البحر : وافر تام ( ألانَ علمتُ أنّ البعثَ حقُّ ، ** وأنّ الله يفعلُ ما يشاءُ ) ( رأيتُ الخثعميّ يقلُّ أنفاً ، ** يَضِيقُ بعَرْضِهِ البَلَدُ الفضَاءُ ) ( سَمَا صُعُداً ، فقصّرَ كلُّ سامٍ ** لِهَيْبَتِهِ ، وَغَصّ بهِ الهوَاءُ ) 4 ( هُوَ الجَبَلُ الذي لَوْلا ذِرَاهُ ، ** إذاً وَقَعَتْ على الأرْضِ السماءُ )
____________________
(1/1)
البحر : كامل تام ( زَعَمَ الغُرَابُ مُنَبّىء ُ الأنْبَاءِ ، ** أنّ الأحِبّةَ آذَنُوا بِتَنَاءِ ) ( فاثلِجْ بِبَرْدِ الدّمعِ صَدراً وَاغراً ، ** وَجوَانِحاً مَسْجُورَةَ الرّمْضَاءِ ) ( تأمرني بالعزاءِ ، وقد ترى ** أثرَ الخليطِ ، فلاتَ حينَ عزاءِ ) 4 ( صرَ الفراقُ عن السلوّ عزيمتي ، ** وَأطالَ في تِلْكَ الرّسومِ بُكائي ) 5 ( زدني اشتياقاً بالمدامِ ، وغنني ، ** أعززْ عليّ بفرقةِ القرناءِ ) 6 ( فَلَعَلّني ألْقى الرّدى ، فَيُريحَني ، ** عما قليلٍ ، من جوَى البرحاءِ ) 7 ( أخذتْ ظهورُ الصالحيةِ زينةً ** عجباً من الصّفراء والحمراءِ ) 8 ( نسجَ الربيعُ لربعِها ديباجةً ، ** من جوهرِ الأنوار بالأنواءِ ) 9 ( بَكَتِ السّماءُ بِها رَذَاذَ دُموعِها ، ** فَغَدَتْ تَبَسَّمُ عن نُجُومِ سَمَاءِ )0 ( في حلةٍ خضراءَ نمنمَ وشيها ** حوكُ الربيعِ ، وحليةٍ صفراءِ )
____________________
(1/2)
1( فاشربْ على زهرِ الرياضِ يشوبهُ ** زهرُ الخدودِ ، وزهرةُ الصهباءِ )( مِنْ قَهْوَةٍ تُنْسي الهُمومَ وَتبعَثُ ال ** شّوْقَ الّذي قدْ ضَلّ في الأحْشَاءِ )( يخفي الزجاجةَ لونُها ، فكأنها ** في الكَفِّ قائِمَةٌ بغَيرِ إناءِ )4 ( وَلهَا نَسيمٌ كالرّياضِ ، تنَفّسَتْ ** في أوجهِ الأرواحٍ ، والأنداءِ )5 ( وَفَوَاقِعٌ مِثلُ الدّموعِ ، ترَدّدَتْ ** في صحنِ خدّ الكاعبِ الحسناءِ )6 ( يَسْقِيكَها رَشَأٌ يَكادُ يرُدّهَا ** سَكرَى بِفَتْرَةِ مُقْلَةٍ حَوْرَاءِ )7 ( يسعى بها ، وبمثِلها من طرفِه ، ** عوداً وإبداءً على الندماءِ )8 ( مَا للجَزِيرَةِ وَالشّآمِ تَبَدّلا ، ** بعد ابن يوسفَ ، ظلمةً بيضاءِ )9 ( جفّ الفراتُ ، وكان بحراً زاخراً ، ** واسودّ وجه الرَّقة البيضاءِ )0 ( وَلَقَدْ تَرَى بأبي سَعِيدٍ مَرّةً ** ملقى الرحالِ ، وموسمَ الشعراءِ )
____________________
(1/3)
2( إذْ قَيْظُها مِثْلُ الرّبِيعِ ، وَلَيْلُها ** مِثْلُ النّهارِ ، يُخالُ رَأدَ ضُحاءِ )( رَحَل الأميرُ مُحمّدٌ ، فَتَرَحّلَتْ ** عنّا غضارةُ هذه النعماءِ )( ** أيامُهن تنقلَ الأفياءِ )4 ( إنّ الأمِيرَ مُحَمّداً لمُهَذَّبُ الْ ** إفْعَالِ في السّرَاءِ والضّرّاءِ )5 ( مَلِكٌ ، إذا غشِيَ السّيوفَ بوَجْهِهِ ، ** غَشِيَ الحِمامُ بِأنْفُسِ الأعْدَاءِ )6 ( قسمتْ يداهُ ببأسهِ وسماحهِ ** في النّاسِ ، قِسْمَيْ شِدّةٍ وَرَخاءِ )7 ( مُلِئَتْ قُلوبُ العَالَمِينَ بفِعْلِهِ الْ ** محمودِ من خوفٍ له ورجاءِ )8 ( أغنى جماعةَ طيء عما ابتنت ** آباؤهَا القُدَمَاءُ لِلأبْنَاءِ )9 ( فإذا هم افتخروا به لم ينجحوا ** بقديمِ ما ورثوا من العلياءِ )0 ( صعدوا جبالاً من علاكَ ، كأنها ** هضباتُ قدسَ ، ويذبلٍ ، وحراءِ )
____________________
(1/4)
3( واستمطروا في المحلِ منك خلائقاً ، ** أصفى وأعذبَ من زلالِ الماءِ )( وَضَمِنْتَ ثارَ مُحَمّدٍ لهُمُ عَلى ** كلبِ العدى ، وتخاذلِ الأحياءِ )( ما انفك سيفكَ غادياً ، أو رائحاً ** في حَصْدِ هامَاتٍ ، وَسفْكِ دماءِ )4 ( حتى كفيتهمُ الذي استكفوكَ من ** أمْرِ العِدَى ، وَوَفَيْتَ أيّ وَفاءِ )5 ( ما زلْتَ تَقْرَعُ بابَ بابَكَ بالقَنَا ، ** وتزورهُ في غارةٍ شعواءِ )6 ( حتى أخذتَ بنصلِ سيفكَ عنوةً ، ** منه الذي أعيا على الأمراءِ )7 ( أخْلَيْتَ مِنْهُ البَذّ ، وَهيَ قَرَارُهُ ، ** وَنَصَبْتَهُ عَلَماً بِسامِرَاءِ )8 ( لمْ يُبْقِ فِيهِ خَوْفُ بَأسِكَ مَطمَعاً ** للطيرِ في عودٍ ، ولا إبداءِ )9 ( فَتَرَاهُ مُطَّرِداً عَلى أعوَادِهِ ، ** مِثْلَ اطّرَادِ كَواكبِ الجَوْزَاءِ ) 40 ( مُسْتَشْرِفاً للشمسِ ، مُنْتصِباً لهَا ، ** في أُخْرَياتِ الجِذْعِ كالحِرْباءِ )
____________________
(1/5)
4( ووصلتَ أرض الرومِ وصلَ كثيرٍ ** أطلالَ عزةَ ، في لوى تيماءِ ) 4( في كل يومٍ قد نتجتَ منيةً ** لحُماتها ، من حربكَ العشراءِ ) 4( سهلتَ منها وعرَ كل حزونةٍ ، ** وَمَلأتَ مِنْها عَرْضَ كلّ فضَاءِ ) 44 ( بالخيل تحملُ كلَّ أشعثَ دراعٍ ، ** وتواصلُ الإدلاجَ بالإسراءِ ) 45 ( وعصائبٍ يتهافتونَ ، إذا ارتمى ** بهِمِ الوَغَى في غَمْرَةِ الهَيْجاءِ ) 46 ( وَالدّهْرُ ذُو دُولٍ ، تَنَقَّلُ في الوَرَى ** لفتهُ ظلمة ليلةٍ ليلاءِ ) 47 ( يَمْشُونَ في زَغَفٍ ، كأنّ مُتونَها ، ** في كُلّ مَعْرَكَةٍ ، مُتونُ نِهاءِ ) 48 ( بِيضٌ تَسيلُ ، على الكُماةِ ، فُضُولُها ** سَيْلَ السّرَابِ بِقَفْرَةٍ بيْداءِ ) 49 ( فإذا الأسنةُ خالطتها خلتها ** فِيهَا خَيَالُ كَوَاكبٍ في ماءِ ) 50 ( أبناءُ موتٍ يطرحونَ نفوسهم ** تحْتَ المَنَايًّ ، كُلَّ يوْمِ لِقَاءِ )
____________________
(1/6)
5( في عارضٍ يدقُ الرّدى ، ألهبته ** بِصَوَاعِقِ العَزَمَاتِ وَالآرَاءِ ) 5( شلى على منويلَ أطرافَ القنا ، ** فنجا عتيقَ عتيقَةٍ جَرْداءِ ) 5( لو أنه أبطا لهنّ ، هنيةً ، ** لَصَدَرْنَ عنْهُ ، وَهُنّ غَيرُ ظِماءِ ) 54 ( لئن تبقادُ القضاءُ لوقتهِ ، ** فَلَقَدْ عَمَمْتَ جُنودَهُ بِفَناءِ ) 55 ( ثكلتهُ أشياعهُ ، وتركته ** للموتِ مرتقباً صباحَ مساءِ ) 56 ( حَتّى لَوِ ارْتَشَفَ الحديدَ ، أذابَهُ ** بالوقدِ من أنفاسه الصعداءِ )
____________________
(1/7)
البحر : خفيف تام ( يا سَعيدٌ ، وَالأمْرُ فيكَ عَجيبُ ، ** أينَ ذاك التأهيلُ والترحيبُ ) ( نَضَبَتْ بَيْنَنَا البَشَاشَةُ وَالوِدُّ ** وَغَارَا كَمَا يَغُورُ القَليبُ ) ( زرتَ رفهاً فأخلقَ الوصلُ بالوص ** لِ كما يُخلق الرداءُ القشيبُ ) 4 ( لا تغرّنكَ حولةُ الدهرِ إن ال ** دّهرَ ، إنْ كانَ مُذنِباً ، سيَتوبُ ) 5 ( وتعجبْ من غيرِ ما أنا فيهِ ، ** فكَذا كانَ مُسْلِمٌ وَحَبيبُ ) 6 ( حفظَ الله أحمد بن منيعٍ ، ** ما سرَى كوْكَبٌ ، وَهَبّتْ جَنوبُ ) 7 ( كان خلَّ الأديبِ حقاً وهل يَع ** رِفُ حَقَّ الأديبِ إلاّ الأديبُ ) 8 ( لَيّنٌ قُلْقُلٌ ، لَهُ خُلُقٌ عَذْ ** بٌ ، ووجهٌ طلقٌ ، وصدرٌ رحيبُ ) 9 ( مَا نَصِيبِينُ لي بِدارٍ ، وَمَا لي ** من نصيبينَ غيرُ عرضي نصيبُ )0 ( فَتَجَمّلْ لَنَا قَليلاً كَمَا كُنْ ** تَ ، فإنّ الرّحيلَ عَنْكَ قَرِيبُ )
____________________
(1/8)
البحر : طويل ( أجِدَّكَ مَا يَنْفَكُّ يَسرِي لزَيْنَبَا ** خيالٌ ، إذا آبَ الظلامُ تأوبَا ) ( سرَى من أعالي الشّام يجلبهُ الكرَى ، ** هبوبَ نسيمِ الروضِ تجلبهُ الصَّبا ) ( وما زارَني ، إلاّ ولهتُ صبابةً ** إلَيْهِ ، وإلاّ قُلْتُ : أهْلاً وَمَرْحَبَا ) 4 ( وَلَيْلَتَنَا بالجِزْعِ بَاتَ مُساعفاً ، ** يُريني أناةَ الخطوِ ، ناعمةَ الصِّبا ) 5 ( أضَرّتْ بضَوْءِ البَدرِ ، والبَدْرُ طالعٌ ، ** وَقَامَتْ مَقَامَ البَدْرِ لَمّا تَغَيّبَا ) 6 ( وَلَوْ كَانَ حَقّاً ما أتَتهُ لأطْفَأتْ ** غَليلاً ، ولافتَكّتْ أسيراً مُعَذَّبا ) 7 ( عَلمْتُكِ إنْ مَنّيتِ مَنّيتِ مَوْعداً ** جَهَاماً ، وإنْ أبْرَقْتِ أبْرَقْتِ خُلَّبَا ) 8 ( وَكنتُ أرَى أنّ الصّدُودَ الذي مضَى ** دلالٌ ، فما إنْ كانَ إلا تجنباً ) 9 ( فَوَا أسَفي حَتّامَ أسْألُ مَانِعاً ، ** وآمَنُ خَوّاناً ، وأُعْتِبُ مُذْنبَا )0 ( سأثني فُؤَادي عَنكِ ، أو أتبَعُ الهَوَى ** إلَيكِ ، إنِ استَعصَى فُؤاديَ أوْ أبَى )
____________________
(1/9)
1( أقولُ لركبٍ معتفينَ : تدرّعوُا ** على عجلٍ قطعاً من الليلِ غيهبَا )( رِدُوا نائلَ الفَتحِ بنِ خَاقَانَ إنّهُ ** أعمُّ ندى فيكمْ ، وأقربُ مطلبَا )( هُوَ العَارِضُ الثَّجّاجُ ، أخضَلَ جُودهُ ، ** وَطَارَتْ حَوَاشِي بَرْقهِ فَتَلَهّبا )4 ( إذا ما تَلَظّى في وَغًى أصْعَقَ العِدَى ، ** وإنْ خَاضَ في أُكرُومَةٍ غمرَ الرُّبَى )5 ( رزينٌ ، إذا ما القومُ خفتْ حلومُهمْ ، ** وَقُورٌ ، إذا ما حادثُ الدّهرِ أجْلَبَا )6 ( حَياتُكَ أنْ يَلقاكَ بالجُودِ رَاضِياً ، ** وَمَوْتُكَ أنْ يَلقَاكَ بالبأسِ مُغضَبَا )7 ( حَرُونٌ ، إذا عازَرْتَهُ في مُلمّةٍ ، ** فإن جئتهُ من جانب الذلّ أصحبَا )8 ( فتىً لم يضيَّع وجه حزمٍ ، ولم يبتْ ** يُلاحظُ أعجازَ الأمُورِ تَعَقُّبَا )9 ( إذا همّ لم يقعدْ به العجزُ مقعداً ، ** وإنْ كفّ لم يذهبْ به الخرقُ مذهباً )0 ( أعيرَ موداتِ الصدورِ ، وأعطيتْ ** يداهُ على الأعداءِ نصراً مرهباً )
____________________
(1/10)
2( وَقَيْنَاكَ صَرْفَ الدّهرِ بالأنفُسِ التي ** تبجَّلُ ، لا نالوكَ أمّاً ولا أبَاً )( فَلَمْ تَخلُ من فَضْلٍ يُبَلّغُكَ التي ** تحبُّ ، ومن رأي يريكَ المُغيبا )( وَمَا نَقِمَ الحُسّادُ إلاّ أصَالَةً ** لَدَيْكَ ، وفعْلاً أرْيحيّاً مُهَذَّبا )4 ( وقد جربوا بالأمسِ منك عزيمةً ** فضلتَ بها السيفَ الحُسامَ ، المجرَّبا )5 ( غداةَ لقيتَ الليثَ ، والليثُ مُخدرٌ ** يحددُ ناباً للقاءِ ومخلباً )6 ( يحصنهُ من نهرِ نيزكَ معقلٌ ** مَنيعٌ ، تَسَامَى رَوْضُهُ وَتَأشّبَا )7 ( مرودُ مغاراً بالظواهرِ مُكثباً ، ** ويحتلُّ روضاً بالأباطح معشباً )8 ( يلاعبُ فيه أقحواناً مفضضاً ، ** يبصُّ ، وحوذاناً على الماء مذهبا )9 ( إذا شاءَ غَادَى عَانَةً ، أو غَدا عَلى ** عقائلِ سربٍ ، إن تنقصَ ربربَا )0 ( يَجُرُّ إلى أشبالِهِ كُلَّ شَارِقٍ ، ** عَبيطاً مُدَمًّى ، أوْ رَمِيلاً مُخَضَّبَا )
____________________
(1/11)
3( وَمَنْ يَبْغِ ظُلماً في حرِيمِكَ يَنصرِفْ ** إلى تَلَفٍ ، أو يُثنَ خَزْيانَ ، أخْيَبَا )( شَهدْتُ لقَدْ أنْصَفْتَهُ يَوْمَ تَنبَرِي ** له مصلتاً عضباً من البيضِ ، مقضبَا )( فلم أر ضرغامينِ أصدقَ منكما ** عراكاً إذا الهيابةُ النكسُ كذبا )4 ( هزبرٌ مشى يبغي هزبراً ، وأغلب ** منَ القَوْمِ يَغشَى بَاسلَ الوَجهِ أغلَبَا )5 ( أذلَّ بشغبٍ ثم هالته صولةٌ ، ** رَآكَ لها أمضَى جَناناً ، وأشغَبَا )6 ( فأحجمَ لمّا لم يجد فيك مطعماً ، ** وأقدَمَ لَمّا لمْ يجدْ عَنكَ مَهرَبَا )7 ( فَلَمْ يُغْنِهِ أنْ كَرّ نَحوَكَ مُقبلاً ، ** ولم ينجهِ أن حادَ عنك منكبا )8 ( حمَلتَ عَليهِ السّيفَ لا عَزْمُكَ انثنى ، ** وَلاَ يَدُكَ ارتَدّتْ ، ولا حَدُّهُ نَبَا )9 ( وكنت متى تجمع يمنيك تهتك ال ** ضريبةَ ، أو لا تبقٍ للسيف مضربَا ) 40 ( ألَنْتَ ليَ الأيّامَ من بَعدِ قَسوَةٍ ، ** وعاتبتَ لي دهري المسيءَ فأعتبَا )
____________________
(1/12)
4( وألبستني النُّعمى التي غيرتْ أخي ** عَليّ ، فأمْسَى نازِحَ الدّارِ ، أجنَبَا ) 4( فَلا فُزْتُ منْ مَرّ اللّيَالي بَرَاحَةٍ ، ** إذا أنا لم أصبحْ بشكركَ متعبَا ) 4( على أنّ أفوافَ القوافي ضوامنٌ ** لشكرِكَ ما أبدَى دُجَى اللّيلِ كَوْكَبا ) 44 ( ثناءٌ تقصّى الأرضَ نجداً وغائراً ، ** وسارت به الركبانُ شرقاً ومغربَا )
____________________
(1/13)
البحر : كامل تام ( إمّا ألَمَّ ، فبعَدَ فَرْطِ تَجَنُّبِ ، ** أوْ آبَهُ هَمٌّ ، فمِنْ مُتَأوِّبِ ) ( هجر المنازلَ برهةً حتى انبرتْ ** تَثْني عَزِيمَتَهُ مَنَازِلُ زَيْنَبِ ) ( وَهْوَ الخَليُّ ، وإنْ أعِيرَ صَبَابَةً ** حتّى يُطَالعَ مَشرِقاً من مَغرِبِ ) 4 ( إن الفراق جلا لنا عن غادةٍ ** بَيْضَاءَ ، تَجلو عن شَتِيتٍ أشنَبِ ) 5 ( ألوتْ بموعدها القديمِ ، وآيست ** منه بليّ بنانةٍ لم تخضبِ ) 6 ( وأرتْ عهودَ الغانياتِ صبابتي ** آلاً جرى ووميضَ برقٍ خلبِ ) 7 ( فعلام فيضُ مدامعٍ تدق الجَوى ، ** وعذابُ قلبٍ بالحسانٍ معذبِ ) 8 ( وَسُهَادُ عَينٍ مَا يَزَالُ يَرُوقُها ** أجيادُ سربٍ ، أو نواظرُ ربربِ ) 9 ( جزتِ البخيل وقد عثرتُ بمنعهِ ** صفحاً وقلتُ رميةٌ لم تكثبِ )0 ( وعذرتُ سيفي في نبوّ غرارهِ ، ** أنى ضربتُ فلم أقعْ بالمضربِ )
____________________
(1/14)
1( وأحَبُّ آفَاقِ البِلادِ ، إلى الفَتَى ، ** أرْضٌ يَنَالُ بهَا كَرِيمَ المَطْلِبِ )( كَمْ مَشْرِقِيٍّ قَدْ نَقَلتُ نَوَالَهُ ، ** فَجَعَلْتُهُ لي عُدّةً بالمَغرِبِ )( ولدى بني يزدانَ حيث لقيتهم ** كَرَمٌ كَغَاديَة السّحابِ الصّيّبِ )4 ( فإذا لَقَيتُهُمُ فمَوْكِبُ أنْجُمٍ ** زُهْرٍ ، وَعَبدُ الله بَدرُ المَوْكِبِ )5 ( قاسِي الضّمِيرِ على التّلادِ ، كأنّما ** يغدو على تفريق مالٍ مذنبِ )6 ( حَاطَ الخِلاَفَةَ ناصحاً وَمُدَبّراً ، ** بوَفاءِ مُجْتَهِدٍ ، وَعَزْمِ مُجَرّبِ )7 ( وَلَوْ أنّهُمْ نَدَبُوهُ للأُخْرَى ، إذاً ** دُفعَ اللّوَاءُ إلى الشّجَاعِ المِحرَبِ )8 ( أفْديكَ مِنْ عَتْبِ الصّديقِ ، وإنّه ** لأشدُّ من كيد العدو المجلبِ )9 ( لاقَيتُ جُودَكَ بالسّماعِ ، ودونَنا ** شُغْلُ المَهَارِي مِنْ فَضَاءٍ سبسبِ )0 ( ورأيتُ بشركَ والتنايف دونه ، ** واللّيلُ يكشِفُ غَيهَبَاً عن غَيهَبِ )
____________________
(1/15)
2( وتبسماتكَ للعطاءِ ، كأنها ** زهرُ الربيعِ خلال روضٍ معشبِ )( هل أنت مبلغني التي أغدو لها ** بمقلصِ السربالِ أحمرَ مذهبِ )( لَوْ يُوقَدُ المِصْبَاحُ منهُ لَسَامَحَتْ ** بضِيَائِهِ شِيَةٌ كَزُهرِ الكَوْكَبِ )4 ( إمّا أغرُّ تشقُّ غرته الدجَى ، ** أوْ أرْثَمٌ كالضّاحِكِ المُستَغرِبِ )5 ( مُتَقَارِبُ الأقْطَارِ ، يَملأُ حُسنُهُ ** لَحَظاتِ عَينِ النّاظِرِ المُتَعَجِّبِ )6 ( وأجلُّ سيبك أن تكونَ قناعتي ** منه بأشقرَ ساطعٍ ، أو أشهبِ )7 ( وإذا التقى شعريِ وجودكَ يسرا ال ** نيلَ الجزيلَ ، وثنيا بالمركبِ )
____________________
(1/16)
البحر : كامل تام ( كمْ بالكثيب من اعتراضِ كثيبٍ ** وَقَوَامِ غُصْنٍ ، في الثّيَابِ ، رَطِيبِ ) ( وَبذي الأرَاكَةِ منْ مَصِيفٍ لابسٍ ** نسج الرياحٍ ، ومربعٍ مهضوب ) ( دِمَنٌ لزَيْنَبَ ، قَبلَ تَشرِيدِ النّوَى ** من ذي الأراكِ بزينبِ ، ولعوبِ ) 4 ( تأبى المنازلُ أن تجيبَ ، ومن جوّى ** يَوْمَ الدّيارِ دَعَوْتُ غَيرَ مُجيبِ ) 5 ( هل تبلغنهم السلام َدجنةٌ ، ** وَطْفَاءُ ، سارِيَةٌ برِيحِ جَنُوبِ ) 6 ( أوْ تُدْنيَنّهُمُ نَوازِعُ في البُرَى ، ** عجلٌ كواردة القطا المسروبِ ) 7 ( فَسَقَى الغَضَا والنّازِلِيهِ ، وإنْ هُمُ ** شَبّوهُ بَينَ جَوَانحٍ ، وَقُلُوبِ ) 8 ( وَقِصَارَ أيّامٍ بهِ شَرَقَتْ لَنَا ** حسناتها من كاشحٍ ، ورقيبِ ) 9 ( كانت فنون بطالةٍ ، فتقطعت ** عن هجرِ غانيةٍ ، ووخطِ مشيبِ )0 ( إمّا دَنَوْتُ من السّلُوّ مُرَوّياً ** فيه ، وبعتُ من الشبابِ نصيبي )
____________________
(1/17)
1( فَلَرُبّما لَبّيْتُ داعيَةَ الصّبَى ، ** وَعَصَيْتُ من عَذْلٍ ، وَمِنْ تأنِيبِ )( يَعشى عنِ المَجْدِ الغَبيُّ ، وَلَنْ تَرَى ** في سؤدد أربا لغير أريبِ )( والأرْضُ تُخرجُ في الوِهَادِ ، وَفي الرُّبَى ، ** عممَ النباتِ ، وجلُّ ذلك يوبي )4 ( وإذا أبُو الفَضْلِ استَعَارَ سجيّةً ** للمَكْرُمَاتِ ، فَمِنْ أبي يَعْقُوبِ )5 ( لا يحتذي خلقَ القصي ، ولا يرى ** مُتَشَبّهاً ، في سُؤدَدٍ ، بغَرِيبِ )6 ( تمضي صريمته ، وتوقد رأيه ، ** عَزَمَاتُ جُوذَرْزٍ وَسَوْرَةُ بِيبِ )7 ( شَرَفٌ تَتابَعَ كابِراً عَنْ كابِرٍ ، ** كالرّمْحِ أُنْبُوباً عَلَى أُنْبُوبِ )8 ( وأرى النجابة لا يكون تمامها ** لنجيب قوم ، ليس بابن نجيب )9 ( قَمَرٌ منَ الفتيانِ ، أبيَضُ صادعٌ ** لدُجَى الزّمانِ الفاحِمِ الغِرْبيبِ )0 ( أغنى خطوب الدهرِ ، حتى كفها ، ** وَالدّهْرُ سِلْكُ حَوَادثٍ وَخُطوبِ )
____________________
(1/18)
2( وإذا اجتَدَاهُ المُجْتَدُونَ ، فإنّهُ ** يَهَبُ العُلَى ، في نَيْلِهِ المَوْهُوبِ )( كَرُمَتْ خَلاَئقُهُ ، فَصِرْنَ قَبائلاً ** لقبائلٍ من رفده ، وشعوبِ )( كَمْ حُزْنَ من ذِكرٍ لغُفْلٍ خامِلٍ ، ** وبنينَ من حسبٍ لغير حسيبِ )4 ( دانٍ على أيْدي العُفَاةِ ، وَشَاسعٌ ** عن كل ندّ في الندى ، وضريبِ )5 ( كالبَدْرِ أفرَطَ في العُلُوّ ، وَضَوْءُهُ ** للعصبةِ السّارين جدُّ قريبِ )6 ( يَهْني بَني نِيبَخْتَ أنّ جيَادَهُمْ ** سَبَقَتْ إلى أمَدِ العُلَى المَطْلُوبِ )7 ( إن قيلَ : ربعيُّ الفخارِ ، فإنهم ** مُطِرُوا بأوّلِ ذَلكَ الشّؤبُوبِ )8 ( أوْ تُجْتَبَى أقْلاَمُهُمْ لكتَابَةٍ ، ** فَلَقَبْلُ ما كانَتْ رِمَاحُ حُرُوبِ )
____________________
(1/19)
البحر : متقارب تام ( أبَا حَسَنٍ إنّ حُسْنَ العَزَا ** ءِ عِنْدَ المُصِيبَاتِ وَالنائِباتِ ) ( يضاعفُ فيه الإلهُ الثوا ** بَ للصابرين والصابراتِ ) ( ومنزلةَ الصبرِ عند البلا ** ء كمنزلة الشكرِ عند الهباتِ ) 4 ( وَمِنْ نِعَمِ الله لا شَكّ فِيهِ ** حَيَاةُ البَنِينَ وَموْتُ البَناتِ ) 5 ( لِقَوْلِ النّبيّ عَلَيْهِ السّلامُ : ** موتُ البنات من المكرماتِ )
____________________
(1/20)
البحر : كامل تام ( أحببْ إلي بطيف سعدى الآتي ، ** وطروقهش في أعجب الأوقاتِ ) ( أنى اهتديت لمحرمينَ تصوبوا ** لسفوحِ مكة من ربى عرفاتِ ) ( ذَكّرْتَنَا عَهْدَ الشّآمِ ، وَعَيْشَنَا ** بَينَ القِبَابِ البِيضِ ، وَالهَضَبَاتِ ) 4 ( إذ أنت شكلُ موافق ومخالفٍ ، ** والدهر فيك ممانعٌ ومؤاتِ ) 5 ( لَوْلا مُكَاثَرَةُ الخُطُوبِ وَنَحْتُهَا ** مِنْ جانبيّ ، لَكُنْتَ مِنْ حاجاتي ) 6 ( تلك المنازل ما تمتعُ واقفاً ** بزها الشخوص ، ولا وغى الأصواتِ ) 7 ( أبَني عُبَيدٍ ، شَدّ ما احترَقتْ لكُمْ ** كبدي ، وفاضت فيكم عبراتيِ ) 8 ( ألْقَى مكارِمَكُمْ شَجًى لي بَعدَكم ، ** وأرى سوابقَ مجدكم حسراتيِ ) 9 ( شَرَفٌ تَفَاقَدَ وَارِثُوهُ ، فأصْبَحوا ** أصداءَ قفر بالعراء فلاة )0 ( مِنْ بَعدِ ما بُنِيَتْ على جَبَلِ العُلَى ** أحسابهمْ ، وجروا إلى الغاياتِ )
____________________
(1/21)
1( كانوا هم ثبج الجميع لطيءٍ ** في أمرها ، وطوائفَ الأشتاتِ )( لن تحدث الأيام لي بدلا بهمْ ، ** أيهات من بدل بهم أيهاتِ \ \ )( وَمُعَيّرِي بالدّهْرِ يَعلَمُ ، في غَدٍ ، ** أن الحصادَ وراء كل نباتِ )4 ( أبنيّ ! إني قد نضوت بطالتي ، ** فتَحَسّرَتْ ، وَصَحوْتُ من سكَرَاتي )5 ( نَظَرَتْ إليّ الأرْبَعونَ ، فأصرَخَتْ ** شَيبي ، وَهَزّتْ للحُنُوّ قَنَاتي )6 ( وَمِنَ الأقارِبِ مَنْ يُسَرُّ بمِيتَتي ** سَفَهاً ، وَعِزُّ حَيَاتِهِمْ بِحَيَاتي )7 ( إن أبقَ ، أو أهلكْ ، فقد نلت التي ** ملأت صدورَ أقاربي ، وعداتيِ )8 ( غَنّيْتُ نَدْمانَ الخَلائِفِ نَابِهاً ** ذكري ، وناعمةً بهم نشواتي )9 ( وَشَفَعْتُ في الأمْرِ الجَليلِ إلَيهِمِ ، ** بَعْدَ الجَليلِ ، فَأنجَحوا طَلِبَاتي )0 ( وَصَنَعْتُ في العَربِ الصّنائعَ عندَهُمْ ، ** من رفد طلابٍ ، وفك عناةِ )
____________________
(1/22)
2( فالآن إذ ناصيتُ أعنان العلى ، ** وَرَقِيتُ مِنْهَا أرْفَعَ الدّرَجَاتِ )( يَجرِي ليَدْخُلَ في غُبَارِ تَسَرّعي ** مَنْ لَيْسَ يَعْشُرُ في الرِّهانِ أناتي )( ويذيمني من لو ضغمتُ قبيله ، ** يوم الفخار لطارَ في لهواتي )4 ( جَدّي الذي رَفَعَ الأذانَ بِمَنْبِجٍ ، ** وَأقَامَ فيهَا قِبْلَةَ الصّلَوَاتِ )5 ( وأبي أبو حيّان قائد طيء ** للرّومِ ، تَحْتَ لِوَائِهِ المُنْصَاتِ )6 ( ووليُّ فتح الجسر ، إذ أغري به ** عَمْروٌ ، وَفَاعِلُ تِلكُمُ الفَعَلاتِ )7 ( وخؤولتي ، فالحوفزان ، وحاتمٌ ، ** وَالخالِدانِ الرّافِدانِ حُمَاتي )8 ( إذْ لم يكُنْ شرَفُ المَناسِبِ يُشترَى ** بالمالِ في اللأواء واللزباتِ )
____________________
(1/23)
البحر : متقارب تام ( تَظُنُّ شُجُونيَ لَمْ تَعْتَلِجْ ، ** وَقد خَلَجَ البَينُ مَن قد خَلَجْ ) ( أشارت بعينينِ مكحولتين ** مِنَ الغُنْجِ ، إذْ وَدّعتْ ، وَالدَّعَجْ ) ( عِنَاقَ وَداعٍ ، أجَالَ اعْتِرَا ** ض دمعي في دمها ، فامتزجْ ) 4 ( فَهَلْ وَصْلُ ساعَتِنا مُنشِيءٌ ** صدود شهورٍ خلت ، أو حججْ ) 5 ( وما كان صدك إلا الدلا ** لَ ، وَإلاّ المَلالَ ، وَإلاّ الغُنُجْ ) 6 ( فإنْ تَكُ قَد دَخَلَتْ بَيْنَنَا ** مَهَامِهُ لِلآلِ فيهَا لُجَجْ ) 7 ( فكم روضةٍ بفناء الربيعِ ** يلامعها البرق من كل فجْ ) 8 ( تأيّا قويقٌ لتدويرها ، ** فَنَكّبَ عَنْ قَصْدِها وَانعَرَجْ ) 9 ( إذا هَزّتِ الرّيحُ خَافُورَها ، ** تَعَانَقَ نُوّارُها وَازْدَوَجْ )0 ( لَقينَاك فِيها ، فَخَايَلْتَها ** بلين التكفيّ ، وطيبِ الأرجْ )
____________________
(1/24)
1( سقى حلباً حلبٌ مسبلٌ ، ** مِنَ الغَيْثِ يَهمي بها ، أوْ يَشُجّ )( وإن حالَ من دون حقي فلم ** يسلمهُ يعقوبها ابن الفرجْ )( أيُتْلِفُ يَعْقُوبُ مَالي لَدَيْ ** هِ ، وَيَعقُوبُ مُتَئِدٌ لمْ يَهِجْ )4 ( وإني مليء بأن لا يسرّ ** بِمَا نَالَ مِنّي وَلا يَبْتَهِجْ )5 ( إذا شدَ عروة زناره ** على سلحةٍ ضخمةٍ وانتفجْ )6 ( تَوَهّمَ أنّي لا أسْتَطيعُ ** مَسَاءَةَ أغْثَرَ بَادي الهَوَجْ )7 ( وَمِنْ أينَ يَكثُرُ أنْصَارُهُ ، ** فَيَأتي الأحَجُّ لَهُ ، فَالأحَجّ )8 ( فَهَلاّ تَوَرّعَ عَمّا جَنَى ** )9 ( أبا يوسف سمجٌ ما أتيت ، ** وَلمْ يَكُ مِثْلُكَ يأتي السّمِجْ )0 ( وشرّث المسيئينَ ذو نبوةٍ ، ** إذا ليمَ فيها تَمَادَى ، وَلَجّ )
____________________
(1/25)
2( هلم إلى الحقَ نسري إليه ** بِحُجّتِنا فيهِ ، أوْ نَدّلِجْ )( ونعتمد الصدقَ حتى يضيء ** لنا مظلمُ الأمر ، أو ينبلجْ )( وفي موقف ما لنا بعده ** تَنَازُعُ نَجْوَى ، وَلا مُعْتَلَجْ )4 ( فمن أبرأ الحكمَ فيه نجا ، ** ومن ألحج الحكم فيه لحجْ )
____________________
(1/26)
البحر : طويل ( سَفَاهَاً تَمَادَى لَوْمُهَا وَلَجاجُها ، ** وإكْثَارُها مِمّا رأتْ ، وَضِجَاجُها ) ( ونبوتها ، إنْ عادَ كفي عيدها ، ** وإن هاجَ نفسي للسماحِ هياجُها ) ( هل الدهرُ إلا غمرةٌ وانجلاؤها ، ** وشيكاً ، وإلا ضيقة وانفراجها ) 4 ( تقضى الهمومُ لم يلبثْ طروقها ** زَماعي ، ولمْ يُغلَقْ عَليّ رِتَاجُها ) 5 ( وإنّي لأُمْضي العَزْمَ ، حتّى أرُدَّهُ ** إلى حيث لا يلوي الشكوك خلاجُها ) 6 ( إلى ليلةٍ ، إما سرَاها مبلغي ** أجاوِدَ إخْوَاني ، وإمّا ادّلاجُها ) 7 ( وما زالت العيسُ المراسيلُ تنبري ، ** فتقضى لدى آل المدبرِّ حاجها ) 8 ( أُنَاسٌ ، قَديمُ المَكرُمَاتِ وَحَدْثُها ** لهم ، وسريرُ العجم فيهم وتاجها ) 9 ( إذا خَيّمُوا في الدّارِ ضَاقَتْ رِبَاعُها ، ** وإنْ رَكبوا في الأرْضِ ثارَ عَجاجُها )0 ( مَلِيُّونَ أنْ تُسْقَى البِلادُ غِيَاثَهَا ** بأوجههم حتى تسيلَ فجاجُها )
____________________
(1/27)
1( كأنّ ، على بغداد ، ظلَّ غمامة ** بجُودِ أبي إسحاقَ يَهمي انْثِجاجُها )( تربعتَها ، فازدادَ ظاهر حسنها ، ** وأُضْعِفَ في لحظِ العُيُونِ ابتِهَاجُها )( فلا أملٌ إلا عليكَ طريقهُ ، ** وَلاَ رُفْقَةٌ إلاّ إلَيْكَ مَعاجُها )4 ( يَدٌ لكَ عِنْدِي قَد أبَرَّ ضِيَاؤُها ** عَلى الشّمسِ حتّى كادَ يَخبُو سرَاجُها )5 ( هيَ الرّاحُ تَمّتْ في صَفَاءٍ وَرِقّةٍ ، ** فلم يبق للمصبوحِ إلا مزاجُها )6 ( فإن تلحق النُّعمى بنعَمى ، فإنه ** يزينُ اللآلي ، في النظامِ ، ازدواجُها )7 ( وكنتُ إذا مارستُ عندك حاجةً ، ** على نَكَدِ الأيّامِ ، هَانَ عِلاَجُها )8 ( وَلِمْ لا أُغَالي بالضِّيَاعِ ، وَقَدْ دَنَا ** عَليّ مَداها ، واستَقَامَ اعوِجاجُها )9 ( إذا كان لي ترييعها واغتلالها ، ** وكان عليك كلَّ عامٍ خراجُها )
____________________
(1/28)
البحر : طويل ( دَعِ الأمرَ لا تَطلُبْهُ من نحوِ وَجْهِهِ ** بظَنّك وَارْجُ الأمرَ من حيثُ لا يُرْجَى ) ( إذا الأمرُ لمْ يَرْدُدْ عَلَيكَ اعتِلاقُهُ ** مَزِيّةَ نَفْعٍ ، كانَ تِرْكانُهُ أحجَى ) ( وَيَكْدي مِنَ الحاجاتِ أقْرَبُهَا مدًى ** على ظَنّ باغيها ، وَأوْضَحُها نَهْجَا ) 4 ( وما جهلَ ابن الجرجرائي واجبي ** عليه ، ولكن كانَ ألأمهم علجا ) 5 ( وَأثْقَلُ مَنْ أهْجُو عَليّ مُغَمَّرٌ ، ** أظل بإسفافي إلى هجوهِ أهجى )
____________________
(1/29)
البحر : بسيط تام ( كنتُ إلى وصلِ سعدى جدَّ محتاج ، ** لَو أنّهُ كَثَبٌ للآمِلِ الرّاجي ) ( تدامج الوعدَ لا نجحٌ ولا خلفٌ ، ** مَجْدُولَةٌ بَينَ إرْهَافٍ ، وإدْمَاجِ ) ( شمس أضاعت أمام الشمسِ إذ برزت ** تَسيرُ في ظَعَنٍ منهُمْ ، وأحْدَاجِ ) 4 ( مِنْ لابِساتٍ حصَى الياقُوتِ أوْشِحَةً ، ** ولم يذلن بلبس الذّبل والعاج ) 5 ( أسقَى دِيَارَكِ ، والسّقْيَا يَقِلُّ لَهَا ، ** إغْزَارُ كُلّ مُلِثّ الوَدْقِ ثَجّاجِ ) 6 ( يلقي على الأرض من حلي ، ومن حللٍ ، ** ما يمتعُ العينَ من حسنٍ وإبهاجِ ) 7 ( فَصَاغَ ما صَاغَ مِنْ تِبْرٍ ، وَمن وَرَقٍ ** وَحَاكَ ما حَاكَ من وَشيءٍ وَديبَاجِ ) 8 ( إلى عليِّ بني الفياض بلغني ** سُرَايَ من حيثُ لا يُسرَى ، وإدْلاجي ) 9 ( إلى فَتًى ، يُتبِعُ النُّعْمَى نَظائِرَهَا ، ** كالبَحْرِ يُتبِعُ أمْوَاجاً بأمْوَاجِ )0 ( يعود من رأيهِ ، في كل مشكلةٍ ، ** إلى سراج ، يرينا الغيبَ ، وهاجِ )
____________________
(1/30)
1( لم أرَ يوماَ كيومٍ قيضَ فيه لإس ** حَاقَ بنِ أيّوبَ إسحاقُ بنُ كِنداجِ )( أخْلَى لِهَامٍ عَلَيْهَا بَيْضُها ، وَطُلًى ** منه ، وأفرَى لأورادٍ وأوداج )( لما تضايق بالزحفينِ قطرُهما ، ** فضاربٌ بغرار السّيف ، أو واجي )4 ( قالت له النفسُ ، لا تألوه ما نصحتْ ، ** والخَيلُ تَخلِطُ مِنْ نَقْعٍ ، وإرِهَاجِ )5 ( إنّ المقيم قتيلٌ لا رجوعَ به ** إلى الحَيَاةِ ، وإنّ الهَارِبَ النّاجِي )6 ( فمرّ يهوي هويّ الريح يسعده ** جَوٌّ بَسيطٌ ، وَلَيْلٌ مُظلِمٌ داجِ )7 ( إلاتنله العوالي ، وهو منجذبٌ ، ** فقَدْ كَوَتْ صَلَوَيْهِ كَيَّ إنْضَاجِ )8 ( إنّ الخِلاَفَةَ لا تُلْقَى كَتَائِبُهَا ، ** كَمَا لُقِيتَ ، بعَوّادٍ وَصَنّاجِ )9 ( تَرَكْتَ عُود كَنِيزٍ في العَجَاجِ فَلَمْ ** تربعْ على رملِ فيه ، وأهزاج )0 ( تصيح أوتاره ، والخيلُ تخبطه ، ** يطأن حضنيه ، فوجاَ بعد أفواجِ )
____________________
(1/31)
2( فإن رجعت إلى حربٍ ، فأبق على ** خلياق ينشى وبمّ فيه لجلاج )( إذا تخطفه المضرابُ حرّك في ** سرّ القلوب سروراَ ، جدّ مهتاج )( كانَتْ نَصِيبِينُ خِيساً ما تُرَامُ ، فَقَدْ ** ذَلّتْ لِلَيْثٍ ، على الأعْدَاءِ ، وَلاّجِ )4 ( أبقى ولولا التلافي من بقيتهِ ، ** قاظت لهم نسوةٌ من غير أزواجِ )5 ( ووقعة اللّحف ، والهيجاءُ ساعرة ** لَهيبَ يَوْمٍ ، على الأبْطَالِ ، أجّاجِ )6 ( أزال خمسين ألفاَ ، فانثنوا عصباَ ، ** والطعنُ يزعج منهم أيّ إزعاج )7 ( إقدام أبيض تستعلي مناسبه ** بهِ إلى مَلِكِ البَيْضَاءِ ، ذي التّاجِ )8 ( تُجلَى الشّكوكُ إذا اسوَدّتْ غَيَابَتُهَا ** عن كوكب ، لسواد الشك فرّاج )9 ( إن أنا شبهتهُ بالغيث في مدحي ، ** غضضتُ منه فكنت المادحَ الهاجيِ )
____________________
(1/32)
البحر : بسيط تام ( لك الخلائق فينا السهلة السّمح ، ** وَالنَّيلُ يَسلُسُ للرّاجي ، ويَنسرِحُ ) ( والمكرمات التي بانت معالمهَا ، ** مَشهُورَةٌ ، كَنجومِ اللّيلِ تَتّضِحُ ) ( أمّا العُفَاةُ ، فقَد حَطّوا رَوَاحِلَهمْ ** بحيث تتسعُ الدّنيا وتنفسحِ ) 4 ( فِداكَ مَنْ لا نَداهُ صَوْبُ غَاديَةٍ ** نَهْمي ، وَلا صَدرُهُ في الجودِ مُنشرِحُ ) 5 ( أمطلقي من يدي السّيبيّ أنت ، فقد ** كَلّتْ لَدَيْهِ رِكابُ الطّالبِ الطُّلُحُ ) 6 ( أرى على بابه صرعى أضرَّ بهم ** طول المطال ، فما أجدوا ، ولا نجحوا ) 7 ( لَنَا مَوَاقِفُ في أفْيَاءِ عَرْصَتِهِ ، ** تُهَانُ أخْطَارُنا فيها وَتُطّرَحُ ) 8 ( نَغْشَاهُ لا نحنُ مُشتَاقُونَ منهُ إلى ** أُنْسٍ ، وَلا هوَ مَسرُورٌ بِنا فَرِحُ ) 9 ( إذا طلبنا بلينِ القول غرّته ، ** ظلنا نعالج قفلا ليسَ ينفتحُ )0 ( أعيا علي ، فلا هيّابة فرق ** يَخشَى الهِجاءَ ، وَلا هَشٌّ ، فيُمتَدحُ )
____________________
(1/33)
1( يُرِيغُ كَاتِبُهُ صُلْحي ليَنقُصَني ، ** وَلمْ يكُنْ بَينَنا شرٌّ ، فنَصْطَلِحُ )( وَكَمْ أُنَاسٍ ألامُوا في مُتاجَرَتي ، ** وحاولوا الربحَ في نقصي ، فما رَبحوا )
____________________
(1/34)
البحر : بسيط تام ( أطَاعَ عَاذِلَهُ ، في الحُبّ ، إذْ نَصَحَا ، ** وكان نشوان من سكر الهوى فصحَا ) ( فما يهيجه نوح الحمامِ ، إذا ** ناح الحمامُ على الأغصان أو صدحَا ) ( وَلا تَفِيضُ على الأظْعَانِ عَبرَتُهُ ، ** إذا نأيْنَ ، وَلَوْ جَاوَزْنَ مُطّلَحَا ) 4 ( وَرُبّمَا اسْتَدْعَتِ الأطْلالُ عَبرَتَهُ ، ** وشاقه البرق من نجدٍ ، إذ لمحا ) 5 ( ما كانَ شَوْقِي بِبِدْعٍ يوْمَ ذاكَ وَلاَ ** دمعي بأول دمع في الهوى سفحا ) 6 ( ولمةٍ كنت مشغوفاَ بجدتها ، ** فما عفا الشّيب لي عنها ولا صفحَا ) 7 ( إذا نَسيتُ هَوَى لَيْلَى أشَادَ بهِ ** طَيفٌ سَرَى في سَوَادِ اللّيلِ إذْ جَنَحَا ) 8 ( دنا إليّ على بعدٍ ، فأرَّقني ، ** حَتَّى تَبَلَّجَ وَجْهُ الصُّبْحِ فاتَّضَحَا ) 9 ( عجبتُ منه تخطى القاع من إضمٍ ، ** وجاوز الرمل من خبتٍ وما برحَا )0 ( ها إنّ سَعْيَ ذَوِي الآمالِ قد نَجَحَا ، ** وإن بابَ النّدى بالفتح قد فتحا )
____________________
(1/35)
1( أغر يحسن منه الفعلُ مبتدئاَ ** نعمى ، ويحسن فيه القول ممتدحا )( رَدَّ المَكَارِمَ فِينَا ، بَعدَما فُقِدَتْ ، ** وَقَرّبَ الجُودَ مِنّا ، بَعدَما نَزَحَا )( لا يكفهرّ ، إذا انحازّ الوقار به ، ** وَلا تَطِيشُ نَوَاحِيهِ إذا مَزَحَا )4 ( خفت إلى السؤدد المجفوّ نهضته ، ** ولو يوازن رضوى حلمه رجحا )6 ( ** على قدرٍ جرم الفيل تبنى قوائمه )
____________________
(1/36)
البحر : طويل ( أفي مستهلاتِ الدموعِ السوافح ، ** إذا جدنْ ، برء من جوّى في الجوانح ) ( لَعَمْرِي ، لَقَدْ أبقَى وَصِيفٌ بهُلكه ** عقابيل سقمٍ للنفوسِ الصحائحِ ) ( أسى مبرحٌ ، بزَ العيونَ دموعها ، ** لمثَوى مقيم في الثرى غير بارحِ ) 4 ( فيا لك من حزم وعزم طواهما ** جَديدُ الرّدى ، تحتَ الصّفا وَالصّفائحِ ) 5 ( إذا جدّ ناعيه ، توهمت أنه ** يُكَرّرُ ، مِنْ أخبارِهِ ، قَوْلَ مازِحِ ) 6 ( وما كنت أخشى أن يرامَ مكانه ** بشىء سوى لحظِ العيون الطوامحِ ) 7 ( وَلَوْ أنّهُ خَافَ الظُّلامَةَ لاعْتَزَى ** إلى عصبٍ غلب الرقابِ ، جحاجحِ ) 8 ( فيا لضلالِ الرأي كيف أراده ** أحِبّاؤهُ بالمُعْضِلاتِ الجَوَائحِ ) 9 ( تغيب أهل الحلم عنه وأحضرت ** سفاهةُ مضعوفٍ ، وتكثير كاشحِ )0 ( فألا نهاهم ، عن تورد نفسه ، ** تقلب غادٍ في رضاهم ، ورائح )
____________________
(1/37)
1( وألا أعدوا بأسه وانتقامه ، ** لكبش العدو المستميت المناطح )( قَتيلٌ يَعُمُّ المُسْلِمِينَ مُصَابُهُ ، ** وَإنْ خَصّ من قُرْبٍ قُرَيشَ الأباطحِ )( تولى بعزمٍ للخلافة ناصر ، ** كلوء ، وصدر للخليفة ناصحِ )4 ( وَكَانَ لتَقوِيمِ الأُمُورِ ، إذا التَوَتْ ** علينا وتدبير الحروب اللواقحِ )5 ( إذا ما جروا في حلبة الرأي برزتْ ** تجاربُ معروف له السبق قارحِ )6 ( سقى عهده ، في كل ممسى ومصبحِ ، ** دراك الغيوم السّانحات ، البوارحِ )7 ( تعزّ أمير المؤمنين ، فإنها ** ملماتُ أحداث الزمان الفوادح )8 ( لئن علقت مولاك صبحا فبعدما ** أقامَتْ على الأقوَامِ حسرَى النّوَائحِ )9 ( مضى غير مذمومٍ ، وأصبح ذكره ** حُليَّ القَوَافي ، بَينَ رَاثٍ وَمادِحِ )0 ( فلم أر مفقودا له مثل رزئهِ ، ** وَلا خَلَفاً مِنْ مِثْلِهِ مِثلَ صَالحِ )
____________________
(1/38)
2( وَقُورٌ تُعَانيهِ الأُمُورُ ، فتَنْجَلي ** غيابتها عن وازن الحلم ، راجحِ )( رَمَيتَ بهِ أُفْقَ الشّآمِ ، وَإنّمَا ** رَمَيْتَ بنَجْمٍ في الدُّجُنّةِ لائِحِ )( إذا اختَلَفَتْ سُبلُ الرّجالِ وَجَدْتَهُ ** مقيماَ على نهج من الحقّ ، واضحٍ )4 ( سيرضيكَ هدياّ في الأمور وسيرةَ ، ** ويكفيك شعب الأبلخِ المتجانحِ )
____________________
(1/39)
البحر : بسيط تام ( باتَ نَديماً لي ، حتى الصّبَاحْ ، ** أغيدُ مجدولُ مكانِ الوشاحْ ) ( كأنمَا يضحكُ عنْ الؤلؤِ ** منظَمٍ ، أوْ بردٍ أوْ أقاحْ ) ( تحسبهُ نشوانَ ، إمَا رنًا ، ** للفَتْرِ مِنْ أجْفَانِهِ ، وَهوَ صَاحْ ) 4 ( بِتُّ أفْديهِ ، وَلا أرْعَوِي ** لنهيِ ناهٍ عنهُ ، أوْ لحيٍ لاحْ ) 5 ( أمْزُجُ كأسِي بجَنَى رِيقِهِ ، ** وَإنّمَا أمْزُجُ رَاحاً بِرَاحْ ) 6 ( يساقطُ الوردَ علينَا ، وقدْ ** تَبَلّجَ الصّبْحُ ، نَسيمُ الرّيَاحْ ) 7 ( أغْضَيْتُ عَنْ بَعضِ الذي يَتّقي ** منْ حرجٍ في حبهِ ، أو جناحْ ) 8 ( سحرُ العيونِ النَجلِ مستهلكٌ ** لُبّي ، وَتَوْرِيدُ الخُدودِ المِلاحْ ) 9 ( قُلْ لأبي نُوحٍ ، شَقيقِ النّدَى ، ** وَمَعدِنِ الجُودِ ، وَحِلفِ السّماحْ )0 ( أعوذ بالرَأي الجميلِ الذي ** عودتهُ ، والنائلِ المستماحْ )
____________________
(1/40)
1( منْ أنْ تصدَ الطرفَ عني ، وأن ** أخيبَ في جدواكَ بعدَ النجاحْ )( إنْ كانَ لي ذنبٌ ، فعفوٌ ، وإنْ ** لمْ يَكُ لي ذَنْبٌ ، فَفيمَ اطّرَاحْ )( أبعدَ أسبابٍ متانِ القوى ** منْ فرطِ شكرٍ سائرٍ ، وامتداحْ )4 ( بخبرنَ عنْ قلبٍ قديمِ الهوَى ** فيكَ ، وَعَنْ صَدْرٍ أمينِ النَّوَاحْ )5 ( أشمتَ حسَادي ، وأخرجتني ** من سيبكَ المغدى عليَ المراحْ )6 ( فهلُ لأنسٍ بانَ منْ رجعةٍ ، ** أمْ هَلْ لحالٍ فَسَدَتْ من صَلاحْ )7 ( إنَي من صدك في لوعة ، ** تغوَلت لبَي ، وهاضت جنَاحْ )8 ( لَستُ على سُخطِكَ جَلْدَ القُوَى ، ** ولا على هجرك شاكي السَلاحْ )
____________________
(1/41)
البحر : طويل ( وما خفتُ جدّي في الصّديق يسوءهُ ، ** ولكن كثيراَ ما يخاف مزاحي ) ( وربّ مبار للرياح بجوده ، ** منَ الأجْودِينَ الغُرّ ، آلِ رِياحِ ) ( متى بعت مختاراّ رضاه بسخطه ، ** تبدلتُ خسري ، كلهُ ، بفلاحي ) 4 ( وكم عاتب بالرِّيّ يثلمُ عتبهُ ** مَضَارِبَ سَيْفي ، أوْ يَهِيضُ جَناحي ) 5 ( وَقَفْتُ لهُ نَفسي على ذُلّ مُذْنِبٍ ، ** يكثر من زار عليه ، ولاحِ ) 6 ( كأن الرياحيّين ، حيثُ لقيتهم ، ** وإن لؤموا أصلاَ ، قريشُ بطاحِ )
____________________
(1/42)
البحر : بسيط تام ( أضحتْ بمروِ الشّاهجانِ منادحي ، ** ولأهلِ مروِ الشّاهجانِ مدائحي ) ( وَصَلوا جَنَاحِي بالنْوَالِ ، وَأمَنُوا ، ** مِن خَوْفِ أحداثِ الزّمانِ ، جَوَانحي ) ( كَمْ مِنْ يدٍ بيضاءَ أشكرُ غبّها ** مِنهُمْ ، وَفيهِمْ مِنْ أخٍ لي صَالحِ ) 4 ( فاللهُ جارُ أبي عليّ إنهُ ** أُنْسُ الصّديقِ ، وَغَيظُ صَدرِ الكاشحِ ) 5 ( شَيخُ الأمانَةِ وَالدّيَانَةِ مُوجِفٌ ** في مَذهَبٍ أَمَمٍ وَحِلمٍ رَاجحِ ) 6 ( ذو عروةٍ ، في الأعجمينَ ، وثيقةٍ ، ** وَأرُومَةٍ مَرْؤومَةٍ في وَاشِحِ ) 7 ( نفسي فداءُ خلائق لك حرّةٍ ، ** وزناد مجد ، في يمينكَ ، قادحِ ) 8 ( إنّي أقُولُ ، وَمَا قُولُ مُعَرِّضاً ، ** في ذكر مكرمةٍ ، بعبثة مازحِ ) 9 ( ماذا ترى في مدمجٍ ٍ عبلِ الشّوى ، ** من نسلِ أعوجَ كالشهابِ اللائحِِ )0 ( عُنُقٌ كَقائِمَةِ القَليبِ ، تَعَطّفَتْ ** أوداً ، ورأسُ مثلُ قعوِ الماتحِ )
____________________
(1/43)
1( يَخْتَالُ في شِيَةٍ ، يَمُوجُ ضِياؤها ، ** موجَ القتيرِعلى الكميّ الراّمحِ )( لو يكرعُ الظمآنُ فيها ، لم يمل ** طَرْفاً إلى عَذْبِ الزُّلالِ السّائحِ )( أهْدَيْتَهُ لتَرُوحَ أبْيَضَ ، وَاضِحاً ** منهُ عَلى جَذْلانَ أبْيَضَ ، وَاضِحِ )4 ( فَتَكُونَ أوّلَ سُنّةٍ مَأثُورَةٍ ، ** أن يقبلَ الممدوحُ رفدَ المادحِ )
____________________
(1/44)
البحر : بسيط تام ( العيشُ في ليلِ داريّا ، إذا برَدَا ، ** والراحُ نَمزُجهَا بالماءِ منْ بَرَدَى ) ( قلْ للإمامِِ ، الذي عمتْ فواضلهُ ** شرقاً وغرباً فما نحصِي لها عددَا ) ( اللهُ ولاكَ عنْ علمٍ ٍ خلافتهُ ، ** وَالله أعْطَاكَ مَا لَمْ يُعْطِهِ أحَدَا ) 4 ( وما بعثتَ عتاقَ الخيلِ في بلدٍ ، ** إلاَ تعرفتَ فيهِ اليمنَ والرَّشداَ ) 5 ( أمّا دِمَشْقُ ، فقَدْ أبدَتْ مَحَاسِنَها ، ** وَقَدْ وَفَى لكَ مُطْرِيها بِمَا وَعَدا ) 6 ( إذا أرَدْتَ مَلأتَ العَينَ مِنْ بَلَدٍ ، ** مُستَحسَنٍ ، وزمانٍ يشبهُ البلدا ) 7 ( يمسِي السّحابُ على أجبالِها فرقاً ، ** ويُصْبِحُ النّبْتُ في صَحَرائِهَا بَدَدا ) 8 ( فَلَسْتَ تُبْصِرُ إلاّ وَاكِفاً خَضِلاً ، ** أو يانعاً خضراً ، أو طائراً غرداَ ) 9 ( كأنّما القيظُ ولّى بعدَ جيئتهِ ، ** أو الربيعُ دنا منْ بعدِ ما بعدَا )0 ( يا أكثرَ النّاسِ إحساناً وأعرَضَهُمْ ** سيباً وأطولهمْ في المكرماتِ يدَا )
____________________
(1/45)
1( مَا نَسألُ الله إلاّ أنْ تَدُومَ لكَ النَّ ** عماءُ فينا ، وأنْ تبقَى لنا أبَدَ )
____________________
(1/46)
البحر : - ( مخلفٌ في الذي وعدْ ، ** سِيلَ وَصْلاً فَلَمْ يَجدْ ) ( وَهْوَ بالحُسْنِ مُسْتَبِ ** دٌ وَبِالدّلّ مُنْفَرِدْ ) ( يتثنَى عَلى قضي ** بٍ ، ويفترْ عن بَردْ ) 4 ( قَدْ تَطَلّبْتُ مَخْرَجاً ** مِنْ هَوَاهُ ، فَلَمْ أجِدْ ) 5 ( بأبي أنتَ ليسَ لي ** عَنْكَ صَبْرٌ ، وَلا جَلَدْ ) 6 ( ضاقَ صدرِي بما أج ** نّ ، وقَلبي بِمَا وَجَدْ ) 7 ( وتغضبتُ ، إنْ شكوْ ** تُ جوى الحُبّ ، والكمَدْ ) 8 ( واشتكائي هواكَ ذنْ ** بٌ ، فإنْ تَعْفُ لا أعُدْ ) 9 ( قَدْ رَحَلْنَا عَنِ العِرَا ** قِِ وعن قُطبها النّكدْ )0 ( حبذَا العيشُ في دمش ** قَ ، إذا ليلهُا بَردْ )
____________________
(1/47)
1( حيثُ يستقبلُ الزّما ** نُ ، ويستحسنُ البلدْ )( سفرٌ جددتْ لنا ال ** لهوَ ، أيامهُ الجُددْ )( عَزَمَ الله لِلْخَلِي ** فةِ فيه على الرَّشدْ )4 ( مَلِكٌ تَعْجِزُ البَرِ ** يّةُ عَنْ حَلّ مَا عَقَدْ )5 ( يَا إمَامَ الهُدَى الّذي احْ ** تَاطَ للدّينِ ، واجْتَهَدْ )6 ( سِرْ بسَعْدِ السّعُودِ في ** صحبةِ الواحدِ الصّمدْ )7 ( وابقَ في العزّ والعُل ** وّ لَنَا ، آخِرَ الأبَدْ )
____________________
(1/48)
البحر : طويل ( أجرني من الواشي الذي جارَ واعتَدى ، ** وغابرِ حُبٍ غار بي ثمّ أنجدَا ) ( وإلا ، فأسعدني بدمعك ، إنهُ ** يهونُ ما بي أن أرى لي مسعدَا ) ( سقى الغيثُ أجزاعاً عهدتُ بجوّها ** غزالاً ، تراعيه الجآذرُ ، أغيدَا ) 4 ( إذا ما الكرى أهدى إليَ خيالهُ ، ** شفى قرْبهُ التبريحَ أو نقعَ الصدَى ) 5 ( إذا انتزعتهُ من يديّ انتباهةٌ ، ** عَدَدْتُ حَبِيباً رَاحَ مِنّيَ ، أوْ غَدَا ) 6 ( ولم أرَ مثلينا ، ولا مثلَ شأننا ، ** نُعَذَّبُ أيْقاظاً وَنَنْعَمُ هُجَّدا ) 7 ( تصعَّدُ أنفاسي جوَى وتشوقاً ، ** إذا البرْقُ مِنح غَرّبيّ دِجلَةَ أصْعَدَا ) 8 ( وَمَا ذَاكَ إلاّ لَوْعَةٌ لَكَ زَادَها ** تنائي الدّيار جدّةً ، وتوقدُّا ) 9 ( فَمَنْ غابَ يَنْوِي نِيّةً عَنْ حَبيبِهِ ** وهجراً ، فإنّي غبتُ عنك لأشهدَا )0 ( وَمَا القُرْبُ في بَعضِ المَوَاطِنِ للّذي ** يرى الحزمَ ، إلاّ أنْ يشطّ ويبعدَا )
____________________
(1/49)
1( إلى ابنِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ تَناهَبَتْ ** بنا العِيسُ دَيجُوراً من اللّيلِ ، أسوَدَا )( إلى منعمٍ ، لا الجُودُ عنهُ بعازبٍ ** بطيءٍ ، ولا المعروفُ منهُ بأنكدَا )( رأيْنَا بَني الأمْجَادِ في كلّ مَعْشَرٍ ، ** فكانوا لعبدِ الله في الجودِ أعبدَا )4 ( عليه من المعتز بالله بهجةٌ ** أضاءتْ فلوْ يسري بها الرّكبُ لاهتدى )5 ( إذا أعجبتكَ اليومَ منهُ خليقةٌ ** مهذَّبةٌ ، أعطاكَ أمثالها غداً )6 ( طلوبٌ لأقصى َ غايةٍ ، بعد غايةٍ ، ** إذا قُلْتُ يَوْماً قَدْ تَنَاهَى تَزَيّدا )7 ( سُرِرْنا بِأنْ أمّرْتَهُ ، وَنَصَبْتَهُ ** لَنَا علَماً يَأوِي إلى ظِلّهِ الهُدَى )8 ( وأبْهَجَنا ضَرْبُ الدّنَانِيرِ باسْمِهِ ، ** وتقليدُهُ منْ أمرنَا ما تقلْدَا )9 ( وَلِمْ لا يُرَى ثانيكَ في السّلطَةِ التي ** خَصَصْتَ بها ثانيكَ في الجُودِ والنّدَى )0 ( حقيقٌ بأنْ يرمى به الجانبُ الذي ** يَهُمّ ، وأنْ يُفْضَى إلَيْهِ وَيُعْهَدَا )
____________________
(1/50)
2( وَمِثْلُكَ حَاطَ المُسْلِمِينَ بِمِثْلِهِ ، ** ولياً ، ولمْ يهملْ رعيتهُ سدى َ )( فلو دامَ شيءٌ آخر الدّهرِ سرّنا ** غنى عنهُ موجودٌ ، ودمتَ مخلدّاً )( أبن فضلهُ ، أظهرْ نباهةَ قدره ، ** وأبْقِ لَهُ في النّاسِ ذِكْراً مُجَدَّدَا )4 ( فللسيفُ مسلولاً أشدُّ مهابةً ، ** وأظْهَرُ إفْرِنداً منَ السّيفِ مُغْمَدا )5 ( بقيتَ ترجيهِ ، وعاشَ مؤملاً ، ** يُرَاعي اتّصالاً مِنْ حَيَاتِكَ سَرْمَدا )6 ( لقَدْ ساوَرَتْ خَيلَ المُساوِرِ عُصْبَةٌ ** أفَاءَتْ عَلَيْهِ الطّعنَ غَضّاً مُجدَّدا )7 ( حَمَوْهُ سُهُولَ الأرْضِ مِنْ كلّ جَانبٍ ، ** فَظَلّ شَرِيداً في الجِبالِ ، مُطَرَّدا )8 ( عُلُوجٌ ، وأعرَابٌ يُرَجُّونَ حَائِناً ، ** أضَاعَ الحِجَى حتّى طَغَى وَتَمَرّدا )9 ( يسمونه باسم الخليفةِ ، بعدما ** رعى الضأن فيهم ذا مشيبٍ وأمردَا )0 ( فَلِمْ لَمْ تَزَعْهُ الوَازِعَاتُ ، وَيَجْتَنِبْ ** عداوةَ منصورِ اليدينِِ على العدَى )
____________________
(1/51)
3( وَلَوْ شَاوَرَ الأيّامَ قَبْلَ خُرُوجِهِ ، ** نَهَينَ ابنَ أُمّ الكَلْبِ أنْ يَتَوَرّدا )( كأنّي بهِ ، إمّا قتيلاً مضرَّجاً ** بأيْدي المَوَالي ، أو أسِيراً مُقَيَّدا )
____________________
(1/52)
البحر : خفيف تام ( إنما الغيَ أن يكونَ رشيدَا ، ** فانقِصَا مِنْ مَلامِهِ ، أوْ فَزِيدَا ) ( خلياهُ وجدةَ اللهوِ ، مادا ** مَ رِداءُ الشّبابِ غَضّاً جَديدَا ) ( إنّ أيّامَهُ مِنَ البِيضِ بِيضٌ ، ** ما رَأينَ المَفارِقَ السّودَ سُودَا ) 4 ( أيّها الدّهرُ ! حَبّذا أنتَ دَهراً ، ** قفْ حميداً ، ولاتوَلْ حميداً ) 5 ( كلَّ يومٍ تزدادُ حسناً فما تب ** عثُ يوماً ، إلاّ حسبناهُ عيدَا ) 6 ( إنّ في السّرْبِ ، لوْ يُساعدُنا السّرْ ** بُ ، شموساً يمشينَ مشياً وثيدَا ) 7 ( يَتَدافَعْنَ بالأكُفّ وَيَعْرِضْ ** نَ علينَا عوارضاً وخدودَا ) 8 ( يتبسمنَ عن شتيتٍ أراهُ ** أقحواناً مفصلاً ، أو فريدَا ) 9 ( رحنَ ، والليلُ قد أقامَ رواقاً ، ** فأقَمْنَ الصّبَاحَ فيهِ عَمُودَا )0 ( بمَهَاةٍ مِثْلِ المَهَاةِ أبَتْ أنْ ** تَصِلَ الوَصْلَ ، أوْ تصُدّ الصّدودَا )
____________________
(1/53)
1( ذاتِ حُسنٍ لوِ استَزَادَتْ من الحس ** نِ إلَيهِ ، لَمَا أصَابَتْ مَزِيدَا )( فهيَ الشّمسُ بهجةً ، وَالقضِيبُ الغضّ ** ليناً ، وَالرّئْمُ طَرْفاً وَجِيدَا )( يا ابنةَ العامريّ ! كيفَ يرى قومْ ** مكِ عدلاً أنْ تبخلي ، وأجودَا )4 ( إنْ قومي قومُ الشّريفِ قديماً ، ** وَحَديثاً ، أُبُوّةً وَجُدُودَا )5 ( وإذا ما عددتُ يحيى ، وعمراً ، ** وأباناً ، وعامراً ، والوليدَا )6 ( وعبيداً ، ومسهراً ، وجدياً ، ** وتدولاً ، وبحتراً ، وعتودَا )7 ( لمْ أدعْ من مناقبِ المجدِ ما يق ** نِعُ مَنْ هَمّ أن يكونَ مُجيدَا )8 ( ذَهَبَتْ طَيِّءٌ بسابقَةِ المَجْ ** دِ عَلى العَالَمِينَ بَأساً وَجُودَا )9 ( معشرٌ أمسكتْ حلومهمُ الأر ** ضَ وَكادتْ من عزّهم أن تَميدَا )0 ( نزلوا كاهلَ الحجازِ ، فأضحى ** لهمُ ساكنوهُ ، طرّاً ، عبيدَا )
____________________
(1/54)
2( مَنْزِلاً قارَعُوا عَلَيْهِ العَمَالي ** قَ ، وعاداَ في عزّها وثمودَا )( فإذا قُوتُ وَائِلٍ وَتَميمٍ ** كانَ ، إن كانَ ، حَنظلاً وَهبيدَا )( ظَلّ وِلْدانُنَا يُغَادُونَ نَخْلاً ، ** مُؤتِياً أُكْلَهُ ، وَطَلْحاً نَضِيدَا )4 ( بَلَدٌ يُنْبِتُ المَعَالي فَمَا يَ ** ثغرُ الطفلُ فيه حتّى يسودَا )5 ( وليوثٌ من طيِّءٍ ، وغيوثٌ ** لَهُمُ المَجْدُ طارِفاً ، وَتَلِيدَا )6 ( فإذا المحلُ جاءَ جاؤوا سيولاً ، ** وإذا النّقعُ ثارَ ثاروا أسوُدَا )7 ( يَحسُنُ الذّكرُ عَنهُمُ وَالأحادي ** ثُ إذا حَدّثَ الحَديدُ الحَديدَا )8 ( في مَقَامٍ تَخُرُّ في ضَنْكِهِ البِي ** ضُ على البيضِ رُكعَّاً وسجودَا )9 ( معشرٌ ينجزونَ بالخيرِ والشرّ ** يَدَ الدّهْرِ مَوْعِداً وَوَعيدَا )0 ( يَفْرِجُونَ الوَغَى ، إذا ما أثَارَ ال ** ضّربُ من مصمتِ الحديد صعيدا )
____________________
(1/55)
3( بوُجوهٍ تُعشِي السّيوفَ ضِيَاءً ؛ ** وسيوفٍ تُعشي الوجوهَ وقُودَا )
____________________
(1/56)
البحر : طويل ( عَلَيكَ سَلامٌ ، أيّها القَمَرُ البَدْرُ ، ** ولا زالَ معموراً بأيامكَ العمرُ ) ( وداعاً لشهرٍ ، إنّ من شاسعِ النّوى ** على الكبدِ الحرّى ، إذا التهبتْ ، شهرُ ) ( هو اسمُ فراقٍ طالَ أو قصرَ المدّى ، ** فللصدرِ منه ما يحرُّ لهُ الصدرُ ) 4 ( أنا الظّالِمُ المُختارُ فَقدَكَ عالِماً ** بفَقْدِ اللُّهَى فيهِ ، وَما ظَلَمَ الدّهرُ ) 5 ( ملأتُ يدي فاشتقتُ ، والشوقُ عادةٌ ** لكلّ غريبٍ ذلّ ، عن يده ، الفقرُ ) 6 ( وأيُّ فتىً يشتاقُ ، من بُعد أرضهِ ، ** إلى أهلِهِ ، حتّى يكونَ لَهُ وَفْرُ ) 7 ( تلافيتني في ظمأةٍ ، فدفعتني ** إلى نائلٍ ، فيه المخاضةُ والغمرُ ) 8 ( وَيَدنُو قَرَارُ البَحْرِ طَوْراً ، وَرُبّما ** تَبَاعَدَ حتّى مَا يُنَالُ لَهُ قَعْرُ ) 9 ( وَلَوْلاكَ ما أسخَطْتُ غُمّى وَرَوْضَها ** وَنَهرَ دُجَيْلٍ بالذي رَضِيَ الثّغْرُ )0 ( وَلا كانَ غَزْوُ الرّومِ بَعضَ مآرِبي ، ** وَهَمّي ، وَلا ممّا أُطالِبُهُ الهَجرُ )
____________________
(1/57)
1( لِتعْلَمَ أنّ الوِدّ يَجْمَعُنَا علَى ** صَفاءِ التّصَافي ، قَبلَ يَجمعُنَا عمرُو )( وإنّي متى أعددْ مساعيكَ أعتددْ ** بها شَرفاً ، إذْ كانَ فَخرُكَ لي فَخرُ )( ولم أرَ مثلي ظلّ يمدح نفسهُ ، ** وَيأخُذُ أجراً ، إنّ ذا عَجَبٌ بُهْرُ )4 ( وَما اخترْتُ داراً غَيرَ دارِكَ من قِلًى ، ** وأينَ ترى قصدي ومن دونيَ البحرُ )5 ( فإنْ بِنْتُ مِنكُمْ مُصْبِحاً حضرَ الهَوى ، ** وإنْ غبتُ عنكم سائرا شهدَ الشَّعرُ )6 ( سأشكُرُ لا أنّي أُجازِيكَ نِعْمَةً ** بأخرى ، ولكنْ كي يقالَ لهُ شكرُ )7 ( وَأذكُرُ أيّامي لَدَيْكَ وَحُسْنَهَا ، ** وآخرُ ما يبقى من الذاهبِ الذّكرُ )
____________________
(1/58)
البحر : سريع ( يا موعداً منهَا ترقبتهُ ، ** والصبحُ فيمَا بيننَا يسفرُ ) ( همْتْ بنا ، حتّى إذا أقبَلَتْ ** نمّ عليها المسكُ والعنبرُ ) ( يا مزنةً يحتثُّها بارقٌ ، ** وروضةً انوارها تزهرُ ) 4 ( ما أنصفَ العاذلُ في حُبّكم ، ** بمِثْلِكُمْ مَنْ يُبتلَى يَصْبِرُ )
____________________
(1/59)
البحر : طويل ( سرى من خيالِ المالكية ما سَرى ، ** فَتَيّمَ ذا القَلْبِ المُعَنّى ، وَأسهَرَا ) ( دُنُوٌّ بأحْلامِ الكَرَى منْ بعِيدةٍ ، ** تُسيءُ بنا فِعْلاً ، وَتَحسُنُ منظَرَا ) ( وما قربتْ بالطيفِ إلا لتنتوي ، ** وَلا وَصَلَتْ في النّوم إلاّ لتَهْجُرَا ) 4 ( لقدْ هجرَتْ والهجْرُ منْها سَجِيّةٌ ، ** ولو وصلتْ كانت على الوصل أقدرَا ) 5 ( تعذرَ منها الوصلُ والوصلُ ممكنٌ ، ** وَقَصْرُ نَوَالِ البِيضِ أن يتعذّرَا ) 6 ( فَلْو شاءَ هذا القلْبُ في أوّل الصّبي ، ** لقصرَعن بعض الهوى ، أو لأقصرا ) 7 ( وَلكِنّ وَجْداً لمْ أجِدْ منهُ موْئِلاً ، ** وَمَوْرِدَ حُبٍّ لم أجِدْ عنهُ مصْدرَا ) 8 ( هوًى ، كان غضاً بيننا متقدماً ، ** كما صابَ وسميُّ الغمامِ ، فبكرَا ) 9 ( نظرتُ ، وضمتْ جانبيّ التفاتةٌ ، ** وَما التَفَتَ المُشْتاقُ إلاّ لينْظُرَا )0 ( إلى أرجوانيٍ من البرقِ ، كلما ** تَنَمّرَ عُلْوِيُّ السّحَابِ تَعَصْفَرَا )
____________________
(1/60)
1( يُضيءُ غَماماً فَوْقَ بَطْياسَ وَاضِحاً ** يبصّ ، وروضاً دونَ بطياسَ أخضرَا )( وقد كانَ محبوباً إليّ لو انه ** أضَاءَ غَزَالاً عِندَ بَطْياسَ أحْوَرَا )( لقدْ أعطيَ المعتزُّ باللهِ نعمةً ** منَ الله ، جلّتْ أن تُحَدّ وَتُقدَرَا )4 ( تلافى بهِ الله الورَى من عظيمةٍ ، ** أناخَتْ على الإسلامِ ، حَوْلاً وَأشهُرَا )5 ( وَمنْ فتْنَةٍ شَعْوَاءَ غَطّى ظلامُها ** على الأفْقِ ، حتى عادَ أقتَمَ أكْدرَا )6 ( أغَرُّ مِنَ الأمْلاكِ ، إمّا رَأيْتَهُ ** رَأيْتَ أبا إسْحاقَ ، وَالقوْمُ جَعفرَا )7 ( أعينَ بأسيافِ الموالي وصبرهمْ ** على الموتِ ، لما كافحوا الموتَ أحمرَا )8 ( تقدمَ في حقّ الإمامةِ سهمهُ ، ** إذا رَدّ فيها غَيرَهُ ، فَتَأخّرَا )9 ( وَيُصْبحُ معروفاً لهُ الفضْلُ دونَهُمْ ، ** وَما يَتَداعَاهُ الأباعِدُ مُنْكَرَا )0 ( أقامَ منارَ الحقّ ، حتى اهتدى به ، ** وَأبْصَرَهُ مَنْ لمْ يكُنْ قطّ أبْصَرَا )
____________________
(1/61)
2( وعادتْ على الدنيا عوائدُ فضلهِ ، ** فأقبلَ منها كلُّ ما كانَ أدبرَا )( بحلمٍ كأنّ الأرضَ منهُ توقرتْ ، ** وَجُودٍ كأنّ البَحْرَ منْهُ تَفَجّرَا )( عمرتَ ، أميرَ المؤمنينَ ، مسلمَّاً ، ** فَعُمْرُ النّدَى وَالجودِ في أن تُعمَّرَا )4 ( وَلَيْسَ يُحاطُ الحمْدُ وَالمَجدُ وَالعلى ** بأجمعها ، حتى تحاطَ وتنصرَا )5 ( ولما توليتَ الرعيةَ ، محسناً ، ** مَنَعْتَ أقاصي سِرْبِا أن تُنَفّرَا )6 ( جَرَيْتَ ، وكان القُطْرُ أدْنى مسافةً ، ** وأضْيَقَ باعاً منْ نَداكَ وأقْصَرَا )7 ( نهضتَ بأعباء الخلافةِ كافياً ، ** وناضَلْتَ عنْهَا ، سارِياً وَمُهَجِّرَا )8 ( فلمْ تَسْعَ فيها إذ سعَيْتَ مُثبَّطاً ، ** وَلمْ تعرْمِ عَنْها إذْ رَمَيْتَ مُقصِّرَا )9 ( وما زلتَ إن سالمتَ كنت موفقاً ** رَشيداً ، وَإن حارَبْتَ كُنتَ مظَفّرَا )0 ( لئنْ فتَّ غاياتِ الأئمةِ سابقاَ ، ** وَطُلْتَ المُلوكَ سائِساً وَمُدبِّرَا )
____________________
(1/62)
3( فلا عجبٌ في أن يغيضوا وتعتلي ، ** ولا منكرٌ في أن يقلوا وتكثُرَا )( وَقَدْ تَرَكَ العبّاسُ عِندَكَ وَابْنُهُ ** عُلىً فُتْنَ مرْمى النجمِ حيْثُ تحَيّرَا )( هُما وَرّثاكَ ذا الفَقارِ ، وَصَيّرَا ** إليكَ القضيبَ والرداءَ المحبَّرَا )4 ( وَأيُّ سَناءٍ لَسْتَ أهْلاً لِفَضْلِهِ ، ** وَأوْلى بهِ منْ كلّ حيٍّ وَأجْدَرَا )5 ( وأنتَ ابنُ من أسقى الحجيجَ على الظما ، ** وَناشَدَ في المَحلِ السحابَ فأمْطَرَا )
____________________
(1/63)
البحر : سريع ( ألحَمْدُ لله عَلى مَا أرَى ** من قدرِ الله الذي يجري ) ( مَا كانَ ذا العَالَمُ من عالَمي ** يوماً ، ولا ذا الدهرُ من دهري ) ( يَعْتَرِضُ الحِرْمانُ في مَطْلبي ، ** ويحكمُ الخزازُ في شعرْي )
____________________
(1/64)
البحر : طويل ( أرَاني مَتى أبْغِ الصّبَابَةَ أقْدِرِ ، ** وإنْ أطْلُبِ الأشْجَانَ لا تَتَعَذّرِ ) ( أعدُّ سنيّ فارحاً بمرورهَا ، ** ومأتى المنايَا من سنيّ وأشهرُي ) ( وما خلتُ تبكي بعدَ قيصرَ خلةً ، ** لكُلّ مُحِبٍ قَيصَرُ مثلُ قَيصرِي ) 4 ( نَعَمْ في ابنِ بِسْطامٍ وَزِبرَجَ أُسوَةٌ ، ** ووفرٌ على الأيامِ ، وابنِ المدبِّرِ ) 5 ( وَبَرّحَ بي في زِبْرِجٍ أنّ يَوْمَهُ ** تَعَجّلَ لم يُمهِلْ ، وَلمْ يَتَنَظّرِ ) 6 ( متاعٌ من الدنيا حظيٌّ ، ومن يفتْ ** حظياً من الدنيا فيحزنهُ يُعذرِ ) 7 ( أسِيتُ لمَوْلاهُ على حُسنِ مَسمَعٍ ، ** خَليقٍ لشُغْلِ السّامعينَ ، وَمَنْظَرِ ) 8 ( مُضِىء ٌ تَظَلُّ العَينُ تَصْبِغُ خَدَّهُ ، ** مَتى تَثْنِ فيهِ لَحْظَةً يَتَعَصْفَرِ ) 9 ( كأنّ النّجُومَ الزُّهْرَ أدّتْهُ خالصاً ** لزُهرَةِ صُبْحٍ قد تَعَلّتْ وَمُشتري )0 ( يشيدُ بحاجاتِ النفوسِ ، إذا اعتزى ** إلى ابنِ سُرَيجٍ أوْ حكى ابنَ مُحرِرِ )
____________________
(1/65)
1( لَنِعمَ شَرِيكُ الرّاحِ لي لُبّ ذي الحجى ** إذا استَهلَكَتهُ بينَ نايٍ وَمِزْهَرِ )( وَمُغْتَالُ طُولِ اللّيلِ حتى يُقيمَنَا ** على ساطعٍ من طُرّةِ الفَجرِ أحمَرِ )( غَرِيرٌ ، متى تُخلَطْ بهِ النّفسُ تَبتَهجْ ** لَهُ ، وَمَتى يُقرَنْ بهِ العَيشُ يَقْصُرِ )4 ( إذا ما تَرَاءَتْهُ العُيُونُ تَحَدّثَتْ ** بكُلّ مُسَرٍّ ، من هَوَاها ، وَمُضْمَرِ )5 ( أعتدُّ إبهامي أشدّ أصابعي ، ** ولم يتحملْ خاتمي حملَ خنصري )6 ( وعكُ منونا صار للموتِ مورداً ، ** وَكَان ارتِقَابُ المَوْتِ من وَعكِ خَيبرِ )7 ( ومن نكدِ الأيامِ إيباءُ حلةٍ ، ** عَذاةِ النّواحي بينَ كَوْثَى وَصَرْصَرِ )8 ( فلَوْ كانَ مَاتَ اللُّوغَبْرديُّ قَبْلَهُ ، ** وأخرَ في الباقينَ من لم يؤخرِ )9 ( إذاً لأسَغْنَا الحَادِثَاتِ التي جَنَتْ ، ** وَلمْ نَتّبعْهَا بالمَلامِ ، فَنُكْثِرِ )0 ( لطيبُ بالكافورِ من كان نشرهُ ** أطَلَّ من الكَافُورِ ، لَوْ لَمْ يُكَفَّرِ )
____________________
(1/66)
2( وَتُدْرَجُ في البُرْدِ المُحَبَّرِ صُورَةٌ ، ** كَتَوْشِيَةِ البُرْدِ الصّنيعِ المُحَبَّرِ )( قَسَتْ كَبِدٌ لمْ تَعْتَللْ لفرَاقهِ ، ** وقلبٌ إلى ذكراهُ لمْ يتفطَرِ )( عَلَيْكَ أبَا العَبّاسِ بالصّبرِ طَيّعاً ، ** فإنْ لمْ تَجِدْهُ طَائعاً ، فتَصَبّرِ )4 ( وَلاَ بُدّ أنْ يُهْرَاقَ دَمْعٌ ، فإنّما ** يُرَجّى ارتقاءُ الدّمعِ بَعدَ التّحَدّرِ )5 ( إذا أنْتَ لمْ تَنْضَحْ جَوَاكَ بعَبرَةٍ ، ** غلا في التَمَادي أوقضى في التَسعَر )
____________________
(1/67)
البحر : منسرح ( يا مسترداً قليلَ نائلهِ ، ** أكُلُّ هذا حِرْصاً على العشَرَهْ ) ( دونَكَها إنّها مُصَرَّفَةٌ ** عقارباً في البلادِ منتشرهْ )
____________________
(1/68)
البحر : - ( كم ليلةٍ فيك بتُّ أسهرهَا ، ** وَلَوْعَةٍ ، مِنْ هَوَاكِ ، أُضْمِرُها ) ( وَحُرْقَةٍ ، والدّمُوعُ تُطْفِئُها ، ** ثم يعودُ الجوى ، فيسعرهَا ) ( يا علوَ ! علّ الزمانَ يعقبنا ** أيامَ وصلٍ ، نظلُّ نشكرُها ) 4 ( بَيضَاءُ رَوْدُ الشّبابِ ، قد غُمسَتْ ** في خَجَلٍ دائباً يُعَصْفِرُها ) 5 ( مَجْدُولَةٌ ، هَزّها الصّبَى ، فشجا ** قَلْبَكَ مَسْمُوعُها وَمَنظَرُها )
____________________
(1/69)
البحر : متقارب تام ( عَدِمْتُ النّغِيلَ ، فمَا أدْمَرَهْ ، ** وَأوْلى الصّديقَ بأنْ يَهْجُرَهْ ) ( إذا قُلْتَ قَدّمَهُ كِيسُهُ ، ** عناهُ منَ النقصِ ما أخرهُ ) ( دعاناَ إلى مجلس فاحشٍ ، ** قَبِيحٌ بِذي اللُّبِّ أن يحْضُرَهْ ) 4 ( فَجَاء نَبِيذٌ لَهُ حامِضٌ ، ** يشقُّ على الكبدِ المقفرهْ ) 5 ( إذا صُبّ مُسْوَدُّهُ في الزّجَا ** جِ ، فكأسُ النديمِ بهِ مَحبَرَهْ ) 6 ( تَرَكْتَ مُشَمَّسَ قُطْرَبُّلٍ ، ** وجرّعتنا دقلَ الدّسكرهْ ) 7 ( وما لي أطعتكَ في شربهِ ، ** كأنْ لمْ أخبرهُ ، أو لمْ أرهْ ) 8 ( وَمَا لي شَرهْتُ إلى مثْله ، ** وما كنت أعرفني بالشرهْ ) 9 ( وما يعتريني الّذي يعتري ** بحَقّ السّوَادِ منَ الأبْخِرَهْ )0 ( لذاكَ عزمتُ على الإنصرا ** فِ ، وعقدْ أوْجبَ الوَقتُ أنْ نَحذَرَهْ )
____________________
(1/70)
1( فقمنا على عجلٍ والنجو ** مُ موليةٌ قدْ هوتْ مدبرهْ )( وكانَ الجَوَازُ على عِلّةٍ ، ** فَكِدْنَا نُبَيَّتُ في المِقْطَرَهْ )( ولمّا انصرفتُ أطلّ الخما ** رُ بحدّ سماديرهِ المسهرهْ )
____________________
(1/71)
البحر : - - ( صنتُ نفسي عمّا يدنس نفسي ، ** وترفعتُ عن جدا كلّ جبس ) ( وتماسكتُ حيثُ زعزعني الده ** رالتماسا منه لتعسي ، ونكسي ) ( بلغٌ من صبابةِ العيشِ عندي ، ** طففتها الأيام تطفيف بخس ) 4 ( وبعيدٌ ما بينَ واردِ رفهٍ ، ** عَلَلٍ شُرْبُهُ ، وَوَارِدِ خِمْسِ ) 5 ( وَكَأنّ الزّمَانَ أصْبَحَ مَحْمُو ** لاً هواهُ معَ الأخسَ الأخسْ ) 6 ( واشترائي العراق خطة غبنٍ ، ** بعد بيعي الشآم بيعة وكسِ ) 7 ( لا تزرني مزاولا لاختباري ، ** عند هذي البَلوَى ، فتُنكرَ مَسّي ) 8 ( وقديما عهدتني ذا هنات ، ** آبيات ، على الدَنيئات ، شمس ) 9 ( وَلَقَدْ رَابَني نُبُوُّ ابنِ عَمّي ، ** بعد لين من جانبيه ، وأنس )0 ( وإذا ما جُفيتُ كنتُ حَرِيّاً ** أن أرى غير مصبح حيث أمسي )
____________________
(1/72)
1( حَضَرَتْ رَحليَ الهُمُومُ فَوَجّهْ ** تُ إلى أبيَضِ المَدائنِ عُنْسِي )( أتَسَلّى عَنِ الحُظُوظِ ، وَآسَى ** لَمَحَلٍّ من آلِ ساسانَ ، دَرْسِ )( ذَكّرْتَنيهمُ الخُطُوبُ التّوَالي ، ** وَلَقَدْ تُذكِرُ الخُطوبُ وَتُنسِي )4 ( وهم خافضون في ظل عال ، ** مُشرِفٍ يُحسرُ العُيونَ وَيُخسِي )5 ( مغلق بابه على جبل القبق ** قِ إلى دَارَتَيْ خِلاطٍ وَمَكْسِ )6 ( حِلَلٌ لم تكُنْ كأطْلالِ سُعدَى ** في قفار من البسابس ، ملس )7 ( وَمَسَاعٍ ، لَوْلا المُحَابَاةُ منّي ، ** لم تُطقها مَسعاةُ عَنسٍ وَعبسِ )8 ( لَيسَ يُدرَى : أصُنْعُ إنْسٍ لجنٍّ ** سَكَنوهُ أمْ صُنعُ جنٍّ لإنْسِ )9 ( غير أني أراه يشهدُ أن لم يك ** بانيه في الملوك بنكس )0 ( فكأنَي أرى المراتب والقوم ، ** مَ ، إذا ما بَلَغتُ آخرَ حسّي )
____________________
(1/73)
2( وَكَأنّ الوُفُودَ ضاحينَ حَسرَى ، ** من وقُوفٍ خَلفَ الزِّحامِ وَخُنْسِ )( وَكأنّ القِيَانَ ، وَسْطَ المَقَا ** صير ، يرجَّحن بين حوَ ولعس )( وَكَأنّ اللّقَاءَ أوّلُ مِنْ أمْ ** س ، ووشكَ الفراق أولُ أمس )4 ( وكأن الذي يريد اتَباعا ** طامع في لحوقهم صبحَ خمس )5 ( عمرت للسَرور دهراً ، فصارت ** للتعزّي رباعهم ، والتأسي )6 ( فَلَهَا أنْ أُعِينَهَا بدُمُوعٍ ، ** مُوقَفَاتٍ عَلى الصَّبَابَةِ ، حُبْسِ )7 ( ذاكَ عندي وَلَيستِ الدّارُ دارِي ، ** باقتراب منها ، ولا الجنس جنسي )8 ( غير نعمى لأهلها عند أهلي ، ** غَرَسُوا منْ ذَكَائِها خيرَ غَرْسِ )9 ( أيَدوا ملكنا ، وشدوّا قواه ** بكماةٍ ، تحت السنوَر ، حمس )0 ( وأعانوا على كتائب أريا ** طَ بطعن على النَحور ، ودعس )
____________________
(1/74)
3( وأرَانِي ، منْ بَعدُ ، أكْلَفُ بالأشْ ** رافِ طُرّاً منْ كلّ سِنْخٍ وَإسّ )
____________________
(1/75)
البحر : خفيف تام ( لابِسٌ مِنْ شَبِيبَةٍ أمْ نَاضِ ، ** ومليحٌ من شيبة أم راض ) ( وإذا ما امتَعَضْتِ مِنْ وَلَعِ الشّيْ ** ب برأسي لم يعدُ ذاك امتعاضي ) ( ليس يرضى عن الزمان مروّ ** فيهِ ، إلاّ عَنْ غَفلَةٍ أوْ تَغَاضِ ) 4 ( والبَوَاقِي مِنَ اللّيالي ، وَإنْ خَا ** لفن شيئا ، فمشبهات المواضي ) 5 ( ناكرتْ لمتي ، وناكرت منها ** لبس سوء الأخلاف والأعواض ) 6 ( شَعَرَاتٌ أقُصُّهُنّ وَيَرْجِعْ ** نَ رُجُوعَ السّهامِ في الأغْرَاضِ ) 7 ( وأبَتْ تَرْكيَ الغَدِيّاتِ وَالآ ** صالَ ، حتى خضبتُ بالمقراض ) 8 ( غيرُ نفع إلا التعلل من شخ ** ص عدوّ لم يعده إبغاضي ) 9 ( وَرُوَاءُ المَشيبِ كالبَخصِ في عَيْ ** ني فقل فيه في العيون المراض )0 ( طبتُ نفساً عن الشباب وما سوّ ** دَ مِنْ صِبْغِ بُرْدِهِ الفَضْفَاضِ )
____________________
(1/76)
1( فَهَلِ الحادِثَاتُ ، يا ابنَ عُوَيفٍ ، ** تاركاتي ولبس هذا البياض )( يكثرُ الحظ في أناس وإن قلَ ** التأسَي بكيسهم ، والتراضي )( ما قضى الله للجهول بستر ، ** يَتَلاَفاهُ ، مِثلِ حَتْفٍ قاضِ )4 ( أفرطت لوثة ابن أيوب ، والشا ** ئع من أفن رأيه المستفاض )5 ( جامحٌ في العنَانِ لا يَسمَعُ الزّجْ ** رَ ، ولا يَنثَني إلى الرُّوّاضِ )6 ( زاعمٌ أن طيفَ بدعة قد أن ** دبَ بالنّهسِ جِلدَهُ ، والعَضَاضِ )7 ( أخيالات خردٍ ، أم خيالا ** ت سباع وحشية في غياض )8 ( أجلبوا تحت غابةٍ من قنا الخطَ ** وزغف من الحديد مفاض )9 ( مدة ثم أقشعُوا لانخراق ** فاحشٍ من جموعهم وانفِضاضِ )0 ( بعدما استغرقوا النهاية في النز ** ع وأفنوا مذخور ما في الوفاض )
____________________
(1/77)
2( غَلَبَتْهُمْ آرَاءُ أغْلَبَ ، فَيّا ** ض العشيّات ، من بني الفياض )( سدّ تدبيره الفضاء عليهم ، ** بَعدَ شَغبٍ من دَرْئِهِمْ واعتِرَاضِ )( إن تعاطوا تلك المكايد ضلوا ** في مسافاتها الطوال ، العراض )4 ( ليس من عصبةٍ ، إذا استأنفوا السع ** يَ سَعَوْا في تَسَافُلٍ ، وانخِفَاضِ )5 ( أو توخوْا صيانة كانت الأم ** وال أولى بها من الأعراض )6 ( ما بَرِحْنَا نَرْجُو عُلُوّ عَليٍّ ، ** لاجْتِبَارِ المُطَلَّحِ المُنْهاضِ )7 ( وأياد مبيضة ، والأيادي ** فَضْلُها أنْ تَكونَ ذاتَ ابيِضَاضِ )8 ( وَدُيُونٍ مَضْمُونَةٍ مِنْ عِداتٍ ، ** كَضَمَانِ الأعدادِ مَلْءَ الحِيَاضِ )9 ( فالتّهَنّي بِهِنّ قَبْلَ التّعَني ** راهنٌ والقَضَاءُ قَبْلَ التّقاضي )0 ( بأبي أنت ، أنتَ أول من حو ** لَني مِنْ تَحَشّمي ، وانْقِبَاضِي )
____________________
(1/78)
3( ما الندَى في سواك غير حديث ** من أناس بادوا ، وفعل ماض )( قد تلافى القريضَ جودك فارتث ** لقاً ، مشفياً على الإنقراض )( نعم أبدتْ المصونَ المغطى ** منه ، تحت الخفوت والإغماض )4 ( كالغَوادي أظْهَرْنَ كُلَّ جَنيٍّ ، ** مستسر في زاهرات الرياض )
____________________
(1/79)
البحر : خفيف تام ( يا أبا جَعْفَرٍ ! غَدَوْنَا حَديثاً ، ** في سواجيرٍ منبجٍ ، مستفيضَا ) ( عرضتْ عذرتي إليكَ ، وطالتْ ، ** فاغتفرْ ذنبيَ الطويلَ العريضّا ) ( قَطَعَ ابنُ الغَلائليّ وَداداً ، ** كانَ ، من قبلِ وصلهِ ، مفروضَا ) 4 ( بِتُّ أُعْطَى مِنهُ غَرَائبَ حُسْنٍ ، ** باتَ عَنْ مَنْعِها الوَفاءُ مَرِيضَا ) 5 ( كفلاً ناعماً ، وكشحاً لطيفاً ، ** وَقَوَاماً لَدْناً ، وَطَرْفاً غَضِيضَا ) 6 ( وغناءَ لمنْ أرادَ غناءً ، ** وقريضاً لمنْ أرادَ قريضَا ) 7 ( وَإذا ما أرَدْتَ أنْ تَمنَعَ النّا ** س ورودَ الفراتٍ كنتَ بغيضَا ) 8 ( إنّما كُنتُ وَارِداً في جَميعِ ال ** ناسِ من كانَ للورودِ مفيضَا )
____________________
(1/80)
البحر : رمل تام ( شَرْطِيَ الانْصَافُ ، لوْ قِيلَ اشترِطْ ، ** وخليلٌ من إذا صافى قسَط ) ( أدعُ الفضلَ ، فلا أطلبهُ ، ** حسبيَ العدلُ من الناس فقَط ) ( وَسَطُ الاخْوَانِ لا يَدْخُلُ لي ** في حِسابٍ ، وَأخو الدّونِ الوَسَطْ ) 4 ( والمعنّى من تمنّى ، خالياً ، ** نَقْلَ أخْلاقي منْ بَعْدِ الشّمَطْ ) 5 ( أيّهَا الحُرُّ الّذي شِيمَتُهُ ** صحةُ الرأي ، إذا الرأيُ اختلَط ) 6 ( شططٌ أحرجَ ما كلفتني ، ** ومِنَ الجَوْرِ تكالِيفُ الشّطَطْ ) 7 ( ليْسَ لي عَتْبٌ على حادِثَةٍ ، ** هَبْني النّجْمَ عَلا ، ثُمّ هَبَطْ ) 8 ( لستُ بالمرءِ إذا أسقطتهُ ** من عدادٍ في مرجيكَ ، سقط ) 9 ( عادةُ الأيامِ عندي غضةٌ ، ** خِلّةٌ تَصْدُفُ ، أوْ دارٌ تَشُطّ )
____________________
(1/81)
البحر : متقارب تام ( أبا نهشلٍ رأيكَ المقنعُ ، ** إذا طرقَ الحادثُ المفظعُ ) ( فماذا اشتهيتَ من الختليّ ، ** وهل لكَ في الثورِ مستمتعُ ) ( تنادمهُ ، وهو في حالةٍ ** تضرُّ الندامى ، ولا تنفعُ ) 4 ( وَيَنْقُلُ بَيْنَكُمُ جَعْسَهُ ، ** إذا كَظَّهُ القَدَحُ المُترَعُ ) 5 ( إذا ما أغارَ على سلحةٍ ** ربوصٍ ، فخنزيرةٌ متبعُ ) 6 ( وَلمْ يَكُ فيها ابنُ كَلْبِيْهَا ، ** ليَصْنَعَ بعْضَ الذي يَصْنَعُ ) 7 ( فويلٌ لشعرِ أبي البرقِ ، إنْ ** أطَافَ بهِ الأشيَبُ الأنْزَعُ ) 8 ( سيأكلهُ فيريحُ العبا ** دَ مِنْ نَتْنِهِ ، ثمّ لا يَشْبَعُ )
____________________
(1/82)
البحر : طويل ( ترى الليلُ يقضي عقبةً من هزيعهِ ، ** أمِ الصّبْحُ يَجلُو غُرّةً من صَديعِهِ ) ( أوِ المَنْزِلُ العافي يَرُدُّ أنيسَهُ ** بُكَاءٌ عَلى أطْلاَلِهِ ، وَرُبُوعِهِ ) ( إذا ارتفقَ المشتاقُ كان سهادهُ ** أحقَّ بجفنيْ عينهِ من هجوعهِ ) 4 ( وَلُوعُكَ أنّ الصّبّ إمّا مُتَمِّمٌ ** على وجدهِ ، أو زائدٌ في ولوعهِ ) 5 ( وَلاَ تَتَعَجّبْ مِنْ تَمَادِيهِ إنّهَا ** صَبَابَةُ قَلْبٍ مُؤيِسٍ مِنْ نُزُوعِهِ ) 6 ( وَكنتُ أُرَجّي في الشّبَابِ شَفَاعةً ، ** وَكَيْفَ لبَاغي حَاجَةٍ بشَفيعِهِ ) 7 ( مشيبٌ كنثّ السرّ عيَّ بحملهِ ** محدّثه ، أو ضاقَ صدرُ مذيعهِ ) 8 ( تلاحقَ حتى كادَ يأتي بطيئهُ ، ** لحثّ الليالي ، قبلَ أتيِ سريعهِ ) 9 ( أخذتُ لهذا الدهرِ أهبةَ صرفهِ ، ** وَلَمّا أُشَارِكْ جَازِعاً في هُلُوعِهِ )0 ( ولم تبنَ دارُ العجزِ للملحسِ الذي ** مَطِيّتُهُ مَشْدُودَةٌ بِنُسُوعِهِ )
____________________
(1/83)
1( وليسَ امرأً إلا امرؤٌ ذهبت به ** قناعتهُ ، منحازةً عن قنوعهِ )( إذا صنعَ الصَّفارُ سوءاً لنفسه ، ** فلا تحسدِ الصَّفارَ سوءَ صنيعهِ )( وكان اختيالُ العلجِ من عطش الرّدى ** إلى نَفْسِهِ ، شَرَّ النّفُوسِ ، وَجُوعِهِ )4 ( عَبَا لجَميعِ الشرّ هِمّةَ مَائِقٍ ، ** وقد كان يكفي بعضهُ من جميعهِ )5 ( وَرَدّتْ يَدَيْهِ ، عَنْ مُسَاوَاةِ رَافعٍ ، ** زِيَادَةُ عالي القَدْرِ عَنْهُ ، رَفيعِهِ )6 ( بصَوْلَتِهِ كَانَ انْقِضَاضُ بِنَائِهِ ** لأسفلٍ سفلٍ ، وانفضاضُ جموعهِ )7 ( وَلَمْ يَنْقَلِبْ مِنْ بَسْتَ ، إلاّ وَرَأيُهُ ** شعاعٌ ، وإلا روعهُ شغلُ روعهِ )8 ( فإنْ يَحْيَ لا يُفلِحْ ، وإن يَثْوِ لا يكنْ ** لِبَاكٍ عَلَيْهِ مَوْضِعٌ لدُمُوعِه )9 ( دَمٌ إنْ يُرَقْ لا يَقْضِ تَبْلاً مَرَاقُهُ ، ** وَلاَ يُطْفِىء ُ الأوْغَامَ لُؤمُ نَجِيعِهِ )0 ( شفى برحَ الأكبادِ أنّ ابن طاهرٍ ** هوتْ أمّ عاصيه بسيفِ مطيعهِ )
____________________
(1/84)
2( ترجي خراسانٌ جلاءَ ظلامها ** ببدرٍ ، من الغربِ ارتقابُ طلوعهِ )( متى يأتِها يعرفْ مقوِّمُ درئها ، ** وَلاَ يَخْفَ كافي شانِهَا من مُضِيعِهِ )( مَتَى قِظْتَ في شَرْقِ البِلادِ ، فإنّني ** زعيمٌ بأنّ قيظهُ من ربيعهِ )4 ( لَقَدْ جَشِمَ الأعْدَاءُ وِرْدَ نَفَاسَةٍ ** عليكَ ، يلاقونَ الرّدى في شروعهِ )5 ( وكمْ ظهرتْ ، بعد استتارٍ مكانها ، ** شَنَاةٌ ، خَباها كاشحٌ في ضُلُوعِهِ )6 ( وَمَرْضَى من الحُسّادِ قد كانَ شَفَّهُمْ ** تَوَقُّعُ هَذا الأمْرِ ، قَبْلَ وُقُوعِهِ )7 ( وَمَا عُذْرُهُمْ في أنْ تُعَلّ صُدُورُهمْ ** على ناشرِ الإحسانِ فيهم ، مشيعهِ )8 ( لَئِنْ شَهَرَ السّلطانُ أمضَى سُيُوفِهِ ، ** وَرَشّحَ عُودُ المُلْكِ أزْكَى فُرُوعِهِ )9 ( فَلاَ عَجَبٌ أنْ يَطْلُبَ السّيلُ نَهْجَهُ ، ** وأنْ يَستَقيمَ المُشتَري مِنْ رُجُوعِهِ )
____________________
(1/85)
البحر : سريع ( كلفني ، فوقَ الذي أستطيعْ ، ** معتزمٌ في لومهِ ما يريعْ ) ( لجاجةٌ منه تأدى بها ** إلى الذي ينصبني ، أم ولوعْ ) ( يأمرُ بالسلوانِ جهلاً وقدْ ** شاهَدَ مَا بَثّتْهُ تِلْكَ الدّمُوعْ ) 4 ( ومن عناءِ المرءِ أو أفنهِ ** في الرأيِ ، أن يأمرَ من لا يطيعْ ) 5 ( وَالظّلْمُ أنْ تَلحي على عَبرَةٍ ** مظهرةٍ ما أضمرتهُ الضلوعْ ) 6 ( هو المشوقُ استعزرتْ دمعهُ ** معاهدُ الألافِ ، وهي الربوعْ ) 7 ( طَوّلَ هَذا اللّيْلَ أنْ لا كَرَى ** يريكَ من تهوى وأن لا هجوعْ ) 8 ( يمضي هزيعٌ لم يطفْ طائفٌ ** مِنْ عِنْدِ أسْمَاءَ ، ويَأتي هَزِيعْ ) 9 ( إذا توقعنَا نواها جرتْ ** سَوَاكبٌ ، يَحمرُّ فيها النّجيعْ )0 ( توقُّع الكرهِ ازديادٌ إلى ** عَذابِ مَنْ يَرْقُبُهُ لا الوُقُوعْ )
____________________
(1/86)
1( ألمَالُ مَالانِ ، فَرَبّاهُمَا ** مُعْطٍ لمَنْ يَسألُهُ ، أوْ مَنُوعْ )( وَاليأسُ فيهِ العِزُّ مُسْتَأنَفاً ، ** وَفي أكاذيبِ الرّجَاءِ الخُضُوعْ )( مَنْ جَعَلَ الإسْرَافَ يَقْتَادُهُ ، ** فقد أراني ما يراهُ الخليعْ )4 ( قناعةٌ تتبعُها همةٌ ، ** مُشْتَبَهٌ فيها الغِنَى وَالقُنُوعْ )5 ( لتَطْلُبَنّ الشّاهَ عِيدِيّةٌ ، ** تغصُّ من بدنٍ بهن النّسُوعْ )6 ( إذا بعثناهنّ ذدنَ الكرى ** عنا ، إلى حيث أطباهُ الضجوعْ )7 ( بالسّيْرِ مَرْفُوعاً إلى سَيّدٍ ، ** مكانهُ فوقَ ذويه رفيعْ )8 ( إضَاءَةٌ مِنْ بِشْرِهِ لا يَرَى ** مثلَ تلاليها الحسامُ الصنيعْ )9 ( وَبَسطَةٌ مِنْ دُونِهِ ، لَوْ خَلا ** شِبْهٌ لهَا صِيغَتْ عَلَيْهِ الدّرُوعْ )0 ( يدنو ركاباهُ لمسّ الحصى ، ** والطرفُ مستعلٍ قراهُ تليعْ )
____________________
(1/87)
2( ويذعرُ الأعداء من فارسٍ ، ** يَهُولُهُمْ إشْرَافُهُ ، أوْ يَرُوعْ )( أهْوَاؤهُمْ شَتّى لِعِرْفَانِهِ ، ** وَهمْ سوَى ما أضْمَرُوهُ جَميعْ )( لا تغتررْ من حلمهِ ، واحترسْ ** مِنْ سَطوَةٍ فيها الحِمامُ النّقيعْ )4 ( يؤنسُ بالسيفِ ، اغتراراً به ، ** وفي غرارِ السيفِ موتٌ ذريعْ )5 ( ثاني وجوهِ الخيلِ مقورةً ** في الكَرّ حتّى يَستَقِلّ الصّرِيعْ )6 ( إذا شرعنا في ندى كفهِ ، ** ألْحَقَنَا بالرّيّ ذاكَ الشّرُوعْ )7 ( وَإنْ أفَضْنَا في نَثَاهُ ، فَقُلْ ** في نفحاتِ المسكِ ، غضاً ، يضوعْ )8 ( مشفعٌ في فضلِ أكرومةٍ ** معجلةٍ عن وقتهَا ، أو شفيعْ )9 ( نَجْرِي إلى أقْسامِنا عِنْدَهُ ، ** فَما كِثٌ عَنْ حَظّهِ ، أوْ سَرِيعْ )0 ( وَالأنجُمُ الخَمسَةُ تَجرِي ، وَقَدْ ** يَرِيثُ طَوْراً بَعضُهُنّ الرّجُوعْ )
____________________
(1/88)
3( بالغرشِ أو بالغورِ من رهطهِ ، ** أُرُومُ مَجْدٍ سَانَدَتْهَا الفُرُوعْ )( ليس الندى منهمْ بديعاً ، ولا ** مَا بَدأُوهُ مِنْ جَميلٍ بَديعْ )( لا يرتئي الواجدُ منهمْ سوى ** ما يرتئيهِ ، في العلوّ ، الجميعْ )4 ( مَكارِمٌ فَضّلْنَ مَنْ يَشْتَرِي ** نباهةَ الذكرِ على من يبيعْ )5 ( يرجُو لها الحسادُ نقلاً ، وقد ** أرْسَى ثَبيرٌ ، وَتَأيّا تَبِيعْ )6 ( ركني ، بآلاء أبي غانمٍ ، ** ثَبْتٌ ، وَكَهفي في ذَرَاهُ مَنيعْ )7 ( كمْ أدتِ الأيامُ لي ذمةً ** محْفوظةً ، في ضِمْنِهِ ، ما تَضِيعْ )8 ( وكم لبستُ الخفضَ في ظلهِ ، ** عُمرِي شَبابٌ ، وَزَماني رَبيعْ )
____________________
(1/89)
البحر : طويل ( وَنُكثِرُ أنْ نَستَوْدِعَ الله ظَاعِناً ، ** يودعُ صافي العيشِ ، حين يودعُ ) ( بَنو مَخلَدٍ إنْ يُشرَعِ الحمدُ يَشرَهُوا ** إلَيهِ ، وإنْ يُدعَوا إلى المَجدِ يُسرِعُوا ) ( إذا نحنُ شيعنا من القومِ واحداً ، ** هجَرْنا الكَرَى ، حتّى يَؤوبَ المُشَيَّعُ )
____________________
(1/90)
البحر : طويل ( أخا علةٍ ، سارَ الإخاءُ ، فأوضعا ، ** وَأوْشَكَ باقي الوِدّ أنْ يَتَقَطّعَا ) ( بَدأتَ وَبادي الظّلمِ أظْلَمُ ، فانتَحى ** بك القولُ شأواً ردّ منك فأسرعَا ) ( وما أنا بالظمآنِ فيك إلى التي ** أرَى ، بَينَ قُطرَيْها ، لجَنبِكَ مَصرَعا ) 4 ( أغَارُ على مَا بَيْنَنا أنْ يَنَالَهُ ** لسانُ عدوٍ لم يجدْ فيك مطمعا ) 5 ( وَآنَفُ للدّيّانِ أنْ تَرْتَمي بِهِ ** غِضَابُ قَوَافي الشّعْرِ خَمْساً وَأرْبَعَا ) 6 ( وَكمْ حُفرَةٍ في غَوْرِ نجرَانَ أشفَقَتْ ** ضُلُوعي ، على أصْدائِها ، أن تُرَوَّعَا ) 7 ( ملَكْت عِنانَ الهَجرِ أنْ يَبلُغَ المدى ، ** وَنَهنَهْتَ قَوْلَ الشّعرِ أن يتَسَرّعَا ) 8 ( فإنْ تدعني للشرّ أسرعْ ، وإن تهبْ ** بصُلحي ، فقد أبقَيتُ للصّلحِ مَوْضِعَا )
____________________
(1/91)
البحر : طويل ( جفانا الكميتيُّ الكبيرُ ولم يكنْ ** لنا في الكميتيّ الصغيرِ شفيعُ ) ( وما متعانَا في المقامِ بأنسةٍ ، ** وَقَدْ عَلِما أنّ الفِرَاقَ سَريعُ ) ( مَتى يَصِلانَا والدّيارُ شَتِيتَةٌ ** إذا قطعانا والديارُ جميعُ )
____________________
(1/92)
البحر : سريع ( لي سيدٌ قد سامني الخسفا ، ** أكدى من المعروفِ ، أم أصفى َ ) ( أسْتُرُ ما غَيْرَ مِن رأيِهِ ، ** أرِيدُ أنْ يَخفَى ، فَمَا يَخفَى ) ( داعبني بالمطلِ ، مستأنياً ، ** وَعَدَّهُ مِنْ فِعْلِهِ ظَرْفَا ) 4 ( قَدْ كُنْتَ مِنْ أبْعَدِهِمْ هِمّةً ** عِندي ، وَمِنْ أجوَدِهِمْ كَفّا ) 5 ( ألمائةُ الدينارِ منسيةٌ ، ** في عِدَةٍ أشْبَعْتَهَا خُلْفَا ) 6 ( لا صدقُ إسماعيلَ فيها ، ولا ** وَفَاءُ إبْرَاهِيمَ ، إذْ وَفّى ) 7 ( إنح كُنْتَ لا تَنوِي نَجاحاً لهَا ، ** فكيفَ لا تجعلها ألفَا ) 8 ( هَل لَكَ في الصّلحِ ، فأُعْفيكَ من ** نصفٍ ، وتستأنفُ لي نصفَا ) 9 ( أوْ نَترُكُ الوِدّ على حالِهِ ، ** وتستوي أقدامنّا صفّا )0 ( إنّ الذي يَثْقُلُ أهْلٌ لأنْ ** يُضرَبَ عَنْهُ للّذي خَفّا )
____________________
(1/93)
البحر : منسرح ( خيالُ ماويةَ المطيفُ ، ** أرّقَ عيناً لها وكيفُ ) ( أكْثَرَ لَوْمي عَلى هَوَاهَا ، ** ركبُ ، على دمنة ، وقوفُ ) ( يَرْتَجُّ مِنْ خَلْفِها كَثِيبٌ ، ** يعيا بهِ خصرها الضعيفُ ) 5 ( وصيفةٌ في النساء رودٌ ، ** كَأنّهَا خِفّةً وَصِيفُ ) 6 ( أصْبَحَ في الحارِثِ بنِ كَعبٍ ** طودٌ ، على مذحجٍ ، منيفُ ) 7 ( ترجَى الرّغيباتُ في ذراهُ ، ** ويؤمنُ الحادثُ المخوفُ ) 8 ( لله عَبْدُونُ أيُّ فَذٍّ ، ** تخفُّ عن وزنهِ الألوفُ ) 9 ( ترى أجلاءَ كلّ قومِ ، ** وَهُمْ عَلى رِفْدِهِ عُكُوفُ )0 ( شَرُفْتُمُ ، وَاعتَلَى عَلَيكُمْ ** بطولهِ ، ذلك الشريفُ )( عَمّ بجَدْوَاهُ كُلَّ حَيٍّ ، ** فَذا تَليدٌ ، وَذا طَرِيفُ )
____________________
(1/94)
1( بتُّ ووالي السوادِ مثلي ، ** يجمعنا برُّه اللطيفُ )( كانَ مضيفاً ، وكنتُ ضيفاً ، ** فاشتبهَ الضيفُ والمضيفُ )
____________________
(1/95)
البحر : كامل تام ( حُيّيتَ مِنْ مُتَرَبَّعٍ وَمَصِيفِ ، ** كانَا مَحَلّيْ زَيْنَبٍ ، وَصَدوفِ ) ( وكسيتمُا زهرَ الربيعِ وعشبهُ ، ** متألفينَ بأحسنِ التأليفِ ) ( فلَقَدْ عهِدتُكُما ، وَفي مَعناكُما ** سؤالُ المحبّ ، وحاجةُ المشعوفِ ) 4 ( مِنْ كلّ مُرْهَفَةٍ يُجيلُ وِشاحَها ** عِطفا قَضِيبٍ ، في القَوَامِ ، قَضِيفِ ) 5 ( تهتزُّ في هيفٍ ، وما بعثَ الهوى ** مِنهُنّ مثلَ المُرْهَفاتِ الهِيفِ ) 6 ( بِيضٌ مَزَجنَ ليَ الوِصَالَ بهجرَةٍ ، ** وَوَصَلنَ لي الإغرَامَ بالتّكْليفِ ) 7 ( إذْ لا ينهنهني العذولُ ولا أرى ** مُتَوَقّفاً لِلّوْمِ وَالتّعْنيفِ ) 8 ( حَتّامَ تُفْرِطُ في الصّبَابَةِ لَوْعتي ، ** ويفيضُ ساجمُ دمعيَ المذروف ) 9 ( فلتعزفنَ عن الصبابةِ همتي ، ** وَلْيَقْصُرَنّ على الدّيارِ وُقُوفي )0 ( وَلأشكُرَنّ أبَا عَليٍّ ، إنّ مِنْ ** جَدْوَى يَدَيْهِ تَالِدي وَطَرِيفي )
____________________
(1/96)
1( أعْلى مَكَاني طَوْلُهُ ، وَأحَلّني ** في باذِخٍ ، عندَ الإمامِ ، مُنيفِ )( صنعَ الصنائعَ في الرّجال ، ولم يكنْ ** كمُلَعَّنٍ في البَحثِ وَالتّكشيفِ )( وكفى صروفَ الدهرِ مضطلعاً بها ، ** وَالدّهْرُ تِرْبُ حوَاد وَصرُوفِ )4 ( فمتى خَشيتُ منَ الزّمانِ مُلِمّةً ، ** لاقيتها ، فدفعتها بوصيف )5 ( بالأبيَضِ الوَضّاحِ ، حينَ تَنوبُهُ ** حاجاتنا ، والأزهر الغطريف )6 ( خِرْقٌ مِنَ الفِتيانِ ، بَانَ مُبَرِّزاً ** بكمالهِ ، وفعاله الموصوف )7 ( ملكٌ يضيء من الطلاقة وجههُ ، ** فَتَخالُهُ بَدْرَ السّماءِ المُوفي )8 ( ألله جارك حيث كنتَ ، ممتعاً ** بمواهب الإعزاز والتشريف )9 ( إنّي لجَأتُ إلى ذَرَاكَ مُخَيِّماً ** فيهِ وَعُذْتُ بظلِلّكَ المَألُوفِ )0 ( ماموضعي بمذمَم عندي ، ولا ** سيبي وقد أكدتهُ ، بضعيف )
____________________
(1/97)
2( لي حاجة شرفت ، وليس ببالغ ** فيها الذي أملتُ غير شريف )( وَقَدِ ابتَدَأتَ بمِثْلِها لا مَائِلاً ** فيها إلى مطلٍ ، ولا تسويفِ )( فَلَئِنْ ثَنَيْتَ بها ، فلَيسَ بمنكَرٍ ** أنْ تُتْبِعَ المَعرُوفَ بالمَعرُوفِ )
____________________
(1/98)
البحر : خفيف تام ( حَضْرَموتٌ ، وَأينَ حَضْرَموتٌ ، ** بَلَدٌ دُونَهُ الفَلا وَالفَيَافي ) ( أأبي ، يا أخي ، أبُوكَ فتَهْجُو ، ** أمْ أبُو خَثْعَمِيّكَ الإسْكَافي ) ( نحنُ مَن قد علمتَ في الشّرَفِ الوَا ** في ، فأجمل في عشرة الأشراف ) 4 ( سَلَفٌ لَوْ رَأيْتَهُم لَتَبَيّنْ ** ت لهم زلفة على الأسلاف ) 5 ( وَإذا ما انتَقَدْتَ شَيْخَكَ فيهِمْ ** طالَ فيهِ تَصَفّحُ الصَّرّافِ )
____________________
(1/99)
البحر : طويل ( وَمُهْتَزّةِ الأعْطافِ نازِحَةِ العَطْفِ ** منعَمة الأطراف ، فاترة الطَرف ) ( تَثَنّى على قَدٍّ غَرِيبٍ قَوَامُهُ ، ** وَتَضْحَكُ عَن مُستَعذَبٍ أفلجِ الرَّصْفِ ) ( إذا بَعُدَتْ أبْلَتْ وَإنْ قرُبتْ شَفَتْ ، ** فهجرانها يبلي ، ولقيانها يشفي ) 4 ( بذلتُ لها الودّ الذي بخلت به ، ** وأصفيتها الودّ الذي لم تكن تصفي ) 5 ( وأبديت وجداني بها وصبابتي ، ** وإنّ الذي أبدي لدونَ الذي أخفي ) 6 ( دُنُوّاً فقد تَيّمتِ بالبُعدِ والنّوَى ، ** ووصلاً فقد عنيتِ بالصدّ والصدَّف ) 7 ( أما يطمعُ المحرومُ عندك في الجدَا ، ** وَلا يَطمَعُ المظلومُ عندَكِ في النَّصْفِ ) 8 ( لَعَمْرُ أميرِ المُؤمنينَ لَقَدْ عفَى ** نوائب دهرٍ ، مثلهُ مثلها يكفي ) 9 ( غدا وهوكهفُ المسلمين وردوهم ، ** فأكرم به من ردء قوم ومن كهفِ )0 ( كَرِيمِ السّجايا وَافرِ الجُودِ وَالنّدَى ، ** فلا ناقصُ الجَدوعى وَلا جامدُ الكفّ )
____________________
(1/100)
1( يَحِنُّ إلى المَعْرُوفِ ، حتى يُنيلَهُ ، ** كَما حَنّ إلْفٌ مُستَهامٌ إلى إلْفِ )( ويقلقُ حتى ينجز الوعدَ مثل ما ** يُجافي الذي يَمِشِي على رَمَضِ الرَّضْفِ )( وإما أعدْ نفسي عليك ، رغيبة ** من النَّيل ، أصبحْ في أمان من الخلف )4 ( وَما ألْفُ ألفٍ من جداكَ كَثيرَةٌ ، ** وَكَيفَ أخافُ الفَوْتَ عندكَ في ألفِ )
____________________
(1/101)
البحر : طويل ( أمّا والذي أعطاك فضلاً وبسطة ** على كلّ حيٍّ ، وَاصْطفاكَ على الخَلْقِ ) ( لقدْ سُسْتَنا بالعَدْلِ والبَذْلِ مُنعِماً ، ** وعدتَ علينا بالأناة وبالرفق ) ( وإنا نرى سيما النبيّ مُحمدٍ ، ** وَسُنّتَهُ في وَجهِكَ الضّاحكِ الطَّلْقِ ) 4 ( وَقَدْ عَلِمَتْ تِلْكَ العِمامَةُ أنّها ** تُلاثُ على تِلْكَ النّجاةِ وَالعِتْقِ ) 5 ( تدارَكْتَ بالإحْسانِ حِمصاً وَأهلَها ، ** وقد قارفوا فعلَ الإساءة والخرق ) 6 ( طَلَعْتَ لهمْ وَجهَ الشرُوقِ ، فأبصرُوا ** سنا الشمس من أفقٍ ووجهك من أفق ) 7 ( وَما عايَنُوا شمْسَينِ ، قبْلَهُما ، الْتقى ** ضِياؤهُما يوْماً ، من الغَرْبِ والشّرْقِ ) 8 ( أريتهمُ إذ ذاك قدرة قاهر ، ** وَعَفْوَ مُحِبٍّ للسّلامَةِ ، مُسْتَبْقِ ) 9 ( ولَوْ شِئْتَ طاحوا بالسيوفِ وبِالقَنا ، ** وَباللَّهْذَميّاتِ المُذَرَّبَةِ الزّرْقِ )0 ( مَنَنْتَ عَلَيْهِمْ بالحَياةِ فأصْبحوا ** موَالِيكَ فازُوا منكَ بالمَنّ والعَتقِ )
____________________
(1/102)
1( وإن ولاءَ المعتقين من الرّدى ، ** يفوقُ ولاء المعتقين من الرّق )( بقيتَ أميرَ المؤمنين لأمةٍ ، ** سَلَكْتَ بها نَهْجَ السّبيلِ إلى الحقّ )( بِعَدْلِكَ تَسْتعدي على الدهرِ ، كلّما ** أساءَ ، كما كانَتْ بوَجهِكَ تَستسْقي )
____________________
(1/103)
البحر : رمل تام ( قُلْتُ للاّئِمِ في الجُبّ أفِقْ ، ** لا تُهَوّنْ طَعمَ شيءٍ لم تَذُقْ ) ( تبهشُ النفس إلى زور الكرى ، ** ومتاع النفس في زور الأرقْ ) ( صفوة الدهر إذا الدهرُ صفا ، ** تَجمَعُ الشّملَ ، إذا الشّملُ افتَرَقْ ) 4 ( أغريمُ الصبِّ أدى دينه ، ** لَيلَةَ الوَعْدِ ، أمِ الطّيفُ طَرَقْ ) 5 ( لا يلذ الملتقى ، إن لم يكن ** باعِثَ الشّوْقِ لَذيذُ المُعْتَنَقْ ) 6 ( لَوْ أنَالَتْ كانَ ، في تَنْوِيلِهَا ، ** بُلغَةُ الثّاوي ، وَزَادُ المُنْطَلِقْ ) 7 ( نظرت قادرة أن ينكفي ** كلُّ قلبٍ ، في هواها ، بعلقْ ) 8 ( قالَ بُطْلاً ، وَأفَالَ الرّأيَ مَنْ ** لم يقل إن المنايا في الحدقْ ) 9 ( إنْ تَكُنْ مُحتَسِباً مَنْ قَد ثَوَى ** لحمامٍ فاحتسب من قد عشقْ )0 ( يَمْلأُ الوَاشِي جَنَاني ذُعُراً ، ** ويعنيني الحديثُ المختلقْ )
____________________
(1/104)
1( حبُّها ، أو فرقٌ من هجرها ، ** وصريح الذلّ حبُّ ، أو فرقْ )( أدعُ الصاحب لا أعذ لهُ ، ** لا يُسَمّى بعُقُوقٍ ، فَيَعُقّ )( وأرَى الإمْلاَقَ أحجَى بالفتَى ** من ثراءٍ ، يطبيه بالملقْ )4 ( ليس فيه غيرُ ما يغري به ، ** فإذا قِيلَ : انشَوَى ، قال : احترَقْ )5 ( أكْثَرُ الإشْفَاقِ يُرْجَى نَفْعُهُ ، ** بعد أن تطرح الخلَّ الشفقْ )6 ( هبلَ الجحش ، فما أوتح ما ** يَقْتَنِيهِ مِنْ قَبُولٍ ، أوْ لَبَقْ )7 ( وإخاء منه لو يعرضُ لل ** بيع في سوق الثلاثا ما نفقْ )8 ( وَكَأنّ الفَسْلَ يأتي ما أتَى ** من قبيح في رهانٍ ، أو سبقْ )9 ( من زيادات النقيصات له ** طبقٌ ، يركبه بعد طبقْ )0 ( كان قبحُ الوجه يجزينا ، فقد ** زَادَنَا مَلْعُونُنَا قُبْحَ الخُلُقْ )
____________________
(1/105)
2( علمٌ في الإفك ، لو قال لنا ** كِلْمَةَ الإخْلاَصِ ما خِلنا صَدقْ )( غلظ في جرمه يشفعه ** حسبٌ ، أهزلَ في اللؤم ، فدقّ )( فَرْخُ مَجهولاتِ طَيرٍ ، كُلُّهَا ** قد رَعَى في مَسرَحِ الذّمّ وَزَقّ )4 ( نسبٌ في القفص ، أوحاناتها ، ** مستعير رقعة من كل زقْ )5 ( وإذا خالفَ أصلاً فرعه ، ** كان حقاً لم يوافقه الطبقْ )6 ( سائِخٌ في الأرْضِ ، لا تَرْفَعُهُ ** خَصْلَةٌ يَخْثُرُ فيها ، أوْ يَرِقّ )7 ( مدبرُ الخيرات ولى نفعهُ ، ** فتقضى مثل ما ولّى الشفقْ )8 ( هُنْدِمَتْ كَفّاهُ ، من دونِ الذي ** يبتغى ، هندمة الباب انصفقْ )9 ( لو طلبنا بلة من رفدهِ ، ** وُجدَتْ أعمَقَ مِن بِئرِ العُمُقْ )0 ( لَمْ نُصَادِفْ خَلّةً نَحْمَدُها ** عِندَهُ ، غَيرَ هدايَاتِ الطُّرُقْ )
____________________
(1/106)
3( لا تَعَجّبْ أنْ تَرَى خاتَمَهُ ، ** وعليه الجحشُ بالله يثقْ )( لَوْ صَفَرْنَا عَبَّ في المَاءِ ، وَلَوْ ** مَرّ مُجتازاً على الأُتْنِ نَهَقْ )( إن مشى هملج ، أو صاح إلى ** صاحبٍ عشرَ ، أو ماتَ نفقْ )4 ( موثق الأسر ، ضليعٌ ، أشرفت ** جَبْهَةٌ مِنْهُ ، وَرَأسٌ وَعُنُقْ )5 ( لا وظيفُ العير مرقومٌ ولا العجب ** مهضومُ ، ولا الوجه خلقْ )6 ( وصحيحٌ لم يقم نخاسه ** يتبرّامن عشًى ، أو من سرقْ )7 ( أزرقُ العين ، ومن إبداعه ** أن أرى في أعين الحمرِ زرقْ )8 ( وإذا أسرى إلى فاحشةٍ ، ** أخَذَ المَرْفُوعَ ، أوْ سَارَ العَنَقْ )9 ( عُدَّهُ كانَ أجِيراً ، فانْقَضَى ** شهره ، أوكان عبداً فأبقْ ) 40 ( لَوْ حَسِبْنَا مَا عَلَيْهِ وَلَهُ ، ** لكفرنا أن حرمنا ورزقْ )
____________________
(1/107)
4( تخطىء الدنيا المقاديرَ ففي ال ** جَوّ مَنْ لَمْ يَكُ في قَعرِ النَّفَقْ ) 4( كانَ يُحْيي مَيّتاً ، مِنْ ظَمَإٍ ، ** فَضْلُ ما أوْبَقَ مَيْتاً مِنْ غَرَقْ ) 4( بَرَزَتْ بالمَخْلَدِيّينَ عُلًى ، ** كجمام البحر باتتْ تصطفقْ ) 44 ( لو توفي ما لنا في صاعدٍ ، ** لصعدنا من علوٍ ، في الأفقْ ) 45 ( قدرهُ مرتفعٌ عن حظه ، ** لا يرعكَ الحظ لم يؤخذْ بحقْ ) 46 ( يُعْجِلُ المَوعِدَ ، أوْ يَسبُقُهُ ، ** نائِلٌ لَو سَابَقَ السّيفَ سَبَقْ ) 47 ( هَزّ عِطْفَيْهِ النّدَى ، مُكْتَسِياً ** ورقَ الحمدِ ، أثيثاً يأتلقْ ) 48 ( لَسْتُ أرْضَى هَزّةً يأتي بهَا ** غصنٌ إن لم يكنْ غضَّ الورقْ ) 49 ( حَازِمٌ ، يَجْمَعُ في تَدْبيرِهِ ** بددَ الملكِ ، إذا طار شققْ ) 50 ( لَمُلُوكٌ في الذُّرَى مِنْ مَذحِجٍ ، ** وقعت مبعدةً عنها السُّوقْ )
____________________
(1/108)
5( يُحْسَبُ الوَاحِدُ مِنْهُمْ فِئَةً ** جمة ، والعينُ أثمان الورقْ ) 5( يتبع النهجَ الأشط المنتوى ، ** في معالي الأمرِ ، والفعلِ الأشقْ ) 5( يَتَوَلّى ، دونَ خَفّاقِ الحَشَا ، ** صَدْمَةَ الرّاياتِ زُوراً تَخْتَفِقْ ) 54 ( لا يحبُّ الخرقَ ، إلا في الوغى ، ** إن بذلَ النفس للموت خرَقْ ) 55 ( يُعْمِلُ الهِنْدِيَّ ، مُحْمَرَّ الظُّبَى ** فيه ، والخطيَّ مصفرَّ الخرقْ ) 56 ( حصر الأعداء ، في قدرتهِ ، ** ظفرٌ ، لو زوال النجمْ لحقْ ) 57 ( يُرْتَجَى للصّفْحِ مَوْتُوراً ، وَلا ** يَهَبُ السّؤدَدَ فيهِ للحَنِقْ ) 58 ( مُتْبِعٌ كلَّ مَضِيقٍ فُرْجَةً ، ** ممسكٌ من كل نفسٍ برمقْ )
____________________
(1/109)
البحر : سريع ( أنْ رق لي قلبكِ مما ألاق ** من فرطِ تعذيب ، وطول اشتياقْ ) ( وَجُدْتِ بالوَصْلِ عَلى مُغْرَمٍ ، ** فَزَوّديني مِنْكِ قَبْلَ انْطِلاَقْ ) ( إنْ أنتِ وَدّعْتِ بِتَقْبِيلَةٍ ، ** كانَتْ يَداً مَشكُورَةً للفِرَاقْ ) 4 ( أُحاذِرُ البَينَ مِنَ أجْلِ النّوَى ، ** طوراً ، وأهواه من أجلِ العناقْ ) 5 ( قَدْ جَعَلَ الله إلى جَعْفَرٍ ** حياطة الديّن ، وقمعَ النفاقْ ) 6 ( طاعَتُهُ فَرْضٌ ، وَعِصْيَانُهُ ** من أعظَمِ الكُفْرِ ، وأعلى الشّقاق ) 7 ( من لم يبحكَ النصحَ من قلبه ، ** فَمَا لَهُ في دِينِهِ مِنْ خَلاقْ ) 8 ( إسلمء لنا يسلم لنا عزُّنا ، ** وابْقَ ، فإنّ الخَيرَما عشتَ باقْ ) 9 ( إنّ دِمَشْقاً أصْبَحَتْ جَنّةً ، ** مُخضَرّةَ الرّوْضِ ، عَذاةَ البِرَاقْ )0 ( هَوَاؤها الفَضْفَاضُ غَضُّ الندى ، ** وماؤها السلسالُ عذبُ المذاقْ )
____________________
(1/110)
1( والدهرُ طَلقٌ بينَ اكْنافِها ** والعَيْشُ فيها ذو حَوَاشٍ رِقَاقْ )( ناظِرَةٌ نَحْوَكَ مُشْتَاقَةٌ ** منك إلى القربِ ، ووشك التلاقْ )( وكيف لا تؤثرها بالهوَى ، ** وصيفهُا مثلُ شتاء العراقْ )
____________________
(1/111)
البحر : كامل تام ( قَرُبَتْ ، من الفِعلِ الكَرِيمِ ، يَداكا ، ** وَدَنَا على المُتَطَلّبينَ مَداكَا ) ( فاسلم ، أبا نوح ، لنشييد العُلى ، ** وفداكَ من صرفِ الزمان عداكا ) ( إني لأضمرُ للربيع محبة ، ** إذا كنت أعتدُّ الربيع أخاكَا ) 4 ( وَأرَاكَ بالعَينِ التي لمْ تَنْصَرِفْ ** ألحَاظُهَا ، إلاّ إلى نُعْمَاكَا ) 5 ( ما للمدامِ تأخرت عن فتيةٍ ، ** عزموا الصَّبوح ، وأملوا جدواكا ) 6 ( بكَرَتْ لهمْ سُقيا الرّبيعِ ، وَقَصّرَتْ ** عنهم ، أوان تلعةٍ ، سقياكا ) 7 ( مَا كانَ صَوْبُ المُزْنِ يَطمَعُ قَبلَها ** في أن يجيءَ نداه ، قبل نداكا ) 8 ( ولديك صهباءٌ ، كأنّ نسيمها ** مِن طيبِ عَرْفكَ ، أوْ جَميلِ ثَناكَا ) 9 ( وكأن بشركَ في شعاع كؤوسها ، ** لَمّا تَوَالَتْ في الأكُفّ دِرَاكَا )0 ( تجلو برونقها العيونَ ، إذا أتت ** رَسْلاً ، وَنَشرَبُها على ذِكْرَاكَا )
____________________
(1/112)
1( يُغني النّديمَ عَنِ الغِنَاءِ حَديثُنا ** بمحاسنٍ لك ، لم تكنْ لسواكا )
____________________
(1/113)
البحر : كامل تام ( هل أنتَ مستمعٌ لمن ناداكا ، ** فتهيبَ عن شوق إليك دراكا ) ( يا يوسفُ بن محمد دعوى امرىء ، ** عدل الهوى َ بلسانه ، فدعاكا ) ( لا يُعدَمُ العَافُونَ حَيثُ تَوَجّهُوا ، ** يَدَكَ الهَتُونَ وَوَجْهَكَ الضّحّاكَا ) 4 ( ما زلتُ مذ جاريت سابق معشرٍ ** قصدوا العلى ، حتى رهقتَ أباكا ) 5 ( فجرى على غلوائهِ ، وعلقتهُ ** بالجريِ لا فوتاً ، ولا إدراكا ) 6 ( صرفوكَ عن حربِ الثغور بقدر ما ** عَرَفُوكَ ، يا ابنَ مُحَمّدٍ ، بِسِوَاكَا ) 7 ( دَحَضَتْ بهِ قَدَماهُ عَنْ أُهْوِيّةٍ ، ** ثَبَتَتْ عَلَيْهَا بالهُدَى قَدَمَاكَا ) 8 ( فوراءكَ الإسلامُ محروس القوى ** لَمّا جَعَلْتَ أمَامَكَ الإشْرَاكَا ) 9 ( والرومُ تعلم أن سيفك لم يزلْ ** حَتْفاً لِصِيدِ مُلُوكِهَا ، وَهَلاكَا )0 ( ولو احتضنتهمُ بأيدك لالتقت ، ** مِنْ خَلفِ أمْوَاجِ الخَليجِ ، يداكَا )
____________________
(1/114)
1( لَنْ يأخُذَ الحُسّادُ مَجدَكَ بالمُنى ، ** الله أعطاكَ الذي أعطاكا )( أهْدَى السّلامُ لَكَ السّلامَ وَنِعْمَةً ** تُهدي الغَليلَ إلى صُدورِ عِداكَا )( وحدا الغمامُ إلى الثغور ركابهُ ، ** حتى أناخ بعلوها ، فسقاكا )4 ( أرض تتيهُ على السحاب إذا التقى ** سيحانُ في حجراتها ، ونداكا )5 ( لَمْ تَرْوِ دِجْلَةُ ظَمأةً منّي ، وَقَدْ ** جاورتها ، وتركتُ ذاك لذاكا )6 ( فمتى أرومُ الغرب نحوك ، ماتحاً ** غَرْبَ النّدَى ، فأرَى النّدَى وأرَاكَا )7 ( لا تسألني عن تعذّر مطلبي ** وكسوفِ آمالي ، جعلتُ فداكا )8 ( فَلَقَدْ طَلبتُ الرّزْقَ بَعدَكَ مُعوزاً ، ** وَمَدَحْتُ ، بَعد فِرَاقِكَ ، الأفّاكَا )
____________________
(1/115)
البحر : طويل ( جُعِلنا فِداكَ ، الدّهْرُ ليسَ بمُنفَكِّ ** منَ الحادثِ المَشكُوّ ، وَالنازِلِ المُشكي ) ( وما هذه الأيامُ إلا منازلٌ ، ** فمن منزلٍ رحب ومن منزلٍ ضنكِ ) ( وقد هذبتك الحادثاتُ ، وإنما ** صَفا الذّهبُ الإبرِيزُ قبْلكَ بالسّبْكِ ) 4 ( وما أنْتَ بالمَهزُوزِ جأشاً على الأذَى ، ** وَلا المُتَفرّي الجِلْدَتَينِ على الدّعْكِ ) 5 ( على أنه قد ضيمَ في حبسك الهدى ، ** وأضحى بك الإسلامُ في قبضة الشركِ ) 6 ( أما في نبيّ الله يوسفَ أسوة ** لمثلك ، محبوساً على الجور والإفكِ ) 7 ( أقامَ جمِيلَ الصّبرِ في السجنِ بُرْهَةً ، ** فآلَ بِهِ الصّبرُ الجمِيلُ إلى المُلْكِ )
____________________
(1/116)
البحر : خفيف تام ( لو يكونُ الحباءُ حسب الذي أن ** تَ لدينا له محلُّ وأهلُ ) ( لحبيتُ اللجينَ والدُّرَّ واليا ** قُوتَ حَثْواً ، وَكَانَ ذاكَ يَقِلّ ) ( والشّريفُ الظّرِيفُ يَسمحُ بالعُذْ ** رِ إذا قصّرَ الصّديقُ المقلّ )
____________________
(1/117)
البحر : خفيف تام ( بأبي أنتَ ، أنتَ للبرِ أهلُ ، ** والمساعي بعدُ ، وسعيكَ قبلُ ) ( والنّوَالُ القَليلُ يَكثُرُ ، إنْ شَا ** ء مرجيكَ ، والكثيرُ يقلّ ) ( غَيرَ أنّي رَدَدْتُ بِرّكَ ، إذْ كَا ** نَ رِباً مِنْكَ ، والرّبَا لا يَحِلّ ) 4 ( وإذا مَا جَزَيْتَ شِعْراً بِشِعْرٍ ** يُبْلِغُ الحَقَّ ، فالدّنَانيرُ فَضْلُ )
____________________
(1/118)
البحر : كامل تام ( قُلْ للسّحابِ ، إذا حَدَتْهُ الشّمألُ ، ** وسرى بليلٍ ركبهُ المتحملُ ) ( عَرّجْ عَلى حَلَبٍ ، فَحَيِّ مَحَلّةً ** مأنوسةً فيها لعلوةَ منزلُ ) ( لغريرةٍ ، أدنو وتبعدُ في الهوى ، ** وأجُودُ بالوُدّ المَصُونِ ، وَتَبْخُلُ ) 4 ( وعليلةِ الألحاظ ، ناعمةِ الصّبى ، ** غريَ الوشاةُ بها ، ولجّ العذلُ ) 5 ( لا تَكذِبِنّ ، فأنتِ ألطَفُ في الحَشا ** عهداً ، وأحسنُ في الضميرِ وأجملٌ ) 6 ( لو شئتِ عدتُ إلى التناصبِ في الهوى ، ** وَبَذَلْتِ مِنْ مَكْنُونِهِ ما أبْذُلُ ) 7 ( أحْنُو إلَيكِ ، وفي فؤادي لَوْعَةٌ ، ** وأصدّ عنك ، ووجهُ ودّي مقبلُ ) 8 ( وإذا هممتُ بوصلِ غيركِ ردّني ** وَلَهٌ إلَيكِ ، وَشَافِعٌ لكِ أوّلُ ) 9 ( وأعِزُّ ثُمّ أذِلُّ ذِلّةَ عَاشِقٍ ، ** والحبّ فيه تعزّرٌ وتذللُ )0 ( إنّ الرّعيةَ لم تزل في سيرةٍ ** عُمَرِيّةٍ ، مُذْ سَاسَها المُتَوَكّلُ )
____________________
(1/119)
1( أللهُ آثرَ بالخلافةِ جعفراً ، ** ورآه ناصرها الذي لا يخذلُ )( هيَ أفضلُ الرُّتبِ ، التي جعلت له ** دون البريّةِ ، وهو منها افضلُ )( مَلِكٌ ، إذا عَاذَ المُسِىء ُ بِعَفْوِهِ ، ** غَفَرَ الإسَاءَةَ ، قَادِراً لا يَعْجَلُ )4 ( وعفا كما صفحَ السّحابُ ، ورعدهُ ** قصفٌ ، وبارقهُ حريقٌ مشعلُ )5 ( يَتَقَبّلُ العَبّاسُ عَمَّ مُحَمَّدٍ ، ** وَوَصِيَّهُ ، فِيمَا يَقُولُ وَيَفْعَلُ )6 ( شَرَفٌ خُصِصْتَ بِهِ ، وَمَجْدٌ باذخٌ ، ** مُتَمَكّنٌ فَوْقَ النّجُومِ ، مُؤثَّلُ )7 ( لا يَعْدَمَنْكَ المُسْلِمُونَ ، فإنّهُمْ ** في ظلّ ملكٍ ادركوا ما أمّلوُا )8 ( حصّنت بيضتهمْ ، وحطتَ حريمَهم ، ** وحملتَ من أعبائهمْ ما استثقلوُا )9 ( فَادَيْتَ بالأسرَى ، وَقَدْ غَلِقُوا ، فَلاَ ** مَنٌّ يُنَالُ ، وَلاَ فِداءٌ يُقْبَلُ )0 ( وَرَأيتَ وَفْدَ الرُّومِ ، بَعْدَ عِنَادِهِمْ ، ** عَرَفُوا فَضَائِلَكَ ، التي لا تُجهَلُ )
____________________
(1/120)
2( لحَظُوكَ أوّلَ لحظَةٍ ، فاستَصْغَرُوا ** من كان يعظمُ فيهم ، ويبجَّلُ )( أحضَرْتَهُمْ حِجاجاً لوِ اجتُلِبَتْ بها ** عصمُ الجبالِ ، لأقبلتْ تتنزّلُ )( وَرَأوْكَ وَضّاحَ الجَبينِ ، كَمَا يُرَى ** قمرُ السماءِ السّعدُ ، ليلةَ يكملُ )4 ( نظروا إليكَ ، فقدّ سوا ، ولو انّهم ** نَطَقُوا الفَصِيحَ لَكَبّرُوا وَلَهَلّلُوا )5 ( حَضَرُوا السِّماطَ فكُلّما رَامُوا القِرَى ** مَالَتْ بِأيْديهِمْ عُقُولٌ ذُهَّلُ )6 ( تَهْوِي أكُفُّهُمُ إلى أفْوَاهِهِمْ ، ** فتَحيدُ عَن قَصْدِ السّبيلِ ، وَتَعْدِلُ )7 ( متحيرونَ ، فباهتٌ متعجبٌ ، ** ممّا رأى ، أو ناظرٌ متأملُ )8 ( وَيَوَدُّ قَوْمُهُمُ الأولى بَعَثُوا بهمْ ** لو ضمّهم بالأمسِ ذاكَ المحفلُ )9 ( قَدْ نَافَسَ الغِيبَ الحُضُورُ على الذي ** شهدوا ، وقد حسدَ الرسولَ المرْسلُ )0 ( فاللهَ أسألُ أنْ تعمِّرَ صالحاً ، ** فدوامُ عمركَ خيرُ شيءٍ يسألُ )
____________________
(1/121)
البحر : كامل تام ( لولا تعنفني لقلتُ : المنزلُ ، ** مَعْنًى تُبَيِّنُهُ ، وَمَعْنًى مُشْكِلُ ) ( وبوقفةٍ يشفي غليل صبابةِ ، ** ويقولُ صبُ ما أرادَ ويفعلُ ) ( سارت مقدمة الدموعِ ، وخلفتْ ** حرقاً توقد في الحشا ، ما ترحلُ ) 4 ( إن الفراقَ ، كما علمتَ ، فخلني ** وَمَدَامِعاً تَسَعُ الفِرَاقَ ، وَتَفْضُلُ ) 5 ( إلاَ يكنْ صبرٌ جميلٌ ، فالهوَى ** نَشْوَانُ يَجْمُلُ فيهِ مَا لاَ يَجمُلُ ) 6 ( يا دارُ ! لا زَالَتْ رُبَاكِ مَجُودَةً ، ** من كل غاديةٍ ، تعلُّ وتنهلُ ) 7 ( فَهّمْتِنَا دُوَلَ الزّمَانِ وَصَرْفَهُ ، ** وأرَيْتِنَا كَيْفَ الخُطُوبُ النُّزَّلُ ) 8 ( أصبابة برسومِ رامة . بعدما ** عرفتْ معالمها الصَّبا والشمأل ) 9 ( وسألت من لا يستجيبُ فكنت في است ** تِخْبَارِهِ كَمُجِيبِ مَنْ لا يَسألُ )0 ( ألْيَوْمَ أُطْلِعَ للخِلاَفَةِ سَعْدُها ، ** وأضَاءَ فيهِ بَدْرُهَا المُتَهَلِّلُ )
____________________
(1/122)
1( لَبِسَتْ جَلاَلَةَ جَعْفَرٍ ، فكَأنّها ** سحرٌ يجلله النهارُ المقبلُ )( جَاءَتْهُ طَائِعَةً ، وَلَمْ يُهْزَزْ لَهَا ** رمحٌ ، ولم يشهر عليها منصلُ )( أنّى ، وَقَدْ كَانَ التّلَفّتُ نحوَهُ ، ** مِنْ قَبلِ أنْ يَقَعَ القَضاءُ ، فتُعقَلُ )4 ( حتى أتته يقودها استحقاقهُ ، ** وَيَسُوقُهَا حَظٌّ إلَيْهِ مُقْبِلُ )5 ( عَنْ بَيْعَةٍ ، إلاّ تَكُنْ عَقِبِيّةً ، ** فَهيَ التي رَضِيَ الكِتَابُ المُنْزَلُ )6 ( لم تنصرف عنها النفوسُ ولم تزغ ** فيها القلوبُ ، ولم تزل الأرجلُ )7 ( مسحوا أكفَّهم بكف خليفةٍ ، ** نجمتْ بدولته الحقوق الأفلُ )8 ( وَكَفَتْهُمُ الشّورَى شَوَاهِدُ أعرَبتْ ** عَن أمرِهِ ، وَفَضِيلَةٍ مَا تَشْكُلُ )9 ( أوما ترى حسنَ الزمانِ ، وما بدَا ، ** وأعَادَ في أيّامِهِ المُتَوَكّلُ )0 ( أشرقنَ حتى كاد يقتبسُ الدّجى ، ** ورطبنَ حتى كاد يجري الجندلُ )
____________________
(1/123)
2( مِنْ بَعْدِ ما اسوَدّ النّهَارُ المُنْتَضَى ** فينا ، وجفَ لنا الثرى المتبللُ )( ألله سهلَ بالخليفة جعفرٍ ، ** مِنْ دَهْرِنَا ، ما لمْ يَكُنْ يَتَسَهّلُ )( ملكٌ أذلَّ المعتدين بوطأة ، ** ترسُو على كبدِ النفاقِ ، وتثقلُ )4 ( إنْ كلّ صرفُ الدهر لم يكللْ ، وإن ** غفلَ الربيع ، فجوده لا يغفلُ )5 ( نَفْسٌ مُشَيَّعَةٌ ، وَرَأيٌ مُحصَدٌ ، ** وَيَدٌ مُؤيَّدَةٌ ، وَقَوْلٌ فَيصَلُ )6 ( وَلَهُ ، وإنْ غَدَتِ البِلادُ عَرِيضَةً ، ** طَرْفٌ بأطْرافِ البِلاَدِ مُوَكَّلُ )7 ( إسلمْ أميرَ المؤمنينَ لسنةٍ ** أحْيَيْتَهَا ، والنّاسُ حَيْرَى ضُلَّلُ )8 ( وَرَعِيّةٍ أحْسَنْتَ رَعْيَ سَوَامِهَا ، ** حتّى غَدَتْ والعَدْلُ فيها يَهْمُلُ )9 ( ألله يشكرُ منك سعياً صادقاً ** في حِفْظِهَا ، ثمّ النّبيّ المُرْسَلُ )0 ( أُلْفِيتَ عاشِقَهُمْ ، فإنْ نُدِبُوا إلى ** كَرَمٍ وإحْسَانٍ ، فأنْتَ الأوّلُ )
____________________
(1/124)
3( وَغَدَوْتَ في بُرْدِ النّبيّ وَهَدْيِهِ ** تُخْشَى لِحُكْمٍ قَاصِدٍ ، وَتُؤمَّلُ )
____________________
(1/125)
البحر : طويل ( تزاجرَ هذا الناسُ عني ، تقية ، ** فَمَا بَالُ هَذا الطّاهرِيّ وَبَالي ) ( يُساجِلُني ، حتى كأنْ لَيسَ بُحتُرٌ ** أبي ، وَابنُ هَمّامِ بنِ مرّةَ خالي ) ( أخي وَابنُ عَمّي سابَقَتني خِصَالُهُ ** إلى شرَفٍ ، أوْ سَابَقَتْهُ خِصَالي ) 4 ( بنو الحارثِ الحرابِ ، يغشونَ نصره ** بكُلّ جَهيرٍ في السّلاحِ طِوَالِ ) 5 ( أولئكَ قَوْمٌ أنتَ كُفْؤ سَرَاتِهِمْ ، ** وَشَرْوَاهُمُ في سُؤدَدٍ وَمَعَالِ ) 6 ( لهم ورق الزيتونِ غضاً وعندكم ** شَرَيجَانِ منْ أثَلٍ يَرِفُّ وَضَالِ ) 7 ( تَرَاكَ مُسَاميَّ الغَداةَ ، فَفَائتي ** بجملةِ شعري ، وهو جملةُ مالي )
____________________
(1/126)
البحر : طويل ( أبَى اللّيلُ ، إلاّ أنْ يَعُودَ بِطُولِهِ ** على عاشقٍ نزر المنامِ قليلهِ ) ( لَعَلّ اقترَابَ الدّارِ يَثني دُمُوعَهُ ، ** فيقلعَ ، أو يشفى جوّى من غليلهِ ) ( وما زالَ توحيدُ المهاري ، وطيُّها ** بِنَا البُعْدَ من حَزْنِ الفَلاَ وَسُهُولِهِ ) 4 ( إلى أن بدا صَحنُ العِرَاقِ ، وَكُشّفتْ ** سجوفُ الدّجى عن مائه ونخيله ) 5 ( تظلُّ الحمام الورق ، في جنباتهِ ، ** تذكرنا أحبابنا بهديلهِ ) 6 ( فأحْيَتْ مُحِبّاً رُؤيَةٌ مِنْ حَبِيبِهِ ، ** وَسَرّتْ خَليلاً أوْبَةٌ مِنْ خَليلِهِ ) 7 ( بنعمى َ أمير المؤمنينَ وفضله ، ** غدا العيشُ غضاً بعد طولِ ذبوله ) 8 ( إمامٌ ، يراه الله أولى عبادهِ ** بحَقٍّ ، وأهْدَاهُمْ لِقَصْدِ سَبِيلِهِ ) 9 ( خَليفَتُهُ في أرْضِهِ ، وَوَلِيُّهُ ال ** رضيُّ لديه ، وابنُ عم رسولهِ )0 ( وَبَحْرٌ يَمُدُّ الرّاغِبُونَ عُيُونَهُم ** إلى ظاهرِ المعروف فيهم ، جزيلهِ )
____________________
(1/127)
1( ترى الأرضَ تسقى غيثها بمرورهِ ** عَلَيْهَا ، وتُكْسَى نَبْتَهَا بِنُزُولِهِ )( أتَى مِنْ بِلاَدِ الغَرْبِ في عَدَدِ النّقَا ، ** نَقَا الرّملِ ، مِنْ فُرْسَانِهِ وَخُيُولِهِ )( فأسفَرَ وَجْهُ الشّرْقِ ، حتى كأنّما ** تَبَلَّجَ فيهِ البَدْرُ بَعدَ أُفُولِهِ )4 ( وَقَدْ لَبسَتْ بَغدادُ أحسَنَ زِيّهَا ** لإقباله ، واستشرفت لعدولهِ )5 ( ويثنيهِ عنها شوقه ونزاعهُ ، ** إلى عرضِ صحنِ الجعفريّ وطولهِ )6 ( إلى منزلٍ ، فيه أحباؤهُ الأولى ** لِقَاؤهُمُ أقْصَى مُنَاهُ ، وَسُولِهِ )7 ( مَحَلٌّ يُطِيبُ العيشَ رِقّةُ لَيْلِهِ ** وبرد ضحاهُ ، واعتدال أصيلهِ )8 ( لَعَمْرِي ، لَقَد آبَ الخَليفَةُ جَعْفَرٌ ، ** وفي كل نفسٍ حاجة من قفولِه )9 ( دَعاهُ الهَوَى في سُرّ مَنْ رَاءَ فانكَفَا ** إلَيها ، انكِفَاءَ اللّيثِ تِلقَاءَ غِيلِهِ )0 ( على أنّها قد كان بدّل طيبها ، ** ورحلَ عنها أنسها برحيلهِ )
____________________
(1/128)
2( وإفْرَاطُها في القُبحِ ، عندَ خُرُوجِهِ ، ** كإفرَاطِهَا في الحُسنِ ، عندَ دُخُولِهِ )( ليهنَ ابنهُ ، خيرَ البنين ، محمداً ، ** قُدُومُ أبٍ عَالي المَحَلّ ، جَليلِهِ )( غدا ، وهو فردُ في الفضائل كلها ، ** فهَلْ مُخبِرٌ عَن مِثلِهِ ، أوْ عَدِيلِهِ )4 ( وإن ولاةَ العهد في الحلمِ والتقى ، ** وفي الفضلِ من أمثاله وشكولِه )
____________________
(1/129)
البحر : وافر تام ( أبَعْدَ مُبَشِّرٍ ، وَأبي عُبَيْدٍ ، ** وَمَعْيُوفِ المَكَارِمِ وَالمَعَالي ) ( وَبَعدَ أبي أبي العَطّافِ أرْجُو ** وَفَاءَ الدّهْرِ ، أوْ عَهدَ اللّيَالي ) ( شُيُوخُ بَني عَبيدٍ أسْلَمُوني ** إلى ربعٍ ، من الأكفاء ، خالِ ) 4 ( ورثتُ سيوفهم : ومضوا كراماً ، ** وَما نَفعُ السّيُوفِ بلا رِجَالِ )
____________________
(1/130)
البحر : وافر تام ( رأيتُ البحبحانيّ استقلت ** رَكَائِبُهُ بحِرْمَانٍ عَظيمِ ) ( إذا رَامَ التّخَلّقَ جَاذَبَتْهُ ** خَلائِقُهُ إلى الطّبْعِ القَدِيمِ ) ( بَكَى آمَالَهُ لَمّا رَآهَا ** عِيَاناً ، وَهْيَ دارِسَةُ الرّسُومِ ) 4 ( وترت القومَ ثم ظننت فيهم ** ظُنُوناً لَستَ فيها بالحَكِيمِ ) 5 ( تعربدُ غير محتشمٍ ، وتشدو ** فَلا تَأتي بلَحْنٍ مُسْتَقيمِ ) 6 ( فتخطىء في الغناء على المغنّي ، ** وتخطىء في الندام على النديمِ ) 7 ( نَهيتُكَ عن تعرّضِ عِرْضِ حُرٍّ ، ** فإن الذمّ من شأن الذميمِ ) 8 ( وَقُلتُ : تَوَقّ محْتَمِلاً يُوَرّي ، ** عنِ الأضْغانِ ، بالحِلمِ الكَرِيمِ ) 9 ( فَما خَرْقُ السّفيهِ ، وَإنْ تَعدّى ، ** بأبْلَغَ فيكَ مِنْ حِقدِ الحَليمِ )0 ( متى أحرَجْتَ ذا كَرَمٍ ، تخَطّى ** إليك ببعض أخلاق اللئيمِ )
____________________
(1/131)
البحر : كامل تام ( أمحلتيْ سلمى ، بكاظمةَ ، اسلمَا ، ** وتعلمّا أن الجوَى ما هجتمَا ) ( هل ترويان ، من الأحبةِ ، هائماً ، ** أوْ تُسعِدَانِ ، على الصّبَابَةِ ، مُغرَمَا ) ( أبكيكُما دَمعاً ، وَلَوْ أنّي عَلَى ** قدرِ الجوَى أبكي بكيتكما دمَا ) 4 ( أين الغزالُ المستعيرُ من النقا ** كفلاً ، ومن نور الأقاحي مبسمَا ) 5 ( ظمئتْ جوانحنا إليه ، وريُّها ** في ذلك اللعَّس الممنَّع واللمَى ) 6 ( متعتبٌ في حيث لا متعتبٌ ، ** إنْ لمْ يَجدْ جُرْماً لَدَيّ تَجَرّما ) 7 ( ألِفَ الصّدُودَ ، فَلَوْ يَمُرُّ خَيالُهُ ** بالصّبّ في سِنَةِ الكَرَى ، ما سلّما ) 8 ( خُلّفتُ بعدَهُمُ أُلاحِظُ نِيّةً ** قذفاً ، وأنشدُ دارساً مترسمَّا ) 9 ( طَلَلاً أُكَفْكِفُ فيهِ دَمعاً مُعرِباً ** بجَوًى ، وأقرَأُ فيهِ خَطّاً أعجَمَا )0 ( تأبى رباهُ أن تجيبَ ، ولم يكن ** مستخبرٌ ليجيب حتى يفهمَا )
____________________
(1/132)
1( ألله جارُ بني المدبِّر ، كلما ** ذكرالأكارمُ ما أعفَّ ، وأكرمَا )( أخَوَانِ في نَسَبِ الإخَاءِ لعِلّةٍ ، ** بكراً ، وراحا في السماحةِ توأمَا )( يستمطرُ العافونَ ، من نوأيهما ، ** الشعري العبورَ غزارةً ، والمزرما )4 ( غَيثانِ ، أصْبحتِ العرَاقُ لوَاحِدٍ ** وطناً ، وغرب واحدٌ ، فتشأما )5 ( ولو أنّ نجدةَ ذاكَ ، أو هذا ** أمَمٌ ، لأدرَكَ طالِبٌ ما يَمّمَا )6 ( قد كانَ آنَ لمُغمَدٍ أنْ يُنتَضَى ** في حادِثٍ ، وَلغائِبٍ أنْ يَقْدُما )7 ( إنّي وَجَدْتُ لأحمَدَ بنِ مُحَمّد ** خلقاً ، إذا خنس الجبانُ ، تقدّما )8 ( متقلقلُ العزماتِ في طلبِ العلى ، ** حتى يكونَ ، على المَكَارِمِ ، قَيّما )9 ( المستضاءُ بوجههِ وبرأيهِ ، ** إن حيرةٌ وقعت وخطبٌ أظلما )0 ( ألقى ذراعيهِ ، وأوقدَ لحظهُ ** بدِمَشقَ ، يَعتَدُّ النّوَائبَ أنْعُمَا )
____________________
(1/133)
2( مُستَصغِرٌ للخَطبِ يَجمَعُ حَزْمَهُ ** لُملِمّةٍ ، حتّى يَرَى مُستَعْظَمَا )( تَقَعُ الأُمُورُ بجَانِبَيْهِ ، وإنّمَا ** يبعثنَ رضوى أو يرمنَ يرمرما )( كَلِفٌ بجَمعِ الخَرْجِ ، يُصْبحُ لُبُّهُ ** مُتَفَرِّقاً في إثْرِهِ ، مُتَقَسَّمَا )4 ( شَغَلَ المُدافعَ عَن مَحَالَةٍ كَيدِهِ ، ** وأذلّ جبارَ البلادِ الأعظما )5 ( بَخَعُوا بحَقّ الله في أعناقِهِمْ ، ** لَمّا أتَاحَ لَهُمْ قَضَاءً مُبرَمَا )6 ( لمْ يَغْبَ عن شيءٍ فيَطلُبَهُ ، وَلمْ ** يَجْزِ الذي حَدّ الكِتابَ ، فيَظلِمَا )7 ( أبلغْ أبا إسحاقَ تبلغْ لاغباً ** في المكرماتِ معذلاً وملوما )8 ( بأبي طَلاَقَتَكَ التي أجْلُو بها ** نظري إذا الغيمُ الجهامُ تجهما )9 ( وقديمُ ما بيني وبينكَ ، إنهُ ** عَقْدٌ ، أُمِرَّ على الزّمانِ ، فأُحكِما )0 ( كنتَ الربيعَ ، فلا العطاءُ مصرداً ** فيما يليكَ ، ولا الإخاءُ مذمما )
____________________
(1/134)
3( فالدّهْرَ تَلقاني لسَيْبِكَ شاكِراً ، ** إذْ كُنتُ لا ألقاكَ إلا مُنْعِمَا )( قد طَالَ بي عَهدٌ وَهَزّ جَوَانحي ** شَوْقٌ ، فجئتُ من الشّآمِ مُسَلِّمَا )
____________________
(1/135)
البحر : كامل تام ( قُلْ للجَنُوبِ : إذا غَدَوْتِ فَبلّغي ** كبدي نسيماً من جنابِ نسيمِ ) ( أخدعتُ عنك ، وأنت بدرٌ خادعٌ ** لليلِ عن ظلم له ، وغيومِ ) ( كرمَ الزمانُ ولمت فيك ولن ترى ** عَجَباً سِوَى كَرَمِ الزّمانِ ، وَلَوْمي ) 4 ( وظلمتُ نفسي جاهداً في نفسها ، ** فاسْمَعْ نَدامَةَ ظالِمٍ مَظْلُومِ ) 5 ( قد زادَ يوم البؤسِ بعدك ، إنه ** أفْضَى إليّ بعُقْبِ يَوْمِ نَعِيمِ ) 6 ( وأقمتَ في قلبي ، وشخصك سائرٌ ، ** لا تَبْعَدَنْ مِنْ سَائِرٍ وَمُقِيمِ ) 7 ( لا كان وجدي أين كانَ ، وانت لي ** مَلِكٌ وَعَهْدي منكَ غَيرُ ذَمِيمِ ) 8 ( الآن أطمعُ في الوصالِ ، وبيننا ** عَينُ الرّقيبِ ، وَبَابُ إبْرَاهِيمِ ؟ )
____________________
(1/136)
البحر : طويل ( بني مخلدٍ كفوّا تدفقَ جودكم ، ** ولا تبخسونا حظنَا في المكارمِ ) ( ولا تنصُروا مجدي قنانٍ ومالكٍ ، ** بأن تذهبوا منّا بسمعةِ حاتمِ )
____________________
(1/137)
البحر : طويل ( إذا شِئْتَ فاندُبْني إلى الرّاحِ ، وانعَني ** إلى الشربِ من ذي خلة ونديمِ ) ( أميلوا الزجاجَ الصفو عني ، فإنني ** أقمتُ ، وما شخصي لكم بمقيمِ ) ( بجِسْمي سَقَامٌ ، كُلّما جُزْتُ رَدّني ** إلى كَمَدٍ ، في الصّدْرِ ، غيرِ سَقيمِ ) 4 ( فإنْ مُتُّ كانَ المَوْتُ من كَرَمِ الهَوَى ، ** وليس الهوى ، إن لم أمتْ بكريمِ ) 5 ( فقلْ لنسيم الوردِ : عنك ، فإنني ** أُعاديكَ إجلالاً لِوَجْهِ نَسيمِ ) 6 ( نَدِمْتُ ، وقالَ النّاسُ كَيفَ ترَكْتَهُ ؟ ** فقل في ملامٍ واقع بمليمِ ) 7 ( أبا الفضلِ ! راجع من حجاكَ ، فإنني ** على خطرٍ ، مما يخافُ عظيمِ ) 8 ( وَخَبّرْتَني أنّ العَزَاءَ ، تَكَرّمٌ ، ** وهل يتعزّى عنه غيرُ لئيمِ ) 9 ( فَما الدّارُ فيما بَيْنَنَا بِبَعِيدَةٍ ، ** ولا العهدُ فيما بيننا بقديمِ )
____________________
(1/138)
البحر : متقارب تام ( جَادَ الذَّفافيَّ ، في أرْضِهِ ، ** رُكَامُ الغَمامِ على ظُلْمِهِ ) ( أخٌ ليَ لمْ تَتّصِلْ نِسْبَتي ** بقربى أبيه ، ولا أمّه ) ( تَبَدّلَ ، حتّى لأنْكَرْتُهُ ، ** سِوَى أنّني عارِفٌ باسْمِهِ ) 4 ( وَمَا ليَ مِنْهُ سِوَى رِقّةٍ ، ** يُرَاحُ لهَا الشّعرُ مِنْ فَهمِهِ ) 5 ( كذا المسكُ ما فيه مستمتعٌ ** لمُتّخِذِيهِ ، سِوَى شَمّهِ )
____________________
(1/139)
البحر : خفيف تام ( قَد فقَدْنا الوَفاءَ فَقدَ الحَميمِ ، ** وبكينا العلى ّ بكاء الرسومِ ) ( لا أملُّ الزمان ذماً ، وحسبي ** شُغُلاً أنْ ذَمَمْتُ كُلّ ذَميمِ ) ( أتظن الغنى ثواباً لذي الهمةِ ** مِنْ وَقْفَةٍ بِبَابِ لَئِيمِ ) 4 ( وَأرَى عِنْدَ خَجْلَةِ الرّدّ منّي ** خَطَراً في السّؤالِ ، جِدَّ عَظيمِ ) 5 ( ولوجهُ البخيل أحسنُ في بع ** ض الأحايينِ من قفا المحرومِ ) 6 ( وَكَرِيمٌ عَدا ، فأعْلَقَ كَفّي ، ** مُسْتَميحاً في نِعْمَةٍ مِن كَرِيمِ ) 7 ( حَازَ حَمدي ، وَللرّياحِ اللّوَاتي ** تجلبُ الغيثَ ، مثلُ حمدِ الغيوم ) 8 ( عودةٌ بعد بدأة منك كانتْ ** أمس ، يا أحمدُ بن عبد الرحيمِ ) 9 ( ما تأنيكَ بالظنينِ ولا وج ** هُكَ في وَجهِ حاجتي بشَتيمِ )
____________________
(1/140)
البحر : خفيف تام ( إنّ طَيْفاً يزُورُني في المَنامِ ، ** لخليُّ من لوعتي ، وغرامِ ) ( غادةٌ بتُّ أحمل اللومَ فيها ، ** وَعَنَاءُ المُحِبّ طُوُ المَلامِ ) ( نَظَرَتْ خِلْسَةً إليّ ، فأعْدَى ** بدني طرفُ عينها بالسقامِ ) 4 ( أنثتْ ثم ذكرت فلها دلُّ ** فَتَاةٍ رَوْدٍ ، وَقَدُّ غُلامِ ) 5 ( ولحسنِ الحلالِ فضلٌ ، إذا ما ** شابهُ في القلوب ظرفُ الحرامِ ) 6 ( قَدْ سَقَتْني ، بكَأسِها وَبِفِيها ، ** مَا يُرَوّي منْ غُلّةِ المُسْتَهامِ ) 7 ( في اعتدالٍ من الزمان يباري ** هَا فَتَحْكِيهِ باعتِدالِ القَوَامِ ) 8 ( إنّمَا العَيْشُ أن تكون اللّيالي ** مُفْضِلاتٍ ، طُولاً ، على الأيّامِ ) 9 ( قد صفا جانبُ الهواء ، ولذتْ ** رقة الماءِ في مزاج المدامِ )0 ( واستتمّ الصحيحُ في خير وقتٍ ، ** فَهْوَ مُغْنى أُنْسٍ ، وَدارُ مَقَامِ )
____________________
(1/141)
1( نَاظِرٌ وِجْهَةَ المَلِيحِ فَلَوْ يَسْ ** طِيعُ حَيّاهُ مُعْلِناً بِالسّلامِ )( ألبسا بهجة ، وقابل ذا ذاك ** فَمِنْ ضَاحِكٍ وَمِنْ بَسّامِ )( كالمحبينَ ، لو أطاقا التقاءٌ ، ** أفرطا في العناق والإلتزامِ )4 ( تنفذُ الريحُ جريها بين قطري ** هـ، فتكبْو من ونيةٍ وسآمِ )5 ( مستمدٌّ بجدولٍ من عباب الس ** ماءِ كالأبْيَضِ الصّقِيلِ الحُسامِ )6 ( وإذا ما تَوَسّطَ البِرْكَةَ الحَسْ ** ناءَ ألْقَتْ عَلَيْهِ صِبْغَ الرّخامِ )7 ( فَتَرَاهُ كَأنّهُ مَاءُ بَحْرٍ ، ** يخدعُ العين ، وهو ماء غمامِ )8 ( وَالدّوَالِيبُ ، إنْ يَدُرْنَ ، ولا نا ** ضِحَ يَمْشي بِهِنّ غَيْرُ النّعَامِ )9 ( بدعٌ أنشئت لأولى عباد اللهِ ** بالركنِِ ، الصفا ، والمقامِ )0 ( إنّ خير القصور أصبح مزهواً ** بِكُرْهِ العِدَى لخيْرِ الأنَامِ )
____________________
(1/142)
2( جَاوَرَ الجَعْفَرِيَّ ، وَانْحَازَ شِبْدَا ** زُإليهِ كالراغب المعتامِ )( حِلَلٌ مِنْ مَنَازِلِ المُلْكِ كالأنْ ** جُمِ ، يَلْمَعْنَ في سَوادِ الظّلامِ )( مفحماتٌ تعيي الصفاتِ فما تد ** رَكُ إلاّ بالظّنّ وَالأوْهَامِ )4 ( فَكَأنّا نُحِسُّهَا في الأمَاني ، ** أوْ نَرَاهَا في طارِقِ الأحْلامِ )5 ( غُرَفٌ مِنْ بِناءِ دِينٍ وَدُنْيَا ، ** يُوجِبُ الله فِيهِ أجْرَ الإمامِ )6 ( شَوّقَتْنَا إلى الجِنَانِ فَزدْنَا ** في اجْتِنابِ الذّنوبِ وَالآثَامِ )7 ( وبهاَ تشربُ الأوائل ملكاً ، ** وَتُباهي مُكاثِري الإسْلامِ )8 ( باركَ اللهُ للخليفةِ في المج ** دِ المعلى ّ ، والمأثراتِ العظام )9 ( وَأرَاهُ آمَالَهُ في وُلاةِ الْ ** عهدِ أهل الوفاءِ والإنعام )0 ( لا يَزَالُوا بِغِبْطَةٍ وَسُرُورٍ ، ** وَبَقَاءٍ ، مِن مُلْكِهِ ، وَدَوَامِ )
____________________
(1/143)
البحر : بسيط تام ( أعَنْ جِوَارِ أبي إسحاقَ تَطمَعُ أنْ ** تزيلَ رحليَ ، يا بهلُ بنُ بَهلانا ) ( غَبينَةٌ سِمْتَنيهَا ، لَوْ سَمَحْتُ بها ** يوماً ، لأكفلتهَا لخماً وغسانَا ) ( اعتَدتَ من قُطرِكَ الأقصَى لتَقمِرَني ** بني المدبرِ أنصاراً ، وأعوانَا ) 4 ( يَرْضَاهُمُ النّاسُ أرْباباً لسُؤدَدِهِمْ ، ** فكيفَ أسخطهمْ ، يا بهلُ إخوانَا ) 5 ( هَبْني غَنِيتُ بوَفْرِي عَنْ نَوَالِهِم ، ** فكَيفَ أصْنَعُ بالإلْفِ الّذِي كَانَا ) 6 ( عَهدٌ من الأنسِ عاقَرْنا الكؤوسَ على ** بَديئِهِ ، وَخَبَطْنَا فيهِ أزْمَانَا ) 7 ( نمازُ عنهُ كهولاً ، بعدَ كبرَتنا ، ** وَقَدْ قَطَعْنَا بهِ الأيّامَ شُبّانَا ) 8 ( أصَادِقٌ لمْ أُكَذّبْهُمْ مَوَدّتَهُمْ ، ** ولمْ أدعهمْ لشيءٍ عزْ أوهانَا ) 9 ( وَلمْ أكُنْ بَائِعاً بالرَّغْبِ عَبْدَهُمُ ، ** وَأنْتَ تَطلُبُهُمْ ، يا بَهلُ ، مَجّانَا )0 ( إذهبْ إليكَ ، فلا مُحظى بعارفةٍ ، ** وَلا مُصِيباً ، لِما حاوَلتُ ، إمْكَانَا )
____________________
(1/144)
البحر : متقارب تام ( تَعَاطَ الصّبَابَةَ ، أوْ عَانِها ، ** لتَعْذُرَ في بَرْحِ أشْجَانِهَا ) ( وَمَا نَقَلَتْ لَوْعَتي لِمّةٌ ، ** تنقلُ في حدثِ ألوانهَا ) ( أوَائِلُ شَيْبٍ يُشِيرُ العَذُولُ ** إليهَا ، ويكبرُ منْ شأنهَا ) 4 ( إذا حرمَ االلهوُ منْ أجلهَا ، ** غَلا في مقاديرِ أوزانهَا ) 5 ( وَإلاّ تَجِدْني مُطيعاً لَهَا ، ** فَلَمْ أعْصِهَا كُلَّ عِصْيَانِهَا ) 6 ( متى جئتُ بائقةٌ في الهوَى ، ** فأسْرَارُهَا دُونَ إعْلانِهَا ) 7 ( تَعَامَى رِجَالٌ عَنِ المَكْرُما ** تِ ، وقد مثلتْ نصبَ أعيانهَا ) 8 ( وَلمْ تَلْتَفِتْ لوُجُوبِ الحُقُوقِ ، ** وَوَاجِبُهَا خَلْفَ آذانِهَا ) 9 ( فتحتُ يدي ثانيَ العطفِ عنْ ** كَذوبِ المَوَدّةِ ، خَوّانِهَا )0 ( وَقَدْ عَلِمَتْ خِلّتي أنّني ** أُفَارِقُهَا ، عِنْدَ هِجْرَانِهَا )
____________________
(1/145)
1( وَإنّي لأسْكَنُ جَأشاً إلى ** رباعِ الكرامِ ، وأوطانهَا )( وَبَعّدّتُ نَفْسِيَ مِنْ مَالِهَا ، ** ومَا أبعدتْ مالَ إخوانهَا )( رضيتُ خليلي أبَا غالبٍ ، ** لِكَسْرِ الخُطُوبِ ، وَإيهَانِهَا )4 ( تعدُّ لهُ فارسٌ قربةً ، ** وَزُلْفَى بكِسرَى بنِ ساسانِهَا )5 ( إذا سئلتْ عنهُ عندَ الفخارِ ، ** قالتْ بأصدقِ عرفانهَا )6 ( يَطُولُونَ مِنْهُ بإنْسَانِهِمْ ، ** وَللعَينِ طُولٌ بإنْسَانِهَا )7 ( هَتَكْنَا إلَيْهِ حِجَابَ الدّجَى ، ** بخوصٍ تبارِي بركبانهَا )8 ( تُكَلّفُنَا لنَرُومَ الوَداعَ ** مسافةَ قمٍ وقاسانِهَا )9 ( وَسِنُّ سَمِيرَةِ طَيْفِ الفَتَاةِ ** تَبَسَّمَ عَنْ ظَلْمِ أسْنَانِهَا )0 ( إذا استشرقتْ لمعانَ الثلوجِ ** أطَاعَتْ لَهُ قَبْلَ إبّانِهَا )
____________________
(1/146)
2( فِهَالُكَ أنْجَزَ أعْوَانِهَا ** فوقَ السحابِ وأعنانهَا )( إلى الملكٍ غلقتْ عندهُ ** رِقَابُ المَديحِ بِأثْمَانِهَا )( وقيتَ الحمامَ بمثنَى النفوسِ ** مِنَ الحَاسِدِينَ وَوُحْدانِهَا )4 ( تبوخُ المعَالي ، إذا لمْ يكنْ ** بكفيكَ إذكاءُ نيرانِهَا )5 ( وَتُجْزِلُ في القَوْمِ حتّى تكونَ ** فعالكَ أنجزَ أعوانهَا )6 ( حمتْ قضبَ المجدِ من أن تكون ** صِلاءً صَلابَةُ عِيدانِهَا )7 ( وَعافَتْ بكَ الذّمَّ نَفسٌ جرَتْ ** إلى الحَمدِ ، في طولِ ميدانِهَا )8 ( أخَذْتَ العَطَايَا بتَكْرَارِهَا ، ** وإبداءَ طولٍ بثنيانهَا )9 ( أرَى بَذْلَهَا ، عندَ إعوَازِهَا ، ** سوى بذلهَا عندَ إمكانهَا )0 ( وأحسنً مأثرةٍ للكرامِِ ، ** إحْسَانُهَا عِنْدَ إحْسَانِهَا )
____________________
(1/147)
3( وَمَا يَتَنَمّى إلى المَكْرُمَات ** فيَفْرَعُهَا ، غَيرُ فُرْسَانِهَا )( لمنْ عادَ بعديَ عن ساحتيكَ ** بنَقصِ حظُوظي ، وَخُسرَانِهَا )( وكانَ اجتنابيكَ إحدى الذّنوبِ ، ** فقَصْديكَ أوْلى بغُفْرَانِهَا )4 ( وَما عُوقِبَتْ عُصْبَةٌ ، أُمّنَتْ ** على كفرها ، بعد إيمانهَا )5 ( فَإنّ خَوَاتيمَ أعْمَالِ مَا ** تراهُ جوامعً أديانهَا )
____________________
(1/148)
البحر : خفيف تام ( مَلّنَا ، أمْ نَبَا بنَا ، أمْ جَفَانَا ، ** أمْ قَلانا ، فاعتاضَ عَنّا سِوَانَا ) ( سَاخِطٌ نَبْتَغي رِضَاهُ وَلا يَسْ ** ألُ عن سُخطنا ، ولا عن رضانَا ) ( ونبالي ألاّ نرى ذا تجنٍ ** لا يُبَالي الزّمانَ ، ألاَ يرانَا ) 4 ( صيقُ العذرِ في الضراعةِ ، إنَا ** لوْ قنعْنَا بقسمنَا لكفانَا ) 5 ( ما لنا نعبدُ العبادَ إذا كا ** نَ ، إلى الله ، فَقْرُنَا وَغِنَانَا )
____________________
(1/149)
البحر : خفيف تام ( إدمعٌ قدْ أغرينَ بالهملانِِ ، ** وفؤادٌ قد لجّ في الخفقَانِِ ) ( إنَّ يَوْمَ الكَثِيبِ أفْقَدَنَا نَضْ ** رةَ تلكَ القضبانِِ والكثبانِِ ) ( بفراقٍ ألمّ بعدَ اجتماعٍ ، ** وتناءٍ أقامَ بعدَ تدانِِ ) 4 ( إبكيَا هذهِ المغاني التي أخْ ** لمقهَا بعدُ عهدِها بالغوَاني ) 5 ( أُسْعِدَ الغَيْثُ إذْ بَكَاها وإنْ كَانَ ** خلياً منْ كلّ ما تجدانِِ ) 6 ( جادَ فيها بنفسهِ ، فاستجدتْ ** حللاً منهُ ، جمةََ الألوانِِ ) 7 ( فَهْيَ تَهْتَزُّ بَيْنَ إفْرِنْدِهِ الأخْ ** ضَرِ ، حُسناً ، وَوَشْيِهِ الأُرْجُوَاني ) 8 ( في سماءٍ منْ خضرةِ الروضِ فيها ** أنجمٌ منْ شقائقِِ النعمانِِ ) 9 ( واصْفِرَارٍ مِنْ لَوْنِهِ ، وابيضَاضٍ ** كاجتماعِِ الحوذانِِ والأقحوانِِ )0 ( صَاغَ منها الرّبيعُ شَكْلاً لأخْلا ** قِ حُسينٍ ذي الجودِ والإحسانِ )
____________________
(1/150)
1( فكأنَ الصَّبا ترددً فيهَا ** بِنَسِيمِ الكَافُورِ ، والزّعْفَرَانِ )( قد تَصَابَيْتُ ، فاعذِرِي ، أوْ فَلُومي ، ** لَيْسَ شيءٌ مِنَ الصّبَى من شَاني )( وتذكرتُ وافدَ الشَّيبِ فاستع ** جَلتُ حَظّي في الرّاحِ والرَّيحانِ )4 ( عِندَ عَدْلٍ مِنَ الزّمانِ إذا اسْتَقْ ** بنَثيرِ اليَاقُوتِ ، والمَرجَانِ )5 ( ولقد أمزجُ المدامَ بفترٍ ، ** بَلْ بسِحرٍ مِنْ مُقلَتَيْ أرْسَلانِ )6 ( وأعاطي كؤوسها الملكَ الأب ** لَخَ ، فِعلَ النَّدْمَانِ والنَّدْمَانِ )7 ( فكأني أنادمً القمرَ البدْ ** رَ عليها ، في ذلك الإيوانِ )8 ( يَزْدَهِيهِ مِنَ العُلى كِبْرِيَاءٌ ** فيهِ ، أنْ يَزْدَهي على الإخْوَانِ )9 ( وَعَلَيْهِ مِنَ النّدَى سِيميَاءٌ ، ** وَصَلَتْ مَدْحَهُ بكُلّ لِسَانِ )0 ( غمرتهُ جلالة الملكِ ، واستو ** لَتْ عَلَيْهِ شَمَائِلُ الفِتْيَانِ )
____________________
(1/151)
2( وَاصِلٌ مَجْدَهُ بِعِقْدِ الثّرَيّا ، ** ويداه بالجودِ موصولتَانِ )( يَا أبَا القَاسِمِ المُقَسِّمِ في المَجْ ** دِ ليَوْمِ النّدَى وَيَوْمِ الطّعانِ )( قَدْ وَرِثْتَ العَلياءَ عَن أزْدَشِيرٍ ، ** وَقَبَاذٍ ، وَعَنْ أنُوشِرْوَانِ )4 ( وأرى الليلَ والنهارَ سواءً ، ** حينَ تَبدو بوَجهِكَ الإضْحِيانِ )
____________________
(1/152)
البحر : بسيط تام ( لَيْتَ الخَليطَ الذي قد بانَ لمْ يَبِنِ ** وَلَيْتَ ما كانَ من حُبّيكِ لم يَكُنِ ) ( أحْرَى العُيُونِ بأنْ تَجرِي مَدامعُها ** عينٌ ، بكتْ شجوها من منظرٍ حسنِ ) ( يا نَظرَةً لي من الشّمسِ التي طَلَعَتْ ** في الرائحينَ ، بسربِ الزَّبربِ القطنِ ) 4 ( ما أحسَنَ الصّبرَ ، إلاّ عندَ فُرْقَةِ مَنْ ** بِبَثّهِ صِرْتُ بَينَ البَثّ والحَزَنِ ) 5 ( كثيبُ رملٍ على عليائهِ فننٌ ، ** وَشَمْسُ دَجْنٍ بأعْلَى ذلِكَ الفَنَنِ ) 6 ( ما تقعُ العينُ منها حين تلحظها ، ** إلاّ عَلى فِتْنَةٍ مِنْ أقتَلِ الفِتَنِ ) 7 ( قامتْ تثنّى ، فلانتْ في مجاسدها ، ** حتى كأنّ قضيبَ البانِ لمْ يلنِ ) 8 ( لي عنْ قليلٍ لا يلمُّ بهِ ** وجدٌ عليكِ ، وقلبٌ غير مرتهنِ ) 9 ( إنّ الهمومَ ، إذا أوطنَ في خلدٍ ** للمَرْءِ ، سارَ وَلمْ يَرْبَعْ على وَطَنِ )0 ( إلى المهذَّبِ إبراهيمَ أوصلنا ** آذِيُّ دِجلَةَ في عِيرٍ مِنَ السّفُنِ )
____________________
(1/153)
1( غَرَائِبُ الرّيحِ تَحدوها ، وَيَجْنُبُها ** هادٍ من الماءِ ، منقادٌ بلا رسنِ )( جئناكَ نحملُ ألفاظاً مدبَّجةٍ ، ** كأنما وشيها من يمنةِ اليمنِ )( كأنها وهيَ تمشي البختريةَ في ** يَدَيْ أبي الفَضْلِ أوْ في نائلِ الحَسَنِ )4 ( نُهدي القَرِيضَ إلى رَبّ القَرِيضِ معاً ** كحاملِ العصبِ يهديهِ إلى عدنِ )5 ( مِنْ كُلّ زَهْرَاءَ ، كالنُّوّارِ ، مُشرِقَةٍ ، ** أبقى على الزمنِ الباقي من الزمنِ )6 ( شكر امرىء ٍ ظلّ مشغولاً بشكركَ عن ** فرطِ البكاءِ على الأطلالِ ، والدِّمنِ )7 ( قد قلتُ إذ بسطتْ كفاكَ من أملي : ** ما شاءَ من نائباتِ الدهرِ ، فليكنِ )8 ( رضيتُ منكَ بأخلاقٍ قد امتزجتْ ** بالمَكْرُمَاتِ امتِزَاجَ الرّوحِ بالبَدَنِ )9 ( وَزِدْتَني رَغْبَةً في عَقْدِ وِدّكَ ، إذْ ** شفعتَ ذاكَ الندى بالفهمِ ، والفطنِ )0 ( مَنْ يُصْبِهِ سَكَنٌ مِمّنْ يحبُّ ، وَمن ** يهوى ، فما لك غير الجودِ من سكنِ )
____________________
(1/154)
2( بدني إلى الجودِ كفاً منك قد أنستْ ** بالبَذْلِ والعُرْفِ أُنسَ العينِ بالوَسنِ )
____________________
(1/155)
البحر : خفيف تام ( أرقَ العينَ أنّ قرة ّ عيني ** دَخَلَتْ بَيْنَهُ اللّيالي ، وَبَيْني ) ( إنُ يقدرْ لنا الزمانُ التقاءً ، ** فهو حكمي على الزمانِ ، وديني ) ( ما لشيءٍ بشاشةٌ ، يعد شيءٍ ، ** كتلاقٍ مواشكٍ ، بعد بينِ )
____________________
(1/156)
البحر : منسرح ( قُلْ لأبي جَعْفَرٍ ، فَإنّ لَهُ ** يداً ينالُ البعيدُ نائلهَا ) ( تأبى يدُ الغيثِ أنْ تساجلهَا ، ** وَيَقْصُرُ الدّهْرُ أنْ يُطَاوِلَهَا ) ( بقيتَ في قاسطٍ ، فحينئذٍ ** تَبْقَى رُبَى المَجْدِ وَالعَلاءِ لَهَا ) 4 ( مَنَعْتَ بالمُرْهَفَاتِ جَارِمَهَا ، ** وَعُلْتَ بالمَكْرُمَاتِ عَائِلَهَا ) 5 ( تُعَدُّ أفْعَالُكَ الحَصِينَةُ ، إنْ ** قبيلةٌ عددتْ معاقلهَا ) 6 ( كَمْ لكَ فيها مِنْ نَائِلٍ وَيَدٍ ، ** سدتَ بهِ بكرَها ووائلهَا ) 7 ( أذيعُ جدواكَ أمْأكونُ كمنْ ** يكتمُ شؤبوبها ووابلهَا ) 8 ( هَا إنّهَا نِعْمَةٌ ، إذا ذُكِرَتْ ، ** كانَتْ عَطَاءً ، وَكُنْتَ باذِلَهَا ) 9 ( لَنْ يَتَوَلّى إتْمَامَ آخِرِهَا ، ** إلا كريمٌ أنشا أوائلهَا )0 ( كُنْتُ بِبَدْءِ الإحْسانِ عاجِلَهَا ، ** فكنْ بعودِ الإحسانِ آجلهَا )
____________________
(1/157)
البحر : متقارب تام ( هجاني النّغيلُ ، وما خلتني ** أخَافُ هِجَاءَ أبي حَرْمَلَهْ ) ( وَقَد كُنتُ أُطْنِبُ في وَصْفِهِ ، ** وَتَشْبيتِ نِسْبَتِهِ المُشْكِلَهْ ) ( أرجي تلونهُ بالصفا ، ** وَألْقَى قَطيعَتَهُ بالصّلهْ ) 4 ( أرَاهُ وَفِيّاً ، وَأنْى لَهُ ** وَفَاءٌ ، إذا كانَ لا أصْلَ لَهْ ) 5 ( فلا تحمدانْ من أخ آخرً ** إذا أنْتَ لَمْ تَخْتَبِرْ أوّلَهْ ) 6 ( فإنْ يكُ أخلف ظنّي بهِ ، ** وَحَالَ عَنِ العَهْدِ أوْ بَدّلَهْ ) 7 ( فَمَا كُنتُ أوّلَ مَنْ فَاتَهُ ، ** لدى صَاحبٍ ، بعضُ ما أمّلَهْ ) 8 ( ألمْ أختصصكَ بما قدْ علم ** تَ من الودِ ، والمقةِ المكملهْ ) 9 ( وأسألُ فيك أبا صالحٍ ، ** وما كان حقُّكَ أنْ أسأله )0 ( أخبِّر أنكَ مستوجبٌ ** للطفِ المحلةِ ، والمنزلهْ )
____________________
(1/158)
1( وكانَ جزائي ما قد علم ** تَ وَما لم يكنْ لكَ أن تَفعَلَهْ )( أرَاكَ رَجَعْتَ إلى جَدّكَ ال ** شّرِيفِ ، وَقِصّتِكَ المُعْضِلَهْ )( وَمَسرَاهُ في بَطنِ قَوْصَرَهْ ، ** مخرَّقةِ الخُوصِ ، مُستَعمَلَهْ )4 ( إذا اسوَدّ من خَلفِ تَشبيكِها ، ** تَوَهّمتَهُ الطَّنّ في الدّوْخَلَهْ )5 ( فلله هيئتهُ مصبحاُ ، ** وقدْ وجدوهُ على المزبلهْ )6 ( يعبي الذُّبابُ كراديسهُ ، ** فتَغْشَاهُ قُنْبُلَةٌ قُنبُلَهْ )7 ( هُنالِكَ لَوْ تَدْعيهِ قُشَيرٌ ** لما خيلتْ أنها مبطلهْ )
____________________
(1/159)
البحر : متقارب تام ( أبَا جَعفَرٍ ! ليسَ فضْلُ الفتى ** إذا رَاحَ في فَرْطِ إعْجَابِهِ ) ( وَلا في فَرَاهَةِ بِرْذَوْنِهِ ، ** وَلا في نَظَافَةِ أثْوَابِهِ ) ( ولكنهُ في الفعالِ الكريمِ ** وَالخَطَرِ الأشْرَفِ النّابِهِ ) 4 ( رَأيتُكَ تَهْوَى اقْتِنَاءَ المَديحِ ** وَتَجْهَلُ مِقْدارَ إيجَابِهِ ) 5 ( وَكَيفَ تُرَجّي وُصُولاً إلَيْهِ ** ولمْ تتوصلْ بأسبابهِ ) 6 ( وَإنْ أتَطَلّبْ بِهِ نَائلاً ، ** فَلَسْتُ مَلِيئاً بإطْلابِهِ ) 7 ( وَإنْ أتَصَدّقُ بِهِ حِسْبَةً ، ** فإنّ المساكينَ أولى بهِ )
____________________
(1/160)
البحر : خفيف تام ( قصةُ التلّ ، فاسمعوها عجابهْ ، ** إنّ في مثلها تطولُ الخطابهْ ) ( لإدعى التلَّ فرقتانِ تلاحوا : ** آلُ عَبدِ الأعلى ، وَآلُ ثَوَابَهْ ) ( حكمَ العادلُ الجنيديُّ فيهم ** بصَوَابٍ ، فَلا عَدِمْنَا صَوابَهْ ) 4 ( إحْفِرُوا التّلّ يا بَني عَبدِ الأعْ ** لى ، وَأثيرُوا صُخورَهُ وَتُرَابَهْ ) 5 ( إنْ وَجَدْتُمْ فيهِ شِبَاكَ أبيكُمْ ، ** كنتمُ دونَ غيركمْ أربابهْ ) 6 ( أو وجدتم محاجماً ، إن حفرتم ، ** زَالَ شَكُّ العِصَابَةِ المُرْتَابَهْ ) 7 ( فبدتْ جونةٌ من الخوصِ فيها ** آلَةُ الشّيخِ ، وَهوَ جِدُّ لَبَابَهْ )
____________________
(1/161)
البحر : - ( ألا لله درُّكِ ، يا جللتا ، ** وَما أُخرِجتَ مِنْ أهلِ الكِتابَهْ ) ( نُقِلْتَ عَنِ المَشارِطِ وَالمَواسِي ** إلى الأقلامِ ، حالَ بني ثوابهْ )
____________________
(1/162)
البحر : - ( إنّ الزمانَ سوْ ، ** وَجَميعَ هَذا الخَلْقِ بَوْ ) ( فإذا سَألْتَهُمُ نَدًى ، ** فجوابهمْ عنْ ذاكَ ووْ ) ( لو يمكلونَ الضوءَ بخ ** لاً لَمْ يَكُنْ للخَلقِ ضَوْ ) 4 ( ذهبَ الكرامُ بأسرهمْ ، ** وبقي لنا ليتَ ولوْ )
____________________
(1/163)
البحر : - ( لنا أبداً يثٌ نعانيهِ في أروى ، ** وحزوى ، وكم أدنتكَ من لوعةٍ حزوى ) ( وَمَا كانَ دَمعي قَبلَ أرْوَى بنُهْزَةٍ ** لأدْنَى خَليطٍ بانَ أوْ مَنزِلٍ أقوَى ) ( إذا ارْتَاحَ للإْحسانِ ، أيُّهمَا أضْوَى ** تَعَلَّقَها قَلْبٌ مَرِيضٌ ، بهَا يَدْوَى ) 4 ( وأكثرْتُ من شكوَى هَوَاها ، وإنّما ** أمارَةُ بَرْحِ الحبّ أنْ تَكثرَ الشّكْوَى )
____________________
(1/164)
البحر : خفيف تام ( باكرتنا بواكر الوسميِّ ، ** ثمّ رَاحَتْ ، وَأقْبَلَتْ بالوَليِّ ) ( وأرى الغيثَ ليس ينفكُّ يهمي ** في غَداةٍ مُخضَلّةٍ ، وعَشِيّ ) ( فَسَقَى الأرْضَ رَيَّهَا مِنْ نَداهُ ، ** فاسقني ، من سلافةِ الرّاحِ ، ريّي ) 4 ( أصْبَحَتْ بهجَةُ النّعيمِ ، وَأمستْ ** بينَ قصرِ الصَّبيحِ والجعفريّ ) 5 ( في البناءِ العجيبِ ، والمنزلِ الآ ** نسِ ، والمنظرِ الجميل ، والبهيّ ) 6 ( وَرِياضٍ تَصْبُو النّفوسُ إلَيها ، ** وتحيا بنورهنَ الجنيَ ) 7 ( دارُ مُلْكٍ مُختَارَةٌ لإمَامٍ ، ** أحْرَزَتْ كَفُّهُ تُرَاثَ النّبِيّ ) 8 ( وهبَ الله للرّعيّة منهُ ** سيرةَ الفاضلِ ، التّقيّ ، الذّكيّ ) 9 ( فَهْيَ مَحْبُوّةٌ بإحْسانِهِ الضّا ** في عليها ، وحكمةِ المرتضيّ )0 ( يا إمَامَ الهُدَى ، وَيا صَاحبَ الحقّ ، ** وَيا ابنَ الرّشيدِ ، وَالمَهْدِيّ )
____________________
(1/165)
1( ليَدُمْ دَهرُكَ المُحَبَّبُ في النّا ** سِ بعمرٍ باقٍ ، عيشٍ رضيّ )
____________________
(1/166)