البحر : خفيف تام ( عاذَ بِالصَّفْحِ مَنْ أَحَبَّ لْبقاءَ ** وَ احتمى جاعلُ الخضوعِ وقاءَ ) ( فَلْتَنَمْ أُمَّةُ اُلْمَسِيِحِ طَوِيلاً ** كَفَّ مَنْ يَمْنَعُ اُلْعِدى اُلإِغْفاءَ ) ( ملكٌ يطلبُ الملوكُ رضاهُ ** مِثْلَما يَطْلُبُ العَليلُ الشِّفاءَ ) 4 ( قسمتْ راحتاهُ جوداً وفتكاً ** في اُلأَنامِ السَّرَّاءَ وَالضَّرَّاءَ ) 5 ( ما بهرتَ العقولَ يا معجزَ الآيا ** تِ إِلاَّ لِتَجْمَعَ اُلأَهْواءَ ) 6 ( هُدْنَةٌ بَقَّتِ النُّفُوسَ عَلَى الرُّو ** فكانوا بشكرها أملياءَ )0 ( نظرٌ ثبتَ الممالكَ فيهمْ ** ربَّ أخذٍ تخالهُ إعطاءَ )( لا يَعُدُّوا هذِي اُلْمَنائِحَ خُسْراً ** وَإِنِ أسْتَعْجَمَ اُلْمَقَالُ فَذِي الأفْ )( لَنْ يُريدَ لْجَزاءَ مِنْكَ عَلَيْها ** مَلْكُهُمْ ، حَسْبُهُ رِضاكَ جَزاءَ )( سَلَّ مَنْهُ سَيْفاً عَلَى غِيَر الأ ** يَّامِ وَ جْتابَ نَثْرةً حَصْداءَ )
____________________
(1/1)
14 ( يا مُبِيدَ اُلأْحْقادِ أَعْظَمُ طَبٍّ ** واحدٌ عمَّ نفعهُ الأعضاءَ )7 ( حزتَ حكمَ الجيوشِ فيهمْ وما جهز ** تَ جيشاً وَلا عقدتَ لواءَ )8 ( فَأَقِمْ وادِعاً فَما نِلْتَ بالآ ** راءِ تُفتي العِدى وَتُبْقي العِداءَ )9 ( وَعظتهمْ آياتكَ اللائي حطتْ ** عنْ رجالِ الخلافةِ الأعباءَ )0 ( قَتَلَتْ مَنْ دَنا مِنَ الْحرْب جَهْلاً ** وَأَخافَتْ أَخْبارُها مَنْ تَناءَى )( وَكلابٌ إذْ صبحتهمْ بيومٍ ** أَكْثَرَ الْقَتْلَ فِيهِمُ وَالسِّباءَ )( في كُماةٍ تَمْشي الْبَرَاحَ إِلى الْمَوْ ** دِ إِلاّ لِتَعْدَمَ الأكْفاءَ )( كيفَ يقوى على محاربةِ الطا ** ردِ من لا يواجهُ الطرداءَ )4 ( كانَ إِقدامُ عامِرٍ لَكَ إِضْرا ** ءً وقَدْ أَحْسَنُوا هُناكَ الْبَلاءَ )7 ( حِينَ راؤُا السُّيُوفَ لَمْ تُغْنِ شَيْئاً ** أَغْمَدُوها وَجَرَّدُوا الآراءَ )
____________________
(1/2)
29 ( وَأَناخُوا بِكَ الْمُنى حِينَ أَلْفَوْا ** في يديكَ الأراءَ وَالإجراءَ )0 ( فسقيتَ المنى منَ الأمنِ رياً ** وَركزتَ القنا اللدانَ ظماءَ )( منةٌ علمتْ ذوي البخلِ الجو ** دَ وَسَنَّتْ للْعادِمينَ الْوَفاءَ )( فَعَلُوا ما حَبَاكَ مَجْداً فَلَمْ أَدْ ** رِ اعْتِماداً أَتَوْهُ أَمْ إِخْطاءَ )4 ( حينَ فكوا أسرى فأحرزتَ أجراً ** وَأنالوا وفراً فحزتَ ثناءَ )6 ( فَاشْكُرِ الْآنَ لِلْمَساعي اللَّواتي ** جَعَلَتْ في إِسارِكَ الطُّلَقاءَ )8 ( لوْ تيممتَ أرضَ خفانَ يوماً ** لأحلتَ الزئيرَ فيها عواءَ )9 ( عطفوا دهرهمْ بعطفكَ علماً ** أَنَّهُ لَنْ يَشاءَ حَتَّى تَشاءَ ) 40 ( عَرَفَ النَّاسُ مِنْهُمُ الْحَزْمَ قِدْماً ** فلهذا سموهم حكماءَ ) 4( لمْ تزلْ تقهرُ العدى فلهذا ** كُلَّما أَنْجَبُوا اسْتَزَدْتَ سَناءَ )
____________________
(1/3)
4( يحرزونَ المدى وَتذهبُ بالحمدِ ** فما يربحونَ إلاّ العناءَ ) 4( أيُّ حيفٍ وَللخلافةِ سيفٌ ** تَسْتَمِدُّ السُّيوفُ مِنْهُ الْمَضاءَ ) 44 ( فلتفاخرْ بحدهِ بعدَ علمٍ ** ةَ فَ صْفَحْ حَمِيَّةً وَإِباءَ ) 46 ( رُقْتَهُمْ بِالإِباءِ وَالنُّصْحِ فَالآ ** باءُ منهمْ توصي بكَ الأبناءَ ) 47 ( وَأَبَنْتَ الْغِنى لَهُمْ عَنْ جَميعِ الْ ** خلقِ مذْ صادفوا لديكَ الغناءَ ) 48 ( توقدُ النارُ في الظلامِ وَلكنْ ** لَيْسَ يَجْلوُ الْهَزِيعَ كَابْنِ ذُكاءَ ) 50 ( خابَ راجي الْعُلُوِّ يا عَضُدَ الدَّوْ ** لةِ مذْ أحرزتْ يداكَ العلاءَ ) 5( وَلمنْ يبتغي عقوقكَ ظنٌّ ** عودتهُ صفاتكَ الإكداءَ ) 5( مَنْ بَغى أَنْ يَعِزَّ سِلْماً وَحَرْباً ** فَلْيقارِعْ قِراعَكَ الأعْداءَ ) 54 ( فَإِذا ما الأصْحابُ خامَتْ عَنِ الأرْ ** بابِ كانُوا بِسَيْفِهِ عُتَقاءَ )
____________________
(1/4)
55 ( أنتَ غيثٌ إذا اعترى الأرضَ محلٌ ** وَدواءٌ إذا اشتكى الدينُ داءَ ) 56 ( فضتَ حتى على الترابِ نوالاً ** وَفَكَكْتَ الْعُناةَ حَتّى الْماءَ ) 57 ( أَفَعَيْناً حَفَرْتَ أَمْ هُوَ بَحْرٌ ** بانَ لما كشفتَ عنهُ الغطاءَ ) 58 ( لَمْ نَخَلْ قَطٌّ أَنَّ في الْعَزْمِ سَيْلاً ** تَذْهَبُ الرّاسِياتُ فيهِ جُفاءَ ) 59 ( فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقولُ : تَعالَتْ ** هِمَّةٌ تَتْرُكُ الْجِبالَ هَباءً ) 6( قَدْ رَأَتْ رَأَيَكَ الْمُلوكُ وَعَجْزاً ** تَرَكُوا ما أَتَيْتَ لا إِلْغاءَ ) 6( لأفَضْتَ الأمْواهَ حَتَّى لَخِيلَ الصَّ ** ) 65 ( جادها منْ جميلِ رأيكَ نوءٌ ** قَدْ كَفاها أَنْ تَرْقُبَ الأنْواءَ ) 66 ( فجنى أهلها منَ الماءِ مالاً ** إنَّ ريَّ الثرى يفيدُ الثراءَ ) 67 ( فَلْيَشِمْ غَيْرُنا السَّحابَ فَقَدْ أنْ ** شَأَتَ في الأرضِ دِيمَةً وَطْفاءَ )
____________________
(1/5)
68 ( نعمةٌ عمتِ البلادَ وَأخرى ** في ابنِ سيفٍ قدْ عمتِ الأحياءَ ) 69 ( فَانْكَفا مُطْلَقاً وَلَوْ غَيْرُكَ الطَّا ** لِبُ إِطْلاقَهُ لَطالَ ثَواءَ ) 70 ( وَإذا الخطبُ طالَ في دفعهِ الخط ** بُ وَأعيا فصلتهُ إيماءَ ) 7( منةٌ في عديَّ قدْ جلتِ الغماءَ ** عَنْهُمْ وَفاقَتِ النَّعْماءَ ) 7( عَظُمَتْ مَوْقِعاً وَما زِلْتَ بِالْآ ** لاءِ قدماً تطرزُ الألاءَ ) 7( كلَّ يومٍ تسدي إليهمْ يداً بي ** ضاءَ تلوي بأزمةٍ سوداءَ ) 74 ( فَتَغَمَّدْ سَمِيَّهُ مِنْكَ بِالرَّأْ ** فةِ وَالعفو محسناً إنْ أساءَ ) 75 ( مُلْحِقاً بِالإحْسانِ مَعْناً بِكَلْبٍ ** ليكونَ الحيانِ فيهِ سواءَ ) 76 ( قدْ أصمَّ الخطوبَ منْ حيثُ نادى ** ملكٌ بالندى يجيبُ النداءَ ) 77 ( فتداركْ حشاشةً لمْ تدعْ من ** ها صروفُ الزمانِ إلاَّ ذماءَ )
____________________
(1/6)
79 ( ليسَ ذا الملكُ راضياً أنْ ترى الرو ** مُ لعربٍ منْ بعدها خفراءَ ) 80 ( خَلَفَتْكَ الْمُلُوكُ فيهمْ وَلكِنْ ** مِثْلَما يَخْلُفُ الظَّلامُ الضِّياءَ ) 8( لمْ تزلْ مبدعاً فلمْ أدرِ إلها ** ماً عرفتَ الإعجازَ أمْ إيحاءَ ) 8( أَمْ أَصارَ السُّمُوَّ قِسْمَكَ مَن عَ ** لَّمَ مِنْ قَبْلُ آدَمَ الأسماءَ ) 8( فَتَجاوَزْ رُكوبَ جُرْدِ الْمَذاكي ** أَنَفاً مِنْهُ وَامْتَطِ الْجَوْزاءَ ) 84 ( ميزتكَ الأفعالُ عنْ عالمِ الأر ** ضِ فَلا غَزْوَ أَنْ تَنالَ السَّماءَ ) 85 ( غمرتني آلاءُ جودكَ حتى ** لمْ تدعْ لي في العالمينَ رجاءَ ) 86 ( فَرَفَضْتُ الْوَرى وَغَيْرَ مَلُومٍ ** تاركُ الرشحِ منْ أصاب الرواءَ ) 87 ( دامَ عَيْشِي في ذا الْجَنابِ هَنيئاً ** فليدمْ في ذراهُ شعري هناءَ ) 88 ( حَسُنَتْ في الْعُيُونِ مَرْأَىً مَساعِي ** كَ وَطابتْ بينَ الورى أنباءَ )
____________________
(1/7)
89 ( خَلَقَ اللّهُ فيكَ ما شِئْتَ فَضْلاً ** فليقلْ كلُّ مادحٍ ما شاءَ ) 90 ( قدْ ملأتَ الأرضَ العريضةَ عدلاً ** فملا أهلها السماءَ دعاءَ ) 9( فَوَقانا الأسْواءَ فيكَ جَميعاً ** مَنْ وَقانا بِقِرْبِكَ الأسْواءَ )
____________________
(1/8)
البحر : طويل ( شفاءُ الهدى ياسيفهُ العضبَ أنْ تشفا ** وَكَفُّ اُلْخُطُوبِ المُدْلَهِمَّةِ أَنْ تُكْفا ) ( فجاوزتَ أقصى عمرِ نوحٍ معوَّضاً ** عنِ العامِ منْ أعوامِ مدَّتهِ ألفا ) ( حَياةُ بَني الدُّنْيا حَياتُكَ سالِماً ** فلا بدِّلَ الإسلامُ منْ قوَّةٍ ضعفا ) 4 ( أَنَمْتَ عُيُونَ الْخَلْقِ بَعْدَ سُهادِها ** كذا كلُّ جفنٍ مذْ تألَّمتَ ما أغفا ) 5 ( إلى أنْ وقاكَ اللهُ لطفاً بخلقهِ ** فلا عدموا منهُ تباركَ ذا اللُّطفا ) 6 ( وأمَّنهمْ فيكَ المخاوفَ كلَّها ** كما أمنوا في ظلِّكَ الجورَ والعسفا ) 7 ( فسرَّتْ قلوبٌ شافهتكَ بسرِّها ** عَلَى أَنَّهُ ما كانَ فِيما مَضى يَخْفا ) 8 ( أَيُجْحَدُ ما تُولِيهِ آلاءُ مُنْعِمٍ ** إِذا جارَ صَرْفُ الدَّهْرِ كانَ لَهُ صَرْفا ) 9 ( وَذُو الأَمَلِ الْمَغْضُوضِ قَد عادَ طامِحاً ** فأوفى على النُّعمى وذو النَّذرِ قدْ وفّا )0 ( فلو لمْ تكنْ فينا لمُتنا مخافةً ** وَلَوْ عَدِمَتْكَ الأرْضُ لَمْ تَأْمَنِ الْخَسْفا )
____________________
(1/9)
1( أَلَسْتَ تَرى النَّبْتَ الَّذِي أَطْلَعَ الْحَيا ** إذا ما جفا صوبُ الحيا تربهُ جفّا )( فَلاَ فَلَّتِ الأيَّامُ عَزْماً مَضاؤُهُ ** شفى الحقَّ منْ أدوائهِ بعدَ أنْ أشفا )( ولا سكنتْ ريحُ المظفَّرِ إنَّها ** إِذَا عَصَفَتْ كانَ الْمُلُوكُ بِها عَصْفا )4 ( ولا برحتْ نيرانهُ كلَّما طغتْ ** سيولُ الرَّدى تطفو عليها ولا تُطفا )5 ( لِشَكْوَاكَ أَخْفى الْجَوُّ عَنَّا غَمامَهُ ** زَماناً فَمُذْ عُوفِيتَ أَظْهَرَ ما أَخْفا )6 ( أرادَ يرينا اللهُ جاهكَ عندهُ ** وخمنْ منكَ أولى بالمحبَّةِ والزُّلفا )7 ( ظهرتَ فظلَّتْ نعمتانِ أظلَّتا ** وإنْ كنتَ للإمحالِ عنْ أرضنا أنفا )8 ( فدتْ أنفسُ الأملاكِ نفساً شريفةً ** إِذَا انْفَرَدَتْ عَنْهُمْ فَسائِرُهُمْ أَكْفا )9 ( وَطَوْدَ فَخارٍ فَخْرُ مَنْ عَزَّ مِنْهُمُ ** وطالَ محلاًّ أنْ يكونَ لهُ لحفا )0 ( أَشَّدَّهُمُ كَفًّا لِنائِبَةٍ عَرَتْ ** وأندادُهمُ إنْ سيلَ مكرُمةً كفّا )
____________________
(1/10)
2( وأروعَ عفّى في التَّجاوزِ والتُّقى ** على منْ بعدَ اقتدارٍ ومنْ عفّا )( لَقَدْ مَلأَتْ أَخْبَارُهُ وَهِباتُهُ ** أنوفَ الورى عرفاً وأيديهمْ عرفا )( فَيا مَنْ سَقَتْنا الأَمْنَ وَالْعَدْلَ وَالْغِنى ** عَلَى ظَمَإٍ أَيَّامُ دَوْلَتِهِ صِرْفا )4 ( وَيا ذَا الْمَعالِي لاَ يُعَدِّدُ فَضْلَها ** مَقالٌ أَيُفْنِي الْبَحْرَ وَارِدُهُ غَرْفا )5 ( وَعَجْزُ الْمَساعِي أَنْ تَنالَ أَقَلَّها ** كَعَجْزِ الْقَوَافِي أَنْ تُحِيطَ بِها وَصْفا )6 ( لئنْ جئتَ في أخرى الزَّمانِ معقِّباً ** فمجدُكَ لا يقفو ولكنَّهُ يُقفا )7 ( وَلاَ خُلْفَ أَنَّ الدَّهْرَ عادَ بِوَجْهِهِ ** إِلَيْكَ إِلى أَنْ صارَ قُدَّامُهُ خَلْفا )8 ( رَأَى مُعْجِزَاتٍ مِنْكَ يا عُدَّةَ الْهُدى ** تَطَلَّبَها فِي الْعالَمِينَ فَما أَلْفا )9 ( وكمْ طالبٍ ذا المجدَ حاولَ عطفهُ ** فَلَمَّا أَبى عِزّاً ثَنى دُونَهُ عِطْفا )0 ( أَباحَتْكَ أَقْطَارَ الْبِلادِ عَزَائِمٌ ** كَفَيْنَ الْسُّيُوفَ السَّلَّ وَالْجَحْفَلَ الزَّحْفا )
____________________
(1/11)
3( وأمطتكَ أطرافُ الأسنَّةِ رتبةً ** تودُّ الثُّريَّا أنْ تدومَ لها إلفا )( محرَّمةً لمْ ترضَ قبلكَ راكباً ** وَأَحْرِ بِهَا مِنْ بَعْدِ أَنْ تَمْنَعَ الرِّدْفا )( وَلَوْ شِئْتَ تَدْوِيخَ الْمَمالِكِ سُرْعَةً ** لَكُنْتَ بِها أَغْرى مِنَ النَّارِ بِالْحَلْفا )4 ( لقدْ عجزَتْ أربابها أنْ تعزَّها ** متى شئتها والضَّيمُ بالعجزِ لا يُنفا )5 ( ولوْ حزموا أعطوكَ شطرَ الَّذي حووا ** فذلكَ فوقَ النِّصفِ أنْ تأخذّ النِّصفا )6 ( تمهَّلتَ علماً أنَّها لكَ دونهمْ ** وملتمسُ الممنوعِ يأخذهُ خطفا )7 ( أبحتنيَ الإيسارَ علماً بأنَّني ** سيبقى على الأيَّامِ ما أودعُ الصُّحفا )8 ( مَوَاهِبُ لاَ أَدْرِي إِذَا أَنَا شِمْتُها ** أَصَوْبَ بَنانٍ شِمْتُ أَوْ دِيَماً وُطْفا )9 ( فَلاَ يُلْزِمَنِّي شُكْرُها حَمْلَ ثِقْلِهِ ** فَمَنْ لِي بِشِعْرٍ حَامِلٍ مِنْهُ َما خَفَّا ) 40 ( وقدْ خافَ دهرٌ ألحقَ الأبعدينَ بي ** وَعَدْلُكَ لاَ يَرْضى وَفَضْلُكَ بِي أَحْفا )
____________________
(1/12)
4( لعمري لقدْ خوِّلتُ ما دونهُ الغنى ** وفي عشرِ معشارِ الَّذي نلتُ ما كفَّا ) 4( وَمَا حَامِلي أَنْ أَسْتَزِيدَ مُصَرِّحاً ** سوى أنفي أنْ يجدعَ الدَّهرُ لي أنفا ) 4( تقاربُ بعضُ الخيلِ في السَّبقِ بعضها ** وَلَنْ يُلْحَقَ الطِّرْفُ الَّذي يَسْبِقُ الطَّرْفا ) 44 ( أَنَا السَّابِقُ الْمُهْدِي إِلَيْكَ غَرَائِباً ** تَدُلُّ مَعَانِيها عَلَى جَوْهَرٍ شَفَّا ) 45 ( فَمَيِّزْ مَدِيحاً لَنْ يَزَالَ صَرِيحُهُ ** عَلَى ذِي الْعُلاَ مَا عَاشَ شَاعِرُهُ وَقْفا ) 46 ( أَأَتْرُكُ ذَا الْغَيْمَ الرُّكَامَ مُعَرَّضاً ** لِمَنْ رَامَ جَدْوَاهُ وَأَنْتَجِعُ الْهِفَّا ) 47 ( ببرئكَ عافى اللهُ منْ عللِ المنى ** وَمِنْ مِنَنِ الْقَوْمِ الأُلَحا بَخِلُوا أَعْفا ) 48 ( فلا زلتَ للرَّاجينَ في كلِّ أزمةٍ ** حَيَاةً وَلِلأَعْدَاءِ حَيْثُ أنْتَحَوْا حَتْفا )
____________________
(1/13)
البحر : كامل تام ( مَحْضُ إلاباءِ وَسُؤْدُدُ الآباءِ ** جعلاكَ منفرداً عنِ الأكفاءِ ) ( وَلقدْ جمعتَ حميةً وَتقيةً ** ثنتا إليك عنان كُلِّ ثناءِ ) ( يا مَنْ إِذا أَجْرى الأنامُ حَديثَهُ ** وصلوا ثناءً طيباً بدعاءِ ) 4 ( الدَّهْرُ في أَيامِ عِزِّكَ لا نْقَضَتْ ** متعوضٌ منْ ظلمةٍ بضياءِ ) 5 ( وَتَحَكُّمُ الأيَّامِ مُنْذُ رَدَعْتَها ** عنْ جورها كتحكمِ الأسراءِ ) 6 ( حُطْتَ الرَّعِيَّةَ بِالرِّعايَةِ رَأْفَةً ** فاضتْ على القرباءِ وَالبعداءِ ) 7 ( وَشملتها بالعدلِ إحساناً بها ** فجزاكَ عنها اللهُ خيرَ جزاءِ ) 8 ( عدلٌ كفيتَ بهِ العداءَ يضمهُ ** عَزْمٌ أَقامَ قِيامَةَ الأعْداءِ ) 9 ( عَزْمٌ إذا سَمِعَ الْعَدُوُّ بِذِكْرِهِ ** أغنى غناءَ الغارةِ الشعواءِ )0 ( \ إنْ صلتَ كنتَ مجبنَ الشجعانِ أوْ ** ظافَرْتَ كُنْتَ مُشَجِّعَ الْجُبَناءِ )
____________________
(1/14)
1( وَإِذا مَرَرْتَ عَلَى مَكانٍ مُجْدِبٍ ** نابتْ يداكَ لهُ عنِ الأنواءِ )( كمْ أزمةٍ سوداءَ راعتْ إذْ عرتْ ** جليتها بندى يدٍ بيضاءِ )( وَكَتيبَةٍ شَهْباءَ مِنْ ماذِيِّها ** لاقيتها بمنيةٍ دهماءِ )4 ( تَلْقَى الْفَوارِسُ مَنْكَ في رَهْجِ الْوَغى ** زَيْدَ الْفَوارِسِ أَوْ أَبا الصَّهْباءِ )5 ( وَ العزُّ لا يبقى لغيرِ معودٍ ** أنْ يكشفَ الغماءَ بالغماءِ )6 ( إِنَّ الأئِمَّةَ في اصْطَفائِكَ أُيِّدُوا ** بِمُؤَيَّدِ الرّاياتِ وَالآراءِ )7 ( ذي هَمَّةٍ عَدَويَّةٍ مارُوِّعَتْ ** بِعِدىً وَلا باتَتْ عَلَى عُدَواءِ )8 ( وَجَدُوكَ في مَنْعِ التُّراثِ وَحِفْظِهِ ** أَقْوى الحُماةِ وَأَوْثَقَ الأمَناءِ )9 ( ما زلتَ مذْ أعلوا مكانكَ مازجاً ** صِدْقَ الْوَلاءِ لَهُمْ بِحُسْنِ وَفاءِ )0 ( وَلَقَدْ أَعَدُّوا لِلْخُطُوبِ صَوارِماً ** لَيْسُوا وَأَنْتَ إِذا عَدَتْ بِسَواءِ )
____________________
(1/15)
2( تذكى مصابيحُ الظلامِ علالةً ** أبداً وَما يجلوهُ كابنِ ذكاءِ )( لوْ كنتَ قدماً سيفهمْ لمْ يستثرْ ** أبناءُ هندٍ منْ بني الزهراءِ )( أَوْ كُنْتَ ناصِرَ حَقِّهِمْ فيما مَضى ** ما حَازَهُ ظُلْماً بَنُو الطُّلَقاءِ )4 ( ما غيظُ منْ يبغي محلكَ ضلةً ** إلاَّ كغيظِ ضرائرِ الحسناءِ )5 ( حَسَدٌ كَحَرِّ النّارِ مُنْذُ عَراهُمُ ** لا زالَ غصهمُ ببردِ الماءِ )6 ( يابْنَ الألى ما رُشِّحَتْ أَيْمانُهُمْ ** إِلاَّ لِبَذْلِ نَدىً وَعَقْدِ لِواءِ )7 ( نزلوا على حكمِ المروءةِ وَامتطوا ** بِالْبَأْسِ ظَهْرَ الْعِزَّةِ الْقَعْساءِ )8 ( أَمْواتُهُمْ بِالذِّكْرِ كالأَحْياءِ ** وَلحيهمْ فضلٌ على الأحياءِ )9 ( ولاكَ حمدانُ الفخارَ بأسرهِ ** وَأجلهُ لبني أبي الهيجاءِ )0 ( الْفائضينَ عَلَى الْعُفاةِ مَواهِباً ** وَالناهضينَ بباهظِ الأعباءِ )
____________________
(1/16)
3( سكنَ القصورَ العزُّ منذُ حضرتمُ ** وَبِكُمْ قَديماً حَلَّ في الْبَيْداءِ )( وَعَلَوْتُمُ حَتَّى لَقالَ عَدُوُّكُمْ ** أَمُلُوكُ أَرْضٍ أَمْ نُجُومُ سَماءِ )( فلتفخرْ بكمُ ربيعةُ بلْ بنو ** عَدْنانَ طُرًّا بَلْ بَنُو حَوَّاءِ )4 ( أَيْديكُمُ مَشْكُورَةُ الآلاءِ ** وَوُجُوهُكُمْ مَشْهُورَةُ اللأْلاءِ )5 ( وَأَرى مُشَبِّهَكُمْ بِأَهْلِ زَمانِكُمْ ** كَمُشَبِّهِ الإصْباحِ بِالإمْساءِ )6 ( وَلأنتَ في الرؤساءِ غيرُ مطاولٍ ** وَكذلكَ ابنكَ في بني الرؤساءِ )7 ( أَخَذَ الْحُسَيْنُ مِنَ الْمَحاسِنِ صَفْوَها ** عَفْواً وَما أَبْقى سِوى الأقْذاءِ )8 ( عَمْري لَقَدْ كُبِتَ الْحَسُودُ بِوُصْلَةٍ ** تَصِلُ الرَّفاءَ بِصالِحِ الأبْناءِ )9 ( وَاجتابَ منْ خلعِ الخلافةِ كلَّ ما ** تقذي سناهُ نواظرَ النظراءِ ) 40 ( فَلْيَعْلُ أَبْناءُ الْمُلُوكِ كَما حَوى ** أَسْنى الْحِباءِ وَعُدَّ في الأحْياءِ )
____________________
(1/17)
4( وَمَلابِسُ الْخُلَفاءِ لائِقَةٌ بِمَنْ ** أضحى أبوهُ ناصرَ الخلفاءِ ) 4( إِنْ حازَ أَقْطارَ السَّعادَةِ فهو مَنْ ** نَمَّتْ عَلَيْهِ مَخايِلُ السُّعَداءِ ) 4( وَتحدثتْ تلكَ الشمائلُ أنهُ ** عَيْنُ الزَّمانِ بِأَلْسُنٍ فُصَحاءِ ) 44 ( فَأثْنِ الْمَلامَةَ في فِراقٍ بالِغٍ ** بِأَبي عليٍّ أَشْرَفَ الْعَلْياءِ ) 45 ( دَاني وَلا الدّاني حَياةَ النّائِي ** لمؤمليهِ أكرمُ الوزراءِ ) 46 ( لنْ تحسبَ الضراءُ ضراءً إذا ** أفضتْ بصاحبها إلى السراءِ ) 47 ( فاجعلهُ مثلَ الشمسِ ينفعُ وقعها ** وَضياؤها وَمكانها متنائي ) 48 ( للعزَّ سارَ محمدٌ عنْ أهلهِ ** ثمَّ استعانَ بنصرةِ الغرباءِ ) 49 ( إِنْ كانَ عَنْ عَيْنَيْكَ غابَ فَلَمْ تَغِبْ ** أَنْباءُ مَنْ يَأْتي مِنَ الأبناءِ ) 5( لا يجحدنكها الحسودُ تجاهلاً ** فالصبحُ لا يخفي على البصراءِ )
____________________
(1/18)
5( إِنَّ الْمَحامِدَ في الْمَحافِلِ رُتْبَةٌ ** ما حرمتْ إلاّ على البخلاءِ ) 5( فَتَمَلَّ مِنْ وَشْي الْقَرِيضِ مَلابِساً ** طَرَّزْتَها بِجَلاَلَةٍ وَعَلاءِ ) 54 ( لَوْ كانَ لِلْعَرَبِ الْقَدِيمَةِ مِثْلُها ** لَمْ تَحْمَدْ الْمَصْنُوعَ في صَنْعاءِ ) 55 ( إنِّي عَقَلْتُ رَكائِبي وَوَسائِلي ** في حَضْرَةٍ مَسْكُونَةِ الأفْناءِ ) 56 ( مأهولةِ الأرجاءِ بالنعمِ التي ** ما كدرتْ بالمنَّ وَ الإرجاءِ ) 57 ( شفعتُ مواهبها الجسامُ بعزةٍ ** كفلتْ بإعدائي على أعدائي ) 58 ( أبقيةَ البيتَ الرفيعِ بناؤهُ ** لازِلْتَ تِرْبَ عُلىً حَلِيفَ بَقاءِ ) 59 ( مستمتعاً بالمأثراتِ ممتعاً ** أُذُنَ السَّمِيعِ بِها وَعَيْنَ الرّائي ) 60 ( إِنّا لَنَدْعُو بِالبَقاءِ لِتَسْلَما ** أبداً وَلا ندعو بقربِ لقاءِ ) 6( فَرَقاً لَعَمْرُكَ أَنْ يُفارِقَ عاصِماً ** بِالْبَأْسِ مَعْصُوماً مِنَ الْفَحْشاءِ )
____________________
(1/19)
6( حكمٌ بغيرِ تحاملٍ وَحراسةٌ ** حمتِ الهدى وَتقىً بغيرِ رياءِ ) 6( ** هذا الْوَرى فَضْلاً عَنِ الأمَراءِ ) 64 ( إِنّا أَمِنّا السُّوءَمُنْذُوَلِيتَنا ** فَوَقَتْكَ أنْفُسُنا مِنَ الأسْواءِ ) 65 ( وَهناكَ ذا العيدُ الذي حسنتهُ ** وَبَقِيتَ مَخْصُوصاً بِكُلِّ هَناءِ ) 66 ( مستعلياً بمناقبٍ مسموعةٍ ** مِنْ أَلْسُنِ الْخُطَباءِ والشُّعَراءِ )
____________________
(1/20)
البحر : خفيف تام ( قَدْ كَفى اللَّهُ وَهْوَ نِعْمَ الْكَافِي ** وَشَفَى الْمَجْدَ وَهْوَ أَلْطَفُ شَافِ ) ( جرَّ ذاكَ الخوفُ الَّذي نكسَ الأب ** صارَ تيهاً قدْ بانَ في الأعطافِ ) ( نِعْمَةٌ أَخْلَفَتْ ظُنُونَ الأَعادِي ** فِيكَ دَامَتْ مَظِنَّةَ الإِخْلاَفِ ) 4 ( طالَما أَرْجَفُوا وَكانَتْ هَوَادِي ** ذي المذاكي نتيجةَ الإرجافِ ) 5 ( يا أميرَ الجيوشِ يا عدَّةَ الظَّا ** هِرِ أَكْرِمْ بِذَا النِّدَاءِ الْمُضافِ ) 6 ( لَكَ مِنْ قَلْبِ كُلِّ مَنْ وَحَّدَ اللّهَ ** مكانٌ مشاركٌ للشَّفافِ ) 7 ( فَفِدَاءٌ لِعَدْلِكَ الْمالِئيْ الأَرْ ** ضَ وَكَانَتْ غُفْلاً مِنْ الإِنْصافِ ) 8 ( أممٌ مذْ وليتَ أمرَ اللَّيالي ** آذَنَتْهُمْ صُرُوفُها بِانْصِرَافِ ) 9 ( أَنْتَ سَيْفُ اللَّهِ الَّذِي لَيْسَ يَحْتا ** جُ غداةَ الوغى إلى إرهافِ )0 ( وسراجُ الدُّنيا فدامتْ إلى أنْ ** تتقضَّى منيرةَ الأكنافِ )
____________________
(1/21)
1( إنَّ رأيَ الوزيرِ أسَّسَ عزّاً ** أنتَ أعليتهُ بذي الأسيافِ )( مَنْ يُضِعْ أَمْرَهُ فإِنَّ إِحَامَ العصْ ** رِ يدري منْ يصطفي ويصافي )( كلُّ منْ خالفَ الخلافةَ قدْ رآ ** ءَ بعينِ اليقينِ عقبى الخلافِ )4 ( أَسْرَفُوا ضِلَّةً فَأَسْرَفْتَ عَدْلاً ** قَدْ يُماطُ الإِسْرَافُ بِالإِسْرَافِ )5 ( وَاسْتَعانُوا بِنُصْرَةِ الرُّومِ وَالرُّو ** مُ هَباءٌ تَسْفِيهِ هذِي السَّوَافِي )6 ( جَهِلُوا أَمْرَهُمْ فَقَدْ عَلِمُوهُ ** ذكروا البحرَ عندَ وردِ النِّطافِ )7 ( فَأَتَوا أَرْوَعاً يَفُوقُ البَرَايا ** بِفَعالٍ مُوفٍ وَقَوْلٍ وَافِ )8 ( وتلافوا وما سواكَ رجاءٌ ** كَمْ تَلاَفٍ ثَنى عِنانَ تَلاَفِ )9 ( فاصطنعْ منْ أتاكَ فالرُّمحُ لا ين ** فعُ إلاَّ منْ بعدِ عضِّ الثِّقافِ )0 ( ليسَ ينجي الطَّريدَ منْ هذهِ الهمَّةِ ** غَيْرُ الإِرْقَالُ وَالإيجافِ )
____________________
(1/22)
2( فلينيبوا فما لمنْ أنتَ قافٍ ** بِشَبَا الْعَزْمِ مَنْزِلٌ دُونَ قافِ )( وليشيموا نداكَ فالوردُ صافٍ ** ولفيؤوا إليكَ فالظِّلُّ ضافِ )( فِي رِياضٍ جِيدَتْ بِصَوْبِ الْعَطايا ** فسوامُ الآمالِ غيرُ عجافِ )4 ( خلقٌ لا يضيقُ إنْ ضاقتِ الأخ ** لاَقُ عَمَّنْ تَضِيقُ عَنْهُ الْفَيَافِي )5 ( واعتزامٌ يلينُ في الزَّمنِ اللَّي ** نِ ويجفو على الزَّمانِ الجافي )6 ( كَرَمٌ فَائِضٌ وَعِزٌّ بِأَطْرَا ** فِ العوالي ممنَّعُ الأطرافِ )7 ( ما لعرقِ الأتراكِ لا اجتثَّهُ الدَّه ** رُ وَلاَ مَالَ دَوْحُهُ لِانْقِصَافِ )8 ( فأراهمْ قوادماً في جناحِ ال ** عزِّ والنَّاسُ دونهمْ كالخوافي )9 ( معشرٌ ينسبُ الفخارُ إليهمْ ** فتكاتٌ لكلِّ ضيمٍ نوافِ )0 ( شيَّدوا فخرهمْ بفخركَ لمَّا ** عايَنُوا الْمَجْدَ ظَاهِراً غَيْرَ خافِ )
____________________
(1/23)
3( وقُريشٌ لولا الرِّسالةُ والتَّنزِ ** يلُ ما أذعنتْ لعبدِ منافِ )( كُلَّما رُمْتُ مِنْ صِفاتِكَ صِنْفَاً ** أخذتْ بي علاكَ في أصنافِ )( أَنْتَ نَبَّهْتَ ذَا الْكَلاَمَ فَلاَ نا ** مَتْ جُفُونِي إِنْ نامَ لَيْلُ القَوافِي )4 ( عَنْ مَعانٍ تَكْسُو الْمَناقِبَ أَفْوَا ** فَ ثناءٍ أبقى منَ الأفوافِ )5 ( بالِغاتٍ أَقْصى الدُّنا تُنْزِلُ الْمَشْ ** روفَ أعلى منازلِ الأشرافِ )6 ( قَدْ سَقَتْ هذِهِ اللُّهى شَجَرَاتٍ ** كلَّ حينٍ لهنَّ حينُ قطافِ )7 ( خابَ سَعْيُ الْقَرِيضِ إِنْ مَلَّ مِنْ إِتْ ** حافِ مَنْ لاَ يَمَلُّ مِنْ إِتْحافِي )8 ( مُنْكِراً عُرْفَهُ وَ أَيُّ ثَناءٍ ** بَينَ إِنْكارِهِ وَبَيْنَ اعْتِرَافي )9 ( كلَّما جئتُ أشتكي ضعفَ شكري ** عن عطاياهُ لجَّ في الإضعافِ ) 40 ( وَثَنائِي وَإِنْ عَلاَ لاَ يُوَفِّي ** حَقَّ جَدْوى فِي كُلِّ يَوْمٍ تُوَافِي )
____________________
(1/24)
4( كَيْفَ يُثْنِي مِنْ مَكْرُماتِكَ بِالْحا ** ضِرِ مَنْ لاَ يَقُوُمُ بالأَسْلاَفِ ) 4( صرتُ أبغي فواضلَ العيشِ تبذي ** راً وَما كُنتُ طامِعاً بِالكَفافِ ) 4( لَمْ أَخَلْ وَالْآحادُ تَنْفِرُ مِنِّي ** أَنْ تَصِيرَ الْآلاَفُ مِنْ أُلاَّفِي ) 44 ( كلُّ عافٍ ينتابُ فضلك قدْ أص ** بَحَ يَنْتَابُ فَضْلَهُ كُلُّ عَافِ ) 45 ( صَدَّقَتْ هذِهِ الْمَخَايِلُ بِالإِحْ ** سانِ قولَ المدَّاحِ والوُصَّافِ ) 46 ( فبقاءُ المديحِ ما لمْ يكنْ في ** كَ بَقَاءُ الْحَبابِ فَوْقَ السُّلاَفِ ) 47 ( فحباكَ الَّذي براكَ بألطا ** فٍ توالى منْ أنفسِ الألطافِ ) 48 ( وَعَوَافٍ تَتْرى وَلاَ رُؤِيَتْ مِنْكَ ** ربوعُ العليا وهنَّ عوافِ )
____________________
(1/25)
البحر : بسيط تام ( أَمّا الْفِراقُ فَقَدْ عاصَيْتُهُ فَأَبى ** وَطالَتِ الْحَرْبُ إِلاّ أَنَّهُ غَلَبا ) ( أراني البينُ لما حمَّ عنْ قدرٍ ** وَداعنا كلَّ جدًّ قبلهُ لعبا ) ( أَشْكُو إِلى اللّهِ فَقْدَ السَّيْفِ مُنْصَلِتاً ** وَالليثِ مهتصراً وَالغيثِ منسكبا ) 4 ( وَالْعِلْمِ وَالْحِلْمِ وَالنَّفْسِ الَّتي بَعُدَتْ ** عنِ الدنياتِ وَالصدرِ الذي رحبا ) 5 ( وَمنْ أعادَ حياتي غضةً وَيدي ** مَلأى وَرَدَّ لِيَ الْعَيْشَ الَّذي ذَهَبا ) 6 ( قدْ كنتُ أكرعُ كاساتِ الكرى نخبا ** وَبَعْدَ بَيْنِكَ لَمْ أَظْفَرْ بِهِ نُغَبا ) 7 ( وَقدْ أظلنيَ السقمُ المبرحُ بي ** فَإِنْ سَلِمْتُ فَما أَدَّيْتُ ما وجَبا ) 8 ( مااعْتَضْتُ مِنْكَ وَلَوْ مُلِّكْتُ مامَلَكَتْ ** يمينُ قارونَ أوْ سكنتُ عرشَ سبا ) 9 ( أقولُ هذا وَقدْ صيرتَ لي نشبا ** لولاكَ لمْ أرَ لي في غيرهِ نسبا )0 ( يَ بْنَ الْمُقَلَّدِ قَدْ قَلَّدْتَني مِنَناً ** ماقارَبَ الْحَمْدُ أَدْناها وَلا كَرَبا )
____________________
(1/26)
1( سَأَمْلأ الأرْضَ مِنْ شُكْرٍ يُقارِنُ ما ** أَوْلَيْتَني رَضِيَ الشّانِيكَ أَوْ غَضِبا )( فيمنُ جدكَ أفضى بي إلى ملكٍ ** ماابْتَزَّهُ الشِّعْرُ إِلاّ هَزَّهُ طَرَباً )( مَحْضِ القَبِيلَيْنِ يُلْفى صالِحاً أَبَداً ** في حلبةِ الفخرِ وَثاباً إذا نسبا )4 ( ولادتانِ لهُ منْ عامرٍ قضتا ** أَنْ يَشْرُفَ النّاسَ خالاً فاقَهُمْ وَأَبا )5 ( أغنى وَأقنى وَأدنى ثمَّ أرغبَ في ** إنعامه فأفاد العقل والأدبا )6 ( يزيدني كلما أحضرتُ مجلسهُ ** فضيلةً لمْ يدعْ لي غيرها أربا )7 ( لَوْ تَدَّعِي الشَّمْسُ يَوْماً نُورَهُ كُسِفَتْ ** وَلوْ جرى النجمُ يبغي شأوهُ لكبا )8 ( شمائلٌ بصنوفِ الفضلِ ناطقةٌ ** وَهمةٌ قارنتْ بلْ طالتِ الشهبا )9 ( تدنو العلى أبداً منهُ وَإنْ بعدتْ ** على سواهُ وَينأى كلما قربا )0 ( في الممحلاتِ غمامٌ لا يقالُ ونى ** وَفي الْحُروبِ حُسامٌ لا يُقالُ نَبا )
____________________
(1/27)
2( وَقبلَ قلعتهِ دامتْ ممنعةً ** ما إنْ رأينا سماءً تمطرُ الذهبا )( فَكُلُّ نَوْءٍ بِمِصْرٍ جادَني زَمَناً ** فداءُ نوءٍ سقاني الريَّ في حلبا )( أرى المطامعَ ضلتْ وَهيَ رائدتي ** قِدْماً وَقَدْ هُدِيَتْ فَاخْتارَتِ السُّحُبا )4 ( يَعِنُّ ذِكْرُكَ أَحْياناً فَيُخْبِرُني ** فرطُ الإضاحةِ عنْ قلبٍ إليكَ صبا )5 ( يصغي لهُ في حديثٍ جاءَ مقتضياً ** لَهُ وَيَبْغيهِ إِنْ لَمْ يَأْتِ مُقْتَضِبا )6 ( أثني فيعجبهُ قولي ويكثرُ منْ ** سَلامَتي بَعْدَ أَنْ لَمْ فارَقْتُكَ الْعَجَبا )7 ( يامُحْرِزَ الْمَجْدَ مَوْرُوثاً وَمُبْتَدَعاً ** وَحائزَ الفضلِ مولوداً وَمكتسبا )8 ( وَكُلُّ ما نِلْتُ مِنْ عِزٍّ وَتَكْرِمَةٍ ** وَثَرْوَةٍ فَإِلى آلائِكَ انْتَسَبا )9 ( لمْ يعدُ منْ شامَ نصراً عندَ نائبةٍ ** خِيفَتْ بَوائِقُها إِدْراكَ ماطَلَبا )0 ( سللتهُ وَضربتُ النائباتِ بهِ ** ما كُلُّ من سلَّ سَيفاً صارماً ضرباً )
____________________
(1/28)
3( فَمَرَّ كَالسَّهْمِ إِسْراعاً لِوِجْهَتِهِ ** إِنْ هِيْجَ عَنَّ وَإِنْ سِيلَ الْجَزيلَ حَبا )( بِهِمَّةٍ لاتُجارَى في اكْتِسابِ عُلىً ** وَعزمةٍ لا تشكى الأينَ وَالوصبا )( تلقى أعاديهِ منهُ شرَّ منْ لقيتْ ** وَيَصْحَبُ الْمَجْدُ مِنْهُ خَيْرَ مَنْ صَحِبا )4 ( وَيُشْبِهُ التُّركَ إِقْداماً وَمَحْمِيَةً ** فَإِنْ دَعاهُ وَفاءٌ عاوَدَ الْعَرَبا )5 ( صاحبتهُ ولداً براً يعينُ على ** قَطْعِ الطَّريقِ فَكَانَ الْوالِدَ الْحَدِبا )6 ( تَلاكَ فِيَّ فَأَكْرِمْها مُصاحَبَةً ** تعطي المنى وَتزيلُ الهمَّ وَالتعبا )7 ( يابْنَ الَّذينَ إِذا شَبَّتْ وَغىً مَلَؤُا ** دروعهمْ نجدةً وَاستفرغوا العيبا )8 ( وَخَوَّفُوا النّاسَ فَارْتاعَتْ مُلُوكُهُمُ ** تروعَ السربِ لما عارضَ السربا )9 ( منْ أمَّ مسعاكَ أنضى فكرهُ سفهاً ** وَلَسْتَ تَلْقاهُ إِلاّ خائِفاً وَصِبا ) 40 ( وَقدْ حللتَ بثغرٍ عزَّ ساكنهُ ** سددتهُ بسدادٍ صحح اللقبا )
____________________
(1/29)
4( ظافَرْتَ مالِكَهُ دامَتْ سَعادَتُهُ ** بمحضِ ودًّ أزالَ الشكَّ وَالريبا ) 4( فأنتما فيهِ سيفا عصمةٍ وَردى ** أمضى منَ المرهفاتِ الباتراتِ شبا ) 4( إنْ طاولا علوا أوْ فاضلا فضلا ** أَوْ حارَبا حَرَبا أَوْ خاطَبا خَطَبا ) 44 ( إِنِّي أَقُولُ وَلَيْسَ الْمَيْنُ مِنْ شِيَمي ** إِنِّي شَريكُكَ فِيما عَنَّ أَوْ حَزَبا ) 45 ( لَمّا اشْتَكَى مُرْشِدٌ أَعْظَمْتُهُ نَبَأً ** ذادَ الكرى وَاستثارَ الهمَّ وَالوصبا ) 46 ( حتى إذا جاءتِ البشرى بصحتهِ ** قَضَتْ بِتَسْكينِ قَلْبٍ طالَما وَجَبا ) 47 ( فَلا بَرِحْتَ وَإِنْ ساءَ الْعِدى أَبَداً ** تَلْقى الْخُطُوبَ بِجَدٍّ يَخْرُقُ الْحُجُبا )
____________________
(1/30)
البحر : كامل تام ( لِلَّهِ قَدْرُكَ مَا أَجَلَّ وَأَشْرَفا ** وَمَضَاءُ عَزْمِكَ أَيَّ حَادِثَةٍ كَفا ) ( إنَّ الملوكَ جميعهمْ ما أمَّلوا ** ساعينَ ما أحرزتهُ متوقِّفا ) ( وكفاكَ أنَّكَ مذحويتَ مدى العلى ** خَلَّفْتَ كُلاًّ دُونَهُ مُتَخَلِّفا ) 4 ( قدْ كانَ يذكرُ منْ مضى زمناً فمذْ ** عَفَّى الْعِيَانُ عَلَى حَدِيثِهِمُ عَفا ) 5 ( كَانَتْ جَهَاماً سُحْبُهُمْ فَتَقَطَّعَتْ ** فِي الْجَوِّ مُذْ هَبَّتْ رِيَاحُكَ حَرْجَفا ) 6 ( كَمْ خُضْتَ مَلْحَمَةً تَرُوعُ عُيَيْنَةً ** وَغَفَرْتَ ذَنْباً يَسْتَفِزُّ الأحْنَفَا ) 7 ( وَأَنَلْتَ وَفْراً لَوْ حَوَاهُ حَاتِمٌ ** للوى غريمَ المكرماتِ وسوَّفا ) 8 ( قسمَ الفخارُ فللورى أكدارهُ ** ولمصطفى الملكِ المظفَّرِ ما صفا ) 9 ( مَلِكٌ إِذَا مَا نَابَ خَطْبٌ كَفَّهُ ** وإذا أنابَ إليهِ ذو جرمٍ عفا )0 ( يَقْظَانُ إِنْ أَسْدى إِلى بَاغٍ يَداً ** أخفى وإنْ أعدى على باغٍ حفا )
____________________
(1/31)
1( أَبَداً يُؤَسِّسُ مَا بَنى فَفِعَالُهُ ** لاَ تَقْتَفي أَثَراً وَلَكِنْ تُقْتَفا )( يَزْدَادُ جُوداً كُلَّما بَخِلَ الْحَيَا ** وَيَلِينُ إِنْ صَرْفُ الزَّمانِ تَعَجْرفَا )( تَلْقى جَمِيلَ الصُّنْعِ مِنْهُ خَلِيقَةً ** كَرَماً وَمِنْ كُلِّ الأنَامِ تَكَلُّفا )4 ( عَزْمٌ إِذَا صَدَعَ النَّوَائِبَ صَدَّها ** وندىً إذا أعطى الرَّغائبَ أسرفا )5 ( فطريدُ هذا البأسِ مبذولُ الحمى ** أبداً وعافي ذي المواهبِ يعتفا )6 ( إِنَّ الْخِلاَفَةَ لَمْ يُرَوَّعْ سِرْبُها ** منذُ انتضتكَ فكنتَ عضباً مرهفا )7 ( فَالْحَقُّ مُرْتَجَعٌ بِسَيْفِ إِمَامِهِ ** وَالْمُلْكُ مُمْتَنِعٌ بِعِزِّ مَنِ اصْطَفا )8 ( لتزدْ بكَ العلياءُ طولاً إنَّها ** عهدتْ إليكَ وكنتَ أوفى منْ وفا )9 ( أَعْطَيْتَ لاَ مُتَكَلِّفَاً وَمَنَعْتَ لاَ ** متخوِّفاً وحكمتَ لا متحيِّفا )0 ( فَرَأَتْكَ أَنْدى مَنْ سَخا وَ أَعَزَّ مَنْ ** أعْدَى وأَعْدَلَ مُسْتَعانٍ أَنْصَفا )
____________________
(1/32)
2( هممٌ إذا هممٌ أذالتْ أهلها ** بَلَغَتْ بِصاحِبِها الْمَحَلَّ الأشْرَفا )( حكمتْ لعزِّكَ أنْ تذلَّ لهُ العدى ** وَأَبَتْ لِجارِكَ أَنْ يُرى مُسْتَضْعفَا )( إنْ نوَّمتْ أهلَ الشَّآمِ فبعدما ** منعتْ عيونَ عدوِّهمْ أنْ تطرفا )4 ( جارَ الزَّمانُ فما رأوهُ منصفاً ** حتّى رأول هامَ الطُّغاةِ منصَّفا )5 ( ذُدْتَ الْخُطُوبَ حَدِيِثَها وَقَدِيمَها ** حَتَّى لَصارَ حَدِيثُها مُسْتَطْرفَا )6 ( وَحَمَيْتَ مِنْ بُلْدَانِهِمْ ما لَمْ يَزَلْ ** غَرَضاً لِعادِيَةِ الرَّدى مُسْتَهْدَفا )7 ( حصَّنتَ طارفها وكمْ متوسِّطٍ ** لولاكَ أصبحَ بالقنا متطرِّفا )8 ( فَلَهُمْ لَدَيْكَ حِياضُ جُودٍ قَدْ صَفا ** لِلوَارِدِينَ وَظِلُّ أَمْنٍ قَدْ ضَفا )9 ( وشأوتَ منهلَّ السَّحابِ بنائلٍ ** لمَّا طفا أعيا السَّحابَ الأوطفا )0 ( فاضَلْتَهُ فَفَضَلْتَهُ لَمَّا هَمى ** وخلفتهُ بنداكَ حينَ تخلَّفا )
____________________
(1/33)
3( يا منْ نفوسُ الخلقِ بعضُ هباتهِ ** وسحائبُ النَّكباتِ ممَّا كشَّفا )( أَمَّا وَقَدْ أَوْطَنْتَ آسادَ الشَّرى ** مِمَّنْ طَغى أَوطانَ حَيَّاتِ السَّفا )( فَلَيَعْسُرَنَّ عَلَى اللَّيالي بَعْدَما ** كلَّفتها الإسهالَ أنْ تتعسَّفا )4 ( قدْ دانتِ الدُّنيا لعزَّتكَ الَّتي ** منعتْ نفوساً أنْ تعزَّ فتعزفا )5 ( وَتَحَقَّقَ الإِسْلاَمُ أَنْ لاَ عُدَّةً ** تَحْمِيهِ إِلاَّ عُدَّةُ ابْنِ الْمُصْطَفى )6 ( مَنْ كانَ رَأَيُكَ رُمْحَهُ وَمَجِنَّهُ ** لمْ يلقَ ريبَ الدَّهرِ أعزلَ أكشفا )7 ( خالفتَ رأيَ الدَّهرِ فيَّ ولمْ تزلْ ** تعدي على الأقوى الأذلَّ الأضعفا )8 ( فَأَجَرتَنِي لَمَّا عَدَا وَلَطَفْتَ بِي ** لمَّا قسا ووصلتني لمَّا جفا )9 ( أوسعتني حلماً وزدتَ تطوُّلاً ** وعطفتَ عفواً قبلَ أنْ تستعطفا ) 40 ( وَهَدَيْتَنِي كَرَماً إِلى سُبُلِ الْغِنى ** فلأهدينَّ لكَ الثَّناءَ مفوَّقا )
____________________
(1/34)
4( يَسْتَوْقِفُ الرُّكْبَانَ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ ** فَإِذَا يَمُرُّ عَلَى الْقَطِينِ اسْتُوقِفا ) 4( باقٍ على الأيَّامِ يخلفُ ما توى ** فِيهِ إِذَا وَعْدُ الأمَانِي أَخْلَفا ) 4( وَهِيَ الْمَنَاقِبُ لَنْ يَسِيرَ حَدِيثُها ** حَتَّى يَسيِرَ بِهِ الْقَرِيضُ فَيُوجِفا ) 44 ( لا تطلبنَّ لهنَّ غيري ناظماً ** مَاكُلُّ مَنْ أَلْفى الْجَوَاهِرَ أَلَّفا ) 45 ( معَ أنَّ مجدكَ لا يُحاطُ بوصفهِ ** قدْ جلَّ حتّى دقَّ عنْ أنْ يوصفا ) 46 ( منْ حسنِ ذي الأيَّامِ دامَ بهاؤها ** قَدْ كادَتِ الأعْيَادُ أَنْ لاَ تُعْرَفا ) 47 ( فاسلمْ على غيرِ الزَّمانِ لأمَّةٍ ** لولاكَ لمْ يكُ شملها متألِّفا ) 48 ( إِنِّي إِذَا عَدَّ الرِّجالُ قَدِيمَهُمْ ** ورأيتُ كلاًّ ذاكراً ما أسلفا ) 49 ( ألغيتُ آبائي وشامخَ ما بنوا ** لي منْ علىً وعددتُ هذا الموقفا ) 50 ( لاَ تُكْذَبَنَّ فَلَيْسَتِ الأَشْعَارُ لِي ** حتّى تنكِّبَ عنْ سواكَ وتصدُفا )
____________________
(1/35)
5( وَقْفٌ عَلَى ذَا الْمَلكِ مَدَّاحٌ مَتى ** لَمْ يَسْعَ فِي الطَّلَبِ الشَّرِيفِ تَوَقَّفا )
____________________
(1/36)
البحر : طويل ( بقيتَ وَلا عزتْ عليكَ المطالبُ ** فَإِنّا بِخَيْرٍ ما عَدَتْكَ النَّوائِبُ ) ( لقدْ كذبتْ مذْ ذدتَ عنا ظنونها ** فَلا صَدَقَتْ تِلْكَ الظُّنُونُ الْكَواذِبُ ) ( وَلا برحتْ تثني على الدهرِ أمةٌ ** نفوسهمُ منْ بعضِ ما أنتَ واهبُ ) 4 ( وَهَبْتَ لَها الأرْواحَ فيما وَهَبْتَهُ ** فجاوزتَ منْ أثنتْ عليهِ الحقائبُ ) 5 ( وَهلْ ضمنتْ تلكَ الحقائبُ آنفاً ** ألوفاً بها لاتستقلُّ الركائبُ ) 6 ( حَبَوْتَ بِها مَنْ أَمَّ مُلْكَكَ عائِلاً ** وَعاوَدَ يُرْجى جُودُهُ وَهو آيِبُ ) 7 ( وَلَمْ تَزَلِ الْغُدْرانُ تُرْوي مِياهُها ** وَتذهبُ بالذكرِ الجميلِ السحائبُ ) 8 ( وَأتبعتها كومَ القلاصِ جميعها ** عِرابُ الْمَتالي وَالْفُحُولُ الْمَصاعِبُ ) 9 ( أَعَدْتَ ابْنَ سَلْمانٍ كَأَنْ لَمْ تُنِخْ بِهِ ** خُطُوبٌ وَلَمْ يَغْصِبْهُ ماحازَ غاصِبُ )0 ( عَطايا كَريمٍ لا يُحيطُ بِوَصْفِها ** مَقالٌ وَلايُحصي لَها الْعَدَّ حاسِبُ )
____________________
(1/37)
1( وَأروعَ للعافينَ في حجراتهِ ** مَواهِبُ تَتْلُوها وَتَتْرى مَواهِبُ )( يَفيضُ وَأَفواهُ الشِّعابِ إِلى الْحَيا ** ظماءٌ وَأمواهُ العيونِ نواضبُ )( صفوحٌ عنِ الأجرامِ أما انتقامهُ ** فغبٌّ وَأما عفوهُ فهوَ دائبُ )4 ( قديرٌ على الإيجازِ وَهوَ مخاطرٌ ** مُبينٌ عَنِ الإعْجازِ وَهْوُ مُخاطِبُ )5 ( معاديهِ في قيدٍ منَ العجزِ راسفٌ ** وَخاشيهِ في يَمِّ مِنَ الْهَمِّ راسِبُ )6 ( فَما تَرْتَقي الأمْلاكُ في دَرَجاتِهِ ** وَلا تَلْتَقي أَفْعالُهُ وَالْمَعايِبُ )7 ( ضرائبُ فيها العلمُ وَالحلمُ وَالحجى ** أَحاديثُها في الْخافِقْينِ ضَوارِبُ )8 ( وَما ذكرتْ إلاّ وَماتَ بدائهِ ** حسودٌ حقودٌ أوْ كنودٌ موارب )9 ( تَفَرَّدْتَ في كَسْبِ الْمَعالِي وَحَوْزِها ** وَغَيْرُ فَريدٍ مَنْ لَهُ الْعَزْمُ صاحِبُ )0 ( وَما رَبُّها مَنْ رَبَّها نابِيَ الشَّبا ** وَمنْ خطوهُ في طرقها متقاربُ )
____________________
(1/38)
2( ذرِ الهمَّ للمرتادِ ما لا ينالهُ ** وَمنْ لم تنكبهُ الخطوبُ النواكبُ )( وَذللْ عصيَّ النومِ بالسطوةِ التي ** أرحتَ بها نومَ الورى وَهوَ عازبُ )( وَطيبِ ثَناءٍ طَبَّقَ الأرْضَ فَاكْتَسَتْ ** مشارقها منْ عرفهِ وَالمغاربُ )4 ( وَمَمْلَكَةٍ نَصْرِيَّةٍ صالِحِيَّةٍ ** حمتها العوالي وَالرهافُ القواضبُ )5 ( أَبَتْ حَوْزَها أَيْدي الأباعِدِ هِمَّةٌ ** خحفظتَ بها ما ضيعتهُ الأقاربُ )6 ( وَكنتَ شجىً للآخذيها تعدياً ** وَلَوْلا الشَّجى ماغَصَّ بِالْماءِ شارِبُ )7 ( أَضَفْتَ إِلى التَّكْديرِ خَوْفاً وَقَدْ صَفَتْ ** مَشارِبُ فيها وَاطْمَأَنَّتْ مَسارِبُ )8 ( وَوَاصَلْتَها وَصْلَ الْغَريمِ غَريمَهُ ** تُطاعِنُ حَتَّى حُزْتَها وَتُضارِبُ )9 ( وَألهمكَ البأسُ الهجومَ على الردى ** فلمْ تهبِ الهولَ الذي أنتَ راكبُ )0 ( أبَتْ لَكَ أَنْ تَرْضى بِضَيْمٍ وَقائِعٌ ** تُعِلُّ الْقَنا فيها فَتَعْلُو الْمَراتِبُ )
____________________
(1/39)
3( مَواقِفُكُمْ كَذَّبْنَ ماادَّعَتِ الْعِدى ** وَمَنْ قالَ قِدْماً أَيْنَ بِالسَّيْفِ ضارِبُ )( وَأنيَّ وَقدْ سطرتَ في كلَّ مأزقٍ ** صَحائِفَ تُتْلى وَالسُّطُورُ الْكَتائِبُ )( صَحائِفُ مَفْرُوضٌ عَلَى الدَّهْرِ حِفْظُها ** لَها الْعَزْمُ مُمْلٍ وَالْمُهَنَّدُ كاتِبُ )4 ( وَظافَرَ ذاكَ الْعَزْمَ وَالْحَزَمَ فِكْرَةٌ ** تحدثُ عما أضمرتهُ العواقبُ )5 ( وَأَظْهَرْتَ لِلأيّامِ لِيناً وَقَسْوَةً ** تُسالِمُها طَوْراً وَطَوْراً تُحارِبُ )6 ( تمرُّ وَ تحلولي على أنْ غلبتها ** برأيكَ وَالإقدامِ وَهيَ غوالبُ )7 ( وَأَوْضَحْتَ في تِلْكَ الْمَساعي تَبايُناً ** بهِ تمَّ هذا السؤددُ المتناسبُ )8 ( وَطاعَ لكَ المقدارُ حتى كأنهُ ** بِأَمْرِكَ جارٍ أَوْ لِبَطْشِكَ هائِبُ )9 ( أَلَسْتَ مِنَ الْقَوْمِ الألى كَفَلَتْ لَهُمْ ** بِإِذْلالِ مَنْ عادَوْا عِتاقٌ سَلاهِبُ ) 40 ( إذا قدحتْ في الليلِ لمْ يدجُ غاسقٌ ** وَإِنْ ضَبَحَتْ في الصُّبْحِ لَمْ يَنْجُ هارِبُ )
____________________
(1/40)
4( وَهِنْدِيَّةٌ إِنْ جُرِّدَتْ لِكَريهَةٍ ** فأغمادها فيها الطلى وَالترائبُ ) 4( مواطنٍ إذا صلتْ وصلتْ لها العدى ** سجوداً فآثارُ المذاكي محاربُ ) 4( وَحطيةٌ يلفى الردى تبعاً لها ** إذا مرقتْ في الأسدِ منها الثعالبُ ) 44 ( أسافلها في أبحرٍ منْ أكفكمْ ** طَمَتْ وَأَعالِيها نُجُومٌ ثَواقِبُ ) 45 ( تضيءُ مثارَ النقعِ وَهيَ طوالعٌ ** وَتبني منارَ العزَّ وَهيَ غواربُ ) 46 ( عتادُ ملوكٍ لا يبالونَ في الندى ** وَخَوْضِ الرَّدى الْمَكْرُوهِ ماالدَّهْرُ جالِبُ ) 47 ( تحبُّ من الإقدامِ ما أبغضَ الورى ** وَتَسْلُو عَنِ الأرْواحِ وَهِيَ حَبائِبُ ) 48 ( نصيةُ شدادٍ ٍ وَفخرُ ربيعةٍ ** وَسادةُ كعبٍ حينَ تحصى المناقبُ ) 49 ( تظلُّ المعالي في سواكمْ غرائباً ** ذَواتِ نِفارٍ وَهْيَ فِيكُمْ رَبائِبُ ) 50 ( إذا عددتْ أفعالكمْ عندَ مفخرٍ ** غَنِيتُمْ بِها عَنْ أَنْ تُعَدَّ الْمَناسِبُ )
____________________
(1/41)
5( وَكلُّ حديثٍ سارَ لمْ يكُ فيكمُ ** هَباءٌ أَثارَتْهُ صَباً وَجَنائِبُ ) 5( لقدْ بلغتْ أبناءُ صعصعةٍ بكمْ ** ذُرى شَرَفٍ لاتَدَّعِيهِ الْكَواكِبُ ) 5( وَلولا رسولُ اللهِ لمْ تلوِ بالعلى ** لؤيٌّ وَلمْ تغلبْ على المجدِ غالبُ ) 54 ( وَإنكَ أوفى الناسِ بأساً وَنجدةً ** إذا أَقْبَلَتْ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ مَواكِبُ ) 55 ( وَأحضرهمْ في الخطبِ إنْ عزَّ خاطرٌ ** إِذا شاعِرٌ أَكْدى وَأُفْحِمَ خاطِبُ ) 56 ( أرى إبلي ألفتْ مناخاً فأصبحتْ ** مسالمةً أقتابها وَ الغواربُ ) 57 ( وَأَسْعَفَها خَفْضُ الْمُقامِ وَخِصْبُهُ ** بَأَضْعافِ مابَزَّ السُّرى وَالسَّباسِبُ ) 58 ( وَلَوْ تَرَكَتْ تَاجَ الْمُلوكِ وَراءَها ** تعذرَ مطلوبٌ وَأخفقَ طالبُ ) 59 ( وَجَدْتُ الْغِنى وَالْعِزَّ وَالأمْنَ وَالْعُلى ** فلا غروَ أنْ سدتْ عليَّ المذاهبُ ) 60 ( يُرِيدُ أُناسٌ بِذْلَتي وَضَراعَتي ** وَلَيْسَ لِمنْ سَرْبَلْتَهُ الْعِزَّ سَالِبُ )
____________________
(1/42)
6( أَيادِيكَ أَغْنَتْ عَنْ مَدائِحِ مَعْشَرٍ ** مَدائِحُهُمْ لِلنَّاظِمِيها مَثالِبُ ) 6( إذا شبتِ النيرانُ للقرَّ وَالقرى ** فَلا نارَ إِلاَّ مايُريهِ الْحُباحِبُ ) 6( فأضربتُ عمنْ لوْ وقفتُ ببابهِ ** تَنَمَّرَ بَوَّابٌ وَأَعْرَضَ حَاجِبُ ) 64 ( وَمَنْ تَبْلُغُ الأعْداءُ فِيهِ مُرادَهَا ** وَإنْ قصرتْ عجزاً وَراجيهِ خائبُ ) 65 ( فَيَحْيا وَمَاحَقُّ الْمُوالِيهِ واجِبٌ ** عليهِ وَلا قلبُ المعاديهِ واجبُ ) 66 ( فيا شائبَ المعروفِ بالبشرِ منعماً ** أَعَدْتَ الشَّبابَ الْغَضَّ والرَّأْسُ شائِبُ ) 67 ( وَلولا زمانٌ في ذراكَ قطعتهُ ** لَما عادَ مِنْ شَرْخِ الشَّبِيبَةِ ذَاهِبُ ) 68 ( نَحَتْكَ الْقَوافي وَهْيَ عُوُنٌ عَوانِسٌ ** وَها هيَ أبكارٌ لديكَ كواعبُ ) 69 ( عقائلُ تأبى أنْ تزنَّ بريبةٍ ** وَعَهْدي بِها وَهْيَ الإماءُ الْحواطِبُ ) 70 ( وَذَنْبِيَ أَنْ زُفَّتْ إِلى غَيْرِ أَهلِها ** ألاَ إنني منهُ إلى المجدِ تائبُ )
____________________
(1/43)
7( قَبيحٌ ضَلالُ الْمَرْءِ بَعْدَ اهْتِدائِهِ ** وَإبطالهُ ما خبرتهُ التجاربُ ) 7( وَعِنْدَكَ لاقَتْ يآبْنُ نَصْرِ بْنِ صالحٍ ** رغائبَ في هذا الزمانِ غرائبُ ) 7( وَمنْ رهبةِ التقصيرِ عاودتُ قائلاً ** وَلَمْ تَحْوِ شَرْواها العُصُورُ الذَّواهِبُ ) 74 ( هلِ العيدُ إلاَّ بعضُ أيامكَ التي ** تماثلهُ في حسنهِ وَتناسبُ ) 75 ( فَلا زِلْتَ تَكْسُوهُ الْمَحاسِنَ حاضِراً ** وَتخلفهُ في أهلهِ وَهوَ غائبُ ) 76 ( مَنِيعَ الْحِمى تَضْفُو عَلَيْكَ مَلابِسٌ ** لأذْيالِها فَوْقَ السَّماءِ مَساحِبُ ) 77 ( وَلا سلبتنيكَ الليالي فإنني ** عنِ العيشِ إلاَّ في جنابكَ راغبُ )
____________________
(1/44)
البحر : خفيف تام ( مَا عَلَيْهَا أَوَانَ تَطْوِي الْفَيَافِي ** غَيْرُ حَثِّ الذَّمِيلِ وَالإيجافِ ) ( غيرَ أنَّ المرءَ اللَّجوجَ دعاها ** فاعتسفنَ الفلاةَ أيَّ اعتسافِ ) ( أَنْكَرَتْ شَدْقَماً وَأَلْغَتْ جَدِيلاً ** مُعْرِباتٍ عَنِ الرِّيَاحِ السَّوَافِي ) 4 ( فانبرتْ كالقسيِّ بلْ كسهامٍ ** وَصَلَتْها الْقِسِيُّ بِالأهْدَافِ ) 5 ( حيثُ لا تدركُ السَّنابكُ ركضاً ** بعضَ ما أردكتهُ بالأخفافِ ) 6 ( فاعلاتٌ بهنَّ سبعُ ليالٍ ** فِعْلَ سَبْعٍ مِنَ السِّنِينَ عِجافِ ) 7 ( وردتْ بعدَ ظمئها نيلَ مصرٍ ** قبلَ وردِ الفرَّاطِ والسُّلافِ ) 8 ( حِينَ ذَمَّتْ فِي مَرْتَعِ الْعِزِّ وَالثَّرْ ** وةِ مرعى التَّنُّومِ والخذرافِ ) 9 ( وَأَناخَتْ بِدَوْلَةٍ عَزَّ فِيها ** فكفاها الملمَّ نعمَ الكافي )0 ( فخرها وابنُ فخرها معدنُ السُّؤ ** ددِ ربُّ العلاءِ تربُ العفافِ )
____________________
(1/45)
1( الشَّرِيفُ الأعْرَاقِ وَالنَّفْسِ وَالْهِمَّ ** ةِ وَالْمَكْرُماتِ وَالأوْصافِ )( ذو صفاحٍ تأبى الجفونَ مقرّاً ** وقرىً في الجفانِ لا في الصِّحافِ )( فأعيذتْ منْ كلِّ مينٍ ظنوني ** مُنْذُ عاذَتْ بِأَشْرَفِ الأشْرَافِ )4 ( وَحَمِدْتُ الزَّمانِ عِنْدَ هُمامٍ ** غَيْرُ عافٍ ذَرَاهُ مِنْ أَلْفِ عافِ )5 ( لمْ يذمُّوا بظلِّهِ العيشَ في مش ** تىً ولا مربعٍ ولا مصطافِ )6 ( فتناسيتُ كلَّ مولي جميلٍ ** عِنْدَ مَوْلىً مَوُطَّإِ الأكْنافِ )7 ( مجتديهِ مجدٍ وراجيهِ مرجوٌّ ** وَأَضْيافُهُ ذَوُو أَضْيافِ )8 ( مجحفٌ بالتِّلادِ في سننِ الإح ** مادِ إجحافَ وقعةِ الجحّافِ )9 ( لَيْسَ يَخْلُو مِنَ النَّدى وَهْوَ يَقْظا ** نُ ويغشاهُ طارقاً وهوَ غافِ )0 ( منعمٌ تبعدُ المذمَّاتُ عنهُ ** بُعْدَ مِيعادِهِ مِنَ الإخْلاَفِ )
____________________
(1/46)
2( يا قليلَ الألاَّفِ في رتبِ المج ** دِ انْفِرَاداً وَوَاهِبَ الْآلاَفِ )( كم أخٍ في الزَّمانِ فاقَ أخاهُ ** بِفَعالٍ بِهِ يَبِينُ التَّنافِي )( مثلما فاتَ عبدَ شمسٍ ثناءٌ ** حازَهُ هاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنافِ )4 ( بِفَعالٍ بِهِ تَسَمَّى فَأَنْسى ** ذِكْرَ عَمْروٍ وَلَيْسَ عَمْروٌ بِخافِ )5 ( طافَ كُلٌّ بِبابِ دَارِكَ يَرْجُو ** ما يرجِّي الحجيجُ عندَ الطَّوافِ )6 ( حيثُ لا مرتعُ المواعيدِ مجدا ** بٌ وَلاَ مَرْبَعُ الأمَانِيِّ عَافِ )7 ( أنتمُ عصمةُ الأنامِ ولوْ بن ** تمْ وكلاَّ ردُّوا بغيرِ خلافِ )8 ( هلْ خلا قطُّ منْ قوادمهِ الطَّا ** ئرُ إلاَّ وبانَ عجزُ الخوافي )9 ( وَلِرَبِّ العِبادِ مِنْكُمْ سُيُوفٌ ** غيرُ محتاجةٍ إلى إرهافِ )0 ( حمتِ الدِّينَ بالتَّلافي وبالقه ** رِ وقدْ كانَ عرضةً للتَّلافِ )
____________________
(1/47)
3( وَثَباتٌ إِلى قِرَاعِ الأعادِي ** وَثَباتٌ تَحْتَ الْقَنا الرَّعّافِ )( وغداً يعرفُ الأنامَ بسيما ** همْ رجالٌ منكمْ على الأعرافِ )( قَدْ حَلَلْتُمْ صُدُورَ أَنْدِيَةِ الْفَخْ ** رِ وحسبُ الكرامِ بالأطرافِ )4 ( وإذا الحمدُ ذاعَ في النَّاسِ يوماً ** فُزْتَ مِنْ دُونِهِمْ بِحَظٍّ وَافِ )5 ( بالنَّسايا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ** أَفضل يَشْتَرِيهِ بِ لإْسْلافِ )6 ( لَكَ مِنْهُ أَضْعافُ ما تَسْلُبُ الْغا ** رةُ بعدَ الإلحاحِ والإلحافِ )7 ( ولهمْ منهُ مثلُ ما يتركُ السَّا ** رقُ بعدَ الإعرافِ للعرَّافِ )8 ( أوْ كما غادرتْ عطاياكَ منْ وف ** ركَ لمَّا نعتَّ بالمتلافِ )9 ( فانفردْ بالعلاءِ يابنَ أبي يع ** لى انْفِرادَ السَّماءِ بِالإشْرَافِ ) 40 ( لا كقومٍ كمْ طولبوا بالمساعي ** فأحالوا بها على الأسلافِ )
____________________
(1/48)
4( سطَّروا مبطلينَ في صحفقِ الفخ ** رِ حِساباً يَنْحَطُّ بِالأخْلاَفِ ) 4( كُلُّ مَنْ كانَ بَيْتُهُ فِي الثُّرَيَّا ** وَبِهِ صارَ سابِحاً غَيْرَ طافِ ) 4( فَهْوَ بَيْتُ الأعْرَابِ لَمْ يَبْقَ فِيهِ ** معلمٌ غيرَ نؤيهِ والأثافي ) 44 ( لا يحسُّونَ بالمذمَّةِ يوماً ** هَلْ يُحِسُّ الْوَشِيجُ عضَّ الثِّقافِ ) 45 ( ضلَّ ذا الخلقُ فاهتديتَ فآثا ** رُكَ فِي الْمَكْرُماتِ غَيْرُ قَوَافِ ) 46 ( لَمْ تَرُضْ آمِلِيكَ فِي حَلْبَةِ الْمَطْ ** لِ وَلَمْ تَرْضَ لِلْمُنى بِالكَفافِ ) 47 ( مَكْرُماتٌ نُسِبْتَ فِيها إِلى الْجَوْ ** رِ وإنْ كنتَ معدنَ الإنصافِ ) 48 ( كُنْتُ أَرْجُو مِنْ قَبْلُ مَنْ لَيْسَ يُرْجى ** وكذا الدَّهرُ يبتلي ويعافي ) 49 ( وَكَذا قُلْتُ لِلْمَطامِعِ عِفِّي ** وإذا أعوزَ الزَّمانُ فعافي ) 50 ( واعترافي بالجهلِ عذرٌ وقدماً ** مُحِيَ الإقْتِرَافُ بِالإعْتِرَافِ )
____________________
(1/49)
5( ظفرتْ بالمرادِ عندكَ آما ** لِي وَأَعْيا عَلَى الزَّمانِ خِلاَفِي ) 5( مِثْلَما يَظْفَرُ الْمُماتُ بِمُحيٍ ** لا كما يظفرُ العليلُ بشافِ ) 5( وَتَلَطَّفْتَ فِي اقْتِناءِ ثَنائِي ** بِهِباتٍ كَثِيرَةِ الألْطافِ ) 54 ( بينَ عرفٍ يدُ المسيفِ بهِ ملأى ** وعرفٍ لمارنِ المستافِ ) 55 ( بَدَأَتْنِي قَبْلَ السُّؤَالِ وَوَالَتْ ** بجميلٍ إلى جميلٍ مضافِ )
____________________
(1/50)
البحر : طويل ( لَكُمْ أَنْ تَجُورُوا مُعْرِضِينَ وَتَغْضَبُوا ** وَعَادَتُكُمْ أَنْ تَزْهَدُوا حِينَ نَرْغَبُ ) ( جَنَيْتُمْ عَلَيْنا وَاعْتَذَرْنا إِلَيْكُمُ ** وَلَوْلاَ الْهَوى لَمْ يُسْأَلِ الصَّفْحَ مُذْنِبُ ) ( وَمَوَّهْتُمُ يَوْمَ الْفِرَاقِ بِأَدْمُعٍ ** تُخَبِّرُ عَنْ صِدْقِ الْوِدَادِ فَتَكْذِبُ ) 4 ( وَكَمْ غَرَّ ظَمْآناً سَرَابٌ بِقَفْرةٍ ** وَخَبَّرَ بَرْقٌ بِالْحَيَا وَهْوَ خُلَّبُ ) 5 ( وَمَا بَلَغَتْ مِنِّي نَوَىً بِسِهَامِها ** رماني التجني قبلها والتجني قبلها وَالتجنبُ ) 6 ( وَلمْ يبقَ مما كانَ إلاَّ بقيةٌ ** تجيءُ كما جاءَ الجهامُ وَتذهبُ ) 7 ( يُكَلَّفُ طَرْفي رَعْيَهَا وَهْوَ طامِحٌ ** وَيسألُ قلبي حفظها وَهوَ قلبُ ) 8 ( صُبَابَةُ شَوْقٍ مِنْ بَقَايَا صَبَابَةٍ ** إذا ذلَّ فيها طالبٌ عزَّ مطلبُ ) 9 ( وَما زادَ ذاكَ الوصلُ أيامَ عطفكمْ ** عَلَى مَاأَنَالَ الطَّارِقُ الْمُتَأَوِّبُ )0 ( مواصلةٌ كانتْ كأحلامِ نائمٍ ** وَإنْ لام فِيهَا عَاذِلٌ وَمُؤَنِّبُ )
____________________
(1/51)
1( دنا بعدها منْ قربها فكأنها ** منَ الصدَّ تسبى أوْ منَ الهجرِ تسلبُ )( وَقَدْ رُمْتَ أَنْ أَلْقى الصُّدُودَ بِمِثْلِهِ ** مقابلةً لكنني أتهيبُ )( سَأَصْبِرُ صَبْرَ الضَّبِّ وَالْمَاءُ ذُو قَذَىً ** وَأمشي على السعدانِ وَالذلُّ مركبُ )4 ( وَأَقْفُو بِعَزْمي أُسْرَةً تَغْلَبِيَّةً ** إَلَى الْمَوْتِ مِمَّا يُكْسِبُ الْعَارَ تَهْرُبُ )5 ( وَكُلَّ فَتىً كَالْخَيْزُرَانَةِ دِقَّةً ** يُرَاعُ بِهِ لَيْثُ الشَّرى وَهْوَ أَغْلَبُ )6 ( إذا ركبوا ألووا بعزَّ عدوهمْ ** وَإنْ وهبوا جادوا بما ليسَ يوهبُ )7 ( تظلُّ المعالي منْ ثوابِ عفاتهمْ ** وَداعيهمُ يومَ الوغى لا يثوبُ )8 ( وَلَسْتُ كَمَنْ أَنْحى عَلَيْهِ زَمَانُهُ ** فَظَلَّ عَلَى أَحْدَاثِهِ يَتَعَتَّبُ )9 ( تلذُّ لهُ الشكوى وَإنْ لمْ يفدْ بها ** صلاحاً كما يلتذُّ بالحكَّ أجربُ )0 ( وَلكِنَّني أَحْمِي ذَمارِي بِعَزْمَةٍ ** تَنُوبُ مَنَابَ السَّيْفِ وَالسَّيْفُ مِقْضَبُ )
____________________
(1/52)
2( لقدْ كذبتْ بالأمسِ منْ ظنَّ أنني ** عنِ الحزمِ أزوى أوْ على الرأيِ أغلبُ )( وَدَاوِيَّةٍ بِكْرٍ جَعَلْتُ نِكَاحَهَا ** سُرى ضُمَّرٍ فَارَقْتُهَا وَهْيَ ثَيِّبُ )( تضلُّ فلوْ بعضُ النجومِ سرى بها ** وَرامَ نجاةً ما درى كيفَ يذهبُ )4 ( دَلِيلاَيَ فِيهَا حُسْنُ ظَنِّي وَبَارِقٌ ** يبشرُ بالتهطالِ وَالعامُ مجدبُ )5 ( وَمُذْ أَرَيَانِي نَاصِرَ الدَّوْلَةِ أنْجَلى ** بِرُؤْيَاهُ مَاأَخْشى وَمَا أَتَرَقَّبُ )6 ( رغبتُ بنفسي أنْ أكونَ مصاحباً ** أناساً إذا قيدوا إلى الضيمِ أصحبوا )7 ( فجاورتُ ملكاً تستهلُّ يمينهُ ** نَدىً حِينَ يَرْضى أَوْ رَدَىً حِينَ يَنْضَبُ )8 ( تَدُورُ كَؤُوسُ الْحَمْدِ حِيناً فَيَنْتَشِي ** وَطَوْراً تَصِلُّ الْمُرْهَفَاتُ فَيَطْرَبُ )9 ( إِذا مَاارْتَبا غِبَّ الْوَغى خِلَتَ أَجْدَلاً ** لَهُ أَبَداً فَوقَ الْمَجَرَّةِ مَرْقَبُ )0 ( وَإِنْ أَعْمَلَ الأَفْكَارَ عِنْدَ مُلِمَّةٍ ** تُلِمُّ أَرَتْهُ مايُسِرُّ الْمُغَيَّبُ )
____________________
(1/53)
3( وَربَّ نصولٍ لا تنصلُ إنْ جنتْ ** وَتنصلُ منْ قاني النجيعِ فتخضبُ )( إِذا الْبِيضُ كَلَّتْ يَوْمَ حَرْبٍ فَإِنَّها ** مواطنٍ قواضٍ أنَّ تغلبَ تغلبُ )( فَإِحْكَامُهُ الأَيَّامَ غَضَّ جِمَاحَهَا ** وَأَحْكامُهُ في الدَّهْرِ أَوْ هُمَامٌ لا تْتعقَّبُ )4 ( وَلوْ حدتُ عنهُ ضلةً واستمالني ** كَريمٌ مُرَجّىً أوهامٌ مُحَجَّبُ )5 ( لأغنى كما أغنى عنِ الصبحِ حندسٌ ** دجا كما أغنى عنِ البدرِ كوكبُ )6 ( فَدَاكَ مِنَ الأسْواءِ كَلُّ مُمَلَّكٍ ** عَلَى الْجُودِ يُحْدى أَوْ إِلى الرَّوْعِ يُجْذَبُ )7 ( تخذتَ اقتضابَ المكرماتِ سجيةً ** فَحَالَفْتَ قَوْماً بِالْمَوَاعِيدِ شَبَّبُوا )8 ( أصختَ إلى داعي الوغى وتصامموا ** وَصَدَّقْتَ آمَالَ الْعُفَاةِ وَكَذَّبُوا )9 ( تَبِيتُ النِّيَاقُ عِنْدَهُمْ مُطْمَئِنَّةً ** وَلما يدرْ قعبٌ وَلمْ يدنَ محلبُ ) 40 ( إِذَا حَارَدَتْ أَخْلاَفُهَا عُطِّلَ الْقِرى ** وَعِنْدَكَ مِنْ أَوْدَاجِهَا الدَّمُ يُحْلَبُ )
____________________
(1/54)
4( مَسَاعٍ بِهَا وَصّى رَبِيعَةُ وَائِلاً ** وَلما يحلْ عنها عديٌّ وتغلبُ ) 4( وَمنهُ إلى حمدانَ كلُّ مملكٍ ** لَهُ الْجُودُ وَكْدٌ وَالْمَحَامِدُ مَكْسَبُ ) 4( مصاعبُ نالوا بعضَ ما نلتَ منْ علىً ** مُؤَمِّلُها مَاعَاشَ يُكْدِي وَيَتْعَبُ ) 44 ( سِوَاكَ بَغَاهَا وَالشَّبَابُ رِدَاؤُهُ ** فَعَزَّتْ وَزَادَتْ عِزَّةً وَهْوَ أَشْيَبُ ) 45 ( فأحرزتها طفلاً فمهدكَ كعبةٌ ** يَلُوذُ بِهَا الرَّاجِي وَنَادِيكَ مَكْتَبُ ) 46 ( خَلاَئِقُ كَالْمَاءِ الزُّلاَلِ وَتَحْتَها ** مِنَ الْعَزْمِ وَالإِقْدَامِ نَارٌ تَلَهَّبُ ) 47 ( وَضحنَ فأعلمنَ المعلمَ أنهُ ** يُؤَدَّبُ في أَثْنَائِهَا لاَ يُؤَدِّبُ ) 48 ( يُقِرُّ لَكَ الأعْداءُ بِالْبَأْسِ عَنْوَةً ** وَكلُّ عدوًّ مدحهُ لا يكذبُ ) 49 ( وَحسبهمُ يومٌ ثبتَّ لشرهِ ** وَقدْ عردَ الحامونَ عنكَ وَنكبوا ) 50 ( مَضَوْا وَلِكُلٍّ في النَّجَاةِ مَذَاهِبٌ ** وَمَا لَكَ إِلاَّ نُصْرَةَ الْحَقِّ مَذْهَبُ )
____________________
(1/55)
5( وَلَوْ شِئْتَهَا كَانَتْ لَدَيْكَ سَوَابِقٌ ** للحقِ العدى لاَ للفرارِ تقربُ ) 5( تَطِيحُ إِلى أَنْ تَدَّعِي غَيْرَ أَصْلِهَا ** وَتعربُ عنْ أحسابها حينَ تجنبُ ) 5( إلى الريحِ تعزى حينَ تجري فإنْ مشتْ ** رويداً فجداها الوجيهُ وَمذهبُ ) 54 ( وَبَعْدَ سُلَيْمانٍ إِلى أَنْ رَكِبْتَهَا ** وَذللتها ما كانتِ الريحُ ترْكبُ ) 55 ( تَخَالَفْنَ أَلْوَانَاً وَخُضْنَ عَجَاجَةً ** فَلَمْ يَخْتَلِفْ في اللَّوْنِ جَوْنٌ وَأَشْهَبُ ) 56 ( ثَبَتَّ ثَبَاتَاً لَمْ يَكُنْ لآبْنِ مُسْلِمٍ ** وَأُوْتِيْتَ صَبْراً لَمْ يَنَلْهُ الْمُهَلَّبُ ) 57 ( هُوَ الْيَوْمَ لَوْ آلُ الزُّبَيْرِ مُنُوا بِهِ ** لَقَهْقَرَ عَبْدُاللّهِ عَنْهُ وَمُصْعَبُ ) 58 ( يُخَبَّرُ عَنْهُ مَاتَلاَ الغَسَقَ الضُّحى ** وَيروى إلى يومِ المعادِ وَيكتبُ ) 59 ( أَبى لَكَ طِيْبُ النَّجْرِ إِلاَّ عَزِيمَةً ** على الحزمِ في يومِ النزالِ تغلبُ ) 60 ( وَجُدْتَ بِنَفْسٍ لاَيَجُودُ بِمِثْلِهَا ** مَعَ الْعِلْمِ بِالْعُقْبى نَبِيٌ مُقَرَّبُ )
____________________
(1/56)
6( وَليسَ الفتى منْ لمْ تسمْ جلدهُ الظبا ** وَتُحْطَمُ فِيْهِ مِنْ قَنَا الْخَطِّ أَكْعُبُ ) 6( وَكَمْ زُرْتَ أَحْيَاءً فَلَمْ يُغْنِ عَنْهُمُ ** طِعَانٌ وَلاَ نَجَّاهُمُ مِنْكَ مَهْرَبُ ) 6( يودونَ مذْ صارَ الصباحُ طليعةً ** لجيشكَ أنَّ الدهرَ أجمعَ غيهبُ ) 64 ( عرفتَ فصارَ الإنتسابُ زيادةً ** وفي سمعه وَقَرٌ وفي فيه إنلبُ ) 65 ( وَفي بعضِ ذا المجدِ الذي ظفرتْ بهِ ** يداكَ غنىً عما بنى الجدُّ وَالأبُ ) 66 ( ** على أنهُ فوقَ السماكِ مطنبُ ) 67 ( أَلَمْ تَرَ قِرْواشَاً بَنَت مَكْرُمَاتُهُ ** لأسرتهِ البيتَ الذي ليسَ يخربُ ) 68 ( مَكَارِمُ لَمْ يَطْمَحْ إِلَيْهَا مُقَلَّدُ ** لعمري وَلاَ أفضى إليها مسيبُ ) 69 ( وَبينَ اللهى وَالواهيبها تناسبٌ ** فمنْ أجلِ ذا فيها خبيثٌ وَطيبُ ) 70 ( كذا البأسُ في أهلِ الغناءِ مقسمٌ ** وَما يستوي فيها عليٌّ وَمرحبُ )
____________________
(1/57)
7( وَقبلكَ ما خلتُ البدورَ لنائلٍ ** ترجى وَلاَ زهرَ الكواكبِ تصحبُ ) 7( فإنْ طابتِ الأوطانُ لي وَذكرتها ** فإنَّ مقامي في جنابكَ أطيبُ ) 7( عدلتُ إليكَ وَالبلادُ رحيبةٌ ** لِمُرْتَادِهَا لكِنَّ صَدْرَكَ أَرْحَبُ ) 74 ( فهلْ لكَ في منْ لا يشينكَ قربهُ ** وَيعربُ إنْ أثنى عليكَ وَيغربُ ) 75 ( إِذَا صَاغَ مَدْحاً خِلْتَهُ مِنْ مُزَيْنَةٍ ** وَتَحْسَبُهُ مِنْ عُذْرَةٍ حِينَ يَنْسُبُ ) 76 ( قوافٍ هيَ الخمرُ الحلالُ وَكأسها ** لِسَانِي وَلكِنْ بِالْمَسَامِعِ تُشْرَبُ ) 77 ( يحلي بها ألحانهُ كلُّ منْ شدا ** وَتحلو بأفواهِ الرواةِ وَتعذبُ ) 78 ( إِذَا أُنْشِدَتْ ظَلَّ الْحَسُودُ كَأَنَّهُ ** بِمَا ضُمِّنَتْ مِنْ بَارعِ الحمدُ يُثلَبُ ) 79 ( على ظهره وِقْرٌ وفي عَيْنهِ قذىً ** وَفي سمعهِ وقرٌ وَفي فيهِ إثلبُ ) 80 ( أَخَفْتَ الزَّمَانَ وَهْوَ رَاضٍ مُسَلِّمٌ ** وَأمنهُ قومٌ مضوا وَهوَ مغضبُ )
____________________
(1/58)
8( وَإنكَ أهدى الناسِ في طرقِ العلى ** سَمَا بِكَ دَسْتٌ أَوْ عَلاَ بِكَ مَوْكِبُ ) 8( وَأَقْرَبُ مِنْ إِدْرَاكِ مَا تَعِدُ الْمُنى ** عداكَ طلوعُ الشمسِ منْ حيثُ تغربُ )
____________________
(1/59)
البحر : طويل ( تَخَلَّفَ عَنْهُ الصَّبْرُ فِيمَنْ تَخَلَّفا ** وَقَدْ وَعَدَ الْقَلْبُ السُّلُوَّ فَأَخْلَفا ) ( وسارَ مطيعاً للفراقِ وما شفا ** حُشَاشَةَ نَفْسٍ مِنْ رَدَاها عَلَى شَفا ) ( وَلَمَّا وَقَفْنا وَالرَّسائِلُ بَيْنَنا ** دُمُوعٌ نَهَاها الْوَجْدُ أَنْ تَتَوَقَّفا ) 4 ( ذَكَرْنا اللَّيالِي بِالْعَقيِقِ وَظِلَّها الْ ** أنيقَ فقطَّعنا القلوبَ تأسُّفا ) 5 ( وَعاصى الأسى مَنْ حَثَّ قِدْماً عَلَى الأسى ** وَعَنَّفَ دَمْعُ الْعَيْنِ مَنْ فِيهِ عَنَّفا ) 6 ( وَفِي حاضِرِ التَّوْدِيعِ مَمْنُوعَةُ الْحِمى ** تريكَ صباحاً جامعَ اللَّيلَ مسدفا ) 7 ( إذا نظرتْ لمْ تعدمِ الظَّبيَ أحوراً ** وَإِنْ خَطَرَتْ لَمْ تَفْقَدِ الْغُصْنَ أَهْيَفا ) 8 ( ولمْ ترَ عيني منظراً مثلَ خدِّها ** وقد كتبتْ فِيه يدُ الرَّمْعِ أَحْدُفَا ) 9 ( عشيَّةَ وافتنا على غيرِ موعدٍ ** نوىً لمْ أزلْ منْ قربها متخوِّفا )0 ( كتمتُ الهوى جهدي وبالصَّبرِ مسكةٌ ** وَبَرَّحَ ما أَلْقى فَقدْ بَرِحَ الْخَفاَ )
____________________
(1/60)
1( وَلِي سَنَةٌ لَمْ أَدْرِ ما سِنَةُ الْكَرى ** لهمٍّ أتى ضيفاً فألفى مضيِّفا )( يُمَثِّلُ لِي طَيْفاً تَجَنَّبَ فِي الْكَرى ** فَلَمَّا جَفانِي الْغُمْضُ أَرْضى وَأَسْعَفا )( فيا همُّ دمْ وانفِ الرُّقادِ فإنَّني ** وَجَدْتُكَ مِنْهُ الْآنَ أَحْفى وَأَرْأَفا )4 ( إلامَ اتِّباعي القلبَ وهوَ يضلُّني ** مُطِيعُ هَوىً لَمْ يَقْوَ إِلاَّ لأضْعُفا )5 ( وكمْ أشغلُ العمرَ القريبَ ذهابهُ ** بِذِكْرِ حَبيِبٍ بانَ أَوْ مَنْزِلٍ عَفا )6 ( وَأَطْلُبُ فِي أَعْقابِهِ عَدْلَ خُرَّدٍ ** عدلنَ عنِ الإنصافِ منكَ تنصُّفا )7 ( صحبتُ ليالي حتّى مللنني ** وثقَّلتُ حتّى آنَ لي أنْ أخفِّفا )8 ( وَما بَلَّغَ الْحُسَّادَ فِيَّ مُرَادَهُمْ ** قُعُودِي عَنِ الأمْرِ الدَّنِيءِ تَعَففُّا )9 ( وَما الْمَرْءُ إِلاَّ مَنْ يَضَنُّ بِنَفْسِهِ ** إِباءً وَلاَ يَرْضى مِنَ الْعِزِّ بِاللَّفا )0 ( وَمَنْ لاَ يَعِيفُ الطَّيْرُ إِنْ سَنَحَتْ لَهُ ** وَإِنْ خالَطَ الْماءَ امْتِنانٌ تَعَيَّفا )
____________________
(1/61)
2( يبوءُ بخسرٍ بائعُ العزِّ بالغنى ** وَأَخْسَرُ مِنْهُ مُشْتَرِي الْغَدْرِ بِالْوَفا )( وما الغرضُ المطلوبُ ممّا أريغهُ ** إِذَا كانَ يَوْماً بِالمُروءَةِ مُجْحِفا )( عرفتُ رجالاً لا أذمُّ جوارهمْ ** لكوني فيهِ ناعمَ البالِ مترفا )4 ( فلمْ أرَ إلاَّ شاكماً يبذلُ اللُّهى ** مصانعةً أو حاكماً متحيِّفا )5 ( سوى ملكٍ يأبى الدَّنيَّاتِ فعلهُ ** فَيَبْذُلُ إِنْعاماً وَيَحْكُمُ مُنْصِفا )6 ( نَخَا وَسَخَى فِي الْمُمْحِلاتِ فَجَارُهُ ** بخيرٍ فلا يُعصى وعافيهِ يعتفا )7 ( إذا ما جرى في غايةٍ صدقَ اسمهُ ** وَغَادَرَ كُلاًّ خَلْفَهُ مُتَخَلِّفا )8 ( لعمري لقدْ بذَّ الملوكَ جميعهمْ ** بِأَرْبَعَةٍ فِي غَيْرِهِ لَنْ تَأَلَّفا )9 ( بِأَمْنٍ لِمَنْ يَخْشى وَقَهْرٍ لِمَنْ طَغى ** وَسَبْقٍ لِمَنْ جارى وَعَفْوٍ لِمَنْ هَفا )0 ( فإنْ طلبَ الأمجادُ مسعاهُ قصَّروا ** وإنْ حاولوا إخفاءَ سؤددهِ خفا )
____________________
(1/62)
3( وإنْ صالَ لمْ تعدُ العقوبةُ حدَّها ** عَلَى أَنَّهُ ما جادَ إِلاَّ وَأَسْرَفا )( مليءٌ بأنْ يأتي الجميلَ خليقةً ** إِذَا ما أَتاهُ الْمُحْسِنُونَ تَكَلُّفا )( وجدنا الغنى والأمنَ ممَّا أفادهُ ** وَخَوْفَ الرَّدى وَالْفَقْرِ مِنْ بَعْضِ مَا نَفَا )4 ( أعمُّ الورى جوداً إذا بخلَ الحيا ** وأصدقهمْ بشراً إذا البرقُ سوَّفا )5 ( تُلاَقِيهِ فِي الْعَامِ الْجَدِيبِ غَمَامَةٌ ** تسحُّ وفي اليومِ العصبصبِ مرهفا )6 ( أخافَ الزَّمانَ المستبدَّ برأيهِ ** فصارَ على أحكامهِ متصرِّفا )7 ( ويأنفُ أنْ يستصحبَ السَّيفُ كفَّهُ ** إذا لمْ يقدَّ السَّابريَّ المضعَّفا )8 ( ويمنعهُ منْ أنْ يعاودَ غمدهُ ** إلى أنْ يرى هامَ الأعادي منصَّفا )9 ( وَلَمْ يُرْضِهِ أَنْ فَاقَ فِي الْبَأْسِ عامِراً ** وَعَمْراً إِلى أَنْ فَاقَ في الْحِلْمِ أَحْنَفا ) 40 ( وَيُعْرِفُ بِالفَضْلِ الَّذِي بَهَرَ الْوَرى ** إذا ما انتمى ملكٌ سواهُ ليُعرفا )
____________________
(1/63)
4( وما زرتهُ إلاَّ اعتفيتُ ابنَ مامةٍ ** وَخَاطَبْتُ سَحْبَاناً وَشَاهَدْتُ يُوسُفا ) 4( إذا كلَّ أهلُ العلمِ أرهفَ حدَّهمْ ** وما خطلوا إلاَّ وكانَ مثقَّفا ) 4( إلى أنْ عددنا معجزاتٍ يذيعها ** ويُهدي بها ممَّا أنالَ وأتحفا ) 44 ( وَلَمْ آتِهِ أَشْكُو اتِّصَالَ هِبَاتِهِ ** وضعفي عنْ شكريه إلاَّ وأضعفا ) 45 ( مَوَاهِبُ شَتّى لَوْ عَدَتْنِي وَحُوشِيَتْ ** كفانيَ ما أحرزتهُ متسلِّفا ) 46 ( بِيُمْنَايَ مِنْها صَعْدَةٌ وَبِأُخْتِها ** مجنٌّ وقدماً كنتُ أعزلَ أكشفا ) 47 ( تُبِرُّ عَلَيْهِ بِالْجَمَالِ إِذَا أَتى ** وَفى لِي زَمَانٌ قَبْلَ قُرْبِكَ مَاوَفا ) 48 ( بقيتَ لذا الثَّغرِ العزيزِ فلمْ تزلْ ** عَلَى سَاكِنِيهِ حَانِياً مُتَعَطِّفا ) 49 ( صَرَفْتَ صُرُوفَ الدَّهْرِ غَيْرَ مُشارَكٍ ** فَزَالَتْ كَمَا زَالَ الأَتِيُّ عَنِ الصَّفا ) 50 ( فَلا فُلَّ عَزْمٌ شَرَّدَ الْخَوْفَ عَنْهُمُ ** وأسكنهمْ ظلاًّ منَ الأمنِ قدْ ضفا )
____________________
(1/64)
5( وَلاَ حَجَبَ اللَّهُ الْكَرِيمُ ابْتِهَالَهُمْ ** وَلاَ خَابَ دَاعِيهِمْ إِذَا اللَّيْلُ أَغْضَفا ) 5( ليهنكَ ذا العيدُ الشَّريفُ ولا تزلْ ** لَهُ مَا أَقَامَ النَّيرِّانِ مُشَرِّفا ) 5( تبرُّ عليهِ بالجمالِ إذا أتى ت ** وتخلفهُ في ذا الأنامِ إذا انكفا ) 54 ( قرنتَ النَّدى بالبشرِ حتّى تمازجا ** كمزجِ الزُّلالِ العذبِ صهباءَ قرقفا ) 55 ( تصرَّمُ أخبارُ الكرامِ فتنطوي ** وذكركَ ما ينفكُّ يُروى ويقتفا ) 56 ( فضائلُ لا تخفى على ذي نحيزةٍ ** وهلْ لضياءِ الصُّبحِ عنْ ناظرٍ خفا ) 57 ( فرائدُ قدْ صارتْ بنظمي قلائداً ** وَمَا كُلُّ مَنْ أَلْفى الْجَواهِرَ أَلَّفا ) 58 ( بِغُرِّ قَوَافٍ لاَ أَخَافُ عِثَارَهَا ** تَجَشَّمْنَ حَزْناً أَوْ تَيَمَّمْنَ صَفْصَفا ) 59 ( إذا طرقتْ سمعَ المعاديكَ خالها ** صخوراً وإنْ كانت منَ الماءِ ألطفا ) 60 ( تَخَيَّرَهَا مِنْ لُجَّةِ الْفِكْرِ غَائِصٌ ** إِذَا حَازَ أَسْنى الدُّرِّ مِنْ قَعْرِهَا طَفا )
____________________
(1/65)
6( وما زلتَ تحبوني بإحسانكَ النَّدى ** صَرِيحاً وَأَكْسُوكَ الثَّناءَ مُفَوَّفا ) 6( إلى أنْ رآنا منْ لهُ خبرةٌ بنا ** وَكُلٌّ بِما حازَتْ يَدَاهُ قَدِ اكْتَفا ) 6( فها أنتَ أغنى النَّاسِ عنْ مدحِ مادحٍ ** وَها أَنا بَعْدَ الْعُدْمِ أُرْجى وَأَعْتَفا ) 64 ( أَبَيْتُ بِشِعرِي أَنْ يَرَاهُ مُسَرْبِلاً ** سواكَ وشكري أن يُرى متخطَّفا ) 65 ( فَبَيَّضْتَ لِي وَجْهَ الرَّجاءِ وَطالَما ** بَدَا لِي وَلَمْ أَعْرِفْكَ أَرْبَدَ أَكْلَفا ) 66 ( وَأَظْهَرْتَ فَضْلِي وَ هْوَ خافٍ عَنِ الْوَرى ** بِفَضْلٍ كَفى الْمُدَّاحَ أَنْ تَتَكَلَّفا ) 67 ( وَما كُنْتُ إِلاَّ صارِماً فِيهِ جَوْهَرٌ ** جَلَوْتَ الصَّدا عَنْ مَتْنِهِ فَتَكَشَّفا )
____________________
(1/66)
البحر : بسيط تام ( لاَ زِلْتَ تَعْلُو وَإِنْ حُسَّادُكَ اكْتَأَبُوا ** أوْ يبلغَ الحظ ما يقضي بهِ الحسبُ ) ( وإنْ يكنْ ما بلغتَ اليومَ مذهلهمْ ** فإنهُ دونَ ما ترجو وَ ترتقبُ ) ( تُعْلِي الْمَنازِلُ قَوْماً قَبْلَهَا خَمَلُوا ** وَأنتَ منْ لمْ تزلْ تعلو بهِ الرتبُ ) 4 ( إنْ لمْ تكنْ للنجومِ النيراتِ أخاً ** فَأَنْتَ غَيْرَ مُنَاوىً جَارُهَا الْجُنُبُ ) 5 ( إنَّ الجلالةَ منْ أفعالكَ انتقلتْ ** فَإِنْ خُصِصْتَ بِأَوْفَاهَا فَلاَ عَجَبُ ) 6 ( فليدرِ منْ ظلَّ مشغوفاً بها علقاً ** أنَّ النباهةَ علقٌ ليسَ يغتصبُ ) 7 ( فإنَّ دونَ المعالي شقةً بعدتْ ** بِهَا الْمَشَقَّةُ دُونَ الْفَوْزِ وَالشَّجَبُ ) 8 ( لَمَّا اصْطَفَاكَ لَهُ الَمَلِكُ الأَعَزُّ حِمَىً ** حَبَاكَ مَايَصْطَفِي مِنْهَا وَيَنْتَخِبُ ) 9 ( حباءَ منْ يهبُ الدنيا بأجمعها ** وَلاَ يُصَادَفُ مُعْتَدَّاً بِمَا يَهَب )0 ( وَمُذْ دَعَاكَ إِمَامُ الْعَصْرِ عُدَّتَهُ ** عادتْ سراعاً على أعقابها النوبُ )
____________________
(1/67)
1( وَقولهُ عدتي دونَ الورى صفةٌ ** وَإنْ تظنى جهولٌ أنها لقبُ )( وَهلْ تحلتْ رياضٌ غبَّ ماطرةٍ ** بِمِثْلِ مَا حُلِّيَتْ مِنْ وَصْفِكَ الْكُتُبُ )( أَعْظِمْ بِهَا كُتُباً جَاءَتْكَ حَائِزَةً ** مناقباً كثرتْ ما حازتِ الكتبُ )4 ( وَسربلتكَ ثناءً جلَّ موقعهُ ** عما كستكَ ثياباً عمها الذهبُ )5 ( هذي تعاودُ أسمالاً إذا ابتذلتْ ** حيناً وَتلكَ على طولِ المدى قشبُ )6 ( لما تضايقَ بالجيشِ الفضاءُ ضحىً ** بَثَثْتَ في الْجَوِّ جَيْشَاً مَالَهُ لَجَبُ )7 ( وَما رأينا سماءً قبلَ يومكَ ذا ** في أفقها الطيرُ وَالآسادُ تصطحبُ )8 ( غَابٌ تَلُوحُ بِأَعْلاَهُ ضَرَاغِمُهُ ** فَوَاغِراً أَبَداً لَمْ تَدْرِ مَا السَّغَبُ )9 ( مستعلياتٌ لها منْ فضةٍ قصبٌ ** يُقِلُّهَا وَلَهَا مِنْ عَسْجَدٍ أُهُبُ )0 ( وَقدْ أظلتكَ لما سرتَ أربعةٌ ** قلبُ الغزالةِ إعظاماً لها يجبُ )
____________________
(1/68)
2( تعلو بأقربها عهداً بمنْ شرفتْ ** بِذِكْرِهِ سُوَرُ الْقُرْآنِ وَالْخُطَبُ )( سمتْ إلى حيثُ قوسُ المزنِ فاعتصمتْ ** بِبَعْضِهِ وَلَهَا مِنْ بَعْضِهِ عَذَبُ )( وَتَسْتَقِلُّ بِمَاءٍ مَالَهُ حَبَبٌ ** وتَسْتَظِلُّ بِنارٍ مَالَهَا لَهَبُ )4 ( فإنْ بدتْ في سوادِ النقعِ طالعةً ** وَأنتَ وَابناكَ قبلَ السبعةُ الشهبُ )5 ( كأنما التبرُ بحرٌ فاضَ فاعترفتْ ** مِنْهُ الْكُسى وَالْعِتَاقُ الْقُبُّ وَالْقُبَبُ )6 ( وَكُلُّ مَاضِ تَدِينُ الْمُرْهَفَاتُ لَهُ ** تجنى السلامةُ منْ حديهِ وَالعطبُ )7 ( إِذَا عَلاَهُ نَجِيعٌ فَوْقَ جَوْهَرِهِ ** في مأزقٍ خيلَ خمراً فوقها حببُ )8 ( قلدتموها على علمٍ بأنكمُ ** ذَوُو الْقُلُوبِ الَّتي مَا حَلَّهَا رُعُبُ )9 ( وَأنكمْ موردوها كلَّ يومِة غىً ** مِنْ قَبْلِ أَنْ تَرِدَ الْخَطِّيَةُ السُّلُبُ )0 ( وَإِنْ تَقَلَّدتُمُوهَا وَهْيَ نَاصِلَةٌ ** فإنها منْ دمِ الأعداءِ تختضبُ )
____________________
(1/69)
3( وَقدْ فرعتَ بهذا الدستِ منزلةً ** نصيبُ شانيكَ منها الهمُّ وَالتعبُ )( إِذَا الْمُلُوكُ إِلى لَذَّاتِهَا جَنَحَتْ ** وَشَارَكَ الْجِدَّ في أَفْعَالِهَا اللَّعِبُ )( فَلَنْ تَزَالَ بِحَسْمِ الظُّلْمِ في شُغُلٍ ** عما دعاكَ إليهِ الظلمُ وَالشببُ )4 ( لئنْ غضبتَ لسومِ الخسفِ حينَ رضوا ** لقدْ رضيتَ بحكمِ الجودِ إذْ غضبوا )5 ( في دولةٍ بكَ نالتْ فوقَ بغتيها ** في منْ عصى فعصا أعدائها شعبُ )6 ( فأنتَ معتزها وَابناكَ منجبها ** وَنَصْرُهَا وَلَكَ الْعَضْبُ الهُمَامُ أَبُ )7 ( لئنْ أفادا علواً في بعادهما ** فالمسكُ يزدادُ قدراً حينَ يغتربُ )8 ( لاَ يطعمنَّ نبيهٌ في مكانهما ** فَمَا الْمَجَرَّةُ مِمَّنْ رَامَهَا كَثَبُ )9 ( الْجَائِدَانِ إِذَا مَا ضَنَّتِ السُّحُبُ ** وَالذائدانِ إذا ما كلتِ القضبُ ) 40 ( بَنِي أَبِي صَالِحٍ مَازَالَ عِنْدَكُمُ ** مُذْ كُنْتُمُ الرَّغَبُ الْمَعرُوفُ وَالرَّهَبُ )
____________________
(1/70)
4( أَلسْتُمُ مَعْشَراً يَنْأَى إِذَا بعُدُوا ** حُسْنُ الْفِعَالِ وَيَدْنُو كُلَّمَا قَرُبُوا ) 4( إِذَا وُجُوهُهُمُ بِالْعِثْيَرِ أنْتَقَبَتْ ** بَدَا الْمَضَاءُ الَّذي مَا دُونَهُ نُقُبُ ) 4( طِبْتُمْ فَطابُ حَديثٌ تُوصَفُونَ بِهِ ** مُكَرَّراً ذِكْرُهُ ما كَرَّتِ الحُقُبُ ) 44 ( وَالمادحونَ على أبوابكمْ حزقاً ** لِقَوْلِ حُسَّادِكُمْ لِلْمادِحِ السَّلَبُ ) 45 ( تَسْمُو الإِمَارَةُ إِذْ تُعْزى إِلَيْكَ كَما ** تسمو تميمُ بنُ مرًّ حينَ تنتسبُ ) 46 ( وَبَعْدَ بَيْتِ رَسُولِ اللّهِ ما فَخَرَتْ ** بِمِثْلِ بَيْتِكَ لاعُجْمٌ وَلا عَرَبُ ) 47 ( بيتٌ لهُ العزُّ أرضٌ وَالإباءُ سماً ** وَالْبَاتِراتُ عِمادٌ وَالنَّدى طُنُبُ ) 48 ( حماهُ منْ دارمٍ في كلَّ معتركٍ ** غُلْبٌ عَلَى الْمَجْدِ والْعَلْيَاءِ قَدْ غَلَبوا ) 49 ( لَمَّا أَبَوْا دَرَّ أَخْلافِ اللِّقَاحِ قِرىً ** بَاتَتْ لَدَيْهِمْ مِنَ الأَوْدَاجِ تُحْتَلَبُ ) 50 ( وَإنْ غنيتَ بما أثلتَ منْ شرفٍ ** عَنْ ذِكْرِ ما أَثَّلَتْ آبَاؤُكَ النُّجُبُ )
____________________
(1/71)
5( فالمرءُ إنْ لمْ تقدمهُ مآثرهُ ** لَمْ يُعْلِهِ نَسَبٌ زَاكٍ وَلا نَشَبُ ) 5( أَمّا دِمَشْقُ فَقَدْ أَسْلَفْتَ نُصْرَتَها ** في سالفِ الدهرِ إذْ أنصارها غيبُ ) 5( غَابُوا بِأَسْرٍ وَقَتْلٍ وَانْتِجاعِ عِدىً ** وَأنتَ وحدكَ فيها جحفلٌ لجبُ ) 54 ( حَامَيْتَ عَنْها مُحَامَاةَ الْمَليكِ لَها ** فَهَلْ زَمَانَكَ هذا كُنْتَ تَرْتَقِبُ ) 55 ( فكنتَ أبعدَ خلقِ اللهِ منْ فرقٍ ** إِذا تَفارَقَتِ الأَسْيافُ وَالقُرُبُ ) 56 ( كَمْ خُضْتَ مِنْ دُونِها ناراً مُضَرَّمَةً ** مَا خَاضَها مِنْ لَهُ في نَفْسِهِ أَرَبُ ) 57 ( وَكمْ نطقتَ بفصلِ القولِ مرتجلاً ** وَالبيضُ في قممِ الأبطالِ تصطحبُ ) 58 ( فمنْ بيانكَ ماءُ الفضلِ منهمرٌ ** وَمنْ بنانكَ ماءُ الجودِ منسكبُ ) 59 ( والْمَجْدُ إِنْ كانَ في الأَقْوامِ مُكْتَسَباً ** فإنهُ فيكَ مولودٌ وَمكتسبُ ) 60 ( سطوتَ فاستصغرَ الأنجادُ ما قهروا ** وجدتَ فاستزرَ الأجوادُ ما وهبوا )
____________________
(1/72)
6( مَكارِمٌ بَزَّتِ الرُّكْبَانَ رَأْفَتَهَا ** باليعملاتِ فما تثنى لها ركبُ ) 6( وَصَيَّرَتْ قَصْرَكَ الْعَافُونَ مَوْطِنَهُمْ ** إذا مضتْ عصبٌ منها أتتْ عصبُ ) 6( إِذا الْوَسَائِلُ عِيفَتْ عِنْدَ مَنْ قَصَدُوا ** شربتَ ما صرفوا منها وَما قطبوا ) 64 ( وَإِنْ أَتَتْكَ كُؤُوسُ الْحَمْدِ مُتْرَعَةً ** لَمْ تَأْتِهِمْ نُخَبٌ مِنْهَا وَلا نُغَبُ ) 65 ( شَرُفَتْ نَفْساً فَأَحْسَنْتَ الْخِيَارَ لَهَا ** فالمالُ محتقرٌ وَالحمدُ محتقبُ ) 66 ( وَلَسْتَ تَذْخَرُ مِمّا أَنْتَ كَاسِبُهُ ** إلاَّ كما ذخرتْ منْ مائها السحبُ ) 67 ( لقدْ أتاحَ غياثُ المسلمينَ لهمْ ** منكَ الشفاءَ الذي ما بعدهُ وصبُ ) 68 ( فَدَامَ سُلْطَانُ تَاجِ الأَصْفِيَاءِ وَلاَ ** زَالَتْ عَنِ الْخَلْقِ مَا خَافُوا وَمَا رَغِبُوا ) 69 ( يَدٌ لِمُعْتَزِّهَا مِنْ مَنْعِهَا حَرَمٌ ** كَمَا لِمُعْتَرِّهَا مِنْ بَذْلِهَا نَشَبُ ) 70 ( نوالها كهتونِ الغيثِ منتجعٌ ** وَمَا حَمَتْ كَعَرِينِ اللَّيْثِ مُجْتَنَبُ )
____________________
(1/73)
7( فلا غدتْ نائباتُ الدهرِ رائعةً ** رَعِيَّةً كُشِفَتْ عَنْهَا بِكَ الْكُرَبُ ) 7( وَلاَ ألمَّ بكَ المكروهُ في قمرٍ ** زالتْ بمطلعهِ عنْ قلبكَ الريبُ ) 7( أَنّى وَأَوْبَتُهُ لِلصَّوْمِ مُوجِبَةٌ ** وَوَجْهُهُ كَهِلاَلِ الْفِطْرِ مُرْتَقَبُ ) 74 ( وَمَا تَحَايَدَتُ عَنْ ظِلٍّ نَشَأْتُ بِهِ ** وَلاَ انقطعتُ لأني عنكَ منجذبُ ) 75 ( بلْ شئتُ إعلامَ منْ تندى بمسألةٍ ** يَدَاهُ أَنَّ نَدَاكَ الْغَمْرَ يَقْتَضِبُ ) 76 ( جودٌ هربتُ بآمالي فأدركها ** فالحمدُ للهِ إذْ لمْ ينجني الهربُ ) 77 ( وَلوْ أفضتُ حياتي للثناءِ بهِ ** لما نهضتُ بمعشارِ الذي يجبُ ) 78 ( فكلُّ ربَّ جميلٍ جرهُ سببٌ ** فِدَاءُ بَادٍ بِنُعْمَى مَا لَهَا سَبَبُ ) 79 ( لِيَثْنِ عَنِّي صُرُوفَ الدَّهْرِ رَاغِمَةً ** أني علقتُ بحبلٍ ليسَ ينقضبُ ) 80 ( وَقَدْ تَحَقَّقْتُ قِدْماً أَنَّ مَأْرُبَتِي ** تقضي وَما عضَّ فيها غارباً قتبُ )
____________________
(1/74)
8( فانظرْ لمنْ مالهُ في الحرصِ مضطربٌ ** نَزَاهَةً وَلهُ في الأَرْضُ مُضْطَّرَبُ ) 8( لِمُصْعَبٍ يَطَّبِيهِ الْعِزُّ يُحْرِزُهُ ** والْخَصْمُ يُعْجِزُهُ لاَ الْمَاءَ وَالْعُشُبُ ) 8( إني غذا شئتُ أنْ يرتاحَ ذو كرمٍ ** أَدَرْتُ رَاحاً أَبُوهَا الْفِكْرُ لاَ الْعِنَبُ ) 84 ( وَلاَ اعتدادَ بما أهديتُ منْ مدحٍ ** وَإنْ تخيرها حبيكَ وَالأدبُ ) 85 ( إنَّ الفعالَ الذي ما شابهُ كدرٌ ** شادَ المقالَ الذي ما شابهُ كذبُ )
____________________
(1/75)
البحر : طويل ( كِلاَنا إِذَا فَكَّرْتَ فِيهِ عَلَى شَفا ** وَقَدْ مَرَّ فِي التَّعْلِيلِ وَالْمَطْلِ ما كَفا ) ( وإنِّي لأخفي ما لقيتُ صيانةً ** لعرضكَ فامننْ قبلَ أنْ يبرحَ الخفا ) ( سالك لاَ تُرْكِنْ إِلَيْهِ فَلَوْ صَفا ** لَكَ الدَّهْرُ كَالْعَهْدِ الْقَدِيمِ لَما صَفا ) 4 ( تحكَّمَ في دارِ الوكالةِ فانبرتْ ** بغاراتهِ قاعاً كما شاءَ صفصفا ) 5 ( فَأَفْقَرَ وَاسْتَغْنى وما كَفَّ شَرَّهُ ** وحازَ تراثَ العالمينَ وما اكتفا ) 6 ( أَضافَتْ لَهُ تِلْكَ الإساءَةُ وَحْشَةً ** مخافةَ أنْ يجزى بما كانَ أسلفا ) 7 ( وَقَدْ بانَ في الْحَوْماهِ والْجاهِ قِدْحُهُ ** فَلا يَلْغَ مَنْ لاَ يَقْوَ إِلاَّ لِتَضْعُفا ) 8 ( تَعَمَّدَني بِالْجَوْرِ كَيْ يَسْتَفِزَّني ** فَلاَ كانَ مَا يَرْجُو لَدَيَّ وَلاَ اشْتَفَا ) 9 ( وَسَوَّفَنِي حِيناً إِلى أَنْ شَكَوْتُهُ ** عَلَى أَنَّني لَمْ أَلْقَ إِلاَّ مُسَوِّفا )0 ( إذا عدمَ الإحسانُ عندكَ لم نجدْ ** أخا سنًّةٍ في العدلِ والجودِ يقتفا )
____________________
(1/76)
1( إمامُ كرامِ العصرِ أنتَ فلا تجرْ ** عنِ القصدِ إنْ جارَ الزَّمانُ وإنْ وفا )( ولا تنسى أقوالاً بشكركَ لمْ يزلْ ** يبوحُ وأشعاراً لمجدكَ تصطفا )( وكنْ راحماً منْ يبتغي ردَّ مالهِ ** أَذَلَّ مِنَ الْمُسْتَرْفَدِي النّاسِ اوقفا )
____________________
(1/77)
البحر : بسيط تام ( بكَ اقتضى الدينُ ديناً كانَ قدْ وجبا ** وَأَنْجَزَ اللّهُ وَعْداً كانَ مُرتَقَباً ) ( فعاودَ الجدبُ خصباً وَالمباحُ حمىً ** وَالأَمْنُ مُسْتَوطِناً وَالْخَوْفُ مُغْتَرِباً ) ( أنارَ رأيكَ وَالأيامُ داجيةٌ ** فأشرقتْ وَجلاَ تأثيركَ الكربا ) 4 ( قرنتَ نوراً وَتأثيراً بمنزلةٍ ** لاَ ترْتَقى فَثَمَنْتَ السَّبْعَةَ الشُّهُبا ) 5 ( ذُدْتَ الأُلى قَهَرُوا الأَمْلاَكَ وَانْتَزَعُوا ** ما استحقبتهُ بأطرافِ القنا حقبا ) 6 ( ضراغمٌ تفرسُ الأبطالَ شردها ** عما أرادتْ هزبرٌ يفرسُ النوبا ) 7 ( لقدْ حمى ملبداً أكنافَ غابتهِ ** فَمَا تَظُّنُّ بِهِ الأَعْدَاءُ لَوْ وَثَبا ) 8 ( جذَّ الرقابَ وَما إنْ سلَّ صارمهُ ** وَاستنزلَ الخطبَ مقهوراً وَما ركبا ) 9 ( وَأَمَّنَ النَّاسَ مَا خَافُوهُ مِنْ فِتَنٍ ** ضَاقَ الزَّمَانُ بِأَدْنَاهَا وَإِنْ رَحُبا )0 ( لَمْ تُغْنِ فِيهَا عَنِ الْمُثْرِينَ ثَرْوَتُهُمْ ** بَلْ ذُو الْحَلِيَلَةِ مِنْهُمْ يَحْسُدُ الْعَزَبا )
____________________
(1/78)
1( فكيفَ كشفتَ محجوباً حنادسها ** وَالبدرُ لا يكشفُ الظلماءَ محتجبا )( وَلوْ يكونونَ أكفاءً برزتَ لهمْ ** بُرُوزَ جَدِّكَ لَمَّا نَكَّسَ الصُّلُبا )( لكِنْ قَعَدْتَ وَأَغْرَيْتَ الْخُطُوبَ بِهِمْ ** مُذَلِّلاً مِنْ صُرُوفِ الدَّهْرِ مَا صَعُبا )4 ( فِي أَيِّ يَوْمِ نِزَالٍ حَارَبُوكَ فَمَا ** دارتْ كؤوسُ المنايا فيهمُ نخبا )5 ( حتى مضى ملكهمْ يشكو وغىً بلغتْ ** فيهِ رضاكَ وَلمْ يبلغْ بها أربا )6 ( شَكْوى الْجَرِيحِ الَّذِي أَعْيَتْ سَلاَمَتُهُ ** لاَ مثلَ ما يتشكى الغاربُ القتبا )7 ( وَما نجا تركمانٌ إذْ ندبتَ لهُ ** مِنْ عَامِرٍ عُصَباً أَعْزِزْ بِهَا عُصَبَا )8 ( وَلَوْ تَمَهَّلَ مُرْدِيهِ أَتَوْكَ بِهِ ** إتيانَ جنَّ سليمانٍ بعرشِ سبا )9 ( وافى بلادكَ مغتراً بمالكها ** جهلاً وحيناً فلاقى دونها العطبا )0 ( وَكانتِ التركُ بالأعرابِ جاهلةً ** حتى أتحتَ لها أنْ تعرفَ العربا )
____________________
(1/79)
2( لاَقَوْهُمُ بِرِمَاحٍ طَالَمَا انْحَطَمَتْ ** وَاسْتَخْلَفَتْ في الْعِدى الْهِنْدِيَّةَ الْقُضُبا )( وَما ثَنَاها وَإِنْ أَغْمَادُها خَلِقَتْ ** صوارمٌ حليتْ أغمادها ذهبا )( جحافلٌ قيضَ اللهُ البوارَ لها ** منْ نكبَ الحقَّ في أحكامهِ نكبا )4 ( وَلمْ يفتْ منهمُ إلاّ أغيلمةٌ ** نَجَتْ بِهِمْ مُقْرَباتٌ تَحْمِلُ الأُرَبا )5 ( تنعى إلى القومِ منْ ظنوا بمقدمهِ ** والْبَغْيُ مَصْرَعُهُ أَنْ يَمْلِكُوا حَلَبا )6 ( غرابُ بينٍ صموتٌ قبلَ مقتلهِ ** حتى إذا ما أتاهُ حينهُ نعبا )7 ( رَجَوْا بِهِ الْغَايَةَ الْقُصْوى فَلا عَجَبٌ ** أنِ استطارتْ عصاهمْ بعدهُ شعبا )8 ( كَأَنَّ أَنْفُسَهُمْ أَتْباعُ مُهْجَتِهِ ** وَصِدْقَ إِقْدامِهِمْ مِنْ بَعْضِ ماسُلِبَا )9 ( و لنَّارُ تَخْبُو إذَا مَا غَابَ مُوقِدُهَا ** وَالزندُ إنْ لمْ يعنهُ القادحونَ كبا )0 ( فليتركِ البأسُ للأولى بنسبتهِ ** فالبأسُ لا شكَّ كعبيٌّ إذا انتسبا )
____________________
(1/80)
3( إنْ ضيعوا الحزمَ لما نازلوا حلبا ** فَقَدْ أَصَابُوهُ لَمَّا أَزْمَعُوا هَرَبا )( غَدَاةَ وَلَّوْا عَلَى جُرْدٍ تَشُدُّ بِهِمْ ** وَهُمْ يَظُنُّونَ خَوْفاً شَدَّها خَبَبا )( عَنْ هَيْبَةٍ لَكَ لَمْ تُؤْمَنْ بَوائِقُها ** لوْ أنها في الزلالِ العذبِ ما شربا )4 ( دُونَ الْغَنِيمَةِ أَهْوالٌ تُكَدِّرُها ** وَفي الْهَزيمَةِ مَنْجاةٌ لِمَنْ هَرَبا )5 ( طودٌ منَ العزَّ ما زالتْ تهبُّ بهِ ** رياحُ عزمكَ حتى صيرتهُ هبا )6 ( سموا إلى مرتقىً صعبٍ فعاقهمُ ** جدٌّ رأوا جدهمْ في جنبهِ لعبا )7 ( وَ النجمُ ليسَ بمعلٍ نجمَ صاحبهِ ** مالَمْ يُؤَيِّدْهُ جِدٌّ يَخْرُقُ الْحُجُبا )8 ( جَماعَةٌ عَدِمَتْ دُنْيا وَآخِرَةً ** مَاكُلُّ مَنْ سَاءَ مَحْياً ساءَ مُنْقَلَبا )9 ( وَحَيْثُ حَلَّتْ فَما تَنْفَكُّ تُطرِقُها ** جَيْشاً مِنَ الرُّعْبِ لَمْ تَسْمَعْ لَهُ لَجَبا ) 40 ( كففتَ عنهمْ وَلوْ شئتَ اجتياحهمُ ** لمْ تتركْ منهمُ رأساً وَ ذنبا )
____________________
(1/81)
4( فهلْ تعمدتَ بقيا أمةٍ شهدتْ ** ثباتَ جأشكَ حتى تنذرَ الغيبا ) 4( إنْ أقلعتْ غيرُ الأيامِ راغمةً ** فَبَعْدَ أَنْ أَكْثَرَتْ مِنْ صَبْرِكَ الْعَجَبَا ) 4( لمْ يطرقوا الشامَ إلاَّ بعدَ أنْ جمعوا ** مِنَ العَشِيرَةِ مُخْتاراً وَمُغْتَصَبا ) 44 ( مكايدٌ أوهمتهمْ أنْ تكادَ بها ** كانتْ لآسادهمْ عندَ النزالِ زبا ) 45 ( وَنارُ حربٍ شووا فيها الورى زمناً ** فحينَ قارعتهمْ صاروا لها حطبا ) 46 ( بأيما سببٍ تخشى سعادتهمْ ** أَنّى وَقَدْ ذَهَبَتْ في ضِمْنِ ما ذَهَبا ) 47 ( أَبِالسُّيُوفِ الَّتي فَلَّلْتَ قَاطِعَها ** أمْ بالقلوبِ التي أسكنتها الرعبا ) 48 ( لولاَ كلابٌ لما جاستْ جيوشهمُ ** هذِي البِلادَ وَلاَ مَدُّوا بِهَا طُنُبا ) 49 ( رَامُوا الْمَوَدَّاتِ مِنْ أَعْدَى عُداتِهِمُ ** وَذَاكَ رَأْيٌ إِلى غَيْرِ الصَّوابِ صَبا ) 50 ( فقارعوا عارضاً عمتْ مواطرهُ ** وَيَمَّمُوا لَمْعَ بَرْقٍ طَالَما كَذَبا )
____________________
(1/82)
5( كَطَارِدٍ إِبْلَهُ والأْرْضُ مُخْصِبَةٌ ** يَبْغِي سِبَاخاً يُرَجِّي عِنْدَهَا العُشُبا ) 5( حَتّى إِذَا كَذَبَتْ فِيهِمْ ظُنُونُهُمُ ** فَاؤُا إِلَيْكَ بِظَنٍّ جَانَبَ لْكَذِبا ) 5( فردَّ قربكَ عزاً كانَ منتزحاً ** عنهمْ وَأطلعَ نجماً كانَ قدْ غربا ) 54 ( حلوا بهِ الذروةَ العليا وَعاضهمُ ** مِنَ النَّبُوِّ مَضَاءً وَالوِهَادِ رُبا ) 55 ( وَصَادَفُواوَلَداً بَرَّاً بِكَهْلِهِمُ ** وَلللمراهقِ منهمْ والداً حدبا ) 56 ( مِنْ يُجْزِلُ العُرْفَ إِذْ يَرْجُونَهُ رَغَباً ** وَيَبْذُلُ الْعَفْوَ إِذْ يَخْشَوْنَهُ رَهَبا ) 57 ( إِذَا وَحى الْحِقْدُ والشَّحْنَاءُ مَا اجْتَرَمُوا ** مَحَا تَجَاوُزُهُ وَالصَّفْحُ مَا كَتَبا ) 58 ( وَإنْ سطا فالمنايا بعضُ أسهمهِ ** وِإِنْ عَفَا خِلْتَهُ لاَ يَعْرِفُ الْغَضَبا ) 59 ( منْ ردَّ ميتَ المنى حياً وَذاويها ** غَضّاً وَلاَءَمَ شَعْبَ الْمُلْكِ فَانْشَعَبا ) 60 ( رَبُّ الْعَزَائِمِ لَوْ كَانَتْ مُجَسَّمَةً ** لَظَنَّهَا كُلُّ طَرْفٍ نَاظِرٍ شُهُبا )
____________________
(1/83)
6( تَزْدَادُ إِنْ قَصَّرَ الْخَطِّيُ عَنْ غَرَضٍ ** طُولاً وَتَمْضِي إِذَا حَدُّ الْحُسَامِ نَبا ) 6( حلَّ السماكَ وَما حلتْ تمائمهُ ** عنْ جيدهِ وَحبا العافينَ منذُ حبا ) 6( إِنْ صَالَ كَفَّ الَّليَالي عَنْ إِرَادَتِها ** قَهْراً وَإِنْ قالَ طَالَ الأْلْسُنَ الذُّرُبا ) 64 ( حوى منَ الفضلِ مولوداً بلا تعبٍ ** أَضْعافَ ما أَعْجَزَ الطُّلاّبَ مُكْتَسَبا ) 65 ( صغا إليهِ إلى أنْ صارَ موطنهُ ** فَلَوْ عَدَاهُ وَلَنْ يَعْدُوهُ ما اغْتَرَبا ) 66 ( وأظْهَرَتْ غامِضَ الْمَعْنى بَديهَتَهُ ** ففاتَ منْ أتعبَ الأفكارَ مقتضبا ) 67 ( وراءكَ الخلقُ في فضلٍ وَفي كرمٍ ** فَقُلْ لِسَعْيِكَ مَهْلاً تَرْبَحِ التَّعَبا ) 68 ( وَقِفْ لِذا الأَمَدِ الأْقْصى فَإِنَّكَ مَنْ ** حوى منَ المجدِ أضعافَ الذي طلبا ) 69 ( مجدٌ تفردتَ يا عزَّ الملوكِ بهِ ** للحمدِ مجتنياً للذمَّ مجتنبا ) 70 ( إِنَّ الإِلهَ حَباكَ الْمُلْكَ مَوْهِبَةً ** مِنْهُ وَلَنْ يَسْتَرِدَّ اللّهُ ما وَهَبا )
____________________
(1/84)
7( إنْ عنَّ ذكركَ في بدوٍ وَفي حضرٍ ** فدأبهمْ غضُّ أبصارٍ وَفضُّ حبا ) 7( فَأَذْعَنَ الدَّهْرُ حّتَّى ما أَتَيْتَ أَتى ** وَما أبيتَ وَإنْ سيئتْ عداكَ أبا ) 7( إِنّي أَنَخْتُ رِكابي في ذَرى مَلِكٍ ** لَمْ يُبْقِ لِي في بِلادِ اللّهِ مُضْطَّرَبا ) 74 ( ما شابَ إنعامهُ منٌّ وَلا عدةٌ ** تجرُّ مطلاً فلولا البشرُ ما قطبا ) 75 ( طَلْقُ الْمُحَيَّا إِذا ما زُرْتَ مَجْلِسَهُ ** حزتَ العلى وَالغنى وَالجاهَ وَالأدبا ) 76 ( ما زالَ يَسْمَعُ أَشْعارِي وَيَمْدَحُهَا ** حتى عددتُ عطاياهُ الجسامَ ربا ) 77 ( لا أستزيدكَ نعمى بعدَ وصفكَ لي ** حسبي انتهائي إلى هذا المدى حسبا ) 78 ( ترحتَ فضلاً وَإفضالاً فلا برحتْ ** تزينُ أوصافكَ الأشعارَ وَالخطبا ) 79 ( فَخْرُ الْمَدائِحِ أَنْ تُهْدَى إِلَيْكَ كَما ** فَخْرُ الْفَضائِلِ أَنْ تُدْعى لَهُنَّ أَبَا )
____________________
(1/85)
البحر : وافر تام ( لَقَدْ أَدْنَتْ لَكَ الْبَلَدَ السَّحِيقا ** فهلْ كانتْ خيولاً أمْ بروقا ) ( وَهَلْ مَنْ قَلَّدَ الْخَيْلَ الْمَخالِي ** كَمَنْ جَعَلَ الشَّكِيمَ لَها عَلِيقا ) ( سرتْ مقورَّةً تجلو الدَّياجي ** بأروعَ يلبسُ اللَّيلَ الشُّروقا ) 4 ( أثرنَ عجاجةً خيلتْ دخاناً ** وَخِيلَ سَنا الْحَدِيدِ بِها بُرُوقا ) 5 ( وبارينَ الرِّياحَ لكسبِ نصرٍ ** رجعنَ حواملاً منهُ وسوقا ) 6 ( وَما لِمُمَلَّكٍ فِي الْعِزِّ حَقٌّ ** إِذَا لَمْ يَسْتَرِدَّ كَذَا الْحُقُوقا ) 7 ( لأسرعتَ انصلاتاً واعتزاماً ** وفخرُ السَّيفِ أنْ يلفى دلوقا ) 8 ( نُصِرْتَ وَكُنْتَ أَوْفى النّاسِ رِبْحاً ** أَوَانَ تُقيِمُ لِلْهَيْجاءِ سُوقا ) 9 ( ولاقتْ طيِّءٌ ضرباً دراكاً ** أَطارَ طُلىً وَأَذْرِعَةً وَسُوقا )0 ( رَمَيْتَهُمُ بِعَزْمٍ لَوْ تَحَدّى ** حَدِيدَ السُّدِّ جاوَزَهُ مُرُوقا )
____________________
(1/86)
1( وعزمٍ ناصريٍّ بثَّ فيهمْ ** فيالقَ غادرتْ هاماً فليقا )( وَظَنُّوا الْعَزْمَ ضَحْضاحاً بَكِياًّ ** فكانَ ليحنهمِ بحراً عميقا )( وَقَدْ زَأَرَتْ أُسُودُهُمُ فَلَمَّا ** دَنَوْتَ غَدَا زَئِيرُهُمُ شَهِيقا )4 ( وَوَلَّوْا عَنْ حَرِيمِهِمُ فِرَاراً ** فكنتَ بصونِ منْ تركوا حقيقا )5 ( ولولا أنْ كففتَ الجيشَ عنهُ ** لسيقَ معَ السَّوامِ غداةَ سيقا )6 ( فَأَلْحَقْتَ الْمَتالِيَ بِالْعَذَارى ** وَكَثَّرْتَ الأطَيْفالَ الرَّقِيقا )7 ( وَلَوْ لَمْ تَقْفُ رَأْياً حَيْدَرِيّاً ** لمَّا أوصلتهمْ إلاَّ العقيقا )8 ( وَقَدْ وَرَدَتْ رِماحُ الْخَطِّ مِنْهُمْ ** مَوَارِدَ لَمْ تَدَعْ بِالْقَوْمِ مُوقا )9 ( قَناً تَمْضِي مُصَمِّمَةً فَتَقْضِي ** لسكرانِ الغوايةِ أنْ يفيقا )0 ( وَقَدْ صَدَرَتْ تَمايَلُ كَالنَّشاوى ** فَهَلْ سُقِيَتْ نَجيِعاً أَوْ رَحِيقا )
____________________
(1/87)
2( أتيتهمُ بما كرهوا نهاراً ** إِباءً أَنْ تُوَافِيَهُمْ طُرُوقا )( لئنْ وجدوا الثباتَ لهمْ عدوّاً ** لَقَدْ وَجَدُوا الْفِرَارَ لَهُمْ صَدِيقا )( لَقَدْ ذَكَرُوا عَلَى جَرَشٍ طِعاناً ** بِلُوبِيّةٍ بَلَوْكَ بِهِ خَليِقا )4 ( وما سبقوا الحمامَ هناكَ إلاَّ ** كَما سَبَقَ الْحَمامُ السَّوذَنيِقا )5 ( وَلَوْ ثَبَتُوا فَوَاقاً لِلْمَواضِي ** ولمْ يتيقَّنوا الخبرَ الصَّدوقا )6 ( جَعَلْتَ حَصى بِلاَدِهِمُ عَقيِقاً ** بِما سَفَكَتْ وَتُرْبَتُها خَلُوقا )7 ( وَهَلْ في أَرْضِهِمْ إلاَّ فَرِيقٌ ** يُحَدِّثُ بِالَّذِي لاقَى فَرِيقا )8 ( أتيتَ لتقتضي حقّاً مبيناً ** هناكَ فكانَ باطلهمْ زهوقا )9 ( أَبَتْ لَكَ أَنْ تُسامَ الْخَسْفَ نَفْسٌ ** إلى غَيْرِ الْفَضائِلِ لَنْ تَتُوقا )0 ( ومحميةٌ أبتْ إلاَّ انتقاماً ** وقهراً إذْ أبوا إلاَّ فسوقا )
____________________
(1/88)
3( وإنْ قطعوا طريقاً بعدَ هذا ** فَقَدْ عَرَفُوا إِلى الْحَتْفِ الطَّرِيقا )( وإِنْ لَزِمُوا المُرُوق وَذَا مُحالٌ ** فقدْ عرفتْ دماؤهمُ المريقا )( أَبَيْتَ سِوى صَرِيحِ الْعِزِّ غُنْماً ** وَغَيْرُكَ غانِمٌ غَنَماً وَنُوقا )4 ( شَنَنْتَ عَلَيْهِمُ شَعْوَاءَ أَبْقَتْ ** لِكُلٍّ مِنْهُمُ قَلباً خَفُوقا )5 ( ستُنسي راعيَ النَّعمِ الحداءَ ال ** حَنِينَ وَرَاعِيَ الشَّاءِ النَّعِيقا )6 ( وَإِنْ غَادَرْتَ صَبْرَهُمُ أَسِيراً ** فَقَدْ غَادَرْتَ رُعْبَهُمُ طَلِيقا )7 ( تزاحمهمْ إذا سلكوا فضاءً ** فكيفَ بهمْ إذا سلكوا مضيقا )8 ( وَإِنْ ضَاقَتْ بِلادُ اللّهِ جَمْعاً ** بِفَلِّهِمِ فَعَفْوُكَ لَنْ يَضِيقا )9 ( وَإِنَّكَ لَوْ مَنَعْتَ الدَّهْرَ شَيْئاً ** لأضْحى عَنْ تَنَاوُلِهِ مَعُوقا ) 40 ( وكنتَ إذا علىً بعدتْ منالاً ** إلى غاياتها أبداً سبوقا )
____________________
(1/89)
4( أرى اسمَ الملكِ مشتركاً مشاعاً ** وَمَعْنَاهُ بِغَيْرِكَ لَنْ يَلِيقا ) 4( وَكَمْ جاوَزْتَ فِي طَلَبِ الْمعالِي ** طريقاً ما وجدتَ بهِ رفيقا ) 4( فياذا الصَّدرِ يزدادُ اتِّساعاً ** إِذَا ما ازْدَادَ صَدْرُ الدَّهْرِ ضِيقا ) 44 ( وَقَتْكَ مِنَ الرَّدى أَرْواحُ قَوْمٍ ** متى بخلوا بها بخلوا عقوقا ) 45 ( تخذتَ صلاحَ حالهمُ صبوحاً ** وَصَفْحَكَ عَنْ مُسِيئِهِمُ غَبُوقا ) 46 ( فَلوْ مُنِيَ الزَّمانُ بِما تُعانِي ** لما كانَ الزَّمانُ لهُ مطيقا ) 47 ( أدامَ اللهُ أيَّاماً جَنَينا ** بضافي ظلِّها العيشَ الأنيقا ) 48 ( وَزَادَ اللَّهُ قَدْرَ أَبِي عَلِيٍّ ** وَإِنْ رَغِمَتْ أَعادِيهِ بُسُوقا ) 49 ( فَما أَمَّ الْعِدى إِلاَّ مُشِيحاً ** ولا قصدَ الوغى إلاَّ مشوقا ) 50 ( فَدَامَ أَخاً شَقِيقاً لِلْمَعالِي ** وَدُمْتَ لَها أَباً بَرّاً شَفيِقا )
____________________
(1/90)
5( رَأَيْتُكَ دَوْحَةً طالَتْ فُرُوعاً ** وَطابَتْ مَنْبِتاً وَزَكَتْ عُرُوقا ) 5( فحبسٌ ذا الثَّناءُ عليكَ إنِّي ** وجدتكَ في محبَّتهِ عريقا ) 5( لَقَدْ شَجِيَتْ بِكَ الْحُسّادُ غَيْظاً ** فَلاَ بَرِحَ الشَّجى تِلْكَ الْحُلُوقا ) 54 ( ولا عريتْ ربوعكَ منْ مساع ** قَضَتْ لَكَ أَنْ تَفُوزَ وَأَنْ تَفُوقا )
____________________
(1/91)
البحر : كامل تام ( هَلْ لِلْخَلِيطِ الْمُسْتِقلِّ إِيَابُ ** أَمْ هَلْ لِأَيَّامٍ مَضَتْ أَعْقابُ ) ( سَرَتِ النَّوائِبُ عَنْكَ رَوْنَقَ مَنْ سَرى ** واسْتَحْقَبَتْ لَذَّاتِكَ الأَحْقْابُ ) ( ما بَالُ طَيْفِ الْمالِكيَّةِ مُعْرِضاً ** ولقدْ عهدنا طيفها ينتابُ ) 4 ( ألرقبةِ الواشينَ أوجسَ ريبةً ** فارتاعَ أمْ بودادنا يرتابُ ) 5 ( يَامَيُّ هَلْ لِدُنُوِّ دَارِكِ رَجْعَةٌ ** أَمْ لِلْعِتَابِ لَدَيْكُمُ إِعْتَابُ ) 6 ( لاَ أَرْتَجِي يَوْماً سُلُوّاً عَنْكُمُ ** هَيْهَاتَ سُدَّتْ دُونَهُ الأْبْوَابُ ) 7 ( أَوْصَابُ جِسْمِي مِنْ جِنَايَةِ بُعْدِكُمْ ** وَالصَّبْرُ صَبْرٌ بَعْدَكُمْ أَوْ صَابُ ) 8 ( دَامَتْ سَحَابَةُ تَحتَ ظِلِّ سَحَابَةٍ ** وَجَرى عَلَى دَارِ الرَّبَابِ رَبَابُ ) 9 ( وَسقى بقاعَ الجونِ جونٌ مرزمٌ ** ما للذهابِ الغمرِ عنهُ ذهابُ )0 ( فَلَقَدْ عَهِدْتُ بِهَا مَعَاهِدَ لِلصِّبَا ** مأهولةً تحتلها الأحبابُ )
____________________
(1/92)
1( وَأما وَما عهدوا إلينا إنهُ ** عهدٌ يحقُّ لحقهِ الإيجابُ )( لاَ خَامَرَ السُّلْوَانُ قَلْبَ مُتَيَّمٍ ** هَاجَتْ لَهُ فِي إِثْرِهِمْ أَطْرَابُ )( كاسٍ منَ الأسقامِ جرعَ للنوى ** كأساً لها ريقُ الحبابِ حبابُ )4 ( وَتَعَاوَرَتْهُ نَوائِبٌ بِنُيوبِها ** إنْ كلَّ نابٌ نابَ عنهُ نابُ )5 ( جَابَ الْفَيَافِي الْمُؤْيِدَاتِ وَآلُهُ ** آلٌ تَمَكَّنَ فِيهِ قَلْبٌ جَابُ )6 ( قَصَرَ الزَّمَانُ يَدِي وَطَالَتْ هِمَّتي ** فَالْعَزْمُ لِي دُونَ الرِّكَابِ رِكَابُ )7 ( لَمْ أُكْثِرِ الإْضْرَابَ عَنْ تَرْكِ الْعُلى ** إلاّض ليقعدَ دونيَ الأضرابُ )8 ( لا أَيْأَسُ الإْتْرَابَ مُذْ نَطَقَتْ بِهِ ** عِنْدَ الْمُظَفَّرِ أَنْعُمٌ أَتْرَابُ )9 ( مَلِكٌ إِذَا مَا الْجَوْدُ غَبَّ هُمُولُهُ ** فلديهِ جودٌ مالهُ إغبابُ )0 ( سهلتْ خلائقهُ لباغي نيلهِ ** لكِنَّهُنَّ عَلَى الْعَدُوِّ صِعَابُ )
____________________
(1/93)
2( تمضى الوسائلُ في ذارهُ لطالبٍ ال ** جَدْوى وَتُقْضى عِنْدَهُ الآرَابُ )( بِشْرٌ يُبَشِّرُ مَنْ يَرُومُ نَوَالَهُ ** وَالْبِشْرُ مِنْ قَبْلِ الثَّوَابِ ثَوَابُ )( ترجى مواهبهُ وَسضحي خوفهُ ** ولَهُ بِأَلبَابِ الْورى إِلْبَابُ )4 ( متباينُ الأوصافِ أما عرضهُ ** فَحِمىً وَأَمَّا مَالُهُ فَنِهَابُ )5 ( غَدَتِ الأْمَانِي وَالْمَنُونُ بِكَفِّهِ ** فَالأَرْيُ فِيها بِالسِّمامِ يُشَابُ )6 ( يقني وَيفني وعدهُ وَوعيدهُ ** لهذا جنىً عذبٌ وَذاكَ عذابُ )7 ( وَإِذا يُهابُ الْخَطْبُ عِنْدَ حُلُولِهِ ** فبهِ لدفعِ النائباتِ يهابُ )8 ( سَالٍ عَنِ البِيضِ الْحِسانِ فَمالَهُ ** إِلاَّ هَوى الْبِيضِ الْقَواضِبِ دَابُ )9 ( لَيْثٌ أَظافِرُهُ الأَسِنَّةُ وَالْقَنا ** عريسهُ وَلهُ الظبى أنيابُ )0 ( إنْ بانَ بانَ الموتُ في نظراتهِ ** أَوْ غَابَ فَالسُّمْرُ الشَّواجِرُ غَابُ )
____________________
(1/94)
3( خرقٌ إذا كتبتْ إليهِ كتيبةٌ ** مَرَقَتْ فَلَيسَ سِوى السُّيُوفِ جَوابُ )( وَإذا حمى الأصحابُ نفسَ مملكٍ ** فَبِسَيْفِهِ يَسْتَعْصِمُ الأْصْحابُ )( بفتى أميرِ المؤمنينَ وَسيفهِ ** عمرتْ بلادُ اللهِ وَهيَ خرابُ )4 ( نَزَلَتْ كِلاَبٌ بِالْجَنابِ وَأَتْهَمَتْ ** طَيٌّ وَعَزَّتْ في ذَراهُ جَنابُ )5 ( وَلِمُصْطَفى الْمُلْكِ اعْتِزامُ الْمُصْطَفى ** لَمَّا أَحَاطَ بِيَثْرِبَ الأْحْزابُ )6 ( فتحانِ يومَ الأربعاءِ كلاهما ** للكفرِ عنْ حرمِ الهدى إذهابُ )7 ( يومانِ للإسلامِ عزَّ لديهما ** دينُ الإلهَ وَذلتِ الأعرابُ )8 ( ذا لِلنَّبِيِّ وَذا لِمُنْتَجَبِ أبْنِهِ ** ردّا مَشِيبَ الْحَقِّ وَهْوَ شَبابُ )9 ( وَصَلَتْ عِداتُكَ لِلإْمَامِ بِصِدْقِها ** فتقطعتْ بعداتكَ الأسبابُ ) 40 ( وَدعاكَ عدتهُ فكنتَ ذخيرةً ** ينفى بها ضيمٌ وَيدفعُ عابُ )
____________________
(1/95)
4( ألهيتَ عنْ يومِ الكلابِ بوقعةٍ ** شقيتْ بها عندَ اللقاءِ كلابُ ) 4( وَرُمُوا بِداهِيَةٍ لِبَكْرٍ عِنْدها ** بكرُ الخطوبِ وَللضبابِ ضبابُ ) 4( طَلَبُوا الْعِقابَ لِيَسْلَمُوا بِنُفُوسِهِمْ ** فَابْتَزَّهُمْ دُونَ الْعِقابِ عُقابُ ) 44 ( وَاستشعروا نصراً فكانَ عليهمُ ** وَتَقَطَّعَتْ دُونَ الْمُرادِ رِقَابُ ) 45 ( كانوا حديداً في الوغى لكنهمْ ** لَمَّا اصطَلَوْا نارَ الْمُظَفَّرِ ذَابُوا ) 46 ( نَارٌ تُنِيرُ لِطَارِقِيهِ عَلَى النَّدى ** وَشرارها عندَ الحروبِ حرابُ ) 47 ( لمْ يبلغِ الآرابَ فيكَ معاشرٌ ** أَجْسَامُهُمْ غِبَّ الْوَغى آرَابُ ) 48 ( فَلُحُومُهُمْ لِلْحَائِمَاتِ مَطَاعِمٌ ** وَدِمَاؤُهَمْ لِلْمُرْهَفَاتِ شَرَابُ ) 49 ( وَحماتهمْ قتلى وَجلُّ متاعهمْ ** نهبٌ وَكلُّ سلاحهمْ أسلابُ ) 50 ( في مأزقٍ تجري القنا فيهِ قنىً ** حمراً لها مهجُ الكماةِ عذابُ )
____________________
(1/96)
5( كَاللَّيْلِ لاَ بَرْقُ الأْسِنَّةِ خُلَّبٌ ** فِيهِ وَلاَ لَمْعُ النُّصُولِ سَرَابُ ) 5( وَتماطرتْ خيلُ اللقاءِ كأنها ** غَيْثٌ تَصَوَّبَ وَالْقَتَامُ سَحَابُ ) 5( لمْ يبدُ للأعداءِ إلاَّ عسكرٌ ** أَوْ عِثْيَرٌ عَنْ عَسْكَرٍ مُنْجَابُ ) 54 ( أَرْدَتْ سُيُوفُكَ صَالِحاً فأَقَامَ فِي ** دارِ البلى وَحديثهُ جوابُ ) 55 ( لَمْ تَحْمِهِ الأْصْحَابُ حِينَ أقْتَدَتْهُ ** وَلَهُ إِلى حَوْضِ الرَّدى إِصْحَابُ ) 56 ( غادرتَ بالرزقِ الرهافِ إهابهُ ** وَعَلَيْهِ مِنْ قَانِي النَّجِيعِ إِهَابُ ) 57 ( فَبَلَغْتَ أَمْراً لَوْ سِوَاكَ يَرُوُمُهُ ** لثناهُ طعنٌ دونهُ وَضرابُ ) 58 ( وَأبى المهندُ أنْ يفللَ حدهُ ** واللَّيْثُ أَنْ تَعْدُو عَلَيْهِ ذِئَابُ ) 59 ( صفحتْ صفاحكَ عنْ أناسٍ أيقنوا ** أنَّ الهزيمةَ منْ سطاكَ صوابُ ) 60 ( فمضتْ لطيتها قبائلُ طيءٍ ** فَرَقاً وَحَشْوُ صُدُورِهِمْ إِرْهَابُ )
____________________
(1/97)
6( وَاسْتَنْفَقَ الرَّكْضُ الْجِيادَ فَخَيْلُهُمْ ** مهريةٌ وَسروجهمْ أقتابُ ) 6( وَأنْقَادَ بَعْضُ الْمَارِقِينَ إِلى الْهُدى ** بعدَ الضلالِ فطبتَ لما طابوا ) 6( حققتَ ظنهمُ الجميلَ وَزدتهمْ ** أَضْعَافَ مَا أَمَلُوهُ حِينَ أَنَابُوا ) 64 ( هذي المفاخرُ لاَ مفاخرُ تدعى ** مَيْناً وَيَحْجُزُ دُونَهَا أَسْبَابُ ) 65 ( منْ مبلغُ الأتراكِ أنَّ أميرهمْ ** بِفَعَالِهِ تَتَجَمَّلُ الأَنْسَابُ ) 66 ( وَالْمَرْءُ مَنْ كَسَبَ الْعُلى لَمْ تَرْفَعِ الْ ** أَنْسَابُ مَنْ لَمْ تَرْفَعِ الأْحْسَابُ ) 67 ( يا أيها الملكُ الذي هانتْ بهِ ** نوبُ الزمانِ وَعزتِ الأدابُ ) 68 ( أدعوكَ للخطبِ المبرحِ عالماً ** أنَّ النداءَ إلى نداكَ يجابُ ) 69 ( فِي حَيْثُ تَحْجُبُنِي عُلاكَ مِنَ الرَّدى ** كَرَماً وَما دُونَ الثَّراءِ حِجابُ ) 70 ( وَسَوابِقٌ حُمِّلْنَ مِنْكَ يَلَمْلَماً ** شَرَفِي فَأَنْتَ الْمَانِحُ الْوَهَّابُ )
____________________
(1/98)
7( وَاسعدْ بتشريفِ الإمامِ فإنَّ أدْ ** نَاهُ إِلى أَعْلى الْمَراتِبِ بَابُ ) 7( خلعٌ لبستَ بها المفاخرَ وَاكتستْ ** بكَ فوقَ ما ألبسنكَ الأثوابُ ) 7( وَسوابقٌ حمانَ منكَ يلملماً ** عَجَباً لِطِرْفٍ تَمْتَطيهِ هِضابُ ) 74 ( وَجَواهِرٌ غَمَرَ النُّضارَ شُعاعُها ** فَعَلَيْهِ مِنْ أَنْوارُها جِلْبابُ ) 75 ( عَفّى عَلَى الإْطْنابِ وَصْفُ مَناقِبٍ ** لِخِيَامِهَا فَوْقَ السُّهى أَطْنابُ ) 76 ( حَسُنَتْ أَحَادِيثُ الأَميرِ فَحَسَّنَتْ ** ما ألفَ الشعراءُ وَالكتابُ ) 77 ( فَوْقَ الْمَنابِرِ نَثْرُها وَبِنَظْمِها ** يتعللُ السارونَ وَالشرابُ ) 78 ( وَمِنَ الثَّنَا عَرَضٌ وَمِنْهُ جَواهِرٌ ** وَمِنَ الْجَواهِرِ جَامِدٌ وَمُذابُ ) 79 ( رويتَ تربَ المجدِ تربَ مدائحٍ ** لسُهُولِها وَوُعُورِها إِعْشابُ ) 80 ( وَالأْرْضُ تُجْدِبُ حِينَ يَهْجُرُها الْحَيا ** وَيُصابُ فِيها الْخِصْبُ حِينَ تُصابُ )
____________________
(1/99)
البحر : طويل ( بِإِحْرَازِكَ الْفَضْلَ الَّذِي بَهَرَ الْخَلْقا ** فرعتَ ذرى المجدِ الَّتي لمْ تكنْ ترقا ) ( وَمَنْ مَهَرَ الْعَلْيَاءَ حِلْماً وَنَائِلاً ** ومحميةً كانتْ حلالاً لهُ طلقا ) ( وقدْ زدتها منَ التَّقيَّةِ نحلةً ** فكنتَ الأعفَّ الأحلمَ الأكرما الأتقا ) 4 ( معاني معالٍ فقتَ لمَّا ابتدعتها ** وَأَعْيَا الْوَرى مَا جَلَّ مِنْها وَمَا دَقَّا ) 5 ( ركبتَ إلى المجدِ الرَّوامسَ وامتطوا ** عرامسَ ما أبقى الكلالُ بها طرقا ) 6 ( وحجَّتهمْ كانتْ لإشكالِ طرقهِ ** فألاَّ وقدْ أوضحتَ للسَّالكِ الطُّرقا ) 7 ( ومستبقٍ للأكرمينَ بمرْكضٍ ** ترى الوفرَ مقنىً فيهِ والشُّكرَ مستبقا ) 8 ( عَلَوْتَ بِهِ الأجْوَادَ طُرّاً مَكارِماً ** وفتَّ بهِ الأمجادَ قاطبةً سبقا ) 9 ( كَأَنَّكَ لاَ تَرْجُو لِذَا الْفَخْرِ أَنْ يُرى ** محقاً إذا لم تفنِ ما حزتهُ محقا )0 ( وَمَازِلْتَ ذَا الْفَضْلِ الَّذي صاقَبَ السُّهى ** عُلُوّاً وَذَا الْقَوْلِ الَّذِي جانَبَ الْمَذْقا )
____________________
(1/100)
1( جلا عنْ جميعِ المسلمينَ غياثهمْ ** خطوباً تحدَّتهمْ بأسهمها رشقا )( خَليلٌ أَتى مَأْتى الْخَلِيلِ بْنِ آزَرٍ ** منَ الحلمِ والإغضاءِ قدْ آزرَ الخلقا )( فَأَبْقى عَلَى الْجانِينَ عَفْواً وَرَأْفَةً ** وَجَادَ عَلَى الْعافِينَ عَفْواً فَما أَبْقا )4 ( وقدْ تلدُ المعروفَ أيدٍ كثيرةٍ ** وَلكِنَّها مِنْ قَبْلِهِ تُكْثِرُ الطَّلْقا )5 ( سَرِيعٌ إِلى أُكْرُومَةٍ وَحَمِيَّةٍ ** فلوْ رافقتهُ الرِّيحُ قالتْ لهُ رفقا )6 ( يَفِيضُ نَدىً فِيمَنْ أَطَاعَ وَمَنْ عَصى ** أتتهُ سطاهُ مثلَ أنعمهِ دفقا )7 ( منَ الأسرةِ الشُّمِّ الَّذينَ تحمَّلوا ** إلى كلِّ ذكرٍ طيِّبٍ كلَّ ما شقّا )8 ( وذبُّوا عنِ الأعراضِ علماً بأنَّها ** بغيرِ مياهِ البذلِ والعدلِ لا تبقا )9 ( بَهالِيلُ كَمْ أَسْدَوا إِلى الدَّهْرِ مِنَّةً ** وسدُّوا بها خرقاً وسادوا بها خرقا )0 ( رأيتُ الَّذي يبغي مداكَ كناصبٍ ** حبائلهُ جهلاً ليقتنصَ العنقا )
____________________
(1/101)
2( مَلَكْتَ مِنَ الآفاقِ غَرْباً وَقِبْلَةً ** فَأَنْشَاْتَ عَزْماً يَطْلُبُ الشَّامَ وَالشَّرْقا )( وَقَدْ دَبَّ مِنْ أَقْصى الْمَشارِقِ حَيَّةٌ ** لَها لَدَغاتٌ لاَ تُداوى وَلاَ تُرْقا )( فَطَبَّقَ تِلْكَ الأرْضَ ظُلْماً وَظُلْمَةً ** فَكُنْ فَلَقاً يَجْلُو دَجُوجِيَّهُ فَلْقَا )4 ( فَمِنْ دُونَ دِينٍ قَدْ تَوَلَّيْتَ نَصْرَهُ ** قبائلُ منْ قيسٍ وقحطانَ ما تلقا )5 ( هُمُ سَلَبُوا كِسْرى بْنَ ساسانَ مُلْكَهُ ** وقبلهمُ عقَّ الملوكَ وما عُقّا )6 ( وذادوا على اليرموكِ ذادةَ قيصرٍ ** بِكُلِّ حُسامٍ يَمْنَعُ النَّاطِقَ النُّطْقا )7 ( يُبالِغُ فِي نَهْيِ الطُّغاةِ وَلَمْ يَقُلْ ** وَيَقْسُو لَدى الْحَرْبِ الْعَوَانِ وَإِنْ رَقّا )8 ( ولا شكَّ أنَّ التُّركَ ينسونَ رميهمْ ** بطعنٍ بهِ أنسيتَ صنهاجةَ الزَّرقا )9 ( أَلاَ فَارْمِهِمْ مِنْهُمْ بِكُلِّ ابنِ حُرَّةٍ ** يَهِيمُ بِيَوْمِ الرَّوْعِ مِنْ مَهْدِهِ عِشْقا )0 ( تَطِيحُ بِهِ شَقّاءُ يُجْنَبُ خَلْفَها ** إلى كلِّ حربٍ عثيرٌ قطُّ ما شُقّا )
____________________
(1/102)
3( جريءٍ يرى الإقدامَ حقّاً على الفتى ** فيحملُ وقرَ العودِ منْ نجدةٍ حقَّا )( يَحُثُّ الْجَوَادَ الأعْوَجِيَّ وَما وَنى ** ويسقي الحسامَ المشرفيَّ وما استسقى )( منَ القومِ بزُّوا ربَّةَ الرُّومِ نفسها ** بمنزلها الأقصى وما بلغوا العمقا )4 ( رَمَيْتَ مِنَ الْعَزْمِ لْوَحيَّ بِلاَدَها ** بِصاعِقَةٍ ما خِلْتُها بَعْدَها تَبْقا )5 ( بَعَثْتَ لَهُمْ مِنْ كُلِّ خَرْقٍ وَقُلَّةٍ ** صوارمَ أعيتْ منْ يسدُّ لها خرقا )6 ( فَأَجْرَتْ سُيُولاً مِنْ دِماءِ حُماتِهِمْ ** أماتتْ بها الفرَّارُ من وقعها غرقا )7 ( وَلَمْ نَرَ سَيْلاً قَبْلَهُ فَاضَ مِنْ دَمٍ ** ولا قضباً هنديَّةً قتلتْ خنقا )8 ( وقدْ طالما أخَّرتَ جيشاً عنِ العدى ** وَأَرْسَلْتَ رَأْياً مِثْلَ باعِثِهِ صَدْقَا )9 ( فأذهبتَ بالإيعادِ شقَّ نفوسهمْ ** وغادرتَ منها للظُّبى والقنا شقّا ) 40 ( وَلَوْ شِئْتَ لَمْ تَتْرُكْ لِبيِضٍ مِنَ الظُّبى ** وزرقٍ منَ الخرصانِ في مهجةٍ رزقا )
____________________
(1/103)
4( وَلَكِنْ أَرَاكَ الْحَزْمُ أَنَّ وُرُودَها ** دمَ المارقِ الغاوي لهيبتها أبقا ) 4( قَرَعْتَ الرَّزَايا بِالرَّزَايا وَلَمْ تَكُنْ ** بِمُسْتَعْمِلٍ فِي مَوْضِعِ الشِّدَّةِ الرِّفْقا ) 4( وَعَايَنْتَ مَاتَحْتَ الْغُيُوبِ فِرَاسَةً ** وفجرُ اليقينِ في دجى الشَّكِّ ما انشقَّا ) 44 ( فلوْ كانَ ظنُّ الجاهليَّةِ صادقاً ** كظنِّكَ لمْ تسألْ سطيحاً ولا شقَّا ) 45 ( مَسَاعٍ بِأَدْنَاهُنَّ تُسْتَعْبَدُ الْعُلى ** وقبلكَ لمْ يملكْ لها أحدٌ رقَّا ) 46 ( تحقَّقها الأدنونَ سمعاً ورؤيةً ** وأشعرها الأقصونَ منَ عرفها نشقا ) 47 ( وَأَنْجُمُ عَزْمٍ أَشْرَقَ الْمُلْكُ مُذْ بَدَتْ ** فَدَامَتْ لَهُ وَقْفاً وَدُمْتَ لَها أُفْقا ) 48 ( بإنعامكَ استغنيتُ عنْ كلِّ منعمٍ ** وَمَنْ ظَلَّ تَحْتَ الْغَيْثِ لَمْ يَشِمِ الْبَرْقا ) 49 ( أَبَتْ لِيَ ذَاكَ دِيمَةٌ نَاصِرِيَّةٌ ** تفوقُ الحيا نفعاً وتكثرهُ ودقا ) 50 ( وَصَائِنُ مَدْحِي عَنْ مَعَاشِرَ لاَ يَرى ** اسفُّهمُ بينَ النَّدى والرَّدى فرقا )
____________________
(1/104)
5( ذوي الملقِ المنجابِ عنْ غيرِ بغيةٍ ** وَكَمْ عَدِمَ الإحْسانَ مَنْ حَسَّنَ الْمَلقْا ) 5( وَسَائِلُ مَاأَجْدَتْ لَدَيْهِمْ كَأَنَّها ** مَسَائِلُ مِنْ عِلْمٍ عَلَى جَاهِلٍ تُلْقا ) 5( سَقى اللَّهُ آمالاً سَمَا بِي طُمُوحُها ** إلى الذِّروةِ العلياءِ والعروةِ الوثقا ) 54 ( تركتُ أكفَّاً قرمطَ البخلُ رفدها ** وعذتُ بكفٍّ في النَّدى تحسنُ المشقا ) 55 ( فأمَّنتَ سرباً كانَ قدماً مروَّعاً ** وأصفيتَ شرباً كنتُ أعهدهُ رنقا ) 56 ( وَأَحْمَدْتَني الأيَّامَ مِنْ بَعْدِ ذَمِّها ** على أنَّ دهراً عاقني عنكَ قدْ عقَّا ) 57 ( وَلَوْ كانَ جِسْمِي مِثْلَ عَزْمِيَ لَمْ أُنِخْ ** قَلاَئِصَ يُلْوِي بِالْحصى وَخْدُها ج ) 58 ( جديليَّةً ورقاً إذا جدَّ جدُّها ** إِلى غَايَةٍ ظُنَّتْ هَدِيِليَّةً ورُقْا ) 59 ( خَلِيلَ أَمِيرِ الْمُؤمِنينَ بِكَ اعْتَلى ** مَقَالي وَقِدْماً كانَ كَالْحَرَضِ الْمُلْقا ) 60 ( فجاوزتُ في مدحيكَ لمَّا نظمتهُ ** فُحُولاً مَضَوْا مَاكُنْتُ أَرْجُو لَهُمْ لَحْقا )
____________________
(1/105)
6( وَصِرْتُ إِذَا مَا قَالَةُ الشِّعْرِ قُلِّبَتْ ** بضائعهمْ ألفيتُ أنفسهمْ علقا ) 6( ولا حمدَ لي في حسنِ قولي وصدقهِ ** ولكنَّهُ للملهمي الفضلَ والصِّدقا ) 6( وقدْ تشكرُ الأرضُ العميمُ نباتُها ** وَإِنْ كانَ مِنْ فِعْلِ الْغَمامِ الَّذي أَسْقا ) 64 ( إذا طلبَ المملوكُ عتقَ مليكهِ ** أبى ليَ ما أوليتَ أنْ أطلبَ العتقا ) 65 ( فَلاَ زَالَ هذَا الْعِيدُ يَأْتى وَيَنْقَضي ** وجدُّكَ قاضٍ أنَّ شانئكَ الأشقا ) 66 ( فمنذُ ملكتَ الدَّهرَ لا زلتَ ربَّهُ ** غَدَا فِعْلُهُ فِينَا مِنِ اسْمِكَ مُشْتَقَّا ) 67 ( وَمَا هُوَ لِلإحْسانِ أَهْلاً وَإِنَّما ** تَخَلَّقَهُ خَوْفاً فَصارَ لَهُ خُلْقا ) 68 ( فَدُمْتَ مُوَقًّى فِي لِلأَجَلَّيْنِ صَرْفَهُ ** فكمْ أرديا بطلاً وكمْ أحييا حقَّا ) 69 ( لَقَدْ أَشْبَهاكَ هِزَّةً وَنَزَاهَةً ** وَلاَ عَجَبٌ لِلْفَرْعِ أَنْ يُشْبِهَ الْعِرْقا ) 70 ( بقيتَ وإنْ سيءَ العدى لتراهما ** ولا منبرٌ إلاَّ بأمرهما يرقا )
____________________
(1/106)
7( وَلاَ زِلْتَ مَا كَرَّ الْجَدِيدَانِ سَاحِباً ** ملابسَ منْ فخرٍ لغيركَ ما حقَّا )
____________________
(1/107)
البحر : كامل تام ( أرقدتَ عنْ قلقِ الفؤادِ مشوقهِ ** فَأَمَرْتَ بِالسُّلوَانِ غَيْرَ مُطِيقِهِ ) ( لا تتعبِ اللَّومَ الَّذي أنضيتهُ ** فِي كُلِّ مُعْتَدِلِ الْقَوَامِ رَشِيِقِه ) ( يَحْكِي الْقَضِيبَ إِذَا الصَّبَا مَرَّتْ بِهِ ** حَرَكاتُهُ وَيَطُولُهُ بِبُسُوقِهِ ) 4 ( وَمُمَنْطَقٍ يُغْنِي النَّدِيمَ بِوَجْهِهِ ** عَنْ كَأْسِهِ الْمَلأَى وَعَنْ إِبْرِيقِهِ ) 5 ( فِعْلُ الْمُدَامِ وَلَوْنُها وَمَذَاقُها ** فِي مُقْلَتَيْهِ وَوَجْنَتَيْهِ وَرِيقِهِ ) 6 ( وبنفسيَ الطَّيفُ الملمُّ وإنْ جرى ** فِي مَذْهَبِ الإعْرَاضِ عِنْدَ طُرُوقِهِ ) 7 ( فدنوُّهُ كبعادهِ ووصالهُ ال ** هجرُ الصَّريحُ وبرُّهُ كعقوقهِ ) 8 ( أبداً أريهِ باطلاً منْ سلوتي ** وَأَبُثُّهُ وَلَهي عَلَى تَحْقِيقِهِ ) 9 ( وجدٌ كوجدِ أبي المظفَّرِ بالنَّدى ** كلُّ امريءٍ يصبو إلى معشوقهِ )0 ( لَطَرَقْتَ فِي كَسْبِ الثَّنَاءِ مَحَجَّةً ** أَبْدَعْتَها وَعَدَلْتَ عَنْ مَطْرُوقِهِ )
____________________
(1/108)
1( وَظَهَرْتَ فِي ذَا الْمُلْكِ مَظْهَرَ سِيرَةٍ ** أَفْضى الرَّجَاءُ بِهَا إِلى تَصْدِيقِهِ )( مِثْلَ انْتِهاءِ الشَّمْسِ تَمَّ ضِياؤُها ** لا كابتداءِ الصُّبحِ قبلَ شروقهِ )( حازَ السَّعادَةَ مَنْ يُقَسِّمُ عَيْشَهُ ** قِسْمَيْنِ بَيْنَ صَبُوحهِ وَغَبُوقِهِ )4 ( مَهْلاً فَضَلْتَ المعْدَ مُنذُ حَوَيْتَهُ ** وَفَصَلْتَ بَيْن كذَوبِهِ وَصَدومهِ )5 ( لا فضلَ نائلهِ على مرتادهِ ** بلْ فضلَ خالقهِ على مخلوقهِ )6 ( فبعيدُ ما قدْ رمتهُ كقريبهِ ** وعلى سواكَ قريبهُ كسحيقهِ )7 ( فَلْيُسْأَلِ الْمالُ الَّذِي لَجَّ الْوَرى ** في جمعهِ ولججتَ في تفريقهِ )8 ( ولتسألِ الخيلُ الَّتي ذيدتْ ضحىً ** بالطَّعنِ عنْ سعةِ المكرِّ وضيقهِ )9 ( عمَّنْ حمى أعقابها ضنَّاً بها ** لاَ مَنْ سَلاَ عَنْ سَرْحِهِ وَوُسُوقِهِ )0 ( يا ناصِرَ الدِّينِ الْحَنيِفِ بِعَزْمَةٍ ** صَدَقَتْ فَأَذْعَنَ باطِلٌ بِزُهُوقِهِ )
____________________
(1/109)
2( لَنْ يَأَمَنَ اللَّيَّانَ إِلاَّ صارِمٌ ** سلَّ الصَّوارمَ لاقتضاءِ حقوقهِ )( فليحقنِ المستعصمونَ بمنبجٍ ** باقي دمٍ متعرِّضٍ لمروقهِ )( فَلَقَدْ رَمَيَيْتَهُمُ بِمَنْ يَغْشى الْوَغى ** فَيَرى فِرَاقَ النَّفْسِ دُونَ فَرِيقِهِ )4 ( أَوْ يَنثْنِي بِدَمِ الْكُماةِ مُخَلَّقاً ** مثلَ العروسِ مضمَّخاً بخلوقهِ )5 ( ومهنَّدٍ يمضي غراراهُ إذا ** كَلَّ الشَّقيِقُ وَمَلَّ نَصْرَ شَقِيقِهِ )6 ( ومطهَّمٍ يردُ النِّزالَ كأنَّما ** يُدعى إلى آريِّهِ وعليقهِ )7 ( ما بالُ واليهمْ يعلِّلُ نفسهُ ** حيناً ويخبرُ صبرهُ عنْ موقهِ )8 ( متعرِّضاً لنضالِ منْ هوَ فوقهُ ** جهلاً بسهمٍ قدْ خلاَ منْ فوقهِ )9 ( وتعذُّرُ الأبصارِ أوعظُ واعظٍ ** لَوْ أَنَّهُ يُهْدى إِلى تَوْفِيقِهِ )0 ( في عارضٍ فيهِ المنايا والمنى ** تردي وتحدى قبلَ لمعِ بروقهِ )
____________________
(1/110)
3( يَخْشى الْهِزَبْرُ هُجُومَهُ فِي غابِهِ ** أبداً ويرهبهُ العقابُ بنيقهِ )( قدْ كانَ جدُّكَ صالحٌ في أسرِ منْ ** مَنَعَ الْمَحِيصَ وَزَادَ فِي تَضْيِيقِهِ )( حتّى إذا ما اللهُ أطلقهُ قضى ** بِبِعادِ آسِرِه وَمُلْكِ طَلِيقِهِ )4 ( وَكذَاكَ يَفْعَلُ فِيكَ فَأعْزمْ عَزْمَةً ** تَجْلُو ظَلاَمَ لإِفْك بَعْدَ غُسُوقِهِ )5 ( كَمْ حَلَّ أَنْطاكِيَّةً مِنْ مُتْرَفٍ ** مُتَشاغِلٍ بِرَحِيقِهِ وَرَقِيقِهِ )6 ( وَأَمامَ قَسْطَنْطِينَةٍ وَوَرَاءَها ** خطبٌ أعينَ جليلهُ بدقيقهِ )7 ( وافى مليكَ الرُّومِ منهُ مانعٌ ** عنْ نصرِ دوقسهِ وعنْ بطريقهِ )8 ( وَقَفَ الرَّجاءُ بِهِ عَلَى إِخْفاقِهِ ** والخوفُ يلزمُ قلبهُ بخفوقهِ )9 ( لا يأمننَّ الشِّركُ بطشَ غشمشمٍ ** يُرْجى لِقَطْعِ فُرُوعِهِ وَعُرُوقِهِ ) 40 ( وَمِنَ الضَّلاَلِ نِضالُ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ ** سَفَهاً بِسَهْمٍ قَدْ خَلاَ مِنْ فُوقِهِ )
____________________
(1/111)
4( وليعتصمْ بمملَّكٍ قهرَ العدى ** حَتَّى لَدَانَ عَدُوُّهُ لِصَدِيقِهِ ) 4( أغنى عطاؤكَ عنْ ندىً محرومهُ ** أولى بحسنِ الذِّكرِ منْ مرزوقهِ ) 4( جودٌ علوتَ بهِ الملوكَ فما سعوا ** يَوْماً إِلَيْهِ وَلاَ اهْتَدَوا لِطَرِيقِهِ ) 44 ( سبقوا السُّؤالَ وعاذليكَ على اللُّهى ** مَنْ ذَا يَرُدُّ السَّهْمَ بَعْدَ مُرُوقِهِ ) 45 ( أَسْرَفْتَ فِي إِكْثارِهِ وَشَرُفْتَ فِي ** إنكارهِ وكرمتَ عنْ تعويقهِ ) 46 ( فلتعلمِ الآمالُ حقّاً أنَّها ** نَزَلَتْ عَلَى مَحْضِ النِّجارِ عَرِيقِهِ ) 47 ( عقلَ المديحَ نوالهُ فأنفتُ منْ ** تَغْرِيبِهِ وَغَنيِتُ عَنْ تَشْرِيقِهِ ) 48 ( قدْ كنتُ أعرضهُ ولا سوقٌ لهُ ** فَالآنَ صِرْتُ أَبِيعُهُ فِي سُوقِهِ ) 49 ( حلاًّ لأنِّي أشتريهِ بفكرةٍ ** جَوَّالَةٍ وَأَحِيدُ عَنْ مَسْرُوقِهِ ) 50 ( فِي كُلِّ مُعْجِزَةٍ تَكَفَّلَ لِي بِها ** فَضْلٌ أَعاذَ الْقَوْلَ مِنْ تَلْفِيقهِ )
____________________
(1/112)
5( حَتَّى قَرَنْتُ بِدُرِّهِ ياقُوتَهُ ** وَسِوَايَ يَقْرِنُ دُرَّهُ بِعَقِيقِهِ ) 5( مِنْ بَحْرِ نَصرٍ أَجْتَنِيهِ فَرَائِداً ** والحظُّ للعلياءِ في منسوقهِ ) 5( بَحْرٌ يُغاصُ عَلَى الْغِنى فِيهِ فَما ** ينجو منَ الإعدامِ غيرُ غريقهِ )
____________________
(1/113)
البحر : بسيط تام ( سلِ المقاديرَ ما أحببتهُ تجبِ ** فما لها غيرُ ما تهواهُ منْ أرب ) ( وَاطلبْ بهذي الظبى ماعزَّ مطلبهُ ** فما على الأرضِ منْ يثنيكَ عنْ طلبِ ) ( وَكَيْفَ تَعْصي مُلُوكُ الأَرْضِ ذا هِمَمٍ ** تَجُوزُ أَحْكامُهُ في السَّبْعَةِ الشُّهُبِ ) 4 ( رِيعُوا فَما دَفَعُوا ضَيْماً وَلا كَرَبُوا ** أنْ يكشفوا بعضَ ما كشفتَ منْ كربِ ) 5 ( طالوا مقالاً وَفي أفعالهمْ قصرٌ ** وَلنْ تراعَ الخطوبُ السودُ بالخطبِ ) 6 ( وَحاولوا المجدَ منْ طرقٍ مشبعةٍ ** وَجِئْتَهُ مِنْ طَريقٍ غَيْرَ مُنْشَعِبِ ) 7 ( لا يذهلِ الناسُ ما خولتَ منْ شرفٍ ** فمنْ سعى سعيكَ استولى على القصبِ ) 8 ( بَأْسٌ تَحُوطُ الْغَرِيبَ الأَجْنَبِيَّ بِهِ ** كَمَا تَذودُ الأَذى عَنْ جَارِكَ الْجُنُبِ ) 9 ( وَنائلٌ ظلَّ ذو وفرٍ كمفتقرٍ ** فِيهِ الْغَداةَ وَنَاءٍ مِثْلَ مُقْتَرِبِ )0 ( كذلكَ النارُ في نفعٍ وَفي ضررٍ ** ميممٌ نورها مرهوبةُ اللهبِ )
____________________
(1/114)
1( وَنخوةٌ ما يزالُ الدهرَ يمنعها ** مستحسنُ الجدَّ عنْ مستقبحِ اللعبِ )( يرى سواكَ إذا ما جاءَ مفتخراً ** يوماً أحالَ على آبائهِ النجبِ )( فاعلُ الورى غيركُ المسؤولُ عن نسبٍ ** قَاصٍ وَحَسْبُكَ مَا أُوتِيتَ مِنْ حَسَبِ )4 ( وَأنتَ منْ ترفعُ الأشرافَ خدمتهُ ** وَالانتماءُ إليهِ أشرفُ النسبِ )5 ( وَما خفيتَ على ذي فطتةٍ نسباً ** إِذَا النَّدى وَالْوَغى قالاَ لَكَ انْتَسَبِ )6 ( بَنَيْتَ لِلْعَجَمِ الْمَجْدَ الْمُبَلِّغَهُمْ ** مجداً بناهُ رسولُ اللهِ للعربِ )7 ( لقدْ حمى الحاكمُ المنصورُ دولتهُ ** بِقَوْلِهِ انْتَجِبِ الْفُرسانَ وَانْتَخَبِ )8 ( ثُمَّ انْتَضَاكَ آبْنُهُ سَيْفاً زَمَانَ طَغَتْ ** أَعْداؤُهُ فَرَماها مِنْكَ بِالعَطَبِ )9 ( فحينَ أربيتَ قالَ ابنُ ابنهِ اعتضدي ** يا دولتي بفتى جدي وَسفِ أبي )0 ( أرى نصيبكَ منْ عزًّ وَمنْ شرفٍ ** نصيبَ شانيكَ منْ همًّ وَمنْ نصبِ )
____________________
(1/115)
2( لاَذَتْ بِكَ الْعَرَبُ الْعَرْباءُ وَاعْتَلَقَتْ ** منْ جودِ كفكَ حبلاً غيرَ منقضبِ )( أصفيتها المالَ شراباً وَالعلى كلأً ** منْ بعدِ أنْ رضيتْ بالماءِ وَالعشبِ )( ناقضتَ حكمهمُ لما أبحتهمُ ** ما قدْ سلبتَ بأطرافِ القنا السلبِ )4 ( فَقَدْ صَفَا لَكَ إِعْلاَناً وَمُعْتَقَداً ** منْ لمْ يزلْ في طريقِ الخبَّ ذا خببِ )5 ( أعدمتها الجهلَ وَالإعدامَ مذْ وجدتْ ** فِي ظِلِّكَ الرَّغَبَ الْمَخْلُوطَ بِالرَّهَبِ )6 ( فِي ظِلِّ أَرْوَعَ إِنْ تَسْأَلْهُ مُنْفِسَهُ ** يهبْ وَإنْ باشرَ الهيجاءَ لمْ يهبِ )7 ( ندى متى ينزلِ العافونَ عقوتهُ ** يصبْ وَعزمٌ متى يرمِ العدى يصبِ )8 ( يبثُّ في كلَّ أرضٍ للعدوَّ نأتْ ** ذِكْراً يَقُومُ مَقَامَ الْجَحْفَلِ اللَّجِبِ )9 ( إنَّ الجزيرةَ بابٌ ظلتَ توسعهُ ** هزاً وَلمْ يبقَ غيرُ الفتحِ فارتقبِ )0 ( بَابُ الْعِرَاقِ فَإِنْ جَاءَ الْبَشِيرُ بِهِ ** وافى المبشرُ منْ بغدادَ بالعقبِ )
____________________
(1/116)
3( وَكَمْ سَعَيْتَ لِحَظٍّ كُنْتَ تَلْحَظُهُ ** فَزَادَكَ الْجِدُّ حَظّاً غَيْرَ مُرْتَقَبِ )( وَكَمْ فَتَحْتَ بِلاَداً غَيْرَ مُكْتَرِثٍ ** وَالسمرُ مركوزةٌ وَالبيضُ في القربِ )( َلاَ يَغُرَّ نُمَيْراً أَنَّهَا سَلِمَتْ ** لَيْسَ السَّلامَةُ مِنْ ذَا الْعَزْمِ بِالْهَرَبِ )4 ( نحوا فحينَ أحسوا باللقاءِ نجوا ** يَاقُرْبَ هَذَا الرِّضى مِنْ ذلِكَ الْغَضَبِ )5 ( هموا فمذْ نزلوا بالشطَّ شطَّ بهمْ ** عنْ سورةِ الحربِ ما خافوا منَ الحربِ )6 ( حَتَّى إِذَا نَزَلَتْ صِرِّينَ مُقَبِلَةً ** جاشتْ بحارُ ردى طمتْ على القلبِ )7 ( ألاَّ ثنوها وَقدْ ظلتْ عجاجتها ** أولى بسترِ عذاراهم منَ النقبِ )8 ( خَيْلٌ أَثَارَتْ غَدَاةَ الْعَبْرِ أَرْجُلُهَا ** مَاءً حَكى نَقْعَهَا فِي الْمَرْكَضِ التَّرِبِ )9 ( طالَ القنا طامحاً حتى لقدْ ركزتْ ** مِنْ قَبْلِ طَعْنِ الْعِدى مُبْتَلَّةَ الْعَذَبِ ) 40 ( وَعادَ بعدَ بلوغِ الجوَّ منعكساً ** كَأَنَّمَا جَادَ تِلْكَ الأَرْضَ مِنْ سُحُبِ )
____________________
(1/117)
4( تَفَرَّقَ الْجَمْعُ لَمَّا أَقْبَلَتْ زُمَراً ** تَفَرُّقَ السِّرْبِ لَمَّا رِيعَ بِالسُّرَبِ ) 4( كالطيرِ تحملُ آساداً تظللها ** طيرٌ مواردها قاني الدمِ السربِ ) 4( هذي تفورُ إذا نارُ اللقاءِ خبتْ ** وَتلكَ إنْ تخبُ منْ قبلِ الردى تخبِ ) 44 ( وَأحدقوا بأبي كعبٍ لينصرهمْ ** وَهلْ تراعُ ليوثُ الغابِ بالشببِ ) 45 ( أوْ يحتمي مستجيرُ الرومِ منْ ملكٍ ** يُزْجِي الْكَتَائِبَ مِلءَ الأَرضِ بِالكُتُبِ ) 46 ( لا يصطلَ الرومُ جهلاً ما يشبُّ لهمْ ** رَبُّ الْعُلى لَمْ تُشَبْ وَالْجُودِ لَمْ يُشَبِ ) 47 ( وَلتجتنبْ بطشَ ألوى حدُّ سطوتهِ ** ألوى بمنْ ردها منكوسةَ الصلبِ ) 48 ( نجمٌ بسيفكَ منْ بعدِ الوقودِ خبا ** فَحُزْتَ مَالَكَ دُونَ الْعَالَمِينَ خُبي ) 49 ( وأَيْنَ مِنْكَ ابْنُ حَمْدانَ المُرَوِّعُهُم ** وَمِنْ مَمَالِيكَكَ الوَالِي عَلَى حَلَبِ ) 50 ( هُمُ الْمَوالي وَإِنْ خَوَّلْتَهُمْ خَوَلاً ** حظاً منَ الجودِ وَالإقدامِ وَالأدبِ )
____________________
(1/118)
5( همُ الموالي وَإنْ خولهمْ خولاً ** مَاضَرَّ مِنْ يُوسُفٍ أَنْ بيعَ في الجَلَبِ ) 5( وَلَّيْتَهُمْ مَا تَوَلَّتْهُ الْمُلُوكُ لَقَدْ ** أبى َ اعتزامكَ ما نالتْ منَ الرتبِ ) 5( كأنَّ مجدكَ وَهوَ الدهرَ في صعدٍ ** منْ فرطِ إسراعهِ ينحطُّ في صببِ ) 54 ( مَلَكْتَنَا مُلْكَ مَوْلىً عَزَّ مَقْدُرَةً ** وَحطتنا حانياً كالوالدِ الحدبِ ) 55 ( لاَ يرضَ عزمكَ شطرَ الأرضِ مملكةً ** فشطرها في ضمانِ السمرِ وَالقضبِ ) 56 ( وَلا تُسَالِمْ عَدُوّاً أَنْتَ قَاهِرُهُ ** قد أمكنتكَ كؤوسَ الحمدِ فانتخبِ ) 57 ( فكلُّ ملكِ دعاكَ اليومَ منْ بعدٍ ** فإنهُ في غدٍ يدعوكَ منْ كثبِ ) 58 ( هواكَ أذهلني عنْ ذكرِ كلَّ هوىً ** فما أجيءُ بشعرٍ غيرِ مقتضبِ ) 59 ( أمنتني بالعطاءِ الغمرِ منْ عدمٍ ** وَبِالْمَسَاعِي إِذَا أَثْنَيْتُ مِنْ كَذِبِ ) 60 ( وَقدْ شفعتَ الغنى لي بالعلى كرماً ** فَصِرْتُ ذَا نَسبٍ في الْمَجْدِ وَالنَّشَبِ )
____________________
(1/119)
6( فَدُلَّني أَيمّا الثِّقْلَيْنِ أَحْمِلُهُ ** ثِقْلِ اصْطِنَاعِكَ لِي أَمْ ثِقْلَ صُنْعِكَ بِي ) 6( قدْ شدَّ أزريَ أنَّ الشعرَ سببٌ ** وَأنَّ هذا الذي يغني بلاَ سببِ ) 6( إنْ لمْ تغصْ ليَ أفكاري على مدحٍ ** تُغْرِي البَعِيدَ مِنَ الأَطْرابِ بِالطَّرَبَ ) 64 ( فَلاَ بَلَغْتُ مَدَى مَحْيايَ أَيْسرَ مَا ** أرجو وَلاَ نلتُ عفواً يومَ منقلبي ) 65 ( مَضى الصِّيَامُ وَمَا أَجْرٌ بِمُطَّرَحٍ ** فِيمَا فَعَلْتَ وَلاَ وِزْرٌ بِمُحْتَقَبِ ) 66 ( وَعَاوَدَ الْعِيدُ فَ سْلَمْ مَا أَتى وَمَضى ** مُعَظَّمَ الْقَدْرِ مَحْرُوساً مِنَ النُّوَبِ ) 67 ( أما الحجيجُ فقدْ أوضحتَ نهجهمُ ** ما بينَ ذي وطنٍ دان وَمغتربِ ) 68 ( وَلاَ يُخِيبُ إِلهُ الْخَلْقِ سَعِيَهُمُ ** وَقَدْ سَمِعْتَ دُعَاءَ الْقَوْمِ مِنْ كَثَبِ ) 69 ( سَيْفَ الْخِلاَفَةِ دُمْ حِلْفَ الْمَضَاءِ كَذَا ** إِنَّ الْخُطُوبَ إِذَا لَمْ تَنْبُ لَمْ تَنُبِ ) 70 ( وَعشْ لدولةِ حقًّ تعضدها ** فإنها منكَ قدْ دارتْ على قطبِ )
____________________
(1/120)
البحر : كامل تام ( إنَّ الفريقَ مذِ استقلَّ مغرباَ ** لَمْ يُبْقِ لي في طِيبِ عَيْشٍ مَرْغَبا ) ( لَمَّا تَحَمَّلَ لِلرَّحِيلِ حَسِبْتُهُ ** مِنْ كَثْرَةِ الظَّبَيَاتِ فِيهِ رَبْرَبا ) ( وَبِمُهْجَتِي تِلْكَ الْبُدُورُ عَشِيَّةً ** إذْ نكبتْ أكنافَ غربَ غربا ) 4 ( وَعَلَى الْمَطَايَا مِنْ ذُؤَابَةِ عَامِرٍ ** وَجْهٌ يَرُوقُكَ سَافِراً وَمُنَقَّبا ) 5 ( ذو صفحةٍ لوْ لمْ يصافحْ نارها ** ماءُ الشبابِ لخفتُ أنْ تتلهبا ) 6 ( يا غرةَ الحيَّ اللقاحِ أواجبٌ ** أَنْ تَزْهَدِي زُهْدَ الْمَلُولِ وَأَرْغَبا ) 7 ( أَفْدِي بِأَنْفَسِ مَا أُدَافِعُ عَنْهُ مَنْ ** قَطَعَ الْحَيَاةَ تَعَنُّتاً وَتَعَتُّبا ) 8 ( مَا كُنْتُ قِدْماً ذَا نَصِيبٍ في الْهَوى ** فَجَعَلْتَ لِي مِنْهُ النَّصِيبَ الْمُنْصِبا ) 9 ( أصليتني بالهجرِ ناراً ما خبتْ ** فَعَلِمْتُ أَنَّ هَوَاكَ زَنْدٌ مَا كَبا )0 ( وَأمرتني ألاَّ أمرَّ بداركمْ ** فَمَتى مَرَرْتُ بِهَا مَرَرْتُ مُجَنِّبا )
____________________
(1/121)
1( خفتِ الرقيبَ وَلوْ وصلتِ أمنتهِ ** وَنَهَيْتِ دَمْعَ الْعَيْنِ أَنْ يَتَصَوَّبا )( وَسَنَنْتِ لِي أَنْ لا يَبُوحَ مُحَدِّثاً ** أأمنتِ أنْ يملي الصدودُ فيكتبا )( لاَ تمزجي صفوَ الودادِ بجفوةٍ ** مَا الْمَاءُ مُحْتَاجٌ إِلى أَنْ يُقْطَبَا )4 ( ما للخيالِ الطارقي مسترسلاً ** قَدْ صَارَ يَطْرُقُ خَائِفاً مُتَرَقِّبا )5 ( هلْ خافَ منْ عدواكِ حينَ أمرتهِ ** أنْ لاَ يلمَّ تجنياً وَتجنبا )6 ( لاَ تَرْدَعِيهِ عَنِ الْمَزَارِ فَإِنَّهُ ** لوْ لمْ يزرْ شوقاً لزارَ تطربا )7 ( كمْ أشتكي الإعراضَ ظناً أنني ** أشكى وَأعتبُ آملاً أنْ أعتبا )
____________________
(1/122)
البحر : كامل تام ( لاَ زَالَ مُلْكُكَ بِالْعُلى مَأْهُولا ** وَسَلِمْتَ تُدْرِكُ كُلَّ يَوْمٍ سُولا ) ( يعدو الزَّمانُ ولا يصيبكَ ريبهُ ** فيردُّ طرفاً عنْ ذراكَ كليلا ) ( أنتَ الَّذي غمرَ العفاةَ مواهباً ** لَوْ كُنَّ أَمْوَاهاً لَكُنَّ سُيُولاً ) 4 ( فَفِدَاءُ مَجْدِكَ أُمَّةٌ هَمَّتْ بِهِ ** زَمَناً فَما وَجَدَتْ إِلَيْهِ سَبِيلا ) 5 ( حَسُنتْ مَناظِرُهُمْ وَغَيْرُ فَضِيلَةٍ ** للسَّيفِ ينبو أنْ يكونَ صقيلا ) 6 ( وذوتْ أكفُّهمُ فأغصانُ المنى ** بِعِرَاصِهِمْ أَبَداً تَزِيدُ ذُبُولا ) 7 ( خُلِقَتْ لِمَحْمُودِ بْنِ نَصْرٍ رَاحَةٌ ** تندى فلا ترضى الغمامَ رسيلا ) 8 ( ملكٌ عناؤكَ أنْ تحاولَ مجدهُ ** فإذا عدقتَ بجودهِ التَّأميلا ) 9 ( عدَّ اليسيرَ منَ السُّؤالِ وسيلةً ** وَرَأَى الْكَثِيرَ مِنَ النَّوَالِ قَلِيلا )0 ( تُثْنِي عَلَيْهِ فَتَعْتَرِيهِ نَشْوَةٌ ** فكأنَّ مادحهُ سقاهُ شمولا )
____________________
(1/123)
1( يثني عيونَ الحاسدينَ كليلةً ** ويرى حزونَ المكرماتِ سهولا )( أَأَبا سَلاَمَةَ أَنْتَ فَخْرُ قَبِيلَةٍ ** طالوا البريَّةَ صبيةً وكهولا )( إِنَّ الْعُلى رَضِيَتْكُمُ غُرَراً لَها ** منْ بعدِ أنْ أبتِ الملوكَ حجولا )4 ( وَلَوِ اكْتَفَيْتَ كَما اكْتَفى أَعْيانُهُمْ ** كُلٌّ يَكُونُ عَلَى أَبِيهِ مُحِيلا )5 ( لكفاكَ جمعكَ والداً غمرَ الورى ** جوداً وأمّاً في النِّساءِ بتولا )6 ( لكنْ أبتْ لكَ همَّةٌ ما شأنُها ** أَنْ تَسْتَعِيرَ عُمُومَةً وَخُؤُولا )7 ( ومنعتَ هذا الشَّامَ ممَّن رامهُ ** قَسْراً كَما مَنَعَ الْهِزَبْرُ الْغِيلا )8 ( ما بالُ عَمِّكَ ظَلَّ يَخْدَعُ نَفْسَهُ ** سَفَهاً وَيَقْطَعُ عُمْرَهُ تَعْلِيلا )9 ( متطرِّحاً أبداً وكمْ منْ خاملٍ ** طلبَ النَّباهةَ فاستزادَ خمولا )0 ( يدنو منَ العلياءِ فتراً كلَّما ** عَنَّتْ فَيُبْعِدُهُ التَّخَلُّفُ مِيلا )
____________________
(1/124)
2( متعوِّضاً منْ عزِّ منْ هوَ فرعهُ ** ذُّلاً يُحَدِّثُ عَنْهُ جِيلٌ جِيلا )( فَارحَمْ غَنِيّاً عَالَ وَارْثِ لِتَائِهٍ ** قدْ ضلَّ واعذرْ صبرهُ إنْ عيلا )( أكدتْ مطالبهُ وهلْ يُعدي على ال ** قُرْآنِ مَنْ يَسْتَنْصِرُ الْإِنْجِيلا )4 ( فليثنِ فائلَ رأيهِ عنْ رايةٍ ** أَمَرَ الْإِلهُ بِنَصْرِها جِبْرِيلا )5 ( أَوْلَجْتَهُ النَّفَقَ الَّذي مَنْ أَمَّهُ ** ماتتْ ضغينتهُ وعاشَ ذليلا )6 ( وعقوقُ أرمانوسَ حينَ أبيتَ نص ** رَتَهُ أَبَاحَكَ وُدَّ مِيخَائِيلا )7 ( وَكَمِ ابْتَدَعْتَ غَرَائِباً مِنْ سُؤْدُدٍ ** ما كُنتَ في طُرُقاتِها مَدْلُولا )8 ( ولكَ الأدلَّةُ أوضحتْ حتَّى رأى ** إثباتَ فضلكَ منْ رأى التَّعطيلا )9 ( وَمَتى أَرَقْتَ دَماً غَزِيراً سَفْكُهُ ** إِلاَّ عَلَيْكَ فَلَمْ يَكُنْ مَطْلُولا )0 ( ملأتْ وقائعكَ القلوبَ مخافةً ** ضاقتْ بها عنْ أنْ تُجنَّ ذحولا )
____________________
(1/125)
3( ولمرهفاتكَ بالفنيدقِ وقعةٌ ** ملأتْ مسامعَ منْ بمصرَ صليلا )( عُصَبٌ أُتِيحَ بَوَارُهُمْ في مَأْزِقٍ ** حَسَدَ الْأَسِيرُ بِضَنْكِهِ الْمَقْتُولا )( غرُّوا بأنْ شرَّقتَ عنهمْ مذهباً ** في الرَّأيِ ما عرفوا لهُ تأويلا )4 ( حَتَّى إِذَا دَلَفَتْ إِلَيْكَ جُمُوعُهُمْ ** جُمَلاً جَعَلْتَ لَها الرَّدى تَفْصِيلا )5 ( زأرتْ أسودُهمُ فلمَّا عاينوا ** أذوادكمْ عادَ الزَّئيرُ أليلا )6 ( ما كانَ في المعقولِ أنَّكَ كائدٌ ** تلكَ الغواةَ بحلِّكَ المعقولا )7 ( أَهْمَلْتَها كَيْمَا يَظُنُّوا أَنَّها ** غَنَمٌ فَخِيلَتْ بِالْعَرَاءِ خُيُولا )8 ( وعلمتَ أنَّ رغاءها مفضٍ إلى ** طَمَعٍ فَأَلْحقْتَ الرُّغَاءَ صَهِيلا )9 ( مِنْ مُقْرَبَاتٍ أُورِدَتْ أُمَّاتُها ** بَرَدى وَأَحْرِ بِأَنْ يَرِدْنَ النِّيلا ) 40 ( شُقْرٍ بَرَاها النَّقْعُ دُهْماً وَانْجَلى ** فَنَزَعْنَ لَيْلاً وَارْتَجَعْنَ أَصِيلا )
____________________
(1/126)
4( تردى بكلِّ مظفَّرٍ يُردي العدى ** إِنْ هِيجَ أَوْ يَهَبُ الْغِنى إِنْ سِيلا ) 4( فَسَفَيْتَهُمْ وَهُمُ الْجِبَالُ بِعَزْمِةٍ ** صَدَقَتْ كَمَا سَفَتِ الرِّياحُ نَسِيلا ) 4( قسمتْ سبيعةُ ما حووا وذؤيبةٌ ** والعزُّ قسمكَ لمْ تحزهُ غلولا ) 44 ( فلتحذرِ الهممُ المذالةُ في الثَّرى ** همماً تجرُّ على السَّماءِ ذيولا ) 45 ( منذُ انبرتْ دونَ الخليفةِ جنَّةً ** ملأتْ غرارَ النَّائباتِ فلولا ) 46 ( وَلَقَدْ دَعاكَ إِلى لَّتِي إِدْرَاكُها ** عسرٌ فكنتَ بما أرادَ كفيلا ) 47 ( أَعْلَمْتَهُ أَنَّ لَيْسَ يَذْهَبُ ثَأْرُهُ ** ما دُمْتَ لِلْحَقِّ الْمُبِينِ مُدِيلا ) 48 ( وَأَبَنْتَ عَنْ فَصْلِ الْخطابِ بِلَفْظَةٍ ** أوضحتَ منها حقَّهُ المجهولا ) 49 ( وأتاكَ منْ إكرامهِ وصفاتهِ ** ما جاوزَ الإكرامَ والتَّبجيلا ) 50 ( وَمَلاَبِسٍ لَبِسَتْ بِكَ الْفَخْرَ الَّذِي ** لاَ تَسْتَطِيعُ لَهُ الْعِدى تَبْدِيلا )
____________________
(1/127)
5( ومهنَّدٍ راقَ النَّواظرَ مغمداً ** وغدا يُحكَّمُ في الطُّلى مسلولا ) 5( وأقبَّ ليسَ يليقُ إلاَّ بالَّذي ** ريضَ الزَّمانُ بهِ فصارَ ذلولا ) 5( أمطاكهُ الموفي على آبائهِ ** ورعاً وكمْ علتِ الفروعُ أصولا ) 54 ( بذلتْ لكَ الأملاكُ في أعطافها ** وَوِدَادِها ما لَمْ يَكُنْ مَبْذُولا ) 55 ( وأبانَ منْ ملكَ البسيطةَ فضلهُ ** لَمَّا اصْطَفاكَ لَهُ أَخاً وَخَلِيلا ) 56 ( فلذاكَ أمركَ حيثُ يمَّمَ نافذٌ ** أرسلتَ جيشاً أوْ بعثتَ رسولا ) 57 ( هذَا هُوَ الشَّرَفُ الَّذي لاَ يُرْتَقى ** أَدْناهُ وَالْعِزُّ الَّذي ما نِيلا ) 58 ( فلتفتخرْ كعبٌ بأنَّكَ منهمُ ** بلْ عامرٌ بلْ نسلُ إسماعيلا ) 59 ( وَبِمَنْ تُقاسُ وَقَدْ حَوَيْتَ مَآثِراً ** تأبى لكَ التَّشبيهَ والتَّمثيلا ) 60 ( بنداكَ أنجزَ وعدهُ الزَّمنُ الَّذي ** قدْ كنتُ أعهدهُ ألدَّ مطولا )
____________________
(1/128)
6( أنسيتني ذكرَ الأنامِ فما أرى ** مسخبراً عنهمْ ولا مسؤولا ) 6( مِنَنٌ بِجِيدي لَنْ تَزَالَ قَلاَئِدَاً ** وَلَوَ نَّها لِسِواكَ كُنَّ كُبُولا ) 6( وَعَصَمْتَنِي مِمَّا أَخافُ فَظَنَّنِي ** مَنْ رَامَنِي لِلْفَرْقَديْنَ نَزِيلا ) 64 ( لِمَ لا يَكُونُ الْقَوْلُ جَزْلاً فِيكَ يا ** تاجَ الملوكِ وقدْ أنلتَ جزيلا ) 65 ( جاوزتَ غايةَ منْ يجودُ ومنصبي ** يأبى لمثليَ أنْ يكونَ بخيلا ) 66 ( ما في المروءةِ كفرُ منْ أغنيتهُ ** وسكوتُ منْ أنطقتهُ ليقولا ) 67 ( فلأملأنَّ الخافقينِ غرائباً ** موسومةً بكَ مثلها ما قيلا ) 68 ( مِمَّا يَزِيدُ عَلَى زِيادٍ بَسْطَةً ** وَيُضِلُّ فِي طُرُقاتِهِ الضِّلِّيلاَ ) 69 ( تطوي بلاداً لا الجيادُ تنالها ** خَببَاً وَلاَ الْكُومُ الْقِلاَصُ ذَمِيلا ) 70 ( فوقَ الرَّوامسِ لا العرامسِ مالها ** حادٍ يسوقُ ولا تريدُ دليلا )
____________________
(1/129)
7( معَ أنَّ شكريَ لا يقومُ بأنعمٍ ** صَحَّ الرَّجَاءُ بِها وَكانَ عَلِيلا ) 7( وَعوَاطِفٌ لاَ يَبْتَغي بَدَلاً بِها ** إِلاَّ الْمُرِيدُ مِنَ الْحَياةِ بَدِيلا )
____________________
(1/130)
البحر : خفيف تام ( كُنْ بَعِيداً إِنْ شِئْتَ أَوْ كُنْ قَرِيبا ** فَأَيادِيكَ عِنْدَنا لَنْ تَغِيبا ) ( خَلَفَتْكَ الآلاَءُ مُذْ سِرْتَ فِينا ** فتساويتَ مشهداً وَمغيبا ) ( كَالغَمَامِ الرُّكامِ يَمْضِي وَيُبْقِي ** مَوْرِداً فائِضاً وَمَرْعَىً خَصِيبا ) 4 ( فُرْقَةٌ يا أَبا الْعَلاَءِ أَصارَتْ ** حسناتِ الزمانِ عندي ذنوبا ) 5 ( كمْ سبقتَ الجارينَ في حلبةِ المج ** دِ وَكَلُّوا وَما شَكَوْتَ لُغُوبا ) 6 ( لا كما يسبقُ المجاري المجارى ** بَلْ كَما يَسْبِقُ الشَّبابُ الْمَشِيبا ) 7 ( لمْ يزلْ جانبي منيعاً مهيباً ** مذْ رأتني بكَ الخطوبُ مهيبا ) 8 ( وَلِهَذَا أَصْبَحْتُ مِنْ أَلَمِ الْفُرْ ** قةِ أوفى مفارقيكَ نصيبا ) 9 ( وَلوْ أني ملكتُ نفسي وَرأيي ** لَوَصَلتُ الإِسْآدَ وَالتَّأْوِيبا )0 ( فكفاني مؤونةَ الشوقِ عزمٌ ** لاَ يملُّ التقويضَ وَ التطنيبا )
____________________
(1/131)
1( غَيْرَ أَنِّي الْقَلْبَ عِلْماً ** أَنَّهُ لاَ يَؤُوبُ حَتَّى تَؤُوبا )
____________________
(1/132)
البحر : كامل تام ( شرفَ المعالي منْ يساجلكَ العلى ** ولكَ الإمامُ بملكها قدْ أسجلا ) ( تدعو الحظوظَ فتستجيبُ كذا وما ** لمْ تدعهُ منها أتاكَ مطفِّلا ) ( في كلِّ يومٍ ما تزالُ مكذِّباً ** مَنْ قالَ غايَةُ كاملٍ أَنْ يَكْمُلا ) 4 ( ولقدْ أتتكَ اليومَ منْ فخرٍ حُلىً ** ذا المجدُ صايغها ومنِ تبرٍ حلا ) 5 ( هاتِيكَ تُسْمِعُ مِنْ صِفاتِكَ مُعْجِزاً ** لا يستعارُ وذي تري ما أذهلا ) 6 ( لولا البصائرُ منْ عشى أبصارنا ** لِضِيائِها خِلْنا الْعِيانَ تَخَيُّلا ) 7 ( وإذا تعاودنا ثناءكَ بيننا ** عاد المكثّرُ ما رآهُ مقلِّلا ) 8 ( فَهَلِ انْتَحَتْكَ مِنَ الْكَوَاكِبِ سُرْبَةٌ ** كيما تكونَ لنورها متسربلا ) 9 ( أَمْ لِلْغَزَالَةِ فِي الْجَدَالَةِ مَنْزِلٌ ** وعهدتها لا تستطيعَ ترحُّلا )0 ( وَهَلِ ادَّرَعْتَ شُعاعَها فَلِأَجْلِ ذَا ** ما إنْ تطيقُ لكَ العيونُ تأمُّلا )
____________________
(1/133)
1( أَمْ قَدْ كَسَاكَ النُّورَ ذُو النُّورِ الِّذي ** ما زالَ في آبائهِ متنقِّلا )( لُبْسُ الْحَرِيرِ مِنَ الْحدِيدِ مُثَقَّلاً ** أَفْضى إِلَيْهِ بِالنُّضَارِ مُثَقَّلا )( وَالْحَرْبُ لاَ تُجْنِيكَ أَرْياً غِبُّها ** إِلاَّ إِذا أَجْنَتْ عِدَاكَ الْحنْظَلا )4 ( وسليلِ صاعقةٍ أتاكَ معوِّضاً ** مِمَّا تَرَكْتَ مِنَ الضِّرَابِ مُفَلَّلا )5 ( وَالتَّبْرُ مَا لَمْ تَرْضَهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ ** بنفائسِ الدُّرِّ الثَّمينِ مكلَّلا )6 ( وَلَوْ نَّ كُلَّ النَّاسِ يَعْرِفُ قَدْرَهُ ** أَغْنَاهُ جَوْهَرُ مَتْنِهِ عَمَّا احْتَلا )7 ( وَمُضِيئَةٍ كَسَتِ النَّدِيَّ بِضَوْئِها ** والحاضرينَ بهِ حريقاً مشعلا )8 ( ما إنْ رأينا هالةً منْ قبلها ** أضحتْ تضمَّنُ عارضاً متهلِّلا )9 ( فابجح بمفخرها ملابسَ لمْ يكنْ ** غَيْرُ الْإِمامِ لِمِثْلِها مُتَبَدِّلا )0 ( لمَّا تنافستِ الجواهرُ والحلى ** فيها اتتكَ وجسمها قدْ فصِّلا )
____________________
(1/134)
2( بجُذى غضىً ما لمسهنَّ بمحرقٍ ** ونجومِ داجيةٍ وليستْ أفَّلا )( وَأَظُنُّها تاجاً وَلكِنْ لَمْ تَجِدْ ** لعلوِّ قدركَ فوقَ خصركَ منزلا )( وسوابقٍ عدتِ الجمالَ فلوْ مشى ** شبدازُ كسرى بينها لتخيَّلا )4 ( مِنْ كُلِّ مَحْبُوكِ الْقَرى لَوْ لَمْ يَكُنْ ** بَعْضَ الْجِبالِ لَهَدَّهُ ما حُمِّلا )5 ( كالطَّودِ تنقلهُ قوائمُ سابحٍ ** فإذا عدا صارتْ قوادمَ أجدلا )6 ( نَبَذَ الْبَرَاقِعَ وَالْجِلاَلَ وَرَاءَهُ ** لَمَّا تَبَرْقَعَ بِالْحُلى وَتَجَلَّلا )7 ( لَبِسَتْ تَجافِيفَ النِّضارِ فَهَلْ أتَتْ ** تُحَفاً لِمُلْكِكَ أَوْ لِتَلْقى جَحْفَلا )8 ( وَمُحَلِّقٍ فِي الْجَوِّ تَحْسَبُ أَنَّهُ ** ظامٍ وَقَدْ ظَنَّ الْمَجَرَّةَ مَنْهَلا )9 ( أَوْفَى عَلَى قَوْسِ الْغَمامِ مُعَمَّماً ** منهُ بناحيةٍ لأخرى مسدلا )0 ( مِنْ عَقْدِ مَنْ ما حَلَّ خَطْبٌ عَقْدَهُ ** كلاَّ وليسَ بعاقدٍ ما حلَّلا )
____________________
(1/135)
3( يقتادُ منْ زهرِ القبابِ شوامخاً ** تُوهِي بِحِلْيَتِها الْجِمالَ الْبُزَّلا )( أعطاكها شمَّاً فكمْ منْ قائلٍ ** هَلْ أَرْسَلَ الْأَهْرَامَ فِيما أَرْسَلا )( ولقدْ غنيتَ عنِ اللِّواءٍ بقامةٍ ** طالتْ فطلتَ بها الوشيجَ الذُّبَّلا )4 ( وَكَفَتْكَ أَفْياءُ الْعَوَالِي أَنْ تُرى ** عندَ الهجيرِ بفيئهِ متظلِّلا )5 ( للمجدِ أخذكَ والعطاءُ ولمْ تزلْ ** تعلو الملوكَ منوِّلاً ومنوَّلا )6 ( ولأنتَ منْ لوْ خوِّلَ الدُّنيا بما ** جمعتْ لكانَ أجلَّ ممَّا خوِّلا )7 ( ومعَ الرَّسولِ إليكَ أنفسُ قيمةً ** ممَّا يُرى وأخفُّ أيضاً محملا )8 ( عَهْدٌ يُؤَوِّلُ مَأْثُرَاتِكَ لِلْوَرى ** معَ أنَّها ما استعجمتْ فتأوِّلا )9 ( وافى فأسمعنا وليسَ بناطقٍ ** شكراً لسعيكَ لمْ يكنْ متمحَّلا ) 40 ( وَلَقَدْ أَعاذَ اللَّهُ جَلَّ جَلالُهُ ** قولَ الخلافةِ أنْ يكونَ تقوُّلا )
____________________
(1/136)
4( كَمْ حازَ مِنْ صِفَةٍ وَكَمْ فِي ضمْنِهِ ** قَوْلٌ دَعاكَ بِهِ الْإِمامُ مُبَجَّلا ) 4( أمنتْ خلافتهُ ودولتهُ معاً ** أَنْ يُمْنَعا مِنْ بُغْيَةٍ أَوْ يُمْطلا ) 4( بالسَّيفِ ما عرفَ النُّبوَّ غرارهُ ** مذْ سُلَّ والعضدِ الَّذي لنْ ينكلا ) 44 ( وَافْخَرْ بِذَا الْيَوْمِ الَّذِي أُعْطِي الْهُدى ** فيمنْ أقامَ عمادهُ ما أمَّلا ) 45 ( حَتَّى لَظَنَّ النَّاسُ يَقْظَتَهُمْ كَرىً ** أوْ ملكَ مصرَ إلى دمشقَ تحوَّلا ) 46 ( وَلَقَلَّما يَصِفُ الْمَحاسِنَ وَاصِفٌ ** إلاَّ وظلَّ بحسنهِ متمثِّلا ) 47 ( عَجَباً لِمَجْنُوبٍ وَذِي أَعْباؤُهُ ** كَيْفَ اسْتَطاعَ بِها إِلَيْكَ تَحَمُّلا ) 48 ( رقتَ الأئمَّةَ بالمساعي لمْ تدعْ ** عنْ ربِّها لإمامِ عدلٍ معدلا ) 49 ( فَإِنِ اكْتَفَوْا فِي الْمُلِمِّ فَلَمْ تَزَلْ ** أولى الزَّمانِ بنصرهمْ متكفِّلا ) 50 ( أَوْ أَجْلَسُوكَ عَلَى مَرَاتِبِهِمْ فَمَنْ ** أعلتهُ همَّتهُ إلى شرفٍ علا )
____________________
(1/137)
5( مُسْتَنْصِرٌ بِاللَّهِ أَنْتَ حُسامُهُ ** وَالْحَقُّ يَحْمِي آمِنٌ أَنْ يُخْذَلا ) 5( ووزيرُ ملكٍ ظلَّ وصفكَ دأبهُ ** عندَ الخلافةِ دائماً لنْ يخجلا ) 5( جليتْ برأي الكاملِ النُّوبُ الَّتي ** كانتْ ترينا الصُّبحَ ليلاً أليلا ) 54 ( يَقِظٌ إِذَا الْإِسْلامُ خافَ فَأَمْنُهُ ** مِمَّا تَخَوَّفَ أَنْ تَقُولَ وَتَفْعَلا ) 55 ( ما زِلْتَ بِالْغَارَاتِ طَوْراً غائِراً ** خَلْفَ الْعَدُوِّ وَتارَةً مُتَوَقِّلا ) 56 ( تُزْجي الْجُيُوشَ تَرَاكَمَتْ حَتَّى لَقَدْ ** مَنَعَ الْقَنا فِيها الْقَنا أَنْ يَعْسِلا ) 57 ( وحماةَ حربٍ لا تلينُ لغامزٍ ** فوقَ السَّوابقِ تستلينُ الجندلا ) 58 ( حَتَّى تَرَكْتَ قُبَيْلَ عَوْدِكَ قافِلاً ** مِنْ دُونِ دِينِ اللَّهِ باباً مُقْفَلا ) 59 ( وحسمتَ منْ أدوائهِ ما أعضلا ** وفللتَ عنهُ كلَّ نابٍ أعصلا ) 60 ( وثنيتَ محضَ الخوفِ عن أوطاننا ** منْ بعدِ أنْ ألقى عليها كلكلا )
____________________
(1/138)
6( وأباحنا سلطانكَ الأمنَ الَّذي ** لوْ نشتريهِ بالنَّواظرِ ما غلا ) 6( صارَ العنودُ بكلِّ أرضٍ ناكلاً ** مذْ ظلَّ بأسكَ بالطُّغاةِ منكِّلا ) 6( ولقدْ أنابوا وانتحوكَ فلمْ تضقْ ** خلقاً بأحياءٍ يضيقُ بها الفلا ) 64 ( فمشوا على الأفواهِ منْ إعظامهمْ ** هذَا الثَّرى أَنْ يُوطِؤُهُ الْأَرْجُلا ) 65 ( وَتُرَابُ أَرْضٍ أَنْتَ فِيها قاطِنٌ ** أولى التُّرابِ بأنْ يكونَ مقبَّلا ) 66 ( ما أسرفَ الظَّمآنُ في تقبيلهِ ** سبلاً تبلِّغهُ الغمامَ المسبلا ) 67 ( لَمْ يَبْقَ غَيْرَ ابْنِ المُفَرِّج خائِفٌ ** يَبْغي الأَمانَ وَمُجْدِبٌ يَبْغِي الكَلا ) 68 ( فَاغْفِرْ لَهُ تِلْكَ الذُّنُوبَ مُعاوِداً ** حِلْماً رَجَحْتَ بِهِ الجِبالَ المُثَّلا ) 69 ( عاقبتهُ لمَّا جنى وقهرتهُ ** لَمَّا تَجَبَّرَ فَاعْفُ حِينَ تَنَصَّلا ) 70 ( وارحمْ عليلاً ما أصابَ معلِّلا ** وأغثْ طريداً لمْ يصادفْ موئلا )
____________________
(1/139)
7( مذْ زارَ ربعكَ يجتني فيهِ الغنى ** والعزَّ عافَ المنزلَ المستوبلا ) 7( عدلا عدمتَ الفضلَ بالفضلِ الَّذي ** جعلَ الملوكَ إلى انتجاعكَ عمَّلا ) 7( لَمْ يُمْنَ جَبَّارٌ بِبَأْسِكَ ساعَةً ** إلاَّ وعاودَ خاضعاً متذلِّلا ) 74 ( تأبى رماحكَ أنْ ترى مرْكوزةً ** حتّى تعلَّ منَ الصُّدورِ وتنهلا ) 75 ( أَوْرَدْتَها ثُغْرَ الْأَعادِي رَامِحاً ** وَرَجَعْتَ تَطْعَنُهُمْ بِخَوْفِكَ أَعْزَلا ) 76 ( فَأَقِمْ عَلَى ذَا الْعِزِّ وَاطَّرِحِ الْوَغى ** طَعْنُ الْقُلُوبِ أَشَدُّ مِنْ طَعْنِ الْطُّلا ) 77 ( أوَما تفارقُ ذي الجيادُ سروجها ** حتّى تثيرَ وراءَ غزنةَ قسطلا ) 78 ( لا فلَّ ريبُ الدَّهرِ غربَ عزائمٍ ** مَدَّتْ عَلَى الْإِسْلاَمِ سِتْراً مُسْبَلا ) 79 ( موتورها لا يشتفي وطريدها ** لا ينكفي وقتيلها لنْ يعقلا ) 80 ( ومحاولٍ هذي العلى قلتُ اسلها ** فَلَقَدْ أَرَاحَ الْفِكْرَ مَمْنُوعٌ سَلا )
____________________
(1/140)
8( وَاسْأَلْهُ ما تَحْوِي يَدَاهُ يُنِلْكَهُ ** كَرَماً وَأَمَّا مَجْدَهُ الزَّاكِي فَلا ) 8( فالمجدُ ما لمْ يبقَ فيهِ لغيرهِ ** إلاَّ كما يسعُ الإناءُ إذا امتلا ) 8( أولى الملوكِ إذا الفضائلُ ميِّزتْ ** بِالْحَظِّ فِيها أَنْ يُعَدَّ الْأَفْضَلا ) 84 ( مَنْ كانَ فِي اللَّأَوآءِ أَنْدى مِنْهُمُ ** كفّاً وفي الهيجاءِ أمضى منصلا ) 85 ( فإذا همُ حكموا بما يهوونهُ ** أَمَّتْ قَضاياكَ الْكِتابَ الْمُنْزَلا ) 86 ( وإذا همُ افتكروا وضلَّ رشادهمْ ** أوضحتَ غيرَ مفكِّرٍ ما أشكلا ) 87 ( وَإِذَا تَنازَعَتِ الْخُصُومُ لَدَيْهِمُ ** كانتْ بحضرتكَ الإشارةُ فيصلا ) 88 ( لَوْ كانَ حُكْمُكَ ضِدَّ حُكْمِ اللَّهِ ما ** أَضْحى بَنُو الدُّنْيا عَلَيْهِ نُزَّلا ) 89 ( وَلَكَ النَّدى لَمْ تَجْرِ فيهِ إِلى مَدىً ** يَنْحُوهُ مَنْ فِي وَصْفِ جُوْدِكَ أَوْغَلا ) 90 ( حَتَّى لَعاتَبَكَ الْعُفاةُ فَهَلْ رَأَى ** أَحَدٌ عُفاةَ نَدىً عَلَيْهِ عُذَّلا )
____________________
(1/141)
9( لَمَّا أَبَيْتَ لِمَنْ يُنِيخُ بِكَ الْمُنى ** ذُلَّ السُّؤالِ كفيتهُ أنْ يسألا ) 9( فالعيسُ في تعبٍ وجودُكَ مقسمٌ ** أَلاَّ يُرِيحَ ظُهُورَها وَالْأَرْجُلا ) 9( أَنْهَجْتَنِي مِنْ قُرْبِكَ اللَّقَمَ الَّذي ** ما زلتُ فيهِ إلى السَّعادةِ مرقلا ) 94 ( وَأَبَحْتَنِي مِنَناً تَتابَعَ سَيْبُها ** حَتَّى لَقَدْ أَحْبَبتُ أَنْ تَتَمَهَّلا ) 95 ( لوْ أنَّها مطرٌ لكانتْ وابلاً ** وَلَوْ أنَّها رِيحٌ لَكانَتْ شَمْأَلا ) 96 ( لاَ تُلْزِمَنِّي أَنْ أُفَصِّلَ شُكْرَها ** منْ بعدِ ما أعيا القوافي مجملا ) 97 ( وَمَتى تَخِفُّ إِلى سِوَاكَ مَطامِعِي ** أَنَّى وَقَدْ حَمَّلْتَنِي ما أثْقَلا ) 98 ( منْ أنعمٍ قدْ غارَ عدُّ محامدي ** فِي ضِمْنِهِنَّ وَصارَ بَحْرِي جَدْولا ) 99 ( وَالْفِقْهُ غَيْرُ مُبيِحَةٍ أَحْكامُهُ ** منْ لا يؤدِّي الفرضَ أنْ يتنفَّلا )00 ( ومتى أثبتَ على الثَّناءِ فلمْ أقلْ ** كنْ لي منَ الفضلِ المبينِ محلِّلا )
____________________
(1/142)
10( لَوْ غَيْرُ نائِلِكَ الْمَرَامِي لَمْ تَخَفْ ** مَعَ ذِي الْإِصابَةِ أَسْهُمِي أَنْ تَنْصُلا )
____________________
(1/143)
البحر : كامل تام ( مالي مقالٌ عنْ فعالكَ يعربُ ** قدْ ضلتِ الأفكارُ مما تغربُ ) ( بذلاً وَمنعاً فالرجاءُ مخيمٌ ** بِذَرَاكَ وَالنَّكَباتُ عَنْكَ تَنَكَّبُ ) ( وَسُطاً وَصَفْحاً فَالْمَمالِكُ قَدْ عَنَتْ ** مِنْ خَوْفِ بَأْسِكَ وَالْجَرَائِمُ تُوهَبُ ) 4 ( وَتواضعاً سنَّ التواضعَ للورى ** مَعَ رُتْبَةٍ يَنْحَطُّ عَنْها الْكَوْكَبُ ) 5 ( يا جامعَ الأضدادِ في كسبِ العلا ** منْ أينَ لي قلبٌ كقلبكَ قلبُ ) 6 ( لوْ ميزتكَ سجيةٌ عنْ ضدها ** لعلمتُ ما آتي وَما أتجنبُ ) 7 ( ما سارَ في الأفاقِ ذكرٌ طيبٌ ** عمنْ مضى إلاَّ وَذكركَ أطيبُ ) 8 ( قَعَدوا عَنِ الْغَيْرِ الَّتي ناهَضْتَها ** وَاستبعدوا الأمدَ الذي تستقربُ ) 9 ( فَضَفَتْ عَلَيْكَ مِنَ الثَّناءِ مَلابِسٌ ** لمْ يقدروا منها على ما تسحبُ )0 ( نَسَخَتْ فَضائِلُكَ الْفَضائِلَ كُلَّها ** إِنَّ الْكَثِيرَ عَلَى الْقَلِيلِ يُغْلّبُ )
____________________
(1/144)
1( فَلْيَعْتَرِفْ لَكَ بِالسَّيادَةِ أَهْلُهَا ** لَزِمَتْ مَلازِمَها وَصَرَّ الْجُنْدَبُ )( لاَ يَدَّعِ الْمَجْدَ الْمُؤَثَّلَ مُدَّعِ ** فالمجدُ منْ هذي الخلالِ مركبُ )( فظباكَ مذْ خطبتْ على قممِ العدى ** خَطَبَتْ لَكَ الرُّتَبَ الَّتي لا تُخْطَبُ )4 ( فَفَرَعْتَ مِنْهَا كُلَّ مالاَ يُرتَقى ** إِنَّ النُّجُومَ قَلائِصٌ ما تُرْكَبُ )5 ( فلذا إذا نسبتْ علىً في مشهدٍ ** فإليكَ يا شرفَ المعالي تنسبُ )6 ( بَعُدَ لْمَدى إِلاَّ عَليْكَ فَما لِمَنْ ** يأتمهُ إلاّ النصيبُ المنصبُ )7 ( ما انقادتِ الأملاكُ طوعكَ كلها ** حتى استقادَ لكَ الزمانُ الأصعبُ )8 ( لَوْ غَيْرُكَ الْمُبْتَزُّ يَا سَيْفَ الْهُدى ** ما كانتِ النخواتُ مما تسلبُ )9 ( تَتَجَنَّبُ الأَحْداثُ ما لاَ تَشْتَهي ** وَتَسَارِعُ الأَقْدارُ فِيما تَطْلُبُ )0 ( لَوْ كانَ ذَبُّكَ في الزَّمانِ اللَّذْ مَضى ** لَمْ تَفْتَخِرْ بِحِمى كُلَيْبٍ تَغْلِبُ )
____________________
(1/145)
2( أوْ كانَ جُودُ يَدَيْكَ عَاصَرَ حَاتِماً ** لَرَأَيْتَهُ مِنْ فِعْلِهِ يَتَعَجَّب )( فطلِ الورى يا منْ لباذخِ فخرهِ ** أَلْقَتْ مَفاخِرَها نِزارُ وَيَعْرُبُ )( فَلَئِنْ عَلَوْتَ فَكُلُّ ما أَدْرَكْتَهُ ** وَهُوَ التَّناهِي بَعْضُ ما تَسْتَوْجِب )4 ( أضحتْ بعدتها الإمامةُ هضبةً ** لَيْسَتْ تُرامُ وَرَوْضَةً لا تُجْدِبُ )5 ( بِأَغَرَّ يَثْنِي الْحادِثاتِ فَتَنْثَنِي ** رهباً وَيقتادُ الجبالَ فتصحب )6 ( يَا بَالِغَ الْغَرَضِ الْبَعِيدِ وَدُونَهُ ** جَيشٌ يَضِيقُ بِهِ الْفَضاءُ السَّبْسَبُ )7 ( تُغْنِي الْخِلاَفَةُ ما عُدِدْتَ ظَهيرَهَا ** وَالجَيْشُ ما لاَقاكَ حَرْباً رَبْرَبُ )8 ( قَدْ صارَتِ الدُّنْيا بِعَدْلِكَ مَعْقِلاً ** هلْ في الورى عادٍ وَأنتَ المرهبُ )9 ( أَنّى وَفي هذِي الْجُفُونِ بَوارِقٌ ** ما أَوْمَضَتْ إلاَّ تَجَلّى غَيهَبُ )0 ( وَعلى َ عواملِ ما ركزتَ كواكبٌ ** مِمَّا نْتَصَيْتَ لَها وَخَلَّفَ قَعْضَبُ )
____________________
(1/146)
3( تَجْلُو ظَلاَمَ النَّقْعِ عِنْدَ طُلُوعِها ** وَظَلاَمَ أَهْلِ الْبَغْيِ سَاعَةَ تَغْرُبُ )( تَرَكَ الزَّئِيرَ اللَّيْثَ مُذْ أَشْرَعْتَهَا ** فَرَقاً كَما تَرَكَ الْهَدِيرَ الْمُصْعَبُ )( بِكَ عَاذَ هذا الدّينُ دُمْتَ نَصِيرَهُ ** مما يخافُ وَنالَ ما يترقبُ )4 ( أَنْتَ الْمُظَفَّرُ بالأَعادِي وَالمُنى ** إِنْ خِيفَ حَيْفٌ أَو تَعَذَّرَ مَطْلَبُ )5 ( فرقتَ شملَ الخوفِ وَهوَ مجمعٌ ** وَجمعتَ شملَ الأمنِ وَهوَ مشعبُ )6 ( مَا زِلْتَ تَبْعَثُ كُلَّ يَوْمٍ نَكْبَةً ** حتى استقامَ لكَ العنودُ الأنكبُ )7 ( فلينتحِ القمقامَ عندَ سكونهِ ** مَنْ نَدَّ عَنْهُ وَمَوْجُهُ مُغْلَوْلِبُ )8 ( فَالْعِزُّ أَقْعَسُ وَالْمَجازُ مُساهِمٌ ** وَالروضُ أحوى وَالحيا متصوبُ )9 ( غيرُ الذي عاداكَ يظفرُ بالمنى ** وَبغيرِ آملكِ الظنونُ تخيبُ ) 40 ( تسدي الكرامُ مكارماً مبتولةً ** وَلِكُلِّ نَيْلٍ مِنْ يَدَيْكَ مُعَقِّبُ )
____________________
(1/147)
4( فَمِنَ الْعُفَاةِ مُقَوِّضٌ وَمُطَنِّبٌ ** وَمِنَ الثَّنَاءِ مُشَرِّقٌ وَمُغَرِّبُ ) 4( وَلقدْ أجرتَ الخائفينَ وَمالهمْ ** في الأْرْضِ عَنْ حُجُراتِ مُلْكِكَ مَذْهَبُ ) 4( وَغمرتهمْ صفحاً يقربُ منهمُ ** منْ مالهُ عملٌ إليكَ يقربُ ) 44 ( حَتى لَقالَ النَّاسُ مِمَّا عَمَّهُمْ ** مَا ثَمَّ ذَنْبٌ لِلْعُقُوبَةِ مُوجِبُ ) 45 ( فَالعَفْوُ فِيكَ فَضِيلَةٌ مَكْنُونَةٌ ** حتى يبينَ فضلهُ منْ يذنبُ ) 46 ( وَأَرَاكَ تَكْرَهُ طَيَّها فِلأجْلِ ذَا ** كُلٌّ إِلَيْكَ بِنَشْرِها يَتَقَرَّبُ ) 47 ( لَتَخِذْتِ إِعْجَازَ الأْنامِ خَلِيقَةً ** فغريبُ ما تأتيهِ لاَ يستغربُ ) 48 ( وَعممتَ كلَّ العالمينَ بنائلٍ ** ما امتازَ فيهِ عنِ البعيدِ الأقربُ ) 49 ( أنشأتَ منهُ بكلَّ أفقٍ ديمةً ** لسحابها في كلَّ أرضٍ هيدبُ ) 50 ( فَالْغَيْمُ إِلاَّ مِنْ سَمَائِكَ زِبْرِجٌ ** وَالبرقُ إلاَّ منْ سحابكَ خلبُ )
____________________
(1/148)
5( فلتعلُ أرضُ التركِ أنَّ ترابها ** مَا حَازَ أَصْلاً فَرْعُهُ لاَ يُنْجِبُ ) 5( وَلقدْ أبنتَ لنا بضربكَ في الطلى ** يَوْمَ الْوَغَى في أَيِّ عِرْقٍ تَضْرِبُ ) 5( لِلْمشْرِقِ الأْقْصَى بِبَيْتِكَ مَفْخَرٌ ** قَدْ ظَلَّ يَحْسُدُهُ عَلَيْهِ الْمَغْرِبُ ) 54 ( وَدِمَشْقُ فَهْيَ لهُ الْغَداةَ قَسِيمَةٌ ** إنَّ المعاليَ منْ جواركَ تكسبُ ) 55 ( لَوْلاَ انْتِقَالُ مُحَمَّدٍ عَنْ قَوْمِهِ ** ما شاركتْ في الفخرِ مكةَ يثربُ ) 56 ( وَبفضلِ قومكَ منْ إبائكَ شاهدٌ ** إِنَّ الإْبَاءَ عَنِ الأْبُوَّةِ يُعْرِبُ ) 57 ( وَلَوَ انَّهُمْ لَمْ يُشْهَرُوا بِفَضِيلَةٍ ** لآزْدَانَ بِالْفَرْعِ الزَّكيِّ الْمَنْصِبُ ) 58 ( فَلْيَهْن بَيْتاً أَنْتَ مِنْهُ أَنَّهُ ** أَبَداً عَلَى ظَهْرِ السِّمَاكِ مُطَنَّبُ ) 59 ( فنواظرُ الأفلاكِ شاهدةٌ لهُ ** بالمجدِ وَهوَ عنِ العيونِ محجبُ ) 60 ( وَإِذَا الْسَّحَابُ رَأَيْتَهُ مُتَراكِماً ** فَاحْكُمْ بِأَنَّ الْغَيْثَ فِيهِ صَيِّبُ )
____________________
(1/149)
6( شَغَفَ الْوَرَى حُبّاً فَعَالُكَ كُلُّه ** إنَّ الجميلَ إلى النفوسِ محببُ ) 6( تتطلبُ الأهواءَ أفئدةُ الورى ** وعَنِ الْمَناقِبِ مَا تَزالُ تُنَقِّبُ ) 6( فَلْيَطْلُبِ الصَّبَوَاتِ غَيْرُكَ صَاحِباً ** ماذا العزوفُ لصبوةٍ مستصحبُ ) 64 ( وَلقدْ شغلتَ بمنعِ ثغرٍ طارفٍ ** عما دعاكَ إليهِ ثغرٌ أشنبُ ) 65 ( قلْ للمساعي بعضَ ما تملينهُ ** قدْ ملتِ الأقلامُ مما تكتبُ ) 66 ( يرجوكَ منا خائفٌ وَمؤملٌ ** وَمنَ الملوكِ متوجٌ وَمعصبُ ) 67 ( لاَأَدَّعِي بِالْقَوْلِ فِيكَ فَضِيِلَةً ** باغي مديحكَ رائدٌ لا يتعبُ ) 68 ( بِكَ عَادَ دَهْرِي ضَاحِكاً مِنْ بَعْدِمَا ** ألوى َ بصدرِ العمرِ وَهوَ مقطبُ ) 69 ( هَلْ غالَني زَمَنٌ وَظِلُّكَ عاصِمي ** أوْ فاتني طلبٌ وَأنتَ المطلبُ ) 70 ( فلأشكرنَّ نداكَ مبلغَ طاقتي ** أَنا إِنْ رَجَوْتُ لَهُ جَزَاءً أَشْعَبُ )
____________________
(1/150)
7( أثني عليكَ وَلستُ أبلغُ شأوهُ ** معَ أنني في وصفِ مجدكَ مطنبُ ) 7( زينتْ بهذا الملكِ أعيادُ الورى ** فبقيتَ ما دامتْ تجيءُ وَ تذهبُ ) 7( للخطبِ تنفيهِ فليسَ بعائدٍ ** وَالأْمْرِ تُمْضِيهِ فَلاَ يُتَعَقَّبُ )
____________________
(1/151)
البحر : كامل تام ( هَل غَيْرُ ظِلِّكَ لِلْعُفاةِ مَقِيلُ ** أَمْ غَيْرُ عَفْوِكَ لِلْجُناةِ مُقِيلُ ) ( شرفَ المعالي ظلتَ مفتوناً بها ** فَوُعُورُها أَبَداً عَلَيْكَ سُهُولُ ) ( وَخُلِقْتَ مُعْتَلِياً عَلَى الرُّتَبِ الْعُلى ** فعظيمُ ما في ناظريكَ ضئيلُ ) 4 ( ما كانَ مثلكَ قطُّ في جيلٍ مضى ** فَلْيَفْخَرَنْ ما شاءَ هذَا الْجيِلُ ) 5 ( كمْ في سيوفكَ آيةٌ قدْ غادرتْ ** متألِّهاً منْ رأيهُ التَّعطيلُ ) 6 ( بِيضٌ حَقَنَّ مِنَ الدِّماءِ حَرَامَها ** وحلالُها بشفارها مطلولُ ) 7 ( خافَتْ عَوَادِيَكَ الْمُلُوكُ فَرُسْلُها ** عنْ رهبةٍ أبداً إليكَ مثولُ ) 8 ( وَلَطالَما زَادَ التَّخَوُّفُ فَالْتَقى ** بجنابِ ملككَ مرسلٌ وسولُ ) 9 ( تأتيكَ طائعةً إذا استدعيتها ** وَلَها إِذا لَمْ تَدْعُها تطِفيلُ )0 ( ألهى عدوَّكَ عنكَ لحظةُ ناظرٍ ** وَشُهُودُ بِشْرِكَ بِالنَّوَالِ عُدُولُ )
____________________
(1/152)
1( بشرٌ تكفَّلَ بالغنى إيماضهُ ** ما كلُّ برقٍ بالذَّهابِ كفيلُ )( ويدٌ ترى أموالها بنوالها ** جُمَلاً تَوَلّى هَدْمَها التَّفْصِيلُ )( فالنُّجحُ يا سيفَ الخلافةِ معوزٌ ** حَتَّى يُناخَ بِبابِكَ التَّأْمِيلُ )4 ( حرمٌ لإكرامِ الوفودِ مؤهَّلٌ ** ففناؤهُ أبداً بهمْ مأهولُ )5 ( وَالظَّاعِنُونَ مُواصِلُوكَ يَدَ النَّدى ** حتّى كأنَّهمُ لديكَ نزولُ )6 ( مجدٌ بحيثُ تحلُّ ليسَ بنازحٍ ** وحديثهُ في الخافقينَ يجولُ )7 ( فَهَلِ الرِّياحُ حَمَلْنَ ذِكْرَكَ فَاسْتَوى ** عَرْضُ الْبَسِيطَةِ عِنْدَهُ وَالطُّولُ )8 ( أخجلتَ منهمرَ الحيا بمكارمٍ ** يُخْبِرْنَ أَنَّكَ لِلْكِرامِ سَلِيلُ )9 ( ثَمَرُ الْغُصُونِ تُبِينُ عَنْ أَعْرَاقِها ** أَيَكُونُ مِنْ غَيْرِ الْغُيُوثِ سُيُولُ )0 ( ما مَجْدُ قَوْمِكَ غامِضاً وَجَمِيعُ ما ** تأتيهِ منْ حسنٍ لهُ تأويلُ )
____________________
(1/153)
2( لا كالَّذي إنْ عدَّ يوماً فخرهُ ** فعلى مآثرِ أوَّليهِ يحيلُ )( بَلَغَتْ بِكَ الْأَمَدَ الْبَعِيدِ فَضائِلٌ ** لأَقِلّهَا يُسْتَوْجَبُ التَّفْضِيلُ )( منها لدى سوقِ الثَّناءِ بضائعٌ ** حلَّتْ وفي سوقِ العفاةِ كبولُ )4 ( وَأَرى الَّذي أَدْرَكْتَ وَهْوَ الْمُنْتَهى ** مُسْتَصْغَراً فِيما إِلَيْهِ تَؤُولُ )5 ( كمْ قدْ فصلتَ بلحظةٍ وبلفظةٍ ** ما الخطبُ يقصرُ عنهُ وهوَ طويلُ )6 ( سَعْيٌ تَبَتَّلَ لِلسُّموِّ وَهَيْبَةٌ ** سلمتْ منَ الأكفاءِ فهيَ بتولُ )7 ( ضَمَّنْتَها أَنْ لاَ تَخافَ وَإِنْ نَأَى ** عَنْكَ الصَّرِيخُ فَلاَ يُخافُ سَبِيلُ )8 ( شَرُفَتْ بِوَطْئِكَ أَرْضُنا فَبِوَاجِبٍ ** أَنْ يُسْتَقَلَّ لِتُرْبِها التَّقْبِيلُ )9 ( فَدِمَشْقُ لَيْسَ لها نَظِيرٌ فِي الدُّنا ** وَكَذَاكَ مالَكَ فِي الْمُلُوكِ عَدِيلُ )0 ( ظلَّتْ ترجِّي أنْ تعنَّ إقامةٌ ** حيناً وتخشى أنْ يعنَّ رحيلُ )
____________________
(1/154)
3( وَجَمِيعُ ما تَحْوِي تَبَاعَدَ أَوْ دَنا ** ما لِلْخُطُوبِ يَدٌ إِلَيْهِ تَطُولُ )( نكَّلتَ بالأحداثِ لمَّا أنْ عدتْ ** فلصرفها عمَّا حميتَ نكولُ )( فَأَقِمْ فَذِكْرُكَ لِلْعَوَاصِمِ عِصْمَةٌ ** يُخشى وَإِنْ بَعُدَ الْهِزَبْرُ الْغِيلُ )4 ( رُعْتَ الْقُلُوبَ وَظَلَّ ما قُلِّدْتَهُ ** في جفنهِ وكأنَّهُ مسلولُ )5 ( سيفٌ يميتُ ولا يعاودُ غمدهُ ** حتّى تموتَ ضغائنٌ وذحولُ )6 ( إنْ غيركَ اتَّخذَ الدِّلاصَ مذيَّلاً ** فَرَقاً فَإِنَّكَ لِلدِّلاَصِ مُذِيلُ )7 ( يا منْ قواضبهُ تشايعُ عزمهُ ** وَلِأَجْلِ ذَاكَ تَصِلُّ حِينَ يَصُولُ )8 ( ما دُونَ أَمْرِكَ فِي الْمَمَالِكِ حَاجِزٌ ** قلْ ما تشاءُ فإنَّهُ مفعولُ )9 ( وانشرْ على أرضِ العراقِ سحائباً ** ) 40 ( أمطارهنَّ دمُ العدى وبروقها ** لَمْعُ الصَّوَارِمِ وَ لُّرعُودُ صَلِيلُ )
____________________
(1/155)
4( فلعلَّ دجلةَ أنْ توسَّطَ ملكَ منْ ** حَفَّ الْفُرَاتُ بِمُلْكِهِ وَالنِّيلُ ) 4( أَبَنِي نُمَيْرٍ مَا الْجَزِيرَةُ مَعْقِلاً ** إنْ زارها منْ ذي الجيوشِ رعيلُ ) 4( لا يضمرنَّ سفيهكمْ برضاكمُ ** غدراً فأمُّ الغادرينَ ثكولُ ) 44 ( فَلَقَدْ أَرَدْتُمْ نَصْرَ نَصْرٍ ضَلَّةً ** وَالْحَقُّ يُقْسِمُ أَنَّهُ مَخْذُولُ ) 45 ( كانَتْ سُيُوفُكُمُ بَوَارِقَ زِبْرِجٍ ** أَجْلى عَنِ الْكَعْبِيِّ وَهْوَ قَتيِلُ ) 46 ( أتخونكمْ عندَ اللِّقاءِ صوارمٌ ** وَتَخُونُكُمْ بَعْدَ الفِرارِ عُقُولُ ) 47 ( منْ لمْ يرعهُ الهولُ وهوَ بعينهِ ** لَمْ يَثْنِهِ عَنْ عَزْمِهِ التَّهْوِيلُ ) 48 ( هلْ يستعدُّ الخفَّ عبئاً مثقلاً ** منْ يستخفُّ العبءَ وهوَ ثقيلُ ) 49 ( فَتَجَنَّبُوا سَرْح الْمُظَفَّرِ إِنَّهُ ** نَعَمٌ بِأَشْطَانِ الْقَنَا مَعْقُولُ ) 50 ( أو فارقبوا وشكَ الرَّدى في عزمةٍ ** بَيْنَ الْعَزَائِمِ وَالْقُلُوبِ تَحُولُ )
____________________
(1/156)
5( سيفيَّةٍ عضديَّةٍ شرفيَّةٍ ** حدُّ الزَّمانِ بحدِّها مفلولُ ) 5( تُجْلى بِها الْأَزْمانُ وَهِيَ حَنَادِسٌ ** وَيَدِقُّ فِيها الْخَطْبُ وَهْوَ جَلِيلُ ) 5( لاَ تَأْمَنُوا رَبَّ الْجُيُوشِ إِذَا غَزَتْ ** فَلَها بِهَامَاتِ الرِّجَالِ قُفُولُ ) 54 ( مَنْ يَطَّبِيهِ الطِّرْفُ يَحْمِلُ فَارِساً ** متلبِّباً لا الطَّرفُ وهوَ كحيلُ ) 55 ( وَيَرُوقُهُ الْأَسَلُ الْمُحَطَّمُ في الْعِدى ** يَوْمَ الْوَغى لاَ الْخَدُّ وَهْوَ أَسِيلُ ) 56 ( ملكٌ تردّى بالمهابةِ والنُّهى ** هَذِي الْعُلى لاَ التَّاجُ وَالْإِكْلِيلُ ) 57 ( ذُو الْبَأْس لَوْ فِي النَّاسِ فُضَّ يَسِيرُهُ ** لاَ نْصانَ مُبْتَذَلٌ وَعَزَّ ذَلِيلُ ) 58 ( وَالْجُودِ لَوْ بَلَغُوا مَدى مِعْشارِهِ ** لمْ يبقَ بينَ الخافقينَ بخيلُ ) 59 ( يختصُّ بالعلياءِ حينَ ينالها ** ضَنّاً بِها وَيَعُمُّ حِينَ يُنِيلُ ) 60 ( للهِ ما تأتي فكلُّ نباهةٍ ** تعدوكَ في ذا الخلقِ فهيَ خمولُ )
____________________
(1/157)
6( لَمَّا اشْتَكَتْ خَيْلُ الْوَغى مِن بَعْدِها ** إدمانَ ركضكَ والكلامُ صهيلُ ) 6( أَسْكَنْتها ظِلَّ الْقُصُورِ وَلَمْ تَزَلْ ** مِنْ قَبْلُ فِي ظِلِّ الْوَشِيجِ تَقَيلُ ) 6( وَمَنَحْتَها خَيْرَ الْأَنامِ مَقُودَةً ** ولها منَ النُّصحِ الصَّريحِ دليلُ ) 64 ( شُقْرٌ لَوَ نَّ اللَّيلَ أُلْبِسَ قُمْصَها ** أوْ خالطتهُ لعادَ وهوَ أصيلُ ) 65 ( قرنتْ بدهمٍ لونها منْ لونهِ ** ونجومهُ غررٌ لها وحجولُ ) 66 ( وغرائبُ الألوانِ ظلَّ مقصِّراً ** عنْ وصفها التَّشبيهُ والتَّمثيلُ ) 67 ( كفلتْ لها أعناقها وعروقها ** بِالسَّبْقِ وَالطِّرْفُ الطَّمُوحُ رَسِيلُ ) 68 ( مَعْنُونَةٌ سِرْبٌ بِها مَطْرُودَةٌ ** متقنَّصٌ سربٌ بها مشلولُ ) 69 ( طالتْ على الجردِ السَّلاهبِ بسطةً ** حَتّى ادَّعاها شَدْقَمٌ وَجَدِيلُ ) 70 ( لَمْ يَكْفِها الْإِسْرَاجُ يَوْمَ بَعَثْتَها ** شَرَّ الْعُيُونِ فَعَمَّها التَّجْلِيلُ )
____________________
(1/158)
7( وتجفَّلتْ مرحاً فكمْ منْ قائلٍ ** أيقادُ وحشٌ أمْ تقادُ خيولُ ) 7( أَسْلاَبُ مَنْ أَرْدَيْتَ مِنْ شُوسِ الْعِدى ** ما عِنْدَ مَنْ يَسْخُو بِتِلْكَ غُلُولُ ) 7( يا مَنْ يَذِلُّ الْمالُ عِنْدَ سُؤَالِهِ ** أذلَّ السُّؤالِ وغيرهُ المسؤولُ ) 74 ( إِنْ كانَ هذَا الْفَضْلُ تاجاً لِلْعُلى ** فمدائحي التَّرصيعُ والتَّكليلُ ) 75 ( إنِّي برغمِ عدايَ ممنوعُ الحمى ** ما هَزَّ هذَا الْقَيْلَ هذَا القِيلُ ) 76 ( وليَ المحامدُ لنْ يطاولَ ربُّها ** حَتَّى يَطُولَ الْفاضِلَ الْمَفْضُولُ ) 77 ( مَا كُنْتُ أُحْسِنُ ذَا الْمَقالَ وَإِنَّما ** علَّمتني بنداكَ كيفَ أقولُ ) 78 ( ذلَّلتَ لي صعبَ القوافي منعماً ** فالقولُ جزلٌ والعطاءُ جزيلُ ) 79 ( ما عشتَ فالأيَّامُ أعيادٌ لنا ** فَرْضٌ لَها التَّعْظِيمُ وَالتَّبْجِيلُ ) 80 ( فاسلمْ لدينٍ قدْ غدوتَ تحوطهُ ** فَعَلَيْهِ ظِلٌّ مِنْ سُطاكَ ظَلِيلُ )
____________________
(1/159)
8( وَرَعِيَّةٍ أَغْنَيْتَها وَحَمَيْتَها ** فدعاؤها بثنائها موصولُ ) 8( إِنَّا نَصُولُ عَلَى الْخُطُوبِ بِأَنْعُمٍ ** منها بأيدينا قنىً ونصولُ ) 8( لاَ زِلْتَ تَحْكُمُ فِي الْأَنامِ مُخَوَّلاً ** ملكاً يزولُ الدَّهرُ قبلَ يزولُ )
____________________
(1/160)
البحر : طويل ( تسدُّ إذا حمَّ الحمامُ المذاهبُ ** ويُعيي البرايا فوت ماللّه طالبُ ) ( و أنتَ وَما في الخلقِ منكَ معوضٌ ** لَهُمْ عِوَضٌ مِنْ كُلِّ ما هُوَ ذَاهِبُ ) ( أرى غيرَ الأيامِ تلعبُ بالورى ** فلا زلتَ محروساً وَلاَ جدَّ لاعبُ ) 4 ( هوى كوكبٌ زهرُ الكواكبِ مذهوى ** ففارقَ مثواها عليهِ نوادبُ ) 5 ( وِلَوْ لَمْ يُرَاعِ الأْفْقُ حَقَّ جِوَارِهِ ** لما شيعتهُ بالبكاءِ السحائبُ ) 6 ( أعبرُ بالتذكيرِ عمداً وَإنني ** وَما إنْ تعديتُ الكنايةَ هائبُ ) 7 ( وَلَيْسَ لِما أَخفى إِباؤُكَ مُظْهِرٌ ** وَلَيْسَ لِمَنْ سَرْبَلْتَه الصَّوْنَ سالِبُ ) 8 ( وَكَمْ مُظْهَرٍ مِنْ فَضْلِهِ وَهْوُ مُضْمَرٌ ** وَكَمْ شاهِدٍ مِنْ مَجْدِهِ وَهْوُ غائِبُ ) 9 ( إذا ما سماءُ المجدِ لمْ يهوِ بدرها ** فَأَهْوِنْ بِأَنْ تَنْقَضَّ مِنْها الْكَوَاكِبُ )0 ( فدتْ سائرُ الأرواحِ ملكاً فداؤهُ ** وَطاعتهُ فرضٌ على الناسِ واجبُ )
____________________
(1/161)
1( لئنْ ظفرتْ أيدي الخطوبِ ببغيةٍ ** فَما زِلْتَ تَفْرِي وِالْخُطُوبُ الضَّرَائِبُ )( وَلَوْ أَنَّ صَرْفَ الدَّهْرِ يُثْنى بِقُوَّةٍ ** لعاودَ عنْ هذا الحمى وَهوَ خائبُ )( وَلَوْ كانَ شَخْصاً صَدَّهُ عَنْ مُرَادِهِ ** مُؤَلَّلَةٌ زُرْقٌ وَبِيضٌ قَوَاضِبُ )4 ( وَلَوْ أَنّهُ جَيْشٌ كَثِيرٌ عَدِيدُهُ ** لَقارَعَهُ مَنْ كُلِّ أَوْبٍ كَتائِبُ )5 ( ترى نزهةَ الأبصارِ وَهيَ مواكبٌ ** وَهادِمَةَ الأْعْمارِ وَهْيَ مَقَانِبُ )6 ( وِما هِيَ إِلاَّ عَزْمَةٌ مِنْكَ صَدْقَةٌ ** وَلاَ الصبرُ مغلوبٌ وَلاَ الهمُّ غالبُ )7 ( وَعزمكَ قدْ أفنى حماةَ ممالكٍ ** تُطاعِنُ شَزْراً دُونَها وَتُضارِبُ )8 ( ممالكُ قدْ دوختها بعدَ ما صفتْ ** مَشارِبُ فِيها وَاطْمَأَنَّتْ مَسارِبُ )9 ( فَحٌ زْتَ مَدىً قَدْ عاوَدَتْ دُونَ نَيْلِهِ ** أمانيُّ أهلِ الأرضِ وَهيَ لواغبُ )0 ( لَئِنْ ناسَبَتْكَ التُّرْكُ فَرْعاً وَعُنْصُراً ** فَما لَكَ في حَوْزِ الْعَلاَءِ مُناسِبُ )
____________________
(1/162)
2( تحلى زمانٌ أنتَ فيهِ محاسناً ** عَوَاطِلُ مِنْهُنَّ السِّنون الذَّوَاهِبُ )( وَ أَنْتَ الَّذي ما إنْ يَزَالُ مُظَفَّراً ** إِذَا ما الْتَقّتْ آرَاؤُهُ وَالنَّوَائِبُ )( لقدْ كذبتْ مذْ ذدتَ عنا ظنونها ** فَلا صَدَقَتْ تِلْكَ الظُّنُونُ الكَوَاذِبُ )4 ( أَذَا الْفَتَكاتِ اللَّائِي لَوْ لَمْ تَبُحْ بِها ** نفوسُ العدى ما التذَّ بالماءِ شاربُ )5 ( تعزَّ بذا العزَّ الأشمَّ فإنهُ ** طريقٌ إلى حسمِ المساءةِ لاحبُ )6 ( وَطِيبِ ثَناءٍ طَبَّقَ الأَرْضَ فَاكْتَسَتْ ** مشارقها منْ عرفهِ وَالمغاربُ )7 ( بعزمكَ يا سيفَ الخلافةِ يقتدى ** فَلا تُرِ خَطْبَاً أَنَّهُ لَكَ غاصِبُ )8 ( أَنِلْنا بِتَرْكِ الهَمِّ يَمْضي لِشَأْنِهِ ** منانا فكمْ نيلتْ لديكَ الرغائبُ )9 ( وَذللْ عصيَّ النومِ بالسطوةِ التي ** أرحتَ بها نومَ الورى وَهوُ عازبُ )0 ( وَهبنا الأسى فيما وهبتَ فإننا ** تَهُونُ عَلَيْنا ما بَقِيَتَ المَصائِبُ )
____________________
(1/163)
البحر : كامل تام ( النَّجمُ أقربُ منْ مداكَ منالا ** فعلامَ يسعى طالبوهُ ضلالا ) ( مَافِي البَرِيَّةِ مَنْ يُسَاجِلُكَ الْعُلى ** فتباركَ المعطيكها وتعالى ) ( أينَ الألى قصروا خطىً في طرقها ** مِمَّنْ غَدَتْ خُطُواتُهُ أَمْيالا ) 4 ( يَا مَانِعَ الْمُلْكِ الْعَقِيمِ وَحاسِمَ آل ** دَّاءِ العقامِ سياسةً ونصالا ) 5 ( ما يمتطي العزَّ الَّذي أمطتكهُ ال ** عَزَمَاتُ مَنْ لاَ يَرْكَبُ الْأَهْوَالا ) 6 ( منْ عافَ ماءَ العيشِ وهوَ مكدَّرٌ ** عِنْدَ الْكَرَائِهِ لَمْ يَرِدْهُ زُلاَلا ) 7 ( تضحي سيوفكَ للبلادِ مفاتحاً ** فإذا فتحتَ جعلتها أقفالا ) 8 ( وَقَدِ اكْتَسَتْ حَلَبٌ بِك الْعِزَّ الَّذِي ** ما ذَلَّ مَنْ يُضْحِي لَهُ سِرْبالا ) 9 ( كانتْ لأرماحِ الخطوبِ دريئةً ** فَجَعَلْتَ جُنَّتَها ظُبىً وَإِلاَلا )0 ( وأبيتَ أنْ تبقى العيونُ سواهراً ** حَذَرَ النَّوَائِبِ وَالْقُلُوبُ وِجَالا )
____________________
(1/164)
1( فانتابها أهلُ البلادِ وطالما ** قدْ رامَ عنها أهلها التَّرحالا )( أعطى الرَّعيَّةَ منْ رعايتهِ المنى ** مَنْ مُذْ حَمى لَمْ يَعْرِفِ الْإِهْمَالا )( أجرى الورى إنْ صالَ بلْ أعلاهمُ ** إنْ طالَ بلْ أوفاهمُ إنْ قالا )4 ( بمضائهِ وقضائهِ وعطائهِ ** أمنوا الرَّدى والجورَ والإمحالا )5 ( كمْ رمتَ في الغدواتِ أبعدَ غايةٍ ** فَوَصَلْتَ قَبْلَ وُصُولِكَ الْآصالا )6 ( وَمِنَ الْعَجائِبِ أَنْ يَخِفَّ مُصَمِّماً ** منْ كانَ مثلكَ يحملُ الأثقالا )7 ( ضاقتْ مسالكُ ما أتيتَ فلمْ يجدْ ** في ضنكها أحدٌ سواكَ مجالا )8 ( وأهنتَ مالكَ غيرَ ما متكلِّفٍ ** ما عزَّ إلاَّ منْ أهانَ المالا )9 ( ونبذتَ آراءَ الأنامِ وطالما ** عاصيتَ في طلبِ العلى العذَّالا )0 ( إنْ شئتَ تعرفُ أنَّ رأيكَ ثاقبٌ ** لا ما رأوا فانظرْ إلى ما آلا )
____________________
(1/165)
2( وَإِذَا هَمَمْتَ فَخُذْ بِعَزْمِكَ إِنَّهُ ** قَمِنٌ بِما تَهوى وَخَلِّ الْفالا )( وَاسْتَخْدِمِ السَّيْفَ الَّذِي ما فُلَّ فِي الْ ** هَيْجَاءِ وَالرَّأْيَ الَّذِي ما فالا )( لَنْ يَتْرُكَ الْخَصْمَ الْأَلَدَّ مُجَدَّلاً ** إِلاَّ امْرُؤٌ جَعَلَ الضِّرابَ جِدَالا )4 ( وَالْحَرْبُ ما بَرِحَتْ سِجالاً فِي الْوَغى ** مدداً فغودرتِ الحقوقُ قتالا )5 ( فَكَتَبْتَ إِسْجالاً عَلَى قِمَمِ الْعِدى ** بِشَبا الظُّبى أَلاَّ تَكُونَ سِجالا )6 ( فلذاكَ ما ينفكُّ ملككَ ظافراً ** يَحْمِي حِماهُ وَيَقْتُلُ الْأَقْيالا )7 ( وَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ قِدْحَكَ فائِزٌ ** لاَشَكَّ مُذْ أَرْسَلْتَها إِرْسالا )8 ( موسومةً بالنَّصرِ لمْ ترَ قبلها ** عينٌ رئالاً يحتملنَ رجالا )9 ( نَضَتِ الْأَجِلَّةَ وَالبَرَاقِعَ وَاكْتَسَتْ ** مِمَّا تُثِيرُ بَرَاقِعاً وَجِلالاً )0 ( خَلَقَتْ جِبالاً فِي الْهَوَاءِ شَوَارِعاً ** ظلَّتْ تظلُّ منَ الجيوشِ جبالا )
____________________
(1/166)
3( يقتادُها مرضيكَ عندَ السِّلمِ قوَّ ** الاً وَفِي يَوْمِ الْوَغى فَعّالا )( ومعظَّمٌ مذْ حلَّ منكَ محلَّةً ** ما طاوَلَ الْأَمْجادَ إِلاَّ طالا )( ومتى يجارى رافعٌ منْ بعدما ** سَرْبَلْتَهُ الْإِعْظامَ وَالْإِجْلالا )4 ( أجنيتهُ ثمرَ النَّصيحةِ أنعماً ** قدْ عاقتِ الإحسانَ والإجمالا )5 ( فَوَجَدْتَ عَيْنَ الدَّوْلَةِ الْعَضْبَ الَّذي ** ضَرَبَ الْأَنامُ بِجِدِّهِ الْأَمْثالا )6 ( سيفٌ عديٌّ أصلهُ لا ينتضى ** للدَّاءِ إلاَّ أنْ يكونَ عضالا )7 ( وَالْفَخْرُ فِيمَنْ عَدَّدَ الْحَسَناتِ لاَ ** منْ عدَّدَ الأعمامَ والأخوالا )8 ( فلتعلُ ما شاءتْ جنابٌ بعدما ** وَجَدُوا جَنَابَكَ مَوْئِلاً وَمآلا )9 ( سَحَبُوا ذُيُولَ العِزِّ مُذْ سَحَبُوا إِلى ** أَعْدَاءِ دَوْلَتِكَ الْقَنا الْعَسَّالا ) 40 ( ولقدْ أبحتَ بني كلابٍ مورداً ** رأتِ المواردَ عندهُ أوشالا )
____________________
(1/167)
4( حَسُنَتْ إِنابَتُهُمْ فَشامُوا وَابِلاً ** منْ جودِ منْ بالأمسِ كانَ وبالا ) 4( إِنْ كَذَّبَ الْأَطْماعَ بَأْسُكَ فِي الْوَغى ** فَنَدى يَدَيْكَ يُصَدِّقُ الْآمالا ) 4( ما زَالَ يَرْجِعُ مَنْ تَرَحَّلَ غانِماً ** حَتَّى تَوَهَّمْتُ النُّزُولَ نِزَالا ) 44 ( واليومَ قدْ ألقوا إليكَ عصيَّهمْ ** لا زالَ ربعكَ للرَّجاءِ عقالا ) 45 ( خابَ الَّذِي يَبْغِي بِساحَتِكَ الْغِنى ** قَسْراً وَفازَ الْمُبتَغِيهِ سُؤَالا ) 46 ( ورأتْ نميرٌ أنَّ سخطكَ عارضٌ ** إِنْ لَمْ يُدَاوُوهُ بِعَفْوِكَ غالا ) 47 ( فَأَتَوْا لِحَسْمِ الْعارِضِ الْقَتَّالِ مَنْ ** يعرو فكنتَ العارضَ الهطَّالا ) 48 ( أَرْدَتْ صَوَاعِقُهُ فَلَمَّا أَذْعَنُوا ** وَالى مَوَاطِرَهُ عَلَى مَنْ وَالا ) 49 ( ما قَدْ أَنَلْتَ مُطاعِناً وَعَطِيَّةً ** يدني شبيباً رغبةً وثمالا ) 50 ( فليدنوا يجدا المقيلَ موسَّعاً ** بجميلِ رأيكَ والعثارَ مقالا )
____________________
(1/168)
5( رَاجٍ أَحالَتْهُ الظُّنُونُ عَلَى سِوى ** نعماكَ ظلَّ على المحالِ محالا ) 5( بِذَرَاكَ أُمَّاتُ الرَّجاءِ مَطافِلٌ ** وحيالَ غيركَ ما تزالُ حيالا ) 5( كَمْ قُدْتَ مِنْ شَطَنِ الْجَمِيلِ مَصاعِباً ** أَعْيَتْ عَلَى كُلِّ الْمُلُوكِ إِفالا ) 54 ( أَنْسَتْ مَكَارِمُكَ الْكِرامَ وَمُلْكُكَ الْ ** مُتَمَلِّكِينَ وَبَأْسُكَ الْأَبْطالا ) 55 ( وَعَلَوْتَ قَدْراً في الْوَرى فَلْيَعْتَمِدْ ** صدقَ الأليَّةِ منْ بقدركَ آلا ) 56 ( شرفَ المعالي قدْ عممتَ صنائعاً ** ظلَّتْ على ظهرِ الثَّناءِ ثقالا ) 57 ( هِيَ كَالْقَلائِدِ فِي النُّحُورِ فَإِنْ صَغَتْ ** تلكَ النُّحورُ أحلتها أغلالا ) 58 ( مَا أَشْرَفَ الْأَقْوَامُ إِذْلالاً عَلَى ** ذِي قُدْرَةٍ إِلاَّ جَنَوا إِذْلالا ) 59 ( ولكَ العزائمُ لمْ تزلْ تردي بها ال ** فُجَّارَ أَوْ تَهْدِي بِها الضُّلّالا ) 60 ( إِنْ شِئْتَ كُنَّ كَوَاكِباً تَجْلُو الدُّجى ** أَوْ شِئْتَ كُنَّ مَناصِلاً وَنِصَالا )
____________________
(1/169)
6( ذَلَّتْ لِهَيْبَتِكَ الْمُلُوكُ وَلَمْ تَزَلْ ** كلُّ الوحوشِ تخوَّفُ الرِّئبالا ) 6( ما زلتَ في الإمحالِ أخصبَ منهمُ ** رَبْعاً وَأَنْكَا فِي الْعَدُوِّ مِحالا ) 6( وإذا سطو ختلاً سطوتَ مصرِّحاً ** وإذا نخوا قولاً نخوتَ فعالا ) 64 ( فَالشَّامُ ذَوْدٌ ذَادَ عَنْهُ مُصْعَبٌ ** قطمٌ تصلُّ البيضُ إنْ هوَ صالا ) 65 ( وَأَرى مَمَالِكَ بِالْعِرَاقِ وَغَيْرِهِ ** تشكو إليكَ الجدبَ والإمحالا ) 66 ( أغنتْ يدُ السُّلطانِ منْ أملاكها ** قَوْماً يُعَدُّ حُضُورُهُمْ إِخْلالا ) 67 ( رَضَعُوا بِها الدَّرَّ الَّذي لَمْ يَدْرَؤُا ** عنهُ خطوباً ما تزالُ توالا ) 68 ( وَمَتى فَصَلْتَ مِنَ الْعَوَاصِمِ نَحْوَهُمْ ** لتبيرهمْ كانَ الفصولُ فصالا ) 69 ( خُذْهَا مِصَاعاً لاَ اخْتِدَاعاً قَدْ كَفى ** ذا الملكَ هذا الفتكُ أنْ يغتالا ) 70 ( منْ كلِّ ذي سيفٍ يقلُّ نجادهُ ** عنْ أنْ يكونَ لما احتذيتَ قبالا )
____________________
(1/170)
7( فَمَتى تُدَافِعُكَ الثَّعَالِبُ بَعْدَ مَا ** رأتِ الضَّراغمِ تسلمُ الأغيالا ) 7( فَرَغُوا لِلَهْوِهِمُ بِشُغْلِكَ عَنْهُمُ ** فاجعلْ لهمْ بنفوسهمْ أشغالا ) 7( كَيْ يَسْمَعُوا مِنْ وَقْعِ مَا قُلِّدْتَ مَا ** ينسيهمُ الأهزاجَ والأرمالا ) 74 ( ولدارُ قسطنطينَ أكشفُ عورةً ** مِمَّنْ ذَكَرْتُ أَجَلْ وَأَكْسَفُ بالا ) 75 ( لوْ لمْ يذدْ برضاكَ عاديةَ الرَّدى ** عَنْ أَرْضِهِ لَمْ يَأْمَنِ الْزِّلْزَالا ) 76 ( وَأَظُنُّها مِنْ بَعْدِ سَبْعٍ نُهْزَةً ** ما اغْتَرَّ مَنْ أَوْسَعْتَهُ إِمْهالا ) 77 ( ظلَّتْ قصاراً عندهُ منْ خوفِ ما ** تأتي وعندَ المسلمينَ طوالا ) 78 ( فلتحذرِ الهممُ المذالةُ في الثَّرى ** همماً تجرُّ على السُّهى أذيالا ) 79 ( خُلِقَ الْمُظَفَّرُ بِالثَّناءِ مُظَفَّراً ** وَصَلَ الْمُنى أَوْ قَطَّعَ الْأَوْصالا ) 80 ( يثني ببأسكَ منْ أبحتَ ذمارهُ ** وَبِفَيْضِ كَفِّكَ مَنْ مَنَحْتَ نَوَالا )
____________________
(1/171)
8( لَيْسَتْ تَقَضَّى مِنْ زَمانِكَ لَحْظَةٌ ** حَتَّى تَزِيدَكَ رِفْعَةً وَجَلالا ) 8( بِكَ أَنْجَزَ الدَّهْرُ الْمَطُولُ عِدَاتِهِ ** منْ بعدِ ما كانَ المطالُ مُطالا ) 8( ما زِلْتَ تُلْبِسُهُ مَحاسِنَ جَمَّةً ** حتّى مشى منْ تيههِ مختالا ) 84 ( فَاسْعَدْ بِعِيدِكَ بَعْدَ سابِقِهِ وَلا ** نظرتْ لذا الظِّلِّ العيونُ زوالا ) 85 ( عِيدَيْنِ مِن عِيدٍ وَفَتْحٍ قَبْلَهُ ** زادا زمانكَ نضرةً وجمالا ) 86 ( ولذاكَ أشرفُ في النُّفوسِ ولمْ يزلْ ** رمضانُ يفضلُ دائماً شوَّالا ) 87 ( لَوْلاَ ارْتِياحُكَ لِلثَّناءِ وَأَهْلِهِ ** لَمْ يُصْبِحِ الْأَدَبُ الْمُذَالُ مُذَالا ) 88 ( أوسعتَ قوَّالَ القريضِ فضائلاً ** فلذاكَ منْ أثنى عليكَ أطالا ) 89 ( لَمَّا رَأَيْتُ عُلاكَ لاَ مِثْلٌ لَها ** أيقنتُ أنَّكَ ما اقتفيتَ مثالا ) 90 ( وَلَئِنْ عَلاَ الْأَفْعالَ فِعْلُكَ كُلُّهُ ** فَلَقَدْ عَلَوْتُ بِمَدْحِكَ الْأَقْوَالا )
____________________
(1/172)
البحر : بسيط تام ( لاَفَاتَ مُلْكَكَ ما أَعْيابِهِ الطَّلَبُ ** وَلاَ تَزَلْ أَبَداً تَعْلُو بِكَ الرُّتَبُ ) ( فَقَدْ حَلَلْتَ بِما تَأْتِي ذُرى شَرَفٍ ** لَوْ يُدّعَى لاَدَّعَتْهُ السَّبْعَةُ الشُّهُبُ ) ( وَعَمَّ بَيْتَكَ مِنْ مَجْدٍ خُصِصْتَ بِهِ ** فَخْرٌ تَشارَكَ فِيهِ العُجْمُ وَالعَرَبُ ) 4 ( يُشَبِّبُ النَّاسُ إِنْ هَمُّوا بِمَكْرُمِةٍ ** عِياً وَأَنْتَ عَلَى الحالاتِ تَقْتَضِبُ ) 5 ( نافيتهمْ بمساعٍ منْ أعينَ بها ** فكلُّ مرمىً بعيدٍ رامهُ كثبُ ) 6 ( كما تنافى الثريا وَالثرى رتباً ** لاَ مثلما يتنافى الصفرُ وَالذهبُ ) 7 ( فصحَّ حقكَ لما اعتلَّ باطلهمْ ** لَنْ يَنفُقَ لصِّدْقُ حَتّى يَكْنُسُدَ لْكَذِبُ ) 8 ( يَ بْنَ لأُلى دَاَنتِ لدُّنْيا لَهُمْ رَهَباً ** وَأَدْرَكُوا عَنْوَةً أَضْعافَ مَا طَلَبُوا ) 9 ( بالعزمِ حينَ يخونُ العزمُ طالبهُ ** وَ الغَزْوِ حِينَ يُمَلُّ السَّرْجُ وَالقَتَبُ )0 ( ذَوُو الوَقَائِعِ حَلّى مُرَّها لَهُمُ ** ضَرْبُ الطُّلى رُبَّ ضَرْبٍ دُونَهُ ضَرَبُ )
____________________
(1/173)
1( الوَارِدُونَ حِياضَ المَوْتِ مَحْمِيَةً ** والجائِدُونَ إِذا مَا ضَنَّتِ السُّحُبُ )( لهمْ ظبيً تسلبُ الأعداءَ أنفسها ** يَوْمَ الوَغى وَرِماحٌ كُلُّها سُلُبُ )( وَطَالَمَا أَضْرَمُوا في كُلِّ مُعْتَرَكٍ ** ناراً حماةُ أعاديهمْ لها حصبُ )4 ( مَا عَاشَ مَنْ لَمْ تَكُنْ هذِي الصِّفاتُ لَهُ ** حُلىً وَلا ماتَ مَنْ نَصْرٌ لَهُ عَقِبُ )5 ( طَلْقُ المُحَيَّا بِحَيْثُ الحَرْبِ عَابِسَةٌ ** كأنَّ جدَّ الوغى قدامهُ لعبُ )6 ( في مَوْقِفٍ شَهِدَتْ شُوسُ الكُماةِ لَهُ ** بالجودِ بالنفسِ وَالأرواحُ تستلبُ )7 ( إذْ عمَّ كلَّ فصيحٍ مدرهٍ خرسٌ ** وَلِلظُبى وَالعَوالي أَلْسُنٌ ذُرُب )8 ( وَرَأْيُهُ الكَرُّ في أَعْقابِ أُسْرَتِهِ ** إِذْ رَأْيُ كُلِّ عَزِيزٍ جَارُهُ الهَرَبُ )9 ( حتى انجلتْ وَلهُ الذكرُ المبلغهُ ** هذا المَدى رَضِيَ الحُسَّادُ أَوْ غَضِبُوا )0 ( مَنْ لَيْسَ يُجْزِلُ نُعْمَى جَرَّها سَبَبٌ ** إلاّ تلاها بأخرى مالها سببُ )
____________________
(1/174)
2( وَمظهرُ العدلِ في نأيٍ وَمقتربٍ ** حَتّى لَقَدْ عَدَلَتْ عَنْ ظُلْمِها النُّوَبُ )( فالجودُ وَالعدلُ مفروضٌ وَمتبعٌ ** والجَوْرُ والبُخْلُ مَرْفُوضٌ وَمُجْتَنَبُ )( تخفى الكرامُ متى عدتْ مكارمهُ ** إِذا الأَتِيُّ طَغى لَمْ تَظْهَرِ القُلُبُ )4 ( فَلا يُحاوِلْ مَداهُ كُلُّ ذِي نَسَبٍ ** فَما لَهُ في حَديثٍ طَيِّبٍ نَشَبُ )5 ( لَنْ يُعْدَمَ الخَيْرُ في بَيْتٍ قَواعِدُهُ ** غُلْبٌ على الفَضْلِ وَالإِفْضالِ قَدْ غَلَبُوا )6 ( مَعَاشِرٌ لا يَرَوْنَ الجُودَ عارِفَةً ** كَمْ مِنْ لُهَىً أَتْبَعَتَها بِلُهىً )7 ( إنَّ الخليفةَ لما رقتهُ شيماً ** علقتَ منهُ بحبلٍ ليسَ ينقضبُ )8 ( حَنَا عَلَيْكَ فَما بَارَى مَبَرَّتَهُ ** أخٌ شقيقٌ أوْ أبٌ حدبُ )9 ( وَزَادَ مُلْكَكَ مِنْ أَسْنَى مَوَاهِبِهِ ** أشفَّ ما يصطفي منهُ وَينتخبُ )0 ( وَحزتَ كلَّ نفيسٍ منْ ملابسهِ ** أَشْبَهَتَ لأْلآءَهُ والشِّبْهُ مُنْجَدِبُ )
____________________
(1/175)
3( ممعٌ وَهوَ بالأبصارِ منتهبٌ ** وَظاهرٌ وَهوَ بالأنوارِ محتجبُ )( وَمُقْرَبٌ بَرَّحَ السَّيْرُ الحَثِيثُ بِهِ ** حتى تحكمَ فيهِ الأينُ والدأبُ )( نحا جناحكَ وَ الأشواقُ تجذبهُ ** فدأبهُ الشدُّ وَالتقريبُ وَالخببُ )4 ( حتى رآكَ فمالَ الإختيالُ بهِ ** إلى الجماحِ إلى أنْ كفهُ الأدبُ )5 ( وَقَلَّدَ العَضْبُ عَضْباً طالما انْكَشَفَتْ ** بهِ صنوفُ الأذى وَانجابتِ الكربُ )6 ( وَكلُّ ما أَنْتَ مُمْطَاهُ وَلاَبِسُهُ ** دونَ الذي ضمنتَ منْ مدحكَ الكتبُ )7 ( كَمْ أُوُدِعَتْ مِنْ صِفَاتٍ عَنْكَ مُخْبِرَةٍ ** وَإنْ تظنى َّ جهولٌ أنها لقبُ )8 ( كَلُّ المَلابِسِ يَبْلَى عِنْدَ بِذْلَتِهِ ** وَتلكَ باقيةٌ أثوابها قشبُ )9 ( إِنَّ النَّبَاهَةَ أَدْنَى مَا سَعَيْتَ لَهُ ** فَإِنْ خُصِصْتَ بِأَقْصَاهَا فَلاَ عَجَبُ ) 40 ( لكَ الهناءُ الذي للشانئيكَ بهِ ** لَذْعُ الهِنَاءِ وَإِنْ لَمْ يَذْهَبِ الجَرَبُ )
____________________
(1/176)
4( منْ كلَّ مظهرِ ودٍ ّ ليسَ يضمرهُ ** وَضاحكٍ لكَ خوفاً وَهوَ مكتئبُ ) 4( وَمَنْ أَحَقُّ التَّنْوِيهِ مِنْ مَلِكٍ ** ماضي الغرارِ إذا ما كلتِ القضبُ ) 4( تَرْضَى المُلُوكُ بِأَنْ يُدْعَى لَهَا شَرَفاً ** وَتعتلي باسمهِ الأشعارُ وَالخطبُ ) 44 ( أنالهُ الجودُ وَالإقدامُ منزلةً ** مَا نَالَها سَالِفاً آباؤُهُ النُّجُبُ ) 45 ( وَتاجُ ملةِ خيرِ الأنبياءِ لهُ ** جدٌّ وَتاجُ ملوكِ الخافقينِ أبُ ) 46 ( وَإنْ معاليهمُ طالتْ فقدْ بلغتْ ** بهِ المآثرُ مالاَ يبلغُ الحسبُ ) 47 ( لَقَدْ ظَفِرْتَ مِنَ المَجْدِ الصَّريحِ ** نصيبُ طلابهِ الإكداءُ وَالنصبُ ) 48 ( منافياً كلَّ منْ تخفيهِ همتهُ ** فليسَ يعرفُ إلاَّ حينَ ينتسبُ ) 49 ( بكَ اقتضى الدينُ ديناً حانَ ماطلهُ ** فَيَسَّرَ اللّهُ ما تَرْجُو وَتَرْتَقِبُ ) 50 ( فليسَ يعصيكَ إلاَّ منْ حشاشتهُ ** يَسْتاقُها الحَتْفُ أَوْ يَشْتاقُها العَطَبُ )
____________________
(1/177)
5( وَصَلْتَنِي بِصِلاَتٍ لاَ يَجُودُ بِها ** إِلاَّ امْرُؤٌ مَالهُ فِي مالِهِ أَرَبُ ) 5( فمنْ بيانكَ ماءُ الفضلِ منهمرٌ ** وَمنْ بنانكَ ماءُ الجودِ منسكبُ ) 5( وَالمَجْدُ إِنْ كانَ فِي الأَقْوَامِ مُكْتَسَباً ** فإنهُ فيكَ مولودٌ وَمكتسبُ ) 54 ( سطوتَ فاستصغرَ الأنجادُ منْ غلبوا ** وجدتَ فاستنزرَ الأجوادُ ما وهبوا ) 55 ( كمْ منْ لهىً جمةٍ أتبعتها بلهىً ** كذبنَ منْ قالَ إني جاركَ الجنبُ ) 56 ( وَزادَ بِرُّكَ حَتَّى صارَ ناسِبُكُمْ ** يعدني منْ ذوي القربى إذا نسبوا ) 57 ( فَقَدْ تَرَكْتُ غَنِيّاً غَيْرَ مَقْلِيَةٍ ** لَمَّا تَجَدَّدَ لِي فِي عامِرٍ نَسَبُ ) 58 ( وَسَوْفَ أُبْقِي عَلَى ذَا المُلْكِ مِنْ كَلِمِي ** مالا تحفيهُ الأحوالُ وَالحقبُ ) 59 ( منْ كلَّ مطريةٍ للفضلِ مطربةٍ ** مَنْ لَيْسَ يَطْرَبُ وَالأَوْتارُ تَصْطَخِبُ ) 60 ( قولٌ يُضاعِفُ بُعْدُ الدَّارِ قِيْمَتَهُ ** كالمسكِ يزدادُ قدراً حينَ يغتربُ )
____________________
(1/178)
6( وَكيفَ أمدحهُ منْ بعدِ معرفتي ** ألاَّ أَقُومَ بِمِعْشارِ الَّذي يَجِبُ ) 6( لَنْ يَبْلُغَ المَدْحُ أَدْنى ما تَجُودُ بِهِ ** فَلَسْتَ تُحْرِزُ إِلاَّ دُونَ ما تَهَبُ )
____________________
(1/179)
البحر : طويل ( ليهنِ العلى فرعٌ غدوتَ لهُ أصلا ** وَغَرْسٌ نَمَتْهُ تُرْبَةٌ تُنْبِتُ الْفَضْلا ) ( وَنُعْمى لِشَهْرِ الصَّوْمِ مُدَّ ظِلاَلُها ** سيشكرها منْ صامَ فيهِ ومنْ صلاَّ ) ( وَيَوْمٌ بِهِ أَضْحى الْمُهَيْمِنُ شائِداً ** لِدِينِ الْهُدى عِزَّاً يَزْيدُ الْعِدى ذُلاَّ ) 4 ( لقدْ راعهمْ ليثُ الشَّرى وهوَ وحدهُ ** فَكَيْفَ إِذَا لاَ قَوْهُ مُستَصْحِباً شِبْلا ) 5 ( لعمري لقدْ أهدى البشيرُ بشارةً ** تَرُدُّ عَلَى الشِّيبِ الشَّبابَ الَّذِي وَلاّ ) 6 ( بِأَسْعَدِ مَوْلُودٍ أَتى فَتَضَمَّنَتْ ** سَعادَتُهُ أَنْ تَطْرُدَ الْخَوْفَ وَالْمَحْلا ) 7 ( سيفرعُ منْ قبلِ الفطامِ محلَّةً ** يرى زحلاً منها لأخمصهِ نعلا ) 8 ( ويبلغُ منْ قبلِ البلوغِ إلى مدىً ** تعذَّرَ أدناهُ على غيرهِ كهلا ) 9 ( فعشتَ لهُ حتَّى يُرى جدَّ أسرةٍ ** يَبِيتونَ عنْ جَدٍ ّ مِن المشتَرِي أَعْلا )0 ( ويُلفى لهُ عزمٌ كعزمكَ والظُّبى ** تَصِلُّ وَنارُ الحَرْبِ تُرْهَبُ أَنْ تُصْلا )
____________________
(1/180)
1( فَهِمَّةُ مَسْعُودٍ كَهِمَّتِكَ الَّتي ** بَنَتْ شَرَفاً يَبْلى الزَّمانُ وَما يَبْلا )( فَذَاكَ شِهابٌ مُصْطَفى الْمُلْكِ زَنْدُهُ ** وبالغصنِ قدماً يعرفُ الرَّائدُ الحملا )( بعدَّةِ مولانا الإمامِ وسيفهِ ** جلا اللهُ منْ ريبِ النَّوائبِ ما جلاّ )4 ( وَحَلَّ عُقُوداً لَوْ تَيَمَّمَها الْوَرى ** بأجمعهمْ لمْ يستطيعوا لها حلاّ )5 ( فكمْ ملكٍ خلاّهُ في النَّاسِ مثلةً ** ولولاهُ لمْ تذهبْ طريقتهُ المثلا )6 ( أصاينَ وجهي عنْ معاشرَ أصبحوا ** لِصَدْرِ الْعُلى غِلاًّ وَفِي نَحْرِها غُلاّ )7 ( رويدكَ كمْ خفَّفتَ عنِّي بمنَّةٍ ** فحمَّلتني منْ شكرِ آلائها ثقلا )8 ( وَمِنْ أَيْنَ يَعْدُو النُّجْعُ فِيكَ وَسائِلي ** وما نزلتْ إلاّ بأوفى الورى إلاّ )9 ( فَلاَ زَالَ عَنِّي ظِلُّ مَجْدِكَ إِنَّهُ ** عتادٌ لمنْ أكدى وهادٍ لمنْ ضلاّ )0 ( وَلاَزِلْتُ مَسْمُوعَ التَّهانِي بِحَضْرَةٍ ** عَرَائِسُ أَبْكارِي بِها أَبَداً تُجْلى )
____________________
(1/181)
البحر : كامل تام ( هلْ فوقَ مجدكَ غايةٌ لطلابِ ** أمْ عَنْ ذَرَاكَ مُعَرَّجٌ لِرِكَابِ ) ( ما المنزلُ الآمالَ عندكَ مخفقٌ ** كلاَّ وَلاَ المرتادُ بالمرتابِ ) ( فطلِ الورى وَتملَّ رتبتكَ التي ** خَطَبَتْكَ وَهْيَ كَثِيرَةُ الخُطَّابِ ) 4 ( وَتملكِ العلياءِ بالسعي الذي ** أَغْناكَ عَنْ مُتَعَالَمِ الأَنْسابِ ) 5 ( بِسَوَادِ نَقْعٍ وَاحِمِرَارِ صَوَارِمٍ ** وَبياضِ عرضٍ وَاخضرارِ جنابِ ) 6 ( وَافْخَرْ بِعَمٍّ عَمَّ جُودُ يَمِينِهِ ** وَأبٍ لأفعالِ الدنيةِ آبِ ) 7 ( بوراثةِ الأفعالِ أدركتَ المدى ** لاَ شَكَّ قَبْلَ وِرَاثَةِ الأَلقابِ ) 8 ( حسناتُ فعلكَ جمةٌ فبأيها ** أصبحتَ منفرداً منَ الأضرابِ ) 9 ( بمضائكَ المجتاحٍ أمْ بقضائكَ المنتاشِ أمْ بعطائكَ المنتابِ ** تاشِ أَمْ بِعَطائِكَ المُنْتابِ )0 ( أمْ بذلِ عفوكَ وَالذنوبُ كثيرةٌ ** أَمْ قَطْعِ عَزْمِكَ وَالسُّيُوفُ نَوَابِ )
____________________
(1/182)
1( فِي الأَرْضِ أَهْلُ مَمالِكٍ ساحاتُهُمْ ** وَصُدُورُهُمْ قِي المَحْلِ غَيْرُ رِحابِ )( لمْ يعجزوا في المكرماتِ وَأعجبوا ** وَلديكَ إعجازٌ بلاَ إعجابِ )( وَلِحِلْمِكَ الإِغْضاءُ فِي الإِغْضابِ ** وَلِنَيْلِكَ الإِجْدَاءُ فِي الإِجْدَابِ )4 ( وَلأنتَ غرةُ أسرةٍ أيمانها ** مَلأّى مِنَ الإِعْطاءِ وَالإِعْطابِ )5 ( مِنْ رَازِقٍ فِي لَزْبَةِ أَوْ سابِقٍ ** في حلبةٍ أوْ ناطقٍ بصوابِ )6 ( قومٌ إذا طلعَ العجاجُ عليهمُ ** قتلوا العدى فانجابَ عنْ أنجابِ )7 ( وَإذا تعذرتِ الغيوثُ بأرضهمْ ** نابوا عنِ الأنواءِ خيرَ منابِ )8 ( حَرَبُوا الزَّمانَ فَنالَ مِنْهُمْ ثَأْرَهُ ** بِشَيا خُطُوبٍ لاَ بِحَدِّ حِرَابِ )9 ( وَأتيتَ في أعقابِ قومكَ عالماً ** في الروعِ فضلَ فوارسِ الأعقابِ )0 ( فأخفتهُ حتى انبرتْ أحداثهُ ** مَفْلُولَةَ الأَظْفارِ وَالأَنْيابِ )
____________________
(1/183)
2( ما بينَ خطبٍ رعتهُ بعزيمةٍ ** تردي وَخطبٍ ذدتهُ بخطابِ )( يا أحضرَ الأمراءِ في حسمِ الأذى ** قَوْلاً وَأَحْصَرَهُمْ غَدَاةَ سِبابِ )( شرفَ النديُّ وَأنتَ فيه المحتبي ** شرفَ الندى المعطى وَأنتَ الحابي )4 ( لَوْ رَاءَ ما يَأْتِي أَوائِلُ وَائِلٍ ** بمحضِ الفخرِ منكَ لبابِ )5 ( لِلنَّاصِرِ بْنِ النَّاصِرِ الشَّرَفُ الَّذِي ** ما شَمْسُهُ مَحْجُوبَةٌ بِضَبابِ )6 ( ملكٌ إذا اجتابَ المفاضةَ في وغىً ** عانيتَ ليثا في قميصِ حبابِ )7 ( يلفي طنينَ ذبابِ كلَّ مهندٍ ** في سمعهِ عزاً طنينَ ذبابِ )8 ( شَفَعَ الشَّجَاعَةَ بِالخُشوعِ لِرَبِّهِ ** ما أَحْسَنَ المِحْرابَ في المِحْرابَ )9 ( وَغدا يحاسبُ نفسهُ لمعادهِ ** وَهباتهُ تترى بغيرِ حسابِ )0 ( إِنَّ القَوافِيَ مُذْ أَتَتْكَ مَوادِحاً ** أمنتْ منَ الإكداءِ وَ الإكذابِ )
____________________
(1/184)
3( فلتفخرِ الأيامُ منكَ بباسلٍ ** غَمْرِ الثَّوابِ مُطَهَّرِ الأَثْوَابِ )( يَقْظَانَ أَوجَدَهُ التَّناهِي فِي النُّهى ** عدمَ اللعابِ بربعهِ وَالعابِ )( قدْ كنتُ عنْ حوكِ القريضِ منكباً ** فأتيحَ لي عرفانُ وجهِ صوابي )4 ( فلأكسونَّ علاكَ منْ حبراتهِ ** حللَ الملوكِ وَحليةَ الأدابِ )5 ( وَلأهدينَّ المدحَ عزَّ نظيرهُ ** لأعزَّ فرعٍ في أجلَّ نصابِ )6 ( وَلأُبْقِيَنَّ عَلَى عَدِيٍّ مِثْلَ مَا ** أبقى حبيبٌ في بني عتابِ )
____________________
(1/185)
البحر : بسيط تام ( بالحولِ نلتَ ونالَ النَّاسُ بالحيلِ ** فَسُدْ جَمِيعَ الْوَرى مُسْتَوْجِباً وَطُلِ ) ( وَارْسُمْ لِدَهْرِكَ ما تَخْتَارُ يَجْرِ عَلَى ** عاداتِ مستمعٍ للرَّسمِ ممتثلِ ) ( مَازِلْتَ تَلْتَذُّ طَعْمَ الْعَفْوِ مُقْتَدِراً ** حَتّى ابْتُغي عِنْدَكَ الْإِحْسانُ بِالزَّلَلِ ) 4 ( هذِي الْفَضَائِلُ لَمْ نَعْرِفْ لَها شَبَهاً ** ضلَّ الورى حينَ قالوا الفضلُ للأُولِ ) 5 ( فَكَيْفَ يَثْبُتُ هذَا فِي قِيَاسِهِمُ ** وخيرةَ الخلقِ أضحى خاتمُ الرُّسلِ ) 6 ( أجلتَ أعيننا في كلِّ معجزةٍ ** لَمْ تَجْرِ فِي خَلَدٍ مِنْهُمْ وَلَمْ تَجُلِ ) 7 ( فَإِنْ أَتى حَسَنٌ مِنْ فِعْلِ بَعْضِهِمِ ** فَقَدْ يَصِحُّ وُقُوعُ السَّعْدِ عَنْ زُحَلِ ) 8 ( للهِ رأيُ إمامِ الخلقِ كيفَ سرى ** إِلَيْكَ وَالْوَقْتُ دَاجٍ مُظْلِمُ السُّبُلِ ) 9 ( ألفى الوزارةَ لمْ تسندْ إلى وزرٍ ** يَوْماً وَلَمْ يَخْلُ طَرْفُ الْعَيْنِ مِنْ خَلَلِ )0 ( فَرَبَّها مِنْكَ نَحْوَ الْكُفْءِ يَمْهُرُها ** آرَاءَ مُكْتَهِلٍ فِي عَزْمِ مُقْتَبِلِ )
____________________
(1/186)
1( مَا زَالَ إِنْ طَغَتِ الْأَعْدَاءُ جَلَّلَها ** رَأْياً يَفُلُّ شَبَاةَ الْحادِثِ الْجَلَلِ )( أَزَلْتَ قُرَّةَ عَنْ دَارِ الْقَرَارِ بِمَا ** أعملتهُ منْ سدادِ الرَّأيِ والعملِ )( مَالُوا عَنِ الْحَقِّ فَاسْتَنْهَضْتَ نَحْوَهُمُ ** فوارساً غيرَ ما ميلٍ ولا عزُلِ )4 ( لَوْ لَمْ يَنُمَّ صَهِيلُ الْخَيْلِ تَحْتَهُمُ ** ظُنُّوا شُمُوسَ ضُحىً وَافَتْ عَلَى قُلَلِ )5 ( تَهْدِيهِمُ وَ دَيَاجِي اللَّيْلِ مُظْلِمةٌ ** لَمْعُ الْأَسِنَّةِ فِي الْخَطِّيَّةِ الذُّبُلِ )6 ( أَوْلَغْتَهَا مِنْ دَمِ الْأَوْدَاجِ ظامِئَةً ** وَزِدْتَها دُفَعاً في الْعَلِّ وَالنَّهَلِ )7 ( فحينَ ما ثملتْ هزَّتْ معاطفها ** وغيرُ بدعٍ تثنّي الشَّاربِ الثَّملِ )8 ( أشرقتَ حينَ تركتَ الشَّمسَ شاحبةً ** كأنَّما ألبستْ دكناً منَ الحللِ )9 ( وراحَ نقعكَ في أجفانها كحلاً ** وَمَا عَهِدْنَا بِجَفْنِ الشَّمْسِ مِنْ كَحَلِ )0 ( عَزَائِمٌ مَغْرِبِيَّاتٌ تَنَاذَرَها ** أَهْلُ الْعِرَاقَيْنِ قَبْلَ السَّهْلِ وَالْجَبَلِ )
____________________
(1/187)
2( لَقَدْ رَأَى طُغْلُبَكٍ في تَخَوُّفِها ** رَأْياً بَعِيداً مِنَ التَّثْرِيبِ والخَطَلِ )( أضحى يظنُّ ضياءَ الصُّبحِ منْ قضبٍ ** سلَّتْ وأنَّ نجومَ اللَّيلِ منْ أسلِ )( تركتَ أعضاءهُ تنقدُّ منْ وجلٍ ** رُعْباً وَأَضْلُعَهُ تَنْقَضُّ مِنْ وَهَلِ )4 ( فَلاَ تَلُمْهُ إِذَا لَمْ يَشْكُ عِلَّتَهُ ** فَالْمَيْتُ لاَ يَتَشَكى حادِثَ الْعِلَلِ )5 ( قدْ أصبحتْ صفحاتُ الملكِ مشرقةً ** وصافحتكَ بتسليمٍ يدُ الدُّولِ )6 ( فَاحْكُمْ بِسَعْدِكَ رفيمَا أَنْتَ فَاعِلُهُ ** وجاوزِ الحكمَ بالجوزاءِ والحملِ )7 ( فالسَّبعةُ الشُّهبُ لوْ نالتْ أمانيها ** لأَصْبَحَتْ خَوَلاً مَعْ هذِهِ الْخَوَلِ )8 ( بالكاملِ الأوحدِ استخذى الزَّمانُ لنا ** وصارَ يُنعتُ بالهيَّابةِ الوكلِ )9 ( آباؤُهُ الْغُرُّ طالُوا النَّاسَ كُلَّهُمُ ** وأصبحَ المجدُ منهمْ محصدَ الطَّولِ )0 ( زَالُوا وَخَلدَتِ الْعَلْياءُ ذِكْرَهُمُ ** كأنَّ أشخاصهمْ في النَّاسِ لمْ تزلِ )
____________________
(1/188)
3( الحاكمينَ بما في الشَّرعِ منْ حكمٍ ** والنَّاصريهِ على الأديانِ والمللِ )( لَمْ يَبْقَ في كِبدِ الْمَعْروفِ مِنْ غُلَلٍ ** بِهِمْ وَلاَ فِي قَناةِ الْمَجْدِ مِنْ مَيَلِ )( ومتربونَ منَ العلياءِ تربهمُ ** ألمى الشِّفاهِ منَ التَّعفيرِ والقُبلِ )4 ( أصخْ إلى الدَّهرِ تسمعْ قولهُ طرباً ** هذَا وَلِيُّ عَلِيٍّ صَفْوَةُ ابْنِ عَلِي )5 ( يا سامِعاً صَوْتَ أَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ بُعُدٍ ** وليسَ يسمعُ نجوى اللَّومِ في العذلِ )6 ( لقدْ حقنتَ دمَ العليا بجودِ يدٍ ** مخضوبةٍ بدماءِ المحلِ والبخلِ )7 ( أَظْما إِلى رَشْفِها يَوْماً فَيَصْدِفُني ** عَنْها تَعَرُّضُ سَيْلِ الْعارِضِ الْهَطِلِ )8 ( هذي كواعبُ قدْ وافتكَ مقسمةً ** أَنْ لَمْ تُزَفَّ إِلى بَعْلٍ وَلَمْ تُنَلِ )9 ( قدْ صنتهنَّ عنِ الخطَّابِ قاطبةً ** كَما تُصانُ ذَوَاتُ الخِدْرِ بِالِكلَلِ ) 40 ( لولاكَ ما حلِّيتْ يوماً ترائبها ** ولا نضا الدَّهرُ عنها حُلَّةَ العطلِ )
____________________
(1/189)
4( إنْ غابَ شخصيَ عنْ هذا المقامَ فقدْ ** صحبتهُ بالرَّجاءِ المحضِ والأملِ ) 4( فانعمْ بتخفيفِ ما أسديتَ منْ نعمٍ ** بِكَثْرَةِ النُّورِ يَعْشى ناظِرُ الْمُقَلِ ) 4( واستبقِ مهجةَ عبدٍ رحتَ مالكهُ ** فربَّ حتفٍ جناهُ كثرةُ الجذلِ ) 44 ( ولتمهلنَّ اللَّيالي حاسديكَ فقدْ ** سقتهمُ المهلَ والغسلينَ في مهلِ ) 45 ( وافنِ الزَّمانَ بعزٍّ غيرِ منصرمٍ ** وسؤددٍ بنواصي النَّجمِ متَّصلِ )
____________________
(1/190)
البحر : كامل تام ( إِنَّ العُلَى المُعْيِي المُلُوكَ طِلاَبُها ** لَكَ دُونَ هذا الخَلْقِ يُفْتَحُ بَابُها ) ( خَطَبَتْكَ العُلَى رَاغِبَةً إِلَيْكَ وَطَالَما ** رُدَّتْ عَلَى أَعْقَابِها خُطَّابُها ) ( وَلقدْ فرعتَ بما صنعتَ محلةً ** لَوْلاَ النُّجُومُ تَعَذَّرَتْ أَتْرابُها ) 4 ( وَبكَ انجلى عن مقلةِ الحقَّ القذى ** وَانْجابَ عَنْ لَيلِ الخُطوبِ حِجابُها ) 5 ( وأَعَدْتَ أَيَّامَ الخِلاَفَةِ غَضَّةً ** فَمَضى شَبَاها مُنْذُ عَادَ شَبَابُها ) 6 ( مسترجعاً بالمرهفاتِ ممالكاً ** لولاكَ ما غصتْ بها غصابها ) 7 ( فَافخَرُ فَإِنَّكَ غُرَّةُ في أُسْرَةٍ ** دلتْ على أنسابها أحسابها ) 8 ( وَتملها خيماً حباكَ النصرَ منْ ** مُدَّتْ لِنُصْرَةِ دِينِهِ أَطْنَابُها ) 9 ( طلعتْ بأعلاها نجومُ دجىً ضحىً ** زَهَرَتْ فَمِنْ أَنْوَارِها جِلْبابُها )0 ( وَبها الحيا وَالشمسُ طالعةٌ فهلْ ** عقدتْ على الفلكِ المدارِ قبابها )
____________________
(1/191)
1( قصرٌ إذا الشعراءُ رامتْ وصفهُ ** عَجَزَتْ وَقَصَّرَ دُونَهُ إِطْنابُها )( في كلَِ فترٍ منهُ حربٌ لمْ ترعْ ** منْ قاتلتهُ سيوفها وَحرابها )( كثرتْ مهاواة الرجالِ مشيرةً ** بِظُبى صَوَارِمِها وَقَلَّ ضِرَابُها )4 ( تَحْمِي الرُّماةُ بِها حَقائِقَها وَلَمْ ** يَسْطِعْ فِرَاقَ قِسِيِّها نُشَّابُها )5 ( فترى الأسودَ بهِ فوارسَ حيثُ لاَ ** تعدو وَلاَ تفري الطلى أنيابها )6 ( وَتَرى الفَوَارِسَ لاَ تَمَلُّ جِيادُها ** تُزْجِي الظَّعائِنَ لاَ تَكِلُّ رِكابُها )7 ( أَبَداً تَسِيرُ وَلاَ تَزُولُ فَهَلْ تُرى ** عرفتْ غيوثَ الجودِ أينَ مصابها )8 ( عزمٌ متى تصلِ العدى أخبارهُ ** قَبْلَ العِيانِ تَقَطَّعَتْ أَسْبابُها )9 ( يا مُتْعِبَ النَّفِسِ النَّفِيسَةِ حَسْبُ مَنْ ** قَارَعَتَ عَنْهُ رَاحَةً إِتْعابُها )0 ( منْ همَّ بالعلياءِ هامَ فؤادهُ ** وَجْداً بِها وَحَلاَ بِفِيهِ صابُها )
____________________
(1/192)
2( أينالُ منْ صعبتْ عليهِ سهولها ** ما نَالَ مَنْ سَهُلَتْ عَلَيْهِ صِعابُها )( تَفْدِيْكَ مِنْ غَيْرِ الزَّمانِ خَلاَئِقٌ ** فِي رَاحَتَيْكَ ثَوَابُها وَعِقابُها )( إِنَّ السَّماءَ رَأَتْ فَعالَكَ فِي الوَرى ** فإذا دعوا لكَ فتحتْ أبوابها )4 ( وَالأَرْضَ إِنْ خَافَتْ فَمِنْكَ ذَهابُ ما ** تَخْشَى وَإِنْ ظَمِئْتَ فِمِنْكَ ذِهَابُها )5 ( لاَ تشتكي ظلماً وَعدلكَ جارها ** كلاَّ وَلاَ ظلماً وَأنتَ شهابها )6 ( خبثتْ فمذْ طهرتها بدماءِ منْ ** خَبُثَتْ بِهِمْ طَهُرَتْ وَطابَ تُرَابُها )7 ( لَوْلاَ فِعالُكَ بِالطَّوَاغِي لَمْ تَلُذْ ** حذرَ البوارِ برومها أعرابها )8 ( هيهاتَ لا عزٌّ يتاحُ وَقدْ ** دَانَتْ لِمُلْكِكَ كَلْبُها وَكِلاَبُها )9 ( وَبلادُ أرمانوسَ سوفَ تشيمها ** إِنْ حانَ مالِكها وَحانَ خَرَابُها )0 ( وَالمُلْكُ لاَ يَبْقَى لَهُ إِلاَّ كَمَا ** يَبْقَى عَلَى وَجْهِ المُدَامِ حَبابُها )
____________________
(1/193)
3( وَالرُّومُ ثَابِتَةٌ كَمَا زَعَمَتْ إِذَا ** ثَبَتَتْ عَلَى وَقْعِ السّيُوفِ رِقَابُها )( وَلها منَ البيضِ الرقاقِ رهافها ** إنْ لمْ تنبْ وَمنَ العتاقِ صلابها )( خَيْلٌ إِذَا رَكَضَتْ تَسَاوَى عِنْدَها ** مِنْ كُلِّ أَرضٍ وَهْدُهَا وَهِضَابُها )4 ( تردي بآسادٍ خوادرَ في القنا ** مِنْها أَظَافِرُهَا وَمِنْهَا غَابُها )5 ( وَأمامها ظفرٌ يذلُّ لهُ العدى ** وَيُفَلُّ ظُفْرُ النَّائِبَاتِ وَنَابُها )6 ( إذعرْ جيوشهمُ بجيشكَ إنها ** نَعَمٌ وأَطْرَافُ الوَشيجِ ذِئابُها )7 ( وَالقومُ إنْ شطتْ بعزهمُ النوى ** فابْنُ المُفَرِّجِ لاَ تَشُكَّ غُرابُها )8 ( إِنْ زُرْتَ مَمْلَكَةَ النَّصَارَى زَوْرَةً ** أعيا على أصحابها إصحابها )9 ( ثَبَتَتْ بِأَفْئِدَةِ العِدَى لَكَ هَيْبَةٌ ** سَتَزُولُ مِنْ إِلْبَابِهَا أَلْبَابُها ) 40 ( هِمَمٌ يُهِيبُ بِهَا الوَلِيُّ لِدَفْعِ مَا ** يَخْشَى وَلَكِنَّ العَدُوَّ يَهَابُها )
____________________
(1/194)
4( عَزَّتْ وَجَادَتْ فَالمَرُوعُ طَرِيدُها ** في كلَّ أرضٍ وَالمريعُ جنابها ) 4( يا مصطفى الملكِ المظفرَ دعوةً ** عَدْواكَ أن عَدَتِ الخُطوبُ جَوابُها ) 4( حَسُنَتْ بِكَ الدُّنْيَا فَإِنْ هِيَ أُعْجِبَتْ ** تِيهاً فَلَيْسَ بِمُنْكِرٍ إِعْجَابُها ) 44 ( إِنَّ القَوَافِيَ وَهْيَ غَيْرُ مَلُومَةٍ ** مُذْ أَصْبَحَتْ دَأْبِي فَمَدْحُكَ دَابُها ) 45 ( فَ لبَسْ مِنَ الحَمْدِ المُؤَثَّلِ مُوقِناً ** أَنَّ المَحَامِدَ لَنْ تَرِثَّ ثِيابُها ) 46 ( حللاً عليَّ وَما أكافئ نسجها ** وَعَلَى مَنَاقِبِكَ العُلى إِذْهَابُها ) 47 ( وَإذا الخيولُ تسابقتْ في حلبةٍ ** بَانَتْ هُنَاكَ هِجَانُها وَعِرَابُها ) 48 ( قَدْ صَحَّ لِي كَدَرُ المُلُوكِ وَغَدْرُها ** لَمَّا وَفَى لِي صَفْوُها وَلُبَابُها ) 49 ( غَرِيَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ بِي إِنْ غَرَّني ** منْ بعدِ أنْ هطلتْ يداكَ سرابها ) 50 ( أحليتَ لي العيشَ الأمرَّ بأنعمٍ ** صَدَقَتْ بَوَارِقُها وَسَحَّ سَحَابُها )
____________________
(1/195)
5( وَنَظَرْتَنِي كَرَماً بِمُقْلَةِ عالِمٍ ** أنَّ الرجالَ حليها آدابها ) 5( فَاسْلَمْ وَإِنْ رُغِمَتْ عِدَاكَ لأُمَّةٍ ** لولاكَ طالَ على الزمانِ عتابها )
____________________
(1/196)
البحر : خفيف تام ( ضَلَّ مَنْ يَسْتَزِيرُ طَيْفَ الْخَيالِ ** هلْ تداوى حقيقةٌ بالمحالِ ) ( سُنَّةٌ سَنَّها الْمُحِبُّونَ جَهلاً ** كَسُؤَالِ الرُّبُوعِ وَالْأَطْلالِ ) ( أوْ كمزجي القلاصِ في غيرِ قصدٍ ** أَوْ مُرَجِّي مَكارِمِ البُخَّالِ ) 4 ( أوْ كلاحٍ سعى بمنْ لا أسمِّي ** موقناً أنَّ سعيهُ في ضلالِ ) 5 ( بِأَبِي مَنْ عَدَا فَجَاوَزَ أَعْدَا ** ئي ولوْ كانَ منهمُ لرثى لي ) 6 ( وَالتَّعَدِّي يُسْلِي الْمُحِبَّ فَما با ** ليَ لا يخطرُ السُّلوُّ ببالي ) 7 ( ذو عتابٍ لغيرِ معنىً وسخطٍ ** لاَ لِجُرْمٍ وَهِجْرَةٍ عَنْ مَلالِ ) 8 ( سَلَبَ الْوَحْشَ خَلَّتَيْنِ تَصُولاَ ** نِ وَكِلْتاهُمَا طَرِيقُ وَبَالِ ) 9 ( فهوَ طوراً يردي بسطوةِ ضرغا ** مٍ وَطَوْراً يَعْدُو بِعَيْنَيْ غَزَالِ )0 ( زَادَ فَتْكاً وَاسْتَجْمَعَتْ خُدْعَةُ الْمُحْ ** تَالِ فِيهِ وَوَثْبَةُ الْمُغْتالِ )
____________________
(1/197)
1( فلذا ما أزالُ أنشدُ قلباً ** ضلَّ بينَ الدَّلالِ والإدلالِ )( لامني ضلةً وما كنت أخشى ** أنْ يصيرَ الحبيبُ منْ عذَّالي )( ولقدْ آنَ أنْ أداوي صبابا ** تي بداءٍ منَ المشيبِ عضالِ )4 ( عَادِلاً بِالقَرِيضِ عَنْ سُنَنِ الْعِشْ ** قِ إِلى عَاشِقٍ لِحُسْنِ الفِعالِ )5 ( مَنْ إذا ما الكمالُ أعلى ملوكاً ** طالَ بالإزديادِ فوقَ الكمالِ )6 ( عزُّها وابنُ تاجها منشرُ الآما ** لِ جوداً وقاتلُ الأقيالِ )7 ( هامَ بالهمَّةِ الحصانِ فؤاداً ** فهوَ عاصي الملامِ قاصي الملالِ )8 ( وسما شارخاً فزادَ على السَّا ** مِينَ بَعْدَ الْمَشِيبِ وَالْإِكْتِهالِ )9 ( وَخِضَمٌ يَأْبى وَإِنْ كَثُرَ الْوُرّا ** دُ أنْ يظفروا بغيرِ زلالِ )0 ( فَتَرى الْجارَ عِنْدَهُ ناعِمَ الْبا ** لِ وَيَحْيى بِهِ الرَّجاءُ الْبالِي )
____________________
(1/198)
2( أوضحَ المجدَ للورى وحماهُ ** فَهْوَ بادِي الْمَنارِ صَعْبُ الْمَنالِ )( درَّ نيلُ المنى وإنْ أغرتِ الأط ** ماعُ قَوْماً غَرَّتْهُمُ بِالْمُحالِ )( فلواتٌ تجابُ بالجودِ والإق ** دَامِ لاَ بِالذَّمِيلِ وَالإِرْقالِ )4 ( مقفراتٌ يكونُ منْ سارَ فيها ** عرضاً للبوارِ أوْ للضَّلالِ )5 ( جازها سابقُ بنُ محمودٍ السَّا ** بِقُ يَوْمَ النَّدى وَيَوْمَ النِّزَالِ )6 ( وسعى سعيَ أوَّليهِ فأربى ** باختيارِ الفضائلِ الأعقالِ )7 ( ووفى لاسمهِ وكنيتهِ العز ** مُ فقاما مَعاً مَقامَ الفالِ )8 ( مَلِكٌ إِنْ أَتى الْوُفُودُ ذَرَاهُ ** صدَّهمْ عرفهُ عنِ الإرتحالِ )9 ( حيثُ لمْ يفصموا عرى الظَّنِّ باليأ ** سِ ولمٍ يوصموا بذلِّ السُّؤالِ )0 ( وَوَقُورُ الأَطْرَابِ إِنْ زُفَّتِ الصَّهْ ** باءُ بينَ الأهزاجِ والأرمالِ )
____________________
(1/199)
3( وطروبٌ أوانَ تجتمعُ الأط ** رَابُ بَيْنَ الصَّلِيلِ وَالتَّصْهالِ )( ولهُ منْ بني بويهِ جدودٌ ** ذَهَبُوا بِالإِعْظامِ وَالإِجْلاَلَ )( كلُّ ملكٍ قدْ حازَ فضلَ أبيهِ ** مثلَ حوزِ البهاءِ فضلَ الجلالِ )4 ( فمساعي الأجدادِ لنْ يبعدَ العه ** دُ بِها وَهْيَ وُضَّحٌ فِي الْحالِ )5 ( قَدْ كَفاها أَبُو الْفَوَارِسِ أَنْ يَقْ ** دَحَ فِيها تَنَقُّلُ الأَحْوَالِ )6 ( يا بنَ منْ ذادَ عنْ رجائي ومدحي ** كلَّ غثِّ الحباءِ رثِّ الحبالِ )7 ( عُصَبٌ مَوْقِعُ الْوَسائِلِ مِنْهُمْ ** مَوْقِعُ الشَّيْبِ مِنْ ذَوَاتِ الْحِجالِ )8 ( وَعْدُهُمْ مُعْوِزٌ فَإِنْ بَذَلُوهُ ** فهوَ وقفٌ على المطالِ المُطالِ )9 ( وَإِذَا ما الْحاجاتُ حَلَّتْ لَدَيْهِمْ ** مُتْنَ طَوْعَ الإِمْهالِ وَالإِهْمَالِ ) 40 ( زرتهُ كيْ يظلَّني فأصارت ** ني عطيَّاتهُ مديدَ الظِّلالِ )
____________________
(1/200)
4( لمْ يدعْ حاسداً يفوهُ بإخفا ** قِي وَقَدْ جِئْتُ حاشِداً آمالِي ) 4( إِذْ رَجائِي لَدَيْهِ وَقْفٌ عَلَى النُّجْ ** حِ وفألي مصدَّقٌ مذْ وفى لي ) 4( نَضَلَتْ مَأْثُرَاتُهُ وَلُهاهُ ** كُلَّ سَهْمٍ أَعْدَدْتُهُ لِلنِّضالِ ) 44 ( وَحَبانِي بِالاْنْبِساطِ إِلى أَنْ ** حزتُ فعلَ العبيدِ عندَ الموالي ) 45 ( وَبِبَعْضِ الَّذِي أَنالَ مِنَ الإِكْ ** رَامِ رَبَّ النَّوَالَ رَبُّ النَّوَالِ ) 46 ( ولوَ أنِّي أدللتُ في غيرِ مغنا ** هُ لَكَفَّ الإِدْلاَلَ بِالإِذْلالِ ) 47 ( فَسَقى اللَّهُ تُرْبَةً حَلَّ فِيها ** مَوْطِنُ الْفَضْلِ مَعْدِنُ الإِفْضالِ ) 48 ( الأَسَدُّ الأَشَدُّ إِنْ كانَ سِلْمٌ ** أوْ وغىً والألدُّ عندَ الجدالِ ) 49 ( طالما قلتُ للمسائلِ عنكمْ ** واعتمادي هدايةُ الضُّلاَّلِ ) 50 ( إِنْ تُرِدْ عِلْمَ حالِهِمْ عَنْ يَقِينٍ ** فالقهمْ في مكارمٍ أوْ قتالِ )
____________________
(1/201)
5( تلقَ بيضَ الأعراضِ سودَ مثارِ ال ** نَّقْعِ خُضْرَ الأَكْنافِ حُمْرَ النِّصالِ ) 5( أُشُرٌ إِنْ طَغى بِهِمْ أَشَرُ الْعِزِّ ** أزالوا رواسيَ الأجبالِ ) 5( وإذا حاربوا رأيتَ قلوبَ الأُ ** سدِ قدْ أودعتْ صدورَ الرِّجالِ ) 54 ( وَبِهِمْ زُلْزِلَتْ بِمَنْ قارَعُوا الأَرْ ** ضُ وَهُمْ أَمْنُها مِنَ الزِّلْزَالِ ) 56 ( ولكمْ في المديحِ أبقى سماتٍ ** تركتها الأقوالُ في الأقيالِ ) 57 ( لوْ أتيحتْ لدارمِ بنِ تميمٍ ** بِضْعَةٌ مِنْ فَخارِكَ الْمُتَوَالِي ) 58 ( حَجَبُوا حاجِباً إِذَا عُدِّدَ الْفَخْ ** رُ وَلَمْ يُطْلِقُوا عِقالَ عِقالِ ) 59 ( مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يَرُومُوا مَدَاكُمْ ** فرطُ حبِّ النُّفوسِ والأموالِ ) 60 ( وَاكْتَفى مُحْدَثٌ بِذِكْرِ قَدِيمٍ ** راضياً بالملابسِ الأسمالِ ) 6( فإذا طولبوا بما يوجبُ الحم ** دَ أحالوا على العظامِ البوالي )
____________________
(1/202)
6( وَامْتَنَعْتُمْ مِنْ أَنْ يُباحَ لَكُمْ جَا ** رٌ بِبيضِ الظُّبى وَسُمْرِ العَوَالي ) 6( كامتناعِ النُّجومِ في حيثُ حلَّتْ ** لا امتناعِ اللُّيوثِ في الأغيالِ ) 64 ( وَهَمى جُودُكُمْ جُزَافاً إِلى أَنْ ** زَالَ حُكْمُ الْمِيزَانِ وَالْمِكْيَالِ ) 65 ( وقديماً عرفتمُ مذْ ملكتمْ ** أنْ يفوقَ المتلوَّ فضلُ التَّالي ) 66 ( وَلِهَذا نَنسى بِأَفْعالِ مَحْمُو ** دٍ مَعالِي نَصْرٍ وَمَجْدَ ثِمالِ ) 67 ( أنت أنداهمُ إذا أجدبَ العا ** مُ وَأَهْدَاهُمُ لِطُرْقِ الْمَعالي ) 68 ( قَصَّرَ السَّابِقُونَ دُونَ مَدَاها ** وتملَّكتها بستِّ خصالِ ) 69 ( مَكْرُماتٌ مَعَ اعْتِذَارٍ وَعَفْوٌ ** باقتدارٍ وعفَّةٌ في جمالِ ) 70 ( وَبِحَقٍّ أَنْ ظَلْتَ فِيها بِلا مِثْ ** لٍ وقدْ سدتها بغيرِ مثالِ ) 7( لَقَمٌ جُبْتَهُ بِغَيْرِ دَلِيلٍ ** وهوَ خافي المجازِ ضنكُ المجالِ )
____________________
(1/203)
7( آخذٌ باليمينِ ما أوجبتهُ ** لَكَ قَبْلُ الْيَمِينُ أُخْتُ الشِّمالِ ) 7( مَا ذَكَرْتُ الأَوْطَانَ مُذْ ظَلَّ طَرْفِي ** رَاتِعاً في جَلالِ هذِي الخِلالِ ) 74 ( بجنابٍ إذالةُ المالِ فيهِ ** أَعْرَبَتْ عَنْ إِنالَةِ الآمَالِ ) 75 ( وَمَتى قُلْتُ أَنْتَ بَعْضُ كِرَامِ الْ ** عصرِ قستُ الأتيَّ بالأوشالِ ) 76 ( وَبَنَاتُ الْجَدِيلِ إِنْ عَنَّ رَكْضٌ ** لا تجاري بناتِ ذي العقَّالِ ) 77 ( كمْ سبقتَ المنى بصوبِ يمينٍ ** في الْعَطَايا كَثِيرَةِ الإِرْتِجالِ ) 78 ( هيَ أغلتْ بالعزِّ كلَّ رخيصٍ ** وَاسْتَهَلَّتْ فَأَرْخَصَتْ كُلَّ غالِ ) 79 ( كُلَّما أَخْلَفَتْ مَوَاعِيدُ بَرْقٍ ** خَلَفَتْ كُلَّ وَابِلٍ هَطَّالِ ) 80 ( مَكْرُمَاتٌ إِذَا الصِّفَاتُ نَحَتْها ** وقعتْ دونها سهامُ المغالي ) 8( لوْ تعدَّيتها فواقاً إذاً عد ** تُ بظنٍّ على محالٍ محالِ )
____________________
(1/204)
8( ما بَغاها مِنْ عِنْدِ غَيْرِكَ مَنْ يَفْ ** رقُ بينَ الأطواقِ والأغلالِ ) 8( دُمْتَ فِيما حَوَتْ يَدَاكَ وَتَحْوِي ** آمناً منْ تغيُّرٍ أوْ زوالِ ) 84 ( إِنَّ شَهْرَ الصِّيامِ أَظْهَرَ أَمْراً ** ما عهدناهُ في العصورِ الخوالي ) 85 ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِيهِ كانَتْ خُصُوصاً ** خُلِقَتْ لِلْعُبَّادِ وَالأَبْدَالِ ) 86 ( وَأَتَتْنا فِي ذَا الأَوَانِ عُمُوماً ** قبلَ ميقاتها بسبعِ ليالِ ) 87 ( فشكرنا لهُ ولمْ يعدمِ الشُّك ** رَ هِلاَلٌ أَفْضى إِلى شَوَّالِ ) 88 ( ولقدْ فازَ بالثَّناءِ هلالٌ ** بشَّرَ البدرَ قبلهُ بهلالِ ) 89 ( خبرٌ ما وعتهُ أسماعُ أعدا ** ئكَ حتّى أغصَّهمْ بالزُّلالِ ) 90 ( رهبةً منْ نضالهِ وإلى الآ ** سادِ قِدْماً تَنَجُّلُ الأَشْبالِ ) 9( فتهنَّ العيدينِ باليمنِ زارا ** منْ مقيمٍ وظاعنٍ في الحالِ )
____________________
(1/205)
9( سَبَقَتْ بِالجَمِيلِ أَفْعَالُكَ الْغُرُّ ** فجاءتْ وراءها أقوالي ) 9( أَثْقَلَتْها أَعْباءُ نُعْماكَ فَابْسُطْ ** عذرها إنْ أتتكَ غيرَ عجالِ ) 94 ( ثُمَّ لاَ تَلْحَها إِذَا هِيَ ضَلَّتْ ** بَيْنَ آلائِكَ العِرَاضِ الطِّوَالِ ) 95 ( قدْ توالى شكري وصحَّ ولائي ** فَتَقَبَّلْ عُذْرَ الْمُوَالِي الْمُوَالِي ) 96 ( وأقلني إذا عجزتُ وإنْ كا ** نَ عِثارُ الْمَقالِ غَيْرَ مُقالِ ) 97 ( معَ أنِّي لمْ أخلِ ملككَ منْ نظ ** مِ لآلٍ تَبْقى بَقاءَ اللَّيالي ) 98 ( ضلَّ غيلانُ إذْ بغاها فلمْ يح ** ظَ بلالٌ منْ بحرها ببلالِ )
____________________
(1/206)
البحر : طويل ( بقيتَ لذا العزَّ الذي عزَّ مطلبا ** وَلاَ زالَ ظنُّ الحاسديكَ مخيبا ) ( لَقَدْ جَلَّتِ البُشْرى بِتَكْذِيبِ ما حَكَوْا ** فَأَهْلاً بِما قالَ البَشِيرُ وَمَرْحَبا ) ( وَللهِ قولٌ كانَ للشملِ جامعاً ** وَلِلْبَغْيِ مُجْتَاحاً وَلِلْهَمِّ مُذْهِباً ) 4 ( وَيا حبذا القولُ بانَ مينهُ ** إذا كانَ عما في الضمائرِ معربا ) 5 ( عرفتَ بهِ ما في القلوبِ فلمْ تجدْ ** بِهَا عَنْكَ مُعْتاضاً وَلاَ عَنْكَ مَرْغَبا ) 6 ( جَنَيْتَ ومِنَ الإِحْسانِ وَالعَدْلِ وَالتُّقى ** هوىً عدمتْ فيهِ القلوبُ التقلبا ) 7 ( يفوقُ هوى منْ يعشقُ الطرفَ أحوراً ** وَصبوةَ منْ يصبو إلى الثغرِ أشنبا ) 8 ( فَلاَ طَوَتِ الأَقْدَارُ أَيَّامَكَ الَّتي ** تذكرُ أيامَ الصبا كلَّ أشيبا ) 9 ( وَلاَ أقلعَ النوءُ الذي أنتَ غيثهُ ** فلسنا نرى عاماً بظلكَ مجدبا )0 ( وَنبتُ الوهادِ كانَ قبلكَ ذاوياً ** فلما أتيتَ اخضرَّ ما تنبيتُ الربا )
____________________
(1/207)
1( طلعتَ على ذي الأرضِ أيمنَ طالعٍ ** فأمنتَ مرتاعاً وأرهبتَ مرهبا )( فَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَفْعالُكَ الْمَجْدَ نَفْسَهُ ** فلاَ شكَّ أنَّ المجدَ منها تركبا )( فَلاَ يَلْتَمِسْ إِدْرَاكَ رُتْبَتِكَ الْوَرى ** فما عرضتْ للخاطبينَ فتخطبا )4 ( لَقَيَّدْتَها بِالْمَأْثُرَاتِ مُحَوِّطاً ** عليها فلمْ تتركْ لها عنكَ مذهبا )5 ( فَما هِيَ إِلاَّ حَوْزُ مَنْ طابَ مَوْلِداً ** وَنشراً وَأخباراً وَعرقاً وَمنصبا )6 ( وَذِي شِيَمٍ سَيْفِيَّةٍ ناصِرِيَّةٍ ** قضينَ لهُ ورثَ العمَّ وَالأبا )7 ( فأصبحَ مدعواً بما دعيا بهِ ** فَلاَ فَرْقَ فِيها أَنْ يُسَمّى وَيُنْسَبا )8 ( إذا نزلَ العافونَ مغناهُ جادهمْ ** حَيَا مُزْنَةٍ عَادَاتُها أَنْ تَصَوَّبا )9 ( وَلَمْ يَجِدُوا غَيْمَ الْمَواعِيدِ زِبْرِجاً ** لديهِ وَلا برقَ الطلاقةِ خلبا )0 ( فَوازِنْ بِهِ أَهْمى الْغُيُوثِ إِذا حَبا ** وَوَازِنْ بِهِ أَرْسى الْجِبالِ إِذا أحْتَبَا )
____________________
(1/208)
2( وَلَوْ لَمْ يُصَدِّقْ ناصِرُ الدَّوْلَةِ الْمُنى ** بِأَنْعُمِهِ لَمْ تَلْقَ إِلاّ مُكَذِّبا )( منَ القومِ لمْ يغضوا لباغٍ على قذىً ** فَواقاً وَلَمْ يَرْضَوْا سِوى الْحَمْدِ مَكْسَبا )( أُناسٌ سُقُوا دَرَّ الإبَاءِ لِيَنْتَخُوا ** كما سقيَ الماءَ الحديدُ ليصلبا )4 ( أَطَاعَتْهُمُ الأَيَّامُ في نَيْلِ مَا بَغَوْا ** وَلَوْ غَالَبَتْهُمْ أَحْرَزُوهُ تَغَلُّبا )5 ( لَئِنْ كانَ هذا الدَّهْرُ مالِكَ أَهْلِهِ ** فإنكمُ ملاكهُ شاءَ أوْ أبا )6 ( وَأَنْتُمْ مَقَرُّ الْمُلْكِ قِدْماً وَإِنَّمَا ** يُرَى نَازِلاً فِي غَيْرِكُمْ إِنْ تَغَرّبا )7 ( أَتَى مُلْكُكُمْ مِنْ مَطلِعِ الشَّمْسِ مُشْبِهاً ** سَنَاهَا فَلَمَّا طَبَّقَ الأْرْضَ غَرَّبا )8 ( وَكانَ يودُّ الغربُ لوْ كانَ مشرقاً ** فَصَارَ يَوَدُّ الْشَّرْقُ لَوْ كَانَ مَغْرِبا )9 ( إذا ما شهدتمْ مأزقاً شهدَ الورى ** بأنكمُ أجرى وَأمضى منَ الظبا )0 ( ملأتمْ قلوبَ العالمينَ مهابةً ** وَحقَّ لأسدِ الغابِ أنْ تتهيبا )
____________________
(1/209)
3( فَكَمْ غُضَّتِ الأْبْصَارُ عِنْدَ لِقَائِكُمْ ** خضوعاً وَفضتْ عندَ ذكركمُ الحبا )( وَكمْ قالَ رائي جودكمْ وَوفائكمْ ** وَبَأْسِكُمُ مَا الْفَخْرُ إِلاّ لِتَغْلِبَا )( فَيَا مَلِكاً مَا زَالَ لِلّهِ مُرْضِياً ** وَلِلإْفْكِ فِي نُصْحِ الْخِلافةِ مُغْضِبا )4 ( وَيامنْ طوى عزَّ الأعادي وَما انتضى ** حُسَاماً وَلاَ أَنْضَى مِنَ الْرَّكْضِ مُقْرَبَا )5 ( بلى أسكنَ البيضَ الجفونَ مجرداً ** صوارمَ عزمٍ لا يفلُّ لها شبا )6 ( وَثاقبَ آراءٍ يضيءُ لها الدجى ** وَصَادِقَ أَفْكارٍ تُرِيهِ الْمُغَيَّبا )7 ( لَقَدْ طَالَ مَا اسْتَنْقَذْتَ بِالأَمْنِ خَائِفاً ** وُقُوعَ الرَّدَى وَانْتَشْتَ بِالْعَفْوِ مُذْنِبَا )8 ( إِذَا عُدَّ أَمْجَادُ الدُّنَا كنْتَ وَاحِداً ** وَإِنْ سُعِّرَتْ نَارُ الْوَغى كُنْتَ مِقْنَبَا )9 ( جمعتَ فخرتَ الفخرَ نفساً نفيسةً ** وَقلباً على صرفِ النوائبِ قلبا ) 40 ( وَطَرْفاً إِلى غَيْرِ الْفَضائِلِ ما رَنا ** وَسَمْعاً إِلى غَيْرِ الْمَحامِدِ ما صَبا )
____________________
(1/210)
4( مناقبُ قدْ خصتْ نزارَ يزينها ** مَوَاهِبُ قَدْ عَمَّتْ نِزَارَ وَيَعْرُبا ) 4( فهنيتَ أعيادَ الزمانِ مملكاً ** ذُرَى شَرَفٍ مَنْ رَامَهُ زَلَّ أَوْ كَبا ) 4( وَبلغتَ أقصى غايةِ السؤلِ في أبي ** عَلِيٍّ فَما أَسْخى وَأَنْخى وأَنْجَبا ) 44 ( جرى في مدىً جليتَ فيهِ مصلياً ** وَما كُلُّ فَرْعٍ طَيِّبِ الأْصْلِ طَيِّبا ) 45 ( لقدْ أظهرَ الدهرُ الذي هوَ عينهُ ** بِهِ الْيَوْمَ إِعْجاباً وَمِنْهُ تَعَجُّبا ) 46 ( إِذَا زُرْتُهُ لَمْ أَدْرِ هَلْ جِئْتُ مَجْلِساً ** حَوى جُمَلَ الْعَلْياءِ أَمْ جِئْتُ مَكْتَبا ) 47 ( بِحَيْثُ أُلاَقِي حُلَّةَ الْفَضْلِ بِالْحِجى ** مُطَرَّزَةً وَالْحِلْمَ يَسْتَغْرِقُ الصِّبا ) 48 ( رأيتُ أخاهُ مثلهُ وَ { ايتهُ ** يسايرُ منْ أبنائهِ الغرَّ موكبا ) 49 ( هما كوكبا سعدٍ أنافا وَأشرقا ** فلاَ أفلاَ ما أطلعَ الليلُ كوكبا ) 50 ( سَماعُكَ قَوْلِي مِنْ أَجَلِّ جَوَائِزِي ** فَقُلْ لِلُّهى مَهْلاً فَما حُلِّلُ الرِّبا )
____________________
(1/211)
5( سَأُثْنِي بِقَدْرِ الْجَهْدِ لِلْعِيِّ غالِباً ** وَلاَ أبتغي ما تستحقُّ فأغلبا ) 5( وَلوْ كنتُ أرجو أنْ تقومَ مدائحي ** بأيسرِ ما تأتي لأشبهتُ أشعبا ) 5( أصارَ لماءِ المدحِ جودكَ مسربا ** وَ أصفيتهُ منْ جودكَ الغمرِ مشربا ) 54 ( فلاَ عذرَ للعشرِ الذي فاضَ بحرهُ ** إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي وَصْفِ فَضْلِكَ مُطْنِبا ) 55 ( وَهذي المساعي عنْ صفاتي غنيةٌ ** وَلكِنَّها لَمْ تُمْلِ إِلاّ لِأَكْتُبا ) 56 ( وَلاَ برحَ المولي بكَ العدلَ مانعاً ** مكانكَ منْ أعلى منَ الناسِ أوْ حبا ) 57 ( وَلاَ زِلْتَ تَجْلُو الْحادِثَاتِ وَتَجْتَلِي ** عَذَارى الْقَوَافِي ما جَلى الصُّبْحُ غَيْهَبا )
____________________
(1/212)
البحر : وافر تام ( ظُلاَمَةَ مَنْ أَعَدَّكَ لِلَّيالِي ** وَمَنْ أَثْنى بِفَضْلِكَ غَيْرَ آلِ ) ( أيا ثقةَ الثِّقاتِ أصخْ فواقاً ** لتسمعَ ما يشقُّ على المعالي ) ( أما أنا مثبتُ الحججِ القواضي ** لكمْ بالمجدِ في الحججِ الخوالي ) 4 ( ومفردكمْ للاَ سببٍ بشكرٍ ** تعالمهُ المعادي والموالي ) 5 ( ثناءٌ لمْ أشبهُ باختلاق ** ووصفٌ لمْ أشنهُ بانتحالِ ) 6 ( إليكمْ دونَ ذا الخلقِ اعتزائي ** وَعَنْكُمْ كانَ صَدِّي وَاعْتِزَالِي ) 7 ( وَقَدْ سَمِعَ الْوَرى في كُلِّ أَرْضٍ ** وليسَ المينُ منْ شيمي مقالي ) 8 ( إِذَا ذُكِرَ البُيُوتُ عَدَا قُصَيّاً ** فَآلُ أَبي عَقِيلٍ خَيْرُ آلِ ) 9 ( وَأَنْتَ أَعَزُّهُمْ جَاراً وَنَفْساً ** وَأَغْلَبُهُمْ عَلَى شَرَفِ الْخلاَلِ )0 ( عَلَوْتَهُمُ بَنَانَاً فِي الْعَطَايا ** وَفُتَّهُمُ ثَباتاً فِي النِّضالِ )
____________________
(1/213)
1( ألستَ ابنَ المنبِّي عنْ سجايا ** بهنَّ تفاوتتْ قيمُ الرِّجالِ )( يَظَلُّ جَنَابُهُ مَأْوى الأَمَانِي ** ويمسي بابهُ ملقى الرِّحالِ )( يُحَكِّمُ في الذَّخَائِرِ سَائِلِيهِ ** ويمنعهمْ منَ الأسلِ الطِّوالِ )4 ( وَذَاكَ الْوَفْرُ بَالٍ وَهْوَ بَاقٍ ** بِهذَا الشُّكْرِ باقٍ وَهْوَ بَالِ )5 ( وإنَّكَ في اكتسابِ الحمدش حقّاً ** لتأتي سابقاً وأبوكَ تالي )6 ( تحيَّفني الزَّمانُ بكلِّ فنٍّ ** فَما أَنْفَكُّ مِنْ دَاءٍ عُضالِ )7 ( وَأَعْوَزَتِ الأَمَانَةُ فِيهِ حَتّى ** تخوَّفتِ اليمينُ منَ الشِّمالِ )8 ( وأذهبَ كلَّ ما أحوي ضياعاً ** فها أنا ذا بنارِ الفقرِ صالِ )9 ( وقدْ أودعتُ ما أبقى صديقاً ** فعرَّضتُ البقيَّةَ للوبالِ )0 ( وَقَصَّرَ عَنْ أَمَانَتِهِ كَأَنِّي ** طلبتُ الوخدَ منْ جملٍ ثقالِ )
____________________
(1/214)
2( فَلاَ تُرْكِنْ إِلى زَمَنٍ خَؤُونٍ ** لآملهِ سريعِ الإنتقالِ )( فَمَا يَكُ فِيهِ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ ** قليلُ الَّلبثِ منتظرُ الزَّوالِ )( لقدْ ضلَّ امرؤٌ رامَ اهتضامي ** ولستُ مشايعاً أهلَ الضَّلالِ )4 ( وَأَقْدَمَ مَنْ بَغى إِغْضابَ مِثْلِي ** على أمرٍ ثناهُ على مثالِ )5 ( وتلكَ حكومةٌ عزَّتْ مراماً ** فما خطرتْ لذي ظلمٍ ببالِ )6 ( سقى ذو العرشِ رهبانَ النَّصارى ** وجادهمُ بمنهلِّ العزالي )7 ( فَما مَنَعُوا الْوَدَائِعَ مُودِعِيها ** لضربٍ منْ ضروبِ الإعتلالِ )8 ( ولاَ شَدُّوا أَكُفَّهُمُ عَلَيها ** لتؤخذَ بالخصومةِ والجدالِ )9 ( كَتَبْتُ إِلَيْهِ أَعْطِفُهُ بِذُلٍّ ** فأضربَ عنْ مقالٍ أوْ فعالِ )0 ( وما قرأَ الكتابَ ولا كتاباً ** بِهِ عُرِفَ الْحَرَامُ مِنَ الْحَلاَلِ )
____________________
(1/215)
3( وما أسميهِ إبقاءً لودٍّ ** سَلاَ عَنْهُ وَما أَنا عَنْهُ سالِ )( وَإِنْ كانَ الْوِدَادُ الْيَوْمَ بَيْنَ ال ** رِّجالِ كودِّ ربَّاتِ الحجالِ )( ولمَّا سيلَ فيَّ وفاضَ جوداً ** أحالَ على التَّعلُّلِ والمطالِ )4 ( فَشَدَّ بِذَا قُوىً ضَعُفَتْ حَياءً ** وَسَدَّ طَرِيقَ صَبْرِي وَاحْتِمالِي )5 ( وأنتَ إذا عدا باغٍ سلاحي ال ** حَصِينُ وَإِنْ عَرَا خَطْبٌ ثِمالِي )6 ( وَأَمْرَكَ نافِذٌ فِينا فَأَطْلِقْ ** بمحضِ العدلِ حقِّي منْ عقالِ )7 ( فَإِنَّكَ لاَ تَمَلُّ الْعَدْلَ بَيْنَ الْ ** خصومِ ولا تميلُ ولا تُمالي )8 ( لقدْ آلتْ بيَ الدُّنيا فقبحاً ** لما صنعتْ إلى هذا المآلِ )9 ( وَغَالَ الدَّهْرُ مَنْزِلَتِي وَوَفْرِي ** فَأَرْخَصَ مِنْ مَدِيحي كُلَّ غالِ ) 40 ( مَضى الْكُرَماءُ صانُوا ماءَ وَجْهِي ** بما بذلوهُ عنْ ذُلِّ السُّؤالِ )
____________________
(1/216)
4( وها أنا بعدهمْ في الناسِ أبغي ** كريماً يشتري شكري بمالي ) 4( أرى الأكدارَ يشرقُ شاربوها ** فَوَاشَرَقِي مِنَ الماءِ الزُّلالِ ) 4( لَعَلَّكَ يابْنَ عَبْدِ اللّهِ تَرْعى ** قَدِيمَ الْوُدِّ أَوْ تَرْثِي لِحالِي ) 44 ( ولا تحبسْ جميلكَ عنْ موالٍ ** لكمْ ولنشرِ فضلكمْ موالي ) 45 ( وفي الأمرينِ منْ منعٍ وبذلٍ ** فَإِنِّي شَاكِرٌ فِي كُلِّ حالِ ) 46 ( وماذا القولُ تمهيداً لظلمي ** وَمِثْلُكَ لاَ يَميلُ إِلى الْمِحالِ ) 47 ( وَلَيْسَ بِغامِضٍ وَأَبِيكَ أَمْرِي ** فَأَنْسُبَهُ إِلى جَوْرِ اللَّيالي ) 48 ( وَلَوْلاَ فَاقَةٌ فَاقَتْ فَعاقَتْ ** لصنتُ علاكَ عنْ هذا المقالِ ) 49 ( سَأَتْرُكُ ذِي البِلادَ بِلاَ اخْتِيارٍ ** وأهجرُ أهلها لا عنْ تقالِ ) 50 ( بحالٍ لوْ تأمَّلها عدوِّي ** لَسَاهَمَنِي الرَّزِيَّةَ أَوْ رَثى لي )
____________________
(1/217)
5( فَزَوِّدْني بِما تَأْتِي حَدِيثاً ** سيروى في العراقِ وفي الشَّمالِ ) 5( فإنِّي فقتُ غيلاناً مقالاً ** يَسِيرُ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ بِلالِ ) 5( أدامَ لكَ العلى والنَّصرَ مولىً ** إِلَيهِ في حِرَاسَتِكَ ابْتِهالي )
____________________
(1/218)
البحر : طويل ( بِسَعْدِكَ دَارَتْ فِي السَّماءِ الْكَوَاكِبُ ** وَسارتْ لتشييدِ العلاءِ المواكبُ ) ( وَلَوْلاَكَ لَمْ يَقْحَمْ جَوَادٌ بِمَأْزِقٍ ** وَلاَ فتكتْ في الأسدِ تلكَ الثعالبُ ) ( بحيثُ التقتْ سمرُ القنا وَصدورهمْ ** وَبيضُ المواضي وَالطلى وَالترائبُ ) 4 ( عِنَاقٌ يُزِيلُ الشَّوْقَ عَنْ مُسْتَقَرِّهِ ** يُرى وَاصِلاً وَهْوَ الْقَطُوعُ الْمُجانِبُ ) 5 ( بِيَوْمٍ أَحَمِّ الْجَوِّ حَامٍ وَطِيسُهُ ** كَأَنَّ حَصَاهُ مِنْ تَلَظِّيهِ ذَائِبُ ) 6 ( صبغتَ به ما ابيضَّ منْ فلقِ الضحى ** بِكُلِّ بَيَاضٍ تَجْتَوِيهِ الْكَواعِبُ ) 7 ( وَرَاجَعْتَ شَيْبَ الْهِنْدُوَانِيِّ حُلْكَةً ** وَأَبْهَجُهُ مَا سُمْتَهُ وَهْوَ شَائِبُ ) 8 ( على أنهُ صبغٌ يحدثُ سائلاً ** بِما كَانَ مِنْ تَأْثِيرِهِ وَهْوَ غَائِبُ ) 9 ( وَنَابَ وَإِنْ لَمْ يَرْضَ عَزْمُكَ قَاطِعاً ** وَمِنْ أَيْنَ كُفْؤٌ عَنْهُ يُوجَدُ نَائِبُ )0 ( فريتَ بهِ غربَ الزمانِ وَغايةُ ال ** صوارمِ أنْ تفرى بهنَّ الغواربُ )
____________________
(1/219)
1( وَمَلْمُومَةٍ دَبَّتْ وَأَلْسِنَةُ الْقَنَا ** لَهَا حُمَةٌ وَالْمُقْرَبَاتُ الْعَقَارِبُ )( يُعَاطِي بِهَا النَّدْمَانُ كَأْساً مِنَ الرَّدى ** بها نالَ رياً في المنيةِ شاربُ )( وَعانقَ فيها مبغضٌ لبغيضهِ ** كما اعتنقتْ يومَ اللقائِ الحبائبُ )4 ( سَمَاعُهُمُ فِيها الصَّلِيلُ وَخَمْرُهُمْ ** دمُ القومِ لاَما استحلبَ الكرمَ حالبُ )5 ( سَرَتْ بِكَ فِي لَيْلٍ مِنَ النَّقْعِ أَلْيَلٍ ** تُعَمَّى عَلَى مَنْ سَارَ فِيهِ الْمَذاهِبُ )6 ( فَأَطْلَعْتَ فِيهِ بِالأْسِنَّةِ أَنْجُماً ** لها منْ نواصي الدارعينَ ذوائبُ )7 ( عَزَائِمُ خَرَّاجٍ إِذَا مَا تَضَايَقَتْ ** مَخَارِجُهُ لاَ لاَعِباً وَهْوَ لاَعِبُ )8 ( وَطعنٌ لسمرِ السمهريَّ محطمٌ ** على أنهُ للمجدِ بانٍ وَناصبُ )9 ( وَضَرْبٌ لِبِيضِ الْمَشْرَفِي مُهَدِّمٌ ** بِهِ وَلِأَعْدادِ الْمُعَادِينَ حَاصِبُ )0 ( وَأَرْعَنَ مَوَّارِ الْحَواشِي لِأَرْضِهِ ** بعثيرهِ منْ ناظرِ الجوَّ حاجبُ )
____________________
(1/220)
2( لَهُ مِنْ سُطَا فَخْرِ الْمُلُوكِ مُؤَيِّدٌ ** يطاعنُ عنْ أقرانهِ وَيضاربُ )( فتىً هذبتْ فيهِ التجاربُ نفسهُ ** فكيفَ بها إذْ هذبتها التجاربُ )( يَسُدُّ مَسَدَّ الأْلْفِ بَأْساً وَنَجْدَةً ** إِذَا رَدَّ ضَرْبَ الأْلْفِ في الأْلْفِ حاسِبُ )4 ( وَدَبَّرَ أَمْرَ الْمُلْكِ قَبْلَ بُلُوغِهِ ** وَما نزعتَ عنهُ السخابَ الربائبُ )5 ( وَتِلْكَ لِأَبْناءِ الْمُسَيَّبِ شِيْمَةٌ ** يَسُودُ وَلِيدٌ مِثْلَما سادَ شائِبُ )6 ( أناسٌ أساءتْ حكمها في لهاهمُ ** أكفهمُ إذْ أحسنوا وَالمواهبُ )7 ( وَسَدُّوا بتَسْدِيدِ الطِّعانِ مِنَ الْعُلى ** ثغوراً تولتْ كشفهنَّ النوائبُ )8 ( فمنْ رأيهِ الواري عواليهِ أشرعتْ ** وَمِنْ عَزْمِهِ الْماضِي تُسَلُّ الْقَوَاضِبُ )9 ( سِوَاكَ يَامَنْ لَهُ الفَضْلُ صَاحبُ ** فَحَيْثُ تَرَاهُ ناقِماً فَهْوَ واهِبُ )0 ( يَصُولُ وَلَوْ أَنَّ النُّجُومَ كَتائِبُ ** وَيعطي وَكفُّ الجدبِ للسترِ جاذبُ )
____________________
(1/221)
3( وَكنتَ إذا ما الشرُّ صرحَ باسمهِ ** وَلاَذَتْ بِأعْناقِ الصَّياصِي الذَّوَائِبُ )( جَعَلْتَ غِرَارَ الْمَشْرَفِيِّ مُصاحِباً ** ألاَ إنهُ نعمَ الرفيقُ المصاحبُ )( وَفِيٌّ إِذَا خانَ الشَّقِيقُ وَدَافِعٌ ** إِذَا حاصَ عَنْ دَفْعِ الْمُلِّمِ المُحارِبُ )4 ( وَلَمَّا أَبى قَوْمٌ سِوى الْبَغْيِ مَرْكَباً ** وَلِلذُّلِّ فِيهِ وَالْمَذَلَّةِ رَاكِبُ )5 ( سددتَ عليهمْ كلَّ بابٍ وَثغرةٍ ** يخالونَ منهُ النجحَ وَالنجحُ عازبُ )6 ( وَأمهلتهمُ حتى لظنوكَ عاجزاً ** وَما يستوي المغلوبُ وَالمتغالبُ )7 ( وَقَدْ تَنْفُذُ الأْقدَارُ حَتَّى يَرى امْرُؤٌ ** منَ الصدقِ ظناً وَعدها وَهوَ كاذبُ )8 ( وَعزمكَ ماضٍ حينَ تنبو صوارمٌ ** وَرَأْيُكَ لَمَّا أَظْلَمَ الْجَوُّ ثاقِبُ )9 ( وَلكِنَّهُمْ مِنْ عَامِرٍ فِي أَرُوَمَةٍ ** لها منكَ عزٌّ لاَ يرامُ وَجانبُ ) 40 ( فإنْ يهفُ فرعٌ منهمُ فاغتفارُ ما ** جناهُ على معروفِ فضلكَ زاجبُ )
____________________
(1/222)
4( بنوا العمَّ وَالأرحامُ في الناسِ شجنةٌ ** رِعايَتُها فِي الدِّينِ وَالْعَقْلِ وَاجِبُ ) 4( فكنْ بهمُ لا فيهمُ الخطبَ ضارباً ** فَفِيهِمْ قُوىً تَعْيا بِهِنَّ الضَّرَائِبُ ) 4( وَلَمَّا هَجَرْتَ الشَّامَ حاشاكَ أَنْ تُرى ** لَهُ هاجِراً أَوْ عَنْهُ رَأْيُكَ رَاغِبُ ) 44 ( فَلاَ حَلَّهُ مِنْ وَحْشَةٍ مَا أسْتَفَزَّهُ ** عَنِ الأْمْنِ وَأرْتَابَ النَّزيلُ الْمُصَاقِبُ ) 46 ( مددتَ عليهِ ظلَّ عزكَ فاحتمى ** وَلولاكَ يوماً ما احتمى فيهِ جانبُ ) 47 ( وَصَيَّرْتَهُ لِلأْمْنِ رَبْعَاً وَقَبْلَهَا ** غدا لذيولِ الخوفِ وَهوَ مساحبُ ) 48 ( وَأَنْقَذْتَ قَوْماً فِيهِ مِن كفَّةِ الرَّدَى ** وَقَدْ نَشِبَتْ أَظْفَارُهَا وَالْمَخَالِبُ ) 49 ( بعزكَ لاذوا وَهوَ أمنعُ موئلٍ ** وَغيثكَ أموا وَهوَ للبرَّ ساكبُ ) 50 ( تَرَكْتَ لَهُمْ رَأْياً كَسَاهَمْ مَذَلَّةً ** وَلُذْتَ بِرَأْيٍ جَانَبَتْهُ الْمَعَائِبُ ) 5( أَسَاؤُوا وَجَاؤُا لاَئِذِينَ بِشِيمَةٍ ** لِمَذْهَبِهَا فِي الْعَفْوِ تَعْفُو الْمَذَاهِبُ )
____________________
(1/223)
5( فَمَالَ إِلى جَنْبِ التَّجَاوُزِ عَنْهُمُ ** كريمٌ قديرٌ للرضى منهُ جانبُ ) 5( يمنُّ وَطولُ الإقتدارِ مساعدٌ ** وَيَحْلُمُ فِي وَقْتٍ بِه الْحِلْمُ عَازِبُ ) 54 ( تَجاوَزَ صَفْحاً عَنْ عُقُوبَةِ جَاهِلٍ ** يسيءِ وَينسى ما تجرُّ العواقبُ ) 55 ( وَأدبهمْ بالعفوِ وَالعفو سوطهُ ** لكلَّ كريمٍ فيهِ تلقى المآدبُ )
____________________
(1/224)
البحر : مجزوء الرجز ( يا غابراً وجدَ النَّدى ** قَيْداً فَما أَرْجُو قُفُولَهْ ) ( إنْ كنتَ منِّي في بلو ** غكَ ما أردتَ أدقَّ حيلهْ ) ( لا كانَ رأيكَ ذا الصَّحي ** حُ ولاَ مودَّتكَ العليلهْ ) 4 ( فمتى أردتَ بصاحبٍ ** ضِدَّ النَّجَاحِ فَكُنْ رَسُولَهْ ) 5 ( ومتى بغيت ضلاله ** يوماً فكنْ أيضاً دليلهْ ) 6 ( لَصَدَدْتَ عَمَّا رُمْتُهُ ** صدَّ الذَّليلِ عنِ الحليلهْ ) 7 ( وتطلُّبي منكَ المنا ** بَ مِنَ الأُمُورِ الْمُستَحِيلَة ْ ) 8 ( وَأَظُنَّهُ مُسْتَنْبَطاً ** مَنْ قَوْلِ دِمْنَةَ أَوْ كَليلَهْ ) 9 ( هِيَ قِصَّةٌ أَعْرَبْتَ فِيها ** عنْ سجيَّتكَ البخيلهْ )0 ( ولقدْ نزلتَ بحضرةٍ ** مِنْ كُلِّ نَائِبَةٍ مُزِيلَهْ )
____________________
(1/225)
1( يشتاقني إنعامها ** وَالْمَطْلُ يَمْنُعِنِي سَبِيلَهْ )( إنْ أغضبتْ ذا الدّّينِ ما ** طِلَةً فَقَدْ أَرْضَتْ وَكِيلَهْ )( فَكَتَبْتَ تَذْكُرُ مَا أَنا ** لتْ منْ مواهبها الجزيلهْ )4 ( فَأَتى كِتَابُكَ شَاهِداً ** لكَ في الكتابةِ والفضيلهْ )5 ( لَوْلاَ عِبَارَتُكَ لْقَبِي ** حةُ عنْ زيارتكَ الجميلهْ )6 ( يَمَّمْتُها في حَالَةٍ ** ينسى الخليلُ بها خليلهْ )7 ( وهربتُ منْ شظفِ المعا ** شِ إِلى التَّنَعُّمِ وَالرَّبِيلَهْ )8 ( مَنْ حَلَّ فِي ذَاكَ الْجَنَا ** بِ سَلاَ عَنِ الدِّمَنِ الْمُحِيلَهْ )9 ( وكفاكَ فخراً موقفٌ ** تأبى نباهتهُ خمولهْ )0 ( ومديحُ منْ عشقَ الثَّنا ** ءَ فَأَدْرَكَ الرَّاجِيهِ سُولَهْ )
____________________
(1/226)
2( بغرائبِ الشِّعرِ الَّذي ** حظُّ المسامعِ أنْ تطولهْ )( فقرٌ يحلُّ أبو عبا ** دةَ دونها وتفوق قيلهْ )( أَصْبَحْتُ أُنْبَذُ بِالعَرَا ** ءِ وأنتَ ترتعُ في الخميلهْ )4 ( إِنْ جَادَكَ الْغَيْثُ الْهَطُو ** لُ فإنَّني راجٍ سيولهْ )5 ( يَفْدِي أَبَا الْحَسَنِ الْكِرَا ** مُ فَلَمْ أَجِدْ فِيهِمْ عَدِيلَهْ )6 ( أَنْدَاهُمُ في عَامِ مَسْ ** غَبَةٍ وَأَكْرَمُهُمْ قَبِيلَهْ )7 ( مِنَنٌ تَخِفُّ إِلى المَحَا ** مِدِ وَهْيَ إِنْ حُمِلَتْ ثَقِيلَهْ )8 ( وسحابةٌ للطَّالبي ** نَ سوايَ صادقةُ المخيلهْ )9 ( وَلَوَ انَّهَا بِالْعَدْلِ تَقْ ** ضي كنتُ أقواهمْ وسيلهْ )
____________________
(1/227)
البحر : خفيف تام ( يطمعُ الناسُ في البقاءِ وَتأبى ** نوبٌ تسلبُ النفوسَ اغتصابا ) ( وَمَتَى تَرْعَوِي حَوَادِثُ دَهْرٍ ** دأبها أنْ تفرقَ الأحبابا ) ( يذهبُ اللومُ وَالعتابُ هباءً ** في خطوبٍ لاَ تعرفُ الإعتابا ) 4 ( ابَ وَلَوْ صَافَحَ ** تْ حَدِيداً لَذَابَا ) 5 ( وَإذا ما سطتْ فمنْ ذا يداجى ** منْ جميعِ الأنامِ أمْ منْ يحابا ) 6 ( إِنَّ رَيْبَ الْمَنُونِ أَلْوَى بِمَلْكٍ ** داً وَلكنَّ صرفهُ لنْ يهابا ) 7 ( عمَّ نصراً وَصالحاً وَمنيعاً ** وَشَبِيبَاً وَلَمْ يَهَبْ وَثَّابَا ) 8 ( أينَ تلكَ الأملاكُ زادوا على الخلق ** قِ وَزَانُوا الأْحْسَابَ وَالأْنْسَابَا ) 9 ( إِنْ دَعَاهُمْ إِلى الْكَرِيهَةِ دَاعٍ ** جَعَلُوا الطَّعْنَ وَالضِّرابَ جَوَابَا )0 ( وَلقوا الحربَ دارعينَ منَ الصب ** رِ دروعاً ليستْ تحلُّ العيابا )
____________________
(1/228)
1( نزلوا مكرهينَ عنْ ذروةِ الع ** زِّ وَكَانٌ وا قِدْماً لَهُ أَرْبَابَا )( فَكَأَنْ لَمْ يُصَاقِبُوا أَرْضَ حَرَّا ** نَ وَلاَ حَلَّ حَيُّهُمْ جُلاَّبا )( قصدتهمْ بوائقُ الدهرِ حتى ** أَسْكَنَتْهُمْ بَعْدَ الْقُصُورِ التُّرَابَا )4 ( وَاستزادتْ أبا سلامة لما ** تمَّ ملكاً وَقدرةً وَشبابا )5 ( حادثٌ عمَّ عامراً بالرزابا ** فاستكانتْ لهُ وَخصَّ كلابا )6 ( ** لَوْ رَمَاهُ غَيْرُ الرَّدَى مَا أَصَابَا )7 ( لَمْ يُغَالِبْ فَضَاءَ ذِي الْعَرْشِ إِذْ وَا ** فى وَما زالَ للعدى غلابا )8 ( لاَيَخافُ الأْمْلاَكَ مُذ فَارَقَ الْمهَ ** دَ وَهلْ ترهبُ الأسودُ الذئابا )9 ( منْ أناسٍ توارثوا البأسَ وَالنخو ** ةَ وَاسْتَحْقَبوا الْعُلَى أَحْقَابَا )0 ( يَكْرَهُ الْوَعْدَ وَالْمِطَالَ فَتَنْثَا ** وَحلوا منهُ الربى وَالهضابا )
____________________
(1/229)
2( لهفَ نفسي على المسافرِ لاَ يرْ ** جُو لَهُ طَالِبُ النَّوالِ إِيَابَا )( أكرمُ العالمينَ نفساً وَأخلا ** قاً وَأماً وَوالداً وَنصابا )( كانَ فِي ذَا الْوَرى غَرِيباً وَوَافى ** قَدَرٌ لَمْ يَزِدْهُ إِلاَّ اغْتِرَابَا )4 ( جَازَ حَدَّ النَّدى وَآمَنَ سِرْبِي ** فَكَفى أَنْ أَرْتَادَ أَوْ أَرْتَابَا )5 ( عَقَلَتْنِي فِي ظِلِّهِ فَعَلاتٌ ** تمنعُ الإنتجاعَ وَ الإظطرابا )6 ( بَيْنَ جُودٍ يَسِيرُهُ يَطْرُدُ الْفَقْ ** رَ وَ قربى تعلمُ الأدابا )7 ( وَعَطَايَا لَمَّا تَعَالَمَها الْعَا ** لَمُ لَمْ يُنْكِرُوا لِبَحْرٍ عُبَابَا )8 ( وَكَسَانِي مَلاَبِساً أَلْبَسَتْنِي ** مُذْ تَوَارى مِنَ الأَسى جِلْبَابَا )9 ( يا ابنةَ الأكرمينَ قدركِ في النا ** سِ عَظِيمٌ وَإنْ عَظُمْتِ مُصابَا )0 ( فَ سْتَرَدَّ الْوَهَّابُ ما كَانَ أَعْطا ** كِ وَمنْ ذا ينازعُ الوهابا )
____________________
(1/230)
3( لمْ تسودي ذا الخلقَ إلاَّ بفضلٍ ** فقتِ فيهِ الأشكالَ وَ الأضرابا )( فدعي رأيَ أمةٍ لستِ منهمْ ** وَافْعَلِي فِعْلَ مَنْ يَخافُ الْحِسابَا )( وَتَأَسَّيْ بِرَأْيِ دَاوُدَ فِي الْفِتْ ** نةِ إذْ خرَّ راكعاً وَأنابا )4 ( لاَ تعاصي مولاكِ فيما قضاهُ ** وَذَرِي الْحُزْنَ إِنْ أَرَدْتِ الثَّوَابَا )5 ( قدرُ اللهِ لاَ يدافعُ إنْ حمَّ ** فصبراً لحكمهِ وَاحتسابا )6 ( أَيُّ عُذْرٍ وَقَدْ أَحَطْتِ بِصَرْفِ الدَّ ** لُ يَدَاهُ بالعكْرُمات اقْتِضَابَا )7 ( وَحَقِيْقٌ بالصَّبْرِ مَنْ لَزِمَ الْمُصْ ** حَفَ دِيناً وَوَاصَلَ الْمِحْرَابَا )8 ( وَلعذرٍ تأخرتْ هذهِ الخدْ ** مةُ لاَ أنني عدمتُ الصوابا )9 ( نابتِ العينُ بالبكاءِ وَأفحم ** تُ فَما أَحْسَنَ اللِّسانُ الْمَنابَا ) 40 ( زَالَ لُبِّي فِي عِلَّةٍ جَمَعَتْ لِي ** فَقْدَ تاجِ الْمُلُوكِ وَالأْوْصابَا )
____________________
(1/231)
4( ليتني لمْ أفقْ فقدْ جاءَ منْ فق ** دِيْهِ ما سَهَّلَ الْحِمامَ فَطابَا ) 4( لاَ يوازي معشارَ ما كانَ يولي ** قطعيَ العمرَ حسرةً وَاكتئابا ) 4( سرني حاضراً وَ أدنى وَ أغنى ** فعدمتُ السرورَ لما غابا ) 44 ( وَبرغمي أنْ أجعلَ المدحَ تأيي ** ناً وَأَدْعُو مَنْ لَوْ وَعى لَأَجابَا ) 45 ( بمقالٍ لاَ أستزيدُ بهِ زل ** فى وَلاَ أبتغي عليهِ ثوابا ) 46 ( سائِرٍ لاَ يَزَالُ يَشْكُرُ نُعْما ** هُ كَمَا تَشْكُرُ الرِّياضُ السَّحابَا )
____________________
(1/232)
البحر : وافر تام ( أَمَا وَهَوىً عَصَيْتُ لَهُ الْعَوَاذِلْ ** لَقَدْ أَسْمَعْتَ نُصْحَكَ غَيْرَ قَابِلْ ) ( وَما سَمْعِي إِلى الْعُذَّالِ مُصْغٍ ** ولاَ قلبي عنِ الأحبابِ ذاهلْ ) ( وَلَوْ أَنْصَفْتَ لَمْ تُنْكِرْ وُقُوفِي ** على طللٍ بذاتِ الضَّالِ ماثلْ ) 4 ( أَأَجْحَدُ رَبْعَ رَيّى وَهْوَ عافٍ ** زَماناً مَرَّ فِيهِ وَهْوَ آهِلْ ) 5 ( وَما أَعْطى الصَّبابَةَ ما اسْتَحَقَّتْ ** عليهِ ولا قضى حقَّ المنازلْ ) 6 ( ملاحظها بعينٍ غيرِ عبرى ** وَزَائِرُها بِجِسْمٍ غَيْرِ ناحِلْ ) 7 ( يميِّلني إلى وطني هناتٌ ** جَرَتْ ما بَيْنَ عِلْمِيَةٍ وَدَاعِلْ ) 8 ( وَأَذْكُرُ دَائِماً ثَمَرَاتِ عَيْشٍ ** جُبينَ بِدَيْرِ قانُونٍ وَآبِلْ ) 9 ( تهيجُ بلابلي نغمُ الأغاني ** مُجاوِبَةً لِأَصْوَاتِ الْبَلاَبِلْ )0 ( لياليَ لي إلى ما أشتهيهِ ** تلطُّفُ وارشٍ وهجومُ واغلْ )
____________________
(1/233)
1( ومحموداتُها أتباعُ أمري ** وَمَذْمُوماتُها عَنِّي غَوَافِلْ )( وَكَمْ قَطَعَ الظَّلامَ بِغَيْرِ وَعْدٍ ** غزالٌ دأبهُ قطعُ الحبائلْ )( بِرَاحٍ باتَ يَمْزُجُها بِرِيقٍ ** كفاها المزجَ بالعذبِ السُّلاسلْ )4 ( وَأَشْرَبُها عَلَى ظَمَأٍ فَأَرْوى ** كَرُمْحِ الْخَطِّ يَرْوى وَهْوَ ذَابِلْ )5 ( وَلَمَّا رَاحَتِ الأَظْعانُ باحَتْ ** بِما نُخْفِي مَدَامِعُنا الهَوَامِلْ )6 ( وقفنا والإشارةُ ثمَّ رسلٌ ** مُعَبِّرَةٌ وَأَدْمُعُنا الرَّسائِلْ )7 ( فَعَقْراً لِلرِّكابِ غَدَاةَ وَلَّتْ ** بنُزَّالِ الحمى تطوي المراحلْ )8 ( فَقَدْ حَمَلَتْ جَمالاً وَاعْتِدَالاً ** تجنُّهما البراقعُ والغلائلْ )9 ( لمفغمةٍ بيوتَ الحيِّ طيباً ** ومفعمةِ الأساورِ والخلاخلْ )0 ( ومفردةٍ وما وضعتْ حبيباً ** كَما انْفَرَدَتْ عَنِ السِّرْبِ الْخَوَاذَلْ )
____________________
(1/234)
2( تَفَرَّدُ بِالتَّعَتُّبِ وَالتَّجَنِّي ** وتذهبُ بالمحاسنِ والشَّمائلْ )( تَرُوقُ الْعَيْنَ رَاضِيَةً وَغَضْبى ** وَتُصْبِي الْقَلْبَ حالِيَةً وَعاطِلْ )( مُذِيبَةَ مُهْجَتِي طالَ اقتِضائِي ** عِدَاتِكِ وَالغَرِيمُ بِها مُماطِلْ )4 ( أمنّى بانعطافكِ وهوَ غالٍ ** وأمنى بانحرافكِ وهوَ غائلْ )5 ( لقدْ أنفقتُ في الصَّبواتِ عمري ** وَكُنْتُ كَبائِعٍ حَقّاً بِباطِلْ )6 ( إِلى أَنْ ثابَ رَأْيٌ ضَلَّ حِيناً ** فَعُدْتُ إِلى الفُرُوضِ مِنَ النَّوَافِلْ )7 ( وَزَارَتْ آلَ مِرْدَاسٍ رِكابِي ** فأغنتني البحارُ عنِ الجداولْ )8 ( وَكُنْتُ أَذُمُّ آمالاً نَحَتْ بِي ** ممالكَ لمْ أفزْ فيها بطائلْ )9 ( بِحَيْثُ أَبُو سَلاَمَةَ لَمْ يَجُدْها ** وَنَصْرٌ بَعْدَهُ وَأَبُو الْفَضائِلْ )0 ( مُلُوكٌ أَمَّنُوا خَيْلِي وَرَجْلِي ** مُكابَدَةَ الهَوَاجِرِ وَالهَوَاجِلْ )
____________________
(1/235)
3( وأمضوا في الَّذي يحوونَ حكمي ** فَفُزْتُ بِعاجِلٍ مِنْهُ وَآجِلْ )( مَكارِمُ مُبْتَغِيها مِنْ سِوَاهُمْ ** كَباغِي الرِّسْلِ مِنْ أَخْلاَفِ حائِلْ )( زرَوْا كَرَماً عَلَى مَنْ غاصرَوُهُ ** وَإِقْداماً وَأَزْرَوْا ب لأَوَائِل )4 ( وَثالِثُهُمْ وَإِنْ عَزُّوا وَجادُوا ** أمرُّ عداوةً وأعمُّ نائلْ )5 ( أَظَلَّتْهُ نَوَائِبُ لَمْ تَنُبْهُمْ ** فقارعها برأيٍ غيرِ فائلْ )6 ( وفلَّ شبا المواضي بالمواضي ** وَلاَقى بِالزَّرافاتِ الْجَحَافِلْ )7 ( مَوَاقِفُ تَشْخَصُ الأَبْصارُ مِنْها ** وَتَعْيا عَنْ إِبانَتِها الْمَقاوِلْ )8 ( وما خرستْ بها الأبطالُ حتّى ** تَكَلَّمَتِ الصَّوَارِمُ وَالصَّوَاهِلْ )9 ( حروبٌ لمْ تكنْ لبني بغيضٍ ** ولا عزيتْ إلى أبناءِ وائلْ ) 40 ( وَفُرْسانٍ تَحِنُّ إِلى رَدَاها ** حَنينَ الهائِماتِ إِلى الْمَناهِلْ )
____________________
(1/236)
4( وَشَرَّدَها إِباءٌ سابِقِيٌّ ** تعزُّ بهِ العقائلُ والمعاقلْ ) 4( ثناها عنْ مطامعها همامٌ ** لَهُ بِالنَّصرِ رَبُّ الْعَرْشِ كافِلْ ) 4( وما غمدَ الظُّبى حتّى أزالتْ ** جبالاً لا تحرِّكها الزَّلازلْ ) 44 ( وكانَ يزيرها في كلِّ عامٍ ** عِرَاباً شُزَّباً قُبَّ الأَياطِلْ ) 45 ( لها نظرُ الأجادلِ إذْ تُخلَّى ** وعندَ الأرضِ أجنحةُ الأجادلْ ) 46 ( إذا نزعَ الوجيفُ اللَّحمَ عنها ** كساها ما تثيرُ منَ القساطلْ ) 47 ( وَإِنْ عَضَّتْ شَكائِمَها وَطاحَتْ ** أَتاحَتْ لِلْعِدى عَضَّ الأَنامِلْ ) 48 ( وقلَّلتِ المدافعَ والمحامي ** وَكَثَّرْتِ الأَيام وَالثَّوَاكِلْ ) 49 ( وَكَمْ عَضَدَ الرِّماحَ وَمُشْرِعِيها ** بعزمٍ كانَ أعرفَ بالمقاتلْ ) 50 ( همامٌ خوَّفَ الأيَّامَ حتّى ** سَعَتْ أَيَّامُها فِيما يُحاوِلْ )
____________________
(1/237)
5( وَمَلْكٌ لاَ يُنازَعُ فِي مَعالٍ ** لَهُ الآياتُ مِنها وَالدَّلاَئِلُ ) 5( يعزُّ جوارهُ والخوفُ فاشٍ ** وَيُخْصِبُ جارُهُ وَالعامُ ماحِلْ ) 5( ورُبَّ صوارمٍ تلدُ المنايا ** وَتُلْفى بَعْدَ ما وَلَدَتْ حَوَامِلْ ) 54 ( كَيُمْناهُ الَّتي تَهْمِي نَوَالاً ** يَعُمُّ الْخَلْقَ طُراً وَهِي حافِلْ ) 55 ( إذا سيمَ الغنى روّى الأماني ** وإنْ شهدَ الوغى روّى المناصلْ ) 56 ( خلالٌ في العطايا والرَّزايا ** بِها عُدِمَ الْمُساجِلُ وَالْمُشاكِلْ ) 57 ( تنزِّقهُ الحميَّةُ حينَ يعصى ** فَيَعْرُوهُ التَّطَوُّلُ وَهْوَ صائِلْ ) 58 ( ولولاَ رأيهُ في العفوِ كانتْ ** أَيادِيهِ كَأَنْعُمِهِ كَوَامِلْ ) 59 ( يجورُ على الَّذي تحوي يداهُ ** ويحكمُ في الرَّعايا حكمَ عادلْ ) 60 ( وَيَلْبَسُ مِنْ سَجاياهُ ثِياباً ** عَلَى الْجَوْزَاءِ مُرْخاةَ الذَّلاَذِلْ )
____________________
(1/238)
6( لها أرجٌ تضوَّعَ منْ نداهُ ** ومنْ نوَّارها أرجُ الخمائلْ ) 6( نصيَّةً أسرةٍ ولبانُ بيتٍ ** بهِ افتخرتْ كلابُ على القبائلْ ) 6( لأملاكِ العواصمِ منهُ بيتٌ ** يفوزُ بشطرهِ أملاكُ بابلْ ) 64 ( فزرهُ عائلاً أوْ مستفيداً ** وجاودْ منْ أردتَ بهِ وفاضلْ ) 65 ( مناقبُ لوْ تنالُ الشَّمسُ أدنى ** مداها ما دنتْ منها الأصائلْ ) 66 ( تعالمها جميعُ النَّاسِ حتّى ** تساوى عالمٌ فيها وجاهلْ ) 67 ( جَمَعْتَ تَوَثُّبَ الأَسَدِ المَنِيعِ الْ ** حمى بركانةِ الملكِ الحلاحلْ ) 68 ( وَمِنْ تَحْتِ السَّكِينَةِ بَحْرُ عِلْمٍ ** بِهِ عُرِفَ الْمُنَاظِرُ وَالْمُجَادِلْ ) 69 ( مَقَالٌ تَعْجِزُ الْبُلَغَاءُ عَنْهُ ** كَعَجْزِ الْمَدْحِ عَمَّا أَنْتَ فَاعِلْ ) 70 ( يَطُولُ وَتُفْقَدُ السَّقَطَاتُ فِيهِ ** كفقدِ الرَّاءِ في أقوالِ واصلْ )
____________________
(1/239)
7( سَلَكْتَ إِلى الثَّنَاءِ بِلاَ دَلِيلٍ ** سَبِيلاً مَا تَقَدَّمَ فِيهِ سَائِلْ ) 7( وعندي منهُ ثاوٍ مستظلٌّ ** بِظِلِّكَ وَهْوَ فِي الآفاقِ جَائِلْ ) 7( وَمَا تَنْفَكُّ تَزْدَادُ الْمَعالِي ** بهِ شرفاً وتزدانُ المحافلْ ) 74 ( تعدّى كلَّ منْ يُرجى نداهُ ** وَمَيَّلَهُ الْفُرَاتُ عَنِ الثَّمائِلْ ) 75 ( فليسَ يزورُ إلاَّ منْ كفاني ** تودُّدَ معرضٍ وسؤالَ باخلْ ) 76 ( بقيتَ مملَّكاً ترجى وتُخشى ** وَلاَ غَالَتْ مَسَاعِيكَ الْغَوَائِلء ) 77 ( وَلاَ عَدِمَتْ بِلادُكَ مَنْ كَفاهَا ** تغطرسَ جائرٍ ووثوبَ خاتلْ ) 78 ( يَزُولُ الْفِطْرُ وَالأَضْحى جَمِيعاً ** إلى حينٍ وملككَ غيرُ زائلْ ) 79 ( وَحَدُّكَ في النَّوَائِبِ غَيْرُ نابٍ ** ونجمكَ في السَّعادةِ غيرُ آفلْ )
____________________
(1/240)
البحر : طويل ( أبا زنةٍ لاَ زالَ جدكَ هابطاً ** وَحَدُّكَ مَفْلُولاً وَسَعْيُكَ خَيَّابا ) ( وَأَلْحَقَكَ اللّهُ الْكَرِيمُ بِعُصْبَةٍ ** فتحتَ إلى ضربِ الرقابِ لهمْ بابا ) ( فكمْ لكَ في بسطِ الردى منْ حبائلٍ ** تَكُونُ إِلى مَا يَكْرهُ اللّهُ أَسْبَابا ) 4 ( ألستَ الذي أغرى بمولاهُ جندهُ ** وَعَادَ وَمَا يَحْوِي مِنَ الْمُلْكِ أَسْلاَبا ) 5 ( وَعَاوَدْتَ فِيمَنْ بِالشَّامِ نَاظِراً ** فأرملتَ نسواناً وَفرقتَ أحبابا ) 6 ( وَلما عممتَ الخلقَ بالفقرِ وَالردى ** فبادوا وَأوسعتَ المنازلَ إخراجا ) 7 ( عمدتَ إلى منْ لا يعددُ فضلهُ ** وَلَوْ كَانَ أَهْلُ الْبَدْوِ وَالْحَضْرِ حُسَّابا ) 8 ( جهدتَ لكيْ ما تسلبُ الدينَ عزهُ ** وَكُنْتَ لِمَا لَمْ يُرْضِ ذَا الْعَرْشِ طَلاَّبا ) 9 ( وَ ذلكَ كيدٌ عادَ منْ قبلِ ضرهِ ** هَبَاءً فَمَا أَخْلى مِنَ الضَّيْغَمِ الْغَابا )0 ( وَمَكْرٌ بحَمْدِ اللّهِ حَاقَ بِأَهْلِهِ ** وَعارضُ بفيٍ قبلَ أنْ يمطرَ انجابا )
____________________
(1/241)
1( وَلمْ ترجُ هذا الملكَ يوماً وَإنما ** خَبُثْتَ فَأَغْرَيْتَ الطُّغَاةَ بِمَنْ طَابا )( وَمَنَّيْتَ أُمَّاناً كَدِينِكَ دِينُهُ ** وَلوْ أمهلتهُ البيضُ ألفاكَ كذابا )( حويتَ صفاتِ الكلبِ إلاَّ حفاظهُ ** ففي الأمنِ هراراً وَفي الخوفِ هرابا )4 ( كَأَفْعَالِ مَنْ حَاوَلْتَ بِالْخَتْلِ نَفْسَهُ ** فلاَ زلتَ مغلوباً وَلاَ زالَ غلابا ؟ )5 ( مُبِيحُ حِمى الأْموالِ إِنْ زَمَنٌ نَبَا ** وَمانعُ سرحِ الملكِ إنْ حادثٌ نابا )6 ( إذا اجتابَ ثوباً منْ علىً وَمهابةٍ ** لبستَ منَ الفحشاءِ وَالخزي أثوابا )7 ( وَإنْ عدَّ مرداساً وَنصراً وَصالحاً ** لَدىً الْفَخْرِ وأسْتَثْنى شَبَيباً وَوَثَّابا )8 ( بجحتَ بهناسٍ وَطلتَ بتروسٍ ** وَزالاَ وَأربابٍ تضامُ فلاَ تابا ؟ )9 ( وَ بالسيفِ يسطو حينَ تسطو بحيلةٍ ** وَيُنْفِقُ أَمْوالاً وَتُنْفِقُ أَلْقَابا )0 ( تنزهَ عنْ عجبٍ معَ العزَّ وَالغنى ** وَزِدْتَ مَعَ الإِذْلاَلِ وَالفَقْرِ إِعْجَابا )
____________________
(1/242)
2( وَما دونهُ للطالبي العرفِ حاجبٌ ** إِذَا مَا أَتَوْا مِنْ دُونِ بَابِكَ حُجَّابا )( وَمَا تَحْتَ ذَاكَ الْبَابِ إِلاَّ دَهَاثِمٌ ** بِها عِشْتَ لاَ طَالَتْ حَيَاتُكَ أَحْقَابا )( لَئِنْ كُنْتَ مِنْ قَوْمٍ لِئَامِ فَلَمْ تَزَلْ ** أَقَلَّهُمُ خَيْراً وَأَكْثَرَهُمْ عَابا )4 ( زعمتَ لحاكَ اللهُ أنكَ تائبٌ ** وَما هذهِ الأفعالُ أفعالُ منْ تابا )5 ( نَظارِ تَرَ الْمَمْلُوءَ بَأْساً وَنَخْوَةً ** وَقَدْ مَلَأَ الْغَبْرَاءَ تُرْكاً وَأَعْرَابا )6 ( فما ملكُ الأملاكِ وَالعصرِ راضياً ** وَإِنْ غابَ عَمَّا قَدْ جَنَيْتَ فَما غابا )7 ( وَما هِيَ إِلاَّ عَزْمَةٌ عامِرَيَّةٌ ** تقطعُ آراباً وَتبلغُ آرابا )
____________________
(1/243)
البحر : طويل ( أبى الدَّهرُ إلاَّ أنْ تقولَ وتفعلا ** لتصفحَ عنْ جرمِ الزَّمانِ الَّذي خلا ) ( وَمِنْ قَبْلُ عَادَاكُمُ لِقَهْرِكُمُ لَهُ ** فَلَمَّا رَآهَا فُرْصَةً مَا تَمَهَّلا ) ( وَرَدَّ إِلَيْكَ الأَمْرَ وَالنَّهْيَ رَاغِماً ** وَلَوْ أَنَّهُ أَلْفى بَدِيلاً تَبَدَّلا ) 4 ( فَمَا ذَمُّهُ إِذْ نَالَ بَعْضَ تِرَاتِهِ ** وَمَا حَمْدُهُ إِذْ لَمْ يَجِدْ عَنْكَ مَعْدِلا ) 5 ( فلا تنكرِ الحسَّادُ أنْ حزتَ يافعاً ** محلاًّ لهُ في المهدِ كنتَ مؤهَّلا ) 6 ( فَصَدَّقْتَ مَنْ سَمَّاكَ مِنْ قَبْلُ سابِقاً ** بِكَوْنِكَ سَبَّاقاً إِلى رُتَبِ الْعُلا ) 7 ( تَكَدَّرَ ماءُ الْعَيشِ لَحْظَةَ ناظِرٍ ** فَلَمَّا حَوَيْتَ الْمُلْكَ عاوَدَ سَلْسَلا ) 8 ( فللهِ مفقودٌ عزيزٌ مصابهُ ** عراهُ ملمٌّ لمْ يجدْ منهُ موئلا ) 9 ( أَتاهُ وَحِيًّا حَتْفُهُ كَهِباتِهِ ** وَإِنْ كانَ ما أَعْطاهُ أَوْحى وَأَعْجَلا )0 ( فمنْ قبلهِ لمْ تنشَ في الأرضِ ديمةٌ ** تسحُّ ولاَ لاقى الغمامُ مبخِّلا )
____________________
(1/244)
1( وعهدي بأثمارِ الأمانيِّ تجتنى ** لديهِ وأبكارِ المحامدِ تجتلا )( سأذكرهُ ما عشتُ لا ذكرَ عاتبٍ ** كذكرِ امرئِ القيسِ الدَّخولَ فحَومَلا )( وَإِنْ بَلِيَتْ أَوْصالُهُ وَعِظامُهُ ** فعندي ثناءٌ لا يُلمُّ بهِ البلا )4 ( وَلَوْ كانَتِ الأَقْدَارُ تُرْدَعُ بِالأَسى ** وتقدعُ كانَ الصَّبرُ أولى وأجملا )5 ( وكيفَ وليسَ الحزنُ إلاَّ علالةً ** يَعِيشُ بِها الْغَمْرُ الْجَهُولُ تَعَلُّلا )6 ( وما النَّاسُ إلاَّ آمنٌ مثلُ خائفٍ ** وَدَانٍ كَقاصٍ أَوْ مُعافىً كَمُبْتَلا )7 ( وَلَمْ نَرَ خَطْباً نالَ مِنَّا فَأَعْقَبَتْ ** إساءتهُ نعمى وجارَ ليعدلا )8 ( ولاَ حادثاً راعَ القلوبَ ظهورُهُ ** عَبُوساً وَفي حالِ الْعُبُوسِ تَهَلَّلا )9 ( أرادَ شقاءً فاستحالَ سعادةً ** ورامَ قبيحاً حينَ صالَ فأجملا )0 ( لَئِنْ أَخَذَ الْمِقْدَارُ وَهْوَ مُحَكَّمٌ ** عظيماً لقدْ أعطى عظيماً وأجزلا )
____________________
(1/245)
2( عدا وابتغى منهُ بديلاً فما عدا ** هماماً معمّاً في النَّباهةِ مخولا )( مَناسِبُ فَنَّا خُسْرُ مِنها وَصالِحٌ ** بها فليطلْ منْ طالَ وليعلُ منْ علا )( سَخِطنا فَلَمَّا قُمْتَ فِينا مَقامَهُ ** وَزِدْتَ رَضِينا أَنْ تُقِيمَ وَيَرْحَلا )4 ( وَرَاعَ الأَعادِي أَنَّهُ الْمُلكُ عَنْ يَدٍ ** إلى أختها وهيَ اليمينُ تنقَّلا )5 ( وجدتُ بهاءَ الدَّولةِ الملكَ لمْ يزلْ ** لَهُ الْعَزْمُ حَدَّاً وَالتَّصَوُّرُ صَيقَلاَ )6 ( هُوَ الدَّاءُ أَعْيا النَّاسَ طُرّاً دَوَآؤُهُ ** فَلَوْ غَيْرُهُ كانَ الطَّبِيبَ لأَعْضَلا )7 ( أَذَلَّ عَصِيَّ الْخَطْبِ بَعْدَ جِمَاحِهِ ** إلى أنْ أتى ممَّا جنى متنصِّلا )8 ( رآهُ بعينِ الفكرِ قبلَ وقوعهِ ** فصادفَ منهث قلَّبَ الرَّأيِ حوَّلا )9 ( إلى أنْ أقرَّ الأمرَ في مستقرِّهِ ** فأمَّنَ ما يُخشى وأرخصَ ماغلا )0 ( وأصفاكهُ عفواً ولمْ يطعِ الهوى ** لميلٍ ولمْ يعصِ الكتابَ المنزَّلا )
____________________
(1/246)
3( أبانَ لنا عنْ همَّةٍ عضديَّةٍ ** كفى حدُّها بيضَ الظُّبى أنْ تسلَّلا )( وذكَّرنا أسلافهُ بمضائهِ ** وَإِنْ كانَ أَوْفى في النُّفُوسِ وَأَمْثَلا )( وما جحدتْ علياؤهمْ غيرَ أنَّهُ ** أَتى حادِثٌ أَنسَى القَدْيمَ وَأَذْهَلا )4 ( تميدُ بمنْ يعصيكَ أرضٌ تحلُّها ** وَإِنْ لَمْ تُثِرْ فِيها جِيادُكَ قَسْطلا )5 ( وَعَجْزُهُمُ عَنْ أَنْ يُرَاعَ بِحَدِّهِمْ ** كَعَجْزِ الصَّبَا عَنْ أَنْ تُحَرِّكَ يَذْبُلا )6 ( وَظَنُّوا حِمى نَصْرٍ يُباحُ بِمَوْتِهِ ** وألفوهُ ظنّاً بالبوارِ موكَّلا )7 ( وَوَارِثُهُ مَنْ سَدَّدَ اللّهُ سَهْمَهُ ** فَما إِنْ رَمى إِلاَّ وَصَادَفَ مَقْتَلا )8 ( لقدْ فتحوا بابَ العقوقِ جهالةً ** وما زالَ بالإغضاءِ والصَّفحِ مقفلا )9 ( بَنِي عَامِرٍ لاَ تَمْتَطوا الْبَغْيَ ضِلَّةً ** فَلَمْ يَعْلُهُ الْمَغْرُورُ إِلاَّ لِيَسْفُلا ) 40 ( وإنْ نتجتْ أمُّ المخافةِ فيكمُ ** فلاَ تأمنوها أنْ تعاودَ ممغلا )
____________________
(1/247)
4( وَلاَ تَتَّبِعُوا الأَهْوَاءَ فَهْيَ مضِلَّةٌ ** وَإِنْ سَوّفَ الشَّيطانُ فيها وَسَوَّلاَ ) 4( وَلاَ تَقْتَفُوا مَنْ جَارَ عَنْ مَنْهَجِ الْهُدى ** فَأَدْمَى يَداً مِنْ حَقِّها أَنْ تُقَبَّلا ) 4( وكونوا كأشياخٍ لكمْ غالها الرَّدى ** ترى الموتَ منْ نقضِ المواثيقِ أسهلا ) 44 ( ففي آلِ ذبيانٍ وأبناءِ وائلٍ ** مواعظُ لا تخفى على منْ تأمَّلا ) 45 ( أَعَلُّوا صَحِيحَ الرَّأْيِ وَاتَّبَعُوا الْهَوى ** فأيتمَ منهمْ كيفَ شاءَ وأرملا ) 46 ( وَقَدْ حَدَثَتْ في الأَرْضِ وَالأَمْرُ وَاضِحٌ ** نوائبُ تنهاكمْ عنِ الهجرِ والقلا ) 47 ( أذكِّرُكمْ ذكرَ الصَّديقِ صديقهُ ** وأكبرُكم عن أن ألوموا عذلا ) 48 ( وَلاَ أَجْرَحُ الأَعْرَاضِ ضَنّاً بِوُدِّكُمْ ** ويحسنُ فيهِ أنْ أضنَّ وأبخلا ) 49 ( فَلاَ تَرْضَ يَا عِزَّ الْمُلُوكِ بِذُلِّهِمْ ** وَأَنْ يَرِدُوا مِنْ غَيْرِ بَحْرِكَ مَنْهَلا ) 50 ( وَصِنْوَاكَ لاَ تَعْصِ ابْنَ عَمِّكَ مِنْهُمَا ** وَكُنْ غَيْرَ مَأْمُورٍ إِلى السِّلْمِ أَمْيَلا )
____________________
(1/248)
5( فَما رَضِيَا بِالبُعْدِ عَنْكَ زَهَادَةً ** وَلاَ ابْتَغَيَا مَا عَزَّ إِلاَّ تَذَلُّلا ) 5( وهلْ طلبا الإنصافَ منْ غيرِ أهلهِ ** وَهَلْ أَوْعَرَا في السَّوْمِ إِلاَّ لِيُسْهِلا ) 5( وإنْ بانَ وثَّابٌ فما ضيفُ مسلمٍ ** كَمَنْ شَطَّ عَنْ بَحْرٍ وَيَمَّمَ جَدْوَلا ) 54 ( ولكنَّ مثوىً في السَّماءِ نبا بهِ ** فَعُوِّضَ في أُفْقٍ نَشَا مِنْهُ مَعِقلا ) 55 ( فأكرمْ بمنْ جابَ المهامهَ مرسلاً ** إِلَيْكَ وَأَكْرِمْ بِابْنِ بَدْرَانَ مُرْسِلا ) 56 ( سَلِيلُ مُلُوكٍ أَقْسَمَتْ مَأْثُراتُهُمْ ** بأنْ لاَ يكونَ المدحُ فيهمْ تقوُّلا ) 57 ( تماثلُ أنوارَ البدورِ أهلَّةً ** وتعدو كما تعدو الضَّراغمُ أشبلا ) 58 ( وَكُلُّ مَنِيعِ الْجَارِ وَالْعِرْضِ وَالحِمى ** يفوقُ الورى فضلاً ويُربي تفضُّلا ) 59 ( دَعَاكَ إِلى مَا يُكْسِبُ الْحَمْدَ مُحْسِناً ** وحثَّ على ما يجمعُ الشَّملَ مجملا ) 60 ( وخصَّكَ فيهِ بالسُّؤالِ كرامةً ** وما إنْ براهُ اللهُ إلاَّ ليُسأَلا )
____________________
(1/249)
6( بِدَوْلَتِكَ ازْدَادَ الزَّمَانُ نَضَارَةً ** فَلاَ بَرِحَتْ سِتْراً عَلى الدَّهْرِ مُسْبِلا ) 6( وَأَمَّنْتَ مُرْتَاعَاً وَأَرْهَبتَ مُرْهباً ** وأنصفتَ مظلوماً وأغنيتَ مرملا ) 6( فضائلُ أعلاها أبوها فلمْ يدعْ ** لذي شرفٍ فيها وإنْ عزَّ مدخلا ) 64 ( وأعربَ عنْ إجمالهِ بجمالهِ ** فَصَدَّقَ تَأْمِيلاً وَرَاقَ تَأَمُّلا ) 65 ( لَكَ الْعَزْمُ لاَ يَنْبُو إِذَا كَلَّتِ الظُّبى ** تُضَافِرُهُ البِيضُ الَّتي لَنْ تُفَلَّلا ) 66 ( تروِّعُ في أغمادها قبلَ سلِّها ** ومنْ بعدهِ تفري المفارقَ والطُّلى ) 67 ( وخطِّيَّةٌ ما زالَ غضّاً حديثها ** إِذَا شَهِدَتْ حَرْباً وَإِنْ كُنَّ ذُبَّلا ) 68 ( بِأَيْدٍ لَها أَيْدٌ تُبَرِحُ بِالعِدى ** إِذَا صَارَتِ آلأَيْدِي مِنَ الرُّعْبِ أَرْجُلا ) 69 ( منَ القومِ حلُّوا بالقصورِ فشيَّدوا ** علاً أسَّسوها إذْ همُ ساكنوا الفلا ) 70 ( فَدَانُوا بِدِينِ النَّاسِ وَاتَّخَذُوا النَّدى ** كتاباً بتصديقِ الأمانيِّ أُنزِلا )
____________________
(1/250)
7( فمنْ نعمٍ موهوبةٍ لعفاتهمْ ** وَمِنْ نَعَمٍ مَأْكُولَةٍ وَهِيَ فِي الْكَلا ) 7( تردُّ الرَّدى عنها الصَّوارمُ والقنا ** وتودي بها إنْ هبَّتِ الرِّيحُ شمألا ) 7( ذَوُو النَّارِ تُغْشى لِلإِضاءَةِ وَالقِرى ** وَتَثْنِي العِدى عَنها لَظىً لَيْسَ تُصْطَلا ) 74 ( صفوا واصطفوا خيرَ الخؤولةِ نخوةً ** فَما وَلَدُوا إِلاَّ مَخُوفاً مُؤَمَّلا ) 75 ( وَيَفْضُلُ تالِيكُمْ عَلَى مَنْ يَؤُمُّهُ ** فمنْ جاءَ منكمْ آخراً عُدَّ أوَّلا ) 76 ( ليهنكَ عيدٌ أنتَ عصمةُ أهلهِ ** فَلاَ خابَ مِنْكُمْ مَنْ دَعا وَتَبَهَّلا ) 77 ( يُقصِّرُ قولي دونَ ما أنتَ فاعلٌ ** وإن كنتُ قدْ أوتيتُ قولاً ومقولا ) 78 ( فَخُذْ جُمْلَةً مِنْ وَصْفِ مَدْحِكَ سُطِّرَتْ ** وَلاَ تُلْزِمَنِّي مُعْيياً أَنْ أُفَصِّلا ) 79 ( وَما جِئتُ مَحْمُوداً وَنَصْراً بِمِثلِها ** لعمركَ إلاَّ فضَّلاها وأفضلا ) 80 ( وَلَوْ تَرَكا لِي بُغْيَةً أَسْتَزِيدُها ** لَكُنْتَ بِها دُونَ الْوَرى مُتَكَفِّلا )
____________________
(1/251)
8( وتلكَ العطايا منْ تراثكَ حزتها ** وَما نَقَصَتْ عَنْ بُغْيَتِي فَتُكَمِّلا ) 8( ولاَ الظُّلمُ منْ شأني فأطلبَ آجلاً ** وَقَدْ نِلْتُ أَقْصى ما رَجَوْتُ مُعَجَّلا ) 8( مواهبُ يسبقنَ السُّؤالَ سجيَّةً ** وَضَنّاً بِرَاجِيهِنَّ أَنْ يَتَوَسَّلا ) 84 ( تَخَالَفَ أَهْلُ الأَرْضِ فِيَّ وَفِيهما ** وقدْ أسرفا فيما أفادا وخوَّلا ) 85 ( فقالَ أناسٌ شاعرُ العصرِ نالَ منْ ** أشفِّ الملوكِ فوقَ ما كانَ أمَّلا ) 86 ( وقالَ أناسٌ إنَّها شنُّ غارةٍ ** وَإِنِّي إِلى مَدْحَيهِما قُدْتُ جَحْفَلا ) 87 ( وما قدتُ إلاَّ شرَّداً عَزُّ مرُّها ** عَلَى بَلَدٍ لَمْ تَتَّخِذْ فِيهِ مَنْزِلا ) 88 ( تُحَلّى بِها الأَمْلاَكَ فِي كُلِّ مَشْهَدٍ ** وَإِنْ نُظِمَتْ فِيكُمْ فَأَنْتُمْ لَها حُلا ) 89 ( نَهَتْهَا عُلاَكُمْ أَنْ تَبَدَّلَ غَيْرَكُمْ ** وَآمَنَها إِنْعامُكُمْ أَنْ تَبَذَّلا ) 90 ( سَأُثْني بِما أَوْلاَهُ أَبناءُ صالِحٍ ** بِجَهْدِي فَأَمَّا أَنْ أُكافِيهُمْ فَلا )
____________________
(1/252)
البحر : خفيف تام ( لوْ لمْ يقدْ نحوكَ العدى الرغبُ ** أنزلهمْ تحتَ حكمكَ الرهبُ ) ( فَكَيْفَ يُنْجِي الفِرَارُ مِنْ مَلِكٍ ** تَطْلُبُ أَعْدَاءَ مُلْكِهِ النُّوَبُ ) ( وَمنْ تولى الإلهُ نصرتهُ ** فليسَ يحمي طريدهُ الهربُ ) 4 ( بَني شَبِيبٍ هُبُّوا فَقَدْ رُفِعَتْ ** عنْ عفوِ ملغي الجرائمِ الحجبُ ) 5 ( وَعادَ سَيْفُ الهُدى لِعادَتِهِ ** فكلُّ ما تأملونهُ كثبُ ) 6 ( علامَ تظمونَ في مجاورةِ الش ** رْكِ وَغَيْثُ الإِسْلامِ مُنْسَكِبُ ) 7 ( حَلأَّتَهُمْ عَنْوَةً وَلَوْلاَكَ ما ** مُدَّ لِقَيْسٍ فِي أَرْضِهِمْ طُنُبُ ) 8 ( فحينَ فاقَ العقابَ ما اقترفوا ** قِدْماً وَجازَ الجَزَاءَ ما اكْتَسَبُوا ) 9 ( عدتَ إلى العادةِ التي ألفوا ** فماتَ في طيَّ صفحكَ الغضبُ )0 ( لحاولوا نصرةً عليكَ وَكمْ ** طالبِ أمرٍ قدْ غالهُ الطلبُ )
____________________
(1/253)
1( حَتَّى إِذَا أَخْفَقَتْ ظُنُونُهُمُ ** تَهَافَتَتْ نَحْوَ قَصْرِكَ العُصَبُ )( تَنْحُو هُماماً فِي ظِلِّ خِدْمَتِهِ ** تجنى المعالي وَتكسبُ الرتبُ )( فعاينوا هديَ حضرةٍ ينفقُ الجدُّ ** لديها وَيكسدُ اللعبُ )4 ( وَمَنْ رَأَى بَعْثَهُ الكَتائِبَ لاَ ** ينفعُ حامتْ عنْ نفسهِ الكتبُ )5 ( ما ظَفِرُوا فِيْكَ بِالَّذِي طَلَبُوا ** فَلْيَظْفَرُوا مِنْكَ بِالَّذِي طَلَبُوا )6 ( قَدْ بَذَلُوا الطَّاعَةَ الَّتي مَنَعُوا ** فاستَرْجَعُوا النِّعْمَةَ الَّتي سُلِبُوا )7 ( وَأنتَ منْ تردعُ الوسائلُ منْ ** سطاهُ ما ليسَ تردعُ القضبُ )8 ( عَوَاطِفٌ طالَما كَسَوْتَ بِها ** مَنْ سَلَبَتْهُ رِماحُكَ السُّلُبُ )9 ( قدْ هذبتهمْ لكَ الخطوبُ وَلوْ ** لاَ النارُ ما كانَ يخلصُ الذهبُ )0 ( فاكشفْ محياً الرضى فصفحتهُ ** تَبْدُو لَهُمْ تَارَةً وَتَحْتَجِبُ )
____________________
(1/254)
2( لِتَرْجِعَ العِزَّةُ الَّتِي ذَهَبْتَ ** فَهُمْ عِبِدَّاكَ حَيْثُ ما ذَهَبُوا )( مُشَرَّدُو ذِي السُّيُوفِ إِنْ بَعُدُوا ** وَوَارِدُو ذِي الحِياضِ إِنْ قَرُبُوا )( عزٌّ مقيمٌ بالشامِ تكلؤهُ ** وَذكرهُ في البلادِ مغتربُ )4 ( عِنْدَ مُلُوكِ الزَّمانِ يَعْرِفُهُ ** متوجٌ منهمُ وَمعتصبُ )5 ( فَلْيَهْنِ مَوْلاَكَ أَنَّ دَوْلَتَهُ ** تنتجبُ الصفوَ ثمَّ تنتخبُ )6 ( أولى الورى أنْ تكونَ طاعتهُ ** فَرْضاً عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَجِبُ )7 ( منْ ذللَ الدهرَ بعدَ عزتهِ ** حتى تجلتْ عنْ أهلهِ الكربُ )8 ( فَالعَدْلُ فاشٍ وَالجَوْرُ مُكْتَتِمٌ ** وَالخوفُ ناءٍ وَالأمنُ مقتربُ )9 ( إِنَّ أَجَلَّ المُلُوكِ كُلِّهِمِ ** رَضُوا بِهَذَا القَضاءِ أَوْ غَضِبُوا )0 ( مَلْكٌ إِلَيْهِ تُعْزى العُلى أبَداً ** وَيَنْتَمِي الفَخْرُ حِيْنَ يَنْتَسِبُ )
____________________
(1/255)
3( مِنَ الأُلى غَيْرَ ضُمَّرِ الخَيْلِ ما ** قادوا وَغيرَ الكماةِ ما ضربوا )( المطرُ الجودُ إنْ همُ سئلوا ** وَالعَدَدُ الدَّثْرُ إِنْ هُمُ رَكِبُوا )( أبلج تسمو بمدحهِ قالهُ الش ** عْرِ وَتُزْهَى بِذِكْرِهِ الخُطَبُ )4 ( ذُو رَاحَةٍ فِي النَّدى يُقِرُّ لَهَا ** بأنها لاَ تساجلُ السحبُ )5 ( عِدٌّ مِنَ الجُودِ لاَ يَغِيْضُ وَإِنْ ** دامَ إليهِ الذميلُ وَالخببُ )6 ( لتتركِ التركُ ذكرَ سالفها ** فحسبُ منْ ذي العلى لهُ حسبُ )7 ( كَمْ حُزْتَ سِرْباً تَحْمِي جَآذِرَهُ الْ ** بيضَ هناكَ الجيوشُ لاَ السربُ )8 ( فكنتَ ستراً وَالروعُ قدْ كشفتْ ** عَمَّا تُجِنُّ البُرودُ وَالنُّقُبُ )9 ( لِلّهِ أَفْعَالُكَ الَّتِي نَشَرَتْ ** مَا لَيْسَ تَطْوِي بِمَرِّهَا الحِقَبُ ) 40 ( مَلأْتَ أُفْقَ العَلاءِ مِنْ هِمَمٍ ** تحسدها في بروجها الشهبُ )
____________________
(1/256)
4( فما يجاريكَ في الدنا أحدٌ ** أنى تساوى البحارُ وَالقلبُ ) 4( وَالرُّومُ قَتْلَى خَوْفٍ وَوَقْعِ ظُبىً ** إِنْ زَهِدُوا فِي اللِّقَاءِ أَوْ رَغِبُوا ) 4( وَقَدْ دَرَوْا أَنَّهُمْ وَمَا وَهِمُوا ** إنْ نكبوا عنْ بلادهمْ نكبوا ) 44 ( مُظَفَّرٌ مَنْ تُظِلُّهُ هذِهِ ل ** رَّاياتُ لاَم تُظِلُّهُ لصُّلُبُ ) 45 ( في كلَّ يومٍ يزورُ أرضهمُ ** مِنْ ذِكْرِ ذَا العَزِمِ جَحْفَلٌ لَجِبُ ) 46 ( فَ رْمِ بِهِ عُدْوَةَ الخَلِيْجِ فَقَدْ ** طارتْ هباءً في ريحهِ حلبُ ) 47 ( أوْ فتربثْ فقدْ ظفرتَ معَ ال ** خفضِ بأقصى ما يبلغُ النصبُ ) 48 ( وَشمْ ظباكَ التي إذا نصلتْ ** فَمِنْ دِمَاءِ المُلوْكِ تَخْتَضِبُ ) 49 ( فَطَالَمَا أَضْرَمَتْ بَوَارِقُها ** ناراً أسودُ الوغى لها حصبُ ) 50 ( وَكَيْفَ تَسْتَعْصِمُ البِلادُ وَأَعْمَا ** رحماةِ البلادِ تنتهبُ )
____________________
(1/257)
5( وَصَالِحٌ مَنْ قَتَلْتَهُ وَهْوَ مَنْ ** قدْ كانَ يجنى منْ بأسهِ الحربُ ) 5( أثبتهمْ وطأةً إذا زلتِ الأق ** دَامُ خَوْفاً وَأصْطَكَّتِ الرُّكَبُ ) 5( فليسلُ نصرٌ عنِ العواصمِ فال ** قاتلُ في حكمهمْ لهُ السلبُ ) 54 ( ما بالهُ يمنعُ الحقوقَ وَما ** مِثْلُ أَمِيرِ الجُيُوشِ يُغْتَصَبُ ) 55 ( يا مصطفى الملكِ كلُّ عارفةٍ ** إليكَ تعزى وَمنكَ تكتسبُ ) 56 ( عُمَّ بِجَدْوَاكَ مَنْ أَتَاكَ لَهَا ** وَمَا لَهُ في البِلادِ مُضْطَرَبُ ) 57 ( وَاخْصُصْ بِها مَنْ وَفى فَلَيْسَ لَهُ ** إلاَّ إلى ذا الجنابِ منقلبُ ) 58 ( فَكَيْفَ يَعْدُو أَبَا سَمَاوَةَ مَا ** يرجو وَأنتَ السبيلُ وَالسببُ ) 59 ( وَقدْ أضيفتْ لهُ إلى الخدمةِ ال ** قُرْبى فَصَحَّ الوَلاَءُ وَالنَّسَبُ ) 60 ( بلغهُ يا عدةَ الإمامِ مدى ** ما بَلَغَتْهُ آباؤُهُ النُّجُبُ )
____________________
(1/258)
6( وَارْدُدْ إِلَيْهِ تُراثَ وَالِدِهِ ** تثنِ إليهِ الأعنةَ العربُ ) 6( فَمِنْ عَجِيْبِ الأَشْيَاءِ أَنْ يُصْبِحَ ال ** ملكُ شعاعاً وَيحرزَ اللقبُ ) 6( وَاسمعْ لها جمةَ المحاسنِ منْ ** أَحْسَنِ ما يُصْطَفى وَيُنْتَخَبُ ) 64 ( غَرَّاءَ لَوْ نُوجِيَتْ بِما ضَمِنَتْ ** صمُّ الجبالِ استخفها الطربُ )
____________________
(1/259)
البحر : متقارب تام ( إِباؤُكَ لِلمَجْدِ أَنْ يُبْتَذَلْ ** أصارَ لكَ النَّاسَ طرّاً خولْ ) ( وَآزَرَكَ الرَّأْيُ مَا إِنْ يَفِي ** لُ وَضافَرَكَ الْعَزْمُ ما إِنْ يُفَلّ ) ( فلمْ تتَّركْ حصَّةً في الثَّناءِ ** تُسامُ وَلاَ فُرْصَةً تُبْتَذَلْ ) 4 ( عُلىً فَضَّتِ الْخَلْقَ عَنْ نَهْجِها ** فَأَفْضَتْ إِلى رُتْبةٍ لَمْ تُنَلْ ) 5 ( وما هيَ منْ رتباتِ الورى ** فَهَلْ زُحَلٌ لَكَ عَنها زَحَلْ ) 6 ( لقدْ كفلتْ بالغنى والتَّوى ** يَدٌ فِي النَّدى والرَّدى لَمْ تَطُلْ ) 7 ( يدٌ كُلَّما فَتَكَتْ بِالنُّضا ** رِ قالَ الرَّجاءُ لها لا شللْ ) 8 ( تَرى بَذْلَهُ بِيَسِيرِ السُّؤالِ ** وتمنعهُ منْ نصالِ الأسلْ ) 9 ( إِذَا قَبَّلَ النَّاسُ رَاحَ الْمُلُوكِ ** وقاها ثرى قدميكَ القُبلْ )0 ( وَحُقَّ الجَلالُ لِرَبِّ الجَلاَلِ ** غذاها الحجى وعداها الخللْ )
____________________
(1/260)
1( فمشروعُ إنصافهِ لا يميلُ ** ومسموعُ أوصافهِ لا يُملّْ )( يُعَفِّي عَلَى مَنْ عَفا أَوْ كَفى ** ويوفي على منْ وفى أوْ عدلْ )( ويشرهُ في العفوِ عنْ قدرةٍ ** ويكرهُ سبقَ الحسامِ العذلْ )4 ( مَنِيعُ الْجَنابِ إِذَا الدَّهْرُ صالَ ** سَرِيعُ الْجَوَابِ إِذَا السَّيْفُ صَلّْ )5 ( مديدُ الظِّلالِ سديدُ المقالِ ** شَدِيدُ الْمِحالِ بَعِيدُ الْمَحَلّْ )6 ( مَحَلٌّ يَقِي بِالنَّدى الْمَحْلَ عَنْهُ ** حَيا مُزْنِهِ ما وَنى مُذْ هَطَلْ )7 ( فما ارتحلَ المجدُ مذْ حلَّهُ ** ولاَ انفصلَ الحمدُ منذُ اتَّصلْ )8 ( وَلاَ جاوَزَ الذَّمُّ فِيهِ الثَّنا ** وَلاَ ذَعَرَ النَّاسُ عَنْهُ الأَمَلْ )9 ( تخيَّرَ ذو العرشِ للمسلمينَ ** غياثاً كفى الدِّينَ أنْ يبتذلْ )0 ( يحلُّونهُ بسوادِ القلو ** بِ ضَنّاً بِهِ عَنْ سَوَادِ الْمُقَلْ )
____________________
(1/261)
2( رَعَاهُمْ بِطَرْفٍ كَثِيرِ الرُّنُوِّ ** وَقَلْبٍ مِنَ اللّهِ جَمِّ الْوَجَلْ )( فَمُذْ بَاتَ يَحْرُسُهُمْ لَمْ يَنَمْ ** وَمُذْ ظَلَّ يَكْلَؤُهُمْ مَا غَفَلْ )( كثيرُ الأناةِ وإنْ لمْ تزلْ ** عَطايَاهُ مَخْلُوقَةً مِنْ عَجَلْ )4 ( مَكارِمُ لَوْ لَمْ تُحَلَّلْ لَدَيكَ ** لَدَامَتْ مَحَارِمَ لاَ تُسْتَحَلّ )5 ( ولمَّا عممتَ بها السَّائلي ** نَ عادتْ تطلَّبُ منْ لمْ يسلْ )6 ( وأنزرُها كالأتيِّ استمدَّ ** وَأَيْسَرُهَا كَالغَمامِ اسْتَهَلّْ )7 ( أتاكَ هواها أمامَ اللِّبانِ ** لِذَلِكَ لَمْ تَبْغِ عَنْهَا حِوَلْ )8 ( وَوَاصَلْتَها وَصْلَ ذِي صَبْوَةٍ ** عزيزِ السُّلوِّ عسيرِ المللْ )9 ( فيامنْ مراميهِ لا تنتَحى ** ويامنْ مساعيهِ لا تُنتحَلْ )0 ( وَيَا عَلَمَ الْمَجْدِ قَاضِي الْقُضَاةِ ** ويا سيِّدَ الوزراءِ الأجلّْ )
____________________
(1/262)
3( لأَنْتَ عَلَى طِيبِ أَصْلٍ نَما ** كَ منْ كلِّ شاهدِ عدلٍ أدلّْ )( وَمَا زِلْتَ فِي طُرُقَاتِ الْعَلاَءِ ** تَدُلُّ عَلَيْهَا وَمَا إِنْ تُدَلّْ )( كَفَاكَ الخِدَاعَ أَوَانَ القِرَا ** عِ عزمٌ يقدُّ إذا العضبُ كلّْ )4 ( عرفتَ بهِ وكذاكَ الأسو ** دُ بالحولِ تفعلُ لا بالحيلْ )5 ( سطوتَ على الدَّهرِ لمَّا اعتدى ** وَقَدْ كانَ ذَا مَيَلٍ فَاعْتَدَلْ )6 ( فَخَوْفُكَ في صَدْرِهِ مَاثِلٌ ** وَأَمْرُكَ في صَرْفِهِ مُمْتَثَلْ )7 ( وَجَرَّدْتَ رَأْيَكَ قَبْلَ السُّيوفِ ** فأغنى مواضيها أنْ تُسلّْ )8 ( وأعملتهُ واطَّرحتَ الرِّماحَ ** لما في عواملها منْ خطلْ )9 ( إذا قصرتْ درجُ المرتقينَ ** فإنَّكَ ذو الدَّرجاتِ الطُّولْ ) 40 ( وَإِنَّ الإِمَامَ مَعَدّاً رَآ ** كَ خيرَ معدٍّ لأمرٍ جللْ )
____________________
(1/263)
4( فقلَّدكَ الحكمَ في ملكهِ ** كَمَا قُلِّدَ الْمَشْرِفِيَّ الْبَطَلْ ) 4( فَمِنْ ذَا لِذَبِّكَ عَنْهُ اسْتَقَلَّ ** ومنْ ذا بعبئكَ فيهِ استقلّْ ) 4( وَأَتْحَفْتَهُ بِحُسامِ الفُتُوحِ ** فَعاضَكَ ما اجْتابَهُ مِنْ حُلَلْ ) 44 ( فتوحٌ أتتْ والقنا لمْ يرمْ ** مَرَاكِزَهُ وَالظُّبى فِي الخِلَلْ ) 45 ( أَنَخْتَ بِصَنْهاجَةَ النَّائِباتِ ** ففاتَ زعيمهمُ ما أملْ ) 46 ( فَمِنْ عُصَبٍ عَصَبَتْها الْحُرُوبُ ** ومنْ ثللٍ قدْ محاها الثَّللْ ) 47 ( وكانَ يسمّى معزّاً فمذْ ** تَحَدَّيْتَهُ صارَ يُدعى مُذَلّْ ) 48 ( فما يأملنْ فرجاً بالبعادِ ** طريدكَ مستضعفٌ حيثُ حلّْ ) 49 ( ولوْ أقلعَ الخوفُ عنهُ اهتدى ** ولكنَّهُ زادَ رعباً فضلّْ ) 50 ( وَخَوْفُ حُذَيْفَةَ عَمّى عَلَيْ ** هِ بِالجَفْرِ ما لَمْ يَغِبْ عَنْ حَمَلْ )
____________________
(1/264)
5( ولوْ أمَّ بابكَ مستعصماً ** بهِ صانَ منْ ملكهِ ما بذلْ ) 5( ممالكُ أسلمها ربُّها ** وفرَّ فظلَّتْ كشاءٍ هملْ ) 5( تخطَّفها كلُّ ليثٍ أزبَّ ** وَدَانَ بِها كُلُّ سِمْعٍ أَزَلَّْ ) 54 ( إِذَا رَامَ رَيَّ كُعُوبِ الْقَنا ** ةِ لَمْ تَثْنِهِ كاعِبٌ ذَاتُ دَلّْ ) 55 ( أعاريتُ مذ صِرتَ ردءاً لها ** شفت من عدى الحقِّ كل الغلل ) 56 ( ولمَّا خشيتَ عليها الخلافَ ** وما اختلفَ العزُّ إلاَّ انتقلْ ) 57 ( أَبَيْتَ لأَعْناقِها أَنْ تُغَلَّ ** وَصُنْتَ غَنائِمَها أَنْ تُغَلّْ ) 58 ( وَأَرْسَلْتَ فِيهِمْ أَمِيناً كَفاكَ ** فقسَّمَ بالعدلِ ذاكَ النَّفلْ ) 59 ( وَجَابَ إِلى أَنْ أَجابَ الصَّرِيخَ ** مَهامِهَ مَنْ دَلَّ فِيها أَضَلّْ ) 60 ( مفاوزَ لوْ أمَّها الشَّنفرى ** عَلَى عِلْمِهِ بِالسُّرى ما وَأَلْ )
____________________
(1/265)
6( مَضى مُعْلِناً بِشِعارِ الإِمامِ ** وراياتهِ في محلٍّ محلْ ) 6( يؤيِّدهُ حدُّكَ المتَّقى ** وَيَعْضُدُهُ جَدُّكَ الْمُقْتَبَلْ ) 6( إِلى أَنْ أَناخَ إِلى القَيْرُوَا ** نِ منْ بزلهِ كلَّ دامي الأظلّْ ) 64 ( فقضَّى الم ربَ مَا عَاقَهَا ** شماسٌ ولاَ عاقَ عنها فشلْ ) 65 ( فخصَّ بأوفى العطيَّاتِ منْ ** يُسَدِّدُ فِي غَزْوِهِ وَالْقَفَلْ ) 66 ( فَمَنْ لَمْ يُدِلْهُ الأَجَلُّ الْمَكِي ** نُ منْ صرفِ أيَّامهِ لمْ يُدلْ ) 67 ( فَناقَضَ أَمْلاَكَ هَذا الزَّمانِ ** بما بذَّ فيهِ الملوكَ الأولْ ) 68 ( فما استعملوا الغدرَ إلاَّ وفى ** ولاَ أعملوا الفكرَ إلاَّ ارتجلْ ) 69 ( ولاَ برَّضوا النَّيلَ إلاَّ أفاضَ ** وَلاَ مَرَّضُوا الْقَوْلَ إِلاَّ فَعَلْ ) 70 ( إِذَا أَمْرَعُوا فَقْتَهُمْ فِي الْمُحُولِ ** وإنْ أسرعوا فتَّهمْ بالمَهلْ )
____________________
(1/266)
7( فهمْ مرهٌ في عيونِ العلى ** وإنَّكَ وابنيكَ فيها كحلْ ) 7( شبيهكَ في العهدِ ما إنْ يحو ** لُ يَوْماً وَفِي العَقْدِ ما إِنْ يُحَلّْ ) 7( سَحابَيْ نَوَالٍ زَمانَ الْجَدَا ** وَسَهْمَيْ نِضالٍ أَوَانَ الْجَدَلْ ) 74 ( فداؤهما كلُّ مرخي الإزارِ ** جَلّى أَبُوهُ وَلَمَّا يُصَلّْ ) 75 ( إذا عدَّ فخرُ الأصولِ اعتزى ** وإنْ عدَّ فخرُ الفروعِ اعتزلْ ) 76 ( أترضى معاليكَ لي أنْ أُعدَّ ** بَعْدَ النَّباهَةِ فِيمَنْ خَمَلْ ) 77 ( لئنْ جلَّ ما خوَّلتني لهاكَ ** فَإِنَّ الكَرَامَةَ عِندِي أَجَلّْ ) 78 ( فضاعفْ بها كمدَ الحاسدينَ ** وَزِدْ في مضاي تزدهم وهل ) 79 ( وحزْ مدحاً إنْ سواها انطوى ** بدت غُرَراً فِي وُجُوهِ الدُّوَلْ ) 80 ( ثناءٌ يجولُ بأقصى البلادِ ** ويُلفى مقيماً إذا ما رحلْ )
____________________
(1/267)
8( ولاَ تنكرنَّ جماحَ المنى ** فأنتَ مددتَ لها في الطِّوَلْ ) 8( وَلَمْ أَعْدُ قَدْرِيَ كَيْ لا يَكُو ** نَ ذا أملٍ طالَ حتّى أملّْ ) 8( مَضى الصَّوْمُ مُحْتَقِباً مِنْ تُقا ** كَ أحسنَ قولٍ وأزكى عملْ ) 84 ( وَعَاوَدَكَ الْعِيدُ يُثْنِي عَلَيْكَ ** فَدُمْتَ لَهُ زِينَةً مَا أَظَلّْ ) 85 ( وَقَدْ سَمِعَ اللّهُ فِيكَ الدُّعَا ** ءَ ممَّنْ دعا مخلصاً وابتهلْ ) 86 ( وَلاَ حُرِمَتْ سُؤْلَها أُمَّةٌ ** دعتْ للأجلِّ بطولِ الأجلْ ) 87 ( كَفى اللَّهُ مَجْدَكَ عَيْنَ الْكَمَالِ ** فمنْ نالَ أوفى مداهُ كملْ )
____________________
(1/268)
البحر : بسيط تام ( حاشاكَ أنْ تسلبَ الأيامُ ما تهبُ ** وَأَنْ تُخَوِّفَ مَنْ أَمَّنْتَهُ النُّوَبُ ) ( قدْ رامَ نفيَ كلابٍ عنْ مواطنها ** بالختلِ منْ مالهُ في أرضها نشبُ ) ( وَالرومُ تسعى اغتيالاً لاَ مصالتةً ** ألاَ ثنوها وَكاساتُ الردى نخبُ ) 4 ( فِي مَوْقِفٍ خَرِسَتْ أَيْدِي الكُماةِ بِهِ ** وَللصوارمِ فيهِ ألسنٌ ذربُ ) 5 ( غَزَوا مِئِينَ أُلُوفٍ فِي مِئِينَ فَما ** فَاتَ المَنِيَّةَ مَنْ لَمْ يُنْجِهِ الهَرَبُ ) 6 ( فصدرُ ملكهمُ مما جرى حرجٌ ** وَقَلْبُ مَلْكِهِمُ مِمَّا يَرى يَجِبُ ) 7 ( تَوَهَّمَ الحَزْمَ مَوْلُوداً فَصَحَّ لَهُ ** مذْ قارعَ التركَ أنَّ الحزمَ مكتسبُ ) 8 ( وَليسَ ترضى العوالي وَهيَ ما انحطمتْ ** أنْ يطردَ الأسدَ عنْ عريسها الشببُ ) 9 ( وَهِيَ المَمالِكُ لاَ تُحْمى مَسارِحُها ** إذا أضرَّ بذؤبانِ الفلاَ السغبُ )0 ( إِنَّ العَوَاصِمَ نادَتْ مِنْكَ عَاصِمَها ** وَقَدْ تَوَالى عَلَيْها الخَوْفُ وَالرَّهَبُ )
____________________
(1/269)
1( إِذْ كُلُّ ماطِرَةٍ ذَا الكَفُّ مَنْشَأُها ** وَكُلُّ عِزٍّ بِهَذَا السَّيْفِ مُكْتَسَبُ )( لا تخملِ الشركَ في استئصالِ شأفتها ** فَإِنَّمَا الشَّامُ جِسْمٌ رَأْسُهُ حَلَبُ )( وَانْهَضْ لِنُصْرَتِها فِي أُسْدِ مَلْحَمَةٍ ** كأنَّ جدَّ المنايا بينهمْ لعبُ )4 ( بمقرباتٍ كساها نقعُ أرجلها ** أَضْعافَ ما بَزَّها التَّقْرِيبُ وَالخَبَبُ )5 ( مُقْوَرَّةٌ طَالَمَا أَنْضَيْتَها تَعَباً ** عِلْماً بِأَنَّ سَيَجْني الرَّاحَةَ التَّعَبُ )6 ( فِي القَيْظِ وَالقُرِّ لاَظِلٌّ وَلاَ كَنَفٌ ** لَهَا فَلَيْسَتْ بِغَيْرِ النَّقْعِ تَحْتَجِبُ )7 ( فَعِزُّ مَنْ دَانَ دَانٍ مَا اسْتَقَامَ بِها ** وَقَلْبُ مَنْ لَمْ يُجِبْ مِنْ خَوْفِهَا يَجِبُ )8 ( اوقعْ بها نارَ عزمٍ منكَ ليسَ لها ** إلاَّ الكماةُ إذا ما أسعرتْ حطبُ )9 ( نَارٌ مَتى وَقَعَتْ منْ دُونِ خَرْشَنَةٍ ** فكلُّ منْ خلفَ أنطاكيةٍ حصبُ )0 ( إِذَا أكْتَسَتْ بَارِضَ الرِّبْعِيِّ أَرْضُهُمُ ** فَلْيَرْقُبُوهَا فَإِنَّ المُلْتَقَى كَثَبُ )
____________________
(1/270)
2( وَلَوْ دَرَوْا أَنَّها وَالعُشْبَ طَالِعَةٌ ** مَا سَرَّ مُجْدِبَهُمْ أَنْ يَطْلَعَ العُشُبُ )( قَدْ صَدَّ عَنْهُمْ غِرَارَ النَّوْمِ سَيْفُ هُدىً ** غرارهُ بدمِ الأعداءِ مختضبُ )( شَعْبُ الخِلاَفَةِ مُذْ سَلَّتْهُ مُلْتَئِمٌ ** لكِنْ عَصَا مَنْ عَصى مِنْ حَدِّهِ شُعَبُ )4 ( فالمستجيرُ بذي الراياتِ معتصمٌ ** لاَ المستجيرُ بمنْ راياتهُ الصلبُ )
____________________
(1/271)
البحر : خفيف تام ( مَا نَرى لِلثَّنَاءِ عَنْكَ عُدُولا ** لمْ تدعْ للورى إليهِ سبيلا ) ( فاقتصرْ منعماً على جُمَلِ الحم ** دِ فَإِنَّا لاَ نُحْسِنُ التَّفْصِيلا ) ( بهرتنا صفاتُ مجدكَ حتّى ** قَصَّرَ الْوَاصِفُونَ عَنْها نُكُولا ) 4 ( قَدْ وَهَبْتَ الغِنى بِغَيْرِ سُؤالٍ ** فَأَعِرْنا أَلْبَابَنَا مَسْؤُولا ) 5 ( معَ أنَّ الأفعالَ أبدعتَ فيها ** غيرُ محتاجةٍ إلى أنْ تقولا ) 6 ( وضحتْ للورى معاليكَ حتّى ** مَا يَرُومُ العِدى عَلَيها دَلِيلا ) 7 ( كُلَّ يَوْمٍ نَرى وَنَسْمَعُ عَنْها ** فَعَلاَتٍ بِهَا شُهُوداً عُدُولا ) 8 ( لاَ يُخَامِرُكَ فِي بَقَائِكَ شَكٌّ ** حَسْبُكَ الْعَدْلُ بِالبَقَاءِ كَفِيلا ) 9 ( فَاسْتَدِمْهُ مُناقِضاً كُلَّ مَلكٍ ** مَنَعَ الْجَوْرُ عُمْرَهُ أَنْ يَطُولا )0 ( شدتَ ذكراً علاَ السَّماءِ وآلى ** أَنَّهُ لاَ يَزُولُ حَتّى تَزُولا )
____________________
(1/272)
1( فابقَ للدِّينِ ناصراً ولأهلي ** هِ غِياثاً وَلِلإِمَامِ خَلِيلا )( كفَّ لمَّا استثيبَ كفَّ الغوادي ** وكفى الممحلاتِ لمَّا استنيلا )( كلَّما ازددتَ عزَّةً واقتداراً ** زِدْتَ أَهْلَ الذُّنُوبِ صَفْحاً جَمِيلا )4 ( وإذا ما فرائضُ المجدِ عالتْ ** حزتَ منهُ فريضةً لنْ تعولا )5 ( وغمرتَ المسيءَ جوداً فقلنا ** مستقيلاً أتاهُ أوْ مستنيلا )6 ( سُنَّةٌ أَغْرَبَ ابْتِدَاعُكَ فِيها ** لمْ تكنْ في طريقها مدلولا )7 ( وَلَئِنْ سُدْتَ كُلَّ مَنْ سادَ فِي الدَّهْ ** رِ فَبِالسُّؤْدُدِ الَّذِي ما نِيلا )8 ( وَبإِحْكامِكَ النَّوَائِبَ قَسْراً ** وبأحكامكَ الَّتي لنْ تميلا )9 ( عن إباءٍ سبقتَ فيهِ المجاري ** نَ وعدلٍ عدمتَ فيهِ العديلا )0 ( مأثراتٌ أبينَ أنْ يدخلَ التَّش ** بيهَ في وصفهنَّ والتَّمثيلا )
____________________
(1/273)
2( لو أتيحتْ للأوَّلينَ لكانتْ ** غرراً في صفاتهمْ لا حجولا )( نَسَخَتْ ذِكْرَهُمْ كَما نَسَخَ الذِّكْ ** رُ الحكيمُ التَّوراةَ والإنجيلا )( فَاعْذِرِ الْجائرِينَ عَنها ضَلاَلاً ** عذركَ الحائرينَ فيها عقولا )4 ( وجدتْ عندكَ الإمامةُ رأياً ** وارياً زندهُ ونصراً مديلا )5 ( وَلَقَدْ رُقْتَها بِعِلْمٍ وَحِلْمٍ ** يوجبانِ التَّعظيمَ والتَّبجيلا )6 ( فَأَحَلَّتْكَ مِنْ هِضابِ الْمَعالِي ** مَنْزِلاً ما وَجَدْتَ فِيهِ نَزِيلا )7 ( كانَ صرفُ الزَّمانِ صعباً ولكنْ ** صارَ لمَّا حكمتَ فيهِ ذلولا )8 ( بِقَضايا نَفَذْنَ لَمَّا أَطَعْتَ اللَّهَ ** هَ فيهنَّ واتَّبعتَ الرَّسولا )9 ( مُعْمِلاً كُلَّ بُكْرَةٍ وَأَصِيلٍ ** عَزْمَةً صَدْقَةً وَرَأْياً أَصِيلا )0 ( نخوةٌ إنْ عدتْ أذلَّتْ عزيزاً ** وإذا أنجدتْ أعزَّتْ ذليلا )
____________________
(1/274)
3( وإذا الرُّومُ لمْ يفوزوا بأنْ ترْ ** ضى فَأَجْدِرْ بِمُلْكِهِمْ أَنْ يَزْولا )( وَمَتى غُودِرُوا بِغَيْرِ أَمانٍ ** وَجَدُوا أَمْرَهُمْ وَبِيّاً وَبِيلا )( خَدَعَتْهُمْ مَعاقِلٌ مَنَعَتْهُمْ ** مثلَ ما تمنعُ الجبالُ الوعولا )4 ( فَوْقَ تِلكَ الذُّرى صَوَاعِقُ مِنْ عَزْ ** مِكَ تُضْحِي بِها كَثِيباً مَهِيلا )5 ( لَيْسَ رِيحٌ هُبُوبُها يَقْطَعُ النَّسْ ** لَ كَرِيحٍ تَطْغى فَتَذْرُو الْفِيلا )6 ( فانتدبِ للرُّبدِ الَّتي تنكرُ التَّهلي ** لَ أسداً لا تعرفُ التَّهليلا )7 ( غَنِيتْ عَنْ أَظافِرٍ بِسُيُوفٍ ** وَقْعُها يَسْلُبُ النِّساءَ الْبُعُولا )8 ( منْ نصولٍ منذُ اختضبنَ منَ الها ** مِ لَدى الرَّوْعِ ما شَكَوْنَ نُصُولا )9 ( كُلَّما شِمْتَها لِسَفْكِ الدَّمِ الْمَمْ ** نوعِ أضحى بحدِّها مطلولا ) 40 ( لا أرى ما يولِّدُ الضِّغنَ عزّاً ** إِنَّما الْعِزُّ ما يُمِيتُ الذُّحولا )
____________________
(1/275)
4( وَلَعَمْرِي لَقَدْ مَدَدْتَ عَلَى الإِسْ ** لامِ والمسلمينَ ظلاًّ ظليلا ) 4( ظلتَ ستراً عليهمُ مسدولا ** وحساماً منْ دونهمْ مسلولا ) 4( فَهُمُ الْيَوْمَ فِي جِوَارِكَ قَدْ عا ** وَدَ طَرْفُ الزَّمانِ عَنْهُمْ كَلِيلا ) 44 ( فَرَأَوْا خَطْبَهُ الجَليِلَ دَقِيقاً ** بعدَ رؤياهمُ الدَّقيقَ جليلا ) 45 ( ما أَصاخُوا إِلى وَعِيدِ الأَعادِي ** مُذْ أَناخُوا بِبابِكَ التَّأْمِيلا ) 46 ( قَصُرَتْ عِنْدَ آمِلِيكَ اللَّيالي ** وَأَرى لَيْلَ حاسِدِيكَ طَوِيلا ) 47 ( أَبِقَتْ مِنْهُمُ الْعُقُولُ وَأَبْقَتْ ** سَقَماً ظاهِراً وَهَمَّاً دَخِيلا ) 48 ( لا تقضّى عيدٌ ولاَ عادَ إلاَّ ** كنتَ فيهِ مهنَّأً مقبولا ) 49 ( عِشْ لِمُلْكٍ قَدَعْتَ عَنْهُ عِدَاهُ ** تارةً قائلاً وطوراً فعولا ) 50 ( بالِغاً فِي خَطِيرِهِ وَأَخِيهِ ** ذي المعالي صفيِّهِ المأمولا )
____________________
(1/276)
5( فهما الأشرفانِ قدراً وأفعا ** لاً وسنخاً ووالداً وقبيلا ) 5( وصا لِلْحُقوقِ جُنَّةَ عَدْلٍ ** ملأتْ حدَّ كلِّ باغٍ فلولا ) 5( مُذْ تَأَسَّى فِينا بَعَدْلِهِما الْحُكَّا ** مُ لمْ تظلمِ الأنامُ فتيلا ) 54 ( أَوَلَيْسا مِنْ أُسْرَةٍ تُتْقِنُ التَّنْ ** زِيلَ حِفْظاً وَتَعْلَمُ التَّأْوِيلا ) 55 ( الكرامِ الأعراقِ طالوا فروعاً ** بالتُّقى والنُّهى وطابوا أصولا ) 56 ( عُرِفُوا بِالمَعْرُوفِ وَالْعُرْفُ شُبَّا ** ناً وَشِيباً وَصِبْيَةً وَكُهُولا ) 57 ( مُذْ جَرَوا فِي إِزَالَةِ الْجَوْرِ وَالْمُنْ ** كَرِ جَرُّوا عَلَى السِّماكِ ذُيُولا ) 58 ( قرنوا الفضلَ بالتَّفضُّلِ عفواً ** وَأَضافُوا إِلى الْجَمالِ الْجَمِيلا ) 59 ( حيثُ لا تنطوي القلوبُ على الغ ** لِّ ولاَ تعرفُ الأكفُّ الغُلولا ) 60 ( ولأنتمْ فينا الشُّموسُ أقامتْ ** حِينَ غَابَتْ تِلْكَ النُّجُومُ أُفُولا )
____________________
(1/277)
6( ومنِ اشتاقَ أهلهُ فاشتياقي ** ليسَ يعدو جنابكَ المأهولا ) 6( حيثُ يلقى المنى مقيلاً ومنْ يُث ** ني مقالاً وذو العثارِ مقيلا ) 6( حرمٌ حرَّمَ الرُّقادَ على عين ** يَّ لمَّا حرمتُ فيهِ المثولا ) 64 ( جئتهُ للنَّوالِ لمْ يعدهُ ظنِّي ** فَأَجْدَى التَّنْوِيهَ وَالتَّنْوِيلا ) 65 ( ما كفاهُ إزالةُ الفقرِ بالثَّر ** وةِ عنِّي حتّى أزالَ الخمولا ) 66 ( لمْ يزلْ في جزيلِ جدواهُ حتّى ** فضتُ منْ بعضهِ نوالاً جزيلا ) 67 ( كَالْغَمَامِ الرُّكَامِ خَصَّ بِلاداً ** بِغُيٌ وثٍ فَعَمَّ أُخْرى سُيُولاً ) 68 ( ثُمَّ أَنْشَأْتُ أَسْتَكِفُّ عَطَايا ** كَ فَحَاوَلْتُ مَطْلَباً مُسْتَحِيلا ) 69 ( عاذلاً في النَّدى ولمْ يُرَ قبلي ** شَاعِرٌ صَارَ فِي السَّماحِ عَذُولا ) 70 ( كلَّ يومٍ تزيدُ أرضيَ منْ أُف ** قكَ غيثاً بمثلهِ موصولا )
____________________
(1/278)
7( مَكْرُمَاتٌ تَخِفُّ نَحْوِي مَعَ الْبَرْدِ ** وَإِنْ كَانَ حَمْلُهُنَّ ثَقِيلا ) 7( ولوَ أنِّي حللتُ بالصِّينِ وافا ** نِي رَعِيلٌ مِنْهُنَّ يَتْلُو رَعِيلا ) 7( فرويداً فقدْ تجاوزَ حظِّي ** مِنْ لُهَاكَ التَّتْمِيمَ وَالتَّكْمِيلا ) 74 ( وَلَقَدْ عَاقَ عَنْ لِقَائِكَ خَطْبٌ ** لَيْتَهُ لاَ يَعُوقُ عَنْ أَنْ أَقُولا ) 75 ( عارضٌ صرتُ فيهِ كالصَّعدةِ السَّم ** راءِ لَوْناً وَدِقَّةً وَذُبُولا ) 76 ( فلتبلَّغْ مصرٌ على كلِّ حالٍ ** أنَّني عنْ ودادِها لنْ أحولا ) 77 ( إنْ أعلَّتْ جسماً صحيحاً فأوهت ** هُ فقدْ صحَّحتْ رجاءً عليلا ) 78 ( وَعَدِمْتُ الْحَياةَ إِنْ كُنتُ أَرْضى ** بِحَيَاتِي مِنْ أَنْ أَرَاكَ بَدِيلا ) 79 ( وسأُدمي أخفافها كنتُ معذو ** راً عَلَى ما أَتَيْتُ أَوْ مَعْذُولا ) 80 ( راسماتٍ للرَّامساتِ يناسب ** نَ وينكرنَ شدقماً وجديلا )
____________________
(1/279)
8( مِنْ قِلاصٍ تَرى الْبَعِيدَ قَرْيباً ** حِينَ تَنْحُوكَ وَالْحُزُونَ سُهُولا ) 8( مَنْ يَعُدُّ الإِيجَازَ فَضْلاً فَإِنِّي ** فِي مَدِيحِيكَ أَعْشَقُ التَّطْوِيلا )
____________________
(1/280)
البحر : - ( وَإِذَا أَزَارَ الطِّرْسَ نِقْسَ دَوَاتِهِ ** خوِّلْتَهُ فَالصَّبْرُ مِنْ آلاَتِهِ ) ( لَكَ مِنْ سَدَادِكَ مُخْبِرٌ بَلْ مُذِكْرٌ ** أَنَّ الزَّمَانَ جَرى عَلَى عَادَاتِهِ ) ( اثكلتهُ أحداثهُ وَخطوبهُ ** فَ صْبِرْ لَهُ إِنْ نَالَ بَعْضَ تِرَاتِهِ ) 4 ( صدعَ القلوبَ بما أتى مستيقناً ** أنْ لا يذمَّ وَأنتَ منْ حسناتهِ ) 5 ( إنَّ الذي عمَّ الأنامَ مصابهُ ** وَ تشعبتْ شعبُ المنى بوفاتهِ ) 6 ( أَمَلُوا شَتَاتَ الشَّمْلِ خُيِّبَ ظَنُّهُمُ ** أَنّى وَقَدْ مُلِّكْتَ جَمْعَ شَتَاتِهِ ) 7 ( لَمَّا رَأَى أَنَّ الشَّبِيبَةَ لِلْعُلى ** وَزرٌ وَبانَ الضعفُ في حركاتهِ ) 8 ( وَلاَّكَ مِنْها ما تَوَلَّى بُرْهَةً ** وَفَدى حَياتَكَ رَاضِياً بِحَياتِهِ ) 9 ( فلذاكَ لاقى يومهُ مستبشراً ** حتى ظننا الموتَ بعضَ عفاتهِ )0 ( وَقضى عليماً أنْ تقومَ مقامهُ ** بعدَ الفراقِ فلمْ يفهْ بوصاتهِ )
____________________
(1/281)
1( مليتَ ما ورثتهُ منْ عزهِ ** وَوُقِيْتَ بِالمَسْمُوْعِ مِنْ دَعَوَاتِهِ )( فلقدْ مضى ترجو الممالكُ ردهُ ** فتسومهُ وَتخافُ منْ سطواتهِ )( فبكاهُ ثغرٌ كانَ عصمةَ أهلهِ ** وَمعاذَ قاصدهِ وَعزَّ ولاتهِ )4 ( أجناهُ ربُّ العرشِ غرسَ فعالهِ ** وَقضى لهُ بالخلدِ في جناتهِ )5 ( بالرفقِ أدركَ وادعاً ما لمْ ينلْ ** أَنْخى المُلُوكِ بِكُمْتِهِ وَكُمَاتِهِ )6 ( حتى لحلناهُ نبياً مرسلاً ** وَمحاسنُ الأخلاقِ منْ آياتهِ )7 ( فَامْلِكْ بِمَا مَلَكَ القُلُوبَ مُكَذِّباً ** منْ ظنَّ أنَّ مماتها بمماتهِ )8 ( مالِي ظَلِلْتُ مُنَبِّهَاً ذَا يَقْظَةٍ ** يَأْتِي مِنَ الإِحْسانِ ما لَمْ آتِهِ )9 ( أمْوَالُهُ مَرْفُوضَةٌ كَعُدَاتِهِ ** وَصلاتهُ مفروضةٌ كصلاتهِ )0 ( وَإذا أزارَ الطرسَ نفسَ دواتهِ ** أيقنتَ أنَّ الفضلَ منْ أدواتهِ )
____________________
(1/282)
2( ما زَالَ يَثْنِي الدَّهْرَ عَنْ عَزَمَاتِهِ ** فيفلها وَيجودُ في أزماتهِ )( تمسي كرامُ العصرِ بعضَ ضيوفهِ ** وَيَبِيْتُ فِعْلُ الخَيْرِ مِنْ صَبَوَاتِهِ )( وَأسدُّ منْ أسدى يداً مأثورةً ** مَنْ أَوْدَعَ المَعْرُوفَ عِنْدَ ثِقاتِهِ )4 ( صَبْراً جَلاَلَ المُلْكِ تَحْمَدْ غِبَّ ما ** هخولتهُ فالصبرُ منْ آلاتهِ )5 ( لاَ تشعرنَّ الدهرَ أنكَ جازعٌ ** مِنْ فِعْلِهِ فَيَلَجَّ فِي غَدَرَاتِهِ )6 ( فلأنتَ مجدُ ملوكِ دهركَ فليعدْ ** عَنْ قَوْلِهِ مَنْ قالَ مَجْدُ قُضاتِهِ )7 ( وَلَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ بَيْنَكُمُ الَّذي ** لاَ تَرْحَلُ العَلْياءُ عَنْ حُجُرَاتِهِ )8 ( وَافاكَ مني ذا الكلامُ مغرياً ** بَلْ رَاغِباً في الصَفْحِ عَنْ زَلاَّتِهِ )9 ( قولٌ أتى عنْ علةٍ وَفجيعةٍ ** فاقبلهُ مستوراً على علاتهِ )
____________________
(1/283)
البحر : كامل تام ( ما كانَ قبلكَ في الزَّمانِ الخالي ** منْ يسبقُ الأقوالَ بالأفعالِ ) ( حتّى أتيتَ منِ ارتياحكَ ما كفى ** ذلَّ السُّؤالِ وخيبةَ الآمالِ ) ( لَمْ يَكْفِكَ الشَّرَفُ الَّذِي وُرِّثْتَهُ ** حَتّى شَفَعْتَ مَعَالِياً بِمَعالِي ) 4 ( وَنَسَخْتَ سِيَرةَ آلِ بَرْمَكَ مُنْعِماً ** فِي الشَّدِّ مَا عَفَّى عَلَى الإِرْقَالِ ) 5 ( أعطوا منَ الإكثارِ والدُّنيا لهمْ ** دونَ الَّذي تعطي منَ الإقلالِ ) 6 ( وَعَلَوْا بِأَنْ جَعَلُوا السُّؤَالَ وَسِيلَةً ** ونداكَ منهمرٌ بغيرِ سؤالِ ) 7 ( وبواجبٍ أنْ أعدمتكَ منَ الورى ** مَثَلاً عُلىً بُنِيَتْ بِغَيْرِ مِثَالِ ) 8 ( حَامَيْتَ عَنْهَا بِالنَّزَاهَةِ وَالنَّدى ** وَحَمَيْتَها بِالفَضْلِ وَالإِفْضالِ ) 9 ( وَمَهَرْتَها بَأْساً وَجُوداً كَذَّبَا ** فيها منى الجبناءِ والبُخَّالِ )0 ( حاولتها قدماً وكلٌّ عاشقٌ ** وَبَلَغْتَ غَايَتَهَا وَكُلٌّ سَالِ )
____________________
(1/284)
1( طرقاتها إلاَّ لديكَ بعيدةٌ ** ومهورُها إلاَّ عليكَ غوالِ )( نظروا أليها منْ حضيضٍ هابطٍ ** وَأَتَيْتَها مِنْ مَرْقَبٍ مُتَعَالِ )( وَحَرَسْتَ بِالإِنْجَازِ وَالإِيجَازِ مَا ** رَامُوهُ بِالإِمْهالِ وَالإِهْمَالِ )4 ( وَلَوْ أَنَّهُمْ جُدُّوا وَجَدُّوا فَاتَهُمْ ** جدٌّ عرفتَ بهِ وجدٌّ عالِ )5 ( ومتى يحاولُ أهلُ عصركَ ذا المدى ** أينَ الثِّمادُ منَ الحيا الهطَّالِ )6 ( أَجْزَلْتَ أَثْمَانَ الْمَدِيحِ وَزِدْتَهُ ** لمَّا بغوا حمداً بغيرِ نوالِ )7 ( فَإِذَا لَبِسْتَ مِنَ الثَّنَاءِ مَلابِساً ** جُدُداً رَضُوا بِمَلابِسٍ أَسْمَالِ )8 ( وإذا همُ لمْ يبلغوا شأوَ العلى ** عدلوا إلى الأعمامِ والأخوالِ )9 ( هُمْ ضَيَّعُوها ثُمَّ رَامُوا حِفْظَها ** مِنْ أَعْظُمٍ تَحْتَ التُّرَابِ بَوَالِ )0 ( خَصَّ الإِلهُ مُحَمَّداً مِنْ بَيْنِكُمْ ** لاَ زَالَ مَحْرُوساً بِأَكْرَمِ آلِ )
____________________
(1/285)
2( وَبَرَاكُمُ مِنْ طِينَةٍ مِسْكِيَّةٍ ** لمَّا برى ذا الخلقَ منْ صلصالِ )( وَأَبُو الرَّسُولِ فَجَدُّكُمْ أَوْلى بِهِ ** مِنْ دُونِ إِخْوَتِهِ بِلاَ إِشْكالِ )( أَنّى يَكُونُ شَرِيكُهُ فِي عَمِّهِ ** كَشَرِيكِهِ فِي عَمِّهِ وَالْخالِ )4 ( نسبٌ بنو العلاَّتِ عنهُ بمعزلٍ ** وبذاكَ تقضي سورةُ الأنفالِ )5 ( شَمَخَتْ بِفَخْرِ الدَّوْلَةِ الْهِمَمُ الَّتي ** حازَتْ مَدى الإِعْظامِ وَالإِجْلالِ )6 ( رحبُ الجنابِ تضمَّنتْ آلاؤهُ ** فَوْزَ الْعُفاةِ وَخَيْبَةَ الْعُذَّالِ )7 ( فإذا تُملُّ المكرماتُ فعندهُ ** لغرائبُ الإحسانِ والإجمالِ )8 ( وَصْلٌ بِغَيْرِ قَطِيعَةٍ وَرِضىً بِغَيْ ** رِ تسخُّطٍ وهوىً بغيرِ ملالِ )9 ( يبدو فرندُ السَّيفِ بعدَ صقالهِ ** وفرندهُ بادٍ بغيرِ صقالِ )0 ( وحياً لصيِّبهِ بكلِّ ثنيَّةٍ ** أثرٌ يعيشُ بهِ الهشيمُ البالي )
____________________
(1/286)
3( لا تأمنُ الأموالُ بطشَ هباتهِ ** هَلْ يَأْمَنُ الْمَصرُوفُ بَطْشَ الْوَالِي )( كمْ أرضعتْ أملاً شكا إجرارهُ ** درَّ النَّوالِ ولمْ يرعْ بفصالِ )( ومريدها منْ غيرهِ كمطالبٍ ** عَيْرَ الْفَلاَةِ بِصَوْلَةِ الرِّيبالِ )4 ( لكنَّ خيرَ النَّاسِ بعدَ محمَّدٍ ** وَأَشَدَّهُمْ بَأْساً بِكُلِّ نِزَالِ )5 ( بِكَ لاَ انْطَوَتْ عَنَّا ظِلالَكَ أُنْجِزَتْ ** عدةُ اللَّيالي بعدَ طولِ مطالِ )6 ( وَبِقُرْبِكَ انْقَشَعَتْ غَمائِمُ لَمْ يَزَلْ ** ماءُ الحياةِ بهنَّ غيرَ زلالِ )7 ( فَالدَّهْرُ مِنْ تِلْكَ الْمَساوِي عاطِلٌ ** مذْ ذدتهُ وبذي المحاسنِ حالي )8 ( كَمْ غَرَّتِ الآمالُ مِنْ تَكْذِيبِها ** فأعرتها في سائماتِ المالِ )9 ( وَسَبَقْتَ قَوْلَكَ بِالفَعالِ وَلَمْ تَدَعْ ** شرفاً لقوَّالٍ ولاَ فعَّالِ ) 40 ( ولكَ العزائمُ لا يقومُ مقامها ** ما فِي البَسِيطَةِ مِنْ ظُبىً وَعَوَالِي )
____________________
(1/287)
4( ومنائحٌ كسبتَ مدائحَ هدَّمتْ ** ما شادتِ الأقوالُ للأقيالِ ) 4( فَافْخَرْ فَإِنَّكَ غُرَّةٌ فِي أُسْرَةٍ ** ذَهَبُوا بِكُلِّ نَبَاهَةٍ وَجَلالِ ) 4( تتزلزلُ الدُّنيا إذا غضبوا فإنْ ** بلغوا الرِّضى أمنتْ منَ الزِّلزالِ ) 44 ( نُزُلٌ عَلَى حُكْمِ الرَّجاءِ وَأَهْلِهِ ** حَتّى إِذَا دَعَتِ الْكُماةُ نَزَالِ ) 45 ( سبقوا السُّروجَ مسارعينَ إلى قرى ** ذيَّالةٍ جرداءَ أوْ ذيَّالِ ) 46 ( حتّى إذا طارتْ بهمْ مقورَّةً ** شرفَ الوجيهُ بها وذو العقَّالِ ) 47 ( خَلَعُوا عَلَى الإِصْبَاحِ أَرْدِيَةَ الدُّجى ** وَتَغَشْمَرُوا الأَهْوَالَ بِالأَهْوَالِ ) 48 ( وإذا امتطوها في نزالٍ خلتهمْ ** آسادَ غابٍ فِي ظُهُورِ رِئالِ ) 49 ( ما أَوْرَدُوها قَطُّ إِلاَّ أُصْدِرَتْ ** جَرْحى الصُّدُورِ سَلِيمَةَ الأَكْفالِ ) 50 ( أسدٌ إذا صالوا صقورٌ إنْ علوا ** وَلَرُبَّما كَمَنُوا كُمُونَ صِلالِ )
____________________
(1/288)
5( لُدٌّ إِذَا شُوسُ الْكُماةِ تَجالَدُوا ** وَتَجادَلُوا بِالضَّرْبِ أَيَّ جِدَالِ ) 5( لا عزَّ إلاَّ كسبُ أبيضَ صارمٍ ** ماضي الشَّبا أوْ أسمرٍ عسَّالِ ) 5( لا ما يسوِّلهُ ويبعدُ نيلهُ ** حرصُ الحريصِ وحيلةُ المحتالِ ) 54 ( قَدْ سَدَّدتْ عَزَماتُهُمْ أَرْماحَهُمْ ** حتّى عرفنَ مقاتلَ الأقيالِ ) 55 ( وَإِذَا انْجَلَتْ عَنْهُمْ دَياجِيرُ الْوَغى ** عدلوا بقتلهمُ إلى الأموالِ ) 56 ( فَلَهُمْ بِكُلِّ مَفازَةٍ مَرُّوا بِها ** آثارُ صوبِ المزنِ في الإمحالِ ) 57 ( عَمْرِي لَقَدْ فاتُوا الأَنامَ وَفُتَّهُمْ ** في كلِّ يومِ ندىً ويومِ نضالِ ) 58 ( بطرائقٍ أبطلتَ مذْ أوضحتها ** للسَّالكينَ معاذرَ الضُّلالِ ) 59 ( ألاَّ اهتدوا بكَ في المكارمِ مثلما ** هديَ الورى بأبيكَ بعدَ ضلالِ ) 60 ( ثَقُلَتْ وَإِنْ خَفَّتْ عَلَيْكَ فَأَصْبَحَتْ ** في الخافقينِ عزيزةَ الحمَّالِ )
____________________
(1/289)
6( أَمَّا الصِّيَامُ فَقَدْ أَظَلَّكَ شَهْرُهُ ** مُسْتَعْصِماً بِذَرَاكَ غَيْرَ مُذَالِ ) 6( كمْ زارَ غيركَ وهوَ مغضٍ سادمٌ ** وأتاكَ يمشي مشيةَ المختالِ ) 6( وَقَّرْتَهُ لَمَّا أَتى وَإِذَا مَضى ** أوْ قرتهُ منْ صالحِ الأعمالِ ) 64 ( فبقيتَ محروسَ الفناءِ مهنَّأً ** في سائرِ الأعوامِ والأحوالِ ) 65 ( ما دامَ شعبانٌ يجيءُ أمامهُ ** أبداً وما أفضى إلى شوَّالِ ) 66 ( لاَ أَرْتجِي خَلْقاً سِوَاكَ لأَنَّنِي ** منْ لا يبيعُ حقيقةً بمحالِ ) 67 ( لا درَّ درُّ مطامعي إنْ نكَّبتْ ** بحراً وأفضتْ بي إلى أوشالِ ) 68 ( فمتى أمدُّ يدي إلى طلبٍ وقدْ ** أثريتُ منْ جاهٍ لديكَ ومالِ ) 69 ( صَدَّقْتَ ظَنِّي فِيكَ ثُمَّتَ زِدْتَنِي ** مَا لَيْسَ يَخْطُرُ لِلرَّجَاءِ بِبالِ ) 70 ( وَسَنَنْتَ لِي طُرُقَ الثَّناءِ بِأَنْعُمٍ ** وَاصَلْنَ بِالغَدَوَاتِ وَالآصَالِ )
____________________
(1/290)
7( فإذا المعالي أعجزتْ روَّادها ** منْ بعدِ طولِ تطلُّبٍ وكلالِ ) 7( ذَلَّلْتَ جَامِحَها بِغَيْرِ شَكِيمَةٍ ** وَحَبَسْتَ شَارِدَهَا بِغَيْرِ عِقالِ ) 7( إِلاَّ بِإِهْدَائِي الْمَدِيحَ لِحَضْرَةٍ ** أَعْدَتْ غَرَائِبُ مَجْدِها أَقْوَالي ) 74 ( فجليلها متعالمٌ ودقيقُها ** قَدْ أَلْحَقَ الْعُلَمَاءَ بِالْجُهَّالِ ) 75 ( جَادَتْ سَمَاؤُكَ لِي وَما اسْتَسْقَيْتُها ** بالغيثِ إلاَّ أنَّهُ متوالِ ) 76 ( وَسَرَحْتُ طَرْفي في خِضَمٍّ مَاؤُهُ ** عَذْبٌ وَكانَ مُوَكَّلاً بِالآلِ ) 77 ( وَأَفَدْتَنِي أَنَّ الإِقامَةَ لِلْفَتى ** ذلٌّ وأنَّ العزَّ في التِّرحالِ ) 78 ( منْ بعدِ أنْ كلَّتْ وذلَّتْ إذعرا ** بَعْضُ الْخُطُوبِ صَوَارِمي وَرِجَالِي ) 79 ( وَلَقَدْ تَخَيَّرْتُ الْمَوَاهِبَ مُغْرِباً ** عنْ وصلِ ذي مقةٍ وهجرةِ قالِ ) 80 ( فبغيتُ منها ما يعدُّ قلائداً ** وصدفتُ عمَّا عدَّ في الأغلالِ )
____________________
(1/291)
8( أوضحتَ لي نهجَ القريضِ بنائلٍ ** رَخُصَتْ بِهِ فِقَرُ الْكَلاَمِ الْغَالي ) 8( فهمى عليكَ وكمْ بغاهُ معشرٌ ** لمْ يظفروا منْ بحرهِ ببلالِ ) 8( أغنيتني عنهمْ كما أغنى القنا ** عِنْدَ الْكَرِيهَةِ عَنْ عِصِيِّ لبضَّالِ ) 84 ( وَلَطَالَما وَصَلَتْ يَدَيَّ صِلاَتُهُمْ ** فأبتْ يميني قبضها وشمالي ) 85 ( وأرى القوافيَ إنْ أتتْ ببدائعٍ ** فَالْحَمْدُ في إِبْدَاعِها لَكَ لاَ لي ) 86 ( لا لومَ يلزمها إذا قصرتْ خطىً ** منْ فرطِ ما حملتْ منَ الأثقالِ ) 87 ( أو قرتها منناً فأوسعْ ربَّها ** عُذْراً إِذَا جَاءَتْكَ غَيْرَ عِجَالِ ) 88 ( حرَّمتها زمناً فمنذُ خطبتها ** حَلَّلْتُها وَالسِّحْرُ غَيْرُ حَلالِ ) 89 ( وكأنَّ مهديها غداةَ أتى بها ** مزجَ الشَّمولَ بباردٍ سلسالِ ) 90 ( منْ كلِّ ثاويةٍ لديكَ مقيمةٍ ** جَوَّالَةٍ في الأَرْضِ كُلَّ مَجالِ )
____________________
(1/292)
9( وَكَثِيرَةِ الأَمْثَالِ إِلاَّ أَنَّها ** في ذا الزَّمانِ قليلةُ الأمثالِ ) 9( لَمْ تُحْشَ حُوشِيَّ الْكَلاَمِ فَقَدْ أَتَتْ ** مَعْدُومَةَ الأَشْكالِ والإِشكالِ ) 9( وتتيهُ إدلالاً وليسَ بمنكرٍ ** أَنْ تُوصَفَ الْحَسنَاءُ بِالإِدْلاَلِ ) 94 ( وَإِذَا أَتى غَيْرِي بِحَوْلِيَّاتِهِ ** أربتْ عليها وهيَ بنتُ ليالِ ) 95 ( وَمِنَ الأَنَامِ مُتبّرِّرٌ وَمُبَهْرَجٌ ** ومنَ الكلامِ جنادلٌ ولآلي )
____________________
(1/293)
البحر : متقارب تام ( أبا طاهرٍ أنتَ عيبُ الزمانِ ** وَعَيْبٌ لِحَمْدَانَ فِي حُفْرَتِهْ ) ( لَئِنْ مَثَلٌ لِطُوَيْسٍ جَرى ** فَإِنَّكَ أَشْأَمُ مِنْ غُرَّتِهْ ) ( كَفى اللّهُ شُؤْمَكَ سَيْفَ الإِمَامِ ** وَبَاعَدَ شَخْصَكَ عَنْ حَضْرَتِهْ )
____________________
(1/294)
البحر : بسيط تام ( لي بامتداحكَ عنْ ذكرِ الهوى شغلُ ** وبارتياحكَ عنْ عيشِ الصِّبا بدلُ ) ( وكيفَ يعدوكَ بالتَّأميلِ منْ بلغتْ ** بِهِ عَطَايَاكَ مَا لَمْ يَبْلُغِ الأَمَلُ ) ( أَسْرَفْتَ وَاخْتَصَرَ الْقَوْمُ الَّذِينَ مَضَوْا ** فَهَلْ عَلِمْتَ بِصَافِي الْفِكْرِ مَا جَهِلُوا ) 4 ( ولاَ أقيمُ لهمْ عذراً بجهلهمُ ** لكنْ أقولُ محقّاً جدتَ إذْ بخلوا ) 5 ( ما جُرتَ عنْ طرقِ العلياءِ إذْ عدلوا ** عَنْهَا وَجُرْتَ عَلَى الأَمْوَالِ إِذْ عَدَلُوا ) 6 ( وَهَبْتَها كَرَماً قَبْلَ السُّؤالِ بِلاَ ** مَنٍّ وَمَنُّوا وَمَا مَنُّوا وَقَدْ سُئِلُوا ) 7 ( يا مسمعي فقراً تفضيلُها لزمٌ ** وَمُوسِعِي مِنَناً تَفْصِيلُها جُمَلُ ) 8 ( قُسٌّ وَسَحْبَانُ وَالقَوْمُ الأُلى فَصُحُوا ** لوْ يسمعونَ الَّذي أسمعتني ذهلوا ) 9 ( لاَ يَبْلُغُونَ إِذَا أَفْكَارُهُمْ تَعِبَتْ ** معشارَ قولكَ فينا حينَ ترتجلُ )0 ( فُتَّ الْوَرى بِأَيادٍ كُلُّها هُطُلٌ ** على المنى وعوادٍ كلُّها قتلُ )
____________________
(1/295)
1( فما لنا في حياةٍ عنكَ مندفعٌ ** وَالرِّزْقُ طَوْعُكَ فِيما شِئْتَ وَالأَجَلُ )( فليسلُ مجدكَ رغماً لاَ مجاملةً ** منْ مالهُ ناقةٌ فيهِ ولاَ جملُ )( وَلاَ لَهُ فِي يَمِينٍ بَرَّةٍ صَدَقَتْ ** قَوْلٌ وَلاَ بِيَمِينٍ بَرَّةٍ عَمَلُ )4 ( وَلَوْ رَأَتْكَ مُلُوكٌ أَنْتَ تاجُهُمُ ** لأَذْعَنُوا وَأَقَرُّوا أَنَّهُمْ خَوَلُ )5 ( وهلْ لهمْ طمعٌ أنْ يلحقوكَ وقدْ ** بَلَغْتَ ما لَمْ يَنَلْ آباؤُكَ الأُوَلُ )6 ( مَنْ لمْ يدينوا لمنْ دانَ الزَّمانُ لهُ ** ولمْ يدوا منْ حماةِ الرَّوعِ مَنْ قتلوا )7 ( تُغْنِي عَنِ السُّمرِ فِي الْهَيجا عَزَائِمُهُمِ ** فيطعنونَ العدى شزراً وهمْ عزلُ )8 ( ولوْ غزوا مكَّةً إذْ جاهليَّتُها ** قريشُ لمْ تُعبدِ العزّى ولاَ هُبَلِ )9 ( مَضَوا وَخَلَّوْا أَحَادِيثاً مُخَلَّدَةً ** تُحدى بِها في الدَّياجِي الأيْنُقُ الذُّلُلُ )0 ( ونبتَ عنهمْ وقدْ طاحَ الزَّمانُ بهمْ ** نِيَابَةَ البِيضِ لَمَّا حُطِّمَ الأَسَلُ )
____________________
(1/296)
2( تنقَّلَ الشَّامُ فيكمْ برهةً وأتى ** منْ صدقِ عزمكَ ما زالتْ بهِ النُّقلُ )( أكلاؤهُ بشفارِ المرهفاتِ حمىً ** وماءهُ بينَ مركوزِ القنا غللُ )( وَدُونَ قَدْرِكَ مَا أَصْبَحْتَ مَالِكَهُ ** فَاحْكُمْ فَأَمْرُكَ في الآفاقِ مُمْتَثَلُ )4 ( مَا بَعْدَ قَوْلِ مَلِيكِ الأَرْضِ كَيْفَ أَخِي ** منْ مطلبٍ دونهُ مطلٌ ولاَ عللُ )5 ( أَثْنى عَلَيْكَ لَدُنْ شَافَهْتَ حَضْرَتَهُ ** ونابتِ الكتبُ لمَّا بانَ والرُّسلُ )6 ( مجدِّداً فيكَ أمراً لا يخصُّ بهِ ** سِوَاكَ كُلُّ جَدِيدٍ عِنْدَهُ سَمَلُ )7 ( لَقَدْ أَحَلَّكَ إِذْ آخَاكَ مَنْزِلَةً ** لا المشتري طامعٌ فيها ولا زحلُ )8 ( وقدْ أظلَّكَ منْ تشريفهِ منحٌ ** على صنوفِ العلى والعزِّ تشتملُ )9 ( ومنْ ملابسهِ ما فخرهُ أبداً ** باقٍ عليكَ إذا ما رثَّتِ الحللُ )0 ( وَمِنْ نَفَائِسِ مَا قَدْ كانَ مُمْتَطِياً ** جردٌ يعزُّ عليها الغزوُ والقفلُ )
____________________
(1/297)
3( زادتْ حلاها ولوْ جاءتكَ عاطلةً ** منْ خالصِ التِّبرِ ما أزرى بها العطلُ )( وراءها علما النَّصرِ اللَّذا كفلا ** لِمَنْ أَظَلاَّ بِعِزٍّ لَيْسَ يُنْتَحَلُ )( مِنْ عَقْدِ مَنْ عُذِقَ النَّصْرُ الْعزِيزُ بِهِ ** فما لهُ أبداً عنْ ظلِّهِ حولُ )4 ( عَنَّتْ لَهُ فُرَصٌ شَتّى دَعَاكَ لَهَا ** يَا مَنْ بِهِ فُرَصُ الْعَلْيَاءِ تُهْتَبَلُ )5 ( وَقَلَّدَ الأَمْرَ مَيْمُوناً نَقِيبَتُهُ ** لِلْهَوْلِ مُقْتَحِمٌ بِالنَّصْرِ مُشْتَمِلُ )6 ( إذا عرا الخطبُ لمْ يحضرْ مشورتهُ ** منْ فيهِ حرصٌ ولا جبنٌ ولا بخلُ )7 ( وكيفَ يأمنُ أبناءُ الزَّمانِ سطىً ** أبوهمُ خائفٌ منْ بطشها وجلُ )8 ( روَّعتهُ في مقاماتٍ قهرتَ بها ** حَتّى اعْتَرَاهُ عَلَى إِقْدَامِهِ فَشَلُ )9 ( لا فلَّ عزمكَ صرفُ النَّائباتِ فكمْ ** عَزَّتْ وَذَلَّتْ بِكَ الأَمْلاكُ وَالدُّوَلُ ) 40 ( وَالرُّومُ مَنْ عَلِمُوا حَقّاً بِأَنَّهُمُ ** إِنْ سَالَمُوا سَلِمُوا أَوْ قَاتَلُوا قُتِلُوا )
____________________
(1/298)
4( ولاَ سلامةَ إلاَّ أنْ يجودَ لهمْ ** بِها أَبُوهَا فَيَنْأَى الْخَوْفُ وَالوَجَلُ ) 4( يرجونَ أمناً بهِ تحيا نفوسهمُ ** وَالأَمْنُ يَنْزِلُ وَالأَرْوَاحُ تَرْتَحِلُ ) 4( قَتَلْتَ شَطْرَهُمُ خَوْفاً وَشَطْرُهُمُ ** يُمِيتُهُمْ فَرَحاً إِدْرَاكُ مَا سَأَلُوا ) 44 ( فَا فْخَرْ فَقَبْلكَ مَا أَبْصَرْتُ سَيْفَ وَغىً ** ينوبُ عنْ مضربيهِ الخوفُ والجذلُ ) 45 ( أتيتَ ظاهرَ أنطاكيَّةٍ عبثاً ** أَمَامَكَ الْقَاتِلاَنِ الرُّعْبُ وَالْوَهَلُ ) 46 ( وَكُلُّ أَسْمَرَ مَا فِي عَوْدِهِ طَمَعٌ ** بَعْدَ اللِّقاءِ وَلاَ في عُودِهِ خَطَلُ ) 47 ( وَكُلُّ أَبْيَضَ مَضْرُوبٍ بِشَفْرَتِهِ ** رأسُ المدجَّجِ مضروبٌ بهِ المثلُ ) 48 ( وَكُلُّ سَلْهَبَةٍ أَنْتَ الْكَفِيلُ لها ** أَلاَّ يُصَابَ لَها فِي غارَةٍ كَفَلُ ) 49 ( دهماءَ كاللَّيلِ أوْ شقراءَ صافيةٍ ** تريكَ في اللَّيلِ ثوباً حاكهُ الأصلُ ) 50 ( مُذْكِّراً بِأَبِيكَ الْمُستَبِيحهِمُ ** بِالسَّيفِ إِذْ كُلُّ أَلْفٍ فَلَّهُ رَجُلُ )
____________________
(1/299)
5( عزوا مئينَ ألوفٍ في مئينَ فلمْ ** أَصْلٌ كَرِيمٌ بِعَبْدِ اللَّهِ يَتَّصِلُ ) 5( فَخَلَّفُوا الْمُلْكَ إِذْ جَدَّ الْعِرَاكُ بِهِمْ ** نهباً مشاعاً ولولاَ ذاكَ ما وألوا ) 5( وأُعطيَ النَّصرَ نصرٌ يومَ قارعهمْ ** بعزمةٍ ما لمنْ أمَّتْ بها قبلُ ) 54 ( وَقَدْ تَخَلَّصْتَ نَصْراً مِنْ حَبائِلِهِمْ ** والحولُ يفعلُ ما لا تفعلُ الحيلُ ) 55 ( وَمِنْ بَدَائِعِكَ اسْتَخْرَجْتَ جَوْهَرَةً ** غَوَّاصُها البِيضُ وَالخَطِّيَّةُ الأَسَلُ ) 56 ( ** بحارها مقفراتُ البيدِ والحللُ ) 57 ( تشكو الحجالُ الَّتي تاهتْ بها زمناً ** فراقها بعدَ أنْ تاهتْ بها الكللُ ) 58 ( بَلَغْتَ ما أَنْتَ رَاجِيهِ وَآمِلُهُ ** فِيهِ وَلاَ بَلَغَ الْحُسَّادُ ما أَمَلُوا ) 59 ( لَكَ الْعَطايا الَّتي ما شابَها كَدَرٌ ** معَ الخلالِ الَّتي ما شانها خللُ ) 60 ( عَلَى جَمِيعِ الَّذي تَحْوِيهِ مِنْ نَشَبٍ ** منَ المكارمِ والٍ ليسَ ينعزلُ )
____________________
(1/300)
6( مَوَاهِبٌ تَخْلُفُ الأَنْوَاءَ غائِبَةً ** ويعجزً الغيثُ عنها وهوَ محتفلُ ) 6( أمَّا عفاتكَ لا أكدوا فما لهمُ ** إِذَا الْمَطامِعُ طاحَتْ عَنْكَ مُرْتَحَلُ ) 6( جاءَتْ وَسائِقُها وَخْذٌ وَسابِقُها ** إلى حياضكَ يا بحرَ النَّدى عجلُ ) 64 ( فَأَقْلَعَ الْمَحْلُ عَنْهُمْ حِينَ مُدَّ لَهُمْ ** لِيَرْتَعُوا فِي كَلاَ إِنْعامِكَ الطِّوَلُ ) 65 ( يقبِّلونَ ثرىً دامتْ تظلِّلهُ ** سُحْبُ النَّدى فَهْوَ فِي افْيائِها خَضِلُ ) 66 ( لمْ يظفروا بطريقٍ نحوَ ملككَ ما ** تزاحمُ النَّاسَ فيهِ الخيلُ والإبلُ ) 67 ( فالعيسُ تدرسُ أيدي الخيلِ ما وطستْ ** والمقرباتُ تعفِّي وطأها القبلُ ) 68 ( فاشرعْ لهمْ طرقاً ما ذلِّلتْ فلقدْ ** ضاقتْ بمنْ جاءَ يبغي جودكَ السُّبلُ ) 69 ( وَاسْلَمْ وَلاَ زَالَتِ الأَعْيَادُ عَائِدَةً ** والعزُّ مقتبلٌ والظِّلُّ منسدلُ ) 70 ( ظهرتَ فينا فأقررتَ العيونَ وما ** يعدو بقاءكَ منْ يدعو ويبتهلُ )
____________________
(1/301)
7( وزانَ جيشكَ لمَّا سارَ أربعةٌ ** إنْ ناضلوا نضلوا أوْ فاضلوا فضَلوا ) 7( عَلَوْا جُدُوداً وَأَجْدَاداً فَفَخْرُهُمُ الْ ** مُذَاعُ مُتَّصِلٌ طَوْراً وَمُنْفَصِلُ ) 7( تفصيلهُ ابنُ بويهٍ وابنُ زائدةٍ ** وَعِنْدَ نَصْرٍ حَلِيفِ الْجُودِ يَتَّصِلُ ) 74 ( وأنتَ يا أكرمَ الآباءِ والدُهمْ ** فمجدهمْ في الورى ماضٍ ومقتبلُ ) 75 ( بقوا ولاَ خيَّموا إلاّ على شرفٍ ** مدى الزَّمانِ ولا خاموا ولاَ خملوا ) 76 ( يَا نَاصِرَ الدِّينِ بِالجِدِّ ارْتَقَيْتَ إِلى ** هذَا الْمَحَلِّ عَلَى أَنَّ الْعُلى نِحَلُ ) 77 ( وبالحروبِ الَّتي سعَّرتها اعتزلَ ال ** بِلادَ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلُ يَعْتَزِلُ ) 78 ( وَلَيْسَ يَجْتَمِعُ التَّدْبِيرُ وَالْخَللُ ** إِذَا تَفَارَقَتِ الأَسْيَافُ وَالْخِلَلُ ) 79 ( لَقَدْ مَلأَتْ الْقَوَافِي فَوْقَ مَا وَسِعَتْ ** فما لها عنكَ تعريدِ ولاَ ميلُ ) 80 ( فضائلٌ ملأتْ شعري بكثرتها ** مِنْ أَنْ يَفُوزَ بِهِ التَّشْبِيبُ وَالْغَزَلُ )
____________________
(1/302)
8( فَاسْمَعْ لِمُحْكَمَةٍ فِي الأَرْضِ حاكِمَةٍ ** كَالشَّمْسِ مَكَّنَهَا مِنْ بُرْجِهِ الْحَمَلُ ) 8( سَرِيعَةِ السَّيْرِ إِلاَّ أَنَّهَا أَبَداً ** تقيمُ في كلِّ أرضٍ وهيَ ترتحلُ ) 8( ولا تكرَّرُ في سمعٍ فيحدثَ منْ ** تَكْرَارِهَا ضَجَرٌ مِنْهَا وَلاَ مَلَلُ ) 84 ( جَلَّتْ صِفاتُكَ عَنْ قَوْلٍ يُحِيطُ بِها ** حَتّى اسْتَوى شَاعِرٌ فِيها وَمُنْتَحِل ) 85 ( مناقبٌ في أقاصي الأرضِ قدْ شُهرتْ ** فما اعترى مطنباً في وصفها خجَلُ ) 86 ( أُعِيذُ مَجْدَكَ مِنْ عَيْنِ الْكَمالِ فَكَمْ ** أصابتِ العينُ أملاكاً وما كملوا )
____________________
(1/303)
البحر : مجزوء الرمل ( فِتْيَةٌ قَدْ قَطَعُوا الدَّهْ ** رَ اغْتِبَاقاً وَاصْطِباحا ) ( يَحْمِلُونَ الرَّاحَ بَالرَّا ** حِ غُدُوّاً وَرَوَاحا ) ( وَإذا ما سئلوا الجو ** دَ غَدَا المَالُ مُبَاحا ) 4 ( وَإذا قيلَ اركبوا قدْ ** غَلَبَ الجِدُّ المُزاحا ) 5 ( جَعَلُوا الكاسَاتِ بِيضاً ** وَالرَّيَاحِينَ رمَاحا )
____________________
(1/304)
البحر : وافر تام ( أرى سفهاً ولوْ جاءَ العذولُ ** بِحَقٍّ أَنْ أَقُولَ كَمَا يَقُولُ ) ( فَمَا مِنِّي إِلى لَوْمٍ جُنُوحٌ ** وَلاَ عِنْدِي لِتَعْنِيفٍ قَبُول ) ( وكيفَ يبلُّ منْ داءٍ دفينٍ ** عليلٌ ما يبلُّ لهُ غليلُ ) 4 ( أَحِنُّ لَدى الْمَنازِلِ وَهْيَ قَفْرٌ ** كَما حَنَّتْ لَدى الْبَوِّ الْعَجُولُ ) 5 ( وأشتاقُ الدِّيارَ وساكنيها ** كما يشتاقُ صحَّتهُ العليلُ ) 6 ( بَكَيْتُ لِهَجْرِهِمْ حِيناً وَحِيناً ** لِبُعْدِهِمُ وَقَدْ أَزِفَ الرَّحِيلُ ) 7 ( فَلَمْ تَذَرِ النَّوى وَالْهَجْرُ دَمْعاً ** تجادُ بهِ المعالمُ والطُّلولُ ) 8 ( وممَّا شفَّني وجدٌ عزيزٌ ** يحاولُ قهرهُ صبرٌ ذليلُ ) 9 ( جَزى الرِّيحَ الدَّبُورَ اللّهُ خَيْراً ** فلي منها إذا هبَّتْ رسولُ )0 ( أحمِّلهُ إلى سلمى سلاماً ** تَرُدُّ جَوَابَهُ الرِّيحُ الْقَبُولُ )
____________________
(1/305)
1( وَدُونَ الظَّاعِنِينَ نَوىً شَطُونٌ ** عرتنا قبلها وهمُ حلولُ )( خُطُوبٌ يَبْعُدُ الأَدْنَوْنَ مِنْها ** ويقطعُ عندها البرُّ الوصولُ )( وعندَ أبي المظفَّرِ إنْ ألمَّتْ ** مَقِيلٌ مِنْ عَوَادِيها مُقِيلُ )4 ( بِهِ اغْتُفِرَتْ جِنَاياتُ اللَّيالِي ** وَأَنْجَزَ وَعْدَهُ الزَّمَنُ الْمَطُولُ )5 ( أَضافَ إِلى النَّدى المُنْهَلِّ بَأْسَّا ** يَهُونُ عَليهِ فِيه مَا يَهُولَ )6 ( أبادَ مخالفاً وأفادَ ذكراً ** تَزُولُ الرَّاسِياتُ وَما يَزُولُ )7 ( وَأَمْناً تَعْجَبُ الأَيَّامُ مِنْهُ ** وَعَدْلاً مالَهُ فِيهِ عَدِيلُ )8 ( تَدُورُ عَلى الأَدَانِي وَالأَقاصِي ** مواهبهُ ولمْ تدُرِ الشَّمولُ )9 ( مساعٍ وعَّرتْ سبلَ المعالي ** فَلَيْسَ إِلى اللَّحاقِ بِها سَبِيلُ )0 ( وَشَاعَ حَدِيثُها حَتّى تَساوى الْ ** عَلِيمُ بِما تُؤَثِّلُ وَالْجَهُولُ )
____________________
(1/306)
2( فأيقنَ منْ حوى ملكاً بجدٍّ ** وحظٍّ أنَّهُ فيهِ دخيلُ )( نحا شرفُ الملوكِ بلاَ دليلٍ ** طَرَائِقَ لَيْسَ يَعْرِفُها دَلِيلُ )( فَوَعْرُ الْمَكْرُماتِ عَلَيْهِ سَهْلٌ ** وصعبُ النَّائباتِ لهُ ذلولُ )4 ( نَدىً تَحْيَا الْعُفَاةُ بِهِ وَعِزٌّ ** تموتُ بهِ الضَّغائنُ والذُّحولُ )5 ( وعزمٌ لا يمينٌ ولاَ يمنِّي ** وَرَأْيٌ لاَ يُفَلُّ وَلاَ يَفِيلُ )6 ( حمى ذا الشَّامَ أجمعهُ هزبرٌ ** لَهُ بِالْقَلْعَةِ الشَّمَّاءِ غِيلُ )7 ( مخوفٌ والصَّوارمُ لمْ تجرَّدْ ** وَلاَ أَخْلَتْ مَرَابِطَها الْخُيُولُ )8 ( وليسَ يريمُ أسماعَ الأعادي ** صليلُ ظبىً يمازجهُ صهيلُ )9 ( ففي كفِّ الخلافةِ حينَ يسطو ** حُسَامٌ لاَ يُلِمُّ بِهِ كُلُولُ )0 ( فلاَ يأذنْ إلى الإرجافِ مصغٍ ** يميلُ بهِ الهوى أنّى يميلُ )
____________________
(1/307)
3( فَكُلُّ عُدَاةِ هذَا الْمُلْكِ أَسْرى ** وَهَيْبَتُكَ الْجَوامِعُ وَالكُبُولُ )( وَما تَخْشَى عِدىً لاَ أَسْرَ فِيهِمْ ** وإنْ كثرَ المشرَّدُ والقتيلُ )( وليسَ يخيبُ حينَ تجودُ إلاَّ ** مُشِيرٌ بِاخْتِصارِكَ أَوْ عَذُولُ )4 ( فداؤكَ منْ نزاهتهُ لأمرٍ ** يخافُ ومنْ نباهتهُ خمولُ )5 ( ففي قلبِ السِّيادةِ منهُ غلٌّ ** تكنَّفهُ وسؤددهُ غلولُ )6 ( وَمَغْرُورٌ رَأَى الإِقْدَامَ يُرْدِي ** فعاودَ يستميلُ ويستقيلُ )7 ( كَسَيْلٍ عَزَّهُ طَوْدٌ مُنِيفٌ ** فأعرضَ حينَ عارضهُ مسيلُ )8 ( فكانتْ عزمةً ذهبتْ ضلالاً ** إلى أنْ أصحبَ الرَّأيُ الأصيلُ )9 ( فَأَوَّلُها اعْتِدَاءٌ وَاغْتِرَابٌ ** وَآخِرُهَا وِدَادٌ بَلْ نُكُولُ ) 40 ( وغايةُ منْ غزا لينالَ غنماً ** وَأَعْيَتْهُ مَطالِبُهُ الْقُفُولُ )
____________________
(1/308)
4( لأخفقَ ظنُّهُ واعتاضَ ودّاً ** على غيرِ الزَّمانِ بهِ يصولُ ) 4( فَإِنْ تَخِبِ الصَّوَارِمَ وَالْعَوَالِي ** فَلَمْ يَخِبِ الكِتابُ وَلاَ الرَّسُولُ ) 4( فما للرُّومِ لا عدموا ضلالاً ** يَغُرُّهُمُ الرَّجاءُ الْمُسْتَحِيلُ ) 44 ( عَهِدْتُهُمُ تَخُونُهُمُ الأَمانِي ** متى صارتْ تخونهمُ العقولُ ) 45 ( لذا منعوكَ حقَّكَ واستعاضوا ** بِهِ بَدَلاً فَمَا ثَبَتَ الْبَدِيلُ ) 47 ( نَزَلْتَ بِأَخْذِهِ قَسْراً جَدِيراً ** وأنتَ بردِّهِ كرماً كفيلُ ) 48 ( يَحِلُّ النَّاسُ مَا عَقَدُوهُ غَدْراً ** وَعَقْدُكَ لاَ يُحَلُّ وَلاَ يَحُولُ ) 49 ( ومنْ أعززتَ ليسَ لهُ مذلٌّ ** ومنْ أذللتَ ليسَ لهُ مديلُ ) 50 ( وهلْ تعصي الفروعُ على همامٍ ** متى ما همَّ لمْ تعصِ الأصولُ ) 5( فكيفَ بهمْ إذا ما الخيلُ بثَّتْ ** فُحُولاً فَوْقَ أَظْهُرِهَا فُحُولُ )
____________________
(1/309)
5( يُبَرْقِعُها الْقَنَا فِي كُلِّ حَرْبٍ ** نجيعاً ما لها منهُ شليلُ ) 5( ويكسو الصُّبحَ منْ نقعٍ خضاباً ** كَلَيْلٍ وَالنُصُولُ بِهِ نُصُولُ ) 54 ( أَبَى لَكَ أَنْ تُسَامَ الْخَسْفَ عَزْمٌ ** بأسيافِ العدى منهُ فلولُ ) 55 ( ليحوِ الفخرَ عصرٌ أنتَ فيهِ ** فَإِنَّكَ لِلزَّمَانِ يَدٌ تَصُولُ ) 56 ( تَكَلَّفَهَا لِنَفْيِ الْبُخْلِ عَنْهُ ** وقدْ يسني عطيَّتهُ البخيلُ ) 57 ( ولستَ مطاولاً في المجدِ إلاَّ ** إِذَا طَالَتْ عَلى الْغُرَرِ الْحُجُولُ ) 58 ( عَلَتْ جَدْوَاكَ أَقْوَالِي وَقِدْماً ** عَلَوْتُ الْمُنْعِمِينَ بِمَا أَقُولُ ) 59 ( بِهَا أَدْرَكْتُ آمَالِي وَبَيْنِي ** وَبَيْنَ قَرِيبِهَا أَمَدٌ طَوِيلُ ) 60 ( فنابُ الدَّهرِ عنِّي اليومَ نابٍ ** لَدَيْكَ وَطَرْفُهُ دُونِي كَحِليلُ ) 6( وَكُنْتَ لِرَيْبِهِ هَدَفاً إِلى َ أَنْ ** غَطَانِي ظِلُّ أَنْعُمِكِ الظَّلِيلُ )
____________________
(1/310)
6( سَأَشْكُرُهَا مُبيناً عَنْ ثَنَاءٍ ** يُقَصِّرُ عَنْ مَدَاهُ مَنْ يُطِيلُ ) 6( خفيفٍ حمَّلَ الحسّادَ ثقلاً ** مقيمٍ وهوَ في الدُّنيا يجولُ ) 64 ( تَضَمَّنَهُ قَرَاطِيسٌ سَتُطْوَى ** وينشرُ فضلها جيلٌ فجيلُ ) 65 ( كَوَاكِبُ فِي سَمَاءِ عُلاكَ زُهْرٌ ** ولكنْ مالها عنها أفولُ )
____________________
(1/311)
البحر : خفيف تام ( عَوِّضُونا مِنَ السُّهادِ الرُّقادا ** فلعلَّ الخيالَ أنْ يعتادا ) ( صحةُ الشوقِ أحدثتْ علةَ الصب ** رِ وَبُعْدُ المَزَارِ أَدْنى السُّهَادا ) ( كمْ عذولٍ عليكمُ رامَ إصلاَ ** حِي فَكانَ المَلاَمُ لِي إِفْسادا ) 4 ( كُلَّما زَادَ عَذْلُهُ زَادَ وَجْدي ** وَكِلاَنَا في شَأْنِهِ قَدْ تَمَادا ) 5 ( ثُمَّ رَافَقْتُمُوهُ إِذْ جَاءَ يَلْحَا ** ني فألاَّ رافقتمُ العوادا ) 6 ( كَيْفَ يُصْغِي إِلى المَلاَمَةَ فِيكُمْ ** منْ يرى الغيَّ في هواكمْ رشادا ) 7 ( مَنْ لِقَلبٍ أَصْلَيْتُمُوهُ لَظى الجَمْ ** رِ وَجَنْبٍ أَفْرَشْتُمُوهُ القَتَادا ) 8 ( بَعْدَ عَيْشٍ حَكى الشَّبَابَ بَلَوْنَا ** هُ حميداً وَقدْ مضى ما عادا ) 9 ( وَنأيتمْ معَ الدنوَّ فما أن ** كَرْتُ لَمَّا نَأَى المَحَلُّ البِعَادا )0 ( وَوراءَ الحمى بوادٍ بوادٍ ** تمنهُ السمرُ سربهُ أن يصادا )
____________________
(1/312)
1( وَمهىً لها اعتناءٌ بمنْ ها ** مَ وَلاَ لفتةٌ إلى منْ فادا )( ما عرفنَ البكاءَ يوماً وَكمْ أب ** كَيْنَ عَيْناً وَكَمْ تَبَلْنَ فُؤَادا )( كُلُّ حَسْنَاءَ لاَ تَجُودُ بِإِحْسَا ** نٍ ورودٍ لاَ تحسنُ الإروادا )4 ( وَأَرى العِشْقَ وَالثَّمانُونَ تَنْهى ** عنهُ رأياً فارقتُ فيهِ السدادا )5 ( وَعَرَتْنِي نَوَائِبٌ تُبْطِلُ الحَ ** قَّ وَتُعْطِي غَيْرَ المُحِقِّ المُرَادا )6 ( وَأخلاءَ يضمرونَ ليَ الشح ** نَاءَ وَدْءَاً وَيُظْهِرُونَ وِدَادا )7 ( قَدَحُوا فِي فَضَائِلٍ حُرِمُوهَا ** بزنادٍ لاَ تعدمُ الإصلادا )8 ( وَقديماً كمِ ابتغى نقضَ حبلي ** جَاهِلٌ بِي فَزَادَهُ إِحْصَادا )9 ( لا مَلاَمٌ لَهُمْ وَهَلْ لِيَمتِ الرِّي ** حُ إِذَا لَمْ تُزَعْزِعِ الأَطْوَادا )0 ( منْ يذدْ بالتمويهِ عنْ موردِ العزَّ ** فإني عنْ وردهِ لنْ أذادا )
____________________
(1/313)
2( صنتُ نفسي عنِ اللحاقِ بقومٍ ** بلغَ الحرصُ فيهمُ ما أرادا )( وَ زوتني عنهُ مواهبُ ملكٍ ** جلَّ عنْ أنْ يهزَّ أوْ يستزادا )( يَفْعَلُ الدَّهْرُ جَاهِداً كُلَّ مَا شَا ** ءَ وَلَمْ يُلْفَ هَادِماً مَا شَادا )4 ( وَاعِدٌ بَالغِنى فَلاَ يُخْلِفُ الوَعْ ** دَ وَيعفو فيخلفُ الإيعادا )5 ( وَبعيدُ المرامِ ، ما قالتِ الأع ** داءُ حازَ الكمالَ إلاَّ وَزادا )6 ( فَاتَ أَمْلاَكَ عَصْرِهِ فَبِحَقٍّ ** حلَّ أعلى الربى وَحلوا الوهادا )7 ( خَنعُوا وَانْتَخى وَعَزَّ وَذَلُّوا ** وَهَوَوْا واعْتَلى وَضَنُّوا وَجَادا )8 ( فَعَلاتٌ عَمَّتْ رَبِيعَةَ بِالفَخْ ** رِ وَكعباً وَخصتِ الشدادا )9 ( وَمعالٍ ما قصرتْ دونها الأ ** مالُ إلاَّ لتعذرَ الحسادا )0 ( سَدَّ أَقْطَارَهَا عَلَى النَّاسِ مَنْ سَا ** دَ وَلَمْ تُكْسَ عَارِضَاهُ سَوَادا )
____________________
(1/314)
3( يا بنَ منْ ذللوا النوائبَ بالقه ** رِ وَأَعْطَاهُمُ الزَّمَانُ القِيَادا )( منْ ملوكٍ لها العواصمُ دارٌ ** وَمُلُوكٍ تَقَيَّلُوا بَغْدَادا )( عُصَبٌ إِنْ جَرَوْا إِلى الجُودِ وَالإِقْ ** دامِ بذوا الأجوادَ وَالأنجادا )4 ( وَأَبَوْا أَنْ يَفُوزَ سَاعٍ بِمَجْدٍ ** لمْ يكنْ منْ خلالهمْ مستفادا )5 ( فقتَ هذا الورى جدوداً وَآبا ** ءً وَفُقْتَ الآبَاءَ وَالأَجْدَادا )6 ( طُلْتَ طَوْلاً وَهِمّةً وَمَحَلاًّ ** وَمحالاً وَنجدةً وَنجادا )7 ( وَأَبَتْ مَا أَبَيْتَ بِيضٌ حِدَادٌ ** أَبَداً تُلْبِسُ النِّسَاءَ حِدَادا )8 ( مرهفاتٌ إنْ بزها سخطكَ الأغ ** مَادَ عِيضَتْ مِنَ الطُّلى أَغْمادا )9 ( لَوْ أَبَانَتْ عَنْ ذِكْرِ مَنْ عَاصَرَتْهُ ** ذكرتْ تبعاً وَلمْ تنسَ عادا ) 40 ( وَعتاقٌ مقورةٌ تسبقُ الأو ** هَامَ إِذْ غَيْرُهَا يُبَارِي الجِيَادا )
____________________
(1/315)
4( تَرِدُ الرَّوْعَ وَهْيَ دُهْمٌ مِنَ النَّقْ ** عِ وَيصدرنَ بالنجيعِ ورادا ) 4( إِنْ أَرَدْنَ البَعِيدَ كَانَ قَريباً ** أوْ وردنَ البحارَ صارتْ ثمادا ) 4( لمْ تزلْ توسعُ الخلافةَ بالنص ** حِ اجتهاداً وَالمشركينَ جهادا ) 44 ( نَهَضَاتٌ أَوْهَتْ قُوَى مَلِكِ الرُّو ** مِ فحلَّ الثرى بها أوْ كادا ) 45 ( وَلقدْ نازلتْ مدينتهُ العظ ** مى حُمَاةٌ لاَ يَأْلَمُونَ الجِلاَدا ) 46 ( يَبْذُلُونَ النُّفُوسَ فِي طَاعَةِ اللّ ** هِ احْتِسَاباً وَيَذْكُرُونَ المَعَادا ) 47 ( منْ يردْ مطلباً بجدكَ لاَ يك ** دِي وَمَنْ كُنْتَ رِدْءَهُ لَنْ يُكادا ) 48 ( أَغْمَدَ الرُّومُ عَنْ حِمَايَتِهَا البِي ** ضَ وَلَمْ يَشْرَعُوا القَنَا المُنادا ) 49 ( وَإذا النارُ نامَ موقدها عن ** هَا فَأَجْدِرْ بِأَنْ تَحُولَ رَمَادا ) 50 ( ربَّ أمرٍ مريدهُ لاَ يناوى ** جَرَّ أَمْراً وَلِيدُهُ لاَ يُنَادا )
____________________
(1/316)
5( قصدتهمْ منْ سابقٍ عزماتٌ ** لاَ تَعَدّى سِهَامُها الإِقْصَادا ) 5( صَادِقَاتٌ كَأَنَّ بَيْنَ المَنَايَا ** يومَ تنضى وَبينها ميعادا ) 5( وَدواءُ الداءِ الذي فتَّ في الأع ** ضَادِ خَوْفاً وَفَتَّتَ الأَكْبَادا ) 54 ( جزيةٌ إنْ رضيتها تؤمنُ الأنف ** سُ منْ أنْ تفارقَ الأجسادا ) 55 ( أوْ خروجٌ عنها فقدْ آنَ للمس ** روقِ بعدَ المطالِ أنْ يستعادا ) 56 ( كمْ بغى حصرها عزيزٌ فألفا ** هُ عَزِيزاً صَعْبَ المَرامِ فَحَادا ) 57 ( وَأبى اللهُ أنْ يشاركَ فيهِ ** فاختصاصاً بفخرهِ وَانفرادا ) 58 ( وَقدتْ عزها ملوكٌ تناءوا ** عَنْ طَرِيفِ العُلى فَعَدُّوا التِّلادَا ) 59 ( يا بني صالحٍ بكمْ صلحَ الده ** رُ وَقدْ كانَ لا يريمُ الفسادا ) 60 ( وَزَمَاناً مَا زِلْتُ أَسْأَلُ عَنْكُمْ ** فكفتني رؤياكمُ الإسنادا )
____________________
(1/317)
6( وَشهدتُ البحورَ قدْ كفتِ الورَّ ** ادَ أَنْ يَبْعَثُوا لَهَا رُوَّادا ) 6( وَرَغِبْتُمْ فِي المَكْرُمَاتِ فَجُدْتُمْ ** وَأرى الناسَ غيركمْ زهادا ) 6( وَلقدْ فازَ بالخلودِ كرامٌ ** تخذوا الحمدَ عدةً وَعتادا ) 64 ( بعطايا تترى مئينَ وَآلا ** فاً وَتلفى فيمنْ ترى أفرادا ) 65 ( وَسواكمْ إذا تكلفَ معرو ** فاً وَإنْ قلَّ أكثرَ الإعتدادا ) 66 ( سكنَ الخلقُ منْ جواركَ ظلاً ** زَادَهُ اللّهُ بَسْطَةً وَامْتِدَادا ) 67 ( وَ توالتْ أيامُ ملككَ أعيا ** داً فكدنا لاَ نعرفُ الأعيادا ) 68 ( وَجمعتَ الأهواءَ منْ بعدِ تشتي ** تٍ برأيٍ يؤلفُ الأضدادا ) 70 ( قدْ كثرتَ الملوكَ فضلاً وَإفضا ** لاً وَعدلاً فأكثرهمُ أولادا ) 7( وَاتْلُ نَصْراً بِكُلِّ قَرْمٍ هُمَامٍ ** آمنٍ أنْ يطالَ أوْ أنْ يسادا )
____________________
(1/318)
7( لترى منهمُ حيالكَ آسا ** داً وَمنْ ولدِ ولدهمْ آسادا ) 7( عِشْ لِعَافٍ أَنْسَيْتَهُ الفَقْرَ إِصْفَا ** داً وَعانٍ فككتَ عنهُ الصفادا ) 74 ( وَلْيَزِدْ أَمْرُكَ المُطاعُ نَفَاذاً ** ) 75 ( فَسَأُبْقِي عَلَيْكَ مَا أمْكَنَ القَوْ ** لُ ثناءً حتى المعادِ معادا ) 76 ( بقوافٍ ليستْ تفارقُ مغنا ** كَ عَلَى أَنَّها تَجُوبُ البِلاَدا ) 77 ( قَدْ حَمَاهَا مَنْ أَجْزَلَ النَّقْدَ إِذْ زُفَّ ** تْ إِلَيْهِ وَأَحْسَنَ الإِنْتِقَادا ) 78 ( عنْ جهولٍ يعدها منْ عداهُ ** وَعدوًّ منْ سمعها يتفادا ) 79 ( وَقبيحٌ أنْ أدعي الفضلَ فيها ** بعدَ أنْ أنطقتْ علاكَ الجمادا )
____________________
(1/319)
البحر : كامل تام ( أَجْدِرْ بِمَنْ عادَاكَ أَنْ يَتَذَلَّلا ** وبمنْ أردتَ لقاءهُ أنْ ينكلا ) ( لمْ يزجِ أرمانوسُ نحوكَ رسلهُ ** حتّى تخوَّفَ أنْ يكونَ الفيصلا ) ( كَالْعَيرِ يُوْعِرُ جاهِداً فَإِذَا رَأَى ** إِيْعارَهُ ضَرَراً عَلَيْهِ أَسْهَلا ) 4 ( قدْ نابَ عنْ إسلامهِ استسلامهُ ** بَعْدَ الْخُضُوعِ عَلَيْهِ سِتْراً مُسْبَلا ) 5 ( ما فَالَ رَأْيُ الرُّومِ لَما عاجَلُوا ** طَلَبَ الأَمانِ مَخافَةً أَنْ يُعْجَلا ) 6 ( فَاسْتَنْزَلُوا عَنْ مُلْكِهِمْ مَنْ لاَ يُرى ** فِيهِ بِمِثِلِ فِعَالِهِمْ مُسْتَنْزَلا ) 7 ( واستصفحوا هذي الصِّفاحَ فأطفؤا ** بخضوعهمْ منها حريقاً مشعلا ) 8 ( قدْ ماجَ بحرهمُ فلمْ يحفلْ بهِ ** بَحْرٌ يُغادِرُ كُلَّ بَحْرٍ جَدْوَلا ) 9 ( وَالرِّيحُ إِنْ هَبَّتْ يَهُزُّ هُبُوبُها ** نارَ الذُّبالِ بأنْ تحرِّكَ يذبلا )0 ( عنيتْ بشمسِ العزمِ بعدَ بزوغها ** في . . . . . . . . . . . . . )
____________________
(1/320)
1( وَلَوَ انَّها طَلَعَتْ عَلَيْهِمْ طَلْعَةً ** لَرَأَيْتَهُمْ مِنها هَباءً مُهْمَلا )( في هدنةٍ قدْ قلَّدتهمْ منَّةً ** تأبى صنائعُ ربِّها أنْ تجهلا )( ضلَّ السَّبيلَ فلمْ يفزْ بنجاتهِ ** مَنْ ظَلَّ يَطْلُبُ غَيْرَ عَفْوِكَ مَوْئِلاً )4 ( فليقهرِ الأديانَ غيرَ مدافعٍ ** دِينٌ غَدَوْتَ بِنَصْرِهِ مُتَكَفِّلا )5 ( أمبلِّغَ الرُّسلِ المرادَ لقدْ رأوا ** مِنْ دُونِ قَصْرِكَ ما يَسُوءُ الْمُرسِلا )6 ( جيشاً تظلُّ لهُ الشَّواهقُ خشَّعاً ** وَتكادُ مِنْهُ الأَرْضُ أَنْ تَتَزلْزَلا )7 ( حتّى رأوكَ ومنْ رآكَ فلمْ يرعْ ** يئسوا وقدْ نظروكَ ذاكَ الجحفلا )8 ( وَتَحَقَّقُوا ما رَابَهُمْ بِتَوَهُّمٍ ** وَرَأَوْا عِياناً ما رَأَوْهُ تَخَيُّلا )9 ( خطبتْ إليكَ السِّلمَ أملاكُ الورى ** فَغَدَتْ وُفُودُهُمُ بِبابِكَ مُثَّلا )0 ( كَمْ قَدْ أَتَتْكَ مُخِفَّةً وَأَعَدْتَها ** لاَ تَسْتَطِيعُ بِما أَنَلْتَ تَحَمُّلا )
____________________
(1/321)
2( شيَّدتَ للإسلامِ فلتسلمْ لهُ ** بِعُلاَكَ عِزّاً لاَ يَرِيمُ مُؤَثَّلا )( لاَ يَطْمَعَنَّ بِأَنْ يُسَامِيَ ذَا الْعُلى ** سامٍ ولوْ كانَ السِّماكَ الأعزلا )( كلاَّ ولاَ ريّاً يؤمِّلُ دونها ** ظَامٍ وَلَوْ شَامَ الْغُيُوثَ الْهُطَّلا )4 ( لَمَّا ارْتَضَتْكَ لَهَا الْخِلاَفَةُ عُدَّةً ** ثُمَّ انْتَضَتْكَ فَكُنْتَ عَضْباً مِقْصَلا )5 ( أَصْبَحْتَ صاحِبَ رَأْيها إِنْ عَضَّها ** زَمَنٌ وَحاسِمَ دَائِها إِنْ أَعْضَلا )6 ( ولتذخرنْ طيُّ العصاءِ لرعي ما ** أبقيتَ ولتذرِ الوشيجَ الذُّبَّلا )7 ( قدْ أصبحوا فرقاً بكلِّ مفازةٍ ** فَرَقاً مِنْ النَّارِ الَّتي لاَ تُصْطَلا )8 ( أنزلتهمْ دارَ الهوانِ ولوْ رضوا ** بِسُطى سِوَاكَ لَما ارْتَضَوْها مَنْزِلا )9 ( وسلبتَ حسَّاناً بعزِّكَ عزَّةً ** وَلكَانَ ذَا وَجْدٍ بِما عَنْهُ سَلا )0 ( فاذعرْ بذا العزمِ الأسودَ الغلبَ في ** غاباتِها وَذَرِ النَّعامَ الْجُفَّلا )
____________________
(1/322)
3( فسيوفُ عزمكَ لوْ لقيتَ مهلهلاً ** يومَ الكلابِ بها لعادَ مهلِّلا )( وَسِهامُ رَأْيِكَ ما رَمَيْتَ بِها الْعِدى ** إِلاَّ أَصارَتْ كُلَّ عُضْوٍ مَقْتَلا )( وليلبسِ الطَّوقَ المرصَّعَ ناكثٌ ** وجدَ الصَّليبَ أخفَّ منهُ محملا )4 ( وليهنِ مولانا عزائمُ غادرتْ ** متذلِّلاً منْ لمْ يزلْ متدلِّلا )5 ( وَانْتَابَهُ أَهْلُ البِلادِ وَطَالَما ** قدْ رامَ عنهُ أهلهُ متحوَّلا )6 ( قَدْ صَارَ صُبْحُ الشَّامِ لَيْلاً مُسْفِراً ** وَلَكانَ فِيهِ الصُّبْحُ لَيْلاً أَلْيَلا )7 ( مذْ ظلَّ بأسكَ عونهُ إنْ نابهُ ** خَطْبٌ وَجُودُكَ غَيْثَهُ إِنْ أَمْحَلا )8 ( فَلْيَرْمِ مَنْ أَصْبَحْتَ عُدَّتَهُ الْعِدى ** بكَ عنْ يقينٍ أنَّهُ لنْ ينضلا )9 ( وَلْيَرْقَ مَنْ رَامَ الْعُلُوَّ بِنائِلٍ ** فَنَدَاكَ يَحْكِي الْعَارِضَ الْمُتَهَلِّلا ) 40 ( فبمثلِ هذا البأسِ يحمي منْ حمى ** وبمثلِ هذا الجودِ يعلو منْ علا )
____________________
(1/323)
4( أيُّ الخلائقِ لمْ تدنْ لكَ طاعةً ** أَيُّ الْمَدَائِنِ لَمْ تَصِرْ بِكَ مَعْقِلا ) 4( لوْ قيلَ للأيَّامِ وهيَ خبيرةٌ ** هلْ كالمظفَّرِ في الأنامِ لقلنَ لا ) 4( إنَّ الزَّمانُ أرادَ كشفكَ للورى ** فسطا لتردعهُ وجارَ لتعدلا ) 44 ( فعدلتَ حتّى لمْ تجدْ متظلِّماً ** ومنعتَ حتّى لمْ تدعْ متبذِّلا ) 45 ( عِزٌّ أَنَالَكَ ذُو الْجلاَلِ بَقَاءَهُ ** فلقدْ حويتَ بهِ الفخارُ مكمَّلا ) 46 ( وَأَرَاكَ مَحْمُوداً مُبَلَّغَ رُتْبَةٍ ** ما نالَ أدناها الأكاسرةُ الألى ) 47 ( فلقى الشَّآمَ وساكنيهِ عصمةً ** أنْ أصبحَ الضِّرغامُ فيهِ مشبلا ) 48 ( مَلِكٌ إِذَا حَمَلَ الْمَغارِمَ عَنْهُمُ ** أَجْزى وَإِنْ بَذَلَ الْمَكارِمَ أَجْزَلا ) 49 ( سهلٌ على الطُّلاَّبِ صعبٌ في الورى ** أَكْرِمْ بِهِ مُسْتَصْعِباً مُسْتَسْهِلا ) 50 ( يا مصطفى الملكِ المظفَّرَ لمْ تدعْ ** في ذا الثَّناءِ مجدٍّ مدخلا ؟ )
____________________
(1/324)
5( حرَّمتهُ إلاَّ عليكَ فلنْ ترى ** أَبَداً لِغَيْرِكَ مَا حَيِيتُ مُحَلَّلا ) 5( مَاذَا أَرُومُ وَكُلُّ أَكْدَرَ قَدْ صَفا ** لي في ذراكَ وكلُّ مرٍّ قدْ حلا ) 5( حسبُ المطامعِ روضُ بشركَ مرتعاً ** وكفى المنى منهلُّ جودكَ منهلا ) 54 ( والآنَ أغناني عنِ الثَّمدِ الحيا ال ** هامي وأنساني المحلَّ الممحلا )
____________________
(1/325)
البحر : طويل ( عليَّ لها أنْ أحفظَ العهدَ وَالودا ** وَإِنْ لَمْ يُفِدْ إِلاَّ القَطِيعَةَ وَالبُعْدا ) ( وَكمْ عاذلٍ فيها أشارَ بهجرها ** فَأَدَّى إِلى أَسْمَاعِنَا خَبَراً إِدَّا ) ( إذا ما أطالَ اللومَ قلتُ لهُ اتئدْ ** فِمَا عَاشِقٌ مَنْ لاَ يَرى غَيَّهُ رُشْدا ) 4 ( وَخدنُ الهوى منْ عدَّ إسخاطهُ رضىً ** وَإِكْدَارَهُ صَفْواً وَحَنْظَلَهُ شَهْدَا ) 5 ( وَلَوْ لَمْ يَرُضْنِي الشَّوْقُ وَالْهَجْرُ بُرْهَةً ** لَمَا كُنْتُ أَرْضى الْوَعْدَ وَالنَّائِلَ الثَّمْدَا ) 6 ( تَصَدَّتْ إِلى أَنْ قُلْتُ مَا الْهَجْرُ دِينُهَا ** وَصدتْ إلى أنْ صرتُ لاَأنكرُ الصدا ) 7 ( وَبانتْ فباتَ الطيفُ يعصي بحكمها ** يُوَاصِلُنِي سَهْواً وَيُهْجُرُنِي عَمْدَا ) 8 ( عشيةَ قالتْ لاَ يمتُّ بأنهُ ** مقيمٌ على دعواهُ منْ لمْ يمتْ وجدا ) 9 ( وَقَفْنَا مَعاً أَسْتَنْصِرُ الدَّمْعَ وَالضَّنى ** إذا ما انبرتْ تستنصرُ الطرفَ وَالقدا )0 ( وَسَهْمَ لِحَاظٍ يُؤْلِمُ الْقَلْبَ جُرْحُهُ ** أهانَ جراحاً تؤلمُ العظمَ وَالجلدا )
____________________
(1/326)
1( وَتَخْجَلُ مِنْ ظُلْمِي صُرَاحاً فَكُلَّما ** حَكى الْوَرْدَ خَدّاها حَكى دَمْعِيَ الْوَرْدَا )( وَما زِلْتُ مِنْ أُولى زَمانِيَ رَاغِباً ** بنفسيَ أنْ تبغي مآربها كدا )( وَأَنْ أَقْدَحَ النَّارَ الَّتي يُهْتَدى بِها ** إِلى الْحَظِّ ما كانَ الْخُضُوعُ لَها زَنْدَا )4 ( فَيا رَغْبَتي فِي الْحُبِّ عُودِي زَهادَةً ** فما أنتِ أولى رغبةٍ رجعتْ زهدا )5 ( ذَرِي الأَمَلَ المُعْتَلَّ تَلْقَيْ صَحِيحَهُ ** لدى ملكٍ أفعالهُ تخلقُ المجدا )6 ( إذَا جادَ لَمْ يَخْلُفْ مَوَاهِبَهُ الْحَيا ** وَإَنْ قالَ لَمْ يُخْلِفْ وَعِيداً وَلا وَعْدَا )7 ( وَإِنْ جادَتِ الأْنْوَاءُ فِي الْخِصْبِ فاتَها ** وَإنْ بخلتْ في المحلِ كانَ لها ضدا )8 ( وَإنْ عاقبَ الجانينَ صالَ وَما اعتدى ** وَإنْ سئلَ الإنعامَ أغنى وَما اعتدا )9 ( سَدِيدٌ إِذَا الْقَوْلُ نابَ عِنِ الظُّبى ** شَدِيدٌ عَلَى رَيْبِ الزَّمانِ إِذَا أشْتَدَّا )0 ( فدتْ سابقاً شوسُ الملوكِ فإنهُ ** حقيقٌ بأنْ يثنى عليهِ وَأنْ يفدا )
____________________
(1/327)
2( وَععزهمُ في المجدِ أبعدهمْ مدى ** على أنهُ بالمهدِ أقربهمْ عهدا )( وَأصفاهمُ ذهناً وَأنداهمُ يداً ** وَأَضْفاهُمُ ظِلاًّ وَأَوْفاهُمُ رِفْدَا )( يدلُّ وَلمْ يدللْ على نهجِ سؤددٍ ** كَذَاكَ النُّجُومُ الزُّهْرُ تَهْدِي وَلا تُهْدَا )4 ( سَلِيْلُ الأُلى حَلُّوا ذُرَى الْمَجْدِ بِالْقَنا ** وَخَلَّوْا لِمَنْ يَرْجُو لَحاقَهُمُ الْوَهْدَا )5 ( وَكمْ لهمُ منْ حاسدٍ بسطَ المنى ** وَلكنهُ أودى وَما نالَ ما ودا )6 ( وَتنطقُ أهلَ العيَّ أوصافُ مجدهمْ ** عَلَى أَنَّهُمْ إنْ فاخَرُوا أَخْرَسُوا اللُّدَّا )7 ( بَنِي صالِحٍ أَقْصَدْتُمُ مَنْ رَمَيْتُمُ ** وَأَحْيَيْتُمُ مَنْ أَمَّ مَعْرُوفَكُمْ قَصْدَا )8 ( سَقى اللّهُ دَوْحاً يُثْمِرُ الْحَتْفَ وَالْغِنى ** وَلاَ ملكتْ أيدي الخطوبِ لهُ عضدا )9 ( فَما وَخَدَتْ كُوم ؟ الْمَطِيِّ بِرَاغِبٍ ** وَلاَ راهبٍ إلاَّ بمدحكمُ تحدا )0 ( أفضتمْ على هذا الورى انعماً أبى ** تَوَاتُرُها أَنْ يَسْتَطِيعُوا لَها جَحْدَا )
____________________
(1/328)
3( وَأَنَّى يَهُمُّ الأَوْلِياءُ بِطَيِّها ** وَلَمْ يَجِدِ الأَعْدَاءُ مِنْ نَشْرِها بُدَّا )( جَنَوْا فَعَفَوْتُمْ وَأعْتَفَوْكُمْ فَجُدْتُمُ ** فَأَحْسَنْتُمُ الْبُقْيا وَأَجْزَلْتُمُ الرِّفْدَا )( وَذللتمُ صعبَ الزمانِ لأهلهِ ** فذلَّ وَقدْ كانَ الجماحُ لهُ وَكدا )4 ( وَمالَ إلى الإنصافِ منْ بعدِ جورهِ ** فأبدى الذي أخفى وَأخفى الذي أبدا )5 ( وَصَيَّرْتُمُ الْبَذْلَ الذَّي شاعَ ذِكْرُهُ ** مُضافاً إِلى الْعَدْلِ الذَّي يُوجِبُ الخُلْدَا )6 ( دروعاً على الأعراضِ لاَ قومُ تبعٍ ** قضوها وَلاَ داودُ أحكمها سردا )7 ( مَناقِبُ لَوْ أَنَّ اللَّيالِي تَوَشَّحَتْ ** بِأَذْيالِها لآبْيَضَّ مِنْهُنَّ ما اسْوَدّا )8 ( وَمُلْكٌ حَوَاهُ بَعْدَما شابَ صالِحٌ ** وَخُوِّلْتُمُوهُ بَعْدَهُ غِلْمَةً مُرْدَا )9 ( فأشرعتمُ قدامهُ وَوراءهُ ** صوارمَ تجتاحُ العدى وقناً ملدا ) 40 ( وَخَيْلاً إِذَا نادى الصَّريخُ تَهافَتَتْ ** إليهِ سراعاً تحملُ الغابَ وَالأسدا )
____________________
(1/329)
4( عِرَاباً كَساها النَّقْعُ مِمّضا يَحُوكُهُ ** جلالاً وَقدْ سدتهُ عاريةً جردا ) 4( وَنارَيْنِ لِلْمَعْرُوفِ وَالْبَأْسِ شُبَّتا ** لذي فاقةٍ يحبا وَذي إحنةٍ يردا ) 4( فنارُ قرىً دلتْ عليهِ وَطالما ** هَدَتْ عائِلاً قَدْ ضَلَّ وَاسْتَوفَدَتْ وَفدَا ) 44 ( وَنارُ وَغىً يَصْلى بِها كُلُّ حائِنٍ ** إذا ما بغى إطفاءها زادها وقدا ) 45 ( وَمنْ دونِ هذا العزَّ سيفُ خلافةٍ ** يفوقُ الظبى صفحاً وَيفضلها حدا ) 46 ( وَيَفْرُقُ ما بَيْنَ الْمَفارِقِ وَالَّلهى ** إِذَا ما عَرَا خَطْبٌ وَما فارَقَ الْغِمْدَا ) 47 ( أَيا مَنْ حَمى شُكْرِي بِفائِضِ نائِلٍ ** إذا رمتُ إحصاءً لهُ كثرَ العدا ) 48 ( وَأحسنَ بي يتلو أباهُ فما اعتدى ** وَاسرفَ في فعلِ الجميلِ وَما اعتدا ) 49 ( ألستَ ابنَ منْ أنستْ عطاياهُ كلَّ منْ ** همتْ يدهُ طوعاً وَكرهاً وَمنْ أجدا ) 50 ( وَكانَ ثوابُ المدحِ فيهمْ نسيئةً ** تُناسى إِلى حِينٍ فَعَجَّلَهُ نَقْدَا )
____________________
(1/330)
5( وَأَعْطَوْا قَلِيلاً ثُمَّ أَكْدَوا فَيَمَّمَتْ ** رِكابِيَ مَنْ أَعْطى كَثِيراً وَما أَكْدَا ) 5( فَعُوِّضْتُ مِنْ ذُلِّ الْمَطامِعِ عِزَّةً ** وَمِنْ خِيفَةٍ أَمْناً وَمِنْ عَدَمٍ وَجْدَا ) 5( بِظِلِّ كَرِيمِ النَّجْرِ وِالْيَدِ لَمْ تَلِدْ ** لَهُ مامَةٌ مِثْلاً وَلاَ نَجَلَتْ سُعْدَا ) 54 ( وَفِي ضِمْنِ تِلكَ الْمَكْرُماتِ كَرَامَةٌ ** ظفرتُ بها حراً فصرتُ لها عبدا ) 55 ( فَها أَنا ثاوٍ فِي جَنابِكَ لَمْ أَمِلْ ** إلى أملٍ ينحى وَلاَ منةٍ تسدا ) 56 ( يَعافُ وُرُودَ الطَّرْقِ مَنْ وَجَدَ الْحَيا ** وَيَأْبى الرِّضى بِالرَّشْحِ مَنْ جاوَرَ الْعِدَّا ) 57 ( هنيئاً لكَ العيدانِ ثانٍ وَأولٌ ** تودُّ الثريا أنْ تكونَ لهُ مهدا ) 58 ( وَوَاهِبُهُ الْمَسْؤُولُ فِي أَنْ يُرِيكَهُ ** هماماً سعيدَ الجدَّ وَابنَ ابنهِ جدا ) 59 ( وَلاَ زالَ منعوتاً بنعتِ سميهِ ** وَأَخْبارُهُ تُرْوى وَرَاحَتُهُ تَنْدَا ) 60 ( وَمالِيَ لاَ أُهْدِي إِلَيْكَ غَرَائِباً ** بكَ اعتصمتْ عنْ أن تباعَ وَأنْ تهدا )
____________________
(1/331)
6( مضمنةً مدحاً إذا ضاعَ نشرهُ ** فما الندُ أهلاً أنْ يكونَ لهُ ندا ) 6( وَطائِيَّةَ التَّحْبِيرِ لَمْ تَعْدُ أَعْصُراً ** وَنَجْدِيَّةً لَمْ يَأْتِ قائِلُها نَجْدَا ) 6( وَكمْ راقَ شعرٌ ما حبيبٌ أتى بهِ ** وَقَدَّ الطُّلى سَيْفٌ وَما عَرَفَ الْهِنْدَا ) 64 ( وَلنْ تبلغَ الأقوالُ ما أنتَ فاعلٌ ** وَلوْ بلغتْ في وصفِ آلائكَ الجهدا ) 65 ( فَأَنْزَرُ ما تُعطِيهِ يُوفِي عَلَى الْمُنى ** وَأَيْسَرُ ما تُولِيهِ يَسْتَغْرِقُ الْحَمْدَا )
____________________
(1/332)
البحر : وافر تام ( مَحَلُّكَ مِنْ مَحَلِّ الشَّمْسِ أَعْلا ** فَهَلْ يَئِسَ الْمَنافِسُ فِيهِ أَمْ لا ) ( وما استفهمتُ شكّاً لمْ بغاهُ ** فَمَا وَجَدَ الطَّرِيقَ إِلَيْهِ سَهْلا ) ( ضربتَ لحوزِ أعشارِ المعالي ** فَكانَ لَكَ الرَّقِيبُ مَعَ الْمُعَلاّ ) 4 ( سَمَتْ بِكَ هِمَّةٌ كَسَبَتْكَ ذِكْراً ** وَسَمْتَ بِها الزَّمَانَ وَكانَ غُفْلا ) 5 ( فطلْ منْ شئتَ منزلةً فإنَّي ** أَرى كُلاًّ عَلَى ذَا الْمَجْدِ كَلاّ ) 6 ( عَلَوْتَ يَفَاعَهُ يَفَعاً وَيَأْبى ** إِباؤُكَ أَنْ تُدَانى فِيهِ كَهْلا ) 7 ( وَبَعْدَ الْحِرْصِ لاَ بَعْدَ التَّوَانِي ** تَخَلّى عَنْ مَكانِكَ مَنْ تَخَّلاَّ ) 8 ( أضيفَ لهمْ إلى الطَّلبِ اجتهادٌ ** فَكَانَ عَلى تَخَلُّفِهِمْ أَدَلاّ ) 9 ( فَلاَ تَلْحَوْا عَزِيماتٍ إِذَا مَا ** أرادتْ نقضَ حبلكَ زادَ فتلا )0 ( فَمَنْ ذَا يُلْزِمُ النَّكْبَاءَ ذَنْباً ** إذا لمْ تستطعْ للهضبِ نقلا )
____________________
(1/333)
1( ألستَ ابنَ الألى جادتْ ثراهمْ ** سماءُ المجدِ تسكاباً وهطلا )( إِذَا نَزَلَ الرَّجَاءُ بِهِمْ أَزَالُوا ** عَسى مِنْ قَوْلِهِمْ وَنَفَوْا لَعَلاّ )( أَفَادُوا الْفَخْرَ بِالأَمْوَالِ جُوداً ** لِطَالِبِها وَبِالأَعْرَاَضِ بُخْلا )4 ( مصاعبُ بوِّئتْ روضَ المعالي ** رَعَتْهُ مُصَوّحاً وَرَعَتْهُ بَقْلاَ )5 ( بِأَرْضٍ أَنْبَتَتْ كَرمَاً وَبَاْساً ** جناهُ العزُّ لا نشماً ورغلا )6 ( سموا زمنَ الحياةِ فلمْ يساموا ** وَسَامُوا الدَّهْرَ طَاعَتَهُمْ فَذَلاَّ )7 ( وغابوا في صفائحَ لمْ تغيِّبْ ** صَحَائِفَ مَا أَقَامَ الدَّهْرُ تُتْلا )8 ( عُلىً حَلِيَ الزَّمَانُ بِهَا وَلكِنْ ** بِمِثْلِ صِفاتِ مَجْدِكَ مَا تَحَلاَّ )9 ( فداؤكَ عالمٌ لمْ تبقِ فيهمْ ** مروعاً بالخطوبِ ولاَ مقلاّ )0 ( إِذَا لاَذُوا بِجُودِكَ فِضْتَ جُوداً ** وإن عاذوا بحلمكَ فضتَ عدلا )
____________________
(1/334)
2( فَيَا أَوْفى الْمُلُوكِ حِجىً وَحِلماً ** وأطيبهمْ ندىً وثناً وأصلا )( وَأَخْشَعُهُمْ إِذَا صَلّى فُؤَاداً ** وَأَشْجَعَهُمْ إِذا مَا السَّيفُ صَلاّ )( لَقَدْ وَلاَّكَنَا مَوْلىً رَؤُوفٌ ** فأكرمْ بالمولِّي والمولى )4 ( فمنذُ حللتَ ذا البلدَ استقلَّتْ ** غَمَائِمُ ضُمِّنَتْ خَوْفاً وَمَحْلا )5 ( وَمَا حَمَّلْتَ نَفْسَكَ فِيهِ وِزْراً ** ولاَ حمَّلتَ عزَّكَ فيهِ ثقلا )6 ( وَكُلُّ سِعَايَةٍ أَعْرَضْتَ عَنْهَا ** كأنَّكَ سامعٌ في الجودِ عذلا )7 ( حَمَيْتَ مُشَمِّراً وَقَهَرْتَ مَنْعاً ** وَجُدْتَ مُيَسِّراً فَغَمَرْتَ بَذْلا )8 ( بأرضٍ لوْ عداكَ الحكمُ فيها ** لَمَا تَرَكَ الأَعَرُّ بِهَا الأَذَلاّ )9 ( وَمَنْ لَزِمَ التُّقى قَوْلاً وَفِعلاً ** تولّى اللهُ عصمةَ ما تولّى )0 ( رأيتُ حسامكَ الحاكيكَ قطعاً ** إِذَا سَفَكَ الدَّمَ الْمَمْنُوعَ طُلاَّ )
____________________
(1/335)
3( ومالكَ ما أراقَ دماً حراماً ** وكمْ ألزمتهُ قوداً وعقلا )( تُحَمِّلُكَ الْمَكارِمُ كُلَّ عِبءٍ ** فَتُلْفى مُسْتَقِلاً مُسْتَقِلاّ )( وَإِنْ طَالَ الْكَلاَمُ بِلا صَوَابٍ ** أصبتُ لديكَ أدنى القولِ فصلا )4 ( بَيَانٌ وَاضِحٌ وَنَدى بَنَانٍ ** غمرتَ تفضُّلاً وبهرتَ فضلا )5 ( فَطَوراً تُعْجِزُ الْحُكَماءَ قَوْلاً ** وَطَوْراً تُعْجِزُ آلْكُرَمَاءَ فِعْلا )6 ( وما انتصرتْ بكَ الخلفاءُ إلاَّ ** وقدْ وجدتكَ أوفى الخلقِ إلاَّ )7 ( فأنتَ ولنْ تدافعَ عنْ مساع ** تظلُّ لشاردِ العلياءِ عقلا )8 ( أمينهمُ على الوفرِ الَّذي لوْ ** تولّى أمرهُ ملكٌ لغلاّ )9 ( وَنَاصِرُهُمْ عَلى النُّوَبِ الّتي لَوْ ** رآها الموتُ مقبلةً لولّى ) 40 ( وَسَيْفَهُمُ الَّذي قَهَرَ الأَعادِي ** فأغمدَ كلَّ سيفٍ منذُ سلاّ )
____________________
(1/336)
4( امتَّ جميعَ منْ عاداكَ خوفاً ** لِتَفْضُلَ مَنْ أَماتَ عِدَاهُ فَلاّ ) 4( عَزَائِمُ طالَما فَرَّجْتَ كَرْباً ** بِماضِي حَدِّها وَقَتَلْتَ قَتْلا ) 4( فَما تَرَكَتْ بِقَلْبِ الدِّينِ غِلاّ ** ولاَ أبقتْ لجيدِ الحقِّ غلاّ ) 44 ( وَأَنْتَ جَمَعْتَ شَمْلَ الأَمْنِ فِينا ** فلاَ شتَّتْ لكَ الأيَّامُ شملا ) 45 ( وَلاَ زَالَ الأَمِيرُ أَبُو عَلِيٍّ ** يجدُّ ثيابَ عزٍّ ليسَ تبلا ) 46 ( لقدْ عفَّتْ سعادتهُ فدامتْ ** على ما ظنَّهُ الحسَّادُ جهلا ) 47 ( فأثمرَ ظنُّنا صدقاً وحقّاً ** وَأَثْمَرَ ظَنُّهُمْ مِيناً وَبُخْلا ) 48 ( فأفئدةٌ بماءِ الفوزِ تسقى ** وأفئدةٌ لظى النِّيرانِ تصلا ) 49 ( وَلَمْ يَعْدِلْ بِهِ الإِرْجافُ عَمَّا ** رآهُ لهُ إمامُ العصرِ أهلا ) 50 ( وَخَوَّلَهُ مَعَ التَّقْرِيبِ نَعْتاً ** لِيَرْفَعَ ذِكْرُهُ اللَّقَبَ الأَجَلاّ )
____________________
(1/337)
5( وما العلمَ المشيرَ إلى طرازٍ ** نَحا لكِن نَحا الْعَلَمَ الْمُظِلاّ ) 5( وما مدحتْ بهِ الخنساءُ صخراً ** مشبِّهةً لهُ فعلاَ محلاّ ) 5( وَلَيْسَ بِرَأْسِ ذَا نارٌ ولكِنْ ** بِنُورِ جَبِينِهِ الظُّلُماتُ تُجْلا ) 54 ( وأعظمَ أهلُ مصرٍ ما رأوهُ ** فصارَ حديثهُ للقومِ شغلا ) 55 ( وقالوا ما عهدنا الشَّمسَ عرساً ** فَقُلْتُ وَلاَ عَهِدْنا الْبَدْرَ بَعلا ) 56 ( فليتَ حلولَ هذا الأمنِ أضحى ** لحتفِ الكارهينَ لهُ محلاّ ) 57 ( بشائرُ أتعبتْ رندا فلولا ** مَسَرَّتُهُ بِما ضَمِنَتْ لَكَلاَّ ) 58 ( فَبُشْرى نِقْسُها رَطْبٌ وَأُخْرى ** تخطُّ وأختها في الحالِ تملا ) 59 ( أَحادِيثٌ عَرَفْناها يَقِيناً ** فَزَالَ الشَّكُّ فِيها وَاضْمَحَلاّ ) 60 ( ألذُّ منَ الغناءِ لسامعيهِ ** وممَّا في بطونِ النَّحلِ أحلا )
____________________
(1/338)
6( حَلَتْ لِلنَّاطِقِينَ بِها فَظَنُّوا ** حَماماً طارَ بِالأَخْبَارِ نَحلا ) 6( وأصبحَ شائعاً خبرُ التّداني ** فكشَّفَ كلَّ داجيةٍ وجلاّ ) 6( أَدَالَ مِنَ المَساءَةِ ما تَوَلّى ** وردَّ منَ المسرَّةِ ما تولّى ) 64 ( فسقياً في البعادِ لهُ ورعياً ** وَأَهْلاً فِي الدُّنُوِّ بِهِ وَسَهْلا ) 65 ( فَلا تَجْعَلْ لِمَقْدَمِهِ أَوَاناً ** عليهِ الطَّالعُ المختارُ دلاّ ) 66 ( وَأَبْعِدْ أَنْ تُدَبِّرَهُ نُجُومٌ ** تَمَنّى أَنْ تَحُلَّ بِحَيْثُ حَلاّ ) 67 ( تَهَادَاهُ الْقُصُورُ وَإِنْ تَشَكّى ** أليمَ الشَّوقِ ما عنهُ استقلاّ ) 68 ( فَقَصْرٌ مِنْهُ بِالفُسْطاطِ يَخْلُو ** وَشَروَاهُ لَهُ بِدِمَشْقَ يُخْلا ) 69 ( فعشتَ لهُ وعاشَ بلاَ نظيرٍ ** يكاثرُ تغلباً عزّاً ونبلا ) 70 ( وَذَا الْعِيدُ السَّعِيدُ فَأَنْتَ فِيهِ ** منَ الحسناتِ أوفى النَّاسِ كفلا )
____________________
(1/339)
7( يقرُّ بذاكَ منْ صلّى وزكّى ** ويشهدُ كلُّ منْ شهدَ المُصلّى ) 7( تَعَمَّدْتُ الإِطالَةَ عَنْ يَقِينٍ ** بِأَنَّ سَمَاعَ وَصْفِكَ لَنْ يُمَلاّ ) 7( وَيَالَيْتَ الكَلاَمَ وَفى بِشُكْرِي ** حَياً مَا شِمْتُهُ إِلاَّ اسْتَهَلاّ ) 74 ( سواكَ يزيدهُ المدَّاحُ مجداً ** وَغَيْرُكَ بِاسْتِماعِ الْمَدْحِ حُلاَّ ) 75 ( يُعلّى العودُ كيْ يزدادَ طيباً ** وَيَأْبَى لنَّدُّ طِيباً أَنْ يُعَلاَّ ) 76 ( بقيتَ منَ الخطوبِ لنا مُديلاً ** وَإِنْ رَغِمَ الْعِدى وَلَهُمْ مُذِلاّ )
____________________
(1/340)
البحر : طويل ( هواكمْ وَإنْ لمْ تسعفونا وَلمْ تجدوا ** على ما عهدتمْ وَالنوى لمْ تحنْ بعدُ ) ( وَفينا وَلمْ نسمعْ مقالةَ قائلٍ : ** إِذَا ظَلَمَ الْمَفْقودُ لَمْ يُؤْلِمِ الْفَقْدُ ) ( وَحَكَّمَكُمْ فِينا الْغَرَامُ فَجُرْتُمُ ** وَكَمْ حَكَمَ الْمَوْلى بِما كَرِهَ الْعَبْدُ ) 4 ( غرامٌ كما شاءَ التغربُ وَالنوى ** وَسقمٌ كما تهوى القطيعةُ وَالصدُّ ) 5 ( بَلَغْتُمْ مِنَ الإْعْرَاضِ والْهَجْرِ وَالْقِلى ** مدى لمْ يزدْ فيهِ التفلاقُ وَالبعدُ ) 6 ( فإنْ نشدا العذريُّ في الحيَّ عنسهُ ** نَشَدْتُ كَرىً ما لِلْجُفُونِ بِهِ عَهْدُ ) 7 ( وَيا حبذا ريحٌ على َ ما تحملتْ ** تروحُ برياكمْ منَ الشامِ أوْ تغدو ) 8 ( تهيجُ أشواقاً وَتنقعُ غلةً ** فَفِيها الضَّنى وَالْبُرءُ وَالصَّابُ وَالشَّهْدُ ) 9 ( وَربعٌ بمقرى ى العقيقُ وَلاَ اللوى ** وَوَرْدٌ بِسَطْرى لاَ الْعَرَارُ وَلاَ الْمَرْدُ )0 ( وَحالِيَةٍ بِالْحُسْنِ خالِبَةٍ بِهِ ** تَعَرُّضُها هَزْلٌ وَإِعْرَاضُها جِدُّ )
____________________
(1/341)
1( هِلاَلِيَّةٍ في أَصْلِها وَمَرَامِها ** حمتها ظبىً هنديةٌ وقناً ملدُ )( عشيةَ لمْ نعطَ الغراءَ بموقفٍ ** لَكُمْ مَقْصَدٌ مِنْ بًعْدِهِ وَلَنا قَصْدُ )( بَكَيْنا فَأَضْحَكْنا الْحَسُودَ وَزَادَنا ** بُكاءً هَديرُ الْبُزْلِ وَالرَّكْبُ قَدْ جَدُّوا )4 ( نريكمْ بكاءَ السحب وَالبرقُ ضاحكٌ ** وَإِضْعافَها التَّهْطال إِنْ قَهْقَهَ الرَّعْدُ )5 ( فَلاَ تُظْهِرُوا سُخْطاً إِذَا لَمْ يَكُنْ رِضىً ** وَلاَ تكثروا ذماً إذا لمْ يكنْ حمدُ )6 ( وَلاَ تنكروا فالدهرُ مدنٍ وَمبعدٌ ** حوادثَ فيها ضاقَ بالصارمِ الغمدُ )7 ( قَطَعْتُ مِنَ النيلِ الزَّهِيدِ عَلاَئِقِي ** فَلِي أَبَداً فِيهِ وَفِي أَهْلِهِ زُهْدُ )8 ( وِيَمَّمْتُ فَخْرَ الدَّوْلَةِ الْوَاهِبَ الْغِنى ** وَشيكاً وَفي أثنائهِ العزُّ وَالمجدُ )9 ( فَاسْرَفَ فِي إِنْعامِهِ مُتَبَرِّعاً ** كريمَ النجارِ مالهُ في الورى ندُّ )0 ( بهِ يحسنُ الإسرافُ لاَ بي وَ بالمنى ** وَيقبحُ بي معْ فعلهِ لاَبهِ الجحدُ )
____________________
(1/342)
2( وَكيفَ وَقدْ شاعتْ وَسارتْ غرائبٌ ** يُكَرَّمُ مَنْ يَشْدُو بِهِنَّ وَمَنْ يَحْدُو )( وَيبقى على الأحسابِ منها مياسمٌ ** وَتَنْفَعُ إِذْ لاَ يَنْفَعُ الْمالُ وَالْوُلْدُ )( وَتحملها هوجُ الرياحِ مغذةً ** إلى كلَّ أرضٍ قصرتْ دونها البردُ )4 ( على أنها دونَ الذي يستحقهُ ** وَإِنْ طالَتِ الأْقْوَالُ واسْتُفْرِغَ الْجَهْدُ )5 ( أحاطَ بها علماً وَأثنى ثوابها ** عَليمٌ كَرِيمٌ عِنْدَهُ النَّقْدُ وَالنَّقْدُ )6 ( سَرِيعٌ إِلى الإْقْدَامِ وَالْجُودِ ما لَهُ ** إذا عرضا إلاَّ اهتبا لهما وَكدُ )7 ( فَما يَسْبِقُ الْعَدْوى عَلَى ذِي جِنايَةٍ ** وَعِيدٌ وَلاَ الْجَدْوى وَإِنْ لَمْ يُسَلْ وَعْدُ )8 ( وَأروعَ تصبيهِ المكارمُ وَالعلى ** إِذَا غَيْرُهُ أَصْبَتْهُ زَيْنَبُ أَوْ هِنْدُ )9 ( هوىً لمْ يحلْ دونَ المروءةِ في الصبى ** وَلاَ حلَّ في عصرِ المشيبِ لهُ عقدُ )0 ( لها عاذلوهُ في اللهى عنْ ملامهِ ** فعذلهمُ جزرٌ وَأنعمهُ مدُّ )
____________________
(1/343)
3( فهلْ قالتِ الآمالُ زاجرةً لهمْ ** وَساخِرَةً وَالْحَقُّ لَيْسَ لَهُ رَدُّ )( ( أَقِلُّوا عَلَيْهِمْ لاَ أَبا لِأَبِيكُمُ ** منَ اللومِ أوْ سدُّوا المكانَ الذي سدوا ' )( إِذَا رَامَ ذُو حَدٍّ وَجَدٍّ مَرَامَهُ ** نبا صارمٌ في كفهِ وَكبا زندُ )4 ( نَدىً بَعْضُهُ أَغْنى الْعُفاةَ وَبَعْضُهُ ** إلى كلَّ أرضٍ لمْ يفدْ أهلها وفدُ )5 ( وَفِكْرٌ يُرِيهِ الأمْرَ أَبْلَجَ وَاضِحاً ** وَمنْ دونهِ ليلٌ منَ الغيبِ مسودُّ )6 ( وَعزمٌ لهُ حدٌّ لدى الروعِ ما نبا ** يُجاوِرُهُ الْجُودُ الَّذي ما لَهُ حَدُّ )7 ( فَلَوْ سَبَقا لَمْ تَفْتَخِرْ بِ بْنِ مامَةٍ ** غيادٌ وَلمْ تذكرْ مهلبها الأزدُ )8 ( فلاَ يضعِ الباغي مداهُ عناءهُ ** فَأُخْرَاهُ إِكْدَاءٌ وَأَوَّلُهُ كَدُّ )9 ( ألستَ ابنَ منْ ردَّ الخطوبَ كليلةً ** وَلولاهُ لمْ تقلعْ نوائبها الربدُ ) 40 ( حوادثُ مادَ الشامُ فيها بكلَّ منْ ** بِهِ وَدِمَشْقٌ دُونَ بُلْدَانِهِ مَهْدُ )
____________________
(1/344)
4( وَإنْ شدتَ للبيتِ الذي أنتَ فخرهُ ** مَناقِبَ يَسْتَعْلِي بِها الأْبُ وَالْجَدُّ ) 4( أمامَكَ جاؤُوا فِي الزَّمانِ وَإِنَّهُمْ ** وراءكَ في الإفصالِ وَ الفضلِ إنْ عدوا ) 4( تفرقَ فيهمْ سؤددٌ فجمعتهُ ** وَزِدْتَ كَما أَربى عَلَى الْخَبَبِ الشَّدُّ ) 44 ( كذلكَ أنوارُ النجومِ خفيةٌ ** إذا ما جلاَ أنوارهُ القمرُ الفردُ ) 45 ( وَإنَّ أديمَ الأرضِ لاَ شكَّ واحدٌ ** وَما يستوي فيها الشواهقُ وَالوهدُ ) 46 ( عَلَى أَنَّهُمْ طالُوا الْكِرَامَ الأْلى حَوَوْا ** مناقبَ لا يحصى لها وَلهمْ عدُّ ) 47 ( وَقدْ فخرتْ قدماً تميمٌ بدارمٍ ** على أنها قلٌّ وَإنْ كثرتْ سعدُ ) 48 ( غيوثُ ندىً تعدي على المحلِ كلما ** عدا وليوثٌ وَالجيادُ بهمْ تعدو ) 49 ( وَكمْ أطرقوا بعدَ المواهبِ حشمةً ** وَكمْ طرقوا بابَ الثناءِ فما ردوا ) 50 ( فَهُمْ فَضَلُوا مَنْ عارَضُوا بِفَضائِلٍ ** عيونُ الورى عنْ طرقها أبداً رمدُ )
____________________
(1/345)
5( إِذَا أُفْحِمُوا قالُوا وَإِنْ خَنَعُوا نَخَوْا ** وَإنْ بخلوا جادوا وَإنْ هزلوا جدوا ) 5( وَتَلْقاهُمُ خُرْساً لدى الْهُجْرِ وَالْخَنا ** وَإنْ فاضلوا أوْ ناضلوا فهمُ لدُّ ) 5( وَإنكَ أغنى الناسِ عنْ ذكرِ سالفٍ ** إِذَا فَاحَ عَرفُ الْمِسْكِ لَمْ يُذْكَرِ الرَّنْدُ ) 54 ( غنيتَ بنفسٍ لا تنافسُ في على ** أعينتْ بجدًّ لاَ يفارقهُ جدُّ ) 55 ( لَئِنْ ذُدْتَ عَنْها كُلَّ ذِي شَغَفٍ بِها ** فلاَ غروَ أنْ تحمي عرائنها الأسدُ ) 56 ( وَإِنْ جاوَزَ الْجَوْزَاءَ دَسْتٌ عَلَوْتَهُ ** فقدْ طالها منْ قبلِ أنْ تفطمَ المهدُ ) 57 ( فَلاَ زَالَتِ الأَعْيادُ تَأْتِي وَتَنْقَضِي ** وجودكَ ممتارٌ وَظلكَ ممتدُّ ) 58 ( سَقانِي غَمامٌ هاطِلٌ ما أنْتَجَعْتُهُ ** فأغنى كما أغنى عنِ الثمدِ العدُّ ) 59 ( وَأحسنتَ بي عنْ عادةٍ أنتَ وَالندى ** وَقَصَّرْتُ لاَ عَنْ عادَةٍ أَنا وَالْحَمْدُ ) 60 ( وَكانَتْ قِوَافِي الشِّعْرِ قِدْماً تَدِينُ لِي ** وَما خِلْتُها إِذْ أَمْكَنَ الْقَوْلُ تَرْتَدُّ )
____________________
(1/346)
6( لَقَدْ خَذَلَتْني حِينَ حاوَلْتُ نَصْرَها ** وَما زِلْتُ غَلاَّباً بِها وَهْيَ لِي جُنْدُ ) 6( وَلاَ عُذْرَ فِي التَّقْصِيرِ مِنْ بَعْدِ أَنْعُمٍ ** بأيسرها يستنطقُ الحجرُ الصلدُ )
____________________
(1/347)
البحر : طويل ( ليهنكَ ما شادتْ لكَ الهممُ العلا ** وهنِّيتَ مجداً لمْ يجدْ عنكَ معدلا ) ( إِلَيكَ ارْتَقَى إِذْ كُنتَ مُذْ كُنْتَ فَوْقَهُ ** وَغَيْرُكَ مَا يَنْفَكُّ يَرْقى إِذَا عَلاَ ) ( تَحَلّى أُناسٌ بِالمَدِيحِ لِيَشْرُفُوا ** فأمَّا منِ استولى على ذا المدى فلا ) 4 ( تأوَّلَ أعداءُ الملوكِ عليهمُ ** فَوَالَيْتَ إِحْسَاناً كَفاكَ التَّأَوُّلا ) 5 ( فَلَوْ وَصَلَتْ أَبْوَاعُهُمْ مَا تَطَاوَلَتْ ** إِلَيهِ مُناهُمْ كانَ فِتْرُكَ أَطْوَلا ) 6 ( ولوْ صلحتْ تيجانهمْ لكَ زينةً ** إِذَاً ما اسْتَطَاعَتْ أَنْ تَعَدّى الْمُخَلْخَلا ) 7 ( وإنْ باتَ في أخراهمُ متعقِّباً ** تكنْ أوَّلاً منهمْ إذا الفضلُ أوَّلا ) 8 ( تفوقُ النُّصولَ البيضَ قطعاً وهزَّةً ** وَتَسْبَقُ بِالصَّفْحِ الْجَميلِ التَّنَصُّلا ) 9 ( وما زلتَ تلقى الذَّنبَ معتذراً لهُ ** فَتَغْفِرُهُ طَولاً وَتَنْدَى تَطَوُّلا )0 ( إِلى أَنْ حَسِبْنَا كُلَّ صَاحِبِ زَلَّةٍ ** بِما كَسَبَتْ مِنها يَدَاهُ تَوَسَّلا )
____________________
(1/348)
1( وأعرضتَ عنْ قولِ السُّعاةِ جلالةً ** إِلى أَنْ حَسِبْنَاهُمْ عَلَى الْجُودِ عُذَّلا )( وَلاَ لَوْمَ فِي كَسْبِ الثَّناءِ لِمَنْ صَبَا ** إليهِ ولكنَّ الملامَ لمنْ سلا )( نَفى ظِلُّكَ الإِمْحَالَ عَنْ كُلِّ لاَئِذٍ ** بِهِ فَكَفَيْتَ الْمَادِحِيكَ التَّمَحُّلا )4 ( مَوَاهِبُ لَمَّا لَمْ تُغَادِرْ فَرِيضَةً ** ولاَ سنَّةً في الجودِ جادتْ تنفُّلا )5 ( إذا ما أصابتْ منْ عداتكَ مقتلاً ** بأسهمها عادتْ تطلَّبُ مقتلا )6 ( وَإِنْ عُلِمَتْ ظُنَّ لْيَقِينُ تَظَنِّياً ** وإنْ رؤيتْ خيلَ العيانُ تخيُّلا )7 ( فَهُنَّ الْحَيا لَوْ كُنَّ غَيْرَ دَوَائِمٍ ** وَهُنَّ النُّجُومُ الزُّهْرُ لَوْ كُنَّ أُفَّلا )8 ( أَلَسْتَ مِنَ الْقَوْمِ الَّذينَ تَقَيَّلُوا ** مِنَ العِزِّ ظِلاًّ لَمْ يَكُنْ مُتَقَيَّلا )9 ( وطالوا إلى أنْ لمْ يلاقوا مطاولاً ** وجادوا إلى أنْ لمْ يصيبوا مؤمِّلا )0 ( فلو سطرتْ للمنعمينَ جرائدٌ ** لَمَا ثَبَتَتْ فِيها لِغَيْرِكُمُ حِلا )
____________________
(1/349)
2( حَوى عَلَمُ الْمَجْدِ الأَجَلُّ مَآثِراً ** أَفَادَتْهُ حَمْداً لَنْ يَزَالَ مُؤَثَّلا )( يَرى الصَّابَ أَرْياً حِينَ يَطْلُبُ غَايَةً ** يرى غيرهُ في سوقها الأريَ حنظلا )( وَيَبْذُلُ دُونَ الدِّينِ نَفساً نَفِيسَةً ** عَزِيزٌ عَلَى الْعَلْيَاءِ أَنْ تُتَبَذَّلا )4 ( إذا حرجَ السُّلطانُ صدراً بأمرهِ ** وعادَ إلى رأيِ الكفاةِ معوِّلا )5 ( فتوقيعهُ الأعلى يخبِّرُ أنَّهُ ** على اللهِ في كلِّ الأمورِ توكّلا )6 ( فأبدى لهُ ما كانَ قدما مغيَّبا ** وَسَهَّلَ صَعْباً قَبْلَهُ مَا تَسَهَّلا )7 ( وَأَوْجَدَ مَعْدُوماً وَذَلَّلَ جَامِحاً ** وَقَرَّبَ مِنْزَاحاً وَأَوْضَحَ مُشْكِلا )8 ( لأَرْوَعَ يَبْدُو في أَسِرّةِ وَجْهِهِ ** سَناً يُعجِلُ الأَبْصَارَ أَنْ يُتَأَمَّلا )9 ( يَصُولُ فَيُضْحِي السَّابِرِيُّ مُمَزًّقاً ** وَيَحْمِي فَيَثْنِي الْمَشْرِفِيَّ مُفَلَّلا )0 ( ومدَّرعِ منْ خشيةِ اللهِ في الملا ** ملابسَ لا ينزعنَ عنهُ إذا خلا )
____________________
(1/350)
3( حَلَفْتُ بِمَنْ لَوْلاَهُ مَا سَارَ وَفْدُهُ ** إليهِ يحثُّونَ الرِّكابَ المذلَّلا )( لَقَدْ أُوقِرُوا مِنْ أَنْعُمٍ وَمَحَامِدٍ ** فأعجبْ بهمْ كيفَ استطاعوا تحمُّلا )( وقدَّمتَ ميقاتَ المسيرِ ليأمنوا ** بِيُمْنِكَ سَيْراً طَالَما كانَ مُعْجَلا )4 ( وَأَوْسَعْتَهُمْ مِنْ كُلِّ دَهْمَاءَ شَطْبَةٍ ** تُعَارِضُ بِالبَيْدَاءِ أَدْمَاءَ عَيْطَلا )5 ( سَوَارٍ إِذَا سَارَ الْمِطِيُّ مُحَرَّماً ** صوافنُ إنْ باتَ المطيُّ معقَّلا )6 ( إذا سلكوا ربعاً جديباً مروِّعاً ** شفعتَ لهمْ حسنَ الكلاءةِ بالكلا )7 ( مُبِيحاً لَهُمْ في حَيْثُ لاَ رَعْيَ مُرْتَعىً ** ومستنبطاً في حيثُ لا ماء منهلا )8 ( هوَ السَّعيُ أرضى ذا الجلالِ وخلقه ** فَدُمْ أَبَداً سِتْراً عَلَى الْخَلْقِ مُسْبَلا )9 ( ولا خيَّبَ اللهُ الكريمُ دعاءهمْ ** فَحَظٌّ لِدِينِ اللّهِ أَنْ يُتَقَبَّلا ) 40 ( وأمَّكَ حجَّاجُ العراقِ وخلَّفوا ** مواطنَ قدْ ألقى بها الخوفُ كلكلا )
____________________
(1/351)
4( وَأَنْتَ غِيَاثُ الْمُسْلِمِينَ فَكُنْ لَهُمْ ** وَإِنْ نَزَحَتْ أَوْطَانُهُمْ عَنْكَ مَوئِلا ) 4( فلاَ عذرَ للخيلِ الَّتي طالَ حبسها ** إذا لمْ تثرْ في أرضِ بغدادَ قسطلا ) 4( جيادٌ إذا اشتدَّتْ بأرضِ مخالفٍ ** أرتكَ مثارَ النَّقعِ هاماً وجندلا ) 44 ( تجارى بفرسانٍ تضاعفُ أيدها ** إِذَا صَارَتِ الأَيْدِي مِنَ الرُّعْبِ أَرْجُلا ) 45 ( عَصَائِبُ لاَ تَجْتَابُ غَيْرَ يَقِينِها ** إِذَا غَيْرُها اجْتَابَ الدِّلاَصَ الْمُذِيَّلا ) 46 ( فَيَا مَالِكَ الزَّوْرَاءِ حُزْتَ عَزَائِماً ** جَرى الفِكْرُ في آيَاتِهِنَّ مُضَلَّلا ) 47 ( غياثيَّةً تاجيَّةً ناصريَّةً ** إذا ما سمتْ لمْ ترضَ في الأفقِ منزلا ) 48 ( وكمْ أخلفتْ في مأزقٍ ظنَّ مارقٍ ** وكمْ خلَّفتْ فيهِ سناناً ومنصُلا ) 49 ( ويا صاحبَ النَّارِ القريبِ خمودُها ** حذارِ منَ النَّارِ الَّتي ليسَ تصطلا ) 50 ( منَ السُّمرِ والبيضِ الرِّقاقِ وقودُها ** وإنْ ظُنَّ منْ طيبِ التَّضوُّعِ مندلا )
____________________
(1/352)
5( وَمَا زِلْتَ لِلأَمْرِ العَظِيمِ مُؤَهَّلا ** قَدِيماً وَلِلْمُلْكِ الْعَقِيمِ مُؤَهِّلاَ ) 5( عُرىً أعربتْ عنْ ذاتها في ابتدائها ** فَلَمْ يَخْفَ مَغْزَاها عَلَى مَنْ تَأَمَّلا ) 5( وعزمٌ أبى في الخطبِ إلاَّ توقُّداً ** وسعيٌ أبى في الفخرِ إلاَّ توقُّلا ) 54 ( فحلَّ رباهُ واجتلى بعقودهِ ** فَأَعْيَا الْوَرى مَا احْتَلَّ مِنها وَمَا اجْتَلا ) 55 ( فضائلُ ظلَّ الدَّهرُ منها معطَّراً ** فَلاَ عَادَ مِنْ فَخْرٍ بِهِنَّ مُعَطَّلا ) 56 ( وجارى خطيرَ الملكِ فيها صفيُّهُ ** فلمْ ينيا يوماً ولمْ يتمهَّلا ) 57 ( هُمامانِ معلومانِ قدْ سلكا معاً ** طريقاً إلى العلياءِ ليسَ بأميلا ) 58 ( ذَوَا شِيَمٍ صِيغَتْ مِنْ الْعَدْلِ وَالتَّقى ** بِها عُظِّما فِي الْخافِقَيْنِ وَبُجِّلا ) 59 ( إذا قدرا فالوالدانِ ترفّقاً ** وَإِنْ حَلِمَا عَايَنْتَ رَضْوى وَيَذْبُلا ) 60 ( وإنْ أحكما الأيَّامَ زالَ جماحها ** وإنْ حكما أمَّا الكتابَ المنزَّلا )
____________________
(1/353)
6( وَلاَ جَاوَدَا الأَجْوَادَ إِلاَّ وَأَرْبَيَا ** ولاَ فاضلاَ الأمجادِ إلاَّ وفُضِّلا ) 6( ولا نزعا عنْ هده عرفا بها ** ولاَ نزعاً منْ عزَّةٍ ما تسربَلا ) 6( لِتَهْنِ مَسَاعِيكَ الإِمَامَ . . . . ** بعروتهِ الوثقى قوىً لنْ تحدَّلا ) 64 ( وهُنِّيتَ عيداً ظلتَ تعلوهُ بهجةً ** وتخلفهُ فينا إذا ما ترحَّلا ) 65 ( ومنْ جادَ بالآمالِ عنكَ فإنَّني ** أَرى كُلَّ بَحْرٍ مُذْ رَأَيْتُكَ جَدْوَلا ) 66 ( وَوَالَيْتَ آلاءً فَسُدَّتْ مَطَامِعِي ** فلمْ تتَّركْ لي عنْ جنابكَ مزحلا ) 67 ( وألفيتُ إخلافَ المواعيدِ معوزاً ** لَدَيكَ وَأَخْلاَفَ الْمَكارِمِ حُفَّلا ) 68 ( وَأَنْشَرْتَ في قَحْطَانَ أَوْساً وَحَاتِماً ** وَأَنْشَرْتَ في قَيْسٍ زِياداً وَجَرْوَلا ) 69 ( وَكُنتَ لِحُكْمِ الدَّهْرِ فِيَّ مُنَاقِضاً ** وَلَيْسَ بِبِدْعٍ أَنْ يَجُورَ وَتَعْدِلا ) 70 ( ولاَ غروَ أنْ تُعطي أمانيَّ طالبٍ ** يراكَ بتصديقِ المنى متكفَّلا )
____________________
(1/354)
7( مصيخٍ إذا استدعيتهُ جاءَ مسرعاً ** إِلَيْكَ وَإِنْ لَمْ تَدْعُ جَاءَ مُطَفِّلا ) 7( وما ليَ أرضى بالتَّعلُّلِ بعدما ** نهاني نَداكَ الغمرُ أنْ أتعلَّلا ) 7( لُهىً فَتَحَتْ بَابَ الْمُنى فَدَخَلْتُهُ ** وقدْ كانَ باباً لمْ أجدْ فيهِ مدخلا ) 74 ( رعى أملي فيها بكلِّ خميلةٍ ** وكانَ قديماً مجدبَ الرَّعيِ مهملا ) 75 ( أَرى خَجَلاً يَعْتَادُني فِي مَوَاقِفِي ** وما كنتُ أخشى أنْ أقولَ فأخجلا ) 76 ( وَمَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّ وَصْفَكَ جَاعِلي ** بليداً وإنْ أوتيتُ قولاً ومقولا ) 77 ( وَلاَ عُذْرَ في التَّقْصِيرِ عَنْهُ فَإِنَّني ** نَبَوْتُ نُبُوَّ السَّيْفِ صَادَفَ مَفْصِلا ) 78 ( وعندي وإنْ أوضحتُ عجزاً بقيَّةٌ ** إِذَا نُشِرَتْ لَمْ أُلْفَ إِلاَّ مُفَضَّلا ) 79 ( ثنائي ينشي سامعيهِ كأنَّني ** أديرُ عليهمْ منهُ صهباءَ سلسلا ) 80 ( فَلا بَرِحَتْ مِنْهُ غَرَائِسُ تُجْتَنى ** لَدَيْكَ وَلاَ زَالَتْ عَرَائِسُ تُجْتَلا )
____________________
(1/355)
البحر : كامل تام ( أما الحسانُ فما لهنَّ عهودُ ** وَلهنَّ عنكَ وَما ظلمنَ محيدُ ) ( فاربعْ فما للبيضِ فيكَ لبانةٌ ** لِسِوَاكَ خُوطُ الْبانَةِ الأُمْلُودُ ) ( وابْغِ النَّباهَةَ وَالثَّرَاءَ بِعَزْمَةٍ ** لَمْ يَثْنِها لَوْمٌ وَلاَ تَفْنِيدُ ) 4 ( قدْ أعوزَ الماءُ الطهورُ وَما بقي ** غَيْرُ التَّيَمُّمِ لَوْ يَطِيبُ صَعِيدُ ) 5 ( وَنبا بيَ الوطنُ القيدمُ وَإنني ** في البعدِ عمنْ حلهُ لسعيدُ ) 6 ( وَتنوفةٍ عقمتْ فما تلدُ الكرى ** لكنها للنائباتِ وَلودُ ) 7 ( فِيها يَطِيشُ السَّهْمُ وَهْوَ مُسَدَّدٌ ** وَيَضِلُّ رَأْيُ الْمَرْءِ وَهْوَ سَدِيدُ ) 8 ( أفنيتها بقلائصٍ عاداتها ** أَنْ تَنْقُصَ الْفَلَوَاتِ وَهْيَ تَزِيدُ ) 9 ( وَصّى بِها حَيْدَانُ مَهْرَةَ سالِفاً ** وَنمى الجديلُ أصولها وَالعيدُ )0 ( فَمَرَرْنَ يخْبِطنَ الدَّياجِيَ وَالفَلاَ ** وَأَظُنُّهُنَّ عَلِمْنَ أَيْنَ أُرِيدُ )
____________________
(1/356)
1( تأتمُّ ملكاً بالعواصمِ بحرهُ ** عذبُ المياهِ وَظلهُ ممدودُ )( أَنِفَتْ مِنَ الْمُتَكَلِّفي بَذْلِ اللُّهى ** فلها صدوفٌ عنهمُ وَصدودُ )( وَورَاءَها مِنْ لاَ أَذُمُّ مَهانَةً ** وَأمهامها محمودٌ المحمودُ )4 ( مَلِكٌ لِما تَبْني يَدَاهُ شائِدٌ ** وَلِما بَناهُ أَوَّلُوهُ مُشيدُ )5 ( ما زالَ يَبْتَدِعُ الْعَلاَءَ مُناقِضاً ** مَنْ رَأْيُهُ فِي حَورِهِ التَّقْلِيدُ )6 ( وَيفوتُ أهلَ الأرضِ بالشيمِ التي ** يَمْتارُ مِنْها سَيِّدٌ وَمَسُودُ )7 ( وَغرايبٌ منْ نطقهِ ما مثلها ** في الفضلِ مكتسبٌ وَلاَ مولودُ )8 ( يعطي وَلوْ سيمَ الحياةَ أو الصبى ** وَيفي وَلوْ بالغدرِ نيلَ خلودُ )9 ( وَإِذَا انْتَمى يَوْمَ الوَغى ثُمَّ أَكْتَنى ** فالنصرُ فيهِ مبديءٌ وَمعيدُ )0 ( وَمَتى تُخَوَّفُ ذِي الْبِلاَدُ وَدُونَها ** ملكٌ تدينُ لهُ الملوكُ الصيدُ )
____________________
(1/357)
2( وَلَيتْ نُمَيْرٌ نَصْرَهُ وَرَبِيعَةٌ ** وَلهُ منَ العزمِ الوحيّ جنودث )( وَلقدْ حباهُ أخوةً وَمحبةً ** وَلَهُ نُهُودٌ فِي الْمُغَارِ عَلَيْهِمُ )( وَدَعاهُ ذَا الْحَسَبَيْنِ عِلْماً أَنَّهُ ** يُزْهى بِهِ التَعْظِيمُ والتَّمْجِيدُ )4 ( ياابْنَ الَّذِينَ إِذَا تَضَوَّعَ نَشْرُهُمْ ** كَسَدَ الْعَبِيرُ بِهِ وَهانَ الْعُودُ )5 ( أُسَرٌ لَها فَوْقَ السَّماءِ أَسِرَّةٌ ** وَلِطِفْلِها الْحابِي هُناكَ مُهُودُ )6 ( قومٌ أقاموا سوقَ كلَّ فضيلةٍ ** كَسَدَتْ وَقامُوا وَالأْنامُ قُعُودُ )7 ( وَ غنوا وَلاَ في البأسِ يدخلُ ذكرهمُ ** وَالبأسُ أوفى كسبهمْ وَالجودُ )8 ( كُلٌّ إِذَا ما الْحَرْبُ شُبَّتْ عامِرٌ ** وَإِذَا أَتى الأْضْيافُ فَهْوَ لَبِيدُ )9 ( تتوقعُ الأذوادُ منهُ عاقراً ** مَا زَالَ يَحْمي سَرْحَهَا وَيَذُودُ )0 ( مِنْ كُلِّ مُحْدَثَةِ الْفَصِيلِ وَمُقْرَمٍ ** قَدْ صَدَّ عَنْهُ الْجَيْشَ وَهْوَ عَتُودُ )
____________________
(1/358)
3( تُصْبِيهِ مُرْهَفَةُ الظُّبى مَخْضُوبَةً ** بِدَمِ الأْعَادِي لاَ الظِّبَاءُ الْغِيدُ )( وَلهُ نههودٌ في المغارِ عليهمُ ** تُنْسِي غُصُوناً حَمْلُهُنَّ نُهُودُ )( فَلَوَاتِ لاَ نَايٌ يَرُوقُ وَعُودُ ** )4 ( طالوا الأنامَ وَطلتهمْ بخلائقٍ ** خُلِقَتْ عَلَى مَا تَشْتَهِي وَتُرِيدُ )5 ( وَلقدْ حويتَ منَ المعالي طارفاً ** تَغْنى بِهِ عَنْ أَنْ يُعَدَّ تَلِيدُ )6 ( كَرَمٌ تُمَدُّ إِلَيْهِ أَعْنَاقُ الْمُنى ** وَسُطىً لِهَيْبَتِهَا الْجِبَالُ تَمِيدُ )7 ( وَنأيتَ عنْ أهلِ الزمانِ بهمةٍ ** قَدْ جَازَتِ النَّسْرَيْنِ وَهْيَ صَعُودُ )8 ( لاَ كالرجالِ تباينوا لكنْ كما ** يتباينُ الموجودُ وَالمفقودُ )9 ( فلذا الثناءُ عليكَ ضدُّ ثنائهمْ ** ذا منشدٌ أبداً وَذا منشودُ ) 40 ( مَا زَالَ يَسْقَمُ وَعْدُهُمْ وَوَعِيدُهُمْ ** وَيَصِحُّ عِنْدَكَ مَوْعِدٌ وَوَعِيدُ )
____________________
(1/359)
4( عَاشُوا وَمَا يَخْضَلُّ فِي حُجُراتِهِمْ ** تربٌ وَلاَ يخضرُّ فيهمْ عودُ ) 4( فَأَرَحْتَهُمْ بِالْيَأْسِ مِنْ ذَا الْمُرْتَقى ** فَلَهُمْ نُكُوصٌ دُونَهُ وَنُدُودُ ) 4( وَإِذَا سَمَتْ آمَالُ حَاسِدِ نِعْمَةٍ ** بَسَطَ الرَّجَاءَ فَعَبْدُكَ الْمَحْسُودُ ) 44 ( وَالْعَيْشُ غَضٌّ مَا سَلِمْثَ لأُمَّةٍ ** إِصْلاَحُهَا إِلاَّ عَلَيْكَ بَعِيدُ ) 45 ( أوطنتَ فيها الأمنَ بعدَ مزوحهِ ** وَنَفَيتَ عَنْهَا الْخَوْفَ فَهْوَ طَرِيدُ ) 46 ( فَلَوِ اسْتَطَاعَتْ أَنْ تَكَلَّمَ أَرْضُهُمْ ** أَثْنَتْ عَلَيْكَ تَهَائِمٌ وَنُجُودُ ) 47 ( ظلتْ عشيرتكَ التي عاشرتها ** فلها مروقٌ دائمٌ وَمرودُ ) 48 ( فَجَعَلْتَ مَحْضَ الْخوْفِ مِلْءَ صُدُورِهِمْ ** فَعَنَا عَنِيدٌ وَأسْتَقَامَ عَنُودُ ) 49 ( مَا إِنْ يَحُلُّ الرُّعْبُ صَدْراً وَاغِراً ** فتقيمَ فيهِ سخائمٌ وَحقودُ ) 50 ( لَوْ كُنْتَ يا تاجَ الْمُلُوكِ مُؤَآزِراً ** لِسَمِيِّ جَدِّكَ ما عَصَتْهُ ثَمُودُ )
____________________
(1/360)
5( أَوْ كُنْتَ ناصِرَ هاشِمٍ فِيما مَضى ** ما ضلَّ مرتادٌ وَخابَ مريدُ ) 5( تَزْدَادُ مَجْداً لَيْسَ يُعْرَفُ كُلَّما ** قالَتْ عُداتُكَ ما عَساهُ يَزِيدُ ) 5( فَشِمِ السُّيُوفَ فَطالَما جَرَّدْتَها ** حَتَّى لَقُلْنا ما لَهُنَّ غُمُودُ ) 54 ( هِنْدِيَّةٌ كَمْ مَزَّقَتْ فِي مَأْزِقٍ ** ما كَانَ أَحْكَمَ سَرْدَهُ داوُدُ ) 55 ( أَثْنى عَلَيْكَ مُؤَالِفٌ وَمُخالِفٌ ** طَوْعاً بِأَنَّكَ فِي الزَّمانِ فَرِيدُ ) 56 ( فَعَجِبْتُ كَيْفَ أَقَرَّ أَنَّكَ وَاحِدٌ ** فِي النّاسِ مَنْ ما دِينُهُ التَّوْحِيدُ ) 57 ( وَقَصَرْتَ وَعْدَكَ فَلْيَدُمْ مَقْصُورُهُ ** لمؤمليكَ وَعمركَ الممدودُ ) 58 ( تُغْنِي الْعُفاةَ وَتَصْطَفِي مُهَجَ الْعِدى ** قامتْ بذاكَ أدلةٌ وَشهودُ ) 59 ( وَبِمَنْهَجَ الأْطْماعِ تَخْتَلِفُ الْوَرى ** هذا يفيدُ غني وَذاكَ يبيدُ ) 60 ( يا كعبةَ الجودِ التي طفنا بها ** فلنا ركوعٌ حولها وَسجودُ )
____________________
(1/361)
6( بجنابكَ ابيضتْ لياليَّ التي ** أيامها منْ قبلِ قربكَ سودُ ) 6( وَخَرَجْتُ مِنْ حَجْرِ الزَّمانِ لِعِلْمِهِ ** أني بإفضائي إليكَ رشيدُ ) 6( مننٌ غلبتَ بها القريضَ فما لهُ ** بِذَرَاكَ تَصْوِيبٌ وَلاَ تَصْعِيدٌ ) 64 ( وَأَعَدْنَ لِي شَرْخَ الشَّبابِ وَلَمْ أَخَلْ ** منْ قبلها أنَّ الشبابَ يعودُ ) 65 ( وَلهنَّ في سوقِ الثناءِ بضائعٌ ** تُزْجى وَفِي سُوقِ الْعُفاةِ قُيُودُ ) 66 ( أذهلتني عنْ أنْ أقومَ بحقها ** يا وَاسِمِي بِالْعَجْزِ حِينَ يَجُودُ ) 67 ( وَإِذَا أعْتَرَفَتُ بِهِ وَقَصَّرَ خاطِرِي ** عيا فذاكَ الإعترافُ جحودُ ) 68 ( لاَ تُلْزِمَنِيّ فَوْقَ جَهْدِي مُعْنِتَاً ** بصفاتِ مجدٍ مالها تحديدُ ) 69 ( وَمعَ اعتذاريَ فاستمعْ لغريبةٍ ** عونايَ فيها الفكرُ وَالتسهيدُ ) 70 ( لَوْ أَنَّ فَحْلَيْ طَيِّءٍ حَضَرَا لَها ** )
____________________
(1/362)
7( مبذولةٌ في القومِ وَهيَ مصونةٌ ** معقولةٌ في الحيَّ وَهيَ شرودُ ) 7( خفتْ على الأفواهِ حتى لانبرتْ ** تَحْدُو بِها مَعَنا المَطايَا القُودُ ) 7( وَتَكَرَّرَتْ فِينا فَمِمَّا كُرِّرَتْ ** قَدْ صارَ يَحْفَظُها الدُّجى وَالبِيدُ ) 74 ( فَاضِلْ بِها الأَشْعارَ تَعْرِفْ فَضْلَها ** ما كُلُّ مَنْ مَدَحَ المَجِيدَ مُجِيدُ ) 75 ( أوصيكَ بي خيراً فإني في الألى ** أصبحتَ مالكَ رقهمْ معدودُ ) 76 ( وَوَصِيَّتَكَ فَجُدْ بِعَفْوِكَ زَلَّةٌ ** ما فَوْقَ ما أَوْلَيْتَنِيْهِ مَزِيدُ ) 77 ( أينالني شيءٌ أحاذرهُ وَلي ** مِنْ حُسْنِ رَأْيِكَ عُدَّةٌ وَعَدِيدُ ) 78 ( لا زِلْتَ تُبْلِي كُلَّ عامٍ قادِمٍ ** في العزَّ ما خلفَ اللبيسَ جديدُ ) 79 ( وَأرى النجومَ تخالفتْ أحكامها ** إِلاَّ عَلَيْكَ فَإِنَّهُنَّ سُعُودُ )
____________________
(1/363)
البحر : كامل تام ( يا للرِّجالِ لنظرةٍ سفكتْ دما ** وَلِحَادِثٍ لَمْ أَلْقَهُ مُسْتَلْئِما ) ( وَأَرَى السِّهَامَ تُؤُمُّ مَنْ يُرْمى بِها ** فعلامَ سهمُ اللَّحظِ يصمي منْ رما ) ( يَا آمِرِي بِتَجَلُّدٍ لَمْ أُعْطَهُ ** ما نمَّ دمعي بالجوى حتّى نما ) 4 ( وَلَقَدْ وَقَفْتُ بِدِارِ زَيْنَبَ مَوْهِناً ** وَالوَجْدُ يَأْبَى أَنْ أَقُولَ فَأُفْهِما ) 5 ( مستخبراً عنها فلمْ أرَ معلماً ** منها بأخبارِ الأحبَّةِ معلما ) 6 ( أبكي ويمنعني تناسي ما مضى ** ما يمنعُ الأطلالَ أنْ تتكلَّما ) 7 ( فعذلتُ قلبيَ إذْ أطاعَ غرامهُ ** وَعَصى التَّسَلِّيَ بَعْدَهَا وَاللُّوَّما ) 8 ( وَاللَّوْمُ مِثْلُ الرِّيحِ يَذْهَبُ ضَلَّةً ** وَيَزِيدُ نِيرَانَ الْمُحِبِّ تَضَرُّما ) 9 ( وخطيطةٍ ضنَّ الغمامُ بريِّها ** خلفتها خلفي وسرتُ ميمِّما )0 ( أَرْضاً إِذَا ما التُّرْبُ أَجْدَبَ أَخْضَبَتْ ** بندىً إذا ما الغيثُ أنجمَ أثجما )
____________________
(1/364)
1( يَلْقى بِها الرُّوَّادُ رَوْضاً مُزْهِراً ** وَيُصَادِفُ الوُرَّادُ حَوْضاً مُفْعَما )( وَتَرى بِها أُمُّ الْمُدَامَةِ عَاقِراً ** أبداً وأمَّ الحمدِ حبلى متئما )( أَضْحَتْ بِإِحْسَانِ الْمُظَفَّرِ كَعْبَةً ** لِلطَّالِبِيِنَ وَلِلْمَكارِمِ مَوْسِما )4 ( مَلِكٌ إِذَا سُئِلَ الرَّغَائِبَ وَاللُّهى ** أَعْطى وَإِنْ لاَقى الْكَتَائِبَ أَقْدَما )5 ( يُرْبِي عَلَى الْقَدَرِ الْمُتَاحِ إِذَا سَطَا ** ويجاودُ الجودَ السَّحاحَ إذا هما )6 ( أَوْفى مِنَ الشَّمْسِ الْمُنِيرَةِ بَهْجَةً ** وأشفُّ منزلةً وأبعدُ مرتما )7 ( مَنَعَ اللَّيالِيَ أَنْ تَبِيتَ مَوَانِعاً ** ما رامَ أوْ مستبذلاتٍ ما حما )8 ( يأبى الغواني والغناءَ وينتشي ** طَرَباً إِذَا كَانَ الصَّلِيلُ تَرَنُّما )9 ( هممٌ علونَ على السِّماكِ وإنَّما ** بِالْجُودِ وَالإِقْدَامِ يَسْمُو مَنْ سَما )0 ( ومناقبٌ أعيا الأعادي كتمها ** والشَّمسُ أظهرُ أنْ تسرَّ وتُكتما )
____________________
(1/365)
2( ومواهبٌ راجي جداها لمْ يخبْ ** مِنْهُ وَرَاضِعُ دَرِّهَا لَنْ يُفْطَما )( غَدَتِ الْجُيُوشُ غَزِيرَةً بِأَمِيْرِهَا ** وَالدَّهْرُ مَحْمُوداً وَكانَ مُذَمَّما )( وَالأَمْنُ جَمّاً وَالرَّجاءُ مُصَدَّقاً ** والحقُّ أبلجَ والهدى مستعصما )4 ( للهِ درُّكَ في طغاةِ قبائلٍ ** أَنْصَفْتَ مِنْهَا الدِّينَ حِينَ تَظَلَّمَا )5 ( فَلَكَمْ جنَيتَ أَذىً حَسَمْتَ بِهِ أَذَىً ** ولكَمْ سفكتَ دماً حقنتَ بهِ دما )6 ( لمَّا أزرتَهُمْ الظُّبى مصقولةً ** وَالْخَيْلَ قُبّاً وَالْوَشِيجَ مُقَوَّما )7 ( ظَنُّوكَ مَنْ لاَقَوْا فَحِينَ قَرَعْتَهُمْ ** صَارُوا وَقَدْ كَانُوا حَدِيداً حَنتَما )8 ( قَهَرُوا الْوَرى زَمَناً فَمُذْ حَارَبْتَهُمْ ** طمَّ الأتيُّ عليهمُ لمَّا طما )9 ( وهمُ حماةُ الرَّوعِ إلاَّ أنَّهمْ ** فَرُّوا لَعَمْرُكَ حِينَ فَرُّوا الأَرْقَما )0 ( ثمَّ انثنيتَ إلى سرايا طيِّءٍ ** تَقْتَادُ أَرْعَنَ كَالْخِضَمِّ عَرَمْرَما )
____________________
(1/366)
3( مُتَنَائِيَ الأَقْطَارِ زَادَ قَتَامُهُ ** فغدا بهِ وجهُ النَّهارِ ملثَّما )( تَبْدُو بَوَارِقُهُ فَتَحْسَبُ ضَوءَها ** بَرْقاً تَأَلَّقَ فِي سَحَابٍ أَظْلَما )( وَتَخَالُ نَقْعَ الأَعْوَجِيَّةِ دُونَهُ ** ستراً بلمعِ القعضبيَّةِ معلما )4 ( حَتّى إِذَا أَنْشَيْتَهُمْ بِسُلافَةٍ ** وَالْحَيْنُ يَعْجَبُ مِنْهُمُ مُتَبَسِّما )5 ( ظَنُّوا الطَّلائِعَ كُلَّ مَنْ يَأْتِيهِمُ ** فَتَثَبَّتُوا لِلدَّاءِ حَتّى اسْتَحْكَما )6 ( لَمَّا أَتَيْتَ فَكُنْتَ رِيحاً عَاصِفاً ** تُلْوِي بِمَا لاَقَتْ وَكَانُوا خَشْرَما )7 ( لَمْ تَلْقَ إِلاَّ عَارِياً سَبَقَتْ بِهِ ** روعاءُ أوْ مستلئماً مستسلما )8 ( والعزُّ حيثُ ترى الدِّماءَ مراقةً ** تروي الثَّرى والسَّمهريَّ محطَّما )9 ( والوهدُ أدوَنُ أنْ ينالَ متالعاً ** والذِّئبُ أهونُ أنْ يروعَ الضَّيغما ) 40 ( مَلَكُوا فَجَارُوا فِي الْقَضَايَا وَاعْتَدَوْا ** وَعَدَلْتَ فِيْهِمْ إِذْ غَدَوْتَ مُحَكَّما )
____________________
(1/367)
4( فَمَنَحْتَهُمْ جَبَلَيْ أَبِيهِمْ إِرْثَهُمْ ** عَنْهُ وَسَاءا مَنْزِلاً وَمُخَيَّما ) 4( فَهُمُ بِبِيدٍ يَصْطَلُونَ بِمَا جَنَوْا ** فيها إذا حميَ الهجيرُ جهنَّما ) 4( منْ سائرِ الطُّرداءِ أبعدُ مشرباً ** وأرثُّ أطماراً وأخبثُ مطعما ) 44 ( وَحَرَمْتَهُمْ طِيبَ الْكَرى حَتّى لَقَدْ ** ظَنُّوا الرُّقادَ عَلَى الْجُفُونِ مُحَرَّما ) 45 ( عَمْرِي لَقَدْ وَجَدُوا اصْطِنَاعَكَ سَالِفاً ** أرياً وقدْ وجدوا اجتياحكَ علقما ) 46 ( فَرَأَوْكَ عِنْدَ السِّلْمِ بَحْرَ مَوَاهِبٍ ** يُغْنِي وَفِي الْهَيْجاءِ عَضْباً مِخْذَما ) 47 ( وَرَجَعْتَ تَنْظُرُ فِي الْبِلادِ بِرَأْيِ ذِي ** عزمٍ يردُّ المشرفيَّ مثلَّما ) 48 ( حصَّنتَ شاسعها برأيٍ لوْ حمى ** بدرَ السَّماءِ عنِ النَّواظرِ لاحتما ) 49 ( وَعَمَرْتَ غَامِرَها بِجِدٍّ لَمْ يَزَلْ ** يأبى لما تبنيهِ أنْ يتهدَّما ) 50 ( أَنّى يُشَارِكُكَ الوَرى في رُتْبَةٍ ** أدلجتْ تطلبها وباتوا نوَّما )
____________________
(1/368)
5( حمَّلتَ نفسكَ غيرَ مكترثٍ بهِ ** أمراً يؤودُ يرمرماً ويلملما ) 5( فبغتْ مطالعكَ الملوكُ فقصَّرتْ ** ورأى وقائعكَ الزَّمانُ فأحجما ) 5( مهلاً فما أبقى نزالكَ خائفاً ** خطباً ولاَ أبقى نوالكَ معدما ) 54 ( لاَ تُكْذَبَنَّ فَمَا أَمَامَكَ غَايَةٌ ** فانظرْ مليّاً هلْ ترى متقدَّما ) 55 ( نَاهِيكَ مِنْ كَرَمٍ يَفُوقُ بِهِ الْحَيَا ** سَبْقاً وَمِنْ بَأْسٍ يَفْوتُ الأَنْجُما ) 56 ( وَعَزَائِمٍ حَشَتِ الْقُلُوبَ أَسِنَّةً ** مثلَ الخناجرَ والخناجرَ أسهما ) 57 ( فَقَضَتْ لِذِكْرِكَ أَنْ يَسِيرَ مُفَوَّزَاً ** وقضتْ لذكركَ أنْ يجلَّ ويعظما ) 58 ( يَهْنِي الْخِلاَفَةَ أَنَّ عُدَّتَها شَجى ** حلقِ العدوِّ وسيفها لنْ يكهما ) 59 ( وليهنكَ العيدُ السَّعيدُ مضاعفاً ** لَكَ أَجْرَ مَنْ صَلّى وَصَامَ وَأَحْرَما ) 60 ( إنِّي لأشعرُ منْ رأيتَ وإنَّني ** أَصْبَحْتُ عَنْ إِدْرَاكِ وَصْفِكَ مُفْحَما )
____________________
(1/369)
6( وَلَقَدْ أَرَحْتُ الْخَيْلَ نَحْوَكَ ضُمَّراً ** وَالْعِيسَ يَحْمِلْنَ الْقَرِيضَ الْمُحْكَما ) 6( يَحْمِلْنَ مِنْهُ مُفَصَّلاً وَمُنَظَّما ** ومحبَّراً وموشَّحاً ومسهَّما ) 6( مدحٌ كزهرِ الرَّوضِ إلاَّ أنَّهُ ** يَبْقى إِذَا زَهْرُ الرِّياضِ تَصَرَّما ) 64 ( إنِّي كتمتُ الشِّعرَ في طيِّ المنى ** فعلَ امرئٍ لمْ يرضَ ما دونَ السَّما ) 65 ( لا أسألُ الرَّحمنَ حظّاً فوقَ ما ** أَعْطى فَقَدْ أَوْلى الْجَمِيلَ وَأَنْعَما ) 66 ( حسبي امتداحكَ رتبةً ونباهةً ** وَذَرَاكَ مُعْتَصَماً وَقُرْبُكَ مَغْنَما )
____________________
(1/370)
البحر : كامل تام ( طاوِلْ بِهِمَّتِكَ الزَّمانَ وَحِيْدَا ** فأرى مداكَ على الأنامِ بعيدا ) ( وَلقدْ بلغتَ ببعضِ سعيكَ رتبةً ** أَعْيَتْ عَلَى مَنْ لَمْ يَدَعْ مَجْهُودَا ) ( فَلْيَيْأَسِ الشَّرَفَ الَّذِي أُوتِيتَهُ ** منْ لا يقومُ مقامكَ المحمودا ) 4 ( فَالعِزُّ يَأْبى أَنْ يُنِيلَ يَسِيرَهُ ** منْ لاَ يكونُ على الجلادِ جليدا ) 5 ( وَمُحَمِّلُ الأَيَّامِ ما لَمْ تَحْتَمِلْ ** يُفْنِي الحَياةَ مُخَيِّباً مَكْدُودَا ) 6 ( أَنّى يَنالُ مَحَلَّةَ الجَوْزَاءِ مَنْ ** لاَ يستطيعُ منَ الصعيدِ صعودا ) 7 ( قدْ شاعَ مجدكَ فهو أشهرُ في الورى ** منْ أنْ ترومَ لهُ عداكَ جحودا ) 8 ( فلوِ ابتغيتُ بما أقولُ شهادةً ** لَوَجَدْتُ أَهْلَ الخَافِقَيْنِ شُهُودَا ) 9 ( غَاضَتْ يَنَابِيعُ الكِرَامِ بِعارِضٍ ** أَوْفى عَلَى جُودِ الغَمائِمِ جُودَا )0 ( تُزجِي عَوَاصِفُهُ سَحَائِبَ لِلْمُنَى ** بِيضاً وَسُحْباً لِلْمَنايَا سُودَا )
____________________
(1/371)
1( مثعنجرٌ كفُّ المظفرِ أفقهُ ** لمْ يبقِ ذا عدمٍ وَلاَ مزؤودا )( فاعتاضَ أهلُ الشامِ منْ خوفِ الردى ** أمناً وَمنْ عدمِ اليسارِ وجودا )( بِأَغَرَّ مَا أَمَّ المَنَاقِبَ تَابِعاً ** فِيها وَلاَ أَخَذَ العُلى تَقْلِيدَا )4 ( لكِنْ يُؤَسِّسُ مَا بَنَى عَنْ هِمَّةٍ ** أَبَدَاً تَعَافُ المَنْهَلَ المَوْرُودَا )5 ( مَا زَال يَسْبِقُ جُودُهُ مِيعَادَهُ ** كَرَماً وَيَسْبِقُ سَيْفُهُ التَّهْدِيدَا )6 ( حَتّى أَبَانَ عَنِ اعْتِزَامٍ لَمْ يَزَلْ ** للمالِ وَالباغي العنيدِ مبيدا )7 ( وَعتا الزمانُ فكفَّ منْ غلوائهِ ** فعنا وَصارَ لما يريدُ مريدا )8 ( يَاسَيْفَ مَنْ عِصْيَانُهُ وَوَلاَؤُهُ ** جعلا شقياً في الورى وَسعيدا )9 ( خلِّ العدوَّ فقدْ غدا أنجادهمُ ** لمْ يضمروا لمهندٍ تجريدا )0 ( ملأتْ وقائعك القلوبَ مخافةً ** ضاقتْ بها عن أنْ تجنَّ حقودا )
____________________
(1/372)
2( وَرفعتَ ناراً كلما أوقدتها ** زادتْ بها نارُ العدوِ خمودا )( هيَ نارُ إبراهيمَ للباغي الندى َ ** لَكِنْ عَلَى البَاغِي تُشَبُّ وُقُودَا )( وَلوْا وَلوْ أوغلتَ تطلبُ إثرهمْ ** لمْ يحمِ ملكُ الرومِ منكَ طريدا )4 ( وَلوِ اتبعتَ مولياً فيما مضى ** لتبعتهمْ سيراً يبيدُ البيدا )5 ( بِالمُقْرَبَاتِ مُقَرّبَاتٍ نَحْوَهُمْ ** لاَ تعرفُ الإيضاعَ وَالتخويدا )6 ( مُقْوَرَّةً تَرْدِي بِكُلِّ مَفَازَةٍ ** تردي السوابقَ وَالمطايا القودا )7 ( نزعتْ كسىً منْ نيها وَتسربلتْ ** منْ نقعها فوقَ الجلودِ جلودا )8 ( في فيلقٍ لوْ لمْ تقدهُ إلى العدى ** لكفاكَ بأسكَ عدةً وَعديدا )9 ( حَمَلَتْ ضَراغِمُهُ الحَدِيدَ مُذَلَّقاً ** وَتَدَرَّعَتْ حَزْماً بِهِ مَسْرُودَا )0 ( فليلبثوا حيثُ استقرتْ دارهمْ ** وَأَرَدْتَ مَا دَامَ الحَدِيدُ حَدِيدَا )
____________________
(1/373)
3( وَليحذروا الهممَ التي منعتهمُ ** مِنْ أَنْ يُقِيموا بالشَّامِ عَمُودَا )( نَقَضَتْ حِبَالَهُمْ حَبَائِلُ لَمْ تَزَلْ ** قدماً تصيدُ بها الملوكَ الصيدا )( وَلَطَالَمَا صَبَّحْتَهُمْ فِي غَارَةٍ ** ألفوا بها أمَّ اللهيمِ وَلودا )4 ( لمْ تبقِ في بكرٍ لربَّ هنيدةٍ ** بكراً وَلاَ لبني عتودَ عتودا )5 ( ظَنُّوا بِهَا نَقْعَ الجِيَادِ وَوَقْعَها ** عِنْدَ المُغَارِ سَحَائِباً وَرُعُودَا )6 ( وَمتى مددتَ قناً فما أوردتها ** مِنْ كُلِّ باغٍ ثُغْرَةً وَوَرِيدَا )7 ( وَمَتى سَلَلْتَ ظُبىً فَمَا كاَنَتْ لَهَا ** هاماتهمْ عندَ اللقاءِ غمودا )8 ( أَمْ أَيَّ يَوْمِ وَغىً شَهِدْتَ فَلَمْ يَكُنْ ** يوماً أغرَّ محجلاً مشهودا )9 ( فَرَأَوْكَ أَصْدَقَ مِنْهُمُ عِنْدَ النَّدى ** أرياً جنوا جنوهُ هبيدا ) 40 ( ** وَعْداً وَأَنْكى فِي العَدُوِّ وَعِيدَا )
____________________
(1/374)
4( وَأرى جنابَ مبينةً عن رشدها ** إِذْ لَمْ تَرُمْ عَنْ ذَا الجَنَابِ مَحِيدَا ) 4( نَالَتْ بِقُرْبِكَ عِزَّةً وَنَبَاهَةً ** وَحَمَتْ بِسَيْفِكَ طَارِفاً وَتَلِيدَا ) 4( قلدتها منناً شفعنَ صنائعاً ** يَجْعَلْنَ أَحْرَارَ الرِّجَالِ عَبِيدَا ) 44 ( وَمددتَ باعَ أبي سماوةَ منجزاً ** لأَبِيهِ في استِصْلاَحِهِ المَوْعُودَا ) 45 ( وَنأى َ بمنْ كفرَ الضيعةَ فعلهُ ** فَغَدَا لِخَوْفِكَ فِي البِلاَدِ شَرِيدَا ) 46 ( وَلَطَالَمَا خَصَّتْ نُحُوسُ كَوَاكِبٍ ** قَوْمَاً وَكُنَّ لآَخَرينَ سُعُودَا ) 47 ( أضحى يرودُ المحلَ مغرورٌ مضى ** عَنْ ذَا المَحَلِّ مُحَلأًّ مَطْرُودَا ) 48 ( وَوَرى زِنَادُ مَنِ اعْتَلَتْ آراؤُهُ ** حَتّى تَقَيَّلَ ظِلَّكَ المَمْدُودَا ) 49 ( كَمْ آمَنَتْ سَطَواتُ عَزْمِكَ خَائِفَاً ** وَجلاً وَراعتْ أروعاً صنديدا ) 50 ( وَتخرمتْ ملكاً وردتْ ذاهباً ** لولاكَ لمْ يكُ مثلهُ مردودا )
____________________
(1/375)
5( فاسلمْ على مرَّ الزمان لأمةٍ ** تَلْقى بِقُرْبِكَ كُلَّ يَوْمٍ عِيدَا ) 5( وَلدولةٍ قدْ صرتَ منتجباً لها ** زادتْ وَعزتْ منعةً وَجنودا ) 5( وَاسعدْ بمولودٍ سما لمحلةٍ ** أمسى لها بدرُ السماء حسودا ) 54 ( إِذْ خَصَّهُ خَيْرُ الأَنَامِ بِنِعْمَةٍ ** لمْ يحبها كهلاً وَلاَ مولودا ) 55 ( وَأنالهُ اسماً منْ صفاتكَ مؤذناً ** منهُ بأمرٍ لاَ يزالُ حميدا ) 56 ( سَعِدَ الَّذِي يَرْجُو إِمَامُ العَصْرِ أَنْ ** سَيَكُونُ فِي حَالاَتِهِ مَسْعُودَا ) 57 ( نعمٌ يهنيكَ الإلهُ جديدها ** فلقدْ لبستَ بها الفخارَ جديدا ) 58 ( وَيُرِيكَ مَحْمُودَا مُبَلَّغَ غَايَةٍ ** في الملكِ أعجزَ نيلها محمودا ) 59 ( تُرْوى مَنَاقِبُهُ وَيَرْوِي حَوْضُهُ ** عِنْدَ المَعَاطِشِ مَنْ أَرَادَ وُرُودَا ) 60 ( وَتَرى بِحَضْرَتِهِ لِيَ ابْناً شَاعِراً ** مثلي مجيداً في الثناءِ مجيدا )
____________________
(1/376)
6( يا مصطفى الملكِ الذي كانَ الندى ** هماً فعاودَ في ذارهُ وليدا ) 6( أَنْهَجْتَنِي مِنْ نَهْجِ فَضْلِكَ مَسْلَكَاً ** تَثْنِي مَسَافَتُهُ البَلِيغَ بَلِيدَا ) 6( فَلَئِنْ حَصِرْتُ فَإِنَّ عُذْرِيَ وَاضِحٌ ** أَنْ لَسْتَ أَبْلُغُ لِلسَّما تَحْدِيدَا ) 64 ( وَلئنْ نطقتُ فإنَّ أيسرَ ما أرى ** مِنْ مَأْثُرَاتِكَ يُنْطِقُ الجُلْمُودَا ) 65 ( أَلْفَيْتُهُنَّ جَوَاهِراً مَنْثُورَةً ** وَعَلَى القَوَافِي أَنْ يَصِرْنَ عُقُودَا ) 66 ( فَلَكَ الفَرِيدُ وَقَدْ وَجَدْتَ نِظَامَهُ ** وليَ الثناءُ وَقدْ وجدتُ فريدا ) 67 ( حَمِدَ الوَرى لِيَ ذَا الثَّنَاءَ وَمَذْهَبِي ** فِيهِ فَكُنْتُ الحَامِدَ المَحْمُودَا ) 68 ( جُوزِيتُ عَنْ شُكْرِي بِشُكْرٍ مِثْلِهِ ** فععدتُ ما تسدي إليَّ مزيدا )
____________________
(1/377)
البحر : متقارب تام ( تَفَرَّدْتَ بِالْمَجْدِ دُونَ الأُمَمْ ** وحزتَ منَ العزمِ ما لمْ يُرمْ ) ( فما لحديثٍ أتى في العلا ** حَدِيثٌ وَلاَ لِقَدِيمٍ قَدَمْ ) ( وفي كلِّ يومٍ ثناءٌ يسيرُ ** وَمَجْدٌ يَخُصُّ وَجُودٌ يَعُمُ ) 4 ( سَلَكْتَ إِلى نَيلِ ما رُمْتَهُ ** سَبِيلاً لِغَيرِكَ لَمْ يَسْتَقِمْ ) 5 ( وقدْ أعجزَ النَّاسَ هذا الصُّعودُ ** وَمَا بَلَغَتْ مُنْتَهاها الْهِمَمْ ) 6 ( ولوْ لمْ يكنْ لكَ إلاَّ الفعالُ ** لأغناكَ عنْ فخرِ خالٍ وعمّْ ) 7 ( عَلَى أَنَّ مَعْشَرَكَ الضَّارِبُو ** نَ هبراً حيالَ النِّعمْ ) 8 ( هُمُ الْقَوْمُ يَبْلُغُ مَوْلُودُهُمْ ** مَدى الْحِلْمِ قَبْلَ بُلُوغِ الْحُلُمْ ) 9 ( إِذَا خُوشِنُوا فَبِحارُ الرَّدى ** وَإِنْ حُوسِنُوا فَبِحارُ الْكَرَمْ )0 ( ولوْ لمْ يكنْ لهمُ مفخرٌ ** سِوَاكَ لَقالَ الوَرى حَسْبُهُمْ )
____________________
(1/378)
1( وفي روضِ أيَّامكَ المونقاتِ ** تنزَّهَ طرفُ المنى فلتدمْ )( فقدْ ضحكَ الدَّهرُ عجباً بها ** وَما كانَ مِنْ قَبْلِها يَبْتَسِمْ )( أنرتَ لياليَ أهلِ الشَّآمِ ** وَكانَ نَهارُهُمُ مُدْلَهمّْ )4 ( وبيَّضتَ بالعدلِ سودَ الوجوهِ ** وَسَوَّدْتَ بِالأَمْنِ بِيضَ اللِّمَمْ )5 ( أَبى حَلُّ سَيْفِكَ عَقْدَ العِدى ** لِعَقْدِ الْخِلاَفَةِ أَنْ يَنْفَصِمْ )6 ( فَلِلّهِ جِدُّكَ ماذا بَنى ** وَإِقْبَالُ جَدِّكَ ماذَا هَدَمْ )7 ( وللهِ سيفُ عليٍّ فكمْ ** أشمَّ المذلَّةَ أنفاً أشمّْ )8 ( لَوَ كَّلْتَ طَيّاً بِطَيِّ القِفارِ ** وَلَوْ لَمْ تَرُمْ مُلْكَهُمْ لَمْ يُرَمْ )9 ( وفرَّقتهمْ فرقاً في البلادِ ** فهلْ كانَ عزمكَ سيلَ العرمْ )0 ( فَإِنْ شَرِكُوا الرُّومَ فِي شِرْكِهِمْ ** فَما رُزِقُوا الْحَظَّ مِنْ مُلْكِهِمْ )
____________________
(1/379)
2( عليهمْ منَ اللَّعنِ أضعافُ ما ** عَلَيْهِمْ وَلَيْسَ لَهُمْ ما لَهُمْ )( فَلاَ يَأْمَنُوا نُصْرَةَ الْمُشرِكِينَ ** فعندهمُ فوقَ ما عندهمْ )( وَكُلُّ بَعِيدٍ عَلَيْها أَمَمْ ** بِمُنْهَزِمٍ مِنْ يَدَيْ مُنْهَزِمْ )4 ( ومنْ مسلمٍ خانَ إسلامهُ ** وَيُظْهِرُ لِلشِّركِ رَعْيَ الذِّمَمْ )5 ( لقدْ عدموا الرَّأيَ فاستنصروا ** طَرَائِدَ مَنْ ذَلَّ فِي نَصْرِهِمْ )6 ( فَهَبْ آلَ يُونانَ لَمْ يُخْبِرُوا ** فَأَبْناءُ قَحْطانَ مَنْ غَرَّهُمْ )7 ( وما يقبحُ الجهلُ منْ جاهلٍ ** كَما يَقْبُحُ الْجَهْلُ مِمَّنْ عَلِمْ )8 ( وقدْ أطمعَ القومَ إهمالهمْ ** فعاثوا وأغراهمُ حينهمْ )9 ( فَرُدْ أَرْضَهُمْ فِي جُيُوشِ الإِمامِ ** لِتُنْسِيَ ما فَعَلَ الْمُعْتَصِمْ )0 ( ووفِّرْ بقسطونَ قسطَ النُّزولِ ** بِصَحْرَآئِها فَالْمُسِيؤُونَ هُمْ )
____________________
(1/380)
3( فقدْ طالما نزلوا بالرَّقيمِ ** فَصَبَّحْتَ أَحْياءَهُمْ بِالرَّقِمْ )( وَيَمِّمْ بِها مِنْ وَرَآءِ الدُّروبِ ** لِيَلْحَقَ بِالْمُسْتَذِمِّ الْمُذِمّْ )( فسمرُ الرِّماحِ تشكّى الظَّما ** وبيضُ الصِّفاحِ تشكّى القرمْ )4 ( فَتِلْكَ مَشارِبُها فِي الصُّدُورِ ** وهذي مطاعمها في القممْ )5 ( وَقالُوا بَغى القَطَبانُ اللِّقآءَ ** وأوعدَ بالحربِ فيما زعمْ )6 ( فَقُلْتُ سَيْصْرَعُهُ بَغْيُهُ ** كَذَاكَ بَغى صالِحٌ فَاختُرِمْ )7 ( وَعِيدٌ تَبَيَّنَ فِيمَنْ أَتاهُ ** كتبيينِ ريحِ الصَّبا في إضمْ )8 ( وما للخصيِّ وما للقِّاءِ ** وكيفَ تلاقي الرِّجالَ الحرمْ )9 ( وَأَنْتَ قَتَلْتَ أَعَزَّ الْفُحُولِ ** فَمَاذَا يَظُنُّ أَذَلُّ الْخَدَمْ ) 40 ( ولاَ واعتزامكَ لا روِّعتْ ** بِتِلْكَ البَهائِمِ هذِي البُهَمْ )
____________________
(1/381)
4( أأنصارَ ملَّةِ خيرِ الورى ** أترضونَ للحقِّ أنْ يُهتضمْ ) 4( أَلاَ فَاقْتَضُوا دَيْنَ دِينِ الْهُدى ** لِيُنْجِزَ رَبُّكُمُ وَعْدَكُمْ ) 4( فَهذِي الطَّرِيقُ إِلى جَنَّةِ الْ ** خلودِ فمنْ حادَ عنها ندمْ ) 44 ( وقدْ آنَ للحقِّ أنْ يستردَّ ** كَما آنَ لِلدَّاءِ أَنْ يَنْحَسِمْ ) 45 ( فَأَبْلُوا أَمامَ إِمامِ الْهُدى ** بلاءً يؤمَّلُ منْ مثلكمْ ) 46 ( لتأتوا إلهكمُ في المعادِ ** بأعمالكمْ دونَ أنسابكمْ ) 47 ( وجودوا بأنفسكمْ إنَّما ** يُصانُ الْوَشِيجُ لِكَيْ يَنْحَطِمْ ) 48 ( وَكَيْفَ يَخافُ الرَّدى مَعْشَرٌ ** إِذَا عَطَبَ الْمَرْءُ مِنْهُمْ سَلِمْ ) 49 ( فَلاَ بُدَّ مِنْ قَوْدِها شُزَّباً ** طوالٌ أعنَّتها والحزمْ ) 50 ( ** تجاذبُ أسدَ اللِّقاءِ اللُّجمْ )
____________________
(1/382)
5( فَكُلُّ طَرِيدٍ بِها مُدْرَكٌ ** ) 5( كأنِّي بها منْ وراءِ الخليجِ ** أَمامَ الْمُظَفَّرِ تَهْوي زِيَمْ ) 5( وقدْ قابلَ البحرَ سيفُ الإمامِ ** بِبَحْرِ رَدىً مَوْجُهُ مُرْتَطِمْ ) 54 ( وَقَدْ غَصَّ بِالجَيْشِ ذَاكَ الْفَضَا ** فضاقَ على الخائفِ المنهزمْ ) 55 ( فما وهدةٌ ما بها صعدةٌ ** ولاَ علمٌ ما عليهِ علمْ ) 56 ( سَيُعْطِيكَ مَلْكُهُمُ مُلْكَهُ ** وعنْ ذلَّةٍ ذاكَ لا عنْ كرمْ ) 57 ( جرى لكَ في اللَّوحِ ألاَّ عزيزَ ** يعزُّ عليكَ وجفَّ القلمْ ) 58 ( وقدْ حكَّمتكَ شفارُ السُّيوفِ ** عَلَى كُلِّ ذِي عِزَّةٍ فَاحْتَكِمْ ) 59 ( أَبَيْتَ فَنَارُكَ لاَيُصْطَلى ** لَظَاهَا وَجَارُكَ لاَ يُهْتَضَمْ ) 60 ( وَقُمْتَ بِفَرْضِ جِهَادِ الْعَدُوِّ ** فأغنى قيامكَ منْ لمْ يقمْ )
____________________
(1/383)
6( فلاَ تحسبِ الرُّومُ أنْ قدْ رقدتَ ** فَمُذْ نَبَّهَتْكَ الْعُلى لَمْ تَنَمْ ) 6( عَزَائِمُ تَمْضِي مَضَاءَ الظُّبى ** وتربي على كلِّ نجمٍ نجمْ ) 6( فَمِنها فَوَادِحُ تُجْلِي الْعِدى ** ومنها مصابحُ تجلو الظُّلمْ ) 64 ( فأيُّ وليٍّ بها ما اهتدى ** وأَيُّ عَدُوٍّ بِها مَا رُجِمْ ) 65 ( أَنَخْتُ لَدَيْكَ مَطَايَا الْمُنى ** وهلْ يتعدّى زهيرٌ هرمْ ) 66 ( فأمَّنتني بالعلوِّ الغلوِّ ** وَأَعْدَمْتَنِي بِالنَّوَالِ الْعَدَمْ ) 67 ( وَلَوْ كانَ ذَا العِيدُ ذَا نَاظِرٍ ** لأعشتهُ أنوارُ هذي الشِّيمْ ) 68 ( فَدُمْتَ تُوَدِّعُهُ مَا مَضى ** وَتَلْقَاهُ مُسْتَقْبِلاً مَا قَدِمْ ) 69 ( فلسنا نراعُ لظلمِ الخطوبِ ** وَعَدْلُكَ عَادٍ عَلَى مَنْ ظَلَمْ ) 70 ( إذا ما ألمَّ بنا ما يهولُ ** فأنتَ المليءُ بدفعِ الملمّْ )
____________________
(1/384)
7( فأمَّننا اللهُ فيكَ المخوفَ ** وألهمنا شكرَ هذي النِّعمْ )
____________________
(1/385)
البحر : طويل ( لَكَ السَّعْيُ مَا يَنْفَكُّ يَخْدمْهُ السَّعْدُ ** وَذَا العِزُّ مَا أَمْطَاكَهُ الجِدُّ وَالجَدُّ ) ( بهمتكَ الطولى بلغتَ إلى المنى ** وَذو الهمةِ القصرى يروحُ كما يغدو ) ( لقدْ أظهرتْ مذْ غبتَ عنها كآبةً ** دِمَشْقُ كَأَنْ لَمْ يَخْلُ مِنْ صَارِمٍ غِمْدُ ) 4 ( مَضَيْتَ كَمَا تَمْضي الصَّوَارِمُ في الطُّلى ** وَعدتَ كما عادتْ إلى الأجم الأسدُ ) 5 ( وَشحطُ النوى أبدى سرائرَ أهلها ** وَقَدْ يُعْرَفُ الشَّيءُ الخَفِيُّ بِمَا يَبْدُو ) 6 ( لَئِنْ مُنِعُوا بِالهَمِّ فِي بُعْدِكَ الكَرى ** لَقَدْ مَنَعَ الأَيَّامَ قُرْبُكَ أَنْ تَعْدُو ) 7 ( وَمَا إِنْ رَأَوْا شَمْساً لَهَا الشَّامُ مَطْلَعٌ ** سواكَ وَلاَ غيثاً تخبُّ بهِ الجردُ ) 8 ( سَحَابٌ حَيَاهُ الجُودُ وَالبِشْرُ بَرْقُهُ ** وَوقعُ العتاقِ المقرباتِ لهُ رعدُ ) 9 ( أحاطوا بها رجلى لأنَّ غبارها ** تَدَاوَى بِهِ مِنْ دَائِهَا الأَعْيُنُ الرُّمْدُ )0 ( وَلستَ موفىً بعضَ ما تستحقهُ ** إِذَا لَمْ يَنُبْ عَنْ كُلِّ رِجْلٍ مَشَتْ خَدُّ )
____________________
(1/386)
1( حَضَرَتَ فَوَجْهُ الدَّهْرِ أَبْلَجُ نَاضِرٌ ** وَإنْ غبتَ حيناً فهوَ أكلفُ مربدُّ )( فلاَ تتحدوهُ بذمٍ فإنْ تكنْ ** إساءتهُ سهواً فإحسانهُ عمدُ )( وَإنَّ ألذَّ القربِ ما قبلهُ نوىً ** وَأَحْلى الوِصَالِ مَا تَقَدَّمَهُ صَدُّ )4 ( ظعنتَ فلمْ تظعنْ رعايتكَ التي ** حمتهمْ فما ريعوا وَأوجدتْ فلمْ يكدوا )5 ( فلوْ لمْ تكنْ رؤياكَ شيئاً محبباً ** إِلى كُلِّ عَيْنٍ لاَسْتَوى القُرْبُ وَالبُعْدُ )6 ( وَهَلْ حَلَبٌ إِلاَّ السُّهى مُنْذُ أصْبَحَتْ ** لأَرْوَعِ أيّامُ الزَّمَانِ لَهُ جُنْدُ )7 ( لذي البيضِ لمْ تجفُ الطلى شفراتها ** وَجُرْدِ المَذَاكِي مَا يَجِفُّ لَهَا لِبْدُ )8 ( إذا قصدتْ أرضَ العدوَّ فسيرها ** لعمركَ تقريبٌ وَتقريبها شدُّ )9 ( وَلما دعتْ منكَ العواصمُ غوثها ** أجبتَ بلاداً قدْ تمادى بها الجهدُ )0 ( فأسهرتَ أجفاناً تطاولَ نومها ** لِتَرْقُدَ أُخْرى مَا لَهَا بِالكَرى عَهْدُ )
____________________
(1/387)
2( نهضتَ وَقدْ مادتْ حذاراً بأهلها ** وَعَاوَدْتَ عَنْهَا وَهْيَ مِنْ أَمْنِهَا مَهْدُ )( فَلاَ طَرْفُ ذِي فَتْكٍ إِلى الفَتْكِ يَعْتَلِي ** وَ لاَ يَدُ ذِي جَوْرٍ إِلى الجَوْرِ تَمْتَدُّ )( وَلما طغى نصرٌ أتحتَ لهُ الردى ** فَلَمْ يَحْمِهِ الجَمْعُ الصَّريحُ وَلاَ الحَشْدُ )4 ( أبتْ أنْ يحيدَ الحقُّ عنْ مستقرهِ ** خصومٌ منَ الملدِ التي أشرعتْ لدُّ )5 ( فَخَلَّوْا لأطْرَافِ القَنَا عَنْ مَمَالِكٍ ** بِهَا أَخَذُوهَا عَنْوَةً وَبِهَا رَدُّوا )6 ( أَبَاحَكَ مُلْكُ العُربِ مَاضِي سِلاَحَهَا ** سَيُصْفِيكَ مُلْكُ الهِنْدِ مَا طَبَعَ الهِنْدُ )7 ( فَكَمْ خُضْتَ أَهْوَالاً نَتِيجَتُهَا عُلىً ** وَلاَقَيْتَ أَوْصاباً جَنى صابِها شَهْدُ )8 ( تَفَرَّدْ بِمُلْكِ الأَرْضِ وَاسْلَمْ لأَهْلِهَا ** فَإِنَّكَ فِيهِمْ وَالأُلى قَبْلَهُمْ فَرْدُ )9 ( وَلاَ تُخْلِ قَلْباً فِي الوَرَى مِنْ مَخَافَةٍ ** فَلوْلاَ حَياةُ الخَوْفِ لَمْ يَمُتِ الحِقْدُ )0 ( فلوْ لمْ يكنْ بأسُ المهلبِ كاسباً ** لَهُ العِزَّ ما أَعْطَتْهُ طَاعَتَها الأَزْدُ )
____________________
(1/388)
3( تَكَفَّلَ هذَا العَزْمُ أَنَّكَ ظافِرٌ ** بِما لَمْ تُحَدِّثْكَ الظُّنُونُ بِهِ بَعْدُ )( أمانيُّ قدْ أخلتْ لها طرقَ الظبى ** وَلاَ صَدَرٌ يُحْمى عَلَيْهِ وَلاَ وِرْدُ )( لِسائِرِ ما يَأْتِي بِهِ الدَّهْرُ غايَةٌ ** وَما لِمَعالِيكَ انْتِهاءٌ وَلاَ حَدُّ )4 ( إذا سلبَ الأعداءُ شيئاً رددتهُ ** وَإِنْ سَلَبَتْهُمْ ذِي السُّيُوفُ فَلاَ رَدُّ )5 ( قواطعُ مذْ أذْكتْ بمذكينَ نارها ** فَبَيْنَ ضُلُوعِ الرُّومِ نارٌ لَها وَقْدُ )6 ( وَمُنْذُ دَنَتْ دَارُ المُبِيرِ مُبِيرِهِمْ ** فأمنهمُ جزرٌ وَخوفهمُ مدُّ )7 ( يقولُ لهمْ في كلَّ يومٍ مليكهمْ ** كذا فاحمدوا رأييِ لما أكدَ العقدُ )8 ( لعمري لقدْ غروا بإبعادِ عصبةٍ ** نَحَتْ غَيَّها مِنْ بَعْدِما وَضَحَ الرُّشْدُ )9 ( وَليستْ لهذا الملكِ أولى طريدةٍ ** غَدَا حَظَّهَا مِمَّنْ بَغَتْ نَصْرَها الطَّرْدُ ) 40 ( فلا تحسبوا ماءَ الفراتِ كعهدهمِ ** فَقَدْ حالَ دونَ الوِرْدِ ذَا الأَسَدُ الوَرْدُ )
____________________
(1/389)
4( لقدْ ضاقَ ذو القرنينِ ذرعاً بسدهِ ** فقالَ أعينوني فقدْ نفدَ الجهدُ ) 4( وَأَنْتَ الَّذِي لَمْ يَسْتَعِنْ غَيْرَ عَزْمِهِ ** وَكمْ دونَ ما قدْ بتَّ تلكلؤهُ سدُّ ) 4( بِإِقْدَامِكَ الإِسْلامُ بِالعِزِّ مُرْتَدٍ ** وَجَاحِدُ ما أَوْلَيْتَهُ عَنْهُ مُرْتَدُّ ) 44 ( وُقِيْتَ بِرَغْمِ الحاسِدِينَ فَما زَكا ** لِقائِلِهِمْ قَوْلٌ وَلاَ كَانَ ما وَدُّوا ) 45 ( فلاكهمُ السيفُ الذي الحقُّ ضاربٌ ** بِهِ مَنْ طَغى بَغْياً وَلاَ خَوِرَ العَضْدُ ) 46 ( فَهُمْ بَيْنَ مَيْتٍ ظَلَّ يَلْفِظُهُ الثَّرى ** وَحيًّ لهُ منْ بيتهِ أبداً لحدُ ) 47 ( وَإِنَّ رِجالاً فِيكَ شَكَّتْ قُلُوبُهُمْ ** أولئكَ قومٌ عنْ سبيلِ الهدى صدوا ) 48 ( وَلَسْتُ عَنِ النُّصْحِ الصَّرِيحِ مُدَافِعاً ** إذا وضحَ الإحسانُ لمْ يمكنِ الجحدُ ) 49 ( كَفَيْتَ بِذَا السَّيْفِ الأَئِمَّةَ ما عَرَا ** فمنْ كلَّ شيءٍ ما عداكَ لهمْ بدُّ ) 50 ( فلاَ غروَ أن شدوا عليكَ أكفهمْ ** بذلكَ وصى ابناً أبٌّ وَأباً جدُّ )
____________________
(1/390)
5( وَمُذْ شاعَ فِي مِصْرَ وُصُولُكَ سالِماً ** فَفِيها لِمَنْ يَحْتَلُّها عِيْشَةٌ رَغْدُ ) 5( وَقَدْ لَبِسْتَ أَبْهى الكُسى وَتَعَطَّرَتْ ** بِما حَمَلَتْ مِنْ طِيْبِ أَخْبَارِكَ البُرْدُ ) 5( بكَ انذعرتْ ربدُ الحوادثِ رهبةً ** كَما أنْذَعَرَتْ مِنْ خِيفَةِ القانِصِ الرُّبْدُ ) 54 ( وَحَيْثُ ثَوى هذَا الهُمَامُ فَقَصْرُهُ ** بِأَرْجَائِهِ مِنْ كُلِّ مَمْلَكَةٍ وَفْدُ ) 55 ( تَرُومُ لَدَيْهِ الجُودَ إِنْ أَخْلَفَ الحَيا ** وَتَجْديدَ عَهْدِ السِّلْمِ إِنْ أَخْلَقَ العَهْدُ ) 56 ( وَعدتَ الهدى عزاً بإبعادكَ العدى ** فلما زكا فيها الوعيدُ زكا الوعدُ ) 57 ( وَجمعتَ باإحسانِ شتى قبائلٍ ** فنابَ عنِ القربى التوازرُ وَالودُّ ) 58 ( وَلَوْ لَمْ تُزِلْ بِالمَنْعِ غِلَّ صُدُورِهِمْ ** وَبالبذلِ لمْ يركنْ إلى ضدهِ الضدُّ ) 59 ( صَنَائِعُ قَدْ عَمَّتْ نِزَاراً وَيَعْرُباً ** فَكُلُّهُمُ أَسْرَاكَ وَالنِّعَمُ القِدُّ ) 60 ( سَأُثْني بِنُعْمَاكَ الَّتي مَلأَتْ يَدِي ** وَإنْ فاتَ حدَّ العدَّ نائلكَ العدُّ )
____________________
(1/391)
6( رُمِيتُ بِسَهْمِ العِيِّ إِنْ ظَلْتُ كاتِماً ** مَوَاهِبَ لِي مِنْها الطَّوَارِفُ وَالتُّلْدُ ) 6( سقتني بكاساتِ المنى كلَّ نخبةٍ ** فَها أَنا بِالأَشْعارِ مِنْ طَرَبٍ أَشْدُو ) 6( عزيزُ القوافي لي ذليلٌ وَصعبها ** ذلولٌ وَحرُّ القولِ ما رمتهُ عبدُ ) 64 ( أَمِيرَ الجُيُوشِ اسْمَعْ لَها فَبِمثْلِها ** تَزِيْدُ العُلى طَوْلاً وَيَفْتَخِرُ المَجْدُ ) 65 ( وَما أنشدتْ إلاَّ انبرى كلُّ عالمٍ ** يقولُ لهذا الجيدِِ يصلحُ ذا العقدُ ) 66 ( تجلُّ إذا ما جلةُ القومْ أنصتوا ** وَتُلْغَى إِذَا أَنْضى لِيَ النَّقْدُ وَالنَّقْدُ ) 67 ( أَذَا العُرْفِ ما شَرْوَاهُ مُنْهَمِرُ الحَيا ** وَذَا العَرْفِ نا النَّدُّ الذَّكِيُّ لَهُ نِدُّ ) 68 ( شهرتَ بإرغامِ الخطوبِ وَكبتها ** فما لكَ إلاَّ حفظُ ما ضيعتْ وَكدُ ) 69 ( وَمنهُ الندى يعتادُ في كلَّ لحظةٍ ** وَغَيْرُكَ بِالأَدْنى مِنَ الجُودِ يَعْتَدُّ ) 70 ( فضائلُ يطوى الدهرُ منْ قبلِ طيها ** وَتَنْعَدُّ أَنْفَاسُ الوَرى قَبْلَ تَنْعَدُّ )
____________________
(1/392)
7( كَبَا كُلُّ مَنْ يَبْغِي مَدَاكَ فَلاَ كَبَا ** لِذَا المُلْكِ فِي أَمْرٍ تُحَاوِلُهُ زَنْدُ ) 7( لِتَحتَاز آفَاقَ الدُّنى دُونَ أَهْلِهَا ** كَمَا لَكَ فِيهَا دُونَهُمْ وَحْدَكَ الحَمْدُ )
____________________
(1/393)
البحر : كامل تام ( أمَّا وَسَيْفُكَ في النُّفُوسِ مُحَكَّمُ ** فَالعِزُّ أَجْمَعُهُ إِلَيْكَ مُسَلَّمُ ) ( منْ لاَ يطيعكَ والمقاديرُ الَّتي ** تُرْضِي وَتُجْدِي بَعْضُ مَا يَسْتَخْدِمُ ) ( فَلِكُلِّ قَلْبٍ مِنْ سُطاكَ مُرَوِّعٌ ** وَبِكُلِّ وَجْهٍ مِنْ جَمِيلِكَ مِيسَمُ ) 4 ( عوِّدتَ فصلَ الأمرِ أشكلَ ناطقاً ** أوْ ساكتاً فالسَّيفُ عنكَ مترجمُ ) 5 ( وخصصتَ بالإبداعِ في فعلاتكَ ال ** حسنى ليظهرَ عجزُ منْ يتهمَّمُ ) 6 ( ومتى يجيءُ بمثلها منْ نفسهِ ** مَنْ ظَلَّ يُبْصِرُهَا فَلاَ يَتَعَلَّمُ ) 7 ( لوْ لمْ يعزَّ بنو أبيكَ ويكرموا ** طالوا الورى شرفاً بأنَّكَ منهمُ ) 8 ( أَبْشِرْ بِسَبْقِكَ مَنْ تَقَدَّمَ مُوقِناً ** أَنَّ الْفَضَائِلَ لاَ الْعُصُورَ تُقَدِّمُ ) 9 ( كُنَّا نَظُنُّكَ تَابِعاً آثَارَهُمْ ** فَأَبَنْتَ بِالإِعْجَازِ أَنَّكَ مُلْهَمُ )0 ( ولقدْ سمعتَ كما سمعنا عنهمُ ** وعلمتَ بالإحسانِ ما لمْ يعلموا )
____________________
(1/394)
1( أفهلْ ظفرتَ بمنْ جرى في ذا المدى ** مذْ قامَ بالإحسانِ فيهمْ قيِّمُ )( قلبُ الهدى بكَ لنْ يراعَ وقهرهُ ** لَنْ يُسْتَطَاعَ وَعَقْدُهُ لاَ يُفْصَمُ )( للهِ بذلكَ حينَ لاَ مستمنحٌ ** يُرْجى وَمَنْعُكَ حِينَ لاَ مُسْتَعْصَمُ )4 ( لَنْ يَكْشِفَ الْحَقُّ الْجَلِيُّ لِثَامَهُ ** إلاَّ ووجهكَ بالعجاجِ ملثَّمُ )5 ( وإذا عزمتَ على اجتياحِ قبيلةٍ ** كَثُرَ اليتِيمُ بِحَيِّها وَالأَيِّمُ )6 ( يَخْشى عَوَادِيكَ الهِزَبْرُ بِغِيلِهِ ** ويخافها تحتَ التُّرابِ الأرقمُ )7 ( وتصيبُ شاكلةَ الرَّميِّ مفوِّقاً ** وتطيشُ عنكَ إذا رميتَ الأسهمُ )8 ( إنَّ المظفَّرَ منْ أبتْ فتكاتهُ ** أنْ تخرجَ الأيَّامُ عمَّا يرسمُ )9 ( في كلِّ يومٍ ناطقٌ بلسانهمْ ** منْ خوفهمْ فلذاكَ ما يستعجمُ )0 ( وإذا امتطى سيفُ الخلافةِ عزمهُ ** فَلِدَوْلَةٍ تُبْنى وَأُخْرى تُهْدَمُ )
____________________
(1/395)
2( وإذا نظرتَ إلى عواقبِ رأيهِ ** أيقنتَ أنَّ ظنونهُ تتنجَّمُ )( فاسألهُ عمَّا لمْ يكنْ بكنايةٍ ** فالغيبُ منْ أفكارهِ يستعلمُ )( ولذاكَ حقِّقَ ظنُّهُ فيما أتى ** وَظُنُونُ أَهْلِ الْخافِقِيْنَ تَوَهُّمُ )4 ( رقَّاكَ عزمكَ مخطراً لا يرتقى ** فَعَلِمْتَ مِنْ ذَا الْمَجْدِ ما لاَ يُعْلَمُ )5 ( وإذا علاَ باغي الغنيمةِ همَّةً ** وَأَطاعَهُ الْمِقْدَارُ جَلَّ الْمَغْنَمُ )6 ( شرفَ المعالي فزتَ بالشَّرفِ الَّذي ** قَدْ باتَ يَحْسُدُهُ السُّهى وَالْمِرزَمُ )7 ( وَقَتَلْتَ مَنْ لَوْ غَيْرُكَ الْمُجْتاحُهُ ** لأبتْ نزارٌ أنْ يطلَّ لهُ دمُ )8 ( وَجَنَيْتَ أَثْمارَ الْعَوَالِي وَاجْتَنى ** وَمِنَ الْجَنا أَرْيٌ وَمِنْهُ عَلْقَمُ )9 ( وإذا الوغى عبستْ وطالَ عبوسُها ** عندَ النِّزالِ فعنْ فتوحكَ تبسمُ )0 ( ظفرٌ جميعُ الطِّيبِ أضحى كاسداً ** مُذْ أَصْبَحَتْ أَخْبارُهُ تُتَنَسَّمُ )
____________________
(1/396)
3( وَلَقَدْ تَحَقَّقَتِ الْعَوَاصِمُ أَنَّها ** بِسِوَاكَ يا سَيْفَ الْهُدى ما تُعْصَمُ )( غَرَضَ النَّوَائِبِ لَمْ تَزَلْ فَمَنَعْتَهَا ** قَسْراً كَما مَنَعَ الْعَرِينَ الضَّيْغَمُ )( ما زرتها إلاَّ ليأمنَ خائفٌ ** وَيُغاثَ مَلْهُوفٌ وَيُثْرِيَ مُعْدِمُ )4 ( فلتعتصمْ بكَ ذي الثُّغورُ وأهلها ** مِمَّا تَخافُ فَطَوْدُ عِزِّكَ أَيْهَمُ )5 ( وَلَقَدْ عَمَمْتَ الْمُذْنِبِينَ صَنائِعاً ** حَتّى لَظّنُّوا أَنَّهُمْ لَنْ يُحْرَمُوا )6 ( فدعِ الألى مرقوا فإنَّ بعادهمْ ** عَنْ ذَا الْجَنابِ لَهُمْ عِقابٌ مُؤْلِمُ )7 ( أولادُ مرداسٍ لسيفكَ طعمةٌ ** في كلِّ أرضٍ أنجدوا أوْ أتهموا )8 ( وَلَوْ أنَّهُمْ عَقَلُوا لَدَيْكَ ظُنُونَهُمْ ** لرأوا بكَ الرَّشدَ الَّذي عنهُ عموا )9 ( ومنَ السَّفاهةِ أنْ تضلَّ حلومهمْ ** منْ بعدِ ما وضحَ الطَّريقُ الأقومُ ) 40 ( قدْ عاينوا عينَ الرَّدى لمَّا رأوا ** فِي تَلِّ خَالِدٍ الْقَنَا يَتَحَطَّمُ )
____________________
(1/397)
4( لَمَّا أَبَانَ خَلِيفَةٌ عَنْ رُشْدِهِ ** فعلَ امرئٍ تزكو لديهِ الأنعمُ ) 4( فِي فِتْيَةٍ جَعَلُوا رِضاكَ سِلاَحَهُمْ ** فلذاكَ أحجمَ منْ لقوهُ وأقدموا ) 4( نُصِرَ الْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ فَما انْجَلَتْ ** عَنْهُمْ وَفِي أَرْماحِ حِزْبِكَ لَهْذَمُ ) 44 ( غَارَتْ هُنالِكَ فِي النَّوَاظِرِ وَالْطُّلى ** عندَ الطِّعانِ كما تغورُ الأنجمُ ) 45 ( فَإِذَا بَعَثْتَ إِلى الْعَدُوِّ طَلِيعَةً ** أغنتْ غناءَ الجيشِ وهوَ عرمرمُ ) 46 ( بِظُبىً إِذَا خَرِسَ الكُماةُ بِمَوْقِفٍ ** فلها كلامٌ في الجماجمِ يفهمُ ) 47 ( وبها نحتْ جسرَ الحديدِ عصائبٌ ** كَانَتْ عَلَى بابِ الْحَدْيدِ تُخَيِّمُ ) 48 ( والرُّومُ بينَ مؤرَّقٍ سلبَ الكرى ** أَوْ نائِمٍ بِهُجُومِ جَيْشِكَ يَحْلُمُ ) 49 ( يَتَجَلَّدُونَ ضَرُورَةً مَعَ عِلْمِهِمْ ** لمَّا دنوتَ بأيِّ داهيةٍ رموا ) 50 ( مُتَمَسِّكِينَ بِهُدْنَةٍ ما تَنْقَضِي ** إِلاَّ وَأَنتَ عَلَى الْخَلِيجِ مُخَيِّمُ )
____________________
(1/398)
5( وَمَتى رَكَزْتَ بِدَارِ مَسْلَمَةَ الْقَنا ** زرقَ الأسنَّةِ سلَّموا أوْ أسلموا ) 5( فليستكنْ ملكٌ تفلُّ جميعهُ ** بِعِصابَةٍ مِمَّا فَلَلْتَ وَتَهْزِمُ ) 5( هَيْهاتَ تَجْحَدُكَ الْمُلُوكُ سَفاهَةً ** ما قَدْ تَعالَمَهُ السَّوَادُ الأَعْظَمُ ) 54 ( ردءُ الخلافةِ منْ مضائكَ عاصمٌ ** وَرِدَاؤُها بِجَمِيلِ صُنْعِكَ مُعْلَمُ ) 55 ( مجدٌ تخرَّمتِ العمالقُ دونهُ ** وتمزَّقتْ عادٌ وبادتْ جرهمُ ) 56 ( في كلِّ يومٍ بلدةٌ تحتازُ منْ ** أَرْضِ العَدُوِّ وَقَلْعَةٌ تُتَسَلَّمُ ) 57 ( وكذا إلى أنْ تملكَ الدُّنيا بما ** جمعتْ ويسعدكَ البقاءُ الأدومُ ) 58 ( فاندبْ لمملكةِ العراقِ ضراغماً ** علَّمتهمْ فرسَ العدى فتعلَّموا ) 59 ( مِنْ كُلِّ مَنْ لِسُرَاهُ ظَهْرُ مَطِيَّةٍ ** وَلِطَعْنِهِ ثُغَرَ الْعُدَاةِ مُطَهَّمُ ) 60 ( جَنّابُ ما وَلَدَ الْوَجِيهُ وَلاَحِقٌ ** رَكَّابُ ما وَلَدَ الْجَدِيلُ وَشَدْقَمُ )
____________________
(1/399)
6( كيما ترى عضديَّةً تركيَّةً ** قَدْ طالَما اسْتَوْلَتْ عَلَيْها الدَّيْلَمُ ) 6( قَدْ آنَ أَنْ تَروى بِقُرْبِكَ أَنْفُسٌ ** ظمئتْ وأنْ تحيا بعدلكَ أعظمُ ) 6( لَنْ يَدْفَعَ الإِصْبَاحَ عَنْ إِشْرَاقِهِ ** منْ بعدِ مطلعهِ الهزيعُ المظلمُ ) 64 ( رُمْ أَيَّ مَمْلَكَةٍ أَرَدْتَ فَإِنَّما ** حلبٌ إلى كلِّ الممالكِ سلَّمُ ) 65 ( وبصدركَ القلبُ الَّذي لمَّا يرعْ ** وبكفِّكَ العضبُ الَّذي لا يكهمُ ) 66 ( وارجعْ رجوعَ اللَّيثِ وهوَ مظفَّرٌ ** وَالسَّيْفِ يَقْطُرُ مِنْ غِرَارَيْهِ الدَّمُ ) 67 ( مُتَجَلْبِبَ النَّصْرِ لَّذِي عُوِّدْتَهُ ** إِذْ كانَ خَلْفَكَ حَيْثُما تَتَيَمَّمُ ) 68 ( فَدِمَشْقُ مِثْلُ الْغَابِ غَابَ هِزَبْرُهُ ** والجفنِ فارقهُ الحسامُ المخذمُ ) 69 ( وَبِأَهْلِها عَطَشٌ إِلَيْكَ وَكُلُّهُمْ ** كَالنَّبْتِ نَكَّبَهُ السَّحَابُ الْمُرْزِمُ ) 70 ( وَسَيَقْدَمُ العِزُّ الأَشَمُّ عَلَيْهِمُ ** والعارضُ السَّحّاحُ ساعةً تقدمُ )
____________________
(1/400)
7( شَعْبَانُ شَعَّبَ يَوْمَهُمْ فَلْيَرْقُبُوا ** إِنَّ الْمُحَرَّمَ لِلسُّهادِ مُحَرِّمُ ) 7( عامٌ حلولكَ فيهمُ بحلولهِ ** عامٌ يبجَّلُ عندهمْ ويعظَّمُ ) 7( يا غامرَ المتظلِّمينَ بعدلهِ ** حَتَّامَ مَالُكَ في اللُّهى يَتَظَلَّمُ ) 74 ( أنتَ الَّذي لوْ لمْ تطعْ حكمَ النَّدى ** ما كانَ مخلوقٌ عليهِ يحكمُ ) 75 ( يغنى الَّذي تحبوهُ أوَّلَ مرَّةٍ ** وسواكَ ينقصُ نيلهُ فيتمَّمُ ) 76 ( فالجودُ إلاَّ منْ يدكَ مصرَّدٌ ** والظَّنُّ إلاَّ في نداكَ مرجَّمُ ) 77 ( قلْ للعفاةِ مضى عنِ البحرِ القذى ** فردوا مشارعهُ ولاَ تتلوَّموا ) 78 ( إنَّ المكارمَ أفرقتْ منْ دائها ** مُذْ أَفْرَقَ الْمَلِكُ الأَجَلُّ الأَعْظَمُ ) 79 ( فلتبردِ الآنَ القلوبُ فإنَّها ** كانتْ بنيرانِ الأسى تتضرَّمُ ) 80 ( لاَ عَادَكَ الأَلَمُ الْمُلِمُّ فَلَمْ يَزَلْ ** قلبُ العلاءِ لأجلهش يتألَّمُ )
____________________
(1/401)
8( والعيدُ يقصرُ عنْ سلامتكَ الَّتي ** هِيَ في النُّفُوسِ أَجَلُّ مِنْهُ وَأَعْظَمُ ) 8( فَاسْعَدْ بِها وَبِهِ وَدُمْتَ مُسَلَّماً ** مَا طَافَ بِالبَيْتِ الْمُحَرَّمِ مُحْرِمُ ) 8( فَلِكَثْرَةِ الدَّعَوَاتِ في أَرْجَائِهِ ** قَدْ كَادَ يَفْهَمُها الْحَطِيمُ وَزَمْزَمُ ) 84 ( كلُّ الورى داعٍ وجلُّ دعائهمْ ** أَلاَّ يُزِيلَ اللّهُ ظِلَّكَ عَنْهُمُ ) 85 ( أغنى نوالكَ بعضهمْ عنْ بعضهمْ ** كي لا يُرى في الأرضِ غيركَ منعمُ ) 86 ( فلذاكَ ألسنهمْ لسانٌ واحدٌ ** يثني بما خوَّلتَ والدُّنيا فمُ ) 87 ( زادَ الثَّناءُ بمأثراتكَ بهجةً ** ولربَّما زانَ السِّوارَ المعصمُ ) 88 ( وَأَطَاعَني فِيكَ الْكَلامُ وَهَلْ دَرَتْ ** هذِي الْعُقُودُ لأَيِّ شَيءٍ تُنْظَمُ ) 89 ( وَلَقَدْ تَعَمَّدْتُ الإِطَالَةَ عَالِماً ** أنَّ استماعَ ثناكَ مالاَ يسأمُ )
____________________
(1/402)
البحر : وافر تام ( ليهنكَ ما أنالتكَ الجدودُ ** وَأنَّ الدهرَ يفعلُ ما تريدُ ) ( مرامٌ شطَّ مرمى العزمِ فيهِ ** فَدُونَ مَدَاهُ بِيدٌ لاَ تَبِيدُ ) ( وَأَمْرٌ قُمْتَ فِيهِ بِلاَ ظَهِيرٍ ** وَأَهْلُ الأَرْضِ مِنْ فَشَلٍ قُعُودُ ) 4 ( وَمِثْلكَ لاَ يَضِلُّ الحَزْمُ عَنْهُ ** فهلْ أنباكَ بالصدرِ الورودُ ) 5 ( أبيْتَ فَلَمْ تَنَمْ نَوْمَ ابْنِ هِنْدٍ ** عَلَى حَنَقٍ فَنَبَّهَهُ وَلِيدُ ) 6 ( وَأَعْفَيْتَ المَسَامِعَ مِنْ حَدِيثٍ ** يَعِنُّ فَتَقْشَعِرُّ لَهُ الجُلُودُ ) 7 ( نباً ضاقتْ بنسوانٍ خدورٌ ** لَهُ وَنَبَتْ بِأَطْفَالٍ مُهُودُ ) 8 ( فَكَذَّبَ ظَنَّ مَنْ عَادَاكَ صِدْقٌ ** تساوى فيهِ وعدكَ وَالوعيدُ ) 9 ( وَعِيدٌ غَادَرَ المُرَّاقَ صَرْعى ** وَعِيدٌ مَا أَتى مَأْتَاهُ عِيدُ )0 ( فلولاَ كونهُ معَ يومِ بدرٍ ** لَقُلْنَا إِنَّهُ اليَوْمُ الوَحيدُ )
____________________
(1/403)
1( مَقَامٌ آزَرَتْ أَسَداً نُمَيْرٌ ** لديهِ وَظافرتْ كلباً عتودُ )( وَأيُّ حمىً أباحوا يومَ باحوا ** بِمَا كَتَمَتْهُ فِي السِّلْمِ العُمُودُ )( لَقَدْ طَاحَ الرَّجَاءُ بِطُغْلُبكٍّ ** وَكمْ أملٍ إلى أجلٍ يقودُ )4 ( كَأَشْدَقِ عَبْدِ شَمْسٍ إِذْ تَبَغّى ** تراثاً لمْ يخلفهُ سعيدُ )5 ( وَجاورَ أهلَ تلكَ الأرضِ منهُ ** مَريدٌ لاِجْتِيَاحِهِمُ مُرِيدُ )6 ( عَجِبْتُ لِمُدَّعِي الآفَاقِ مُلْكَاً ** وَغايتهُ ببغدادَ الركودُ )7 ( يَصُولُ عَلَى رَعَايَاهَا اعِتِدَاءً ** وَيُحْجَمُ كُلَّمَا صَلَّ الحَدِيدُ )8 ( وَمنْ مستخلفٍ بالهونِ راضٍ ** يذادُ عنِ الحياضِ وَلاَ يذودُ )9 ( لَهُ حَرَمٌ هُنَالِكَ لَمْ يُحَرَّمْ ** بِهِ إِلاَّ السَّلاَمَةُ وَالهُجُودُ )0 ( تَلاَهُ خَوْفُهُ بِأَشَدِّ مِنْهُ ** وَلَوْلاَ الجُدْبُ مَا أُكِلَ الهَبِيدُ )
____________________
(1/404)
2( وَدَبرَهُ ابْنُ مُسْلِمَةٍ سَفَاهَا ** برأيٍ ما اشارَ بهِ رشيدُ )( وَضاعفَ ضعفهُ فرطُ التوقيِ ** وَأيدَ أيدكَ البطشُ الشديدُ )( وَمَا لْبَطْشُ لشَّدِيدُ مُفِيدُ عِزٍّ ** إِذَا لَمْ يُمضِهِ لرَّأْيُ لسَّديدُ )4 ( وَأعجبُ منهما سيفٌ بمصرٍ ** تقامُ بهِ بسنجارَ الحدودُ )5 ( عَلَى مَنْ وَارَتِ الدِّيرانُ مِنْهُمْ ** جُسُومٌ لَيْسَ يَقْبَلُهَا الصَّعِيدُ )6 ( أزيلوا عنْ مواقفهمْ بضربٍ ** تَزُولُ بِهِ الضَّغَائِنُ والحُقُودُ )7 ( فَكَمْ غُلَلٍ شَفَاهَا حَرُّ ضَرْبٍ ** وَقَدْ أَعْيَا بِهَا المَاءُ البَرُودُ )8 ( لَقَدْ لاَقَوْا بِنُصْرَتِهِمْ قُرَيْشاً ** كما لاقتْ بأشقاها ثمودُ )9 ( عَلَيْهِ أَنَّ مُبْدِئَهُ مُعِيدُ ** وَلمْ تغنِ المواثقُ وَالعهودُ )0 ( وَلاَ العزُّ الطريفُ حماهُ مما ** أَرَدْتَ بِهِ وَلاَ العِزُّ التَّلِيدُ )
____________________
(1/405)
3( فَوَلّى يَحمَدُ الجُرْدَ المَذَاكِي ** وَليسَ لسيفهِ أثرٌ حميدُ )( وَغرَّ الغرَّ أنَّ الدينَ واهٍ ** هناكَ وَأنَّ ناصرهُ بعيدُ )( ففاتهمُ بعزمكَ ما أرادوا ** وَآلَ بهمْ إلى ما لمْ يريدوا )4 ( وَلَمْ تَزَلِ الأَمَانِي وَهْيَ بِيضٌ ** تُكَذِّبُها المَنَايَا وَهْيَ سُودُ )5 ( فمنْ جيشٍ يعدُّ العودَ فتحاً ** وَمِنْ جَيْشٍ يَمُرُّ فَلاَ يَعُودُ )6 ( وَما إقدامُ قطرمشٍ معادٌ ** وَلاَ عُمَرٌ لَهُ عُمْرٌ جَدِيدُ )7 ( جَنَاحَا جَارِحٍ غَرْثَانَ هِيضَا ** فَأَصْبَحَ لاَ يَطِيرُ وَلاَ يَصِيدُ )8 ( وَطَوْدُ أَذىً وَهَتْ بِسُطَاكَ مِنْهُ ** قواعدُ جمةٌ وَوهتْ ريودُ )9 ( سطىً سمعَ الملوكُ بها فظلتْ ** أسرتهمْ بها خوفاً تميدُ ) 40 ( وَشاعَ حَدِيثُها فَ رْتاعَ مِنْها ** عَمِيدٌ وَاسْتَقَامَ بِها عَنِيدُ )
____________________
(1/406)
4( رَمَيْتَهُمُ بِكُلِّ سَلِيلِ غابٍ ** يَعِيشُ بِفَرْسِهِ ضَبُعٌ وَسِيدُ ) 4( يروق فؤادهُ نأيٌّ وَعودٌ ** يغذُّ السيرَ لاَ نايٌ وَعودُ ) 4( وَيعجبهُ النهودُ إلى الأعادي ** مشيحاً لاَ القدودُ وَلاَ النهودُ ) 45 ( وَلَوْ أَنَّ النَّعامَ بِكَ أسْتَجَارَتْ ** لخافتْ منْ عواديها الأسودُ ) 46 ( فَكَيْفَ وَمُسْتَجِيرُكَ أَحْوَذِيٌ ** تحداهُ الحتوفُ فلاَ يحيدُ ) 47 ( تَفَرَّدَ وَهْوَ مُجْتَنَبٌ مَخُوفٌ ** كَما يُتَجَنَّبُ الحَيُّ الحَرِيدُ ) 48 ( وَفاضَ عليهِ بالإحسانِ حتى ** تَخَلَّصَهُ مِنَ العَدَمِ الوُجُودِ ) 49 ( كريمٌ منْ عطاياهُ المعالي ** عظيمٌ منْ تحاياهُ السجودُ ) 50 ( مُؤَمَّلُهُ يُفِيدُ غِنَىً وَعِزّاً ** وَشانيهِ بغصتهِ يفيدُ ) 5( غَمامٌ فِيهِ مِنْ بِشْرٍ بُرُوقٌ ** وَلمْ يصحبهُ منْ منًّ رعودُ )
____________________
(1/407)
5( مُلِثٌّ ما يُبالِي حَيثُ يَهْمِي ** أُتِيحَ لَهُ شَكُورٌ أَمْ كَنُودُ ) 5( وَأعطى ما وهبتَ بلا اكتراثٍ ** عليهِ أنَّ مبدئهُ نعيدُ ) 54 ( وَكلُّ ندىً إلى جدواكَ يعزى ** كَما تُعْزى إِلى الغَيْثِ المُدُودُ ) 55 ( عممتَ القومَ منْ عجمٍ وَعربٍ ** مواهبَ ما خلاَ منهنَّ جيدُ ) 56 ( لُهىً كَادَتْ عَدُوَّهُمُ وَكَادَتْ ** تَضِيقُ بِها التَّهائِمُ والنُّجُودُ ) 57 ( تَخَالَفَتِ الرِّفَاقُ بِها إلَيْهِمْ ** كَما اخْتَلَفَتْ عَلَى التَّجْرِ النُّقُودُ ) 58 ( وَربَّ مغانمٍ أدتْ إليها ** مَغارِمُ حَمْلُ أَدْناها يَؤُدُ ) 59 ( وَأَرْسَلْتَ العِتاقَ الجُرْدَ قُبّاً ** يُعارِضُ مُمْتَطىً مِنْها مَقُودُ ) 60 ( وَمِنْ أُدَدٍ وَعَدْنَانٍ عَلَيْها ** جنودٌ لا تلاقيها جنودُ ) 6( منَ الأسرِ التي ألوتْ بكسرى ** وَذاكَ وَمنْ سلاحهمُ الجريدُ )
____________________
(1/408)
6( مَرَتْ خِلْفَ التِّلافِ بِكُلِّ مَرْتٍ ** تَنُوبُ عَنِ السُّرُوجِ بِهِ القُتُودُ ) 6( وَنكبتِ الجبالَ بهمْ جبالٌ ** ضوامرُ لاَ تجفُّ لها لبودُ ) 64 ( إذا قدحتْ فما يدجر ظلامٌ ** وإن ضَبحتْ فما ينجو طريدُ ) 65 ( أَبَتْ وَطْءِ الثَّرى تِيهاً فَصَارَتْ ** مواطئها النواظرُ وَالخدودُ ) 66 ( وَحلَّ الموصلَ المنصورَ يثني ** بِسَطْوَتِهِ وَنَخْوَتِهِ الوُفُودُ ) 67 ( وَقدْ شهدتْ منابرها بحقًّ ** مَلاَئِكَةُ السمَاءِ بِهِ شُهُودُ ) 68 ( وَسَوْفَ تُضافُ بَغْدَادُ إِلَيْها ** كَما أنْضافَتْ إِلى عَدَنٍ زَبِيدُ ) 69 ( فقدْ ضعفتْ زنودٌ عنْ قسيًّ ** رَمَتْ عَنْها الْعِدى وَكَبَتْ زُنُودُ ) 70 ( وَلِلنَّارِ الَّتي شَبَّتْ فَخِيفَتْ ** خمودٌ سوفَ يتبعهُ همودُ ) 7( لَكَ الْفَتْحُ الْمُبِينُ بِكُلِّ وَجْهٍ ** قصدتَ وَللعدى الحتفُ المبيدُ )
____________________
(1/409)
7( لَقَدْ سُدْتَ الْمُلُوكَ بِمَأْثُرَاتٍ ** بِها الْوُزَرَاءُ أَيْسَرُ مَنْ تَسودُ ) 7( سددتَ منَ الهدى مالمْ يسدوا ** وَشِدْتَ مِنَ الْعُلى ما لَمْ يَشِيدُوا ) 74 ( بِناؤُكَ كُلُّهُ أَجْرٌ وَشُكْرٌ ** وَما يَبْنُونَ آجُرٌّ وَشِيدُ ) 75 ( جميلٌ تسترقُّ بهِ الأماني ** وَعَدْلٌ يُسْتَحَقُّ بِهِ الْخُلُودُ ) 76 ( حَلَلْتَ مِنَ الْخِلاَفةِ فِي مَكانٍ ** بِهِ عُدِمَ الْمباشِرُ وَالْحَسُودُ ) 77 ( وَلَمْ يَحْلُمْ بِشَرْوَاكَ التَّمَنِي ** وّلاَ جادَ الزَّمانُ وَلاَ يَجُودُ ) 78 ( بقيتَ وَمشبهاكَ تقىً وَحلمٌ ** وَظِلُّكُمُ عَلَى الدُّنْيا مَدِيدُ ) 79 ( وَلاَ زالتْ بأفقِ الملكِ منكمْ ** نُجُومٌ لاَتَعَدَّاها السُّعُودُ ) 80 ( وَلاَ برحتْ كذا الأعيادُ تأتي ** وَجدكَ قاهرٌ فيها سعيدُ ) 8( وَما أبقى فعالكَ لي مقالاً ** وَلكنَّ ارتياحكَ يستعيدُ )
____________________
(1/410)
8( مَدَائِحُ طَالَما أَبْدَعَتُ فِيهَا ** وَأَيْنَ وُقُوعُها مِمَّا أُرِيدُ ) 8( إذا تليتْ على الحسادِ قالوا ** كذا فلينظمِ الدرُّ الفريدُ ) 84 ( وَلاَ إحسانَ إلاَّ في مجيدٍ ** علاَ همماً وَمادحهُ مجيدُ ) 85 ( وَلَنْ نَخْشَى عَلَى فَخْرٍ شُروداً ** إِذَا عَقَلَتْهُ قافِيَةٌ شَرُودُ ) 86 ( فَسَيِّرْ بي حَدِيثَ الْمَجْدِ إِنِّي ** لِمَا أَثَّلْتَ مِنْ شَرَفٍ مُشِيدُ ) 87 ( فَدُمْ عَلَماً لَهُ ما اخْضَلَّ تُرْبٌ ** تَوالى سَقْيُهُ وَاخْضَرَّ عُودُ )
____________________
(1/411)
البحر : طويل ( أَرى الشَّرَفَ الأَعْلَى إِلَيْكَ مُسَلَّما ** فلاَ مجدَ إلاَّ ما إلى مجدكَ انتما ) ( وما نالَ هذا الفضلَ ماضٍ منَ الورى ** وإنْ نالهُ آتٍ فمنكَ تعلَّما ) ( وَهذَا مَجَالٌ قَدْ رَكِبْتَ طَرِيقَهُ ** بِكُلِّ الْوَرى عَنْها وَإِنْ أَبْصَرُوا عَما ) 4 ( ومنْ أدركَ العلياءَ والعجزُ خلقهُ ** وَقَالَ كَفَانِي الْحَظُّ أَنْ أَتَهَمَّما ) 5 ( فما نلتها إلاَّ عنِ الحوبِ معرضاً ** وَفِي الْجَدْبِ فَيَّاضاً وَفِي الْحَربِ مُقْدِما ) 6 ( عَفَافٌ وَإِنْصَافٌ أَنَالا جَلاَلَةً ** وجودٌ وإقدامٌ أفادا تقدُّما ) 7 ( إذا ما ملوكُ الأرضِ تيهاً تعظَّموا ** كَفَاكَ عَظِيمُ الْقَدْرِ أَنْ تَتَعَظَّما ) 8 ( لَقَدْ قَصَّرُوا أَنْ يُبْرِموا مَا نَقَضْتَهُ ** كتقصيرهمْ عنْ نقضِ ماظلتَ مبرما ) 9 ( لهذا العلى ملكٌ بغيرِ مشاركٍ ** لأَكْرَمِ مَنْ أَعْطى وَأَشْرفِ مَنْ سَما )0 ( لأبدعهمْ فضلاً وأقطعهمْ ظبىً ** وأبرعهمْ فعلاً وأمنعهمْ حما )
____________________
(1/412)
1( وَأَوْسَعِهِمْ صَدْراً وَأَسْرَعِهِمْ نَدىً ** وَأَمْرَعِهِمْ أَرْضاً وَأَرْفَعِهِمْ سَما )( ومنْ قدَّمتهُ نفسهُ وإباؤهُ ** وهمَّتهُ على الأنامِ تقدَّما )( كَفى الدَّوْلَةَ الْمُسْتَنصِرِيَّةَ عَضْدُها ** نوائبَ لوْ قارعنْ رضوى تهدَّما )4 ( وَقَدْ قَلَّدَتْهُ الأَمْرَ فِي الدِّينِ وَالدُّنا ** وكانَ أميناً بالمغيبِ عليهما )5 ( فلاَ يرهبِ النَّاسُ الخطوبَ وريبها ** فمنذُ رأى إقدامكَ الدَّهرُ أحجما )6 ( وَلاَ يَطْلُبُوا إِلاَّ بَقَاءَكَ عِصْمَةً ** فَهُمْ فِي أَمَانٍ مَا بَقِيَتَ مُسَلَّما )7 ( تُرِيدُ الْعِدى إِطْفاءَ نَارِكَ خُيِّبُوا ** ظُنُوناً وَمَا تَزْدَادُ إِلاَّ تَضَرُّما )8 ( وَعَجْزُهُمْ عَنْ أَنْ تُرَاعَ بِحَدِّهِمْ ** كَعَجْزِ الصِّبا عَنْ أَنْ تَهُزَّ يَلَمْلَما )9 ( ولمْ تدنُ عينُ الشَّمسِ منْ كفِّ لامسٍ ** فتقذى ولاَ لانَ الحديدُ فيعجما )0 ( وما زالَ حسمُ الظُّلمِ والَّلمُّ للهدى ** هواكَ الَّذي يضنيكَ لا الظَّلمُ والَّلما )
____________________
(1/413)
2( وَلَمَّا تَعَدّى الرُّومُ جَهْلاً بَعَثْتَهَا ** كتائبَ يحملنَ الوشيجَ المقوَّما )( قَناً جَدَّلَ الْفُرْسَانَ قَبْلَ انْحِطَامِهِ ** ونابتْ سيوفُ الهندِ لمَّا تحطَّما )( وَإِنَّكَ مَنْ يَمْضِي الْكَهَامُ بِكَفِّهِ ** فَكَيْفَ إِذَا جَرَّدْتَ أَبْيَضَ مِخْذَما )4 ( وَتُرْدِي بِرُمْحٍ لَمْ يُرَكَّبْ سِنَانُهُ ** فَكَيْفَ إِذَا أَشْرَعْتَهُ مُتَلَهْذِما )5 ( وَتَحَكُمُ بِالإِيَعادِ فِي مُهَجِ الْعِدى ** فَكَيْفَ إِذَا جَهَّزْتَ جَيْشاً عَرَمْرَما )6 ( فغرَّقهمْ بحرُ الرَّدى وهوَ ساكنٌ ** فَمَاذَا يَظُنُّونَ الشَّقِيُّونَ إِنْ طَما )7 ( وَلَوْ لَمْ يَذُدْ عَنْهُمْ طُغَانُ وَجَيْشُهُ ** لَكَانَ عَلى شَاطِي الْخَلِيجِ مُخَيَّما )8 ( وقدْ علموا منْ راشَ بالعزِّ سهمهُ ** وَمِنْ طَاشَ إِذْ دَارَتْ رَحى الْحَرْبِ مِنْهُما )9 ( أظنُّهمُ لمْ يفهموا ما أمرتهمْ ** بِهِ فَجَعَلْتَ السَّيْفَ عَنْكَ مُتَرْجِما )0 ( حُسَامٌ هُمَامٌ ظَلَّ بِالْحَقِّ نَاطِقاً ** فما صلَّ في الهاماتِ إلاَّ وأفهما )
____________________
(1/414)
3( وَعِنْدَهُمُ صَبْرٌ عَلى الضَّيْمِ وَالأَذى ** يرجُّونَ أنْ يضحى إلى السِّلمِ سلَّما )( وقدْ طالما استنفذتَ بالأمنِ خائفاً ** وَبِالْجُودِ مِعْداماً وَبِالعَفْوِ مُجْرِما )( وَإِنْ كُنْتَ تَسْطُو عِزَّةً وَحَفِيظَةً ** فإنَّكَ تعفو رحمةً وتكرُّما )4 ( فدعهمْ إلى وقتٍ فلوْ لمْ يمتهمُ ** يقينُ الرَّدى الآتي لماتوا توهُّما )5 ( وقدْ أصبحوا في غمَّةٍ ما تكشَّفتْ ** ومنْ لهمُ أنْ يتركَ الأمرُ مبهما )6 ( وَمَازَالَ مِيخَائِيلُ مِنْ قَبْلُ مُقْدِماً ** فلمَّا رأى عينَ الرَّدى عادَ محجما )7 ( وَإِنْ كانَ أَبْدى إِذْ نُصِرْتَ عَلَيْهِمُ ** سروراً فقدْ أخفى أسىً وتألُّما )8 ( وقالَ لكَ احكمْ في بلادي وأهلها ** وَهَلْ حَكَّمَتْكَ البِيضُ إِلاَّ لِتَحْكُما )9 ( ألاَ فليعلِّمْ نفسهُ ما بدا لهُ ** فَإِنَّكَ أَغنى النَّاسِ عَنْ أَنْ تُعَلَّمَا ) 40 ( وَلَمْ أَرَ خُلْداً بَصَّرَ الْبَازَ صَيْدَهُ ** وَلاَ ضَبُعاً دَلَّتْ عَلَى الْفَرْسِ ضَيْغَما )
____________________
(1/415)
4( ولوْ قصدتْ ذي البيضُ بيضةَ ملكهِ ** لأسلمَ إعظاماً لها ولسلَّما ) 4( حَوى حَلَباً مَنْ صَارَ مِنْ تَحْتِ حُكْمِهِ ** وكانَ على ملاَّكها متحكِّما ) 4( فَيَا رَوْعَةَ الْيَعْقُوبِ صَاقَبَ أَجْدَلاً ** ويا صرعةَ العصفورِ جاورَ أرقما ) 44 ( وإنَّ السُّهى أدنى إلى متناولٍ ** وَأَيْسَرُ مِنْ ثَغْرٍ بِأَسْيَافِكَ احْتَما ) 45 ( وَقَدْ صَارَ طَيْرُ الأَمْنِ فِيها مُغَرِّداً ** وَكَانَتْ لِطَيْرِ الذُّلِّ وَالْخَوْفِ مَجْثَما ) 46 ( وبدَّلتَ منْ ضمَّتْ سروراً منَ الأذى ** وَنُعْمى مِنَ الْبُؤسى وَرَيّاً مِنَ الظَّما ) 47 ( وَأَمَّنْتَهُمْ لَمَّا أَخَفْتَ عَدُوَّهُمْ ** فَنَوَّمْتَ أَيْقاظاً وَأَيْقَنْتَ نُوَّماً ) 48 ( وَأَوْرَدْتَهُمْ بَحْراً مِنَ الْجُودِ مُفْعَماً ** وأسكنتهمْ طوداً منَ العزِّ أيهما ) 49 ( فلاَ تأمنِ الرُّومُ المظفَّرَ إنَّهُ ** وحيُّ الرَّدى إنْ همَّ والغيثِ إنْ هما ) 50 ( وَمَا عَرَضَ الأَمْرَانِ يَوْماً لِرَأْيِهِ ** فَحادَ عَنِ الدَّاعِي إِلى الْمَجْدِ مِنْهُما )
____________________
(1/416)
5( عَلِيمٌ بِعُقْبى الأَمْرِ إِنْ جَاءَ مُشْكِلاً ** بصيرٌ إذا ما حندسُ الشَّكِّ أظلما ) 5( فَيَتْرُكُ أَقْوَالَ الأَنَامِ كَأَنَّما ** بهِ صممٌ عنها ويمضي مصمِّما ) 5( شَرُوبٌ إِذَا مَا أَصْبَحَ الْحَمْدُ قَهْوَةً ** طروبٌ إذا كانَ الصَّليلُ ترنُّما ) 54 ( رَأَى أُفُقَ الْعَلْيَاءِ لاَ شَكَّ عَاطِلاً ** فَأَطْلَعَ فِيهِ مِنْ مَسَاعِيهِ أَنْجُما ) 55 ( ولوْ أنَّ أحكامَ النُّجومِ صحيحةٌ ** لخلناكَ منْ صدقِ النُّجومِ منجِّما ) 56 ( وَمَا هُوَ عِلْمٌ عَنْ سِوَاك أَخَذْتَهُ ** وَلَكِنْ بَزاكَ اللهُ لاَ شَكَّ مُلْهَمَا ) 57 ( توخّى التُّقى والعدلَ فعلكَ كلُّهُ ** فلمْ تقترفْ إثماً ولمْ تجنِ محرما ) 58 ( فلوْ أنَّهُ شخصٌ قضى النَّاسُ أنَّهُ ** تَكَوَّنَ مِنْ نُورِ الْهُدى وَتَجَسَّما ) 59 ( لقدْ حزتَ فضلَ الأنبياءِ وهديهمْ ** فصلّى عليكَ اللهُ ملكاً وسلَّما ) 60 ( فضائلُ أعلى منْ ذكاءَ محلَّةً ** وَأَشْرَفُ أَنْوَاراً وَأَبْعَدُ مُرْتَما )
____________________
(1/417)
6( غَدَتْ فَوْقَ رَأْسِ الْمَجْدِ تاجاً مُرَصَّعاً ** وفي عنقِ العلياءِ عقداً منظَّما ) 6( يُفِيدُ بِرُؤْيَاهَا الْقَرِيبُ تَنَزُّهاً ** ويحظى بريَّاها البعيدُ تنسُّما ) 6( فَكُلُّ نَدىً في الْخَلْقِ جُودُكَ أَصْلُهُ ** ففي ضلَّةٍ منْ عدَّ غيركَ منعما ) 64 ( لأَظْهَرَ أَهْلُ الأَرْضِ حُبَّكَ رَهْبَةً ** فأنعمتَ حتّى خالطَ اللَّحمَ والدَّما ) 65 ( فيا ذا العطايا لمْ تدعْ متطلِّباً ** وَيَاذَا الْقَضَايَا لَمْ تَدَعْ مُتَظَلِّما ) 66 ( بسطتَ يدَ العدوى فلمْ تبقِ حائفاً ** وأسرفتَ في الجدوى فلمْ تبقِ معدما ) 67 ( فَلاَ بَرِحَتْ تَعْلُو يَداً تُنْهِلُ الْقَنا ** دِمَاءَ أَعَادِيها وَتَنْهَلُّ أَنْعُما ) 68 ( وَقَدْ سَمِعَ اللّهُ الْكَرِيمُ لِأُمَّةٍ ** تَيَمَّمَتِ الْبَيْتَ الْعَتيقَ الْمُحَرَّما ) 69 ( وَلَوْلاَكَ لَمْ يَنْزِلْ غَرِيبٌ بِمَكَّةٍ ** ولاَ وردتْ تلكَ الخلائقُ زمزما ) 70 ( وَمَوْسِمُها في كُلِّ عَامٍ وَإِنَّنا ** نرى كلَّ يومٍ في جنابكَ موسما )
____________________
(1/418)
7( وَإِنْ جَلَّ مَا خَوَّلْتَنِي وَكَتَمْتَهُ ** جلالاً فما استودعتنيهِ لأكتما ) 7( فدونكَ فاسحبْ في الثَّناءِ ملابساً ** وَأَفْخَرُهَا مَا كَانَ بِالْحَمْدِ مُعْلَما ) 7( مَدَائِحَ تَبْقى مَا يَلِي الْغَسَقَ الدُّجى ** وَمَا بَلَّ رِيقٌ في بَني آدَمٍ فَما ) 74 ( حَبَسْتُ عَلَيْكَ الظَّنَ وَ الشِّعْرَ فِعْلَ مَنْ ** يَرى لنَّيْلَ إِلاَّ مِنْ يَدَيْكَ مُحَرَّما ) 75 ( وَمَنْ عَدَّ جُودَ الْقَومِ غُنْماً فَإِنَّني ** أرى مغنماً ما أنتَ موليهِ مغرما ) 76 ( وَإِلاَّ تَأَمَّلْ حُرَّ وَجْهِي هَلْ تَرى ** بصفحتهِ إلاَّ لجودكَ ميسما ) 77 ( وحاشا لحظِّي أنْ يُرى وهوَ ناقصٌ ** لَدَيْكَ وَظَنِّي أَنْ يَكُونَ مُرَجَّما ) 78 ( فمكَّنكَ الإسلامُ عزّاً لأهلهِ ** فَمَا زِلْتَ لِلإِسْلاَمِ عِيداً مُعَظَّما ) 79 ( ودمْ للمنى كنزاً وللحقَّ عصمةً ** وَلِلْبَغْيِ مُجْتَاحاً وَلِلإِفْكِ مُرْغِما )
____________________
(1/419)
البحر : طويل ( مساعيكَ لا تحصى فتدركَ بالعدِّ ** وَمَجْدُكَ لاَيَرْضَى الوُقُوفَ عَلَى حَدِّ ) ( وَمَا قَصَّرَتْ فِيكَ الصِّفاتُ تَعَمُّداً ** وَلكنها جازتْ عنِ القصدِ ) ( وَإِنَّكَ إِنْ دَانَ الْمَقَالُ وَإِنْ عَصَى ** بغيرِ شريكٍ في الثناءِ الذي نهدي ) 4 ( بأجنحةِ الفتخِ ارتقيتَ محلقاً ** وَأَحْسَبُهُمْ طَارُوا بِأَجْنِحَةِ الرُّبْدِ ) 5 ( أَضَفْتَ إِلَى الْجَدِّ اجْتِهَادَاً وَلَمْ تَكُنْ ** كَمَنْ تَرَكَ الْجِدَّ اتِّكَالاً عَلَى الْجَدِّ ) 6 ( وَكُلٌّ إِلَى الْعَلْياءِ ظَامٍ وَإِنَّمَا ** تعزُّ بأسبابٍ حمتْ سبلَ الوردِ ) 7 ( وَأَنْتَ أَخَفْتَ الدَّهْرَ حَتَّى بَزَزْتَهُ ** عَزَائِمَهُ أَيَّامَ يَعْدُوَ وَلاَ مُعْدِ ) 8 ( فَصَارَ يَرى فِي كُلِّ يَوْمٍ رَشَادَهُ ** وَكَمْ مَرَّ عَامٌ وَهْوَ عَامٍ عَنِ الرُّشْدِ ) 9 ( فَلاَ فَلَّلَتْ أَحْداثُهُ غَرْبَ صَارِمٍ ** وَفي اللهُ للإسلامِ مذْ سلَّ بالوعدِ )0 ( وَألفى إمامُ العصرِ نصرةَ جدهِ ** إلى الأزردِ تعزى فاصطفى أشرفَ الأزدِ )
____________________
(1/420)
1( وَمَا اجْتَابَ عِقْداً مِنْ جَوَاهِرِ فِعْلِهِ ** وَإِنْ جَلَّ إِلاَّ كُنْتَ وَاسِطَةَ الْعِقْدِ )( أَمَا مِنْكُمُ أَنْصَارُ ذَا الدِّينِ سَالِفاً ** ببيضِ المواضي وَالردينيةِ الملدِ )( وَمِنْهُمْ رِجَالٌ قَارَعُوا عَنْ نَبِيِّهِمْ ** ببدرٍ وَمنهمْ ذو العصابةِ في أحدِ )4 ( مَضى آخِذاً سَيْفَ الرَّسُولِ بِحَقِّهِ ** فَبَاءَ بِهِ مُحْدَوْدِباً دَامِيَ الْحَدِّ )5 ( وَحَسْبُ الْعَتِيكِ بِالْمُهَلَّبِ وَابْنِهِ ** يزيدَ معزيْ دولةٍ باذليْ رفد )6 ( وَيَوْمَ الْقُرَيْظِييِّنَ أَيَّامَ شَعَّبَتْ ** شَعُوبُ عَصَاهُمْ لَمْ يُحَكَّمْ سِوى سَعْدِ )7 ( وَأَشْيَاخُكَ الْمَاضُونَ فِي سَنَنِ الْعُلى ** أقاموا كراماً وَاستقاموا على حردِ )8 ( أسودُ وغىً تردي عداها مخافةً ** إذا أصبحتْ قبُّ العتاقِ بهمْ تردي )9 ( وَإِنْ عَرَّدَ الْحَامُونَ فِي حَوْمَةِ الْوَغى ** أَطَارُوا إِلَيْهَا كُلَّ ذَاتِ نَساً عَرْدِ )0 ( وَإنْ شحتِ الأنواءُ سحتْ أكفهمُ ** مَوَاهِبَ تُلْوِي بِالطَّوَارِفِ وَالتُّلْدِ )
____________________
(1/421)
2( وَإنكَ أعفاهمْ عنِ الجرمِ قادراً ** وَأوفاهمُ في نصرةِ الحقَّ بالعهدِ )( إِلى مَلِكٍ يَلْقاهُ عافِي نَوَالِهِ ** وَأطوعهمْ للهِ في الحلَّ وَالعقدِ )( فداؤكَ أرواحٌ حبيبٌ بقاؤها ** أَجَلْ وَنفُوسٌ غَيْرُ مَكْرُوهَةِ الْفَقْدِ )4 ( وَكلُّ ثقيلِ السمعِ عنْ مستغيثهِ ** فَدَاعِيهِ مِنْ قُرْبٍ كَدَاعِيهِ مِنْ بُعْدِ )5 ( بهِ صممٌ عندَ السؤالِ فإنْ لحى ** عَلَى الْجُودِ لاَحٍ كَانَ أَسْمَعَ مِنْ خُلْدِ )6 ( ملأتَ قلوبَ الخلقِ خوفاً وَرهبةً ** فأنتَ مصونُ الجارِ مبتذلُ الضدَّ )7 ( فذو طيلسانٍ أنتَ أمْ ربُّ صارمٍ ** وَذا لبدٍ أمطيتَ أمْ ظهرَ ذي لبدِ )8 ( وَقُرَّةُ لَمّا أَنْ عَصتْكَ سَلَبْتَها ** مواريثَ إقدامٍ عنِ الأبِ وَالجدَّ )9 ( ضراغمُ جازتْ طورها فأحلتها ** نعائمَ دوّ لاَ تمنعُ منْ طردِ )0 ( مُصَعْصَعَةَ الأَعْوَانِ نَابِيَةَ الشَّبَا ** مضعضعةَ الأركانِ كابيةَ الزندِ )
____________________
(1/422)
3( عضدتَ السيوفَ فانبرتْ شفراتها ** محكمةً في كلَّ محكمةِ السردِ )( وَلَوْ لَمْ يُؤَيِّدْهَا اعْتِزَامُكَ فُضِّلَتْ ** صناعةُ داودٍ على صنعةِ الهندِ )( وَمُنْذُ نَصَرْتَ الدِّينَ ظَلَّتْ جُيُوشُهُ ** مُظَفَّرَةَ الرَّايَاتِ مَنْصُورَةَ الْجُنْدِ )4 ( وَلَوْ لَمْ تَدَعْ جُنْدَاً عَزَائِمُ لَوْ رَمى ** بِهَا سُدَّ يِأْجُوجٍ مَرَقَنْ مِنَ السُّدِّ ؟ )5 ( بعزٍ ّ مطولٍ في علاً وَجلالةٍ ** وَغَيْرِ مَطُولٍ فِي وَعِيدٍ وَلاَ وَعْدِ )6 ( لَهُ سُورَةٌ أَعْيَا الْمُلوكَ ادِّعاؤُهَا ** وَسَوْرَةُ عِزٍّ دُونَها سَوْرَةُ الأْسْدِ )7 ( وَعزمكَ لاَ ينبو فدمْ قاطعاً بهِ ** يداً حملتْ كفَّ العقوقِ منَ الزندِ )8 ( تُبالِغُ فِي بسْطِ الرَّدى غَيْرَ مُعْتَدٍ ** وَتسرفُ في بذلِ الندى غيرَ معتدَّ )9 ( فلاَ تمهلنَّ مظهراً لكَ طاعةً ** فإني أراهُ مضمراً ضدَّ ما يبدي ) 40 ( يقرُّ بها بالقولِ إقرارَ مسلمٍ ** وَيُنْكِرُها بِالْفِعْلِ إِنْكَارَ مُرْتَدِّ )
____________________
(1/423)
4( فَشَرِّقْ بِرَأْيٍ مَهَّدَ الْغَرْبَ مُوقِناً ** بتمهيد ما بينَ العراقينِ وَالسندِ ) 4( لعمري لقدْ حازتْ يداكَ فضائلاً ** تسدُّ على حسادها طرقَ الجحد ) 4( فَلاَ يَتَظَنَّوْا أَنَّها مُسْتَجَدَّةٌ ** فإنكَ مهديٌّ إليها منَ المهدِ ) 44 ( فللهِ هذا السعيُ كمْ فاتَ طالباً ** وَكمْ فلَّ من خطبٍ وَكمْ فتَّ في عضدِ ) 45 ( وَهلِ للمعنى ظلَّ يحسدكَ العلى ** سِوى الأْمَلِ الْمَكْدُودِ وَالطَّلَبِ الْمُكْدِي ) 46 ( تقاصرُ أعلامُ البلادِ لأينقي ** فَهَلْ عَلِمَتْ قَصْدِيكَ يا عَلَمَ الْمَجْدِ ) 47 ( وَهَلْ شَفَّ كُوُمَ الْعِيسِ شَوْقٌ مُبَرِّحٌ ** كشوقي فلجتْ في الذميلِ وَفي الوخدِ ) 48 ( أَيا مَنْ نُفُوسُ الْخَلْقِ هِباتِهِ ** بعزةِ مجدٍ لاَ بذلةِ مستجدي ) 49 ( وَأروعَ لاَ يقضي على الجودِ للغنى ** وَلكِنّهُ يَقْضِي عَلَى الْوَفْرِ لِلْوَفْدِ ) 50 ( أبا منْ نفوسُ الخلقِ بعضُ هباتهِ ** تعذرَ منْ يسدي النوالَ كما تسدي )
____________________
(1/424)
5( وَيا منْ يرى بالقاصديهِ كما يرى ** أَخُو صَبْوَةٍ بِالوَصْلِ فِي عَقِبِ الصَّدِّ ) 5( لَقَدْ مُدِحَ الأجْوَادُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ** وَما وجدوا بالمكرماتِ كذا الوجدِ ) 5( وَشَبَّهَ عَنْ جَهْلٍ حَبِيبٌ وَلَوْ رَأَى ** زمانكَ لمْ يعدلْ بهِ زمنَ الوردِ ) 54 ( لَئِنْ صَحَّ أَنَّ الْعَدْلَ فِي الْعُمْرِ زَائِدٌ ** فأيسرُ ما تأتيهِ يفضي إلى الخلدِ ) 55 ( وَإنْ سدتَ في الأيامِ كلَّ مسودٍ ** لَقَدْ ذُدْتَ مِنْ أَحْدَاثِها كُلَّ مُسْوَدِّ ) 56 ( ليهنكَ ما أصفتكَ ألسنةُ الورى ** مِنَ الِشُّكْرِ عَفْواً وَالقُلُوبُ مِنَ الْوُدِّ ) 57 ( قُلُوبٌ ذَعَرْتَ الْخَوْفَ عَنْها بِضِدِّهِ ** فَأَنْتَ بِها أَحْلى مِنَ الْمالِ وَالْوُلْدِ ) 58 ( بقيتَ لمولانا فأهلُ بلادهِ ** بِذَبِّكِ الإحْسانِ فِي زَمَنٍ رَغْدِ ) 59 ( وَإِنّ خَطِيرَ مُلْكِهِ وَصَفِيَّهُ ** بربعكَ نوءاً رحمةٍ كوكبا سعدِ ) 60 ( همامانِ قدْ سنا منَ العدلِ سنةً ** يُقَصِّرُ عَنْ تَعْدِيدِها لَدَدُ اللُّدِّ )
____________________
(1/425)
6( ألاَ إنني أضربتُ عنْ كلَّ مطلبٍ ** سِوَاكَ فَعَدَّيْتُ الثِّمادَ إِلى الْعِدِّ ) 6( تَرَكْتُ ظِلاَلاً يُسْتَظَلُّ بِغَيْرِها ** وَملتُ إلى ظلًّ على الخلقِ ممتدَّ ) 6( وَقُلْتُ لِأَيّامِي بَلَغْتُ مَدى الْعُلى ** فحلي خناقَ الحظَّ إنْ شئتِ أوْ شدي ) 64 ( وَقَدْ تِهْتُ في طُرْقِ النَّباهَةِ فَ هْدِني ** إِلَيْها فَما يَخْشى الضَّلاَلَةَ مَنْ تَهْدِي ) 65 ( فعندي منَ الإقدام ما عندَ أسرتي ** وَما عِنْدَهُمْ مِنْ وَصْفِ مَجْدِكَ ما عِنْدِي ) 66 ( وَأَيْسَرُ ما أَسْعى لَهُ الْفِقَرُ الَّتي ** تُعجِّزُ مَن قَبْلِي وَتَعْجِزُ مَن بَعْدِي ) 67 ( أشفُّ منَ البردِ المحبرِ ملبساً ** وَأسرعُ في قطعِ البلادَ منَ البردِ ) 68 ( قوافٍ إذا أنشدنَ لمْ يدرِ سامعٌ ** رَقَتْ مِنْ دِمَشْقٍ أَوْ تَحَدَّرْنَ مِنْ نَجْدِ ) 69 ( وَلوْ لمْ يكنْ فضلُ المحامدِ باهراً ** لَما افْتُتِحَ الذِّكِرُ الْمُنَزَّلُ بِالْحَمْدِ ) 70 ( فلاَ زلتَ منهُ لابساً كلَّ حلةٍ ** يفضلُ رياها على أرجِ الندَّ )
____________________
(1/426)
7( وَلاَ زالتِ الأعيادُ تأتي وَتنكفي ** وَأنتَ عليُّ الذكرِ وَالقدرِ وَالمجدِ )
____________________
(1/427)
البحر : خفيف تام ( لا تجزْ في الَّذي بلغتَ الأنامُ ** فهوَ حقٌّ قضتكهُ الأيَّامُ ) ( وَقَلِيلٌ لِمَا حَوَيْتَ مِنَ السُّؤْ ** ددِ هذا الإجلالُ والإعظامُ ) ( أَخَذَ الْمَجْدَ مُحْدَثٌ عَنْ قَدِيمٍ ** ومعاليكَ كلُّها إلهامُ ) 4 ( ولقدْ شاعَ منْ تملُّككَ الأم ** رَ حَدِيثٌ بِنَا إِلَيْهِ أُوَامُ ) 5 ( سبقَ البردَ طيبهُ فهوَ مقرو ** ء ومافْضَّ عن كتاب ختام ) 6 ( ورأى الناس مِنْ زَمانِكَ في الْ ** يَقْظَةِ مَا لاَ تُرِيهُمُ الأَحْلاَمُ ) 7 ( جلَّ عنْ سائرِ العصورِ فقدْ قي ** لَ منامٌ فدامَ هذا المنامُ ) 8 ( أمنوا مذْ قضى على الدَّهرِ خرقٌ ** كُلُّ أَحْكَامِهِ لَهُ إِحْكامُ ) 9 ( ذُدْتَهُ وَهْوَ عَانِسٌ عَنْ هَوَاهُ ** فأتاهُ بعدَ المشيبِ الفطامُ )0 ( فَإِذَا أَقْسَمُوا بِما أَنْتَ مُولِي ** هِ ففرضٌ أنْ تصدقَ الأقسامُ )
____________________
(1/428)
1( مِنْ أَيَادٍ هَمَتْ عَلَى الْعَارِضِ الْهَطَّ ** الِ لَوْ لاَ عُمُومُها وَالدَّوَامُ )( عَلَيْهَا فَانْفَضَّ ذَاكَ الزِّحَامُ ** هُ وَيُثنِي بِهِ عَلَيْكَ الإِمامُ )( تبعتْ رأيكَ الولاةُ فعفَّتْ ** وَتَأَسَّتْ بِعَدلِكَ الْحُكَّامُ )4 ( ثُمَّ أَنْعَمْتَ صَافِحاً عَنْ ذُنُوبٍ ** ما استخفَّتْ بمثلها الأحلامُ )5 ( فَمَتَى يُضْمِرُ الْحَسُودُ لِمَعْرُو ** فِكَ جَحْداً وَعَرْفُهُ نَمَّامُ )6 ( هَلْ لِصُبحٍ بَعْدَ الْوُضُوحِ اسْتِتَارٌ ** أَوْ لِشَمْسٍ بَعْدَ الطُّلُوعِ اكْتِتامُ )7 ( كمْ قريبٍ لديكَ سكَّنهُ فض ** لكَ إذْ طوَّحتْ بهِ الأوهامُ )8 ( لمْ يحلكَ السُّلطانُ عنْ رأيكَ الأوَّ ** لِ فِيهِ بَلْ ضُوعِفَ الإِكْرَامُ )9 ( أَنَفاً أَنْ تَقُولَ مَا قَالَهُ لأَبْ ** رشُ إذْ سامهُ السُّجودَ هشامُ )0 ( هِمَمٌ لَمْ تَزَلْ لِهَامِ الْمَعَالِي ** مقلاً غيرَ أنَّها لا تنامُ )
____________________
(1/429)
2( ولقدْ أوطأتكَ ذروةَ مجدٍ ** لاَ تُسامى وَرُتْبَةً لاَ تُسامُ )( وَهْوَ فِيمَا كَفَاكَ قَوْلُ حَسُودٍ ** نالها والأنامُ عنها نيامُ )4 ( مُذْ حَمَاهَا بِسَعْيِهِ الْكَامِلُ الأَوْ ** حَدُ شَطَّ الْمَرمَى وَعَزَّ الْمَرَامُ )5 ( فإذا قامَ طامعٌ يبتغيها ** فسواءٌ قعودهُ والقيامُ )6 ( أنتَ أعليتها فأكدى مرجِّي ** ها وَأَغْلَيْتَهَا فَمَا تُسْتَامُ )7 ( بالنَّدى حينَ أعوزَ الجودُ والإق ** دَامِ فِي حَيْثُ زَلَّتِ الأَقْدَامُ )8 ( وَثَبَاتٌ تُقَصِّرُ الأَسْدُ عَنْهَا ** وَثَبَاتٌ لاَ يَدَّعِيهِ شَمَامُ )9 ( لَكَ فِي كُلِّ مَأْزِقٍ حَفِظَ لإِقْ ** )
____________________
(1/430)
البحر : طويل ( أرى الأرضَ تثني بالنباتِ على الحيا ** وَلَوْ تَسْتَطِيعُ النُّطْقَ خَصَّتْكَ بِالْحَمْدِ ) ( فلوْ لمْ تعلمْ كفكَ السحبَ الندى ** لما أنجدتْ منْ قحطِ أعوامها الجردِ ) ( بكَ افترتِ الأيامُ عنْ ناجذِ الغنى ** وَغَرَّدَ طَيْرُ الْعَيْشِ فِي الزَّمَنِ ) 4 ( وَفي كلَّ يومٍ أنتَ مظهرُ آيةٍ ** تجيءُ بإعجازٍ يفوتُ مدى الحدَّ ) 5 ( عَهِدْ نَامُدُودَ الأْرْضِ تَأْتِي بِحَارَهَا ** وَلَمْ نَرَ بَحْراً قَطُّ سَارَ إِلى مَدِّ )
____________________
(1/431)
البحر : كامل تام ( ما أردكَ الطَّلباتِ مثلُ مصمِّمِ ** إنْ أقدمتْ أعداؤهُ لمْ يحجمِ ) ( تركَ الهوينا للضَّعيفِ مطيَّةً ** مَنْ بَطْشُهُ كَقِرَاهُ لَيْسَ بِمُعْتِمِ ) ( إنْ همَّ لمْ يلممْ بعينيهِ كرىً ** أوْ سبيلَ لمْ يألمْ ولمْ يتلوَّمِ ) 4 ( أَحْرَزْتَ مَا أَعْيَا الْمُلُوكَ مُصابِراً ** غِيَرَ الْحَوَادِثِ وَاحْتِمالَ الْمَغْرَمِ ) 5 ( وَلَقَدْ تَحَقَّقَتِ الْعَوَاصِمُ أَنَّهَا ** إنْ لمْ تحزْ أقطارها لمْ تعصمُ ) 6 ( حنَّتْ إليكَ على البعادش فشوقها ** شَوْقُ الرِّيَاضِ إِلى السَّحابِ الْمُثْجِمِ ) 7 ( لِلّهِ يَوْمٌ فِي السَّعَادَةِ وَاحِدٌ ** ألوى بشدَّةِ ألفِ يومٍ أشأمِ ) 8 ( يا رحمةً بعثتْ فأحيتْ أمَّةً ** قَدْ طَالَما مُنِيَتْ بِمَنْ لَمْ يَرْحمِ ) 9 ( جلَّيتَ ظلمَ النَّائباتِ كما جلا ** ضوءُ الغزالةِ جنحَ ليلٍ مظلمِ )0 ( وأطرتَ طيرَ الخوفِ حتّى مالهُ ** بالشَّامِ منذُ طرقتهُ منْ مجثمِ )
____________________
(1/432)
1( وأخفتَ ذا الزَّمنَ المضاعفَ جورهُ ** حَتّى اتَّقَاكَ بِطَاعَةِ الْمُسْتَخْدَمِ )( إنَّ الرَّعايا في جنابكَ أمَّنتْ ** كَيْدَ لْغَشُومِ وَفَتْكَةَ الْمُتَغَشْرِمِ )( لاَ يَشْتَكُونَ إِلَيْكَ نَائِبَةً سِوى ** تقصيرهمْ عنْ شكرِ هذي الأنعمِ )4 ( فالأمنُ للمرتاعِ والإنعامُ لل ** باغي النَّدى والعدلُ للمتظلِّمِ )5 ( لا الظَّبيةُ الغيداءُ تخشى القسورَ الضَّ ** ارِي وَلاَ الذِّمِّيُّ حَيْفَ الْمُسْلِمِ )6 ( قدتَ الجيوشَ بصدقِ بأسكَ تقتدي ** وبها الفجاجُ إلى مرادكَ ترتمي )7 ( فتضمّنتْ أَبْطالُهَا أَبْطَالَهَا ** خدعَ المنى وتوهُّمَ المتوهِّمِ )8 ( بالمشْرَفّيةِ مَا تُوَازِي دِجْلَةً ** عندَ الزِّيادةِ ما أراقتْ منْ دمِ )9 ( والخيلُ يحملنَ المنايا والمنى ** مِن كُلِّ سَلْهَبَةٍ وَأَجْرَدَ شَيْظَمِ )0 ( كَمْ حُجِّلَتْ بِدَمِ الطُّغاةِ وَأُعْجِلَتْ ** فِي نَهْضَةٍ عَنْ مُسْرِجٍ أَوْ مُلْجِمِ )
____________________
(1/433)
2( عَلَّمْتُمُوهَا الصَّبْرَ وَهْيَ كَلِيمَةٌ ** تغشى الوغى وكأنَّها لمْ تلكمِ )( أقدمتَ أمنعَ مقدمٍ وغنمتَ أوْ ** فى مَغْنَمٍ وَقَدِمْتَ أَسْعَدَ مَقْدَمِ )( وَلَقَدْ ظَفِرْتَ بِمَا يَعِزُّ مَرَامُهُ ** إِلاَّ عَلَيكَ فَدُمْ عَزِيزَاً وَاسْلَمِ )4 ( كانتْ تعدُّ منَ المعاقلِ برهةً ** وَسَمَتْ بِمُلْكِكَ فَهْيَ بَعْضُ الأَنْجُمِ )5 ( فضلتْ على كلِّ القلاعِ وبيَّنتْ ** فضلَ الصَّبورِ على الممضِّ المؤلمِ )6 ( منْ ذادَ عنها نخوةً لمْ يخشَ منْ ** عَنَتِ العِتَابِ وَلاَ مَلاَمِ اللُّوَّمِ )7 ( وكذا مسلِّمها لترضى آمنٌ ** عَضَّ البَنَانِ وَفِكْرَةَ الْمُتَنَدِّمِ )8 ( فَاعْرِفْ لَهُمْ مَحْضَ الوِدَادِ فَإِنَّهُمْ ** تَرَكُوا العَظِيمَةَ لِلْهُمَامِ الأَعْظَمِ )9 ( مَنْ كُنْتَ يَا فَخْرَ الْمُلُوكِ ظَهِيرَهُ ** فبناؤهُ في المجدِ لمْ يتهدَّمِ )0 ( فَاعْطِفْ عَلَيْهِمْ عَطْفَةً شَرَفِيَّةً ** مَا الظَّنُّ فِي إِنْعَامِها بِمُرَجَّمِ )
____________________
(1/434)
3( وامننْ فكمْ لكَ منْ فعالٍ صالحٍ ** ألزمتَ نفسكَ فيهِ ما لمْ يلزمِ )( هُمْ مِنْكَ إِنْ عَدَّتْ رَبِيعَةُ فَخْرَهَا ** وَلُبابهَا فِي مَحْفِلٍ أَوْ مَوْسِمِ )( لا ينكرِ الحسَّادُ مدحيَ معشراً ** طالتْ بهمْ هممي وزادَ تقدُّمي )4 ( لَوْ لَمْ أَقُلْ نَطَقَتْ صَنَائِعُ جَمَّةٌ ** لأَبِيهِمُ يُعْلِمْنَ مَنْ لَمْ يَعْلَمِ )5 ( فلأثنينَّ مدى حياتي موقناً ** أَنِّي مَتى أَجْحَدْ جَمِيلاً أَظْلِمِ )6 ( إِنَّ الْوَفَاءَ طَريقُ أَسْلافِي الأُلى ** عَمَرُوهُ مَا بَينِي وَبَينَ الهَيْثَمِ )7 ( ومضوا فأحسنتُ النِّيابةَ عنهمُ ** في القَوْلُ الافْقال غَيْرَ مذَمَّمِ )8 ( ولقدْ جمعتَ فضائلاً ما استجمعتْ ** يَفْنى الزَّمَانُ وَذِكْرُها لَمْ يَهْرَمِ )9 ( كَرَماً يُبِيحُ حِمى الغِنى وَمَآثِراً ** وُضُحاً تُبِيحُ بَلاَغَةً لِلْمُفْحَمِ ) 40 ( منْ صدقِ قولكَ يبتدي وإلى فعا ** لِكَ يَنْتَهِي وَإِلَيْكَ أَجْمَعُ يَنْتَمِي )
____________________
(1/435)
4( مثلُ الكلامِ تفرَّقتْ أنواعهُ ** فِرَقاً وَتَجْمَعُهُ حُرُوفُ الْمُعْجَمِ ) 4( أظهرتَ غامضها فأنسيتَ الألى ** عزُّوا وجادوا في الزَّمانِ الأقدمِ ) 4( فَكَأَنَّ بِسْطَامَ بْنَ قَيْسٍ لَمْ يَرُعْ ** يوماً عداهُ وحاتماً لمْ يُكرمِ ) 44 ( وَأَرَاكَ تَعْلُو قَائِلاً أَوْ صَائِلاً ** بقرا سريرٍ أوْ سراةِ مطهَّمِ ) 45 ( وَهِيَ النَّبَاهَةُ فُرْصَةُ الْعَذْبِ الْجَنَا ** لاَ فُرْصَةُ الْمُتَهَوِّرِ الْمُتَهَكِّمِ ) 46 ( وَإِذَا جَرى الْكُرَمَاءُ بَرَّزَ سَابِقاً ** خلقُ الكريمِ تخلُّقَ المتكرِّمِ ) 47 ( كمْ فضتَ إنعاماً وخضتَ مخاوفاً ** مَا هَوْلُها لَوْلاَكَ بِالْمُتَهَجَّمِ ) 48 ( مُسْتَنْقذَاً مِنْ كُرْبَةٍ أَوْ مَاتِحاً ** في لزبةٍ أوْ صافحاً عنْ مجرمِ ) 49 ( في يومِ قارٍ رايةٌ لكَ فهَّمتْ ** منْ قادةِ الأتراكِ منْ لمْ يفهمِ ) 50 ( لمَّا تقاصرتِ الصَّوارمُ والخطى ** حَذَرَ الْبَوَارِ وَثَبْتَ وَثْبَةَ ضَيْغَمِ )
____________________
(1/436)
5( فِي عُصْبَةٍ كَعْبِيَّةٍ تَرَكُوا الْقَنا ** متعوِّضينَ بكلِّ أبيضَ مخذمِ ) 5( يَلْقَوْنَ أَعْرَاءً بكُلِّ كَرِيهَةٍ ** يجتابُ فيها اللَّيثُ ثوبَ الأرقمِ ) 5( قلَّلتمُ عددَ العدى بقواضبٍ ** كثَّرنَ أزوادَ النُّسورِ الحوَّمِ ) 54 ( مِنْ مُرْهَفَاتٍ لَمْ تَزَلْ أَيْمَانُكُمْ ** أَنْصَارَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ أَيْوَمِ ) 55 ( مَا عَايَنَتْها التُّرْكُ تَحْكُمُ في الطُّلى ** حتّى تولَّتْ طائشاتِ الأسهمِ ) 56 ( منْ نابذٍ لسلاحهِ فاتَ الرَّدى ** سَبْقاً وَمِنْ مُسْتَلْئِمٍ مُسْتَسْلِمِ ) 57 ( أَلوى بِهِمْ صِدْقُ اعْتِزَامِكَ مِثْلَما ** تُلْوِي الرِّياحُ الْعَاصِفَاتُ بِخَشْرَمِ ) 58 ( فخصصتَ بالإذلالِ كلَّ مقلنسٍ ** وعمَّمتَ بالإعزازِ كلَّ معمَّمِ ) 59 ( وبصدركَ القلبُ الَّذي لمَّا يُرعْ ** وَبِكَفِّكَ السَّيْفُ الَّذِي لَمْ يَكْهَمِ ) 60 ( مَا شِيمَ إِلاَّ بَعْدَ قَتْلِ مُعْظَّمٍ ** ماضي الشِّبا وثباتِ ملكِ معظَّمِ )
____________________
(1/437)
6( وغَداً سَتُخْلِي الشَّامَ مِنْهُمْ مِثْلَما ** أَخْلَتْ خُزَاعَةُ مَكَّةً مِنْ جُرْهُمِ ) 6( دونَ الَّذي أملوا ظبىً هنديَّةٌ ** قَدْ حَكَّمَتْكَ عَلى العِدى فَتَحَكَّمَ ) 6( أذكرتهمْ بوقا وَ بكتاشاً لدنْ ** طرقا البلادَ وأهلها بالصَّيلمِ ) 64 ( فثنتهما دونَ المرادِ عشيرةٌ ** وفتِ الزَّرافةُ منهمُ بعرمرمِ ) 65 ( مَنَعُوا ذِمَارَهُمُ بِكُلِّ مُهَنَّدٍ ** قدَّ الدِّلاصَ وعادَ غيرَ مثلَّمِ ) 66 ( يوم لعمرك لم تزل أخباره ** مسموعةً منْ منجدٍ أوْ متهمِ ) 67 ( عزَّتْ بهِ عربُ البلادِ كعزِّها ** بِالقَادِسِيَّةِ يَوْمَ مَقْتَلِ رُسْتُمِ ) 68 ( أمنتْ قبائلُ عامرٍ صرفَ الرَّدى ** وَالْجَدْبَ في ظِلِّ الْمُعِزِّ الْمُنْعِمِ ) 69 ( مُسْتَعْصِمِينَ بِذُرْوَةٍ لاَ تُرْتَقى ** مستمسكينَ بعروةٍ لمْ تفصمِ ) 70 ( إِنْ أَجْدَبُوا لاَذُوا بِغَيْثٍ هَاطِلٍ ** أَوْ رُوِّعُوا عَاذُوا بِطَوْدٍ أَيْهَمِ )
____________________
(1/438)
7( أصفيتَ للعربِ المشاربَ بعدَ أنْ ** كانتْ كرمحٍ لا يُعانُ بلهذمِ ) 7( لاَرَاعَتِ الأَيَّامُ مَنْ بِفِنائِهِ ** كنز الفقير وعصمة المستعصم ) 7( أنتَ الَّذي نفقَ الثَّناءُ بسوقهِ ** وجرى النَّدى بعروقهِ قبلَ الدَّمِ ) 74 ( وَتَحَقَّقَ الأَمْلاَكُ طُرّاً أَنَّهَا ** إنْ لمْ تسالمْ ملكهُ لمْ تسلمِ ) 75 ( فأتاكَ بالآمالِ غيرَ مهانةٍ ** في ظلِّهِ والمالِ غيرَ مكرَّمِ ) 76 ( ماضٍ إذا ما الصَّارمُ الماضي نبا ** قَاضٍ بِأَحْكَامِ الْكِتابِ الْمُحْكَمِ ) 77 ( ولهُ مخافةَ أنْ تضلَّ ضيوفهُ ** باللَّيلِ نارٌ ما خلتْ منْ مضرمِ ) 78 ( أَبَداً يُشَبُّ عَلى لْيَفَاعِ وُقُودُها ** وَوَقُودُهَا قِصَدُ الْقَنَا الْمُتَحَطِّمِ ) 79 ( مِمَّا تَحَطَّمَ فِي نُحُورِ عَرَامِسٍ ** كومِ الذُّرى أو في كميٍّ معلمِ ) 80 ( مِنْ مَعْشَرٍ عَمَرُوا الْمَعَالِي بَعْدَ ما ** عمرتْ زماناً دارساتِ الأرسمِ )
____________________
(1/439)
8( وَعَلَوْا عَلى شُوسِ الْمُلُوكِ بِغَيْظِهِمْ ** غَيْظِ الْوِهَادِ عَلَى هِضَابِ يَلَمْلَمِ ) 8( فَلْيَيْأَسُوا الرُّتَبَ الْعَلِيَّةَ إِنَّها ** لكمُ وراثةُ خضرمٍ عنْ خضرمِ ) 8( وَالْمَجْدُ شِنْشِنَةٌ لآلِ مُسَيَّبٍ ** ما كلُّ شنشنةٍ تناطُ بأخزمِ ) 84 ( بيتٌ بنى قرواشهُ وقريشهُ ** شَرَفاً أَطَلَّ عَلى مَحَلِّ لِمرْزَمِ ) 85 ( وَاسْتَخْلَفَاكَ فَنَوَّهَتْ بِكَ هِمَّةٌ ** أربى الأخيرُ بها على المتقدِّمِ ) 86 ( فَأَبُو الْمَنِيعِ أَبُو الْمَعَالِي فِي عُلىً ** أَضْعَافُها لأَبي الْمَكارِمِ مُسْلِمِ ) 87 ( فبقيتَ ما شئتَ البقاءَ معظِّماً ** وسقى الغمامُ رميمَ تلكَ الأعظمِ ) 88 ( تعطي على الشِّعرِ الرَّغائبَ بعدَ أنْ ** غنيتْ صفاتكَ عنْ بيان مترجمِ ) 89 ( والدُّرُ ما ينفكُّ يعرفُ قدرهُ ** فِي النَّاسِ مَنْظُوماً وَغَيْرَ مُنَظَّمِ ) 90 ( يُفْضِي إِلى الشَّمْسِ الْعَقِيمِ كُسُوفُها ** وَنَرَاكَ شَمْساً أُفقُها لَمْ يُظْلِمِ )
____________________
(1/440)
9( أشرقتَ لمَّا أشرقتْ فبهرتها ** وَكَثَرْتَها فَوَلَدْتَ سَبْعَةَ أَنْجُمِ ) 9( حَبَسَتْ رِكابِي عَنْ ذَرَاكَ عَوَائِقٌ ** يحيا الغنيُّ بها حياةَ المعدمِ ) 9( وتشرِّدُ الآباءَ عنْ أبنائهمْ ** فتعيشُ ذاتُ البعلِ عيشُ الأيِّمِ ) 94 ( لولاَ تواليها لزرتكَ وافداً ** كوفودِ حسَّانٍ على ابنِ الأيهمِ ) 95 ( بغرائبٍ بينَ الكلامِ وبينها ** كالفرقِ بينَ مصرِّحٍ ومجمجمِ ) 96 ( تنأى عنِ الفصحاءِ إلاَّ أنَّها ** أَدْنى إِلَيَّ مِنَ اللِّسَانِ إِلى الْفَمِ ) 97 ( حتّى أتاحَ اللهُ لي نيلَ العلى ** بقدومِ مولىً كانَ يرقبُ مقدمي ) 98 ( وكذا الغمامُ يزورُ مهجورَ الثَّرى ** أمطارهُ ويؤمُّ غيرَ ميمَّمِ ) 99 ( وَلَئِنْ حَنَتْ ظَهْرِي السِّنُونَ بِمَرِّها ** فالرِّمحُ ينفعُ وهوَ غيرُ مقوَّمِ )00 ( ولديَّ مدحٌ لاَ يملُّ سماعهُ ** فَتَمَلَّ بَاقِي عُمْرِيَ الْمُسْتَغْنَمِ )
____________________
(1/441)
البحر : بسيط تام ( أَمَّا الزَّمَانُ فَقَدْ أَلْزَمْتَهُ الْجَدَدا ** وَالمكرماتُ فقدْ أنشأتها جددا ) ( فعاودَ الخوفُ أمناً وَالمباحُ حمىً ** وَالْجَدْبُ فِي الأْرْضِ خِصْباً وَالضَّلاَلُ هُدا ) ( وِزَارَةٌ لَوَتِ الأْعْنَاقَ خَاضِعَةً ** لعزها وَعهدنا ليها صيدا ) 4 ( فَارَقْتَها لاَ كَغَيْثٍ صَدَّ عَنْ بَلَدٍ ** يَشْكُو الظَّمَابَلْ كَرُوحٍ فَارَقَتْ جَسَدا ) 5 ( وَعدتَ وَالنومُ قدْ ألوتْ بهِ فتنٌ ** لِأَجْلِهَا ذُمَّ عَيْشٌ طَالَمَا حُمِدا ) 6 ( فقمتَ في كفَّ كفَّ الخطبِ حينَ سطا ** وَ نبتَ في صرفِ الدهرِ حينَ عدا ) 7 ( وَهَلْ نَذُمُّ زَمَاناً مَا أَسَاءَ بِنَا ** إِلاَّ لِيُحْسِنَ فِي إِنْجَازِ مَا وَعَدا ) 8 ( يثني عليهِ وَإنْ أضحى يعنفهُ ** مَنْ لَيْسَ يَعْرِفُ مَعْنَاهُ الَّذِي قَصَدا ) 9 ( فكمْ لهُ عندنا منْ منةٍ عظمتْ ** وَنعمةٍ لا يؤدى شكرها أبدا )0 ( خُطُوبُهُ لَكَ بِالإعْجَابِ خَاطِبَةٌ ** وَجورهُ لكَ بالإعجازِ قدْ شهدا )
____________________
(1/442)
1( إنَّ الإمامَ حمى الملكَ الأعزَّ بمنْ ** لاَتَسْتَطِيعُ الَّليَالِي حَلَّ مَا عَقَدا )( تَصَفَّحَ النَّاسَ ثُمَّ اخْتَارَ أَحْسَنَهُمْ ** فِيهِ وَفِي بَيْتِهِ رَأْياً وَمُعْتَقَدا )( أعدَّ للبعثِ ذخراً منْ ولائهمُ ** يَبْقى إِذَا كُلُّ ذُخْرٍ صَالِحٍ نَفِدا )4 ( وَلَمْ تَزَلْ فِي اجْتِيَاحِ الإْفْكِ مُنْصَلِتاً ** وَفِي جِهَادِ عُدَاةِ الدِّينِ مُجْتَهِدا )5 ( مُعَظَّماً قَبْلَ تَعْظِيمِ الإِمَامِ لَهُ ** وَالسَّيْفُ يُخْشى وَيُرْجى سُلَّ أَوْ غُمِدا )6 ( مَتى تزُرْهُ لِعِلْمٍ وَاكْتِسَابِ غِنىً ** فاضَ النديُّ بياناً وَالبنانُ ندا )7 ( يبخلُ الديمةَ الوطفاءَ مختصراً ** وَيسبقُ الحرجفَ النكباءَ متئدا )8 ( وَماجدٌ لسوى العلياءِ ما خلقتْ ** أخلاقهُ وَلغيرِ الفضلِ ما ولدا )9 ( وَلاَ نَبَذْتَ حَدِيثاً فِيهِ قَدْ وَردَا ** بعزمهِ وَسألناهُ فما اقتصدا )0 ( فَلَيْسَ يَلْقاكَ مَأْمُورٌ بِمَعْصِيَةٍ ** عَلَى الْمَكِينِ الْحَفِيظِ الأَوْحَدِ اعْتَمَدا )
____________________
(1/443)
2( وَكيفَ يعدوكَ وَالأيامُ عاديةٌ ** مَنْ رَامَ مِثْلَكَ فِي الدُّنْيا فَما وَجَدا )( إِنَّ السَّعادَةَ عَمَّتْ مُذْ خُصِصْتَ بِها ** فاسلمْ على رغمِ حسادٍ وَكبتِ عدا )( أخفوا ضباباً كداها في صدورهمُ ** وَهُمْ ضِبابٌ لَها فَرْطُ الْخُضُوعِ كدا )4 ( فَلاَ تَرُعْهُمْ وَكُنْ مِنْهُمْ عَلَى ثِقَةٍ ** أنَّ الحمامَ إليهمْ يسبقُ الكمدا )5 ( وَجلةُ القومِ فقاتلهمْ بسعيهمُ ** فيما تحبُّ وَلاَ تستصغرِ النقدا )6 ( ما حِدْتَ عَنْ آيَةٍ فِي الْعَفْوِ مُنْزَلَةٍ ** وَرُبَّما عَزَّهُ أَنْ يَقْلَعَ الْوَتِدا )7 ( وَذا مقالٌ غنيٌّ عنْ هدايتهِ ** مَنْ مُذْ تَنَبَّهَ لِلْعَلْياءِ ما رَقَدا )8 ( إني بذا النصحِ لما عنَّ في خلدي ** كالْخُلْدِ دَلَّ عَلَى حِيسِ الْفَلاَ الأَسَدا )9 ( رقتَ الإمامةَ في قولٍ وَفي عملٍ ** فَبُلِّغَتْ بِكَ هذَا الْمُرْتَقى الصُّعُدا )0 ( فَ شْكُرْ خَلِيلَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِمَنْ ** أعطاكَ منزلةً لمْ يعطها أحدا )
____________________
(1/444)
3( وَاحكمْ على كلَّ منْ رامَ العنادَ لهُ ** بِحُكْمِ جَدِّكِ فِي النُّعْمانِ إِذْ عَنَدَا )( كَذَّبْتَ بِالْعَدْلِ إِذْ أَصْبَحْتَ باسِطَهُ ** مَنْ قالَ كِسْرى أَنُوِشرْوَانُ قَدْ فُقِدَا )( وَأوردتكَ سجاياكَ التي شرفتْ ** مِنَ النَّباهَةِ بَحْراً قَطُّ ما وُرِدَا )4 ( وَهيَ الفضائلُ منْ أعلينَ رتيتهُ ** طالَ الأَنامَ وَمَنْ أَفْرَدْنَهُ انْفَرَدَا )5 ( آزَرْتَ أَرْبابَ هذَا الأَمْرِ آوِنَةً ** عزّاً لمنْ ذلَّ نهاضاً لمنْ قعدا )6 ( هَلْ كُنْتَ فِي الْقَوْمِ إِلاَّ بانِياً شَرَفاً ** وَمُصْلِحاً فاسِداً أَوْ مُوْضِحاً رَشَدَا )7 ( وَما أَتى مِنْكَ فِعْلٌ أَوْ أَمَرْتَ بِهِ ** فِيهِ الْكَلاَمَ وَما مَثَّلْتهُ اعْتُمِدَا )8 ( ضافَرْتَ أَرْبَعَةً مِنْهُمْ سَلَكْتَ بِهِمْ ** طَرَائِقاً ضَلَّ عَنْها مَنْ تَرَكْتَ سُدَا )9 ( يسومها معوزٌ مما ينالُ بهِ ** وَشأنُ مينِ الفتى تقريبُ ما بعدا ) 40 ( كَقائِلٍ بِلِسانٍ لَمْ يَحُطْهُ فَمٌ ** بدَّدْتَ وَفْرَكَ فِي فَرْضٍ وَنافِلَةٍ )
____________________
(1/445)
4( أَوْعَاشِقٍ وَصَلَ لْمَعْشُوقُ هِجْرَتَهْ ** مستيقظاً وَهوَ وصالٌ إذا هجدا ) 4( فليخلُ ذو الأملِ الطماحِ منْ تعبٍ ** يُضيِعُهُ وَلْيُخَلِّ لْحَاسِدُ لحَسَدا ) 4( إِني وَجَدْتُ لِطَرْفِ لْعَيْنِ مِنْكَ عُلىً ** سما لها وَلطرفِ المدحِ مطردا ) 44 ( فَحَازَ نَيْلاً لِرَاويهِ وَقَائِلِهِ ** وَحَافِظِيهِ وَمَنْ غَنّى بِهِ وَشَدا ) 45 ( إلى لمَوَاطِنِ سَيّارٌ وَإِنْ بَعُدَتْ ** وَفي الحيازمِ معقولٌ وَإنْ شردا ) 46 ( بقيتَ ما دامتِ الأعيادُ عائدةً ** )
____________________
(1/446)
البحر : سريع ( وتربةِ المرحومِ والحاءُ جيمْ ** لقدْ ثوى في النَّارِ منهُ رجيمْ ) ( تبكي لظى أنْ حلَّ في قعرها ** وَتَسْتَقِيلُ اللَّهَ مِنْهُ الْجَحِيمْ ) ( مَضى وَفِعْلُ السُّوءِ إِضْمَارُهُ ** فما أتى اللهَ بقلبٍ سليمْ )
____________________
(1/447)
البحر : كامل تام ( شرفَ الملوكِ عدتْ معاليكَ المدى ** فبقيتَ محروساً على رغمِ العدا ) ( عَجَبَاً لِكَفِّكَ كَيْفَ تُمْطِرُهُمْ رَدَىً ** يومَ الكريهةِ وَهيَ منْ سحبِ الندا ) ( رُمْ مَا تَشَاءُ يَهُنْ عَلَيْكَ عَسِيرُهُ ** وَابْغِ البَعِيدَ فَإِنَّهُ لَنْ يَبْعُدا ) 4 ( وَليهنكَ الظفرُ الذي بحلولهِ ** ردَّ الضلالَ الحقُّ وَانتصرَ الهدا ) 5 ( وَطريدةٍ للدهرِ أنتَ رددتها ** قَسْراً فَكُنْتَ السَّيْفَ يَقْطَعُ مُغْمَدا ) 6 ( عَجَزَ الأَنَامُ وَذُدْتَ عَنْهَا قَاهِراً ** زَمَناً سَطَا فِي عَصْرِ غَيْرِكَ وَاعْتَدا ) 7 ( فتحٌ تقدمَ كلَّ فتحٍ قبلهُ ** ليكونَ في الآفاقِ مثلكَ مفردا ) 8 ( وَأَقَامَ لِلدِّينِ الحَنيفِ عِمَادَهُ ** فَأَقَامَ عُبَّادَ المَسِيحِ وَأَقْعَدا ) 9 ( وَلَوِ انْتَحَاهُ سِوَاكَ لاَقى دُونَهُ ** باباً بحدَّ المشرفيةِ موصدا )0 ( وَعصائباً كانوا أسودَ خفيةٍ ** فَأَحَلْتَهُمْ مِثْلَ النِّعَامِ مُشَرَّدا )
____________________
(1/448)
1( علموا بأنَّ نفوسهمْ مأسورةٌ ** فِي حِصْنِهِمْ وَبِغَيْرِهِ لاَ تُفْتَدا )( زهدتهمْ فيهِ وَحقَّ لراغبٍ ** وَجدَ الحمامَ مزهداً أنْ يزهدا )( خَافُوا المُقَامَ بِمَنْبِحٍ فَتَيَمَمُوا ** غَيْثَاً يُروِّي فِي المُحُولِ وَيُجْتَدا )4 ( وَغمامةً سحتْ هناكَ صواعقاً ** حَتّى إِذَا وَصَلُوكَ سَحَّتْ عَسْجَدا )5 ( وَجَرَيْتَ فِي سَنَنِ الوَفَاءِ فَلَوْ جَرى ** يَبْغِي مَحَجَّتَكَ السَّموْءَلُ ما اهْتَدا )6 ( وَعَضَدْتَ بِآسْمِكَ أَهْلَ دِينِكَ قَاهِراً ** أَنْصَارَ عِيسى مُذْ نَصَرْتَ مُحَمَّدا )7 ( وَلَقَدْ تَرَكْتَ الرُّومَ مِمَّا نالَهُمْ ** متعوضينَ منَ المعاقلِ بالكدا )8 ( خَنَعُوا فَما امْتَنَعُوا فَكَيْفَ بِهِمْ إِذَا ** زرتَ الخليجَ بكلَّ أسمرَ أملدا )9 ( فَ قْرَعْ بِها أَبْرَاجُ قُسْطَنْطِينَةٍ ** فَالمُنْتَهَى تَبَعٌ لِهذَا المُبْتَدا )0 ( وَاعلمْ بأنكَ ما تمرُّ ببيعةٍ ** فِي أَرْضِهِمْ إِلاَّ وَصَارَتْ مَسْجِدَا )
____________________
(1/449)
2( في كلَّ أروعَ لا يراعُ إذا الوغى ** شبتْ وَلاَ يعدى عليهِ إذا عدا )( وَحليفِ عزًّ لاَ يلذُّ لهُ الكرى ** إِنْ لَمْ يَبِتْ لِذِرَاعِهِ مُتَوَسِّدَا )( ينفي الظلامةَ بالحديدِ مذلقاً ** أبداً وَيجتابُ الحديدَ مسردا )4 ( وَإذا عزمتَ على قراعِ مخالفٍ ** فاسللْ عليهِ منْ سيوفكَ أحمدا )5 ( سيفٌ تخيرهُ أبوكَ فراقهُ ** في حالتيهِ مغمداً وَمجردا )6 ( عضدٌ إذا عدمَ المعاضدُ ناصحٌ ** إِذْ يُسْتَشارُ مُظَفَّرٌ إِنْ أَنْجَدَا )7 ( بمضاءِ عزمكَ أدركَ العزَّ الذي ** لاَ يُدَّعى وَبِيُمْنِ جَدِّكَ أُيِّدَا )8 ( وَكَفاهُ عِلْمُكَ أَنَّهُ الرَّجُلُ الَّذِي ** فاتَ الكُفاةَ تَشَدُّدَا وَتَسَدُّدَا )9 ( إِنَّ الخِلاَفَةَ مُذْ دَعَتْكَ حُسَامَها ** وردتْ بحدكَ منهلاً لنْ يوردا )0 ( فَلْيَشْكُرَنَّكَ مَنْ تَعِبْتَ مُشَمِّراً ** كَيْ يَسْتَرِيحَ وَمَنْ سَهِرَتْ لَيَرْقُدَا )
____________________
(1/450)
3( كَانَتْ مَوَاهِبُهُ بَوَادِيءَ عُوَّدا ** وَتبيتُ أنجمهُ لسعيكَ حسدا )( وَلوَ أنَّ أيامَ الزمانِ نواطقٌ ** شَهِدَتْ بِفَضْلِكَ قَبْلَ أَنْ تُسْتَشْهَدَا )( دَانَتْ لَكَ الدُّنْيا وَأَذْعَنَ أَهْلُها ** فَعَنا القَريبُ لِما أَخَافَ الأَبْعَدا )4 ( لمَ لاَ يطيعكَ منْ رآكَ لنفعه ** متعمداً وَلجرمهِ متغمدا )5 ( فَإِذَا شَكا فَقْراً بَذَلْتَ لَهُ الغِنى ** وَإِذَا جَنى خَطَأً صَفَحْتَ تَعَمُّدا )6 ( إنَّ الملوكَ تأخروا عنْ غايةٍ ** أدلجتَ تطلبها وَباتوا هجدا )7 ( تَرَكُوا لَكَ العَلْيَاءَ عَجْزاً لاَ رِضىً ** وَنَسُوا السِّيَادَةَ مُذْ مَنَعْتَ السُّؤْدُدا )8 ( مَازِلْتَ تَرْعَاهُ بِعَيْنَيْ أَجْدَلٍ ** وَسواكَ يرمقهُ بعينيْ أرمدا )9 ( لَمْ يَثْنِ عَزْمَكَ أَنْ وَجَدْتَ طَرِيقَةُ ** ) 40 ( وَمتى يشاطركَ السموَّ مشاطرٌ ** والجُودُ وَالإِقْدَامُ مِنْكَ تَوَلَّدا )
____________________
(1/451)
4( وَحَمَيْتَ مَا مَلَكُوا فَمَا بَالي أَرى ** ما حزتهُ في المكرماتِ مبددا ) 44 ( مالٌ نداكَ عدوهُ لاَ يحتمي ** ملكٌ سطاكَ عقالهُ لنْ يشردا ) 45 ( وَلَطَالَمَا وَجَدَتْ يَدَيْكَ عِطَاشُهُمْ ** أندى من الديمِ الغزار وَأجودا ) 46 ( لَوْ أَنَّهُمْ جَحَدُوكَ مَا أَوْلَيْتَهُمْ ** لأبى لعرفكَ عرفهُ أنْ يجحدا ) 47 ( أَنْتَ ابْتَدَعْتَ بِهَذِهِ الشِّيَمِ العُلى ** فمنِ اهتدى في سبلها فبكَ اقتدا ) 48 ( مَلِكٌ إِذَا بَتَلَ المُلُوكُ هِبَاتِهِمْ ** ) 49 ( وَهِيَ المَآَثِرُ لَنْ يَنَالَ بَعِيدَهَا ** مَنْ لَمْ يَطِبْ كَأَبِي المُظَفَرِ مَوْلِدا ) 50 ( وَإذا المنى أمتْ نداهُ عوانساً ** عوناً أعادتها عذارى نهدا ) 5( أَغْنَاهُ أَنْ يَعِدَ ابْتِدَارُ نَوَالِهِ ** وَكَفَاهُ صَادِقُ عَزْمِهِ أَنْ يُوعِدا ) 5( مَا أَدْرَكَتْ أَشْيَاخُهُ وَهُمُ الأُلى ** شَرُفُوا وَعَزُّوا مَا حَوَاهُ أَمْرَدا )
____________________
(1/452)
5( يَزْدَادُ قَدْرُكَ فِي النُّفُوسِ جَلاَلَةً ** أبداً إذا ما الفكرُ فيكَ ترددا ) 54 ( رويتَ بالجدوى رسوماً أثمرتْ ** هذَا الثَّنَاءَ وَكَمْ سَدىً يَمْضِي سُدا ) 55 ( وَأَرَيْتَنِي طُرُقَاتِهِ فَوَجَدْتَنِي ** أُرْضِيكَ نَاظِمَ قِطْعَةٍ وَمُقَصِّدا ) 56 ( لمَ لاَ أبالغُ في مديحكَ مطنباً ** وَإِذَا غَلَوْتُ أَمِنْتُ أَنْ أَتَزَيَّدا ) 57 ( وَرِياضُ شُكْرِي فِي ذَرَاكَ أَنِيقَةٌ ** عنيَ الغمامُ بها فلنْ تشكو الصدا ) 58 ( لاَ رَاعَتِ الأَيَّامُ دِيناً أَمْنُهُ ** مِمَّا تَخَوَّفَ أَنْ تَعِيشَ مُخَلَّدا ) 59 ( وَعدتكَ أحداثُ الزمانِ إذا عدتَ ** وَفَدَتْكَ أَرْوَاحُ الأَنَامِ مِنَ الرَّدا )
____________________
(1/453)
البحر : طويل ( أعدْ منعماً بالعفوِ روحي إلى جسمي ** وَعُدْلي إِلى حُلْوِ الرِّضى وَاهِباً جُرْمي ) ( وَكُنْ لِيَ مِنْ سَوْرَاتِ عَتْبِكَ مُؤمِناً ** فَقَدْ جَلَّ فِي نَفْسِي وَإِنْ دَقَّ عَنْ فَهْمِي ) ( وَإِنَّ امْرَأً تُدْنِيهِ عِلْماً بِحَقِّهِ ** لَيَكْبُرُ أَنْ يُجْفى وَيُقْصى عَلَى الْوَهْمِ ) 4 ( ولستُ بمعتدٍّ عليكَ بخدمةٍ ** على نزرها جازيتَ بالنَّائلِ الجمِّ ) 5 ( بَلى لِي بِأَنِّي نَشءُ عَصْرِكَ حُرْمَةٌ ** إذا رعيتْ كانَ المعلَّى بها سهمي ) 6 ( أَأُلْقَى لأَنْيَابِ النَّوَائِبِ مُضْغَةً ** وَأَنْتَ حُسَامٌ لِلْنَّوَائِبِ ذُو حَسْمِ ) 7 ( وَيَظْلِمُ أَدْنى النَّاسِ مِنْكَ زَمَانُهُ ** وَعَدْلَكَ مُخْلي الْخَافِقَيْنِ مِنَ الظُّلْمِ ) 8 ( وَأُبْعَدُ إِعْرَاضاً عَلَى غَيْرِ زَلَّةٍ ** وقدْ شاعَ قربي منكَ في العربِ والعجمِ ) 9 ( رمانيَ منْ عنْ قوسهِ كنتُ رامياً ** بِسَهْمٍ وَهى رُكْنِي لَهُ وَهَوى نَجْمِي )0 ( فأنهجَ أعدائي طريقَ مساءتي ** وَأَوْجَدَ حُسَّادِي السَّبِيلَ إِلى ذَمِّي )
____________________
(1/454)
1( نَزَلْتُ عَلى حُكْمِ الزَّمَانِ لِأَجْلِهِ ** وقدْ كانَ منْ بعضِ النُّزولِ على حكمي )( وإنِّي لتدنيني إليكَ على النَّوى ** مَكارِمُ أَحْفى بِي مِنَ الأَبِ وَالأُمِّ )( توالتْ توالي الغيثِ جادَ وليُّهُ ** يُكَمِّلُ عِنْدَ الرَّوْضِ عَارِفَةَ الْوَسْمِي )4 ( فلاَ يذوِ غصنٌ أنتَ غارسُ أصلهِ ** وساقيهِ جوداً لمْ يزلْ جودهُ يهمي )5 ( وَإِلاَّ تُعِدْها خُلْطَةً تَكْبِتُ الْعِدى ** عدايَ وتجريني لديكَ على رسمي )6 ( فَلاَ تَسْتَدِمْهَا جَفْوَةً جَلَّ خَطْبُهَا ** ففالَ بها رأيي وفلَّ شبا عزمي )7 ( وجدْ لي ببعضِ القربِ واسمحْ لناظري ** بِأَدْنى الْكَرى وَارْغَبْ بِقَلْبِي عَنِ الْوَهْمِ )8 ( فقدْ جدتَ لي بالصِّيتِ في النَّاسِ واللُّهى ** فَوَفَّرْتَ مِنْ نَيْلِ الْعُلى وَالْغِنى قِسْمِي )9 ( وأنطقتني يا منطقَ الخرسِ بالنَّدى ** فَأَلْفَيْتَنِي دُونَ الْوَرى مُسْمِعَ الصُّمِّ )
____________________
(1/455)
البحر : بسيط تام ( إِنْ لَمْ أَقُلْ فِيْكَ مَا يُرْدِي العفى كَمَدَا ** فَلاَ بَلَغْتَ مَدىً أَسْعى لَهُ أَبَدا ) ( وَكَيْفَ أُصْبِحُ فِي الإِحْسَانِ مُقْتَصِداً ** وَما وجدتكَ فيهِ قطُّ مقتصدا ) ( لأُورِدَنَّكَ بِالنُّعْمَى الَّتي غَمَرَتْ ** مِنَ المَحَامِدِ بَحْراً قَطُّ ما وُرِدا ) 4 ( عذبَ المشاربِ ممنوعَ المشارعِ لوْ ** نَحاهُ غَيْرُكَ لَمْ يَظْفَرْ بِبَلِّ صَدا ) 5 ( وَمترعاً منْ معانٍ غيرِ ناضبةٍ ** أَنّى وَمَجْدُكَ قَدْ أَضْحَى لَها مَدَدا ) 6 ( أبحتكَ الصفوَ منْ أمواههِ فسقى ** رياضَ فخركَ لاَ نزراً وَلاَ ثمدا ) 7 ( وَلوْ سواكَ وَكلاَّ كانَ واردهُ ** لَما عَدَوْتُ بِهِ الإِكْدَارَ وَالزَّبَدا ) 8 ( سَيْفَ الخِلاَفَةِ مَنْ يَرْجُو السُّمُوَّ وَقَدْ ** أَحْرَزْتَ مُطَّرَفاً مِنْهُ وَمُتَّلَدا ) 9 ( أَحْرَزْتَهُ بِالنَّدى لَمْ تُبْقِ ذا عَدَمٍ ** وَبالحروبِ التي ألوتْ بمنْ عندا )0 ( لقدْ تركتَ طريقَ المجدِ شاطنةً ** فلوْ سرى النجمُ فيها استبعدا الأمدا )
____________________
(1/456)
1( فقلْ لمنْ رامَ جرياً في مداكَ شأى ** مُسْتَبْعِدَ القُرِبِ مَنْ يَسْتَقْرِبُ البُعُدا )( دعِ المعالي لمنْ أضحى لها شرفاً ** فَما وَجَدْتَ بِها مِعْشَارَ ما وَجَدا )( وَلَيْسَ يَبْلُغُها فَ رْبَعْ عَلَى ظَلَعٍ ** منْ لاَ يرى صابها منْ حبها شهدا )4 ( بلِ المكارمِ لم تَكثُر مَغارمُها ** إلاّ لِتُلْحِقَ بالدّانين من بَعُدا )5 ( كمْ في الدنا قفرةٍ عذراءَ ما سلكتْ ** صارتْ طرائقَ منْ قصادها قددا )6 ( تركتَ منْ ذكرها الآفاقَ طيبةً ** وَلَنْ يَطِيبُ نَثا مَنْ لاَ يَعُمُّ جَدا )7 ( وَمُذْ حَلَلتَ بِهذَا الشَّامِ تَكْلَؤُهُ ** فقدْ عدا الدهرُ فيهِ أنْ يقالَ عدا )8 ( مَلأْتَ آفَاقَهُ مِنْ ذِي الظُّبى شُهُباً ** جعلتها لشياطينِ الورى رصدا )9 ( وَفِي الرُّدَيْنِيَّةِ الَّلآئِي حَشَوْتَ بِها ** وَمعطياً مالوِ استبقيتهُ نفدا )0 ( فَما نَقَلْتَ إِلى غَيْرِ العُلى قَدَماً ** وَلاَ شَدَدْتَ على غَيْرِ الثَّنَاءِ يَدا )
____________________
(1/457)
2( كَفى الإِمامَةَ عِزّاً أَنَّ عُدَّتَها ** لاَ تَسْتَطِيعُ اللَّيالِي حَلَّ ما عَقَدا )( ما زلتَ في نصحها مذْ كنتَ مشتبهاً ** قَوْلاً وَفِعْلاً وَإِظْهاراً وَمُعْتَقَدا )( عنْ رأفةٍ منكَ بالإسلامِ قد شهرتْ ** لَمْ يُعْطِها وَالِدٌ مِنْ نَفِسِهِ وَلَدا )4 ( ذُدْتَ المَطَامِعَ عَنْهُ بَعْدَما شُرِعَتْ ** فيهِ وَجاهدتَ منْ عاداهُ مجتهدا )5 ( وَكانَ يَحْمَدُ أَنْصاراً لهُ ذَهَبُوا ** فَمُذْ رَآكَ نَصِيراً ذَمَّ مَنْ حَمِدا )6 ( كَمْ فَتَّتِ الدَّوْلَةُ الزَّهْرَاءُ فِي عَضُدٍ ** لما دعتكَ لها دونَ الورى عضدا )7 ( أَنْتَ الحُسَامُ الَّذِي لاَ يُنْتَضى أَبَداً ** إِلاَّ لِذُلِّ ضَلاَلٍ أَوْ لِعِزِّ هُدا )8 ( لما انتضاكَ لمنعِ الحقَّ صاحبهُ ** أهلكتَ بالجدَّ منْ لمْ يركبِ الجددا )9 ( وَعودةُ الجور قصداً غيرُ ممكنةٍ ** حتى يعودَ القنا عنْ أهلهِ قصدا )0 ( أقعدتَ منْ قامَ منْ أعداءِ دولته ** وَلوْ بغيركَ ريعوا قامَ منْ قعدا )
____________________
(1/458)
3( أهبطتَ أقدارهمْ قسراً وآنفهمْ ** فَما تَرَكْتَ سِوى أَنْفاسِهِمْ صُعُدا )( كانتْ عواديهمُ تخلي صدورهمُ ** منَ الحقودِ فصارتِ للضباب كدا )( وَأنتَ منْ لمْ تزلْ تتوي إخافتهُ ** عداهُ حتى أمتتْ حقدَ منْ حقدا )4 ( حاكَمْتَهُمْ وَهُمُ لُدُّ فَأَحْصَرَهُمْ ** عنْ نصرةِ الغيَّ طعنٌ ينصرُ الرشدا )5 ( وَفي الردينيةِ الآئي حشوتَ بها ** تِلْكَ الصُّدُورَ لَدُودٌ يُذْهِبُ اللَّدَدا )6 ( لَمْ تُغْنِ عَنْهُمْ رِماحٌ قَلَّ مانِعُها ** إذا رأتْ ثغرَ الأبطالِِ أنْ تردا )7 ( وَلاَ حمتهمْ دروعٌ طالما عصمتْ ** وَالقَعْضَبِيَّةُ فِيها تَكْثُرُ الزَّرَدا )8 ( قَتَلْتَهُمْ بِصُنُوفِ الخَوْفِ تَبْعَثُهُ ** كمْ منْ قتيلٍ وَلما يدنُ منهُ ردا )9 ( وَعدتَ تطلبُ منهمْ قودَ أنفسهمْ ** وَمَا سَمِعْنَا بِقَتْلى أُلْزِمُوا قَوَدا ) 40 ( فيمموكَ رجاءَ أنْ سيغمرهمْ ** عَفْوٌ يُحِيلُ الرَّدى فِي رَاحَتَيْكَ نَدا )
____________________
(1/459)
4( ** مَنْ لَمْ يَعِشْ فِي ذَرَاهَا لَمْ يَعِشْ رَغَدا ) 4( فضلٌ تميزتَ عنْ كلَّ الأنامِ بهِ ** فَاشْكُرْ لِمُعْطِيكَ مَا لَمْ يُعْطِهِ أَحَدا ) 4( أيدتَ بالجدَّ وَالجدَّ الملوكَ فعشْ ** عمرَ الزمانِ بملكِ الأرضِ منفردا ) 44 ( أَمَتَّ مِنْ حَسَدٍ مَنْ لَمْ يَمُتْ رَهَباً ** منهمْ وَمنْ رهبٍ منْ لمْ يمتْ حسدا ) 45 ( إِلاَمَ يُمْطَلُ حَسَّانٌ بِبُغْيَتِهِ ** لاَ يَنْفَدَنْ مَا بَقِي مِنْ عُمْرِهِ فَنَدا ) 46 ( قَدْ كَانَ فِي سَالِفِ الأَيَّامِ ذَا جَلَدٍ ** على الخطوبِ فلمْ تتركْ لهُ جلدا ) 47 ( جرعتهُ ما يذيبُ الصخرَ أيسرهُ ** وَما خطاهُ الردى لوْ لمْ يكنْ لبدا ) 48 ( ** إِنْ فَازَ مِنْكَ بِأَدْنى نَظْرَةٍ سَعِدا ) 49 ( فليسَ يعصيكَ في قولٍ وَلا عملٍ ** مَنْ مُذْ حَظَرْتَ عَلَيْهِ النَّوْمَ مَا رَقَدا ) 50 ( ذَلَّتْ لَكَ الأُسْدُ في غَابَاتِهَا وَعَنَتْ ** خوفاً فلوْ شئتَ لاسترعيتها النقدا )
____________________
(1/460)
5( وَالأعينُ الشوسُ قدْ غضتْ فلاَ شوسٌ ** وَ الصيدُ قدْ تركوا في عصركَ الصيدا ) 5( عَزَائِمٌ تَسْبِقُ الأَقْدَارَ مَا خُلِقَتْ ** إِلاَّ لِكَفِّ عِدَاءٍ أَوْ لِقَتْلِ عِدا ) 5( فَكَمْ جَلَوْتَ بِهَا مِنْ فِتْنَةٍ غَسَقَتْ ** عنا وَأجليتَ عنْ عريسهِ أسدا ) 54 ( وَكمْ أتحتَ عديا كلها نعماً ** ) 55 ( حتى كأنَّ جناباً قبلَ مصرعهِ ** وصاكَ إذْ باينَ الدنيا بمنْ ولدا ) 56 ( فَلَوْ أَصَابَتْ قَدِيماً جَاهِلِيَّتُهُمْ ** ملكاً يدانيكَ جوداً عفَّ منْ وأدا ) 57 ( فليلتمسْ رافعٌ ما عزَّ مطلبهُ ** فَلَنْ يُدَافَعَ مَنْ تُضْحِي لَهُ سَنَدا ) 58 ( وَلْيَفْرَعِ النَّجْمَ بِالقُرْبى الَّتي جَمَعَتْ ** شملَ الفخارَ لهُ وَالسؤددَ البددا ) 59 ( تَقَطَّعَتْ أَنْفُسُ الأَعْدَاءِ مِنْ صِلَةٍ ** يظلُّ يحسدُ عدنانٌ بها أددا ) 60 ( إلاَّ اعترافاً فما المغبونُ منْ جحداتْ ** آلاؤهُ إنما المغبونُ منْ جحدا )
____________________
(1/461)
6( ضَاقَ الزَّمَانُ بِمَا خَوَّلْتَ مِنْ نِعَمٍ ** خِيلَتْ طَوَارِفُهَا مِمَّا ضَفَتْ تُلُدا ) 6( قَضَتْ بِأَنَّ أَجِدَ الإِيْسَارَ فِي وَطَنِي ** فَمَا رَحَلْتُ إِلَيْهِ عِرْمِساً أُجُدا ) 6( وَكَيْفَ يُدْرِكُ بِالتَّقْصِيرِ غَايَتَها ** منْ لاَ ينالُ قصاراها إذا جهدا ) 64 ( فَ سْحَبْ ذُيُولَ بُرُودٍ لاَ فَنَاءَ لَهَا ** منسوجةٍ منْ مديحٍ تسبقُ البردا ) 65 ( مروضٍ جادَ هذا الغيثُ تربتهُ ** فَراحَ فِي خِلَعِ مِنْ نَوْرِهِ وَغَدا ) 66 ( كساهُ ذكركَ لألآءَ فغادره ** أَشَفَّ مَا يُقْتَضَاهُ مِنْ شَدَا وَحَدا ) 67 ( لاَ زِلْتَ زِينَةَ دُنْيَانَا وَلاَ بَرِحْتَ ** أَيَّامَ مُلْكِكَ أَعْيَاداً لَنَا جُدُدا ) 68 ( وَلاَ خَلَتْ مِنْكَ أَوْطَانٌ بِكَ أعْتَصَمَتْ ** لولاكَ ما استوطنتْ روحٌ بها جسدا ) 69 ( يستكثرُ اليومَ ما تأتيهِ منْ حسنٍ ** وَيستقلُّ بما تفضي إليهِ غدا ) 70 ( وَلاَ بَلْغتَ مَدىً تَعْلُو المُلُوكَ بِهِ ** إلاَّ أجدَّ لكَ الجدُّ السعيدُ مدا )
____________________
(1/462)
البحر : بسيط تام ( إِنِّي وَإِنْ كُنْتُ في الأَقْوَالِ مُحْتَكِماً ** لاَ أَدَّعِي شَرْحَ مَا يَسْتَغْرِقُ الْكَلِما ) ( لكنْ أقولُ على مقدارِ مقدرتي ** فلستُ أظهرُ إلاَّ بعضَ ما اكتتما ) ( أبعدتَ مسراكَ منْ مغداكَ مرتقياً ** إلى المعالي فضلَّ الفكرُ بينهما ) 4 ( وَلَسْتُ أُعْطِي مُلُوكَ الأَرْضِ سُؤْلَهُمُ ** بِأَنْ أَقُولَ هُمُ أَرْضٌ وَأَنْتَ سَما ) 5 ( لَقَدْ غَدَا بِكَ هذَا الدَّهْرُ مُحْتَلِياً ** فعادَ بعدَ علوِّ السِّنِّ محتلما ) 6 ( وَلَمْ نَخَلْ أَنَّنَا فِيما نَعِيشُ نَرى ** قَبْلَ الْحِمامِ دَوَاءً يُذْهِبُ الْهَرَما ) 7 ( رَأْيٌ وَعَزْمٌ مَضى حَدَّاهُمَا فَنَبَا ** حدُّ الخطوبِ الَّتي قارعتها بهما ) 8 ( أَنْتَ الْحُسَامُ الَّذِي مَا سُلَّ يَوْمَ وَغىً ** إلاَّ أتاحَ حماماً أوْ أباحَ حما ) 9 ( وما تميَّزَ مذْ أصبحتَ تكلؤنا ** مَنْ يَسْكُنُ الشَّامَ مِمَّنْ يَسْكُنُ الْحَرَما )0 ( وهلْ ترى غيرَ الأيَّامِ عاديةً ** وقدْ رأتكَ منَ العادينَ منتقما )
____________________
(1/463)
1( أَمْ هَلْ يُرَوَّعُ بِالإِرْجَافِ مَنْ جَمَعَتْ ** جُيُوشُهُ الْعَرَبَ الْعَرْبَاءَ وَالعَجَما )( وَكَيْفَ تَطْمَحُ أَبْصَارٌ مُذَلِّلُها ** وافٍ إذا قالَ منصورٌ إذا عزما )( أمْ كيفَ يخشى جموعَ المفسدينَ وقدْ ** فلَّ الصَّوارمَ سيفٌ قطُّ ما كهما )4 ( رَأَوْا لَيالِيَهُمْ لَمَّا عَفا زُهُراً ** ولوْ سطا لرأوا أيَّامهمْ سحما )5 ( كَذَّبْتَ آمالَهُمْ عِزّاً أَوَانَ عَتَوْا ** فَمُذْ عَنَوْا طاعَةً صَدَّقْتَها كَرَما )6 ( مَوَاهِبٌ صَوْبُها يُحْيِي الْعُفاةَ وَفِي ** أَثْنائِها سَطَوَاتٌ تَقْتُلُ الْبُهَما )7 ( وَمُقْرَباتٌ إِذَا أَمَّتْ دِيارَ عِدىً ** جَعَلْنَ كُلَّ بَعِيدٍ نازِحٍ أَمَما )8 ( تخافُ وهيَ على الآريِّ صافنةٌ ** فَما يَظُنُّونَ إِنْ أَعْضَضْتَها اللُّجُما )9 ( يَجْنِي قَناكَ وَلَمْ يَبْرَحْ مَرَاكِزَهُ ** على الطُّغاةِ كما يجني إذا انحطما )0 ( وكمْ أصبتَ بسهمٍ في كنانتهِ ** قلبَ العدوِّ الَّذي أخطاكَ حينَ رما )
____________________
(1/464)
2( وَمُذْ فَشَا خَبَرُ التَّبرِيزِ ما اجْتَمَعُوا ** فَهَلْ ضَرَبْتَ طُلىً بِالقاعِ أَوْ خِيَما )( ولوْ رموا بكَ في الهيجاءِ لمْ يجدوا ** إلاَّ إلى ظلِّكَ الممدودِ منهزما )( إذا أذمُّوا لمنْ تخشى بوائقهُ ** حكمتَ مقتدراً أنْ يخفروا الذِّمما )4 ( وَمَنْ نَبَذْتَ إِلَيْهِ ذِكْرَ مَوْجِدَةٍ ** فَقَدْ جَعَلْتَ إِلَيْهِ لِلرَّدى لَقَما )5 ( ومن بسطت عليه للوعيد يداً ** كمن سللت عليه صارماً خذ ما )6 ( هذَا هُوَ العِزُّ مَرْئِياً وَمُخْتَبَراً ** لاَ ما يخبِّرُ عنهُ زعمُ منْ زعما )7 ( وَقَدْ غَمَرْتَ ابْنَ حَسَّانٍ بِفَيْضِ نَدىً ** ما شَكَّ فِي الْفَوْزِ رَاجِيهِ وَلاَ وَهِما )8 ( أجابَ منْ قبلِ أنْ يدعى بتلبيةٍ ** ولوْ سواكَ دعاهُ أظهرَ الصَّمما )9 ( ولاَ اعتدادَ بهذا طالما خطمتْ ** لكَ المهابةُ أنفاً قطُّ ما خطما )0 ( وكمْ خلفتَ الحيا أوقاتَ غيبتهِ ** عَنْ ذِي البِلاَدِ وَلَمْ يَخْلُفْكَ حِينَ هَما )
____________________
(1/465)
3( أمَّنتَ قطَّانها لاَ زلتَ مؤمنهمْ ** مِنْ أَنْ يُعاوِدَهُمْ دَاءٌ بِكَ انْحَسَما )( وأمحلوا فأماتَ المحلَ صوبُ يدٍ ** أنشأتَ في الأرضِ منْ آلائها ديما )( فَكُلُّ سَيْفٍ تُزِيلُ الْخَوْفَ شَفْرَتُهُ ** فداءُ سيفٍ يزيلُ الخوفَ والعدما )4 ( إذا رأى مذهباً للهِ فيهِ رضىً ** ودونهُ النَّارُ أوْ حدُّ الظُّبى اقتحما )5 ( وكمْ تعرَّضَ في أبهى ملابسهِ ** لِعَينِهِ آلإِثْمُ مُخْتَالاً فَمَا أثِمَا )6 ( لَمْ كُنْتَ تُجْزِى بِأَدْنَى مَا مَنَنْتَ بِهِ ** لأَوْطَأُوا خَيْلَكَ الأَبْصَارَ والقِمَما )7 ( وقبَّلوا كلَّ نهجٍ ظلتَ تسلكهُ ** حَتّى يَصِيرَ ثَرَاهُ فِي الشِّفَاهِ لَما )8 ( يَابْنَ الْخَضَارِمِ أَمَّا سَيْلُهُمْ فَطَفَا ** على الكرامِ وأمَّا بحرهمْ فطما )9 ( طالوا وصالوا بأيدٍ تستهلُّ ندىً ** عَلى الْوَرى وَسُيُوفٍ تَسْتَهِلُّ دَما ) 40 ( فتاهمُ بالتُّقى والحلمِ مدرِّعٌ ** وشيخهمْ منْ لبانِ الحربِ ما فُطما )
____________________
(1/466)
4( أبوا فما نزلوا عنْ منزلٍ نزلوا ** خَوْفاً وَلاَ طعَنُوا فِي الرَّوْعِ مُنْهَزِما ) 4( وإنْ كفتكَ صفاتُ الذَّاهبينَ علىً ** أَغْنَاكَ حَادِثُها عَنْ ذِكْرِ مَا قَدُما ) 4( لستَ المحيلَ إذا ما طلتَ مفتخراً ** عَلى فَضَائِلِ قَوْمٍ أَصْبَحُوا رِمَما ) 44 ( بلْ أنتَ أوفرُ منْ تمشي الجيادُ بهِ ** قِسْماً إِذَا ظَلَّ حُسْنُ الذِّكْرِ مُنْقَسِما ) 45 ( وَهِيَ الْمَحامِدُ أَبْقَتْ خامِلاً أَبَداً ** منْ لمْ تسمْ وسما ملكٌ بها وسما ) 46 ( لقدْ حملتَ منَ الأعباءِ مضطَّلعاً ** ما لَوْ أَلَمَّ بِطَوْدٍ شامِخٍ أَلِما ) 47 ( حتّى علوتَ بأفعالٍ أمنتَ بها ** منْ أَنْ يَقُولَ حَسُودٌ حافَ مَنْ قَسَما ) 48 ( يا ناصِرَ الدَّوْلَةِ الْمُنْسِي بِسِيرَتِهِ ** مَنْ عَزَّ فِي الزَّمَنِ الْخَالِي وَمَنْ كَرُما ) 49 ( أَوْدَعْتَ غابِرَ هذَا الدَّهْرِ فَابْقَ لَهُ ** مِنَ الْمَحاسِنِ ما لَمْ يُودِعِ القُدَما ) 50 ( مناقبٌ لمْ يفزْ غيرُ الحسينِ بها ** حتّى لخلناكَ قدْ ساهمتهُ الشِّيما )
____________________
(1/467)
5( تشابهتْ فهلِ الرُّوحانِ واحدةٌ ** في حوزِ ذا الفضلِ أمْ أعديتهُ همما ) 5( إنَّ الإمامَ الَّذي أقوالهُ جمعتْ ** فصلَ الخطابِ وعنها تأخذُ الحكما ) 5( أَبْدَتْ عِبارَتُهُ مَعْنى إِرَادَتِهِ ** وَفِي إِشَارَتِهِ مَعْنىً لِمَنْ فَهِما ) 54 ( لوْ لمْ يطلْ شرفاً أبناءَ دولتهِ ** لما دعاهُ لها منْ دونهمْ علما ) 55 ( غيرانُ ما جارهُ الأقصى بمهتضَمٍ ** يَوْماً وَلَوْ أَنَّ جَارَ الْفَرْقَدِ اهْتُضِما ) 56 ( يعطي الألوفَ ويلقى مثلَ عدَّتها ** منَ الفوارسِ في الهيجاءِ مبتسما ) 57 ( كَمْ قَالَ رَائِيهِ فِي حَرْبٍ وَبَذْلِ لُهىً ** لنْ تنبتَ الذُّلَّ أرضٌ تنبتُ الكرما ) 58 ( إنْ حلَّ بالوهدِ كانَ الأفعوانَ وإنْ ** طَلَّ الرَّبِيئَةَ كَانَ الأَجْدَلَ القَطِما ) 59 ( وَلِلْثَّنَا نَغَماتٌ فِي مَسَامِعِهِ ** لِأَجْلِهَا هَجَرَ الأَوْتَارَ وَالنَّغَما ) 60 ( كَفَاكَ كُلَّ مُلِمٍّ فِيكَ نَحْذَرُهُ ** ربٌّ جلا بكَ عنْ ذا العالمِ الغمما )
____________________
(1/468)
6( واللهُ يحرسُ نجميْ سؤددٍ طلعا ** فينا فطبَّقَ أفقَ المجدِ نورُهما ) 6( أَمَّا مَدَاكَ فَمَا حَازَا وَلاَ عَدَلاَ ** وأشبهاكَ فما جارا ولا ظلما ) 6( وَكُلُّ عَصْرِكَ أَعْيَادٌ مُجَدَّدَةٌ ** فَمَا نُبَالِي مضى ذَا العِيدُ أَمْ قَدِما ) 64 ( فَلاَ خَبَا ضَوءُ نَارٍ يَسْتَضِيءُ بِهَا ** مَنِ اسْتَجَارَ وَيَصْلاَهَا مَنِ اجْتَرَما ) 65 ( ولاَ أديلتْ صروفُ الدَّهرِ منْ ملكٍ ** نظنُّ يقظتنا في ظلِّهِ حلما )
____________________
(1/469)
البحر : كامل تام ( فُتَّ الوَرى فَعَلاَمَ ذَا الإِجْهَادُ ** وَبِبَعْضِ سَعْيِكَ تُحْرِزُ الآمَادُ ) ( قَدْ فَتَّ فِي الأَعْضَادِ هذا المُرْتَقى ** وَتَفَتَّتَتْ مِنْ دُونِهِ الأَكْبَادُ ) ( في كلَّ يومٍ أنتَ بالغُ سؤددٍ ** لمْ تدرِ كيفَ طريقهُ الأنجادُ ) 4 ( تَزْدَادُ مَجْداً لَيْسَ يُعْرَفُ كُلَّمَا ** قَالَ الوَرى لَمْ يَبْقِ مَا تَزْدَادُ ) 5 ( وَمناقباً منْ دونها وَبمثلها ** تكبو الملوكُ وَتكبتُ الحسادُ ) 6 ( جمعتْ لغلابِ اليدينِ على العلى ** تَعْنُو لِسَوْرَةِ عِزِّهِ الأَمْجَادُ ) 7 ( ندبٌ إذا ما همَّ أنْ يلقى عدىً ** وَغَدَتْ قُوى الإِسْلاَمِ وَهْيَ شِدَادُ ) 8 ( منْ أسرةٍ شوسٍ إذا سئلوا الندى ** جادوا وَإنْ صنعوا الصنيعَ أجادوا ) 9 ( مِنْ كُلِّ صَعَّادٍ إِلى رُتَبِ العُلى ** دَرَجَاتُهُ أَبَداً ظُبىً وَصِعَادُ )0 ( وَرَّادِ أَحْوَاضِ المَنُونِ إِذَا طَغَتْ ** خافُوا الرَّدى فَنَحَوْا هُماماً عِنْدَهُ )
____________________
(1/470)
1( فخروا بما شادوا فمنذُ بدا لهمْ ** مجدُ المظفرِ أهملوا ما شادوا )( وَإِذَا الفَتى هَبَطَتْ بِهِ أَفْعالُهُ ** لَمْ تُعْلِهِ الآبَاءُ وَالأَجْدَادُ )( كَفَّ العِدى وَكَفى العِدَاءَ مُؤَيَّدٌ ** يثني الألوفَ ذكرهِ الآحادُ )4 ( لجيوشهِ منْ رأيهِ وَمضائهِ ** وَإبائهِ يومَ الوغى أمدادُ )5 ( فَلْيَيْأَسِ الأَعْدَاءُ أَرْضاً ذَادَهُمْ ** عَنْها طِعانٌ صادِقٌ وَجِلاَدُ )6 ( فعلى الشآمِ سرادقٌ أوتادهُ ** بيضُ الظبى وَلهُ القنيُّ عمادُ )7 ( كادُوا الهُدى فَأَدَالَ خَوْفُكَ مِنْهُمُ ** حَتّى لَقَدْ سَكَنُوا الكُدا أَوْ كادُوا )8 ( كانُوا جِبالاً مُثَّلاً وَكَأَنَّهُمْ ** فِي ذِي الزَّعازِعِ إِذْ عَصَفْنَ رَمَادُ )9 ( قَصُرتْ رِمَاحُ الخَطِّ فِي أَيْدِيِهِمُ ** وَنبتْ سيوفُ الهندِ وَهيَ حدادُ )0 ( مُذْ جاشَ بَحْرُكَ وَأعْتَلى آذِيُّهُ ** نَضَبَتْ بِحارُ الإِفْكِ فَهْيَ ثِمَادُ )
____________________
(1/471)
2( لولاكَ ما انقمعَ النفاقُ وَلاَ ورتْ ** لِلدِّينِ مِنْ بَعْدِ الكُبُوِّ زِنَادُ )( بِكَ عادَ سَيْفُ الشِّرْكِ مَفْلَولَ الشَّبا ** )( وَمَتى دَهِمْتَ الرُّومَ فِي أَوْطَانِهِمْ ** صَبَحَتْهُمُ الدَّهْمَاءُ وَهْيَ نَآدُ )4 ( بِحَوَامِلِ الآسَادِ آسادِ الوَغى ** لمْ يوهها التأويبُ وَالإسادُ )5 ( وَلهمْ متى لاقوكَ يومٌ بعدهُ ** لاَ تَلْتَقِي الأَرْوَاحُ وَالأَجْسَادُ )6 ( فليحذروا ملكاً تخلتْ عنوةً ** لسطاهُ عنْ أجماتها الآسادُ )7 ( هَلْ لِلأَرَاوِي مَصْحَرٌ مِنْ بَعْدِما ** سَمِعَتْ بِأَسْدِ الغابِ كَيْفَ تُصادُ )8 ( سَيْفَ الإِمامِ عَلَوْتَ ما لَمْ يَرْقَهُ ** أَمَلٌ وَشِئْتَ فَلَمْ يَفُتْكَ مُرَادُ )9 ( وَلكَ العزائمُ لا يبلُّ جريحها ** وَلْغَيْرِكَ الإِبْراقُ وَالإِرْعَادُ )0 ( ذُلُقاً إِذَا نَحَتِ العَدُوَّ فَإِنَّمَا ** بَيْنَ الحُتُوفِ وَبَيْنَها مِيْعَادُ )
____________________
(1/472)
3( سكنتْ لصولتكَ الرياحُ مهابةً ** وَتزعزعتْ منْ خوفكَ الأطوادُ )( فَشِمِ السُّيُوفَ فَطالَما جَرَّدَتْها ** حَتّى لَقُلْنا ما لَها أَغْمادُ )( وَأقمْ فقدْ قامتْ لبأسكَ هيبةٌ ** لَمْ يَخْلُ مِنْها فِي الأَنَامِ فُؤَادُ )4 ( وَسَرَتْ هُمُومُكَ فَالإِقَامَةُ رِحْلَةٌ ** وَالسلمُ حربٌ وَالرقادُ سهادُ )5 ( فثواءُ رحلكَ عصموٌ أنى ثوى ** أبداً وَكفكَ للعدوَّ جهادُ )6 ( ما احرقتْ نيرانهمْ وَشرارها ** عالٍ فَكَيْفَ تَرُوعُ وَهْيَ رَمَادُ )7 ( رَكِبُوا سَبِيلَ الغَيِّ حِينَ بَدَتْ لَهُمْ ** وَلَقَدْ رَأَوْا سُبُلَ الرَّشادِ فَحادُوا )8 ( وَعلى الظبى إرشادُ منْ لمْ يثنهِ ** فِيما مَضى عَنْ غَيِّهِ إِرْشادُ )9 ( حَقَدُوا فَمُذْ أَسْكَنْتَ بَيْنَ ضُلُوعِهِمْ ** خَوْفَ انْتِقَامِكَ ماتَتِ الأَحْقَادُ ) 40 ( وَأَرَاكَ تَغْمُرُهُمْ بِصَفْحِكَ بَعْدَما ** كَثُرَتْ بِبَابِكَ مِنْهُمُ القُصَّادُ )
____________________
(1/473)
4( ** يُجْدِي وَيُرْدِي الوَعْدُ وَالإِيعادُ ) 4( وَهَدَتْهُمُ النَّكَباتُ مِنْ بَعْدِ العَمى ** يا طالما جرَّ الصلاحَ فسادُ ) 4( قَطَعُوا القِفارَ وَنُورُ وَجْهِكَ فِي الدُّجى ** هادٍ لهمْ وَرجاءُ قربكَ زادُ ) 44 ( أرهبتهمْ حتى تحققَ منْ نأى ** أَنْ لَيْسَ يُنْجِي مِنْ سُطاكَ بِعادُ ) 45 ( وَعَفَوْتَ حَتّى لَوْ رَجا غُيَّابُهُمْ ** ذا العفوَ وَدوا أنهمْ شهادُ ) 46 ( هذا ابنُ جراحٍ أتاكَ وَهلْ لمنْ ** أَقْصَيْتَهُ إِلاَّ إِلَيْكَ عِوَادُ ) 47 ( فَأَجِبْ بِفَضْلِكَ مَنْ دَعَاكَ فَلَمْ يَزَلْ ** للعفوِ عندكَ مبدأٌ وَمعادُ ) 48 ( قابِلْ بِرَأْفَتِكَ اعْتِذَارَ مُساوِرٍ ** إنَّ المعذرَ للذنوبِ حصادُ ) 49 ( قَدْيَكْهَمُ العَضْبُ الجُرَازُ وَحَدَّهُ ** ماضٍ وَيكبو الطرفُ وَهوَ جوادُ ) 50 ( يا عدةَ الإسلامِ منْ ذا يشتكي ** ظَمَأً وَعِدُّكَ لِلْعُفَاةِ عَتادُ )
____________________
(1/474)
5( كَمْ قُدْتَ فِي رِبْقِ الجَمِيلِ مَصاعِباً ** لِسِوَاكَ لاَ تَعْنُو وَلاَ تَنْقَادُ ) 5( عاذتْ بحضرتكَ الملوكُ وَلاذتِ ال ** فقراءُ فاجتمعتْ بها الأضدادُ ) 5( أضحى محلكَ جامعاً وَمفرقاً ** فالحمدُ يحرزُ وَالثراءُ يبادُ ) 54 ( تَحْوِيْ العَلاَءَ بِهِ فَتَمْنَعُ نَيْلَهُ ** وَ المالُ ساعةَ يستفادُ يفادُ ) 55 ( يَفْدِيْكَ أَهْلُ مَمَالِكٍ هَضَبَاتُهَا ** فِي جَنْبِ ذَا المُلْكِ الأَشَمِّ وِهَادُ ) 56 ( نُعْمَانُ هذا العَصْرِ أَنْتَ وَإِنَّنِي ** فِي حَيْثُ يَنْتَسِبُ القَرِيضُ زِيَادُ ) 57 ( لاَ يلفتنكَ عنْ ثنائي لافتٌ ** فَلِكُلِّ قَوْلٍ مَا عَدَاهُ نَفَادُ ) 58 ( وَاسمعْ لمحكمةِ النظامِ حليها ** دُرَرُ الثَّنا وَجِلاَؤُهَا الإِنْشَادُ ) 59 ( وَاشْفَعْ بِهَا تِلْكَ القَلاَئِدَ إِنَّهَا ** منْ خيرِ ما تزهى بهِ الأجيادُ ) 60 ( وَاقْتَدْ بِمَا أَسْدَتْ يَدَاكَ مَدَائِحاً ** لولاكَ لمْ يملكْ لهنَّ قيادُ )
____________________
(1/475)
6( أنى أمدُّ يداً إلى طلبٍ وَلي ** منْ جودِ كفكَ طارفٌ وَتلادُ ) 6( وَاسعدْ بهِ عاماً سحائبُ يمنهِ ** هُطُلٌ وَكَوْكَبُ سَعْدِهِ وَقَّادُ ) 6( لاَزالَ عنا ظلُّ منْ أيامنا ** مِنْ حُسْنِهَا فِي ظِلِّهِ أَعْيَادُ ) 64 ( وَأَقَامَ هذا المُلْكُ أَخْضَرَ لاَئِذاً ** بفنائهِ الورادُ وَ الروادُ ) 65 ( وَحييتَ للأدبِ الذي أحييتهُ ** فَنَفَاقُهُ إِلاَّ لَدَيْكَ كَسَادُ )
____________________
(1/476)
البحر : كامل تام ( خَيْرُ الأنَامِ لِشَرِّهِمْ إِحْكاما ** مَنْ بِالسُّيُوفِ يُنَفِّذُ الْأَحْكاما ) ( غيرُ المظفَّرِ منْ ينامُ على قذىً ** وسواهُ يوسعُ منْ ألامَ ملاما ) ( جعلَ الكتابَ إلى العدوِّ كتائباً ** أَبْدَتْ لَهُمْ عِوَضَ الْكَلاَمِ كلاَما ) 4 ( واستنطقَ الأسيافَ علماً أنَّها ** تغنيهِ أنْ يستنطقَ الأقلاما ) 5 ( يُرْجى وَيُخْشَى رَغْبَةً وَمَخافَةً ** مَنْ يُجْزِلُ الإِنْعامَ وَالإِرْغاما ) 6 ( يا قامعَ العدوى بنفسٍ مرَّةٍ ** تأبى الظَّلامَ وتكشفُ الإظلاما ) 7 ( سَلَبَتْ مَخافَتُكَ اللَّيالِيَ جَوْرَها ** وَاسْتَعْبَدَتْ آلآؤُكَ الأَيَّاما ) 8 ( وَلَرُبَّ مَمْلَكَةٍ عَصَتْكَ رِجالُها ** حيناً فغادرتَ النِّساءَ أياما ) 9 ( زلزلتَ أرضَ الرُّومِ بالفتنِ الَّتي ** ظَلُّوا يَرَوْنَ اليَوْمَ مِنْها عاما )0 ( جحدوكَ ما أوليتهمْ ومعرَّضٌ ** لِلْهُونِ مَنْ لَمْ يَحْمَدِ الإِكْرَاما )
____________________
(1/477)
1( وَلَطالَما كَفَرَ الْمُعافى صِحَّةً ** فأحالها كفرانها أسقاما )( غشَّيتهمْ مستيقظينَ مخاوفاً ** غشيتهمُ فيما مضى أحلاما )( ما صادَفُوا بَرْقَ التَّهَدُّدِ خُلَّباً ** كلاَّ ولاَ غيمَ الوعيدِ جهاما )4 ( أمَّنتهمْ عنْ قدرةٍ وأخفتهمْ ** كَيْ يَخْبُرُوكَ سَكِينَةً وَعُرَاما )5 ( إنْ كانَ أكثرهمْ طعاماً فالظُّبى ** تفني الخبارَ ولاَ تعافَ طعاما )6 ( بِطَلاَئِعٍ نُكِبُوا فَكَيْفَ بِهِمْ غَداً ** إنْ زارَ أرضهمُ الخميسُ لهاما )7 ( فِي فِتْيَةٍ تُصْلِيهِمُ نارَ الْوَغى ** أبداً وإنْ كانوا عليكَ كراما )8 ( لاَ يَسْلُبُونَ سِوى النُّفُوسِ كَفَتْهُمُ ** نعمٌ جنوها منْ يديكَ جساما )9 ( تَهْذِيبُ مُلْكِكَ إِنَّهُ الْمُلْكُ الَّذِي ** يُسْنِي اللُّهى وَيُعلِّمُ الإِقْدَاما )0 ( خِلْطانِ مِنْ حَضَرٍ وَبَدْوٍ طالَما ** لاَقَوْا إِلى مَجْنُوبِكَ الآلاما )
____________________
(1/478)
2( ما غضَّ فيهمْ والقلوبُ قريبةُ الأ ** هْوَاءِ أَنْ يَتَباعَدُوا أَرْحاما )( خَيْلٌ سَبَقْنَ الْمُنْذِرِينَ بَعَثْنَها ** عَزَماتُ أَرْوَعَ تَسْبِقُ الأَوْهاما )( كستِ البسيطةَ بالحديدِ إضاءةً ** وَالجَوَّ مِنْ قَسْطالِها إِدْهاما )4 ( في يومِ أرتاحٍ غداةَ سقتهمُ ** موتاً تحكَّمَ في النُّفوسِ زؤاما )5 ( أسرتْ زعيمهمُ هناكَ وغادرتْ ** عُظَماءَهُمْ غِبَّ الْمُغارِ عِظاما )6 ( نَبَذُوا القِسِيَّ وَأَسْلَمُوهُ لأَنَّها ** طاشَتْ وَقَدْ حَمِيَ الْوَطِيسُ سِهاما )7 ( ومبطرقُ البطريقِ يأبى مثلهُ ** إِنْ أَنْتَ لَمْ تُعْطِ الرَّسُولَ ذِماما )8 ( وَبَنُو عَدِيٍّ يَوْمَ لاَقَوْا جَمْعَهُمْ ** تَرَكُوا الْقَنَا لاَ تَشْتَكِينَ أُوَاما )9 ( صَدَرَتْ تَرَنَّحُ في الأَكُفِّ كَأَنَّما ** سقِّينَ منْ تلكَ الدِّماءِ مداما )0 ( لَمَّا رَأَوْا خَطَّ الظُّبى مُسْتَعْجِماً ** جَعَلُوا لَهُ وَخْزَ الْقَنَا إِعْجَاما )
____________________
(1/479)
3( وَأَبُو الْفَوَارِسِ شَلَّهَا بِمَخَاضَةِ الْ ** بُرْجِيِّ شَلَّ الْفَيْلَقِ الأَنْعَاما )( زأرتْ زئيرَ الأسدِ إلاَّ أنَّهمْ ** صَارُوا وَقَدْ جَدَّ العِرَاكُ نَعَاما )( فأتتْ رؤوسُ رؤوسهمْ محمولةً ** ظلموا فلمْ يكنِ الرَّدى ظلاَّما )4 ( بَثَّتْ سَرَايَاكَ الْحُتُوفَ وَأَكْثَرَتْ ** في أَرْضِ أَنْطَاكِيَّةَ الأَيْتَاما )5 ( وَمَضَتْ مُصَمِّمَةً وَإِنْ لَمْ تَثْنِها ** ضربتْ على شاطي الخليجِ خياما )6 ( وَلْيَلْزَمِ الْحِصْنَ الدُّمُسْتُقُ مُحْجِماً ** عنْ حربها فسيحمدُ الإحجاما )7 ( لَوْ فَارَقَ الْجُدْرَانَ أَصْبَحَ جَمعُهُ ** مَا بَيْنَ مُنْحَطِمِ الْوَشِيجِ حُطاما )8 ( وَدَرى هُنَالِكَ مَنْ أَشَدُّ شَكِيمَةً ** عِنْدَ اللِّقَاءِ وَمَنْ أَلَدُّ خِصَاما )9 ( ما نكبةُ الزِّروارِ منهُ بعيدةٌ ** إنْ رامَ منْ حسمِ الأذى ما راما ) 40 ( دَوَّخْتَ مُلْكَ الْعُرْبِ في سُلْطَانِها ** والرُّومُ أيسرُ إنْ أردتَ مراما )
____________________
(1/480)
4( أنّى تمانعكَ الوعولُ وقدْ رأتْ ** أسدَ الشَّرى لا تمنعُ الآجاما ) 4( وَلَوِ الْتَمَسْتَ حُضُورَ مَلْكِهِمُ غَداً ** لأَتَاكَ إِسلاَماً أَوِ اسْتِسْلاَما ) 4( فليستجيبوا بالخضوعِ فمَنْ سوى ** شرفِ المعالي يغفرُ الإجراما ) 44 ( عَمْرِي لَقَدْ سَبَرُوا رِضَاهُ وَسُخْطَهُ ** فَرَأَوْا حَيَاةً حُلْوَةً وَحِمَاما ) 45 ( وَسَقَاهُمُ مَاءَ الْحَيَاةِ وَقَدْ عَنَوا ** حتّى إذا عندوا استحالَ سماما ) 46 ( قدْ ضلَّ منْ ظنَّ المجرَّةَ روضةً ** تُرْعى وَزَاهِرَةَ النُّجُومِ سَوَاما ) 47 ( يَهْنِي العَوَاصِمَ أَنَّهَا مَعْصُومَةٌ ** بأعزِّ منْ منعَ الذِّمارَ وحاما ) 48 ( إِنْ شَبَّتِ الأَعْدَاءُ نَاراً رَدَّهَا ** برداً على سكَّانها وسلاما ) 49 ( بمضائهِ وقضائهِ ونوالهِ ** عَدِمُوا الرَّدى وَالْجَوْرَ وَالإِعْدَاما ) 50 ( أمنتْ بذكركَ في المغيبِ وطالما ** غَابَ الهِزَبْرُ وَغابُهُ مُتَحَاما )
____________________
(1/481)
5( أَمْناً أَنَامَ السَّاهِرِينَ وَقَبْلَهُ ** خَوْفٌ لَعَمْرُكَ أَسْهَرَ النُّوَّاما ) 5( فَأَقِمْ وَأَمْرُكَ نَافِذٌ فَقَدْ اسْتَوى ** منْ كانَ مثلكَ رحلةً ومقاما ) 5( ولتدرِ أملاكُ البلادِ بأنَّها ** كلٌّ على ملكٍ يحلُّ الشَّاما ) 54 ( إِنْ جَارَ خَطْبٌ كَانَ حَسَّاماً لَهُ ** أَوْ قَارَعَ الأَبْطَالَ كانَ حُساما ) 55 ( يُضْحِي الْحَيا الْهَامِي حَصِيراً إِنْ سَخَا ** فإذا نحا عزّاً أطارَ الهاما ) 56 ( خَصَّتْكَ بِالخَطَرِ العَظِيمِ مَنَاقِبٌ ** تَسْتَغْرِقُ الإِجْلاَلَ وَالإِعْظَاما ) 57 ( ما زلتَ همَّاماً بكلِّ عظيمةٍ ** فِي الْمَجْدِ حَتّى مَا تَرَكْتَ هُمَاما ) 58 ( أَخَذَ الْفَضَائِلَ آخِرٌ عَنْ أَوَّلٍ ** وأبيتَ ذاكَ فحزتها إلهاما ) 59 ( خلَّفتهمْ خلفاً وأنتَ تظنُّهمْ ** سبقوا فدهركَ تطلبُ القدَّاما ) 60 ( وَالْجُودُ وَالإِقْدَامُ يَا حَاوِيهِما ** قدْ أخَّرا عنْ نهجكَ الأقداما )
____________________
(1/482)
6( لحملتَ عنْ قلبش الخلافةِ سيفها ** ثِقْلاً يَؤُودُ مُتَالِعاً وَشَماما ) 6( وَمَتى تَبَرَّمُ بِالحَوَادِثِ دَوْلَةٌ ** جَعَلَتْ إِلَيْكَ النَّقْضَ وَالإِبْرَاما ) 6( فَلْيَشْكُرَنَّكَ مَنْ تَعِبْتَ مُشَمِّراً ** حتّى استراحَ ومنْ سهرتَ وناما ) 64 ( مَا أَحْسَنَ الدُّنْيَا وَعِزُّكَ قَاهِرٌ ** ونداكَ منهمرٌ فدمتَ وداما ) 65 ( ولقدْ غمرتَ المذنبينَ صنائعاً ** عَلَتِ الثَّنَاءَ وَجَازَتِ الإِنْعاما ) 66 ( فلوَ أنَّهمْ قاموا بأدنى فرضها ** قَطَعُوا زَمَاناً أَنْتَ فِيهِ صِياما ) 67 ( فاسلمْ فكمْ لكَ وقفةٌ مشهورةٌ ** أَرْضَيْتَ فِيهَا اللَّهَ وَالإِسْلاَما ) 68 ( لمَ لاَ تميلُ إلى بقائكَ أنفسٌ ** لولاكَ لمْ تستوطنِ الأجساما ) 69 ( بَلْ كَيْفَ لاَ تُثْنِي عَلَيْكَ خَوَاطِرٌ ** أنتَ الَّذي أوسعتها إفهاما ) 70 ( فاقَ الملوكَ حميَّةً وتقيَّةً ** ملكٌ سرتْ عزماتهُ وأقاما )
____________________
(1/483)
7( أَمَرَ الكَتَائِبَ بِالجِهَادِ وَجَدَّ فِي ** تسهيلِ سبلِ الحجِّ ثمَّتَ صاما ) 7( فَلْيَهْنِكَ الشَّهْرُ الَّذِي يُثْنِي بما ** صَيَّرْتَهُ خَلْفاً لَهُ وَأَماما ) 7( شهرٌ جعلتَ الغزوَ فاتحةً لهُ ** ورعاً وتسييرَ الحجيجِ ختاما ) 74 ( قَدْ مَحَّصَتْ عَنْ أُمَّةٍ أَغْنَيْتَهَا ** وَحَمَيْتَها حَسَنَاتُكَ الآثَاما ) 75 ( حَسَّنْتَ دُنْيَاها وَأُخْرَاهَا فَعِشْ ** تفني الشُّهورَ وتنفدُ الأعواما )
____________________
(1/484)
البحر : طويل ( أَمَا وَمَسَاعٍ لاَ نُحِيطُ لَهَا عَدَّا ** وَتَأْثِيرِ مَجْدٍ لاَ نَقِيسُ بِهِ مَجْداً ) ( لَقَدْ قَصَّرَ المُثْنِي وَطَالِبُ ذَا المَدى ** وَمَا مُنْعِمٌ إِلاَّ مَنِ اسْتَفْرغَ الجُهْدا ) ( فَإِنْ شِئْتَ وَصْفاً بَالِغاً مَا بَلَغْتَهُ ** فقفْ حيثُ فتَّ الوصلَ نجعلْ لهُ حدا ) 4 ( وَإِلاَّ فَلاَ لَوْمٌ عَلَى كُلِّ قَائِلٍ ** نَحَاهُ فَأَخْفَى جَهْدُهُ فَوْقَ مَا أَبْدا ) 5 ( وَمَا كُنْتَ فَرْداً فِي ابْتِغَائِكَ غَايَةَ الْ ** كَمَالِ وَلَكِنْ كُنْتَ فِي حَوْزِهَا فَرْدا ) 6 ( وَناقضكَ الأملاكُ فيها فكلما ** عَلاَ بِكَ فِعْلٌ هَضْبَةً هَبَطُوا وَهْدا ) 7 ( لَئِنْ كُنْتَ فِي العَلْيَاءِ أَبْعَدَهُمْ مَدَىً ** فإنكَ بالإنعامِ أقربهمْ عهدا ) 8 ( وَإِنْ كَنْتَ أَسْلاَهُمْ عَنِ البِيضِ كَالدُّمى ** فإنكَ بالتقوى أشدهمُ وجدا ) 9 ( وَإنْ كنتَ في الفحشاءِ أنباهمُ شباً ** فإنكَ في الهيجاءِ أمضاهمُ حدا )0 ( وَأَنَّى يَرُومُونَ المَحَامِدَ ضِلَّةً ** وَمَا صَدَقُوا فِيها وَعِيداً وَلاَ وَعْدا )
____________________
(1/485)
1( وَأَيْنَ هُمْ مِمَّنْ إِذَا غَدَرُوا وَفَى ** وَإنْ منعوا اعطى وَإنْ هزلوا جدا )( بقيتم بني حمدانَ ما بقيَ الورى ** لِبَاغِي نَدَىً يُحْيَا وَبَاغِي رَدَىً يُرْدا )( فما كانتِ الأقمارُ منْ قبلِ خلقكمُ ** تخافَ وَلاَ زهرُ الكواكبِ تستجدا )4 ( سيوفكمُ تدمى بكلَّ كريهةٍ ** وَأيدكمُ في كلَّ مسألةٍ تندا )5 ( إذا أضمرَ الأملاكُ حقداً لمنْ جنى ** كَفَاكُمْ وَحِيُّ البَطْشِ أَنْ تُضْمِرُوا حِقْدا )6 ( لَطَبَّقَتِ الدُّنْيَا أَحَادِيثُ مَجْدِكُمُ ** فَمَا تَرَكَتْ فِي الأَرْضِ غَوْراً وَلا نَجْدا )7 ( وَقبلكمُ ما أبصرَ الدهرُ مثلكمْ ** فبادَ فلاَ يبصرْ لأيامكمْ بعدا )8 ( وَلَمْ تَقْتَدُوا فِي المَأْثُراتِ بِغَيْرِكُمْ ** وَمنْ علمَ السبقَ المطهمةَ الجردا )9 ( بكمْ حصرٌ عندَ السبابِ فإنْ جرتْ ** مُفَاخَرَةُ الأَمْجَادِ أُلْفِيتُمُ لُدَّا )0 ( تهينونَ منْ ألغى فضائلَ نفسهِ ** وَعدَّ تليدَ الفخرِ وَالحسبَ العدا )
____________________
(1/486)
2( وَتُقْصُونَ مَنْ إِنْعَامُهُ يَغْمُرُ المُنى ** إِذَا لَمْ يَكُنْ إِقْدَامُهُ يَقْهَرُ الأُسْدا )( وَإِنَّكَ إِنْ عُدَّتْ فَضَائِلُ تَغْلِبٍ ** لأعد لها حكماً وَأجزَ لها رفدا )( علاَ بكَ بيتٌ أنتَ أعلى عمادهِ ** وَكمْ ودَّ نجمٌ أنْ يكونَ لهُ ودا )4 ( وَلِلْدَولَةِ المُسْتَنْصِرِيَّةِ نَاصِرٌ ** بِهِ أشْتَدَّ زَنْداً عِزُّهَا وَوَرَتْ زَنْدا )5 ( وَسَيْفٌ حَمى الآفَاقَ وَهْوَ بِغِمْدِهِ ** فَكَيْفَ إِذَا صَارَ النَّجِيعُ لَهُ غِمْدا )6 ( وَأرسلها سومَ الجرادِ مغيرةً ** تخرُّ جبالُ الأرضِ منْ وقعها هدا )7 ( حُسَامٌ صُرُوفُ الدُّهْرِ مِنْ بَعْضِ مَا كَفَتْ ** مَضَارِبُهُ وَالأَمْنُ مِنْ بَعْضِ مَا أَجْدا )8 ( قضى بكتابِ اللهِ فينا وَما اعتدى ** وَوالتْ يداهُ المكرماتِ وَما اعتدا )9 ( فلاَ عدمتْ هذي النيابةَ دولةٌ ** جعلتَ لها أعداءها كلهمْ جندا )0 ( وَما خفتَ إلاَّ اللهَ فيما وليتهُ ** وَلاَ خِفْتَ فِي الأَفْعَالِ سَهْواً وَلاَ عَمْدا )
____________________
(1/487)
3( فعلتَ فعالَ الحرَّ نفساً وشيمةً ** وَإنْ كنتَ في محضِ الولاءِ لها العبدا )( وَهلْ تردُ الأطماعُ ماعنهُ حلئتْ ** وَهذا الهزبرُ الوردُ يمنعها الوردا )( لقدْ منعوا بالبيضِ ما أخذوا بها ** وَلوْ أمنوا عدواكَ ما بذلوا الودا )4 ( بَلَغْتَ بِحَدِّ الرُّأْيِ ما أَعْجَزَ الظُّبى ** تَناوُلُهُ فِيما مَضى وَالقَنا المُلْدا )5 ( فلوْ سارَ ذو القرنينِ في ظلماتهِ ** برأيٍ كذا لابيضَّ منها الذي اسودا )6 ( وَلوْ أنَّ يأجوجَ استعانوكَ مرشداً ** وَحوسيتَ منْ إرشادهمْ حرقوا السدا )7 ( وَلوْ فرقتْ هذي العزائمُ في الورى ** إِذاً عُطَّلُوا ما يَطْبَعُ الهِنْدُ وَالهِنْدا )8 ( وكَمْ جاهِلٍ أَغْرى بِمَجْدِكَ كَيْدُهُ ** وَلكنهُ أودى وَما كانَ ماودا )9 ( تُقِرُّ لَكَ الأَعْدَاءُ بِالفَضْلِ عَنْوَةً ** وَما الفضلُ إلاَّ ما أقرتْ بهِ الأعدا ) 40 ( وَكَانَتْ دِمَشْقُ تُنْبِتُ الذَّمَّ بُرْهَةً ** وَأَنْتَ الَّذِي صَيَّرْتَها تُنْبِتُ الحَمْدا )
____________________
(1/488)
4( قطعتَ الأذى عنها وَفضتَ مواهباً ** وَما عرفتْ ذا الجزرَ قدماً وَلاَ المدا ) 4( فعشتَ بها خمسينَ عاماً وَمثلها ** لعافٍ وَعانٍ ذا يفادُ وَذا يفدى ) 4( وَما إِنْ عَدَتْ هذِي الأَمَانِيُّ طَوْرَها ** لأنكَ بالإنصافِ تستوجبُ الخلدا ) 44 ( وَهنيتَ أعيادَ الزمانِ وَلاَ انطوى ** زمتنٌ جنينا العيشَ في ظلهِ رغدا ) 45 ( أَمَامَكَ فِي النُّهْجِ ما أَحَدٌ جَرى ** وَلَوْلاَ بَنُوكَ قُلْتُ خَلْفَكَ قَدْ سُدّا ) 46 ( وَعنوانُ فضلِ الأصغرينَ فضائلٌ ** مُؤَثَّلَةٌ نالَ الكَبِيرُ بِها المَجْدا ) 47 ( لَئِنْ حازَ أَقْطَارَ الشَّجاعَةِ أَمْرَداً ** فمنْ معشرٍ يردونَ أسدا الوغى مردا ) 48 ( وَإنْ حازَ مقدارَ البلاغةِ ناشئاً ** فما جارَ عنْ مسعى أبيهِ وَلاَ صدا ) 49 ( وَمنْ عجبٍ أنْ أمَّ قصدكَ قافياً ** خلاَ لكَ وَالأعلامُ تهدي وَلاَ تهدا ) 50 ( تفضُّ الحبا للطفلِ منكمْ وَما حبا ** وَيَشْتَدُّ فِي كَسْبِ الثَّناءِ وَما أشْتَدّا )
____________________
(1/489)
5( وَهَلْ فِيكُمُ مَنْ باشَرَ الذَّمَّ مُذْ نَشا ** وَمَنْ فَارَقَ الإِحْسانَ مُذْ فارَقَ المَهْدَا ) 5( وَهلْ وخدتْ تلكَ الركابُ بمهمه ** ٍ لتقطعهُ إلاَّ بمدحكمُ تحدا ) 5( أزرنكَ حاجاتي فلمْ أنزلِ المنى ** بِمَنْ كُذِّبْتَ فِيهِ وَلَمْ أَعْدَمِ الرُّشْدا ) 54 ( وَأعطى قليلاً ثمَّ أكدى زماننا ** فيممتُ منْ أعطى كثيراً وَما أكدا ) 55 ( مواهبُ يطويها جلالاً وَنخوةً ** وَلستُ أرى في الناسِ منْ نشرها بدا ) 56 ( بِمَدْحٍ إِذَا ما ضَاعَ فِي القَوْمِ نَشْرُهُ ** فما الندُ أهلٌ أنْ يكونَ لهُ ندا ) 57 ( وَكمْ فيكَ لي عقدٌ يحوزُ جواهراً ** تزينُ منها كلُّ جوهرةٍ عقدا ) 58 ( مِنَ اللّهِ أَسْتَهْدِي بَقاءَكَ إِنَّهُ ** قصيةُ ما أعطى وَنخبةُ ما أهدا ) 59 ( فلاَ خلت الأيامُ منها محاسناً ** أشدَّ على الأحداقِ منْ نومها فقدا )
____________________
(1/490)
البحر : وافر تام ( أَمَا وَمَناقِبٍ عَزَّتْ مَرَاما ** ومجدٍ شامخٍ أعيا الأناما ) ( لَقَدْ هَمَّتْ نُفُوسٌ بِالمَعَالِي ** فمنذُ هممتَ لمْ تتركْ هماما ) ( وكلٌّ ضاربٌ فيها بسهمٍ ** وَلكِنْ فَازَ مَنْ جَمَعَ السِّهَاما ) 4 ( خُصِصْتَ بِرُتْبَةٍ عَلَتِ الثُّرَيَّا ** وَخَلَّتْ لِلْمُحَاوِلِها الرَّغَاما ) 5 ( عَلَتْ وَغَلَتْ عَلَى مُتَطَلِّبِيها ** لتأمنَ أنْ تسامى أوْ تُساما ) 6 ( فَمَا أَبْدَتْ لِمُسْتَامٍ خِدَاما ** ولاَ فضَّ الزَّمانُ لها ختاما ) 7 ( وَكَيْفَ يَرُومُ شَأْوَكَ رَبُّ عَزْمٍ ** إذا ما باشرَ الهيجاءَ خاما ) 8 ( يرى طلبَ المعاشِ أجلَّ غنمٍ ** فَقَدْ أَفْنى الْحَيَاةَ بِهِ اهْتِماما ) 9 ( وَرَائِدُ بِرِّهِ يُعْصى وَيُقْصى ** وَوَارِدُ بَحْرِهِ يَشْكُو الأُوَاما )0 ( ويرضى منسمَ العلياءِ تاجاً ** إذا لمْ ترضَ أخمصكَ السَّناما )
____________________
(1/491)
1( أرى الملكَ العقيمَ حمى حِماهُ ** بأروعَ يحسمُ الدَّاءَ العقاما )( ثَنى الأَزَمَاتِ بِالعَزَمَاتِ عَنَّا ** وَكَفَّ بِحَدِّها الْكُرَبَ العِظَاما )( فَلاَ زَالَتْ لِجَاحِمِها خُمُوداً ** ولاَ برحتْ لجامحها لجاما )4 ( مَنِيعٌ جَارُهُ إِنْ حَلَّ أَرْضاً ** جَلاَ الإِظْلاَمَ عَنْها وَالظَّلاما )5 ( فَقَدْ وَدَّ الْمُلُوكُ عَلى التَّنَائِي ** لوِ اسطاعوا لراحتهِ التثاما )6 ( سَخَوْا لَمَّا انْتَشَوْا وَهَمى نَدَاهُ ** وما عرفَ النِّدامَ ولاَ المُداما )7 ( يَعُمُّ بِهِ الأَدَانِيَ وَالأَقَاصِي ** إِذَا لَمْ يَعْدُ رِفْدُهُمُ النَّدَاما )8 ( وَإِنْ قَرَنُوا بِبُخْلِهِمُ عُبُوساً ** قرنتَ بجودكَ السَّجمِ ابتساما )9 ( يمينٌ برَّحتْ بالمالِ حتّى ** حَسِبْنَا وَفْرَكَ اقْتَرَفَ اجْتِرَاما )0 ( وَتَأْبَى أَنْ يُجَاوِرَهَا فُوَاقاً ** لعلمكَ أنَّ جاركَ لنْ يُضاما )
____________________
(1/492)
2( وَكَانَ الدِّينُ مُعْتَصِماً وَلكِنْ ** بِنَصْرِكَ زَادَهُ اللَّهُ اعْتِصَاما )( عَزَائِمُ أَخْفَرَتْ ذِمَمَ الأَعَادِي ** وَلَمْ يَخْفِرْ لَهَا أَحَدٌ ذِمَاما )( وكمْ منْ غارةٍ أرسلتَ فيها ** إِلى طُرَدَائِكَ الْمَوْتَ الزُّؤَاما )4 ( ببيضٍ ما شحذتَ لها غراراً ** وَخَيْلٍ مَا شَدَدْتَ لَهَا حِزَاما )5 ( وكمْ أغنى وعيدكَ في عدوٍّ ** غَنَاءً يُعْجِزُ الْجَيْشَ اللُّهَاما )6 ( تَوَلَّجَ فِي مَسَامِعِهِمْ كلاَماً ** وَصَارَ إِلى قُلُوبِهِمُ كِلاَما )7 ( لغرُّوا بالسَّكينةِ منكَ جهلاً ** ورُبَّ سكينةٍ جرَّتْ عراما )8 ( نَسَخْتَ تَلِيدَ عِزِّهِمُ بِذُلٍّ ** أَوَانَ مَسَخْتَ أُسْدَهُمُ نَعاما )9 ( فظنَّ القومُ محياهمْ مماتاً ** وَنَحْنُ نَظُنُّ يَقْظَتَنا مَناما )0 ( وَقَدْ مَرَنَتْ عَلى قَذْعٍ وَجَدْعٍ ** موارنُ قطُّ ما عرفتْ خطاما )
____________________
(1/493)
3( وناديتَ الممالكَ فاستجابتْ ** لِطَاعَتِكَ اعْتِياماً وَاغْتِناما )( تيقَّنُ أنَّ أخذكها صلاحٌ ** كفاها أنْ تحيطَ بها اصطلاما )( فَأَلْحِقْ شَرْقَهَا بِالغَرْبِ قَسْراً ** كَحَوْزِكَ قِبْلَةً مِنْهَا وشَاما )4 ( غياثَ المسلمينَ كففتَ عنهمْ ** عَظَائِمَ تَسْلُبُ اللَّحْمَ العِظاما )5 ( يَهُونُ عَلَيْكَ إِحْيَاءُ اللَّيالِي ** وَإِنْ طَالَتْ إِذَا بَاتُوا نِياما )6 ( سَهِرْتَ لِكَيْ تُنِيمَهُمُ وَقِدْماً ** تولّى الأمرَ منْ سهروا وناما )7 ( وَمَا سَلَّ الْكَهَامَ عَلى عِدَاهُ ** غَدَاةَ الرَّوْعِ مَنْ وَجَدَ الْحُسَاما )8 ( لَقَدْ وَطَّدْتَ بِالآرَاءِ أَمْراً ** لِغَيْرِكَ مَا اسْتَقَادَ وَلاَ اسْتَقَاما )9 ( عُقُودٌ بِالتُّقى وَالْعَدْلِ شُدَّتْ ** أَطَعْتَ اللَّهَ فِيهَا والإِمَاما ) 40 ( فما يخشى الوليُّ لها انفصالاً ** وَلاَ يَرْجُو العَدُوُّ لَهَا انْفِصَاما )
____________________
(1/494)
4( دعتْ لكَ بالبقاءِ وقدْ أجيبتْ ** حَزَائِقُ أَمَّتِ الْبَيْتَ الْحَرَاما ) 4( بجمعٍ تلبسُ الخضراءُ منهُ ** ترحَّلَ أوْ ثوى غيماً ركاما ) 4( إِذَا مَا حَلَّ ظَلَّلَها دُخَاناً ** وَإِنْ هُوَ سَارَ طَبَّقَها قَتَاما ) 44 ( وَيَمْنَعُ مَنْ تَحَدَّاهُ حُدُوداً ** بعزِّ المشرفيَّةِ أنْ تُقاما ) 45 ( حَمَيْتَهُمُ مِنَ النَّكَبَاتِ طُرّاً ** وَمِثْلُكَ عَنْ وُفُودِ اللّهِ حَاما ) 46 ( يقرُّ بذاكَ منْ صلّى وضحّى ** ويشهدُ كلُّ منْ شهدَ المقاما ) 47 ( مَوَاقِفُ يَسْأَلُونَ اللّهَ فِيها ** لدولتكَ الحراسةَ والدَّواما ) 48 ( لقدْ حليتْ بسؤددكَ المساعي ** فَلاَ حَلَّ الزَّمَانُ لَها نِظَاما ) 49 ( حَيِيتَ حَيَاتَهُ الطُّولى تَقَضّى ** كذا أعوامهُ عاماً فعاما ) 50 ( موقَّىً في الخطيرِ وذي المعالي ** نوائبَ ما تركتَ لها احتكاما )
____________________
(1/495)
5( قرينا سؤددٍ بلغا مداهُ ** وجاراهُ وما بلغا الفطاما ) 5( لقدْ نهضا بعبئكَ فاستقلاَّ ** وقدْ عرفا سبيلكَ فاستقاما ) 5( وَعَمَّا الأَرْضَ إِحْسَاناً وَعَدْلاً ** فَدُمْتَ لِأَهْلِها أَبَداً وَدَاما ) 54 ( إذا الشُّعراءُ بالتَّشبيبِ فاهوا ** فلستُ بغيرِ مدحكَ مستهاما ) 55 ( وما ذكري هوىً لمْ أجنِ منهُ ** وإنْ أحببتهُ إلاَّ غراما ) 56 ( نسبتُ بصبوةٍ لا لومَ فيها ** تذكِّرهث صبوةً جلبتْ ملاما ) 57 ( نَمَتْ حَالِي وَعَزَّ صَلاَحُ جِسْمِي ** بأرضٍ لا أطيقُ بها مقاما ) 58 ( ولولاَ ما نهى القرآنُ عنهُ ** إِذاً لاَخْتَرْتُ قُرْبَكَ وَالسَّقَاما ) 59 ( سأكرهُ في رحيلي عنكَ عزماً ** إِلَيْكَ سَرى يُجَاذِبُنِي لزِّمَامَا ) 60 ( فَزَارَكَ مِنْ بَدِيعِ الشِّعْرِ زَوْرٌ ** عَدِمْتُ الزَّورَ فِيهِ وَالأَثَاما )
____________________
(1/496)
6( مقيمٌ في جنابكَ لمْ يرمهُ ** وإنْ غدتِ البلادُ بهِ تراما ) 6( عَلاَ قِمَمِ النَّعَائِمِ مُسْتَطِيلاً ** وَسَارَ وَمِنْ قَلاَئِصِهِ النُّعَاما ) 6( قوافٍ في الفيافي آنستنا ** وَأَنْسَتْنَا بِذِكْرَاكَ الْكِرَاما ) 64 ( وَلاَ عَجَبٌ إِذَا شُغِلَتْ أُنُوفٌ ** بعرفِ المسكِ عنْ نشرِ الخزاما ) 65 ( وَأَفْخَرُ مَا تَسَرْبَلَهُ كَرِيمٌ ** ثناءٌ سارَ عنْ مجدٍ أقاما ) 66 ( وَمَا نَقَصَتْ عَطَايَاكَ اللَّوَاتِي ** عَلَتْ أَمَلِي فَأَسْأَلَكَ التَّماما ) 67 ( وَلكِنْ عَنَّ لِي غَرَضٌ فَطَرِّزْ ** بِتَبْلِيغيهِ أَنْعُمَكَ الجِسَاما ) 68 ( أماتَ الحاسديكَ اللهُ غيظاً ** وَإِنْ كانَتْ حَيَاتُهُمُ حِمَاما ) 69 ( فَلَوْلاَ جَهْلُهُمْ بَرَدَتْ قُلُوبٌ ** تَحَقَّقُ أَنَّ مَجْدَكَ لَنْ يُرَاما ) 70 ( قُلُوبٌ فَاضَ سَيْلُ الْيَأْسِ فِيها ** وَتَأْبَى نَارُها إِلاَّ اضْطِّرَاما )
____________________
(1/497)
7( فَلاَ نَقَعَ الْغَمامُ غَلِيلَ صَادٍ ** رأى جدواكَ وانتجعَ الغماما )
____________________
(1/498)
البحر : منسرح ( قَصَّرَ عَنْ سَعْيِكَ الأُلى جَهَدُوا ** فَآفْخَرْ بِحَمْدٍ ما نَالَهُ أَحَدُ ) ( طالتْ بكَ العالمينَ أربعةٌ ** عزمٌ وَحزمٌ وَنائلٌ وَيدُ ) ( وًنزلتكَ السيوفُ منزلةً ** طالَ عَلَى مَنْ يَرُومُها الأَمَدُ ) 4 ( كُنْتَ أَبَا عُذْرِهَا وَذَاكَ بِما ** أقدمتَ وَالموتُ دونها رصدُ ) 5 ( فَما سَعى نَحْوَها أَمَامَكَ إِنْ ** سانٌ وَقَدْ سُدَّ خَلْفَكَ الجَدَدُ ) 6 ( يقربُ منْ عزمكَ البعيدُ منَ ال ** عزَّ وَينأى عنْ رأيكَ الفندُ ) 7 ( فِي كُلِّ يَوْمٍ لَقِيتَ فِيهِ عِدىً ** دمٌ مراقٌ وَمرتقىً صعدُ ) 8 ( وَمُنْذُ بَوَّأْتَهُمْ رَضَاكَ نَسُوا ** مَنْ أَقْصَدَتْهُ الظُّبى بِمَنْ قَصَدُوا ) 9 ( حكمتَ حكمَ الأعزَّ مقتدراً ** فَالقَتْلُ فِيهِمْ وَمِنْهُمُ القَوَدُ )0 ( هَوَّنَ وِجْدَانُهُمْ نَدَاكَ لَهُمْ ** عوناً على الدهرِ فقدَ منْ فقدوا )
____________________
(1/499)
1( عَقَلَتْهُمْ بِالجَمِيلِ فَ نْعَقَلُوا ** رُبَّ عُنَاةٍ أَصْفَادُهَا الصَّفَدُ )( تقاربَ الخلقُ في خرئقهمْ ** وَأنتَ بالمعجزاتِ منفردُ )( وَأَيْنَ مِنْكَ الوَرى وَمَا وَلَدَتْ ** لكَ الليالي مثلاً وَلاَ تلدُ )4 ( إنْ كلنَ ذا الملكُ نيلَ مطرفاً ** فإنَّ هذا العلاءِ متلدُ )5 ( قَعَدْتَ وَالقَوْمُ قَائِمُونَ كَمَا ** قمتَ بصرفِ الخطوبِ إذْ قعدوا )6 ( فلتعلُ بيضُ السيوفِ صاعدةً ** عَزَائِمٌ فِي دُجى الوَغى تَقِدُ )7 ( نهضتَ يا عدةَ الخلائفِ بالأع ** باءِ إذْ خانَ غيركَ الجلدُ )8 ( مُبَيِّناً أَنَّ رَأْيَ حاكِمِهِمْ ** مِمَّا أَرَاهُ المُهَيْمِنُ الصَّمَدُ )9 ( أيقنَ يومَ اصطفاكَ منتجباً ** أَنَّكَ لآبْنِ ابْنِهِ غَداً عَضُدُ )0 ( بايَعَ جَدّاً عَلَى هَوَاكَ أَبٌ ** وقدْ تلاَ الآنَ والداً ولدُ )
____________________
(1/500)
2( لاَ تَخْشَ مِنْ حَاسِدِيكَ بائِقَةً ** ذَلَّتْ أَعادٍ سِلاَحُهَا الحَسَدُ )( فَلَنْ يَحُلَّ الأَنامُ مَا عَقَدَتْ ** يداكَ ما دامَ في القنا عقدُ )( أضحتْ مطايا المنى بأجمعها ** إليكَ منْ كلَّ وجهةٍ تخدُ )4 ( حيثُ يحطُّ الرجاءُ أرحلهُ ** مَكارِمٌ لَمْ يُحِطْ بِها عَدَدُ )5 ( وَلَوْ دَعَوْتَ المُلُوكَ قَاطِبَةً ** لأَصْبَحَتْ دُونَ رُسْلِهَا تَفِدُ )6 ( أَمَالَ أَعْنَاقَهَا الخُضُوعُ لِمَا ** تَعْرِفُهُ مِنْ سُطَاكَ لاَ الصَّيَدُ )7 ( لاَ يَدَّعُوا النُّصْحَ بِ عْتِرَافِهِمُ ** لَوْ وَجَدُوا الجَحْدَ مُمْكِناً جَحَدُوا )8 ( وَكيفَ يعصونَ حينَ يأمرهمْ ** مَلْكٌ إِذَا عَنَّ ذِكْرُهُ سَجَدُوا )9 ( يُرْبِي عَلَى الغَيْثِ حِيْنَ يَقْتَصِدُ ** وَيسبقُ الريحَ وَهوَ متئدُ )0 ( مَنْ اسْتَوَى فِي وَغَىً وَفِي قَنْصٍ ** بِنَاظِرَيْهِ الطِّرَادُ وَالطَّرَدُ )
____________________
(1/501)
3( وَجَادَ حَتّى انْبَرتْ مَوَاهِبُهُ ** تَطْلُبُ ذَا فَاقَةٍ فَمَا تَجِدُ )( وَلَنْ يُسَاوُوهُ فِي العُلى أَبَداً ** هَلْ يَتَسَاوَى الصَّرِيحُ وَالزَّبَدُ )( تِسْعَةُ أَعْشَارِهَا اسْتَبَدَّ بِهَا ** وَعشرها في بني الدنى بددُ )4 ( مُبَادِرُ البَطْشِ وَالنَّوَالِ فَمَا ** يُوعِدُ ذَا زَلَّةٍ وَلاَ يَعِدُ )5 ( قدْ قطبَ البشرَ بالقطوبِ كذا - - الص ** ارمُ فيهِ الفرندُ وَالربدُ )6 ( أعجبْ بنفسٍ ضاقَ الزمانُ بها ** مِنْ عِظَمٍ كَيْفَ حَازَهَا الجَسَدُ )7 ( ملكتَ رقَّ الفخارِ ما ملكتْ ** عَدْنَانُ مِعْشَارَهْ وَ لاَ أُدَدُ )8 ( خَلَفَتَ أَجْوَادَهُمْ كَمَا خَلَفَ النَّا ** عِقَ بِالبَيْنِ مُطْرِبٌ غَرِدُ )9 ( وَنبتَ عمنْ فشتْ شجاعتهُ ** نيلبةَ البيضِ وَالقنا قصدُ ) 40 ( فلوْ رآكَ المقرظونَ لهمْ ** عَادُوا يَذُمُّونَ كُلَّ مَنْ حَمِدُوا )
____________________
(1/502)
4( ** وَعَزَّ دِينٌ عَلَيْكَ يَعْتَمِدُ ) 4( عزمكَ سيفٌ لديهِ منصلتٌ ** وَأنتَ تاجٌ عليهِ منعقدث ) 4( وَقدْ أنجتَ الملوكَ أمنهمُ ** منَ الردى ما عتوا وَما عندوا ) 44 ( ففي عدادِ الجرادِ تبعثها ** جُرْداً بِأُسْدِ اللِّقَاءِ تَنْجَرِدُ ) 45 ( كمْ وَاردوكَ الردى فما صدروا ** عَنْهُ وَلكِنْ رُدُّوا كَمَا وَرَدُوا ) 46 ( ظبىً تقدُّ الطلى تؤيدها ** ) 47 ( وهمةٌ في السماءِ مسكنها ** لذاكَ سكانها لها مددُ ) 48 ( شَمِّرْ لأَرْضِ لْعِراقِ إِنَّ بِهَا ** جمائعاً في الحياةِ قدْ زهدوا ) 49 ( تلقَ قلوباً إليكَ طائرةً ** شَوْقاً وَأُخْرى أَطَارَهَا الزَّأدُ ) 50 ( وَاندبْ لها فتيةً عمائمها ** بَيْضٌ تَلاَلاَ وَقُمْصُها زَرَدُ )
____________________
(1/503)
5( حَشْوَ جُيُوشٍ إِذَا انْتَحَتْ بَلَداً ** فَقَائِدَاهَا النَّجَاحُ وَالرَّشَدُ ) 5( تَشْتَبِهْ الدُّهْمُ وَالوِرَادُ بِهَا ** لَمَّا كَسَاهَا العَجَاجُ وَالنَّجَدُ ) 5( فَمَا بِبَغْدَادَ مَنْ يُرَوِّعُهَا ** حتى يروعَ الضراغمَ النقدُ ) 54 ( فثمَّ ملكٌ مالتْ دعائمهُ ** وَعَنْ قَلِيْلٍ إِلَيْكَ يَسْتَنِدُ ) 55 ( لَنَا بِذَا الظِّلِّ لاَ أنْطَوَى أَبَداً ** درٌّ غزيرٌ وَعيشةٌ رغدُ ) 56 ( بهجةُ أعيادنا بقاؤكَ مح ** رُوساً فَبُقِّيتَ مَا بَقِيَ الأَبَدُ ) 57 ( بذا دعا المحرمونَ مذْ نزلوا ** مَكَّةَ فِي كُلِّ مَشْهَدٍ شَهدُوا ) 58 ( قدْ سمعَ اللهُ فاستجابَ لهمْ ** دُعَاءَهُمْ وَالمَقامُ مُحْتَشِدُ ) 59 ( ما بَلَغَ الحَمْدُ كُنْهَ ما أَنْتَ ** موليهِ من العرفِ وَهوَ مجتهدُ ) 60 ( أعييتني بالنوالِ عنهُ وَما ** تغبني منكَ أنعمٌ جددُ )
____________________
(1/504)
6( جادَتْ بِفَوْقِ الغِنى وَ هاهِيَ لاَ ** تُقْلِعُ فَهْيَ الطَّوَارِفُ التُّلُدُ ) 6( لاَ يحسبِ الحاسديَّ أنهمُ ** بأنني عنكَ نازحٌ سعدوا ) 6( بُعْدِي دُنُوٌّ بِما أُحُبِّرُهُ ** فِيكَ وَغَيْرِي دُنُوُّهُ بَعَدُ ) 64 ( وَإِنَّمَا أَنْظِمُ الفَرِيدَ كَذَا ** عِقْداً لِذَا الجِيدِ حِينَ أَنْفَرِدُ ) 65 ( بَحْرِي مِنَ الشِّعْرِ زَاخِرٌ وَبِهِ ** جَوَاهِرٌ بِالعُقُولِ تُنْتَقدُ ) 66 ( فَ سْمَعْ لِغُرٍّ مِنَ المَحَامِدِ لاَ ** يفوتها في مسيرها بلدُ ) 67 ( مقيمةٍ في البلادِ ظاعنةٍ ** معقولةٍ وَهيَ في الدنا شردُ ) 68 ( تَفْنى الأَحَادِيثُ وَهْيَ باقِيةٌ ** وَتنطوي قبلَ طيها المددُ ) 69 ( لاَ بَلَغَتْ سُؤْلَهَا عِدَاكَ وَلاَ ** زالَ بها أوْ يميتها الحسدُ ) 70 ( وَعِشْتَ ما أَعْقَبَ النَّهَارُ دُجىً ** وَدامَ لليومِ في الزمانِ غدُ )
____________________
(1/505)
البحر : طويل ( قِفُوا فِي القِلى حَيْثُ انتَهَيْتُمْ تَذَمُّما ** وَلاَ تَقْتَفُوا مَنْ جَارَ لَمَّا تَحَكَّما ) ( أَرى كُلَّ مُعْوَجِّ الْمَوَدَّةِ يُصْطَفى ** لَدَيْكُمْ وَيَلْقى حَتْفَهُ مَنْ تَقَوَّما ) ( فَإِنْ كُنْتُمُ لَمْ تَعْدِلُوا إِذْ حَكَمْتُمُ ** فلمْ تعدلوا عنْ مذهبٍ قدْ تقدَّما ) 4 ( حَنى النَّاسُ مِنْ قَبْلُ القِسِيَّ لِتُقْتَنى ** وثقِّفَ منآدُ القنا ليُحطَّما ) 5 ( وَمَا ظَلَمَ الشَّيْبُ الْمُلِمُّ بِلِمَّتي ** وإنْ بزَّني حظِّي منَ الظَّلمِ واللَّما ) 6 ( وَمَحْجُوبَةٍ عَزَّتْ وَعَزَّ نَظِيرُها ** وإنْ أشبهتْ في الحسنِ والعفَّةِ الدُّما ) 7 ( أُعَنِّفُ فِيها صَبْوَةً قَطُّ ما ارْعَوَتْ ** وأسألُ عنها معلماً ما تكلَّما ) 8 ( سَلِي عَنْهُ تُخْبِرْ بِاليَقِينِ دُمُوعُهُ ** وَلاَ تَسْأَلِي عَنْ قَلْبِهِ أَيْنَ يَمَّما ) 9 ( فقدْ كانَ لي عوناً على الصَّبرِ برهةً ** وَفَارَقَنِي أَيَّامَ فارَقْتُمُ الْحِما )0 ( فراقٌ قضى ألاَّ تأسِّيَ بعدَ أنْ ** مَضى مُنْجِداً صَبْرِي وَأَوْغَلْتُ مُتْهِما )
____________________
(1/506)
1( وفجعةُ بينٍ مثلُ صرعةِ مالكٍ ** ويقبحُ بي ألاَّ أكونَ متمِّما )( خليليَّ إنْ لمْ تسعداني على الأسى ** فَما أَنْتُما مِنِّي وَلاَ أَنا مِنْكُما )( وَحَسَّنْتُما لِي سَلْوَةً وَتَناسِياً ** ولمْ تذكرا كيفَ السَّبيلُ إليهما )4 ( سَقى اللَّهُ أَيَّامَ الصِّبا كُلَّ هاطِلٍ ** مُلِثٍّ إِذَا ما الْغَيْثُ أَنْجَمَ أَثْجَما )5 ( وَعَيْشاً سَرَقْناهُ بِرَغْمِ رَقِيبِنا ** وقدْ ملَّ منْ طولِ السُّهادِ فهوَّما )6 ( بِمَعْصُورَةٍ وَالدَّهْرُ ما اصْفَرَّ عُودُهُ ** فَيُلْوِي وَما أَلوَى بِعادٍ وَجُرْهُما )7 ( أَرَاحَتْ مِنَ الْهَمِّ الدَّخِيِل وَشَجَّعَتْ ** جباناً وسنَّتْ للبخيلِ التَّكرُّما )8 ( وشادٍ جزاهُ اللهُ روحاً ورحمةً ** إِذَا ما اسْتَحَقَّ الْمُحْسِنُونَ التَّرَحُّما )9 ( فَلَسْتَ تَرى إِلاَّ يَداً صافَحَتْ يَداً ** لإِنْجازِ وَعْدٍ أَوْ فَماً لاَثِماً فَما )0 ( بِأَذْيالِ دَوْحٍ نَيْرَبِيٍّ كَأَنَّهُ ** سماءُ دجىً أبدتْ منَ النَّورِ أنجما )
____________________
(1/507)
2( إِذَا قَابَلَتْ شَمْسُ الأَصائِلِ ما عَلا ** تدنَّرَ أوْ بدرُ الظَّلامِ تدرهما )( إلامَ أمِّني النَّفسَ مالاَ تنالهُ ** وَأَذْكُرُ عَيْشاً لَمْ يَعْدُ مُذْ تَصَرَّما )( وقدْ قالتِ السَّبعونَ للَّهوِ والهوى ** دعا لي أسيري واذهبا حيثُ شئتما )4 ( وَلَمَّا رَأَيْتُ الْخَيْرَ عَزَّ مَرَامُهُ ** رَفَضْتُ التَّأَنِّي وَاطَّرَحْتُ التَّلَوُّما )5 ( ونكبتُ أمواهاً يعزُّ ورودها ** فأنقعُ للظَّمآنِ منْ وردها الظَّما )6 ( وأعلمتُ منْ فارقتُ أنَّ لقاءنا ** بعيدٌ وأعملتُ المطيَّ المزمَّما )7 ( قِلاصاً إِذَا رَامَتْ خَلاَصاً مِنَ السُّرى ** مَرَقْنَ فَأَنْكَرْنَ الْجَدِيلَ وَشَدْقَما )8 ( وَلَمْ يُرْضِها وَخْدُ الْمَهارى تَعاطِياً ** عليها فأستنَّ النَّعامَ المصلَّما )9 ( تَيَمَّمْتُ لَمَّا أَعْوَزَ الْماءُ طاهِراً ** فيمَّمنَ بي بحراً كفاني التَّيمُّما )0 ( وَمُذْ وَصَلَتْ تاجَ الْمُلُوكِ أَنَخْتُها ** بأرفعهمْ بيتاً وأمنعهمْ حما )
____________________
(1/508)
3( وَأَشْرَفَ مِنْ شَمْسِ الظَّهِيرَةِ رُتْبَةً ** وَأَشْرَقَ أَنْوَاراً وَأَبْعَدَ مُرْتَماً )( منَ القومِ لا يغضونَ يوماً على قذىً ** وَلاَ يَأْخُذُونَ العِزَّ إِلاَّ تَغَشْرُما )( وَفِي ظِلِّ مَحْمُودِ بْنِ نَصْرِ بْنِ صالِحٍ ** مَرَاقٍ لِمَنْ يَبْغِي إِلى الْمَجْدِ سُلَّما )4 ( وها أنا ذا مستعصمٌ بجنابهِ ** أماثلُ منْ أغنى نداهُ ومنْ حما )5 ( همامٌ إذا أعطى الرَّغائبِ كرَّها ** مِرَاراً وَإِنْ لاَقى الكَتائِبَ أَقْدَما )6 ( وأروعُ إنْ أمَّ العفاةُ فناءهُ ** أزالَ عسى منْ قولهِ ولعلَّما )7 ( نَزَلْتُ بِهِ وَالسَّيْلُ قَدْ بَلَغَ الزُّبى ** فَأَسْكَنَنِي طَوْداً مِنَ العِزِّ أَيْهَما )8 ( بأبناءِ مرداسٍ وحسبكَ نصرهمْ ** تَعَمَّرَ جُوداً كَانَ قِدْماً تَجَلْهَما )9 ( وَزَادَ إِلى أَنْ طَبَّقَ الْوَهْدَ سَيْبُهُ ** وَلَمْ يَرْضَ أَحْقَافَ الرُّبى فَتَسَنَّما ) 40 ( فِدَاكَ وَقَدْ يُفْدى الْكَرِيمُ بِضِدِّهِ ** إِذَا لَمْ يَجِدْ فِي عَصْرِهِ مَنْ تَكَرَّما )
____________________
(1/509)
4( مَنِيعُ حِمى الْمَعْرُوفِ طالِبُ رِفْدِهِ ** يُمارِسُ لَيْثاً أَوْ يُلاَمِسُ شَيْهَما ) 4( وَصائِنُ زَادٍ لَمْ يَجِدْ مَنْ يَرُومُهُ ** لهُ طمعاً فيهِ ولاَ منهُ مطمعا ) 4( ذَوُو الْمُلْكِ يَتْلُو آخِرٌ نَهْجَ أَوَّلٍ ** وأنتَ براكَ اللهُ وحدكَ ملهما ) 44 ( عَلَوْتَهُمُ خَلْقاً وخُلْقاً وَهِمَّةً ** وأَيْنَ وِهادُ الأَرْضِ مِنْ صَهْوَةِ السَّما ) 45 ( وَذُدْتَهُمُ عَمَّا رَضِيتَ مِنَ العُلى ** وغادرتَ ما لمْ ترضَ منها مقسَّما ) 46 ( فلاَ يعظمِ النَّاسُ الملوكَ جهالةً ** فَإِنَّ الْعَظِيمَ مَنْ يَرُوقُ الْمُعَظَّما ) 47 ( تقولُ العدى زارَ انتقاماً بزعمهمْ ** وهلْ زارَ هذي الأرضَ إلاَّ لينعما ) 48 ( رَعى اللّهُ ما قَدَّمْتَ قَبْلَ لِقائِهِ ** فَأَدْناكَ تَبْجِيلاً وَنادَاكَ مُكْرِما ) 49 ( أتاكَ فقالوا جاءنا متسلِّما ** وَعَادَ فَقَالُوا بَلْ أَتَاهُ مُسَلِّما ) 50 ( وفاهَ بأقوالٍ تضاهي فعالهُ ** أَعَزَّكَ فِيها ظَاعِناً وَمُخَيِّما )
____________________
(1/510)
5( وتابعَ آراءَ الخلافةِ قاضياً ** بِتَكْذِيبِ ظَنٍّ كانَ فِيكَ مُرَجَّما ) 5( إِذَا رَامَ أَرْضاً بَثَّ فِي كُلِّ مَسْلِكٍ ** مخوفَ الشَّذى يزجي خميساً عرمرما ) 5( تحيطُ بهِ منْ كلِّ قترٍ غمامةٌ ** صوارمها برقٌ وتنهلُّ أسهما ) 54 ( تَرى لِلِدَانِ السَّمْهَرِيَّةِ فَوْقَهُ ** سَدَىً بِمُثَارِ الأَعْوَجِيَّةِ أُلْحِما ) 55 ( عجاجٌ إذا أمَّ المجرَّةَ صاعداً ** إِلَيْهَا رَمى عَيْنَ الغَزَالَةِ بِالْعَما ) 56 ( يبيتُ لأنوارِ الكواكبِ كاسفاً ** وَيُضْحِي بِهِ وَجْهُ النَّهارِ مُلَثَمَّا ) 57 ( وَلَوْ أَنَّ ذَا القَرْنَيْنِ يُمْنى بِبَعْضِ مَا ** مُنِيتَ لَوَلّى هَارِباً أَوْ لَسَلَّما ) 58 ( ثَبَتَّ فَلَمَّا أَوْضَحَ الرَّأْيُ نَهْجَهُ ** طَفَوْتَ عَلَى الْبَحْرِ الْمُحِيطِ وَقَدْطَما ) 59 ( وَذُدْتَ مَخُوفَاتِ الْخُطُوبِ مُجَامِلاً ** فَعَادَ سَحِيلاً كُلُّ مَا كانَ مُبْرَما ) 60 ( كَفَيْتَ السُّيُوفَ أَنْ تَرِيمَ غُمُودَها ** وَشِمْتَ مِنَ التَّدْبِيرِ أَبْيَضَ مِخْذَما )
____________________
(1/511)
6( لئنْ وضعتْ عنها الجيادُ سروجها ** لَقَدْ أُسْرِجَ الرَّأْيُ الأَصِيلُ وَأُلْجِما ) 6( إِلى أَنْ حَسَمْتَ الدَّاءَ أَعْيَا دَوَاؤُهُ ** سواكَ ولوْ كانَ المسيحَ ابنَ مريما ) 6( وأعربتَ عنْ فضلِ الخطابِ مباشراً ** وَلَوْ أَنَّ سَحْبَاناً مَكانَكَ أُفْحِما ) 64 ( مَقالٌ يَرُوقُ السَّامِعِينَ شَفَعْتَهُ ** بمرأىً يروقُ النَّاظرَ المتوسِّما ) 65 ( وَسَكَّنْتَ عَنْ حَزْمٍ زَعَازِعَكَ الَّتي ** إِذَا عَصَفَتْ كانَتْ أَعَادِيكَ خَشْرَما ) 66 ( فقلَّدكَ الشَّامَ الَّذي قلَّدتكهُ ** ظباكَ فشدَّ الآخرُ المتقدِّما ) 67 ( لعمري لقدْ حلَّتْ رعاياكَ هضبةً ** تطاولُ رضوى بلْ تطولُ يلملما ) 68 ( أَوَانَ أَحَلْتَ الْخَوْفَ أَمْناً بِعَزْمَةٍ ** أَحَلَّتْ لَهَا النَّوْمَ الَّذِي كانَ حُرِّما ) 69 ( أَعَدْتَ لَهُمْ حُبَّ الْحَيَاةِ فَعَادَ فِي ** اغْتِباطٍ بِها مَنْ كانَ مِنْهَا تَبَرَّمَا ) 70 ( وَفِيما مَضى حَابَوْكَ بِالحُبِّ رَهْبَةً ** فأنعمتَ حتّى خالطَ اللَّحمَ والدَّما )
____________________
(1/512)
7( وأعرضتَ عنْ قولِ السُّعاةِ نزاهةً ** إلى أنْ ظننَّاهمْ على الجودِ لوَّما ) 7( وَمَنْ ظَافَرَ السَّاعِي عَلى مَا يَقُولُهُ ** فمنْ قولهِ استملى وعنْ قوسهِ رما ) 7( وما الدَّهرُ إلاَّ طوعُ أمركَ راغماً ** جنى أبؤساً أو بثَّ في الخلقِ أنعما ) 74 ( إِذَا عَادَ عَنْ سُوءٍ فَأَنْتَ نَهَيْتَهُ ** وَإِنْ جَاءَ إِحْسَاناً فَمِنْكَ تَعَلَّما ) 75 ( وَمَا جَادَتِ الْخَضْرَاءُ إِلاَّ تَغَيَّمَتْ ** فللهِ نوءٌ لا يغيمُ إذا هما ) 76 ( حَلَلْتَ وَإِنْ سِيئَتْ عِدَاكَ مَحَلَّةً ** يَعُودُ حَسِيراً مَنْ إِلى سَوْمِهَا سَما ) 77 ( لئنْ كانَ أدناها عسيراً على الورى ** فما زالَ أقصاها إليكَ مسلَّما ) 78 ( تَبِيتُ بِهَا فَوْقَ السِّمَاكِ مُطَنِّباً ** فلاَ رئيتْ حتّى القيامةِ أيِّما ) 79 ( بنفسكَ طاولْ غالباً لاَ مغالباً ** ذوي المجدِ واتركْ منْ إذا طاولَ انتما ) 80 ( كفى صالحاً فخراً أبوكَ وكونهُ ** لهُ ابناً ونصراً أنْ تكونَ لهُ ابنما )
____________________
(1/513)
8( ويكفي كلاباً وهوَ ميتٌ وعمَّهُ ** نُمَيْراً حَيَاةً أَنَّ جَدَّيْكَ مِنْهُما ) 8( وَمَا عَنَّ هُجْرُ الْقَوْلِ إِلاَّ تَأَخَّرَا ** ولاَ كرهَ الإقدامُ إلاَّ تقدَّما ) 8( وإنْ كنتَ قدْ أنسيتَ بالبأسِ والنَّدى ** وقهرِ العدى ما شاعَ في الأرضِ عنهما ) 84 ( وَما إِنْ رَأَيْنَا قَبْلَ سَيْفِكَ عَقْرَباً ** يُعَفِّرُ أَيْماً أَوْ يُجَدِّلُ ضَيْغَما ) 85 ( لعمري لقدْ أوسعتني منْ كرامةٍ ** أضاءَ بها الحظُّ الَّذي كانَ أظلما ) 86 ( وأوضحتَ لي بالبشرِ ما أنتَ مضمرٌ ** وَأَظْهَرْتَ بِالتَّقْرِيبِ مَا كَانَ مُبْهَما ) 87 ( وَإِنَّ عَطَايَا الأَكْرَمِينَ مَلاَبِسٌ ** وَأَفْخَرُهَا مَا كانَ بِالبِشْرِ مُعْلَما ) 88 ( سأشكرُ رأياً منقذيّاً أحلَّني ** ذَرَاكَ لَقَدْ أَوْلى جَمِيلاً وَأَنْعَما ) 89 ( وأبسطُ فيما قلَّدَ ابنُ مقلَّدٍ ** لساناً إذا لاقى الضَّريبةَ صمَّما ) 90 ( عطفتَ عليهِ كابتاً كلَّ حاسدٍ ** وَكُنْتَ بِهِ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ أَعْلَما )
____________________
(1/514)
9( وَأَسْمَعْتَنِي مِنْ حُسْنِ رَأْيِكَ فِيهِ مَا ** أزالَ التَّشكِّي بلْ أماطَ التَّلوُّما ) 9( هُوَ العَبْدُ إِنْ جَرَّدْتَهُ شَهِدَ الْوَغى ** حُسَاماً وَإِنْ أَشْرَعْتَهُ كَانَ لَهْذَما ) 9( على أنَّهُ لا فُلَّ غربُ لسانهِ ** مدى الدَّهرِ لا تحتاجُ منهُ مترجما ) 94 ( لَقَدْ لَؤُمَ الدَّهْرُ الَّذِي عَنْكَ عَاقَنِي ** وإنْ لمتهُ منْ بعدِ ذا كنتُ ألأما ) 95 ( سَأُثْنِي بِما أَوْلَيْتَ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ ** يراني فيهِ الجاهليَّ المخضرما )
____________________
(1/515)
البحر : متقارب تام ( سبقتَ ففزْ بعظيمِ الخطرْ ** ودعْ لعداكَ المنى وَالخطرْ ) ( فدتكَ ملوكٌ علتْ بالجدودِ ** وَأَعْلاَكَ مَجْدُكَ لَمَّا ظَهَرْ ) ( وَأَيْنَ المُنِيفُ بِحِظٍّ أَعَا ** نَ ممنْ أنافَ بفضلٍ بهرْ ) 4 ( بِطَاءٌ إِذَا سُئِلُوا نَجْدَةً ** أقاموا مقامَ النهوضِ العذرْ ) 5 ( غدا المالُ محتقباً عندهمْ ** وَعِنْدَكَ لَمَّا يَزَلْ مُحْتَقَرْ ) 6 ( فراهبُ عدواهمُ لاَ يساءُ ** وَطَالِبُ جَدْوَاهُمُ لاَ يُسَرْ ) 8 ( لقدْ حظرَ اللهُ هذا الجلالَ ** عَلَى مَنْ مَضى وَعَلَى مَنْ غَبَرْ ) 9 ( أتقعدُ عنْ مرتقاهُ النجو ** مُ عجزاً وَ يطمعُ فيهِ البشرْ )0 ( وَيبغي تناولهُ الحاسدونَ ** عَلَى مَا بِأَبْوَاعِهِمْ مِنْ قِصَرْ )( وَإِنَّكَ مِنْ كَيْدِهِمْ آمِنٌ ** كما أمنَ البازُ كيدَ النغرْ )
____________________
(1/516)
1( معالٍ بغوا حطها فاعتلتْ ** وَمَجْدٌ رَجَوْا طَيَّهُ فَ نْتَشَرْ )( وَإِنْ جَحَدُوهُ وَلَنْ يَقْدِرُوا ** فَإِنَّ الإْمَامَ بِهِ قَدْ أَقَرْ )4 ( ففاهُ بوصفكَ منْ لا يمينُ ** وَخَبَّرَ عَنْ سُؤْدُدٍ مَنْ خَبَرْ )5 ( وَرقاكَ في قولهِ وَالفعالِ ** ذُرى شَرَفٍ لَمْ يَنَلْهَا بَشَرْ )6 ( رأى اللهَ متخذاً في الورى ** خَلِيلاً فَكُنْتَ الْخلِيلَ الأَبَرَ )7 ( على ألسنِ الناسِ طراً تقرُّ ** بها وَعيونُ المعالي تقرّْ )8 ( وَوصفٌ أحلكَ فوقَ السماءِ ** فخاطبْ وَكاتبْ منَ المستقرّْ )9 ( وَكمْ لعداتكَ منْ عثرةٍ ** تقالُ وَمنْ زلةٍ تغتفرْ )0 ( لَدَيْكَ وَلَمْ يُعْمِلُوا حِيلَةً ** نجا الهرمزانُ بها منْ عمرْ )( لِغَيْرِكَ عِنْدَ احْتِيَالِ الرِّجَالِ ** يدبُّ الضراءُ وَيمشي الخمرْ )
____________________
(1/517)
2( أَزِلْ مَا بِأَعْنَاقِهِمْ مِنْ صَغىً ** وَما بخدودهمُ منْ صعرْ )( فما أمهلَ السمُّ إلاَّ وَدبَّ ** وَلاَ أهملَ الكلبُ إلاَّ عقرْ )4 ( وَعاتبهمُ بصليلِ التي ** تفرقُ بينَ الطلى وَالقصرْ )5 ( فأوعظُ منْ زبرِ الأولينَ ** لَدى الْكُفْرِ مَطْبُوعَةٌ منْ زُبَرْ )6 ( وَإنَّ الذي شايعَ المرجفي ** نَ أَعْمى الْبَصِيرَةِ أَعْمى الْبَصَرْ )7 ( حمى الحقَّ منكَ منيعُ الجوارِ ** عزيزُ النفيرِ كريمُ النفرْ )8 ( شُجاعٌ إِذَا مَا قَضى أَوْ سَطَا ** مطاعٌ إذا ما نهى أوْ أمرْ )9 ( غَمَامٌ وَمَا هَدَرَ الرَّعْدُ فِيهِ ** أرانا دمَ المحلِ يمضي هدرْ )0 ( كُنُوزُ الْمَعَالي لَدَيْهِ تُزَارُ ** وَثَوْبُ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ يُزَرَ )( وَللمجدِ راحاتهُ وَاللغوبُ ** وَللحمدِ روحاتهُ وَالبكرْ )
____________________
(1/518)
3( مَضَاءٌ لِكُلِّ عَنِيدٍ أَبَارَ ** وَسعيٌ على كلَّ سعيٍ أبرّْ )( وَعَدْلٌ بِهِ يُسْتَدَامُ الْبَقَاءُ ** وَعَفْوٌ بِهِ يُسْتَتَمُّ الظَّفَرْ )4 ( وَتَفْعَلُ آلاَؤُهُ فِي الْمُحُو ** لِ فعلَ عزائمهِ في الغيرْ )5 ( عَزَائِمُ مَنْ أَمَّنَتْ لَمْ يُجَرْ ** عليهِ وَمنْ خوفتْ لمْ يجرْ )6 ( فَيَا عَلَمَ الْمَجْدِ لَمَّا اسْتَطَالَ ** وَيا ناصرَ الدينِ لما انتصرْ )7 ( وَيَا دَاعِيَ الَجَفَلى لِلْغِنى ** إِذَا مَنْ دَعَا لِلطَّعَامِ انْتَقَرْ )8 ( وَيا صاحبَ السيرِ السائرا ** تِ تُتْلى وَتَبْقى بَقَاءَ السُّوَرْ )9 ( رأى اللهُ عدلكَ في خلقهِ ** فَأَجْرى عَلَى مَا تَشَاءُ الْقَدَرْ ) 40 ( وَإِنَّ الْمُغِيثَ بِكَ الْمُسْلِمِي ** نَ أَحْسَنَ لِلْمُسْلِمِينَ النَّظَرْ ) 4( وإِنَّكَ مِنْ مَعْشَرٍ جَاوَزَتْ ** مَدى الْحُسْنِ أَفْعَالُهُمْ وَالصُّوَرْ )
____________________
(1/519)
4( وُجُوهٌ تَلُوحُ فَتَخْفى الْبُدُورُ ** وَأيدٍ تسحُّ فتترى البدرْ ) 4( قرومٌ مضوا في سبيلِ الردى ** وَذكرهمُ ماثلٌ ما دثرْ ) 44 ( ذَوُو عِتَرٍ نَشْرُ أَعْرَاقِهَا ** هوَ المسكُ لاَ ما حوتهُ العترْ ) 45 ( أُصُولُكُمُ شَامِخَاتُ الْفُروعِ ** وَأَيَّامُكُمْ شَادِخَاتُ الْغُرَرْ ) 46 ( وَمَحْضُ الْإِبَاءِ وَحُسْنُ الْوَفَاءِ ** غَرَائِزُ فِي بَدْوِكُمْ وَالْحَضَرْ ) 47 ( وَمنكمْ رجالٌ أقاموا الحدودَ ** بحدَّ السيوفِ على منْ كفرْ ) 48 ( وَكَانُوا لِذَا الدِّينِ لَمَّا نَبَتْ ** بِهِ أَرْضُ مَكَّةَ نِعْمَ الْوَزَرْ ) 49 ( مساعٍ لقومكَ ما غادرتْ ** لمفتخرٍ في الورى مفتخرْ ) 50 ( تغصُّ ربيعةُ منها العيونَ ** وَلَوْلاَ الرَّسُولُ لَغَضَّتْ مُضَرْ ) 5( وَإنكَ إذْ جئتَ منْ بعدهمْ ** سنا الشمسِ غطى ضياءَ القمرْ )
____________________
(1/520)
5( يَفِيضُ بِوَجْهِكَ مَاءُ الْحَيَا ** ءِ إنْ شئتَ نفعاً وإنْ ئتَ ضرّْ ) 5( وَتغضي على الذنبِ لاَرهبةً ** كَمَا احْمَرَّتِ الْبِيضُ لاَ مِنْ خَفَرْ ) 54 ( وَتهتزُّ عندَ استماع المديحِ ** كَمَا اهْتَزَّ فِي الرَّوْعِ عَضْبٌ ذَكَرْ ) 55 ( وَقَدْ أيْقَنَ ابنَاكَ فَلْيَسْلَمَا ** بأنَّ العلى فرصٌ تبتدرْ ) 56 ( فكلٌّ بها مستهامُ الفؤادِ ** قليلُ الرقادِ كثيرُ السهرْ ) 57 ( يَعِفُّ إِذَ مَا خَلاَ مِثْلَمَا ** تعفُّ وَيعفو إذا ما قدرْ ) 58 ( يفوتانِ فيما أفادَ الثنا ** ءَ لمعَ البروقِ وَلمحَ البصرْ ) 59 ( فَهَلْ مِنْ مُجِيدٍ يُدانِيهِمَا ** إِذَ الْمَجْدُ عَنْ سَاعِدَيْهِ حَسَرْ ) 60 ( وَما العيدُ إلاَّ كعافٍ أتا ** كَ أحمدتهُ وردهُ وَالصدرْ ) 6( فَلاَ زِلْتَ تَخْلُفُهُ مَا اسْتَقَ ** لَّ فغابَ وَتذهلهُ ما حضرْ )
____________________
(1/521)
6( لَقَدَ ضَلَّ فِكْرِي وَضَاقَ الْقَرِيضُ ** بوصفِ ندىً فاضَ حتى غمرْ ) 6( وَما خلتُ قبلَ بلوغي إليكَ ** أَنَّ الْغِنى مِنْ دَوَاعِي الْحَصَرْ ) 64 ( وَمَا أَعْرِفُ الْفَقْرَ حَتّى أَقُولَ ** عَلَى أَنَّنِي رَبُّ بَيْتِ الْفِقَرْ ) 65 ( زوتها عطاياكَ عنْ معشرٍ ** بِأَجْيَادِهِمْ لاَتَلِيقُ الدُّرَرْ ) 66 ( وَحليتَ حاليَ بعدَ العطولِ ** وَأَحْلَيْتَ مِنْ عِيشَتِي مَا أَمَرَ ) 67 ( إذا ما مضتْ زمرٌ منْ لهاكَ ** تَلَتْهَا وَأَرْبَتْ عَلَيْهَا زُمَرْ ) 68 ( فجودٌ أنالَ جميعَ المنى ** وَجُودٌ بِبَالِ الْمُنَى مَا خَطَرْ ) 69 ( أخو العدمِ منْ ظلَّ يرجو سواكَ ** وَرَبُّ الْغِنَى مَنْ إِلَيكَ افْتَقَرْ ) 70 ( وَما طالبُ الدرِّ منْ بحرهِ ** كمنْ ظلَّ يطلبهُ منْ نهرْ ) 7( وَمُعْتَاصَنةِ الْمِثْلِ فِي ذَا الزمَا ** نِ معتاضةٍ صحفاً منْ فكرْ )
____________________
(1/522)
7( لها أرجٌ كنسيمِ الرياضِ ** وافى رسيلَ نسيمِ السحرْ ) 7( تَحلَّتْ مَنَاقِبَ لَمْ تَسْتَعِنْ ** عليها سواها وَلمْ تستعرْ ) 74 ( تطاولُ أعمارَ زهرِ النجومِ ** وَيبقى سواها بقاءَ الزهرْ ) 75 ( وَإنَّ الذي يبتغي عدها ** لكالمبتغي عدَّ قطرِ المطرْ ) 76 ( لِذَاكَ الْمُبُالِغُ فِي مَدْحِهَا ** إذا هوَ أكثرَ قيلَ اختصرْ ) 77 ( وَإِنْ أَقْعَدَتْنِيَ عنْكَ الْخُطُوبُ ** فعندي ثناءٌ يديمُ السفرْ ) 78 ( وَحضُّ السقامِ على ذا المقام ** مُشِيرٌ لَعَمْرُكَ لَمْ يُسْتَشَرْ ) 79 ( رَأَى هِجْرَتِي فِي الزَّمَانِ الْبَهِيمِ ** وَوَاصَلَنِي فِي الزَّمَانِ الأغَرْ ) 80 ( وَلوْ أنني أستطيعُ النهوضَ ** حفظتُ الوفا وَأضعتُ الحذرْ ) 8( لقدْ أظهرَ الغدرَ إذْ غبتُ عنكَ ** زماني وَلوْ لمْ أغبْ ما غدرْ )
____________________
(1/523)
8( وَإنْ أمهلتني حتى أراكَ ** حوادثهُ فعليها المكرّْ )
____________________
(1/524)
البحر : كامل تام ( يا ديمتي نوءِ الثُّريَّا دوما ** لتروِّيا بالأبرقينِ رسوما ) ( حُطَّا رِحَالَ الْمُزْنِ فَوْقَ مَعَالِمٍ ** جعلَ الهوى مجهولها معلوما ) ( وَمَعَاهِدٍ عَهْدِي بِها مَأْهُولَةً ** بصريمِ إنسٍ لمْ يكنْ مصروما ) 4 ( وَإِذَا الْغَمامُ عَدَا الْمَنَازِلَ صَوْبُهُ ** فغدا على أجإٍ أجشَّ هزيما ) 5 ( وَسَقى لِسَلْمى دُونَ سَلْمى مَنْزِلاً ** أَضْحى بِوَسْمِيِّ البُكا مَوْسُوما ) 6 ( بَانَ الْفَرِيقُ فَكَمْ حَمِيمٍ مِنْهُمُ ** صارَ الفراقُ لهُ أخاً وحميما ) 7 ( رحلوا كأنَّ البينَ كانَ غمامةً ** حجبتْ بدوراً منهمُ ونجوما ) 8 ( بِقَلاَئِصٍ لَوْلاَ الْمَهَا وَخَدَتْ بِهِ ** مَا كَانَ يَحْسُدُ مُهْمَلٌ مَحْرُوما ) 9 ( يا عاذليَّ أرى الملامَ جميعهُ ** فِي الْحُبِّ لُؤْماً فَاعْذِرا أَوْ لُوما )0 ( وبنفسيَ القمرُ الَّذي في عشقهِ ** ألغيتُ ريّى واطَّرحتُ ظلوما )
____________________
(1/525)
1( رشأٌ تشابهَ طرفهُ ومحبُّهُ ** وَوِدَادُهُ كُلٌّ أَرَاهُ سَقِيما )( يَحْكِي تَعَرُّضُهُ لَنَا وَنِفَارُهُ ** وَالجِيدُ وَالطَّرْفُ الكَحِيلُ الرِّيما )( وَيُشاكِلُ الشَّمْسَ الْمُنِيرَةَ وَجْهُهُ ** نُوراً وَبُعْدَ تَنَاوُلٍ وَأَدِيما )4 ( ويقايسُ المسكُ الذَّكيُّ بعرفهِ ** فيكونُ أطيبَ في الأنوفِ نسيما )5 ( ذُو هِجْرَةٍ أَيَّامُها مَا تَنْقَضِي ** ومواعدٍ إنجازها ما سيما )6 ( مطلٌ كما مطلَ البخيلُ بوعدهِ ** لا مثلما مطلَ الغريمُ غريما )7 ( فَسَأَطْلُبُ الْمَوْجُودَ عَنْ ثِقَةٍ بِمَا ** يُجْدِي عَلَيَّ وَأَتْرُكُ الْمَعْدُوما )8 ( وأقولُ للحدثانِ نصرٌ ناصري ** فَاطْلُبْ لِجَوْرِكَ مَارِناً مَخْطُوما )9 ( إِنِّي أَبَيْتُ وَغَيْرُ بِدْعٍ أَنْ أَبى ** منْ في ذراهُ أنْ يُرى مهضوما )0 ( فِي ظِلِّ أَرْوَعَ لاَ يَمُرُّ بِبُقُعَةٍ ** إِلاَّ وَكانَ تُرَابُهَا مَلْثُوما )
____________________
(1/526)
2( تَتَنَاهَبُ الأَفْوَاهُ مَوْطِىء َ رِجْلِهِ ** قُبَلاً لِمَنْعِ الهَيْبَةِ التَّسْلِيما )( يبثُّ منْ كلماتهِ الفقرَ الَّتي ** ملأتْ قلوبَ الحاسديهِ كلوما )( فاقَ الملوكَ فصاحةً وسماحةً ** وَصَبَاحَةً وَرَجَاحَةً وَعَزِيما )4 ( وبدا الزَّمانُ بهِ أغرَّ محجَّلاً ** ولقد عهدناهُ أغمَّ بهيما )5 ( إنْ همَّ بالأعداءِ كانَ غشمشماً ** وإذا همتْ كفَّاهُ كانَ غشيما )6 ( منْ معشرٍ راعوا الممالكَ وارتعوا ** رَوْضَ الْمَحَامِدِ بَارِضاً وَجَمِيما )7 ( حَتّى إِذَا ذَهَبُوا بِحُرِّ نَبَاتِهِ ** تَرَكُوهُ لِلْمُتْعَقِّبِينَ هَشِيما )8 ( أخفوا هباتهمُ وخفُّوا للنَّدى ** والمستغيثِ ويثقلونَ حلوما )9 ( مِنْ كُلِّ أَرْوَعَ مَا اسْتُقِلَّ عَطَاؤُهُ ** في الممحلاتِ ولاَ استقلَّ ذميما )0 ( عُدِمُوا فَمَا ضَرَّ الشَّجَاعَةَ وَالنَّدى ** وبغاتهُ أنْ يظعنوا وتقيما )
____________________
(1/527)
3( وأتيتَ في أعقابهمْ متأخِّراً ** فَأَتَيْتَ فَضلاً أَوْجَبَ التَّقْدِيما )( مَاثَلْتَهُمْ ثُمَّ انْفَرَدْتَ بِسُؤْدُدٍ ** تُلْفى إِماماً فِيهِ لاَ مَأْمُوما )( لاَ تَبْكِ يَوْماً بِالفُنَيْدِقِ حَسْبُهُ ** عزّاً وجدُّكَ مَنْ أذلَّ الرُّوما )4 ( وَرِثَا مَضَاءَ أَبِي عَلِيٍّ صَالِحٍ ** حاوي المآثرِ حادثاً وقديما )5 ( أوفى البريَّةِ في قراعِ ملمَّةٍ ** حزماً وأوسعهمْ لها حيزوما )6 ( كَمْ فَازَةٍ ضُرِبَتْ لَهُ بِمَفَازَةٍ ** تردي السَّوابقَ والقلاصَ الكوما )7 ( ضُربتْ على محضِ النِّجارِ مظفَّرٍ ** لا يسأمُ التَّقويضُ والتَّخييما )8 ( بِذَوَابِلٍ إِنْ زُرْنَ أَرْضَ مُعَظَّمٍ ** أكثرنَ أرملةً بها ويتيما )9 ( وَمُبَذَّلاَتٍ لِلصَّوَارِمِ وَالقَنَا ** وَمُبَدَّلاَتٍ مِ العَليقِ شَكِيما ) 40 ( طوراً تغيرُ وراءَ عانةَ شزَّباً ** تردي وطوراً تطرقُ الدَّاروما )
____________________
(1/528)
4( فبقيتَ منْ خلفٍ تكفَّلَ للعلى ** أَلاَّ يَبِيتَ بِغَيْرِهَا مَهْمُوما ) 4( وحسامِ هيجاءٍ بهِ انحسمَ الأذى ** وَحَياً يَسُحُّ الْمَكْرُماتِ هَزِيما ) 4( وليسلُ رتبتكَ العليَّةَ راغماً ** منْ كانَ منْ درِّ الثَّناءِ فطيما ) 44 ( فَهِيَ النَّبَاهَةُ لَنْ يَنَالَ عَظِيمَها ** منْ لاَ يذودُ منَ الخطوبِ عظيما ) 45 ( أقسمتُ حلفةَ صادقٍ بمواهبٍ ** غادرنني لذوي الثَّراءِ قسيما ) 46 ( لَوْلاَ ابْنُ مَحْمُودٍ لَعَاوَدَ رَوْضُها ** مرعى الخطوبِ وحوضها مهدوما ) 47 ( بنداكَ أصبحَ حاسدي منْ كانَ لي ** مِنْ قَبْلِ إِفْضَائِي إِلَيْكَ رَحِيما ) 48 ( ولديكَ قامَ بحقِّيَ الزَّمنُ الَّذي ** مَا زِلْتُ أَعْهَدُهُ أَلَدَّ غَشُوما ) 49 ( فلأثنينَّ على سحابٍ غيثهُ ** أغنى الفقيرَ وأنصفَ المظلوما ) 50 ( وَأُعِيذُ مَجْدَكَ مِنْ عَطَايَا جَمَّةٍ ** أَبْغِي لَهَا التَّكْمِيلَ وَالتَّتْمِيما )
____________________
(1/529)
5( أوْ أنْ أُرى في غيرِ مكَّةَ محرماً ** وَمِنَ الثِّيَابِ خَلَعْتَها مَحْرُوما ) 5( وَلوِ انْقَبَضْتُ عَنِ السُّؤَالِ لَحُقَّ لِي ** وَإِذَا انْبَسَطْتُ فَقَدْ سَأَلْتُ كَرِيما ) 5( عَلَّمْتَنَا الطَّلِبَاتِ مِنْ بَعْدِ الغِنى ** وَرُزِقْتَ شَيْخاً يَقْبَلُ التَّعْلِيما ) 54 ( فَ مْنُنْ وَلاَ تَلُمِ العُفَاةَ إِذَا هِيَ شْ ** تطَّتْ فأنتَ أبحتها التَّحكيما ) 55 ( هلْ تخفقُ الآمالُ عندَ مملَّكٍ ** يَهَبُ الأُلُوفَ وَيُقْطِعُ الإِقْلِيما ) 56 ( يَهَبُ الثَّناءَ وَمَالَهُ لِلْمُجْتَدِي ** نهباً فكانَ الغانمَ المغنوما ) 57 ( والوفرُ نافعهُ الَّذي يُحبى كما ** نَفْعَ الْمُثَقَّفِ أَنْ يُرى مَحْطُوما ) 58 ( بأبي المظفَّرِ عادَ ذلِّي عزَّةً ** والخوفُ أمناً والشَّقاءُ نعيما ) 59 ( بمصدِّقِ الأملِ الَّذي أنضيتهُ ** أَرْجُو البَخِيلَ وَأَحْمَدُ الْمَذْمُوما ) 60 ( وأميلُ طوعَ نوائبٍ لمْ يستطعْ ** عَضُّ الثِّقَافِ لِمَيْلِها تَقْوِيما )
____________________
(1/530)
6( أُحْضِرْتُ مَجْلِسَهُ فَجَادَ بِنَائِلٍ ** بارى بهِ التَّقريبَ والتَّكريما ) 6( دَرَّتْ خُلُوفٌ مَا مَرَاهَا حَالِبٌ ** وهمتْ غيوثٌ ما امتطينَ غيوما ) 6( تُهْدِي بِرِيحِ الْمِسْكِ لاَ رِيحِ الصِّبا ** نَشْراً وَتَسْقِي الْحَمْدَ لاَ التَّنُّومَا ) 64 ( ورأيتُ ثغرَ مواهبٍ متبسِّماً ** أبداً وثغرَ مناقبٍ معصوما ) 65 ( لَوْ شَامَ ذِي الشِّيَمَ ابْنُ أَوْسٍ لَمْ يَبِتْ ** جاراً لإسحقَ بنِ إبراهيما ) 66 ( أوْ راءَ أحنفُ وهوَ أحلمُ منْ مضى ** ذا الحِلمَ آيسَ أنْ يُعدَّ حليما ) 67 ( أَوْ عَايَنَتَ ذَا الْجُودِ سُعْدى وابْنُهَا ** أوسٌ لودَّتْ أنْ تكونَ عقيما ) 68 ( أيَّامُ هذا الملكِ أعيادق لنا ** تَسْتَغْرِقُ التَّبْجِيلَ وَالتَّعْظِيما ) 69 ( فلقلَّ ما نشتاقُ عيداً ظاعناً ** مَا دُمْتَ عِيداً لِلأَنَامِ مُقِيما ) 70 ( إِنَّ الْقَوَافِيَ لاَ عَدَتْكَ مَوَادِحاً ** أمنتْ بكَ الإخفاقَ والتَّأثيما )
____________________
(1/531)
7( فَمَنَعْتَهَا مَنْ كَانَ مَشْرَبُها بِهِ ** كَدِراً وَمَرْتَعُهَا لَدَيهِ وَخِيما ) 7( لِلّهِ قَوْلٌ فِيكَ لَمْ أَكْسِبْ بِهِ ** إثماً وظنٌّ لمْ يكنْ ترجيما ) 7( فلقدْ أنلتَ وما مطلتَ بنائلٍ ** وَأَرى مِطَالَكَ بِالْمَحَامِدِ لُوما )
____________________
(1/532)
البحر : طويل ( كَفى الدِّينَ عِزّاً مَا قَضَاهُ لَكَ الدَّهْرُ ** فمنْ كانَ ذا نذرٍ فقدْ وجبَ النذرُ ) ( لَقَدْ ظَلَّلتْ هذِي الْبِلادَ سَحابَةٌ ** بوارقها بشرٌ وَإيماضها تبرُ ) ( إذا ما غمامٌ خصَّ أرضاً بغيثهِ ** همى هاطلاً في كلَّ قطرٍ لها قطرُ ) 4 ( ثَمانِيَةٌ لَمْ تَفْتَرِقْ مُذْ جَمَعْتَها ** فَلاَ افْتَرَقَتْ ما ذَبَّ عَنْ ناظِرٍ شُفْرُ ) 5 ( يقينكَ وَالتقوى وجودكَ وَالغنى ** وَلَفْظُكَ وَالْمَعْنى وَعَزْمُكَ وَالنَّصْرُ ) 6 ( بكَ انجابتِ اللأوآءُ وَامتدتِ المنى ** وَضُوعِفَتِ الآلاءُ وَافتَخَرَ الْعَصْرُ ) 7 ( وَرَدَّ إِلَيْكَ الأَمْرَ لُطْفاً وَرَحْمَةً ** بذا الخلقِ طراً منْ لهُ الخلقُ وَالأمرُ ) 8 ( فَآمَنْتَهُمْ غَضَّ الْجُفُونِ عَلَى قَذىً ** فَأَقْصى مُناهُمْ أَنْ يَطُولَ لَكَ الْعُمْرُ ) 9 ( فللهِ ملكٌ زينَ الدستَ ملكهُ ** وَجادَ الْحَيا مَلْكاً تَضَمَّنَهُ الْقَبْرُ )0 ( وكنا نظنُّ الأرضَ تظلمُ بعدهُ ** فقمتَ مقامَ الشمسِ إذْ غيبَ البدرُ )
____________________
(1/533)
1( لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أَعْظَمُ أُسْوَةٍ ** فَلاَ تَظْهَرِ الشَّكْوى وَلاَيَتْعَبِ الْفِكْرُ )( فَقِيدُكَ مَنْ لاَيَمْلِكُ الْهَمُّ رَدَّهُ ** وَخصمكَ منْ لا يقتضى عندهُ وترُ )( مضى حيثُ لا تغني الصوارمُ وَالقنا ** وَلاَ النَّسَبُ الزَّاكي وَلاَ النَّائِلُ الْغَمْرُ )4 ( وَلَوْ كَانَتِ الأَقْدَارُ تُثْنى بِقُوَّةٍ ** حماهُ الإباءُ المحضُ وَالجحفلُ المجرُ )5 ( وَسارتْ على مثلِ النعامِ ضراغمٌ ** عَلَيْها مِنَ الْماذِيِّ أَوْشِحَةٌ خُضْرُ )6 ( إذا أظهروا سرَّ الجفونِ فلاَ دجىً ** وَإِنْ لَفَّهُمْ نَقْعُ الْمَذَاكِي فَلاَ فَجْرُ )7 ( وَلكنها تمضي على غلوانها ** سَوَادٌ عَلَيْها مُسْتَعِدٌّ وَمُغْتَرُّ )8 ( صَبَرْنا عَلَى حُكْمِ الزَّمانِ الَّذي سَطا ** على أنهُ لولاكَ لمْ يمكنِ الصبرُ )9 ( غزانا ببؤسى لا يماثلها الأسى ** تقارنُ نعمى لا يقومُ بها شكرُ )0 ( وَأَوْجَبَتِ الأُولى الْمَلاَمَ فَلَمْ نَلُمْ ** وَأنى لهُ لومٌ وَأنتَ لهُ عذرُ )
____________________
(1/534)
2( وَكادَ شعارُ الخوفِ ينبثُّ في الورى ** فنادى شعارُ الأمنِ يا نصرُ يا نصرُ )( فَمَرَّتْ بِكَ الشَّقْراءُ تَسْمُو تَحَلُّقاً ** كَما حَلَّقَتْ فَتْخاءُ يَجْذِبُها وَكْرُ )( عَلَيْها هُمامٌ يَمْلأُ الأْرْضَ هَيْبَةً ** عَلَى الْجَيْشِ كَرَّارٌ إِذَا حِزْبُهُ فَرُّوا )4 ( بِحَيْثُ حَمى تِلْكَ الْوُجُوهَ بِسَيْفِهِ ** وَقَدْ كُشِفَتْ عَنْها البَرَاقِعُ وَالْخُمْرُ )5 ( حَبِيبٌ إِلَيْهِ الْعَدْلُ وَاللِّينُ وَالنّدى ** بَغِيضٌ إِلَيْهِ الْجَوْرُ وَالبُخْلُ وَالْكِبْرُ )6 ( أرى المجدَ عقداً أنتَ واسطةٌ لهُ ** وَعَن جانِبَيْهِ صالِحٌ وَفَنا خُسْرُو )7 ( فَجَدٌّ لَهُ دَانَتْ نِزَارٌ وَيعْرُبٌ ** وجدٌّ رعايا ملكهِ البدوُ وَالحضرُ )8 ( وأَنْتَ الَّذِي يُرْوى بِسَحِّ بَنانِهِ ** فَكَيْفَ إِذَا فاضَتْ أَنامِلُهُ الْعَشْرُ )9 ( وَما الْمَرْءُ إِلاَّ مَنْ يُخافُ وَيُرْتَجى ** لديهِ العطاءُ الحلوُ وَالأنفُ المرُّ )0 ( سَعِدْنا بِمَوْلىً يَوجَدُ الْخَيْرُ عِنْدَهُ ** وَيعدمُ إلاَّ في مواضعهِ الشرُّ )
____________________
(1/535)
3( عواديهِ مدٌّ يحدثُ العفوُ جزرهُ ** وَجَدْوَاهُ مَدٌّ لاَيُعَقِّبُهُ جَزْرُ )( وَلَمَّا أَرَادَ اللّهُ إِظْهارَ حَقِّهِ ** وَجاهرَ فيهِ الناسُ إذْ أمكنَ الجهرُ )( بدا لاَ كما يبدو النباتُ منَ الثرى ** وَلكنْ كما يبدو منَ الصدفِ الدرُّ )4 ( فداؤكَ منْ هذي الصفاتُ وَذكرها ** عَلَى ظَهْرِهِ وِقْرٌ وَفِي سَمْعِهِ وَقْرُ )5 ( أَعانَتْ عَلَى إِدْرَاكِ ما تَسْتَحِقُّهُ ** طريقتكَ المثلى وَهمتكَ البكرُ )6 ( وَلَمْ تَكُ فِيهِ كَ بْنِ هِنْدٍ فَإِنَّهُ ** بَغى فَبَغى ما لمْ يُخَلِّفْ لَهُ صَخْرُ )7 ( وَما ضَرَّ مَنْ فاقَ الْمُلُوكَ بِرَأْيِهِ ** وَإِقْدَامِهِ أَلاَّ يَكُونَ لَهُ عَمْرُو )8 ( وَخالكَ منْ شادتْ دعائمَ بيتهِ ** سجيتهُ الحسنى وَنائلهُ الغمرُ )9 ( فيا طيبَ ما حيتْ به مصرَ بابلٌ ** وَيا حسنَ ما أهدتْ إلى حلبٍ مصرُ ) 40 ( فجاءَ كما يهدى إلى الروضِ صيبُ ال ** حيا لاَ كما يهدى إلى هجرَ التمرُ )
____________________
(1/536)
4( فَأَهْلاً بِمَنْ تَقْضِي فَضائِلُهُ لَهُ ** بِأَضْعافِ ما تَقْضِي الْقَرَابَةُ وَالصِّهْرُ ) 4( وَلمْ يتركْ تلكَ البلادَ لأنها ** بغتْ بدلاً منهُ وَلاَ أنْ نبا دهرُ ) 4( وَلكنهُ كالسيفِ فارقَ غمدهُ ** ليشهدَ حداهُ بما خبرَ الأثرُ ) 44 ( وَإخوتكَ الراقونَ يبغونَ ذروةً ** تقيلها منْ قبلُ آباؤكَ الغرُّ ) 45 ( مَلَكْتَ فَما كَانُوا كَإِخْوَةِ يُوسُفٍ ** توددهمْ مكرٌ وَمحصولهُ خترُ ) 46 ( وَلكِنْ أَباحُوكَ الْمَوَدَّاتِ أُخْلِصَتْ ** فَما فَوْقَها وُدٌّ وَلاَ تَحْتَها غِمْرُ ) 47 ( وَقبلكَ ما راءَ الأنامُ وَلنْ يروا ** مدى الدهرِ شمساً حولها أنجمٌ زهرُ ) 48 ( فجاوزْ بهمْ حدَّ الأخوةِ بالغاً ** إِلى غايَةٍ فِيها لَكَ الْحَمْدُ وَالأَجْرُ ) 49 ( وَأَمَّا الْعِدى خابُوا فَإِنَّ غَناءَهُمْ ** غناءُ دخانِ النارِ غادرهُ الجمرُ ) 50 ( وَحوشيتَ منْ قرب اللئامِ فإنهمْ ** إِذَا اسْتُنْصِحُوا غَرُّوا أَوِ أسْتُصْحِبُوا عَرُّوا )
____________________
(1/537)
5( فمزقهمُ قتلاً وَنفياً فإنهُ ** نَهى الدِّينُ أِنْ يَسْتَصْحِبَ الْفاجِرَ الْبَرُّ ) 5( وَفَائِضِ إِنْعَامٍ بِهِ يُطْرَدُ الفَقْرُ ** وَيبعدها منْ ليسَ يغلبهُ القرُّ ) 5( ** فيبعدُ عنْ أعطانها منْ بهِ عرُّ ) 54 ( وَأَنْشَرْتَ أَمْوَاتَ الأَمَانِي مُكَذِّباً ** مَقالَ أُناسٍ لَيْسَ بَعْدَ التَّوى نَشْرُ ) 55 ( فَدَامَتْ وَعَزَّتْ دَوْلَةٌ نَبَوِيَّةٌ ** دعتكَ بما فيهِ لها لعزُّ وَالفخرُ ) 56 ( فَإِنْ فاخَرَتْ يَوْماً فَأَنْتَ جَلاَلُها ** وَصَمْصَامُها فِي كُلِّ نائِبَةٍ تَعْرُو ) 57 ( وَإنْ عدمتْ منْ كانَ أظهرَ حقها ** بمحضِ ولاءٍ لاَ يمازجهُ غدرُ ) 58 ( وألوتْ بمحمودِ بنِ نصرٍ ملمةٌ ** عوائدها الإقدامُ وَالقسرُ وَالقهرُ ) 59 ( فنصرُ بنُ محمودِ بنِ صالحٍ ** لَها عِوَضٌ نِعْمَ البَقِيَّةُ وَالذُّخْرُ ) 60 ( وَأَنْتُمْ بِحَارُ الجُودِ وَالبَأْسِ وَالحِجَى ** إذا غاضَ بحرٌ فاضَ يخلفهُ بحرُ )
____________________
(1/538)
6( فكمْ منْ بلادٍ أنكحتكمْ رماحكمْ ** وَليسَ سوى طعنِ النحورِ لها مهرُ ) 6( ثغورُ العدى إنْ رمتموهنَّ كالفلاَ ** وَكلُّ فلاةٍ رمتمُ منعها ثغرُ ) 6( أَحَادِيثُ مَجْدٍ يُعْجِزُ الدَّهْرَ طَيُّهَا ** وَأخلدها ما كانَ يحفظهُ الشعرُ ) 64 ( تَبَاعَدَتُ عَنْكُمْ حُرْفَةً لاَ زَهَادةً ** وَسرتُ إليكمْ جينَ مسنيَ الضرُّ ) 65 ( فَلاَقَيْتُ بابَ الأَمْنِ ما عَنْهُ حاجِزٌ ** يَصُدُّ وَبَابَ العُرْفِ ما دُونَهُ سِتْرُ ) 66 ( وَطالَ مقامي في إسارِ جميلكمْ ** فَدَامَتْ مَعالِيْكُمْ وَدَامَ لِيَ الأَسْرُ ) 67 ( وَأَنْجَزَ لِي رَبُّ السَّموَاتِ وَعْدَهُ الْ ** كريمَ بأنَّ العسرَ منْ بعدهِ يسرُ ) 68 ( وَجادَ ابْنُ نَصْرٍ لِي بِأَلْفٍ تَصَرَّمَتْ ** وَإِنِّي عَلْيمٌ أَنْ سَيُخْلِفُها نَصْرُ ) 69 ( لقدْ كنتَ مأموراً ترجى لمثلها ** فكيفَ وطوعا أمركَ النفعُ وَالضرُّ ) 70 ( وَمَابِي إِلَى الإِشْطاطِ فِي السَّوْمِ حاجَةٌ ** وَقدْ عرفَ المبتاعُ وَانفصلَ السعرُ )
____________________
(1/539)
7( وَإِنِّي بِآمالِي لَدَيكَ مُخَيِّمٌ ** وَكمْ في الورى ثاوٍ وَآمالهُ سفرُ ) 7( وَعِنْدَكَ لاَ أَبْغِي بِقَوْلِي تَصَنُّعاً ** بأيسرِ ما توليهِ يستبعدُ الحرُّ ) 7( تَقَبَّلْ مِنَ المُثْنِي عَلَيْكَ اعْتِذَارَهُ ** فقدْ ضاقَ عنْ أوصافكَ النظمُ وَالنثرُ ) 74 ( وَهنيتَ جداً لا يفترُ صاعداً ** وَمليتَ أياماً عنِ اسمكَ تفترُّ )
____________________
(1/540)
البحر : كامل تام ( دُمْ بالصِّيامِ مهنَّأً ما داما ** تُفْنِي الشُّهُورَ وَتُنْفِدُ الأَعْواما ) ( فِي عِزِّ مَمْلَكَةٍ تَذِلُّ لَكَ العِدى ** وَسَعَادَةٍ تَسْتَخْدِمُ الأَيَّاما ) ( أَخَذَ الفَضَائِلَ آخِرٌ عَنْ أَوَّلٍ ** وحباكها ربُّ الورى إلهاما ) 4 ( فَافْخَرْ فَما لَكَ مَذْهَبٌ عَنْ مَذْهَبٍ ** تُرْضِي الْخَلِيفَةَ فِيهِ وَالإِسْلاَما ) 5 ( ولتعلُ دولتهُ بأنَّكَ مجدها ** وليعتصمْ بأنِ انتضاكَ حساما ) 6 ( وَمَتى تُبَارى أَوْ تُجَارى بَعْدَ أَنْ ** فُتَّ الرِّجَالَ سَكِينَةً وَعُرَاما ) 7 ( ومحاسناً تبقى بشاشتها إذا ** عادتْ أحاديثُ الكرامِ حطاما ) 8 ( كالدُّرِّ لمَّا فارقَ الأصدافَ لاَ ** كَالنُّورِ لَمَّا فَارَقَ الأَكْمَاما ) 9 ( ومناقباً لوْ لمْ يوعَّرْ نهجها ** لاَقَيْتَ لِلسَّاعِينَ فِيهِ زِحَاما )0 ( أَغْلَيْتَ يَا شَرَفَ الْمُلُوكِ مُهُورَها ** فِي بَثِّكَ الإِنْعامَ وَالإِرْغَاما )
____________________
(1/541)
1( فعلتَ فما يسمو إليها مرتقٍ ** وَغَلَتْ فَلَسْتَ تَرى لَهَا مُسْتَاما )( يا رُبَّ نارٍ أجِّجتْ فأحلتها ** برداً على مَنْ حُطتهُ وسلاما )( وضراغمٍ زأرتْ فمنذُ أزرتها ** صمَّ القنا عادَ الزَّئيرُ بُغاما )4 ( كالدَّوقسِ المغرورِ ظنَّ بجهلهِ ** أنَّ الوهادَ تطاولُ الآكاما )5 ( ورجا فأقدمَ كيْ يُعزُّ بلادهُ ** ورآكَ عنْ بعدٍ فخابَ وخاما )6 ( لَمَّا تَيَقَّنَ مَنْ أَشَدُّ شَكِيمَةٍ ** عندَ النِّزالِ ومنْ ألدُّ خصاما )7 ( فاعتاضَ منْ خيلائهِ بتخيُّلٍ ** وَرَأَى الرَّدى خَلْفاً لَهُ وَأَمَاما )8 ( فلذا استجاركَ كيْ يفوزَ بنفسهِ ** فَأَطَعْتَ فِيها الْوَاحِدَ الْعَلاَّما )9 ( كَانَتْ مُحَلَّلَةً فَحِينَ حَمَيْتَهَا ** صارتْ على البيضِ الرِّقاقِ حراما )0 ( لاَقى البَوَارَ فَعَاذَ بِالعَفْوِ الَّذِي ** يمحو الذُّنوبَ ويغفرُ الإجراما )
____________________
(1/542)
2( ومضى مضيَّ الطَّيرِ يطلبُ وكرهُ ** يَلْحى القِتالَ وَيَحْمَدُ الإِحْجاما )( مُتَحَقِّقاً أَنْ لَوْ دَعَوْتَ مَلِيكَهُ ** لأَتَاكَ إِسْلاَماً أَوْ اسْتِسلاما )( هِيَ فَعْلَةٌ مَا أَنْتَ مَأْمُومٌ بِها ** لَوْ لَمْ يَكُنْ مَلِكُ الْمُلُوكِ إِمَاما )4 ( وَبِحُكمِهِ فِيهِمْ حَكَمْتَ مُبَيِّناً ** عَزْماً يَحُوزُ الْقَهْرَ وَالإِنْعَاما )5 ( أغنى سيوفكَ عنْ فراقِ غمودها ** وَجِيَادَكَ الإِسرَاجَ وَالإِلْجَاما )6 ( وَلَقَدْ لَقِيتَ جَمَائِعاً فَشَلَلْتَها ** فَرداً كَمَا شَلَّ الْخَمِيسُ نَعَاما )7 ( وطعنتَ فيهمْ حاسراً لا تتَّقي ** وخزَ الرِّماحِ ولا تهابُ سهاما )8 ( ونحاكَ سهمٌ عارضتهُ مديةٌ ** لُطْفاً بِنَا فَثَنَتْهُ عَمَّا رَاما )9 ( لوْ أنَّ بسطاماً رآكَ وعامراً ** وَاللَّذْ فَعَلْتَ لأَوْسَعَاكَ مَلاما )0 ( هلْ تبتغي بدلاً بمهجتكَ الَّتي ** وجدانها قدْ شرَّدَ الإعداما )
____________________
(1/543)
3( أمْ خلتَ أنَّ المجدَ ليسَ ينالهُ ** منْ لا يكونُ على الرَّدى هجَّاما )( لوْ أصحروا لمْ تحوِ أنطاكيَّةٌ ** إِلاَّ أَرَامِلَ تَكْفُلُ الأَيْتَاما )( دونَ الَّذي أملوا حسامٌ صارمٌ ** وَوَحِيُّ عَزْمٍ يَسْبِقُ الأَوْهاما )4 ( ماضٍ يزيلُ الهمَّ إنْ خطبٌ عرا ** وَوَرَاءَهُ ضَرْبٌ يُطِيرُ الْهَاما )5 ( وَأُسُودُ هَيْجَاءٍ إِذَا قَصَدَتْ وَغىً ** حَمَلَتْ عَلَى أَكْتَافِهَا الآجَاما )6 ( مَا ضَرَّهُمْ لَمَّا تَنَاسَبَ فِعْلُهُمْ ** فِي الرَّوْعِ أَنْ يَتَبَاعَدُوا أَرْحَاما )7 ( إنْ طالما آثرهمْ فلطالما ** خاضوا الرَّدى وتحمَّلوا الآلاما )8 ( تُصْلِيهِمُ نَارَ الْحُرُوبِ مُغَرِّراً ** بِهِمُ وَإِنْ كَانُوا عَلَيْكَ كِرَاما )9 ( لاَ يَسْلُبُونَ سِوى النُّفُوسِ كَفَتْهُمُ ** نعمٌ جنوها منْ يدكَ جساما ) 40 ( تَهْذِيبُ نَصرٍ إِنَّهُ الْمَلِكُ الَّذِي ** يُسْنِي اللُّهى ويُعَلِّمُ الإِقْدَاما )
____________________
(1/544)
4( وَيَكُونُ لِلرَّاجِي حَيَاةً حُلْوَةً ** ولمنْ طغى فبغى عليهِ حِمَاما ) 4( مَنْ لا يرى أنَّ الجميلَ فضيلةٌ ** مَعْدُودَةٌ حَتّى يَكُونَ لِزَاما ) 4( فِي الجُودِ وَالإِقْدَامِ لاَ يَصْغُو إِلى ** حزمٍ ولاَ يُصغي إلى منْ لاما ) 44 ( هيَ صبوةٌ كثرَ العتابُ لأجلها ** أوفى الهوى ما كثَّرَ اللُّوَّاما ) 45 ( يَا نَصْرُ إِنَّ النَّصْرَ خَلْفَكَ ظَاعِنٌ ** أنّى ظعنتَ وإنْ أقمتَ أقاما ) 46 ( أقدمتَ حتّى لمْ تجدْ متقدَّماً ** وهممتَ حتّى ما تركتَ هُماما ) 47 ( وحسمتَ داءً لا يُصابُ دواؤهُ ** لَوْ غَيْرُكَ الآسِي لَكَانَ عُقَاما ) 48 ( وقدمتَ منصوراً فزالتْ غمَّةٌ ** وَحَلَلْتَ مِنْ بَعْضِ القُنُوطِ غَمَاما ) 49 ( وَحَياً أَزَالَ الْمَحْلَ يَتْلُو عَارِضاً ** فاقَ الغيوثَ تبجُّساً ودواما ) 50 ( هامٍ يشفُّ البشرُ عنْ أمواههِ ** والغيمُ يُحمدُ أنْ يكونَ رُكاما )
____________________
(1/545)
5( وإِذَا السَّحَابُ الْجَوْنُ أَظْلَمَ أُفُقُه ** أَلْفَيْتَهُ مُتَهَلِّلاً بَسَّاما ) 5( وَيَبِينُ لِلرُّوَّادِ أَبْيَضَ سَاطِعاً ** لولاَ تدفُّقهُ لظُنَّ جهاما ) 5( كَمْ قَدْ أَخَفْتَ وَما صَبَحْتَ بِغَارَةٍ ** أهلَ لْعِنَادِ وَمَا ذَعَرْتَ سَوَاما ) 54 ( قَامَتْ مَقَامَ لْبْطسِ فِيهِمْ هَيْبَةٌ ** تَنْفي لّظلاَمَ وَتَكْشِفُ الإِظْلاَمَا ) 55 ( سَنَّتْ بِسُنَّتِكَ الْوُلاَةُ فَمَا أَتَتْ ** حَيْفاً وَأَعْدى عَدْلُكَ الْحُكَّاما ) 56 ( فجميعُ أهلِ الأرضِ مذْ سمعوا بهِ ** تَرَكُوا البِلاَدَ وَيَمَّمُوا ذَا الشَّاما ) 57 ( إنَّ الرَّعايا مذْ ملكتَ تقيَّلوا ** مِنْ ظِلِّ عِزِّكَ يَذْبُلاً وَشَماما ) 58 ( أَمْناً أَنَامَ السَّاهِرِينَ وَقَبْلَهُ ** خَوْفٌ لَعَمْرُكَ أَسْهَرَ النُّوَّاما ) 59 ( معَ أنعمٍ لوْ لمْ تكنْ موصولةً ** لَتَوَهَّمُوا يَقَظَاتِهِمْ أَحْلاما ) 60 ( تَفْدِيكَ مِنْ غَيْرِ النَّوَائِبِ أَنْفُسٌ ** أنتَ الَّذي أوطنتها الأجساما )
____________________
(1/546)
6( وَمُمَوَّلٌ عَبَدَ الثَّرَاءَ فَعَدَّهُ ** الرَّاجونَ فيمنْ يعبدُ الأصناما ) 6( أوَ ما درى أنَّ الثَّراءَ يزيدهُ ** هُوناً إِذَا مَا زَادَهُ إِكْرَاما ) 6( أَدْنَيْتَ لِي الحَظَّ الَّذِي عَهْدِي بِهِ ** وَإِذَا دَنا يَوْماً تَأَخَّرَ عَاما ) 64 ( وَبَلَغْتَ بِي أَقْصى الغِنى هِمّاً وَقَدْ ** قَصَّرْتُ عَنْهُ يَافِعاً وَغُلاما ) 65 ( وَوَجَدْتُ دُرَّ الْمَأْثُرَاتِ مُبَدَّداً ** حَتّى جَعَلَتْ لَهُ القَرِيضَ نِظاما ) 66 ( أبلِ اللَّياليَ واستجدَّ ولاَ تبلْ ** قعدَ المنافسُ راضياً أمْ قاما ) 67 ( مَا فِي البَسِيطَةِ مَنْ يُسَاجِلُكَ الْعُلى ** شطَّ المدى مرمىً وعزَّ مراما ) 68 ( خالفتَ أملاكاً إذا ما فاخروا ** عدُّوا مآثرَ قدْ عفتْ وعظاما ) 69 ( وكفاكَ سؤددكَ الَّذي لا يُدَّعى ** أنْ تذكرَ الأخوالَ والأعماما ) 70 ( معَ أنَّهمْ قدْ سطَّروا في المجدِ ما ** أَفْنى الطُّرُوسَ وَأَتْعَبَ الأَقْلاما )
____________________
(1/547)
7( فهمُ كتابٌ للفضائلِ جامعٌ ** وَأَرَاكَ مِنْ مِسْكٍ عَلَيْهِ خِتاما )
____________________
(1/548)
البحر : بسيط تام ( أَمَّا وَظِلُّكَ مِمّا خِفْتُهُ وَزَرُ ** يُجِنُّنِي فَلْتُدِمْ غارَاتِها الغِيَرُ ) ( إذا ظفرتُ بأنْ يرتاحَ جودكَ لي ** فما لنائبةٍ نابٌ وَلاَ ظفرُ ) ( إِنِّي وَإِنْ لَمْ تَدَعْ لِي فِي غِنىً أَرَباً ** إلى عواطفَ تدني منكَ مفتقرُ ) 4 ( نامتْ عيونُ الورى عنْ كلَّ مكرمةٍ ** تَرْنُو إِلَيْها بِعَينٍ دَأْبُها السَّهَرُ ) 5 ( سَلَوْا عَنِ العِزِّ حُبَّاً لِلحَياةِ فَلَمْ ** يَجْنُوهُ أَقْعَسَ فِي حَيْثُ القَنا شَجِرُ ) 6 ( وَهونَ الحمدَ عزُّ عندهمُ ** فَعَزَّ عِنْدَكَ حَتّى هانَتِ البِدَرُ ) 7 ( فما أخذتَ منَ الأحمادِ ما تركوا ** حَتّى وَصَلْتَ مِنَ الإِنْعَامِ ما هَجَرُوا ) 8 ( خافُوا وَمِنْ دُونِ إِدْرَاكِ العُلى خَطَرٌ ** يذودُ عنْ نيلهِ منْ مالهُ خطرُ ) 9 ( إِنَّ العَوَاصِمَ مُذْ جادَتْ يَدَاكَ بِها ** فِي كُلِّ يَوْمٍ إِلَيْها لِلْمُنى سَفَرُ )0 ( محلةُ الأمنِ لاَ خوفٌ يمازجها ** وَموطنُ العيشِ ما في صفوهِ كدرُ )
____________________
(1/549)
1( أمنتها بعدَ أنْ مرتْ لها حقبٌ ** وَمركبا أهلها التغريرُ وَالخطرُ )( وَجُدْتَ مُجْدِبَها حَتّى لَقَدْ طَلَعَتْ ** بَعْدَ الأُفُولِ الثُّرَيَّا وَالثَّرَى خِضَرُ )( وَفاحَ عرفكَ فيها فاكتستْ ارجاً ** نسيمها أبداً منْ نشرهِ عطرُ )4 ( فليسَ يدرى أشابَ المسكُ تربتها ** أمْ باتَ يوقدُ في أرجائها القطرُ )5 ( للمجدِ كلُّ سبيلٍ أنتَ سالكهُ ** وَللمحامدِ ما تأتي وَما تذرُ )6 ( وَفي زمانكَ خلى َّ الدهرُ عادتهُ ** وَعَادَ مِنْ فِعْلِهِ المَذْمُومِ يَعْتَذِرُ )7 ( وَما تقدمتَ أهلَ الأرضِ قاطبةً ** حَتّى نَهَضْتَ بِمَا أَعْيَا بِهِ البَشَرُ )8 ( وَالبيضُ لوْ لمْ تميزها مضاربها ** بِالقَطْعِ مَا قَصَّرَتْ عَنْ قَدْرِهَا الزُّبَرُ )9 ( أَبُوكَ أَنْسى بَنِي قَحْطَانَ حَاتِمهُمْ ** جوداً وَجدكَ منْ عزتْ بهِ مضرُ )0 ( ما لُمْتُ قَوْمَيْهمَا إِلاَّ لأَنَّهُمُ ** إذْ حانَ يومهما قلوا وًإنْ كثروا )
____________________
(1/550)
2( لمْ يحفظوا الحقَّ منْ ماضٍ وَمقتبلٍ ** حتى كأنهمُ غابوا وَإنْ حضروا )( قومٌ رقوا هضباتِ البغيِ منْ حسدٍ ** وَمَصْعَدُ البَغْيِ لَوْ يَدْرُونَ مُنْحَدَرُ )( لوْ أنصفوا تبعوا غيثاً بصيبهِ ** غنوا وَلمْ يخذلوا ملكاً بهِ نصروا )4 ( وَكَانَ لَمَّا التَقى الجَمْعَانِ بَيْنَهُمَا ** ضَرْبٌ بِهِ حَلَقُ الماذِيِّ يَنْتَثِرُ )5 ( كَيَوْمِهِمْ بِعَزَازٍ إِذْ مَضَوا قُدُماً ** وَلَنْ أَخِفَّ إِلى جَدْوى وَإِنْ كَثُرَتْ )6 ( ذاكَ المقامُ لنصرٍ آيةٌ ظهرتْ ** لمْ يؤتها قبلهُ بدوٌ وَلاَ حضرُ )7 ( وَقدْ تضاعفَ عزٌّ أنتَ وارثهُ ** كَمَا تَضَاعَفَ نَبْتٌ جَادَهُ المَطَرُ )8 ( وَقارَعَتْ عَنْ ثُغُورِ المُسْلِمِينَ قَناً ** سمرٌ مواردها اللباتُ وَالثغرُ )9 ( أَطَعْتَ شارِعَ دِينٍ أَنْتَ ناصِرُهُ ** فَصَارَ يَجْرِي بِما أَحْبَبْتَهُ القَدَرُ )0 ( وَصَانَعَتْكَ مُلُوكُ الرُّومِ حاذِرَةً ** خطباً إذا ما عرا لمْ ينفعِ الحذرُ )
____________________
(1/551)
3( وَ عزمةً لكَ لا تنبو مضاربها ** عنِ العدا حينَ ينبو الصارمُ الذكرُ )( ألوتْ بنجوةِ منْ في طرفهِ خزرٌ ** وَقَوَّمَتْ زَيْغَ مَنْ فِي خَدِّهِ صَعَرُ )( مِنْ أَجْلِهَا سَلَّمُوا مَا أُودِعُوا فَرَقاً ** وَلَوْ تَشَاءُ أَبَاحُوكَ الَّذي ادَّخَرُوا )4 ( وَهلْ يحيدونَ عنْ شيءٍ أمرتَ بهِ ** وَبَعْضُ أَنْصَارِكَ التَّأْيِيدُ وَالظَّفَرُ )5 ( فَلْيَلْزَمُوا اللّقَمَ الوَضَّاحَ إِنْ طَلَبُوا ** أَمْناً فَحَزْمُكَ لاَ يُمْشى لَهُ الخَمَرُ )6 ( تنأى المخاوفُ عنْ أكنافِ مملكةٍ ** بِنَاصِرِ الدِّينِ تَسْتَعْدِي وَتَنْتَصِرُ )7 ( وَيسكنُ الخصبُ في أرضٍ يحلُّ بها ** تاجُ الملوكِ وَإنْ لمْ يسقها المطرُ )9 ( ثبتُ الجنانِ بحيثُ الصبرُ يلجئهُ ** إلى مواردَ يحلو عندها الصبرُ ) 40 ( إنْ همَّ بالحربِ صدتهُ عزائمهُ ** عما دعاهُ إليهِ الظلمُ وَالأشرُ ) 4( وَإنْ دعاهُ الندى مواهبهُ ** وَلَمْ يَحُلْ دُونَهَا مَطْلٌ وَلاَ عُذُرُ )
____________________
(1/552)
4( مِنْ مَعْشَرٍ طَالَمَا شَبُّوا بِكُلِّ وَغَىً ** ناراً رؤوسَ أعاديهمْ لها شررُ ) 4( وَصَابَرُوا الحَرْبَ تَكْذِيباً لِقَائِلِهِمْ ** ' وَقيسُ عيلانَ منْ عاداتها الضجرُ ' ) 44 ( منْ كلَّ منْ تنتضي منهُ حفيظتهُ ** سَيْفاً لَهُ الأَثَرُ المَحْمُودُ وَالأُثُرُ ) 45 ( مُعَظَّمُونَ يُطِيعُ النَّاسُ أَمْرَهُمْ ** وَلاَ يطيعونَ للأملاكِ إنْ أمروا ) 46 ( وَلاَ يُخُوَّفُ مَنْ رَاعَوْا وَمَنْ مَنَعُوا ** وَلاَ يعنفُ منْ راعوا وَمنْ قهروا ) 47 ( همْ قارنوا الحسنَ بالإحسانِ عنْ كرمٍ ** حَتَّى تَشَابَهَتِ الأَفْعالُ وَالصُّوَرُ ) 48 ( وَأنتَ أمنعهمْ جاراً وَأبعدهمْ ** مدىً وَأطيبهمْ ذكراً إذا ذكروا ) 49 ( قدْ شاعَ ذكركَ في الدنيا برغمِ عدىً ** يَطْوُونَهُ مَا اسْتَطَاعُوا وَهْوَ يَنْتَشِرُ ) 50 ( فَهَلْ رِيَاحُ سُلَيْمَانٍ تَجُوبُ بِهِ ال ** بِلاَدَ أَمْ بَاتَ يَسْرِي بِ سْمِكَ الخَضِرُ ) 5( أيامكَ الغرُّ زادتْ بهجةً فبها ** هذا الزمانُ على َ الأزمانِ يفتخرُ )
____________________
(1/553)
5( أمنٌ وَعدلٌ وَعفوٌ فالعدى حرضٌ ** وَالظلمُ مرتدعٌ وَالذنبُ مغتفرُ ) 5( وَقَدْ أَضاءَتْ سَماءُ المَجْدِ إِذْ طَلَعَتْ ** منْ مكرماتكَ فيها أنجمٌ زهرُ ) 54 ( لاَ يَبْلُغُ الغَيْثُ غِبَّ المَحْلِ غايَتَهَا ** وَلاَ ينالُ مداها وَهوَ منهمرُ ) 55 ( تُزْجِي سَحائِبَ جُودٍ جَودُها مِنَنٌ ** تسقي رياضَ ثناءٍ تربها الفكرُ ) 56 ( مَحَوْتَ ذِكْرَ الكِرَامِ الأَوَّلِينَ بِها ** وَالسَّيْلُ ما غَرِقَتْ فِي فَيْضِهِ الغُدُرُ ) 57 ( تَفْدِيكَ أَرْوَاحُ أَقْوَامٍ مَتى بَخِلُوا ** أنْ يفتدوكَ بها لؤماً فقدْ كفروا ) 58 ( جَلَتْ سُيُوفُكَ عَنْهُمْ كُلَّ دَاجِيَةٍ ** لَمْ يَجْلُها عَنْهُمُ شَمْسٌ وَلاَ قَمَرُ ) 59 ( ببرئكَ اجابتِ اللأواءُ عنْ أمم ** لَوْلاَ حَياتُكَ لَمْ يَحْسُنْ لَها النَّظَرُ ) 60 ( وَهلْ شفاؤئكِ إلاَّ رحمةٌ لهمُ ** فَلْيَشْكُرُوا اللّهَ وَلْيُوفُوا بِما نَذَرُوا ) 6( إذا عدتكَ الليالي في تصرفها ** فكلُّ حادثةٍ جاءتْ بها هدرُ )
____________________
(1/554)
6( وَالمُسْلِمُونَ بِخَيْرٍ ما سَلِمْتَ لَهُمْ ** يُرْجى وَيُخْشى لَدَيكَ النَّفْعُ وَالضَّرَرُ ) 6( لاَ يَعْدَمُوا سَطَواتٍ طالَمَا رَدَعَتْ ** مَنْ لَيْسَ يَرْدَعُهُ الآياتُ وَالنُّذُرُ ) 64 ( أَهْلُ السَّلاَمَةِ فِي أَمْنٍ وَفِي دَعَةٍ ** ما حطتهمْ ولأهلِ الظلمِ مزدجرُ ) 65 ( ذللتَ لي الخطبَ حتى صرتُ أذعرهُ ** وَحْدِي إِذَا عَجِزْتَ عَنْ حَرْبِهِ الأُسَرُ ) 66 ( وَأَثْمَرَتْ فِيْكَ آمالِي وَلَوْ قَصَدَتْ ** سِوَاكَ كَانَتْ غُصُوناً مالَهَا ثَمَرُ ) 67 ( فَلْيَيْأَسِ الطَّالبُوا مَدْحِي فَمَطْلَبُهُ ** إِلاَّ عَلَى مَنْ كَفَانِي بَذْلَهُ عَسِرُ ) 68 ( ظَنُّوا نَوَالَهُمُ قَصْدِي وَمُمْتَنِعٌ ** أَنْ يَأَكُلَ البازُ مِمَّا يَأْكُلُ النُّغَرُ ) 69 ( لنْ أجعلَ الحمدَ ذخراً عندَ غيركَ لي ** منْ فازَ باغمرِ لمْ يصلحْ لهُ الغمرُ ) 70 ( وضلنْ أخفَّ إلى جدوى وَإنْ كثرتْ ** أَنَّى وَظَهْرِي بِما حَمَّلْتَنِي وَقِرُ ) 7( حسبي إذا أنا فاخرتُ الورى حسباً ** أني بخدمةِ هذا الملكِ أفتخرُ )
____________________
(1/555)
7( بكلَّ عذراءَ يطغيها تبرجها ** وَمنْ صفاتِ الحسانِ الخردِ الخفرُ ) 7( منَ السوائرِ في الأفاقِ قدْ جمعتْ ** مِنْ مَأْثُرَاتِكَ مَالاَ تَجْمَعُ السِّيَرُ ) 74 ( تَحْوِي الصَّحَائِفُ مِنْهَا كُلَّمَا كُتِبَتْ ** عَرْفاً هُوَ المِسْكُ لاَ مَا تَضْمَنُ العِتَرُ ) 75 ( إِنْ قَصَّرَتْ دُونَ مَا تُولِي فَلَيْسَ بِهَا ** وَأَنْتَ تَعْلَمُ عَنْ نَيْلِ السُّهى قِصَرُ ) 76 ( فاقتْ هباتكَ أوفى ما أقولُ فما ** أَسْرَفْتُ فِي الشُّكْرِ إِلاَّ قِيلَ مُخْتَصِرُ ) 77 ( متى أكافيءُ ما خولتَ منْ نعمٍ ** وَالمدحُ في جنبِ ما خولتَ محتقرُ ) 78 ( بقيتَ ما دامتِ الأعيادُ عائدةً ** مخلدَ ممدوداً لكَ العمرُ ) 79 ( وَلاَ عَدَاكَ ثَناءُ المادِحِينَ فَكَمْ ** قَدَّتْ فَقارَ حَسُودٍ هذِهِ الفِقَرُ )
____________________
(1/556)
البحر : بسيط تام ( ما في المعالي عليٌّ منكَ يعتصمُ ** مذْ ظافرتكَ عليها هذهِ الشِّيمُ ) ( وَقَدْ سَعى لنَّاسُ فِي ذَا النَّهْجِ فَالْتَمَسُوا ** مَدَاكَ دَهْراً وَلكِنْ خَابَ سَعْيُهُمُ ) ( فَلْيَيأَسُوا مِنْ مَعَالِيكَ الَّتِي بَهَرَتْ ** هذا وَمَا بَلَغَتْ غَايَاتِهَا الهِمَمُ ) 4 ( وَكُلَّما ازْدَدْتَ بِالأَفْعَالِ مَنْزِلَةً ** لاَ تُرْتَقى زَادَ فِي حُسَّادِكَ الأَلَمُ ) 5 ( قلَّدتهمْ منناً لا ينهضونَ بها ** أَوَانَ أَوْضَحْتَ بِالإِعْجَازِ عُذْرَهُمُ ) 6 ( وَقَصَّرَ الْقَوْمُ عَمَّا نِلْتَهُ هِمَماً ** فَأَقْلَعَتْ بَعْدَ تَبْرِيحٍ هُمُومُهُمُ ) 7 ( لقدْ بنيتَ غياثَ المسلمينَ لهمْ ** بالجدِّ والجدِّ عزّاً ليسَ ينهدمُ ) 8 ( فكلُّ منزلةٍ حلُّوا بها حرمٌ ** وَكُلُّ أَشْهُرِهِمْ مِنْ أَمْنِها حُرُمُ ) 9 ( وما خلاَ منْ جزيلِ العرفِ منتجعٌ ** كلاَّ ولاَ منْ جميلِ الصَّفحِ مجترمُ )0 ( أمنٌ وعدلٌ وعفوٌ فالغنى حرصٌ ** والذَّنبُ مغتفرٌ والجورُ منصرمُ )
____________________
(1/557)
1( وَمُذْ عَزَزْتَ فَشَعْبُ الإِفْكِ مُنْصَدِعٌ ** في كلِّ أرضٍ وشعبُ الحقِّ ملتئمُ )( وكاتبتكَ ملوكُ الأرضِ راغبةً ** فِيما لَدَيكَ وَأَقْصى سُؤْلِهَا السَّلَمُ )( كُلٌّ إِلَيْكَ يُؤَدِّي جِزْيَةً رَهَباً ** قَدْ يَبْذُلُ الْخَوْفُ مَا لاَ يَبْذُلُ الْكَرَمُ )4 ( خَافُوا سُطَاكَ فَمِنْ أَمْوَالِهِمْ تُحَفٌ ** تأتي الإمامَ ومنْ أولادهمْ حشمُ )5 ( عَنْ هَيبَةٍ لَكَ لَوْ قَبْلَ الرَّسُولِ أَتَتْ ** فؤادَ مكَّةَ لمْ يعبدْ لمْ بها صنمُ )6 ( خيِفَتْ فَمُذْ حَطَمَتْ صُمَّ الْقَنا خَطَمَتْ ** منَ العدى كلَّ أنفٍ ليسَ ينخطمُ )7 ( فَصَارَ يَطْعُنُ فِي إِقْدَامِهِ قُبُلاً ** منْ كانَ يطعنُ شزراً وهوَ منهزمُ )8 ( نَظَمْتَ مِنْ شَمْلِ هذَا الدِّينِ مَا نَثَرُوا ** لمَّا نثرتَ منَ الطُّغيانِ ما نظموا )9 ( ولوْ أفادهمُ عمرو مكايدهُ ** مَا فَكَّهُمْ مِنْ إِسَارِ الرُّعْبِ إِفْكُهُمُ )0 ( وما خصصتَ عدوّاً دونَ صاحبهِ ** إلاَّ لينذرَ بعضُ القومِ بعضهمُ )
____________________
(1/558)
2( مُكَافِحاً عَنْ حُقُوقٍ مَنْعُهَا شَرَفٌ ** وصافحاً عنْ ذنوبٍ طيُّها كرمُ )( عنْ رحمةٍ طالما أدنتْ عواطفها ** منْ سيبكَ الغمرِ منْ لمْ تدنهِ رحمُ )( لَمَّا عَتَوْا مَنَعَ الإِنْعَامَ وَاهِبُهُ ** فَمُذْ عَنَوْا بَذَلَ الإِنْعَامَ مُنْتَقِمُ )4 ( عَزَائِمٌ ذُلُقٌ مَا قَبْلَهَا حَذَرٌ ** وأنعمٌ غدقٌ ما بعدها ندمُ )5 ( وما مذلٌّ بنُ باديسٍ وأسرتهُ ** إلاَّ بغاةُ محالٍ مانَ ظنُّهمُ )6 ( ما أبعدَ الصِّدقَ منْ ظنٍّ تكذِّبهُ ** زرقُ الأسنَّةِ والهنديَّةُ الخذمُ )7 ( وَخَيَّبَ ابْنَ حَبِيبٍ خَادِعاً فَوَهى ** جارُ الذَّليلِ على العلاّتِ معتضمُ )8 ( حتّى نحاكَ على كرهٍ يسيرُ بهِ ** أقبُّ لمْ يدرِ ما الإعياءُ والسَّأمُ )9 ( تَسُوقُهُ الرِّيحُ حَثّاً وَهْوَ يَسْبِقُهَا ** وَيُفْرَجُ الْمَوْجُ عَنْهُ وَهُوَ يَلْتَطِمُ )0 ( وما استجاشَ نصيراً نطقهُ كذبٌ ** إلاْ ليمطى بعيراً خلقهُ عممُ )
____________________
(1/559)
3( عَلى الْجُيُوشِ مُطِلاًّ لاَ لِتَكْرِمَةٍ ** وما رأيتُ علوّاً قبلهُ يصمُ )( يَرى وَيَسْمَعُ مَا خَيْرٌ لِنَاظِرِهِ ** وسمعهِ منهما الإعماءُ والصَّممُ )( وما أراكَ بما قدْ كانَ مقتنعاً ** حتّى يبيدَ الهلاليُّونَ كلُّهمُ )4 ( فِعْلَ الصُّلَيْحِيِّ بِالجَيْشَانِ مُزْدَلِفاً ** برايتيكَ فما زلَّتْ بهِ قدمُ )5 ( لمَّا سقى الأرضَ غيثاً منْ دمائهمُ ** لا تدَّعي مثلهُ في سحِّها الدِّيمُ )6 ( يومَ اقتضتْ دينَ دينٍ أنتَ ناصرهُ ** ظبىً مواردها الأعناقُ والقممُ )7 ( وَقَائِعٌ لَبِسَ الْحَقُّ الشَّبَابَ بِهَا ** منْ بعدِ أنْ قيلَ قدْ أودى بهِ الهرمُ )8 ( وَلأبْنِ بَادِيسَ يَوْمٌ مِنْكَ تَرْقُبُهُ ** بيضُ الصَّوارمِ إنْ لمْ يبرهِ السَّقمُ )9 ( يروقهُ صبرهُ فامتازَ معتصماً ** لَوْ نَّ صَبْرَةَ مِنْ ذَا لْعَزْمِ مُعْتَصَمُ ) 40 ( وَأَمَّ مُرْسَلُهُ بَغْدَادَ مُنْتَجِعاً ** حَمَّالَةَ الضَّيْمِ في سُلْطَانِهِ وَصَمُ )
____________________
(1/560)
4( فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ مَا رَامَ صَاحِبُهُ ** فَعَاضَهُ مِنَحاً وِجْدَانُهَا عَدَمُ ) 4( وعادَ تحتَ ظلامِ اللَّيلِ مستتراً ** حتّى أذاعَ مليكُ الرُّومِ سرَّهمُ ) 4( يرجو الرِّضى منكَ في إخفارِ ذمَّتهِ ** وفي رضاكَ لعمري تخفرُ الذِّممُ ) 44 ( لقدْ بغى نصرَ قاصٍ قصَّرتْ يدهُ ** عنْ نصرِ منْ دارهُ منْ دارهِ أممُ ) 45 ( وَمَنْ أَبُوهُ عَلِيٌّ لاَ يُنَازِعُهُ ** ميراثَ أحمدَ باغٍ عمُّهُ قثمُ ) 46 ( قدِ انطوى زمنٌ عزَّ الضَّلالُ بهِ ** ففاتَ آلَ رسولِ اللهِ حقُّهمُ ) 47 ( وَلَوْ تَوَلَّيْتَ أُولى الدَّهْرِ أَمْرَهُمُ ** لمْ يهتضمْ ولدَ الزَّهراءِ مهتضمُ ) 48 ( ولمْ تصلْ غيرُ الأيَّامِ عاديةً ** فَالبُطْلُ مُدَّعَمٌ وَالحَقُّ مُدَّغَمُ ) 49 ( حوادثٌ ورَّثتْ مروانَ ظالمةً ** خلافةً لمْ يخلِّفها لهُ الحكمُ ) 50 ( وَعَاوَدَتْ بِبَنِي العَبَّاسِ قَاهِرَةً ** بَنِي أُمَيَّةَ حَتّى زَالَ مُلْكُهُمُ )
____________________
(1/561)
5( حَتّى إِذَا أَقْلَعَتْ عَنْ جَوْرِهَا عَقَدَتْ ** منْ ذي الأمانةِ عقداً ليسَ ينفصمُ ) 5( وأيَّدَ اللهُ بالميمونِ طائرهُ ** هذَا الإِمَامَ فَقَدْ دَانَتْ لَهُ الأُمَمُ ) 5( بِمُدْرِكٍ وَهْوَ لِلْهَيجَاءِ مُعْتَزِلٌ ** ما لمْ ينلهُ سواهُ وهوَ معتزمُ ) 54 ( يَقْظَانُ يُحْبَسُ مِنْ أَلْحاظِهِ النَّفَسُ الْ ** جَارِي وَتُقْبَسُ مِنْ أَلْفاظِهِ الْحِكُمُ ) 55 ( لمَّا انتضاكَ لنصرِ الدِّينِ شارعهُ ** كنتَ الحسامَ بهِ الأدواءُ تنحسمُ ) 56 ( خَيْلٌ مِنَ الرَّأْيِ فِي الآفاقِ جَارِيَةٌ ** يَشُدُّهَا الْحَزْمُ يَوْمَ الرَّوْعِ لاَ الْحُزُمُ ) 57 ( تروعُ كلَّ عدوٍّ وهيَ صافنةٌ ** فَمَا يُظَنُّ بِهَا إِنْ آنَ مُقْتَحَمُ ) 58 ( حميَّةٌ أفنتِ المرَّانَ تنصرها ** تقيَّةٌ زالَ فيها الشَّكُّ والوهمُ ) 59 ( تعلو بها وزراءً أنتَ سيِّدهمْ ** كما سما أصفياءٌ أنتَ تاجهمُ ) 60 ( هوَ البناءُ الَّذي طالتْ دعائمهُ ** فما بنى مثلهُ عادٌ ولاَ إرمُ )
____________________
(1/562)
6( والمكرماتُ الَّتي تهوى بهنَّ ندىً ** مَا حَاتِمٌ مِنْهُ فِي شَيءٍ وَلاَ هَرِمُ ) 6( أربى على باذلِ الكومِ العشارِ قرىً ** منْ جودهُ النِّعمُ المسناةُ لا النَّعمُ ) 6( إِنْ هَاشِمٌ خُزِلَتْ يَوْماً فَلاَ عَرَبٌ ** تقاربُ الأزدَ في مجدٍ ولاَ عجمُ ) 64 ( همُ الألى نشرتْ أفعالهمْ لهمُ ** مناقباً عجزتْ عنْ مثلها القدُمُ ) 65 ( وأنتَ والحقُّ بادٍ غيرُ مكتتمٍ ** أَعْلى الْفُرُوعِ الَّتِي طَالَتْ بِها الجِذَمُ ) 66 ( مِنْ مَعْشَرٍ عُرِفُوا بِالبَذْلِ إِنْ سُئِلُوا ** وَالْفَصْلِ إِنْ نَطَقُوا وَالعَدْلِ إِنْ حَكَمُوا ) 67 ( أَرْبَابُ أَرْدِيَةٍ لاَ ظُلْمَ يَصْحَبُها ** يوماً وأرديةٍ تجلى بها الظُّلمُ ) 68 ( فَمِنْ طَيَالِسَ لَمْ تَعْلَقْ بِها تُهَمٌ ** وَمِنْ صَوَارِمَ كَمْ رِيَعَتْ بِها بُهَمُ ) 69 ( قومٌ أفادوا بأيَّامِ الحياةِ علىً ** تَضَاعَفَتْ بِكَ أَضْعَافاً وَهُمْ رِمَمُ ) 70 ( وابناكَ منْ بعدُ أوفى النَّاسِ كلِّهمُ ** قِسْماً إِذَا ظَلَّتِ الْعَلْيَاءُ تُقْتَسَمُ )
____________________
(1/563)
7( مَلَكْتُمُ الْفَخْرَ مُذْ كُنْتُمْ فَنَاشِئُكُمْ ** يَحْتَلُّ أَعْلى ذُرَاهُ قَبْلَ يَحْتَلِمُ ) 7( تَبَارَكَ اللَّهُ رَبَّ الْخَلْقِ خَالِقُكُمْ ** منْ جوهرٍ جلَّ أنْ تلفى لهُ قيمُ ) 7( سَعَيتُ لِلْمَجْدِ مِنْ طُرْقٍ ضَلَلْتُ بِها ** وذاكَ والمجدُ غفلٌ مالهُ علمُ ) 74 ( وَ هَا أَنَا اليَوْمَ لاَ أَرْضى الْخُمُولَ وَلِي ** هذَا الْمَقَامُ إِلى التَّنْوِيهِ بِي لَقَمُ ) 75 ( سَلْ عِلْمَكَ الْجَمَّ عَنِّي فَهْوَ يُخْبِرُنِي ** يُخْبِرْكَ أَنِّي لِسَانٌ وَالزَّمَانُ فَمُ ) 76 ( وَكَيْفَ أُغْضِي لأَيَّامِي عَلَى دَخَلٍ ** أَنّى وَأَنْتَ عَلَى الأَيَّامِ مُحْتَكِمُ ) 77 ( وما طلبتُ الغنى حتّى عممتَ بهِ ** وكانَ مثلكَ هيناً عندهُ العدمُ ) 78 ( تَحَرَّزَ الْمَجْدُ حَتّى قَالَ طَالِبُهُ ** أماتهُ الدَّهرُ أمْ أمَّاتهُ عقمُ ) 79 ( أُري التَّجمُّلَ أعدائي فأعينهمْ ** تُسِيغُهُ ثُمَّ تَأْبَاهُ قُلُوبُهُمُ ) 80 ( كخاضبٍ واللَّيالي غيرُ أليةٍ ** تُذِيعُ مِنْ شَيبِهِ مَا يَكْتُمُ الْكَتَمُ )
____________________
(1/564)
8( سمني بميسمِ نعماكَ الَّتي غمرتَ ** غَيْرِي فَمَا تُغفِلُ الأَيَّامُ مَنْ تَسِمُ ) 8( أَرُومُ تَرْكَ دِمَشْقٍ ثُمَّ يَجْذُبُنِي ** حَرّى قُلُوبٍ بِهَا لاَ مَاؤُهَا الشَّبِمُ ) 8( وَحَيْثُ كُنْتُ فَإِنِّي نَاظِمٌ عُمُرِي ** لذي المعالي عقوداً درُّها الكلمُ ) 84 ( أَنْأَى إِذَا ما انْقَضَتْ مَشْكُورَةً خِدَمِي ** حيناً وأدنو إذا ما عنَّتِ الخدمُ ) 85 ( لِلّهِ عَصْرُكَ مَا أَوْفى مَحَاسِنَهُ ** كمْ يقظةٍ فيهِ خلنا أنَّها حلمُ ) 86 ( بقيتَ ما كرَّتِ الأيَّامُ مغتنماً ** شكرَ الورى ولديكَ الفوزُ مغتنمُ ) 87 ( وَلاَ خَلاَ مِنْكَ مَا جَلَّى لدُّجَى فَلَقٌ ** دَهْرٌ بِكَ انْكَشَفَتْ عَنْ أَهْلِهِ الغُمَمُ )
____________________
(1/565)
البحر : كامل تام ( سَلْ عَنْ فَضائِلِكَ الزَّمانَ لِتُخْبَرا ** فنطيرُ مجدكَ ما رآهُ وَلاَ يرا ) ( أوْ لاَ فدعهُ وَادعِ الشرفَ الذي ** أعيا الأنامَ فلستَ تلقى منكرا ) ( ما احتاجَ يوماً أنْ يقامَ بشاهدٍ ** حقٌّ أزالَ الشكَّ وَاجتاحَ المرا ) 4 ( وَلقدْ جمعتَ مناقباً ما استجمعتْ ** مَشْهُورَةً ما اسْتَعْجَمَتْ فَتُفَسَّرا ) 5 ( وَمَلَكْتَ أَهْوَاءَ النُّفُوسِ بِأَنْعُمٍ ** عَمَّتْ فَأَيْسَرُ حَقِّها أَنْ تُشْكَرا ) 6 ( مَنٌّ يَلُوحُ عَلَى الجِبَاهِ مُسَطَّراً ** وَهَوَىً يَظَلُّ عَلَى القُلُوبِ مُسَيْطِرا ) 7 ( لوْ لمْ تملككَ الأمورُ قيادها ** ضعفتْ قوىً مما عرا وَوهتْ عرى ) 8 ( فطلِ الكرامَ فأنتَ أثبتهمْ قرا ** في حملِ نائبةٍ وَأعجلهمْ قرى ) 9 ( لَسَهِرْتَ فِي حِفْظِ الذِّمارِ وَإِنَّهُ ** مَجْدٌ لَدُنَّكَ أَنْ يَنامَ وَتَسْهَرا )0 ( فَالسِّلْمُ مِثْلُ الحَرْبِ مُنُذُ تُخُوِّفَتْ ** وَثَباتُ بَأْسِكَ وَالإِقَامَةُ كَالسُّرى )
____________________
(1/566)
1( ما كَانَ هذَا الأَمْرُ مَظْنُوناً وَلاَ ** مُتَوَهَّماً فَجَعَلْتَهُ مُسْتَشْعَرا )( قَدْ فاقَ جَدُّكَ جَدَّ عَمِّكَ وَهْوَ مَنْ ** ذَلَّتْ لِسَطْوَةِ عِزِّهِ أَسْدُ الشَّرى )( إِنْ كانَ هذَا الجَدُّ أَرْدى تُبَّعاً ** خَوْفاً وَذَاكَ الجِدُّ رَوَّعَ قَيْصَرا )4 ( فَ فْخَرْ فَأَنْتَ السَّيْفَ يفْرِي مُغْمداً ** قممَ العدى وَالليثُ يفرسُ مخدرا )5 ( جَرَّدْتَ رَأْيَكَ وَالسُّيُوفُ مُقَرَّةٌ ** بِغُمُودِهَا فَكَفَيْتَها أَنْ تُشْهَرا )6 ( وَلَوِ الوَغى شُّبَّتْ كَفَيْتَ مُصالِتاً ** كَيْدَ الطُّغَاةِ كَما كَفَيتَ مُدَبِّرا )7 ( لمِ لاَ تعزُّ وأنتَ غرةُ أسرةٍ ** ضَمِنَتْ لَها النَّخوَاتُ ألا تُقْهَرا )8 ( قدْ أصبحَ اسمكَ عنْ قراعكَ نائباً ** وَكفى العدوَّ مروعاً أنْ تذكرا )9 ( لِلْدَّوْلَةِ الغَرَّاءِ مِنْكَ ذَخِيرَةٌ ** جَلَّتْ فَحُقَّ لِمِثْلِهَا أَنْ يُذْخَرا )0 ( يا سَيْفَها المَا ضِي وَنَاصِرَها أفْتَخِرْ ** بِمَكَانِكَ الأَعْلى عَلَى كُلِّ الوَرى )
____________________
(1/567)
2( إِنَّ الخَلاَئِفَ مُذْ بَلَوْكَ نَصاحَةً ** جَعَلُوا لَكَ الشَّرَفَ الرَّفِيعَ مُقَرَّرا )( وَصَّى بِذَاكَ الحَاكِمُ العَدْلُ أبْنَهُ ** قدماً وَأوصى الظاهرُ المستنصرا )( ضَنّاً بِمَنْ يَغْشى الوَغى مُتَبَرِّجاً ** وَتَفُوحُ رَيَّاها فَتُحْسَبُ عَنْبَرا )4 ( مَحْضُ الإِبَاءِ مِنَ النَّزَاهَةِ كُوِّنَتْ ** أَفْعَالُهُ وَمِنَ النَّباهَةِ صُوِّرا )5 ( قَلْبٌ لَها بِالنُّسْكِ عَنْ ذِكْرِ الخَنا ** وَلُهىً أُبَتْ لِلْوَفْرِ أَنْ تَتَوَفَّرا )6 ( لوْ لمْ يفضْ ذهبَ الثناءُ إضاعةً ** أوْ لاَ فكانَ بضاعةً لا تشترى )7 ( يابْنَ الأُلى قَالَتْ لَهُمْ أَفْعَالُهُمْ ** لاَ يستحقُّ سواكمُ أنْ يفخرا )8 ( العارضينَ إذا الكريهةُ عارضتْ ** فَوْقَ المَعارِفِ كُلَّ لَدْنٍ أَسْمَرا )9 ( بينَ الأسنةِ وَالأعنةِ ذبلٌ ** لاَ تَكْسِرُ الأَعْدَاءَ حَتّى تُكْسَرا )0 ( ورودا بهنَّ منَ الدروعِ غدائراً ** يأبى تحطمها بها أنْ تصدرا )
____________________
(1/568)
3( ما ضَرَّ مَنْ أَصْبَحْتَ تَكْلأُ شامَهُ ** بمضاءِ عزمكَ أنْ يغيبَ وَتحضرا )( ما خَصَّ خالِقُنا بِقُرْبِكَ بَلْدَةً ** إلاَّ أتاحَ لها الصلاحَ الأكبرا )( قدْ كنتَ بالإسكندريةِ مرةً ** فأريتها منْ عدلكَ الإسكندرا )4 ( يَبْغِي العِدى إِطْفَاءَ نارِكَ ضِلَّةً ** فيزيدها هذا الفعالُ تسعرا )5 ( فتقدمِ الأمراءَ غيرَ منازعٍ ** فوراءَ زندكَ كلُّ زندٍ قدْ ورى )6 ( إِنْ حَاوَلُوا إِدْرَاكَ سَعْيِكَ خُيّبُوا ** فَليُشْبِهُوكَ تَصَوُّناً وَتَصَوُّرا )7 ( مَابَينَ مَجْدِكَ وَالمُحَاوِلِ نَيلَهُ ** إلاَّ كما بين الثريا وَالثرى )8 ( أصبحتَ منقطعَ القرينِ فلوْ جرى ** وَهْمُ المُنَافِسِ فِي مَدَاكَ تَقَطَّرا )9 ( أَمَّا الصِّيامُ فَقَدْ قَضَيتَ فروضَهُ ** بِقَضِيَّةٍ مَا حُلْتَ عَنْهَا مُفْطِرا ) 40 ( لما أقامَ لديكَ حلَّ موقرا ** وَقَدْ اسْتَقَلَّ بِشُكْرِ صُنْعِكَ مُوقَرا )
____________________
(1/569)
4( شهرٌ نمتْ بركاتهُ فتهنهُ ** حَتّى لَقَلَّدَ مِنَّةً لَنْ تُكْفَرا ) 4( شهرٌ بهِ نزلَ الكتابَ وَجاءنا ** فِيهِ الكِتَابُ بِمَ يَسُرُّكَ مُخْبِرا ) 4( خبرٌ تقدمهُ إلينا عرفهُ ** حتى أتى قبلَ البشيرِ مبشرا ) 44 ( حياكَ قبلَ قدومهِ بنسيمهِ ** فكأنهُ إذْ جاءَ جاءَ مكررا ) 45 ( لوْ لمْ يفضَّ عنِ الكتابِ ختامهُ ** أَغْنَاهُ طَيِّبُ نَشْرِهِ أَنْ يُنْشَرا ) 46 ( قَدِمَتْ بِمَقْدَمِهِ سَعَادَاتُ المُنى ** وَبِهِ تَسَالَمَتِ النَّوَاظِرُ وَالكَرى ) 47 ( أبداً معدٌّ عندَ عدَّ ثقاتهِ ال ** مستخلصينَ لهُ أعدَّ الخنصرا ) 48 ( وَاختارَ منْ تاجِ الرياسةِ منْ بهِ ** فاقَ الأئمةَ فكرةً وَتخيرا ) 49 ( منْ نابَ فخرُ الملكِ عنهُ فلمْ يزلْ ** لِلْملْكِ بِالأَمْرِ العَظِيمِ مُظَفَّرا ) 50 ( إنَّ الوزارةَ مذْ تحلتْ باسمهِ ** عزتْ ذرىً في ظلهِ وَعلتْ ذرى )
____________________
(1/570)
5( أَفْضَى إِلى المُتَهَلِّلِ العَذْبِ الجَنى ** ما فَارَقَ المُتَجَبِّرَ المُتَكَبِّرا ) 5( شكراً لما فعلَ الزمانُ وَمنْ لنا ** لوْ كانَ قدمَ مجملاً ما أخرا ) 5( فَ سْعَدْ بِعِيدٍ يَتْبَعُ النَّبَأَ الَّذِي ** أطرا لنا فعلَ الليالي إذْ طرا ) 54 ( وَتملَّ عمرَ أبي عليًّ إنهُ ** فرعٌ أنافَ فجاءَ يحكي العنصرا ) 55 ( قدْ همَّ أنْ يرقى محلكَ بلْ رقا ** وَسَعى لِيُحْرِزَ مَأْثُرَاتِكَ بَلْ جَرى ) 56 ( هَوِيَ الجَمِيلَ فَفاقَ مِثْلَكَ مَخْبَراً ** وَحَوى الجَمَالَ فَرَاقَ مِثْلَكَ مَنْظَرا ) 57 ( وَمَضَتْ عَزَائِمُهُ وَلَيْسَ بِمُنْكَرٍ ** لاِبْنِ الغَضَنْفَرِ أَنْ يَكُونَ غَضَنْفَرا ) 58 ( فليلحقِ النعمانَ في سلطانهِ ** بلْ فليطلهُ فقدْ علوتَ المنذرا ) 59 ( سهلتَ لي نهجَ الغنى معَ أنني ** لمْ ألقهُ فيما مضى متوعرا ) 60 ( لكنْ أنلتَ وَدوحُ حالي مزهرٌ ** فسقيتهُ بنداكَ حتى أثمرا )
____________________
(1/571)
6( جودٌ كفى الآمالَ أولَ وهلةٍ ** ما كانَ مستقصىً وَلاَ مستقصرا ) 6( إنْ راقكَ السكرُ الحلالُ فإنني ** سأديرُ كاساتِ الثناءِ لتسكرا ) 6( سُكْراً لَوَ أنَّ أَبا نُوَاسٍ ذَاقَهُ ** يوماً لأنساهُ سلافةَ عكبرا ) 64 ( مِنْ بَحْرِ فِكْرِي تُقْتَنى الدُّرَرُ الَّتي ** أَعْيَتْ نَظَائِرُها عَلَى مَنْ فَكَّرا ) 65 ( فلأنظمنَّ لذا العلاءِ قلائداً ** متضمناتٍ ذا الكلامَ السيرا ) 66 ( تَبْدُو لِرَائِيها فَتُحْسَبُ جَوْهَرا ** ) 67 ( شَرُفَتْ لَدَيْكَ مَطَالِبي وَمَكَاسِبِي ** فغدوتُ منْ وفرٍ وَفخرٍ مكثرا ) 68 ( وَهجرتُ أملاكَ الزمانِ مواصلاً ** هذَا الجَنَابَ وَحُقَّ لِي أَنْ أَهْجُرا ) 69 ( لَوْ رُمْتُ نَيْلَكَ عِنْدَهُمْ لَعَدِمْتُهُ ** أَوْ رُمْتُ مِثْلَكَ فِيهِمُ لَتَعَذَّرا ) 70 ( ساجلْ براحتكَ البحارَ فإنها ** بَحْرٌ تَضَمَّنَ مِنْ بَنَانَكَ أَبْحُرا )
____________________
(1/572)
7( وَأسْلَمْ لِمَعْرُوفٍ رَفَعْتَ مَنَارَهُ ** فَفَشَا بِأَرْضِكَ مُذْ قَمَعْتَ المُنْكَرا ) 7( وَأبْجَحْ بِأَنَّكَ ذُو الأَحَادِيثِ الَّتي ** ظَلَّ الزَّمَانُ بِنَشْرِها مُتَعَطِّرا )
____________________
(1/573)
البحر : وافر تام ( وَلِي مَوْلىً أَسَاءَ فَلَمْ أَسِمْهُ ** بِمِيسَمِ مَنْ أَسَاءَ وَلَمْ أُسَمِّهْ ) ( وَقَدْ عَجِبَ الْوَرى وَاللّهُ يُبْقي ** لِيَ الإِحْسَانَ مِنْ عَدْلِي وَظُلْمِهْ ) ( أعرِّضُ . . . . . . وما جناهُ ** فَيَمْزُجُهُ وَيَأْخُذُنِي بِجُرْمِهْ ) 4 ( وَيَحْسِبُنِي أَخَذْتُ الْمَطْلَ عَنْهُ ** فها أنا ضاربٌ فيهِ بسهمهْ ) 5 ( فَلاَ تَرْكَنْ إِلى صَبْرِي وَمَيْلِي ** على نفسي ولوْ كنتُ ابنَ أمِّهْ ) 6 ( فَقَدْ يَعْدُو الْحَمِيمُ عَلَى أَخِيهِ ** فَيَأْخُذُ حَقَّهُ مِنْهُ ابْنُ عَمِّهْ )
____________________
(1/574)
البحر : كامل تام ( ماذِي المَساعِي الغُرُّ فِي قَدْرِ الوَرى ** فلذاكَ نحنُ نظنُّ يقظتنا كرى ) ( تبدي لأعيننا فضائلَ ما رأتْ ** أَمْثَالَها فِي العَالَمِينَ وَلاَ تَرى ) ( وَضحتْ لنا فعلاؤها لا يمترى ** في صدقه وَثناؤها لاَ يفترى ) 4 ( قدْ كنتُ عنْ مكنونها مستخبرا ** فغدوتُ مذْ قربتني مستخبرا ) 5 ( فوددتُ أيامي تكونُ لديكَ أع ** وَامَاً وَساعَاتِي القَصِيرَةَ أَشْهُرا ) 6 ( لرى وَأسمعَ كلَّ لحظةِ ناظرٍ ** ما راقَ مستمعاً وَأذهلَ منظرا ) 7 ( يَامَنْ إِذَا نَشَرَ الأَنَامُ حَدِيْثَهُ ** مَلأَ الدُّنا عَرْفاً يَفُوقُ العَنْبَرا ) 8 ( إِنْ فاحَ فِي أَقْصَى البِلاَدِ فَبَعْدَ أَنْ ** أَضْحَى الشَّآمُ بِعَرْفِهِ مُتَعَطِّرا ) 9 ( حَتّى لَخِلْنَا دَوْحَهُ وَتُرَابَهُ ** عوداً قمارياً وَمسكاً أذفرا )0 ( مَنْ أَصْدَرَ الرَّايَاتِ حُمْراً مِثْلَمَا ** أصدرتها غبّض الحروب تصدرا )
____________________
(1/575)
1( وَمَلاَبِسُ التَّعْظِيمِ لاَئِقَةٌ بِمَنْ ** نَعى إِذَا لَبِسَ العَجاجَ الأَكْدَرا )( لولاَ انصلاتكَ وَ الحوادثُ جمةٌ ** لغذا الهدى مما عرا وَاهي العرى )( بِكَ أَيَّدَ الرُّحْمَنُ ظَاهِرَ دِيِنِهِ ** وَبِحَدِّ سَيْفِكَ يَنْصُرُ المُسْتَنْصِرا )4 ( وَمَتى تُخِيفُ عَصَائِبٌ قَسَّمْتَها ** بَيْنَ المَنايَا وَالرَّزَايا اشْطُرا )5 ( ذللتهمْ فلذاكَ أرخى ذيلهُ ** مَنْ كَانَ قِدْماً لِلْحُرُوبِ مُشَمِّرا )6 ( وَمَنَيْتَهُمْ بِالفَقْرِ حَتّى أَشْبَهَتْ ** في قلةِ اقثراءِ معنٌ بحترا )7 ( وَلَوَ انَّ غَيْرَكَ رَامَ ذُعْرُ سَوَامِهِمْ ** لأبى لها صمُّ القنا أنْ تذعرا )8 ( حتى إذا ما أقلعتْ ظلمُ الوغى ** عنهمْ وَأبصرَ رشدهُ منْ أبصرا )9 ( عاذوا بملككَ خاضعينَ ليأمنوا ** صَرْفَ الرَّدى وَاسْتَغْفَرُوكَ لِتَغْفِرا )0 ( فَمَنَعْتَ حَتّى لَمْ تَجِدْ مُسْتَبْدِلاً ** وَغَفَرْتَ حَتّى لَمْ تَدَعْ مُسْتَغْفِرا )
____________________
(1/576)
2( وَلوا وَقدْ ألقوا أعنةَ خيلهمْ ** وَأَتَوْا وَقَدْ سُلِبتْ قِلاَصُهُمُ البُرى )( وَمَتى جَنَوْا ثَمَرَاتِ وَعْدِكَ وَاعْتَدَوْا ** ألفوا وَعيدكَ مثلَ وَعدكَ مثمرا )( فلتحذرِ الذؤبانُ في فلواتها ** أسداً تحامتْ سخطهُ أسدُ الشرى )4 ( وَمظفراً كفلتْ لهُ عزماتهُ ** أنْ لاَ يقدمَ همهُ منْ أخرا )5 ( إِنَّ ابْنَ جَرَّاحٍ دَعَاكَ وَ مَالَهُ ** مما يحاذرُ غيرَ عفوكَ مدرا )6 ( فَأَجِبْ نِدَاءَ أَبِي النَّدى فَلَطَالَمَا ** نَادَاهُ غَيْرُكَ خَاضِعَاً فَ سْتَكْبَرا )7 ( وَامننْ عليهِ محققاً آمالهُ ** كرماً فكلُّ الصيدِ في جوفِ الفرا )8 ( مَا كَانَ أَثْقَبَ زَنْدَهُ لَوْ أَنَّهُ ** مستقبلٌ منْ أمرهِ ما استدبرا )9 ( خلى بلاداً بعدَ ذمّ ورودها ** وَلَسَوْفَ يَحْمَدُ إِنْ عَفَوْتَ المَصْدَرا )0 ( مذْ راءَ أفنيةَ الممالك كلها ** غُبْراً تَذَكَّرَ ذَا الجَنَابَ الأَخْضَرا )
____________________
(1/577)
3( فَبَكى وَأَضْحَكَهُ الرُّجَاءُ فَمَا رَأَتْ ** عينٌ سواهُ ضاحكاً مستعبرا )( قرتْ جيادُ الخيلِ منذُ كفيتها ** طلبَ العدوِّ مغلساً وَمهجرا )( فأراحها منْ لاَ يريحُ جيادهُ ** حتى تثيرَ بكلَّ أرضٍ عثيرا )4 ( حَتّى لَقِيدَتْ بُدَّناً وَلَوَ أَنَّهَا ** قِيدَتْ لِيَوْمِ وَغىً لَقِيدَتْ ضُمَّرا )5 ( مِنْ كُلِّ أَشْقَرَ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِ أَنْ ** تغغشى بهِ وخزَ الأسنةِ أشقرا )6 ( يتلوهُ أدهمُ كانَ ورداً برهةً ** مِمَّا تُسَرْبِلُهُ النَّجِيعَ الأَحَمرا )7 ( دَاجٍ وَيُشْرِقُ مِنْ ضِيَاءٍ حُجُولِهِ ** فَيَخَالُهُ رَائِيهِ لَيْلاً مُقْمِرا )8 ( وَوَرَاءَهُ خَيْلٌ كَأَنَّ جُلُودَهَا ** منْ نسجِ قسطنطينةِ أوْ عبقرا )9 ( لَقَدْ أنْتَحَيْتَ لِمُصْطَفِيكَ مَنَائِحاً ** تعيي الملوكَ مقدماً وَمؤخرا ) 40 ( مِنْ بَعْضِ مَا سَلَبَتْ قَنَاكَ مِنَ الْعِدى ** ما هذهِ مما يباعُ وَيشترى )
____________________
(1/578)
4( وَالْجَاهِلِيَّةُ كُلُّهَا كَانَتْ تَرى ** عقرَ القلوصِ ندىً إذا المحلُ اعترى ) 4( إِذْ لَمْ تَكُنْ فِي عَصْرِهِمْ وَلَوَ أَنَّهُمْ ** شهدوا زمانكَ ما استحلوا الميسرا ) 4( وَكَفَاهُمُ عَقْرَ الْقَلُوصِ مُمَلَّكٌ ** بعطيةِ الدررِ الثمينةِ موفرا ) 44 ( وَنشرتَ منْ كشفِ المظالمِ ميتةً ** مَا كَانَ يَأْمُلُ آمِلٌ أَنْ تُنْشَرا ) 45 ( فَوَرى بِحُكْمِكَ زَنْدُ عَدْلٍ قَدْ كَبَا ** وَ كبا لخوفكَ زندُ جورٍ قدْ ورى ) 46 ( وَحسمتَ ظلمَ الظالمينَ فعادَ منْ ** يَمْشِي الْعِرَضْنَةَ وَهْوَ يَمْشِي الْقَهْقَرى ) 47 ( فالجورُ قدْ ألغاهُ منْ لمْ يلغهِ ** وَالْحَقُّ مُعْتَرِفُ بِهِ مَنْ أَنْكَرا ) 48 ( خُلِقَ الْمُظَفَّرُ بِالْفَضائِلِ وَالنُّهى ** وَالْمَجْدِ وَالذِّكْرِ الْجَمِيلِ مُظَفَّرا ) 49 ( جَدٌّ يُشايِعُهُ عَلَى حَوْزِ الْعُلى ** جدٌّ إذا طلبَ العسيرَ تيسرا ) 50 ( وَهيَ العلى وَأبيكَ ليسَ يحوزها ** مَنْ لَمْ يَطِبْ أَصْلاً وَيَكْرُمْ عُنْصُرا )
____________________
(1/579)
5( وَالتُّرْكُ بَعْضُ النَّاسِ إِلاَّ أَنَّهُمْ ** أَقْوى وَأَصْلَبُ فِي الْكَرِيهَةِ مَكْسِرا ) 5( وَالنبعُ كالشريانِ إلاَّ أنَّ ذا ** نَبْتُ الْوِهادِ وَذَاكَ نَبْتٌ فِي الذُّرى ) 5( باغي نظيركَ فائزٌ بمرادهِ ** لكنْ إذا التقتِ الثريا وَالثرى ) 54 ( فلأنتَ عيدُ المسلمينَ فلاَ رأوا ** رَبْعَ الْمَعالِي مِنْكَ يَوْماً مُقْفِرا ) 55 ( وَنداكَ روى روضَ شعري بارضاً ** حَتّى لَصارَ كَما تَرَاهُ مُنَوِّرا ) 56 ( فليرعَ مجدكَ منهُ كلَّ خميلةٍ ** كفلتْ لها نعماكَ ألاَّ تمعرا ) 57 ( وَالروضُ لستَ تراهُ أبلجَ ناضراً ** إلاَّ بحيثُ ترى الحيا مثعنجرا ) 58 ( إِنِّي وَجَدْتُكَ تاجَ كُلِّ مُمَلَّكٍ ** فكسوتُ هذا التاجَ هذا الجوهرا ) 59 ( وَلوَ أنني أجري وَلستُ بفاعلٍ ** قلماً بمدحٍ في سواكَ لما جرى ) 60 ( أَوْ كُنْتُ غائِصَ غَيْرِ بَحْرِكَ لَمْ أَكُنْ ** مستخرجاً ذا اللؤلؤَ المتخيرا )
____________________
(1/580)
البحر : بسيط تام ( مَا مُرْتَقَاكَ عَلَى مَنْ رَامَهُ أَمَمُ ** فلتسلُ عنْ نيلِ ما أوتيتهُ الأممُ ) ( ولييأسوا رمَّةً كانتْ مؤهَّلةً ** لِهِمَّةٍ مَا اهْتَدَتْ في طُرْقِها الْهِمَمُ ) ( فما تحطُّ مطايا المجدِ أرحلها ** إلاَّ بحيثُ أناخَ البأسُ والكرمُ ) 4 ( وَإِنَّ أَوْلى الْوَرى بِالأَمْرِ أَوْفَرُهُمْ ** قِسْماً إِذَا ظَلَّتِ الأَخْطَارُ تُقْتَسَمُ ) 5 ( وَمَنْ أَحَقُّ بِمُلْكِ الأَرْضِ مِنْ مَلِكٍ ** بسيفهِ انكشفتْ عنْ أهلها الغممُ ) 6 ( عدلَ القضيَّةِ يُمضي وهوَ مطَّرحٌ ** ثوبَ الحياءِ ويندى وهوَ محتشمُ ) 7 ( أَغَرُّ لَوْ وَهَبَ الدُّنْيا بِأَجْمَعِها ** لَمَا تَتَبَّعَها مَنٌّ وَلاَ نَدَمُ ) 8 ( ورُبَّ عفوٍ إذا لاذَ الجناةُ بهِ ** أَنْسَاهُمُ بِجَمِيلِ الصَّفْحِ مَا اجْتَرَمُوا ) 9 ( وذي يدٍ تلدُ النُّعمى فإنْ قصدتْ ** كَيْدَ لْعَدُوّ فَمِنْ أَوْلاَدِهَا الرَّقِمُ )0 ( سَيْفَ آلإِمَام بِكَ زْدَادَ لْهُدى َ وضَحاً ** وَفِيكَ كادَتَ تُغَطِّي نُورَها الظُّلَمُ )
____________________
(1/581)
1( وَمُذْ دَعَاكَ إِمَامُ الْعَصْرِ عُدَّتَهُ ** ذلَّ العدى فأزالَ الحقُّ إفكهمُ )( قَدْ كانَ مُتَّهَماً صَرْفُ الزَّمَانِ وَمُذْ ** وفى بقربكَ لمْ تعلقْ بهِ التُّهمُ )( وَغَيْرُ مُسْتَوْجِبٍ ذَمَّ الْوَرى زَمَنٌ ** أيَّامهُ لكَ فيما تشتهي خدمُ )4 ( ثَبَّتَّ وَطْأَةَ دِينِ اللّهِ مُعْتَصِماً ** بِاللّهِ مِنْ بَعْدِ مَا زَلَّتْ بِهِ الْقَدَمُ )5 ( لقدْ نهضتَ بعبءٍ في حمايتهِ ** لاَ يَسْتَقِلُّ بِهِ رَضْوى وَلاَ إِضَمُ )6 ( بِهِمَّةٍ لَوْ أَرَادَ العُصْمَ صَاحِبُها ** لمْ يحمها في ذرى الأطوادِ معتصمُ )7 ( وعزمة ْ مُذْ ألمَّتْ بالشآمِ بَنَتْ ** دونَ الخلافةِ سوراً ليسَ ينهدمُ )8 ( وَطَالَمَا عَرَّسَتْ فِي أَرْضِهِ فِتَنٌ ** تَشِيبُ مِنْهَا قُلُوبُ الْخَلْقِ لاَ اللِّمَمُ )9 ( وَرُبَّ جَيْشٍ إِذَا سَالَ الفَضَاءُ بِهِ ** رَأَيْتَ فِيهِ جِبالَ الأَرْضِ تَصْطَدِمُ )0 ( بَحْرٌ فَإِنْ عَسَلَتْ فِيهِ الرِّمَاحُ أَرَتْ ** أَمْواجَ بَحْرِ الْمَنَايَا كَيْفَ تَلْتَطِمُ )
____________________
(1/582)
2( لِخَيْلِ فُرْسَانِهِ مِنْ طَعْنِ مَا لَقِيَتْ ** براقعٌ ولهمْ منْ نقعها لثمُ )( ثناهُ بأسكَ فانصاعتْ كتائبهُ ** كأنَّ آسادها منْ ذلَّةٍ نعمُ )( عَنَتْ حُمَاةُ بُيُوتِ الشِّعْرِ رَاغِمَةً ** مذْ طنِّبتْ لكَ في أوطانها الخيمُ )4 ( وكمْ لهمْ موقفٌ جالَ الحمامُ بهِ ** لوْ كانَ غيركَ فيهِ الخصمَ ما خصموا )5 ( وكمْ لقوا فيكَ يوماً أيوماً خلقتْ ** فِيهِ السَّنَابِكُ لَيْلاً جَنَّهُ الْخَدَمُ )6 ( ليلاً إذا غطَّتِ الأبصارَ ظلمتهُ ** كانَتْ مَصَابِيحَكَ الهِنْدِيَّةُ الْخُذُمُ )7 ( مَنَعْتَ آسَادَهُمْ قَسراً فَرَائِسَهَا ** فَلَيْسَ يُنْكَرُ أَنْ تَنْبُو بِهَا الأَجَمُ )8 ( وما تظلُّ قناةُ العزِّ قائمةً ** إلاَّ بحيثُ القنا الخطِّيُّ ينحطمُ )9 ( وَإِنْ تَكُنْ نَارُ تِلكَ الْحَرْبِ قَدْ خَمَدَتْ ** فَإِنَّها فِي قُلُوبِ الْقَوْمِ تَضْطَّرِمُ )0 ( عَنْ هَيْبَةٍ سَكَنَتْ أَحْشَاءَهُمْ فَقَضَتْ ** أنْ يقفلَ الجيشُ عنهمْ وهوَ عندهمُ )
____________________
(1/583)
3( عضَّتْ رؤوسهمُ بعدَ الجماحِ ظبىً ** على الموارنِ منْ آثارها حكمُ )( بِيضٌ إِذَا فَارَقَتْ في يَوْمِ مَعْرَكَةٍ ** أَغْمَادَها فَارَقَتْ أَجْسَادَهَا القِمَمُ )( وَلَوْ تَوَخَّيْتَ إِعْنَاتَ الْمُذِمِّ لَهُمْ ** لَمْ يَرْضَ سَيْفُكَ حَتّى تُخْفَرَ الذِّمَمُ )4 ( لوَ انَّهمْ جاوزوا الجوزاءَ ما امتنعوا ** منْ ذي العتاقِ المذاكي أنْ تدوسهمُ )5 ( ذرهمْ ونصرةَ مَنْ لاذوا بعقوتهِ ** فَقَدْ وَهَتْ عَرَبٌ بِالرُّومِ تَعْتَصِمُ )6 ( أَرى لَيَالِيَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ زُهُراً ** كَمَا لَيَالِيَ مَنْ أَقْصَيْتَهُ سُحُمُ )7 ( إنْ لمْ تكنْ بينهمْ قربى فبينهمُ ** مِنَ الْمُسَاوَاةِ فِي خَوْفِ الرَّدى رَحِمُ )8 ( غَاضَتْ دِمَاؤُهُمُ خَوْفاً فَلَوْ شَرَعَتْ ** فيهمْ رماحكَ لمْ يعلقْ بهنَّ دمُ )9 ( وَلَوْ أَرَدْتَ لأَغْرَيْتَ التُّرَابَ بِهِمْ ** فلمْ يكنْ لهمُ في الأرضِ منهزمُ ) 40 ( لكنْ جريتَ على رسمٍ ظللتَ بهِ ** فِي الْعَفْوِ مُلْتَزِماً مَا لَيْسَ يُلْتَزَمُ )
____________________
(1/584)
4( وَمُذْ رَأَيْتُكَ تُولِي الْعَفْوَ كَافِرَهُ ** عَلِمْتُ أَنَّكَ بِالإِنْعَامِ تَنْتَقِمُ ) 4( علماً بأنَّ الَّذي عُوِّدتَ نصرتهُ ** يُحِيقُ بِالكَافِرِي نُعْماكَ كُفْرَهُمُ ) 4( وَالرُّومُ قَدْ أَيْقَنُوا لاَ شَكَّ أَنَّهُمُ ** لوْ ساهموكَ بسهمٍ في الورى سُهِمُوا ) 44 ( وَكَيْفَ تَطْمَحُ نَحْوَ الْحَرْبِ أَعْيُنُهُمْ ** وذكرُ بأسكَ في أفواههمْ لجُمُ ) 45 ( ولوْ أعرتهمُ ألبابهمْ لدروا ** أنَّ الَّذي جهلوا أضعافُ ما علموا ) 46 ( إنَّ المظفَّرَ منْ ما حلَّ في بلدْ ** إِلاَّ تَحَمَّلَ عَنْهُ الْخَوْفُ وَالْعَدَمُ ) 47 ( وَكَيْفَ تُظْلِمُ أَرْضٌ أَنْتَ سَاكِنُها ** نُوراً تَسَاوَتْ بِهِ الأَظْهَارُ وَالعَتَمُ ) 48 ( أَوْ تَشْتَكِي النَّاسُ إِمْحَالاً وَقَدْ فَعَلْتَ ** فِيهِمْ يَمِينُكَ مَا لاَ تَفْعَلُ الدِّيَمُ ) 49 ( وَأَيْنَ مِنْكَ حَياً يَحْيَا التُّرَابُ بِهِ ** أَنّى وَأَنْتَ حَياً يَحْيَا بِهِ النَّسَمُ ) 50 ( خَلاَئِقٌ عَمَّتِ الدُّنْيَا بِما نَسَلَتْ ** مِنَ الْعَطايَا وَأُمَّاتُ النَّدى عُقُمُ )
____________________
(1/585)
5( يثني بآلائها منْ في الحياةِ ولوْ ** تَسْطِيعُ نُطْقاً إِذاً أَثْنَتْ بِها الرِّمَمُ ) 5( وَأَيُّ بَارِقَةٍ لِلْمَجْدِ صَادِقَةٍ ** لاحتْ ولمَّا تشمها هذهِ الشِّيمُ ) 5( وهلْ تساويكَ أملاكٌ مضوا وبقوا ** أَسْمَاؤُهُمْ في اسْمِكَ الْمَشْهُورِ مُدَّغَمُ ) 54 ( مَنَاقِبٌ لَيْسَ تُحْصَى خَصَّ مَفْخَرُها ** بَني أَبِيكَ وَعَمَّ النَّاسَ كُلَّهُمُ ) 55 ( فما خلا عربيٌّ منْ مفاخرةٍ ** بِذِي الْمَعَالِي وَإِنْ خُصَّتْ بِها العَجَمُ ) 56 ( فاعلُ الورى بمساعٍ طالما اقتحمتْ ** إِلى العُلى غَمَرَاتٍ لَيْسَ تُقْتَحَمُ ) 57 ( واسمعْ لحاكمةٍ في القلبِ مُحكمةٍ ** لَمْ يَسْتَمِعْ مِنْ زُهَيْرٍ مِثْلَها هَرِمُ ) 58 ( وإنَّني لجديرٌ أنْ أطولَ إذا ** أصبحتُ مهدي تاجٍ درُّهُ الكلمُ ) 59 ( قَوْلٌ يُجَاوِزُ غَايَاتِ البَهاءِ فَمَا ** تَزِيدُ في حُسْنِهِ الأَوْتَارُ وَالنَّغَمُ ) 60 ( صَعْبُ القِيادِ إِذَا أَرْعَيْتَهُ أُذُناً ** عَلِمْتَ أَنِّي لِسَانٌ وَالزَّمانُ فَمُ )
____________________
(1/586)
6( وأيُّما بغيةٍ تنأى على أملي ** وَذَا الْمَقامُ إِلى مَا أَبْتَغِي لَقَمُ ) 6( أَيَّامُنَا بِكَ أَعْيَادٌ وَأَشْهُرُنَا ** مِنْ كَثُرَةِ لأَمْنِ فيرقا أَشْهُرُ حُرُمُ ) 6( ف لَّلهُ عَزَّ مُجِيباً فِيكَ مُسْتَمِعٌ ** دُعَاءَ مَنْ ضَمَّهُ في أَمْنِكَ الْحَرَمُ ) 64 ( لاَ خَابَ فِيكَ رَجَاءُ الْمُسْلِمِينَ فَقَدْ ** صحَّتْ بعزِّكَ دنياهمْ ودينهمُ ) 65 ( ودامَ ربعكَ مأهولاً ولاَ برحتْ ** وَقْفاً عَلَيْكَ كَمَا تَمَّتْ بِكَ النِّعَمُ )
____________________
(1/587)
البحر : طويل ( هلِ العدلُ إلاَّ دونَ ما أنتَ مظهرُ ** أو الخيرُ إلاَّ ما تذيعُ وَتضمرُ ) ( قَضى لَكَ بِالْعَلْياءِ عَزْمٌ وَهِمَّةٌ ** وَجودٌ وَإقدامٌ وَفرعٌ وَعنصرُ ) ( وَرَأْيٌ كَفى كَيْدَ الْخُطوبِ وَقَبْلَهُ ** عَدَتْ غِيَرُ الأْيَّامِ إِذْ لاَ مُغَيِّرُ ) 4 ( بَلَغْتَ بِأَدْناهُ إِلى الْغايَةِ الَّتي ** كَبا دُونَها كِسْرى وَقَصَّرَ قَيْصَرُ ) 5 ( وَأَنَّى يُجارِيكَ الْعَلاَءَ مُعَظَّمٌ ** يُعَظِّمُ مِنْ شَأْنِ الْعُلى ما تُصَغِّرُ ) 6 ( يخافُ منَ الإقدامِ مالاَ تخافهُ ** وَيَرْقُدُ عَنْ مَنْعِ الذِّمارِ وَتَسْهَرُ ) 7 ( فضلتَ الحيا السحاحَ وَالعامُ ممرعٌ ** وَأسرفتَ في التهطالِ وَالعامُ ممعرُ ) 8 ( وَدَانَتْ لَكَ الأَيَّامُ فَ نْجابَ ظُلْمُها ** كَما انْجابَتِ الظَّلْماءُ والصُّبْحُ مُسْفِرُ ) 9 ( وَكَانَ وَقارُ الشَّيْبِ فِي النَّاسِ فاشِياً ** فَأَعْلَمْتَهُمْ أَنَّ الْشَّبِيبَةَ أَوْقَرُ )0 ( ضَفَتْ نِعْمَتانِ خَصَّتاكَ وَعَمَّتا ** حَدِيثُهُما حَتَّى الْقِيَامَةِ يُؤْثَرُ )
____________________
(1/588)
1( وجودكَ وَالدنيا إليكَ فقيرةٌ ** وَجودكَ وَالمعروفُ في الخلقِ منكرُ )( بعارفةٍ لوْ عارضتْ آلَ برمكٍ ** لأكْبَرَها يَحْيى وَفَضْلٌ وَجَعْفَرُ )( وَلوْ عاينتكَ الجاهليةُ لمْ يئدْ ** فَقِيرٌ وَلاَ ضَمَّ الْجَماعَةَ مَيْسِرُ )4 ( وَأَبْطَلَ عَقْرَ الْعَوْدِ فِيهِمْ مُبِيحُهُ ** لِمَنْ يَعْتَفِيهِ وَهْوَ بِالدَّبْرِ مُوقَرُ )5 ( إذا عزمتْ كعبٌ على حوزِ سؤددٍ ** قضى بالذي تهوى القضاءُ المقدرُ )6 ( وَهلْ عدمتْ أعداؤها منْ سيوفها ** رسوماً تعفى أوْ قروماً تعفرُ )7 ( إِذَا لاَقَتِ الأْبْطالَ يَوْمَ كَرِيهَةٍ ** فَكَمْ أَبْطَلَتْ ما يَدَّعِيهِ السَّنَوَّرُ )8 ( لها منكَ يومَ السلمِ تاجٌ وَحلةٌ ** تزينُ وَيومَ الروعِ درعٌ وَمغفرُ )9 ( وَإنكَ أوفاها بعهدٍ وَذمةٍ ** وضأثبتها وَالخيلُ بالهامِ تعثرُ )0 ( وَفارسها وَالبيضُ تقطرُ منْ دمِ ال ** كماةِ وَفرسانُ الوغى تتقطرُ )
____________________
(1/589)
2( كفعلكَ بالرومي إذْ رامَ خطةً ** تَكادُ سَماءُ الْعِزِّ فِيها تَفَطَّرُ )( نهضتَ إليهِ نهضةً شرفيةً ** بها الدينُ يحمى وَالخلافةُ تنصرُ )( رَفِيقُكَ مِمَّا تَطْبَعُ الهِنْدُ أَبْيَضٌ ** وَهادِيكَ مِمَّا تُنْبِتُ الْخَطُّ أَسْمَرُ )4 ( وَقدْ كانتِ الريحُ الرخاءُ تغرهُ ** إلى أنْ أتتهُ وَهيَ نكباءُ صرصرُ )5 ( فَوَلّى وَلَوْلاَ حُسْنُ عَقْوِكَ لَمْ يَئِلْ ** وَلاَ عادَ عنهُ بالنجاةِ مبشرُ )6 ( وَقَدْ عايَنُوا شَزْراً مِنَ الطَّعْنِ كافِلاً ** لِدِينِكَ أَلاَّ تَمْنَعَ الرُّومَ شَيْزَرُ )7 ( بعزكَ سرحُ المسلمينَ ممنعٌ ** وَكانَ بأطرافِ الأسنةِ يذعرُ )8 ( وَلمَّا تَعَدَّى التُّرْكُمانِيُّ طَوْرَهُ ** وَأَضْمَرَ بَغْياً ضِدَّ ما كانَ يُظْهِرُ )9 ( بَعَثْتَ إِلَيْهِ الْمُقْرَباتِ حَوَامِلاً ** أسودَ وغىً عنْ ناجذْ النصرِ تفغرُ )0 ( فولتْ بأمرِ اللهِ لاَ عنْ مخافةٍ ** وَقدْ يحضرُ الروعَ الذليلُ فينصرُ )
____________________
(1/590)
3( ففازَ بكسرٍ عجلَّ اللهُ جبرهُ ** وَأَعْقبَهُ الْكَسْرُ الَّذِي لَيْسَ يُجْبَرُ )( وَرَجّى سَفاهاً أُخْتَها وَهْوَ صائِمٌ ** فَأَدْرَكَهُ ما ساهُ وَهْوَ مُفْطِرُ )( وَلَوْ لَمْ يُجِرْهُ الَّليْلُ خامِسَ خَمْسَةٍ ** لَما عَادَ مِنْ تِلْكَ الْجُمُوعِ مُخَبِّرُ )4 ( وَأخرتِ الطلابَ عنهُ عصائبٌ ** تحكمُ فيها المرهفاتُ وَتأسرُ )5 ( فَإِنْ تَكُ أَسْرَى عَفَّتِ الْبِيْضُ عَنْهُمُ ** فمنْ بعدِ أنْ عافتْ ضباعٌ وَأنسرُ )6 ( توغلَ مجتاباً منَ الليلِ جنةً ** وَعادَ وَأُخْرى لِلْكَرَامَةِ تُذْخَرُ )7 ( وَخُبْرُ أَخِيهِ رَدَّهُ عَنْكَ سالِماً ** وَباءَ بمحضِ الذلِ منْ ليسَ يخبرُ )8 ( مَلَكْتَ مِنَ الدَّهْرِ الْعَصِيِّ قِيادَهُ ** فما قدمتْ أحداثهث منْ تؤخرُ )9 ( وَليستْ تردُّ ما أمرتَ خطوبهُ ** وَلاَ تردُ الأملاكُ منْ حيثُ تصدرُ ) 40 ( هديتَ إلى طرقِ المعالي وما اهتدوا ** وَأَنْجَدْتَ فِي كَسْبِ الثَّناءِ وَغَوَّرُوا )
____________________
(1/591)
4( تَوَقَّلْتَ فِي تِلْكَ الْهِضابِ فَحُزْتَها ** على أنها لولاكَ لمْ تكُ تعبرُ ) 4( فإنْ طاولول أوْ صاولوا بقديمهمْ ** فَأَنْتَ بِما تَأْتِي عَلَى الطَّوْلِ أَقْدَرُ ) 4( وَإِنْ كُنْتَ ذَا الْجَدَّيْنِ جَلاَّ وَأُعْظِما ** فكلٌّ بهِ يسمو الزمانُ وَيفخرُ ) 44 ( فجدٌّ بهِ يسمو جوادٌ وَصارمٌ ** وَجَدٌّ بِهِ يَعْلُو سَرِيرٌ وَمِنْبَرُ ) 45 ( بِنَصْرِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ نَصْرٍ تَسَهَلَّتْ ** مطالبُ كانتْ قبلهُ تتوعرُ ) 46 ( بأروعَ أعمارُ المكارمِ عندهُ ** تطولُ وَأعمارُ المواعيدِ تقصرُ ) 47 ( لجوجٌ إذا قادَ اللجاجُ إلى الوغى ** وَلوجٌ وَنيرانُ الوغى تتسعرُ ) 48 ( إذا عدَّ صدقُ الناسِ أوْ ذكرَ الندى ** فما يتعداهُ لسانٌ وَخنصرُ ) 49 ( رويدَ المساعي تعرفِ القولَ مقصداً ** فَمَا الْقَوْلُ عَنْ هذا الْفَعَالِ مُعَبِّرُ ) 50 ( وَهَلْ بِالَّذي تَأْتِي إِلى الْوَصْفِ حَاجَةٌ ** وَأَخْبَارُهُ بِالشَّرْقِ وَالْغَرْبِ تُشْهَرُ )
____________________
(1/592)
5( وَلكِنَّهُ بِالشِّعْرِ يَزْدَادُ بَهْجَةً ** كَمَا زْدَادَ حُسْنُ الرَّوْضِ وَهْوَ مُنَوِّرُ ) 5( لَقَدْ مَاتَتِ الآمَالُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ** وَلولاَ نداكَ الغمرُ لمْ تكُ تنشرُ ) 5( فَيَا لَيْتَ أَيّامِي بِظِلِّكَ لاَانْطَوى ** سنونَ وَساعاتي القصيرةَ أشهرُ ) 54 ( بحيثُ اللهى تنهلُّ وَالحمدُ يقتنى ** وَصِدْقُ الْمُنى قَدْ شَاعَ وَالذَّنْبُ يُغْفَرُ ) 55 ( فقربكَ أنساني عطايا بلوتها ** منَ المطلِ تجنى بلْ منَ اللؤمِ تعصرُ ) 56 ( مناظرُ راقتْ لمْ تعنها مخابرٌ ** وَما كلُّ دوحٍ راقَ رائيهِ مثمرُ ) 57 ( إذا عذرَ المأمولُ في البخلِ نفسهُ ** فَآمِلُهُ فِي مَنْعِهِ الشُّكْرَ أَعْذَرُ ) 58 ( وَعندي لما خولتنيهِ محامدٌ ** تَسِيرُ مَسِيرَ الشَّمْسِ بَلْ هِيَ أَسْيَرُ ) 59 ( غَرَائِبُ إِنْ لاَحَتْ فَدُرٌّ وَجَوْهَرٌ ** ثمينٌ وَإنْ فاحتْ فمسكٌ وَعنبرُ ) 60 ( وَما أضعفتْ عشرُ الثمانينَ منتي ** كَمَا تُضْعِفُ الضِّرْغَامَ وَهْوَ غَضَنْفَرُ )
____________________
(1/593)
6( أَرى خَبَرَ الْبُخَّالِ يَهْلِكُ عَبْطَةً ** فَيُنْسى وَأَخْبَارُ الْكِرَامِ تُعَمَّرُ ) 6( وَلوْ لمْ يكنْ هذا كذا ماتَ حاتمٌ ** مَمَاتَ رِجَالٍ عَنْ مَدى الْجُودِ قَصَّرُوا ) 6( فللهِ مولىً أصبحَ الحمدُ دأبهُ ** فَلَمْ يَعْدُهُ هذَا الثَّنَاءُ الْمُحَبَّرُ ) 64 ( منَ الذمَّ معصومٌ كأنَّ مغيبهُ ** وَلوْ جمعتْ فيهِ أعاديهِ محضرُ ) 65 ( وَمُعْتَرِفٌ لِلطَّالِبِينَ بمَا أدَّعَوْا ** وَلكِنَّهِ بَعدَ الْمَوَاهِبِ مُنْكِرُ ) 66 ( تحوزُ الغنى جدواهُ أولَ وهلةٍ ** وَيَحْسَبُهُا لَمْ تُغْنِ فَهْوَ يُكَرِّرُ ) 67 ( كَصَوْبِ حَياً عَمَّ الْبِلاَدَ بِغَيثِهِ ** ففازتْ بأقصى ريها وَهوَ ممطرُ ) 68 ( بقيتَ بقاءَ الفرقدينِ ملازماً ** جِوَارَهُمَا مَا جَاوَرَ الْعَيْنَ مَحْجِرُ ) 69 ( وَلاَ زالتِ الأعيادُ تقدمُ هكذا ** وَمُلْكُكَ مَحْرُوسٌ وَمَغْنَاكَ أَخْضَرُ )
____________________
(1/594)
البحر : بسيط تام ( يا أيُّها الملكُ السَّامي الّذي شرفتْ ** بِهِ السُّعُودُ فَمَا خَلْقٌ يُلاَيِمُهُ ) ( حاشا لأشقركَ الميمونِ غرَّتهُ ** يزلُّ والفلكُ الدَّوَّارُ خادمهُ ) ( وإنَّما عاينَ الأملاكَ ساجدةً ** إلى علاكَ فلمْ تثبتْ قوائمهُ )
____________________
(1/595)
البحر : طويل ( تَمَنِّي الْعُلى سَهْلٌ وَمَنْهَجُها وَعْرُ ** وَشِيمَتُها إِلاَّ سُمْتَها الْغَدْرُ ) ( أَبَتْ كُلَّ مَنْ أَنْضى إِلَيْها رِكابَهُ ** فَلاَ حازِمٌ أَفْضى إِلَيْها وَلاَ غَمْرُ ) ( وَأغليتَ بالإقدامِ وَالجودِ مهرها ** فأحجمتِ الخطابُ لما غلاَ المهرُ ) 4 ( فَمُذْ سُدْتَ لِمْ تَطْمَحْ بِذِي هِمَّةٍ مُنىً ** وَمُذْ جُدْتَ لَمْ يَسْنَحْ لِذِي مِنَّةٍ ذِكْرُ ) 5 ( فَضَحْتَ الأُلى حَنَّتْ إِلَيْها قُلُوبُهُمْ ** فَما لَهُمُ فِيها قَلُوصٌ وَلاَ بَكْرُ ) 6 ( همُ اعتذروا قدماً بإشكالِ طرقها ** عليهمْ فمذْ أوضحتها لمْ يضحْ عذرُ ) 7 ( عَلَوْتَ بِحُكْمٍ لاَ يُقارِنُهُ هَوىً ** وَمَحْضِ وَفاءٍ لاَ يُقارِبُهُ خَتْرُ ) 8 ( وَعَدْلٍ سَوَاءٌ فِيهِ سُخْطُكَ والرِّضى ** وَدِينٍ سَوَاءٌ فِيهِ سِرُّكَ وَالْجَهْرُ ) 9 ( وَطبقتِ الآفاقَ أخباركَ التي ** إِذَا نُشِرَتْ فِي بَلْدَةٍ كَسَدَ الْعِطْرُ )0 ( فَهَلْ وُلِّيَتْ رِيحُ ابْنِ دَاوُدَ حَمْلَها ** فغدوتها شهرٌ وَروحتها شهرُ )
____________________
(1/596)
1( أَحَلَّكَ فَوْقَ الْخَلْقِ قَدْراً وَرُتْبَةً ** وَدِيناً وَدُنْيا مَنْ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ )( وَمنذُ أخفتَ الدهرَ لمْ يعدُ حادثٌ ** وَلمْ يدمَ للأيامِ نابٌ وَلاَ ظفرُ )( وَمنكَ استفادتْ كلَّ أمرٍ يزينها ** فَلاَ عَجَبٌ أَنْ طاوَعَتْكَ وَلاَ نُكْرُ )4 ( وَما زَالَ لِلرّاجِي لُهى كَفِّكَ الْغِنى ** وَما زَالَ لِلْجانِي التَّجاوُزُ وَالْغَفْرُ )5 ( وَيارُبَّ جَبَّارٍ أَرَدْتَ اجْتِياحَهُ ** فلمْ ينجهِ برٌّ وَلمْ ينجهِ بحرُ )6 ( وَأيُّ خلالِ المجدِ ما ملكتكهُ ** وَإِنْ رَغِمَ الْحُسَّادُ هِمَّتُكَ الْبِكْرُ )7 ( تَباعَدَ عَنْ إِنْعامِكَ الْمَنُّ وَالأَذى ** وَلمْ تنفصلْ عنهُ الطلاقةُ وَالبشرُ )8 ( فداؤكَ أملاكٌ ثوابُ عفاتها ** لديها العبوسُ الجمُّ وَالنظرُ الشزرُ )9 ( إِذَا ما رُقُوا بِالْحَمْدِ لَمْ تَنْفَعِ الرُّقى ** وَإنْ سحروا بالمدحِ لمْ ينفذِ السحرُ )0 ( ذَوُو عَزَماتٍ لاَيُفَلُّ بِها عِدىً ** وَأَرْبابُ وَفْرٍ لاَ يُفَكُّ لَهُ أَسْرُ )
____________________
(1/597)
2( وَعزمكَ يأبى أنْ تقومَ مقامهُ ** مهندةٌ بيضٌ وَخطيةٌ سمرُ )( وَلوْ أنَّ أسدَ الغابِ ريعتْ بحدهِ ** عَلَى عِزِّها لَمْ يَخْشَها الْغِفْرُ وَالْغُفْرُ )( أما قومكَ القومُ الذينَ إذا جنوا ** أَبى عِزُّهُمْ أَنْ يُقْتَضى عِنْدَهُمْ وِتْرُ )4 ( حميةُ بأسٍ قدْ تلتهُ تقيةٌ ** فَطالُوا وَهُمْ بَدْوٌ وَطابُوا وَهُمْ حَضْرُ )5 ( أسودٌ على أسدِ الكرائهِ قد ضروا ** إِذَا حُوسِنُوا سَرُّوا وَإِنْ خُوشِنُوا ضَرُّوا )6 ( يَطُولُ إِلى أَنْ لاَ يماثِلَهُ عُمْرُ ** وَحوشوا وَ أنى تهبطُ الأنجمُ الزهرُ )7 ( لَبَلَّغْتَهُمْ ما لَمْ تَنَلْهُ بِكَعْبِها ** إيادٌ وَلمْ تبلغْ بخالدها قسرُ )8 ( فضلتمْ كرامَ الناسِ في كلَّ سؤددٍ ** وَلاَ عَجَبٌ أَنْ يَفْضُلَ الْيَرْمَعَ الدُّرُّ )9 ( إِذَا فاخَرَتْ بِالْجُودِ عُرْبٌ سِوَاكُمُ ** فَفَخْرُهُمُ ما تَمْنَحُ الْجَفْنَةَ الْقِدْرُ )0 ( وَعِنْدَكُمْ خَيْرُ الْقِرى وَوَرَاءَهُ ** وَلوْ قصرا الإمكانُ جودُكمُ الغمرُ )
____________________
(1/598)
3( فإنْ نعمٌ بالشلَّ بادتْ فلمْ يبدْ ** عُرُوجَكُمُ إِلاَّ الْمَوَاهِبُ وَالْعَقْرُ )( وَقدْ أيدَ الإسلامُ منكَ بأسرةٍ ** فَكانَ لَها الإِيوَاءُ مِنْ قَبْلِ وَالنَّصْرُ )( بِكُلِّ مَنِيعِ الْجارِ ما سَلَّ سَيْفَهُ ** وَلَمْ يَكُ مِنْ أَضْيافِهِ الذِّئْبُ وَالنَّسْرُ )4 ( إذا طلبَ الغاياتِ لمْ يهنهِ الكرى ** وَإِنْ قارَعَ الأَعْدَاءَ لَمْ يَنْهَهُ الزَّجْرُ )5 ( تَفَرَّدَ تاجُ الأَصْفِياءِ بِحَوْزِها ** مَكارِمُ جَمُّ الْوَصْفِ فِي جَنْبِها نَزْرُ )6 ( تلاَ رهطهُ في كلَّ فخرٍ سموالهُ ** فأربى كما أربى على الأنجمِ البدرُ )7 ( وَلَمْ يَكُ مِثْلَ الصُّبْحِ يَقْدُمُهُ الدُّجى ** وَلكنها شمسٌ تقدمها فجرُ )8 ( هُمامٌ يُغِصُّ الحاسِدِيهِ بِبابِهِ ** بِما لَمْ يَغُصْ يَوْماً عَلَى مِثْلِهِ الْفِكْرُ )9 ( وَيحكمُ في أهلِ النفاقِ وَعيدهُ ** بِأَضْعافِ ما يَقْضِي بِهِ الْعَسْكَرُ الْمَجْرُ ) 40 ( وَمَلْكٌ تَوَالى ذَبُّهُ وَعَطاؤُهُ ** فَما خافَ مُغْتَرٌّ وَلاَ خابَ مُعْتَرُّ )
____________________
(1/599)
4( ** وضإنْ ظلَّ يهمي قيلَ بالدهرِ مغترُّ ) 4( وَما هِيَ إِلاَّ غِرَّةٌ سَنَّها النَّدى ** على غارةٍ في مالهِ شنها الشعرُ ) 4( وَنَشْوَانُ مِنْ خَمْرِ الْمَكارِمِ لَمْ يُفِقْ ** فُوَاقاً وَلَوْلاَهُنَّ لَمْ يَدْرِ ما السُّكْرُ ) 44 ( فلاَ يطمعِ العذالُ منهُ بسلوةٍ ** لِغَيْرِ النَّدى مِنْهُ الْقَطِيعَةُ وَالْهَجْرُ ) 45 ( وَكَمْ قَدْ نَهاهُ النَّاصِحُونَ بِزَعْمِهِمْ ** فَمَرَّ كَأَنَّ النَّهْيَ فِي سَمْعِهِ أَمْرُ ) 46 ( فكلُّ حياً يحيا الترابُ بمائهِ ** فداءُ غمامٍ منْ مواطرهِ التبرُ ) 47 ( يُحَجَّبُ إِعْظاماً وَما دُونَ عَدْلِهِ ** وَفائِضِ جَدْوَاهُ حِجابٌ وَلاَ سِتْرُ ) 48 ( وَيطفو على ماءِ الجمالِ بوجههِ ** حياءٌ تظنى جاهلٌ أنهُ كبرُ ) 49 ( وَما ثَبَتَتْ إِلاَّ لَهُ حُجَجُ الْعُلى ** وَلاَ أقلعتْ إلاَّ بهِ الحججُ الغبرُ ) 50 ( وَلاَ هُوَ عِنْدَ الْفَخْرِ ذُو السُّؤْدُدِ الَّذِي ** يقرُّ بهِ زيدٌ وَيجحدهُ عمرو )
____________________
(1/600)
5( خَلِيلَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِكَ أنْجَلَتْ ** حَنادِسُ لاَ شَمْسٌ جَلَتْها وَلاَ بَدْرُ ) 5( وَأَمَّنْتَنا كَيْدَ الْخُطُوبِ الَّتي عَرَتْ ** فَهانَتْ عَلَيْنا كُلُّ حادِثَةٍ تَعْرُو ) 5( مِنَ اللّهِ نَسْتَهْدِي لَكَ الْعُمُرَ الَّذِي ** ) 54 ( وَنَسْأَلُهُ إِيزَاعَنا شُكْرَهُ الّذي ** توخيهِ إيمانٌ وَإلغاؤهُ كفرُ ) 55 ( فَجاحِدُ ما تُولِي عَلَى اللّهِ مُفْتَرٍ ** وَكاتمهُ عنْ ناجذِ الكفرِ مفترُّ ) 56 ( لَقَدْ أَشْكَلَتْ أَعْيادُنا مُنْذُ أَصْبَحَتْ ** تُشاكِلُها فِي الحُسْنِ أَيَّامُكَ الْغُرُّ ) 57 ( فلولاَ مواقيتٌ تعالمها الورى ** لَما عُرِفَ الأَضْحى لَدَيْنا وَلاَالْفِطْرُ ) 58 ( كَفاكَ الرَّدى مَنْ أَنْتَ ناصِرُ دِينِهِ ** فَلَمْ يَفْتَخِرْ إِلاَّ بِأَفْعالِكَ الدَّهْرُ ) 59 ( وَلاَ غاضَ مِنْ بَحْرِ الأَجَلَّيْنِ زاخِرٌ ** عَلاَ طامِياً آذِيُّهُ وَنَأَى الْقَعْرُ ) 60 ( فَقَدْ حازَ هذَا الْعَصْرُ مِنْكَ وَمِنْهُما ** فضائلَ لمْ يظفرْ بأيسرها عصرُ )
____________________
(1/601)
6( وَكمْ منةٍ أسديتها وَشكرتها ** فَأَسْدَيْتَ أُخْرى لاَيَقُومُ بِها شُكْرُ ) 6( وَإِنْ طالَما أَرْسلْتُ غَيْرَ مُدَافَع ** وَإِنْ جَلَّ عَنْ قَوْلٍ يُمَاثِلُهُ قَدْرُ ) 6( وَأَهْدَتْ إِلى مِصْرٍ دِمَشْقُ عَلَى النَّوى ** نَظَائِرَ مَا تُهْدِيهِ دَارِينُ وَالشِّحْرُ ) 64 ( قريضاً كأحوى الروضِ صافحهُ الندى ** نَدى اللَّيْلِ لَمْ يُقْلِعْ وَصَابَحَهُ الْقَطْرُ ) 65 ( يخفُّ على الأفواهِ في الأرضِ كلها ** فَيَشْدُو بِهِ شَرْبٌ وَيَحْدُو بِهِ سَفْرُ ) 66 ( وَيُعْرِبُ عَنْهُ حِينَ يُنْشَدُ نَشْرُهُ ** وَما طيبُ مسكٍ لاَ يضوعُ لهُ نشرُ ) 67 ( وَيقبحُ إدلالي بنظمِ مدائحٍ ** لمجدكَ أدنى قلها وَليَ الكثيرُ ) 68 ( فَحَظُّكَ مِنْها مَا يُغَاظُ بِهِ الُعِدى ** وَحَظِّي الْغِنى وَالْعِزُّ وَالْجاهُ وَالْفَخْرُ ) 69 ( تناءتْ على الوصافِ أوصافكَ التي ** ) 70 ( وَليسَ لقولي عندما أنتَ فاعلٌ ** )
____________________
(1/602)
7( وَلكنَّ شعري لارتياحكَ عاشقٌ ** وَما بعدتْ يوماً على عاشقٍ مصرُ )
____________________
(1/603)
البحر : طويل ( دعوا القولَ فيمنْ جادَ منَّا ومنْ ضنَّا ** فَلَيْسَ بِبِدْعٍ أَنْ أَسَأْتُمْ وَأَحْسَنَّا ) ( بلى عجبٌ في الحالتينِ رجاؤنا ** لَكُمْ لَيْتَهُ يَأْسٌ وَيَأْسُكُمُ مِنَّا ) ( فكلٌّ رأى طرقَ الهوى غيرَ أنَّكمْ ** تَأَخَّرْتُمُ عَنْ قَصْدِها وَتَقَدَّمْنَا ) 4 ( وَقَدْ عَلِمَ التَّوْدِيعُ أَنَّ أَشَحَّنَا ** بِصَاحِبِهِ إِذْ جَدَّ أَسْمَحُنَا جَفْنا ) 5 ( وَكَانَتْ دُمُوعُ الْعَيْنِ بِيضاً كَغَيرِهَا ** فلمَّا تلوَّنتمْ علينا تلوَّنَّا ) 6 ( فَلاَ تُلْزِمُونَا مَيْنَ وَاشٍ وَشَى بِنَا ** خُذُوا الْحَقَّ مِنَّا فِي الْمَوَدَّةِ إِنْ مِنَّا ) 7 ( لَئِنْ كُنْتُ فِي الْحُبِّ الْمُضِرِّ بِمُهْجَتِي ** بِلاَ جَسَدٍ مُضْنىً فَلِي حَسَدٌ مُضْنَا ) 8 ( كَذَاكَ إِذَا يَمَّمْتُ بِالرَّكْبِ مَنْزِلاً ** أجابتْ دموعي قبلَ أنْ أسألَ المغنا ) 9 ( فَحَيَّا وَدَنَّا آللهُ حَيّاً عَلَى اللَّوى ** بِحُبِّ كَحِيلِ الطَّرَفِ مِنْ سِرْبِهِ دِنَّا )0 ( لَهُ نَظَرٌ يَثْنِي العِدى عَنْ فَرِيقِهِ ** ولاَ منكرٌ للطَّعنِ أنْ يمنعَ الطَّعنا )
____________________
(1/604)
1( وَرُبَّ جَمَالٍ فِتْنَتِي فِي افْتِنَانِهِ ** فلاَ زلتُ مفتوناً ولاَ زالَ مفتنّا )( تَحَقَّقْتُ أَنَّ الْوَرْدَ يُجْنى بِخَدِّهِ ** وَلَمْ أَدْرِ أَنَّ الْمَوْتَ مِنْ صَدِّهِ يُجْنَا )( تَبَاعَدَ هَجْراً وَالدِّيَارُ قَرِيبَةٌ ** فيا طولَ أشواقي إلى الأبعدِ الأدنا )4 ( وَنَفْسِي عَلَى العِلاَّتِ فِي الْقُرْبِ والنَّوى ** فداءُ الَّذي منّى زماناً وما منَّا )5 ( فألاَّ اقتفى أفعالَ زيدِ بنِ أحمدٍ ** مكمِّلِ ما فيهِ منَ الحسنِ والحسنا )6 ( فكمْ سنَّةٍ مأثورةٍ سنَّ في النَّدى ** وَكَمْ غَارَةٍ شَعْوَاءَ فِي مَالِهِ شَنّا )7 ( رَأَى الدَّهْرَ وَثَّاباً عَلَى كُلِّ مَا رَأَى ** وَأَخْنى عَلى مَا حَازَ وَالدَّهْرُ مَا أَخْنَا )8 ( فَلَوْ سِيلَ عَنْ أَمْجَادِهِمْ مَنْ أَعَفَّهُمْ ** لِما في يديهِ قالَ زيدٌ وما استثنا )9 ( إذا عنَّ مجدٌ كانَ أطولهمْ يداً ** وَإِنْ عَزَّ قَوْلٌ كَانَ أَحْضَرَهُمْ ذِهْناً )0 ( يروقكَ مرأىً ثمَّ يسترُ حسنهُ ** فتلقى منَ الإحسانِ ما يفضلُ الحسنا )
____________________
(1/605)
2( ضَمِيرٌ عَلَى غَيْرِ السَّلاَمَةِ مَا انْطَوى ** وقلبٌ إلى غيرِ الفضائلِ ما حنَّا )( جَدِيرٌ بِإِذْلاَلِ الْخُطُوبِ إِذَا سَطَا ** عَلِيمٌ بِإِضْمَارِ الْغُيُوبِ إِذَا ظَنَّا )( إِذَا هُزَّ مَنْ يُرْجى لُهَاهُ فَعِنْدَهُ ** غُصُونُ ارْتِيَاحٍ لاَ تُهَزُّ وَلاَ تُحْنَا )4 ( أَيَا مُبْدِلَ الْعَافِينَ مِنْ فَقْرِهِمْ غِنىً ** وَمِنْ ذُلِّهِمْ عِزّاً وَمِنْ خَوْفِهِمْ أَمْنَا )5 ( وَيَاذَا الْعَطَايا تَسْتَقِلُّ جَزِيلَهَا ** فما تتبعُ المنَّ اعتداداً ولاَ منَّا )6 ( كَفى النَّاسَ مِنْ عُلْيَاكَ قَوْمٌ غِناهُمُ ** فقرُّوا وعنّى كاذبُ الظَّنِّ مَنْ عنّا )7 ( همُ حاولوا الحمدَ الَّذي أنتَ أهلهُ ** بكلِّ فعالٍ يوجبُ الذّمَّ واللَّعنا )8 ( ففازوا منَ البحرِ الَّذي جبتَ لجَّهُ ** إِلى الْحَمْدِ بِالْمَوْجِ الَّذِي أَغْرَقَ السُّفْنا )9 ( قضى اللهُ في الدُّنيا لهمْ ذمَّ أهلها ** وَيَوْمَ الحِسَابِ لاَ يُقِيمُ لَهُمْ وَزْنا )0 ( لأعضائنا شغلٌ لمجدكَ شاغلٌ ** عنِ الدِّينِ والدُّنيا إذا ذكرهُ عنَّا )
____________________
(1/606)
3( فمنْ ناظرٍ يرنو ومنْ مسمعٍ يعي ** ومنْ مقولٍ يُثني ومنْ خِنصَرٍ تُثنا )( وَلَوْ لَمْ يَضِحْ مَعْنى النَّدى بِكَ لِلْوَرى ** لَكَانَ عَلَى عَادَاتِهِ اسْماً بِلاَ مَعْنا )( فلاَ سقتِ الأنواءُ رائدَ نجعةٍ ** رأى الغيثَ في كفَّيكَ وانتجعَ المُزنا )4 ( وَإِنَّا لَمَفضُولُونَ وَالْفَضْلُ بَيِّنٌ ** إذا نحنُ قسنا ما تقولُ بما قلنا )5 ( غَرَائِبُ فِكْرٍ لَمْ يَجُلْ قَطُّ مِثْلُها ** بِفِكْرٍ وَلَمْ يُتْحِفْ لِسَانٌ بِها أُذْنا )6 ( يَرى حَزْنَها سَهْلاً وَأَفْضَلُ مَنْ يَرى ** وَإِنْ لَجَّ في الدَّعْوى يَرى سَهْلَها حَزْنا )7 ( بَدَائِعُ لاَ تَدْرِي أَزَيْدٌ أَفَادَها الْ ** ملاحةَ أمْ القريضُ لها لحنا )8 ( تهيِّجُ لي الأطرابَ عندَ سماعها ** إلى أنْ نظنَّ أنَّ منشدها غنّا )9 ( وكمْ أخذتْ بي في فنونٍ كثيرةٍ ** مساعيكَ لمَّا رُمتُ منْ وصفها فنّا ) 40 ( فَيَا مَنْ حَبَانِي الفَضْلَ في بَعْضِ مَا حَبَا ** فأيقنتُ أنَّ الوفرَ أيسرُ ما أقنا )
____________________
(1/607)
4( تَجَاوَزْ إِذَا أَخَّرْتُ مَدْحَكَ حِشْمَةً ** لتقصيرهِ عنْ كنهِ قدركَ لا ضنَّا ) 4( وزعتُ رجائي عنْ ندى كلِّ باخلٍ ** يُنَوِّلُ بِاليُسْرى وَيَسْلُبُ بِاليُمْنا ) 4( ووفَّرتُ قسمي منْ صفاءِ مودَّةٍ ** مكاني بها الأعلى وحظِّي بها الأسنا ) 44 ( إِذَا خِفْتُ كَانَتْ لِي مَجِنّاً مِنَ الرَّدى ** وَإِنْ رُمْتُ أَثْمَارَ الغِنى فَهْيَ لِي مَجْنا ) 45 ( وإنِّي متى حاولتُ سيبكَ ظالمٌ ** وفي بعضِ ما نوَّلتني منهُ ما أغنا ) 46 ( فجدْ بالعطايا عنْ أمانيَّ عمَّها ** جَمِيلُكَ لاَ أَنِّي أَسَأْتُ بِكَ الظَّنّا ) 47 ( وَلَكِنْ أَرى غَبْناً لِمَالِكَ أَخْذَهُ ** بما فقتني فيهِ وما أشتهي الغبنا ) 48 ( كَفَاكَ الإلَهُ فِي أَجَلِّ هِبَاتِهِ ** صروفَ الرَّدى ما أطلعتْ دوحةٌ غصنا ) 49 ( فَتىً يَمَّمَتْ أَفْعَالُهُ الْمَجْدَ نَاشِئاً ** إلى أنْ علاَ في كسبهِ منْ علاَ سنَّا ) 50 ( هوَ الأبيضُ الصَّمصامُ عزماً وهزَّةً ** وَإِنْ كانَ يَحْكِي لَوْنُهُ الأَسْمَرَ اللَّدْنا )
____________________
(1/608)
5( سَمَتْ رُتْبَةُ الأَيَّامِ مُنْذُ أَتَتْ بِهِ ** وقدرُ المعالي منذُ صارَ بها يُكنا ) 5( أَمِنَّا بِكَ الدَّهْرَ الْمَخُوفَ فَكُلَّما ** دَعَا لَكَ دَاعٍ بِالسَّلاَمَةِ أَمَّنّا ) 5( وَرُعْنَا بِكَ الأَحْدَاثَ حَتّى كَأَنَّما ** حَطَطْنَا عَلَى الأَحْدَاثِ مِنْ يَذْبُلٍ رُكْنا ) 54 ( بقيتَ برغمِ الحاسدينَ مؤهَّلاً ** لإعدادِ ما يبقى وإنفادِ ما يفنا ) 55 ( مطلاًّ على الدَّهرِ الَّذي أنتَ عينهُ ** ومستخدماً فيهِ السَّعادةَ واليمنا )
____________________
(1/609)
البحر : بسيط تام ( لوْ أنَّ شامخَ قدرٍ دافعٌ قدرا ** لمْ يخترمْ منْ لإعزازِ الهدى ظهرا ) ( وَلَيْسَ يَعْلُو قَرا الْغَبْرَاءِ مِنْ أَحَدٍ ** حَتّى يَكُونَ لأَضْيَافِ المَنُونِ قِرى ) ( حوادثٌ لمْ تميزْ في تصرفها ** منْ ضيعَ الحزمَ ممنْ أكثرَ الحذرا ) 4 ( وَلوْ مشتْ غيرُ البراحَ لهُ ** لحاولتْ منْ رداهُ مطلباً عسرا ) 5 ( وردها سيفهُ الماضي مفللةً ** عَنْهُ وَلَكِنَّهَا دَبَّتْ لَهُ الخَمَرا ) 6 ( حَتّى قَضى مَا قَضَى مِنْ لِذَّةٍ وَطَراً ** وَكَمْ قَضَتْ مِنْهُ آمَالُ الوَرى وَطَرا ) 7 ( وَرَاغِبٍ عَنْ سَرِيرِ المُلْكِ فَارَقَهُ ** فَعَاضَهُ اللّهُ فِي جَنَّاتِهِ سُرُرا ) 8 ( أَعْظِمْ بِهِ حَدَثاً أَفْضى إِلى جَدَثٍ ** عرى القلوبَ منَ الأوجالِ حينَ عرا ) 9 ( دَمْعٌ تَرَقْرَقَ فِي الأَجْفَانِ ثُمَّ رَقَا ** وَلوْ تأخرتِ البشرى إذاً لجرى )0 ( لوْ لمْ تكنْ لدموعِ العينِ عاقلةً ** لأَطْلَقَ الحُزْنُ دَمْعاً طَالَما أُسِرا )
____________________
(1/610)
1( فَلْيُرْغَمِ الدَّهْرُ أَنْفاً أَنَّ حَادِثَهُ ** أرادنا بسهادٍ فاستحالَ كرى )( رزيةٌ جلبتْ نعمى وَزندُ هدىً ** لَمْ يَكْبُ إِلاَّ كَرَجْعِ الطَّرْفِ ثُمَّ وَرى )( وَصارمٌ حمتِ الدنيا مضاربهُ ** مَاقِيلَ أُغْمِدَ حَتّى قِيلَ قَدْ شُهِرا )4 ( إنَّ الزمانَ جنى لما جنى ندماً ** فَقَامَ مِنْ فِي فِعْلِهِ الحالِ مُعْتَذِرا )5 ( وَهلْ يباحُ حمى الدينِ الحنيفِ وَقدْ ** ألفى معداً معداً للهدى وزرا )6 ( فقامَ منْ دونِ دينِ الهِ يكلؤهُ ** بِاللّهِ مُسْتَنْصِراً لِلْحَقِّ مُنْتَصِرا )7 ( وَقدْ جرى القلمُ الأعلى بنصرتهِ ** فَقَبْلَ يُدْعى بِهِ مُسْتَنْصِراً نُصِرا )8 ( أَمَّتْ خِلاَفَتَهُ رِيحُ النَّدى يَسَراً ** وَظلَّ نشرُ الدنا منْ نشرها عطرا )9 ( عُرْفاً وَعَرْفاً فَمَا يَنْفَكُّ آمِلُهُ ** يستنزلُ القطرَ أوْ يستنشقُ القطرا )0 ( وَخصَّ بالشرفِ المحضِ الذي ارتفعتْ ** لهُ النواظرُ وَالنورِ الذي بهرا )
____________________
(1/611)
2( نُورِ النَّبِيِّ الَّذِي مَازَالَ مُنْتَقِلاً ** فيمنْ دعا ظاهراً منهمْ وَمستترا )( أَهْلُ الصَّفَا كَرُمَتْ أَعْرَاقُهُمْ وَزَكَتْ ** فَكُلُّ صَفْوٍ سِواهُمْ عَائِدٌ كَدَرا )( وَمَا بَقِي خَلَفٌ مِنْهُمْ فَمَا نَقَضَتْ ** منَ الهدى وَالندى أيدي الردى مررا )4 ( همُ الألى أخذَ اللهُ العهودَ لهمْ ** وَالناسُ ذرٌّ على منْ برَّ أوَ فجرا )5 ( لأَجْلِهِمْ خَلَقَ الدُّنْيَا وَأَسْكَنَهَا ** وَذَنْبُ آدَمَ لَوْلاَهُمْ لَمَا غُفِرا )6 ( أَئِمَّةٌ لَمْ يَغِبْ عَنَّا لَهُمْ قَمَرٌ ** إِلاَّ وَأَعْقَبَنَا مِنْ سِنْخِهِ قَمَرا )7 ( وَخَيْرُهُمْ وَأَنَا المَسْؤُولُ ثَامِنُهُمْ ** يَزْيدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَنْ حَضَرا )8 ( منْ ما يزالُ يرينا منْ عزائمهِ ** فِي كُلِّ ظَلْمَاءَ تَدْجُو أَنْجُماً زُهُرا )9 ( عودٌ إذا دولةٌ ألقتْ مقالدها ** لِرَأْيِهِ لَمْ يَدَعْ فِي عُودِهَا خَوَرَا )0 ( مَا زَالَ بِالجِدِّ يَنْفِي كُلَّ نَائِبَةٍ ** حتى استقامَ بهِ الجدُّ الذي عثرا )
____________________
(1/612)
3( رّدَّ الوَزْيرُ الأَجَلُّ العِزَّ مُقْتَبِلاً ** وَالأَمْنَ مُنْبَسِطاً وَالعَدْلَ مُنْتَشِراً )( مبرحٌ بالعدى يأبى الإباءُ لهُ ** أنْ يبتغى عندهُ وترٌ إذا وترا )( ظباكَ لاَ شكَّ منْ آرائهِ طبعتْ ** فما أراقتْ دماً إلاَّ مضى هدرا )4 ( يا أوضحَ البيضِ عندَ المجتلى أثرا ** أَجَلْ وَأَشْهَرهَا يَوْمَ الوَغى أَثَرا )5 ( اِقْهَرْ أَسَاكَ بما قَدْ جَرَّ مِنْ فَرَحٍ ** فَكَمْ قَهَرْتَ عَزِيزاً قَطُّ ما قُهِرا )6 ( فهوَ الأسى كلما سكنتهُ سكنتْ ** نِيرانُهُ وَإِذَا سَعَّرْتَهُ أسْتَعَرا )7 ( كَأَنَّ حَظُّكَ مِمَّنْ غابَ مُحْتَضَرا ** يزيدُ في كلَذ يومٍ عندَ منْ حضرا )8 ( سارعتَ منصلتاً في أخذِ بيعتهِ ** حَتّى جَمَعْتَ عَلَيْهَا البَدْوَ وَالحَضَرا )9 ( مُبادِرِينَ لَها مُسْتَعْصِمِينَ بِها ** مِنَ الحَوَادِثِ وَالحُسْنى لِمَنْ بَدَرا ) 40 ( لما دعوتهمُ عزاً لها الجفلى ** وَلوْ سواكَ دعا ذلاً لها النقرى )
____________________
(1/613)
4( وَما تميزَ فيها مذْ أمرتَ بها ** مَنْ يَنْزِلُ القاعَ مِمَّنْ يَسْكُنُ المَدَرا ) 4( جاؤُوكَ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ قاطِعِينَ فَلاَ ** تَلْقى العَرَامِسُ نُصّاً دُونَها وَسُرى ) 4( يُصَافِحُونَ يَداً تَنْفِي بِسَوْرَتِها ** كَيْدَ الخُطُوبِ وَنَسْتَسْقِي بِها المَطَرا ) 44 ( تَحْمِي وَتَهْمِي فَلاَ زَالَتْ مُؤَمَّلَةً ** ترجى لمنعِ ثراءٍ أوْ لريَّ ثرى ) 45 ( لوْ لمْ تمدَّ لكَ الأيدي مددتَ قناً ** عودتها تردُ اللباتِ وَالثغرا ) 46 ( مَرى سَدَادُكَ خِلْفَ الرَّأْيِ مُجْتَهِداً ** حَتّى لَقَدْ قَلَّ خُلْفُ وَأسْتَقَلَّ مِرا ) 47 ( وَأيُّ للإسلامِ ما حمدتْ ** لكَ الخلائفُ فيهِ الوردَ وَالصدرا ) 48 ( تَقَدَّسَتْ رُوحُ مِنْ سَمَّاكَ عُدَّتَهُ ** فَنِعْمَ ما وَرَّثَ الباقِي وَما ذَخَرا ) 49 ( وَمُنْتَضِيكَ وَقَدْ لَجَّ الجِمَاحُ بِمَنْ ** بَغى عَلَيْهِ فَكُنْتَ الصَّارِمَ الذَّكَرا ) 50 ( ** أفرى وَإنْ شاءَ إصلاحَ الأمورِ فرى )
____________________
(1/614)
5( وَكَيْفَ يُصْبِحُ هذَا الحَقُّ مُهْتَضَماً ** وَقَدْ غَدَا دُونَهُ ذا اللَّيْثُ مُهْتَصِرا ) 5( مُظَفَّراً لَمْ يَزَلْ فِي مَنْعِ حَوْزَتِهِ ** يَسْتَخْدِمُ العِزَّ وَالتَأْيِيْدَ وَالظَّفَرا ) 5( مُذْ أصْطَفَاكَ لَهُ المَلْكُ الرَّفِيعُ ذُرىً ** وَذُدْتَ عَنْهُ العِدى أَضْحى المَنِيعَ ذُرى ) 54 ( فإنْ يفوضْ إليكَ الأمرَ أجمعهُ ** فَبَعْدَ مَا رُقَتْهُ مَرْأىً وَمُخْتَبَرا ) 55 ( لاَ يَطْلُبَنَّ الوَرى ما أَنْتَ مُحْرِزُهُ ** أَجَلُّهُمْ خَطَراً مَنْ باشَرَ الخَطَرا ) 56 ( فعاودَ الخوفُ أمناً وَالمباحُ حمىً ** لِبَأْسِهِ وَوَفى الدَّهْرُ الَّذِي غَدَرا ) 57 ( ما عَادَ صَرْفُ اللَّيالِي فِي إِسَاءَتِهِ ** مذْ أحسنَ اللهُ للدنيا بكَ النظرا ) 58 ( فأنتَ يا عدةَ الإيمانِ أولُ منْ ** يَعُدُّ ذَا الدَّهْرُ مِنْ فَخْرٍ إِذَا فَخَرا ) 59 ( إذا جحدناكَ ما أوليتَ منْ حسنٍ ** فقدْ كفرناكَ والمغبونُ منْ كفرا ) 60 ( نثني بآلآءِ منْ ولاكَ نصرتنا ** فشادَ إقدامكَ العزَّ الذي دثرا )
____________________
(1/615)
6( وَإِنَّ آلاَءَهُ ما لاَ يُحِيطُ بِها ** وصفٌ على أنها تستنطقُ الحجرا ) 6( مَدْحُ الأَئِمَةَ شَيْءٌ لَيْسَ يَبْلُغُهُ ** جهدُ البليغِ وَإنْ أنضى لهُ الفكرا ) 6( مناقبٌ عدد الأنفاسِ ما تركتْ ** لفاخرٍ منْ جميعِ الناسِ مفتخرا ) 64 ( وَكَيْفَ نُدْرِكُ بِالأَشْعَارِ وَصْفَ عُلىً ** نَعُدُّ إِغْرَاقَنَا فِي وَصْفِها حَصَرا ) 65 ( لاَ تسألنَّ القوافي عنْ فضائلهمْ ** إنْ شئتَ تعرفها فاسألْ بها السورا )
____________________
(1/616)
البحر : كامل تام ( إدراكُ وصفكَ ليسَ في الإمكانِ ** ما للمقالِ بذا الفعالِ يدانِ ) ( قَدْ دَقَّ عَنْ فِكْرِ الْوَرى وَتَحَيَّرَتْ ** فِيكَ الْعُقُولُ وَكَلَّ كُلُّ لِسَانِ ) ( والوصفُ ما لا تستزيدُ بهِ علىً ** أَنَّى وَمَجْدُكَ وَاضِحُ البُرْهَانِ ) 4 ( جاوزتَ مالمْ تسعَ في طرقاتهِ ** هِمَمٌ وَلَمْ تَطْمَحْ إِلَيْهِ أَمَانِي ) 5 ( وأبانَ فضلكَ للزَّمانِ فضيلةً ** تَبْقى إِذَا دَرَسَتْ هِضَابُ أَبَانِ ) 6 ( قَدْ كانَ مِنْ غُرَرِ الْمَحَاسِنِ مُعْدِماً ** فَالآنَ قَدْ أَفْضَى إِلى الوِجْدَانِ ) 7 ( أعطى الرَّعيَّةَ سؤلها منْ عدلهِ ** ملكٌ عليها بالرِّعايةِ حانِ ) 8 ( يُغفي وليسَ ينامُ ناظرُ دينهِ ** أَعْظِمْ بِهِ مِنْ نَائِمٍ يَقْظَانِ ) 9 ( فإذا دعوا وتضرَّعوا لمْ يسألوا ** إِلاَّ إِدَامَةَ عِزِّ ذَا السُّلْطَانِ )0 ( قدْ كانَ هذا الشَّامُ نُهزةَ ناكثٍ ** حيناً فصارَ أعزَّ منْ خفَّانِ )
____________________
(1/617)
1( أَسْكَنْتَ مُقْفِرَهُ وَلَوْ لَمْ تَحْمِهِ ** لخَلَتْ معاقلهُ منَ السُّكَّانِ )( مذْ ظلَّ في عمَّانَ جيشكَ نازلاً ** عَنَتِ الْبَوَادِي مِنْ وَرَاءِ عُمَانِ )( عَنْ هَيْبَةٍ ضَمَّنْتَهَا إِذْ لَمْ تَزَلْ ** للعزِّ أوفى ضامنٍ بضمانِ )4 ( أَلاَّ يَقِرَّ النَّوْمُ فِي أَجْفَانِهِمْ ** حَتّى تَقِرَّ ظُبَاكَ فِي الأَجْفَانِ )5 ( مَا زِلْتَ تُزْجِي مُزْنَةً فِي ضِمْنِهَا ** إِطْفَاءُ مَا شَبُّوا مِنَ النِّيرَانِ )6 ( حَتّى تَرَكْتَ ظُنُونَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ ** وَقْفاً عَلَى الإِخْفَاقِ وَالْخَفَقَانِ )7 ( منْ آخذٍ بمضلَّةٍ أوْ عائدٍ ** بمذلَّةٍ أوْ عائذٍ بأمانِ )8 ( بينَ النَّباهةِ والخمولِ مسافةٌ ** لولاكَ ما بعدتْ على حسَّانِ )9 ( لَوْ لَمْ تَذُدْ عَنْهُ الإِمَارَةَ عَنْوَةً ** لاقتادَ مصعبها بغيرِ حرانِ )0 ( لَيَّنْتَهُ وَلَوَيْتَهُ فَتُرَاثُهُ ** بَينَ اللَّيَانِ يَضيعُ وَاللَّيّانِ )
____________________
(1/618)
2( وَسُطَاكَ تَأْبى أَنْ تَفُوزَ قِدَاحُهُ ** حتّى يفوزَ لديكَ بالغفرانِ )( فَامْدُدْ عَلَيْهِ ظِلَّ رَأْفَتِكَ الَّذِي ** يَجْنِي ثِمَارَ الْعَفْوِ مِنْهُ الْجَانِي )( فَمَتى يُسِرُّ الْغَدْرَ مَنْ غَادَرْتَهُ ** حَيَّ الْمَخَافَةِ مَيِّتَ الأَضْغَانِ )4 ( مُطلتْ مطامعهُ بما منَّيتهُ ** فمنيتهُ بتخاذلِ الأعوانِ )5 ( مذْ زالَ مخائيلُ عنْ خيلائهِ ** زلَّتْ بطالبِ نصرهِ القدمانِ )6 ( لرأى بناظرِ حزمهِ لمَّا رأى ** ألاَّ سلاحَ لديكَ كالإذعانِ )7 ( وكفى احتماءً ملكَ قيصرَ أنَّهُ ** أَلْقى مَقَالِدَهُ إِلى خَاقَانِ )8 ( أوفى البريَّةِ نائلاً وحميَّةً ** فِي عَامِ مَسْغَبَةٍ وَيَوْمِ طِعَانِ )9 ( مَلِكٌ إِذَا ما امْتاحَ أَروَاحَ العِدى ** جعلَ القنا عوضاً منَ الأشطانِ )0 ( وَإِذَا الْفَوَارِسُ أَمْكَنَتْ أَسْلابُها ** لَمْ يُرْضِهِ سَلَبٌ مِنَ التِّيجَانِ )
____________________
(1/619)
3( مَنْ كُنْتَ عُدَّتَهُ لِقَهْرِ عُدَاتِهِ ** ذلَّ البعيدُ لعزِّهِ والدَّاني )( بَأْسٌ لَوَ نَّ الْجَاهِلِيَّةِ رُوِّعَتْ ** )
____________________
(1/620)
البحر : متقارب تام ( سَما بِكَ دَهْرُكَ فَلْيَفِتَخِرْ ** عَلى كُلِّ دَهْرٍ مَضى أَوْ غَبَرْ ) ( فَلَوْ أَنَّ أَيَّامَهُ أَوْجُهٌ ** لَكَانَتْ مَسَاعِيكَ فِيها غُرَرْ ) ( وَكَمْ جَدَّ مُجْتَهِدٌ فِي طَلاَبِ ** عُلاَكَ فَلَمْ يَكْتَحِلْ بِالأَثَرْ ) 4 ( وَأَيْنَ الثِّمادُ مِنَ الرَّافِدِيْنَ ** وَأَيْنَ مِنَ الفَرْقَدَيْنِ السَّمَرْ ) 5 ( كَأَنَّكَ أَحْكَمْتَ رَيْبَ الزَّمَانِ ** وَسُقْتَ إِلى ما تَشاءُ القَدَرْ ) 6 ( بصرفِ اعتزامكَ صرفُ الخطوبِ ** وَكَفَّ انْتِقَامِكَ كَفُّ الغِيَرْ ) 7 ( وَطاوعكَ الدهرُ فيمن تريدُ ** فمنْ شئتَ ساءَ وَمنْ شئتَ سرّْ ) 8 ( هَنَاكَ أنْفِرَادُكَ بْالمُعْجِزَاتِ ** وَيومكَ ذا فهوَ يومٌ أغرّْ ) 9 ( وَهذا السدلى الذي ما سما ** لهُ ملكٌ في قديمِ العصرْ )0 ( رَفَعْتَ لَهُ قُبَّةً أَصْبَحَتْ ** تطولُ على ما علا وَاشمخرّْ )
____________________
(1/621)
1( إذا ما بدتْ في الدجى خلتها ** مرصعةً بالنجومِ الزهرْ )( وَفي الدجنِ تحسبها كاعباً ** عَلَيْهَا السَّحَائِبُ مِثْلُ الأَزُرْ )( تُرَاعُ لَهَا الشَّمْسُ عِنْدَ الطُّلُوعِ ** فَلَوْ مَلَكَتْ نَفْسَهَا لَمْ تُنِرْ )4 ( وَلَوْ رَاءَهَا البَدْرُ فِي تِمِّهِ ** وَكانتْ لهُ قدرةٌ لاستترْ )5 ( فَصَارَ لَهَا عَلَماً فِي البِنَاءِ ** كَسِيرَةِ صَاحِبِهَا فِي السِّيَرْ )6 ( فَإِيوَانُ كِسْرى وَإِنْ أَعْجَزَ ال ** بريةَ في جنبهِ محتقرْ )7 ( وَكُلُّ بِنَاءٍ بَنَتْهُ المُلُوكُ ** حَدِيثٌ عَلاَ وَقَدِيمٌ دَثَرْ )8 ( وَقَلَّ مَقَرّاً عَلَى ذِي الصِّفَاتِ ** لمنْ نصرَ الدينَ لما انتصرْ )9 ( فأضحتْ عرى الحقَّ في ظلهِ ** برغمِ العدى محكماتِ المررْ )0 ( لمنتجبِ الدولةِ المصطفى ال ** مُظَفَّرِ سَيْفِ إِمَامِ البَشَرْ )
____________________
(1/622)
2( مَآثِرُ تُخْبِرُ عَنْ أَصْلِهِ ** وَما نسبَ السيفَ مثلُ الأثرْ )( وَكمْ قدْ بغاها الملوكُ الألى ** فَأَعْيَتْ عَلَى بَدْوِهِمْ وَالحَضَرْ )( وَلوْ يظفرونَ لعمري بها ** لَكَانَتْ لِتِيجَانِهِمْ كَالدُّرَرْ )4 ( شَآهُمْ إِلى المَجْدِ ذُو هِمَّةٍ ** بِبَاعِ المَجَرَّةِ عَنْهَا قِصَرْ )5 ( تَضِلُّ مَنَاقِبُهُمْ فِي عُلاَهُ ** كَمَا ضَلَّ فِي الرِّيحِ سَافِي العَفَرْ )6 ( وَيَغْرَقُ جُودُهُمُ فِي نَدَاهُ ** كما غرقتْ في الأتيَّ الغدرْ )7 ( وَأَنَّى يُسَامِي سَحَابَ السَّما ** ءِ فِي الأَرْضِ مِنْهُ الحَيَا المُنْهَمِرْ )8 ( وَيُزْجِي الظَّعائِنَ صَوْبُ البُرُوقِ ** وَبِشْرُكَ ذَا بَارِقٌ لاَ يَغُرْ )9 ( أَمَرَّ أرْتِيَاحُكَ حَبْلَ الرَّجا ** إِلى أَنْ حَلاَ لِلْمُنى ما أَمَرْ )0 ( وَغادرتَ في كلَّ أرضٍ مررتَ ** بِها أَثَراً يا لَهُ مِنْ أَثَرْ )
____________________
(1/623)
3( أبانيَ بالسيفِ أعليتها ** وَلولاكَ ما قامَ منها حجرْ )( مَحَوْتَ بِها أَثَرَ المُفْسِدِينَ ** وَما ليس تجبرُ لاَ ينجبرْ )( كذا يبلغُ العزَّ منْ رامهُ ** وَيعمرُ أوطانهُ منْ عمرْ )4 ( لَئِنْ حَمَلَ الوِزْرَ فِيها العِدى ** فإنكَ مما جنوهُ الوزرْ )5 ( أَحَلُّوا مَحارِمَ مِنْ دُونِها ** تَكادُ السَّموَاتُ أَنْ تَنْفَطِرْ )6 ( وَقدْ وَاردوكَ بحارَ الردى ** وَكمْ واردٍ منهمُ ما صدرْ )7 ( رَضُوا بِالفِرَارِ حِذَارَ البَوَارِ ** وَلَوْ شِئْتَ لَمْ يُنْجِ مِنْها المَفَرْ )8 ( فأذهلتهمْ عنْ طلابِ التراتِ ** فَكَمْ مِنْ دَمٍ مَرَّ مِنْهُمْ هَدَرْ )9 ( وَما يقتضونكَ تلكَ الديونَ ** وَلَوْ أَنَّهُمْ فِي عِدَادِ الشَّجَرْ ) 40 ( مَنِيَّتُهُمْ بِجِوارِ الصَّلِيبِ ** وَمنْ لمْ تجرْ منهمُ لمْ يجرْ )
____________________
(1/624)
4( وَقدْ ذلَّ منْ حاولوا نصرهُ ** فَكَيْفَ يَعْزُّ بِهِ المُنْتَصِرْ ) 4( وَعَزَّ عَلَى الرُّومِ ما كُلِّفُوا ** حمى ثغرَ الدينِ طعنُ الثغرْ ) 4( وَفِيمَا جَرى مِنْ طَرِيدَيْ ظُباكَ ** على ملكهمْ لهمُ معتبرْ ) 44 ( وَبَعْضُ كِلاَبٍ وَهُمْ بَعْضُ مَنْ ** قَهَرْتَ رَمَاهُمْ بِإِحْدى الكُبَرْ ) 45 ( وَقدْ يمموا الشامَ في قوةٍ ** يخرُّ لها الجبلُ المشمخرّْ ) 46 ( مئينَ ألوفٍ غزوا في مئينَ ** فلمْ يلبثوا غيرَ لمحِ البصرْ ) 47 ( وَوَلَّوْا هَزِيماً حِذَارَ الرَّدى ** وَهَلْ حَذَرٌ عاصِمٌ مِنْ قَدَرْ ) 48 ( بِيَوْمٍ تَكَنَّتْ كِلاَبٌ بِهِ ** عَلى كُلِّ ذِي نَخْوَةٍ مِنْ مُضَرْ ) 49 ( فألاَّ ثنوها حيالَ القصيرْ ** وَعزمكَ يقدمُ تلكَ الزمرْ ) 50 ( وَقَدْ كَلَّ بَأَسُهُمُ وَالحَدِي ** دُ خوفاً منَ الأسدِ المهتصرْ )
____________________
(1/625)
5( وَوقعُ الظبى دونَ قرعِ العصا ** وَوَخْزُ القَنا دُونَ نَخْسِ الإِبَرْ ) 5( وَما يَدْفَعُ الكَرُّ عَنْ أَهْلِهِ ** إذا ضاقَ بالدراعينَ المكرّْ ) 5( ذعرتَ حماةَ الوغى منهمُ ** كَما أنْذَعَرَتْ للِهِزَبْرِ الحُمُرْ ) 54 ( وَفِي أَيِّ يَوْمٍ شَهدْتَ الوَغى ** وَما عُدْتَ تَسْحَبُ ذَيْلَ الظَّفَرْ ) 55 ( تجنبَ ذو الخبرِ هذا النزالَ ** وَروعَ غيرَ الخبرْ ) 56 ( وَلَوْ شاجَروُكَ القَنا ضَلَّةً ** لطمَّ على الخبرِ المختبرْ ) 57 ( يقرُّ ببأسكَ أسدُ الشرى ** إِذَا المَوْتُ عَنْ ناجِذَيْهِ فَغَرْ ) 58 ( فقدْ أحجمَ الناسُ عنكَ الغدا ** ةَ أَهْلُ الفَيَافِي وَأَهْلُ المَدَرْ ) 59 ( وَقَائِعُ جَلَّى دَياجِيرَها ** إِبَاؤُكَ ثُمَّ الحُسامُ الذَّكَرْ ) 60 ( بِها بانَ فَضْلُكَ لِلْعَالَمِينَ ** وَبِاللَّيْلِ يُعْرَفُ فَضْلُ القَمَرْ )
____________________
(1/626)
6( صفتْ في جنابكَ أيامنا ** فَحاشى لها أَبَداً مِنْ كَدَرْ ) 6( وَحَسَّنْتَ بِالعَدْلِ أَوْطانَنا ** وَلولاكَ ما حسنتْ مستقرّْ ) 6( فَشَيَّدَ رَبُّ العُلى ما بَنَيْتَ ** وَ لاَ أَعْدَمَ الشَّامَ هذَا النَّظَرْ ) 64 ( وَكَمْ حَرَمٍ لَوْ نَأَيْتَ أسْتُبِيحَ ** وَكمْ ثغرٍ لوْ بعدتَ انثغرْ ) 65 ( وَلَوْلاَ قِرَاعُكَ وَالمَكْرُمَاتُ ** لَماتَ بِهِ النَّاسُ خَوْفاً وَضُرْ ) 66 ( جزيتَ المنيبينَ وَ المارقي ** نَ بالخيرِ خيراً وَبالشرَّ شرّْ ) 67 ( فلسنا نفكرُ بالحادثاتِ ** طَوى جَوْرَها عَدْلُكَ المُنْتَشِرْ ) 68 ( وَإنكَ أكرمُ ذي ثدرةٍ ** عفا وَتجاوزَ لما قدرْ ) 69 ( وَلِلْعُذْرِعِنْدَكَ إِيسَاعُهُ ** قَبُولاً وَلِلْذَنْبِ أَنْ يُغْتَفَرَ ) 70 ( ففخراً بنيلكِ هذي الخلالَ ** ففي عشرِ معشارها مفتخرْ )
____________________
(1/627)
7( فضائلُ لمْ تجتمعْ في الورى ** فسبحانَ جامعها في بشرْ ) 7( وَلَوْ خُلِقْتَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ ال ** كتابُ أتى ذكرها في السورْ ) 7( فلاَ يرجُ ذو شرفٍ نيلها ** فَإِنَّ الطَّرِيقَ إِلَيْهَا خَطِرْ ) 74 ( وَمَا يَرْكَبُ الخَطَرَ المُسْتَهالَ ** منَ القومِ إلاَّ العظيمُ الخطرْ ) 75 ( وَما يكملُ المرءُ حتى يكونَ ** لَدى السِّلْمِ حُلواً وَفِي الحَرْبِ مُرّ ) 76 ( وَعذراءَ لما تلدها النساءُ ** وَلَكِنَّهَا مِنْ بَنَاتِ الفِكَرْ ) 77 ( إذا رفعَ الخفرُ الغانياتِ ** سَمَتْ بِالتَّبَرُّجِ لاَ بِالخَفَرْ ) 78 ( تَحَلَّتْ بَدَائِعَ حُرَّ الكَلاَمِ ** كَمَا يَتَحَلّى القَضِيبُ الزَّهَرْ ) 79 ( وَجاءتكَ تثني بما قد أنلتَ ** وَلِلْغَارِسِينَ اجْتِنَاءُ الثَّمَرْ ) 80 ( وَلَمْ آلُ جُهْداً كَمَا قَدْ تَرى ** وَإِنِّي بِتَقْصِيرِ جَرْيِي مُقِرْ )
____________________
(1/628)
8( وَمَا أَنَا مُثْنٍ عَلَى مَنْ عَدَاكَ ** رَجَاءً لَهُ مَا تَمَادى العُمُرْ ) 8( نهاني عنِ الضيحِ قربُ الصريحِ ** وَأنساني الغمرُ شربَ الغمرْ ) 8( وَجَادَتْ أَمَانِيَّ مِنْ رَاحَتَيْكَ ** فلمْ يبقَ لي عندَ خلقٍ وَطرْ ) 84 ( أَيَادِيَ يَغْمِرُنِي جُودُهَا ** كما غمرَ الأرضَ جودُ المطرْ ) 85 ( بِهَا أَقْلَعَ الدَّهْرُ عَنْ جُرْمِهِ ** وَلَوْ لَمْ أَصِرْ فِي حِمَاهَا أَصَرْ ) 86 ( فَلِي بِالجَمِيلِ الَّذِي خَوَّلَتْ ** لسانٌ يقرُّ وَعينُ تقرّْ ) 87 ( لَقَدْ سَارَ فِعْلُكَ بِي فِي الأَنَامِ ** وَ لاَ عُذْرَ لِلْحَمْدِ إِنْ لَمْ يَسِرْ )
____________________
(1/629)
البحر : وافر تام ( بِجِيدِ عُلاَكَ مَدْحِي كُلَّ آنِ ** يَلُوحُ كَأَنَّهُ عِقْدُ الْجُمَانِ ) ( ولوْ لمْ ينظمِ الشُّعراءُ مدحاً ** لَكُمْ أَغْنَتْكُمُ سُوَرَ القُرَانِ ) ( وَفِي ضِمْنِ الصَّلاَةِ لَكُمْ صَلاةٌ ** فَلاَحٌ فِي الإِقَامَةِ وَالأَذَانِ ) 4 ( ألستَ ابنَ الَّذي قهرَ الأعادي ** وذادَ برأيهِ غيرَ الزَّمانِ ) 5 ( وروَّعَ كلَّ صاحبِ مشرفيٍّ ** مروعٍ وهوَ صاحبُ طيلسانِ ) 6 ( وَشَاعَ إِبَاؤُهُ في النَّاسِ حَتّى ** تَنَاذَرَهُ الأَقَاصِي وَالأَدَانِي ) 7 ( إِذَا الْهَيْجَاءُ هَاجَتْهُ رَأَتْهُ ** مليّاً بالضِّرابِ وبالطِّعانِ ) 8 ( لهُ في الصُّبحِ فرسةُ ليثِ غابٍ ** وَتَحْتَ اللَّيْلِ نَهْشَةُ أُفْعُوَانِ ) 9 ( ولمَّا غابَ عنَّا نبتَ عنهُ ** كما نابَ الحسامُ عنِ السِّنانِ )0 ( وَإِنْ كانَتْ خِلالُ النَّاسِ شَتّى ** فَمَا الْعَلْيَاءُ إِلاَّ فِي ثَمَانِ )
____________________
(1/630)
1( إقالةِ عاثرٍ وغنى فقيرٍ ** وَنَيْلِ مُمَنَّعٍ وَفَكاكِ عَانِ )( وأمنٍ لمْ يشبْ بمذيقِ خوفٍ ** ومنٍّ لمْ يُكدَّرْ بامتنانِ )( وَبَذْلِ الرُّعْبِ فِي عَاصٍ وَبَاغٍ ** وَبَسْطِ الْعَدْلِ فِي قَاصٍ وَدَانِ )4 ( صِفَاتٌ كُمِّلَتْ لَكَ مُؤذِناتٌ ** بأنَّكَ في الكرامِ بغيرِ ثانِ )5 ( وأنَّ المجدَ ما توليهِ لا ما ** يحدِّثهُ فلانٌ عنْ فلانِ )6 ( رَأَيْنَا مِنْكَ مَا لَمْ يُرْوَ عَنْهُمْ ** فَأَلْغَيْنَا السَّماعَ لَدى العِيَانِ )7 ( خَفُوا لَمَّا ظَهَرْتَ كَذَاكَ يَخْفى ** بِضَوْءِ الشَّمْسِ نُورُ الزَّبرِقَانِ )8 ( وقهركَ منْ أخافَ النَّاسَ قدماً ** كَفَاكَ تَطَاوُلاً فِي ذَا الزَّمَانِ )9 ( فَمَا مِنْ عَالَمِ الْغَبْرَاءِ عَادٍ ** وَلاَ فِي الْجَمَّةِ الْخَضْرَاءِ جَانِ )0 ( لأنَّكَ منذُ صرتَ لها قريناً ** بدا في الأرضِ تأثيرُ القرانِ )
____________________
(1/631)
2( وَإِنْ جَاوَزْتَ قَدْرَ الْمَدْحِ حَتّى ** لَأَصْبَحَ جَاهِدٌ فِيهِ كَوَانِ )( وإنَّ حديثكَ السَّيَارَ أشهى ** إلى سمعِ الطَّروبِ منَ الأغاني )( فداؤكَ كلُّ ذي عرضٍ عزيزٍ ** عَلَى الرَّاجِي وَذِي عِرْضٍ مُهَانِ )4 ( وَأَمْلاَكٌ أَبَادُوا مَا أَبَادُوا ** مُضَاعاً فِي الْقَنَانِي وَالقِيَانِ )5 ( وَعَزَّ الْخَيْرُ مِنْهُمْ فَالتَّعَازِي ** إذا بطشَ الزَّمانُ بهمْ تهاني )6 ( لقدْ روَّى وهاديَ والرَّوابي ** حياً قبلَ انتجاعيهِ سقاني )7 ( وأغنى بالسَّواري والغوادي ** رياضَ الحمدِ عنْ سقيا السَّواني )8 ( هدايا واصلتْ فظننتُ كسرى ** وأيَّاماً كيومِ المهرجانِ )9 ( وما شينتْ بمطلٍ واقتضاءٍ ** وَلاَ سُبِقَتْ بِوَعْدٍ أَوْ ضَمَانِ )0 ( وَإِنْ أَغْنى نَدَاكَ فَقَدْ تَغَنَّى ** بِمَا حَبّرَتُ فِيكَ الْخَافِقَانِ )
____________________
(1/632)
3( فَأَقْصَاهُ بِأَرْضِ النَّهْرَوَانِ ** وأدناهُ بأقصى القيروانِ )( غَرَائِبُ لاَ يُرَدُّ لَهَا شَفِيعٌ ** إِذَا حَلَّتْ ذَرى مَلِكٍ هِجَانِ )( أَوَانِسُ عَنْ سِوَاكَ لَها نِفَارٌ ** كما نفرتْ منَ الشِّيبِ الغواني )4 ( زَفَفْتُ إِلَيْكَ فِيهَا كُلَّ بِكْرٍ ** ولمْ أسمحْ لغيركَ بالعوانِ )5 ( أَأَمْدَحُ مَنْ أُرَجِّمُ فِيهِ ظَنِّي ** وَأَتْرُكُ مَنْ بِأَنْعُمِهِ ابْتَدَانِي )6 ( وَأَدْعُو مَنْ بِهِ صَمَمٌ وَعِيٌّ ** وَأَقْعُدُ عَنْ إِجَابَةِ مَنْ دَعَانِي )7 ( وَلَسْتُ أَرى إِرَاقَةَ مَاءِ وَجْهِي ** نَوَالُكَ عَنْ إِرَاقَتِهِ نَهَانِي )7 ( شَرُفْتَ مَنَاقِباً وَشَرَفْتُ قَوْلاً ** فأيقنَ منْ رآكَ ومنْ رآني )8 ( بِأَنَّكَ رَبُّ أَبْكَارِ الْمَعَالِي ** وَأَنِّي رَبُّ أَبْكَارِ الْمَعَانِي )9 ( فَلاَ بَرِحَتْ تَدِينُ لَكَ اللَّيَالِي ** وتخضعُ ما تدانى الفرقدانِ )
____________________
(1/633)
40 ( ولاَ دجتِ البسيطةُ بلْ أضاءتْ ** بمجدكَ ما أضاءَ النَّيِّرانِ ) 4( تُقضِّي الدَّهرَ عاماص بعدَ عامٍ ** وتُفنيهِ بعمرٍ غيرِ فانِ )
____________________
(1/634)
البحر : بسيط تام ( لَقَدْ دُفِعْنَا إِلى حَالَيْنِ لَسْتُ أَرى ** ما بينَ ذاكَ وَهذا حظَّ مختارِ ) ( إِمَّا المُقَامِ عَلَى خَوْفٍ وَمَسْغَبَةٍ ** أو الرحيلِ عنِ الأوطانِ وَالدارِ ) ( وَالموتُ أيسرُ منْ هذا وَذاكَ وَما ** كَرْبُ المَمَاتِ وَلاَ فِي المَوْتِ مِنْ عَارِ ) 4 ( مَنْ جَاوَرَ الأُسْدَ لَمْ يَأْمَنْ بَوَائِقَهَا ** وَليسَ للأسدِ إبقاءٌ على الجارِ )
____________________
(1/635)
البحر : طويل ( أَسُكَّانَ نَعْمَانِ الأَرَاكِ تَيَقَّنُوا ** بأنَّكمْ في ربعِ قلبيَ سكَّانُ ) ( وَدُومُوا عَلَى حِفْظِ الوِدَادِ فَطَالَما ** بُلينا بأقوامٍ إذا حفظوا خانوا ) ( رعينا لهمْ حفظَ الودادِ فما رعوا ** وَصُنَّا هَوَاهُمْ أَنْ يُذَالَ فَمَا صَانُوا ) 4 ( سَلُوا النَّومَ عَنِّي مُذْ تَنَاءَتْ دِيَارُكُمْ ** هلِ اكتحلتْ بالنَّومِ لي بعدُ أجفانُ ) 5 ( وَهَلْ جَرَّدَتْ أَسْيَافَ بَرْقٍ دِيَارُكُمْ ** فكانتْ لها إلاَّ جفونيَ أجفانُ )
____________________
(1/636)
البحر : كامل تام ( طَاوِلْ بِقَدْرِكَ مَنْ عَلاَ مِقْدَارُهُ ** فأرى العلاَ فلكاً عليكَ مدارهُ ) ( منْ يدفعُ الشرفَ الذي أوتيتهُ ** منْ بعدِ أنْ أعيا الورى إنكارهُ ) ( نَطَقَ الوَلِيُّ بِهِ وَأُسْكِتَ حَاسِدٌ ** عنْ وصفهِ وَسكوتهُ إقرارهُ ) 4 ( فَلْيَعْلَمِ السَّاعِي لِيُدْرِكَ ذَا المَدى ** أَنَّ الطَّرِيقَ كَثِيرَةٌ أَخْطَارُهُ ) 5 ( وَهيَ الرياسةُ لنْ تبوحَ بسرها ** إلاَّ لأروعَ لاَيباحُ ذمارهُ ) 6 ( يَحْمِي حِمَاهُ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ ** وَتَذُودُ عَنْهُ يَمِينُهُ وَيَسَارُهُ ) 7 ( لاَ العذلُ ناهيهِ وَلاَ الحرصُ الذي ** أَمَرَ النُّفُوسَ بِشُحِّهَا أَمَّارُهُ ) 8 ( لكَ في الشجاعةِ وَالسماحةِ رتبةٌ ** تَرَكَتْ عَدُوِّكَ لاَ يَقِرُّ قَرَارُهُ ) 9 ( لَمْ يُعْطِها عَمْرُو القَنا إِقْدَامُهُ ** قِدْماً وَلاَ كَعْبَ النَّدى إِيْثارُهُ )0 ( تفنى العدى قتلاً بكلَّ كريهةٍ ** لكَ فخرهُ وَعليهمُ أوزترهُ )
____________________
(1/637)
1( فلطالما اضرمنَ في إحرازها ** لَهَباً رُؤُوسُ الدَّارِعِينَ شَرَارُهُ )( بِوَغىً يَضِلُّ عَنْ المُثَقَّفِ قَصْدُهُ ** في ضنكها وَعنِ الكميَّ شعارهُ )( لِيَدُمْ لَكَ العِزُّ المُؤَثَّلُ وَلْيَدُمْ ** لمريدِ كيدكَ ذلهُ وَصغارهُ )4 ( ما فَازَ عِنْدَكَ مَنْ وَتَرْتَ بِبُغْيَةٍ ** بلْ ضاعَ في تيارِ عزكَ ثارهُ )5 ( فَفَدَاكَ ذُو مُلْكٍ يُصِيخُ لِبَرْبَطٍ ** شغلتهُ عنْ أوتارهِ أوتارهُ )6 ( وَقضى المسرُّ لكَ العداوةَ نحبهُ ** غَيْظَاً عَلَيْكَ وَلاَ أنْقَضَتْ أَوْطَارُهُ )7 ( ي بْنَ الأُلى لاَ يُعَظِّمُونَ عَظِيمَهُمْ ** حتى يجارَ منَ النوائبِ جارهُ )8 ( قومٌ إذا حملوا الوشيبجَ تطاولتْ ** أطرافهُ وَتقاصرتْ أعمارهُ )9 ( وَنحتْ أسنتهُ الصريخَ كأنها ** طيرٌ وَأفئدةُ العدى أوْكارهُ )0 ( كثرتْ منى قصادكمْ آلآؤكمْ ** كرماً كما كثرَ الحجيجَ جمارهُ )
____________________
(1/638)
2( وَأَبْيْتُمُ أَنْ تَنْتَمُوا إِلاَّ كَما ** نسبتْ لدى الروعِ الصفيحِ شفارهُ )( وَأَعَدْتُمُ عُودَ المَكَارِمِ أَخْضَراً ** لِلّهِ عُودٌ أَنْتُمُ أَثْمَارُهُ )( شِيَمٌ حَوَتْ مِنْ كُلِّ فَخْرٍ صَفْوَهُ ** وَ تعقبتْ منْ بعدها أكدارهُ )4 ( فلذا تعمُّ ذوي النباهةِ عونهُ ** إِنْ سَامَحَتْ وَتَخُصُّكُمْ أَبْكَارُهُ )5 ( إنَّ الإمامَ سطا بسيفِ وقائعٍ ** مذْ سلَّ ما عرفَ النبوَّ غرارهُ )6 ( شيدتَ حينَ نصرتَ دولتهُ لهُ ** عِزّاً بَنَتْهُ لِجَدَّهِ أَنْصَارُهُ )7 ( وَنَصَحْتَ مُلْكَ بَني عَلِيٍّ نُصِحَ مَنْ ** أربى على إعلانهِ إسرارهُ )8 ( أَثْنى بِهِ مَنْصُورُهُ وَعَلِيُّهُ ** وَمَعَدُّهُ وَأَبَانَ عَنْهُ نِزَارُهُ )9 ( شهدَ المشاهدُ ذا الفعالَ بما رأى ** فِيهِ وَصَحَّ لِمُخْبِرٍ إِخْبارُهُ )0 ( مهدتَ هذا الشامَ حتى لاستوتْ ** في أمنها بلدانهُ وَقفارهُ )
____________________
(1/639)
3( لاَ أنتَ متبعُ ما صنعتَ بأهلهِ ** مَنَّ المُنِيلِ ولا هُمُ كُفَّارُهُ )( نوبٌ تطيشُ سهامها وَمنى يعي ** شُ يقينها وَندىً تجيشُ بحارهُ )( ما كانتِ الغبراءُ تحملُ باخلاً ** لوْ قضَّ في سكانها معشارهُ )4 ( فِي ظِلِّ أَرْوَعَ أَعْجَزَتْ أَفْعَالُهُ ** هذَا الأَنَامَ وَأَعْوَزَتْ أَنْظارُهُ )5 ( وَمُؤَيَّدِ العَزَماتِ لاَ إِيرَادُهُ ** يدنيهِ منْ ذامٍ وَلاَ إصدارهُ )6 ( يَغْنِي غَناءَ سَيَوفِهِ إِيْعَادُهُ ** وَتنوبُ عنْ نظراتهِ أفكارهُ )7 ( مَلِكٌ مٌ قِيمٌ فِي دِمَشْقَ وَذِكْرُهُ ** في الخافقينِ بعيدةٌ أسفارهُ )8 ( لمْ يحتجبْ عنْ ربَّ مسألةٍ وَلاَ ** سدلتْ على غيرِ التقى أستارهُ )9 ( جَعْدٌ عَنِ الآثامِ إِلاَّ أَنَّهُ ** مَتَتابِعٌ مَعَ فَقْدِها أسْتِغْفارُهُ ) 40 ( أخبارُ مجدٍ كادَ يحفظها الدجى ** مِمَّا يُكَرِّرُ ذِكْرَها سُمّارُهُ )
____________________
(1/640)
4( لوْ عاصرتْ كسرى لكانَ بودهِ ** لَوْ صِيغَ مِنْها تاجُهُ وَسِوَارُهُ ) 4( فَلْيَيْأَسِ المُتَمَحِّلُونَ مَحَلَّ مَنْ ** هذِي مَناقِبُهُ وَذَاكَ نِجَارُهُ ) 4( خَيْرُ البُيُوتِ إِذَا عَدَوْنا هاشِماً ** بيتٌ حللتَ بهِ وَأنتَ خيارهُ ) 44 ( بَيْتٌ يَحِنُّ إِلى الفَضَائِلِ طِفلُهُ ال ** حابي فتحسبُ أنها أظآرهُ ) 45 ( ما زَالَ بِالحَسَنَاتِ مُرْتَقِياً فَهَلْ ** فَوْقَ المَجَرَّةِ مَنْزِلٌ يَخْتَارُهُ ) 46 ( وَأَبُو عَلِيٍّ مُعْرِبٌ عَنْ مِثْلِها ** في كلَّ فضلٍ تقتفى آثارهُ ) 47 ( ما حَادَ عَنْ شَرَفِ عَلَوْتَ بِهِ الوَرى ** فيقولَ مادحهُ إليكَ محارهُ ) 48 ( أَعْطى فَبَخَّلَ كُلَّ جَوْدٍ أَثْجَمَتْ ** أَنْوَاؤُهُ وَتَتَابَعَتْ أَمْطارُهُ ) 49 ( وَسَطا فَما جَرَّ اغْتِرارُ وَلِيِّهِ ** ضَرَراً وَلاَ نَفَعَ العَدُوَّ حِذَارُهُ ) 50 ( علمٌ يدلُّ عليهِ ساطعُ نورهِ ** مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلِيَ الهِدَايَةَ نارُهُ )
____________________
(1/641)
5( متألقُ البشرِ المبشرِ بالغنى ** وَالدَّوحُ قَبْلَ ثِمَارِهِ نُوَّارُهُ ) 5( يُرْضِيكَ إِنْ رَكِبَ الجِيَادَ عُرَامُهُ ** عزاً وَإنْ حضرَ النديَّ وقارهُ ) 5( تأبى لهُ النشواتِ نفسٌ مرةٌ ** حَتّى يَكُونَ مِنَ الثَّنَاءِ عُقارُهُ ) 54 ( فَرَأَيْتَ إِخْوَتَهُ بْمَرْآهُ الَّذِي ** أَقْذَتْ عُيُونَ عَدُوِّكُمْ أَنْوَارُهُ ) 55 ( ضَيْفٌ يَشُقُّ عَلَى اللِّئَامِ مَزَارُهُ ** أفلتْ أهلتهُ وَلاَ أقمارهُ ) 56 ( وَأسيرُ أنعمكَ الثناءُ قضى ** ربُّ الخلائقِ أنْ يفكَّ إسارهُ ) 57 ( لَمْ تُلْفَ فِيهِ وَهْوَ مُلْكُكَ شامِخاً ** وَسواكَ يستعلي أوانَ يعارهُ ) 58 ( وَإذا أردتكَ بالمديحِ تفتحتْ ** أَغْلاَقُهُ وَتَسَهَّلَتْ أَوْعارُهُ ) 59 ( وَإذا زففتُ إلى نديكَ كاعباً ** أَثْنى عَلَيَّ بِحُسْنِها حُضَّارُهُ ) 60 ( وَالمسكُ أولُ منْ يفوزُ بعرفهِ ** فِي وَقْتِ فَضِّ خِتامِهِ عَطَّارُهُ )
____________________
(1/642)
6( لولاكَ كانَ الشعرُ شيئاً ذاهباً ** أَوْ مَذْهَباً مُتَجَنَّباً إِظْهَارُهُ ) 6( أَكْرَمْتَ مَثْوَاهُ عَلِيماً أَنَّهُ ** ضيفٌ يشُّ على اللئامِ مزارهُ ) 6( فَسَلِمْتَ لِلزَّمَنِ الفَقِيرِ إِلَيكَ مَا ** كَرَّتْ عَلَى آصَالِهِ أَسْحَارُهُ ) 64 ( وَبَقِيتَ مَا شِئْتَ البَقَاءَ لِمُنْكِرٍ ** تَمْتَازُ عَنْهُ وَسُؤْدُدٍ تَمْتَارُهُ )
____________________
(1/643)
البحر : كامل تام ( أَمَّا الزَّمَانُ فَفِي يَدَيْكَ عِنَانُهُ ** يا أيُّها الملكُ المعظَّمُ شانُهُ ) ( ذَلَّلْتَ جَامِحَهُ فَصَارَ كَمَا تَرى ** لاَ جَوْرُهُ يُخْشَى وَلاَ عُدْوَانُهُ ) ( وَأَرَيْتَهُ السُّنَنَ الْحَمِيدَةَ رَادِعاً ** عَنْ ضِدِّهَا فَتَقلَّبَتْ أَعْيَانُهُ ) 4 ( إِنْ ذَمَّ سَائِرَ مَنْ يَرَاهُ فَإِنَّهُ ** يُثني عليكَ ولاَ يكلُّ لسانُهُ ) 5 ( لاَ غاضَ ذا الملكُ العقيمُ فإنَّهُ ** بَحْرٌ وَأَمْلاَكُ الدُّنَا خُلْجَانُهُ ) 6 ( طلهمْ فإنَّكَ معدنُ الشَّرفِ الَّذي ** أخبارهُ عجبٌ فكيفَ عيانُهُ ) 7 ( أوتيتَ في أفقِ العلاءِ محلَّةً ** لاَ يَدَّعِي إِدْرَاكَهَا كِيوَانُهُ ) 8 ( فَاسْلَمْ لِمُلْكٍ صِدْقُ عَزْمِكَ حِصْنُهُ ** وعلى سيوفكَ لا نبتْ إحصانُهُ ) 9 ( وَرَعِيَّةٍ أَنْسَيْتَها مُذْ حُطْتَها ** زمناً تشيبُ لهولهِ ولدانُهُ )0 ( فَمَقِيلُهُمْ بِفِنَاءِ دَوْحٍ لَمْ يَزَلْ ** عذباً جناهُ ظليلةً أفنانُهُ )
____________________
(1/644)
1( وعشيرةٍ ظنُّوا خلافكَ فرصةً ** طَوْعَ الهَوى فَأَضَلَّهُمْ شَيْطَانُهُ )( ودواؤهمْ ما شاهدوهُ وداؤهمْ ** إنكارُ حقٍّ واجبٍ عرفانُهُ )( فلقدْ أطاعكَ منْ أحبَّ حياتهُ ** فَنَجَا وَأَرْدى حَائِناً عِصْيَانُهُ )4 ( وَلَوْ انَّهُمْ ذَلُّوا لِعِزِّ مَلِيكِهِمْ ** لاَ زَالَ يَقْهَرُ مَنْ بَغى سُلْطَانُهُ )5 ( لَمَحَا ذُنُوبَهُمُ وَجَمَّعَ شَمْلَهُمْ ** بعدَ الشَّتاتِ حنوُّهُ وحنانُهُ )6 ( لاَ يَطْمَعَنْ فِي حُسْنِ عَفْوِكَ طَامِعٌ ** حَتّى يُمَاثِلَ سِرَّهُ إِعْلانُهُ )7 ( وليسلهُ منْ لاَ يفارقُ غلَّهُ ** حتّى يُفارقُ روحهُ جثمانهُ )8 ( وَلْيَتْبَعَنَّ رِضَاكَ غَيْرَ مُوَارِبٍ ** منْ في يمينكَ خوفهُ وأمانهُ )9 ( فلأنتَ منْ يأبى النِّفاقَ فلمْ يعشْ ** في ظلِّهِ منْ لمْ تمُتْ أضغانهُ )0 ( وغناءُ منْ أصبحتَ عنهُ معرضاً ** كغناءِ رُمحٍ بانَ عنهُ سنانهُ )
____________________
(1/645)
2( فَلْيُصْحِبُوا لَكَ رَغْبَةً أَوْ رَهْبَةً ** فلطالما ضرَّ الجوادَ حرانهُ )( لَوْ أَنَّ غَيْرَكَ رَامَهُمْ لَتَصَعْصَعَتْ ** أَعْوَانُهُ وَتَضَعْضَعَتْ أَرْكَانُهُ )( وَهُمُ الأُلى مَا أَشْرَعُوا صُمَّ الْقَنَا ** في مأزقٍ إلاَّ وهمْ فرسانهُ )4 ( أبطالُ صعصعةٍ حُماةُ ربيعةٍ ** فِي حَيْثُ يُزْرِي بِالجَبانِ جَنانُهُ )5 ( مِنْ كُلِّ مُخْتَبَرِ الْمَضَاء مُجَرَّبٍ ** يَحْمِي حِمَاهُ ضِرَابُهُ وَطِعَانُهُ )6 ( مَنْ يَنثَنِي وَمِنَ النَّجِيعِ مُدَامُه ** طرباً وما طبعَ القيونُ قيانُهُ )7 ( ليثٌ وفي خللَ الوشيجِ عرينهِ ** وفنيقُ حربٍ والمكرُّ عِرانُهُ )8 ( مَا أَمَّ قَفْراً لَمْ تَجَفَّلْ أُسْدُهُ ** فَرَقاً كَمَا جَفَلَتْ بِهِ ظِلْمَانُهُ )9 ( غرُّوا بأنْ عقُّوا سواكَ وأسرفوا ** وعقوقُ مثلكَ معوزٌ إمكانُهُ )0 ( فأتتْ عزائمُ لوْ قرعنَ متالعاً ** لَتَهَافَتَتْ هَضَبَاتُهُ وَرِعَانُهُ )
____________________
(1/646)
3( لمؤيَّدِ الإقدامِ بالرَّأيِ الَّذي ** لَمْ يَأْتِهِ عَمْروٌ وَلاَ وَرْدَانُهُ )( ونصيَّةِ البيتِ الَّذي طالَ السُّهى ** وعلاَ الثُّريَّا صاعداً بُنيانُهُ )( أَوْتَادُهُ بِيضُ الظُّبَا وَعِمَادُهُ ** بَعْضُ الرِّماحِ وَبَعْضُهَا أَشْطَانُهُ )4 ( مِنْ مَعْشِرٍ لَمْ يُطْوَ مُهْرَقُ سُؤْدُدٍ ** إلاَّ وطيِّبُ ذكرهمْ عنوانهُ )5 ( وَإِذَا انْتَهى دَهْرٌ فَهُمْ أَعْيَانُهُ ** وَإِذَا أَتى خَيْرٌ فَهُمْ أَعْوَانُهُ )6 ( وَإِذَا أَتَوْا بَلَداً جَدِيباً أَخْصَبَتْ ** فيهِ رُباهُ وأتئقتْ غدرانُهُ )7 ( لَوْ لَمْ تَفُزْ بِهِمُ الْعُفَاةُ لَمَا دَرى ** متطلِّبُ المعروفِ أينَ مكانهُ )8 ( لَمْ يَجْحَدِ الأَعْدَاءُ وَاضِحَ مَجْدِهِمْ ** كَيْفَ الْجُحُودُ وَسَابِقٌ بُرْهَانُهُ )9 ( مَنْ خُصَّ بِالشَّرَفِ الَّذِي ظَنَّتْ بِهِ ** زُهْرُ الْكَوَاكِبِ أَنَّها جِيرَانُهُ ) 40 ( مَمْنُوعَةٌ أَحْوَالُهُ مَتْبُوعَةٌ ** أَقْوَالُهُ مُتَتَابِعٌ إِحْسَانُهُ )
____________________
(1/647)
4( مَا إِنْ يُغَادِي الْعِلْمَ أَوْ يَحْوِي الغِنى ** حتّى يفيضَ بيانُهُ وبنانُهُ ) 4( لاَ خَابَ آمِلُهُ وَلاَ خَبَّ الرَّدى ** يَوْماً إِلَيْهِ وَلاَ خَبَتْ نِيرَانُهُ ) 4( يَا عَوْنَ مَنْ غَدَرَتْ بِهِ أَيَّامُهُ ** وَمُعِينَ مَنْ تَنْبُو بِهِ أَوْطَانُهُ ) 44 ( أغنيتَ عنْ مرِّ السُّؤالِ وحلوهِ ** بندىً يزيدُ على الحيا تهتانُهُ ) 45 ( هُوَ كَالغَوَادِي لاَ تَمُنُّ إِذَا هَمَتْ ** لاَ كالغمامِ تباعدتْ أحيانُهُ ) 46 ( لم لاَ أبالغُ في مديحكَ مطنباً ** وَالشِّعْرُ طِرْفٌ خَاطِرِي مِيْدَانُهُ ) 47 ( أُثني عليكَ بما أنالتني يدٌ ** بكرُ الغنى منْ سيبها وعوانُهُ ) 48 ( فَلْيَعْذِرِ الْمَوْلى الَّذِي خَالَفْتُهُ ** فَأَذَعْتُ جُوداً رَأْيُهُ كِتْمانُهُ )
____________________
(1/648)
البحر : كامل تام ( ما ضرَّ طيفكَ وَالكرى لوزارا ** فَعَسى اللَّيَالِي أَنْ يَعُدْنَ قِصَارا ) ( يا عادلاً في حكمهِ وَمزارهُ ** نَاءٍ فَلَمَّا صارَ جَاراً جَارا ) ( لاَ أبتغي فوقَ الخيالِ زيارةً ** حسبي خيالكَ لوْ أنالَ مزارا ) 4 ( أَأَكُونُ مَنْ يُهْدِي إلَيْكَ حَيَاتَهُ ** وَأَرُومُ مَا يُهْدِي إلَيْكَ اُلْعَارا ) 5 ( وَأما وَشعثٍ فوقَ شعثٍ رزحِ ** جَعَلُوا بُلُوغَ اُلْمَشْعَرَيْنَ شِعَارا ) 6 ( مَلِكٌ غَدَتْ يُمْناهُ يُمناً لاِمْرِيءٍ ** فيها على منْ يعلمُ الأسرارا ) 7 ( مَا أَحْدَثَ اُلْعُذَّالُ عِنْدِي سَلْوَةً ** بَلْ زَادَنِي مَنْ لاَمَنِي اسْتِهْتَارا ) 8 ( فعلى التسلي أنْ يغيضَ جميعهُ ** وَعَلى المَدَامِعِ أَنْ تَفِيضَ غِزَارا ) 9 ( ما كلُّ ما ألقى وَإنْ هدَّ القوى ** كفؤاً لخوفي أنْ أرى غدارا )0 ( يا حبذا ذاتُ الأرجاعِ منزلاً ** وَجِوَارُنَا قِبَلَ اُلعقِيقِ جِوَارا )
____________________
(1/649)
1( وَأعنَّ تحكيهِ الغزالةُ مقلةً ** وَمقلداً وَتعرضا وَنفارا )( يفترُّ عنْ بردٍ يعلُّ بباردٍ ** مِنْ ريقِهِ تَرَكَ اُلْقُلُوبَ حِرَارا )( لَمْ أَدْرِ حيِنَ رنَا إِلَيَّ بِطَرْفِهِ ** أأدارَ لحظاً أمْ أدارَ عقارا )4 ( نظرٌ نظيرُ الخمرِ في إسكارها ** لكِنَّهُ مِنْها أَشَدُّ خُمارا )5 ( وَأَلَحَّ يَلْحى فِي اُلفِراَقِ أخاً هَوىً ** لمْ يقضِ منْ أحبابهِ أوطارا )6 ( فَأَجَبْتُهُ لاَ تَلْحَ رَبَّ عَزَائِمٍ ** هجرَ الثواءَ وَواصلَ الأسفارا )7 ( فبهذهِ الأسفارِ أسفرَ لي غنى ** لَوْلاَ اُبْنُ يُوسُفَ جانَبَ اُلإِسْفارا )8 ( أَسْدى َ وَما أَكْدى أَيادِيَ لَمْ يَزَلْ ** معروفها يستعبدُ الأحرارا )9 ( وَصَنائِعاً غُرّاً أَفَدْنَ مَنائِحاً ** عوناً وَلدنَ مدائحاً أبكارا )0 ( وَلكمْ دعا مدحي نوالُ مملكٍ ** فأبتْ عتواً عنهُ وَاستكبارا )
____________________
(1/650)
2( حَتَّى وَجَدْتُ لَها هُماماً لَمْ تَزَلْ ** أَوْصافُهُ تَسْتَغْرِقُ اُلأَشْعارا )( فَوَسَمْتُ أَوْجُهَها بِمُسْتَوْلٍ عَلَى ** رتبِ العلاءِ مناقباً وَنجارا )( وَأَغَرَّ فِي إِجْمالِهِ وَجَمالِهِ ** ما يملأُ الأسماعَ وَالأبصارا )4 ( ملكٌ غدتْ يمناهُ يمناً لامرئٍ ** بيغِي نَوَالاً وَاُليَسارُ يَسارا )5 ( حَلّى اُلزَّمانَ وَكانَ قِدْماً عاطِلاً ** وَأَعادَ لَيْلَ اُلآمِلِينَ نَهارا )6 ( بِعُلًّى أَقامَتْ لاَ تَرِيمُ فِناءَهُ ** وَحديثها بينَ الورى قدْ سارا )7 ( بَلَغَتْ بِهِ رُتَباً فَرَعْنَ مَحَلَّةً ** أمستْ نجومُ سمائها أقمارا )8 ( زَانَتْ فَضائِلُهُ بَدَائِعَ نَظْمِها ** كَمْ مِعْصَمٍ أَضْحى يَزيِنُ سِوارا )9 ( وَلقدْ جزيتُ الحادثاتِ بما جنتْ ** فَسَلَبْتُها اُلأَنْيابَ وَاُلأَظْفارا )0 ( مذْ شمتُ أوضحَ منْ حسامٍ صارمٍ ** أثراً وَأحمدَ في الورى آثارا )
____________________
(1/651)
3( وَأعمَّ منْ كعبِ بنِ مامةَ نائلاً ** وَأَعَزَّ مِنْ زَيْدِ اُلفَوَارِسِ جارا )( وَمظفرَ الأقلامِ كمْ أردى بها ** ملكاً وَروعَ جحفلاً جرارا )( عجباً لها تجري بأسودَ فاحمٍ ** يَكْسُو اُلطٌّ رُوسَ ظَلاَمُهُ أَنْوَارا )4 ( تمضي بحيثُ ترى السيوفُ كليلةً ** وَتطولُ حيثُ ترى الرماحُ قصارا )5 ( وَتَخالُها بِاُلظَّنِّ أَغْماراً وَقَدْ ** ملأتْ صدورَ عداتهِ أغمارا )6 ( تَجْرِيِ بِوَاحِدِها ثَلاثُ سَحائِبٍ ** تهمي الصواعقَ وَالحيا المدرارا )7 ( وَيمدهُ بالوصلِ حينَ يمدهُ ** ببديهةٍ لا تتعبُ الأفكارا )8 ( إِنْ رَامَ نائِلَهُ اُلعُفاةُ أَمَدَّهُ ** كَرَمَاً وَإِنْ رَامَ اُلخَميسُ مُغارا )9 ( مَلأَ اُلكِتابَ تَهَدُّداً فَكَأَنَّما ** مَلأَ الكِتابَ أَسِنَّةً وَشِفارا ) 40 ( تَجْنِي اُلنَّوَاظِرُ مِن مَحاسِنِ خَطِّهِ ** رَوْضاً وَمِنْ أَلفاظِهِ أَزْهارا )
____________________
(1/652)
4( خطٌّ رماحُ الخطَّ منْ خدامهِ ** إنْ رامَ ذمراً أوْ أعزَّ ذمارا ) 4( وَبلاغةٌ تضحي بأدنى فقرةٍ ** تُغْنِي فَقيِراً أَوْ تَقُدُّ فَقارا ) 4( وَيَشيمُ رُوَّادُ اُلنَّدى مِنْ بِشْرِهِ ** بَرْقاً وَمِنْ إِحسانِهِ أَمْطارا ) 44 ( بِشْرٌ يُبَشِّرُّ بِاُلجَمِيِلِ وَعادَةُ اُلأَ ** زهارِ أنْ تتقدمَ الأثمارا ) 45 ( وَنَدىً يَعُمُّ وَلاَ يَخُضُّ كَأَنَّهُ ** هامِي قُطارٍ طَبَّقَ اُلأَقطارا ) 46 ( يَسْتَصْغِرُ اُلأَمْرَ اُلعَظيِم إِذَا عَرَا ** بِعَزِيَمةٍ تَسْتَسْهِلُ اُلأَوْعارا ) 47 ( وَيردُّ غربَ الحادثاتِ مفللاً ** بِسعادَةٍ تَسْتَخْدِمُ اُلأَقْدَارا ) 48 ( كَمْ ذَلَّلتْ صَعْباً وَرَدَّتْ ذَاهِباً ** وَحَمتْ أَذَلَّ وَذَلَّلَتْ جَباَّرا ) 49 ( وَيَخِفُّ نَحْوَ اُلجُودِ إِلاَّ أَنَّهُ ** وَأَمَا وَشُعْث فَوْقَ رُزَّحٍ ) 50 ( وَلَهُ وَجُرْدُ اُلخَيْلِ تَعْثُرُ بِالقَنا ** وَالهامِ رأيٌّ لاَ يخافُ عثارا )
____________________
(1/653)
5( وَلَفقَدْ عَرَفْتُ النَّاسَ مِنْ أَطوَارِهِمْ ** سُبْحانَ مَنْ خَلَقَ اُلوَرى أَطوَارا ) 5( فَوَجَدْتُهُمْ يَتَبايَنُونَ وَإنْ غَدَوْا ** في خلقهمْ وَفنائهمْ أنظارا ) 5( يا مَنْ عَرَفْتُ بِجُودِهِ وَجْهَ اُلغِنى ** حَقًّا وَكُنْتُ جَهِلْتُه إِنكارا ) 54 ( أَمَّا وَقَدْ وَسَّعْتَ لِي طُرُقَ اُلمُنى ** وَجَعلِت لآمالِ أَنْ تَخْتارا ) 55 ( وَغمرتني بمواهبٍ موصولةٍ ** لمْ تبقِ لي عندَ الحوادثِ ثارا ) 56 ( فَلأَبْقِيَنَّ مِنَ الثَّناءِ عَلَيْكَ ما ** يتعقبُ الآثارَ وَالأخبارا ) 57 ( كَمْ ذَاهِبٍ عَمَرَتْ لَهُ أَخْبارُهُ ** لما تقضى عمرهُ أعمارا ) 58 ( إِنَّ الوَزِيرَ رَأَى اُلنَّوَائِبَ جَمَّةً ** فاختارَ منكَ لدفعها مختارا ) 59 ( فَصَرَفْتَهَا قَسْراً بِهِمَّتِكَ الَّتي ** لَمْ تَرْضَ مَادُونَ اُلمَجَرَّةِ دَارا ) 60 ( وَعدى الأعاديَ أنْ تثيرَ جيادهمْ ** خَوْفَ انْتِقامِكَ بِاٌ لشَّآمِ غُبَارا )
____________________
(1/654)
6( وَسلبتهمْ بالعزمِ تالدَ عزهمِ ** فَكَأَنَّ ذَاكَ اُلعِزَّ كَانَ مُعَارا ) 6( وَعَمَرْتَ هذَا الشَّامَ بَعْدَ دُثُورِهِ ** حَتّى غَدَتْ أَطْرَافُهُ أَمْصَارا ) 6( لمْ تدغعِ الغمراتِ عنْ سكانهِ ** حَتّى لَقِيتَ أَذىً وَخُضْتَ غِمَارا ) 64 ( وَسَمَحْتَ بِاٌ لنَّفْسِ اُلنَّفِيسَةِ فِي العُلى ** تَسْتَحْمِدُ اُلإِيرَادَ وَالإِصْدَارا ) 65 ( يَارَاكبَ اُلأَخْطارِ عَنْ عِلْمٍ بِهَا ** أَدْرَكْتَ أَعْلى رُتْبَةٍ أَخْطَارا ) 66 ( لاَتطلبنَّ منَ العزائمِ جهدها ** قَدْ سِرْتَ حَتّى مَا وَجَدْتَ مَسَارا ) 67 ( عُدْ آهِلَ اُلأَرْجَاى مَمْنُوعَ الحِمى ** جَمَّ اُلمسَاعِي نَافِعاً ضرَّارا ) 68 ( وَاسْلَمْ عَلَى الأَيَّامِ أَزكى صَائِمٍ ** صوماً وَأسعدَ مفطرٍ إفطارا )
____________________
(1/655)
البحر : كامل تام ( لاَ تَخْشَ عَدْوى مَنْ أَبَحْتَ ذِمَارَهُ ** منْ ماتَ قلباً لمْ تعشْ أضغانهُ ) ( دعهُ لأحداثِ الزَّمانِ دريَّةً ** أتراهُ يُكرمُ منْ هواكَ هوانُهُ ) ( وإذا أردتَ بوارَ مملكةٍ طغتْ ** سَفَهاً فَبَعْثُكَ رَايَةً عُنْوَانُهُ ) 4 ( فلقدْ أطاعكَ منْ أحبَّ حياتَهُ ** فِيهَا وَلَجَّ بِخَائِنٍ طُغْيَانُهُ ) 5 ( فَلْيَطْلُبِ الرُّومُ الأَمَانَ فَقَدْ بَدَتْ ** لهمُ خشونةُ صارمٍ وليانُهُ ) 6 ( هجرَ الرُّقادُ جفونهمْ مذْ نبَّهوا ** مَنْ لاَ تَنَامُ عَلَى القَذى أَجْفَانُهُ ) 7 ( ذا العزمُ جأشُ الدَّهرِ منهُ مروَّعٌ ** وَالْجَيْشُ يَفْتَرِسُ العِدى فُرْسَانُهُ ) 8 ( ضمنتْ سوافَ معانديهِ سيوفهُ ** فَأَمَرَّ عَيْشَ عُدَاتِهِ مُرَّانُهُ ) 9 ( ولقدْ سمتْ شرفاً ملوكٌ قسِّمتْ ** فِيما تَقَدَّمَ بَيْنَهَا بُلْدَانُه )0 ( بجحوا بها وأجلَّ عنها نفسهُ ** مُذْ حَازَهَا فَوُلاَتُهَا غِلْمَانُهُ )
____________________
(1/656)
1( فلذا الجيوشُ يقودُها ويسودُها ** بنجوتكينُ أميرها وطغانُهُ )( واللهُ جاءَ بها على أعقابهمْ ** ليفيضَ منْ إحسانهمْ إحسانهُ )( يُغْنِي غَنَاءَ سُيُوفِهِمْ إِيعَادُهُ ** وتفيضُ فيضَ بحارهمْ غدرانُهُ )4 ( وَالْغَيْثُ لَيْسَ يَنُوبُ عَنْهُ وَطَالَما ** غَابَ الغَمَامُ فَنَابَ عَنْهُ بَنَانُه )5 ( يحوي النَّباهةَ منْ تقدَّمَ فضلهُ ** لاَ مَنْ تَقَدَّمَ عَصْرُهُ وَأَوَانُهُ )6 ( هَلْ مَنْ يُسَاهِمُ وَالْمُعَلّى سَهْمُهُ ** إنْ كانَ بعدَ الأنبياءِ زمانهُ )7 ( فليدرِ أملاكُ الطَّوائفِ أنَّهُ ** فَلَكٌ تَضَمَّنَ سَلْبَهَا دَوَرَانُهُ )8 ( فَلِمَا حَمَتْ أَتْرَاكَهَا أَتْرَاكُهُ ** ولما حمتْ سودانها سودانهُ )9 ( يَا كَافِيَ الإِسْلاَمِ غَيْرَ مُشَارَكٍ ** فتناً تشيبُ لهولها ولدانهُ )0 ( أغنى صفاتكَ عنْ شهادةِ شاهدٍ ** مَجْدٌ لَعَمْرُكَ وَاضِحٌ بُرْهَانُهُ )
____________________
(1/657)
2( حزتَ الفضائلَ ليسَ يمكنُ جحدها ** وَالصُّبْحُ لَيْسَ بِمُمْكِنٍ كِتْمانُهُ )( بشراً يبشِّرُ بالغنى إيماضهُ ** كالبرقِ دلَّ على الورى لمعانهُ )( وَنَدىً قَصَرْتَ عَلى الثَّنَاءِ فُنُونَهُ ** وتُظلُّ آمالَ الورى أفنانهُ )4 ( وَالْمَالُ لاَ يَبْقَى عَلَى مُتَمَلِّكٍ ** إِلاَّ وَأَبْنَاءُ الْمُنى خُزَّانُهُ )5 ( أَمَّا شَبِيهُكَ فِي الأَنَامِ فَإِنَّهُ ** ما كانَ قطُّ ولاَ يجوزُ كيانهُ )6 ( ما في طريقِ المجدِ غيركَ مهتدٍ ** كُلٌّ سِوَاكَ يَقُولُ أَيْنَ مَكانُهُ )7 ( ففعلتَ ما عجزَ الورى عنْ فعلهِ ** فعرفتَ ما أعياهمُ عرفانهُ )8 ( ولقدْ شفعتَ الحجَّ بالغزوِ الَّذي ** لولاكَ أعجزَ أهلهُ إمكانهُ )9 ( وَبَذَلْتَ حُمْرَ الْمَالِ فِي تَنْفِيذِهِمْ ** أيَّامَ عزَّ عليهمُ وجدانهُ )0 ( فَمُعَجَّلٌ لَكَ مِنْ إِلْهِكَ نَصْرُهُ ** وَمُؤَجَّلٌ لَكَ عِنْدَهُ رِضْوَانُهُ )
____________________
(1/658)
3( هيَ منَّةٌ يبقى عليكَ ثناؤها ** فِي النَّاسِ مَا صَحِبَتْ حِرَاءَ رِعَانُهُ )( فَالْبَيْتُ يَشْكُرُهَا إِذَا طَافَتْ بِهِ ** زَمَنَ الْحَجِيجِ وَقُبِّلَتْ أَرْكانُهُ )( فأجابَ فيكَ اللهُ دعوةَ قارنٍ ** يتلو هناكَ قرانهُ قرآنهُ )4 ( وَبَقِيتَ لِلْمَوْلى الَّذِي شَرُفَتْ بِهِ ** أيَّامهُ وتطاولتْ أزمانهُ )5 ( حَتّى تَرى أَضْعَافَ جَيْشِكَ جَيْشَهُ ** ويكونَ أكثرَ منْ بهِ فتيانهُ )6 ( لمَ لاَ أبالغُ في مديحكَ مطنباً ** وَالشِّعرُ طِرْفٌ خاطِري مَيْدَانُهُ )7 ( بَلْ كَيْفَ أَجْحَدُ ما أَنالَتْنِي يدٌ ** بكرُ الغنى منْ سيبها وعوانهُ )8 ( فَاسْمَعْ لِمَادِحِكَ الَّذِي لاَ يَنْطَوِي ** إِلاَّ عَلَيْكَ إِذَا انْطَوى دِيوَانُهُ )9 ( ما في بني حوَّاءَ عندي آخرٌ ** يُرْجَى عَطاهُ وَيُتَّقى حِرْمانُهُ ) 40 ( فلذا رجائي عنْ سواكَ منكِّبٌ ** وإليكَ يتبعُ نصَّهُ ذملانهُ )
____________________
(1/659)
4( أَثْنى عَلَيْكَ العِيدُ بِالتَّقْوى الَّتي ** أَثْنى بِها مِنْ قَبْلِهِ رَمَضانُهُ ) 4( فتهنَّهُ واسلمْ وعزُّكَ قاهرٌ ** أَبداً فَسُلْطانُ الْهُدى سُلْطانُهُ )
____________________
(1/660)
البحر : طويل ( أَرى لَكَ يَاخَزْرُونَ لُبْنَانَ فِي اُلوَرى ** أَحَاديِثَ صِدْقٍ لاَتُشَابَ بِإلْبَاسِ ) ( مقابحُ شاعتْ في البلادِ بأسرها ** أبنتَ بها فضلَ الكلابِ على الناسِ ) ( مَرَرْتُ بِهِ مُسْتَعَجِلاً لاَ لِحَاجَةٍ ** كَمَا مَرَّ مَخْمُورٌ بِدُ كَّانِ هَرَّاسِ ) 4 ( فأحسنَ بي إذْ لمْ يقمْ لي مؤخراً ** مِنَ النَّتْنِ مَااسْتَنْشَقْتُهُ عِنْدَ جُلاَّسِي ) 5 ( وَجَعْمَسَنَي مُسْتَخْبِراً فَصَفَعْتُهُ ** فقمتُ بلاَ أنفٍ وَقامَ بلاَ راسِ )
____________________
(1/661)
البحر : بسيط تام ( ظنَّ الأراكَ لدى واديهِ أظعانا ** فلمْ يُطقْ لرسيسِ الشَّوقِ كتمانا ) ( فَبَانَ لِلرَّكْبِ شَجْوٌ كانَ يَسْتُرُهُ ** عنْ كلِّ مستخبرٍ منْ حبِّ منْ بانا ) ( وَفِي الظَّعائِنِ غِزْلاَنٌ هَوَادِجُها ** تَحْوِي بُدُوراً وَأَغْصَاناً وَكُثْبانا ) 4 ( وغادةً عادةٌ منها الصُّدودُ فما ** تَنْفَكُّ تُوْسِعُنا مَطْلاً وَلِيَّانا ) 5 ( فَهَبْ نَوَاها اسْتَبَدَّتْ دُونَنا عَبَثاً ** بها وإنْ بعدتْ في القربِ هجرانا ) 6 ( فما على طيفها لوْ عادَ يطرقنا ** فَطَالَما زَارَ أَحْياناً فَأَحْيانا ) 7 ( إِنْ يُعْقِبِ لْحَزْنُ حُزْناً بَعْدَ جِيرَتِهِ ** فقدْ نعمنا بهمْ دهراً بنعمانا ) 8 ( أَوْ تُصْبِحِ الدَّارُ صِفْراً إِنْ دَنا صَفَرٌ ** فقدْ تلاءمَ في شعبانَ شعبانا ) 9 ( وَقَدْ وَقَفْتُ بِأَصْحَابِي بِمَنْزِلَةٍ ** يَبِيتُ يَقْظانُها وَهْلاَنَ وَلْهَانا )0 ( فِيها جَنى حِينَ حَيَّانا النَّسِيمُ بِما ** سُفْناهُ يَوْمَ الْتَقى بِالجِزْعِ حَيَّانا )
____________________
(1/662)
1( نبكي وتسعدها كومُ المطيِّ فهلْ ** نحنُ المشوقونَ فيها أمْ مطايانا )( وَلاَ وَمَنْ بَرَأَ الأَشْياءَ ما وَجَدَتْ ** كَوَجْدِنا العِيسُ بَلْ رَقَّتْ لِشَكْوَانا )( بِحَيْثُ أُنْشِدُ أَشْعَارِي وَأَنْشُدُهُمْ ** لَوْ تَسْمَعُ الدَّارُ إِنْشَاداً وَنِشدَانا )4 ( لاَ وجدَ إلاَّ كوجدٍ كنتُ أكتمهُ ** خَوْفاً وَلاَ مَجْدَ إِلاَّ مَجْدُ مَوْلاَنا )5 ( الحائزُ الفخرَ مولوداً ومكتسباً ** وَالْجائِزُ الْحُكْمَ فِيمَنْ شَطَّ أَوْ دَانا )6 ( مُصَدَّقٌ كُلُّ ما يُثْنى عَلَيْهِ بِهِ ** كأنَّ مدَّاحهُ يتلونَ قرآنا )7 ( مَنْ أَظْهَرَ الْعَدْلَ فِي الآفَاقِ فَامْتَنَعَتْ ** ظباءُ وجرةَ منْ آسادِ خفَّانا )8 ( في دولةٍ جعلَ اللهُ الكريمُ لها ** حوادثَ الدَّهرِ أنصاراً وأعوانا )9 ( عَزَّتْ فَمَنْ دَانَ لَمْ يُلْمِمْ بِساحَتِهِ ** خَطْبٌ وَمَنْ خانَ يَوْماً رَبَّها حانا )0 ( يا بْنَ الكِرَامِ الأُلى كانَتْ سُيُوفُهُمْ ** قواعداً لمعاليهمْ وأركانا )
____________________
(1/663)
2( لكَ الأصولُ الَّتي طابتْ مغارسها ** قدماً فجاوزتِ الجوزاءَ أغصانا )( فمنْ جدودهمُ الأملاكُ في حلبٍ ** ومنْ جدودهمُ أملاكُ بغدانا )( الطَّيِّبونَ أحاديثاً وأنديةً ** وَمَكْرُماتٍ وَأَفْياءً وَأَفْنانا )4 ( رُجُوا قَدِيماً لِما تُرْجى الرِّجالُ لَهُ ** أجنَّةً واستحقُّوا الملكَ ولدانا )5 ( إِذَا نَبَتْ بِالْوَرى أَوْطانُهمْ فَنَأَوْا ** كانتْ لهمْ رتبُ العلياءِ أوطانا )6 ( وقبلكمْ والجيادُ الجارياتُ بكمْ ** تَشْتَدُّ ما امْتَطَتِ الآسادُ عِقْبانا )7 ( وريعَ حيٌّ لقاحٌ لا يروعهمُ ** مِنَ الْمُلُوكِ عَظِيمٌ كانَ مَنْ كانا )8 ( حتّى مضوا يحسبونَ اللَّيلَ منْ فرقٍ ** نَقْعَ الرَّدى وَنَجُومَ اللَّيْلِ خِرْصانا )9 ( كَمِ اسْتَقَيْتُمْ نُفُوساً عَزَّ ناصِرُها ** منذُ اتَّخذتمْ رماحَ الخطِّ أشطانا )0 ( حَتّى بَدَتْ أَنْجُماً فِي الأَرْضِ باقِيَةً ** فكمْ رجمتمْ بها مِ الإنسِ شيطانا )
____________________
(1/664)
3( قدْ أُعجمتْ طاءُ طعَّانِ العدى فتُرى ** لِخَوْفِها قَبْلَ وَشْكِ الرَّوْعِ ظُعَّانا )( يا طالما ناجزوكمْ عندَ معتركٍ ** حيناً فجرَّ طلابُ الرِّبحِ خسرانا )( أَبَيْتُمُ سَلْبَ قَتْلاَهُمْ فَلَوْ دُفِنُوا ** لاستصحبوا حلقَ الماذيِّ أكفانا )4 ( ملأتمُ الأرضَ إقدماً ومرحمةً ** وَفُقْتُمُ أَهْلَها شِيباً وَشُبَّانا )5 ( وَأَنْتَ أَرْهَفُهُمْ حَدّاً وَأَسْعَدُهُمْ ** جَدّاً وَأَعْظَمُهُمْ فِي سُؤْدُدٍ شانا )6 ( أرى رعاياكَ حلَّتْ روضةً أنفاً ** يجودُها الأمنُ والإنصافُ تهتانا )7 ( آثرتهمْ بالكرى لمَّا ملكتَ ومنْ ** أَضَافَ هَمَّكَ بَاتَ اللَّيْلَ يَقْظَانا )8 ( هَمٌّ إِذَا ما عَرى أَفْضى إِلى هِمَمٍ ** جاورنَ بهرامَ أوْ جاوزنَ كيوانا )9 ( بني كلابٍ أطيعوا أمرَ سيِّدكمْ ** فَقَدْ أَعَزَّ حِمَاهُ مَنْ لَهُ دَانا ) 40 ( تضحي النَّعامُ أسوداً تحتَ طاعتهِ ** وتُمسخُ الأسدُ إنْ عاصتهُ ظلمانا )
____________________
(1/665)
4( لاَ تُضْمِروا حَسَداً مَحْصُولُهُ عَطَبٌ ** إِنَّ التَّحَاسُدَ أَفنى آلَ ذُبْيانا ) 4( وَلِلْتَّنَافُسِ صَارَ الْمُسْلِمُونَ إِلى ** ما يكرهونَ وعادَ الدِّينُ أديانا ) 4( لوذوا بأروعَ يُعطي الألفَ مقتضباً ** قَبْلَ السُّؤَالِ وَيَلْقَى الأَلْفَ جَذْلاَنا ) 44 ( فَلَوْ تَقَدَّمَ لَمْ تَفْخَرْ بِحَاتِمِها ** وَعَمْرِهَا سَالِفاً أَبْنَاءُ قَحْطَانا ) 45 ( ولمْ تؤبِّنْ إيادٌ في محافلها ** منْ ماتَ في طاعةِ المعروفِ ظمآنا ) 46 ( أبا المظفَّرِ جاوزتَ المدى وعنا ** لَكَ الزَّمَانُ فَمَا يَسْطِيعُ عَصْيَانا ) 47 ( لاَ يَدَّعِ الآنَ مَا أُوْتِيتَ مِنْ شَرَفٍ ** منْ لاَ يقيمُ على دعواهُ بُرهانا ) 48 ( فالمجدُ لوْ أنَّهُ شخصٌ يرى ويُرى ** إِذاً لَكُنْتَ لَهُ رُوحاً وَجُثْمانا ) 49 ( أتيتهُ منْ طريقٍ قطُّ ما طُرقتْ ** أَكانَ عَنْهَا جَمِيعُ النَّاسِ عُميَانا ) 50 ( مناقبٌ لكَ لوْ فازَ الملوكُ بها ** لصيَّروها على التِّيجانِ تيجانا )
____________________
(1/666)
5( أَهَنْتَ مَا لَوْ أَهَانُوهُ لَمَا حَمَلُوا ** عَلَى الْمَفَارِقِ يَاقُوتاً وَعِقْيَانا ) 5( مُنَاقِضاً لَهُمُ فِي الأَرْضِ تُبْدِلُها ** بالخوفِ أمناً وبالإخرابِ عمرانا ) 5( وكلُّ صامتةٍ فيها وناطقةٍ ** تدعو لكَ اللهَ إسراراً وإعلانا ) 54 ( أَمَّا أَبُوكَ الَّذِي بَذَّ الْمُلُوكَ إِلى ** مَدى الثَّنَاءِ بِمَا أَعْطى ابْنَ سَلْمَانا ) 55 ( أهانَ بالجودِ ما لوْ فضَّ أيسرهُ ** على كرامِ بني الدُّنيا لما هانا ) 56 ( لأشكرنَّ هباتٍ منكَ ما كدرتْ ** بالمنِّ يوماً وظنّاً فيهِ ما مانا ) 57 ( مَكَارِمُ زَانَهَا الإِكْرَامُ وَاتَّصَلَتْ ** أَرى الْجُحُودَ لَهاً ظُلْماً وَعُدْوَانا ) 58 ( أَنْسَانِي اللَّهُ مَا أَعْدَدْتُهُ لِغَدٍ ** إنِ اعتمدتُ لما أولاهُ نسيانا ) 59 ( أمنتُ ما خفتُ مذْ يمَّمتُ حضرتهُ ** واعتضتُ منْ عدمِ الإيسارِ وجدانا ) 60 ( وللحميَّةِ لا عنْ زلَّةٍ حكمتْ ** بِالبُعْدِ فَارَقْتُ أَخْدَاناً وَخُلاَّنا )
____________________
(1/667)
6( تُخِيفُنِي بَلَدٌ حَتّى أَعُودَ إِلى ** أخرى كأنِّيَ عمرانُ بنُ حطَّانا ) 6( وَمُذْ عَقَلْتُ الْمُنى وَ لعِيْسَ فِي حَلَبٍ ** حللتُ آمنَ أرضِ اللهِ سكَّانا ) 6( لا يطَّبيني مكانٌ بعدَ ظلِّكما ** حَتّى يَهُزَّ هُبُوبُ الرِّيحِ ثَهْلاَنَا ) 64 ( حسبي الَّذي جادَ لي تاجُ الملوكِ بهِ ** وما أنالَ جلالُ الدَّولةِ الآنا ) 65 ( عرفٌ حويتَ بهِ أجراً موازيةً ** فَخُذْ ثَنَاءً يَجُوبُ الأَرْضَ رُجْحَانا ) 66 ( فِي كُلِّ مَعْدُومَةِ الأَشْبَاهِ لَوْ طَرَقَتْ ** سمعَ ابنَ جفنةَ لمْ يحفلْ بحسَّانا ) 67 ( أَعْيَتْ زِياداً فَلَمْ يَحْبُ الْجُلاَحَ بِهَا ** وَلَمْ يَجْدِهَا بِلالٌ عِنْدَ غَيْلاَنا ) 68 ( لها إذا حسَّنَ الشِّعرَ الغناءُ غنىً ** عَنْ أَنْ يَصُوغَ لَها الشَّادُونَ أَلْحانا ) 69 ( ما أُنشدتْ قطُّ إلاَّ ظلَّ منْ طربٍ ** مَنْ لاَ تُحَرِّكُهُ الصَّهْبَاءُ نَشْوَانا ) 70 ( بكرٌ إذا ردِّتِ الخطَّابَ خائبةً ** جَاءَتْكَ خَاطِبةً يَا فَخْرَ عَدْنَانا )
____________________
(1/668)
7( فَهُنِّئَتْ بِكَ أَعْيَادُ الزَّمَانِ فَقَدْ ** صَحَا بِظِلِّكَ دَهْرٌ كانَ سَكْرَانا ) 7( إِنِّي وَجَدْتُ لِطَرْفِ الْمَجْدِ مِنْكَ عُلىً ** سمالها ولطرفِ المدحِ ميدانا ) 7( فاسلمْ لباغي عداً تبتزُّ مهجتهُ ** قَسراً وَبَاغِي نَدىً تُوْلِيهِ إِحْسَانا )
____________________
(1/669)
البحر : كامل تام ( هُوَ ذَاكَ رَبْعُ اُلمَالِكِيَّةِ فَ رْبَعِ ** وَاُسْأَلْ مَصِيفاً عَافِياً عَنْ مَرْبَعِ ) ( وَاستسقِ للدمنِ الخوالي بالحمى ** غرَّ السحائبِ وَاعتذرْ عنْ أدمعي ) ( قَلَقَدْ فَنيِنَ أَمامَ دَانٍ هاجِرٍ ** فِي قُربِهِ وَوَرَاءَ نآءٍ مُزْمِعِ ) 4 ( لَوْ يُخْبِرُ اُلرُّكْبانُ عَنِّي حَدَّثُوا ** عَنْ مُقْلَةٍ عَبْرى وَقَلْبٍ مُوجَعِ ) 5 ( رُدِّي لنا زَمَنَ اُلكَثيِبِ فَإِنَّهُ ** زَمَنٌ مَتى يَرْجِعْ وَفاؤُكِ يَرْجِعِ ) 6 ( لوْ كنتِ عالمةٍ بأدنى لوعتي ** لَرَدَدْتِ أَقْصى نَيْلِكِ المُسْتَرجَعِ ) 7 ( بلْ لوْ قنعتِ منَ العزامِ بمظهرٍ ** عَنْ مُضْمَرٍ بَيْنَ اُلحَشا وَالأضْلُعِ ) 8 ( أعتبتِ إثرَ تعتبٍ وَوصلتِ غبَّ تجنبٍ وَبذلتِ بعدَ تمنعِ ** بَّ تَجَنُّبٍ وَبَذَلْتِ بَعْدَ تَمَنُّعِ ) 9 ( وَلوْ أنني أنصفتُ نفسيَ صنتها ** عَنْ أَنْ أَكُونَ كَطالِبٍ لَمْ يَنجَعِ )0 ( وَلقدْ بغيتُ العزَّ منْ أوطانهِ ** وَتركتُ أهلَ الشامِ تركَ مودعِ )
____________________
(1/670)
1( بِاٌ لمُقْرَباتِ مُقَرِّباتٍ ما نَأَى ** لَمْ يُعْيِها بَلَدٌ بَعيِدُ المَنْزِعِ )( مَرَّتْ تُجاذِبُنا الأَعِنَّةَ بَعْدَ أَنْ ** مَرَتِ البِلاَدَ بِكُلِّ مَرْتٍ بَلْقَعِ )( شَوْقاً إِلى المَجْدِ لاَ يُرْتَقى ** في منصبِ الشرفِ الأعزَّ الأمنعِ )4 ( وَمَحلُّ فَخْرِ الدَّوْلَةِ السَّامِي الذُّرى ** أَمْنُ المَخُوفِ وَمَفْزَعُ المُسْتَفْزِعِ )5 ( سَبَقَ السُّؤَالَ نَدًى وَعَفَّ سَريِرةً ** فظفرتُ بالمتبرعِ المتورعِ )6 ( فرعٌ نمى بينَ النبيَّ محمدٍ ** خَيْرِ البَرِيَّةِ وَالبَطيِنِ الأَنْزَعِ )7 ( وَمُهَذَّبُ الأَتْباعِ مَمْنُوعُ الحمِى َ ** صافِي أديِمِ العِرْضِ صافِي التُّبَعِ )8 ( فالمنُ غيرُ مُكدَّر والشربُ غي ** رُ مصردٍ وَالسربُ غيرُ مروعِ )9 ( عَلَتِ الدُّسُوتُ بِهِ وَقِدْماً شُرِّفَت ** مِنهُ المنَابُرِ بِالخَطيِبِ المِصْقَعِ )0 ( فليهنِ آمالَ الخلائقِ أنها ** علقتْ بأروعَ بالمكارمِ مولعِ )
____________________
(1/671)
2( يعطي وَلوْ وهبَ الشبيبةَ في اللهى ** وَحبا الحياةَ معَ الغنى لمْ يقنعِ )( يَفْدِيكَ صاحِبُ ثَرْوَةٍ لكِنَّهُ ** بِجَزِيِلِ ما يَحْوِيهِ غَيْرُ مُمَتَّعِ )( وَمُؤَمَّلٌ سَبَقَ المَديِحُ نَوَالَهُ ** فكأنهُ ما جادَ لوْ لمْ يخدعِ )4 ( جاراكَ مغرورٌ فخانتهُ المنى ** هلْ يلحقُ المسؤولُ بالمتبرعِ )5 ( وَلقدْ سلكتَ وَما اتخذتَ مرافقاً ** نَهْجاً إِلى العَلْياءِ لَيْسَ بِمَهْيَعِ )6 ( عادَ الورى منهُ حذاراً مثلما ** عادَ الدليلُ عنِ الطريقِ المسبعِ )7 ( ما إنْ تزاحمُ في اقتناءِ فضيلةٍ ** ذهبَ الصناعُ ببغيةِ المتصنعِ )8 ( وَإِذَا مُحِقُّ القَوْمِ أَوْضَحَ حَقَّهُ ** فَوُضُوحُهُ بُطْلاَنُ قَوْلِ المُدَّعِي )9 ( وَالهمةُ البكرُ التي لمْ تفترعْ ** خَصَّتْكَ بالشَّرَفِ الَّذِي لَمْ يُفْرَعِ )0 ( وَالمَجْدُ كُلٌ يَدَّعِي مَا لَمْ لَمْ يَنَلْ ** منهُ وَأنتَ تحوزُ ما لاَ تدعي )
____________________
(1/672)
3( لكمُ الصوارمُ لمْ تزلْ آثارها ** يومَ الكريهةِ درعاً في الأدرعِ )( بِوَغىً إِذَا ضَاقَتْ مَسالِكُكُمْ بِهَا ** قُلْتُمْ لأَطْرَافِ الأَسِنَّةِ وَسِّعِي )( وَسوابقٌ يأبى لها طلبُ العدى ** في كلَّ أرضٍ أنْ تقرَّ بموضعِ )4 ( وَسوائمٌ وَليتْ ظباكمْ نحرها ** عندَ الرواحِ وَمنعها في المرتعِ )5 ( وَلكمْ غداً في الحشرِ كلُّ مؤملٍ ** ترجى النجاةُ بهِ وَكلُّ مشفعِ )6 ( هذِي مَنَاقِبُكُمٍ فَهَلْ مِنْ طَامِعٍ ** وَصِفَاتُ مَجْدِكُمُ فَهَلْ مِنْ مَطَمعِ )7 ( إني دعوتُ ندى الكرامَ فلمْ يجبْ ** فلأشكرنَّ ندىً أجابَ وَما دعي )8 ( فَحَوَيْتُ مَالَمْ يَجْرِ فِي خَلَدِ المُنى ** منْ سيبهِ وَحصدتُ مالمْ أزرعِ )9 ( مِنَنٌ وَصَلْنَ عَلَى التَّدَانِي وَالنَّوى ** فجمعنَ شملَ رجائيَ المتوزعِ ) 40 ( إنْ أقتربْ فنوالُ كفكَ موطني ** أوْ أغتربْ فإلى جميلكَ مرجعي )
____________________
(1/673)
4( معَ أنَّ جودكَ لاَ يراقبُ مقدمي ** إِنْ سِرْتُ عَنهُ بَلْ يَسيِرُ مُتَبِّعِي ) 4( بمواهبٍ لولاَ اتصالُ دوامها ** لَظَنَنْتُها بَعْضَ اُلغُيُوثِ اُلهُمَّعِ ) 4( تخفى أحاديثُ الكرامِ بها كما ** تخفى الوقائعُ في السيولِ الدفعِ ) 44 ( شغلتْ لعمري خاطري وَتعاظمتْ ** في ناظري وَتكررتْ في مسمعي ) 45 ( تعتادني طولَ النهارِ مغذةً ** فإذا ادلهمَّ الليلُ زارتْ مضجعي ) 46 ( وَمِنَ اُلعَجَائِبِ وَاُلعَجَائِبُ جَمَّةٌ ** شكرٌ بطيءٌ عنْ ندىً متسرعِ ) 47 ( إِني وَقَفْتُ وُقُوفَ مَنْ قَصَرَ اُلخُطى ** عنْ حيرةٍ لاَ وقفةَ المتمنعِ ) 48 ( أذهلتني عنْ أنْ أقولَ وَإنما ** نابتْ هباتكَ عنْ لساني فاسمعِ ) 49 ( عُرْفٌ وَثِقْتَ بِصَمْتِهِ فَكَتَمْتَهُ ** كرماً ففاهَ بعرفهِ المتضوعِ ) 50 ( سبقتْ موارننا إلى عرفانهِ ** أَسْمَاعَنَا فَوَعَاهُ مَنْ لَمْ يَسْمَعِ )
____________________
(1/674)
5( قلْ للهى كفي فآثارُ الحيا ** لَيْسَتْ بِظَاهِرَةٍ إِذَا لَمْ تُقْلِعِي ) 5( يامنْ تفردَ بالعلى فصفاتهُ ** لاَ تدعى وصفاتهُ لمْ تقرعِ ) 5( أَنَا قَائِلٌ بِفَنَاءِ عِزِّكَ قَائِلٌ ** للنائباتِ خذي بحكمكِ أودعي ) 54 ( مِنْ كَانَ جَارَكَ لاَ يَخَافُ إِذَا عَدَتْ ** منْ واقعٍ ٍ منها وَلاَ متوقعِ ) 55 ( فليدرِ قومي أنني في ذا الحمى ** ألقى الخطوبَ بمارنٍ لمْ يجدعِ ) 56 ( لي عنكَ إنْ شطَّ المزارُ غداً غنىً ** إَنْ كَانَ يُغْنِي مُمْعِرٌ عَنْ مُمْرِعِ ) 57 ( فَ سْلَمْ وَلاَ بَرِحَ اُلحَسُودُ بِغَيْظِهِ ** حَتّى يَمُوتَ بِغُلَّةٍ لَمْ تُنْقَعِ )
____________________
(1/675)
البحر : وافر تام ( بِنَصْرِكَ يُدْرَكُ الْفَتْحُ الْمُبِينُ ** وَعِنْدَكَ يُؤْمَنُ الزَّمَنُ الْخَؤُونُ ) ( وجاركَ ضدُّ مالكَ منذُ أمَّا ** مَحَلَّكَ ذَا تُعِزُّ وَذَا تُهِينُ ) ( لَكَ الْعَرَضُ الْمُباحُ لِمَنْ بَغاهُ ** منَ العافينَ والعرضُ المصونُ ) 4 ( وَإِقْدَامٌ تَبُورُ بِهِ الأَعادِي ** وإنعامٌ تقرُّ بهِ العيونُ ) 5 ( تحوزُ يداكَ أبكارَ المعالي ** وَيَأْباها إِباؤُكَ وَهْيَ عُونُ ) 6 ( ولمْ تطلِ الورى حتّى تساوتْ ** سُهُولُ الْمَجْدِ عِنْدَكَ وَالْحُزُونُ ) 7 ( بساحتكَ العطايا والرَّزايا ** فَفِي يَدِكَ الأَمانِي وَالْمَنُونُ ) 8 ( عَطايا إِنْ تَجَاهَلَها حَسُودٌ ** فعندَ وهيبٍ الخبرُ اليقينُ ) 9 ( أيادٍ جدنَ سحّاً وهيَ بيضٌ ** بما يُعيي السَّحائبَ وهيَ جونُ )0 ( وَصَلْتَ بِها كَرِيمَ النَّجْرِ دَارَتْ ** عَلَيْهِ لِلعَدُوِّ رَحىً طَحُونُ )
____________________
(1/676)
1( فكنتَ بردِّ ثروتهِ جديراً ** وأنتَ بعودِ عزَّتهِ قمينُ )( ومنْ بعدِ الألوفِ منحتَ كوماً ** غَنِيٌّ مَنْ تُقِلُّ وَمَنْ تَمُونُ )( محرَّمةُ الغواربِ ما علتها الرِّ ** جالُ وَلاَ تَبَطَّنَها وَضِينُ )4 ( ولاَ حكَّتْ لها الأقتابُ جلداً ** وَلاَ خَرَمَتْ مَناخِرَها الْبُرِينُ )5 ( ولوْ منْ عندِ غيركَ يبتغيها ** لعزَّتْ عندهُ العنسُ الأمونُ )6 ( متالٍ لوْ يعاينها جريرٌ ** درى أنَّ ابنَ مروانٍ ضنينُ )7 ( ولمْ يذكرْ هنيدتهُ حياءً ** وعندَ المسكِ يُلغى الياسمينُ )8 ( حلفتُ بربِّ منْ صلّى وضحّى ** وما ضمنَ المحصَّبُ والحجونُ )9 ( فَمَهْلاً فَالْحَدِيثُ مِنَ التَّعَدِي ** سيخلقُ والحديثُ لهُ شجونُ )0 ( وَفِي التَّحْكِيمِ قَدْ رَضِيَتْ قُرَيْشٌ ** بِما لَمْ يَرْضَ أَنْزَعُها البَطِينُ )
____________________
(1/677)
2( وعندَ أبي سلامةَ ما يُداوى ** بِهِ إِنْ أَعْجَزَ الطَّبَّ الْجُنُونُ )( عتاقٌ ليسَ يسبقها طريدٌ ** وَسُمْرٌ لاَ يُبِلُّ لَها طَعِينُ )( ولنْ تنسى ضغائنها قلوبٌ ** لِنِيرَانِ الْحُقُودِ بِها كُمُونُ )4 ( ولاَ ترضى نميرٌ وهيَ حيٌّ ** لَقَاحٌ لِلْنَّوَائِبِ لاَ يَلِينُ )5 ( كَأَنَّهُمُ وَقَدْ قُهِرُوا صَرِيحٌ ** كَرِيمُ الْبَيْتِ رَوَّعَهُ هَجِينُ )6 ( وما تغني الصَّورمُ والعوالي ** إذا ما أعوزَ الرَّأيُ الرَّصينُ )7 ( ولاَ تحمي الدُّروعُ وما علاها ** فتىً لمْ يحمهش أجلٌ حصينُ )8 ( وَلَوْلاَ الْخُلْفُ مَا خَافَتْ عِدَاها ** لإلباسٍ ولاَ خفَّ القطينُ )9 ( وَلاَ زَأَرَتْ عُبَادَةُ بَعْدَ صَمْتٍ ** زئيراً سوفَ يتبعهُ أنينُ )0 ( وَإِنْ تَبِعُوا زَعِيمَهُمُ وَنَالُوا ** منالاً كذِّبتْ فيهِ الظُّنونُ )
____________________
(1/678)
3( فما انعطفوا لهُ إلاَّ خداعاً ** كَمَا انْعَطَفَتْ عَلَى البَوِّ اللَّبُونُ )( وَلَوْلاَ ظُلْمُهُ اشْتَمَلُوا عَلَيهِ ** كما اشتملتْ على الحدقِ الجفونُ )( وأعلمُ أنْ سيبدو ما أسرُّوا ** إِذَا أَبْدَتْ سَرَائِرَها الْجُفُونُ )4 ( فكيفَ بهمْ إذا سُلَّتْ سيوفٌ ** بماضي حكمها تُقضى الدُّيونُ )5 ( جنى وانصاعَ مغترّاً بفتحٍ ** أَعَانَ عَلَيْهِ مَنْ لاَ يَسْتَعِينُ )6 ( وناقضَ منْ يذودُ حماةَ حربٍ ** وَلاَ تَخْشى جَرِيرَتَهُ لظعُونُ )7 ( يُخافُ الحرُّ والمملوكُ فيكمْ ** وَيُرْجَى الطِّفْلُ مِنْكُمْ وَالجَنِينُ )8 ( فلاَ عدمتْ سماءُ المجدِ منكمْ ** شموساً لاَ تغيِّبها الدُّجونُ )9 ( فأنتمْ دوحةٌ طالتْ وطابتْ ** سَقى أَعْرَاقَها كَرَمٌ وَدِينُ ) 40 ( لها في العامِ أجمعهِ ثمارٌ ** وَفِي أَعلى السَّماءِ لَهَا غُصُونُ )
____________________
(1/679)
4( أَذَا الشَّرَفَيْنِ إِنْ أَعْتَقْتَ أَسْرِي ** فشكري بالَّذي تولي رهينُ ) 4( لقدْ كثَّرتَ حسَّادي فأربوا ** على حسَّادِ آدمض وهوَ طينُ ) 4( دنا فصلُ الشِّتاءِ ولي عداتٌ ** نداكَ المستفيضُ بها قمينُ ) 44 ( بذاكَ شهدتُ حتّى ازددتُ منهُ ** لأعلمَ أنَّكَ البرُّ الأمينُ ) 45 ( وتلبسني على عيبي فعندي ** ثناءٌ لاَ يحولُ ولاَ يخونُ ) 46 ( يَزُورُ ذَرَاكَ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ ** غِنَاءٌ لَمْ تَدُرْ فِيهِ اللُّحُونُ ) 47 ( ولوْ في غيرِ بحركَ غصتُ عاماً ** لأعوزَ فيهِ ذا الدُّرُّ الثَّمينُ )
____________________
(1/680)
البحر : كامل تام ( هَلْ لِلأَمَاني عَنْ جَنَابِكَ مَدْفَعُ ** أَمْ هَلْ لَهَا مِنْ دُونِ بَابِكَ مَشْرَعُ ) ( لكَ في العلاءِ محجةٌ لاَ يهتدي ** فِيهَا اُلمُلُوكُ وَحُجَّةٌ لاَ تُدْفَعُ ) ( رَكِبُوا بُنَيَّاتِ الطَّرِيِقِ فَضَلَّ سَا ** لكها وَمنهجكَ الطريقُ المهيعُ ) 4 ( وَرَعَيْتَ حَقَّ اُلقَاصِدِينَ وَمَا رَعَوْا ** وَوَعَيْتَ قَوْلَ المَادِحِينَ وَلَمْ يَعُوا ) 5 ( فرجاؤهمْ إلاّ لفضلكَ كاذبٌ ** وَمناخهمْ إلاَّ بظلكَ جعجعُ ) 6 ( فَ فْخَرْ فَإِنَّكَ وَاحِدٌ مِنْ مَعْشَرٍ ** بِهِمُ تُذَادُ اُلنَّائِبَاتُ وَتُدْفَعُ ) 7 ( فرعوا هضابَ العزَّ وَهيَ منيعةٌ ** فرعوا رياضَ الفخرِ وَهوَ ممنعُ ) 8 ( قومٌ إذا راموا ممالكَ غيرهمْ ** حصدوا ببيضِ الهندِ مالمْ يزرعوا ) 9 ( وَرَأَى اُلمُعايِنُ مِنْكَ ما يُرْبِي عَلَى ** أخبارِ مجدٍ عنْ سواكمْ توضعُ )0 ( معَ أنكمْ ماعزَّ منكمْ واحدٌ ** إلاَّ وَتاليهِ أعزُّ وَأمنعُ )
____________________
(1/681)
1( لَوْ أَنّ يَرْبُوعاً رَأَتْكَ بَمأْزقٍ ** عَلِمَتْ بِأَنَّكَ مِنْ عُتَيْبَةَ أَشْجَعُ )( أَبَتِ اُلظُّلاَمَةَ هَمَّةٌ كَعْبِيَّةٌ ** نامَ الأنامُ وَربها لاَ يهجعُ )( وَعَزَائِمٌ مِثْلُ اُلسُّيُوفِ وَطالَما ** قَطَعَتْ غَدَاةَ اُلرَّوْعِ مالا يُقْطعُ )4 ( وَصوارمٌ ذلقٌ سواءٌ عندها ** يومَ الكريهةِ حاسرٌ وَمقنعُ )5 ( وَقناً تروعُ مراكزها العدى ** رهباً فماذا ظنهمْ إذْ تشرعُ )6 ( لَزِمُوا اُلمَنازِلَ وَأكْتَفَوْا بِقَعاقِعٍ ** مسموعةٍ لكنها لاَ تنجعُ )7 ( مَنْ بِالسِّنانِ يَصُولُ مُنْذُ فِطامِهِ ** لَمْ يَخْشَ آخَرَ بِالشِّنانِ يُقَعْقِعُ )8 ( لَمّا تَرَكْتَ ظِلاَلَ قَصْرِكَ ناهِضاً ** أضحى يظلكَ القنا المتزعزعُ )9 ( وَغمامةٌ لمْ تحوِ غيثاً يرتجى ** وَتُظِلُّ غَيْثَ غَمامَةٍ لاَ تُقْلِعُ )0 ( خَضْراءُ حَمْرَاءُ اُلأَسافِلِ تارَةً ** تَبْدُو وَطَوْراً بِاُلعَجاجِ تَلَفَّعُ )
____________________
(1/682)
2( وَتَخالُها تَسْعى بِقائِمَةٍ وَإنْ ** سارتْ بحاملها قوائمُ أربعُ )( أَبَداً تَضِيقُ إذَا اُلسَّماءُ تَغَيَّمَتْ ** وَتعودُ إنْ ظهرتْ ذكاءُ توسعُ )( فكأنها إبانَ تنشرُ هالةٌ ** لكِنَّها عَنْ بَدْرِها تَتَرَفَّعُ )4 ( قدتَ الجحافلَ لمْ يقدْ معشارها ** كِسرى اُلمُلُوكِ وَلاَ رَآها تُبَّعُ )5 ( لوْ أبصرتْ فهرٌ فريقاً منهمُ ** ما قِيلَ لِلْفِهْرِيِّ أَنْتَ مُجَمِّعُ )6 ( وَعصائباً ملؤا الفراتَ سفائناً ** لما نبا بهمُ الفضاءُ الأوسعُ )7 ( فِي حَيْثُ لاَ تَسَعُ اُلفَيافِي جَمْعَهُمْ ** إلاَّ كما يسعُ الإناءُ المترعُ )8 ( طُوفَانُ عَزْمٍ لاَ يَشُقُّ عُبَابَهُ ** فلكٌ وَلاَ الجوديُّ منهُ يمنعُ )9 ( مَاعَايَنَتْ صِفِّينُ عِنْدَ تَقَارُعِ الصَّفَ ** ينِ جيشاً جامعاً ما تجمعُ )0 ( خِلْطَيْنِ مِنْ عَرَبٍ وَعُجْمٍ طَالَمَا ** نُدِبُوا لِصَرْفِ اُلنَّائِبَاتِ فَأَسْرَعُوا )
____________________
(1/683)
3( فرقٌ تخالفُ ألسناً وَعناصراً ** لكِنْ تَشَابَهَ مَاأنْتَضَوْا وَتَدَرَّعُوا )( لَيْسُوا إِذَا شُبَّتْ وَغىً كَجَمائِعٍ ** بِخِلاَفِهِمْ عُصِيَ اُلبَطِينُ اُلأَنْزَعُ )( تبعوا رضاكَ فسرتَ فيهمْ آمناً ** منْ حيلةٍ فيها المصاحفُ ترفعُ )4 ( حَكَمَاكَ لَدْنٌ ذَابِلٌ وَمُهَنَّدٌ ** مَافِيهِمَا إِنْ حُكِّمَا مَنْ يُخْدَعُ )5 ( ما إنْ رأى منْ حلَّ رحبةَ مالكٍ ** شمساً سواكَ منَ المغاربِ تطلعُ )6 ( كلاَّ وَلاَ نظروا جيواً قبلها ** فِي ضِمْنِهَا عَضَدَ اُللِّثَامَ اُلبُرْقُعُ )7 ( وَلِذَاكَ مَا ظَنُّوا نُفُوسَهُمُ لَهُمْ ** إلاَّ وَأنْتَ عَلَى التَّرَحُّلِ مُزْمِعُ )8 ( عَمْرِي لَقَدْ أَوْدَعْتَها أَجْسَامَهُمْ ** وَعليهمُ أنْ يحفظوا ما أودعوا )9 ( وَلَقَدْ تَضَمَّنَها لَكَ اُلعَزْمُ اُلَّذِي ** لوْ كانَ شخصاً لمْ يسعهُ موضعُ ) 40 ( فَرَحَلْتَ عَنْها عَنْ يقَيِنٍ أَنَّها ** مِنْ بَعْدِ قَتْلِكَ أَهْلَها لاَ تَنْفَعُ )
____________________
(1/684)
4( وَتَرَكْتَها ضَنَّ بِها عَنْ أَنْ تُرى ** وَمِنَ البِلى فِيها خَطِيبٌ مِصْقَعُ ) 4( ذُدْتَ اُلحَمِيَّةَ بِاٌ لتَّقِيَّةِ رَاغِباً ** في الأجرِ تغربُ في الجميلِ وَتبدعُ ) 4( طاعَ اُلزَّمانُ لِصالِحٍ فَ بْتَزَّها ** بِيَدِ اُلخُطُوبِ وَإِنَّها لَكَ أَطْوَعُ ) 44 ( وَبِحُكْمِ جَدِّكَ سِرْتَ فِيهِمْ إِذْ بَغى ** إِحْرَازَها مِنْ قَبْلُ وَهْيَ تَمَنَّعُ ) 45 ( كَفَّ اُلصَّوَارِمِ وَأسْتَنابَ نَوَائبِاً ** فِي اُلْقَوْمِ وَاحِدَةٌ بِأَخْرى تَشْفَعُ ) 46 ( فمضتْ ثلاثٌ منْ سنينَ أبتْ لهمْ ** أَنْ يَزْرَعُوا وَنَهَتْهُمُ أَنْ يَهجَعُوا ) 47 ( حتى أنابوا وَالنفوسُ سليمةٌ ** وقيادٌ منْ منعَ المقادةَ طيعُ ) 48 ( وَلذا قصدتَ فلاَ برحتَ موفقاً ** فيما تجودُ بهِ وَفيما تمنعُ ) 49 ( فرقتَ جمعاً لوْ رميتَ ببعضهِ ** أَرْكانَ رَضْوى لآنْبَرَتْ تَتَضَعْضَعُ ) 50 ( وَحَوَيْتَ صِرْفَ اُلمَأْثُرَاتِ مُغادِراً ** أكدارها بينَ الورى تتوزعُ )
____________________
(1/685)
5( فالظِّلُّ ضافٍ وَاُلْهبِاتُ جَزِيلَةٌ ** وَالوردُ صافٍ وَالعطاءُ تبرعُ ) 5( وَخصصتَ في زمنِ بجنةٍ ** حَسُنَ اُلْمَصِيفُ بِها وَطابَ اُلْمَرْبَعُ ) 5( دارٌ بها اكتستِ البسيطةُ زينةً ** وَيزينها منكَ الهمامُ الأروعُ ) 54 ( ما زالَ مبصرها يعودُ بخاطرٍ ** يَشْكُو اُلْكَلاَلَ وَناظِرٍ لاَ يَشْبَعُ ) 55 ( وَتَرى طُيُورَ اُلْجَوِّ فِي جَنَباتِها ** بعضٌ محلقةٌ وَبعضٌ وقعُ ) 56 ( وَسوابقاً ليستْ تفارقُ أرضها ** وَزَرَافَتانِ أُقِيمتَا كِلْتاهُما ) 57 ( بِاُلْمُصْلتِيِنَ صَوَاعِقاً لاَ تَعْتَدِي ** وَالَّلابِسِينَ يَلاَمِقاً لاَ تُنْزَعُ ) 58 ( رَهْطٌ نَضَوْا بِيضَ اُلسُّيُوفِ وَآخَرٌ ** قَدْ جَرَّ قَوْساً لَيْسَ فِيها مَنْزِعُ ) 59 ( وَسِهامُهُ لاَ تَسْتَطِيعُ فِرَاقَها ** وَحبِالُهُ أَبَداً لِطَيْرِ مَصْرَعُ ) 60 ( وَالأيمُ يؤخذُ وَالحروبُ لدودةٌ ** طولَ الزمانِ وَما أراهُ يجزعُ )
____________________
(1/686)
6( وَمِنَ الُصُّيُودِ محَلَّلٌ وَمُحَرَّمٌ ** وَلحومها حرمٌ فما تتبضعُ ) 6( بالجانبِ الغربيَّ فيها نخلةٌ ** ناءٍ جَناها وَهْوَ آنٍ مُونِعُ ) 6( وَتروقُ عينكَ دوحةٌ منْ غربها ** فِيها جَنًى يَحْمِيهِ ظلٌّ مُسْبِعُ ) 64 ( ** رَانٍ إِلَيْكَ بِمُقْلَةٍ لاَ تَهْجَعُ ) 65 ( وَكأنَّ مصراً أتحفتْ حلباً بها ** مِنْ قَبْلُ إِذْ هِيَ لِلْمَحاسِنِ مَجْمَعُ ) 66 ( وَالفيلُ يقرعُ جلدهُ سواسهُ ** منْ كلَّ قطرٍ وَهوَ لاَ يتزعزعُ ) 67 ( وَظعائنٌ تخشى العيونَ وَتتقي ** نظرَ المريبِ فدهرها تتبرقعُ ) 68 ( أَبَداً يُقادُ بِها وَتَخْدِي عِيسُها ** وَخْداً حَثيِثاً لِلنَّوَاظِرِ يَخْدَعُ ) 69 ( هَلْ عاقَها ما عايَنَتْهُ فَلَمْ تَسِرْ ** أَمْ رَاقها هذَا الْجَنابُ اُلْمُمْرِعُ ) 70 ( وَاُلْبَحْرُ عَائِمَةٌ بِهِ حيِتَانُهُ ** وَمنَ الشباك لها سمامٌ منقعُ )
____________________
(1/687)
7( طامٍ وَما يخشى على ركابهِ ** غرقٌ وَ مركبهُ مقيمٌ مقلعُ ) 7( وَابْنُ اُلْمُلَوَّحِ قَائِمٌ وَسَقامُهُ اُلْ ** بَادِي طَلِيعَةُ مَا تُجِنُّ اُلأَضْلُعُ ) 7( يَشْكُو إِلى لَيْلى اُلْغَرامَ إِشَارَةً ** شَكْوى لَعَمْرُكَ لَمْ تُعِنْهَا أَدْمُعُ ) 74 ( وَمواضعٌ فيها كعرضكَ وضحٌ ** ثَلْجِيَّةُ اُلأَلْوَانِ بَلْ هِيَ أَنْصَعُ ) 75 ( وَمنَ الرخامِ مقابلٌ وَمؤلفٌ ** وَمفوفٌ وَمضلعٌ وَمجزعُ ) 76 ( وَمِنَ النُّضَارِ بِهَا سَحَائِبُ جَمَّةٌ ** لَزِمَتْ أَمَا كِنَها فَما تَتَقَشَّعُ ) 77 ( سُحُبٌ جَوَامِدُ قَدْ أَظَلَّتْ عَارِضاً ** تحيى بصيبهِ البلادُ وَتمرعُ ) 78 ( كرمٌ أهانَ التبرَ حتى أنهُ ** مِنْ نَاطِقٍ أَوْ صَامِتٍ لاَ يُمْنَعُ ) 79 ( أطلعتَ منْ جدرانها وَسقوفها ** شمساً لها منْ كلَّ أفقٍ مطلعُ ) 80 ( تعلو ضياءَ الشمسِ عندَ شروقها ** وَيعمها الإظلامُ وَهيَ تشعشعُ )
____________________
(1/688)
8( مَنْ حَلَّهَا وَهْناً تَوَهَّمَ لَيْلَها ** صبحاً وَصبغُ الليلِ فيها مشبعُ ) 8( وَبَدتْ بِأَعْلاَهَا رِيَاضٌ حَاكَهَا ** حسنُ اقتراحكَ لاَ الغيوثُ الهمعُ ) 8( رَوْضٌ عَلَى اُلأَفْوَاهِ يَعْسُرُ رَعْيُهُ ** لكنَّ للأبصارِ فيهِ مرتعُ ؟ ) 84 ( يا معجزَ الأملاكِ فيما يبتني ** مُعَجِّبَ اُلأَفْلاَكِ مَّمِا يَصْنَعُ ) 85 ( نظرُ الخليفةِ للملوكِ كساهمُ ** تاجاً بهِ تسمو وَطوراً تخضعُ ) 86 ( فَوْقَ اُلْمَفَارِقِ مِنْهُ سَيْفٌ حَدُّهُ ** ماضٍ وَتاجٌ بالثناءِ مرصعُ ) 87 ( ناقضتهمْ فوهبتَ ما ضنوا بهِ ** وَحَفِظْتَ غَيْرَ مُنَازَعٍ مَا ضَيَّعُوا ) 88 ( فبذلتَ في الأزماتِ ما لمْ يبذلوا ** وَمنعتَ بالعزماتِ ما لمْ يمنعوا ) 89 ( فَ نْجَحْ فَإِنَّكَ أَوْحَدُ الٌ زَّمَنِ الَّذي ** لمْ يفترقْ في أهلهِ ما تجمعُ ) 90 ( لاَ زِلْتَ تَكْسُو كُلَّ عِيدٍ قَادِمٍ ** حُسْناً وَمُلْكُكَ بِالْبَقَاءِ مُمَتَّعُ )
____________________
(1/689)
9( أمنتني الحدثانَ حتى أنني ** لاَ واقعٌ أخشى وَلاَ متوقعُ ) 9( وَأَفَدْتَ مَالَمْ يَجْرِ فِي خَلَدِ اُلْمُنى ** يَوْماً ولَمْ يَطْمَحْ إِلَيْهِ مَطْمَعُ ) 9( وَوهبتَ لي قربى أنالتْ رفعةً ** وَالدهرُ ليسَ بخافضٍ منْ ترفعُ ) 94 ( وَعطيةً ما فازَ مروانٌ بها ** عندَ الرشيدِ وَلمْ ينلها أشجعُ ) 95 ( لكِنَّ عَبْدَكَ عَاثَ فِيها مُوقِناً ** أَن سَوْفَ يُرْزَقُ بَعْدَهَا أَوْ يُقْطَعُ ) 96 ( وَعَلى ارْتِيَاحِكَ مَا يُؤَمِّلُهُ وَإِنْ ** عزَّ الأخيرُ ففي المقدمِ مقنعُ )
____________________
(1/690)
البحر : طويل ( عداكمْ هوىً مذْ شفَّنا ما تعدَّانا ** فهوَّنتمُ خطباً منَ البينِ ما هانا ) ( وَقُلْتُمْ تَدَاوَوْا بِالفِرَاقِ فَمَا الَّذِي ** ألانَ النَّوى منْ بعدِ قسوتها الآنا ) ( وَإِنَّا لَنَرْضى أَنْ تَصُدُّوا وَتَقْرَبُوا ** فردُّوا لنا ذاكَ الدُّنوَّ كما كانا ) 4 ( هُوَ الْوَجْدُ أَرْضَانَا بِأَدْنى نَوَالِكُمْ ** وَأَقْصى مُنَانا أَنْ تَقَارَبَ أَرْضَانا ) 5 ( إِذَا مَا ادَّعَيْنَا سَلْوَةً عَنْ هَوَاكُمُ ** جَرى الدَّمْعُ مُنْهَلاًّ فَكَذَّبَ دَعْوَانا ) 6 ( فليتَ الوشاةَ حينَ رقَّتْ حديثنا ** إِلَيْها دُمُوعُ العَيْنِ رَقَّتْ لِبَلْوَانا ) 7 ( هبوا الوصلَ بالعذَّالِ صارَ قطيعةً ** فماذا الَّذي قدْ صيَّرَ الذِّكرَ نسيانا ) 8 ( بنا حبُّ منْ نرعاهُ وهوَ يروعنا ** وَنَذْكُرُهُ حَتّى الْمَمَاتِ وَيَنْسانا ) 9 ( وَكَيْفَ نُغَطِّي وَهْوَ دَانٍ غَرَامَنا ** وَنَكْتُمُ مَا نَلْقى فَقَدْ بَانَ مُذْبَانا )0 ( فَلَيْتَ نَسيمَ الرِّيحِ حُمِّلَ عَرْفَهُمْ ** فأدَّاهُ أحياناً إلينا فأحيانا )
____________________
(1/691)
1( تجنَّوا فما حنَّوا علينا ولاَ حنوا ** ومنَّوا وما منُّوا لياناً وليَّانا )( وفي الأرضِ عشَّاقٌ وليسوا كمثلنا ** أسارى غرامٍ لاَ يُرجُّونَ سلوانا )
____________________
(1/692)
البحر : طويل ( مَحَلٌ لَهُمْ بَيْنَ النَّقَا وَالأَجَارِعِ ** عَدَتْهُ اُلْغَوَادِي فَاسْتَنَابَ مَدَامِعِي ) ( وَلوْ أنني نهنهتها خوفَ كاششحٍ ** فَشَتْ زَفَرَاتٌ لَمْ تَسَعْهَا أَضَالِعي ) ( وَفِي الجِيِرَةِ اُلْمُسْتَنْفِدِي اُلصَّبْرِ عُصْبَةٌ ** لَوِ اكتَنَفُوني مَا مُنيِتُ بِرَائِعِ ) 4 ( عَجَزْتُ عَنِ الأَعْدَاءِ بَعْدَ فِرَاقِهِمْ ** كَعَجْزِ بَنانٍ لَمْ يُنَطْ بِأَشَاجِعِ ) 5 ( وَمَنْ لِي بِأَيَّامٍ مَضَتْ لاَ عَزَائِمي ** مُفَلَّلَةٌ فِيهَا وَلاَ اللَّوْمُ رَادِعِي ) 6 ( لِيَالِيَ لاَ اللاَّحِي عَلَى اُلْوَجْدِ قَادِعِي ** بِما سَرَّ أَعْدَائِي وَلاَ الشَّيْبُ وَازِعِي ) 7 ( فبدلتُ منْ شرخ الشباب وَعشرةِ الأ ** حبةِ تسآلَ الديارِ البلاقعِ ) 8 ( وَقائلةٍ حتامَ يخدعكَ المنى ** وَتوسعها عتباً وَليسَ بنافعِ ) 9 ( فَيَأْساً فَمَا عَهْدُ اُلْكَثِيبِ بِعائِدٍ ** إِلَيْكَ وَلاَ أَيَّامُهُ بِرَوَاجِعِ )0 ( وَلاَ ودُّ من أبدى لكَ الودَّ صادقٌ ** وَمَا هُوَ إلاَّ خُدْعَةٌ مِنْ مُخَادعِ )
____________________
(1/693)
1( ذَرِ الخَلْقَ لاَ تَتْبَعْهُمُ مُتَفَرِّداً ** بنفسكَ وَاتبعْ رأيَ أهلِ الصوامعِ )( فما الناسُ إلاَّ ضاحكٌ وَهوَ عابسٌ ** سَريَرَتُهُ أَوْ وَاصِلٌ وَصْلَ قَاطِعِ )( فبعضٌ سرابٌ غرَّ باللمعِ ظامئاً ** وَبَعْضٌ شَرَابٌ لاَ يَسُوغُ لِجَارِعِ )4 ( مخالفةٌ أقوالهمْ وَفعالهمْ ** كَمَا خَالَفَ اُلصَّهْبَاءَ لَوْنُ اُلْفَوَاقِعِ )5 ( عرتني صروفُ النائباتِ فقصرتْ ** ذِرَاعِي وَرَدَّتْ خائِباتٍ ذَرَائِعِي )6 ( يُصِيبُ اُلْفَتى مالَمْ يَكُنْ فِي حِسابِهِ ** وَيَحْذَرُ مِنْ شَيءٍ وَلَيْسَ بِوَاقِعِ )7 ( وَما خلتُ أنَّ الدهرَ يلجئني إلى ** زمانٍ يبيتُ العجزُ فيهِ مضاجعي )8 ( صحبتُ أناساً برهةً ما مرامهمْ ** مرامي وَلاَ أطماعهمْ منْ مطامعي )9 ( وَلَوْ لَمْ يُدَانِ اُلضِّدُّ ضِدَّا لَما ضِدًّا دَنا ** محلُّ الأفاعي منْ محلَّ الأسارعِ )0 ( وَغَيْرُ قَرِيبٍ مِنْ فُؤَادٍ وَمَسْمَعٍ ** زئيرُ الأسودِ منْ نقيقِ الضفادعِ )
____________________
(1/694)
2( إلى أنْ أبتْ لي عزمةٌ أعصريةٌ ** صرعتُ بها الخطبَ الذي كانَ صارعي )( فنابَ ضياءُ الفجرِ عنْ ظلمةِ الدجى ** وَأَنْسى اُلْفُرَاتُ ناضِباتِ اُلْوَقائِعِ )( وَعوضتُ منْ رعي البروقِ وَشيمها ** غَماماً تَجَلَّى عَنْ سُيُولٍ دَوَافِعِ )4 ( وَوسميهُ جودُ ابنِ نصرِ بنِ صالحٍ ** وَكانَ الوليُّ لابنِ شبلِ بنِ جامعِ )5 ( هُما أَنْعَما قَبْلَ اُلسُّؤَالِ وَأَجْزَلا ** فَأَعْظِمْ بِمَتْبُوعٍ وَأَكْرِمْ بِتابِعِ )6 ( لتكذيبِ منْ ظنَّ المعيشةَ ضنكةً ** وَمَنْ قالَ إِنَّ اُلرِّزْقَ لَيْسَ بِوَاسِعِ )7 ( لقدْ أغنيا عن أمةٍ طالبُ الندى ** لديهمْ كباغي الرسلِ منْ يدِ راضعِ )8 ( يُرَاوَحُ مَنْ نالَ الَّنوَالَ أَوِ اُلْقِرى ** بِأَدْهى الدَّوَاهِي أَوْ بِأَنْكى اُلْفَجائِعِ )9 ( وَإِنِّي وَإِنْ أَكْثَرْتُ وَصْفَ مُبارَكٍ ** وَأَطْنَبْتُ ما خَبَّرْتُ إِلاَّ بِشائِعِ )0 ( همامٌ حوى في أولياتِ شبابهِ ** مَآثِرَ أَعْيَتْ كُلَّ كَهْلٍ وَيافِعِ )
____________________
(1/695)
3( إذا بذلوا خوفاً تتْ مكرماتهُ ** عَطايا كريِمٍ لاَ عَطايا مُصانِعِ )( نصيةُ أنجادٍ تخافُ وَتتقى ** وَنُخْبَةُ أَمجادٍ ضِخامِ اُلدَّسائِعِ )( وَأسرعُ في منعِ الذمارِ إجابةً ** إِذَا نادَتِ اُلأَبْطالُ هَلْ مِنْ مُقارِعِ )4 ( يلاقيهِ منْ يرجو جزيلَ نوالهِ ** بِإدْلاَلِ خَفْضٍ لاَ بِذِلَّةِ طامِعِ )5 ( كفى كلَّ راجٍ سومهُ العرفَ ضارعاً ** لهُ وَخلتْ أفعالهُ منْ مضارعِ )6 ( وَدَرَّتْ لَهُ فِي كُلِّ أُفْقٍ غَمامَةٌ ** تَدُلُّ عَلَى بُخْلِ اُلْغُيُوثِ اُلْهَوامِعِ )7 ( ألئمهُ في الجودِ مهلاً فإنها ** نَصائِحُ تُهْدِيها إِلى غَيْرِ سامِعِ )8 ( وَهَلْ خَرَجَتْ أَفْعالُهُ عَنْ مَحاسِنٍ ** تُخَبِّرُ أَوْ أَقْوَالُهُ عَنْ شَوَافِعِ )9 ( منَ القومِ لاَ يستنصرونَ سوى الظبى ** إذا المانعونَ استنصروا بالمقانعِ ) 40 ( وَما استأثروا عنْ كلَّ عافٍ وَزائرٍ ** بِما كَسَبُوهُ بِاٌ لرِّماحِ الشَّوارِعِ )
____________________
(1/696)
4( يروقكَ مرآهمْ مضاءً وَرونقاً ** وَتِلْكَ سَجِياَّتُ اُلسُّيُوفِ اُلْقَوَاطِعِ ) 4( وَتَلْقاهُمُ فِي نائِلٍ وَحَمِيَّةٍ ** غيوثَ العطايا أوْ ليوثَ الوقائعِ ) 4( عتادهمُ خطيةٌ قدْ تكفلتْ ** بِرَزْقِ نُسُورٍ حُوَّمٍ وَخَوَامِعِ ) 44 ( وَهِنْديَّةٌ فِي كُلِّ يَوْمِ كَريِهَةٍ ** تفرقُ ما بينَ اللهى وَالأخادعِ ) 45 ( وَمُقْرَبَةٌ عَزَّتْ شِرَاءً فَكُلُّها ** قَلاَئِعُ حِيزَتْ أَوْ بَناتُ قَلاَئِعِ ) 46 ( وَمَهْريَّةٌ يَحْمُونَها اُلدَّهْرَ نَخْوَةً ** وَيَبْدُلُها عِنْدَ اُلْقِرى كُلُّ مانِعِ ) 47 ( تَبِيتُ حِدَادُ اُلبِيضِ أَوْفى حُتُوفِها ** وَتُضْحِي حِجازاً دُونَها فِي اُلْمَرَاتِعِ ) 48 ( وَكَمْ مَأْزِقٍ سَدَّ اُلْفَضاءَ جُيُوشُهُ ** ثَنَوْها عَلَى أَعْقابِها بِالطَّلاَئِعِ ) 49 ( وَلِلْعارِ كَشَّافُونَ إِنْ غَشِيَتْهُمُ ** وَغًى كَشَفَتْ عَمَّا وَرَاءَ البَرَاقِعِ ) 50 ( وَلوْ منيتْ عوفُ بنُ عبدٍ بفقدهمْ ** لَكانَتْ أَكُفًّا لَمْ تُعَنْ بِأَصابِعِ )
____________________
(1/697)
5( لَقَدْ أَسَّسَتْ أَبْناءُ زَائِدَةٍ لَها ** قواعدِ أرسى منْ هضابِ متالعِ ) 5( وَهمْ خلفوا النعمانَ في صونِ بيتهِ ** وَما ظَفِرَتْ لَوْلاَهُمُ بِمُمانِعِ ) 5( فَنَكَّبَها كِسرى عَلَى عِزِّ مُلْكِهِ ** وَماشاعَ مِنْهُ مُكْرَهاً غَيْرَ طائِعِ ) 54 ( وَقدْ سارَ شبلٌ فيهمُ وَمباركٌ ** بِما لَمْ يَسِرْ عَنْ نَهْشَلٍ وَمُجاشِعِ ) 55 ( وَلَوْ أَنَّ هَمَّاماً رَأَى ما رَأَيْتُهُ ** لَكانَ عَلَى هذَا المَقالِ مُشايِعي ) 56 ( وَما خُلِقا إلاَّ لإِفْناءِ قاسِطٍ ** يخافُ وَيرجى أوْ لإغناءِ قانعِ ) 57 ( أَباتَرْجَمٍ جادَتْ يَدَاكَ تَبَرُّعاً ** فعالَ كريمِ الصنعِ جمَّ الصنائعِ ) 58 ( مَوَاهِبُ إِنْ أَوْدَعْتَها النَّاسَ سَالِفاً ** فإنيَ أولاهمْ بحفظِ الودائعِ ) 59 ( أَبَيْتَ فَلَمْ تَنْكثْ وَلاَ أَنْتَ نَاكِبٌ ** طريقاً إلى العلياءِ ليسَ بشاسع ) 60 ( وَراءكَ أهلُ السبقِ في حلبةِ الندى ** إذا ما سعيتَ منْ حسيرٍ وَظالعِ )
____________________
(1/698)
6( إقامةُ عدلٍ للألى استبعدوا المدى ** فَهُمْ بَيْنَ مَاضٍ فِي الضَّلاَلِ وَرَاجِعِ ) 6( لَقَدْ جُزْتَ أَقْصَاهُ بغير مُرَافِقٍ ** وَذُدْتَ الْوَرى عَنْهُ بِغَيْرِ مُنَازِعِ ) 6( سَأَشْكُرُ مَادَامَ اُلْكَلاَمُ يُطِيعُنِي ** صنوفاً أتتْ منْ جودكَ المتتابعِِ ) 64 ( توالتْ على منْ لاَ يدلُّ بخدمةٍ ** عليكَ وَلاَ يدلي إليكَ بشافعِ ) 65 ( فأجنتكَ منْ محضِ القريضِ وَحرهِ ** بضائعِ ليسَ العرفُ فيها بضائعِ ) 66 ( سَتَطْرُقُ مِنْها كُلَّ أَرْضٍ غَرَائبٌ ** حِسَانُ اُلْمَبَادِي رَائِعَاتُ اُلْمَقاطِعِ ) 67 ( إذَا أُنْشِدَتْ كَادَتْ لِفَرْطِ بَيَانِها ** تَعيِها اُلْقُلُوبُ قَبل وَعْيِ اُلْمَسَامِعِ )
____________________
(1/699)
البحر : وافر تام ( أَمَا وبديعِ مَا تأْتِي يَمِينَا ** تَحَرّجَ رَبُّهَا مِنْ أَنَ يَمِينَا ) ( لَقَدْ أُوتِيتَ يَاشَرْفَ الْمَعَالِي ** عنانَ المجدِ دونَ العالمينا ) ( ولمْ ترضَ ابتداعَ سواكَ عوناً ** فلستَ بآخذِ الحسناتِ عونا ) 4 ( فعاودَ شكُّنا فيما سمعنا ** بما تبديهِ منْ حسنٍ يقينا ) 5 ( وكنَّا ذاهلينَ إذا سمعنا ** بأبناءِ الملوكِ الأوَّلينا ) 6 ( وَجِئْتَ فَصارَ أَعْظَمُ ما رَوَينا ** هَباءً عِنْدَ أَيْسَرِ ما تُرِينا ) 7 ( مساعٍ طلتهمْ جدّاً ومجداً ** بها وفضلتهمْ دنيا ودينا ) 8 ( إِذَا قالَ الوَرى بَلَغَتْ مَدَاها ** عَلَتْ شَرَفاً بِرَغْمِ الْحاسِدِينا ) 9 ( فمدَّةُ عصركَ الماضي حميداً ** تُرى ساعاً وإنْ كانتْ سنينا )0 ( وَآنِفُهُ بِعَدْلِكَ سَوْفَ تَبْقى ** عَلى مَرِّ اللَّيالِي ما بَقِينا )
____________________
(1/700)
1( فَيا مِلكَ الْمُلُوكِ وَلاَ أُحاشِي ** ومنْ يدفعُ الحقَّ المبينا )( وَيا غَيْثاً يَعُمُّ الْعَامَ سَيْباً ** وصوبُ الغادياتِ يخصُّ حينا )( وَيا لَيْثاً حَمى الآفاقَ طُرّاً ** ومنعُ اللَّيثِ لاَ يُخطي العرينا )4 ( ليالينا بظلِّ علاكَ بيضٌ ** وَكانَتْ قَبْلَكَ ألأَيَّامُ جُونا )5 ( أَضَفْتَ إِلى الغِنى أَمْناً وَعَدْلاً ** لَقَدْ جاوَزْتَ حَدَّ الْمُنْعِمِينا )6 ( فَطَوْراً تَصْرِفُ الَّلأوآءَ عَنَّا ** وَطَوْراً تُجْزِلُ الآلاءَ فِينا )7 ( فَأَيْنَ قِرَاعُ عَمْروٍ مِنْ قِرَاعٍ ** حميتَ بهِ تُراثَ المسلمينا )8 ( وأينَ فتى إيادٍ منْ أيادٍ ** بِها تَسْتَعْبِدُ الْمُسْتَعْبِدينا )9 ( وهلْ تعصي ملوكُ الأرضِ ملكاً ** بِسُلْطَانٍ سَمَائِيٍ ّ أُعِينا )0 ( إذا طلبوا عظيماً فاستعانوا ** فلستَ بغيرِ عزمكَ مستعينا )
____________________
(1/701)
2( وبيضٍ منْ سيوفِ الهندِ سُلَّتْ ** فألوى جهلها بالجاهلينا )( وَعَاوَدَتِ الْجُفُونَ وَقَدْ تَقَضَّتْ ** هَناتٌ تَمْنَعُ النَّوْمَ الْجُفُونا )( أَحَلْتَ مَذَلَّةَ الإِسْلاَمِ عِزّاً ** بها وقساوةَ الأيَّامِ لينا )4 ( وَسُمْرٍ عُوِّدَتْ فِي كُلِّ حَرْبٍ ** تحكَّمُ في نفوسِ الدَّارعينا )5 ( تَحِيدُ إِلى الْمَقاتِلِ عَنْ سِوَاها ** فهلْ خلقَ القيونُ لها عيونا )6 ( وَتُرْدِي مَنْ يُقَابِلُها وَتَأْبَى ** جباناً لاَ يقبِّلها الجبينا )7 ( وَخَيْلٍ كُلَّما حاوَلْتَ أَمْراً ** سبقنَ إلى مآربكَ الظُّنونا )8 ( إِذَا عَلَتِ الهِضابَ فَلَسْتَ تَدْرِي ** أصخراً دسنَ أمْ طيناً وطينا )9 ( تغيرُ على العدى منْ كلِّ أوبٍ ** مخافتها وإنْ كانتْ صفونا )0 ( ومنْ أضحى بملككَ مستجيراً ** فَما يُلْفى لِخَطْبٍ مُسْتَكِينا )
____________________
(1/702)
3( أَخَفْتَ الآمِنِينَ سُطىً فَلَمَّا ** عَفَوْتَ غَدَوْتَ أَمْنَ الْخائِفِينا )( نُصِرْتَ مِنَ السَّماءِ وَكانَ حَقّاً ** على الرَّحمنِ نصرُ المؤمنينا )( وَشِدْتَ لِهَاشِمٍ بِالسَّيْفِ عِزّاً ** فَقَدْ أَشْبَهْتَ أَنْزَعَها البِطِينا )4 ( وَقَائِعُ شَيَّبَتْ أَيَّامَ شُبَّتْ ** قروناً بعدَ أنْ أفنتْ قرونا )5 ( رآها الأقربونَ فأعظموها ** وسارَ حديثها في الأبعدينا )6 ( فلوْ لمْ يعرفوا لكَ ما عرفنا ** لَما اعْتَرَفُوا بِحَقِّكَ طائِعِينا )7 ( وَقَدْ لَبَّاكَ قِرْوَاشٌ مُجِيباً ** فَبَوَّأَ مُلْكَهُ حِصْناً حَصِينا )8 ( وجاورَ دوحةً عذُبتْ ثماراً ** وَطَابَتْ مَغْرِساً وَعَلَتْ غُصُونَا )9 ( رَجَا نَفَحَاتِكَ الْمَلِكُ الْمُرَجّى ** وَقَادَ رَجَاؤُكَ الأَمَلَ الْحَرُونا ) 40 ( فما دونَ العراقِ اليومَ خصمٌ ** يُلطُّ وقدْ تخيَّرتَ الضَّمينا )
____________________
(1/703)
4( أَقِلْ سُكَّانَهُ العَثَرَاتِ وَاحْسِمْ ** بِهذَا الْعَدْلِ جَوْرَ الْجَائِرِينا ) 4( فقدْ نزلتْ رسائلكَ المواضي ** مكاناً منْ قلوبهمُ مكينا ) 4( رسائلُ ضُمِّنتْ أمناً وخوفاً ** فَهُمْ بِسَماعِها مُتَخَالِفُونا ) 44 ( فَمَظْلُومٌ يَحِنُّ إِلَيْكَ شَوْقاً ** وَظَلاَّمٌ يُحَاذِرُ أَنْ يَحِينا ) 45 ( فكيفَ بمنْ لهُ الزّوراءُ دارٌ ** إذا فارقتَ ميَّا فارقينا ) 46 ( سَتَسْتوْفي الظُّبى لِبَني عَلِيٍّ ** بِهَا مِنْ آلِ عَبَّاسٍ دُيُونا ) 47 ( وشطرُ الأرضِ في يسراكَ ملكٌ ** أَلاَ فَاشْغَلْ بِبَاقِيها الْيَمِينا ) 48 ( فَكَمْ حَاوَلْتَ مُعْجِزَةً فَكَانَتْ ** وقدْ حكمَ الورى أن لاَ تكونا ) 49 ( وَقَالٌ وا أَصْحَرَتْ جَهْلاً نُمَيْرٌ ** لِتَنْصُرَهَا جُنُودُ الْمُشْرِكِينا ) 50 ( وَمَا أَغْنَوْهُمُ وَبَنُو كِلاَبٍ ** عشيَّةَ رعتهمْ متظافرينا )
____________________
(1/704)
5( أبا الطُّرداءِ يبغونَ انتصاراً ** وَمَا انْتَفَعُوا بِبَأْسِ الطَّارِدِينا ) 5( وَلَوْ عَدَّاكَ هذَا الْجَيْشُ يَوْماً ** لأَصْبَحَتِ الْحُصُونً لَهُمْ سُجُونا ) 5( وقلعةُ دوسرٍ بابٌ إلى ما ** تُحَاوِلُ فَارْمِهَا بِالفَاتِحِينا ) 54 ( بِأَسْدِ وَغىً إِذَا زَأَرَتْ أَحَالَتْ ** زئيرَ الأُسدِ منْ فرقٍ أنينا ) 55 ( كتائبُ شبنَ حاضرةً ببدوٍ ** يُصَرِّفْنَ الْمَنَايا حَيْثُ شِينَا ) 56 ( فكمْ بلدٍ ملكتَ بهِ بلاداً ** وَكَمْ حِصْنٍ فَتَحْتَ بِهِ حُصُونا ) 57 ( وشمْ للرَّقَّةِ البيضاءِ بيضاً ** بِهَا أَقْرَرْتَ فِي حَلَبَ العُيُونا ) 58 ( كَتَبْتَ مِنَ الْخُطُوبِ لَهَا أَمَاناً ** وكنتَ على رعيَّتها أمينا ) 59 ( لئنْ أعيتْ على بنجوتكينٍ ** فَقَدْ وَلَّيْتَها بَنْجُوتَكِينا ) 60 ( تعدّى ربُّها سفهاً وحيناً ** وَكُنْتَ بِأَخْذِهَا سَلْبَاً قَمِينا )
____________________
(1/705)
6( تَمَنّى أَنْ يَنَالَ النَّجْمَ جَهْلاً ** فما صدقتْ منىً جلبتْ منونا ) 6( أَعَنْتَ السَّيْفَ مُنْصَلِتاً بِرَأْيٍ ** إذا أشهدتهُ الحربَ الزَّبونا ) 6( جَعَلْتَ طَلِيعَةً مِنْهُ أَمَامَ الْ ** جُيُوشِ وَمِنْ وَرائِهِمُ كَمِينا ) 64 ( أَلاَ لاَيَدَّعِ الْعَلْيَاءَ خَلْقٌ ** فَقَدْ فَضَحَ الْمُحِقُّ الْمُدَّعِينا ) 65 ( وَلاَ يَقْضِي الزَّمَانُ بِعِزِّ شَيءٍ ** إِذَا شَاءَ الْمُظَفَّرُ أَنْ يَهُونا ) 66 ( وَدُونَكَهَا مَدَائِحَ بِتُّ أُنْضِي ** إِلَيْها الفِكْرَةَ العَنْسَ الأَمُونا ) 67 ( لَقَدْ غَادَرْتَ بِالإِحْسَانِ بَيْنِي ** وبينَ النَّائباتِ نوىً شطونا ) 68 ( وَضَنَّ نَدى يَدَيكَ بِمَاءِ وَجْهِي ** فمالي لاَ أكونُ بهِ ضنينا ) 69 ( فَمَيِّزْ خَاطِراً يَأْبى الدَّنَايَا ** وشعراً ما تبذَّلَ منذُ صينا ) 70 ( وَقَفْتُ لَدَيكَ وَالعِشْرُونَ سِنِّي ** وها أنا قدْ قربتُ الأربعينا )
____________________
(1/706)
7( وَمَا جَازَيْتُ مِنْ نُعْمَاكَ يَوْماً ** عَلى أَنِّي أَفُوتُ القَائِلِينا ) 7( لَئِنْ أَضْحى مَعِيناً ماءُ قَوْلِي ** فَمُنْذُ جَعَلْتَ فِعْلَكَ لِي مُعِينا ) 7( مَآثِرُ أَصْبَحَتْ فِي كُلِّ تاجٍ ** عَلَى هامِ العُلى دُرّاً ثَمِينا ) 74 ( إِذَا ما رُمْتُ مِنْها وَصْفَ فَنٍّ ** أَتَاحَتْ بِالفَضَائِلِ لِي فُنُونا ) 75 ( وَماذَا يَبْلُغُ الشُّعَرآءُ مِنها ** وقدْ ذهلَ الكرامُ الكاتبونا ) 76 ( فعشْ ما كرَّ شهرُ الصَّومِ تجني ** مُضَاعَفَةً أُجُورَ الصَّائِمِينا ) 77 ( أَفَادَ الْحَمْدُ مِنْ رَيَّاكَ طِيباً ** فَدَامَ لَدَيْكَ مُحْتَبَساً رَهِينا ) 78 ( فسُكَّانُ البسيطةِ ما توالى ** بحضرتكَ الهناءُ مهنِّئونا )
____________________
(1/707)
البحر : - ( مَنْ عَفَّ عَنْ ظُلْمِ اُلْعِبَادِ تَوَرُّعا ** جَاءَتْهُ أَلْطَافُ الآِلَهُ تَبَرُّعا ) ( إنا توقعنا السلامةَ وحدها ** فَ سْتَلْحَقَتْ مَا لَمْ يَكُنْ مُتَوَقَّعا ) ( مَا قِيلَ أَصْبَحَ مُفْرِقاً مِنْ دَائِهِ ** ذا الليثُ حتى قيلَ أصبحَ متبعا ) 4 ( خبرٌ تضوعتِ البلادُ بنشرهِ ** طِيباً فَأَغْنى سَائِفاً أَنْ يَسْمَعَا ) 5 ( مَا إِنْ إِتي فَهْمَ الْقَريبِ عِبَارَةً ** حَتّى لَقَدْ فَهِمَ الْبَعِيدُ تَضَوُّعا ) 6 ( قَدَمَتْهُ قَبْلَ قُدُومِهِ النُّعْمى الَّتي ** جَلَتِ الْمَخَافَةَ وَالْمُحُولَ فَأَقْشَعا ) 7 ( يومَ امتطيتَ قرى جوادٍ وقعهُ ** مِنْ وَقْعِ ذَاكَ الْغَيْثِ أَحْسَنُ مَوْقِعا ) 8 ( الغَيْثُ يَهْمِي ثُمَّ يُقْلِعُ صَوْبُهُ ** حيناً وَليسَ نداكَ عنا مقلعا ) 9 ( إنْ سميَ الإثنينُ مغربَ همنا ** فالسبتُ يدعى للمسرةِ مطلعا )0 ( يومانِ إنْ يتفرقا فلقدْ غدا ** سهمُ السعادةِ فيهما مستجمعا )
____________________
(1/708)
1( قَدْ أَدْرَكَ الإِسْلاَمُ فِيكَ مُرَادَهُ ** فَلْيَهْنِكَ الْفَرْعُ الَّذِي لَنْ يُفْرَعا )( سبقتهُ عينُ الشمسِ علماً أنهُ ** يزري ببهجتها إذا طلعا معا )( لَوْ فَتَّرَتْ حَتّى يَجِيءَ أَمامَها ** فِتْراً لَما أَمِنَ الْوَرى أَنْ تَرْجِعا )4 ( ما غضَّ منهُ طلوعها منْ قبله ** إِذْ كانَ أَبْهى فِي الْعُيُونِ وَأَرْفَعا )5 ( وَلَئِنْ سُقِينا الْغَيْثَ مِنْ بَرَكاتِهِ ** فَلَقَدْ سَقى الأَعْدَاءَ سُمّاً مُنْقَعا )6 ( وَهْوَ ابْنُ أَرْوَعَ مُذْ رَأَيْنا وَجْهَهُ ** لمْ نلقَ منْ صرفِ الزمانِ مروعا )7 ( قَدْ ظَلَّ قَصْرُكَ مُشْبِلاً مِنْهُ فَعِشْ ** حتى تراهُ منْ بنيهِ مسبعا )8 ( فَهْوَ الَّذِي كَفَلَتْ لَهُ آلآؤُهُ ** أَلاَّ يُصِيبَ الْحَمْدُ عَنْهُ مَدْفَعا )9 ( وَدعا القلوبَ إلى هواهُ فأصبحتْ ** فأجابَ فيهِ اللهُ دعوةَ منْ دعا )0 ( عَمَّتْ فَوَاضِلُهُ فَأَنْجَحَ سَعْيُ مَنْ ** يَبْغِي مَآرِبَهُ بِهِ مُسْتَشْفِعا )
____________________
(1/709)
2( سَيَكُونُ فِي كَسْبِ الْمَعالِي شافِعاً ** لكَ مثلما أضحى إليكَ مشفعا )( ريعتْ لهُ الأملاكُ قبلَ رضاعهِ ** وَ تزعزعتْ منْ قبلِ أنْ يترعرعا )( سامٍ وَلما يسمَ نفاعٌ وَلمْ ** يأمرْ وَساعٍ في العلاءِ وَما سعا )4 ( وَإخالهُ يأبى الثديَّ بعزةٍ ** حتى تدرَّ لهُ الثناءَ فيرضعا )5 ( فَتَمَلَّ دَاراً بَلَّغَتْكَ سُعُودُها ** أَقْصى الْمُنى وَإِخالُها لَنْ تَقْنَعا )6 ( حَتّى تَرى هذَا الْهِلاَلَ وَقَدْ بَدَا ** بَدْراً وَذَا الْغُصْنَ الأَنِيقَ مُفَرِّعا )7 ( متعتَ ما متعَ النهارُ بقربهِ ** أبداً وَدامَ بكَ الزمانُ ممتعا )8 ( وَرَأَيْتَ مِنْهُ ما رَأَى مِنْكَ الْوَرى ** لِتَطِيبَ مَرْأَىً فِي الْبِلاَدِ وَمَسْمَعا )9 ( وَليهنِ بيتاً نعمةٌ وَهبتْ لهُ ** شَرَفاً أَعَزَّ مِنَ السِّماكَ وَأَمْنَعا )0 ( أُزْرِي بِها إِنْ قُلْتُ خَصَّتْ عامِراً ** فَأَقُولُ بَلْ عَمَّتْ نِزَاراً أَجْمَعا )
____________________
(1/710)
3( خَضَعَتْ لِعِزَّتِكَ الْقَبَائِلُ رَهْبَةً ** وَمِنَ الصَّوَابِ لِمُرْهِبٍ أَنْ يُخْضَعا )( ظلتْ تخرُّ ملوكها لكَ سجداً ** وَيَعِزُّ أَنْ تُلْفى لِغَيْرِكَ رُكَّعا )( عَرَفُوا مِصَالَكَ فِي الْحُرُوبِ فَأَذْعَنُوا ** فرجعتَ بالفضلِ الذي لنْ يدفعا )4 ( وَكسوتهمْ في السلمِ غيرَ مدافعٍ ** أَضْعافَ مَا سَلَبَتْ سُيُوفُكَ فِي الْوَعا )5 ( فأبدتهمْ عندَ التبازرِ قاطعاً ** وَأَفَدْتَهُمْ عِنْدَ التَّجَاوُزِ مُقْطِعا )6 ( وَجعلتَ شقوتهمْ بعفوكَ نعمةً ** وَأَحَلْتَ مَشْتَاهُمْ بِفَضْلِكَ مَرْبَعا )7 ( تَرَكُوا انْتِجَاعَ الْمُعْصِراتِ وَيَمَّمُوا ** ظِلاًّ إِذَا مَا الْعَامُ أَمْعَرَ أَمْرَعا )8 ( وَمتى ياطركَ العلاءَ مشاطرٌ ** تَرَكَ الْبَطِيءَ وَرَاءَهُ مَنْ أَسْرَعا )9 ( تَرْقى إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ فَرْسَخَاً ** وَسواكَ يرقى كلَّ يومٍ إصبعا ) 40 ( يا عدةَ الخلفاءِ كمْ منْ يدٍ ** قامَ الزمانُ بها خطيباً مصقعا )
____________________
(1/711)
4( خَوَّلْتَهُ النِّعَمَ الْجِسَامَ فَجَاهِلٌ ** منْ ظنهُ يثني عليكَ تطوعا ) 4( بنداكَ واصلَ حمدهُ منْ ذمهُ ** وَسُطَاكَ قَدْ حَفِظَتْ لَهُ مَا ضَيَّعا ) 4( تتقاصرُ الأمالُ عما نلتهُ ** وَلَوَ أَنَّها أَمَّتْهُ عَادَتْ ظُلَّعا ) 44 ( لأَبَيْتَ أَنْ تَجْتَابَ ثَوْبَ مَنَاقِبٍ ** حَتّى تَرَاهُ بِالثَّنَاءِ مُرَصَّعا ) 45 ( فأتاكَ أهلُ الأرضِ منْ آفاقها ** رغباً لقدْ نادى نداكَ فأسمعا ) 46 ( يَ بْنَ الذَّينَ إِذَا تَقَاصَرَتِ الْخُطى ** طالوا خطىً وَظبىً هناكَ وَأذرعا ) 47 ( أَحْلَلْتَ قَوْمَكَ رُتْبَةً لاَ تُرْتَقى ** إِنَّ المَجَرَّةَ رَوْضَةٌ لَنْ تُرْتَعا ) 48 ( فَلْيَعْلُ قَدْرُ التُّرْكِ أَنَّكَ مِنْهُمُ ** فَلَهُمْ بِكَ الشَّرَفُ الَّذي لاَ يُدَّعا ) 49 ( قدْ دانتِ الدنيا لحكمكَ هيبةً ** فَحَكَمْتَ فِي أَقْطَارِها مُتَرَبِّعا ) 50 ( مذْ سارفي الآفاقِ ذكركَ موضعاً ** لَمْ يُخْلِ مِنْ خَوْفِ انْتِقامِكَ مَوْضِعا )
____________________
(1/712)
5( يَفْدِيكَ مُنْكَمِشٌ بَعِيدٌ شَأْوُهُ ** وَمُضَجِّعٌ جَعَلَ الْهُوَيْنَا مَضْجَعا ) 5( ومُؤمِّلٌ أَلْفاكَ مُنْتَجَعاً لَهُ ** وَمروعٌ لمْ يلقَ غيركَ مفزعا ) 5( غمرتْ ثنائي منْ لدنكَ مواهبٌ ** ما غادرتْ فيهِ لغيركَ مطمعا ) 54 ( قَدْ كانَ أَشْكَلَ نَهْجُهُ فِيما مَضى ** فَجَعَلْتَهُ بِنَدَاكَ نَهْجاً مَهْيَعا ) 55 ( وَالحمدُ عنكَ مقصرٌ معَ أنني ** لمْ أبقِ في قوسِ المحامدِ منزعا )
____________________
(1/713)
البحر : كامل تام ( هَلْ بَعْدَ فَتْحِكَ ذَا لِباغٍ مَطْمَعُ ** لِلّهِ هذَا الْعَزْمُ ماذَا يَصْنَعُ ) ( ما زَالَ يَرْفَعُ لِلْخِلاَفَةِ سَيْفَها ** منذُ انتضتهُ رايةً لاَ توضعُ ) ( بالجدَّ تثني الحادثاتِ فتثني ** وَالْجِدُّ يَقْتادُ الْحَرُونَ فَيَتْبَعُ ) 4 ( لاَ يأمننَّ سطاكَ ذو جهلٍ بها ** ما للقضاءِ وَلاَ لأمركَ مدفعُ ) 5 ( باغي النجومِ مبينٌ عنْ عجزهِ ** وَمصارعُ الليثِ الغضنفرِ يصرعُ ) 6 ( فِي قَتْلِكَ الأَسَدَ الَّذِي رَاعَ الْوَرى ** لَوْلاَ سَفاهَةُ شِبْلِهِ ما يَرْدَعُ ) 7 ( وَأَرى ابْنَ صالِحٍ اسْتَغَرَّ بِجَهْلِهِ ** إنَّ الجهالةَ في المكارهِ توقعُ ) 8 ( لمْ يلقَ عنها وازعاً منْ رأيهِ ** حتى انبرتْ أعضاؤهُ تتوزعُ ) 9 ( فَلَئِنْ أَبى أَنْ يَسْتَجِيرَكَ نَخْوَةً ** فَلَقَدْ أَتى وَلَهُ قِيادٌ طَيِّعُ )0 ( رأسٌ تراعُ لهُ العيونُ وَلمْ تزلْ ** قَبْلَ العُيُونِ بِهِ الْقُلُوبُ تُرَوَّعُ )
____________________
(1/714)
1( وَرَأَى التَّخَلِّيَ عَنْ حَماةَ شَناعَةً ** وَمُقامُ جُثَّتِهِ عَلَيْها أَشْنَعُ )( متخطفٌ لمْ يغنِ عنهُ قومهُ ** شيئاً بلِ اندفعوا وقدْ قيلَ ادفعوا )( وَثَنى شَبِيباً عَنْهُ صِهْرٌ خانَهُ ** فإذا الصهارةُ عندهُ لاَ تنفعُ )4 ( مَنْ رَامَ مُعْتَصَماً سِوَاكَ فَجَمْعُهُ ** مُتَصَعْصِعٌ وَبِناؤُهُ مُتَضَعْضِعُ )5 ( أذكيتها بالسمرِ تعسلُ شرعاً ** وَالبيضِ تلمعُ وَالمذاكي تمزعُ )6 ( هَيْجاءَ لَمْ تُثْكِلْ عَجائِزَ عامِرٍ ** إِلاَّ وَأُمُّ الْمَوْتِ فِيها مُتْبِعُ )7 ( ما إِنْ تَخاذَلَتِ الْجَماجِمُ وَالطُّلى ** حتى تناصرتِ الظبى وَالأردعُ )8 ( كانَتْ صَلاَةً وَالشِّعارُ إِقامَةً ** وَالهامُ تسجدُ وَالصوارمُ تركعُ )9 ( إذْ هامهمْ كالطيرِ لاقتْ مشرعاً ** بعضٌ محلقةٌ وَبعضٌ وقعُ )0 ( ظَنُّوا وَمِيضَ الْبَرْقِ بارِقَ نُجْعَةٍ ** ما تَحْتَ كُلِّ وَمِيضِ بَرْقٍ مَرْتَعُ )
____________________
(1/715)
2( وَلَقَدْ أَبانَتْ طَيِّئٌ عَنْ رُشْدِها ** آثارها وَأرينَ منْ لاَ يسمعُ )( لولاَ تقادمها لقلنا إنها ** لاَ شَكَّ مِنْ عَزْمِ الْمُظَفَّرِ تُطْبَعُ )( لَمَّا جَعَلْتَ صَلِيلَها عَذْلاً لَهُمْ ** إنَّ الملامَ بغيرها لاَ ينجعُ )4 ( وَلوأ وَأكثرُ قولِ منْ فاتَ الوغى ** ما فِي الْحَياةِ لِعامِرِيٍّ مَطْمَعُ )5 ( منْ كلَّ مسلوبِ البصيرةِ خانهُ ** حُسْنُ الْعَزَاءِ وَلَمْ تَخُنْهُ الأَدْمُعُ )6 ( نعمٌ تقسمها الفيافي وَ الردى ** نَفْياً وَعَقْراً وَالْعَوَالِي شُرَّعُ )7 ( فَلِمَنْ مَضى زَجْرٌ بِأَلْسِنَةِ الْقَنا ** منهمْ وَللثاوي مناخٌ جعجعُ )8 ( وَفَشَتْ جِرَاحٌ كانَ أَخْطَرَ مَوْقِعاً ** مِنْها وَأَنْكى ما تُجِنُّ الأَضْلُعُ )9 ( كفلتْ لكلَّ تنوفةٍ مروا بها ** أَلاَّ تَجُوعَ ذِئابُها وَالأَضْبُعُ )0 ( سُلِبُوا بِهَبَّاتِ الْجَهالَةِ مُلْكَهُمْ ** إنَّ الهباتِ بكفرها تسترجعُ )
____________________
(1/716)
3( فليذهبوا في الأرضِ أوْ فليرجعوا ** فَالأَرْضُ وَاسِعَةٌ وَعفْوُكَ أَوْسَعُ )( ما أزمعوا هرباً وَلاَ فلوا شباً ** إِلاَّ وَأَنْتَ عَلَى التَّرَجُّلِ مُزْمِعُ )( وَالعزمُ إلاَّ ما عزمتَ مفللٌ ** وَالملكُ إلاَّ ما حفظتَ مضيعُ )4 ( أَبَنِي كِلاَبٍ إِنَّ عِزَّكُمُ وَهى ** فخذوا بأحكامِ المذلةِ أوَ دعوا )5 ( أعنِ الرشادِ تلومٌ وَتأخرٌ ** وَإلى الفسادِ تقدمٌ وَتسرعُ )6 ( طالَ العرامُ بكمْ ألما تعلموا ** أَنَّ الْعَرَامَةَ بِالصَّرَامَةِ تُقْدَعُ )7 ( وَنحتْ نميرُكمُ فألاَّ دافعتْ ** وَالموتُ فيكمْ طاعمٌ لاَ يشبعُ )8 ( منعتهمُ منْ وصلهمْ أرحامكمْ ** رؤياهمُ أوصالكمْ تتقطعُ )9 ( حَتّى إِذَا أَسَرَ الْخَمِيسُ رِجالَكُمْ ** وَمضى نعامٌ في الهزائمِ مسرعُ ) 40 ( أَخَذَ الوَثاقُ وَهُمْ بِهِ مِيثاقَهُمْ ** أَلاَّ يُجِيبُوا الْمُسْتَغِيثَ إِذَا دُعُوا )
____________________
(1/717)
4( يَتَخَيَّلُ الْبَطَلُ الْكَمِيُّ إِذَا رَأَى ** إقدامَ جيشكَ أنه ما يشجعُ ) 4( عودتهمْ فرسَ الكماةِ لدى الوغى ** فَأَقَلُّ مَنْ فِيهِمْ هُمامٌ أَرْوَعُ ) 4( وَبَنُو عَدِيٍّ حِينَ خالَطَتِ الظُّبى ** وَاليومُ منْ نقعِ الحوافرِ أسفعُ ) 44 ( ضاقتْ مسالكها فأشرعتِ القنا ** إِنَّ الْوَشِيجَ لِمُشْرِعِيهِ مُوَسِّعُ ) 46 ( منعَ ابنُ جوشنٍ الذمارَ بحيثُ لاَ ** يحوي عنانَ العزَّ منْ لا يمنعُ ) 47 ( وَحَماهُ مِنْ كَلَبِ الْعَدُوِّ وَقَدْ عَلاَ ** رَجُلٌ تَكادُ لَهُ الْجِبالُ تَصَدَّعُ ) 48 ( وَثَباتُهُ وَالْخَوْفُ قَدْ قَصَرَ الْخُطى ** ) 49 ( جردتهُ عضباً سواءٌ عندهُ ** يومَ الكريهةِ حاسرٌ وَمدرعُ ) 50 ( فَإِذَا رَمَيْتَ بِهِ عِدىً فِي مَأْزِقٍ ** فبغيرِ رأسِ عظيمهمْ لاَ يرجعُ ) 5( أَوَ كَيْفَ لاَيَمْضِي الْحُسامُ بِكَفِّ مَنِ ** ما زَالَ يَضْرِبُ بِالْكَهامِ فَيَقْطَعُ )
____________________
(1/718)
5( نالَتْ جَنابٌ فِي جَنابِكَ سُؤْلَها ** فلها مصيفٌ في ذراكَ وَمربعُ ) 5( لاَ تشتكي جدباً وَ روضكَ ممرعٌ ** كلاَّ وَلاَ ظمأً وَ حوضكَ مترعُ ) 54 ( وضلقدْ أبانتْ طيءٌ عنْ رشدها ** وَاليومَ تخفضُ بالفعالِ وَترفعُ ) 55 ( ما ضَرَّهُمْ لُقْيا الْقَنا بِجُلُودِهِمْ ** وَعَلَيِهِمُ مِنْ حُسْنِ رَأْيِكَ أَدْرُعُ ) 56 ( إذْ ظلَّ غلابٌ يذودُ حماتهمْ ** إِنَّ التَّقَرُّبَ مِنْ رِضاكَ يُشَجِّعُ ) 57 ( وَغَداً تَرى حَسَّانَ يَفْعَلُ فِعْلَهُ ** إنْ كانَ فيهمْ للأسنةِ مشرعُ ) 58 ( فأبٌ بعفوكَ يقتفي أثرَ ابنهِ ** وَابنٌ لوالدهِ بسيفكَ يتبعُ ) 59 ( هذَا هُوَ الشَّرِفُ الَّذي لاَ يُرْتُقى ** أبداً وذا المجدُ الذي لاَ يفرعُ ) 60 ( ظللْ بسحبكَ طيئاً لتجودها ** منْ جودِ كفكَ ديمةٌ لاَ تقلعُ ) 6( عربٌ مضتْ أحكامْ عزكَ فيهمُ ** طوراً تفرقهمْ وَأخرى تجمعُ )
____________________
(1/719)
6( مَرَنَتْ عَلَى خَطْمِ الْمَوارِنِ عِنْدمَا ** رأتِ الخناجرَ في خلافكَ تجدعُ ) 6( لَمْ يَخْلُ مِنْ فَرَحٍ بِنَصْرِكَ فَلْيَدُمْ ** قَلْبٌ وَلاَ مِنْ ذِكْرِ فَتْحِكَ مَوْضِعُ ) 64 ( فتحٌ جليلٌ في النفوسِ وَإنهُ ** سَيَقِلُّ عِنْدَ وُقُوعِ مَا يُتَوَقَّعُ ) 65 ( في بعضِ ما بلغَ اعتزامكَ مقنعٌ ** لَوْ أَنَّ هِمَّتَكَ الْعَلِيَّةَ تَقْنَعُ ) 66 ( لَكَ عَزْمَةٌ كَالسَّيْفِ بَلْ أَمْضى شَباً ** منْ رتبةٍ كالشمسِ بلْ هيَ أرفعُ ) 67 ( حاولْ بها أيَّ الممالكِ شئتهُ ** إنَّ الطريقَ إلى ابتغائكَ مهيعُ ) 68 ( وَانظرْ إلى حلبٍ بناظر رحمةٍ ** فشفيعها عندَ الملوكِ مشفعُ ) 69 ( أَرْضٌ يُطِلُّ عَلَى الْمَمَالِكِ رَبُّهَا ** فَيَضُرُّ مِنْهَا مَا يَشَاءُ وَيَنْفَعُ ) 70 ( فانهضْ إليها نهضةً عضديةً ** مَا مِثْلُ رَأْيِكَ بِالزَّخَارِفِ يُخْدَعُ ) 7( لاَ تتخذْ رسلاً سوى بيضِ الظبى ** فشفارها أبداً بامركَ تصدعُ )
____________________
(1/720)
7( فَهُنَاكَ أَبْصارٌ تَظَلُّ شَوَاخِصاً ** شَوْقاً إِلَيْكَ وَأَنْفُسٌ تَتَطَلَّعُ ) 7( تَفْدِيكَ لاَ مُمْتَنَّةً بِنُفُوسِها ** منْ كلَّ حادثةٍ تجلُّ وَ تفظعُ ) 74 ( أممٌ إذا رغبوا فأنتَ المجتدى ** فِيهِمْ وَإِنْ رَهِبُوا فِأَنْتَ المَفْزَعُ ) 75 ( أمنتهمْ وَقتلتَ منْ ريعوا بهِ ** فلذاكَ مالهمُ الغداةَ مروعُ ) 76 ( ملكَ الملوكِ وَمنْ أحقُّ بدعوتي ** مِمَّنْ تَذِلُّ لَهُ الْمُلُوكُ وَتَخْضَعُ ) 77 ( قَدْ ظَلَّ فِي الآفَاقِ ذِكْرُكَ نَافِذاً ** فَمَوَاقِعُ الأَقْدَارِ حِينَ تُوَقِّعُ ) 78 ( لوْ كنتَ في الزمنِ القديمِ وَإنْ شأى ** بِالْمُعْجِزَاتِ السَّابِقُ الْمُسْتَتْبَعُ ) 79 ( لأَقْمتَ مِنْ حُجَّابِ قَصْرِكَ قَيْصَراً ** وَلَكَانَ مِنْ أَتْبَاعِ مُلْكِكَ تُبَّعُ ) 80 ( تَزْدادُ مَجْداً كُلَّما قالَ الْوَرى ** لَمْ يَبْقَ فِي قَوْسِ السِّيَادَةِ مَنْزِعُ ) 8( وَعلى َ الخخلافةِ منْ مآثرِ سيفها ** تاجٌ بدرَّ المكرماتِ مرصعُ )
____________________
(1/721)
8( مَنْ ذَا يُطَمِّعُ نَفْسَهُ بِفَضِيلَةٍ ** وَإِلَيْكَ تَنْتَسِبُ الْفَضَائِلُ أَجْمَعُ ) 8( وَالهمةُ البكرُ التي لمْ تفترعْ ** خَصَّتْكَ بِالشَّرَفِ الَّذِي لاَيُفْرَعُ ) 84 ( يا منْ تفردَ بالعلى فصفاتهُ ** لاَ تدعى وَصفاتهُ لاَ تقرعُ ) 85 ( إنْ كانَ في الدنيا ثناءٌ خالدٌ ** يَبْقى عَلَيْكَ فَمَا أَقُولُ وَتَسْمَعُ ) 86 ( فبقيتَ تبدعُ في الفعالِ فإنني ** فِي الْقَوْلِ يَا شَرَفَ الْمَعَالِي أُبْدِعُ )
____________________
(1/722)
البحر : طويل ( كذا في طلاب المجدِ فليسعَ منْ سسعى ** بَلَغْتَ الْمَدى فَلْيُعْطَ فَخْرُكَ مَا ادَّعى ) ( مدىً لوْ تجاريكَ الرياحُ تؤمهُ ** لخلفها التقصيرُ حسرى وَظلعا ) ( فَلَسْتَ تَرى طَرْفَا إِلى الْمَجْدِ طَامِحاً ** سَلاَ النَّاسُ عمَّا لَمْ تَدَعْ فِيهِ مَطْمَعا ) 4 ( إذا ما ملوكُ الأرضِ تيهاً ترفعوا ** كَفَاكَ عُلُوُّ الْقَدْرِ أَنْ تَتَرَفَّعا ) 5 ( وَإِنَّكَ إِنْ عَنَّتْ غِمَارٌ مِنَ الرَّدى ** لأَوْرَدُهُمْ مَا لَمْ تَرَ العَارَ مَشْرَعا ) 6 ( وَأمنعهمْ حزباً إذا اشتجرَ القنا ** وَأنداهمُ ترباً إذا الغيثُ أقلعا ) 7 ( وَحاشاكَ أنْ يغشاكَ عجزٌ أباتهمْ ** مدى الليلِ عنْ ساري همومكَ هجعا ) 8 ( تَبِيتُ الْعِتَاقُ الْقُبُّ تَحْتَ سُرُوجِها ** عَلَى لْهامِ وَ لأَتجْسامِ بيْضاً وَأَدْرُعا ) 9 ( وَتمنعُ ما تحوي لتعطيهُ ندىً ** وَغَيْرُكَ لاَ يَنْفَكُّ يُعْطى لِيَمْنَعا )0 ( وَلَمَّا تَعَدى لدَّهْرُ ب لأَمْسِ طَوْرَهُ ** فأحدثَ خطباً ما أجلَّ وَأفظعا )
____________________
(1/723)
1( وَقدْ أصبحتْ أمُّ العزاءَ لما عرا ** سلوباً وَأمُّ الهمَّ وَ الرعبِ متبعا )( أَحَلْتَ شَديدَ لْخَوْفِ أَمْناً لِوَقِتِه ** فأضحكَ منْ بكى وَبشرَ منْ نعا )( تَدَارَكْتَ يَا سَيْفَ لإِمَامَيْنِ دِينَنا ** وَقَدْ كَرَبَتْ أَرْكَانُهُ أَنْ تَضَعْضَعا )4 ( برأيٍ متى أعلمتهُ في ملمةٍ ** فكمْ يرجعُ العاتي بهِ متضرعا )5 ( إذا خدعتْ آراءُ قومٍ أبى لهُ ** مهذبهُ أنْ يستزلَّ فيخدعا )6 ( أخذتَ على منْ ضمَّ ششامكَ بيعةً ** بِها أَمِنُوا لأَمْرَ لَّذِي كان أَجْزَعا )7 ( جَمَعْتَ بِها لأَهْوَاءَ لَمَّا تَفَرَّقَتْ ** وَفرقتَ شملَ الغيَّ لما تجمعا )8 ( فللتَ ظبى الأيام لما جعلتها ** )9 ( دَعاكَ لَها مُسْتَنْصِرُ لله دَعْوَةً ** فلبيتهُ قبلَ الخلائقِ مسرعا )0 ( فلمْ تألُ أنْ أوقعتَ بالإفكِ كلَّ ما ** يخافُ وَأمنتَ الهدى ما توقعا )
____________________
(1/724)
2( وَلوْ أمهلتْ تلكَ الأباطيلُ ساعةً ** لأبقى شباها مازنَ الحقَّ أجدعا )( وَقَدْ عَلَتِ الأَصْوَاتُ حَتّى رَدَدْتَها ** بحزمكَ منْ تحتِ الحيازيمِ خشعا )( فمدتْ لكَ الأيدي وَلوْ أنها أبتْ ** لَمُدَّتْ رِقابٌ لِلصَّوَارِمِ خُضَّعا )4 ( وَلَوْ عَمِيَتْ عَمَّا أرَيْتَ بَصائِرٌ ** لَبَصَّرتَها بِالْقَعْضَبِيَّةِ لُمَّعا )5 ( مساعٍ حلبتَ الدهرَ فيها شطورهُ ** وَلمْ تبقِ في قوسِ السيادةِ منزعا )6 ( وَما زِلْتَ عَنْ حَقِّ الأَئِمَّةِ دَافِعاً ** حوادثَ لمْ يعرفْ لها الناسُ مدفعا )7 ( فإنْ أضربوا عنْ ذي الفقارِ فبعدما ** أَصابُوكَ أَجْرى مِنْهُ حَدّاً وَأَقَطَعا )8 ( وإِنْ نِلْتَ هذَا الْمُرْتَقى وَهْوَ لَمْ يُنَلْ ** فَلَمْ تَرْقَ حَتّى رُقْتَ مَرْأَىً وَمَسْمَعا )9 ( وَمنذُ اصطفاكَ الملكُ ألفاكَ موئلاً ** لَهُ وَلَنا فِيما أَلَمَّ وَمَفْزَعا )0 ( وَمُذْ ذُدْتَ عَنْ إِرْثِ الإِمامَةِ مَنْ طَغى ** بسيفكَ أضحى روضةً ليسَ ترتعا )
____________________
(1/725)
3( تَحَدَّيْتَ أَهْلَ الْبَغْيِ حَتّى أَصَرْتَهُمْ ** لأمركَ ممنْ ما بغى قطُّ أطوعا )( وَأدنيتَ بالجدوى أمانيَّ لمْ تزلْ ** إِلَيْكَ عَلَى بُعْدِ لمسافَةِ نُزَّعا )( فَدَانَتْ لَكَ لدُّنْيا وَأَعْطاكَ أَهْلُها ** قياداً على رغمِ المعاطسِ طيعا )4 ( وَكَمْ مازِقٍ رَدَّ لنَّدى لَكَ وَجْهَهُ ** وَقدْ طالما وَلاكَ للخوفِ أخدعا )5 ( وَلَوْ لَمْ تُمَيِّلْهُ إِلى لْبِرِّ عَنْوَةً ** لأَوْجَفَ فِي نَهْجِ لْعُقُوقِ وَأَوْضَعا )6 ( لقدْ فازَ منْ ألقى إليكَ عصيهُ ** كَمَاخابَ مَنْ لَمْ يُبْقِ للْعَفْوِ مَوْضِعا )7 ( وَمَا زِلْتَ دُونَ لدِّيِن قِدْماً مُقَارِعاً ** نوائبَ لوْ قارعنَ رضوى تصدعا )8 ( أقمتَ لها سوقَ الطعانِ وَلمْ تقمْ ** دعائمَ هذا الدينِ كالمسرِ شرعا )9 ( وَلَوْ لَمْ تَذُدْ عَنْهُ لخُطُوبَ بِقُوَّةٍ ** لما أمنتِ تلكَ القوى أنْ تقطعا ) 40 ( فتحتَ ملوكِ الخافقينِ أسرةٌ ** تَزَعْزَعُ خَوْفاً إِنْ قَنَاكَ تَزَعْزعا )
____________________
(1/726)
4( عَزَائِمُ لَمْ تُؤمِنْ عَوَاديِها لعِدى ** وَتؤمنُ ما أمضيتَ أنْ يتتبعا ) 4( لئنْ قبحتْ في عينِ شانيكَ منظراً ** لقدْ حسنتْ عندَ الخلافةِ موقعا ) 4( وَإنْ أسدتْ ذؤبانُ ذبيانَ فاحتمتْ ** فكمْ روعتْ منْ طيءٍ روعَ أروعا ) 44 ( سَلَبْتُهمُ فَخْراً تَلِيداً وَنَخْوةً ** حَصَاناً مِنَ لعَدْوى وَعِزّاً مُمَنَّعا ) 45 ( وَمَا مَلَكُوا مِنْ عَهْدِ عَادٍ وَتُبَّعٍ ** بحدَّ ظبيً يذكرنَ عاداً وَتبعاً ) 46 ( قواطعُ ما تنفكُّ في كلَّ مشهدٍ ** تميتُ لتحي أوْ تضرُّ لتنفعا ) 47 ( وَكانُوا هُمُ لْحيُّ للَّقَاحُ فَغُودِرُوا ** بها للقاحِ الذلَّ وَالضيمِ مرتعا ) 48 ( وَلاَ راحةٌ للقومِ منْ فتكِ راحةٍ ** يَطُلُ القَنَا فِيها وَإِنْ كَان إَذْرُعا ) 49 ( إِذَا العَزْمُ كَفَّ لدهرَ عَنْ غُلَوَائِهِ ** فَلَمْ يُدْنِ مَنْ أَقْصى وَلاَ رَاعَ مَنْ رَعا ) 50 ( أَقَلْتَ عِثَارِي لاَ عَرَتْكَ مُلِمَّةٌ ** فَقَالَ لَعاً مَنْ قَالَ مِنْ قَبْلُ لاَما )
____________________
(1/727)
5( وجُدْتَ بِإدْنَائي ابْتِدَاءً وَلَمْ تَزَلْ ** تَجُودُ إِذا المَسؤُولُ ضَنَّ تَبَرُّعا ) 5( وَلَمَّا أَبَيْتُ الشافِعِينَ لِمَنَّهمْ ** وجدتُ شفيعاً منْ علاكَ مشفعا ) 5( فعاودَ إعدامي بظلكِ لاَ انطوى ** ثَراءً وَمُصطَافِي بِرَبْعِكَ مَرْبَعا ) 54 ( وَأَصْبَحَ حَوْضِي في جنَابِكَ مُتْرَعَا ** علاءً وَ روضي منْ سحابكَ ممرعا ) 55 ( فجدْ بالعطايا عنْ حياضٍ ملأتها ** كفاني نوالاً أنْ أقولَ وَتسمعا ) 56 ( فَما طَلَبِي المَعْرُوفَ إِلاَّ غَنِيمةٌ ** لَدَيْكَ وَقَدْحُزْتُ العُلى والْغِنى مَعا ) 57 ( أيادٍ تباري الغيثَ إبانَ هطلهِ ** وَتخلفهُ فينا إذا هوَ أقلعا ) 58 ( وزعتُ رجائي عنْ سواكَ ببعضها ** وَلَوْلاَكَ أَضْحى فِي الْوَرى مُتَوَزِّعا ) 59 ( وَ كيفَ يؤدي الحمدُ فرضَ جميعها ** وَأَيْسَرُها يَسْتَغْرِقُ الْحَمْدَ أَجْمَعا ) 60 ( وَمالِيَ لاَ أُثْنِي عَلَيْكَ بِبَعْضِ ما ** أنلتَ وَقدْ أثنى الجمادُ تطوعا )
____________________
(1/728)
6( فَدُمْتَ لِهذَا الْعِيدِ ما دَامَ وَأنْكَفى ** برغمِ العدى مستقبلاً وَمشيعا ) 6( وَلاَ زالَ فيهِ مستجاباً دعاءُ منْ ** دَعا لَكَ ما لَبّى الْحَجِيجُ وَما دَعا ) 6( فكمْ مستقلٍ عنكَ ما تركتْ لهُ ** إِلَيْكَ عَطاياكَ الْجَسِيمَةُ مَرْجِعا ) 64 ( وَما أَحْسَنَ الْعافِي بِعَيْنِكَ قادِماً ** وَأَقْبَحَهُ فِيها إِذَا هُوَ وَدَّعا ) 65 ( فَدُونَكَها ما أَطْلَعَتْها صَحِيفَةٌ ** كَما ظَنَّها ذُو الفَضْلِ للفَضْلِ مَطْلَعا ) 66 ( إذا قلَّ عرفُ المسكِ منْ طولِ لبثهِ ** أَجَدَّ لَها مَرُّ اللَّيالِي تَضَوُّعا ) 67 ( سقى روضها غيثُ المعالي وَضمنتْ ** حديثاً إذا ما سارَ في الأرضِ أسرعا ) 68 ( وصيرها تبرُ الكلامِ وَدرهُ ** عَلَى هامَةِ العَلْياءِ تاجَاً مُرَصَّعاً ) 69 ( لعاشَ مذْ ظلتَ فينا فلاَ رأتْ ** لجنبِ الندى عينٌ مدى الدهرِ مصوعا )
____________________
(1/729)
البحر : كامل تام ( قَسَماً بِسُؤْدُدِكَ الَّذِي لاَ يُدَّعا ** وَحلولكَ الشرفَ الذي لنْ يفرعا ) ( لَقَدْ أكتَسَتْ أَيَّامُنا بِكَ رَوْنَقاً ** حَسُنَتْ بِهِ مَرْأَى وَطَابَتْ مَسْمَعا ) ( طالَ الأُلى طالُوا الأَنَامَ بِباطِلٍ ** وَعَلَوْتَ بِالحَقِّ الَّذِي لَنْ يُدْفَعا ) 4 ( وَسَلَكْتَ فِي حَوْزِ الثَّنَاءِ مَسالِكاً ** ظَلَّ الأَنَامُ بِها وَرَاءَكَ ظُلَّعا ) 5 ( بمكارمٍ أوليتها متبرعا ** وَجرائمٍ ألغيتها متورعا ) 6 ( مجدٌ تضوعتِ البلادُ بنشرهِ ** طِيباً فَأَغْنى سائِفاً أَنْ يَسْمَعا ) 7 ( مَا إِنْ أَتى فَهْمَ القَرِيبِ عِبَارَةً ** حتى أتى أنفَ البعيدِ تضوعا ) 8 ( للهِ تاجُ الأصفياءِ فإنهُ ** أَضْحَى بِدُرِّ المَأَثُراتِ مُرَصَّعاً ) 9 ( ملكٌ رياضُ ثرائهِ مرعيةٌ ** كَرَماً وَرَوْضُ عَلاَئِهِ لاَ يُرْتَعا )0 ( ما زالَ يكلؤهُ بعينٍ لمْ تذقْ ** سِنَةً وَيَمْنَعُهُ بِقَلْبٍ أَصْمَعا )
____________________
(1/730)
1( حتى استبدَّ بألفِ جزءٍ منْ علىً ** وَأصارَ جزءاً في الأنامِ موزعا )( يَا سَيِّدَ الوُزَرَاءِ فُقْتَ بِهِمَّةٍ ** عَزَّتْ عَلَى كِسْرى وَأَعْيَتْ تُبَّعا )( وَلُهىً تَظَلُّ قَرِيبَةً مِمَّنْ نَأَى ** عَنْ سَيْبِهَا وَمُجِيبَةً مِمَّنْ دَعا )4 ( أَدْنَى الرَّجَاءُ إِلَيْكَ مَنْ لَمْ يُدْنِهِ ** وطنٌ لقدْ نادى نداكَ فأسمعا )5 ( وَأَرى ارْتِيَاحَكَ ضَامِناً إِيْمَانَ مَنْ ** دَهَتِ الخُطُوبُ فَأَمَّ دَارَكَ مُهْطِعاً )6 ( دارٌ بكَ استعلتْ وَطالَ بناؤها ** شرفاً فلاَ زالتْ لوجهكَ مطلعا )7 ( وَلَقَدْ أَضَفْتَ إِلى التَقِيَّةِ هَيْبَةً ** جَبَرَتْ عَدُوَّكَ أَنْ يَذِلَّ وَيَخْضَعا )8 ( وَتَكَفَّلَتْ لَكَ بِالمُرَادِ عَزَائِمٌ ** لَوْ لاَمَسَتْ جَبَلاً أَشَمَّ تَصَدَّعا )9 ( فالإفكُ منذُ حضرتهُ لمْ ينفسحْ ** وَالدينُ منذُ نصرتهُ ما روعا )0 ( أَمَّا الزَمَانُ فَقَدْ غَدَا بِكَ مُصْلِحاً ** ما كانَ أفسدَ ، حافظاً ما ضيعا )
____________________
(1/731)
2( روعتَ عاصيهُ فأصبحَ طائعاً ** وَقَدَعْتَ جَامِحَهُ فَأَصْحَبَ طَيِّعا )( فَإِذَا أَشَرْتَ عَلَيْهِ بِالقَصْدِ أرْعَوى ** وَإذا أشرتَ إليهِ إيماءٌ وَعا )( قلدتهُ المننُ الجسامَ فجاهلٌ ** منْ ظنهُ يثني عليكَ تطوعا )4 ( لما هجرتُ إلى جنابكَ مضجعي ** مَا كُنْتَ فِي فِعْلِ الجَمِيلِ مُضَجِّعا )5 ( بَلْ كانَ جُودُكَ مِنْ سَحابٍ هاطِلٍ ** أندى وَمنْ إيماضِ برقٍ أسرعا )6 ( ما إِنْ لَقَيْتَكَ مادِحاً وَمُسْلِّماً ** حَتَّى لَقِيتُكَ حامِداً وَمُوَدِّعا )7 ( لاَ نالتِ الآمالُ أيسرَ سؤلها ** إنْ نكبتْ ما عشتُ هذا المشرعا )8 ( فلقدْ كفاني غيثُ كفكَ أنْ أرى ** طولَ الحياةِ لديمةٍ متوقعا )9 ( أَيَجُوزُ ذَاكَ وَقَدْ أَضَاقَ مَذَاهِبِي ** عَنْ مُلْكِهِ مَلِكٌ أَنَالَ فَأَوْسَعا )0 ( مِنَنٌ تَوَالَتْ بِالمَوَاهِبِ فَ نْبَرى ** رَوْضِي بِها أَحْوى وَحَوْضِي مُتْرَعا )
____________________
(1/732)
3( وَسَرَرْتُ مِنْ قَبْلِ اللِّقَاءِ بِذِكْرِها ** منْ كانَ إذْ حمَّ الفراقُ مروعا )( إنْ ضرهمْ بعدي بظاهرِ أمرهِ ** فَلَرُبَّما ضَرَّ الزَّمَانُ لِيَنْفَعا )( لَرَدَدْتَنِي بِغَرَائِبِ الجَدْوى إِلى ** منْ كانَ أقصى سؤلهِ أنْ أرجعا )4 ( إني أتيتكَ للغنى قبلَ العلى ** فَنَحَوْتَ لِي حَتّى أَنَلْتَهُما مَعا )5 ( لَمْ تَرْضَ لِي حُلَلاً سَأَنْزِعُها غَداً ** فَشَفَعْتَها بمَلاَبِسٍ لَنْ تُنْزَعا )6 ( أمطيتني ظهرَ السماكِ برتبةٍ ** سقيتْ عدايَ بها سماماً منقعا )7 ( فَلْيَعْلَمُوا أَنِّي ثَبَتُّ بِمَوْقِفٍ ** لوْ قامَ سحبانٌ بهِ لتتعتا )8 ( قَدْ كُنْتُ مَغْلُولَ اليَدَيْنِ عَنْ الغِنى ** فَجَعَلْتَ لِي بِنَدَاكَ أَنْ أَتَبَوَّعا )9 ( أَمَّ الرَّجَاءُ ذَرَاكَ غَيْرَ مُفَرِّعٍ ** فسقيتهُ ماءَ الندى فتفرعا ) 40 ( لمْ تنفتقْ عنهُ كمائمُ نورهِ ** فِي ظِلِّكَ المَمْدُودِ حَتّى أَيْنَعا )
____________________
(1/733)
4( جاوزتَ ما فعلَ ابنُ جفنتكمْ بح ** سَّانٍ وَما فَعَلَ الرَّشِيدُ بِأَشْجَعا ) 4( فَفَدَتْكَ مِنْ صَرْفِ النَّوَائِبِ أُمَّةٌ ** لولاكَ كانتْ للنوائبِ مرتعا ) 4( إنْ خافتِ الأزماتِ كنتَ غياثها ** أوْ خافتِ النكباتِ كنتَ المفزعا ) 44 ( وَهَنَتْكَ عافِيةُ الخَطِيرِ فَإِنَّهَا ** منْ أحسنِ الآلاءِ عندكَ موقعا ) 45 ( إنْ راعَ إذْ ألمَ القلوبَ جميعها ** فهوَ ابنُ منْ أمنتْ بهِ أنْ تهلعا ) 46 ( أوْ جانبَ النومُ العيونَ إذِ اشتكى ** فسطى أبيهِ قضتْ لها أنْ تهجعا ) 47 ( بَهَرَ الوَرى بِالحُكْمِ فِيهِمْ حَاكِماً ** عدلاً وَراعهمُ خطيباً مصقعا ) 48 ( فَلَقَدْ أَبَانَ عَنِ الفَصَاحَةِ وَالحِجى ** وَالحُكْمِ يَوْمَ تَلاَ البَيانَ فَأَبْدَعا ) 49 ( فأمنتَ فيهِ وَفي أخيهِ حوادثاً ** ما كُنَّ فِي أَيَّامِ غَيْرِكَ خُشَّعا ) 50 ( فكلاهما خطبَ الثناءَ بمهدهِ ** وَسعى لحوزِ الحمدِ أولَ ما سعى )
____________________
(1/734)
5( وَبَقِيتَ ما مَتَعَ النَّهارُ مُمَتَّعاً ** بِهِما وَدَامَ بِكَ الزَّمانُ مُمَتَّعا ) 5( ضلتْ عوارفُ لمْ تجدْ بي مثلها ** إنْ لمْ تجدني للضيعةِ موضعا ) 5( لاَ تحكمنَّ لصارمٍ بفرندهِ ** فأجلُّ جوهرِ صارمٍ أنْ يقطعا ) 54 ( وَاحبسْ عطاياكَ التي قدْ أذهلتْ ** حسبي نوالاً أنْ أقولَ وَتسمعا ) 55 ( سَأَعُودُ عَنْ كَثَبٍ وَإِنْ لَمْ تُبْقِ لِي ** فَعَلاَتُكَ الحُسْنى إِلَيها مَرْجِعا ) 56 ( أَسْتَوْدِعُ المَجْدَ المُؤَثَّلَ وَالتُّقى ** وَالعَدْلَ رَبَّاً حَافِظَاً ما أسْتُوْدِعا ) 57 ( وَأجلُّ ما أرجوهُ بعدَ لقائكَ ال ** مَحْبُوبِ أَنْ أُلْفى لِشُكْرِكَ مُوَزَعا )
____________________
(1/735)
البحر : طويل ( لصرفِ الليالي أنْ يصولَ وَنخضعا ** وَحَتْمٌ عَلَيْنَا أَنْ يَقُولَ وَنَسْمَعَا ) ( أَطَعْنَاهُ كَرْهَاً حِينَ لَمْ نَلْقَ ناصِراً ** عليهِ وَلاَ في كفَّ عدواهُ مطمعا ) ( فَكَمْ فَلَّ ذَا حَدٍّ وَذَلَّقَ نابِياً ** وَآمَنَ مُرْتَاعاً وَرَوَّعَ أَرْوَعا ) 4 ( وَأَبْطَلَ أَمْراً كانَ يُرْجى وُقُوعُهُ ** وَجاءَ بِأَمْرٍ لَمْ يَكُنْ مُتَوَقَّعا ) 5 ( وَبَلَّغَ غايَاتِ الأَمَانِّي عَاجِزاً ** وَخابَ مشيحٌ خبَّ فيها وَأوضعا ) 6 ( سَوَاءٌ عَلَيْهِ مَنْ أَقامَ بِبَيْتِهِ ** عَلَى الذُّلِّ صَبَّاراً وَمَنْ باشَرَ الوَعا ) 7 ( وَهَلْ هُوَ إِلاَّ الرِّيحُ عِنْدَ هُبُوبِهَا ** تَبِيتُ رُخاءً ثُمَّ تُصْبِحُ زَعْزَعا ) 8 ( وَمِنْ جَوْرِهِ أَنْ غَادَرَ الذُّلَّ قاهِراً ** عزيزاً وَأبقى مارنَ العزَّ أجدعا ) 9 ( أَضَاعَ العُفاةَ فَقَدُ نَصْرِ بْنِ صالِحٍ ** على أنَّ دهراً غالهُ كانَ أضيعا )0 ( غداةَ دعا أنصارهُ فتصامموا ** وَقدْ طالما نادى نداهُ فأسمعا )
____________________
(1/736)
1( وَلَوْ دَافَعُوا عَنْ رَبِّهِمْ بَعْدَ رَبِّهِمْ ** بِأَنْفَسِهِمْ ما أَبْطَأُوا إِذْ تَسَرَّعا )( وَلاَقَى الأُلُوفَ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِها ** همامٌ أجابَ الموتَ أولَ ما دعا )( فَهَلْ ظَنَّهُ بَعْضَ العُفاةِ فَلَمْ يَجِدْ ** إلى ردهِ نهجاً وَلاَ عنهُ مدفعا )4 ( وَجَادَ بِنَفْسٍ لاَ يُجَادُ بِمِثْلِها ** وَأعطى قياداً لمْ يكنْ قبلُ طيعا )5 ( وَما خلتُ أنَّ الشمسَ قبلَ مصابهِ ** تُضَامُ وَلاَ زُهْرَ المَجَرَّةِ تُرْتَعا )6 ( ليَبْكِ طَويلاً كُلُّ مُكْدٍ وَعَائِلٍ ** على ملكٍ أغنى وَأروى وَأسبعا )7 ( وَبَحْرِ نَوَالٍ يَنْزَحُ النَّاسُ ماءَهُ ** إِذَا ظُنَّ أَنْ قَدْ غِيضَ عاوَدَ مُتْرَعا )8 ( أَضَاقَ سَبِيلَ المَأَثُرَاتِ عَلَى الوَرى ** وَعمهمُ بالمنفساتِ وَأوسعا )9 ( فَقُلْنَا غَمامٌ طَبَّقَ الأَرْضَ سَيْلُهُ ** وَقالَ العِدى لَوْ كَانَ غَيْماً تَقَشَّعا )0 ( وَما زَالَ رَبَّ الجُودِ طِفْلاً وَيافِعاً ** إِلى أَنْ ثَوى وَالجُودَ فِي حُفْرةٍ مَعا )
____________________
(1/737)
2( وَأَعْجَزَ رَيْبَ الدَّهْرِ أَنْ يَتَفَرَّقا ** وَكانَ بتفريقِ الأحبةِ مولعا )( لَقَدْ رَاضَهُ حَتَّى لأَنْفَذَ حُكْمَهُ ** وَلَوْ لَمْ يُرَضْ لَمْ يَرْضَ بِالتُّرْبِ مَضْجَعا )( وَلاَ أتَّخَذَ الغَبْرَاءَ دَارَ إِقَامَةٍ ** وَقدْ كانَ مثواهُ منَ النجمِ أرفعا )4 ( وَلمْ يدرِ منْ هالَ الترابَ عليهِ منْ ** يُوَارِي وَلاَ ناعِيهِ أُخْرِسَ مَنْ نَعا )5 ( أرى ضحوةَ الإثنينِ يومَ تقطعتْ ** قوى عزةٍ ما خلتها أنْ تقطعا )6 ( ففاضتْ دموعٌ لاَ تقومُ بحقهِ ** وَلَوْ نَزَحَتْ أَمْوَاهَ دِجْلَةَ أَجْمَعا )7 ( وَريعتْ قلوبٌ عمها الخوفُ بعدهُ ** وَعَهْدِي بِها فِي ظِلِّهِ لَنْ تُرَوَّعا )8 ( وَتَحْتَ مُلُوكِ الخَافِقِينَ أَسِرَّةٌ ** تُزَعْزَعُ يَوْماً إِنْ قَنَاهُ تَزَعْزَعا )9 ( كَيَوْمِ عَزَازٍ إِذْ حَمى الدِّينَ سَيْفُهُ ** وَقدْ قاربتْ أركانهُ أنْ تضعضعا )0 ( أَقَامَ بِهِ سُوقَ الطِّعَانِ وَلَمْ يُقِمْ ** دعائمَ هذا الشرعِ كالسمرِ شرعا )
____________________
(1/738)
3( فَوَلَّى عَظِيمُ الرُّومِ وَالرَّأْيُ ما رَأَى ** مصيخاً إلى داعي السلامةِ مهطعا )( وَطَائِفَةٍ خَرُّوا إِلى غَيْرِ قِبْلَةٍ ** سجوداً بحكمِ الباتراتِ وَركعا )( فللهِ نفسٌ لاَتنافسُ غالها ال ** حمامُ وَحقٌّ للمكارمِ ضيعا )4 ( لَئِنْ ماتَ مَقْصُورَ الحَياةِ فَلَمْ يَزَلْ ** أمدَّ الورى طولاً وَباعاً وَتبعا )5 ( شَبابٌ نَهاهُ الحِلْمُ أَنْ يَتْبَعَ الهَوى ** وَعزمٌ كفاهُ الحزمُ أنْ يتتبعا )6 ( وَمَلْكٌ وَأَيْمُ اللّهِ كَذَّبَ كَلَّ مَنْ ** يكبرُ كسرى أوْ يعظمُ تبعا )7 ( فَقِيدٌ أَماتَ المَحْلَ قَبْلَ فِطامِهِ ** وَروعَ أهلَ الأرضِ لما ترعرعا )8 ( إذا عنتِ الفحشاءُ في نيلها المنى ** تَوَرَّعَ أَوْ عَزَّ السُّؤَالُ تَبَرَّعا )9 ( حَيِيُّ وَإِنْ لَمْ يَأْتِ ما يُوْجِبُ الحَيا ** وَصوبُ حياً باقٍ إذا الغيثُ أقلعا ) 40 ( وّذو سورةٍ شطتْ مراماً وَسورةٍ ** تميتُ لتحيي أوْ تضرُّ لتنفعا )
____________________
(1/739)
4( خَلاَئِقُ أَعْيا فِي الخَلاَئِقِ نِدُّها ** تَشُوقُكَ مَرْأَىً أَوْ تَرُوْقُكَ مَسْمَعا ) 4( تَزِيدُ عَلَى ماءِ الغَوَادِي طَهارَةً ** وَينسيكَ رياها الرحيقَ المشعشعا ) 4( كساهُ الحجى وَالحلمُ وَالعدلُ حلةً ** تردى بها في مهدهِ وَتلفعا ) 44 ( فكلُّ جميلٍ كانَ أوْ هوَ كائنٌ ** تَأَصَّلَ مِنْ أَفْعَالِهِ وَتَفَرَّعا ) 45 ( مَساعٍ إِلى غَيْرِ المَحامِدِ لَمْ تَمِلْ ** وَنفسٌ إلى غيرِ العلى لن تطلعا ) 46 ( أَخَلَّ بِمَغْناهُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ بِهِ ** حمىً وَخلاَ الغابُ الذي كانَ مسبعا ) 47 ( محلٌّ عهدنا العرفَ للعرفِ شافعاً ** بِهِ وَشَفِيعَ السَّائِلِينَ مُشَفَّعا ) 48 ( إِذَا خِيفَتِ الأَوْطَانُ أُومِنَ سِرْبُهُ ** وَإنْ غمرَ المحلُ البسيطةَ أمرعا ) 49 ( لَحى اللّهُ دَهْراً بَزَّناهُ بِرَغْمِنا ** فَعَثْرَتُهُ ما لاَ يُقالُ لَها لَعا ) 50 ( وَمِنْ عَدْلِهِ أَنَّ الَّذَيْنِ تَغَلَّبا ** على ملكهِ منْ بعدهِ ما تمتعا )
____________________
(1/740)
5( فخصمٌ بسيفِ اللهِ عاجلهُ الردى ** عَلَى أَنْ يُسْتَزَلَّ فَيُخْدَعا ) 5( خَلِيفَةُ لَمْ يَصْلُحْ لِنَصْرٍ خَلِيفَةً ** وَهلْ ألبسَ العلياءَ إلاَّ لينزعا ) 5( أَبا كَامِلٍ إِنْ غالَبَتْكَ يَدُ الرَّدى ** وَلَمْ يُغْنِكَ البَأْسُ الَّذِي لَيْسَ يُدَّعا ) 54 ( فإنكَ منْ قومٍ تكونُ قبورهمْ ** إِذَا ما خَشُوا ضَيْماً نُسُوراً وَأَضْبُعا ) 55 ( إِذَا فاخَرُوا طابُوا أَخِيراً وَأَوَّلاً ** وَإِنْ طاعَنُوا طالُوا رِماحاً وَأَذْرُعا ) 56 ( وَإنْ طلبوا جابوا مهامهَ لمْ تجبْ ** وَإنْ حاربوا اجتابوا منَ الصبرِ أدرعا ) 57 ( مَضَيْتَ وَلَمْ تَتْرُكْ مِنَ المَجْدِ غايَةً ** وَلمْ تبقِ في قوسِ المروءةِ منزعا ) 58 ( كَذَاكَ البُدُورُ النَّيِّرَاتُ خُسُوفُها ** يخافُ إذا أتممنَ عشراً وَأربعا ) 59 ( وَمِنْ بَخَلِي أَنْ جاءَ ذَا القَوْلُ آخِراً ** وَلَمْ أَعْتَمِدْ نَظْمَ القَوَافِي تَطَوُّعا ) 60 ( وَحَسَّنَ لِي شَرْخُ الشَّبابِ وَجَهْلُهُ ** إِضَاعَةَ فَرْضٍ مِثْلُهُ لَنْ يُضَيَّعا )
____________________
(1/741)
6( ** فَيَقْبُحُ بِي إِذْ لَمْ أَقُلْ مُتَبَرِّعا ) 6( عَدِمْتُ لِساناً حالَفَ العَجْزَ ضِلَّةً ** وَخالفَ قلباً كالقلوبِِ مفجعا ) 6( يؤبنُ منْ يدلي بأدنى فضيلةٍ ** فكيفَ بمنْ حازَ الفضائلَ أجمعا ) 64 ( بِنَفْسِي وَحِيدٌ أَسْلَمَتْهُ جُيُوشُهُ ** وَمرتحلٌ لمْ ينتظرْ أنْ يودعا ) 65 ( وَحلَّ ضريحاً أودعَ البأسَ وَالندى ** وَلولاَ ابنهُ ما ردَّ ما كانَ أودعا ) 66 ( فنابَ منابَ الشمسِ عنْ قمرِ الدجى ** وَهَلْ غابَ بَدْرُ التَّمِ إِلاَّ لِيَطْلَعا ) 67 ( إِذَا جارَ فِي كَسْبِ الثَّنَاءِ طَرِيقُهُ ** أَجَدَّ طَرِيقاً لَمْ يَكُنْ قَطُّ مَهْيَعا ) 68 ( بَعِيدُ المَرَامِي فِي مَساعِيهِ ما جَرى ** يَرُومُ مَدَاهُ الفِكْرُ إِلاَّ تَتَعْتَعا ) 69 ( حَوى حَسَباً مَحْضاً وَرَأْياً مُؤَيَّداً ** وَمنا بلاَ منًّ وعزاً ممنعا ) 70 ( أصالةُ وَثابٍ وصولةُ صالحٍ ** وَهِزَّةُ نَصْرٍ لِلْعَطَايَا تَبَرُّعا )
____________________
(1/742)
7( حَمِدْنا بِمَحْمُودٍ ذَمِيمَ زَمانِنا ** وَعاوَدَ مَشْتانا بِنُعْمَاهُ مَرْبَعا ) 7( بِأَنْطَقِ مَنْ شَاهَدْتُ بِالحِكَمِ الَّتي ** تَفَنَّنَ فِي إِظْهَارِها وَتَنَوَّعا ) 7( فأوضحَ معناها الذي كانَ غامضاً ** وَآنَسَ مَغْنَاهَا الَّذِي كَانَ بَلْقَعا ) 74 ( وَ مَا زَالَ مَخْدُوْعاً لِرَاجِيهِ عَاصِياً ** ) 75 ( وَثَبْتُ الجِنَانِ عِنْدَ كُلِّ مُلِمَّةٍ ** تضعضعَ منْ مرتْ بهِ وَتصعصعا ) 76 ( مُبِيدُ الأَعَادِي وَالفَوَارِسُ تَدَّعِي ** صَحِيحَ الدَّعَاوي وَالمَآثِرُ تُدَّعا ) 77 ( وَمُخْفِي الهِباتِ سُؤْدُداً غَيْرَ أَنَّها ** تَنُمُّ نَمِيمَ المِسْكِ لَمَّا تَضَوَّعا ) 78 ( توليتَ يا تاجَ الملوكِ رعايتي ** فَلَمْ أَخْشَ مِنْ جَوْرِ الخُطُوبِ مُرَوِّعا ) 79 ( أمنتُ أذاها مذْ لقيتكَ خائفاً ** وَعدتُ غنياً يومَ زرتكَ مدقعا ) 80 ( وَبيضتَ لي وجهَ الرجاءِ وَطالما ** بَدَالِي بِوَجْهٍ أَرْبَدِ اللَّوْنِ أَسْفَعا )
____________________
(1/743)
8( بقلعتكَ الشماءِ شمتُ سحابةً ** كَفَتْنِي فَلاَ زَالَتْ لِوَجْهِكَ مَطْلَعا ) 8( إذا ما انبرى مدحيكَ في الناسِ شائعاً ** رَأَوْا مَا أَفَادَتْنِي عَطَايَاكَ أَشْيَعا ) 8( وَأكثرَ ما أدعو إلى الله أنْ أرى ** لِشُكْرِكَ مَا أمْتَدَّتْ حَيَاتِيَ مُوزَعا )
____________________
(1/744)
البحر : منسرح ( دلَّ على المجدِ منْ إليهِ سعى ** كيلاَ يدعْ في فضيلةٍ طمعا ) ( قدْ عجزَ الوهمُ في طريقكَ أنْ ** تَسْعى وَضَاقَ الزَّمَانُ أَنْ يَسَعا ) ( فاعترفَ الناسُ طائعينَ وَلوْ ** دُوفِعَ ضَوْءُ الصَّباحِ مَا أنْدَفَعَا ) 4 ( فالأمنُ وَالعدلُ يا مفيضهما ** على جَمِيعِ الأَنَامِ قَدْ جُمِعا ) 5 ( بَيْنَ دِمَاءٍ أَرَقْتَها طَلَبَ الأَجْ ** رِ وَأُخْرى حَقَنْتَها وَرَعا ) 6 ( وَباطلٍ ظلَّ في زمانكَ مدْ ** حوضاُ وَحقًّ بحكمكَ ارتجعا ) 7 ( فضائلٌ في البلادِ قدْ شهرتْ ** حَتّى اسْتَوى مَنْ رَأَى وَمَنْ سَمِعا ) 8 ( ذُدْتَ خُطُوباً لَوْ أَنَّها نَزَلَتْ ** يَوْمَاً بِطَوْدٍ أَشَمَّ لآنْصَدَعا ) 9 ( فَآَمَنَ الخَائِفِينَ خَوْفُ سُطىً ** بها ردعتَ الزمانَ فارتدعا )0 ( زممتهُ زمكَ العنودَ وَلوْ ** مكنتهُ منْ زمامهِ رتعا )
____________________
(1/745)
1( حتى انبرى خاضعاً وَلاَ عجبٌ ** أَيُّ عَظِيمٍ لَدَيْكَ ما خَضَعا )( وَأيُّ أرضٍ حميتَ فابتذلتْ ** وَأَيُّ شَيْءٍ أَرَدْتَ فَ مْتَنَعا )( وَأيُّ جانٍ لجَّ العثارُ بهِ ** فَلَمْ يَقُلْ صَفْحُكَ الجَمِيلُ لَعا )4 ( يا منْ ملوكُ الزمان قاطبةً ** قدْ أصبحوا حولَ قصرهِ دفعا )5 ( لَمْ يَجِدِ الرَّاغِبُونَ مُنْفَسَحاً ** عنكَ وَلاَ الراهبونَ مندفعا )6 ( فشاعَ في سائرِ القبائلِ إن ** عامكَ حتى ارتبطتها شيعا )7 ( وَاتخذتْ في جنانِ جودكَ مصطافاً وَمشتىً لها وَمرتبعا ** طَافاً وَمَشْتىً لَها وَمُرْتَبَعا )8 ( إنَّ أميرَ الجيوشِ منْ فرعَ المج ** دَ فَأَضْحى عَلَيْهِ مُطَّلِعا )9 ( قضى بحكمِ الكتابِ متبعا ** وَأَظْهَرَ المُعْجِزَاتِ مُبْتَدِعا )0 ( إِنْ شَفَعَ الحاضِرونَ حَضْرَتَهُ ** أَوْ أَجْزَلَ البَذْلَ بِالنَّدى شَفَعا )
____________________
(1/746)