البحر : رجز تام ( الحِبّ حيثُ المعشرُ الأعداءُ ** والصبر حيثُ الكِلّةُ السِّيَراءُ ) ( ما للمهارى الناجياتِ كانَّها ** حتمٌ عليها البَينُ والعُدَواءُ ) ( ليس العجيبُ بأن يُبارِينَ الصَّبا ** والعذلُ في أسماعِهِنّ حُداءُ ) 4 ( تدنو منالَ يدِ المحبّ وفوقها ** شمسُ الظهيرةِ خدرها الجوزاء ) 5 ( بانتْ مُوَدِّعةً فجيدٌ مُعْرِضٌ ** يومَ الوداع ونظرةٌ شزْراء ) 6 ( وغدتْ مُمنَّعةَ القِباب كأنها ** بين الحِجالِ فريدةٌ عصماء ) 7 ( حُجَبُت ويُحجب طيفُها فكأنما ** منهم على لحظاتِها رُقباء ) 8 ( ما بانةُ الوادي تثنّى خوطها ** لكنّها اليَزَنيّةُ السّمْراء ) 9 ( لم يبقَ طرفٌ أجردٌ إلاّ أتى ** من دونهاوطِمِرّةٌ جرداء )0 ( ومفاضةٌ مسرودةٌ وكتيبةٌ ** مَلمومَةٌ وعَجاجَةٌ شهباء )
____________________
(1/1)
1( ماذا أُسائِلُ عن مغَاني أهلِها ** وضميريَ المأهولُ وهي خَلاء )( لله إحدى الدّوحِ فاردةً ولا ** للهِ محنيةٌ ولا جرعاء )( بانَتْ تَثَنّى لا الرّياحُ تَهُزُّهَا ** دوني ولا أنفاسيَ الصُّعداء )4 ( فكأنّما كانتْ تَذكَّرُ بيْنَكم ** فتميدُ في أعطافها البُرحاء )5 ( كلُّ يهيجُ هواكَ إمّا أيكةٌ ** خضراءُ أو أيكةٌ ورقاء )6 ( فانظرْ ! أنارٌ باللّوى أم بارِقٌ ** متألّقٌ أم رايةٌ حمراء )7 ( بالغورِ تخبو تارةً ويشبُّها ** تحتَ الدُّجنّةِ مندلٌ وكباء )8 ( ذمَّ الليالي بعدَ ليلتنا التي ** سَلَفَتْ كما ذمَ الفراقَ لقاء )9 ( لبِستْ بياضَ الصّبْح حتى خلتُها ** فيه نجاشيّاً عليه قَباء )0 ( حتى بدتْ والبدرُ في سِرْبالِها ** فكأنّها خيفانةٌ صدراء )
____________________
(1/2)
2( ثمّ انتحى فيها الصّديعُ فأدبَرَتْ ** فكأنّها وَحْشِيّةٌ عَفْراء )( طويتْ لي الأيامُ فوقَ مكايدٍ ** ما تَنْطوي لي فوقَها الأعْداء )( ما كانَ أحسنَ منْ أياديها الّتي ** تُولِيكَ إلاّ أنّها حَسْناء )4 ( ما تُحسِنُ الدنيا تُديمُ نعيمَها ** فهي الصَّناعُ وكفُّها الخرَقاء )5 ( تشأى النَّجازَ عليّ وهيَ بفتكهِا ** ضِرغامَةٌ وبِلوْنِها حِرْباء )6 ( إنَ المكارمَ كنّ سرباً رائداً ** حتّى كنسنَ كأنَّهنّ ظباء )7 ( وطِفقْتُ أسألُ عن أغرَّ مَحجَّلٍ ** فإذا الأنامُ جِبِلّةٌ دَهماء )8 ( حتى دُفعْتُ إلى المعزّ خليفةً ** فعملتُ أنّ المطلَب الخُلفاء )9 ( جودٌ كأنّ اليمّ فيهِ نفاثةٌ ** و كأنما الدّنياعليهِ غثاء )0 ( مِلكٌ إذا نطقَتْ عُلاهُ بمدحِهِ ** خرسَ الوفودُ وأفحمَ الخطباء )
____________________
(1/3)
3( هو علّة الدُّنيا ومن خلقتْ له ** و لعلّةٍ ما كانتِ الأشياء )( من صفوِ ماء الوحي وهوَ مُجاجةٌ ** من حَوضه الينبوع وهو شفاء )( من أيكةِ الفرْدوْس حيثُ تفتقتْ ** ثمراتها وتفيّأ الأفياء )4 ( من شعلة القبَس التي عُرِضتْ على ** موسى وقد حارتْ به الظَّلماء )5 ( من معدنِ التقديسِ وهو سلالةٌ ** من جوهرِ الملكوتِ وهو ضياء )6 ( من حيثُ يقتبسُ النهارُ لمبصرٍ ** و تشقُّ عن مكنونها الانباء )7 ( فتَيَقّظوا من غَفْلةٍ وتَنَبّهوا ** ما بالصبّاحِ عن العيونِ خَفاء )8 ( ليستْ سماءُ الله ما تَرْأونَها ** لكنّ أرضاً تحتويهِ سماء )9 ( أمّا كواكِبُها له فخَواضِعٌ ** تخفي السُّجودَ ويظهرُ الإيماء ) 40 ( و الشمسُ ترجعُ عن سناه جفونها ** فكأنّها مَطرُوفةٌ مَرْهَاء )
____________________
(1/4)
4( هذا الشفيعُ لأمَّةٍ يأتيْ بها ** وجُدُودُهُ لجدُودِها شُفعاء ) 4( هذا أمينُ اللهِ بينَ عبادهِ ** و بلادهِ إنْ عدَّتِ الأمناء ) 4( هذا الَّذي عطفتْ عليهِ مكةٌ ** وشعابهاو الرُّكنُ والبطحاء ) 44 ( هذا الأغَرُّ الأزهَرُ المتألقُ الم ** تَدَفِّقُ المُتَبَلِّجُ الوضّاء ) 45 ( فعَليهِ من سِيما النبيّ دَلالَةٌ ** وعليهِ من نورِ الإلهِ بَهاء ) 46 ( وَرِثَ المُقيمَ بيثرِبٍ فالمِنبرُ ال ** أعْلى له والتُّرعَةُ العَلياء ) 47 ( والخطبةُ الزّهراء فيها الحكمة ال ** غَرّاءُ فيها الحجّةُ البَيضاء ) 48 ( للنّاس إجماعٌ على تفضيلهِ ** حتى استَوَى اللُّؤماءُ والكُرَماء ) 49 ( واللُّكْنُ والفُصَحاء والبُعَداء وال ** قرباءُ والخصماءُ والشُّهداء ) 50 ( ضرّابُ هامِ الرّومِ منتقماً وفي ** أعناقهمْ منْ جودهِ أعباء )
____________________
(1/5)
5( تجري أياديه التي أولاهمُ ** فكأنَّها بينَ الدمّاءِ دماء ) 5( لولا انبعاثُ السيف وهو مسلَّطٌ ** في قتْلهمْ قَتَلَتْهُمُ النَّعْماء ) 5( كانتْ ملوكُ الأعجمَينِ أعزّةً ** فأذلّها ذو العزِّةِ الأبَّاء ) 54 ( لنْ تصغرَ العظماءُ في سلطانهم ** إلاّ إذا دلفَتْ لها العُظَماء ) 55 ( جهلَ البطارقُ أنّهُ الملكُ الذي ** أوصى البنينَ بسلمهِ الآباء ) 56 ( حتى رأى جهَّالهم من عزمهِ ** غبَّ الذي شهدتْ به العلماء ) 57 ( فتقاصرُوا من بعدما حكمَ الردى ** و مضى الوعيدُ وشبِّتِ الهيجاء ) 58 ( والسيْلُ ليسَ يحيدُ عن مُستنّهِ ، ** و السّهمُ لا يدلى به غلواء ) 59 ( لم يُشرِكوا في أنّهُ خَيرُ الوَرَى ** ولِذي البَريّةِ عندهُمْ شُركاء ) 60 ( و إذا أقرّ المشركونَ بفضلهِ ** قَسْراً فما أدراكَ ما الخُنفاء )
____________________
(1/6)
6( في الله يسري جودُهُ وجُنودُهُ ** و عديدهُ والعزمُ والآراءُ ) 6( أومَا ترى دولَ الملوكِ تطيعه ** فكأنَّها خولٌ لهُ وإماء ) 6( نَزَلَتْ ملائكةُ السماءِ بنصرِهِ ** وأطاعَهُ الإصْباحُ والإمساء ) 64 ( والفُلْكُ والفَلَكُ المُدارُ وسعدُهُ ** والغَزْوُ في الدّأماءِ والدّأماء ) 65 ( والدهرُ والأيّامُ في تصريفِها ** والناسُ والخضراءُ والغَبراء ) 66 ( أينَ المفرُّ ولا مفرَّ لهاربٍ ** و لكَ البسيطانِ الثُّرى والماء ) 67 ( ولكَ الجواري المنشآتُ مواخراً ** تَجري بأمركَ والريّاحُ رخاء ) 68 ( و الحاملات وكلُّها محمولةٌ ** والنّاتِجات وكلّها عذراء ) 69 ( و الأعوجيّات التي إن سوبقتْ ** سبقت وجريُ المذكيات غلاء ) 70 ( الطائرات السّابحات السّابقا ** ت الناجيات إذا أستُحِثّ نَجاء )
____________________
(1/7)
7( فالبأسُ في حمس الوغى لكماتها ** والكبرياءُ لهُنّ والخُيلاء ) 7( لا يصدرونَ نحورها يومَ الوغى ** إلاّ كما صبغَ الخدودَ حياء ) 7( شمُّ العَوالي والأنوفِ تَبَسّموا ** تحت القُنوس فأظلموا وأضاءوا ) 74 ( لبسوا الحديدَ على الحديدِ مظاهراً ** حتى اليلامقَ والدروعُ سواء ) 75 ( و تقنّعوا الفولاذَ حتى المقلةُ النَّج ** لاء فيها المقلةُ الخوصاء ) 76 ( فكأنّما فوقَ الأكُفّ بَوارقٌ ** وكأنّما فوقَ المُتونِ إضاء ) 77 ( من كلّ مسرودِ الدَّخارص فوقه ** حبكٌ ومصقولٍ عليه هباء ) 78 ( وتَعانَقوا حتى رُدَيْنيّاتُهُم ** عطْشَى وبِيضُهُمُ الرقاقُ رِواء ) 79 ( أعززتَ دينَ اللهِ يا ابنَ نبيّهِ ** فاليومَ فيهِ تخمطٌ وإباء ) 80 ( فأقلُّ حظّ العُرْبِ منكَ سعادةٌ ** وأقلُّ حظّ الرّومِ منكَ شقاء )
____________________
(1/8)
8( فإذا بعثْتَ الجيشَ فهوَ منيّةٌ ** وإذا رأيتَ الرأيَ فهوَ قَضاء ) 8( يكسو نَداكَ الروْضَ قبل أوانهِ ** و تحيدُ عنكَ اللَّزابةُ اللأواء ) 8( وصِفات ذاتك منكَ يأخذها الورى ** في المكرماتِ فكلّها أسماء ) 84 ( قد جالتِ الأوهام فيك فدقّتِ ال ** أفكارُ عنكَ فجلّتَ الآلاء ) 85 ( فعنتَ لكَ الابصارُ وانقاذتْ لكَ ** الاقدارُ واستحيتْ لكَ الانواء ) 86 ( و تجمّعتْ فيكَ القلوبُ على الرّضى ** و شيّعتْ في حبكَ الأهواء ) 87 ( أنتَ الذي فصلَ الخطابَ وإنّما ** بكَ حكَّمتْ في مدحكَ الشُّعراء ) 88 ( وأخصُّ منزِلةً من الشّعراء في ** أمثالِها المضروبةِ الحُكَماء ) 89 ( أخذوا الكلامَ كثيرهَ وقليلَه ** قِسمَينِ : ذا داءٌ وذاكَ دواء ) 90 ( دانوا بأنَّ مديحهمْ لكَ طاعةٌ ** فَرْضٌ فليسَ لهم عليك جَزاء )
____________________
(1/9)
9( فاسلمْ إذا رابَ البريَّةَ حادثٌ ** و اخلدْ إذا عمّ النفوسَ فناء ) 9( يفْديكَ شهْرُ صِيامِنا وقِيامنا ** ثمّ الشُّهورُ له بذاك فِداء ) 9( فيه تنزّلَ كلُّ وحي منزلٍ ** فلأهلِ بيتِ الوحي فيه ثناء ) 94 ( فتطولُ فيه أكفُّ آلِ محَمدٍ ** وتغلُّ فيهِ عن الندى الطُّلقاء ) 95 ( ما زلْتَ تَقضي فَرضَه وأمامَه ** ووراءَه لكَ نائلٌ وحِباء ) 96 ( حسبي بمدحك فيه ذخراً إنّه ** للنُّسْكِ عند الناسكين كِفاء ) 97 ( هيهات منّا شكرُ ما تُولي ولو ** شكرتك قبلَ الألسنِِ الأعضاء ) 98 ( و اللهُ في علياكَ أصدقُ قائلٍ ** فكأنّ قولَ القافلينَ هُذاء ) 99 ( لا تسألنّ عن الزّمانِ فإنّهُ ** في رَاحتَيْكَ يدورُ كيف تشاء )
____________________
(1/10)
البحر : كامل تام ( يا ربّ كلّ كتيبةٍ شَهبْاءِ ** ومآبَ كلّ قصيدةٍ غرّاءٍ ) ( يا ليْثَ كلّ عرِينةٍ يا بدرَ كلِّ ** دّجُنّةٍ يا شمسَ كلِّ ضَحاءِ ) ( يا تارِكَ الجبّارِ يعْثُرُ نَحرُهُ ** في قِصْدَةِ اليَزَنيّةِ السّمراء ) 4 ( ذو الضرْبة النجلاء إثرَ الطعنة ال ** سّلْكاءِ والمَخلوجةِ الحرْقاء ) 5 ( فالنّظرةِ الخزراءِ تحتَ اللامةِ ال ** بَيْضاءِ تحتَ الرّايةِ الحمراء ) 6 ( أهدِ السلامَ إلى الكؤوسِ فطالما ** حَثّثْتَها صِرْفاً إلى النُّدَماء ) 7 ( فشرِبْتُها ممزوجةً بصنائع ** و شربتها ممزوجةً بدماء ) 8 ( حاشيتُ قدرَك من زيارة مجْلسٍ ** ولو أنّ فيهِ كواكبَ الجَوزاء ) 9 ( إنّا اجتمعْنا في النديّ عِصابةً ** تُثني عليكَ بألْسُنِ النَّعماء )0 ( أرواحها لكَ والجسومُ وإنّما ** أنفاسُها منْ فطنةٍ وذكاء )
____________________
(1/11)
1( إن الذي جمعَ العلى لك كلّها ** ألقى إليكَ مقالدَ الشُّعراءّ )
____________________
(1/12)
البحر : متقارب تام ( تقدّم خطىً أو تأخّر خطىً ** فإنّ الشباب مشَى القهْقَرى ) ( و كان مليّاً بغدرِ الحياةِ ** و أعجبُ منْ غدرهِ لو وفى ) ( وما كانَ إلاّ خَيالاً ألَمّ ** ومُزْناً تَسرّى وبَرْقاً شَرَى ) 4 ( لبستُ رداءَ المشيبِ الجديدَ ** و لكنّها جدَّةٌ للبلى ) 5 ( فأكديتُ لمّا بلغتُ المدى ** وعُرّيتُ لّما لَبِستُ النُّهى ) 6 ( فإنْ أكُ فارقتُ طيبَ الحياةِ ** حَميداً ووَدّعتُ عصرَ الصّبى ) 7 ( فقد أطْرُقُ الحيّ بعدَ الهدوء ** تَصِلُّ أسنّتُهُمْ والظُّبَى ) 8 ( فألهو على رقبةِ الكاشحينَ ** بمفْعمةِ السُّوق خُرسِ البُرَى ) 9 ( بسُودِ الغَدائِرِ حُمْرِ الخُدود ** بيضِ التَّرائبِ لعسِ اللِّثى )0 ( و قد أهبطُ الغيثَ غضَّ الجم ** يم غضَّ الأسرّة غضَّ النَّدى )
____________________
(1/13)
1( كأنّ المجامرَ أذكينهُ ** أو اغتبقَ الخمرَ حتى انتشى )( فقُدْنا إلى الوِحشِ أشبْاهَها ** ورُعْنا المها فوقَ مثلِ المَها )( صنعنا لها كلّ رِخوِ العنانِ ** رَحيبِ اللَّبانِ سليم الشظى )4 ( يُرَدُّ إلى بسطةٍ في الإهاب ** إذا ما اشتكى شَنَجاً في النَّسا )5 ( كأنّ قَطا فوق أكفالها ** إذا ما سَرَينَ يُثِرْنَ القَطا )6 ( عواري النّواهقِ شوسُ العيونِ ** ظماءُ المفاصلِ قبُّ الكلى )7 ( تُديرُ لطَحْرِ القَذى أعيُناً ** ترى ظلّ فرسانها في الدُّجى )8 ( و تحسبُ أطرافَ آذانها ** يراعاً بُرينَ لها بالمُدى )9 ( فهنّ مُؤلَّلَةٌ حَشْرَةٌ ** مندَّدةٌ لخفيّ الصَّدى )0 ( تَكادُ تُحِسُّ اختلاجَ الظنو ** نِ بينَ الضّلوع وبين الحشى )
____________________
(1/14)
2( و تعلمُ نجوى قلوبِ العدى ** و سرَّ الأحبّةِ يومَ النّوى )( فأبْعدُ مَيْدانِها خُطْوَةٌ ؛ ** وأقرَبُ ما في خُطاها المَدَى )( ومِنْ رِفْقِهاأنها لا تُحَسُّ ** ومِنْ عَدْوِها أمّها لا تُرَى )4 ( جَرينَ ، من السّبْقِ ، في حَلَبة ، ** إذا ما جرى البرقُ فيها كبا )5 ( إذا أنتَ عدّدتَ ما يمتطى ** و قايستَ بينَ ذواتِ الشَّوى )6 ( فهنّ نفائسُ ما يستفادُ ** و هنَّ كرائمُ ما يقتنى )7 ( دِيارُ الأعِزّةِ ، لكِنّها ** مُكَرَّمَةٌ عن مَشيدِ البِنَا )8 ( ومن أجلِ ذلك ، لا غَيرِهِ ، ** رأى الغنويُّ بها ما رأى )9 ( وكانَ يُجيدُ صِفاتِ الجِيادِ ، ** وإنّ بها اليوْمَ عنهُ غِنَى )0 ( أليسَ لها بالإمامِ المعزِّ ** من الفخرِ ، لوْ فخرَتْ ما كفَى )
____________________
(1/15)
3( هو استنَّ تفضيلها للملوكِ ** و أبقى لها أثراً في العلى )( ولّما تَخَيّرَ أنسابَها ، ** تخيّرَ أسماءها والكنى )( وليسَ لها ، من مَقاصِيرِهِ ، ** سوَى الأطُمِ الشّاهقِ المُبتَنَى )4 ( و حقّ لذي ميعةٍ يغتدي ** به مستقلاً إذا ما اغتدى )5 ( تكون منَ القُدس حَوباؤه ** ونُقْبتُه من رِداء الضُّحى )6 ( و يعدو وقونسهُ كوكبٌ ** وسُنْبُكهُ من أديمِ الصَّفا )7 ( و كان إذا شاء حفّت به ** كتائبهُ فملأنَ الملا )8 ( كما استُجفل الرمل من عالجٍ ** فجاء الخبَارُ وجاء الَّنقا )9 ( وذي تُدْرَإٍ كفُّه بالطعا ** نِ أسمَح من حاتمٍ بالقِرى ) 40 ( وطِئنَ مفارقَه في الصّعيدِ ** وعفّرْنَ لّمتَهَ في الثرى )
____________________
(1/16)
4( عليها المَغاوير في السابغاتِ ** تَرَقْرَقُ مثلَ مُتونِ الأضا ) 4( حُتوفٌ تَلَهّى بأمْثالِها ** و أسدٌ تغذُّ بأسدِ الشّرى ) 4( تبخترُ عصفرٍ من دمٍ ** و تخطرُ في لبدٍ من قنا ) 44 ( وقال الأعادي أأسيافُهم ** أمِ النّارُ مضرمةٌ تصطلى ) 45 ( رأوا سرجاً ثم لم يعلموا ** أهِنْديّةٌ قُضُبٌ أمْ لظَى ) 46 ( و متّقداتٍ تذيبُ الشّلي ** لَ من فوقِ لابسهِ في الوغى ) 47 ( من اللاّءِ تأكلُ أغمادها ** وتلفَحُ منهنّ جَمْرَ الغضا ) 48 ( تُطيع إماماً أطاعَ الإلهَ ** فقلّده الحكمَ فيما برى ) 49 ( وكائِنْ تبيتُ له عَزْمَةٌ ** مضرّضجةٌ بدماءِ العدى ) 50 ( فيعفو القضاءُ إذا ما عفا ** و تسطو المنونُ إذا ما سطا )
____________________
(1/17)
5( له هذه وله هذه ** فسَجْلٌ حياةٌ وسَجْلٌ رَدى ) 5( و أهونْ علينا بسخطِ الزمان ** إذا ما رآنا بعينِ الرّضى ) 5( عليّ لهُ جهدُ نفسي الشّكور ** وإن قَصُرَتْ عن بلوغِ المدى ) 54 ( وشرّفَني مَدحُه في البلادِ ** فآنَسَ عَنْسي بطولِ السُّرَى ) 55 ( أسيرُ خطيباً بآلائه ** فأُنْضي المَطايا وأُنْضي الفَلا ) 56 ( فلو أنّ للنّجمِ من أفقهِ ** مكاني من مدحهِ ما خبا ) 57 ( ولو لم أكنْ أنطّقَ المادحين ** لأنطقني بالسَّدى والنَّدى ) 58 ( وما خلفَه من حطيمٍ يُزارُ ** ولا دونه من مَدىً يُنْتَهى َ ) 59 ( هو الوارثُ الأرضَ عن أبوين ** أبٍ مُصْطفى وأب مُرتَضَى ) 60 ( و ما لامرئٍ معهُ سهمةٌ ** تعدّ ولا شركةٌ تدّعى )
____________________
(1/18)
6( فما لقريشٍ وميراثكم ** و قد فرغَ اللّه ممّا قضى ) 6( لكم طور سيناءَ من فوقهم ** و ما لهم فيه من مرتقى ) 6( بمكّة سمّى الطليقَ الطليقَ ** ففرّقَ بين القَصا والدَّنى ) 64 ( شهِيدي على ذاك حكمُ النبيّ ** بين المَقامِ وبين الصّفا ) 65 ( وإن كان يجمعُكم غالبٌ ** فإنّ الوشائظَ غير الذُّرى ) 66 ( ألا إنَّ حقَّاً دعوتم إليهِ ** هو الحقّ ليس به من خَفا ) 67 ( لآدَمَ من سرّكمْ مَوضِعٌ ** بهِ استوْجَبَ العَفوَ لّما عَصى َ ) 68 ( فيومُكُمُ مثلُ دهرِ الملوكِ ** وطِفلُكُمُ مثلُ كهلِ الورى ) 69 ( يلاحظُ قبلَ الثّلاثِ اللّواء ** ويَضرِب قبل الثّمانِ الطُّلى ) 70 ( عجِبْتُ لقوْمٍ أضَلّوا السّبيلَ ** و قد بيّنَ اللّه سبلَ الهدى )
____________________
(1/19)
7( فما عرفوا الحقّ لمّا استبانَ ** و لا أبصروا الفجرَ لمّا بدا ) 7( ألا أيها المعشَرُ النائمون ! ** أجِدَّكم لم تُقَضُّوا الكَرَى ) 7( أفِيقوا فما هِيَ إلاّ اثنتانِ ** إمّا الرّشادُ وإمّا العَمَى ) 74 ( و ما خفي الرُّشدُ لكنّما ** أضَلّ الحُلومَ اتّباع الهوى ) 75 ( وما خُلِقَتْ عَبَثاً أُمّةٌ ** و لا تركَ اللّهُ قوماً سدى ) 76 ( لكلّ بني أحمدٍ فضلهُ ** و لكنّكَ الواحدُ المجتبى ) 77 ( إذا ما طَوَيتَ على عَزْمَةٍ ** فحسبكَ أن لا تحلّ الحبى ) 78 ( و ما لا يرى من جنودِ السّما ** ءِ حولَكَ أكثرُ ممّا يُرَى ) 79 ( لِيَعْرِفْكَ من أنتَ مَنجاتُه ** إذا ما اتقى الله حقَّ التُّقى ) 80 ( كأنّ الهُدى لم يكن كائناً ** إلى أنْ دُعيتَ مُعِزَّ الهُدى )
____________________
(1/20)
8( ولم يَحْكِكَ الغَيثُ في نائلٍ ** ولكن رأى شِيمةً فاقتَدَى ) 8( قرى الأرضَ لمّا قريتَ الأنامَ ** له النّقرى ولك الأجفلى ) 8( شهِدتُ حقيقةَ علمٍ الشهي ** دِ أنّك أكرمُ من يرتجى ) 84 ( فلو يجدُ البحرُ نَهجاً إليك ** لجاءكَ مستسقياً من ظما ) 85 ( و لو فارقَ البدرُ أفلاكهُ ** لقبّلَ بين يديكَ الثّرى ) 86 ( إلى مثلِ جدواكَ تنضى المطيُّ ** و من مثل كفّيكَ يرجى الغنى )
____________________
(1/21)
البحر : متقارب تام ( ألا كلُّ آتٍ قريبُ المَدى ** و كلُّ حياةٍ إلى منتهى ) ( و ما غرّ نفساً سوى نفسها ** وعُمْرُ الفتى من أماني الفتى ) ( فأقْصَرُ في العينِ من لَفْتَةٍ ** و أسرعُ في السمعِ من ذا ولا ) 4 ( ولم أرَ كالمرْءِ وهو اللبيبُ ** يرى ملءَ عينيهِ ما لا يرى ) 5 ( و ليسَ النَّواظرُ إلاّ القلوبُ ** وأمّا العيونُ ففِيها العمى ) 6 ( ومنْ لي بمثلِ سلاح الزّمانِ ** فأسْطو عليه إذا ما سطا ) 7 ( يجدُّ بنا وهو رسلُ العنانِ ** و يدركنا وهو داني الخطى ) 8 ( برى أسهماً فنبا ما نبا ** فلم يبقَ إلاَّ ارتهافُ الظُّبى ) 9 ( تراشُ فترمى فتنمي فلا ** تَحِيدُ وتُصْمي ولا تُدَّرى )0 ( أأهضمُ لا نبعتي مرخةٌ ** و لا عزماتي أيادي سبا )
____________________
(1/22)
1( على أنّ مِثلي رحيبُ اللَّبانِ ** على ما ينوبُ سليمُ الشظى )( و لو غيرُ ريبِ المنونِ اعتدى ** عليّ وجرّبني ما اعتدى )( خليليّ هل ينفعنّي البكاءُ ** أوِ الوَجدُ لي راجعٌ ما مضى ؟ )4 ( خليليّ سيرا ولا تَربعَا ** عليّ ، فهَمّيَ غيرُ الثَّوى )5 ( ولي زَفَراتٌ تُذيبُ المَطَيّ ** و قلبٌ يسدُّ عليّ الفلا )6 ( سلا قبل وشك النوى مدنفاً ** أقَضّتْ مضاجِعهُ فاشتكى )7 ( وراعى النّجومَ فأعشَيْنَه ** فباتَ يظنُّ الثّريّا السُّهى )8 ( ضلوعٌ يضِقنَ إذا ما نَحَطنَ ** و قلبٌ يفيضُ إذا ما امتلا )9 ( وقد قلتُ للعارض المكفَهِرِّ : ** أفي السِّلم ذا البرقُ أم في الوغى ؟ )0 ( وما بالُه قادَ هذا الرّعيلَ ** و قلّدَ ذا الصّارمَ المنتضى )
____________________
(1/23)
2( و أقبلهُ المزنُ في جحفلٍ ** و أكذبَ أن صدّعني الكرى )( أشيمكَ يا برق شيمَ النُّجيمْ ** وما فيك لي بَلَلٌ من صَدى )( كِلانا طَوى البيدَ في ليلِهِ ** فأضعفنا يتشكّى الوجى )4 ( فجبتَ الغمامَ وجبتَ الغرامَ ** حنانيك ليس سُرىً من سُرى )5 ( أعِنّي على الليل ليلِ التّمامِ ** و دعني لشاني إذا ما انقضى )6 ( فلو كنتُ أطوي على فتكهِ ** تكشّفَ صبحي عن الشَّنفري )7 ( و ما العين تعشقُ هذا السّهادَ ** ووَدّ القَطا لو ينَامُ القَطا )8 ( أقولُ وقد شقّ أعلى السحابِ ** و أعلى الهضابِ وأعلى الرُّبى )9 ( أذا الوَدْقُ في مثل هذا الرّباب ** وذا البْرقُ في مثل هذا السنا )0 ( ألا انهلّ هذا بماءِ القلوبِ ** وأوقدَ هذا بنارِ الحشا )
____________________
(1/24)
3( فيهْمي على أقْبُرٍ لو رأى ** مكارمَ أربابها ما هَمَى )( و في ذي النواويسِ موجُ البحارِ ** وما بالبحارِ إليْهِ ظِما )( هلمّوا فذا مصرَعُ العالمينَ ** فمن كلّ قلبٍ عليهِ أسى )4 ( وإنّ التي أنْجَبَتْ للورى ** كآلِ عليّ لأمُّ الورى )5 ( فلوْ عِزّةٌ أنْطَقَتْ مُلحَداً ** لأنطقَ ملحدها ما يرى )6 ( بكتْه المغاويرُ بِيضُ السيوفِ ، ** و هذي العناجيجُ قبُّ الكلى )7 ( ولّما أتينا سقَتْه الدموعُ ** فما باتَ حتى سقاه الحيا )8 ( وعُمْرُ الفتى من أماني الفتى ** ولكنْ لبيكِ النَّدى بالنَّدى )9 ( وقد خدّ في الشمس أخدودَه ** فباتَ يظُنُّ الثّريّا السُّهَى ) 40 ( وما ضَرّ من لم يَطُفْ بالمقامِ ** وفي ذي النواويسِ مْوجُ البحارِ )
____________________
(1/25)
4( وقالوا الحَجونُ فثَمّ الحجونُ ** وثمّ الحطيمُ وثمّ الصَّفا ) 4( وبينَ الشمالِ وبين الجنوبِ ** في هَبوَةٍ من مَهَبّ الصبَّا ) 4( فيهْمي على أقْبُرٍ لو رأى ** أما كان في واحدٍ ما كفى ) 44 ( أما والركوعُ به والسجودُ ** إذا ما بكى َ قانتٌ أو دعا ) 45 ( لَذاكَ الصّعيدُ وذاك الكديدُ ** أحقُّ من الخيفِ بي أو منى ) 46 ( عليّ وجرّبني ما اعتدى ** وفي الذاهبينَ وفى منْ وفى ) 47 ( أتَتْه الحجيجُ من الرّاقصاتِ ** فمنها فُرادى ومنها ثُنا ) 48 ( فما لي لا أقتدي بالكرامِ ** وأُوثِرُ سُنّةَ مَن قد خلا ) 49 ( إذا ما نحرتَ به أو عقرتَ ** ولا عَزَماتي أيادي سَبا ) 50 ( ولا ترضَ إلاّ بعقرِ الثناءِ ** ونَحْرِ القَوافي وإلاّ فلا )
____________________
(1/26)
5( وقلْبٌ يَسُدُّ عليّ الفَلا ** عليه تكوسُ ذواتُ الشَّوى ) 5( إذاً لم تغادرْ غريْريّةً ** تَخُبُّ ولا سابحاً يُمتطَى ) 5( وأمّا العيونُ ففِيها العمى ** وأخوالُه فيه شِرْعاً سُوى ) 54 ( وإنّ حصاناً نمتْ جعفراً ** ويحيى لعاديّةُ المنتمى ) 55 ( فجاءتْ بهذا كشمسِ النهارِ ** وجاءت بهذا كبدرِ الدّجى ) 56 ( تَرى بهما أسَدَيْ جَحْفَلٍ ** وما أجأ إلاّ حِصانٌ ويعبوب ) 57 ( ألمْ تَك من قوْمها في الصّميم ** ومن مجدها في أشمّ الذُّرى ) 58 ( فمن قومكَ الصِّيدُ صيدُ الملوكِ ** ومن قومها الأسدُ أسدُ الشرى ) 59 ( فوارسُ تنضي المذاكي الجيادَ ** إذا ما قرعنَ العُجا بالعجا ) 60 ( يُضيءُ عليهمْ سَنا الأكرمينَ ** إذا ما الحديدُ عليهم دجا )
____________________
(1/27)
6( فجئتَ كما شئتَ من جانبَيك ** فأنتَ الحياةُ وأنتَ الرّدى ) 6( فصِلُّكَ يُرقى ولا يستجيبُ ** فلو كنتُ أطْوي على فتكِهِ ) 6( ومن ذاك أضنيتَ صرفَ الزمان ** فلم يُخفِهِ عنْكَ إلا الضّنى ) 64 ( فلم تغمدِ السيفَ حتى انثنى ** ولم تصرفِ الرُّمحَ حتى انحنى ) 65 ( وإنّ الذي أنتَ صنوٌ له ** لماضي العزائمِ عردُ النَّسا ) 66 ( يُبيرُ عِداكَ إذا ما سَطَا ** ويُعرَفُ فيهم إذا ما احتبى ) 67 ( ويحيَى لَعاديّةُ المنتمى ** إذا سألوا من فتىً قيلَ ذا ) 68 ( بنو المنجِباتِ بنو المُنجِبينَ ** فمن مُنجتباةٍ ومنم مجتبى ) 69 ( لأماتنا نصفُ أنسابنا ** فما ليَ لا أقتدي بالكِرامِ ) 70 ( دعائمُ أيامنا في الفخارِ ** وأكْفاءُ آبائِنا في العُلى )
____________________
(1/28)
7( ألمْ ترَ هنّ يباريننا ** فيَمرُقْنَنَا ويَنَلْنَ المدى ) 7( كفلنَ لنا بظلالِ الخيام ** وأكفَلَننَا بظِلالِ القَنا ) 7( وتغدو فمنهنّ أسماعُنا ** وأبصارنا في حجالِ المها ) 74 ( فلو جازَ حكميَ في الغابرينَ ** وعدّلْت أقسامَ هذا الوَرَى ) 75 ( لسمّيتُ بعض النساء الرجالَ ** وسمّيتُ بعضَ الرجال النسا ) 76 ( إذا هي كانتْ لكشفِ الخطوبِ ** فكيفَ البنون لضَرْبِ الطُّلى ) 77 ( تولّتْ مُرَقِّلَةً للملوكِ ** فمن مصطفى النجل أو مرتضى ) 78 ( وأكثرُ آمالِها فيكما ** وفي القلبِ منها كجمرِ الغضا ) 79 ( فقد أدركتْ ما تمنّتْ فلا ** تضيقا عليها بباقي المُنى ) 80 ( فلولا الضّريحُ لنادتكما ** تُعيذُ كما من شماتِ العِدى )
____________________
(1/29)
8( فإمّا تزيدانِ في أنسها ** وإما تذودانِ عنها البِلى ) 8( فقد يُضحك الحيُّ سنّ الفقيدِ ** فتهتَزُّ أعظُمُه في الثرى ) 8( ومهما طلبتَ دليلَ الكرامِ ** فإنّ الدّليلَ ائتلافُ الهوى ) 84 ( وما فيك لي بَلَلٌ من صَدى ** فما بيدٍ عن يدٍ من غنى ) 85 ( وليسَ الرّماحُ بغيرِ السيوفِ ** وليس العمادُ بغيرِ البنا ) 86 ( ومن لا يُنادي أخاً باسمِهِ ** فليس يخافُ ولا يُرتجى )
____________________
(1/30)
البحر : طويل ( أقول دمىً وهي الحسانُ الرّعابيبُ ** ومن دونِ أستارِ القِبابِ مَحاريبُ ) ( نوىً أبعدتْ طائيةً ومزارها ** ألا كلُّ طائّيٍ إلى القلْبِ مْحبوب ) ( سَلوا طيءَ الأجبال أينَ خِيامُها ** وما أجأ إلاّ حصانٌ ويعبوب ) 4 ( همُ جنبوا ذا القلبَ طوعَ قيادهم ** وقد يشهدُ الطَّرْفُ الوغى وهو مجنوب ) 5 ( وهم جاوزوا طلح الشواجن والغضا ** تخبّ بهم جردُ اللقاءِ السراحيب ) 6 ( قِباب وأحبابٌ وجُلهَمَةُ العَدى ** وخيلٌ عِرابٌ فوقَهنّ أعاريب ) 7 ( إذا لم أذُدْ عن ذلك الماء وِردَهمْ ** وإنْ حَنّ وُرّادٌ كما حنّتِ النِّيب ) 8 ( فلا حَمَلتْ بِيضَ السيوف قوائمٌ ** ولا صَحِبتْ سُمْرَ الرماحِ أنابيب ) 9 ( وهل يَرِدُ الغَيْرانُ ماءً وَرَدْتهُ ** إذا وردَ الضّرْغامُ لم يلغِ الذئب )0 ( وعهدي بهِ والعيشُ مثلُ جِمامهِ ** نميرٌ بماءِ الوَردِ والمسكِ مقطوب )
____________________
(1/31)
1( وما تفتأ الحسناءُ تُهدي خيالها ** ومن دونِها إسْآد خمسٍ وتأويب )( وما راعني إلا ابنُ ورقاءَ هاتفٌ ** بعينَيْهِ جَمرٌ من ضلوعيَ مشبوب )( وقد أنكرَ الدّوحَ الذي يستظلّه ** وسحّتْ له الأغصانُ وهي أهاضيب )4 ( وحثَّ جناحيهِ ليخطفَ قلبه ** عِشاءً سذانيقُ الدجى وهو غِربيب )5 ( ألا أيّها الباكي على غيرِ أيْكهِ ** كِلانا فريدٌ بالسماوَةِ مَغلوب )6 ( فؤادكُ خفّاقٌ ووكرَك نازحٌ ** وروضكَ مطلولٌ وبانكَ مهضوب )7 ( هلمّا على أنّي أقيكَ بأضلعي ** فأملكُد معِ عنك وهو شآبيب )8 ( تُكنُّكَ لي موشيّةٌ عبقريةٌ ** كَريشِكَ إلاّ أنّهُنّ جَلابيب )9 ( فلا شدْوَ إلا من رنينكَ شائقٌ ** ولا دمَعَ إلاّ معَ من جفونيَ مسكوب )0 ( ولا مدحَ إلاّ للمعزّ حقيقةً ** يفصّلُ درّاً والمديحَ أساليب )
____________________
(1/32)
2( فجُبْتَ الغَمامَ وجُبتَ الغرامَ ** أقول دمىً وهيَ الحسانُ الرّعابيبُ )( يصلّي عليهِ أصفرُ القدحِ صائبٌ ** وعوجاء ومرنان وجرداء سرحوب )( وأسمرُ عرّاصُ الكعوب مثقّفٌ ** )4 ( لأسيافهِ من بدنهِ وعصاته ** نجيعان مهرَّاقٌ عبيطٌ ومصبوب )5 ( فلم يبْقَ إلاّ ارتهافُ الظُّبى ** وإن يكُ سلمٌ فالشوى والعراقيب )6 ( أعزّةُ من يُحذى النّعالَ أذلّةٌ ** وفي القلبِ منها كجمرِ الغضا )7 ( وما هو إلاّ أن يشيرَ بلحظه ** تُكِنُّكَ لي مَوشِيّةٌ عبقريّةٌ )8 ( فلا قارعٌ إلاّ القنا السُّمرُ بالقنا ** إذا قُرعتْ للحادثات الظّنابيب )9 ( ولم أرَ زوّاراً كسيفك للعِدى ** فهل عند هام الرّومِ أهلٌ وترحيب )0 ( إذا ذكروا آثارَ سيفكَ فيهمُ ** فلا القطر معدودٌ ولا الرّمل محسوب )
____________________
(1/33)
3( أأُهْضَمُ لا نَبعَتي مَرْخَةٌ ** وفيما أُذيقوا من عذابكَ تأديب )( ولكنْ لعلَّ الجاثليقَ يغرّه ** على حَلَب نَهْبٌ هنالكَ مَنهوب )( وثغْرٌ بأطرافِ الشآمِ مضَيَّعٌ ** وتفريقُ أهواءٍ مِراضٍ وتخريب )4 ( وما كلُّ ثغرٍ ممكنٌ فيهِ فرصةٌ ** ولم أرَ كالمرْءِ وهو اللبيبُ )5 ( ومِن دون شِعْبٍ أنتَ حاميه معرَكٌ ** وبيءٌ وتصعيدٌ كريهٌ وتصويب )6 ( وصعقٌ بركنِ الأفقِ وابنُ طهارة ** يذبُّ عن الفرقانِ بالتّاجِ معصوب )7 ( وجُرْدٌ عناجيجٌ وبِيضٌ صوارِمٌ ** وصُيّابةٌ مُردٌ وكُرّامةٌ شِيب )8 ( أوِ الوَجدُ لي راجعٌ ما مضى ؟ ** جلَتْ عن بياض النصر وهي غرابيب )9 ( وما رَاعَني إلاّ ابنُ وَرقاءَ هاتِفٌ ** سَبوحُ لها ذيلٌ على الماء مسحوب ) 40 ( لقيتَ بني مروانَ جانبَ ثغرهمْ ** وحظُّهمُ من ذاك خُسرٌ وتتْبيب )
____________________
(1/34)
4( وعارٌ بقومٍ أنْ أعدّوا سوابحاً ** صفوناً بها عن نصرةِ الدين تنكيب ) 4( وقد عجزوا في ثغرهمْ عن عدّوهمْ ** بحيث تجول المقرّبات اليعابيب ) 4( وجيشكَ يعتاد الهرقلَ بسيفه ** ومن دونه اليمُّ الغُطامطُ واللُّوب ) 44 ( يُخضْخِضُ هذا الموجَ حتى عُبابه ** إذا التجّ من هام البطاريق مخضوب ) 45 ( فمأثورُ ذكرِ المجد فيها مُفَضَّضٌ ** وفوقَ حديدِ الهندِ منهُنّ تذهيب ) 46 ( ومن عجبٍ أن تشجّرَ الرومُ بالقنا ** فتوطأ أغمارٌ وهضبٌ شناخيب ) 47 ( ونومُ بني العبّاس فوقَ جنوبهم ** ولا نصرَ إلا قينةٌ وأكاويب ) 48 ( وأنتَ كَلوءُ الدهرِ لا الطرفُ هاجعٌ ** ولا العزمُ مردوعٌ ولا الجأش منخوب ) 49 ( همُ أهلُ جرّاها وأنتَ ابنُ حربِها ** ففي القرب تبعيدٌ وفي البعيد تقريب ) 50 ( ولا عجَيبٌ والثّغْرُ ثغرُك كلّه ** وأنتَ ولي الثأرِ والثّأرُ مطلوب )
____________________
(1/35)
5( وأنتَ نظامُ الدينِ وابن نبيّه ** وما جادَه المزْنُ من غُلّةٍ ) 5( سيجلو دجى الدين الحنيفِ سرادقٌ ** من الشمس فوق البرّ والبحر مضروب ) 5( وعزمٌ يظلُّ الخافقين كأنّه ** على أُفُقِ الدّنْيا بِناءٌ وتطنيب ) 54 ( ويسلمُ أرمينيةً وذواتها ** صليبٌ لنصحِ الأرمنيّينَ منصوب ) 55 ( وحسبي مما كانَ أو كائنٌ ** على أنّ مِثلي رحيبُ اللَّبانِ ) 56 ( ولم تخترِقْ سجْفَ الغيوبِ هواجسي ** ولكنْه مَن حاربَ الله محروب ) 57 ( هلمّوا فذا مصرَعُ العالمينَ ** فلا القولُ مأفوكٌ ولا الوعدُ مكذوب ) 58 ( وأنتَ مَعَدُّ وارثُ الأرض كلّها ** فقد حُمّ مقدورٌ وقد خُطّ مكتوب ) 59 ( ولله علمٌ ليس يُحجب دونكم ** ولكنّه عن سائر الناس محجوب ) 60 ( ألا إنّما أسمائكم حقُّ مِثلِكم ** وكلُّ الذي تسمى البريّةُ تلقيب )
____________________
(1/36)
6( إذا ما مدحناكم تضَوّعَ بيننا ** وبينَ القوافي من مكارمكم طيب ) 6( فإن أكُ محسوداً على حرّ مدحكم ** ولو غيرُ رَيبِ المَنونِ اعتدى ) 6( أراني إذا ما قلت بيتاً تنكّرتْ ** أقَضّتْ مضاجِعهُ فاشتكى ) 64 ( أفي كلّ عصرٍ قلتُ فيه قصيدةً ، ** علّي لأهلِ لومٍ وتثريب ) 65 ( وقد خدّ في الشمس أُخدودَه ** ومنْ لي بمثلِ سلاح الزّمانِ ) 66 ( وما قصدُ مثلي في القصيد ضراعةٌ ** ولا من خلالي فيه حرصٌ وترغيب ) 67 ( أرى أعيناً خزراً إليّ وإنّما ** دليلاً نفوسِ الناس بِشرٌ وتقطيب ) 68 ( أبنْ موضعي فيهم ليفخرَ غالبٌ ** أأُهْضَمُ لا نَبعَتي مَرْخَةٌ ) 69 ( وقد أكثروا فاحكُم حكومة فيَصلٍ ** قبورُ الثلاثةِ في مصْرَعٍ ) 70 ( فمدحك مفروضٌ وحكمك مرتضىً ** وهديُك مرغوبٌ وسخطك مرهوب )
____________________
(1/37)
7( وذكركَ تقديسٌ وأنتَ دلالةٌ ** وحبُّك تصديقٌ وبغضك تكذيب ) 7( فلولا الضّريحُ لنادتكما ** وإلاّ فإنّ العيشَ همٌّ وتعذيب ) 7( شِيَةٍ أغَرّ فمُنْعَلاً فمجنبا ** فما هو إلاّ من يمينك موهوب )
____________________
(1/38)
البحر : كامل تام ( كَذبَ السلوُّ ، العِشقُ أيسَرُ مركبا ** ومنيّةُ العُشّاقِ أهْونُ مَطلبا ) ( مَنْ راقَبَ المِقدارَ لم يرَ معْركاً ** أشِباً ويوْماً بالسَّنَوَّرِ أكْهَبا ) ( وكتائباً تردي غواربها القنا ** وفوارساً تَغْدى صَوالجَها الظُّبى ) 4 ( لا يوردونَ الماءَ سنبكَ سابحٍ ** أو يَكتسي بدم الفوارِسِ طُحلُبا ) 5 ( لايركُضونَ فؤادَ صَبٍ ّ هائمٍ ** إن لم يُسَمّوه الجَوادَ السَّلْهبَا ) 6 ( حتى إذا ملكوا أعنّتَنا هَوىً ** صرفوا إلى البُهمَ العتاق الشُّزبا ) 7 ( ربذاً فخيفاناً فيعبوباً فذا ** شِيَةٍ أغَرّ فمُنْعَلاً فمجنبا ) 8 ( قدْ أطفأوا بالدهمِ منها فجرهم ** فتكوّرَتْ شمسُ النهار تغضُّبا ) 9 ( و استأنفوا بشياتها فجراً فلو ** عقدوا نواصيها أعادوا الغيهبا )0 ( في مَعْرَكٍ جَنَبوا به عُشّاقَهم ** طَوعاً وكنتُ أنا الذلولَ المُصْحَبا )
____________________
(1/39)
1( لبسوا الصقال على الخدود مفضَّضاً ** والسَّابريَّ على المناكبِ مذهبا )( وتضوّعَ الكافورُ من أرْدانهمْ ** عبقاً فظنوهُ عجاجاً أشهبا )( حتى إذا نبذوا الصوارمَ بينهم ** قَطَعاً وسُمْرَ الزّاعبيّةِ أكعُبا )4 ( قطرتْ غلائلهم دماً وخدودُهم ** خجلاً فراحوا بالجمالِ مخضبا )5 ( قد صُرّ آذانُ الجيادِ توجسّاً ** وكتمْنَ إعلانَ الصّهيلِ تَهيبُّاً )6 ( وغدا الذي يَلقى ندامى ليِله ** متبسّماً في الدارعينَ مقطّبا )7 ( ويكلفُ الأرماحَ لينَ قوامهِ ** فيذمُّ ذا يَزَنٍ ويَظلِمُ قَعْضَبا )8 ( كِسَرى شَهِنشاه حُدّثتَه ** هذا فأين تَظُنُّ منه المَهْرَبا )9 ( من لا يبيتُ عن الأحبّةِ راضياً ** فوارسُ تُنضي المذاكي الجِيادَ )0 ( منْ زيهُ أنْ لا يجيءَ مقنّعاً ** حتى يقدّ متوجاً ومعصَّبا )
____________________
(1/40)
2( يرَى ملءَ عيْنَيْه ما لا يُرَى ** حتى ظننتُ النوبهارَ لهُ أبا )( وفيما اصطلوا من حرّ بأسك واعظٌ ** فلقدْ أمدتهُ لساناً معربا )( فلولا الضّريحُ لنادتكما ** فلقدْ يكونُ إلى النفوسِ محبّباً )4 ( قمْ فاخترطْ لي منْ حواشي لحظهِ ** سيفاً يكونُ كما علمتَ مجرَّبا )5 ( وأعرْ جناني فتكةً منْ دلّه ** كيما أكونَ بها الشجاعَ المحربا )6 ( وأمدّني بتعلّةٍ منْ ريقهِ ** وما رَاعَني إلاّ ابنُ وَرقاءَ هاتِفٌ )7 ( وراعى النّجومَ فأعشَيْنَه ** سأفُضّ بين يديْهِ هذا المِقنَبا )8 ( أولمْ يكنْ ذا الخشفُ يألفُ وجرةً ** فلوْلا الدّماءُ إذاً أقبلتْ )9 ( عهدي بهِْ والشمسُ دايةُ خدرهِ ** توفي عليهِ كلّ يومٍ مرقبا )0 ( ما إنْ تزالُ تخرُّ ساجدةً له ** منْ حينِ مطلعها إلى أنْ تغربا )
____________________
(1/41)
3( فعلى القلوبِ القاسياتِ مغلبّاً ** وإلى النفوسِ الفاركاتِ محبّبا )( حتى إذا سَرَقَ القوابلُ شَنْفَه ** عوّضْنَه منه صَفيحاً مِقْضَبا )( لّما رأيْنَ شُدُونَه أبرَزْنَه ** من حيثُ يألفُ كلّةً لا سبسبا )4 ( وَسْنانَ من وَسَنِ المَلاحةِ طرفهُ ** وجفونهُ ، سكرانُ من خمرِ الصّبا )5 ( قدْ واجهَ الأسدَ الضواري في الوغى ** ولكن سَبَقْنا به في الثرى )6 ( فإذا رأى الأبطالَ نصّ أليهمُ ** جيداً وأتلعَ خائفاً مترقبا )7 ( بكتْه المغاويرُ بِيضُ السيوفِ ، ** وأتى بهِ خوضُ الكرائهِ قلبا )8 ( قد سِرْتُ في الميدان يومْ طِرادهم ** فعجيبُ حتى كِدتُ أن لا أعجَبا )9 ( قَمَرٌ لهم قد قَلّدُوه صارماً ** لو أنصفوهُ قلّدوهُ كوكبا ) 40 ( صبغوهُ لوناً بالشّفيقِ وبالرحي ** قِ وبالبنفسج والأقاحي مُشربَا )
____________________
(1/42)
4( وعزْمٌ يُظِلُّ الخافقين كأنّه ** سَيفاً رَقيقَ الشفرتينِ مُشَطَّبا ) 4( قدْ ماجَ حتى كادَ يسقطُ نصفهُ ** وألينَ حتى كادَ أنْ يتسرّبا ) 4( خالستهُ نظراً وكانَ مورَّداً ** فاحمرَ حتى كادَ أنْ يتلهبّا ) 44 ( هذا طرازٌ ما العيونُ كتبنه ** لكنّهُ قبلَ العيونِ تكتبّا ) 45 ( أنظرْ إليهِ كأنهُ متنصلٌ ** فلقد يكونُ إلى النفوسِ مُحبَّباً ) 46 ( وكأنّ صفحةَ خَدّهِ وعذارهَ ** تُفّاحةٌ رُمِيَتْ لتَقْتُلَ عَقربا ) 47 ( فمن كلّ قلبٍ عليه أسى ** لم تأتِ من مدحِ الملوكِ الأوجَبا ) 48 ( من آلِ ساسانٍ منارٌ للصِّبا ** قد بِتُّ أسأل عنه أنفاس االصبَّا ) 49 ( أجني حديثاً كانَ ألطفَ موقعاً ** وأعلَمُ أنْ الله مُنجِزُ وعْدِهِ ) 50 ( ردني لهُ حتى أردّ سلامه ** عبقاً بريحانِ السلامِ مطيبّا )
____________________
(1/43)
5( هلاّ أنا البادي ولكنْ شيمتي ** فغَيرُ نَكيرٍ في الزمان الأعاجيب ) 5( لمْ أمطرِ الوسميَّ إلاّ بعدَ ما ** أقول دمىً وهيَ الحسانُ الرّعابيبُ ) 5( أقول دمىً وهيَ الحسانُ الرّعابيبُ ** سمع الزمانُ أقلهُ فتعجبّا ) 54 ( وما تفْتأُ الحسناءُ تُهدي خَيالَها ** واخضرّ منه الأفقُ حتى أعشبا ) 55 ( في كلِّ يومٍ لا تزالُ تحيهٌ ** كرمٌ يخبُّ بها رسولٌ مجتبى ) 56 ( فتكادُ تبلغني إليهِ تشوُّقاً ** وتكادُ تحملني إليهِ تطربا ) 57 ( هي أيقظتْ بالي وقدْ رقدَ الورى ** واستنهضت شكري وقد عُقد الحُبي ) 58 ( إنْ يكرمُ السّيفُ الذي قلدتني ** فتَمخرُ فُلكٌ أو تُغِذّ مقانيب ) 59 ( لستُ الخطيبَ المسهبَ الأعلى إذا ** وما من سَجايا مِثليَ الإفكُ والحُوب ) 60 ( لو كنتَ حيثُ ترى لساني ناطقاً ** لرأيتَ شقشقةً وقرماً مصعبا )
____________________
(1/44)
6( ولانَصْرَ إلاّ قيْنَةٌ وأكاويب ** وإن اختلَفْنا حينَ تَنسِبْنا أبَا ) 6( قومٌ يعمُّ سَراةَ قومي فخرُهم ** ويخُصُّ أقربَ وائلٍ فالأقربا ) 6( فأضْعفُنا يَتَشَكّى الوَجى ** من قبل يعربَ كانَ عاقدَ يشجبا ) 64 ( ذرني أجددَ ذلكَ العهدَ الذي ** أعيا على الأيامِ أنْ يتقشّبا ) 65 ( وما جادَه المزْنُ من غُلّةٍ ** بيديّ أمضى منْ لساني مضربا ) 66 ( المانعينَ حماهمُ وحمى النّدى ** وحِمى بني قحطانَ أن يُتَنَهبّا ) 67 ( همْ قطَّعوا بأكفهمْ أرحامهمْ ** فتوطَأ أغمارٌ وهضبٌ شناخيب ) 68 ( ووفوا فلمْ يدعوا الوفاءَ لجارهمْ ** حتى تشتتَ شملهمْ وتخرَّبا ) 69 ( لولا الوفاءُ بعَهدهمْ لم يفتِكوا ** بكليبِ تغلبَ بينَ أيدي تغلبا ) 70 ( يومُ اشتكى حرَّ الغليلِ فقيلَ قدْ ** جاوزتَ في وادي الأحصّ المشربا )
____________________
(1/45)
7( وكفاكَ أنْ أطريتهمْ ومدحتهمْ ** جهدَ المديحِ فما وجدتَ مكذبا ) 7( الواهبينَ حمىً وشولاً رتَّعاً ** وأباطحاً حوَّاً وروضاً معشبا ) 7( فلم يُخفِهِ عنْكَ إلا الضّنى ** وما فيك لي بَلَلٌ من صَدى ) 74 ( لو شَيّدوا الخيماتِ تشيِيدَ العُلى ** أمنتْ ديارُ ربيعةً أنْ تخربا ) 75 ( فهمُ كواكبُ عصرهمْ لكنّهمْ ** منهُ بحيثُ ترى العيونَ الكوكبا ) 76 ( من ذا الذي يثني عليكَ بقدرِ ما ** وليسَ النّواظرُ إلاّ القلوبُ ) 77 ( وما جادَه المزْنُ من غُلّةٍ ** حتى يعدّ له الحصى َ والأثلَبا ) 78 ( من كانَ أولَ نطقهِ في مهدهِ ** أهلاً وسهلاً للعفاةِ ومرحبا ) 79 ( عذلوهُ في بذلِ التلادِ وإنما ** عذلوهُ أنْ يدعى الغمامَ الصِّيبا ) 80 ( لا تعذلوهُ فلنْ يحوّل عاذلٌ ** ما كان طبعاً في النفوس مركبَّا )
____________________
(1/46)
8( نفسٌ ترقُّ تأدباً وحجىً يض ** يءُ تلهبّاً ويدٌ تذوبُ تسرُّبا ) 8( فيزيدها درُّ السّماحِ تخرّقاً ** خالَستُه نَظَراً وكانَ مُوَرَّداً )
____________________
(1/47)
البحر : كامل تام ( أحبب بتيَّاكَ القبابِ قبابا ** لا بالحُداةِ ولا الركابِ رِكابا ) ( فيها قلوبُ العاشقينَ تخالها ** عَنَماً بأيْدي البِيضِ والعُنّابا ) ( بأبي المها وحشيةٌ أتبعتها ** نفساً يشيّعُ عيسها ما آبا ) 4 ( والله لولا أن يُسفّهني الهوى ** ويقولَ بعضُ القائلينَ تصابى ) 5 ( لكسْرتُ دُمْلُجَها بضيق عناقِها ** ورشفتُ من فيها البَرودِ رُضابا ) 6 ( بِنْتُمْ فلولا أن أُغيّرَ لِمتي ** عبثاً وألقاكمْ عليَّ غضابا ) 7 ( لخضبتُ شيباً في عذاري كاذباً ** ومحوتُ محو النقسِ عنهُ شبابا ) 8 ( وخلعتهُ خلعَ العذارِ مذمماً ** واعتضتُ منْ جلبابهِ جلبابا ) 9 ( كالخصمِ تَسَوّرُوا المِحرابا ** لو أنني أجدُ البياضَ خضابا )0 ( وإذا أردتَ على المشيبِ وِفادَةً ** فاجعلْ إليه مَطيكَ الأحقابا )
____________________
(1/48)
1( فلتأخذَنّ من الزمان حَمامَةً ** ولتدفعنًَّ إلى الزمانِ غرابا )( ماذا أقول لريبِ دَهْرٍ جائرٍ ** جَمَعَ العُداةَ وفرّقَ الأحبابا )( لمْ ألقَ شيئاً بعدكمْ حسناً ولا ** مَلِكاً سوى هذا الأغرّ لُبابا )4 ( هذا الذي قدْ جلَّ عنْ أسمائهِ ** حتى حَسِبنُاها له ألقابا )5 ( مَن ليس يرْضى َ أن يُسمّى جعفراً ** حتى يُسمّى جَعْفَرَ الوهّابا )6 ( يَهَبُ الكتائبَ غانماتٍ والمَهَا ** مستردفاتٍ والجيادَ عراباً )7 ( فكأنما ضربَ السَّماءَ سرادقاً ** بالزّابِ ، أو رَفعَ النّجومَ قَبابا )8 ( قد نالَ أسباباً إلى أفلاكِها ، ** وسيبتغي من بعدها أسبابا )9 ( لبِسَ الصّباحُ به صَباحاً مُسْفرِاً ** وسقَتْ شَمائِلُه السّحابَ سحابَا )0 ( قد باتَ صوبُ المزن يسترقُ النَّدى ** من كفّه فرأيتُ منه عجابَا )
____________________
(1/49)
2( لم أدْرِ أنّى ذاك إلاّ أنّني ** قد رابني من أمرهِ ما رابا )( وبأبي أنمله أطاف ولمْ يَخفَ ** من بأسِها سَوطاً علَيهِ عَذابَا )( و هو الغريقُ لئنْ توسّطَ موجها ** والبحرُ مُلتَجٌ يَعُبُّ عُبابَا )4 ( ماضي العزائمِ غيرهُ اغتنمَ اللُّهى ** في الحربِ واغتَنَمَ النّفوسَ نِهابَا )5 ( فكأنّه والأعوجيَّ إذا انتحى ** قمرٌ يُصرّفُ في العنانِ شِهابَا )6 ( ما كنتُ أحسَبُ أن أرَى بشراً كذا ** ليثاً ولا دِرْعاً يسمى ّ غابَا )7 ( وَرداً إذا ألقَى على أكتادِهِ ** لبداً وصرّ بحدّ نابٍ نابَا )8 ( فرَشَتْ له أيدي الليوثِ خدودَها ** و رضينَ ما يأتي وكنّ غضابَا )9 ( لولا حفائظه وصعبُ مواسهِ ** ما كانتِ العربُ الصّعاب صعاباً )0 ( ** فمن أجلِ ذا نجدُ الثّغورَ عذابا )
____________________
(1/50)
3( لو شَقّ عن قلبي امتحانُ ودَادهِ ** لوجدتَ من قلبي عليه حجابا )( و قد كنتُ قبلَ نداكَ أزجي عارضاً ** فأشيمُ منه الزِّبرجَ المُنجابا )( آليتُ أصدُرُ عن بحارك بعدما ** قِستُ البحار بها فكنّ سرابا )4 ( لم تُدْنِني أرضٌ إليكَ وإنّما ** جئتُ السماءَ ففتحت أبوابا )5 ( و رأيتُ حولي وفدَ كلّ قبيلةٍ ** حتى توهمتُ العراقَ الزّابا )7 ( و سمعتُ فيها كلّ خطبة فيصلٍ ** حتى حَسِبْتُ مُلوكَها أعْرابا )8 ( و رأيتُ أجبلَ أرضها منقادةً ** فحسبتها مدّتْ إليكَ رقابا )9 ( و سألتُ ما الدّهرِ فيها أشيباً ** فإذا به من هوْل بأسكَ شابا ) 40 ( سَدّ الإمامُ بكَ الثغورَ وقبلَهُ ** هَزَمَ النبيُّ بقوْمكَ الأحزابا ) 4( لو قلتُ إنّ المرهفاتِ البيضَ لم ** تُخْلَقْ لغَيركُمُ لقُلتُ صَوابا )
____________________
(1/51)
4( أنتمْ ذوو التيجانِ من يمنٍ إذا ** عدَّ الشّريفُ أرومةً ونصابا ) 4( إن تمثيلْ منهاالملوكُ قصوركمْ ** فالطالما كانوا لها حجّابا ) 44 ( هَلْ تشكُرَنّ ربيعةُ الفَرَسِ التي ** أوْلَيْتُمُوها جَيئَةً وذَهَابا ) 45 ( أو تحمدُ الحمراءُ من مُضَرٍ لكُمْ ** مَلِكاً أغَرّ وقادةً أنجابا ) 46 ( أنتُمْ منَحَتُم كلّ سيّد معشَرٍ ** بالقُربِ من أنسابكم أنسابا ) 47 ( هبكمْ منحتمْ هذه البدرَ التي ** عملتْ فكيف منحتمُ الانسابا ) 48 ( قلّتم فأُصمِتَ ناطقٌ وصَمَتُّمُ ** فبلغتم الإطنابا والإسهابا ) 49 ( أقسمتُ لو فارقتمُ أجسامكم ** لَبَقِيتُمُ من بعْدها أحبابا ) 50 ( و لو أنّ أوطانَ الدّيارِ نبتْ بكم ** لسكنتمُ الأخلاقَ والآدابا ) 5( لكَ هذه المهجُ التي تدعى الورى ** فأمُرْ مُطاعَ الأمْرِ وادْعُ مُحابا )
____________________
(1/52)
5( لو لم تكن في السلم أنطَقَ ناطقٍ ** لكفاكَ سيفك أن يحيرَ خطابا ) 54 ( ولئن خرجتَ عن الظنونِ ورجمِها ** فلَقَدْ دخلْتَ الغيبَ باباً بابا ) 55 ( ما الله تاركَ ظُلْمِ كفّكَ للُّهى ** حتى يُنَزّل في القِصاصِ كتابا ) 56 ( ليس التّعجّبُ من بحاركَ إننَّي ** قِسْتُ البحارَ بها فكُنّ سَرابا ) 57 ( لكنْ من القدرِ الّذي هو سابقٌ ** إنْ كانَ أحصى ما وهبتَ حسابا ) 58 ( إني اختصرتُ لك المديحَ لأنّه ** لم يَشْفِني فجعلْتُهُ إغبابا ) 59 ( و الذّنبُ في مدحٍ رأيتكَ فوقهُ ** أيُّ الرّجال يُقالُ فيكَ أصابا ) 60 ( هَبْني كذي المحراب فيك ولُوّمي ** ) 6( فأنا المُنيبُ وفيه أعظمُ أُسْوةٍ ** قد خرّ قبلي راكعاً وانابا )
____________________
(1/53)
البحر : بسيط تام ( حلفتُ بالسّابغاتِ البيضِ واليلبِ ** وبالأسِنّةِ والهِنْدِيّةِ القُضُبِ ) ( لأنْتَ ذا الجيشُ ثمّ الجيشُ نافلَةٌ ** وما سِواكَ فَلغْوٌ غيرُ محْتسَبِ ) ( ولو أشرْتَ إلى مصرٍ بسَوطكَ لمْ ** تحوجك مصرٌ إلى ركض ولا خببِ ) 4 ( ولوْ ثنَيْتَ إلى أرضِ الشآمِ يداً ** ألقَتْ إليك بأيدي الذل من كثَبِ ) 5 ( لعلّ غيركَ يرجو أن يكونَ له ** عُلُوُّ ذكركَ في ذا الجحفل اللّجِبِ ) 6 ( أو أن يصرِّفَ هذا الأمرَ خاتمُهُ ** كما يصرِّفُ في جدٍّ وفي لعبِ ) 7 ( هيهاتَ تأبَى عليهم ذاكَ واحدةٌ ** أن لا تدورَ رحىً إلا على قطب ) 8 ( أنتَ السّبيلُ إلى مصرٍ وطاعتها ** ونُصْرَةِ الدّين والإسلامِ في حلَب ) 9 ( و أينَ عنكَ بأرضٍ سستها زمناً ** و ازدانَ باسمكَ فيها منبرُ الخطب )0 ( ألستَ صاحبَ أعمالِ الصّعيدِ بها ** قِدْماً وقائِدَ أهْلِ الخَيْمِ والطُّنُبِ )
____________________
(1/54)
1( تَشوّقَ المشرِقُ الأقصى إليك وكمْ ** تركتَ في الغَرْبِ من مأثورةٍ عَجَب )( و كمْ تخلّفُ في أوراسَ من سيرٍ ** سارت بذكرك في الأسماع والكتب )( وكان خِيساً لآسادِ العرين وقد ** غادرته كوجار الثعلبِ الخرب )4 ( قد كنتَ تملأهُ خيلاً مضمَّرةٍ ** يحْمِلنَ كلّ عتيدِ البأسِ والغضَب )5 ( وأنتَ ذاك الذي يَدوي الصعيدَ كأنْ ** لم تَنْأ عن أهْلهِ يوماً ولم تغِبِ )6 ( كن كيفَ شئتَ بأرضِ المشرقينَ تكن ** بها الشّهابَ الذي يعلو على الشّهب )7 ( فأنتَ من أقطعَ الأقطاعَ واصطنعَ ال ** معروفَ فيها ولم تظلم ولم تحب )8 ( فسرْ على طرقكَ الأولى تجدْ أثراً ** من ذيل جيشك أبقى الصخر كالكثبِ )9 ( و نفحةً منك في إخميمَ عاطرةً ** مسكيّةً عبقتْ بالماء والعشبِ )0 ( فلا تَلاقَيتَ إلاّ مَن ملكْتَ ومنَ ** أجرتَ من حادث الأيّامِ والنُّوبِ )
____________________
(1/55)
2( ولا تَمُرُّ على سِهْلٍ ولا جَبَلٍ ** لم تُرْوِهِ من نَدىً أو من دمٍ سَرِبِ )( أرضاً غَنِيتَ بها عِزّاً لمُغتصَبٍ ** سيراً لمكتسبٍ مالاً لمنتهب )( فما صفا الجوُّ فيها منذُ غبتَ ولا ** له انفراجٌ إلى حيّ من العربِ )4 ( وقَلّ بعدَك فيهم من يُذَبِّبُ عن ** جارٍ ويدفعُ عن مجدٍ وعن حَسَبِ )5 ( فإنْ أتَيْتَهُمُ عن فَترَةٍ فهُمُ ** كما عهدتهمُ في سالفِ الحقب )6 ( إذ تجنبُ الحصنَ الجردَ العتاقَ بها ** وإذ تُصَبّحُ أهلَ السّرجِ والجلَب )7 ( و تخضبُ الحلقَ الماذيّ من علقٍ ** كأنما صاغها داودُ من ذهب )8 ( إذِ القبائلُ إمّا خائفٌ لكَ أو ** راجٍ فمن ضاحكٍ منهم ومنتحب )9 ( فحلّةٌ قد أجابت وهي طائعةٌ ** و قبلها حلّةٌ عاصت ولم تجبب )0 ( فتلكَ ما بينَ مستنٍّ ومنتعشٍ ** و هذه بين مقتولٍ ومنتهب )
____________________
(1/56)
3( فكم ملاعبِ أرماحٍ تركتَ بها ** تدعو حلائله بالويل والحرب )( و كم فتى كرمٍ أعطاكَ مقودهُ ** فاقتادَ كلُّ كريم النفسِ والنسبِ )( إن لا تقد عظمَ ذا الجيش اللهام فقد ** شاركتَ قائدَهُ في الدَّرّ والحَلَبِ )4 ( فالنّاسُ غيرَك أتباعٌ له خَوَلٌ ** وأنتَ ثانيه في العَليا من الرّتب )5 ( أيّدتهُ عضداً فيما يحاولهُ ** وكُنتُما واحداً في الرأي والأدب )6 ( فليسَ يسلكُ إلاّ ما سلكتَ ولا ** يسيرُإلاّعلى أعلامكَ اللُّحبِ )7 ( فقد سَرَى بسِراجٍ منك في ظُلَمٍ ** وقد أُعينَ بسَيْلٍ منك في صبَبَ )8 ( جَرَيتُما في العلى جَريَ السواء معاً ** فجئتُما أوَلاً والخَلقُ في الطّلَبِ )9 ( و أنتما كغراريْ صارمٍ ذكرٍ ** قد جُرّدا أو كَغربَي لهذَمٍ ذَرِبِ ) 40 ( وما أدامَتْ له الأيامُ حَزمَك أو ** عاداتِ نصرك في بدءٍ وفي عقب )
____________________
(1/57)
4( فليسَ يعيا عليه هولُ مطّلعٍ ** وليس يَبعُدُ عنه شأوُ مُطّلَب )
____________________
(1/58)
البحر : خفيف تام ( قد كتبنا في قطعةٍ من جرابِ ** وجعَلنا المَقالَ غيرَ صَوابِ ) ( ودَعَوْناكَ لا لتجمعَ شَملاً ** وبَعَثْنا ابن دأيةٍ بالكتابِ ) ( فإذا جئتنا فجئْ بنديمٍ ** و سماعٍ ومجلسٍ وشرابِ )
____________________
(1/59)
البحر : كامل تام ( و ثلاثةٌ لم تجتمعْ في مجلسٍ ** إلاّ لمثِلكَ والأديبُ أريبُ ) ( الوردُ في رامشنةٍ من نرجسٍ ** والياسَمينُ وكُلّهُنّ غريب ) ( فاحمرّ ذا واصفرّ ذا وابيضّ ذا ** فبدتْ دلائلُ أمرهنّ عجيب ) 4 ( فكأنّ هذا عاشِقٌ وكأنّ ذا ** كَ معشَّقٌ وكأنّ ذاكَ رقيبْ )
____________________
(1/60)
البحر : بسيط تام ( وأبيَضٍ كلِسانِ البَرقِ مخترَطٍ ** من دونِ حقّ معِزّ الدينِ إصْليتِ ) ( منيّةٌ ليس تبغي غيرَ طالبِها ** و كوكبٌ ليس يبغي غيرَ عفريتِ )
____________________
(1/61)
البحر : خفيف تام ( عَبَراتٌ تَحثُهُّا زفَراتُ ** هُنّ عنْه بألسُنٍ ناطِقاتُ ) ( وَيْحَه إذ أطاعَه جِيدُ ظبيٍ ** و لواءٌ إلى الهوى منصات ) ( عَطَفَ الدّهرُ عطفةً فرَماه ** بسهامٍ تريشها النّكبات ) 4 ( أيهاالصّبُّ لا ترعْ فالليالي ** فرحاتٌ تشوبها ترحات ) 5 ( و كذا الحبُّ ضحكةٌ وبكاءٌ ** و كذا الدهرُ ألفةٌ وشتات )
____________________
(1/62)
البحر : طويل ( لمن صَولجانٌ فوقَ خدّكِ عابِثُ ** و من عاقدٌ في لحظ طرفكِ نافثُ ) ( و من مذنبٌ في الهجرِ غيركِ مجرمٌ ** ومَن ناقصٌ للعهدِ غيرَكِ ناكث ) ( مليكٌ إذا مالَ الرّضى بجفونهِ ** رأيتَ مميتاً بينَ عينيهِ باعث ) 4 ( عيونَ المها لا سهمكنّ ملبَّثٌ ** ولا أنا مما خامَرَ القلبَ لابث ) 5 ( أيحسَبُ ساري الليلةِ البدرَ واحداً ** و في كللِ الأظعانِ ثانٍ وثالث ) 6 ( سرينَ بقُضْبِ البانِ وهي موائدٌ ** تثنّى وكُثبِ الرّمل وهي عثاعث ) 7 ( أُريدُ لهذا الشمل جمعاً كعهدنا ** وتأبَى خطوبٌ للنوى وحوادث ) 8 ( عبثتُ زماناً بالليالي وصرفها ** فها هي بي لو تعلمون عوابث ) 9 ( لئن كان عشقُ النفس للنفس قاتلاً ** فإني عن حتفي بكفيَ باحث )0 ( و إن كان عمر المرءِ مثلَ سماحهِ ** فإنّ أميرَ الزّاب للأرض وارث )
____________________
(1/63)
1( إذا نحن جئناه اقتسمنا نواله ** كما اقتسمتْ في الأقربينَ الموارث )( و إنّ حراماً أن يؤمّل غيرهُ ** كما حُرّمَتْ في العالَمين الخبائث )( تَبَسّمَتِ الأيّامُ عنه ضواحكاً ** كما ابتسمت حُوُّ الرياضِ الدمائث )4 ( وسَدّ ثُغورَ المُلكِ بعدَ انثلامِها ** و قد أظلمتْ تلك الخطوبُ الكوارث )5 ( فما راد في بُحبوحة المُلك رائدٌ ** و لا عاثَ في عرّيسةِ اللّيثِ عائث )6 ( وقد كان طاح ، الملك لولا اعتلاقهُ ** حبائلَ هذا الأمرِ وهي رثائث )7 ( رمى جبلَ الأجبال بالصّيلمِ التي ** يغشّي جبين الشمس منها الكثاكث )8 ( و ما راعهمْ إلاّ سرادقُ جعفرٍ ** تحُفُّ به أُسْدُ اللّقاءِ الدّلاهِث )9 ( فَجدّلهم عن صهوة الطِّرف راكبٌ ** و أظعنهمْ عن جانب الطودِ ماكث )0 ( صقيلُ النُّهى لا ينكثُ السيفُ عهدَه ** إذا غرّتِ القومَ العهودُ النكائث )
____________________
(1/64)
2( مُضاعَفُ نسج العِرضِ يمشي كأنما ** يلُوثُ به سِرْبالَ داودَ لائث )( قديمُ بناءِ البيتِ والمجد أُسِّسَتْ ** قواعده شرُّ الأمورِ الحدائثُ )( سريعٌ إلى داعي المكارم والعُلى ** إذا ما استريث النكس والنكس رائث )4 ( و ما تستوي الشَّغواءُ غيرَ حثيثةٍ ** قوادمُها والكاسراتُ الحثائث )5 ( شَجاً لِعِداه لا مزار نفوسهم ** قريبٌ ولا الأعمار فيهم لوابثْ )6 ( لعمري لئن هاجوكَ حرباً فإنّها ** أكفُّ رجالٍ عن مُداها بواحث )7 ( تركتَ فؤادَ الليثِ في الخيس طائراً ** وقد كان زأآراً فها هو لاهِث )8 ( فلا نُقِضَ الرأيُ الذي أنتَ مُبرمٌ ** ولا خُذِل الجيشُ الذي أنت باعث )9 ( تورّعتَ عن دنياكَ وهي غَريرةٌ ** لها مبسمٌ بردٌ وفرعٌ جثاجث )0 ( و ما الجودُ شيئاً كان قبلك سابقاً ** بل الجودُ شيئٌ في زمانك حادث )
____________________
(1/65)
3( كأنّك في يومِ الهياجِ مرنَّحٌ ** تهيجُ المثاني شجوه والمثالث )( لئن أثَّ ما بيني وبينك في النّدى ** فإنّ فروع الواشجات أثائث )( نظمتُ رقيقَ الشعر فيك وجَزلَه ** كأنّيَ بالمرجان والدُّرّ عابث )4 ( سَقَيْتُ أعاديكَ الذُّعافَ مُثَمَّلاً ** كأنّ حبابَ الرّملِ من فيّ نافث )5 ( حلَفتُ يميناً إنّني لك شاكرٌ ** وإني وإنْ بّرتْ يميني لحانث )6 ( و كيف ولم تشكركَ عنّي ثلاثةٌ ** و ما ولدت سامٌ وحامٌ ويافث )
____________________
(1/66)
البحر : طويل ( أمِنْكِ اجْتِيازُ البرْقِ يلتاحُ في الدُّجى ** تَبَلّجْتِ مِنْ شَرْقِيّةِ فتبلّجاَ ) ( كأنّ به لّما شرى منكِ واضحاً ** تبسمّ ذا ظَلمٍ شنيباً مُفلَّجا ) ( مطارُ سنى يزجى غماماً كأنّما ** يُجاذبُ خَصْراً في وشاحك مُدمجا ) 4 ( ينوءُ إذا ما ناءَ منك ركامهُ ** برادفَةٍ لا تَستَقِلُّ منَ الوَجَى ) 5 ( كأنّ يداً شقّتْ خلالَ غيومهِ ** جُيوباً أوِ اجتابَتْ قباءً مُفرَّجا ) 6 ( هلمّا نحيّي الأجرعَ الفردَ واللّوى ** وعُوجا على تلك الرّسومِ وعَرّجَا ) 7 ( مواطئُ هندٍ في ثرىً متنفّسٍ ** تضوّعَ منْ أردانها وتأرّجا ) 8 ( منعّمةٌ أبدتْ أسيلاً منعَّماً ** تضرّجَ قبلَ العاشقين وضرّجا ) 9 ( إذا هَزّ عِطْفَيْها قَوامٌ مُهَفْهَفٌ ** تداعى كثيبٌ خلفها فترجرجا )0 ( أنافسُ في عقدٍ يقبّلُ نحرها ** وأحْسُدُ خَلخالاً عليها ودُمْلُجا )
____________________
(1/67)
1( لقد فزتُ يوم النابضين بنظرةٍ ** فلم تلقَ إلاّ بدرَ تمٍّ وهودجا )( وأسْعَدَني مُرْفَضُّ دمعي كأنّها ** تَساقَطَ رأدَ اليوْمِ دُرّاً مُدَحْرَجَا )( ألَذُّ بما تَطْويهِ فيكِ جَوانحي ** وأشجى تَباريحاً وأسْتعْذِب الشَّجا )4 ( أجَدِّكَ ما أنْفَكُّ إلاّ مُغَلِّساً ** يجوز الفلا أو ساريَ اللّيل مدلجا )5 ( ترفّعَ عنَّا سجفه فكأنّهُ ** يُحيّى بيحيَى صبْحَه المتبَلِّجا )6 ( ترامَى بنا الأكوارُ في كلّ صَحصَحٍ ** تظلُّ المهاري عسِّجاً فيه وسَّجا )7 ( سَرَينا وفودَ الشّكر من كلّ تلعةٍ ** إذا ما وَزَعَنا الليلَ باسمك أُسرجا )8 ( غمرتَ ندىً فلا البرقُ خلَّباً ** لديكَ ولا المزْنُ الكنَهْوَرُ زِبرَجا )9 ( وما أمَّكَ العَافُونَ إلاّ تعرّفُوا ** جنابَكَ مأنُوساً وظِلَّكَ سَجسَجا )0 ( ولم تُرَ يوْماً غيرَ عاقِدِ حُبوةٍ ** لتديرِ مُلْكٍ أو كمِيّاً مُدَجَّجاَ )
____________________
(1/68)
2( وكنتُ إذا ثارتْ عجاجةُ قسطل ** فجَلّلَتِ الأفقَ البَهيمَ يَرنَدَجا )( تخلّلْتَها في المَعرَكِ الضنَّكِ مُقدِماً ** وخُضْتَ غِمارَ الموت فيها مُلجِّجا )( فلم ترَ إلاّ بارقاً متألّقاً ** تخَلّلَهَا أو كَوكَباً مَتأجّجا )4 ( فداؤك نفسي ماجداً ذا حفيظةٍ ** يُدير رْحى العَليا على قُطُبِ الحِجى )5 ( وسيّدُ ساداتٍ إذا رأتهُ ** عرفتُ يمانيِ النَّجارِ متوخا )6 ( تألق في أوضاحهِ وحجولهُ ** فلم تَرَ عيني منظراً كان أبهَجا )7 ( لقد نبه الآدابُ بعد خمولها ** وجدَّدَ منها عافْيَ الرسم ِمنهجاً )8 ( له شيمةٌ كالأري صفوٌ سجالها ** وما السَّمُّ إلاّ أن يُقانَى ويُمزَجا )9 ( ألا لا يَرُعْه بأسُ يومِ كريهةٍ ** فلن يُذعَرَ اللّيثُ الهْزَبْرُ مُهَجهِجا )0 ( نَحى المغربَ الأقصى بسَطْوةِ بأسِهِ ** فغادرَه رهواً وقد كانَ مرتجا )
____________________
(1/69)
3( مطلاً على الأعداءِ ينهجُ بينها ** بسمر العوالي والقواضبِ منهجا )( ليالي حُروبٍ شِدْتَ فيها لجعفَرٍ ** مَآثِرَ لم يُخْلِفْنَه فيك ما رجا )( وكمْ بِتَّ يقظانَ الجفونِ مُسَّهداً ** تريهِ شموس الرأي في غسقِ الدُّجى )4 ( فلاحَظَ عَضْباً عن يمينك مُرْهَفاً ** وطِرْفاً جَواداً عن يسارك مُسْرَجا )5 ( وكم لك من يومٍ بها جدِّ معلمٍ ** يصلي الأعاديْ جمرهُ المتوهجا )6 ( تَقومُ به بينَ السّماطَينِ خاطِباً ** إذا يومَ فَخْرٍ ذو البيانِ تَلجْلَجا )7 ( أيا زكريّاءَ الأغَرّ أهِبْ بهَا ** وقائعَ الهَجْنَ القريضَ فألهِجا )8 ( لِتَهْنِئْكَ أمثالُ القوافي سوائراً ** وكنت حرياً أن تسرّ وتبهجا )9 ( فَدُمْ للشبّابِ المُرجَحِنّ وعَصْرِهِ ** تُؤمَّلُ فينا للخُطوب وتُرتَجى َ )
____________________
(1/70)
البحر : كامل تام ( هلْ كانَ ضمَّخ بالعبير الريحا ** مُزْنٌ يُهَزُّ البرقُ فيه صَفيحا ) ( تُهدي تحِيّاتِ القلوبِ وإنّما ** تُهْدي بهنّ الوجْدَ والتّبريحا ) ( شرقت بماء الوردِ بلل جيبها ** فسرتْ ترقرقُ درّه المنضوحا ) 4 ( أنفاسُ طِيبٍ بِتْنَ في درْعي وقد ** باتَ الخيالُ وراءهُنّ طَليحا ) 5 ( بل ما لهذا البرق صلاًّ مطرقاً ** ولأي شملِ الشمائمين أتيحا ) 6 ( يدني الصباحَ بخطوهِ فعلامَ لا ** يدني الخليطَ وقد أجدّ نزوحاً ) 7 ( بتنا يؤرقنا سناهُ لموحا ** ويشُوقُنا غَرَدُ الحمامِ صَدُوحا ) 8 ( أمُسَهَّدَيْ ليلِ التِّمامِ تعالَيا ** حتى نَقومَ بمأتمٍ فَنَنُوحَا ) 9 ( وذَرا جلابيباً تُشَقّ جيوبُها ** حتى أُضَرّجَها دَماً مسْفُوحا )0 ( فلقد تجهّمني فراق أحبتي ** وغدا سَنِيحُ المُلْهِياتِ بَريحا )
____________________
(1/71)
1( وبَعُدْتُ شَأوَ مطالبٍ وركائبٍ ** حتى امتطيتُ إلى الغمامِ الريحا )( حَجّتْ بنا حرمَ الإمام نجائبٌ ** ترمي إليه بنا السهوبَ الفيحا )( فتَمسّحَتْ لِمَمٌ بهِ شُعْثٌ وقد ** جئنا نقِّبل ركنهُ الممسوحا )4 ( أما الوفودُ بكل مطلعٍ فقد ** سرّحتُ عقلَ مطيّهم تسريحا )5 ( هل لي إلى الفردوسِ من إذنٍ وقد ** شارَفْتُ باباً دونَها مفتوحاً )6 ( في حيث لا الشعَراء مُفحَمَةٌ ولا ** شأوُ المدائح يُدْرِك الممدوحا )7 ( ملك أناخَ على الزمان بكلكلٍ ** فأذل صعباً في القيادِ جموحا )8 ( يمضي المنيا والعطايا وادعاً ** تعبت له عزامتهُ وأريحا )9 ( نَدعوهُ مُنْتَقِماً عزيزاً قَادِراً ** غفّارَ مُوبقةِ الذّنوبِ صَفوحا )0 ( أجدُ السماحَ دخيلَ أنسابٍ ولا ** ألْقاهُ إلاّ منْ يديْهِ صَريحا )
____________________
(1/72)
2( وهو الغمامُ يصوبُ منه حياتنا ** لا كالغمام المستهلُّ دلوحا )( نَعَشَ الجُدودَ فلو يُصافحُ هالكاً ** ما وسدته يد المنونِ ضريحا )( قُلْ للجبابرةِ المُلوكِ تَغَنّموا ** سلماً كفى الحربَ العوان لقوحا )4 ( بعيونكم رهجُ الجنودِ قوافلاً ** بالأمسِ تنتعلُ الدّماءَ سفوحا )5 ( أمّتْكَ بالأسْرى وفُودُ قبائلٍ ** لا يَجتدينَكَ سَيْبَكَ الممنوحا )6 ( وصلوا أسىً بغليلِ تذكارٍ كما ** وصَل النّشاوَى بالغَبوق صَبوحا )7 ( لو يعرضونَ على الدُّجنّة أنكرتْ ** ذاكَ الشحوبَ النُّكرَ والتلويحا )8 ( و لقد نصحتهمُ على عدوانهم ** لكنّهم لا يقبلونَ نَصِيحاَ )9 ( حتى قَرَنْتَ الشمل والتفريقَ في ** عَرَصاتهمْ والنّبْتَ والتّصْويحا )0 ( ونَصَرْتَ بالجيش اللُّهام وإنّما ** أعددتهُ قبل الفتوح فتوحا )
____________________
(1/73)
3( أفقٌ يمورُ فيه عجاجةً ** بحرٌ يموج البحرُ فيه سَبوحا )( لو لم يسرْ في رحبِ عزمكَ آنفاً ** لم يلفِ منحرقَ الخبوتِ فسيحا )( يُزْجيهِ أرْوَعُ لو يُدافَعُ باسمِهِ ** عُلويُّ أفلاكِ السّماءِ أزيحا )4 ( قادَ الخضارمةَ الملوكَ فوارساً ** قد كان فارسَ جمعها المشبوحا )5 ( فكأنّما مَلَكَ القضاءَ مُقدِّراً ** في كلّ أوبٍ والحمامَ متيحا )6 ( وافى بهيبة ذي الفقارِ كأنما ** وشحتهُ بنجادهِ توشيحا )7 ( حتّى إذا غمرَ البحارَ كتائباً ** لو يرتشفْنَ أُجاجَها لأميحا )8 ( زخَرَتْ غواشي الموت ناراً تلتظي ** فأرتْ عدوّكَ زندك المقدوحا )9 ( فكأنّما فَغَرَتْ إليهِ جَهَنّمٌ ** منهنّ أو كلحتْ إليه كلوحا ) 40 ( وأميّةٌ تحفى السّؤالَ وما لمنْ ** أودى به الطّوفانُ يذكرُ نوحا )
____________________
(1/74)
4( بهتوا فهم يتوهّمونكَ بارزاً ** والتّاجَ مؤتلقاً عليك لَمُوحا ) 4( تتجاوبُ الدّنْيا عليهم مأتَماً ** فكأنما صبّحتمْ تصبيحا ) 4( لَبِسوا معائبَهم ورُزْءَ فقيدِهم ** كاللاّبساتَ على الحِدادِ مُسوحا ) 44 ( أنْفِذْ قضاءَ الله في أعدائِه ** لِتُراحَ من أوتارها وتُريحا ) 45 ( بالسّابقين الأولينَ يؤمُّهُمْ ** جبريلُ يَعتنِقُ الكُماةَ مُشِيحا ) 46 ( فكأنّ جَدّكَ في فوارسِ هاشِمٍ ** منهم بحيثُ يرى الحسينَ ذبيحا ) 47 ( أعليكَ تختلفُ المنابرُ بعدما ** جَنحتْ إليكِ المَشرِقانِ جُنوحا ) 48 ( أمْ فِيكَ تخْتَلِجُ الخلائقُ مِرْيَةً ** كلاّ وقد وضحَ الصّباحُ وضوحا ) 49 ( أوتيتَ فضلَ خلافةٍ . . . كنبوّةٍ ** ونجيَّ إلهامٍ كوحيٍ يوحى ) 50 ( أخَليفَةَ الله الرّضَى وسبيلَةُ ** ومنارهُ وكتابهُ المشروحا )
____________________
(1/75)
5( يا خيرَمن حجّتْ إليهِ مطيّةٌ ** يا خيرَ من أعطى الجزيلَ منوحا ) 5( ماذا نقولُ جللتَ عن أفهامنا ** حتى استَوَيْنا أعْجَماً وفَصِيحا ) 5( نَطَقَتْ بك السَّبْعُ المثاني ألسُناً ** فكَفَيْنَنَا التعريض والتّصْريحا ) 54 ( تَسْعَى بنورِ الله بَينَ عِبادِهِ ** لتضئَ برهاناً لهم وتلوحا ) 55 ( وجدَ العيانُ سناك تحقيقاً ولم ** تُحِطِ الظّنونُ بكُنْهِهِ تصريحا ) 56 ( أخشاكَ تنسي الشمسَ مطلعها كما ** أنسى الملائكَ ذكركَ التّسبيحا ) 57 ( صوّرتَ من ملكوتِ ربّك صورةً ** وأمدَّها علماً فكنتَ الرّوحا ) 58 ( أقسمتُ لولا أن دعيت خليفةً ** لَدُعِيتَ من بعدِ المسيح مسيحا ) 59 ( شَهِدَتْ بحخركَ السّمواتُ العُلى ** وتنزّلَ القرآنُ فيك مديحا )
____________________
(1/76)
البحر : طويل ( أنظلمُ أن شمنا بوارقَ لمَّحا ** وضحنَ لساري الليل من جنب توضحا ) ( بعينك ، أن باتت تُحرِّقُ كُورَها ، ** محجَّلةً غرَّاً من المُزنِ دلَّحا ) ( ولمّا احتضنّ أرهفنَ خصرهُ ** فباتَ بأثناء الصبّاح مُوشَّحا ) 4 ( تحمّلَ ساريها إلينا تحيّةً ** فهيّجَ تذكاراً ووجدا مُبرِّحا ) 5 ( وعارضهُ تلقاءَ أسماءَ عارضٌ ** تكفّى ثبيرٌ فوقه فترجعا ) 6 ( ولمّا تهادى نكّبَ البيدَ معرضاً ** وأتأقَ سجْلاً للرّياض فطفّحا ) 7 ( تَدلّى فخِلتُ الدُّكنَ من عَذَباتهِ ** كواسرَ فتخاً في حفافيه جنَّحا ) 8 ( لِتَغْدُ غَواديهِ بمُنعَرج اللّوى ** موائحَ رَقراقٍ من الرِّيّ مُتَّحا ) 9 ( سقته فمجتْ صائك المسكِ حفَّلاً ** تسحُّ وأذرتْ لؤلؤ النظم نضَّحا )0 ( فلم تبق من تلك الأجارع أجرعاً ** ولم تبقِ من تلك الأباطح أبطحا )
____________________
(1/77)
1( ولله أظْعانٌ ببرقةِ ثهمدٍ ** وقد كَربتْ تلك الشموسُ لتجنحا )( أجَدِّكَ ما أنْفَكُّ إلاّ مُغَبَّقاً ** بكأس النوى صِرْفاً وإلاّ مصَبَّحا )( وأبيضَ من سِرّ الخِلافَةِ واضِحٍ ** تجلّى فكان الشمسَ في رونقِ الضّحى )4 ( عنيفٌ ببَذلِ الوَفرِ يَلحي عُفاتَه ** على صفدٍ ما كان نُهزةَ من لحى )5 ( تَوَخّاهُمُ قبلَ السؤال تبرّعَا ** بمعروفِ ما يُولي ، وسِيلَ فأنجحا )6 ( صَحا أهلُ هذا البذل ممّنْ عَلمتَه ** وأمسكَ بالأموال نشوانُ ما صَحا )7 ( ذروا حاتما عنّا وكعباً فإننا ** رأيناه بالدنيا على الدين أسمحا )8 ( أُريكَ به نَهْجَ الخلافة مَهيَعاً ** يُبين وأعلامَ الخلافة وُضَّحا )9 ( كثيرُ وجوه الحزْم أردى به العِدى ** وأنحى به ليْثَ العّرينَةِ فانتحى )0 ( ولمّا اجتباه والملائكُ جنده ** لَمهلكهم دارت على قُطبها الرّحى )
____________________
(1/78)
2( فقلّدها جمَّ السياسةِ مدرهاً ** إذا شاء رام القصْدَ أو قال أفصَحا )( نحاهم به أمضى من السيف وَقعهُ ** وأجزَلَ من أركان رَضوى وأرجحا )( وقد نَصَحَتْ قُوّادُها غيرَ أنّني ** رأيتُ ربيبَ الملكِ للملكِ أنصحا )4 ( رآه أميرُ المؤمنين كعهدهِ ** لديه ولم تنزحْ به الدارُ منزحا )5 ( ولّما تَغَشّتْ جانبَ الأرض فتنةٌ ** تشُبُّ لَظى الهيجاء ألفَحَ ألفَحا )6 ( رمى بك قارونَ المغاربِ عاتياً ** وفرعونها مستحيياً ومذبِّحا )7 ( ورامَ جماحاً والكتائبُ حوله ** فوافاكَ في ظلّ السُّرادق أجمَحا )8 ( فلمّا اطلَخَمّ الأمرُ أخفَتَ زأرَه ** فمجمج تعريضاً وقد كان صرّحا )9 ( مُرَدِّدُ جأشٍ في التراقي فضَحتَه ** وكانتْ له امُّ المنيّةِ أفضحا )0 ( ومُطّرِحُ الآراءِ ما كَرّ طَرفَه ** ولا ارتدّ حتى عادَ شِلْواً مُطرَّحا )
____________________
(1/79)
3( فلم يُدْعَ إرناناً ولا اصْطقَقَتْ له ** حلائله في مأتمِ النَّوح نوَّحا )( وغُودِرَ في أشياعهِ نَبأً وقدْ ** مَحوْتَ به رسمَ الدّلالة فامّحى )( وأدركتُ سولاً في ابن واسول عنوةً ** وَزَحزَحتَ منه يذبُلاً فتزَحزَحا )4 ( وإلاّ أبنْه في العُصاةِ فإنّني ** أرى شارباً منهم يميل مرنَّحا )5 ( يموت ويَحيْا بينَ راجٍ وآيسٍ ** فكانَ له الهُلْكُ المُواشكُ أرْوَحا )6 ( تضَمّنَه حَجْلٌ كلَبّة أرقَمٍ ** إذا خرسَ الحادي ترنّمَ مفصحا )7 ( أُريكَ بمرآةِ الإمَامَةِ كاسْمها ** على كورِ عنسٍ والإمامَ المرشَّحا )8 ( وقد سَلَبَتْه الزّاعبيّةُ ما ادّعى ** فأصْبحَ تِنّيناً وأمش ذُرَحْرَحا )9 ( فما خطبه شاهتْ وجوه دعاتهِ ** وجدعَ من مأفون رأيٍ وقبّحا ) 40 ( وكان الجذاميُّ الطويلُ نجادُه ** بهيماً مدى أعصارهِ فتوضّحا )
____________________
(1/80)
4( عجلتَ له بطشاً وإن وراءه ** لخرقاً من البيد المروراتِ أفيحا ) 4( مُعاشِرُ حربٍ يحلب الدهرَ أشطُراً ** فلم يتّرِكْ سَعْياً ولم يأتِ مَنجَحا ) 4( أقولُ له في موثقِ الأسرِ عاتباً ** تجاذبهُ الأغلالُ والقيدُ مقمحا ) 44 ( لئن حَمَلَتْ أشياعُ بغْيكَ فادحاً ** يغولُ لقد حُمّلتَ ما كان أفدحا ) 45 ( ولا كابنه أذكى شهاباً بمعركٍ ** وأجمحَ في ثِنْي العنانِ وأطمحا ) 46 ( مرت لك في الهيجاء ماءَ شبابهِ ** ) 47 ( وأثكَلْتَه منه القضيب تَهَصّرَتْ ** أعاليه والرّوْض المُفوَّفُ صُوّحا ) 48 ( لعمري لئنْ ألحقته أهلَ ودّه ** لقد كان أوحاهم إلى مأزِقِ الرّحى ) 49 ( وكم هاجعٍ ليلَ البياتِ اهتبلته ** فصَبّحتَه كأس المنيّةِ مُصْبِحا ) 50 ( وهدّمْتَ ما شادَ العِنادُ وقد رَسَتْ ** أواخِيهِ في تلك الهَزاهزِ رُجِّحا )
____________________
(1/81)
5( صَفحتَ عن الجانينَ مَنّاً ورأفةً ** وأعنانهِ حتى هوتْ فتفسّحا ) 5( وقد كان باباً مرتجاً دونَ جنّةٍ ** فلمّا دنَتْ تلك اليمينُ تَفتَّحا ) 5( ليالي حُروبٍ كُنّ شُهبْاً ثَواقباً ** لها شعلٌ كانتْ سمائم لفَّحا ) 54 ( ** وعَفّى على إثْرِ الفسادِ وأصْلحا ) 55 ( دعاكَ إلى تأمينهِ فأجبته ** ولو لم تَدارَكهْ بعارفةٍ طَحا ) 56 ( وفي آلِ موسى قد شنَنتَ وقائعاً ** أهبتَ لهم تلك الزّعازعَ لقَّحا ) 57 ( فلمّا رأوا أنْ لا مفَرّ لهارِبٍ ** وأبدَتْ لهم أُمُّ المنيّة مَكلَحا ) 58 ( وأكدى عليهم زاخرُ اليمّ معبراً ** وضاقَ عليهم جانبُ الأرضِ مسَرحا ) 59 ( صفحتَ عن الجانبينَ منّاً ورأفةً ** وكنتَ حريّاً ان تمنّ وتصفحا ) 60 ( وقد أزمعوا عن ذلكَ السِّيفِ رِحْلَةً ** فملّكتَ أولاهمْ عناناً مسرَّحا )
____________________
(1/82)
6( وكان مشيدُ الحصنِ هضبَ متالع ** فغادرته سهباً بتيماءَ صحصحا ) 6( قضى ما قضى منه البَوارُ فلم يُقَلْ ** نعمتَ ولا حيّيتَ ممسىً ومصبحاً ) 6( معالمُ لا يندَ بنَ آونةً ولا ** تنوحُ حمامُ الأيك فيهنّ صدَّحا ) 64 ( وكانوا وكانَتّ فترةٌ جَاهلِيّةٌ ** فقد نهّجَ اللهُ السبيلَ وأوضحا ) 65 ( لأفلحَ منهم مَن تزكّى وقادَهُ ** حواريُّ أملاكٍ تزكّى وأفلحا ) 66 ( حلفتُ بمستَنّ البِطاحِ أليّةً ** وبالركن والغادي عليه مُمسِّحا ) 67 ( لردّوا إلى الآياتِ معجزةً فلو ** لمستَ الحصى فيهم بكفيكَ سبّحا )
____________________
(1/83)
البحر : طويل ( سرى وجناحُ الليلِ أقيمُ أفتخُ ** ضجيعُ مهادٍ بالعبيرِ مضمَّخُ ) ( فحيّيتُ مزْورَّ الخيالِ كأنّه ** محجَّبُ أعلى قبّةِ الملكِ أبلخُ ) ( وما راعَ ذاتَ الدَّلّ إلاّ معرّسي ** وملقى نجادي والجلالُ المنوَّخُ ) 4 ( وخِرْقٌ له لِبْدَةِ اللْيثِ مَرتعٌ ** وفي لهواتِ الأرقمِ الصِّل مَرسَخُ ) 5 ( إذا زارها اغطّتْ عُقابُ مَنيّةٍ ** وليسَ لها إلاّ الجَماجِمَ أفرُخ ) 6 ( يحلُّ على الأمواهش تتلعُ دونها ** رؤوسُ العوالي والمذاكي فتشدخُ ) 7 ( بحيث مَجَرُّ الجيش وهْوَ عَرَمْرَمٌ ** واجبله من قسطلٍ وهي شمَّخُ ) 8 ( بمَيْثاءَ تُروي المسكَ بالخمرِ كلما ** تسلسلَ فيها جدولٌ يتنضّخُ ) 9 ( كأنّ القنا فيه طُهاةٌ وطُبَّخ ** خُدورٌ تُدَمّى أو نحورٌ تُلَخْلَخ )0 ( لئن كان هذا الحسنُ يُعجَم أسطُراً ** لأنْتِ التي تُمْلينَ والبدر يَنسَخ )
____________________
(1/84)
1( ثكلتكِ شمساً من وراءِ غمامةِ ** وجنّةَ خلدس دونها حالَ برزخُ )( فإنْ تسأليني عن غليلٍ عهدتهِ ** فكالجمرِ في خَدّيْكِ لا يتبوّخ )( ألا لا تُنَهْنِهْني الخطوبُ بحادثٍ ** فلي همّةٌ تبري الخطوبَ وتنتخُ )4 ( فلا تشمخِ الدّنيا عليّ بقدرها ** فإنّي بأيام المعزّ لأشمخ )5 ( يؤيّده المقدارُ بالغَ أمرهِ ** ويمدحُ بالسّبع المثاني ويمدخُ )6 ( فمَهْلاً عِداه ما على الله مَعْتَبٌ ** وليس لما يأتي به الوَحيُ مَنسَخُ )7 ( لكَ الأرضُ دونَ الوارثينَ وإنّما ** دعَوتَ الورى فيها عُفاةً فبخبَخوا )8 ( أشَبْتَ قرونَ المُلكِ قبلَ مشيبهِ ** فأرضاكَ منه أشْيَبُ الحلم أشيَخ )9 ( رجالٌ أضّلوا رائداً وهَدَيتُمُ ** ولا سرجُ الآياتِ فيهنّ بوَّخُ )0 ( وليس ظهارٌ يحجبُ الغيبض دونها ** ولكنّها قدسيّةٌ فيه تَرسُخ )
____________________
(1/85)
2( على الشمس دون البدر منها أسرّةٌ ** وفي يَذْبُلٍ منها شماريخُ بُذَّخ )( وقد وفَد الأسطولُ والبحرُ طالبَيْ ** ندى مزمعي هيجاءَ هذا لذا أخ )( كما التهبتْ في ناظرِ البرقِ سعلةٌ ** تلَقي سَناها من فمِ الرّيح مَنفَخَ )4 ( لديكَ جنودُ الله غضْبَى على العِدى ** لها منكَ في الجندِ الرُّبوبيّ مصرخ )5 ( فلو أنّ بحراً يلتهمنَ عبابه ** لمرّ نفاثاً بينها يتسوّخ )6 ( ترى الفجرَ منها تحتَ ليلٍ مسبَّجٍ ** كأنّ حداداً فيه بالنِّقسِ يلطخ )7 ( لها لَجَبٌ يستجفلُ المزنَ صَعقُه ** ويقْرَعُ سمعَ الرّعدِ زاراً فيصمخ )8 ( زئيرُ ليوثٍ مدّ في لهواتها ** وهَدْرُ قرومٍ في الشقاشق بخبخوا )9 ( نَظوْا كلّ لَفْحٍ من غِرارِ مهنّدٍ ** هو الجَمرُ إلاّ أنّه ليس يُنفَخ )0 ( يشقُّ جيوبَ الغمدِ عنه اتقاده ** وللحيّة الرّقشاءِ في مسلخِ )
____________________
(1/86)
3( إلى كُلّ عَرّاصِ الكُعوب كأنّه ** نوى القسبِ أنه ليس يرضخ )( بكلّ ثِقافٍ من عواليك مَدعَسٌ ** وفي كلذ من الرأس مشدخ )( لقد سارتِ الرُّكبْانُ بالنّبإ الذي ** يشيبُ له طفلٌ وينصاتُ أجلخ )4 ( وضَجّتْ له الأصنامُ إنّ ضَجيجَها ** صدىً من بني مروان حرّان يَصرخ )5 ( بني هاشمٍ هل غيرُ عصرٍ مذلَّلٍ ** لياليهِ أقتابٌ عليها وأشرخ )6 ( أتيتمْ وراء الهولِ فاليمُّ مشرعٌ ** وقربتُمُ الآفاقَ فالأرضُ فرسخ )7 ( وكنتُمْ إذا ما ماجَ عُثنونُ قسطلٍ ** كما اغبرّ مجهولُ المخارم سربخ )8 ( قريتمْ سباعَ الأرض في كل معركٍ ** كأنّ القنا فيه طهارةٌ وطبَّخ )9 ( وقُدْتُمْ إلَيْها كُلَّ ذي جَبريّةٍ ** على المُقرَباتِ الجُرْد تَبأى وتبذخ ) 40 ( من الطالباتِ البْرقَ لاالشأوُ مُرهَقٌ ** ولاالعطف مجنوب ولاالرِّدف ابزخُ )
____________________
(1/87)
4( إذا شدَ خته مشقةٌ أنّ موقذاً ** حسيراً كما أنَّ الأميمُ المشدَّخ ) 4( كثيرُ جِهاتِ الحسنِ تَهمي جداولاً ** و لكنّها بين المحاجر ثوَّخ ) 4( يعوَّذث من مكحولةِ الحشفِ إن بدا ** وينضحُ نفثَ الراقياتِ وينضخ ) 44 ( فداءٌ لفاديكم من الناس معشرٌ ** لهم روعُ دهرٍ منكمُ ليس يفرخ ) 45 ( رجالق أضلوا رائداً وهديتمُ ** وجَلّيتُمُ عنه العَماءَ وطَخطخوا ) 46 ( لعمري لئن كانت قريشاً بزعمها ** فإنّا وجدنا طينةَ المسكِ تسنخ ) 47 ( نَصحتَ ملومَ العُرْبِ والعُجم بالتي ** يراها عمٍ منهم ويسمع أصلخ ) 48 ( أتدرونَ أيُّ الماءِ أكثرُ ساقياً ** وأيُّ جبالِ الله في الأرضِ أرسخ ) 49 ( هدى واعتصاماً قبل تطمس إوجهٌ ** تُشاه بلَعْنِ اللاّعنينَ وتُمْسخ ) 50 ( معزُّ الهدى للهِ حوضُ شفاعةٍ ** يُسلسَلُ تحتَ العرش رِيّاً ويَنقخ )
____________________
(1/88)
5( سقيتَ فلا لبُّ اللبيبِ معطِّشٌ ** لديكَ ولا كافورَةُ العهدِ تَسنخ ) 5( وأينَ بثغرٍ عنكَ يبغى سداده ** وخليلكَ في كرخيّة الكرخ تُكرخ ) 5( وقد عجمتْ هندَ الملوك سندها ** ليالٍ تركمَ الفيلَ كالبكرِ يقلخ ) 54 ( لأصْليتَها ناراً هي النّارُ لا التي ** تنتِّخُ فيها ألفَ عامس وتمرخ ) 55 ( فإن يَختطِفْها الدينُ خَطفَةَ بارقٍ ** فمنْ أسدٍ ناتي البراثنِ تملخ ) 56 ( أآياتُ نصرٍ أمْ ملائكُ حوَّمٌ ** وأطرافُ أرضٍ أم سَماءُ تُدَوَّخ ) 57 ( وما بلغتْكَ البُردُ أنضاءَ نيّةٍ ** ولكنّها أرماقُ تفسَّخ ) 58 ( سَرَينَ فخلّفْنَ النّجومَ كأنّها ** هَجائنُ عِيسٍ في المبارِكِ نُوَّخ ) 59 ( فقُلْ للخميس الطّهْرِ إنّ لواءكمْ ** نخا نخوةَ النصرِ المُعِزِّيّ فانتَحوا ) 60 ( ألِكْني إليهم والتّنائفُ دونهم ** سقتهم أهاضيبٌ من المزن نضخ )
____________________
(1/89)
6( كهولٌ بنادي السلم قد عقدوا الحبى ** شبابٌ إذا ما ضَجّ في الحيّ صُرَّخ ) 6( لَنِعْمَ وُكورُ الدينِ تَدرُجُ بينها ** فإنّا رأينا دارجَ الطّيرِ يُفْرِخ ) 6( و أخلقْ به فالعنزُ تنتجُ سخلةً ** ويبزلُ نابٌ بعد ذاك ويَشرخ )
____________________
(1/90)
البحر : منسرح ( يا روضَ علمٍ ويا سَحابَ ندىً ** لا زِلتَ لا زِلتَ عيشَناً الرَّغَدا ) ( يترى علينا ندى يديكَ كما ** تدافعَ الموجُ جالَ فاطّردا ) ( عوّضنا الله منْ سِواكَ ولا ** عوّضَنا منكَ سيّدا أبدا ) 4 ( أيَّ هزبرٍ كانَ الهزبرُ لقد ** غادرَ منكَ الضرغامة الأسدا )
____________________
(1/91)
البحر : طويل ( بلى ! هذه تَيماءُ والأبْلقُ الفَرْدُ ** فسلْ أجماتِ الأُسد ما فعل الأسدُ ) ( يقولونَ : هلْ جاءَ العراقَ نذيرها ** فقلتُ لهم ما قالتِ العِيس والوَخد ) ( أصيخوا فما هذا الذي أنا سامعٌ ** برعدٍ ولكنْ قعقعَ الحلقُ السّرد ) 4 ( تؤمُّ أميرَ المؤمنين طوالعاً ** عليه طلوعَ الشمس يقدُمُها السَّعد ) 5 ( فتوحاتُ ما بينَ السَّماءِ وأرضها ** لها عند يومِ الفخرِ ألسنةٌ لُدُّ ) 6 ( سَيعْبَقُ في ثوبِ الخليفةِ طيبُهَا ** وما نَمّ كافورٌ عليه ولا نَدُّ ) 7 ( وتعقدُ إكليلاً على رأسِ ملكهِ ** وتُنْظَمُ فيه مثلَ ما نُظمَ العِقد ) 8 ( حروريةٌ ما كبّرَ اللهَ خاطبٌ ** عليها ولا حَيّا بها مَلِكاً وفْد ) 9 ( وكانتْ هي العجماءَ حتى احتبى بها ** ملوكُ بني قحطانَ والشَّعرُ والمجد )0 ( لذاكَ تراها اليومَ آنسَ من مِنىً ** وأفْيَحَ من نَجدٍ وما وصلتْ نجْد )
____________________
(1/92)
1( وما رُكزتْ في جوّها قبلكَ القَنا ** ولا ركَضَتْ فيها المسوَّمةُ الجُرد )( ولا التمعتْ فيها القِبابُ ولا التقَتْ ** بها لأمةٌ سردٌ وقافيةٌ شرد )( رفعتَ عليها بالسرادقِ مثلها ** وجلَّلْتَها نوراً وساحاتُها رُبْد )4 ( ** يقابل من شمس الضُّحى الأعين الرُّمد )5 ( مَباءةُ هذا الحيِّ من جنِّ عبقَرٍ ** فليسَ لها بالأنسِ في سالفٍ عهد )6 ( تذوبُ لقُربِ الماءِ لولا جَمادُها ** وتحرقُ فيها الشمسُ لولا الصّفا الصّلد )7 ( معَ الفلك الدَّوّار لا هي كوكبٌ ** ولا هي مما يشبهُ الرِّيدُ والفند )8 ( ولولا الهمامُ المعتلي لتعذّّرتْ ** على أبطنِ الحيّاتِ أقطارها الملدُ )9 ( وأعْيَت فلم يَحمِلْ بهابَزَّ فارسٍ ** حصانٌ ولمْ يثبتْ على ظهرها لبد )0 ( ولّما تجَلّى جعْفَرٌ صَعِقتْ لَهُ ** وأقبلَ منها طورُ سيناء ينهد )
____________________
(1/93)
2( شَهَدتُ له وأنّ الملائكَ حولَهُ ** مُسوَّمَةٌ والله من خلفهِ رِدُّ )( أقَمْنَا فمن فُرسانِنا خُطباؤنا ** ومنبرُنا من بِيض ما تطبعُ الهِنْد )( ولولا لمْ يقمْ فيها بحمدكَ خاطبٌ ** علينا وفينا قامَ يخطبنا الحمد )4 ( على حين لم يُرْفَعْ بها لخليفةٍ ** منارٌ ولمْ يشدد بها عروةٌ عقد )5 ( وكانت شجاً للملكِ سِتّينَ حِجّةً ** وما طيبُ وصلٍ لمْ يكنْ قبلهُ صدُّ )6 ( بها النارُ نار الكفرِ شُبَّ ضِرامُها ** ولو حجبتْ في الزندِ لاحترقَ الزُّند )7 ( فمنْ جمرةٍ قدْ أطفئتْ مخلديةٍ ** وأُخرى لها بالزّابِ مذ زمَنٍ وَقْد )8 ( يقابلُ منكَ الدّهرُ فيها شبيهَ مَا ** وفي هذه مَكنُونُ ما لم يكن يبدو )9 ( وعادَ لها الدّاءُ القديمُ فأصبحتْ ** بها نافضٌ منه وليس بها ورد )0 ( وكَف على بحرٍ إلى اليوم موجُهُ ** فليس له جزرٌ وليس له مذُّ )
____________________
(1/94)
3( و عادتْ بهم حرب الأزارق لاقحاً ** وإن لم يكن فيها المهلّبُ والأزد )( حوادثُ غلبٌ في لؤيِّ بن غالبٍ ** وخَطْبٌ لعَمرُ الله في أدَدٍ إدُّ )( أطافت بخِرْقٍ يَسبِقُ القولَ فعلُهُ ** فليس ليوميه وعيدٌ ولا وعد )4 ( فليس له من غير طِرفٍ أريكةٌ ** و ليس له من غير سابغةٍ برد )5 ( فتىً يشجعُ الرِّعديدُ من ذكر بأسه ** و يشرفُ من تأميله الرجلُ الوغد )6 ( و لما اكفهرَّ الأمرُ أعجلتَ أمرها ** فألْقَتْ وَليدَ الكفر وهي له مَهد ، )7 ( أخذتَ على الاعداء كلَّ ثنيةٍ ** واعقبتَ جنداً واطئاً ذيله جند )8 ( كأنَّ لهمْ من حادث الدهرِ سائِقاً ** يسوقُهُمُ أو حادياً بهم يحدو )9 ( كأنكَ وكَّلتَ الغمامَ بحربهم ** فمن عارضٍ يمسي ومنْ عارضٍ يغدو ) 40 ( كأنَّ عليهم منك عنقاءَ تعتلي ** فليس لها من أن تخطَّفهم بدُّ )
____________________
(1/95)
4( من الصائداتِ الإنسَ بينَ جفونها ** إذا ما جرَتْ بَرْقٌ وفي ريشها رَعد ) 4( فلما تقنَّصتَ الضَّراغمَ منهمُ ** فلم يبقَ إلاّ كسعةٌ خلفهم تعدو ) 4( كثيرٌ رزاياهمْ قليلٌ عديدُهم ** وكانوا حصى الدهناء جمعاً إذا عُدُّوا ) 44 ( أتوكَ فلم يرددْ منيبٌ ولم يبح ** حريمٌ ولم يُخمَش لغانيةٍ خَدُّ ) 45 ( وما عن أمانٍ يومَ ذاكَ تَنَزَّلوا ** ولكنْ أمانُ العفوِ أدركُهم بَعْد ) 46 ( ألا رُبَّ عانٍ في يديك مُصَفَّدٍ ** شكتْ ذِفرَياه القِدَّ حتى اشتكى القِدُّ ) 47 ( بعينيَّ يومَ العفو حتى أعدته ** نشوراً وحتى شُقَّ عن ميِّتٍ لحد ) 48 ( نُهِيتُ عن الإكثار في جعفرٍ ولنْ ** يقاسَ بشيءٍ كلُّ شيءٍ لهُ ضِدُّ ) 49 ( إذا كانَ هذا العفْوُ من عزَماتِهِ ** ففي أيَّ خطب الدهر يستغرق الجهد ) 50 ( إذا كان تدبيرُ الحلائِقِ كلِّهَا ** له لعباً فانظرْ لمن يذخرُ الجدُّ )
____________________
(1/96)
5( فما ظنُّكم لو كان جَّردَ سيفَهُ ** إذا كان هذا بعض ما فَعَل الغِمد ) 5( ما كان بين الجوِّ بالشمس فوقهم ** تكوَّرُ إلاّ أن يسلَّ له حدُّ ) 5( لأمرٍ غدتْ في كفِّه الأرضُ قبضةً ** وقربَ قُطْريَها وبينهما بُعد ) 54 ( وغودِرَ شأوُ السابقينَ لسابقٍ ** له مهيعٌ من حيثُ لم يعلموا قصد ) 55 ( ألا عبقرِيُّ الرأي يَفري فَرِيَّه ** ألا ندسٌ طبٌّ ألا حازمٌ جلد ) 56 ( وأحرى بمَنْ أقبالُ قَحطانَ كلُّها ** له خَوَلٌ أن لا يكون له نِد ) 57 ( فيا أسَدَ المسَلَّطَ فيهمُ ** اتعلمُ ما يلقى بكَ الأسدُ الوردُ ) 58 ( و للهِ فيما شئتَ فينا مشيَّةٌ ** فإما فَناءٌ مثلَ ما قيل أو خُلد ) 59 ( شهدتُ لقد ملكتَ بالزّاب تَدمُراً ** وفُتِّحَ في أيام إقبالكَ السَّدُّ ) 60 ( ومِثلُكَ من أرضى َ الخليفة سعيُهُ ** فإن رضيَ المولى فقد نصح العبد )
____________________
(1/97)
البحر : سريع ( قلْ للمليكِ ابنِ الملوكِ الصِّيدِ ** قوْلاً يَسُدُّ عليه عَرْضَ البيدِ ) ( لِهفي عليكَ أما ترِقُّ على العُلى ** أم بينَ جناحتيكَ قلبُ حديد ) ( ما حقُّ كفكَ أن تمدَّ لمبضعٍ ** من بعد زعزعةِ القنا الاملود ) 4 ( ما كان ذاك جزاؤها بمجالِهَا ** بينَ النَّدى والطعنةِ الاخدود ) 5 ( لو نابَ عنها فصدُ شيءٍ غيرها ** لوقيتُ معصمها بحبل وريدي ) 6 ( فارْدُدْ إليك نجيعَها المُهْراق إنْ ** كان النجيعُ يُرَدُّ بعدَ جُمود ) 7 ( أو فاسقنيهِ فإنّني أولى به ** من أن يراقَ على ثرىً وصعيد ) 8 ( ولئِنْ جرى من فضَّةٍ في عسجدٍ ** فبغيرِعلم الفاصدِ الرَّعديد ) 9 ( فصدتكَ كفّاهُ وما درتا ولو ** يَدْري غَداةَ المشهد المشهود )0 ( أجرى مباضعهُ على عاداتها ** فجَرَتْ على نهجٍ من التّسديد )
____________________
(1/98)
1( واعْتاقَهُ عن مَلكِها الجزَعُ الذي ** يعتاقُ بطشةَ قرنكَ المرّيد )( قد قلتُ لآسي حنانك عائداً ** فلقَد قَرَعْتَ صَفاة كلِّ ودود )( أوَ ما اتَّقَيْتَ الله في العضْوِ الذي ** يَفديه أجمعُ مُهجةِ الصِّنديد ؟ )4 ( أوما خشيتَ من الصّوارمِ حوله ** تهتزُّ من حنقٍ عليكَ شديد )5 ( أوَلم تُهلْ من ساعِد الأسَدِ الذي ** فيهِ خضابٌ من دماءِ أسود )6 ( و لما اجترأتَ على مجسَّة كفِّه ** إلاَّ وأنتَ من الكُماة الصيِّد )7 ( وعلامَ تفْصِدُ منَ جرى َ من كفِّه ** في الجود مثلُ البحرِ عامَ مُدود ؟ )8 ( فبحسبه ممّا أرادوا بذلَهُ ** في المجدِ نفسُ المتعَب المجهود )9 ( قالوا دواءٍ نبتغي فأجبتهمْ ** ليسَ السَّقامُ لمثِلهِ بعَقِيد )0 ( لمَ لا يداوي نفسه من جودهِ ** مَن كان يمكنُه دواءُ الجود ؟ )
____________________
(1/99)
2( ما داؤهُ شيءٌ سوى السرفِ الذي ** يمضي وماالإسرافُ بالمحمودِ )( عشقَ السَّماحَ وذاكَ سيماه وما ** يخفى دليلُ متيَّمٍ معمود )( إنَّ السقيمَ زمانُهُ لا جسمُهُ ** إذ لا يجئُ لمثله بنديد )4 ( قعدَ الزّمانُ عن المكارم والعلى ** إنَّ الزّمان السَّوءَ غيرُ رشيد )5 ( حسبي مدى الآمال يحيى إنّه ** أمْنُ المَرُوعِ وعصْمةُ المنجود )6 ( لقد اغتدى َ والمجد فوق سريره ** والغيثُ تحت رِواقِهِ الممدود )7 ( أوحَشتنَا في صدرِ يوْمٍ واحِدٍ ** وفّيتَ حقَّ النقض والتوكيد )8 ( و أقلُّ منهُ ما يضرّمُ لوعتي ** و يحول بين الصَّبرِ والمجلود )9 ( لمَ لا وقد ألبستني النِّعمَ التي ** لم تبقِ لي في النَّاسِ غير حسود )0 ( حمَّلتني ما لا أنوءُ بحملهِ ** إلاّ بعونِ اللَّه والتَّأييد )
____________________
(1/100)
3( لولا حياتُكَ ما اغتبطتُ بعيشةٍ ** و لو أنَّني عمِّرتُ عمرَ لبيد )( هدى السلامُ لك السلامَ وإنّما ** عيشُ الودودِ سلامةُ المودود )( أوَما ترى الأعمارَ لو قسمت على ** قدرِ الكرامِ لفزتَ بالتَّخليدِ ؟ )4 ( أنتَ الذي ما دام حيّاً لم يكُنْ ** في الملكِ من أمتٍ ولا تأويد )5 ( ما للسهامِ ولا الحمامِ ولا لما ** تمضيه في العزماتِ من مردود )6 ( ولقد كفيتَ فكنتَ سيفاً ليس بالن ** بي ورُكنْاً ليسَ بالمهدود )7 ( و إذا نظرتَ إلى الأسنَّةِ نظرةً ** ألقَتْ إليكَ الحْربُ بالإقليد )8 ( وإذا ثنَيْتَ إلى الخلافة اصبعاً ** وفَّيتَ حقَّ النَّقد والتوكيد )9 ( و إذا تصفَّحتَ الأمورَ تدبُّراً ** خيِّتَ في التَّوفيق والتَّسديد ) 40 ( و إذا تشاءُ بلغتَ بالتَّقريبِ ما ** لا يبْلُغُ الحكماءُ بالتبعيد )
____________________
(1/101)
4( وقبضتَ أرواحَ العِدى وبسَطْتَها ** ما بينَ تليينٍ إلى تشديد ) 4( و لقد بعدتَ عن الصِّفاتِ وكنهها ** و لقد قربتَ فكنتَ غيرَ بعيد ) 4( فكأنّكَ المقدارُ يعرفُه الورى ** من غيرِ تكييفٍ ولا تحديد ) 44 ( كلُّ الشهادة ممكنٌ تكذيبُها ** إلاّ ببأسِكَ والعُلى والجُود ) 45 ( كلُّ الرجاءِ ضلالةٌ ما لم يكن ** في اللَّهِ أو في رأيكَ المحمود ) 46 ( لا حكمةٌ مأثورةٌ ما لم تكنْ ** في الوحي أو في مدحك المسرود ) 47 ( لم يَدَّخرْ عنك المديحَ الجَزْلَ مَن ** وفّاكَ غايتهُ من المجهود ) 48 ( ولما مدحْتُكَ كي أزيدك سودداً ** هل في كمالك موضعٌ لمزيد ) 49 ( ما لي وذلك والزّيادة عندهم ** في الحدِّ نقصانٌ من المحدود ) 50 ( أثني عليك شهادةٌ لك بالعلى ** كشهادتي للّه بالتّوحيد )
____________________
(1/102)
البحر : رمل تام ( إمسحوا عن ناظري كحلَ السُّهادْ ** وانفضُوا عن مضْجعي شوك القَتادْ ) ( أو خذوا منّي ما أبقيتمُ ** لا أُحبُّ الجسْمَ مسلوبَ الفؤاد ) ( هل تجيرونَ محبَّاً منْ هوىً ** أو تفكُّونَ أسيراً من صفاد ؟ ) 4 ( أسلوّاً عنكمُ أهجركمْ ** قلّما يسلو عن الماءِ الصَّواد ) 5 ( إنّما كانتْ خطوبٌ قُيِّضَتْ ** فَعَدَتْنا عنكمُ إحدى العَواد ) 6 ( فعلى الأيّامِ من بَعْدِكُمُ ** ما على الثَّكلاءِ من لُبسِ الحداد ) 7 ( لا مَزارٌ منكُمُ يدنو سِوى ** أن أرى أعلامَ هضبٍ ونجاد ) 8 ( قد عقلْنَا العِيسَ في أوطانها ** و هي أنضاءُ ذميلٌ ووخاد ) 9 ( قَل تَنْويلُ خَيالٍ مِنكُمُ ** يطَّبي بين جفونٍ وسهاد )0 ( وحديثٌ عنكمُ أكثَرُه ** عن نسيم الريح أو برق الغواد )
____________________
(1/103)
1( لم يزدنا القربُ إلاّ هجرةً ** فرضينا بالتَّنائي والبعاد )( وإذا شاءَ زمانٌ رابَنَا ** برقيبٍ أو حَسودٍ أو مُعاد )( فهداكمْ بارقٌ منْ أضلعي ** وسُقِيتُمْ بغَمامٍ مِن وَداد )4 ( وإذا انهَلَّتْ سماءٌ فَعَلى ** ما رفعتمْ من سماءٍ وعماد )5 ( و إذا كانت صلاةٌ فعلى ** هاشمِ البطحاءِ أربابِ العباد )6 ( هُمْ أقَرُّوا جانبَ الدَّهرِ وهُمْ ** أصلحوا الأيّامَ من بعدِ الفساد )7 ( من إمامٍ قائمٍ بالقسطِ أو ** مُنذِرٍ مُنتخَبٍ للوَحي هَاد )8 ( أهلُ حوضِ اللّهِ يجري سلسلاً ** بالطّهور العذبِ والصفو البراد )9 ( أسواهم أبتغي يومَ النَّدى ** أم سواهم أرتجي يومَ المَعاد ؟ )0 ( همْ أباحوا كلَّ ممنوعِ الحمى ** وأذلُّوا كلَّ جبّارِ العناد )
____________________
(1/104)
2( وإذا ما ابتَدَرَ النّاسُ العُلى ** فلهم عاديُّها من قبل عاد )( فَلَهُمْ كلُّ نِجادٍ مُرْتَدىً ** و لهمْ كلُّ سليلٍ مستجاد )( تَطلَعُ الأقمارُ من تيجانهم ** و عليهمْ سابغاتٌ كالدَّآد )4 ( كلُّ رقراقِ الحواشي فوقهمْ ** كعيونٍ من أفاعٍ أو جراد )5 ( فعلى الأجساد وَقْدٌ من سنى َ ** وعلى الماذيِّ صِبْغٌ من جِساد )6 ( بجِيادٍ في الوَغَى صافِنَةٍ ** تفحصُ الهامَ وأخرى في الطِّراد )7 ( و إذا ما ضرَّجوهاعلقاً ** بَدَّلوا شُهْباً بشُقْرٍ وَوِراد )8 ( وإذا ما اختَضَبَتْ أيديهِمِ ** فرّقوا بينَ الأسارى والصِّفاد )9 ( تلكَ أيدٍ وهبت ما كسبتْ ** للمعالي من طريفٍ وتِلاد )0 ( هم أماتُوا حاتماً في طّيءٍ ** مَيْتَةَ الدَّهْرِ وكعباً في إياد )
____________________
(1/105)
3( و همُ كانوا الحيا قبل الحيا ** و عهادَ المزنِ من قبل العهاد )( حاصَرُوا مكَّةَ في صُيّابَةٍ ** عقدوا خيرَ حبىً في خيرِ ناد )( فلهُمْ ما انجابَ عنه فَجرُها ** من قَليبٍ أو مَصادٍ أو مَراد )4 ( أو شِعابٍ أو هِضابٍ أو رُبىً ** أو بطاحٍ أو نجادٍ أو وهاد )5 ( في حريمِ الله إذْ يَحمُونَهُ ** بالعَوالي السُّمْرِ والبِيضِ الحِداد )6 ( ضارَبوا أبْرَهَةً من دونِهِ ** بعدما لفَّ بياضاً بسواد )7 ( شغلوا الفيلَ عليه في الوغى ** بتوامِ الطَّعنِ في الخطوِ الفراد )8 ( فيهِمُ نارُ القِرى يَكنُفُها ** مثلُ أجبالِ شرورى من رماد )9 ( لهُمُ الجودُ وإنْ جادَ الورى ** ما بِحَارٌ مُتْرَعاتٌ من ثِماد ) 40 ( وإذا ما أمْرَعَتْ شُهْبُ الرُّبَى ** لم يكُنْ عامُ انتِقافٍ واهْتِباد )
____________________
(1/106)
4( لكمُ الذَّروةُ من تلك الذُّرى ** و الهوادي الشُّمُّ من تلك الهواد ) 4( يا أميري أمراءِ الناس منْ ** هاشمٍ في الرَّيدِ منها والمصاد ) 4( و سليلي ليثها المنصور في ** غِيلِها مِنْ مُرْهَفاتٍ وصِعاد ) 44 ( يا شبيهيهِ ندىً يومَ ندىً ** و جلاداً صادقاً يوم جلاد ) 45 ( إنّما عُوِّدْتُما في ذا الورى ** عادةَ الأنواءِ في الأرض الجماد ) 46 ( ما اصطناعُ النفس في طُرقِ الهوى ** كاصطناع النفس في طرق الرشاد ) 47 ( إنَّ يحيَى بنَ علّي أهلُ ما ** جئتماهُ منْ جزيلات الأياد ) 48 ( كانَ رقَّاً تالداً أوّلهُ ** فأتَى الفضْلُ برِقٍ مُستَفاد ) 49 ( كم عليهِ من غَمامٍ لكما ** و لديه من رجاءٍ واعتداد ) 50 ( عندهُ ما شاءتِ الاملاكُ منْ ** عَزمةٍ فصْلٍ وذَبٍّ وذِياد )
____________________
(1/107)
5( و اضطلاعٍ بالّذي حمِّلهُ ** واكتفاءٍ وانتصاحٍ واجتِهاد ) 5( مِثْلُهُ حاطَ ثُغورَ المُلكِ في ** كلِّ دهياء َ على الملك نآد ) 5( أيُّ زندٍ فاقدحاهُ ثم في ** أيِّ كفٍّ فصِلاها بامتِداد ) 54 ( وغنى ُّ مثلُهُ ما دُمْتُمَا ** عن حسامٍ وقناةٍ وجواد ) 55 ( إنَّ من جرَّد سيفاً واحداً ** لمنيعُ الركن من كيد الأعاد ) 56 ( كيف من كان له سيفاً وغىً ** منكما وهو كميٌّ في الجلاد ) 57 ( إنَّ أكنْ انبيكماعن شاكرٍ ** فلقد أُخبِرُ عن حَيَّةِ واد ) 58 ( نِعمَ مُنضي العِيسِ في ديمومَةٍ ** ومُكِلٌّ الأعوَجِيّاتِ الجِياد ) 59 ( تحتَ برقٍ من حُسامٍ أو غَمامٍ ** من لِواءٍ أو وشاحٍ من نِجاد ) 60 ( نَبّهَا المُلكَ على تجريدِهِ ** فهُو السيْفُ مَصُوناً في الغِماد )
____________________
(1/108)
6( كمْ مقامٍ لكما من دونهِ ** يبتنى المجدُ على السَّبع الشِّداد ) 6( نعمٌ أصغرها أكبرها ** ويَدٌ معروفُها للخَلقِ باد ) 6( قد أمنّا بعمدي هاشمٍ ** نوبَ الأيّامِ من ممسٍ وغاد ) 64 ( بالأميرِ الطّاهرِ الغمرِ الندى ** و الحسينِ الأبلج الواري الزِّناد ) 65 ( ذاكَ ليثٌ يَضْغَمُ الليثَ وذا ** حيَّةٌ تأكُلُ حَيّاتِ البِلاد ) 66 ( أنتما خيرُ عتادٍ لامرىء ٍ ** هو من بعدكما خيرُ عَتاد ) 67 ( بكما انقاذَ لنا الدَّهرُ على ** بُعْدِ عَهدِ منَا بانقياد ) 68 ( وبما رفَّعتما لي علماً ** ينظُرُ النّجمُ إليه من بُعاد ) 69 ( والقوافي كالمطايا لمْ تكنْ ** تنبري إذ تنحني إلاّ بحاد ) 70 ( جوهَرٌ آليْتُ لا أُوقِفُهُ ** موقفَ الذِّلَّةِ في سوقِ الكساد )
____________________
(1/109)
7( وإذا الشِّعْرُ تَلاقَى أهْلَهُ ** أشرقتِْ غرَّتهُ بعد اربداد ) 7( وإذا ما قدحتهُ عزَّةٌ ** لم يزدْ غيرَاشتعالٍ واتِّقاد ) 7( كقناة الخطِّ إنْ زعزعتها ** لم تَزِدْ غيرَ اعتِدالٍ واطِّراد ) 74 ( يا بنيِ المنصورِ والقائمِ إنْ ** عدَّ والمهديِّ مهديِّ الرشاد ) 75 ( لا أرى بيتَ مديحٍ شاردٍ ** في سواكم غيرَ كفرٍ وارتداد ) 76 ( ولقد جِئتُمْ كما قد شِئْتُمُ ** ليس في فخركُمُ من مُستَزاد )
____________________
(1/110)
البحر : رمل تام ( و هبَ الدَّهرُ نفيساً فاستردّ ** رُبّما جادَلئيمٌ فحسَدْ ) ( إنّما أعطى فواقيْ ناقةٍ ** بيدٍ شيئاً تلقّاهُ بيدْ ) ( كاذبٌ جاءَ جهاماً زبرجاً ** بعدما أومضَ برقٌ ورعد ) 4 ( إنّها شنْشنَةٌ من أخْزَمٍ ** قَلّما ذُمَّ بخِيلٌ فَحُمِد ) 5 ( خابَ من يرجو زماناً دائماً ** تُعرَفُ البأساءُ منه والنَّكَدْ ) 6 ( فإذا ما كدَّرَ العيشَ نما ** و إذا ما طيَّبَ الزادَ نفدْ ) 7 ( فلقد ذَكَّرَ من كان سَها ** و لقد نبَّهَ منْ كان رقدْ ) 8 ( قلْ لمَنْ شاءَ يَقُلْ ما شاءَهُ ** إنَّ خصمي في حياتي لألدّ ) 9 ( مُنْتَضٍ نَصْلاً إذا شاء مَضَى ** رائشٌ سهماً إذا شاءَ قَصَد )0 ( فإذا فوّقهُ انفلَّ لهُ ** بَينَ صُدَّينِ فُؤادٌ وكَبِد )
____________________
(1/111)
1( أبداً يَعْجُمُ منّي نَبْعَةً ** وقناةً ليسَ فيها من أود )( كُلَّ يومٍ ليَ فيهِ مَصْرَعٌ ** مِنْ سماءٍ أو طِرافٍ أو عمدَ )( أوَمَا يَعْجَبُ مِنّا أنّنَا ** عربٌ نوترُ لا نعطي القود ؟ )4 ( ماتَ مَنْ لو عاشَ في سِربالهِ ** فَنوى الغَدْرَ له يومَ وُلِد )5 ( سَيدٌ قُوبِلَ فيه معشَرٌ ** ليس في أبنائهم مَن لمْ يَسُد )6 ( نافسَ الدَّهرُ عليهِ يعرباً ** فرأى موضعَ حِقْدٍ فحَقَدْ )7 ( هابَ أن يجري عليهِ حكمه ** )8 ( حيثُ لم ينظر به ريعانهُ ** إنّما استعجلهُ قبلَ الامد )9 ( أقصَدتْهُ تِرْبَ خمسٍ أسهُمٌ ** لو رَمَتْه تِرْبَ عَشْرٍ لم تكَد )0 ( إذ بدا في صَهَواتِ الخيل كال ** قمرِ الملآن والسيف الفَرَد )
____________________
(1/112)
2( ونشرنا عن رداءيه له ** صارماً يذكى ورمحاً يطَّرد )( ورَجوْناهُ مَلاذاً للوَرَى ** وَدَعَوْنَاهُ عَتاداً للأبَد )( إنّمَا كان شِهاباً ثاقِباً ** صعقَ اللّيلُ له ثمَّ خمد )4 ( وردينيّاً هززنَ متنهُ ** فَتَثَنّى ساعَةً ثم انْقَصدَ )5 ( أجنوبٌ أمْ شمالٌ هصرتْ ** منكَ في الأيكةِ باناً فانخضد )6 ( قلّما يملأُ عيناً منْ سناً ** غيرَ ما يملأُ قلباً منْ كمدْ )7 ( لا رجاء في خُلودٍ كُلُّنَا ** وَارِدُ الماءِ الذي كان وَرَدْ )8 ( جاوَرَتْ رَوْضَ ثراه ديمةٌ ** تحملُ اللؤلؤ رطباً لا البرد )9 ( إنّ في الجوْسقِ قَبراً تُربُهُ ** منْ دمِ الباكينَ إضريجٌ جسدْ )0 ( وطئتْ نفسي عليهِ قدمي ** ومشى في فضلةِ الرُّوحِ الجسد )
____________________
(1/113)
3( يومَ عايَنْتُ كُماةَ الحربِ في ** معركاً لو كانَ حرباً لمْ يردْ )( بدَّلَ الإقدامُ فيهِ هلعاً ** فاستوى الأبطالُ والهِيفُ الخُرُد )( واسْتحالَ الزَّأرُ إرناناً كما ** رَجَّعَ الباكي على الأيكِ الغرِد )4 ( قد رآهُ وهو مَيْتٌ فبَكى ** منْ رآهُ وهو حيٌّ فسجدْ )5 ( لو تراخى اليومُ عنه ساعةً ** ملأ الأرضَ طِعاناً وصَفَد )6 ( لو حمتهُ الطعنةُ السّلكى لما ** كان إبراهِيمُ فيه يُضْطَهَد )7 ( ولحالَتْ دونَه رَجْراجة ** كعبابِ البحرِ يرمي بالزّبد )8 ( وليوثٌ يتقى مكروهها ** وعَناجَيجٌ طِوالٌ تنْجرِد )9 ( ولَصَرَّتْ حَلَقٌ ماذيَّةٌ ** وقناً ذبلٌ وأسيافٌ تقدّ ) 40 ( خيرُ زَنْدٍ كان في خيرِ يَدٍ ** منكَ قدْ نيطتْ إلى خيرِ عضد )
____________________
(1/114)
4( غيرَ أنَّ الذُّخرَ خيرٌ لامرىء ٍ ** لم يَجِدْ من أحزَم الأمرَينِ بُدّ ) 4( لو نجا أشرفُ شيءٍ قدراً ** فازتْ الشمسُ بتخليدِ الأبد ) 4( ولو أنَّ المجدَ يبقى ماجداً ** لم يُنازِعْ جِدَّةَ العيشِ أحَد ) 44 ( لا أرى عروةَ حزمٍ لم تكنْ ** مِن عُرَى الحزْم الذي كان عقدْ ) 45 ( كلُّ ملكٍ لمليكٍ بعدهُ ** فهْوَ لَغْوٌ عندما كان عُهِد ) 46 ( إن تكُنْ عُدَّةُ صِلٍ مُطرِقٍ ** تَدرَأُ الخطبَ فقد كان استَعَدّ ) 47 ( تخذَ الحزمَ عليهِ كفَّةً ** مِنْ مِجَنٍّ ، وقتيراً مِن زَرَد ) 48 ( في سريرِ المُلكِ إلاّ أنّهُ ** هبطَ النّجمُ إليهِ وصعدْ ) 49 ( فترقّى نحوهُ حتى دنا ** و تهادى خلفهُ حتَّى بعد ) 50 ( ومضى يقطُرُ بالبأسِ دَماً ** وبكفَّيْهِ من الأُسْدِ لِبَد )
____________________
(1/115)
5( ومن البِيضِ صُدورٌ بِتَكٌ ** ومنَ السمرِ أنابيبٌ قصد ) 5( يا أبا أحمدَ والحكمةُ في ** قولِ مَنْ قال إلى الله المردّ ) 5( لا ملومٌ أنت في بعض الأسى ** غيرَ أنّ الحرَّ أولى بالجلد ) 54 ( وإذا ما جهَشَتْ نفسُ الفَتى ** كان في عسكره الصَّبرُ مَدَد ) 55 ( لو يَرُدُّ الحزْنُ مَيْتاً هالِكاً ** ردَّ قحطانُ وأودُّ بن أدد ) 56 ( واكتستْ أعظُمُ كسرى َ لحمَها ** وسعى لقمانُ أو طارَ لبد ) 57 ( في عليٍ منْ عليٍ أسوةٌ ** صَدَعَ الضِّلعَ الذي أنكى الكَبِد ) 58 ( أيَّ مَفْقُودَيكَ تبكيه : أبٌ ** هبرزيٌّ أنتَ منه أمْ ولد ) 59 ( ضَمَّ هذا نحرَ ذا فاعتَنَفا ** في ثرى الملحود شِبلٌ وأسَد ) 60 ( خطواتٌ فالهُ عنْ ذكركها ** إنّها أقربُ منْ هزْلٍ وَدَد )
____________________
(1/116)
6( إنَّ إبراهيمَ مردودٌ إلى ** زَمَنٍ غَضٍ ّ وأيّامٍ جُدُد ) 6( دَوْلَةٌ سَعْدٌ وفَحْلٌ مُنجِبٌ ** وشبابٌ مثلُ تفويفِ البرد ) 6( وفتىً ودَّتْ نِزارٌ كلُّهَا ** أنّه منها ولم تَعقُبْ أحَدْ ) 64 ( والمُنى أنتَ إذا دُمتَ لنا ** دامتِ النَّعماءُ والعيشُ الرَّغَد ) 65 ( و هي الأيّامُ لا يأمنها ** حازمٌ يأخُذُ من يومٍ لِغَد ) 66 ( لو مُعافىً من خُطوبٍ عُوفِيَتْ ** لَقْوَةٌ بينَ هِضابٍ ونُجُد ) 67 ( ترتبي مرهوبةً تحسبها ** كوكبَ الليل على الليلِ رصد ) 68 ( تلكَ أو مغفرةٌ في حالقٍ ** تأمَنُ الإنسَ إذا الوحشُ شَرَد ) 69 ( فهي في قدسِ أوارتٍ إذا ** جارورَ الميسُ ثَبيراً أو أُحُد ) 70 ( حيثُ لا النازلُ معهودٌ ولا ** الماءُ مورودٌ ولا القلتُ ثمد )
____________________
(1/117)
7( تلكَ أو وحشيةٌ أدمانةٌ ** أنبتَتْ أنقاءُ رَمْلٍ وعَقَد ) 7( تَنْفُضُ الضّالَ بتَيْماءَ ولا ** تألفُ الخصلاءَ من ذاتِ الجرد ) 7( تتقرّى جانباً منْ عانكٍ ** باردِ الفَيْءِ إذا الفيءُ بَرَدْ ) 74 ( وهي في ظلٍ أراكٍ مائدٍ ** تَرتَدي المَرْدِ إذا ذابَ الوَمَد ) 75 ( وهْيَ تَعْطوهُ على خوفٍ كَما ** مدَّ رقّاءٌ إلى الأرقمِ يدْ ) 76 ( يقعُ الطّلُّ عليها مثلما ** قطعتْ عذراءُ عقداً فانسرد ) 77 ( وبعينيها غريرٌ وسنٌ ** وُسِّدَتْ أظْلافُهُ مِسْكاً ثأد ) 78 ( ينثني الأيكُ على صفحته ** وهو كالشعْرَى إذا لاحَ وَقَدْ ) 79 ( فإذا ما أخطَأتْهُ فِيقَةً ** نَشَدتْهُ وهو غِرٌ ما نَشَد ) 80 ( فأتَتْهُ خَرِقاً منْطوِياً ** بيديهِ فوقَ حقفٍ ملتبد )
____________________
(1/118)
8( كفتاةٍ كسرتْ خلخالها ** ضاعَ نصْفٌ منه والنصْفُ وُجِد ) 8( تلكَ أم أيمٌ خفيفٌ وطؤه ** يرْبَأُ القُفَّ كلوءاً ما هَجَد ) 8( باتَ يُدْني حُمَةً من حمَةً ** وهْوَ يَطوي مسَداً فوْق مَسَد ) 84 ( شَرِبَ السَّمَّ بنابَيْهِ ففي ** صَلَوَيْهِ منه سُكْرٌ ومَيَد ) 85 ( فَتَرى للبْغْيِ في أعْطافِهِ ** كاندفاعِ الموجِ في طامٍ يمدّ ) 86 ( مِثلما اصْطفَّتْ قسيٌ في الثرى ** موتراتٌ فهي ترخى وتشدّ ) 87 ( ذاك أو جبّارُ غِيلٍ أشِيبٍ ** طَرَدَ الآسادَ عنْهُ وانفرَدَ ) 88 ( نازلٌ كرسيَّ أرضٍ هابهُ ** مَلِكُ الخابلِ فيها إذا مَرُد ) 89 ( ذا ولكنْ تبَّعُ الأكبرُ منْ ** يمنٍ كانَ لخلدٍ لو خلدْ ) 90 ( والملوكُ الصِّيدُ من ذي إصْبَحٍ ** وَرُعيَنٍ وبَني الشّاهِ مَعَدّ )
____________________
(1/119)
9( كلُّنا نَبْشَعُ من كأس الرَّدى ** غيرَ أنّا لا نرانا نستبدّ ) 9( نحنُ في الإدلاجِ نَبْغي منْهَلاً ** وبناتُ الخِمس من عشْرٍ صَدَد ) 9( إنْ تسلنا ففريقٌ ظاعنٌ ** وليالينا بنا عيسٌ تخد ) 94 ( فاتني ريبُ زماني بالذي ** أبتَغيه وهو ما لستُ أجِدْ ) 95 ( و لقد فاتَ بنا أنفسنا ** وإذا ما فات شيءٌ لمْ يردّ ) 96 ( ليتَ شعري أيَّ شيءٍ يرتجي ** من رجاهُ أو لماذا يستعدّ ) 97 ( فلقدْ أسرعَ ركبٌ لم يعجْ ** و لقد أدبرَ يومٌ لم يعدّ )
____________________
(1/120)
البحر : رجز تام ( وأبيَضٍ من غيرِ طبعِ الهندِ ** يجولُ بينَ حدّءِ والحدِّ ) ( أشبهُ بالماءِ من الفِرِندِ ** أقدمُ من رامٍ ويَزدجردِ ) ( تراثُ يحيى عن أبٍ وجدِّ ** من بعد ما قَطَّعَ ألفَ غِمدِ ) 4 ( جردهُ بينَ يدي معدِّ ** قدْ ينصرُ المولى بسيفِ العبدِ )
____________________
(1/121)
البحر : كامل تام ( ومُكَلَّلٍ بالدُّرِّ من إفرِنْدِهِ ** فيه أكالِيلٌ من الفُولاذِ ) ( ممّا اقتنى المِلكُ الهِرَقلُ فلم يزَلّ ** حتى تألقَ فوق رأسِ قَباذِ )
____________________
(1/122)
البحر : طويل ( تقولُ بنو العباسُ هلْ فتحتْ مصرُ ** فقلْ لبني العباسُ قدْ قضيَّ الأمرُ ! ) ( وقد جاوَزَ الاسكندريّةَ جوهَرٌ ** تُطالعُه البُشرى َ ويقْدُمُه النَّصْر ) ( وقدْ أوفدتْ مصرٌ إليهِ وفودها ** وزِيدَ إلى المعقود من جِسرِها جسر ) 4 ( فما جاءَ هذا اليومُ إلاّ وقد غدتْ ** وأيديكمُ منها ومن غيرها صفر ) 5 ( فلا ثكثروا ذكرَ الزَّمانِ الذي خلا ** فذلكَ عصرٌ قدْ تقضّى وذا عصر ) 6 ( أفي الجيش كنتم تمترونَ رويدكمْ ! ** فهذا القنا العرّاصُ والجحفلُ المجر ) 7 ( وقدْ أشرفتْ خيلُ الإله طوالعاً ** على الدين والدنيا كما طَلَعَ الفجر ) 8 ( وذا ابن نبيِّ الله يطلُبُ وِتْرَهُ ** و كان حرٍ أن لا يضيعَ له وتر ) 9 ( ذروا الوردَ في ماء الفراتِ لخيلهِ ** فلا الضَّحلُ منه تمنعون ولا الغمر )0 ( أفي الشمس شكُّ أنها الشمسُ بعدما ** تجلَّتْ عياناً ليس من دونها سترِ )
____________________
(1/123)
1( وما هي إلاّ آيةٌ بعْد آيَةٍ ** ونُذْرٌ لكم أن كان يغنيكم النُّذر )( فكونوا حصيداً خامدينَ أو ارعووا ** إلى مَلِكٍ في كفِّه الموتُ والنشر )( أطيعوا إماماً للأئمَّة فاضلاً ** كما كانتِ الأعمالُ يفضلها البرُّ )4 ( ردوا ساقياً لا تنزفونَ حياضهُ ** جَموماً كما لا تَنزِفُ الأبحُرَ الذَّرُّ )5 ( فإن تتبعوه فهو مولاكمُ الّذي ** له برسولِ الله دونكمُ الفخر )6 ( و إلاّ فبعداً للبعيدِ فبينهُ ** وبينكُمُ ما لا يُقرِّبُهُ الدّهر )7 ( افي ابن أبي السِّبطينِِ أم في طليقم ** تنزَّلتِ الآياتُ والسُّورُ الغرُّ )8 ( بني نتلةٍ ما أورثَ اللهُ نتلةً ** و ما نسلتْ هل يستوي العبدُ والحرُّ )9 ( و أنّى بهذا وهي أعدتْ برقِّها ** أباكم فإياكم ودعوىً هي الكُفر )0 ( ذروا الناسَ ردُّوهم إلى من يسوسهم ** فما لكُم في الأمرِ عُرْفُ ولا نُكْرُ )
____________________
(1/124)
2( أسرتمْ قروماً بالعراق أعزَّةً ** فقد فكَّ من أعناقهم ذلك الأسر )( و قد بزَّكم أيامكم عصبُ الهدى ** وأنصارُ دينُ الله والبِيضُ والسُّمر )( ومُقْتَبَلٌ أيامُه متهلِّلٌ ** إليه الشبابُ الغَضُّ والزمنُ النَّضر )4 ( أدارَ كما شاءَ الوَرَى وتحيَّزَتْ ** على السّبعةِ الأفلاكِ أنمله العشر )5 ( أتدرونَ من أزكى البريَّةِ منصباً ** و أفضلها إنْ عدِّدَ البدو والخضر )6 ( تعالوا إلى حكّام كلِّ قبيلةٍ ** ففي الأرض أقيالٌ وأنديةُ زهر )7 ( و لا تعدلوا بالصيدِ من آلِ هاشمٍ ** ولا تتْرُكوا فِهْراً وما جمعَتْ فِهْر )8 ( فجيئوا بمن ضَمَّتْ لُؤيُّ بن غالبٍ ** وجيئوا بمن أدتْ كِنانَةُ والنَّضْر )9 ( ولا تَذَروُا عليا مَعَدٍّ وغيرِهَا ** ليُعْرَفَ منكم مَن له الحقُّ والأمر )0 ( ومن عجبٍ أنَّ اللسانَ جرى لهمْ ** بذكرٍ على حين انقضَوا وانقضى الذكر )
____________________
(1/125)
3( فبادروا وعفّى اللهُ آثارَ ملكهمْ ** فلا خبرٌ يلقاكَ عنهمْ ولا خبر )( الأ تلكم الأرضُ العريضةُ أصبحتْ ** وما لبني العبّاس في عرضها فتر )( فقد دالتِ الدنيا لآل محمّدٍ ** و قد جرَّرتْ أذيالها الدولةُ البكر )4 ( ورَدَّ حقوقَ الطالبيّينَ مَن زكَتْ ** صنائعُهُ في آلهِ وزكا الذُّخر )5 ( معزُّ الهدى والدين والرحمِ التي ** به اتَّصَلتْ أسبابُها ولهُ الشُّكْر )6 ( منِ انتشاهمُ في كلِّ شرقٍ ومغربٍ ** فبدّلَ أمناً ذلك الخوفُ والذُّعرُ )7 ( فكُلُّ إمَاميٍّ يجيءُ كأنّمَا ** على يدهِ الشِّعرى وفي وجهه البدر )8 ( و لمّا تولَّتْ دولةُ النُّصبِ عنهمُ ** تولّى العمى والجهلُ واللّؤمُ والغدرُ )9 ( حقوقٌ أتتْ من دونها أعصرٌ خلتْ ** فما ردَّها دَهرٌ عليهم ولا عصر ) 40 ( فجرَّدَ ذو التّاج المقاديرَ دونها ** كما جُرِّدتْ بِيضٌ مضاربُها حُمرُ )
____________________
(1/126)
4( فأنقذها من برثنِ الدّهرِ بعدما ** تواكلها القرسُ المنيَّبُ والهصرْ ) 4( فأجْرَى على ما أنْزَلَ الله قَسْمَها ** فلم يُتَخَرَّمْ منهُ قُلّ ولا كُثْر ) 4( فدونكموها أهلَ بيتِ محمّدٍ ** صفتْ بمعزّ الدين جمّاتها الكدر ) 44 ( فقد صارتِ الدنيا إليكم مصيرَها ** و صار له الحمدُ المضاعفُ والشكر ) 45 ( إمامٌ رأيتُ الدِّينَ مرتبطاً بهِ ** فطاعتهُ فوزٌ وعصيانهُ خسر ) 46 ( أرى مدحَهُ كالمدح لله إنّهُ ** قنوتٌ وتسبيحٌ يحطُّ به الوزر ) 47 ( هو الوارثُ الدُّنيا ومن خُلقتْ لهُ ** من الناس حتى يلتقي القطرُ والقطر ) 48 ( و ما جهلَ المنصورُ في المهدِ فضلهُ ** وقد لاحتِ الأعلامُ والسِّمَهُ البَهر ) 49 ( رأى أن سيُسْمَى مالكَ الأرض كلها ** فلمّا رآهُ قال ذا الصَّمَدُ الوَتْر ) 50 ( و ما ذاكَ أخذاً بالفراسة وحدها ** و لا أنه فيها إلى الظنِّ مضطرُّ )
____________________
(1/127)
5( و لكنَّ موجوداً من الأثر الذي ** تلقّاهُ من حبرٍ ضنينٍ به حبر ) 5( وكنزاً من العلم الرُّبوبيِّ إنّهُ ** هو العلمُ حقّاً لا القِيافةُ والزَّجْر ) 5( فبَشِّرْ به البيتَ المحرَّمَ عاجِلاً ** إذا أوجفَ التطوافُ بالناس والنَّفر ) 54 ( وها فكأنْ قد زارَهُ وتَجانَفَتْ ** به عن قصور المُلك طَيبةُ والُّسرُّ ) 55 ( هل البيتُ بيتُ اللّهِ إلاّ حريمهُ ** و هل لغريبِ الدار عن دارهِ صبر ) 56 ( منازلُهُ الأولى اللَّواتي يشُقْنَهُ ** فليس له عنهُنَّ معْدىً ولا قصْر ) 57 ( وحيثُ تلَقّى جدُّهُ القدسِ وانتحَتْ ** له كلماتُ اللّهِ والسرُّ والجهرُ ) 58 ( فإن يَتَمَنَّ البيتُ تلك فقد دَنَتْ ** مواقيتُها والعُسُر من بعدهِ اليُسر ) 59 ( وإن حَنَّ من شوْقٍ إليكَ فإنّهُ ** لَيوجَدُ من رَيّاكَ في جوِّه نَشْر ) 60 ( ألستَ ابنَ بانيهِ فلو جئتهُ انجلتْ ** غواشيه وابيضَّتْ مناسكُه الغُبْر )
____________________
(1/128)
6( حبيبٌ إلى بطحاءِ مكّةَ موسِمٌ ** تحيّي معدّاً فيه مكّةُ والحجر ) 6( هناك تُضيءُ الأرضُ نوراً وتلتقي ** دُنُوّاً فلا يَستبعِدِ السَّفَرَ السَّفرْ ) 6( وتدري فُروضَ الحجِّ من نافِلاتِهِ ** و يمتازُ عندَ الأمَّةِ الخيرُ والشرُّ ) 64 ( شهِدتُ لقد أعززتَ ذا الدينَ عزَّةً ** خَشِيتُ لها أن يَستبِدّ به الكِبْر ) 65 ( فأمضيتَ عزماً ليس يعصيك بعده ** من الناس إلاّ جاهلٌ بك مغترُّ ) 66 ( أُهنّيكَ بالفتْحِ الذي أنا ناظِرٌ ** إليهِ بعينٍ ليسَ يغمضها الكفر ) 67 ( فلم تبقَ إلاّ البردُ تترى وما نأى ** عليكَ مدىً أقصى مواعيدءُ شهر ) 68 ( وما ضَرَّ مصراً حينَ ألقَتْ قِيادَهَا ** إليكَ أمَدَّ النّيلُ أم غالَهُ جَزْر ؟ ) 69 ( وقد حُبِّرَتْ فيها لك الخُطَبُ التي ** بدائعُها نَظْمٌ وألفاظُها نَثْر ) 70 ( فلم يهرقْ فيها لذي ذمَّةٍ ذمٌ ** حرامٌ ولم يحملْ على مسلمٍ إصر )
____________________
(1/129)
7( غدا جوهرٌ فيها غمامةَ رحمَةٍ ** يَقي جانبَيها كلَّ حادثةٍ تَعْرُو ) 7( كأنّي به قد سارَ في الناس سيرةً ** تودُّ لها بغدادُ لو أنّها مصر ) 7( وتحسُدُهَا فيه المشارقُ أنّهُ ** سواءٌ إذا ما حلَّ في الأرض والقَطر ) 74 ( ومن أين تَعْدوهُ سياسةُ مثلِها ** وقد قُلِّصَتْ في الحربِ عن ساقِهِ الإزر ) 75 ( وثقِّفَ ثثقيفَ الرُّدينيِّ قبلها ** وما الطِّرْفُ إلاّ أن يُهذِّبَهُ الضُّمر ) 76 ( وليسَ الذي يأتي بأوَّل ما كفى ** فشُدَّ به مُلْكٌ وسُدَّ به ثَغر ) 77 ( فما بمداه دون مجدٍ تخلُّفٌ ** و لا بخطاه دونَ صالحةٍ بهر ) 78 ( سننتَ له فيهم من العدلِ سنَّةً ** هي الآيةُ المجلى ببرهانها السّحر ) 79 ( على ما خلا من سِنَّةِ الوحي إذْ خلا ** فأذيالُها تضفو عليهم وتنجَرُّ ) 80 ( وأوصيتَهُ فيهم برِفقكَ مُرْدَفاً ** بجودكَ معقوداً به عهدُك البَرُّ )
____________________
(1/130)
8( وصاةً كما أوصى بها الله رُسْلَهُ ** وليس بإذنٍ أنت مسمعها وقر ) 8( و ثنّيتها بالكتبِ من كلِّ مدرجٍ ** كأنَّ جميعَ الخيرِ في طيهِ سطرْ ) 8( يقولُ رجالٌ شاهَدوا يوم حكمِهِ ** بذا تعمرُ الدنيا ولو أنَّها قفر ) 84 ( بذا لا ضياعٌ حللَّوا حرماتها ** وأقطاعَها فاستُصفيَ السَّهْلُ والوعرْ ) 85 ( فحسبكمُ يا أهلَ مصرٍ بعدلهِ ** دليلاً على العدل الذي عنه يَفترُّ ) 86 ( فذاكٌ بيانٌ واضحٌ عن خليفةٍ ** كثير سواهُ عند معروفه نَزْر ) 87 ( رضينا لكم يا أهلَ مصرٍ بدولةٍ ** أطاعَ لنا في ظلِّها الأمْنُ والوَفْر ) 88 ( لكُمْ أُسْوةٌ فينا قديماً فلم يكنْ ** بأحوالنا عنكم خفاءٌ ولا ستر ) 89 ( وهل نحنُ إلاّ مَعشَرٌ من عُفاتِهِ ** لنا الصافناتُ الجُردُ والعَكَرُ الدَّثْر ) 90 ( فكيفَ مواليهِ الّذينَ كأنّهمْ ** سماءٌ على العافينَ أمطارها تّبر )
____________________
(1/131)
9( لبسنا بهِ أيّامَ دهرٍ كأنّما ** بها وسنٌ أو مالَ ميلاً بها السّكر ) 9( فيا مالِكاً هَديُ الملائكِ هَديُهُ ** ولكنَّ نجرَ الأنبياء له نجر ) 9( ويا رازقاً من كفِّهِ نَشَأ الحَيَا ** وإلاّ فمِنْ أسرارِها نَبَعَ البحر ) 94 ( ألا إنّما الأيامُ أيامُكَ التي ** لك الشَّطرُ من نعمائها ولنا الشَّطر ) 95 ( لك المجدُ منها يا لك الخيرُوالعلى ** وتَبقى لنا منها الحَلوبةُ والدَّرُّ ) 96 ( لقد جُدْتَ حتى ليس للمالِ طالِبٌ ** وأنفقْتَ حتى ما لُمنْفِسَةٍ قَدْر ) 97 ( فليسَ لمن لا يرتقي النّجمَ همّةٌ ** وليس لمن لا يستفيدُ الغِنى عُذر ) 98 ( وددتُ لجيلٍ قد تقدّمَ عصرهم ** لو استأخروا في حلبة العمرِ أو كروا ) 99 ( ولو شَهِدوا الأيام والعيشُ بعدهم ** حدائقُ الآمالُ مونقةٌ خضر )00 ( فلو سَمِعَ التثويبَ مَن كان رِمَّةً ** رُفاتاً ولبى ّ الصوتَ مَن ضَمَّه قَبر )
____________________
(1/132)
10( لناديتُ من قد ماتَ : حيَّ بدولةٍ ** تقامُ لها الموتى ويرتجعُ العمر )
____________________
(1/133)
البحر : طويل ( ألا هكذا فليهدِ من قاد عسكراً ** وأوردَ عن رأي الإمام وأصدَرا ) ( هديَّةُ من أعطى النّصيحةَ حقَّها ** وكانَ بمن لا يبصرِ الناسُ أبصرا ) ( ألا هكذا فلتجبِ العيسُ بدَّناً ** ألا هكذا فلتجنبِ الخيلُ ضمَّرا ) 4 ( مُرَفِّلَةً يسْحبنَ أذيالَ يُمنَةٍ ** ويركُضْنَ ديباجاً وَوَشْياً مَحَّبرا ) 5 ( تَراهُنَّ أمثالَ الظباءِ عَواطِياً ** لبسنَ بيبرينَ الربيعَ المنوَّرا ) 6 ( يمشيِّينَ مشي الغانياتِ تهادياً ** عليهِنَّ زِيّ الغانِياتِ مُشَهَّرا ) 7 ( وجرَّرنَ أذيالَ الحسان سوابغاً ** فعلَّمْنَ فيهنَّ الحِسبانَ تَبختُرا ) 8 ( فلا يسترنَّ الوشيُ حسنَ شياتها ** فيَسْتُرَ أحلى منه في العين منظَرا ) 9 ( ترى كلَّ مكحول المدامعِ ناظِراً ** بمقلةِ أحوى ينفضُ الضَّألَ أحورا )0 ( فكمْ قائِلٍ لمّا رآها شوافِنا ** أما تركوا ظَبْياً بتَيماءَ أعْفرا ؟ )
____________________
(1/134)
1( وما خلتُ أنَّ الروضَ يختالُ ماشياً ** ولا أن أرَى في أظهُرِ الخيل عَبقرا )( غداةَ غدتْ من أبلقٍ ومجزَّعٍ ** ووردٍ ويَحمومٍ وأصدى وأشقرا )( ومن أدرعٍ قد قنِّعَ اليلَ حالكاً ** على أنّه قد سُربلَ الصبحَ مسفرا )4 ( وأشعلَ ورديٍّ وأصفرَ مذهبٍ ** وأدهمَ وضّاحٍ وأشهبَ أقمرا )5 ( وذي كُمْتَةٍ قد نازَعَ الخمرَ لونَها ** فما تدَّعيهِ الخمرُ إلاّ تنمَّرا )6 ( محجَّلةً غرّاً وزهراً نواصعاً ** كأنَّ قباطيّاً عليها منشِّرا )7 ( ودهماً إذا استقبلنَ حُوّاً كأنما ** عُلِلنَ إلى الأرساغ مسكاً وعنبرا )8 ( يقرُّ بعيني أن أرى من صفاتها ** ولا عجبٌ أن يُعجِبَ العينَ ما تَرى )9 ( أرى صوراً يستعبدُ النفسَ مثلها ** إذا وجدتْهُ أو رأتْهُ مُصَورا )0 ( أفكِّهُ منها الطَّرفَ في كلِّ شاهدٍ ** بأنَّ دليلِ الله في كلِّ ما برا )
____________________
(1/135)
2( فأخلسُ منها اللحظَ كلَّ مطهَّمٍ ** ألذَّ إلى عينِ المُسَهَّدِ مِن كرَى )( وكلَّ صيودِ الإنسِ والوحش ثم لا ** يُسائلُ أيُّ منهُمُ كان أحضَرا )( تودُّ البزاةُ البيضُ لو أنّ قوتها ** عليه ولم ترزقْ جناحاً ومنسرا )4 ( وودَّتْ مهاةُ الرَّمل لو تركتْ لهُ ** فأعطَتْ بأدنَى نظرةٍ منه جُؤذَرا )5 ( ألا إنّما تُهدَى إلى خير هاشمٍ ** وأفضلِ من يعلو جواداً ومنبرا )6 ( مَنِ استَنَّ تفضيلَ الجِياد لأهلِها ** فأوطأها هامَ العدى والسَّنَّورا )7 ( وجَلَّلَها أسلابَ كلِّ مُنافِقٍ ** وكلِّ عنيدٍ قد طغى وتجبَّرا )8 ( وقلَّدها الياقوتَ كالجمرِ أحمراً ** يُضيءُ سَناهُ والزُّمرُّدَ أخضرا )9 ( وقرَّطها الدُّرَّ الذي خلقتْ لهُ ** وفاقاً وكانتْ منه أسنى وأخضرا )0 ( فكم نظمِ قُرطٍ كالثُّريّا مُعَلَّقٍ ** يزيدُ بها حُسناً إذا ما تمَرمَرا )
____________________
(1/136)
3( وكم أذنٍ منْ سابحٍ قد غدتْ بهِ ** يناطُ عليها ملكُ كسرى وقيصرا )( تحلى ّ بما يستغرِقُ الدهرَ قيمةً ** فتختالُ فيه نخوةً وتكبُّرا )( وما ذاك إلاّ أن يُخاضَ بها الرَّدى ** فتَنهَشَ تِنّيناً وتَضْغَمَ قَسْوَرا )4 ( فطَوراً تُسقّى صافيَ الماءِ أزرقاً ** وطَوراً تُسقى صائكَ الدمِ أحمرا )5 ( لذاك ترى هذا النُّضارَ مُرصَّعاً ** عليها وذاكَ الأتْحميَّ مُسيَّرا )6 ( إذا ما نسيجُ التِّبرِ أضحى يظلُّها ** أفاءَ لها منْهُ غماماً كَنَهْوَرا )7 ( وأهْلٌ بأنْ تُهْدى َ إليه فإنّهُ ** كَناها وسمّاها وحَلّى وسَوَّرا )8 ( وأسكنها أعلى القبابِ مقاصراً ** وأحسنها عاجاً وساذجاً ومرمرا )9 ( وبوَّأها من أطيبِ الرضِ جنّةً ** وأجرى لها من أعذبِ الماءِ كوثرا ) 40 ( يُجِدُّ لها في كل عامٍ سُرادِقاً ** ويَبني لها في كلِّ عَلياءَ مَظهرا )
____________________
(1/137)
4( ألا إنّما كانت طلائعُ جوهَرٍ ** ببعضِ الهدايا كالعُجالةِ للقِرى ) 4( ولو لم يعجِّل بعضَها دون بعضِها ** لضاقَ الثَّرى والماءُ طرقاً ومعبرا ) 4( أقولُ لصحبي إذ تلقَّيتُ رسلهُ ** وقد غَصَّتِ البَيداءُ خُفّاً ومَنسِرا ) 44 ( وقد مارت البزلُ القناعيسُ أجبلاً ** وقد ماجتِ الجردُ العناجيجُ أبحرا ) 45 ( فطابتْ لي الانباءُ كأنّهُ ** لَطائمُ إبْلٍ تحملُ المِسكَ أذفَرا ) 46 ( لعمري لئن الخلافةَ ناطقاً ** لقد زانَ أيّامَ الحروبِ مدبِّرا ) 47 ( تَضِجُّ القَنَا منْهُ لَما جَشَّمَ القَنَا ** وتَضْرَعُ منه الخيلُ والليل والسُّرَى ) 48 ( هو الرمحُ فاطعنْ كيفَ شئتَ بصدره ** فلن يَسأمَ الهَيجا ولن يتكسَّرا ) 49 ( لقد أنجبتْ منه الكتائبُ مدرهاً ** سريعَ الخُطى للصّالحاتِ مُيسَّرا ) 50 ( و صرَّف منه الملكُ ما شاء صارماً ** وسهماً وخَطّيّاً ودِرعاً ومِغفرا )
____________________
(1/138)
5( ولم أجدِ الإنسانَ إلاّ ابنَ سعيهِ ** فمن كانَ أسعى كان بالمجد أجدرا ) 5( و بالهمَّة العلياء يرقى إلى العلى ** فمن كان أرقى همّةً كان أظهرا ) 5( و لم يتأخَّر من يريد تقدُّماً ** ولم يتقدَّمْ من يريد تأخُّرا ) 54 ( و قد كانتِ القّوادُ من قبلِ جوهرٍ ** لتصلحُ أن تسعى لتخدم جوهراً ) 55 ( على أنهم كانوا كواكبَ عصرهم ** ولكن رأينا الشمسَ أبهى وأنوَرا ) 56 ( فلا يعدِمنَّ اللهُ عبدكَ نصره ** فما زالَ منصورَ اليدين مظفَّرا ) 57 ( إذا حاربتْ عنهُ الملائكةُ العِدى ** ملأنَ سماءَ باسمكَ مُشعَرا ) 58 ( وما اخترته حتى صفا ونفى القذى ** بلِ الله في أُمِّ الكتابِ تخيَّرا ) 59 ( ووكَّلْتَهُ بالجيشِ والأمْرِ كلِّهِ ** فوكَّلت بالغيلِ الهزبرَ الغضنفرا ) 60 ( كأنَّكَ شاهدتَ الحفايا سوافرأً ** وأعجلتَ وجهَ الغَيبِ أن يتَستَّرا )
____________________
(1/139)
6( فعرَّفتَ في اليوم البصيرةَ في غدٍ ** وشاركتَ في الرأي القضاءَ المقدَّرا ) 6( وما قِيسَ وَفرُ المال في كلِّ حالةً ** بجودك إلاّ كان جودُكَ أوفرا ) 6( فلا بُخُلٌ يا أكرمَ النّاس مَعشَراً ** و أطيبَ أبناءِ النبييِّنَ عنصرا ) 64 ( فإنّك لم تترُكْ على الأرْض جاهِلاً ** و إنك لم تتركْ على الأرض معسرا ) 65 ( ألا انظرْ إلى الشمس المنيرةِ في الضحى ** و ما قبضتهُ أو تمدُّ على الثرى ) 66 ( فأثقبُ منها نارُ زندكَ للقرى ** وأشهرُ منها ذِكرُ جودك في الورى ) 67 ( بلغتُ بك العليا فلم أدنُ مادحاً ** لأسألَ لكنّي دنوتُ لأشكُرا ) 68 ( وصدَّقَ فيكَ الله ما أنا قائِلٌ ** فلستُ أُبالي مَن أقَلَّ وأكثرا )
____________________
(1/140)
البحر : كامل تام ( ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ ** فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ ) ( و كأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ ** وكأنّما أنصاركَ الانصارُ ) ( أنتَ الذي كانتْ تُبشِّرنَا بهِ ** في كُتْبِها الأحبارُ والأخبارُ ) 4 ( هذا إمامُ المتَّقينَ ومنْ بهِ ** قد دُوِّخَ الطُّغيانُ والكُفّار ) 5 ( هذا الذي ترجى النجاةُ بحبِّهِ ** و به يحطُّ الإصرُ والأوزار ) 6 ( هذا الذي تجدي شفاعته غداً ** وتفجَّرَتْ وتدفّقَتْ أنهار ) 7 ( من آل أحمدَ كلَّ فخرٍ لم يكنْ ** يُنْمَى إليهم ليس فيه فَخار ) 8 ( كالبدر تحتَ غمامةٍ من قسطل ** ضَحيْانُ لا يُخفيهِ عنك سَرار ) 9 ( في جحفلٍ هتمَ الثنايا وقعه ** كالبحر فهو غُطامِطٌ زَخّار )0 ( غمرَ الرِّعانَ الباذخات وأغرقَ ** الُقنَنَ المُنيفةَ ذلك التَّيّار )
____________________
(1/141)
1( ** فالسهْلُ يَمٌّ والجِبالُ بحار )( لله غزْوَتُهم غداةَ فراقسٍ ** وقد استُشِبَّتْ للكريهةِ نار )( و المستظلُّ سماؤهُ من عثيرٍ ** فيها الكواكبُ لهذمٌ وغرار )4 ( وكأنَّ غَيضاتِ الرِّماحِ حدائقٌ ** لُمَعُ الأسِنّةِ بينها أزهار )5 ( و ثمارها من عظلمٍ أو أيدعٍ ** يَنَعٍ فليس لها سواه ثِمار )7 ( من كلِّ يعبوبٍ سبوحٍ سهلب ** حَصُّ السيّاطِ عِنانُه الطيّار )8 ( لا يَطّبيهِ غيرُ كَبّةِ مَعْرَكٍ ** أو هَبْوَةٌ من مَأقِطٍ ومَغار )9 ( سلطُ السنابك باللُّجين مخدَّمٌ ** و أذيب منه على الأديم نضار )0 ( وكأنَّ وفْرَتَهُ غَدائِرُ غادَةٍ ** لم يلقها بؤسٌ ولا إقتار )( وأحَمُّ حَلْكُوكٌ وأصفرُ فاقِعٌ ** منها وأشهبُ أمهقٌ زَهّار )
____________________
(1/142)
2( يَعقِلنَ ذا العُقّال عن غاياتِهِ ** وتقولُ أن لن يخطُرَ الأخطار )( مرّتْ لغايتها فلا والله ما ** علقتْ بها في عدوها الأبصار )4 ( وجرَتَ فقلتُ أسابحٌ أم طائرٌ ** هلاّ استشارَ لوقعهنّ غبار )5 ( من آلِ أعوجَ والصريح وداحسٍ ** فيهنَّ منها ميسمٌ ونجار )6 ( وعلى مَطاها فِتيَأ شِيعيّةٌ ** ما إن لها إلاّ الوَلاءَ شِعار )7 ( مِنْ كلِّ أغلبَ باسلٍ مُتخَمِّطٍ ** كاللَّيْثِ فهو لقِرنه هَصّار )8 ( قلقٌ إلى يوم الهياجِ مغامرٌ ** دمُ كلَّ قيلٍ في ظباهُ جبار )9 ( إنْ تخْبُ نارُ الحرْب فهو بفتكِهِ ** ميقادها مضرامها المغوار )0 ( فأداتهُ فضفاضةٌ وتريكهٌ ** و مثقَّفٌ ومهنَّدٌ بتّار )( أسدٌ إذا زارت وجارَ ثعالبٍ ** ما إنْ لَها إلاّ القلوبَ وِجار )
____________________
(1/143)
3( حفّوا براياتِ المعزِّ ومن بهِ ** تستبشرُالأملاكُ والأقطار )( هل للدُّمستق بعد ذلك رَجْعَةٌ ** قُضِيَتْ بسيفك منهُم الأوطار )4 ( أضحوا حصيداً خامدين وأقفرتْ ** عَرَصَاتُهُمْ وتعطّلَتْ آثار )5 ( كانت جِناناً أرضُهم معروشةً ** فأصابها من جيشه إعصار )6 ( أمْسَوا عشاءَ عروبةٍ في غِبطةٍ ** فأناخَ بالموْتِ الزّؤامِ شِيار )7 ( واستقطع الخَفَقانُ حَبَّ قلوبهم ** وجلا الشرورَ وحلّتِ الأدعار )8 ( صدعت جيوشك في العجاج وعانشتْ ** ليلَ العجاجِ فوردها إصدار )9 ( ملأوا البلادَ رغائباً وكتائباً ** و قواضباً وشوازباً إن ساروا ) 40 ( وعواطفاً وعوارفاً وقواصفاً ** وخوائفاً يشتاقها المضمار ) 4( وجداولاً وأجادلاً ومقاولاً ** وعواملاً وذوابلاً واختاروا )
____________________
(1/144)
4( عكسوا الزَّمانَ عواثنا ودواخناً ** فالصُّبحُ ليلٌ والظّلام نهار ) 4( سفروا فاخلتْ بالشموس جباههمْ ** وتَمَعْجَرَتْ بغَمامها الأقمار ) 44 ( ** وهَمَوا نَدىً فاستحيتِ الأمطار ) 45 ( وتَبَسَّموا فزها وأخصَبَ ما حِلٌ ** وافتَّر في رَوضاتِه النُّوّار ) 46 ( و استبلوا فتخاضعَ الشُّمُّ الذُّرى ** وسَطَوْا فذَلَّ الضّيغمُ الزَّأآر ) 47 ( أبناءَ فاطمَ هل لنا في حشرنا ** لجأُ سواكم عاصم ومجار ؟ ) 48 ( أنتم أحِبّاءُ الإلهِ وآلُهُ ** خُلفاؤهُ في أرضهِ الأبرار ) 49 ( أهلُ النبَوةِ والرِّسالةِ والهدى ** في البيّناتِ وسادةٌ أطهار ) 50 ( والوحيِ والتأويلِ والتَّحريمِ ** والتَّحليلِ لا خُلْفٌ ولا إنكار ) 5( إن قيل من خيرُ البريّة لم يكنْ ** إلاّ كمُ خلقٌ إليه يشار )
____________________
(1/145)
5( لو تلمسونَ الصَّخرَ لانبجستْ بهِ ** ) 5( أو كان منكُمْ للرُّفاتِ مُخاطِبٌ ** لبَّوا وظنّوا أنّه إنشار ) 60 ( أمُعِزَّ دينِ الله إنّ زمانَنا ** بكَ فيه بأوٌ جلَّ واستكبار ) 6( ها إنّ مِصرَ غداةَ صرْتَ قَطينَها ** أحرى لتحسدها بك الأقطار ) 6( والأرضُ كادت تفخَرُ السبْعَ العلى ** لولا يظلُّكَ سقفها الموّار ) 6( و الدّهرُ لاذَ بحقوتيكَ وصرفه ** و ملوكهُ وملائكٌ أطوار ) 64 ( والبحرُ والنِّينانُ شاهدةٌ بكم ** و الشَّامخاتُ الشُّمُّ والأحجار ) 65 ( والدَّوُّ والظُّلمانُ والذُّؤبان وال ** غزلانُ حتى خزنقٌ وفرار ) 66 ( شرُفت بك الآفاقُ وانقسمت بك ال ** أرزاقُ والآجالُ والأعمار ) 67 ( عطِرت بك الأفواه إذ عذبت لك ال ** أمواه حينَ صَفَتْ لك الأكدار )
____________________
(1/146)
68 ( جلَّتْ صِفاتُكَ أن تُحَدَّ بمِقوَلٍ ** ما يصنْعُ المِصْداقُ والمِكثار ) 69 ( و الله خصَّكَ بالقرانِ وفضله ** واخجلتي ما تَبلُغُ الأشعار )
____________________
(1/147)
البحر : طويل ( قفا ! فلأمرٍ ما سرينا وما نسري ** وإلا فمشياً مثلَ مشْي القطا الكُدري ) ( قفا ! نتبيَّنْ أينَ ذا البرقُ منهمُ ** ومن أين تسري الرّيح عاطرةَ النَّشْر ) ( لعلَّ ثرى الوادي الذي كنتَ مرّةً ** أزورهم فيه تضوَّعَ للسَّفر ) 4 ( و إلا فذا وادٍ يسيلُ بعنبرٍ ** وإلاّ فما تدري الركابُ ولا ندري ) 5 ( أكُلَّ كِناسٍ في الصَّريمِ تظنّه ** كناس الظباء الدُّعج والشُدَّن العفر ) 6 ( فهَلْ عِلموا أنّي أسيرٌ بأرْضِهِمْ ** و ما لي بها غيرُ التعسُّفِ منْ خبرِ ) 7 ( ومن عجبٍ أنّي أسائلُ عنهمُ ** وهمْ بينَ أحناءِ الجوانحِ والصدر ) 8 ( و لي سكنٌ تأتي الحوادثُ دونهُ ** فيبعدُ عن عيني ويقربُ من فكري ) 9 ( إذا ذكَرتْهُ النفسُ جاشتْ لذكرهِ ** كما عثَرَ السّاقي بكأسٍ من الخمر )0 ( ولم يُبْقِ لي إلاّ حُشاشَةَ مُغرَمٍ ** طوى نفسَ الرَّمضاءِ في خلل الجمر )
____________________
(1/148)
1( وما زلتُ ترميني اللّيالي بنبلها ** و أرمي الليالي بالتجلُّدِ والصَّبرِ )( و أحملُ أيّامي عل ظهرِ غادةٍ ** و تحملني منها على مركبٍ وعر )( وآليتُ لا أُعطي الزّمانَ مَقادَةً ** إلى مثلِ يحيى ثمّ أغضي على وترِ )4 ( وأنْجَدَني يحيى َ على كلّ حادثٍ ** و قَّلدني منه بصمصامتي عمرو )5 ( وخوَّلِني ما بينَ مَجدٍ إلى لُهىً ** و أورثني ما بينَ عقرٍ إلى عقرِ )6 ( حللتُ به في رأس غمدانَ منعةً ** و توَّجني تاجاً من العز والفخر )7 ( وما عِبتُهُ إلاّ بأنّي وصفتُهُ ** وشبّهْتُهُ يوماً من الدهرِ بالقَطر )8 ( وما ذاكَ إلاّ أنّ ألسُنَنا جَرَتْ ** على عادةِ التشبيه في النظمِ والنثر )9 ( فلا تسألاني عن زماني الذي خَلا ** فوالعصرِإني قبل يحيى لفي خسر )0 ( و حسبي بجذلان كأنّ خصالهُ ** أكاليلُ درّ فوقَ نصل من التّبر )
____________________
(1/149)
2( رقيقِ فِرِندِ الوجهِ والبِشرِ والرِّضَى ** صقيلِ حواشي النفس والظرفِ والشعر )( فيا ابنَ عليّ ما مدحتك جاهلاً ** فإنّك لم تُعدَلْ بشَفْعٍ ولا وَتْر )( ويا ابنَ عليً ! دُمْ لَما أنْتَ أهْلُهُ ** فأهْلٌ لعَقْدِ التاجِ دونَ بني النضر )4 ( فتىً عندهُ البيتُ الحرامُ لآملٍ ** ولي منه ما بينَ الحَجون إلى الحِجر )5 ( و لمّا حططتُ الرّحلَ دون عراصهِ ** أخذتُ أمانَ الدهر من نُوَب الدهر )6 ( وكادَ نَداهُ لا يَفي بالّذي جَنى ** عليَّ من الإثم المُضاعَفِ والوِزْر )7 ( وذلكَ أني كنْتُ أجْحَدُ سَيْبَه ** و معروفه عندي لعجزي عن الشكر )8 ( إذا أنا لم أقدرْ على شكر فضله ** فكيف بشكرِ الله في موضعِ الحشر )9 ( حَنيني إليْهِ ظاعِناً ومُخيِّماً ** وليسَ حنينُ الطيرِ إلاّ إلى الوكْرِ )0 ( فما راشتِ الأملاكُ سهماً يَريشُه ** و ما برتِ الأملاكُ سهماً كما يبري )
____________________
(1/150)
3( فقد قيَّد الجردَ السوابقَ بالرُبى ** وقطَّعَ أنفاسَ العناجيج بالبُهْر )( فيا جبلاً من رحمةِ الله باذخاً ** إليه يفرُّ العرفُ في زمن النُّكر )( فداؤكَ حتى البدرُ في غسق الدجى ** منيراً وحتى الشمسُ فضلاً عن البدر )4 ( وما هي إلاّ الشمسُ زَفَّت إلى البدر ** فهزَّتُهُ فيه ارتعادٌ من الذُّعر )5 ( لو قيل لي مَنْ في البريةِ كلَّها ** سِواكَ على علمي بها قلتُ لا أدري )6 ( ألست الذي يلقى الكتائبَ وحدهُ ** ولو كُنَّ من آناءِ ليلٍ ومن فَجْرِ )7 ( ولو أنّ فيها رَدْمَ يأجوجَ من ظُبىً ** مشطبَّةٍ أو من ردينيَّةٍ سمر )8 ( فرِفْقاً قَليلاً أيها المِلك الرِّضى َ ** بنفسكَ واتركْ منك حظاً على قدر )9 ( فذاكَ وهذا كلَّهُ أنت مدركٌ ** فأشفَق على العليا وأشفق على العمر ) 40 ( فبالسَّعْي للعَليا يُشادُ بناؤهَا ** و في اللهو ايضاً راحةُ النفس والفكر )
____________________
(1/151)
4( و من حقِّ نفسٍ مثل نفسكَ صونها ** ليوم القَنا الخطِّيِّ والفتكةِ البِكر ) 4( ولو لم تُرِحْ صِيدُ الملوكِ نفوسَها ** وَنَينَ لما حُمِّلْنَ من ذلك الإصر ) 4( غَضارةُ دنيا واعتدالُ شبيبَةٍ ** فما لك في اللذّاتِ واللهوِ من عُذر ) 44 ( و لا خيرَ في الدّنيا إذا لم يفز بها ** مليكٌ مُفَدًّى في اقتبال من العمر ) 45 ( ألا انعمْ بأيّامٍ ألذَّ من المنى ** تحلَّتْ بآدابٍ أرَقَّ من السِّحر ) 46 ( فرغتَ من المجد الذي أنتَ شائدٌ ** فجُرَّ ذيولَ العيش في الزّمن النَّضْر ) 47 ( لَتَهدا جِيادٌ ليس تنفكُّ من سُرىً ** و يسكنُ غمضٌ ليس تنفكُّ من نفر ) 48 ( ومثلُك يدعو المرهَفَ العضْبَ عزمهُ ** وتدعُو هواه كلَّ مُرهَفَةِ الخَصر ) 49 ( و ما زلتَ تروي السيف في الرَّوعِ من دمٍ ** فحقُّك أن تُرْوي الثرى من دم الخمر ) 50 ( ** و ترفلَ من دنياكَ في حللٍ خضر )
____________________
(1/152)
5( وإنَّ التي زارتك في الحِذْرِ مَوْهِناً ** أحقُّ المها بالخنزوانة والكبر ) 5( يودُّ هرقلُ الرّوم ذو التاجِ انّهُ ** ينالُ الذي نالته من شرفِ القدر ) 5( حَباكَ بها مَن أنتَ شطرُ فؤادِهِ ** وما شطرُ شيٍْ بالغنيِّ من الشطر ) 54 ( أخوكَ فلا عينٌ رأتْ مثلهُ أخاً ** إذا ما احتبى في مجلس النهي والأمر ) 55 ( وقد وقعَتْ منك الهديّةُ إذ أتَتْ ** مواقعَ برد الماء من غَلَل الصدر ) 56 ( فمن ملكٍ سامٍ إلى ملكٍ رضىً ** تهادتْ ومن قَصرٍ مُنيفٍ إلى قَصر ) 57 ( فما هي إلاّ السعدُ وافقَ مطلعاً ** ) 58 ( ستنمي لك الأقيالُ من آلِ يعربٍ ** ذوي الجفنات البِيضِ والأوجُه الغُرِّ ) 59 ( و قلتُ لمهديها إليك عقيلةٌ ** مقابلةَ الأنسابِ معرقةَ النَّجر ) 60 ( حبوْتَ بها من ليس في الأرض مثلُه ** لجيشِ إذا اصطكَّ العرابُ ولاثغر )
____________________
(1/153)
6( فيا جعفر العَلياء يا جعفرَ النّدى ** و يا جعفرَ الهجاءِ يا جعفرَ النصر ) 6( لَنِعْمَ أخاً في كلِّ يوْم كريهَةٍ ** تصولُ بهِ غير الهدانِ ولا الغمر ) 6( كبدر الدجى كالشّمسِ كالفجر كالضحى ** كصرف الردى كالليث كالغيث كالبحر ) 64 ( لَعمري لقد أُيّدتَ يومَ الوغى به ** كما أُيِّدتْ كفّاكَ بالأنمل العشر ) 65 ( لذلك ناجى الله موسى نبيُّهُ ** فنادى أن اشرح ما يضيقُ بهِ صدري ) 66 ( و هبْ لي وزيراً من أخي استعنْ به ** وشُدَّ به أزري وأشركْه في أمري ) 67 ( لِنعْمَ نِظام الأمرِ والرُّتَبِ العُلى ** ونعمَ قوامَ الملكِ والعسكرِ المجر ) 68 ( إليكَ انتمى في كلِّ مجدٍ وسوددٍ ** ويكفيهِ أنْ يعزى إليكَ منَ الفخر ) 69 ( و خلفكَ لاقى كلَّ قرمٍ مدججٍ ** ومن حِجرِك اقتاد الزمانَ على قَسر ) 70 ( فما جالَ إلاّ في عجاجكَ فارساً ** ولا شَبَّ إلا تحتَ راياتك الحُمر )
____________________
(1/154)
7( قررتَ بهِ عيناً وأنتَ اصطنعتهُ ** وشِدْتَ له ما شِدتَ من صالح الذكر ) 7( فما مثلُ يحيى منْ أخٍ لكَ تابعٍ ** ولا كبنيهِ من جحاجحةٍ زهر ) 7( و لستَ أخاهُ بلْ أباهُ كفلتهُ ** وآويتهُ في حالةِ العسرِ واليسر ) 74 ( يودّ عليٌّ لو يرى فيهِ ما ترى ** ليعلمَ آيَ النّصلِ والصارمُ الهبر ) 75 ( إذاً قامَ يُثْني بالذي هو أهلُهُ ** عليهِ ثناءٍ واستهلَّ من الغفر ) 76 ( و ما كنتُ أدري قبلَ يحيى وجعفرٍ ** بأنَّ ملوكُ الأرضِ تجمعُ في عصر ) 77 ( عجبتُ لهذا الدّهرِ جادَ بجعفرٍ ** ويحيى وليسَ الجودُ من شيمِ الدهر ) 78 ( وما كانت الأيامُ تأتي بمثلكمْ ** قديماً ولكن كنتُمُ بَيْضَةَ العُقر ) 79 ( وما المدحُ مدحاً في سواكم حقيقةً ** وما هو إلاّ الكفرُ أو سببُ الكفر ) 80 ( ولو جاد قومٌ بالنفوس سماحةٍ ** لَما منعتْكُمْ شيمةُ الجود بالعمر )
____________________
(1/155)
8( إذا ما سألتُ الله غيرَ بقائكُمْ ** فلا بؤتُ بالإخلاصِ في السر والجهر ) 8( أأدعو إلهي بالسعادةِ عندكمْ ** وأنتم دَراريُّ السعود التي تَسري ؟ ) 8( أأبغي لديه طالباً ما كفيتَهُ ** وأسألهُ السّقيا ودجلة لي تجري ؟ ) 84 ( لَعمري ! لقد أجرَضْتموني بنَيلكُمْ ** وحمّلتموني منهُ قاصمةَ الظّهر ) 85 ( أسرتُ بما أسديتمُ من صنيعةٍ ** وما خلتكمُ ترضونَ للجارِ بالأسرِ ) 86 ( فمهلاً ! بني عَمّي وأعيانَ مَعْشَري ** وأملاكَ قومي والخضارمَ من نجري ) 87 ( فلا تُرهِقُوني بالمزيدِ فحسبُكمْ ** وحسبي لديكمْ ما ترونَ منَ الوفرِ ) 88 ( أسَرَّكُمُ أنّي نهضْتُ بلا قُوىً ** كما سرّكمُ أنّي اعتذرتُ بال عذرِ ؟ ) 89 ( وإنّي لأسْتَعفِيكُمُ أن ترونَني ** سريعاً إلى النُّعمى بطيئاً عن الشكر ) 90 ( فإنْ أنا لمْ أستحي مما فعلتمُ ** فلستُ بمستحيٍ منَ اللؤمِ والغدر )
____________________
(1/156)
البحر : كامل تام ( فتقتُ لكمْ ريحُ الجلادِ بعنبرِ ** وأمدكمْ فلقُ الصّباحِ المسفرِ ) ( وجَنَيْتُمُ ثَمَرَ الوقائِعِ يانَعاً ** بالنصر من وَرَق الحديدِ الأخضَر ) ( وضربتُمُ هامَ الكُماةِ ورُعْتُمُ ** بيضَ الخدودِ بكلِّ ليثٍ مخدرِ ) 4 ( أبني العوالي السّمهريةِ والسيو ** فِ المشرفيةِ والعديدِ الأكثرِ ) 5 ( منْ منكمُ الملكُ المطاعُ كأنهُ ** تحتَ السَّوابعُ تبّعٌ في حمير ) 6 ( كلُّ الملوكِ من السروجِ سواقِطٌ ** إلا المُمَلَّكَ فوق ظهرِ الأشقر ) 7 ( القائدَ الخيلِ العتاقِ شواذباً ** خُزراً إلى لَحْظِ السِّنان الأخزر ) 8 ( شُعْثَ النَّواصي حَشرةً آذانُها ** قُبَّ الأياطِلِ ظامِياتِ الأنْسُر ) 9 ( تنبو سنابكهنَّ عنْ عفرِ الثرى ** فيطأنَ في خدِّ العزيزِ الأصعر )0 ( جيشٌ تَقَدَّمهُ اللُّيوث وفوقها ** كالغيلِ منْ قصبِ الوشيجِ الأسمر )
____________________
(1/157)
1( وكأنّما سَلَبَ القَشاعِمِ رِيشَها ** مما يَشُقُّ من العَجاج الأكدر )( وكأنما اشتملتْ قناهُ ببارقٍ ** متألقٍ أو عارضٍ مثعنجرِ )( تمتَدّ ألسِنَةُ الصَّواعقِ فوقَهُ ** عن ظُلَّتَيْ مُزْنٍ عليه كنَهْور )4 ( ويقودهُ الليثُ الغضنفرُ معلماً ** من كلِّ شَثْنِ اللِّبْدَتينِ غضنفَر )5 ( نَحَرَ القَبولَ من الدَّبورِ وسار في ** جَمْعِ الهِرَقْل وعزمةِ الاسكندر )6 ( في فِتيةٍ صَدَأُ عبيرُهم ** وخَلوقُهم عَلَقُ النجيعِ الأحمر )7 ( لا يأكلُ السَّرحانُ شلو طعينهم ** مما عليهِ منَ القنا المتكسِّر )8 ( أحلافُنَا مكأنَّنا منْ نِسْبَةٍ ** في عبقريِّ البِيدِ جِنّةُ عَبْقَر )9 ( يَغشَونَ بالبِيدِ القِفارِ وإنّمَا ** تلدُ السّبنتى في اليبابِ المقفر )0 ( قد جاوروا أجَمَ الضّواري حولهم ** فإذا همُ زأروا بها لم تَزْأرِ )
____________________
(1/158)
2( ومَشَوْا على قِطَعِ النفوسِ كأنّما ** تمشي سنابكُ خيلهم في مَرمَر )( قوْمٌ يبِيتُ على الحَشايا غيرُهُمْ ** ومبيتهمْ فوقَ الجيادِ الضّمرِ )( وتظَلُّ تسبَحُ في الدماء قِبابُهُمْ ** فكأنهنَّ سفائنٌ في أبحر )4 ( فحِياضُهم من كلِّ مهجةِ خالعٍ ** وخيامُهم من كلِّ لِبدَة قَسْوَر )5 ( من كلِّ أهرتَ كالحٍ ذي لِبْدةٍ ** أو كلَّ أبيضَ واصحٍ ذي مغفرِ )6 ( حيٌ منَ الأعرابِ إلاّ أنهمْ ** يردونَ ماءَ الأمنِ غيرمكدَّر )7 ( راحوا إلى أُمِّ الرِّئالِ عشيةٍ ** وغَدَوْا إلى ظبْي الكثيبِ الأعفر )8 ( طَردوا الأوابِدَ في الفدافِد طَردَهم ** للأعْوَجِيَّة في مجالِ العِثْيَرْ )9 ( رَكِبوا إليها يومَ لَهْوِ قنيصهمْ ** في زيّهمْ يومَ الخميس المصحر )0 ( إنّا لتجمعُنا وهذا الحيَّ من ** بكرٌ أذمَّةُ سالفٍ لمْ تخفر )
____________________
(1/159)
3( ** ولداتنا فكأننا من عنصر )( اللابسينَ من الجلادِ الهبوَ ما ** أغناهُمُ عن لأمَةٍ وسَنَوَّر )( لي منهمُ سيفٌ إذا جردتهُ ** يوماً ضربتُ بهِ رقابَ الأعصر )4 ( وفتكتُ بالزَّمَنِ المُدجَّجِ فتْكَةَ ** البَرّاضِ يومَ هجائن ابنِ المُنذر )5 ( صَعْبٌ إذا نُوَبُ الزمان استصعبتْ ** متنمّرٌ للحادثِ المتنمّر )6 ( فإذا عفا لمْ تلقَ غيرَ مملَّكٍ ** وإذا سطا لمْ تلقَ غيرَ معفَّر )7 ( وكفاكَ من حُبِّ السماحَةِ أنّهَا ** منهُ بموضعِ مقلةٍ من محجرِ )8 ( فغمامهُ من رحمةٍ وعراصهُ ** من جنَّةٍ ويمينهُ من كوثرُ )
____________________
(1/160)
البحر : كامل تام ( المُدْنَفانِ منَ البرِيّةِ كلِّهَا ** جسمي وطَرْفٌ بابليٌّ أحوَرُ ) ( والمُشرِقاتُ النّيّراتُ ثلاثةٌ : ** الشّمسُ والقمرُ المنيرُ وجعفرُ )
____________________
(1/161)
البحر : مخلع البسيط ( أكوكبٌ في يمينِ يحيى ** أم صارمٌ باتكُ الغِرارِ ) ( حاملُهُ للمعزِّ عَبْدٌ ** والسيفُ عبدٌ لذي الفَقار )
____________________
(1/162)
البحر : بسيط تام ( كانت مُساءلَةُ الرُّكبانِ تُخبرُنَا ** عنْ جعفر بن فلاّحٍ أطيبَ الخبرِ ) ( ثمّ التقينا فلا والله ماسمعت ** أذني بأحسن مما قد رأى بصري )
____________________
(1/163)
البحر : - ( صدقَ الفناءُ وكذبَ العمرُ ** وجلَ العظاتُ وبالغَ التَّذرُ ) ( إنّا وفي آمَالِ أنفُسِنَا ** طُولٌ وفي أعمارِنَا قِصَرُ ) ( لنرى بأعيُننَا مصارعنَا ** لو كانتِ الألبْابُ تعتبِرُ ) 4 ( ممّا دهانا أنّ حاضرنا ** أجفانُنَا والغائِبَ الفِكَرُ ) 5 ( فإذا تَدَبَّرْنَا جَوارِحَنا ** فأكلَّهنّ العينُ والنّظرُ ) 6 ( لو كانَ للألباب مُمتحِنٌ ** ما عدَّ منها السّمعُ والبصرُ ) 7 ( أيُّ الحياةِ ألذُ عيشتها ** من بعدِ علمي أنّني بشر ؟ ) 8 ( خرستْ لعمرُ اللهِ ألسننا ** لمّا تكلّمَ فوقنا القدرُ ) 9 ( هلْ ينفعني عزُّ ذي يمنٍ ** وحجولهُ واليمنُ والغرّر )0 ( ومَقاليَ المحمولُ شاردُهُ ** ولسانيَّ الصمصامةُ الذكر )
____________________
(1/164)
1( ها إنّها كأسٌ بَشِعتُ بهَا ** لا مَلجَأٌ منْها ولا وَزَر )( أفنّتركُ الأيّامَ تفعل مَا ** شاءتْ ولا نسطو فننتصر )( هلاّ بأيدينا أسنّتنا ** في حين نُقْدِمُها فتَشْتَجرِ )4 ( فانبذ وشيجاً وارمِ ذا شُطبٍ ** لا البِيضُ نافعةٌ ولا السُّمُر )5 ( دنيا تُجمِّعُنا وأنْفُسُنا ** شذرٌ على أحكامها مذر )6 ( لو لم تُرِبْنا نابُ حادثها ** إنّا نَراها كيفَ تأتَمِر )7 ( ما الدّهرُ إلاّ ما تحاذرهُ ** هفواتهُ وهناتهُ الكبر )8 ( والليثُ لبدتهُ وساعدهُ ** ودَرِيَّتَاهُ النّابُ والظّفُر )9 ( في كلِّ يومٍ تحتَ كلكلهِ ** ترةٌ جبارٌ أو دمٌ هدرُ )0 ( وهو المخوفُ بناتُ سطوتهِ ** لو كانَ يعفو حينَ يقتدرُ )
____________________
(1/165)
2( أقسمتُ لا يبقى صباحُ غدٍ ** مُتَبَلِّجٌ ، وأحَمُّ مُعتكِرُ )( تفنى النّجومُ الزهرُ طالعةً ** والنَّيَّرانِ : الشمسُ والقَمَرُ )( ولئِنْ تَبَدّتْ في مَطالِعِها ** منظومةً فلسوفَ تنتثرُ )4 ( ولئن سَرى الفَلَكُ المُدارُ بها ، ** فلسوفَ يسلمه وينفطرُ )5 ( أعقيلةَ الملكِ المشيّعها ! ** هذا الثَّناءُ وهذِه الزُّمَرُ )6 ( شهدَ الغمامُ وإنْ سقاكَ حياً ** أنّ الغَمامَ إليكَ مُفْتَقِرُ )7 ( كم من يدٍ لكَ غيرِ واحدةٍ ** لا الدَّمعُ يكفُرُها ولا المَطَرُ )8 ( ولقدْ نزلتِ بنيّةٍ علمتْ ** ما قدْ طوتهُ فهي تفتخرُ )9 ( تَغدو عَليها الشّمسُ بازِغَةً ** فتحجُّ ناسكةً وتعتمرُ )0 ( وتكادُ تذهلُ عنْ مطالعها ** ممّا تُراوِحُها وتَبتَكِرُ )
____________________
(1/166)
3( فقفوا تضرجْ ثمَّ أنفسنا ** لا الصّافناتُ الجردُ العكرُ )( سفحتْ دماءُ الدّارعينَ بها ** حتى كأنَّ جفونهمْ ثغرُ )( الهاتكِينَ بها الضُّلوعَ إذا ** ما رجّعوا الذّكراتِ أو زفروا )4 ( راحوا ، وقد نَضجتْ جوانحُهم ** فيها قلوبهمُ وما شعروا )5 ( وحنوا على جمرٍ ضلوعهمُ ** فكأنما أنفاسهمْ شررُ )6 ( ويَكادُ فُولاذُ الحَديدِ معَ ** المهجاتِ والعبراتِ يبتدرُ )7 ( فكأنّما نامَتْ سُيوفُهُمُ ** واستَيقَظَتْ من بعدِ ما وُتِرُوا )8 ( فتقطّعتْ أغمادها قطعاً ** وأتت إليهمْ وهي تعتذرُ )9 ( لم يَخلُ مَطلَعُها ولا أفَلَتْ ** وبنو أبيها الأنجمُ الزّهرُ ) 40 ( وبَنو علّيٍ لا يُقالُ لهم : ** صبراً وهمْ أسدُ الوغى الضّبرُ )
____________________
(1/167)
4( إنّ التي أخلَتْ عَرينَهُمُ ** أضحتْ بحيثُ الضّيغمُ الهصر ) 4( منْ ذللَ الدّنيا ووطدها ** حتى تلاقَى الشّاءُ والنَّمِر ) 4( بلغتْ مراداً من فدائِهِمُ ** والأمُّ في الأبناءِ تُعتَقَر ) 44 ( تأتي الليالي دونها ولها ** في العُقْر مجدٌ ليس يَنعقر ) 45 ( أبقَتْ حديثاً من مآثِرِهَا ** يَبقى وتَنْفَدُ قبلَه الصُّور ) 46 ( فإذا سَمعتَ بذِكرِ سُودَدِهَا ** ليلاً أتاكَ الفجرُ ينفجرُ ) 47 ( ولقد تكون ومن بدائِعها ** حِكَمٌ ومن أيّامِها سِيرَ ) 48 ( إنّا لَنؤتَى من تَجارِبِهَا ** علماً بما نأتي وما نذرُ ) 49 ( قسمتْ على ابنيها مكارمها ** إنّ التراثَ المجْدُ لا البِدَر ) 50 ( حتى تولتْ غيرَ عاتبةٍ ** لم يَبقَ في الدنيا لها وَطَر )
____________________
(1/168)
5( من بعدِ ما ضُرِبَتْ بها مَثَلاً ** قَحطانُ واستُحيَتْ لها مُضَر ) 5( ** صفوٌ فهينٌ بعدهُ كدر ) 5( وإذا انتَهَيتَ إلى مدَى أملٍ ** دركاً فيومٌ واحدٌ عمرُ ) 54 ( ولخيرُ عيشً أنتَ لابسهُ ** عيشٌ جنى ثمراتهِ الكبر ) 55 ( ولكُلِّ سابِقِ حلبةٍ أمَدٌ ** ولكلَّ واردِ نهلَةٍ صَدَر ) 56 ( وحُدودُ تعميرِ المعمَّرِ أن ** يسمو صعوداً تمّ ينحدرُ ) 57 ( والسيْفُ يبلى وهو صاعقةٌ ** وتُنالُ منه الهامُ والقَصَر ) 58 ( والمرءُ كالظلِّ المديدِ ضُحىً ** والفيُْ يحسرهُ فينحسرُ ) 59 ( ولقدْ حلبتُ الدّهرَ أشطرهُ ** فالأعذَبانِ الصّابُ والصَّبِر ) 60 ( غَرَضٌ تَراماني الخُطوبُ فَذا ** قوسٌ وذا سَهْمٌ وذا وَتَر )
____________________
(1/169)
6( فجزعتُ حتى ليسَ بي جزعٌ ** وحذرتُ حتى ليسَ بي حذر )
____________________
(1/170)
البحر : بسيط تام ( تنبّأَ المتنبي فيكمُ عصرا ** ولو رأى رأيكم في شعرِه كفَرا ) ( مهْلاً فلا المتنبّي بالنبيّ ولا ** أعدّوا أمثالهُ في شعرهِ السورا ) ( تهتمْ علينا بمرآه وعلّكمُ ** لمْ تدركوا منهُ لا عيناً ولا أثرا ) 4 ( هذا على أنّكُم لم تُنصِفوه ولا ** أورثتموه حميدَ الذكر إن ذُكِرا ) 5 ( وَيْلُمِّهِ شاعراً أخمَلْتُموه ولم ** نعلمْ لهُ عندنا قدراً ولا خطرا ) 6 ( فقد حَمَلتُمْ عليهِ في قصائِدِهِ ** وما يُضْحِكُ الثَّقَلَينِ الجِنَّ والبشَرا ) 7 ( صَحَّفْتُمُ اللّفظَ والمعنى عليهِ معاً ** في حالةٍ وزعمتمْ أنهُ حصرا ) 8 ( إذ تقسمونَ برأس العيرِ أنّكمُ ** شافهتموهُ فهلْ شافهتمْ الحجرا ؟ ) 9 ( فما يقولُ لنا القرطاسُ ويلكُمُ ** إنّا نَرَى عِظَةً فيكُم ومُعتَبَرا )0 ( شعراً أحَطتُمْ بهِ عِلماً كأنّكُمُ ** فاوضتم العيرَ في فحواهِ والحمرا )
____________________
(1/171)
1( فلو يُصِيخُ إليكم سمْعُ قائِلِهِ ** ما باتَ يعمَلُ في تحبيرِه الفِكَرا )( أريتموني مثالاً من روايتكم ** كالأعجميَّ أتى لا يُفصِحُ الخبَر )( أصمٌ أعمى ولكنّي سهرتُ لهُ ** حتى رددتُ إليهِ السّمعَ والبصرا )4 ( كانتْ معانيه ليلاً فامتعضْتُ لَهُ ** حتى إذا ما بهَرنَ الشمسَ والقمرا )5 ( ضجرتمْ وأتانا من ملامكمُ ** ومن معاريضكم ما يشبهُ الضجرا )6 ( تترى رسائلكمْ فيهِ ورسلكمُ ** إذا أتَتْ زُمَراً أردفْتُمُ زُمَرا )7 ( فلو رأى ما دهاني من كتابكمُ ** وما دها شعرهُ منكم لما شعرا )8 ( ولو حرصتم على إحياءَ مهجتهِ ** كما حرَصْتُم على ديوانه نُشِرا )9 ( هبوا الكتابَ رددناهُ برمتهِ ** فمنْ يردُ لكم أذهانه أخرا ؟ )0 ( لئن أعدْتُ عليكُم منْهُ ما ظَهَرا ** فما أعَدْتُ عليكُمْ منْه ما استترا )
____________________
(1/172)
2( أعَرْتُموني نفسياً منه في أدَمٍ ** فمنَ لكم أن تعاروا البحثَ والنظرا ؟ )
____________________
(1/173)
البحر : وافر تام ( وليلٍ بتُّ أسقاها سلافاً ** معتقةً كلون الجلنار ) ( كأن حبابها خرزاتُ درٍّ ** عَلَتْ ذَهَباً بأقْداحِ النُّضَارِ ) ( بكفِ مقرطقٍ يزهى بردفٍ ** يضيقُ بحَملِهِ وُسعُ الإزار ) 4 ( أقمتُ لشربها عبثاً وعندي ** بناتُ اللهو تعبثُ بالعقار ) 5 ( ونجمُ الليلِ يركضُ في الدّياجي ** كأنّ الصُّبْحَ يطلبُهُ بثار )
____________________
(1/174)
البحر : بسيط تام ( وذي نِجادٍ هِرَقْلّيٍ يُشَرِّفُهُ ** كأنهُ أجلٌ يسطو بهِ قدرُ ) ( كأنّما مَسَحَ القَينُ الجري به ** كفاً وقد نهشتهُ حيةٌ ذكر )
____________________
(1/175)
البحر : رجز تام ( وبنتِ أيكٍ كالشبابِ النّضر ** كأنّها بينَ الغُصُونِ الخُضْرِ ) ( جنانُ بازٍ أو جنانُ صقرِ ** قد خلّفتهُ لقوةٍ بوكرِ ) ( كأنّما مجَّتْ دماً منْ نَحرِ ** أو نشأتْ في تُرْبةٍ من جمر ) 4 ( أو رَوِيَتْ بجَدْوَلٍ من خمْرِ ** لو كفَّ عنها الدهرُ صَرْفَ الدهر ) 5 ( جاءت بمثل النهدِ فوق الصدرِ ** تفترُّ عن مثلِ اللثاتِ الحمر ) 6 ( في مثلِ طعم الوصلِ بعدَ الهجرِ ** )
____________________
(1/176)
البحر : طويل ( وذي شُطَبٍ قد جَلَّ عن كلِّ جوهرٍ ** فليس له شَكلٌ وليس له جِنسُ ) ( كما قابلتْ عينٌ من اليمِّ لجّةً ** وقد نحرتها من مطالعها الشمسُ )
____________________
(1/177)
البحر : رمل تام ( سقتني الخمرَ بعيني قاتلي ** لا يلاقي منكِ مثلي عطشا ) ( أحبَاباً ما أرى في الكأس أمْ ** صنع المزجُ عليها حنشا ؟ ) ( باتَ ساقيها كراقي حَيّةٍ ** فإذا مدّ يميناً نهشا ) 4 ( لا تقلْ عذّرَ من تيمني ** إنّما طرَّزَ باسمي وَوَشَى ) 5 ( إنما خطَّ على عارضهِ ** مثلَ ما في خاتمي قدْ نقشا )
____________________
(1/178)
البحر : بسيط تام ( قد أكملَ الله في ذا السيفِ حِلْيَتَهُ ** واختالَ باسم معزَّ الدين مُنتَقَشا ) ( كأنّ أفعى سَقَتْ فولاذَه حُمَةً ** وألبستْ جلدهُ من وشيها نمشا )
____________________
(1/179)
البحر : كامل تام ( أحببْ به قنصاً إلى متقنصِ ** وفريصةً تُهدى إلى مُستفرِصِ ) ( من أين هذا الخشفُ جاذبَ أحبلي ** فلأفحصنّ عنه وإن لم يفحصِ ) ( بل طيفُ نازحةٍ تصرّمَ عهدها ** إلاّ بقايا ودٍّ ها المستخلص ) 4 ( تدنيكَ من كبدٍ عليكَ عليلةٍ ** و تمدُّ من جيدٍ إليكَ منصَّص ) 5 ( شَعثاءُ تَسري في الكرَى بمحاجِرٍ ** لم تكتحل وغدائرٍ لم تعقص ) 6 ( ثَقُلَتْ روادفُها وأُدمَجَ خَصرُها ** فأتتكَ بينَ مفعَّمٍ ومخمَّصْ ) 7 ( ما أنتَ من صلتانَ يهدي أينقاً ** خوصاً بنجمٍ في الدُّجنَّةِ أخوص ) 8 ( و يميلُ قمّتهُ النُّعاسُ كأنّهُ ** في أُخرَياتِ الليّل ذِفرَى أوقَص ) 9 ( و الفجرُ من تلك الملاءةِ ساحبٌ ** و الليلُ في منقدِّ تلك الأقمص )0 ( قد باتَ يَمطُلُني سِناً حتى إذا ** عجلَ الصّباحُ به فلم يتربَّص )
____________________
(1/180)
1( ألقى مؤلَّفةَ النجوم قلائداً ** من كلِّ إكلِيلٍ علية مفصَّص )( من يذعرُ السِّرحانَ بعد ركائبي ** أو من يصي ليل التّمام كما أصي )( ذرني وميدانَ الجيادِ فإنّما ** تُبْلى السوابقُ عندَ مَدِّ المِقبَص )4 ( لُقّيتُ نعْماءَ الخُطوب وبُؤسَهَا ** و سبكت سبكَ الجوهر المتخلّص )5 ( فإذا سَعَيْتُ إلى العُلى لم أتّئِدْ ** وإذا اشترَيْتُ الحمدَ لم أسترْخصِ )6 ( شارفْت أعنانَ السّماءِ بهِمّتي ** ووطِئتُ بَهْرامَ النجوم بأخمَصي )7 ( مَن كان قَلبي نصلُهُ لم يَهتَبِلْ ** أو كان يحيى ردأه لم ينكص )8 ( يا أيّها التالي كتابَ سَماحِهِ ** هو ذلك القَصَص المعَلّى فاقصص )9 ( قلْ في نوالٍ للزّمانِ مبخَّلٍ ** قل في كمالٍ للورى مستنقص )0 ( رُدّي عليه يا غمامَةُ جُودَه ** أو أفرديه بالمحامد واخصصي )
____________________
(1/181)
2( متهلِّلٌ والعرفُ ما لم تجلهُ ** بالبِشْرِ كالإبريزِ غيرَ مُخَلَّص )( لا تدَّعي دعوى أتتكِ تكذُّباً ** كتكذُّبي وتخرُّصاً كتخرّصي )( خَطَبَتْ مآثِرَهُ المُلوكُ تعلّماً ** فنَبَتْ عن المعْنى البعيدِ الأعْوَص )4 ( يا مشرفيُّ استجدْ له من بينهمْ ** ياباطلُ ازهقْ يا حقيقةُ حَصْحِصيْ )5 ( عشيتْ به مقلُ الكماةِ فلو سرى ** كردوسةٌ في ناظرٍ لم يشخص )6 ( أمختَّماً منهمْ بقائمِ سيفهِ ** وموَشَّحاً بنِجادِهِ المتقلِّص )7 ( نيل الكواكبِ رمتَ لا نيل العلى ** فزِدِ المكارِمَ بَسْطةً أو فانقُص )8 ( للهِ دَرُّ فَوارِسِ أزدِيّةٍ ** أقْبَلْتَهَا غيرَ البِطانِ الحُيَّص )9 ( يتبسَّمونَ إلى الوغى فشفاهمُ ** هُدّلٌ إلى أقْرانِهِمْ لم تَقْلِص )0 ( ذرنا من اللّيثِ الذي زعموا فهل ** جرَّبتَهُ في معركٍ أو مَقْنَص ؟ )
____________________
(1/182)
3( ما هاجهُ أنْ كنتَ لم تنحتْ لهُ ** ظفراً وما خطبُ الفريص المفرص )( هجَرَتْ يدايَ النصْلَ إن لم أنبعِثْ ** بمبحِّثْ عن شأنه ومفحِّص )( نظمَتْ معاني المجدِ فيك نفُوسَها ** بأدقَّ من معنى البديعِ وأعوص )4 ( لو كنتَ شمسَ غمامةٍ لم تنتقبْ ** أو كنتَ بدرَ دجنَّةٍ لم تنقص )5 ( إن كان جرْماً مثلُ شكري فاغتفِرْ ** أو كان ذنْباً ما أتَيْتُ فمَحِّص )6 ( تَفّديكَ لي يومَ الأسِنّةِ مُهْجَةٌ ** لم تَظْمَ عندك في حشاً لم تَخمَص )7 ( أبَني عليٍّ ! لا كفَرْتُ أيادياً ** أغلَيْتَني في عصرِ لؤم مُرْخِصِ )8 ( جاورتُكم فَجرتمُ من أعظُمي ** ووصلتمُ من ريشيَ المتحصِّص )9 ( لا جادَ غيرَكمُ السحابُ فإنّكُمْ ** كنتمْ لذيذَ العيشِ غيرَ منفَّص ) 40 ( كم في سرادقِ ملككم من ماجدٍ ** عممٍ وفينا منْ وليٍّ مخلص )
____________________
(1/183)
4( قد غصَّ بالماءِ القراحِ وكان لوْ ** يسقى المثمَّلُ عندكم لم يغصص ) 4( وإذا استكانَ منَ النّوَى وعذابِها ** فإلى لسانٍ في الثناء كمفرص ) 4( صنعٌ يؤلَّفُ من نظامِ كواكبٍ ** طلعتْ لغيرِ كثيّرٍ والأحوص ) 44 ( مُتبلَّجاتٌ قيل في أزدِيَّهَا ** ما قيل في أسْدِيّةِ ابنِ الأبرص ) 45 ( هل ينهنّي إنْ حرصتُ عليكمُ ** فأتَى على المقدار من لم يحرِص ) 46 ( من قال للشَّعرى العَبور كذا اعبُري ** كرهاً وقال لأختها الأخرى اغمصي )
____________________
(1/184)
البحر : بسيط تام ( ألؤلؤٌ دمعُ هذا الغيثِ أم نقطُ ** ما كان أحْسَنَهُ لو كان يُلتَقَطُ ) ( بينَ السّحابِ وبينَ الريحِ ملحمةٌ ** قعاقعٌ وظبىً في الجوِّ تخترطُ ) ( كأنّهُ ساِخطٌ يَرضى على عَجَلٍ ** فما يدومُ رضىً منه ولا سخط ) 4 ( أهْدى الرّبيعُ إلينا روضةً أُنُفاً ** كما تنفّسَ عن كافورهِ السَفط ) 5 ( غمائمٌ في نواحي الجوَّ عاكفَةٌ ** جَعْدٌ تَحَدَّرَ منها وابلٌ سَبِط ) 6 ( كأنّ تهتانها في كلِّ ناحيةٍ ** مَدٌّ من البحرِ يعلو ثم ينهبط ) 7 ( والبَرْق يَظهرُ في لألاءِ غرَّتِهِ ** قاضٍ من المُزْنِ في أحكامه شَطط ) 8 ( وللجَديَدينِ من طُولٍ ومن قِصَرٍ ** حبلانِ منقبضٌ عنّا ومنبسط ) 9 ( والأرْضُ تبسُطُ في الثرى وَرَقاً ** كما تنشَّرُ في حافاتها البسطُ )0 ( والرّيحُ تَبعَثُ أنفاساً مُعَطَّرَةً ** مثلَ العبيرِ بماءِ الوَرد يختلِط )
____________________
(1/185)
1( كأنّما هي أنفاسُ المعزِّ سرتْ ** لا شُبْهَةٌ للنّدى فِيهَا ولا غَلَط )( تاللهِ لو كانت الأنواء تشبهه ** ما مَرَّ بُؤسٌ على الدّنْيا ولا قَنَط )( شَقّ الزمانُ لنا عن نورِ غُرّتِهِ ** عن دولةٍ ما بها وهنٌ ولا سقط )4 ( حتّى تسلَّطَ منهُ في الورى ملكٌ ** زينتْ بدولتهِ الأملاك والسُّلط )5 ( يختطُّ فوق النُّجوم الزُّهرِ منزلةً ** لم يدنُ منها ولم يقرنْ بها الخططْ )6 ( إمامُ عدلٍ وفى في كلِّ ناحيةٍ ** كما قضَوْا في الإمامِ العدلِ واشترطوا )7 ( قد بانَ بالفضلِ عن ماضٍ ومؤتَنِفٍ ** كالعِقدِ عن طرَفَيْه يفضُلُ الوسَط )8 ( لا يغتدي فرحاً بالمالِ يجمعهُ ** و لا يبيتُ بدنيا وهو مغتبط )9 ( لكنّهُ ضدُّ ما ظنَّ الحسودُ بهِ ** وفوقَ ما ينتهي غالٍ ومنبِسط )0 ( يزري بفيض بحارِ الأرض لو جمعتْ ** بنان راحتهِ المُغلَولِبُ الخَمِط )
____________________
(1/186)
2( وجْهٌ بجَوْهَرِ ماء العرْش متّصِلٌ ** عِرْقٌ بمحض صريحِ المجد مرتبط )( شمسٌ من الحقّ مملوءٌ مطالِعُها ** لا يهتدي نحوها جورٌ ولا شطط )( يروِّعُ الأسدَ منه في مكامنها ** سيفٌ له بيمينِ النّصرِ مخترط )4 ( خابتْ أُميّةُ منه بالّذي طلبَتْ ** كما يخيبُ برأسِ الأقرعِ المشط )5 ( و حاولوا من حضيض الأرض إذ غضبوا ** كوكباً عن مرامي شأوها شحطوا )6 ( هذا وقد فَرّقَ الفُرقانُ بينكما ** بحيْثُ يفترِقُ الرِّضْوانُ والسَخط )7 ( الناسُ غيركُمُ العُرقوبُ في شرَفٍ ** وأنْتُمُ حيْث حَلَّ التْاجُ والقُرُط )8 ( ولستُ أشكُو لنفْسي في مودَّتِكُم ** لأنّكمْ في فؤادي جيرةٌ خلط )9 ( يا أفضَلَ الناس من عُرْبِ ومن عَجَمٍ ** و آلِ أحمدَ إن شبّوا وإن شمطوا )0 ( ليهنكَ الفتحُ لا أنّي سمعتُ بهِ ** و لا على اللّه فيما شاءَ أشترط )
____________________
(1/187)
3( لكن تفاءلْتُ والأقدارُ غالبَةٌ ** و اللّهُ يبسطُ آمالاً فتنبسط )( ولستُ أسألُ إلاّ حاجَةً بَلَغَتْ ** سؤلَ الإمام بهاالرُّكّاضةُ النُّشط )( من فوْقِ أدهَمَ لا يَجتازُ غايَتَهُ ** نجمٌ من الأفقِ الشمسيِّ منخرط )4 ( يَحْتَثُّهُ راكبٌ ضاقَتْ مذاهبُهُ ** بادي التشحُّبِ في عُثْنُونِه شَمَط )5 ( إنّ الملوكَ إذا قيسوا إليكَ معاً ** فأنتَ من كثرةٍ بحرٌ وهم نقط )
____________________
(1/188)
البحر : طويل ( أرقتُ لبرقٍ يستطيرُ له لمعُ ** فعصفرَ دمعي جائلٌ من دمي ردعُ ) ( ذكرتكَ ليلَ الركبِ يسري ودوننا ** على إضمٍ كثبانُ يبرينَ فالجزع ) ( و للّه ما هاجتْ حمامةُ أيكةٍ ** إذا أعلنتْ شجواً أسرَّ لها دمع ) 4 ( تداعتْ هديلاً في ثيابِ حدادها ** فخفِّضَ فرعٌ واستقلَّ بها فرع ) 5 ( و لم أدرِ إذ بثّتْ حنيناً مرتَّلاً ** أشَدْوٌ على غُصْنِ الأراكةِ أم سَجْع ) 6 ( خليليَّ ! هبّا نصطبحها مدامةً ** لها فَلَكٌ وَتْرٌ به أنجُمٌ شَفْع ) 7 ( تَلِيّةِ عامٍ فُضَّ فيه خِتامُهَا ** خلا قبلهُ التسعون في الدَّنِّ والتسع ) 8 ( إذا أبدَتِ الأزْبادَ في الصَّحن راعَنا ** بِرازُ كميِّ البأسِ من فوقه دِرع ) 9 ( سأغدوا عليها وهي إضريجُ عَندَمٍ ** لها منظرٌ بدعٌ يجئُ به بدع )0 ( و أتبعُ لهوي خالعاً ويطيعني ** شبابٌ رطيبٌ غُصْنُهُ وجنىً يَنْع )
____________________
(1/189)
1( لعمرُ اللّيالي ما دجى وجهُ مطلبي ** ولاضاق في الأرض العريضة لي ذرْع )( وتعرفُ مني البيدُ حرقاً كأنَّما ** توغّلَ منهُ بينَ أرجائها سمع )( وأبيضَ محْجوبِ السُّرادقِ واضِحٍ ** كبدر الدجى للبرق من بشره لمع )4 ( إذا خرسَ الأبطالُ راقكَ مقدماً ** بحيثُ الوشيجُ اللَّدنُ تعطفُ والنَّبع )5 ( وكلُّ عمِيمٍ في النّجادِ كأنَّمَا ** تمطّى بمتنيهِ على قرنهِ جذع )6 ( إلى كلّ باري أسهمٍ متنكبٍ ** لهنَّ كأنّ الماسِخِيَّ له ضِلع )7 ( تشكّى الأعادي جعفراً وانتقامهُ ** فلا انجلتِ الشكوى ولا رئبَ الصَّدع )8 ( و لمّا طغوا في الأرض أعصرَ فتنةٍ ** وكان دبيبَ الكفر في الدولة الخَلع )9 ( سموتَ بمجرٍ جاذبَ الشمسَ مسلكاً ** و ثارَ وراءَ الخافقينِ له نقع )0 ( فألقَى بأجْرَامٍ عليهِمْ كأنّمَا ** تكفّتْ على أرضٍ سمواتها السَّبع )
____________________
(1/190)
2( كتائبُ شلّتْ فابذعرّتْ أميَّةٌ ** فأوْجُهُهَا للخزي أُثفِيّهٌ سُفع )( فمهْلاً عليهم ! لا أبَا لأبِيهِمِ ** فللّهِ سهمٌ لا يطيشُ له نزع )( ألا ليتَ شعري عنهمُ أملوكهمْ ** تُدبِّرُ ملكاً أمْ إماؤهمُ اللُّكع )4 ( تجافوا عن الحصن المشيدِ بناؤهُ ** وضاقَ بهم عن عزم أجنادهم وُسْع )5 ( وقد نَفِدَتْ فيه ذخائرُ مُلكهم ** )6 ( تعفّى فما قلنا سقيتَ غمامةً ** و لا أنعمْ صباحاً بعدهم أيها الرَّبع )7 ( و راحَ عميدُ الملحدينَ عميدهم ** لأحشائهِ من حرِّ أنفاسهِ لذع )8 ( فقُل لمُبِينِ الخسْرِ رأيتَ مَا ** تَراءتْ له الرايات تَخفِقُ والجَمْع )9 ( تشرَّفتَ من أعلامها ودعوتهُ ** فخرَّ ملبّي دعوةٍ ما له سمع )0 ( ** أظَلَّكَ من دَوح الكنَهْبلِ يا فَقْع )
____________________
(1/191)
3( و تلك بنو مروانَ نعلاً ذليلةً ** لواطئِ أقدامٍ وأنتَ لها شسع )( و لو سرقوا أنسابهم يومَ فخرهم ** و نزوتهم ما جاز في مثلها القطع )( لأجفَلَ إجفالاً كنَهورُ مُزْنِهِم ** فلم يبقَ إلاّ زبرجٍ منه أو قشع )4 ( أبا أحمدَ المحمودَ لا تكفرَنّ مَا ** تقلّدتَ وليشكرْ لك المنُّ والصُّنع )5 ( هي الدولةُ البيضاء فالعفو والرّضَى ** لمقتبلٍ أو السّيفُ والنِّطع )
____________________
(1/192)
البحر : طويل ( رأيْتُ بعيني فوقَ ما كنتُ أسمعُ ** و قد راعني يومٌ من الحشرِ أروعُ ) ( غداةَ كأنّ الأفقَ سدّ بمثلهِ ** فعادَ غروبُ الشمسِ من حيثُ تطلع ) ( فلمْ أدرِ إذ سلَّمت كيفَ أُشيِّعُ ** و لم أدرِ إذ شيّعتُ كيفَ أودِّع ) 4 ( وكيف أخوض الجيشَ والجيشُ لُجّةٌ ** وإنّي بمن قد قاده الدهرَ مولَع ) 5 ( وأين ومالي بين ذا الجمع مسلكُ ** ولا لجوادي في البسيطة موضع ) 6 ( ألا إنّ هذا حشدُ من لم يذقْ لهُ ** غرارَ الكرى جفنٌ ولا بات يهجع ) 7 ( نصيحتهُ للملكِ سدّتْ مذاهبي ** و ما بين قيدِ الرُّمحِ والرُّمحُ إصبع ) 8 ( فقد ضرعتْ منه الرّواسي لما رأتْ ** فكيف قلوب الإنس والإنس أضرع ) 9 ( فلا عسكرٌ من قبلِ عسكرٍ جوهرٍ ** تخبُّ المطايا فيه عشراً وتوضع )0 ( تسيرُ الجبالُ الجامداتُ بسَيرِهِ ** و تسجدُ من أدنى الحفيفِ وتركعُ )
____________________
(1/193)
1( إذا حَلّ في أرضٍ بناها مَدائِناً ** و إن سار عن أرضٍ ثوتْ وهي بلقع )( سموتُ لهُ بعد الرّحيلِ وفاتني ** فأقسمتُ ألاَ لاءمَ الجنبَ مضجع )( فلمّا تداركتُ السُّرادقَ في الدّجى ** عَشَوْتُ إليْه والمشاعلُ تُرفَع )4 ( فتخرقُ جيبَ المزن والمزنُ دالحٌ ** وتُوقِدُ موجَ اليَمِّ واليَمُّ أسفَع )5 ( فبِتُّ وباتَ الجيشُ جَماً سميرُهُ ** يُؤرِّقُني والجِنُّ في البِيدِ هُجّع )6 ( ولله عَيْنَا مَنْ رآه مُقَوِّضاً ** ولاحَتْ مع الفَجرِ البَوارقُ تَلمع )7 ( وأوحَتْ إلينا الوَحشُ ما الله صانِعٌ ** بنا وبكم من هول ما نتسمّع )8 ( و لم تعلمِ الطيرُ الحوائمُ فوقنا ** إلى أين تستذري ولا أين تفزّعُ )9 ( إلى أنْ تَبَدّى سيْفُ دولةِ هاشمٍ ** على وجههِ نورٌ من اللّه يسطع )0 ( كأنّ ظِلالَ الخفِقاتِ أمامَهُ ** غمائِمُ نَصْرٍ الله لا تَتَقَشّع )
____________________
(1/194)
2( كأنّ السيوفَ المُصْلَتاتِ إذا طَمَتْ ** على البرِّ بحرٌ زاخرُ الموجِ مترع )( كأنّ أنابيبَ الصِّعادِ أراقمٌ ** تَلَمَّظُ في أنيابِها السمُّ مُنقَع )( كأنّ العِتاقَ الجُرْدَ مجْنوبَةً لَهُ ** ظباءٌ ثنتْ أجيادها وهي تتلع )4 ( كأنّ الكماةَ الصِّيدَ لمّا تغشمرتْ ** حواليهِ أسدُ الغيلِ لا تتكعكع )5 ( فتَخرُقُ جَيبَ المُزْنُ دالِحٌ ** سيولُ نداهُ أقبلتْ تتدفّع )6 ( كأنّ سِراع النُّجْبِ تُنشَرُ يَمْنَةً ** على البيدِ آلٌ في الضّحى يترفّع )7 ( كأنّ صِعابَ البُختِ إذ ذُلِّلَتْ لهُ ** أسارى ملوكٍ عضَّها القدُّ ضرَّع )8 ( كأنّ خلاخِيلَ المطايا إذا غدتْ ** تَجَاوَبُ أصْداءُ الفَلا تترّجّع )9 ( يُهٍ يِّجُ وَسواسُ البُرِينَ صَبابَةً ** عليها فتغرى بالحنينِ وتولع )0 ( لقد جَلّ مَن يَقتادُ ذا الَخلقَ كلَّه ** و كلٌّ له من قائمِ السيفِ أطوع )
____________________
(1/195)
3( تَحُفُّ به القُوّادُ والأمرُ أمرُهُ ** ويَقدُمهُ زِيُّ الخِلافةِ أجمَع )( ويَسحَبُ أذيالَ الخِلافَةِ رادِعاً ** به المسكُ من نشرِ الهدى يتضوّع )( له حُلَلُ الإكرامِ خُصَّ بفضلها ** نَسائجَ بالتِّبْرِ المُلمَّعِ تَلمَع )4 ( بُرودُ أمِيرِ المُؤمِنِينَ بُرودُه ** كساهُ الرِّضى منهنَّ ما ليس يخلع )5 ( و بين يديهِ خيلهُ بسروجهِ ** تُقادُ عليهِنَّ النُّضَارُ المُرصَّع )6 ( وأعْلامُهُ مَنْشُورَةٌ وقِبابُهُ ** و حجّابهُ تدعى لأمرٍ فتسرع )7 ( مليكٌ ترى الأملاكَ دونَ بساطهِ ** و أعناقهم ميلٌ إلى الأرض خضَّع )8 ( قِياماً على أقدامِهَا قد تَنَكَبّتْ ** صوارمها كلُّ يطيعُ ويخضع )9 ( تَحِلُّ بيوتُ المالِ حيثُ يَحِلُّهُ ** و جمُّ العطايا والرِّواقُ المرفَّع ) 40 ( إذا ماجَ أطنابُ السُّرادقِ بالضُّحى ** وقامَتْ حَواليْهِ القَنا تتَزَعْزَع )
____________________
(1/196)
4( وسَلَّ سيوفَ الهند حول سريره ** ثمانون ألفاً دارعٌ ومقنَّع ) 4( رأيتُ منِ الدنيا إليه منوطةٌ ** فيمضي بما شاء القضاءُ ويصدع ) 4( و تصحبهُ دارُ المقامة حيثما ** أناخَ وشملُ المسلمينَ المجمّع ) 44 ( و تعنو له الساداتُ من كلِّ معشرٍ ** فلا سيّدٌ منه أعزُّ وأمنعُ ) 45 ( فللّه عينا من رآه مخيّماً ** إذا جمَعَ الأنصارَ للإذنِ مجُمَع ) 46 ( و أقبلَ فوجٌ بعد فوجٍ فشاكرٌ ** له أو سؤولٌ أو شفيعٌ مشفَّعْ ) 47 ( فلم يفْتَأُوا من حُكم عدلٍ يَعُمُّهُمْ ** و عارفةٍ تسدى إليهم وتصنع ) 48 ( يسوسُهُمُ منْهُ أبٌ متَكَفِّلٌ ** برعي بنيهِ حافظٌ لا يضيِّع ) 49 ( فسِتْرٌ عليهم ففي الملِمّاتِ مُسْبَلٌ ** وكَنْزٌ لهم عند الأئمّة مُودَع ) 50 ( بَطيءٌ عن الأمرِ الذي يرهونَهُ ** عَجُولٌ إليهِمْ بالنَّدى مُتَسَرِّع )
____________________
(1/197)
5( و للّه علينا منْ رآه مقوِّضاً ** إذا جعلتْ أولى الكتائبِ تسرع ) 5( و نودي بالتّرحال في فحمةِ الدجى ** فجاءتهُ خيلُ النّصرِ تردي وتمزع ) 5( فلاحَ لها من وجهِهِ البدرُ طالعاً ** وفي خَدّهِ الشِّعْرَى العَبورُ تَطَلّع ) 54 ( و أضحى مردَّىً بالنِّجادِ كأنّهُ ** هزبرُ عرينٍ ضمّ جنبيهِ أشجع ) 55 ( فكبّرتِ الفرسانُ للّهِ إذ بدا ** و ظلّ السّلاحُ المنتضى يتقعقع ) 56 ( وحفَّ بهِ أهلُ الجِلادِ فمقُدمٌ ** و ماضٍ وإصليتٌ وطلقٌ وأروع ) 57 ( و عبَّ عبابُ الموكبِ الفخم حولهُ ** وزَفّ كما زَفّ الصّباحُ المُلَمَّع ) 58 ( و ثار بريّا المندليِّ غبارهُ ** و نشِّرَ فيه الروض والروض موقع ) 59 ( و قد ربّيتْ فيهِ الملوكُ مراتباً ** فمن بين متبوعٍ وآخرَ يتبع ) 60 ( ** ويقدُمُهَا منْه العزيزُ الممنَّع )
____________________
(1/198)
6( و ما لؤمتْ نفسٌ تقرُّ بفضلهِ ** ) 6( لقد فازَ منهُ مشرقُ الأرضِ بالّتي ** تفيضُ لها من مغربِ الأرضِ أدمع ) 6( ألا كلُّ عَيشٍ دونَهُ فمحرَّمٌ ** و كلُّ حريمٍ بعده فمضيَّع ) 64 ( وإنّ بِنا شوقاً إليْهِ ولَوعَةً ** تكادُ لها أكيادنا تتصدّع ) 65 ( و لكنما يسلي من الشوقِ أنّهُ ** لنا في ثغورِ المجدِ والدِّين أنفع ) 66 ( و أنّ المدى منه قريبٌ وأنّنا ** إليه من الإيماء باللّحظِ أسرَع ) 67 ( فسِرْ أيها المَلْكُ المُطاعُ مُؤيَّداً ** فللدّينِ والدنيا إليك تطلُّعُ ) 68 ( و قد أشعرتْ أرضُ العراقينِ خيفةً ** تكادُ لها دارُ السّلام تضعضع ) 69 ( وأعطَتْ فلسطينُ القِيادَ وأهلها ** فلم يبقَ منها جانبٌ يتمنّع ) 70 ( وما الرّملَةُ المقصورةُ الحَظوِ وحدها ** بأوّلِ أرضٍ ما لها عنك مفزع )
____________________
(1/199)
7( وما ابنُ عُبَيد اللّهِ يدعوكَ وحدَهُ ** غداةَ رأى أن ليسَ في القوس منزع ) 7( بل الناس ، كلُّ الناسِ يدعوك ، غيرَه ، ** فلا أحدٌ إلاّ يذلُ ويخضع ) 7( وإنّ بأهلِ الأرضِ فقراً وفاقةً ** إليك وكلُّ النّاس آتيك مُهّطِع ) 74 ( ألا إنّما البرهانُ ما أنتَ موضِحٌ ** من الرأيِ والمقدارُ ما أنتَ مزمع ) 75 ( رحلتَ إلى الفُسطاطِ أيمنَ رِحْلَةٍ ** بأيمنِ فالٍ في الذي أنتَ مجمع ) 76 ( و لمّا حثثتَ الجيشَ لاحَ لأهلهِ ** طريقٌ إلى أقصى خرسانَ مهيع ) 77 ( إذا استقبَلَ الناسُ الرّبيعَ وقد غَدَتْ ** مُتونُ الرُّبَى في سُندُسٍ تتلفّع ) 78 ( وقد أخضَلَ المُزْنُ البلادَ ففُجِّرَتْ ** ينابيعُ حتى الصّخْرُ أخضَلُ أمرَع ) 79 ( و أصبحتِ الطُّرقُ التي أنتَ سالكٌ ** مُقدَّسَةَ الظُّهْرانِ تُسقى وتُربَع ) 80 ( و قد بسطتْ فيها الرياضُ درانكاً ** من الوشيِ إلاّ أنّها ليس تُرقعَ )
____________________
(1/200)
8( وغَرّدَ فيها الطيرُ بالنَصْرِ واكتَسَتْ ** زرابيَّ من أنوارها لا توشَّع ) 8( سقاها فروّاها بك الله آنِفاً ** فنِعْمَ مَرَادُ الصّيْفِ والمُتَرَبَّع ) 8( و ما جهلتْ مصرٌ وقد قيل من لها ** بأنّكَ ذاك الهِبْرِزِيُّ السَّمَيذع ) 84 ( و أنّك دون الناس فاتحُ قفلها ** فأنتَ لها المرجوُّ والمتوقَّع ) 85 ( فإنْ يكُ في مصرٍ رجالُ حلومِهَا ** فقد جاءهم نيلٌ سوى النيلِ يهرع ) 86 ( ويمّمَهُمْ مَنْ لا يَغيرُ بنعْمَةٍ ** فيسلبهمْ لكن يزيدُ فيوسع ) 87 ( و لو قد حططتَ الغيثَ في عقرِ دارهمْ ** كشَفتَ ظلامَ المَحْلِ عنهم فأمرعوا ) 88 ( وداويتَهم من ذلك الدّاءإنّهُ ** إلى اليوّمِ رِجْزٌ فيهمُ ليس يُقْلِع ) 89 ( و كفكفتَ عنهم من يجور ويعتدي ** وأمّنْتَ منهم من يخافُ ويجْزَع ) 90 ( إذاً لرأوا كيفَ العطايا بحقّها ** لسائلِها منهُمْ وكيْفَ التبرُّع )
____________________
(1/201)
9( وأنساهمُ الإخشِيدَ مَن شِسْعُ نَعلِهِ ** أعزُّ من الإخشيدِ قدْراً وأرفَع ) 9( سيعلمُ مَن ناواك كيف مصيرُهُ ** ويُبْصِرُ مَن قارعتَهُ كيفَ يُقْرَع ) 9( إذا صلتَ لم يكرمْ على السيفِ سيّدٌ ** و إن قلتَ لم يقدمْ على النطق مصقع ) 94 ( تقيك اللّيالي والزمانُ وأهلهُ ** ومُصْفِيكَ مخْضَ الودَ والمُتصَنِّع ) 95 ( ** وأنتَ امرُؤ بالسّعي للملك مُولَع ) 96 ( تعبتَ لكيما تعقبَ الملكَ راحةً ** فمَهْلاً ! فِداكَ المستريحُ المُوَدِّع ) 97 ( فأشفقْ على قلبِ الخلافةِ إنّهُ ** ) 98 ( تحمَّلتَ أعباءَ الخلافةِ كلّها ** وغيرُكَ في أيّام دُنْياهُ يَرَتع ) 99 ( فو اللهِ ما أدري أصدركَ في الذي ** تُدَبّرهُ أم فضّلُ حلمك أوسع )00 ( نصحتَ الإمامَ الحقَّ لمّا عرفتهُ ** و ما النُّصحُ إلاّ أن يكونَ التّشيُّعُ )
____________________
(1/202)
10( فأنتَ أمينُ اللّهِ بعد أمينهِ ** و في يدكَ الأرزاقُ تعطي وتمنع )0( سموتَ من العليا إلى الذُّروة الّتي ** تُرى الشمسُ فيها تحت قدرِكَ إل )04 ( إلى غايةٍ ما بعدها لكَ غايةٌ ** وهل خلفَ أفلاكِ السموات مطلع )05 ( إلى أينَ تَبغي ، ليس خَلفك مَذهبٌ ** ولا لجوادٍ في لحاقك مطمع )
____________________
(1/203)
البحر : كامل تام ( قد سَار بي هذا الزّمانُ فأوجَفَا ** و محا مشيي من شبابي أحرفا ) ( إلاّ أكُنْ بَلَغَتْ بيَ السّنُّ المَدى ** فلقد بلغتُ من الطّريقِ المنصفا ) ( فأمّا وقد لاحَ الصّباحُ بلمَّتي ** وانجابَ ليلُ عَمايَتي وتكشَّفا ) 4 ( فلئنْ لهَوْت لألهُونَّ تصنُّعاً ** ولئن صَبَوْتُ لأصْبُوَنَّ تكلُّفا ) 5 ( ولئن ذكرْتُ الغانياتِ فخَطرةٌ ** تعتادُ صبّاً بالحسانِ مكلَّفا ) 6 ( فلقد هززتُ غصونها بثمارها ** وهَصَرْتُهُنّ مهَفْهَفاً فمهفهفا ) 7 ( والبان في الكُثبانِ طَوْعُ يدي إذا ** أومأتُ إيماءً إليْهِ تعطَّفَا ) 8 ( ولقد هززتث الكأسَ في يدِ مثلها ** وصحوتُ عمّا رقّ منها أو صفا ) 9 ( فرددتها من راحتيهِ مزّةً ** و شربتها من مقلتيهِ قرقفا )0 ( ما كان أفتكني لو اخترطتْ يدي ** من ناظِرَيْكِ على رقيبِكِ مرْهَفا )
____________________
(1/204)
1( و خدورِ مثكِ قد طرقتُ لقومها ** متعرَّضاً ولأرضها متعسِّفا )( بأقَبَّ لا يَدَعُ الصّهيلَ إلى القَنا ** حتى يلوكَ خِطامَها المتقصِّفا )( يسري فأحسبُ عناني قائفاً ** متفرِّساً أو زاجِراً متعيِّفا )4 ( يرمي الأنيسَ بعسمعيْ وحشيّةٍ ** قد أوجسا من نبأةٍ فتشوَّفا )5 ( فتقدَّما وتنصّبا وتذلّقا ** وتلطّفَا وتشرّفَا وتحرّفَا )6 ( و تكنّفاني ينفصانِ ليَ الدّجى ** فإذا أمنت ترصّدُا فتخوّفا )7 ( فكأنّما وقع الصّريخُ إليهِما ** بحصارِ أنطاكيّةٍ فاسترجفا )8 ( ثغرٌ أضاعَ حريمهُ أربابهُ ** حتى أهينَ عزيزهُ واستضعفا )9 ( يصلُ الرّنينَ إلى الرّنينِ لحادثٍ ** يربدُّ منه البدرُ حتى يُكسَفا )0 ( ما لي رأيتُ الدِّينَ قَلّ نَصيرُهُ ** بالمَشرِقَينِ وذلَّ حتى خُوِّفَا ؟ )
____________________
(1/205)
2( ** يا للزّمانِ السَّوءِ كيف تصرّفا )( من كلِّ مسودّ الضَّميرِ قد انطوى ** للمسلمينَ على القِلى وتَلَفَّفا )( عُبْدانُ عُبْدانٍ وتبّع تُبّعٍ ** فالفاضلُ المفضولُ والوجه القَفا )4 ( أسَفي على الأحرارِ قَلّ حِفاظُهم ** إن كان يُغني الحُرَّ أن يتأسّفا )5 ( لا يُبْعِدَنَّ اللّهُ إلاّ مَعْشَراً ** أضحوا على الأصنامِ منكم عكَّفا )6 ( هلاّ استعانَ بأهلِ بيتِ محمّدٍ ** من لم يجدْ للذُّلِّ عنكمْ مصرفا )7 ( يا ويلكمْ أفما لكم من صارخٍ ** إلاّ بثغرٍ ضاعَ أو دينٍ عفا )8 ( فمدينَةٌ من بعد أُخرى تُستَبَى ** و طريقةٌ من بعد أخرى تقتفى )9 ( حتى لقد رَجَفَتْ ديارُ ربيعَةٍ ** و تزلزلتْ أرضُ العراق تخوُّفاً )0 ( و الشامُ قد أودى وأودى أهلهُ ** إلاّ قليلاً والحجازُ على شفا )
____________________
(1/206)
3( فعجبتُ من أن لا تَميدَ الأرضُ من ** أقطارها وعجبتُ أن لا تخسفا )( أيسرُّ قوماً أنَّ مكّةَ غودرتْ ** بمجرِّ جيش الرُّومِ قاعاً صفصفا )( أو أنّ ملحودَ النبيَّ ورمسهُ ** بمدارجِ الأقدامِ ينسَفُ مَنسَفا )4 ( فترَبّصُوا فاللّهِ مُنْجِزُ وَعْدِهِ ** قد آنَ للظّلماءِ أن تتَكشّفَا )5 ( هذا المُعِزُّ ابنُ النبيِّ المُصْطفَى ** سيَذُبُّ عن حَرْمِ النبيِّ المُصْطفى )6 ( في صدر هذا العامِ لا يلوي على ** أحدٍ تلفَّتَ خلقهُ وتوقَّفا )7 ( و أنا الضّمينُ لهُ بملكِ قيادهمْ ** طَوْعاً إذا الملِكُ العنيفُ تعَجْرَفا )8 ( و بعطفِ أنفسهم هدّى وندىً فلو ** )9 ( فإلى العراقِ وذَرْ لِمَنْ قدّمْتَهُ ** مِصْراً فهذا مُلكُ مصرٍ قد صَفا ) 40 ( و أرى خفيّاتِ الأمورِ ولم تكنْ ** ببصيرةٍ تجلو القضاءَ المسدفا )
____________________
(1/207)
4( فكأنَّني بالجيش قد ضاقتْ بهِ ** أرضُ الحجازِ وبالمواسمِ دُلَّفا ) 4( و بكَ ابنَ مستنِّ الأباطحِ عاجلاً ** قد صِرتَ غيث من اجتدى ومن اعتفى ) 4( وعنَتْ لك العُرْبُ الطِّوال رِماحها ** و استجفلتْ ممّا رأتهُ تخوفاً ) 44 ( و أزدرتَ قبرَ أبيكَ قبرَ محمّدٍ ** بملائكِ اللّهِ العُلى متكنَّفا ) 45 ( ورقَيتَ مَرقاهُ وقُمْتَ مقامَهُ ** في بُرْدَةٍ تُذري الدموعَ الذُّرَّفا ) 46 ( متلِّقدا سيفينِ سيفَ اللهِ منْ ** نصرٍ وسيفَكَ ذا الفَقارِ المُرهَفا ) 47 ( لِيَقِرَّ تحتكَ عودُ منبرِهِ الّذي ** لا يستقرٌ تحسُّراً وتلهُّفا ) 48 ( وتُعيدُ روْضَتَهُ كأوّلِ عَهدِهَا ** ) 49 ( وكأنّني بك قد هَزِجْتَ مُلبّياً ** وهَدَجْتَ بينَ شِعابِ مكّة والصَّفا ) 50 ( وكأنّني بِلِواءِ نَصرِكَ خافِقاً ** قد حامَ بينَ المروتينِ ورفرفا )
____________________
(1/208)
5( والحِجْرِ مُطَّلِعاً إليكَ تشَوُّقاً ** والركْنِ مُهْتَزاً إليكَ تشَوُّفا ) 5( و سألتُ ربَّ البيتِ بابنِ نبيّهِ ** وجعلتكَ الزُّلفى إليه فأزلفا ) 5( و هربتُ منهُ إليهِ في حرماتهِ ** أدعوهُ مبتهلاً وأسألُ ملحفا ) 54 ( وكأنّني بك قد بلغْتُ مآربي ** و قيتُ من نسكِ المودِّع ما كفى ) 55 ( وخطبتُ قبلَ القوْمِ خطبةَ فيصَلٍ ** أثني عليك فوعدُ ربَّك قد وفى ) 56 ( وطبتُ بالزَّوراء أُخرَى مثلَهَا ** ووقفُ بينَ يديكَ هذا المواقفا )
____________________
(1/209)
البحر : طويل ( أليلتنا إذ أرسلتْ وارداً وحفا ** وبتنا نرى الجوزاءَ في أذنها شنفا ) ( وباتَ لنَا ساقٍ يقوم على الدّجَى ** بشمعةِ نجمٍ لا تقطُّ ولا تطفى ) ( أغنُّ غضيٌ ضٌ خفّف اللّينُ قدَّهُ ** و ثقّلتِ الصّهباءُ أجفانهُ الوطفا ) 4 ( ولم يُبْقِ إرعاشُ المدامِ لَهُ يَداً ** ولم يُبْقِ إعناتُ التثنّي له عِطفا ) 5 ( نَزيفٌ قضاهُ السِّكْرُ إلاّ ارتجاجَهُ ** إذا كلَّ عنه الخصرُ حمَّلَّه الرَّدفا ) 6 ( يقولون حِقْفٌ فوقه خَيْزُرانَةٌ ** أما يعرفونَ الخيزرانةَ والحقفا ) 7 ( جعلنا حشايانا ثيابَ مُدامِنَا ** و قدّتْ لنا الظلماءُ من جلدِها لحفا ) 8 ( فمن كبدٍ تدني إلى كبد هوىً ** ومن شفةٍ توحي إلى شفةٍ رشفا ) 9 ( بعيشك نبِّه كأسه وجفونهُ . . . فقد نبِّهَ ** فقد نبِّه الإبريقُ من بعدِ ما أغفى )0 ( وقد وَلّتِ الظّلماءُ تقفو نجومَها ** و قد قام جيشُ الفجرِ للّيل واصطفا )
____________________
(1/210)
1( وولّتْ نجُومٌ للثُّرَيّا كأنّهَا ** خواتيمُ تَبْدو في بَنان يدٍ تَخْفى )( ومَرّ على آثارِهَا دَبَرَانُهَا ** كصاحبِ ردءٍ كمنِّتْ خيله خلفا )( و أقبلت الشِّعرى العبورُ مكبّةً ** بمرزمها اليعبوبِ تجنبهُ طرفا )4 ( وقد بادَرَتْها أُخْتُها منْ ورائِها ** لتَخْرُقَ من ثِنْيَتيْ مجَرَّتها سِجفا )5 ( تخافُ زئيرَ الليثِ يقدمُ نثرةً ** وبَرْبَرَ في الظلماء يَنسِفها نَسْفا )6 ( كأنّ السِّماكَينِ اللّذينِ تَظاهَرا ** على لبدتيهِ ضامنانِ له حتفا )7 ( فذا رامحٌ يُهوي إليه سِنانَهُ ** وذا أعزَلٌ قد عَضَّ أنمُلَهُ لَهْفا )8 ( كأنّ رقيبَ النجمِ أجدَلُ مَرْقَبٍ ** يقلِّبُ تحتَ الليل في ريشه طرفا )9 ( كأنّ بني نَعشٍ ونعشاً مَطافِلٌ ** بوجرةَ قد أضللنَ في مهمهٍ خشفا )0 ( كأنّ سهيلاً في مطالعِ أفقهش ** مُفارِقُ إلْفٍ لم يَجِدْ بعدَه إلفا )
____________________
(1/211)
2( كأنّ سهاها عاشقٌ بين عوَّد ** فآوِنَةً يَبدو وآونَةً يَخْفى )( كأنّ مُعلَّى قُطبِها فارسٌ لَهُ ** لِواءانِ مركوزانِ قد كرِه الزحفا )( كأنّ قُدامَى النَّسر والنَّسْرُ واقعٌ ** قصصنَ فلم تسمو الحوافي به ضعفا )4 ( كانّ أخاه حينَ دوّم طائراً ** أنَّ دون نصف البدر فاختطفَ النصفا )5 ( كأنّ الهَزيعَ الآبنُوسيَّ لونُهُ ** سَرَى بالنسيج الخُسرُوانيِّ مُلتفْا )6 ( كأنّ ظلامَ الليلِ إذ مالَ مَيْلَةً ** صريعُ مُدامٍ باتَ يشرَبُها صِرفا )7 ( كأنّ عمودَ الفجرِ خاقانُ عسكرٍ ** من التركِ نادى بالنجاشيَ فاستحفى )8 ( كأنّ لِواءَ الشمسِ غرَّةُ جعْفَرً ** رأى القرنَ فازدادتْ طلاقته ضعفا )9 ( وقد جاشَتِ الدأماءُ بِيضاً صَوارِماً ** ومارنَةً سُمْراً وفَضْفاضةً زَغْفا )0 ( و جاءتْ عتاقُ الخيل تردي كأنها ** تخطُّ له أقلامُ آذانها صحفا )
____________________
(1/212)
3( هنالكَ تلقى جعفراً غيرَ جعفرٍ ** و قد بدِّلتْ يمناهُ من رفقها عنقا )( و كائنْ تراهُ في الكريهةِ جاعلاً ** عزيمتَهُ بَرْقاً وصولتَه خَطْفا )( و كائنْ تراهُ في المقامةِ جاعلاً ** مشاهده فصلاً وخطبته حرفا )4 ( وتأتي عطاياهُ عِدادَ جُنُودِهِ ** فما افترقتْ صنفاً ولا اجتمعتْ صنفا )5 ( ويَعْيَا بما يأتي خطيبٌ وشاعِرٌ ** وإن جاوز الإطناب واستغرق الوصفا )6 ( هوَ الدهرُ إلاّ أنّني لا أرى له ** على غير من ناواه خَطْباً ولا صَرْفا )7 ( إذا شهدَ الهيجاءَ مدّتْ لهُ يداً ** كأنّ عليها دملجاً منهُ أو وقفا )8 ( و صالَ بها غضبانَ لو يستقي الذي ** تُريقُ عواليه من الدّم ما استَشفى )9 ( جزيلُ الندى والباس تصدرُ كفُّه ** و قد نازلتْ ألفاً وقد وهبتْ الفا ) 40 ( يدٌ يستهلُّ الجود فيها معَ النّدى ** ويعبَقُ منها الموتُ يومَ الوغى عَرفا )
____________________
(1/213)
4( و ما سدّد الاملاكُ من قبل جعفرٍ ** و لا انكروا نكراً ولا عرفوا عرفا ) 4( هُمُ ساجَلوه والسَّماحُ لأهْلِهِ ** فأكدوا وما أكدى واصفوا وما أصفى ) 4( وإذا أصلدوا أورى وإنْ عجلوا ارتأى ** وإنْ بخلوا أعطى وإن غدروا أوفى ) 44 ( فللمجدِ ما أبقَى وللجودِ ما اقتَنى ** وللناسِ ما أبدى وللّهِ ما أخفى ) 45 ( يغول ظُنونَ المُزْنِ والمُزْنُ وافِرٌ ** ويُغرِق موْجَ البحرِ والبحرُ قد شَفّا ) 46 ( فلو أنني شبهتهُ البحرُ زاخراً ** خشيتُ بكونِ المدحِ في مثلهِ قدْ فا ) 47 ( وما تعدلُ الأنواءُ صغرى بنانهِ ** فكيفَ بشئٍ يعدلُ الزّند والكفا ) 48 ( مليكُ رقابِ النّاسِ مالكُ ودَّهمْ ** كذلكَ فليستصفِ قوماً من استصفى ) 49 ( فتىً تَسْحَبُ الدّنيا بهِ خُيَلاءهَا ** وقد طمَحَتْ طَرفاً وقد شمَختْ أنفا ) 50 ( وتسْألُهُ النّصْفَ الحوادثُ هَونةً ** وكانت لقاحاً لمْ تسلْ قبلهُ النّصفا )
____________________
(1/214)
5( وكانتْ سماءُ اللّهِ فوْقَ عِمادِهَا ** إلى اليوْم لم تُسقِطْ على أحَدٍ كِسفا ) 5( وقد مُلِئَتْ شُهْباً فلمّا تمرّدَتْ ** حواليهُ أعداءُ الهدى أحدثتْ قذفا ) 5( ألا فامِزجوا كأس المُدامِ بِذكْرِهِ ** فلن تجِدُوا مَزْجاً أرَقَّ ولا أصْفى ) 54 ( تَبَغْدَدَ منْهُ الزّابُ حتى رأيْتُهُ ** يهبّ نسيمُ الروض فيهِ فيستجفى ) 55 ( تكادُ عقودُ الغانياتِ تؤودهُ ** رَفاهِيَةً والجوُّ يَسْرِقُه لُطْفا ) 56 ( بحيْثُ أبو الأيّامِ يَلحَفُني لهُ ** جَناحاً وأُمُّ الشمس تُرضِعُني خِلفا ) 57 ( فلا منزلاً ضنكاً تحلُّ ركائبي ** ولا عقداً وعثاً ولا سبسباً قفّا ) 58 ( تسيرُ القوافي المُذهَباتُ أحوكُها ** فتمضي وإن كانتْ على مجدكم وقفا ) 59 ( منَ اللاء تغدو وهي في السّلم مركبي ** ولو كانتِ الهيجاءُ قدَّمتُها صَفّا ) 60 ( يمانِيّةٌ في نَجْرِها أزدِيّةٌ ** أفصّلها نظماً وأحكمها رصفا )
____________________
(1/215)
6( صرفتُ عِنانَ الشعر إلاّ إليكُمُ ** وفيكمْ فإني ما استطعتُ لكم صرفا ) 6( وما كنْتُ مَدّاحاً ولكنْ مُفَوَّهاً ** يلبّى إذا نادى ويكفى إذا استكفى ) 6( أبا أحمدٍ ! قد كان في الأرض مَوئِلٌ ** فلم أبغِ لي ركْناً سواكَ ولا كهفا ) 64 ( وأنتَ الذي لم يُطلِع اللّهُ شَمسَهُ ** على أحَدٍ منْهُ أبَرَّ ولا أوفى ) 65 ( وما الشمس تكسو كلَّ شيء شُعاعَها ** بأسبغَ عندي من نَداك ولا أضفى ) 66 ( أخذتَ بضَبغي والخطوبُ رَوَاغِمٌ ** فسمتُ زماني كلّهُ خطةً خسفا ) 67 ( فمن كبدٍ لمّا اعتللتَ تقطّعتْ ** ومنْ أذنٍ صمّتْ ومنْ ناظرٍ كفّا ) 68 ( وقد كان لي قلْبٌ فغودرَ جَمْرَةً ** عليك وعيشٌ سجسجٌ فغدا رَضفا ) 69 ( ولمْ أرى شيئاً مثلَ وصلِ أحبّتيّ ** شِفاءً ولكن كان بُرؤكَ لي أشفى ) 70 ( وكيفَ اتّراكي فيك بَثّاً ولوعَةً ** ولم تترك رحماً لقومي ولا عطفا )
____________________
(1/216)
7( أمنتُ بكَ الأيامَ وهي مخوفةٌ ** ولو بيديكَ الخلدُ أمّنتني الحتفا )
____________________
(1/217)
البحر : خفيف تام ( طلبُ المجِد من طريقِ السّيوفِ ** شرَفٌ مُؤنِسٌ لنَفسِ الشريفِ ) ( إنّ ذُلَّ العزيزِ أفظعُ مَرْأى ** بينَ عيبنيهِ من لقاءِ الحتوفِ ) ( ليس غيرُ الهَيجاءِ والضربةِ الأخْ ** دودِ فيها والطَعْنَةِ الإخطيف ) 4 ( أنا مِن صارِمٍ وطِرْفٍ جَوادٍ ** لستُ من قُبّةٍ وقصرٍ منيفِ ) 5 ( ليس للمجدِ مَن يَبيتُ على المج ** دِ بسَعيٍ وانٍ ونَفسٍ عَزُوفِ ) 6 ( وعدتني الدّنيا كثيراً فلمْ أظ ** فَرْ بغيَرِ المِطالِ والتسويق ) 7 ( كلّما قلّبَ المحدِّدُ فيها اللح ** ظَ ولّى بناظرٍ مطروفِ ) 8 ( علّمَتني البيداءُ كيفَ ركوبُ ال ** ليلِ والليلُ كيفَ قطعُ التَّنوف ) 9 ( إنّ أيّامَ دهرِنَا سَخِفَاتٌ ** فهي أعوانُ كلِّ وغدٍ سخيفِ )0 ( زمنٌ أنتَ يا أبا الجعرِ فيهِ ** ليسَ من تالدٍ ولا من طريفْ )
____________________
(1/218)
1( إنّ دَهْراً سَمَوْتَ فِهِ عُلُوّاً ** لوضيعِ الخطوبِ وغدُ الصروفِ )( إنّ شأواً طلبتهُ في زمانٍ ال ** ملكِ عندي لشأوُ بينَ قذوف )( إنّ رأياً تديره لمعنَّىً ** بضَلالِ الإمضاء والتّوقيف )4 ( إنّ لفظاً تلوكهُ لشيبهٌ ** بكَ في منظرِ الجفاءِ الجليف )5 ( كاذبُ الزَّعم مستحيلُ المعاني ** فاسِدُ النّظمِ فاسدُ التأليف )6 ( أنتَ لا تعتدي لتدبيرِ مُلْكٍ ** إنّما تغتذي لرغمِ الأنوفِ )7 ( نِلْتَ ما نِلْتَ لا بعقْلٍ رصينٍ ** في المساعي ولا برأيٍ حصيف )8 ( أبقِ لي جعفراً أبا جعفرٍ لا ** ترمِ يوميهِ بالنّآدِ العسوف )9 ( أنت في دولةِ الحبيبِ إلينا ** فترفَّقْ بالماجدِ الغطريف )0 ( فإذا ما نعبتَ شرَّ نعيبٍ ** فعلى غير ربعهِ المألوف )
____________________
(1/219)
2( لستُ أخشَى إلا عليه فكن بال ** أريحِيِّ الرّؤوفِ جِدَّ رؤوفِ )( إنما الزّابُ جَنّةُ الخُلْدِ فِيهَا ** من نَداهُ غضارةُ التفويف )( كيفَ قارنتَ منهُ بدراً تماماً ** و له منكَ جوزهرُّ الكسوف )4 ( كيفَ صاحبتَهُ بأخلاقِ وَغْدٍ ** لا يني في يبوسة وجفوف )5 ( كيفَ راهنتَ في السباقِ على ما ** فيك من وِنيَةٍ وباعٍ قَطوف )6 ( و اعتزامٍ يرى الأمورَ إذا أل ** قتْ قراعاً بناظرٍ مكفوف )7 ( و خنىً حالف بأنّكَ ما أص ** بحتَ يوماً لغيره بحليف )8 ( ما عجيبٌ بأنْ لعبتَ بدهرٍ ** نائِمٍ طرفُهُ وخَطْبٍ تريف )9 ( و لذا صارَ كلُّ ليثٍ هزبرٍ ** قانعاً من زمانه بالغريف )0 ( إنّ في مغربِ الخلافةِ داءً ** ليس يُبريهِ غيرُ أُمِّ الحُتوف )
____________________
(1/220)
3( إنَّ فيه لشعبةً من بني مر ** و ان تنبي عن كلً أمرٍ مخوف )( إنّ في صدرِ أحمدٍ لبني أح ** مدَ قلْباً يَهمي بسَمٍّ مَدوف )( متخلٍّ من اثنينِ برىء ٌ ** من إمامٍ عدلٍ ودينٍ حنيف )4 ( ليس مستكثراً لمثلك انْ يف ** رقَ بينَ الشّريفِ والمشروف )5 ( يا مُعِزَّ الهُدى ! كفانيَ أنّي ** لكَ طَودٌ على أعاديكَ مُوف )6 ( وإذا ما كواكب الحربِ شُبَّتْ ** لم أكُنْ للرْماحِ غيرَ رديف )7 ( أنطوي دائماً على كبدٍ حرّى ** على حبكمْ وقلبٍ رجوف )8 ( أنا عينُ المقرِّ بالفضلِ إنْ انْ ** كرَ قومٌ صنائعَ المعروف )9 ( لم أُحاربْ نورَ الهدى بالدَّياجي ** وحرُوفَ القُرآنِ بالتَّحْريف ) 40 ( مثل هذا العميدِ بالجِبتِ والطّا ** غوتِ منهم والهائم المشغوف )
____________________
(1/221)
4( ما استضاف الهجاء حتى تأنّا ** ك أبا جعفَراً بغَيرِ مُضيف ) 4( إنْ تستَّرتَ عن عياني فما حي ** لةُ عينيكَ في الخيال المطيف )
____________________
(1/222)
البحر : خفيف تام ( قمْنَ في مأتمٍ على العُشّاقِ ** ولَبِسْنَ الحِدادَ في الأحداقِ ) ( و بكينَ الذِّماءَ بالعنمِ الرَّ ** بِ المُقنّى وبالخُدود الرِّقاقِ ) ( و منحنَ الفراقَ رقّةَ شكوا ** هنَّ حتّى عشِقْتُ يومَ الفِراق ) 4 ( و معَ الجيرةِ الذينَ غدوا دم ** عٌ طليقٌ ومهجةٌ في وثاق ) 5 ( حاربتهمْ نوائبُ الدّهرِ حتى ** آذَنُوا بالفِراقِ قبْلَ التّلاقي ) 6 ( وَدَنَوْا للوَداعِ حتى ترى الأج ** يادَ فوقَ الأجياد كالأطواق ) 7 ( يومَ راهنتُ في البكاء عيوناً ** فتقدّمتُ في عنانِ السِّباقِ ) 8 ( أمنَعُ القَلْبَ أن يذوبَ ومَنْ يم ** نعُ جَمْرَ الغَضا عن الإحْراقِ ) 9 ( ربَّ يومٍ لنا رقيقِ حواشي الل ** هوِ حُسْناً ، جَوّالِ عِقْد النِّطاق )0 ( قد لَبِسْنَاهُ وهو من نَفَحاتِ ال ** مسكِ ردعُ الجيوب ردعُ التّراقي )
____________________
(1/223)
1( و الأبارقُ كالظِّباءِ العواطي ** أوجَسَتْ نَبْأةً الجِياد العِتاق )( مصْغِياتٌ إلى الغِناءِ مُطِلاّ ** تٌ عليه كثيرةُ الإطراق )( و هي شمُّ الانوف يشمخن كبراً ** ثمّ يَرْعُفْنَ بالدّمِ المُهراق )4 ( فدَّمَتْها السُّقاةُ كي يُوقِرُوهَا ** صَمَماً عن سَماعِ شادٍ وساق )5 ( فهي إمْا يَشكونَ ثِقْلاً من الوقْ ** ر وإمّا يبكينَ بالآماقِ )6 ( جنِّبوها مجالسَ اللهوِ والوص ** ل إذا ما خلونَ للعشّاق )7 ( فهي أدهى من الوشاة على مكنو ** نِ سِرِّ المتيَّمِ المُشتاقِ )8 ( تَرتَدي بالاكمامِ عَنْهَا حَيَاءً ** و هي غيدٌ يتلعنَ بالأعناقِ )9 ( لا تسلني عنِ اللّيالي الخوالي ** وأجِرْني منَ اللّيالي البَواقي )0 ( ضَرَبتْ بيْنَنَا بأبعَدَ ممّا ** بينَ راجي المُعِزِّ والإمْلاق )
____________________
(1/224)
2( كلُّ أسْرَارِ راحَتَيْهِ غَمَامٌ ** مُسْتَهِلًّ بِوابِلٍ غَيْداقِ )( فإذا ما سقاكَ منْ ظمإٍ جا ** وزَحدَّ التُقْيا إلى الإغراق )( في يديهِ خزائنَ اللهِ في الأر ** ضِ ولكنّها على الإنْفاقِ )4 ( وإذا ما دعا المقاديرَ للكو ** نِ أجَابَتْ لكُلِّ أمْرٍ وِفاقِ )5 ( لبِسَ العِيدُ منه ما يَلبَسُ الإي ** مانُ من نصلِ سيفهِ البرّاقِ )6 ( وجلا الفطرُ منه عن نبويٍّ ** أبيضِ الوجهِ أبيضِ الأخلاق )7 ( ساحباً من ذيولٍ مجرٍ لهامٍ ** تؤذنُ الأرضُ تحتهُ باصطفاق )8 ( ليس في العارِضِ الكَنَهْوَرِ شِبْهٌ ** منه غيرُ الإرْعَادِ والإبْراق )9 ( رفعتْ فوقهُ المغاويرُ شهباً ** من قَناً في سَماوةٍ من طِراق )0 ( وغمامٍ منْ ظلِّ ألويةِ النّصْ ** رِ فمن راجفٍ ومن خفّاق )
____________________
(1/225)
3( وعَرينٍ من كلَّ ليْثٍ هَصُورٍ ** كالِحِ النّابِ أسْجَرِ الحِملاق )( فوقهُ خيطةُ اللُّجينِ تهادى ** بيديْ كلِّ بهمةٍ مصداق )( من عدادِ البرهانِ موجودةٌ للخل ** قِ فيها دلائلُ الخلاّق )4 ( حَسُنَتْ في العُيونِ حتى حَسِبْنَا ** ها تردَّتْ محاسنَ الأخلاق )5 ( قد لَبِسْنَ العَجاجَ مُعتكِرَ اللّو ** نِ ولُكْنَ الحديدَ مُرَّ المَذاقِ )6 ( فإذا ما تَوَجّسَتْ مِنْهُ رِكْزاً ** نصبتْ منْ مؤلّلاتٍ دقاق )7 ( وتراهَا حُمْرَ السّنابِكِ مِمّا ** وطئتْ في الجماجمِ الأفلاق )8 ( اللّواتي مَرَقْنَ من أضْلُعِ النّصْ ** رِ لهُ أسهُماً على المُرّاق )9 ( أنتَ أصفيتهنَّ حبَّ سليما ** نَ قديماً للصّافناتِ العتاقِ ) 40 ( لو رأى ما رأيْتَ منْها إلى أنْ ** تتوارى شمسٌ بسجفِ الغساق )
____________________
(1/226)
4( لم يقلْ ردَّها عليَّ ولا يطْ ** فقُ مسحاً بالسُّوقِ والأعناق )
____________________
(1/227)
البحر : طويل ( أمِنْ أفْقِها ذاك السّنا وتألُّقُهْ ** يُؤرَّقُنَا لو أنّ وَجْداً يُؤرِّقِهْ ) ( وما انفكّ مُجتازٌ من البرْقِ لامِعٌ ** يشوِّقنا تلقاءَ من لا يشوِّقهْ ) ( وما إن خبا حتى حسبتُ من الدّجى ** على الأفْقِ زنجيّاً تكشَّفَ يَلمَقُه ) 4 ( تَخَلّلَ سِجْفَ الليلِ للّيلِ كالِئاً ** يراعيهِ بالصُّبحِ الجليِّ ويرمقه ) 5 ( ولم يكتحلْ غمضاً فباتَ كأنّما ** يروغُ إلى إلفٍ من المزنِ يعشقه ) 6 ( فمِنْ حُرَقٍ قد باتَ وَهْناً يَشُبُّهَا ** بذكراكِ تُذكَى في الفؤادِ فتُحرِقه ) 7 ( عنى الوالهَ المتبولَ منكِ ادِّكارهُ ** وأضناهُ طيْفٌ من خَيالكِ يَطرُقُه ) 8 ( لأبرحتُ من قلبٍ إليكِ خفوفهُ ** نِزاعاً ومن دَمْعٍ عليكِ تَرَقرُقُه ) 9 ( وَحَشْوَ القِبابِ المستقِلّةِ غَادَةٌ ** أجدَّد عهدَ الودِّ منها وتخلقه )0 ( غريرةُ دَلٍّ ضاقَ دِرْعٌ يزينُهَا ** وأقلَقَ مستنَّ الوِشاحَينِ مُقْلِقُه )
____________________
(1/228)
1( يميلُ بها اللحظُ العليلُ إلى الكرى ** إذا رَنّقَ التفتيرَ فيهِ مُرَنِّقه )( تهادى بعِطْفَيْ ناعِمٍ جاذَبَ النَّقَا ** منطَّقهُ حتى تشكّى مقرطقه )( يُغالِبُهَا سُكْرُ الشبابِ فتنثَني ** تَثَنّيَ غُصْنِ البانِ يَهتزُّ مُورِقُه )4 ( وما الوجدُ ما يعتادُ صبّاً بذكرها ** ولكنّهُ خبلُ التّصابي وأولقه )5 ( بودّي لو حيّا الرَّبيعُ ربوعها ** ونمَّقَ وشيَ الرّوضِ فيها منمَّقه )6 ( تقضّتْ ليالينا بها ونعيمها ** فكرَّ على الشَّمل الجميعِ مفرِّقه )7 ( أقولُ لسبّاقٍ إلى أمدِ العلى ** بحيثُ ثنى شأوَ المرهَّقِ مرهقه )8 ( لسعيكَ أبطا عن لحاق ابن جعفرٍ ** وسعى جهولٍ ظنَّ أنّك تلحقه )9 ( لَعلّك مُودٍ أن تقاذفَ تشأوُه ** إلى أمدٍ أعيا عليك تعلُّقه )0 ( لهُ خلقٌ كالرّوضِ يندي تبرُّعاً ** إذا ما نبا بالحرِّ يوماً تخلُّقه )
____________________
(1/229)
2( وكالمَشرَفيِّ العَضْبِ يَفري غِرارُهُ ** وكالعارضِ الوسميِّ يَنهَلُّ مُغدِقُه )( وكالكوكبِ الدُّرّيِّ يُحمدَ في الوغى ** تألُّقُ بيضِ المرهفاتِ تألُّقه )( ويعنفُ في الهيجاءِ بالقرن رفقهُ ** وأعنَفُ ما يسطو به السيْفُ أرفَقُه )4 ( لهُ من جُذامٍ في الذّوائبِ مَحتِدٌ ** زكا منبتاً في مَغرسِ المجدِ مُعرَقُه )5 ( رفيعُ بناءِ البيتِ فيهم مُشيدُهُ ** مطنِّبهُ بالمأثراتِ مروِّقه )6 ( همُ جوهرُ الأحساب وهولبابهُ ** وإفْرِندهُ المُعْشي العيونَ ورَونقُه )7 ( إذا ما تجلّى من مَطالِعِ سَعْدِهِ ** تجلّى عليك البدرُ يَلتاحُ مَشرِقُه )8 ( لَئِنْ مُلِئَتْ منهُ الجوانحُ رَهْبَةً ** لقد راقها من منظرِ العينِ مونقه )9 ( مُقَلَّصُ أثناءِ النّجادِ معَصَّبٌ ** بتاج العُلى بين السماكينِ مَفْرَقُه )0 ( لهُ هاجِسٌ يَفْري الفَرِيَّ كأنّهُ ** شبا مشرفيٍّ ليسَ ينبو مذلَّقه )
____________________
(1/230)
3( يُصيبُ بيانَ القوْل يُوفي بحَقّهِ ** على باطلِ الخصمِ الإلدِّ فيمحقه )( أطاعَ له بَدءُ السَّماحِ وعَودهُ ** فكان غَماماً لا يَغُبُّ تَدَفُّقُه )( دَلوحاً إذا ما شِمتَهُ افتَرَّ وَبْلُهُ ** وإلهامهُ سحّاً عليكَ وريقُه )4 ( إذا شاءَ قادَ الأعوَجِيّاتِ فيْلَقاً ** ومنْ بينِ أيديها الحمامُ وفيلقه )5 ( وكنتُ إذا ازورَّتْ لقومٍ كتيبةٌ ** وعارضها من عارضِ الطعنِ مبرقه )6 ( ** تسابقُ وقدَ الرّيحِ عدواً فتسبقه )7 ( تخطّى إلى النّهبِ الخميسَ ودونهُ ** سرادقُ خطيّاتهِ ومسردقه )8 ( إذا شارَفَتْهُ قلتَ سِربُ أجادِلٍ ** يُشارِفُ هَضْباً من ثَبيرٍ مُحلِّقُه )9 ( رعى اللهُ ابراهيمَ منْ ملكٍ حنا ** على المُلكِ حانِيهِ وأشفَقَ مُشفِقُه ) 40 ( وأورى بزند الأرقمِ الصِّلّ جعفَرٌ ** ولم يُعْيِهِ فَتْقٌ من الأرضِ يَرتُقه )
____________________
(1/231)
4( إلى ذاك رأيُ الهِبْرِزِيِّ إذا ارتأى ** وصِدْقُ ظنونِ الألمَعيِّ ومَصْدَقه ) 4( على كُلِّ قُطْرٍ منه لَفْتَةُ ناظِرٍ ** يُراعي بها الثّغْرَ القَصِيَّ ويَرمقُه ) 4( ** مُظاهِرُ عِقدِ الحزْمِ بالحزْم موثِقُه ) 44 ( فكم فِيهِمِ من ذي غِرارَينِ قد نَبَا ** ومدرهِ قومٍ قد تلجلجَ منطقه ) 45 ( يرونَ بإبراهيمَ سَهْماً يَريشُهُ ** لهم بالمَنَايا جعفرٌ ويُفوِّقُه ) 46 ( مؤازِرُهُ في عُنفُوانِ شبابهِ ** يُسَدِّدُهُ في هَدْيِهِ ويُوَفِّقُه ) 47 ( يطيبُ نسيمُ الزّابِ من طيبِ ذكرهِ ** كما فتّقَ المسكَ الذكيَّ مفتِّقه ) 48 ( ويعبَقُ ذاك التُّرْب من أوجُه الدجى ** كما فاحَ من نشرِ الأحبةِ أعبقه ) 49 ( وقد عمَّ من في ذلك الثغرِ نائلاً ** كما افترقتْ تهمي من المزن فرَّقه ) 50 ( أإخْباتهُ أحْفَى بهم أم حَنَانُهُ ** ورأفَتُهُ أم عَدْلهُ وتَرَفُّقُه )
____________________
(1/232)
5( ثَوَى بكَ عزُّ المُلكِ فيهم ولم تَزَلْ ** وأنتَ لهُ العلقُ النفيسُ ومعلقه ) 5( شَهِدْتُ فلا واللّهِ ما غابَ جَعفرٌ ** ولا باتَ ذا وجدٍ إليك يؤرِّقه ) 5( وبالمغرب الأقصَى قَريعُ كتائبٍ ** تخبُّ بمسراهُ فيرجفُ مشرقه ) 54 ( سيرضيكَ منهُ بالإيابِ وسعدهِ ** ويجمَعُ شَملاً شادَ مجْداً تَفَرُّقُه ) 55 ( ويشفي مشوقاً منكَ بالقربِ لوعةً ** وبَرْحَ غليلٍ في الجوانحِ يُقْلِقُه ) 56 ( ويُبْهِجُ أرض الزّاب بهجةَ سؤددٍ ** وتبهجهُ أفوفُ زهرٍ وتونقه ) 57 ( لك الخير قد طالتْ يدايَ وقصّرتْ ** يدا زمنٍ ألوى بنحضي يمزِّقه ) 58 ( كفى بعضُ ما أوْليْتَ فأذَنْ لِقافلٍ ** بفضلك زُمَّتْ للترَحُّلِ أينُقُه ) 59 ( أفضتَ عليه بالنّدى غيرَ سائلٍ ** بحاركَ حتى ظنَّ أنّك تغرقه ) 60 ( سأشكركَ النُّعْمَى عليَّ وإنّني ** بذاك لواني الشّأوِ عنكَ مرهَّقُه )
____________________
(1/233)
6( وما كحميدِ القولِ ينمي مزيده ** ولا كاليَدِ البيضاء عندي تحَقُّقُه ) 6( وما أنا أو مثلي وقولٌ يقوله ** إذا لم أكُنْ أُلفي به مَن يُصَدِّقُه )
____________________
(1/234)
البحر : بسيط تام ( أبلغ ربيعةَ عن ذي الحيِّ من يمنٍ ** أنّا نؤلفُ شملاً ليسَ يفترقُ ) ( أنّا وإياكمْ فرعاُِ من كرمٍ ** قدْ بوركا وزكا الأثمارُ والورق ) ( فلا طرائقُنا يوم الوغى قِدَدٌ ** شَتّى النِّجارِ ولا أهواؤنَا فِرَق ) 4 ( إنّا لَتَشْرُفُ أيامُ الفَخَارِ بِنَا ** حتى يقول عدانا إننا الفلق ) 5 ( فأنتمْ الغيثُ متّلجاً غواربهُ ** على العفاةِ ونحنُ الوابلُ الغدق ) 6 ( لكنّ سيدنا الأعلى وسيدكمْ ** على الملوكِ إذا قِيستْ به سُوَق ) 7 ( الواهبُ الألفَ إلاّ أنّها بِدَرٌ ** والطاعن الألفَ إلاّ أنّها تَسَق ) 8 ( تأتي عطاياه شتّى غيرَ واحدةٍ ** كما تَدافَعَ موج البحرِ يَصْطفِق ) 9 ( منها الرديّنيُّ في أنبوبهِ خطلٌ ** يومَ الهِياجِ وفي خَيشومِهِ ذَلَق )0 ( والمَشرَفِيّةُ والخِرْصانُ والحَجَفُ ال ** منضودُ واليلبُ المضون والحلق )
____________________
(1/235)
1( من كلِّ أبيضَ مسرودِ الدخارص من ** أيامَ شيبانَ فيهِ المسكُ والعلق )( و الماسخيةُ والنّبلُ الصّوائبُ في ** ظباتها الجمرُ لكنْ ليسَ يحترق )( و الوشيُ والعصبُ والخيماتُ يضربها ** بالبدو حيث التقى الركبان والطُّرقُ )4 ( وقُبّةُ الصَّندَلِ الحَمراءُ قد فُتِحَتْ ** للجودِ أبوابُها والوَفْدُ يَستَبق )5 ( والماءُ والروضُ ملتفُ الحدائقِ وال ** سامي المشيِّدُ والمكمومةُ السُّحق )6 ( و الشدقميّةُ دعجاً في مباركها ** كأنها في الغزيرِ المكلىء ِ الغسق )7 ( ومِنْ مَواهِبِهِ الرّايَاتُ خَافِقَةً ** و العادياتُ إلى الهيجاءِ تستبق )8 ( و سؤددُ الدّهرِ والدنيا العريضةُ وال ** أرضُ البسيطةُ والدأماءُ والأفُقُ )9 ( الطّاعنُ الأسدِ في أشداقها هرتٌ ** و القائدُ الخيلِ في أقرابها لحق )0 ( جَمُّ الأناةِ كثيرُ العَفْوِ مُبتدِرُ ال ** معروفِ مدّرعٌ بالحزم منتطق )
____________________
(1/236)
2( كأنّ أعْداءهُ أسْرَى حَبائِلِهِ ** فما يحصَّنهمْ شعبٌ ولا نفق )( أما ووجهكَ وهو الشّمسُ طالعةً ** لقدْ تكاملَ فيكَ الخلقُ والخلق )( فاعمرْ أبا الفرج العليا فما اجتمعتْ ** إلاّ على حُبّكَ الأهواءُ والفِرَق )4 ( لو أنّ جودكَ في أيدي الرّوائحِ ما ** أقلَعنَ حتى يَعُمَّ الأمّةَ الغَرَق )
____________________
(1/237)
البحر : رجز تام ( وشامخُ العرنينِ جاثليقِ ** مرُّوعٍ بمثلنا مطروقِ ) ( باتَ بليلِ الكالئِ الفروقِ ** في أُخْرَيَاتِ الأُطُمِ السَّحوق ) ( نبّهْتُهُ فهَبَّ كالفَنِيقِ ** يسحَبُ ذيلَ الأصْيَدِ البِطريق ) 4 ( إلى دِنَانٍ صافِناتِ السُّوقِ ** فاستلها بمبزلٍ رقيق ) 5 ( وقد أذِلُّ للأخِ الشّفِيقِ ** كأنّهُ من صِبغَةِ العَقيق ) 6 ( مضمخُ الكفيّنِ بالخلوقِ ** فزفَّ لا هوتيّةَ الشّروق ) 7 ( لمْ يبقِ منها الدُّنُّ للرّوواقِ ** إلاّ كياناً ليسَ بالحقيق ) 8 ( مثلَ يقينِ الملحدِ الزِّنديقِ ** كَأنّهُ حُشاشَةٌ المَشُوق ) 9 ( قدْ ريعَ بعدَ الهجرِ بالتَّفريق ** و قامَ مثلَ الغصنِ الممشوق )0 ( أشْبَهُ شيءٍ قَدَحاً بريقِ ** يَسْعى بجَيْبٍ في الهوى مشقوق )
____________________
(1/238)
1( يَحُثُّهَا بدَلّهِ المَومُوقِ ** أرقَّ من أديمهِ الرّقيق )( وباتَ سُلطَاناً عَلى الرّحِيقِ ** يُسلِّطُ الماءَ على الحَريق )( ويَغْرِسُ اللّؤلُؤ في العَقِيقِ ** كأنّ درَّ ثغرهِ الأنيقِ )4 ( ألّفَ من حبابها الفريقِ ** أو زلَّ عن فيهِ إلى الإبريق )5 ( ما زلتُ أسقي غيرَ مستفيقِ ** حتّى رأيتَ النّجمَ كالغريق )6 ( و الصّبحُ في سربالهِ الفتيقِ ** يرمي الدجى بلحظِ سوذنيق )7 ( هذا ومَا يَسبِقُ سَهْمي فُوقي ** في ساعةِ الفوتِ ولا اللُّحوق )8 ( ما نفعَ رأيٍ ليسَ بالوثيقِ ** أو خيرُ عقلٍ ليسَ بالرّشيق )9 ( و لستُ أرضى بالأخِ المذوقِ ** ولا اللّسانِ العَذْبِ ذي التزويق )0 ( ** كذلةِ العاشقِ للمعشوق )
____________________
(1/239)
2( لا تجزينَّ البرّ بالعقوقِ ** و أغنِ عنِ العدوِّ بالصّديقِ )( وواصلِ الصَّبوحَ بالغَبوقِ ** )
____________________
(1/240)
البحر : رجز تام ( ما بالهُ قدْ لجَّ في إطراقهِ ** ما بالهُ قدْ ذابَ من أشواقهِ ؟ ) ( ما ذاكَ إلاّ أنّ مَشوقاً لَهُ ** قدْ مالَ منحرفاً إلى عشّاقهِ )
____________________
(1/241)
البحر : طويل ( أريّاكِ أم ردعٌ من المسكِ صائكُ ** و لحظكَ أم حدٌ منَ السّيفِ باتكُ ) ( وأعطافُ نَشوَى أم قَوامٌ مُهَفْهَفٌ ** تأوَّدَ غصْنٌ فيهِ وارتَجَّ عانِك ) ( وما شقَّ جيبُ الحسنِ إلاّ شقائقٌ ** بخديكِ مفتوكٌ بهنَّ فواتك ) 4 ( أرى بينَها للعاشقين مَصارعاً ** فقدْ ضرّجتهنَّ الدّماءُ السّوافك ) 5 ( ألم يبدِ سرُّ الحبِّ أنّ من الضّنى ** رقيباً وإنْ لمْ يهتكُ السترُ هاتكُ ) 6 ( وليلٍ عليهِ رقمٌ وشيٍ كأنَّما ** تمدّ عليهِ بالنجومِ الدّرانك ) 7 ( سَرَيْنا فطُفنَا بالحِجالِ وأهلِها ** كما طافَ بالبيِت المُحجَّبِ ناسك ) 8 ( وكُنّا إذا ما أعيُنُ العِينِ رُقْنَنَا ** أدَرْنَ عُيوناً حَشْوُهُنَّ المَهالِك ) 9 ( وتجدي وأكده والمناديحُ جمّةٌ ** بما اصفرَ من ألواننا لفواتك )0 ( تكونُ لنَا عندَ اللّقاء مَواقِفٌ ** ولكنّها فوقَ الحَشايا مَعارك )
____________________
(1/242)
1( نُنازِلُ من دون النّحورِ أسِنّةً ** إذا انتصبتْ فيها السدي الفوالك )( نشاوى قدودٍ للخدودُ أسنّةٌ ** و لا طررٌ من فوقهنَّ حوالك )( سرين وقد شقَّ الدجى عنْ صباحهِ ** كواكب عِيسٍ بالشموسِ رواتك )4 ( وكائِنْ لها فوقَ الصَعِيدِ مناسمٌ ** يطأنَ وفي سرِ الضميرِ مبارك )5 ( أقيموا صدورَ النّاعجاتِ فإنّها ** سبيلَ الهوى بينَ الضُّلوع ، سَوالك )6 ( ألم تريا الروضَ الأريضَ كأنَّما ** أسرةُ نورُ الشّمسِ فيها سبائك )7 ( كأنّ كُؤوساً فيه تسري براحِها ** إذا علّلَتْها السّارياتُ الحواشك )8 ( كأنّ الشّقيقَ الغَضَّ يُكحَلُ أعيُناً ** و يسفكُ في لبّاتهِ الدَّمَ سافكُِ )9 ( و ما تطلعُ الدّنيا شمساً تريكها ** ولا للرِّياضِ الزُّهرِ أيدٍ حوائك )0 ( ** جلتهنّ أيّامُ المعزُّ الضَّواحك )
____________________
(1/243)
2( سقى الكوّثرُ الخلديُّ دوحةَ هاشمٍ ** وحَيّتْ معِزَّ الدّينِ عنَا الملائك )( شَهِدتُ لأهْلِ البيْتِ أن لا مَشاعِرٌ ** إذا لم تكن منهم وأن لا مناسك )( ** عليه هوادي مجدهِ والحوارك )4 ( لَهُ نَسَبُ الزَّهْراءِ دِنْياً يُخُصّهُ ** و سالفُ ما ضمّتْ عليه العواتك )5 ( إمامٌ رأى الدنيا بمؤخِرِ عيْنِهِ ** فمن كانَ منها آخذاً فهو تارك )6 ( إذا شاءَ لم تَمْلِكْ عليه أناتُه ** بَوادِرَ عَزْمٍ للقَضاءِ مَوالِك )7 ( لألقتْ إليه الأبحرُ الصُّمُّ أمرها ** وهبّتْ بما شاءَ الرّياحُ السَّواهك )8 ( و ما سارَ في الأرضِ العريضةِ ذكرهُ ** و لكنّهُ في مسلكِ الشمسِ سالك )9 ( و ما كنهُ هذا النّورِ جبيهِ ** ولكنّ نورَ اللّهِ فيه مشارِك )0 ( له المقرباتُ الجردُ ينعلها دماً ** إذا قرعتْ هامَ لكماة السنابك )
____________________
(1/244)
3( ** و يسبكُ فيها ذائبَ التِّبرِ سابك )( صقِيلاتُ أبْشارِ البُرُوقِ كأنّمَا ** أمرّت عليها بالسَّحابٍ المداوك )( يُباعِدْنَ ما بَينَ الجَماجمِ والطُّلى ** فتدنو مروراتٌ بها ودكادك )4 ( لك الخيرُ قلِّدها أعنّةَ جريها ** فهُنّ الصُّفُونُ المُلجَماتُ العوالك )5 ( ووالِ فتوحاتِ البلادِ كأنّها ** مَباسِمُ ثَغْرٍ تُجْتَلى ومضاحك )6 ( يُمِدَّكَ عزْمٌ في شَبا السيف قاطعٌ ** وبُرثُنُ سَطْوٍ في طُلى الليثِ شابك )7 ( ** كأنّك للآخَالِ خَصْمٌ مُماحِك )8 ( لك العَرَصَاتُ الخُضرُ يَعبَقُ تُربُها ** و تحيا بريّاها النفوسُ الهوالك )9 ( يَدٌ لأيادي اللّهِ في نَفَحَاتِها ** غنّى لعزالي المزنِ وهي ضرائك ) 40 ( لكم دولةُ الصّدق التي لم يقمْ بها ** نُتَيْلَةُ والأيّامُ هُوجٌ ركائك )
____________________
(1/245)
4( إماميةٌ لم يخز هارونُ سعيها ** ولا أشْركَتْ باللّهِ فيها البَرامك ) 4( تردُّ إلى الفردوس منكم أرومةٌ ** يصلّي عليكم ربُّها والملائك ) 4( ثنائي على وحيِ الكتابِ عليكمُ ** فلا الوحيُ مأفوكٌ ولا أنا آفك ) 44 ( دعاني لكمْ ودًّ فلبّتْ عَزائِمي ** وعَنْسي وليلي والنجومُ الشّوابك ) 45 ( و مستكبرٌ لم يشعرِ الذُّلَّ نفسهُ ** أبيٌّ بأبكارِ المهاولِ فاتك ) 46 ( ولو عَلِقَتْهُ من أُميّةَ أحْبُلٌ ** لَجُبَّ سَنامٌ من بني الشعر تامك ) 47 ( و لمّا التقتْ أسيافها ورماحها ** شراعاً وقد سدّتْ عليّ المسالك ) 48 ( أجَزْتُ عليها عابراً وتركْتُهَا ** كأنّ المَنَايا تحتَ جنبي أرائِك ) 49 ( وما نَقَمُوا إلاّ قديمَ تَشَيعي ** فنجّى هزبراً شدُّهُ المتدارك ) 50 ( و ما عرفتْ كرَّ الجيادِ أميّةٌ ** و لا حملتْ بزَّ القنا وهو شابك )
____________________
(1/246)
5( ولا جَرّدُوا نَصْلاً تُخافُ شَباتُه ** ولكِنّ فُولاذاً غَدا وهو آنُك ) 5( و لم تدم في حربٍ دروعُ أميّةٍ ** ولكنّهم فيها الإماءُ العَوارك ) 5( إذا حَضَروا المدّاح أُخْجِلَ مادِحٌ ** و أظلمَ ديجورٌ من الكفرِ ) 54 ( ستبدي لك التثريبَ عن آل هاشمٍ ** ظباتُ سيوفٍ حشوهنَّ المهالك ) 55 ( أأللّه ! تَتْلُو كتبكم وشيوخُهَا ** ببدرٍ رميمٌ والدّماءُ صَوائك ) 56 ( همُ لحظوكمُ والنّبوّة فيكمُ ** كما لحظَ الشِّيبَ النّساءُ الفوارك ) 57 ( و قد أبهجَ الإيمانَ أنْ ثلَّ عرشها ** وأنْ خَزَرَتْ لحْظاً إليْها المَهالك ) 58 ( بني هاشمٍ قد أنجزَ اللهُ وعدهُ ** وأطلعَ فيكم شَمْسَهُ وهي دالك ) 59 ( ونادَتْ بثاراتِ الحُسَينِ كتائِبٌ ** تمطّي شراعاً في قناها المعارك ) 60 ( تَؤمُّ وصيَّ الأوصياء ودونَهُ ** صدور القنا والمرهفاتُ البواتك )
____________________
(1/247)
6( وضَرْبٌ مُبينٌ للشّؤونِ كأنّما ** هوتْ بفراش الهامِ عنه النّيازك ) 6( فدسْ بهم تلك الوكونُ فإنّني ** أرى رخماً والبيضُ بيضٌ ترائك ) 6( لقد آن أنَ تجزى قريشٌ بسعيها ** فإمّا حياةٌ أو حمامٌ مواشك ) 64 ( أرى شعراءَ الملكِ تنحتُ جانبي ** توَنبو عن اللّيْثِ المخاضُ الأوارك ) 65 ( تخبُّ إلى ميدان سبقي بطاؤها ** و تلك الظّنونُ الكاذباتُ الأوافك ) 66 ( رأتْني حِماماً فاقشَعَرّتْ جُلُودُهَا ** و إني زعيمٌ أنْ تلينَ العرائك ) 67 ( تُسيءُ قَوافِيها وَجُودُكَ محْسِنٌ ** و تنشدُ إرناناً ومجدكَ ضاحك ) 68 ( ** فما لي غنَّي البالِ وهي الصّعالك ) 69 ( أبَتْ لي سبيلَ القوم في الشعر هِمّةٌ ** طَمُوحٌ ونفْسٌ للدنيّةِ فارك ) 70 ( وما اقتادت الدنيا رجائي ودونها ** أكُفُّ الرّجالِ اللأوياتُ المواعك )
____________________
(1/248)
7( وما سرّني تأميلُ غيرِ خليفةٍ ** و أنيِ للأرضِ العريضة مالك ) 7( فحمِّلْ وريدي منكَ ثِقْلَ صَنيعةٍ ** فإنّي لمضبورُ القرا متلاحك ) 7( أبعدَ التماحي التّاجَ ملءَ محاجري ** يَلوكُ أديمي من فم الدهر لائك ) 74 ( خمولٌ وإقتارٌ وفي يدكَ الغنى ** فمحياً فإنّي بين هاتينِ هالك ) 75 ( لآيةِ ما تسري إليَّ نوائبٌ ** مُشَذِّبَةٌ عن جانبيَّ سَوادِك ) 76 ( فهُنَّ كما هُزَّتْ قَناً سمهرِيُّةٌ ** لسربالِ داودٍ عليَّ هواتك ) 77 ( لديَّ لها الحَربُ العَوانُ أشُبُّهَا ** فإلاّ تُؤيّدْني فإنّي مُتارك ) 78 ( و أيُّ لسانٍ ناطقٌ وهو مفحمٌ ** و أيُّ قعودٍ ناهضٌ وهو بارك )
____________________
(1/249)
البحر : خفيف تام ( قد مَرَرْنَا على مَغَانيكِ تلكِ ** فرأينا فيها مشابهَ منكِ ) ( عارضتنا المها الخواذلُ أسرا ** باً بأجراعها فلمْ نسلُ عنكِ ) ( لا يرعْ للمها بداركِ سربٌ ** فلقد أشبهتكِ إن لم تكُنكِ ) 4 ( مُسعِدي عُجْ فقد رأيتَ مَعاجي ** يومَ أبكي على الدّيارِ وتبكي ) 5 ( بحنينٍ مرجَّعٍ كحنيني ** و تشكٍّ مردَّدٍ كتشكّي ) 6 ( فاتّئِدْ تسكبِ الدموعَ كسكبي ** ثمّ لا تَسفِكِ الدّماءَ كسَفْكي ) 7 ( لا أرى كابنِ جعفر بنِ عليٍّ ** مَلِكاً لابِساً جلالَةَ مُلْكِ ) 8 ( تتفادى القلوبُ منه وجيباً ** في مَقَامٍ على المتَوَّج ضَنْك ) 9 ( فكأنّا صبيحةَ الإذنِ نلقى ** دونهُ المشرفيَّ هزَّ لبتك )0 ( و طويلَ النِّجادِ فرَّجَ عنهُ ** جانبُ السِّجْفِ عن حياةٍ وهُلك )
____________________
(1/250)
1( لا أراهُ بتاركي حينَ يبْدو ** وأشوبُ اليقِينَ منْهُ بشَكِّ )( هَتَكَ الظُّلمَ والظلامَ به ذو ** روعةٍ لا يريبُ ستراً بهتك )( فهو فينا خليفةُ البدْرِ ما استح ** لَكَ ليلٌ إذا تجلّى بحُلْك )4 ( مثلَ ماء الغمام يندى شباباً ** وهو في حُلَّتَيْ تَوَقٍّ ونُسْك )5 ( يطئ الأرضَ فالثَّرى لؤلؤ رطْ ** بٌ وماءُ الثَّرى مجاجةُ مسك )6 ( مَنْسَكٌ للوفود يُعْتَام قد ** أنضَى المَطايا بطول وَخْدٍ ورتَك )7 ( أنا لولا نوالهُ آنفاً لم ** يَكُ لي في شكايةِ الدهرِ مُشك )8 ( سحَّ شؤبوبهُ فأجرى شعابي ** و طمى بحرهُ فأغرقَ فلك )9 ( قلتُ للمزنِ قد ترى ما أراهُ ** فاحكِهِ إن زَعَمْتَ أنّك تَحكي )0 ( و إذا زعزعَ الوشيجَ وألقى ** بجرانٍ على الأعادي وبرك )
____________________
(1/251)
2( نَظَمَ الفارسَ المُدَجَّجَ طَعْناً ** تحتَ سَردٍ من لأمَةٍ ومِشَك )( جعفرٌ في الهياجِ بأساً كبأسٍ ** إن سطا بالعدى وفتكاً كفتك )( وإذا شاءَ قَلّدَتْهُ جُذامٌ ** شرفَ البيتِ من أواخٍ وسمك )4 ( منصبٌ فارعٌ وغابُ أسودٍ ** لم تَدِنْهُ الملوكُ يوماً بمَلْك )5 ( حفَّ مأثورهُ بمجدٍ وفخرٍ ** أغنيا فيهِ عن لجاجٍ ومحك )6 ( هاكَ إحدى المحبَّراتِ اللّواتي ** لم أشُبْ صِدقَها بزُورٍ وإفْك )7 ( نَظْمُها مُحْكَمٌ فقارَنَ بَينَ ال ** درِّ النَّظمِ وأخلصَ التِّبرَ سبكِ )8 ( و لْقدمنْ أخذتُ من شكري نعما ** كَ بحطّي فكان أخذي كتَركي )9 ( بؤتُ بالعجزِ عن نداكَ وقد أج ** هَدتُ نَفْسي فقلتُ للنفس قَدْكِ )
____________________
(1/252)
البحر : كامل تام ( فتكاتُ طرفكِ أم سيوفُ أبيكِ ** وكؤوسُ خمرٍ أم مَراشفُ فيكِ ) ( أجلادُ مرهفةٍ وفتكُ محاجرٍ ** ما أنتِ راحمةٌ ولا أهلوك ) ( يا بنتَ ذا السّيفِ الطّويلِ نجادهُ ** أكذا يجوزُ الحكمُ في ناديكِ ) 4 ( قد كانَ يدعوني خيالكِ طارقاً ** حتى دعاني بالقَنا داعيكِ ) 5 ( عَيناكِ أم مغناكِ مَوْعِدُنا وفي ** وادي الكرى نلقاكِ أو واديكِ ) 6 ( منعوكِ من سِنة الكرى وسرَوْا فلوْ ** عثروا بطيفٍ طارقٍ ظنُّوك ) 7 ( وَدَعَوْكِ نَشوَى ما سقوكِ مُدامةً ** لمّا تمايل عطفكِ اتهموكِ ) 8 ( حسبُ التّكحُّلَ في جفونك حليةً ** تاللهِ ما بأكفّهم كحلوك ) 9 ( وجَلَوْكِ لي إذْ نحن غُصْنا بانَةٍ ** حتى إذا احتَفَلَ الهَوى حَجَبوك )0 ( ولوى مقبّلكِ اللّثام وما دروا ** أن قد لثمتُ به وقبِّلَ فوك )
____________________
(1/253)
1( فضَعي اللِّثامَ فَقَبل خَدّك ضُرّجَتْ ** راياتُ يحيى بالدّم المسفوك )( يا خيله لا تسخطي عزماته ** ولئن سَخِطْتِ فقلّما يُرضيك )( إيهاً فمِن بين الأسنَّةِ والظُّبَى ** إنَّ الملائكةََ الكرامَ تليك )4 ( قد قلّدَتْكِ يدُ الأميرِ أعِنّةً ** لِتخايَلي وشكائماً لِتَلُوكي )5 ( وحماكِ أغمارَ المواردِ أنّهُ ** بالسَّيفِ من مهج العدى ساقيك )6 ( عوجي بجنحِ الليل فالملكُ الّذي ** يهدي النجومَ إلى العُلى هاديك )7 ( رَبُّ المَذاكي والعَوالي شُرّعاً ** لكنّهُ وَتْرٌ بغيرِ شريك )8 ( هو ذلك الليْثُ الغٍ ضَنْفَرْ فانجُ من ** بطشٍ على مهجِ اللّيوثِ وشيكِ )9 ( تلقاهُ فوقَ رحالهِ وأقبّلَ ** تلقاه فوق حشيّةٍ وأريك )0 ( تأبى لهُ إلاّ المكارمَ يشجبٌ ** تأبى سنامَ المجدِ غيرَ تموك )
____________________
(1/254)
2( بيتٌ سما بكَ والكواكبُ جنّحٌ ** من تحتِ أبنِيَةٍ له وسُمُوك )( كذَبَتْ نفوسَ الحاسدينَ ظنونُها ** من آفكٍ منهم ومن مأفوك )( إنّ السّماءَ لَدُونَ ما ترْقى له ** والنّجمُ أقربُ نهجكَ المسلوك )4 ( عاودتَ من دارِ الخلافةِ مطلعاً ** فطلعتَ شمساً غيرَ ذاتِ دلوك )5 ( ورأى الخليفةُ منك بأسَ مُهَنَّدٍ ** بيديهِ من روحِ الشُّعاعِ سبيك )6 ( وغدتْ بكَ الدُّنيا زبرجدةً جلت ** عن ثغْرٍ لؤلؤةٍ إليك ضَحُوك )7 ( يَدُكَ الحميدةُ قبل جودك إنها ** يدُ مالكٍ يقضي على مملوك )8 ( صدَقَتْ مُفَوَّفَةَ الأيادي إنما ** يوماكَ فيها طرَّةَ درنوك )9 ( الشِّعرُ ما زُرّتْ عليك جُيوبُهُ ** من كلِّ مَوْشيِّ البديعِ مَحوك )0 ( والفتكُ فتكٌ في صميمِ المالِ لا ** ما حدَّثوا عن عروةَ الصُّعلوك )
____________________
(1/255)
3( وأرى الملوكَ إذا رأيتكَ سوقةً ** وأرى عُفاتكَ شوقَةً كمُلوك )( الغيثُ أوّلهم وليْسَ بمُعْدِمٍ ** والبحرُ منهمُ وهو غير ضريك )( أجريتَ جودكَ في الزّلالِ شاربٍ ** وسبكته في العسجدِ المسبوك )4 ( لا يَعْدَمَنّكَ أعوَجيٌّ صَعَّرَتْ ** عاداتُ نصرك منه خدَّ مليك )5 ( من سابحٍ منها إذا استحضرتهُ ** ربذِ اليدين وسهلبٍ محبوك )6 ( قَيدِ الظَّليمِ مخبِّرٍ عنْ ضاحِكٍ ** من بيض أدحيِّ الظّليم تريك )7 ( لو تأخذوا الحسناءُ عنهُ خصالها ** ما طالَ بَثُّ مُحِبِّها المفروك )8 ( أو كان سُنبُكُهُ الدّقيقُ بكفّهَا ** نَظَمَتْ قلائدَهَا بغيرِ سُلوك )9 ( لك كلُّ يوم لو تقدَّم عَصرهُ ** لم يلهجِ العدويُّ باليرموك ) 40 ( وقعاتُ نصرٍ في الأعادي حدَّثتْ ** عن يوم بدرٍ قبلها وتبوك )
____________________
(1/256)
4( هل أنتَ تاركُ نصل سيفك حقبةً ** في غمده أم ليس بالمتروك ) 4( لو يستطيعُ اللّيلُ لاستعدى على ** مسراكَ تحتَ قناعهِ الحلكوك ) 4( لاقيتَ كلَّ كتيبةٍ وفللتَ كلَّ ** ضريبةٍ وألنتَ كلَّ عريك )
____________________
(1/257)
البحر : كامل تام ( يومٌ عريضٌ في الفَخارِ طَويلُ ** ما تَنقَضي غُرَرٌ لهُ وحُجُول ) ( ينجابُ منه الأفق وهو دجنَّةٌ ** ويَصِحُّ منْهُ الدهرُ وهو عليلُ ) ( مسحتْ ثغورُ الشّام أدمعها بهِ ** و لقد تبلُّ التُّربَ وهي همول ) 4 ( و جلا ظلامَ الدِّينِ والدُّنيا بهِ ** مَلِكٌ لما قال الكِرامُ فَعُول ) 5 ( متكشِّفٌ عن عزمةٍ علويَّةٍ ** للكفرِ منها رنَّةٌ وعويل ) 6 ( فلوْ أنّ سفناً لم تحملْ جيشهُ ** حَمَلَتْ عزائمَهُ صَباً وقَبول ) 7 ( ولوْ أنّ سَيْفاً لَيسَ يَبْتِكُ حَدُّهُ ** جذَّ الرِّقابَ بكفِّهِ التَّنزيل ) 8 ( مَلِكٌ تَلَقّى عن أقاصي ثَغْرِهِ ** أنباءَ ذي دُوَلٍ إليه تَدول ) 9 ( بُشْرَى تَحَمَّلُها اللّيالي شُرَّداً ** خَيرُ المَساعي الشاردُ المحمول )0 ( تأتي الوفودُ بها فلا تكرارها ** نصبٌ ولا مقرونها مملول )
____________________
(1/258)
1( ويكادُ يَلقاهم على أفواهِهِمْ ** قبلَ السَّماع الرّشْفُ والتّقبيل )( يجلو البشيرُ ضياءَ بشرِ خليفةٍ ** ماءُ الهُدى في صَفحَتَيهِ يجول )( للّهِ عَينَا مَن رَأى إخْباتَهُ ** لمّا أتاهُ بَريدُها الإجْفِيل )4 ( و سجودهُ حتى التُّقى عفرُ الثَّرى ** وجَبينُهُ والنَّظْمُ والإكليل )5 ( لم يَثْنِهِ عِزُّ الخِلافَةَ والعُلى ** والمجْدُ والتّعظيمُ والتبجيل )6 ( بينَ المواكبِ خاشِعاً مُتَواضِعاً ** والأرضُ تَخشَعُ بالعُلى وتَميل )7 ( فَتَيَمّمُوا ذاكَ الصّعيدَ فإنّهُ ** بالمِسكِ من نَفَحاٍّ تِهِ معلول )8 ( سيَصِيرُ بعدَك للأئِمّةِ سُنُّةً ** في الشكر ليس لمثلها تحويل )9 ( من كانَ ذا إخلاصُهُ لم يُعْيِهِ ** في مشكلٍ ريثٌ ولا تعجيل )0 ( لو أبصرتكَ الرُّومُ يومئذٍ درتْ ** أنّ الإلهَ بما تَشاءُ كَفِيل )
____________________
(1/259)
2( يا ليتَ شعري عن مقاولهمْ إذا ** سمعتْ بذلك عنك كيفَ تقول )( ودُّوا وداداً أن ذلكَ لم يكنْ ** صِدْقاً وكلٌّ ثاكِلٌ مَثكول )( هذا يدلُّهمُ على ذي عزمةٍ ** لا فيهِ تسليمٌ ولا تخذيل )4 ( أنْتَ الذي ترِثُ البِلادَ لَدَيْهِمُ ** فالأرض فالٌ والسجودُ دَليل )5 ( قُلْ للدُّمُسْتُق مُورِدِ الجمعِ الذي ** ما أصْدَرَتْهُ له قَناً ونُصُول )6 ( سل رهطَ منويلٍ وأنتَ غررتهُ ** في أيّ مَعركَةٍ ثَوى مَنويل )7 ( منَعَ الجنودَ من القُفول رواجعاً ** تَبّاً لهُ بالمُنْدِياتِ قُفُول )8 ( لا تُكذَبَنَّ فكُلُّ ما حُدِّثْتَ مِن ** خبرٍ يسرُّ فإنَّهُ منحول )9 ( وإذا رأيتَ الأمْرَ خالَفَ قَصْدَهُ ** فالرّأيُ عن جهةِ النُّهى معدول )0 ( قد فالَ رأيُكَ في الجلاد ولم تَزَلْ ** آراءُ أغمارِ الرّجالِ تَفِيل )
____________________
(1/260)
3( وبعثْتَ بالأسطولِ يحملُ عُدّةً ** فأثابنا بالعدَّةِ الأسطول )( و رميتَ في لهواتِ أسدِ الغابِ ما ** قد باتَ ، وهْي فَريسَةٌ مأكول )( أدَّى إلينا ما جمعتَ موفَّراً ** ثمَ انثَنى في اليَمِّ وهو جَفول )4 ( لجِبٌ وَشْوُ الخافِقَينِ صهيل ** ولقد يُرى بالجيش وهو ثقيل )5 ( نفَّلتهُ من بعدِ ما وفَّرتهُ ** مَنٌّ لعَمرُكَ ما أتيتَ جَزيل )6 ( إيهاً كذاكَ فإنّهُ ما كان مِنْ ** برِّ الكرام فإنّهُ مقبول )7 ( رمتُ الملوكَ فلم يبنْ لكَ بينها ** شَخصٌ ولا سِيما وأنتَ ضئيل )8 ( أتقدُّماً فيهمْ وأنتَ مؤخَّرٌ ** و تشبُّهاً بهم وأنتَ دخيل )9 ( ماذا يؤمَّلُ جحدرٌ في باعهِ ** قصرٌ وفي باعِ الخلافةِ طول ) 40 ( ذمَّ الجزيرةَ وهيَ خدرُ ضراغمٍ ** سامتهُ فيها الخسفَ وهوَ نزيل )
____________________
(1/261)
4( والأرضُ مَسبَعَةٌ تُكلّفُه القِرى ** فيجودُ بالمُهَجات وهو بخيل ) 4( قد تُسْتَضافُ الأُسْدُ في آجامِهَا ** جهلاً بهنَّ وقد يزارُ الغيل ) 4( حَربٌ يُدَبّرُهَا بظنٍّ كاذبٍ ** هلاّ يقِينُ الحَزْم منه بَديل ) 44 ( والظَّنُّ تغريرٌ فكيفَ إذا التقى ** في الظَّنّ رأى ٌ كاذبٌ وجهول ) 45 ( وافى وقد جمعَ القبائلَ كلَّها ** وكفاكَ من نَصْرِ الإلهِ قَبِيل ) 46 ( جمع الكتائبَ حاشداً فثناهُمُ ** لك قبلَ إنفاذِ الجيوش رَعيل ) 47 ( والنصرْ ليسَ يُبِينُ حقَّ بَيانِهِ ** إلاّ إذا لقيَ الكثيرَ قليل ) 48 ( جاؤوا وحَشْوُ الأرضِ منهم جحفَلٌ ** ) 49 ( ثمّ انثنوا لا بالرماحِ تقصُّدٌ ** بادٍ ولا بالمُرهَفاتِ فُلُول ) 50 ( نزلوا بأرضٍ لم يمسوا تربها ** حتى كأنَ وقوعهم تحليل )
____________________
(1/262)
5( لم يتركوا فيها بجعجح الرّدَى ** إلاّ النجيعَ على النجيعِ يَسيل ) 5( خاضتهُ أوظفةُ السوابقِ فانتهى ** منهنَّ مالا ينتهي التَّحجيل ) 5( إنّ التي رامَ الدُّمُستُقُ حَربَها ** للّهِ فِيها صارمٌ مسلول ) 54 ( لا أرضُها حَلَبٌ ولا ساحاتُهَا ** مِصْرٌ ولا عَرضُ الخليجِ النِّيل ) 55 ( ليت الهرقلَ بدا بها حتى انثنى ** و على الدُّمستقِ ذلّةٌ وخمول ) 56 ( تلك التي ألْقَتْ عليهم كلكَلاً ** ولها بأرضِ الأرمَنينَ تَلِيل ) 57 ( يَرتابُ منها الموجُ وهو غُطامِطٌ ** و يراعُ منها الخطبُ وهو جليل ) 58 ( نحَرَتْ بها العَربُ الأعاجِمَ ، إنّهَا ** رمحٌ أمقُ ولهذمٌ مصقول ) 59 ( تلكَ الشّجا قد ماتَ مغصوصاً بها ** من لا يكادُ يموتُ وهو قتيل ) 60 ( يَجِدونَها بينَ الجوانحِ والحَشا ** فكأنّما هي زفرَةٌ وغَلِيل )
____________________
(1/263)
6( وكأنّها الدّهْرُ المُنيخُ عليهِمُ ** لا يستطاعُ لصرفهِ تحويل ) 6( وكأنّها شمسُ الظّهيرَةِ فوقَهُمْ ** يرّتَدُّ عنها الطَّرّفُ وهو كليل ) 6( ما ذاكَ إلاّ أنّ حَبْلَ قَطِينِها ** بِحبالِ آلِ محمّدٍ مَوْصُول ) 64 ( ذرهُ يجمِّعُ ألفَ ألف كتيبةٍ ** فهو النَّكُولُ وجَمْعُه المفلُول ) 65 ( وهو الذي يُهْدي حُماةُ رجالِهِ ** نفلاً إليك فهل لديكَ قبول ) 66 ( لو كنتَ كلَّفتَ الجيوشَ مرامها ** كلّفتها سفراً إليه يطول ) 67 ( فكفاكَ وشكُ رحيلهِ عن أرضهِ ** عن أن يكون العامَ منك رحيل ) 68 ( حتى إذا اقْتَبَلَ الزّمانُ أريْتَهُ ** بالعزمِ كيفَ يصولُ من سيصول ) 69 ( فلتعلمِ الأعلاجُ علماً ثاقباً ** أنّ الصّليبَ وقد عززتَ ذليل ) 70 ( و ليعبدوا غيرَ المسيحِ فليسَ في ** دينِ التَّرهُّبِ بعدها تأميل )
____________________
(1/264)
7( ما ذاك ما شهدت لهُ الأسرى به ** إذ يَهْزَأُ الطّاغي بهِ الضِّلّيل ) 7( بَرِئَتْ منَ الإسلامِ تحتَ سيوفِهِ ** إلاَّ اعتدادَ الصَّبرِ وهو جميل ) 7( سلكتْ سبيلَ المُلحِدينَ ولم يكُنْ ** من بعد ذاكَ إلى الحياةِ سبيل ) 74 ( أرِضىً بمأثورِ الكلامِ وخلفَهُ ** غدرٌ ومأثور الحديد صقيل ) 75 ( فالحرُّ قد يقنى الحياءَ حفيظةً ** وهو الجَنيبُ إلى الرّدى المملول ) 76 ( هل كان يُعرَفُ للبطارقِ قبل ذا ** بأسٌ ورأيٌ في الجلادِ أصيل ) 77 ( أنَّى لهم هممٌ ومن عجبٍ متى ** غَدَتِ اللّقاحُ الخورُ وهي فُحول ) 78 ( أهلُ الفِرار فليتَ شِعْري عنهمُ ** هل حدَّثوا أنَّ الطِّباعَ تحول ) 79 ( الأكثرينَ تخمُّطاً وتكبُّراً ** ما لم تِهَزّ أسِنّةٌ ونُصُول ) 80 ( حتى إذا ارتعصَ القَنا وتلمّظَتْ ** حَرْبٌ شَرُوبٌ للنفوس أكول )
____________________
(1/265)
8( رجعوا فأبدوا ذلَّةً وضراعةً ** و إلى الجبلَّةِ يرجعُ المجبول ) 8( إذ لا يزالُ لهم إليكَ تغلغلٌ ** و سرىً ووخدٌ دائمٌ وذميل ) 8( وإنَابَةٌ مُنْقَادَةٌ وإتَاوَةٌ ** ورسالَةٌ مُعْتَادَةٌ ورسول ) 84 ( فإذا قبلتَ فمنّةٌ مشكورةٌ ** لك ثمَّ أنتَ المرتجى المأمول ) 85 ( وإذا أبَيْتَ فعزمَةٌ مَضَاءَة ** لا بُدّ أنّ قضاءها مفعول ) 86 ( وليَغْزُوَنّهُمُ الأحَقُّ بغزوهم ** و اللَّهُ عنهُ بما يشاءُ وكيل ) 87 ( و لتدركنَّ المشرفيَّةُ فيهمِ ** ماينثني عن دركهِ التَّأميل ) 88 ( وليُسَمَعَنً صَليلها في هامهِم ** إن كان يُسمَعُ للسيوفِ صَليل ) 89 ( و ليبلغنَّ جيادُ خيلكَ حيثُ لم ** يَبْلُغْ صَباحٌ مُسْفِرٌ وأصِيل ) 90 ( كم دوَّختْ أوطانهمْ فتركتها ** والمالُ نَهْبٌ والدّيارُ طُلول )
____________________
(1/266)
9( فوراءهم حيثُ انتهوا وأمامهمْ ** تطَوى بهنَّ تنائفٌ وهجول ) 9( فكأنّها بينَ اللِّصابِ نضانضٌ ** وكأنّهَا بينَ الهِضابِ وُعول ) 9( و لقد أتيتَ الأرضَ منْ أطرافها ** ووطِئْتَها بالعزم وهي ذَلول ) 94 ( و استشعرتْ أجبالها لك هيبةً ** حتى حَسِبنَا أنها ستَزُول ) 95 ( نامتْ ملوكٌ في الحشايا وانثنتْ ** كسلى وطرفكَ بالسُّهاد كحيل ) 96 ( لن ينصُرَ الدينَ الحنيفَ وأهلَهُ ** مَن بعضُهُ عن بعضِهِ مشغول ) 97 ( تلهيكَ صلصلةُ العوالي كلّما ** ألهَتْ أولئك قَيْنَةٌ وشَمول ) 98 ( و بذاكَ حسبكَ انْ تجرِّرَ لأمةً ** وبحسبِ قومٍ أن تُجَرّ ذُيول ) 99 ( لا تَعْدَمَنّكَ أُمّةٌ أغنَيْتَهَا ** وهَدَيْتَها تَجْلُو العَمى وتُنيل )00 ( ورَعِيَّةٌ هُدّابِ عَدلِكَ فوقَها ** سِتْرٌ على مُهَجانِها مسدول )
____________________
(1/267)
10( فكأنّ دَولَتَكَ المنيرةَ فيهم ** ذَهَبٌ على أيّامِهِمْ مَحلول )0( لا يَعْدَمُوا ذاكَ النّجادَ فإنّهُ ** ظلٌّ على تلكَ الدِّماءِ ظليل )0( مَن يهتدي دونَ المعِزِّ خليفَةً ** إنَّ الهدايةَ دونهُ تضليل )04 ( مَنْ يَشْهَدُ القرآنُ فيه بفضْلِهِ ** و تصدَّقُ التَّوراةُ والإنجيل )05 ( و الوصفُ يمكنُ فيهِ إلاّ أنَّهُ ** لا يُطْلَقُ التّشبيهُ والتّمثيل )06 ( و النَّاسُ إن قيسوا إليهِ فإنَّهم ** عرضٌ لهُ في جوهرٍ محمول )07 ( تَرِدُ العيونُ عليه وهي نَواظِرٌ ** فإذا صَدَرْنَ فإنّهُنَّ عقول )08 ( غامرتهُ فعجزتُ عن إدراكهِ ** لكنَّهُ بضمائرِ معقول )09 ( كلُّ الأئمَّةِ من جدودكَ فاضلٌ ** فإذا خصَّصتَ فكلُّهم مفضول )10 ( فافخَرْ فمِن أنسابكَ الفرْدوْسُ إن ** عُدّتْ ومن أحسابِكَ التنزيل )
____________________
(1/268)
11( و أرى الورى لغواً وأنتَ حقيقةٌ ** ما يَستَوي المعلومُ والمجهول )1( و شدَ البريَّةُ كلَّها لكَ بالعلى ** إنَّ البريَّةَ شاهدٌ مقبل )1( و اللّهُ مدلولٌ عليهِ بصنعهِ ** فينا وأنتَ على الدَّليلِ دليل )
____________________
(1/269)
البحر : كامل تام ( أتظنُّ راحاً في الشَّمالِ شمولا ** أتظنُّها سكرى تجرُّ ذيولا ) ( نثرتْ ندى أنفاسها فكأنّما ** نَثرَتْ حِبالاتِ الدُّموعِ همولا ) ( أوَ كلَّما جنحَ الأصيلُ تنفَّستْ ** نفساً تجاذبهُ إليَّ عليلا ) 4 ( تهدى صحائفكمْ منشَّرةً وما ** تُغني مُراقَبَةُ العُيونِ فَتيلا ) 5 ( لا تغمِضُوا نَظَرَ االرضا فلربَّما ** ضمَّتْ عليهِ جناحها المبلولا ) 6 ( وكأنّ طَيْفاً ما اهتَدى فبعثْتُمُ ** مِسكَ الجيوب الرَّدْعَ منه بَديلا ) 7 ( سأروعُ من نضمَّت حجالكمُ وإن ** غَدَتِ الأسِنّةُ دونَ ذلك غِيلا ) 8 ( أعصي رِماحَ الخطِّ دونكِ شُرّعاً ** و أطيعُ فيكِ صبابةً وغليلا ) 9 ( بَشراً وأنقَذَ فيكم التَفصيلا ** يَهْمي نفوساً أو يُقَدَّ فُلولا )0 ( ما للمعالمِ والطُّلولِ أما كفا ** بالعاشقينَ معالماً وطلولا )
____________________
(1/270)
1( فكأنّنَا شَمْلُ الدّموعِ تَفَرُّقاً ** و كأنَّنا سرُّ الوداعِ نحولا )( ولقد ذممْتُ قصيرَ ليلي في الهوى ** وحَمِدتُ من مَتْنِ القناةِ طويلا )( إنّي لَتُكْسِبُني المَحامِدَ هِمّةٌ ** نجمتْ وكلَّفتِ النُّجومَ أفولا )4 ( بكرتْ تلومُ على النَّدى أزديَّةٌ ** إلاَّ لِيصْفَحَ قادراً وتنِيلا )5 ( يا هذهِ إن يفنَّ فارطُ مجدهم ** فخذي إليكِ النِّيلَ والتَّنويلا )6 ( يا هذهِ لولا المساعي الغرُّ ما ** زعموا أباكِ الماجدَ البهلولا )7 ( إنَّ لينجدنَا السَّماحُ على الَّتي ** تذرُ الغمامَ المستهلَّ بخيلا )8 ( وتَظُنُّ في لَهَواتِنا أسيافَنَا ** سَيَّرتُهَا غُوَراً لكُمْ وحُجُولا )9 ( هذا ابنُ وَحيِ اللهِ تأخُذُ هَدْيَها ** لو لم يَفِضْ لك في البرِيّةِ نائِلٌ )0 ( ذو النُّورِ تُولِيهِ مكارمُ هاشِمٍ ** شُكْراً كنائِلِهِ الجزيلِ جزيلا )
____________________
(1/271)
2( لا مثلَ يومِ منهُ يومُ أدلَّةٍ ** تهدي إلى المتفقِّهينَ عقولا )( في مَوسِمِ النَّحُرِ السَّنيعِ يَرُوقُني ** فأغضُّ طرفاً عن سناهُ كليلا )( والجوُّ يَعثِرُ بالأسِنّةِ والظُّبَى ** و الأرضُ واجفةٌ تميلُ مميلا )4 ( والخافِقاتُ على الوشيجِ كأنّما ** حاولنَ عندَ المعصراتِ ذحولا )5 ( و الأسدُ فاغرتٌ تمطِّي نيبها ** والدّهْرُ يَنْدُبُ شِلْوَهُ المأكولا )6 ( و الشَّمسُ حاسرةُ القناعِ وودُّها ** لو تستطيعُ لتُربِهِ تقبيلا )7 ( وعلى أميرِ المؤمنِينَ غمامَةٌ ** نشأتْ تظلِّلُ تاجهُ تظليلا )8 ( نهضتْ بثقلِ الدُّرِّ ضوعفَ نسجها ** فَجَرَتْ عليه عَسجداً محلولا )9 ( أمُديرَها من حيثُ دارَ لَشَدّ مَا ** زاحمتَ حولَ ركابهِ جبريلا )0 ( ذعرتْ مواكبهُ الجبالَ فأعلنتْ ** هضباتها التَّكبيرَ والتَّهليلا )
____________________
(1/272)
3( قد ضمّ قطريها العجاجُ فما ترى ** بينَ السِّنانِ وكعبهِ تخليلا )( رُفِعَتْ له فيها قِبابٌ لم تكُنْ ** ظُعْناً بأجراعِ الحِمى وحمولا )( أيكِيّةِ الذهَبِ المرصَّعِ رَفَرفَتْ ** فبها حمامٌ ما دعونَ هديلا )4 ( وتُبَاشِرُ الفلكَ الأثيرَ كأنّمَا ** تَبغي بهِنَّ إلى السماء رَحيلا )5 ( تدنى إليها النُّجبُ كلُّ عذافرٍ ** يهوي إذا سارَ المطيُّ ذميلا )6 ( تتعرَّفُ الصُّهبُ المؤثَّلَ حولهُ ** نَسَباً وتُنكِرُ شَدقماً وجَديلا )7 ( و تجنُّ منهُ كلُّ وبرةِ لبدةٍ ** لَييْثاً وَيحمِلُ كُلُّ عُضْوٍ فيلا )8 ( وتَظُنَّهُ مُتَخمِّطاً من كِبْرِهِ ** وتَخَالهُ متنمِّراً لِيَصُولا )9 ( و كأنّما الجردُ الجنائبُ خرَّدٌ ** سفرتْ تشوقُ متيَّماً متبولا ) 40 ( تَبْدو عليها للمعِزِّ جَلالَةٌ ** فيكونُ أكثرُ مشيها تبجيلا )
____________________
(1/273)
4( ويَجِلُّ عنها قَدرُه حتى إذا ** راقتهُ كانتْ نائلاً مبّذولا ) 4( من كلّ يعبوبٍ يحيدُ فلا ترى ** إلاّ قَذالاً سامِياً وتَلِيلا ) 4( و كأنّ بينَ عنانهِ ولبانهِ ** رشأً يريعُ إلى الكناس خذولا ) 44 ( لَوْ تَشْرَئِبُّ لهُ عقيلةُ رَبْرَبٍ ** ظنّتهُ جؤذرا رملها المكّحولا ) 45 ( إنْ شِيمَ أقبَلَ عارضاً مُتهلِّلاً ** أو ريعَ أدبرَ خاضباً إجفيلا ) 47 ( تَتَنزّلُ الأروى على صَهَواتِهِ ** ويبِيتُ في وَكْرِ العُقابِ نزيلا ) 48 ( يهوي بأمِّ الخشفِ بينَ فروجهِ ** ويُقَيِّدُ الأدمانَةَ العُطْبُولا ) 49 ( صلتانةُ يعنفُ بالبروقِ لوامعاً ** ولقد يكونُ لأمّهِنّ سَليلا ) 5( هذا الذي ملأَ القلوبَ جلالةً ** هذا الَّذي تركَ العزيزَ ذليلا ) 5( فإذا نظرتَ نظرةَ غيرَ مشبَّهٍ ** إلاّ التِماحَكَ رايَةً ورَعِيلا )
____________________
(1/274)
54 ( يوْمٌ تجلّى الله من مَلَكُوتِهِ ** فرآكَ في المرأى الجليلِ جَلِيلا ) 55 ( جلَّيتَ فيهِ بنظرةٍ فمنحتهُ ** نظراً برؤيةِ غيرهِ مشغولا ) 56 ( وتَحَلّتِ الدّنْيا بسِمْطَيْ دُرِّهَا ** فرأيتها شخصاً لديكَ ضئيلا ) 57 ( و لحظتَ منبركَ المعلَّى راجفاً ** من تحتِ عِقْدِ الرّايَتَينِ مَهُولا ) 58 ( مسدولَ سترِ جلالةٍ أنطقتهُ ** فرفعْتَ عن حِكَمِ البيانِ سُدُولا ) 59 ( وقَضَيْتَ حَجَّ العامِ مُؤتَنِفاً وقَدْ ** وَدَّعْتَ عاماً للجِهادِ مُحِيلا ) 60 ( وشَفعْتَ في وَفْدِ الحجيجِ كأنّما ** نفَّلتهم إخلاصكَ المقبولا ) 6( و صدرتَ تحبو النّاكثين مواهباً ** هَزّتْ قَؤولاً للسّماحِ فَعُولا ) 6( و هي الجرائمُ والرَّغائبُ ما التقتْ ** ) 6( قد جُدْتَ حتى أمَّلَتْكَ أُمَيّةٌ ** لو أنَ وِتْراً لم يُضِعْ تأميلا )
____________________
(1/275)
65 ( لم يخْلُ جَبّارُ المُلوكِ بِذِكْرِهِ ** إلاّ تَشَحَّطَ في الدماء قتيلا ) 66 ( و كأنّ أرواحَ العدى شاكلنهُ ** فإذا دعا لبّى الكميَّ عجولا ) 67 ( وإذا اسْتَضاء شِهابَهُ بطلٌ رأى ** صُوَرَ الوقائعِ فوقه تَخْييلا ) 68 ( و غذا تدبَّرهُ تدبَّرَ علّةً ** للنَّيرَاتِ ونَيّراً مَعْلُولا ) 69 ( لكَ حسنهُ متقلَّداً و بهاؤهُ ** متنكبَّاً ومضاؤهُ مسلولا ) 70 ( كتَبَ الفِرنْدُ عليه بعضَ صِفاتكُمْ ** فعرفتُ فيهِ التاجَ والإكليلا ) 7( قد كاد يُنْذِرُ بالوعِيدِ لِطولِ مَا ** أصغى إليك ويعلمْ التأويلا ) 7( فإذا غضبتَ علتهُ دونكَ ربدةٌ ** يغدو لها طرفُ النهارِ كليلا ) 7( و إذا طويتَ على الرَّضى اهدى إلى ** شمس الظَّهيرةِ عارضاً مصقولا ) 74 ( سمّاهُ جدُّكَ ذا الفقارِ وإنّما ** سمّاهُ منْ عاديتَ عزرائيلا )
____________________
(1/276)
75 ( و كأنْ بهِ لم يبقِ وتراً ضائعاً ** في كربلاءَ ولا دَماً مَطلولا ) 76 ( أو ما سمعتمْ عن وقائعهِ التي ** لم تبقِ إشراكاً ولا تبديلا ) 77 ( سارتْ بها شيعُ القصائدِ شرَّداً ** فكَأنّما كانَتْ صَباً وقَبُولا ) 78 ( حتى قَطَعْنَ إلى العراقِ الشأمَ عن ** عُرُضٍ وخُضنَ إلى الفُراتِ النيلا ) 79 ( طلعتْ على بغداد بالسَّيرِ الَّتي ** سيَّرتها غرراً لكمْ وحجولا ) 80 ( أجْلينَ مِنْ فِكَري إذا لم يسمعوا ** لسيوفهنَّ المرهفاتِ صليلا ) 8( و لقد هممتُ بأنْ أفكَّ قيودها ** لمّا رأيتُ المحسنينَ قليلا ) 8( حتى رأيتُ قصائي منحولةً ** و القولَ في أمِّ الكتابِ مقولا ) 8( وَلَئِنْ بَقِيتُ لأُخْلِيَنَّ لِغُرِّهَا ** ميدانَ سبقي مقصراً ومطيلا ) 84 ( حتى كأنِّي ملهمٌ وكأنَّها ** سورٌ أرتِّلُ آياتها ترتيلا )
____________________
(1/277)
85 ( ** تلك المهنَّدةُ الرِّقاقُ فلولا ) 86 ( ولقد رأيتُكَ لا بلَحْظٍ عاكِفٍ ** فرأيتُ من شيمِ النبيّ شكولا ) 87 ( و لقد سمعتكَ لا بسمعي هيبةً ** لكنْ وجدَتُكَ جوهراً معقولا ) 88 ( أبني النّبوّةِ هل نبادرُغايةً ** و نقولُ فيكم غيرَ ما قد قيلا ) 89 ( إنّ الخبيرَ بكم أجَدَّ بخُلقكم ** غيباً فجرَّدَ فيكمُ التنزيلا ) 90 ( آتاكمُ القدسَ الذي لم يؤتهِ ** بشراً وأنفذَ فيكمُ التَّفضيلا ) 9( إنّا إستلمنا رُكْنَكُم ودَنوتُمُ ** حتى استلمتمْ عرشهُ المحمولا ) 9( فوصلتُمُ ما بيْنَنَا وأمدَّكُمْ ** برهانهُ سبباً به موصولا ) 9( ما عذركم أن لا تطيبَ فروعكمْ ** ولقد رسختُمْ في السماء أُصولا ) 94 ( أعطتكم شمُ الأنوفِ مقادةً ** وركبتُمُ ظَهْرَ الزّمانِ ذَلولا )
____________________
(1/278)
95 ( خَلّدْتُمُ في العبشمِيّةِ لَعْنَةً ** خلقتْ وما خلقوا لها تعجيلا ) 96 ( راعَتْهُمُ بكمُ البُروقُ كأنّمَا ** جرَّدتموها في السحابِ نصولا ) 97 ( في مَن يظُنّونَ الإمامةٍ منهُمُ ** إنْ حصّلتْ أنسابهمْ تحصيلا ) 98 ( مِنْ أهْلِ بَيْتٍ لم يَنالوا سَعْيَهُم ** من فاضلٍ عدلوا به مفضولا ) 99 ( لا تَعْجَلوا إنّي رأيتُ أناتَكْمْ ** وطئاً على كتدِ الزمان ثقيلا )00 ( أمُتَوَّجَ الخُلَفاءِ حاكِمْهُم وإنْ ** كان القضاءُ بما تشاءُ كفيلا )0( فالكتبُ لولا أنّها لكَ شهَّدٌ ** ما فُصِّلَتْ آياتُهَا تفصيلا )0( الله يَجزيكَ الذي لم يَجْزِهِ ** )0( و لقد براكَ وكنتَ موثقهُ الذي ** أخذَ الكِتابَ وعهْدَهُ المسؤولا )04 ( حتى إذا استرعاكَ أمرَ عِبادهِ ** أدْنَى إليهِ أباكَ إسماعيلا )
____________________
(1/279)
105 ( من بينِ حجبُ النُّور حيثُ تبوّأتْ ** آباؤهُ ظِلَّ الجِنانِ ظَليلا )06 ( أدّى أمانتهُ وزيدَ منَ الرّضى ** قرباً فجاورهُ الإلهُ خليلا )07 ( ووَرثتَهُ البُرْهانَ والتِّبيانَ وال ** فُرْقانَ والتّوراةَ والأنجيلا )08 ( وعلمتُ منْ مكنونِ علمِ اللهِ ما ** لمْ يؤتِ جبريلاً وميكائيلا )09 ( لو كنتَ آوِنَةً نَبِيّاً مُرْسَلاً ، ** نُشرَتْ بمبعثِكَ القُرونُ الأولى )10 ( أو كنتَ نُوحاً مُنذِراً في قومِهِ ** ما زادَهم بدُعائهِ تَضليلا )1( لله فيكٍ سريرَةٌ لوْ أُعلِنَتْ ** أحيا بذكركَ قاتلٌ مقتولا )1( لو كانَ أعطَى الخَلْقَ ما أُتيتَهُ ** لم يَخْلُقِ التّشبيهَ والتمثيلا )1( لولا حجابٌ دونَ علمكَ حاجزٌ ** وَجَدوا إلى عِلمِ الغُيُوبِ سَبيلا )14 ( لولاكَ لمْ يكنْ التّفكرُ واعظاً ** والعقلُ رُشْداً ، والقياسُ دَليلا )
____________________
(1/280)
115 ( لو لم تكُنْ سَبَبَ النّجاةِ لأهْلِها ** لم يُغْنِ إيمانُ العِبادِ فَتيلا )16 ( لو لم تُعَرِّفْنا بذاتِ نُفُوسِنا ** كانتْ لدينا عالماً مجهولا )17 ( لو لمْ يفضْ لكَ بالبريّةِ نائلٌ ** كانَت مُفوَّفَة الرّياضِ مَحُولا )18 ( لو لم تكن سكَنَ البلادِ تَضَعضَعتْ ** ولَزُيِّلَتْ أركانُها تَزييلا )19 ( لو لمْ يكنْ فيكَ اعتبارٌ للورى ** ضَلُّوا فلم يَكُنِ الدليل دليلا )20 ( نَبِّهْ لنا قَدْراً نَغيظُ بهِ العِدَى ** فلقدْ تجهمنا الزّمانُ خمولا )2( لو كنتَ قبلَ تكونُ جامعَ شملنا ** ما نيلَ منْ حُرماتنا ما نيلا )2( نَعْتَدُّ أيْسَرَ ما ملكتَ رقابَنَا ** وأقَلَّ ما نَرجو بكَ المَأمولا )
____________________
(1/281)
البحر : بسيط تام ( كدأبكَ ابنَ نبيِّ اللهِ لمْ يزلِ ** قتلُ الملوكِ ونقلُ المُلكِ والدُّوَلِ ) ( أينَ الفرارُ لباغٍ أنتَ مدركهُ ** لأمِّهِ ملءُ كفّيها منَ الهبل ) ( هيهاتَ يضحي منيعٌ منكَ ممتنعاً ** ولو تَسَنّمَ روَقَ الأعصَم الوَعِل ) 4 ( ولو غدا بخُلوبِ اللّيثِ مُدَّرِعاً ** أو باتَ بينَ نيوبِ الحيَّةِ العصل ) 5 ( أمّا العَدُوُّ فلا تَحْفَلْ بمَهلكِهِ ** فإنّما هو كالمحصُورِ في الطِّوَل ) 6 ( وأيُّ مستكبرٍ يعيا عليكَ إذا ** قدتَ الصّعابَ قلا تسألْ عن الذُّلل ) 7 ( خافوكَ حتى تفادَوْا من جَوانِحِهم ** فما يُناجُونَها من كثرَةِ الوَهَل ) 8 ( ما يستقِرُّ لهُمْ رأسٌ على جَسَدٍ ** كأنَّ أجسامهمْ يلعبنَ بالقلل ) 9 ( هذا المُعِزُّ وسيْفُ الله في يَدِهِ ** فهلْ لأعدائهِ في اللهُ من قبلُ )0 ( وهذهِ خيلهُ غراً مسوَّمةً ** يخرجنَ منْ هبواتِ النقعِ كالشُّعل )
____________________
(1/282)
1( إذا سَطا بادَرَتْ هامٌ مصارِعَها ** كأنّما تتلقى الأرضَ للقبل )( مُؤيَّداً باختِيارِ الله يَصْحَبَهُ ** وليسَ فيما أراهُ الله من خَلَل )( تخفى الجليّةُ إلاّ عنْ بصيرتهِ ** حتى يكونَ صوابُ القولِ كالخَطَل )4 ( فقد شهِدتُ له بالمُعجِزاتِ كما ** شَهِدْتُ لله بالتّوحِيدِ والأزَل )5 ( فأبْلِغِ الإنسَ أنّ الجِنَّ ما وألَتْ ** منه ولو حارَبَتْهُ الشمسُ لم تَئِل )6 ( عَتَوْا فغادرتَ في صَحرائهم رَهَجاً ** يمتَدُّ منهُم على الأفلاكِ كالظُّلَل )7 ( سرى مع الشهبِ في عليا مطالعها ** فكان أولى بأعلى الأفْق من زْحَل )8 ( ** داجٍ وما بحواشي الغَيم من طَحَل )9 ( أرْدَتْ سُيوفُك جِيلاً من فَراعِنَةٍ ** لمْ يفتأوا لقديمِ الدّهرِ كالجبل )0 ( همُ اسبدُوا بأسلابِ الليوثِ وهم ** جَزّوا نواصي أهْلِ الخَيم والحُلَل )
____________________
(1/283)
2( من عهد طالوتَ أو من قبله اضطرمتْ ** تغلي مراجلهمْ غيظاً على الملل )( لقد قصَمتَ من ابنِ الخَزْرِ طاغِيةً ** صعبَ المقادةِ إبّاءً على الجدل )( إذ لا يزالُ مُطاعاً في عَشيرِتهِ ** تلقى إليهِ أمورُ الزَّيغ والنَّحل )4 ( يكادُ يَعصي مَقاديرَ السّماءِ إذا ** رمى بعينيهِ بينَ الخيلِ والإبل )5 ( حسمتَ منهُ قديمَ الدّاءِ متّصلاً ** بالجاهليّةِ لاهٍ بالعدى هزل )6 ( من جاحدي الدِّينَ والحقِّ المنير ومن ** عادي الأئِمّةِ والكُفّار بالرُّسُل )7 ( ومنْ جبابرةِ الدُّنيا الذينَ خلوا ** وأنزلَ اللهُ فيهمْ وحيهُ فتلي )8 ( أتاكَ يعلوهُ من عصياتهِ خفرٌ ** حتى كأنّ بهِ ضَرْباً من الخَجَل )9 ( يديرهُ الرُّمحُ مهتزّاً بلا طربٍ ** إلى الكتائبِ مفترّاً بلا جذّل )0 ( مُرَنَّحاً من خُمار الحَتْفِ صَبَّحَهُ ** و ليسَ يخفى مكانُ الشاربِ الثمل )
____________________
(1/284)
3( كأنما غضَّ جفنيه الأزومُ على ** صَدرِ القَناةِ أوِ استَحْيا من العَذَل )( وما نظرتَ إليهِ كلّما جعلتْ ** تمْتَدُّ منه برأسِ الفارسِ الخَطِل )( إلاّ تَبَيَّنْتَ سِيما الغَدْرِ بَيّنَةً ** عليهِ والكفرِ للنّعماءِ والغيل )4 ( تُصْغي إليه قُطوفُ الهامِ دانِيَةً ** وإنَّ أسماعها عنهُ لفي شغل )5 ( برْزٌ بصفحَتِهِ لولا تَقَدُّمُهُ ** لمْ يعرف الليثُ بينَ الضَّبِ والورل )6 ( إذا التقى رأسهُ علواً وأرؤسهمْ ** سُفْلاً رأيتَ أميراً قائمَ الخَوَل )7 ( لو كان يُبصرُ مَن لُفّتْ عَجاجتُهُ ** رأى حواليهِ آجاماً منَ الأسل )8 ( ولو تأملَ منْ ضمّتْ حريبتهُ ** لقسّمَ الطرفَ بينَ الفجع والثَّكل )9 ( لمْ يلقَ جالوتُ من داوودَ ما لقيتْ ** شراتهُ منكَ في حلٍّ ورحل ) 40 ( فمِنْ ظُباكَ إلى عَليا قَناكَ إلى ** نارُ الجحيمِ فما يخلو منَ النَّقل )
____________________
(1/285)
4( قل للبرِيّةِ غُضّني من عِنانِكِ أو ** سيري لشأنكِ ليسَ الجدّ كالهزل ) 4( لمْ ألقَ في النَّاسِ مجهولَ البصيرةِ أو ** مُسَوِّفاً نفسَه قولاً بلا عمَل ) 4( لم أثْقَفِ المرءَ يَعْصي مَن هداه ومَن ** نجّاه من عثراتِ الدَّحْض والزَّلل ) 44 ( قدْ قرَّ كرسيُّ عدنانٍ ومنبرها ** بفاتِحِ المُدْن قسراً مؤمن السبُل ) 45 ( من لا يرى العزمَ عزماً يستقادُ لهُ ** إذا جبالُ شرورى منهُ لم تزل ) 46 ( من صغّرَ المشرقينِ الأعظمين إلى ** من فيهما من مليكِ الأمر أو بطل ) 47 ( وطبّقَ الأرضَ من مصرٍ إلى حلبٍ ** خيلاً وَرجُلاً ولفَّ السهْل بالجبل ) 48 ( و أوردتْ خيلهُ ماءَ الفراتِ فما ** صدَرْنَ حتى وَصَلْنَ العَلَّ بالنهَل ) 49 ( حتى إذا ضاق ذَرْعُ القوْم وافترقوا ** في الذلِّ فِرْقَينِ من بادٍ ومُمتثل ) 50 ( وعادَ طُولُ القَنا في أرضِهمْ قِصَراً ** وأنفدوا كلَّ مذخورِ من الحِيَل )
____________________
(1/286)
5( ألقوا بأيديهمْ منه إلى سببٍ ** بينَ الإله وبينَ النَّاس متّصل ) 5( فإن يكُنْ أوْسَعَ الأملاكِ مَغفِرَةً ** فالسيْفُ يسقُطُ أحياناً على الأجَل ) 5( وإنْ يكن عقلُ من ناواه مختبلاً ** فإنّ للنَّصْلِ عَقلاً غيرَ مُختَبَل ) 54 ( وليسَ ينكرُ من هادٍ لأمّتهِ ** غولُ المواحيدِ للبقيا على الجمل ) 55 ( فلا يسغُ للورى إمهالهُ كرماً ** فإنّما تُدرَكُ الغاياتُ بالمُهَل ) 56 ( ولا يُسيئَنَّ ذو الذنبِ الظُّنونَ بهِ ** إذا استقادَ له في ثوبِ مُنتَصل ) 57 ( فلا عجيبٌ بمن أبقتْ ظباهُ على ** ملوكِ مِصرَ أنِ استبقَى ولم يَغُل ) 58 ( فلستَ من سُخطهِ المُردي على خطَرٍ ** ما دُمتَ من عَفوِهِ المُحيي على أمَل ) 59 ( لعلَّ حلمكَ أملى للّذينَ هووا ** في غيّهمْ بينَ معفورٍ ومنجدل ) 60 ( فلا شفى داءهم إلاّ دواؤهمُ ** والسيْفُ نِعْمَ دَواءُ الداء والعِلل )
____________________
(1/287)
6( لم يُترَكِ اليومَ منهم غيرُ شِرذِمَةٍ ** لو أنّهم إثمِدٌ ما حُسَّ في المُقَل ) 6( لو بعضَ ما باتَ يطوي في جوانحهم ** يسمو لغيلانَ لم يربع على طلل ) 6( فَرغتَ للحج من شُغل الهِياجِ فلوْ ** سألتَ مكّة قالتْ هيْتَ فارتحِل ) 64 ( وكانَ في الغربِ داءٌ فاتقاكَ لهُ ** برأسِ كلِّ فلانٍ في العدى وفل ) 65 ( فقدْ توطَّدَ أمرُ الملكِ فيهِ وقدْ ** نَدَبْتَ نَدْباً إليه غيرَ مُتَّكِل ) 66 ( لمّا شددتَ بعبدِ الهِ عروتهُ ** أعززتَ منه مصونَ العرض لم يذل ) 67 ( عرفتَ في كلِّ صنع الله عارفةً ** فما تهمُّ بفعلٍ غيرِ منفعل ) 68 ( ولاختياركَ فضْلُ الوَحي إنّك لا ** تأتي المآتي إلاّ من علٍ فعل ) 69 ( مُستهدِياً بدَلِيلِ الله تَتبعُهُ ** وقادحاً لزِنادِ الحِكمةِ الأوَل ) 70 ( وإنْ ملكاً أقرَّ اللهُ قبتهُ ** بابنِ الإمامِ لَمُلْكٌ غيرُ منتقِل )
____________________
(1/288)
7( لو نازعَ النّجمَ ما أعياه منزلهُ ** أو نازَلَ القَدَر المقدورَ لم يُهَل ) 7( قد فِئتَ من بركاتِ الأبطحيِّ إلى ** ما لا يفيءُ إليه الظِّلُّ في الأُصُل ) 7( توالتْ الباقياتُ الصّالحاتُ لهُ ** تَواليَ الدِّيَمِ الوكّافةِ الهَطِل ) 74 ( ألَيسَ أوّلَ ما ساس الأمور أتَتْ ** عَفواً بما كان لم يَحسَبْ ولم يَبخَل ) 75 ( فالفَتْحُ من أوَّل النعمى به ولَهُ ** عَواقبٌ في بَني مَروانَ عن عَجَل ) 76 ( بريحهِ أردتِ الهيجا بني خزرٍ ** وباسمهِ استظهرتْ في الغزو والقفل ) 77 ( فإن تَكِلْهُ إلى ماضي عزائِمِهِ ** تكلهُ منها إلى الخطّيّةِ الذّبل ) 78 ( مهما أقامَ فذو التّاجِ المقيمُ وإن ** تَلاكَ رَيثاً فبعدَ المشهدِ الجَلل ) 79 ( وبعد توطيدِ مُلكِ المَشرقينِ لِمَنْ ** ثوى وأمْن العذارى البيض في الكِلَل ) 80 ( إذا نَظَرْتَ إليْه نَظْرَةً دَفَعَتْ ** إليك شِبهَكَ في الأشْباهِ لم يفِل )
____________________
(1/289)
8( ترى شمائلَ فيهِ منكَ بيّنةً ** لم تنْتَقِلْ لكَ عن عَهدٍ ولم تَحُل ) 8( كما رأى الملكُ المنصورُ شيمتهُ ** تَبدُو عليك من المنصور قبل تَلي ) 8( الآنَ لذِّتْ لنا مصرٌ وساكنها ** وللسَّوابِحِ والمَهْرِيّةِ الذُّمُل ) 84 ( ما مكثنا معشرَ العافين إنّ لنا ** في البينِ شغلاً عن اللذّاتِ والغزل ) 85 ( فليتَنَا قد أرَحْنا هَمَّ أنفُسِنَا ** أو استراحتْ مطايانا منَ العقل ) 86 ( ليعقدَ التّاجَ هذا اليومُ مفتخراً ** إن كان تُوِّجَ يوْمٌ سائرُ المَثَل ) 87 ( ألا تَخِرُّ لهُ الأيّامُ ساجِدَةً ** إذْ نالَ مَكرُمَةً أعيَتْ فلم تُنَل ) 88 ( تكنّفتهُ المساعي فهو يرفلُ من ** وَشْيِ الرّبيعِ وَوَشْي المجد في حُلَل ) 89 ( فيهِ الربيعانِ من فصلِ الرّبيعِ ومنْ ** وقائع النصر تشفي من جَوى الغُلَل ) 90 ( فقلْ إذا شئتَ في الدُّنيا وبهجتها ** وقلْ إذا شئتَ في السّرّاءِ والجذل )
____________________
(1/290)
9( ما أخَّرَ الله هذا الفَتحَ منذُ نَما ** إلاّ ليَصْحَبَهُ بالعِدَّةِ الكَمَل ) 9( فيَقرنَ الفصْل بالحَفل الجميع ضُحىً ** وتُحْفَةَ الحربِ بالأسلوبِ والنَّفَل ) 9( تَجَمَّعَ السَّعْدُ والإبّانُ فاتّفَقَا ** وزهرةُ العيشِ تتلو زهرةَ الأملِ ) 94 ( ومَشهَدُ الملكِ طلقاً والسجودُ إلى ** شمسِ الهدى واتّصال الشمس بالحمل ) 95 ( فما تكاملَ من قبلي لمرتقبٍ ** إذناً ولا لخطيبٍ ما تكامل لي )
____________________
(1/291)
البحر : كامل تام ( هل آجِلٌ ممّا أُؤمِّلُ عاجِلُ ** أرجو زماناً والزمانُ حُلاحِل ) ( وأعَزُّ مفْقُودٍ شبابٌ عائِدٌ ** من بعدِ ما ولّى وإلْفٌ واصلُ ) ( ما أحسَنَ الدّنْيا بشَمْلٍ جامَعٍ ** لكنّهَا أُمُّ البَنينَ الثّاكِلُ ) 4 ( جرتِ اللّيالي والتّنائي بيننا ** أمُّ اللّيالي والتّنائي بيننا هابلُ ) 5 ( إلاّ وكيِرانُ المَطِيِّ وذائل ** و كانّما دهرٌ لدهرٍ آكلُ ) 6 ( أعَلى الشّبابِ أم الخليطِ تَلَدُّدي ** هذا يفارقني وذاك يزائلُ ) 7 ( في كلِّ يومٍ أستزيدُ تجارباً ** كم عالمٍ بالشيْءِ وهو يسائلُ ) 8 ( ما العِيسُ ترحلُ بالقِبابِ حميدةً ** لكنّها عَصْرُ الشبابِ الراحلُ ) 9 ( ما الخمرُ إلاّ ما تعتَّقهُ النّوى ** أوْ أُختُهَا ممّا تُعَتِّقُ بابل )0 ( فمزاجُ كأسِ البابليّةِ أولقٌ ** و مزاجُ تلك دمُ الأفاعي القاتل )
____________________
(1/292)
1( و لقد مررتُ على الدّيارِ بمنعجٍ ** و بها الذي بي غيرَ أنّي السائل )( فتوافقَ الطّللانِ هذا دارسٌ ** في بُرْدَتيْ عَصْبٍ وهذا ماثل )( فمحا معالمَ ذا نجيعٍ سافكٌ ** و محا معالمَ ذا ملثٌّ وابل )4 ( يا دارُ أشبهتِ المها فيكِ المها ** والسَّرْبَ إلاّ أنّهنَّ مَطافل )5 ( نَضحَتْ جوانحَكِ الرْياحُ بلؤلؤ ** للطَّلِّ فيه ردعُ مسكٍ جائل )6 ( و غدتْ بجيبٍ فيكِ مشقوقٍ لها ** نفسٌ تردِّدهُ ودمعٌ هامل )7 ( هلاّ كعهدكِ والأراكُ أرائكٌ ** و الأثلُ بانٌ والطُّلولُ خمائل )8 ( إذ ذلك الوادي قَناً وأسِنّةٌ ** و إذِ الدِّيارُ مشاهدٌ ومحافل )9 ( وعوابسٌ وقَوانِسٌ وفَوارِسٌ ** و كوانسٌ وأوانسٌ وعقائل )0 ( و إذِ العراصُ تبيتُ يسحبُ لأمةً ** فيها ابنُ هيجاءٍ ويصفنُ صاهل )
____________________
(1/293)
2( وتَضِجُّ أيْسارٌ ويَصْدَحُ شاربٌ ** وتَرِنُّ سُّمارٌ ويَهْدِرُ جامل )( بُعْداً للَيْلاتٍ لنا أفِدَتْ ولا ** بعدتْ ليالٍ بالغميمِ قلائل )( إذ عيشنا في مثلِ دولةِ جعفرٍ ** والعَدْلُ فيها ضاحكٌ والنّائل )4 ( نَدعوهُ سيفاً والمنيّةُ حَدُّهُ ** و سنانُ حربٍ والكتيبةُ عامل )5 ( هذا الَّذي لولا بقيّةُ عدلهِ ** ما كان في الدنيا قضاءٌ عادل )6 ( لو أشربَ اللَّهُ القلوبَ حنانهُ ** أو رِفْقَهُ أحيْا القتيلَ القاتل )7 ( ولوَ أنّ كل مُطاعِ قومٍ مثلُه ** ما غيَّرَ الدُّولاتِ دهرٌ دائلِ )8 ( فكأنّهُنّ على العُيونِ غَياهِبٌ ** بشرٌ فليسَ على البسيطةِ جاهل )9 ( يوماهُ طعنٌ في الكريهةِ فيصلٌ ** أبداً وحكمٌ في المقامةِ فاصل )0 ( بطلٌ إذا ما شاءَ حَلّى رُمْحَهُ ** بدمٍ وقربَ منهُ رمحٌ عاطل )
____________________
(1/294)
3( أعطى فأكثرَ واستَقَلَّ هِباتِهِ ** فاسْتَحْيَتِ الأنواءُ وهي هوامل )( فاسمُ الغمامِ لديه وهو كَنَهْوَرٌ ** آلٌ وأسماءُ البحورِ جداول )( ** وسعتْ لهُ فيها لهىً وفواضل )4 ( إن لجَّ هذا الودقُ منه ولم يفق ** عمَّا أرى هذا الصَّبيرُ الوابل )5 ( فسينقضي طلبٌ ويفقدُ طالبٌ ** وتَقِلُّ آمالٌ ويُعْدَمُ آملُ )6 ( شِيَمٌ مَخِيلَتُها السَّماحُ وقَلّما ** تهمي سحابٌ ما لهنَّ مخايل )7 ( هبَّتْ قبولاً والرِّياحُ رواكدٌ ** و أتتْ سماءً والغيومُ غوافل )8 ( تسمو بهِ العينُ الطَّموحُ إلى الَّتي ** تَفنى الرِّقابُ بها ويفْنى النائل )9 ( نَظَرَتْ إلى الأعداءِ أوّلَ نَظْرَةٍ ** فَتَزَايلَتْ منْهُ طُلىً ومَفاصل ) 40 ( وثَنَتْ إلى الدنيا بأُخرى مثلِها ** فتقسَّمتْ في النّاَسِ وهي نوافل )
____________________
(1/295)
4( لم تخلُ أرضٌ من نداهُ ولا خلا ** من شكْرِ ما يولي لسانٌ قائل ) 4( وطئَ المحولَ فلم يقدِّمْ خطوةً ** وأكنافُ البِلادِ خَمائِل ) 4( ورأى العُفاةَ فلم يَزدْهم لحظةً ** ) 44 ( تاتي لهُ خلفَ الخطوبِ عزائمٌ ** تذكى لها خلفَ الصَّباحِ مشاعل ) 45 ( ** وكأنّهُنّ على النّفوسِ حبائل ) 46 ( المُدركاتُ عدْوهُ ولوَ أنّهُ ** قمرُ السَّماءِ لهُ النُّجومُ معاقل ) 47 ( و إذا عقابُ الجوِّ هدهدَ ريشها ** صعقتْ شواهينٌ لها وأجادل ) 48 ( مَلِكٌ إذا صَدِئَتْ عليهِ دروعُهُ ** فلها منَ الهيجاءِ يومٌ صاقل ) 49 ( و إذا الدِّماءُ جرتْ على أطواقها ** فمن الدِّماءِ لها طَهورٌ غاسل ) 50 ( مُلِئَتْ قلوبُ الإنسِ منه مهابَةً ** وأطاعَهُ جِنُّ الصَّريمِ الخابل )
____________________
(1/296)
5( فإذا سمِعتَ على البِعادِ زَئيرَهُ ** فاذهبْ فقد طرقَ الهزبرُ الباسل ) 5( لو يدَّعِيهِ غيرُ حيٍّ ناطِقٍ ** لغدت أسودُ الغابِ فيهِ تجادل ) 5( تَنْسَى له فُرسانَها قيسٌ ولمْ ** تظلم وتعرض عن كليبٍ واثل ) 54 ( هَجَماتُ عَزْمٍ ما لهُنّ مُقابلٌ ** وجِهاتُ عَزْمٍ ما لهُنّ مُخاتِل ) 55 ( فانهض بأعباءِ الخلافةِ كلَّها ** يَدمَى نَساً منه ويَشْخُبُ فائل ) 56 ( ولقد تكونُ لكَ الأسِنّةُ مَضْجَعاً ** حتَّى كأنَّكَ من حمامكَ غافل ) 57 ( تَغْدو على مُهَج الليوثِ مُجاهِراً ** حتَّى كأنَّكَ من بدارِ خاتل ) 58 ( تلكَ الخلافَةُ هاشمٌ أربابُهَا ** و الدِّينُ هاديها وأنتَ الكاهل ) 59 ( هل جاءها بالأمسِ منكَ على النَّوى ** يومٌ كيومكَ للمسامع هائل ) 60 ( و سراكَ لا تثنيكَ حدَّةُ مأتمٍ ** رجفٌ نوادبهُ وخبلٌ خابل )
____________________
(1/297)
6( وقد التَقَتْ بيدٌ وقطرٌ صائبٌ ** ومسالكٌ دُعْجٌ وليلٌ لائل ) 6( وجَرَتْ شِعابٌ ما لهُنَّ مَذانبٌ ** و طمتْ بحارٌ ما لهنَّ سواحل ) 6( تمضي ويتبعكَ الغمامُ بوبلهِ ** فكأنّهُ لك حيثُ كنتَ مُساجل ) 64 ( سارٍ كأنَّ قتيرَ درعكَ فوقهُ ** كُفَفاً وجُودُ يَدَيكَ منه هامل ) 65 ( ووراءَ سيفكَ مصلِّتاً وأمامهُ ** جيشٌ لجيش الله فيه مَنازل ) 66 ( مثعنجرٌ يبرينُ فيهِ وعالجٌ ** و الأخشبانِ متالعٌ ومواسل ) 67 ( فكأنَّما الهضباتُ منهُ أجارعٌ ** و كأنَّما البكراتُ منهُ أصائل ) 68 ( و كأنَّما هوَ من سماءٍ خارجٌ ** و كأنَّما هوَ في سماءٍ داخل ) 69 ( ** فكأنَّما الآفاقُ منهُ خمائل ) 70 ( و الحيرةُ البيضاءُ فيهِ صوارمٌ ** بجميعِهِ طلٌّ وهَذا وابل )
____________________
(1/298)
7( و الأسدُ كلُّ الأسدِ فيه فوارسٌ ** والأرضُ كل الأرضِ فيه قَساطل ) 7( تُطْفي له شعَلَ النجوم أسِنّةٌ ** و يغيِّرُ الآفاقَ منهُ غياطل ) 7( كالمزنِ يدلحُ فرعودُ غمائمٌ ** في حجرتيهِ والبروقُ مناصل ) 74 ( فدَمٌ كقَطْرٍ صائبٍ لكِنّ ذا ** بجميعهِ طلٌّ وذا وابل ) 75 ( فيه المذاكي كلُّ أجْرَدَ صِلدِم ** يدمى نساً منهُ ويخشبُ فائل ) 76 ( من طائراتٍ ما لهنَّ قوادمٌ ** أو مقرَّباتٍ ما لهنَّ أياطل ) 77 ( فكأنَّما عشمتْ لهنَّ مرافقٌ ** وكأنّما زَفَرَتْ لهُنّ مَراكِل ) 78 ( الّلاءِ لا يعرفنَّ إلاّ غارةً ** شعواءَ فهي إلى الكماةِ صواهل ) 79 ( الَّلاحقاتُ وراءها وأمامها ** فكأنَّهنَّ جنائبٌ وشمائل ) 80 ( مُقْوَرَّةٌ يكْرَعنَ في حوض الردى ** وِرْدَ القَطا في البِيدِ وهي نواهل )
____________________
(1/299)
8( فالنجدُ في لهواتها والغورُ والف ** لَق المُلمَّعُ والظّلامُ الحائل ) 8( والمجدُ يلقى المجْدَ بين فُروجِهَا ** ذا راحلٌ معها وهذا قافل ) 8( حتَّى أنختَ على الخيامِ إناخةً ** وقطينُهُ فيه أتِيٌّ سائل ) 84 ( يا ربَّ وادٍ يومَ ذاكَ تركتهُ ** ) 85 ( فاجَأتَهُ مَحْلاً وفجَّرْتَ الطُّلى ** فجَرَتْ مَحانِ تحتَه وجداول ) 86 ( ووطِئتَ بينَ كِناسِهِ وعرينِهِ ** فأُصيبَ خادِرُهُ ورِيعَ الخاذل ) 87 ( غادرتهُ والموتُ في عرصاتهِ ** حقٌّ وتضليلُ الأماني باطل ) 88 ( تَمْكو عليه فرائصٌ وتَرائِبٌ ** وتَرِنُّ فيه سواجِعٌ وثواكل ) 89 ( لا النّارُ أذكتْ حجرتيهِ وإنّما ** مزعتْ جيادكَ فيه وهي جوافل ) 90 ( لا رأيَ إلاّ ما رأيتَ صَوابَهُ ** في المشكلاتِ وكلُّ رأيٍ فائل )
____________________
(1/300)
9( لو كان للغَيْبِ المُستَّرِ مُدرِكٌ ** في النّاسِ أدركَهُ اللّبيبُ العاقِل ) 9( و الحازمُ الدّاهي يكابدُ نفسهُ ** أعداءَهُ فتراهُ وهو مُجامل ) 9( ويكادُ يَخفَى عن بَناتِ ضميرِهِ ** مكتومُ ما هو مُبتَغٍ ومحاول ) 94 ( إذهبْ فلا يعدمك أبيضُ صارمٌ ** تَسْطو به قِدْماً وأسمَرُ ذابل ) 95 ( لا عرّيتْ منكَ الليالي إنّها ** بك حلِّيتْ والذّاهباتُ عواطل ) 96 ( ما العُربُ لولا أنْتَ إلاّ أيْنُقٌ ** زمّتْ لطيَّتها وحيٌّّ راحلُ ) 97 ( ما الملكُ دونَ يديكَ إلاّ عروةٌ ** مفصُومَةٌ وعَمودَ سَمْكٍ مائل ) 98 ( فليتركوا أعلى طريقكَ إنّهُ ** لكَ مسلكٌ بين الكواكبِ سابل ) 99 ( قد أُكرِهُ الحافي فمَرّ على الثَّرَى ** رَسْفاً وطار على القَتادِ الناّعل )00 ( كلُّ الكِرامِ من البَريّةِ قائِلٌ ** في المكرماتِ وأنتَ وحدكَ فاعل )
____________________
(1/301)
10( لو أنّ عَدْلكَ للأحِبّةِ لم تَبِتْ ** بالعاشقينَ صبابةٌ وبلابل )0( فتركتَ أرضَ الزّابِ لا يأسى أبٌ ** لابنٍ ولا تبكي البعولَ حلائلُ )0( و لقد شهدتَ الحربَ فيها يافعاً ** إذ لا بنفسكَ غيرُ نفسكَ صائل )04 ( والمُلْكُ يومئِذٍ لواءٌ خافِقٌ ** يَلقَى الرّياحَ وليسَ غيرُكَ حامل )05 ( فسعيتَ سعيَ أبيكَ وهو المعتلي ** وورِثْتَ سيْفَ أبيكَ وهو القاصل )06 ( أيّامَ لم تُضْمَم إليكَ مَضارِبٌ ** منه ولم تَقْلُصْ عليك حَمائل )07 ( فخضبتهُ إذ لا تكادُ تهزُّهُ ** حتى تنوءَ بهِ يدٌ وأنامل )08 ( وافى بنانَ الكفِّ وهي أصاغرٌ ** فسطتْ به الهمّاتُ وهي جلائل )09 ( من كان يَكفُلُ شُعْبَةً من قومِهِ ** كرماً فأنتَ لكلِّ شعبٍ كافل )10 ( فإذا حللتَ فكلُّ وادٍ ممرعٌ ** و إذا ظعنتَ فكلُّ شعبٍ ماحل )
____________________
(1/302)
11( وإذا بَعُدْتَ فكُلُّ شيءٍ ناقِصٌ ** وإذا قَرُبْتَ فكلُّ شيءٍ كامل )1( خلقَ الإلهُ الأرضَ وهي بلاقعٌ ** ومكانُ مَا تَطَأونَ منها آهِل )1( وبرا الملوكَ فجادَ منهم جعفَرٌ ** و بنو أبيهِ وكلُّ حيٍّ باخل )14 ( لو لم تَطيِبُوا لم يَقِلَّ عَديدُكُم ** وكذاكَ أفْرادُ النُّجومِ قلائل )
____________________
(1/303)
البحر : طويل ( وأبْيَضَ من ماءِ الحديدِ كأنّما ** يبيتُ عليه من خشونتهِ طلُّ ) ( ألا ثكلتْ أمُّ امرئٍ هو بزُّهُ ** إذا لم يفارقْ عزَّ أيّامهِ الذُّلُّ )
____________________
(1/304)
البحر : طويل ( هنالكَ عهدي بالخليطِ المزايلِ ** و في ذلكَ الوادي أصيبتْ مقاتلي ) ( فلا مثلَ أيّامٍ لنا ذهبيّةٍ ** قصيرةِ أعمارِ البقاءِ قلائل ) ( إذِِ الشَّملُ مجموعٌ بمنزلِ غبطةٍ ** و دارِ أمانٍ من صروفِ الغوائل ) 4 ( ليَاليَ لم تأتِ اللّيالي مَساءتي ** ولم تَقْتَسِمْ دَمْعي رُسومُ المنازل ) 5 ( و أسماءُ لم يبعدْ لهجرٍ مزارها ** و لم تتقطَّعْ باقياتُ الرّسائل ) 6 ( ألا طرقتْ تسري بأنفاسِ روضةٍ ** وأعْطافِ مَيّاسِ من البانِ ذائل ) 7 ( فيا لكَ وحشيّاً من العينِ شارداً ** أتيحَ لإنسيٍّ ضعيفِ الحبائل ) 8 ( أأسماءُ ما عهدي ولا عهدُ عاهدٍ ** بخدركِ يسري في الفيافي المجاهل ) 9 ( فإنّكِ ما تَدرينَ أيَّ تَنائِفٍ ** قطعتُ بمكحولِ المدامعِ خاذل )0 ( تأوَّبَ مُرخَاةً عليه سُنُورُهُ ** هِدُوءاً وقد نامَتْ عيونُ العَواذل )
____________________
(1/305)
1( و إنّي إذا يسري إليَّ لخائفٌ ** عليه حبالاتِ العيونِ الحوائل )( أغارُ عليْهِ أن يُجاذبَهُ الصِّبَا ** فُضُولَ بُرُودٍ أو ذُيولَ غلائل )( و قد شاقني إيماضُ برقٍ بذي الغضى ** كما حُرِّكتْ في الشمس بيض المناصل )4 ( إذا لم يَهِجْ شوْقي خَيالٌ مُؤرِّقٌ ** تَطَلّعَ من أُفقِ البُدورِ الأوافِل )5 ( و ما النَّاسُ إلاّ ظاعنٌ ومودِّعٌ ** وثاوٍ قريح الجفنِ يبكي لراحل )6 ( فهل هذه الأيّامُ إلا كما خَلا ** وهل نحنُ إلاّ كالقُرُونِ الأوائل )7 ( نُساقُ من الدّنيا إلى غيرِ دائِمٍ ** و نبكي من الدنيا على غيرِ طائل )8 ( فما عاجِلٌ تَرْجوه إلاّ كآجِلٍ ** و لا آجلٍ نخشاه إلاّ كعاجل )9 ( فلو أوطأتني الشمسَ نعلاً وتوَّجتْ ** عِبِدّايَ تِيجانَ المُلوكِ العباهِل )0 ( ولو خُلِّدَتْ لم أقضِ منْها لُبانَةً ** و كيفَ ولم تخلدْ لبكرِ بن وائل )
____________________
(1/306)
2( لقومٍ نموا مثلَ الأميرِ محمَّدٍ ** ففاؤوا كما فاءتْ شموسُ الأصائل )( وإنّ بهِ منهُمْ لكُفْواً ومَقْنعاً ** و لكنّنا نأسى لفقدِ المقاول )( إذا نحنُ لم نجزعْ لمن كان قبلنا ** لَهِوْنَا عن الأيّام لَهْوَ العقائل )4 ( و لكن إذا ما دامَ مثلُ محمّدٍ ** ففي طيِّ ثوبيهِ جميعُ القبائل )5 ( تسلَّ به عمّنْ سواه ومثلهُ ** يريكُ أباه في صدورِ المحافل )6 ( و إنّ ملوكاً أنجبتْ لي مثلهُ ** أحقُّ بني الدنيا بتأبينِ عاقل )7 ( ولو زِيدَ فِيها مثلُ ذَرع الحَمائل ** و هم خيرُ حافٍ في البلاد وناعل )8 ( لهم من مساعيهمْ دروعٌ حصينةٌ ** تُوَقّيهِمُ من كلِّ قوْلٍ وقائل )9 ( وهم يتَقُونَ الذَّمَّ حتى كأنّهُ ** ذُعافُ الأفاعي في شِفارِ المناصل )0 ( وحقَّ لهم أن يتقوه فلم تكنْ ** تُصابُ بهِ الأعراضُ دونَ المَقاتل )
____________________
(1/307)
3( أولئك لا يحسنُ الجودَ غيرهم ** ولا الطعنِ شزراً بالرماحِ الذوابل )( فلم يَدْرِ إلاّ الله ما خُلُقُوا لهُ ** ولا ما أثاروا من كُنوزِ الفضائل )( شبيهٌ بأعلامِ النُّبوَّةِ ما أرى ** لهم في النَّدى من مُعجزاتِ الشَّمائل )4 ( أجلّك عز الله ذكركَ فارساً ** إذا صرَّ آذانُ الجيادِ الصواهل )5 ( وما لسيوفِ الهندِ دونَك بَسْطَةٌ ** ولو زيدٌ فيها مثلَ زرعِ الحمائل )6 ( ترشفها في السلمِ ماءَ جفونها ** فتَجزأُ عن ماء الطُلى والبآدل )7 ( وتَقلِسُ مِنْ رِيٍّ إذا ما أمَرْتَها ** بتصد يعِ هاماتٍ وفتقِ أباجل )8 ( فلا تتبعْ الحسادَ منك ملامةٌ ** فما شرفُ الحسّادِ منك بباطل )9 ( وكم قد رأينَا من مَسُولٍ وسائِلٍ ** قديماً ومن مَفضُولِ قومٍ وفاضل ) 40 ( فكُلُّهُمُ يَفْديكَ من مُتَهلِّلٍ ** إلى المجتدي العافي وأربدَ باسل )
____________________
(1/308)
4( تقيكَ دماءُ القرنِ من متخمِّطٍ ** على القِرنِ مشبوحِ اليدين حُلاحِل ) 4( ضَمِينٌ بلَفِّ الصّفِّ بالصّفِّ كلما ** تَبَاعَدَ ما بينَ الكلى والعوامل ) 4( تُؤنِّسُهُ الهَيجا ويُطرِبُ سَمعَهُ ** صريرُ العَوالي في صُدورِ الجَحافل ) 44 ( هو التّاركُ الثثغْرَ القصيَّ دروبهُ ** مَقَرّاً لفُسطاطٍ وداراً لنازل ) 45 ( فعارِضُهُ الأهْمَى لأوّلِ شائِمٍ ** ودِرَّتُهُ الأولى لأوّلِ سائل ) 46 ( تَجودُكَ مِن يُمْناهُ خمسةُ أبحُرٍ ** تفيضُ دِهاقاً وهي خمسُ أنامل ) 47 ( عطاءٌ بلا منٍّ يكددِّرُ صفوهُ ** فليسَ بمنّانٍ وليسَ بباخل ) 48 ( ترى الملكَ المخدومَ في زيّ خادمٍ ** حواليهِ والمأمولَ في ثوبِ آمل ) 49 ( كأنا بنوه أهلهُ وعشيرهُ ** يُرَشِّحُنَا بالمَأثُراتِ الجلائل ) 50 ( يُطيفُ بطلق الوجهِ للعُرْفِ قائلٍ ** وبالعرفِ أمّارٍ وللعرفِ فاعل )
____________________
(1/309)
5( بمبسوط كفِّ الجودِ للرّزقِ قاسمٍ ** ومسلولِ سيفِ النصرِ للدين شامل ) 5( فتىً كلُّ سعيٍ من مساعيهِ قِبلةٌ ** يصلّي أليها كلُّ مجدٍ ونائل ) 5( وفي كلّ يومٍ فيهِ للشعرِ مذهبٌ ** على أنّهُ لم يبقِ قولاً لقائل )
____________________
(1/310)
البحر : بسيط تام ( لي صارمٌ وهو شيعيٌّ كحامِلِهِ ** يكادُ يسبِقُ كَرّاتي إلى البَطَلِ ) ( إذا المُعِزُّ مُعِزُّ الدّينِ سَلّطَهُ ** لم يَرْتَقِبْ بالمَنايا مُدّةَ الأجَل )
____________________
(1/311)
البحر : طويل ( هو السيفُ سيف الصَّدق أمّا غرارهُ ** فعضبٌ وأمّا متنهُ فصقيل ) ( يَشِيعُ لهُ الإفْرِنْدُ دَمعاً كأنّمَا ** تذكّرَ يومَ الطَّفِّ فهو يسيل )
____________________
(1/312)
البحر : طويل ( سقتْني بما مجّتْ شفاهُ الأراقمِ ** وعاتبني فيها شفارُ الصَّوارم ) ( عَدَتنيَ عنها الحرْبُ يُصرَفُ نابها ** وصلصالُ رعدٍ في زئيرِ الضَّراغم ) ( فكيفَ بها نجديَّةً حال دونها ** صَعاليكُ نجْدٍ في مُتون الصَّلادم ) 4 ( أتى دونَها نَأيُ المزارِ وبُعْدُهُ ** وآسادُ أغْيالٍ وجِنُّ صَرائم ) 5 ( وأشْوَسُ غَيرانٌ عليها حُلاحِلٌ ** طويلُ نجاد السيْفِ ماضي العزائم ) 6 ( ولو شِئْتُ لم تبْعُدْ عليّ خِيامُها ** ولو طُنِّبتْ بينَ النجومِ العواتم ) 7 ( وباتَ لها منّي على ظَهْرِ سابِحٍ ** أشمُّ أبيُّ الظُّلمِ من آلِ ظالم ) 8 ( وأسْهَرَهَا جَرُّ الرّماحِ على الثرى ** بأيدي فُتُوِّ الأزدِ صُفْرِ العمائم ) 9 ( فهل تبلغنّيها الجيادُ كأنّها ** أعِنّتُها من طولِ لوكِ الشّكائم )0 ( منَ الأعوجيّاتِ التي ترزقُ الغنى ** وتَضْمَنُ أقواتَ النُّسورِ القشاعم )
____________________
(1/313)
1( من اللاّءِ هاجتْ للنّوى أريحيّتي ** وهزَّتْ إلى فُسْطاط مصرَ قَوادمي )( فشيَّعتُ جيشَ النصرِ تشييَع مُزمعٍ ** وودّعتهُ توديعَ غيرِ مصارم )( وقد كدتُ لا ألوي على من تركتهُ ** ولكنْ عداني ما ثنى من عزائمي )4 ( ولو أنّني استأثرتُ بالإذنِ وحدهُ ** لسرتُ ولم أحفلْ بلومةِ لائم )5 ( طربتُ إلى يومٍ أوفّيهِ حقّهُ ** ليعلمَ أهلُ الشعرِ كيفَ مُقاومي )6 ( أصبُّ إلى مصرٍ لساعةِ مشهدٍ ** يَعَضُّ لها غُيّابُها بالأباهم )7 ( فإنْ لم أُشاهِدْ يومَها مِلْءَ ناظري ** أُشاهِدْهُ ملءَ السمْع ملء الحيازم )8 ( وقد صَوّرَتْ نفسي ليَ الفتحَ صورةً ** وشامتهُ لي من غيرِ نظرةِ شائم )9 ( كذاك إذا قام الدليلُ لذي النهى ** على كونِ شيءٍ كانَ ضربةَ لازم )0 ( على أنّي قَضّيْتُ بعض مآربي ** وأقرَرتُ عيني بالجيوشِ الخَضارم )
____________________
(1/314)
2( وآنَسْتُ من أنصارِ دولة هاشمٍ ** جحاجحةً تسعى لدولةِ هاشم )( ويَمّمْتُ في طُرْق الجهاد سبيلَهم ** لأصْلى كما يَصْلَونَ لفحَ السمائم )( وفارقتُهم لا مُؤثِراً لفراقهم ** ولا مستخفاً بالحقوقِ اللوازم )4 ( فللّهِ ما ضمَّ السرادقُ والتقتْ ** عليه ظلالُ الخافقاتِ الحوائم )5 ( فثمّ مصابيحُ الظّلام وشيعة ّ ال ** إمامِ وأسدُ المأزقِ المتلاحم )6 ( وفي الجيش مَلآنٌ به الجيشُ باسطٌ ** يديهِ بقسطاطٍ من العدلِ قائم )7 ( مدبِّرُ حربٍ لا بخيلٌ بنفسهِ ** عليها ولا مُستأثِرٌ بالغنائِمِ )8 ( ولا صارفٌ راياته عن محاربٍ ** ولا ممسكٌ معروفهُ عن مسالم )9 ( وللصّارخِ الملهوفِ أوّلُ ناصرٍ ** وللمترفِ الجبّارُ أولُ قاصمٍ )0 ( فلا عبْقَرِيٌّ كان أو هو كائِنٌ ** فرى فريهُ في المعضلاتِ العظائم )
____________________
(1/315)
3( كذلك ما قاد الكتائبَ مثلُهُ ** لإنصافِ مظلومٍ ولا قمعِ ظالم )( ولم يتجمّعْ لامرئ كان قلبهُ ** خضابُ العوالي واجتنابُ المآثم )( رضاكَ ابنَ وحيِ اللهِ عنه فإنّهُ ** رعى أولياءَ اللهِ رعيَ السوائم )4 ( إذا اختلفوا في الأمرِ ألّفَ بينهُم ** طبيبٌ بأدواءِ النفوسِ السّقائم )5 ( فلا رأيه في حالةٍ يتبعُ الهوى ** ولا سمعهُ مستوقفٌ للنّمائم )6 ( جزتهُ جوازي الخيرِ عنهمْ فأنّهُ ** سَقاهم بشُؤبوبٍ من العدلِ ساجم )7 ( فقد سارَ فيهمْ سيرةً لم يسرْ بها ** من الناس إلاّ مثلُ كعبٍ وحاتم )8 ( أفاءَ عليهم ظلَّ أيامكَ التي ** زُهِينَ بأيّامِ العُلى والمكارم )9 ( وما غال جيشَ الشرْق قبلَكَ غائلٌ ** ولا سِيّما بعدَ العَطايا الجسائم ) 40 ( وبعدَ صلاتٍ ما رأى الناسُ مثلها ** ولا حُدِّثوا في السالفِ المُتقادم )
____________________
(1/316)
4( أولئك قوْمٌ يَعْلَمُ الله أنهم ** قد اقتسموا الدّنيا اقتسامَ المغانم ) 4( فكم ألفِ ألفٍ قد غدوا يطأونها ** بأقْدامِهِمْ وطءَ الحصَى بالمناسِم ) 4( ولو كنْتُ ممّن يَسْتريبُ عِيانَهُ ** ويدركهُ فيما رأى وهمُ واهم ) 44 ( لحدّثتُ نفسي انّني كنتث حالماً ** وإن لمْ أكُنْ فيما رأيتُ بحالم ) 45 ( فلا يسألنّي من تخلَّفَ عنهمُ ** فيَقْرَعَ في آرائهِ سِنَّ نادم ) 46 ( لعمري همُ أنصارُ حقّ ٍ وكلُّهمْ ** من المجْدِ في بيتٍ رفيعِ الدعائم ) 47 ( لقد أظهروا من شكرِ نعمةِ ربِّهم ** وقائِدِهم ما لسْتُ عنه بنائم ) 48 ( وإنّيَ قد حُمِّلْتُ منهم نَصائحاً ** كرائم تُهْدَى عن نفوسٍ كرائم ) 49 ( إليكَ اميرَ المؤمنينَ حملتها ** ودائعُ كالأموالِ تحتَ الخواتم ) 50 ( شَهِدْتُ بما أبْصَرتُه وعلِمْتُهُ ** شهادَةَ بَرٍّ لا شَهَادَةَ ثِم )
____________________
(1/317)
5( فقمتُ بها عن ألسنِ القوم خطبةً ** إذا ذُكِرَتْ لم تُخزِهم في المواسم )
____________________
(1/318)
البحر : متقارب تام ( أما والمَذاكي يَلُكْنَ الشُّكُمْ ** و ضربِ القوانسِ فوقَ البهم ) ( ووقعِ الصِّعادِ وحرِّ الجلادِ ** إذا ما الدّماءُ خضبنَ اللِّمم ) ( يميناً لأنتَ مليكُ الملوكِ ** فمن شاءَ خصّ ومن شاء عمّ ) 4 ( وإنّي لأعْجَبُ من خَلّتَيينِ ** جودِ يديكَ وبخلِ الأمم ) 5 ( فعانٍ يرجّي لديكَ الفكاك ** وعافٍ يَشيمُ لديك الدِّيَم ) 6 ( فمن أين ساروا فأنتَ السّبيلُ ** ومن أينَ ضَلّوا فأنْتَ العَلَم ) 7 ( ويَأبَى لك الذّمَّ طِيبُ النِّجارِ ** وطِيبُ الخِلالِ وطِيبُ الشِّيَم ) 8 ( خُلِقْتَ شِهاباً يُضيءُ الخُطوبَ ** ولستَ شِهاباً يُضيءُ الظُّلَم ) 9 ( فلو كنتَ حيثُ نجومُ السماءِ ** لما كانَ في الأرض رزقٌ قسمِْ )0 ( كَرُمْتَ فكنْتَ شَجىً للكِرامِ ** فلم تتركِ القطرَ حتى لؤم )
____________________
(1/319)
1( فأشبهكَ البحرُ إن قيلَ ذا ** غِطَمٌ وِذا جَوادٌ خِضَمّ )( و اخطأكَ الشّبهُ إنْ قيلَ ذا ** أُجاجٌ وهذا فُراتٌ شَبِم )( إذا لم يكن منهلاً للورودِ ** فلا خيرَ في موجهِ الملتطم )4 ( رأيتُكَ سيْفَ بَني هَاشمٍ ** وخيرُ السّيوفِ اليماني الخذم )5 ( فلو كنتَ حاربتَ جندَ القضاء ** و أنتَ على سابحٍ لانهزم )6 ( ولو أنّ دَهرَكَ شخصٌ تَراهُ ** لتسطوبه فاتكاً ما سلم )7 ( إلى جَعْفَرٍ يَتَنَاهَى المديحُ ** وفِيهِ تُثيرُ القَوافي الحِكَم )8 ( فَسلْ ظَمِىء َ التُّرْبِ عن نَيلِهِ ** وحَسبُكَ مِنْ عالِمٍ ما عَلِم )9 ( هو استنّ للرّيحِ هذا الهبوبَ ** وَرشّحَ ذا العارِضَ المُرتكِم )0 ( فما همتِ المزنُ حتى همى ** ولا ابْتَسَمَ البَرْقُ حتى ابتَسَم )
____________________
(1/320)
2( وليسَ رِشاءٌ وإنْ مُدّ مِن ** رشاءٍ ولا وَذَمٌ مِن وَذَم )( عَفافُ يدي وعُلُوُّ الهِمَم ** بمُزْنٍ ولا كُلّ يَمٍّ بيَمّ )( ولا كلّ ما في أكُفٍّ ندىً ** ولا كل ما في أُنوفٍ شَمَم )4 ( فأقسمُ لو أنّ عصرَ الشّبابِ ** كأيّامِهِ لأمِنّا الهَرَم )5 ( هو الواهِبُ المُقرَباتِ الجِيادَ ** صواهلَ واليعملاتِ الرُّسمُ )6 ( إلى كلّ عَضْبٍ رقيقِ الفِرِنْدِ ** ومُطّرِد الكَعْبِ لَدْنٍ أصَمّ )7 ( ومسرودَةٍ مثلِ نَسْجِ السّرابِ ** ترقرقُ فوقَ الكميِّ العمم )8 ( و بيضةِ خدرٍ تجرُّ الذّيولَ ** كما أتلَعَ الخِشْفُ لمّا بَغَم )9 ( وبَدْرَةِ ألفٍ يمَانِيّةٍ ** يُحَيّي الوفودُ بها بَدْرَ تَمّ )0 ( ولم أرَ أنْفَذَ من كُتْبِهِ ** إذا جعلَ السّيفُ حيثُ القلم )
____________________
(1/321)
3( لَعَمْري لقد مَزَعَتْ خَيلُهُ ** و أنعلهنّ خدودُ الأكم )( ** و لا نسيَ العفوَ لمّا انتقم )( فلوْ أبْصَرَتْ وائِلٌ يومَهُ ** لمَا عَدّدَتْ فارساً من جُشَمْ )4 ( غداةَ رمى المعشرَ المارقينَ ** بصَمْاءَ تُوقَصُ منها القِمَم )5 ( وذي لَجَبٍ يَرتَدي بالقَنَا ** و يعثرُ في العثيرِ المدلهمّ )6 ( وباتُوا يُرِيحُونَ كُومَ اللّقاحِ ** )7 ( فأضحى بحيثُ الرُّغاءُ الزّئيرُ ** وحالَتْ بحيْثُ الخيامُ الأجَم )8 ( و أعطى القبيلَ سوامَ القتيلِ ** بما فيهِ من وبرٍ أو نعم )9 ( فلو ناقَةٌ عندَ ذاكَ انْثَنَتْ ** لتروي فصيلاً لجادتْ بدم ) 40 ( فمنْ حاتمٌ ثكلوا حاتماً ** ومَنْ هَرِمٌ حيثُ عدّوا هَرِم )
____________________
(1/322)
4( إذا هو أعطى البعيرَ الفريدَ ** برمّتهِ . . . ظنّ أنْ قد كرم ) 4( وأنْتَ رأيْتُكَ تُعْطي الألوفَ ** فَتَنْهَبُ نَهْباً ولا تَقْتَسِم ) 4( و كان إذا ما قرى بكرةً ** تَفَرّدَ بالجُودِ فيما زَعَم ) 44 ( و أنتَ تجودُ بمثلِ البكارِ ** من التّبرِ في مثلها منْ أدم ) 45 ( إذا عربٌ لم تكنْ في الصّميمِ ** ) 46 ( فلوْ نُسِبَتْ يَمَنٌ كُلّها ** إليكَ لقنا لها لا جرم ) 47 ( بحَيْثُ الأكُفُّ طِوالٌ إلى ** مآربها والعرانينُ شمّ ) 48 ( إنك من مَعشَرِ طِفْلُهُمْ ** يُتوَّجُ قبلَ بلوغِ الحُلُم ) 49 ( و يسمو إلى المجدِ قبلَ الفطامِ ** فكيْفَ يكونُ إذا ما فُطِم ) 50 ( مُلُوكُ المُلوكِ وأبْناؤهَا ** وفوْقَ الهَوادي تكونُ القِمَم )
____________________
(1/323)
5( تَشَيّعَ فيكُمْ لِساني ومَنْ ** تَشَيَع في قَولِهِ لم يُلَم ) 5( فَلَسْتُ أُبالي بأيٍّ بَدَأتُ ** بفخري بكمْ أو بمدحي لكم ) 5( فإنْ طفقتْ والهٌ بيننا ** تحنُّ حنيناً فتلكَ الرّحم ) 54 ( هل اللؤلؤ الرّطْبُ إلاّ الّذي ** نظَمْتُ لكُمْ عِقدَهُ فانتظَم ) 55 ( قوافٍ لسؤددكمْ تقتنى ** ) 56 ( قصرنَ عليكمْ كأنّ الشّآمَ ** و أرضَ العراقِ عليها حرم ) 57 ( تكنّفتموني فلمْ أضطهدْ ** وأعْزَزْتُمُوني فلمْ أُهْتَضَم ) 58 ( ففي ناظري عن سِواكم عَمىً ** وفي أُذُني عن سواكمْ صَمَم ) 59 ( فشَمْلي بشَمْلِكُمُ جامِعٌ ** و شعبي بشعبكمُ ملتئم ) 60 ( فلا انفصمتْ عروةٌ بيننا ** إذا ما العرى جعلتْ تنفصم )
____________________
(1/324)
6( أبا أحْمَدٍ دعوةً حُرّةً ** لحرِّ المواثيقِ حرَّ الذّمم ) 6( حَمِدتُ لقاءَكَ حَمْدَ الرّبيع ** وشِمْتُ نَوالَكَ شَيْمَ الدّيَم ) 6( و ما الغيثُ أولى بأنْ يستهلّ ** و ما الغيثُ أولى بأن ينسجم ) 64 ( و من حقّ غيريَ أن يجتدي ** ومن حقّ مثليَ أن يحتكم ) 65 ( وأنْتَ مَلِيٌّ بدُورّ الفِعالِ ** و إنّي مليٌّ بدرّ الكلم ) 66 ( وحَسْبُكَ منْ هِبْرِزِيٍّ لَهُ ** على كُلّ عُضْوٍ لسانٌ وفَم ) 67 ( و لم أرَ مثلَ جزيلِ الثّناءِ ** مُكافَأةً لجَزيلِ النِّعَم ) 68 ( خرستُ ولي منطقُ العالمينَ ** فقل الفصيحُ جميلُ البكم ) 69 ( فلو أنّ حدّي كهامٌ نبا ** ولو أنّ ذِهْني كليلٌ سَئِم ) 70 ( أذُمّ إليكَ اعْتِوارَ الخُطوبِ ** و صرفَ الحواذثِ فيما أذمّ )
____________________
(1/325)
7( و ممّا اعانَ عليّ الزّمانَ ** ) 7( فلا بالعجولِ ولا بالملولِ ** و لا بالسَّؤوالِ ولا المغتنم ) 7( وإنّي وإنْ تَرَني قابِضاً ** جَناحي إليّ كَظِيماً وَجِم ) 74 ( أُقَلّلُ مِنْ هَفَوَاتِ المَزَارِ ** وأُبْدي الغِناءَ وأُخفي العَدَم ) 75 ( فإنّي من العربِ الاكرمينَ ** وفي أوّلِ الدّهْرِ ضاعَ الكَرَم )
____________________
(1/326)
البحر : بسيط تام ( يا خيرَ ملتحفٍ بالمجدِ والكرمِ ** و أفضلَ النّاسِ من عربٍ ومن عجمٍ ) ( يا ابنَ السَّدَى والنّدى والمعْلُوماتِ مَعاً ** والحِلمِ والعلمِ والآدابِ والحِكَم ) ( لو كُنْتُ أُعْطَى المُنى فيما أُؤمّلُهُ ** حَملْتُ عنك الذي حُمّلتَ من ألم ) 4 ( وكنْتُ أعْتَدُّهُ يَداً ظفِرْتُ بهَا ** من الايادي وقسماً أوفرَ القسم ) 5 ( حتى تَرْوحَ مُعافَى الجسمِ سالِمَهُ ** وتسْتَبِلَّ إلى العَلْياءِ والكرم ) 6 ( الله يَعْلَمُ أني مُذْ سمِعتُ بما ** عراكَ لم أغتمضْ وجداً ولم أنم ) 7 ( فعند ذا أنا مدفوعٌ إلى قلقٍ ** ومرّةً أنا مصروفٍ إلى سدم ) 8 ( أدعوا وطوراً أُجيلُ الوجهَ مبتهلاً ** على صَعِيدِ الثّرى في حِندِس الظُّلَم ) 9 ( وكيف لا ، كيف أن يخطُو السقامُ إلى ** منْ في يديهِ شفاءُ الضُّرّ والسَّقم )0 ( إلى الهُمامِ الذي لم تَرْنُ مقلتُهُ ** إلاّ إلى الهممِ العظمى من الهمم )
____________________
(1/327)
1( أجرى الكرامِ إلى غاياتِ مكرمةٍ ** أجَلْ وأمْضَاهُمُ طُرّاً حُسامَ فم )( إيهاً لعاً لك يا ابنَ الصِّيدِ من ألَمٍ ** و لا لعاً لأناسٍ ِ مظلمي الشَّيم )( قوْمٌ تَعَرَّوا من الآدابِ واتّشَحوا ** مرادي اللؤمِ والإخلافِ للذِّمم )4 ( مِنْ كلّ أنْحَلَ في معقولِهِ خَوَصٌ ** صفْرٍ من الظُّرْفِ مسلوبٍ من الفَهَم )5 ( كأنّهُ صنمٌ من بعدِ فطنتهُ ** وما التنفُّسُ معهودٌ من الصّنم )6 ( ولا زلْتَ تسحبُ أذيالَ النّدى كَرماً ** في نعمةٍ غيرِ مزجاةٍ من النِّعم )7 ( ما نمنمَ الرّوضُ أو حاكتْ وشائعهُ ** أيدي السحابِ الغوادي الغُرِّ بالدِّيَم )
____________________
(1/328)
البحر : طويل ( تظلّمَ منّا الحبُّ والحبُّ ظالمُ ** فهل بينَ ظلامينَ قاضٍ وحاكم ) ( في البينِ حرفٌ معجمٌ قد قرأتهُ ** على خدّها لو أنّني منه سالم ) ( وقد كانَ فيما أثّرَ المِسكُ فوقَهُ ** دلِيلٌ ومن خَلْفِ الحِدادِ المآتم ) 4 ( لَياليَ لا أوي إلى غَيرِ ساجِعٍ ** ببينكِ حتى كلُّ شيءٍ حمائم ) 5 ( و لمّا التقتْ ألحاظنا ووشاتنا ** و أعلنَ سرُّ الوشيِ ما الوشيُ كاتم ) 6 ( تأوّهَ إنسيٌّ منَ الخدر ناشجٌ ** فأسْعَدَ وَحْشيٌّ من السَّدْرِ باغم ) 7 ( و قالت : قطاً سارٍ سمعتُ حفيفهُ ** فقلتُ : قلوبُ العاشقِينَ الحوائم ) 8 ( سَلُوا بانَةَ الوادي أأسماءُ بانَةٌ ** بجَرعائِهِ أمْ عانِكٌ مُتَراكم ) 9 ( وما عَذُبَ المِسواكُ إلاّ لأنّهُ ** يقبَّلها دوني وإنّي لراغم )0 ( و قلتُ لهُ صفْ لي جنى رشفاتها ** فألثَمَني فاها بمَا هو زاعم )
____________________
(1/329)
1( إذا خُلّةٌ بانَتْ لَهَوْنا بذِكْرِهَا ** وإنْ أقفَرَتْ دارٌ كَفَتنا المَعالم )( و قد يستفيقُ الشَّوقُ بعد لجاجهِ ** و تعدى على البهم العتاقِ الرواسم )( خليليّ هبّا فانصراها على الدُّجى ** كتائبَ حتى يهزمَ الليلَ هازم )4 ( وحتى أرى الجَوزاءَ تنثُر عِقدَهَا ** و تسقطُ من كفّ الثريّا الخواتم )5 ( وتغْدُو على يحيَى الوُفودُ ببابِهِ ** كما ابْتَدَرَتْ أُمَّ الحَطيم المَواسم )6 ( فتى المُلْكِ يُغْنِيهِ عن السيْفِ رأيُهُ ** و يكفيهِ من قودِ الجيوش العزائم )7 ( فلا جُودَ إلاّ بالجَزيلِ لآمِلٍ ** و لا عفو إلاّ أن تجلّ الجرائم )8 ( أخو الحربِ وابنُ الحربِ جرّ نجاده ** إليها وما قدّتْ عليه التّمائم )9 ( أمثلهُ في ناظرٍ غيرِ ناظري ** كأنّيَ فيما قد أرى منه حالم )0 ( و ليس كما قالوا المنيّةُ كاسمها ** ولكنّها في كفّهِ اليومَ صارم )
____________________
(1/330)
2( و يعدلُ في شرقِ البلادِ وغربها ** على أنّهُ للبيضِ والسُّمرِ ظالم )( تشكَّينَ أن لاقينَ منه تقصَّداً ** فأينَ الذي يَلقى الليوثُ الضراغم )( ولو أنّ هذا الأخرسَ الحيَّ ناطِقٌ ** لصلّتْ عليكَ المقرباتُ الصَّلادم )4 ( و ما تلكَ أوضاحٌ عليها وإن بدتْ ** و لكنَّها حيتكَ عنها المباسم )5 ( تمشّتْ شموسٌ طلقةٌ في جلودها ** وضمتْ على هوجِ الرياح الشكائم )6 ( تُعرِّضُها للطّعْنِ حتى كأنّها ** لها من عداها أضلعٌ وحيازم )7 ( وتطعنهم لم تعدُ نحراً ولبةً ** كأنّكَ في عقدٍ من الدُّرّ ناظم )8 ( وكم جَحفلِ مَجْرٍ قرعتَ صَفاتَهُ ** بصاعقَةٍ يَصْلي بها وهي جاحم )9 ( أتَتكَ به الآسادُ تُبْدي زئيرَهَا ** فطارتْ به عن جانبيكَ القشاعم )0 ( أتوكَ فما خرّوا إلى البيض سجّداً ** ولكنّما كانَتْ تَخرُّ الجماجم )
____________________
(1/331)
3( ولو حاربتكَ الشمسُ دونَ لقائهم ** لأعْجَلَها جُنْدٌ من الله هازم )( سبقْتَ المَنَايا واقعاً بنفوسِهِم ** كما وقعَتْ قبلَ الخوافي القوادم )( تَقودُ الكُماةَ المُعْلِمينَ إلى الوَغَى ** لهمْ فوقَ أصواتِ الحديد هَماهم )4 ( غدوا في الدّروعِ السابغاتِ كأنّما ** تُدِيرُ عُيوناً فوقهُنّ الأراقم )5 ( فليسَ لهم إلاّ الدّماءَ مَشَاربٌ ** وليسَ لهمْ إلاّ النفوسَ مطاعم )6 ( يودّونَ لو صيغتْ لهم من حفاظهمْ ** وإقدامهم تلكَ السّيوفُ الصّوارِمُ )7 ( ولو طعنتْ قبلَ الرّماحِ أكفُّهمْ ** ولو سبقتْ قبل الأكفّ المعاصمُ )8 ( رأى بكَ ليثُ الغابِ كيفَ اختضابه ** من العَلَقِ المُحمَرِّ والنّقعُ قاتِمُ )9 ( وجرّأتهُ شبلاً صغيراً على الطُّلى ** فهل يشكرنّ اليومَ وهوَ ضبارمُ ؟ ) 40 ( وعلّمتهُ حتى إذا ما تمهّرتْ ** بهِ السِّنُّ قلْتَ اذهبْ فإنّك عالم )
____________________
(1/332)
4( ستفخرُ أنّ الدّهرَ ممّنْ أجرتهُ ** وأنّ حَيَاةَ الخلْقِ ممّا تُسالم ) 4( وأنّكَ عن حقّ الخلافةِ ذائدٌ ** وأّنك عن ثغرِ الخلافةِ باسم ) 4( وأنّكَ فتَّ السابقينَ كأنّما ** مساعيك في سوقِ الرّجالِ أداهم ) 44 ( مَرَيْتَ سِجالاً من عِقابٍ ونائلٍ ** كأنّكَ للأعمارِ والرّزقِ قاسم ) 45 ( وأمّنْتَ من سُبْلِ العُفاةَ فجدَّعتْ ** إليك أُنوفَ البِيدِ وهي رواغم ) 46 ( وأدنيتَها بالإذنِ حتى كأنّما ** تَخَطَتْ إليكَ السيْفَ والسيْفُ قائم ) 47 ( وتنْظُرُ عُلْواً أينَ منكَ وُفودُها ** كأنّكَ يومَ الركبِ للبرقِ شائم ) 48 ( فلا تخذلِ البدرَ المنيرَ الّذي بهِ ** سروا فله حقُّ على الجودِ لازم ) 49 ( أيأخذُ منه الفجرُ والفجرُ ساطعٌ ** ويثبتُ فيه الليلُ والليلُ فاحم ) 50 ( علوتَ فلولا التاجُ فوقك شكَّكتْ ** تميمُ بنُ مُرٍّ فيكَ أنّك دارم )
____________________
(1/333)
5( وجدتَ فلولا أنْ تشرّفَ طيّءٌ ** لقد قال بعضُ القوم إنّكَ حاتم ) 5( لك البيتُ بيتُ الفخرِ أنتَ عمودهُ ** وليس له إلاّ الرّماحَ دعائِم ) 5( أنافَ به أنْ ليس فوقكَ بالغٌ ** وشيّدهُ أنْ ليسَ خلفكَ هادم ) 54 ( وما كانتِ الدّنيا لتحملَ أهلها ** ولكنّكم فيها البحورُ الخَضارم ) 55 ( فمَهْلاً فقد أخرستمُونَا كأنّما ** صَنائعُكُمْ عُرْبٌ ونحنُ أعاجِم ) 56 ( فلا زالَ مُنهَلٍّ من المجدِ ساكبٌ ** عليكَ ومرفضٌّ من العزّ ساجمُ ) 57 ( فثمّ زمانٌ كالشبيبةِ مذهبٌ ** وئمّ ليالٍ كالقدودِ نواعمُ ) 58 ( وللهِ درُّ البينِ لولا خليفةٌ ** تخلّفني عنكم وحَبْلٌ مُداوِمُ ) 59 ( ودَرُّ القُصورِ البِيضِ يَعمُرُ مُلكَها ** ملوكُ بني الدّنيا وهنّ الكَرائِمُ ) 60 ( وأنتَ بها فارددْ تحيّةَ بعضنا ** إذا قَبّلَتْ كَفّيكَ عنّا الغمائمُ )
____________________
(1/334)
6( ولو أنّني في ملحدٍ ودعوتي ** لقامَتْ تُفَدّيكَ العِظامُ الرمائم ) 6( تحمّلتَ بالآمالِ إذا أنتَ راحلٌ ** وأقْبَلْتَ بالآلاءِ إذ أنْتَ قادم ) 6( مددتَ يداً تهمي على المزنِ من علٍ ** فهل لك بحرٌ فوقها متلاطم ) 64 ( هو الحوضُ حوض الله من يكُ وارداً ** فقد صَدَرتْ عنهُ الغيوثُ السّواجم ) 65 ( فإن كان هذا فعلُ كفّيكَ باللُّهى ** لقد أصْبَحَتْ كَلاًّ عليكَ المكارم )
____________________
(1/335)
البحر : طويل ( ثوتْ مُضرُ الحمراءُ تحتَ طرافها ** وقالتْ نزارٌ يا ربيعةُ ألجمي ) ( وقدّمَ بكراً سعيها قبل تغلبٍ ** وقالا لشَيبانٍ جميعاً تَقَدَّمي ) ( لكم فارعٌ لم يَبلُغ النجمُ ظِلَّهُ ** وشاهقةٌ قعساءُ لم تتسنّم )
____________________
(1/336)
البحر : طويل ( نظرتُ كما جلّتْ عقابٌ على إرمْ ** وإنّي لَفَرْدٌ مثل ما انفرَدَ الزَّلَم ) ( بمرقبةٍ مثلَ السِّنانِ تقدّمتْ ** خياشيمهُ واستردفَ العاملُ الأصمّ ) ( فلا قُلّةٌ شَهْبَاءُ إلاّ رَبَأتُهَا ** ولا علمٌ إلاّ رقأتُ ذرى العلم ) 4 ( فقلتُ : أدارُ المالِكِيّةِ ما أرى ** بأسفَلِ ذا الوادي أم الطَّلْحُ والسلَم ) 5 ( وأكذبني الطّرفِ فخفّضتُ كلكلاً ** وأطرقتُ إطراقَ الشجاع ولمْ أرمْ ) 6 ( فلمّا أجنَّ الشّمسَ ريبٌ من الدُّجى ** ولفَّ سوامَ الحَيّ سَيْلٌ من العَتَم ) 7 ( عرفتُ ديارَ الحيّ بالنّارِ للقرى ** تُشَبُّ وبالأنجوجِ يُذكَى ويَضْطرَم ) 8 ( وأرعَيْتُها سَمْعي وقد راعَني لها ** صَهِيلُ المَذاكي قبلَ قَرقرةِ النَّعَم ) 9 ( فلمّا رأيتُ الأفقَ قد سارَ سيرةٍ ** مجوسيّةً واسنحكك اللّوح وادلهمّ )0 ( ولم يبقى إلاّ سامرُ الليلِ هادرٌ ** من البُزلِ أو غِرّيدُ سِرْبٍ من البَهَم )
____________________
(1/337)
1( طرقْتُ فتاةَ الحيّ إذ نامَ أهلُهَا ** وقد قامَ ليلُ العاشقينَ على قدَم )( فقالتْ : أحَقاً كلما جئتَ طارقاً ** هتكتَ حجابَ المَجْدِ عن ظبية الحرَم )( فسكّنتُ من إرعادها وهي هونةٌ ** ضَعيفةُ طيّ الخَصرِ في لحظِها سقَم )4 ( أضمُّ عليها أضلعي وكأنّها ** من الذُّعْرِ نَشْوَى أو تطَرّقَها لَمَم )5 ( أميلُ بها ميلَ النّزيفةِ مسنداً ** إلى الصّدرِ منها ناعمَ الصّدر قد نجَم )6 ( ولم أنسها تثني يدي بمطرَّفٍ ** لطيفٍ على المِسْواك مُختضِبٍ بدَم )7 ( فبتُّ أداري النّفس عمّا يريبها ** ونامَ القَطا من طُولِ لَيلي ولم أنَم )8 ( ولم أنسَ منها نظرةً حينَ ودَّعتْ ** وقد مُلِئَتْ دَلوُ الصّباح إلى الوَذَم )9 ( أنازعها باللّحظِ سرّاً كأنّها ** تعلّمَ منها اللّحظُ ما نسيض القلم )0 ( وقدْ أحْكَمَ الغَيرانُ في سوءِ ظَنّهِ ** فما شكّ في قتلي وإنْ كانَ قدْ حلم )
____________________
(1/338)
2( فباتَ بقلْبٍ قد تَوَغّرَ خِلْبُهُ ** عليّ وشُبّتْ نارُهُ ليَ واحْتَدَم )( وأقبلَ يستافُ الثّرى منْ مدارجي ** ومَسحَبِ أذيالي على الُّرغْلِ واليَنَم )( فما راعَهُ إلاَّ مكانُ توكّؤي ** على سيَةِ القوسِ المغشّاةِ بالأدم )4 ( ومَسقطُ قِدْح من قِداحي على الثّرَى ** و منقدُّ ذيلٍ من ذيولي على الأكم )5 ( وقد صَدّقَتْ ما ظنَّ نَفحَةُ عازِبٍ ** من الرّوضِ دَلّتْهُ على الطارقِ المُلِمِّ )6 ( يُطيفُ بأطنابِ القِبابِ مُسَهَّداً ** فينشقُ ريحَ اللّيثِ واللّيثُ في الأجم )7 ( لَدَى بِنْتِ قَيْلٍ قد أجارَتْ عميدَها ** فكفّتْ عميدَ الحيِّ عنهُ وإنْ رغم )8 ( و تقنى حياءٍ أنْ يلمّ بخدرها ** فتَنْفِيهِ عنّا هيبةُ المجدِ والكَرم )9 ( ونَبّهِ أقصَى الحيّ أنّي وتَرتُهُم ** وقدْ ملَّ من رجمِ الظنونِ وقدْ سئم )0 ( هَتكتُ سُجوفَ الخِدرِ وهو بمَرصَدٍ ** فلمّا تعارفنا هممتُ بهِ وهمّ )
____________________
(1/339)
3( فبادرتُ سيفي حينَ بادرَ سيفهُ ** )( ونبّهَ أقصى أنّي وترتهمْ ** وقد علّ صَدرُ السيفِ من ماجِدٍ عَمَم )( فما أسْرَجُوا حتى تَعَثّرْتُ بالقَنَا ** ولا ألجموا حتى مرقتُ من الخيم )4 ( ومنْ بينّ برديَّ اللذينِ تراهما ** رقيقُ حواشي النفس والطبْع والشّيَم )5 ( يسيرُ على نهجِ ابنِ عمرٍ و فيقتدي ** بأروعَ مجموعٍ على فضلهِ الأمم )
____________________
(1/340)
البحر : كامل تام ( إيهاً لكِ النُّعْمَى على فأنْعِمي ** وبَرِئْتِ من حَرَجِ السلامِ فسلّمي ) ( لله مَوْقِفُ عاشِقٍ ومُعَشَّقٍ ** من ظالمٍ منّا ومن متَظَلِّم ) ( بادرتُ موطئَ نعلهِ حتى إذا ** عفَرتُ خدي في الثرى المتنسِّم ) 4 ( اعتلّ منْ وجناتهِ فأجالَ في ** صحنِ العقيقِ جداولاً من عَندَم ) 5 ( أجرى على ذهبيّها عصبيَّها ** ودَنَا لسَفكِ دَمي بوَردٍ من دَم )
____________________
(1/341)
البحر : كامل تام ( يا ذا البديهةِ في المقالِ أما كفتْ ** بدهاتُ هذا الّنقضِ والإبرام ) ( حُكْمٌ يُجَلّي غيبَ كلّ مُلِمّةٍ ** كالشمس تكشفُ جنحَ كلّ ظلامِ ) ( و لذا تراكَ عيوننا وقلوبنا ** مثلَ الشّهابِ على سَواء الهام ) 4 ( ما أكثرَ الأسماءَ حينَ أعدّها ** من ماجدٍ وسميذعٍ وهمام ) 5 ( فإذا رجَعتَ إلى الحَقيقِ فإنّما ** إياكَ تعني ألسنُ الأقوام ) 6 ( فاترك لأهلِ الشَّعرِ معنَّى واحداً ** ممّا تُثيرُ هَواجِسُ الأوهام ) 7 ( فلأنتَ والصيدُ الذين نميتهم ** من كلّ رَحبِ الباعِ أبلَجَ سام ) 8 ( أهلُ الأصَالَةِ والنّباهةِ والفَصا ** حةِ والنّهي والفهمِ والإفهام ) 9 ( تمشي البلاغَةُ خلفَكم وأمامَكم ** و يطيبُ ما تطؤونَ بالأقدام )0 ( و تكادُ تعشبُ أرضكمْ بكلامكمْ ** لو أنّ أرضاً أعشَبَتْ بكلام )
____________________
(1/342)
1( من أينَ أُنكِرُ فضْلَكم ولو أنّني ** كأبي عُبادَةَ أو أبي تمّام )
____________________
(1/343)
البحر : كامل تام ( هلْ من أعقَّةِ عالجٍ يبرينُ ** أمْ منهما بَقَرُ الحُدوجِ العِينُ ) ( و لمنْ ليالٍ ما ذممنا عهدها ** مُذ كُنّ إلاّ أنهُنّ شُجون ) ( المشرقاتُ كأنّهنّ كواكبٌ ** و النّاعماتُ كأنّهنَ غصون ) 4 ( بيضٌ وما ضحكَ الصّباحُ وإنها ** بالمِسكِ من طُرَرِ الحِسان لَجون ) 5 ( أدْمى لها المَرجانُ صَفحةَ خدّهِ ** وبكَى عليها اللؤلؤ المَكنون ) 6 ( أعْدى الحَمامَ تأوُّهي من بعدها ** فكأنّهُ فيما سَجَعْنَ رَنين ) 7 ( بانوا سراعاً للهوادجِ زفرةً ** مما رأينَ وللمطيّ حنين ) 8 ( فكأنما صبغة ا الضّحى بقبابهمْ ** أو عصْفَرَتْ فيها الخدودَ جُفون ) 9 ( ماذا على حُلَلِ الشّقِيقِ لو أنّهَا ** عنْ لابسيها في الخدودِ تبين )0 ( لأعطِّشنَّ الرّوضَ بعدهمْ ولا ** يرويهِ لي دمعٌ عليهِ هتون )
____________________
(1/344)
1( أأُعِيرُ لَحظَ العَينِ بهجةَ منّظَرٍ ** وأخُونُهُم إنّي إذاً لَخَؤون )( لا الجَوُّ جَوٌّ مُشرِقٌ ولو اكتسَى ** زهراً ولا الماءُ المَعينُ مَعين )( لا يَبْعَدَنّ إذِ العَبيرُ له ثَرى ** والبانُ أيْكٌ والشُّموسُ قَطين )4 ( أيّامَ فيهِ العبقريُّ مفوَّفٌ ** و السّابريُّ مضاعفٌ موضون )5 ( والزاعِبِيَّةُ شُرَّعٌ والمَشْرَف ** يَّةُ لمَّعٌ والمقرباتُ صفون )6 ( و العهدُ منْ لمياءَ إذ لا قومها ** خُزْرٌ ولا الحَرْبُ الزَّبونُ زَبون )7 ( عَهْدي بذاكَ الجَوّ وهو أسِنّةٌ ** وكناسِ ذاكَ الخشفِ وهو عرين )8 ( هلْ يدنينّي منه أجردُ سابحٌ ** مرِحٌ وجائلةُ النُّسوعِ أمُون )9 ( و مهندٌ فيهِ الفرندُ كأنّهُ ** ذمرٌ لهُ خلفَ الغرارِ كمين )0 ( غضبُ المضارب مقفرٌ من أعينٍ ** لكنَهُ من أنْفُسٍ مَسْكُون )
____________________
(1/345)
2( قدْ كانَ رشحُ حديدهِ أجلى وما ** صاغَتْ مضاربَه الرّقاقَ قُيون )( و كأنّما يلقى الضريبةَ دونهُ ** بأسُ المُعِزِّ أوِ اسمُهُ المَحزون )( هذا معدٌّ والخلائقُ كلَّها ** هذا المُعِزُّ متوَّجاً والدّين )4 ( هذا ضميرُ النَشأةِ الأولى التّي ** بدأ الإلهُ وغيبها المكنون )5 ( من أجل هذا قُدّرَ المقدورُ في ** أُمّ الكتابِ وكوّنَ التكوين )6 ( وبذا تلقّى آدمٌ منْ ربِّهِ ** عَفْواً وفاءَ ليُونُسَ اليَقطين )7 ( يا أرضُ كيفَ حملتِ ثِنْيَ نجادهِ ** والنصرُ أعظَمُ منكِ والتّمكين )8 ( حاشا لما حملّت تحمل مثلهُ ** أرضٌ ولكنّ السّماءَ تعينُ )9 ( لو يلتقي الطّوفانُ قبلُ وجودهُ ** لم يُنْجِ نُوحاً فُلْكُهُ المشْحون )0 ( لو أنَّ هذا الدَّهرَ يبطشُ بطشهُ ** لم يعقُبِ الحركاتِ منْهُ سُكُون )
____________________
(1/346)
3( الرّوْضُ ما قدْ قيلَ في أيّامِهِ ** لا أنّهُ وَردٌ ولا نِسْرين )( و المسكُ ما لثمَ الثرى من ذكرهِ ** لا أنّ كلّ قرارةٍ دارين )( مَلِكٌ كما حُدِّثتَ عنه رأفَةٌ ** فالحمرُ ماءٌ والشّراسةُ لين )4 ( شِيَمٌ لوَ أنّ اليَمّ أُعطيَ رِفْقَها ** لمْ يلتقمْ ذا النُّونُ منهُ النّون )5 ( تالله لا ظُلَلُ الغَمام مَعاقِلٌ ** تأبى عليهِ ولا النجومُ حصونُ )6 ( ووراء حقّ ابن الرّسولِ ضراغمٌ ** أُسْدٌ وشهبْاءُ السّلاح مَنونُ )7 ( الطّالبانِ : المشرفيّةُ والقنا ** و المدركانِ : النّصرُ والتّمكين )8 ( و صواهلٌ لا الهضبُ يومَ مغارها ** هضبٌ ولا البيدُ الحزون حزون )9 ( حيثُ الحمامُ وما لهنّ قوادمٌ ** و على الرّيودِ وما لهنَّ وكون ) 40 ( و لهنَّ منْ ورق اللجينِ توجسٌ ** ولهنَّ منْ مقلِ الظّباء شفون )
____________________
(1/347)
4( فكأنّها تحتَ النّضارِ كواكبٌ ** وكأنّها تحْتَ الحَديدِ دُجون ) 4( عرفتْ بساعةِ سبقها لا أنّها ** علقتْ بها يومَ الرِّهانِ عيون ) 4( و أجلُّ علمِ البرق فيها أنّها ** مَرّتْ بجانِحَتَيْهِ وهي ظُنونُ ) 44 ( في الغيْثِ شِبهٌ من نَداكَ كأنّما ** مسحتْ على الأنواءِ منكَ يمين ) 45 ( أمّا الغِنى فهو الّذي أولَيْتَنَا ** فكأنّ جودَكَ بالخلُودِ رَهِين ) 46 ( تَطَأُ الجِيادُ بِنا البُدورَ كأنّها ** تحتَ السّنابكِ مرمرٌ مسنون ) 47 ( فالفَيْءُ لا مُتَنَقِّلٌ والحوضُ لا ** متكدّرٌ والمنُّ لا ممنون ) 48 ( انْظُرْ إلى الدنْيا بإشفاقٍ فَقَدْ ** أرخصتَ هذا العلقَ وهو ثمين ) 49 ( لو يستطيعُ البحرُ لاستعدى على ** جَدْوَى يَدَيك وإنّهُ لَقَمِين ) 50 ( أمْدده أو فاصْفَحْ له عَنْ نَيْلِهِ ** فلقدْ تخوّفَ أنْ يقالَ ضنين )
____________________
(1/348)
5( و أذن لهُ يغرقْ أميّةَ معلناً ** ما كلُّ مأذونٍ له مأذون ) 5( واعْذِرْ أُمَيّةَ أن تَغَصّ بريقها ** فالمُهْلُ ما سُقِيَتْهُ والغِسلين ) 5( ألقَتْ بأيدي الذُّلّ مُلقى عَمرِها ** بالثّوبِ إذ فغرتْ له صفِّين ) 54 ( قد قادَ أمرَهُمُ وقُلّدَ وقُلّدَ ثَغرَهُمْ ** منهم مَهينٌ لا يكادُ يُبين ) 55 ( لتُحكِّمنّكَ أو تزايلُ مِعْصَماً ** كَفٌّ ويشخُبُ بالدماء وَتِين ) 56 ( أوَلم تَشُنّ بها وقائعَكَ الّتي ** جفَلَتْ وراءَ الهندِ منها الصّين ) 57 ( هل غير أُخرى صَيلَمٌ ، إنّ الذي ** وقّاكَ تلكَ بأختها لضمينُ ) 58 ( بلْ لو سريتَ إلى الخليجِ بعزمةٍ ** سرَتِ الكواكبُ فيه وهي سَفين ) 59 ( لو لم تكُنْ حزْماً أناتُكَ لم يكنْ ** للنّار في حجرِ الزّنادِ كمون ) 60 ( قد جاءَ أمرُ اللهِ واقتربَ المدى ** من كلِّ مطلّعٍ وحانَ الحين )
____________________
(1/349)
6( وَرَمَى إلى البَلدِ الأمينِ بطَرْفِهِ ** ملكٌ على سرِّ الإلهِ أمين ) 6( لمْ يدرِ ما رجمَ الظّنونِ وإنّما ** دُفِعَ القضاء إليْهِ وهو يقِين ) 6( كذبتْ رِجالٌ ما دعتْ من حقّكم ** ومنَ المقال كأهلهِ مأفون ) 64 ( أبَني لؤيٍّ أينَ فضلُ قديمكِم ** بلْ أينَ حلمٌ كالجبالِ رصين ) 65 ( نازعتمُ حقَّ الوصيّ ودونهُ ** حرمٌ وحجرٌ مانعٌ وحجون ) 66 ( ناضَلتُموهُ على الخِلافةِ بالّتي ** رُدّتْ وفيكُم حَدُّهَا المسنونُ ) 67 ( حرّفتموها عنْ أبي السّبطينِ عنْ ** زمعٌ وليس من الهجانِ هجين ) 68 ( لو تَتّقُونَ الله لم يَطمَحْ لها ** طرفٌ ولم يشمخ لها عرنين ) 69 ( لكنْكُم كنتم كأهْلِ العِجلِ لم ** يحفظ لموسى فيهم هرون ) 70 ( لو تَسألونَ القَبرَ يومَ فَرِحْتُمُ ** لأجابَ أنّ محمّداً محزون )
____________________
(1/350)
7( ماذا تريدُ من الكتابِ نواصبٌ ** ولهُ ظُهورٌ دونها وبُطون ) 7( هي بغْيَةٌ أضْلَلْتُموها فارْجِعوا ** في آلِ ياسينٍ ثوت ياسين ) 7( ردّوا عليهم حكمهمْ فعليهمُ ** نزلَ البيانُ وفيهم التّبين ) 74 ( البيتُ بيتُ اللهِ وهو معظّمٌ ** والنّور نورُ الله وهو مُبين ) 75 ( والسِّترُ سترُ الغيْبِ وهو مُحجَّبٌ ** والسَّرُّ سرُّ الوَحي وهو مَصون ) 76 ( النّورُ أنتَ وكلُّ نورٍ ظلمةٌ ** و الفوقُ أنتَ وكلُّ فوقٍ دون ) 77 ( لو كان رأيُكَ شايِعاً في أُمّةٍ ** علموا بما سيكونُ قبلَ يكون ) 78 ( أو بشركَ في شعاعِ الشمس لم ** يُكسَفْ لها عند الشرُوقِ جَبِين ) 79 ( أو كان سُخطُك عدوةً في السّم لم ** يَحْمِلْهُ دونَ لَهاتِهِ التِّنّين ) 80 ( ام تسكن الدّنيا فواقَ بكيّةٍ ** إلاّ وأنْتَ لخوفِها تأمين )
____________________
(1/351)
8( الله يقبَلُ نِسكَنا عنّا بما ** يخرْضِيكَ من هَدْيٍ وأنت مُعين ) 8( فَرْضانِ من صوْمٍ وشُكرِ خليفةٍ ** هذا بهذا عندنا مقرونُ ) 8( فارْزُق عبادَك منكَ فضْلَ شفاعةٍ ** واقرب بهمْ زلفى فأنتَ مكين ) 84 ( لكَ حمدنا لا أنّهُ لكَ مفخرٌ ** ما قدركَ المنثور والموزون ) 85 ( قد قالَ فيكَ الله ما أنا قائِلٌ ** فكأنّ كُلّ قَصِيدَةٍ تَضْمِين ) 86 ( الله يعلَم أنّ رأيَكَ في الوَرى ** مأمونُ حزمٍ عندهُ وأمين ) 87 ( و لأنتَ أفضلُ من تشيرُ بجاههِ ** تحتَ المِظَلّةِ بالسلام يمين )
____________________
(1/352)
البحر : بسيط تام ( لا يطعمُ البيضَ إلاّ رأسَ ذي صيدٍ ** أو ساقَ أدماءَ فيها النَّقيُ بنيانُ ) ( فهنّ للكُومِ في رأسِ القِرى عُقُلٌ ** وللرّؤوس غَداةَ الرَّوعِ تِيجانُ )
____________________
(1/353)
البحر : كامل تام ( متهلِّلٌ والبدرُ فوقَ جبينهِ ** يلقاكَ بشرُ سماحهِ من دونهِ ) ( و الدّينُ والدُّنيا جميعاً والنَّدى ** و البأسُ طوعُ شمالهِ ويمينهِ ) ( كالمشرفيّ العضبِ شاعَ فرندهُ ** وجَلَتْ مضارِبَهُ أكُفُّ قُيونِه ) 4 ( جذلانُ فالآدابُ في حركاتهِ ** والحِلمُ في إطراقِهِ وسُكونهِ ) 5 ( بادي الرّضا وحَذارِ منه مُعاوِداً ** غضباً يريكَ الموتَ بين جفونهِ ) 6 ( ومُصَمِّمٌ لو يَنتحي بلِوائِهِ ** رَيْبَ المَنونِ لكان رَيبَ مَنونه ) 7 ( لِينٌ تساسُ بهِ الخُطوبُ وشِدّةٌ ** والنّصْلُ شدّةُ بأسه في لِينه ) 8 ( و مقاربٌ فيما يرومُ مباعدٌ ** أعيا لبيبَ القومِ جمُّ فنونهِ ) 9 ( يجلو لهُ الغيبَ المستَّرَ هاجسٌ ** ثَقِفُ النّباهَةِ ظَنُّهُ كيَقينه )0 ( حلوُ الشمائل ما اكتفينَ براعةً ** بالحُسنِ حتى زِدْنَ في تحسِينِه )
____________________
(1/354)
1( فإذا اشرأبّ إلى القصيدِ فدرُّهُ ** مكنونُ درٍّ ليس من مكنونهِ )( غيْثُ العُفاةِ تَلُوذُ منه وُفودُهمْ ** بأخي السّماحِ وخلّهِ وخدينه )( لو يستطيعُ هدى الرّكابَ لقصدها ** وأنارَ ليلَ الرَّكبِ ضوءُ جبينِه )4 ( لا يَندُبُ الآمالَ آمِلُهُ ولم ** تَحْلَكْ لِنائبةٍ وجوهُ ظنونه )5 ( عزّ النَّدى بك والرّجاءُ وأهلهُ ** و أهنتَ وفركَ فاستعاذَ لهونه )6 ( لِتَدُمْ خُلوداً وليعدُمْ لكَ جَعفرٌ ** في عِزّ سُؤدَدِهِ وفي تمكينهِ )7 ( لا يَبْعَدَنْ بادي الصّبابةِ مُغْرَمٌ ** حنّتْ كواكبُ ليلهِ لحنينه )8 ( يَرعاكَ والأرضَ الأريضَةُ دونَهُ ** من بيدهِ وسهولهِ وحزونه )9 ( بهجٌ بتأييدِ الإلهِ ونصرهِ ** صبٌّ إليكَ مولَّعٌ بشجونه )0 ( ملكٌ أعزَّ يلاثُ ثنيُ نجادهِ ** بجديرهِ في يعربٍ وقمينهِ )
____________________
(1/355)
2( بهزبرِ هذا النّاس وابنِ هزبرهم ** وأمينِ هذا الملم وابنِ أمينِه )( تلقاهُ بالإقدام مدّرعاً فمنْ ** مسرودِ ماذِيٍّ ومن مَوضونِه )( سائلْ ولاةَ النَّكثِ كيف قفولهُ ** عنهم وكيفَ إيابُ أُسْدِ عَرينه )4 ( يَسري له لجِبٌ كأنّ زُهَاءهُ ** آذِيُّ بحْرٍ يَرتَمي بسفِينِهِ )5 ( أنحَى لهمْ خَطّيَّهُ فتَهافَتَتْ ** مُهَجاتُهُمْ تَستَنُّ من مَسنونه )6 ( و ابتزّ ما لهمُ وملكهمُ وقدْ ** لحظتْهُ خُزْراً كالِئاتُ عُيونهِ )7 ( يا ربّ بكرٍ من ليالي حربهِ ** فيهم يعَدُّ مِثالُها من عُونه )8 ( غَزْوٌ رَمَى صُمَّ الجِبالِ بعزمِهِ ** حتى ألانَ متونها بمتونهِ )9 ( يا أيّها المُوفي بغُرّةِ ماجِدٍ ** تَسري بغِبَّ السّعدِ غبَّ دُجونه )0 ( أوسعتَ عبدك من أيادٍ شكرها ** حظّانِ من دنيا الشَّكور ودينه )
____________________
(1/356)
3( في حين لم يَعدِلْ نَداكَ ندَى يدٍ ** لكِنْ صَبير المُزْنِ جاء لحِينه )( من وبلهِ وسكوبهِ وملثّهِ ** وسَفُوحِهِ ودَلوحِهِ وهَتونه )( لم يشْفِ جَهْدُ القولِ منْهُ وإنّني ** رَهْنٌ بهِ وكفيلُهُ كرهِينِهِ )4 ( حزتَ الكمالَ ففيكَ معنىً مشكلٌ ** يَنْبو بيانُ القوْلِ عن تَبيينه )5 ( أقسمتُ بالبيتِ العتيقِ وما حوتْ ** بطحاؤهُ من حجرهِ وحجونه )6 ( ما ذاكَ إلاّ أنَّ كونَكَ ناشِئاً ** سببٌ لهذا الخلقِ في تكوينهِ )
____________________
(1/357)
البحر : كامل تام ( الشمسُ عنهُ كليلةٌ أجفانها ** عبرى يضيقُ بسرّها كتمانها ) ( لو تستطيعُ ضِياءَهُ لدَنَتْ لهُ ** ) ( وأُريكَها تَخْبو على بُرَحائِها ** لم تخفَ مذعنةً ولا إذعانها ) 4 ( إيوانُ مَلْكٍ لو رأتْهُ فارسٌ ** ذعرتْ وخرّ لسمكهِ إيوانها ) 5 ( واستعظَمَتْ ما لم يُخلِّدْ مثلَهُ ** سابورها قدماً ولا ساسانها ) 6 ( سجَدَتْ إلى النيرانِ أعصُرَها ولو ** بصرتْ به سجدتْ له نيرانها ) 7 ( بل لو تجادلها بهِ ألبابها ** في الله قامَ لحُسنِهِ بُرهانُها ) 8 ( أو ما ترى الدّنيا وجامعَ حسنها ** صُغرى لديه وهي يعظُمُ شانها ) 9 ( لولا الذي فتنتْ به لاستعبرتْ ** ثكلى تفضُّ ضلوعها أشجانها )0 ( خَضِلُ البشاشةِ مُرْتَوٍ من مائها ** فكأنَّهُ متهلِّلٌ جذلانها )
____________________
(1/358)
1( يَنْدى فتنْشأُ في تَنَقُّلِ فَيّئِهِ ** غرُّ السحائبِ مسبلاً هطلانها )( وكأنّ قُدسَ ويذبُلاً رفَدا ذُرَى ** أعلامهِ حتى رستْ أركانها )( تغدو القصورُ البيضُ في جنباتهِ ** صُوْراً إليه يَكِلُّ عنه عِيانها )4 ( و القبّةُ البيضاءُ طائرةٌ بهِ ** تهوي بمنخرقِ الصَّبا أعنانها )5 ( ضُرِبَتْ بأرْوِقَةٍ تُرَفرِفُ فوقَها ** فهوى بفتخِ قوادم خفقانها )6 ( يَعْشُو إلى لَمَعَانها ** في حيْثُ أسلَمَ مُقلَةً إنسانُها )7 ( بُطْنانُها وَشيُ البُرودِ وعَصْبُها ** فكأنّما قوهِيُّها ظُهْرانها )8 ( نِيطَتْ أكاليلٌ بها مَنظومَةٌ ** فغَدا يُضاحِكُ دُرَّها مَرجانُها )9 ( و تعرَّضتْ طررُ السُّتورِ كأنَّها ** عذباتُ أوشحةٍ يروقُ جمانها )0 ( و كأنَّ أفوافَ الرِّياضِ نثرنَ في ** صفحاتها فتفوَّفتْ ألوانها )
____________________
(1/359)
2( فأدرْ جفونكَ واكتحلْ بمناظرٍ ** غَشّى فِرندَ لُجيَيْنِها عِقْيانها )( لترى فنونَ السحرِ أمثلةً وما ** يُدري الجَهولَ لَعَلّها أعيانُها )( مُستَشرِفاتٍ من خُدورِ أوانِسٍ ** مصفوفَةٍ قد فُصّلتْ تِيجانها )4 ( مُتَقابِلاتٍ في مَراتِبِها جَنَتْ ** حرْباً على البِيضِ الحِسانِ حسانها )5 ( فاخلَعْ حميداً بينها عُذْرَ الصِّبا ** و ليبدِ سرَّ ضمائرٍ إعلانها )6 ( و حباكها كلفُ الضُّلوع بحسنها ** ريّانُ جانحةٍ بها ملآنها )7 ( تساي المحبَّ كلفَ الضّلوعِ بحسنها ** ثكرَ النفوس مُحَرَّماً سُلْوانُها )8 ( رَدّتْ على الشّعراء ما حاكَتْ لها ** غرُّ القوافي بكرها وعوانها )9 ( و أتتْ تجرِّرُ في ذيولِ قصائدٍ ** يكفيكَ عن سحرِ البيان بيانها )0 ( أعْيَتْ لَبيباً وهي مَوقِعُ طَرْفِهِ ** فقَضَى عليه بجهلِهِ عرفانُها )
____________________
(1/360)
3( إبراهِمِيّةُ سُودَدٍ تُعزَى إلى ** نَجْرِ الكِرامِ : جِنانُها ومَعانُها )( فكأنّهُ سيف بنُ ذي يَزَنٍ بها ** وكأنّها صَنعاءُ أو غُمدانها )( سُحِبَتْ بها أردانُه فتَضَوّعَتْ ** عبقاً بصائكِ مسكهِ أردانها )4 ( وكأنّما لَبِسَتْ شَبيبَتَهُ وقَدْ ** غادى النّدَى متهَلِّلاً رَيعانها )5 ( و كأنّما الفردوسُ دارُ قرارهِ ** و كأنّ شافعَ جودهِ رضوانها )6 ( أبدَتْ لمَرآكَ الجَليلِ جَلالَةً ** يعلو لمكرمةٍ بذاك مهانها )7 ( وهَفَتْ جوانبها ولولا ما رَسا ** من عبء مجْدكَ ما استقَرّ مكانها )8 ( ولَنِعْمَ مَغنى اللهوِ تَرأمُ ظلَّه ** آرامُ وَجْرَةَ رُحْنَ أو أُدْمانها )9 ( وتخالُها صَفراء عارَضَتِ الدُّجى ** وسرَتْ فنادَمَ كوكباً نَدمانها ) 40 ( قدُمتْ تُزايلُ أعصُراً كَرّتْ على ** حَوبائِها لمّا انقَضَى جُثمانها )
____________________
(1/361)
4( و أتتْ على عهدِ التّبابعِ مدَّةً ** غَضّاً على مَرّ الزّمانِ زمانها ) 4( يمنيَّةُ الأربابِ نجرانيَّةُ ال ** ؛ أنسابِ حيثُ سَمَتْ بها نَجرانُها ) 4( أو كسرويَّةُ محتدٍ وأرومةٍ ** شَمطاءُ يُدعَى باسمِها دِهقانُها ) 44 ( أو قرقفٍ ممّا تنشّي الرّومَ لا ** نَشَواتُها ذُمّتْ ولا نشوانُها ) 45 ( كان اقتناها الجاثلِيقُ يُكِنُّهَا ** و يصونُ درّةَ غائصٍ صوِّانها ) 46 ( في مَعشرٍ من قومه عَثَرَتْ بهم ** نوبُ الزّمانِ فغالهم حدثانها ) 47 ( كرُمَتْ ثَرىً متأرِّجاً وتوسّطتْ ** أرضَ البَطارقِ مُشرِفاً أفدانها ) 48 ( لم يضرموا ناراً لهيبتها ولمْ ** يَستطَعْ بأكنافِ الفَضاء دُخانها ) 49 ( فكأنَّ هيكلها تقدَّمَ رايةً ** وكأنّ صَفّ الدّارعينَ دِنانُها ) 50 ( غنيتْ تطوفُ بها ولائدهمْ كما ** طافَتْ برَبّاتِ الحِجالِ قِيانها )
____________________
(1/362)
5( قد أوتيتْ من علمهمْ فكأنّها ** أحبارُ تلك الكُتبِ أو رُهبانها ) 5( جازتهمُ ترمدُّ في غلوائها ** فتخرِّموا وخلا لها ميدانها ) 5( فكلتكَ ناجودٌ تديرُ كؤوسها ** هِيفٌ تُجاذبُ قُضْبَها كُثبانها ) 54 ( من قاصراتِ الطَّرفِ كلّ خريدةٍ ** لم يأتِ دونَ وصالِها هِجرانُها ) 55 ( لم تدرِ ما حرُّ الوداعِ ولا شجتْ ** صَبّاً بمُنْعَرَجِ اللوى أظعانها ) 56 ( قد ضرّجتْ بدم الحياء فأقبلتْ ** متظلّماً من وردها سوسانها ) 57 ( تشكو الصِّفادَ لبهرها فكأنَّما ** رَسَفَانُ عانٍ دَلُّها رَسَفانها ) 58 ( سامتهُ بعضَ الظلم وهي غريرةٌ ** لا ظُلمُها يُخْشَى ولا عُدوانها ) 59 ( فأتَتْهُ بين قَراطِقٍ ومَناطقٍ ** يثنى على سيرائها خفتانها ) 60 ( وإذا ارتمَتْهُ بما تَريشُ ومُكّنَتْ ** فأصابَ أسْودَ قلْبِهِ إمكانها )
____________________
(1/363)
6( لم تدرِ ما أصمى المليكَ أنزعها ** بسديدِ ذاكَ الرّمي أو حسبانها ) 6( في أرْيحِيّاتٍ كرَيْعانِ الصِّبَا ** حَركاتُها وعلى النُّهَى إسْكانها ) 6( ولئن تَلَقَيْتَ الشّبابَ وعَصْرَهُ ** بالمُلْهِياتِ فَعَصْرُهَا وأوانها ) 64 ( ولئن أبَتْ لك خفْضَ ذاكَ ولِينَهُ ** نفسٌ كهَضْبِ عَمايَتينِ جَنانها ) 65 ( فلقبلَما أسْلتْكَ عن بِيض الدُّمى ** بيضٌ تُكسَّر في الوغى أجفانها ) 66 ( و ضرائبٌ تنبي الحسامَ مضارباً ** أردَتْ شَراسَتُها فخِيفَ لِيانُها ) 67 ( وأُبُوّةٌ هَجَرَتْ مَقاصِرَ مُلكِها ** فكأنّما أسيافها أوطانها ) 68 ( قومٌ همُ أيّمهمْ إقدامها ** و جلادها وضرابها وطعانها ) 69 ( وإذا تَمَطّرَتِ الجِيادُ سَوابِقاً ** فبهم تكنُّفها وهم فرسانها ) 70 ( و إذا تحدُّوا بلدةً فبزأرهم ** صعقاتها وببأسهمْ رجفانها )
____________________
(1/364)
7( آلُ الوغى تبدو على قسماتهمْ ** أقمارها وتحفُّهمْ شهبانها ) 7( يصلونَ حرَّ جحيمها إن عرَّدتْ ** أبطالها وتزاورتْ أقرانها ) 7( جُرْثومَةٌ منها الجِبالُ الشُّمُّ لم ** يغضض متالعها ولا ثهلانها ) 74 ( رْدُّتْ إليك فأنتَ يعرُبها الذي ** تعزى إليه وجعفرٌ قحطانها ) 75 ( فافخَرْ بتيجانِ المُلوكِ ومُلكِها ** فلأنتَ غيرُ مدافعٍ خلصانها ) 76 ( للَّهِ أنتَ مواشكاً عجلاً إلى ** جَدوَى يَدٍ مَدُّ الفُراتِ بَنانها ) 77 ( يَفديكَ ذو سِنَةٍ عن الآمالِ لم ** يألفْ مَضاجعَ سُؤدَدٍ وَسْنانها ) 78 ( تردُ الأماني الخمسُ منه مشارعاً ** ملءَ الحياض محلَّلأً ظمآنها ) 79 ( من كل عاري اللِّيتِ من نظم التي ** رَجَحَتْ بخيرِ تجارَةٍ أثمانها ) 80 ( يدني السؤالَ إليه عاملُ صعدةٍ ** مُتَغَلْغِلٌ بين الشِغافِ سِنانها )
____________________
(1/365)
8( أعلتكَ عنهم همَّةٌ لم يعتلقْ ** مثنى النّجوم بها ولا وحدانها ) 8( دانيتَ أقطارَ البلادِ بعزمةٍ ** ملقىً وراء الخافقينِ جرانها ) 8( و هي الأقاصي من ثغور الملك لا ** تُخشَى مخاوِفُها وأنتَ أمانُها ) 84 ( متقلِّداً سيفَ الخلافةِ للّتي ** يُلقَى إليه إذا استمرّ عِنانُها ) 85 ( تُزْجَى الجِيادُ إلى الجِلاد كأنّما ** سَرعانُ واردةِ القَطا سَرعانها ) 86 ( وتُهَزُّ ألويَةُ الجنودِ خَوافِقاً ** تحتَ العَجاجِ كَواسِراً عِقبانها ) 87 ( حتى إذا حرِجَتْ به أرْضُ العدى ** مُتَمَطّياً وتَضَايقَتْ أعطانها ) 88 ( ألقَتْ مقالِيداً إليه وقبلَهُ ** ما انفكَّ خالعها ولا خلعانها ) 89 ( لا قلتَ إنّ الدّينَ والدّنْيا لَهُ ** عِوَضٌ ولُؤمٌ مقالةٍ بُهْتانُها ) 90 ( أمدُ المطالبِ والوفودِ إذا حدتْ ** فَوْتَ العيونِ رِكابُها رُكبانَها )
____________________
(1/366)
9( ألِفَ النّدَى دَأباً عليه كأنّهُ ** رَتْكُ المَطّيِ إليهِ أو وَخَدانها ) 9( غَفّارُ مُوبِقَةِ الجَرائم صافحٌ ** و سجيَّةُ من ماجدٍ غفرانها ) 9( شيمٌ إذا ما القولُ حنّ تبرّعتْ ** كرماً فأسجحَ عطفها وحنانها ) 94 ( إني وإنْ قصّرْتُ عن شكريه لم ** يغمطْ لديّ صنيعةً كفرانها ) 95 ( كنتُ الوليدَ فلم يُنازِعْهُ بنو ** خاقانَ مكرمةً ولا خاقانها ) 96 ( مننٌ كباكرةِ الغمامِ كفيلةٌ ** بالنُّجحِ موقوفٌ عليه ضمانها ) 97 ( يا ويلتا منّي عليّ أمخرسي ** إحسانُها أو مُغرِقي طُوفانها ) 98 ( ما لي بها إلاّ احتراقُ جوانحي ** يدني إليك ودادها حرَّنها ) 99 ( دامَتْ لنا تلك العُلى متَفَيّئاً ** أظلالها متهدّلاً أفنانها )00 ( واسلَمْ لغَضّ شبيبَةٍ ولدولَةٍ ** عَزَّتْ وعَزّ مؤيَّداً سلطانها )
____________________
(1/367)
البحر : كامل تام ( كُفّي فأيسَرُ من مَرَدِّ عِنَاني ** وقعُ الأسنَّةِ في كلى الفرسانِ ) ( ليسَ ادّخارُ البدرةِ النّجلاءِ من ** شِيَمي ولا مَنعُ اللُّهَى من شاني ) ( هلْ للفتى في العَيشِ مِن مِندوحَةٍ ** إلاّ اصطفاءُ مودّةِ الإخوانِ ؟ ) 4 ( و إذا الجوادُ جرى على عاداتهِ ** فذرِ الجوادَ وغايةَ الميدانِ ) 5 ( لا أرهبُ الإعدامَ بعدَ تيقُّني ** أن الغِنى شجَنٌ منَ الأشجان ) 6 ( ملأتْ يدي دلوي إلى أوذامها ** و أعرتُ للعافي قوى أشطاني ) 7 ( و لقد سمعتُ اللَّهَ يندبُ خلقهُ ** جهراً إلى الإفضالِ والإحسانِ ) 8 ( و إذا نجا من فتنةِ الدّنيا امرؤٌ ** فكأنّما يَنجو من الطوفانِ ) 9 ( يأبى ليَ الغدرَ الوفاءُ بذمَّتي ** و الذَّمَّ آباهُ كما يأباني )0 ( إنّي لآنفُ أنّ يَميلَ بي الهَوَى ** أو أنْ يَراني الله حَيثُ نَهاني )
____________________
(1/368)
1( حِزْبُ الإمامِ منَ الوَرَى حِزْبي إذا ** عدّوا وخلصانُ الهدى خلصاني )( لا تَبعَدَنَّ عِصابَةٌ شِيعِيّةٌ ** ظفروا ببغيتهمْ منَ الرَّحمنِ )( قوْمٌ إذا ماجَ البرِيّةُ والتَقَى ** خَصْمانِ في المعبودِ يختَصِمانِ )4 ( تركوا سُيُوفَ في أغمادِها ** وتَقَلّدُوا سَيفاً منَ القرآنِ )5 ( عقدوا الحبى بصدورِ مجلسهمْ كمنْ ** عَرَفَ المُعِزَّ حَقيقَةَ العِرْفانِ )6 ( قد شرّفَ اللَّهُ الورى بزمانهِ ** حتى الكَواكبُ والوَرَى سِيّانِ )7 ( و كفى بمنْ ميراثهُ الدّنيا ومن ** خلقتْ لهُ وعبيدهُ الثَّقلانِ )8 ( و كفى بشيعتهِ الزّكيّةِ شيعةٍ ** و كفى بهم في البرّ من صنوانِ )9 ( عُصِمت جَوارِحهم من العدوَى كما ** وقيتْ جوانحهم منَ الأضغانِ )0 ( قد أيّدوابالقدسِ إلاّ أنّهمْ ** قد أونسوا بالرُّوحِ والرَّيحانِ )
____________________
(1/369)
2( للّهِ درُّهمُ بحيثُ لقيتهمُ ** إنّ الكرامَ كريمةُ الأوطانِ )( يَغشَوَنَ ناديَ أفْلَحٍ فكأنّما ** يفشونَ ربَّ التّاجِ من عدنانِ )( حيُّوا جلالةَ قدرهِ فكأنّما ** حيُّوا أمينَ اللّهِ في الإيوانِ )4 ( يردونَ جمّةَ علمهِ ونوالهِ ** فكأنَّهمْ حيثُ التقى البحرانِ )5 ( حُفّتْ بِهِ شفعاؤهمْ واستَمطَرُوا ** مِنْ جانِبَيهِ سَحائِبَ الغفرانِ )6 ( ورأوْهُ من حيثُ التَقَتْ أبصارُهمْ ** مُتَصَوَّراً في صورةِ البُرْهانِ )7 ( تنبو عقولُ الخلقِ عن إدراكهِ ** وتكِلُّ عنهُ صَحائحُ الأذهانِ )8 ( تَستَكْبِرُ الأملاكُ قبلَ لِقائِهِ ** وتَخِرُّ حينَ تَراهُ للأذْقانِ )9 ( أبلغْ أميرَ المؤمنينَ على النَّوى ** قَوْلاً يُريهِ نَصيحتي ومكاني )0 ( إنّ السّيوفَ بذي الفَقارِ تشَرّفَتْ ** ولَقَلَّ سيفٌ مثلُ أفلَحَ ثانِ )
____________________
(1/370)
3( قد كنتُ أحسبُني تَقَصّيتُ الوَرَى ** وبَلَوْتُ شِيعَةَ أهلِ كلّ زَمانِ )( فإذا موالاةُ البريّةِ كلّها ** جمعتْ لهُ في السّرّ والإعلان )( و إذا الذينَ أعدُّهمْ شيعاً إذا ** قيسوا إليهِ كعبّدِ الأوثان )4 ( نُضِحَتْ حرارَةُ قَلبِهِ بمَوَدّةٍ ** ضربتْ عليهِ سرادقُ الإيمانِ )5 ( وحَنا جَوانحَ صَدرِهِ مَملوءةً ** علماً بما يأتي منَ الحدثانِ )6 ( يتبرّكُ الرّوحُ الزّكيُّ بقربهِ ** نُسْكاً ويُرْوي مُهجَةَ الهَيمان )7 ( أمُعِزَّ أنصارِ المُعزّ منَ الوَرَى ** والمُنزِلُ النُّصْابَ دارَ هَوانِ )8 ( بكَ دانَ ملكُ المشرقينِ وأهلهُ ** وأنابَ بَعدَ النّكثِ والخُلعانِ )9 ( و إنّا وجدنا فتحَ مصرٍ آخراً ** لكَ ذِكرُهُ في سالِفِ الأزْمانِ ) 40 ( فبعرمكَ انهدّتْ قوى أركانها ** وبقُرْبك امتدّتْ إلى الإذْعانِ )
____________________
(1/371)
4( وطأتَ بالغاراتِ مركبِ عزّها ** والجيشَ حتى ذَلّ للرُّكبْانِ ) 4( فإليكَ ينسبُ حيثُ كنتَ وإنّما ** فخرُ الصُّلِيَ لقادِحِ النّيرانِ ) 4( عصفتْ على الأعرابِ منكَ زعازعٌ ** سكفتْ دمَ الأقرانِ بالأقرانِ ) 44 ( ما قرّ أعينُ آلِ قرَّةَ مذْ سقوا ** بكَ ما سقوهُ منَ الحميمِ الآني ) 45 ( وقبيلةً قتّلتها وقبيلةً ** أثكَلْتَها بالبَرْكِ في الأعطانِ ) 46 ( أخْلى البُحيرَةَ منهُمُ والبِيدَ مَا ** خسفَ الصّعيدَ بشدّةِ الرجفانِ ) 47 ( فشغلتَ أهلَ الخيمِ عن تطنيبها ** وأسمتهمُ شرداً مع الظُّلمانِ ) 48 ( وَسَمتْ إلى الواحاتِ خَيلُكَ ضُمَّراً ** حتى انتهت قدماً إلى أسوانِ ) 49 ( قد ظاهَرُوا لِبَدَ الدّرُوعِ عليهِمُ ** إنّي مدَحتُك مُخلِصاً ) 50 ( وغَدَوْا حَوالَيْ مُتْرَفٍ لا يَنثَني ** علماهُ عن إنسٍ ولا عن جانِ )
____________________
(1/372)
5( فكَأنّ دينَكَ يوْمَ أرْدى كُفرَهُ ** أجلٌ بطشتَ لهُ بعمرٍ فانِ ) 5( وكأنّ أسرابَ الجيادِ ضحى وقد ** خفّت إليهِ كواسرُ العقبانِ ) 5( عطَفَتْ علَيهِ صدورَها وكأنّما ** عَطَفَتْ على كِسرَى أنُو شروانِ ) 54 ( وكأنّما البرّاضُ صبّحَ أهلهُ ** وكأنّ هجائنُ النّعمانِ ) 55 ( ظلت سيوفكَ وهي تأخذث روحهُ ** كالنّارِ تَلفَحُهُ بغيرِ دُخانِ ) 56 ( حكَّمت بسعدَ المشتري لكَ ساعةٌ ** حكمت لهُ بالنّحسِ من كيوانِ ) 57 ( فأتَى جُيوشَكَ إذْ أتَتْهُ كأنّهُ ** ) 58 ( فعَجِبتُ كيفَ تخالَفَ القَدَرانِ في ** عُقْباهُما وتَشابَهَ الأمَلانِ ) 59 ( رُعْتَ الأوابِدَ في الفَدافِدِ فجأةً ** بعجارفِ الرّديانِ والوخدانِ ) 60 ( وتَعَوّذَ الشّيطانُ منكَ وكَيدُهُ ** لمّا ذعرتَ جزيرةَ الشيطانِ )
____________________
(1/373)
6( سارتْ جيادكَ في الفلا سيرَ القطا ** يحمِلْنَ ظُلْماناً على ظُلْمانِ ) 6( ضمنّتَ صهوةَ كلّ طرفٍ مثلهُ ** وحملتَ سرحاناً على سرحانِ ) 6( في مَهْمَهٍ ، ما جابَهِ الرُّكبانُ مُذْ ** طُرِدَتْ من الدّنيا بَنو مَرْوانِ ) 64 ( لو سارَ فيهِ الشَّنفرى فتراً لما ** حملتهُ في وعسائه قدمان ) 65 ( يجتبنَ كلّ ملمّعٍ بالآلِ ما ** للجِن بالتّعريسِ فيهِ يَدانِ ) 66 ( خضنَ الظّلامِ إليهِ ثمّ اجتنبهُ ** ومَرَقنَ من سِجفَيْهِ كالحُسبانِ ) 68 ( كَم غُلْنَ من مُستَكبِرٍ في قَوْمِه ** متَمَنَّعٍ بالعِزّ والسُّلطانِ ) 69 ( أو في درُوعِ البأسِ من مُستَلْئِمٍ ** أو في ثِيابِ الخَزّ من نَشوانِ ) 70 ( باتتْ تحيّيهِ سقاةُ مدامةٍ ** فغَدَتْ تُحَيّيهِ سُقاةُ طِعانِ ) 7( يهوي السِّنانُ إليهِ وهوَ يظنُّهُ ** كأسَ الصَّبوحِ على يدِ النَّدمانِ )
____________________
(1/374)
7( ولكمْ سلبتَ بها عزيزاً تاجهُ ** وتركتَ فيها من عبيطٍ قان ) 7( ومُجَدَّلاً فوْقَ الثَّرَى ونَجيعُهُ ** و الرّوحُ من ودجيهِ مختلطانِ ) 74 ( وكمِ استبَحنَ وكم أبحنكَ من حمىً ** وحقوفِ رَملٍ في معاطِفِ بانِ ) 75 ( و كواعبٍ محفوفةٍ بعصائبٍ ** قد كُلِّلتَ بالدُّرّ والمَرْجانِ ) 76 ( و المسكُ يعبقُ في البرودِ كأنَّها ** زهرُ الرّبيعِ مفوَّفُ الألوانِ ) 77 ( لم يبقَ إلاّ السّدُّ تخرقُ ردمهُ ** فلقد أطاعكَ في الورى العصرانِ ) 78 ( وبَلغتَ قُطرَ الأرضِ بالعزْمِ الذي ** لم تُؤتَهُ الأفلاكُ في الدّوَرَانِ ) 79 ( و جمعتَ شملَ المتَّقينَ على الهدى ** وتألّفَتْ بكَ أنفُسُ الحيوانِ ) 80 ( فزكتْ بكَ الأعمالُ حقَّ زكاتها ** ونجَتْ بكَ الأرْواحُ في الأبدانِ ) 8( لوْ يقرنُ اللَّهُ البلادَ بمثلها ** ضاقتْ بعزمكَ والصَّبيرِ الدّاني )
____________________
(1/375)
8( تندي بآلافِ الألوفِ إلى مدىً ** يعيا على الحسّابِ والحسبانِ ) 8( يا سَيفَ عِتْرَةِ هاشِمٍ وسِنانَها ** و شهابها في حالكِ الأدجانِ ) 84 ( لوْ سرتُ أطلبُ هل أرى لكَ مشبهاً ** لطلبتُ شيئاً ليسَ في الإمكانِ ) 85 ( كلُّ الدُّعاةِ إلى الهُدَى كالسّطرِ في ** بَطنِ الكتابِ وأنتَ كالعنوانِ ) 86 ( أنتَ الحَقيقَةُ أُيّدَتْ بحَقيقَةٍ ** و سواكَ عينُ الإفكِ والبهتانِ ) 87 ( إنّي لأستَحيي منَ العَليا إذا ** قابَلْتُ ما أوْلَيتني بَعيانِ ) 88 ( أعْجَلتَ في يوْمي رَجائي في غَدٍ ** فكأنّني في جنَّةِ الرِّضوانِ ) 89 ( ولبِسْتُ ما ألبَستَني من نِعمَةٍ ** فبها شكرتكَ لا بطولِ لساني ) 90 ( ** حتى إذا ما ضاقَ ذَرْعُ بَياني ) 9( كادَتْ تَسيلُ معَ المَدائحِ مُهجتي ** لوْلا ارتِباطُ النّفسِ بالجُثمانِ )
____________________
(1/376)
البحر : بسيط تام ( أنظرْ إليهِ وفي التَّحريكُ تسكينُ ** كأنَّما التقمتْ عنهُ التَّنانينُ ) ( يا ليتَ شعريْ إذا أومى إلى فمهِ ** أحَلْقُهُ لَهَواتٌ أم ميَادين ) ( كأنها وخبيثُ الزّاد يضرمها ** جهنّمٌ قُذِفَتْ فيها الشياطين ) 4 ( تَبارَكَ الله ما أمضى َ أسنّتَهُ ** كأنّما كلُّ فَكٍّ منه طاحون ) 5 ( كأنّ بَيْتَ سِلاحٍ فيهِ مُخْتَزَنٌ ** مِمّا أعَدّتْهُ للرُّسْلِ الفَراعِين ) 6 ( أينَ الأسنّةُ أم أينَ الصّوارمُ أم ** أينَ الخناجِرُ أم أين السكاكين ) 7 ( كأنّما الحملُ المشويُّ في يدهِ ** ذو النّونِ في الماء لّما عَضَّهُ النّون ) 8 ( لفَّ الجداءَ بأيديها وأرجلها ** كأنّما افترستهنّ السراحين ) 9 ( و غادرَ البطَّ من مثنى وواحدةٍ ** كأنّما اختطفتهنّ الشواهين )0 ( يخفّضُ الوزَّ من قرنٍ إلى قدمٍ ** وللبَلاعِيمِ تَطْريبٌ وتلحيِن )
____________________
(1/377)
1( كأنّ في فكّهِ أيتامَ أرملةٍ ** أو باكياتٍ عليهنّ التَّبابين )( كأنّما ينتقي العظمَ الصّليبَ لهُ ** من تحتِ كلّ رَحىً فِهْرٌ وهاوون )( كأنّما كُلُّ ركْنٍ من طَبائِعِهِ ** نارٌ وفي كلّ عضوٍ منه كانون )4 ( كأنّما في الحشا من خملِ معدتهِ ** قرنفلٌ وجواريشٌ وكمّون )5 ( قوموا بِنا فلقد رِيَعتْ خواطِرُنَا ** وجاذبتنا الأعنّاتِ البرادينُ )6 ( نصحتكمْ فخُذُوا من شِدْقِهِ وَزَراً ** أو لا فأنتمْ سويقٌ فيه مطحون )7 ( فليسَ ترويهِ أمواهُ الفراتِ ولا ** يقوتهُ فلكُ نوحٍ وهو مشحون )8 ( فمِثْل رَقّادَةٍ في كفّهِ وَسَطٌ ** و نحنُ مقدونسٌ فيه وطرخون )
____________________
(1/378)
البحر : بسيط تام ( قولا لمعتقلِ الرُّمحِ الرُّدَينيِّ ** والُمْرتَدي بالرّداءِ الهِنُدُوانيِّ ) ( ضعِ السِّلاح فهل حدّثتَ عن رشإٍ ** في مشرفيٍّ صقيلٍ أو ردينيّ ) ( ما حالُ جِسْمٍ تحمّلْتَ السلاحَ بهِ ** وأنتَ تَضْعُفُ عن حمل القُباطيّ ) 4 ( لأعرفنَّ الأديمَ السّابريَّ إذا ** ما راحَ في سابريّ النَّسجِ ماذيّ ) 5 ( هيهاتَ من دونهِ خَلعُ النفوس وتك ** ذيبُ الظُّنون وتضليلُ الأمانيّ ) 6 ( هَبْني اجْتَرَأتُ عليه حينَ غِرَّتِهِ ** في العبقريّ أو العصبِ اليمانيّ ) 7 ( فمن لمثلي به الدرعِ سابِغَةٍ ** تموجُ فوقَ القباءِ الخسروانيّ ) 8 ( إذاً أفِرُّ ويُخْزي الأزْدَ شاعِرُهَا ** فلا تَظُنِّ الجُلَندَى كلَّ أزديّ ) 9 ( و لستُ من ظلمهِ أخشى بوادرهُ ** قُربّ وِتْرٍ لديهِ غير مَنسيّ )0 ( وأرْضَعَتْهُ وأُسْدُ الغِيلِ تَكفُلُهُ ** و القلبُ يدلي بعذرٍ فيه عذريّ )
____________________
(1/379)
1( إذا تَثنّى تَثَنّتْ سّمهَرِيتُهُ ** فاعجبْ لما شئتَ من خوطٍ وخطّيّ )( من أهْلِ بَهرامَ جُورٍ في مناسِبِهِ ** ما شئتَ من فارسيٍّ نوبهاريّ )( أوفى فماسَ على غُصْنٍ وماجَ على ** دعصٍ وقامَ على أنبوبِ برديّ )4 ( مَن ليسَ يَرفُلُ إلاّ في سَوابِغِهِ ** من تبّعيٍّ مفاضٍ أو سلوقيّ )5 ( لَيثُ الكَتيبَةِ والأبصارُ تَرمُقهُ ** و بيضةُ الخدرِ في الليلِ الدجوجيّ )6 ( و لا يحدِّثُ إلاّ عن سوابقهِ ** مِن أعوَجّيٍ جَوادٍ أو صَريحيّ )7 ( أو ذي كعوبٍ من المرّان معتدلٍ ** أو ذي فرندٍ من القضبان حاريّ )8 ( والأرضُ في رَجوفٌ غيرُ ساكِنةٍ ** و صولجانٍ وشاهينٍ وبازيّ )9 ( فلو تَراهُ غَدا بالصّقْرِ أشْبهَ مِنْ ** جوانحي بقطاً في الجَوّ كُدْريّ )0 ( ثَقِفتُ منهُ أديباً شاعراً لَسِناً ** شتّى الأعاريضِ محذورَ الأحاجيّ )
____________________
(1/380)
2( وكالسَّنانِ الذي يهتَزُّ قي يَدِهِ ** و مثلَ أجدلهِ الصّقرِ القطاميّ )( مُستَطلعاً لجَوابي من بديهتِهِ ** فما يجاوبهُ مثلُ النَّواسيّ )( منَ لا يفاخرُ بالطائيّ في زمنٍ ** ولا الخُزاعيّ في عصرِ الخُزاعيّ )4 ( و لا الفرزدقِ أيضاً والفخارُ لهُ ** ولا جَريرٍ ولا الرّاعي النُّمَيْريّ )5 ( لكنْ بعَلقَمَةَ الفَحلِ الذي زعموا ** في الشعر أو بامرىء القيس المُراري )6 ( و لا ينازلُ لا بابنِ الحبابِ ولا ** جذلِ الطّعان ولا عمرو الزُّبيديّ )7 ( لكن بفارس شيبانَ الذي سجدتْ ** إليه فرسانُ عتّابٍ ودعميّ )8 ( قريبُ عهْدٍ بأعرابِ الجَزيرةِ لم ** على قُراسِيَةٍ بالفارِ مَطْلِيّ )9 ( مَن ليس يألَفُ إلاّ ظِلّ خافقَةٍ ** أو سراجَ سابقةٍ أو رحلَ عيديّ )0 ( لا يشرحُ القومُ وحشيَّ الغريب لهُ ** ولا يُساءلُ عن تلكَ الأحاجيّ )
____________________
(1/381)
3( بما يؤنبُ فرسانَ الدِّيار ترى ** عليهِ سِيما ذكيِّ القلبِ حُوشيّ )( مستوحِشٌ عِزّةً مستأنِسٌ كَرَماً ** تلقاهُ ما بينَ وحشيٍّ وإنسيّ )( أرَقُّ من صَفحةِ الماء المَعينِ وإنْ ** خاطبتَ خاطبتَ قحّاً فوقَ مهريّ )4 ( و كانَ غيرَ عجيبٍ أنْ يجيءَ لهُ ** المعنى العِراقيّ في اللفظِ الحجازيّ )5 ( وقدْ تلاقتْ عليهِ كلُّ منجبةٍ ** ومنجبٍ فهو لا يعزى إلى سيّ )6 ( و استأثرتْ عربيّاتُ الخيامِ بهِ ** ولمْ يؤكَّلْ إلى أيدي السّراريّ )7 ( فشبّ إذ شبّ كالخطّيِّ معتدلاً ** وجاء إذ جاء كالصّقرِ القُطاميّ )8 ( للهِ منْ علويِّ الرّأي منتسبٍ ** إلى العُلى وائليِّ الأصْلِ مُرِّيّ )9 ( شيعيُّ أملاكِ بكرٍ إنْ همُ انتسبوا ** ولستَ تَلقَى أديباً غيرَ شيعيّ ) 40 ( مَن أصْلحَ المغربِ الأقصَى بلا أدبٍ ** غيرِ التشيُّعِ والدّين الحنيفيّ )
____________________
(1/382)
4( لمْ يجهل القومُ إذ ولّوكَ ثغرهمُ ** لِما تأشّبَ منه كلُّ حُوذيّ ) 4( قد تركْنَ عِداهم فيه مِن حَذَرٍ ** تَخْلُو فما تتَنَاجى َ بالأمانيّ ) 4( فهمْ أولئكَ ما همّوا بمعصيةٍ ** ومنْ يهمُّ بأمرٍ غيرِ مأتي ) 44 ( أبقيتَ منهمْ وقدْ رأوّوا أسنّتهم ** بجائشاتٍ كأفواهِ البخاتيّ ) 45 ( وقد دُعيتَ إلى الهيجا فجِئتَ كما ** جؤجئتِ الشَّولُ بالفحلِ الغريريّ ) 46 ( كأنّما حَلَقاتُ الدرْعِ يوْمِئذٍ ** على قراسيةٍ بالقارِ مطليّ ) 47 ( أقبَلْتَهم زَجِلَ الأصواتِ ذا لَجَبٍ ** فيه القُنوسُ كبيَضاتِ الأداحيّ ) 48 ( و الهضبُ أشمخُ من همّاتِ أنفسهم ** و القومُ أمنعُ من عصمِ الأراويّ ) 49 ( حتى غدوا من طريدٍ في الشعابِ ومن ** مضرَّجٍ بدمٍ وردِ الأساريّ ) 50 ( ومنْ أُسارى على الأقتابِ خاشعةٍ ** تزفُّ بينَ المنايا والأمانيِّ )
____________________
(1/383)
5( كأنّ أيديَها والقِدُّ يَكعَمُها ** في كلّ هاجِرَةٍ أيدي الحَرابيّ ) 5( تَعَسّفُوا البِيدَ مُلتَفّاً بأسوُقهِمْ ** مِثلُ الأساوِدِ في سَجعْ القُماريّ ) 5( إذ يتّقونَ حرورَ الشمس عن مقلٍ ** مغرورقاتُ المآقي والأناسيّ ) 54 ( تسطو الرّجالُ بهم من بعدما نظَرُوا ** إلى المنابرُ خزراً والكراسيّ ) 55 ( أولى لهمْ ثمَّ أولى من أخٍ ثقةٍ ** راضٍ عن اللهُ زاكي السعي مرضيّ ) 56 ( رامٍ بسهمينِ مبريٍّ يسدّدهُ ** وصائبٍ عَلَوِيٍّ غيرِ مَبرِيّ ) 57 ( فلا تسلْ عنْ معاديهِ فحسبكَ من ** مُقَرطَسٍ بسِهامِ اللهِ مَرميّ ) 58 ( جَرَى القضاءُ بما ينْوي فلا تَعَبٌ ** إنّ القضاءَ عِنانٌ غيرُ مَثْنيّ ) 59 ( وبادَرَ الحَزْمَ حتى قامَ هاجِسُهُ ** يقضي لهُ بحثَ أمرٍ غيرِ مقضيّ ) 60 ( يُصرّفُ الدّهْرَ يَنْهَاهُ ويأمُرُه ** فدهرهُ بينَ مأمورٍ ومنهيّ )
____________________
(1/384)
6( و ليسَ تلقاهُ من دونِ القلوبِ ولا ** الغيوب إلاّ سيورٌ كالعراقيّ ) 6( طَبٌّ أرِيبٌ بأيّامِ الحروب زعي ** مٌ بالخطُوب عليمٌ بالمآتيِّ ) 6( ركنٌ لعمركَ من أركانِ دولتهم ** وعروةٌ من عرى الدّين الحنيفيّ ) 64 ( كل السيوفِ اللواتي جُرّدتْ كذبٌ ** وهو المجرِّدُ للسيفِ الحقيقيّ ) 65 ( للهِ ما تنتضي من ذي الفقارِ وما ** تشدُّ من عضدِ الرّأي الإماميّ ) 66 ( لمْ يجهلوا ما تلاقي في التشيّعِ من ** تحريضِ شاريةٍ أو بأسِ شاريّ ) 67 ( وما تُذلِّلُ من أهلِ العِنادِ لهُمْ ** وما تُداري من الدين الإباضيّ ) 68 ( وما تكابدُ من تلكَ الغمارِ وما ** تخوضُ بالسيفِ من تلك الأواذيّ ) 69 ( كوفئتَ عن ذلكَ الثغرِ المخوفِ فقدْ ** تركتهُ بالعوالي جدَّ مكفيّ ) 70 ( جَوٌّ وجدتَ رُبَاهُ غيرَ مُكْلأةٍ ** لرائِدٍ وحِماهُ غيرَ مَحْميّ )
____________________
(1/385)
7( ** و النّاسُ فيهِ سوامٌ غيرُ مرعيّ ) 7( فما استمدّوا بسيفٍ غيرِ منصلتٍ ** ولا استمدّوا بعزمٍ غيرمأتيّ ) 7( أحيَيْتَ فيه مَواتاً غيرَ ذي رَمَقٍ ** وشِدْتَ فيه خَراباً غيرَ مَبْنِيّ ) 74 ( وفّرْتَ أموالَه إذ ضِعنَ فاجتُبِيَتْ ** منها القناطيرُ من بعدِ الأواقيّ ) 75 ( وصُنْتَ إلى ما لم تَصُنْه يَدٌ ** سِواكَ من كلّ راعٍ ثَمّ مَرعى ّ ) 76 ( من بعدِ ما دُكَّ سورٌ غيرُ مُمتنِعٍ ** منه وضاعَ خَراجٌ غيرُ مَجْبيّ ) 77 ( مَن يَصْطَلي حَرَّ نارٍ أنتَ موقِدُها ** وهي الحرورُ على الشعبِ الحروريّ ) 78 ( أمْ مَنْ يُذِلُّ عَماليقاً تُذِلُّهمُ ** إنّ الأجادلَ تَسْمو للكَراكيّ ) 79 ( بأيّ يومِ وغىً أثني عليك وقد ** أثنتْ عليك المذاكي في الأواري ) 80 ( وقد ركزْتَ القَنا بينَ السحاب وقد ** أنزلتَ قرنكَ من بينِ الدراريّ )
____________________
(1/386)
8( يَفْديكَ جَهْمُ المُحيّا يومَ سائلهِ ** يَلقى الملامَ بعِرضٍ غيرِ مَفْدِيّ ) 8( من كلّ خاملِ نفسٍ غيرِ طاهرةٍ ** منهم ولابسِ عرضٍ غيرِ قوهيّ ) 8( لا يَفْقِدَنّكَ ذو سمْعٍ وذو بصَرٍ ** فأنتَ أكرمُ مسموعٍ ومرئيّ ) 84 ( تغضي عن الذنبِ أحياناً فتحتسبني ** أشُكُّ في أحنَفِ الحِلْمِ التميميّ ) 85 ( ما كنتُ أعلمُ أنّ الدّهر يزلفُ لي ** بحاتمٍ في اللَّيالي غير طائيّ ) 86 ( إذا بَنو مُرّةٍ صَلّوا عليْكَ فلا ** صلّتْ إيادٌ على كعبِ الإياديّ ) 87 ( لكَ المكارمُ مضروباً سرادقها ** وبيْتُ شَيبانَ مَشدودَ الأواخيّ ) 88 ( ولم أقِسْكَ بشيبانٍ وما جَمَعَتْ ** لكنّما أنتَ عندي كلُّ ربعيّ ) 89 ( لا بل ربيعةُ والأحلافُ من مضَرٍ ** بل أنتَ كلُّ تهاميٍّ ونجدّيّ ) 90 ( بل شسعُ نعلكَ عدنانٌ وما ولدتْ ** بل أنتَ وحدكَ عندي كلُّ إنسيّ )
____________________
(1/387)
البحر : بسيط تام ( أقوى المُحَصَّبُ من هادٍ ومن هِيدِ ** وودّعونا لطيّاتٍ عباديدِ ) ( ما أنسَ لا أنسَ إجفالَ الحجيجِ بنا ** و الرّاقصاتِ من المهريّةِ القُود ) ( ذا موقفُ الصُّبّ من مرمى الجمار ومن ** مَشاخبِ البُدْنِ قَفْراً غير معهود ) 4 ( و موقفُ الفتياتِ النَّاسكاتِ ضحىً ** يَعْثُرْنَ في حِبَراتِ الفِتيةِ الصِّيدِ ) 5 ( يُحْرِ من في الرَّيطِ من مثنَى وواحدةٍ ** و ليسَ يحرِمن إلاّ في المواعيدِ ) 6 ( ذواتُ نَبْلٍ ضَعافٍ وهي قاتلةٌ ** وقد يُصِيبُ كَمِيّاً سَهمُ رِعديد ) 7 ( قد كنتُ قَنّاصَها أيّامَ أذعَرُها ** غِيدَ السّوالفِ في أياميَ الغِيدِ ) 8 ( إذ لا تبيتُ ظباءُ الوحشِ نافرةً ** ولا تُراعُ مَهاةُ الرملَ بالسيِّد ) 9 ( لامثلَ وجدي بريعانِ الشباب وقدْ ** رأيتُ أملودَ غصني غيرَ أُملود )0 ( والشيبُ يضربُ في فوديّ بارقه ** والدّهْر يَقدَحُ في شمْلي بتَبديدِ )
____________________
(1/388)
1( ورابَني لَوْنُ رأسي إنّه اختلفتْ ** فيه الغمائمُ من بِيضٍ ومن سود )( إن تبكِ أعيُنُنا للحادثات فقدْ ** كَحلننا بعد تغميضٍ بتسهيد )( وليسَ ترضى اللّيالي في تصرّفها ** إلاّ إذا مزجتْ صاباً بقنديد )4 ( لأعرقنّ زماناً راب حادثهُ ** إذا استَمَرّ فَألقَى بالمَقَالِيدِ )5 ( في اللهِ تصديقُ من أملٍ ** وفي المُعِزّ مَعِزِّ البأس والجُود )6 ( الواهِبِ البَدَراتِ النُجلِ ضاحِيَةً ** أمثالِ أسِنمَةِ البُزْلِ الجَلاعيدِ )7 ( مصارعَ القَتل أو جاؤوا لموعود ** مندَّدِ السمْع في النّادي إذا نودي )8 ( لكلّ صوتٍ مجالٌ في مسامعهِ ** غيرِ العنيفينِ من لومٍ وتفنيدِ )9 ( وعندَ ذي التاجِ بيضُ المكرماتِ وما ** عندي له غيرُ تمجيدٍ وتحميد )0 ( أتبعتهُ فكري حتى إذا بلغتْ ** غاياتها بين تصويبٍ وتصعيد )
____________________
(1/389)
2( رأيتُ موضعَ برهانٍ يبينُ وما ** رأيتُ موضعَ تكفيفٍ وتحديد )( وكان منقذَ نفسي من عمايتها ** فقلتُ فيهِ بعلْمٍ لا بتقليدِ )( فمن ضميرٍ بصدْقِ القوْلَ مشتملٍ ** خُزْرِ العيونِ ومن شُوسٍ مذاويد )4 ( ما أجزلَ اللهُ ذخري قبل رؤيتهِ ** ولا انتَفعَتُ بإيمانٍ وتوحيد )5 ( للهِ منْ سببٍ باللهِ متّصلٍ ** وظِلِّ عدلٍ على الآفاقِ ممدود )6 ( هادي رشادٍ وبرهانٍ وموعظةٍ ** وبيَّناتٍ وتوفيقٍ وتسْديد )7 ( ضِياءُ مُظلمةِ الأيّامِ داجيَةٍ ** وغيثُ ممحلةِ الكنافِ جارود )8 ( ترى اعاديه في أيام دولتهِ ** ما لا يرى حاسدٌ في وجهِ محسود )9 ( قد حاكمتْهُ ملوكُ الرّوم في لجبٍ ** وكانَ لله حكمٌ غيرُ مَردود )0 ( إذ لا ترى هبرزيّاً غيرَ منعفرٍ ** منهم ولا جاثليقاً غيرَ مصفود )
____________________
(1/390)
3( قضيتَ نحبَ العوالي من بطارقهمْ ** وللدّ ماسقِ يومٌ جدُّ مشهود )( ذَمّوا قَناكَ وقد ثارَتَ أسِنّتُها ** فما تركْنَ وَريداً غيرَ مَورود )( أعيا عليه : أيرجو أم يخافُ وقد ** رآك تُنْجِزُ مِنْ وعدٍ وتوعيدِ )4 ( وقائعٌ كَظَمَتْهُ فانْثنى خَرِساً ** كأنّما كَعَمَتْ فاه بجُلمود )5 ( حَمَيْتَهُ البَرَّ والبَحرَ الفضاءَ معاً ** فما يَمُرّ ببابٍ غيرِ مَسدود )6 ( يرى ثُغورَكَ كالعَينِ التي سَلِمتْ ** بين المَرَوراتِ منها والقَراديد )7 ( يا رُبّ فارعةِ الأجيالِ راسِيَةٍ ** منها وشاهقةِ الأكنافِ صَيخود )8 ( دنا ليمنعَ ركنيها بغاربه ** فباتَ يَدعمُ مهدوداً بمهدود )9 ( قد كانتِ الرّومُ محذوراً كتائبها ** تدني البلادَ على شحطٍ وتبعيد ) 40 ( ملكٌ تأخّر عهدُ الرّومِ من قدمٍ ** عنه كأن لم يكن دهراً بمعهود )
____________________
(1/391)
4( حلّ الذي أحكموه في العزائم منْ ** عقدٍ وما جرّبوه في المكائيد ) 4( وشاغَبوا اليمَّ ألفَيْ حِجّةٍ كَمَلاً ** وهم فوارسُ قاريّاتِهِ السُّود ) 4( فاليومَ قد طمستْ فيه مسالكهم ** من كلّ لاحبِ نَهْجِ الفُلْكِ مقصود ) 44 ( لو كنتَ سائلهم في اليمّ ما عرفوا ** سفعَ السّفائن من عفرِ الملاحيد ) 45 ( هَيهاتَ راعَهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ ** مللُ الملوكِ وصنديدُ الصّناديد ) 46 ( من مَعَشرٍ تَسَعُ الدنيا نفوسُهُمُ ** ولا يبيتُ على أحناءِ مفؤود ) 47 ( ذو هيبةٍ تُتّقيَ من غيرِ بائقةٍ ** وحِكمةٍ تُجْتَنى من غيرِ تعقيد ) 48 ( من معشرٍ تسعث الدنيا نفوسهمُ ** والناسُ ما بينَ تضييقٍ وتنكيد ) 49 ( لو أصحروا في فضاءٍ من صدورهمُ ** سدّوا عليكَ فروجَ البيدِ بالبيد ) 50 ( اولئك الناسُ أن عدّوا بأجمعهم ** ومَن سواهم فَلَغْوٌ غيرُ معدود )
____________________
(1/392)
5( والفرقُ بين الوَرَى جمْعاً وبينَهُمُ ** كالفرقِ ما بينَ معدومٍ وموجود ) 5( إن كانَ للجودِ بابٌ مرتجٌ غلقٌ ** فأنتَ تُدْني إليَهِ كلّ إقليدِ ) 5( كأنَّ حلمكَ أرسَى الأرض أو عُقدتْ ** به نواصي ذرى أعلامها القودِ ) 54 ( لكَ المواهبُ أولاها وآخرها ** عطاءُ ربٍّ عطاءٌ غيرُ مجدودِ ) 55 ( باقٍ ومن أثَرٍ في النّاسِ محمودِ ** باقس ومن أثرٍ في النّاسِ محمودِ ) 56 ( لو خلّدَ الدّهرُ ذا عزّ لعزّتهِ ** كنتَ الحقَّ بتعميرٍ وتخليدِ ) 57 ( تَبلى الكرامُ وآثارُ الكرامِ وما ** تَزدادُ في كلّ عَصرٍ غيرَ تجديدِ )
____________________
(1/393)