البحر : بسيط تام ( أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا ، ** وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا ) ( ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ ، صَبّحَنا ** حَيْنٌ ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا ) ( مَنْ مبلغُ الملبسِينا ، بانتزاحِهمُ ، ** حُزْناً ، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا ) 4 ( غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا ** بِأنْ نَغَصَّ ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا ) 5 ( فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا ؛ ** وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا ) 6 ( وَقَدْ نَكُونُ ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا ، ** فاليومَ نحنُ ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا ) 7 ( يا ليتَ شعرِي ، ولم نُعتِبْ أعاديَكم ، ** هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا ) 8 ( لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ ** رَأياً ، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا ) 9 ( ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ ** بِنا ، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا )0 ( كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه ، ** وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا )
____________________
(1/1)
1( بِنْتُم وَبِنّا ، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا ** شَوْقاً إلَيكُمْ ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا )( نَكادُ ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا ، ** يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا )( حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا ، فغَدَتْ ** سُوداً ، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا )4 ( إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا ؛ ** وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا )5 ( وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانيةً ** قِطَافُها ، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا )6 ( ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما ** كُنْتُمْ لأروَاحِنَ ا إلاّ رَياحينَ ا )7 ( لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا ؛ ** أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا ! )8 ( وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً ** مِنْكُمْ ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا )9 ( يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به ** مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا )0 ( وَاسألْ هُنالِكَ : هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا ** إلفاً ، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا ؟ )
____________________
(1/2)
2( وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا ** مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا )( فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَةً ** مِنْهُ ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا )( رَبيبُ مُلكٍ ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ ** مِسكاً ، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا )4 ( أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً ، وَتَوجهُ ** مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا )5 ( إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ ، رَفاهِيّةً ، ** تُومُ العُقُودِ ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا )6 ( كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته ، ** بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا )7 ( كأنّما أثبتَتْ ، في صَحنِ وجنتِهِ ، ** زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا )8 ( ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً ، ** وَفي المَوَدّةِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا ؟ )9 ( يا رَوْضَةً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا ** وَرْداً ، جَلاهُ الصِّبا غضّاً ، وَنَسْرِينَا )0 ( ويَا حياةً تملّيْنَا ، بزهرَتِهَا ، ** مُنىً ضروبَاً ، ولذّاتٍ أفانينَا )
____________________
(1/3)
3( ويَا نعِيماً خطرْنَا ، مِنْ غَضارَتِهِ ، ** في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا )( لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَةً ؛ ** وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا )( إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَةٍ ، ** فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا )4 ( يا جنّةَ الخلدِ أُبدِنْنا ، بسدرَتِها ** والكوثرِ العذبِ ، زقّوماً وغسلينَا )5 ( كأنّنَا لم نبِتْ ، والوصلُ ثالثُنَا ، ** وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا )6 ( إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ ** في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا )7 ( سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا ، ** حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا )8 ( لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ ** عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا )9 ( إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً ** مَكتوبَةً ، وَأخَذْنَا الصّبرَ تَلْقِينَا ) 40 ( أمّا هواكِ ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ ** شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا )
____________________
(1/4)
4( لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ ** سالِينَ عنهُ ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا ) 4( وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ ، ** لكنْ عَدَتْنَا ، على كُرْهٍ ، عَوَادِينَا ) 4( نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ ، مُشَعْشَعَةً ، ** فِينا الشَّمُولُ ، وغنَّانَا مُغنّينَا ) 44 ( لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا ** سِيّما ارْتياحٍ ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا ) 45 ( دومي على العهدِ ، ما دُمنا ، مُحافِظةً ، ** فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا ) 46 ( فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا ** وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا ) 47 ( وَلَوْ صبَا نحوَنَا ، من عُلوِ مطلعه ، ** بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا ) 48 ( أبْكي وَفاءً ، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَةً ، ** فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا ، وَالذّكرُ يَكفِينَا ) 49 ( وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ ، إنْ شَفَعتِ بهِ ** بيضَ الأيادي ، التي ما زِلتِ تُولينَا ) 50 ( كِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ ** صَبَابَةٌ بِكِ نُخْفِيهَا ، فَتَخْفِينَا )
____________________
(1/5)
البحر : رجز تام ( ** )
____________________
(1/6)
البحر : مجتث ( بِاللَّهُ خُذْ مِنْ حَيَاتي ** يوماً وصلْنِيَ ساعَهْ ) ( كيمَا أنالَ بقرضٍ ** مَا لَمْ أنَلْ بِشَفَاعَهْ )
____________________
(1/7)
البحر : وافر تام ( علامَ صرمتَ حبلكَ من وصولِ ؛ ** فديْتُكَ ، واعتززْتُ على ذليلِ ؟ ) ( وَفِيمَ أنِفْتَ مِنْ تَعْلِيلٍ صَبٍّ ، ** صَحيحِ الوُدّ ، ذي جسْمٍ عَلِيلِ ؟ ) ( فَهَلاّ عُدْتَني ، إذْ لَمْ تُعَوَّدْ ** بشَخصِكَ ، بالكتابِ أوِ الرّسُولِ ؟ ) 4 ( لقدْ أعيَا تلوّنُكَ احتيَالي ، ** وَهَلْ يُعني احْتِيالٌ في مَلُولِ ؟ )
____________________
(1/8)
البحر : مجزوء الرمل ( وَضَحَ الحقُّ المبينُ ؛ ** وَنَفَى الشّكَّ اليَقيِنُ ) ( وَرَأى الأعْداءُ مَا غَرَّ ** تْهُمُ منهُ الظّنونُ ) ( أمّلُوا ما لَيْسَ يُمْنَى ؛ ** وَرَجَوْا مَا لا يَكُونُ ) 4 ( وتمنّوءا أنْ يخونَ ال ** عَهدَ مَوْلًى لا يَخُونُ ) 5 ( فإذا الغيبُ سليمٌ ، ** وإذا الودُّ مصونُ ! ) 6 ( قُل لمَنْ دانَ بهَجْرِي ، ** وَهَوَاهُ ليَ دِينُ ) 7 ( يا جَوَاداً بيَ ! إنّي ** بِكَ ، واللَّهِ ، ضَنِينُ ) 8 ( أرخصَ الحبُّ فؤادي ** لكَ ، والعلقُ ثمينُ ) 9 ( يا هلالاً ! تترَا ** ءاهُ نفوسٌ ، لا عيونُ )0 ( عَجَباً للقَلِبِ يَقْسُو ** مِنْكَ ، وَالقَدّ يَلِينُ )
____________________
(1/9)
1( مَا الّذي ضرَّكَ لوْ سُ ** رّ بِمَرْآكَ الحَزِينُ )( وَتَلَطّفَتْ لِصَبٍّ ، ** حينُهُ فيكَ يحينُ )( فوجوهُ الّلفظِ شتّى ، ** وَالمَعَاذِيرُ فُنُونُ )
____________________
(1/10)
البحر : مجزوء الخفيف ( يا غزالاً ! أصَارني ** موثقاً ، في يد المِحنْ ) ( إنّني ، مُذْ هَجرْتَني ، ** لمْ أذُقْ لذّةَ الوسنْ ) ( ليتَ حظّي إشارةٌ ** منكَ ، أو لحظةٌ عننْ ) 4 ( شافِعي ، يا مُعذّبي ، ** في الهوَى ، وجهُكَ الحسنْ ) 5 ( كُنْتُ خِلواً منَ الهَوى ؛ ** فأنَا اليَوْمَ مُرْتَهَنْ ) 6 ( كانَ سرّي مكتًّماً ؛ ** وَهُوَ الآنَ قَدْ عَلَنْ ) 7 ( ليسَ لي عنكَ مَذهَبٌ ؛ ** فكما شئتَ لي فكُنْ )
____________________
(1/11)
البحر : طويل ( خَليلَيّ ، لا فِطرٌ يَسُرّ وَلا أضْحَى ، ** فما حالُ من أمسَى مَشوقاً كما أضْحَى ؟ ) ( لَئِنْ شاقَني شَرْقُ العُقابِ فَلَمْ أزَل ** أخُصّ بمحوضِ الهَوى ذلك السفحَا ) ( وَمَا انفكّ جُوفيُّ الرُّصَافَةِ مُشعِرِي ** دوَاعي ذكرَى تعقبُ الأسَفَ البَرْحا ) 4 ( وَيَهْتاجُ قصرُ الفارسيّ صبابةً ، ** لقلبيَ ، لا تألُوا زِنادَ الأسَى قدْحا ) 5 ( وَليس ذَميماً عَهدُ مَجلسِ ناصحٍ ، ** فأقْبَلَ في فَرْطِ الوَلُوعِ به نصْحَا ) 6 ( كأنِّيَ لمْ أشهَد لَدَى عَينٍ شَهْدَةٍ ** نِزَالَ عِتَابٍ كانَ آخِرُهُ الفَتْحَا ) 7 ( وَقائِعُ جانيها التّجَنّي ، فإنْ مَشَى ** سَفِيرُ خُضُوعٍ بَيْنَنا أكّدَ الصّلْحَا ) 8 ( وَأيّامُ وَصْلٍ بالعَقيقِ اقتَضَيْتُهُ ، ** فإلاّ يكُنْ ميعادُهُ العِيدَ فالفِصْحَا ) 9 ( وآصالُ لهوٍ في مسنّاةِ مالكٍ ، ** مُعاطاةَ نَدْمانٍ إذا شِئتَ أوْ سَبْحَا )0 ( لَدَى رَاكِدٍ يُصْبيكَ ، من صَفَحاته ، ** قواريرُ خضر خلتّها مرّدتْ صرحَا )
____________________
(1/12)
1( مَعاهِدُ لَذّاتٍ ، وَأوْطانُ صَبْوةً ، ** أجلْتُ المعلّى في الأماني بها قدْحَا )( ألا هلْ إلى الزّهراء أوبَةُ نازحٍ ** تقضّى تنائيهَا مدامعَهُ نزْحَا )( مَقَاصِيرُ مُلكٍ أشرَقَتْ جَنَباتُهَا ، ** فَخِلْنَا العِشاء الجَوْنَ أثناء صِبحَا )4 ( يُمَثِّلُ قُرْطَيها ليَ الوَهْمُ جَهرَةً ، ** فقُبّتَها فالكوْكبَ الرّحبَ فالسّطَحَا )5 ( محلُّ ارْتياحٍ يذكرُ الخلدَ طيبُهُ ** إذا عزّ أن يَصْدى الفتى فيه أوْ يَضْحَى )6 ( هُنَاكَ الجِمامُ الزُّرْقُ تَنْدي حِفافَها ** ظِلالٌ عهِدتُ الدّهرَ فيها فتًى سمحا )7 ( تعوّضْتُ ، من شَدوِ القِيانِ خلالها ، ** صَدى فَلَوَاتٍ قد أطار الكرَى ضَبحَا )8 ( ومِنْ حمليَ الكأسَ المفَدّى مديرُها ** تَقَحُّمُ أهْوَالٍ حَمَلْتُ لها الرُّمْحَا )9 ( أجلْ ! إنّ ليلي ، فوقَ شاطئ نيطةٍ ، ** لأقْصَرُ مِنْ لَيْلي بآنَةَ فَالبَطْحَا )
____________________
(1/13)
البحر : سريع ( مَا ضرَّ لوْ أنّكَ لي راحمُ ؛ ** وَعِلّتي أنْتَ بِها عَالِمُ ) ( يَهْنِيكَ ، يا سُؤلي ويَا بُغيَتي ، ** أنّك مِمّا أشْتَكي سَالِمُ ) ( تضحكُ في الحبّ ، وأبكي أنَا ، ** أللهُ ، فيمَا بيننَا ، حاكمُ ) 4 ( أقُولُ لَمّا طارَ عَنّي الكَرَى ** قَولَ مُعَنًّى ، قَلْبُهُ هَائِمُ : ) 5 ( يا نَائِماً أيْقَظَني حُبُّهُ ، ** هبْ لي رُقاداً أيّها النّائِمُ ! )
____________________
(1/14)
البحر : وافر تام ( أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي ؛ ** وَلَمْ تَجْهَلْ مَحَلّكَ منْ فُؤادِي ) ( وَقادَنِي الهَوى ، فانقَدْتُ طَوْعاً ، ** وَمَا مَكّنْتُ غَيرَكَ مِنْ قِيَادِي ) ( رضيتَ ليَ السّقامَ لباسَ جسْمٍ ، ** كَحَلْتُ الطَّرْفَ مِنْهُ بِالسُّهَادِ ) 4 ( أجِلْ عينَيْكَ في أسطارِ كتبي ، ** تجدْ دمْعي مزَاجاً للمِدادِ ) 5 ( فدَيْتُكَ ! إنّني قدْ ذابَ قلْبي ** مِنَ الشّكْوَى إلى قَلْبٍ جَمَادِ )
____________________
(1/15)
البحر : بسيط تام ( يا مُخجلَ الغُصُنِ الفَينانِ إن خطَرَا ؛ ** وفاضِحَ الرَّشإِ الوسنانِ إنْ نظَرَا ) ( يَفديكَ مي مُحِبٌّ ، شأنُهُ عَجَبٌ ، ** ما جئتَ بالذّنبِ إلاّ جاء معتذِرَا ) ( لم يُنجني منكَ ما استشعرْتُ من حَذَرٍ ؛ ** هيهاتَ كيدُ الهوَى يستهلِكُ الحذرَا ) 4 ( ما كانَ حبُّكَ إلاّ فتنةً قدرَتْ ؛ ** هلْ يستطيعُ الفتى أن يدفعَ القدرَا ؟ )
____________________
(1/16)
البحر : وافر تام ( أيُوحِشُني الزّمانُ ، وَأنْتَ أُنْسِي ، ** وَيُظْلِمُ لي النّهارُ وَأنتَ شَمْسي ؟ ) ( وَأغرِسُ في مَحَبّتِكَ الأماني ، ** فأجْني الموتَ منْ ثمرَاتِ غرسِي ) ( لَقَدْ جَازَيْتَ غَدْراً عن وَفَائي ؛ ** وَبِعْتَ مَوَدّتي ، ظُلْماً ، ببَخْسِ ) 4 ( ولوْ أنّ الزّمانَ أطاعَ حكْمِي ** فديْتُكَ ، مِنْ مكارهِهِ ، بنَفسي )
____________________
(1/17)
البحر : بسيط تام ( هلْ راكبٌ ، ذاهبٌ عنهمْ ، يحيّيني ، ** إذْ لا كتابَ يوافيني ، فيُحييني ؟ ) ( قَدْ مِتُّ ، إلاّ ذَمَاءً فيَّ يُمْسِكُهُ ** أنّ الفُؤَادَ ، بِلُقْياهُمْ ، يِرَجّيني ) ( مَا سَرّحَ الدَّمْعَ مِن عَيني ، وأطلَقَه ، ** إلاّ اعتيادُ أسىً ، في القلبِ ، مسجونِ ) 4 ( صبراً ! لعلّ الذي بالبُعْدِ أمرضَني ، ** بالقُرْبِ يَوْماً يُداوِيني ، فيَشفيني ! ) 5 ( كيفَ اصطِباري وَفي كانونَ فارَقَنِي ** قَلْبِي ، وهَا نحن في أعقابِ تشرِينِ ؟ ) 6 ( شَخْصٌ ، يُذَكّرُني ، فاهُ وَغرّتَه ، ** شمسُ النّهارِ ، وأنفاسُ الرّياحينِ ) 7 ( لئنْ عطشتُ إلى ذاكَ الرُّضَابِ لكَمْ ** قد بَاتَ مِنْهُ يُسَقّيني ، فَيُرْوِيني ! ) 8 ( وَإنْ أفاضَ دُمُوعي نَوْحُ باكِيَةٍ ، ** فكمْ أرَاهُ يغنّيني ، فيُشجيني ! ) 9 ( وإنْ بعدْتُ ، وأضنتني الهمومُ ، لقد ** عَهِدْتُهُ ، وَهْوَ يِدْنيني ، فيُسْليني )0 ( أوْ حلّ عقدَ عزائي نأيُهُ ، فلكمْ ** حللتُ ، عن خصرِهِ ، عقدَ الثّمانينِ )
____________________
(1/18)
1( يا حُسنَ إشراقِ ساعاتِ الدُّنُوّ بدَتْ ** كواكباً في ليالي بعدِهِ الجونِ )( واللهِ ما فارقُوني باختيارِهِمِ ؛ ** وَإنْمَا الدّهْرُ ، بالمَكْرُوهِ ، يَرْمِيني )( وما تبدّلْتُ حبّاً غيرَ حبّهمِ ، ** إذاً تَبَدّلْتُ دِينَ الكُفْرِ من دِيني )4 ( أفْدِي الحَبيبَ الذي لوْ كَانَ مُقْتَدِراً ** لكانَ بالنَّفْسِ وَالأهْلِينَ ، يَفْدِيني )5 ( يا رَبِّ قَرّبْ ، على خَيرٍ ، تَلاقِينَا ، ** بالطّالِعِ السّعدِ وَالطّيرِ المَيامِينِ )
____________________
(1/19)
البحر : بسيط تام ( كما تَشاءُ ، فقُلْ لي ، لستُ مُنتَقِلاً ، ** لا تَخشَ منيَ نِسياناً ، وَلا بَدَلاً ) ( وَكَيفَ يَنساكَ مَنْ لَمْ يَدرِ بَعدَكَ ما ** طَعمُ الحياةِ ، وَلا بالبِعدِ عنك سَلا ؟ ) ( أتلفْتَني كلفاً ، أبْليتَني أسفاً ، ** قَطّعتَني شَغَفاً ، أوْرَثْتَني عِلَلا ) 4 ( إنْ كنتُ خُنْتُ وَأضْمرْتُ السُّلوّ ، فلا ** بلغتُ يا أملي ، من قرْبكَ ، الأمَلا ) 5 ( واللهِ ! لا علقَتْ نفْسي بغيركُمُ ؛ ** وَلا اتَّخَذْتُ سوَاكُمْ منكُمُ بَدَلا )
____________________
(1/20)
البحر : طويل ( ورامشةٍ يشفي العليلَ نسيمُهَا ، ** مضمَّخةُ الأنفاسِ ، طيّبةُ النّشْرِ ) ( أشارَ بها نحوِي بنانٌ منعَّمٌ ، ** لأغْيَدَ مَكْحُولِ المَدامعِ بالسّحْرِ ) ( سرَتْ نضرةٌ ، من عهدها ، في غصُونها ، ** وَعُلّتْ بمِسكٍ ، من شَمائِلِه الزُّهْرِ ) 4 ( إذا هوَ أهدَى الياسمينَ بكفّهِ ، ** أخَذْتُ النّجومَ الزُّهرَ من راحة البدرِ ) 5 ( له خلقٌ عذبٌ وخلقٌ محسَّنٌ ، ** وظرفٌ كعرفِ الطّيبِ أوْ نشوةِ الخمرِ ) 6 ( يُعَلّلُ نَفسي مِن حَديثٍ تَلَذّهُ ، ** كمثلِ المُنى وَالوَصْلِ في عُقُب الهجر )
____________________
(1/21)
البحر : متقارب تام ( لئنْ قصَّرَ اليأسُ منكِ الأملْ ؛ ** وَحَالَ تَجَنّيكِ دُونَ الحِيَلْ ) ( وَنَاجاكِ ، بالإفْكِ ، فيّ الحَسُودُ ، ** فأعْطَيْتِهِ ، جَهْرَةً ، مَا سَألْ ) ( وراقكِ سحرُ العِدَا المفترَى ؛ ** وَغَرّكِ زُورُهُمُ المُفْتَعَلْ ) 4 ( وأقْبَلتِهِمْ فيّ وجهَ القبولِ ؛ ** وقابلَهُمْ بشرُكِ المقْتَبَلْ ) 5 ( فإنّ ذمَامَ الهوَى ، لمْ أزَلْ ** أبقّيهِ ، حفظاً ، كمَا لم أزَلْ ) 6 ( فديتُكِ ، إنْ تعجَلِي بالجَفَا ؛ ** فَقَدْ يَهَبُ الرّيثَ بَعْضُ العَجَلْ ) 7 ( عَلامَ أطّبَتْكِ دَوَاعِي القِلَى ؟ ** وَفِيمَ ثَنَتْكِ نَوَاهِي العَذَلْ ؟ ) 8 ( ألمْ ألزَمِ الصّبرَ كيْمَا أخفّ ؟ ** ألمْ أكثرِ الهجرَ كي لا أملّ ؟ ) 9 ( ألمْ أرضَ منْكِ بغيرِ الرّضَى ؛ ** وأبدي السّرورَ بمَا لمْ أنلْ ؟ )0 ( ألَمْ أغتفِرْ موبقَاتِ الذّنُوبِ ، ** عَمْداً أتَيْتِ بِهَا زَلَلْ ؟ )
____________________
(1/22)
1( ومَا ساءَ ظنِّيَ في أنْ يسيء ، ** بِيَ الفِعْلَ ، حُسْنُكِ ، حتى فَعَلْ )( عَلَى حِينَ أصْبَحْتِ حَسْبَ الضّمِيرِ ** ولمْ تبغِ منكِ الأماني بدَلْ )( وَصَانَكِ ، مِنّي ، وَفيٌّ أبيٌّ ** لعلْقِ العلاقةِ أنْ يبتذَلْ )4 ( سَعَيْتِ لِتَكْدِيرِ عَهْدٍ صَفَا ، ** وحاولتِ نقصَ ودادٍ كملْ )5 ( فما عوفيَتْ مقتي مِنْ أذىً ؛ ** ولا أعفيَتْ ثقتي منْ خجَلْ )6 ( ومهمَا هززْتُ إليكِ العتابَ ، ** ظاهَرْتِ بَيْنَ ضُرُوبِ العِلَلْ )7 ( كأنّكِ ناظرْتِ أهلَ الكلامِ ، ** وَأُوتِيتِ فَهْماً بعِلْمِ الجَدَلْ )8 ( وَلَوْ شِئْتِ رَاجَعْتِ حُرّ الفَعَالِ ، ** وعدتِ لتلْكَ السّجايَا الأولْ )9 ( فَلَمْ يَكُ حَظّي مِنْكِ الأخَسَّ ؛ ** وَلاَ عُدّ سَهْميَ فِيكِ الأقَلّ )0 ( عليكِ السّلامُ ، سلامُ الوداعِ ، ** وداعِ هوىً ماتَ قبْلَ الأجَلْ )
____________________
(1/23)
2( وَمَا بِاخْتِيَارٍ تَسَلّيْتُ عَنْكِ ، ** ولكنّني : مكرهٌ لا بطلْ )( ولَمْ يدرِ قلبيَ كيفَ النُّزُوعُ ، ** إلى أنْ رأى سيرةً ، فامتثلْ )( وَلَيْتَ الذي قادَ ، عَفْواً إلَيْكِ ، ** أبيَّ الهَوَى في عنانِ الغزلْ )4 ( يُحِيلُ عُذُوبَةَ ذَاكَ اللَّمَى ؛ ** ويشْفي منَ السُّقْمِ تلكَ المُقَلْ )
____________________
(1/24)
البحر : بسيط تام ( يا ظبيةً لطفتْ منّي منازِلُها ، ** فالقَلبُ مِنهُنّ ، وَالأحداقُ والكَبِدُ ) ( حبّي لكِ ، الناسُ طرّاً يشهدون به ؛ ** وأنتِ شاهدةٌ إنْ يثنِهِمْ حسدُ ) ( لَمْ يَعْزُبِ الوَصْلُ فِيما بَينَنا أبَداً ، ** لَوْ كِنتِ وَاجِدَةً مِثْلَ الذي أجِدُ )
____________________
(1/25)
البحر : طويل ( لعمرِي ، لئنْ قلّتْ إليكَ رسائلي ، ** لأنْتَ الذي نَفْسِي عَلَيْهِ تَذُوبُ ) ( فَلا تَحسَبوا أنّي تَبدّلتُ غيركم ، ** ولا أنّ قلبي ، منْ هواكَ ، يتوبُ )
____________________
(1/26)
البحر : طويل ( ألا ليتَ شعري هلْ أصادِفُ خلوةً ** لَديكِ ، فأشْكو بعضَ ما أنا وَاجِدُ ؟ ) ( رعى اللهُ يوماً فيهِ أشكُو صبابَتي ، ** وأجفانُ عيني ، بالدّموعِ ، شواهدُ )
____________________
(1/27)
البحر : بسيط تام ( إنّي ذكرْتُكِ ، بالزّهراء ، مشتاقا ، ** والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا ) ( وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ ، في أصائِلِهِ ، ** كأنّنهُ رَقّ لي ، فاعْتَلّ إشْفَاقَا ) ( والرّوضُ ، عن مائِه الفضّيّ ، مبتسمٌ ، ** كما شقَقتَ ، عنِ اللَّبّاتِ ، أطواقَا ) 4 ( يَوْمٌ ، كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ ، ** بتْنَا لها ، حينَ نامَ الدّهرُ ، سرّاقَا ) 5 ( نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ ** جالَ النّدَى فيهِ ، حتى مالَ أعناقَا ) 6 ( كَأنّ أعْيُنَهُ ، إذْ عايَنَتْ أرَقى ، ** بَكَتْ لِما بي ، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا ) 7 ( وردٌ تألّقَ ، في ضاحي منابتِهِ ، ** فازْدادَ منهُ الضّحى ، في العينِ ، إشراقَا ) 8 ( سرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ ، ** وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا ) 9 ( كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا ** إليكِ ، لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا )0 ( لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ ** فلم يطرْ ، بجناحِ الشّوقِ ، خفّاقَا )
____________________
(1/28)
1( لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى ** وافاكُمُ بفتىً أضناهُ ما لاقَى )( لوْ كَانَ وَفّى المُنى ، في جَمعِنَا بكمُ ، ** لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَا )( يا علقيَ الأخطرَ ، الأسنى ، الحبيبَ إلى ** نَفسي ، إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَا )4 ( كان التَّجاري بمَحض الوُدّ ، مذ زمَن ، ** ميدانَ أنسٍ ، جريْنَا فيهِ أطلاقَا )5 ( فالآنَ ، أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ ، ** سلوْتُمُ ، وبقينَا نحنُ عشّاقَا ! )
____________________
(1/29)
البحر : بسيط تام ( يا نازِحاً ، وَضَمِيرُ القَلْبِ مَثْوَاهُ ، ** أنْسَتكَ دُنياكَ عَبداً ، أنتَ مولاهُ ) ( ألْهَتْكَ عَنْهُ فُكَاهاتٌ ، تَلَذُّ بها ، ** فليسَ يجري ، ببالٍ منكَ ، ذكرَاهُ ) ( عَلّ اللّياليَ تُبْقِيني إلى أمَلٍ ** الدّهْرُ يَعْلَمُ وَالأيّامُ مَعْنَاهُ )
____________________
(1/30)
البحر : وافر تام ( إليكِ ، منَ الأنامِ ، غدا ارتياحي ، ** وأنتِ ، على الزّمانِ ، مدى اقتراحي ) ( وما اعترضتْ همومُ النّفسِ إلاّ ، ** وَمِنْ ذُكْرَاكِ ، رَيْحاني وَرَاحي ) ( فديْتُكِ ، إنّ صبرِي عنكِ صبرِي ، ** لدى عطشِي ، على الماء القراحِ ) 4 ( وَلي أملٌ ، لَوِ الوَاشُونَ كَفُّوا ، ** لأطْلَعَ غَرْسُهُ ثَمَرَ النّجَاحِ ) 5 ( وأعجبُ كيفَ يغلبُني عدوٌّ ، ** رضَاكِ عليهِ منْ أمضَى سلاحِ ! ) 6 ( وَلمَّا أنْ جَلَتْكِ ليَ ، اخْتِلاساً ، ** أكُفُّ الدّهْرِ للحَيْنِ المُتَاحِ ) 7 ( رأيْتُ الشّمسَ تطلعُ منْ نقابٍ ، ** وغصنَ البانِ يرفُلُ في وشاحِ ) 8 ( فَلَوْ أسْتطيعُ طِرْتُ إلَيكِ شَوْقاً ، ** وكيفَ يطيرُ مقصوصُ الجناحِ ؟ ) 9 ( عَلَى حَالَيْ وِصَالٍ وَاجْتِنَابٍ ؛ ** وَفي يَوْمَيْ دُنُوٍّ وَانْتِزَاحِ )0 ( وحسبيَ أنْ تطالعَكِ الأماني ** بأُفْقِكِ ، في مَسَاءٍ أوْ صَبَاحِ )
____________________
(1/31)
1( فُؤادي ، مِن أسىً بكِ ، غيرُ خالٍ ، ** وقلبي ، عن هوىً لكِ ، غيرُ صاحِ )( وأنْ تهدِي السّلامَ إليَ غبّاً ، ** ولَوْ في بعضِ أنفاسِ الرّياحِ )
____________________
(1/32)
البحر : مجتث ( مَتى أبُثّكِ مَا بي ، ** يا راحَتي وعذابي ؟ ) ( مَتَى يَنُوبُ لِسَاني ، ** في شَرْحِه ، عن كتابي ؟ ) ( اللَّهُ يَعْلَمُ أنّي ** أصْبَحْتُ فِيكِ لِمّا بي ) 4 ( فلا يطيبُ طعامي ؛ ** وَلا يَسُوغُ شَرَابي ) 5 ( يا فِتْنَةَ المُتَقَرّي ، ** وحجّةَ المتصابي ) 6 ( الشّمسُ أنتِ ، توارَتْ ، ** عن ناظرِي ، بالحجابِ ) 7 ( ما البَدْرُ ، شَفّ سَنَاهُ ** عَلى رَقِيقِ السّحَابِ ، ) 8 ( إلاّ كوجْهِكِ ، لمّا ** أضاء تحتَ النّقابِ )
____________________
(1/33)
البحر : مجزوء الكامل ( كمْ ذا أريدُ ولا أرادُ ؟ ** يا سوء ما لقيَ الفؤادُ ) ( أصفي الودادَي مدلَّلاً ، ** لْمْ يَصْفُ لي مِنْهُ الوِدَادُ ) ( يقضي عليّ دلالُهُ ، ** في كُلّ حِينٍ ، أوْ يَكادُ ) 4 ( كيفَ السّلوّ عنِ الّذي ** مثوُاهُ من قلبي السّوادُ ؟ ) 5 ( ملكَ القلوبَ بحسنِهِ ، ** فَلَها ، إذا أمَرَ ، انْقِيادُ ) 6 ( يا هاجرِي كمْ أستفيدُ ** الصّبرَ عَنْكَ ، فَلا أْفَادُ ) 7 ( ألاّ رثيْتَ لمنْ يبيتُ ، ** وحشوُ مقلتِهِ السّهادُ ؟ ) 8 ( إنْ أجْنِ ذَنْباً في الهَوَى ، ** خطأً ، فقد يَكبو الجوادُ ) 9 ( كانَ الرّضَى ، وأعيذُهُ ** أنْ يعقبَ الكونَ الفسادُ )
____________________
(1/34)
البحر : بسيط تام ( أسْتَوْدِعُ اللَّه مَنْ أُصْفَي الوِدَادَ لَهُ ** مَحضاً ، وَلامَ به الوَاشِي ، فلم أُطِعِ ) ( إلفٌ ، ألذُّ غرورَ الوعدِ يصفحُ لي ** عَنْهِ ، وَيُقْنِعُني التّعليلُ بالخُدَعِ ) ( تجلو المُنى شخصَهُ لي ، وهو محتجبٌ ** عني ، فما شئتَ من مرْأًى وَمُستَمَعِ ) 4 ( يا بدرَ تمٍّ بدَا في أفْقِ مملكةٍ ، ** فراقَ مطّلعاً منْ خيرِ مطّلعِ ) 5 ( أفدي بَدائعَ شَكْلٍ منكِ ، مُضْمِرَةً ، ** لقتلِ نفسي عمداً ، أشنعَ البدعِ ) 6 ( تاللَّهِ ، أكرَمُ ما أمضَى اليَمِينُ بهِ ، ** منْ دانَ في حبّهِ بالصّدقِ والورعِ ) 7 ( ما لذّ لي قربُ أنسٍ أنتِ نازحةٌ ** عَنْهُ ، وَلا ساغَ عَيشٌ لستِ فيه معي )
____________________
(1/35)
البحر : سريع ( يا قَمَراً مَطْلَعُهُ المَغْرِبُ ، ** قد ضاقَ بي ، في حبّكَ ، المذهبُ ) ( أعتبُ ، من ظلمِكَ لي جاهداً ، ** ويغلبُ الشّوقُ ، فأستعتِبُ ) ( ألزمتَني الذّنْبَ الذي جئتَهُ ، ** صَدَقْتَ ، فاصْفَحْ أيّها المُذنِبُ )
____________________
(1/36)
البحر : مجزوء الكامل ( يا مستخفّاً بعاشقيِهِ ، ** ومستغشّاً لناصحِيهِ ) ( ومَنْ أطاعَ الوشاةَ فينَا ، ** حتى أطَعْنَا السّلُوّ فِيهِ ) ( الحَمْدُ للَّهِ ، إذْ أرَاني ** تَكذيبَ ما كُنتَ تَدّعِيهِ ) 4 ( مِن قبلِ أن يُهزَمَ التّسَلّي ؛ ** ويغلبَ الشّوقُ ما يليهِ )
____________________
(1/37)
البحر : وافر تام ( أأسلبُ ، من وصالِكِ ، ما كسيتُ ؟ ** وَأُعزَلُ ، عَنْ رِضَاكِ ، وَقد وَليتُ ؟ ) ( وكيفَ ، وفي سبيلِ هواكِ طوعاً ، ** لَقِيتُ مِنَ المَكَارِهِ مَا لَقِيتُ ! ) ( أسرّ عليكِ عتباً ليسَ يبقَى ، ** وَأُضْمِرُ فِيكِ غَيْظاً لا يَبِيتُ ) 4 ( وَمَا رَدّي عَلى الوَاشِينَ ، إلاّ : ** رَضِيتُ بِجَوْرِ مَالِكَتي رَضِيتُ )
____________________
(1/38)
البحر : خفيف تام ( قالَ لي : اعتلّ من هويتَ ، حسودٌ ؛ ** قُلتُ : أنتَ العَليلُ وَيْحَكَ لا هُو ) ( ما الذي أنكرُوهُ منْ بثراتٍ ، ** ضَاعَفَتْ حُسْنَهُ وَزَادَتْ حُلاهُ ) ( جِسْمُهُ ، في الصّفاء وَالرّقّةِ ، الماء ، ** فلا غروَ أنْ حبابٌ علاهُ )
____________________
(1/39)
البحر : مجتث ( أنّى أضيّعُ عهدكْ ؟ ** أمْ كيفَ أخلِفُ وعدَكْ ) ( وقدْ رأتْكَ الأماني ** رِضىً ، فَلَمْ تَتَعَدّكْ ) ( يا ليتَ ما لكَ عنْدي ** منَ الهوى ، ليَ عندَكْ ) 4 ( فَطَالَ لَيْلُكَ بَعْدِي ، ** كطولِ ليْليَ بعدَكْ ) 5 ( سَلْني حَيَاتي أهَبْها ، ** فلسْتُ أملكُ ردّكْ ) 6 ( الدّهْرُ عَبْدِيَ ، لَمّا ** أصْبَحتُ ، في الحبّ ، عَبدَكْ )
____________________
(1/40)
البحر : بسيط تام ( عاودتُ ذكرى الهوى من بعدِ نسيانِ ، ** وَاستحدثَ القَلبُ شَوْقاً بعد سُلْوَانِ ) ( مِنْ حُبّ جارِيَةٍ ، يَبْدو بها صَنَمٌ ** مِنْ اللُّجَينِ ، عَلَيْهِ تاجِ عِقْيَانِ ) ( غَرِيرَةٌ ، لَمْ تُفَارِقْها تَمَائِمُها ، ** تسبي العقولَ بساجي الطّرْفِ وسنانِ ) 4 ( لأسْتَجِدّنُ ، في عِشقي لها ، زَمَناً ** يُنسي سوالفَ أيّامي وأزماني ) 5 ( حتى تكُونَ لمَن أحبَبتُ خَاتِمَةً ، ** نَسَختُ ، في حُبّها ، كُفراً بإيمانِ )
____________________
(1/41)
البحر : رمل تام ( إن تكُنْ نَالَتْكِ ، بالضّرْبِ ، يدي ؛ ** وَأصابَتْكِ بِمَا لَمْ أُرِدِ ) ( فلقدْ كنتُ ، لعمرِي ، فادياً ** لكِ بالمالِ وبعضِ الولدِ ) ( فثقي منّي بعهدٍ ثابتٍ ، ** وَضَمِيرٍ خَالِصِ المُعْتَقَدِ ) 4 ( وَلَئِنْ سَاءَكِ يَوْمٌ ، فَاعْلَمي ** أنْ سيتْلُوهُ سرورٌ بغدِ )
____________________
(1/42)
البحر : مجزوء الكامل ( يا سؤلَ نفسِي إنْ أحكَّم ، ** وَاختْيارِي إنْ أُخَيَّرْ ) ( كَمْ لامَني فِيكَ الحَسُودُ ، ** وفنّدَ الواشي ، فأكثرْد ) ( قالوا : تغيّرَ بالسّلوّ ، ** وَبِالمَلاَمَةِ قَدْ تَعَيَّرْ ) 4 ( وتوهّموكَ جنيْتَ ذنْباً ** بالتّجنّي ، ليسَ يغفرْ ) 5 ( وَبِزَعْمِهِمْ أنْ لَيسَ مِثلي ، ** في الرّضَى بالدُّونِ ، يعْذَرْ ) 6 ( لَمْ يَعْلَمُوا أنّ الهَوَى ** رقٌّ ، وأنّ الحسنَ أحمرْ )
____________________
(1/43)
البحر : متقارب تام ( لَئن كنتَ ، في السنّ ، تِرْبَ الهِلالِ ، ** لقد فقتَ ، في الحسنِ ، بدرَ الكمالِ ) ( أمَا والّذي نكّدَ الحظَّ فيّ ، ** دُنُوُّ المَكَانِ بِبُعْدِ المَنَالِ ) ( لقدْ بلّغتني دواعي هواكَ ** إلى غايَةٍ ، مَا جَرَتْ لي بِبَالِ ) 4 ( فَقُل للهَوَى : يَجْرِ مِلءَ العِنَانِ ، ** فَمَيْدَانُ قَلْبي رَحيبُ المَجَالِ )
____________________
(1/44)
البحر : مجزوء الرمل ( أيّها البَدرُ الّذِي ** يَمْلأُ عَيْنَيْ مَنْ تَأمّلْ ) ( حْمّلَ القَلْبُ تَبَارِيحَ ال ** تّجَنّي ، فَتَحَمّلْ ) ( لَيْس لي صَبْرٌ جَمِيلٌ ، ** غيرَ أنّي أتجمّلْ ) 4 ( ثمّ لا يأسَ ، فكمْ قدْ ** نيلَ أمرٌ لمْ يؤمَّلْ )
____________________
(1/45)
البحر : طويل ( أأُجفى بلا جُرْمٍ ، وَأُقْصَى بلا ذَنْبِ ، ** سوَى أنّني مَحْضُ الهَوى ، صَادقُ الحبَّ ) ( أغاديكَ بالشكوى ، فأضْحي على القِلى ، ** وأرجوك للعُتبَى ، فأظفرُ بالعتْبِ ) ( فديتُكَ ، ما للماء ، عذباً على الصّدى ، ** وَإنْ سُمتَني خَسفاً ، مَحَلُّكَ من قلبي ) 4 ( وَلَوْلاَكَ ، ما ضَاقتْ حشايَ ، صَبابةً ، ** جَعلتُ قِرَاها الدّمعَ سكباً على سكبِ )
____________________
(1/46)
البحر : كامل تام ( باعَدْتِ ، بالإعرَاضِ ، غيرَ مُباعِدِ ، ** زهدتِ فيمَنْ ليسَ فيكِ بزاهدِ ) ( وَسَقَيْتِني ، من ماء هَجْرِكِ ، ما لَهُ ** أصْبَحْتُ أشْرَقِ بالزُّلالِ البَارِدِ ) ( هَلاّ جَعَلتِ ، فدَتْكِ نَفسي ، غايةً ** للعتْبِ ، أبلغُها بجهدِ الجاهدِ ) 4 ( لا تُفْسِدَنْ ، ما قَدْ تأكّدَ بَينَا ** من صالحٍ ، خطراتُ ظنٍّ فاسدِ ) 5 ( حاشاكِ من تضييعِ ألفِ وسيلةٍ ، ** شجيَ العدوُّ لهَا ، بذنبٍ واحدِ ) 6 ( إنْ أجْنِهِ خَطَأً ، فقد عاقَبتِني ، ** ظُلماً ، بأبْلَغَ مِنْ عِقابِ العَامِدِ ) 7 ( عُودي لِما أصْفَيْتِنِيهِ مِنَ الهَوَى ** بدءاً ، فلستُ لِما كرهتِ بعائدِ ) 8 ( وضعي قناعَ السّخطِ عن وجهِ الرّضَا ** كيْما أخرّ إليهِ أوّلَ ساجدِ )
____________________
(1/47)
البحر : وافر تام ( ثِقي بي ، يا مُعَذِّبَتي ، فإنّي ** سأحْفَظُ فِيكِ ما ضَيّعْتِ مِنّي ) ( وَإنْ أصْبَحْتِ ، قد أرْضَيتِ قَوْماً ** بسخْطي ، لم يكنْ ذا فيكِ ظنّي ) ( وَهَلْ قَلْبٌ كقلبِكِ في ضُلُوعي ، ** فأسلو عنكِ ، حينَ سَلَوْتِ عَنّي ؟ ) 4 ( تمنّتْ ، أنْ تنالَ رضاكِ ، نفسِي ، ** فكانَ ، منيّةً ، ذاكَ التّمنّي ) 5 ( ولمْ أجنِ الذّنوبَ فتحقدِيهَا ، ** ولكنْ عادةٌ منكِ التّجنّي )
____________________
(1/48)
البحر : خفيف تام ( أنتِ معنى الضّنَى ، وسرُّ الدّموعِ ، ** وسبيلُ الهوى ، وقصدُ الولوعِ ) ( أنْتِ وَالشّمسُ ضُرّتَانِ ، وَلَكِنْ ** لكِ ، عندَ الغُروبِ ، فَضْلُ الطُّلوعِ ) ( ليسَ بالمؤيسي تكلّفُكِ العتْبَ ، ** دَلالاً ، منَ الرّضَى المطبوعِ ) 4 ( إنّما أنتِ ، والحسودُ معنّى ، ** كوكبٌ يستقيمُ بعدَ الرّجوعِ )
____________________
(1/49)
البحر : كامل تام ( أهْدي إليّ بَقِيّةَ المِسْوَاكِ ، ** لا تظهرِي بخلاً بعودِ أراكِ ) ( فَلَعَلّ نَفْسِي ، أنْ يُنَفَّسَ ساعَةً ** عَنْهَا ، بِتَقْبِيلِ المُقَبِّلِ فَاكِ ) ( يا كوكباً ، بارَى سناه سناءه ، ** تزهى القصورُ بهِ على الأفلاكِ ) 4 ( قرّتْ وفازَتْ ، بالخطيرِ من المُنى ، ** عينٌ تقلِّبُ لحظَها ، فترَاكِ )
____________________
(1/50)
البحر : كامل تام ( إنْ ساء فِعْلُكِ بِي ، فَما ذَنبي أنا ؟ ** حسبُ المتيَّمِ أنّهُ قدْ أحسنَا ) ( لم أسلُ حتى كانَ عذرُكِ ، في الذي ** أبديْتِهِ ، أخفَى ، وعذرِيَ أبيَنَا ) ( ولقد شكوتُكِ ، بالضّميرِ ، إلى الهوَى ، ** وَدَعَوْتُ ، مِنْ حَنَقٍ ، عليكِ فأمّنا ) 4 ( مَنّيتُ نَفسي ، من وَفائِكِ ، ضَلّةً ، ** وَلَقَدْ تَغُرّ المَرْءَ بَارِقَةُ المُنَى )
____________________
(1/51)
البحر : طويل ( أغائبةً عنّي ، وحاضرةً معي ! ** أناديكِ ، لمّا عيلَ صبريَ ، فاسمعي ) ( أفي الحقّ أن أشقى بحبّكِ ، أوْ أرَى ** حَرِيقاً بأنفاسي ، غَرِيقاً بأدمُعي ؟ ) ( ألا عَطْفَةٌ تَحْيَا بِهَا نَفْسُ عَاشِقٍ ** جَعلتِ الرّدى منه بمرْأًى وَمَسمَعِ ؟ ) 4 ( صليني ، بعضَ الوصلِ ، حتى تبيّني ** حقيقةَ حالي ، ثمّ ما شئتِ فاصنَعي )
____________________
(1/52)
البحر : كامل تام ( سَأُحِبُّ أعْدائي لأنّكِ منْهُمُ ، ** يا مَنْ يُصِحّ ، بمُقْلَتَيهِ ، وَيُسقِمُ ) ( أصْبحتَ تُسخِطُني ، فأمنحُكَ الرّضَى ** مَحْضَاً ، وَتَظلِمُني ، فَلا أتَظَلَّمُ ) ( يَا مَنْ تَآلَفَ لَيلُهُ وَنَهارُهُ ، ** فالحُسنُ بَيْنَهُمَا مُضِيءٌ ، مُظْلِمُ ) 4 ( قد كان ، في شكوى الصّبابةِ ، راحةٌ ، ** لوْ أنّني أشكو إلى مَنْ يرحَمُ )
____________________
(1/53)
البحر : بسيط تام ( لمّا اتصلْتِ اتّصالَ الخلبِ بالكبدِ ، ** ثمّ امتَزَجتِ امتِزاجِ الرّوحِ بالجسدِ ) ( ساء الوُشاةَ مكاني منكِ ، وَاتّقدَتْ ، ** في صدرِ كلّ عدوٍّ ، جمرةُ الحسدِ ) ( فليسخطِ الناسُ ، لا أهدِ الرّضَى لهمُ ، ** وَلا يَضِعْ لَكِ عَهدٌ ، آخرَ الأبَدِ ) 4 ( لوِ استطعتُ ، إذا ما كنتِ غائبةً ، ** غضضْتُ طرفي ، فلم أنظرْ إلى أحدِ )
____________________
(1/54)
البحر : مجزوء الكامل ( يا ليلُ طلْ ، لا أشتَهي ، ** إلاّ بِوَصْلٍ ، قِصَرَكْ ) ( لوْ باتَ عندي قمرِي ، ** ما بتُّ أرعَى قمرَكْ ) ( يا ليلُ خبّرْ : أنّني ** ألْتذُّ عنْهُ خبرَكْ ) 4 ( بِاللَّهِ قُلْ لي : هَلْ وَفَى ؟ ** فَقالَ : لا ، بَل غَدَرَكْ ! )
____________________
(1/55)
البحر : متقارب تام ( لئنْ فاتَني منكِ حظُّ النّظرْ ، ** لأكْتَفِيَنْ بِسَماعِ الحَبَرْ ) ( وَإنْ عَرَضَتْ غَفْلَةٌ للرّقيبِ ، ** فحسبيَ تسليمةٌ تختصرْ ) ( أُحَاذِرُ أنْ تَتَظَنّى الوُشَاةُ ، ** وقدْ يستدامُ الهوى بالحذرْ ) 4 ( وَأصْبِرُ مُسْتَيْقِناً أنّهُ ** سيحظَى ، بنيلِ المُنى ، من صبرْ )
____________________
(1/56)
البحر : متقارب تام ( سأقنعُ منكِ بلحظِ البصرْ ، ** وأرضَى بتسليمكِ المختصرْ ) ( وَلا أتَخَطّى التِمَاسَ المُنى ، ** وَلا أتَعَدّى اخْتِلاسَ النّظَرْ ) ( أصونكِ من لحظاتِ الظّنونِ ، ** وأعليكِ عن خطراتِ الفكرْ ) 4 ( وأحذرُ منْ لحظاتِ الرّقيبِ ، ** وقدْ يستدامُ الهوى بالحذرْ )
____________________
(1/57)
البحر : مجزوء الرمل ( هَلْ لِداعِيكَ مُجِيبُ ؟ ** أمْ لشاكيكَ طَبيبُ ؟ ) ( يا قَرِيباً ، حِينَ يَنْأى ، ** حاضِراً ، حِينَ يَغِيبُ ! ) ( كَيْفَ يَسْلُوكَ مُحِبٌّ ، ** زَانَهُ مِنْكَ حَبيبِ ! ) 4 ( إنّمَا أنتَ نسيمٌ ، ** تَتَلَقّاهُ القُلُوبُ ) 5 ( قَدْ عَلِمْنَا عِلْمَ ظَنٍّ ، ** هِوَ ، لا شَكّ ، مُصِيبُ ) 6 ( أنّ سِرّ الحُسْنِ مِمّا ** أضمرَتْ تلكَ الجيوبُ )
____________________
(1/58)
البحر : بسيط تام ( يا نَاسِياً لي ، على عِرْفَانِهِ ، تَلَفي ، ** ذِكْرُكَ منيَ ، بالأنفاسِ ، مَوْصُولُ ) ( وقاطعاً صلتي ، من غيرِ ما سببٍ ، ** تاللَّهِ ! إنّكَ ، عن رُوحي ، لَمسؤولُ ) ( ما شئتَ فاصنَعهُ ، كلٌّ منكَ مُحْتَمَلٌ ، ** والذّنبُ مغتفرٌ ، والعذرُ مقبولُ ) 4 ( لو كنتَ حظّيَ ، لم أطلبْ بهِ بدلاً ، ** أوْ نِلْتُ منكَ الرّضَا ، لم يبقَ مأمُولِ )
____________________
(1/59)
البحر : كامل تام ( أرخصتني ، من بعدِ ما أغليتنِي ، ** وحططتني ، ولطالمَا أعليْتنِي ) ( بادرتِني بالعزلِ عن خططِ الرّضَى ، ** وَلَقد مَحضْتِ النّصْحَ ، إذْ وَلّيْتِني ) ( هَلاّ ، وَقَدْ أعْلَقْتِني شَرَكَ الهَوَى ** عَلّلْتِني بِالوَصْلِ ، أوْ سَلّيْتِني ؟ ) 4 ( الصّبرُ شَهْدٌ ، عِنْدَمَا جَرّعْتِني ، ** وَالنّارُ بَرْدٌ ، عِنْدَمَا أصْلَيْتِني ) 5 ( كنتِ المُنى ، فأذقتنِي غصصَ الأذى ، ** يا لَيْتَنِي ما فُهْتُ فِيكِ بِلَيْتَني )
____________________
(1/60)
البحر : مجتث ( يا قاطعاً حبلَ ودّي ، ** وَوَاصِلاً حَبْلَ صَدّي ) ( وَسَالِياً ، لَيْسَ يَدرِي ** بطولِ بثّي ووجدِي ) ( لوْ كانَ ، عندكَ ، مني ** مثلُ الذي منكَ عندي ) 4 ( لبتَّ ، بعديَ ، مثلي ، ** وبتُّ مثلَكَ بعدِي )
____________________
(1/61)
البحر : بسيط تام ( جازيتَني عن تمادي الوصلِ هجرَانا ، ** وَعَنْ تَمادي الأسَى وَالشّوْقِ سُلوَانَا ) ( باللَّهِ هَل كانَ قَتلي في الهَوَى خطأً ، ** أم جئتَهُ عامِداً ظلماً وعدوَانَا ؟ ) ( عهدي كعهدكَ ، ما الدّنيا تغيّرُهُ ، ** وَإنْ تَغَيّرَ مِنْكَ العَهْدُ ألْوَانَا ) 4 ( ما صحّ ودّي ، إلاّ اعتلّ ودُّكَ لي ، ** وَلا أطَعْتُكَ ، إلاّ زِدتَ عِصْيَانَا ) 5 ( يا ألْيَنَ النّاسِ أعْطافَاً ، وَأفْتَنَهُمْ ** لَحظاً ، وَأعْطَرَ أنْفَاساً وَأرْدَانا ) 6 ( حَسُنْتَ خَلقاً فأحسنْ لا تَسؤ خُلُقاً ، ** ما خيرُ ذي الحسنِ إنْ لم يولِ إحسانَا )
____________________
(1/62)
البحر : خفيف تام ( لَوْ تُرِكْنَا بِأنْ نَعُودَكَ عُدْنَا ، ** وَقَضَيْنَا الذي عَلَيْنَا ، وَزِدْنَا ) ( غيرَ أنّ الهوى استطارَ حديثاً ، ** فانتحتْنَا العيونُ لمّا حسدْنَا ) ( فَلَوَ أنّ النّفُوسَ تُقْبلُ مِنّا ، ** لَسَمَحْنَا بِهَا ، فِداءً ، وَجُدْنَا )
____________________
(1/63)
البحر : مجزوء الكامل ( أشمتِّ ، بي فيكِ ، العدا ؛ ** وَبَلَغْتِ ، مِنْ ظُلْمي ، المَدَى ) ( لوْ كانَ يملكُ فديةً ، ** مِنْ حُبّكِ ، القَلْبُ افْتَدَى ) ( كنتِ الحياةَ لعاشقٍ ، ** مُذْ حُلْتِ ، أيْقَنَ بِالرّدَى ) 4 ( لَمْ يَسْلُ عَنْكِ ، وَلَوْ سَلا ** لَعَذَرْتُهُ ، فَبِكِ افْتَدى ) 5 ( ضَيّعْتِ عَهْدَ مَحَبّةٍ ، ** كالوردِ سامرَهُ النّدَى ) 6 ( أينَ ادّعاؤكِ للوفاء ، ** وَمَا عَدّا مِمّا بَدَا ؟ )
____________________
(1/64)
البحر : بسيط تام ( بيْني وبينكَ ما لو شئتَ لم يضعِ ** سرٌّ ، إذا ذاعتِ الأسرَارُ ، لم يَذعِ ) ( يا بائعاً حَظَّهُ مِنّي ، وَلَوْ بُذِلَتْ ** ليَ الحياةُ ، بحظّي منهُ ، لم أبعِ ) ( يكفيكَ أنّك ، إنْ حمّلتَ قلبي ما ** لم تستطِعْهُ قلوبُ الناسِ يستطعِ ) 4 ( تهْ أحتملْ واستطلْ أصبرْ وعزَّ أهنْ ** وَوَلّ أُقْبِلْ وَقُلْ أسمَعْ وَمُرْ أطعِ )
____________________
(1/65)
البحر : بسيط تام ( لوْ كان قولك : متْ ، ما كان ردّيَ لا ، ** يا جائرَ الحكْمِ ، أفْديهِ بمَنْ عَدّلا ) ( أبديتَ لي ، من أفانينِ القِلى ، عبراً ** أرسلتَني ، في أحاديث الهوى ، مثَلا ) ( لم تبقِ جارحةً بالهجرِ من جسدي ، ** إلاّ خَلَعتَ عَلَيها ، بالضّنى ، حُلَلا ) 4 ( فَليُغنِ كفَّكَ أنّي بعضُ من ملكتُ ، ** وليكفِ طرفَكَ أني بعضُ من قتلا ) 5 ( ولتقضِ ما شئتَ من هجرٍ ومن صلةٍ ** لا أقضِ ما عشتُ سلواناً ، ولا مللا ) 6 ( سَقْياً لعَهْدِكَ ، وَالأيَّامُ تُقْبِلُني ** وَجهَ السّرُورِ بهِ ، جَذلانَ ، مُقتَبِلا ) 7 ( إذِ الزّمانُ بليغٌ في مساعدتي ، ** يُهْدِي إليّ ، تَفَارِيقَ المُنَى ، جُمَلا ) 8 ( إنْ كانَ لي أملٌ ، إلاّ رضاكَ ، فلا ** بلّغْتُ ، يا أملي ، من دَهرِيَ الأمَلا )
____________________
(1/66)
البحر : بسيط تام ( منْ مبلغٌ عنيَ البدرَ الذي كملا ** في مطلعِ الحسن ، والغصنَ الذي اعتدلا ) ( أنّ الزّمانَ ، الذي أهدَى مودّتَهُ ** إليّ ، مرتهنٌ شكرِي بما فعَلا ) ( أمّا الحبيبُ الذي أبدى الجفاءَ لنَا ، ** فَمَا رَأَيْنَا قِلاهُ حَادِثاً جَلَلا ) 4 ( ولمْ نزدْ أنْ ظفرْنَا ملءَ أعينِنَا ** بالمُشْتَرِي ، فَتَجَنّبْنَا لَهُ زُحَلا ) 5 ( أنتَ الحَبيبُ ، الذي ما زِلتُ أُلحِفُهُ ** ظِلَّ الهَوَى ، وَأُسْقيهِ الرّضا عَلَلا ) 6 ( هَذي الحَقيقةِ ، لا قَوْلي مُخَادَعَةً ، ** لو كان قولك : متْ ، ما كان ردّيَ : لا ! )
____________________
(1/67)
البحر : بسيط تام ( قَدْ نَالَني مِنكَ ما حَسبي بهِ وكَفَى ، ** يا مَنْ تناهيتُ في إلطافِهِ ، فجفَا ) ( عَلّلْتَني بالمُنى ، حَتّى إذا عَلِقَتْ ** بالنّفْسِ لم أُعْطَ مِنْ أسبابها طَرَفَا ) ( غيّرْتَ عن خلقٍ ، قد لانَ لي زمناً ** لِينَ النّسيمِ ، فَلَمّا لَذّ لي عَصَفَا ) 4 ( لا يحبطنْ عملٌ ، أرضاكَ صالحُهُ ، ** فَفي سَبِيلكَ أنْفَقْتُ الهَوَى سَرَفَا )
____________________
(1/68)
البحر : طويل ( على الثَّغَبِ الشّهْديّ مني تَحِيّةٌ ، ** زكَتْ ، وعلى وادي العقيقِ سلامُ ) ( ولا زالَ نورٌ في الرُّصافةِ ، ضاحكٌ ** بِأرْجائِها ، يَبْكي عَلَيْهِ غَمَامُ ) ( مَعَاهِدُ لَهْوٍ لَمْ تَزَلْ في ظِلالِهَا ** تُدارُ عَلَيْنَا ، للمُجونِ ، مُدامُ ) 4 ( زَمَانَ ، رِياضُ العيشِ خُضْرٌ نَواصِرٌ ** ترفّ ، وأمواهُ السّرورِ جمامُ ) 5 ( فإنْ بانَ مني عهدُها ، فبلوعَةٍ ** يشبّ لها ، بينَ الضّلُوعِ ، ضرامُ ) 6 ( تَذَكّرْتُ أيّامي بها ، فَتَبَادَرَتْ ** دُمُوعٌ ، كَما خانَ الفَرِيدَ نِظَامُ ) 7 ( وَصُحْبَةَ قَوْمٍ كالمَصَابِيحِ ، كُلّهمْ ** إذ هُزّ ، للخَطْبِ المُلِمّ ، حُسَامُ ) 8 ( إذا طافَ بالرّاحِ المُديرُ عَلَيْهِمُ ، ** أطافَ بهِ بِيضُ الوُجُوهِ ، كِرَامُ ) 9 ( وأحورُ ساجي الطَّرْفِ حشوُ جفونِهِ ** سقامٌ ، برَى ، الأجسامَ ، منهُ سقامُ )0 ( تخالُ قضيبَ البانِ في طيّ بردِهِ ، ** إذا اهْتَزّ مِنْهُ مَعْطِفٌ وَقَوامُ )
____________________
(1/69)
1( يُدِيرُ على رَغْمِ العِدا ، مِنْ وِدَادِهِ ** سُلافاً ، كأنّ المسكَ منهُ خِتَامُ )( فمنْ أجلهِ أدعُو لقرطبَةِ المُنى ** بسُقيا ضَعيفِ الطَّلّ ، وَهوَ رِهامُ )( محلٌّ غنينَا بالتّصابي خلالَهُ ، ** فأسْعَدَنَا ، وَالحَادِثَاتُ نِيَامُ )4 ( فمَا لحقَتْ تلكَ اللّيالي ملامةٌ ، ** وَلا ذُمّ ، من ذاكَ الحَبيبِ ، ذِمَامُ )
____________________
(1/70)
البحر : رمل تام ( لم يكنْ هجرُ حبيبي عنْ قلى ، ** لا وَلا ذاكَ التّجَنّي مَلَلا ) ( سرّهُ شكرِيَ ، إذْ عافَى ، ولمْ ** يَدْرِ ما غايَةُ صَبريِ فابْتَلَى ) ( أنَا راضٍ بالّذي يرضَى بهِ ** ليَ منْ لوْ قال : متْ ، ما قلتُ : لا ) 4 ( مَثَلٌ في كلّ حُسْنٍ ، مثْلَ مَا ** صارَ ذلّي ، في هواهُ ، مثَلا ) 5 ( يا فَتيتَ المسكِ ، يا شمسَ الضّحى ، ** يا قَضِيبَ اللّبانِ ، يا رِيمَ الفلاّ ) 6 ( إنْ يكُنْ لي أمَلٌ ، غَيرَ الرّضا ، ** منكَ ، لا بُلّغتُ ذاكَ الأمَلا )
____________________
(1/71)
البحر : طويل ( أجِدُّ ، وَمَن أهوَاهُ ، في الحُبّ ، عابثُ ؛ ** وأوفي له بالعهدِ ، إذْ هوَ ناكثُ ) ( حَبيبٌ نأى عني ، مَعَ القُرْبِ وَالأسَى ، ** مقيمٌ له ، في مضمرِ القلبِ ، ماكثُ ) ( جفاني بإلطافِ العِدَا ، وأزالَهُ ، ** عنِ الوصلِ ، رأيٌ في القطيعةِ حادثُ ) 4 ( تغيّرْتَ عن عهدي ، وما زلتُ واثقاً ** بعهدكَ ، لكنْ غيّرتْكَ الحوادثُ ) 5 ( وَما كنتِ ، إذْ مَلّكتُكَ القلبَ ، عالِماً ** بأنّيَ ، عَنْ حَتْفي ، بكَفّيَ باحثُ ) 6 ( فديتُكَ ، إنّ الشّوقَ لي مذ هجرْتني ** مميتٌ فهلْ لي من وصالكَ باعثُ ؟ ) 7 ( ستبلَى اللّيَالي ، والودادُ بحالِهِ ** جَديدٌ وتَفنى وَهْوَ للأرْضِ وَارِثُ ) 8 ( ولوْ أنّني أقسمتُ : أنّكَ قاتِلي ، ** وأنّي مقتولٌ ، لمَا قيلَ : حانثُ )
____________________
(1/72)
البحر : مجزوء الرمل ( يا غزالاً جمعَتْ فيهِ ، ** منَ الحسنِ ، فنونُ ) ( أنتَ في القربِ ، وفي البعدِ ، ** مِنَ النّفسِ ، مَكِينُ ) ( بهَوَاكَ ، الدّهْرَ ، ألْهُو ، ** وَبحُبّيكَ أدِينُ ) 4 ( مُنْيَةَ الصّبّ أغِثْني ، ** قَدْ دَنَتْ مِنّي المَنُونُ ) 5 ( وَاحْفِظِ العَهْدَ ، فإنّي ** لستُ ، واللهِ ، أخونُ ) 6 ( وارحمَنْ صبّاً شجيّاً ، ** قَدْ أذَابَتْهُ الشّجُون ) 7 ( لَيْلُهُ هَمٌّ وَغَمٌّ ، ** وَسَقَامٌ ، وَأنِينُ ) 8 ( شفَّهُ الحبُّ ، فأمسَى ، ** سَقَماً ، لا يَسْتَبِينُ ) 9 ( صارَ ، للأشواقِ ، نهباً ، ** فَنَبَتْ عَنْهُ العُيُونُ )
____________________
(1/73)
البحر : بسيط تام ( يا مُعطِشِي ، من وِصَالٍ كنتُ وَارِدَهُ ، ** هل منك لي غُلّةٌ إن صِحتُ : وَاعطشِي ) ( كسوتَني ، من ثيابِ السّقم ، أسبغَها ** ظلماً وصيَّرْتَ من لحفِ الضّنى فرُشِي ) ( إني بَصرْتُ الهوَى ، عن مُقلَةٍ كُحلتْ ** بالسّحرِ منك ، وَخَدٍّ بالجمالِ وُشِي ) 4 ( لمّا بدا الصّدغُ مسودّاً بأحمرِهِ ** أرَى التّسالُمَ بَينَ الرّوم وَالحَبَشِ ) 5 ( أوفَى إلى الخدّ ، ثمّ انصاعَ منعطفاً ** كالعُقْرُبانِ انثنَى من خوْفِ محْترِشِ ) 6 ( لو شئتَ زرتَ وسلكُ النّجم منتظم ، ** والأفقُ يختالُ في ثوبٍ من الغبشِ ) 7 ( صبّاً ، إذا التذّتِ الأجفانُ طعم كرىً ، ** جفا المنامَ ، وصاحَ اللّيلَ : يا قرَشي ) 8 ( هذَا وَإنْ تَلِفَتْ نَفسي فلا عَجَبٌ ، ** قد كان موْتيَ من تلك الجفونِ خُشِي )
____________________
(1/74)
البحر : وافر تام ( أتَهْجُرُني وَتَغْصِبُني كِتابي ؟ ** وَمَا في الحَقّ غَصْبي وَاجتِنَابي ) ( أيَجْمُلِ أنْ أُبِيحَكَ مَحضٍ وُدّي ** وأنتَ تسومُني سوءَ العذابِ ) ( فديتُكَ ، كم تغضّ الطّرفَ دوني ؛ ** وكمْ أدعوكَ من خلفِ الحجابِ ) 4 ( وَكَمْ لي مِنْ فُؤادِكَ ، بَعدَ قُرْبٍ ، ** مكانَ الشّيْبِ في نفسِ الكعابِ ) 5 ( أعدْ ، في عبدِكَ المظلومِ ، رأياً ** تنالُ بهِ الجزيلَ منَ الثّوابِ ) 6 ( وَإنْ تَبْخَلْ عَلَيْهِ ، فَرُبّ دَهْرٍ ** وَهَبْتَ لَهُ رِضَاكَ بِلا حِسَابٍ )
____________________
(1/75)
البحر : بسيط تام ( أذكرْتني سالفَ العيشِ ، الذي طابا ، ** يا ليتَ غائبَ ذاكَ العهدِ قدْ آبَا ) ( إذْ نحنُ في روضةٍ ، للوصلِ ، نعّمَها ، ** منَ السّرورِ ، غمامٌ ، فوقَها صابا ) ( إني لأعجبُ منْ شوقٍ يطاولُني ، ** فكلّما قيلَ فيهِ : قَد قضَى ، ثَابَا ) 4 ( كمْ نظرةٍ لكَ في عيني علمتَ بها ، ** يَوْمَ الزّيارَةِ ، أنّ القَلبَ قَدْ ذَابَا ) 5 ( قلبٌ يطيلُ مقاماتي لطاعتِكُمْ ، ** فإنْ أكلّفْهُ عنكُمْ سلوةً يَابَى ) 6 ( ما تَوْبَتي بنَصُوحٍ ، مِنْ مَحَبّتِكُمْ ، ** لا عَذّبَ اللَّه ، إلاّ عَاشِقاً تَابَا )
____________________
(1/76)
البحر : بسيط تام ( أمّا رِضَاكَ ، فعِلْقٌ ما لَهُ ثَمَنُ ، ** لوْ كان سامحَني ، في وصْله ، الزّمَنُ ) ( تبكي فراقَكَ عينٌ ، أنتَ ناظرُها ، ** قد لَجّ في هَجرِها عن هجرِكَ الوَسنُ ) ( إنّ الزّمانَ الذي عهدي بهِ حسنٌ ، ** قد حالَ مذ غابَ عني وجهُكَ الحسنُ ) 4 ( أنتَ الحَياةُ ، فإنْ يُقْدَرْ فِرَاقُكَ لي ، ** فليُحفَرِ القبرُ ، أوْ فليُحضَرِ الكفنُ ) 5 ( واللهِ ما ساءني أنّي جفيتُ ضنىً ، ** بلْ ساءني أنّ سرّي ، بالضّنى ، عَلَنُ ) 6 ( لوْ كانَ أمرِيَ ، في كَتْمِ الهَوَى ، بيدي ** ما كانَ يَعلمُ ، ما في قلبيَ ، البَدَنُ )
____________________
(1/77)
البحر : سريع ( سرّي وجهرِي أنّني هائمُ ، ** قامَ بكَ العذرُ ، فلا لائمُ ) ( لا ينمِ الواشي ، الذي غرّني ، ** ها أنَا ، في ظِلّ الرّضى ، نَائِمُ ) ( عدْتَ إلى الوصلِ كما أشتَهي ، ** فالهجرُ باكٍ ، والرّضَى باسِمُ ) 4 ( حسبي ، أنا المظلومُ ، فيما جرَى ، ** وإنْ تشأ قلتَ : أنا الظّالمُ ! ) 5 ( يا سائلاً عمّا بنفسي لَهُ ، ** تَجَنّباً ، وَهْوَ بِهِ عَالِمُ ) 6 ( مَعنى الهَوَى أنْتَ وَشَخصُ المُنى ، ** دعنيَ ممّا يزعُمُ الزّاعمُ )
____________________
(1/78)
البحر : وافر تام ( عَذيرِي مِنْ خَلِيلٍ يَسْتَطِيلُ ، ** يميلُ ، مع الزّمانِ ، كمَا يميلُ ) ( ويرضَى أن تضيعَ سدىً حقوقي ، ** وَبَاعي ، في الهَوَى ، باعٌ طَوِيلُ ) ( أشمْساً أشرقَتْ من عبدِ شمسٍ ! ** أما لكَ ، في سوى قلبي ، أفولُ ؟ ) 4 ( أمَا يمحَى عتابُكَ كلَّ يومٍ ؟ ** أمَا يرجَى ، إلى وصلٍ ، وصولُ ؟ ) 5 ( وَلَوْ أجِدُ السّبيلَ لَطِرْتُ وَجْداً ، ** وَلَكِنْ مَا إلى هَذا سَبِيلُ ) 6 ( كِتابي ، عَنْ وِدادِكَ ، لا يَزُولُ ، ** وَعَهدِي ، مِثْلَ عَهدِكَ ، لا يَحولُ )
____________________
(1/79)
البحر : مجزوء الرمل ( شكوى وعتابمَا عَلى ظَنّيَ بَاسُ ، ** يَجْرَحُ الدّهْرُ وَيَاسُو ) ( رُبّما أشْرَفَ بِالمَرْ ** ء ، عَلَى الآمَالِ ، يَاسُ ) ( وَلَقَدْ يُنْجِيكَ إغْفَا ** لٌ وَيُرْديكَ احْتِرَاسُ ) 4 ( والمحاذيرُ سهامٌ ؛ ** والمقاديرُ قياسُ ) 5 ( ولكمْ أجدَى قعودٌ ؛ ** ولكمْ أكدى التماسُ ) 6 ( وَكذَا الدّهْرُ إذَا مَا ** عزّ ناسٌ ، ذَلّ ناسُ ) 7 ( وبنُو الأيّامِ أخْيَا ** فٌ : سَرَاةٌ وَخِسَاسُ ) 8 ( نَلْبَسُ الدّنْيَا ، وَلَكِنْ ** متعةٌ ذاكَ اللّباسُ ) 9 ( يا أبا حَفْصٍ ، وَمَا ساوَاك ، ** في فهمٍ ، إيَاسُ )0 ( مِنْ سَنَا رَأْيِكَ لي ، في ** غَسَقِ الحَطَبِ ، اقتباسُ )
____________________
(1/80)
1( وَوِدادي لَكَ نَصٌّ ، ** لمْ يخالِفْهُ قياسُ )( أنَا حَيْرَانُ ، وَلِلأمْرِ ** وُضُوحٌ وَالتِبَاسُ )( مَا تَرَى في مَعْشَرٍ حالوا ** عنِ العهدِ ، وخاسُوا )4 ( وَرَأوْني سَامِرِيّاً ** يُتّقَى مِنْهُ المَسَاسُ )5 ( أذْؤبٌ هامَتْ بلَحْمي ، ** فانْتِهَاشٌ وَانْتِهَاسُ )6 ( كلّهمْ يسألُ عن حالي ** وَلِلذّئْبِ اعْتِسَاسُ )7 ( إنْ قسَا الدّهرُ فلِلْمَاء ** منَ الصّخْرِ انبجاسُ )8 ( وَلَئنْ أمْسَيْتُ مَحبُوساً ، ** فَلِلْغَيْثِ احْتِبَاسُ )9 ( يلبُدُ الورْدُ السَّبَنْتَى ، ** وَلَهُ بَعْدُ افْتِرَاسُ )0 ( فتأمّلْ ! كيفَ يغشَى ** مقلةَ المجدِ النّعاسُ ؟ )
____________________
(1/81)
2( ويفتّ المسكُ في التُّربِ ، ** فَيُوطَا وَيُدَاسُ ؟ )( لا يكنْ عهْدُكَي ورداً ! ** إنّ عهدِي لكَ آسُ )( وأدرْ ذكرِيَ كأساً ، ** ما امتطَتْ كفَّك كاسُ )4 ( وَاغْتَنِمْ صَفْوَ اللّيَالي ؛ ** إنّمَا العَيْشُ اخْتِلاسُ )5 ( وَعَسَى أنْ يَسمحَ الدّهرُ ، ** فقدْ طالَ الشِّماسُ )
____________________
(1/82)
البحر : طويل ( شَحَطنا وَما بالدّارِ نأيٌ وَلا شَحْطُ ، ** وشطّ بمنْ نهوَى المزارُ وما شطّوا ) ( أأحبابَنا ! ألْوَتْ بِحادِثِ عَهْدِنَا ** حوادثُ ، لا عقدٌ عليها ولا شرطُ ) ( لعمركُمُ إنّ الزّمانَ ، الذي قضَى ** بِشَتّ جَميعِ الشّملِ منّا ، لمُشتَطّ ) 4 ( وَأمّا الكَرَى مُذْ لم أزُرْكُمْ ، فهاجرٌ ، ** زِيارَتُه غِبٌّ ، وَإلْمَامُه فَرْط ) 5 ( وما شوقُ مقتولِ الجوانحِ بالصّدى ** إلى نُطْفَةٍ زَرْقاء ، أضْمَرَها وَقْط ) 6 ( بأبرَحَ مِنْ شَوْقي إليكمْ ، وَدونَ ما ** أديرُ المُنى عنهُ القتادةُ والخرْط ) 7 ( وفي الرَّبْرَبِ الإنْسيّ أحوَى ، كناسُه ** نواحي ضميرِي لا الكثيبُ ولا السِّقط ) 8 ( غَرِيبُ فُنونِ الحُسنِ ، يَرْتاحُ دِرْعُهُ ** متى ضاقَ ذرْعاً بالذي حازَه المِرْط ) 9 ( كأنّ فُؤادي ، يَوْمَ أهوَى مُوَدِّعاً ، ** هوَى خافقاً منه بحيث هوَى القرْط )0 ( إذا ما كتابُ الوَجدِ أشكَلَ سَطْرُهُ ، ** فمنْ زفرَتي شكلٌ ومن عبرَتي نقط )
____________________
(1/83)
1( ألا هلْ أتَى الفتيانَ أنّ فتاهُمُ ** فريسةُ من يعدو ، ونهزَةُ من يسطوْ )( وأنّ الجوادَ الفائتَ الشّأوِ صافنٌ ، ** تخوّنَهُ شكلٌ ، وأزْرَى به ربْطُ )( وأنّ الحسامَ العضْبَ ثاوٍ بجفْنِهِ ، ** ومَا ذمّ منْ غربَيْهِ قدٌّ ولا قطّ )4 ( عَليكَ أبا بَكْرٍ بَكَرْتُ بهِمّةٍ ، ** لها الخطرُ العالي ، وإنْ نالَها حطّ )5 ( أبي ، بعدَما هيلَ التّرابُ على أبي ، ** وَرَهطي فَذّاً ، حينَ لم يَبقَ لي رَهْطُ )6 ( لكَ النّعمةُ الخضراء ، تندى ظلالُها ** عليّ ، وَلا جَحدٌ لدَيّ ، وَلا غَمْطُ )7 ( وَلوْلاكَ لم تثْقُبْ زِنادُ قَرِيحَتي ، ** فيَنْتَهِبُ الظّلْماءَ من نارِها سِقْطُ )8 ( ولا ألّفَتْ أيدي الرّبيعِ بدائعي ، ** فَمِنْ خَاطِري نَثْرٌ وَمن زَهرِهِ لَقطُ )9 ( هرمْتُ ، وما للشّيبِ وخطٌ بمفرَقي ، ** وكائنْ لشيبِ الهمّ في كبدي وخطُ )0 ( وطاولَ سوءُ الحالِ نفسي ، فأذكرَتْ ** من الرّوْضَةِ الغَنّاء ، طاوَلَها القَحطُ )
____________________
(1/84)
2( مئونَ منَ الأيّامِ خمسٌ قطعْتُها ** أسِيراً ، وَإنْ لم يَبدُ شَدٌّ وَلا قَمطُ )( أتتْ بي ، كما ميصَ الإناءُ من الأذى ، ** وأذهبَ ما بالثّوبِ منِ درنٍ مسطُ )( أتَدْنُو قُطُوفُ الجَنّتَينِ لمعْشَرٍ ، ** وغايتيَ السِّدرُ القليلُ أوِ الخمطُ )4 ( وما كانَ ظنّي أنْ تغرّنيَ المُنى ، ** وَللعِزّ في العَشوَاءِ مِنْ ظَنّهِ خَبْطُ )5 ( أما ، وأرتْني النّجمَ موطئَ أخمَصي ، ** لقد أوْطَأتْ خَدّي لأخمص من يخطو )6 ( ومُسْتَبطَإِ العُتْبَى ، إذا قلتُ قد أنَى ** رضاه ، تمادى العتبُ واتّصلَ السّخط )7 ( ومَا زالَ يدنيني وينئي قبولَه ** هوىً سرفٌ منه ، وصاغيةٌ فرط )8 ( وَنَظْمُ ثَنَاءٍ في نِظَامِ وَلايَةٍ ، ** تَحَلّتْ بِهِ الدّنْيَا ، لآلِئهُ وَسْط )9 ( على خصرِها منْه وشاحٌ مفصَّلٌ ؛ ** وفي رأسها تاجٌ ؛ وفي جيدِها سِمط )0 ( عدا سمعَه عني ، وأصغى إلى عدىً ** لهم في أديمي كُلّما استَمكنوا عَطّ )
____________________
(1/85)
3( بَلَغتُ المَدى ، إذ قَصّروا ، فقلوبهمْ ** مكامِنُ أضغانٍ أساوِدُهَا رُقط )( يولّونَني عرضَ الكراهةِ والقِلى ، ** وما دهرُهمْ إلاّ النّفاسةُ والغمْطُ )( وَقَدْ وَسَمُوني بالّتي لَستُ أهْلَها ، ** ولمْ يمنَ أمثالي بأمثالِها قطّ )4 ( فَرَرْتُ ، فإنْ قالوا الفِرارُ إرَابَةٌ ، ** فَقَد فَرّ مُوسَى حينَ هَمّ بِه القِبْطُ )5 ( وإنّي لراجٍ أنْ تعودَ ، كبدئِها ، ** ليَ الشّيمةُ الزّهراءُ والحلقُ السبطُ )6 ( وَحِلمُ امرِىء تَعفُو الذّنوبُ لَعفوِهِ ** وتُمحَى الخطايا مثلمَا محيَ الخطّ )7 ( فمَا لَكَ لا تَخْتَضّني بِشَفَاعَةٍ ، ** يَلُوحُ عَلى دَهْرِي لمِيسَمِها عَلْطُ )8 ( يفي بنسيمِ العنبرِ الوردِ نفحُها ، ** إذا شعشعَ المِسكَ الأحمَّ به خلْطُ )9 ( فإنْ يُسعِفِ المَوْلى فنُعمَى هَنِيئةٌ ، ** تُنَفِّسُ عَنْ نَفْسٍ ألَظّ بها ضَغْطُ ) 40 ( وإنْ يأبَ إلاّ قبضَ مبسوطِ فضله ، ** ففي يدِ مولًى فَوُقَه القَبضُ وَالبَسطُ )
____________________
(1/86)
البحر : طويل ( بنيْتَ فلا تهدمْ ، ورشت فلا تبرِ ؛ ** وَأمْرَضْتَ حسّادي وَحاشاك أن تُبرِي ) ( أرى نبوةًُ ، لم أدرِ سرّ اعتراضِها ؛ ** وقد كان يجلو عارضَ الهمِّ أن أدري ) ( جفاءٌ ، هوَ اللّيلُ ادلهمّ ظلامُه ، ** فلا كوكبٌ للعذرِ في أفقهِ يسري ) 4 ( هَبِ العَزْلَ أضْحَى للوِلاَيةِ غايَةً ؛ ** فَما غايةُ المُوفي منَ الظّلّ أن يُكرِي ) 5 ( ففيمَ أرَى ردّ السّلامِ إشارةً ، ** تسوّغُ بي ازراءَ منْ شاء أن يزرِي ) 6 ( أُنَاسٌ هُمُ أخْشَى للَذْعَةِ مِقْوَلي ، ** إذا لم يكنْ ممّا فعلْتَ لهمْ مضرِ ) 7 ( فإنْ عاقتِ الأقدارُ ، فالنّفسُ حرّةٌ ؛ ** وَإنْ تَكُنِ العُتْبَى ، فأحرِ بها أحرِ ! )
____________________
(1/87)
البحر : متقارب تام ( أثرتَ هزبْرَ الشّرَى ، إذْ ربضْ ، ** ونبّهْتَهُ ، إذْ هدا فاغتمضْ ) ( وما زلْتَ تبسُطُ ، مسترسلاً ، ** إليه يدَ البغْيِ ، لمّا انقبضْ ) ( حذارِ حذارِ ، فإنّ الكريمَ ، ** إذا سيمَ خسفاً ، أبَى ، فامتعضْ ) 4 ( فإنّ سُكُونَ الشّجاعِ النَّهُوسِ ، ** ليسَ بمانعِهِ أنْ يعضْ ) 5 ( وَإنّ الكَواكِبَ لا تُسْتَزَلّ ؛ ** وَإنّ المَقَادِيرَ لا تُعْتَرَضْ ) 6 ( إذا رِيغَ ، فَلْيَقْتَصِدْ مُسْرِفٌ ، ** مساعٍ يقصِّرُ عنها الحفضْ ) 7 ( وهلْ واردُ الغمرِ ، منْ عدّهِ ، ** يُقَاسُ بِهِ مِسْتَشِفُّ البَرَضْ ؟ ) 8 ( إذا الشّمْسُ قابلْتَهَا أرمداً ، ** فَحَظُّ جُفُونِكَ في أنْ تُغَضّ ) 9 ( أرَى كُلّ مِجْرٍ ، أبَا عَامِرٍ ، ** يُسَرّ إذا في خَلاءٍ رَكَضْ )0 ( أُعِيذُكَ مِنْ أنْ تَرَى مِنْزَعي ، ** إذا وَتَرِي ، بِالمَنَايَا ، انْقَبضْ )
____________________
(1/88)
1( فإنّي ألينُ لمنْ لانَ لي ، ** وَأتْرُكُ مَنْ رَامَ قَسْرِي حَرَضْ )( وَكمْ حَرّكَ العِجْبُ مِنْ حَائِنٍ ، ** فغادرْتُهُ ، ما بِهِ منْ حبضْ )( أبَا عامرٍ ، أيْنَ ذاكَ الوفاءُ ، ** إذِ الدّهرُ وسنانُ ، والعيشُ غضّ ؟ )4 ( وَأينَ الذِي كِنْتَ تَعْتَدّ ، مِنْ ** مصادقَتي ، الواجبَ المفترضْ ؟ )5 ( تَشُوبُ وَأمْحَضُ ، مُسْتَبْقِياً ؛ ** وهيهاتَ منْ شابَ ممّنْ محضْ ! )6 ( أبنْ لي ، ألمْ أضطلِعْ ، ناهضاً ، ** بأعباء برّكَ ، فيمنْ نهضْ ؟ )7 ( ألَمْ تَنْشَ ، مِنْ أدَبي ، نَفْحَةً ، ** حسبْتَ بهَا المسكَ طيباً يفضّ ؟ )8 ( ألَمْ تَكُ ، مِنْ شِيمَتي ، غَادِياً ** إلى تُرَعٍ ، ضَاحَكْتُها فُرَضْ ؟ )9 ( ولولا اختصاصُكَ لمْ ألتفتْ ** لحالَيْكَ : مِنْ صِحّةً أوْ مَرَضْ )0 ( ولا عادَني ، منْ وفاءٍ ، سرورٌ ؛ ** وَلا نَالَني ، لِجَفَاءٍ ، مَضَضْ )
____________________
(1/89)
2( يعزّ اعتصارُ الفتى ، وارداً ، ** إذا البَارِدُ العَذْبُ أهْدَى الجَرَضْ )( عمدْتَ لشعري ، ولمْ تتّئبْ ، ** تُعَارِضُ جَوْهَرَهُ ، بِالعَرَضْ )( أضَاقَتْ أسالِيبُ هَذا القَرِيضِ ؟ ** أمْ قَدْ عَفَا رَسْمُهُ فَانْقَرَضْ ؟ )4 ( لعمرِي ، لفوّقْتَ سهمَ النّضالِ ** وَأرسَلْتَهُ ، لَوْ أصَبْتَ الغَرَضْ )5 ( وَشَمّرْتَ للخَوْضِ في لُجّةٍ ، ** هي البحرُ ، ساحلُها لمْ يخضْ )6 ( وَغَرّكَ ، مِنْ عَهْدِ وَلاّدَةٍ ، ** سَرَابٌ تَرَاءى ، وَبَرْقٌ وَمَضْ )7 ( تَظُنّ الوَفَاءَ بِهَا ، وَالظُّنُونُ ** فِيهَا تَقُولُ عَلى مَنْ فَرَضْ : )8 ( هيَ الماءُ يأبَى على قابضٍ ، ** وَيَمْنَعُ زُبْدَتَهُ مَنْ مَخَضْ )9 ( ونبّئتُها ، بعديَ ، استحمِدَتْ ** بسرّي إليكَ لمعنىً غمضْ )0 ( أبَا عامرٍ ! عثرةً فاستقِلْ ، ** لتبرِمَ ، منْ ودّنا ، ما انتقضْ )
____________________
(1/90)
3( وَلا تَعْتَصِمْ ، ضَلّةً ، بالحِجَاجِ ؛ ** وسيِّمْ ، فربّ احتجاجٍ دحضْ )( وَإلاّ انْتَحَتْكَ جُيُوشُ العِتَابِ ، ** مُنَاجِزَةً ، في قَضِيضٍ وَقَضّ )( وأنذرْ خليلَكَ ، منْ ماهِرٍ ** بطبّ الجنونِ ، إذا ما عرضْ )4 ( كَفِيلٌ بِبَطّ خُرَاجٍ عَسَا ؛ ** جريءٌ على شقّ عرقٍ نبضْ )5 ( يُبَادِرُ بالكَيّ ، قَبْلَ الضّمادِ ، ** وَيُسْعِطُ بالسّمّ لا بِالحُضَضْ )6 ( وأشعرْهُ أنّي انتخبْتُ البديلَ ؛ ** وأعلمهُ أنّي استجدْتُ العوَضْ )7 ( فلا مشربي ، لقلاهُ ، أمرَّ ؛ ** وَلا مَضْجَعي ، لِنَوَاهُ ، أقَضّ )8 ( وإنّ يدَ البينِ مشكورةٌ ** لعارٍ أماطَ ، ووصمٍ رحضْ )9 ( وحسبيَ أنّي أطبْتُ الجنَى ** لإبّانِهِ ، وأبحْتُ النّفضْ ) 40 ( وَيَهْنِيكَ أنّكَ ، يا سيَدِي ، ** غَدَوْتَ مُقَارِنَ ذاكَ الرّبَضْ )
____________________
(1/91)
البحر : رمل تام ( ودّعَ الصبرَ محبٌّ ودّعَكْ ، ** ذائعٌ منْ سرّهِ ما استودَعَكْ ) ( يقرَعُ السّنَّ على أنْ لمْ يكنْ ** زَادَ في تِلْكَ الحُطَا ، إذْ شَيّعَكْ ) ( يا أخا البدرِ سناءً وسناً ؛ ** حفظَ اللهُ زماناً أطلعَكْ ) 4 ( إنْ يَطُلْ ، بَعْدَكَ ، لَيلي ، فلَكَمْ ** بِتُّ أشكُو قِصَرَ اللّيْلِ مَعَكْ ! )
____________________
(1/92)
البحر : كامل تام ( ما للمدامِ تديرُهَا عيناكِ ، ** فيميلُ في سكرِ الصِّبَا عطفاكِ ؟ ) ( هَلاّ مَزَجْتِ لَعاشِقِيكِ سُلافَها ** ببرودِ ظلمِكِ أو بعذْبِ لماكِ ؟ ) ( بلْ ما عليكِ ، وقد محضْتُ لكِ الهوى ، ** في أنْ أفوزَ بحظوةِ المسواكِ ؟ ) 4 ( ناهِيكِ ظُلْماً أنْ أضَرْ بيَ الصّدَى ** بَرْحاً ، وَنَالَ البُرْءَ عُودُ أرَاكِ ) 5 ( واهاً لعطفِكِ ، والزّمانُ كأنّما ** صبغَتْ غضارَتُهُ ببردِ صباكِ ) 6 ( وَاللّيلُ ، مَهْمَا طالَ ، قَصّرَ طُولَهُ ** هاتي ، وَقَدْ غَفَلَ الرّقيبُ ، وَهاكِ ) 7 ( وَلَطَالَمَا اعْتُلّ النّسِيمُ ، فَخِلتُهُ ** شكْوَايَ رَقَتْ فَاقْتَضَتْ شَكْوَاكِ ) 8 ( إنْ تَألَفي سِنَةَ النّؤومِ خَلِيّةً ، ** فلطالمَا نافَرْتِ فيّ كراكِ ) 9 ( أوْ تَحْتَبي بالهَجْرِ في نادي القِلى ، ** فَلَكمْ حَلَلْتُ إلى الوِصَالِ حُبَاكِ )0 ( أمّا مُنى نَفْسِي ، فَأنْتِ جَمِيَعُهَا ؛ ** يا لَيْتَني أصْبحْتُ بَعْضَ مُنَاكِ )
____________________
(1/93)
1( يدنُو بوصلِكِ ، حينَ شطّ مزارُهُ ، ** وهمٌ ، أكادُ بهِ أقبّلُ فاكِ )( وَلَئِنْ تَجَنّبْتِ الرّشَادَ بِغَدْرةٍ ** لمْ يهوِ بي ، في الغيّ ، غيرُ هواكِ )( للجَهْوَرِيّ ، أبي الوَليدِ ، خَلائِقٌ ** كالرّوْضِ ، أضْحَكَهُ الغَمَامُ الباكي )4 ( ملكٌ يسوسُ الدّهرَ منهُ مهذَّبٌ ، ** تَدْبِيُرهُ للمُلْكِ خَيْرٌ مِلاكِ )5 ( جَارَى أبَاهُ ، بَعدَ ما فَاتَ المَدَى ، ** فَتَلاهُ بَينَ الفَوْتِ وَالإدْرَاكِ )6 ( شمسُ النّهارِ وبدرُهُ ونجومُهُ ** أبناؤهُ ، منْ فرقدٍ وسماكِ )7 ( يَسْتَوضحُ السّارُونَ زُهْرَ كَواكِبٍ ** مِنْهُمْ تُنِيرُ غَيَاهِبَ الأحْلاكِ )8 ( بشراكِ يا دنْيَا ، وبشرانَا معاً ، ** هَذا الوَزِيرُ أبُو الوَلِيدِ فَتَاكِ )9 ( تْلْفَى السّيادةُ ثَمّ إنْ أضْلَلْتِها ، ** وَمَتى فَقَدْتِ السّرْوَ ، فهوَ هُنَاكِ )0 ( وَإذا سَمِعْتِ بِوَاحِدٍ جُمِعَتْ لَهُ ** فِرَقُ المَحَاسِنِ في الأنَامِ ، فَذَاكِ )
____________________
(1/94)
2( صَمْصَامُ بادِرَةٍ ، وَطَوْدِ سكينَةٍ ، ** وَجَوَادُ غَايَاتٍ ، وَجِذْلِ حِكاكِ )( طَلْقٌ يُفَنَّدُ في السّماحِ ، وَجاهِلٌ ** منْ يستشفّ النّارَ بالمحراكِ )( صنعُ الضّميرِ ، إذا أجالَ بمهرَقٍ ** يمناهُ ، في مهلٍ ، وفي إيشاكِ )4 ( نظمَ البلاغةَ ، في خلال سطورِهِ ، ** نَظْمَ الّلآلي التُّومِ في الأسْلاكِ )5 ( نَادَى مَساعِيَهُ الزّمَانُ مُنَافِساً ؛ ** أحْرَزْتِ كُلّ فَضِيلَةٍ ، فَكَفَاكِ )6 ( ما الوردُ ، في مجناهُ ، سامرَهُ الندى ** مِتَحَلّياً ، إلاّ بِبَعْضِ حُلاكِ )7 ( كلاّ ولا المسكُ ، النَّمومُ أريجُهُ ، ** متعطّراً ، إلاّ بوسمِ ثناكِ )8 ( اللّهوُ ذكرُكِ ، لا غناءُ مرجِّعٍ ، ** يفتنّ في الإطلاقِ والإمساكِ )9 ( طارتْ إليكِ بأوْليائِكِ هزّةٌ ، ** تهفو لها أسفاً قلوبُ عداكِ )0 ( يا أيّهَا القَمَرُ ، الّذِي لِسَنَائِهِ ** وَسَنَاهُ تَعْنُو السَّبْعُ في الأفْلاكِ )
____________________
(1/95)
3( فرحُ الرّياسةِ ، إذْ ملكتَ عنانها ، ** فرحُ العروسِ بصحّةِ الإملاكِ )( من قالَ إنّكَ لستَ أوحدَ في النُّهَى ** والصّالحاتِ ، فدانَ بالإشراكِ )( قلِّدْنيَ الرّأيَ الجميلَ ، فإنّهُ ** حسبي ليومَيْ زينةٍ وعراكِ )4 ( وغذا تحدّثَتِ الحوادثُ بالرَّنَا ** شَزْراً إليّ ، فَقُلْ لَها : إيّاكِ )5 ( هوَ في ضَمانِ العَزْمِ ، يَعبِسُ وَجهُهُ ** للخطْبِ ، والخلقِ النّدي الضّحَاكِ )6 ( وَأحَمَّ دارِيٍّ ، تَضَاعَفَ عِزُّهُ ، ** لمّا أهينَ بمسحَقٍ ومداكِ )7 ( والدَّجنُ ، للشّمسِ المنيرةِ ، حاجبٌ ، ** والجفنُ مثوَى الصّارمِ الفتّاكِ )8 ( هَنَأتْكَ صِحّتُكَ ، التي ، لَوْ أنّها ** شَخْصٌ أُحَاوِرُهُ ، لَقُلْتُ هَنَاكِ )9 ( دامَتْ حَيَاتُكَ ما استُدمتَ فلم تزَلْ ** تَحْيَا بكَ الأخْطارُ بَعدَ هَلاكِ )
____________________
(1/96)
البحر : طويل ( أما في نسيمِ الرّيحِ عرفٌ معرِّفُ ** لنا هل لذاتِ الوَقفِ بالجِزْعِ مَوْقِفُ ) ( فنَقضِيَ أوْطَارَ المُنى مِنْ زِيَارةٍ ، ** لنَا كلفٌ منها بما نتكلّفُ ) ( ضَمَانٌ عَلَيْنَا أنْ تُزَارَ ، وَدُونَها ** رقاقُ الظُّبَى والسّمهرِيُّ المثقَّفُ ) 4 ( غيارى يعدّونَ الغرامَ جريرةً ** بها ، والهوى ظلماً يغيظُ ويؤسفُ ) 5 ( يَوَدّونَ لَوْ يَثْنِي الوَعيدُ زَمَاعَنا ؛ ** وهيهاتَ ريحُ الشّوقِ من ذاكَ أعصفُ ) 6 ( يسيرٌ لدى المشتاقِ ، في جانبِ الهوى ، ** نوى غربةٍ أو مجهلٌ متعسَّفُ ) 7 ( هلِ الرَّوعُ إلاّ غمرةٌ ثمّ تنجلي ؛ ** أمِ الهولُ إلاّ غمّةٌ ثمّ تكشفُ ؟ ) 8 ( وَفي السِّيَرَاء الرّقْمِ ، وَسطَ قِبَابِهمْ ، ** بعيدُ مناطِ القرطِ أحورُ أوطفُ ) 9 ( تَبَايَنَ خَلْقاهُ ، فَعَبْلٌ مِنَعَّمٌ ، ** تأوّدَ ، في أعلاهُ ، لدنٌ مهفهفُ )0 ( فللعانكِ المرتجّ ما حازَ مئزرٌ ؛ ** وَللغُصُنِ المِهْتَزّ ما ضَمّ مِطْرَفُ )
____________________
(1/97)
1( حَبِيبٌ إلَيْهِ أنْ نُسَرّ بِوَصْلِهِ ، ** إذا نحنُ زرنَاهُ ، ونهْنا ونسعَفُ )( وَلَيْلَةَ وَافَيْنَا الكَثيبَ لِمَوْعِدٍ ، ** سُرَى الأيمِ لمْ يُعْلَمْ لمَسرَاهُ مُزْحَفُ )( تَهَادى أناةَ الحَطْوِ ، مُرْتَاعَةَ الحَشا ، ** كمَا رِيعَ يَعْفُورُ الفَلا المُتَشَوِّفُ )4 ( فَما الشّمسُ رَقّ الغَيمُ دون إياتها ، ** سوَى ما أرَى ذاكَ الجَبِينُ المُنْصَّفُ )5 ( فديتُكِ ! أنّى زرتِ نورُكِ واضحٌ ، ** وعطرُكِ نمّامٌ وحليُكِ مرجفُ )6 ( هبيكِ اعتررْتِ الحيّ ، واشيكِ هاجعٌ ، ** وفرعُكِ غربيبٌ ، وليلُكِ أغضفُ )7 ( فأنّى اعتسفَت الهولَ خطوُكِ مدمجٌ ** وَرِدْفِكِ رَجرَاجٌ وَخَصرُكِ مُخطَفُ )8 ( لجاجٌ ، تمادي الحبّ في المعشرِ العِدا ، ** وَأَمٌّ الهَوَى الأفقَ الذي فيه نُشْنَفُ )9 ( وَأنْ نَتَلَقّى السّخْطَ عانينَ بالرّضَى ** لغيرَانَ أجْفَى ما يُرَى حينَ يَلطُفُ )0 ( سَجايا ، لمَنْ وَالاهُ ، كالأرْى تُجنى ، ** فَيُومىء طَرْفٌ ، أوْ بَنَانٌ مُطَرَّفُ )
____________________
(1/98)
2( خليليّ ! مهلاً لا تلومَا ، فإنّني ، ** فؤادي أليفُ البثّ ، والجسمُ مدنفُ )( فأعْنَفُ ما يَلقَى المُحبُّ لحَاجَةً ** على نفسهِ في الحبّ ، حينَ يعنَّفُ )( وإنّي ليستهوينيَ البرقُ صبوةً ، ** إلى برقِ ثغرٍ إنْ بدَا كاد يخطفُ )4 ( وما ولعي بالرّاحِ إلاّ توهّمٌ ** لظَلْمٍ ، بهِ كالرّاحِ ، لوْ يُترَشّفِ )5 ( وتذْكرُني العقدَ ، المرنَّ جمانُهُ ، ** مُرِنّاتُ وُرْقٍ في ذُرَى الأيك تهتِفُ )6 ( فما قيلَ من أهوَى طوى البدرَ هودجٌ ** ولا صانَ ريمَ القفرِ خدرٌ مسجَّفُ )7 ( ولا قبلَ عبّادٍ حوى البحرَ مجلسٌ ، ** ولا حملَ الطّودَ المعظَّمَ رفرَفُ )8 ( هوَ الملكُ الجعدُ ، الذي في ظلالِهِ ** تكفّ صروفُ الحادثاتِ وتصرفُ )9 ( هُمَامٌ يَزِينُ الدّهْرَ مِنْهُ وَأهلَهُ ؛ ** مليكٌ فقيهٌ ، كاتبٌ متفلْسفُ )0 ( يَتِيهُ بِمَرْقَاهُ سَرِيرٌ وَمِنْبَرٌ ، ** وَيَحْمَدُ مَسْعَاهُ حُسامٌ وَمُصْحَفُ )
____________________
(1/99)
3( رويتُهُ في الحادثِ الإدّ لحظةٌ ؛ ** )( يذلّ لهُ الجبّارُ ، خيفةَ بأسِهِ ، ** ويعنو إليهِ الأبلجُ المتغطرِفُ )( حذارَكَ ، إذْ تبغي عليهِ ، من الرّدى ، ** وَدُونَك فاستَوْفِ المُنى حينَ تُنصِفُ )4 ( ستعتامُهمْ في البرّ والبحرِ ، بالتّوَى ، ** كتائبُ تزجى ، أو سفائنُ تجدَفُ )5 ( أغرُّ ، متى نَدرُسْ دَوَاوِينَ مَجدِهِ ** يَرْقْنَا غَرِيبٌ مُجمَلٌ أوْ مُصَنَّفُ )6 ( إذا نحنُ قرّطناهُ قصّرَ مطنبٌ ، ** ولمْ يتجاوزْ غايةَ القصدِ مسرفُ )7 ( وأروَعُ ؛ لا الباغي أخاهُ مبلَّغٌ ** مناهُ ، ولا الرّاجي نداهُ مسوَّفُ )8 ( ممرُّ القوَى ، لا يملأ الخطبُ صدرَه ، ** وليسَ لأمرٍ فائتٍ يتلهّفُ )9 ( لهُ ظلُّ نعمَى ، يذكرُ الهمُّ عندهُ ** ظِلالَ الصِّبا ، بل ذاكَ أندى وَأوْرَفُ ) 40 ( جحيمٌ لعاصيهِ ، يشبّ وقودُه ، ** وجنّةُ عدنٍ للمطيعينَ تزلفُ )
____________________
(1/100)
4( مَحاسِنُ ، غَرْبُ الذّمّ عَنها مُفَلَّلٌ ** كَهامٌ ، وَشَملُ المَجدِ فيها مؤلَّفُ ) 4( تَنَاهَتْ ، فعِقدُ المَجدِ مِنها مُفصَّلٌ ** سَنَاءً ، وَبُرْدُ الفَخرِ منها مُفَوَّفُ ) 4( طَلاقَةُ وَجْهٍ ، في مَضَاءٍ ، كمِثلِ ما ** يروقُ فرندُ السيفِ والحدُّ مرهفُ ) 44 ( على السّيفِ مِن تِلكَ الشّهامةِ مِيسَمٌ ، ** وَفي الرّوْضِ من تلكَ الطّلاقَةِ زُخرُفُ ) 45 ( ** تعودُ لمنْ عاداهُ كالشرْيِ ينقفُ ) 46 ( يراقبُ منهُ اللهَ معتضدٌ ، بهِ ** يَدَ الدّهْرِ ، يَقسو في رِضَاه وَيَرْأفُ ) 47 ( فقُل للمُلوكِ الحاسِديهِ : متى ادّعى ** سِباقَ العَتِيقِ الفائِتِ الشأوِ مُقِرفُ ) 48 ( ألَيْسَ بَنُو عَبّادٍ القِبْلَةَ الّتي ** عليها لآمالِ البريّةِ معكفُ ؟ ) 49 ( مُلوكٌ يُرَى أحيائهم فَخَرَ دَهرِهمْ ، ** وَيَخْلُفُ مَوْتَاهُمْ ثَنَاءٌ مُخَلَّفُ ) 50 ( بِهمْ باهَتِ الأرْضُ السّماءَ فأوْجُهٌ ** شموسٌ ، وأيدٍ من حيا المزن أوكفُ )
____________________
(1/101)
5( أشارحَ معنى المجدِ وهو معمَّسٌ ** وَمُجْزِلَ حظّ الحمد وَهوَ مُسفَسِفُ ) 5( لعمرُ العدا المستدرجيكَ بزعمهمْ ** إلى غِرَّةٍ كادَتْ لها الشمسُ تُكسَفُ ) 5( لَكالُوكَ صَاعَ الغَدرِ ، لُؤمَ سجيّةٍ ، ** وكيلَ لهمْ صَاعُ الجزَاء المُطَفَّفُ ) 54 ( لقد حاولوا العظمى التي لا شوَى لها ، ** فأعجلهُمْ عقدٌ من الهمّ محصفُ ) 55 ( وَلَمّا رَأيتَ الغَدْرَ هَبّ نَسِيمُهُ ، ** تلقّاهُ إعصارٌ لبطشِكَ حرجَفُ ) 56 ( أظَنّ الأعادي أنّ حَزْمَكَ نَائِمٌ ؟ ** لقد تعدُ الفسلَ الظُّنونُ فتخلفُ ) 57 ( دواعي نفاقٍ أنذرتْكَ بأنّهُ ** سيشرَى ويذوِي العضوُ من حيثُ يشأفُ ) 58 ( تحمّلتَ عبءْ الدّهرِ عنهم ، وكلّهمْ ** بنعماكَ موصولُ التّنعّمِ ، مترفُ ) 59 ( فإنْ يكفُرُوا النّعْمَى فتِلكَ دِيَارُهمْ ** بسيفِكَ قاعٌ صفصَفُ الرّسْمِ تنسفُ ) 60 ( وطيَّ الثّرَى مثوىً يكون قصارهُمْ ، ** وَإنْ طالَ منهُمْ في الأداهمِ مَرْسَفُ )
____________________
(1/102)
6( وَبُشرَاكَ عِيدٌ بالسّرُورِ مُظَلَّلٌ ، ** وبالحظّ ، في نيلِ المُنى ، متكنَّفُ ) 6( بَشِيرٌ بِأعْيَادٍ تُوَافِيكَ بَعْدَهُ ، ** كما يَنسُفُ النّظمَ المُوالي ، وَيَرْصُفُ ) 6( تُجَرِّدُ فِيهِ سَيْفَ دَوْلَتِكَ ، الّذي ** دماءُ العِدَى دأباً بغربَيْهِ تظلَفُ ) 64 ( هُوَ الصّارِمُ العَضْبُ الذي العَزْمُ حدُّه ، ** وحليتُهُ بذلُ النّدى والتعفّفُ ) 65 ( همامٌ سمَا للملْكِ ، إذْ هوَ يافعٌ ، ** وتمّتْ لهُ آياتُهُ ، هوَ مخلِفُ ) 66 ( كرِيمٌ ، يَعُدّ الحَمدَ أنْفَسَ قِينَةٍ ، ** فيُولَعُ بالفِعلِ الجَميلِ ، وَيُشغَفُ ) 67 ( غدَا بخميسٍ ، يقسِمُ الغيمُ أنّهُ ** لأحفَلُ منها ، مكفهرّاً ، وأكثفُ ) 68 ( هوَ الغَيمُ من زُرْقِ الأسِنّةِ بَرْقُهُ ، ** وللطّبْلِ رعدٌ ، في نواحيهِ ، يقصِفُ ) 69 ( فَلَمّا قَضَيْنَا مَا عَنَانَا أدَاؤهُ ، ** وَكلٌّ بما يُرْضِيكَ داعٍ ، فَمُلْحِفُ ) 70 ( قَرَنَا بحَمْدِ اللَّهِ حَمْدَكَ ، إنّهُ ** لأوْكَدُ ما يُحْظى لدَيْهِ ، وَيُزْلَفُ )
____________________
(1/103)
7( وَعُدْنَا إلى القَصْرِ ، الذي هوَ كَعبةٌ ، ** يُغادِيهِ مِنّا نَاظِرٌ ، أوْ مُطَرَّفُ ) 7( فإذْ نَحنُ طالَعْنَاهُ ، وَالأفقُ لابِسٌ ** عجاجتَهُ ، والأرضُب بالخيلِ ترجُفُ ) 7( رَأيْناكَ في أعْلى المُصَلّى ، كَأنّمَا ** تَطَلّعَ ، من محْرَابِ داودَ ، يُوسُفُ ) 74 ( ولمّا حضرْنا الإذْنَ ، والدّهرُ خادمٌ ، ** تُشِيرُ فيُمضِي ، وَالقَضَاءُ مُصَرِّفُ ) 75 ( وصلْنا فقبّلْنا النّدى منكَ في يدٍ ، ** بها يُتْلَفُ المَالُ الجسيمُ ، ويُخلَفُ ) 76 ( لقد جُدتَ حتى ما بنَفسٍ خَصَاصَةٌ ، ** وأمّنْتَ حَتى ما بِقَلْبٍ تَخَوُّفُ ) 77 ( وَلَوْلاَكَ لم يَسهُلْ من الدُّهرِ جانبٌ ؛ ** وَلا ذَلّ مُقْتَادٌ ، وَلا لانَ مَعطِفُ ) 78 ( لكَ الخيرُ ، أنّى لي بشكركَ نهضةٌ ؟ ** وَكيفَ أُودّي فرْضَ ما أنتَ مُسلِفُ ؟ ) 79 ( أفَدْتَ بَهِيمَ الحالِ مِنّيَ غُرَّةً ، ** يُقَابِلُها طَرْفُ الجَمُوحِ فيُطرَفُ ) 80 ( وبوّأتَهُ دنيْاكَ دارَ مقامةٍ ، ** بحَيْثُ دَنا ظِلٌّ وَذُلّلَ مَقْطِفُ )
____________________
(1/104)
8( وكمْ نعمةٍ ، ألبستُها ، سندسيّةٍ ، ** أُسَرْبَلُها في كلّ حِينٍ وأُلْحَفُ ) 8( مَوَاهِبُ فَيّاضِ اليَدَيْنِ ، كَأنّمَا ** من المُزْنِ تُمرَى أوْ من البحرِ تُغزَفُ ) 8( فإنْ أكُ عبداً قد تملّكْتَ رقَّهُ ، ** فأرفَعُ أحوالي ، وأسْنى وأشرفُ )
____________________
(1/105)
البحر : مجزوء الكامل ( رَاحَتْ ، فَصَحّ بهَا السّقِيمْ ، ** ريحٌ معطَّرةُ النّسيمْ ) ( مقبولَةٌ هبّتْ قبولاً ، ** فَهْيَ تَعْبَقُ في الشَّمِيمْ ) ( أفَضيضُ مِسْكٍ أمْ بَلَنْسِيَةٌ ** لريّاهَا نميمْ ) 4 ( بَلَدٌ ، حَبِيبٌ أُفْقُهُ ، ** لفتىً يحلّ بهِ كريمْ ) 5 ( أيّهَا أبَا عَبْدِ الإلَه ، ** دُعاءُ مَغْلُوبِ العَرِيمْ ) 6 ( إنْ عيلًَ صبرِي منْ فراقِكَ ** فَالعَذَابُ بِهِ ألِيمْ ) 7 ( أوْ أتْبَعَتْكَ حَنِينَهَا ** نفسِي ، فأنْتَ لهَا قسيمْ ) 8 ( ذكرى لعهدِكَ كالسّهادِ ** سَرَى ، فَبَرّحَ بِالسّلِيمْ ) 9 ( مهمَا ذمَمْتُ ، فما زمَاني ** في ذِمَامِكَ بِالذّمِيمْ )0 ( زَمَنٌ ، كمألُوفِ الرَّضَاعِ ، ** يشوقُ ذكرَاهُ الفطيمْ )
____________________
(1/106)
1( أيّامض أعقدُ ناظريّ ** بذلِكَ المرْأى الوسيمْ )( فأرَى الفتوّةَ غضّةً ** في ثَوْبِ أوّاهٍ حَلِيمْ )( أللهُ يعلمُ أنّ حبّ ** كَ منْ فؤادي بالصّميمْ )4 ( وَلَئِنْ تَحَمّلَ عَنْكَ لي ** جسمٌ ، فعنْ قلبٍ مقيمْ )5 ( قُلْ لي : بأيّ خِلالِ سَرْوِكَ ، ** قبلُ ، أفْتَنُ أوْ أهيمْ ؟ )6 ( أبِمَجْدِكَ العَمَمِ ، الّذي ** نَسَقَ الحَدِيثَ مَعَ القَدِيمْ ؟ )7 ( أمْ ظرفِكَ الحلوِ الجنَى ؛ ** أمْ عرضِكَ الصّافي الأديمْ ؟ )8 ( أمْ برِّكَ العذبِ الجمامِ ، ** وَبِشْرِكَ الغَضّ الجَمِيمْ ؟ )9 ( أمْ بالبدائعِ كاللآلئ ، ** مِنْ نَثِيرٍ أوْ نَظِيمْ ؟ )0 ( وبلاغةٍ ، إنْ عدّ أهلُوهَا ، ** فأنْتَ لهمْ زعيمْ )
____________________
(1/107)
2( فقرٌ تسوغُ بهَا المدامُ ، ** إذا تَكَرّرَهَا النّدِيمْ )( إنْ أشْمَسَتْ تِلكَ الطّلاقَةُ ، ** فالنّدَى منهَا مقيمْ )( إنّ الّذِي قَسَمَ الخُظُوظَ ، ** حَبَاكَ بِالخُلُقِ العَظِيمْ )4 ( لا أستزيدُ اللهَ نعمَى ** فيكَ ، لا بلْ أستديمْ )5 ( فلقدْ أقرَّ العينَ أنّكَ ** غُرَّةُ الزّمَنِ البَهِيمْ )6 ( حسبي الثّناءُ لحسنِ برّ ** كَ مَا بَدَا بَرْقٌ فَشِيمْ )7 ( ثمّ الدّعاءُ بأنْ تَهَنّأ ، ** طُولَ عَيْشِكَ ، في نَعِيمْ )8 ( ثمّ السّلامُ تُبَلَّغَنْهُ ، ** فَغَيْبُ مُهْدِيهِ سَلِيمْ )
____________________
(1/108)
البحر : طويل ( أمَا علمَتْ أنّ الشّفيعَ شبابُ ، ** فَيَقْصُرَ عَنْ لَوْمِ المُحبّ عِتَابُ ؟ ) ( علامَ الصِّبا غضٌّ ، يرفّ رواؤهُ ، ** إذا عنّ من وصلِ الحسانِ ذهابُ ؟ ) ( وَفيمَ الهَوَى مَحضٌ يَشِفّ صَفاؤهُ ** إذا لم يكنْ منهنّ عنهُ ثوابُي ؟ ) 4 ( وَمُسْعِفَةٍ بالوَصْلِ ، إذ مَرْبَعُ الحمى ** لها ، كلّما قظنا الجنابَ ، جنابُ ) 5 ( تَظُنّ النّوَى تَعدو الهَوَى عن مَزَارِها ؛ ** وداعي الهوَى نحوَ البعيدِ مجابُ ) 6 ( وَقَلّ لها نِضْوٌ بَرَى نَحْضَهُ السُّرَى ، ** وَبَهْمَاءُ غُفلُ الصَّحصَحَانِ ، تُجابُ ) 7 ( إذا ما أحَبّ الرّكْبُ وَجهاً مَضَوْا لهُ ** فَهانَ عَلَيْهِمْ أنْ تَخُبّ رِكَابُ ) 8 ( عَرُوبٌ ألاحَتْ من أعارِيبٍ حِلّةٍ ، ** تَجَاوَبُ فِيهَا بِالصّهيلِ عِرَابُ ) 9 ( غيارَى من الطّيفِ المعاودِ في الكرَى ، ** مشيحونَ من رجمِ الظُّنونِ غضابُ )0 ( وماذا عليهَا أنْ يسنّيَ وصلَهَا ** طَعانٌ ، فإنْ لمْ يُغْنِينَا ، فَضِرابُ )
____________________
(1/109)
1( ألَمْ تَدْرِ أنّا لا نَرَاحُ لِرَبيبَةٍ ، ** إذا لَمْ يُلَمَّعْ بالنّجِيع خِضَابُ )( وَلاَ نَنْشَقُ العِطْرَ النَّمُومَ أرِيجُهُ ، ** إذا لمْ يِشَعْشَعْ بالعَجاجِ مَلابُ )( وكمْ راسلَ الغيرانُ يهدي وعيدَه ، ** فَمَا رَاعَهُ إلاّ الطُّرُوقَ جَوَابُ )4 ( ولمْ يثنِنَا أنّ الرّبابَ عقيلةٌ ، ** تَسَانَدُ سَعْدٌ دُونَهَا وَرِبَابُ )5 ( وأنْ ركزَتْ حولَ الخدورِ أسنّةٌ ، ** وَحَفّتْ بِقُبّ السُابِحاتِ قِبَابُ )6 ( وَلَوْ نَذَرَ الحَيّانِ ، غِبَّ السُّرَى ، بنا ** لَكَرّتْ عُظالى ، أوْ لَعَادَ كُلابُ )7 ( وَلَيْلَةَ وَافَتْنَا تَهَادَى فَنَمْتَرِي ، ** أيسمُو حبابٌ ، أو يسيبُ حبابُ ؟ )8 ( يُعَذّبُها عَضّ السّوَارِ بِمِعْصَمٍ ، ** أبانَ لهَا أنّ النّعيمَ عذابُ )9 ( لأبرَحْتُ من شيحانَ ، حطّ لثامُهُ ، ** إلى خَفَرٍ مَا حُطّ عَنْهُ نِقَابُ )0 ( ثَوَى مِنْهُمَا ثِنَى النّجادِ مِشَيَّعٌ ، ** نجيدٌ ، وميلاءُ الوشاحِ كعابُ )
____________________
(1/110)
2( يُعَلَّلُ مِنْ إغْرِيضِ ثَغْرٍ ، يَعُلهُ ** غَرِيضٌ كمَاء المُزْنِ ، وَهوَ رُضَابُ )( إلى أن بَدَتْ في دُهْمَةِ الأفقِ غُرَّةٌ ، ** ونفّرَ ، من جنحِ الظّلامِ ، غرابُ )( وقد كادتِ الجوزاءُ تهوي فخلتُها ** ثنَاهَا ، من الشِّعرَى العبورِ ، جنابُ )4 ( كأنّ الثّرَيّا رَايةٌ مُشْرِعٌ لَهَا ** جبانٌ ، يريدُ الطّعنَ ، ثمّ يهابُ )5 ( كأنّ سهيلاً ، في رباوةِ أفقهِ ، ** مُسِيمُ نُجُوم ، حَانَ مِنْهُ إيَابُ )6 ( كأنّ السُّهَا فَاني الحُشَاشَةِ ، شَفَّهُ ** ضنىً ، فخفاتٌ مرّةً ومثابُ )7 ( كأنّ الصباحَ استقبسَ الشّمسَ نَارَها ، ** فجاء لهُ ، من مشترِيهِ ، شهابُ )8 ( كأنّ إياةَ الشّمسِ بشرِ بنِ جهورٍ ، ** إذا بذَلَ الأموَالَ ، وهيَ رغابُ )9 ( هوَ البشرُ ، شمنا منهُ برقَ غمامةٍ ** لَها باللُّهَا ، في المُعْتَفِينَ ، مَصَابُ )0 ( جوادٌ متى استعجلْتَ أولى هباتِهِ ** كَفَاكَ مِنَ البَحْرِ الخِضَمِّ عُبَابُ )
____________________
(1/111)
3( غَنيٌّ ، عَنِ الإبْساسِ ، دَرُّ نَوَالِه ، ** إذا استَنزَلَ الدَّرَّ البَكيءَ عِصَابُ )( إذا حسبَ النَّيلَ الزّهيدَ منيلُهُ ، ** فمَا لعطايَاهُ الحسابِ حسابُ )( عَطَايَا ، يُصِيبُ الحاسِدونَ بحَمْدِه ** عَلَيْها ، وَلَمْ يُحْبِوْا بها فَيُحَابُوا )4 ( موطَّأُ أكنافِ السّماحِ ، دنَتْ بهِ ** خَلائِقُ زُهْرٌ ، إذْ أنَافَ نِصَابُ )5 ( فزُرْهُ تزُرْ أكْنافَ غنّاءَ طلّةٍ ، ** أربّتْ بهَا للمكرمَاتِ ربَابُ )6 ( زعيمُ المساعي أنْ تلينَ شدائدٌ ** يُمَارِسُها ، أوْ أنْ تَلِينَ صِعَابُ )7 ( مَهِيبٌ يِغَضّ الطَّرْفُ مِنْهُ لآذِنٍ ، ** مهابَتُهُ دونَ الحجابِ حجابُ )8 ( لأبلَجَ موفورِ الجلالِ ، إذا احتَبَى ، ** علا نظرٌ منهُ وعزّ خطابُ )9 ( وَذِي تُدَرإ ، يَعدُو العِدا عن قِرَعِهِ ، ** غلابٌ ، فمهمَا عزّهُ ، فخلابُ ) 40 ( إذا هوَ أمضَى العزمَ لم يكُ هفوةً ، ** يُؤثِّرُ عَنْها ، في الأنَامِلِ ، نَابُ )
____________________
(1/112)
4( عَزَائِمُ يَنْصَاعُ العِدَا عَنْ مُمَرّهَا ، ** كمَا رُهِبْتَ يَوْمَ النّضَالِ رِهَابُ ) 4( صَوَائِبُ ، رِيشُ النّصْرِ في جَنَبَاتِها ** لؤامٌ ، وريشُ الطائشاتِ لغابُ ) 4( حليمٌ ، تلافَى الجاهلِينَ أناتُهُ ، ** إذِ الحلمُ عن بعضِ الذّنوبِ عقابُ ) 44 ( إذا عَثَرَ الجاني عَفَا عَفْوَ حَافِظٍ ، ** بنعمى لهَا في المذنبِينَ ذنابُ ) 45 ( شَهَامَةُ نَفْسٍ في سَلامةِ مَذْهَبٍ ، ** كما الماءُ للرّاحِ الشُّمولِ قطابُ ) 46 ( بَني جَهوَرٍ ! مهما فخَرْتُمْ بِأوّلٍ ، ** فسرٌّ منَ المجدِ التّليدِ لباب ) 47 ( حَطَطتم بحيثُ اسلَنطحتْ ساحةُ العلا ، ** وأوْفَتْ لأخطارِ السّناء هضابُ ) 48 ( بكمْ باهَتِ الأرضُ السّماءَ ، فأوجُهٌ ** شموسٌ ، وأيدٍ ، في المحولِ ، سحابُ ) 49 ( أشارِحَ معنى المجدِ وهوَ معمَّسٌ ، ** وعامرَ مغنى الحمدِ وهوَ خرابُ ) 50 ( مُحَيّاكَ بَدْرٌ ، وَالبُدُورُ أهلَّةٌ ، ** ويُمْنَاكَ بَحْرٌ ، وَالبُحورُ ثِعابُ )
____________________
(1/113)
5( رَأيْتُكَ جارَاكَ الوَرَى ، فغلَبَتْهُمْ ، ** لِذَلِكَ جَرْيُ المُذْكِياتِ غِلابُ ) 5( فقرّتْ بهَا ، من أوليائكَ ، أعينٌ ** وَذَلْتْ لَها ، مِنْ حاسِديكَ ، رِقابُ ) 5( فتحْتَ المُنى ، منْ بعدِ إلهامنا بها ، ** وَقَدْ ضَاعَ إقْلِيدٌ وَأُبْهِمَ بَابُ ) 54 ( مددتَ ظلالَ الأمنِ ، تخضرّ تحتَها ، ** من العيشِ في أعْذى البقاعِن شعابُ ) 55 ( حمىً ، سالَمتْ فيه البغاثَ جوارحٌ ، ** وَكَفّتْ ، عَنِ البَهمِ الرِّتاعِ ، ذئابُ ) 56 ( فلا زِلتَ تَسعى سَعيَ مَن حَظُّ سَعيهِ ** نَجاحٌ ، وحظُّ الشّانِئِيهِ تَبَابُ ) 57 ( فَإنّكَ للدِّينِ الشَّعِيبِ لَمِلأمٌ ؛ ** وإنّكَ للملكِ الثَّئي لرئابُ ) 58 ( إذا معشرٌ ألهاهُمُ جلساؤهُمْ ، ** فَلَهْوُكَ ذِكْرٌ ، وَالجَلِيسُ كتابُ ) 59 ( نِعَزّيكَ عن شهرِ الصّيامِ الذي انقضى ، ** فإنّكَ مَفْجُوعٌ بِهِ فَمُصَابُ ) 60 ( هوَ الزَّوْرُ لوْ تعطى المُنى وضعَ العصَا ** ليزدادَ ، منْ حسنِ الثّوابِ ، مثابُ )
____________________
(1/114)
6( شَهِدْتُ ، لأدّى منكَ وَاجِبٌ فَرْضِهِ ** عَلِيمٌ بِما يُرْضِي الإلَهَ ، نِقَابُ ) 6( وجاوَرْتَ بيتَ اللهِ أنساً بمعشرٍ ، ** خشوهُ ، فخرّوا ركّعاً وأنابوُا ) 6( لَقَدْ جَدّ إخْبَاتٌ ، وَحَقَّ تَبَتّلٌ ، ** وبالغَ إخلاصٌ ، وصحّ متابُ ) 64 ( سيخلدُ في الدّنْيَا بهِ لكَ مفخرٌ ، ** وَيَحْسُنُ في دارِ الخُلُودِ مَآبُ ) 65 ( وَبُشْرَاكَ أعيادٌ ، سَيَنْمي اطّرَادُهَا ، ** كما اطّردَتْ في السّمهرِيّ كعابُ ) 66 ( ترى منكَ سروَ الملكِ في قشفِ التّقى ** فيبرُقُها مرأى هنكَ عجابُ ) 67 ( فأبْلِ وَأخْلِف ، إنّمَا أنْتَ لابِسٌ ** لهذي اللّيالي الغرّ ، وهيَ ثيابُ ) 68 ( فديتُكَ كمْ ألقَى الفواغرَ من عداً ، ** قراهُمْ ، لنيرانِ الفسادِ ، ثقابُ ) 69 ( عَفَا عنهُم قَدرِي الرّفيعُ ، فأهْجَرُوا ، ** وَبَايَنَهُمْ خُلقي الجَميلُ ، فَعَابُوا ) 70 ( وقد تسمعُ اللّيثَ اجحاشُ نهيقَها ، ** وتعلي إلى البدْرِ النّباحَ كلابُ )
____________________
(1/115)
7( إذا رَاقَ حُسنُ الرّوْضِ أوْ فاحَ طيبُهُ ** فَما ضَرّهُ أنْ طَنّ فِيهِ ذُبَابُ ) 7( فَلا بَرِحَتْ تِلْكَ الضّغائِنُ ، إنّها ** أفاعٍ ، لها ، بينَ الضّلوعِ ، لصابُ ) 7( يَقُولُونَ شَرِّقْ ، أوْ فَغَرّبْ صَرِيمةً ** إلى حيثُ آمالُ النّفوسِ نهابُ ) 74 ( فأنْتَ الحسامُ العضْبُ أصدئ متنُهُ ** وعطّلَ منْهُ مضربٌ وذبابُ ) 75 ( وَمَا السّيفُ مِمّا يُستبَانُ مَضاؤهُ ، ** إذا حازَ جَفْنٌ حَدَّهُ ، وَقِرابُ ) 76 ( وإنّ الذي أمَّلتُ كدّرَ صفْوُهُ ، ** فأضْحَى الرّضَا بالسّخطِ منهُ يشابُ ) 77 ( وَقَدْ أخْلَفَتْ ممّا ظَنَنتُ مَخايِلٌ ؛ ** وَقَدْ صَفِرَتْ مِمّا رَجَوْتُ وِطَابُ ) 78 ( فَمَنْ لي بسُلْطانٍ مُبِينٍ عَلَيْهِمُ ، ** إذا لجّ بالخصْمِ الألدّ شغابُ ) 79 ( ليُخْزِهِمْ إنْ لَمْ تَرِدْنيَ نَبْوَةٌ ، ** يُساء الفَتى مِنْ مِثْلِها وَيُرَابُ ) 80 ( فَقَدْ تَتَغَشّى صَفحةَ الماء كُدْرَةٌ ، ** ويغطُو على ضوء النَّهارِ ضبابُ )
____________________
(1/116)
8( سرورُ الغِنى ، ما لم يكن منك ، حسرةٌ ، ** وَأرْيُ المُنى ، ما لم تُنَلْ بك ، صَابُ ) 8( وإنْ يكُ في أهلِ الزّمانِ مؤمَّلٌ ، ** فأنْتَ الشَّرابُ العذبُ ، وهوَ سرابُ ) 8( أيُعْوِرُ ، من جارِ السِّماكَينِ ، جانِبٌ ، ** وَيُمْعِزُ ، في ظلّ الرّبيعِ ، جَنَابُ ؟ ) 84 ( فأينَ ثَنَاءٌ يَهْرَمُ الدّهْرُ كِبْرَةً ، ** وحليتُهُ ، في الغابرينَ ، شبابُ ؟ ) 85 ( سأبكي على حظّي لَدَيكَ ، كَما بَكَى ** رَبِيعَةُ لمّا ضَلّ عَنهُ دُؤابُ ) 86 ( وَأشكُو نُبوّ الجَنبِ عن كلّ مَضْجَعٍ ، ** كمَا يَتَجَافَى بِالأسيرِ ظِرَابُ ) 87 ( فثقْ بهزبرِ الشّعرِ واصفح عن الورَى ، ** فَإنّهُمُ ، إلاّ الأقَلَّ ، ذُبَابُ ) 88 ( ولا تعدلِ المثنينَبي ، فأنا الّذي ** إذا حضرَ العقمُ الشّواردُ غابُوا ) 89 ( ينوبُ عنِ المدّاحِ منّيَ واحدٌ ، ** جَميعُ الخِصَالِ ، ليسَ عنهُ مَنابُ ) 90 ( وردْتُ معينَ الطّبعِ ، إذ ذيدَ دونَهُ ** أُناسٌ ، لهُمْ في حَجْرَتَيهِ لُوَابُ )
____________________
(1/117)
9( وَنَجّدَني عِلْمٌ تَوَالَتْ فُنُونُهُ ، ** كمَا يتوَالى في النّظامِ سخابُ ) 9( فعُدْ بِيَدٍ بَيْضاء يَصْدَعُ صِدْقِها ، ** فإنّ أرَاجِيفَ العُداةِ كِذَابُ ) 9( وحاشاكَ منْ أنْ تستمرّ مريرةٌ ، ** لعَهْدِكَ ، أوْ يَخفَى عَليك صَوَابُ )
____________________
(1/118)
البحر : خفيف تام ( الهَوَى في طُلُوعِ تِلْكَ النّجُومِ ؛ ** وَالمُنَى في هُبُوبِ ذاكَ النّسِيمِ ) ( سرّنَا عيشُنَا الرّقيقُ الحواشِي ، ** لَوْ يَدومُ السّرُورُ للمُسْتَدِيمِ ) ( وطرٌ ما انقضَى إلى أنْ تقضّى ** زَمَنٌ ، مَا ذِمَامُهُ بِالذّمِيمِ ) 4 ( إذْ خِتَامُ الرّضَا المُسَوَّغِ مِسْكٌ ؛ ** ومزاجُ الوصالِ منْ تسنيمِ ) 5 ( وَغَرِيضُ الّلالِ غَضٌّ ، جنى الصّبْوَةِ ، ** نَشْوَانُ مِنْ سُلافِ النّعِيمِ ) 6 ( طالمَا نافرَ الهوَى منهُ غرٌّ ، ** لمْ يطلْ عهدُ جيدِهِ بالتّميمِ ) 7 ( أيّهَا المُؤذِني بِظُلْمِ اللّيالي ، ** ليسَ يومي بواحدٍ من ظلومِ ) 8 ( قمرُ الأفقِ ، إنْ تأمّلتَ ، والشّمسُ ** هُمَا يُكْسَفَانِ دُونَ النّجُومِ ) 9 ( أيّهَا ذا الوَزِيرُ ! هَا أنّا أشْكُو ، ** بِالمُصَابِ العَظِيمِ نَحْوَ العَظِيمِ )0 ( بوّأ اللهُ جهوراً شرفَ السّؤدَدِ ، ** في السّروِ ، واللُّبَابِ الصّميمِ )
____________________
(1/119)
1( واحدٌ ، سلّمَ الجميعُ لهُ الأمرَ ، ** فكانَ الخصوصُ وفقَ العمومِ )( قلّدَ الغمرُ ذا التّجاربِ فيهِ ؛ ** وَاكْتَفَى جاهِلٌ بِعِلْمِ العَلِيمِ )( خطرٌ يقتضي الكمالَ بنوعَيْ ** خُلُقٍ بَارِعٍ ، وَخَلْقٍ وَسِيمِ )4 ( أيّهَا الوزيرُ ! ها أنّا أشكُو ، ** والعَصَا بدءُ قرعِهَا للحليمِ )5 ( مَا عَنَانَا أنْ يَأنَفَ السّابِقُ المَرْبطَ ** في العتقِ منهُ والتّطهيمِ )6 ( وَبَقَاءُ الحُسَامِ في الجَفنِ يَثْني ** مِنْهُ بَعدَ المَضَاء ، وَالتّصْمِيمِ )7 ( أفصبرٌ مئينَ خمساً منَ الأيّامِ ، ** نَاهِيكَ مِنْ عَذَابٍ ألِيمِ ! )8 ( وَمُعَنًّى مِنَ الضّنَى بِهَنَاتٍ ، ** نَكَأتْ بِالكُلُومِ قَرْحَ الكُلومِ )9 ( سَقَمٌ لا أُعَادِ فيهِ وَفي العَائِدِ ** أنسٌ يفي ببرء السّقيمِ )0 ( نَارُ بَغْيٍ سَرَى إلى جَنّةِ الأمْنِ ** لَظَاها ، فَأصْبَحَتْ كَالصّرِيمِ )
____________________
(1/120)
2( بأبي أنتَ ، إنْ تشأ ، تكُ برداً ** وسلاماً ، كنارِ إبراهيمِ )( للشّفيعِ الثّناءُ ، والحمدُ في صوبِ ** الحَيَا للرّياحِ ، لا لِلْغُيومِ )( وزعيمٌ ، بأنْ يذلِّلَ لي الصّعبَ ، ** مثابي إلى الهمامِ الزّعيمِ )4 ( وَوِدَادٌ ، يُغَيِّرُ الدهْرُ مَا شَاء ** ويبقَى بقاءَ عهدِ الكريمِ )5 ( وَثَنَاءٌ ، أرْسَلْتُهُ سَلْوَةَ الظّاعِنِ ** عَنْ شَوْقِهِ ، وَلَهْوَ المُقِيمِ )6 ( فهوَ ريحانَةُ الجليسِ ، ولا فخرَ ، ** وفيهِ مزاجُ كأسِ النّديمِ )7 ( لمْ يزَلْ مغضياً على هفوةِ الجاني ، ** مصيخاً إلى اعْتذارِ الكريمِ )8 ( ومتى يبدإ الصّنيعةَ يولعْكَ ** تَمَامُ الخِصَالِ بِالتّتْمِيمِ )
____________________
(1/121)
البحر : رمل تام ( هَلْ عَهِدْنا الشّمسَ يَعْتَادُ الكِللْ ؛ ** أمْ شَهِدْنَا البَدْرَ يَجتابُ الحُلَلْ ) ( أمْ قَضِيبُ البَانِ ، يَعْنِيهِ الهَوَى ، ** أمْ غَزَالُ الفَقْرِ ، يُصبْهِ الغَزَلْ ؟ ) ( خرقَ العاداتِ مبدي صورةٍ ، ** حَشَدَ الحُسْنُ عَلَيها ، فاحتَفَلْ ) 4 ( مُشْرَبُ الصّفْحَةِ مِنْ مَاء الصِّبَا ؛ ** مشبعُ الوجنةِ منْ صبغِ الخجلْ ) 5 ( منْ عذيري منهُ ، إنْ أغببْتُهُ ** نسيَ العهدَ ، وإنْ عاودْتُ ملّ ) 6 ( قاتلٌ لي بالتّجنّي ، ما لهُ ، ** لَيْتَ شِعري ، أحَلالٌ ما استَحَلّ ؟ ) 7 ( أيّهَا المُخْتَالُ في زِينَتِهِ ! ** أنْتَ أولى النّاسِ بالخالِ ، فخلْ ) 8 ( لكَ ، إنْ أدلَلْتَ ، عذرٌ واضحٌ ؛ ** كلُّ مَنْ سَاعَفَهُ الحُسنُ أدلّ ) 9 ( سببُ السُّقمِ ، الّذي برّحَ بي ، ** صحّةٌ كالسُّقْمِ في تلكَ المقلْ )0 ( إنّ مَنْ أضْحَى أبَاهُ جَهْوَرٌ ، ** قالتِ الآمالُ عنهُ ، ففعَلْ )
____________________
(1/122)
1( مَلِكٌ لَذّ جَنَى العَيْشِ بِهِ ، ** حيثُ وردُ الأمنِ للصّادي عللْ )( أحسنَ المحسنُ منّا فجزَى ، ** مثلمَا لجّ مسيءٌ ، فاحتملْ )( سَعْيُهُ في كلّ بِرٍّ مَثَلٌ ، ** إذْ مَسَاعي مَنْ يُنَاوِيهِ مُثُلْ )4 ( لا يَزَلْ مِنْ حَاسِدِيهِ مُكْثِرٌ ، ** أوْ مقلٌّ ، سبقَ السّيفُ العذلْ )5 ( يا بني جهورٍ الدنيَا بكُمْ ** حَلِيَتْ أيّامُهَا ، بَعْدَ العَطَلْ )6 ( إنّمَا دولتُكُمْ واسطةٌ ، ** أهدتِ الحسنَ إلى عقدِ الدّولْ )7 ( نَحْنِ مِنْ نَعْمَائِكُمْ في زَهْرَةٍ ، ** جدّدتْ عهدَ الرّبيعِ المقتبلْ )8 ( طَابَ كانُونٌ لَنَا أثْنَاءهَا ؛ ** فكأنّ اللشّمسَ حلّتْ بالحَمَلْ )9 ( زَهَرَتْ أخْلاقُكُمْ ، فابْتَسَمَتْ ** كابتسامِ الوردِ عنْ لؤلؤِ طلّ )0 ( أيّهَا البَحْرُ ، الّذِي مَهْمَا تَفِض ** بالنّدى يمناهُ ، فالبحرُ وشلْ )
____________________
(1/123)
2( مَنْ لَنَا فِيكَ بِعَيْبٍ وَاحِدٍ ، ** تُحْذَرُ العَينُ ، إذا الفَضْلُ كَمُلْ )( شَرَفٌ تَغْنى عَنِ المَدْحِ بِهِ ، ** مِثْلَمَا يَغنى عنِ الكُحْلِ الكَحَلْ )( أَنا غرسٌ في ثرى العليَاءِ ، لوْ ** أبطأتْ سقياكَ عنهُ لذبُلْ )4 ( ليَ ذِكْرٌ ، بِالّذِي أسْدَيْتَهُ ، ** نابِهٌ ، ودَّ حسودٌ لوْ خملْ )5 ( فليمُتْ بالدّاء منْ حالِ فتىً ** أدّبتْهُ سيرُ النّاسِ الأولْ )6 ( فَوَعَى الحِكْمَةَ عَنْ قَائِلِهمْ : ** الْزَمِ الصّحّةَ يَلْزَمْكَ العَمَلْ )7 ( أقْبَلَتْ نُعْمَاكَ تُهْدِي نَفْسَها ، ** لمْ أرغْ حظّيَ منهَا بالحيَلْ )8 ( فَقَبِلْتُ اليَدَ مِنْ بَطْنِ يَدٍ ** ظهرُها ، الدّهرَ ، محلٌّ للقبلْ )9 ( كُلُّنَا بُلّغَ مَا أمّلَهُ ** فَابْلُغِ الغَايَةَ مِنْ كُلّ أمَلْ )0 ( وإذا ما رامَكَ الدّهرُ ، ففُتْ ؛ ** وإذا رمتَ الأمانيّ ، فنلْ )
____________________
(1/124)
البحر : كامل تام ( هذا الصّباحُ ، على سرَاكِ ، رقيبَا ، ** فَصلِي بِفَرْعِكَ لَيْلَكِ الغِرْبِيبَا ) ( ولدَيْكِ ، أمثالَ النّجومِ ، قلائدٌ ، ** ألِفَتْ سَمَاءكِ لَبّةً وَتَرِيبَا ) ( لِيَنُبْ عَنِ الجَوْزَاء قُرْطُكِ كْلّما ** جَنَحَت ، تُحَثّ جَنَاحَها تَغْرِيبَا ) 4 ( وإذا الوشاحُ تعرّضتْ أثناؤهُ ، ** طلعَتْ ثريّا لمْ تكنْ لتغيبَا ) 5 ( وَلَطَالَمَا أبْدَيْتِ ، إذْ حَيّيْتِنَا ، ** كفّاً ، هيَ الكفّ الخضيبُ ، خضيبَا ) 6 ( أظنينَةً ! دعوَى البراءةِ شأنُهَا ، ** أنتِ العدوّ ، فلمْ دعيتِ حبيبَا ؟ ) 7 ( ما بَالُ خَدّكِ لا يَزَالُ مُضَرَّجاً ** بدمٍ ، ولحظُكِ لا يزالُ مريبَا ؟ ) 8 ( لوْ شئتِ ، ما عذّبتِ مهجةَ عاشقٍ ** مُسْتَعْذِبٍ ، في حُبّكِ ، التّعْذِيبَا ) 9 ( وَلَزْرْتِهِ ، بَلْ عُدْتِهِ ، إنّ الهَوى ** مرضٌ ، يكونُ لهُ الوصالُ طبيبَا )0 ( مَا الهجرُ إلاّ البينُ ، لولا أنّهُ ** لَمْ يَشْحُ فَاهُ بِهِ الغُرَابُ نَعِيبَا )
____________________
(1/125)
1( ولقدْ قضى فيكِ التّجلّدُ نحبَهُ ، ** فَثَوَى وَأعْقَبَ زَفْرَةً وَنَحِيبَا )( وأرى دموعَ العينِ ليسَ لفيضِهَا ** غَيْضٌ ، إذا ما القَلبُ كانَ قَلِيبَا )( مَا لي وللأيّامِ ، لجّ معَ الصِّبَا ** عدوانُهَا ، فكَسَا العذارَ مشيبَا )4 ( محقتْ هلالَ السّنّ ، قبلَ تمامِهِ ؛ ** وذوَى بهَا غصنُ الشّبابِ رطيبَا )5 ( لألمّ بي مَا لوْ ألَمّ بشاهقٍ ، ** لانْهَالَ جَانِبُهُ ، فَصَارَ كَثِيبَا )6 ( فَلَئِنْ تَسُمْني الحَادِثَاتُ ، فقد أرَى ** للجفنِ ، في العضبِ الطّريرِ ، ندوبَا )7 ( وَلَئِنْ عَجِبْتُ لأنْ أُضَامَ ، وَجَهوَرٌ ** نِعْمَ النّصِيرُ ، لَقَدْ رَأيتُ عَجيبَا )8 ( مَنْ لا تُعَدّي النّائِبَاتُ لجَارِهِ ** زَحْفَاً ، وَلا تَمْشِي الضَّرَاء دَبِيبَا )9 ( ملكٌ أطاعَ اللهَ منهُ موفَّقٌ ؛ ** مَا زَالَ أوّاباً إلَيْهِ مُنِيبَا )0 ( يأتي رضاهُ معادياً وموالياً ، ** ويكونُ فيهِ معاقباً ومثيبَا )
____________________
(1/126)
2( مُتَمَرِّسٌ بالدّهْرِ ، يَقْعُدُ صَرْفُهُ ** إنْ قامَ ، في نادي الخطوبِ ، خطيبَا )( لا يوسمُ الرّأيُ الفطيرُ بهِ ، وَلا ** يعتادُ إرسالَ الكلامِ قضيبَا )( تأبَى ضرائبُهُ الضُّروبَ نفاسةً ** منْ انْ تقيسَ بهِ النّفوسُ ضريبَا )4 ( بَسّامُ ثَغرِ البِشْرِ ، إنْ عَقَدَ الحُبَا ، ** فرأيْتَ وضّاحاً ، هناكَ ، مهيبَا )5 ( مَلأ النّواظِرَ صَامِتاً ، وَلَرُبَّمَا ** ملأ المَسَامِعَ سَائلاً ومُجِيبَا )6 ( عِقْدٌ ، تألّفَ في نِظَامِ رِيَاسةٍ ، ** نَسَقَ اللآلىء َ مُنْجِباً وَنَجِيبَا )7 ( يَغْشَى التّجارِبَ كَهلُهُمْ ، مُستغنياً ** بقَرِيحَةٍ ، هِيَ حَسْبُهُ تَجْرِيبَا )8 ( وإذا دعوْتَ وليدَهُمْ لعظيمةٍ ، ** لَبّاكَ رَقْراقَ السّمَاحِ ، أدِيبَا )9 ( هممٌ تنافسُها النّجومُ ، وقد تلا ، ** في سؤدَدٍ منْهَا ، العقيبُ عقيبَا )0 ( ومحاسنٌ تندى رقائقُ ذكرِها ، ** فتكادُ توهِمُكَ المديحَ نسيبَا )
____________________
(1/127)
3( كالآسِ أخضرَ نضرةً ، والوردِ أحمرَ ** بهجةً ، والمِسْكِ أذفرَ طيبَا )( وإذا تفنّنَ ، في اللّسانِ ، ثناؤُهُ ، ** فَافْتَنّ ، لَمْ يَكُنِ المُرَادُ غَرِيبَا )( غَالى بمَا فيهِ ، فغيرُ مواقعٍ ** سَرَفاً ، وَلا مُتَوقِّعٍ تَكْذِيبَا )4 ( كان الوُشَاةُ ، وَقَد مُنيتُ بإفْكِهِمْ ، ** أسباطَ يعقوبٍ ، وكنتُ الذّيبَا )5 ( وإذا المُنى ، بقبولِكَ الغضّ الجنى ، ** هُزّتْ ذَوَائِبُهَا ، فَلا تَثْرِيْبَا )6 ( أنا سيفك الصّدىء الذي مهما تشأ ** تُعِدِ الصّقَالَ إليه والتّذْ رِيبَا )7 ( كمْ ضاقَ بي من مذهبٍ في مطلبٍ ، ** فثنيْتَهُ فسحَ المجالِ ، رحيبَا )8 ( وزهَا جنابُ الشّكرِ حينَ مطرْتَهُ ** بِسَحَائِبِ النُّعْمَى ، فَرُدّ خَصِيبَا )
____________________
(1/128)
البحر : مجزوء الرمل ( سَرّكَ الدّهرُ وَسَاءَ ، ** فَاقْنَ شُكْراً وَعَزَاءَ ) ( كمْ أفادَ الصّبرُ أجراً ، ** وَاقْتَضَى الشّكْرُ نَمَاء ) ( أنْتَ إنْ تَأسَ عَلى ** المَفْقُودِ إلْفَاً ، وَاجتِبَاء ) 4 ( فاسْلُ عنهُ غيرةً ، ** واحتملِ الرُّزء إبَاء ) 5 ( أيّهَا المُعْتَضِدُ ، المَنصُورُ ، ** ملّيتَ البقاء ) 6 ( وتزيّدْتَ معَ الأيّامِ ** عزّاً ، وعلاء ) 7 ( إنّمَا يكسبُنَا الحزنُ ** عناءً ، لا غناء ) 8 ( أنْتَ طَبٌّ أنّ داء المَوْ ** تِ قَدْ أعْيَا الدّوَاء ) 9 ( فتأسّ ! إنّ ذاكَ ** الخَطْبَ غَالَ الأنْبِياء )0 ( وَسَيَفْنَى المَلأُ الأعْ ** لى إذَا مَا اللَّهُ شَاء )
____________________
(1/129)
1( حَبّذَا هَدْيُ عَرُوسٍ ، ** دفنهَا كانَ الهداء )( عمّرتْ حيناً ، وماءَ ال ** مُزْنِ شَكْلَينِ سَوَاء )( ثُمّ وَلّتْ ، فَوَجَدْنَا ** أرَجَ المِسْكِ ثَنَاء )4 ( جَمَعَتْ تَقَوْى وَإخْبَا ** تاً وَفَضْلاً وَذَكاء )5 ( سَتُوفّى ، مِنْ جِمَامِ الكَوْ ** ثَرِ العَذْبِ ، رَوَاء )6 ( حَيْثُ تَلقّى الأتقِياء ، السّ ** عَدَاء ، الشّهَدَاء )7 ( هانَ ما لاقَتْ عليهَا ، ** أنْ غَدَتْ مِنْكَ فِداء )8 ( غُنْمُ أحْبَابِكَ أنْ تَبْ ** قَى ، وإنْ عمّوا فناء )9 ( فالبَسِ الصّنعَ ملاءً ؛ ** وَاسْحَبِ السّعْدَ رِدَاء )0 ( وَرِثِ الأعْدَاء أعْمَا ** رَهُمُ ، وَالأوْلِيَاء )
____________________
(1/130)
البحر : مجزوء الكامل ( أحمدْتَ عاقبةَ الدّواءِ ، ** وَنِلْتَ عَافِيَةَ الشّفَاءِ ) ( وَخَرَجْتَ مِنْهُ مِثْلَمَا ** خَرَجَ الحُسَامُ مِنَ الجِلاء ) ( وَبَقِيتَ الدُّنْيَا ، فَأنْ ** تَ دواؤهَا منْ كلّ داء ) 4 ( وَوَرِثْتَ أعْمَارَ العِدَى ، ** وقسمْتَهَا في الأولياء ) 5 ( يا خيرَ منْ ركبَ الجيَا ** د ، وسَارَ في ظِلّ اللّواء ) 6 ( واجتالَ يومَ الحربِ قدْ ** ماً ، وَاحْتَبَى يَوْمَ الحِبَاء ) 7 ( بشرَاكَ عقبَى صحّةٍ ، ** تجرِي إلى غيرِ انتهاء ) 8 ( في دولةٍ تبقى بقا ** ء الدّهرِ ، آمنةَ الفناء ) 9 ( وَمَسَرّةِ يُفْضِي بِهَا ** زَمَنٌ ، كَحاشِيَةِ الرّداء )0 ( وَاشْرَبْ فَقَدْ لَذّ النّسيمُ ، ** وَرَقّ سِرْبَالُ الهَوَاء )
____________________
(1/131)
1( لَنَرى بِكَ البَهْوَ المُطِلّ ، ** يَمِيسُ في حُلَلِ البَهَاء )( وَبَقِيتَ مَفْدِيَاً بِنّا ؛ ** إنْ نحنُ جزْنا في الفداء )
____________________
(1/132)
البحر : طويل ( ليهنِكَ أنْ أحمدَتَ عاقبةَ الفصدِ ؛ ** فللّهِ منّا أجملُ الشّكرِ والحمدِ ) ( ويَا عَجَبا مِنْ أنّ مِبضَعَ فَاصِدٍ ** تلقّيتَهُ ، لمْ ينصرِفْ نابيَ الحدّ ) ( ومنْ متولّي فصْدِ يمناكَ ، كيفَ لم ** يهلْهُ عبابُ البحرِ في معظمِ المدّ ) 4 ( ولمْ تغشَهُ الشّمسُ المنيرُ شعاعُها ، ** فيخطئَ فيما رامَهُ سننَ القصدِ ) 5 ( سرّى دمُك المُهراق في الأرْض فاكتستْ ** أفانينَ روضٍ مثلَ حاشيةِ البردِ ) 6 ( فصادٌ أطابَ الدّهرَ كالقطرِ في الثّرَى ** كمَا طابَ ماءُ الوَرْدِ في العَنْبرِ الوَرْدِ ) 7 ( لَقَدْ أوْفَتِ الدّنْيَا بعَهْدِك نُصْرَةً ؛ ** كأنّكَ قَدْ عَلّمتَها كَرَمَ العَهْدِ ) 8 ( لَدَى زَمَنٍ غَضٍّ ، أنيقٍ فرِنْدُهُ ، ** كمثلِ فرندِ الوردِ في خجلةِ الخدّ ) 9 ( تسوِّغُ منْهُ العيشَ في ظلّ دولةٍ ** مقابلةِ الأرجاء بالكوكبِ السّعدِ )0 ( فَهُبّ إلى اللّذّاتِ ، مُؤثِرَ رَاحَةٍ ، ** تُجِمّ النّفْسَ النّفِيسَةَ للكَد )
____________________
(1/133)
1( ووالِ بهَا في لؤلؤٍ ، منْ حبابِها ، ** كجيدِ الفتاةِ الرُّودِ في لؤلؤ العقدِ )( وإنْ تدعُنا للأنسِ ، عنْ أريحيةٍ ، ** فقد يأنَسُ المَوْلى ، إذا ارتاحَ ، بالعَبدِ )
____________________
(1/134)
البحر : متقارب تام ( أدِرْهَا ! فَقَدْ حَسُنَ المَجْلِسُ ، ؛ ** وَقَدْ آنَ أنْ تُتْرَع الأكْؤسُ ) ( ولا بأسَ ، إنْ كانَ ولّى الرّبيعُ ، ** إذا لمْ تجدْ فقدَهُ الأنْفُسُ ) ( فَإنّ خِلالَ أبي عَامِرٍ ، ** بِهَا يَحْضُرُ الوَرْدُ وَالنَّرْجِسُ )
____________________
(1/135)
البحر : كامل تام ( مَا طُولُ عَذْلِكِ للمُحبِّ بنافِعِ ؛ ** ذهبَ الفؤادُ ، فليسَ فيه براجعِ ) ( فنْدّتِ حِينَ طَمِعْتِ في سُلوَانِهِ ؛ ** هيهاتَ لا ظفرٌ هناكَ لطامعِ ) ( فدعيهِ ، حيثُ يطولُ ميدانُ الصِّبا ، ** كيمَا يجرّ بهِ عنانَ الخالعِ ) 4 ( ماذا يريبُكِ منْ فتىً ، عزّ الهوَى ** فعنَا لِنَخْوَتِهِ بِذِلّةِ خاضِعِ ) 5 ( هَلْ غَيرَ أنْ مَحضَ الوَفَاءِ لغَادِرٍ ؛ ** أو غيرَ أنْ صدقَ الوصالَ لقاطعِ ؟ ) 6 ( لمْ يهوَ منْ لمْ يمسِ قرّةِ عينِهِ ** سَهَرُ الصّبَابَةِ ، في خَليٍّ هاجِعِ ) 7 ( واهاً لأيّامٍ خلَتْ ، ما عهدُهَا ، ** في حينَ ضَيّعَتِ العُهُودَ ، بِضَائِعِ ) 8 ( زَمَنٌ كما رَاقَ السّقِيطُ من النّدَى ، ** يستنّ في صفحاتِ وردٍ يانعِ ) 9 ( أيّامَ إنْ عَتَبَ الحَبيبُ ، لَهَفْوَةٍ ، ** شَفَعَ الشّبابُ ، فكانَ أكرَمَ شافِعِ )0 ( ما لي وللدّنْيَا ، غرِرْتُ ، منَ المُنى ** فِيها ، بِبَارِقَةٍ السّرابِ الخادِعِ )
____________________
(1/136)
1( مَا إنْ أزالُ أرومُ شُهْدَةَ عاسِلٍ ، ** أُحْمَى مُجاجَتَهَا بإبْرَةَ لاسِعِ )( منْ مبلغٌ عني البلادَ ، إذا نبتْ ، ** أنْ لَستُ للنّفسِ الألُوفِ بِناخِعِ )( أمّا الهوانُ ، فصنْتُ عنهُ صفحةً ** أغشَى بهَا حدّ الزّمانِ الشّارعِ )4 ( فَلْيُرْغِمِ الحَظَّ المُوَلّيَ أنّهُ ** وَلّى ، فَلَمْ أُتْبِعْهُ خُطْوَةَ تابِعِ )5 ( إنّ الغني لهوَ القناعةُ ، لا الّذي ** يشتفّ نطفةَ ماء وجْهِ القانعِ )6 ( أللهُ جارُ الجهوريّ ، فطالمَا ** مُنِيتْ صَفاةُ الدّهرِ مِنْهُ بِقَارِعِ )7 ( ملكٌ درَى أنّ المساعيَ سمعةٌ ، ** فسعَى ، فطابَ حديثُهُ للسّامعِ )8 ( شِيَمٌ هيَ الزّهْرُ الجَنيّ ، تَبَسّمَتْ ** عَنْهُ الكَمَائِمُ ، في الضَّحاء الماتعِ )9 ( أغرَى منافسَهُ ليدرِكَ شأوَهُ ، ** فشآهُ بالباعِ الطّويلِ الواسعِ )0 ( ثَبْتُ السّكِينَةِ في النّدِيّ ، كأنّمَا ** تِلْكَ الحُبا لِيثَتْ بهَضْبِ مَتالِعِ )
____________________
(1/137)
2( عذبُ الجَنى للأولياء ، فإنْ يهجْ ** فَالسّمُّ يَأبَى أنْ يَسُوغَ لِجّارِعِ )( يا أيّهَا المَلِكُ الّذي حاطَ الهُدَى ، ** لولاكَ كانَ حمىً قليلَ المانعِ )( أنِسَ الأنَامُ إلَيْكَ فيهِ ، فهُمْ بهِ ** منْ قائمٍ ، أوْ ساجدٍ ، أو راكعِ )4 ( مُتَبَوّئونَ جَنَابَ عَيْشٍ مُونِقٍ ؛ ** مُتَفَيّئُونَ ظِلالَ أمْنٍ شَائِعِ )5 ( فلتضرِبَنْ معهمْ بأوفرِ شركَةٍ ** في أجرِهِمْ ، مِنْ مُوتِرٍ أوْ شافِعِ )6 ( خَيرُ الشّهُورِ اختَرْتَ ، عند طُلُوعه ، ** خَيرَ البِقَاعِ لَهُ بِأسْعَدِ طالِعِ )
____________________
(1/138)
البحر : خفيف تام ( غمرَتْني لكَ الأيادي البيضُ ، ** نَشَبٌ وَافِرٌ وَجَاهُ عَرِيضُ ) ( كُلَّ يَوْمٍ يَجِدُّ مِنْكَ اهْتِبَالٌ ، ** عَهدُ شُكرِي علَيه غَضٌّ غَرِيضُ ) ( بوّأتني نعمَاكَ جنّةَ عدنٍ ، ** جالَ في وصفِها ، فضلّ القريضُ ) 4 ( مجتنىً مدّنٍ ، وظلٌّ برودٌ ، ** ونسيمٌ ، يشفي النّفوسَ ، مريضُ ) 5 ( وَمِيَاهٌ ، قَدْ أخْجَلَ الوَرْدَ أنْ عا ** رضَ تذهيبَهُ لهَا تفضيضُ ) 6 ( كلّمَا غنّتِ الحمائمُ قلْنَا : ** مَعْبَدٌ ، إذْ شَدَا ، أجَابَ الغَرِيضُ ) 7 ( جاوَرَتْ حَمّةً ، مُشَيَّدَةَ المَبْ ** نَى لبرقِ الرّخامِ فيهِ وميضُ ) 8 ( مَرْمَرٌ ، أوْقَدَ الفِرِنْدَ عَلَيْهِ ** سلسلٌ ، بحرُهُ الزّلالُ يفيضُ ) 9 ( وَسْطَها دُمْيَةٌ يَرُوقُ اجْتِلاءُ الْ ** كُلّ مِنْهَا ، وَيَفْتِنُ التّبْعِيضُ )0 ( بشرٌ ناصعٌ ، وخدٌّ أسيلٌ ، ** ومحيّاً طلقٌ ، وطرفٌ غضيضُ )
____________________
(1/139)
1( وَقَوامٌ كمَا اسْتَقَامَ قَضِيبُ الْ ** بانِ ، إذْ علّهُ ثراهُ الأريضُ )( وَابْتِسَامٌ ، لَوْ أنّها اسْتَغْرَبَتْ فِي ** هِ أرَاكَ اتّسَاقَهُ الإغْرِيضُ )( وَالتِفَاتٌ ، كَأنّمَا هُوَ بِالإي ** حَاء ، مِنْ فَرْطِ لُطْفِهِ ، تَعرِيضُ )4 ( لُمَعٌ طَلّةٌ مِنَ العَيْشِ مَا إنْ ** للهَوَى ، عَنْ مَحَلِّهَا تَعويضُ )5 ( سَوّ غَتْني نَعِيْمَها نَفَحَاتٌ ، ** للمُنى ، منْ سحابِهَا ، ترويضُ )6 ( تابعَتْهَا يدُ الهمامِ ، أبي عمْ ** رٍ و ، فمَا غمْرُها لديّ مغيضُ )7 ( ملكٌ ذادَ عن حمى الدّينِ منْهُ ** منْ إليهِ ، في نصرِهِ ، التّفويضُ )8 ( وسمَا ناظرٌ منَ المجدِ ، في دنيا ** هُ ، قدْ كانَ كفَّهُ التّغْميضُ )9 ( إنْ أساءَ الزّمَانُ أحْسَنَ دَأبَا ، ** مثلمَا بايَنَ النّقيضَ النّقيضُ )0 ( يا مُعِزّ الهُدَى ، الّذِي مَا لِمَسْعَا ** هُ ، إلى غَيرِ سَمْتِهِ ، تَغْرِيضُ )
____________________
(1/140)
2( يا مُحلِّي يَفَاعَ حَالٍ ، مَكَانُ النّ ** جْمِ ، مَهما يُقَسْ إلَيهِ ، حَضِيضُ )( إنْ أنَلْ أيْسَرَ الرّغَائِبِ فِيهِ ، ** يَرْضَ فَوْزَ القِدَاحِ مِني مُفِيضُ )( لو يفاعُ المجرّةِ اعتضْتَ منْهُ ، ** رَاحَ يَدّعُو ثُبُورَهُ المُسْتَعِيضُ )4 ( حظُّ سنّ امرىء ٍ نأى منكَ قرعٌ ؛ ** وَقُصَارَى بَنَاتِهِ تَعْضِيضُ )5 ( حسبيَ النُّصْحُ والودادُ وشكرٌ ، ** عَطّرَ الدّهرَ مِنْهُ ، مِسكٌ فَضِيضُ )6 ( دمْ موقَّىً وليُّكَ ، الدّهرَ ، مجبو ** رٌ مساعيكَ ، والعدوُّ مهيضُ )7 ( فاعترافُ الملوكِ أنّكَ مولا ** همْ حديثٌ ، ما بينهمْ ، مستفيضُ )
____________________
(1/141)
البحر : رجز تام ( أما وألحاظٍ مراضٍ ، صحاحْ ، ** تُصْبي ، وَأعطافٍ نَشاوَى ، صَوَاحْ ) ( لفاتنٍ بالحسنِ ، في خدّهِ ** وردٌ ، وأثناءَ ثناياهُ راحْ ) ( لمْ أنسَ ، إذْ باتَتْ يدِي ، ليلةً ، ** وشاحَهُ اللاّصقَ دونَ الوشاحْ ) 4 ( ألممْتُ بالألطفِ منهُ ، ولمْ ** أجنحْ إلى ما فيه بعضُ الجناحْ ) 5 ( لأُصْفِيَنّ المُصطَفَى ، جَهْوَراً ، ** عهداً ، لروضِ الحسنِ عنه انتضاحْ ) 6 ( جَزَاءَ مَا رَفّهَ شُرْبَ المُنَى ؛ ** وأذّنَ السّعْيُ بوشْكِ النّجَاحْ ) 7 ( يَسّرَتُ آمَالي بِتَأمِيلهِ ، ** فَمَا عَدَانِيَ مِنْهُ فَوْزُ القِدَاحْ ) 8 ( لَمْ أشِمِ البَرْقَ جَهَاماً ، وَلَمْ ** أقتدحِ الصُّمَّ ببيضِ الصِّفَاحْ ) 9 ( مَنْ مِثْلُهُ ، لا مِثْلَ يُلْفَى لَهُ ، ** إنّ فَسَدَتْ حَالٌ ، فَعَزّ الصَّلاحْ )0 ( يا مرشِدي ، جهلاً ، إلى غيرِهِ ، ** أغنى ، عنِ المصباحِ ، ضوءُ الصّباحْ )
____________________
(1/142)
1( يَهْفِو بِهِ ، نَحْوَ الثّنا ، ارْتِيَاحْ ** يهفُو بهِ ، نحوَ الثّناء ، ارتياحْ )( ذِو بَاطِنٍ أُقْبِسَ نُورَ التّقَى ؛ ** وَظاهِرٍ أُشْرِبَ مَاءَ السَّمَاحْ )( انظرُ ترَ البدرَ سناً ، واختبِرْ ** تَجِدْهُ كَالمِسْكِ ، إذا مِيثَ فاحْ )4 ( إيهِ أبَا الحَزْمِ ! اهْتَبِلْ غِرّةً ، ** ألسنةُ الشّكرِ عليهَا فصاحْ )5 ( لا طارَ بي حظٌّ إلى غايةٍ ، ** إنْ لمْ أكُنْ مِنْكَ مَرِيشَ الجَنَاحْ )6 ( عتباكَ ، بعدَ العتبِ ، أمنيّةٌ ** مَا لي ، على الدّهْرِ ، سوَاها اقترَاحْ )7 ( لمْ يَثْنِي ، عَنْ أمَلٍ ، مَا جَرَى ، ** قدْ يرقَعُ الخرقُ وتؤسَى الجراحْ )8 ( فاشحذْ ، بحسنِ الرّأيِ ، عزمي يرَعْ ** مني العِدَا ، أليسَ شاكي السّلاحْ ؟ )9 ( وَاشْفَعْ ، فَلِلشّافِعِ نُعْمَى بِمَا ** سَنَاهُ مِنْ عَقْدٍ ، وَثِيقِ النَّوَاحْ )0 ( إنّ سَحابَ الأفقِ مِنْها الحَيَا ؛ ** والحمدُ في تأليفِهَا للرّيَاحْ )
____________________
(1/143)
2( وقاكَ ، ما تخشَى منَ الدّهرِ ، منْ ** تعبْتَ ، في تأمينِهِ ، واستراحْ )
____________________
(1/144)
البحر : بسيط تام ( ما جالَ بعدكِ لحظي في سنَا القمرِ ، ** إلاَّ ذَكَرْتُكِ ذِكْرَ العَيْنِ بِالأَثَرِ ) ( ولا استطلْتُ ذماء اللّيلِ من أسفٍ ** إِلاَّ عَلى لَيْلَةٍ سَرَّتْ مَعَ القِصَرِ ) ( ناهيكَ مِنْ سَهَرٍ بَرْحٍ تَأَلَّفَهُ ** شوقٌ إلى ما انقضَى من ذلك السَّمرِ ) 4 ( فليْتَ ذاكَ السّوادَ الجونَ متَّصلٌ ، ** لو استعارَ سوادَ القلبِ والبصرِ ) 5 ( أَمَّا الضَّنَى فَجَنَتْهُ لَحْظَةٌ عَنَنٌ ** كأنّها والرّدَى جاءا على قدرِ ) 6 ( فَهِمْتُ مَعْنَى الْهَوى مِنْ وَحْيِ طَرْفِكِ لي ** إِنَّ الحِوَارَ لَمَفْهُومٌ مِنَ الْحَوَرِ ) 7 ( والصّدرُ ، مذْ وردَتْ رفْهاً نواحيَهُ ، ** تُومُ القَلائِدِ لَمْ تَجْنَحْ إِلَى صَدَرِ ) 8 ( حسنٌ أفانينُ ، لمْ تستوْفِ أعيُنُنا ** غاياتِهِ بأفانينٍ من النّظرِ ) 9 ( واهاً لثغرِكِ ثغراً باتَ يكلؤهُ ** غيرانُ ، تسرِي عوالِيهِ إلى الثُّغَرِ )0 ( يَقْظَانُ لَمْ يَكْتَحِلْ غَمْضاً مُراقَبَةً ** لِرابِطِ الجَأْشِ مِقْدامٍ عَلَى الغَرَرِ )
____________________
(1/145)
1( لا لَهْوُ أَيَّامِهِ الخالِي بِمُرْتَجَعٍ ** ولا نعيمُ ليالِيهِ بمنتظرِ )( إذْ لا التّحيّ ةُ إيماءٌ مخالسةً ؛ ** وَلا الزِّيارَةُ إِلْمامُ عَلَى خَطَرِ )( منىً ، كأنْ لم يكنْ إلاّ تذكّرُها ؛ ** إِنَّ الغَرَامَ لَمُعْتَادٌ مَعَ الذِّكَرِ )4 ( من يسألِ النّاسَ عن حالي فشاهدُها ** مَحْضُ العِيَانِ الَّذِي يُغْنِي عَنِ الْخَبَرِ )5 ( لَمْ تَطْوِ بُرْدَ شَبَابي كَبْرَةٌ وأرى ** بَرْقَ الِمَشِيبِ اعْتَلَى في عارِضِ الشَّعَرِ )6 ( قَبْلَ الثَّلاثِينَ إذْ عَهْدُ الصِّبا كَثَبٌ ** وللشّبيبةِ غصنٌ غيرُ مهتصرِ )7 ( ها إِنَّها لَوْعةٌ في الصَّدْرِ قادِحَةٌ ** نارَ الأسَى ، ومشيبي طائرُ الشّررِ )8 ( لا يهنىء ِ الشّامتَ ، المرتاحَ خاطرُهُ ، ** أَنِّي مُعَنَّى الأماني ضائِعُ الْخَطَرِ )9 ( هلِ الرّياحُ بنجمِ الأرضِ عاصفةٌ ؟ ** أمِ الكسوفُ لغيرِ الشّمسِ والقمرِ ؟ )0 ( إنْ طالَ في السّجنِ إيداعي فلا عجبٌ ! ** قد يودَعُ الجفنَ حدُّ الصّارمِ الذكرِ )
____________________
(1/146)
2( وَإِنْ يُثَبِّتْ أَبا الْحَزْمِ الرِّضا قَدَرٌ ** عَنْ كَشْفِ ضُرِّي فَلا عَتْبٌ عَلى القَدَرِ )( ما للذّنوبِ ، التي جاني كبائرِهَا ** غَيْرِي يُحَمِّلُني أَوْزارَها وَزَري )( منْ لمْ أزلْ ، من تأنّيهِ ، عى ثقةٍ ؛ ** وَلَمْ أَزَلْ مِنْ تَجَنِّيه عَلَى حَذَرِ )4 ( ذُو الشِّيمَةِ الرَّسْلِ إِنْ هِيجَتْ حَفِيظَتُهُ ** وَالجانِبِ السَّهْلِ والْمُسْتَعْتَبِ اليَسَرِ )5 ( من فيه للمجتَلي والمبتَلي ، نسقاً ، ** جَمالُ مَرأىً عَلَيْه سَرْوُ مُخْتَبَرِ )6 ( مُذَلِّلٌ لِلْمَساعِي حُكْمُهَا شَطَطٌ ** عَليهِ ، وَهْوَ العَزِيزُ النَّفْسِ والنَّفَرِ )7 ( وَزيرُ سِلْمٍ كَفاهُ يُمْنُ طائِرِهِ ** شُؤْمَ الْحُروب ، ورأْيٌ مُحْصَدُ المِرَرِ )8 ( أغنَتْ قريحتُهُ مغنَى تجاربِهِ ؛ ** ونابَتِ اللّمحةُ العجلى عن الفكرِ )9 ( كمِ اشترَى ، بكرَى عينيهِ ، من سهرٍ ؛ ** هُدوءُ عَيْنِ الْهُدَى في ذَلكَ السَّهَرِ )0 ( في حَضْرَةٍ غابَ صَرْفُ الدَّهْرِ - خَشْيَتَهُ - ** عنها ، ونامَ القَطا فيها ، فلم يثُرِ )
____________________
(1/147)
3( مُمَتَّعٍ بالرَّبيعِ الطَّلْق نَازِلُها ** يلهيهِ عن طيبِ آصالٍ ندى بكرِ )( ما إِنْ يَزالُ يَبُثُّ النَّبْتَ في جَلَدٍ ** مذْ ساسَها ، ويفيضُ الماءَ من حجرِ )( قَدْ كُنْتُ أَحْسبُنِي وَالنَّجْمَ فِي قَرَنٍ ** ففيمَ أصبحتُ منحطّاً إلى العفرِ ؟ )4 ( أَحينَ رَفَّ عَلَى الآفاقِ مِنْ أَدَبِي ** غَرْسٌ لَهُ مِنْ جَنَاهُ يَانِعُ الثَّمَرِ )5 ( وَسِيلةٌ سَبَباً إِنْ لم تكنْ نَسَباً ** فَهْوَ الودادُ صَفَا مِنْ غَيْرِ ما كَدَرِ )6 ( وبائنٍ منْ ثناءٍ ، حسنُهُ مثلٌ ** وَشْيُ الْمَحَاسِنِ مِنْهُ مُعْلَمُ الطُّرَرِ )7 ( يُسْتَوْدَعُ الصُّحْفَ لا تَخْفَى نَوافِحُهُ ** إِلاَّ خَفَاءَ نَسِيمِ المِسْكِ في الصُّرَرِ )8 ( مِنْ كُلِّ مُخْتَالَةٍ بِالحِبْرِ رَافِلَةٍ ** فِيهِ اخْتِيالَ الكَعابِ الرُّؤْدِ بِالحِبَرِ )9 ( تجفى لها الرّوضَةُ الغنّاءُ ، أضحَكَها ** مَجالُ دَمْعِ النَّدَى في أَعْيُنِ الزَّهَرِ ) 40 ( يا بهجةَ الدّهرِ حيّاً وهوَ إن فنيَتْ ** حَيَاتُهُ زِينَةُ الآثارِ وَالسَّيَرِ )
____________________
(1/148)
4( لي في اعتمادِكَ ، بالتأميلِ ، سابقةٌ ** وهجرةٌ في الهوَى ، أوْلى منَ الهجرِ ) 4( ففيمَ غضّتْ همومي من عُلا همَمي ، ** وحاصَ بي مطلَبي عن وجهةِ الظَّفَرِ ) 4( هل من سبيلٍ ، فماءُ العتبِ لي أسنٌ ، ** إلى العُذُوبَةِ مِنْ عُتْباكَ والْخَصَرِ ) 44 ( نذرْتُ شكرَكَ ، لا أنسَى الوفاءَ بهِ ، ** إنْ اسفرَتْ ليَ عنها أوجُهُ البشرِ ) 45 ( لا تلْهُ عني ، فلمْ أسألْكَ ، معتسِفاً ، ** ردَّ الصِّبا ، بعدَ إيفاءٍ على الكبرِ ) 46 ( وَاسْتَوْفِرِ الْحَظَّ مِنْ نُصْحٍ وَصاغِيَةٍ ** كِلاهُما العِلْقُ لَمْ يُوهَبْ وَلَمْ يُعَرِ ) 47 ( هَبْنِي جَهِلْتُ فَكانَ الْجَهْلُ سَيِّئَةً ** لا عذرَ منها سوى أنّي من البشرِ ) 48 ( إِنَّ السِّيادَةَ بِالإِغْضَاءِ لابِسَةٌ ** بهاءَها ، وبَهَاءُ الْحُسْنِ في الْخَفَرِ ) 49 ( لَكَ الشَّفاعَةُ لا تُثْنى أَعِنَّتُها ** دُونَ القَبُول بِمَقْبُول مِنَ العُذُرِ )
____________________
(1/149)
البحر : مجزوء الكامل ( يا أيّهَا المَلِكُ الجَلِي ** لُ ، يُكِلُّ ألسنَنا جلالِكْ ) ( انْظُرْ إلى مُحْتَلَنَا ، ** قد زانَ ساحتَهُ احتلالُكْ ) ( نَهْرٌ وَرَوْضٌ ، نحْنُ بَيْنَهُ ** مَا تفيّئنَا ظلالُكْ ) 4 ( قَدْ فَاضَ في هذَا نَدَا ** كَ ، ونعّمتْ هذا خلالُكْ )
____________________
(1/150)
البحر : طويل ( مرادُهُمُ حيثُ السّلاحُ خمائلُ ؛ ** وَمَوْرِدُهُمْ حيثُ الدّماءُ مَناهِلُ ) ( وَدُونَ المُنى فِيهمْ جِيادٌ صَوَافِنٌ ، ** ومأثورَةٌ بيضٌ وسمرٌ عواملُ ) ( لِكلِّ نَجِيدٍ في النّجَادِ ، كَأنّمَا ** تناطُ ، بمتنِ الرّمحِ ، منهُ ، الحمائلُ ) 4 ( طَوِيلٌ عَلَينا لَيْلُهُ ، مِنْ حَفِيظَةٍ ، ** كأنّ صباباتِ النّفوسِ طوائلُ ) 5 ( كناسٌ دنَا منهُ الشَّرَى ، في محلّةٍ ** بهَا للّيثُ يَعدو ، وَالغَزالُ يُغَازِلُ ) 6 ( لعَمرُ القِبابِ الحُمْرِ ، وَسطَ عَرِينهمْ ** لقَدْ قُصِرَتْ فيها السُّرُوبُ العَقائلُ ) 7 ( أمحجوبةٌ ليلى ، ولم تخضبِ القنَا ؛ ** وَلا حجبتْ شمسَ الضَّحا القَساطلُ ) 8 ( أنَاةٌ ، عَليها من سنَا البَدرِ مِيسَمٌ ، ** وَفيها منَ الغُصْنِ النُّضيرِ شَمائِلُ ) 9 ( يجولُ وشاحَاهَا على خيزُرَانَةٍ ؛ ** وتشرقُ تحتَ البردتَينِ الخلاخِلُ )0 ( وَلَيلَةَ وَافَتْنَا الكَثِيبَ لمَوْعِدٍ ؛ ** كمَا رِيعَ وَسْنَانُ العَشِيّاتِ خاذِلُ )
____________________
(1/151)
1( تَهادَى انْسِيابِ الأيمِ ، يَعفو إثارَها ، ** من الوَشْي ، مَرْقومُ العِطعافَينِ ذائلُ )( قَعيدَكِ أنَّى زُرْتِ ، ضَوْءُكِ ساطعٌ ، ** وَطِيبُكِ نِفّاحٌ ، وَحَلْيُكِ هادِلُ )( هبيكِ اغتررْتِ الحيّ واشيكِ هاجعٌ ، ** وفرعُكِ غربيبٌ ، وليلُكِ لائلُ )4 ( فأنّى اعتسفْتِ الهولَ خطوُكِ مدمجٌ ** وَرِدْفُكِ رَجْرَاجٌ وَعطفُكِ مائِلُ )5 ( خليليّ ! ما لي كلّمَا رمتُ سلوَةً ، ** تَعَرّضَ شَوْقٌ ، دونَ ذلك حائِلُ ؟ )6 ( أرَاحُ إذا راحَ النّسِيمُ شَآمِياً ؛ ** كأنّ شمولاً ما تديرُ الشّمائلُ )7 ( ضَلالاً ، تمادى الحُبُّ في المَعشرِ العِدا ؛ ** ولَجَّ الهوى في حيثُ تُخشى الغَوائلُ )8 ( كأنْ ليسَ ، في نُعمى الهُمَامِ مَحمّدٍ ، ** مسلٍّ ، وفي مثنى أياديهِ شاغلُ )9 ( أغرُّ ، إذا شمْنا سحائبَ جودِهِ ، ** تهلّلَ وجهٌ ، واستهلّتْ أنامِلُ )0 ( يبشِّرُنَا بالنّائلِ الغمرِ وجهُهُ ؛ ** وَقَبْلَ الحَيّا ما تَستَطيرُ المَخايلُ )
____________________
(1/152)
2( لديْهِ رياضٌ ، للسّجايَا ، أنيقةٌ ، ** تغلْغلُ فيها ، للعطايَا ، جداولُ )( أتيٌّ ، فما تِلكَ السّماحَةُ نُهْزَةٌ ؛ ** وفيٌّ ن فما تلكَ الحبالُ حبائلُ )( زعيمُ الدّهاء أنْ تصيبَ ، من العِدا ، ** مكايدُهُ ما لا تصيبُ الجحافلُ )4 ( فما سيفُ ذاكَ العزمِ فيهمْ بمعضدٍ ؛ ** وَلا سَهْمُ ذاكَ الرّأيِ أفْوَقُ ناصِلُ )5 ( بَنى جَهْوَرٍ عِشْتُمْ بأوْفَرِ غِبْطَةٍ ؛ ** فلولاكمُ ما كانَ في العيشِ طائلُ )6 ( تفاضلَ في السَّرْوِ المُلوكُ ، فخِلتُهم ** أنابيبَ رمحٍ ، أنتمُ فيهِ عاملُ )7 ( لئنْ قلّ في أهلِ الزّمانِ عديدُكمْ ** فإنّ دَرارِيّ ، النّجُومِ قَلائِلُ )8 ( فداؤكُمُ منْ ، إنْ تعدْهُ ظنونُهُ ** لحاقَكُمُ في المجدِ ، فالدّهرُ ماطِلُ )9 ( مَناكيدُ ، فِعْلُ الخيرِ منهم تكَلُّفٌ ، ** إذِ الشّرُّ طبعٌ ، ما لهم عنهُ ناقلُ )0 ( فإنْ سُتِرَتْ أخلاقُهُمْ بِتَخَلُّقٍ ، ** فكلُّ خضيبٍ لا محالةَ ناصلُ )
____________________
(1/153)
3( لكَ الخيرُ ، إنّي قائلٌ غيرُ مقصرٍ ؛ ** فَمَنْ ليَ باسْتيفاءِ ما أنتَ فاعِلُ )( لعمرُ سراةِ الثّغرِ ، وافاكَ وفدُهم ، ** لمَا ذمّ منهُمْ ذلكَ النُّزلَ نازلُ )( لأعذرْتَ ، لمّا لمْ يملَّكَ مكثهمْ ، ** إذا عذرَ المستثقِلَ المتثاقِلُ )4 ( نَضَدْتَ رَيَاحِينَ الطّلاقَةِ غِضّةً ؛ ** ورَقْرَقْتَ ماءَ البِرّ ، وَهوَ سلاسِلُ )5 ( فمَا مِنْهُمُ إلاّ شديدٌ نِزاعُهُ ، ** إليكَ ، مقيمُ القلبِ والجسمُ راحلُ )6 ( ضَمانٌ عَليهِمْ أنّ سَيُؤثَرُ عَنهُمُ ** عَلَيكَ ثَناءٌ ، في المَحافِلِ ، حافِلُ )7 ( مساعٍ ، هيَ العقدُ انتظامَ محاسنٍ ، ** تحلّى بهَا جِيدٌ مِنَ الدّهرِ عاطِلُ )8 ( تنيرُ بها الآمالُ ، والّليلُ واقبٌ ؛ ** وتخصبُ منها الأرضُ والأفقُ ماحلُ )9 ( هنيئاً لك العيدُ ، الذي بكَ أصبَحتْ ** تَرُوقُ الضّحى منه ، وتَنَدى الأصائِلُ ) 40 ( تَلَقّاكَ بالبُشْرَى ، وَحَيّاكَ بالمُنَى ؛ ** فبُشرَاكَ ألْفٌ ، بعدَ عامِكَ ، قابِلُ )
____________________
(1/154)
4( لئنْ ينصرِمْ شهرُ الصّيام لبعدَهُ ، ** نَثَا صَالحِ الأعْمالِ ما أنتَ عاملُ ) 4( رأيتَ أداءَ الفرضِ ضربةَ لازمٍ ، ** فلم تَرْضَ حتى شَيّعَتْهُ النّوَافِلُ ) 4( سدنتَ ، ببيتِ اللهِ ، حبَّ جوارِهِ ، ** لكَ اللهُ بالأجرِ المضاعفِ كافلُ ) 44 ( هَجَرْتَ لَهُ الدّارَ ، التي أنتَ آلِفٌ ** ليَعتادَهُ مَحضُ الهَوى منكَ وَاصِلُ ) 45 ( فإنْ تَتَناقَلْكَ الدّيَارُ فَطَالَمَا ** تناقلَتِ البدرَ المنيرَ المنازلُ ) 46 ( ألا كُلُّ رَجْوَى ، في سِوَاكَ ، عُلالةٌ ، ** وكلُّ مديحٍ ، لم يكنْ فيكَ ، باطلُ ) 47 ( فما لعمادِ الدّينِ ، حاشاكَ ، رافعٌ ؛ ** ولا للواء الملكِ ، غيرَكَ ، حاملُ ) 48 ( لأمّنتني الخطبَ الذي أنا خائفٌ ؛ ** وَبَلّغْتَنِي الحَظّ الّذِي أنَا آمِلُ ) 49 ( أرى خاطري كالصّارِمِ العَضْبِ لم يَزَلْ ** له شاحذٌ ، من حُسن رأيك ، صَاقِلُ ) 50 ( وَمَا الشِّعْرُ مِمّا أدّعيهِ فَضِيلَةً ** تزينُ ، ولكنْ أنطقَتني الفواضلُ )
____________________
(1/155)
5( بقِيتَ كما تبقَى معالِيكَ ، إنّهَا ** خَوَالِدُ ، حِينَ العَيشُ كالظلّ زَائلُ ) 5( فمَا نَسْتَزِيدُ اللَّهَ ، بَعْدَ نِهَايَةٍ ، ** لنفسِكَ غيرَ الخلدِ ، إذْ أنتَ كاملُ )
____________________
(1/156)
البحر : سريع ( عُمِّرَ ، مَنْ يَعْمُرُ ذا المَجلِسا ، ** أطْوَلَ عُمْرٍ ، يُبْهِجُ الأنْفُسَا ) ( وَبَعْدَ ذا عُوّضَ عَنْ دارِهِ ** عَدْناً ، وَمِنْ دِيباجِهِ السُّنْدُسَا ) ( ووفّيَ الفوزَ بها والرّضَى ؛ ** ووُقّيَ الأسْوَاء وَالأبْؤسا ) 4 ( ودامَ عبّادٌ لعهدِ الهدى ، ** يحرسُ حتى يفنيَ الأحرُسَا ) 5 ( معتضدٌ بالله ، إحسانُهُ ** جمٌّ ، إذا ما الدّهرُ يوماً أسَا ) 6 ( المَلِكُ الغَمْرُ النّدَى ، المُقْتَنى ، ** من كلّ حمدٍ ، علقَهُ الأنفسَا ) 7 ( إنْ رامَ يوماً ، وصفَ عليَائِهِ ، ** مفوَّهٌ مقتدرٌ أخرِسَا ) 8 ( لا زالَ بدراً طالعاً ، نيّراً ، ** يَكْشِفُ مِنْ آمَالِنَا الحِنْدِسَا )
____________________
(1/157)
البحر : طويل ( ألمْ يأنِ أنْ يبكي الغمامُ على مثلي ، ** ويطلبَ ثأرِي البرقُ منصلتَ النصلِ ) ( وَهَلاّ أقَامَتْ أنْجُمُ اللّيلِ مَأتماً ، ** لتندبَ في الآفاقِ ما ضاعَ من نثلي ) ( ولَوْ أنصَفتَني ، وهيَ أشكالُ همّتي ، ** لألقَتْ بأيدي الذّلّ لمّا رأتْ ذلّي ) 4 ( ولافترقَتْ سبعُ الثّريّا ، وغاضَها ، ** بمطلعِها ، ما فرّقَ الدّهرُ من شملي ) 5 ( لعمرُ اللّيالي ! إنْ يكنْ طال نزْعُها ** لقد قرطَستْ بالنَّبلِ في موضعِ النُّبلِ ) 6 ( تَحَلّتْ بآدابي ، وإنّ مآرِبي ** لسانحةٌ في عرضِ أمنيّةٍ عطلِ ) 7 ( أُخَصُّ لفَهمي بالقِلى ، وكأنّما ** يبيتُ ، لذي الفهمِ ، الزّمانُ على ذحلِ ) 8 ( وأجفَى ، على نظمي لكلّ قلادةٍ ، ** مُفَصَّلَةِ السِّمطَينِ ، بالمَنطقِ الفصْلِ ) 9 ( ولوْ أنّني أسطيعُ ، كيْ أرضِيَ العدا ، ** شَريْتُ ببعضِ الحلمِ حظّاً من الجهلِ )0 ( أمَقْتُولَةَ الأجفْانِ ! مَا لكَ وَالهاً ؟ ** ألمْ تُرِكِ الأيّامُ نجْماً هوَى قَبْلي ؟ )
____________________
(1/158)
1( أقِلّي بُكاءً ، لستِ أوّلَ حُرّةٍ ** طوتْ بالأسَى كشحاً على مضض الثّكلِ )( وَفي أُمّ مُوسى عِبْرَةٌ أنْ رَمَتْ بهِ ** إلى اليَمّ ، في التّابوتِ ، فاعتَرِي وَاسلى )( لعلّ المليكَ المجملَ الصُّنعِ قادراً ** له بعد يأسٍ ، سوفَ يجملُ صنعاً لي )4 ( وللهِ فينا علمُ غيبٍ ، وحسبُنا ** به ، عند جوْرِ الدّهرِ ، من حَكَمٍ عَدْلِ )5 ( هُمَامٌ عَريقٌ في الكِرَامِ ، وقَلّما ** ترَى الفرعَ إلاّ مستمدّاً من الأصلِ )6 ( نَهُوضٌ بِأعْباء المُرُوءةِ وَالتّقَى ؛ ** سحوبٌ لأذيالِ السّيادةِ والفضْلِ )7 ( إذا أشْكَلَ الخَطْبُ المُلِمُّ ، فءنّهُ ، ** وَآراءهُ ، كالخَطّ يُوضَحُ بالشّكلِ )8 ( وذو تدرإٍ للعزمِ ، تحتَ أناتِهِ ، ** كمُونُ الرّدى في فَترةِ الأعينِ النُّجلِ )9 ( يرفُّ ، على التّأميلِ ، لألاءُ بشرِهِ ، ** كما رَفّ لألاءُ الحُسامِ على الصّقْلِ )0 ( محاسنُ ، ما للحسنِ في البدرِ علةٌ ، ** سِوى أنّها باتَتْ تُمِلّ فيَسْتَملي )
____________________
(1/159)
2( تغِصُّ ثنائي ، مثَلما غصّ ، جاهداً ، ** سِوارُ الفتاةِ الرّادِ بالمِعصمِ الخَدلِ )( وتغنى عنِ المدحِ ، اكتفاءً بسروِها ، ** غنى المقلةِ الكحلاء عن زينةِ الكحلِ )( أبَا الحزمِ ! إنّي ، في عتابِكَ ، مائلٌ ** على جانبٍ ، تأوِي إليهِ العُلا سهلِ )4 ( حمائمُ شكوى صبّحتكَ ، هوادِلاً ، ** تنادِيكَ منْ أفنانِ آدابيَ الهدْلِ )5 ( جوادٌ ، إذا استنّ الجيادُ إلى مدىً ** تمطّرَ فاستولى على أمدِ الخصلِ )6 ( ثَوَى صَافِناً في مَرْبطِ الهُونِ يشتكي ، ** بتصهالِهِ ، ما نالَهُ من أذى الشّكْلِ )7 ( أفي العَدْلِ أنْ وافَتكَ تَتْرَى رَسائلي ** فلمْ تتركَنْ وضعاً لها في يديْ عدلِ ؟ )8 ( أعِدُّكَ للجلّى ، وآملُ أنْ أرَى ، ** بنعماكَ ، موسوماً ، وما أنا بالغفْلِ )9 ( وما زالَ وَعدُ النّفسِ لي منكَ بالمُنى ، ** كأنّي به قد شمتُ بارقةَ المحلِ )0 ( أأنْ زعمَ الواشونَ ما ليسَ مزعماً ** تعذِّرُ في نصرِي وتعذرُ في خذلي ؟ )
____________________
(1/160)
3( وأصدى إلى إسعافكَ السّائغِ الجَنى ؛ ** وأضحى إلى إنصافِكَ السّابغِ الظلّ )( ولو أنّني واقعتُ عمداً خطيئةً ، ** لما كانَ بدعاً من سجاياكَ أن تُملي )( فلمْ أستَترْ حَرْبَ الفِجارِ ، ولم أُطعْ ** مُسَيلمةً ، إذ قالَ : إنّي منَ الرُّسْلِ )4 ( ومثليَ قدْ تهفو بهِ نشوةُ الصِّبَا ؛ ** وَمثلُكَ قد يعفو ، وما لكَ من مثلِ )5 ( وإنّي لتنهَاني نهايَ عنِ الّتي ** أشادَ بها الواشي ، ويعقلُني عقلي )6 ( أأنكُثُ فيكَ المدحَ ، من بعدِ قوّةٍ ، ** ولا أقتدي إلاّ بناقضةِ الغزْلِ ! )7 ( ذمَمْتُ إذاً عهدَ الحياةِ ، ولم يزَلْ ** مُمِرّاً ، على الأيّامِ ، طَعمُهَا المحَلي )8 ( وما كنتُ بالمُهدي إلى السّودَدِ الحَنَا ** ولا بالمُسيء القولِ في الحسنِ الفعلِ )9 ( ما ليَ لا أُثني بِآلاء مُنْعِمٍ ، ** إذا الرّوْضُ أثنى ، بالنّسيمِ ، على الطّلّ ) 40 ( هيَ النّعلُ زلّتْ بي ، فهل أنتَ مكذبٌ ** لقيلِ الأعادي إنّها زَلّةُ الحِسْلِ ؟ )
____________________
(1/161)
4( وهلْ لكَ في أن تشفعَ الطَّولَ شافعاً ** فتُنجحَ مَيمونَ النّقِيبةِ ، أوْ تُتْلي ؟ ) 4( أجرِ أعدْ آمِن أحسنِ ابدأ عُدِ اكفِ ** حُط تحفّ ابسطِ استألِفْ صُن احم اصْطنع أعلِ ) 4( منىً ، لوْ تسنّى عقدُها بيدِ الرّضَا ** تيسّرَ منها كلُّ مستصعبِ الحلّ ) 44 ( ألا إنّ ظَني ، بَينَ فِعلَيكَ ، وَاقِفٌ ** وُقوفَ الهوَى بينَ القَطيعةِ وَالوَصْلِ ) 45 ( فإنْ تمنَ لي منكَ الأماني ، فشيمةٌ ** لذَاكَ الفَعالِ القَصْدِ والخُلقِ الرَّسلِ ) 46 ( وإلاّ جنيتُ الأنسَ من وحشةِ النّوَى ** وَهَولِ السُّرَى بينَ المَطيّةِ والرّحلِ ) 47 ( سيُعْنَى بِمَا ضَيّعتَ مِنّي حافِظٌ ؛ ** ويلفى لما أرْخَصْتَ من خطرِي مغْلي ) 48 ( وأينَ جوابٌ عنكَ ترضَى به العُلا ، ** إذا سألَتْني بعدُ ألسنةُ الحفلِ ؟ )
____________________
(1/162)
البحر : متقارب تام ( لِبِيضِ الطُّلَى ، وَلِسُودِ اللِّمَمْ ، ** بِعَقْلِيَ ، مُذْ بِنّ عَني ، لَمَمْ ) ( ففَي نَاظِرِي ، عَنْ رَشادٍ ، عَمًى ؛ ** وَفي أُذُني ، عَنْ مَلامٍ ، صَمَمْ ) ( قَضَتْ بِشِماسي ، على العَاذِلِينَ ، ** شموسٌ مكلَّلَةٌ بالظُّلَمْ ) 4 ( فَمَا سَقِمَتْ لَحَظاتُ العُيُو ** نِ ، إلاّ لِتُغْرِيَني بِالسِّقَمْ ) 5 ( يَلُومُ الخَليُّ عَلى أنْ أُجَنّ ، ** وَقَدْ مَزَجَ الشّوْقُ دَمْعي بِدَمْ ) 6 ( وما ذو التّذكّرِ ممّنْ يلامُ ؛ ** ولا كرمُ العهدِ ممّا يذمّ ) 7 ( وإنّي أراحُِ ، إذا مَا الجَنو ** بُ رَاحَتْ بِرَيّا جَنُوبِ العَلَمْ ) 8 ( وَأصْبُو لِعِرْفَانِ عَرْفَ الصَّبَا ؛ ** وَأُهْدِي السّلامَ إلى ذِي سَلَمْ ) 9 ( وَمِنْ طَرَبٍ عادَ نَحوَ البُرُو ** قِ ، أجهشْتُ للبرْقِ حينَ ابتسمْ )0 ( أمَا وزَمَانٍ ، مَضَى عَهْدُهُ ** حَمِيداً ، لَقَدْ جارَ لمّا حكَمْ )
____________________
(1/163)
1( قضَى بالصّبابةِ ، ثمّ انقَضى ؛ ** وَمَا اتْصَلَ الأنْسُ حَتى انْصَرَمْ )( لياليَ نامَتْ عيونُ الوشا ** ةِ عنّا ، وعينُ الرّضَى لم تنَمْ )( ومَالَتْ علينا غصونُ الهوى ، ** فأجنَتْ ثمارَ المُنى منْ أممْ )4 ( وَأيّامُنَا مُذْهَبَاتُ البُرودِ ، ** رقاقُ الحواشي ، صوافي الأدَمْ )5 ( كأنّ أبَا بكرٍ الأسلميَّ ** أجرَى عليهَا فرندَ الكرَمْ )6 ( ووشّحَ زهرةَ ذاكَ الزّمانِ ، ** بِمَا حازَ مِنْ زُهْرِ تِلْكَ الشّيَمْ )7 ( هُوَ الحاجِبُ المُعْتَلي ، لِلْعُلا ، ** شماريخَ كلّ منيفٍ أشمّ )8 ( مليكٌ ، غذا سابقَتْهُ الملوكُ ، ** حَوَى الخَصْلَ ، أوْ ساهمتَهُ سَهَمْ )9 ( فأطْوَلُهُمْ ، بِالأيَادِي ، يَداً ، ** وَأثْبَتُهُمْ ، في المَعالي ، قَدَمْ )0 ( وأروعُ ، لا معتفِي رفدِهِ ** يَخِيبُ ، وَلا جارُهُ يِهْتَضَمْ )
____________________
(1/164)
2( ذلوُلُ الدَّماثةِ ، صعبُ الإباء ، ** ثقيفُ العزيمِ ، إذا ما اعتزَمْ )( سمَا للمجرّةِ في أفقِهَا ، ** فجرّ عليهَا ذيولَ الهمَمْ )( وَنَاصَتْ مَسَاعِيهِ زُهْرَ النّجُومِ ، ** وبارَتْ عطايَاهُ وطفَ الدِّيَمْ )4 ( نَهِيكٌ ، إذا جَنّ لَيْلُ العَجَاجِ ، ** سرَى منهُ ، في جنحِهِ ، بدرُ تمّ )5 ( فشامَ السّيوفَ بهامِ الكماةِ ؛ ** وَرَوّى القَنَا في نُحُورِ البُهَمْ )6 ( جوادٌ ، ذراهُ مطافُ العفاةِ ؛ ** وَيُمْنَاهُ رُكْنُ النّدَى المُسْتَلَم )7 ( يهيجُ النّزالُ بهِ والسّؤا ** لُ ليْثاً هصُوراً ، وبحْراً خضمّ )8 ( شهدْنَا ، لأوتيَ فصلَ الخطابِ ، ** وخصّ بفضلِ النُّهَى والحكمْ )9 ( وَهَلْ فَاتَ شَيْءٌ مِنَ المَكْرُمَاتِ ؟ ** جَرَى سيْفُ يَطْلُبُهُ ، وَالقَلَمْ )0 ( ومستحمَدٍ بكريمِ الفعا ** لِ ، عَفْواً ، إذا ما اللّئيمُ استَذَمّ )
____________________
(1/165)
3( شمائلُ ، تهجرُ عنْها الشَّمولُ ؛ ** وتجفَى لها مشجياتُ النّغمْ )( على الرّوضِ منها رواءٌ يروقُ ؛ ** وَفي المِسْكِ طِيبُ أرِيجٍ يُشَمّ )( أبُوهُ الّذِي فَلّ غَرْبَ الضّلالِ ، ** ولاءمَ شعبَ الهدَى ، فالتأمْ )4 ( وَلاذَ بهِ الدّينُ مُسْتَعصِياً ** بذمّةِ أبلَجَ ، وافي الذّممْ )5 ( وجاهدَ ، في اللهِ ، حقَّ الجهَا ** دِ مَنْ دَان ، مِنْ دونِه ، بالصّنم )6 ( فلا ساميَ الطّرفِ ، إلاّ أذلّ ؛ ** وَلا شَامِخَ الأنْفِ ، إلاّ رَغَمْ )7 ( تقيّلَ في العزّ ، منْ حميرٍ ، ** مقاولَ عزّوا جميعَ الأمَمْ )8 ( هُمُ نَعَشُوا المُلْكَ ، حتى استَقَلّ ؛ ** وهمْ أظلموا الخطبَ ، حتى اظّلَمْ )9 ( نجومُ هدىً ، والمعالي بروجٌ ؛ ** وأسدُ وغىً ، والعوالي أجمْ ) 40 ( أبا بكرٍ ! اسلَمْ على الحادِثاتِ ؛ ** وَلا زِلْتَ مِنْ رَيْبِهَا في حَرَمْ )
____________________
(1/166)
4( أنادِيكَ ، عنْ مقةٍ ، عهدُهَا ، ** كَما وَشَتِ الرّوْضَ أيْدِي الرِّهَمْ ) 4( وإنْ يعدُني عنكَ شحطُ النّوَى ، ** فحَظّي أخَسَّ وَنَفْسِي ظَلَمْ ) 4( وَإنّي لأُصْفِيكَ مَحْضَ الهَوَى ؛ ** وأخفي ، لبعْدِكَ ، برحَ الألَمْ ) 44 ( وَغيرُكَ أخْفَرَ عَهْدَ الذّمَامِ ، ** إذا حسنُ ظنّي عليْهِ أذمّ ) 45 ( ومستشفعٍ بيَ بشّرْتَهُ ، ** على ثقةٍ ، بالنّجاحِ الأتمّ ) 46 ( وقدْماً أقلْتَ المسيءَ العثارَ ؛ ** وأحسنْتَ بالصّفحِ عمّا اجترَمْ ) 47 ( وعنْدِي ، لشكْرِكَ ، نظمُ العقودِ ** تَنَاسَقُ فِيهَ اللآلي التُّؤَمْ ) 48 ( تُجِدّ لِفَخْرِكَ بُرْدَ الشّبَابِ ، ** إذا لبسَ الدّهرُ بردَ الهرمْ ) 49 ( فعشْ معصَماً ، بيفاعِ السّعودِ ؛ ** ودمْ ناعماً في ظلالِ النِّعمْ ) 50 ( ولا يزلِ الدّهرُ ، أيّامُهُ ** لكمْ حشمٌ ، واللّيالي خدمْ )
____________________
(1/167)
البحر : بسيط تام ( هل النّداءُ ، الذي أعلنتُ ، مُستَمَعُ ؛ ** أمْ في المِئاتِ ، التي قدَّمتُ ، مُنتَفَعُ ؟ ) ( إنّي لأعجبُ منْ حظٍّ يسوِّفُ بي ، ** كاليأسِ من نيلِه ، أن يجذبَ الطمعُ ) ( تأبَى السّكونَ إلى تَعلِيلِ دهرِيَ لي ، ** نفسٌ إذا خودعتْ لم ترضِها الخدَعُ ) 4 ( ليسَ الرّكونُ إلى الدّنيا دَليلَ حِجًى ، ** فإنّها دُوَلٌ ، أيّامُهَا مُتَعُ ) 5 ( تأتي الرّزايا نظاماً من حوادِثِهَا ، ** إذِ الفَوائِدُ ، في أثْنَائِهَا ، لُمَعُ ) 6 ( أهلُ النّباهةِ أمثالي لدهرِهمُ ، ** بقَصرِهمْ ، دون غاياتِ المُنى ، وَلَعُ ) 7 ( لولا بنو جهورٍ ما أشرقَتْ همَمي ، ** كمِثْلِ بِيضِ اللّيالي ، دُونَها الدُّرَعُ ) 8 ( همُ الملوكُ ، ملوكُ الأرضِ دونهمُ ، ** غِيدُ السّوالِفِ ، في أجيادِها تَلَعُ ) 9 ( من الوَرَى ، إنْ يَفوقوهمْ ، فلا عجبٌ ، ** كذلكَ الشّهرُ ، منْ أيّامِهِ ، الجمعُ )0 ( قومٌ ، متى تحتفلْ في وصفِ سؤدَدِهم ** لا يأخذِ الوصفُ إلاّ بعضَ ما يدَعُ )
____________________
(1/168)
1( تَجَهَّم الدّهرُ ، فانصَاتَتْ لهُمْ غُرَرٌ ، ** ماءُ الطّلاقةِ ، في أسرارِها ، دفعُ )( باهتْ وجوهُهُمُ الأعراضَ من كرمٍ ؛ ** فكلّما راقَ مرأىً طابَ مستمعُ )( سروٌ ، تزاحمُ ، في نظمِ المديح لهُ ، ** محاسِنُ الشِّعرِ ، حتى بَينها قُرَعُ )4 ( أبو الوليدِ قدِ استوفَى مناقبِهُمْ ، ** فللتّفاريقِ منْهَا فيهِ مجتمعُ )5 ( هوَ الكريمُ ، الذي سنّ الكرامُ لهُ ** زُهْرَ المَساعي ، فلَمْ تَستهوِه البِدَعُ )6 ( من عترةٍ أوهمَتْهُ ، في تعاقُبِها ، ** أنّ المكارمَ ، إيصاءً بها ، شرعُ )7 ( مهذَّبٌ أخلصَتْهُ أوّليّتُهُ ، ** كالسّيفِ بالغَ في إخلاصِهِ الصَّنَعُ )8 ( إنّ السّيوفَ ، إذا ما طابَ جَوْهرُها ، ** في أوِّل الطّبعِ ، لم يعلَقْ بها طبعُ )9 ( جذلانُ يستضْحكُ الأيّامَ عن شيمٍ ، ** كالرّوْضِ تَضْحَكُ منه في الرُّبى قِطَعُ )0 ( كالبارِدِ العَذْبِ ، لذّتْ ، من مَوارِدِه ** لشاربٍ غبَّ تبريحِ الصّدى ، جرعُ )
____________________
(1/169)
2( قلْ للوزيرِ ، الذي تأميلُهُ وزرِي ، ** إنْ ضاقَ مضطربٌ ، أوْ هالَ مطّلعُ )( أصخْ لهمسِ عتابٍ ، تحتَهُ مقةٌ ، ** وَكلّفِ النّفْسَ منها فوقَ ما تَسَعُ )( ما للمتَابِ ، الذي أحصفتَ عقدَتَهُ ، ** قد خامرَ القلبَ ، من تضْييعه ، جزعُ ؟ )4 ( لي ، في الموالاةِ ، أتباعٌ يسرّهُمُ ** أنى لهُمْ ، في الذي نِجزَى به ، تَبَعُ )5 ( ألستُ أهلَ اختصاصٍ منكَ ، يلبسُني ** جَمالَ سِيماهُ ؟ أمْ ما فيّ مُصْطَنَعُ ؟ )6 ( لم أوتِ في الحالِ ، من سعيي لديك ، ونىً ** بلْ بالجدودِ تطيرُ الحالُ أوْ تَقعُ )7 ( لا تستجِزْ وَضْعَ قدرِي بعد رَفْعِكَهُ ، ** فاللَّهُ لا يَرْفَعُ القَدر الذي تَضَعُ ! )8 ( تقدّمَتْ لكَ نعمى ، رادَها أملي ، ** في جانِبٍ ، هوَ للإنْسانِ مُنتَجَعُ )9 ( ما زالَ يونقُ شكرِي في مواقِعِها ** كالمُزْنِ تونِقُ ، في آثارِهِ ، التُّرَعُ )0 ( شكرٌ ، يروقُ ويرضي طيبُ طعمته ، ** في طَيّهِ نَفَحاتٌ ، بَينَها خِلَعُ )
____________________
(1/170)
3( ظنّ العِدا ، إذْ أغبّتْ ، أنّها انقطعتْ ؛ ** هَيهاتَ ليسَ لِمدّ البَحرِ مُنقطَعُ )( لا بأسَ بالأمرِ ، إنْ ساءتْ مبادئُهُ ** نفسَ الشّفيقِن إذا ما سرّتِ الرُّجَعُ )( إنّ الأُلَى كنتُ ، من قبل افتضاحِهمِ ، ** مثلَ الشّجا في لهاهُم ، ليس يُنتَزَعُ )4 ( لم أحظَ ، إذْ همْ عِداً ، بادٍ نِفاقُهمُ ، ** إلاّ كما كنتُ أحظَى ، إذْ همُ شيعُ )5 ( ما غاظهمْ غيرُ ما سيّرْتُ من مدَحٍ ، ** في صَائِكِ المِسكِ من أنفاسِها فَنَعُ )6 ( كَمْ غُرَّةٍ لي تَلَقّتْها قُلُوبُهُمُ ؛ ** كمَا تلقّى شهابَ الموقِدِ الشّمَعُ )7 ( إذا تأمّلتَ حُبْي ، غِبَّ غَشّهِمِ ، ** لم يَخفَ من فَلَقِ الإصْباحِ مُنصَدِعُ )8 ( تلكَ العرانينُ ، لم يصلُحْ لها شممٌ ، ** فكانَ أهونَ ما نِيلَتْ بهِ الجدَعُ )9 ( أوْدَعتَ نُعماكَ منهمْ شرَّ مُغتَرَسٍ ، ** لَن يَكرُمَ الغَرْسُ حتى تكرُم البُقعُ ) 40 ( لقد جَزَتهُمْ جَوازِي الدّهرِ عن مِننٍ ** عفَتْ ، فلم يثنهمْ ، عن غمطها ، ورعُ )
____________________
(1/171)
4( لا زالَ جدُّكَ بالأعداءِ يصرعُهُمْ ؛ ** إنْ كانَ بينَ جدودِ النّاسِ مصطرعُ )
____________________
(1/172)
البحر : طويل ( هوَ الدّهرُ فاصبرْ للذي أحدَثَ الدّهرُ ، ** فمن شيمِ الأبرارِ ، في مثلها ، الصّبرُ ) ( ستصبرِ صَبرَ اليأسِ أو صبرَ حِسبَةٍ ، ** فلا تؤثرِ الوجْهَ الذي معهُ الوزرُ ) ( حذارَكَ منْ أنْ يعقبَ الرُّزْءُ فتنةً ** يضيقُ لها ، عن مثل إيمانِك ، العذْرُ ) 4 ( إذا آسَفَ الثُّكْلُ اللّبيبَ ، فشَفّهُ ، ** رأى أفدحَ الثّكلينِ أنْ يهلكَ الأجرُ ) 5 ( مُصَابُ الذي يأسَى بمَيْتِ ثَوابِهِ ، ** هوَ البرحُ ، لا الميتُ الذي أحرزَ القبرُ ) 6 ( حياةُ الوَرعى نَهجٌ ، إلى المَوْتِ ، مِهيعٌ ، ** لهُمْ فيهِ إيضَاعٌ ، كمَا يوضعُ السَّفرُ ) 7 ( فيَا هادِيَ المنهاجِ جرْتَ ، فإنّمَا ** هو الفجرُ يهديكَ الصّراطَ أوِ البَحرُ ) 8 ( غذا الموتُ أضْحى قصرَ كلّ معمّرٍ ، ** فإنّ سَواءً طالَ أو قَصُرَ العُمْرُ ) 9 ( ألمْ ترَ أنّ الدّينَ ضيمَ ذمارُهُ ، ** فلَمْ يُغْنِ أنْصارٌ عَديدُهمُ دَثْرُ )0 ( بحيْثُ استقَلّ الملْكُ ثانيَ عِطْفِهِ ، ** وجرّرَ ، من أذيالِهِ ، العسكرُ المجرُ )
____________________
(1/173)
1( هوَ الضّيمُ ، لَوْ غيرُ القَضَاء يَرُومُهُ ، ** ثناهُ المرامُ الصّعبُ والمسلكُ الوعرُ )( إذا عَثَرَتْ جُرْدُ العَناجيجِ في القَنا ، ** بليلٍ عجاجٍ ، ليسَ يصدعه فجرُ )( أأنفسَ نفسٍ ، في الورَى ، أقصد الرّدى ؛ ** وَأخضرَ عِلقٍ ، للهُدى ، أفقدَ الدُّهرُ ؟ )4 ( أعبّادُ ! يا أوْفَى الملوكِن لقد عَدا ** عَليكَ زَمانٌ ، من سجِيّته الغَدْرُ )5 ( فَهَلاّ عَداهُ أنّ عَلْيَاكَ حَلْيُهُ ؛ ** وذكرَك ، في أردانِ أيّامِهِ ، عطرُ ؟ )6 ( غشيتَ فلمْ تغشَ الطّرادَ سوابحٌ ؛ ** وَلا جُرّدَتْ بِيضٌ ، وَلا أُشرِعتْ سُمرُ )7 ( وَلا ثَنَتِ المَحذورَ عَنْكَ جَلالَةٌ ؛ ** وَلا غُرَرٌ ثَبْتٌ وَلا نائلٌ غَمْرُ )8 ( لئنْ كانَ بطنُ الأرضِ هيّءَ أنسُه ** بأنّك ثَاويهِ ، لقَدْ أوحَشَ الظّهرُ )9 ( لَعَمْرُ البُرُودِ البِيضِ في ذلك الثّرى ، ** لقد أُدرِجتْ ، أثناءها ، النِّعَمُ الخُضرُ )0 ( عَلَيكَ ، منَ اللَّهِ ، السّلامُ تَحيّةً ، ** ينسّمُكَ الغفْرانَ ريْحانُها النّضْرُ )
____________________
(1/174)
2( وَعاهدَ ذاكَ اللّحدَ عهدُ سَحائبٍ ، ** إذا استعبرَتْ ، في تربِه ، ابتسمَ الزّهرُ )( ففيهِ علاءٌ لا يُسامَى يَفاعُهُ ، ** وقَدْرُ شَبَابٍ ليس يَعْدِلُهُ قَدْرُ )( وَأبْيَضَ في طَيّ الصّفيحِ ، كأنّهُ ** صفيحةُ مأثورٍ طلاقتُهُ الأثْرُ )4 ( كأنْ لم تسرْ حمرُ المنايا ، تظِلّها ، ** إلى مهجِ الأقيالِ ، راياتُهُ الحمرُ )5 ( ولَم يَحمِ ، من أنْ يُستَباحَ ، حمى الهدى ** فلمْ يرضِهِ إلاّ أنِ ارتجعَ الثّغرُ )6 ( ولمْ ينتجعْهُ المعتفونَ ، فأقبلَتْ ** عطايا ، كما والى شآبِيبَهُ القَطْرُ )7 ( وَلمْ تكتَنِفْ آراءهُ ألمَعِيّةٌ ، ** كأنّ نجيّ الغيبِ ، في رأيهَا ، جهرُ )8 ( ولمْ يتشذّرْ للأمورِ ، مجلّياً ** إليها ، كما جَلّى من المَرْقَبِ الصّقرُ )9 ( كِلا لَقَبَيْ سُلْطانِه صَحّ فأْلُه ، ** فبَاكَرَهُ عَضْدٌ وَرَواحَهُ نَصْرِ )0 ( إلى أنْ دعاهُ يومُهُ ، فأجابَهُ ، ** وقَد قدَمَ المعروفُ وَاستَمجد الذّخرُ )
____________________
(1/175)
3( فأمسَى ثَبِيرٌ ، قد تصَدّى لحَمْلهِ ** سريرٌ ، فلم يَبهَضْهُ من هَضْبه إصرِ )( ألا أيّها المَوْلى الوَصولُ عَبيدَهُ ، ** لقد رابَنا أنْ يَتلُوَ الصّلةَ الهجرُ )( نُغاديكَ ، داعِينا السّلامُ ، كعَهدِنا ، ** فما يُسمَعُ الدّاعي ، وَلا يُرْفعُ السِّترُ )4 ( أعتبٌ علينا ذادَ عنْ ذلكَ الرّضَى ** فنعتَبَ ، أمْ بالمسمَعِ المعتَلي وقرُ ؟ )5 ( أمَا إنّهُ شغْلٌ فراغُكَ بعدَهُ ** سينصاتُ إلاّ أنّ موعدَهُ الحشرُ )6 ( أأنْساكَ ، لمّا ينْأ عهدٌ ، ولوْ نأى ** سجيسَ اللّيالي لم يرِمْ نفسيَ الذّكرُ )7 ( وكيفَ بنسْيانٍ ، وقد ملأتْ يدي ** جسامُ أيادٍ منكَ ، أيْسَرُها الوفْرُ ؟ )8 ( لَئِنْ كنتُ لم أشكرُ لكَ المِنَنَ ، التي ** تَمَلّيْتُها تَترى ، لأوْبَقَني الكُفْرُ )9 ( فَهلْ عَلِمَ الشِّلْوُ المُقَدَّسُ أنني ** مُسَوِّغُ حالٍ ، ضَلّ في كُنهها الفكْرُ ) 40 ( وَأنّ مَتَابي لمُ يُضِعْهُ مُحمّدٌ ، ** خَليفتك ، العدلُ الرّضَى ، وابنُكَ البَرُّ )
____________________
(1/176)
4( هُوَ الظّافِرُ الأعْلَى ، المُؤَيَّدُ ، بالذي ** له ، في الذي ولاّهُ ، من صنعِهِ ، سرّ ) 4( رأى في اختصَاصِي ما رأيتَ ، وزادَني ** مزِيّةَ زُلْفَى مِنْ نتائِجِها الفخرُ ) 4( وأرْغَمَ ، في بِرّي ، أُنوفَ عِصَابَةٍ ** لِقاؤهُمُ جَهْمٌ ، وَلحظُهُمُ شَزْرُ ) 44 ( إذا ما استوى ، في الدَّستِ ، عاقدَ حَبوَةٍ ** وقامَ سماطَا حفلِهِ ، فليَ الصّدرُ ) 45 ( وفي نفسِهِ العلياء لي متبوّأ ، ** ينافسُني فيهِ السِّماكانِ والنّسرُ ) 46 ( يُطيلُ العِدا فيّ التّناجيَ خُفْيَةً ، ** يقولون : لا تستَفتِ ، قد قضيَ الأمرُ ) 47 ( مضَى نَفثُهُمْ ، في عُقْدةِ السّعيِ ، ضَلّةً ** فعادَ عَليهِمْ غُمّةً ذلِكَ السّحرُ ) 48 ( يشبّ مكاني عن توقّي مكانهمْ ، ** كما شبّ قبلَ اليومِ عن طوْقه عمرُو ) 49 ( لكَ الخيرُ ، إنّ الرُّزْء كانَ غيابةً ، ** طَلَعْتَ لنا فيها ، كما طلعَ البدرُ ) 50 ( فقرّتْ عيونٌ كانَ أسخنَها البُكا ؛ ** وَقَرّتْ قُلوبٌ كانَ زلزَلها الذّعرُ )
____________________
(1/177)
5( وَلوْلاكَ أعْيَا رَأبُنَا ذَلِكَ الثّأى ، ** وعزّ ، فلمّا ينتعِشْ ذلكَ العثْرُ ) 5( ولمّا قدمتَ الجيشَ ، بالأمس ، أشرَقتْ ** إليكَ ، منَ الآمالِ ، آفاقُها الغبرُ ) 5( فقضيتَ مِنْ فرضِ الصّلاةِ لُبَانَةً ، ** مُشَيِّعُها نُسْكٌ ، وفارِطُها طُهْرُ ) 54 ( ومن قبلُ ما قدّمتَ مثنى نوافلٍ ، ** يلاقي بها من صامَ ، من عوزٍ ، فطرُ ) 55 ( ورُحتَ إلى القَصْرِ ، الذي غضّ طرْفَه ** بُعيْدَ التّسامي ، أنْ غَدا غيرَه القصرُ ) 56 ( فَداما مَعاً في خَيرِ دَهْرٍ ، صُرُوفُهُ ** حرامٌ عليها أنْ يطورَهُما هجرُ ) 57 ( وَأجْمِلْ ، عن الثّاوِي ، الغرّاء ، فإن ثَوَى ** فإنّكَ لا الوَاني وَلا الضَّرعُ الغُمرُ ) 58 ( وما أعطتِ السّبعونَ قبلُ أولي الحِجى ** من الإربِ ما أعطَتك عشروكَ والعشرُ ) 59 ( ألستَ الذي ، إنْ ضاقَ ذرعٌ بحادثٍ ، ** تَبَلّجَ منهُ الوَجهُ ، واتّسعَ الصّدْرُ ) 60 ( فلا تهضِ الدّنيا جناحَكَ بعدَهُ ، ** فمنكَ ، لمنْ هاضَتْ نوائبُها ، جبرُ )
____________________
(1/178)
6( ا زِلْتَ مَوْفورَ العديدِ بِقُرْةٍ ** لَعيْنيكَ ، مَشدوداً بهمْ ذلك الأزْرُ ) 6( فإنّكَ شمسٌ ، في سماء رياسَةٍ ، ** تطَلّعُ منهمْ ، حَولها ، أنجمٌ زُهرُ ) 6( شكَكْنا فلمْ نثبِتْ ، أأيّامُ دهرِنا ** بها وسنٌ ، أمْ هزّ أعطافَها سكرُ ؟ ) 64 ( وما إنْ تغشّتْها مغازَلَةُ الكرى ؛ ** وما إنْ تمشّتْ ، في مفاصِلِها ، خمرُ ) 65 ( سوى نشواتٍ ، منْ سجايا مملَّك ، ** يصدِّقُ ، في عليائِها ، الخبرَ الخبرُ ) 66 ( أرَى الدّهرَ ، إنْ يَبطِشْ فأنتِ يمينُه ، ** وإنْ تضحكِ الدّنيا ، فأنْتَ لهَا ثغرُ ) 67 ( وكمْ سائِلٍ ، بالغَيبِ عنك ، أجَبتُه : ** هُناكَ الأيادي الشّفعُ والسّؤدَدُ الوِترُ ) 68 ( هُناكَ التُّقى وَالعِلمُ والحِلمُ والنُّهَى ** وبَذْلُ اللُّها والبأسُ والنّظمُ والنّثرُ ) 69 ( همامٌ ، إذا لاقَى المناجزَ ردَّهُ ، ** وإقْبالُهُ خَطْوٌ ، وَإدْبارُهُ حُضْرُ ) 70 ( محاسنُ ، ما للرّوضِ ، خامرَهُ النّدى ، ** رواءٌ ، إذا نصّتْ حلاها ، ولا نشرُ )
____________________
(1/179)
7( متى انتشقتْ لمْ تطرِ دارينُ مسكَها ** حياءً ، ولمْ يفخَرْ بعنبرِهِ الشِّحْرُ ) 7( عطاءٌ ولا منٌّ ، وحكمٌ ولا هوىً ، ** وحلمٌ ولا عجزٌ ، وعزٌّ ولا كبرُ ) 7( قدِ استَوْفَتِ النّعماءُ فيكَ تمامَها ** علينا ، فمنّا الحمدُ للهِ والشّكْرُ )
____________________
(1/180)
البحر : كامل تام ( فُزْ بالنَّجاحِ ، وأحْرِزِ الإقبالا ، ** وحُزِ المُنى وَتنَجّزِ الآمالا ) ( وليهْنِكَ التّأبيدُ والظّفرُ اللّذا ** صدَقاكَن في السّمةِ العليّةِ ، فَالا ) ( يا أيّها المَلِكُ ، الّذِي لوْلاَ لَمْ ** تجدِ العقولُ النّاشداتُ كمالا ) 4 ( أمّا الثّريّا فالثّريّا نصبةً ** وَإفادَةً وإنافَةً وجَمالا ) 5 ( قدْ شاقَها الإغبابُ ، حتى إنّها ** لوْ تستَطيعُ سَرَتْ إلَيْكَ خَيالا ) 6 ( رفِّهْ ورودَكَها لتغْنَم راحةً ؛ ** وأطِلْ مَزارَكَها لِتَنْعَم بَالا ) 7 ( وتمثّلِ القصرَ المبارك وجنةً ، ** قَدْ وسّطَتْ فِيها الثّرَيّا خَالا ) 8 ( وأدِرْ هُناكَ مِن المُدامِ أتَمّهَا ** أرجاً زَكَا ، وأشَفّها جِرْيالا ) 9 ( قصرٌ ، يقرّ العينَ منهُ مصنعٌ ** بهجُ الجوانبِ ، لوْ مشى لاختالا )0 ( لا زِلْتَ تَفتَرِشُ السّرور حَدائِقاً ** فيهِ ، وتلتحفُ النّعيمَ ظلالا )
____________________
(1/181)
البحر : طويل ( ألمْ ترَ أنّ الشّمس قد ضمّها القبرُ ؛ ** وأنْ قَد كفانا ، فقدنَا القمرَ ، البَدرُ ) ( وأنّ الحيَا ، إنْ كان أقلع صوبُهُ ، ** فَقَدْ فاض للآمالِ في إثْرهِ البحرُ ) ( إساءةُ دَهْرٍ أحسنَ الفِعلَ بَعدَها ، ** وَذنْبُ زمانٍ جاء يَتْبَعُهُ العُذْرِ ) 4 ( فلا يَتَهنّ الكَاشِحونَ ، فما دَجا ** لنَا اللّيلُ ، إلاّ رَيْثما طلعَ الفجرُ ) 5 ( وإنْ يكُ ولّى جهورٌ ، فمحمّدٌ ** ) 6 ( لعمرِي لنعمَ العلقُ أتلفَهُ الرّدى ** فبانَ ، ونعمَ العلقُ أخلفَهُ الدّهرُ ) 7 ( هَزَزْنَا بهِ الصّمصامَ ، فالعزْمُ حَدُّهُ ، ** وحليتُهُ العليا ، وإفرنْدُهُ البشرُ ) 8 ( فَتًى يَجْمَعُ المَجدَ المُفَرَّقَ هَمُّهُ ، ** وينظَمُ ، في أخلاقه ، السّودَدُ النّثرُ ) 9 ( أهابَتْ إلَيهِ بالقُلوبِ مَحبّةٌ ، ** هيَ السِّحرُ للأهوَاء ، بل دونها السّحرُ )0 ( سرتْ حيثُ لا تسرِي من الأنفسِ المُنى ** ودَبّتْ دَبِيباً لَيسَ يُحسِنهُ الخَمرُ )
____________________
(1/182)
1( لبسنا لدَيْهِ الأمنَ ، تندى ظلالُهُ ، ** وزهرةَ عيشٍ مثلَما أينعَ الزّهرُ )( وعَادَتْ لَنا عاداتُ دُنيا ، كأنّها ** بها وسنٌ ، أوْ هزّ أعطافَها سكرُ )( مَلِيكٌ ، لَهُ منّا النّصيحةُ والهَوى ؛ ** ومنهُ الأيادي البيضُ والنِّعمُ الخضرُ )4 ( نُسِرّ وَفاءً ، حِينَ نُعلِنُ طاعَةً ، ** فَما خانَهُ سِرٌّ ، ولا رابَهُ جَهْرُ )5 ( فقُلْ للحَيارى : قد بدا علَمُ الهُدى ؛ ** وللطّامعِ المغرورِ : قد قضيَ الأمرُ )6 ( أبا الحزمِ ! قد ذابَتْ عليكَ من الأسَى ** قلوبٌ مُناها الصّبرُ ، لو ساعدَ الصّبرُ )7 ( دَعِ الدّهرُ يَفجعْ بالذّخائرِ أهلَهُ ، ** فما لنفيسٍ ، مذ طواكَ الرّدى ، قدرُ )8 ( تَهُونُ الرّزَايا بعَدُ ، وهيَ جَلِيلَةٌ ؛ ** ويُعرَفُ ، مُذْ فارَقْتَنَا ، الحادثُ النُّكرُ )9 ( فقدْ ناكَ فِقْدانَ السّحابَة ، لم يَزلْ ** لها أثرٌ يثني بهِ السّهلُ والوعرُ )0 ( مساعيكَ حليٌ لليّالي مرصَّعٌ ؛ ** وذكْرُكَ ، في أردانِ أيّامها ، عطرُ )
____________________
(1/183)
2( فلا تبعدَنْ ! إنّ المنيّةَ غايةٌ ، ** إلَيها التّناهي طالَ ، أوْ قَصُرَ ، العُمْرُ )( عَزَاءً ، فدَتْكَ النّفسُ عنه ، فءن ثوَى ** فإنّك لا الواني ، ولا الضَّرَعُ الغُمْرُ )( ومَا الرّزْءُ في أن يودَع التُّرابَ هالكٌ ، ** بلِا لرّزْء كلّ الرّزْء أن يهلكَ الأجرُ )4 ( أمامَك ، من حِفْظِ الإلَهِ ، طَليعَةٌ ؛ ** وَحَوْلَكَ ، من آلائِه ، عَسكرٌ مَجرُ )5 ( ومَا بِكَ مِنْ فَقْرٍ إلى نَصْرِ نَاصرٍ ، ** كفَتكَ ، مِنَ اللَّهِ ، الكلاءةُ وَالنّصرُ )6 ( لكَ الخيرُ ، إنّي واثقٌ بكَ شاكرٌ ** لمَثنى أياديكَ ، التي كفرُها الكفرُ )7 ( تَحامَى العِدا ، لمّا اعتَلَقْتُكَ ، جانبي ، ** وقَالَ المُناوِي : شبّ عن طوْقه عَمرُو )8 ( يلينُ كلامٌ ، كان يخشنُ منهمُ ، ** ويفتُرُ نحوِي ذلكَ النّظرُ الشّزرُ )9 ( فصَدّقُ طُنوناً لي وَفيّ ، فإنّني ** لأهْلُ اليَدِ البَيضاء مِنكَ ، ولا فخرُ )0 ( ومنْ يكُ ، للدّنيا وللوفْرِ ، سعيُهُ ، ** فتقريبُكَ الدّنيا ، وإقبالُكَ الوفْرُ )
____________________
(1/184)
البحر : كامل تام ( اعجبْ لحالِ السّروِ كيفَ تحالُ ؛ ** وَلِدَوْلَةِ العَلْيَاء كَيْفَ تُدَالُ ) ( لا تَفْسَحَنْ للنّفْسِ في شأوِ المُنى ، ** إنّ اغتراركَ ، بالمُنى ، لضلالُ ) ( ما أمْتعَ الآمالِ ، لَوْلاَ أنّهَا ** تعتاقُ ، دونَ بلوغِها ، الآجالُ ) 4 ( مَنْ سُرّ ، لمّا عاشَ ، قَلّ مَتاعُهُ ، ** فالعيشُ نومٌ ، والسّرورُ خيالُ ) 5 ( في كلّ يومٍ ننتحَى برزيّةٍ ، ** للأرْضِ ، مِنْ بُرَحائِها ، زِلزالُ ) 6 ( إنْ ينكدرْ ، بالأمسِ ، نجمٌ ثاقبٌ ؛ ** فاليَوْمَ أقْلَعَ عارِضٌ هَطّالُ ) 7 ( إنّ النّعيّ لجهورٍ ومحمّدٍ ** أبكى الغَمامَ ، فَدَمْعُهِ مُنْثالُ ) 8 ( شَكْلانِ إنْ حُمّ الحِمَامُ تجاذَبَا ؛ ** لا غَرْوَ أنْ تَتجاذَبَ الأشكالُ ) 9 ( ولَّى أبو بكرٍ ، فراعَ لهُ الورَى ** هولٌ ، تقاصرُ ، دونَهُ ، الأهوالُ )0 ( قَمَرٌ هَوَى في التُّرْبِ ، تُحثى فَوْقَهُ ؛ ** للهِ ما حازَ الثّرَى المنهالُ )
____________________
(1/185)
1( قدْ قلتُ ، إذْ قيلَ السّريرُ يقلّهُ : ** هَلْ للسْرِيرِ بِقَدْرِهِ اسْتِقلالُ ؟ )( الآنَ بيّنَ ، للعقولِ ، زوالُهُ ، ** أنّ الجبالَ ، قصارهنَّ زوالُ )( ما أقبح الدّنيا ! خلافَ مودَّعٍ ، ** غنيَتْ بهِ في حسنِها تختالُ )4 ( يا قَبْرهُ العَطِرَ الثرى إلا يَبْعَدَنْ ** حُلْوٌ ، من الفِتْيَانِ ، فيك حلالُ )5 ( ما أنْتَ إلاّ الجَفْنُ ، أصْبحَ طَيَّهُ ** نصلٌ عليهِ ، من الشّبابِ ، صقالُ )6 ( فَهُناكَ نَفّاحُ الشّمائِلِ ، مِثْلَمَا ** طَرَقَتْ بأنْفاسِ الرّياضِ شَمَالُ )7 ( دانٍ مِن الخُلُقِ المُزَيِّنِ ، نازِحٌ ** عنْ كلّ ما فيهٍِ عليهِ مقالُ )8 ( شِيَمٌ يُنافِسُ حُسْنَها إحْسانُها ، ** كالرّاحِ نافسَ طعمَها الجريالُ )9 ( يا مَنْ شأى الأمثالَ ، مِنْهُ واحِدٌ ، ** ضُرِبَتْ بهِ في السّودَدِ الأمْثالُ )0 ( نقصتْ حياتُك ، حين فضلُك كاملٌ ، ** هلاّ استُضيف ، إلى الكمالِ ، كمالُ ! )
____________________
(1/186)
2( وُدّعتَ عَنْ عُمُرٍ ، عَمَرْتَ قَصِيرَة ** بمكارمٍ ، أعمارُهنّ طوالُ )( منْ للنّديِّ ، إذا تنازعَ أهلُهُ ، ** فاستَجهلَتْ ، حُلْماءَهُ ، الجُهّالُ ؟ )( لوْ كنتَ شاهدَهُمْ لقلّ مراؤهُمْ ** لأغرّ فيهِ ، مع الفتاء ، جلالُ )4 ( من للعلومِ ؟ فقد هوى العلمُ الذي ** وُسِمْتَ بهِ أنْواعُهَا الأغْفالُ )5 ( منْ للقضاءِ يعزّ ، في أثنائِهِ ، ** إيضاحُ مُظْلِمِةً ، لَها إشْكَالُ ؟ )6 ( منْ لليتيمِ ، تتابعَتْ أرزاؤهُ ؟ ** هلكَ الأبُ الحاني ، وضاعَ المالُ )7 ( أعزِزْ بأنْ ينعاكَ ، نعيَ شماتَةٍ ، ** للأوْلياء ، المَعشرُ الأقْتالُ )8 ( فُجِعَتْ رحى الإسلامِ منك بقُطْبِها ؛ ** لَيْتَ الحَسودَ فِداكَ ، فهوَ ثِفَالُ )9 ( زُرْنَاكَ لم تأذَنْ ، كأنّك غافِلٌ ؛ ** ما كان مِنكَ لِواجِبٍ إغْفالُ )0 ( أينَ الحفاوةُ ، روضُها غضُّ الجَنى ؛ ** أينَ الطّلاقةُ ، بِشرُها سَلْسَالُ )
____________________
(1/187)
3( أيّامَ مَنْ يَعرِضْ عليكَ وِدادَهُ ** يَكُنْ القَبولُ ، بَشيرُهُ الإقْبالُ )( مهما نغبّكَ لا نربْكَ ، وإنْ نزُرْ ** رفْهاً ، فَما لزيارةٍ إملالُ )( هيهاتَ لا عهدٌ ، كعهدِكَ ، عائدٌ ، ** إذْ أنْتَ في وجهِ الزّمانِ جمالُ ! )4 ( فاذهبْ ذهابَ البُرْء أعقبَهُ الضّنى ، ** والأمنِ وافَتْ بَعدَهُ الآجالُ )5 ( لكَ صالِحُ الأعمالِ ، إذّ شَيّعتَها ** بالبِرّ ، ساعةَ تُعْرَضُ الأعمالُ )6 ( حيّا الحيا مثواكَ ، وامتدّتْ على ** ضاحي ثَراكَ ، من النّعيمِ ، ظِلالُ )7 ( وإذا النّسيمُ اعتلَ ، فاعتامَتْ بهِ ، ** ساحاتِكَ ، الغدواتُ والآصالُ )8 ( ولَئِنْ أذالَكَ ، بَعدَ طُولِ صِيانَةٍ ، ** قَدَرٌ ، فكُلّ مَصُونِهِ سيُذالِ )9 ( سيحوطُ ، منْ خلّفتَهُ ، مستبصرٌ ** في حِفظِ ما استَحْفَظتُه ، لا يَالُو ) 40 ( كفلَ الوزيرُ ، أبو الوليد ، بجبرِهمْ ؛ ** إنّ الوزيرَ ، لِمثْلِها ، فَعّالُ )
____________________
(1/188)
4( ملكٌ سجيّتُهُ الوفاءُ ، فما لهُ ** بِالعهْدِ ، في ذي خُلّةٍ ، إخْلالُ ) 4( حَتَمٌ عليهِ لَعاً لعَشرَةِ حالِهمْ ، ** قَدْ تَعثُرُ الحالاتُ ، ثمّ تُقالُ ) 4( إيهاً ، نبي ذكوانَ ، إنْ غَلَبَ الأسى ، ** فَلَكُمْ ، إلى الصّبرِ الجَميلِ ، مآلُ ) 44 ( إنْ كانَ غابَ البَدرُ عَنْ ساهُورِه ** منْكُمْ ، وفارَقَ غابَهُ الرّئبالُ )
____________________
(1/189)
البحر : وافر تام ( أعرفُكِ راحَ في عرفِ الرّياحِ ؟ ** فهزّ ، منَ الهوى ، عطفَ ارتياحي ) ( وذكرُكِ ما تعرّضَ أمْ عذابٌ ؟ ** غصصتُ عليهِ بالعذبِ القراحِ ) ( وهَلْ أنا مِنْكَ في نَشَواتِ شوْقٍ ، ** هفَتْ بالعَقْلِ ، أو نشَواتِ راحِ ؟ ) 4 ( لعمرُ هواكِ ! ما وريَتْ زنادٌ ، ** لوَصْلٍ مِنكِ ، طالَ لها اقتداحي ) 5 ( وكمْ أسقمْتِ ، منْ قلبٍ صحيحٍ ، ** بِسُقمِ جُفُونِكِ المَرْضَى الصّحاحِ ) 6 ( متَى أخْفِ الغَرامَ يَصِفْهُ جِسمي ** بألسنةِ الضّنى الخرسِ ، الفصاحِ ) 7 ( فَلَوْ أنّ الثّيابَ فُحِصْنَ عَنّي ** خَفِيتُ خَفاءَ خَصْرِكِ في الوِشاحِ ) 8 ( للقِّينَا من الواشين ، حتى ** رضينَا الرُّسلَ أنفاسَ الرّياحِ ) 9 ( وربّ ظلامِ ليلٍ جنّ فوقي ، ** فَنُبْتِ ، عَنِ الصّباحِ ، إلى الصّباحِ )0 ( فَهلْ عَدَتِ العَفافَ هُنَاكَ نَفسي ، ** فديتُكِ ، أو جنحتُ إلى الجناحِ ؟ )
____________________
(1/190)
1( وكيفَ ألِجّ ، لا يثْني عناني ** رَشَادُ العَزْمِ عَنْ غَيّ الجِماحِ ؟ )( ومنْ سرِّ ابنِ عبّادٍ دليلٌ ، ** بهِ بَانَ الفَسادُ مِنَ الصّلاحِ )( هوَ الملكُ ، الذي برّتْ ، فسرّتْ ** خِلالٌ مِنْهُ طاهِرَةُ النّواحي )4 ( همامٌ خطّن بالهمَمِ السّوامي ، ** مِنَ العَلْياء في الخِططِ الفِسَاحِ )5 ( أغرُّ ، إذا تجهَّمَ وجهُ دهرٍ ، ** تَبَلّجَ فِيهِ كالقَمَرِ اللِّيَاحِ )6 ( سَميعُ النّصْرِ لاسْتِعْداء جَارٍ ؛ ** أصمُّ الجودِ عنْ تفنيدِ لاحِ )7 ( ضرائبُ جهمةٌ ، في العتبِ تتْلى ** بأخلاقٍ ، لدَى العتبَى ، ملاحِ )8 ( إذا أرِجَ الثّناءُ الرَّوْعُ مِنْهَا ، ** فكمْ للمسكِ عنهُ منِ افتضاحِ )9 ( هوَ المبقي ملوكَ الأرضِ تدْمَى ** قلوبُهُمُ ، كأفواهِ الجراحِ )0 ( رآهُ اللهُ أجودَ بالعطايا ؛ ** وأطعنَ بالمكايدِ والرّماحِ )
____________________
(1/191)
2( وَأفْرَسَ للمَنَابِرِ وَالمَذَاكِي ؛ ** وأبْهَى في البُرُودِ وفي السّلاحِ )( وأمنعَهُمْ حمى عرضٍ مصونٍ ؛ ** وَأوْسَعَهُمْ ذُرَا مَالٍ مُباحٍ )( فَراضَ لهُ الوَرى ، حتى تأدّتْ ** إليهِ إتاوةُ الحيّ اللَّقاحِ )4 ( لِمُعْتَضِدٍ بهِ أرْضاهُ سَعْياً ، ** فأقبلَ وجهَهُ وجهَ الفلاحِ )5 ( فَمَنْ قَاسَ المُلُوكَ إلَيهِ جَهْلاً ، ** كمنْ قاسَ النّجومَ إلى براحِ )6 ( وَمُعْتَقِدُ الرّياسَةِ في سِوَاهُ ، ** كمعتقدِ النّبوّةِ في سجاحِ )7 ( أبحرَ الجودِ ، في يومِ العطايا ، ** وليثَ البأسِ ، في يومِ الكفاحِ )8 ( لقَدْ سَفَرتْ ، بعِلّتِك ، اللّيالي ** لَنَا عَنْ وَجْهِ حادِثَةٍ وَقَاحِ )9 ( ألَسْتَ مُصِحّهَا مِنْ كُلّ داءٍ ** وَمُبدِيَ حُسْنِ أوجُهِها الصِّباحِ ؟ )0 ( ولو كشَفتْ عنِ الصّفحاتِ ، شامتْ ** بروقَ الموتِ منْ بيضِ الصِّفَاحِ )
____________________
(1/192)
3( وقاكَ اللهُ ما تخشَى ن ووَالى ** عليكَ بصنعِهِ المغْدَى المراحِ )( فَلَوْ أنّ السّعادَةَ سوّغَتْنَا ** تجارَتَها ، الملثّةَ بالرَّباحِ )( تجافَيْنَا عبيدَكَ عنْ نفوسٍ ، ** عَليكَ منَ الضّنى ، حَرّى شِحاحِ )4 ( تُهَنّأُ فِيكَ بِالبُرْء المُوَفّى ؛ ** وتبهجُ منكَ بالألمِ المزاحِ )5 ( فدَيْتُكَ كمْ لعيني منْ سموٍّ ، ** لَدَيْكَ ، وكَمْ لنَفسِي من طَماحِ )6 ( ألا هلْ جاء ، منْ فارَقْتُ ، أنّي ** بساحاتِ المُنى رفلُ المراحِ ؟ )7 ( وأنّي ، منْ ظلالِكَ ، في زمانٍ ** ندي الآصالِ ، رقراقِ الضّواحي )8 ( تحيّيني بريحانِ التّحفّي ؛ ** وَتُصْبِحُني مُعَتَّقَهِ السّمَاحِ )9 ( فهَا أنَا قدْ ثملْتُ منَ الأيادي ، ** إذا اتّصلَ اغْتِبَاقي في اصْطِباحي ) 40 ( فإنْ أعجزْ ، فإنّ النُّصحَ ثقفٌ ، ** وإنْ أشكرْ ، فإنّ الشّكْرَ صاحِ )
____________________
(1/193)
4( لمَا أكسَبتَ قدرِي منْ سناءٍ ؛ ** وَما لَقيْتَ سَعْيي مِنْ نَجَاحِ ) 4( لقدْ أنفذْتَ ، في الآمالِ ، حكمي ؛ ** وَأجْرَيْتَ الزّمانَ علَى اقْتِراحي ) 4( وهلْ أخشَى وقوعاً ، دونَ حظٍّ ، ** إذا ما أثَّ رِيشُكَ مِنْ جَنَاحي ؟ ) 44 ( فما استسقيْتُ منْ غيمٍ جهامٍ ؛ ** ولا استورَيْتُ من زندٍ شحاحِ ) 45 ( وَواصَلَني جَمِيلُكَ ، في مَغِيبي ، ** وَطالَعَني نَدَاكَ مَعَ انْتِزاحي ) 46 ( ولمْ أنفكّ ، إذْ عدَتِ العوادي ، ** إليكَ رهينَ شوقٍ والتياحِ ) 47 ( فحسبي أنتَ ، منْ مسدٍ لنعمَى ؛ ** وَحَسْبُكَ بي بِشُكْرٍ وَامْتِداحِ )
____________________
(1/194)
البحر : رمل تام ( لستُ بالجاحدِ آلاءَ العللْ ، ** كَمْ لهَا مِنْ ألمٍ يُدْني الأمَلْ ) ( أجْتَلي ، منْ أجلِها ، بدرَ العلا ، ** مُشرِقاً في مَنزلي ، حينَ كَمَلْ ) ( حُلّةٌ ، ألْبَسَ عَيْنَي فَخْرَهَا ، ** فاغْتَدَتْ ترفُلُ في أبْهَى الحلَلْ ) 4 ( رَفّ بِشْرُ الأُفْقِ في عَيْني لَها ، ** لا لأِنّ الشّمسَ حَلّتْ في الحَمَلْ ) 5 ( ما أبالي منْ زماني بعدَهَا ، ** إذْ أصحَّ النّفسَ ، إنْ جسمي أعلّ ) 6 ( أيّهَا المَوْلى ! لَقَد حُمِّلْتُ ما ** لم يدعْ ، في وسعِ عبدٍ ، محتملْ ) 7 ( وضحَ الطَّوْقُ ، الذي حلّيْتَني ، ** فَتَراءَتْهُ نُفُوسٌ لا مُقَلْ ) 8 ( أنَا لو طوِّقْتُ ، منهُ بدلاً ، ** أنجمَ الجوزاء ، لم أرضَ البدلْ ) 9 ( كم مرادٍ ليَ ، من نعمائِكُم ، ** وَارِفِ الظّلّ ، وَكَم وِردٍ عَلَل )0 ( لا تزلْ دولتكُم مبسوطةً ، ** بسطةً ، في طيّها ، قبضُ الدّول )
____________________
(1/195)
1( ورَأى المِعْتَضِدُ المنصورُ مَا ** أنْبأتْهُ فِيكَ لَيْتَ أو لَعَلّ )( فستَلْقَاهُ اللّيالي ، طَلْقَةً ، ** بِتَفارِيقٍ أمَانِيهِ جُمَل )
____________________
(1/196)
البحر : كامل تام ( أقدَمْ ، كما قَدِمَ الرّبيعُ الباكرُ ، ** واطْلُعْ ، كما طَلعَ الصّباحُ الزّاهِرُ ) ( قسماً ، لقد وفّى المُنى ، ونفى الأسَى ، ** مَنْ أقْدَمَ البُشرَى بِأنّكَ صَادِرُ ) ( ليُسَرّ مُكْتَئِبٌ ، وَيُغْفَى ساهِرٌ ، ** ويراحَ مرتقبٌ ، ويوفيَ ناذرُ ) 4 ( قَفَلٌ وإبْلالٌ ، عَقِيبَ مُطِيفَةٍ ** غشيَتْ ، كمَا غشيَ السّبيلَ العابرُ ) 5 ( إنْ أعنَتَ الجسمَ المكرَّمَ وعكُها ؛ ** فلَرُبّما وُعِكَ الهِزَبْرُ الخَادِرُ ) 6 ( ما كانَ إلاّ كانجلاء غيابةٍ ، ** لبِسَ ، الفِرِنْدَ بها ، الحُسامُ الباترُ ) 7 ( فلتغْدُ ألسنةُ الأنامِ ، ودأبُهَا ** شكرٌ ، يجاذبُهُ الخطيبَ الشّاعرُ ) 8 ( إن كان أسعدَ ، من وصولكَ ، طالعٌ ، ** فكذاكَ أيمنَ ، من قُفُولِكَ ، طائرُ ) 9 ( أضْحَى الزّمانُ ، نَهارُهُ كَافُورَةٌ ، ** وَاللّيلُ مِسْكٌ ، منْ خِلالِكَ ، عاطرُ )0 ( قَد كانَ هجري الشّعرَ ، قبلُ ، صَريمةً ، ** حَذَرِي ، لذلكَ النّقدِ فيها ، عاذِرُ )
____________________
(1/197)
1( حتى إذا آنسْتُ أوْبَكَ بارئاً ، ** صفَتِ القريحةُ واستنارَ الخاطرُ )( عيٌّ ، قلبْتَ إلى البلاغةِ عيَّهُ ؛ ** لولا تقاكَ لقلتُ : إنّكَ ساحرُ )( لقّحتَ ذهني ، فاجنِ غضّ ثمارِه ؛ ** فالنّخلُ يحرزُ مجتناهُ الآبرُ )4 ( كم قد شكرْتُك ، غبّ ذكرِك ، فانتشَى ** متذكّرٌ مني ، وغرّدَ شاكرُ )5 ( يَا أيّهَا المَلِكُ ، الّذِي عَلْياؤهُ ** مثلٌ ، تناقَلُهُ اللّيالي ، سائرُ )6 ( يا منْ لبرْقِ البشرِ منهُ تهلّلٌ ، ** ما شِيمَ إلاّ انْهَلّ جُودٌ هَامِرُ )7 ( أنتَ ابنُ مَن مجدَ المُلوكَ ، فإن يكُنْ ** للمجْدِ عينٌ ، فهوَ منْها ناظرُ )8 ( ملكٌ أغرُّ ، ازدانَتِ الدّنيا بهِ ، ** )9 ( أبْنَاكَ في ثبجِ المجرّةِ قبّةً ؛ ** فَهَنَاكَ أنّكَ للنّجُومِ مُخاصِرُ )0 ( وَتَلَقّ ، من سِيمَتك ، صِدْقَ تَفاؤلي ، ** فهمَا المؤيَّدُ بالإلهِ الظّافرُ )
____________________
(1/198)
البحر : وافر تام ( سأهدي النّفسَ ، في نفسِ الشَّمال ؛ ** فقَد لَقِحَ التّشَوّقُ عَنْ حِيَالِ ) ( إلى الشَّثنِ العزائمِ ، إنْ أثيرَتْ ** حفيظَتُهُ ، إلى اللَّدْنِ الخلالِ ) ( إلى الوَضّاحِ آثَارَ المَساعي ؛ ** إلى النّفّاحِ أخْبَارَ المَعالي ) 4 ( إلى مَلِكٍ ، هُوَ المَعْنى المُجَلّى ** بهِ الإشكالُ ، منْ لفظِ الكمالِ ) 5 ( إلى منْ لا مثيلَ لهُ ، إذا مَا ** بَدا في السّرجِ ، أوْ فوقَ المثالِ ) 6 ( هديّةُ منْ ، لوَ انّ الدّهرَ سنّى ** مناهُ ، هدى إليكَ سرَى الخيالِ ) 7 ( فكمْ بوّأتني ساحاتِ نعمَى ، ** عِذابِ الوِرْدِ ، وَارِفَةِ الظّلالِ )
____________________
(1/199)
البحر : خفيف تام ( عذرِي ، إنْ عذلتَ في خلعِ عذرِي ** غصنٌ أثمرَتْ ذرَاهُ ببدرِ ) ( هَزّ مِنْهُ الصَّبَا ، فَقَوّم شَطْراً ، ** وَتَجافَى ، عَنِ الوِشاحِ ، بشَطْرِ ) ( رشأٌ ، أقصَدَ الجوانحَ ، قصداً ، ** عن جفونٍ كحلنَ ، عمداً ، بسحرِ ) 4 ( كسيَ الحسنَ ، فهوَ يفتنَّ فيهِ ، ** ساحباً ذيلَ بردِهِ المسبكرّ ) 5 ( تَحتَ ظِلٍّ ، مِنَ الغَرَارَةِ ، فَيْنَا ** نَ ، وورقٍ ، منَ الشّبيبةِ ، نضرِ ) 6 ( أبرزَ الجيدَ في غلائلَ بيضٍ ؛ ** وجلا الخدَّ في مجاسدَ حمرِ ) 7 ( وَتَثَنّتْ بِعطفِهِ ، إذْ تَهادَى ، ** خَطْرَةٌ تَمْزُجُ الدّلالَ بِكِبْرِ ) 8 ( زارني ، بعدَ هجعةٍ ، والثُّرَيّا ** راحةٌ ، تقدرُ الظّلامَ بشبرِ ) 9 ( والدّجى ، منْ نجومِهِ ، في عقودٍ ** يَتلألأن مِنْ سِمَاكٍ وَنَسْرِ )0 ( تحسبُ الأفقَ بينَها لا زورْداً ، ** نثرَتْ ، فوقَهُ ، دنانيرُ تبرِ )
____________________
(1/200)
1( فَرَشَفْتُ الرُّضَابَ أعذَبَ رَشْفٍ ، ** وَهَصَرْتُ القَضِيبَ ألْطَفَ هَصْرِ )( ** للتّصافي ، وقرْعِ ثغرٍ بثغرِ )( يا لها ليلةً ! تجلّى دجاها ، ** مِنْ سَنا وَجْنَتَيْهِ ، عَنْ ضَوء فجرِ )4 ( قَصّرَ الوَصْلُ عُمرَها ؛ وَبِوُدّي ** أنْ يطولَ القصيرُ منْها بعمرِي )5 ( من عذيرِي من ريبِ دهرٍ خؤونٍ ، ** كلَّ يومٍ ، أراعُ منهُ بغدرِ )6 ( كلّمَا قلتُ : حاكَ فيهِ ملامي ، ** نِهسَتْني مِنْهِ عَقارِبُ تَسْرِي )7 ( وترتْني خطوبُهُ في صفيٍّ ** فاضِلٍ ، نابِهٍ ، من الدّهرِ ، وِتْرِ )8 ( بانَ عَنّي ، وكانَ رَوْضَةَ عَيْني ، ** فغدا اليومَ ، وهوَ روضةُ فكْرِي )9 ( فكِهٌ ، يبهجُ الخليلَ بوجهٍ ، ** تَرِدُ العَينُ مِنْهُ يَنْبُوعَ بِشْرِ )0 ( لوذَعيٌّ ، إنْ يبلُهُ الخبرُ يوْماً ، ** أخجلَ الوردَ عنْ خلائقِ زهرِ )
____________________
(1/201)
2( وإذا غازلَتْهُ مقلةُ طرفٍ ** كادَ ، مِنْ رِقّةٍ ، يَذُوبُ فيَجري )( يا أبَا القَاسِمِ الّذِي كانَ رِدئي ، ** وَظَهِيري ، على الزّمانِ ، وَذُخْرِي )( يا أحقّ الورَى بممحوضِ إخْلا ** صِي ، وأوْلاهُمُ بغايةِ شكرِي )4 ( طرقَ الدّهرُ ساحَتي ، منْ تنائي ** كَ ، بجَهْمٍ مِنَ الحَوادِثِ ، نُكْرِ )5 ( لَيتَ شِعرِي ! والنّفسُ تَعلمُ أن لَيْ ** سَ بمُجْدٍ على الفَتى : لَيتَ شعرِي )6 ( هَلْ لخالي زَمانِنا مِنْ رِجوعٍ ، ** أمْ لماضي زمانِنا مِنْ مَكَرِّ ؟ )7 ( أينَ أيّامُنَا ؛ وأينَ ليالٍ ، ** كَرِياضٍ لَبِسْنَ أفْوافَ زَهْرِ )8 ( وزَمانٌ ، كأنّما دَبّ فيهِ ** وسنٌ ، أوْ هفَا بهِ فرطُ سكرِ )9 ( حينَ نغدو إلى جداولَ زرقٍ ، ** يتغلغلْنَ في حدائقَ خضرِ )0 ( في هضابٍ ، مجلوّةِ الحسنِ ، حمرٍ ، ** وبوادٍ ، مصقولةِ النّبْتِ ، عفْرِ )
____________________
(1/202)
3( نَتَعاطى الشَّمُولَ ، مُذْهَبَةَ السّرْ ** بَالِ ، وَالجَوُّ في مَطارِفُ غُبْرِ )( في فُتُوٍ ، تَوَشّحُوا بِالمَعالي ، ** وَتَرَدّوا ، بِكُل مَجْدٍ وَفَخْرِ )( وضَّحٍ ، تنجلي الغياهِبُ منهمْ ** عنْ وجوهٍ ، مثلِ المصابيحِ ، غرّ )4 ( كلُّ خرقٍ ، يكادُ ينهلّ ظرْفاً ، ** زَانَ مَرْأى بهِ بأكْرَمِ خُبْرِ )5 ( وسجايَا ، كأنّهنّ كؤوسٌ ؛ ** أو رياضٌ قدْ جادَها صوبُ قطرِ )6 ( يَتَلَقّى القَبُولَ مِنّي قُبولٌ ، ** كُلّما رَاحَ نَفْحُها ارْتاحَ صَدْرِي )7 ( فهوَ يسرِي محمَّلاً ن منْ سجايا ** كَ ، نَسيماً يُزْهَى بِأفْوَحِ عِطْرِ )8 ( يا خَليلي وواحِدي والمُعلّى ** منْ قداحي ، والمستبدّ ببرّي )9 ( لا يضعْن ودّيَ ، الصّريحُ ، الذي أرْ ** ضاكَ منهُ استواءُ سرّي وجهْري ) 40 ( وتوالي أذمّةٍ ، نظمتْنَا ** نَظْمَ عِقدِ الجُمانِ في نحرِ بِكْرِ )
____________________
(1/203)
4( لا يكنْ قصرُكَ الجفاءَ ، فإنّ الودّ ، ** إنْ ساعَدَتْ حَياتيَ . قَصْرِي ) 4( وَأعِدْ ، بالجَوابِ ، دَوْلةَ أُنْسٍ ، ** قد تَقَضّتْ ، إلاّ عُلالَةَ ذِكْرِ ) 4( وَاكسُ مَتنَ القِرْطَاسِ ديباجَ لَفْظِ ** يبهرُ الفكرَ منْ نظيمٍ ونثرِ ) 44 ( غررٌ ، من بدائعٍ ، لا يشكّ الدّهْ ** رُ في أنّها قلائدُ درّ ) 45 ( تتوالى على النّفوسِ ، دراكاً ، ** عن فتىً موسرٍ ، من الطّبعِ ، مثرِ ) 46 ( شدّ في حلبةِ البلاغةِ ، حتى ** بانَ فيها عنْ شأوِ سهلٍ وعمرِو ) 47 ( وإذا أنْتَ لمْ تعجِّلْ جوابي ، ** كانَ هذا الكِتابُ بَيْضَةَ عُقْرِ ) 48 ( فابْقَ في ذمّةِ السّلامةِ ، ما انْجا ** بَ ، عنِ الأفقِ ، عارضٌ متسرّ ) 49 ( وَعليكَ السّلامُ ما غَنّتِ الوُرْ ** قُ ، ومَالَتْ بهَا ذَوائِبُ سِدْرِ )
____________________
(1/204)
البحر : طويل ( هوَ الدّهرُ الذي أحدَثَ الدّهرُ ، ** فمنْ شيمِ الأبرارِ ، في مثلها ، الصّبرُ ) ( سَتْصبرُ صَبرَ اليأسِ ، أوْ صَبَر حِسبةٍ ، ** فلا تَرْضَ بالصّبرِ ، الذي معهُ وِزْرُ ) ( حذارَكَ منْ أن يعقبَ الرّزْءُ فتنةً ، ** يضيقُ لها ، عن مثل أخلاقك ، العذرُ ) 4 ( إذا أسِفَ الثّكلُ اللّبيبَ ، فشَفَّهُ ، ** رأى أبرَحَ الثّكلَينِ أن يحبطَ الأجرُ ) 5 ( مُصابُ الذي يأسَى بِمَيْتِ ثَوابِه ، ** هو البرحُ ، لا الميتُ الذي أحرزَ القبرُ ) 6 ( حَياةُ الوَرَى نَهجٌ ، إلى الموْتِ ، مَهيَعٌ ، ** لهُمْ فيه إيضَاعٌ ، كمَا يُوضِعُ السَّفرُ ) 7 ( فيَا هاديَ المنهاجِ جرْتَ ، فإنّما ** هوَ الفجُ يَهديكَ الصّراطَ أوِ البَجرُ ) 8 ( لنَا ، في سوانَا ، عبرةٌ غيرَ أنّنَا ** نُغَرّ بِأطْماعِ الأماني ، فَنغْتَرّ ) 9 ( إذا الموْتِ أضحى قَصْرَ كلّ مُعَمَّرٍ ، ** فإنّ سَوَاءً طالَ أوْ قَصُرَ العُمْرْ )0 ( ألمْ ترَ أنَ الدّينَ ريعَِ ذمارُهُ ، ** فَلَمَ يُغْنِ أنصارٌ عَديدٌ ولا وَفْرُ )
____________________
(1/205)
1( بحيثُ استقَلّ المُلْكُ ثانيَ عِطْفهِ ، ** وجرّرَ ، منْ أذْيالِهِ ، العسكرُ المجرُ )( هوَ الضّيمُ ، لوْ غيرُ القَضَاء يَرُومُهُ ، ** شآهُ المَرَامُ الصّعبُ وَالمسلَكُ الوَعرُ )( إذا عَثَرَتْ جُرْدَ السّوابِحِ في القَنَا ** بليلِ عجاجٍ ، ليس يصدعه فجرُ )4 ( لقدْ بكرَ النّاعي عليْنَا بدعوةٍ ** عَوانٍ ، أمَضّتْنَا لها لَوْعَةٌ بِكْرُ )5 ( أأنفَس نفسٍ في الورَى أقصدَ الرّدى ؟ ** وأخطر عِلقٍ ، للهُدى ، أهلكَ الدّهرُ ؟ )6 ( هينئاً ، لبطنِ الأرضِ ، أنسٌ مجدَّدٌ ** بثاوِيَةٍ حَلّتْهُ ، فاستَوْحشَ الظّهرُ )7 ( بطاهرةِ الأثوابِ ، فاتنةِ الضّحى ، ** مُسَبِّحَةِ الآنَاء ، مِحرَابُها الخِدْرُ )8 ( فإنْ أُنْئِيَتْ فالنّفسُ أنأى نَفيسَةٍ ، ** إذِ الجسمُ لا يسمو لتذكيرِهِ ذكرُ )9 ( حَصَانٌ إنِ التّقوى استَبَدّتْ بسرّها ، ** فمن صالحِ الأعمالِ يَسْتَوْضَحُ الجهرُ )0 ( يطأطأُ سترُ الصّونِ دون حجابها ، ** فيرفعُ ، عن مثنى نوافلِها ، السّترُ )
____________________
(1/206)
2( لَعَمرُ البُرودِ البِيضِ في ذلكَ الثّرَى ، ** لقد أُدرِجتْ ، أثناءها ، النّعمُ الخُضْرُ )( عليها سلامُ اللهِ تترَى ، تحيّةً ، ** ينسّمُها الغفرانَ ، ريحانُها النّضْرُ )( وَعاهدَ تِلكَ الأرضَ عَهدُ غَمامةٍ ، ** إذا استعبرَتْ في تربِها ابتسمَ الزّهرُ )4 ( فديناكَ ، إنّ الرّزْء كانَ غمامةً ، ** طَلَعْتَ لَنا فيها ، كمَا يَطلُعُ البَدْرُ )5 ( ألسْتَ الذي إنْ ضاقَ ذرعٌ بحادثٍ ** تَبَلّجَ مِنْهُ الوَجْهُ واتّسَعَ الصّدرُ ؟ )6 ( تعزّ بحوّاء ، التي الخلقُ نسلُها ، ** فمَنْ دونَها في العَصرِ يتبعُه العصرُ )7 ( نِساءُ النّبيّ المُصْطَفى ، أمّهاتُنَا ، ** ثَوَينَ فمَعناهُنّ ، مُذْ حُقْبٍ ، قَفْرُ )8 ( وجَازَيْتَها الحُسنى ، فأُمٌّ شَفِيقَةٌ ، ** تحَفّى بهَا ابنٌ ، كُلُّ أفْعالِهِ بِرّ )9 ( تمنّتْ وفاةً ، في حياتِكَ ، بعدَما ** توالَتْ ، كنظمِ العقدِ ، آمالُها النّثرُ )0 ( كأنّ الرّدى نذرٌ عليها مؤكَّدٌ ، ** فإنْ أُسْعِفَتْ بالحظّ فيكَ وفي النّذْرُ )
____________________
(1/207)
3( توَلّتْ فأبقَتْ ، من مُجابِ دُعائِها ، ** نفائسِ ذخرٍ ما يقاسُ بهِ ذخرُ )( تَتِمّ بهِ النُّعْمَى ، وَتَتّسِقُ المُنى ، ** وَتُسْتَدْفَعُ البَلْوَى ، ويُستَقبل الصّبرُ )( فلا تهضِ الدّنيا جناحَكَ بعدَها ، ** فمنْكَ ، لمنْ هاضتْ نوائبُها ، جبرُ )4 ( ا زِلْتَ مَوْفُورَ العَديدِ بِقُرّةٍ ** لعَيْنيَكَ ، مشدُودٍ بهِمْ ذلك الأزْرُ )5 ( بَنى جَهْوَرٍ ! أنْتُمْ سَماءُ رِياسَةٍ ** لعافيكُمُ ، في أفقِها ، أنجمٌ زهرُ )6 ( تَرَى الدّهرَ ، إن يَبطشْ فمنكم يمينُه ، ** وإنْ تضحكِ الدّنيا ، فأنتمْ لها ثغرُ )7 ( لكُمْ كلُّ رَقْرَاقِ السّماحِ ، كأنّهُ ** حُسامٌ عَلَيْهِ ، مِنْ طَلاقَتِه ، أثْرُ )8 ( سحائبُ نعمَى أبرَقتْ وتدفّقتْ ، ** فَصَيّبُها الجَدْوَى ، وبَارِقُها البِشْرُ )9 ( إذا ما ذكرْتمْ واستشفّتُ خلالُكمْ ** تضوّعَتِ الأخبارُ ، واستمجدَ الخبرُ ) 40 ( طريقتُكمْ مثلى ، وهديُكُمْ رضىً ، ** ونائِلُكُمْْ غمرٌ ، ومذهبُكُمْ قصرُ )
____________________
(1/208)
4( وَكم سائلٍ ، بالغَيبِ عنكمْ ، أجبتُهُ : ** هُناكَ الأيادي الشّفعُ والسّوددُ الوِترُ ) 4( عطاءٌ ولا منٌّ ، وحكمٌ ولا هوىً ، ** وحلمٌ ولا عجزٌ ، وعزٌّ ولا كبرُ ) 4( قَدِ استَوْفَتِ النّعماءُ فيكُمْ تَمامَها ** علينا ، فمنّا الحمدُ للهِ والشّكرُ )
____________________
(1/209)
البحر : طويل ( أجلْ ، إنّ ليلى حيثُ أحياؤها الأسدُ ، ** مهاةٌ حمتها ، في مراتعِها ، أسدُ ) ( يَمانِيَةٌ تَدْنُو ويَنْأى مَزَارُهَا ؛ ** فسِيّانِ منها في الهوَى القُرْبُ والبُعْدُ ) ( إذا نحنُ زرنَاها تمرّدَ ماردٌ ، ** وعزّ فلم نظفرْ به ، الأبلقُ الفردُ ) 4 ( تحولُ رماحُ الخطّ دونَ اعتيادِها ، ** وخَيْلٌ ، تَمَطّى نحوَ غاياتِها ، جُرْدُ ) 5 ( لحيٍّ لقاحٍ ، تأنفُ الضّيمَ منهمُ ** جحاجحةٌ شيبٌ ، وصيّابةٌ مردُ ) 6 ( أبٌ ذو اعتزامٍ ، أوْ أخٌ ذو تسرّعٍ ؛ ** فشَيخانُ ماضي الهَمّ ، أوْ فاتكٌ جَلدُ ) 7 ( فما شيمَ ، من ذي الهبّة الصّارم ، الشَّبا ؛ ** ولا حُطّ ، عن ذي المَيعة السابح ، اللِّبْدُ ) 8 ( وفي الكلّةِ الحمراء ، وسطَ قبابهمْ ، ** فَتاةٌ ، كَمِثلِ البَدرِ ، قابَلهُ السّعدُ ) 9 ( عقيلةُ سربٍ ، لا الأراكُ مرادُهُ ؛ ** ولا قمنٌ منهُ البريرُ ولا المردُ )0 ( تَهادى ، فيُضْنيها الوِشاحُ ، غَرِيرَةٌ ، ** تأوّهُ مهما ناسَ ، في جيدها ، العقدُ )
____________________
(1/210)
1( إذا استحفِظتْ سرَّ السُّرَى جنحَ ليلها ** تَناسَى النّمومانِ : الأُلُوّةِ ، والنَّدّ )( لها عدةٌ بالوصلِ ، يوعدُ غبَّها ** مصاليتُ ، ينسَى ، في وعيدهم ، الوعدُ )( عَزِيزٌ عَلَيْهِمْ أنْ يَعُودَ خَيالُها ، ** فيُسعِفَ منها نائِلٌ ، في الكَرى ، ثَمْدُ )4 ( كفَى لوعةً أنّ الوصالَ نسيئةٌ ، ** يُطيلُ عَناءً المُقْتَضِي ، والهَوَى نَقدُ )5 ( ستبلغُها عنّا الشَّمالُ تحيّةً ، ** نَوافِحُ أنْفاسِ الجَنُوبِ لها رَدّ )6 ( فَما نُسِيَ الإلْفُ ، الذي كانَ بيننا ، ** لطولِ تنائينَا ، ولا ضيّعَ العهدُ )7 ( لئن قيلَ : في الجدّ النّجاحُ الطالبٍ ؛ ** لقَلّ غَنَاءُ الجِدّ ما لمْ يكُنْ جَدّ )8 ( ينالُ الأماني ، بالحظيرةِ ، وادعٌ ، ** كما أنّه يُكدي ، الذي شأنُهُ الكَدّ )9 ( هوَ الدّهرُ ، مهما أحسنَ الفعلَ مَرَّةً ، ** فعنْ خطإٍ ، لكنْ إساءتُهُ عمدُ )0 ( حذارَكَ أنْ تغترّ منهُ بجانبٍ ، ** ففي كلّ وادٍ ، من نوائبِهِ ، سعدُ )
____________________
(1/211)
2( ولَوْلا السَّراةُ الصِّيدُ من آلِ جَهوَرٍ ** لأعوزَ منْ يعدى عليه ، متى يعدُو )( مُلوكٌ لَبِسْنَا الدّهرَ في جَنَباتهمْ ، ** رقيقَ الحواشي ، مثلما فوّفَ البردُ )( بحَيثُ مَقِيلُ الأمنِ ، ضَافٍ ظِلالُه ؛ ** وفي منهلِ العيشِ العذوبةُ والبردُ )4 ( همُ النّفرُ البيضُ ، الذينَ وجوهُهمْ ** تَروقُ فتَستشفي بها الأعينُ الرُّمْدُ )5 ( كِرَامٌ يَمُدّ الرّاغِبُونَ أكْفّهُمْ ** إلى أبْحُرٍ مِنْهُمْ ، لها باللُّهَامَدّ )6 ( فلا يُنْعَ مِنْهُم هالِكٌ ، فَهوَ خالِدٌ ** بِآثارِهِ ؛ إنّ الثّناءَ هُوَ الخُلْدُ )7 ( أقِلّوا عَلَيْهِمْ ، لا أبَا لأبِيكُمُ ، ** من اللّوم ، أوْ سدّوا المكان الذي سدّوا )8 ( أُولئكَ ، إنْ نِمْنَا سَرى ، في صَلاحِنا ، ** سِجاعٌ عَلَينا ، كُحلُ أجفانهمْ سُهدُ )9 ( أليسَ أبو الحَزْمِ ، الذي غِبَّ سَعيهِ ، ** تبصّرَ غاوينَا ، فبانَ لهُ الرُّشدُ )0 ( أغرُّ تمهّدْنا بهِ الحفضَن بعدما ** أقضّ عَلَينا مَضْجَعٌ ، وَنَبا مَهْدُ )
____________________
(1/212)
3( لَشَمّرَ حتى انْجابَ عارِضُ فِتنَةٍ ، ** تألّقَ منها البرقُ ، واصطخبَ الرّعدُ )( فسالمَ من كانتْ لهُ الحربُ عادةً ؛ ** ووافقَ منْ لا شكّ في أنّهُ ضدّ )( هوَ الأثرُ المحمودُ ، إنْ عادَ ذكرُهُ ** تَطَلّعَتِ العَلياءُ ، وَاستَشرَفَ المَجدُ )4 ( تولّى ، فلولا أنْ تلاهُ محمّدٌ ، ** لأوْطَأ ، خَدَّ الحُرّ أخمَصَه ، العَبْدُ )5 ( مَلِيكٌ يَسُوسُ المُلكَ منه مُقَلِّدٌ ، ** رَوَى عَنْ أبيهِ فِيه مَا سَنّهُ الجَدّ )6 ( سجيّتُهُ الحُسنى ، وشيمَتُهُ الرّضَى ، ** وسيرتُهُ المثلى ، ومذهبُهُ القصدُ )7 ( همامٌ ، إذا زانَ النّديَّ بحبوةٍ ** تَرَجّحَ ، في أثْنائِها ، الحَسَبُ العِدُّ )8 ( زعيمٌ ، لأبناء السّيادةِ ، بارعٌ ، ** عليهمْ به تثنى الخناصرُ ، إنْ عدّوا )9 ( بعيدُ منالِ الحالِ ، داني جنى النّدى ، ** إذا ذُكِرَتْ أخلاقُهُ خَجِلَ الوَرْدُ ) 40 ( تهلّلَ ، فانهلّتْ سماءُ يمينِهِ ** عَطايا ، ثَرى الآمال ، من صوْبَها ، جَعْدُ )
____________________
(1/213)
4( ممرٌّ ، لمنْ عاداهُ ، إذْ أولياؤُهُ ** يلذُّ لهمْ كالماء ، شيبَ بهِ الشّهدُ ) 4( إذا اعترفَ الجاني عفَا عفوَ قادرٍ ، ** عَلا قَدْرُهُ عَنْ أنْ يَلجّ بهِ حِقْدُ ) 4( ومتّئدٌ لوْ زاحمَ الطّودَ حلمُهُ ** لحاجَزَهُ رُكنٌ ، من الطّوْدِ ، مُنَهَدّ ) 44 ( لهُ عزمةٌ مطويّةٌ ، في سكينةٍ ، ** كما لانَ متنُ السّيفِ ، واخشوشن الحدّ ) 45 ( يوكِّلُ بالتّدبيرِ خاطرَ فكرةٍ ، ** إنِ اقتدحتْ ، في خاطرٍ ، أثقبَ الزَّنْدُ ) 46 ( ذِرَاعٌ لِمَا يأتي بهِ الدّهرُ ، وَاسِعٌ ؛ ** وباعٌ ، إلى ما يحرزُ الفخرَ ممتدّ ) 47 ( إذا أسْهَبَ المُثْنُونَ فيهِ ، شأتْهُمُ ** مراتبُ عليا ، كلَّ عن عفوِها الجهدُ ) 48 ( هوَ الملكُ المشفوعُ ، بالنّسكِ ، ملكُه ، ** فيا فَضْلَ ما يَخفي ويا سَرْوَ ما يَبدُو ) 49 ( إلى اللَّهِ أوّابٌ ، وللَّهِ خائفٌ ، ** وبِاللَّهِ مُعْتَدٌّ ، وَفي اللَّهِ مُشتدّ ) 50 ( لقد أوْسعَ الإسلامَ ، بالأمسِ ، حِسبةً ، ** نحَتْ غَرضَ الأجرِ الجَزِيل ، فلم تَعْدُ )
____________________
(1/214)
5( أبَاحَ حِمَى الخَمْرِ الخَبِيثَةِ ، حائِطاً ** حمَى الدّينِ ، من أنْ يستباحَ لهُ حدّ ) 5( فَطَوّقَ بِاستِئْصالِها المِصْرَ مِنّةً ، ** يكادُ يُؤدّي ، شكرَها ، الحجرُ الصَّلدُ ) 5( هيَ الرِّجسُ ، إنْ يُذهبه عنه ، فمِحسنٌ ** شَهِيرُ الأيادي ، ما لآلائهِ جَحْدُ ) 54 ( مَظِنَّةُ آثَامٍ ، وَأُمُّ كَبائِرٍ ، ** يُقَصِّرُ ، عَن أدنَى مَايِبها ، العَدّ ) 55 ( رَأى نَقصَ ما يَجبيهِ منها زِيادَةً ، ** إذِ العِوَضُ المَرْضِيّ ، إلاّ يَرُحْ يَغْدو ) 56 ( غنيٌّ ، فَحُسْنُ الظنّ بِاللَّهِ مالُهُ ؛ ** عَزِيزٌ ، فصُنعُ اللَّهِ ، من حوْله ، جُنْدُ ) 57 ( لَنِعْمَ حَديثُ البِرّ تُودِعُهُ الصَّبا ، ** تبثّ نثاهُ ، حيثُ لا توضعُ البردُ ) 58 ( تغلغلَ في سمعِ الرَّبابِ ، وطالعتْ ** له صورةً ، لم يعمَ ، عن حسنها ، الخلدُ ) 59 ( مَساعٍ أجَدّتْ زِينةَ الأرضِ ، فالحَصى ** لآلىء ُ نَثْرٌ ، وَالثّرَى عَنْبرٌ وَرْدُ ) 60 ( لدى زَهَراتِ الرّوْضِ عنها بِشارَةٌ ؛ ** وفي نفحاتِ المسكِ ، من طيبها ، وفدُ )
____________________
(1/215)
6( فديتُكَ ، إنّي قائلٌ ، فمعرِّضٌ ** بأوطارِ نفسٍ ، منك ، لم تقضِها بعدُ ) 6( منىً كالشَّجا دونَ اللّهاةِ تعرّضتْ ، ** فلمْ يكُ للمَصْدُودِ ، من نَفثِها ، بُدّ ) 6( أمثليَ غفلٌ ، خاملُ الذّكرِ ضائعٌ ، ** ضَياعَ الحُسامِ العَضْبِ ، أصْدأه الغِمدُ ) 64 ( أبَى ذاكَ أنّ الدّهرَ قَدْ ذَلّ صَعْبُهُ ** فسنّيَ منْهُ ، بالذي نشتَهي ، العقدُ ) 65 ( أنا السّيفُ لا يَنْبو معَ الهَزّ غَرْبُهُ ، ** إذا ما نبا السّيفُ ، الذي تطبعُ الهندُ ) 66 ( بَدَأتَ بنُعْمَى غَضّةٍ ، إنْ تُوَالِها ، ** فحسنُ الألى ، في أنْ يواليَها سردُ ) 67 ( لَعَمْركَ ! ما للمَالِ أسعى ، فإنّما ** يَرى المالَ أسنى حظّهِ ، الطَّبِعُ الوَغْدُ ) 68 ( ولكنْ لحالٍ ، إنْ لبستُ جمالَها ، ** كسوْتُكَ ثوبَ النُّصحِ ، أعلامه الحمدُ ) 69 ( أتَتكَ القَوَافي ، شاهِداتٍ بما صَفَا ** من الغَيبِ ، فاقبلَها فمَا غرّكَ الشّهدُ ) 70 ( ليحظى وليٌّ ، سرُّهُ وفقُ جهرِهِ ، ** فظاهرُهُ شكرٌ ، وباطنُهُ ودّ )
____________________
(1/216)
7( يُمَيّزُهُ ، مِمّنْ سِوَاهُ ، وَفاؤهُ ** وإخلاصُهُ ، إذْ كلُّ غانيةٍ هندُ )
____________________
(1/217)
البحر : كامل تام ( للحُبّ ، في تِلكَ القِبابِ ، مَرَادُ ، ** لوْ ساعفَ الكلفَ المشوقَ مرادُ ) ( ليغُرْ هواكَ ، فقدْ أجدَّ حمايةً ** لفتاةِ نجدٍ ، فتيةٌ أنجادُ ) ( كمْ ذا التّجلّدُ ؟ لن يساعفَك الهوَى ** بالوصلِ ، إلاّ أنْ يطولَ نجادُ ) 4 ( أعقيلَةَ السّرْبِ ! المباحَ لوردِها ** صفوُ الهوَى ، إذْ حلّئ الورّادُ ) 5 ( ما للمصايدِ لمْ تنلْكِ بحيلةٍ ؟ ** إنّ الظّباء لتدرّى ، فتصادُ ) 6 ( إنْ يعْدُ عن سَمْراتِ جَزْعك سامرٌ ** في كلّ مطّلعٍ لهمْ إرعادُ ) 7 ( فَبِمَا تَرَقْرَقَ للمُتَيَّمِ بَينَها ** غللٌ ، شفَى حرَّ الغليلِ ، برادُ ) 8 ( أنا حِينَ أُطْرِقُ لَيسَ يَفْتأُ طارِقي ** شَوْقٌ ، كَما طَرَقَ السّليمَ عِدادُ ) 9 ( ينهَى جفاؤكِن عن زيارَتيَ ، الكرَى ، ** كيْلا يزورَ خيالُكِ المعتادِ )0 ( لا تقطَعي صلةَ الخيالِ تجنّباً ، ** إذْ فيهِ منْ عوزِ الوصالِ سدادُ )
____________________
(1/218)
1( ما ضرّ أنّكِ بالسّلامِ ضنينةٌ ، ** أيّامَ طيفُكِ ، بالعناقِ ، جوادُ )( هَلاَّ حَمَلْتِ السُّقمَ عن جِسْمٍ لَهُ ، ** في كلّةٍ زرّتْ عليكِ ، فؤادُ )( أوْ عُدْتِ من سَقَمِ الهوَى ؛ إنّ الهوَى ** مِمّا يُطِيلُ ضَنى الفتى ، فيُعادُ )4 ( إيهاً ! فَلَوْلا أنْ أُروعَكِ بالسَّرَى ** لدَنَا وسادٌ ، أوْ لطالَ سوادُ )5 ( لغشِيتُ سجفَكِ في ملاءةِ نثرةٍ ، ** فضلٍ ، سوَى أنّ العطافَ نجادُ )6 ( لأميلَ في سُكرِ اللَّمى فيَبيتَ لي ، ** ممّا حوَى ذاكَ السّوارُ ، وسادُ )7 ( فعدي المُنى ، فوعيدُ قومكِ لم يكُنْ ** ليعوقَ عنْ أنْ يقتضَى الميعادُ )8 ( أصْبُو إلى وَرْدِ الخُدودِ ، إذا عَدَتْ ** جُرْدٌ ، تُبَلّغِني جَناهُ ، وِرَادُ )9 ( وأراحُ للعطرِ ، السَّطوعِ أريجُهُ ، ** إنْ شِيبَ بالجَسدِ العَطيرِ جِسادُ )0 ( عَزْمٌ إذا قَصَدَ الحِمَى لمْ يَثْنِه ** أنّ القَنَا ، مِنْ دُونِها ، أقْصَادُ )
____________________
(1/219)
2( منْ كانَ يجهلُ ما البليدُ ، فإنّهُ ** مَن تَطّبيهِ ، عَنِ الحُظوظِ ، بِلادُ )( وَفَتى الشّهامَةِ مَنْ ، إذا أمَلٌ سَمَا ، ** نَفَذَتْ به شُورَى ، أوِ اسْتِبْدادُ )( منْ مبلغٌ عنّي الأحبّةَ ، إذْ أبَتْ ** ذِكْرَاهُمُ أنْ يَطْمَئِنّ مِهادُ )4 ( لا يأسَ ؛ ربّ دنوّ دارٍ جامعٍ ** للشّملِ ، قدْ أدّى إليهِ بعادُ )5 ( إنْ أغترِبْ فمواقِعَ الكرمِ ، الّذي ** في الغَرْبِ شِمْتُ بُرُوقَهُ ، أرْتَادُ )6 ( أو أنأَ ، عنْ صيدِ الملوكِ بجانبي ، ** فهمُ العبيدُ مليكُهُمْ عبّادُ )7 ( المَجدُ عُذْرٌ في الفِرَاقِ لمَنْ نَأى ، ** ليَرَى المَصانِعَ مِنْهُ كَيفَ تُشادُ )8 ( يا هلْ أتَى منْ ظنّ بي ، فظنونُهُ ** شَتّى تَرَجَّحُ بَيْنَها الأضْدَادُ )9 ( أنّي رَأيْتُ المُنْذِريْنِ ، كِلَيْهِما ، ** في كونِ ملكٍ لم يحلْهُ فسادُ )0 ( وبصُرْتُ بالبردَينِ إرثِ محرِّقٍ ، ** لمْ تخلُقَا ، إذْ تخلُقُ الأبرادُ )
____________________
(1/220)
3( وعرفْتُ من ذي الطّوْقِ عمرٍ و ثأرَهُ ** لجَذِيمَةَ الوَضّاحِ ، حينَ يُكادُ )( وأتَى بيَ النّعمانَ يومَ نعيمِهِ ، ** نجمٌ تلقّى سعدَهُ الميلادُ )( قَد أُلّفَتْ أشْتاتُهُمْ في وَاحِدٍ ، ** إلاّ يكنْهُمْ أمّةً ، فيكَادُ )4 ( فكأنّني طالعْتُهُمْ بوفادةٍ ، ** لمْ يستطِعْهَا عروةُ الوفّادُ )5 ( في قَصْرِ مَلْكٍ كالسّدِيرِ ، أوِ الذي ** ناطَتْ بهِ شُرُفاتِهَا سِنْدادُ )6 ( تتوهّمُ الشّهْبَاءَ فيهِ كتيبةً ** بِفِنَاءٍ ، اليَحْمُومُ فيهِ جَوادُ )7 ( يَختالُ ، مِنْ سَيرِ الأشاهِبِ وَسطَه ، ** بِيضٌ ، كمُرْهَفَةِ السّيوفِ ، جِعادُ )8 ( في آلِ عبّادٍ حططْتُ ، فأعصَمتْ ** هِمَمي ، بحَيْثُ أنافَتِ الأطْوَادُ )9 ( أهلُ المناذرَةِ ، الذينَ همُ الرُّبَى ** فَوْقَ المُلُوكِ ، إذِ المُلُوكُ وِهادُ ) 40 ( قَوْمٌ إذا عَدّتْ مَعَدٌّ عَقِيلَةً ، ** ماءَ السّماء ، فهمْ لهَا أوْلادُ )
____________________
(1/221)
4( بيتٌ تودّ الشُّهْبُ ، في أفلاكِها ، ** لوْ أنّهَا ، لبنائِهِ ، أوْتَادُ ) 4( مَمْدُودَةٌ ، بلُهَى النّدى ، أطنابهُ ، ** مَرْفُوعةٌ ، بالبِيضِ ، منهُ عِمادُ ) 4( مُتَقادِمٌ إلاّ تكُنْ شَمْسُ الضّحَى ** لِدَةً لَهُ ، فَنُجومُها أرْآدُ ) 44 ( نِيطَتْ بِعَبّادٍ لآلىء ُ مَجْدِهِمْ ، ** فَتلألأتْ ، في تُومِها ، الأفْرادُ ) 45 ( ملكٌ إذا افتنّتْ صفاتُ جلالِهِ ، ** فتَقاصرَتْ عَنْ بَعضِها الأعْدادُ ) 46 ( نَسِيَتْ زَبِيدٌ عَمْرَها ، بل أعرَضَتْ ** عنْ وصفِ كعبٍ بالسّماحِ إيادُ ) 47 ( فضحَ الدُّهاةَ ، فَلَوْ تَقَدّمَ عَهْدُهُ ** لعنَا المغيرَةُ ، أوْ أقرّ زيادُ ) 48 ( لا يأمنُ الأعداءُ رجمَ ظنونهِ ؛ ** إنّ الغيوبَ وراءهَا إمدادُ ) 49 ( مَلِكٌ ، إذا ما اخْتالَ غُرّةُ فَيْلَقٍ ، ** قدْ أمطيَتْ ، عقبانَهُ ، الآسادُ ) 50 ( أسدٌ ، فرائسُها الفوارسُ في الوغَى ، ** لكِنْ بَرَاثِنُها ، هُناكَ ، صِعادُ )
____________________
(1/222)
5( خِلْتُ اللّواء غَمامَةً في ظِلّها ** قَمَرٌ ، بِغُرّتِهِ السّنَا الوَقَادُ ) 5( شَيْحانُ مُنْغَمِسُ السّنانِ من العِدا ** في النّقعِ ، حيثُ تغلغلُ الأحقادُ ) 5( تشكو إليهِ الشّمسُ نقعَ كتيبةٍ ، ** ما زالَ مِنْهُ ، لِعَيْنِها ، إرْمادُ ) 54 ( جيشٌ ، إذا ما الأفْقُ سافَرَ طيرُهُ ** معهُ ، ففي ذممِ الصّوارِم زادُ ) 55 ( مُستطرِفٌ للمَجدِ ، لم يَكُ حَسبُهُ ** مَجْدٌ ، يَدورُ مَعَ الزّمانِ ، تِلادُ ) 56 ( ما كانَ مِنهُ إلى رَفاهَةِ راحةٍ ، ** حتى يخلِّدَ ، مثلَهُ ، إخلادُ ) 57 ( أرِجُ النّدِيّ ، مَتى تَفُزْ بِجَوارِهِ ، ** يطبِ الحديثُ ويعبقِ الإنشادُ ) 58 ( لوْ أنّ خاطرَهُ الجميعَ مفرَّقٌ ** في الخَلْقِ ، أوشَكَ أن يُحسّ جمادُ ) 59 ( نفْسِي فداؤكَ ، أيّهَا الملكُ الذي ** زُهْرُ النّجُومِ ، لوَجْهِهِ ، حُسّادُ ) 60 ( تَبدُو عَليكَ ، من الوَسامَةِ ، حُلَّةٌ ** يهفُو إليهَا ، بالنّفوسِ ، ودادُ )
____________________
(1/223)
6( لمْ يَشْفِ مِنكَ العَينَ أوّلُ نظرَةٍ ** لوْلا المَهابَةُ رَاجَعَتْ تَزْدادُ ) 6( ما كانَ مِنْ خَلَلٍ ، فأنتَ سِدادُهُ ** في الدّهرِ ، أوْ أوَدٍ ، فأنْتَ سَدادُ ) 6( الدّينُ وَجْهٌ ، أنتَ فيهِ غُرَّةٌ ، ** والملكُ جفنٌ ، أنْتَ فيهِ سوادُ ) 64 ( لله منكَ يدٌ علَتْ ، تولي بِهَا ** صَفداً فيُحْمَدُ ، أو يُفَكّ صِفادُ ) 65 ( لَوْ أنّ أفْواهَ المُلُوكِ تَوافَقَتْ ** فِيهَا ، لَوافَقَ حَظَّهَا الإسْعادُ ) 66 ( نَفعَ العُداةَ اليأسُ مِنْكَ ، لأنّهُ ** بردَتْ عليهِ منهُمُ الأكبادُ ) 67 ( ينصاعُ من جارَاكَ مقبوضَ الخُطا ** فكأنّمَا عضّتْ بهِ الأقيادُ ) 68 ( قدْ قلْتُ للتّالي ثناءكَ سورَةً ، ** ما للوَرى ، في نَصّهَا ، إلْحادُ ) 69 ( أعِدِ الحَدِيثَ عَنِ السّيَادَةِ ، إنّهُ ** لَيْسَ الحديثُ يُمَلّ حِينَ يُعادُ ) 70 ( كَرَمٌ ، كماء المُزْنِ رَاقَ ، خِلالَهُ ، ** أدبٌ ، كروضِ الحزنِ باتَ يجادُ )
____________________
(1/224)
7( ومحاسنٌ ، زهرَ الزّمانُ بزهرِهَا ، ** فكأنّما أيّامُهُ أعْيَادُ ) 7( يا أيّهَا المَلِكُ الّذِي ، في ظِلّهِ ، ** ريضَ الزّمانُ ، فذلّ منْهُ قيادُ ) 7( يا خيرَ معتضدٍ بمنْ أقدارُهُ ، ** في كُلّ مُعْضِلَةٍ ، لَهُ أعْضَادُ ) 74 ( لَما وَرَدْتُ ، بِوِرْدِ حَضرَتكَ ، المُنى ، ** فهقَتْ لديّ جمامُهَا الأعدَادُ ) 75 ( فاستقبلَتْني الشّمْسُ تبسُطُ راحةً ** للبحرِ ، منْ نفحاتِها ، استمدادُ ) 76 ( فَلِئنْ فَخَرْتُ ، بما بَلَغتُ ، لقَلّ لي ** ألاّ يكونَ مِنْ النّجُومِ عَتادُ ) 77 ( مهما امتدحتُ سواكَ ، قبلُ ، فإنّما ** مدحي ، إلى مدْحي ، لكَ استطرادُ ) 78 ( يَغشَى المَيادِينَ الفَوارِسُ ، حِقْبَةً ، ** كيما يعلّمَها ، النّزالَ ، طرادُ ) 79 ( فلأسحبَنْ ذيلَ المُنى في ساحةٍ ، ** إلاّ أُوَفَّ بِها المُنى ، فأُزادُ ) 80 ( وليستفيدَنّ السّناءَ ، معَ الغِنى ، ** عَبْدٌ يُفيدِ النُّصْحَ ، حينَ يُفَادُ )
____________________
(1/225)
8( ولأنْتَ أنفسُ شيمَةً من أنْ يُرَى ، ** لنفيسِ أعْلاقي لديْكَ ، كسادُ ) 8( هيهاتَ قد ضمِنَ الصّباحُ لمنْ سرَى ** أنْ يَسْتَتِبّ ، لسعَيهِ ، الإحْمادُ ) 8( لا تَعْدَمَنّ ، من الحُظُوظِ ، ذخيرَةً ** تَبْقَى ، فلا يَتْلُو البَقَاءَ نَفَادُ )
____________________
(1/226)
البحر : طويل ( ليهْنِ الهُدى إنجاحُ سعيكَ في العدا ، ** وأنْ راحَ صنعُ اللهِ نحوَكَ ، واغتدَى ) ( ونهْجُكَ سُبل الرّشدِ في قَمعِ من غوَى ** وعدلُكَ في استئصَالِ من جارَ واعتَدى ) ( وأنْ باتَ مَن والاكَ في نَشوةِ الغِنى ؛ ** وأصبحَ من عاداكَ في غمرةِ الرّدَى ) 4 ( وَبُشراكَ دُنيا غَضّةُ العَهدِ طَلقَةٌ ، ** كما ابتسمَ النُّوارُ عن أدْمُعِ النّدَى ) 5 ( وَدَوْلَةُ سَعْدٍ لا انْتِهاءَ لِحَدّهِ ، ** إذا قيلَ فيهِ قدْ تناهَى تولّدا ) 6 ( دَعَوْتَ ، فقالَ النّصرُ : لَبّيكَ ماثلاً ، ** وَلم تَكُ كالدّاعي يُجاوِبُهُ الصّدى ) 7 ( وأحْمَدْتَ عُقْبَى الصّبرِ في درَكِ المُنى ** كما بلغَ السّاري الصّباحَ فأحمدا ) 8 ( أعبّادُ ، يا أوفى الملوكِ بذمّةٍ ، ** وأرْعاهُمُ عَهداً وأطولَهُمُ يَدا ) 9 ( تَبايَنتَ في حالَيكَ : غُرْتَ تَواضُعاً ** لتستوفيَ العليا ، وأنجدتَ سودَدا )0 ( ولمّا اعتضدْتَ اللهَ كنتَ مؤهَّلاً ** لدَيه لأن تحمى وتُكفى وتعضَدَا )
____________________
(1/227)
1( وجدْناكَ إنْ ألْقَحتَ سَعياً نَتجته ، ** وغَيرُكَ شاوٍ ، حِينَ أنْضَجَ رَمَدا )( وكَمْ سَاعَدَ الأعْدَاءُ أوّلَ مُطْمَعٍ ** رَأوْكَ بِعُقْباهُ أحَقَّ وأسْعَدا )( فلا ظافِرٌ إلاّ ، إلى سَعدَكَ ، اعتَزَى ، ** ولاَ سَائِسٌ إلاّ بِتَدبيرِكَ اقتدَى )4 ( ضلالاً لمفتُونٍ سموْتَ بحالِهِ ، ** إلى أنْ بَدتْ ، بينَ الفَراقِدِ ، فَرْقدا )5 ( رأى حطَّهَا أوْلَى بهِ ، فأحلَّهَا ** حَضِيضاً ، بكفرَانِ الصّنيعةِ ، أوْهدَا )6 ( وما زادَ ، لمّا لجّ في البغْيِ ، أنّهُ ** سعَى للّذي أصلحْتَ منها فأفسدَا )7 ( فزلّ وقد أمطيتَهُ ثبجَ السُّهَا ؛ ** وضلّ وقدْ لقّيتَهُ قبسَ الهدَى )8 ( طوِيلُ عِثارِ الجُرْمِ ، قلتَ لهُ : لَعاً ** بحلمٍ ، تلقّى جهلَهُ ، فتغمّدا )9 ( تجنَّى فأهْدَيْتَ النّصيحةَ محضةً ؛ ** وَلَجّ فَوالَيْتَ العِقابَ مُرَدَّدا )0 ( ولمْ تألُهُ ، بقيَا عليهِ ، تنظُّرَاً ** لفيئةِ منْ أكرَمْتَهُ ، فتمرّدَا )
____________________
(1/228)
2( فما آثرَ الأولى ، ولا قَلّدَ الحِجى ، ** ولا شكرَ النُّعْمَى ، ولا حفظَ اليَدا )( كأنّكَ أهدَيْتَ السّوابِحَ ضُمَّراً ** ليرْكضَها ، فيما كَرِهتَ ، فيُجْهِدا )( وأجْرَرْتَهُ ذَيلَ الحَبِيرِ تألّفاً ، ** ليَخلُقَ ، فيما جَرّ ، حِقداً مُجدَّدا )4 ( سلِ الحائنَ المعترَّ : كيفَ احتقابُه ، ** معَ الدّهرِ ، عاراً بالعرارِ مخلَّدَا ؟ )5 ( رأى أنّه أضْحَى هِزِبْراً مُصَمَّماً ، ** فلمْ يَعدُ أنْ أمسى ظَلِيماً مُشَرَّدا )6 ( دَهاهُ ، إذا ما جَنّهُ اللّيلُ ، أنّهُ ** أقامَ عليهِ ، آخرَ الدّهرِ ، سرمدَا )7 ( يُحاذِرُ أنْ يُلفَى قَتيلاً مُعَفَّراً ، ** إذا الصّبْحُ وافَى ، أوْ أسيراً مقيَّدَا )8 ( لَبِئسَ الوَفَاءُ اسْتَنّ في ابنِ عَقِيدَةٍ ** عشيّةَ لمْ يصدِرْهُ من حيثُ أوْرَدَا )9 ( قرينٌ لهُ أغواهُ ، حتى إذا هوَى ، ** تبرّأ يعتدّ البراءةَ أرْشَدَا )0 ( فأصبحَ يبكيهِ المصابُ بثكلِهِ ** بُكاءً لَبيدٍ حِينَ فارقَ أرْبَدَا )
____________________
(1/229)
3( فداءٌ لإسماعيلَ كلُّ مرشَّحٍ ، ** إذا جشّمَ الأمرَ الجسيمَ تبلّدَا )( أفادَ مِنَ الأملاكِ حِدْثانَ فشْلِهمْ ** مَوَاليَ ، لم يشكُ الصّدى منهمْ الصّدَى )( أعادَ الصّباحَ الطّلقَ ليلاً عَليهِمُ ، ** فجاء وأثنى ناظِرَ الشّمسِ أرْمَدا )4 ( فحلّ هلالاً ، في ظلامِ عجاجَةٍ ، ** تلاحظُهُ الأقمارُ ، في الأفقِ ، حسّدَا )5 ( يُراجِمُ مِنْ صِنهاجةٍ وَزَناتَةٍ ، ** بمثلِ نجومِ القَذْفِ ، مَثنًى ومَوْحَدَا )6 ( همُ الأولياءُ المانحوكَ صفاءهُمْ ، ** إذا امتازَ مُصْفى الوُدّ مِمّنْ تَوَدّدا )7 ( لهمْ كلُّ ميمونِ النّقيبةِ بازلٍ ، ** كَفيلٍ بأنْ يستَهزِمَ الجَمعَ مُفردَا )8 ( يسرّكَ ، في الهيجا ، إذا جرّ لامةً ؛ ** ويرضيك ، في النّادي ، إذا اعتمَ وارْتدى )9 ( كرهتَ ، لسيفِ الملكِ ، ألفةَ غمده ، ** وقلَّ غناءُ السيّيفِ ما كانَ مغمَدَا ) 40 ( وَلَمْ تَرَ للشّبلِ الإقامَةَ في الشّرى ، ** فجدّ افتراساً حينَ أصحرَ للعدَا )
____________________
(1/230)
4( همامٌ ، إذا حاربتَ ، فارفَعْ لواءهُ ، ** فمَا زالَ منصورَ اللّواء ، مؤيَّدَا ) 4( ويأنَفُ منْ لينِ المهادِ ، تعوُّضاً ** بصَهْوَةِ طَيّارٍ ، إلى الرّوْعِ أجْرَدَا ) 4( وقدْماً شكَا حملَ التَّمائمِ يافعاً ، ** ليحملَ رقراقَ الفرندِ ، مهنَّدَا ) 44 ( ولَمْ نَرَ سَيْفاً ، باتِكَ الحَدّ قَبْلَهُ ، ** تَناوَل سَيْفاً ، دُوَنهُ ، فتَقَلّدا ) 45 ( لئنْ أنجزَتْ منهُ الشّمائلُ آخراً ، ** لقد قدّمَتْ منهُ المخايلُ موعِدَا ) 46 ( قرَرْتَ بهِ عيْناً ، فكمْ سادَ عترةً ؛ ** وكم ساسَ سُلطاناً ، وكم زانَ مشهدا ) 47 ( وأعطيتُما ، فيما تريغانِهِ ، الرّضَى ؛ ** وبُلّغْتُما ، ممّا تُرِيدانِه ، المَدَى )
____________________
(1/231)
البحر : متقارب تام ( هيَ الشّمسُ ، مغرِبُها في الكللْ ؛ ** وَمَطْلَعُهَا مِنْ جُيُوبِ الحُلَلْ ) ( وغصنٌ ، ترشّفَ ماء الشّبابِ ، ** ثَراهُ الهَوى ، وجَناهُ الأمَلْ ) ( تَهادى ، لَطِيفةَ طَيّ الوِشاحِ ؛ ** وترنُو ، ضعيفةَ كرّ المقلْ ) 4 ( وتبرُزُ خلفَ حجابِ العفافِ ؛ ** وتسفرُي تحتَ نقابِ الخجَلْ ) 5 ( بَدَتْ في لداتٍ ، كزُهْرِ النُّجومِ ، ** حِسانِ التّحلّي مِلاحِ العَطَلْ ) 6 ( مَشَينَ ، يُهادِينَ رَوْضَ الرُّبَى ، ** بِيانِعِ رَوْضِ الصِّبَا المُقْتَبَلْ ) 7 ( فمِنْ قضبٍ تتثنَّى بريحٍ ؛ ** ومنْ قضبٍ تتثنّى بدلّ ) 8 ( ومنْ زهراتٍ تندّى بمسكٍ ؛ ** ومنْ زهراتٍ تندّى بطلّ ) 9 ( تَعاهَدَ صَوْبُ العِهادِ الحِمى ، ** ولا زالَ مربعُها في مللْ )0 ( مرادٌ ، منَ الحبّ ، غضُّ الجَنى ، ** لديْهِ ، منَ الوصلِ ، وردٌ عللْ )
____________________
(1/232)
1( لياليَ ما انْفَكّ يهدي السّرورَ ** حَبيبٌ سَرى ، ورَقِيبٌ غَفلْ )( زمانٌ ، كأنّ الفتى المسلميّ ** تكنّفَهُ عدْلُهُ ، فاعْتَدَلْ )( تَداركَ ، مِنْ حُكمهِ ، أنْ يُعيدَ ** بهِ عِزةَ الدّينِ ، أيّامَ ذَلّ )4 ( ويوضحَ رسمَ التّقَى ، إذْ عفَا ؛ ** ويطلعَ نجمَ الهدَى ، إذْ أفلْ )5 ( حَمِدْنا المُظَفَّرَ لَمّا رَأى ** لِمَنْصُورِنا سِيرَةً ، فَامْتَثَلْ )6 ( مليكٌ ، تجلّى لهُ غرّةً ، ** تَأمّلهَا غِرّةً تُهُتَبَلْ )7 ( أشفُّ الورَى ، في النُّهَى ، رتبةً ؛ ** وَأشْهَرُهُمْ ، في المَعالي ، مَثَلْ )8 ( وأحْرَى الأنامِ بِأمْرٍ ونَهْيٍ ؛ ** وَأدْرَى المُلُوكِ بِعَقْدٍ وحَلّ )9 ( يَمانٍ ، لَهُ التّاجُ مِنْ بَينهِمْ ، ** بمَا أورَثَ التُّبّعُونَ الأوَلْ )0 ( سنامٌ ، منَ المجدِ ، عالي الذّرَا ، ** يَظلّ العِدَا مِنهُ تَحتَ الأظلّ )
____________________
(1/233)
2( تقيَّلَ ، في المهدِ ، ظلَّ اللّوَاء ؛ ** وسيمَ النّهوضَ بهِ ، فاسْتَقَلّ )( وَنِيطَتْ حَمَائلُهُ الوَافِياتُ ، ** مكانَ تمائمِهِ ، فاحْتَمَلْ )( وَما بَلّتِ البُرْدَ تِلكَ الدّمُو ** عُ ، إلاّ وَفي البُرْدِ لَيْثٌ أبَلّ )4 ( عَهدْنَا المَكارِمَ فيهِ مَعاني ، ** تُبَشّرُنا فيهِ مِنْها الجُمَلْ )5 ( تُرَى ، بَعْدَ بِشْرٍ ، يُرِيكَ الغَمامَ ، ** تهلّلَ بارِقُهُ ، فاسْتَهلّ )6 ( يُصدِّقُ ما حَدّثَتْنا عَسى ** بهِ عَنهُ ، أو أنْبَأتْنا لَعلّ )7 ( فَما وعدَ الظّنُّ ، إلاّ وَفَى ؛ ** وَلا قَالَتِ النّفْسُ ، إلاّ فَعَلْ )8 ( فلقّى مناوئَهُ ما اتّقَى ؛ ** وأعطَى مؤمِّلَهُ مَا سألْ )9 ( غَمامٌ يُظِلّ ، وشَمْسٌ تُنِيرُ ، ** فأقْبَلَ ينعِمُ منْ ذي قبلْ )0 ( ** وَبحرٌ يَفيضُ ، وسَيفٌ يُسَلّ )
____________________
(1/234)
3( قَسيمُ المُحَيّا ، ضَحُوكُ السّماحِ ، ** لطيفُ الحوارِ ، أديبُ الجدلْ )( تُوَشّى ، البَلاغَةَ ، أقْلامُهُ ، ** إذا ما الضّميرُ عليْهَا أمَلّ )( بَيانٌ يُبَيّنُ ، لِلسّامِعِي ** نَ ، أنّ منَ السّحرِ ما يستحلّ )4 ( ألا هَلْ سَبيلٌ إلى العَيْبِ فيهِ ، ** فكمْ عِينَ ، مِنْ قَبلهِ ، مَن كَمَلْ )5 ( لَئِنْ لَبِسَ المُلْكَ رَحْبَ المُلا ** ء ، فَاخْتَال مِنهُ بِذَيْلٍ رَفَلْ )6 ( فإنّ تزوُّدَهُ للمعالي ؛ ** وإنّ تَأهّبَهُ للأجَلّ )7 ( فيَا خيرَ سوّاسِ هذي الأمورِ ، ** وَناسِكَ أرْبابِ هَذِي الدّوَلْ )8 ( وَلِيتَ الثّغُورَ ، فَلَمْ تَعْدُ أنْ ** رأبْتَ الثَّأى ، وسددْتَ الخللْ )9 ( سِوَاكَ ، إذا قُلّدَ الأمْرَ ، جاَرَ ، ** وَغَيرُكَ ، إنْ مُلّكَ الفَيْءَ ، غَلّ ) 40 ( حمىً لا يزالُ ، لمنْ حلَّهُ ، ** أمانَانِ : مِنْ عَدَمٍ ، أوْ وَجَلْ )
____________________
(1/235)
4( فَأنْجُمُ دَهْرِهِمُ سَعْدَةٌ ؛ ** وَشَمْسُ زَمانِهمُ في الحَمَلْ ) 4( أبَا بكرٍ ! اسمعْ أحاديثَ لوْ ** تبثّ بسمعِ عليلٍ أبلّ ) 4( سأشكرُ أنّكَ أعليتَني ** بِأحْظَى مَكانٍ ، وأدّنَى مَحَلّ ) 44 ( وَأنّيَ إنْ زُرْتُ لمْ تَحْتَجِبْ ؛ ** وَإنْ طَالَ بي مَجْلِسٌ لَمْ تَمَلّ ) 45 ( تَبَسّمْتَ ثُمّ ثَنَيْتَ الوِسَادَ ، ** فحسبيَ منْ خطرٍ ما أجلّ ) 46 ( فَلوْ صَافَحَ التّبْرَ خَدّي لهَانَ ؛ ** وَلَوْ كاثَر القَطْرَ شُكْرِي لقَلّ ) 47 ( بِأمْثالِهَا يُسْتَرَقّ الكَرِيمُ ، ** إذا مطمعٌ بسواهُ أخلّ ) 48 ( فَلا تَعْدَمَنْكَ المَساعي ، التي ** لأمّ المناويكَ فيهَا الهبلْ ) 49 ( فأنْتَ الجريءُ ، إذا الشّبْلُ هابَ ، ** وأنتَ الدّليلُ ، إذا النّجْمُ ضَلّ ) 50 ( وَمَا ابْنُكَ إلاّ جِلاءٌ العُيونِ ، ** إذا ناظِرٌ بِسواهُ ، اكْتَحَلْ )
____________________
(1/236)
5( رَبيبُ السّيادَةِ ، في حِجْرِهَا ، ** تدرّ لهُ ثدْيَهَا ، إذْ حفلْ ) 5( تَمَكّنَ يَتْلُوكَ ، في الصّالِحاتِ ، ** فلمّا تفتْهُ ، ولمّا ينلْ )
____________________
(1/237)
البحر : طويل ( سلِ المعشرَ الأعداءَ إنْ رمتَ صرفَهم ** عن القصدِ ، إنْ أعياكَ منهُ مرامُ ) ( أتوكَ كآسادِ الشّرَى فرددْتَهُمْ ، ** كما أجْفَلَتْ ، وَسْطَ الفَلاةِ ، نَعامُ ) ( مَضَوْا يَسألُونَ النّاسَ عَمّا وَراءَهمْ ** فيُخبرُهُمْ ، بالمُبكِياتِ ، عِصَامُ ) 4 ( وَمَا ضَاقَ عَنهُمْ جانبُ العُذرِ ، إنّهُمْ ** كَمِثْلِ القَطا ، لو يُترَكونَ لنَاموا ) 5 ( فداءٌ ، لباديسَ ، النّفوسُ ، وجاده ** من الشّكرِ ، في أُفْقِ الوَفاء ، غَمامُ ) 6 ( فما لحقَتْ ، تلكَ العهودَ ، ملامةٌ ؛ ** ولا ذُمّ ، من ذاكَ الحِفَاظِ ، ذِمامُ ) 7 ( ومِثلُكَ وَالى مِثلَهُ ، فتصافَيا ، ** كمَا صافَتِ ، الماءَ القراحَ ، مدامُ ) 8 ( رسيلُكَ ، في شأوِ المعالي ، كلاكُما ** بعيدُ المدى ، صعبُ الهمومِ ، هُمامُ ) 9 ( لعمرِي ! لقد أحْظَيتَهُ بوِفَادَةٍ ** لأسْنى كريمٍ ، أنجبَتْهُ كرامُ )0 ( فما انفكّ إلاّ عدلَ نفسكَ إنْ يسِرْ ** فللجسمِ لا للنّفسِ منكَ مقامُ )
____________________
(1/238)
1( حُسامُكَ مَهْمَا تَخترِطْهُ لِمِثْلها ، ** فقلّ غناءُ السّيْفِ ، حينَ يشامُ )
____________________
(1/239)
البحر : رمل تام ( كمْ لريحِ الغربِ من عَرْفٍ نَديّ ، ** كالشّرابِ العذبِ في نفسِ الصّديّ ) ( حَيثُ عَبّادٌ فَتى المَجْدِ ، الّذِي ** نصّتِ الدّنيَا بهِ نصَّ الهديّ ) ( ملكٌ راحَتُهُ بحرُ النّدَى ، ** مثلَمَا غرّتُهُ بدرُ النّديّ ) 4 ( أصبَحتْ دَوْلَتُهُ ، في عَصْرِنَا ، ** كَفِرِنْدٍ عادَ في سَيْفٍ صَدِيّ )
____________________
(1/240)
البحر : رمل تام ( أسقَيطُ الطّلّ فَوقَ النّرجِسِ ، ** أمْ نَسيمُ الرّوضِ تحتَ الحِندِسِ ؟ ) ( أمْ نِظامٌ للآلٍ نسَقٍ ، ** جامِعٍ كُلَّ خَطِيرٍ مُنْفِسِ ) ( أمْ قَرِيضٌ جَاءني عَنْ مَلِكٍ ، ** مَالِكٍ بالبِرّ رِقَّ الأنْفُسِ ) 4 ( دَلّهَتْ فِكْرِيَ ، مِنْ إبْدَاعهِ ، ** حَيرَةٌ في مَنطِقٍ ليَ مُخْرِسِ ) 5 ( بِتُّ مِنْهِ بينَ سَهْلٍ مُطْمِعٍ ، ** خادعٍ ، يتلَى بحزنٍ مؤيسِ ) 6 ( يا نَدَى يمْنَى أبي القاسمِ غمْ ؛ ** يا سنَا شمسِ المحيّا أشْمِسِ ) 7 ( يا بَهِيجَ الخُلُقِ العَذْبِ ابتَسِمْ ؛ ** يا مهيجَ الأنفِ الصّعبِ اعبِسِ ) 8 ( يا جمالَ الموكبِ الغادي ، إذا ** سارَ فيهِ ، يا بهاء المجلسِ ) 9 ( أنْتَ لمْ يُقْنِعْكَ أنْ ألبَسْتَني ** نعمةً ، تذْكِرُ عهدَ السُّنْدُسِ )0 ( فتَلطّفُتَ لأنْ حَلّيْتَني ، ** مولياً طوْلَيْ محلّىً ملبسِ )
____________________
(1/241)
1( داكَ تنويهٌ ثناني فخرُهُ ، ** ساميَ اللّحظِ أشمَّ المعطِسِ )( شَرّفتْ بِكْرَ المَعَالي خِطْبَةٌ ** منكَ ، فانْعَمْ بسرورِ المعرَسِ )( تمنحُ التّأبيدَ ، يجلَى لكَ عنْ ** ظفرٍ حلوٍ وعزٍّ أقعسِ )4 ( وارتَشِفْ مَعسُولَ نَصرٍ أشْنَبٍ ، ** تجتنيهِ منْ عجاجٍ ألعَسِ )5 ( وارتَفِقْ بالسّعْدِ في دَسْتِ المُنى ، ** تصبحِ الصُّنْعَ دهاقَ الأكؤسِ )6 ( فاعتراضُ الدّهرِ ، فيما شئْتَهُ ، ** مرتقىً ، في صدرِهِ ، لمْ يهجِسِ )
____________________
(1/242)
البحر : طويل ( رضاكَ لنا ، قبلَ الطَّهورِ ، مطهِّرُ ؛ ** وَقُرْبُكَ ، من دونِ البَخورِ ، مُعَطِّرُ ) ( فَلو عَزّ حَمّامٌ لأدْفأنَا ذَرًى ، ** يَفِيضُ بهِ ماءُ النّدى المُتَفَجّرُ ) ( ولو لم يكنْ طيبٌ لأغنتْ حفاوةٌ ** تمسَّكُ منْهَا حالُنَا ، وتعنبرُ ) 4 ( فَلا فارقَ الدّنيا سَناءٌ مُقَدَّسٌ ** بعيشِكَ فيهَا ، أوْ ثناءٌ مجمَّرُ ) 5 ( وَدُمْتَ مُلقًى ، كلَّ يَوْمٍ ، صَبيحَةً ، ** يُغاديكَ فيها ، بالفُتوحِ ، مُبَشِّرُ )
____________________
(1/243)
البحر : متقارب تام ( أمولاي بلّغْتَ أقصَى الأمَلْ ، ** وسُوّغْتَ دأباً نَساءَ الأجَلْ ) ( وعُمّرْتَ ، ما شِئْتَ ، في دَوْلَةٍ ** تقصِّرُ عنْهَا طوالُ الدّولْ ) ( فأنْتَ الّذِي غرُّ أفعالِهِ ** تَحلّى بها الدّهرُ ، بعدَ العَطَلْ ) 4 ( يُشَرِّفُ ، مَمْلُوكَكَ المُسْتَرَقَّ ، ** نَظْمٌ مِنَ الكَلِمِ المُنْتَخَلْ ) 5 ( وراحٌ تعيدُ ، إلى مَنْ أسنّ ، ** طيبَ زمانِ الصِّبَا المقتبلْ ) 6 ( فأخْجَلَني البِرُّ مِنْ فَرْطِهِ ، ** وإنّ الجوابَ ليبدِي الخجلْ ) 7 ( وقَدْ يَقْبَلُ ، الدّهرَ ، مَوْلى الأنا ** مِ جهدَ العبيدِ ، إذا ما أقلّ ) 8 ( سَعِدْتَ كَما سَعِدَ المُشْتَرِي ؛ ** ونِلْتَ عُلاً لَمْ يَنَلْها زُحَلْ )
____________________
(1/244)
البحر : متقارب تام ( أفاضَ سَماحُكَ بَحرَ النّدَى ؛ ** وَأقْبَسَ هَدْيُكَ نُورَ الهُدَى ) ( وَردَّ ، الشّبابَ ، اعتِلافُكَ ، بعَدَ ** مُفَارَقَتي ظِلَّهُ الأبْرَدَا ) ( وما زالَ رأيُكَ ، فيّ ، الجَميلَ ، ** يفتِّحُ لي الأملَ الموصَدَا ) 4 ( وحسْبيَ منْ خالدِ الفخْرِ أنْ ** رضيتَ قبوليَ ، مستعبَدَا ) 5 ( وَيا فَرْطَ بأوِي ، إذا ما طلَعْتَ ، ** فَقُمْتُ أُقَبّلُ تِلكَ اليَدا ) 6 ( ورَدّدْتُ لَحظِيَ في غُرَّةٍ ، ** إذا اجْتُلِيَتْ شَفَتِ الأرْمدَا ) 7 ( وطاعةُ أمْرِكَ فرضٌ أرَا ** هُ مِنْ كُلّ مُفْتَرَضٍ ، أوكَدَا ) 8 ( هيَ الشّرْعُ أصبحَ دِينَ الضّميرِ ، ** فلوْ قَدْ عَصاكَ لقَدْ ألْحَدَا ) 9 ( وحاشاي منْ أنْ أضلّ الصّرَاطَ ، ** فَيَعْدُونيَ الكُفْرُ عَمّا بَدَا )0 ( وأخلِفَ موعدَ منْ لا أرَى ** لدَهرِيَ ، إلاّ بهِ ، موعِدَا )
____________________
(1/245)
1( أتاني عِتابٌ متى أدّكِرْ ** هُ ، في نشواتِ الكرَى ، أسهدَا )( وَإنْ كانَ أعقبَهُ ما اقْتَضى ** شفاءَ السّقامِ ، ونقعَ الصّدَى )( ثناءٌ ثنَى ، في سناء المح ** لّ ، زُهْرَ الكواكِبَ لي حُسَّدا )4 ( قريضٌ متى أبغِ للقرضِ منْهُ ** أدَاءً أجِدْ شأوَهُ أبْعَدَا )5 ( لوِ الشّمسُ ، من نَظمهِ ، حُلّيتْ ، ** أوِ البدرُ قامَ لهُ منشِدَا )6 ( لضاعفَ ، منْ شرفِ النّيِّرَيْ ** ينِ ، حَظّاً بهِ قارَنَ الأسْعَدُا )7 ( فديْتُكَ مولىً : إذا ما عثرْتُ ** أقالَ ، ومَهْمَا أزِغْ أُرشَدَا )8 ( رَكنْتُ إلى كرمِ الصّفْحِ منهُ ، ** فآمَنَني ذَاكَ أنْ يَحْقِدَا )9 ( وآنسْتُ سُوقَ احْتِمالٍ أبَى ** لمستبضعِ العذرِ أن يكسدَا )0 ( شَفيعي إلَيْهِ هَوَى مُخْلِصٍ ، ** كَما أخْلَصَ السّابِكُ العَسْجَدَا )
____________________
(1/246)
2( ومنْ وصلي هجرةٌ لا أعدُّ ، ** لحالي ، سِوَى يَوْمِهَا مَوْلِدَا )( وَنُعْمَى ، تَفَيّأتُهَا أيْكَةً ، ** فشكْرِي حمامٌ بهَا غرّدَا )( تباركَ منْ جمعَ الخيرَ فيكَ ، ** وأشعرَكَ الخلقَ الأمجدَا )4 ( مضاءُ الجنانِ ، وظرفُ اللّسانِ ، ** وَجُودُ البَنَانِ بِسَكْبِ الجَدَا )5 ( رأى شيمتَيكَ لمَا تستحقّ ، ** وقفّى ، فأظفرَ إذْ أيّدَا )6 ( ليهنِكَ أنّكَ أزكَى الملوكِ ** بفيءٍ ، وأشرفُهُمْ سودَدَا )7 ( سوى ناجلٍ لكَ سامي الهمو ** مِ ، داني الفواضلِ ، نائي المَدَى )8 ( همامٌ أغرُّ ، رويْتَ الفخارَ ** حديثاً ، إلى سروِهِ مسندَا )9 ( سَلَكْتَ إلى المَجْدِ مِنْهاجَهُ ، ** فقدْ طابقَ الأطرَفُ الأتْلَدَا )0 ( هوَ اللّيْثُ قلّدَ منْكَ النِّجَادَ ، ** ليَوْمِ الوَغَى ، شِبْلَهُ الأنْجَدَا )
____________________
(1/247)
3( يعدُّكَ صارمَ عزمٍ ورأيٍ ، ** فترضِيهِ جرّدَ أوْ أغمِدَا )( وما استبهمَ القفلُ في الحادثَا ** تِ ، إلاّ رآكَ لَهُ مِقْلَدَا )( فأمطاكَ منكبَ طرفِ النّجومِ ؛ ** وأوْطَأَ أخمصَكَ الفرْقَدَا )4 ( فلا زلتُمَا ، يرفعُ الأوْلِيَا ** ءَ ملكُكُمَا ، ويحطّ العِدَا )5 ( وَنَفْسِي لِنَفْسَيْكُمَا البَرّتَيْ ** نِ ، من كلّ ما يتوقّى ، الفدَا )6 ( فَمَنْ قال : أنْ لَسْتُمَا أوْحَدَيْ ** نِ في الصّالِحاتِ ، فَما وَحّدَا )
____________________
(1/248)
البحر : رمل تام ( أيّها الظّافرُ أبشرْ بالظّفرْ ؛ ** واجْتلِ التّأييدَ في أبهَى الصّوَرْ ) ( وتفيّأ ظلّ سعدٍ ، تجتَني ** فيهِ ، من غرْسِ المُنى ، أحلى الثّمَرْ ) ( وَرِدِ الصّبْحَ ، فَكَمْ مُسْتَوْحِشٍ ، ** غَرِضٍ مِنْكَ إلى أُنْسِ الصَّدَرْ ) 4 ( كان منْ قربِكَ في عيشٍ ندٍ ، ** عَطِرِ الآصالِ ، وَضّاحِ البُكَرْ ) 5 ( كُلّما شاءَ تَأتّى أنْ يَرَى ** خلقَ البرجيسِ ، في خلقِ القمرْ ) 6 ( فَثَوى دُونَكَ مَثْوَى قَلِقٍ ، ** يشتكي منْ ليلِهِ مطلَ السّحَرْ ) 7 ( قلْ لساقينَا : يحزْ أكؤسَهُ ؛ ** وَلِشادِينَا : يَصِلْ قَطْعَ الوَتَرْ ) 8 ( حَسْبُنَا سُكْرٌ جَنَتْهُ ذِكْرٌ ، ** دونَهُ السّكرُ الذي يجني السَّكرْ ) 9 ( لمْ يُغادِرْ لي سَقامي جَلَداً ، ** معَ أنّي لمْ أزلْ ثبتَ المررْ )0 ( أيّهَا المَاشِي البَرازَ ، المُنْبَرِي ** لزَماني ، إنْ مَشَى نَحْوِي الخَمَرْ )
____________________
(1/249)
1( والذّي إنْ سِيمَ ما فَوقَ الرّضى ، ** وجدَ الألوَى البعيدَ المستمرّ )( وإذا أعتبَ في معتبةٍ ، ** لانَ مِنهُ جانبُ السّمحِ اليَسَرْ )( نَظْمِيَ المُهْدَى إلى أبْرعِ مَنْ ** نَظمَ السّحرَ بياناً ، أو نَثرْ )4 ( ليَ فيهِ المَثلُ السّائِرُ عَنْ ** جالبِ التّمرِ إلى أرضِ هجرْ )5 ( غيرَ أنّ العذرَ رسمٌ واضحٌ ، ** تنفَثُ الشّكوى إذا الشّوقُ صدرْ )6 ( ثُمّ قَد وُفّقَ عَبدٌ ، عَظُمَتْ ** نعمةُ المولَى عليهِ ، فشكرْ )7 ( لا عَدَا حَظَّكَ إقْبَالٌ تُرَى ** قَاضِياً ، أثْنَاءهُ ، كُلَّ وَطَرْ )8 ( وَاصْطَبِحْ كأسَ الرّضى مِنْ مَلِكٍ ** سرْتَ في إرضائهِ أزْكَى السّيرْ )9 ( حِينَ صَمّمْتَ إلى أعْدائِهِ ، ** فانتحتْهُمْ منْكَ صمّاءُ الغيرْ )0 ( فَاضَ غَمْرٌ للنّدى مِنْ فَوْقِهِمْ ، ** كانَ يُرْوِي شُرْبَهُمْ مِنهُ الغُمَرْ )
____________________
(1/250)
2( سَبقَ النّاسَ ، فصَلّى مِنْكَ مَنْ ** إنْ رَأى آثارَهُ الزُّهرَ اقْتَفَرْ )( زِنْتُمَا الأيّامَ ، إذْ مُلْكُكُمَا ** سالَ ، في أوْجُهِهَا ، سَيْلَ الغُرَرْ )( فابْقَيَا في دولةٍ قادرةٍ ، ** بعضُ حرّاسِ نواحيهَا القدرْ )4 ( مستذلَّيْ منْ طغَى ، مستأصِلَيْ ** شَأفَةَ الباغي ، مُقِيلَيْ مَنْ عَثَرْ )5 ( عَلَمَيْ مَنْ ضَلّ ، مُزْنَيْ مَن شَكا ** خَلّةَ الإمْحالِ ، بَدْرَيْ مَنْ نَظَرْ )6 ( تَضْحَكُ الأزْمُنُ ، عَن عَلْياكُمَا ، ** ضحكَ الرّوضةِ عنْ ثغرِ الزَّهرْ )
____________________
(1/251)
البحر : مجزوء الكامل ( هلْ يشكرَنّ أبو الوليدْ ** إدناءكَ الأملَ البعيدْ ) ( أوْ أنْ تسوِّغَ نعمةً ** للدّهرِ ، أسهَرَتِ الحسودْ ) ( إنْ لَمْ يَدِنْ بنَصيحَةٍ ** تُرْضِيكَ ، فهوَ مِنَ اليَهودْ ) 4 ( لا زِلْتَ رَافِعَ رَايَةٍ ، ** تضحي السُّعُودَ لهَا جنودْ )
____________________
(1/252)
البحر : متقارب تام ( يقصِّرُ قربُكَ ليلي الطّويلا ؛ ** ويشفي وصالُكَ قلبي العليلا ) ( وإنْ عَصَفَتْ مِنكَ رِيحُ الصّدُودِ ، ** فقدْتُ نسيمَ الحياةِ البليلا ) ( كمَا أنّني ، إنْ أطلْتُ العثارَ ، ** ولمْ يُبدِ عُذْرِيَ وَجْهاً جَمِيلا ) 4 ( وَجَدْتُ أبا القَاسِمِ الظّافِرَ ، ال ** مُؤيَّدَ باللهِ ، مولىً مقيلا ) 5 ( إذا ما نداهُ همَى والحيَا ** شَآهُ ، كَشأوِ الجَوادِ البَخِيلا ) 6 ( وأقْلامُهُ وَفْقُ أسْيافِهِ ، ** يَظَلّ الصّريرُ يُبارِي الصّلِيلا )
____________________
(1/253)
البحر : مجزوء الكامل ( أنتَ المُسَبِّبُ لِلْوُلُوعْ ، ** ومثيرُ كامنةِ الدّموعْ ) ( يتمنّيانِ لو اعفيَا ، ** مهما طلعْتَ ، من الطّلوعْ ) ( وَالظّافِرُ المَلِكُ المُؤَيَّ ** دُ واحدٌ ، عدلُ الجموعْ ) 4 ( البَدرُ في سُحُبِ البُرُو ** دِ ، اللّيثُ في لبدِ الدّروعْ ) 5 ( عَنَتِ الأصُولُ لأصْلِهِ ، ** وتقاصرَتْ عنهُ الفروعْ )
____________________
(1/254)
البحر : بسيط تام ( أبا الوليدِ ، وما شطتْ بنا الدارُ ، ** وَقَلّ مِنّا وَمِنْكَ اليَوْمَ زُوّارُ ) ( وَبَيْنَنا كُلُّ ما تَدْرِيهِ مِنْ ذِمَمٍ ، ** وللصبا ورق خضرٌ ونوارُ ) ( وكلُّ عتبٍ وإعتابٍ جرى ، فله ** مَوَاقِعُ حُلْوَةٌ ، عِندِي ، وآثَارُ ) 4 ( فأذكر أخاكَ بخيرٍ ، كلما لعبتْ ** به الليالي ، فإن الدهرَ دوارُ )
____________________
(1/255)
البحر : بسيط تام ( لوْ أنّني لكَ في الأهواء مختارُ ، ** لَما جَرَتْ بالذي تَشكُوهُ أقدارُ ) ( لكِنّها فِتَنٌ ، في مِثْلِ غَيْهَبِهَا ** تَعْمَى البَصائِرُ ، إنْ لمْ تَعمَ أبصَارُ ) ( فأحسنِ الظَّنّ ، لا ترتبْ بعهد فتىً ، ** تعفُو العهودُ وتبقى منْهُ آثارُ ) 4 ( لوْ كانَ يعطى المُنى في الأمرِ يمكنُه ** لمَا أغبّكَ ، يوماً ، منهُ زوَارُ ) 5 ( فلا يريبنْكَ ، في ذكرِ الصّديقِ بهِ ، ** مَنْ ليسَ يَجهلُ أنّ الدّهرَ دَوّارُ )
____________________
(1/256)
البحر : وافر تام ( تَباعَدْنَا ، عَلى قُرْبِ الجِوَارِ ، ** كأنا صدنا شحطُ المزارِ ) ( تطَلّعَ لي هِلالُ الهَجْرِ بَدْراً ، ** وصارَ هلالُ وصلكَ في سرارِ ) ( وشاعَ شَنِيعُ وَصْلِكَ لي وهَجرِي ، ** فَهلاّ كانَ ذَلِكَ في استِتَارِ ؟ ) 4 ( أيَجْمُلُ أنْ تُرَى عَني صَبُوراً ، ** وَأُصْبِحَ مُولَعاً دُونَ اصْطِبارِ ) 5 ( ولما أنْ هجرتَ ، وطال غفري ** عقرتُ همومَ نفسيَ بالعقارِ ) 6 ( وَكُنْتُ أزِيدُ سَمْعَكَ مِنْ عِتابي ، ** ولكن عاقني قربُ الخمار ) 7 ( فراعِ مودتي ، واحفظ جواري ** فَإنْ اللَّهَ أوْصى بِالجِوارِ ) 8 ( وزرني منعماً ، من غيرِ أمرٍ ** وَآنِسْ مُوحِشاً مِنْ عُقْرِ دَارِ )
____________________
(1/257)
البحر : وافر تام ( هوايَ ، وإنْ تناءتْ عنكَ دارِي ، ** كمثلِ هوايَ في حالِ الجوارِ ) ( مقيمٌ ، لا تغيّرُهُ عوادٍ ، ** تباعدُ بينَ أحيانِ المزارِ ) ( رَأيتُكَ قُلتَ : إنّ الوَصْلَ بَدْرٌ ؛ ** متى خلَتِ البدورُ من السِّرارِ ؟ ) 4 ( ورَابَكَ أنّني جَلْدٌ صَبُورٌ ؛ ** وكمْ صبرٍ يكونُ عنِ اصطبارِ ) 5 ( ولمْ أهجرْ لعتبٍ ، غيرَ أنّي ** أضرّتْ بي مُعاقرةُ العُقار ) 6 ( وأنّا لخمرَ ، ليس لها خمارٌ ، ** تبرّحُ بي ، فكيفَ مع الخمارِ ؟ ) 7 ( وهَلْ أنْسَى لَدَيْكَ نَعِيمَ عَيْشٍ ، ** كَوَشْيِ الخَدّ ، طُرّزَ بالعِذَارِ ؟ ) 8 ( وسَاعاتٍ يَجُولُ اللّهوُ فيها ** مَجالَ الطّلّ في حَدَقِ البَهارِ ؟ ) 9 ( وإنْ يكُ قرّ عنْكَ اليومَ جسمي ، ** فدِيتُ ، فما لقلبيَ منْ قرارِ ! )0 ( وكنتَ على البعادِ أجلّ علقٍ ** لَدَيّ ، فكَيفَ إذْ أصبَحتَ جارِي ؟ )
____________________
(1/258)
البحر : سريع ( طابَتْ لَنا لَيْلَتُنا الخالِيَهْ ؛ ** فَلْتُنْسِناها هذهِ التّالِيهْ ! ) ( أبا المعالي ! نحنُ في راحةٍ ، ** فَانْقُلْ إلَيْنَا القَدَمَ العَالِيَهْ ) ( لَيلَتُنَا عَاطِلَةٌ ، إنْ تَغِبْ ** عنّا ، فزرْنَا كيْ ترَى حاليَهْ ) 4 ( أنْتَ الذي ، لوْ تشترَى ساعةٌ ** منْهُ بدهرٍ ، لم تكنْ غاليَهْ )
____________________
(1/259)
البحر : طويل ( بَنى جَهْوَرٍ ! أحْرَقْتُمُ بِجَفائِكُمْ ** جناني ، ولكنّ المدائحَ تعبقُ ) ( تعدّونَني كالعنبرِ الوردِ ، إنّمَا ** تطيبُ لكمْ أنفاسُهُ حينَ يحرقُ ! )
____________________
(1/260)
البحر : كامل تام ( قلْ للوزيرِ ، وقدْ قطعْتُ بمدْحِهِ ** زَمني ، فكانَ السّجنُ مِنهُ ثَوابي : ) ( لا تَخْشَ في حَقّي بِمَا أمْضَيْتَهُ ** منْ ذاكَ فيّ ، ولا توقّ عتابي ) ( لمْ تُخْطِ في أمْرِي الصّوابَ مُوَفّقاً ** هذا جزاءُ الشّاعرِ الكذّابِ ! )
____________________
(1/261)
البحر : مجزوء الوافر ( أصخْ لمقالَتي ، واسمعْ ؛ ** وخذْ ، فيما ترَى ، أوْ دعْ ) ( وأقصِرْ ، بعدَها ، أو زدْ ؛ ** وَطِرْ ، في إثْرِهَا ، أوْقَعْ ) ( ألمْ تعلمْ بأنّ الدّهْ ** رَ يُعطي ، بعدَما يَمْنعْ ؟ ) 4 ( وأنّ السّعيَ قدْ يكدي ؛ ** وأنّ الظّنّ قدْ يخدَعْ ؟ ) 5 ( وكمْ ضرّ امرَأً أمرٌ ، ** تَوَهّمَ أنّهُ يَنْفَعْ ؟ ) 6 ( فإنْ يُجْدِبْ ، مِنَ الدّنْيا ، ** جَنابٌ طَالَما أمْرَعْ ) 7 ( فَما إنْ غاضَ لي صَبْرٌ ؛ ** وما إنْ فاضَ لي مَدْمَعْ ) 8 ( وكائنْ رامَتِ الأيّا ** مُ تَرْوِيعي ، فَلَمْ أرْتَعْ ) 9 ( إذا صابَتْنِي الجُلّى ، ** تجلّتْ عنْ فتىً أروعْ )0 ( على ما فاتَ لا يأسَى ؛ ** وممّا نابَ لا يجزعْ )
____________________
(1/262)
1( تَدِبّ إليّ ، ما تَألُو ، ** عقاربُ ما تني تلسعْ )( كأنّا لمْ ؤُالِفْنَا ** زمانٌ ليّنُ الأخدَعْ )( إذِ الدّنْيَا ، متى نقتَدْ ** أبيَّ سرورِها يتبعْ )4 ( وإذْ للحظّ إقبالٌ ؛ ** وإذْ في العيشِ مستمتعْ )5 ( وإذْ أوْتارُنَا تَهْفو ؛ ** وإذْ أقداحُنَا تترَعْ )6 ( وأوطارُ المُنى تقضَى ؛ ** وأسْبابُ الهَوى تَشْفَعْ )7 ( فمنْ أدمانةٍ تعطُو ؛ ** ومنْ قمريّةٍ تسجعْ )8 ( أعدْ نظراً ، فإنّ البغْ ** يَ مِمّا لَمْ يَزَلْ يَصْرَعْ )9 ( وَلا تُطِعِ الّتي تُغْوِي ** كَ ، فَهْيَ لِغَيّهِمْ أطْوَعْ )0 ( تَقَبّلْ إنْ أتَى خَطْبٌ ، ** وَأنْفُ الفَحْلِ لا يُقْرَعْ )
____________________
(1/263)
2( ولا تكُ منكَ تلكَ الدّا ** رُ بِالمَرْأى ، وَلا المَسْمَعْ )( فإنّ قصارَكَ الدّهْلي ** زُ ، حِينَ سِوَاكَ في المَضْجَعْ )
____________________
(1/264)
البحر : طويل ( ولمّا التقينَا للوداعِ غديّةً ، ** وَقد خَفَفَتْ ، في ساحةِ القصرِ ، رايَاتُ ) ( وقرّنَتِ الجردُ العتاقُ ، وصفّقَتْ ** طبولٌ ، ولاحتْ للفراقِ علاماتُ ) ( بَكَيْنا دَماً ، حتى كأنّ عُيونَنا ، ** لجَرْيِ الدّموعِ الحُمرِ ، فيها جَراحاتُ ) 4 ( وكنّا نرجّي الأوْبَ ، بعدَ ثلاثةٍ ؛ ** فكيفَ ، وقد كانتْ عليهَا زياداتُ ! )
____________________
(1/265)
البحر : متقارب تام ( أتَتْكَ بِلَوْنِ المُحِبّ الحجِلْ ، ** تُخالِطُ لَوْنَ المُحِبّ الوَجِلْ ) ( ثمارٌ ، تضمّنَ إدراكَهَا ** هَواءٌ ، أحاطَ بها مُعْتَدِلْ ) ( تأتَّى لإلطافِ تدريجِهَا ، ** فمِنْ حَرّ شمْسٍ إلى بَرْدِ ظِلّ ) 4 ( إلى أنْ تَناهَتْ شِفاءَ العَلِيلِ ، ** وأنسَ المشوقِ ، ولهوَ الغزلْ ) 5 ( فلوْ تَجْمُدُ الرّاحُ لم تَعْدُهَا ؛ ** وإنْ هيَ ذابَتْ فخَمْرٌ تَحِلّ ) 6 ( لها منظرٌ حسنٌ في العيونِ ، ** كدُنْياكَ لَكِنّهُ مُنْتَقِلْ ) 7 ( وطعمٌ يلذّ لمنْ ذاقَهُ ، ** كلذّةِ ذكرَاكَن لوْ لمْ يملّ ) 8 ( ورَيّا ، إذا نَفَحَتْ خِلْتُها ** تُمِلّ ثَناءَكَ ، أوْ تَسْتَهِلّ ) 9 ( يمثِّلُ ملمَسُها ، للأكُفّ ، ** لينَ زَمانِكَ أوْ يَمْتَثِلْ )0 ( صفوْتُ ، فأدلَلتُ في عرضِها ؛ ** ومنْ يصفُ منهُ الهوَى فليدِلّ )
____________________
(1/266)
1( قَبُولُكَها نِعْمَةٌ غَضّةٌ ، ** وفضلٌ ، بمَا قبلَهُ ، متّصِلْ )( ولوْ كنتُ أهدَيتُ نفسِي اختصرْ ** تُ ، على أنّها غايةُ المحتفِلْ )
____________________
(1/267)
البحر : مجزوء الخفيف ( خنْتَ عهدِي ، ولمْ أخُنْ ؛ ** بعتَ ودّي بلا ثمنْ ) ( قائِلاً : هَلْ مُزايِدٌ ** رَابِحَاً ؟ ثُمّ مَنْ يَزِنْ ؟ ) ( عُدّتي كُنتَ للزّما ** نِ ، فقدْ حلْتَ والزّمَنْ ) 4 ( أرخصِ البيعَ كيفَ شئْ ** تَ ، وذرْني لتنْدَمَنْ ) 5 ( سَوْفَ تُبْلَى بِغَيْرِنَا ، ** جَرّبِ النّاسَ وَامْتَحِنْ )
____________________
(1/268)
البحر : مجزوء الرمل ( لا افْتِنانٌ كافْتِناني ** في حلَى الظّرْفِ الحسانِ ) ( خصّني بالأدبِ اللهُ ، ** فأعْلَى فيهِ شاني ) ( خاطِري أنفَدُ ، مَهْمَا ** قيسَ ، منْ حدّ السّنانِ ) 4 ( أيّهضا المرسلُ أطيَا ** رَ المعمّى لامتحاني ) 5 ( هاكَ ، كَيْ تَزدادَ ، في الآ ** دابِ ، عِلْماً بِمَكاني ) 6 ( قدْ أتتْنَا الطّيرُ تشدُو ** بَعضَ أبْياتِ الأغاني ) 7 ( برطاناتٍ ، قضتْنَا ** مَا اقْتَضَتْنَا مِنْ بَيانِ ) 8 ( إنْ تغنّى البلبلُ اهْتَا ** جَ غناءَ الورشانِ ) 9 ( فتأدّى منْهُ بيتَا ** غَزَلٍ مُنْفَرِدانِ )0 ( لِمُحِبٍّ في حَبيبٍ ، ** عَنهُ ناءٍ مِنهُ دَانِّ )
____________________
(1/269)
1( يا بعيدَ الدّارِ ، موصُو ** لاً بِقَلْبي وَلِساني )( رُبّما باعَدَكَ الدّهْ ** رُ ، فأدْنَتْكَ الأماني )
____________________
(1/270)
البحر : مجزوء الكامل ( يا مَنْ تَزَيّنَتِ الرّيا ** سَةُ حِينَ أُلْبِسَ ثَوْبَها ) ( وَلَهُ يَدٌ يَئِسَ الغَمَا ** مُ مِنْ أنْ يُعارِضَ صَوْبَها ) ( جاءتْكَ جامِدَةُ المُدا ** مِ ، فخذْ عليهَا ذوْبَهَا )
____________________
(1/271)
البحر : منسرح ( قدْ أحسنَ اللهُ في الّذي صنعَهْ ، ** عارضُ كربٍ بلطفِهِ رفعَهْ ) ( تَبارَكَ اللَّهِ ! إنّ عادَةَ حُسْ ** نَاهُ ، مَعَ الشّكْرِ ، غَيرُ مُنْتَزَعهْ ) ( يا سَيّدِي المُسْتَبِدَّ مِنْ مِقَتي ، ** بخطّةٍ فاتَتِ الحسابَ سعَهْ ) 4 ( وافانيَ العقدُ ، زينَ ناظِمُهُ ، ** والوشيُ لا راعَ حادثٌ صنعَهْ ) 5 ( بَثَثْتَ فيهِ البَدِيعَ مُنْتَقِياً ، ** كالرّوْضِ إذْ بَثّ ، في الرُّبَى ، قِطَعَهْ ) 6 ( أزاحَ كربَ الدّواء مطلَعُهُ ، ** لمّا بدَا طالعُ السّرورِ معهْ ) 7 ( كمْ دعوةٍ ، قد حواهُ ، صالحةٍ ، ** منْ أمَلي أنْ تكونَ مستمَعَهْ ) 8 ( جُمْلَةُ ما نَفسُكَ السّرِيّةُ مِنْ حا ** لي ، إلى عِلْمِ كُنْهِهِ ، طُلَعَهْ ) 9 ( أنّ الدّواء التذّتْ عواقبَهُ ** مِنّي نَفْسٌ ، تَبَشّعَتْ جُرَعَهْ )0 ( فَالحَمْدُ للَّهِ ، لا شَرِيكَ لَهُ ، ** إنْ بدأ الطَّوْلَ ، منعِماً ، شفعَهْ )
____________________
(1/272)
البحر : كامل تام ( أخطُبْ ، فمُلكُكَ يَفقِدُ الإملاكَا ؛ ** وَاطُلُبْ ، فسَعدُكَ يَضْمنُ الإدراكا ) ( وَصِلِ النّجومَ بِحَظّ مَن لَوْ رامَها ** هجرَتْ إليهِ زهرُهَا الأفلاكَا ) ( وَاستَهْدِ ، مَن أحمى مَراتِعَها ، المَها ، ** فالصّعبُ يسمحُ في عنانِ هواكَا ) 4 ( يا أيّها المَلِكُ ، الّذِي تَدْبِيرُهُ ** أضحى ، لَمَلَكةِ الزّمانِ ، مِلاكا ) 5 ( هذِي اللّيالي بالأماني سمحةٌ ، ** فمَتى تَقُلْ : هاتي ! تَقَلْ لَك : هاكَا ) 6 ( فاعْقِلْ شَوَارِدَها ، إزاءَ عَقِيلَةٍ ، ** وَافَتْ مُبَشِّرَةً بنَيْلِ مُنَاكَا ) 7 ( أهدَى الزّمانُ إلَيْكَ مِنها تُحْفَةً ، ** لمْ تَعدُ أنّ قَرّتْ بِهَا عَيْناكَا ) 8 ( شَمْسٌ تَوَارَتْ ، في ظَلامِ مَضِيعةٍ ، ** ثمّ استطارَ لهَا السّنَا بسنَاكَا ) 9 ( قرنَتْ ببدرِ التِّمّ ، كافلةً لهُ ** أنْ سَوفَ تُتْبِعُ فَرْقَدينِ سِماكا )0 ( هيَ والفقيدةُ ، كالأديمِ اخترتَهُ ، ** فقدَدْتَ إذْ خلقُ الشّراكُ شرَاكَا )
____________________
(1/273)
1( فاصْفحْ عن الرُّزْء المعاوِدِ ذكرُهُ ؛ ** واستأنِفِ النُّعْمَى فتلكَ بذاكَا )( لمْ يَبقَ عُذْرٌ في تَقسُّمِ خاطِرٍ ، ** إلاّ الصُّبابةُ ، منْ دماء عداكَا )( كُفّارُ أنْعُمِكَ ، الأُلى حَلّيْتَهُمْ ** أطْوَاقَهُمْ ، سَيُطَوَّقُونَ ظُبَاكا )4 ( أعرِضْ عنِ الخَطَراتِ ، إنّك إن تشأ ** تكنِ النّجومُ أسنّةً لقناكَا )5 ( هصرَ النّعيمُ بعطفِ دهرِكَ فانثنى ، ** وجرَى الفرنْدُ بصفْحَتيْ دنْيَاكَا )6 ( وبَدَا زمَانُكَ لابِساً ديباجَةً ، ** تَجْلُو ، لعَيْنِ المُجْتَلي ، سِيماكَا )7 ( دنْيا لزهرَتِهَا شعاعٌ مذهبٌ ، ** لَوْ كانَ وَصفاً كانَ بعضَ حُلاكَا )8 ( فَتَمَلَّ في فُرُشِ الكَرَامَةِ ناعِماً ؛ ** واعقدْ بمرتبةِ السّرورِ حباكَا )9 ( وأطلْ ، إلى شدوِ القيانِ ، إصاخةً ؛ ** وتَلَقّ مُتْرَعَةَ الكُؤوسِ دِرَاكَا )0 ( تَحْتَثُّهَا ، مَثْنَى مَثاني غادَةٍ ، ** شَفَعَتْ بِحَثّ غِنائِهَا الإمْساكَا )
____________________
(1/274)
2( ما العَيشُ إلاّ في الصَّبُوحِ بسُحرَةٍ ، ** قَدْ جاسَدَتْ أنْوَارُها الأحْلاكَا )( لكَ أرْيَحِيّةُ ماجِدٍ ، إنْ تَعتَرِضْ ** في لهوِ رَاحِكَ ، تَسْتَهِلَّ لُهاكا )( منْ كانَ يعلقُ ، في خلالِ ندامه ، ** ذمٌّ ببعضِ خلالِهِ ، فخلاكَا )4 ( أُسبُوعُ أُنْسٍ ، مُحدِثٌ لي وَحْشَةً ، ** عِلْماً بِأنّي فيهِ لستُ أرَاكَا )5 ( فأنَا المُعَذَّبُ ، غَيرَ أنّي مُشْعَرٌ ** ثِقَةً بأنّكَ ناعِمٌ ، فَهَناكا )6 ( إنّي أقُومُ بشُكْرِ طَوْلِكَ ، بَعْدَما ** ملأتْ منَ الدّنْيَا يديّ يداكَا )7 ( بردَتْ ظلالُ ذراكَ ، واحلوْلى جنى ** نعماكَ لي ، وصفَتْ جمامُ نداكَا )8 ( وأمِنْتُ عَادِيَةَ العِدا الأقْتالِ مُذْ ** أعْصَمْتُ في أعلى يَفَاعِ حِماكَا )9 ( جهدَ المقلّ نصيحةً ممحوضةً ** أفْرَدْتَ مُهْدِيَها ، فلا إشْرَاكا )0 ( وَثَناءَ مُحْتَفِلٍ ، كأنّ ثَناءهُ ** مِسْكٌ ، بِأرْدانِ المَحافِلِ صَاكا )
____________________
(1/275)
3( ولتدْعُني ، وعدوَّكَ الشّاني ، فإنْ ** يَرُمِ القِراعَ يَجِدْ سِلاحيَ شاكا )( لا تَعْدَمَنّ الحَظَّ غَرْساً ، مُطْلِعاً ** ثَمَرَ الفَوائِدِ ، دَانِياً لِجَنَاكا )( والنّصْرَ جاراً لا يُحاوِلُ نُقْلَةً ؛ ** والصُّنعَ رهنَاً ، لا يريدُ فكَاكَا )4 ( وإذا غَمامُ السّعدِ أصْبَحَ صوْبُهُ ** دركَ المطالبِ ، فليصلْ سقياكَا )5 ( فالدّهْرُ مُعتَرِفٌ بأنّا لمْ نكُنْ ** لِنُسَرّ مِنهُ ، بساعَةٍ ، لَوْلاَكا )
____________________
(1/276)
البحر : طويل ( وليلٍ أدَمْنَا فيهِ شربَ مدامةٍ ، ** إلى أنْ بَدَا للصّبْحِ ، في اللّيلِ ، تأثيرُ ) ( وجاءتْ نجومُ الصّبحِ تضربُ في الدّجى ** فوَلّتْ نجومُ اللّيلِ ، وَالّليلُ مَقهورُ ) ( فحُزْنا مِنَ اللّذَاتِ أطْيَبَ طِيبِها ، ** ولَمْ يَعُرْنا هَمٌّ ، وَلا عاقَ تَكْدِيرُ ) 4 ( خلا أنّهُ ، لَوْ طالَ ، دامتْ مسرّني ، ** ولَكِنْ ليالي الوَصْلِ ، فِيهنّ تَقصِيرُ )
____________________
(1/277)
البحر : خفيف تام ( لَسْتَ مِنْ بَابَةِ المُلُوكِ أبَا ال ** عَبّاسِ دَعْهُمْ فشأنُهُمْ غيرُ شانِكْ ) ( مَا جَزاءُ الوَزِيرِ مِنكَ ، إذا اخ ** تَصّكَ ، أنْ تَستَمِرّ في إدْمانِكْ ) ( أتُرَاهُ لا يَسْتَرِيبُ لإمْسَا ** ككَ سردُ العراقِ تحتَ لسانِكْ ) 4 ( مُذْ نَهانَا ، عَنِ المُدامِ ، انتَهَينا ، ** معَ أنّا نعدُّ منْ صبيانِكْ )
____________________
(1/278)
البحر : مجزوء الخفيف ( دُونَكَ الرّاحَ جامِدَهْ ، ** وفدَتْ خيرَ وافدَهْ ) ( وجدَتْ سوقَ ذوبِهَا ، ** عندَ تقواكَ ، كاسدَهْ ) ( فَاستَحالتْ إلى الجُمُو ** دِ ، وجَاءَتْ مُكَايِدَهْ )
____________________
(1/279)
البحر : مجزوء الكامل ( جاءتْكَ وافِدَةُ الشَّمُولْ ، ** في المنظرِ الحسنِ ، الجميلْ ) ( لمْ تَحْظَ ، ذائِبَةً ، لَدَيْ ** كَ ، ولمْ تنلْ حظَّ القبولْ ) ( فَتجامَدَتْ ، مُحْتالَةً ، ** والمَرْءُ يَعْجِزُ لا الحَوِيلْ ) 4 ( لولا انقلابُ العينِ سُ ** دّتْ ، دونَ بغيتِها ، السّبيلْ ) 5 ( لهَجرْتَهَا صَفْراءَ في ** بيضاءَ ، هاجرُها قليلْ ) 6 ( الكأسُ مِنْ رَأدِ الضّحَى ؛ ** والرّاحُ منْ طفلِ الأصيلْ ) 7 ( آثرْتَ عائدةَ التّقَى ، ** ورَغِبْتَ في الأجْرِ الجَزِيلْ ) 8 ( يا أيّها المَلِكُ ، الّذِي ** ما في الملوكِ لهُ عديلْ ) 9 ( يا ماء مزنٍ ، يا شها ** بَ دجنةٍ ، يا ليثَ غيلْ )0 ( يَا مَنْ عَجِبْنَا أنْ يَجُو ** دَ ، بِمِثْلِهِ ، الزّمَنُ البَخِيلْ )
____________________
(1/280)
1( بشرَاكَ دنْيَا غضّةٌ ، ** في ظِلّ إقْبالٍ ظَلِيلْ )( رقّتْ ، كمَا سالَ العِذَا ** رُ بجانبِ الخدّ الأسيلْ )( وتأوّدَتْ ، كالغصْنِ قا ** بلَ عطفَه ، نفَسُ القبولْ )4 ( يصبي مقبّلُهَا الشّه ** يُّ ولحظُهَا السّاجي العليلْ )5 ( فَتَمَلُّهَا في العِزّةِ ال ** قَعْساء ، وَالعُمُرِ الطّوِيلْ )
____________________
(1/281)
البحر : كامل تام ( الدّهرُ ، إنْ أمْلى ، فَصِيحٌ أعْجَمُ ، ** يعطي اعتبارِي ما جهِلتُ ، فأعلمُ ) ( إنّ الذي قَدَرَ الحَوادِثَ قدْرَهَا ، ** ساوَى لَدَيْهِ الشّهْدَ مِنْها العَلْقَمُ ) ( ولقد نظرْتُ ، فلا اغترابٌ يقتضي ** كدَرَ المآلِ ، ولا تَوَقّ يَعْصِمُ ) 4 ( كم قاعدٍ يَحظى ، فتُعجِبُ حالُهُ ، ** من جاهدٍ يَصِلُ الدّؤوبَ ، فيُحرَمُ ) 5 ( وأرَى المساعيَ كالسّيوفِ تبادَرَتْ ** شأوَ المَضاء ، فمُنْثَنٍ وَمُصَمِّمُ ) 6 ( ولكمْ تسامى ، بالرّفيعِ نصابُهُ ، ** خطرٌ ، فناصبَهُ الوضيعُ الألأمُ ) 7 ( وأشدُّ فَاجِعَةِ الدّواهِي مُحْسِنٌ ** يسعى ، ليعلِقَهُ الجريمةَ مجرِمُ ) 8 ( تَلَقى الحسودَ أصمَّ عن جَرْسِ الوفا ، ** ولَقد يُصِيخُ ، إلى الرُّقاةِ ، الأرْقَمُ ) 9 ( قُلْ للبُغاةِ المُنْبضِينَ قِسِيَّهُمْ : ** سَتَرَوْنَ مَنْ تُصْمِيهِ تلكَ الأسهُمُ )0 ( أسررْتُمُ ، فرأى ، نجيَّ عيوبكُمْ ، ** شَيحانُ ، مَدّلُولٌ عليها ، مُلهَمُ )
____________________
(1/282)
1( وعبَأتُمُ للفِسْقِ ظُفْرَ سِعايَةٍ ** لم يعدُكُمْ أنْ ردَ ، وهوَ مقلَّمُ )( ونبذْتُمُ التّقْوَى وراء ظهورِكُمْ ، ** فغدا ، بغيضَكُمُ ، التّقيُّ الأكرَمُ )( ما كانَ حِلْمُ مُحمّدٍ لِيُحِيلَهُ ** عن عهدِهِ دغِلَ الضّميرِ ، مذمَّمُ )4 ( مَلِكٌ تَطَلّعَ للنّواظِرِ غُرَّةً ، ** زهراءَ ، يبديهَا الزّمانُ الأدْهَمُ )5 ( يَغْشَى النّواظِرَ من جَهِيرِ رُوائهِ ، ** خَلقٌ ، يُرَى ملءَ الصّدورِ ، مُطَهَّمُ )6 ( وسنَا جبينٍ يستطيرُ شعاعُهُ ، ** يُغني ، عن القَمَرَينِ ، مَن يَتَوَسّمُ )7 ( صلْتٌ ، تودُّ الشّمسُ لوْ صيغتْ لهُ ** تاجاً ، ترصِّعُ جانبَيْهِ الأنْجُمُ )8 ( فضَحَتْ مَحاسِنُهُ الرّياضَ بكَى الحَيا ** وهناً عليهَا ، فاغتدَتْ تتبسّمُ )9 ( بالقَدْرِ يَبْعُدُ ، والتّواضُعِ يَدني ، ** وَالبِشْرِ يَشْمِسُ ، وَالنّدى يَتَغَيّمُ )0 ( جذلانُ ، في يومِ الوغَى ، متطلِّقٌ ** وَجْهاً إلَيْهَا ، والرّدَى مُتَجَهِّمُ )
____________________
(1/283)
2( بأسٌ ، كمَا صالَ الهِزَبْرُ ، إزَاءَهُ ** جودٌ ، كما جاشَ الخضمُّ الخضرِمُ )( نفسِي فداؤكَ ، أيّها الملكُ ، الذي ** كلُّ المُلوكِ لَهُ ، العَلاءَ ، تُسَلِّمُ )( سدتَ الجميعَ ، فليسَ منهمْ منكرٌ ، ** أنْ صِرْتَ فَذَّهُمُ الذي لا يُتْأمُ )4 ( لا غَرْوَ ، أُمُّ المَجدِ ، في بِكْرِ الحِجى ** من أن يُضافَ إلَيكَ صِنوٌ ، أعقَمُ )5 ( فاحسِمْ دواعيَ كُلّ شَرّ دُونَهُ ؛ ** فالدّاءُ يسرِي ، إنْ عدا ، لا يحسَمُ )6 ( كم سقطِ زندٍ قد نما ، حتى غدا ** بركانَ نارٍ ، كلَّ شيءٍ تحطِمُ )7 ( وكذلكَ السّيلُ الجحافُ ، فإنّما ** أُولاهُ طَلٌّ ، ثُمّ وَبْلٌ يَثْجُمُ )8 ( وَالمالُ يُخرِجُ أهْلَهُ عَنْ حَدّهمْ ؛ ** وافهَمْ فإنّكَ بالبواطنِ أفهَمُ )9 ( واذكرْ صنيعَ أبيكَ ، أوّلَ أمرِهِ ، ** في كلّ متّهمٍ ، فإنّكَ تعلمُ )0 ( لم يبقِ منهُمْ منْ توقّعَ شرَّهُ ، ** فصفَتْ لهُ الدّنيا ، ولذّ المطعمُ )
____________________
(1/284)
3( فعلامَ تنكُلُ عنْ صنيعٍ مثلِهِ ؛ ** ولأنتَ أمضَى في الخطوبِ ، وأشهَمُ )( وَجَنابُكَ الثَّبْتُ ، الذي لا يَنْثَني ؛ ** وحسامُكَ العضْبُ ، الذي لا يكهمُ )( والحالُ أوسعُ ، والعوالي جمّةٌ ؛ ** وَالمَجدُ أشمَخُ ، وَالصّرِيمَةُ أصرَمُ )4 ( لا تتركَنْ للنّاسِ موضعَ شبهةٍ ، ** وَاحْزُمْ ، فمِثلُكَ في العَظائمِ أحزَمُ )5 ( قَدْ قالَ شاعرُ كِندَةٍ ، فِيما مَضى ، ** بيتَاً على مرّ اللّيالي يعلَمُ : )6 ( لا يَسْلَمُ الشّرفُ الرّفيعُ منَ الأذَى ** حتّى يراقَ على جوانبِهِ الدّمُ )7 ( فرقٌ عوَتْ ، فزأرْتَ زأرَةَ زاجرٍ ، ** راعَ الكليبَ بها السَّبنتى الضّيغَمُ )8 ( يا ليتَ شعرِي ! هل يعودُ سفيهُهم ، ** أمْ قد حَماهُ النّبحَ ، ذاك ، المِكْعَمْ ؟ )9 ( لي منكَ ، فليذُبِ الحسودُ تلظيّاً ، ** لطفُ المكانةِ ، والمحلُّ الأكرَمُ ) 40 ( وَشُفُوفُ حَظٍّ ، لَيس يفْتأُ يُجْتَلى ** غَضَّ الشّبابِ ، وَكُلُّ حظٍّ يَهرَمُ )
____________________
(1/285)
4( لم تُلفَ صَاغِيتي ، لدَيكَ ، مُضاعَةً ، ** كلاّ ولا خفيَ اصطناعي الأقدَمُ ) 4( بلْ أوْسَعَتْ حفظاً ، وصدقَ رعايةٍ ، ** ذِمَمٌ مُوَثَّقَةُ العُرا ، لا تُفْصَمْ ) 4( فليخرِقَنّ الأرضَ شكرٌ منجدٌ ** مني ، تَنَاقَلُهُ المَحافِلُ ، مُتْهِمْ ) 44 ( عَطِرٌ ، هوَ المِسكُ السَّطوعُ ، يطيبُ في ** شَمّ العُقُولِ أرِيجُهُ المُتَنَسَّمُ ) 45 ( وإذا غُصُونُ المَكْرُماتِ تَهَدّلَتْ ، ** كانَ ، الثّناءَ ، هَدِيلُهَا المُتَرنِّمُ ) 46 ( الفخرُ ثغرٌ ، عن حفاظِكَ ، باسمٌ ؛ ** والمجدُ بُرْدٌ ، من وَفائِكَ ، مُعَلَمُ ) 47 ( فاسلَمْ مَدَى الدّنيا ، فأنْتَ جَمالُها ، ** وَتَسوّغِ النُّعْمَى ، فإنّكَ مُنْعِمُ )
____________________
(1/286)
البحر : خفيف تام ( إنّ للأرضِ والسّماء وللما ** ءِ عَليْنَا أذِمْةً لا تُذَمُّ ) ( هيَ بَعضُ اسمِ مَنْ أُحِبُّ وَلاءً ، ** وَبِتَكْرِيرِ بَعْضِهَا يَسْتَتِمْ )
____________________
(1/287)
البحر : منسرح ( أفَدْتَني ، مِنْ نَفائسِ الدُّرَرِ ، ** ما أبْرَزَتْهُ غوائصُ الفكرِ ) ( مِنْ لفْظَةٍ قارَنَتْ نَظِيرَتَهَا ، ** قرانَ سقمِ الجفونِ للحورِ ) ( أبْدَعَها خاطِرٌ ، بَدائِعُهُ ، ** في النّظْمِ ، حازَتْ جَلالَةَ الخطَرِ ) 4 ( العِطْرُ مِنْها سَرَى لهُ نَفَسٌ ، ** منْ نفسِ الرّوْضِ ، رقّ في السّحرِ ) 5 ( يا رَاقِمَ الوَشْيِ ، زَانَهُ ذَهَبٌ ، ** رَقْرَقَ إذْ رَفّ مِنهُ في الطُّرَرِ ) 6 ( وناظِمَ العقدِ ، نظمَ مقتدرٍ ، ** يفصِلُ ، بينَ العيونِ ، بالغُرَرِ ) 7 ( لي بالنّضالِ ، الذي نشطَتْ لهُ ، ** عَهْدٌ قَدِيمٌ ، مُعَجِّمُ الأثَرِ ) 8 ( هلْ أنصِلُ السّهْمَ في الجفيرِ ، وقد ** تعطّلَتْ فوقُهُ منَ الوتَرِ ) 9 ( ما الشّعرُ إلاّ لِمَنْ قَرِيحتُهُ ** غَرِيضَهُ النَّورِ ، غَضَّهُ الثّمَرِ )0 ( تَبْسِمُ عَنْ كُلّ زاهِرٍ أرِجٍ ، ** مثلَ الكمام ابتسمْنَ عنْ زهرِ )
____________________
(1/288)
1( إنّ الشّفِيعَ الهُمّامَ ، سَوّغَهُ اللّ ** هُ اتّصَالَ التّأييدِ بالظّفَرِ )( الفَاضِلُ الخُبْرِ في المُلُوكِ ، إذا ** قَصّرَ خُبْرٌ عَنْ غايَةِ الخبَرِ )( نجلُ الّذي نصحُهُ وطاعَتُهُ ** كَالحَجّ ، تَتْلُوةُ بَرّهُ العُمَرِ )4 ( شاهدُ عهدِي لكَ الصّحيحُ ، بإخ ** لاصٍ نأى صفوُهُ عنِ الكدرِ )5 ( مشيتُ في عذليَ البرَازَ لمَنْ ** لمْ يَرْضَ ، في العُذْرِ ، مِشيةَ الخَمَرِ )6 ( وقُلْتُ : مَطْلُ الغَنيّ وِرْدٌ مِنَ ال ** ظُّلْمِ ، يلقّى ملاوِمَ الصَّدرِ )7 ( وَلي مَعاذِيرُ ، لَوْ تَطَلّعُ في ** ليلِي سرارٍ ، أغْنَتْ عنِ القمرِ )8 ( منْهَا اتّقائي لأنْ أكونَ أنَا ال ** جالِبَ ، مَا قلتُهُ ، إلى هجرِ )9 ( لكنْ سيأتيكَ مَا يجوِّزُهُ ** سَرْوُكَ ، دأبَ المُسامِحِ اليَسَرِ )0 ( فاكتَفِ منْهُ بنظرةٍ عننٍ ، ** لا حظّ فيه لكرّةِ النّظَرِ )
____________________
(1/289)
البحر : مجتث ( يا بَانِياً كُلَّ مَجْدِ ؛ ** وهَادِماً كُلَّ وَجْدِ ) ( جسمُ السّرورِ سويٌّ ، ** مِنْ صَوْغِ نُعْمَاكَ ، عندِي ) ( فَهَبْ لَهُ رُوحَ رَاحٍ ، ** يَنْطِقْ بِأحْفَلِ حَمْدِ )
____________________
(1/290)
البحر : خفيف تام ( قد بَعَثْناهُ يَنفَعُ الأعضاءَ ، ** حينَ يجلو ، بلطفِهِ ، السَّخْناءَ ) ( جاءَ يزْهَى بمستشفٍّ رقيقٍ ، ** يخدَعُ العينَ رقّةً وصفاء ) ( تنفُذُ العينُ منهُ في ظرْفِ نورٍ ، ** ملأتْهُ أيْدي الشُّموسِ ضياء ) 4 ( أكْسَبَتْهُ الأيّامُ بَرْدَ هَوَاءٍ ، ** فهوَ جسمٌ قد صيغَ ناراً وماء ) 5 ( مَنظَرٌ يُبهِجُ القُلوبِ ، وطَعَمٌ ** تشكرُ النّفسُ عهدَهُ استمراء ) 6 ( لذّةُ الوصلِ نالَهُ ، بعد يأسٍ ، ** كلفٌ طالَما تشكَى الجفاء ) 7 ( يفضحُ الشّهدَ طعمُهُ ، كلّما قي ** سَ إليهِ ، ويخجِلُ الصّهباء ) 8 ( فضلَ السّابقَ المقدَّمَ ، في النّضْ ** جِ ، فأزْرَى بطعمِهِ إزْرَاء ) 9 ( غيرَ أنّي بَعَثْتُ هَذا غِذاءً ، ** يشتهِيهِ الفتى ، وذاكَ دوَاء )0 ( مُلْطِف يُبْرِدُ المِزَاجَ ، إذا ** جاشَ التهاباً ، ويقمعُ الصّفراء )
____________________
(1/291)
البحر : سريع ( قُلْ لأبي حَفصٍ ، ولمْ تَكذِبِ ، ** يا قمرَ الدّيوانِ والموْكبِ ) ( ما لأبي صَفْوانَ ، مألُوفِنَا ، ** أبْرَقَ في الأُلفَةِ عَنْ خُلَّبِ ؟ ) ( ولمْ يَعُدْ ، إلاّ كما يَتّقي ، ** مسترقُ السّمعِ ، من الكوكبِ ؟ ) 4 ( عنِّفْهُ ، باللهِ ، على فعلِهِ ، ** واشتِمْ ، وإن لم يستقمْ ، فاضرِبِ ) 5 ( وَعاطِهِ صَهْبَاءَ مَشْمولَةً ، ** يرى لهَا المشرقَ في المغربِ ) 6 ( وليشرَبِ الأكثرَ منْ كأسِهِ ، ** واعمِدْ إلى فَضْلَتهِ فاشرَبِ ) 7 ( عُقُوبَةٌ ، أحْسِنْ بِها سُنَّةً ، ** في مثلِهِ ، منْ حسنٍ مذنبِ ) 8 ( وبَاكِرَا الطّيبَ ، ورَوْحا لَهُ ، ** فأنتُما في زمنٍ طيّبِ )
____________________
(1/292)
البحر : سريع ( أيّتُها النّفسُ إليهِ اذْهَبي ، ** فمَا لقلبيَ عنْهُ منْ مذْهَبِ ) ( مُفَضَّضُ الثّغْرِ لَهُ نُقطَةٌ ** مِنْ عَنْبَرٍ في خَدِّهِ المُذْهَبِ ) ( أنْسَانيَ التّوبَةَ مِنْ حُبّهِ ** طلوعُهُ شمْساً منَ المغربِ )
____________________
(1/293)
البحر : طويل ( ألا هَلْ لَنا مِنْ بَعدِ هذا التّفَرّقِ ** سَبيلٌ فَيشكو كُلُّ صَبٍّ بما لَقي ؟ ) ( وقدْ كُنتُ أوْقاتَ التّزَاوُرِ في الشّتا ** أبِيتُ على جَمرٍ من الشّوقِ مُحرِقِ ) ( فكيفَ وقد أمسيتُ في حالِ قطعةٍ ** لقدْ عجلَ المقدارُ ما كنت أتقي ) 4 ( تَمُرُّ الليالي لا أرى البَينَ يَنقَضِي ** ولا الصبر من رقِ التشوق معتقي )
____________________
(1/294)
البحر : طويل ( لحا اللَّهُ يوماً لستُ فيهِ بمُلْتَقِ ** مُحَيّاكِ من أجلِ النّوَى والتّفَرّقِ ) ( وكيفَ يطيبُ العيشُ دونَ مسرّةٍ ** وأيّ سُرورٍ للكَئيبِ المُؤَرَّقِ ؟ )
____________________
(1/295)
البحر : خفيف تام ( قَد عَلِقْنَا سِواكِ عِلْقاً نَفِيسا ** وصرَفْنَا إليهِ عنْكِ النّفوسَا ) ( وَلَبِسْنَا الجَدِيدَ مِنْ خِلَعِ الحُ ** بّ ولمْ نألُ أنْ خلعْنَا اللّبيسَا ) ( ليسَ منكِ الهوَى ولا أنْتِ منْهُ ** اهبِطي مِصرَ أنتِ مِنْ قَومِ مُوسَى )
____________________
(1/296)
البحر : خفيف تام ( وبنفسي وإنْ أضرّ بنفسي ** قمرٌ لا ينالُ منهُ السِّرارُ ) ( جالَ ماءُ النّعيمِ منْهُ بخدٍّ ** فيهِ للمستشفّ نورٌ ونارُ ) ( مُتَجَنٍّ يَحلُو تَجَنّيهِ عِنْدِي ** فهوَ يجني ومنّيَ الإعتذارُ )
____________________
(1/297)
البحر : خفيف تام ( أنا ظَرْفٌ لِلْهوِ كُلّ ظَريفِ ** أنَا مُستوْدَعٌ لِعِلْقٍ شريفِ ) ( أنا كالصّدرِ في الإحاطةِ بالرّا ** حِ إذا الرّاحُ كالضّميرِ اللّطيفِ ) ( سَلْ عنِ الطّيّباتِ فَهيَ فُنونٌ ** أُلْفَتْ فيّ أحسَنَ التأليفِ ) 4 ( أيُّ حسنٍ يفي بحسنيَ محمُو ** لا بِكفّيْ وصَفْيَةٍ أوْ وَصِيفِ )
____________________
(1/298)
البحر : طويل ( لقدْ سرّنا أنّ النّعِيّ مُوكَّلٌ ** بِطاغِيَةٍ قد حُمّ منهُ حِمَامُ ) ( تجانبَ صوبُ المُزْنِ عن ذلكَ الصّدى ** ومَرّ عليهِ الغَيْثُ وَهوَ جَهامُ )
____________________
(1/299)
البحر : طويل ( وما ضرَبَتْ عُتْبَى لذَنْبٍ أتَتْ بهِ ** ولكنّمَا ولاّدَةٌ تشتهي ضرْبي ) ( فقامَتْ تجرّ الذّيْلَ عاثرةً بهِ ** وتمسحُ طلَّ الدّمعِ بالعنَمِ الرَّطبِ )
____________________
(1/300)
البحر : بسيط تام ( عرَفْتُ عرفَ الصَّبا إذْ هبّ عاطرُهُ ** مِنْ أُفْقِ مَن أنا في قَلبي أُشاطِرُهُ ) ( أرَادَ تَجديدَ ذِكراهُ على شَحَطٍ ** وما تَيَقّنَ أنّي الدّهرَ ذاكِرُهُ ) ( نأى المزارُ بهِ والدّارُ دانيةٌ ** يا حبّذا الفألُ الوْ صحّتْ زواجِرُهُ ) 4 ( خلّي أبَا الجيشِ هل يقضي اللّقاءُ لنا ** فيَشْتَفي مِنكَ قَلبٌ أنتَ هاجِرهُ ؟ ) 5 ( قِصارُهُ قَيصَرٌ إنْ قامَ مُفْتَخِراً ** للهِ أوّلُهُ مجداً وآخرُهُ )
____________________
(1/301)
البحر : طويل ( كَأنْ عَشِيَّ القَطْرِ في شاطىء النَّهْرِ ** وقدْ زهرَتْ فيهِ الأزاهرُ كالزّهرِ ) ( ترُشّ بماء الوردِ رشّاً وتنثني ** لِتَغْلِيفِ أفْواهٍ بِطَيّبَةِ الخَمْرِ )
____________________
(1/302)
البحر : بسيط تام ( أكْرِمْ بِوَلاّدَةِ ذُخْراً لِمُدّخِرٍ ** لوْ فَرَّقتْ بَينَ بَيْطارٍ وعَطّارِ ) ( قالوا : أبُو عامِرٍ أضْحَى يُلِمُّ بها ، ** قلتُ : الفراشةُ قد تدنو من النّارِ ) ( عَيّرْتُمُونا بأنْ قَد صارَ يَخْلُفُنا ** فِيمَنْ نُحِبّ وما في ذاكَ مِنْ عارِ ) 4 ( أكلٌ شهيٌّ أصبْنَا منْ أطايبِهِ ** بَعْضاً وبَعْضاً صَفَحْنَا عَنهُ للفَارِ )
____________________
(1/303)