عنوان القصيدة : كَفَى بِالّذِي تُولِينَهُ لَوْ تَجَنّبَا
للشاعر :الأعشى
كَفَى بِالّذِي تُولِينَهُ لَوْ تَجَنّبَا
شفاءً لسقمٍ، بعدما عاد أشيبا
على أنّها كانتْ تأوَّل ُحبَّها
تأوُّلَ ربعيّ السَّقابِ، فأصبحا
فَتَمّ عَلى مَعْشُوقَة ٍ، لا يَزِيدُهَا
إليهِ، بلاءُ الشّوقِ، إلا تحبنُّبا
وَإني امْرُؤٌ قَدْ باتَ هَمّي قَرِيبَتي،
تَأوّبَني عِنْدَ الفِرَاشِ تأوّبَا
سأوصي بصيراً إنْ دنوتُ من البلى
وَصَاة َ امْرِىء ٍ قاسَى الأمُورَ وَجَرّبَا
بأنْ لا تبغّ الودّ منْ متباعدٍ،
وَلا تَنْأ عَنْ ذِي بِغْضَة ٍ أنْ تَقَرّبَا
فَإنّ القَرِيبَ مَنْ يُقَرّبُ نَفْسَهُ،
لَعَمْرُ أبِيكَ الخَيرَ، لا مَنْ تَنَسّبَا
مَتى يَغتَرِبْ عَنْ قَوْمِهِ لا يجدْ لَهُ
عَلى مَنْ لَهُ رَهْطٌ حَوَالَيْهِ مُغضَبَا
ويحطمْ بظلمٍ لا يزالُ لهُ
مصارعَ مظلومٍ، مجرّاً ومسحبا
وتدفنُ منهُ الصّالحاتُ، وإنْ يسئْ
يكُنْ ما أساءَ النّارَ في رَأسِ كَبكَبَا
وليسَ مجبراً إنْ أتى الحيَّ خائفٌ،
وَلا قَائِلاً إلاّ هُوَ الُمتَعَيَّبَا
أرَى النّاسَ هَرّوني وَشُهّرَ مَدْخَلي،
وفي كلّ ممشى أرصدَ النّاسُ عقربا
فأبْلِغْ بَني سَعدِ بنِ قَيسٍ بِأنّني
عتبتُ فلما لمْ أجدْ، ليَ معتبا
صرمتُ ولمْ أصرمكمُ، وكصارمٍ
أخٌ قد طوى كشحاً وأبَّ ليذهبا
ومثلُ الّذي تولونني في بيوتمك
يُقنّي سِناناً، كالقُدامى ، وَثَعّلَبَا
ويبعدُ بيتُ المرءِ عن دارِ قومهِ
فَلَنْ يَعْلمُوا مُمْسَاهُ إلاّ تحَسُّبَا
إلى مَعشَرٍ لا يُعْرَفُ الوُدّ بَيْنَهُمْ؛
وَلا النّسَبُ المَعْرُوفُ إلاّ تَنَسُّبَا
أرَاني لَدُنْ أنْ غابَ قَوْمي كأنّمَا
يرانيَ فيهمْ طالبُ الحقّ أرنبا(1/1)
دعا قومهُ حولي فجاءوا لنصرهِ،
وناديتُ قوماً بالمسنّاة ِ غيَّبا
فأضوهُ أنْ أعطوهُ منّي ظلامة ً
وَما كُنتُ قُلاًّ قَبلَ ذَلِكَ أزْيَبَا
وَرُبّ بَقِيعٍ لَوْ هَتَفْتُ بجَوّهِ،
أتَاني كَرِيمٌ يَنفُضُ الرّأسَ مُغضَبَا
أرى رجلاً منكمْ أسيفاً كأنّما
سضمّ إلى كشيحهٍ كفّاً مخضَّبا
وَمَا عِنْدَهُ مَجْدٌ تَلِيدٌ، وَلا لَهُ
من الرّيحِ فضْلٌ لا الجَنوبُ وَلا الصَّبَا
وَإني، وَما كَلّفْتُموني وَرَبِّكُمْ
ليعلمَ منْ أمسى أعقَّ وأحربا
لكالثّوِ، والجنّيُّ يضربُ ظهرهُ،
وما ذنبهُ أنْ عافتِ الماءَ مشربا
وما ذنبهُ أنْ عافتِ الماءَ باقرٌ،
وما إنْ تعافُ الماء إلا ليضربا
فإنْ أنأ عنكمْ لاأصالحْ عدوّكم،
ولا أعطيهِ إلاّ جدالاً ومحربا
وإنْ أدنُ منكمْ لا أكنْ ذا تميمة ٍ
فَما ظَنُّكُمْ باللّيثِ يَحمي عَرِينَهُ،
سَيَنْبَحُ كَلْبي جَهْدَهُ من وَرَائكُمْ،
وأغنى عيالي عنكمُ أنْ أؤنَّبا
وَأدْفَعُ عَنْ أعرَاضِكُمْ وَأُعِيرُكُمْ
لساناً كمقراضِ الخفاجيّ ملحبا
هنالكَ لا تجزونني عند ذاكمُ،
ولكنْ سيجريني الإلهُ فيعقبا
ثنائي عليكمْ بالمغيبِ وإنّني،
أراني إذا صارَ الولاءُ تحزُّبا
أكونُ امرأً منكمْ على ما ينوبكمْ،
وَلَنْ يَرَني أعداؤكُمْ قَرْنَ أعضَبَا
أرَاني وَعَمْراً بَيْنَنَا دَقُّ مَنْشِمٍ،
فلمْ يبقَ إلا أنْ أجنّ ويكلبا
فأعزَبْتُ حِلمي أوْ هوَ اليَوْمَ أعزَبَا
ومن يطعِ الواشينَ لا يتركوا لهُ
صَديِقاً وَإنْ كَانَ الحَبِيبَ المُقَرَّبَا
وكنتُ إذا ما القرنُ رامَ ظلامتي،
غلفتُ فلمْ أغفرْ لخصمي فيدربا
كما التمسَ الرّوميُّ منشبَ قفلهِ
إذا اجتسهُ مفتاحهُ أخطأ الشَّبا
نَفى الأُسْدَ عَنْ أوْطانِهِ فَتُهُيّبَا
يُكِنّ حِداداً مُوجَداتٍ إذا مَشَى ،
ويخرجها يوماً إذا ما تخربا
لَهُ السّوْرَة ُ الأولى على القِرْنِ إذْ غدا،(1/2)
وَلا يَستَطيعُ القِرْنُ مِنْهُ تَغَيُّبَا
علونكمُ والشّيبُ لمْ يعلُ مفرقي،
وَهادَيتُمُوني الشِّعر كَهْلاً مُجَرَّبَا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(1/3)
عنوان القصيدة : رِيَاحاً لا تُهِنْهُ إنْ تَمَنّى
للشاعر :الأعشى
رِيَاحاً لا تُهِنْهُ إنْ تَمَنّى
مَعارِفَ مِنْ شِمالي في رِيَاحِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(2/1)
عنوان القصيدة : ما تعيفُ اليومَ في الطّيرِ الرَّوحْ،
للشاعر :الأعشى
ما تعيفُ اليومَ في الطّيرِ الرَّوحْ،
منْ غرابِ البينِ أوْ تيسٍ برحْ
جالساً في نفرٍ قدْ يئسوا
مِنْ مُحيلِ القِدّ من صَحبِ قُزَحْ
عندَ ذي ملكٍ، إذا قيلَ لهُ:
فَادِ بالمَالِ، تَرَاخَى وَمَزَحْ
فَلئِنْ رَبُّكَ مِنْ رَحْمَتِهِ
كَشَفَ الضّيقَة َ عَنّا، وَفَسَحْ
أو لئنْ كنّا كقومٍ هلكوا،
مَا لَحّيٍ يا لَقَوْمي مِنْ فَلَحْ
ليعودنْ لمعدٍّ عكرها،
دلجُ اللّيلِ وتأخاذُ المنحْ
إنّمَا نَحْنُ كَشَيْءٍ فَاسِدٍ،
فَإذا أصْلَحَهُ الله صَلَحْ
كَمْ رَأيْنَا مِنْ أُنَاسٍ هَلَكُوا
وَرَأيْنَا المَرْءَ عَمْراً بِطَلَحْ
آفقاً يجبى إليهِ خرجهُ،
كلَّ ما بينَ عمانٍ فملحْ
وَهِرَقْلاً، يَوْمَ سَاآتِيدَمَى ،
من بني بُرْجانَ في البأسِ رَجَحْ
وَرِثَ السّؤدَدَ عَنْ آبَائِهِ،
وغزا فيهمْ غلاماً ما نكحْ
صَبّحُوا فارِسَ في رَأدِ الضّحَى ،
بطحونٍ فخمة ٍ ذاتِ صبحْ
ثمّ ما كاؤوا، ولكنْ قدّموا
كَبْشَ غارَاتٍ، إذا لاقَى نَطَحْ
فَتَفَانَوْا بِضِرَابٍ صَائِبٍ،
مَلأ الأرْضَ نَجِيعاً، فَسَفَحْ
مثلَ ما لاقوا منَ الموتِ ضحى ً
هَرَبَ الهَارِبُ مِنهُمْ وَامتضَحْ
أمْ عَلى العِهْدِ، فَعِلْمي أنّهُ
خيرُ منْ روحَ مالاً وسرحْ
وإذا حملَ عبئناً بعضهمْ،
فاشتكى الأوصالَ منهُ وأنحْ
كانَ ذا الطّاقة ِ بالثقلِ، إذا
ضنّ مولى المرءِ عنهُ وصفحْ
وَهُوَ الدّافِعُ عَنْ ذِي كُرْبَة ٍ
أيْدِيَ القَوْمِ إذا الجَاني اجْتَرَحْ
تَشْتَرِي الحَمْدَ بِأغْلَى بَيْعِهِ،
واشتراءُ الحمدِ أدنى للرَّبحْ
تبتي المجدَ وتجتازُ النُّهى ،
وَتُرَى نَارُكَ مِنْ نَاءٍ طَرَحْ(3/1)
أوْ كما قالوا سقيمٌ، فلئنْ
نَفَضَ الأسْقَامَ عَنهُ وَاستَصَحّ
ليعيدنْ لمعدٍّ عكرها،
دلجَ اللّيل، وإكفاءَ المنحْ
فَثَدَاهُ رَيَمَانُ خُفِّهَا
هرَّ كلبُ النّاسِ فيها ونبحْ
ولهُ المقدمُ في الحربِ، إذا
سَاعَة ُ الشِّدْقِ عنِ النّابِ كَلَحْ
أيُّ نارِ الحربِ لا أوقدها
حَطَباً جَزْلاً، فَأوْرَى وَقَدَحْ
ولقدْ أجذمُ حبلي عامداً،
بعفرناة ٍ، إذا الآلُ مصحْ
تَقْطَعُ الخَرْقَ إذا ما هَجّرَتْ
بِهِبَابٍ وَإرَانٍ وَمَرَحْ
ونولّي الأرضَ خفاً مجمراً،
فإذا ما صادفَ المروَ رضحْ
ذا رنينٍ صحلَ الصّوتِ أبحّ
وشمولٍ تحسبُ العينُ، إذا
صفّقتْ، وردتها نورَ الذُّبحْ
مثلُ ذكي المسكِ ذاكٍ ريحها،
صبَّها السّاقي، إذا قيلَ توحّ
مِثلُ زِقَاقِ التَّجْرِ في بَاطِية ٍ
جَوْنَة ٍ، حَارِيّة ٍ داتِ رَوَحْ
ذاتِ غَوْرٍ مَا تُبَالي، يَوْمَهَا،
غَرَفَ الإبْرِيقِ مِنْهَا وَالقَدَحْ
وَإذا مَا الرّاحُ فِيهاَ أزْبَدَتْ،
أفلَ الإزبادُ فيها، وامتصحْ
وَإذا مَكّوكُهَا صَادَمَة
جَانِبَاهُ كرّ فِيهَا، فَسَبَحْ
فَتَرَامَتْ بِزُجَاجٍ مُعْمَلِ،
يخلفُ النّزحُ منها مانزحْ
وِإذا غَاضَتْ رَفَعْنَا زِقّنَا،
طُلُقَ الأوْداجِ فيها فَانْسَفَحْ
ونسيحُ سيلانَ صوبهِ،
وَهْوَ تَسْيَاحٌ مِنَ الرّاحِ مِسَحْ
تحسبُ الزّقّ لديها مسنداً،
حبشياً نامَ عمداً، فانبطحْ
وَلَقَدْ أغْدُو عَلى نَدْمَانِهَا،
وَغَدَا عِنْدِي عَلَيْهَا وَاصْطَبَحْ
ومغنٍّ كلّما قيلَ لهُ:
أسمعِ الشَّرْبَ، فَغنّى ، فصَدَح
وَثَنى الكَفَّ عَلى ذِي عَتَبٍ،
يصلُ الصّوتَ بذي زيرٍ أبحْ
في شَبَابٍ كمَصَابِيحِ الدّجَى ،
ظاهرُ النّعمَة ِ فِيهِمْ، وَالَفَرَحْ
رُجُحُ الأحلامِ في مَجْلِسِهِمْ،
كُلّمَا كَلْبٌ مِنَ النّاسِ نَبَحْ
لا يَشِحّونَ عَلى المَال، وَمَا(3/2)
عُوّدُوا في الحَيّ تَصْرَارَ اللِّقَحْ
فَتَرَى الشَّرْبَ نَشَاوَى كُلَّهُمْ،
مثلَ ما مدتْ نصاحاتُ الرُّبحْ
بَينَ مَغْلُوبٍ تَلِيلٍ خَدُّهُ،
وَخَذولِ الرِّجلِ من غَيرِ كَسَعْ
وَشَغَامِيمَ، جِسَامٍ، بُدَّنٍ،
نَاعِمَاتٍ مِنْ هَوَانٍ لمْ تُلَحْ
كاتماثيلِ عليها حللٌ،
ما يُوَارِينَ بُطونَ المُكتَشَحْ
قَدْ تَفَتّقْنَ مِنَ الغُسنِ، إذا
قَامَ ذُو الضُّرّ هُزَالاً وَرَزَحْ
ذاكَ دهرٌ لأناسٍ قدْ مضوا،
وَلهذا النّاسِ دَهْرٌ قد سَنَحْ
ولقدْ أمنحُ منْ عاديتهُ،
كُلَّ ما يَحسِمُ مِنْ داءِ الكَشَحْ
وَقَطَعتُ نَاظِرَيْهِ ظَاهِراً،
لا يكونُ مثلَ لطمٍ وكمحْ
ذا جبارٍ منضجاً ميسمهُ،
يُذْكِرُ الجارِمَ ما كانِ اجْتَرَحْ
وترى الأعداءَ حولي شزَّراً،
خاضعي الأعناقِ أمثالَ الوذحْ
قدْ بنى اللّومُ عليهمْ بيتهُ،
وَفَشَا فِيهِمْ مَعَ اللّؤمِ القَلَحْ
فَهُمُ سُودٌ، قِصَارٌ سَعْيُهُمْ،
كالخُصَى أشْعَلَ فِيهِنّ المَذَحْ
يَضرِبُ الأدْنَى إلَيهِمْ وَجْهَهُ،
لا يبالي أيَّ عينيهِ كفحْ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(3/3)
عنوان القصيدة : ألَمْ تَغتَمِضْ عَيناكَ لَيلَة َ أرْمَدَا،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
ألَمْ تَغتَمِضْ عَيناكَ لَيلَة َ أرْمَدَا،
وعادَ السّليمَ المسَّهدَ
وَمَا ذاكَ مِنْ عِشْقِ النّسَاءِ وَإنّمَا
تَناسَيتَ قَبلَ اليَوْمِ خُلّة َ مَهدَدَا
وَلكِنْ أرى الدّهرَ الذي هوَ خاتِرٌ،
إذا أصلحتْ كفايَ عادَ فأفسدا
شبابٌ وشيبٌ، وافتقارٌ وثورة ٌ،
فلله هذا الدّهرُ كيفَ ترددا
ومازلتُ أبغي المالَ مدْ أنا يافعٌ،
وليداً وكهلاً حينَ شبتُ وأمردا
وَأبْتَذِلُ لعِيسَ المَرَاقَيلَ تَغْتَلي،
مسافة َ ما بينَ النّجيرِ فصرخدا
فإنْ تسألي عني فيا ربّ سائلٍ
حفيٍ عنِ الأعشى به حيثُ أصعدا
ألا أيهذا السّائلي: أينَ يممتْ،
فإنّ لها في أهلِ يثربَ موعدا
فأمّا إذا ما أدلجتْ، فترى لها
رقيبينِ جدياً لا يغيبُ وفرقدا
وفيها إذا ما هجرتْ عجرفيّة ٌ،
إذا خِلْتَ حِرْبَاءَ الظّهِيرَة ِ أصْيَدَا
أجدّتْ برجليها نجاءً وراجعتْ
يَدَاهَا خِنَافاً لَيّناً غَيرَ أحْرَدَا
فَآلَيْتُ لا أرْثي لهَا مِنْ كَلالَة ٍ،
ولا منْ حفى ً حتى تزورَ محمّدا
مَتى مَا تُنَافي عندَ بابِ ابنِ هاشِمٍ
تريحي ويليقي منْ فواصلهِ يدا
نبيٌ يرى ما لاترونَ، وذكرهُ
أغَارَ، لَعَمْرِي، في البِلادِ وَأنجَدَا
لهُ صدقاتٌ ما تغبّ، ونائلٌ،
وليسَ عطاءُ اليومِ مانعهُ غدا
أجِدِّكَ لمْ تَسْمَعْ وَصَاة َ مُحَمّدٍ،
نَبيِّ الإلَهِ، حِينَ أوْصَى وَأشْهَدَا
إذا أنْتَ لمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التّقَى ،
وَلاقَيْتَ بَعْدَ المَوْتِ مَن قد تزَوّدَا
نَدِمْتَ على أنْ لا تَكُونَ كمِثْلِهِ،
وأنكَ لمْ ترصدْ لما كانَ أرصدا
فَإيّاكَ وَالمَيْتَاتِ، لا تَأكُلَنّهَا،(4/1)
وَلا تأخُذَنْ سَهْماً حَديداً لتَفْصِدَا
وَذا النُّصُب المَنْصُوبَ لا تَنسُكَنّهُ،
وَلا تَعْبُدِ الأوْثَانَ، وَالله فَاعْبُدَا
وصلّ حينِ العشيّاتِ والضّحى ،
ولا تحمدِ الشّيطانَ، واللهَ فاحمدا
وَلا السّائِلِ المَحْرُومَ لا تَتْرُكَنّهُ
لعاقبة ٍ، ولا الأسيرَ المقيَّدا
وَلا تَسْخَرَنْ من بائِسٍ ذي ضَرَارَة ٍ،
ولا تحسبنّ المرءَ يوماً مخلَّدا
وَلا تَقْرَبَنّ جَارَة ً، إنّ سِرّهَا
عَلَيكَ حَرَامٌ، فانكِحَنْ أوْ تأبَّدَا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(4/2)
عنوان القصيدة : أجِدَّكَ وَدّعْتَ الصِّبَى وَالوَلائِدَا،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
أجِدَّكَ وَدّعْتَ الصِّبَى وَالوَلائِدَا،
وأصبحتَ بعدَ الجورِ فيهنّ قاصدا
وما خلت ُأنْ أبتاعَ جهلاً بحكمة ٍ،
وما خلتُ مهراساً بلادي وماردا
يلومُ السّفيُّ ذا البطالة ِ، بعدما
يرى كلَّ مايأتي البطالة َ راشدا
أتيتُ حريثاً زائراً عنْ جنابة ٍ،
وكانَ حريثٌ عن عطائي جامدا
لَعَمْرُكَ ما أشبَهْتَ وَعلة َ في النّدى ،
شمائلهُ، ولا أباهُ المجالدا
إذا زَارَهُ يَوْماً صَديِقٌ كَأنّمَا
يرى أسداً في بيتهِ وأساودا
وَإنّ امْرَأً قَدْ زُرْتُهُ قَبْلَ هَذِهِ
بِجَوّ، لَخَيْرٌ مِنُكَ نَفْساً وَوَالدَا
تضيفتهُ يوماً، فقرّبَ مقعد ي،
وأصفد ني على الزّمانة ِ قائدا
وأمتعني على العشا بوليدة ٍ،
فأبتُ بخيرٍ منك ياهوذُ حامدا
وَمَا كانَ فيها مِنْ ثَنَاءٍ وَمِدْحَة ٍ،
فَأعْني بِهَا أبَا قُدَامَة َ عَامِدَا
فتى ً لو ينادي الشّمسَ ألقتْ قناعها
أوِ القَمَرَ السّارِي لألقَى المَقَالِدَا
وَيُصْبحُ كالسّيْفِ الصّقيلِ، إذا غَدَا
عَلى ظَهْرِ أنْماطٍ لَهُ وَوَسَائِدَا
يرى البخلَ مرًّا، والعطاءَ كأَّنما
يَلَذّ بِهِ عَذْباً مِنَ المَاءِ بَارِدَا
وما مخدرٌ وردٌ عليهِ مهابة ٌ،
أبو أشْبُلٍ أمْسَى بِخَفّانَ حَارِدَا
وَأحْلَمُ مِنْ قَيْسٍ وَأجْرَأُ مُقْدَماً
لَدى الرّوْعِ من لَيثٍ إذا رَاحَ حارِدَا
يرى كلَّ ما دونَ الثّلاثينَ رخصة ً،
ويعدو إذا كانَ الّثمانونَ واحدا
ولما رأتُ الرّحل قدْ طالَ وضعهُ
وأصبحَ منْ طولِ الثِّواية ِ هامدا
كسوتُ قتودَ الرّحلِ عنساً تخالها
مهاة ً بدَ كداكِ الصُّفيّين فاقدا(5/1)
أتَارَتْ بعَيْنَيْهَا القَطِيعَ، وَشمّرَتْ
لتقطعَ عني سبسباً متباعدا
تَبُزّ يَعَافِيرَ الصّرِيمِ كِنَاسَهَا
وَتَبْعَثُ بالفَلا قَطَاهَا الهَوَاجِدَا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(5/2)
عنوان القصيدة : أترحلُ منْ ليلى ، ولمّا تزوّدِ،
للشاعر :الأعشى
ا
أترحلُ منْ ليلى ، ولمّا تزوّدِ،
وكنتَ كَمنْ قَضّى اللُّبَانَة َ مِنْ دَدِ
أرى سفهاً بالمرءِ تعليقَ لبّهِ
بغانية ٍ خودٍ، متى تدنُ تبعدِ
أتَنْسَينَ أيّاماً لَنَا بِدُحَيْضَة ٍ،
وَأيّامَنَا بَينَ البَدِيّ، فَثَهْمَدِ
وَبَيْدَاءَ تِيهٍ يَلْعَبُ الآلُ فَوْقَهَا،
إذا ما جرى ، كالرّازفيّ المعضَّدِ
قطعتُ بصهباءِ السّراة ِ، شملّة ٍ،
مروحِ السُّرى والغبّ من كلّ مسأدِ
بناها السّواديُّ الرّضيعُ معَ الخلى ،
وَسَقْيي وَإطْعامي الشّعِيرَ بمَحْفَدِ
لدى ابنِ يزيدٍ أو لدى ابن معرِّفٍ
يفتّ لها طوراً وطوراً بمقلدِ
فأصبحتْ كبنيانِ التّهاميّ شادهُ
بطينٍ وجبّارٍ، وكلسٍ وقرمدِ
فَلَمّا غَدَا يَوْمُ الرّقَادِ، وَعِنْدَهُ
عتادٌ لذي همٍّ لمنْ كانَ يغتدي
شددتُ عليها كورها فتشدّدتْ
تَجُورُ عَلى ظهْرِ الطّرِيقِ وَتَهْتَدي
ثلاثاً وشهراً ثمّ صارتْ رذية ً،
طليحَ سفارٍ كالسّلاحِ المفرَّدِ
إلَيكَ، أبَيْتَ اللّعْنَ، كانَ كَلالُها،
إلى المَاجِدِ الفَرْعِ الجَوَادِ المُحَمّد
إلى مَلِكٍ لا يَقْطَعُ اللّيْلُ هَمَّهُ،
خَرُوجٍ تَرُوكٍ، للفِرَاشِ المُمَهَّدِ
طَوِيلِ نِجَادِ السّيْفِ يَبعَثُ هَمُّهُ
نِيَامَ القَطَا باللّيْلِ في كلّ مَهْجَدِ
فَما وَجَدَتْكَ الحَرْبُ، إذْ فُرّ نابُهَا،
عَلى الأمْرِ نَعّاساً عَلى كُلّ مَرْقَدِ
ولكنْ يشبّ الحربَ أدنى صلاتها
إذا حركوهُ حشَّها غيرَ مبردِ
لعمرُ الذي حجتْ قريشٌ قطينهُ،
لقد كدتهمْ كيدَ امرئٍ غيرِ مسندِ
أُولى وَأُولى كُلٌّ، فَلَسْتَ بِظَالِمٍ،
وطئتهمُ وطءَ البعيرِ المقيَّدِ(6/1)
بمَلمومة ٍ لا يَنفُضُ الطّرْفُ عَرضَها،
وَخَيْلٍ وَأرْمَاحٍ وَجُنْدٍ مُؤيَّدِ
كأنَّ نعامَ الدّوّباضَ عليهمُ،
إذا رِيعَ شَتّى للصّرِيخِ المُنَدِّدِ
فما مخدرٌ وردٌ كأنّ جبينهُ
يطلّى بورسٍ أو يطانُ بمجسدِ
كستهُ بعوضُ القريتينِ قطيفة ً،
مَتى مَا تَنَلْ مِنْ جِلْدِهِ يَتَزَنّدِ
كأنّ ثيابَ القومِ حولَ عرينهِ،
تَبابِينُ أنْباطٍ لَدى جَنبِ مُحصَدِ
رأى ضوءَ بعدما طافَ طوفهً
يُضِيءُ سَناها بَينَ أثْلٍ وَغَرْقَدِ
فَيَا فَرَحَا بالنّارِ إذْ يَهْتَدِي بِهَا
إلَيْهِمْ، وَأضْرَامِ السّعِيرِ المُوَقَّدِ
فلما رأوهُ دونَ دنيا ركابهمْ،
وطاروا سراعاً بالسلاحِ المعتَّدِ
أتِيحَ لَهُمْ حُبُّ الحَيَاة ِ فأدْبَرُوا،
وَمَرْجاة ُ نَفْسِ المَرْءِ ما في غَدٍ غدِ
فلمْ يسبقوهُ أنْ يلاقي رهينة ً،
قليلَ المساكِ عندهُ غيرَ مفتدي
فأسمعَ أولى الدّعوتينِ صحابهُ،
وَكَانَ الّتي لا يَسْمَعونَ لهَا قَدِ
بأصْدَقَ بأساً منكَ يَوْماً، وَنَجْدَة ً،
إذات خامتِ الأبطالُ في كلّ مشهدِ
وَمَا فَلَجٌ يَسْقي جَداوِلَ صَعْنَبَى ،
لَهُ شَرَعٌ سَهْلٌ عَلى كُلّ مَوْرِدِ
ويروي النّبطُ الرّزقُ من حجراتهِ
دِيَاراً تُرَوّى بِالأتّي المُعَمَّدِ
بِأجْوَدَ مِنْهُ نَائِلاً، إنّ بَعْضَهُمْ
كفى ما لهُ باسمِ العطاءِ الموعَّدِ
ترى الأدمَ كالجبارِ والجردَ كالقنا
موهَّبة ً منْ طارفٍ ومتلَّدِ
فلا تحسبني كافراً لكَ نعمة ً،
عَليّ شَهِيدٌ شَاهِدُ الله، فاشهَدِ
ولكنّ من لا يبصرُ الأرضَ طرفهُ،
متى ما يشعهُ الصّحبُ لا يتوحدِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(6/2)
عنوان القصيدة : أجبيرُ هلْ لأسيركمْ منْ فادي
للشاعر :الأعشى
أجبيرُ هلْ لأسيركمْ منْ فادي
أمْ هَلْ لطَالِبِ شِقّة ٍ مِنْ زَادِ
أمْ هلْ تنهنهُ عبرة ٌ عنْ جاركمْ
جَادَ الشّؤون بهَا تَبُلّ نِجَادِي
منْ نظرتْ ضحى ً، فرأيتها،
ولمنْ يحينُ على المنيّة ِ، هادي
بينَ الرّواقِ وجانبٍ منْ سيرها
مِنْهَا وَبَينَ أرَائِكِ الأنْضَادِ
تَجْلُو بِقَادِمَتَى ْ حَمَامَة ِ أيْكَة ٍ
برداً، أسفّ لثاتهُ بسوادِ
عزباءُ إذْ سئلَ الخلاسُ كأنما
شربتْ عليهِ بعدَ كلّ رقادِ
صَهْبَاءَ صَافِيَة ً، إذا ما استُودِفَتْ
شُجّتْ غَوَارِبُهَا بِمَاءِ غَوَادِي
إنْ كُنتِ لا تَشْفِينَ غُلّة َ عَاشِقٍ،
صبٍّ يحبكِ، يا جبيرة ُ، صادي
فَانْهَيْ خَيالَكِ أنْ يَزُورَ، فإنّهُ
في كلّ مَنْزِلَة ٍ يَعُودُ وِسَادِي
تمسي فيصرفُ بابها منْ دونها
غلقاً صريفَ محالة ِ الأمسادِ
أحدث لَها تُحدثْ لوصلكَ إنَّهَا
كُنُدٌ لِوَصْلِ الزّائِرِ المُعْتَادِ
وَأخُو النّساءِ مَتى يَشأ يَصرِمْنَهُ،
ويكنّ أعداءً بعيدَ ودادِ
ولقدْ أنالُ الوصلَ في متمنِّعٍ،
صعبً، بناهُ الأولونَ، مصادِ
أنّى تذكَّرُ ودها وصفاءها،
سَفَهاً، وَأنْتَ بِصُوّة ِ الأثْمَادِ
فشباكِ باعجة ٍ، فجنبي جائرٍ،
وتحلّ شاطنة ً بدارِ إيادِ
منعتْ قياسُ الماسخيّة ِ رأسهُ
بِسِهَامِ يَتْرِبَ أوْ سِهَام بَلادِ
وَلَقَدْ أُرَجِّلُ جُمّتى بِعَشِيّة ٍ
للشَّربِ قبلَ سنابكِ المرتادِ
والبيضِ قد عنستْ وطالَ جراؤها،
ونشأنَ في قنٍّ وفي أذوادِ
ولقدْ أخالسهنّ ما يمنعنني
عصراً، بملنَ عليّ بالأجيادِ
ولقدْ غدوتُ لعازبٍ مستحلسِ الـ
ـقربانِ، مقتاداً عنانَ جوادِ(7/1)
فَالدّهْرُ غَيّرَ ذاكَ يا ابنَة َ مَالِكٍ،
وَالدّهْرُ يُعْقِبُ صَالحاً بِفَسَادِ
إنّي امرؤٌ منْ عصبة ٍ قيسية ٍ،
شُمِّ الأُنُوفِ، غَرَانِقٍ أحْشَادِ
الوَاطِئِينَ عَلى صُدُورِ نِعَالِهِمْ،
يَمْشُونَ في الدَّفَنيّ وَالأبْرَادِ
وَالشّارِبِينَ، إذا الذّوَارِعُ غُولِيَتْ،
صفوَ الفضالِ بطارفٍ وتلادِ
وَالضّامِنِينَ بقَوْمِهِمْ يَوْمَ الوَغَى ،
للحمدِ يومَ تنازلٍ وطرادِ
كمْ فيهمُ منْ فارسٍ يومَ الوغى
ثَقْفِ اليَدَيْنِ يَهِلّ بِالإقْصَادِ
وإذا اللّقاحُ تروحتْ بأصيلة ٍ،
رَتَكَ النّعَامِ عَشِيّة َ الصُّرّادِ
جَرْياً يَلُوذُ رِبَاعُهَا مِنْ ضُرّهَا،
بالخيمِ بينَ طوارفٍ وهوادي
حَجَرُوا عَلى أضْيَافِهِمْ وَشَوَوْا لهمْ
مِنْ شَطّ مُنْقِيَة ٍ وَمِنْ أكْبَادِ
وَإذا القِيَانُ حَسِبْتَهَا حَبَشِيّة ً،
غُبْراً وَقَلّ حَلائِبُ الأرْفَادِ
ويقولُ منْ يبقيهمُ بنصيحة ٍ،
هَلْ غَيرُ فِعْلِ قَبِيلَة ٍ مِنْ عَادِ
وَإذا العَشِيرَة ُ أعْرَضَتْ سُلاّفُهَا،
جَنِفِينَ مِنْ ثَغْرٍ بِغَيْرِ سِدَادِ
فلقدْ نحلّ بهِ، ونرعى رعيهُ،
ولقدْ نليهِ بقوة ٍ وعتادِ
نبقي الغبابَ بجانبيهِ وجاملاً،
عكراً مراتعهُ بغيرِ جهادِ
لمْ يزورهِ طردٌ فيذعرَ درؤهُ،
فيلجَّ في وهلٍ وفي تشرادِ
وَإذا يُثَوِّبُ صَارِخٌ مُتَلَهّفٌ،
وعلا غبارٌ ساطعٌ بعمادِ
ركبتْ إليكَ نزائعٌ ملبونة ٌ،
قُبُّ البُطُونِ يَجُلْنَ في الألْبَادِ
مِنْ كُلّ سَابِحَة ٍ وَأجْرَدَ سَابِحٍ
تردي بأسدِ خفية ٍ، وصعادِ
إذْ لا يرى قيسٌ يكونُ كقيسنا
حسباً، ولا كبنيهِ في الأولادِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(7/2)
عنوان القصيدة : أثوى ، قصّرَ ليلة ً ليزوَّدا،
للشاعر :الأعشى
أثوى ، قصّرَ ليلة ً ليزوَّدا،
ومضى وأخلفَ من قتيله موعدا
ومضى لحاجنهِ، وأصبحَ حبلها
خَلَفاً، وَكانَ يَظُنّ أنْ لن يُنكَدَا
وأرى الغواني شبتُ هجرنني
أنْ لا أكونَ لهنَ مثلي أمردا
إنّ الغواني لا يواصلنَ امرأً
فقدَ الشّبابَ وقدْ يصلنَ الأمردا
بلْ ليتَ شعري هلْ أعودنَّ ناشئاً
مثلي زمينَ أحلّ برقة َ أنقدا
إذْ لِمّتي سَوْداءُ أتْبَعُ ظِلّهَا،
ددناً، قعودَ غواية ٍ أجري ددا
يلوينني ديني النّهارَ، وأجتزي
دَيْني إذا وَقَذَ النّعَاسُ الرُّقَّدَا
هلْ تذكرينَ العهدَ يا ابنة َ مالكٍ
أيّامَ نَرْتَبِعُ السّتَارَ، فثَهْمَدَا
أيّامَ أمْنَحُكِ المَوَدّة َ كُلّهَا،
مِني وَأرْعَى بِالمَغِيبِ المَأحَدَا
قالَتْ قُتَيْلَة ُ ما لجِسْمِكَ سَايئاً،
وأرى ثيابكَ بالياتٍ همَّدا
أذْلَلْتَ نَفْسَكَ بَعْدَ تَكْرِمَة ٍ لها
فإذا تُرَاعُ، فإنّهَا لَنْ تُطْرَدَا
أمْ غابَ رَبُّكَ فاعتَرَتْكَ خَصَاصَة ٌ
فلعلّ ربّكَ أنْ يعودَ مؤيَّدا
رَبّي كَرِيمٌ لا يُكَدِّرُ نِعْمَة ً،
وَإذا يُنَاشَدُ بِالمَهَارِقِ أنْشَدَا
وشملة ٍ حرفٍ كأنّ قتودها
جَلّلْتُهُ جَوْنَ السّرَاة ِ خَفَيْدَدَا
وَكَأنّهَا ذُو جُدّة ٍ، غِبَّ السُّرَى ،
أوْ قَارِحٌ يَتْلُو نَحائِصَ جُدَّدَا
أوْ صلعة ٌ بالقارلتينِ تروّحتْ
ربداءَ، تتبعُ الظّليمَ الأربدا
يتجاريانِ، ويحسبانِ إضاعة ً
مُكثَ العِشاءِ، وَإنْ يُغيما يَفقِدَا
طوراً تكونُ أمامهُ فتفوتهُ،
ويفوتها طوراً إذا ما خودا
وعذافرٍ سدسٍ تخالُ محالهُ
بُرْجاً، تُشَيّدُهُ النّبِيطُ القَرْمَدَا
وَإذا يَلُوثُ لُغَامَهُ بِسَدِيسِهِ،(8/1)
ثَنّى ، فَهَبّ هِبَابَهُ وَتَزَيّدَا
وَكَأنّهُ هِقْلٌ يُبَارِي هِقْلَهُ،
رمداءَ في خيطٍ نقانقَ أرمدا
أمسَى بذِي العَجْلانِ يَقْوُر رَوْضَة ً
خضراءَ أنضرَ نبتها فترأَّدا
أذهبتهُ بمهامهٍ مجهولة ٍ،
لا يهتدي برتٌ بها أنْ يقصدا
منْ مبلغٌ كسرى ، إذا ما جاءهُ،
عَنّي مَآلِكَ مُخْمِشَاتٍ شُرَّدَا
آلَيْتُ لا نُعْطِيهِ مِنْ أبْنَائِنَا
رُهُناً فيُفسِدَهمْ كَمنْ قد أفْسَدَا
حتى يفيدكَ منْ بنيهِ رهينة ً
نعشٌ، وَيَرْهَنَكَ السّماكُ الفَرْقَدَا
إلاّ كخارجة َ المكلِّفِ نفسهُ،
وابنيْ قبيصة َ أنْ أغيبَ ويشهدا
أنْ يَأتِيَاكَ برُهنِهِمْ، فهُمَا إذَنْ
جهدا وحقّ لخائفٍ أنْ يجهدا
كلاّ يمينَ اللهِ حتى تنزلوا
منْ رأسِ شاهقة ٍ إلينا لأسوادا
لنقاتلنّكمُ على ما خيلتْ،
ولنجعلنّ لمنْ بغى وتمردا
مَا بَينَ عَانَة َ وَالفُرَاتِ، كَأنّمَا
حَشّ الغُوَاة ُ بِهَا حَرِيقاً مُوقَدَا
خُرِبَتْ بُيُوتُ نَبِيطَة ٍ، فَكَأنّمَا
لمْ تِلْقَ بَعْدَكَ عَامِراً مُتَعَهِّدَا
لَسْنَا كَمنْ جَعَلَتْ إيَادٌ دارَهَا
تَكْرِيتَ تَمْنَعُ حَبّهَا أنْ يُحصَدَا
قَوْماً يُعَالِجُ قُمّلاً أبْنَاؤهُمْ،
وسلاسلاً أجداً وباباً مؤصدا
جعلَ الإلهُ طعامنا في مالنا
رزقاً تراعُ، فإنها لنْ تطردا
ضمنتْ لنا أعجازهنّ قدورنا،
وَضُرُوعُهُنّ لَنَا الصّرِيحَ الأجْرَدَا
فاقْعُدْ، عَلَيْكَ التّاجُ مُعْتَصِباً بهِ،
لا تطلبنَ سوامنا، فتعبدا
فَلَعَمْرُ جَدّكَ لَوْ رَأيْتَ مَقَامَنَا
لَرَأيْتَ مِنّا مَنْظَراً وَمُؤيَّدَا
في عارضٍ منْ وائلٍ، إنْ تلقهُ
يَوْمَ الهِيَاجِ، يكنْ مسيرُكَ أنكَدَا
وترى الجيادَ الجردَ حولَ بيوتنا
موقوفة ً، وترى الوشيجَ مسنَّدا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(8/2)
عنوان القصيدة : أجِدَّكَ لمْ تَغتَمِضْ لَيْلَة ً،
للشاعر :الأعشى
أجِدَّكَ لمْ تَغتَمِضْ لَيْلَة ً،
فترقدها مع رقادها
تذكّضرُ تيّا وأنّى بها،
وَقَد أخلَفَتْ بَعضَ مِيعادِهَا
فَميطي تَمِيطي بصُلْبِ الفُؤادِ،
وَصُولِ حِبَالٍ وَكَنّادِهَا
وَمِثْلِكِ مُعْجَبَة ٍ بالشّبَا
بِ صَاكَ العَبِيرُ بِأجْسَادِهَا
تسديتها عادني ظلمة ٌ،
وَغَفْلَة ُ عَيْنٍ وَإيقَادِهَا
فبتُّ الخليفة َ منْ زوجها،
وسيدَ نعمٍ ومستادها
ومستدبرٍ بالّذي عندهُ،
على العاذلاتِ وإرشادها
وَأبْيَضَ مُخْتَلِطٍ بِالكِرَا
مِ لا يتغطّى لإنفادها
أتَاني يُؤامِرُني في الشَّمْو
لِ ليلاً، فقلتُ لهُ غادها
أرحنا نباكرُ جدّ الصَّبو
حِ، قَبْلَ النّفُوسِ وَحَسّادِهَا
فقمنا، ولما يصحْ ديكنا،
إلى جَوْنَة ٍ عِنْدَ حَدّادِهَا
أزيرقُ آمنُ إكسادها
فَقُلْنَا لَهُ: هَذِهِ هَاتِهَا،
بأدماءَ في حبلِ مقتادها
فَقَالَ: تَزِيدُونَني تِسْعَة ً،
وليستْ بعدلٍ لأندادها
فَقُلْتُ لمِنْصَفِنَا: أعْطِهِ،
فلما رأى حضرَ شهّادها
أضَاءَ مِظَلّتَهُ بِالسّرَا
جِ، وَاللّيْلُ غَامِرُ جُدّادِهَا
دراهمنا كلها جيدٌ،
فلا تحسبنّا بتنقادها
كُمَيْتاً تكَشّفُ عَنْ حُمْرَة ٍ،
إذا صرحتْ بعدَ إزبادها
كَحَوْصَلَة ِ الرّألِ في دَنّهَا،
إذا صوبتْ بعدَ إقعادها
فجالَ علينا بإبريقهِ،
مُخَضَّبُ كَفٍّ بفِرْصَادِهَا
فَبَاتَتْ رِكَابٌ بِأكْوَارِهَا،
لَدَيْنَا، وَخَيْلٌ بِألْبِادِهَا
لقومٍ، فكانوا همُ المنفدين
شرابهمُ قبلَ إنفادها
فَرُحْنَا تُنَعّمُنَا نَشْوَة ٌ
تَجُوزُ بِنَا بَعْدَ إقْصَادِهَا
وَبَيْدَاءَ تَحْسِبُ آرَامَهَا
رجالَ إيادٍ بأجلادها(9/1)
يَقُولُ الدّلِيلُ بِهَا للصّحَا
بِ: لا تخطئوا بعضَ أرصادها
قطعتُ، إذا خبّ ريعانها،
بعرفاءَ تنهضُ في آدها
سَدِيسٍ مُقَذَّفَة ٍ بِاللّكِيـ
ـكِ، ذاتِ نماءٍ بأجلادها
تراها إذا أدلجتْ ليلة ً،
هبوبَ السُّرى بعدَ إسادها
كعيناءَ ظلّ لها جؤذرٌ
بقنّة ِ جوٍّ، فأجمادها
فَبَاتَتْ بِشَجْوٍ تَضُمّ الحَشَا
على حزنِ نفسٍ، وإيجادها
ضراءٌ تسامى بإيسادها
فجالتْ وجالَ لها أربعٌ
جهدنَ لها معَ إجهادها
فَمَا بَرَزَتْ لِفَضَاءِ الجَهَادِ
فَتَتْرُكَهُ بَعْدَ إشْرادِهَا
ولكنْ إذا أرهقتها السّرا
عُ كرّتْ عليهِ بميصادها
فَوَرّعَ عَنْ جِلْدِهَا رَوْقُهَا،
يَشكّ ضُلُوعاً بِأعْضَادِهَا
فتلكَ أشبّهها إذْ غدتْ
تَشُقّ البِرَاقَ بِإصْعَادِهَا
تَؤمّ سَلامَة َ ذا فَائِشٍ،
هُوَ اليَوْمَ حَمٌّ لمِيعَادِهَا
وكمْ دونَ بيتكَ من صفصفٍ،
ودكداكِ رملٍ وأعقادها
ويهماءَ باللّيلِ غطشى الفلا
ة ِ، يُؤنِسُني صَوْتُ فَيّادِهَا
وَوَضْعِ سِقَاءٍ وَإحْقَابِهِ،
وحلِّ حلوسٍ وإغمادها
فَإنْ حِمْيَرٌ أصْلَحَتْ أمْرَهَا،
وملتْ تساقيَ أولادها
وُجِدْتَ إذا اصْطَلَحوا خَيْرِهُم،
وزندكَ أثقبُ أزنادها
وإنْ حربهمْ أوقدتْ بينهمْ
فَحَرّتْ لَهُمْ بَعْدِ إبْرَادِهَا
وجدتَ صبوراً على رزئها،
وحرّ الحروبِ وتردادها
وقالتْ معاشرُ: منْ ذا لنا
بحربٍ عوانٍ لمرتادها
ومنكوحة ٍ غيرِ ممهورة ٍ،
وَأُخْرَى يُقالُ لَهُ: فَادِهَا
ومنزوعة ٍ منْ فناءِ امرئٍ،
لِمَبْرَكِ آخَرَ مُزْدَادِهَا
تَدُرّ عَلى غَيْرِ أسْمَائِهَا
مُطَرَّفَة ً بَعْدَ إتْلادِهَا
هضومُ الشّتاءِ، إذا المرضعا
تُ جالتْ جبائرُ أعضادها
وَقَوْمُكَ، إنْ يَضْمَنُوا جَارَة ً،
يَكُونُوا بِمَوْضِعِ أنْضَادِهَا
فَلَنْ يَطْلُبُوا سِرّهَا لِلْغِنَى ،
وَلَنْ يُسْلِمُوهَا لإزْهَادِهَا(9/2)
أناسٌ، إذا شهدوا غارة ً
يَكُونُونَ ضِدّاً لأنْدَادِهَا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(9/3)
عنوان القصيدة : بَنْو الشّهْرِ الحَرَامِ فَلَسْتَ مِنْهُمْ،
للشاعر :الأعشى
بَنْو الشّهْرِ الحَرَامِ فَلَسْتَ مِنْهُمْ،
ولستَ منَ الكرامِ بني العبيدِ
ولا منْ رهطِ جبّارِ بنِ قرطٍ،
ولا منْ رهطِ حارثة َ بنِ زيدِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(10/1)
عنوان القصيدة : ألا يا قتلُ قدْ خلق الجديدُ،
للشاعر :الأعشى
ألا يا قتلُ قدْ خلق الجديدُ،
وحبُّكِ ما يمحّ وما يبيدُ
وَقَدْ صَادَتْ فُؤادَكَ إذْ رَمَتْهُ،
فلوْ أنّ امرأً دنفاً يصيدُ
ولكنْ لا يصيدُ إذا رماها،
ولا تصطادُ غانية ٌ كنودُ
عَلاقَة َ عَاشِقٍ، وَمِطَالَ شَوْقٍ،
وَلَمْ يَعْلَقْكُمُ رَجُلٌ سَعِيدُ
ألا تفنى حياءكَ، أوْ تناهى
بُكاءَكَ مِثْلَ ما يَبْكي الوَلِيدُ
أريتُ القومَ ناركِ لمْ أغمّضْ
بواقصة ٍ ومشربنا زرودُ
فلمْ أرَ مثلَ موقدها، ولكنْ
لأيّة ِ نَظْرَة ٍ زَهَرَ الوَقُودُ
أضاءتْ أحورَ العينينِ طفلاً،
يكدَّسُ في ترائبهِ الفريدُ
ووجهاً كالفتاقِ، ومسبكرّاً
على مثلِ اللّجينِ، وهنّ سودُ
وتبسمُ عنْ مهاً شبمٍ غريٍّ،
إذا يُعْطَى المُقَبِّلَ يَسْتَزِيدُ
كأنّ نجومه ربطتْ بصخرٍ،
وأمراسٍ تدورُ وتستريدُ
إذا ما قلتُ حانَ لها أفولٌ،
تَصَعّدَتِ الثّرَيّا وَالسّعُودُ
فَلأياً مَا أفَلْنَ مُخَوِّيَاتٍ،
خمودَ النّارِ، وارفضّ العمودُ
أصَاحِ تَرَى ظَعَائِنَ بَاكِرَاتٍ،
عَلَيْهَا العَبْقَرِيّة ُ وَالنُّجُودُ
كَأنّ ظِبَاءَ وَجْرَة َ مُشْرِفَاتٍ
عَلَيْهِنَ المَجَاسِدُ وَالبُرُودُ
عَلى تِلْكَ الحُدُوجِ، إذِ احْزَألّتْ،
وأنتَ بهمْ داة َ إذٍ مجودُ
فَيَا لَدَنِيّة ٍ سَتَعُودُ شَزْراً،
وَعَمْداً دارَ غَيْرِكِ مَا تُرِيدُ
فما أجشمتِ منْ إتيانِ قومٍ
همُ الأعداءُ، والأكبادُ سودُ
فَإذْ فَارَقْتِني فَاسْتَبْدِلِيني
فَتًى يُعْطي الجَزِيلَ، وَيَسْتَفِيدُ
فمِثْلكِ قَدْ لَهَوْتُ بِهَا وَأرْضٍ
مَهَامِهَ، لا يَقُودُ بِهَا المُجِيدُ
قَطَعْتُ وَصَاحبي سُرُحٌ كِنَازٌ،(11/1)
كركنِ الرَّعنِ، ذعلبة ٌ، قصيدُ
كَأنّ المُكْرَهَ المَعْبُوطَ مِنْهَا،
مَدُوفُ الوَرْسِ، أوْ رُبٌّ عَقِيدُ
كأنّ قتودها بعنيباتٍ،
تعطفهنّ ذو جددٍ فريدُ
تضيّفَ رملة َ البقّارِ، يوماً،
فَبَاتَ بِتِلْكَ يَضْرِبُهُ الجَلِيدُ
يكبّ إذا أجالَ الماءَ عنهُ
غُضُونُ الفَرْعِ، وَالسَّدَلُ القَرِيدُ
فأصْبَحَ يَنْفُضُ الغَمَرَاتِ عَنْهُ،
ويربطُ جأشهُ، سلبٌ حديدُ
ورحٌ كالمحارِ موتَّداتٌ،
بِهَا يَنْضُو الوَغَى ، وَبِهِ يَذُودُ
أذَلِكَ أمْ خَمِيصُ البَطْنِ جَأبٌ،
أطَاعَ لَهُ النّوَاصِفُ وَالكَدِيدُ
يقلِّبُ سمحجاً فيها إباءٌ
على أنْ سوفَ تأتي ما يكيدُ
بَقَى عَنْها المصيفَ وصَارَ صَعلاً
وقدْ كثرَ التّذكرُ والقعودُ
إذا مَا رَدّ تَضْرِبُ مَنْخَرَيْهِ
وَجَبْهَتَهُ، كمَا ضُرِبَ العَضِيدُ
فتلكَ إذا الحجورُ أبى عليهِ
عِطَافَ الهَمّ وَاخْتَلَطَ المَرِيدُ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(11/2)
عنوان القصيدة : تَصَابَيتَ أمْ بانَتْ بعَقْلِكَ زَيْنَبُ،
للشاعر :الأعشى
تَصَابَيتَ أمْ بانَتْ بعَقْلِكَ زَيْنَبُ،
وقدْ جعلَ الودُّ الذي كانَ يذهبُ
وشاقتكَ أظغانٌ لزينبَ غدوة ً،
تحَمّلنَ حتى كادَتِ الشمسُ تَغرُبُ
فَلَمّا استَقَلّتْ قلتُ نخلَ ابنِ يامِنٍ
أهُنّ أمِ اللاّتي تُرَبِّتُ يَتْرَبُ
طَرِيقٌ وَجَبّارٌ رِوَاءٌ أُصُولُهُ،
عليهِ أبابيلٌ منَ الطّيرِ تنعبُ
علونَ بأنماطٍ عتاقٍ وعقمهٍ،
جَوَانِبُهَا لَوْنَانِ وَرْدٌ وَمُشْرَبُ
أجَدّوا فَلَمّا خِفْتُ أنْ يَتَفَرّقُوا
فَرِيقَينِ، منهُمْ مُصْعِدٌ وَمُصَوِّبُ
طَلَبْتُهُمُ تَطْوِي بيَ البِيدَ جَسْرَة ٌ،
شويقئة ُ النّابينِ وجناءُ ذعلبُ
مُضَبَّرَة ٌ حَرْفٌ كَأنّ قُتُودَهَا
تَضَمّنَها مِنْ حُمْرِ بَيّانَ أحْقَبُ
فلما ادركتُ الحيّ أتلعَ أنسٌ،
كمَا أتْلَعَتْ تحتَ المكانِسِ رَبْرَبُ
وفي الحيّ من يهوى لقانا ويشتهي،
وآخرُ منْ أبدى العداوة َ مغضبُ
فَما أنْسَ مِلأشْيَاءِ لا أنْسَ قَوْلهَا:
لعلّ النّوى بعد التفرقِ تصقبُ
وَخَدّاً أسِيلاً يَحْدُرُ الدّمعَ فَوْقَهُ
بنانٌ كهدّابِ الدّمقسِ مخضَّبُ
وكأسٍ كَعَينِ الدّيكِ باكَرْتُ حدّها
بفتيانِ صدقٍ والنواقيسُ تضربُ
سلافٍ كأن الزغفرانَ، وعندماً،
يصفَّقُ في ناجودها ثمّ تقطبُ
لها أرجٌ في البيتِ عالٍ كأنما
ألمّ مِنْ تَجْرِ دارِينَ أرْكَبُ
ألا أبلغا عنّي حريثاً رسالة ً،
فإنكَ عنْ قصدِ المحجّة ِ أنكبُ
أتَعْجَبُ أنْ أوْفَيْتِ للجَارِ مَرّة ً،
فنحنُ لعمري اليومَ من ذاكَ نعجبُ
فَقَبْلَكَ مَا أوْفَى الرُّفَادُ لجَارِهِ،
فأنْجاهُ مِمّا كان يَخشَى وَبَرْهَبُ(12/1)
فأعطاهُ حِلْساً غَيرَ نكْسٍ أرَبَّهُ
لؤاماً بهِ أوفى وقدْ كادَ يذهبُ
تداركهُ في منصلِ الألّ بعدما
مضى غيرَ دأداءٍ وقد كادَ يعطبُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَة ٍ
إذا انتسبَ الحيانِ بكرٌ وتغلبُ
لَنَا نَعَمٌ لا يَعْتَرِي الذّمُّ أهْلَهُ،
تعقَّرُ للضيف الغريبِ وتحلبُو
ويعقلُ إنْ نابتْ عليهِ عظيمة ٌ،
إذا ما أناسٌ موسعونَ تغيّبوا
ويمنعهُ يومَ الصّياحِ مصونة ٌ،
سراعٌ إلى الدّاعي تثوبُ وتركبُ
عناجيجُ منْ آلِ الصّريحِ وأعرجٍ
مَغَاوِيرُ فِيهَا لِلأرِيبِ مُعَقَّبُ
وَلَدْنٌ مِنَ الخَطّيّ فِيهِ أسِنّة ٌ،
ذَخائِرُ مِمّا سَنّ أبْزَى وَشرْعَبُ
وبيضٌ كأمثالِ العقيقِ صوارمٌ،
تصانُ ليومِ الدَّوخِ فينا وتخشبُ
وكلُّ دلاصٍ كالأضاة ِ حصينة ٍ،
ترى فضلها عنْ ربّها يتذ بذ بُ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(12/2)
عنوان القصيدة : ألا حَيّ مَيّاً، إذْ أجَدّ بُكُورُهَا،
للشاعر :الأعشى
ألا حَيّ مَيّاً، إذْ أجَدّ بُكُورُهَا،
وَعَرِّضْ بقَوْلٍ: هلْ يُفادى أسيرُهَا
فيا ميّ لا تدلي بحبلٍ يغرّني،
وشرُّ حبالِ الواصلينَ غرورها
فإنْ شئتِ أنْ تُهدَيْ لقَوْميَ فاسألي
عنِ العزّ والإحسانِ أينَ مصيرها
تريْ حاملَ الأثقالِ والدّافعَ الشّجا
إذا غُصّة ٌ ضَاقَتْ بِأمْرٍ صُدُورُهَا
بهمْ تمترى الحربُ العوانُ ومنهمُ
تؤدّى الفروضُ حلوها ومريرها
فلا تصرميني، واسألي ما خليقني
إذا رَدّ عَافي القِدْرِ مَنْ يَسْتَعِيرُهَا
وَكانُوا قُعُوداً حَوْلَها يَرْقُبُونَهَا،
وَكَانَتْ فَتاة ُ الحَيّ مِمّنْ يُنِيرُهَا
إذا احْمَرّ آفَاقُ السّماءِ وَأعْصَفَتْ
رِيَاحُ الشّتاءِ، وَاستَهَلّتْ شُهورُها
تريْ أنّ قدري لا تزالُ كأنّها
لذي الفروة ِ المقروة ِ أمٌّّّ يزورها
مبرَّزة ٌ، لا يجعلُ السّتر دونها،
إذا أخمدَ النّيرانُ لاحَ بشيرها
إذا الشّولُ راحتْ ثمّ لمْ تفدِ لحمها
بألبانها، ذاقَ السّنانَ عقيرها
يُخَلّى سَبيلُ السّيْفِ إنْ جالَ دونَها،
وإنْ أنذرتْ لمْ يغنَ شيئاً نذيرها
كأنّ مجاجَ العرقِ في مستدارها
حواشي برودً بينَ أيدٍ تطيرها
ولا نلعنُ الأضيافَ إنْ نزلوا بنا،
ولا يمنعُ الكوماءَ منّا نصيرها
وإنّي لترّاكُ الضغينة ِ قدْ أرى
قداها منَ المولى ، فلا أستثيرها
وَقُورٌ إذا مَا الجَهْلُ أعْجَبَ أهْلَهُ
وَمِن خَيرِ أخْلاقِ الرّجالِ وُقُورُهَا
وَقَدْ يَئِسَ الأعداءُ أنْ يَستَفِزّني
قِيَامُ الأُسُودِ، وَثْبُهَا وَزَئِيرُها
وَيَوْمٍ مِنَ الشّعْرَى كَأنّ ظِبَاءَهُ
كواعبُ مقصورٌ عليها ستورها(13/1)
عَصَبْتُ لَهُ رَأسي، وَكَلّفتُ قَطعَه
هنالكَ حرجوجاً، بطيئاً فتورها
تَدَلّتْ عَلَيْهِ الشّمْسُ حتى كأنّها
منَ الحرّ ترمى بالسّكينة ِ قورها
وَمَاءٍ صَرى ً لمْ ألْقَ إلاّ القَطَا بِهِ،
وَمَشهورَة َ الأطَواقِ، وُرْقاً نحُورُهَا
كَأنّ عَصِيرَ الضَّيْحِ، في سَدَيَانِهِ،
دفوفاً وأسداماً، طويلاُ دثورها
وليلٍ، يقولُ القومُ من ظلماتهِ:
سَوَاءٌ بَصِيرَاتُ العُيُونِ وَعُورُهَا
كَأنّ لَنَا مِنْهُ بُيُوتاً حَصِينَة ً،
مُسُوحٌ أعَاليهَا وَسَاجٌ كُسُورُهَا
تَجَاوَزْتُهُ حَتّى مَضَى مُدْلَهِمُّهُ،
ولاحَ منَ الشمسِ المضيئة ِ نورها
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(13/2)
عنوان القصيدة : ألمْ تروا إراماً وعادا،
للشاعر :الأعشى
ألمْ تروا إراماً وعادا،
أودى بها اللّيلُ والنهارُ
بَادُوا، فَلَمّا أنْ تَآدَوْا،
قفّى على إثرهمْ قدارُ
وقبلهمْ غالتِ المنايا
طَسْماً وَلَمْ يُنْجِهَا الحِذَارُ
وحلّ بالحيّ منْ جديسٍ،
يومٌ منَ الشّرّ مستطارُ
وَأهْلُ غُمْدَانَ جَمّعُوا
للدّهرِ ما يجمعُ الخيارُ
فَصَبّحَتْهُمْ مِنَ الدّوَاهي
جَائِحَة ٌ عَقْبُهَا الدّمَارُ
وقد غَنُوا في ظِلالِ مُلْكٍ،
مؤيَّدٍ عقلهمْ، جفارُ
وأهْلُ جَوٍّ أتَتْ عَلَيْهِمْ،
فأفْسَدَتْ عَيشَهُمْ، فَبَارُوا
وَمَرّ حَدٌّ عَلى وَبَارٍ،
فهلكتْ جهرة ً وبارُ
بلْ ليتَ شعري، وأينَ ليتٌ،
وَهَلْ يَفِيئَنّ مُسْتَعَارُ
وَهَلْ يَعُودَنّ بَعْدَ عُسْرٍ،
عَلى أخي فَاقَة ٍ يَسَارُ
وَهَلْ يُشَدّنّ مِنْ لَقُوحٍ،
بالشخبِ منْ ثرة ٍ صرارُ
أقْسَمْتُمُ لا نُعَطّيَنْكُمْ
إلاّ عراراً، فذا عرارُ
كَحَلْفَة ٍ مِنْ أبي رِيَاحٍ،
يسمعها لاههُ الكبارُ
نَحْيَا جَميعاً، وَلَمْ يُفِدْكُمْ
طعنٌ لنا في الكلى فوارُ
قمنا إليكمْ ولمْ يبردنا
نَضْحٌ عَلى حَمْيِنَا قَرَارُ
فَقَدْ صَبَرْنَا، وَلَمْ نُوَلِّ،
وَلَيْسَ مِنْ شَأنِنَا الفِرَارُ
وقدْ فررنمْ، وما صبرتم،
وَذاكَ شَيْنٌ لَكُمْ وَعَارُ
فَلَيْتَنَا لَمْ نَحُلَّ نَجْداً،
وَلَيْتَهُمْ قَبْلَ تِلْكَ غَارُوا
إنّ لقيماً، وإنّ قيلاً،
وَإنّ لُقْمَانَ، حَيْثُ سَارُوا
لمْ يدعوا بعدهمْ عربياً،
فَغَنِيَتْ بَعْدَهُمْ نِزَارُ
فَأدْرَكُوا بَعْدَمَا أضَاعُوا،
وَقَاتَلَ القَوْمُ، فَاستَنَارُوا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(14/1)
عنوان القصيدة : شُرَيْحُ لا تَتْرُكَنّي بَعْدَ مَا عَلِقَتْ
للشاعر :الأعشى
شُرَيْحُ لا تَتْرُكَنّي بَعْدَ مَا عَلِقَتْ
حِبالَكَ اليَوْمَ بَعْدَ القِدّ أظْفارِي
قَدْ طُفْتُ ما بَينَ بَانِقْيَا إلى عَدَنٍ،
وَطالَ في العُجْمِ تَرْحالي وَتَسيارِي
فكانَ أوْفاهُمُ عَهْداً، وَأمنَعَهُمْ
جاراً أبوكَ بعرفٍ غيرِ إنكارِ
كالغيثِ ما استمطرهُ جادَ وابلهُ،
وعندَ ذمتّهِ المستأسدُ الضّاري
كنْ كالسّموألِ إذْ سارَ الهمامُ له
في جحفلٍ كسوادِ اللّيلِ جرّارِ
جارُ ابن حيّا لمنْ نالتهُ ذمتهُ
أوْفَى وَأمْنَعُ مِنْ جَارِ ابنِ عَمّارِ
بالأبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْمَاءَ مَنْزِلُهُ،
حصنٌ حصينٌ وجارٌ غيرُ غدّارِ
إذْ سامَهُ خُطّتَيْ خَسْفٍ، فَقالَ له:
مهما تقلهُ، فإنّي سامعٌ حارِ
فَقالَ: ثُكْلٌ وَغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما،
فاخترْ وما فيهما حظٌّ لمختارِ
فشكّ غيرَ قليلٍ، ثمّ قالَ لهُ:
اذبحْ هديَّكَ إني مانعٌ جاري
إنّ لهُ خلقاً إنْ كنتَ قاتلهُ،
وَإنْ قَتَلْتَ كَرِيماً غَيرَ عُوّارِ
مالاً كثيراً وعرضاً غيرَ ذي دنسٍ،
وإخوة ً مثلهُ ليسوا بأشرارِ
جَرَوْا عَلى أدَبٍ مِنّي، بِلا نَزَقٍ،
ولا إذا شمرتْ حربٌ بأغمارِ
وَسَوْفَ يُعقِبُنيِهِ، إنْ ظَفِرْتَ بِهِ،
ربٌّ كريمٌ وبيضٌ ذاتُ أطهارِ
لا سرُّهنّ لدينا ضائعٌ مذقٌ،
وكاتماتٌ إذا استودعنَ أسراري
فقالَ تقدمة ً، إذْ قامَ يقتلهُ:
أشرفْ سموألُ فانظرْ للدّمِ الجاري
أأقتُلُ ابْنَكَ صَبْراً أوْ تَجيءُ بِهَا
طَوْعاً، فَأنْكَرَ هَذا أيَّ إنْكَارِ
فشكّ أوداجهُ والصّدرُ في مضضٍ
عليهِ، ومنطوياً كاللّذعِ بالنّارِ
واختارَ أدراعهُ أنْ لا يسبّ بها،(15/1)
وَلمْ يكُنْ عَهْدُهُ فِيهَا بِخَتّارِ
وَقالَ: لا أشْتَرِي عاراً بمَكْرُمَة ٍ
فاختارَ مكرمة َ الدّنيا على العارِ
وَالصّبْرُ مِنْهُ قَدِيماً شِيمَة ٌ خُلُقٌ،
وزندهُ في الوفاءِ الثّاقبُ الواري
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(15/2)
عنوان القصيدة : وإذا أردتَ بأرضِ عكلٍ نائلاً،
للشاعر :الأعشى
وإذا أردتَ بأرضِ عكلٍ نائلاً،
فَاعْمِدْ لبَيْتِ رَبِيعَة َ بنِ حُذَارِ
يهبُ النّجيبة َ والنّجيبَ بسرجهِ،
والأدمَ بينَ لواقحٍ وعشارِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(16/1)
عنوان القصيدة : وَإذا أتَيْتَ مُعَتِّباً في دَارِهَا
للشاعر :الأعشى
وَإذا أتَيْتَ مُعَتِّباً في دَارِهَا
ألفيتَ أهلَ ندى ً هناكَ خبيرِ
إنّ الجوادَ إذا حللتَ ببابهِ،
وإذا تسائلهُ أبو يعفورِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(17/1)
عنوان القصيدة : أبلغْ بني قيسٍ، إذا لاقيتهمْ،
للشاعر :الأعشى
أبلغْ بني قيسٍ، إذا لاقيتهمْ،
والحيَّ ذهلاً هلْ بكمْ تعييرُ؟
زعمتْ حنيفة ُ لا تجيرُ عليهمُ
بِدِمَائِهِمْ، وَأظُنُّهَا سَتُجِيرُ
كذبوا وبيتِ اللهِ، يفعلُ ذلكمْ
حتى يُوَازِيَ حَزْرَماً كِنْدِيرُ
أوْ أنْ يَرَوْا جَبّارَهَا وَأشَاءَهَا،
يعلو دخانٌ فوقها وسعيرُ
هَلْ كُنْتُمُ إلاّ دَوَارِجَ حُشوَة ً،
دفعتْ كواهلُ عنكمُ وصدورُ
أأثَالُ! إنّكَ إنْ تُطِعْ في هَذِهِ،
تصبحْ وأنتَ وطأً مكثورُ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(18/1)
عنوان القصيدة : ألمْ ترَ أنّ العزّ ألقى برحلهِ
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
ألمْ ترَ أنّ العزّ ألقى برحلهِ
إلى الغرّ منْ أولادِ بكرِ بنِ عامرِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(19/1)
عنوان القصيدة : يا جارتي، ما كنتِ جارهْ،
للشاعر :الأعشى
يا جارتي، ما كنتِ جارهْ،
بَانَتْ لِتَحْزُنَنَا عُفَارَهِ
تُرْضِيكَ مِنْ دَلٍّ وَمِنْ
حسنٍ، مخالطهُ غرارهْ
بَيْضَاءُ ضَحْوَتُهَا وَصَفْـ
ـرَاءُ العَشِيّة ِ كَالعَرَارَة ْ
وَسَبَتْكَ حِينَ تَبَسّمَتْ
بينَ الأريكة ِ والسّتارهْ
بقوامها الحسنِ الّذي
جَمَعَ المَدَادَة َ وَالجَهَارَهْ
كمنيُّلِ النّشوانِ يرْ
فلُ في البَقِيرَة ِ وَالإزَارَهْ
ويجيدِ مغزلة ٍ إلى
وَجْهٍ تُزَيّنُهُ النّضَارَهْ
ومهاً ترفَ غروبهُ،
يشفي المتيَّمَ ذا الحرارهْ
كذرى منوِّرِ أقحوا
نٍ قدْ تسامقَ في قراراهْ
وَغَدَائِرٍ سُودٍ عَلى
كفلٍ تزينهُ الوثارهْ
وَأرَتْكَ كَفّاً في الخِضَا
بِ وساعداً مثلَ الجبارهْ
وَإذا تُنَازِعُكَ الحَدِيـ
ـثَ ثَنَتْ وَفي النّفسِ ازْوِرَارَهْ
مِنْ سِرّكَ المَكْتُومِ تَنْـ
أى عَنْ هَوَاكَ فَلا ثَمَارَهْ
وَتُثِيبُ أحْيَاناً فَتُطْـ
ـمعُ ثمّ تدركها الغرارهْ
تَبَلَتْكَ ثُمّتَ لَمْ تَنِلْـ
ـكَ عَلى التّجَمّلِ وَالوَقَارَهْ
وَمَا بِهَا أنْ لا تَكُو
نَ منَ الثّوابِ على يسارهْ
ولقد أنَى أنْ تُفيـ
مِنْ دُونِهَا بَاباً وَدَارَهْ
ورأتْ بأنّ الشّيبَ جا
نَبَهُ البَشَاشَة ُ وَالبَشَارَهْ
فَاصْبِرْ، فَإنّكَ طَالَمَا
أعملتَ نفسكَ في الخسارهْ
ولقدْ أنى لكَ أنْ تفيـ
قَ منَ الصَّبابة ِ والدّعارهْ
وَلَقَدْ لَبِسْتُ العَيْشَ أجْـ
معَ، وارتديتُ منَ الإبارهْ
ووأصبحتُ لذاتِ الشّبا
بِ، مرفَّلاً ونعمتُ نارهْ
ولقدْ شربتُ الراحَ أس
ـقى منْ إناءِ الطّهرَ جارهْ
حتى إذا أخَذَتْ مَآ
خِذَهَا تَغَشّتْني اسْتِدَارَهْ(20/1)
فاعمدْ لنعبٍ غير هـ
ذا مسحلٌ ينعى النَّكارهْ
يعدو على الأعداءِ قصـ
راً، وَهوَ لا يُعْطَى القَسَارَهْ
وسمَ العلوبِ، فإنهُ
أبقى على القومِ استنارهْ
لا ناقصي حسبٍ، ولا
أيدٍ إذا مدّتْ قصارهْ
وَبَني بُدَيْدٍ إنّهُمْ
أهْلُ اللآمَة ِ وَالصَّغَارَهْ
لَيْسُوا بِعَدْلٍ حِينَ تَنْـ
سُبُهُمْ إلى أخَوَيْ فَزَارَهْ
بَدْرٍ وَحِصْنٍ سَيّدَيْ
وقيسِ بنِ عيلانَ الكثارهْ
ولا إلى الهرمينِ في
بيتِ الحكومة ِ والخيارهْ
ولا إلى قيسِ الحفا
ظِ، ولا الرّبيعِ ولا عمارهْ
ولا كخارجة َ الّذي
ولي الحمالة َ والصَّبارهْ
وحملتَ أقوماً على
حدباءَ، تجعلهمْ دمارهْ
وَلَقَدْ عَلِمْتَ لَتَكْرَهَـ
ـنّ الحَرْبَ من اصْرٍ وَغَارَهْ
وَلَسَوْفَ يَحْبِسُكَ المَضِيـ
قُ بِنَا فَتُعْتَصَرُ اعْتِصَارَهْ
ولسوفَ تكلحُ للأسنّـ
ة ِ كلحة ً غيرَ افترارهْ
وَتَسِيرُ نَفْسٌ فَوْقَ لِحْـ
يَتِهَا، وَلَيْسَ لَهَا إحَارَهْ
وهناكَ تعلمُ أنّ ما
قَدّمْتَ كَانَ هُوَ المُطَارَهْ
وهناكَ يصدقُ ظنكمْ
أنْ لا اجتماعَ ولا زيارهْ
ولا براءة َ للبري
ءِ، وَلا عِطَاءَ وَلا خُفَارَهْ
إلاّ علالة َ أوْ بدا
هة َ سابحٍ نهدِ الجزارهْ
أوْ شَطْبَة ٍ جَرْدَاءَ تَضْـ
برُ بالمدجَّجِ ذي الغفارهْ
تغدو بأكلفَ منْ أسو
دِ الرّقمتينِ، حليفِ زارهْ
وبَنُو ضُبَيْعَة َ مِنْ يَعْلَمُو
نَ بِوَارِدِ الخُلُقِ الشَّرَارَهْ
إنّا نُوَازِي مَنْ يُوَا
زيهمْ وننكى ذا الضَّرارهْ
لَسْنَا نُقَاتِلُ بِالعِصِـ
يّ، ولا نرامي بالحجارهْ
قَضِمِ المَضَارِبِ بَاتِرٍ،
يشفي النّفوسَ منَ الحرارهْ
وتكونُ في السّلفِ الموا
زِي مِنْقَراً وَبَني زُرَارَهْ
أبناءَ قومٍ قتلوا
يومَ القصيبة ِ منْ أوارهْ
فجروا على ما عودوا،
وَلِكُلّ عَاداتٍ أمَارَهْ
والعودُ يعصرُ ماؤهُ،(20/2)
وَلِكُلّ عِيدَانٍ عُصَارَهْ
ولا نشبَّهُ بالكلا
بِ عَلى المِيَاهِ مِنَ الحَرَارَهْ
فَاقْدرْ بِذَرْعِكَ أنْ تَحِيـ
ـنَ، وَكَيْفَ بَوّأتَ القَدارَهْ
فَأنَا الكَفِيلُ عَلَيْهِمُ،
أنْ سَوْفَ تُعتَقَرُ اعتِقَارَهْ
ولقدْ حلفتُ لتصبحـ
نّ ببعضِ ظلمكَ في محارهْ
ولتصبحنكَ كأسُ سـ
ـمٍ في عواقبها مرارهْ
وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ حِينَ يُنْـ
سبُ كلُّ حيٍّ ذي غضارهْ
أنا وَرِثْنَا العِزّ وَالْـ
مجدَ المؤثَّلَ ذا السَّرارهْ
وَوَرِثْتُ دَهْماً دُونَكُمْ،
وأرى حلومكمُ معارهْ
إذْ أنتمُ باللّيلِ سرّا
قٌ، وصبحَ غدٍ صرارهْ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(20/3)
عنوان القصيدة : أأزمعتَ منْ آلِ ليلى ابتكارا،
للشاعر :الأعشى
أأزمعتَ منْ آلِ ليلى ابتكارا،
وشطّتْ على ذي هوى ً أن تزارا
ونابتْ بها غرباتُ النّوى ،
وبدّ لتُ شوقاً بها وادّ كاراً
ففاضتْ دموعي كفيضِ الغروُ
بِ، إمّا وَكِيفاً وَإمّا انْحِدَارَا
كما أسلمَ السّلكُ منْ نظمهِ
لآلىء َ مُنْحَدِرَاتٍ صِغَارَا
قليلاً فثمّ زجرتُ الصّبى ،
شِيّ، وَسَيْرَ الغُدُوّ
فأصبحتُ لا أقربُ الغانيا
تِ، مزد جراً عن هوايَ ازد جارا
وإنّ أخاكِ الّذي تعلمين
ليا لينا، إذْ نحلّ الجفارا
تبدّ لَ بعدَ الصّبى حكمة ً،
وقنّعهُ الشّيبُ منهُ خمارا
أحَلّ بِهِ الشّيْبُ أثْقَالَهُ،
وما اعترّهُ الشّيبُ إلاّ اعترارا
فإمّا تربي على آلة ٍ،
قليتُ الصّبي، وهجرتُ التجارا
فقدْ أخرجُ الكاعبَ المسترا
ة َ، مِنْ خِدْرِها، وَأُشيعُ القِمارَا
وذاتِ نوافٍ كلونِ الفصو
صِ، باكَرْتُها فادّمَجتُ ابتكارَا
تَشُدّ اللِّفَاقَ عَلَيْهَا إزَارَا
قِ، إمّا نِقَالاً، وَإمّا اغْتِمَارَا
يُعاصِي العَوَاذِلَ طَلْقُ اليَدَينِ
يروّي العفاة َ ويرخي الإزارا
فلمْ ينطقِ الدّيكُ حتى ملأ
تُ كوبَ الرّبابِ لهُ فاستد ارا
إذ انكبّ أزهرُ بينَ السُّقاة ِ،
تَرَامَوْا بِهِ غَرَباً أوْ نُضَارَا
وَشَوْقِ عَلُوقٍ تَنَاسَيْتُهُ،
بِجَوّالَة ٍ تَسْتَخِفّ الضِّفَارَا
بَقِيّة ِ خَمْسٍ مِنَ الرّامِسَا
تِ بِيضٍ تُشَبّهُهُنّ الصِّوَارَا
دفعنَ إلى اثنينِ عندَ الخصو
صِ قَدْ حَبَسَا بَيْنَهُنّ الإصَارَا
فعادا لهنّ ورازا لهـ
ـنّ، وَاشْتَرَكَا عَمَلاً وَائْتِمَارَا
فَهَذَا يُعِدّ لَهُنّ الخَلَى ،
إذا رَهِبَ المَوْجَ نُوتِيُّهُ،
فكانتْ سريّتهنّ الّتي(21/1)
/تَرُوقُ العُيُونَ وَتَقْضِي السِّفَارَا
فَأبْقَى رَوَاحي وَسَيْرُ الغُدُ
وّ منها ذواتِ حذاءٍِ قصارا
وألواحَ رهبٍ، كأنّ النّسو
عَ أبَنّ في الدّفّ مِنْهَا سِطَارَا
ودأياً تلاحكنَ مثلَ الفؤو
سِ، لاحَمَ مِنها السّليلُ الفِقَارَا
فلا تشتكنّ إليّ الوجى ،
وطولَ السُّرى ، واجعليهِ اصطبارا
يَدَ الدّهْرِ حتى تُلاقي الخِيَارَا
تُلاقِينَ قَيْساً وَأشْيَاعَهُ،
يُسَعِّرُ لِلْحَرْبِ نَاراً، فَنَارَا
أقُولُ لهَا حِينَ جَدّ الرّحِيـ
لُ: أبرحتِ رباً، وأبرحتِ جارا
فمنْ مبلغٌ قومنا مالكاً
إلى مَلِكٍ خَيْرِ أرْبَابِهِ،
فدونكمُ ربَّكمْ حالفوهُ،
إذا ظاهرَ الملكُ قوماً ظهارا
وَمَا أيْبُليٌّ عَلى هَيْكَلٍ،
إذا اقْتَسَمَ القَوْمُ أمْراً كُبَارَا
فَإنّ لَكُمْ قُرْبَهُ عِزّة ً،
ووسطكمْ ملكهُ واستشارا
فإنّ الّذي يرتحى سيبهُ
إذا ما نحلّ عليهِ اختيارا
أخو الحربِ، إذْ لقحتْ بازلاً
سما للعلى وأحلّ الجمارا
وساروا بالنَّفعِ نفعِ الكثيـ
بِ عبساً ودُ ودانَ يوماً سوارا
فَأقْلَلْتَ قَوْماً وَأعْمَرْتَهُمْ،
وأخربتَ من أرضِ قومٍ ديارا
عطاءَ الإلهِ، فإنّ الإلـ
ـهَ يسمعُ في الغامضاتِ السَّرارا
فَيَا رُبّ نَاعِيَة ٍ مِنْهُمُ
تشدّ اللِّقاقَ عليها إزارا
تنوطُ التّميمَ، وتأبى الغبو
قَ، مِنْ سِنَة ِ النّوْمِ إلاّ نَهَارَا
مَلَكْتَ، فَعَانَقْتَهَا لَيْلَة ً،
تَنُصّ القُعُودَ، وَتَدعُو يَسَارَا
فلا تحسبني لكمْ كافراً،
ولا تحسبنّي أريدُ الغيارا
فَإنّي وجَدِّكَ، لَوْلا تَجِيء
لَقَدْ قَلِقَ الخُرْتُ أنْ لا انتظارَا
كطوفِ الغريبة ِ وسطَ الحياض
تخافُ الرّدى وتريدُ الجفارا
وَيَوْمٍ يُبِيلُ النّسَاءَ الدِّمَا،
جَعَلْتَ رِدَاءَكَ فِيهِ خِمارَا
فَيَا لَيْلَة ليَ في لَعْلَعٍ،
كطوفِ الغريبِ يخافُ الإسارا(21/2)
فَلَمّا أتَانَا بُعَيْدَ الكَرَى
سَجَدْنَا لَهُ، وَرَفَعْنَا عَمَارَا
فَذاكَ أوَانُ التُّقَى وَالزَّكَى ،
وَإنّ لِمَا كُلّ شَيْءٍ قَرَارَا
إلى حاملِ الثّقلِ عنْ أهلهِ
إذا الدّهْرُ سَاقَ الهَنَاتِ الكِبَارَا
ومنْ لا تفزَّعُ جاراتهُ،
وَمَنْ لا يُرَى حِلْمُهُ مُسَتَعَارَا
ومنْ لا تضارعُ لهُ ذمة ٌ،
فيجعلها بينَ عينٍ ضمارا
وما رائحٌ روحتهُ الجنوبُ،
يُرَوّي الزّرُوعَ وَيَعْلُو الدّيَارَا
يكبّ السّفينَ لأذقانهِ،
ويصرعُ بالعبرِ أثلاً وزارا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(21/3)
عنوان القصيدة : غشيتَ لليلى بليلٍ خدورا،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
غشيتَ لليلى بليلٍ خدورا،
وَطَالَبْتَها، وَنَذَرْتَ النُّذُورَا
وبانتْ، وقدْ أورثتْ في الفؤا
دِ صَدْعاً، عَلى نأيِها، مُستَطِيراً
كَصَدْعِ الزّجَاجَة ِ مَا تَسْتَطِيـ
ـعُ كفُّ الصَّناعِ لها أنْ تحيرا
مَلِيكِيّة ٌ جَاوَرَتْ بِالحِجَا
زِ قَوْماً عُداة ً وَأرْضاً شَطِيراَ
بما قدْ تريعُ روضَ القطا،
وروضَ التّناصبِ حتى تصيرا
كبردية ِ الغيلِ وسطَ الغريفِ،
إذا خالطَ الماءُ منها السّرورا
وَتَفْتَرّ عَنْ مُشْرِقٍ بَارِدٍ
كشوكِ السّيالِ أسفّ النَّؤوارا
كأنّ جنيّاً منَ الزّنجبيـ
ـلِ خالطَ فاها وأرباً مشورا
وإسفنطَ عانة َ بعدَ الرُّقا
دِ شَكّ الرِّصَافُ إلَيْهَا غَدِيرَا
تَهَادَى كمَا قَدْ رَأيتَ البَهِيرَا
لَهَا مَلِك كانَ يَخْشَى القِرَافَ،
إذا خالطَ الظّنُّ منهُ الضّميرا
إذا نزلَ الحيُّ حلّ الجحيشَ
شقيّاً غويّاً مبيناً غيورا
يقولُ لعبديهِ حثّا النجا،
وَغُضّا مِنَ الطّرْفِ عَنّا وَسِيرَا
فليسَ بمرعٍ على صاحبٍ،
وَلَيْسَ بمَانِعِهِ أنْ تَحُورَا
وَلَيْسَ بِمَانِعِهَا بَابَهَا،
وَلا مُسْتَطِيعٍ بِهَا أنْ يَطِيرَا
فَبَانَ بِحَسْنَاءَ بَرّاقَة ٍ
عَلى أنّ في الطّرْفِ مِنها فُتُورَا
مبتلة ِ الخلقِ مثلِ المها
ة ِ لمْ تَرَ شَمْساً ولا زَمْهَرِيرَا
وتيردُ بردَ رداءِ العرو
سِ رَقْرَقْتَ بالصّيْفِ فيهِ العَبِيرَا
وتسخنُ ليلة َ لا يستطيعُ
نباحاً بها الكلبُ إلاّ هريرا
تَرَى الخَزّ تَلْبَسُهُ ظَاهِراً،
وَتُبْطِنُ مِنْ دُونِ ذاكَ الحَرِيرَا
إذَا قَلّدَتْ مِعْصَماً يَارَقَيْـ
ـنِ، فُصّلَ بالدّرّ فَصْلاً نَضِيرَا(22/1)
وَجَلَّ زَبَرْجَدَة ٌ فَوْقَهُ،
وياقوتة ٌ خلتَ شيئاً نكيرا
فألوتْ بهِ طارَ منكَ الفؤادُ،
وألفيتَ حيرانَ أوْ مستحيرا
على أنّها إذْ رأتني أقا
دُ قَالَتْ بِمَا قَدْ أرَاهُ بَصِيرَا
رأيتْ رجلاً غائبَ الوافدَيـ
ـنِ مُختَلِفَ الخَلقِ أعشَى ضَرِيرَا
فإنّ الحوادثَ ضعضعنني،
وإنّ الّذي تعلمينَ استعيرا
إذا كانَ هَادِي الفَتى في البِلا
دِ صَدْرَ القَنَاة ِ أطَاعَ الأمِيرَا
وَخَالَ السّهُولَة َ وَعْثاً وَعُورَا
وَفي ذاكَ مَا يَسْتَفِيدُ الفَتى ،
-
وَبَيْدَاءَ يَلْعَبُ فِيهَا السّرَا
بُ لا يَهْتَدِي القَوْمُ فيها مَسِيرَا
قطعتُ، إذا سمعَ السّامعو
نَ للجُنْدُبِ الجَوْنِ فيها صَرِيرَا
بناجية ٍ كأتانِ الثّملِ،
توفّي السُّرى بعدَ أينٍ عسيرا
جُمَالِيّة ٍ تَغْتَلي بِالرِّدَافِ،
إذا كَذّبَ الآثِمَاتُ الهَجِيرَا
إلى مَلِكٍ كَهِلالِ السّمَا
ءِ أزكى وفاءً ومجداً وخيراً
طويلِ النّجادِ رفيعِ العما
دِ يحمي المضافَ ويعطي الفقرا
أهَوْذَ، وَأنْتَ امْرُؤٌ مَاجِدٌ،
وَبَحرُكَ في النّاسِ يَعلو البُحُورَا
مَنَنْتَ عَليّ العَطَاءَ الجَزِيلَ،
-
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(22/2)
عنوان القصيدة : أوصلتَ صرمَ الحبلِ منْ
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
أوصلتَ صرمَ الحبلِ منْ
سَلْمَى لِطُولِ جِنَابِهَا
وَرَجَعْتَ بَعْدَ الشّيْبِ تَبْـ
غي ودّها بطلانها
أقْصِرْ، فَإنّكَ طَالَمَا
أوضعتَ في إعجابها
أولنْ يلاحمَ في الزّجا
جة ِ صدعها بعصابها
أولنْ ترى في الزُّبرِ ببـ
نة ً بحسنِ كتابها
لُ، وَكَيْفَ مَا يُؤتَى لهَا
ـلِكُ قَبْلَ حَقّ عَذَابِهَا
وَتَصِيرُ بَعْدَ عِمَارَة ٍ
يوماً لأمرِ خرابها
أوَلَمْ تَرَيْ حِجْراًـ وَأنْـ
تِ حكيمة ٌ-ولما بها
إنّ الثّعَالِبَ بِالضّحَى
يلعبنَ في محرابها
والجنْ تعزفُ حولها،
كَالحُبْشِ في مِحْرَابِهَا
فخلا لذلكَ ما خلا
مِنْ وَقْتِهَا وَحِسَابِهَا
ولقدْ غبنتُ الكاعبا
تِ أحَظُّ مِنْ تَخْبَابِهَا
وَأخُونُ غَفْلَة َ قَوْمِهَا،
يَمْشُونَ حَوْلَ قبَابِهَا
حذراً عليها أنْ ترى ،
أوْ أنْ يُطَافَ بِبَابِهٍا
فَبَعَثْتُ جِنَيّاً لَنَا
يأتي برجعِ حديثها
فمشى ، ولمْ يخشَ الأنيـ
سَ فزارها وخلا بها
فتنازعا سرّ الحديـ
ثِ، فأنكرتْ، فنزابها
عَضْبُ اللّسَانِ مُتَقِّنٌ
فظنٌ لما يعنى بها
صنعٌ بلينِ حديثها،
فدنتْ عرى أسبابها
قالتْ قَضيتَ قضية ً
عدلاً لنا يرضى بها
فأرادها كيفَ الدّخو
-
في قُبة ٍ حَمْرَاءَ زَيّـ
ـنَهَا ائْتِلاقُ طِبَابِهَا
وَدَنَا تَسَمُّعُهُ إلى
مَا قَالَ، إذْ أوْصَى بِهَا
إنّ الفتاة َ صغيرة ٌ
غِرٌّ فلا يُسدَى بِها
واعلمْ بأني لمْ أكدّ
مْ مِثْلَهَا، بِصِعَابِهَا
إنّي أخافُ الصُّرمَمنـ
ـهَا أوْ شَحِيجَ غُرَابِهَا
فدخلتُ، إذْ نامَ الرّقيـ
ـبُ، فَبِتُّ دُونَ ثِيَابِهَا
حَتى إذا مَا اسْتَرْسَلَتْ(23/1)
مِنْ شِدّة ٍ لِلِعَابِهَا
قسّمتها قسمينِ كـ
ـلَّ مُوَجَّهٍ يُرْمَى بِهَا
فثنيتُ جيدَ غريرة ٍ،
ولمستُ بطنَ حقابها
كَالحُقّة ِ الصّفْرَاءِ صَا
كَ عبيرها بملابها
وإذا لنا نامورة ٌ
مَرْفُوعَة ٌ لِشَرَابِهَا
وَنَظَلّ تَجْرِي بَيْنَنَا،
ومفدَّمٌ يسقي بها
هَزِجٌ عَلَيْهِ التَّوْمَتَا
نِ، إذا نَشَاءُ عَدَا بِهَا
ووديقة ٍ شهباءَ ردّ
يَ أَكْمُهَا بِسَرَابِهَا
رَكَدَتْ عَلَيْهَا يَوْمَهَا،
شمسٌ بحرّ شهابها
حَتى إذا مَا أُوقِدَتْ،
فالجمرُ مثلُ ترابها
كَلّفْتُ عَانِسَة ً أَمُو
ناً في نشاطِ هبابها
أكْلَلْتُهَا بعدَ المرا
حِ فآلَ مِنْ أصلابِهَا
فشكتْ إليّ كلالها،
والجهدَ منْ أتعابها
وكأنّها محمومُ خيـ
برَ، بلَّ منْ أوصابها
لَعِبَتْ بِهِ الحُمّى سِنِيـ
ـنَ، وَكَانَ مِنْ أصْحَابِهَا
وردتْ على سعدِ بنِ قيـ
سٍ ناقتي، ولما بها
فإذا عبيدٌ عكَّفٌ،
مسكٌ على أنصابها
وَجَمِيعُ ثَعْلَبَة َ بْنِ سَعْـ
ـدٍ، بَعْدُ، حَوْلَ قِبَابِهَا
مِنْ شُرْبِهَا المُزّاءَ مَا اسْـ
تبطنتُ منْ إشرابها
وعلمتُ أنّ اللهَ عمـ
ـداً حَسّهَا وَأرَى بِهَا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(23/2)
عنوان القصيدة : وَخَافَ العِثَارَ، إذا مَا مَشَى ،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
وَخَافَ العِثَارَ، إذا مَا مَشَى ،
فَمَا إنْ تَبَيّنُ أسْطَارَهَا
وريعَ الفؤادُ لعرفانها،
وَهَاجَتْ عَلى النّفْسِ أذْكَارَهَا
دِيَارٌ لِمَيْثَاءَ حَلّتْ بِهَا،
فقدْ باعدتْ منكمُ دارها
رأتْ أنّها رخصة ٌ في الثياب،
ولمْ تعدُ في السّنّ أبكارها
فأعجبها ما رأتْ عندها،
وأجشمها ذاكَ إبطارها
تنابشتها لمْ تكنْ خلة ً،
وَلَمْ يَعْلَمِ النّاسُ أسْرَارَهَا
فَبَانَتْ، وَقَدْ أوْرَثَتْ في الفُؤا
دِ صَدْعاً يُخالِطُ عَثّارَهَا
كَصَدْعِ الزّجَاجَة ِ، مَا يَسْتَطِيـ
عُ منْ كانَ يشعبُ تجبارها
فعشنا زماناً وما بيننا
رسولٌ يحدِّثُ أخبارها
وَأصْبَحْتُ لا أسْتَطِيعُ الكَلام،
سوى أنْ أراجعَ سمسارها
وَصَهْبَاءَ صِرْفٍ كَلَوْنِ الفُصُو
صِ بَاكَرْتُ في الصّبحِ سَوّارَهَا
فَطَوْراً تَمِيلُ بِنَا مُرَّة ً،
ـلِ خالَطَ فَاهَا وَأرْياً مَشُورَا
تَكَادُ تُنَشّي، وَلَمّا تُذَقْ،
وتغشي المفاصلَ إفتارها
تَدِبّ لَهَا فَتْرَة ٌ في العِظَام،
وتغشي الذّؤابة َ فوّارها
تمززتها في بني قابيا،
وكنتُ على العلمِ مختارها
إذا سمتُ بائعها حقَّهُ
عنفتُ، وأغضبتُ تجارها
مَعي مَنْ كَفَاني غَلاءَ السِّبَا،
وَسَمْعَ القُلُوبِ وَإبْصَارَهَا
إذا عَدّتِ النّفْسُ أقْتَارَهَا
ومسمعتانِ، وصناجة ٌ،
تقلِّبُ بالكفّ أوتارها
وَبَرْبَطُنَا مُعْمَلٌ دَائِمٌ،
فقدْ كادَ يغلبُ إسكارها
وذو تومتينِ وقاقزة ٌ
يعلّ ويسرعُ تكرارها
توفّي ليومٍ وفي ليلة ٍ،
ثَمَانِينَ نَحْسُبُ إسْتَارَهَا(24/1)
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(24/2)
عنوان القصيدة : مَتى تَقْرِنْ أصَمَّ بِحَبْلِ أعْشَى
للشاعر :الأعشى
مَتى تَقْرِنْ أصَمَّ بِحَبْلِ أعْشَى
يَلجّا في الضّلالَة ِ وَالخَسَارِ
فلستُ بمبصرٍ شيئاً يراهُ،
وَلَيْسَ بِسَامِعٍ مِنّي حِوَارِي
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(25/1)
عنوان القصيدة : شاقتكَ منْ قتلة َ أطلالها،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
شاقتكَ منْ قتلة َ أطلالها،
بالشّطّ فالوترِ إلى حاجرِ
فركنِ مهراسٍ إلى ماردٍ،
فقاعِ منفوحة َ ذي الحائرِ
دَارٌ لَهَا غَيّرَ آيَاتِها
كلُّ ملثٍّ صوبهُ زاخرِ
وَقَدْ أرَاهَا وَسْطَ أتْرَابِهَا،
في الحيّ ذي البهجة ِ والسّامرِ
كَدُمْيَة ٍ صُوّرَ مِحْرَابُهَا
بمذهبٍ في مرمرٍ مائرِ
أو بيضة ٍ في الذِّعصِ مكنونة ٍ،
أوْ دُرّة ٍ شِيفَتْ لَدى تَاجِرِ
يشفي غليلَ النّفسِ لاهٍ بها،
حَوْرَاءُ تَسْبي نَظَرَ النّاظِرِ
لَيْسَتْ بِسَوْداءَ وَلا عِنْفِصٍ،
داعرة ٍ تدنو إلى الدّاعرِ
عَبَهْرَة ُ الخَلْقِ، بُلاخِيّة ٌ،
تَشُوبُهُ بِالخُلُقِ الطّاهِرِ
عَهْدي بِهَا في الحَيّ قد سُرْبِلَتْ
هَيْفَاءَ مِثْلَ المُهْرَة ِ الضّامِرِ
قدْ نهدَ الثّديُ على صدرها
في مشرقٍ ذي صبحٍ نائرِ
لوْ أسندتْ ميتاً إلى نحرها،
عَاشَ وَلَمْ يُنْقَلْ إلى قَابِرِ
حتى يقول النّاسُ ممّا رأوا:
يا عجبا للميّتِ النّاشرِ
دعها، فقدْ أعذرتَ في حبها،
واذكرْ خنا علقمة َ الفاخرِ
عَلْقَمَ، لا لَسْتَ إلى عَامِرٍ،
النّاقضِ الأوتارَ والواترِ
وَاللاّبِسِ الخَيْلَ بخَيْلٍ، إذا
ثارَ غبارُ الكبّة ِ الثّائرِ
سدتَ بني الأحوصِ لمْ تعدهم،
وعامرٌ سادَ بني عامرِ
سَادَ وَألْفَى قَوْمَهُ سَادَة ً،
وكابراً سادوكَ عنْ كابرِ
مَا يُجْعَلُ الجُدُّ الظَّنُونُ الّذي
جنّبَ صوبَ اللّجبِ الزّاخرِ
مثلَ الفراتيّ، إذا ما طما
يَقْذِفُ بِالبُوصِيّ وَالمَاهِرِ
إنّ الّذِي فِيهِ تَدَارَيْتُمَا
بينَ للسّامعِ والآثرِ
حكّمتموني، فقضى بينكم
أبلجُ مثلُ القمرِ الباهرِ(26/1)
لا يأخذُ الرّشوة َ في حكمهِ،
وَلا يُبَالي غَبَنَ الخاسِرِ
ولا يرهبُ المنكرِ منكمْ، ولا
يرجوكمُ إلاّ نقى الآصرِ
يا عجبَ الدّهرِ متى سوّياً؟
كَمْ ضَاحكٍ من ذا، وَمن سَاخِرِ
فَاقْنَ حَيَاءً أنْتَ ضَيّعْتَهُ،
مَا لكَ بَعْدَ الشّيبِ مِنْ عَاذِرِ
وَلَسْتَ بِالأكْثَرِ مِنْهُمُ حصى ً،
وَإنّمَا العِزّة ُ لِلْكَاثِرِ
وَلَسْتَ بِالأثْرَيْنِ مِنْ مَالِكٍ،
وَلا أبي بَكْرٍ ذَوِي النّاصِرِ
هُمْ هَامَة ُ الحَيّ، إذَا حُصّلُوا
مِنْ جَعْفَرٍ في السّؤدَدِ القَاهِرِ
أقُولُ لَمّا جَاءَني فَجْرُهُ
مِنْ أُمّة ِ في الزّمَنِ الغَابِرِ
عَلْقَمَ لا تَسْفَهْ وَلا تَجْعَلَنْ
عرضكَ للواردِ والصّادرِ
أُؤوِّلُ الحُكْمَ عَلى وَجْهِهِ،
ليسَ قضائي بالهوى الجائرِ
قدْ قلتُ قولاً، فقضى بينكمْ،
واعترفَ المنفورُ للنّافرِ
كمْ قدْ مضى شعري في مثلهِ
فسارَ لي منْ منطقٍ سائرِ
إنْ تَرْجِعِ الحُكْمَ إلى أهْلِهِ،
فلستَ بالمسني ولا النّائرِ
حَوْلي ذَوُو الآكَالِ مِنْ وَائِلٍ
وَلَسْتَ في الهَيْجَاءِ بِالجَاسِرِ
إنّيَ آلَيْتُ عَلى حَلْفَة ٍ،
وَلَمْ أُقِلْهُ عَثْرَة َ العَاثِرِ
لَيَأتِيَنْهُ مَنْطِقٌ سَائِرٌ،
مُسْتَوثِقٌ للمُسْمِعِ الآثِرِ
عضَّ بما أبقى المواسي لهُ
منْ أمّهِ في الزّمنِ الغابرِ
وَكُنّ قَدْ أبْقَيْنَ مِنْهَا أذى ،
عِنْدَ المَلاقي وَافيَ الشّافِرِ
لا تَحْسَبَنّي عَنْكُمُ غَافِلاً
فلستُ بالواني ولا الفاترِ
واسمعْ، فإنّي طبنٌ عالمٌ،
أقطعُ منْ شقشقة ِ الهادرِ
يُقْسِمُ بِاللهِ لَئِنْ جَاءَهُ
عنّي أذى ً منْ سامعٍ خابرِ
ليجعلنّي سبّة ً بعدها،
جدّعتَ، يا علقمُ، من ناذرِ
أجَذَعاً تُوعِدُني سَادِراً،
لَسْتَ عَلى الأعْدَاءِ بِالقَادِرِ
انْظُرْ إلى كَفٍّ وَأسْرَارِهَا،
هَلْ أنْتَ إنْ أوْعَدْتَني صَابِرِي(26/2)
إني رأيت الحربَ إنْ شمرتْ،
دارتْ بكَ الحربُ معَ الدّائرِ
كَاللّيلِ مِنْ بَادٍ وَمِنْ حَاضِرِ
المطعمو اللّحمِ، إذا ما شتوا،
وَالجَاعِلُو القُوتِ عَلى اليَاسِرِ
مِنْ كُلّ كَوْمَاءَ سَحُوفٍ، إذا
جفتْ منَ اللّحمِ مدى الجازرِ
وَالشّافِعُونَ الجُوعَ عَنْ جارِهِمْ
حَتى يُرَى كَالغُصُنِ النّاضِرِ
كمْ فيهمُ منْ شبطة ٍ خيفقٍ
وَسَابِحٍ ذِي مَيْعَة ٍ ضَابِرِ
زكلَّ جوبٍ مترصٍ صنعهُ،
وصارمٍ ذي رونقٍ باترِ
وكلِّ مرنانٍ لهُ أزملٌ،
وَلَيّنٍ أكْعُبُهُ حَادِرِ
وقدْ أسلّي الهمّ حينَ اعترى ،
بِجَسْرَ ودَوْسَرَة ٍ عَاقِرِ
زَيّافَة ٍ بِالرّحْلِ خَطّارَة ٍ،
تُلْوِي بِشَرْخَي مَيْسَة ٍ قَاتِرِ
شتانَ ما يومي على كورها،
ويومُ حيانَ أخي جابرِ
في مجدلٍ شيّدَ بنيانهُ،
يزلّ عنهُ ظفرُ الطّائرِ
يجمعُ خضراءَ لها سورة ٌ
تَعْصِفُ بِالدّرِعِ وَالحَاسِرِ
باسلة ُ الوقعِ، سرابيلها
بِيضٌ إلى جَانِبِهِ الظّاهِرِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(26/3)
عنوان القصيدة : لعمري لئنْ أمسى من الحيّ شاخصا،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
لعمري لئنْ أمسى من الحيّ شاخصا،
لقدْ نالَ خيصاً من عفيرة َ خائصا
إذا جردتْ يوماً حسبتَ خميصة ً
عَلَيها، وَجِرْيالاً، يُضِيءُ دُلامِصَا
تَقَمّرَها شَيخٌ عِشَاءً، فَأصْبَحَتْ
قُضَاعِيّة ً تَأتي الكَوَاهِنَ نَاشِصَا
فأقْصَدَها سَهْمي، وَقد كان قَبْلَها
لأمثالها منْ نسوة ِ الحيّ قارصا
أتَاني وَعِيدُ الحُوصِ من آلِ جَعفَرٍ،
فيا عبدَ عمروٍ لوْ نهيتَ الأحاوصا
فَقلتُ، وَلمْ أملِكْ: أبَكْرَ بنَ وَائلٍ
مَتى كُنْتُ فَقْعاً نَابِتاً بِقَصَائِصَا
وَقَدْ مَلأتْ بَكْرٌ وَمَنْ لَفّ لَفّهَا
نباكاً فأحواضَ الرَّجا فالنّواعصا
أعلقمُ!قدْ حكّمتني، فوجدتني
بكمْ عالماً على الحكومة ِ غائصا
كِلا أبَوَيْكُمْ كَانَ فَرْعاً دِعَامَة ً،
وَلكِنّهُمْ زَادُوا وَأصْبَحتَ نَاقِصَا
هُمُ الطّرَفُ النّاكُو العَدُوّ، وَأنتُمُ
بقُصْوَى ثَلاثٍ تأكُلُونَ الوَقَائِصَا
تَبِيتونَ في المَشْتَى مِلاءً بُطونُكُمْ،
وجاراتكمْ جوعى يبّنَ خمائصا
يراقبنَ منْ جوعٍ خلالَ مخافة ٍ
نُجُومَ السّمَاءِ العاتِماتِ الغَوَامِصَا
أتوعدني أنْ جاشَ بحرُ ابنِ عمِّكم،
وَبَحرُكَ ساجٍ لا يُوَارِي الدّعَامِصَا
فَلَوْ كُنتُمُ نَخْلاً لكُنْتُمْ جُرَامَة ً،
وَلَوْ كُنْتُمُ نَبْلاً لكُنتُمْ مَعَاقِصَا
رمى بكَ في أخراهمُ ترككَ العلى ،
وَفَضَّلَ أقْوَاماً عَلَيْكَ مَرَاهِصَا
فغضّ جديدَ الأرضِ إنْ كنتَ ساخطاً
بفيكَ وأحجارَ الكلابِ الرّواهصا
فَإنْ تَتّعِدْني، أتّعِدْكَ بمِثْلِهَا،
وَسَوْفَ أزِيدُ البَاقِياتِ القَوَارِصَا
قوافي أمثالاً يوسّعنَ جلدهُ،(27/1)
كما زِدتَ في عرْضِ القميصِ الدّخارِصَا
وَقَدْ كانَ شَيْخَانَا، إذا ما تَلاقَيَا،
عدوّينِ شتّى يرميانِ الفرائصا
وَمَا خِلْتُ أبْقَى بَيْنَنَا مِنْ مَوَدّة ٍ
عِرَاضُ المَذاكي المُسنِفاتِ القَلائصَا
فهلْ أنتمُ إلاّ عبيداً، وإنّما
تعدّونَ خوصاً في الصّديقِ لوامصا
تخامصكمْ عنْ حقكمْ غيرُ طائلٍ
على ساعَة ٍ مَا خِلْتُ فِيها تَخَامُصَا
فإنْ يلقَ قومي قومهُ تربينهمْ
قتالاً وأكسارَ القنا ومداعصا
ألمْ ترَ أنّ العرضَ أصبحَ بطنها
نخيلاً وزرعاً نابتا، وفصافصا
وذا شرفاتٍ يقصرُ الطّيرُ دونهُ،
تَرَى للحَمَامِ الوُرْقِ فيهِ قَرَامِصَا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(27/2)
عنوان القصيدة : وَقَدْ أُغْلِقَتْ حَلَقَاتُ الشّبَابِ،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
وَقَدْ أُغْلِقَتْ حَلَقَاتُ الشّبَابِ،
فأنّى ليَ اليومَ أنْ أستفيصا
فتلكَ التي حرّمتكَ المتاعَ،
وأوردتْ بقلبكَ إلاّ شقيصا
وَإنّكَ لَوْ سِرْتَ عُمْرَ الفَتى ،
لتلقى لها شبهاً أو تغوصا
رجعتَ لما رمتَ مستحسناً،
تَرَى للكَوَاعِبِ كَهْراً وَبِيصَا
فإنْ كنتَ منْ ودها يائساً،
وَأجْمَعْتَ مِنْهَا بِحَجٍّ قَلُوصَا
فقرّبْ لرحلكَ جلذيّة ً،
هبوبَ السُّرى لا تملّ النّصيصا
يشبّهها صحبتي موهناً،
إذا مَا اسْتَتَبّتْ، أتَاناً نَحُوصَا
إلَيْكَ ابنَ جَفْنَة َ مِنْ شُقّة ٍ،
دأبتُ السُّرى ، وحسرتُ القلوصا
تشكّى إليّ فلمْ أشكها
مَنَاسِمَ تَدمَى وَخُفّاً رَهِيصَا
يراكَ الأعادي على رغمتهمْ،
تَحُلّ عَلَيْهِمْ مَحَلاًّ عَوِيصَا
كحيّة ِ سلعٍ منَ القاتلاتِ،
تَقُدّ الصّرَامَة ُ عَنْكَ القَمِيصَا
إذا ما بدا بدوة ً للعيونِ،
تَذَكّرَ ذُو الضِّغْنِ مِنْهُ المَحيصَا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(28/1)
عنوان القصيدة : أعلقمُ قدْ صيرتني الأمورُ
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
أعلقمُ قدْ صيرتني الأمورُ
إلَيْكَ، وَمَا كَانَ لي مَنْكَصُ
كساكمْ علاثة ُ أثوابهُ،
وَوَرّثَكُمْ مَجْدَهُ الأحْوَصُ
وَكُلُّ أُنَاسٍ، وَإنْ أَفْحَلوا،
إذا عَايَنُوا فَحْلَكُمْ بَصْبَصُوا
وإنْ فحصَ النّاسُ عنْ سيدٍ،
فَسَيّدُكُمْ عَنْهُ لا يُفْحَصُ
فهلْ تنكرُ الشّمسُ في ضوئها،
أوِ القَمَرُ البَاهِرُ المُبْرِصُ
فَهَبْ لي ذُنُوبي فَدَتْكَ النّفُوسُ،
ولا زلتَ تنمي، ولا تنقصُ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(29/1)
عنوان القصيدة : كَانَتْ وَصَاة ٌ وَحاجاتٌ لَنا كَفَفُ،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
كَانَتْ وَصَاة ٌ وَحاجاتٌ لَنا كَفَفُ،
لوْ أنّ صحبكَ إذْ ناديتهم وقفوا
عَلى هُرَيْرَة َ إذْ قَامَتْ تُوَدّعُنَا،
وقدْ أتى منْ إطارٍ دونها شرفُ
أحببتْ بها خلّة ً لوْ أنّها وقفتْ،
وقدْ تزيلُ الحبيبَ النّيّة ُِ القذفُ
إنّ الأعَزّ أبَانَا كَانَ قَالَ لَنَا:
أوصيكمُ بثلاثٍ، إنّني تلفُ
الضّيْفُ أُوصِيكُمُ بالضّيْفِ، إنّ لَهُ
حَقّاً عليّ، فَأُعْطِيهِ وَأعْتَرِفُ
وَالجَارُ أُوصِيكُمُ بِالجَارِ، إنّ لَهُ
يوماً منَ الدّهرِ يثنيهِ، فينصرفُ
وَقاتِلوا القَوْمَ، إنّ القَتْلَ مَكْرُمَة ٌ،
إذا تلوّى بكفّ المعصمِ العوفُ
إنّ الرّبَابَ، وَحَيّاً مِنْ بَني أسَدٍ،
مِنهُمْ بَقِيرٌ وَمِنهُمْ سَارِبٌ سَلَفُ
قَدْ صَادَفُوا عُصْبَة ً مِنّا، وَسَيّدَنا،
كُلٌّ يُؤمّلُ قُنْيَاناً، وَيَطّرِفُ
قلنا الصّلاحَ فقالوا لا نصالحكمْ،
أهلُ النُّبوكِ وعيرٌ فوقها الخصفُ
لَسْنَا بِعِيرٍ، وَبَيْتِ اللهِ، مَائِرَة ٍ،
إلاّ عَلَيْها دُرُوعُ القَوْمِ، وَالزَّغَفُ
لمّا التَقَيْنَا كَشَفْنَا عَنْ جَماجِمِنا
ليعلموا أنّنا بكرٌ، فينصرفوا
قَالُوا البقِيّة َ، وَالهِنْدِيُّ يَحصُدُهم،
وَلا بَقِيّة َ إلاّ النّارُ، فَانْكَشَفُوا
هلْ سرّ حنقطَ أنّ القومَ صالحهمْ
أبو شريحٍ ولمْ يوجدْ لهُ خلفُ
قَدْ آبَ جَارَتَهَا الحَسْنَاءَ قَيّمُها
رَكْضاً، وَآبَ إلَيها الثّكْلُ وَالتّلَفُ
وجندُ كسرى غداة َ الحنوِ صبحهمْ
مِنّا كَتائبُ تُزْجي المَوْتَ فانصَرَفُوا
جحاجحٌ، وبنو ملكٍ غطارفة ٌ
من الأعاجمِ، في آذانها النُّطفُ
إذا أمَالُوا إلى النُّشّابِ أيْدِيَهُمْ،(30/1)
مِلنا ببِيضٍ، فظَلّ الهَامُ يُختَطَفُ
وَخَيلُ بَكْرٍ فَما تَنفَكّ تَطحَنُهمْ
حتى تولوا، وكادَ اليومُ ينتصفُ
لَوْ أنّ كُلّ مَعَدٍّ كانَ شارَكَنَا
في يومِ ذي قارَ ما أخطاهمُ الشّرفُ
لمّا أتَوْنَا، كَأنّ اللّيْلَ يَقْدُمُهُمْ،
مُطَبِّقَ الأرض يَغشاها بهِمْ سَدَفُ
وظعننا خلفنا كحلاً مدامعها،
أكْبَادُها وُجُفٌ، مِمّا تَرَى تجِفُ
حواسرٌ عنْ خدودٍ عاينتْ عبراً،
ولا حها وعلاها غبرة ٌ كسفُ
مِن كُلّ مَرْجانَة ٍ في البَحرِ أخْرَجَها
غَوّاصُهَا وَوَقَاهَا طِينَهَا الصّدَفُ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(30/2)
عنوان القصيدة : بانَتْ سُعادُ وَأمْسَى حَبلُها انقطَعَا،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
بانَتْ سُعادُ وَأمْسَى حَبلُها انقطَعَا،
واحتلتِ الغمرَ فالجدّينِ فالفرعا
وأنكرتني وما كانَ الذي نكرتْ
مِنَ الحَوَادِثِ إلاّ الشّيبَ وَالصَّلَعَا
قَدْ يَترُكُ الدّهْرُ في خَلْقَاءَ رَاسية ٍ
وَهْياً وَيُنزِلُ مِنها الأعصَمَ الصَّدَعَا
بانَتْ وَقَد أسأرَتْ في النّفسِ حاجتَها
بعدَ ائتلافٍ، وخيرُ الودّ ما نفعا
وَقَدْ أرَانَا طِلاباً هَمَّ صَاحِبِهِ،
لوْ أنّ شيئاً إذا ما فاتنا رجعا
تَعْصِي الوُشَاة َ وَكَانَ الحُبُّ آوِنَة ً
مِمّا يُزَيِّنُ لِلْمَشْغُوفِ مَا صَنَعَا
وَكَانَ شَيءٌ إلى شَيْءٍ، فَفَرّقَهُ
دَهْرٌ يَعُودُ على تَشتِيتِ مَا جَمَعَا
وما طلابكَ شيئاً لستُ مدركهُ،
إنْ كانَ عَنكَ غُرَابُ الجهل قد وَقعَا
تقولُ بنّي، وقد قرّبتُ مرتحلاً:
ياربّ جنّبْ أبي الأوصابَ والوجعا
واستشفعتْ من سراة ِ الحيّ ذا شرفٍ،
فَقَدْ عَصَاها أبُوها وَالّذي شَفَعَا
مَهْلاً بُنيّ، فَإنّ المَرْءَ يَبْعَثُهُ
هَمُّ، إذا خالَطَ الحَيْزُومَ وَالضِّلَعَا
عليكِ مثلُ الذي صلّيتِ فاغتمضي
يوماً فإنّ لجنبِ المرءِ مضطجعا
وَاستَخبرِي قافلَ الرّكبانِ وَانتَظرِي
أوبَ المسافرِ، إنْ ريثاً وإنْ سرعا
كُوني كمِثْلِ التي إذْ غَابَ وَافِدُهَا
أهدتْ لهُ منْ بعيدٍ نظرة ً جزعا
وَلا تَكُوني كَمنْ لا يَرْتَجي أوْبَة ً
لذي اغترابٍ ولا يرجو لهُ رجعا
مَا نَظَرَتْ ذاتُ أشْفَارٍ كَنَظْرَتِهَا
حَقّاً كمَا صَدَقَ الذّئْبيُّ إذْ سَجَعَا
إذْ نظرتْ نظرة ً ليستْ بكاذبة ٍ،
إذْ يَرْفَعُ الآلُ رَأس الكَلبِ فارْتفعَا
وقلبتْ مقلة ً ليستْ بمقرفة ٍ،(31/1)
إنْسَانَ عَيْنِ وَمُؤقاً لمْ يكُنْ قَمعَا
قَالَتْ: أرَى رَجُلاً في كَفّهِ كَتِفٌ
أوْ يخصفُ النّعلَ لهفي أية ً صنعا
فكَذّبُوها بمَا قالَتْ، فَصَبّحَهُمْ
ذو آلِ حسّانَ يزجي الموتَ والشِّرعا
فاستَنزَلوا أهلَ جَوٍّ مِن مَساكِنهِم،
وَهَدّمُوا شَاخِصَ البُنْيانِ فاتّضَعَا
وبلدة ٍ يرهبُ الجوّابُ دلجتها،
حتى تراهُ عليها يبتغي الشّيعا
لا يَسْمَعُ المَرْءُ فِيهَا مَا يُؤنّسُهُ
باللّيلِ إبلاّ نئيمَ البومِ والضُّوعا
كَلّفتُ مَجهولهَا نَفسِي وَشايَعَني
همّي عليها، إذا ما آلها لمعا
بذاتِ لوثٍ عفرناة ٍ، إذا عثرتْ،
فالتَّعْسُ أدْنَى لها مِن أنْ أقولَ لَعَا
تَلوِي بعِذقِ خِصَابٍ كُلّما خَطَرَتْ
عنْ فرجِ معوقة ٍ لمْ تتّبعْ ربعا
تَخَالُ حَتْماً عَلَيها كُلّمَا ضَمَرَتْ
منَ الكلالِ، بأنْ تستوفي النِّسعا
كَأنّهَا بَعْدَمَا أفْضَى النّجادُ بِهَا
بالشّيّطَيْنِ، مَهَاة ٌ تَبْتَغي ذَرَعَا
أهوى لها ضابئٌ في الأرضِ مفتحصٌ
للّحمِ قدماً خفيُّ الشخص قد خشعا
فظَلّ يَخدَعُها عن نَفسِ وَاحِدِها
في أرْضِ فَيْءٍ بِفعلٍ مِثلُهُ خَدَعَا
حَانَتْ ليَفْجَعَهَا بابْنٍ وَتُطَعِمَهُ
لحماً، فقدْ أطعمتْ لحماً، وقد فجعا
فَظَلّ يَأكُلُ مِنْها وَهيَ رَاتِعَة ٌ
حدّ النّهارِ تراعي ثيرة ً رتعا
حتى إذا فيقة ٌ في ضرعها اجتمعتْ
جاءتْ لتُرْضعَ شِقّ النّفسِ لوْ رَضَعَا
عَجْلاً إلى المَعهَدِ الأدنَى ففاجأهَا
أقطاعُ مسكٍ وسافتْ من دمٍ دفعا
فَانصَرَفَتْ فَاقِداً ثَكْلَى على حَزَنٍ،
كلٌّ دهاها وكلٌّ عندها اجتمعا
وذاكَ أنْ غفلتْ عنهُ وما شعرتْ
أنّ المنيّة َ يوماً أرسلتْ سبعا
حتى إذا ذَرّ قَرْنُ الشّمْسِ صَبّحَهَا
ذؤالُ نبهانَ يبغي صحبهُ المتعا
بأكلبٍ كسراعِ النَّيلِ ضاربة ٍ،
ترى منَ القدّ في أعناقها قطعا
فتلكَ لمْ تتركْ منْ خلفها شبهاً(31/2)
إلاّ الدّوَابِرَ وَالأظْلافَ وَالزَّمَعَا
أنْضَيْتُهَا بَعْدَمَا طَالَ الهِبَابُ بها،
تَؤمّ هَوْذَة َ لا نِكْساً وَلا وَرَعَا
يا هَوْذَ إنّكَ من قَوْمٍ ذَوِي حَسَبٍ،
لا يَفْشَلُونَ إذا مَا آنَسُوا فَزَعَا
همُ الخَضَارِمُ إنْ غابوا وَإنْ شَهِدوا،
ولا يرونَ إلى جاراتهمْ خنعا
قَوْمٌ بُيُوتُهُمُ أمْنٌ لِجَارِهِمُ،
يَوْماً إذا ضَمّتِ المَحْضُورَة ُ الفَزَعَا
وهمْ إذا الحربُ أبدتْ عن نواجذها
مثلُ اللّيوثِ وسمٍّ عاتقِ نفعا
غَيْثُ الأرَامِلِ وَالأيْتَامِ كُلّهِمُ،
لمْ تَطْلُعِ الشّمْسُ إلاّ ضرّ أو نَفَعَا
يا هَوْذُ يا خَيرَ من يَمْشِي على قَدَمٍ،
إذا تَعَصّبَ فَوْقَ التّاجِ أوْ وَضَعَا
لَهُ أكَالِيلُ بِاليَاقُوتِ زَيّنَهَا
صوّاغها لا ترى عيباً، ولا طبعا
وَكُلُّ زَوْجٍ مِنَ الدّيباجِ يَلْبَسُهُ
أبو قدامة َ محبواً بذاكَ معا
لمْ ينقضِ الشّيبُ منهُ ما يقالُ لهُ،
وَقَدْ تجَاوَزَ عَنْهُ الجَهلُ فانْقَشَعَا
أغرُّ أبلجُ يستسقى الغمامُ بهِ،
لوْ صَارَعَ النّاسَ عن أحلامهمْ صرَعَا
قَدْ حَمّلُوهُ فتيّ السّنّ مَا حَمَلَتْ
ساداتُهُمْ فأطاقَ الحِملَ وَاضْطلَعَا
وجربوهُ فما زادتْ تجاربهمْ
أبَا قُدَامَة َ، إلاّ الحَزْمَ والفَنَعَا
منْ يرَ هوذة َ أوْ يحللْ بساحتهِ،
يَكُنْ لِهَوْذَة َ فِيمَا نَابَهُ تَبَعَا
تَلْقَى لَهُ سَادَة َ الأقْوَامِ تَابِعَة ً،
كلٌّ سَيَرْضَى بأنْ يُرْعَى لهُ تَبَعَا
بحرَ المواهبِ للورّادِ والشَّرعا
يرعى إلى قولِ ساداتِ الرّجالِ إذا
أبْدَوْا لَهُ الحَزْمَ أوْ ما شاءَهُ ابتدَعَا
وما مجاورُ هيتٍ إنْ عرضتَ لهُ
قد كانَ يسمو إلى الجرفينِ واطلعا
يَجِيشُ طُوفانُهُ إذْ عَبّ مُحْتَفِلاً
يَكَادُ يَعْلو رُبَى الجُرْفَينِ مُطّلِعَا
طابَتْ لهُ الرّيحُ، فامتَدّتْ غَوَارِبُهُ،
-(31/3)
يَوْماً بِأجْوَدَ مِنْهُ حِينَ تَسْألُهُ،
إذْ ضنّذ والمالِ بالإعطاءِ أو خدعا
سائلْ تميماً بهِ أيّامَ صفقتهم،
لَمّا أتَوْهُ أسَارَى كُلّهُمْ ضَرَعَا
وَسْطَ المُشَقَّرِ في عَيْطَاءَ مُظْلِمَة ٍ،
لا يستطيعونَ فيها ثمّ ممتنعا
لوْ أطعموا المنّ والسّلوى مكانهمُ،
ما أبصرَ النّاسُ طعماً فيهمُ نجعا
بظُلْمِهِمْ، بِنطاعِ المَلْكَ ضَاحية ً،
فقد حَسَوْا بعدُ من أنفاسهمْ جُرَعَا
أصَابَهُمْ مِنْ عِقابِ المَلكِ طائِفَة ٌ،
كُلُّ تَمِيمٍ بِمَا في نَفْسِهِ جُدِعَا
فَقالَ للمَلْكِ: سَرّحْ مِنهُمُ مائَة ً،
رِسْلاً من القَوْلِ مخْفوضاً وَما رَفَعَا
ففكّ عنْ مائة ٍ منهمْ وثاقهمُ،
فأصبحوا كلّهمْ منْ غلّة ِ خلعا
بهمْ تقرّبَ يومْ الفصيحِ ضاحية ً،
يرجو الإلهَ بما سدّى وما صنعا
وَمَا أرَادَ بهَا نُعْمَى يُثَابُ بِهَا،
إنْ قالَ كلمة َ معروفٍ بها نفعا
فلا يرونَ بذاكمْ نعمة ً سبقتْ،
إنْ قالَ قائلها حقاً بها وسعى
لا يَرْقَعُ النّاسُ ما أوْهى وَإنْ جَهَدوا
طولَ الحياة ِ، ولا يوهونَ ما رقعا
لَمّا يُرِدْ مِنْ جَمِيعٍ بَعْدُ فَرّقَهُ،
وَما يُرِدْ بَعدُ من ذي فُرْقة ٍ جَمَعَا
قَد نالَ أهْلَ شَبامٍ فَضْلُ سُؤدَدِهِ
إلى المدائنِ خاضَ الموتَ وادّرعا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(31/4)
عنوان القصيدة : أذِنَ اليَوْمَ جِيرَتي بِحُفُوفِ،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
أذِنَ اليَوْمَ جِيرَتي بِحُفُوفِ،
صرموا حبلَ آلفٍ مألوفِ
واستقلتْ على الجمالِ حدوجٌ،
كلّها فوقَ بازلٍ موقوفِ
مِنْ كُرَاتٍ، وَطَرْفُهُنّ سُجُوٌّ،
نظرَ الأدامِ منْ ظباءِ الخريفِ
خاشعاتٍ يظهرنَ أكسية َ الخـ
زّ، وَيُبْطِنّ دُونَهَا بِشُفُوفِ
وحثثنَ الجمالَ يسكهنَ بالبا
غِزِ، وَالأرْجُوَانِ خَمْلَ القَطِيفِ
مِنْ هَوَاهُنّ يَتّبِعْنَ نَوَاهُـ
ـنّ، فقلي بهنّ كالمشغوفِ
بلعوبٍ معَ الضّجيعِ، إذا ما
سَهِرَتْ بِالعِشَاءِ، غَيرِ أسُوفِ
وَلَقَدْ أُحْزِمُ اللُّبَانَة َ أهْلي،
تِ لا جَهْمَة ٍ وَلا عُلْفُوفِ
ولقدْ ساءها البياضُ، فلطّتْ
بِحِجَابٍ مِنْ دُونِنَا مَسْدُوفِ
فَاعْرِفي لِلْمَشِيبِ، إذْ شَمِلَ الرَّأ
سَ، فَإنّ الشّبَابَ غَيرُ حَلِيفِ
ودعِ الذّكرَ منْ عشائي، فما يدْ
رِيكَ مَا قُوّتي وَمَا تَصْرِيفي
وَصَحِبْنَا مِنْ آلِ جَفْنَة َ أمْلا
كاً كراماً بالشّامِ ذاتِ الرّفيفِ
وَبَني المُنْذِرِ الأشَاهِبِ بِالحِيـ
رة ِ، يمشونَ، غدوة ً، كالسّيوف ِ
وَجُلُنْدَاءَ في عُمَانَ مُقِيماً،
ثمّ قَيْساً في حَضْرَمَوْتَ المُنِيفِ
قاعداً حولهُ النّدامى ، فما ينـ
ـفكّ يؤتى بموكرٍ مجدوفِ
وَصَدُوحٍ، إذا يُهَيّجُهَا الشَّرْ
بُ، ترقتْ في مزهرٍ مندوفِ
بينما المرءُ كالرُّدينيّ ذي الجبّـ
ـِة سواهُ مصلحُ التَّثقيفِ
أوْ إنَاءِ النُّضَارِ لاحَمَهُ القَيْـ
ـنُ، وَدَارَى صُدُوعَهُ بِالكَتِيفِ
ردّهُ دهرهُ المضلَّلُ حتّى
عَادَ مِنْ بَعْدِ مَشْيِهِ للدّلِيفِ
وَعَسِيرٍ مِنَ النّوَاعِجِ أدْمَا
ءَ مروحٍ، بعدَ الكلالِ، رجوفِ(32/1)
قَدْ تَعَلَلْتُهَا، عَلى نَكَظِ المَيْـ
ـطِ، فتأتي على المكانِ المخوفِ
ولقدْ أحزمُ اللّبابة َ أهلي،
وأعدّيهمُ لأمرٍ قذيفِ
بِشُجَاعِ الجَنَانِ، يَحْتَفِرُ الظّلْـ
مَاءَ، مَاضٍ عَلى البِلادِ خَشُوفِ
مستقلٍّ بارِّدفِ ما يجعلُ الجـ
رّة َ بعدَ الإدلاجِ غيرَ الصّريفِ
ثمّ يضحي منْ فورهِ ذا هبابٍ
يَسْتَطِيرُ الحَصَى بِخُفٍّ كَثِيفِ
إنْ وَضَعْنَا عَنْهُ بِبَيْدَاءَ قَفْرٍ،
أوْ قرنا ذراعهُ بوظيفِ
لمْ أخَلْ أنّ ذَاكَ يَرْدَعُ مِنْهُ،
دُونَ ثَنْيِ الزّمَامِ تَحْتَ الصَّلِيفِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(32/2)
عنوان القصيدة : أرقتُ وخما هذا السُّهادُ المؤرِّقُ،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
أرقتُ وخما هذا السُّهادُ المؤرِّقُ،
وما بيَ منْ سقمٍ وما بيَ معشقُ
وَلَكِنْ أرَاني لا أزَالُ بِحَادِثٍ،
أغادى بمات لمْ يمسِ عندي وأطرقُ
فإنْ يمسِ عندي الشّيبُ والهمّ والعشى
فَقَدْ بِنّ مِنّي، وَالسِّلامُ تُفَلَّقُ
بأشجعَ أخاذٍ على الدّهرِ حكمهُ،
فمِنْ أيّ ما تَجني الحَوَادثُ أفرَقُ
فما أنتَ إنْ دامتْ عليكَ بخالدٍ
كمَا لمْ يُخَلَّدْ قَبْلُ سَاسَا وَمُورَقُ
وَكِسرَى شَهِنشاهُ الذي سَارَ مُلكُهُ
لَهُ ما اشتَهَى رَاحٌ عَتِيقٌ وَزَنْبَقُ
ولا عاديا لمْ يمنعِ الموتَ مالهُ،
وردٌ بتيماءَ اليهوديّ أبلقُ
بناهُ سليمانُ بنُ داودَ حقبة ً،
لَهُ أزَجٌ عَالٍ وَطيٌّ مُوَثَّقُ
يُوَازِي كُبَيْدَاءَ السّمَاءِ وَدُونَهُ
بلاطٌ وداراتٌ وكلسٌ وخندقُ
لهُ درمكٌ في رأسهِ، ومشاربٌ،
وَمِسْكٌ وَرَيْحَانٌ وَرَاحٌ تُصَفَّقُ
وحورٌ كأمثالِ الدُّمى ، ومناصفٌ،
وَقِدْرٌ وَطَبّاخٌ، وَصَاعٌ وَدَيسَقُ
فذاكَ ولمْ يعجزْ منَ الموتِ ربَّهُ،
وَلَكِنْ أتَاهُ المَوْتُ لا يَتَأبّقُ
وَلا المَلِكُ النُّعْمَانُ يَوْمَ لَقِيتَهُ
بِإمّتِهِ يُعْطِي القُطُوط وَيَأفِقُ
ويجبى إليهِ السّيلحونَ، ودونها
صَرِيفُونَ في أنْهَارِهَا وَالخَوَرْنَقُ
وَيَقْسِمُ أمْرَ النّاسِ يَوْماً وَلَيْلَة ً،
وَهُمْ سَاكِتُونَ، وَالمَنِيّة ُ تَنطِقُ
ويأمرُ لليحمومِ كلَّ عشية ٍ
بقتٍّ، وتعليقٍ، وقد كادَ يسنقُ
يعالى عليهِ الجلّ كلَّ عشيّة ٍ،
وَيُرْفَعُ نُقْلاً بِالضّحَى وَيُعَرَّقُ
فذاكَ، وما أنجى منَ الموتِ ربَّه
بساباطَ، حتى ماتَ وهوَ محزرقُ(33/1)
وَقَدْ أقْطَعُ اليَوْمَ الطّوِيلَ بفِتْيَة ٍ
مَسَاميحَ، تُسقى ، وَالخِباءُ مُرَوَّقُ
وَرَادِعَة ٍ بِالمِسْكِ صَفْرَاءَ عِنْدَنَا
لجَسّ الندامى في يَدِ الدّرْعِ مَفتَقُ
إذا قُلتُ غَنّي الشَّرْبَ قامَتْ بمِزْهَرٍ
يكادُ إذا دراتْ لهُ الكفُّ ينطقُ
وشاوٍ إذا شئنا كميشٌ بمسعرٍ،
وَصَهْبَاءُ مِزْبَادٌ، إذا ما تُصَفَّقُ
تُرِيكَ القَذَى منْ دُونِها وهيَ دونه،
إذا ذاقها منْ ذاقها يتمطّقُ
وَظَلّتْ شَعِيبٌ غَرْبَة ُ المَاءِ عندَنا،
وَأسْحَمُ مَمْلُوءٌ مِنَ الرّاحِ مُتأقُ
وَخَرْقٍ مَخوفٍ قدْ قَطَعتُ بجَسرَة ٍ،
إذا خبّ آلٌ فوقهُ يترقرقُ
هي الصّحبُ الأدنى وبيني وبينها
مجوفٌ علافيٌّ، وقطعٌ ونمرقُ
وَتُصْبحُ مِنْ غِبّ السُّرَى ، وَكَأنّما
ألمّ بهَا مِنْ طَائِفِ الجِنّ أوْلَقُ
منَ الجاهلِ العرّيضِ يهدي لي الخنا،
وذلكَ ممّا يبتريني ويعرقُ
فما أنا عمّا تعملونَ بجاهلٍ،
ولا بشباة ٍ جهلهُ يتدفّقُ
نهارُ شراحيل بنِ طودٍ يريبني،
وليلُ أبي ليلى أمرُّ وأعلقُ
وَمَا كُنتُ شاحِرْدا وَلكِنْ حَسِبتُني
إذا مسحلٌ سدّى ليَ القولَ أنطقُ
شَرِيكَانِ فيما بَيْنَنا مِنْ هَوَادَة ٍ،
صفيّانِ جنِّيٌّ، وإنسٌ موفَّقُ
يَقُولُ، فَلا أعْيَا لشَيءٍ أقُولُهُ،
كفاني لا عيٌّ، ولا هوَ أخرقُ
جماعُ الهوى في الرّشدِ أدنى إلى التقى ،
وتركُ الهوى في الغيّ أنجى وأوفقُ
إذا حَاجَة ٌ وَلّتْكَ لا تَسْتَطِيعُهَا،
فَخُذْ طَرَفاً من غَيرِها حينَ تَسبِقُ
فَذَلِكَ أدْنَى أنْ تَنَالَ جَسِيمَها،
وللقصدُ أبقى في المسيرِ وألحقُ
أتَزْعُمُ لِلأكْفَاءِ مَا أنْتَ أهْلُهُ،
وَتَختالُ إذْ جارُ ابنِ عَمّك مُرْهَقُ
وَأحْمَدتَ أنْ ألحَقتَ بالأمسِ صِرْمة ً
لهَا غُدُرَاتٌ، وَاللّوَاحِقُ تَلْحَقُ
فَيَفْجَعْنَ ذا المَالِ الكَثِيرِ بمَالِهِ،
وَطَوْراً يُقَنّينَ الضّرِيكَ، فيَلحقُ(33/2)
أبَا مِسمَعٍ سَارَ الذي قَدْ صَنَعْتُمُ،
فَأنْجَدَ أقْوَامٌ بِذَاكَ وَأعْرَقُوا
وإنّ عتاقَ العيسِ سوفَ يزوركم
ثناءٌ، على أعجازهنّ، معلَّقُ
به تنفضُ الأحلاسُ في كلّ منزلٍ،
وتعقدُ أطرافُ الحبالِ، وتطلقُ
نهَيتُكُمُ عَن جَهلِكمْ وَنَصرْتكُمْ
عَلى ظُلمِكُمْ، وَالحازِمُ الرّأيِ أشفقُ
وأنذرتكمْ قوماً لكمْ تظلمونهمْ
كراماً فإنْ لا ينفدِ العيشُ تلتقوا
وكمْ دونَ ليلى منْ عدوٍ وبلدة ٍ
وَسَهبٍ بهِ مُستَوْضِحُ الآلِ يَبرُقُ
وأصفرَ كالحنّاءِ طامٍ جمامهُ،
إذا ذاقهُ مستعذبُ الماءِ يبصقُ
وَإنّ امْرَأً أسْرَى إلَيْكِ، وَدُونَهُ
فَيَافٍ تَنُوفاتٌ، وَبَيْداءُ خَيْفَقُ
لمَحْقُوقَة ٌ أنْ تَسْتَجيبي لِصَوْتِهِ،
وأنْ تعلمي أنّ المعانَ موفَّقُ
وَلا بُدّ مِنْ جَارٍ يُجِيزُ سَبِيلَهَا،
كمَا جَوّزَ السّكّيَّ في البابِ فَيْتَقُ
لَعَمرِي، لَقد لاحَتْ عُيُونٌ كَثيرَة ٌ
إلى ضَوءِ نَارٍ في يَفَاعٍ تُحَرَّقُ
تُشَبّ لمَقْرُورَيْنِ يَصْطَلِيَانِهَا،
وَبَاتَ عَلى النّارِ النّدَى وَالمُحَلَّقُ
رضيعيْ لبانٍ ثديَ أمًّ تحالفا،
بِأسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نَتَفَرّقُ
يداكَ يدا صدقٍ فكفٌّ مفيدة ٌ،
وأخرى ، إذا ما ضنّ بالزّادِ، تنفقُ
ترَى الجُودَ يَجرِي ظاهراً فوْقَ وَجهه
كمَا زَانَ مَتنَ الهِندُوَانيّ رَوْنَقُ
وأما إذا ما أوّبَ المحلُ سرحهمْ،
ولاحَ لهمْ منَ العشيّاتِ سملقُ
نَفَى الذّمَّ عَنْ آلِ المُحَلَّقِ جَفنَة ٌ
كَجابيَة ِ الشّيْخِ العِرَاقيّ تَفْهَقُ
يَرُوحُ فَتى صِدْقٍ، وَيَغْدُو عَلَيهمُ
بمِلْءِ جِفَانٍ مِنْ سَدِيفٍ يُدَفَّقُ
وَعَادَ فَتى صِدْقٍ عَلَيْهِمْ بجَفنَة ٍ
وسَوْداءَ لأياً بِالمَزَادَة ِ تُمْرَقُ
ترى القومَ فيها شارعينَ ودونهمْ
من القَوْمِ وِلدانٌ من النّسلِ دَرْدَقُ
طويلُ اليدينِ، رهطهُ غيرُ ثنية ٍ،(33/3)
أشمُّ كريمٌ جارهُ لا يرهَّقُ
كذلكَ فافعلْ ما حييتَ إليهمً،
وَأقْدِمْ إذا ما أعيُنُ النّاسِ تَبْرَقُ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(33/4)
عنوان القصيدة : أصَرَمْتَ حَبْلَكَ مِنْ لَمِيـ
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
أصَرَمْتَ حَبْلَكَ مِنْ لَمِيـ
سَ اليومَ أمْ طالَ اجتنابهْ
وَلَقَدْ طَرَقْتُ الحَيّ بَعْـ
ـدَ النّومِ، تنبحني كلابهْ
بمُشَذّبٍ كالجِذْعِ، صَا
كَ عَلى تَرَائِبِهِ خِضَابُهْ
سلسٍ مقلَّدهُ،أسيـ
ـلٍ خدُّهُ، مرعٍ جنابهْ
في عاربٍ وسميِّ شهـ
ـرٍ، لَنْ يُعَزِّبَني مَصَابُهْ
حَطّتْ لَهُ رِيح كَمَا
حُطّتْ إلى مَلِكٍ عِيَابُهْ
وَلَقَدْ أطَفْتُ بِحَاضِرٍ،
حتّى إذا عسلتْ ذئابهْ
وصغا قميرٌ، كانَ يمـ
ـنَعُ بَعْضَ بِغْيَة ٍ ارْتِقَابُهْ
أقْبَلْت أمْشِي مِشْيَة َ الْـ
ـخشيانِ مزوراً جنابهْ
وَإذا غَزَالٌ أحْوَرُ الْـ
ـعينينِ يعجبني لعابهْ
حسنٌ مقلَّدُ حليهِ،
والنّحرُ طيبة ٌ ملابهْ
غَرّاءُ تَبْهَجُ زَوْلَهُ،
والكفُّ زينها خضابهْ
لَعَبَرْتُهُ سَبْحاً، وَلَوْ
غمرتْ معَ الطَّرفاءِ غابهْ
وَلَوَ أنّ دُونَ لِقَائِهَا
جَبَلاً مُزَلِّقَة ً هِضَابُهْ
لَنَظَرْتُ أنّى مُرْتَقَا
ه،وَخَيرُ مَسْلَكِهِ عِقَابُهْ
لأتَيْتُهَا، إنّ المُحِـ
ـبّ مُكَلَّفٌ، دَنِسٌ ثيابُهْ
وَلَوَ انّ دُونَ لِقَائِهَا
ذَا لِبْدَة ٍ كَالزُّجّ نَابُهْ
لأتَيْتُهُ بِالسّيْفِ أمْـ
شي، لا أهدّ ولا أهابهْ
وليَ ابنُ عمٍّ ما يزا
لُ لشعرهِ خبباً ركابهْ
سَحّاً وَسَاحِيَة ً، وَعَمّـ
ـا سَاعَة ٍ ذَلِقَتْ ضِبَابُهْ
ما بالُ منْ قد كانَ حظّ
ي منْ نصيحتهِ اغتيابهْ
يُزْجي عَقَارِبَ قَوْلِهِ،
لمَّا رَأى أنّي أهَابُهْ
يَا مَنْ يَرَى رَيْمَانَ أمْـ
سى َ خاوياً خرباً كعابهْ
أمْسَى الثّعَالِبُ أهْلَهُ،
بَعْدَ الّذِينَ هُمُ مَآبُهْ
منْ سوقة ٍ حكمٍ، ومنْ(34/1)
ملكٍ يعدّ لهُ ثوابهْ
بكرتْ عليهِ الفرسُ بعـ
ـدَ الحبشِ هدّ بابهْ
فَتَرَاهُ مَهْدُومَ الأعَاـ
لي، وَهْوَ مَسْحُولٌ ترَابُهْ
ولقدْ أراهُ بغبطة ٍ
في العَيْشِ مُخْضَرّاً جَنَابُهْ
فَخَوَى وَمَا مِنْ ذِي شَبَا
بٍ دائِمٍ أبَداً شَبَابُهْ
بلْ ترى برقاً على الـ
ـجَبَلَينِ يُعْجِبُني انجِيابُهْ
مِنْ سَاقِطِ الأكْنَافِ، ذِي
زَجَلٍ أرَبَّ بِهِ سَحَابُهْ
مِثْلِ النّعَامِ مُعَلَّقاً
لمّا دنا قرداً ربابهْ
ولقدْ شهدتُ التّاجرَ الـ
ـأمانَ موروداً شرابهْ
فإذا تُحَاسِبُهُ النّدَا
-
بِالْبَازِلِ الكَوْمَاءِ يَتْـ
ـبعها الّذي قد شقّ نابهْ
ولقدْ شهدتُ الجيشً تخـ
ـفقُ فوقَ سيّدهمْ عقابهْ
فَأصَبْتُ مِنْ غَيْرِ الّذِي
غَنِمُوا إذِ اقْتُسِمَتْ نِهَابُهْ
عنِ ابنِ كبشة َ ما معابهْ
إنّ الرزيئة َ مثلُ حبـ
وة َ يومَ فارقهُ صحابهْ
بادَ العتادُ، وفاحَ ريـ
ـحُ المسكِ، إذْ هجمتْ قبابهْ
مَنْ ذَا يُبَلّغُني رَبِيـ
ـعَة َ، ثُمّ لا يُنْسَى ثُوَابُهْ
إنّي متى ما آتهِ
لا يجفُ راحلتي ثوابهْ
إنّ الكريمَ ابنَ الكريـ
ـمِ لِكُلّ ذِي كَرَمٍ نِصَابُهْ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(34/2)
عنوان القصيدة : يا جارتي بيني، فإنكِ طالقهْ
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17293
يا جارتي بيني، فإنكِ طالقهْ
كذلكِ أمورُ النّاسِ غادٍ وطارقهْ
وبيني، فإنّ البينً من العصا
وَإلاّ تَزَالُ فَوْقَ رَأسِكِ بَارِقَهْ
وَمَا ذاكَ مِنْ جُرْمٍ عَظيمٍ جَنَيتِهِ
وَلا أنْ تكوني جِئتِ فِينا بِبَائِقَهْ
وبيني حصانَ الفرجِ غيرَ ذميمة ٍ
وَمَوْمُوقَة ً فِينَا، كَذاكَ وَوَامِقَهْ
وذوقي فتى قوم، فإنّيَ ذائقٌ
فَتَاة َ أُنَاسٍ مِثْلَ مَا أنْتِ ذَائِقَهْ
فقدْ كانَ في شبّانِ قومكِ منكحٌ
وَفِتْيَانِ هِزّانَ الطّوَالِ الغَرَانِقَهْ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(35/1)
عنوان القصيدة : أتَاني وَعُونُ الحُوشِ بَيْني وَبَينكُمْ
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17294
أتَاني وَعُونُ الحُوشِ بَيْني وَبَينكُمْ
كَوَانِسُ مِنْ جَنْبَيْ فِتاقٍ فأبْلَقَا
تَأنّيكُمُ أحْلامَ مَنْ لَيْسَ عِنْدَه
على الرّهطِ مغنى ً لوْ تنالون موثقا
بنيّة ُ إنّ القومَ كانَ جريرهمْ
برأسي، لو لمْ يجعلوهُ معلَّقا
أفي فِتْيَة ٍ بِيضِ الوُجُوهِ، إذا لَقُوا
قبيلكَ يوماً أبلغوهُ المخنَّقا
إذا اعتفراتْ أقدامهمْ عندَ معركٍ
جَزَاءَ المُسِيءِ حَيْثُ أمْسَى وَأشرَقَا
جَزَى اللهُ تَيْماً مِنْ أخٍ كانَ يَتّقي
مَحَارِمَ تَيْمٍ مَا أخَفّ وَأرْهَقَا
أخونا لاذي يعدو علينا ولوْ هوتْ
بهِ قدمٌ كنّا بهِ متعلِّقا
أتَينا لَهُمْ إذْ لمْ نَجدْ غيرَ أنْيِهِمْ
وكنّا صفائحاً من الموتِ أزرقا
وجدنا إلى أرماحنا حينَ عوّلتْ
عَلَيْنَا بَنُو رُهْمٍ مِنَ الشرّ مَلزَقَا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(36/1)
عنوان القصيدة : نامَ الخليُّ، وبتُّ اللّيلَ مرتفقا،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17295
نامَ الخليُّ، وبتُّ اللّيلَ مرتفقا،
أرْعَى النّجومَ عَمِيداً مُثْبَتاً أرِقَا
أسهو لهمّي ودوائي، فهيَ تسهرني،
وكانَ حبٌّ ووجدٌ دامَ، فاتّفقا
لاشيءَ ينفعني منْ دونِ رؤيتها،
هلْ يشتفي وامقٌ مالمْ يصبْ رهقا
صَادَتْ فؤادي بعَينيْ مُغزِلٍ خذلَتْ،
تَرْعَى أغَنّ غَضِيضاً طَرْفُهُ خَرِقَا
وباردٍ رتلٍ، عذبٍ مذاقتهُ،
كأنما علَّ بالكافورِ، واغتبقا
وجيدِ أدماء لمْ تذعرْ فرئصها،
تَرْعَى الأرَاكَ تَعاطَى المَرْدَ وَالوَرَقَا
وكفلٍ كالنّقا، مالتْ جوانبهُ،
ليستْ من الزُّلّ أوراكاً وما انتطقا
كَأنّهَا دُرّة ٌ زَهْرَاءُ، أخْرَجَهَا
غَوّاصُ دارِينَ يَخشَى دونَها الغَرَقَا
قدْ رامها حججاً، مذْ طرّ شاربهُ،
حتى تسعسعَ يرجوها وقد خفقا
لا النفسُ توئسيهُ منها فيتركها،
وقد رأى الرَّعبَ رأي العينِ فاحترقا
وَمَارِدٌ مِنْ غُوَاة ِ الجِنّ يَحْرُسُها،
ذو نِيقَة ٍ مُسْتَعِدٌّ دُونَها، تَرَقَا
ليستْ لهُ غفلة ٌ عنها يطيفُ بها،
يَخشَى عَليها سُرَى السّارِينَ وَالسَّرَقَا
حرصاً عليها لوَ أنّ النّفسَ طاوعها
مِنْهُ الضّمِيرُ لَيَالي اليَمّ، أوْ غَرِقَا
في حومِ لجّة ِ آذيٍّ لهُ حدبٌ،
مَنْ رَامَها فارَقَتْهُ النّفسُ فاعتُلِقَا
مَنْ نَالَهَا نَالَ خُلْداً لا انْقِطاعَ لَهُ،
وما تمنّى ، فأضحى ناعماً أنقا
تِلكَ التي كَلّفَتْكَ النّفسُ تأمُلُها،
وما تعلقتَ إلا الحينَ والحرقا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(37/1)
عنوان القصيدة : يَوْمَ قَفّتْ حُمُولُهُمْ، فَتَوَلّوا،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17296
يَوْمَ قَفّتْ حُمُولُهُمْ، فَتَوَلّوا،
قطعوا معهدَ الخليطِ فشارقوا
جاعلاتٍ جوزَ اليمامة ِ بالأشـ
ـمُلِ سَيْراً يَحُثّهُنّ انْطِلاقُ
جازعاتٍ بطنَ العتيقِ كما تمـ
ضِي رِقَاقٌ أمَامَهُنّ رِقَاقُ
بَعْدَ قُرْبٍ مِنْ دَارِهِمْ وَائْتِلافٍ
صرموا حبلكَ الغداة َ وساقوا
يومَ أبدتْ لنا قبيلة ُ عنْ جيـ
ـدٍ تليعٍ، تزينهُ الأطواقُ
وَشَتِيتٍ كَالأقْحُوانِ جَلاهُ الـ
ـطّلُّ فِيهِ عُذُوبَة ٌ وَاتّسَاقُ
وأثيثٍ جثلِ النّباتِ تروّيـ
ـهِ لَعُوبٌ غَرِيرَة ٌ مِفْنَاقُ
حُرّة ٌ طَفْلَة ُ الأنَامِلِ كَالدُّمْـ
ـية ِ لا عانسٌ ولا مهزاقُ
كخذولٍ ترعى النّواصفَ منْ تثـ
ـلِيثَ قفْراً، خَلا لهَا الأسْلاقُ
تنقصُ المردَ والكباثَ بحملا
جٍ لطيفٍ، في جانبيهِ انفراقُ
في أرَاكٍ مَرْدٍ، يَكَادُ إذَا مَا
ذرّتِ الشّمسُ ساعة ً، يهراقُ
وَهيَ تَتْلُو رَخْصَ العِظامِ ضَئِيلاً،
فَاتِرَ الطّرْفِ في قُوَاهُ انْسِرَاقُ
ما تعادى عنهُ، النهارَ، ولا تعـ
ـجُوهُ إلاّ عُفَافَة ٌ أوْ فُوَاقُ
مشفقاً عليهِ، فما تعـ
ـدوهُ قدْ شفّ جسمها الإشفاقُ
وإذا خافتِ السّباعَ منَ الغيـ
لِ وَأمْسَتْ وَحَانَ مِنْهَا انْطِلاقُ
روحتهُ جيداءُ ذاهبة ُ المر
تَعِ لا خَبّة وَلا مِمْلاقُ
فاصبري النّفسَ، إنّ ما حمّ حقٌّ،
لَيْسَ للصّدْعِ في الزّجاجِ اتّفَاقُ
وفلاة ٍ كأنها ظهرُ ترسٍ،
ليسَ إلا الرّجيعَ فيها علاقُ
قدْ تجاوزتها وتحتى مروحٌ،
عَنْتَرِيسٌ، نَعّابَة ٌ، مِعْنَاقُ
عِرْمِسٌ تَرْجُمُ الإكَامَ بِأخْفَا
فٍ صلابٍ منها الحصى أفلاقُ(38/1)
وَلَقَدْ أقْطَعُ الخَلِيلَ، إذَا لَمْ
أرجُ وصلاً، إنّ الإخاءَ الصِّداقُ
بِكُمَيْتٍ عَرْفَاءَ مُجْمَرَة ِ الخُـ
ـفِّ، غذتها عوانة ٌ وفتاقُ
ذاتِ غرْبٍ ترمي المُقَدَّمَ بالرّدْ
فِ إذا ما تَدافَعَ الأرْوَاقُ
في مَقِيِل الكِنَاسِ، إذْ وَقَدَ اليَوْ
مُ، إذا الظّلُّ أحرزتهُ السّاقُ
وَكَأنّ القُتُودَ وَالعِجْلَة َ وَالْـ
وفرَ لمّا تلاحقَ السُّواقُ
فوقَ مستقبلٍ أضرّ بهِ الصّيـ
فُ وَزَرُّ الفُحُولِ وَالتَّنْهَاق
أوْ فريدٍ طاوٍ، تضيّفَ أرطا
ة َ يَبِيتُ في دَفّهَا وَيُضَاقُ
أخْرَجَتْهُ قَهْبَاءُ مُسْبِلَة ُ الوَدْ
قِ، رجوسٌ، قدّامها فراقُ
لمْ ينمْ ليلة َ التّمامِ لكي يصـ
بحَ، أضاءهُ الإشراقُ
سَاهِمَ الوَجْهُ مِنْ جَدِيلَة َ أوْ لِحْـ
ـيَانَ، أفْنَى ضِرَاءَهُ الإطْلاقُ
وَتَعَادَى عَنْهُ النّهَارَ، تُوَارِيـ
ـهِ عِرَاضُ الرّمَالِ وَالدَّرْدَاقُ
وتلتهُ غضفٌ طواردُ كانحـ
ـلِ، مغريثُ همُّهنّ اللّحاقُ
ذاكَ شَبّهْتُ نَاقَتي، إذْ تَرَامَتْ
بي عليها بعدَ البراقِ البراقُ
فعلى مثلها أزورُ بني قيـ
سٍ، إذا شطّ بالحبيبِ الفراقُ
وهمُما همُ، إذا عزّتِ الحمـ
ـرُ، وقامتْ زقاقهمْ والحقاقُ
المهينينَ مالهمْ لزمانِ السَّـ
وءِ، حتّى إذا أفاقَ أفاقوا
وَإذَا ذُو الفَضُولِ ضَنّ عَلى المَوْ
لَى ، وَصَارَتْ لخِيمِهَا الأخْلاقُ
وَمَشَى القَوْمُ بِالعِمَادِ إلى الرّزْ
حى ، وأعيا المسيمُ أينَ المساقُ
أخَذُوا فَضْلَهُمْ هُنَاكَ، وَقد تَجْـ
رِي عَلى فَضْلِهَا القِدَاحُ العِتَاقُ
فإذا جادتِ الدُّجى ، وضعوا القد
حَ، وَجُنّ التِّلاعُ وَالآفَاقُ
لمْ يزدهمْ سفاهة ً شربة ُ الكأ
سِ، ولا اللّهو بينهمْ والسّباقُ
وَإذَا مَا الأكَسُّ شُبّهَ بِالأرْ
وَقِ عِنْدَ الهَيْجَا وَقَلّ البُصَاقُ
ركبتْ منهمُ إلى الرّوعِ خيلٌ،(38/2)
غيرُ ميلٍ، إذْ يخطأُ الإيفاقُ
واضعاً في سراة ِ نجرانَ رحلي،
ناعماً غيرَ أنّني مشتاقُ
في مطابا أربابهنّ عجالٌ
عَنْ ثَوَاءٍ، وَهَمُّهُنّ العِرَاقُ
درمكٌ لنا غدوة ً ونشيلٌ،
وَصَبُوحٌ مُبَاكِرٌ وَاغْتِبَاقُ
وندامى بيضُ الوجوهِ كأنّ الـ
شَّربَ منهمْ مصاعبٌ، أفناقُ
فيهمُ الخصبُ والسماحة ُ والنجـ
ـدة ُ فيهمْ، والخاطبُ المصلاقُ
وأبيّونَ، ما يسامونَ ضيماً،
وَمَكِيثُونَ وَالحُلُومُ وِثَاقُ
وَتَرَى مَجْلِساً يَغَصُّ بِهِ المِحْـ
رَابُ، كَالأُسْدِ وَالثّيَابُ رِقَاقُ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(38/3)
عنوان القصيدة : أتشفيكَ "تيّا" أمْ تركتَ بدائكا،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17297
أتشفيكَ "تيّا" أمْ تركتَ بدائكا،
وَكَانَتْ قَتُولاً للرّجَالِ كَذَلِكَا
وأقصرتَ عن ذكرِ البطالة ِ والصِّبى ،
وَكانَتْ سَفاهاً ضَلّة ً مِنْ ضَلالِكَا
وما كانَ إلاّ الحينَ يومَ لقيتها،
وَقَطْعَ جَدِيدٍ حَبْلُهَا من حِبالِكَا
وَقَامَتْ تُرِيني بَعدَما نَامَ صُحبَتي
بَيَاضَ ثَنَايَاهَا وَأسْوَدَ حَالِكَا
ويهماءَ قفرٍ تخرجُ العينُ وسطها،
وتلقى بها بيضَ النّعامِ ترائكا
يَقُولُ بِهَا ذُو قُوّة ِ القَوْمِ، إذْ دَنا
لصَاحِبِهِ، إذْ خَافَ مِنها المَهالِكَا
لكَ الوَيلُ أفشِ الطَّرْفَ بالعَينِ حوْلَنا
على حذرٍ، وأبقِ ما في سقائكا
وَخَرْقٍ مَخُوفٍ قد قَطَعتُ بجَسرَة ٍ
إذا الجبسُ أعيا أنْ يرومَ المسالكا
قطعتُ إذا ما اللّيلُ كانتْ نجومهُ
تَرَاهُنّ في جَوّ السّمَاءِ سَوَامِكَا
بأدماءَ حرجوجٍ بريتُ سنامها
بسيري عليها بعدما كانَ تامكا
لَهَا فَخِذَانِ تَحْفِزَانِ مَحَالَة ً،
وَصُلْباً كَبُنْيَانِ الصَّفَا مُتَلاحِكَا
وَزَوْراً تَرَى في مِرْفَقَيْهِ تَجَانُفاً
نبيلاً كبيتِ الصّيدلاني دامكا
ورأساً دقيقَ الحطمِ صلباً مذكَّراً،
ودأياً كأعناقِ الضّباعِ وحاركا
إلى هَوْذَة َ الوَهّابِ أهْدَيْتُ مِدحتي
أرجّي نوالاً فاضلاً منْ عطائكا
تَجانَفُ عَنْ جُلّ اليَمَامَة ِ نَاقَتي،
وما قصدتْ منْ أهلها لسوائكا
ألَمّتْ بِأقْوَامٍ فَعَافَتْ حِيَاضَهُمْ
قلوصي، وكانَ الشَّربُ منها بمائكا
فَلَمّا أتَتْ آطَامَ جَوٍّ وَأهْلَهُ،
أنيختْ، وألقتْ رحلها بفنائكما
ولمْ يسعَ في الأقوامِ سعيكَ واحدٌ،
وَلَيْسَ إنَاءٌ للنّدَى كَإنَائِكَا(39/1)
سَمِعتُ بسَمعِ البَاعِ وَالجودِ وَالندى
فأدلَيتُ دَلْوِي، فاستَقتْ برِشائِكَا
فتى ً يَحمِلُ الأعباءَ، لَوْ كانَ غَيرُهُ
من النّاسِ لمْ ينهضْ بها متماسكا
وَأنْتَ الّذِي عَوّدْتَني أنْ تَرِيشَني،
وَأنْتَ الّذِي آوَيْتَني في ظِلالِكَا
فَإنّكَ فِيمَا بَيْنَنَا فيّ مُوزَعٌ
بخيرٍ، وإنّي مولعٌ بثنائكا
وجدتَ علياً بانياً، فورثتهُ،
وطلقاً، وشيبانَ الجوادَ، ومالكا
بُحُورٌ تَقُوتُ النّاسَ في كُلّ لَزْبَة ٍ،
أبُوكَ وَأعْمَامٌ هُمُ هَؤلائِكَا
وَمَا ذاكَ إلاّ أنَّ كَفّيْكَ بِالنّدَى
تَجُودانِ بِالإعْطاءِ، قَبلَ سُؤالِكَا
يَقُولُونَ: في الإكْفَاءِ أكْبَرُ هَمّه،
ألا ربّ منهمْ من يعيشُ بمالكا
وَجَدْتَ انْهِدامَ ثُلْمَة ٍ، فبَنَيْتَها،
فأنعمتَ إذْ ألحقتها ببنائكا
وَرَبّيْتَ أيْتَاما، وَألْحَقتَ صِبْيَة ً،
وأدركتَ جهدَ السّعيِ قبلَ عنائكا
ولمْ يسعَ في العلياءِ سعيكَ ماجدٌ،
ولا ذو إنّى في الحيّ مثلَ قرئكا
وفي كلّ عامٍ أنتَ جاشمُ غزوة ٍ،
تشدّ لأقصاها عزيمَ عزائمكا
مُوَرِّثَة ٍ مَالاً، وَفي الحَمْدِ رِفْعَة َ،
لما ضاعَ فيها منْ قروءِ نسائكا
تُخَبّرُهُنّ الطّيْرُ عَنْكَ بِأوْبَة ٍ،
وعينٌ أقرتْ نومها بلقائكا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(39/2)
عنوان القصيدة : أيَا سَيّدَيْ نَجْرَانَ لا أُوصِيَنْكُما
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17298
أيَا سَيّدَيْ نَجْرَانَ لا أُوصِيَنْكُما
بنجرانَ فيما نابها، واعتراكما
فَإنْ تَفْعَلا خَيراً وَتَرْتَدِيَا بِهِ،
فَإنّكُمَا أهْلٌ لِذَاكَ كِلاكُمَا
وَإنْ تَكْفِيا نَجْرَانَ أمْرَ عَظِيمَة ٍ،
فَقَبْلَكُمَا مَا سَادَهَا أبَوَاكُمَا
وَإنْ أجلَبَتْ صِهيَوْنُ يوْماً عَليكُما،
فإنّ رحى الحربِ الدَّكوكِ رحاكما
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(40/1)
عنوان القصيدة : لمَيْثَاءَ دَارٌ قَدْ تَعَفّتْ طُلُولُهَا،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17299
لمَيْثَاءَ دَارٌ قَدْ تَعَفّتْ طُلُولُهَا،
عفتها نضيضاتُ الصَّبا، فمسيلها
لما قدْ تعفّى منْ رمادٍ وعرصة ٍ،
بكَيتُ، وَهَلْ يَبكي إلَيكَ مُحيلُهَا
لمَيْثَاءَ، إذْ كَانَتْ وَأهْلُكَ جيزَة ٌ،
رئاءٌ وإذْ يفضي إليكَ رسولها
وَإذْ تَحسِبُ الحُبّ الدّخيلَ لجَاجَة ً
مِنَ الدّهرِ لا تُمنى بشَيْءٍ يُزِيلُهَا
وإنّي عداني عنكِ، لوْ تعلمينه،
موازئُ لمْ ينزلْ سوايَ جليلها
مصارعُ إخوانٍ، وفخرُ قبيلة ٍ
علينا، كأنا ليسَ منا قبيلها
تعالوا فإنّ العلمَ عندَ ذوي النّهى
منَ النّاسِ كالبقاءِ بادٍ حجولها
نعاطيكمُ بالحقّ، حتّى تبينوا
عَلى أيّنَا تُؤْدي الحُقُوقَ فُضُولُهَا
وإلاّ فعودوا بالهجيمِ ومازنٍ،
وشيبانُ عندي جمُّها وحفيلها
أُولَئِكَ حُكّامُ العَشِيرَة ِ كُلّهَا،
وسادتها،فيما ينوب،وجولها
متى أدْعُ مِنهُمْ ناصرِي تأتِ مِنهُمُ
كراديسُ مأمونٌ عليَّ خذولها
رِعالاً كأمثَالِ الجَرَادِ، لخَيْلِهِمْ
عكوبٌ إذا ثابتْ سريعٌ نزولها
فَإنّي بحَمْدِ اللهِ لمْ أفْتَقِدْكُمُ،
إذَا ضَمّ هَمّاماً إليّ حُلُولُهَا
أجَارَتُكُمْ بَسْلٌ عَلَيْنَا مُحَرَّمٌ،
وجارتنا حلٌّ لكمْ، وحليلها
فإنْ كانَ هذا حكمكمْ في قبيلة ِ،
فإنْ رضيتْ هذا، فقلّ قليلها
فَإنّي وَرَبِّ السّاجِدِينَ عَشِيّة ً،
وَمَا صَكّ ناقُوسَ النّصَارَى أبيلُهَا
أصالحكمْ، حتى تبوءوا بمثلها،
كَصَرْخَة ِ حُبْلى يَسّرَتْها قَبُولُهَا
تَنَاهَيْتُمُ عَنّا، وَقَدْ كَانَ فيكُمُ
أساودُ صرعى لمْ يوسَّدْ قتيلها
وَإنّ امْرَأً يَسعَى ليَقْتُلَ قَاتِلاً(41/1)
عَدَاءً، مُعِدٌّ جَهْلَة ً لا يُقِيلُهَا
ولسنا بذي عٍّ، ولسنا بكفئهِ،
كمَا حَدّثَتْهُ نَفْسُهَا وَدَخِيلُهَا
ويخبركمْ حمرانُ أنّ بناتنا
سيهز لنَ إنْ لمْ يرفعِ العيرَ ميلها
فَعِيرُكُمُ كانَتْ أذَلّ، وَأرْضُكُم
كما قَد عَلِمتُمْ جَدْبُها وَمُحولُهَا
فإنْ تمنعوا منّا المشقَّرَ والصَّفا،
فإنّا وجدنا الخطّ جماً نخيلها
وإنّ لنا درنى ، فكلَّ عشية ٍ
يحطّ إلينا خمرها وخميلها
أبِالمَوْتِ خَشّتْني عِبَادٌ، وَإنّمَا
رأيتُ منايا النّاسِ يسعى دليلها
فما مِيتَة ٌ إنْ مِتُّهَا غَيرَ عَاجِزٍ
بعارٍ، إذا ما غالتِ النّفسَ غولها
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(41/2)
عنوان القصيدة : أقَيْسَ بنَ مسعودِ بنِ قيسِ بنِ خالدٍ،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17300
أقَيْسَ بنَ مسعودِ بنِ قيسِ بنِ خالدٍ،
وَأنْتَ امرُؤٌ تَرْجُو شَبَابَكَ وَائِلُ
أطَوْرَينِ في عَامٍ: غَزَاة ٌ وَرِحْلَة ٌ،
ألا ليتَ قيساً غرفتهُ القوابلُ
وَلَيْتَكَ حالَ البَحْرُ دُونَكَ كلُّهُ،
وَكنتَ لقى ً تَجرِي عَلَيهِ السّوائِلُ
كَأنّكَ لمْ تَشهَدْ قَرَابينَ جَمّة ً،
تَعِيثُ ضِبَاعٌ فِيهِمُ، وَعَوَاسِلُ
تركتهمُ صرعى لدى كلّ منهلٍ،
وأقبلتَ تبغي الصّلحَ، أمُّكّ هابلُ
أمنْ جبلِ الأمرارِ صرتْ خيامكمْ
على نبإٍ أنّ الأشافيّ سائلُ
فَهَانَ عَلينا أنْ تَجِفّ وِطَابُكُمْ
إذا حُنِيَتْ فيها لَدَيكَ الزّوَاجِلُ
لَقدْ كانَ في شيبَانَ لوْ كنتَ رَاضِياً،
قِبَابٌ وَحَيٌّ حِلّة ٌ، وَقَنَابِلُ
وَرَجْرَاجَة ٌ تُعشي النّوَاظرَ فَخمَة ٌ،
وَجُرْدٌ عَلى أكْنَافِهِنّ الرّواحِلُ
تركتهمُ جهلاً وكنتَ عميدهم،
فَلا يَبلُغَنّي عَنكَ ما أنتَ فَاعِلُ
وَعُرّيتَ مِنْ وَفْرٍ وَمالٍ جَمَعْتَهُ،
كمَا عُرِّيَتْ مِمّا تُسِرُّ المَغَازِلُ
شفى النّفسَ قتلى لمْ توسَّدْ خدودها
وساداً ولمْ تعضضْ عليها الأناملُ
بِعَيْنَيْكَ يَوْمَ الحِنوِ إذْ صَبّحتهُمُ
كتائبُ موتً لمْ تعقها العواذلُ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(42/1)
عنوان القصيدة : يلمنَ الفتى ، إنْ زلّتِ النعلُ زلّة ً،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17301
يلمنَ الفتى ، إنْ زلّتِ النعلُ زلّة ً،
وَهُنّ عَلى رَيْبِ المَنُونِ خَوَاذِلُ
يَقُلْنَ حَيَاة ٌ بَعْدَ مَوْتِكَ مُرّة ٌ،
وهنّ لإذا قفينَ عنكَ ذواهلُ
متى تأتنا تعدو بسرجكَ لقوة ٌ
صبورٌ تجنّبنا ورأسكَ مائلُ
صددتَ عنِ الأعداءِ يومَ عباعبٍ
صدودَ المذاكي أقرعتها المساحلُ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(43/1)
عنوان القصيدة : فَيَا أخَوَيْنَا مِنْ عِبَادٍ وَمَالِكٍ،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17302
فَيَا أخَوَيْنَا مِنْ عِبَادٍ وَمَالِكٍ،
ألأمْ تعلما أنْ كلُّ منْ فوقها لها
وتستيقنوا أنّا أخوكمْ، وأنّنا
إذا سنحتْ شهباءُ تخشونَ فالها
نُقِيمُ لهَا سُوقَ الجِلادِ وَنَغْتَلي
بأسيافنا حتّى نوجِّهَ خالها
وإنّ معداً لنْ تجازَ بفعلها،
وَإنّ إيَاداً لَمْ تُقَدِّرْ مِثَالَهَا
أفي كُلّ عَامٍ بَيْضَة ً تَفْقَؤونَهَا،
فَتُؤذَى ، وَتَبْقَى بَيضَة ٌ لا أخَالَهَا
وكائنْ دفعنا عنكمُ منْ مليّة ٍ،
وكربة ِ موتٍ قدْ بيينا عقالها
وأرملة ٍ تسعى بشعثٍ، كأنّها
وإياهمُ ربداءُ حثّتْ رئالها
هَنَأنَا وَلمْ نمننْ عَلَيها، فأصْبَحَتْ
رَخِيّة َ بَالٍ قَدْ أزَحْنَا هُزَالَهَا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(44/1)
عنوان القصيدة : منْ ديارٍ بالهضبِ القليبِ
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17258
منْ ديارٍ بالهضبِ القليبِ
فاضَ ماءُ الشّؤونِ فَيْضَ الغُروُبِ
أخْلَفَتْني بِهِ قُتَيْلَة ُ مِيعَا
دي، وَكانَتْ للوَعدِ غَيرَ كَذُوبِ
ظبية ٌ منْ ظباءِ بطنِ خسافٍ،
أمُّ طفلٍ بالجوّ غيرِ ربيبِ
كنتُ أوصيتها بأنْ لا تطعيي
فيّ قولَ الوشاة ِ والتخبيبِ
وفلاة ٍ كأنها ظهرُ ترسٍ،
قدْ تجاوزتها بحرفٍ نعوبِ
عِرْمِسٍ، بَازِلٍ، تَخَيّلُ بِالرِّدْ
فِ، عَسُوفٍ مثلِ الهِجانِ السَّيُوبِ
تَضبط الموكبَ الّرفيع بِأيْدٍ
وسنامٍ مصعَّدٍ مكثوبِ
قَاصِدٌ وَجْهُهَا تَزُورُ بَني الَحا
رِثِ أهْلَ الغِنَاءِ عِنْدَ الشُّرُوبِ
الرّفِيئِينَ بِالجِوَارِ، فَمَا يُغْـ
ـتَالُ جَارٌ لَهُمْ بِظَهْرِ المَغِيبِ
وَهُمْ يُطْعِمُونَ إذْ قَحَطَ القَطْـ
ـرُ، وَهَبّتْ بِشَمْألٍ وَضَرِيبِ
مَنْ يَلُمْني عَلى بَنى ابْنَة ٍ حَسّا
نَ، ألُمْهُ، وَأعْصِهِ في الخُطُوبِ
إنّ قيساً قيسَ الفعالِ، أبا الأش
ـعَثِ، أمْسَتْ أعْدَاؤهُ لِشَعُوبِ
كلَّ عامٍ يمدّني بجمومٍ،
عندَ وضعِ العنانِ، أو بنجيبِ
قافلٍ، جرشعٍ، تراهُ كتيسٍ الـ
رَّبلِ، لا مقرفٍ ولا مخشوبِ
صدأ القيدِ في يديهِ، فلا يغـ
ـفَلُ عَنْهُ في مَرْبَطٍ مَكْرُوبِ
مستخفٍّ، إذا توجّهَ في الخيـ
ـلِ لشدّ التّفنينِ والتّقريبِ
تِلْكَ خَيْلي مِنْهُ، وَتِلْكَ رِكَابي،
هُنّ صُفْرٌ أوْلادُهَا كَالزّبِيبِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(45/1)
عنوان القصيدة : صَحا القَلبُ من ذِكْرَى قُتَيلَة َ بعدما
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17303
صَحا القَلبُ من ذِكْرَى قُتَيلَة َ بعدما
يَكُونُ لهَا مِثْلَ الأسِيرِ المُكَبَّلِ
لها قدمٌ ريّا، سباطٌ بنانها،
قدِ اعتَدَلَتْ في حُسنِ خَلقٍ مُبَتَّلِ
وَسَاقانِ مارَ اللّحمُ مَوْراً عَلَيْهِمَا،
إلى منتهى خلخالها المتصلصلِ
إذا التمستْ أربيّتاها تساندتْ
لها الكَفُّ في رَابٍ من الخَلقِ مُفضِلِ
إلى هَدَفٍ فيهِ ارْتِفَاعٌ تَرَى لَهُ
من الحسنِ ظلاًّ فوقَ خلقٍِ مكمَّلِ
إذا انبطحتْ جافى عن الأرض جنبها،
وَخَوّى بهَا رَابٍ كَهَامة ِ جُنْبُلِ
إذَا مَا عَلاهَا فَارِسٌ مُتَبَذِّلٌ،
فَنِعْمَ فِرَاشُ الفَارِسِ المُتَبَذِّلِ
ينوءُ بها بوصٌ، إذا ما تفضلتْ
تَوَعّبَ عَرْض الشّرْعبيّ المُغَيَّلِ
روادفهُ تثني الرّداءَ تساندتْ
إلى مثلِ دعصِ الرّملة ِ المتهيِّلِ
نِيَافٌ كَغُصْنِ البَانِ تَرْتَجُّ إنْ مَشتْ
دبيبَ قطا البحطاءِ في كلّ منهلِ
وَثَدْيَانِ كَالرّمّانَتَينِ، وَجِيدُهَا
كجيدِ غزالٍ غيرَ أنْ لمْ يعطَّلِ
وَتَضْحكُ عَنْ غُرّ الثّنَايا كَأنّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُه لمْ يُفَلَّلِ
تَلألُؤهَا مِثْلُ اللّجَيْنِ، كَأنّمَا
ترى مقلتيْ رئمٍ ولوْ لمْ تكحّلِ
سجوّينِ برجاوينِ في حسنِ حاجبٍ،
وَخَدٍّ أسِيلٍ، وَاضِحٍ، مُتَهَلِّلِ
لها كبدٌ ملساءُ ذاتُ أسرّة ٍ،
وَنَحْرٌ كَفَاثُورِ الصّرِيفِ المُمَثَّلِ
يجولُ وشاحاها على أخمصيهما،
إذا انْفَتَلَتْ جالاً عَلَيها يُجَلْجِلُ
فقدْ كملتْ حسناً فلا شيءَ فوقها،
وإني لذو قولٍ بها متنخَّلِ
وقدْ علمتْ بالغيبِ أني أحبها،
وأنّي لنفسي مالكٌ في تجملِ(46/1)
وما كنتُ أشكى قبلَ قتلة َ بالصّبى ،
وقدْ ختلتني بالصبى كلَّ مختلِ
وَإني إذا مَا قُلْتُ قَوْلاً فَعَلْتُهُ،
ولستُ بمخلافٍ لقولي مبدِّلِ
تَهَالَكُ حَتى تُبْطِرَ المَرْءَ عَقْلَهُ،
وَتُصْبي الحَليمَ ذا الحِجى بالتّقَتّلِ
إذا لبستْ شيدارة ً ثمّ أبرقتْ
بمِعْصَمِهَا، وَالشّمْسُ لمّا تَرَجّلِ
وألوتْ بكفٍّ في سوارٍ يزينها
بنانٌ كهدّابِ الدِّمقسِ المفتَّلِ
رَأيْتَ الكَرِيمَ ذا الجَلالَة ِ رَانِياً،
وقدْ طارَ قلبُ المستخفّ المعدَّلِ
فدعها وسلِّ الهمَّ عنكَ بجسرة ٍ
تزيّدُ في فضلِ الزّمامِ وتعتلي
فأيّة َ أرضٍ لا أتيتُ سراتها،
وَأيّة َ أرْضٍ لمْ أجُبْهَا بمَرْحَلِ
ويومِ حمامٍ قدْ نزلناهُ نزلة ً،
فَنِعْمَ مُنَاخُ الضّيْفِ وَالمُتَحَوِّلِ
فَأبْلِغْ بَني عِجْلٍ رَسُولاً وَأنتمُ
ذَوُو نَسَبٍ دانٍ وَمَجْدٍ مُؤثَّلِ
فنحنُ عقلنا الألفَ عنكم لأهلهِ،
وَنَحنُ وَرَدْنا بالغَبُوقِ المُعَجَّلِ
وَنَحْنُ رَدَدْنا الفَارِسِيّينَ عَنْوَة ً،
ونحنُ كسرنا فيهمُ رمحَ عبدلِ
فأيَّ فلاحِ الدّهرِ يرجو سراتنا،
إذا نحنُ فيما نابَ لمْ نتفضّلِ
وَأيَّ بَلاءِ الصّدْقِ لا قَدْ بَلَوْتُمُ،
فَما فُقِدَتْ كانَتْ بَلِيّة ُ مُبْتَليْ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(46/2)
عنوان القصيدة : أتصرمُ ريّا أمْ تديمُ وصالها،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17304
أتصرمُ ريّا أمْ تديمُ وصالها،
بلِ الصّرمَ إذْ رمتْ بليلٍ جمالها
كأنّ حدوجَ المالكيّة ِ غدوة ٌ،
نَوَاعِمُ يَجرِي المَاءُ رفْهاً خِلالَهَا
وَمَا أُمُّ خِشْفٍ جَأبَة ُ القَرْنِ فاقِدٌ
على جانبي تثليثَ تبغي غزالها
بِأحْسَنَ مِنْهَا يَوْمَ قَامَ نَوَاعِمٌ،
فأنكرنَ، لما واجهتهنّ، حالها
فَيَا أخَوَيْنَا مِنْ أبِينَا وأُمّنَا،
ألمْ تعلما أنْ كلُّ من فوقها لها
فتستيقنا أنّا أخوكمْ، وأنّنا
إذا نُتِجَتْ شَهْبَاءُ يَخْشَوْن فالَهَا
نُقِيمُ لَهَا سُوقَ الضّرَابِ وَنَعتَصِي
بأسيافنا حتّى نوجِّهَ خالها
وكائنْ دفعنا عنكمُ من عظيمة ٍ،
وكربة ِ موتٍ قدْ بتتنا عقالها
وأرملة ٍ تسعى بشعثٍ،كأنّها
وإياهمُ ربداءُ حثّتْ رئالها
هَنَأنَا وَلمْ نَمْنُنْ عَلَيها، فأصْبحتْ
رَخِيّة َ بَالٍ قَدْ أزَحْنَا هُزَالَهَا
وفي كلّ عامٍ بيضة ٌ تفقهونها،
فتعنى ، وتبقى بيضة ٌ لا أخا لها
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(47/1)
عنوان القصيدة : ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ، ( معلقة )
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17305
ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ،
وهلْ تطيقُ وداعاً أيها الرّجلُ؟
غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها،
تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ
كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا
مرّ السّحابة ِ، لا ريثٌ ولا عجلُ
تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاساً إذا انصَرَفَتْ
كمَا استَعَانَ برِيحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ
ليستْ كمنْ يكره الجيرانُ طلعتها،
ولا تراها لسرّ الجارِ تختتلُ
يَكادُ يَصرَعُها، لَوْلا تَشَدّدُهَا،
إذا تَقُومُ إلى جَارَاتِهَا الكَسَلُ
إذا تُعالِجُ قِرْناً سَاعة ً فَتَرَتْ،
وَاهتَزّ منها ذَنُوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ
مِلءُ الوِشاحِ وَصِفْرُ الدّرْعِ بَهكنَة ٌ
إذا تَأتّى يَكادُ الخَصْرُ يَنْخَزِلُ
صدّتْ هريرة ُ عنّا ما تكلّمنا،
جهلاً بأمّ خليدٍ حبلَ من تصلُ؟
أأنْ رأتْ رجلاً أعشى أضر بهِ
لِلّذّة ِ المَرْءِ لا جَافٍ وَلا تَفِلُ
هركولة ٌ، فنقٌ، درمٌ مرافقها،
كأنّ أخمصنها بالشّوكِ منتعلُ
إذا تَقُومُ يَضُوعُ المِسْكُ أصْوِرَة ً،
والزنبقُ الوردُ من أردانها شمل
ما رَوْضَة ٌ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ مُعشبة ٌ
خَضرَاءُ جادَ عَلَيها مُسْبِلٌ هَطِلُ
يضاحكُ الشمسَ منها كوكبٌ شرقٌ
مُؤزَّرٌ بِعَمِيمِ النّبْتِ مُكْتَهِلُ
يَوْماً بِأطْيَبَ مِنْهَا نَشْرَ رَائِحَة ٍ،
ولا بأحسنَ منها إذْ دنا الأصلُ
علّقتها عرضاً، وعلقتْ رجلاً
غَيرِي، وَعُلّقَ أُخرَى غيرَها الرّجلُ
وَعُلّقَتْهُ فَتَاة ٌ مَا يُحَاوِلُهَا،
مِنْ أهلِها مَيّتٌ يَهذي بها وَهلُ
وَعُلّقَتْني أُخَيْرَى مَا تُلائِمُني،
فاجتَمَعَ الحُبّ حُبّاً كُلّهُ تَبِلُ(48/1)
فَكُلّنَا مُغْرَمٌ يَهْذِي بصَاحِبِهِ،
نَاءٍ وَدَانٍ، وَمَحْبُولٌ وَمُحْتَبِلُ
قالتْ هريرة ُ لمّا جئتُ زائرها:
وَيْلي عَلَيكَ، وَوَيلي منكَ يا رَجُلُ
يا مَنْ يَرَى عارِضا قَد بِتُّ أرْقُبُهُ،
كأنّمَا البَرْقُ في حَافَاتِهِ الشُّعَلُ
لهُ ردافٌ، وجوزٌ مفأمٌ عملٌ،
منطَّقٌ بسجالِ الماءِ متّصل
لمْ يلهني اللّهوُعنهُ حينَ أرقبهُ،
وَلا اللّذاذَة ُ مِنْ كأسٍ وَلا الكَسَلُ
فقلتُ للشَّربِ في درني وقد ثملوا:
شِيموا، وكيفَ يَشيمُ الشّارِبُ الثّملُ
بَرْقاً يُضِيءُ عَلى أجزَاعِ مَسْقطِهِ،
وَبِالخَبِيّة ِ مِنْهُ عَارِضٌ هَطِلُ
قالُوا نِمَارٌ، فبَطنُ الخالِ جَادَهُما،
فالعَسْجَدِيّة ُ فالأبْلاءُ فَالرِّجَلُ
فَالسّفْحُ يَجرِي فخِنزِيرٌ فَبُرْقَتُهُ،
حتى تدافعَ منهُ الرّبوُ، فالجبلُ
حتى تحمّلَ منهُ الماءَ تكلفة ً،
رَوْضُ القَطَا فكَثيبُ الغَينة ِ السّهِلُ
يَسقي دِياراً لَها قَدْ أصْبَحَتْ عُزَباً،
زوراً تجانفَ عنها القودُ والرَّسلُ
وبلدة ٍ مثلِ ظهرِ التُّرسِ موحشة ٍ،
للجِنّ بِاللّيْلِ في حَافَاتِهَا زَجَلُ
لا يَتَمَنّى لهَا بِالقَيْظِ يَرْكَبُهَا،
إلاّ الذينَ لهمْ فيما أتوا مهلُ
جاوزتها بطليحٍ جسرة ٍ سرحٍ،
في مِرْفَقَيها إذا استَعرَضْتَها فَتَل
إمّا تَرَيْنَا حُفَاة ً لا نِعَالَ لَنَا،
إنّا كَذَلِكَ مَا نَحْفَى وَنَنْتَعِلُ
فقدْ أخالسُ ربَّ البيتِ غفلتهُ،
وقدْ يحاذرُ مني ثمّ ما يئلُ
وَقَدْ أقُودُ الصّبَى يَوْماً فيَتْبَعُني،
وقدْ يصاحبني ذوالشَّرة ِ الغزلُ
وَقَدْ غَدَوْتُ إلى الحَانُوتِ يَتْبَعُني
شَاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلشُلٌ شَوِلُ
في فِتيَة ٍ كَسُيُوفِ الهِندِ قد عَلِمُوا
أنْ لَيسَ يَدفعُ عن ذي الحيلة ِ الحِيَلُ
نازعتهمْ قضبَ الرّيحانِ متكئاً،
وقهوة ً مزّة ً راووقها خضلُُ
لا يستفيقونَ منها، وهيَ راهنة ٌ،(48/2)
إلاّ بِهَاتِ! وَإنْ عَلّوا وَإنْ نَهِلُوا
يسعى بها ذو زجاجاتٍ لهُ نطفٌ،
مُقَلِّصٌ أسفَلَ السّرْبالِ مُعتَمِلُ
مستجيبٍ تخالُ الصَّنجَ يسمعهُ،
إذا ترجِّعُ فيهِ القنية ُ الفضلُ
منْ كلّ ذلكَ يومٌ قدْ لهوتُ به،
وَفي التّجارِبِ طُولُ اللّهوِ وَالغَزَلُ
والسّاحباتُ ذيولَ الخزّ آونة ً،
والرّافلاتُ على أعجازها العجلُ
أبْلِغْ يَزِيدَ بَني شَيْبانَ مَألُكَة ً،
أبَا ثُبَيْتٍ! أمَا تَنفَكُّ تأتَكِلُ؟
ألَسْتَ مُنْتَهِياً عَنْ نَحْتِ أثلَتِنَا،
وَلَسْتَ ضَائِرَهَا مَا أطّتِ الإبِلُ
تُغْرِي بِنَا رَهْطَ مَسعُودٍ وَإخْوَتِهِ
عِندَ اللّقاءِ، فتُرْدي ثمّ تَعتَزِلُ
لأعرفنّكَ إنْ جدّ النّفيرُ بنا،
وَشُبّتِ الحَرْبُ بالطُّوَّافِ وَاحتَمَلوا
كناطحٍ صخرة يوماً ليفلقها،
فلمْ يضرها وأوهى قرنهُ الوعلُ
لأعرفنّكَ إنْ جدّتْ عداوتنا،
والتمسَ النّصر منكم عوضُ تحتملُ
تلزمُ أرماحَ ذي الجدّينِ سورتنا
عنْدَ اللّقاءِ، فتُرْدِيِهِمْ وَتَعْتَزِلُ
لا تقعدنّ، وقدْ أكلتها حطباً،
تعوذُ منْ شرّها يوماً وتبتهلُ
قد كانَ في أهلِ كَهفٍ إنْ هُمُ قعدوا،
وَالجاشِرِيّة ِ مَنْ يَسْعَى وَيَنتَضِلُ
سائلْ بني أسدٍ عنّا، فقد علموا
أنْ سَوْفَ يأتيكَ من أنبائِنا شَكَلُ
وَاسْألْ قُشَيراً وَعَبْدَ الله كُلَّهُمُ،
وَاسْألْ رَبيعَة َ عَنّا كَيْفَ نَفْتَعِلُ
إنّا نُقَاتِلُهُمْ ثُمّتَ نَقْتُلُهُمْ
عِندَ اللقاءِ، وَهمْ جارُوا وَهم جهلوا
كلاّ زعمتمْ بأنا لا نقاتلكمْ،
إنّا لأمْثَالِكُمْ، يا قوْمَنا، قُتُلُ
حتى يَظَلّ عَمِيدُ القَوْمِ مُتّكِئاً،
يَدْفَعُ بالرّاحِ عَنْهُ نِسوَة ٌ عُجُلُ
أصَابَهُ هِنْدُوَانيٌّ، فَأقْصَدَهُ،
أو ذابلٌ منْ رماحِ الخطّ معتدلُ
قَدْ نَطْعنُ العَيرَ في مَكنونِ فائِلِهِ،
وقدْ يشيطُ على أرماحنا البطلُ(48/3)
هَلْ تَنْتَهون؟ وَلا يَنهَى ذوِي شَططٍ
كالطّعنِ يذهبُ فيهِ الزّيتُ والفتلُ
إني لَعَمْرُ الذي خَطّتْ مَنَاسِمُها
لهُ وسيقَ إليهِ الباقرِ الغيلُ
لئنْ قتلتمْ عميداً لمْ يكنْ صدداً،
لنقتلنْ مثلهُ منكمْ فنمتثلُ
لَئِنْ مُنِيتَ بِنَا عَنْ غِبّ مَعرَكَة ٍ
لمْ تُلْفِنَا مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ نَنْتَفِلُ
نحنُ الفوارسُ يومَ الحنو ضاحية ً
جنبيْ "فطينة َ" لا ميلٌ ولا عزلُ
قالوا الرُّكوبَ! فَقُلنا تلْكَ عادَتُنا،
أوْ تنزلونَ، فإنّا معشرٌ نزلُ
الرابط الصوتي للقصيدة :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&file=media&doWhat=shqas&qid=17305
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(48/4)
عنوان القصيدة : رَحَلَتْ سُمَيّة ُ، غُدوَة ً، أجمالَها،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17306
رَحَلَتْ سُمَيّة ُ، غُدوَة ً، أجمالَها،
غضبى عليكَ، فما تقولُ بدا لها
هذا النّهارُ بَدَا لهَا مِنْ هَمّها،
ما بالها باللّيلِ زالَ زوالها
سَفَهاً، وَمَا تَدْرِي سُمَيّة ُ، وَيحها،
أنْ ربّ غانية ٍ صرمتُ وصالها
ومصابِ غادية ٍ كأنّ تجارها
نشرتْ عليهِ برودها ورحالها
قَدْ بِتُّ رَائِدَهَا، وَشَاة ِ مُحَاذِرٍ
حَذَراً يُقِلّ بِعَيْنِهِ أغْفَالَهَا
فظلتُ أرعاها، وظلّ يحوطها،
حتى دنوتُ إذا الظّلامُ دنا لها
فَرَمَيْتُ غَفْلَة َ عَيْنِهِ عَنْ شَاتِهِ،
فَأصَبْتُ حَبّة َ قَلْبِهَا وَطِحَالَهَا
حفظَ النّهارَ وباتَ عنها غافلاً،
فخلتْ لصاحبِ لذّة ٍ وخلا لها
وسبيئة ٍ ممّا تعتّقُ بابلٌ،
كَدَمِ الذّبِيحِ سَلَبْتُهَا جِرْيَالَهَا
وَغَرِيبَة ٍ تَأتي المُلُوكَ حَكِيمَة ٍ،
قَدْ قُلْتُهَا لِيُقَالَ مَنْ ذا قَالَهَا
وَجَزُورِ أيْسَارٍ دَعَوْتُ لحَتْفِهَا،
وَنِيَاطِ مُقْفِرَة ٍ أخَافُ ضَلالَهَا
يهماءَ موحشة ٍ، رفعتُ لعرضها
طرفي لأقدرَ بينها أميالها
بِجُلالَة ٍ سُرُحٍ كَأنّ بِغَرْزِهَا
هِرّاً إذا انْتَعَلَ المَطِيُّ ظِلالَهَا
عسفاً وإرقالَ الهجيرِ ترى لها
خَدَماً تُسَاقِطُ بالطّرِيقِ نِعَالَهَا
كانتْ بقيّة َ أربعٍ فاعتمتها
لَمّا رَضِيتُ مَعَ النّجَابَة ِ آلَهَا
فتركتها، بعدَ المراحِ، رذية ً،
وَأمِنْتُ بَعْدَ رُكُوبِهَا إعْجَالَهَا
فتناولتْ قيساً بحرّ بلادهِ،
فَأتَتْهُ بَعْدَ تَنُوفَة ٍ، فَأنَالهَا
فَإذَا تُجَوّزُهَا حِبَالَ قَبِيلَة ٍ،
أخذتْ من الأخرى إليكَ حبالها
قيلَ امرءٍ طلقِ اليدينِ مباركٍ،(49/1)
ألفى أباهُ بنجوة ٍ فسما لها
فَكَأنّهَا لَمْ تَلْقَ سِتّة َ أشْهُرٍ
ضراً إذا وضعتْ إليكَ جلالها
ولقد نزلتُ بخيرِ من وطئَ الحصى
قيسٍ فأثبتَ نعلها وقبالها
ما النّيلُ أصبحَ زاجراً منْ مدّهِ،
جادتْ لهُ ريحُ الصَّبا فجرى لها
زبداً ببابلَ، فهو يسقي أهلها،
رغداً تفجرهُ النّبيطُ خلالها
يَوْماً بِأجْوَدَ نَائِلاً مِنْهُ، إذَا
نفسُ البخيلِ تجهمتْ سؤّالها
الوَاهِبُ المِائَة َ الهِجَانَ وَعَبْدَهَا،
عُوذاً تُزَجّي خَلْفَهَا أطْفَالَهَا
والقارحَ العدّا، وكلَّ طمرّة ٍ،
ما إنْ تنالُ يدُ الطّويلِ قذالها
وَكَأنّمَا تَبِعَ الصُّوَارَ بِشَخْصِهَا
عَجْزَاءُ تَرْزُقُ بِالسُّلَيّ عيَالَهَا
طَلَباً حَثِيثاً بِالوَلِيدِ تَبُزُّهِ،
حتى توسطَ رمحهُ أكفالها
عودتَ كندة َ عادة ً، فاصبر لها،
اغْفِرْ لجَاهِلِهَا، وَرَوّ سِجَالَهَا
وَكُنْ لَهَا جَمَلاً ذَلُولاً ظَهْرُهِ،
احملْ، وكنتَ معاوداً تحمالها
وإذا تحلّ منَ الخطوبِ عظيمة ٌ،
أهْلي فِداؤكَ، فاكْفِهِمْ أثْقَالَهَا
فَلَعَمْرُ مَنْ جَعَلَ الشّهُورَ عَلامة ً
قدراً، فبيّنَ نصفها وهلالها
مَا كنْتَ في الحَرْبِ العَوَانِ مُغَمَّراً،
إذْ شَبّ حَرُّ وَقُودِهَا أجْزَالَهَا
وسعى لكندة َ غيرَ سعي مواكلٍ
قيسٌ فضرّ عدوَّها وبني لها
وأهانَ صالحَ مالهِ لفقيرها،
وأَسَا وَأصْلَحَ بَيْنَهَا، وَسَعَى لَهَا
ما إنْ تغيبُ لها كما غابَ امرؤٌ
هانتْ عشيرتهُ عليهِ، فغالها
وَتَرَى لَهُ ضُرّاً عَلى أعْدَائِهِ؛
وَتَرَى لِنِعْمَتِهِ عَلى مَنْ نَالَهَا
أثراً منَ الخيرِ المزيِّنِ أهلهُ،
كالغيثِ صابَ ببلدة ٍ، فأسالها
ثَقِفٌ، إذَا نَالَتْ يَدَاهُ غَنِيمَة ً،
شدَّ الرّكابَ لمثلها لينالها
بالخيلِ شعثاً ما تزالُ جيادها
رُجُعاً تُغادِرُ بِالطّرِيقِ سِخَالَهَا
أُمّا لِصَاحِبِ نِعْمَة ٍ طَرّحْتَهَا،(49/2)
ووصالِ رحمٍ قد نضحتَ بلالها
طالّ القيادُ بها فلمْ ترَ تربعاً
للخيلِ ذا رسنٍ، ولا أعطالها
وَسَمِعْتُ أكْثَرَ ما يُقالُ لها اقدَمي،
والنّصُّ والإيجافُ كانَ صقالها
حَتّى إذا لَمَع الدّلِيلُ بِثَوْبِهِ،
سقيتْ، وصبَّ رواتها أشوالها
فكَفَى العَضَارِيطُ الرّكابَ فبُدّدَتْ
منهُ لأمرِ مؤمَّلٍ، فأجالها
فَتَرَى سَوَابِقَهَا يُثِرْنَ عَجَاجَة ً،
مِثْلَ السّحابِ، إذا قَفَوْتَ رِعالَهَا
متبارياتٍ في الأعنّة ِ قطَّباً،
حَتّى تُفِيءَ عَشِيّة ً أنْفَالَهَا
فأصَبْنَ ذا كَرَمٍ، وَمَنْ أخطأنَهُ
جَزَّأ المَقِيظَة َ خَشْيَة ً أمْثَالَهَا
وَلَبُونِ مِعْزَابٍ حَوَيتَ فأصْبَحتْ
نهبى ، وآزلة ٍ قضبتَ عقالها
ولقدْ جررتَ إلى الغنى ذا فاقة ٍ،
وأصابَ غزوكَ إمّة ً فأزالّها
وإذا تجيءُ كتيبة ٌ ملمومة ٌ
خرساءُ تغثي من يذودُ نهالها
تأوي طوائفها إلى مخضرّة ٍ،
مكروهة ٍ يخشى الكماة ُ نزالها
كنتَ المقدَّمَ غيرَ لابسِ جنّة ٍ،
بالسّيْفِ تَضْرِبُ مُعْلِماً أبْطَالَهَا
وعلمتَ أنّ النّفسَ تلقى حتفها،
ما كانَ خالِقُها المَلِيكُ قَضَى لَهَا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(49/3)
عنوان القصيدة : قَالَتْ سُمَيّة ُ: مَنْ مَدَحْـ
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17307
قَالَتْ سُمَيّة ُ: مَنْ مَدَحْـ
ـتَ؟ فَقُلتُ: مَسرُوقَ بنَ وَائِلْ
عُدّي لِغَيْبِي أشْهُراً،
إنّي لَدَى خَيْرِ المَقَاوِلْ
النّاسُ حَوْلَ قِبَابِهِ،
أهْلُ الحَوَائِجِ وَالمَسَائِلْ
يتبادرونَ فنلءهُ،
قَبْلَ الشّرُوقِ، وَبِالأصَائِلْ
فإذا رأوهُ خاشعاً،
خشعوا لذي تاجٍ حلاحلْ
أضْحَى بِعَانَة َ زَاخِراً
فِيهِ الغُثَاءُ مِنَ المَسَايِلْ
خشيَ الصَّراري صولة ً
منهُ فعاذوا بالكوائلْ
فَتَرَى النّبِيطَ عَشِيَّة ً،
رَاوِي المَزَارِعِ، بِالحَوَافِلْ
يَوْماً بِأجْوَدَ نَائِلاً
مِالحَضْرَميّ أخي الفَوَاضِلْ
الواهبُ لاقيناتِ طالـ
ـغزلانِ في عقدِ الحمائلْ
يَرْكُضْنَ كُلَّ عَشِيّة ٍ،
عَصْبَ المُرَيَّشِ وَالمَرَاجِلْ
وَالتّارِكُ القِرْنَ الكَمِـ
يّ مجدلاً، رعيشَ الأناملْ
والقائدُ الخيلَ العتا
قَ ضوامراً لخنَ الأياطلْ
ما مشبلٌ وردُ الجبيـ
ـنِ مُهَرَّتُ الشّدْقَيْنِ بَاسِلْ
القادسيّة ُمألفٌ
مِنْهُ فَأوْدِيَة ُ الغَيَاطِلْ
يَدَعُ الوِحَادَ مِنَ الرّجَا
لِ، منهُ على البطلِ المنازلْ
طالَ الثّواءُ لدى تريـ
ـمَ وَقَدْ نَأتْ بَكْرُ بنُ وَائِلْ
قَوْمِي بَنُو البَرْشَاءِ ثَعْـ
ـلبة ُ المجالسِ، والمحافلْ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(50/1)
عنوان القصيدة : هلْ أنتَ يا مصلاتُ مبـ
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17308
هلْ أنتَ يا مصلاتُ مبـ
ـتَكِرٌ، غَداة َ غَدٍ، فَزَاحِلْ
إنّا لدى ملكٍ بشبـ
وة َ ما تغبّ لهُ النّواقلْ
مُتَحَلِّبِ الكَفّيْنِ مِثْـ
ـلِ البَدْرِ، قَوّالٍ، وَفَاعِلْ
الوَاهِبِ المِائة َ الصّفَا
يَا، بَيْنَ تَالِيَة ٍ وَحَائِلْ
ولقدْ شربتُ الخمرَ ترْ
كُضُ حَوْلَنَا تُرْكٌ وَكَابُلْ
كَدَمِ الذّبِيحِ غَرِيبَة ً،
مِمّا يُعَتِّقُ أهْلُ بَابِلْ
باكرتها، حولي ذوو الـ
ـآكالِ منْ بكرِ بنِ وائلْ
أملُ القبابِ الحمرِ والـ
ـنَّعَمِ المُؤبَّلِ، وَالقَنَابِلْ
كمْ فيهمُ منْ شطبة ٍ
ومقلِّصٍ نهدِ المراكلْ
بَلْ رُبّ مَجْرٍ جَحْفَلٍ،
عَبْلٍ، يُضَمَّرُ بِالأصَائِلْ
وَهُمُ عَلى جُرْدٍ مَغَا
ويرٍ، عليهنّ الرّحائلْ
ـة َ، كالنّعاماتِ الجوافلْ
يخرجنَ منْ خللِ الغب
رِ عوابساً، لحقَ الأياطلْ
كَمْ قَدْ تَرَكْنَ مُجَدَّلاً،
منْ بينِ منقصفٍ وجافلْ
زَيّافَة ٌ أرْمي بِهَا،
باللّيلِ معرضة َ المحافلْ
وَكَأنّهَا بَعْدَ الكَلا
لِ، مكدَّمٌ من حمرِ عاقلْ
متربعٌ منها ريا
ضاً صَابَها وَدْقُ الهَواطِلْ
يهوي بهِ ملكٌ حلاحلْ
غادرتهُ متجدِّلاً،
بِالقَاعِ تَنْهَسُهُ الفَرَاعِلْ
وَلَقَدْ يُحَاوِلُ أنْ يَقُو
مَ، وَقد مَضَتْ فيهِ النّوَاهِلْ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(51/1)
عنوان القصيدة : ألا قلْ لتيّاكَ ما بالها،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17309
ألا قلْ لتيّاكَ ما بالها،
ألِلْبَيْنِ تُحْدَجُ أحْمَالُهَا
أمْ للدّلالِ، فَإنّ الفَتَا
ة َ حقٌّ على الشّيخِ إدلالها
فَإنْ يَكُ هَذَا الصّبَى قَدْ نَبَا
وتطلابُ تيّا وتسآلها
فأنّى تحوّلُ ذا لمّة ٍ،
وأنّى لنفسكَ أمثالها
عَسِيبُ القِيَامِ، كَثِيبُ القُعُو
دِ، وهنانة ٌ، ناعمٌ بالها
إذا أدبرتْ خلتها دعصة ً،
وتقبلُ كالظّبي تمثالها
وفي كلّ منزلة ٍ بتَّها،
يُؤرِّقُ عَيْنَيْكَ أهْوَالُهَا
هيَ الهَمُّ لَوْ سَاعَفَتْ دَارُهَا،
ولكنْ نأى عنكَ تحلالها
وَصَهباء صِرْفٍ كلوْنِ الفُصُوصِ،
سَريعٍ إلى الشِّرْبِ إكْسَالُهَا
تُرِيكَ القَذَى وَهيَ مِنْ دُونِهِ،
إذا مَا يُصَفَّقُ جِرْيَالُهَا
شَرِبْتُ، إذا الرّاحُ بَعْدَ الأصِيـ
ـلِ طَابَتْ، وَرَفّعَ أطْلالُهَا
وَأبْيَضَ كَالنّجْمِ آخَيْتُهُ،
وبياءَ مطّردٍ آلها
قطعتُ، إذا خبّ ريعانها،
ونطّقَ بالهولِ أغفالها
بناحية ٍ منْ سراة ِ الهجا
نِ تأتي الفجاجَ، وتغتالها
تراها كأحقبَ ذي جدّتيـ
ـنِ، يَجْمَعُ عُوناً وَيَجْتَالُهَا
نحائصَ شتّى على عينيهِ،
حلائلَ لمْ يؤذهِ قالها
عَنِيفٌ، وَإنْ كَانَ ذا شِرّة ٍ،
بجمعِ الضّرائرِ شلالها
إذَا حَالَ مِنْ دُونِهَا غَبْيَة ٌ
منَ التّربِ، فانجالَ سربالها
فلمْ يرضَ بالقربِ حتى يكونَ
وساداً للحييهِ أكفالها
أقَامَ الضّغَائِنَ مِنْ دَرْئِهَا،
كفَتْلِ الأعِنّة ِ فَتّالُهَا
فذلكَ شبهتهُ ناقتي،
وَمَا إنْ لِغَيْرِكَ إعْمَالُهَا
وكمْ دونَ بيتكَ منْ مهمهٍ
وأرضٍ، إذا قيسَ أميالها
يُحَاذَرُ مِنْهَا عَلى سَفْرِهَا،(52/1)
مَهَامِهُ تِيهٌ وَأغْوَالُهَا
فمنكَ تؤوبُ، إذا أدبرتْ،
وَنَحْوَكَ يُعْطَفُ إقْبَالُهَا
إياسَ، وأنتَ امرؤٌ لا يرى
لنفسكَ في القومِ معدالها
أبَرُّ يَمِيناً، إذَا أقْسَمُوا،
وأفضلُ إنْ عدّ أفضالها
وجاركَ لا يتمنّى عليـ
ـهِ، إلاّ التي هُوَ يَقْتَالُهَا
كَأنّ الشَّمُوسَ بهَا بَيْتُهُ،
يُطِيفُ حَوَالَيْهِ أوْعَالُهَا
وكاملة ِ الرِّجلِ والدّارعين،
سَرِيعٍ إلى القَوْمِ إيغَالُهَا
سموتَ إليها برجراجة ٍ،
-
ومعقودة ِ العزمِ منْ رأيهِ،
قَلِيلٌ مِنَ النّاسِ يَحْتَالُهَا
تمممتَ عليها، فأتممتهاه،
وتمّ بأمركَ إكمالها
وَإنّ إيَاساً مَتى تَدْعُهِ،
إذَا لَيْلَة ٌ طَالَ بَلْبَالُهَا
أخٌ لِلْحَفِيظَة ِ حَمّالُهَا،
حَشُودٌ عَلَيْهَا وَفَعّالُهَا
وَفي الحَرْبِ مِنْهُ بَلاءٌ، إذَا
عَوَانٌ تَوَقّدَ أجْذَالُهَا
وصبرٌ على الدّهرِ في رزئهِ،
وَإعْطَاءُ كَفٍّ وَإجْزَالُهَا
وتقوداهُ الخيلَ حتى يطو
لَ كَرُّ الرّوَاة ِ، وَإيغَالُهَا
إذا أدلجوا ليلة ً والرّكا
بُ خوضٌ تخضخضَ أشوالها
وَتُسْمَعُ فِيهَا هَبي وَاقْدَمي،
وَمَرْسُونُ خَيْلٍ وَأعْطَالُهَا
وَنَهْنَهَ مِنْهُ لَهُ الوَازِعُو
نَ، حَتّى إذَا حَانَ إرْسَالُهَا
أُجِيلَتْ كمَرّ ذَنُوبِ القَرَى ،
فألوى بمنْ حانَ إشعالها
فآبَ لهُ أصلاً جاملٌ،
وأسلابُ قتلى وأنفالها
إلى بيتِ منْ يعتريهِ النّدى ،
إذَا النّفْسُ أعْجَبَهَا مَالُهَا
وليسَ كمنْ دونَ ماعونهِ،
خَوَاتِمُ بُخْلٍ وَأقْفَالُهَا
فَعَاشَ بِذَلِكَ مَا ضَرّهُ
صُبَاة ُ الحُلُومِ، وَأقْوَالُهَا
يَنُولُ العَشِيرَة َ مَا عِنْدَهُ،
ويغفرُ ما قلاَ جهالها
وَبَيْتُكَ مِنْ سِنْبِسٍ في الذُّرَى ،
إلى العِزّ وَالمَجْدِ أحْبَالُهَا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(52/2)
عنوان القصيدة : مَا بُكَاءُ الكَبِيرِ بِالأطْلالِ،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17310
مَا بُكَاءُ الكَبِيرِ بِالأطْلالِ،
وسؤالي، فهلْ تردّ سؤالي؟
دمنة ٌ قفرة ٌ تعاورها الصّيـ
ـفُ بِرِيحَيْنِ مِنْ صَبأ وَشَمَالِ
لاتَ هَنّا ذِكْرَى جُبَيْرَة َ أوْ مَنْ
جاءَ منها بطائفِ الأهوال ِ
حلّ أهلي بطنَ الغميسِ فبادوْ
لى ، وَحَلّتْ عُلْوِيّة ً بِالسِّخَالِ
نرنعي السّفحَ، فالكشيبَ، فذاقا
رٍ، فَرَوْضَ القَطَا فَذاتَ الرّئالِ
ربّ خرقٍ من دونها يخرسُ السّفـ
ـرَ، وَمِيلٍ يُفْضِي إلى أمْيَالِ
وَسِقَاءٍ يُوكَى عَلى تَأَقِ المَلْ
ءِ، وَسَيْرٍ وَمُسْتَقَى أوْشَالِ
وَادّلاجٍ بَعْدَ المَنَامِ، وَتَهْجِيـ
ـرٍ، وقفٍّ وسبسبٍ ورمالِ
وقليبٍ أجنٍ كأنّ منَ الرّيـ
ـشِ بِأرْجَائِهِ لُقُوطَ نِصَالِ
رِيجِ وَالشّرْعَبيَّ ذا الأذْيَالِ
ـدُو قَلِيلَ الهُمُومِ نَاعِمَ بَالِ
إذ هي الهمُّ والحديثُ، وإذْ تعـ
صي إليّ الأميرَ ذا الأقوالِ
ظبية من ظباء وجرة أدما
ء ُتسفُّ الكباثَ تحتَ الهدالِ
حُرّة ٌ طَفْلَة ُ الأنَامِلِ، تَرْتَـ
ـبّ سخاماً، تكفُّهُ بخلالِ
كَأنّ السُّمُوطَ عَكّفَها السّلْـ
ـكُ بعِطْفَيْ جَيْدَاءَ أُمّ غَزَالِ
وكأنّ الخمرَ العتيقَ من الإسفنـ
ـطِ مَمْزُوجَة ً بِمَاءٍ زُلالِ
باكرتها الأغرابُ في سنة ِ النّو
مِ فتجري خلالَ شواكِ السَّيالِ
فاذهبي كا إليكِ أدركني الحلـ
ـمُ، عداني عنْ ذكركمْ أشغالي
وَعَسِيرٍ أدْمَاءَ حَادِرَة ِ العَيْـ
ـنِ، خنوفٍ عيرانة ٍ شملالِ
مْن سَرَاة ِ الهِجَانِ، صَلّبَهَا العُـ
ـضّ وَرَعيُ الحِمى وَطولُ الحِيالِ
لمْ تَعَطّفْ عَلى حُوَارٍ، وَلمْ يَقْـ(53/1)
ـطَعْ عُبَيدٌ عُرُوقَها مِنْ خُمالِ
قَدْ تَعَلّلْتُهَا عَلى نَكَظِ المَيْـ
ـطِ، وقدْ خبّ لامعاتٌى لآلِ
فَوْقَ دَيْمُومة ٍ تَغَوّلُ بِالسَّفْـ
ـرِ قِفَارٍ إلاّ مِنَ الآجَالِ
وَإذا ما الضّلالُ خِيفَ مَكانَ الْـ
ـوِرْدُ خِمْساً يَرْجُونَهُ عَن لَيالِ
وَاسْتُحِثّ المُغَيِّرُونَ مِنَ القَوْ
مِ وكانَ النّطافُ ما في العزالي
مَرِحَتْ حُرّة ٌ كَقَنْطَرَة ِ الرّومِـ
ـيّ تَفْرِي الهَجِيرَ بِالإرْقَالِ
تَقْطَعُ الأمعَزَ المُكَوْكِبَ وَخداً
بنواجٍ سريعة ِ الإيغالِ
طُ، كَعَدْوِ المُصَلصِلِ الجَوّالِ
لاحَهُ الصّيْفُ وَالصِّيَالُ وَإشْفَا
لٍ، دِفَاقاً غَداة َ غِبّ الصّقَالِ
ملمعٍ لاعة ِ الفؤادِ إلى جحـ
شٍ، فلاهُ عنها فبئسَ الفالي
ذو أذاة ٍ على الخليطِ، خبيثُ الـ
ـنّفسِ، يرمى مراغهُ بالنُّسالِ
غادرَ الجحشَ في الغبارِ، وعدّا
هَا حَثِيثاً لِصُوّة ِ الأدْحَالِ
ذَاكَ شَبّهْتُ نَاقَتي عَن يمينِ الـ
رَّعنِ، بعدَ الكلالِ والإعمالِ
وَتَرَاهَا تَشْكُو إليّ، وَقَدْ آ
لَتْ طَلِيحاً تُحذى صُدورَ النّعالِ
نَقَبَ الخُفِّ للسُّرَى ، فَتَرَى الأنْـ
ساعَ من حلّ ساعة ٍ وارتحالِ
أثّرتْ في جناجنٍ كإرانِ الـ
-
تْ حِبَالٌ وَصَلْتَهَا بحِبَالِ
أربحيٌّ، صلتٌ، يظلّ لهُ القو
مُ رُكُوداً، قِيَامَهُمْ للهِلالِ
إنْ يُعاقِبْ يَكُنْ غَرَاماً، وَإنْ يُعطِ
جَزِيلاً، فَإنّهُ لا يُبَالي
يَهَبُ الجِلّة َ الجَرَاجِرَ، كالبُسْـ
ـتانِ تحنو لدردقٍ أطفالِ
والبَغَايَا يَرْكُضْنَ أكسِيَة َ الإضْـ
-
وَجِيَاداً كَأنّهَا قُضُبُ الشّوْ
حَطِ، تَعْدُو بِشِكّة ِ الأبْطَالِ
والمكاكيكَ والصّحافَ من الفضّـ
ـة ِ وَالضّامِزَاتِ تَحتَ الرّجَالِ
ربّ حيٍ أشقاهمُ آخرَ الدّهـ
ـرِ وَحَيٍّ سَقَاهُمُ بِسِجَالِ
ولقدْ شبّتِ الحروبُ فما غمـ(53/2)
ـرتَ فيهاإذْ قلصتْ عن حيالِ
هَؤلَى ثُمّ هَؤلَى كُلاًّ اعْـ
ـطيتَ نعالاً محذوة ً بمثالِ
فأرى منْ عصاكَ أصبحَ مخذو
لاً، وَكَعبُ الذي يُطيعُكَ عَالي
أنتَ خيرٌ منْ ألفِ ألفٍ من القو
مِ إذا ما كبتْ وجوهُ الرّجالِ
ولمثلِ الّذي جمعتَ منَ العدّ
ة ِ، تأبى حكومة َ المقتالِ
جُنْدُكَ التّالِدُ العَتِيقُ مِنَ الـ
ـسّاداتِ أهْلِ القِبابِ وَالآكَالِ
غيرُ ميلٍ ولا عواويرَ في الهيـ
ـجا ولا عزّلٍ ولا أكفالِ
وَدُرُوعٌ مِنْ نَسجِ داوُدَ في الحَرْ
بِ وسوقٌ يحملنَ فوقَ الجمالِ
ملبساتٌ مثلَ الرّمادِ منَ الكبـ
ـرّة ِ منْ خشية ِ النّدى والطَّلالِ
لمْ يبسَّرنَ للصّديقِ، ولكنْ
لقتالِ العدوّ يومَ القتالِ
لامرءٍ يجعلُ الأداة َ لريبِ الـ
دّهْرِ، لا مُسْنَدٍ وَلا زُمّالِ
كلَّ عامٍ يقودُ خيلاً إلى خيـ
دّينَ دِرَاكاً بِغَزْوَة ٍ وَصِيَالِ
ثمّ أسقاهمْ على العيـ
شِ فأروى ذنوبَ رفدٍ محالِ
فَخْمَة ً يَلْجَأُ المُضَافُ إلَيْهَا،
ورعالاً موصولة ً برعالِ
تخرجُ الشّيخَ من بنيهِ وتلوي
بلبونِ المعزابة ِ المعزالِ
ثمّ دانتْ بعدُ الرَّبابُ، وكانتْ
كَعَذَابٍ عُقُوبَة ُ الأقْوَالِ
عَنْ تَمَنٍّ وَطُولِ حَبسٍ وَتَجميـ
عِ شَتَاتٍ، وَرِحْلَة ٍ وَاحتِمَالِ
مِنْ نَوَاصي دُودانَ إذْ كَرِهُوا الـ
ـبأسَ وذبيانَ والهجانِ الغوالي
ثُمّ وَصّلْتَ صِرّة ً بِرَبيعٍ،
حِينَ صَرّفْتَ حالَة ً عَنْ حَالِ
هُوَ دَانَ الرِّبَابَ، إذْ كَرِهُوا الـ
مَ وَأسْرَى مِنْ مَعْشَرٍ أقْتَالِ
وَشُيُوخٍ حَرْبَى بِشَطّيْ أرِيكٍ،
ونسءٍ كأنّهنّ السّعالي
وشريكينِ منْ الما
لِ، وَكَانَا مُحَالِفَيْ إقْلالِ
قَسَمَا الطّارِفَ التّلِيدَ مِنَ الغُنْـ
مِ، فَآبَا كِلاهُما ذو مَالِ
لنْ تزوالوا كذلكمْ، ثمّ لا زلـ
ـتَ لهمْ خالداً خلودَ الجبالِ(53/3)
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(53/4)
عنوان القصيدة : إنّ محلاً، وإنّ مرتحلا،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17311
إنّ محلاً، وإنّ مرتحلا،
وَإنّ في السَّفْرِ مَا مَضَى مَهَلا
اسْتَأثَرَ الله بِالوَفَاءِ وَبِالـ
ـعدالِ، وولى الملامة َ الرّجلا
وَالأرْضُ حَمّالَة ٌ لِمَا حَمّلَ الـ
لّهُ، وَمَا إنْ تَرُدّ مَا فَعَلا
يوكاً تراها كشبهِ أردية ِ الـ
ـخمسِ، ويوماً أديمها نغلا
أنْشَى لَهَا الخُفَّ وَالبَرَاثِنَ وَالْـ
ـحَافِرَ شَتّى وَالأعصَمَ الوَعِلا
والنّاسُ شتّى على سجائحهمْ،
مستوقحاً حافياً ومنتعلا
وقدْ رحلتُ المطيَّ منتخلا،
أزجي ثقالاً، وقلقلاً وقلا
أزجي سراعيفَ كالقسيّ منَ الـ
شّوحطِ، صكَّ المسفَّعِ الحجلا
والهوزبَ العودَ أمتطسهِ بها،
والعنتريسَ الوجناءَ والجملا
يَنْضَحُ بِالبَوْلِ وَالُغبَارِ عَلى
فخذيهِ نضحَ العبديّة ِ الجللا
وَسّاجَ سَابَ إذَا هَبَطْتَ بِهِ الـ
سّهلَ وفي الحزنِ مرجماً حجلا
بسيرِ منْ يقطعُ المفاوزَ والـ
ـبعدَ إلى منْ يثيبهُ الإبلا
وَالهَيْكَلَ النّهْدَ، وَالوَليدَة َ وَالْـ
ـعَبْدَ، وَيُعْطي مَطَافِلاً عُطُلا
يُكْرِمُهَا مَا ثَوَتْ لَدَيْهِ، وَيَجْـ
ـزيها بما كانَ خفُّها عملا
أصْبَحَ ذُو فَائِشٍ سَلامَة ُ ذُو الـ
ـتَّفضالِ هشاً فؤادهُ، جذلا
أبيضُ لا يرهبُ الهزالَ، ولا
يَقْطَعُ رِحْماً، وَلا يَخُونُ إلا
ياخبرَ منْ يركبُ المطيَّ، ولا
يَشْرَبُ كَأساً بِكَفّ مَنْ بَخِلا
قلّدتكَ الشّعرَ يا سلامة َ ذا الـ
تّفضالِ، والشّيءُ حيثما جعلا
وَالشّعْرُ يَسْتَنْزِلُ الكَريمَ كمَا اسْـ
ـتنزلَ رعدُ السّحابة ِ السَّبلا
لوْ كنتَ ماءً عدّاً جممتَ، إذا
مَا وَرَدَ القَوْمُ لمْ تَكُنْ وَشَلا(54/1)
أنجبَ أيامُ والديهِ بهِ،
إذْ نَجَلاهُ، فَنِعْمَ مَا نَجَلا
قَدْ عَلِمَتْ فَارِسٌ وَحِمْيَرُ والْـ
أَعْرَابُ بِالدَّشْتِ أيُّهُمْ نَزَلا
هلْ تذكرُ العهدَ في تنمُّضَ، إذ
تضربُ لي قاعداً بها مثلا
لَيْثٌ لَدَى الحَرْبِ أوْ تَدُوخَ لَهُ
قَسْراً، وَبَذَّ المُلُوكَ مَا فَعَلا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(54/2)
عنوان القصيدة : أقْصِرْ، فَكُلُّ طَالِبٍ سَيَمَلّ
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17312
أقْصِرْ، فَكُلُّ طَالِبٍ سَيَمَلّ
إنْ لمْ يَكُنْ عَلى الحَبِيبِ عِوَلْ
فهوَ يقولُ للسّفيهِ، إذا
آمرهُ في بعضِ ما يفعلْ
جَهْلٌ طِلابُ الغَانِيَاتِ، وَقَدْ
يَكُونُ لَهْوٌ هَمُّهُ وَغَزَلْ
السّرقاتِ الطَّرفَ منْ ظغنِ الـ
حَيّ، وَرَقْمٌ دُونَهَا وَكِلَل
فيهنّ مخروفُ النّواصفِ، مسـ
ـروقُ البغامِ، شادنٌ أكحلْ
رَخْصٌ، أحَمُّ المُقْلَتَينِ، ضَعِيـ
فُ المَنْكِبَينِ، للعِنَاقِ زَجِلْ
تعلُّهُ روعى الفؤادِ، ولا
تَحْرِمُهُ عُفَافَة ً، فَجَزَلْ
تخرجهُ إلى الكناسِ، إذا الـ
تَجّ ذُبَابُ الأيْكَة ِ الأطْحَلْ
يرعى الأراكَ، ذا الكباثِ، وذا الـ
مَرْدِ، وَزَهْراً نَبْتُهُنّ خَضِلْ
ذَلِكَ مِنْ أشْبَاهِ قَتْلَة َ، أوْ
قَتْلَة ُ مِنْهُ سَافِراً أجْمَلْ
بَيْضَاءُ، جَمّاءُ العِظَامِ، لهَا
فرعٌ أثيثٌ، كالحبالِ رجلْ
علقتها بالشيطينِ، فقدْ
شقّ علينا حبُّها وشغلْ
إذْ هيَ تصطادُ الرّجالَ، ولا
يَصْطَادُها، إذَا رَمَاهَا الأبل
تجري السّواكَ بالبنانِ على
ألمى ، كأطرافِ السَّيالِ رتلْ
تردُّ معطوفَ الضّجيعِ على
غَيْلٍ، كَأنّ الوَشْمَ فِيهِ خِلَل
كأنَّ طَعْمَ الزّنْجَبيلِ وَتُفّـ
ـَاحاً عَلى أرْي الدَّبُورِ نَزَلْ
ظَلّ يذُودُ عَنْ مَرِيرَتِهِ،
هوى لهُ منَ الفؤادِ وجلْ
نَحْلاً كَدَرْدَاقِ الحَفِيضَة ِ، مَرْ
هوباً، لهُ حولَ الوقودِ زجلْ
في يَافِعٍ جَوْنٍ، يُلَفَّعُ بِالـ
ـصّحْرَى ، إذَا مَا تَجْتَنِيهِ أهَلّ
يعلّ منهُ فو قتيلة َ بالـ
ـإسفنطِ، قدْ باتَ عليهِ وظلّ
لَوْ صَدَقَتْهُ مَا تَقُولُ، وَلَـ
ـكنّ عداتٍ دونهنّ علْ(55/1)
تنأى وتدنو كلُّ ذلكَ معْ
لا هيَ تعطيني، ولا تبخلْ
قَدْ تَعْلَمِينَ يَا قُتَيْلَة ُ، إذْ
خَانَ حَبِيبٌ عَهْدَهُ وَأدَلّ
أنْ قدْ أجدُّ الحبلَ منهُ، إذا
يَا قَتْلُ، مَا حَبْلُ القَرِينِ شكَلْ
بعنتريسٍ، كالمحالة ِ لمْ
يثنَ عليها للضّرابِ جملْ
متى القتودُ، والفتيانُ بألـ
وَاحٍ شِدَادٍ تَحْتَهُنّ عُجُلْ
فيها عتادٌ، إذْ غدوتُ على الـ
أمْرِ، وَفِيهَا جُرْأة ٌ وَقَبَلْ
كأنها طاوٍ تضيفهُ
ضربُ قطارٍ، تحتهُ شمألْ
باتَ يقولُ بالكثيبِ منَ الـ
ـغَبْيَة ِ: أصْبِحْ لَيْلُ لَوْ يَفْعَلْ
مُنْكَرِساً تَحْتَ الغُصُونِ، كمَا
أحنى على شمالهِ الصّيقلْ
حَتّى إذَا انْجَلَى الصّبَاحُ، وَمَا
إنْ كادَ عنهُ ليلهُ ينجلْ
أطلسَ طلاعَ النّجادِ، على الـ
وَحْشِ، وَحْشِ ضَئيلاً مِثلَ القَنَاة ِ أزَلّ
في إثْرِهِ غُضْفٌ مُقَلَّدَة ٌ،
يسعى بها مغاورٌ أطحلْ
كالسِّيدِ لا ينمي طريدتهُ،
لَيْسَ لَهُ مِمّا يُحَانُ حِوَلْ
هِجْنَ بِهِ، فَانْصَاعَ مُنْصَلِتاً،
كَالنّجْمِ يَخْتَارُ الكَثِيبَ أبَلّ
حتّى إذا نالتْ نحا سلباً،
وَقَدْ عَلَتْهُ رَوْعة ٌ وَوَهَل
لا طائشٌ عندَ الهياجِ، ولا
رَثُّ السّلاحِ مُغَادِرٌ أعْزَلْ
يَطْعَنُهَا شَزْراً عَلى حَنَقٍ،
ذُو جُزْأة ٍ في الوَجْهِ مِنهُ بَسَلْ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(55/2)
عنوان القصيدة : فداءٌ لقومٍ قاتلوا بخفية ٍ
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17261
فداءٌ لقومٍ قاتلوا بخفية ٍ
فوارسَ عوصٍ إخواني وبناتي
يَكُرّ عَلَيهمْ بالسّحيلِ ابنُ جَحدرٍ
وما مطرٌ فيها بذي عذراتِ
سَيَذْهَبُ أقْوَامٌ كِرَامٌ لوَجْهِهِمْ،
وتتركُ قتلى ورَّمُ الكمراتِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(56/1)
عنوان القصيدة : قَالَتْ سُمَيّة ُ، إذْ رَأتْ
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17313
قَالَتْ سُمَيّة ُ، إذْ رَأتْ
بَرْقاً يَلُوحُ عَلى الجِبَالِ
يَا حَبّذَا وَادِي النُّجَيـ
ـرِ، وحبّذا قيسُ الفعالِ
القائدُ الخيلَ الجيا
دَ ضَوَامِراً مِثْلَ المَغَالي
التّركُ الكسبَ الخبيـ
ثَ، إذَا تَهَيّأ للقِتَالِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(57/1)
عنوان القصيدة : هريرة َ ودعها، وإنْ لامَ لائمُ،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17314
هريرة َ ودعها، وإنْ لامَ لائمُ،
غداة َ غدٍ أمْ أنتَ للبينِ واجمُ
لَقَدْ كَانَ في حَوْلٍ ثَوَاءٍ ثَوَيْتَهُ،
تقضّي لبناتٍ، ويسأمُ سائمُ
مبتَّلة ٌ هيفاءُ رودٌ شبابها،
لَهَا مُقْلَتَا رِئْمٍ وَأسْوَدُ فَاحِمُ
وَوَجْهٌ نَقِيُّ اللّوْنِ صَافٍ يَزينُهُ
معَ الحليِ لباتٌ لها ومعاصمُ
وَتَضْحَكُ عَنْ غُرّ الثّنَايَا، كأنّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُهُ مُتَنَاعِمُ
هيَ الهَمّ لا تَدْنُو، وَلا يَسْتَطِيعُها
منَ العيسِ إلاّ النّجياتُ الرّواسمُ
رَأَيْتُ بَني شَيْبَانَ يَظْهَرُ مِنْهُمُ
لقوميَ عمداً نغصة ٌ ومظالمُ
فإنْ تصبحوا أدنى العدوّ فقبلكمْ
مِنَ الدّهْرِ عَادَتْنَا الرِّبابُ وَدارِمُ
وسعدٌ وكعبٌ والعبادُ وطيءٌّ،
ودودانُ في ألفافها والأراقمُ
فما فَضّنا من صَانعٍ بَعْدَ عَهْدِكُمْ
فيطمعَ فينا زاهرٌ والأصارمُ
ولنْ تنتهوا حتى تكسّرَ بيننا
رِمَاحٌ بِأيْدِي شُجْعَة ٍ وَقَوَائمُ
وحتى يبيتَ القومُ في الصّفّ ليلة ً
يقولونَ نوّرْ صبحُ، واللّيلُ عاتمُ
وقوفاً وراءَ الطّعنِ، والخيلُ تحتهمْ،
تشدّ على أكتافهنّ القوادم
إذا ما سمعنَ الزّجرَ يمّمنَ مقدماً
عَلَيها أُسُودُ الزّارَتَينِ الضّرَاغِمُ
أبَا ثَابِتٍ أوْ تَنْتَمُونَ، فإنّمَا
يَهِيمُ لِعَيْنَيْهِ مِنَ الشرّ هَائِمُ
متى تلقنا، والخيلُ تحملُ يزّنا،
خناذيذَ منها جلّة ٌ وصلادمُ
فَتَلْقَ أُنَاساً لا يَخِيمُ سِلاحُهُمْ،
إذا كَانَ حمّاً للصّفِيحِ الجَماجمُ
وَإنّا أُنَاسٌ يَعْتَدِي البأس خَلفُنَا،
كمَا يَعتَدي المَاءَ الظماءُ الحَوَائِمُ(58/1)
فَهَانَ عَلَيْنَا مَا يَقُولُ ابنُ مُسهِرٍ
برغمكَ إذْ حلّتْ علينا اللّهازمُ
يزيدُ يغضّ الطّرفَ دوني كأنّما
زَوَى بَينَ عَيْنَيْهِ عَليّ المَحَاجِمُ
فلا يَنبَسِطْ من بينِ عَينَيكَ ما انزَوَى ،
وَلا تَلْقَني إلا وَأنْفُكَ رَاغِمُ
فأقسمُ باللهِ الّذي أنا عبدهُ،
لتصطفقنْ يوماً عليكَ المآتمُ
يَقُلْنَ حَرَامٌ مَا أُحِلّ بِرَبّنَا
وتتركُ أمولاً عليها الخواتمُ
أبَا ثَابِتٍ لا تَعْلَقَنْكَ رِمَاحُنَا،
أبَا ثَابِتٍ اقْعُدْ وَعِرْضُكَ سَالِمُ
أفي كُلّ عَامٍ تَقْتُلُونَ ونَتّدِي،
فتلكَ التّي تبيضّ منها المقادمُ
وَذَرْنَا وَقَوْماً إنْ هُمُ عَمَدوا لَنَا
أبَا ثَابِتٍ، وَاجْلِسْ فَإنّكَ نَاعِمُ
طَعامُ العِرَاقِ المُستَفيضُ الذي تَرى ،
وفي كلّ عامٍ حلّة ٌ ودراهمُ
أتَأمُرُ سَيّاراً بِقَتْلِ سَرَاتِنَا،
وتزعمُ بعدَ القتلِ أنّكَ سالمُ
أبَا ثَابِتٍ! إنّا إذَا تَسْبِقُنّنا،
سيرعدُ سرحٌ أوْ ينبَّهُ نائمُ
بمُشْعِلَة ٍ يَغْشَى الفِرَاش رَشاشُهَا،
يبيتُ لها ضوءٌ منَ النّارِ جاحمُ
تَقَرُّ بِهِ عَيْنُ الّذي كَانَ شَامِتاً،
وَتَبْتَلُّ مِنْهَا سُرّة ٌ وَمَآكِمُ
وتلقى حصانٌ تخدمُ ابنة َ عمّها،
كما كانَ يلقى النّصفاتُ الخوادمُ
إذا اتّصلتْ قالتْ: أبكرَ بنَ وائلٍ،
وبكرٌ سبتها، والأنوفُ رواغمُ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(58/2)
عنوان القصيدة : ألا قلْ لتيّا قبلَ مرّتها اسلمي،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17315
ألا قلْ لتيّا قبلَ مرّتها اسلمي،
تَحِيّة َ مُشْتَاقٍ إلَيْهَا مُتَيَّمِ
عَلى قِيلِهَا يَوْم التَقَيْنا، وَمَن يكنْ
عَلى مَنطِقِ الوَاشِينَ يَصرِمْ وَيُصرَمِ
أجِدَّكَ لَمْ تأخُذْ لَيَاليَ نَلْتَقي
شفاءكَ منْ حولٍ جديدٍ مجرَّمِ
تسرُّ وتعطى كلَّ شيءٍ سألتهُ،
وَمنْ يُكْثِرِ التسْآلَ لا بُدّ يُحرَمِ
فما لكَ عندي نَائلٌ غَيرُ ما مضى
رضيتَ بهِ، فاصبرْ لذلكَ أو ذمِ
فلا بأسَ إني قدْ أجوِّزُ حاجتي،
بمُسْتَحْصِدٍ بَاقٍ مِنَ الرّأي مُبْرَمِ
وكورٍ علافيٍّ وقطعٍ ونمرقٍ،
ووجناءَ مرقالِ الهواجرِ عيهمِ
كأنّ على أنسائها عذقَ حصلة ٍ
تَدَلّى مِنَ الكَافُورِ غَيْرَ مُكَمَّمِ
عَرَنْدَسَة ٍ لا يَنفُضُ السّيرُ غَرْضَها،
كأحقبَ بالوفراءِ جأب مكدَّمِ
رعى الرّوضَ والوسميَّ حتى كأنّما
يرَى بيَبِيسِ الدّوّ إمْرَارَ عَلْقَمِ
تلا سقبة ً قوداءَ مشكوكة َ القرا،
متى ما تُخالِفْهُ عَنِ القَصْدِ يَعذِمِ
إذا ما دنا منها التقتهُ بحافرٍ،
كَأنَّ لَهُ في الصّدْرِ تأثيرَ مِحْجَمِ
إذا جاهرتهُ بالفضاءِ انبرى لها
بِإلهَابِ شَدّ كَالحَريقِ المُضَرَّمِ
وَإنْ كَانَ تَقْريبٌ من الشّدّ غَالهَا
بمَيْعَة ِ فَنّانِ الأجارِيّ مُجْذِمِ
فلَمّا عَلَتهُ الشمسُ وَاستَوْقدَ الحصَى
تذكّرَ أدنى الشِّربِ للمتيمِّمِ
فأوردها عيناً منَ السِّيفِ ريّة ً،
بِهَا بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ
بناهنّ منْ ذلاّن رام أعداها
لقتل الهوادي، داجن بالتوقمِ
فَلَمّا عَفَاهَا ظَنّ أنْ لَيسَ شارِباً
من الماء إلا بعد طول تحرمِ
وَصَادَفَ مِثلَ الذّئْبِ في جوْف قُتَرة(59/1)
فَلَمّا رَآها قال: يا خَيرَ مَطعَمِ
وَيَسَّرَ سَهْماً ذا غِرَارٍ يَسُوقُهُ
أمين القوى في صلبة المترنمِ
فمرّ نضيُّ السّهمِ تحتَ لبانهِ،
وَجَالَ عَلى وَحشِيّهِ لمْ يُثَمْثِمِ
وَجالَ وَجالَتْ يَنجلي التّرْبُ عَنْهُما
لَهُ رَهَجٌ في سَاطعِ اللّوْنِ أقْتَمِ
كأنّ احتدامَ الجوفِ في حمي شدّه
وما بعدهُ منْ شدّهِ، غليُ قمقمِ
فَذلِكَ بَعْدَ الجَهْدِ شَبّهتُ ناقتي
إذا مَا وَنَى حَدُّ المَطِيّ المُخَرَّمِ
فدَعْ ذا وَلَكِنْ ما تَرَى رَأيَ كاشحٍ
يَرَى بَيْنَنا مِنْ جَهْلِهِ دَقَّ مَنشِمِ
أراني بريئاً منْ عميرٍ ورهطهِ،
إذا أنْتَ لمْ تَبْرَأ مِنَ الشّرّ فَاسْقمِ
إذا ما رآني مقبلاً شامَ نبلهُ،
وَيَرْمي إذا أدْبَرْتُ ظَهرِي بأسهُمِ
على غيرِ ذئبٍ أنّ عداوة ً
طَمَتْ بكَ فَاستأخِرْ لهَا أوْ تَقَدّمِ
وكنتُ، إذا نفسُ الغويّ نوتْ به،
صَقَعتُ عَلى العِرْنِينِ مِنْهُ بمِيسَمِ
حلقتُ بربّ الرّاقصاتِ إلى منى ً،
إذا مَخْرَمٌ جَاوَزْتُهُ بَعْدَ مَخرَمِ
ضوامرَ خوصاً قد أضرّ بها السُّرى ،
وَطابَقنَ مَشياً في السّريحِ المُخَدَّمِ
لَئِنْ كُنْتَ في جُبٍّ ثَمَانِينَ قامَة ً
وَرُقّيتَ أسْبَابَ السّمَاءِ بِسُلّمِ
لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حتى تَهِرّهُ
وتعلمَ أني عنكَ لستُ بملجمِ
ونشرقَ بالقولِ الذي قدْ أذعتهُ
كما شرقتْ صدرُ القناة ِ منَ الدّمِ
فما أنتَ من أهلِ الحجونِ ولا الصّفا
ولالكَ حقّ الشّربِ منْ ماءِ زمزمِ
وما جعلَ الرّحمنُ بيتكَ في العلى
بِأجْيَادِ غَرْبيّ الصّفَا وَالمُحَرَّمِ
فلا توعدنّي بالفجارِ، فإنّني
بني اللهُ بيتي اللهُ في الدّخيسِ العرمرمِ
عجبتُ لآلِ الحرقتينِ، كأنّما
رَأوْني نَفياً مِنْ إيَادٍ وَتُرْخُمِ
وغرّبني سعدُ بنُ قيسٍ عن العلى
وَأحسابهِمْ يَوْمَ النّدى وَالتّكَرّمِ
مقامَ هجينٍ ساعة ٍ بلوائهِ،(59/2)
فقلْ في هجينٍ بين حامٍ وسلهمِ
فلمّا رأيتُ النّاسَ للشّرّ أقبلوا،
وثابوا إلينا منْ فصيحٍ وأعجمِ
وَصِيحَ عَلَيْنَا بِالسّيَاطِ وبَالقَنَا
إلى غابة ٍ مرفوعة ٍ عندَ موسمِ
دَعَوْتُ خَليلي مِسْحَلاً، وَدَعَوْا لَه
جهَنّامَ جَدْعاً للهَجِينِ المُذَمَّمِ
فإني وثوبي راهبِ اللُّجّ، والّتي
بناها قصيٌّ والمضاضُ بنُ جرهمِ
لئنْ جدّة أسبابُ العدواة ِ بيننا،
لَتَرْتَحِلَنْ مِني عَلى ظَهْرِ شَيهَمِ
وتركب مني إنْ بلوتَ نكيثي،
على نشزٍ قدْ شابَ ليسَ بتوأمِ
فَمَا حَسَبي إنْ قِسْتَهُ بِمُقَصِّرٍ،
حَبَاني أخي الجنيُّ، نَفسِي فِداؤه،
وما زالَ إهداءُ الهواجزِ بيننا،
وترقيقُ أقوامٍ لحينٍ ومأثمِ
وأمرُ السَّفى حتى التقينا غدية ً،
كِلانَا يُحامي عَنْ ذِمارٍ وَيَحتَمي
تُرِكْنَا وَخَلّى ذُو الهَوَادَة ِ بَيْنَنَا،
بأثقبِ نيرانِ العداوة ِ ترتمي
بِأفْيَحَ جَيّاشِ العَشِيّاتِ خِضْرِمِ
فقال: ألا فانزلْ على المجدِ سابقاً،
لكَ الخيرُ قلّدْ، إذْ سبقتَ، وأنعمِ
وولّى عميرٌ، وهو كابٍ، كأنّما
يطلّى بحصٍّ، أوْ يغثّى بعظلمِ
وَنَحْنُ غَداة َ العَينِ يَوْمَ فُطَيْمَة ٍ
منعنا بني شيبانَ شربَ محلِّمِ
جَبَهْنَاهُمُ بِالطّعنِ، حتى تَوَجّهوا
وَهَزّوا صُدُورَ السّمهَرِيّ المُقَوَّمِ
وَأيّامَ حَجْرٍ، إذْ يُحَرَّقُ نَخْلُهُ،
ثَأرْنَاكُمُ يَوْماً بتَحْرِيقِ أرْقَمِ
كأنّ نخيلَ الشّطّ غبّ حريقهِ،
مَآتِمُ سُودٌ سَلّبَتْ عنْدَ مأتَمِ
وَنَحْنُ فَكْكنَا سَيّديكُم فأُرْسِلا
مِنَ المَوْتِ لمّا أُسْلِمَا شَرَّ مُسْلَمِ
نلافاهما بشرٌ منَ الموتِ بعدما
جَرَتْ لهُمَا طَيْرُ النّحُوسِ بأشْأمِ
فذلكَ منْ أيّامنا وبلائنا،
ونُعمَى عَليكُم إنْ شكَرْتُم لأنعُمِ
فَإنْ أنْتُم لمْ تَعْرِفُوا ذَاكَ، فاسألوا
أبَا مَالِكٍ أوْ سَائِلُوا رَهْطَ أشْيَمِ(59/3)
وكائنْ لنا فضلاً عليكمْ ومنة ً
قَديماً، فَما تَدرُون مَا مَنُّ مُنعِمِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(59/4)
عنوان القصيدة : بَني عَمّنَا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ بَينَنا
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17316
بَني عَمّنَا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ بَينَنا
كَردّ رَجيعِ الرّفضِ وَارموا إلى السِّلمِ
وكونوا كما كنّا نكونُ، وحافظوا
علينا كما كنّا نحافظُ عن رهمِ
نِساءِ مَوَالِينَا البَوَاكي، وَأنْتُمُ
مددتمُ بأيدينا حلافَ بني غنمِ
فلا تَكسِرُوا أرْماحَهمْ في صُدورِكُم
فتَغشِمَكمْ، إنّ الرّمَاحَ من الغَشْمِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(60/1)
عنوان القصيدة : ألمّ خَيَالٌ مِنْ قُتَيْلَة َ بَعْدَمَا
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17317
ألمّ خَيَالٌ مِنْ قُتَيْلَة َ بَعْدَمَا
وهى حبلها منْ حبلنا فتصرّما
فبتُّ كأنّي شاربٌ بعدَ هجعة ٍ
سُخامِيّة ً حَمْرَاءَ تُحسَبُ عَندَمَا
إذا بزلتْ منْ دنّها فاحَ ريحها،
وَقد أُخرِجَتْ من أسَودِ الجَوْفِ أدهمَا
لها حارسٌ ما يبرحُ الدّهرَ بيتها،
إذا ذبحتْ صلّى عليها وزمزما
بِبابِلَ لمْ تُعْصَرْ،فجاءتْ سُلافَة ً
تُخَالِطُ قِنْدِيداً وَمِسكاً مُختَّمَا
يَطُوفُ بهَا سَاقٍ عَلَيْنَا مُتَوَّمٌ،
خفيفٌ ذفيفٌ ما يزالُ مفدَّما
بِكَأسٍ وَإبْريقٍ كَأنّ شَرَابَهُ،
إذا صُبّ في المِصْحَاة ِ خالَطَ بَقّمَا
لنا جلَّسانٌ عندها وبنفسجٌ،
وَسِيسِنْبَرٌ، وَالمَرْزَجُوشُ مُنَمنَمَا
وَآسٌ وَخيرِيٌّ، وَمَرْوٌ وَسَوْسَنٌ،
إذا كان هِنْزمْنٌ وَرُحْتُ مُخَشَّمَا
وشاهسفرمْ والياسمينُ ونرجسٌ
يصبحنا في كلّ دجنٍ تغيما
ومستقُ سينينٍ وونٌّ وبربطٌ
يُجَاوِبُهُ صَنْجٌ إذَا مَا تَرَنّمَا
وَفِتْيَانُ صِدْقٍ لا ضَغائِنَ بَيْنَهُمْ،
وقدْ جعلوني فيسحاهاً مكرَّما
فَدَعْ ذا وَلكِن رُبّ أرْضٍ مُتِيهَة ٍ
قطعتُ بحرجوجٍ، إذا اللّيلُ أظلما
بناجية ٍ كالفحلِ فيها تجاسرٌ،
إذا الرّاكِبُ النّاجي استَقى وَتَعَمّمَا
ترى عينها صغواءَ في جنبِ مؤقها
تُرَاقبُ في كَفّي القَطيعَ المُحرَّمَا
كأنّي ورحلي والفتانَ ونمرقي
عَلى ظَهْرِ طَاوٍ أسْفَعِ الخَدّ أخثَمَا
عليهِ ديابوذٌ تسريلَ تحتهُ
أرَنْدَجَ إسْكَافٍ يُخالِطُ عِظلِما
فَبَاتَ عَذُوباً للسّماءِ كَأنَّمَا
يُوَائِمُ رَهْطاً للعزُوبَة ِ صُيَّمَا
يَلُوذُ إلى أرْطَاة ِ حِقْفٍ تَلُفّهُ(61/1)
خَرِيقُ شَمَالٍ تَترُكُ الوَجهَ أقْتَمَا
مكبّاً على روقيهِ يحفرُ عرقها
عَلى ظَهْرِ عُرْيَانِ الطّرِيقَة ِ أهْيَمَا
فلمّا أضاءَ الصّبحُ قام مبادرا
وحان انطلاق الشاة من حيث خيما
فَصَبّحَهُ عِنْدَ الشرُوقِ غُدَيّة ً
كِلابُ الفتى البكرِيّ عوْفِ بن أرْقَمَا
فأطْلَقَ عَنْ مَجْنِوبِها، فاتّبَعنَهُ
كمَا هَيّج السّامي المُعَسِّلُ خَشرَمَا
لدنْ غدوة ً حتى أتى الّليلُ دونهُ،
وجشّمَ صبراً ورقهُ، فتجشّما
وَأنْحَى عَلى شؤمَى يَدَيْهِ، فذادها
بأظمأ منْ فرعِ الذّؤابة ِ أسحما
وَأنْحَى لهَا إذْ هَزّ في الصّدْرِ رَوْقَهُ
كما شكّ ذو العودِ الجرادَ المخزَّما
فشكّ لها صفحاتها صدرُ روقهِ
كما شكّ ذو العودِ الجرادَ المنظَّما
وأدبرَ كالشّعرى وضوحاً ونقبة ً،
يُوَاعِنُ مِنْ حَرّ الصّرِيمَة ِ مُعظَما
فَذلِكَ، بَعدَ الجَهدِ، شَبّهتُ ناقَتي
اٍ ذا الشّاة ُ يوماً في الكناسِ تجرثما
تؤمّ اٍياساً، اٍنّ ربّى أبى لهُ
يَدَ الدّهْرِ إلاّ عِزة ً وَتَكَرُّمَا
نماهُ الإلهُ فوقَ كلّ قبيلة ٍ،
أباً فأباً، يَأبَى الدّنِيَّة َ أيْنَمَا
ولم ينتكسْ يوماً فيظلمَ وجههُ
ليَرْكَبَ عَجْزاً أوْ يُضَارِعَ مأثَمَا
وَلَوْ أنّ عزَ النّاسِ في رَأسِ صَخرَة ٍ
ململمة ٍ تعيي الأرحَّ المخدَّ ما
لأعطاكَ ربُّ النّاسِ مفتاحَ بابها،
ولوْ لمْ يكنْ بابٌ لأعطاكَ سلّما
فما نيلُ مصرِ اٍذْ تسامى عبابهُ،
ولا بحرُ دانقياً اٍذا راحَ مفعما
بِأجْوَدَ مِنْهُ نَائِلاً، إنّ بَعْضَهُمْ
اٍذا سئلَ المعروفَ صدَ وجمجما
هُوَ الوَاهِبُ الكُومَ الصّفَايا لجَارِهِ،
يشَّبهنَ دوماً،أوْنخيلاً مكمَّما
وكلَّ كميتٍ، كالقناة ِ محالهُ،
وكلَّ طمرٍّ كالهراوة ِ أدهما
وكلَّ مزاقٍ كالقناة ِ طمرّة ٍ،
أجردَ جيّاشَ الأجاريّ مرجما
وَكُلَّ ذَمُولٍ كَالَنِيقِ، وَقَيْنَة ٍ(61/2)
تَجُرّ إلى الحَانُوتِ بُرْداً مُسَهَّمَا
ولمْ يدعُ ملهوفٌ منَ النّاسِ مثلهْ
ليَدْفَعَ ضَيْماً، أوْ ليَحمِلَ مَغرَمَا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(61/3)
عنوان القصيدة : عَرَفْتَ اليَوْمَ مِنْ تَيّا مُقَامَا،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17318
عَرَفْتَ اليَوْمَ مِنْ تَيّا مُقَامَا،
بِجَوٍّ، أوْ عَرَفْتَ لهَا خِيَامَا
فهاجتْ شوقَ محزونٍ طروبٍ،
فَأسْبَلَ دَمْعَهُ فِيهَا سِجَامَا
وَيَوْمَ الخَرْجِ من قَرْماءَ هَاجَتْ
صِبَاكَ حَمَامَة ٌ تَدْعُو حَمَامَا
وَهَلْ يَشْتَاقُ مِثْلكَ مِنْ رُسُومٍ
عفتْ، اٍلاّ الأياصرَ والثُّماما
وقدْ قالتْ قتيلة ُ، اٍذْ رأتني،
وَقَدْ لا تَعدَمُ الحَسْنَاءُ ذَاما
أراكَ كبرتَ واستحد ثتَ خلقاً،
وودّعتَ الكواعبَ والمداما
فَإنْ تَكُ لِمّتي، يا قَتْلُ، أضْحتْ
كأنّ على مفارقها ثغاما
وأقصرَ باطلي، وصحوتُ، حتى
كأنْ لمْ أجرِ في ددنٍ غلام
فإنّ دوائرَ الأيّامِ يفني
تَتَابُعُ وَقْعِهَا الذّكَرَ الحُسَامَا
وَقَدْ أَقْرِي الهُمُومَ إذا اعْتَرَتْني
عُذَافِرَة ً، مُضَبَّرَة ً، عُقَامَا
مفرَّجة ً يئطّ النِّسعُ فيها،
أطيطَ السّمهريّة ِ أنْ تقاما
إذا مَا رُعْتَهَا بِالزّجْرِ، أجّتْ
أجبجَ مصلَّمٍ يزفي نعما
تَشُقّ اللّيْلَ وَالسَّبَرَاتِ عَنْهَا،
بأتلعَ ساطعٍ يشري الزّماما
وتقتالُ النّسوعَ بجوزِ قرمٍ
مواشكة ً، إذا ما لا يومُ صاما
إذا مَا الآثِمَاتُ وَنَيْنَ، حَطّتْ
على العلاّتِ تجترعُ الإكاما
وَأدْكَنَ عَاتِقٍ، جَحْلٍ، سِبَحلٍ،
صبحتُ برّاحهِ شرباً كراما
مِنَ اللاتي حُمِلْنَ عَلى الرّوَايا،
كَرِيحِ المِسْكِ تَسْتَلّ الزّكَامَا
مشعشعة ً كأنّ على قراها،
إذا ما صرحتْ،ة قطعاً سهاما
تخيرها أخو عاناتَ شهراً،
وَرَجّى أوْلَهَا عَاماً، فَعَامَا
يُؤمِّلُ أنْ تَكُونَ لَهُ ثَرَاءً،
فأغلقَ دونها وعلا سواما(62/1)
فَأعْطَيْنَا الوَفَاءَ بِهَا، وَكُنّا
نُهِينُ لِمثْلِهَا فِينَا السَّوَامَا
كأنّ شعاعَ قرنِ الشّمسِ فيها،
إذا ما فتْ عنْ فيها الختاما
وَبَيْضَاءِ المَعَاصِمِ إلْفِ لَهْوٍ،
خلوتُ بشكرها ليلاً تماما
حَلَفْتُ لَكُمْ عَلى ما قَدْ نَعَيْتُمْ
برأسِ العينِ إنْ نفضَ السّقاما
وشيكاً ثمّ ثابَ إليهِ جمعٌ،
لِيَلْتَمِسَنْ بِلادَكُمُ إلى مَا
لِيَلْتَمِسَنْ بِلادَكُمُ بِمَجْرٍ،
يُثِيرُ بِكُلّ بَلْقَعَة ٍ قَتَامَا
عريضٍ تعجزُ الصّحراءُ عنهُ،
وَيَشْرَبُ قَبْلَ آخِرِهِ الجِمَامَا
يقودُ الموتَ يهديهِ إياسٌ،
على جرداءَ تستوفي الحزاما
تباري ظلّ مطردٍ ممرٍّ،
إذا ما هزّ أرعشَ واستقاما
أخُو النّجَدَاتِ لا يَكْبُو لِضُرٍّ
وَلا مَرِحٌ، إذَا ما الخيرُ دَامَا
لَهُ يَوْمَانِ: يَوْمُ لِعَابِ خَوْدٍ،
وَيَوْمٌ يَسْتَمي القُحَمَ العِظَامَا
منيرٌ يحسرُ الغمراتِ عنهُ،
وَيَجْلُو ضَوْءُ غُرّتِهِ الظّلامَا
إذَا مَا عَاجِزٌ رَثّتْ قُوَاهُ
رَأى وَطْءَ الفِرَاشِ لَهُ، فَنَامَا
كفاهُ الحربَ، إذْ لقحتْ إياسٌ،
فَأعْلى عَنْ نَمَارِقِهِ فَقَامَا
إذَا مَا سَارَ نَحْوَ بِلادِ قَوْمٍ،
أزارهمُ المنيّة َ، والحماما
تروحُ جيادهُ مثلَ السّعالي،
حوافرهنّ تهتضمُ السَّلاما
كَصَدْرِ السّيفِ أخْلَصَهُ صِقَالٌ،
إذا ما هزّ مشهوراً حساما
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(62/2)
عنوان القصيدة : أتَهْجُرُ غَانِيَة ً أمْ تُلِمّ،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17320
أتَهْجُرُ غَانِيَة ً أمْ تُلِمّ،
أمِ الحَبْلُ وَاهٍ، بِهَا مُنْجَذِمْ
أمِ الصّبرُ أحْجَى ، فَإنّ امْرَأً
سينفعهُ علمهُ إنْ علمْ
كما راشدٍ تجدنّ امرأً
تبينَ ثمّ انتهى ، أو قدمْ
عَصَى المُشْفِقِينَ إلى غَيّهِ،
وكلَّ نصيحٍ لهُ يتهمْ
وما كانَ ذلكَ إلاّ الصّبى ،
وإلاّ عقابَ امرئٍ قدَ أثمْ
وَنَظْرَة َ عَيْنٍ، عَلى غِرّة ٍ،
محلَّ الخليطِ بصحراءِ زمْ
ومبسمها عنْ شتيتِ النّبا
تِ غيرِ أكسٍّ، ولا منقضمْ
فَبَانَتْ وَفي الصّدْرِ صَدْعٌ لهَا،
كَصَدْعِ الزّجَاجَة ِ ما يَلْتَئِمْ
فَكَيْفَ طِلابُكَهَا، إذْ نَأتْ
وأدنى مزاراً لها ذو حسمْ
وَصَهْبَاءَ طَافَ يَهُودِيُّهَا،
وأبرزها، وعليها ختمْ
وقابلها الرّيحُ في دنّها،
وصلّى على دنّها وارتسمْ
تمززتها غيرَ مستدبرٍ
عَنِ الشَّربِ أوْ مُنكِرٍ مَا عُلِمْ
وَأبْيَضَ كالسّيْفِ يُعطي الجَزِيـ
ـلَ يجودُ ويغزو إذا ما عدمْ
تضيفتُ يوماً على نارهِ
مِنَ الجُودِ في مَالِهِ أحْتَكِمْ
ويهماءَ تعزفُ جنّانها،
مناهلها آجناتٌ سدمْ
قطعتُ برسامة ٍ جسرة ٍ
عذَافِرَة ٍ كَالَفَنِيقِ القَطِمْ
غَضُوبٍ مِنَ السّوْطِ، زَيّافَة ٍ،
إذا مَا ارْتَدى بالسّرَاة ِ الأكَمْ
كَتُومَ الرُّغَاءِ، إذا هجّرَتْ،
وَكَانَتْ بَقِيّة َ ذَوْدٍ كُتُمْ
تُفَرِّجُ لِلْمَرْءِ مِنْ هَمّهِ،
ويشفى عليها الفؤادُ السّقمْ
إلى المرءِ قيسٍ أطيلُ السّرى ،
وَآخُذُ مِنْ كُلّ حَيٍّ عُصُمْ
وكمْ دونَ بيتكَ منْ معشرٍ
صُبَاة ِ الحُلُومِ، عُدَاة ٍ غُشُمْ
إذا أنا حييتُ لمْ يرجعوا
تَحِيّتَهُمْ، وَهُمُ غَيْرُ صُمّ(63/1)
وإدلاجِ ليلٍ على خيفة ٍ،
وَهَاجِرَة ٍ حَرُّهَا يَحْتَدِمْ
وإنّ غزاتكَ منْ حضر موت
أتَتْني وَدُوني الصّفا وَالرَّجَمْ
مقادكَ بالخيلِ أرضَ العدو
وجذعانها كلفيظِ العجمْ
وجيشهمُ ينظرونَ الصّبا
حَ فَاليَوْمَ من غَزْوَة ٍ لمْ تَخِمْ
وُقُوفاً بِمَا كَانَ مِنْ لأمَة ٍ،
وَهُنّ صَيَامٌ يَلُكْنَ اللُّجُمْ
فَأظْعَنْتَ وِتْرَكَ مِنْ دَارِهِمْ،
وَوِتْرُكَ في دارِهِمْ لَمْ يُقِمْ
تَؤمّ دِيَارَ بَني عَامِرٍ،
وأنتَ بآلِ عقيلٍ فغمْ
أذَاقَتْهُمُ الحَرْبُ أنْفَاسَهَا،
وقد تكرهُ الحربُ بعدَ السَّلمْ
تعودُ عليهمْ وتمضيهمُ،
كمَا طَافَ بِالرّجْمَة ِ المُرْتَجِمْ
وَلمْ يُودِ مَنْ كُنتَ تَسعَى لَهُ،
كمَا قِيلَ في الحَيّ أوْدَى دَرِمْ
وَكَانَكْ كَحُبْلى غَدَاة َ الصْبَا
حِ كَانَتْ وِلادَتُهَا عَنْ مُتِمّ
يقوعلى الوغمِ في قومهِ،
فيعفو إذا شاءَ أوْ ينتقمْ
أخو الحربِ لا ضرعٌ واهنٌ،
ولمْ ينتعلْ بقبالٍ خذمْ
ومامزبدٌ منْ خليجِ الفرا
تِ، جونٌ غواربهُ، تلتطمْ
يكبّ الخليّة َ ذاتَ القلا
عِ، قد كادَ جؤجؤها ينحطمْ
تكأكأ ملاّحها وسطها،
منَ الخوفِ كوثلها يلتزمْ
بِأجْوَدَ مِنْهُ بِمَا عِنْدَهُ،
إذا ما سماؤهمْ لمْ تغمْ
هُوَ الوَاهِبُ المِائَة َ المُصْطَفَا
ة َ كالنّخلِ طافَ بها المجترمْ
وكلَّ كميتٍ كجذعِ الطّريـ
ـق يردي على سلطاتٍ لثمْ
سنابكهُ كمداريِ الظّبا
ءِ،أطرافهنّ على الأرضِ شمّ
يصيدُ النَّحوصَ، ومسحلها،
وَجَحشَهُما قَبلَ أنْ يَستَحمْ
ويومٍ إذا ما رأيتُ الصِّوا
رَ أدْبَرَ كَاللّؤلُؤ المُنْخَرِمْ
تَدَلّى حَثِيثاً كَأنّ الصِّوَا
رَ أتبعهُ أزرقيٌّ لحمْ
فَإنّ مُعَاوِيَة َ الأكْرَمِين
عِظَامُ القِبَابِ، طِوَالُ الأُمَمْ
مَتَى تَدْعُهُمْ لِلِقَاءِ الحُرُو
بِ تأتِكَ خَيْلٌ لَهُمْ غَيرُ جُمْ(63/2)
إذَا مَا هُمُ جَلَسُوا بِالعَيشِـ
يّ فأحلامُ عادٍ وأيدي هضمْ
وعوراءَ جاءتْ، فجاوبتها
بشنعاءَ ناقية ٍ للرَّقمْ
بذاتِ نفيٍّ لها سورة ٌ
إذَا أُرْسِلَتْ فَهْيَ مَا تَنْتَقِمْ
تقولُ ابنتي حينَ جدّ الرّحيلُ
أرانا سواءً ومنْ قدْ يتمْ
أبانا فلا رمتَ منْ عندنا،
فَإنّا بِخَيْرٍ إذَا لَمْ تَرِمْ
وَيَا أبَتَا لا تَزَلْ عِنْدَنَا
فإنا نخافُ بأنْ تخترمْ
أرانا إذا أضمرتكَ البلا
دُ نجفى ، وتقطعُ منّا الرّحمْ
أفي الطّوْفِ خِفْتِ عَليّ الرّدَى ،
وكمْ منْ ردٍ أهلهُ لمْ يرمْ
وَقَدْ طُفْتُ للمَالِ آفَاقَهُ:
عُمَانَ، فحِمصَ، فَأُورِيشَلِمْ
أتيتُ التّجاشيّ في أرضهِ،
وأرضَ النّبيطِ وأرضَ العجمْ
فنجرانَ فالسّروَ منْ حميرٍ،
فأيَّ مرامٍ لهُ لمْ أرمْ
ومنْ بعدِ ذاكَ إلى حضر موت،
فأوفيتُ همّي وحيناً أهمّ
ألمْ تري الحضرَ،إذْ أهلهُ
بنعمى ، وهلْ خالدٌ منْ نعمْ
أقَامَ بِهِ شَاهَبُورُ الجُنُو
دَ حَوْلَينِ يَضرِبُ فيهِ القُدُمْ
فما زادهُ ربُّهُ قوّة ً،
ومثلُ مجاورهِ لمْ يقمْ
فلما رأى ربُّّهُ فعلهُ
أتَاهُ طُرُوقاً فَلَم يَنْتَقِمْ
وَكَانَ دَعَا رَهْطَهُ دَعْوَة ً،
هلمّ إلى أمرِكمْ قدْ صرمْ
فَمُوتُوا كِرَاماً بِأسْيَافِكُمْ
وَللمَوْتُ يَجْشَمُهُ مَنْ جَشِمْ
وَللمَوْتُ خَيْرٌ لِمَنْ نَالَهُ،
إذا المرءُ أمّتهُ لمْ تدمْ
فَفي ذَاك للمُؤتَسِي أُسْوَة ٌ،
ومأربُ قفّى عليها العرمْ
رُخَامٌ بَنَتْهُ لَهُمْ حِمْيَرٌ،
إذَا جَاءَهُ مَاؤهُمْ لَمْ يَرِمْ
فأروى الزّروعَ وأعنابها،
على سعة ٍ ماؤهمْ إذْ قسمْ
فَعَاشُوا بِذَلِكَ في غِبْطَة ٍ،
فَجَارَ بهِمْ جَارِفٌ مُنْهَزِمْ
فطارَ القيولُ وقيلاتها،
بيهماءَفيها سرابٌ يطمْ
فطاروا سراعاً وما يقدرو
نَ منهُ لشربِ صبيٍّ فطمْ(63/3)
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(63/4)
عنوان القصيدة : يطنّ النّاسُ بالمليـ
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17319
يطنّ النّاسُ بالمليـ
ـنِ أنّهما قدِ التأما
فإنْ تسمعْ بلأمهما،
فإنّ الخطبَ قدْ فقما
وإنّ الحربَ أمسى فحـ
ـلُهَا في النّاسِ مُحْتَلِمَا
حَدِيداً نَابُهُ، مُسْتَدْ
لِقاً، مُتَخَمِّطاً، قَطِمَا
أتانا عنْ بني الأحرا
رِ قولٌ لمْ يكنْ أمما
أرادوا نحتَ أثلتنا،
وكنّا نمنعُ الخطما
وَكَانَ البَغْيُ مَكْرُوهاً
وقولُ الجهلِ منتحما
فَبَاتُوا لَيْلَهُمْ سَمَراً
ليسدوا غبّ ما نجما
فغبّوا نحونا لجباً،
يهدّ السّهلَ والأكما
سوابغَ محكمِ الماذِ
يّ، شَدّوا فَوْقَهَا الحُزُمَا
فَجَاءَ القَيْلُ هَامَرْزٌ،
عَلَيْهِمْ يُقْسِمُ القَسَمَا
يَذُوقُ مُشَعْشَعاً حَتى
يفيءَ السّبيَ والنَّعما
فَلاقَى المَوْتَ مُكْتَنِعاً،
وَذُهْلاً دُونَ مَا زَعَمَا
أباة َ الضّيمِ، لا يعطو
نَ منْ عادوهُ ما حكما
أبتْ أعناقهمْ عزّاً،
فَمَا يُعْطُونَ مَنْ غَشَمَا
على جردٍ مسوَّمة ٍ،
عوابسَ تعلكُ اللُّجما
تَخَالُ ذَوَابِلَ الخَطّ
ـيّ في حافاتها أجما
فَتَنَا القَيْلَ هَامَرْزاً،
وَرَوّيْنَا الكَثِيبَ دَمَا
ألا يا ربّ ما حسرى
ستنكحها الرّماحُ حما
صَبَحْنَاهُمْ مُشَعْشَعَة ً
تخالُ مصبها رذما
صَبَحْنَاهُمْ بِنُشّابٍ،
كيفٍ قعقعَ الأدما
هُنَاكَ فِدى لَهُمْ أُمّتي،
غداة َ تواردوا العلما
بضربهمُ حبيكَ البيـ
ـضِ، حتى ثلّموا العجما
بِمِثْلِهِمُ غَدَاة َ الرّوْ
عِ يَجْلُو العِزَّ وَالكَرَمَا
كتائبُ منْ بني ذهلٍ،
عَلَيْهَا الزَّغْفُ قَدْ نُظِمَا
فَلاقَوا مَعْشَراً أُنُفاً،
غِضَاباً، أحْرَزُوا الغَنَمَا(64/1)
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(64/2)
عنوان القصيدة : يَا لَقَيْسٍ! لِمَا لَقِينَا العَامَا،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17321
يَا لَقَيْسٍ! لِمَا لَقِينَا العَامَا،
ألعبدٍ أعرضنا أمْ على ما
لَيْسَ عَنْ بِغْضَة ٍ حُذافَ، وَلكِنْ
كانَ جهلاً بذلكمْ، وعراما
لمْ نَطَأكُمْ يَوْماً بِظُلْمٍ، وَلمْ نَهْـ
ـتِكَ حِجَاباً وَلَمْ نُحِلّ حَرَاما
يابني المنذرِ بنِ عبيدانَ، والبط
ـنة ُ يوماً قدْ تأفنُ الأحلاما
لمْ أمرتمْ عبداً ليهجو قوماً
ظَالمِيهِمْ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ، كِرَامَا
والّتي تلبثُ الرّؤوسَ منَ النُّعـ
مَى ، وَيَأتي إسْمَاعُهَا الأقْوَامَا
يومَ حجرٍ بما أزلَّ إليكمْ،
إذْ تذكّى في حافتيهِ الضّراما
جَارَ فيهِ، نَافَى العُقَابَ، فأضْحى
آئِدَ النّخْلِ يَفْضَحُ الجُرّامَا
فَتَرَاهَا كَالخُشْنِ تَسْفَحُهَا النّيـ
رَانُ سُوداً مُصَرَّعاً وَقِيَامَا
ثُمّ بِالعَيْنِ عُرّة ٌ تَكْسِفُ الشّمْـ
ـسَ ويوماً ما ينجلي إظلاما
إذا أتَتْكُمْ شَيْبَانُ في شَارِقِ الصّبْـ
ـحِ، بكبشٍ ترى لهُ قدّاما
فغدونا عليهمُ بكرَ الور
دِ، كما توردُ النّضيحَ الهياما
بِرِجَالٍ كَالأسْدِ، حَرّبَهَا الزّجْـ
ـرُ، وخيلٍ ما تنكرُ الإقداما
لا نَقِيهَا حَدَّ السّيُوفِ وَلا نأ
لَمُ جُوعاً وَلا نبَالي السُّهَامَا
سَاعَة ً أكْبَرَ النّهَارِ كَمَا شلّ
مُخيِلٌ لِنَوْئِهِ أغْنَامَا
مِنْ شَبَابٍ تَرَاهُمُ غَيرَ مِيلٍ؛
وكهولاً مرجحاً أحلاما
ثُمّ وَلّوْا عِنْدَ الحَفِيظَة ِ وَالصّبْـ
ـرِ، كما يطحرُ الجنوبُ الجهاما
ذاكَ في جَبْلِكُمْ لَنَا، وَعَلَيْكُمْ
نعمة ٌ لوْ شكرتمُ الإنعاما
وَإذَا مَا الدّخَانُ شَبّهَهُ الآ
نُفُ يَوْماً، بِشَتْوَة ٍ، أهْضَامَا(65/1)
فلقدْ تصلقُ القداحُ على النيـ
ـبِ، إذَا كَانَ يَسْرُهُنّ غَرَامَا
بِمَسَامِيحَ في الشّتَاءِ يَخَالُو
نَ على كلّ فالجٍ إطعاما
قبابٍ مثلِ الهضابِ وخيلٍ،
وصعادٍ حمرٍ، يقينَ السِّماما
في مَحَلٍّ مِنَ الثّغُورِ غُزَاة ٍ،
فإذا خالطَ الغوارُ السَّواما
كانَ منّا المطاردونَ عنِ الأخـ
رَى ، إذا أبْدَتِ العَذَارَى الخِدَمَا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(65/2)
عنوان القصيدة : لَعَمْرُكَ مَا طُولُ هذا الزّمَنْ
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17322
لَعَمْرُكَ مَا طُولُ هذا الزّمَنْ
عَلى المَرْءِ، إلاّ عَنَاءٌ مُعَنّ
يَظَلّ رَجِيماً لرَيْبِ المَنُون،
وَللسّقْمِ في أهْلِهِ وَالحَزَنْ
وهالكِ أهلٍ يجنّونهُ،
كَآخَرَ في قَفْرَة ٍ لمْ يُجَن
وما إنْ أرى الدّهرَ في صرفهِ،
يُغادِرُ مِنْ شَارِخٍ أوْ يَفَنْ
فهلْ يمنعنّي ارتيادي البلا
دِ منْ حذرِ الموتِ أنْ يأتينْ
ألَيْسَ أخُو المَوْتِ مُسْتَوْثِقاً
عَليّ، وَإنْ قُلْتُ قَدْ أنْسَأنْ
عليّ رقيبٌ لهُ حافظٌ،
فقلْ في امرئٍ غلقٍ مرتهنْ
أزالَ أذينة َ عنْ ملكهِ،
وأخرجَ منْ حصنهِ ذا يزنْ
وخانَ النّعيمُ أبا مالكٍ،
وَأيُّ امرِىء ٍ لمْ يَخُنْهُ الزّمَنْ
أزالَ الملوكَ، فأفناهمُ،
وأخرجَ منْ بيتهِ ذا حزنْ
وعهدُ الشّبابِ ولذّاتهُ،
فَإنْ يَكُ ذَلِكَ قَدْ نُتّدَنْ
وطاوعتُ ذا الحلمِ فاقتادني،
وَقَدْ كُنْتُ أمْنَعُ مِنْهُ الرّسَنْ
وَعَاصَيتُ قَلْبيَ بَعْدَ الصّبَى ،
وأمسى ، وما إنْ لهُ من شجنْ
فَقَدْ أشْرَبُ الرّاحَ قَدْ تَعْلَمِيـ
ـنَ، يومَ المقامِ ويومَ الظعنْ
وَأشْرَبُ بِالرّيفِ حَتى يُقَا
لَ: قد طالَ بالرّيفِ ما قد دَجَنْ
وَأقْرَرْتُ عَيْني مِنَ الغَانِيَا
تِ، إما نكاحاً وإمَّا أزنّ
منْ كلّ بيضاءَ ممكورة ٍ
لهابَشَرٌ نَاصِعٌ كَاللّبَنْ
عريضة ُ بوصٍ إذا أدبرتْ،
هضيمُ الحشا شختة ُ المحتضنْ
إذا هنّ نازلنَ أقرانهنّ،
وكانَ المصاعُ بما في الجونْ
تُعَاطي الضّجيعَ، إذا أقْبَلَتْ،
بُعَيْدَ الرّقَادِ، وَعِنْدَ الوَسَنْ
صليفّة ً طيباً طعمها،
لهَا زَبَدٌ بَينَ كُوبٍ وَدَنّ
يصبّ لها السّقيانِ المزا(66/1)
جَ، مُنْتَصَفَ اللّيلِ من ماءِ شنّ
وَبَيْدَاءَ قَفْرٍ كَبُرْدِ السّدِير،
مَشَارِبُهَا دَاثِرَاتٌ أُجُنْ
قطعتُ، إذا خبّ ريعانها،
بِدَوْسَرَة ٍ جَسْرَة ٍ كَالَفدَنْ
بِحِقّتِهَا حُبِسَتْ في اللَّجِيـ
نِ، حتى السّديسُ لها قد أسَنّ
وَطَالَ السّنَامُ عَلى جَبْلَة ٍ،
كخلقاءَ من هضباتِ الضَّجنْ
فَأفْنَيْتُهَا، وتَعَلَلْتُهَا
عَلى صَحْصَحٍ كَرِدَاءِ الرّدَنْ
تُرَاقِبُ مِنْ أيْمَنِ الجَانِبَيْـ
ـنِ بالكفّ من محصدٍ قد مرنْ
تَيَمّمْتُ قَيْساً، وَكَمْ دُونَهُ
من الأرضِ من مهمة ٍ ذي شزنْ
وَمِنْ شَانىء ٍ كَاسِفٍ وَجْهُهُ،
إذا ما انتسبتُ لهُ أنكرنْ
وَمِنْ آجِنٍ أوْلَجَتْهُ الجَنُو
بُ دِمْنَة َ أعْطانِهِ، فَاندَفَنْ
وجارٍ أجاورة ُ إذْ شتو
تُ، غيرِ أمينٍ، ولا مؤتمنْ
وَلَكِنّ رَبّي كَفَى غُرْبَتي،
بحمدِ الإلهِ، فقدْ بلغنْ
أخا ثقة ٍ عالياً كعبهُ،
جزيلَ العطاءِ، كريمَ المننْ
كَرِيماً شَمَائِلُهُ مِنْ بَني
مُعَاوِيَة َ الأكْرَمِينَ السُّنَنْ
فَإنْ يَتْبَعُوا أمْرَهُ يَرْشُدُوا،
وإنْ يسألوا مالهُ لا يضنّ
وإنْ يستضافوا إلى حكمهِ،
يضافُ إلى هادنٍ قدْ رزنْ
وَمَا إنْ عَلى قَلْبِهِ غَمْرَة ٌ،
وما إنْ بعظمٍ لهُ منْ وهنْ
وَمَا إنْ عَلى جَارِهِ تَلْفَة ٌ
يساقطها كسقاطِ الغبنْ
هُوَ الوَاهِبُ المِائَة َ المُصْطَفَا
ة ، كالنخلِ زينها بالرَّجنْ
وكلَّ كميتٍ كجذعِ الخصا
بِ، يرنوا القناءَ، إذا ما صفنْ
تراهُ إذا ما عدا صحبهُ
بجانبهِ مثلَ شاة ِ الأرنْ
أضَافوا إلَيهِ، فَألْوَى بهِمْ
تقولُ جنوناً، ولمّا يجنّ
ولمْ يلحقوهُ على شوطهِ،
وَرَاجَعَ مِنْ ذِلّة ٍ فاطْمَأنّ
سَمَا بِتَلِيلٍ كَجِذْعِ الخِصَا
بِ، حرِّ القذالِ، طويلِ الغسنْ
فلأياً بلأيٍ، حملنا الغلا
مَ، كَرْهاً، فأرْسَلَهُ، فامتَهَن
كأنّ الغلامَ نحا للصُّوا(66/2)
رِ، أزرقَ ذا مخلبٍ قد دجنْ
يسافعُ غوريّة ً،
لِيُدْرِكَهَا في حَمَامٍ ثُكَنْ
فَثَابَرَ بِالرّمْحِ حَتّى نَحَا
هُ في كفلٍ كسراة ِ المجنّ
ترى اللّحمَ من ذابلٍ قدْ ذوى ،
ورطبٍ يرفَّعُ فوقَ العننْ
يطوفُ العفاة ُ بأبوابهِ،
كطوفِ النّصارى ببيتِ الوثنْ
هُوَ الوَاهِبُ المُسْمِعَاتِ الشُّرُو
بَ، بينَ الحريرِ وبينَ الكتنْ
ويقبلُ ذو البثَ، والراغبو
نَ في لَيْلَة ٍ، هيَ إحدى اللَّزَنْ
لِبَيْتِكَ، إذْ بَعْضُهُمْ بَيْتُهُ
مِنَ الشّرّ مَا فيهِ مِنْ مُسْتَكَنّ
وَلمْ تَسْعَ للحَرْبِ سَعيَ امْرِىء ٍ،
إذا بطنة ٌ راجعنهُ سكنْ
ترى همَّهُ نظراً خصرهُ،
وهمُّكَ في الغزو لا في السَّمنْ
وفيكلّ عامٍ لهُ غزوة ٌ،
تحتّ الدّوابرَ حتَّ السَّفنْ
حَجُونٌ تُظِلّ الفَتى جَاذِباً
عَلى وَاسِطِ الكُورِ عِندَ الذّقَنْ
تَرَى الشّيخَ منها لِحُبّ الإيَا
بِ يرجفُ كالشّرفِ المستحنْ
فلمّا رأى القومُ منْ ساعة ٍ
منَ الرأيِ ما أبصروهُ اكتمنْ
نُ منْ قطعِ يأسٍ ولا من يقنْ
تباري الزِّجاجَ مغاويرها،
شماطيطَ في رهجٍ كالدَّخنْ
تَدُرّ عَلى أسْوُقِ المُمْتَرِيـ
نَ رَكضاً إذا ما السّرَابُ ارْجَحنْ
فبا عجبَ الرّهنِ للقائلا
تِ منِ آخرِ اللّيلِ ماذا احتجنْ
وما قدْ أخذنَ ما قدْ تركـ
نَ في الحَيّ مِنْ نِعْمَة ٍ وَدِمَنْ
وأقبلنَ يعرضنَ نحو امرئٍ
إذا كَسبَ المَالَ لمْ يَخْتَزِنْ
وقدْ يشتريهِ بأغلى الثّمنْ
وَلا يَدَعُ الحَمْدَ أوْ يَشْتَرِيـ
ـهِ بوشكِ الفتورِ ولا بالتَّونْ
عَلَيْهِ سِلاحُ امْرِىء ٍ مَاجِدٍ
تمهّلَ في الحربِ حتى اثّخنْ
سَلاجِمَ كالنّحْلِ أنْحَى لهَا
قَضِيبَ سَرَاءٍ قَلِيلَ الأُبَنْ
وذا هبَّة ٍ غامضاً كامهُ،
وَأجْرَدَ مُطّرِداً كَالشَّطَنْ
وَبَيْضَاءَ كَالنَّهْيِ مَوْضُونة ً،
لها قونسٌ فوقَ جيبِ البدنْ(66/3)
وَقَدْ يَطْعُنُ الفَرْجَ يَوْمَ اللّقا
ءِ بالرّمحِ يحبسُ أولى السُّننْ
فهذا الثناءُ، وإنّي امرؤٌ
إليكَ بعدٍ قطعتُ القرنْ
وَكُنْتُ امْرَأً، زَمَناً بِالعِرَاق،
عفيفَ المناخِ، طويلَ التّغنّ
وَحَوْليَ بَكْرٌ وَأشْيَاعُهَا،
وَلَسْتُ خَلاة ً لمَن أوْعَدَنْ
وَنُبّئْتُ قَيْساً، وَلَمْ أبْلُهُ
كمَا زَعَمُوا خَيرَ أهْلِ اليَمنْ
رَفيعَ الوِسَادِ، طَوِيلَ النّجَا
دِ ضَخمَ الدّسيعَة ِ رَحبَ العَطَنْ
يشقّ المورَ ويجتابها،
كشقّ القراريّ ثوبَ الرَّدنْ
فَجِئْتُكَ مُرْتَادَ مَا خَبّرُوا،
وَلَوْلا الذي خبّرُوا لمْ تَرَنْ
فَلا تَحْرِمَنّي نَداكَ الجَزِيل،
فإني امرؤٌ قبلكمْ لمْ أهنْ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(66/4)
عنوان القصيدة : أحدَّ بتيا هجرها وشتاتها،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17259
أحدَّ بتيا هجرها وشتاتها،
وَحَبّ بِهَا لَوْ تُسْتَطَاعُ طِيَاتُهَا
وما خلتُ رأيَ السّوءِ علّقَ قلبهُ
بوهنانة ٍ قدْ أوهنتها سناتها
رَأتْ عُجُزاً في الحَى ّ أسْنَانَ أمّهَا
لِداتي، وَشُبّانُ الرّجَالِ لِدَاتَهَا
فشايعها ما أبصرتْ تحتَ درعها
على صومنا واستعجلتها أناتها
وَمِثلِك خَوْدٍ بَادِنٍ قَدْ طَلَبْتُهَا
وَسَاعَيْتُ مَعْصِيّاً لَدَيْنا وُشاتُهَا
متى تُسقَ مِنْ أنْيابِها بَعدَ هَجعَة ٍ
من اللّيلِ شرباً حينَ مالتْ طلاتها
تَخَلْهُ فِلَسْطِيّاً إذا ذُقْتَ طَعمَهُ
على ربذاتِ النَّيّ حمشٍ لثاتها
وخصمٍ تمنّى فاجتنيبُ بهِ المنى
وَعَوْجَاءَ حَرْفٍ لَيّنٍ عَذَبَاتُهَا
تعاللتها بالسوطِ بعدَ كلالها،
عَلى صَحْصَحٍ تَدْمَى بِهِ بخَصَاتُهَا
وَكَأسٍ كمَاءِ النّيّ باكَرْتُ حَدّها،
بِغِرّتِهَا، إذا غَاب عَني بُغَاتُهَا
كُمَيْتٍ عَلَيها حُمْرَة ٌ فَوْقَ كُمتة ٍ
يكادُ يُفَرّي المَسْكَ مِنها حَمَاتُهَا
وردتُ عليها الرّيفَ حتى شربتها
بمَاءِ الفُرَاتِ حَوْلَنَا قَصَبَاتُهَا
لعمركَ إنّ الرّاحَ إنّ كنتَ سائلاً
لَمُخْتَلِفٌ غُدِيُّهَا وَعَشَاتُهَا
لَنا من ضُحاها خُبْثُ نَفْسٍ وَكأبَة ٌ
وذكرى همومٍ ما تغبّ أذاتها
وعندَ العشيّ طيبُ نفسٍ ولذة ٌ،
ومالٌ كثيرٌ غدوة ً نشواتها
على كلّ أحوالِ الفتى قدْ شربتها
غنيّاً وة صعلوكاً وما إنْ أقاتها
أتانا بها السّاقي فأسندَ زقهُ
إلى نُطْفَة ٍ، زَلّتْ بِهَا رَصَفَاتُهَا
وُقُوفاً، فَلَمّا حَانَ مِنّا إنَاخَة ٌ،
شربنا قعوداً خلفنا ركباتها
وفينا إلى قومٍ عليهمْ مهابة ٌ(67/1)
إذا ما معدٌّ أحلبتْ حلباتها
أبَا مِسْمَعٍ! إني امْرُؤٌ مِنْ قَبيلَة ٍ
بني ليَ مجداً موتها وحياتها
فلسنا لباغي المهملاتِ بقرفة ٍ،
إذا مَا طَهَا بِاللّيْلِ مُنْتَشِرَاتُهَا
فَلا تَلْمسِ الأفْعَى يَداكَ تُرِيدُها
ودعها إذا ما غيبتها سفاتها
أبَا مِسمَعٍ أقْصِرْ فَإنّ قَصِيدَة ً
متى تأتكمْ تلحقْ بها أخواتها
أعيرتني فخري، وكلُّ قبيلة ٍ
محدثة ٌ ما أورثتها سعادتها
ومنّا الّذي أسرى إليهِ قريبهُ
حَرِيباً وَمَنْ ذا أخطأتْ نَكَبَاتُهَا
فقالَ لهُ: أهلاً وسهلاً ومرحباً
أرى رحماً قدْ وافقتها صلاتها
أثَارَ لَهُ مِنْ جَانِبِ البَرْكِ غُدْوَة ً
هنيدة َ يحدوها إليهِ رعاتها
ومنّا ابن عمرٍ ويومَ أسفلِ شاحبٍ
يزيدُ، وألهتْ خيلهُ عذراتها
سَمَا لابنِ هِرٍّ في الغُبَارِ بِطَعْنَة ٍ،
يفورُ على حيزومهِ نعراتها
ومنّا امرؤٌ يومَ الهمامينِ ماجدٌ،
بِجَوّ نَطَاعٍ يَوْمَ تَجْني جُنَاتُهَا
فقالَ لهُ: ماذا تريدُ وسخطهُ
عَلى مِائَة ٍ قَدْ كمّلَتْهَا وُفَاتُهَا
ومنّا الّذي أعطاهُ في الجمعِ ربُّهُ
عَلى فَاقَة ٍ، وَلِلْمُلُوكِ هِبَاتُهَا
سبايا بني شيبانَ يومَ أوارة ٍ،
على النّارِ إذْ تجلى لهُ فتياتها
كفى قومهُ شيبانَ أنّ عظيمة ً
متى تأتهِ تؤخذْ لها أهباتها
إذا رَوّحَ الرّاعي اللقَاحَ مُعَزِّباً
وَأمْسَتْ عَلى آفَاقِهَا غَبَرَاتُهَا
أهنّا لهَا أمْوَالَنَا عِنْدَ حَقّهَا؛
وَعَزّتْ بهَا أعْرَاضُنَا لا نُفَاتُهَا
وَدَارِ حِفَاظٍ قَدْ حَلَلْنَا مَخُوفَة ٍ
-
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(67/2)
عنوان القصيدة : خالطَ القلبَ همومٌ وحزنٌ،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17324
خالطَ القلبَ همومٌ وحزنٌ،
وَادّكَارٌ، بَعْدَمَا كَانَ اطْمَأنّ
فَهْوَ مَشْغُوفٌ بِهِنْدٍ هَائِمٌ،
يرعوي حيناً، وأحياناً يحنّ
بلعوبٍ طيبٍ أردانها،
رَخْصَة ِ الأطْرَافِ، كَالرّئمِ الأغنّ
وهيَ إنْ تقعدْ نقاً منْ عالجٍ،
ثُمّ أنّشَأتُ أُفَدّي، وَأُهَنّ
ينتهي منها الوشاحانِ إلى
حبلة ٍ، وهي بمتنٍ كالرّسنْ
خلقتْ هندٌ لقلبي فتنة ً،
هَكَذا تَعْرِضُ للنَّاسِ الفِتَنْ
لاأرها في خلاءٍ مرّة ً،
وهي في ذاكَ حياءً لمْ تزنْ
ثمّ أرسلتُ إليها أنّني
مُعْذِرٌ عُذْرِي فَرُدّيهِ بِأنْ
وأرجّيها وأخشى ذعرها،
مِثْلَ مَا يُفْعَلُ بِالقَوْدِ السَّنَنْ
رُبّ يَوْمٍ قَدْ تَجُودِينَ لَنَا
بعطايا، لمْ تكدّرها المننْ
أنْتِ سَلْمَى هَمُّ نَفْسِي، فاذكرِي
سَلْمُ، لا يُوجَدُ للنّفْسِ ثَمَنْ
وَعَلالٍ وَظِلالٍ بَارِدٍ،
وفليجِ المسكِ والشّاهسفرنْ
وَطِلاءٍ خُسْرُوَانيٍّ، إذَا
ذَاقَهُ الشّيْخُ تَغَنّى وَارْجَحَنْ
وطنابيرَ حسانٍ صوتها،
عندَ صنجٍ، كلّما مسّ أرنْ
وإذا المسمعُ أفنى صوتهُ،
عَزَفَ الصّنْجُ فَنَادى صَوْتَ وَنّ
وإذا ما غضّ منْ صوتيهما،
وَأطَاعَ اللّحْنُ غَنّانَا مُغَنّ
وإذا الدّنّث شربنا صفوهُ،
أمَرُوا عَمْراً، فَنَاجَوْهُ بِدَنّ
بمتاليفَ أهانوا مالهمْ،
لِغِنَاءٍ، وَلِلِعْبٍ، وَأذَنْ
فترى إبريقهمْ مسترعفاً،
بشمولٍ صفقتْ منْ ماءِ شنْ
غُدْوَة ً حَتّى يَمِيلُوا أُصُلاً،
مِثْلَ مَا مِيلَ بِأصْحابِ الوَسَنْ
ثُمّ رَاحُوا مَغْرِبَ الشّمْسِ إلى
قطفِ المشيِ، قليلاتِ الحزنْ
عَدِّ هَذا في قَرِيضٍ غَيْرِهِ،(68/1)
واذكرنْ في الشعرِ دهقانَ اليمنْ
بأبي الأشعثِ قيسٍ،إنّهُ
يشتري الحمدَ بمنفوسِ الثّمنْ
جئتهُ يوماً، فأدنى مجلسي،
وَحَبَاني بِلَجُوجٍ في السُّنَنْ
وثمانينَ عشارٌ، كلُّها
آرِكَاتٌ في بَرِيمٍ وَحَضَنْ
وَغُلامٍ قَائمٍ ذِي عَدْوَة ٍ
وذلولٍ جسرة ٍ مثلِ الفدنْ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(68/2)
عنوان القصيدة : ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي حُرَيْثاً،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17323
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي حُرَيْثاً،
مغلغلة ً أحانَ أمِ ازدرانا
فإنّا قَدْ أقَمْنَا، إذْ فَشِلْتُمْ،
وَإنّا بِالرِّدَاعِ لِمَنْ أتَانَا
مِنَ النَّعَمِ الّتي كَحِرَاجِ إيلٍ،
تحشّ الأرضَ شيماً أوْ هجانا
وكلَّ طوالة ٍ شنجٍ نساها،
تبدُّ بدا المعارقِ والعنانا
وَأجْرَدَ مِنْ فُحُولِ الخَيْلِ طِرْفٍ
كأنّ على شواكلهِ دهانا
وَيَحْمي الحَيَّ أرْعنُ ذُو دُرُوعٍ،
منَ السُّلافِ تحسبهُ إوانا
فلا وأبيكَ، لا نعطيكَ منها،
طِوَالَ حَيَاتِنَا، إلاّ سِنَانَا
وَإلاّ كُلَّ أسْمَرَ، وَهْوَ صَدْقٌ،
كأنّ اللّيطَ أنبتَ خيزرانا
وَإلاّ كُلَّ ذِي شُطَبٍ صَقِيلٍ،
يَقُدّ، إذا عَلا، العُنُقَ الجِرَانا
أكَبّ عَلَيْهِ مِصْقَلَتَيْهِ يَوْماً،
أبو عجلانَ يشحذاه، فتانا
فَظَلّ عَلَيْهِ يَرْشَحُ عَارِضَاهُ
يَحُدّ الشّفْرَتَينِ، فَمَا ألانا
ولا نعطي المنى قوماً علينا،
كمَا لَيْسَ الأمُورُ على مُنَانَا
ولاكشفٌ، فنسأمَ حربَ قومٍ،
إذا أزَمَتْ رَحى ً لَهُمُ رَحَانَا
يَسُوقُ لَنَا قِلابَة َ عَبْدُ عَمْرٍو
ليَرْمِيَنَا بِهِمْ، فِيمَنْ رَمَانَا
وَلَوْ نَظَرُوا الصّباحَ، إذاً لَذاقُوا
بِأطْرَافِ الأسِنّة ِ، مَا قِرَانَا
وَإنّا بِالصُّلَيْبِ وَبَطْنِ فَلجٍ،
جميعاً، واضعينَ بها لظانا
نُدَخِّنُ بِالنّهَارِ لِتُبصِرينَا،
وَلا نَخْفَى عَلى أحَدٍ بَغَانَا
فَإنْ يَحْتَفْ أبُو عِمْرانَ عَنّا
فإنّا، والثواقبِ، لوْ رآنا
لَقَالَ المُعْوِلاتُ عَلَيْهِ مِنْهُمْ:
لقدْ حانتْ منيتهُ وحانا(69/1)
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(69/2)
عنوان القصيدة : ذَرِيني لكِ الوَيْلاتُ آتي الغَوَانِيَا
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17325
ذَرِيني لكِ الوَيْلاتُ آتي الغَوَانِيَا
مَتى كُنْتُ ذَرّاعاً أسُوقُ السّوَانِيَا
ترجّى ثراءً منْ سياسٍ، ومثلها،
ومن قلبها ما كنتُ للمالِ راجيا
سأوصي بصيراً إنْ دنوتُ من البلى ،
وَكلُّ امرِىء ٍ يَوْماً فانِيَا
بأنْ لا تأنَّ الودَّ منْ متباعدٍ،
وَلا تَنْأ إنْ أمْسَى بقُرْبكَ رَاضِيا
فذا الشَّنءِ فاشنأهُ وذا الودّهِ فاخزهِ
عَلى وُدّهِ أوْ زِدْ عَلَيْهِ العَلانِيَا
وَآسِ سَرَاة َ الحيّ حَيثُ لَقِيتَهُمْ،
ولا تكُ عنْ حملِ الرِّباعة ِ وانيا
وإنْ بشرٌ يوماً أحالَ بوجههِ
عَلَيْكَ فَحُلْ عَنْهُ وَإن كان دانِيا
وإنّ تُقَى الرّحْمَنِ لا شَيْءَ مِثْلُهُ،
فصَبْراً إذا تَلقَى السِّحاقَ الغَرَاثِيَا
وَرَبَّكَ لا تُشْرِكْ بِهِ، إنّ شِرْكَهُ
يحطّ من الخيراتِ تلك البواقيا
بَلِ الله فَاعْبُدْ، لا شَرِيكَ لوَجههِ،
يكنْ لكَ فيما تكدَحُ اليَوْمَ رَاعِيا
وإيّاكَ والميتاتِ لاتقربنّها،
كَفَى بِكَلامِ الله عَنْ ذاكَ نَاهِيَا
ولا تعدنّ النّاسَ ما لستَ منجزاً،
ولا تشتمنْ جاراً لطيفاً مصافيا
وَلا تَزْهَدَنْ في وَصْلِ أهْلِ قَرَابَة ٍ،
ولا تكُ سبعاً في العشيرة ِ عاديا
وإنِ امرؤٌ أسدى إليكَ أمانة ً،
فأوفِ بها إنْ متَّ سميتَ وافيا
وجارة َ جنبِ البيتِ لاتنعَ سرّها،
فإنك لا تَخْفَى عَلى الله خَافِيَا
ولا تحسدنْ مولاكَ إنْ كان ذا غنى ً،
وَلا تَجفُهُ إنْ كنتَ في المَالِ غَانِيَا
وَلا تَخذُلَنّ القَوْمَ إنْ نابَ مَغْرَمٌ،
فَإنّكَ لا تَعْدَمْ إلى المَجْدِ دَاعِيا
وَكنْ من وَرَاءِ الجارِ حِصْناً مُمَنَّعاً،(70/1)
وأوفدْ شهاباً يسفعُ الوجهَ حاميا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(70/2)
عنوان القصيدة : فِدًى لَبنى ذُهلِ بنِ شَيبانَ ناقَتي
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17260
فِدًى لَبنى ذُهلِ بنِ شَيبانَ ناقَتي
وراكبها، يومَ اللّقاءِ، وقلتِ
هُمُ ضَرَبُوا بِالحِنْوِ، حنوِ قُرَاقرٍ،
مُقَدِّمَة َ الهَامَرْزِ حَتى تَوَلّتِ
فللّهِ عينا منْ رأى منْ عصابة ٍ
أشدَّ على أيدي السُّفاة ِ منَ الّتي،
أتتهمْ منَ البطحاءِ يبرقُ بيضها،
وَقَدْ رُفِعَتْ رَايَاتُهَا، فَاستَقَلّتِ
فشاروا وثرنا، والمنيّة ُ بيننا،
وَهَاجَتْ عَلَيْنَا غَمْرَة ٌ، فتَجَلّتِ
وقدْ شمّرتْ بالنّاسِ شمطاءُ لاقحٌ
عَوَانٌ، شَديدٌ هَمزُها، فأضَلّتِ
كَفَوْا إذْ أتَى الهَامَرْزُ تَخفِقُ فوْقَه
كظل االعقاب،اٍذهوت ،فتدلت
وأحموا حمى ما يمنعون فأصبحت
لِنَا ظُعُنٌ كانَتْ وُقُوفاً، فَحَلّتِ
أذاقُوهُمُ كأساً مِنَ المَوْتِ مُرّة ٍ،
وقدْ بذختْ فرسانهمْ وأذلّتِ
سوابغهمْ بيضٌ خفافٌ، وفوقهم
من البَيْضِ أمْثالُ النّجومِ استَقَلّتِ
وَلمْ يَبْقَ إلاّ ذاتُ رَيْعٍ مُفاَضَة ٌ،
وَأسْهَلَ مِنْهُمْ عُصْبَة ٌ فأطَلّتِ
فَصَبّحَهُمْ بالحِنْوِ حِنْوِ قُرَاقِرٍ،
وَذي قَارِهَا مِنْهَا الجُنُودُ فَفُلّتِ
على كلّ محبوكِ السّراة ِ، كأنّهُ
عقابٌ هوتْ من مرقبٍ إذْ تعلتِ
فجادَتْ عَلى الهَامَرْزِ وَسطَ بيوتهِمْ
شآبيبُ موتٍ، أسلتْ واستهلتِ
تَناهَتْ بَنُو الأحْرَارِ إذْ صَبَرَتْ لهم
فوارسُ من شيبانَ غلبٌ فولّتِ
وأفلتهمْ قيسٌ، فقلتُ لعلهُ
يَبِلّ لَئِنْ كانَتْ بِهِ النّعْلُ زَلّتِ
فَمَا بَرِحُوا حتى استُحِثّتْ نِساؤهم
وَأجْرَوْا عَلَيها بالسّهامِ، فذَلّتِ
لَعَمْرُكَ ما شَفّ الفَتى مثلُ هَمّهِ،
إذا حَاجَة ٌ بَينَ الحَيَازِيمِ جِلّتِ(71/1)
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(71/2)
عنوان القصيدة : أتَاني مَا يَقُولُ ليَ ابنُ بُظْرَى ،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17262
أتَاني مَا يَقُولُ ليَ ابنُ بُظْرَى ،
أقَيْسٌ يا ابنَ ثَعْلَبَة ٍ الصّبَاحِ؟
لعَبْدانَ ابنِ عَاهِرَة ٍ وَخِلْطٍ،
رجوفِ الأصلِ مذخولِ النّواحي
لَقَدْ سَفَرَتْ بَنُو عَبْدانَ بَيْناً
فما شكروا بلأمي والقداحِ
إليكمْ قبلَ تجهيزِ القوافي،
تَزُورُ المُنْجِدِينَ مَعَ الرّيَاحِ
فما شتمي بسنُّوتٍ بزبدٍ،
ولا عسلٍ تصفِّقهُ براحِ
وَلَكِنْ مَاءُ عَلْقَمَة ٍ وَسَلْعٍ،
يُخاضُ عَلَيهِ من عَلَقِ الذُّبَاحِ
لأمُّكَ بالهجاءِ أحقُّ منّا
لِمَا أبَلَتْكَ من شَوْطِ الفِضَاحِ
ألَسْنَا المَانعِينَ، إذا فَزِعْنَا،
وزافتْ فيلقٌ قبلَ الصّباحِ
سوامَ الحيّ حتى نكتفيهِ،
وَجُودُ الخَيلِ تَعثرُ في الرّمَاحِ
ألَسْنَا المُقْتَفِينَ بمَنْ أتَانَا،
إذا ما حاردتْ خورُ اللّقاحِ
ألَسْنَا الفارِجِينَ لِكُلّ كَرْبٍ
إذا ما غصّ بالماءِ القراحِ
ألَسْنَا نَحْنُ أكْرَمَ إنْ نُسِبْنَا،
وأضربَ بالمهندة ِ الصّفاحِ
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(72/1)
عنوان القصيدة : باتتْ سعادُ وأمسى حبلها رابا،
للشاعر :الأعشى
القسم : العصر الجاهلي
تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي :
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=17255
باتتْ سعادُ وأمسى حبلها رابا،
أحد ثَ النّأيُ لي شوقاً واوصابا
وَأجمَعتْ صُرْمَنا سُعدى وَهِجرَتَنا
لمَا رَأتْ أنّ رَأسيِ اليَوْمَ قد شَابَا
أيّامَ تَجْلُو لَنَا عَنْ بارِدٍ رَتِلٍ،
تخالُ نكهتها با لّليلِ سيّا با
وجيدِ مغزلة ٍ تقرو نوجذاها،
من يانعِ المردِ، ما احلولى وما طابا
وَعَيْنِ وَحشِيّة ٍ أغْفَتْ، فَأرّقَهَا
وَبَاتَ في دَفّ أرْطَاة ٍ يَلُوذُ بِنا،
هركولة ٌ مثلُ دعصِ الرّملِ اًسفلها
مكسوّة ً من جمالِ الحسنِ جلبابا
تُميلُ جَثْلاً عَلى المَتْنَينِ ذا خُصَلٍ
يحبو مواشطهُ مسكاً وتطبابا
رُعبوبَة ٌ، فُنُقٌ، خُمصَانَة ٌ، رَدحٌ،
قَد أُشرِبَتْ مثلَ ماءِ الدُّرّ إشْرَابَا
ومهمة ٍ نازحٍ، قفرٍ مساربهُ،
كَلّفْتُ أعْيسَ تَحتِ الرّحلِ نَعّابَا
يُنْبي القُتُودَ بمِثْلِ البُرْجِ مُتّصِلاً
مُؤيَّداً قَدْ أنَافُوا فَوْقَهُ بَابَا
كأنّ كوري وميسادي وميثرتي،
كسوتها أسفعَ الخدّينِ عبعابا
ألجَاهُ قَطْرٌ، وَشَفّانٌ لِمُرْتَكِمٍ
مِنَ الأمِيلِ، عَلَيهِ البَغْرُ إكْثَابَا
يجري الرّبابُ على متنيهِ تسكابا
تجلو البوارقُ عن طيانَ مضطمرٍ،
تخالهُ كوكباً في الأفقِ ثقابا
حتى إذا ذَرّ قَرْنُ الشّمسِ أو كَرَبتْ
أحَسّ مِنْ ثُعَلٍ بالفَجْرِ كَلاّبَا
يُشلي عِطافاً، وَمَجدولاً، وَسَلهبة ً،
وَذا القِلادَة ِ، مَحْصُوفاً وَكَسّابَا
ذو صبية ٍ كسبُ تلكَ الضّرباتِ لهْ،
قدْ حالفوا الفقرَ واللأواءَ أحقابا
فانصاعَ لا يأتلي شداً بخذرفة ٍ،
إذا نَحَا لِكُلاهَا رَوْقَهُ صَابَا
وهنّ منتصلاتٌ، كلّها ثقفٌ،
تخالهنّ، وقدْ أرهقنَ، نشّابا(73/1)
لأياً يُجاهِدُها، لا يَأتَلي طَلَباً،
حتى إذا عقلهُ، بعدَ الونى ، ثابا
فكرّ ذو حربة ٍ تحمي مقاتلهُ،
إذا نحا لكلاهما روقهُ صابا
لمّا رأيتُ زماناً كالحاً شبماً،
قَد صَارَ فيهِ رُؤوسُ النّاسِ أذْنَابَا
يَمّمْتُ خَيرَ فَتًى في النّاسِ كُلّهمُ،
الشّاهِديِنَ بِهِ أعْني وَمَنْ غَابَا
لمّا رآني إيَاسٌ في مُرَجَّمَة ٍ،
رَثَّ الشَّوَارِ قَلِيلَ المَالِ مُنْشَابَا
أثوى ثواءَ كريمٍ، ثمّ متعني
يومَ العروبة ِ إذْ ودعتُ أصحابا
بعنتريسٍ كأنّ الحصّ ليطَ بها
أدْمَاءَ لا بَكْرَة ً تُدْعَى وَلا نَابَا
والرِّجلُ كالرّوضة ِ المحلالِ زيّنها
نبتُ الخريفِ وكانتْ قبلُ معشابا
جَزَى الإلَهُ إيَاساً خَيْرَ نِعْمَتِهِ،
كمَا جَزَى المَرْءَ نُوحاً بعدَما شَابَا
في فلكهِ، إذْ تبدّاها ليصنعها،
وظلّ يجمعُ ألواحاً وأبوابا
الرابط الصوتي للقصيدة : لايوجد
مع تحيات موقع : أدب
www.adab.com(73/2)