّلكمْ،
أمْ كنتَ ويحكَ مغتراً بجبريلِ
أم كنتَ، بابنِ زيادٍ، حين نقتلهُ،
بِغِرّة ٍ في فَضَاءِ الأرْضِ مجْهولِ
وقُلتُمُ لنْ نُرَى ، واللَّه مُبصِرُكُم،
وفيكمُ محكمُ الآياتِ والقيلِ
محمدٌ، والعزيزُ اللهُ يخبرهُ
بما تكنُّ سريراتُ الأقاويلِ
(1/168)
عنوان القصيدة : شهدتُ، بإذنِ اللهِ، أنّ محمداً
شهدتُ، بإذنِ اللهِ، أنّ محمداً
رَسُولُ الذي فَوْقَ السماوات مِن عَلُ
وَأنّ أبا يَحْيَى ويَحْيَى كِليْهِما
لَهُ عَمَلٌ في دينِهِ مُتَقَبَّلُ
وأنَّ التي بالجزعِ مِنْ بطْنِ نخْلَة ٍ،
ومَنْ دانَها فِلٌّ منَ الخَيرِ مَعزِلُ
وأنّ الذي عادى اليهودُ ابنَ مريمٍ،
رَسولٌ أتى من عندِ ذي العرْش مُرْسَلُ
وأنّ أخَا الأحْقَافِ، إذ يعْذُلُونَهُ،
يقومُ بدينِ اللهِ فيهمْ، فيعدلُ
(1/169)
عنوان القصيدة : منعنا، على رغمِ القبائلِ، ضيمنا،
منعنا، على رغمِ القبائلِ، ضيمنا،
بمرهفة ٍ كالملحِ مخلصة ِ الصقلِ
ضربناهمْ، حتى استباحتْ سيوفنا
حماهمْ، وراحوا موجعينَ من القتلِ
ورُدّ سَرَاة ُ الأوْس، إذ جاء جمعُهمْ،
بطعنٍ كأفواهِ المخيسة ِ الهدلِ
وَذَلّ سُمَيْرٌ عَنْوَة ً جَارَ مالِكٍ
على رغمهِ بعدَ التخمطِ والجهلِ
وَجاءَ ابْنُ عَجْلانٍ بِعلْجٍ مَجدَّعٍ،
فأدْبَرَ مَنقوصَ المُروءَة ِ والعَقْلِ
وصارَ ابنُ عَجْلانٍ نَفيَّاً، كأنّهُ
عَسيفٌ على آثارِ أفْصِلَة ٍ هُمْلِ
(1/170)
عنوان القصيدة : حصانٌ رزانٌ ما تزنُّ بريبة ٍ،
حصانٌ رزانٌ ما تزنُّ بريبة ٍ،
وتُصْبِحُ غَرْثَى من لحومِ الغوَافِلِ
حليلة ُ خيرِ الناسِ ديناً ومنصباً،
نبيِّ الهُدى ، والمَكرُماتِ الفِوَاضِلِ
عقيلة ُ حيٍّ من لؤيّ بنِ غالبٍ،
كرامِ المساعي، مجدها غيرُ زائلِ
مهذبة ٌ قدْ طيبَ اللهُ خيمها،
وطهرها من كلّ سوءٍ وباطلِ
فإن كنتُ قد قلتُ الذي قد زعمتمُ،
فَلا رَفَعَتْ سَوْطي إليّ أنامِلي
وإنّ الذي قدْ قيلَ ليسَ بلائطٍ
بها الدهرَ بل قولُ امرىء ٍ بيَ ماحلِ
فكَيْفَ وَوُدّي ما حَيِيتُ ونُصرَتي
لآلِ نبيّ اللهِ زينِ المحافلِ
لهُ رتبٌ عالٍ على الناسِ كلهمْ،
تقاصرُ عنهُ سورة ُ المتطاولِ
رأيتكِ، وليغفرِ لكِ اللهُ، حرة ً
مَنَ المُحصنَاتِ غيرَ ذاتِ غوَائِلِ
(1/171)
عنوان القصيدة : كم لِلمنازِلِ من شَهْرٍ وأحْوَالِ،
كم لِلمنازِلِ من شَهْرٍ وأحْوَالِ،
كما تقادمَ عهدُ المهرقِ البالي
بالمُستوي دونَ نَعْفِ القَفْ من قَطَنٍ
فالدافعاتِ أولاتِ الطلحِ والضالِ
أمْسَتْ بَسابِسَ تَسْتَنُّ الرّياحُ بها،
قدْ أُشْعِلَتْ بحصَاها أيَّ إشْعالِ
ما يقسمِ اللهُ أقبلْ غيرَ مبتئسٍ
منهُ، وأقعدْ كريماً ناعمَ البالِ
ماذا يحاولُ أقوامٌ بفعلهمِ،
إذ لا يزالُ سفيهٌ همهُ حالي
لقَدْ علِمْتُ بأنّي غالِبي خُلُقي
على السماحة ِ، صعلوكاً وذا مالِ
والمَالُ يَغْشَى أُنَاساً لا طَبَاخَ لهُمْ،
كالسيلِ يغشى أصولَ الدندنِ البالي
أصونُ عرضي بمالي لا أدنسهُ،
لا بَارَكَ اللَّهُ بعدَ العِرْضِ في المالِ
أحتالُ للمالِ، إن أودى فأجمعهُ،
ولسْتُ لِلعِرْضِ إن أوْدَى بمُحتالِ
والفَقْرُ يُزْري بأقوَامٍ ذَوي حسَبٍ،
ويقتدى بلئامِ الأصلِ أنذالِ
كم من أخي ثِقة ٍ، محْضٍ مضارِبُهُ،
فارَقْتُهُ غيْرَ مقْليٍّ ولا قالي
كالبدرِ كانَ على ثغرٍ يسدُّ بهِ،
فأصْبَحَ الثّغْرُ منهُ فرْجُهُ خَالي
ثمّ تَعَزّيْتُ عنْهُ، غَيْرَ مُختَشِعٍ
على الحوادثِ، في عرفٍ وإجمالِ
(1/172)
عنوان القصيدة : وكنا ملوكَ الناسِ، قبلَ محمدٍ،
وكنا ملوكَ الناسِ، قبلَ محمدٍ،
فلما أتى الإسلامُ، كان لنا الفضْلُ
وأكْرَمَنا اللَّهُ الذي ليسَ غيرُهُ
إلهٌ، بأيّامٍ مَضَتْ ما لها شَكْلُ
بِنَصْرِ الإلهِ للنَّبيّ ودينِهِ،
وأكرَمَنا باسمٍ مَضَى ما لهُ مِثلُ
أُولئكَ قوْمي خيرُ قوْمٍ بأسرِهمْ،
وليسَ على معروفهمْ أبداً قفلُ
يَرُبّون بالمعرُوفُ معرُوفَ مَن مَضى
فما عدّ من خيرٍ، فقومي له أهلُ
إذا اختُبِطُوا لم يُفحشوا في نديّهم،
وليسَ على سؤالهمْ عندهمُ بخلُ
وحاملهم وافٍ بكلّ حمالة ٍ
تَحَمَّلَ، لا غُرْمٌ عليه، ولا خَذْلُ
وجارهمُ فيهكْ بعلياءَ بيتهُ،
له ما ثَوَى فينا الكرامة ُ والبَذلُ
وقائلهمْ بالحقّ أولُ قائلٍ،
فحكمهمُ عدلٌ، وقولهمُ فصلُ
إذا حارَبوا، أوْ سالموا لم يُشبَّهوا،
فحرْبهمُ خوْفٌ، وسلمهمُ سَهْلُ
ومنا أمينُ المسلمينَ حياتهُ،
ومنْ غسلتهُ من جنابتهِ الرسلُ
(1/173)
عنوان القصيدة : أتعرِفُ الدّارُ، عَفا رسْمُها،
أتعرِفُ الدّارُ، عَفا رسْمُها،
بعدَكَ، صَوْبَ المُسبل الهاطلِ
بينَ السراديحِ، فأدمانة ٍ،
فمدفعِ الروحاء في حائلِ
ساءلتُها عن ذاك، فاستعجمتْ،
لم تدرِ ما مرجوعة ُ السائلِ
دعْ عنكَ داراً قد عفا رسمها،
وابكِ على حمزة َ ذي النائلِ
المالىء الشيزى ، إذا أعصفتْ
غبرَاءُ في ذي الشَّبَمِ الماحِلِ
التاركِ القرنِ لدى لبدهِ،
يَعْثُرُ في ذي الخُرُص الذابلِ
واللاّبسِ الخيلَ إذا أحجمَتْ،
كاللّيْثِ في غابتِهِ الباسلِ
أبيضَ في الذروة ِ من هاشمٍ،
لمْ يَمرِ دونَ الحقّ بالباطِلِ
ما لشهيدٍ بينَ أرماحكمْ،
شلتْ يدا وحشيِّ من قاتلِ
إنّ أمْرَأَ غُودِرَ في ألّة ٍ
مَطرُورَة ٍ، مارِنَة ِ العامِلِ
أظْلَمَتِ الأرْضُ لفِقْدَانِهِ،
واسودَّ نورُ القمرِ الناصلِ
صلّى عليكَ اللَّهُ في جنّة ٍ
عاليَة ٍ، مُكرَمَة ِ الدّاخِلِ
كُنّا نرَى حمزَة َ حِرْزاً لنا
مِنْ كلّ أمرٍ نابَنا نازِلِ
وكانَ في الإسلامِ ذا تدرإٍ،
لمْ يكُ بالوَاني، ولا الخاذلِ
لا تفرَحي يا هنْدُ، واستحلِبي
دمعاً، وأذري عبرَة َ الثاكلِ
وابكي على عتبة َ، إذْ قطهُ
بالسَّيْفِ تحتَ الرَّهَجِ الجائلِ
إذْ خَرّ في مَشْيخَة ٍ منكُمُ،
من كلّ عاتٍ قلبهُ، جاهلِ
أرْداهُمُ حمزَة ُ في أُسْرَة ٍ،
يمْشونَ تحتَ الحَلَقِ الذائلِ
غداة َ جبريلُ وزيرٌ لهُ،
نِعْمَ وَزيرُ الفارِس الحامِلِ
(1/174)
عنوان القصيدة : لقدْ لقِيَتْ قُرَيْظة ُ ما عظاها،
لقدْ لقِيَتْ قُرَيْظة ُ ما عظاها،
وحلّ بحصنها ذلٌّ ذليلُ
وسعدٌ كان أنذرهمْ نصيحاً
بأنّ إلههُمْ رَبٌّ جلِيلُ
فمل برحوا بنقضِ العهدِ حتى
غزاهم في ديارهمِ الرسولُ
أحاطَ بحصنهمْ منا صفوفٌ،
لهُ من حَرّ وَقعتِها صَليلُ
فصارَ المؤمنونَ بدارِ خلدٍ،
أقامَ لها بها ظلٌّ ظليلُ
(1/175)
عنوان القصيدة : نَصَرُوا نَبيّهُمُ، وشدّوا أزْرَه،
نَصَرُوا نَبيّهُمُ، وشدّوا أزْرَه،
بحُنَينَ، يوْمَ تَواكُلِ الأبْطَالِ(1/176)
عنوان القصيدة : يخافُ أُبَيٌّ جَنانَ العَدُوّ،
يخافُ أُبَيٌّ جَنانَ العَدُوّ،
ويعلمُ أني أنا المعقلُ
فلا وأخيكَ الكريمِ الذي
فَخَرْتَ بهِ لا تُرَى تَعتَلُ
فلا تقنعِ العامَ في دارهمْ،
ولا أُسْتَهَدُّ ولا أُنْكَلُ
أبا لكَ، لا مُستَجافُ الفُؤا
دِ، يوْمَ الهِياجِ، ولا أعزَلُ
(1/177)
عنوان القصيدة : رضيتُ حكومة َ المرقالِ قيسٍ،
رضيتُ حكومة َ المرقالِ قيسٍ،
وما أحسَسْتُ إذ حكَّمْتُ خالي
لهُ كفٌّ تفيضُ دماً، وكفٌّ
يُباري جُودُها سَحَّ الشَّمالِ
ونحنُ الحاكمونَ بكلّ أمرٍ
قَديماً، نبتَني شَرَفَ المَعالي
ولا ينفكُّ فينا ما بقينا
منيرُ الوجهِ، أبيضُ كالهلالِ
ألا يا مالِ لا تَزْدَدْ سَفاهاً،
قَضيّة َ ماجِدٍ، ثَبْتِ المَقالِ
(1/178)
عنوان القصيدة : وقافية ٍ عجتْ بليلٍ، رزينة ٍ،
وقافية ٍ عجتْ بليلٍ، رزينة ٍ،
تلقيتُ من جوّ السماءِ نزولها
يراها الذي لا ينطقُ الشعرَ عندهُ،
ويعجزُ عن أمثالها أن يقولها
متاريكُ أذنابِ الحقوقِ، إذا التوتْ
أخذْنا الفُرُوعَ، واجتَنَيْنا أُصُولها
مقاويلُ بالمعروفِ، خرسٌ عن الخنا
كِرَامٌ، مَعَاطٍ للعَشِيرَة ِ سُوْلَها
(1/179)
عنوان القصيدة : ولقدْ بكيتُ، وعزّ مهلكُ جعفرٍ،
ولقدْ بكيتُ، وعزّ مهلكُ جعفرٍ،
حِبِّ النبيّ، على البريّة ِ كلّها
ولقد جزعتُ، وقلتُ حينَ نعيتَ لي:
منء للجلادِ لدى العقابِ وظلها
بالبِيضِ، حينَ تُسلُّ مِنْ أغمادِها،
يوماً، وإنهالِ الرماحِ وعلها
بعدَ ابنِ فاطمة َ المباركِ جعفرٍ،
خَيْرِ البَرِيّة ِ كُلِّها وأجَلّها
رُزءاً، وأكرَمِها جَميعاً مَحْتِداً،
وأعَزِّها مُتَظَلِّماً، وأذَلّها
للحقّ حينَ ينوبُ غيرَ تنحلٍ
كَذِبَاً، وأغمَرِها نَدى ً، وأقَلّها
فُحشاً، وأكثرِها، إذا ما تُجتدَى ،
فضلاً، وأبذلها ندى ، وأدلها
عَ الخَيرِ بَعدَ مُحَمّدٍ، لا شِبهُهُ
بَشَرٌ يُعَدُّ من البَرِيّة ِ جُلّها
(1/180)
عنوان القصيدة : أقامَ على عهدِ النبيّ وهديهِ،
أقامَ على عهدِ النبيّ وهديهِ،
حواريهُ والقولُ بالفعلِ يعدلُ
أقامَ على منهاجهِ وطريقهِ،
يُوَالي وَليَّ الحقِّ، والحقُّ أعدَلُ
هُوَ الفارِسُ المشهورُ والبطلُ الذي
يَصُولُ، إذا ما كانَ يوْمٌ مُحَجَّلُ
إذا كشَفَتْ عن ساقِها الحرْبُ حشّها
بأبْيَضَ سبّاقٍ إلى المَوْتِ يُرْقِلُ
وإنّ امْرَأ كانَتْ صَفِيّة ُ أُمَّهُ،
ومنْ أسدٌ في بيتها لمرفلُ
لَهُ من رَسُولِ اللَّهِ قُرْبَى قَريبَة ٌ،
ومن نُصرَة ِ الإسلامِ مَجدٌ مؤثَلْ
فكمْ كربة ٍ ذبّ الزبيرُ بسيفهِ
عن المُصْطفى ، واللَّهُ يُعطي فيُجزلُ
فما مثلهُ فيهمْ، ولا كانَ قبلهُ،
وليْسَ يَكُونُ الدّهرَ ما دامَ يذْبُلُ
ثناؤكَ خيرٌ من فعالِ معاشرٍ،
وفعلكَ، يا ابن الهاشمية ِ، أفضلُ
(1/181)
عنوان القصيدة : أخلاءُ الرخاءِ همُ كثيرٌ،
أخلاءُ الرخاءِ همُ كثيرٌ،
وَلكنْ في البَلاءِ هُمُ قَلِيلُ
فلا يغرركَ خلة ُ من تؤاخي،
فما لك عندَ نائبَة ٍ خليلُ
وكُلُّ أخٍ يقولُ: أنا وَفيٌّ،
ولكنْ ليسَ يفعَلُ ما يَقُولُ
سوى خلٍّ لهُ حسبٌ ودينٌ،
فذاكَ لما يقولُ هو الفعولُ
(1/182)
عنوان القصيدة : عَلِمتُكِ، واللَّهُ الحَسيبُ، عَفيفَة ً
عَلِمتُكِ، واللَّهُ الحَسيبُ، عَفيفَة ً
منَ المؤمناتِ غيرَ ذاتِ غوائلِ
حَصاناً رَزَانَ الرّجلِ يَشبَعُ جارُها
وتُصبحُ غَرْثَى من لحومِ الغَوافِلِ
وما قُلتُ في مالٍ تُريدينَ أخذَهُ،
بنية مهلاً، إنني غيرُ فاعلِ
(1/183)
عنوان القصيدة : لقد وَرِثَ الضّلالة َ عن أبيهِ،
لقد وَرِثَ الضّلالة َ عن أبيهِ،
أُبَيٌّ، يوْمَ فَارَقَهُ الرّسُولُ
جئتَ محمداً عظماً رميماً،
لتكذبهُ، وأنتَ بهِ جهولُ
وقد نالتْ بنو النجارِ منكمْ،
أُميّة َ، إذْ يُغَوِّثُ يَا عَقِيلُ
وَتَبَّ ابْنا رَبِيعة َ، إذْ أطَاعَا
أبا جَهْلٍ، لأمّهما الهُبُولُ(1/184)
عنوان القصيدة : إذا الثقفيُّ فاخركمْ، فقولوا:
إذا الثقفيُّ فاخركمْ، فقولوا:
هلمّ، فعدَّ شأنَ أبي رغالِ
أبوُكُمْ الأمُ الآباءِ قِدْماً،
وأنتُمْ مُشْبِهُوهُ على مِثَالِ
مثالِ اللؤمِ، قد علمتْ معدٌّ،
فليسوا بالصّريحِ ولا المَوالي
ثقيفٌ شرُّ من ركبَ المطايا،
وأشباهُ الهجارسِ في القتالِ
ولوْ نَطَقتْ رِحالُ المَيْسِ قالتْ:
ثقيفٌ شرُّ منْ فوقَ الرحالِ
عَبِيدُ الفِزْرِ أوْرَثَهُمْ بَنيهِ،
وآلى لا يَبيعُهُمُ بمَالِ
وما لكرامة ٍ حبسوا، ولكنْ
أرادَ هوانهمْ أخرى الليالي
(1/185)
عنوان القصيدة : جاءتْ مُزَينَة ُ من عَمْقٍ لتنصَرَهمْ،
جاءتْ مُزَينَة ُ من عَمْقٍ لتنصَرَهمْ،
فِرّي، مُزَينَة ُ، في أسْتاهكِ الفُتُلُ
فكلُّ شيء، سوَى أن تذكرُوا شرَفاً،
أوْ تبلُغوا حسَباً منْ شأنكُمْ جلَلُ
قومٌ مدانيسُ لا يمشي بعقوتهمْ
جارٌ، وليسَ لهمْ في موْطنٍ بَطَلُ
(1/186)
عنوان القصيدة : أبلغْ عبيداً بأنّ الفخرَ منقصة ٌ
أبلغْ عبيداً بأنّ الفخرَ منقصة ٌ
في الصّالحينَ، فلا يذهبْ بكَ الجذَلُ
لما رأيتَ بني عوفٍ وإخوتهمْ
عوفاً وَجمْعَ بني النجّارِ قد حفَلوا
قومٌ أباحوا حماكم بالسيوفِ، ولمْ
يفعَلْ بكمْ أحدٌ في الناس ما فعلوا
إذ أنتمُ لا تجيبونَ المضافَ، وإذْ
تُلقى خِلال الديار الكاعبُ الفُضُلُ
(1/187)
عنوان القصيدة : وما كثرتْ بنو أسدٍ فتخشى
وما كثرتْ بنو أسدٍ فتخشى
لكثرتها، ولا طابَ القليلُ
قبيلة ٌ تذبذبُ في معدٍّ،
أنوفهمُ أذلُّ من السبيلِ
تمنى أن تكونَ إلى قريشٍ
شَبيهَ البَغْلِ شَبَّهَ بالصّهيلِ
(1/188)
عنوان القصيدة : سماهُ معشرهُ أبا حكمٍ،
سماهُ معشرهُ أبا حكمٍ،
واللهُ سماهُ أبا جهلِ
فما يجيءُ، الدهرَ، معتمراً
إلا ومرجلُ جهلهِ يغلي
وكأنهُ مما يجيشُ بهِ
مبدي الفجورِ وسورة ِ الجهلِ
يُغْرَى بهِ سُفْعٌ لَعامِظَة ٌ،
مثلُ السباع شرَعنَ في الضَّحْلِ
أبْقَتْ رِيَاسَتُهُ لمَعْشَرِهِ
غَضَبَ الإلهِ وَذِلّة َ الأصْلِ
إن ينتصرْ يدمى الجبينُ، وإنْ
يلبثْ قليلاً يودَ بالرحلِ
قدْ رامني الشعراءُ، فانقلبوا
مني بأفوقَ ساقطِ النصلِ
ويصدُّ عني المفحمونَ، كما
صدّ البكارة ُ عن حرى الفحلِ
يخْشُونَ من حسّانَ ذا بَرَدٍ،
هزِمَ العشيّة ِ، صادقَ الوَبلِ
(1/189)
عنوان القصيدة : وإنّ ثقيفاً كانَ، فاعترفوا بهِ،
وإنّ ثقيفاً كانَ، فاعترفوا بهِ،
لئيماً، إذا ما نصّ للمجدِ معقلُ
وَأغضُوا، فإنّ المجدَ عنكم وأهْلَهُ
على ما بِكمْ من لؤمكم مُتَعزِّلُ
وَخلُّوا مَعَدَّاً وانتساباً إليهِمِ،
بهمْ عنكمُ حقاً تناءٍ ومزحلُ
وقولَ السفاهِ، واقصدوا لأبيكمُ
ثقيفٍ، فإنّ القصد في ذاكَ أجملُ
فإنّكُمُ إن ترْغبوا لا يَكُنْ لَكُمْ
عنَ أصْلكُمُ في جِذم قيْس معوَّلُ
وما لكمُ في خندفٍ منْ ولادة ٍ،
ولا في قديم الخيرِ مجدٌ مُؤثَّلُ
(1/190)
عنوان القصيدة : ويَوْمَ بدْرٍ، لقيناكمْ، لنا مدَدٌ،
ويَوْمَ بدْرٍ، لقيناكمْ، لنا مدَدٌ،
فيرفعُ النصرَ ميكالٌ وجبريلُ(1/191)
عنوان القصيدة : اللؤمُ خيرٌ من ثقيفٍ كلها
اللؤمُ خيرٌ من ثقيفٍ كلها
حسباً، وما يفعلْ لئيمٌ تفعلِ
وَبَنَى المَليكُ من المخازي فوْقَهُمْ
بيتا، أقامَ عليهمِ لم ينقلِ
إنْ همْ أقاموا حلَّ فوقًَ رقابهمْ،
أبداً، وإنْ يتحولوا يتحولِ
قوْمٌ إذا ما صِيحَ في حُجُرَاتِهِمْ
لاقَوا بأنْذالٍ تَنابِلَ عُزّلِ
(1/192)
عنوان القصيدة : بئسَ ما قاتلتْ خيابرُ عما
بئسَ ما قاتلتْ خيابرُ عما
جمعتْ من مزارعٍ ونخيلِ
كرهوا الموتَ فاستبيحَ حماهمْ،
وأقاموا فِعْلَ اللّئيمِ الذّليلِ
أمنَ الموتِ ترهبونَ؟ فإنّ ال
موتَ موتَ الهزالِ غيرُ جميلِ
(1/193)
عنوان القصيدة : لسْتَ مِنَ المَعشَرِ الأكْرَميـ
لسْتَ مِنَ المَعشَرِ الأكْرَميـ
نَ لا عبدِ شمسٍ ولا نوفلِ
وليْسَ أبُوكَ بِساقي الحَجِيـ
جِ، فاقعدْ على الحسبِ الأرذلِ
ولكنْ هجينٌ منوطٌ بهمْ،
كما نوطتْ حلقة ُ المحملِ
تجيشُ من اللؤمِ أحسابكمْ
كجيشِ المشاشة ِ في المرجلِ
فلوْ كنتَ من هاشمٍ في الصّمِيـ
مِ لم تهجنا، وركيْ مصطلي
(1/194)
عنوان القصيدة : لكِ الخيرُ غضي اللومَ عني فإنني
لكِ الخيرُ غضي اللومَ عني فإنني
أُحبُّ من الأخلاقِ ما كان أجملا
ذَرِيني وَعلمي بالأمورِ وَشيمَتي،
فما طائري يوْماً عليكِ بأخْيَلا
فإن كنتِ لا مني، ولا من خليقتي،
فمنكِ الذي أمسى عن الخيرِ أعزلا
ألمْ تعلمي أني أرى البخلَ سبة ً،
وَأُبْغِضُ ذا اللّوْنينِ والمُتَنقِّلا
إذا انصرَفَتْ نفسي عن الشيء مرّة ً،
فلستُ إليهِ آخرَ الدهرِ مقبلا
وإني، إذا ما الهمُّ ضافَ قريتهُ
زَماعاً، ومِرْقالَ العشيّاتِ عيهَلا
ململمة ً، خطارة ً، لوْ حملتها
على السيْفِ لم تعدِل عن السيْفِ معدِلا
إذا انبعثتْ من مبركٍ غادرتْ بهِ
تَوَائِمَ أمْثَالَ الزّبائب ذُبَّلا
فإنْ بركتْ خوتْ على ثفناتها،
كأنّ على حيزومها حرفَ أعبلا
مروعة ً لوْ خلفها صرَّ جندبٌ،
رأيتَ لها من روعة ِ القلبِ أفكا
وإنا لقومٌ ما نسودُ غادراً،
ولا ناكِلاً عِندَ الحمالَة ِ زُمَّلا
ولا مانعاً للمالِ فيما ينوبهُ،
ولا عاجزاً في الحربِ جبساً مغفلا
نسودُ منا كلَّ أشيبَ بارعٍ،
أغرَّ، تراهُ بالجلالِ مكللا
إذا ما انتدى أجنى الندى ، وابتنى العلا،
وَأُلفِيَ ذا طَوْلٍ على مَنْ تَطَوَّلا
فلستَ بلاقٍ ناشئاً من شبابنا،
وإن كانَ أندى من سَوانا، وأحوَلا
نُطِيعُ فِعَالَ الشيخِ منّا، إذا سما
لأمرٍ، ولا نعيا، إذا الأمرُ أعضلا
لَهُ أُرْبَة ٌ في حزْمهِ وفِعَالهِ،
وإن كانَ منّا حازِمَ الرّأي حُوَّلا
وما ذاكَ إلاّ أنّنا جَعَلَتْ لنَا
أكابرنا، في أولِ الخيرِ، أولا
فنحن الذرى من نسل آدمَ والعرى ،
تربعَ فينا المجدُ حتى تأثلا
بنى الزُّ بيتاً، فاستقرتْ عمادهُ
عَلينا، فأعْيا الناسَ أنْ يَتَحَوّلا
وإنكَ لن تلقى منَ الناسِ معشراً
أعَزَّ من الأنصَارِ عِزَّاً وأفضَلا
وأكثرَ أنْ تلقَى ، إذا ما أتيْتَهُمْ،
لهمْ سيداً ضخمَ الدسيعة ِ جحفلا
وأشيَبَ، ميمونَ النّقيبة ِ، يُبتَغى
بهِ الخَطَرُ الأعْلى ، وطفلاً مؤمَّلا
وأمردَ مرتاحاً، إذا ما ندبتهُ
تَحَمّلَ ما حَمّلْتَهُ، فَتَرَبّلا
وَعِدَّاً خَطيباً لا يُطاقُ جوَابُهُ،
وذا أُرْبَة ٍ في شِعْرِهِ مُتَنَخَّلا
وأصْيَدَ نهّاضاً إلى السّيْفِ، صَارِماً،
إذا ما دعا داعٍ إلى المَوْتِ أرْقلا
وأغيدَ مختالاً، يجرُّ إزارهُ،
كثيرَ النّدى ، طلْقَ اليدين مُعذَّلا
لنا حرة ٌ مأطورة ٌ بجبالها،
بنى المجدُ فيها بيتهُ، فتأهلا
بها النَّخْلُ والآطامُ تجري خِلالَها
جداوِلُ، قد تعلو رِقاقاً وجَرْوَلا
إذا جدولٌ منها تصرمَ ماؤه،
وصلنا إليهِ بالنواضحِ جدولا
على كل مفهاقٍ، خسيفٍ غروبها،
تُفرّغ في حوضٍ من الصخر انجلا
له غلل في ظلِّ كل حديقة
يُعَارضُ يَعْبُوباً منَ الماءِ سَلسَلا
إذا جئتَها ألفَيْتَ، في حَجَرَاتِها،
عناجيجَ قباً والسوامَ المؤبلا
جَعَلْنَا لَها أسْيَافَنا وَرِماحَنا،
من الجيش والأعرابِ، كهفاً ومعقِلا
إذ جمعوا جمعاً سمونا إليهمِ
بهندية ٍ تسقى الذعافَ المثملا
نَصَرْنَا بها خيْرَ البرِيَّة ِ كلِّها،
إماما، ووقّرْنا الكِتَابَ المُنزَّلا
نَصَرْنا، وآوَيْنا، وقوّمَ ضرْبُنا
لهُ بالسيوفِ مَيلَ مَن كان أميَلا
وإنكَ لنْ تلقى لنا من معنفٍ،
وَلا عائِبٍ، إلاّ لئيماً مُضَلَّلا
وإلاّ أمْرأً قَدْ نالَهُ من سُيوفِنا
ذبابٌ، فأمسى مائلَ الشقّ أعزلا
فمَنْ يأتِنَا أوْ يَلْقَنا عنْ جِنايَة ٍ
يجدْ عندنا مثوى ً كريماً، وموئلا
نجيرُ، فلا يخشى البوادرَ جارنا،
ولاقَى الغِنى في دُورِنا، فتمَوّلا
(1/195)
عنوان القصيدة : أجِدَّكَ لم تهْتَجْ لرَسْمِ المنَازِلِ،
أجِدَّكَ لم تهْتَجْ لرَسْمِ المنَازِلِ،
وَدارِ ملوكٍ، فوْقَ ذاتِ السَّلاسلِ
تَجودُ الثُّرَيّا فوْقَها، وتضَمّنَتْ
برداً يذري أصولَ الأسافلِ
إذا عذراتُ الحيّ كان نتاجها
كروماً تدلى فوقَ أعرفَ ماثلِ
ديارٌ زَهاها اللَّهُ لم يعتلجْ بهَا
رِعاءُ الشَّوِيّ من وَرَاءِ السَّوَائِلِ
فمهما يكنْ مني، فلستُ بكاذبٍ،
ولستُ بخوانِ الأمينِ المجاملِ
وإني إذا ما قلتُ قولاً فعلتهُ،
وأعرضُ عما ليسَ قلبي بفاعلِ
ومن مكرهي إن شئتُ أن لا أقولهُ،
وفجعُ الأمينِ شيمة ٌ غيرُ طائلِ
(1/196)
عنوان القصيدة : أبني الحماس! أليسَ منكمْ ماجدٌ،
أبني الحماس! أليسَ منكمْ ماجدٌ،
إنّ المُروءة َ في الحِماس قلِيلُ
يا ويلَ أمكمُ، وويلَ أبيكمُ،
وَيْلاً تَرَدّدَ فيكمُ وَعوِيلُ
هاجيتُمُ حسّانَ عندَ ذكائِهِ،
غَيٌّ لمَنْ وَلَدَ الحِماسُ طوِيلُ
إنّ الهجاءَ إليكمُ لبعلة ٍ،
فتحشحشوا إنّ الذليلَ ذَليلُ
لا تجزعوا أن تنسبوا لأبيكمُ،
فاللؤمُ يبقى ، والجبالُ تزولُ
فبنو زيادٍ لمْ تلدكَ فحولهمْ،
وَبَنو صَلاءَة َ فحلُهمْ مشغولُ
وسرى بكمْ تيسٌ أجمُّ، مجدرٌ،
ما للذمامة ِ عنكمُ تحويلُ
فاللؤمُ حلَّ على الحماسِ، فما لهمْ
كهلٌ يسودُ ولا فتى ً بهلولُ
(1/197)
عنوان القصيدة : إذا قالَ لمْ يترُكْ مَقالاً لِقَائِلٍ،
إذا قالَ لمْ يترُكْ مَقالاً لِقَائِلٍ،
بمُلتَقَطاتٍ لا تَرَى بينَها فَصْلا
كفى وشفى ما في النفوسِ، فلم يدعْ
لِذي إرْبَة ٍ، في القوْلِ، جِدَّاً وَلا هزْلا
سموتَ إلى العليا بغيرِ مشقة ٍ،
فنلتَ ذراها لا دنياً، ولا وغلا(1/198)
عنوان القصيدة : منعنا رسولَ اللهِ، إذ حلَّ وسطنا،
منعنا رسولَ اللهِ، إذ حلَّ وسطنا،
على انفِ راضٍ منْ معدٍ وراغمِ
مَنَعْنَاهُ لمّا حَلّ وَسْطَ بُيُوتِنَا،
بأسيافنا منْ كلّ باغٍ وظالمِ(1/199)
عنوان القصيدة : لا تَعْدَ مَنْ رَجُلاً أحَلّكَ بُغضُه
لا تَعْدَ مَنْ رَجُلاً أحَلّكَ بُغضُه
نَجْرَانَ، في عيشٍ أحَذَّ لئيمِ
بليتْ قناتكَ في الحروِ فألفيتْ
خمّانَة ً جَوْفاءَ، ذاتَ وُصُومِ
غَضِبَ الإلهُ على الزِّبِعْرَى وابنِهِ،
وعذابِ سوءٍ في الحياة ِ مقيمِ(1/200)
عنوان القصيدة : تَبَلَتْ فؤادَكَ في المنامِ خَريدة ٌ،
تَبَلَتْ فؤادَكَ في المنامِ خَريدة ٌ،
تسقي الضجيعَ بباردٍ بسامِ
كالمسكِ تخلطهُ بماءِ سحابة ٍ،
أوْ عاتقٍ كدمِ الذبيحِ مُدامِ
نُفُجُ الحقيبة ِ بَوْصُها مُتَنَضِّدٌ،
بلهاءُ، غيرُ وشيكة ِ الأقْسامِ
بنيتْ على قطنٍ أجمَّ كأنهُ،
فُضُلاً إذا قعدَتْ، مَداكُ رُخامِ
وتكادُ تكسلُ أن تجيء فراشها،
في لينِ خرعبة ٍ، وحسنِ قوامِ
أما النهارُ، فلا أفترُ ذكرها،
والليلُ توزعني بها أحلامي
أقسمتُ أنساها، وأتركُ ذكرها،
حتى تُغيَّبَ في الضّريحِ عظامي
يا من لعاذلة ٍ تلومُ سفاهة ً،
ولقد عصَيتُ، إلى الهَوى ، لُوّامي
بكرتْ إليّ بسحرة ٍ، بعدَ الكرى ،
وتقاربٍ منْ حادثِ الأيامِ
زعمتْ بأنّ المرءَ يكربُ يومه
عُدْمٌ لمُعتكِرٍ منَ الأصْرَامِ
إنْ كنتِ كاذبة َ الذي حدّثتِني،
فنجوتِ منجى الحارثِ بن هشامِ
تَرَكَ الأحِبّة َ أنْ يقاتلَ دونَهمْ،
وَنجا برَأس طِمِرَّة ٍ وَلِجامِ
جرواءَ، تمزعُ في الغبارِ كأنها
سرحانُ غابٍ في ظلالِ غمامِ
تذرُ العناجيجَ الجيادَ بقفرة ٍ،
مرَّ الدموكِ بمحصدٍ ورجامِ
ملأتْ به الفرجينِ، فارمدتْ بهِ،
وثوى أحبتهُ بشرّ مقامِ
وبنو أبيهِ ورهطهُ في معركٍ،
نَصَرَ الإلهُ بهِ ذوي الإسْلامِ
لولا الإلهُ وجريها لتركنهُ
جزرَ السباعِ، ودسنهُ بحوامي
طَحَنَتْهُمُ والله يَنْفُذُ أمرُهُ،
حَرْبٌ يُشَبُّ سَعِيرُها بِضِرَامِ
منْ كلّ مأسورٍ يُشَدُّ صفادُهُ،
صَقرٍ، إذا لاقَى الكتِيبَة َ حامي
ومُجَدَّلٍ لا يَستجيبُ لِدعوَة ٍ،
حتّى تَزُولَ شوَامخُ الأعلامِ
بالعارِ والذلّ المبينِ، إذ رأوا
بيضَ السيوفِ تسوقُ كلَّ همامِ
بيديْ أغرَّ، إذا انتمى لم يخزهِ
نسَبُ القِصارِ، سميذعٍ، مِقدامِ
بِيضٌ، إذا لاقتْ حديداً صمّمتْ
كالبرقِ تحت ظلالِ كلّ غمامِ
ليسوا كيعمر حين يشتجِرُ القَنا،
والخيلُ تَضْبُرُ تحت كلّ قَتامِ
فسلحتَ، إنك من معاشرِ خانة ٍ،
سلحٍ، إذا حضر القتالُ، لئامُ
فَدعِ المكارِمَ، إنّ قوْمَكَ أُسرة ٌ،
مِنْ وُلدِ شجْعٍ غيرُ جِدِّ كِرَامِ
من صُلبِ خِندِف ماجدٍ أعرَاقُهُ،
نجلتْ بهِ بيضاءُ ذاتُ تمامِ
ومرنحٍ فيهِ الأسنة ُ شرعاً،
كالجَفرِ غيرِ مُقابَلِ الأعْمَامِ
(1/201)
عنوان القصيدة : لعمركَ إنّ إلكَ منْ قريشٍ،
لعمركَ إنّ إلكَ منْ قريشٍ،
كإلّ السَّقْبِ مِنْ رَألِ النّعامِ
فإنّكَ. إن تَمُتَّ إلى قُرَيشٍ،
كذاتِ البوّ جائلة ِ المرامِ
وأنتَ منوطٌ بهمِ هجينٌ،
كما نيطَ السرائحُ بالخدامِ
فلا تفخرْ بقومٍ لستَ منهمْ،
ولا تكُ كاللئامِ بني هشامِ
(1/202)
عنوان القصيدة : ليتَ خبيباً لم تخنهُ أمانة ٌ؛
ليتَ خبيباً لم تخنهُ أمانة ٌ؛
وَلَيْتَ خُبَيباً كانَ بالقَومِ عالِمَا
شَراهُ زُهَيرُ بنُ الأغَرّ وجامِعٌ،
وكانَا قَديماً يَركَبانِ المَحارِمَا
أجرتمْ، فلما أن أجرتم غدرتمُ
وكنتُمْ بأكنافِ الرّجيعِ لَهاذِمَا
(1/203)
عنوان القصيدة : إذا رأيتَ راعيينِ في غنمْ
إذا رأيتَ راعيينِ في غنمْ
أُسَيِّدَينِ يَحلِفانِ بنُهَمْ
بَينَهُما أشلاءُ لحمٍ مُقتَسَمْ
من بطنِ عَمقٍ ذي الجَليلِ والسَّلَمْ
(1/204)
عنوان القصيدة : ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما،
ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما،
بمَدْفَعِ أشْداخٍ، فبُرْقة ِ أظْلما
أبَى رَسْمُ دارِ الحيّ أن يتَكلّما،
وهل ينطقُ المعروفَ من كانَ أبكما
بقاعِ نقيعِ الجِزْع من بطن يَلبَنٍ،
تَحَمّلَ منهُ أهلُهُ، فتَتهمّا
دِيارٌ لِشعْثاءِ الفُؤادِ وَتِرْبِها،
لياليَ تحتَلُّ المَرَاضَ، فتغلَما
وإذ هيَ حوراءُ المدامعِ ترتعي
بمندفعِ الوادي أراكاً منظما
أقامتْ بهِ بالصّيْفِ، حتى بدا لها
نشاصٌ، إذا هبتْ له الريحُ أرزما
وقدْ ألّ من أعضادِهِ، ودَنا لَهُ
من الأرضِ دانٍ جوزهُ، فتحمحما
تحنُّ مطافيلُ الرباعِ خلالهُ،
إذا استنّ، في حافاته البرْقُ، أثجَما
وكادَ بأكنافِ العقيقِ وثيدهُ
يحطُّ، من الجماءِ، ركناً ململما
فلمّا عَلا تُرْبانَ، وانهلّ وَدْقُهُ،
تداعى ، وألقى بركهُ وتهزما
وأصبحَ منهُ كلُّ مدفعٍ تلعة ٍ
يكبُّ العضاهَ سيلهُ، ما تصرما
تنادوا بليلٍ، فاستقلتْ حمولهمْ،
وعالينَ أنماطَ الدرقلِ المرقما
عَسَجْنَ بأعْنَاقِ الظّباءِ، وأبرَزَتْ
حواشي برودِ القطرِ وشياً منمنما
فأنى تلاقيها، إذا حلّ أهلها
بِوادٍ يَمانٍ، منْ غِفارٍ وأسلَما
تلاقٍ بعيدٌ، واختلافٌ من النوى ،
تَلاقِيكَها، حتى تُوَفيَ مَوْسِما
سأهدي لها في كلّ عامٍ قصيدة ً،
وَأقعُدُ مَكْفيّاً بِيثرِبَ مُكرَمَا
الستُ بنعمَ الجارُ يولفُ بيتهُ
لذي العرفِ ذا مالٍ كثيرٍ ومعدما
وندمانِ صدقٍ تمطرُ الحيرَ كفهُ،
إذا رَاحَ فيّاضَ العشيّاتِ خِضرِما
وَصَلْتُ بهِ رْكني، وَوَافقَ شيمتي،
ولم أكُ عِضّاً في الندامى مُلوَّما
وأبقى لنا مرُّ الحروبِ، ورزؤها،
سيوفاً، وأدراعاً، وجمعاً عرمرما
إذا اغبَرّ آفَاقُ السّماءِ، وأمحَلَتْ
كأنَ عليها ثوبَ عصبٍ مسهما
حسِبْتَ قدُورَ الصّادِ، حوْل بيوتِنا،
قنابلَ دُهماً، في المحلّة ِ، صُيَّما
يظلُّ لديها الواغلونَ كأنما
يوافونَ بحراً، من سُميحة َ، مُفعَما
لنا حاضرٌ فعمٌ، وبادٍ كأنهُ
شماريخُ رضوى عزة ً، وتكرما
مَتى ما تَزِنّا من معَدٍّ بعُصْبَة ٍ،
وغسانَ، نمنعْ حوضنا أن يهدما
بكلّ فتى ً عاري الأشاجعِ، لاحهُ
قِرَاعُ الكماة ، يرْشحُ المِسكَ والدما
إذا استدبرتنا الشمسُ درتْ متوننا،
كأنّ عرُوقَ الجوْفِ ينضَحن عَندما
وَلدْنا بَني العنْقاءِ وابنيْ مُحرِّقٍ،
فأكرمْ بنا خلالً وأكرمْ بنا ابنما
نسودُ ذا المالِ القليلِ، إذا بدتْ
مروءتهُ فينا، وإن كانَ معدما
وإنّا لنَقري الضّيفَ، إن جاء طارِقاً،
من الشحم، ما أمسى صَحيحاً مسلَّما
ألسنا نردُّ الكبشَ عن طية الهوى ،
ونقلبُ مرانَ الوشيجِ محطما
وكائنْ ترى من سيد ذي مهانة ٍ
أبوه أبونا، وابنُ أُختٍ ومَحْرَما
لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يلمعنَ بالضّحى ،
وأسيافنا يقطرنَ من نجدة ٍ دما
أبَى فِعلُنا المعرُوف أن ننطِقَ الخنا،
وقائلنا بالعرفِ إلا تكلما
أبَى جاهُنا عندَ المُلوكِ وَدَفعُنا
ومِلْءُ جِفانِ الشِّيزِ، حتى تهزَّما
فكلُّ معدٍّ قد جزينا بصنعهش،
فبؤسى ببؤساها، وبالنعمِ أنعما
(1/205)
عنوان القصيدة : أُولئكَ قوْمي، فإن تسألي،
أُولئكَ قوْمي، فإن تسألي،
كرامٌ، إذا الضيفُ يوماً ألمّ
عِظامُ القُدُورِ لأيْسارِهمْ،
يكبونَ فيها المسنَّ، السنمْ
يُواسونَ مَوْلاهُمُ في الغِنى ،
ويَحْمونَ جارَهمُ إن ظُلِمْ
وكانوا مُلوكاً بأرْضِيهِمِ،
يُبادُونَ غَضْباً، بأمرٍ غَشِم
مُلوكاً على النّاس لم يُمْلَكوا
من الدّهرِ يوْماً، كحِلّ القَسَمْ
فأنْبَوْا بِعادٍ وأشياعِها،
ثمودَ، وبعضِ بَقايَا إرَمْ
بيَثْرِبَ قد شيّدُوا في النَّخيلِ
حصوناً، ودجنَ فيها النعمْ
نَوَاضِحَ قدْ عَلَّمتْها اليَهُودُ
عُلَّ إليكِ، وقوْلاً هَلُمّ
وفيما اشتهوْا من عصِيرِ القِطافِ،
وعيْشٍ رَخيٍّ على غيْرِهِمْ
فساروا إليهمْ بأثقالهمْ،
على كلّ فحلٍ هِجانٍ قَطِم
جيادُ الخيولِ بأجنابهمْ،
وقدْ جللوها ثخانَ الأدمْ
فلما أناخوا بجنبيْ صرارٍ،
وشَدّوا السُّرُوجَ بِلَيّ الحُزُمْ
فما رَاعَهُمْ غيرُ مَعْجِ الخيو
لِ، والزّحفُ من خلفهم قد دهِم
فطاروا شلالاً وقد أفزعوا،
وطرنا إليهمْ كأسدِ الأجمْ
على كلّ سَلْهَبَة ٍ في الصيّا
نِ، لا تستكينُ لطولِ السأمْ
وكلِّ كميتٍ، مطارِ الفؤادِ،
أمينِ الفصوصِ، كمثلِ الزلمْ
عليها فوارسُ قدْ عاودوا
قِرَاعَ الكُماة ، وَضرْبَ البُهَمْ
لُيوثٌ إذا غَضِبوا في الحُرُو
بِ، لا يَنكِلون، ولكن قُدُمْ
فَأُبْنا بِسادتِهِمْ والنّسَا
ءِ قَسْراً، وأموالِهِم تُقتَسمْ
ورثنا مساكنهمْ بعدهمْ،
وكنا ملوكاً بها لمْ نرمْ
فلمّا أتانا رَسُولُ المَلِيـ
ـكِ بالنُّورِ والحقّ بعد الظُّلَمْ
ركنا إليهِ، ولمْ نعصهِ،
غداة َ أتانا منَ ارضِ الحرمْ
وقلنا: صَدقتَ، رَسولَ المليك،
هلمّ إلينا، وفينا أقمْ
فنشهدْ أنكَ، عندَ الملي
كِ، أرسلتَ حقاً بدينٍ قيمْ
فنادِ بما كنتَ أخفيتهُ،
نداءً جهاراً، ولا تكتتمْ
فإنا وأولادنا جنة ٌ،
نَقِيكَ وَفي مالِنا فاحتكِمْ
فنحْنُ وُلاتُكَ، إذ كذّبوكَ،
فنادِ نداءً، ولا تحتشمْ
فطارَ الغواة ُ بأشياعهمْ
إليهِ، يظنونَ أن يخترمْ
فقمنا بأسيافنا دونهُ،
نُجالِدُ عَنْهُ بُغاة َ الأُمَمْ
بكلّ صقيلٍ، لهُ ميعة ٌ،
رقيقِ الذبابِ، غموسٍ خذمْ
إذا ما يُصادِفُ صُمَّ العِظا
مِ لمْ يَنبُ عنها، ولمْ ينثلِمْ
فذلكَ ما أورثتنا القرو
مُ مجْداً تليداً، وعِزَّاً أشَمّ
إذا مرّ قرنٌ كفى نسلهُ،
وخلفَ إذا ما انقصمْ
فما إنْ من النّاسِ إلاّ لنا
عليه، وإن خاس، فضلُ النعمْ
(1/206)
عنوان القصيدة : مَنَعَ النّوْمَ، بالعِشاءِ، الهمومُ،
مَنَعَ النّوْمَ، بالعِشاءِ، الهمومُ،
وَخيالٌ، إذا تغورُ النّجومُ
مِنْ حبِيبٍ أصابَ قلبَكَ مِنهُ
سَقَمٌ، فهوَ داخلٌ مَكتومُ
يا لَقَوْمٍ هلْ يقتُلُ المرْءَ مِثلي
وَاهنُ البَطشِ والعِظامِ، سَؤومُ
همُّها العِطرُ، والفِرَاشُ، وَيعْلُو
ها لُجَينٌ وَلُؤلُؤ مَنظُومُ
لوْ يَدِبُّ الحَوْليُّ مِنْ ولدِ الذّ
رِّ عليها، لأندبتها الكلومُ
لمْ تفقها شمسُ النهارِ بشيءِ،
غيرَ أنّ الشبابَ ليسَ يدومُ
إنّ خالي خطيبُ جابية ِ الجو
لانِ عندَ النُّعمانِ حينَ يقُومُ
وَأبي، في سُميحة َ، القائلُ الفا
صلُ، يومَ التقتْ عليه الخصومُ
وأنا الصقرُ عندَ بابِ ابنِ سلمى ،
يومَ نعمانُ في الكبولِ مقيمُ
وأبيٌّ، ووافدٌ أطلقا لي،
ثمّ رُحنا، وقُفلُهُمْ محْطومْ
وَرَهَنْتُ اليدَيْنِ عنهمْ جمِيعاً،
كلُّ كفٍّ فيها جزٌ مقسومُ
وَسَطَتْ نِسْبَتي الذّوائبَ منهمْ،
كلُّ دارٍ فيها أبٌ لي عظيمُ
ربّ حلمٍ أضاعهُ عدمُ الما
لِ، وجهْلٍ غطّى عليه النَّعيمُ
ما أبالي أنبَّ بالحزنِ تيسٌ،
أم لَحَاني بِظَهْرِ غَيْبٍ لئيمُ
تلكَ أفعالنا، وفعلُ الزبعرى
خامِلٌ في صَديقِهِ، مَذْمومُ
وليَ البأسَ منكمُ، إذ حضرتمْ،
أسرة ٌ منْ بني قصيٍّ، صميمُ
تِسعة ٌ تحمِلُ اللواءَ، وطارَتْ،
في رعاعٍ منَ القنا، مخزومُ
لمْ يولوا، حتى أبيدوا جميعاً،
في مَقامٍ، وكلُّهُمْ مَذْمومُ
بِدَمٍ عاتِكٍ، وكانَ حِفاظاً
أن يقيموا، إنّ الكريمَ كريمُ
وَأقاموا حتّى أُزِيرُوا شَعوباً،
والقنا، في نحورهمْ، محطومُ
وقريشٌ تلوذُ منا لواذاً،
لمْ يُقيموا، وخَفّ منها الحُلُومُ
لمْ تُطِقْ حملَهُ العَواتقُ منهم،
إنما يحملُ اللواءَ النجومُ
(1/207)
عنوان القصيدة : ما هَاجَ حسّانَ رُسومُ المَقامْ،
ما هَاجَ حسّانَ رُسومُ المَقامْ،
ومظعنُ الحيّ، ومبنى الخيامْ
والنُّؤيُ، قدْ هَدّمَ أعْضَادَهُ
تَقادُمُ العَهدِ، بوَادٍ تهامْ
قدْ أدْرَكَ الوَاشونَ ما حَاوَلوا،
فالحبلُ من شعثاءَ رثُّ الرمامْ
جِنّيّة ٌ أرّقَني طَيْفُهَا،
تذْهَبُ صُبْحاً وَتُرَى في المنامْ
هَلْ هِيَ إلاّ ظَبْيَة ٌ مُطفِلٌ،
مألفها السدرُ بنعفيْ برامْ
تُزْجي غَزَالاً، فاتِراً طَرْفُهُ،
مقاربَ الخطوِ، ضعيفَ البغامْ
كأنّ فاها ثغبٌ باردٌ
في رصفٍ، تحتَ ظلالِ الغمامْ
شُجّتْ بِصَهْبَاءَ، لهَا سَوْرَة ٌ،
منْ بيتِ رأسٍ عتقتْ في الخيامْ
عَتّقَها الحانوتُ دَهْراً، فَقَدْ
مرّ عليها فرطُ عامٍ، فعامْ
نشربُها صِرْفاً وممزوجة ً،
ثم نُغَنّي في بُيوتِ الرَّخامْ
تَدِبُّ في الجسمِ دَبِيباً، كما
دَبَّ دَبًى ، وَسطَ رقَاقٍ هيَامْ
كأساً، إذا ما الشيخُ والى بها
خَمْساً، تَرَدّى بِرِدَاءِ الغُلامْ
منْ خمْرِ بَيْسانَ تَخَيّرْتُها،
ترياقة ً تورثُ فترَ العظامِ
يسعى بها أحمرُ، ذو برنسٍ،
مُختلَقُ الذِّفْرَى ، شديدُ الحِزَامْ
أرْوَعُ، للدّعوَة ِ مُستعجِلٌ،
لمْ يَثْنِهِ الشانُ، خفيفُ القِيامْ
دعْ ذكرها، وانمِ إلى جسرة ٍ،
جلذية ٍ، ذاتِ مراحٍ عقامْ
دفقة ِ المشية ِ، زيافة ٍ،
تهوي خنوفاً في فضولِ الزمامْ
تحسبها مجنونة ً تغتلي،
إذْ لفعَ الآلُ رؤوسَ الإكامْ
قَوْمي بَنُو النَّجّارِ، إذْ أقْبلتْ
شهْباءُ تَرْمي أهْلَها بالقَتَامْ
لا نخذلُ الجارَ ولا نسلمُال
مولى ، ولا نخصمُ يومَ الخصامْ
منا الذي يحمدُ معروفهُ،
وَيَفْرُجُ اللَّزْبَة َ يوْمَ الزّحامْ
(1/208)
عنوان القصيدة : هل المجدُ إلا السُّوددُ العَوْدُ والندى ،
هل المجدُ إلا السُّوددُ العَوْدُ والندى ،
وجاهُ الملوكِ، واحتمالُ العظائمِ
نَصَرْنا وآوَيْنا النّبيَّ مُحمّداً،
على أنفِ راضٍ من معدٍّ وراغمِ
بحي حَرِيدٍ أصْلُهُ، وَذِمارُهُ
بجابية ِ الجولانِ، وسطَ الأعاجمِ
نَصَرْناهُ لمّا حَلّ وَسْطَ رِحالِنا،
بأسيافنا منْ كلّ باغٍ وظالمِ
جَعَلْنا بَنِينَا دونَهُ، وَبناتِنا،
وطبنا لهُ نفساً بفيءِ المغانمِ
وَنحنُ ضرَبْنا الناسَ، حتى تتابَعوا،
على دِينِهِ، بالمُرْهَفاتِ الصّوَارِمِ
وَنحْنُ وَلَدْنا منْ قُرَيشٍ عَظيمَها،
وَلدْنَا نَبيِّ الخَيْرِ مِنْ آلِ هاشِمِ
لنا المُلكُ في الإشْرَاكِ، والسبقُ في الهدى
ونَصْرُ النّبيّ، وابتِنَاءُ المَكارِمِ
بَني دارِمٍ لا تَفخرُوا، إنّ فخرَكُمْ
يعودُ وبالاً عندَ ذكرِ المكارمِ
هبِلْتُمْ! عليْنا تفخرُونَ، وأنتمُ
لنا خولٌ منْ بينِ ظئرٍ وخادمِ
فإن كنتمُ جئتمْ لحقنِ دمائكمْ،
وأموالكمْ أن تقسموا في المقاسمِ
فَلا تَجْعَلوا لله نِدَّاً وأسْلِمُوا،
وَلا تلبَسوا زِيَّاً كزِيّ الأعَاجِمِ
وإلاّ أبَحْنَاكُمُ وسُقْنا نِساءكُمْ،
بِضُمِّ القَنا، والمُقْرَباتِ الصَّلادِمِ
وأفضلُ ما نلتمْ من المجدِ والعلى
رادفتنا، عندَ احتضارِ المواسمِ
(1/209)
عنوان القصيدة : إبكِ، بكتْ عيناكَ ثمّ تبادرتْ
إبكِ، بكتْ عيناكَ ثمّ تبادرتْ
بدمٍ يعلُّ غروبها، سجامِ
ماذا بكيتَ على الذينَ تتابعوا،
هَلاّ ذَكَرْتَ مَكارِمَ الأقْوَامِ
وذكرتَ منا ماجداً، ذا همة ٍ،
سمْحَ الخلائقِ، ماجِدَ الإقدامِ
أعْني النّبيَّ، أخا التكرُّمِ والندى ،
وأبرَّ من يولي على الأقسامِ
فلمثلهُ، ولمثلُ ما يدعو لهُ،
كانَ المُمَدَّحَ، ثَمّ، غيرَ كَهامِ
(1/210)
عنوان القصيدة : مَا بَالُ عينِكَ، يا حسّانُ، لمْ تنَمِ،
مَا بَالُ عينِكَ، يا حسّانُ، لمْ تنَمِ،
ما إنْ تغمضُ، إلا مؤثمَ القسمِ
لم أحسبِ الشمسَ تبدو بالعِشاء، فَقدْ
لاقيْتَ شمساً تُجَلّي لَيْلَة َ الظُّلَمِ
فرعُ النساءِ، وفرعُ القوم والدها،
أهْلُ الجلالة ِ، والإيفاءِ بالذِّمَمِ
لقدْ حلفتَ، ولم تحلفْ على كذبٍ،
يابن الفُرَيعة ِ، ما كُلّفتَ من أَمَمِ
(1/211)
عنوان القصيدة : ألينُ، إذا لانَ العشيرُ، فإن تكنْ
ألينُ، إذا لانَ العشيرُ، فإن تكنْ
بهِ جنة ٌ، فجنتي أنا أقدمُ
قَريبٌ، بَعيدٌ خيرُهُ، قبلَ شرّهِ،
إذا طلبوا مني الغرامة َ أغرمُ
إذا ماتَ منا سيدٌ سادَ مثلهُ،
رَحِيبُ الذّرَاعِ بالسيادة ِ، خِضرِمُ
يُجيبُ إلى الجُلّى ، وَيحتضِرُ الوَغَى ،
أخو ثِقَة ٍ يَزْدادُ خيراً ويُكرَمُ
(1/212)
عنوان القصيدة : تَناوَلَني كِسرى ببُؤسي، ودونَهُ
تَناوَلَني كِسرى ببُؤسي، ودونَهُ
قفافٌ منَ الصمانِ، فالمتثلمِ
ففجعني، لا وفقَ اللهُ أمرهُ،
بأبيَ، وهابٍ، قليلِ التجهمِ
لِتَعْفُ مِياهُ الحارِثَيْنِ، وقدْ عفَتْ
مِياهُهُما منْ كلّ حيٍّ عَرَمْرَمِ
وأقْفَرَ منْ حُضّارِهِ وِرْدُ أهْلِهِ،
وكان يروي في قلالٍ، وحنتمِ
وقلتُ لعينٍ بالجوبة ِ يا اسلمي،
نعمْ ثمّ لمْ تنطقْ، ولم تتكلمِ
دِيارُ مُلُوكٍ قدْ أرَاهُمْ بِغِبْطَة ٍ،
زَمانَ عَمودُ المُلكِ لمْ يَتَهَدّمِ
لعمري لحرثٌ بينَ قفٍّ ورملة ٍ،
ببرثٍ علتْ أنهارهُ كلَّ مخرمِ
لدى كلّ بنيانٍ رفيعٍ، ومجلسٍ
نشاوى ، وكأسٍ أخلصتْ لم تصرمِ
أحَبُّ إلى حسّانَ، لوْ يَسْتَطِيعُهُ،
منَ المُرْقَصَاتِ، منْ غِفارٍ وأسلمِ
(1/213)
عنوان القصيدة : اللَّهُ أكْرَمَنا بنصرِ نبيّه،
اللَّهُ أكْرَمَنا بنصرِ نبيّه،
بونا أقامَ دعائمَ الإسلامِ
وَبِنا أعَزَّ نَبيَّهُ وَكِتَابَهُ،
وأعزَّنَا بالضّرْبِ والإقْدَامِ
في كلّ معتركٍ تطيرُ سيوفنا
فيه الجماجمَ عن فراخِ الهامِ
ينتابنا جبريلُ في أبياتنا،
بفرائضِ الإسلامِ، والأحكامِ
يتْلو علينا النُّورَ فيها مُحْكماً،
قسماً لعمركَ ليسَ كالأقسامِ
فنكونُ أولَ مستحلِّ حلالهِ،
وَمُحَرِّمٍ لله كُلَّ حَرَامِ
نحنُ الخيارُ منَ البرية ِ كلها،
وَنِظَامُها، وَزِمامُ كلّ زِمَامِ
الخائضُو غَمَرَاتِ كلّ مِنيّة ٍ،
وَالضّامِنُونَ حَوَادِثَ الأيّامِ
والمُبْرِمونَ قوَى الأمورِ بعزْمهمْ،
والناقضونَ مرائرَ الأقوامِ
سائِلْ أبا كَرِبٍ، وَسائلْ تُبّعاً،
عنا، وأهلَ العترِ والأزلامِ
واسألْ ذَوي الألبابِ عن سَرَواتهم
يومَ العهينِ، فحاجرٍ، فرؤامِ
إنا لنمنعُ منْ أردنا منعهُ،
ونجودُ بالمعروفِ للمعتامِ
وَتَرُدُّ عَافِيَة َ الخَمِيسِ سيوفُنا،
ونقينُ رأسَ الأصيدِ القمقامِ
ما زَالَ وَقْعُ سيوفِنا وَرِماحِنا
في كلّ يومٍ تجالدٍ وترامِ
حتى تركنا الأرْضَ حَزْنُها،
منظومة ً منْ خيلنا بنظامِ
وَنجا أرَاهِطُ أبْعَطُوا، وَلَوَ أنّهم
ثَبَتُوا، لمَا رَجَعوا إذاً بسلامِ
فَلَئِنْ فخَرْتُ بهمْ لَمِثْلُ قديمِهمْ
فَخَرَ اللّبيبُ بِهِ على الأقْوَامِ
(1/214)
عنوان القصيدة : إنّ ابنَ جَفْنَة َ مِنْ بَقِيَّة ِ مَعْشَرٍ
إنّ ابنَ جَفْنَة َ مِنْ بَقِيَّة ِ مَعْشَرٍ
لم يَغْذُهُمْ آباؤهُمْ باللُّومِ
لمْ ينسني بالشامِ، إذْ هوَ رَبُّها،
كلا ولا منتصراً بالرومِ
يعطي الجزيلَ، ولا يراهُ عنده
إلا كبعضِ عطية ِ المذمومِ
وأتيْتُهُ يوْماً، فَقرّبَ مجْلِسي،
وَسَقى فَرَوّاني منَ الخُرْطُومِ
(1/215)
عنوان القصيدة : لمنْ منزلٌ عافٍ كأنّ رسومهُ
لمنْ منزلٌ عافٍ كأنّ رسومهُ
خياعيلُ ريطٍ سابريٍّ مرسمِ
خلاءُ المبادي ما بهِ غيرُ ركدٍ
ثَلاثٍ، كأمثالِ الحمائمِ جُثَّمِ
وغيرُ شَجِيجٍ ماثِلِ حالَفَ البِلى ،
وغيرُ بقايا كالسحيقِ المنمنمِ
تَعُلُّ رِياحُ الصَّيْفِ بالي هَشِيمهِ،
على ماثلٍ كالحوْضِ، عافٍ، مُثلَّمِ
كستهُ سرابيلَ البلى بعدَ عهدهِ،
وجونٌ سرى بالوابلِ المتهزمِ
وَقدْ كانَ ذا أهْلٍ كبيرٍ وَغِبْطَة ٍ،
إذا الحبلُ، حبلُ الوصلِ، لم يتصرمِ
وإذْ نحنُ جيرانٌ كثيرٌ بغبطة ٍ،
وإذْ مضى من عيشنا لم يصرمِ
وكلُّ حثيثِ الودقِ منبعقِ العرى ،
مَتى تُزْجِهِ الرّيحُ اللّوَاقِحُ يَسجُمِ
ضعيفِ العرى دانٍ منَ الأرضِ بركهُ
مُسِفٍّ كمِثلِ الطّوْدِ أكظَمَ أسْحَمِ
فإن تكُ لَيْلَى قد نأتْكَ ديارُها،
وَضَنّتْ بحاجاتِ الفؤادِ المُتيَّمِ
وهمتْ بصرم الحبلِ بعدَ وصالهِ،
وأصغتْ لقولِ الكاشحِ المتزعمِ
فما حبلُها بالرّثّ عندي، ولا الذي
يغيرهُ نأيٌ، وإنْ لمْ تكلمِ
وَما حُبُّها لوْ وكّلَتْني بِوَصْلِهِ،
ولوْ صرمَ الخلانُ، بالمتصرمِ
لَعَمْرُ أبيكِ الخيرِ ما ضاعَ سرُّكم
لَدَيّ، فتجزِيني بِعاداً وتَصْرِمي
ولا ضِقتُ ذَرْعاً بالهَوى إذ ضَمنتُهُ،
ولا كظّ صدري بالحديثِ المكتمِ
ولا كانَ مما كانَ مما تقولوا
عَليّ، ونثّوا، غيرَ ظنٍّ مُرَجَّمِ
فإنْ كنتِ لما تخبرينَ، فسائلي
ذوي العلمِ عنا كيْ تنبيْ فتعلمي
مَتَى تَسْألي عنّا تُنَّبيْ بأنّنا
كِرَامٌ وأنّا أهْلُ عِزٍّ مُقَدَّمِ
وأنّا عَرَانِينُ صُقورٍ، مَصالِتٌ،
نَهُزُّ قَناة ً، متْنُها لمْ يُوَصَّمِ
لَعَمْرُكِ ما المُعتَرُّ يأتي بلادَنا
لنمنعهُ بالضائعِ المتهضمِ
وَما السيّدُ الجَبّارُ، حِينَ يُرِيدُنا
بِكَيْدٍ، عَلى أرْماحِنا بمُحرَّمِ
وَلا ضَيْفُنا عندَ القِرَى بمُدَّفعٍ،
وَما جارُنا في النائِباتِ بمُسْلَمِ
نبيحُ حمى ذي العزّ حينَ نكيدهُ،
وَنَحمي حِمَانَ بالوَشيجِ المُقوَّمِ
وَنحنُ إذا لمْ يُبرِمِ الناسُ أمرَهُمْ،
نكونُ على أمرٍ من الحقّ مبرمِ
ولوْ وزنتْ رضوى بحلمِ سراتنا
لمَالَ بِرَضْوَى حِلمُنا ويَلَمْلَمِ
وَنَحْنُ إذا ما الحرْبُ حُلّ صِرَارُها،
وَجادَتْ على الحُلاّبِ بالموْتِ والدمِ
ولمْ يُرْجَ إلاّ كُلُّ أرْوَعَ ماجِدٍ،
شَديدِ القُوى ، ذي عزّة ٍ وتكَرُّمِ
نكونُ زمامَ القائدينَ إلى الوغى ،
إذا الفَشِلُ الرِّعديدُ لم يتقدّمِ
فنحنُ كذاكَ، الدهرَ، ما هبتِ الصبا
نعودُ على جهالهمْ بالتحلمِ
فلوْ فهِموا، أوْ وُفّقوا رُشدَ أمرِهمْ،
لَعُدنا عليهمْ بعدَ بُؤسَى بأنعُمِ
إنّا إذا ما الأفْقُ أمْسَى كأنّما
على حافَتَيْهِ مُمْسِياً لوْنُ عَنْدمِ
لَنُطعِمُ في المَشتى ، ونطعنُ بالقَنا،
إذا الحربُ عادتْ كالحريقِ المضرمِ
وتلقى لدى أبياتنا، حينَ نجتدى ،
مجالِسَ فِيها كُلُّ كهلٍ معمَّمِ
رَفِيعِ عِمادِ البيتِ، يستر عرضه،
من الذمّ، ميمونِ النقيبة ِ خضرمِ
جوادٍ على العلاتِ، رحبٍ فناؤهُ،
متى يُسألِ المعروفَ لا يتجهّمِ
ضَرُوبٍ بأعْجاز القِداحِ إذا شتا،
سَريعٍ إلى داعي الهِياجِ، مُصَمِّمِ
أشمَّ طويلِ الساعدينِ سميذعٍ،
معيدِ قراعِ الدراعينَ، مكلمِ
(1/216)
عنوان القصيدة : أعينِ، ألا أبكي سيدَ الناسِ، واسفحي
أعينِ، ألا أبكي سيدَ الناسِ، واسفحي
بدَمعٍ فإن أنزَفتِهِ فاسكُبي الدَّمَا
وبكي عظيمَ المشعرينِ وربها،
على الناسِ، معروفٌ لهُ ما تكلما
فلوْ كانَ مجدٌ يخلدُ اليومَ واحداً
من الناس، أبقى مجدهُ اليومَ مطعما
أجرتَ رسولَ اللهِ منهم، فأصبحوا
عِبادَكَ ما لَبّى مُلّبٍّ، وأحْرَمَا
فلوْ سئلتَ عنهُ معدٌّ بأسرها،
وقحطانُ، أو باقي بقيّة ِ جُرْهُما
لَقالوا: هو المُوفي بخُفرَة ِ جارِهِ،
وَذِمّتِهِ يَوْماً، إذا مَا تَذَمّمَا
فما تَطْلُعُ الشمسُ المُنيرَة ُ فوْقَهم،
على مثلهِ، منهمْ أعزَّ وأكرما
إبَاءً، إذا يأبَى ، وأكرَمَ شِيمَة ً،
وأنومَ عنْ جارٍ، إذا الليلُ أظلما
(1/217)
عنوان القصيدة : إنّي، لَعَمْرُ أبيكَ، شرٌّ من أبي،
إنّي، لَعَمْرُ أبيكَ، شرٌّ من أبي،
ولأنتَ خيرٌ من أبيكَ وأكرمُ
وَبَنُوكَ نَوْكَى ، كلُّهم ذو علّة ٍ،
ولأنتَ شرٌّ من بنيكَ وألأمُ
(1/218)
عنوان القصيدة : أبلغْ بني عمروٍ بأنّ اخاهمُ
أبلغْ بني عمروٍ بأنّ اخاهمُ
شَرَاهُ امرُؤ، قد كان للشَّرّ لازِما
شَرَاهُ زُهيرُ بنُ الأغرّ وجامِعٌ،
وكانا قديماً يرْكبانِ المحارِما
أجرتمْ، فلما أن أجرتمْ غدرتمُ
وكنتُمْ بأكنافِ الرّجيعِ لهَاذِمَا
فليتَ خبيباً لم تخنهُ أمانة ٌ،
وليْتَ خُبَيباً كان بالقَوْمِ عالِما
(1/219)
عنوان القصيدة : وصقعبُ والدٌ لأبيكَ قينٌ
وصقعبُ والدٌ لأبيكَ قينٌ
لئيمٌ، حلّ في شعبِ الأرومِ
وبطنَ حباشة َ السوداءِ عددْ،
وَسائلْ كلَّ ذي حسَبٍ كريمِ
تسمونَ المغيرة َ، وهوَ ظلمٌ،
وَيُنسَى دَيسَمُ الإسْمُ القديمُ
(1/220)
عنوان القصيدة : باهى ابنُ صقعبَ، إذ أثرى ، بكلبتهِ،
باهى ابنُ صقعبَ، إذ أثرى ، بكلبتهِ،
قل لابن صَقْعَبَ: أخفِ الشخص واكتتمِ
قل للوليدِ: متى سميتَ باسمك ذا،
أمْ كانَ ديسمُ في الأسماءِ كالحلمِ
وإذْ حُبَاشة ُ أمٌّ لا تُسَرُّ بها،
لا ناكحٌ في الذرى زوجاً، ولمْ تئمِ
فالحقْ بِقَيْنِكَ، قَينِ السوءِ، إنّ لهُ
كِيراً بِبابِ عَجوزِ السوءِ، لمْ يَرِمِ
تلكمْ مصانعُكم في الدهرِ قد عُرِفتْ،
ضَرْبُ النّصَالِ، وَحسنُ الرَّقعِ للبُرَمِ
(1/221)
عنوان القصيدة : لَقَدْ عَلِمتْ بَنو النَّجَّارِ أنّي
لَقَدْ عَلِمتْ بَنو النَّجَّارِ أنّي
أذودُ عن العشيرة ِ بالحسامِ
وقدْ أبقيتُ في سهمٍ علوباً
إلى يومِ التغابنِ والخصامِ
فلا تفخرْ فقدْ غلبتْ قديماً
عليكَ مشابهٌ من آلِ حامِ
فلستَ إلى الذوائبِ من قصيٍّ،
وَلا في عِزّ زُهرَة َ إذْ تُسامي
وَلا في الفَرْعِ من ابناءِ عَمْروٍ،
ولا في فَرْعِ مخزومِ الكرَامِ
فأقصرْ عن هِجاءِ بَني قُصَيٍّ،
فقدْ جربتَ وقعَ بني حرامِ
(1/222)
عنوان القصيدة : ألا إنّ ادعاءَ بني قصيٍّ،
ألا إنّ ادعاءَ بني قصيٍّ،
على مَن لا يُناسبُهمْ، حَرَامُ
فإنّكَ وَادّعاءَ بَني قُصَيٍّ
لكالمجرى وليسَ لهُ لجامُ
فلا تفخرْ، فإنّ بني قصيٍّ
هُمُ الرّأسُ المُقدَّمُ، والسَّنامُ
وأهلُ الصّيتِ والسوْراتِ قِدْماً،
مُقدَّمُها، إذا نُسِبَ الكِرَامُ
هُمُ أعْطوا منازِلَها قُرَيْشاً،
بمكة َ، وهيَ ليسَ لها نظامُ
فلا تفخر بقومٍ لستَ منهمْ،
فإنّ قبيلكَ الهجنُ اللئامُ
إذا عُدّ الأطايبُ من قُرَيشٍ
تقاعدكمْ إلى المخزاة ِ حامُ
قَسامة ُ أُمُّكُمْ، إن تنسِبوها
إلى نَسَبٍ فتأنفُهُ الكِرَامُ
(1/223)
عنوان القصيدة : سألْتُ قُرَيشاً وقدْ خَبّرُوا،
سألْتُ قُرَيشاً وقدْ خَبّرُوا،
وكلُّ قريشٍ بكمْ عالمُ
فقالتْ قريشٌ، ولم يكذبوا،
وقولُ قريشٍ لكمْ لازمُ
عبِيدٌ قُيونٌ، إذا حُصّلوا،
أبوكُمْ لَدَى كِيرِهِ جاثِمُ
فَسائلْ هِشاماً، إذا جِئتَهُ،
وخِرْقَة ُ، عيْبٌ لكُمْ دائِمُ
أطبخُ الإهالة ِ أمْ حقنها،
فأنفكَ منْ ريحها وارمُ
وجمرة ُ عارٌ لكمْ ثابتٌ،
فقلبكَ من ذكرها واجمُ
(1/224)
عنوان القصيدة : نالَتْ قُرَيشٌ ذُرَى العلياءِ، فانخنثَتْ
نالَتْ قُرَيشٌ ذُرَى العلياءِ، فانخنثَتْ
بَنو المُغيرَة ِ عن مجْدِ اللَّهامِيمِ
وافتخروا بأمورٍ، أهلها نفرٌ،
أحسابهمْ منْ قصيٍّ في الغلاصيمِ
بندوة ٍ منْ قصيٍّ كان ورثها،
وباللواء ، وحُجّاب فخاقيم
منْ جوهرٍ من قريشٍ فالتمسْ بدلاً
منهُمْ مَعانيقَ في الهيْجا، مَقاديمِ
وَاترُكْ مآثِرَ قوْمٍ في بُيوتِهِمِ،
وافخَرْ بمَكرُمَة ٍ في بيْتِ مخزُومِ
أوْ منْ بني شجعٍ إن كنتَ ذا نسبٍ
حرٍّ من القومِ، منسوبٍ، ومعلومِ
هَلاّ مَنَعْتُمْ من المَخْزَاة ِ أُمَّكُمُ،
عندَ الثنيّة ِ من عمْرِوْ بْنِ يَحمُومِ
بَنُو المُغِيرَة ِ فُحْشٌ في نديّهِمِ،
تَوَارَثُوا الجهلَ، بعد الكفرِ واللُّومِ
(1/225)
عنوان القصيدة : لَعَمْرُ أبي سُمَيّة َ ما أُبَالي
لَعَمْرُ أبي سُمَيّة َ ما أُبَالي
أنَبَّ التَّيْسُ أم نطقتْ جُذَامُ
إذا ما شاتهمْ ولدتْ تادوا:
أجَدْيٌ، تحتَ شاتِكَ، أمْ غُلامُ؟
(1/226)
عنوان القصيدة : ألمْ ترَ أنّ طلحة َ من قريشٍ
ألمْ ترَ أنّ طلحة َ من قريشٍ
يعدُّ من القماقمة ِ الكرامِ
وكانَ أبوهُ، بالبلقاءِ، دهراً
يَسوقُ الشَّوْلَ في جِنحِ الظلامِ
هوَ الرجلُ الذي جلبَ ابنَ سعدٍ
وعثماناً منَ البلدِ الشآمِ
هوَ الرجلُ الذي حدثتَ عنهُ،
غرِيبٌ بينَ زَمزَمَ والمَقامِ
(1/227)
عنوان القصيدة : إذا ذُكرَتْ عُقَيْلة ُ بالمخازي،
إذا ذُكرَتْ عُقَيْلة ُ بالمخازي، إذا ذُكرَتْ عُقَيْلة ُ بالمخازي،
تَقَنّعَ مِنْ مخازِيها اللّئامُ
أبو صَيْفي الذي قدْ كان منها،
ومخرمة ُ الدعيُّ المستهامُ
إذا شتموا بأمهمِ تولوا
سراعاً ما يبينُ لهمْ كلامُ(1/228)
عنوان القصيدة : أبَا لَهبٍ! أبْلِغْ بأنّ مُحَمّداً
أبَا لَهبٍ! أبْلِغْ بأنّ مُحَمّداً
سيَعْلو بما أدّى ، وإْ كنتَ رَاغِما
وإنْ كنتَ قدْ كذبتهُ وخذلتهُ
وَحيداً، وَطاوَعْتَ الهجينَ الضُّراغما
ولوْ كنتَ حراً في أرومة ِ هاشمٍ،
وفي سرها منهمْ منعتَ المظالما
ولكنّ لحياناً أبوكَ ورثتهُ،
وَمَأوَى الخنا منهمْ، فدَعْ عنكَ هاشما
سَمَتْ هاشِمٌ للمكرُماتِ ولِلْعُلى ،
وَغُودِرْتَ في كأبٍ من اللؤم جاثِما
(1/229)
عنوان القصيدة : مَنْ سَرّهُ الموْتُ صِرْفاً لا مِزَاجَ لهُ،
مَنْ سَرّهُ الموْتُ صِرْفاً لا مِزَاجَ لهُ،
فلْيأتِ مأسَدة ً في دارِ عُثمانا
مستحقبي حلقِ الماذيّ، قد سعفتْ
فوْقَ المَخاطِمِ، بَيْضٌ زَانَ أبدانا
بلْ ليتَ شعري، وليتَ الطيرَ تخبرني
ما كانَ شأنُ عليٍّ وَابنِ عفّانا
ضحّوا بأشمطَ عنوانُ السجود بِهِ
يُقَطّع الليل تسبيحاً وقرآنا
لتسمعنّ وشيكاً في ديارهمِ،
اللَّهُ أكْبَرُ، يا ثَارَاتِ عُثْمانَا
وقَدْ رَضِيتُ بأهلِ الشّأمِ زَافِرَة ً،
وبِالأميرِ، وبالإخوانِ إخوَانَا
إنّي لمنهُمْ، وإن غابوُا، وإن شهِدوا،
حتى المماتِ، وما سميتُ حسانا
ويهاً فدى ً لكمُ أمي وما ولدتْ،
قدْ ينفعُ الصبرُ في المكروهِ أحيانا
شُدّوا السيوفَ بِثِنيٍ، في مناطِقكمْ،
حتى يحينَ بها في الموتِ من حانا
لعلّكُمْ أنْ تَرَوْا يَوْماً بمَغبطَة ٍ،
خَلِيفَة َ اللَّهِ فِيكُمْ كالّذي كانَا
(1/230)
عنوان القصيدة : يا للرجالِ لدمعٍ هاجَ بالسننِ،
يا للرجالِ لدمعٍ هاجَ بالسننِ،
إنّي عجِبْتُ لمَنْ يبكي على الدِّمَنِ
إني رأيتُ أمينَ اللهِ مضطهداً،
عثمانَ رهناً لدى الأجداثِ والكفنِ
يا قاتلَ اللهُ قوماً كان شأنهمُ
قتلُ الإمامِ الأمنِ المسلمِ الفطنِ
ما قاتَلوه على ذَنْبٍ ألَمّ بِهِ،
إلا الذي نطقوا زوراً ولم يكنِ
إذا تذكرتهُ فاضتْ بأربعة ٍ
عَيني بدمْعٍ، على الخَدّينِ، مُحتتنِ
(1/231)
عنوان القصيدة : ومسترقِ النخامة ِ مستكينٍ
ومسترقِ النخامة ِ مستكينٍ
لوقعِ الكأسِ، مختلسِ البيانِ
حَلَفْتُ لَهُ بهَا حجّتْ قُرَيشٌ
وكلِّ مشعشعِ مِ الخمرِ آنِ
لتصطحبنْ، وإن أعرضتَ عنها،
ولوْ أني بحيبتهِ سقاني
فطافتْ طوفتينِ، فقالَ: زدني،
وَدَبّتْ في الأخادِعِ والبَنَانِ
فلمْ أعْرِفْ أخي حتّى اصْطَبَحْنا
ثلاثاً، فانبرى خذمَ العنانِ
فَلاَنَ الصّوْتُ، فانبسَطتْ يداهُ،
وكان كأنهُ في الغلّ عانِ
وراحَ ثيابهُ الأولى سواها،
بلا بيعٍ، أميمَ، ولا مهانِ
(1/232)
عنوان القصيدة : وَمُمسكٍ بِصُداعِ الرّأسِ من سُكُرٍ،
وَمُمسكٍ بِصُداعِ الرّأسِ من سُكُرٍ،
ناديتهُ وهوَ مغلوبٌ، ففداني
لما صحا وتراخى العيشُ قلتُ لهُ:
إنّ الحياة َ، وإنّ الموْتَ مِثلانِ
فاشربْ من الخمرِ ما آتاكَ مشربهُ،
واعلمْ بأنْ كلُّ عيشٍ صالحٍ فانِ
(1/233)
عنوان القصيدة : إمّا سألْتَ، فإنّا مَعشرٌ نُجُبٌ،
إمّا سألْتَ، فإنّا مَعشرٌ نُجُبٌ،
الأزْدُ نِسْبتُنا، والماءُ غَسّانُ
شُمُّ الأنوفِ، لهمْ مجْدٌ ومَكْرُمَة ٌ،
كانتْ لهمْ كجبالِ الطودِ أركانُ(1/234)
عنوان القصيدة : إنّ شَرْخَ الشّبابِ والشّعَرَ الأسـ
إنّ شَرْخَ الشّبابِ والشّعَرَ الأسـ
وَد ما لمْ يُعاصَ كان جُنونا
ما التصابي على المشيبِ وقدْ قل
ـبْتُ مِنْ ذاكَ أظهُرًا وبُطُونا
إن يكن غثّ من رَقاشِ حديثٌ،
فبِما نأكُلُ الحديثَ سمِينا
وانتصينا نواصيَ اللهوِ يوماً،
وَبَعَثْنَا جُنَاتَنا يَجْتَنُونَا
فجنونا جنى ً شهياً، حلياً،
وقضوا جوعهمْ، وما يأكلونا
وأمينٍ حدثتهُ سرَّ نفسي،
فرعاه حفظَ الأمينِ الأمينا
مخمرٍ سرهُ، إذا ما التقينا،
ثِلِجَتْ نَفْسُهُ بإنْ لا أخُونَا
(1/235)
عنوان القصيدة : وقَد كُنّا نَقولُ، إذا رأينا
وقَد كُنّا نَقولُ، إذا رأينا
لذي جسمٍ يعدُّ وذي بيانِ
كأنّكَ، أيّها المُعطَى بَياناً
وجسماً، من بني عبدِ المدانِ
(1/236)
عنوان القصيدة : لمنِ الدارُ أوحشتْ بمعانِ،
لمنِ الدارُ أوحشتْ بمعانِ،
بَينَ أعلى اليرْموكِ، فالخَمّانِ
فالقُرَيّاتِ مِنْ بِلاسَ فدارَ
يا، فسكاء، فالقصورِ الدواني
فقفا جاسمٍ، فأودية ِ الص
فرِ، مغنى قبائلٍ وهجانِ
تلكَ دارُ العزِيزِ، بعدَ أنيسٍ،
وحلولٍ عظيمة ِ الأركانِ
ثكلتْ أمهمْ، وقد ثكلتهمْ،
يومَ حلوا بحارثِ الجولانِ
قدْ دَنَا الفِصْحِ، فالوَلائدُ يَنظِمـ
ـنَ سِرَاعاً أكِلّة َ المَرْجانِ
يجتنينَ الجاديَّ في نقبِ الري
ـطِ، عليْها مجَاسِدُ الكَتّانِ
لمْ يُعلِّلْنَ بالمغافِرِ والصّمـ
غِ وا نقفِ حنظلِ الشريانِ
ذاك مغنًى من آل جفنة َ في الدَّهـ
رِ، وحقٌّ تعاقبُ الأزمانِ
قدْ أرَاني هُناك، حقَّ مَكينٍ،
عندَ ذي التاجِ مجلسي ومكاني
(1/237)
عنوان القصيدة : ويثربُ تعلمُ أنا بها،
ويثربُ تعلمُ أنا بها،
إذا التبسَ الامرُ، ميزانها
ويثربُ تعلمُ أنا بها،
إذا قَحَطَ القَطْرُ، نوءانُها
ويثربُ تعلمُ أنا بها،
إذا خافَتِ الأوْسَ، جِيرانُها
ويثربُ تعلمُ أنّ النبي،
ـتَ عندَ الهزَاهِزِ ذُلاّنُها
مَتى تَرَنا الأوْسُ في بيضنا،
نَهُزُّ القَنا، تَخْبُ نيرَانُها
وتُعطِ القِيادَ على رَغمِها،
وينْزِلْ من الهامِ عِصْيانُها
(1/238)
عنوان القصيدة : إنْ سركَ الغدرُ صرفاً لا مزاجَ لهُ،
إنْ سركَ الغدرُ صرفاً لا مزاجَ لهُ،
فأتِ الرجيعَ، وسلْ عن دارِ لحيانِ
قوْمٌ تَوَاصَوْا بأكلِ الجارِ كلُّهُمُ،
فخيرهمْ، رجلاً، والتيسُ مثلانِ
لوْ ينطِقُ التيْسُ ذو الخَصْيينِ وَسطهمُ،
لَكانَ ذا شَرفٍ فيهِمْ وَذا شانِ
(1/239)
عنوان القصيدة : ألا أبلغْ أبا قيسٍ رسولاً،
ألا أبلغْ أبا قيسٍ رسولاً،
إذا ألقَى لها سَمعاً تُبِينُ
نسيتَ الجسرَ يومَ أبي عقيلٍ،
وَعندَكَ منْ وَقائِعِنا يَقِينُ
فلسْتُ لحاصِنٍ إنْ لم تزُرْكمْ
خلالَ الدورِ مشعلة ٌ طحونُ
يدينُ لها العزيزُ إذا رآها،
ويهربُ من مخافتها القطينُ
تَشِيبُ النّاهدُ العذراءُ فيها،
ويسقطُ منْ مخافتها الجنينُ
بعيْنَيكَ القوَاضِبُ حينَ تُعْلى
بها الأبطالُ والهامُ السكونُ
تجودُ بأنْفُسِ الأبْطالِ سُجْحاً،
وأنتَ بنفسكَ الخبُّ الضننُ
ولا وقْرٌ بسمعِكَ حِينَ تُدْعى
ضُحى ً إذ لا تُجِيبُ ولا تُعِينُ
ألمْ نتركْ مآتمَ معولاتٍ،
لهُنّ عَلى سَرَاتكُمُ رنِينُ
تُشيِّنُهمْ، زعمت، بغيرِ شيءٍ،
ونفسكَ لوْ علمتَ بهمْ تشينُ
قتلتُمْ واحِداً منَّ بألْفٍ،
هَلا لله ذا الظَّفَرُ المُبِينُ
وذلك أنّ ألفَكُمُ قَليلٌ
لواحدنا، أجلْ أيضاً ومينُ
فلا زلتمْ، كما كنتمْ قديماً،
ولا زِلْنا كما كُنّا نَكُونُ
يُطيفُ بكُم من النَّجّارِ قوْمٌ،
كأُسْدِ الغابِ، مَسكنُها العَرِينُ
كأنا، إذْ نساميكمْ رجالاً،
جِمالٌ حِينَ يَجْتلِدُونَ جُونُ
ولنْ ترضى بهذا فاعلموهُ،
معاشرَ أوسَ، ما سُمِعَ الحنينُ
وقد أكرَمتُكمْ وسكنتُ عنكم،
سَرَاة َ الأوْس، لوْ نَفَعَ السُّكونُ
حياءً أنْ أشاتمكمْ، وصوناً
لعرضي، إنهُ حسبٌ سمينُ
وأكرمتُ النساءَ، وقلتُ رهطي،
وهذا حينَ أنطقُ، أو أبينُ
(1/240)
عنوان القصيدة : يا راكِباً إمّا عَرضْتَ فبلّغَنْ
يا راكِباً إمّا عَرضْتَ فبلّغَنْ
عبدَ المدانِ، وجلَّ آلِ قيانِ
قد كنتُ أحسَبُ أنّ أصْلي أصلُكم،
حتى أمرتم عبدكمْ، فهجاني
فتوقعوا سبلَ العذابِ عليكمُ،
مما يُمرُّ على الروّي لساني
فلأذكرن بني رميمة َ كلهمْ
وبَني الحُصَينِ بخزْية ٍ وهوانِ
ولتعرفنّ قلائدي برقابكمْ،
كالوشمِ لا تبلى على الحدثانِ
أبني الحماسِ، فما أقولُ لثلة ٍ،
ترْعى البقاعَ، خبيثَة َ الأوْطانِ
أينَ المالُ، بني الحماسِ، إذا ذكتْ
بهجائكمْ، متشنعاً، نيراني
(1/241)
عنوان القصيدة : ألا أبلغْ بني الديانِ عني
ألا أبلغْ بني الديانِ عني
مغلغلة ً، ورهطَ بني قيانِ
وأبلغْ كلَّ منتخبٍ هواءٍ،
رَحيبِ الجوْفِ، من عبدِ المَدانِ
مَيامِسُ غَزّة ٍ، وَرِماحُ غَابٍ،
خِفافٌ، لا تقومُ بهَا اليَدانِ
تفاقَدْتُمْ! علامَ هَجوْتُموني،
ولمْ أظلِمْ، ولم أُخْلَسْ بَياني
(1/242)
عنوان القصيدة : إذا ما تَرعْرَعَ فِينَا الغُلام،
إذا ما تَرعْرَعَ فِينَا الغُلام،
فما إنْ يُقالُ لهُ مَنْ هُوَهْ
فقالت ثنه: فقال: إذا لمْ يسُدْ قبلَ شَدّ الإزار،
فذلكَ فينا الذي لا هوهْ
ولي صاحبٌ من بني الشيصبانِ،
فَطوْراً أقُولُ، وطوْراً هُوَهْ
(1/243)
عنوان القصيدة : سقتمْ كنانة َ جهلاً من عداوتكم،
سقتمْ كنانة َ جهلاً من عداوتكم،
إلى الرسولِ، فجندُ اللهِ مخزيها
أوْرَدتُموها حِياضَ الموْتِ ضَاحِية ً،
فالنّارُ موْعدُها، والقتلُ لاقِيها
أنتم أحابيشُ، جُمّعتُمْ بلا نسَبٍ،
أئِمّة ُ الكُفْرِ، غرّتكُمْ طوَاغِيها
هلا اعتبرتمْ بخيلِ اللهِ، إذْ لقيتْ
أهلَ القَليبِ، ومَنْ أرْدَينَه فِيها
كمْ من أسيرٍ فكَكْناهُ بِلا ثَمَنٍ،
وَجَزِّ ناصِيَة ٍ، كُنّا مَوالِيها
(1/244)
عنوان القصيدة : لوْ خلقَ اللؤمُ إنساناً يكلمهمْ،
لوْ خلقَ اللؤمُ إنساناً يكلمهمْ،
لكانَ خَيْرَ هُذَيلٍ حِينَ يأتِيها
ترى من اللؤمِ رقماً بينَ أعينهمْ،
كما كوى أذرعَ العاناتِ كاويها
تبكي القبورُ، إذا ما ماتَ ميتهمْ،
حتى يَصِيحَ بمنْ في الأرْضِ داعِيهَا
مثلُ القنافذِ تخزى أن تفاجئها،
شدَّ النهارِ، ويلقى الليلَ ساريها
(1/245)
عنوان القصيدة : أبلِغْ هوَازِن أعلاها وأسفلَها،
أبلِغْ هوَازِن أعلاها وأسفلَها،
أنْ لستُ هاجيَها، إلاّ بما فيها
قبيلة ٌ ألأمُ الأحياءِ أكرمها،
وأغدرُ الناس، بالجيرانِ، وافيها
وشرُّ مَن يحضرُ الأمصَارَ حاضرُها،
وشرُّ بادية ِ الأعرابِ باديها
تبْلى عظامُهُمُ إمّا همُ دُفنوا
تحتَ الترابِ، ولا تبلى مخازيها
كأنّ أسنانهمْ، من خبثِ طعمتهمْ،
أظفارُ خاتنة ٍ كلتْ مواسيها
(1/246)
عنوان القصيدة : ثوَى في قرَيش، بضْعَ عشرَة َ حِجّة ً،
ثوَى في قرَيش، بضْعَ عشرَة َ حِجّة ً،
يُذكِّرُ، لو يَلْقى خليلاً مُؤاتِيا
وَيَعْرِضُ في أهلِ المَواسِمِ نفسَهُ،
فلمْ يرَ من يؤوي، ولمْ يرَ داعيا
فلمّا أتانا، واطمأنّتْ به النّوى ،
فأصبحَ مسروراً، بطيبة َ، راضيا
بذلنا لهُ الأموالَ من جلّ مالنا،
وأنفُسَنا، عندَ الوَغَى ، والتّآسِيا
نحاربُ من عادى من الناس كلهم،
جميعاً، وإن كان الحبيبَ المصافيا
ونعلمُ أنّ اللهَ لا ربّ غيرهُ،
وإنّ كِتَابَ اللَّهِ أصْبَحَ هادِيا
(1/247)
عنوان القصيدة : أوصى أبونا مالكٌ بوصاية ٍ
أوصى أبونا مالكٌ بوصاية ٍ
عمراً وعوفاً، إذ تجهزَ غاديا
بأنِ اجعَلوا أموالَكمْ وسيوفَكُمْ
لأعراضكمْ ما سلمَ اللهُ واقيا
فقُلنا لهُ إذ قالَ ما قال: مَرْحَباً،
أمرتَ بمعروفٍ وأوصيتَ كافيا
(1/248)