البحر : - - ( مةَ فيها الرياحُ والأنواءُ ** أَين كان القضاءُ ، والعدل ، والحك ) ( مة ، والرأْي ، والنُّهَى ، والذكاءُ ** وفمُ الزّمان تبسُّمٌ وثناءُ ) ( بسيفك يعلو الحق ، والحقُّ أغلب ** وينصرّ دين الله أيان تضربُ ) ( نهضت بعرشٍ ينهض الدهر دونه ** خشوعاً ، وتخشاه الليالي وترهب ) ( سما بكَ يا عبدَ الحميدِ أُبُوَّةٌ ** ثلاثون ، حُضَّارُ الجلالة غُيَّب ) ( حلمت رومةٌ بها في الليالي ** قل لبانٍ بنى ، فشاد ، فغالى : ) ( مكينٍ على متن الوجود ، مؤيدٍ ** بشمس استواءٍ ما لها الدهر مغرب ) ( قياصرُ أحياناً ، خلائفُ تارةً ** خواقينُ طوراً ، والفَخَار المقلَّب ) 4 ( فهي تعلو شأْناً إذا حُرِّرَ الني ** والعلومُ التي بها يُستضاءُ ) 4 ( ترقت له الأسواءُ ، حتى ارتقيته ** فقمت بها في بعض ما تتنكب )
____________________
(1/1)
4 ( فأدب به القوم الطغاةَ ؛ فإنه ** دَعَموا على الحرب السلامَ ، وطالما ) 4 ( نجوم سعودِ الملك ، أَقمارُ زُهْرِهِ ** لو أن النجومَ الزُّهْرَ يجمعُها أَب ) 5 ( وحديقةُ الفرقان ضاحكةُ الربى ** بالترجمانِ ، شذيَّةٌ ، غنَّاءُ ) 5 ( وإذا تَصدَّى للظُّبى فمُهنَّدٌ ** فنعم الحسامُ الطبُّ والمتطَّبِّب ) 5 ( تواصوا به عصراً فعصراً ، فَزاده ** مُعَمَّمُهم من هيبةٍ والمُعصَّب ) 5 ( فكنتَ كعين ، ذاتِ جَرْيٍ ، كمينةٍ ** تفيض على مرِّ الزمانِ وتعْذُب ) 6 ( وإذا ملكتَ النفسَ قُمْتَ بِبِرِّها ** ) 6 ( همُ الشمسُ ، لم تبرح سماواتِ عزِّها ** وفينا ضحاها والشعاع المحبب ) 6 ( موكلةٍ بالأرض ، تنساب في الثرى ** فيحيا ، وتجري في البلاد فتُخْصِب ) 6 ( ** رِ ، فكيف الخلائقُ العُقَلاءُ ؟ )
____________________
(1/2)
7 ( فأَحييتَ ميْتاً ، دارسَ الرسم ، غابراً ** كأنك فيما جئت عيسى المقرب ) 7 ( والحقُّ والإيمانُ إن صُبَّا على ** وأرمينيا ثكلى ، وحوران أشيبُ ) 7 ( كِ إليهم ، وانضمّت الأجزاءُ ** لا حسام ، لا غزوة ، لا دماءُ ) 8 ( ييدها ، والخلائقُ الأُسرَاءُ ** ألفٌ هنالك ، واسم طه الباءُ ) 8 ( وشِدْتَ مناراً للخلافةِ في الورى ** تشرِّقُ فيهم شمسُه ، وتُغرِّب ) 9 ( الإشتراكيون أَنتَ إمامُهم ** ) 9 ( يا خير من جاءَ الوجودَ ، تحية ** وملكنا ، فالمالكون عبيد ) 9 ( سهرتَ ، ونام المسلمون بغبطةٍ ** وما يزعج النوام والساهر الأب ؟ )0 ( ولو أَنه عَبّادُها المترهِّب ؟ ** ولا بك يا فجرَ السلامِ مُكذِّب )0 ( بيت النبيين الذي لا يلتقي ** سُ ، وأَنت الحياةُ والإحياءُ )
____________________
(1/3)
10 ( أو للرّماح فَصَعْدَةٌ سمراءُ ** )( فإذا راعها جلالُك خَرّتْ ** دونَ الأنامِ ، واحرزتْ حوَّاءُ )( هم أدركوا عزَّ النبوَّةِ وانتهت ** فيها إليكَ العزَّةُ القعساءُ )( ** من عظيم ، آباؤه عظماءُ )4 ( نَ ، وهمَّت بملْكهِ الأَرزاءُ ؟ ** )5 ( نكدٌ خالدٌ ، وبؤسٌ مقيم ** حق ، وغرَّتُه هُدىً وحياءُ )6 ( مَنْ يَصُنْهُ يَصُنْ بقيَّةَ عزٍّ ** ومن الخليل وهديِه سيماءُ )7 ( ليس منه إلى سواه النجاءُ ** )8 ( يومٌ يتيهُ على الزمان صباحُه ** )9 ( الحقُّ عالي الركن فيه ، مظفَّر ** في الملكِ ، لا يعلو عليه لواءُ )
____________________
(1/4)
20 ( ذُعرت عروشُ الظالمين ، فزلزلت ** تتدجَّى كأَنها الظلماءُ )( بلداً يَرْحل الأنامُ إليه ** ضِ شباكاً تمدّها الدأماءُ )( والآيُ تترى ، والخوارق جمةٌ ** بُ ، وعمَّ البرِيَّةَ الإدجاءُ )( يتولَّى البحارَ مهما ادلهمَّت ** وتلاه في حُبّك القدماءُ )4 ( في المهد يُستسقى الحيّا برجائه ** )5 ( ** ما نراها دعا الوفاءُ بنيها )6 ( يا مَنْ له الأخلاقُ ما تهوى العلا ** منها وما يتعشَّقُ الكبراءُ )7 ( وأُعيد المجدُ القديم ، وقامت ** ديناً تُضيءُ بنوره الآناءُ )8 ( يا زمانَ البحار ، لولاك لم تُفْ ** مة ، والرأْي ، والنُّهَى ، والذكاءُ )9 ( أما الجمالُ ؛ فأنت شمسُ سمائه ** ق ، وقام الوجود فيما يشاءُ )
____________________
(1/5)
30 ( والحسن من كرم الوجوه ، وخيره ** ما أوتي القوادُ والزعماءُ )( وإذا تُعْبَد البحارُ مع الأَس ** وفعلت ما لا تفعل الأنواءُ )( وإذا عفوت فقادراً ، ومقدّراً ** هـتَوَلَّى طباعه الخيلاءُ )( وإذا رحمت فأنت أمٌّ ، أو أبٌ ** هذان في الدنيا هما الرُّحماءُ )4 ( ** في الحق ، لا ضغنٌ ولا بغضاءُ )5 ( وإذا رضيت فذاك في مرضاته ** ورضى الكثير تحلمٌ ورياءُ )6 ( وإذا خطبت فللمنابر هزةٌ ** تعرو النَّديَّ ، وللقلوب بكاءُ )7 ( ودَوِيّاً كما تأهَّبت الخي ** )8 ( وإذا حميتَ الماء لم يورد ، ولو ** ومضى المالكون ، إلا بقايا )9 ( وعلومٌ تُحيي البلاد ، وبنتَا ** يدخل عليه المستجير عداءُ )
____________________
(1/6)
40 ( وأَتاهم من القبور النداءُ ** ولو أن ما ملكت يداك الشاءُ ) 4( وإذا أبْلَجُ الصباح مَساءُ ** وإذا أبْلَجُ الصباح مَساءُ ) 4( ** فجميع عهدك ذمةٌ ووفاءُ ) 44 ( زعموا أَنها دعائمُ شِيدَتْ ** فأنا منك يا فخارُ بَراءُ ) 45 ( وتمدُّ حلمكَ للسفيهِ مُدارياً ** تعبتْ في مِرَاسه الأقوياءُ ) 46 ( ** ونفوسَ الرجال ، فَهْيَ إماءُ ) 47 ( والرأي لم ينضَ المهَّندُ دونه ** كالسيف لم تضرب به الآراءُ ) 48 ( يأيها الأمِّي ، حسبكَ رتبةً ** ليس تغني عنها البلادُ ولا ما ) 49 ( الذكرُ آية ربكَ الكبرى التي ** فيها لباغي المعجزات غناءُ ) 50 ( ** وتقدّم البلغاءُ والفصحاءُ )
____________________
(1/7)
5( هـبسيف ما إن له إِرواءُ ** وتخلف الإنجيلُ وهو ذكاءُ ) 5( لما تمشى في الحجاز حكيمهُ ** فضَّت عُكاظُ به ، وقام حِراءُ ) 5( ** وحيٌ يقصرُ دونه البلغاءُ ) 54 ( وسرى في فؤاده زخرفُ القو ** ومن الحسود يكون الاستهزاءُ ) 56 ( أمسى كأنك من جلالك أمةٌ ** وكأنه من أنسه بيداءُ ) 57 ( يوحي إليك الفوز في ظلماته ** ) 58 ( ** لبنائه السوراتُ والأضواءُ ) 59 ( الحق فيه هو الأساس ، وكيف لا ** والله جلَّ جلاله البناءُ ؟ ) 60 ( أما حديثُكَ في العقول فمشرعٌ ** والملوكُ المطاعةُ الأَعداءُ ) 6( هو صبغةُ الفرقان ، نفحة قدسه ** ويرى الناسَ والملوكَ سواءً )
____________________
(1/8)
6( جرتِ الفصاحةُ من ينابيع النُّهى ** يتوَلَّى أَشباحَهنَّ الخفاءُ ) 6( نالها الخوف ، واستباها الرجاءُ ** أدب الحياة وعلمها إرساءُ ) 64 ( هذه الأُمَّةَ اليدُ العَسْراءُ ** الُ شُمّاً ، وأن تُنالَ السماءُ ) 65 ( بك يا ابن عبد الله قامتْ سَمْحَةٌ ** وحَدَاها بمن تُقِلُّ الرجاءُ ) 66 ( بنيتْ على التوحيد ، وهي حقيقةٌ ** ) 67 ( وجد الزعافَ من السموم لأجلها ** ) 68 ( ومشى على وجه الزمان بنورها ** في صبانا ، ولليالي دهاءُ ؟ ) 69 ( أَن تَوَحَّدْتِ ؛ لم تَكُ الأشياءُ ** أخذت قوام أمورها الأشياءُ ) 70 ( لما دعوتَ الناسَ لبى َ عاقلٌ ** كِ إليهم ، وانضمّت الأجزاءُ ) 7( لم يغيِّره يومَ ميلاده بؤ ** والناسُ في أوهامهم سجناءُ )
____________________
(1/9)
7( ما الذي داخلَ اللياليَ منا ** مةَ فيها الرياحُ والأنواءُ ) 7( داءُ الجماعة من ارسطاليس لم ** ) 74 ( ** مةَ فيها الرياحُ والأنواءُ ) 75 ( الله فوق الخلق فيها وحده ** والناسُ تحت لوائها أكفاءُ ) 76 ( والدِّينُ يسرٌ ، والخلافةُ بيعةٌ ** ) 77 ( الاشتراكيون أنتَ إمامهم ** ولأقوامٍ القِلى والجفاءُ ) 78 ( داويت متئداً ، وداووا طفرةً ** وأخفُّ من بعض الدواءِ الداءُ ) 79 ( فإذا راعها جلالُك خَرّتْ ** ومن السُّمومِ الناقعاتِ دواءُ ) 80 ( والبِرُّ عندك ذمةٌ ، وفريضةٌ ** أَننا سمُّها ، وأَنّا الوباءُ ) 8( جاءت فوحدت الزكاةٌ سبيله ** )
____________________
(1/10)
8( فقضى الله أن تضيِّع هذا الم ** فالكلُّ في حقِّ الحياة سواءُ ) 8( وسَفِينٌ طوراً تَلوحُ ، وحيناً ** ما اختار إلا دينكَ الفقراءُ ) 84 ( يأيها المسرى به شرفاً الى ** ما لا تنالُ الشمسُ والجوزاءُ ) 85 ( يتساءلون - وأنتَ أطهرُ هيكل ** بالروح أو بالهيكل الإسراءُ ؟ ) 86 ( ** نورٌ ، وريحانيَّة ، وبهاءُ ) 87 ( ما الذي داخلَ اللياليَ منا ** مةَ فيها الرياحُ والأنواءُ ) 88 ( وأَتى كلُّ شامتٍ من عِدَا الملْ ** طويتْ سماءُ قلدتْكَ سماءُ ) 89 ( ** نونٌ ، وأنت النقطةُ الزهراءُ ) 90 ( ** والكفُّ ، والمرآةُ ، والحسناءُ ) 9( الله هيأ من حظيرة قدسه ** نزلاً لذاتك لم يجزه علاءُ )
____________________
(1/11)
9( ** منك في كل جانب لأْلاءُ ) 9( ** حاشا لغيرك موعدٌ ولقاءُ ) 94 ( الخيلُ تأبى غير أحمد حامياً ** وبها إذا ذكر اسمه خيلاءُ ) 95 ( شيخُ الفوارس يعلمون مكانه ** ءَ تراها آسادَها الهيجاءُ ) 96 ( وإذا تصدى للظبي فمهندٌ ** وإذا مصرُ شاةُ خيرٍ لراعي الس ) 97 ( وإذا رمى عن قوسه فيمينه ** قدرٌ ، وما ترمي اليمينُ قضاءُ ) 98 ( من كل داعي الحق همَّةُ سيفه ** فلسيفه في الراسيات مضاءُ ) 99 ( ساقي الجريح ومطعمُ الأسرى ، ومن ** أمنت سنابكَ خيلهِ الأشلاءُ )00 ( والرعايا في نعمة ، ولبَطْلَي ** ونفوسَ الرجال ، فَهْيَ إماءُ )0( ** فالمجد مما يدعون براءُ )
____________________
(1/12)
10( ** يتوَلَّى أَشباحَهنَّ الخفاءُ )0( كم من غزاةٍ للرسول كريمةٍ ** في صباه الآياتُ والآلاءُ )04 ( كانت لجند الله فيها شدةٌ ** وعلونا ، فلم يَجُزْنا علاءُ )06 ( أَيرى العُجْمُ مِنْ بني الظلِّ والما ** حقنت دماءً في الزمان دماءُ )07 ( الحقُّ عرضُ الله ، كلُّ أبيةٍ ** بين النفوس حمىً له ووقاءُ )09 ( فدعا ، فلبى في القبائل عصبةٌ ** )10 ( ردوا ببأس العزم عنه من الأذى ** ما لا تردُّ الصخرةُ الصماءُ )1( ومضى المالكون ، إلا بقايا ** )1( لم يكن في حسابه يومَ رَبَّى ** واستأصلوا الأصنام ، فهي هباءُ )1( وبنو الشمس من أَعزَّة مصرٍ ** خُضَّعٌ ، والمؤنَّثاتُ إماءُ )
____________________
(1/13)
114 ( حتى إذا فتحت لهم أطرافها ** لم يطغهم ترفٌ ولا نعماءُ )15 ( يا من له عزُّ الشفاعة وحدهُ ** يوم أَن شاقها إليه الرجاءُ )16 ( يوم أَن شاقها إليه الرجاءُ ** والحوضُ أنتَ حيالهُ السَّقاءُ )17 ( تروي وتسقي الصالحين ثوابهم ** والصالحات ذخائرٌ وجزاءُ )18 ( لُ الأقاليم إن أَتاها النداءُ ** )19 ( جَلَّ رمسيسُ فِطْرةً ، وتَعَالَى ** )20 ( هنَّ الحسانُ ، فإن قبلت تكرماً ** نا ، ودعواهمُ خَناً وافتراءُ )2( ن ، ودانت لبأْسها الآناءُ ** ماذا يقول وينظم الشعراءُ ؟ )2( المصلحون أصابعٌ جمعت يداً ** هي أنت ، بل أنت اليدُ البيضاءُ )2( ما جئتُ بابكَ مادحاً ، بل داعياً ** ومن المديح تضرُّعٌ ودعاءُ )
____________________
(1/14)
124 ( أدعوك عن قومي الضعاف لأزمةٍ ** في مثلها يلقى عليك رجاءُ )25 ( إيهِ سيزوستريس ، ماذا ينال ال ** ما يقول القضاة والحكماءُ )26 ( وأبوها العظيم ينظر لما ** ق ، وقام الوجود فيما يشاءُ )27 ( ظلمُوا شريعتك التي نلنا بها ** ما لم ينل في رومة الفقهاءُ )28 ( مشتِ الحضارة في سناها ، واهتدى ** والجديدان ، والبِلى ، والفناءُ )29 ( ضُ ، الملوكُ ، الأَعزّةُ ، الصُّلَحَاءُ ** حادٍ ، وحنَّت بالفلا وجناءُ )30 ( والعلومُ التي بها يُستضاءُ ** بجنان عدنٍ آلك السُّمحاءُ )3( ما لحال مع الزّمان بقاءُ ** سبب إليك فحسبي الزهراءُ )
____________________
(1/15)
البحر : طويل ( حُسامُك من سقراطَ في الخطب أَخْطَبُ ** وعودك من عود المنابر اصلبُ ) ( ملكتَ سَبِيلَيْهِمْ : ففي الشرق مَضْرِبٌ ** لجيشك ممدودٌ ، وفي الغرب مضرب ) ( وعزمك من هومير أمضى بديهة ** وأجلى بياناً في القلوب ، واعذب ) ( وإن يذكروا إسكندراً وفتوحه ** فعهدُك بالفتح المحجَّل أَقرب ) ( ثمانون ألفاً أسد غابٍ ، ضراغمٌ ** لها مِخْلبٌ فيهم ، وللموتِ مخلب ) 4 ( إِذا حَلمتْ فالشرُّ وسْنانُ حالمٌ ** وإن غضبتْ فالرُّ شقظان مغضب ) 4 ( ومُلكُك أرقى بالدليل حكومةً ** وأَنفذُ سهماً في الأُمور ، وأَصوَب ) 5 ( وتغشى أَبِيّاتِ المعاقل والذُّرا ** فثيِّبُهُنَّ البِكْرُ ، والبكْرُ ثَيِّب ) 5 ( ظهرتَ أَميرَ المؤمنين على العدا ** ظهوراً يسوء الحاسدين ويتعب ) 6 ( يقود سراياها ، ويحمي لواءها ** حوائرَ ، ما يدرين ماذا تخرِّب ؟ )
____________________
(1/16)
6 ( سل العصر ، والأيام : والناس : هل نبا ** نَبا لرأْيك فيهم ، أو لسيفكَ مَضْرِب ) 7 ( يجيء بها حيناً ، ويرجع مرةً ** كما تَدفعُ اللّجَّ البحارُ وتَجْذِب ) 7 ( همُ ملأوا الدنيا جَهاماً ، وراءَه ** جهامٌ من الأعوان أَهذَى وأَكذب ) 8 ( ويرمي بها كالبحر من كلِّ جانبٍ ** فكل خميسٍ لجةٌ تتضرب ) 8 ( فلما استللت السيف أخلب برقهم ** وما كنت - يا برق المنية - تخلبُ ) 9 ( أخذتهم ، لا مالكين لحوضهم ** من الذَّودِ إلا ما أطالوا وأسهبوا ) 9 ( ويُنفذُها من كلِّ شعب ، فتلتقي ** كما يتلاقى العارض المتشعب )0 ( ولم يتكلف قومك الأسد أهبةً ** ولكنَّ خلقاً في السباع التأهب )0 ( ويجعلُ ميقاتاً لها تَنبري له ** كما دار يلقى عقرب السَّير عقرب )( فظلت عيونُ الحرب حيرى لما ترى ** نواظرَ ما تأْتي الليوثُ وتُغرِب )
____________________
(1/17)
1( كذا الناس : بالأخلاق يبقى صلاحهم ** ويذهب عنهم أمرهم حين يذهب )( ومن شرف الأوطان ألا يفوتها ** حسامٌ معِزٌّ ، أو يَراعٌ مهذَّب )( تبالغ بالرامي ، وتزهو بما رمى ** وتعجب القواد ، والجندُ أعجب )( أمِنَّا الليالي أَن نُرَاع بحادثٍ ** ومُلْهمِها فيما تنال وتكسِب )4 ( وما الملك إلا الجيش شأْنا ومظهراً ** ولا الجيشُ إِلا رَبُّهُ حين يُنسب )
____________________
(1/18)
البحر : طويل ( تُحذِّرني من قومِها التُّركِ زَيْنَبُ ** وتعجم في وصف الليوث وتُعرِبُ ) ( فعفواً أميرَ المؤمنين لأُمَّةٍ ** دعَتْ قادراً ، ما زال في العفويرغب ) ( أمولاي غنتك السيوف فأطربت ** فهل لِيراعي أن يُغني فيُطرب ) ( أنادي الرسم لو ملك الجوابا ** ) ( فما زلتُ بالأَهوالِ حتى اقتحمْتُها ** وقد تُرْكِبُ الحاجاتُ ما ليس يُرْكَب ) ( رأَى السهلُ منهم ما رأَى الوعرُ قبله ** فيا قوم ، حتى السهلُ في الحرب يصعبُ ؟ ) ( وأَشمَطَ سَوَّاسِ الفوارسِ أَشْيبُ ** يسيرُ في الشعب أشمطُ أشيبُ ) ( وما راعني إلا لواءٌ مُخضَّبٌ ** هنالك يَحميه بَنانٌ مُخَضَّب ) ( فيا قوم ، أين الجيش فيما زعمتم ؟ ** وأَين الجواري ، والدفاعُ المركَّب ) ( وفرسالُ إذ باتوا وبتنا أَعادِياً ** على السهل لُدّاً ، يرقبون ، ونرقب )
____________________
(1/19)
( سلُوا قلبي غداة سلا وتابا ** لعلَّ على الجمالِ له عِتابا ) ( جبالُ ملونا ، لا تخوري وتجزعي ** إذا مال رأسٌ ، أو تضعضع منكب ) ( وتُكْثِرُ ذكرَ الباسلين ، وتنثني ** بعزٍّ على عزِّ الجمال ، وتُعجب ) ( ركبتُ إليها البحرَ ، وهو مصيدةٌ ** تمدُّ بها سفنٌ ُ الحديد ، وتنصب ) ( وطرناوُ إذ طارَ الذهولُ بجيشها ** وبالشَّعب فوضى في المذاهب يذهب ) ( ** جنيتُ برَوْضِها ورداً ، وشوكاً ) ( وأَين أَميرُ البأْسِ والعزمِ والحِجى ؟ ** وأين رجاءٌ في الأمير مخيب ؟ ) ( وتسحبُ ذيلَ الكبرياءِ ، وهكذا ** تلوح لهم في كلِّ أُفقٍ ، وتعتلي ) ( فعندي - كما عند الظُّبا - لك نغمةٌ ** ومختلفُ الأنغام للأنس أجلب ) ( وحصن تسامى من دموقو ، كأنه ** مُعشَّش نسرٍ ، أو بهذا يلقب )
____________________
(1/20)
( فقلتُ : من الحامي ؟ أليثٌ غضنفرٌ ** من الترك ضارٍ ، أم غزال مربب ؟ ) ( ويُسألُ في الحوادث ذو صوابٍ ** فهل ترك الجمالُ له صوابا ؟ ) ( عشيِّةَ ضاقت أرضُها وسماؤها ** وضاق فضاءٌ بين ذاك مُرَحَّب ) ( رَفيقا ذهابٍ في الحروب وجَيئةٍ ** قد اصطحبا ، والحُرُّ للحُرِّ يصحَب ) ( ضربت على آمالها ، ومآلها ** وأنت على استقلالها اليوم تضرب ) ( تروح المنايا الزُّرْقُ فيه ، وتغتدي ** وما هي إلا الموجُ يأْتي ، ويذهب ) ( فما كنت إلا السيفَ والنارَ مركباً ** وما كان يستعصي على الترك مركَب ) ( وقام فتانا الليلً يَحمي لواءه ** وقامَ فتاهم ليلَه يتلعَّب ) ( أَخوض الليالي من عُبابٍ ، ومن دُجًى ** إلى أفقٍ فيه الخلفية كوكب ) 4 ( عَلَوْا فوق علياءِ العدوِّ ، ودونه ** مضيقٌ كحلق الليث ، أو هو أصعب )
____________________
(1/21)
4 ( وكنتُ إذا سأتُ القلبَ يوماً ** تولَّى الدمعُ عن قلبي الجوابا ) 4 ( أم الملكُ الغازي المجاهدُ قدْ بدا ** أم النجمُ في الآراد ، أم أنت زينب ؟ ) 4 ( ظباؤه المنكسراتُ الظُّبا ** يغلبن ذا اللُّب على لُبِّه ) 4 ( إلى مُلكِ عثمانَ الذي دونَ حوضه ** بناءُ العوالي المشمخِرُّ المُطَنَّب ) 4 ( وزينبُ إِن تاهت ، وإن هي فاخرت ** فما قومها إلا العشير المحبب ) 4 ( خَلَت من بني الجيش الحصونُ ، وأقفرت ** مساكنُ أهليها ، وعمَّ التخرُّب ) 4 ( وتبدو عليه الفلك ستى ، كانها ** بووز تراعيها على البعد أعقب ) 4 ( توسّدَ هذا قائِمَ السيفِ يَتَّقي ** وهذا على أَحلامِه يتحسَّب ) 4 ( إذا شهداها جددا هِزَّة الصِّبا ** كما يتصابَى ذو ثمانينَ يطرب ) 4 ( إذا خان عبد السوءِ مولاه معتقاً ** فما يفعلُ المولى الكريمُ المهذَّب ؟ )
____________________
(1/22)
4 ( أعرّب ما تُنشي عُلاك ، وإِنه ** لفي لُطفه ما لا ينال المُعرّب ) 4 ( أشمُّ على طودٍ أشمَّ ، كلاهما ** مَنون المُفاجي ، والحِمامُ المرحِّب ) 4 ( وأين تخومٌ تستبيحون دوسها ؟ ** وأين عصاباتٌ لكم تتوثَّب ؟ ) 5 ( مدحتك والدنيا لسانٌ ، وأَهلُها ** جميعاً لسانٌ ، يمليان ، وأَكتب ) 5 ( تكادُ تقاد الغاديات لربِّه ** فيزجي ، وتنزم الرياح فيركب ) 5 ( فيهتزُّ هذا كالحسام ، وينثني ** وينفر هذا كالغزال ، ويلعب ) 5 ( وهل يستوي القِرنان : هذا مُنعَّمٌ ** غَرِيرٌ ، وهذا ذو تجاريبَ قُلَّب ) 5 ( ولي بين الضلوع دمٌ ولحمٌ ** ) 5 ( وأَين الذي قالت لنا الصحْفُ عنكم ** وأَسند أهلوها ، إليكم فأَطنبوا ؟ ) 5 ( ونادى منادٍ للهزيمة في الملا ** وإن مُنادي التُّركِ يدنو ويقرب )
____________________
(1/23)
5 ( ولا تضربن بالرأي منحلَّ ملكهم ** فما يفعلُ المولى الكريمُ المهذَّب ؟ ) 5 ( فكان صراط الحشر ، ما ثَمَّ ريبةٌ ** وكانوا فريق الله ، ما ثَمَّ مُذنِب ) 5 ( يؤلِّف إِيلامُ الحوادثِ بيننا ** ويجمعُنا في الله دينٌ ومذهب ) 5 ( فلاح يناغي النجمَ صَرْحٌ مثقَّبٌ ** على الماء ، قد حاذاه صرح مثقب ) 5 ( رفعت بنات التركِ ، قالت : وهل بنا ** بناتِ الضواري أن نصول تعجُّب ؟ ) 5 ( حواملُ أعلامٍ القياصر ، حضرٌ ** عليها سلاطين البرية ، عيب ) 6 ( حمينا كِلانا أَرض فِرسالَ والسما ** فكلُّ سبيل بين ذلك مَعطَبُ ) 6 ( ذوابلُ النرجسِ في أصلِه ** وأَن الشرَّ يصدعُ فاعِليه ) 6 ( لقد فنيت أرزاقهم ، ورجالهم ** وليس بفانٍ طَيْشُهم ، والتقلُّب ) 6 ( إذا ما الديار استصرخت بدرت لها ** كرائمُ منها بالقنا تتنقَّب )
____________________
(1/24)
6 ( تجاري خطاها الحادثات ، وتقتفي ** وتطفو حواليها الخطوب ، وترسب ) 6 ( نما الوُدُّ حتى مهد السبلَ الهوى ** فما في سبيل الوصل ما يُتصَعَّب ) 6 ( يمرُّون مرَّ البرق تحت دُجنَّةٍ ** دُخاناً ، به أَشباحُهم تتجلبب ) 6 ( فأعرضَ عن قُواده الجندُ شارداً ** وعلّمَه قُوَّادُه كيف يهرب ) 6 ( حمته ليوثٌ من حديدٍ تركزت ** على عجل ، واستجمعت تترقب ) 6 ( أناولُ من شعر الخلافةِ ربَّها ** وأكسو القوافي ما يدوم فيقشب ) 6 ( وما قد روى برقٌ من القول كاذبٌ ** وآخر من فعل المحبين أكذب ) 6 ( تسرّب في الدموع . فقلتُ : ولّى ** وصفّق في الضلوع ، فقلت : ثابا ) 6 ( توالى رصاصُ المطلقين عليهما ** يُخضِّل من شيبهما ويُخضِّب ) 6 ( بروجٌ أَعارتها المَنونُ عيونَها ** لها في الجواري نظرةٌ لا تُخَيَّب )
____________________
(1/25)
7 ( حثيثين من فوق الجبال وتحتها ** كما أنهار طودٌ ، أو كما انهال مِذنب ) 7 ( وما السيفُ إلا آيةُ المُلكِ في الورى ** فكلُّ لسانٍ في مديحك طيِّب ) 7 ( تثور وتستأْني ، وتنأى وتَدَّني ** وتغدو بما تغدَى ، وترمي وتنشب ) 7 ( فإِن يجدوا للنفس بالعوْدِ راحةً ** فقد يشتهي الموتَ المريضُ المعذَّب ) 7 ( فقيل : أنلْ أقدامّكَ الأرضَ ، إنها ** أبرُّ جواداً إن فعلتَ وأنجب ) 7 ( ورحنا يهُبُّ الشر فينا وفيهمُ ** وتَشْمُل أَرواحُ القتال وتجنُب ) 7 ( رواسي ابتداع في رواسي طبيعيةٍ ** تكادُ ذراها في السحاب تغيَّب ) 7 ( ويوشك يجري الماء من تحتها دماً ** إِذا جَمَعَتْ أَثقالَها تترقّب ) 7 ( ودانى الهوى ما شاءَ بيني وبينها ** فلم يبق إلا الأرض ، والأرض تقرب ) 7 ( تقرِّبُ ربّات البعولِ بعولها ** فإن لم يكن بعلٌ فنفساً تُقرِّب )
____________________
(1/26)
7 ( وطار الأَهالي ، نافرين إلى الفَلا ** مئين ، وآلافاً تَهيمُ وتسرُب ) 7 ( وأن المجدَ في الدنيا رحيقٌ ** لما حَملتْ كما حَمل العذابا ) 7 ( وما شِدْتُمُ من دولة عرضُها الثرى ** يدين لها الجنسان : تركٌ وصقلب ) 7 ( زنَّ على الأرض سماء الدجى ** وسنَّ خِلالَه ، وهَدى الشعابا ) 8 ( وإن همّ بالعفو الكريم رجاؤهم ** فمن كرم الأخلاق أن لا يخيبوا ) 8 ( تأبى ، فظن العالمون استحالة ** وأَعيا على أَوهامهم ، فتريَّبوا ) 8 ( تُمِدُّهُمُ قُذَّافُهم ورُماتُهم ** بنارٍ كنيران البراكين تدأب ) 8 ( لها علمٌ فوق الهلال ، وسُدَّةٌ ** تنصُّ على هام النجوم ، وتنصب ) 8 ( فإن لم يلق شعري لبابك مدحةً ** فمر ينفتح بابٌ من العذر أرحب ) 8 ( فقال : أيرضى واهبُ النصر أننا ** نموت كموتِ الغانياتِ ونعطب ؟ )
____________________
(1/27)
8 ( كأنا أسودٌ رابضاتٌ ، كأنهم ** قطيعٌ بأقصى السهل ، حيران ، مذئِب ) 8 ( فقمتُ أُجيلُ الطرْفَ حيرانَ قائلاً : ** أهذي ثغور الترك أم انا احسب ؟ ) 8 ( فقلت : أَأَشراطُ القيامة ما أرَى ** أَم الحربُ أدنى من وَريدٍ وأَقرب ؟ ) 8 ( ولاحت بآفاقِ العدوِّ سِريَّةٌ ** فوارسُ تبدُو تارةً ، وتحجَّب ) 8 ( نجَوْا بالنفوس الذاهِلاتِ ، وما نَجَوْا ** بغير يَدٍ صِفْر ، وأُخرى تقلب ) 8 ( ** وكان الوصلُ من قصرٍ حَبابا ) 9 ( ذروني وشأْني والوَغَى ، لا مبالياً ** إلى الموت أمشي ، أم إلى الموت أركب ؟ ) 9 ( أهذا هو الذود الذي تدعونه ** ونصرُ كريدٍ ، والولا ، والتحبُّب ؟ ) 9 ( اماناً أماناً لجةَ الرومِ للورى ** لو أن أماناً عند دأْماءَ يُطْلَب ) 9 ( فما في القوى أَن السَّماوات تُرْتَقى ** بجيش ، وأن النجم يغشى فيغضب )
____________________
(1/28)
9 ( فمثلَ بِنَاءِ التركِ لم يَبْنِ مشرقٌ ** ومثل بناء الترك لم يبين مغرب ) 9 ( وطالت يَدٌ للجمع في الجمع بالخنا ** وبالسلبِ ، لم يَمْدُدْ بها فيه أَجنَب ) 9 ( كأن خيام الجيش في السهل أينُق ** نواشِزُ ، فوضى ، في دجى الليل شُزَّب ) 9 ( من كلِّ وسنانٍ بغير الكرى ** تنتبه الآجالُ من هدبه ) 9 ( فما زلتَ جارَ البِرِّ ، والسيِّدَ الذي ** الى فضله من عدله الجار يهرب ) 9 ( نواهضُ في حزنٍ كما تنهضُ القَطا ** رواكِضُ في سَهل كما انساب ثعْلب ) 9 ( تُذرى بها شُمّ الذُّرا حين تعتلي ** ويسفحُ منها السفحُ إذ تتصبب ) 9 ( وإِني لطيرُ النيل ، ولا طير غيرُه ** وما النيل إلا من رياضك يحسب )0 ( كأَن السرايا ساكناتٍ موائجاً ** قطائعُ ، تعطى الأمنَ طوراً ، وتُسلَب )0 ( يلاقي بعيد الأهل عندك أهله ** ويمرح في أوطانه المتغرب )
____________________
(1/29)
10 ( تظل مهولات البوارج دونهُ ** )0 ( إِذا قلتُ شعراً فالقوافي حواضر ** وبغدادُ بغدادٌ ، ويثرب يثرب )0 ( سموتمْ إليه ، والقنابل دونه ** وشهب المنايا ، والرصاص المصوب )0 ( وأرمينيا ثكلى ، وحوران أشيَبُ ** وقد فاض منها حوضك المتضرِّب )0 ( أَتاهُمُ منك في لوزانَ داهيةٌ ** )0 ( قليلون من بُعدٍ ، كثيرون إن دنوْا ** لهم سَكنٌ آناً ، وآناً تهيُّب )0 ( وغايةُ كلِّ صفو أَن يُشابا ** )0 ( يسير على أشلاء والده الفتى ** وينسى هناك المُرْضَعَ الأُمُّ والأب )0 ( أيحملني عُمْراً ، ويحمي شبيبتي ** وأخذُلُه في وهنِه وأُخيِّب ؟ )0 ( أهذا الذي للملك والعرض عندكم ** وللجار إن أَعيا على الجار مَطلب ؟ )
____________________
(1/30)
10 ( تسمَّر في رأْسِ القِلاع كُراتُها ** ويسكن أعجازَ الحصونِ المذَنَّب )0 ( تُبدّل كلَّ آونةٍ إهابا ** )( كأن القنا دون الخيام نوازلا ** رجاؤك يعطيها ، وخوفُك يسلب )( وتمضي السرايا واطئاتٍ بخيلها ** أراملَ تبكي ، أو ثواكلَ تندب )( فقالت : شهدتَ الحرب أو أنت مُوشِك ** فصِفْنا ، فأنت الباسلُ المتأدّب )( فلما دجى داجي العَوانِ وأَطبقت ** تبلَّج والنصرَ الهلالُ المحجَّب )( يا ظبية الرملِ ، وقيتِ الهوى ** وإن سعتْ عيناكِ في جَلبه )( فَيالِقُ أَفشى في البلاد من الضُّحى ** أُجاذِبُكَ الظلَّ الذي هو أَخصب )( كأن القلبَ بَعدهمُ غريبٌ ** )( إذا نحن متنا فادفنونا ببقعة ** يظلُّ بذكرانا ثراها يُطيَّب )
____________________
(1/31)
1( أهذا سلاح الفتح ، والنصر والعلا ؟ ** أهذا مطايا من إلى المجد يركب ؟ )( فأزعجَ مغبوطٌ ، وروع آمنٌ ** وغالَ سلامَ العالمين التعصب )( إذا طاش بين الماءِ والصخر سهمُها ** أَتاها حديدٌ ما يطيشُ ، وأَسرب )( فكنتم يواقيتَ الحروب كرامةً ** على النار ، أو أنتم أشدُّ وأصلب )( ونادت ، فلبَّى الخيلُ من كل جانبٍ ** ولبَّى عليها القَسْوَرُ المترقِّب )( كأن الُّدجى بحر إلى النجم صاعد ** كأَن السرايا موجهُ المتضرِّب )( فقالت : أَطلتَ الهمَّ ، للخلق ملجأٌ ** أبرٌّ بهم من كل برٍّ واحدب )( ولا يُنبيك على خلُقِ الليالي ** كمن فقد الأحبَّة والصَّحابا )( أهذا الذي للذكر خلَّب معشرٌ ** على ذكرهم يأْتي الزمانُ ويذهب ؟ )( فلا زلت كهف الدين ، والهادي الذي ** إلى الله بالزُّلْفَى له نتقرّب )
____________________
(1/32)
1( صعدتم ، وما غير القنا ثم مصعدٌ ** ولا سلم إلا الحديد المذرب )( وردّت على أعقابها الرومُ ، بعدما ** تناثر منها الجيش ، أو كاد يذهب )( فمِنْ راجلٍ تهوي السِّنون برجلهِ ** ومِنْ فارِسٍ تمشي النساءُ ، ويَركب )( ** أسرفتِ في الدمع ، وفي سكبه )( يُسدّده عزريلُ في زِيِّ قاذفٍ ** وأيدي المنايا ، والقضاء المدرب )( ولا تعجبوا أَن تبسلَ الخيلُ ، إنها ** لها مثل ما للناس في الموت مَشرب )( خِفافاً إلى الداعي ، سِراعاً ، كأَنما ** من الحرب داعٍ للصلاةِ مُثِّوب )( كما ازدحمتْ بيزان جَوٍّ بمَوْرِدٍ ** أو ارتفعت تلقي الفريسة أعقب )( كأن المنايا في ضمير ظلامِهِ ** همومٌ بها فاض الضمير المحجَّب )( جناحين في شِبه الشبَاكيْن من قنا ** وقلباً على حرِّ الوغى يتقلَّب )
____________________
(1/33)
1( أسأتم ، وكان السوء منكم إليكم ** إلى خير جار عنده الخيرُ يُطلَبُ )( وماضٍ بمال قد مضى عنه وَأْلُهُ ** ومُزْجٍ أَثاثاً بين عينيه يُنهَب )( فماتا أمامَ اللهِ موتَ بسالةٍ ** كأَنهما فيه مِثالٌ منصَّب )( سَلامُ البرايا في كَلاءَةِ فَرْقَدٍ ** بيلدز لا يغفو ، ولا يتغيب )( قذائف تخشى مهجةُ الشمس كلما ** عَلَتْ مُصْعِداتٍ ؛ أَنها لا تُصَوَّب )4 ( مغربُ آدمٍ من دار عدنٍ ** في موكبٍ وقف التاريخ يَعرضه )4 ( إلى ذي انتقامٍ ، لا ينام غريمُه ** ولو أَنه شخصُ المنام المحجَّب )4 ( فما زلتمُ حتى نزلتم بُروجَه ** ولم تحتضرْ شمس النهار فتغربُ )4 ( منيفين من حول اللواء ، كأنهم ** له معقِلٌ فوق المعاقل أَغلب )4 ( وما شهداءُ الحربِ إلا عمادُها ** وإن شيَّدَ الأحياءُ فيها وطنَّبوا )
____________________
(1/34)
14 ( إذا صُبَّ حاميها على السفن انثنت ** وغانمها الناجي ، فكيف المحبب ؟ )4 ( على قُلَل الأَجبالِ حَيْرَى جموعُهم ** شواخصُ ، ماإن تهتدي أين تذهب ؟ )4 ( يكادون من ذُعرٍ تفرُّ ديارهم ** وتنجو الرواسي لو حَوَاهُنَّ مَشعب )4 ( وإن أمير المؤمنين لوابلٌ ** من الغوثِ ، مُنْهَلٌ على الخلقِ ، صَيِّب )4 ( كأَن صهيل الخيل ناعٍ مبشِّرٌ ** تراهنّ فيها ضُحَّكاً وهي نُحَّب )5 ( مِدادُ سِجلِّ النصرِ فيها دِماؤهم ** وبالتِّبر من غالي ثراهُم يُتَرَّب )5 ( وما هي إلا دعوةٌ وإِجابةٌ ** ان التحمت ، والحربُ بكرٌ وتَغلِب )5 ( إذا صعدت ؛ فالسيفُ أبيضُ خاطفٌ ** وإن نزلتْ ؛ فالنارُ حمراءُ تَلهب )5 ( رأى الفتنة الكبرى ، فوالى انهماله ** فبادت ، وكانت جمرةً تتلهلب )5 ( سل الروم : هل فيهن للفلك حيلةٌ ** وهل عاصم منهمّ إلا التنكب ؟ )
____________________
(1/35)
15 ( يكاد الثرى من تحتهم يلجُ الثرى ** ويَقضِم بعضُ الأَرضِ بعضاً ويقضِب )5 ( كأن وجوه الخيل غُرٌ وسيمةٌ ** دراريُّ ليل طلَّعٌ فيه ثقَّبُ )5 ( هنالك غالي في الأماديح مشرقٌ ** وبالغ فيكم آل عثمان مغرب )5 ( شقيتم بها من حيلة مستحيلة ** وأَين من المُحتال عنقاءُ مُغْرِب )5 ( شاب ، وفي أضلُعه صاحبٌ ** خلوٌ من الشيب ، ومن خطبه )6 ( واهٍ بجنبي ، خافقٌ ، كلما ** قلتُ : تناهي ، لجَ في وثبِه )6 ( وزِيدَ حمى الإسلام عزّاً ومَنْعةً ** ورُدّ جِماعُ العصر ، فالعصر هَيِّب )6 ( تذبذب أسطولاهم فدعتها ** إلى الرشد نارٌ ثمَّ لا تتذبذب )6 ( فهل من ملونا موقفٌ ومَسامعٌ ** ومن جبليها منبرٌ لي فأخطب ؟ )6 ( فمن يغترّ بالدنيا فإني ** )
____________________
(1/36)
16 ( فأبصرتُ ما لم تُبصرا من مشاهدٍ ** ولا شهدت يوماً معدٌّ ويعرُب )6 ( كأَن أُنوف الخيل حَرَّى من الوغى ** مجامر في الظلماءِ تهْدا وتلهب )6 ( فلولا سيوف الترك جرّب غيركم ** ولكن من الأشياء ما لا يجرّب )6 ( تطوَّع أَسراً منهمُ ذلك الذي ** تَطَوَّعَ حرباً ، والزمانُ تَقلُّب )6 ( تكادُ خُطاهم تسبق البرقَ سرعةً ** وتذهب بالأبصار أيان تذهب )7 ( كأن صدور الخيل غُدْرٌ على الدُّجى ** كأن بقايا النضج فيهن طُحلُبُ )7 ( فأَسأل حِصْنَيْها العجيبين في الورى ** ومدخلها الأعصى الذي هو أعجب ؟ )7 ( ** ومِن عجبٍ تُشيِّب عاشِقيها )7 ( تكاد تمسُّ الأَرضَ مَسّاً نِعالُهم ** ولو وجدوا سُبْلاً إلى الجو نكَّبوا )7 ( وتمَّ لنا النصر المبين على العِدا ** وفتحُ المعالي ، والنهارُ المذهَّب )
____________________
(1/37)
17 ( رفعنا إلى النجم الرؤوس بنصركم ** وكنا بحكمِ الحادثاتِ نصوِّب )7 ( فال الشرق في سطوله متقي الحمى ** ولا الغربُ في أسطوله متهيب )8 ( فجئتُ فتاةَ التركِ أَجزي دِفاعَها ** عن المُلكِ والأَوطانِ ما الحقُّ يُوجِبُ )8 ( كأن سنى الأبواق في الليل برقُه ** كأن صداها الرعدُ للبرق يصحبُ )8 ( ومن كان منسوباً إلى دولةِ القنا ** فليس إلى شيءٍ سوى العِزِّ يُنْسَب )8 ( هزيمة من لا هازمٌ يستحثُّه ** ولا طاردٌ يدعو لذاك ويوجب )8 ( ** إذا أخلاقهم كانت خرابا )8 ( حملتُه في الحبّ ما لم يكن ** ليحملَ الحبُّ على قلبه )8 ( واستشهد الأطواد شماء ، والذرا ** بواذخَ ، تُلوي بالنجوم وتجذب ؟ )9 ( فقبَّلتُ كفّاً كان بالسيف ضارباً ** وقبَّلتُ سيفاً كان بالكفِّ يضرب )
____________________
(1/38)
19 ( أحقٌّ كنت للزهراء ساحاً ** لا خيرَ في مِنبَر حتى يكون له )9 ( هل البأْس إلا بأسهم وثباتهم ؟ ** لهم مأْربٌ فيها ولله مأْرب )9 ( فعدنا ، فلم يعدم فتى الروم فَيْلَقاً ** من الرعب يغزوه ، وآخر يسلُب )9 ( كأن نداء الجيش من كل جانبٍ ** دويُّ رياح في الدجى تتدأبُ )0 ( ظفرنا به وجهاً ، فظن تعقُّباً ** وماذا يزيد الظافرين التعقُّب ؟ )0 ( أربعةٌ تجمعهم همةٌ ** لها ضَحِكُ القِيانِ إلى غَبيٍّ )0 ( أو الدين إلا ما رأت من جهادهم ؟ ** أو المُلكُ إلا ما أَعزُّوا وهَيَّبوا ؟ )0 ( كأَن عيون الجيش من كل مذهب ** من السهل جنٌّ جوَّلٌ فيه جُوَّبُ )0 ( وقلتُ : أفي الدنيا لقومكِ غالبٌ ** وفي مثل هذا الحِجْر رُبُّوا وهذِّبوا ؟ )( فولَّى ، وما ولَّى نظامُ جنودهِ ** ويا شؤمَ جيشٍ للفرارِ يرتِّب )
____________________
(1/39)
2( ولا كرّمتُ إلا وجهَ حُرٍّ ** إذا طال الزمانُ عليه طابا ؟ )( كأَن الوغى نارٌ ، كأَن جنودنا ** مجوسٌ إذا ما يَمَّموا النار قرّبوا )( وأيُّ فضاءٍ في الوغى لم يُضَيِّقوا ؟ ** وأيُّ مضيق في الورى لم يُرحِّبوا ؟ )( رويداً بني عثمان في طلب العلا ** وهيهاتَ ، لم يستبقَ شيءٌ فيُطلب )( وهل نال ما نالوا من الفخر حاضرٌ ؟ ** وهل حُبِيَ الخالون منه الذي حُبوا ؟ )( أَفي كلِّ آنٍ تغرِسون ، ونجتني ** وفي كل يومٍ تفتحون ، ونكتبُ ؟ )( ** شبّ ، فنال الشمسَ من عجبه )( كأَن الوغى نار ، كأَن الردى قِرىً ** كأن وراء النار حاتمَ يأْدبُ )( يسوق ويَحدو للنجاة كتائباً ** له موكب منها ، وللعار موكب )( كأَن الوغى نار ، كأَن بني الوغى ** فَراشٌ ، له في ملمس النار مأْرَب )
____________________
(1/40)
2( فلا تقتلك شهوته ، وزِنها ** رأَى مَيْلَ الزمان بها ، فكانت )( سلاماً ملونا ، واحتفاظاً ، وعصمةً ** لمن بات في عالي الرضى يتقلب )( منظمة من حوله ، بيدَ أنها ** تودُّ لو انشقَّ الثرى فتُغيَّب )( وما زلتُمُ يسقيكُم النصرُ خمرَهُ ** وتسقونه ، والكلُّ نشوان مصأب )4 ( وثبْنا يضيق السهل عن وثباتنا ** وتقدُمُنا نارٌ إلى الروم أوثب )4 ( مؤزرة بالرُّعب ، ملدوغة به ** ففي كل ثوب عقرب منه تَلْسِب )4 ( وضِنِّي بعظمٍ في ثراك مُعظَّمٍ ** يُقرِّبه الرحمنُ فيما يُقرّب )4 ( إلى أن أحلَّ السُّكرَ مَنْ لا يُحلُّه ** ومدّ بساطَ الشُّرب من ليس يشرَب )4 ( وخُذْ لبنيك والأيام ذخراً ** )5 ( مشت في سراياهم ، فحلَّت نظامَها ** فلما مشيْنا أَدبرتْ ، لا تُعقِّب )
____________________
(1/41)
25 ( ترى الخيل من كلِّ الجهاتِ تخَيُّلاً ** فيأْخذ منها وهْمُها والتهيُّب )5 ( وما اعتراض الحظِّ دون المنى ** من هفوةِ المحسِنِ أو ذنبه )6 ( ** يا حُسنَ أُمْنِيَّةٍ في السيفِ ما كَذَبَت )6 ( فمِن خلفِها طوراً ، وحيناً أَمامها ** وآونةً من كلِّ أوبٍ تألَّب )6 ( وليس بالفاضلِ في نفسِه ** لها ضَحِكُ القِيانِ إلى غَبيٍّ )6 ( وبين جوانحي وافٍ ألوفٌ ** وأبقى بعد صاحبِه ثوابا )7 ( فوارسُ في طولِ الجبالِ وعرضها ** إذا غاب منهم مِقنَبٌ لاح مِقْنَب )7 ( ما بال قومي اختلفوا بينهم ** )8 ( فمهما تهِمْ يسنحْ لها ذو مُهنَّدٍ ** و يخرج لها من باطن الأرض مِحْرَب )9 ( ** عليه أقابل الحتم المجابا )
____________________
(1/42)
29 ( ** بالقيدِ ، واستكبر عن سحبه )9 ( وتنْزلْ عليها من سماء خيالها ** صواعقُ فيهنّ الردى المتَصبَّب )0 ( أدير إليك قبلَ البيتِ وجهي ** إذا فهتُ الشهادةَ والمتابا )0 ( رؤىً إن تكن حقاً يكن من ورائها ** ولا الأَمرُ إلا للذي يتغلب )0 ( وكان لقومه نفعاً وفخراً ** خشيتُ أن يأبى على ربه )( ** وأَجزيهِ بدمعيَ لو أَثابا )( من يخلع النيرَ يعشْ برهةً ** وأَن البرَّ خيرٌ في حياةٍ )4 ( كحبِّ المالِ ، ضَلَّ هوىً وخابا ** دارت رحى الفنّ على قطبه )5 ( مُحياَّ مِصرَ رائعةً كَعابا ** سَما وحَمى المسوَّمة العِرابا )5 ( موسى وعيسى نشآ بينهم ** وأَن البرَّ خيرٌ في حياةٍ )
____________________
(1/43)
37 ( فصفحاً للزمان لصبحِ يومٍ ** وطيبَ أُمنيَّةٍ في الرأْي لم تَخِب )7 ( وأَرسَلَ عائلاً منكم يتيماً ** في حازبِ الأمر وفي صعبه )9 ( وتُفنيهم ، وما بَرحت كعابا ** من فِئِة الحقِّ ومن حزبه ) 40 ( فما عرفَ البلاغة ذو بيانٍ ** وأَن الشرَّ يصدعُ فاعِليه ) 40 ( وكيف تلقى نجاحاً أُمةٌ ذهبتْ ** ماءً سواها ، ولا حلَّت على عُشُب ) 4( ولَلأخلاقُ أَجدرُ أن تُهابا ** ) 4( هم حسنوا للسواد البله مملكةً ** من لبدة الليث أو من غيله الأشب ) 4( تلقوني بكل أغرَّ زاهٍ ** كأن على أسرته شهابا ) 4( ترى الإيمان مؤتلقاً عليه ** ونور العلم ، والكرمَ اللبابا ) 4( ولو أني خطبتُ على جمادٍ ** تجوبُ الدهرَ نحوكَ ، والفيافي )
____________________
(1/44)
4( قضى بأن نبني على نابه ** ملك بنينا وعلى خلبه ) 44 ( ** إلى الأكواخ ، واخترق القبابا ؟ ) 44 ( ونبلغ المجدّ على عينه ** وندخل العصرَ إلى جنبه ) 45 ( ونصلَ النازلَ في سلمه ** ونقطعَ الداخلَ في حربه ) 45 ( وأن الشمس في الآفاق تَغشى ** حِمى كِسْرَى ، كما تغشى اليبابا ؟ ) 46 ( ** إذا داعي الزكاةِ بهم أَهابا ) 46 ( وأن الماء تروي الأُسْدُ منهُ ** ويشفي من تلعلعُها الكلابا ؟ ) 47 ( وأَن البرَّ خيرٌ في حياةٍ ** ) 48 ( وأرسل عائلاً منكم يتيماً ** دنا من ذي الجلال فكان قابا ) 49 ( ** ينازعه الحشاشةَ والإهابا )
____________________
(1/45)
49 ( ولم يتقلدوا شكرَ اليتامى ** بحاتم الجود ولا كعبه ) 50 ( ** وأَشأَمُ الرأْي ما ألقاك في الكُرَب ) 50 ( أَنِيلاً سُقْتَ فيهم ، أم سَرابا ؟ ** فلما جاء كان لهم متابا ) 50 ( نسمع بالحقِّ ، ولم نطلعْ ** لها ضَحِكُ القِيانِ إلى غَبيٍّ ) 5( وفي احتشام الأسد دون القذى ** ) 55 ( ومملكةُ اليونان محلولةُ العُرَى ** وسائر الخيل من لحمٍ ومن عصب ) 55 ( ** تساوت الأُسْدُ والذُّؤبانُ في الرُّتَب ) 55 ( تُبدّل كلَّ آونةٍ إهابا ** زمانُكم لم يتقيدْ به ) 56 ( ولو أَني خطبتُ على جمادٍ ** ) 57 ( ** ما دام هذا الغيب في حجبه )
____________________
(1/46)
84 ( وأزينت أمهاتُ الشرق ، واستبقت ** مهارج الفتح في الموشية القُشب )
____________________
(1/47)
البحر : بسيط تام ( ** مشيَ القطا الآمِنِ في سِربه ) ( في حازِبِ ال ** حتى تجرَّ ذيول الغبطةِ القشبا ) ( لولا يدُ الله لم ندفع مناكبَها ** ) ( في الموت ما أعيا وفي أسبابه ** كل امرئ رهنٌ بطيِّ كتابه ) ( مزّقتمُ الوهْمَ ، وألفتمُ ** من واقع جزعاً ، أو طائر طربا ) ( ** تُؤامنُ مِن خوفٍ به كلّ غالبٍ ) ( ** في الموت ما أَعيا وفي أَسبابه ) 4 ( إذا تحيَّرَ فيها الدمعُ واضطربا ** فأتبعه لُطفاً ، فجلَّت عواقبهُ ) 4 ( لا تثبتُ العينُ شيئاً ، أو تحققه ** إذا تحيرَ فيها الدمع واضطربا ) 5 ( وإن سمعتْ عيناكِ في جَلبه ** )
____________________
(1/48)
6 ( النفسُ حربُ الموتِ ، إلا أنها ** أتت الحياة وشُغلها من بابه ) 6 ( إذا طلبت عظيماً فاصبرن له ** أو فاحشدنَّ رماح الخطِّ والقضبا ) 6 ( وفاز بالحقِّ من لم يأْلُهُ طلبا ** ) 7 ( ** ورُدّت على أَعقابهن سفينُه ) 8 ( ولن ترى صحبةً ترضى عواقبها ** ) 8 ( ** فلا عرشَ إلا أَنتَ وارثُ عِزِّهِ ) 9 ( ** إلى التعاون فيما جَلَّ أو حزبا )( يَغْلِبْنَ ذا اللُّبِّ على لُبِّه ** وراءها فسح الآمال والرحبا )( لو لا يدُ الله لم ندفع مناكبها ** ولم نعالج على مصراعها الأربا )4 ( مُرتجَّةَ الأَردافِ عن كُثبه ** )
____________________
(1/49)
14 ( ** ديباجَتَيهِ ، مُعَمِّراً لخرابه )5 ( ** هيهات يذهب سعي المحسنين هبا )6 ( لم يبرم الأمر حتى يستبين لكم ** ما ساءَ أو ما سَرَّ من غبِّه )9 ( سِيَّانِ من غَلَب الأَيام أو غُلبا ** إذا هو خوفٌ في الظنون مذاهبُهُ )( ** ولن يتهادى فوقها ما يقاربه )4 ( ** تمهدتْ عقباتٌ غيرُ هينةٍ )5 ( لك الملكُ يا من خصَّ بالعزَّ ذاتَه ** )7 ( ** وتملأُ آفاق البحار مراكبه )8 ( تؤامنُ مِن خوفٍ به كلّ غالبٍ ** على أمره في الأرض ، والدّاءُ غالبه )8 ( ليحملَ الحبُّ على قلبه ** )
____________________
(1/50)
30 ( من هفوةِ المُحْسِنِ أو ذنبه ** بأي سيفٍ على يافوخها ضربا ؟ )( إذا تمهّل فوق الشوكِ أو وثبا ** بأَيِّ سيفٍ على يافوخها ضرَبا ؟ )( أم بالتكاتف حول الحق في بلد ** من أربعين ينادي الويل والحربا ؟ )5 ( ** ينقُلها الجيل إلى عَقبه )6 ( وطوى القرونَ القهقرَى ، حتى أتى ** فرعون بين طعامهع وشرابه )7 ( وأَيسرُ من جُرح الصدودِ فعالُه ** )7 ( ** لألقتْ قناها في البلاد كتائبه )7 ( من يُنكر الفضل على ربّه ** الى مطارحه في الملح منسربا )8 ( إلى التعاون فيما جَلَّ أو حَزَبا ** طبيباً له بالأمس كان يصاحبه )9 ( ** من هالة المُلكِ الجسيم وغابه )
____________________
(1/51)
39 ( ** إذا طلبتَ عظيماً فاصبرنَّ له ) 4( ما زال قبلك إسماعيل ينشره ** حتى طوى في ثنى أذياله الشهبا ) 45 ( لو استطعنا بزدنا فيه قائمةً ** ) 46 ( ** خشيتُ أن يأْبى على ربه ) 47 ( ** يوانعُ الوردِ على قُضْبِه ) 48 ( واحمل نوائب قومٍ أنت سيدهم ** وسيد القوم أقضاهم لما وجبا ) 5( أمنيةٌ دأبت مصرٌ لتدركها ** والله والناس في إنصاف من دأبا ) 5( ولم تر الشعب مجموعاً ومفترقاً ** من يخلع النِّيرَ يَعشْ بُرهةً ) 55 ( وهمةٍ كتبت بالتبر من نشإ ** حقَّ القُرى والناس في عذبه ) 60 ( ونبلُغَ المجدَ على عينه ** ومَدَّ من سبب الشورى له طُنبا )
____________________
(1/52)
6( دارُ النيابة قد صفَّت أرائكها ** لا تُجلسوا فوقها الأحجارَ والخُشبا ) 67 ( زمانُكم لم يتقيَّدْ به ** العهدُ ما قال والميثاقُ ما كَتَبَا )
____________________
(1/53)
البحر : - ( نجاة ** ) ( إلى عرفات الله يا بن محمد ٍ ** ملوكٌ على أَملاكه سَرَوات ) ( عادت أغاني العرسِ رَجعْ نواحِ ** غيرَ الفواصلِ مُحْكَمات ) ( هنيئا لطه ، والكتاب ، وأمةٍ ** ) ( وللمُتنبي دُرَّةٌ ، وحَصاة ** وسيمَ مجالي البشر والقسمات ) ( اذكرْ لها اليابانَ ، لا ** ودفنت عند تبلج الإصباح ) 4 ( أخذت على الأقدار عهداً وموثقاً ** فلست الذي ترقي إليه أذاة ) 4 ( زين المقاصر والحجا ** لِ ، وزينْ محراب الصلاة ) 4 ( شيعت من هلعٍ بعبرةِ ضاحكٍ ** لم يكفِ أَن أَحسنَّ ، ح ) 5 ( إذا حديت عيس الملوك ؛ فإنهم ** )
____________________
(1/54)
5 ( ومن يك في برد النبيّ وثوبهِ ** أَيها الجمعُ ، لقد صر ) 5 ( دِ ، كأَنه شَبَحُ الممات ** وبكت عليك ممالكٌ ، ونواح ) 6 ( ** غير الفواصلِ محكمات ) 6 ( ** إليك ، ويسعى هاتفاً عرفات ) 6 ( زيْنِ المقاصِر والحِجا ** تبكي عليك بمدمعٍ سحاح ) 7 ( والشام تسألُ ، والعراق ، وفارسٌ ** أمحا من الأرض الخلافة ماح ) 9 ( ** من الكوثرِ المعسولِ مُنفجِرات ) 9 ( يا للرجال لحرة موءودة ** )0 ( فقل : ربِّ وَفِّق للعظائم أُمتي ** عُسْرٍ على الشرقيِّ عات )( ويثني عليك الراشدون بصالحٍ ** نجت أُمةٌ لما نجوتَ ، ودُوركت )
____________________
(1/55)
1( ** فما مات قومٌ في سبيلك ماتوا )( نزعوا عن الأعناق خير قلادة ** ونضوا عن الأعطاف خير وشاح )( رمتهم بسهم الغدر عند صَلاتهم ** بَّ على الصدق وشابا )( وصِينَ جلالُ الملك ، وامتدّ عزُّه ** بلادٌ ، وطالت للسرير حياة )4 ( وعلاقةٌ فصمت عرى أسبابها ** قةِ ، و تَّبِعْ نُظَم الحياة )4 ( أرى الناس أصنافاً ، ومن كل بقعةٍ ** إليك انتهوا من غربةٍ وشتات )4 ( تبرَّأ عيسى منهمُ وصِحابه ** وكن الحرَّ انتخابا )5 ( تساووا ، فلا الأنساب فيها تفاوتٌ ** فلستَ الذي ترقى إليه أَذاة )6 ( ** أَفاض عليك الأجرَ والرَّحمات )6 ( ** في كل غدوة جمعة ورواح )
____________________
(1/56)
16 ( ** يدينُ لها العاتي من الجبهات )8 ( أفتى خزعبلةً ، وقال ضلالةً ** وأتى بكفر في البلاد براح )8 ( دعاني إليك الصالحُ ابنُ محمد ** فكان جوابي صالحَ الدعوات )0 ( وقدَّمتُ أعذاري وذُلّي وخشيتي ** )0 ( بغداد دار العالما ** )( استغفر الأخلاق ، لست بجاحدٍ ** من كنت أدفع دونه وألاحي )( وفي راحتي ماضٍ إذا ما هززته ** )( أتيت به يا رب نور وحكمة ** ونزهته عن ريبةٍ وأَذَاةِ )( أدعُ الرجالَ لينظروا ** كيف اتحاد الغانيات ؟ )( عش من الصُنَّاعِ خابا ** حين تعلو وعذابا )
____________________
(1/57)
25 ( الحقُّ أولى من وليك حرمةً ** و خفض جبينَك هَيبةً )6 ( جوائزُ عند الله مبْتَغَياتُ ** رَعايا تولاَّها الهوى ورُعاة )6 ( قَلَّدوه الأَثر المُعْ ** )6 ( ** أو خلِّ عنك مواقف النصاح )7 ( تهادت سلاماً في ذَراك مطيفةً ** )7 ( ومن الرجال إذا انبريت لهدمهم ** هرمٌ غليظُ مناكبِ الصفاح )8 ( ** أرضيتم أن تُرى مص )9 ( إذا لم يفتنا من وجودك فائت ** أَيُّها العمالُ ، أَفنوا ال )9 ( أدوا غلى الغازي النصيحةَ ينتصحْ ** إن الجواد يثوب بعد جماح )0 ( إن الغرور سقى الرئيس براحه ** كيف احتيالك في صريع الراح ؟ )
____________________
(1/58)
3( فأتين أطيب ما أتى ** ويومَ تُولَّى وجهةَ البيت ناضراً )( ** وتُخفَض في حَقِّ ، وعند صلاة )( ** حتى تناول كلَّ غيرِ مباح )4 ( وأنت وليّ العفو ، فامحُ بناصعٍ ** من الصفح ما سودتُ من صفحاتي )4 ( تظل على الأيام غراء ، حرةً ** محجَّلةً في ظلها الغزَوات )6 ( من قائلٌ للمسلمين مقالةً ** لم يوحها غيرَ النصيحة واح ؟ )7 ( عهد الخلافة في أولُ ذائدٍ ** عن حوضها ببراعة نضاح )8 ( حبٌّ لذات اللهِ كان ، ولم يزل ** للصالحاتِ عقائلِ ال )9 ( ** حتى أكون فراشة المصباح ) 40 ( ** لِ تفاخُراً ، أَو حبَّ ذات )
____________________
(1/59)
4( ولَّتْ سيوفهما ، وبان قناهما ** ) 4( ** وفي العمر ما فيه من الهفوات ؟ ) 4( ** بغدادُ دارُ العالما ) 4( وأمُّ أمير النيل في الركبِ هالةٌ ** عيونُ البرايا فيه مُنحسرات ) 44 ( ومنَ يَسُس الدنيا ثلاثين حِجَّةً ** أيها الغادون كالنح ) 44 ( تُجلُّ نساء المؤمنين ثناءها ** وتبسط راحَ التَّوبة الجُمعات ) 46 ( يفتى على ذهبِ المُعزِّ وسيفِه ** ) 48 ( زَهدتُ الذي في راحتيك ، وشاقني ** وما أسلفا من حجةٍ وغزاة ) 49 ( ولي دُرَرُ الأخلاق في المدح والهوى ** وللمتنبي درَّةٌ ، وحصاة ) 49 ( سهِرتَ ، ولذَّ النومُ وهوَ مَنيَّةٌ ** ربوع الهدى من مُفسِدين عُصاة )
____________________
(1/60)
50 ( ** علُ للدهر حسابا ) 55 ( وفاضت مع الدمع العيون مهابةً ** لأحمد بين السِّتر والحُجرات ) 59 ( وأُمِّنَ في شرق البلادِ وغربها ** )
____________________
(1/61)
البحر : - - ( قلَّدتُه المأْثورَ من أَمداحي ؟ ** لكَ في العالمين ذكر مخلدْ ) ( ولدَ البدائعَ والروائعَ كلها ** ) ( يتجاوزون إلى الحياةِ الجودا ** هل من بُناتِك مجلسٌ أو نادي ؟ ) ( صبغ السوادُ حَبيرَهُنَّ ** إِنَّ القضاءَ إِذا رمى ) ( وحياة ما غادرت لك في الأح ** ياء قبلاً ولم تذر لك بعدا ) ( باني صروح المجدِ ، أنتَ الذي ** تبني بيوتَ العلم في كل ناد ) 4 ( أَو دَعْ لسانَك واللغاتِ ، فربّما ** ) 4 ( دكَّ القواعد من ثَبير ** ) 5 ( اللاعبات على النسيم غدائراً ** الراتعات مع النسيم قدودا ) 5 ( ودهى الرعيةَ ما دهى فتساءلوا ** بين الرفارف ، والمشا )
____________________
(1/62)
6 ( في كل مُظلِمةٍ شُعاعٌ هادي ** ) 6 ( وفتوحُ أَنورَ فُصِّلت بِصفاحِ ** لك في البحر في كل برج مشيد ) 6 ( ذكروكَ والتفتُوا لعلك مُسعِدٌ ** ذِكْرَ الصغير أباه في الأخطار ) 7 ( فلكٌ يدورُ سعودُه ** أُوحِيَ مِنْ بعدُ إِليه فهاد ) 7 ( قل للأعاجيب الثلاث مقالةً ** فانهار بيِّنةً ، ودُكَّ شهيدا ) 7 ( فأسى جراحَهمُ وبلذَ صداهمُ ** إِسلام من حُفَر القبور ) 8 ( سمعاً لشكوايّ ، فإن لم تجد ** منك قبولاً ؛ فالشكاوي تُعاد ) 8 ( وجد السوادُ لها هَوَى المُرتاح ** ) 8 ( لله أنت ، فما رأيتُ على الصفا ** الناهلاتِ سوالفاً وخدودا ) 8 ( لهفِي على مَهَجٍ غوالٍ غالها ** والبحرِ في حجم الغديرِ )
____________________
(1/63)
9 ( عدلاً على ما كان من فضلكم ** في العالمينَ عزيزَةَ الميلاد ) 9 ( عند المُهيمن ما جرى ** شركُ الردَى في ليلةٍ ونهار )0 ( ** ورُفعتِ من أخلاقهم بِعماد )0 ( ذهبوا فليتَ ذهابهم لعظيمةٍ ** هارون في خالي العصور )0 ( العاثراتُ من الدلا ** لولا جُلَى زيتونيَ النَّضْرِ ؛ ما )( المترَعاتُ من النعي ** كالموتِ في ظِلّ القَنا الخطَّار )( وتصون النوال عن حسن صنع ** أَو خَلِّ عنك مَواقفَ النصاح )( إن نحن أكرمنا النزيل حيالها ** فالضيفُ عندك موضعُ الإرفاد )( الحقُّ أَولى من وليِّك حرمةً ** )4 ( ليس من يفتح البلاد لتشقى ** )
____________________
(1/64)
14 ( عاد الأمانُ وعدتَ يا بنَ محمد ** والبدْرُ يجملُ عند أَمن السَاري )5 ( ** في الحسن من أثر العقول وبادي )5 ( أَدُّوا إِلى الغازي النصيحةَ يَنتصحْ ** وب والشام أن عهدك عسجدْ )5 ( إن شئتَ فانزلْ في القلوب كرامةً ** الآمراتُ على الولا )6 ( قم قبِّل الأحجارَ والأيدي التي ** أخذتْ لها عهداً من الآباد )6 ( وأُرضعَ الحكمة عيسى الهدى ** )6 ( تقضي السياسةُ غيرَ مالكةٍ لما ** حكمت به نقضاً ولا توكيدا )7 ( فاستقبلا صفوَ الليالي واسحبا ** لِكَ في يدِ الملكِ الغفور )7 ( ** ودُفنتِ عند تبلُّج الإِصباح )7 ( ** وأَقول مَن رد الحقوقَ إِباحي ؟ )
____________________
(1/65)
17 ( أيدتهم قرابةٌ وقبيل ** وأرى الله وحده لك أيد )8 ( خُلقوا لِفقه كتيبة وسلاح ** )8 ( أَرواح غاليةِ المهور ** يَدنو بها القاصي من الأوطار )9 ( إنّ الحكومةَ من يمينك في يدٍ ** مأمونةِ الإيرادِ والإصدار )0 ( والروض في حجم الدنا ** بين الشماتَةِ والنكير )( فانصرُ بهمتك العلومَ وأهلها ** بين المعاقل ، والقَنا )( ** خفضوا الرؤُوسَ ووتَّروا )( الراوياتِ من السُّلاف محاجراً ** )( ** أَأَقولُ مَن أَحيا الجماعةَ مُلحِدٌ )4 ( ** بالأَمس أَوهى المسلمين جراحةً )
____________________
(1/66)
24 ( ** بدورَ حسن ، وشموسَ اتقاد )5 ( بنِيَّ يا سعدُ كزُغبِ القَطا ** )5 ( ما ينتهين من الصلا ** ةِ ضراعةً ومن النذور )5 ( ولاأرضُ من أنوارِ ذاتك أشرقت ** لا تُخِلها أبداً من الأنوار )6 ( وترى الأمر بين قلبٍ ذكيّ ** في يديه وبين جفن مسهَّد )6 ( ** خ على الخَوَرْنَق والسَّدير )6 ( ** ورُبَّ نَسلِ بالندى يُستفاد )7 ( مَوْشِيَّةً بمواهب الفتاح ** ب كما شبَّت الأهلّة مُردا )7 ( من مبلغٌ دارَ السعادة أنها ** ن على الممالكِ والبحور )7 ( اطلعْ على يمنٍ بيُمنك في غدٍ ** وتجلَّ بعد غدٍ على بغداد )
____________________
(1/67)
27 ( صفيرُهُ يَسلُبني راحتي ** وكان من يققِ الحُبور )9 ( بردُ الخلافةِ والسياسةُ جذوة وحم ** أَين الرَّوِيَّةُ ، والأَنا )9 ( ** واليوم مدّ لهم يَدَ الجرّاح )0 ( ** عطفٍ ومن نصرٍ ومن إكبار )( حتى تناول كلَّ غيرِ مباح ** حين أخمدتها ولم تمك تخمد )( من كنتُ أَدفعُ دونَه وألاحي ** وقفوا بمصرَ الموقفَ المحمودا )( باقٍ ، وليس بيانُه لنفاد ** هل من ربيعة حاضرٌ أَو بادي )( لم يخترع شيطان حشان ، ولم ** تخرج مضانعُه لسانَ زياد )( ودَّ الرشيدُ لو انها لزَمانِهِ ** العاثراتُ من الدلا )4 ( زعموا الشرق من فعالك قلقاً ** )
____________________
(1/68)
34 ( ** سمةً يتيه بها على الأعصار )5 ( ** شعراً ، وإن لم تخلُ من آحاد )5 ( لا أقنع الحساد ، أين مكانها ** في الحقِّ من دَمِكَ الطَّهور )6 ( ضجَّتْ عليكِ مآذنٌ ، ومنابرٌ ** أن تجعلوه كوجهه معبودا )7 ( ** فانظر ، لعلك بالعشيرة بادي )9 ( اللاعباتِ على النسيم غدائراً ** غنَّى الأصيلُ بمنطقِ الأجداد ) 40 ( مدرسةً في كلِّ حيٍّ تُشاد ** ) 40 ( يومٌ تُسميهِ الكِنانةُ عيدا ** جعلَ الجمالَ وسرَّه في الضاد ) 40 ( واملأوا مسمعَ الزمانِ حديثاً ** في كلِّ غُدوةِ جُمعة ورواح ) 46 ( الجهلُ لا يلِدُ الحياة مواتُهُ ** إلا كما تلدُ الرِّمامُ الدودا )
____________________
(1/69)
46 ( يا كريم الجدود عش لبلادٍ ** عيشها في ذَرَى جدودك أرغد ) 47 ( ** نَ وبالخليفة من أسير ) 47 ( أَمَحَا من الأَرض الخلافةَ ماح ؟ ** ) 5( بين فلكٍ ٍ يجري وآخر راسٍ ** ولواءٍ يحدو وآخرَ يُحدى ) 56 ( وبه يُبارك في المما ** لكِ والملوكِ على الدهور ) 59 ( ** ولَّتْ سيوفُهما ، وبان قناهُما ) 60 ( يُفتَى على ذهبِ المُعزِّ وسيفِه ** ) 6( وطريقَ البلاد نحو المعالي ** وسياجاً لملك مصرٍ وحَدا ) 6( عند المُهيمن ما جرى ** في الحقِّ من دَمِكَ الطَّهور ) 64 ( أنت أنشأته فلم تر مصرٌ ** جحفلاً بعده ولم تر جُندا )
____________________
(1/70)
66 ( القابضين على الصَّلي ** ل كجدِّهم ، وعلى الصَّرير ) 7( والناسَ نقلَ كتائبٍ في الساح ** أن يجاروا الزمان وصلاً وصدّا ) 78 ( ** مِ العادِلِ النزِهِ الجدير ) 87 ( شاكياً للبنين والأمر والصح ** ) 9( وقبيحٌ بالدار أن تعرفَ البغ ** ضَ وبالمهدِ أن يباشرَ حقدا ) 94 ( ** ونُعيتِ بين معالم الأَفراحِ )
____________________
(1/71)
البحر : - ( انتحار الطلبة ** ) ( ظلمَ الرجالُ نساءهم وتعسفوا ** بين إِشفاق عليكم وحذر ؟ ) ( ناشئٌ في الوردِ من أيامِهِ ** ) ( أبا الهَولِ ، طالَ عليكَ العُصُرْ ** والعلمُ بعضُ فوائدِ الأَسفار ) ( فمصابُ المُلك في شُبَّانه ** اين البيانُ وصائبُ الأفكار ؟ ) ( فيه مجالٌ للكلام ، ومذهب ** ليَراعِ باحثةٍ وسِتِّ الدار ) ( سدَّد السهمَ الى صدرِ الصِّبا ** ورماه في حواشيه الغُرَر ) 4 ( بيدٍ لا تعرفُ الشرَّ ، ولا ** صَلحتْ إلا لتلهُوبالأُكر ) 5 ( بُسطتْ للسمّ والحبل ، وما ** بُسطت للكأسْ يوماً والوترَ ) 6 ( مما رأيتُ وما علمتُ مسافراً ** فَكَّكَ العلمَ ، وأَودى بالأُسَر ؟ )
____________________
(1/72)
6 ( ** لِ ، تزولان في الموعد المنتظر ؟ ) 7 ( المؤمنون بمصر يُه ** ولياليه أصيلٌ وسَحر ) 7 ( أبا الهول ، ماذا وراء البقا ** ءِ - إذا ما تطاول - غيرُ الضجَر ؟ ) 7 ( فيه مجالٌ للكلام ، ومذهب ** بيدٍ لا تعرفُ الشرَّ ، ولا ) 8 ( إِن الحجابَ على فروقٍ جنةٌ ** على لُبد والنُّسور الأُخَر ) 9 ( نَ وبالخليفةِ من أَسير ** خِفَّةً في الظلّ ، أو طيبَ قِصر )0 ( والمسكِ فيّاحِ العبير ** بُرْدَيَّ أَشعرَ من جَرير )0 ( ** ةِ لحَقتَ بصانِعكَ المقتدر )( كل يوم خبر عن حَدثٍ ** سئم العيشَ ، ومَنْ يسأم يَذَر )( فإن الحياةَ تفُلُّ الحدي ** دَ إذا لبستْهُ ، وتُبْلي الحجَر )
____________________
(1/73)
1( الصابراتُ لضرَّة ومضرَّة ** فكفى الشيبُ مجالاً للكدر )( عاف بالدنيا بناءً بعد ما ** خَطب الدُّنيا ، وأهدَى ، ومَهر )( حلَّ يومَ العُرسِ منها نفسَه ** رحِمَ اللهُ العَروس المخْتضَر )( من كلِّ ذي سبعين ، يكتمُ شيبهُ ** والشيبُ في فَوديه ضوءُ نهار )4 ( ضاق بالعيشة ذرعاً ، فهوى ** )4 ( أَين البيانُ وصائبُ الأَفكار ؟ ** )4 ( يأبى له في الشيب غيرَ سفاهة ** غفرَ اللَّهُ له ، ما ضرَّه )5 ( ما حَلَّه عَطْفٌ ، ولا رِفْقٌ ، ولا ** برٌّ بأهل ، أو هوىً لديار )5 ( ** ذاهباً في مثلِ آجالِ الزّهرَ )6 ( هارباً من ساحةِ العيش ، وما ** )
____________________
(1/74)
16 ( وقليلٌ من تَغاضَى أَو عذَر ** وصِبا الدنيا عزيزٌ مُخْتَصَر )7 ( لا أرى الأيام إلا معركاً ** )7 ( مهما غدا أو راح في جولاته ** دفعته خاطبةٌ الى سمسار )8 ( ** وصبيٍّ أَزْرَت الدُّنيا به )9 ( أبا الهول وَيْحَكَ لا يُستقل ** فتشتُ لم أَرَ في الزواج كفاءَةً )9 ( ** ةِ ، الناهياتُ على الصدور )9 ( ** كالشمس ، إن خُطبتْ فللأقمار )0 ( ولقد أبلاك عذراً حسناً ** )( أسال البياضَ وسَلَّ السَّوادَ ** وأوْغل مِنقارُه في الحفَر )( المالُ حلَّل كلَّ غير محلَّلِ ** )
____________________
(1/75)
2( ويقول الطبُّ : بل من جنةٍ ** ورأيت العقلَ في الناسِ نَدَر )( ** قلبٌ صغيرُ الهمِّ والأَوطار )( سَحَر القلوبَ ، فُربَّ أُمٍّ قلبُها ** من سحره حجرٌ من الأحجار )( كأن الرّمالَ على جانِبَيْ ** بقلادة ، أَو شادِناً بسوار )( يخفى ، فإِن رِيعَ الحمى ** )( ** ورَمَتْ بها في غُربة وإسار )4 ( ضَنُّوا بِضائعِ حقِّهم ** ن حُسَامُه شيخُ الذكور )4 ( وتَعَلَّلَتْ بالشرع ، قلت : كذبتهِ ** وبنى المُلك عليه وعمَر )5 ( لا أرى إلا نظاماً فاسداً ** عيل والملكِ الكبير )5 ( ما زُوّجت تلك الفتاةُ ، وإنما ** بِيعَ الصِّبا والحسنُ بالدينار )
____________________
(1/76)
26 ( ** قال ناسٌ : صَرْعَةٌ من قدر )6 ( ها من ملائكة وحور ؟ ** دِ ، وعِصْمَةُ المَلك الغرير )7 ( فتشتُ لم أرَ في الزواج كفاءةً ** ككفاءة الأزواجِ في الأعمار )8 ( ** نُقِلت من البال الى الدَّوّار )8 ( نزل العيش ، فلم ينزل سوى ** )9 ( أَمسَيْن في رِقِّ العبي ** وليالٍ ليس فيهن سَمر )0 ( والدرِّ مؤتلقِ السنا ** )( وعلى الذوائب وهي مِسْكٌ خولطت ** )( ** في بني العَلاّتِ من ضِغْنٍ وشر )4 ( لك في الكبير وفي الصغير ** أبَويهم أو يُباركْ في الثَمر )
____________________
(1/77)
35 ( والخيل ، والجمِّ الغفير ** )6 ( نَشَأَ الخيرِ ، رويداً ، قتلُكم ** القابضين على الصَّلي )7 ( شارَفَ الغَمرةَ منها والغُدُر ** يا ربِّ تجمعُهُ يدُ المقدار )7 ( لو عصيْتم كاذبِ اليأْسِ ، فما ** في صِباها ينحرُ النفسَ الضَّجَر )8 ( مِ ، الراوياتُ من السرور ** )9 ( وكيف ابتلوا بقليل العدي ** دِ من الفاتحين كريم النفَر ؟ )9 ( فيم تجنون على آبائكم ** ) 40 ( وتعقّونَ بلاداً لم تَزَل ** ) 4( فمصابُ المُلك في شُبَّانه ** ) 4( بُشرى الإِمام محمد ** )
____________________
(1/78)
4( ** أَيام في الزمنِ الأَخير ) 44 ( وربُّهن بلا نصير ** شبَّ بين العزِّ فيها والخطر ) 45 ( ورفيع لمْ يُسوِّدْهُ أب ** ) 46 ( يتلو الزمانُ صحيفةً ** ) 47 ( روِّحوا القلبَ بلذّات الصذِبا ** ةُ ، وحكمةُ الشيخِ الخبير ؟ ) 48 ( شيخُ الملوك وإِن تضع ** وانشدوا ما ضلَّ منها في السِّير ) 49 ( وكان من يَققِ الحُبور ** ) 49 ( ** مهما غدا أَو راح في جولاته ) 5( وعمروا يسوقُ بمصَر الصِّحا ** بَ ، ويزجي الكتابَ ، ويحدو السُّورَ ) 55 ( لا بالدّعِيِّ ، ولا الفَخور ** جعلَ الوِرْدَ بإذْنٍ والصَّدَر )
____________________
(1/79)
57 ( إِنما يسمحُ بالروح الفَتَى ** نورٌ تلأْلأَ فوق نور ) 58 ( ئرُ في المخادع والخدور ** ) 6( تجوس بعين خلال الديا ** نبأٌ يثيرُ ضمائرَ الأَحرار ) 7( المحيياتُ الليل بالأَذكار ** نُ تحرّك ما فيه ، حتى الحجر )
____________________
(1/80)
البحر : - ( نجيَّ أبي الهول : آن الآوا ** نُ ، ودان الزمانُ ، ولانَ القدر ) ( خبأْتُ لقومِك ما يستقو ** نَ ، ولا يَخبأُ العذبَ مثلُ الحجر ) ( فعندي الملوكُ بأعيانها ** وعندَ التوابيتِ منها الأثر ) 4 ( محا ظلمةَ اليأْس صُبحُ الرجا ** أَبا الهول ، ماذا وراءَ البقا )
____________________
(1/81)
البحر : متدارك تام ( ( ثم انشق صدرُ أَبي الهول عن فتى وفتاة ، مَثَلا أمامه ، وأَنشدا هذا النشيد ) : اليوم نَسود بوادينا ** ونُعيد محاسنَ ماضينا ) ( ويشيدُ العزّ بأَيدينا ** وطنٌ نَفديه ويَفدينا ) ( ** والصناع عبء السيطرة ) ( وطنٌ بالحق نؤيِّدُه ** وبعين الله نشيِّده ) 4 ( ونحسِّنُه ، ونزيِّنُه ** بمآثرنا ومساعينا ) 5 ( سرُّ التاريخ ، وعُنصرُه ** وسريرُ الدهرِ وِمنبرُه ) 5 ( تحكمهم راهبةٌ ** ذكَّارةٌ مُغبِّرهْ ) 6 ( وجِنانُ الخلد ، وكوثرُهُ ** وكفى الآباءُ رياحينا ) 7 ( نتخذُ الشمسَ له تاجا ** وُضُحاها عرشاً وهاجا ) 8 ( وسماء السُّودَدِ أبراجا ** وكذلك كان أوالينا )
____________________
(1/82)
9 ( العصرُ يراكُمْ ، والأمم ** والكرنك يلحظُ ، والهرمُ )0 ( أبني الأوطان ألا هِمَمُ ** كبناءِ الأول يبنينا ؟ )0 ( مخلوقةٌ ضعيفةٌ ** فيا رُبَّ وجهٍ كصافي النمي )( سعياً أَبداً ، سعياً سعياً ** لأَثيل المجد وللعَلْيا )( ولنجعلْ مصرَ هي الدنيا ** ولنجعل مصر هي الدنيا )4 ( ** تكاد لإِغراقِها في الجمو )6 ( أليس في مملكة ** النحل لقوم تبصره ؟ )8 ( ولم تفتخر بأَساطيلها ** لَ اليدين ؛ لم تره )( ** فكيف رأَيتَ الهُدى ، والضَّلا )8 ( وفي الرجال كرم ** ولا يشعرُ القومُ إِلاَّ به )
____________________
(1/83)
3( تقلدتْ إبرتها ** وادرعت بالحبره )5 ( تطالب بالحق في أُمة ** دِ الخشن المنمرِّه ) 44 ( المالُ في أتبعها ** فلا تستبين سوى قريةٍ ) 46 ( لو عرفوا عرفوا ** كأَنك فيها لواءُ الفضا ) 56 ( أو طاف بالماءِ على ** جدرانه المجدّره ) 57 ( وتذهب النحل خفا ** فاً ، وتجيءُ موقره )
____________________
(1/84)
البحر : - - ( قف سائل النحلَ به ** ) ( ما هيَّأَ اللَّهُ من حظٍّ وإِقبال ** كالتاج في هامِ الوجود جلالا ) ( ولم نَعْدُ الجزاءَ والانتقاما ** فما رقادُكم يا أشرف الأُممِ ؟ ) ( قم للمعلِّم وفِّه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا ) ( لكلَّ زمانٍ مضى آيةٌ ** وآية هذا الزمانِ الصُّحُف ) ( دولةٌ شاد ركنَها أَلفُ عام ** عُمَرٌ أَنتَ ، بَيْدَ أَنك ظلٌّ ) ( يا ربّ ، أمُرك في الممالك نافذٌ ** والحكمُ حكمُك في الدمِ المسفوك ) ( إلامَ الخلفُ بينكم ؟ إلاما ؟ ** وهذي الضجة ُّ الكبرى علاما ؟ ) ( ** مُلْكٌ بَنَيْتِ على سيوفِ بَنِيكِ ) ( يا أخت أندلسٍ ، عليك سلامُ ** هوت الخلافة عنكِ ، والإسلام )
____________________
(1/85)
( غالِ في قيمةِ ابن بُطْرُسَ غالي ** علم اللهُ ليس في الحقّ غالي ) ( ** وبارك اللهُ في عمات عباس ) ( في العالمين ، وعصمةٌ ، وسلام ** فَرْعَ عثمانَ ، دُمْ ، فداك الدوامُ ) ( يراكب الريح ، حيِّ النيلَ والهرَما ** وعظِّمِ السفحَ من سيناء ، والحرما ) ( ما للقُرَى بين تكبيرٍ وإهلال ** وللمدائن هزْت عطفَ مختال ؟ ) ( مَن الموائسُ باناً بالرُّبى وقَناً ** برغمي أن أنالك بالملام ) ( وإِذا خطرتَ على الملا ** يبني ، وبنشئ أنفساً وعقولا ؟ ) ( قد مسها في حماك الضرُّ ، فاقض لها ** إِذا ما لم تكن للقول أَهلاً ) ( وفيمَ يكيدُ بعضكمُ لبعض ** وتبدون العداوة والخصاما ؟ ) ( رُبَّ مدحٍ أَذاع في الناس فضلاً ** )
____________________
(1/86)
( البُعْدُ أَدناني إِليكَ ، فهل تُرى ** ) ( ** لا في جوانب رسمِ المنزلِ البالي ) ( يفتحْ على أُممِ الهلالِ وينصرِ ** ) ( إن شئت أهرِقُه ، وإن شئت احمِهِ ** هو لم يكن لسواك بالملوك ) 4 ( مرت عليه في اللحود أهلةً ** ومضى عليهم في القيود العام ) 4 ( ** وأَنت أَحييتَ أَجيالاً مِن الزّمم ) 4 ( وادع الذي جَعَل الهلالَ شِعارَه ** يفتحْ على أُممِ الهلالِ وينصر ) 4 ( ** قدرٌ يحطُّ البدر وهو تمام ) 4 ( لبسوا السوادَ عليكِ فيه وقاموا ** أنها الشمس ليس فيها كلام ؟ ) 4 ( أدبُ الأكثرين قولٌ ، وهذا ** أدب في النفوس والأفعال )
____________________
(1/87)
4 ( ألا ليت البلاد لها قلوب ** حتى ظنَنَّا الشافِعيّ ، ومالكاً ) 4 ( بالفردِ ، مخزوماً به ، مغلولا ** رَبُّوا على الإِنصافِ فتيانَ الحِمَى ) 4 ( ** عُد للمحاماة الشري ) 4 ( أَرجُ الرياضِ نقلته ** أَخلاق ، أو مالُ العديم ) 4 ( ويُصَدَّر الأَعمى به تطفيلا ** ) 4 ( يا مالكاً رِقَّ الرقاب ببأسه ** هلا اتخذتَ إلى القلوب سبيلا ؟ ) 4 ( واحكم بعدلك ، إن عدلَكَ لم يكن ** بالمُمترى فيه ، ولا المشكوك ) 4 ( البعدُ أدناني إليك ، فهل ترى ** ) 5 ( كيف الخؤولة فيكِ والأَعمام ؟ ** ) 5 ( ** واربأْ بحلْمكَ في النوا )
____________________
(1/88)
5 ( واين ذهبتم بالحقّ لما ** ركبتم في قضيته الضلاما ؟ ) 5 ( ألأجل آجال دنت وتهيّأت ** قدّرتَ ضربَ الشاطئ المتروك ؟ ) 5 ( ونفضتهم مِئبره ** واقعد بهم في ذلك المستمطر ) 5 ( من كُتلةٍ ما كان أَعيا مِلْنَرا ** إن قيس بحٌ ركُمُ الطامي بمقياس ) 5 ( رُسَّفاً في القيود والأَغلال ** تسمو وتُطرقُ من شوقٍ وإجلال ) 5 ( البِرُّ مِنْ شُعبِ الإيمان أفضلها ** ) 5 ( شرفٌ باذخٌ ، وملكٌ كبيرٌ ** ) 5 ( ** أَنذرتَنا رِقّاً يدوم ، وذِلَّةً ) 6 ( يا مِهرجانَ البرِّ ، أنت تحيةٌ ** مخالبِ المذكَّره ) 6 ( ما كان يحميه ، ولا يُحمَى به ** فُلكان أَنْعَمُ من بواخر كوك )
____________________
(1/89)
6 ( هذا الزمان تناديكم حوادثه ** يا دولة السيف ، كوني دولة القلم ) 6 ( وأَبي حنيفة في الورَع ** نبا الرزق فيها بكم واختلف ) 6 ( ** وضاعَفَ القُرب ما قُلِّدْتَ من مِنَنٍ ) 6 ( لقد صارتْ لكم حكماً وغنماً ** وسريتَ من شِعبِ الأَلَمْ ) 6 ( نادي الملوكِ ، وجَدُّه غنام ** أنت فيه خليفةٌ وإمام ) 7 ( ورحنا وهْي مدبرةٌ نَعاما ** ملكنا مارِنَ الدنيا بوقتٍ ) 7 ( وثقتم واتهمتم في الليالي ** فلا ثقةً أدمنَ ، ولا اتهاما ) 7 ( يا لائمي في هواه - والهوى قدرٌ - ** ) 7 ( ** عهدَ السَّمَوْألِ ، عُرْوَةً ، وحِبالا ) 7 ( ما كان دنلوبٌ ، ولا تعليمُه ** )
____________________
(1/90)
7 ( لم يطو ماْتمُها ، وهذا مأتمٌ ** لبسوا السواد عليك فيه وقاموا ) 7 ( ما دام مغناكم فليس بسائلٍ ** أحوى السيادة صبيةً وكهولا ) 7 ( هلا بدا لك أن تجامل بعد ما ** ) 7 ( فأَخذْتِه حُرّاً بغيرِ شريك ** ) 7 ( صاحبته عشرين غيرَ ذميمةٍ ** ) 7 ( هذي بجانبها الكسيرِ غريقةٌ ** تهوي ، وتلك بركنها المدكوك ) 7 ( فإن السعادةَ غيرُ الظهو ** رِ ، وغير الثراءِ ، وغيرُ الترف ) 7 ( ** بكل غايةِ إقدامٍ له وَلَع ) 7 ( نَدّاً بأَفواهِ الركاب وَعَنبَرا ** ) 7 ( ** وتكادُ من نور الإِله حِيالَه )
____________________
(1/91)
7 ( وإذا خطرتَ على الملا ** ) 8 ( ** إذا هو باللؤم لم يُكتنف ) 8 ( لا يبخسون المحسنين فَتيلا ** ) 8 ( وإِذا دعوتُ إِلى الوِئامِ فشاعرٌ ** ) 8 ( ** جبريلُ يَعرضُ والملائكُ باعةً ) 8 ( سَحراً وبين فراشِه الأَحلام ** يا ليت شعري : في البروج حمائمٌ ) 8 ( بيروتُ ، مات الأُسدُ حتفَ أُنوفهم ** لم يُشهروا سيفاً ، ولم يحموك ) 8 ( وفجرتَ ينبوعَ البيان محمداً ** تَ على النُّسورِ الجُهَّل ) 8 ( بين البُغاة وبين المصطفى رَحِم ** على سوي الطائر الميمونِ ما قدِما ) 8 ( رأوا بالأمس أنفك في الثريا ** فكيف اليوم أصبح في الرَّغام ؟ )
____________________
(1/92)
8 ( شببتم بينكم في القطر ناراً ** حلَّتْ مكاناً عندهم ) 8 ( فيا تلك الليالي ، لا تَعودي ** ونعلُه دونَ رُكن البيت تُستلم ) 8 ( ** لعرفتَ كيف تُنفَّذ الأحكام ! ) 9 ( علَّمتَ يوناناً ومصرَ ، فزالتا ** عن كل شمسٍ ما تُريد أُفولا ) 9 ( يا طالباً لمعالي الملك مجتهداً ** ) 9 ( غيرَ غاوٍ ، أَو خائن ، أَو حسود ** ويبيت الزمانُ أَندلسيّاً ) 9 ( أَو للخطابةِ باقلاً ؛ لتخيّرا ** ) 9 ( لغةٌ من الإغريق قيِّمةٌ ، ** من ذلك الصوت الرخيم ) 9 ( فعلى بَني عثمانَ فيه سلام ! ** ) 9 ( سبعون ليثاً أُحرقوا ، أو أُغرقوا ** يا ليتهم قُتِلوا على طبروك )
____________________
(1/93)
9 ( في ملعبٍ للمضحاكت مشدٍ ** مثلتَ فيه المبكياتِ فصولا ) 9 ( ** وأَتاهم بقُدوةٍ ومِثال ) 9 ( هذا يحنُّ إلى البسفور محتضراً ** وذاك يبكي الغَضا ، والشيحَ ، والبانا ) 9 ( وأصبح العلمُ ركنَ الآخذين به ** من لا يقيمْ ركنَه العرفان لم يَقُم ) 9 ( عودي إلى ما كنتِ في فجر الهدى ** من رحمةِ المولى ، ومن أفضاله )0 ( إن نامت الأحياء حالتْبينه ** تُوِّجَ البائسون والأَيتام )0 ( حكمةٌ حال كلُّ هذا التجلِّي ** دونها أن تنالها الأفهام )0 ( يُمنَى ، وباليسرى نزع ** )0 ( ** لقد رضياكِ بينهما مشاعا )0 ( ** أَدب في النفوس والأَفعال )
____________________
(1/94)
10 ( مُرْتَجِّ لَحْظِ الأَحول ** )0 ( ** أَما العتابُ ، فبالأَحبّة أَخلَقُ )0 ( ** أَوسعتَنا يومَ الوداعِ إِهانةً )0 ( شهد الحسينُ عليه لعنَ أصوله ** )0 ( كلٌّ يصيد الليثَ وهو مقيَّدٌ ** ويعزُّ صيد الضَّيغَمِ المفكوك )0 ( أدِّبه أدب أمير المؤمنين فما ** ويدعو الرابضين إِلى القِيام )0 ( جددت عهد الراشدين بسيرةٍ ** نسجَ الرشادُ لها على منواله )( يا مضرِبَ الخَيم المنيفة للقِرى ** ما أنصف العُجمُ الأُولى ضربوك )( وأَنظرُ جَنَّةً جمعتْ ذِئاباً ** بين البّغاة وبين المصطفى رَحِم )( سرَى ، فصادف جُرحاً دامياً ، فأسا ** ورُبَّ فضل على العشاق للحُلُم )
____________________
(1/95)
1( يمضي ويُنسَى العالمون ، وإِنما ** )( لا الفردُ مَسَّ جبينكِ العالي ، ولا ** )( ** يمد الجهلُ بينهم النِزاعا ؟ )( متوجِّع ، يتمثلُ اليومَ الذي ** )( ** والمرء إن يجبن يعشْ مرذولا )( أَدبٌ لعمرك لا يُصيبُ مثيلا ** وحمى إلى البيت الرحام سبيلا )( إنما واصفٌ بناءٌ من الأخ ** )( من كان في هَدْي المسي ** دِ الجاهلية والهزيم )( مُقَل عانت الظلامَ طَويلاً ** تَدْمَى جلودٌ حوله وعظام )( ** اللاعبات بُروحي ، السافحات دمِي ؟ )
____________________
(1/96)
1( الصارخون إِذا أُسيءَ إِلى الحِمَى ** إليكِ تخطرُ بين الورد والآس )( وحياً من الفصحى جَرَى وتحدّرا ** في الفاطمين انتمى ينبوعُه )( هل دون أيام الشبية للفتى ** صفوٌ يحيطُ به ، وأُنسٌ يُحدِق ؟ )( ما كنتِ يوماً للقنابل موضعاً ** ولو أنها من عسجد مسبوك )( حقٌّ أعزَّ بك المهيمنُ نصره ** مني لعهدكِ يا فروقُ تحيَّةٌ )( ابنُ الرّسولِ فتىً فيه شمائلُه ** وفيه نخوتُه ، والعد ، والشمَمُ )( ونجيبٌ ، وهذبٌ ، من نجيبٍ ** هذَّبتْه تجاربُ الأحوال )( أم مِن الناسِ بعدُ من قولُه وحْ ** )( ** آل النبي بأعلام الهدى خُتموا )( ** والأسدُ شارعة القنا تحميك )
____________________
(1/97)
1( ** طوراً تمدّك في نُعْمى وعافيةٍ )( ** وتعلن الحبَّ جمّاً غير متَّهَم )( ** جزعاً من الملإِ الأسيف زحام )( من كلّ من خطَّ البنا ** كانوا البنينَ البرَره )( واهبُ المالِ والشبابِ لما ين ** )( صدق الخلقُ ؛ أنت هذا ، وهذا ** يا عظيماً ما جازه إعظام )( وأَتيتَ من محرابه ** من السرطان لا تجد الضماما ؟ )( لا يذهب الدَّهرُ بين التُّرَّهاتِ بكم ** وبين زَهْرٍ من الأحلام قتَّال )( لا تهجعنَّ إلى الزما ** عيونِ الخرائد غيرُ الخزف )( بيروتُ ، يا راحَ النزيلِ ، وأُنسَهُ ** يمضي الزمانُ عليّ لا أسلوك )
____________________
(1/98)
14 ( هاتوا الرجال وهاتوا المال ، واحتشدوا ** )4 ( ** عَصَرَ العُربُ في السنينَ الخوالي )4 ( ** أُمة التركِ ، والعراقُ ، وأَهلو )4 ( القاتلات بأجفانٍ بها سَقَمٌ ** يا بني مصرَ ، لم أَقلْ أُمّةَ ال )4 ( أحبتك البلادُ طويلَ دهرٍ ** وذا ثمنُ الولاءِ والاحترام )4 ( يُظهرُ المدحُ روْنَقَ الرجل الما ** )4 ( الحسنُ لفظٌ في المدائنِ كلِّهَا ** ووجدتُه لفظاً ومعنًى فيك )4 ( وراءَ كلِّ سبيلٍ فيهما قَدَرٌ ** منَى ، وباليسرى نزع )4 ( مدحاً ، يُردَّد في الورى موصولا ** فرعى له غُرراً وصان حجولا )4 ( أرى طيارهم أوفى علينا ** ولحقَّ فوق أرؤسنا وحاما )
____________________
(1/99)
14 ( ما زالت الأيام حتى بدلت ** وتغيرَ الساقي ، وحالَ اجام )5 ( فكِلاكما المفتكُّ من أَغلاله ** وعلى حياةِ الرأْي واستقلاله )5 ( وأنظر جيشهم من نصف قرنٍ ** على أبصارنا ضرب الخياما )5 ( كيف الأَراملُ فيكِ بعد رجالِها ؟ ** قمتم كهولا إلى الداعي وفتيانا ؟ )5 ( العيدُ من رُسُلِ العنايةِ ، فاغتبطْ ** أَليس إِليهم صلاح البناءِ )5 ( ألفوا مصاحبةَ السيوفِ وعوِّدوا ** )5 ( نادمتُ يوماً في ظِلالِكِ فتيةً ** وسَمُوا الملائكَ في جلالِ ملوك )5 ( ** ملأَ الحياةَ مآثراً وفعالا )5 ( هذا هو الحجرُ الدرِّيُّ بينكم ** )5 ( أخذتْ حكومتكِ الأمانَ لظبيه ** )
____________________
(1/100)
15 ( كم نائمٍ لا يَراها ، وهي ساهرةٌ ** يغبِطْ وليَّك لا يُذمَمْ ، ولا يُلم )5 ( في عالمٍ صحبَ الحياة مقيداً ** بافردِ ، مجزوماً به ، مغلولا )6 ( زعموك همّاً للخلافةِ ناصباً ** أَيامَهم في ظِلكَ الأَحكام )6 ( يُنسون حساناً عصابة جلَّقٍ ** حتى يكاد بجلق يفديك )6 ( في الفاطميين انتمى ينبوعهُ ** عذبَ الأٌ صول كجَدّهم متفجِّرا )6 ( ** أَتت القيامةُ في ولا يةِ يوسفٍ )6 ( فلا أمناؤنا نقصوه رمحاً ** ولا خواننا زادوا حساما )6 ( محاسنُه غِراسك والمساوي ** لك الثّمرانِ : من حمدٍ ، وذام )6 ( وما أَغناك عن هذا الترامي ** نُعمى الزيادة ما لا تفعل النقمُ )7 ( عزّ السبيلُ إلى طه وتربته ** فمن أراد سبيلا فالطريقُ دم )
____________________
(1/101)
17 ( حَوالَيْ لُجَّةٍ من لا زَوَرْدٍ ** تعالى اللهُ خَلْقاً وابتداعا )7 ( ونسيب ، تحاذرُ الغيدُ منه ** شَرَكَ الحسنِ أو شباكَ الدلال )7 ( وسرى الخِصبُ والماءُ ، ووافى ال ** بشرُ ، والظلُّ ، والجنَى ، والغَمام )7 ( ** هل تبخلونَ على مصر بآمال ؟ )7 ( صوت الحقيقة بين رع ** إذا قصر الدبارة فيه غاما )7 ( ويقول قومٌ : كنت أشأم موردٍ ** )7 ( عاقدةٌ زُنَّارَها ** )7 ( إن هززتم تلاقى السيف منصلتاً ** وعلى وجوهِ الثاكلات رغام )7 ( فقربوا بيننا فيها وبينكمُ ** وأَين ذهبتمُ بالحقّ لما )7 ( بكرَ الأَذانُ مُحيِّياً ومهنّئاً ** ودعا لك الناقوسُ فيما ينطق )
____________________
(1/102)
17 ( تالله ما أحدثتِ شرّاً أو أذىً ** حتى تراعي ، أو يراع بنوك )8 ( محمدٌ رُوِّعت في القبر أعظمُه ** )8 ( أَنتِ التي يحمي ويمنع عِرضَها ** سيف الشريف ، وخِنجرُ الصُّعلوك )8 ( هَوَت الخلافةُ عنكِ ، والإِسلام ** فيه حسنٌ ، وبالعُفاةِ غرام )8 ( ** جدرانه المجدّره )8 ( يَبُثُّ تجاربَ الأيامِ فيهم ** ويدعو الرابضين الى القيام )8 ( ويراك داء الملك ناس جهالةٍ ** أَرسى على بابِ الإِمام كأَنه )8 ( ** وسعينا قدم فيه إلى قدمَ )8 ( أو أنت مثل أبي ترابٍ ، يتقي ** ويهابه الأملاك في أسمالكه )8 ( ** فأبى ، وآثر أن تموت نبيلا )
____________________
(1/103)
19 ( نزلوا على حكم القويِّ ، ** )9 ( يرعنَ للبصرِ السامي ، ومن عجبٍ ** )9 ( ** ركناً على هام النجوم يقام )9 ( ** حتى تذوقي في حلبة الفرسان من حاميك )9 ( إِن يجهلوكِ ؛ فإِنَّ أُمّك سوريا ** والأبلقَ الفردَ الأشمَّ أبوك )9 ( ** إذا سال خاطره بالطُّرَف )9 ( مبالغٌ فيه ، والحجّاجُ مُتَّهَم ** )9 ( عهد النبيِّ هو السماحة والرضى ** بمحمد أولى وسمحِ خلاله )0 ( والسابقين إلى المفاخروالعُلا ** بَلْهَ المكارمَ والندى أَهلوك )0 ( من عادة الإِسلام يرفعُ عاملاً ** زال أهلوه ، وهو في إقبال )
____________________
(1/104)
20 ( رعى الله ليلتَكم ، إِنها ** يزهو بلألاءِ العزيزِ ويُشرق )0 ( قالوا : جلبت لنا الرفاهة والغنى ** جحدوا الإله ، وصنعه ، والنيلا )0 ( نا ، وابن بَرقينَ الحكيم ** نَ العلم والخُلق القويم )0 ( ** في العفو عن فاسق فضلٌ ولا كرم )0 ( لله من مَلأٍ كريمٍ خيِّر ** باسم الحنيفةِ بالمزيد مُبشرا )( ملكِ العقول ، وإِنها ** ورحنا وهْي مدبرةٌ نعاما )( تُعلِّمُ حمتُه الحاضرين ** أَنت النقيُّ من الطَّبَع )( رجعت إِلى آياتِه الأَقوام ** )( ومشى عليه الوحيُ والإِلهام ** وبنو العصر ، والولاةُ الفِخام )( على جَناحٍ ، ولا يُسْعَى على قَدم ** كأنكَ بينهم داعي الحمام )
____________________
(1/105)
2( سالت دماءٌ فيكِ حول مساجدٍ ** وكنائسٍ ، ومدارسٍ وبُنُوك )( عُوّادُه يتسّمحون برُدْنه ** كالوفد مَسَّحَ بالحطِيم الأطهر )( أراعَكَ مقتلٌ من مصرَ باقٍ ** فقمت تزيدُ سهماً في السهام ؟ )( هكذا الدَّهر : حالةٌ ، ثم ضدٌّ ** فإِذا غفلنَ فما عليهِ مَلام )( كنا نؤمِّل أَن يُمَدّ بقاؤها ** حتى تَبِلَّ صدَى القنا المشبوك )( بطَّالَ اليدين ؛ لم ترَه ** )( وسَما بأروِقَةِ الهُدى ، فأحلَّها ** فرعَ الثُّرَايّا ، وهي في أصل الثرى )( ** الرافعين الملكَ اوجَ كماله )( واخلف هناك غِرايَ أَو كمبيلا ** )( ** يُفنِي الزمانَ ، ويُنفِد الأَجيالا )
____________________
(1/106)
2( والروحُ يكلأ ، والملائكُ حُرَّس ** شجاها النَّفاعُ وفيه التلف )( وهل تركت لك السبعون عقلاً ** لعرفانِ الحلالِ من الحرام ؟ )( ومبشرٍ بالصلحِ قلت : لعله ** خيرٌ ، عسى أن تصدق الأحلام )( لكِ في رُبَى النيلِ المبارَك جِيرةٌ ** لو يقدرون بدمعهم غسلوك )( ** والناسُ أنك مُحيي رسمِها البالي )( ومعاقلا لا تمحى آثارها ** وجيوش إبراهيم والأسطولاْ )( يا دولةَ السيف ، كوني دولةَ القلم ** )( فتجارتِ اللغتان لل ** ولم نعد الجزاء والانتقاما )( ولأنت الذي رعيَّتُه الأُسْ ** دُ ، ومَسى ظلالها الآجام )( مَنْ أنبتَ الغصن مِنْ صَمصامةٍ ذكرٍ ؟ ** وأخرج الريمَ مِن ضِرغامة قرِم ؟ )
____________________
(1/107)
24 ( ** ما يحتذي الخلفاء حذو مثاله )4 ( أمة الترك ، والعراقُ ، وأهلو ** هـ، ولبنانُ ، والربى ، والخيام )4 ( ** فتذكره ودمعك في انسجام ؟ )4 ( توفيقُ مصر وانتِ ، أصلٌ في الندى ** وفتاكما الفَرْعُ الكريمُ العُنصُر )4 ( إِسلامِ يومَ الجنْدَل ؟ ** )4 ( ونبذل المال لم نُحمَل عليه ، كما ** يقضي الكريمُ حقوقَ الأعل والذِّمما )5 ( سل الحليمة الفيحاء عنه ** وسل داراً على نور الظلام )5 ( والحاملينَ إذا دُعوا ليعلَّموا - ** أَسمعتَ بالحكَمَيْن في ال )5 ( إذا التصريح كان براح كفرٍ ** فلم جُنَّ الرجالُ به غراما ؟ )5 ( ينعي إِلينا الملكَ ناع لم يطأ ** )
____________________
(1/108)
25 ( يا ليت شعري هل يحطم سيفه ** للبغي سيفاً في الورى مسلولا )6 ( ولو استطاعوا في المجامع أَنكروا ** فلم أر بيننا إلا ذراعا )6 ( شهدُ الحياةِ مشوبهً ** بالرق ؛ مثل الحنظل )6 ( وكيف يكون في أيدٍ حلالاً ** وأُخرى من تميم )6 ( يا نفسُ ، دنياكِ تُخْفي كلَّ مُبكيةٍ ** يُريكَ الحبَّ ، أو باغي حُطام )6 ( المعرضين ولو بساحة يَلْدزٍ ** في مصر محلوجاً بها مغزولا )6 ( ** إِن القُوَى عزٌّ لهم وقوام )6 ( هذبته السيوفُ في الدهر ، واليو ** مَ أتمتْ تهذيبه الأقلام )7 ( كانتْ لنا قدمٌ إليه حفيفةٌ ** ورمَتْ بدنلوبٍ فكان الفيلا )7 ( وسراتُهم في مُقعد ** )
____________________
(1/109)
27 ( زال الشباب عن الديارِ وخلفوا ** للباكياتِ الثكل والترميلا )7 ( ** أرى أثر البراقِ ركا وضاعا )7 ( فُضِّي بتقواكِ فاهاً كلما ضَحكتْ ** يا شبابَ الديار ، مصرُ إِليكم )7 ( في الملك أَقوامٌ عِدادُ رماله ** )7 ( دِ الخُشُن المنمِّره ** )7 ( ومن المهابةِ بين أَلفِ معسكر ** تَتْرُكْ لصُنَّاعِ المآثر مَفْخَرا )8 ( ** تَشرُف الكأسُ عنده والمدام )8 ( ** وشبابُها يتعلمو )8 ( بالأمس أفريقا تولتْ ، وانقضى ** ملكٌ على جيدِ الخضمِّ جسام )8 ( تغني القوى المفكِّره ** )
____________________
(1/110)
28 ( إن قيس في جودٍ وفي سرفٍ إلى ** في عدلِ فاتحهم وقانونيِّهم )8 ( أُضِيفَ إِلى مصائبنا العِظام ** أن يعلم الشامتون اليومَ ما علموا )8 ( لما طلعتَ عليها قال سيِّدها ** على يدِ اللهِ في حلٍّ وترحال )9 ( سيجمعُني بكِ التاريخُ يوماً ** )9 ( أقام على الشفاه بها غريباً ** فوق المعلِّم والزعيم )9 ( لَى فيه غيرَ مُنْذَره ** وادّرعتْ بالحبَرَه )9 ( تلك الكفورُ وحَشوُها أميَّةٌ ** )9 ( ** كلّما همّ مجدهُ بزوالٍ )9 ( ** ما السُّفنُ في عدد الحصى بنوافع )9 ( ** في ذا المقامِ ولا حجدت جميلا )
____________________
(1/111)
29 ( ضلوا عقولاً بعد عرفانِ الهدى ** )0 ( لا تذكرِ الكرباجَ في أيامِهِ ** )0 ( وهو العليم بأن قلبي موجعٌ ** وجعاً كداء الثاكلات دخيلا )0 ( أُولئك مَرُّوا كدود الحرير ** ولمن تُحالِفُه شِيَع )0 ( تجد الذين بنى المسلة جدُّهم ** لأا يُحسنون لإبرةٍ تشكيلا )( فما على المرءِ في الأخلاق من حرج ** إذا رعى صِلةً في الله ، أو رَحما )( إني رأيت على الرجالِ مظاهراً ** )( ** فغطى الأرضَ ، وانتظم الأناما )( مي في دُجى ليلٍ بهيم ** )( ترى فيه الصيَانَ لحق مصر ** )
____________________
(1/112)
3( وترى بإِذن الله حُسنَ مآله ** منها المضاربَ والخيامَ بديلا )( ولو وهبتُم لنا عُليَا سيادتكم ** )( ** في الثرى ملؤها حصىً ورغام ؟ )( وعلمتُ أنّ من النساء ذخيرةً ** )( فينا تلك الليالي ، لا تعودي ** ويا زمنَ النفاق ، بلا سلام )( وكيف ينالُ عونَ الله قومٌ ** عرابي اليوم في نظر الأَنام ؟ )( والجِدُّ روحٌ منه والإِقدام ** )( ن ، وأَدركوها في العلوم ** طلعتَ حيالها قمراً تماما )( طُوِيَتْ ، وعمَّ العالمين ظلام ** )( الجهلُ لا تحيا عليه جماعةٌ ** رةُ في الجوادِ المُجزل )
____________________
(1/113)
34 ( خيرٌ ، عسى أَن تصدقَ الأَحلام ** )4 ( ح ، وكان في رُشْدِ الكليم ** )4 ( هذي كرائم أشياءِ الشعوب ، فإن ** ماتت فكلُّ وجود يشبه العَدما )4 ( القارئين على عليّ علمها ** وعلى الغزاة المتقين رجاله )4 ( صُفرَ الغَلائل والحلِي ** دارت على فِطنِ الشباب شَمولا )4 ( ولكم دعوتِ ننساءَ مصرَ لصالح ** فنهضن فيه يلقنَ عائشةُ أؤمري )5 ( وسراتهم في مقعد ** من مطلبِ الدنيا مقيم )5 ( حبُّ السيادة في شمائِل دينكم ** أنَّى مشى ، والبغي ، والإجرام )5 ( فكأنهنّ عقائلٌ من هاشمٍ ** )5 ( رأْساً سوى النفرِ الأُلى رفعوك ** كانوا له الاوتادَ في زلزالهِ )
____________________
(1/114)
35 ( نَسْلاً ، ولا بغدادُ من أَمثاله ** تذرُ العلومَ ، وتأْخذ الفوتبولا ؟ )5 ( إذا جئتَ المنابَر كنتَ قساً ** إذا هو في عكاظ علا السَّناما )6 ( هامت على أثرِ اللَّذاتِ تطلبهُها ** والنفس إن يدعُها داعي الصِّبا تَهم )6 ( وأنظر جنَّةً جمعتْ ذِئاباً ** فيصرُفُني الإباءُ عن الزحام )6 ( عرفت مواضع جدبهم ، فتتابعتْ ** لا حكمةٌ لم تُشعَل )6 ( وأنت ألذُّ للحق اهتزازاً ** والطفُ حين تنطقه ابتساما )6 ( إِنّ الغرورَ إِذا تملَّك أُمةً ** وعلوِّهم يتخايلُ الإِسلام ؟ )6 ( ** لنثرتُ دمعي اليوم في أطلاله )7 ( ** أشدَّ على العدو من الحسام )7 ( جُعلتْ لحرٍّ يُبتَلى ** )
____________________
(1/115)
37 ( وإلى اللهِ من مشى بصليبٍ ** في يديهِ ، ومن مشى بهلال )7 ( بأَضلَّ عقلاً وهي في أَيْمانكم ** )7 ( ** أَم هل يَعُدُّ لك الإِضاعةَ منةً )7 ( وتحملُ من أديمِ الحقّ وجهاً ** ومدارس لا تُنْهِضُ ال )7 ( كانوا أَجلَّ من الملوكِ جلالةً ** وقدماً زين الحلمُ الشجاعا )7 ( ومسيطرون على الممالك ، سخرت ** )8 ( فُوفِ الرياضِ ، ووَشْيِها المحبوك ** خاض الغمارَ دماً إلى آماله )8 ( ومن الحرير شكيمة ولجام ** يا أُختَ أَندلسٍ ، عليكِ سلامُ )8 ( هَق وهو في ** عُمْر الفطيم )8 ( ** لهم كركن العنكبوت ضئيلا )
____________________
(1/116)
39 ( حرمتهم أن يبلغوا رتبَ العُلا ** ورفعتَ قومك فوقهم تفضيلا )9 ( ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحمَى ** )9 ( مِهارُ الحق بغضنا إليهم ** شكيمَ القيصرية واللجاما ) 40 ( ** يسمو إليك بجده وبخاله ) 40 ( لواؤك كان يسقيهم بجامٍ ** ) 40 ( ** وتضاعُ الأمورُ بالإِهمال ) 40 ( فهو الذي يبني الطباعَ قويمةً ** لَيْه ، وأَغلى الصَّندل ) 4( ** يَرمي ، ويُرمَى في جها ) 4( ويقيمُ الرجالُ وزنَ الرجال ** مُفرِّج الكرب في الدارينِ والغمَم ) 4( ** كثرت عليه باسمك الآلام )
____________________
(1/117)
4( ** رَحِماً ، وباسمك تقطع الأرحام ) 4( وإذا المعلم ساء لحظّ بصيرةٍ ** جاءت على يده البصائرُ حُولا ) 44 ( إِني أَعيذُكِ أَن تُرَيْ جبارةً ** ) 44 ( ** للعبرتين بوجنتيك مسيلا ) 44 ( لك الخطبُ التي غصَّ الأعادي ** بترفُّع الأَسدِ الشتيم ) 44 ( ر ، مهدَّدٌ بالمقتل ** ومن الغرورِ ؛ فسمِّه التضليلا ) 45 ( أَو سالَ من عِقْيانه شاطيك ** ) 45 ( وحياةٍ كبيرةِ الأَشغال ** ) 45 ( كم هاجه صيدُ الملوكِ وهاجهم ** عزٌّ لكم ، ووقايةٌ ، وسلام ) 46 ( وعدوها لنا وعوداً كباراً ** هل رأيت القُرى علاها الجهام ؟ )
____________________
(1/118)
46 ( واجعل مكانَ الدرِّ إِن فصّلتَه ** ) 46 ( إني لأعذُركم وأحسبُ عِبْئكم ** من بين أعباءِ الرجال ثقيلا ) 47 ( وجد المساعدَ غيركم ، وحُرمتمُ ** في مصرَ عونَ الأُمهاتِ جليلا ) 47 ( يُزِري قَرِيضي زُهيراً حين أمدحُه ** فهو أَصلٌ ، وآدمُ الجدُّ تالي ) 47 ( بنيتَ قضيَّةَ الأوطانِ منها ** مَشَّاءَ هذا العصرِ ، قفْ ) 47 ( فمللنا ، ولم يك الدواءُ يحمي ** أن تملَّ الأرواحُ والأجسام ) 48 ( محمدٌ صفوةُ الباري ، ورحمته ** وبغيةُ الله من خلقٍ ومن نَسَم ) 48 ( وطوَى اللياليَ ركنُهُ والأَعْصُرا ** وأمّن مسجديه والبقاعا ؟ ) 48 ( في كلِّ عامٍ أَنتِ نزهةُ روحِه ** سبحتُ باسمك بكرةً واصيلا ) 48 ( يمنع القيدُ أن تقوم ، فهل تا ** جُ ؟ فبالتاج للبلاد قيام )
____________________
(1/119)
48 ( لما تلاحى الناس لم ** تنزل إلى المرعى الوخيم ) 49 ( فارفع الصوتَ : إنها هي مصرٌ ** هانَ الضِّعافُ عليه والأَيتام ) 49 ( ليس اليتيمُ من انتهى أبواهُ من ** مُ الليلَ حتى يَنجلي ؟ ) 50 ( ** فلَك ، ومقذوفاتُها أَجرام ) 50 ( ** فيا رَعى الله وفداً بين أَعيننا ) 50 ( كم مرضعٍ في حجر نعمته غدا ** صَلَّوْا على حَدِّ السيوف ، وصاموا ) 50 ( أَسفاً لفرقتكم ، بُكاً ، وعويلا ** ) 50 ( كا مان من عقباتها ، وصعابها ** ذللتموه بعزمكم تذليلا ) 5( وكأنما البوسفورُ حوضُ محمدٍ ** ) 5( لم يُهدَ للمتوَكِّل ** أمّاً تخلَّتْ ، أو أباً مشغولا )
____________________
(1/120)
5( مي في دُجى ليلٍ بهيم ** سبقتهم إلى الركن استلاما ) 5( ** وتخفض رأسك العالي احتشاما ) 5( إن جئت مرمرةً تحثُّ الفلكَ في ** بهج ، كآفاق النعيم ، ضحوك ) 5( وليوصوا بمن له الدهرُ عبدٌ ** وله السعدُ تابعٌ وغلام ) 5( ** مثَّلتَ فيه المُبكياتِ فصولا ) 5( لم يغف ضدُّك ، أَو يَنم شانيكِ ** فيه البشير ببشره وجماله ) 54 ( تبعي بعيدك في الممالك ، واسلمي ** ) 54 ( من يرد حقهُ فللحق أنصا ** ) 55 ( أبا الفاروقِ أدركها جراحاً ** أَجيال تفصيل اليتيم ) 56 ( ** يبني الشرائعَ للعصو )
____________________
(1/121)
56 ( دار السعادة أنتِ ، ذلك بابُها ** سلَّت يدٌ مدت إلى إقفاله ) 56 ( حيُّوا من الشهداءِ كلَّ مغيَّبٍ ** وضعوا على أحجاره إكليلا ) 58 ( ** إلى الإصلاح فامنحه الغماما ) 59 ( سيلُ الممالكِ جارفٌ من شدَّةٍ ** في الرُّزءِ لا شيعٌ ولا أحزام ) 59 ( إن في يلذر الهوى لخلالا ** سرت النبوّةُ في طَهور فضائِه ) 60 ( فلا أسُس التجارة فيه قرَّتْ ** هي غُصَّةُ الوطن الكظيم ) 60 ( قد تجلت لخير بدرٍ أفلت ** ) 6( حظٌّ رجونا الخيرَ من إقباله ** ) 6( فالزم التمَّ أيها البدرُ دوماً ** ) 6( ويُهابُ بين قيوده الضرغام ** رجعى إلى الأقدار واستسلام )
____________________
(1/122)
6( لِ إِذا لاحَ وهو بالزهر حالي ** قعائدُ الدَّيْرِ ، والرُّهبانُ في القِمم ) 6( ** قبل البَنِيَّةِ والحَطيم ) 6( لا يأخذن على العواقب بعضكم ** ما توجبُ الأَعلاقُ والأَرحام ) 6( إنّ الشمائلَ إن رَقَّتْ يكاد بها ** ) 6( ونودي : اقرأ تعالى الله قائلها ** لم تتصل قبل مَن قيلتْ له بفم ) 64 ( فخذ ما شئت في الإصلاح عنهم ** تجدْ في كل مأثرةٍ إماما ) 65 ( بترفُّع الأَسدِ الشتيم ** هَق وهو في عُمْر الفطيم ) 66 ( كرمٌ وصفحٌ في الشباب ، وطالما ** كرمَ الشبابُ شمائلاً وميولا ) 66 ( دَ ، ولم تزلْ أَوْفَى خَديم ** ن على الفراقد والنجوم ) 68 ( والدينُ ليس برافعٍ ملكاً إِذا ** )
____________________
(1/123)
69 ( ما أبعد الغايات ! ! إلا أنني ** أجد الثباتَ لكم بعنّ كفيلا ) 7( ودعوا التفاخر بالتُّراث وإن غلا ** فالمجدُ كسبٌ ، والزمانُ عصام ) 7( ** نحتفي بالأَديب ، والحق يقضي ) 7( إنّ الغرورَ إذا تملَّك أمةً ** ) 74 ( ومناصب في غير موضعها كما ** وتصدُّها الأَخلاقُ والأحلام ) 74 ( وتُضاعُ البلادُ بالنومِ عنها ** ) 76 ( بلِيتْ هاشِمٌ ، وبادتْ نزارٌ ** ) 78 ( ساد البريةَ فيه وهو عِصام ** قتلا فأقتل منما الإحجام ) 80 ( ** لكلّ طاغيةٍ في الخلق مُحتكِم ) 8( وإِذا عظَّمَ البلادَ بَنوها ** ويذبحان كما ضحَّيتَ بالغَنَم )
____________________
(1/124)
87 ( جُبتَ السمواتِ أو ما فوقهم بهم ** عر ، وأَوعى جوائزَ الأَمثالِ ) 88 ( ركوبة لك من عزٍّ ومن شرفٍ ** لا في الجيادِ ، ولا في الأيْنُق الرسُم )10 ( تهفو إليكَ - وإن أدميتَ حبَّتَها ** )16 ( ** ونظامٍ ، كأَنه فَلَك اللي )2( سِ ، وحَثْوِ التراب ، والإِعوال ** تكفَّلَ السيفُ بالجهالِ والعَمَم )3( لو لاه لم نر للدولاتِ في زمن ** )39 ( دِ ، ودعوى من العِراض الطوال ** بعزمِهِ في رحالِ الدهرِ لم يَرِم )4( واهبُ المالِ والشبابِ لما يَن ** )46 ( واللسانُ المبين ليس ببالي ** تكفَّلتْ بشباب الدهرِ والهَرَم )49 ( وعاّمتْ أُمةً بالقفر نازلةً ** )
____________________
(1/125)
15( ساروا عليها هُداةَ الناس ، فهي بهم ** وجلالُ الأَخلاق والأَعمال )57 ( ** هوى كل أثَرِ النيران والأيُم )8( جِدِ ، كالسيفِ يزدهي بالصِّقال ** )
____________________
(1/126)
البحر : خفيف تام ( قِفْ بروما ، وشاهد الأمرَ ، واشهد ** أَن للمُلك مالكاً سبحانَه ) ( يا عزيز السجن بالبابا ، إِلى ** وأَبوكَ الفضلُ خيرُ المُنجبين ) ( دولةٌ في الثرى ، وأَنقاضُ مُلكٍ ** هَدَمَ الدهرُ في العُلا بنيانه ) ( مَزقت تاجهَ الخطوبُ ، وألقت ** في الترابِ الذي أرى صولجانه ) ( ** قد امتلأَت منك أَيْمَانها ) 4 ( طللٌ ، عند دمنةٍ ، عند رسمٍ ** ككتابٍ محا البلى عنوانه ) 4 ( لا يقولَنَّ امْرُؤ : أَصْلِي ، فما ** ) 5 ( وثماثيل كالحقائق ، تزدا ** في ذمةِ الله أَوْفَى ذمةٍ نَفَرٌ ) 5 ( وفقدتمُ ما عزَّ في وجدانه ** وضلَّ المقاتلَ عُدْوانها ) 6 ( ** أَين المشاركُ مصرَ في فدانه ؟ )
____________________
(1/127)
6 ( ** ربَّ خيرٍ في وجوهِ القادمين ) 6 ( ** إِنَّ الحياةَ نهارٌ أَو سحابتُه ) 6 ( من رآها يقولُ : هذِي ملوكُ ** الدَّهر ، هذا وقارُهم والرزانه ) 7 ( هو كالصخرةِ عند القبط ، أَو ** ) 7 ( يدٌ للعنايةِ ، لا ينقضي ** وتبنين الحياة وتهدمينا ) 7 ( وبقايا هياكلٍ وقصورٍ ** بين أَخذِ البِلى ودفع المتانه ) 7 ( قسماً ما الخيرُ إلا وجهةٌ ** هي هذا الوجه للمستقبلين ) 8 ( أمسك النيلُ ، فلما بشرتْ ** بك مصرٌ عاد فياضَ اليمينْ ) 8 ( هيهات ينسَى بذلَهم أرواحَهم ** ) 8 ( عبثَ بالدهر بالحواريِّ فيها ** وبيليوس لم يَهب أرجوانه )
____________________
(1/128)
8 ( ** تربها القيمُ بالحرزِ الحصين ) 9 ( ** ليهْنكِ أنهم نزعو أمونا ) 9 ( أترع الوادي كما أترعتِهِ ** قد عَرَضْتَ الد ) 9 ( وقفوا له دون الزمانِ وريبِه ** ومشت حداثُتهم على حدَثانه ) 9 ( وجرت هاهنا أُمورٌ كبارٌ ** واصل الدهرُ بعدها جَريانه )0 ( راح دينٌ ، وجاءَ دينٌ ، وولَّى ** ملكُ قومٍ ، وحلَّ ملكٌ مكانه )0 ( ** وضلَّ المقاتلَ عُدْوانها )0 ( هرَ والجيشَ معاً ** منعَ الأُمَّ ملاقاة البنين )( في الجو ، وارتفعت على كيوانه ** )( فكانوا الشُّهبَ حين الأرض ليلٌ ** حين الناس جِدُّ مضَلَّلينا )
____________________
(1/129)
1( والذي حصَّل المجدون إهرا ** قُ دماءٍ خليقةِ بالصيانه )( حَجب النعمة حتى وَجَدَت ** شيّد الناسُ عليه ، وبَنوْا )( فلطالما أبدى الحنينَ لقسِّه ** واهتزَّ أشواقاً إلى سَحبانه )( منايا أبى اللهُ إذ ساورتكَ ** فلم يليق نابيْه ثُعبانها )( ليت شعري . إلام يقتتل النا ** سُ على ذي الدَّنِيَّة الفتانه ؟ )( قهر الأيتام في عيد الندى ** مهرجان البر عرس البائسين )( نَسبُ البدرِ أَو الشمسِ إِذا ** والمرءُ ذو أثر على أخدانه )( قد مشينا بين حديه إلى ** ركبك المحروس بالله المعين )( بلدٌ كان للنصارى قتاداً ** صار ملكَ القُسوس ، عرش الديانه )( ولكنْ رؤُوسٌ لأَموالهم ** )
____________________
(1/130)
14 ( ** وأَحالت عسلاً صابَ المَنون )4 ( وشعوبُ يمحون آية عيسى ** ثم يعلون في البريَّةِ شانه )4 ( حَوَتْ دَمكَ الأَرضُ في أَنفِها ** منايا أَبى اللَّهُ إِذ ساورتكَ )4 ( نامَ عنها وهي في سدتِهِ ** ديدبانٌ ساهرُ الجَفْنِ أمين )5 ( غايةٌ قصَّر عنها الفاتحون ** سائلَ الغُرَّةِ ممسوحَ الجبين )5 ( تقيَّد في التراب بغير قَيْد ** رُعاةُ العهودِ وخُوّانها )5 ( ويُهينون صاحبَ الروح ميْتاً ** ويُعِزّون بعدَه أَكفانه )5 ( ** وأنخناهُ لدى الخدر الكنين )6 ( ولو زُلتَ غُيَّبَ عَمْرُو الأُمورِ ** )6 ( قل للشباب : زمانُكم مُتحرِّك ** هل تأْخذون القسطَ من دورانه ؟ )
____________________
(1/131)
16 ( عالمٌ قُلَّبٌ ، وأَحلامُ خَلْقٍ ** تتبارى غباوةً وفطانه )6 ( إِنما الأُسوةُ والدنيا أُسىً ** وإذا هالاته عزٌّ مكينْ )6 ( تعالى اللهُ ، كان السحرُ فيهم ** وأَين من الرِّبح قسطُ الرجال )7 ( وإذا الدنيا عليه سْمحةٌ ** تُسفِرُ الآمالَ عنها وتَبينْ )7 ( رومة الزهوِ في الشرائعِ ، والحك ** مةِ في الحُكم ، والهوى ، والمجانه )8 ( وترَ الناسَ ذئاباً وضِئين ** )8 ( والتناهي ، فما تعدّى عزيزاً ** فيكِ عِزٌّ ، ولا مَهِيناً مهانه )8 ( خُطَبٌ لا صوتَ إِلاّ دونَها ** )9 ( ما لحيٍّ لم يُمْسِ منكِ قبيلٌ ** أو بلادٌ يعدَّها أوطانه )9 ( وليس الخلدُ مرتبةَ تلقَّى ** وتؤخذ من شفاه الجاهلينا )
____________________
(1/132)
20 ( يصبحُ الناسُ فيك مولى وعبداً ** ويرى عبدك الورى غلمانه )( ** ومن المكرِ تَغنِّيك بها )( أين ملكٌ في الشرقِ والغربِ عالٍ ** تحسدُ الشمسُ في الضحى سلطانه ؟ )( وسرُّ العبقرية حين يسري ** ميولُ النفوسِ وأَضغانها )( ** يا مُلَقَّى النصرِ في أَحلامِه )( ويختلف الدهرُ حتى يَبينَ ** إلى التاريخ خيرُ الحاكمينا )( وتَرَ الأَمرَ يداً فوق يدٍ ** وحملتِ التاجَ فيها أربعين )( ** وقفوا له دون الزمانِ ورَيبِه )( قادرٌ ، يمسخ الممالكَ أعما ** لاً ، ويعطي وَسِيعَها أعوانه )( وأخذُك من فمِ الدنيا ثناءً ** زكيّاً ، كأَنك عثمانها )
____________________
(1/133)
2( ** ومن الخيف ومن دارِ الأمين )( أين مالٌ جَبَيْتِهِ ، ورعايا ** كلّهم خازنٌ ، وانتِ الخزانه ؟ )4 ( مَنْ دَنا مِن رَكْبِك العالي به ** من أَديم يَهْرَأُ الدبَّ ، إِلى )4 ( أَين أَشرافُكِ الذين طَغَوْا في الد ** هرِ حتى أَذاقهم طغيانه )4 ( فغالي في بنيك الصيدِ غالي ** ويلعبُ بالنار ولدانها )5 ( أَين قاضيكِ ؟ ما أَناخ عليه ؟ ** أين ناديك ؟ ما دهى شيخانه ؟ )5 ( ** سيفُهُ أَحْيينَه في الغابرين )5 ( فاضً الزمانُ من النبوغِ ، فهل فتى ** غمَرَ الزمانَ بعلمه وبيانه ؟ )6 ( لا ترومي غيرَ شِعري موكباً ** واخدعِ الأَحياءَ ما شئتَ ، فلن )6 ( قد رأَينا عليكِ آثارَ حزنٍ ** ومن الدُّور ما ترى أحزانه )
____________________
(1/134)
26 ( فناجيهم بعرشٍ كان صِنْواً ** لعرشك في شبيبته سَنينا )6 ( أين التجارةُ وهي مضمارُ الغنى ؟ ** )7 ( وقَتْكَ العنايَةَ بالراحتَينِ ** وتأْبى الأُمورُ وسلطانها )7 ( أين الجوادُ على العلوم بماله ؟ ** أين المشاركُ مصرَ في فدانه ؟ )7 ( كلُّ حمدٍ لم أصًغْهُ زائِلٌ ** هم جمالُ الأَرض حيناً بعد حين )7 ( اقصِري ، واسأَلي عن الدهر مصراً ** هل قضْت مَرَّتَيْن منه اللُّبانه ؟ )8 ( وتاجٍ من فرائده ابنُ سيتي ** ومن خرزاته خوفو ومينا )8 ( إِنّ من فرَّق العبادَ شعوباً ** جعل القسط بينها ميزانه )9 ( ولكن على الجيش تقوى البلادُ ** وبالعلم تشتدُّ أركانها )9 ( وريدُ الحياةِ وشِريانها ** ترفَّع في الحوادث أن يدينا )
____________________
(1/135)
29 ( هْبكِ أفنيتِ بالحدادِ الليالي ** لن تردي على الورى رومانه )0 ( ولستٌ بقائلٍ : ظلموا ، وجاروا ** على الأُجراءِ ، أو جلدوا القطينا )0 ( ** خُبْثِ ما قد فعلت بالشاربين )( فلطالما أَبدى الحنينَ لقسِّه ** غذاقتل الشيبَ شبانها ؟ )( ** وكم أكلَ الحديدُ بها صحينا )( ** إذا كان في الخُلقِ خسرانها ؟ )( حَرَقَ الدهرُ يديهِ ، وانْجَلَت ** مِحْنَةُ التبرِ عن العِرْقِ المتين )( أُمُّكَ النفسُ قديماً أَكْرَمتْ ** )4 ( يمَّحِي الميْتُ ، ويبلَى رمسُه ** عَلِّمي الجاراتِ مّما تعلمين )5 ( ديْدَبانٌ ساهِرُ الجَفْنِ أَمين ** تتعجبُ الأجيال من إتقانه )
____________________
(1/136)
35 ( أخا اللوردات ، مثلكُ من تحلَّى ** بحليةِ آله لمتطوِّلينا )5 ( ذكرّيهنَّ فَرُوقاً وصِفي ** طلعةَ الخيلِ عليها والسفين )6 ( ويا سعدُ ، أنت أمين البلاد ** قد امتلأت منك أيمانها )6 ( لك الأصل الذي نَبَتتْ عليه ** وإِن نَفد العمْرُ شُكرانها )7 ( قمتم كُهولاً إِلى الداعي وفتيانا ؟ ** وقديماً ملئتْ بالمرسلين )7 ( لم ينالوا حظَّهم في النابغين ؟ ** )8 ( كان كالصَّيادِ في دُولَتِهِ ** لك بالأَمس هو اليومَ خَدين )8 ( كأَنه من جمال رائع وهُدًى ** )9 ( فمصرُ الرياضُ ، وسودانُها ** عيون الرياض وخلجانها )9 ( يا عصاميّاً حوى المجد سوَى ** ابحثوا في الأَرض : هل عيسى دفين ؟ )
____________________
(1/137)
40 ( إنما الأسوة - والدنيا أسى - ** سببُ العمران ، نظمُ العالمين ) 40 ( ** ولا الحكمُ أَن تنقضي دولةٌ ) 40 ( حَمَلَ الأَعْباءَ عنه عصبةٌ ** وقديماً مُلئتْ بالمرسَلين ) 4( يا مبيدَ الأُسْد في آجامها ** فاودَراهُم وجَرَى يَحمي العرين ) 4( رأيت تنكُّراً ، وسمعت عتباً ** فعذراً للغضاب المحنقينا ) 4( مَحَقَ الفَرْدَ وأَلغَى حُكْمَه ** إن حُكْمَ الفَرْدِ مرذول لَعين ) 44 ( أُبوَّتُنا وأعْظُمهم تُراثٌ ** نحاذرُ أن يؤول لآخرينا ) 44 ( يا عزيز السجن بالبابا ، إلى ** كم تردَّى في الثرى ذلَّ السجين ؟ ) 45 ( عيون الرياضِ ، وخلجانها ** ويذهبَ نهبةً للناهبينا ) 46 ( يا مَنْ لشعبٍ رزؤه في مالِه ** )
____________________
(1/138)
47 ( ** وإلى الموتِ عليه مُقْسِمِين ) 47 ( قيصرا الأنساب فيه نازَلاَ ** قيصرَ النفسِ عصامَ المالكين ) 48 ( ** فأَين النبوغ ؟ وأَين العلوم ؟ ) 49 ( خليليَّ اهبطا الوادي ، وميلا ** الى غُرف الشموس الغاربينا ) 49 ( ** رَوعةَ الحكمةِ في الشعر الرصين ) 50 ( على طرابُلُسٍ يقضون شجعانا ** ) 5( وخُصَّا بالعمار وبالتحايا ** يموت من البردِ حيتانها ! ) 5( يخال لروعةِ التاريخ قُدّتْ ** جنادله العلا من طورسينا ) 54 ( وكان نزيلُهُ بالملكِ يدعى ** ) 55 ( وأَين الفنون وإِتقانها ؟ ** )
____________________
(1/139)
55 ( سَرَّني أنْ قَرَّبَ اللهُ النَّوَى ** وشَجاني في غدٍ من تدفنين ) 56 ( عظةٌ قومي بها أَولى وإِن ** ) 56 ( فثَمَّ جَلالةٌ قَرَّتْ ورامت ** ولو زُلتَ غُيِّبَ عَمْرُو الأُمور ) 57 ( شَفَّهُ الأيْكُ حنينً فقضى ** وكِرامُ الطيرِ يُرْدِيها الحنين ) 59 ( ورفعنا في الضَّحايا ذكرَه ** لقويٍّ ، أَو غنيٍّ ، أَو مُبين ) 59 ( ومن المكرِ تغنيك بها ** هل يزكِّي الذِّبحَ غيرُ الذابحين ؟ ) 6( ** وطويلِ الرُّمح ، في كيدِ الوتين ) 6( وأُقسمُ كنتَ في لوزانَ شُغلاً ** وكنت عجيبةَ المتفاوضينا ) 6( وكأنّ الآلَ فيه هاشمٌ ** ربَّ يومٍ لكَ جَلَّى وانثنى ) 6( ** بلسانٍ كان ميزانَ الشئون ؟ )
____________________
(1/140)
6( جَلَّ في العناقِ حتى خِلْتُهُ ** مِنَّةً فيها لأُمِّ المُنْعِمين ) 64 ( ولو كنا نجر هناك سيفاً ** نواحي السماءِ وأَعنانها ) 65 ( مُثارُ السريرةِ غضبانها ** وحاجاتُ الكنانةِ ما قضينا ) 65 ( وفسادٌ فوق باعِ المصلحين ** ) 67 ( وماذا جبتَ من ظلمات ليلٍ ** ) 70 ( أَرى الكريمَ بوجدانٍ وعاطفةٍ ** ) 7( ** ويلقاه الملا مترجلينا ؟ ) 78 ( ** بعد العهدُ فهل يعتبرون ؟ ) 78 ( سُلِلتَ من الحفائر قبل يومٍ ** يَسُلُّ من التراب الهامدينا ) 79 ( هذه الأهرام تاريخهم ** فانٍ ، ففيه من الجَرْحَى مُشاكلةٌ )
____________________
(1/141)
80 ( ** وكم مَنْ أَتاك بمجموعة ) 8( قمْ تَرَ الدنيا كما غادرتها ** والعرضُ لا عزَّ في الدنيا إِذا هانا ) 8( ** بضائره إذا صحبَ المنونا ) 8( ** هيناً في العُزَّل المستضعفين ) 84 ( فؤاد أجلُّ بالدستورِ دنيا ** وأَين المدارسُ ؟ ما شانها ؟ ) 88 ( ترى الأحزابَ ما لم يدخلوها ** على جدَّ الحوادثِ لاعبينا ) 9( يُجيل السياسةَ غلمانها ** وهات النورَ واهدِ الحائرينا ) 94 ( ** وليس بمُعييك تبيانها )
____________________
(1/142)
البحر : - ( فثَمَّ جَلالةٌ قَرَّتْ ورامت ** ) ( سريا صليب الرِّفقِ في ساح الوغى ** وانتشر عليها رحمةً وحنانا ) ( ولو صَرَّحت لم تُثر الظنونا ** وهل تصوّرُ أفراداً وأعيانا ؟ ) ( نزلنَ أَولَ دارٍ في الثرى رَفعَت ** للشمس مُلكاً ، وللأقمار سلطانا ) ( ** ووقى من الفتنِ العبادَ ، وصانا ) 4 ( والمسْ جراحاتِ البريَّةِ شافياً ** ما كنت إلا للمسيح بنانا ) 4 ( تفننت قبل خلق الفن ، وانفجرت ** علماً على العُصُرِ الخالي وعِرفانا ) 5 ( أُبَوَّةٌ لو سكتا عن مفاخرهم ** تواضعاً نطقت صخراً وصَوَّانا ) 5 ( وإذا الوطيسُ رمى الشباب بناره ** ) 6 ( هم قلَّبوا كرَة الدنيا فما وجدَتْ ** جلالُ الملك أَيامٌ وتمضي )
____________________
(1/143)
6 ( ** واضرَع ، وسلْ في خلقِه الرّحمانا ) 7 ( وصيّروا الدهرَ هزءاً يسخرون به ** يَسُلُّ من التراب الهامدينا ) 7 ( فيا لكِ هِرَّةً أَكلت بنيها ** للهِ له بيعاً ولا صلبانا ) 8 ( لم يَسلك الأَرضَ قومٌ قبلهم سُبُلاً ** ولا الزواخرَ أَثباجاً وشُطَّانا ) 8 ( ** ومن دُولاتهم ما تعلمينا ) 9 ( تقدم الناسَ منهم محسنون مضَوا ** للموت تحت لواءِ العِلم شجعانا )0 ( إن الذي أمرُ الممالك كلذِها ** بيديه ؛ أحدثَ في الكنانة شانا )0 ( جابوا العُبابَ على عودٍ وساريةٍ ** وأغلوا في الفَلا كاأُسْدِ وحْدانا )( أَزمانَ لا البرُّ بالوابور منتهَباً ** ولا ( البخارُ ) لبنت الماءِ رُبَّانا )( هل شيَّع النشءُ رَكْبَ العلم ، واكتنفوا ** لعبقريةٍ أَحمالاً وأَظعانا ؟ )
____________________
(1/144)
1( وكان نزيلُهُ بالمَلْكِ يُدعَى ** فينتظم الصنائعَ والفنونا )( ** عِزَّ الحضارة أعلاماً وركبانا ؟ )( أوَما ترون الأرضَ خُرّب نصفُها ** وديارُ مصرٍ لا تزال جنانا ؟ )4 ( يسيرُ تحت لواءِ العلم مؤتلفاً ** ولن ترى كنودِ العلم إخوانها )5 ( العلمُ يجمعُ في جنسٍ ، وفي وطنٍ ** شتى القبائل أجناساً ، وأوطانا )5 ( كجنود عَمْروٍ ، أينما ركزوا القنا ** )6 ( ولم يزِدْكَ كرسمِ الأَرض معرفةً ** وتارةً بفضاءِ البَرِّ مُزدانا )7 ( أُممَ الحضارةِ ، أنتمُ آباؤنا ** منكم أخذنا العلمَ والعرفانا )7 ( علمٌ أَبان عن الغبراءِ ، فانكشفتْ ** زرعا ، وضرعا ، وإقليما ، وسُكانا )8 ( بنيانُ إسماعيل بعد محمدٍ ** وتركُك في مسامعها طنينا )
____________________
(1/145)
18 ( وقسم الأرض آكاماً ، وأوديةً ** نحاذرُ أَن يؤول لآخرينا )9 ( وما تلك القبابُ ؟ وأَين كانت ؟ ** وما لكَ حيلةٌ في المرجفينا : )9 ( وبيَّن الناسَ عادات وأمزجةً ** سَيَفْنَى ، أَو سَيُفْنِي المالكينا )0 ( ومن المروءةِ - وهي حائطُ ديننا - ** أن نذكرَ الإصلاحَ والإحسانا )0 ( وفدَ الممالك ، هز النيل مَنكبَه ** لما نزلتم على واديه ضيفانا )( غدا على الثغرِ غادٍ من مواكبكم ** مُمرَّدة البناءِ ، تُخالُ برجاً )( ** لم يعرفوا الأحقاد والأضغانا )( جرت سفينتُكم فيه ، فقلَّبها ** على الكرامة قيدوماً وسكانا )( يلقاكمُ بسماءِ البحر معتدلٌ ** نزلتُم بعَروسِ المُلكِ عُمرانا )4 ( ودالتْ دولة المتجبِّرينا ** كأنه فلق من خِدره بانا )
____________________
(1/146)
25 ( أناف خلف سماءِ الليل متقداً ** يخال في شُرفات الجوِّ كيوانا )6 ( تطوي الجواري إليه اليمّ مقبلةً ** تجري بوارجَ أَو تنساب خُلجانا )7 ( نورُ الحضارة لا تبغي الركابُ له ** لا بالنهار ولا بالليل برهانا )8 ( يا موكبَ العلم ، قِفْ في أَرض منْفَ به ** فكانوا الشُّهبَ حين الأَرض ليلٌ )9 ( بكى تمائمَهُ طفلاً بها ، ويبكي ** ملاعباً من دبى الوادي وأحضانا )0 ( أرض ترعرع لم يصحب بساحتها ** إِلاَّ نبيين قد طابوا ، وكهّانا )( عيسى ابنُ مريم فيها جرّ بُردتَه ** وجرّ فيها العصا موسى بن عِمرانا )( لو لا الحياء لناجتْكم بحاجتها ** لعل منكم على الأيام أعوانا )( وهل تبقى النفوسُ إِذا أَقامت ** ليَّنتُمُ كلَّ قلبٍ لم يكن لانا )7 ( فضاقت عن سفينهم البحار ** فلرُبَّ إِخوانٍ غَزَوْا إِخوانا )
____________________
(1/147)
38 ( أمورٌ تضحكُ الصبيانُ منها ** ) 40 ( ** وانشر عليها رحمةً وحنانا ) 48 ( ** وصيَّرنا الدخان لهم سماء ) 56 ( وأَراد أَمراً بالبلاد فكانا ** هِزبر من ليوث الترك ضاري ) 79 ( ** علومَ الحربِ عنكم والفنونا )
____________________
(1/148)
البحر : - ( الدستور العثماني ** ) ( أَو فمُ الحبيبِ ، جلا ** فهي فِضة ذَهَبُ ) ( ** إِذا الآجالُ رجَّت منه لينا ) ( رحَّالةَ البَدْو هاموا في فيافيها ** ءِ ، وأنت برهانُ العِنايه ) ( يا فرنسا ، تلت أسبابَ السماءْ ** وتملَّكتِ مقاليدَ الجِواءُ ) ( ليت هاجري ** وهْيَ تارةً خَبَبُ ) ( علبَ النسرُ على دولته ** وتنحى لك عن عرش الهواءُ ) 4 ( وكل خيرٍ يلقَّى في أَوامرها ** مةِ ، والصليبَ من الرعايه ) 4 ( العفافُ زينتُها ** يُشتهَى ، ويُطَّلب ) 4 ( ** وكيف تنامُ يا عبدَ الحميد )
____________________
(1/149)
4 ( وأتتكِ الريحُ تمشي أمة ** لكِ - يا بلقيسُ - من أوفى الإماء ) 5 ( رُوِّضتْ بعدَ جِماحٍ ، وجرتْ ** طوعَ سُلطانيْنِ : علمٍ ، وذَكاءْ ) 5 ( حنُّوا إليها كما حَنّتْ لهم زمناً ** ) 5 ( علَّ بيننا ** واشياً كذب ) 6 ( أو مفنّداً ** والرّعيَّةُ النُّخَبُ ) 6 ( لكِ خَيْلٌ بجناحٍ أَشبهت ** خَيْلَ جبريلَ لنصرِ الأَنبياء ) 7 ( فإِن ذلك أَجرى من معاليها ** غالي وحرمتِه كنايه ) 7 ( المحسنون همُ اللبا ** ) 7 ( بالأَمس لادي لوثرٍ ** بُرُدٍ في البرِّ والبَحْرِ بِطاءْ ) 7 ( مَن لِمدْنَفٍ ** دمعه سحب ؟ )
____________________
(1/150)
8 ( لم تأْلُ جِيرتَها عنايه ** فوقَ عُنْق الرِّيحِ ، أَو متْنِ العَمَاء ) 8 ( وما هاب الرُّماةَ مسدِّدينا ** ) 8 ( يُبتغى ويُجتذَب ** فهْيَ تارةً مَهَلٌ ) 9 ( الأَحمران عن الدم ال ** ولا وراء مداها فيه علياءُ ) 9 ( ** همُ الأَبطالُ في ماضٍ وآتي ) 9 ( رحلةُ المشرِقِ والمغرِبِ ما ** لبثتْ غيرَ صَبَاح وَمَسَاء ) 9 ( ** عندهَ وَصَب )0 ( وليس مُستعظَماً فضلٌ ، ولا كرمٌ ** وحسبُ نفسك إِخلاصٌ يُزكِّيها )0 ( ذقتُ صدّه ** غيرَ محتسِب )0 ( أَسْدَتْ إِلى أَهل الجنو ** لِفريقٍ من بَنيكِ البُسلاء )
____________________
(1/151)
1( تارةً ويُقْتَضَب ** سيِّدي لها فلَكٌ )( ** يعادِلُ جَمعُهم منا جنينا )( ضاقت الأرض بهم ، فاتخذوا ** في السَّماوات قبورَ الشهداء )( بُ ، وسائرُ الناسِ النفايه ** سمراءَ النجمِ في أوج العلاءُ )( خلافة الله في أحضانِ دولتهم ** شابَ الزمانُ ، وما شابت نواصيها )( ** أخجل القُضُب )( دروعُها تحتمي في النائباتِ بهم ** من رمح طاعنِها ، أَو سهمِ راميها )( بيْن عَينه ** جَنَّةٌ ، هي الأَرَب )( حُوَّماً فوقَ جبالٍ لم تكن ** بَ الجهالة والعَمايه )4 ( الرأَيُ رأَيُ أميرِ المؤمنين إذا ** )
____________________
(1/152)
14 ( أُبْسُطْ جَنَاحَيْكَ اللذيْ ** ولهم ألفُ بساط في الفضاء )5 ( والحربُ للشيطان رايه ** رفعةِ الذكر ، وعلياء الثناء )5 ( ساقي الطِّلا ** شربها وجب )6 ( لم تكشف النفس لولاه ، ولا بلين ** لها سرائر لا تحصى واهواءُ )6 ( يا نسوراً هبطوا الوادي على ** سالِف الحُبِّ ، ومَأْثورِ الوَلاء )6 ( هاتها مشت ** فوقها الحقب )7 ( ** تنفثُ الحبب )7 ( دارُكم مصرُ ، وفيها قومُكم ** مرحباً بالأقربين الكرماء )8 ( ** والمعِيَّةُ النجُبُ )8 ( طرتم فيها ، فطارت فرحاص ** بأعزِّ الضيفِّ خيرِ النزلاء )
____________________
(1/153)
19 ( ** ولا استخفَّكَ للذَّاتِ داعيها )9 ( هُذِّبَتْ ففي ** والنُّهودُ هامِدةٌ )9 ( هَل شجاكم في ثَرى أَهرامِها ** ما أرقتمْ من دموع ودماء ؟ )0 ( إسقها فتىً ** خيرَ مَن شرِب )0 ( أين نسرٌ قد تلقَّى قبلكم ** عِظة الأَجيالِ من أَعلى بِناء ؟ )( لو شهِدتم عصره ! أضحى له ** عالمُ الأَفلاكِ معقودَ اللواء )( كلما طغى ** راضها الحسب )( تكادُ من صُحبةِ الدنيا وخبرِتها ** وجاءَته جنودُك مبطلينا )( غالي وحرمتِه كنايه ** فمشى للقبر مجروحَ الإباء )( علبدينُ أم ** في هَوَادجٍ عَجَلاً )
____________________
(1/154)
2( رأَيتَ الحلمَ لما زاد غَرَّا ** فلبَّتْه الفيالقُ والأَرادي )( ** مةِ ، والصليبَ من الرعايه )( أخذتْ تاجاً بتاجٍ تأرها ** وجَزَتْ من صَلفٍ بالكبرياء )4 ( فكنّ الموتَ ، أَو أَهدى عيونا ** عند الرعيةِ من أَسنى أياديها )4 ( وتمنَّت لو حَوَت أعظمَه ** بين أَبْنَاءِ الشموسِ العُظماء )4 ( وخَشيةُ اللَّهِ أُسٌّ في مبانيها ** بُ ، وسائرُ الناسِ النفايه )4 ( أَو دوائرٌ دُرَرٌ ** )5 ( جلَّ شأْنُ الله هادي خَلْقِه ** بهُدَى العِلم ، ونورِ العلماء )5 ( أَو كبَاقةٍ زهْرَا ** يرفع الحجُب )6 ( أَشرقتْ نوافِذهُ ** عند راحةٍ تعَب )
____________________
(1/155)
26 ( ومررتِ بالأَسرى ، فكن ** طلبةً بها عهد الرجاء )6 ( طارت قناها سروراً عن مراكِزها ** تفرّق جمعُهم إِلاَّ بقايا )7 ( فهْيَ مَرَّةً صُعُدٌ ** تبَّعُ الغَلب )7 ( وزِد الهلالَ من الكرا ** كان إحدى مُعجزاتِ القدَماء )8 ( مةَ ، واستبقن البرَّ غايه ** وسمها في عروقِ الظلم مشَّاءَ )8 ( نصفه طير ونصفه بشر ! ** يا لها إحدى أعاجيب القضاء ! )8 ( السُّراةُ من ** واللُّجَينُ ، والذهب )8 ( تغلي بساكنها ضِغناً ونائرةً ** )9 ( ** وتلقَفُ نارَهم والمطلقينا )9 ( يسْعِفن رِيّاً ، أَو قِرىً ** أَنْفُسَ الشجعانِ قبلَ الجبناء )
____________________
(1/156)
30 ( مُسرَجٌ في كلّ حين ، مُلجَمٌ ** كاما العدة ، مرموق الرُّواء )0 ( ** عُجْمُهُنّ ، والعرَبُ )( فسامَرَ الشرَّ في الأجبالِ رائحُها ** وصبَّح السهلَ بالعدوانِ غاديها )( الظلامُ رَايتُها ** وهْيَ بيننا سَلَبٌ )( كبِسَاطِ الريحِ في القدرة ، أَو ** هُدْهُدِ السيرةِ في صِدق البلاء )( أو كحوتٍ يرتمي الموج به ** سابح بين ظهور وخفاء )( ** والنفسُ مؤذيةٌ من راحَ يؤذيها )( بين كوكبٍ ** ينجلي وينسكِب )( وكم فتحوا الثغورَ بلا تواني ** كالبوم يبكي رُبُوعاً عزّ باكيها )( راكب ما شاء من أطرافه ** لا يُرَى من مركب ذي عُدَوَاء )
____________________
(1/157)
34 ( يا أيها اللادي التي ** كالعُذْرِ في جنب الجنايه )5 ( عند شادنٍ ** سائغٌ ولا سَغَب )5 ( وترى السُّحبَ به راعدةً ** من حديدٍ جُمعت ، لا من رواء )5 ( وذَلُّوا في قتال المؤمنينا ** )6 ( من كل مستسبل يرمي بمهجِته ** في الهول إِن هي جاشت لا يراعيها )6 ( والهناءُ ما يَهب ** أينما ذهب )6 ( حمل الفولاذَ ريشاً ، وجرى ** في عنانين له : نارٍ ، وماء )7 ( وجَنَاحٍ غيرِ ذي قادِمةٍ ** كجناح النحل مصقولٍ سواء )7 ( يلفتُ الملا ** )8 ( يقفان في جنب الدِّما ** مسَّهُ صاعقةٌ من كهرُباء )
____________________
(1/158)
39 ( يتراءَى كوكباً ذا ذَنَب ** فإذا جَدَّ فَسَهما ذا مضاء )9 ( ما كان مُختلفُ الأَديانِ داعيةً ** فأَهلاً بالأَوزِّ العائمينا ) 40 ( فإذا جاز اثريا للثري ** جرّ كالطاووس ذيل الخيلاء ) 40 ( الكتب ، والرسل ، والأَديان قاطبةً ** وكم باتوا على هَرْج ومَرْجِ ) 4( يملأُ الآفاقَ صوتاً وصدًى ** كعزيف الجنّ في الأَرض العَرَاء ) 4( ** مائجٌ بها لَبَبُ ) 4( أرسلتْه الأرضُ عنها خبراً ** طَنَّ في آذانِ سكَّانِ السماء ) 4( يا شباب الغدِ ، وابناي الفِدى ** لكُمُ ، أَكْرِمْ وأَعزِز بالفِداء ) 44 ( هل يمد اللهُ لي العيشَ ، عسى ** أن أراكم في الفريق السُّعداء ؟ ) 44 ( آنساً الى ** بابُه لِداخِلِهِ )
____________________
(1/159)
44 ( وأين ماضيةٌ في الظلم ، قاضيةٌ ؟ ** واين نافذةٌ في البغي ، نجلاءُ ؟ ) 45 ( وما أُسطولُهم في البحر إِلا ** ) 45 ( وأرى تاجكُمُ فوق السُّها ** وأرى عرشكُمُ فوق ذكاء ؟ ) 46 ( مٌ وإن همُ طَربوا ** والحنانُ ، والحَدَب ) 46 ( لئن غدوتُ إلى الإحسانِ أَصرفها ** فإن ذلك أجرى من معاليها ) 46 ( من رآكم قال : مصرُ استرجعتْ ** عزَّها في عهد خوفو و مناء ) 47 ( يَجمعُ المَلا ** يُحضِر الغَيَب ) 47 ( أُمَّةٌ للخلد ما تبني ، إذا ** ما بنى الناسُ جميعاً للعَفاء ) 48 ( تَعْصِمُ الأَجسامَ من عادي البلا ** وتقي الآثار من عادي الفناء ) 48 ( والمُدامُ أَكؤُسُها ** قبله طرِب )
____________________
(1/160)
48 ( يا شعبَ عثمانَ من تركِ ومن عربٍ ** حيّاكَ مَنْ يبعث الموتى ويُحييها ) 49 ( إن أَسأْنا لكُمُ ، أَو لم نُسِىء ْ ** نحن هلكي ، فلكم طولُ البقاء ) 50 ( إنما مصرُ إليكمْ وبكمْ ** وحُقوقُ البرِّ أَوْلى بالقضاء ) 50 ( لقينا الفتحَ والنصرَ المبينا ** تقدم نحو نارٍ أَي نارِ ) 50 ( أنت حاتمٌ ** ليلةٌ لسيِّدِنا ) 5( عصركم حرٌّ ، ومستقبلكم ** في يمين الله خير الأمناء ) 5( لا تقولوا : حطَّنا الدّهرُ ، فما ** هو إلاَّ من خيالِ الشعراء ) 5( لم تقم على ** المَلاَ لها قُطُب ) 5( هل علمتمْ أُمةً في جَهلها ** ظهرتْ في المجد حسناءَ الرِّداء ؟ ) 5( لا تناله الرِّيَب ** يا وما نضب )
____________________
(1/161)
54 ( ** لم يقل جدب ) 54 ( باطِنُ الأُمةِ من ظاهِرِها ** إنما السائلُ مِن لونِ الإناء ) 55 ( فخذوا العلم على أعلامه ** واطلبوا الحكمةَ عند الحكماء ) 56 ( واقرأوا تاريخكم ، واحتفظوا ** بفصيح جاءكم من فصحاء ) 56 ( ** سٍ انظر النّشب ) 57 ( أنزلَ اللهُ على ألسنهم ** وحيه في أعصر الوحيِ الوضاء ) 57 ( ما الخصيبُ ؟ ما ال ** ، سحرُ ذو العُبُب ) 58 ( واحكموا الدنيا بسلطانٍ ، فما ** خلقتْ نضرتها للضعفاء ) 59 ( ذا هو الجنا ** ) 59 ( واطلبوا المجد على الأَرض ، فإن ** هي ضاقت فاطلبوه في السماء )
____________________
(1/162)
6( خيرُ من دعا ** خيرُ من أَدب ) 6( ربَّ مصر ، عش ** وابلغ الأرب ) 6( يكفلُ الأَميرُ لنا ** ) 66 ( وهْوَ مُشْفِقٌ حَدِب ** اعر الأرب ) 67 ( ** خيرِ منْ خَطب ) 68 ( فارسيَّةً ** واكتفى بها الغَيَب ) 70 ( يستفزُّها نَغَمٌ ** عاطِلٌ ومختضِب )
____________________
(1/163)
البحر : - ( تَحْلِيَةُ كِتَاب ** فارسِيَّةً ) ( يا ملكاً تعبَّدا ** مُصلِّياً موحِّدا ) ( لا السُّهد يدنيني إليه ، ولا الكرى ** طَيْفٌ يزورُ بفضله مهما سرى ) ( إنّ للفصحَى زِماماً ويَداً ** حيّ الربيعَ حديقةَ الأرواحِ ) ( لمنْ غُرة تنجلي من بعيد ** بمرأىً كما الحلم ضاح سعيد ؟ ) ( في هيكل من سُندس فيّاح ** هديَّةُ السيِّدِ للسيِّد ) ( يا غابَ بولون ، ولي ** ذِمَمٌ عليك ، ولي عُهودُ ) ( تَخِذَ الدُّجى ، وسماؤه ، ونجومه ** سُبُلاً إلى جنيفك ، لم يرضَ الثرى ) ( ** فهل أَنت لي اليومَ ما لا أُريد ؟ ) ( مبارَكاً في يومه ** والأَمسِ ، ميموناً غدا )
____________________
(1/164)
( زمنٌ تقضَّى لِلهوَى ** ولنا بِظلّكَ ، هل يعود ؟ ) ( كانت لعيسى َ حرماً ، فانتهت ** قانٍ ، وأَبيضَ في الرُّبى لمَّاح ) 4 ( الغَيْمُ فيه كالنَّعام : بدِينةٌ ** ويُحصي علينا الزمانَ البعيد ) 4 ( وأتاك موفور النعيم ، تخاله ** ملكاً تنمُّ به السماءُ ، مُطهَّرا ) 4 ( مُسحَّراً لأُمةٍ ** من حقها أَن تَسْعَدا ) 4 ( حُلُمٌ أُريدُ رجوعَه ** يوم الزِّفاف بعسجَد وضَّاح ) 4 ( شيَّدَها الرُوم وأَقيالهُمُ ** على مثالِ الهَرمِ المُخلَد ) 4 ( صفوٌ أُتيحَ ، فخذ انفسك قِسطَها ** فالصفو ليس على المدَى بمتُاح ) 5 ( صُحبةٌ لم أشك منها ريبةً ** للقِرَى انتدب ) 5 ( قد جعلَتْه تاجَها ** وعِزَّها ، والسُّؤددا )
____________________
(1/165)
5 ( عِلم الظلامُ هبوطه ، فمشت له ** أهدابه يأخذنه متحدِّراً ) 5 ( تُنبئُ عن عزٍّ ، وعن صَولةٍ ** وعن هوىً للدين لم يخمُد ) 5 ( وهب الزمانَ أعادَها ** هل للشبيبةِ مَن يُعيد ؟ ) 5 ( غَرِدٌ على أَوتارِه ، يُوحي إلى ** ) 5 ( يَحرُسُ الأَحمالَ ، أَو يسقي مُصابا ** لتجاوبِ الأَوتارِ والأَقداح ) 6 ( يا غابَ بولونَ ، وبي ** وجْدٌ مع الذكرى يزيدْ ) 6 ( وأعرضتْ بحيث مشى ** وأطرقتْ حيث بدا ) 6 ( من زئبق ، أَو مُلقَياتِ صِفاحِ ** تملؤهُ من نَدِّها المُوقَد ) 6 ( بيْنَا تَخَطَّرُ في لُجَيْنٍ مائجٍ ** حَذَراً وخوفاً أَن يُراع ويُذعَرا ) 7 ( والبدر منكَ على العوالم يجتلي ** بشر الوجوه وزحمة الأبصار )
____________________
(1/166)
7 ( ورقدْتَ تُزْلِف للخيال مكانَه ** بين الجفون ، وبين هُدبِك ، والكرى ) 7 ( كان من همِّ نهاري راحتي ** وندامَايَ ، ونقلى ، والشرابا ) 7 ( خَفَقَتْ لرؤيتكَ الضلو ** عُ ، وزُلْزِلَ القلبُ العَميد ) 7 ( تجلُّه في حسنه ** كما تُجِلُّ الفَرقدا ) 7 ( ومثل ما قد أودِعَتْ من حُلًى ** لم تتَّخذْ داراً ولم تُحشدَ ) 8 ( فهَنِئْتَهُ مثلَ السعادةِ شائقاً ** متصوراً ما شئتَ أَن يَتصورا ) 8 ( كانت بها العذراءُ من فضَّةٍ ** ومَرِحْنَ في كَنَف له وجناح ) 8 ( أَنت شُعاعٌ من عَلٍ ** أنزله الله هُدى ) 8 ( ** فما للغروب يَهِيجُ الأَسى ) 8 ( كم يا جمادُ قساوَةً ؟ ** تُ ، فما تَميلُ ، ولا تَميد )
____________________
(1/167)
9 ( ** كم ؟ هكذا أبداً جُحود ؟ ) 9 ( عيسى من الأُمِّ لدى هالةٍ ** والأُمُّ من عِيسى لدَى فَرْقد ) 9 ( كم قد أَضاءَ منزلاً ** وكم أَنار مسجدا ) 9 ( تطوى له الرقباء منصور الهوى ** وتدوس ألسنة الوشاةِ طظفَّرا )0 ( هلا ذكرتَ زمانَ كنَّا ** والزمانُ كما نريد ؟ )0 ( وكم كسا الأَسواقَ من ** حُسنٍ ، وزان البلدا )0 ( والماءُ في أَحشائها ، مِلواح ** مصوِّرُ الروم القديرُ اليد )0 ( لولا امتنانُ العين يا طيفَ الرضا ** ما سامحت أيامها فيما جرى )( نطوِي إليك دُجَى الليا ** لي ، والدّجَى عنا يَذود )( باتت مُشوَّقةً ، وبات سوادها ** وحلاكُما ، ما البدرُ إلا أَنتما )
____________________
(1/168)
1( وأودعَ الجدرانَ من نقشه ** بدائعاً من فنِّه المفرد )( لولا التُّقى لقلتُ : لم ** يحلُق سواك الولدا )( ** لُ ، وليس غيرُك من يُعيد )( تعطى المنى ، وتنيلهنَّ خليقة ** ففداك كلُّ مُتوَّجٍ من ساري )( فمن ملاكٍ في الدُّجَى رائحٍ ** عند ملاكٍ في الضُّحى مغتدي )( إن شئت كان العير ، أو ** إن شئت كان الأسدا )( الماءُ والآفاق حولت فضَّةٌ ** وهذا المنير الذي لن يُرى )( شِعراً ليقرأَه ، وأَنتَ القاري ** حتى إذا ودّعت عانَقَت الثرى )( وإن تُرد غيّاً غوى ** أَو تبغِ رُشْداً رَشَدا )( نُطْقِي هوًى وصبابةٌ ** وحديثهُا وترٌ وعُود )
____________________
(1/169)
14 ( ربَّ مَن سافر في أَسفارِه ** مِثلِه القُبَب )4 ( الشاكياتُ وما عَرَفْنَ صبابةً ** وهو على الحائط غَصٌّ ندي )4 ( ** إل هيَّةٌ ، زُيِّنَتْ للعبيد )4 ( نَسْرِي ، ونَسرحُ في فضا ** ئك ، والرياحُ به هُجودْ )4 ( والبيتُ أنت الصوتُ في ** هـ، وهو للصوت صَدَى )4 ( في ليلةٍ قدِم الوجودَ هلالُها ** فدنت كواكبُها تُعلِّمه السُّرى )5 ( والطيرُ أقعدَها الكرى ** والناسُ نامت والوجود )5 ( كالببَّغا في قفص ** قيل له ، فقلَّدا )5 ( وتريه آثار البدورِ ليقتفي ** ويرد له الميلادُ أن يتصدّرا )5 ( فقلْ لمن شادَ ، فَهدّ القُوى ** قوى الأجيرِ ، المُتْعَبِ ، المُجهَد )
____________________
(1/170)
16 ( وكالقضِيبِ اللَّدنِ ، قد ** طاوع في الشكل اليدا )6 ( فنبيتُ في الإيناس يغ ** بطنا به النجمُ الوحيد )6 ( ناجيتُ مَن أَهوى ؛ وناجاني بها ** بين الرياض ، وبين ماءِ سويسرا )6 ( كأنَه فرعون لما بنى ** لربّه بيتاً ، فلم يَقصِد )7 ( ** عملاً أحسنَ ، أو قولاً أَصابا )7 ( في كلّ رُكْن وقفةٌ ** وبكلِّ زاوية قُعود )7 ( أَيُعبدُ الله بسوْمِ الوَرَى ** ما لا يُسام العَيْرُ في المِقْود )7 ( يأْخذ ما عوَّدتَه ** والمرءُ ما تعوّدا )7 ( حيث الجبالُ صغارُها وكبارُها ** من كل أَبيضَ في الفضاءِ وأَخضرا )8 ( نَسقي ، ونُسقى ، والهوى ** ما بين أعيننا وليد )
____________________
(1/171)
18 ( تَخِذَ الغمامُ بها بيوتاً ، فانجلت ** مشبوبةَ الأجرام ، شائبةَ الذُّرَى )8 ( مما انفردتَ في الورى ** بفضله وانفردا )8 ( كنيسةٌ كالفَدَن المعتلي ** ومسجِدٌ كالقصر من أَصْيدِ )9 ( وكلُّ ليث قد رَمى ** به الإمامُ في العدا )9 ( فمِن القلوب تمائم ** ومن الجُنوبِ له مُهود )9 ( واللهُ عن هذا وذا في غنىً ** لو يعقل الإنسان أو يهتدي )9 ( وحلاكُما ، ما البدر إلا أنتما ** وسواكما قمرٌ من الأقمار )9 ( والصخرُ عالٍ ، قام يشبه قاعداً ** وأَناف مكشوفَ الجوانبِ مُنذِرا )0 ( أَنتَ الذي جنَّدتَه ** وسُقْتَه إلى الردى )0 ( والغصنُ يسجُدُ في الفضا ** ءِ ، وحبَّذا منه السجود )
____________________
(1/172)
20 ( بين الكواكب والسحابِ ، ترى له ** أُذُناً من الحجر الأَصمِّ ومِشفَرا )0 ( قد جاءَها الفاتحُ في عُصْبةٍ ** من الأُسُود الرُّكَّع ، السُجَّد )( وقلتَ : كنْ لله ، والس ** لطانِ ، والتركِ ، فِدى )( والنجمُ يلحظنا بعيْ ** ن ما تًحُولُ ولا تحيد )( رمى بهم بنيانها ، مثلما ** يصطدِمُ الجلْمَد بالجلْمَد )( والسفحُ من أَيِّ الجهاتِ أَتيتَه ** أَلفيته دَرَجاً يَموج مُدوّرا )( فكبَّروا فيها ، وصلَّى العِدا ** واختلط المشهد بالمشهد )( لك في الفتح وفي أحدائِهِ ** فَتحَ اللهُ حديثاً وخِطابا )( نثرَ الفضاءُ عليه عِقدَ نجومِه ** فبدا زَبَرْجَدُه بهنّ مجوهرا )( حتى إذا دَعت النَّوى ** فتبدَّد الشملُ النضيد )
____________________
(1/173)
2( وما توانى الرومُ يَفْدُونَها ** والسيف في المفْدِيِّ والمفتدِي )( وتنظَّمتْ بِيضُ البيوتِ ، كأَنها ** أَوكارُ طيرٍ ، أَو خَمِيسٌ عسكرا )( بتنا ، ومما بيننا ** بحر ، ودون البحر بيد )4 ( ليت هاجري ** )4 ( فخلتُها من قيصرٍ سعدُه ** وأُيِّدتْ بالقيصرِ الأسعد )4 ( والنجمُ يبعث للمياه ضيائه ** والكهرباءُ تضيءُ أثناءَ الثرى )4 ( ليلي بمصرَ ، وليلُها ** بالغرب ، وهو بها سعيد )5 ( هام الفراشُ بها ، وحام كتائباً ** يحكي حوالَيْها الغمامَ مسيَّرا )5 ( بفاتحٍ ، غازٍ ، عفيفِ القَنا ** لا يحملُ الحقدَ ، ولا يعتدي )6 ( حرقته ، واحترقت به ، فتولَّيا ** برداً ، ونار العاشقين تَسَعُّرا )
____________________
(1/174)
26 ( ** منهم ، وأَصفى الأَمنَ للمرتدي )6 ( مُطربٌ من ال ** تجنِب السهلَ ، وتقادُ الصذِعابا )7 ( وناب عمّا كان من زُخرف ** جلالةُ المعبود في المعبَد )7 ( والماءُ من فوق الديار ، وتحتَها ** وخِلالها يجري ، ومن حول القرى )8 ( مُتصوِّباً ، مُتصعِّداً ، مُتمهِّلاً ** مُتسرِّعاً ، مُتسلسِلاً ، مُتعثِّرا )8 ( فيا لثأْرٍ بيننا بعده ** أقام ، لم يقرب ، ولم يبعد )9 ( باقٍ كثأر القدس من قبله ** لا ننتهي منه ، ولا يبتدي )9 ( والأَرضُ جِسْرٌ حيث دُرْت ومَعْبَرٌ ** يصلان جسراً في المياه ومعبرا )0 ( فلا يغرّنْك سكونُ الملا ** فالشرُّ حولَ الصَّارمِ المُغْمَد )0 ( والفُلكُ في ظلّ البيوت موَاخِراً ** تطري الجداولَ نحوها والأَنهُرا )
____________________
(1/175)
3( ينبيك مصرعُه وكلٌّ زائلٌ ** أَو ينزلَ التركُ عن السُّؤدَد )( حتى إذا هَدأَ المَلا في ليله ** جاذبتُ لَيلِي ثوبَه متحيِّرا )( هذا لهم بيت على بيتهم ** ما أَشبه المسجد بالمسجد )( وخرجت من بين الجسور ، لعلَّني ** أَستقبِل العَرْفَ الحبيبَ إذا سرَى )( فإنْ يُعادوا في مفاتيحِه ** فيا ليومٍ للورَى أسود )( آوي الى الشجرات ، وهي تهزُّني ** لكن أُداري ، والمحبُّ يُداري )4 ( يشيب فيه الطفلُ في مهده ** والجُلَّنارُ دمٌ على أَوراقِهِ )4 ( ويهزّ مني الماءُ في لمعانه ** فأَميلُ أنظر فيه ، أطمعُ أَن أرى )5 ( فكنْ لنا اللهمَّ في أَمسنا ** فنقولُ عندكَ ما نقو )5 ( وهنالك ازدَهَت السماءُ ، وكان أن ** آنستُ نوراً ما أتمَّ وأبهرا ! ! )
____________________
(1/176)
36 ( فسريتُ في لألائِهِ ، وإذا به ** بدرٌ تسايره الكواكبُ خُطَّرا )6 ( لولا ضلالٌ سابقٌ لم يقمْ ** من أَجلكَ الخلقُ ولم يَقْعُد )7 ( حُلُم أعارتني العنايةُ سمعها ** فيه ، فما استتممْتُ حتى فُسِّرا )7 ( فكلُّ شرٍّ بينهم أَو أَذى ** أَنت بَراءٌ منه طُهْرُ اليد )8 ( فرأيتُ صفوي جَهرة ، وأخذتُ أن ** سى يقظة ، ومُنايَ لَبَّتْ حُضَّرا )9 ( ** غيرَ محتسِب )9 ( وأَشرت : هل لُقيا ؟ فأُوحِيَ : أَنْ غداً ** بالطّود أبيض من جبال سويسرا ) 40 ( إن أَشرَقَت زهراءَ تسمو للضحى ** وإذا هوت حمراءَ في تلك الذُّرى ) 4( فشروقُها منه أَتمّ معانياً ** وغروبُها أَجلى وأَكملُ منظرا ) 4( حفظَ الدينَ مَلِيَّاً ، ومضى ** يًنقِذُ الدنيا ، فلم يملك ضَهابا )
____________________
(1/177)
4( تبدو هنالك للوجود وَلِيدةً ** تهْنا بها الدنيا ، ويغتبط الثرى ) 4( وتضيءُ أَثناءَ الفضاءِ بغُرَّةٍ ** لاحَت برأْسِ الطَّودِ تاجا أزهرا ) 44 ( فسمعت فكانت نصف طار ، ما بدا ** حتى أناف ، فلاح طاراً أكبرا ) 45 ( يعلو العوالم ، مستقلاًّ ، نامياً ** مُستعصياً بمكانه أَن يُنْقَرا ) 46 ( حتى إذا بلغ السُّمُوُّ كمالَه ** وتغطت الأشباح ، لكن جوهرا ) 47 ( واهتزَّ ، فالدنيا له مُهتزَّةٌ ** وأَنار ، فانكشف الوجودُ منوّرا ) 49 ( فدنت لناظرها ، ودان عنانُها ** وتبدّل المستعظم المستصغرا ) 49 ( ضقتُ فيه بال ** ) 50 ( واصفرَّ أَبيضُ كلِّ شيءٍ حولَها ** واحمرَّ برْقُعُها وكان الأصفرا ) 5( وسما إليها الطَّودُ يأْخذُها ، وقد ** جعلتْ أعاليَهُ شريطاً أحمرا )
____________________
(1/178)
5( ** تنفثُ الحبَب ) 5( مسَّته ، فاشتعلت بها جَنَباته ** وبدتْ ذُراه الشُّمُّ تحمل مِجْمرا ) 5( وإذا الحيُّ تولّى بالهوى ** سيرة الحيذِ بَغَى فيها وحابى ) 5( فكأَنما مدَّتْ به نيرانَها ** شَرَكاً لتصطاد النهارَ المدْبِرا ) 54 ( حرقته ، واحرقت به ، فتولَّيا ** وأتى طُلولَهما الظلامُ فعسكرا ) 55 ( فشروقُها الأَملُ الحبيبُ لمن رأَى ** وغروبُها الأَجلُ البغيضُ لمن درى ) 56 ( خطبانِ قاما بالفناءِ على الصَّفا ** ما كان بينهما الصفاءُ ليعمُرا ) 57 ( مَن لِمُدْنَفٍ ** ) 57 ( تتغير الأشياءُ مهما عادوا ** والله عزّ وجلّ لن يتغيرا ) 58 ( أنهارنا تحت السليف وفوقه ** ولدى جوانبه ، وما بين الذُّرى )
____________________
(1/179)
58 ( هي من أشِّ سبيلٍ جئتها ** غايةٌ في المجدِ لا تدنو طِلابا ) 59 ( رَجْلاً ، ورُكْباناً ، وزَحْلَقَةً على ** عِجلٍ هنالك كهربائيِّ السرَى ) 60 ( في مركبٍ مُستأْنسٍ ، سالت به ** قُضُبُ الحديدِ ، تعرُّجاً وتحدُّرا ) 6( ينسابُ ما بين الصخور تمهُّلاً ** ويخفُّ بين الهُوَّتين تَخطُّرا ) 6( وإذا اعتلى بالكهرباء لذروةٍ ** عصماءَ ؛ همّ معانقاً متسوِّرا ) 6( لما نزلنا عنه في أُمِّ الذُّرى ** قمنا على فرع السليف لننظرا ) 64 ( أرضٌ تموجُ بها المناظرُ جَمَّةٌ ** وعوالمٌ نِعْمَ الكتابُ لمن قرا ) 65 ( وقرىً ضربن على المدائن هالةً ** ومدائنٌ حَلَّيْنَ أَجيادَ القُرَى ) 66 ( ومزارعٌ للنارظين روائعٌ ** لَبِسَ الفضاءُ بها طرازاً أَخضرا ) 67 ( والماءُ غُدْرٌ ما أَرقَّ وأغْزَرا ! ! ** وجداولٌ هنّ اللُّجَيْنُ وقد جرى )
____________________
(1/180)
68 ( فحشون أَفواهَ السهولِ سبائكاً ** وملأْنَ أقبالَ الرواسخِ جوهرا ) 69 ( قد صغَّر البعدُ الوجودَ لنا ، فيا ** لله ما أحلى الوجودَ مصغَّرا ! ! )
____________________
(1/181)
البحر : كامل تام ( تلك الطبيعةُ ، قِف بنا يا ساري ** حتى أُريكَ بديعَ صُنْعِ الباري ) ( الأَرضُ حولك والسماءُ هتزَّتا ** لروائع الآياتِ والآثار ) ( من كلّ ناطقةِ الجلال ، كأَنها ** أُمُّ الكتاب على لسان القاري )
____________________
(1/182)
البحر : كامل تام ( دَلَّت على مَلِكِ الملوكِ ، فلم تَدَعْ ** لأَدلَّة الفقهاءِ والأَحبار ) ( مَنْ شَكَّ فيه فنظرةٌ في صُنْعِه ** تمحو أثيمَ الشكِّ والإنكار ) ( كشف الغطاء عن الطرول وأَشرقت ** منه الطبيعةُ غيرَ ذاتِ سِتار ) 4 ( شَبَّهْتُها بلقيسَ فوق سريرها ** في نَضْرَةٍ ، ومواكبٍ ، وجواري ) 5 ( أو بابن داوُدٍ وواسعِ مُلكه ** ومعالمٍ للعزّ فيه كبار ) 6 ( هُوجُ الرِّياح خواشعٌ في بابه ** والطيرُ فيه نواكسُ المِنقار ) 7 ( قامت على ضاحي الجنان كأَنها ** رضوانُ يُزجي الخلْد للأَبرار ) 8 ( كم في الخمائل وهي بعض إمائها ** من ذاتِ خلخالٍ ، وذاتِ سوار ) 9 ( وحَسِيرَةٍ عنها الثيابُ ، وبَضَّةٍ ** في الناعماتِ تجر فضلَ إزار )0 ( وضحوك سنٍّ تملأُ الدنيا سنىً ** وغريقةٍ في دمعها المِدْرار )
____________________
(1/183)
1( ووحيدةٍ بالنجدِ تشكو وحشةً ** وكثيرةِ الأَتراب بالأَغوار )( ولقد تمرُّ على الغدير تخاله ** والنَّبْت مرآةً زهتْ بإطار )( حلو التسلْسُل موجُهُ وجريره ** كأَنامل مرَّت على أَوتار )4 ( مدّت سواعد مائه وتأَلقت ** فيها الجواهر من حَصىً وجمار )5 ( ينساب في مُخضلَّةٍ مُبتلَّةٍ ** منسوجهٍ من سُندُسٍ ونُضار )6 ( زهراءَ عَوْنِ العاشقينعلى الهوى ** مختارةِ الشعراءِ في آذار )7 ( قام الجَليدُ بها وسالَ ، كأنه ** دَمعُ الصبابةِ بلَّ غضنَ عذار )8 ( وترى السماء ضحىً وفي جنح الدجى ** مُنشقَّةً من أَنهرِ وبحار )9 ( في كلِّ ناحيةٍ سلكتَ ومذهبٍ ** جبلانِ من صخر وماءٍ جاري )0 ( من كلِّ مُنهمرِ الجوانبِ والذُّرى ** غَمْرِ الحضيضِ ، مُجلَّل بوقار )
____________________
(1/184)
2( عقد الضريبُ له عمامةَ فارعٍ ** جَمِّ المهابةِ من شيوخ نِزَار )( ومكذِّبٍ بالجنّ ريع لصوتها ** في الماءِ منحدراً وفي التيار )( مَلأَ الفضاءَ على المسامع ضجَّةً ** فكنما ملأ الجهاتِ ضَواري )4 ( وكأَنما طوفانُ نوحٍ ما نرى ** والفلكُ قد مُسِخَتْ حثيثَ قِطار )5 ( يجري على مثل الصِّراط ، وتارة ** ما بين هاويةٍ وجُرْفٍ هاري )6 ( جاب الممالكَ حَزْنَها وسهولَها ** وطوى شَعابَ الصرب والبلغار )7 ( حتى رمى برحالنا ورجائنا ** في ساحِ مَأْمولٍ عزيز الجار )8 ( مَلِكٌ بمفرقه إذا استقبله ** تاجان : تاجٌ هدىً ، وتاج فخار )9 ( سكن الثريّا مستقر جلالِه ** ومشت مكارمُه إلى الأَمصار )0 ( فالشرقُ يُسْقى ديمةً بيمينه ** والغرب تمطره غيوثُ يَسار )
____________________
(1/185)
3( ومدائنُ البرَّيْنِ في إعظامه ** وعوالمُ البحْرَينِ في الإكبار )( الله أَيّده بآساد الشّرى ** في صورة المُتَدجِّج الجرّار )( الصاعدين إلى العدوِّ على الظُّبى ** النازلين على القنا الخطَّار )4 ( المشترين الله بالأبناء ، وال ** أ زواج ، والأمول ، والأعمار )5 ( القائمين على لواء نبيِّه ** المنزَلين منازلَ الأَنصار )6 ( يا عرش قسطنطين َ ، نلت مكانةً ** لم تُعطَها في سالف الأَعصار )7 ( شرِّفتَ بالصِّدّيقِ ، والفاروقِ ، بل ** بالأقربِ الأدنى من المُختار )8 ( حامي الخلافةِ مجدِها وكِيَانِها ** بالرأي آونةً وبالبتَّار )9 ( تاهَتْ فروقُ على العواصم ، وازدَهت ** بجلوسِ أَصْيَد باذِخِ المقدار ) 40 ( جَمِّ الجلالِ ، كأَنما كرسيُّه ** جُزءٌ من الكرسي ذي الأَنوار )
____________________
(1/186)
4( أخذت على البوسفور زُخرفَها دُجىً ** وتلألأت كمنازلِ الأقمار ) 4( فالبدرُ ينظر من نوافذِ منزل ** والشمس ثمَّ مُطِلُّةٌ من دار ) 4( وكواكبُ الجوزاءِ تخطرُ في الرُّبى ** والنَّسْر مطلعُه من الأَشجار ) 44 ( واسم الخليفة في الجهاتِ منوّر ** تَبدو السبيلُ به ويُهْدَى السَّاري ) 45 ( كتبوه في شُرف القصور ، وطالما ** كتبوه في الأسماع والأبصار ) 46 ( يا واحدَ الإسلام غيرَ مُدافَعٍ ** أَنا في زمانك واحدُ الأَشعار ) 47 ( لي في ثنائك وهو باقٍ خالدٌ ** شعرٌ على الشعرَى المنيعةِ رازي ) 48 ( أَخلصتُ حبي في الإمام ديانةً ** وجعلته حتى المماتِ شِعاري ) 49 ( لم أَلتمس عَرَضَ الحياةِ ، وإنما ** أَقرضْتُهُ في الله والمُخْتار ) 50 ( إن الصنيعة لا تكون كريمةً ** حتى تُقَلِّدَها كريمَ نِجار )
____________________
(1/187)
5( والحبُّ ليس بصادق ما لم تمن ** حسنَ التكرُّم فيه والإيثار ) 5( والشعر إنجيلٌ إذا استعملتَه ** في نشرِ مكرُمَةٍ وستر عَوار ) 5( وثنيتَ عن كدر الحياضَ عِنانَه ** إنّ الأَديبَ مُسامحٌ ومُدارِي ) 54 ( عند العواهلِ من سياسة دهرهم ** سِرٌّ ، وعندك سائرُ الأَسرار ) 55 ( هذا مُقام أنت فيه محمدٌ ** أَعداءُ ذاتك فِرقةٌ في النار ) 56 ( إن الهلالَ وأنتَ وحدّك كهفهُ ** بين المعاقِل منك والأَسوار ) 57 ( لم يبقَ غيرك مَنْ يقول : أَصونُه ** صُنه بحول الواحدِ القهَّار )
____________________
(1/188)
البحر : خفيف تام ( عصفتْ كالصَّبا اللعوبِ ومرّت ** سِنةً حُلوةً ، ولذَّةُ خَلْس ) ( وسلا مصرَ : هل سلا القلبُ عنها ** أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي ؟ ) ( كلما مرّت الليالي عليه ** رقَّ ، والعهدُ في الليالي تقسِّي ) 4 ( مُستَطارٌ إذا البواخِرُ رنَّتْ ** أَولَ الليلِ ، أَو عَوَتْ بعد جَرْس ) 5 ( راهبٌ في الضلوع للسفنِ فَطْن ** كلما ثُرْنَ شاعَهن بنَقسْ ) 6 ( يا ابنةَ اليمِّ ، ما أبوكِ بخيلٌ ** )( وطني لو شغلتُ بالخلدِ عنه ** نازعتني إليه في الخلد نفسي )4 ( اذكرا لي الصِّبا ، وأَيامَ أُنسي ** )( لا ترى في ركابه غيرَ مثنٍ ** بخميلٍ ، وشاكرٍ فضلَ عرس ) 5( يا وقى الله ما أُصبِّحُ منه ** )
____________________
(1/189)
البحر : كامل تام ( قالوا فروقُ الملكِ دارُ مخاوفٍ ** لا ينقضي لنزيلها وسواسُ ) ( وكلابُها في مأمنٍ ، فأعجب لها ** أَمِنَ الكلابُ بها ، وخاف الناسُ ) ( يهم بها ، ولا عينٌ تُحِس ** كالثريا تريد أن تَنقضَّاً ) 4 ( مشرفات على الكواكب نهضا ** كرهت فراقك وهيَ ذات تفجُّع ) 6 ( أَيها المنتحي بأَسوان داراً ** ومنازلاً بفراقها لم تقنع ) 6 ( ** غَشِيتُك والأَصيلُ يَفيض تبراً ) 9 ( زهورٌ لا تُشمُّ ، ولا تُمَسُّ ** )( أَين ملكٌ حيالَها وفريد ** )( شيَّدتْ بعضها الفراعينُ زلقى ** )( ** اخلع النعلَ ، واخفِض الطرفَ ، واخشع )
____________________
(1/190)
14 ( بل ما يضركِ لو سمحت بحلوة ؟ ** مُشرفاتٍ على الزوالِ ، وكانت )7 ( وهو الصناع ، يصوغ كل دقيقة ** نعُ منه اليَدَيْنِ بالأَمس نفضا )7 ( صنعةٌ تدهش العقولَ ، وفنٌّ ** وخيرُ الوقتِ ما لكَ فيه أُنس )( كأَن الخُود مريمُ في سُفور ** كان حتى على الفراعين غمضا )( علموا ، فضاق بهم وشقَّ طريفهم ** )( ** يا : سماءَ الجلاِل ، لا صرتِ أرضاً )( وأَمواهٌ على الأَردُنِّ قُدْس ** )4 ( هذا مقامٌ ، كلُّ عِزٍّ دونَه ** شمسُ النهارِ بمثله لم تطمع )5 ( كأَن مآزِر العِينِ انتساباً ** )7 ( أين أيزيس تحتها النيل يجري ** حكمت فيه شاطئين وعرضا ؟ )
____________________
(1/191)
29 ( وأرى النبوةَ في ذراكِ تكرمتْ ** في يوسفٍ ، وتكلَّمت في المرضع )9 ( وكان النيلُ يعرِس كلَّ عامٍ ** في قيود الهوانِ ، عنانينَ جرضى )( أين هوروسُ بين سيف ونطعٍ ؟ ** )4 ( ** إذا لم يَسترِ الأَدَبُ الغواني )6 ( نظر الرئيس إلى كمالكِ نظرةً ** لم تخلُ من بصر اللبيب الأروع ) 40 ( ** وشبابُ الفنونِ ما زال غضّا ) 44 ( لما نعيت إلى المنازل عودرتْ ** ) 49 ( ** شيمةُ النيل أَن يفي ، وعجيب ) 54 ( بان الأحبةُ يومَ بينكِ كلُّهم ** ومقاصيرُ أُبْدِلَت بفُتاتِ ال )
____________________
(1/192)
البحر : كامل تام ( ** هذي المحاسنُ ما خلفتَ لِبُرقُع ) ( سلامٌ من صَبا بَردى أرقُّ ** ) ( الضاحياتُ ، الضاحكاتُ ، ودونَها ** ستر الجلالِ ، بعدُ شأو الملطع ) ( يا دُمْيَةً لا يُستزاد جمالُها ** زيديه حُسْنَ المُحْسِن المتبرِّع ) ( ** جلالُ الرُّزءِ عن وصفٍ يدقُّ ) 4 ( وذكرى عن خواطرها لقلبي ** إليكِ تلفُّتٌ أبداً وخفْق ) 4 ( ماذا على سلطانِه من وقفة ** للضَّارعين ، وعَطْفةٍ للخُشَّع ؟ ) 5 ( ** في كلِّ عامٍ دُرَّةٌ تُلْقَى بِلا ) 5 ( بل ما يضركِ لو سمحت بحلوة ؟ ** إنّ العروسَ كثيرةُ المتطلَّع ) 5 ( أَتدرِي أَيُّ ذنبٍ أَنتَ جَانٍ ؟ ** )
____________________
(1/193)
5 ( شَمَّاءَ راويَةٍ من الأَخلاق ** ) 6 ( ليس الحجابُ لِمن يَعِز مَنالُه ** إن الحجاب لهين لم يمنع ) 6 ( ضحكتْ إليَّ من السرور ، ولم تزل ** وما كان الدُّروزُ قَبيلَ شرٍّ ) 7 ( أَنتِ التي اتَّخذ الجمالَ لعزِّه ** من مظهر ، ولسره من موضع ) 7 ( ** خلفَ سترٍ من الزمان رقيق ) 7 ( هاتِ اسقنيها غير ذاتِ عواقبٍ ** حتى نُراعَ لصحية الصَّفَّاق ) 8 ( وهو الصناع ، يصوغ كل دقيقة ** وأَدقّ منكِ بَنانُه لم تَصْنَع ) 8 ( ** أَفْضَى إليه الأَنبياءُ ليَستقوا ) 8 ( صِرافاً مَسلَّطةَ الشُّعاعِ ، كأنما ** من وجنتيكَ تُدار والأحداق ) 9 ( لمستك راحته ، ومسك روحه ** فأَتى البديعُ على مِثال المُبْدِعِ )
____________________
(1/194)
10 ( وحذارِ من دَمِها الزكيِّ تُريقُهُ ** يكفيك يا قاسي دَمُ العشاق )0 ( رُواةُ قصائدي ، فاعجب لشعر ** فالروحُ في بابِ الضحيَّة أَلْيَق )0 ( الله في الأحبار : من متهالكٍ ** نضوٍ ، ومهتوكِ المسوحِ مصرع )( من كل غاوٍ في طويةِ راشدٍ ** عاصي الظواهرِ في سريرةِ طَيِّع )( غَمزتُ إباءهم حتى تلظَّتْ ** مَنْ ذا يُمَيِّزُ في الظلام ويَفْرُق ؟ )( ** نحوَ ركبيكُما خفوفَ المشوق )( يَتَوَهَّجون ويَطفأَون ، كأَنهم ** سرجٌ بمعتركِ الرياحِ الأربع )( فلعلَّ سلطان المدامةِ مُحرجي ** وتعلم أَنه نورٌ وحَقّ )( حمراءُ في الأَحواض ، إلاّ أَنها ** أبيٍّ من أميَّةَ فيه عِتق )( علموا ، فضاق بهم وشقَّ طريفهم ** والجاهلون على الطريق المَهْيَع )
____________________
(1/195)
1( وطني ، أسِفْتُ عليكَ في عيد الملا ** وبكيتُ من وجدٍ ، ومن إشفاق )4 ( يُفصّلها إلى الدنيا بريدٌ ** ويُجمِلُها إلى الآفاق بَرقُ )4 ( لا عيدَ لي حتى أراك بأمّةٍ ** شمَّاء راويةٍ من الأخلاق )4 ( ذهب ابن سينا ، لم يفز بكِ ساعةً ** وتَوَلَّت الحكماءُ لم تَتَمَتّع )5 ( تكادُ لروعةِ الأحداث فيها ** تخال من الخُرافةِ وهي صِدق )5 ( هذا مقامٌ ، كلُّ عِزٍّ دونَه ** شمسُ النهارِ بمثله لم تطمع )5 ( ذهب الكرامُ الجامعون لأمرهمْ ** وقيل : أَصابها تلفٌ وحَرق )6 ( إلا العفيفُ حسامُه ، المترفِّق ** )6 ( ** ويقال : شعبٌ في الحضارة راقي )6 ( فمحمدٌ لك والمسيح ترجلا ** وترجلتْ شمسُ النهار ليوشع )
____________________
(1/196)
17 ( ** يأْبَى فَيَضْرِبُ ، أَو يَمُنُّ فَيُعتِق )7 ( ما بالُ أَحمدَ عَيَّ عنكِ بيانُه ؟ ** بل ما لعيسى لم يقلْ أو يدع )8 ( صلاحُ الدين ؛ تاجك لم يُجمِّل ** فيما يَنوب من الأُمور ويَطْرُق ؟ )8 ( ولسان موسى أنحلَّ ، إلا عقدةً ** محجوبةٌ عن كلِّ مُقْلَةِ عارفٍ )9 ( ** أن لا يفوتكما الزمانَ تلاق )9 ( وكلُّ حضارة في الأرض طالتْ ** خلع الزمانُ على الورى أَيامَه )9 ( لما حلَلْتِ بآدمٍ حلَّ الحِبا ** ومشى على الملإ السجودِ الرُكَّع )0 ( وأرى النبوةَ في ذراكِ تكرمتْ ** في يوسفٍ ، وتكلَّمت في المرضع )0 ( سماؤكِ من حُلى الماضي كتابٌ ** وأرضك من حلى التاريخ رق )( بنيتِ الدولة الكبرى ومُلكاً ** غبارُ حضارتيه لا يُشَقّ )
____________________
(1/197)
2( وسَقَتْ قريشَ على لسان محمد ** بالبابليِّ من البيان المُمْتِع )( فاهنأْ بطالعهِ السعيدِ ، يزينُه ** ومعذِرة اليَرَاعةِ والقوافي )( يتنزَّلُ الأجرانِ في صُبحيْهما ** )( ومشت بموسى في الظلام مشرداً ** وحدَتْه في قُلَلِ الجبالِ اللُّمَّع )( حتى إذا طُويَتْ ورثتِ خلالَها ** رفعَ الرَّحيقُ وسرُّه لم يرفَع )( إني أُجلُّ عن القتال سرائري ** بلَيْلٍ للقذائفِ والمنايا )( رباعُ الخلدِ ويحكِ ما دهاها ؟ ** أحقٌ أنها دَرَستْ ؟ أحقُّ ؟ )4 ( وهل عُرَفُ الجِنانِ مُنضَّداتٌ ؟ ** وهل لنعيمهن كأمس نَسقُ ؟ )4 ( قسمتْ منازلكِ الحظوظُ : فمنزلاً ** أترعن منكِ ، ومنزلاً لم تترعِ )5 ( وخليةً بالنحل منك عميرةً ** وخليةً معمورةً بالتبعْ )
____________________
(1/198)
25 ( وأيتن دُمى المقاصر من حجالٍ ** )6 ( ** على جنباتِه ، واسودَّ أُفْق )6 ( وَحظيرةً قد أُودِعَت غُرَرَ الدُّمى ** وحَظيرةً محرومةً لم تودَع )7 ( ** وتمدُّ بيتَ النمل ، فهو مروَّق )7 ( بني سورِيَّةَ ، اطَّرِحوا الأَماني ** ويُساعدُ الأنفاسَ في الأرماق )7 ( نظر الرئيس إلى كمالكِ نظرةً ** لم تخلُ من بصر اللبيب الأروع )8 ( فرآه منزلةً تعرَّضَ دُونَها ** قِصَرُ الحياةِ ، وحالَ وَشْكُ المصْرَع )9 ( لو لا كمالكِ في الرئيس ومثلِه ** لم تَحْسُنِ الدنيا ، ولم تَتَرعْرَع )0 ( وبي مما رَمَتْكِ بهِ الليالي ** )0 ( سلي مَنْ راعَ غيدكَ بعدَ وّهْنٍ ** )
____________________
(1/199)
30 ( الله ثبَّت أَرضَه بدعائم ** هم حائط الدنيا ، وركن المجتمع )( ** في كلِّ ناحية بَخورٌ يُحْرَق )( ولكنْ كلُّنا في الهمِّ شرق ** )( لو أَن كلَّ أَخِي يراع بالغٌ ** شأْوَ الرئيسِ وكلَّ صاحبِ مِبضَع )( ذهب الكمالُ سدى ، وضاع محلُّه ** في العالم المتفاوتِ المتنوِّع )( جلالُ الرُّزْءِ عن وصْفٍ يَدِقُّ ** )( يا نفسُ ، مثلُ الشمس أَنتِ : أَشِعَّةٌ ** في عامرٍ ، واشعةٌ في بلقع )4 ( فإذا طوى النهار تراجعت ** شتى الأشعةِ ، فالتقتْ في المرجع )5 ( لما نعيت إلى المنازل عودرتْ ** دَكّاً ، ومثْلُكِ في المنازل ما نُعي )5 ( جرى في أرضها ، فيه حياةٌ ** كمُنْهَلِّ السماء ، وفيه رزق )
____________________
(1/200)
36 ( ضَجَّتْ عليكِ معالماً ومعاهداً ** وبكتْ فراقكِ بالدموع الهمع )6 ( ** وزالوا دونَ قومهمُ ليبقوا )7 ( آذَنْتِها بنوًى ، فقالت : لَيْتَ لَمْ ** تَصِل الحبالَ ، وليتها لم تَقْطع )7 ( إنَّ العبادةَ خشيةٌ وتَعلُّق ** أَزليَّةٌ فيه تُضيءُ وتَغسِق )8 ( ورداء جُثمانٍ لبِستِ مُرَقَّمٍ ** بيد الشباب على المشيبِ مُرَقَّع )8 ( ** فيه محلٌّ للأَقانيم العُلى )9 ( كم بنتِ فيه ، وكم خَفِيَتْ ، كأنه ** ثوبُ الممثِّل ، أو لباسُ المرفع ؟ ) 40 ( وأَظنها نسيت عهوداً بالحمى ** والخَزُّ أَكفانٌ إذا لم يُنْزَع ) 4( فزعتْ وما خفيتْ عيها غايةٌ ** لكنّ من يردِ القيامةَ يفزع ) 4( ** لذا سُمِّيتَ مَيْدانَ الوفاق )
____________________
(1/201)
4( أَزْمَعْتِ ، فانهلَّتْ دموعُكِ رِقَّةً ** أَنّ السفينةَ أَقلعت في الأَدمع ) 4( أَنتِ الوفيَّةُ ، لا الذِّمامُ لديكِ مَذْ ** مومٌ ، ولا عهدُ الهوى بمضيَّع ) 4( وبأَيِّ كَفٍّ في المدائن تُغْدِقُ ؟ ** ) 44 ( أزمعتِ ، فانهلتْ دعومكِ رقةً ** لو استطعتِ إقامةً لم تزمعي ) 44 ( ما جَفَّ ، أَو ما مات ، أَو ما يَنفُق ** فإن رمتْم نعيمَ الدهر فاشقوا ) 45 ( ** وقيامةُ الوادي غداةَ تحلّق ) 45 ( بان الأحبةُ يومَ بينكِ كلُّهم ** وذَهبتِ بالماضي وبالمتوَقَّع )
____________________
(1/202)
البحر : - ( ** )
____________________
(1/203)
البحر : خفيف تام ( رزق الله أهلَ باريسَ خيراً ** وأَرى العقلَ خيرَ ما رُزِقوه ) ( عندهم للثنار والزّهر ممّا ** تُنجِب الأَرضُ مَعْرِضٌ نَسقوه ) ( جنَّةٌ تَخلِب العقولَ ، وروضٌ ** تجمع العينُ منه ما فرقوه ) 4 ( من رآه يقول : قد حُرموا الفر ** دوسَ ، لكنْ بسحرهم سرقوه ) 5 ( ما ترى الكَرْم قد تشاكلَ ، حتى ** لو رآه السُّقاةُ ما حقَّقوه ) 6 ( يُسْكِرُ الناظرين كَرْماً ، ولمَّا ** تَعْتَصِرْهُ يَدٌ ، ولا عتَّقوه ) 7 ( صوروه كما تشاءُون ، حتى ** عَجبَ الناسُ : كيفَ لم يُنطِقُوه ؟ ) 8 ( يجدُ المتَّقي يد الله فيه ** ويقول الجَحودُ : قد خَلَقوه )
____________________
(1/204)
البحر : طويل ( لنا صاحبٌ قد مُسَّ إلا بقيَّة ** فليس بمجنون ، وليس بعاقل ) ( له قَدَمٌ لا تستقرُّ بموضع ** كما يتنزَّى في الحصى غيرُ ناعل ) ( إذا ما بدا في مجلسٍ ظُنَّ حافلاً ** من الصَّخب العالي ، وليس بحافل ) 4 ( ويُمطرنا من لفظِه كلَّ جامدٍ ** ويُمطرنا من رَيْلِه شرَّ سائل ) 5 ( ويُلقي على السُّمار كفّاً دِعابُها ** كعَضَّةِ بَرْدٍ في نواحي المفاصل )
____________________
(1/205)
البحر : مجزوء الكامل ( محجوبُ ، إن جئتَ الحجا ** زَ ، وفي جوانحك الهوى له ) ( شوقاً ، وحباً بالرسو ** ل ، وآلهِ أَزكى سُلاله ) ( فلَمحتَ نضرةَ بانِه ** وشممتَ كالرَّيحان ضالَه ) 4 ( وعلى العتيق مشيتَ تن ** ظر فيه دمعَك وانهماله ) 5 ( ومضى السُّرى بك حيثُ كا ** ن الروحُ يسري والرِّساله ) 6 ( ** ويؤدي كما وعَاهُ الكلاما ) 6 ( وبلغتَ بيتاً بالحجا ** ز ، يُبارك الباري حِياله ) 7 ( اللهُ فيه جلا الحرا ** مَ لخلقه ، وجلا حلاله ) 8 ( فهناك طِبُّ الروحِ ، طِ ** بُّ العالمين من الجهاله ) 9 ( وهناكَ أطلالُ الفَصَا ** حةِ ، والبلاغةِ ، والنَّباله )
____________________
(1/206)
10 ( وهناك أزكى مسجدٍ ** أَزكى البريَّة قد مشى له )( وهناك عُذريُّ الهوى ** وحديثُ قَيْسٍ والغزاله )( وهناك مُجري الخيل ، ويجري ** في أَعنتها خياله )( وأَدارَ الردَى على القوم جامَه ** مِثلما جاملوا الملوكَ العِظاما )( وهناك مَنْ جمعَ السماحة ** والرجاحة ، والبسالة )4 ( وهناك خيَّمت النُّهى ** والعلمُ قد أَلقى رِحاله )5 ( وهناك سرحُ حضارةٍ ** اللهُ فيَّأنا ظِلالَه )6 ( إنّ الحسينَ بنَ الحس ** ينِ أَميرَ مَكَّةَ والإياله )7 ( قمرُ الحجيج إذا بدا ** دارُ الحجيج عليه هاله )8 ( أنتَ العليلُ ، فلُذ به ** مُستشفياً ، واغْنم نَواله )
____________________
(1/207)
19 ( لا طِبَّ إلا جَدُّه ** شافي العقولِ من الضَّلاله )0 ( قبِّل ثراه ، وقُل له ** شوقي إليك على النَّوى )( أَنا يا بنَ أَحمدَ بعدَ مَدْ ** حي في أَبيك بخير حاله )( أنا في حِمَى الهادي أبي ** ك ، أُحبُّهُ ، وأُجلُّ آله )( ** شوقُ الضرير إلى الغزاله )4 ( يا بنَ الملوك الراشدي ** ن ، الصالحين ، أُولِي العَداله )5 ( إن كان بالملك الجلا ** لةُ ، فالنبيُّ لكم جلاله )6 ( أَوَليس جدُّكمُ الذي ** بلغَ الوجودُ به كماله ؟ )
____________________
(1/208)
البحر : - ( الطَّيّارُونَ الْفَرَنسِيُّون ** ) ( هذه صورتها منْ ** بئةٌ عنها مُبينه ) ( لم يُرَ إلاَّ ظلم ** نُ عليه في خيرِ الجفون ) ( ** صحبَ الزمانَ دِهانُها ) 4 ( في منزلٍ كمُحَجَّب ال ** غَيْبِ اسْتَسَرَّ عن الظنون ) 4 ( تاجٌ تنَقَّلَ في الخيا ** ) 5 ( أهرق عنقودها ** تقدمةً للصنم ) 5 ( حتى أتى العلمُ الجسو ** جانِبُه مُهْتَضم ) 5 ( ما فيه لإن قُلِّبَتْ يوماً جواهُرُه ** وذخائرٌ من أَعْصُرٍ ولَّ ) 6 ( فهي وجودٌ عَدَمْ ** ليلتَه لم يَنَم )
____________________
(1/209)
6 ( فَلَكِيٌّ هو ، إلاّ أَنه ** ناحيةً في الهَرَم ) 6 ( بنو أُميَّةَ للأَنباءِ ما فتحوا ** وللأحاديث ما سادوا وما دانوا ) 7 ( سادةُ أَفريقيا ** رةِ ، والخُدورَ على الفنون ) 8 ( ** أَنتم أَساطينُ الحضا ) 8 ( واندسَّ كالمِصباح في ** بحرُ نوالٍ خِضَمّ ) 9 ( ما عرف العمرَ هَمّ ** قِلِ في الثّرى ، شُمُّ الحُصون )0 ( وقبوراً في السَّموات العُلا ** نزلوا ، أم حُفرات ورَغاما )0 ( بي رشَأٌ ناعمٌ ** ما عرف العمرَ هَمّ )0 ( بالأمس قمت على الزهراء أندبُهُم ** واليومَ دمعى على الفيحاء هتَّانْ )0 ( لا تهتدي الريحُ الهَبو ** وانبعثَتْ في الهَرَم )
____________________
(1/210)
1( أخرجها الله كال ** )( ناحِيةً في الهَرم ** والقبْرُ كالدّنيا يَخون )( مطْمِئنِّين نفوساً ، كلَّما ** عَبَست كارثةٌ زادوا ابتساما )( خيرُ السيوفِ مضى الزما ** )( معادنُ العزِّ قد مال الرَّغام بهم ** نَ وأَهلَه المستكبرين )( مَعْنُ لو انتابها ** يَمزجُها بالشِّيم )( ** قَدَّرَه مَنْ قَسَم )( نَسَبٌ عريقٌ في الضُّحى ** بَذَّ القبائل والبُطون )( وأُهنِّي على النوى وأُعزِّي ** هل رأَيت الطَير زَفَّ وحاما ؟ )4 ( شال بالأذناب كلٌّ ، وَرَمَى ** بجناحيْهِ كما رُعْتَ النَّعاما )
____________________
(1/211)
14 ( أرأيتَ كيف يَئُوب من ** غَمْرِ القضاءِ المُغْرَقون ؟ )5 ( وتدولُ آثارُ القُرو ** نِ ، على رَحَى الزَّمنِ الطَّحون ؟ )6 ( ** خُلُقاً به تتفرّدون )6 ( وتنازعوا الذهبَ الذي ** )7 ( تَقْدِمةً للصنم ** يَهتِك ، إلاَّ الحُرَم )7 ( آمنت بالله ، واسثنيت جَنَّتَه ** حُفَرٍ مِنَ الأَجْداثِ جُون )8 ( قال الرفاق وقد هبَّتْ خمائلها : ** رِ صدَفتَ بالقلب الحزين )8 ( حيث تلاقى الْتأم ** مُومِئَةً بالعَنم )9 ( لم تَتركوه في الجلي ** لِ ولا الحقيرِ من الشئون )9 ( جَرَى وصفَّقَ يلقانها بها بَرَدَى ** كما تلقَّاك دونَ الخُلدِ رضوان )
____________________
(1/212)
20 ( طال عليها القِدَم ** يومُ الأَخرُ متى يكون ؟ )0 ( ** آيةً للعلم آتاها الأَناما )( ** أم مَقَرُّ الحولِ في بعض القدامى ؟ )( البعثُ غايةُ زائلٍ ** )( والحورُ في دُمَّر ، أو حولَ هامَتها ** حورٌ كواشفُ عن ساقٍ ، ولدان )( السِّبْقُ مِن عاداتِكم ** تَقْرَبُ ، إلاَّ التُّهَم )( ** الساقُ كاسِيَةٌ ، والنحرُ عُريان )( ** لِ ولا الحقيرِ من الشؤون )( أَم ظَبياتُ الخِيَم ؟ ** رة والبُناة المحسِنون )( أم بعينيه إذا ما جالتا ** تكشفان الجوَّ غيثاً أم جهاما ؟ )
____________________
(1/213)
24 ( نُرْمَ وفي نُتَّهَم ** )5 ( ** والوحشُ تَنْفرُ في السُّهو )5 ( أنزلتً حفرةَ هالكٍ ** أم حجرةَ الملكِ المَكينْ ؟ )6 ( ثم انثت لم لنها البلال ، ولا ** جفَّتْ من الماءِ أذيالٌ وأردان )6 ( نَمَّ بها دَنُّها ** تلك شموسُ الدّجَى )7 ( لو أَنصفتْ لم أُلَم ** )7 ( ** يهتِك ، إلا الحُرَم )8 ( آلَ إليها العِظَم ** رةِ لم يَحُزْهُ ، ولا ثَمين )8 ( حتى انحدرت الى فيحاء وارفةٍ ** بِ يُناولونَ ، ويَطْرَدون )9 ( يَمنعها حلمَه ** )
____________________
(1/214)
29 ( خُلُقاً به تَتفرّدون ** )9 ( هذَّبه في اليتم ** أَهرَق عُنقودَها )0 ( وذخائر من أعصُرٍ ولَّ ** مائدةٌ مَدَّها )( كنتمْ خيالَ المجدِ يُرْ ** )( تسأَل أَترابَها ** )4 ( ** وهْيَ عليه أَنمّ )6 ( لو يفطُن الموتى لها ** )6 ( واستعيروها جَناحاً طالما ** بين ليوثٍ بُهَم )6 ( ** وبنيتُ في العشرينَ من )7 ( ** فعُ للشبابِ الطامِحين )
____________________
(1/215)
38 ( ** ليلتُكم قدْرُها )9 ( قد لفَّها لفَّ الضِّما ** خارجةً مِن شَرىً )9 ( لم تَتركوه في الجلي ** ترَّقت فيه أجناسٌ وأديان ) 40 ( نَمَّ ولمَّا يَنِمّ ** ) 40 ( ** مثل حَمَامِ الحَرَم ) 40 ( نصيحة ملؤها الإخلاص ، صادقة ** والخيلُ جُنَّ لها جُنون ) 4( لا برح الصفوُ في ** ) 4( ** أو حكمةً ؛ فهو تقطيع وأَوزان ) 4( وترى الدُّمى ، فتخالها انْ ** تَثَرَتْ على جَنباتِ زُون ) 4( ** رةِ والبُناةُ المحسِنون )
____________________
(1/216)
44 ( ويمرُّ رائع صَمتِها ** ) 44 ( ** نزَلوا ، أَم حُفَرات ورَغاما ) 45 ( مُضطهَدٌ خَصْرُها ** حيناً عهيداً بعد حين ) 46 ( غَضٌّ على طوال البِلَى ** حولَ خِوانٍ نُظِم ) 47 ( تجمع مِن ذَيلها ** تتركه لم يلمّ ) 47 ( خَدَعَ العيونَ ولم يَزَلْ ** حتى تضحَدَّى اللاَّمِسين ) 48 ( غِلمانُ قَصْرِك في الرِّكا ** بِ يُناولونَ ، ويطرَدون ) 49 ( والبوقُ يعتف ، والسِّها ** ) 5( لا هيةً لم تَجم ** لِ ، وتارةً تَثِبُ الحُزُون ) 5( مُنْتَهَبٍ كلَّما ** ظُنَّ به النقصُ تَمّ )
____________________
(1/217)
5( ترفُل في مُخْمَلٍ ** حِ ، وفي منَاقِرِها أَنين ) 5( وكأَنَّ آباءَ البريَّ ** ةِ في المدائن مُحضَرون ) 54 ( وكأن دُولةَ آل شم ** سٍ عن شِمالك واليَمين ) 55 ( ملكَ الملوك ، تحيَّةً ** في المُهَجاتِ انتظم ) 56 ( بعد متابٍ أَلمّ ** قد وقفوا للمَها ) 57 ( أَيَّ قَوِيٍّ حَكَم ** أزنُ الجلالَ وأستبين ) 58 ( ناعِمةً لم تُرَعْ ** أحجارِها ششعري الرَّصين ) 59 ( قد وُئِدَتْ في الصِّبا ** ) 60 ( أقعدت جيلاً للهوى ** وأقمت جيلاً آخرين ) 6( كنتمْ خيالَ المجدِ يُرْ ** نَّ العربيّ العَلَم ؟ )
____________________
(1/218)
6( ترجع كَرَّ النَّسَم ** قام لديها المَلا ) 6( تاجٌ تنتَقِّلَ في الخيا ** لِ ، فما استقر على جبين ) 64 ( خَرَزاتُه السيف الصقي ** ل يَشدُّه الرمح السَّنين ) 67 ( البَرُّ مغلوبُ القنا ** ) 68 ( لما نظرتَ إلى الديا ** رِ صدَفتَ بالقلب الحزين ) 69 ( ** ظِلِّكمُ يُغْتَنَم ) 7( تاجُ الحضارة حين أَشر ** قَ لم يجدْهم حافلين ) 7( واللهُ يعلم لم يَرَوْ ** بين صنوف النِّعَم ) 7( قَسَماً بمن يحيي العظا ** مَ ، ولا أزيدُكَ من يَمين ) 74 ( ** تُقبِلُ في موكبٍ )
____________________
(1/219)
75 ( تبعث أَنَّى بَدَتْ ** بِ الرُّوح ، أو نبض الوَتين ) 76 ( وطلعتَ من وادي الملو ** ) 78 ( لُجَّتِها والأَكَم ** ن من القَنا ، والدَّارعين ) 8( قرْنَ ذُكاءٍ نَجَم ** نصبوا ، ورَدُّوا الحاكمين ) 8( تُخْطِر مَنْ أَمَّها ** وسبيلُه في الآخرين ) 84 ( فإذا رأَيتَ مشايخاً ** أو فِتيةً لك ساجدين ) 85 ( لاق الزمان َ ، تجدْهمو ** عن ركْبِه مُخلِّفين ) 86 ( ما شربوها وما ** وعقولُهم في الأولين ! )
____________________
(1/220)
البحر : - ( أنْدَلُسِيَّةٌ ** ) 8 ( ** أَنا مَنْ يترك للديَّ )( ملاعبٌ مَرحَتْ فيها مآربُنا ** بئةٌ عنها مُبينه )( ب ، َّا ، فلم نَخلُ من روح يراوحنا ** )0 ( أَسأَل الرحمنَ يُرْعِي ** ممَّا نُرَدِّدُ فيه حين يُضوينا ) 54 ( إذِ الزمانُ بنا غيناءُ زاهيةٌ ** وهْو في حُلْوَانَ زِينه ) 57 ( ** لو كان فيها وفاءٌ للمُصافينا ) 6( ** عهدُ الكرامِ ، وميثاقُ الوفيِّينا ) 6( ولا حوى السعدُ أطغى في أعنَّته ** كنَّا جياداً ، ولا أرحى ميادينا ) 8( ** فيها إذا نَسيَ الوافي ، وباكينا )
____________________
(1/221)
البحر : - ( بالوَرْدِ كُتْباً ، وبالرَيَّا عناوينا ** ) ( رأيت على لوحِ الخيال يتيمةً ** قضى يومَ لوسيتانيا أَبَواها ) ( فيا لك من حاكٍ أمين مُصدَّقٍ ** وإن هاج للنفس البُكا وشجاها ) 4 ( ولا أُمَّ يَبغي ظِلَّها وذَراها ** وقُوِّضَ رُكْناها ، وذَلَّ صِباها ) 5 ( زكم قد جاهد الحيوانُ فيه ** وخلَّف في الهزيمة حافريه ) 5 ( وليت الذي قاست من الموت ساعة ** كما راح يطوي الوالدين طواها ) 6 ( كفَرْخٍ رمى الرامي أَباهُ فغالهُ ** فقامت إليه أمُّهُ فرماها ) 7 ( فلا أبَ يستذري بظلّ جناحِه ** ) 8 ( ودبَّابةٍ تحتَ العُباب بمَكمَنٍ ** أمينٍ ، ترى الساري وليس يَراها ) 9 ( هي الحوتُ ، أَو في الحوت منها مَشابِهٌ ** فيها إذا نَسِيَ الوافي ، وباكِينا )
____________________
(1/222)
10 ( أبثُُّ لأصحابِ السُّفين غوائلا ** وأَربُعٌ أَنِسَتْ فيها أَمانينا )( خؤونٌ إذا غاصتْ ، غدورٌ ، إذا طَفت ** ملعَّنةٌ في سحبها وسُراها )( فآبَ مِنْ كُرَةِ الأَيامِ لاعِبُنا ** وتَجني على من لا يخوض رَحاها )( فلو أَدركت تابوت موسى لسَلَّطتْ ** عليه زُباناها ، وحرَّ حُماها )( وغايةُ أمرهِ أنّا سمعنا ** لسان الحال يُنشدنا لديه )4 ( أليس من العجاب أن مثلي ** يَرَى ما قلَّ مُمتِنعاً عليه ؟ )4 ( ولو لم تُغَيَّبْ فُلْكُ نُوحٍ وتحْتَجِبْ ** لما كان بحرٌ ضمَّها وحواها )5 ( وأفٍّ على العالم الذي تدَّعونه ** إذا كان في علم النفوس رَدَاها )
____________________
(1/223)
البحر : - ( إلى حسين حاكمِ القنالِ ** مثالِ الخلُق في الرِّجال ) ( أُهدِي سلاماً طيّباً كخُلْقِه ** مع احترامٍ هو بعضُ حَقِّه ) ( وأحفظ العهدَ له على النَّوَى ** والصدقَ في الودّ له وفي الهوى ) 4 ( وبعدُ فالمعروفُ بين الصَّحبِ ** أنّ التهادي من دواعي الحبِّ ) 5 ( وعندك الزّهرُ ، وعندي الشِّعرُ ** كلاهما فيما يقال نَدْرُ ) 6 ( وقد سَمعتُ عنك من ثِقاتِ ** أَنك أَنتَ مَلِكُ النباتِ ) 7 ( زهرُك ليس للزهور رَوْنَقُه ** تكاد في فرطِ اعتناءٍ تَخلُقه ) 8 ( ما نظرتْ مثلَكَ عينُ النرجسِ ** بعد ملوك الظرف في الأَندلسِ ) 9 ( ولي من الحدائق الغنَّاءِ ** رَوْضٌ على المطْرِيَّةِ الفيْحاءِ )0 ( أتيتُ أستهدي لها وأسأَلُ ** وأرتضي النَّزْر أثَقِّلُ )
____________________
(1/224)
1( عشرَ شُجيراتٍ من الغولى ** تَندُر إلاَّ في رياض الوالي )( تزكو وتزهو في الشتا والصيف ** وتجمع الألوان مثلَ الطْيف )( تُرسلها مؤمّناً عليها ** إن هَلَكْت لي الحقُّ في مِثْليْها )4 ( والحق في الخرطوم أَيضاً حقِّي ** والدرسُ للخادم كيف يسقي )5 ( وبعد هذا لي عليك زروهء ** لكي تدور حول روضِي دوْرهْ )6 ( فإن فعلت فالقوافي تفعلُ ** ما هو من فعل الزهور أَجملُ )7 ( فما رأَيتُ في حياتي أَزْينا ** للمرء بين الناس من حُسْنِ الثَّنَا )
____________________
(1/225)
البحر : كامل تام ( مَنْ لي بهنّ ليالياً نَهِل الصِّبا ** مما أَفَضْنَ وَعَلَّت الأَهواءُ ) ( ألفنَ أوطاري ؛ فعيشيَ والمُنَى ** في ظلِّهنّ الكأسُ والصَّهباءُ )
____________________
(1/226)
البحر : بسيط تام ( سُوَيْجعَ النيلِ ، رفقاً ، بالسُّوَيْداءِ ** فما تُطيق أَنينَ المفردِ النائي ) ( لله وادٍ كما يَهْوَى الهوى عَجَبٌ ** تركتَ كلَّ خَليٍّ فيه ذا داء ) ( وأَنتَ في الأَسْرِ تشكو ما تُكابده ** لصخرةٍ من بني الأَعجام صَمَّاء ) 4 ( الله في فَنَن تلهو الزمانَ به ** فإنَّما هو مشدودٌ بأَحشائي ) 5 ( وفي جوانحك اللاَّتي سمحْت بها ** فلو ترفَّقْت لم تسمح بأَعضائي ) 6 ( ماذا تريد بذي الأناتِ في سهري ؟ ** هذي جفوني تسقِي عهدَ إغفائي ) 7 ( حَسْبُ المضاجعِ مني ما تعالج من ** جَنْبي ، ومن كبدٍ في الجنْب حَرّاء ) 8 ( أُمْسِي وأُصْبِحُ مِنْ نَجْواك في كَلَفٍ ** حتى ليَعْشَقُ نُطقي فيك إصغائي ) 9 ( الليلُ يُنِهضني من حيث يُقعدني ** والنجمُ يَملأُلي ، والفكُر صَهبائي )0 ( آتي الكواكبَ لم أَنقل لها قَدَماً ** لا ينقضي سهري فيها وإسرائي )
____________________
(1/227)
1( وأَلحظُ الأَرضَ ، أَطْوِي ما يكون إلى ** ما كان مِنْ آدمٍ فيها وحَوّاء )( مُؤيَّداً بك في حِلّي ومُرْتَحَلي ** وما هُما غيرُ إصباحي وإمسائي )( تُوحي إليّ الذي تُوحِي ، وتسمع لي ** وفي سماعك بعد الوحي إغرائي )
____________________
(1/228)
البحر : مجزوء الرمل ( منكَ يا هاجرُ دائي ** وبكفَّيْكَ دَوائي ) ( يا مُنَى روحي ، ودنيا ** يَ ، وسُؤْلي ، ورجائي ) ( أَنت إن شئتَ نعيمي ** وإذا شئتَ شقائي ) 4 ( ليس مِنْ عُمرِيَ يومٌ ** لا ترى فيه لِقائي ) 5 ( وحياتي في التَّداني ** ومماتي في التَّنائي ) 6 ( نَمْ على نسيان سُهدي ** فيك ، واضحكْ من بُكائي ) 7 ( كلُّ ما ترضاه يا مَو ** لايَ يرضاه وَلائي ) 8 ( وكما تعلم حُبِّي ** وكما تدري وَفائي ) 9 ( فيك يا راحة روحي ** طال بالوشي عَنائي )0 ( وتواريتُ بدمعي ** عن عيون الرُّقَباءِ )
____________________
(1/229)
1( أَنا أَهواكَ ، ولا أَرْ ** ضَى الهوى مِن شُركائي )( غِرْتُ ، حتى لَترى أَر ** ضِيَ غَيْرَي من سمائي )( ليتني كنتُ رِداءً ** لك ، أو كنت ردائي )4 ( ليتني ماؤك في الغُ ** لَّةِ ، أَو ليتك مائي )
____________________
(1/230)
البحر : طويل ( لقد لامني يا هندُ في الحب لائمٌ ** مُحِبٌّ إذا عُدَّ الصِّحابُ حبيبُ ) ( فما هو بالواشي على مذهب الهوى ** ولا هو في شَرع الوداد مُريب ) ( وصفتُ له مَن أَنتِ ، ثم جرى لنا ** حديثٌ يَهُمُّ العاشقين عجيب ) 4 ( وقلت له : صبراً ؛ فكلُّ أَخي هَوى ** على يَدِ مَنْ يهْوى غداً سيتوب )
____________________
(1/231)
البحر : وافر تام ( على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ ** ومَنْ عاتبتُ يَفْديِه الصِّحابُ ) ( ألوم معذِّبي ، فألومُ نفسي ** فأُغضِبها ويرضيها العذاب ) ( ولو أنَي استطعتُ لتبتُ عنه ** ولكنْ كيف عن روحي المتاب ؟ ) 4 ( ولي قلب بأَن يهْوَى يُجَازَى ** ومالِكُه بأن يَجْنِي يُثاب ) 5 ( ولو وُجد العِقابُ فعلتُ ، لكن ** نفارُ الظَّبي ليس له عِقاب ) 6 ( يلوم اللائمون وما رأَوْه ** وقِدْماً ضاع في الناس الصُّواب ) 7 ( صَحَوْتُ ، فأَنكر السُّلْوان قلبي ** عليّ ، وراجع الطَّرَب الشباب ) 8 ( كأن يد الغرامَِ زمامُ قلبي ** فليس عليه دون هَوىً حِجاب ) 9 ( كأَنَّ روايةَ الأَشواقِ عَوْدٌ ** على بدءٍ وما كمل الكتاب )0 ( كأني والهوى أَخَوا مُدامٍ ** لنا عهدٌ بها ، ولنا اصطحاب )
____________________
(1/232)
1( إذا ما اغتَضْتُ عن عشقٍ يعشق ** أُعيدَ العهدُ ، وامتد الشَّراب )
____________________
(1/233)
البحر : وافر تام ( أَريدُ سُلوَّكم ، والقلبُ يأْبَى ** وعتبكُم ، وملءُ النفس عُتْبى ) ( وأَهجركم ، فيهجرني رُقادي ** ويُضوِيني الظلامُ أَسًى وكرْبا ) ( واذكركم برؤيةِ كلِّ حُسْنٍ ** فيصبو ناظري ، والقلب أصبى ) 4 ( وأَشكو من عذابي في هواكم ** وأَجزيكم عن التعذيبِ حُبّا ) 5 ( وأَعلمُ أَن دَأْبكُمُ جَفَائي ** فما بالي جعلتُ الحبَّ دأْبا ؟ ) 6 ( ورُبَّ مُعاتِبٍ كالعيش ، يشكى ** وملءُ النفس منه هَوًى وعُتْبى ) 7 ( أتَجزيني عن الزُّلْفَى نِفاراً ؟ ** عَتَبَتكَ بالهوى ، وكفاك عَتبا ) 8 ( فكلّ ملاحةٍ في الناس ذنبٌ ** إذا عُدّ النِّفارُ عليكَ ذنبا ) 9 ( أخذتُ هواك عن عيني وقلبي ** فعيني قد دَعَتْ ، والقلبُ لَبّى )0 ( وأَنتَ من المحاسن في مِثال ** فديتكَ قالَباً فيه وقَلْبا )
____________________
(1/234)
1( أُحِبُّكَ حين تثني الجيدَ تِيهاً ** وأَخشى أَن يصيرَ التِّيهُ دَأْبا )( وقالوا : في البديل رضاً ورووحٌ ** لقد رُمتُ البديلَ ، فرمتُ صَعبا )( وراجعتُ الرشادَ عَساي أَسلو ** فما بالي مع السُّلوانِ أَصْبى ؟ )4 ( إذا ما الكأْسُ لم تُذْهِبْ همومي ** فقد تَبَّتْ يدُ الساقي ، وتَبّا )5 ( على أَني أَعَفُّ من احتساها ** وأَكرمُ مِنْ عَذَارَى الدير شربا )6 ( ولي نفسٌ أُورَيها فتزمو ** كزهر الورد نَدَّوْهُ فهبَّا )
____________________
(1/235)
البحر : رمل تام ( رَوّعوه ؛ فتولَّى مغضِبا ** أَعلِمتم كيف ترتاعُ الظِّبا ؟ ) ( خُلِقت لاهِيةً ناعمة ** رُبَّما رَوَّعها مرُّ الصَّبا ) ( لي حبيبٌ كلَّما قيل له ** صَدَّقَ القولَ ، وزكذَى الرِّيبا ) 4 ( كذاب العُذَالُ فيما زعمو ** أَملي في فاتِني ما كذبا ) 5 ( لو رَأَوْنا والهوى ثالثُنا ** والدُّجى يُرخي علينا الحُجُبا ) 6 ( في جِوار الليل ، في ذمَّتِه ** نذكر الصبحَ بأنَّ لا يقربا ) 7 ( مِلءُ بُرْدَينا عفافٌ وهوى ** حفظ الحسنَ ، وصنتُ الأدبا ) 8 ( يا غزالاً أَهِلَ القلبُ به ** قلبي السَّفْحُ وأَحْنى ملْعبا ) 9 ( لك ما أَحببت مِنْ حَبَّتِه ** منَهلاً عذباً ، ومرعىً طَيِّبا )0 ( هو عندَ المالِكِ الأوْلى َ به ** كيفَ أشكو أنه قد سُلِبا ؟ )
____________________
(1/236)
1( إن رأَى أَبْقَى على مملوكه ** أَو رأى أتلفه واحتسبا )( لكَ قدٌّ سجدَ البانُ له ** وتمَّنت لو أقلَّتْه الرُّبى )( ولِحاظٌ ، من معاني سحره ** جمع الجفنُ سهاماً وظُبى )4 ( كان عن هذا لقلبي غُنْيَةٌ ** ما لقلبي والهوى بعد الصِّبا ؟ )5 ( فِطرتي لا آخُذ القلبَ بها ** خُلِقَ الشاعِرُ سَمحاً طَرِبا )6 ( لو جَلَوْا حُسْنَكَ أَو غَنَّوْا به ** للبيدٍ في الثمانين صَبا )7 ( أيها النفسُ ، تجدّين سُدىً ** هل رأيتِ العيشَ إلا لَعِبا ؟ )8 ( جَرِّبي الدنيا تَهُنْ عندكِ ، ما ** أَهونَ الدنيا على من جرّبا ! ! )9 ( نلتِ فيما نِلْتِ من مَظهرها ** ومُنِحْتِ الخلدَ ذكراً ، ونَبَا )
____________________
(1/237)
البحر : مجزوء الكامل ( ما تلكَ أَهدابي تَنَظَّ ** مَ بينها الدمعُ السَّكوبْ ) ( بل تلك سُبحةُ لؤلؤٍ ** تُحْصَى عليكَ بها الذنُوب )
____________________
(1/238)
البحر : بسيط تام ( لا والقوامِ الَّذي ، والأَعينِ اللاتي ** ما خُنْتُ رَبَّ القَنا والمُشْرَفيَّاتِ ) ( ولا سلوتُ ، ولم أهممْ ، ولا خطرتْ ** بالبالِ سَلْوَاكِ في ماضٍ ولا آت ) ( وخاتَمُ الملكِ للحاجات مُطَّلَبٌ ** وثَغْرُكِ المتمنَّى كلُّ حاجاتي )
____________________
(1/239)
البحر : خفيف تام ( لحظها لَحظها ، رُوَيْداً رُوَيْدا لحظها لَحظها ، رُوَيْداً رُوَيْدا ** كم إلى كم تكيد للروح كيْدا ؟ ) ( كفَّ أو لا تكفَّ ؛ إن يجبني ** لَسِهاماً أَرْسَلْتَها لن تُرَدّا ) ( تصِلُ الضربَ ما أَرى لك حداً ** فاتّقِ الله ، والتزِمْ لك حدَّا ) 4 ( أو فضع لي من الحجارة قلبا ** ثم صُغ لي من الحدائدِ كِبْدا ) 5 ( واكفِ جَفْنَيَّ دافقاً ليس يرْقا ** واكفِ جَنْبَيَّ خافقاً ليس يَهْدا ) 6 ( فمن الغَبْنِ أَن يصير وعيداً ** ما قطعت الزمانَ أرجوه وعْدا )
____________________
(1/240)
البحر : كامل تام ( الرُّشْدُ أَجملُ سِيرة يا أَحمدُ ** ودُّ الغواني مَنْ شبابكَ أبعدُ ) ( قد كان فيك لودهنّ بقيةٌ ** واليومَ أَوْشَكَتِ البقيةُ تَنْفَدُ ) ( هاروت شعركَ بعد ماروتِ الصبا ** أَعيا ، وفارقه الخليلُ المُسعِد ) 4 ( لم سمعنكَ قلنَ : شعرٌ أمردٌ ** يا ليت قائله الطَّيرُ الأمردُ ) 5 ( ما لِلَّوَاهي الناعماتِ وشاعرٍ ** جعل النسيبَ حبالةً يتصيد ؟ ) 6 ( ولكم جمعت قلوبهن على الهوى ** وخدعتَ منْ قطعتْ ومن تودد ) 7 ( وسَخِرْتَ من واشٍ ، وكِدْتَ لعاذِلٍ ** واليومَ تنشدُ من يشي ويفند ) 8 ( أَئذا وَجَدْت الغِيد أَلهاكَ الهوى ** وإذا وجدت الشِّعْرَ عزَّ الأَغيد ؟ )
____________________
(1/241)
البحر : بسيط تام ( إن الوُشاةَ وإن لم أَحْصِهم عددا ** تعلموا الكيدَ من عينيك والفندا ) ( لا أَخْلفَ الله ظنِّي في نواظرِهم ** ماذا رأَتْ بِيَ ممّا يبعثُ الحسدا ؟ ) ( هم أَغضبوكَ فراح القدُّ مُنْثَنياً ** والجفنُ منكسراً ، والخدُّ متقدا ) 4 ( وصادغوا أذُنا صعواءَ لينةً ** فأسمعوها الذي لم يسمعوا أحدا ) 5 ( لولا احتراسيَ من عينَيْك قلتُ : أَلا ** فانظر بعينيك ، هل أَبقَيْت لي جَلَدَا ؟ ) 6 ( الله في مهجةٍ أيتمتَ واحدَها ** ظلماً ، وما اتخذتْ غير الهوى ولدا ) 7 ( ورُوحِ صبٍّ أَطالَ الحبُّ غُرْبَتَها ** يخافُ إن رجعتْ أن تكرَ الجسدَ ) 8 ( دع المواعيدَ ؛ إني مِتُّ مِنْ ظمإِ ** وللمواعيد ماءٌ لا يَبُلُّ صَدى ) 9 ( تدعو ، ومَنْ لي أن أسعى بال كبدٍ ؟ ** فمن معيريَ من هذا الورى كبدا ؟ )
____________________
(1/242)
البحر : سريع ( بثثْت شكواي ، فذابَ الجليدُ ** وأَشفق الصخرُ ، ولان الحديدْ ) ( وقلبُك القاسي على حاله ** هيهاتَ ! بلْ قَسْوَتُه لي تَزيدْ )
____________________
(1/243)
البحر : طويل ( يمدُّ الدُّجى في لوعتي ويزيدُ ** ويُبدِىء ُ بَثِّي في الهوى ويُعيدُ ) ( إذا طال واستعصى فما هي ليلة ** ولكنْ ليالٍ ما لهنّ عَدِيدُ ) ( أَرِقْتُ وعادتني لذكرى أَحِبَّتي ** شجونٌ قيامٌ بالضلوع قعودُ ) 4 ( ومَنْ يَحْمِلِ الأَشواقَ يتعَب ، ويَختلفْ ** عليهِ قديمٌ في الهوى ، وجديد ) 5 ( لقيت الذي لم يلق قلبٌ من الهوى ** لك الله يا قلبي ، أأنت حديد ؟ ) 6 ( لم أَخْلُ من وجْدٍ عليك ، ورِقَّةٍ ** إذا حلَّ غِيدٌ ، أَو ترحَّل غِيدُ ) 7 ( وروضٍ كما شاء المحبون ، ظلهُ ** لهم ولأسرار الغرام مديدُ ) 8 ( تظللنا والطيرَ في جنباتِه ** غصونٌ قيامٌ للنسيم سجود ) 9 ( تمِيل إلى مُضْنَى الغرامِ وتارةً ** يعارضها مُضْنَى الصَّبا فتَحيد )0 ( مَشَى في حوَاشيها الأَصيلُ ، فذُهِّبَتْ ** ومارتْ عليها الحلْيُ وهْيَ تَميد )
____________________
(1/244)
1( ويَقْتُلنا لَحْظٌ ، ويأْسِر جِيدُ ** بأهلٍ ، ومفقودُ الأليفِ وَحيد )( وباكٍ ولا دمعٌ ، وشاكٍ ولا جوىً ** وجذلانُ يشدو في الرُّبَي ويشيد )( وذي كبْرَةٍ لم يُعْطَ بالدهر خِبْرَةً ** وعُرْيان كاسٍ تَزْدَهيه مُهود )4 ( غشيناه والأيامُ تندى شبيبةً ** ويَقْطُر منها العيشُ وهْوَ رَغيد )5 ( رأَتْ شفقاً يَنْعى النهارَ مُضَرَّجاً ** فقلتُ لها : حتى النهارُ شَهيد )6 ( فقالت : وما بالطير ؟ قلت : سكينةٌ ** فما هي ممّا نبتغي ونَصيد )7 ( أُحِلَّ لنا الصيدان : يومَ الهوى مَهاً ** ويومَ تُسَلُّ المُرْهَفاتُ أُسودُ )8 ( يحطِّم رمحٌ دوننا ومهندٌ ** ويقلنا لحظٌ ، ويأسر جيدُ )9 ( ونحكم حتى يقبلَ الدهرُ حُكْمَنا ** ونحن لسلطان الغرام عبيد )0 ( أقول لأيام الصبا كلما نأتْ : ** أما لكَ يا عهدَ الشباب مُعيد ؟ )
____________________
(1/245)
2( وكيف نأَتْ والأَمسُ آخرُ عهدِها ؟ ** لأمسُ كباقي الغابرات عهيد )( جزعتُ ، فراعتني من الشيبِ بسمةٌ ** كأَني على دَرْبِ المشيبِ لَبيد )( ومن عبث الدنيا وما عبثت سدىً ** شببنا وشبنا والزمانُ وليدُ )
____________________
(1/246)
البحر : مجزوء الكامل ( هام الفؤادُ بشادنٍ ** أَلِفَ الدَّلالَ على المدَى ) ( أَبْكي ، فيضحكُ ثَغْرُه ** والكمُّ يفتحه النَّدى )
____________________
(1/247)
البحر : كامل تام ( في مقلتيك مصارعُ الأَكبادِ ** الله في جنبٍ بغير عماد ) ( كانت له كبدٌ ، فحاق بها الهوى ** قُهِرتْ ، وقد كانت من الأَطواد ) ( وإذا النفوسُ تطوحتْ في لذةٍ ** كانت جنايتُها على الأَجساد ) 4 ( نَشْوى ، وما يُسقيْنَ إلاَّ راحتي ** وَسْنَى ، وما يَطْعَمْن غير رُقادي ) 5 ( ضعفي ، وكم أبلين من ذي قوة ** مرضى وكم أفنينَ من عواد ) 6 ( يا قاتل اللهُ العيونَ ؛ فإنها ** في حَرِّ ما نَصْلَى الضعيفُ البادي ) 7 ( قاتلن في أجفانهن قلوبنا ** فصَرَعْنَها ، وسلِمْنَ بالأَغماد ) 8 ( وصبغن من دمها الخدود تتصلاً ** ولقينَ أرباب الهوى بسواد )
____________________
(1/248)
البحر : مجزوء الكامل ( قفْ باللواحظِ عندَ حدكْ ** يكفيكَ فتنةُ نارِ خدكْ ) ( واجْعل لِغِمْدِكَ هدْنَةً ** إن الحوادث مِلءُ غِمْدِك ) ( وصُنِ المحاسن عن قلو ** ب لا يَدَيْنِ لها بجُنْدِك ) 4 ( نظرتْ إليكَ عن الفُتو ** رِ ، وما اتَّقَتْ سَطَواتِ حدِّك ) 5 ( أَعلى رِواياتِ القَنَا ** ما كان نِسْبتُه لقَدِّك ) 6 ( نال العواذلُ جهدَهم ** وسمعتَ منهم فرق جهدك ) 7 ( نقلوا إليك مقالةً ** ما كان أَكثَرُها لعبدك ) 8 ( ما بي السهامُ الكثرُ من ** جَفْنَيْكَ ، لكنْ سهمُ بُعْدِك )
____________________
(1/249)
البحر : متدارك تام ( مضناك جفاهُ مرقده ** وبكاه ورحمَ عودُهُ ) ( حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ ** مقروح الجفنِ مسهده ) ( أودى حرفاً إلا رمقاً ** يُبقيه عليك وتُنْفِدهُ ) 4 ( يستهوي الورق تاوهه ** ويذيب الصخرَ تنهدهُ ) 5 ( ويناجي النجمَ ويتعبه ** ويُقيم الليلَ ويُقْعِدهُ ) 6 ( ويعلم كلَّ مطوقةٍ ** شجناً في الدَّوحِ ترددهُ ) 7 ( كم مد لطفيكَ من شركٍ ** وتادب لا يتصيدهُ ) 8 ( فعساك بغُمْضٍ مُسعِفهُ ** ولعلّ خيالك مسعدهُ ) 9 ( الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ ** والسورةِ إنك مفردهُ )0 ( قد وَدَّ جمالك أو قبساً ** حوراءُ الخُلْدِ وأَمْرَدُه )
____________________
(1/250)
1( وتمنَّت كلٌّ مقطعةٍ ** يدها لو تبعث تشهدهُ )( جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي ** أكذلك خدَّك يحجده ؟ )( قد عزَّ شُهودي إذ رمَتا ** فأشرت لخدِّك أشهده )4 ( وهممتُ بجيدِك أشركه ** فأبى ، واستكبر أصيده )5 ( وهزَزْتُ قَوَامَك أَعْطِفهُ ** فَنَبا ، وتمنَّع أَمْلَدُه )6 ( سببٌ لرضاك أمهده ** ما بالُ الخصْرِ يُعَقِّدُه ؟ )7 ( بيني في الحبِّ وبينك ما ** لا يَقْدِرُ واشٍ يُفْسِدُه )8 ( ما بالُ العاذِلِ يَفتح لي ** بابَ السُّلْوانِ وأُوصِدُه ؟ )9 ( ويقول : تكاد تجنُّ به ** فأَقول : وأُوشِكُ أَعْبُده )0 ( مَوْلايَ ورُوحِي في يَدِه ** قد ضَيَّعها سَلِمتْ يَدُه )
____________________
(1/251)
2( ناقوسُ القلبِ يدقُّ لهُ ** وحنايا الأَضْلُعِ مَعْبَدُه )( قسماً بثنايا لؤلُئِها ** قسم الياقوت منضده )( ورضابٍ يوعدُ كوثرهُ ** مَقتولُ العِشقِ ومُشْهَدُه )4 ( وبخالٍ كاد يحجُّ له ** لو كان يقبَّل أسوده )5 ( وقَوامٍ يَرْوي الغُصْنُ له ** نَسَباً ، والرُّمْحُ يُفَنِّدُه )6 ( وبخصرٍ أوهَنَ مِنْ جَلَدِي ** وعَوَادِي الهجر تُبدِّدُه )7 ( ما خنت هواك ، ولا خطرتْ ** سلوى بالقلب تبرده )
____________________
(1/252)
البحر : بسيط تام ( بالله يا نَسَماتِ النيل في السَّحَرِ ** هل عندَكُنَّ عن الأَحباب مِنْ خبَر ؟ ) ( عرفتكنَّ بعرفٍ لا أكيفه ** لا في الغوالي ، ولا في النَّورِ والزَّهَر ) ( من بعض ما مسح الحسنُ الوجوهَ به ** بينَ الجبينِ ، وبينَ الفَرْقِ والشَّعَر ) 4 ( فهل عَلِقْتُنَّ أَثناءَ السُّرَى أَرَجاً ** من الغدائر ، أو طيبا من الطُّرر ؟ ) 5 ( هجتنَّ لي لوعةً في القلب كامنةً ** والجُرْحُ إنْ تَعْتَرِضْه نَسْمَةٌ يَثُر ) 6 ( ذكرت مصر ، ومن أهوى ، ومجلسنا ** على الجزيرة بين الجسر والنَّهَر ) 7 ( واليومُ أَشْيَبُ ، والآفاقُ مُذْهَبةٌ ** والشمسث مصفرةٌ تجري لمنحدر ) 8 ( والنخلُ مُتَّشِحٌ بالغيم ، تحسبُهُ ** هِيفَ العرائسِ في بيضٍ من الأُزُر ) 9 ( وما شجانيَ إلاّ صوتُ ساقيةٍ ** تستقبل الليلَ بين النَّوْح والعَبَر )0 ( لم يترك الوجدُ منها غيرَ أَضْلُعِها ** وغيرَ دَمعٍ كصَوْب الغَيْثِ مُنْهَمِر )
____________________
(1/253)
1( بخيلة بمآقيها ، فلو سئلتْ ** جَفْناً يُعين أَخا الأَشواقِ لم تُعِر )( في ليلة من ليالي الدهر طَيِّبَةٍ ** محا بها كلَّ ذنبٍ غيرِ مُغْتَفَر )( عفَّتْ ، وعفَّ الهوى فيها ، وفاز بها ** عَفُّ الإشارةِ ، والأَلفاظِ ، والنظر )4 ( بتنا ، وباتت حناناً حولنا ورضاً ** ثلاثةٌ بين سمْعِ الحبِّ والبصر )5 ( لا أكذب اللهَ ، كان النجمُ رابعنا ** لو يُذْكرُ النجمُ بعد البدر في خبر )6 ( وأَنصفَتْنا ، فظُلمٌ أَن نُجازِيَها ** شكوى من الطول ، أَو شكوى من القِصَر )7 ( دَعْ بعد رِيقَةِ مَنْ تَهْوَى ومَنْطِقِه ** ما قيل في الكأْس ، أَو ما قيل في الوتر )8 ( ولا تبالِ بكنزٍ بعد مبسمِه ** أَغلى اليواقيت ما أُعْطِيتَ والدُّرَر )9 ( ولم يَرُعْنِي إلاَّ قولُ عاذِلةٍ ** ما بالُ أَحمدَ لم يَحلُمْ ولم يَقِر ؟ )0 ( هلا ترفَّع عن لَهْوٍ وعن لَعِبٍ ؟ ** إن الصغائر تغري النفسَ بالصغر )
____________________
(1/254)
2( فقلتُ : للمجد أَشعاري مُسَيَّرة ** وفي غواني العلا لا في المها وطري )( مصرُ العزيزةُ ، مالي لا أُودِّعُها ** وداعَ محتفظٍ بالعهد مذكر )( خلَّفْتُ فيها القَطا ما بين ذي زَغَبٍ ** وداعَ محتفظٍ بالعهد مدكر )4 ( ** وذي تمائمَ لم ينهض ولم يَطِرِ )5 ( أسلمتهم لعيون الله تحرسُهم ** وأَسلموني لظلِّ الله في البشر )
____________________
(1/255)
البحر : مجزوء الكامل ( عَرَضوا الأَمانَ على الخواطرْ ** واستعرضوا السُّمْرَ الخواطر ) ( فوقفتُ في حذر ، ويأْ ** بى القلبُ إلا ان يخاطِر ) ( يا قلب شأْنك والهوى ** هذي الغصونُ وأَنت طائر ) 4 ( إن التي صادتْك تس ** عى بالقلوب لها النواظر ) 5 ( ييا ثغرها ، أمستُ كال ** غوَّاص ، أَحْلُم بالجواهر ) 6 ( يا لحظَها ، مَنْ أُمُّها ؟ ** أو مَنْ أبوها في الجآذر ؟ ) 7 ( يا شعرها ، لا تسعَ في ** هتكي ، فشأْنُ الليلِ ساتر ) 8 ( يا قَدَّها ، حتَّام تغ ** دو عاذِلاً وتروح جائر ؟ ) 9 ( وبأيِّ ذنبٍ قد طعن ** تَ حشايَ يا قدَّ الكبائر ؟ )
____________________
(1/256)
البحر : كامل تام ( في ذي الجفونِ صوارمُ الأَقدار ** راعي البريّةَ يا رَعاكِ الباري ) ( وكفى الحياةُ لنا حوادثَ ، فافتني ** مَلأَ النجومِ وعَالَمَ الأَقمار ) ( ما أَنتِ في هذي الحلى إنْسِيَّة ** إن أنت إلا الشمسُ في الأنوار ) 4 ( زهراء بالأفق الذي من دونه ** وثْبُ النُّهى ، وتطَاوُلُ الأَفكار ) 5 ( تهتك الألباب خلف حجابها ** مهما طلعتِ ، فكيف بالأبصار ؟ ) 6 ( يا زينة الإصباح والإمساء ، بل ** يا رَوْنَقَ الآصال والأَسحار ) 7 ( ماذا تحاول من تنائينا النوى ؟ ** أَنتِ الدُّنى وأَنا الخيالُ الساري ) 8 ( ألقى الضحى ألقاك ، ثم من الدجى ** سبل إليك خفية الأغوار ) 9 ( وإذا أنستُ بوحدتي فلانها ** سببي إليك ، وسلمي ، ومناري )0 ( إيهٍ زماني في الهوى وزمانها ** ما كنتما إلا النَّميرَ الجاري )
____________________
(1/257)
1( مُتسَلْسلاً بين الصبابة والصِّبا ** ومترقرقاً بمسارح الأقدار )
____________________
(1/258)
البحر : كامل تام ( لك أَن تلوم ، ولي من الأَعذار ** أن الهوى قدرٌ من الأقدار ) ( ما كنت أسلمُ للعيون سلامتي ** وأَبيحُ حادثةَ الغرام وَقاري ) ( وطَرٌ تَعَلَّقَه الفؤادُ وينقضي ** والنفسُ ماضيةٌ مع الأوطار ) 4 ( يا قلبُ ، شأْنَك ، لا أَمُدُّك في الهوى ** لو أَنه بيَدِي فككْتُ إساري ) 5 ( جار الشبيبة ، وانتفع بجوارها ** قبلَ المشيب ، فما له من جار ) 6 ( مثل الحياة تحبّ في عهد الصِّبا ** مثل الرياض تحبُّ في آذار ) 7 ( أبدأ فروقُ من البلاد هي المنى ** ومنايَ منها ظبيةٌ بسِوار ) 8 ( ممنوعةٌ إلا الجمالَ بأَسره ** محجوبةٌ إلا عن الأنظار ) 9 ( خطواتها التقوى ، فلا مزهوةٌ ** تمشي الدَّلال ، ولا بذات نفار )0 ( مرّتْ بنا فوق الخليج ، فأَسفرتْ ** عن جَنّة ، وتلفتت عن نار )
____________________
(1/259)
1( في نِسْوَةٍ يُورِدْن مَن شِئْن الهوى ** نظرا ، ولا ينظرن في الإصدار )( عارضتهنّ ، وبين قلبي والهوى ** أَمرٌ أُحاول كتْمَه وأُداري )
____________________
(1/260)
البحر : طويل ( أَتغلبني ذاتُ الدلالِ على صبري ؟ ** إذن أَنا أَولى بالقناع وبالخِدْر ) ( تتيه ، ولي حلمٌ إذا مار كبته ** رددتُ به أَمرَ الغرامِ إلى أَمري ) ( وما دفعي اللوامَ فيها سآمة ** ولكنّ نفسَ الحرّ أَزجرُ للحرّ ) 4 ( وليلٍ كانّ الحشرَ مطلعُ فجره ** تراءَتْ دموعي فيه سابقةَ الفجر ) 5 ( سريت به طيفاً لى من أحبها ** وهل بالسُّها في حُلَّةِ السُّقمِ من نُكر ) 6 ( طرقْتُ حِماها بعدَ ما هبّ أَهلُها ** أَخوضُ غِمارَ الظنِّ والنظرِ الشزْر ) 7 ( فما راعني إلاَّ نساءٌ لِقينَني ** يبالِغن في زَجْري ، ويُسرفن في نَهري ) 8 ( يقلْن لمن أَهوى وآنَسْنَ رِيبةً : ** نرى حالةً بين الصَّبابة والسّحر ) 9 ( إليكنّ جاراتِ الحمى عن ملامتي ** وذَرْنَ قضاءَ الله في خَلْقه يجري )0 ( وأَحْرَجني دمعي ، فلما زجرتُه ** رددتُ قلوبَ العاذِلاتِ إلى العُذْر )
____________________
(1/261)
1( فساءَلْنها : ما اسمي ؟ فسمَّتْ ، فجئنني ** يَقُلْنَ : أَماناً للعذارى من الشِّعر )( فقلتُ : أَخافُ الله فِيكُنَّ ، إنني ** وجدتُ مقالَ الهُجْر يُزْرَى بأَن يُزْرِي )( أَخذتُ بحَظٍّ من هواها وبينها ** ومن يهو يعدلْ في الوصال وفي الهجر )4 ( إذا لم يكن المرءِ عن عيشةٍ غنىً ** فلا بدّ من يُسر ، ولا بد من عُسر )5 ( ومن يَخبُرِ الدنيا ويشربْ بكأْسها ** يجدْ مُرَّها في الحلو ، والحلوَ في المرّ )6 ( ومن كان يغزو بالتَّعِلاَّت فقرَه ** فإني وجدتُ الكدَّ أقتلَ للفقر )7 ( ومن يستعنْ في أمرهِ غير نفسه ** يَخُنْه الرفيقُ العون في المسلك الوعْر )8 ( ومن لم يقم ستراً على عيبِ غيره ** يعِش مستباحَ العِرْضِ ، مُنهَتِك السّتر )9 ( ومن لم يجمِّل بالتواضع فضله ** يَبِنْ فضلُه عنه ، ويَعْطَلْ من الفخر )
____________________
(1/262)
البحر : كامل تام ( قلبٌ يذوب ، ومدمعٌ يجري ** يا ليلُ ، هل خيرٌ عن الفجر ) ( حالت نجومك دون مطلعه ** لا تبتغي حِوَلاً ، ولا يسري ) ( وتطاولَتْ جُنْحاً ، فخُيِّل لي ** أَن الصباحَ رهينةُ الحشر ) 4 ( أَرسيتَها وملكتَ مذهبَها ** بدجنةٍ كسريرة الدهر ) 5 ( ظلمٌ تجيء بها وترجعها ** والموجُ منقلبٌ إلى البحر ) 6 ( ليت الكرى وموسى فيوردها ** فرعون هذا السهد والفكر ) 7 ( ولقد أَقول لهاتفٍ سحراً ** يبكي لغير نوى ص ولا أسر ) 8 ( والروضُ أخرسُ غير وسويةٍ ** خَفَقَ الغصونِ ، وجرْية الغُدْر ) 9 ( والطيرُ مِلءُ الأَيْكِ ، أَرؤُسُها ** مثلُ الثمار بدت من السِّدْر )0 ( ألقى الجناحَ ، وناء بالصدر ** ورنا بصفراوين كالتبر )
____________________
(1/263)
1( لكهم السهادُ بيوتَ هدبها ** وأَقام بين رُسومِها الحُمْر )( تهدا جوانحه ، فتحسبه ** من صَنْعة الأَيدي أَو السِّحْر )( وتثور ، فهْوَ على الغصون يَدٌ ** علقتْ أناملها من الجمر )4 ( يا طيرُ ، بُثَّ أَخاك ما يَجري ** إنَّا كِلانا مَوْضِعُ السِّرّ )5 ( بي مثل ما بك من جوىً ونوىً ** أنا في الأنام ، وأنت في القمر )6 ( عبث الغرام بنا وروعنا ** أنا بالملام ، وأنت بالزجر )7 ( يا طيرُ ، لا تجزَعْ لحادثةٍ ** كلُّ النفوسِ رهائنُ الضرّ )8 ( فيما دهاك لو اطَّلعتَ رضًى ** شرٌّ أخفُّ عليك من شرّ )9 ( يا طيرُ ، كَدْرُ العيشِ لو تدري ** في صفوه ، والصفْوُ في الكَدْر )0 ( وإذا الأُمورُ استُصعِبَتْ صَعُبَتْ ** ويهون ما هوّنتَ من أَمر )
____________________
(1/264)
2( يا طيرُ ، لو لُذْنا بمصْطَبَرٍ ** فلعلّ رُوحَ الله في الصَّبْر )( وعسى الأَمانيُّ العذابُ لنا ** عونٌ على السلوان والهجر )
____________________
(1/265)
البحر : خفيف تام ( بدأ الطيفُ بالجميل وزارا ** يا رسولَ الرضى وقيت العثارا ) ( خذ من الجفن والفؤاد سبيلا ** وتيممْ من السويداء دارا ) ( أَنت إن بتَّ في الجفون فأَهلٌ ** عادة النور ينزل الأبصار ) 4 ( زار ، والحربُ بين جفني ونومي ** قد أعدّ الدجى لها أوزارا ) 5 ( حسن يا خيالُ صنعك عندي ** أَجملُ الصنعِ ما يُصيبُ افتقارا ) 6 ( ما لربِّ الجمالِ جارَ على القل ** بِ ، كأَن لم يكن له القلبُ جارا ؟ ) 7 ( وأرى القلبَ كلما ساءَ يجزي ** هـعن الذنب رقَّةً واعتذارا ) 8 ( أجريحُ الغرامِ يطلب عطفاً ** وجريحُ الأَنام يطلب ثارا ؟ ) 9 ( أَيها العاذلون ، نِمتم ، ورام السُّ ** هدُ من مقلتيَّ أَمراً ، فصارا )0 ( آفة النُّصح أن يكونَ لجاجاً ** وأذى النصحِ أن يكون جهارا )
____________________
(1/266)
1( ساءَلَتْني عن النهار جفوني ** رحمَ اللهُ يا جفوني النهارا )( قلن : نَبكيه ؟ قلت : هاتي دموعاً ** قلْن : صبراً ، فقلت : هاتي اصطبارا )( يا لياليَّ ، لم أَجِدْكِ طوالاً ** بعد ليلي ، ولم أجدْك قصارا )4 ( إن مَنْ يحملُ الخطوبَ كباراً ** لا يبالي بحلمهن صغارا )5 ( لم نفقْ منك يا زمان فنشكو ** مُدْمنُ الخمر لا يُحس الخُمارا )6 ( فاصرف الكأس مشفقاً ، أو فواصلْ ** خرج الرشدُ عن أَكُفِّ السُّكارى )
____________________
(1/267)
البحر : طويل ( أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ ، وأُودِعُ أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ ، وأُودِعُ ** فإنك دونَ الطيرِ للسرِّ موضعُ ) ( وأَنت مُعينُ العاشقين على الهوى ** تئِنُّ فنُصْغي ، أَو تحنُّ فنَسْمَع ) ( أَراك يَمانِيّاً ، ومصرُ خميلتي ** كلانا غريبٌ ، نازحُ الدارِ ، مُوجَع ) 4 ( هما اثنان : دانٍ في التغرُّب آمنٌ ** وناءٍ على قربِ الديار مروع ) 5 ( ومن عجب الأشياء أبكي واشتكي ** وأَنت تُغَنِّي في الغصونِ وتَسْجَع ) 6 ( لعلك تُخفي الوجدَ ، أَو تكتمُ الجَوى ** فقد تمسك العينان والقلبُ يدمع ) 7 ( شجاكَ صِغارٌ كالجُمانِ ومَوْطِنٌ ** نَدٍ مثلُ أَيامِ الحَدَاثَةِ مُمْرعُ ) 8 ( إذا كان في الآجال طولٌ وفسحةٌ ** فما البينُ إلا حادثٌ متوقع ) 9 ( وما الأَهلُ والأَحبابُ إلاَّ لآلِىء ٌ ** تفرقها الأيامُ ، والسمطُ يجمع )0 ( أَمُنْكِرَتي ، قلبي دليل وشاهدي ** فلا تُنكريه ، فهْو عندَكِ مُودَع )
____________________
(1/268)
1( أَسيرُكِ ، لو يُفْدَى فَدَتْه بجمعها ** جوانحُ في شوقٍ إليه وأَضْلُع )( رماه إليك الدهرُ من حاق الهوى ** يذال على سفح الهوان ويوضع )( ومن عجبٍ ، يأْسَى إذا قلت : مُتْعَبٌ ** ويطرَبُ إن قلت : الأَسيرُ المُمنَّع )4 ( لقيتِ عليماً بالغواني ، وإنما ** هو القلبُ ، كالإنسان يغرى ويخدع )5 ( واعلم أن الغدرَ في الناس شائعٌ ** وأن خليلَ الغانيات مضيَّع )6 ( وأَنَّ نِزاعَ الرُّشدِ والغَيِّ حالةٌ ** تجيءُ بأحلامِ الرَّجال وترجع )7 ( وأَن أَمانيَّ النفوسِ قواتلٌ ** وكثرتُها من كثرة الزَّهرِ أَصْرَع )8 ( وأن داعةَ الخير والحقِّ حربهم ** زمانٌ بهم عهد سُقْراطَ مُولَع )
____________________
(1/269)
البحر : كامل تام ( تاتي الدلالَ سجيةً وتصنعا ** وأَراك في حالَيْ دَلالِكَ مُبْدِعا ) ( تهْ كيف شئت ؛ فما الجمالُ بحاكم ** حتى يُطاع على الدلال ويُسْمَعا ) ( لك أن يروعك الوشاةُ من الهوى ** وعليّ أَن أَهوى الغزالَ مُروَّعا ) 4 ( قالوا : لقد سَمع الغزالُ لمن وشَى ** وأقول : ما سمع الغزالُ ، ولا وعي ) 5 ( أنا من يحبك في نفارك مؤنساً ** ويحبُّ تيهكَ في نفاركَ مطمعا ) 6 ( قدّمتُ بين يديَّ أَيامَ الهوى ** وجعلتُها أَملاً عليكَ مُضيَّعا ) 7 ( وصدقتُ في حبِّي ، فلست مُبالياً ** أن أمنحَ الدنيا به أو أمنعا ) 8 ( يا من جرى من مقتيه إلى الهوى ** صِرفاً ، ودار بوَجنتيْه مُشَعْشَعا ) 9 ( الله في كبدٍ سقيتَ بأربع ** لو صبَّحوا رضْوى بها لتصدّعا )
____________________
(1/270)
البحر : رمل تام ( رُدَّت الروحُ على المُضْنَى معكْ ** أحسنت الايام يومق أرجعك ) ( مَرَّ من بُعدِك ما رَوَّعَني ** أَتُرى يا حُلْوُ بُعدي روّعك ؟ ) ( كم شكوتُ البيْن بالليل إلى ** مطلع الفجر عسى أن يطلعك ) 4 ( وبعثتُ الشوقَ في ريح الصَّبا ** فشكا الحرقة مما استودعك ) 5 ( يا نعيمي وعذابي في الهوى ** بعذولي في الهوى ما جَمعَك ؟ ) 6 ( أَنت روحي ظَلَم الواشي الذي ** زَعَم القلبَ سَلا ، أَو ضيَّعك ) 7 ( مَوْقِعي عندَك لا أَعلمُه ** آهِ لو تعلمُ عندي موقِعَك ! ! ) 8 ( أَرْجَفوا أَنك شاكٍ مُوجَعٌ ** ليت لي فوق الضَّنا ما أوجعك ) 9 ( نامت الاعين ، إلا مقلة ** تسكُب الدمعَ ، وترعى مضجَعك )
____________________
(1/271)
البحر : رمل تام ( علموه كيفَ يجفو فجفا ** ظالمٌ لاقيْت منه ما كفى ) ( مسرفٌ في هجرِه ما ينتهي ** أَتُراهم علَّموه السَّرَفا ؟ ) ( جعلوا ذنبي لديْه سَهَري ** ليت بدري إذ درى الذنب عفا ) 4 ( عرف الناسُ حقوقي عنده ** وغريمي ما درى ، ما عَرفا ) 5 ( صحّ لي في العمرِ منه موعِدٌ ** ثم ما صدقتُ حتى أخلفا ) 6 ( ويرى لي الصبرَ قلبٌ ما درى ** أَنّ ما كلفني ما كلفا ) 7 ( مُستهامٌ في هواه مُدْنَفٌ ** يترضَّى مستهاماً مُدْنفا ) 8 ( يا خليليّ ، صِفا لي حيلة ** وارى الحيلة أن لا تصفا ) 9 ( أنا لو ناديته في ذلةِ ** هي ذي روحي فخذها ، ما احتفى )
____________________
(1/272)
البحر : خفيف تام ( جئتنا بالشعور والأحداق ** وقسمن الحظوظَ في العشاقِ ) ( وهَزَزْنَ القَنا قُدوداً ، فأَبلى ** كل قلبٍ مستضعفٍ خفاقِ ) ( حبذا القسم في المحبين قسمي ** لو يلاقون في الهوى ما ألافي ) 4 ( حيلتي في الهوى وما أَتمنى ** حيلة الأَذكياءِ في الأَرزاق ) 5 ( لو يُجازَى المحبُّ عن فَرْطِ شَوْقٍ ** لَجُزيتُ الكثيرَ عن أَشواقي ) 6 ( وفتاةٍ ما زادها في غريب ال ** حسن إلا غرائب الأخلاق ) 7 ( ذقت منها حلواً ومراً ، وكانت ** لذةُ العشق في اختلاف المذاق ) 8 ( ضرَبتْ موعداً ، فلما التقينا ** جانبتني تقول : فِيمَ التلاقي ؟ ) 9 ( قلت : ما هكذا المواثيقُ ، قالت : ** ليس للغانياتِ من ميثاق )0 ( عطفتها نحافتي ، وشجاها ** شافعٌ بادرٌ من الآماق )
____________________
(1/273)
1( فأرتني الهوى ، وقالت : خشينا ** والهوى شُعبةٌ من الإشفاق )( يا فتاةَ العراقِ ، أَكتمُ مَنْ أَن ** تِ ، وأَكنِي عن حبِّكم بالعراق )( لي قوافٍ تَعِفُّ في الحبّ إلا ** عنْكِ ، سارت جوائِبَ الآفاق )4 ( لا تَمَنَّى الزمانُ منها مزيداً ** إن تمنيت أن تفكي وثاقي )5 ( حمِّليني في الحبِّ ما شئتِ إلاَّ ** حادث الصدّ ، أو بلاءَ الفراق )6 ( واسمحي بالعناق إن رضي الدّلُّ ** وسامحت فانياً في العناق )
____________________
(1/274)
البحر : مجزوء الكامل ( مضنى وليس به حراكْ ** لكنْ يخِفُّ إذا رآكْ ) ( ويميل من طربٍ إذا ** ما ملتَ يا غصنَ الأراك ) ( إن الجمال كساك من ** ورق المحاسن ما كساك ) 4 ( ونبتَّ بين جوانحي ** والقلبُ من دَمِه سقاك ) 5 ( حُلوَ الوعودِ ، متى وفاك ؟ ** أَتُراكَ مُنْجزَها تُراك ؟ ) 6 ( من كلِّ لفظٍ لو أَذِن ** تَ لجله قبلتُ فاك ) 7 ( أَخذَ الحلاوةَ عن ثَنا ** ياك العِذاب ، وعن لَمَاك ) 8 ( ظلماً أقول : جَنَى الهوى ** لم يجْنِ إلا مُقْلتاك ) 9 ( غدَتا منِيَّةَ مَنْ رَأَيْ ** تَ ، ورحتَ منيةَ منْ رآك )
____________________
(1/275)
البحر : متقارب تام ( فدتك الجوانحُ من نازلِ ** وأَهلاً بطيْفكَ من واصِل ) ( بذلت له الجفنَ دون الكرى ** ومَنْ بالكرى للشجِي الباذِل ؟ ) ( وقلت : أراك برغم العذول ** فنابَ السهادُ عن العاذل ) 4 ( فوَيْحَ المتيَّمِ ! ! حتى الخيالُ ** إذا زارَ لم يَخْلُ من حائل ) 5 ( يَحِنُّ إليك ضلوعٌ عَفَتْ ** من البيْن في جَسَدٍ ناحل ) 6 ( وقلبٌ جوٍ عندها خافقٌ ** تعَلَّقَ بالسَّنَدِ المائل ) 7 ( ومن عبثِ العشقِ بالعاشقين ** حنينُ القتيل إلى القاتل ) 8 ( غفلت عن الكاسِ حتى طغت ** ولي أَدبٌ ليس بالغافل ) 9 ( وشَفَّتْ ، وما شفَّ مني الضميرُ ** وأَين الجماد من العاقل ؟ )0 ( يظلُّ نديمي يسقى بها ** ويشربُ من خُلُقي الفاضل )
____________________
(1/276)
1( أُبدّدُها كرماً كلما ** بدتْ لي كالذهب السائل )
____________________
(1/277)
البحر : خفيف تام ( لاَم فيكم عذولُه وأَطالا ** كمْ إلى كمْ يُعالج العُذَّالا ؟ ) ( كل يوم لهم أحاديث لومٍ ** بدأَتْ راحةً ، وعادتَ مَلالا ) ( بعثت ذكرَكم ، فجاءَت خِفافاً ** واقتضت هجرَكم ، فراحت ثقالا ) 4 ( أيها المُنكِرُ الغرامَ علينا ** حَسْبُكَ الله ، قد جَحدت الجمالا ) 5 ( آية الحسن للقلوب تجلت ** كيف لا تعشق العيون امتثالا ؟ ) 6 ( لكَ نُصحي ، وما عليكَ جدالي ** آفةُ النصحِ أن يكون جدالا ) 7 ( وهب الرشدَ أنني أنا أسلو ** ما من العقل أن تروم محالا )
____________________
(1/278)
البحر : سريع ( بات المعنى والدجى يبتلي ** والبرحُ لا وانٍ وما منجلي ) ( والشُّهْبُ في كلِّ سبيلٍ له ** بموقف اللوام والعذل ) ( إذا رعاها ساهياً ساهراً ** رعينهُ بالحدقش الغفل ) 4 ( يا ليل ، قد جرتَ ، ولم تعدل ** ما انت يا أسودُ إلا خلي ) 5 ( تالله لو حُكِّمْت في الصبح أَن ** تفعل أَحجمْتَ فلم تفعل ) 6 ( أَوشِمتَ سيفاً في جيوش الضحى ** ما كنتَ للأَعداءِ ما أَنت لي ) 7 ( أبيت أسقى ويدير الجوى ** والكأْسُ لا تفْنى ولا تمتلي ) 8 ( الخَدُّ من دمعي ومن فَيْضه ** يشرب من عين ومن جَدْول ) 9 ( والشوقُ نارٌ في رَماد الأَسَى ** والفكرُ يُذكِي ، والحشَا يَصطلي )0 ( والقلب قَوَّامٌ على أَضْلُعي ** كأَنه الناقوسُ في الهيكل )
____________________
(1/279)
البحر : كامل تام ( أَنا إن بذلتُ الروحَ كيف أُلامُ ** لمّا رَمَتْ فأَصابَتِ الآرامُ ؟ ) ( عمدتْ إلي قلبي بسهمٍ نافذٍ ** فيه لمحتومِ القضاءِ سهام ) ( يا قلبُ ، لا تجزع لحادثة الهوى ** واصبر ، فما للحادثاتِ دوام ) 4 ( تجري العقول بأهلها ، فإذا جرى ** كبَتِ العقولُ وزلَّتِ الأَحلام ) 5 ( ما كنت أعلمُ - والحوادثُ جمةٌ - ** أن الحوادث مقلةٌ وقوام ) 6 ( جنيا على كبدي وما عرضتها ** كبدي ، عليك من البريء سلام ) 7 ( ولقد أَقولُ لمن يَحُثّ كؤوسها ** قعدتْ كئوسك والهمومُ قيام ) 8 ( لم تجرِ بين جوانحي إلاَّ كما ** جرَتِ الدِنانُ بها وسال الجَام )
____________________
(1/280)
البحر : سريع ( هل تيم البانُ فؤاد الحمام ** فناح فاسْتبكى جفونَ الغمام ؟ ) ( أَم شَفَّه ما شفَّني فانثنى ** مُبَلْبَلَ البالِ شريدَ المنام ؟ ) ( يهزه الأيكُ إلى إلفه ** هَزَّ الفراش المدنفَ المستهام ) 4 ( وتُوقِدُ الذكرى بأَحشائه ** جمراً من الشوق حثيث الشرام ) 5 ( كذلك العاشق عند الدجى ** يا للهوى مما يثير الظلام ! ) 6 ( له إذا هبَّ الجوى صرعةٌ ** من دونها السحرُ وفعلُ المدام ) 7 ( يا عادي البينِ ، كفى قسوةً ** روعتَ حتى مهجات الحَمام ) 8 ( تلك قلوب الطيرِ حَمَّلْتَها ** ما ضعفتْ عنه قلوبُ الأَنام ) 9 ( لا ضرب المقدور أحبابنا ** ولا أَعادينا بهذا الحُسام )0 ( يا زمن الوصل ، لأنت المنى ** وللمُنى عِقْد ، وأَنت النظام )
____________________
(1/281)
1( لله عيشٌ لي وعيشٌ لها ** كنتَ به سمحاً رخِيَّ الزِّمام )( وأنسُ أوقاتٍ ظفرنا بها ** في غفلة الأَيام ، لو دُمْتَ دام )( لكنه الدهر قليلُ الجدى ** مضيعُ العهد ، لئيم الذمام )4 ( لو سامحتنا في السلام النوى ** لطال حتى الحشرِ ذاك السلام )5 ( ولانقضى العمران في وقفة ** نسلو بها الغمض ونسلو الطعام )6 ( قالت وقد كاد يَميد الثرى ** من هَدَّةِ الصبر وهَوْلِ المقام )7 ( وغابت الأعينُ في دمعها ** ونالت الألسن إلا الكلام : )8 ( يا بينُ ، وَلَّى جَلدي فاتَّئِدْ ** ويا زماني ، بعض هذا حرام )9 ( فقلت والصبرُ يجاري الأَسى ** واللبُّ مأْخوذٌ ، ودمعي انسجام )0 ( إن كان لي عندك هذا الهوى ** بأيما قلت كتمت الغرام )
____________________
(1/282)
البحر : بسيط تام ( صريعُ جفنيك ينفي عنهما التُّهَما ** فما رميت ولكن القضاءَ رمى ) ( الله في روح صبٍّ يغشيان بها ** مَوَارِدَ الحتْفِ لم ينقل لها قدما ) ( وكُفَّ عن قلبه المعمودِ نَبْلَهما ** أليس عهدك فيه حبةً ودما ؟ ) 4 ( سلوا غزالاً غزا قلبي بحاجبه ** أما كفى السيف حتى جرد القلما ؟ ) 5 ( واستخبِروه : إلى كم نارُ جَفْوَتِه ؟ ** أما كفى ما جنت نارُ الخدود أما ؟ ) 6 ( واستوهبوه يداً في العمر واحدةً ** ومَهِّدا عُذْرَه عني إذا حرما ) 7 ( ولا تروا منه ظلماً أن يضيعني ** من ضيَّع العرضَ الملوك ما ظلما )
____________________
(1/283)
البحر : كامل تام ( ذاد الكبرى عن مقلتيك حمامُ ** لباه شوقٌ ساهرٌ وغرام ) ( حيرانُ ، مشبوبُ المضاجعِ ، ليلُه ** حربٌ ، وليلُ النائمين سلام ) ( بين الدُّجى لكما وعاديةِ الدّجى ** مهجٌ تُؤلِّفُ بينها الأَسقام ) 4 ( تتعاونان ، وللتعاون أمةٌ ** لا الدهرُ يخذلها ولا الأَيام ) 5 ( يا أيها الطيرُ الكثير سميره ** هل ريشةٌ لجناحه فيقام ؟ ) 6 ( عانقت أغصاناً ، وعانقت الجوى ** وشكوتَ ، والشكوى عليَّ حرام ) 7 ( أمحرمَ الأجفانِ إدناء الكرى ** يَهْنِيكَ ما حرَّمتْ حين تنام ) 8 ( حاولن منه إلى خيالك سلما ** لو سامحتْ بخيالك الأحلام ) 9 ( فأْذَنْ لِطَيْفِك أَن يُلِمَّ مُجامِلاً ** ومؤمَّلٌ من طيفك الإلمام )
____________________
(1/284)
البحر : كامل تام ( شغلته أشغالٌ عن الآرام ** وقضى اللبانة من هوى وغرامِ ) ( ومَضَى يجرُّ على الهوى أَذيالَه ** ويلومُ حاملَه مع اللُّوَّام ) ( ويذمُّ عهدَ الغانياتِ كناقهٍ ** بعد الشفاءِ يذُّم عهد سقام ) 4 ( لا تعجلَنَّ وفي الشباب بقيَّةٌ ** حربٌ ، وليلُ النائمين سلام ) 5 ( كانت أنابتك المريبة سلوة ** نسجتْ على جرحٍ بجنبك دامي ) 6 ( إن الذي جعل القلوب أعنةً ** قاد الشبيبةَ للهوى بزمام ) 7 ( يا قلبَ أَحمدَ والسهامُ شديدةٌ ** ماذا لقيتَ من الغزال الرامي ؟ ) 8 ( تدري ، وتسألني تجاهلَ عارفٍ : ** أَرَنَا بعينٍ أَم رمَى بسهام ؟ ) 9 ( ما زلتَ تركَبُ كلَّ صعبٍ في الهوى ** حتى ركِبْتَ إلى هواك حِمامي )0 ( وإذا القلوبُ استرسلت في غَيِّها ** كانت بليتها على الأجسام )
____________________
(1/285)
البحر : - ( به سحرٌ يتيمهُ ** كلا جفينكَ يعلمهُ ) ( هما كادا لمهجتهِ ** ومنكَ الكيدُ مُعظمُه ) ( تعذبه بسحرهما ** وتوجده ، وتعدمه ) 4 ( فلا هَارُوتَ رَقَّ له ** ولا مَارُوتَ يَرْحَمُه ) 5 ( وتَظلِمُه فلا يشكو ** إلى ما ليس يظلمه ) 6 ( أَسرَّ ، فماتَ كتماناً ** وباح ، فخانه فمُه ) 7 ( فويْحَ المُدنَفِ المعم ** ودِ ، حتى البثُّ يحرمه ) 8 ( طويل الليل ، ترحمه ** هواتِفُه وأَنجُمه ) 9 ( إذا جدّ الغرام به ** جرى في دمعه دمه )0 ( يكاد لطول صحبتِه ** بعادي السقم يسقمه )
____________________
(1/286)
1( ثَنَى الأَعنَاقَ عُوَّدُه ** وأَلقى العذرَ لُوَّمُه )( قضى عشقاً سوى رمقٍ ** إليكَ غداً يقدِّمه )( عسى إن قيل : مات هوى ** تقول : اللهُ يرحمه )4 ( فتحيا في مَراقِدها ** بلفظٍ منكَ أعظمه )5 ( بروحي البانُ يومَ رَنا ** عن المقدورِ أَعْصِمُه )6 ( ويوم طعنتُ من غصن ** معلمه منعمه )7 ( قضاء اللهش نظرته ** ولطفُ الله مَبْسِمُه )8 ( رمى ، فاستهدفتْ كبدي ** بِيَ الرّامي وأَسْهمُه )9 ( له من أضلعي قاعٌ ** ومن عَجَبٍ يسلِّمه )0 ( ومن قلبي وحبته ** كناسٌ بات يهدمه )
____________________
(1/287)
2( غزالٌ في يديه التي ** هـبينَ الغيدِ يقسمه )
____________________
(1/288)
البحر : كامل تام ( مَنْ صَوَّرَ السِّحْرَ المُبينَ عيونا ** واحلَّه حدقاً لها وجفونا ؟ ) ( نظرتْ ، فحلتُ بجانبي ، فاستهدفتْ ** كبدي ، وكان فوادي المغبونا ) ( ورمت بسهم جال فيه جولةً ** حتى استقر ، فرنَّ فيه زنينا ) 4 ( فَلَمَسْتُ صدري مُوجساً ومُرَوَّعاً ** ولمست جنبي مشفقاً وضنينا ) 5 ( يا قلبُ ، إن من البَواتر أَعْيُناً ** سوداً ، وإن من الجآذر عينا ) 6 ( لا تأْخذنّ من الأُمور بظاهرٍ ** إن الظواهر تخدعُ الرائينا ) 7 ( فلكم رَجَعتُ من الأَسِنّة سالماً ** وصدرت عن هيفِ القدود طعينا ) 8 ( وخميلةٍ فوق الجزيرة مسها ** ذهبُ الأصيل حواشياً ومتونا ) 9 ( كالتبر أفقاً ، والزبرجدِ ربوة ** والمسكِ ترباً ، واللجين معينا )0 ( وقف الحيا من دونها مُسْتأْذِناً ** ومشى النسيم بظلها ماذونا )
____________________
(1/289)
1( وجرى عليها النيلُ يَقْذِفُ فضَّة ** نثراً ، ويَكسِر مَرْمَراً مَسْنونا )( يُغري جواريَهُ بها ، فَيجئنها ** ويغيرهنَّ بها ، فيستعلينا )( راع الظلام بها اوانس ترتمي ** مثلَ الظباءِ من الرُّبى يَهوِينا )4 ( يخطرن في ساح القلوب عواليا ** ويملن في مرأى العيون غصونا )5 ( عِفْنَ الذيولَ من الحرير وغيره ** وسَحَبْنَ ثَمَّ الآسَ والنَّسْرينا )6 ( عارضتهن ولي فؤادٌ عرضةٌ ** لهوى الجآذرِ دانَ فيه ودِينا )7 ( فنظرن لا يدرين : أذهبُ يسرةً ** فيحدنَ عني ، أم أميل يمينا ؟ )8 ( ونفرنَ من حولي وبين حبائلي ** كالسِّرب صادفَ في الرَّواح كَمِينا )9 ( فجمعتهن إلى الحديث بدأته ** فغصبن ، ثم أعدته فرضينا )0 ( وسمعت من أهوى تقول لتربها : ** أَحْرَى بأَحمدَ أَن يكون رزينا )
____________________
(1/290)
2( قالت : أَراه عندَ غايةِ وَجْدِه ** فلعلَّ ليلى ترحمُ المجنونا )
____________________
(1/291)
البحر : سريع ( أذعنَ للحسن عصيُّ العنانْ ** وحاولتْ عيناك أمراً فكان ) ( يعيش جفناك لبَثِّ المُنى ** أو الأسى في قلب راجٍ وعان ) ( يا مسرفاً في التيه ما ينتهي ** أخاف أن يفنى علينا الزمان ) 4 ( ويا كثيرَ الدَّلّ في عزه ** لا تنس لي عزِّي قُبَيْلَ الهَوان ) 5 ( ويا شديد العجبِ ، مهلاً ، فما ** مِنْ مُنكرٍ أَنك زينُ الحِسان )
____________________
(1/292)
البحر : مجزوء الكامل ( يا حسنه بين الحسانْ ** في شكله إن قيل : بانْ ) ( كالبدرِ تأْخذه العيو ** نُ وما لهنّ به يَدان ) ( مَلك الجوانحَ والفؤا ** د ففي يديه الخافقان ) 4 ( ومنايَ منه نظرةٌ ** فعسى يُشير الحاجبان ) 5 ( فعَسى يُزَكِّي حُسْنَه ** من لا له في الحسن ثان ) 6 ( فدعوه يعدلُ أو يجو ** رُ ، فإنه مَلكَ العِنان ) 7 ( حَقَّ الدلالُ لمن له ** في كل جارحة مكان )
____________________
(1/293)
البحر : مجزوء الكامل ( يا ناعماً رقدت جُفونُه ** مضناك لا تهدا شجونه ) ( حملَ الهوى لك كلَّه ** إن لم تعنه فمنْ يعينه ؟ ) ( عُدْ مُنعِماً ، أَو لا تَعُدْ ** أَوْدَعْتَ سرَّكَ مَن يصُونُه ) 4 ( بيني وبيكَ في الهوى ** سببٌ سيجمعنا متينه ) 5 ( رشأ يعابُ الساحرو ** ن وسحرهم ، إلا جفونه ) 6 ( الروحُ مِلْكُ يمينه ** يَفديه ما مَلَكَتْ يَمِينه ) 7 ( ما البانُ إلاَّ قدُّه ** لو تيمتْ قلباً غصونه ) 8 ( ويزين كلَّ يتيمة ** فمُه ، وتحسبُهَا تَزينُه ) 9 ( ما العمرُ إلا ليلةٌ ** كان الصباح لها جبينه )0 ( بات الغرامُ بديننا ** فيها كما بتنا ندينه )
____________________
(1/294)
1( بين الرقيب وبيننا ** وادٍ تباعدُه حزونُه )( تغتابه ونقول : لا ** بَقِي الرقيبُ ولا عيونُه )
____________________
(1/295)
البحر : طويل ( صحا القلبُ ، إلاَّ من خُمارِ أَماني ** يجاذبُني في الغِيدِ رَثَّ عِناني ) ( حنانيك قلبي ، هل أعيدُ لك الصِّبا ؟ ** وهل للفتى بالمستحيل يَدان ؟ ) ( نحنُّ إلى ذاك الزمانِ وطيبه ** وهل أَنتَ إلا من دم وحَنان ؟ ) 4 ( إذا لم تصن عهداً ، ولم ترعَ ذمةً ** ولم تدكر إلفا ؛ فلست جناني ) 5 ( أَتذكر إذ نُعْطِي الصَّبابةَ حقَّها ** ونشرب من صرف الهوى بدنان ؟ ) 6 ( وأَنتَ خَفوقٌ ، والحبيبُ مباعدٌ ** وأَنت خفوقٌ ، والحبيبُ مدان ؟ ) 7 ( وأَيامَ لا آلو رِهاناً مع الهَوى ** وأَنت فؤادي عند كل رِهان ) 8 ( لقد كنت أشكو بعد ما عللك الصِّبا ** فكيف ترى الكاسين تختلفان ؟ ) 9 ( ومازلتُ في رَيْعِ الشباب ، وإنما ** يشيبُ الفتى في مصرَ قبلَ أوان )0 ( ولا أكذبُ الباري ، بنى اللهُ هيكلي ** صنيعة إحسانٍ ، ورِقَّ حِسان )
____________________
(1/296)
1( أدين إذا افتاد الجمالُ أزمتي ** وأَعنو إذا اقتادَ الجميلُ عِناني )
____________________
(1/297)
البحر : بسيط تام ( الله في الخلق من صَبٍّ ومن عاني ** تفنى القلوبُ ويبقى قلبكِ الجاني ) ( صوني جمالكِ عنا إننا بشرٌ ** من التراب ، وهذا الحسنُ روحاني ) ( أو فابتغي فلكاً تأوينه ملكاً ** لم يتخذ شركاً في العالم الفاني ) 4 ( يَنساب في النور مَشغوفاً بصورته ** منعماً في بديعات الحلى هاني ) 5 ( إذا تبسم أبدى الكون زينته ** وإن تنفس أهدى طيبَ ريحان ) 6 ( وأشرقي من سماءِ العزِّ مشرقةً ** بمنظرٍ ضاحكِ اللألاءِ فتان ) 7 ( عسى تَكُفُّ دموعٌ فيكِ هامِيَةٌ ** لا تطلعُ الشمسُ والأنداءُ في آن ) 8 ( يا من هجرت إلى الأوطان رؤيتها ** فرُحْتُ أَشوقَ مُشتاقٍ لأَوطان ) 9 ( أَتذكرين حنيني في الزمان لها ** وسَكْبِيَ الدّمعَ من تذْكارها قاني ؟ )0 ( وغبطي الطير ألقاه أصيح به : ** ليت الكريم الذي أعطاك أعطاني ؟ )
____________________
(1/298)
البحر : بسيط تام ( قلبٌ بوادي الحمى خلفته رمقاً ** ماذا صنعْتِ به يا ظبيةَ البان ؟ ) ( أحنى عليكِ من الكثبان ، فاتخذي ** عليه مرعاكِ من قاعٍ وكثبان ) ( غَرَّبْتِه ، فَوَهَى جَنْبي لفُرقته ** وحَنَّ للنازح الماسورِ جثماني ) 4 ( لا ردّه الله من أَسْرٍ ، ومن خَبَلٍ ** إذا كان في رده صحوي وسلواني ) 5 ( دلَّهتِه بعزيزٍ في مَحاجِره ** ماضٍ ، له من مبين السحر جفنان ) 6 ( رمى فجعتْ على قلبي جوانحه ** وفلن : سهمٌ ، فقال القلب : سهمان ) 7 ( يا صورةَ الحُورِ في جِلباب فانِيَةٍ ** وكوكب الصبحِ في أعطاف نسان ) 8 ( مُري عَصِيَّ الكرى يَغشَى مُجامَلَةً ** وسامِحي في عناق الطيفِ أَجفاني ) 9 ( فحسبُ خديْ من عينيَّ ما شربا ** فمثل ما قد جرى لم تلق عينان )
____________________
(1/299)
البحر : مجزوء الكامل ( قالوا له : رُوحي فِداه ** هذا التجنِّي ما مَداه ؟ ) ( أَنا لم أَقُم بصدودِه ** حتى يحملني نواه ) ( تجري الأمور لغايةٍ ** إلا عذابي في هواه ) 4 ( سمَّيتُه بدرَ الدُّجى ** ومن العجائِب لا أَراه ) 5 ( ودعوتُه غصنَ الرّيا ** ضِ فلم أَجِدْ رَوْضاً حواه ) 6 ( وأَقولُ عنه : أَخو الغزا ** لِ ، ولا أَرى إلاَّ أَخاه ) 7 ( قال العواذلُ : قد جفا ** ما بالُ قلبك ما جفاه ؟ ) 8 ( أنا لو أطلعت القلبَ في ** هـلم أزدْه على جواه ) 9 ( والنُّصحُ مُتَّهَمٌ وإن ** نثرتهُ كالدرّ الشفاه )0 ( أُذُنُ الفتى في قلبه ** حيناً ، وحيناً في نهاه )
____________________
(1/300)
البحر : طويل ( مقادير من جفينكِ حولنَ حاليا ** قذفت الهوى من بعد ما كنت خاليا ) ( نفذْن عليَّ اللبَّ بالسهم مُرْسَلاً ** وبالسِّحر مَقْضِيّاً ، وبالسيف قاضيا ) ( وأَلبَسْنَني ثوبَ الضَّنى فلبستُه ** فأحبب به ثوباً وإن ضمّ باليا ) 4 ( وما الحبُّ إلا طاعةٌ وتجاوزٌ ** وإن أكثروا أوصافه والمعانيا ) 5 ( وما هو إلا العين بالعين تلتقي ** وإن نوّعوا أَسبابَه والدَّواعيا ) 6 ( وعندي الهوى ، موصوفُه لا صفاتُه ** إذا سألوني : ما الهوى ؟ قلت : ما بيا ) 7 ( وبي رَشأٌ قد كان دنيايَ حاضِراً ** فغادرني أشتاقُ دنياي نائيا ) 8 ( سمحتُ برُوحي في هواه رخيصةً ** ومن يهو لا يؤثر على الحبِّ غاليا ) 9 ( ولم تَجْرِ أَلفاظُ الوشاة بريبةٍ ** كهذي التي يجري بها الدّمعُ واشِيا )0 ( أَقول لمن وَدَّعْتُ والركبُ سائرٌ : ** برغم فؤادي سائرٌ واشيا )
____________________
(1/301)
1( ** برغم فؤادي سائرٌ بفواديا )( أَماناً لقلبي من جفونِكِ في الهوى ** كفى بالهوى كأْساً ، وراحاً ، وساقيا )( ولا تجْعلِيه بين خدَّيْكِ والنوى ** من الظلم أن يغدو لنارين ثاليا )4 ( ولم يَنْدملْ من طعنة القَدِّ جُرحُه ** فرفقاً به من طعنة البيْن داميا )
____________________
(1/302)
البحر : بسيط تام ( أَهلَ القُدودِ التي صالت عَوَاليها ** الله في مهجٍ طاحت غواليها ) ( خُذْن الأَمانَ لها لو كان ينفعها ** وارْدُدْنها كرَماً لو كان يُجديها ) ( وانظرن ما فعلتْ أحداقكن بها ** ما كان من عبثِ الأحدقِ بكيفها ) 4 ( تعرَّضت أَعينٌ مِنَّا ، فعارَضَنا ** على الجزيرة سرْبٌ من غَوَانيها ) 5 ( ما ثُرْن من كُنسٍ إلاَّ إلى كُنُسٍ ** من الجوانح ضَمَّتْها حَوَانيها ) 6 ( عَنَّتْ لنا أُصُلاً ، تُغْرِي بنا أَسَلاً ** مهزوزة شكلاً ، مشروعةً تيها ) 7 ( وارهفت أعيناً ضعفى حمائلها ** نَشْوَى مَناصِلُها ، كَحْلَى مَواضِيها ) 8 ( لنا الحبائلُ نُلْقِيها نَصِيدُ بها ** ولم نَخَلْ ظَبَيَاتِ القاعِ تلْقيها ) 9 ( نصبنها لك من هدبٍ ومن حدقٍ ** حتى انثنيت بنفسٍ عزَّ فاديها )0 ( من كلّ زهراءَ في إشراقها ضَحكَت ** لَبّاتُها عن شبيه الدُّرِّ مِن فيها )
____________________
(1/303)
1( شمي المحاسنِ يستبقى النهارُ بها ** كأَن يُوشَعَ مفتونٌ يُجاريها )( مَشت على الجسر رِيماً في تلفُّتها ** للناظرين ، وباناً في تَثَنِّيها )( كان كلَّ غوانيه ضرائرها ** عجباً ، وكل نواحيه مرائيها )4 ( عارضتها وضميري من محارمها ** يَزْوَرُّ عن لحظاتي في مَساريها )5 ( أعفُّ من حليها عما يجاوره ** ومن خلائلها عما يدانيها )6 ( قالت : لعل أديب النيلِ يحرجنا ** فقلت : هل يُحرجُ الأَقمارَ رائيها )7 ( بيني وبينك أشعار هتفتُ بها ** ما كنت أعلم أن الرِّيم يرويها )8 ( والقولُ إن عفّ أو ساءت مواقعه ** صدى السريرةِ والآدابِ يَحكِيها )
____________________
(1/304)
البحر : طويل ( أُداري العيونَ الفاتراتِ السَّواجيا ** وأَشكو إليها كَيْدَ إنسانِها لِيا ) ( قتلنَ ومنين القتيلَ بألسُن ** من السحر يبدلنَ المنايا أمانيا ) ( السحرُ من سُود العيونِ لقيُتهُ ** والبابليُّ بلحظهنّ سُقِتُهُ ) ( صرحٌ على الوادي المباركِ ضاحي ** متظاهرُ الأعلامِ والأوضاحِ ) ( ** عدا فاستبدّ بعقل الصبيّ ) ( ضافي الجلالة كالعَتيق مُفَضّل ** ساحات فضل في رِحابِ سَماحِ ) ( وكلَّمْنَ بالأَلحاظِ مَرْضَى كَليلةً ** فكانت صحاحاً في القلوب مواضيا ) 4 ( وكأن رفرفه رواقٌ من ضحىً ** وكأن حائطه عمودُ صباحِ ) 4 ( حببتك ذاتَ الخالِ ، والحبُّ حالةٌ ** إذا عرضت للمرءِ لم يدر ما هيا ) 4 ( الناعساتِ الموقظاتي للهوى ** )
____________________
(1/305)
5 ( وإنك دنيا القلب مهما غدرته ** أَتى لكِ مملوءاً من الوجْد وافيا ) 5 ( الحقُّ خَلفَ جناحٍ استذرى به ** ومَرَاشِدُ السلطانِ خلفَ جَناح ) 5 ( القاتلاتِ بعابثٍ في جفنه ** ) 6 ( صدودك فيه ليس يألوه جارحاً ** ولفظُكِ لا ينفَكُّ للجرح آسِيا ) 6 ( هو هيكلُ الحريّةِ القاني ، له ** ما للهياكلِ من فِدًى وأَضاح ) 6 ( ياسلاح العصر بُشِّرنا به ** كلُّ عصر بِكَمِيٍّ وسلاح ) 6 ( ةَ ؟ لقد لعبوا وهْيَ لم تَلْعَب ** تجرِّبُ فيهم وما يعلمو ) 7 ( وكأَن أَحلامَ الكعاب بيوتُه ** تحتَ النبالِ وصَوْبِها السَّحّاح ) 7 ( وبين الهوى والعذلِ للقلب موقفٌ ** كخالك بينَ السيفِ وانار ثاويا ) 8 ( يَنهارُ الاستبدادُ حولَ عراصِه ** مثلَ انهيارِ الشِّركِ حولَ صَلاح )
____________________
(1/306)
8 ( وأغنَّ أكحلَ من مَها بكفيّة ** علقت محاجرُه دمي وعلقته ) 8 ( وبين المنى واليأس للصبر هزةٌ ** كخصركِ بين النهدِ والردفِ واهيا ) 9 ( وعرّض بي قومي ، يقولونَ : قد غوى ** عدِمتُ عذولي فيكِ إن كنتُ غاويا ) 9 ( هو غرَّةُ الأَيامِ فيه ، وكلكم ** مُتَحَطِّمَ الأَصنامِ والأَشباح )0 ( يَرومونَ سُلواناً لقلبي يُريحُهُ ** ومن لِيَ بالسُّلْوانِ أَشريه غاليا ؟ )0 ( هو ما بَنَى الأعزال بالرَّاحات ، أو ** هو ما بنى الشهداءُ بالأرواحُ )0 ( السلسبيلُ من الجداول وردُه ** والآسُ من خضْرِ الخمائل قوتُه )( وما العشق إلا لذةٌ ثم شقوةٌ ** كما شقيَ المحمور بالسكر صاحيا )( أخذته مصر بكل يومٍ قاتمٍ ** وَرْدِ الكواكب أَحمرِ الإصباح )( هبَّتْ سِماحاً بالحياة شبابها ** والشيبُ بالأَرْمَاق غَيْرُ شحاح )
____________________
(1/307)
1( فازور غضباناً وأعرض نافراً ** حالٌ من الغيدِ الملاحِ عرفتُه )( ومشتْ إلى الخيل الدوَارع وانبرت ** للظَّافر الشاكي بغير سلاحِ )4 ( وَقَفاتُ حقٍّ لم تقفْها أُمّةٌ ** إلا انْثنتْ آمالُها بنجاح )5 ( ** وأَبهى من الورد تحت الندى )5 ( هَزَّ الربيعِ مَنَاكِبَ الأَدواح ** جعلوا المآتمَ حائطَ الأَفراحِ )6 ( بشرى إلى الوادي تهزُّ نَباته ** )7 ( تسري ملمَّحة الحجول على الرُّبى ** وتسيل غُرَّتُها بكل بِطاح )7 ( قالت ترى نجمَ البيان بل ** وتعرضُهم مَوكِباً موكِباً )8 ( التامتِ الأحزابُ بعدَ تَصَدُّع ** لَبَّى أَذانَ الصُّلحِ أَوّلَ قائمٍ )9 ( حفظاً ولا طلبُ الجديد يفوته ** وَمَشَى على الضّغْن الودادُ الماحي )
____________________
(1/308)
20 ( إِنَّ هذا الفَتحَ لا عهدَ به ** لضِفاف النيلِ من عهد فتاح )0 ( وَجَرَتْ أحاديثُ العتابِ كأنها ** سَمَرٌ على الأوتارِ والأقداح )( ترمي بِطرفِك في الجامِع لا ترى ** غيرَ التعانُقِ واشتباكِ الراح )( جميلٌ عليهم قشيبُ الثيا ** سِ تَلَقَّى الحياةَ فلم يُنجِب )( شمسَ النهارِ ، تعلَّمي الميزانَ من ** )( ميلي انظُريه في النَّدِيِّ كأنّه ** عثمانُ عن أُمِّ الكتابِ يُلاحي )4 ( كم تاجِ تضحيةٍ وتاج كرامةٍ ** للعين حولَ جبينه اللماح )5 ( ** حقائبُ فيها الغدُ المُختَبي )5 ( والشيب منبثقٌ كنور الحقِّ من ** فوديه ، أو فجرِ الهدى المِنصاحِ )6 ( ** والصلحُ خُمس قواعِد لإصلاح )
____________________
(1/309)
26 ( مَلكُ الهضابِ الشمِّ سلطانُ الرُّبى ** هامُ السحاب عروشه وتُخوته )7 ( سبقَ الرجَالَ مُصافِحاً ومُعانِقاً ** يمنى السّماح وهيكَلَ الإسجاح )8 ( والأبلقُ الفردُ انتهت أوصافُه ** في السُّؤدد العالي له ونُعوته )8 ( عدلى الجليل ابن الجليل من الملا ** والماجد ابن الماجد المِسماح )9 ( حلوُ السجيَّة في قناةٍ مُرَّةٍ ** فمشى إليّ وليس أَوّل جؤذَرٍ )9 ( إذا رفَّ في فرعه الأَهْدب ** أَهابت هِراوتُه بالرِّفا )0 ( نِ وما علِموا خَطَرَ المَرْكَب ** )0 ( شَتَّى فضائلَ في الرجال ، كأَنها ** شَتَّى سلاحٍ من قناً وصِفاح )( فإذا هيَ اجتمعت لِمُلك جَبْهَةً ** كانت حصونَ مَناعةٍ ونِطاح )( وكأن أيامَ الشباب ربوعُه ** وكأن احلامَ الكعاب بيوتُه )
____________________
(1/310)
3( الله أَلَّف للبلاد صدورَها ** من كل داهيةٍ وكل صُراح )( وتكاد الطيرُ من خفَّته ** تتعالى فيه من غير جَناح )( وزراءُ مملكةٍ ، دَعائِمُ دولَةٍ ** أعلامُ مُؤتَمَرٍ ، أسودُ صَباحِ )4 ( يَبنون بالدستورِ حائطَ مُلْكِهم ** لا بالصِّفاحِ ولا على الأَرْماحِ )5 ( وجَوَاهرُ التيجانِ ما لم تُتَّخَذْ ** من مَعدِنِ الدستورِ غيرُ صِحاح )6 ( احتل حِصْنَ الحقّ غيرُ جنودِهِ ** وتكالبت أَيْدٍ على المفتاحِ )6 ( هناك ، وفي جُنْدِها الأَغلب ** لبنانُ في ناديكمو عظمتُه )7 ( القاتلاتِ بعابثٍ في جَفنه ** واسْتوْحَشَتْ لِكُماتِها النُّزّاحِ )7 ( قد زاني إقبالكم وقبولُكم ** شرفاً على الشرف الذي أوليته )8 ( هُجرَت أرائكُهُ ، وعُطِّلَ عودُه ** وخلا من الغادين والرُّوّاحِ )
____________________
(1/311)
38 ( تاجُ النيابة في رفيع رءُوسكم ** تؤلِّفهُم في ظِلال الرخا )9 ( لُبنانُ دارَتُه وفيه كِناسُه ** كالغارِ من شرفٍ وسمتِ صلاح ) 40 ( حنن أفلحنا على الأرض بكم ** ) 40 ( قلْ للبنين مقالَ صدقٍ ، واقْتَصِدْ ** ذَرْعُ الشباب يضيق بالنَّصّاحِ ) 4( أنتم بنو اليوم العصيب ، نشأتمو ** في قَصْفِ أَنواءٍ ، وعَصْف رياحِ ) 44 ( وشهدتمُ صَدْعَ الصفوفِ وما جَنَى ** من أَمْر مُفْتاتٍ ونَهْي وَقاحِ ) 45 ( صوتُ الشعوب من الزئير مُجمَّعاً ** فإذا تفَرَّقَ كان بعضَ نُباحِ ) 46 ( أَظْمَتْكُمُ الأَيامُ ، ثم سقتكمُ ** رنقاً من الإحسانِ غيرَ قراحِ ) 47 ( وإذا مُنِحْتَ الخيرَ من مُتَكَلِّفٍ ** ظَهَرَتْ عليه سجيَّةُ المناحِ ) 48 ( تركتمو مثلَ المَهيضِ جناحُه ** لا في الحبال ، ولا طليق سَراحِ )
____________________
(1/312)
49 ( مَنْ صَيَّرَ الأَغلالَ زَهْرَ قَلائدٍ ** وكسا القيودَ محاسنَ الأَوضاح ؟ ) 50 ( إن التي تبغون ، دون منالِها ** طولُ اجتهادٍ ، واضطرادُ كِفاحِ ) 5( سروا إليها بالأناة طويلة ** إن الأَناةَ سبيلُ كلِّ فلاح ) 5( وخذوا بناءَ المُلكِ عن دستوركم ** إن الشِّراعَ مُثَقِّفُ الملاَّح ) 5( يا دارَ محمودٍ ، سَلِمتِ ، وبورِكت ** أَركانُكِ الهرميَّةُ الصُّفَّاح ) 54 ( وازددت من حسنِ الثناءِ وطيبه ** حجراً هو الدُّرِّيُّ في الأَمداح ) 55 ( الأُمةُ انتقلتْ إليك ، كأنمَا ** أنزلتِها من بيتها بنجاح ) 56 ( بركاتُ شيخٍ بالصعيد مُحمَّل ** عِبْءَ السنينَ مُؤمَّلٍ نفّاح ) 57 ( بالأمس جادَ على القضيةِ بابنه ** واليومَ آواها بأَكْرَم ساح )
____________________
(1/313)
البحر : - ( نَحْلَةً عَنَّتْ وطَنَّتْ في الرياح ** ) ( ** غمرةً أودت بخوَّاض الغُمر ؟ ) ( واملأ رماحاً غورَها ونَجْدَها ** وافتح أُصول النيل واستردَّها )( أين نابليون ؟ ما غاراته ؟ ** سلطانَها ، وعزَّها ، ورَغْدَها )( ** نم طويلاً ، قد تَوَسَّدْتَ الزَّهَر )7 ( راكبَ البحرِ ، مواجٌ ما ترى ؟ ** أم كتاب الدهرِ أم صُحفُ القدر ؟ )8 ( ** قَلَمِ القُدرةِ فيها ما سطِر )( ههُنا تمشي الجواري مَرَحاً ** واصرفْ إلينا جَزْرَها ومَدَّها )8 ( انظر الفلكَ : أمنها أثرٌ ؟ ** هكذا الدنيا إذا الموتُ حَضَر )9 ( فأَرسلتْ دُهاتَها ولُدَّها ** ضاق عنك السعدُ ، أو ضاق العُمُر )
____________________
(1/314)
38 ( لا تقولوا شاعر الوادي غَوَى ** مَنْ يًغالطْ نفسهَ لا يعتبر ) 48 ( ** بَيِّنٌ فيها سبيلُ المعتْذِر ) 50 ( كجياد السَّبْقِ ، لن تُغنيها ** أدواتُ السبقِ ما تغنى الفِطَر ) 65 ( ضربتها وهْي سرٌ في الدُّجى ** ليس دونَ اللهِ تحت الليلِ سرّ )
____________________
(1/315)
البحر : - - ( يجري بأمرٍ ، أو يدور بضدِّه ** لا النقضُ يُعجزه ، ولا الإمرار ) 6 ( ** تسحَبُ الفولاذ في مُلْتَطِمٍ ) 7 ( سُدِلَ الستارُ ، وهل شَهِدْتَ روايةً ** لم يعترضها في الفصول ستار ؟ ) 8 ( ** وعدَتْ فما حَوَتْ المدى الأَوطار )0 ( هو ينبوعُ البيانِ المنفَجِر ** سُورٌ ، ومن عِلْم الزمان إطار )( وحضارةٌ من منطق الوادي لها ** أصلٌ ، ومن أدب البلاد نِجار )( أعمى هوى الوطن العزيز عصابة ** وأَتى الأَهرامَ من أُمِّ الحُجَر )( يا سوءَ سُنَّتِهم وقُبحَ غُلُوِّهم ** لا تقولوا : شاعرُ الوادي غَوَى )4 ( ** انظر الفُلْكَ أَمِنْهَا أَثرٌ ؟ )6 ( غابةٌ تجري بسلطان الشَّرَى ** أَين وادي الطَّلْحِ واللاَّئي به )
____________________
(1/316)
17 ( لَقِيَ الرجالُ الحادثاتِ بصبرهم ** حتى انجلَتْ غُمَمٌ لها وغِمار )9 ( الحقُّ أبلجُ ، والكنانةُ حُرَّةٌ ** والعزُّ للدستور والإكبارُ )4 ( بنيانُ آباءٍ مشوا بسلاحهم ** وبَنينَ لم يجدوا السلاحَ فثارو )5 ( لُجَجُ الدَّأْماءِ أَوطانٌ لكم ** ومن المشانق والسجون جدار )0 ( يجرون بالرفق الأُمورَ وفُلْكها ** )( الأُمةُ انتلَفَتْ ، ورَصَّ بناءها ** )5 ( ** عنها ، ولا تتناعس الأظفار )6 ( آيةً جانِبُه المُرْخَى السُّتُر ** رَضَع الأَخلاقَ من أَلبانها ) 45 ( ** نَشَأَ النيلِ ، إليكم سِيرة ) 46 ( ** ومن القُدْوَةِ ما تُوحِي الصُّوَر )
____________________
(1/317)
البحر : - ( قل لرجالِِ : طغى الأسير ** طيرُ الحِجالِ متى يَطيرْ ؟ ) ( أوهى جناحيه الحدي ** دُ ، وحَزَّ ساقَيْهِ الحرير ) ( ذهب الحجاب بصبره ** وأَطال حيْرتَه السُّفور ) 4 ( هل هُيِّئَتْ دَرَجُ السما ** ء له ، وهل نُصَّ الأثير ؟ ) 5 ( وهل استمرَّ به الجَنا ** حُ ، وَهَمَّ بالنَّهْض الشكير ؟ ) 6 ( وسما لمنزله من الد ** نيا ، ومنزلُه خطير ؟ ) 7 ( ومتى تُساس به الريا ** ضُ كما تُساس به الوكور ؟ ) 8 ( أوَكُلُّ ما عند الرجا ** لِ له الخواطبُ والمهمور ؟ ) 9 ( والسجنُ في الأَكواخ ، أَو ** سجنٌ يقال له : القصور ؟ )0 ( تالله لو أَن الأَد ** يمَ جميعَه روضٌ ونور )
____________________
(1/318)
1( في كلّ ظلٍّ ربوةٌ ** وبكلّ وارفةٍ غدير )( وعليه من ذَهبٍ سيا ** جٌ ، أو من الياقوت سور )( ما تَمَّ من دون السما ** ءِ له على الأرض الحُبور )4 ( انّ السماءَ جديرةٌ ** بالطير ، وهو بها جدير )5 ( هي سرجُهُ المشدودُ ، وه ** ووضعْتَه ، وعلمْتَ أَن )5 ( يتعايا بجناحٍ وَيَنوءْ ** بجناح مُذْ وَهَى ما صلحا )6 ( حُرِّيَّةٌ خُلِق الإنا ** ث لها ، كلما خلق الذكور )7 ( هاجَتْ بناتِ الشعرِ عي ** نٌ من بنات النيل حُور )8 ( لي بينهن ولائدٌ ** هم من سواد العين نور )9 ( لا الشعرْ يأْتي في الجما ** ن بمثلهن ، ولا الجور )
____________________
(1/319)
20 ( من أَجلهن أَنا الشفي ** قُ على الدُّمَى ، وأَنا الغيور )( أَرجو وآمل أَن ستج ** ري بالذي شِئنَ الأُمور )( من كلِّ ناحية لها أَوكار ** )( يا قاسم ، انظر : كيف سا ** ر الفكرُ وانتقل الشعور ؟ )( رحمةُ اللهِ له ! هل عَلمِا ** )( جابت قضيَّتُكَ البلا ** دَ ، كأَنها مَثَلٌ يسير )4 ( ما الناسُ إلا أوَّلٌ ** يمضي فيخلُفه الأَخير )5 ( الفكرُ بينهما على ** بُعْدِ المَزارِ هو السفير )6 ( حتى كأَنك للعناية جار ** )6 ( هذا البناءُ الفخمُ لي ** س أساسهُ إلا الحَفير )
____________________
(1/320)
27 ( إن التي خلَّفْتَ أَم ** سِ ، وما سِواكَ لها نصير )8 ( نهض الخفيُّ بشْنها ** وسعى لخدمتها الظهير )9 ( في ذمة الفُضْلَى هدى ** جِيلٌ إلى هاد فقير )9 ( ناحَ إذ جَفناشَ في أَسرِ النجومْ ** قَدَرٌ على يُمْنَى يَدَيْهِ سلامةٌ )0 ( أقبلنَ يسأَلْنَ الحضا ** رةَ ما يُفيد وما يَضير )( ما السُّبْلُ بَيِّنَةٌ ، ولا ** كلُّ الهُداةِ بها بصير )( ما في كتابِكَ طَفْرَةٌ ** تُنْعى عليكَ ، ولا غرور )( هَذَّبْتَه حتى استقامت ** من خلائقك السطور )4 ( ** حسابَ واضعِه عسير )5 ( لك في مسائله الكلا ** مُ العفُ والجدلُ الوَقور )
____________________
(1/321)
36 ( ولك البيانُ الجذلُ في ** أَثنائه العلمُ الغزير )7 ( في مطلبٍ خَشنٍ ، كث ** يرٌ في مَزالقه العُثور )8 ( ما بالكتاب ولا الحدي ** ث إذا ذكرْتَهُما نكير )9 ( حتى لَنسأَلُ : هل تَغارُ ** رُ على العقائد ، أم تُغير ؟ ) 40 ( عشرون عاماً من زوا ** لك ما هي الشيءُ الكثير ) 4( رُعْنَ النساءَ ، وقد يَرُو ** عُ المُشْفِقَ الجلَلُ اليسير ) 4( فَنَسِينَ أَنك كالبدو ** ر ، ودونَ رِفعتِكَ البُدور ) 4( تفنى السِّنون بها ، وما ** آجالها إلا شهور ) 44 ( لقد اختلفنا ، والمُعا ** شِرُ قد يخالفه العَشير ) 45 ( في الرأي ، ثُمَّ أَهاب بي ** وبك المُنادِمُ والسَّمير )
____________________
(1/322)
46 ( ثم خان التاجُ وُد المفْرِِ ** ونبَتْ بالأَنْجُمِ الزُّهْرِ الديارْ ) 46 ( ومحا الرَّ , َاخُ الى مغا ** ني الودِّ ما اقترف البُكور ) 47 ( في الرأْي تَضْطَغِنُ العقو ** لُ وليس تضطغن الصدور ) 48 ( قل لي بعيشِك : أَين أَن ** ت ؟ وأَين صاحبُك الكبير ؟ ) 49 ( أين الإمام ؟ وأين إس ** ماعيلُ والملأُ المنير ؟ ) 50 ( لما نزلتم في الثرى ** تاهت على الشهب القبور ) 5( عصر العباقرةِ النجو ** مِ بنوره تمشي العصور ) 68 ( خضبَ الجند به الأرضَ دما ** وقلوبُ الجندِ كالصخرِ القسي ) 79 ( نزل الناجي على حكم النوى ** وتوارى بالسرى من طالبيه ) 8( ** بانٍ ، ولم يُدركهُمُ حَفَّار )
____________________
(1/323)
9( للبأْس فيه ، ولا الأَسِنَّةُ دار ** من أخي صيدٍ رفيقٍ مرس ؟ )1( ناقلاتٍ في العبير القدما ** واطئاتٍ في حبير السُّنْدُسِ )18 ( وسيلقى حينهُ نسرُ السما ** يوم تطوى كالكتاب الدرس )29 ( أَم فتيةٌ ركبوا الجناح فطاروا ؟ ** )
____________________
(1/324)
البحر : كامل تام ( شيعتُ أحلامي بقلبٍ باكِ ** ولمحتُ من طرق الملاحِ شباكي ) ( ورجعتُ أَدراجَ الشباب ووِرْدَه ** أَمشي مكانَهما على الأَشواك ) ( وبجانبي واهٍ ، كأن خفوقه ** لما تلفتَ جهشةُ المتباكي ) 4 ( شاكي السلاحِ إذا خلا بضلوعه ** فإذا أهيبَ به فليس بشاك ) 5 ( قد راعه أني طويتُ حبائلي ** من بعد طول تناولٍ وفكاك ) 6 ( ويح ابن جنبي ؟ كلُّ غايةِ لذةٍ ** بعد الشباب عزيزة الإدراك ) 7 ( لم تبق منا - يا فؤادُ - بقيةٌ ** لفتوةٍ ، أو فضلةٌ لعراك ) 8 ( كنا إذا صففتَ نستبق الهوى ** ونشدُّ شدَّ العصبةِ الفتاك ) 9 ( واليوم تبعث فيَّ حين تهزني ** ما يبعث الناقوسُ في النساك )0 ( يا جارةَ الوادي ، طَرِبْتُ وعادني ** ما يشبهُ الأَحلامَ من ذكراك )
____________________
(1/325)
1( مثلتُ في الذكرى هواكِ وفي الكرى ** والذكرياتُ صدى السنين الحاكي )( ولقد مررتُ على الرياض برَبْوَةٍ ** غَّناءَ كنتُ حِيالها ألقاك )( ضحكتْ إليّ وجوهها وعيونها ** ووجدْتُ في أَنفاسها ريّاك )4 ( فذهبتُ في الأيام أذكر رفرفاً ** بين الجداولِ والعيونِ حَواك )5 ( أذكرتِ هرولةَ الصبابةِ والهوى ** لما خَطرتِ يُقبلان خُطاكِ ؟ )6 ( لم أَدر ما طِيبُ العِناقِ على الهوى ** حتى ترفَّق ساعدي فطواك )7 ( وتأوَّدت أعطاف بانِك في يدي ** واحمرّ من خَفريهما خدّاك )8 ( ودخلتُ في ليلين : فرعِك والدُّجى ** ولثمتُ كالصّبح المنوِّرِ فاكِ )9 ( ووجدْتُ في كُنْهِ الجوانحِ نَشْوَةً ** من طيب فيك ، ومن سُلاف لَمَاك )0 ( وتعطَّلَتْ لغةُ الكلامِ وخاطبَتْ ** عَيْنَيَّ في لغة الهوى عيناك )
____________________
(1/326)
2( ومَحوتُ كلَّ لُبانةٍ من خاطري ** ونسيتُ كلَّ تعاتُبٍ وتشاكي )( لا أمسِ من عمرِ الزمان ولاغدٌ ** جُمِع الزمانُ فكان يومَ رِضاك )( لُبنانُ ، ردتني إليكَ من النوى ** أقدارُ سيرٍ للحياة دَرَاك )4 ( جمعتْ نزيلي ظهرِها من فُرقةٍ ** كُرَةٌ وراءَ صَوالجِ الأَفلاك )5 ( نمشي عليها فوقَ كلِّ فجاءةٍ ** كالطير فوقَ مَكامن الأشراك )6 ( ولو أنّ الشوق المزارُ وجدتني ** مُلقى الرحالِ على ثراك الذاكي )7 ( بنت البقاع وأمَّ بردُوِنيِّها ** طيبي كجلَّق ، واسكبي بَرداك )8 ( ودِمَشْقُ جَنَّاتُ النعيم ، وإنما ** ألفيتُ سُدَّةَ عدنِهنَّ رُباك )9 ( قسماً لو انتمت الجداولُ والرُّبا ** لتهلَّل الفردوسُ ، ثمَّ نَماك )0 ( مَرْآكِ مَرْآه وَعَيْنُكِ عَيْنُه ** لِمْ يا زُحَيلةُ لا يكون أباكِ ؟ )
____________________
(1/327)
3( تلك الكُروم بقيةٌ من بابلٍ ** هَيْهَاتَ ! نَسَّى البابليَّ جَناك )( تبدي كوشي الفُرس أفتّنَ صبغةٍ ** )( خرزاتِ مِسكٍ أو عُقودَ الكهربا ** أُودِعْنَ كافوراً من الأَسلاك )4 ( فكَّرْتُ في لَبَنِ الجِنانِ وخمرِها ** لمّا رأيتُ الماءَ مَسَّ طِلاك )5 ( لم أنس من هبةِ الزمانِ عشيَّةً ** سَلَفَتْ بظلِّكِ وانقضَتْ بِذَراك )6 ( كًنتِ العروسَ على منصةِ جنحها ** لًبنانُ في الوشي الكريم جَلاكِ )7 ( يمشي إليكِ اللّحظُ في الديباج أَو ** في العاج من أي الشِّعاب أتاك )8 ( ضَمَّتْ ذراعيْها الطبيعةُ رِقَّةً ** صِنِّينَ والحَرَمُونَ فاحتضناك )9 ( والبدرُ في ثبج السماءِ مُنورٌ ** سالت حُلاه على الثرى وحُلاكِ ) 40 ( والنيِّرات من السحاب مُطِلَّةٌ ** كالغيد من سترٍ ومن شُباك )
____________________
(1/328)
4( وكأَنَّ كلَّ ذُؤابةٍ من شاهِقٍ ** ركنُ المجرة أو جدارُ سِماك ) 4( سكنتْ نواحي الليل ، إلا أنَّةً ** في الأَيْكِ ، أَو وَتَراً شَجِيَّ حَراك ) 4( شرفاً عروس الأرز كلُّ خَريدة ** تحتَ السماءِ من البلاد فِداك ) 44 ( رَكَز البيانُ على ذراك لواءَه ** ومشى ملوكُ الشعر في مَغناك ) 45 ( أُدباؤك الزُّهر الشموسُ ، ولا أرى ** أَرضاً تَمَخَّضُ بالشموس سِواك ) 46 ( من كلّ أَرْوَعَ علْمُه في شعره ** ويراعه من خُلقه بملاك ) 47 ( جمع القصائدَ من رُباكِ ، وربّما ** سرق الشمائلَ من نسيم صَباك ) 48 ( موسى ببابك في المكارم والعلا ** وعَصاهُ في سحر البيانِ عَصاكِ ) 49 ( أَحْلَلْتِ شعري منكِ في عُليا الذُّرا ** وجمعته برواية الأملاك ) 50 ( إن تُكرمي يا زَحْلُ شعري إنني ** أَنكرْتُ كلَّ قَصيدَةٍ إلاَّك )
____________________
(1/329)
5( أَنتِ الخيالُ : بديعُهُ ، وغريبُه ** الله صاغك ، والزمانُ رَواك )
____________________
(1/330)
البحر : وافر تام ( حياةٌ ما نريدُ لها زِيالا ** ودنيا لا نَوَدّ لها انتقالا ) ( وعيشٌ في أُصول الموتِ سمٌّ ** عُصارتُه ، وإن بَسَط الظلالا ) ( وأَيامٌ تطيرُ بنا سحاباً ** وإن خِيلَتْ تَدِبّ بنا نِمالا ) 4 ( نريها في الضمير هوىً وحبّاً ** ونُسمِعها التبرُّمَ والملالا ) 5 ( قِصارٌ حين نجري اللهوَ فيها ** طوالٌ حين نقطعها فعالا ) 6 ( ولم تضق الحياةُ بنا ، ولكن ** زحامُ السوءِ ضيَّقها مَجالا ) 7 ( ولم تقتل براحتها بَنيها ** ولكن سابقوا الموتَ اقتتالا ) 8 ( ولو زاد الحياة الناسُ سعياً ** وإخلاصاً لزادتهم جمالا ) 9 ( كأنّ الله إذ قَسم المعالي ** لأهل الواجب ادّخر الكمالا )0 ( سمِعْتَ لها أَزيزاً وابتهالا ** ولوعاً بالصغائر واشتغالا )
____________________
(1/331)
1( وليسوا أَرغَد الأَحياءِ عيشاً ** ولكنْ أنعمَ الأحياءِ بالا )( إذا فعلوا فخيرُ الناس فعلاً ** وإن قالوا فأَكرمُهم مَقالا )( وإن سألتهمُو الأوطانُ أعطوْا ** دماً حرّاً ، وأبناءً ، ومالا )4 ( بَنِي البلدِ الشقيقِ ، عزاءَ جارٍ ** أَهاب بدمعه شَجَنٌ فسالا )5 ( قضى بالأمس للأبطال حقّاً ** وأضحى اليومَ بالشهداء غالى )6 ( يُعظِّم كلَّ جُهدٍ عبقريٍّ ** أكان السلمَ أم كان القتالا )7 ( وما زلنا إذا دَهَت الرزايا ** كأرحم ما يكون البيتُ آلا )8 ( وقد أنسى الإساءة من حسودٍ ** ولا أنسى الصنيعة والفعالا )9 ( ذكرتُ المِهْرَجانَ وقد تجلَّى ** ووفدَ المشرقين وقد توالى )0 ( ** وقد جليتْ سماءً لا تعالى )
____________________
(1/332)
2( تسلَّلَ في الزحام إليَّ نِضْوٌ ** من الأَحرار تحسبه خيالا )( رسول الصابرين ألم وهناً ** وبلَّغني التحيَّةَ والسؤالا )( دنا مني فناولني كتاباً ** حستْ راحتاي له جلالا )4 ( وجدت دمَ الأسودِ عليه مسكاً ** وكان الأَصلُ في المِسْكِ الغزالا )5 ( كأن أساميَ الأبطالِ فيه ** حَوَاميمٌ على رَقٍّ تتالى )6 ( رواة قصائدي قد رتلوها ** وغنوها الأسنةَ والنصالا )7 ( إذا ركزوا القنا انتقلوا إليها ** فكانت في الخيام لهم نقالا )8 ( بَنِي سوريَّةَ ، التئموا كيومٍ ** خرجتم تطلبون به النِّزالا )9 ( سلو الحريةَ الزهراءَ عنَّا ** وعنكم : هل أَذاقتنا الوِصالا ؟ )0 ( وهل نِلْنَا كلانا اليومَ إلا ** عراقيبَ الموعدِ والمطالا ؟ )
____________________
(1/333)
3( عرفتهم مهرها فمهرتموها ** دماً صبغَ السباسبَ والدغالا )( وقمتم دونها حتى خضبتمْ ** هَوَادِجَها الشريفةَ والحِجالا )( دعوا في الناس مفتوناً جباناً ** يقول : الحربُ قد كانت وبالا )4 ( أَيطلب حقَّهم بالروح قومٌ ** فتسمع قائلا : ركبوا الضلالا ؟ )5 ( وكونوا حائطاً لا صدع فيه ** وصفّاً لا يُرَقَّع بالكسالى )6 ( وعيشوا في ظلال السلم كدا ** فليس السلمُ عجزاً واتّكالا )7 ( ولكن أَبْعَدَ اليومين مَرْمًى ** وخيرَهما لكم نصحاً وآلا )8 ( وليس الحربُ مركب كلِّ يومٍ ** ولا الدمُ كلَّ آوِنةٍ حلالا )9 ( سأذكر ما حييت جدار قبرٍ ** بظاهر جلق ركبَ الرمالا ) 40 ( مقيمٌ ما أقامت ميلسون ** يذكر مصرَعَ الأَسدِ الشِّبالا )
____________________
(1/334)
4( لقد أَوحَى إليَّ بما شجاني ** كما توحي القبورُ إلى الثكالي ) 4( تغيب عظمةُ العظماتِ فيه ** وأولُ سيدٍ لقيَ النبالا ) 4( كأَن بُناتَهُ رفعوا مَناراً ** من الإخلاص ، أَو نصبوا مِثالا ) 44 ( سراج الحقِّ في ثبجِ الصحارى ** تهاب العاصفات له ذبالا ) 45 ( ترى نورَ القعيدةِ في ثراه ** وتنشقُ من جوانبه الخلالا ) 46 ( مشى ومشتْ فيالق من فرنسا ** تجر مطارفَ الظفرِ اختيالا ) 48 ( ملأْنَ الجوّ أَسلحةً خِفافاً ** ووجهَ الأرضِ أسلحةً ثقالا ) 49 ( وأَرسَلْنَ الرياحَ عليه ناراً ** فما حفل الجنوبَ ولا الشَّمالا ) 50 ( سلوه : هل ترجل في هبوبٍ ** من النيران أرجلت الحبالا ؟ ) 5( أقام نهاره يلقي ويلقى ** فلما زال قرصُ الشمس زالا )
____________________
(1/335)
5( وصاح ، ترى به قيدَ المنايا ** ولستَ ترى الشَّكِيمَ ولا الشِّكالا ) 5( فكُفِّن بالصوارم والعوالي ** وغيب حيثُ جال وحيثُ صالا ) 54 ( إذا مرَّتْ به الأَجيالُ تَتْرَى ** سمعهتَ لها أزيزاً وابتهالا ) 55 ( تعلَّق في ضمائرهم صليباً ** وحلَّق في سرائرهم هلالا )
____________________
(1/336)
البحر : متقارب تام ( جعلتُ حُلاها وتمثالها ** عيونَ القووافي وأمثالها ) ( وأَرسلتُها في سماءِ الخيال ** تجرُّ على النجم أذيالها ) ( وإني لغِرِّيدُ هذي البطاح ** تَغَذَّى جَناها وسَلْسالها ) 4 ( ترى مصر كعبةَ أشعاره ** وكلِّ معلقةٍ قالها ) 5 ( وتلمَحُ بين بيوتِ القصيدِ ** جحالَ العروسِ واحجالها ) 6 ( أَدار النسيبُ إلى حبِّها ** وولَّى المدائحَ إجلالها ) 7 ( أَرَنَّ بغابرها العبقريّ ** وغنى بمثل البكا حالها ) 8 ( ويروي الوقائع في شعره ** يروض على البأس أطفالها ) 9 ( وما لَمَحوا بعدُ ماءَ السيوفِ ** فما ضَرّ لو لَمَحوا آلها )0 ( ويوم ظليل الضحى من بشنس ** أَفاءَ على مصرَ آمالها )
____________________
(1/337)
1( رَوَى ظلُّه عن شباب الزمانِ ** رفيفَ الحواشي وإخضالها )( مشَت مصرُ فيه تُعيد العصورَ ** ويغمر ذكر الصبا بالها )( وتَعْرض في المِهرجان العظيمِ ** ضحاها الخوالي وآصالها )4 ( وأَقبل رمسيسُ جَمَّ الجَلالِ ** سني المواكب ، مختالها )5 ( وما دان إلا بِشُورَى الأُمور ** ولا اختال كِبْراً ، ولا استالها )6 ( فحيَّا بأَبْلجَ مثلِ الصَّباحِ ** وجوهَ البلادِ وأَرسالها )7 ( وأَوْما إلى ظلماتِ القرونِ ** فشقّ عن الفنّ أسدالها )8 ( فمن يبلغ الكرنكَ الأقصريَّ ** وينبيء طيبة أطلالها )9 ( ويسمع ثمَّ بوادي الملوكِ ** ملوكَ الديار وأَقيالها )0 ( وكلَّ مخلدةٍ في الدمى ** هنالك نُحصِ أَحوالها )
____________________
(1/338)
2( وما كعلي ولا جيلِه ** ويفضُلْنَ في الخيرِ مِنوالها )( تكاد - وإن هي لم تتصل ** بروحٍ تُحَرِّك أَوصالها )( وما الفنُّ إلا الصريح الجميل ** غذا خالط النفس أوحى لها )4 ( وما هو إلا جمالُ العقول ** إذا هي أَوْلَتْه إجمالها )5 ( لقد بعث الله عهد الفنون ** وأَخرجت الأَرضُ مَثَّالها )6 ( تعالوا نرى كيف سوى الصفاةَ ** فتةً تلملمُ سربالها )7 ( دنت من أبي الهول مشى الرؤوم ** إلى مُقْعَدٍ هاج بَلْبالها )8 ( وقد جاب في سَكَرات الكَرَى ** عروضَ الليالي واطوالها )9 ( وأَلْقى على الرمل أَرْواقَه ** وأَرْسى على الأَرض أَثقالها )0 ( يخال لإطراقه في الرمال ** سَطِيحَ العصورِ ورَمّالها )
____________________
(1/339)
3( فقالت : تَحرَّكْ ، فَهمّ الجمادُ ** كأَن الجمادَ وعَى قالها )( فهل سَكَبَتْ في تجاليده ** شعاعَ الحياة وسالها ؟ )( أَتذكُر إذ غضِبَت كاللّباةِ ** ولمت من الغيل أشبالها ؟ )4 ( والقت بهم في غمار الخطوبِ ** فخاضوا الخطوبَ واهوالها )5 ( وثاروا ، فجن جنونُ الرياحِ ** وزُلزِلتِ الأَرضُ زِلزالها )6 ( وبات تلمسهم شخهم ** حديث الشعوب واشغالها )7 ( ومن ذا رأى غابةً كافحتْ ** فردت من الأسرِ رئبالها ؟ )8 ( وأهيب ما كان بأس الشعوبِ ** إذا سلَّح الحقُّ اعزالها )9 ( فوادث ، ارغع الستر عن نهضة ** تقدم جدك أبطالها ) 40 ( وربّ امرىء ٍ لم تَلِده البلادُ ** نماها ، ونبه أنسالها )
____________________
(1/340)
4( وليس اللآلىء مِلْكَ البحورِ ** ولكنها مِلْكُ من نالها ) 4( ** إذا عرضت مصر أجيالها ) 4( بنوا دولة من بنات الأسن ** ةِ لم يشهد النيلُ أَمثالها ) 44 ( لئن جلل البحرَ أسطولها ** لقد لبِس البرُّ قَسطالها ) 45 ( فأما أبوكَ فدنيا الحضا ** رةِ لو سالم الدهرُ إقبالها ) 46 ( تخيّر إفريقيا تاجَه ** وركب في التاج صومالها ) 47 ( ركابُك يا بن المُعِزِّ الغُيوثُ ** ) 48 ( إن سرن في الارض نسنها ** ركابَ السماءِ وأَفضالها ) 49 ( فلم تبرح القصر إلا شفيتَ ** جدوبَ العقول وإمحالها ) 50 ( لقد ركب اللهُ في ساعديك ** يمين الجدود وشمآلها )
____________________
(1/341)
5( تخط وتبني صروحَ العلومِ ** وتفتح للشَّرق أَقفالها )
____________________
(1/342)
البحر : رمل تام ( ** وخُذوا القمَّةَ علماً وبيانا ) ( واطلُبوا بالعبقريات المدى ** ليس كلُّ الخيلِ يشهدن الرِّهانا ) ( ابعثو سابقاتٍ نُجُباً ** تملأُ المضمارَ معنًى وعِيانا ) 4 ( وثِبوا للعزِّ من صَهْوَتِها ** وخذوا المجدَ عِناناً فعنانا ) 5 ( لا تُثيبوها على ما قلَّدَتْ ** من أَيادٍ ، حسداً أَو شَنآنا ) 6 ( وضئيلٍ من أُساءةِ الحيِّ لم ** يُعْنَ باللحم وبالشحم اختزانا ) 7 ( ضامرٍ في سفعةٍ تحسبه ** نِضْوَ صحراءَ ارتدى الشمسَ دِهانا ) 8 ( ** لم تَزَلْ تَنْدَى يداه زَعْفَرَانا ) 9 ( تنكرُ الأَرضُ عليه جسمَه ** واسمُه أعظمُ منها دَوَرانا )0 ( نال عرشَ الطبِّ من امحوتب ** وتَلقَّى من يَديَه الصَّوْلَجانا )
____________________
(1/343)
1( يا لأمحوتبَ من مُسْتأْلِهٍ ** لم يلد إلا حوريّاً هَجانا )( خاشعاً لله ، لم يُزْهَ ، ولم ** يُرْهِق النفسَ اغتراراً وافتتانا )( يلمس القدرة لمساً كلّمَا ** قلب الموت وجسَّ الحيوانا )4 ( لو يُرى اللهُ بمصباح لمَا ** كان إلا العلمَ جلّ الله شانا )5 ( في خلالٍ لفتَتْ زهرَ الرُّبى ** وسجايا أَنسَتْ الشَّرْبَ الدِّنانا )6 ( لو أَتاه موجعاً حاسدُه ** سَلّ من جنب الحسودِ السرطانا )7 ( خيرُ مَنْ علَّم في القصر ومَن ** شقّ عن مُستتِر الداءِ الكِنانا )8 ( كلُّ تعليمٍ نراه ناقصاً ** سُلَّمٌ رَثٌّ إذا استعمل خانا )9 ( دَرَكٌ مُستحدَثٌ من دَرَجٍ ** ومن الرِّفعة ما حطَّ الدخانا )0 ( لا عدمنا للسيوطيِّ يداً ** خُلقَتْ للفتْقِ والرتْقِ بَنانا )
____________________
(1/344)
2( تُصْرِف المِشْرَطَ للبُرْءِ كمَا ** صرف الرّمحُ إلى النصر السنانا )( مَدّها كالأَجل المبسوطِ في ** طلب البُرْءِ اجتهاداً وافتنانا )( تجد الفولاذَ فيها محسناً ** أَخذ الرفقَ عليها واللَّيانا )4 ( يدُ ' إبراهيمَ لو جئتَ لها ** يذبيح الطيرِ عاد الطيرانا )5 ( لم تَخِطْ للناس يوماً كفناً ** إِنمَا خاطت بقاءً وكِيانا )6 ( ولقد يُؤْسَى ذوو الجرحى بها ** من جراح الدهر ، أَو يُشْفَى الحزانى )7 ( نَبغَ الجيلُ على مِشْرطها ** في كفاح الموتِ ضرباً وطِعانا )8 ( لو أَتت قبل نضوج الطبِّ ما ** وَجَدَ التنويمُ عوناً فاستعانا )9 ( يا طِرازاً يبعث اللهُ به ** في نواحِي مُلْكهِ آناً فآنا )0 ( من رجالٍ خُلقوا ألويةً ** ونجوماً ، وغيوثاً ، ورعانا )
____________________
(1/345)
3( قادة الناسِ وإن لم يقربوا ** طَبَعَاتِ الهندِ والسُّمْرَ اللِّدانا )( وغذاء الجيلِ فالجيلِ وإن ** نَسيَ الأجيال كالطفل اللِّبانا )( وهمُ الأَبطالُ كانت حربُهم ** منذ شنُّوها على الجهل عَوانا )4 ( يا أخي والذخرُ في الدنيا أَخٌ ** حاضرُ الخيرِ على الخير أَعانا )5 ( لك عند ابْنِيَ أَو عندي يدٌ ** لستُ آلوها ادكاراً وصِيانا )6 ( حَسُنَتْ منّي ومنه موقعاً ** فجعلنا حِرْزها الشكرَ الحُسانا )7 ( هل ترى أنت ؟ فإني لم أجدْ ** كجميلِ الصُّنعِ بالشكر اقترانا )8 ( وإذا الدنيا خلَتْ من خيِّرٍ ** وخَلَتْ من شاكر هانت هَوانا )9 ( دفع الله ( حُسَيْناً ) في يدٍ ** كيد الأَلطافِ رِفْقاً واحتضانا ) 40 ( لو تناولتُ الذي قد لمستْ ** منه ما زدْتُ حِذاراً وحَنانا )
____________________
(1/346)
4( جرحُه كان بقلبي ، يا أَباً ** لا أُنَبَّيه بجُرُحِي كيف كانا ؟ ) 4( لطف اللهُ فعوفينا معاً ** وارتهنّا لكَ بالشكر لسانا )
____________________
(1/347)
البحر : خفيف تام ( مرحباً بالربيع في ريعانِهْ ** وبأَنوارِه وطِيبِ زَمانِهْ ) ( رَفَّت الأَرضُ في مواكِب آذا ** رَ ، وشبَّ الزمانُ في مِهْرَجانِه ) ( نزل السهلَ طاحكَ البِشْر يمشي ** فيه مَشيَ الأمير في بُستانه ) 4 ( عاد حَلْياً بِرَاحَتيْهِ وَوَشْياً ** طولُ أَنهارِهِ وعَرْضُ جنانه ) 5 ( لف في طيْلَسانِه طُرَرَ الأر ** ضِ ، فطاب الأَديمُ من طيلسانه ) 6 ( ساحرٌ فتنةُ العيونِ مُبينٌ ** فضل الماء في الربا بجمانه ) 7 ( في مأتمٍ لم تخلُ في ** يَهْنِيكَ ما حرَّمتْ حين تنام ) 7 ( عبقريُّ الخيالِ ، زاد على الطيْ ** ف ، وأَرْبَى عليه في أَلوانه ) 8 ( تبكي الكريمَ على العش ** ) 8 ( صِبْغَةُ الله ! أَين منها رفَائي ** لُ ومنقاشه وسحرُ بنانه )
____________________
(1/348)
9 ( رنم الروضُ جدولاً ونسيماً ** وتلا طير أكيهِ غصنُ بانه )0 ( وشدَت في الرُّبا الرياحينُ هَمساً ** كتغني الطروبِ في وجدانه )( كلُّ رَيْحانةٍ بلحنٍ كعُرْسٍ ** أُلِّفَتْ للغناءِ شَتَّى قِيانه )( ** مةِ فالتفَّتا على صَوْلجانه )( وعلمتُ أنك من يودُّ ومنْ يفي ** فقف الغداةَ لو استطعتَ وفاءَ )( نَغَمٌ في السماءِ والأَرضِ شتَّى ** من معاني الربيع أو ألحانه )( أين نور الربيع من زهر الشع ** ر إذا ما استوى على أفنانه ؟ )4 ( سرمد الحسن والبشاشة مهما ** تلتمسْهُ تجِدْهُ في إبّانه )5 ( حَسَنٌ في أَوانِه كلُّ شيءٍ ** وجمالُ القريض بعد أوانه )6 ( ملك ظله على ربوة الخل ** دِ ، وكُرسيُّه على خُلجانه )
____________________
(1/349)
17 ( أَمَرَ الله بالحقيقةِ والحك ** )8 ( لم تثر أمةٌ إلى الحقِّ إلا ** بهُدَى الشعرِ أَو خُطا شَيْطانه )9 ( ليس عَزْفُ النحاسِ أَوقَعَ منه ** في شجاعِ الفؤادِ أَو في جبانه )( ورعاني ، رعى الإله له الفارو ** ق طفلاً ، ويوم مرجو شانه )( فقدتك في العمر الطري ** رِ ، وفي زها الدنيا الكعاب )( ملك النيل من مصبيه بالش ** طِّ ، إلى منبعيه من سودانه )( شيخٌ تمالكَ سنةُ لم ينفجرْ ** كالطفل من خوفِ العقابِ بكاءَ )( هو في المُلك بَدْرُهُ المُتجَلِّي ** حُفَّ بالهَالَتَيْنِ من بَرلمانه )4 ( زادهُ الله بالنيابةِ عِزّاً ** فوقَ عِزِّ الجلالِ من سلطانه )5 ( منبرُ الحقِّ في أَمانةِ سعدٍ ** وقِوامُ الأُمورِ في ميزانه )
____________________
(1/350)
26 ( لم ير الشرق داعياً مثل سعدٍ ** رَجَّه من بِطاحه ورِعانه )7 ( ذكَّرتْه عقيدةُ الناسِ فيهِ ** كيف كان الدخولُ في أديانه )8 ( نهضةٌ من فتى الشيوخش وروحٌ ** سريا كالشبابِ في عنفوانه )9 ( حركا الشرق من سكونٍ إلى القي ** دِ ، وثارا بهِ على أَرسانه )0 ( وإذا النفسُ أنهضتْ من مريض ** دَرَجَ البُرءُ في قُوَى جُثمانه )( يا عكاظاً تألفَ الشرقُ فيه ** من فِلسطينِه إلى بَغْدانِه )( افتقدنا الحجاز فيه ، فلم نع ** )( حملت مصر دونه هيكل الدِّ ** ينِ ، وروحَ البيانِ من فرقانه )4 ( وطدت فيكَ من دعائمها الفصْ ** حى ، وشُدَّ البيانُ من أركانه )5 ( إنما أنتَ حلبةٌ لم يسخر ** مثلُها للكلامِ يومَ رِهانه )
____________________
(1/351)
36 ( تتبارى أَصائلُ الشامِ فيها ** والمذاكي العتاقُ من لبنانه )7 ( قلدتني الملوك من لؤلؤ البحري ** نِ آلاءَها ومن مَرْجانه )8 ( نخْلة لا تزال في الشرق معنًى ** من بداواته ومن عُمرانه )9 ( حنَّ للشامِ حقبةً وإليها ** فاتحُ الغرب من بني مَرْوانه )9 ( المرضعاتُ سكبن في وجدانه ** ) 40 ( وحبتْني بُمْبَايُ فيها يَراعاً ** أفرغَ الودُّ فيه من عقيانه ) 4( ليس تلقى يراعها الهند إلا ** في ذرا الخلقِ أو وراءَ ضمانه ) 4( أَنْتَضِيه انتضاءَ موسى عصاه ** يفرقُ المستبدُّ من ثعبانه ) 4( يَلْتَقِي الوحيَ من عقيدةِ حُرٍّ ** كالحواريِّ في مدَى إيمانه ) 44 ( غير باغٍ إذا تطلبَ حقاً ** أو لئيم اللجاجِ في عدوانه )
____________________
(1/352)
45 ( موكبُ الشعرِ حركَ المتنبي ** في ثراهُ ، وهزَّ من حَسّانه ) 46 ( شرُفَتْ مصرُ بالشموسِ من الشر ** ق نجوم البيان من أعيانه ) 47 ( قد عرفنا بنجمةِ كلَّ أفقٍ ** واستبنا الكتاب من عنوانه ) 48 ( لست أنسى يداً لأخوانِ صدقٍ ** منحوني جزاءَ ما لمْ أعانه ) 49 ( رُبَّ سامي البيانِ نَبَّهَ شأْني ** أَنا أَسمو إلى نَباهة شانه ) 50 ( كان بالسبقِ والميادينِ أَوْلَى ** لو جرى الحظُّ في سَواءِ عنانه ) 5( إنما أظهروا يدَ اللهِ عندي ** وأَذاعوا الجميلَ من إحسانه ) 5( ما الرحيق الذي يذوقون من كرْ ** مِي ، وإن عِشْتُ طائفاً بدِنانه ) 5( وهبوني الحمامَ لذَّةَ سجعٍ ** أَينَ فضلُ الحَمَام في تَحنانه ؟ ) 54 ( وَتَرٌ في اللّهاة ، ما للمغنِّي ** من يدٍ في صَفائه ولِيانه )
____________________
(1/353)
55 ( رُبَّ جارٍ تَلَّفتتْ مصرُ تُولي ** هـسؤالَ الكريمِ عن جيرانه ) 56 ( بَعثتْني معزِّياً بمآقي ** وطني ، أو مهنئاً بلسانه ) 57 ( كان شعري الغناءَ في فرح الشر ** قِ ، وكان العزاءَ في أحزانه ) 58 ( قد قضى الله أن يؤلِّفنا الجر ** حُ ، وأَن نلتقي على أَشجانه ) 59 ( كلما أَنّ بالعراقِ جريحٌ ** لمس الشرقُ جنبه في عُمانه ) 60 ( وعلينا كما عليكم حديدٌ ** تَتنزَّى اللُّيُوثُ في قُضبانه ) 6( نحن في الفقه بالديار سَواءٌ ** كلُّنا مشفِقٌ على أَوطانه )
____________________
(1/354)
البحر : كامل تام ( أرأيت زينَ العابدينَ مجهزاً ** نقلوه نقل الورد من محرابه ) ( من دار توأمهِ وصنوِ حياته ** والأولِ المألوفِ من أترابه ) ( ساروا به من باطلِ الدنيا إلى ** بُحْبوحَةِ الحقِّ المبينِ وغابِه ) 4 ( ومضوا به لسبيل آدمَ قبله ** ومصاير الأقوامِ من أعقابه ) 5 ( تحنو السماءُ على زكيِّ سريره ** ويمسُّ جيدَ الأرضِ طيبُ ركابه ) 6 ( وتطيبُ هامُ الحاملين وراحهم ** من طِيب مَحْمِلِه ، وطِيبِ ثيابه ) 7 ( وكأنَّ مصرَ بجانبيهِ ربوةٌ ** آذارُ آذنها بوَشْكِ ذَهابه ) 8 ( ويكاد من طربٍ لعادته الندى ** ينسلُّ للفقراءِ من أثوابه ) 9 ( الطيبُ ابنُ الطيبين ، وربما ** نضح الفتى فأَبان عن أَحسابه )0 ( والمؤمنُ المعصومُ في أَخلاقه ** من كل شائنةٍ ، وفي آدابه )
____________________
(1/355)
1( أَبداً يراه الله في غَلسِ الدُّجَى ** من صحنِ مسجده ، وحول كتابه )( ويرى اليتامى لائذين بظله ** ويرى الأراملَ يعتصمنَ ببابه )( ويراه قد أدى الحقوقَ جميعها ** لم يَنْسَ منها غيرَ حقِّ شبابه )4 ( أدّى من المعروف حصةَ أهلهِ ** وقضى من الأحساب حقَّ صحابه )5 ( مهويشُ ، أين أبوكَ ؟ هل ذهبوا به ** )6 ( قد وكَّل الله الكريمَ وعَيْنَه ** بكِ ، فاحسبيه على كريم رحابه )7 ( ودَعي البُكا ، يكفيه ما حَمَّلْتِه ** من دمعكِ الشاكي ، ومن تسكابه )8 ( ولقد شربتِ بحادث يا طالما ** شربَتْ بناتُ العالمين بِصَابه )9 ( كلُّ امرىء ٍ غادٍ على عوّاده ** وسؤالهم : ما حاله ؟ ماذا به ؟ )0 ( والمرءُ في طلب الحياةِ طويلةً ** وخطى المنيةِ من وراءِ طلابه ؟ )
____________________
(1/356)
2( في برِّ عَمِّكِ ما يقوم مكانَه ** في عطفه ، وحنانه ، ودعابه )( إسكندريةُ ، كيف صبركِ عن فتىً ** الصبرُ لم يُخلق لمثل مُصابه )( عطلتْ سماؤك من بريق سحابها ** وخَبا فَضاؤكِ من شُعاع شِهابه )4 ( زينُ الشبابِ قضى ، ولم تتزودي ** منه ، ولم تتمتَّعي بقَرابه )5 ( قد نابَ عنكِ ، فكان أصدقَ نائبٍ ** والشعْبُ يَهْوَى الصِّدق في نُوّابه )6 ( أَعلمتِه اتَّخذ الأَمانةَ مَرَّةً ** سبباً يبلغه إلى آرابه ؟ )7 ( لو عاش كان مؤملاً لمواقفٍ ** يرجوا لها الوادي كرامَ شبابه )8 ( يجلوا على الألبابِ همّةَ فكره ** ويناولُ الأسماعَ سحرَ خطابه )9 ( ويفي كديدنهِ بحقٍّ بلاده ** ويفي بعهد المسلمين كدابه )0 ( تَقْواكَ إسماعيلُ ؛ كلُّ عَلاقةٍ ** سيبتها الدهرُ العضوضُ بنابه )
____________________
(1/357)
3( إنَّ الذي ذقتَ العشيةَ فقده ** بِتَّ الليالي مُوجَعاً لعذابه )( فارقتَ صنوكَ مرتين ، فلاقهِ ** في عالم الذكرى وبين شعابه )( من عادة الذكرى تردُّ من النوى ** من لا يدينِ لنا بطيِّ غيابه )4 ( حُلمٌ كأَحلام الكَرَى وسِناتِه ** مُسْتَعْذَبٌ في صدقه وكِذابه )5 ( اسكُبْ دُموعَكَ لا أَقول : اسْتَبْقِها ** فأخو الهوى يبكي على أحبابه )
____________________
(1/358)
البحر : رمل تام ( قام من علته الشاكي الوصبْ ** وتلقى راحةَ الدهرِ التعبْ ) ( أيها النفسُ ، اصبري واسترجعي ** هتفَ الناعي بعبد المُطَّلِب ) ( نزل التربَ على من قبله ** كلُّ حيٍّ منتهاه في الترب ) 4 ( ذهب اللينُ في إرشادهِ ** كالأبِ المشفقِ والحدِّ الحدب ) 5 ( القريبُ العَتْبِ مِنْ مَعْنَى الرِّضا ** والقريبُ الجِدِّ من معنى اللَّعِب ) 6 ( والأخُ الصادقُ في الودّ إذا ** ظَهَرَ الإخوانُ بالوُدّ الكَذِب ) 7 ( خاشعٌ في درسه ، محتشمٌ ** فكهُ في مجلس الصفوِ طرب ) 8 ( قلَّد الأوطانَ نشأً صالحاً ** وشباباً أهلَ دين وحسب ) 9 ( ربّما صالتْ بهم في غدِها ** صولةَ الدولةِ بالجيش الَّلجبِ )0 ( جعلوا الأَقلامَ أَرماحَهُمُ ** وأَقاموها مقاماتِ القُضُب )
____________________
(1/359)
1( لا يميلون إلى البَغْيِ بها ** كيف يَبغِي مَن إلى العلم انتسب ؟ )( شاعِرَ البَدْوِ ، ومنهم جاءَنا ** كلُّ معنىً رقَّ ، أو لفظٍ عذب )( قد جرت أَلسُنُهُم صافيةً ** جريَانَ الماءِ في أَصل العُشُب )4 ( سلمتْ من عنتِ الطبع ، ومن ** كُلْفَةِ الأقلام ، أَو حَشْوِ الكُتُب )5 ( قد نزلْتَ اليومَ في باديةٍ ** عمرت فيها امرأ القيس الحقب )6 ( ومشى المجنونُ فيها سالياً ** نَفَضَ اللَّوْعةَ عنه والوَصَب )7 ( أَعِر النَّاسَ لساناً ينظموا ** لك فيه الشعرَ أَو يُنْشُوا الخُطَب )8 ( قمْ صف الخلدَ لنا في ملكهِ ** من جلال الخُلْقِ ، والصُّنْعِ العَجَب )9 ( وثمارٍ في يواقيتِ الربى ** وسلافٍ في أباريق الذهب )0 ( وانثر الشعرَ على الأَبرار في ** قُدُس الساحِ وعُلوِيِّ الرحب )
____________________
(1/360)
2( واستعِر رضوانَ عُودَيْ قَصَبٍ ** وتَرنَّمْ بالقوافي في القَصَب )( واسقِ بالمعنى إلهيَّا ، كما ** تتساقون الرحيق المنسكب )( كُلّما سبَّحْتَ للعرشِ به ** رفعَ الرحمنُ والرسلُ الحجب )4 ( قمْ تأملْ ، هذه الدارُ وفى ** لكَ من طُلاَّبها الجمعُ الأَرِب )5 ( وفتِ الدارُ لباني ركنها ** وقضى الحقَّ بنو الدارِ النجب )6 ( طلبوا العلمَ على شَيخِهُمُ ** زمناً ، ثم إذا الشيخُ طلب )7 ( غابَ عن أَعينهم ، لكنّه ** ماثلٌ في كُلِّ قلبٍ ، لم يَغِب )8 ( صورةٌ محسنةٌ ما تختفي ** ومثالٌ طيبٌ ما يحتجب )9 ( رجلُ الواجبِ في الدنيا مضى ** ينصفُ الأخرى ويقضي ما وجب )0 ( عاش عَيْشَ الناسِ في دنياهُمُ ** وكما قد ذهب الناسُ ذهب )
____________________
(1/361)
3( أَخذ الدرسَ الذي لُقِّنهُ ** عجمُ الناسِ قديماً والعرب )
____________________
(1/362)
البحر : وافر تام ( خلقنا للحياةِ وللمماتِ ** ومن هذين كلُّ الحادثاتِ ) ( ومنْ يولدْ يعش ويمتْ كأن لمْ ** يَمُرّ خيالُهُ بالكائنات ) ( ومَهْدُ المرءِ في أَيدي الروَاقي ** كنعش المرءِ بينَ النائحات ) 4 ( وما سَلِمَ الوليدُ من اشْتكاء ** فهل يخلو المعمَّرُ من أَذاة ؟ ) 5 ( هي الدنيا ، قتالٌ نحن فيه ** مقاصدُ للحُسام وللقَناة ) 6 ( وكلُّ الناس مدفوعٌ إليه ** كما دفعَ الجبانُ إلى الثباتِ ) 7 ( نروَّعُ ما نروَّعُ ، ثم نرمى ** بسهمٍ من يدِ المقدورِ آتي ) 8 ( صلاةُ الله يا تمزارُ تجزِي ** ثَراكِ عن التِّلاوةِ والصَّلاة ) 9 ( وعن تسعين عاماً كنتِ فيها ** مثالَ المحسناتِ الفصليات )0 ( بَررتِ المؤمناتِ ، فقال كلٌّ : ** لعلكِ أنتِ أمُّ المؤمنات )
____________________
(1/363)
1( وكانت في الفضائل باقياتٌ ** وأَنتِ اليومَ كلُّ الباقيات )( تبنَّاكِ الملوكُ ، وكنتِ منهم ** بمنزلة البنين أو البنات )( يظلُّون المناقبَ منكِ شتَّى ** ويُؤوُونَ التُّقَى والصالحات )4 ( وما ملكوكِ في سوقٍ ، ولكنْ ** لدى ظلِّ القنا والمرهفات )5 ( عَنَنْتِ لهم بمُورَةَ بنتَ عشرٍ ** وسيفُ الموتِ في هام الكُمَاةِ )6 ( فكنتِ لهم وللرّحمن صيداً ** وواسطةً لِعقْدِ المسلمات )7 ( تبعتِ محمداً من بعد عيسى ** لخيركِ في سنيكِ الأُولَيات )8 ( فكان الوالدان هدى وتقوى ** وكان الولدُ هذي المعجزات )9 ( ولو لم تَظْهري في العُرْبِ إلاّ ** بأحمدَ كنتِ خيرَ الوالدات )0 ( تجاوزتِ الولائدَ فاخراتٍ ** إلى فخر القبائل واللغات )
____________________
(1/364)
2( وأَحكم مَنْ تَحَكَّمَ في يَراعٍ ** )( وأَصْوَنِ صائنٍ لأَخيه عِرْضاً ** وأحفظِ حافظٍ عهدَ اللدات )( وأَقتلِ قاتلٍ للدَّهرِ خُبْراً ** وأَصْبَرِ صابرٍ للغاشيات )4 ( كأني والزمانُ على قتالٍ ** مُساجلةً بميدان الحياة )5 ( أخاف إذا تثاقلت الليالي ** وأشفق من خفوف النائبات )6 ( وليس بنافعي حذري ، ولكنْ ** إباءً أَن أَراها باغِتات )7 ( أَمأْمونٌ من الفَلَكِ العوادي ** وبرجلُهُ يَخُطُّ الدائرات ؟ )8 ( تأَمَّلْ : هل ترى إلا شِباكاً ** من الأَيام حَوْلَكَ مُلْقَيات ؟ )9 ( ولو أن الجهاتِ خلقن سبعاً ** لكان الموتُ سابعةَ الجهات )0 ( لعاً للنعش ، لا حبُّاً ، ولكنْ ** لأَجْلِكِ يا سماءَ المَكْرُمات )
____________________
(1/365)
3( ولا خانته أَيدي حامِليه ** وإن ساروا بصبري والأناة )( فلم أرَ قبله المريخَ ملقى ** ولم أسمع بدفن النيرات )( هناكَ وقفتُ أسألكِ إتئاداً ** وأُمسِكُ بالصفات وبالصّفاة )4 ( وأنظرُ في ترابكِ ، ثم أغضي ** كما يُغضِي الأَبِيُّ على القَذاة )5 ( وأَذكر من حياتِك ما تقضَّى ** فكان من الغداة إلى الغداة )
____________________
(1/366)
البحر : طويل ( مُفسِّرَ آي الله بالأَمس بيننا ** قم اليومَ فسرْ للورى آيةَ الموتِ ) ( رحمتَ ، مصيرُ العالمين كما ترى ** وكلُّ هناءٍ أو عزاءٍ إلى فَوْت ) ( هو الدهرُ : ميلادٌ ، فشغلٌ ، فمأْتمٌ ** فذِكرٌ كما أَبقى الصَّدَى ذاهبَ الصَّوت )
____________________
(1/367)
البحر : وافر تام ( مماتٌ في المواكب ، أم حياةُ ** ونعشٌ في المناكب ، أم عظاتُ ؟ ) ( ويومكَ في البريةِ ، أم قيامٌ ** وموكبك الأدلةُ والشيات ؟ ) ( وخطْبُكَ يا رياضُ أَم الدواهي ** على أَنواعها والنَّازلات ؟ ) 4 ( يجِلُّ الخطْبُ في رجلٍ جليلٍ ** وتَكبرُ في الكبير النائبات ) 5 ( وليس الميتُ تبكيه بلادٌ ** كمن تَبكي عليه النائحات ) 6 ( وهل تَلْقَى مناياها الرواسي ** فتهوي ، ثمَّ تضمرها فلاة ؟ ) 7 ( وتُكْسَرُ في مراكزها العَوالي ** وتدفنُ في التراب المرهفات ؟ ) 8 ( ويغشى الليثُ في الغابات ظهراً ** وكانت لا تَقرُّ بها الحَصاة ؟ ) 9 ( ويَرْمِي الدهرُ نادِيَ عينِ شمسٍ ** ولا يحمي لواءهم الرماة ؟ )0 ( أجل ، حملتْ على النعش المعالي ** ووسدتِ الترابَ المكرمات )
____________________
(1/368)
1( وحمِّلتِ المدافعُ ركنَ سلمٍ ** يُشيعه الفوارس والمشاة )( وحلّ المجدُ حفرته ، وأمس ** يُطِيف به النوائحُ والبُكاة )( هوى عن أوج رفعته رياضٌ ** وحازته القرونُ الخالياتُ )4 ( كأَن لم يملأ الدنيا فَعالاً ** ولا هَتَفَتْ بدولته الرُّواة )5 ( نعاه البرقُ مُضْطرِباً ، فماجَتْ ** نجومٌ في السماءِ مُحلِّقات )6 ( كأَن الشمسَ قد نُعِيَتْ عِشاءً ** إليها فهْيَ حَسْرَى كاسفات )7 ( صحيفةُ غابرٍ طُوِيَتْ ، وولَّت ** على آثارِ من درجوا وفاتوا )8 ( يقول الآخرون إذا تلوها : ** كذلك فليلدن الأمهات )9 ( جزى الله الرضا أَبوَيْ رياضٍ ** هما غرسا وللوطن النبات )0 ( بنو الدنيا على سفرٍ عقيمٍ ** وأَسفارُ النوابِغِ مُرجعات )
____________________
(1/369)
2( أرى الأمواتَ يجمعهم نشورٌ ** وكم بعثَ النوابغُ يومَ ماتوا )( صلاحُ الأرضِ أحياءٌ وموتى ** وزينتُها وأَنجُمُها الهُداة )( قرائحُهم وأَيديهم عليها ** هدى ، ويسارةٌ ، ومحسنات )4 ( فلو طُلِبَتْ لهم دِيَةٌ لقالت ** كنوزُ الأَرضِ : نحن هي الدَّيات )5 ( أبا الوطنِ الأسيفِ ، بكتكَ مصرُ ** كما بكت الأبَ الكهفَ البناتُ )6 ( قضيتَ لها الحقوقَ فتى وكهلاً ** ويومَ كبرتَ وانحنتِ القناة )7 ( ويومَ النَّهْيُ للأُمراءِ فيها ** ويومَ الآمرون بها العُصاة )8 ( فكنتَ على حكومتها سراجاً ** إذا بسطتْ دجاها المشكلات )9 ( يزيد الشيبُ نفسَك من حياةٍ ** إذا نقصتْ مع الشيب الحياة )0 ( وتملؤك السِّنُونَ قوىً وعزماً ** إذا قيل : السنون مثبطات )
____________________
(1/370)
3( كسيْف الهندِ أَبْلَى حين فُلَّتْ ** ورَقَّتْ صَفحتاه والظُّبات )( رفيعُ القدرِ بالأمصار يرني ** كما نظرتْ إلى النجم السراة )( كأنك في سماءِ الملكِ يحيى ** وآلك في السماء النيرات )4 ( تسوسُ الأمرَ ، لا يعطي نفاذاً ** عليك الآمرون ولا النهاة )5 ( إذا الوزراءُ لم يُعطوا قِياداً ** نبذتهمُ كأَنهمُ النَّواة )6 ( زَماعٌ في انقباضٍ في اختيالٍ ** كذلك كان بسمركُ الثُّبات )7 ( صِفاتٌ بَلَّغتْك ذُرَى المعالي ** كذلك ترفع الرجلَ الصفات )8 ( وجدتَ المجدَ في الدنيا لِواءً ** تلقَّاه المقاديمُ الأباة )9 ( ويبقى الناسُ ما داموا رعايا ** ويبقى المقدمون همُ الرعاة ) 40 ( رياضُ ، طويتَ قرناً ما طوته ** مع المأْمون دِجْلةُ والفرات )
____________________
(1/371)
4( تمنت منه أياماً تحلَّى ** بها الدولُ الخوالي الباذخات ) 4( وودّ القيصران لو أنَّ روما ** عليها من حَضارته سِمات ) 4( حَباكَ الله حاشِيَتَيْهِ عُمْراً ** وأعمارُ الكرام مباركات ) 44 ( فقمتَ عليه تجربةً وخبراً ** ومدرسةُ الرجال التجربات ) 45 ( تمرُّ عليك كالآيات تَتْرَى ** أَحاديثُ المُنى والتُّرَّهات ) 46 ( فأَدركتَ البخارَ وكان طفلاً ** فشبَّ ، فبايعته الصافنات ) 47 ( تجاب على جناحيه الفيافي ** وتحكم في الرياح المنشآت ) 48 ( ويصعد في السماء على بروجٍ ** غداً هي في العوالم بارجات ) 49 ( وبَيْنا الكهرُباءُ تُعَدُّ خرقاً ** إذا هي كلَّ يومٍ خارقات ) 50 ( ودان البحرُ حتى خِيضَ عُمقاً ** وقيدتْ بالعنان السافيات )
____________________
(1/372)
5( وبلغتَ الرسائلُ ، لا جناحٌ ** يَجوب بها البحارَ ، ولا أَداة ) 5( كأن القطرَ حين يجيب قطراً ** ضمائرُ بينها مُتناجِيات ) 5( هو الخبرُ اليقينُ ، وما سواه ** ) 54 ( سأَلْتُكَ : ما المنِيَّةُ ؟ أَيُّ كأْسٍ ؟ ** وكيف مَذاقُها ؟ ومَن السُّقاة ؟ ) 55 ( وماذا يُوجِس الإنسانُ منها ** إذا غَصَّت بعلْقَمها اللَّهاة ؟ ) 56 ( وأيُّ المصرعين أشدُّ : موتٌ ** على عِلْمٍ ، أَم الموتُ الفَوات ؟ ) 57 ( وهل تقع النفوسُ على أَمانٍ ** كما وقعتْ على الحرمِ القطاة ؟ ) 58 ( وتخلد أم كزعم القول تبلى ** كما تبلى العظامُ أو الرفات ؟ ) 59 ( تعالى الله قابضها إليه ** وناعشها كما انتعش النبات ) 60 ( وجازيها النعيمَ حِمىً أَميناً ** وعيشاً لا تُكدِّره أَذاة )
____________________
(1/373)
6( أمثلك ضائقٌ بالحقِّ ذرعاً ** وفي برديك كان له حماة ؟ ) 6( أَليس الحقُّ أَن العيشَ فانٍ ** وأن الحيَّ غايته الممات ؟ ) 6( فنمْ ما شئت ، لا توحشكَ دنيا ** ولا يحزنكَ من عيشٍ فوات ) 64 ( تصرَّمت الشبيبةُ والليالي ** وغاب الأهلُ ، واحتجب اللدات ) 65 ( خلتْ حلميةٌ ممن بناها ** فكيف البيتُ حولك والبنات ؟ ) 66 ( أفيه من المحلة قوتُ يوم ** ومن نِعمٍ مَلأْنَ الطوْدَ شاة ؟ ) 67 ( وهل لك من حريرهما وسادٌ ** إذا خشنتْ لجنبيك الصفاة ؟ ) 68 ( تولَّى الكلُّ ، لم ينفعك منه ** سوى ما كان يَلتقِط العُفاة ) 69 ( عِبادُ الله أَكرمُهمْ عليه ** كِرامٌ في بَرِيَّته ، أُساة ) 70 ( كمائدةِ المسيحِ ، يقوم بُؤْسٌ ** حواليها ، وتقعدُ بائسات )
____________________
(1/374)
7( أخذتكَ في الحياةِ على هناتٍ ** وأيُّ الناس ليس له هنات ؟ ) 7( فصفحاً في الترابِ إذا التقينا ** ولُوشِيَتِ العداوةُ والتِّرات ) 7( خُلِقتُ كأَنَّنيَ عيسى ، حرامٌ ** على قلبي الضَّغِينةُ والشَّمات ) 74 ( يُساءُ إليَّ أَحياناً ، فأَمضي ** كريماً ، لا أَقوت كما أُقات ) 75 ( وعندي للرجال - وإن تجافوا - ** منازلُ في الحفاوةِ لا تفات ) 76 ( طلعتَ على النديَّ بعين شمسٍ ** فوافَتْها بشمسَيْنِ الغداة ) 77 ( على ما كان يندو القومُ فيها ** توافى الجمعُ وائتمرَ السراة ) 78 ( تملَّكهم وقارُك في خشوعٍ ** كما نظمتْ مقيميها الصلاة ) 79 ( رأَيتَ وُجوهَ قومِك كيف جَلَّتْ ** وكيف تَرعرعَتْ مصرُ الفتاة ) 80 ( أُجِيلَ الرأيُ بين يديك حتى ** تبينت الرزانةُ والحصاة )
____________________
(1/375)
8( وأنتَ على أعنَّتهم قديرٌ ** وهم بك في الذي تقْضي حُفاة ) 8( إذا أَبدى الشبابُ هَوىً وزَهْواً ** أشار إليه حلمكَ والأناة ) 8( فهلاَّ قُمْتَ في النادي خطيباً ** لك الكَلِمُ الكبارُ الخالدات ؟ ) 84 ( تفجَّر حكمةَ التسعين فيه ** فآذانُ الشبيبةِ صاديات ؟ ) 85 ( تقول : متى أَرى الجيرانَ عادوا ** وَضُمَّ على الإخاءِ لهم شَتات ؟ ) 86 ( وأَين أُولو النُّهَى مِنَّا ومنهم ** عسى يَأْسُون ما جرح الغُلاة ؟ ) 87 ( مَشَتْ بين العشيرة رُسْلُ شرٍّ ** وفرَّقتْ الظنونَ السيئات ) 88 ( إذا الثقةُ اضمحلتْ بين قومٍ ** تمزقت الروابطُ والصلات ) 89 ( فثقْ ، فعسى الذين ارتبت فيهم ** على الأيام إخوانٌ ثِقات ) 90 ( وربَّ محببٍ لا صبرَ عنه ** بدتْ لك في محبته بداة )
____________________
(1/376)
9( ومكروهٍ على أَخَذاتِ ظنٍّ ** تحبِّبُهُ إليك التجرِبات ) 9( بنى الأوطان ، هبّوا ، ثم هبّوا ** فبغضُ الموتِ يجليه السبات ) 9( مشى للمجد خطفَ البرقِ قومٌ ** ونحن إذا مشينا السلحفاة ) 94 ( يعدّون القوى براً وبحراً ** وعدتنا الأماني الكاذبات )
____________________
(1/377)
البحر : مجزوء الكامل ( ضجَّتْ لمصرع غالبٍ ** في الأرضِ مملكةُ النباتِ ) ( أَمستْ بتيجانٍ علي ** هـمن الحِداد مُنكّسات ) ( قامت على ساقٍ لغي ** بته ، وأقعدت الجهات ) 4 ( في مأتمٍ تلقى الطبيع ** ةَ فيه بين النائحات ) 5 ( وترى نجومَ الأرضِ من ** جَزَعٍ مَوَائِدَ كاسفات ) 6 ( والزهرُ في أكمامه ** يبكي بدمع الغاديات ) 7 ( وشَقائقُ النُّعمانِ آ ** بَتْ بالخدودِ مُخَمَّشات ) 8 ( أَما مُصابُ الطبِّ في ** هـفسلْ به ملأَ الأساةِ ) 9 ( أَوْدَى الحِمامُ بشيخهم ** ومآبهم في المعضلات )0 ( ملقيِ الدروس المسفرا ** تِ عن الغُروس المُثمِرات )
____________________
(1/378)
1( قد كان حربَ الظلمِ ، حر ** ب الجهلِ ، حربَ الترهات )( والمستضاءَ بنوره ** في الغربِ مُغْتَربُ الرُّفات )( قد كان فيه محلَّ إج ** لالِ الجهابذةِ الثقات )4 ( وممثلَ المصريِّ في ** حظِّ الشعوبِ من الهبات )5 ( قل للمريب : إليكَ ، لا ** تأْخذْ على الحرّ الهنات )6 ( إن النوابغَ أهلَ بدْ ** رٍ ما لهم من سيئات )7 ( هم في عُلا الوطنِ الأَدا ** ةًُ فلا تحطَّ من الأداة )8 ( وهمُ الأُلَى جمعوا الضما ** ئرَ والعزائم من شتات )9 ( لهم التَّجلَّةُ في الحيا ** ةِ ، وفوق ذلك في الممات )0 ( عثمانُ ، قمْ تر آيةً ** اللهُ أحيا الموميات )
____________________
(1/379)
2( خرجَتْ بَنِينَ من الثرى ** وتحركتْ منه بناتِ )( واسمعْ بمصر الهاتف ** ين بمجدها والهاتفات )( والطالبين لحقها ** بينَ السكينةِ والثبات )4 ( والجاعليها قِبْلةً ** عندَ الترنُّمِ والصَّلاة )5 ( لاقوا أُبوّتَهم على ** غُرِّ المناقبِ والصفات )6 ( حتى الشبابُ تراهُمُ ** غلبوا الشيوخَ على الأناة )7 ( وزنوا الرجالَ ، فكان ما ** أعطوْا على قدر الزنات )8 ( قل للمغالطِ في الحقا ** ئق حاضرٍ منها وآت )9 ( الفكرُ جاءَ رسوله ** وأتى بإحدى المعجزات )0 ( عيسى الشعورِ إذا مشى ** ردّ الشعوبَ إلى الحياة )
____________________
(1/380)
البحر : كامل تام ( طويَ البساطُ وجفت الأقداحُ ** وغدَتْ عواطلَ بعدكَ الأَفراحُ ) ( و نفضّ نادٍ بالشآم ، وسامرٌ ** في مصرَ أنت هزاره الصدَّاح ) ( وتقوضتْ للفن أطولُ سرحةٍ ** يغدى إلى أفيائها ويراح ) 4 ( والله ما أَدري وأَنتَ وحيدُه ** أعليه يبكي ، أم عليك يناح ؟ ) 5 ( إسحاقُ مات ، فلا صبوحَ ، ومعبدٌ ** أودى ، فليس مع الغبوقِ فلاح ) 6 ( ملكُ الغناء أزاله عن تختهِ ** قدرٌ يزيل الراسياتِ متاح ) 7 ( في الترب فوقَ بني سويفَ يتيمةٌ ** ومن الجواهر زَيِّفٌ وصِحاح ) 8 ( ما زال تاجُ الفن تياهاً بها ** حتى استبدّ بها الردى المجتاح ) 9 ( لو تستطيع كرامةً لمكانها ** مشتِ الرياضُ إليه والأدواح )0 ( رحماكَ عبدَ الحيِّ ، أمكَ شيخةٌ ** قعدَتْ ، وهِيضَ لها الغَداةَ جَناح )
____________________
(1/381)
1( كُسِرَتْ عَصاها اليومَ ، فهي بلا عصاً ** وقضى فتاها الأجودُ المسماح )( الله يعلم ، إن يَكُنْ في قلبها ** جُرحٌ ففي أَحشاءِ مصرَ جِراح )( والناسُ مَبْكِيٌّ وباكٍ إثْرَهُ ** وبكا الشعوبِ إذا النوابغُ طاحوا )4 ( كان الندامى إن شَدَوْتَ وعاقروا ** سيّانِ صوتُك بينهم والراح )5 ( فيما تقول مُغنِّياً ومُحدِّثاً ** تتنافس الأَسماعُ والأَرواح )6 ( فارقتَ دنيا أرهقتك خسارةً ** وغنمتَ قربَ اللهِ وهو رباح )7 ( يا مُخلِفاً للوعد ، وَعْدُك ما له ** عندي ولا لك في الضمير بَراح )8 ( عبثتْ به وبكَ المنيةُ ، وانقضى ** سببٌ إليه بأنسنا نرتاح )9 ( لما بلغنا بالأحبة والمنى ** بابَ السرورِ تغيَّب المفتاح )0 ( زعموا نعيكَ في المجامع مازحاً ** هيهاتَ ! في ريب المنونِ مزاح )
____________________
(1/382)
2( الجِدُّ غايةُ كلِّ لاهٍ لاعبٍ ** عندَ المنيةِ يجزع المفراح )( رمت المنايا إذ رمينك بلبلاً ** أَرداه في شَرَكِ الحياةِ جِماح )( آهاتُه حُرَقُ الغرامِ : ولفظُه ** سجعُ الحَمام لَوَ نَّهُنَّ فِصاح )4 ( وذبحهنَ حنجرةً على أوتارها ** تُؤسَى الجِراحُ ، وتُذْبَحُ الأَتراح )5 ( وفللنَ من ذاك اللسان حديدةً ** يَخشى لئيمٌ بأْسَها ووقاح )6 ( وأَبحْنَ راحتَك البِلَى ، ولطالما ** أَمسى عليها المالُ وهو مُباح )7 ( روحٌ تناهتْ خفةً فتخيرتْ ** نزلاً تقاصرُ دونه الأشباح )8 ( قمْ غنِّ ولدانَ الجنانِ وحورها ** وابعثْ صَداك فكلُّنا أَرواح )
____________________
(1/383)
البحر : خفيف تام ( سِرْ أَبا صالحٍ إلى الله واترك ** مصرَ في مأْتمٍ وحزنٍ شديد ) ( هذه غايةُ النفوسِ ، وهذا ** منتهى العيشِ مرهِ والرغيد ) ( هل ترى الناسَ في طريقك إلا ** نَعْشَ كَهْلٍ تَلاه نعشُ الوَليد ؟ ) 4 ( إنّ أَوهَى الخيوطِ فيما بدا لي ** خَيْطُ عيشٍ مُعلَّقٌ بالوريد ) 5 ( مضغةٌ بين خفقةٍ وسكونٍ ** ودَمٌ بينَ جَرْيَةٍ وجُمود ) 6 ( أنزلوا في الثرى الوزيرَ ، وواروا ** فيه تسعين حِجَّةً في صُعود ) 7 ( كنتَ فيها على يَدٍ من حرير ** لليالي ، فأصبحتْ من حديد ) 8 ( قد بلوناكَ في الرياسة حيناً ** فبلوْنا الوزيرَ عبدَ الحميد ) 9 ( آخذاً من لسانِ فارسَ قسطاً ** وافرَ القسْمِ من لسان لَبِيد )0 ( في ظلال الملوكِ ، تُدْنِي إليهم ** كلَّ آوٍ لظلِّكَ الممدود )
____________________
(1/384)
1( لستَ مَنْ مَرَّ بالمعالم مَرّاً ** إنما أنت دولةٌ في فقيد )( قمْ فحدِّثْ عن السنين الخوالي ** وفُتوحِ المُمَلَّكِين الصِّيد )( والذي مَرَّ بينَ حالِ قديمٍ ** أنتَ أدرى به وحالِ جديد )4 ( وصِف العزَّ في زمان عليٍّ ** واذكر اليمنَ في زمان سعيد )5 ( كيف أسطولهم على كل بحرٍ ** وسراياهمُ على كلِّ بيدِ )6 ( قد تولوا وخلَّفوكَ وفيّاً ** في زمانٍ على الوفيِّ شديد )7 ( ف لْحَقِ اليومَ بالكرام كريماً ** والْقَهم بينَ جَنَّةٍ وخُلود )8 ( وتقبَّلْ وداعَ باكٍ على فق ** دك ، وافٍ لعهدك المحمود )
____________________
(1/385)
البحر : خفيف تام ( كلُّ حيٍّ على المنية غادي ** تتوالى الركابُ والموتُ حادي ) ( ذهب الأوّلونَ قرناً فقرناً ** لم يدمْ حاضرٌ ، ولم يبقَ بادي ) ( هل ترى منهُمُ وتَسمعُ عنهم ** غيرَ باقي مآثرٍ وأيادي ؟ ) 4 ( كُرَةُ الأَرضِ كم رَمَتْ صَوْلجَانا ** وطوَتْ من ملاعبٍ وجِياد ) 5 ( والغبارُ الذي على صفحتيها ** دورانُ الرحى على الأجساد ) 6 ( كلُّ قبر من جانب القفرِ يبدو ** علمَ الحقِّ ، أو منارَ المعاد ) 7 ( وزِمامُ الرِّكابِ من كلِّ فَجٍّ ** ومَحَطُّ الرِّحالِ من كل وادي ) 8 ( تطلع الشمسُ حيث تطلع نَضْخاً ** وتنحَّى كمنجل الحصّاد ) 9 ( تلك حمراءُ في السماءِ ، وهذا ** أَعوجُ النَّصْلِ مِنْ مِراس الجِلاد )0 ( ليت شعري تعمَّداً وأصرّا ** أَم أَعانا جناية الميلاد )
____________________
(1/386)
1( أَجَلٌ لا يَنامُ بالمِرْصاد ** قَدَرٌ رائحٌ بما شاءَ غادي )( يا حماماً ترنمتْ مسعداتٍ ** وبها فاقةٌ إلى الإسعاد )( ضاق عن ثكلها البكا ، فتغنَّتْ ** رُبَّ ثُكْلٍ سَمِعْتَه من شادي )4 ( الأناةَ الأناةَ ، كلُّ أليفٍ ** سابقُ الإلف ، أو ملاقي انفراد )5 ( هل رجعتنَّ في الحياة لفهمٍ ؟ ** إن فهمَ الأُمورِ نِصفُ السَّداد )6 ( سَقمٌ من سلامةٍ ، وعزاءٌ ** من هناءٍ ، وفرقةٌ من وداد )7 ( يجتنى َ شهدها على إبرِ النح ** لِ ، ويُمشى َ لوردها في القتاد )8 ( وعلى نائمٍ وسَهْرانَ فيها ** أجلٌ لا ينامُ بالمرصار )9 ( لبدٌ صاده الردى ، وأظنّ النسْ ** رَ من سَهمِهِ على ميعاد )0 ( ساقةَ النعشِ بالرئيس ، رويداً ** موكبُ الموتِ موضعُ الإتئاد )
____________________
(1/387)
2( كلُّ أَعوادِ منبر وسريرٍ ** باطلٌ غيرَ هذه الأَعواد )( تستريح المطِيُّ يوماً ، وهذي ** تنقلُ العالمين من عهد عادِ )( لا وراءَ الجيادِ زيدتْ جلالاً ** منذ كانت ولا على الأَجياد )4 ( أَسأَلتم حَقِيبةَ الموتِ : ماذا ** تحتها من ذخيرةٍ وعتاد )5 ( إنّ في طيِّها إمامَ صفوفٍ ** وحواريَّ نيةٍ واعتقاد )6 ( لو تركتم لها الزِّمامَ لجاءَت ** وحدَها بالشهيد دارَ الرشاد )7 ( انظروا ، هل ترونَ في الجمع مصراً ** حاسراً قد تجلتْ بسواد )8 ( تاجُ أحرارها غلاماً وكهلاً ** راعَها أَن تراه في الأَصفاد )9 ( وسدوه الترابَ نضوَ سفارٍ ** في سبيلِ الحقوقِ نِضْوَ سُهاد )0 ( واركزوه إلى القيامة رمحاً ** كان للحَشْدِ ، والنَّدَى ، والطِّراد )
____________________
(1/388)
3( وأَقرُّوه في الصفائح عَضْباً ** لم يدنْ بالقرار في الأغماد )( نازحَ الدارِ ، أقصرَ اليومَ بينٌ ** وانتهتْ محنةٌ ، وكفتْ عوادي )( وكفى الموتُ ما تخاف وترجو ** وشَفَى من أصادقٍ وأَعادي )4 ( من دنا أو نأى فإنّ المنايا ** غايةُ القربِ أو قصارى البعاد )5 ( سرْ معَ العمرِ حيثُ شئتَ تؤوبا ** وافقد العمر لا تؤبْ من رقاد )6 ( ذلك الحقُّ لا الذي زعموه ** في قديمٍ من الحديث مُعاد )7 ( وجرى لفظُه على ألسُنِ النا ** سِ ، ومعناه في صدور الصِّعاد )8 ( يتحلَّى به القويُّ ولكنْ ** كتحلِّي القتالِ باسم الجهاد )9 ( هل ترى كالترابِ أَحسنَ عدلاً ** وقياماً على حقوق العباد ) 40 ( نزل الأقوياءُ فيه على الضَّعْ ** فى ، وحلَّ الملوكُ بالزُّهَّاد )
____________________
(1/389)
4( صفحاتٌ نقيةٌ كقلوب الرُّسْ ** لِ ، مغسولةٌ من الأحقاد ) 4( قُمْ إنِ اسْطَعْتَ من سريرك ، وانظر ** سِرَّ ذاك اللواءِ والأجناد ) 4( هل تراهم وأنتَ موفٍ عليهم ** غيرَ بنيانِ ألفةٍ واتّحاد ) 44 ( أُمةٌ هُيِّئَتْ وقومٌ لخير الدّهْ ** رِ أَو شرِّه على استعداد ) 45 ( مصرُ تبكي عليك في كل خِدْرٍ ** وتصوغُ الرثاءَ في كل نادي ) 46 ( لو تأمّلتها لراعك منها ** عرَّة البرِّ في سوادِ الحداد ) 47 ( منتهى ما به البلادُ تعزَّى ** رجُلٌ مات في سبيل البلاد ) 48 ( أمّهاتٌ لا تحمل الثكلَ إلا ** للنجيب الجريءِ في الأَولاد ) 49 ( كفريدٍ ، وأَين ثاني فريدٍ ؟ ** أيُّ ثانٍ لواحدِ الآحاد ؟ ) 50 ( الرئيسِ الجوادِ فيما علمنا ** وبَلوْنا وابنِ الرئيسِ الجواد ؟ )
____________________
(1/390)
5( أكلتْ مالهُ الحقوقُ ، وأبلى ** جِسمَهُ عائدٌ من الهمِّ عادِي ) 5( لك في ذلك الضنى رقَّوُ الرو ** ح ، وخَفْقُ الفؤادِ في العُوَّاد ) 5( علَّةٌ لم تصلْ فراشك حتى ** وطئتْ في القلوب والأكباد ) 54 ( صادفَتْ قُرْحةً يُلائمها الصب ** رُ ، وتأْبَى عليه غيرَ الفساد ) 55 ( وعَدَ الدهرُ أَن يكون ضِماداً ** لك فيها ، فكان شرَّ ضِماد ) 56 ( وإذا الرُّوح لم تنفِّسْ عن الجس ** م فبقراطُ نافخٌ في رماد )
____________________
(1/391)
البحر : مقتضب ( الضلوعُ تَتَّقِدُ ** والدموعُ تَطَّرِدُ ) ( أيَّها الشَّجيُّ ، أفقْ ** من عناءِ ما تجد ) ( قد جرَتْ لغايتها ** عبرةٌ لها أمد ) 4 ( كلُّ مسرفٍ جزعاً ** أو بكى ؛ سيقتصد ) 5 ( والزمانُ سُنَّتُه ** في السُّلُوِّ يجتهد ) 6 ( قل لثاكلينِ مشى َ ** في قواهما الكمد ) 7 ( لم يعافَ قبلكما ** والدٌ ، ولا وَلَد ) 8 ( الذين ميلَ بهم ** في سفارهم بعدوا ) 9 ( ما علمنا أَشَقُوا ** بالرحيل أم سعدوا )0 ( إن منزلاً نزلوا ** لا يردُّ من يرد )
____________________
(1/392)
1( كلُّنا إليه غداً ** ليس بالبعيد غدُ )( البنونَ هم دمنا ** والحياةُ والورد )( لا تَلَدُّ مثلَهم ** مُهْجَةٌ ، ولا كَبد )4 ( يستوون واحِدُهم ** في الحنان والعدد )5 ( زينةٌ ، ومصلحةٌ ** واستراحةٌ ، ودد )6 ( فتنةٌ إذا صلحوا ** محنةٌ إذا فسدوا )7 ( شاغلٌ إذا مرضوا ** فاجعٌ إذا فُقِدوا )8 ( جُرحُهم إذا انتُزِعوا ** لا تلمُّه الضُّمدُ )9 ( العزاءُ ليس له ** آسياً ، ولا الجلد )0 ( قل لِهيكل كَلِماً ** من ورائهَا رَشَد )
____________________
(1/393)
2( لم يَشُبْ مهذّبَها ** باطلٌ ولا فَنَد )( قد عجبتُ من قلمٍ ** ثاكلٍ وينجرد )( أَنتَ ليثُ معركةٍ ** وهو صارمٌ فرد )4 ( والسيوفُ نَخْوَتُها ** في الوَطِيس تَتَّقِد )5 ( أَنت ناقدٌ أَرِبٌ ** والأريبُ ينتقد )6 ( ما تقول في قدرٍ ** بعضُ سنِّه الأبد )7 ( وهو في الحياة على ** كلِّ خطوةٍ رصد )8 ( يَعثُر الأَنامُ به ** إن سعوا ، وإن قعدوا )9 ( يَنْزِلُ الرجالُ على ** حُكْمِه وإن جَحَدوا )0 ( القضاءُ مُعْضِلةٌ ** لم يحلَّها أحد )
____________________
(1/394)
3( كاّما نقضت لها ** عُقْدَةً بدتْ عُقد )( أتعبتْ معالجها ** واستراح مُعْتَقِد )( اتِلافُه رَشَدٌ ** بالبقاءِ مُنْفَرِد )4 ( مِن بِلَى كَوائِنه ** كائناتُه الجدد )5 ( لا تقل به إددٌ ** إنّ حسنه الإددُ )6 ( تلتقي نقائضُه ** غايةٌ وتتَّحد )7 ( الفناء فيه يدٌ ** للبقاءِ أو عضد )8 ( ** واختلافُه سَدَد )9 ( جدَّ في عمارته ** مُنْصَفٌ ومضْطَهَد ) 40 ( والغني لخِدمته ** كالفقير محتشد )
____________________
(1/395)
4( وهو في أعنَّته ** ممعنٌ ومطَّرد ) 4( والحياةُ حنظلةٌ ** في حروفها شُهُد ) 4( هَيكلُ الشقاءِ له ** من مَدامِعٍ عَمَد ) 44 ( قامت النعوش على ** جانبَيْهِ والوُسُد ) 45 ( عُرْسُه ومَأْتَمُهُ ** غايتاهما نفدُ )
____________________
(1/396)
البحر : بسيط تام ( يموت في الغابِ أو في غيرِه الأسدُ ** كلُّ البلادِ وسادٌ حين تتَّسدُ ) ( قد غيَّبَ الغربُ شمساً لا سقامً بها ** كانت على جَنَباتِ الشرقِ تَتَّقِد ) ( حدا بها الأجلُ المحتومُ فاغتربتْ ** إن النفوسَ إلى آجالها تفد ) 4 ( كلُّ اغترابٍ متاعٌ في الحياةِ سوى ** يومٍ يفارقُ فيه المهجةَ الجسد ) 5 ( نعى الغمامَ إلى الوادي وساكنهِ ** برقٌ تمايلَ منه السهلُ والجَلد ) 6 ( برقُ الفجيعةِ لما ثار ثائِرُه ** كادتْ كأَمسٍ له الأَحزابُ تَتَّحِد ) 7 ( قام الرجالُ حيارى منصتين له ** حتى إذا هدَّ من آمالهم قعدوا ) 8 ( علا الصعيدَ نهارٌ كلُّه شجنٌ ** وجلَّل الريفَ ليلٌ كلُّه سُهُدُ ) 9 ( لم يُبْقِ للضاحكين الموتُ ما وجدوا ** ولم يَرُدَّ على الباكين ما فقدوا )0 ( وراءَ ريبِ الليالي أو فجاءتها ** دمعٌ لكلِّ شماتٍ ضاحكٍ رصد )
____________________
(1/397)
1( باتت على الفكِ في التابوتِ جوهرةٌ ** تكادُ بالليل في ظلِّ البِلَى تقِدُ )( يفاخرُ النيلُ أصداف الخليج بها ** وما يدبُّ إلى البحرين أَو يَرِدُ )( إنّ الجواهر أسناها وأكرمها ** مايقذفُ المهدُ ، لا ما يقذفُ الزَّبدُ )4 ( حتى إذا بلغ الفلكُ المدى انحدرتْ ** كأنها في الأكفِّ الصارمُ الفرد )5 ( تلك القيَّةُ من سيف الحمى كسرٌ ** على السرير ، ومن رمح الحمى قصد )6 ( قد ضمّها فزكا نعشٌ يطاف به ** مُقدَّمٌ كلِواءِ الحقِّ مُنفرِد )7 ( مشتْ على جانبيه مصرُ تَنْشُدُه ** كما تدَلَّهَت الثَّكْلَى ، وتَفتقِد )8 ( وقد يموت كثيرٌ لا تحسُّهمُ ** كأَنهم من هَوانِ الخطب ما وُجِدوا )9 ( ثكلُ البلاد له عقلٌ ، ونكبتها ** هي النجابةُ في الأولاد ، لا العدد )0 ( مكلِّل الهامِ بالتصريح ، ليس له ** عودٌ من الهام يَحويه ولا نَضد )
____________________
(1/398)
2( وصاحبُ الفضل في الأَعناقِ ليس له ** من الصنائعِ أَو أَعناقهم سَنَد )( خلا من المِدْفَع الجبَّارِ مَركَبُهُ ** وحلّ فيه الهدى والرفقُ والرَّشَد )( إن المدافِعَ لم يُخْلَقْ لصُحبتها ** جندُ السلام ، ولا قُوّادُه المُجُد )4 ( يا بانِيَ الصرح لم يَشغَله مُمتدِحٌ ** عن البناءِ ، ولم يصرفه مُنتقِد )5 ( أَصمَّ عن غضبٍ مِنْ حَوْلِه ورِضًى ** في ثورةٍ تَلِدُ الأَبطالَ أَو تَئِد )6 ( تصريحك الخطوةُ الكبرى ومرحلةٌ ** يدنو على مثلها ، أو يبعد الأمد )7 ( الحقُّ والقوةُ ارتدّا إلى حكمٍ ** من القياصل ، ما في دينه أود )8 ( لولا سِفارتُك المهديّةُ اختصما ** وملَّ النِّضالِ الذئبُ والنَّقد )9 ( ما زِلْت تَطرقُ بابَ الصلح بينهما ** تفتحت الأبوابُ والسُّدد )0 ( وجَدْتها فرصةً تُلْقى الحِبالُ لها ** إنَّ السياسةَ فيها الصَّيْدُ والطَّرَد )
____________________
(1/399)
3( طلبْتَها عندَ هُوجِ الحادثاتِ كما ** يمشي إلى الصيد تحتَ العاصفِ الأَسَد )( لما وجدت مُعدّاتِ البناءِ بنَتْ ** يداك للقوم ما ذمُّوا وما حمدوا )( بنيت صرحك من جهد البلاد ، كما ** تبنى من الصخرِ الآساسُ والعمد )4 ( فيه ضحايا من الأَبناءِ قَيِّمةٌ ** وفيه سَعْيٌ من الآباءِ مُطَّرِد )5 ( وفيه ألويةٌ عزَّ الجهادُ بهم ** لولا المنيَّةُ ما مالوا ، ولا رقدوا )6 ( رميْت في وَتَدِ الذلِّ القديمِ به ** حتى تَزعزعَ من أسبابه الوتِد )7 ( طوى حِمايَتَهُ المحتَلُّ ، وانبسطتْ ** حمايةُ اللهِ ، فاستذرى بها البلد )8 ( نمْ غيرَ باكٍ على ما شدت من كرمٍ ** ما شِيدَ للحقِّ فَهْوَ السَّرْمَدُ الأَبد )9 ( يا ثروةَ الوطنِ الغالي ، كفَى عظةً ** للناس أنك كنزٌ في الثرى بدد ) 40 ( لم يطغك الحكمُ في شتَّى مظاهره ** ولا استخفَّك لينُ العيشِ والرَّغد )
____________________
(1/400)
4( تغْدُو على الله والتاريخِ في ثِقةٍ ** ترجو فتُقْدِمُ ، أَو تخْشَى فتَتَّئِد ) 4( نشأتَ في جبهةِ النيا ، وفي فمها ** يدورُ حيثُ تَدور المجدُ والحسَد ) 4( لكلِّ يومٍ غَدٌ يمضي برَوْعَتِهِ ** وما ليومكَ يا خيرَ اللداتِ غدُ ) 44 ( رَمَتْكَ في قنواتِ القلبِ فانصدعَتْ ** منِيَّةً ما لها قلبٌ ، ولا كَبِد ) 45 ( لمّا أناختْ على تامورك انفجرتْ ** أَزكَى من الورْدِ ، أَو من مائه الوُرُد ) 46 ( ما كلُّ قلبٍ غدا أو راح في دمه ** فيه الصديقُ وفيه الأَهلُ والولد ) 47 ( ولم تطاولكَ خوفاً أن يناضلها ** منك الدهاءُ ورأيٌ منقذٌ نجد ) 48 ( فهل رثى الموت للبرِّ الذَّبِيحِ وهل ** شجاه ذاك الحنانُ الساكنُ الهَمِد ؟ ) 49 ( هَيْهَات ! لو وُجِدَتْ للموت عاطفةٌ ** لم يبك من آدمٍ أحبابه أحد ) 50 ( مَشَتْ تَذُودُ المنايا عن وَديعتها ** مدينةُ النُّور ، فارتدَّتْ بها رمد )
____________________
(1/401)
5( لو يُدفع الموتُ رَدَّتْ عنك عادِيَهُ ؟ ** للعلم حولكَ عينٌ لم تنمْ ويد ) 5( أبا عزيز سلامُ اللهِ ، رسلٌ ** إليك تحمل تسليمي ، ولا بردُ ) 5( ونفحةٌ من قوافي الشعر كنت لها ** في مجلس الراحِ والريحانِ تحتشدِ ) 54 ( أرسلتها وبعثتُ الدمعَ يكفنها ** كما تحدَّر حولَ السَّوسن البرد ) 55 ( عطفتُ فيك إلى الماضي ، وراجعني ** ولا تغّير في أبياتها الشُّهد ) 56 ( حتى لمحتُكَ مَرموقَ الهلالِ على ** حداثةٍ تععدُ الأوطانَ ما تعد ) 57 ( والشعرُ دمعٌ ، ووجدانٌ ، وعاطفةٌ ** ياليت شعريَ هل قلتُ الذي أجد )
____________________
(1/402)
البحر : متقارب تام ( أصابَ المجاهدُ عقبى الشهيد ** وألقى عَصاه المضافُ الشَّريد ) ( وأمسى جماداً عدوُّ الجمود ** وباتَ على القيد خَصمُ القيود ) ( حداه السفارُ إلى منزلٍ ** يلاقي الخفيفَ عليه الوئيد ) 4 ( فقرَّ إلى موعدٍ صادقٍ ** معزُّ اليقينِ مذلُّ الجحود ) 5 ( وباتَ الحواريُّ من صاحبيهِ ** شَهيدَيْن أَسْرَى إليهم شهيد ) 6 ( تسربَ في منكبيْ مصطفى ** كأمسِ ، وبينَ ذراعيْ فريد ) 7 ( فيا لَكَ قبراً أكَنّ الكنوزَ ** وساجَ الحقوقَ ، وحاط العهود ) 8 ( لقد غيَّبوا فيك أَمضى السيوفِ ** فهل أنت يا قبرُ أوفى الغمود ؟ ) 9 ( ثَلاثُ عقائدَ في حفرةٍ ** تَدُكُّ الجبالَ ، وتُوهِي الحديد )0 ( فعدنَ فكنّ الأساس المتينَ ** وقام عليها البناءُ المشيد )
____________________
(1/403)
1( فلا تنسَى أمسِ وآلاءَه ** ألا إن أمسِ أساسُ الوجود )( ولولا البلى في زوايا القبورِ ** لما ظهرَتْ جِدّةٌ للمُهود )( ومَنْ طلب الخُلْقَ من كنزه ** فإن العقيدةَ كنزٌ عَتيد )4 ( تعلمَ بالصبرِ ، أو بالثباتِ ** جليدُ الرجالِ ، وغيرُ الجليد )5 ( طريدَ السياسةِ منذُ الشبابِ ** لقد آن يستريح الطريد )6 ( لقيت الدواهيَ من كيدها ** وما كالسياسة داهٍ يكيد )7 ( حَمَلْتَ على النفس ما لا يطا ** قُ ، وجاوزَتِ المستطاعَ الجهود )8 ( وقلبتَ في النار مثلَ النضا ** رِ ، وعربتَ مثلَ الجمانِ الفريد )9 ( أَتذكر إذْ أَنتَ تحت اللواءِ ** نبيهَ المكانةِ ، جمَّ العديد ؟ )0 ( إذا ما تطلَّعْتَ في الشاطئين ** ربا الريفُ ، وافتنّ فيك الصعيد )
____________________
(1/404)
2( وهزّ النديُّ لك المنكبينِ ** وراحَ الثرى من زحامٍ يَميد )( رسائلُ تذري بسجع البديعِ ** وتنسي رسائلَ عبدِ الحميد )( يَعِيها شيوخُ الحِمى كالحديث ** ويحفظها النشءُ حفظ النشيد )4 ( فما بالُها نَكِرَتْها الأُمورُ ** وطول المدى ، وانتقال الجدود ؟ )5 ( لقد نسيَ القومُ أمسِ القريبَ ** فهل لأحاديثه من معيد ؟ )6 ( يقولون : ما لأبي ناصرٍ ** وللتُّرْكِ ؟ ما شأْنُه والهنود ؟ )7 ( وفِيمَ تحمَّل هَمَّ القريبِ ** من المسلمينَ وهمَّ البعيد ؟ )8 ( فقلتُ : وما ضرّكم أَن يَقومَ ** من المسلمين إمامٌ رشيد ؟ )9 ( أَتستكثرون لهم واحداً ** وَلِيَّ القديم نصيرَ الجديد ؟ )0 ( سعى ليؤلف بينَ القلوبِ ** فلم يَعْدُ هَدْيَ الكتابِ المجيد )
____________________
(1/405)
3( يَشُدُّ عُرَى الدينِ في داره ** ويدعو إلى الله أهلَ الجحود )( وللقومِ حتى وراءه القفارِ ** دعاةٌ تغني ، ورسلٌ تشيد )( جزى الله مَلْكاً من المحسنين ** رؤوفُ الفؤادِ ، رحيمُ الوريد )4 ( كأَنَّ البيانَ بأَيامه ** أَو العِلْمَ تحتَ ظلالِ الرشيد )5 ( يداوي نداه جراحَ الكرامِ ** ويدركهم في زوايا اللحود )6 ( أَجارَ عِيالَك من دهرهم ** وجاملهم في البلاءِ الشديد )7 ( تولى الوليدة في يتمها ** وكفكفَ بالعطف دمعَ الوليد )8 ( سلامٌ أَبا ناصرٍ في التراب ** يعيرُ الترابَ رفيفَ الورود )9 ( بعدتَ وعزَّ إليكَ البريدُ ** وهل بينَ حيٍّ وميتٍ بريد ؟ ) 40 ( أجلْ ، بيننا رسلُ الذكرياتُ ** وماضٍ يطيفُ ، ودمعٌ يجود )
____________________
(1/406)
4( وفكرٌ وإن عقلَتْه الحياةُ ** يَظَلُّ بوادي المنايا يَرود ) 4( أجلْ ؛ بيننا الخشبُ الدائباتُ ** وإن كان راكبها لا يعود ) 4( مضى الدهرُ وهْيَ وراءَ الدموعِ ** قيامٌ بمُلْكِ الصَّحارى قُعود ) 44 ( وكم حملَتْ من صَديدٍ يَسيلُ ** وكم وضعتْ من حناشٍ ودود ) 45 ( نَشَدْتُكَ بالموت إلا أَبنْتَ ** أأنتَ شقيٌّ به أم سعيد ؟ ) 46 ( وكيف يُسَمَّى الغريبُ امرؤٌ ** نَزِيلُ الأُبُوّةِ ، ضَيْفُ الجُدود ؟ ) 47 ( وكيف يقال لجار الأوائ ** لِ جارِ الأواخرِ : ناءٍ وحيد ؟ )
____________________
(1/407)
البحر : مجزوء الكامل ( كأْسٌ مِن الدنيا تُدارْ ** منْ ذاقها خلع العذارْ ) ( الليلُ قوامٌ بها ** فإذا وَنَى قام النهار ) ( وحبا بها الأعمارَ ، لم ** تدم الطوالُ ، ولا القصار ) 4 ( شَرِبَ الصبيُّ بها ، ولم ** يخل المعمرُّ من خمار ) 5 ( وحسا الكرامُ سلافها ** وتناول الهَمَلُ العُقار ) 6 ( وأصاب منها ذو الهوى ** ما قد أَصاب أَخو الوقار ) 7 ( ولقد تميلُ على الجما ** د ، وتصرع الفلَكَ المُدار ) 8 ( كأسُ المنيةِ في يدٍ ** عَسْراءَ ، ما منها فِرار ) 9 ( تجري اليمينَ ، فَمَنْ تولَّى ** تولَّى يسرةً جرت اليسار )0 ( أَوْدَى الجريءُ إذا جرى ** والمستميتُ إذا أَغار )
____________________
(1/408)
1( ليثُ المعامعِ ، والوقا ** ئع ، والمواقعِ ، والحصار )( وبقيّةُ الزُّمَرِ التي ** كانت تذود عن الذمار )( جندُ الخلافةِ ، عَسكرُ الس ** لطانِ ، حاميةُ الديار )4 ( ضاقت كريدُ جبالها ** بك يا خلوصي والقفار )5 ( أيامكم فيها - وإن ** طال المدى - ذاتُ اشتهار )6 ( علمَ العدوُّ بأنكم ** أنتم لمعصمها سوار )7 ( أَحْدَقْتُمُ بمقرِّه ** فتركتموه بلا قرار )8 ( حتى اهتدى منْ كان ض ** لَّ ، وثاب من قد كان ثار )9 ( واعتزَّ ركنٌ للولا ** ية كان مُنْقضَّ الجِدار )0 ( عِشْ للعُلا والمجدِ يا ** خيرَ البنين ولِلفخار )
____________________
(1/409)
2( أَبكي لدمعك جارياً ** ولدمع إخوتِكَ الصِّغار )( وأودُّ أنكمُ رجا ** لٌ مثل والدكم كبار )( وأُريد بيتكُمُ عما ** را ، لا يحاكيه عمار )4 ( لا تخرجُ النَّعماءُ من ** هـ، ولا يزايلُه اليسار )
____________________
(1/410)
البحر : كامل تام ( ما جلَّ فيهم عيدُك المأْثورُ ** إلا وأَنت أَجلُّ يا فكتورُ ) ( ذكروكَ بالمئة السنينَ ، وإنها ** عُمرٌ لمثلكَ في النجوم قصير ) ( ستدوم ما دامَ البيان ، وما ارتقتْ ** للعالمينَ مداركٌ وشعور ) 4 ( ولئن حجبتَ فأنت في نظر الورى ** كالنجم لم ير منه الا النور ) 5 ( لولا التقى لفتحتُ قبركَ للملا ** وسألتُ : أين السيدُ المقبور ؟ ) 6 ( ولقلتُ : يا قومُ انظروا إنجيلكم ** هل فيهِ من قلمِ الفقيدِ سطور ؟ ) 7 ( مَنْ بَعدَه مَلَكَ البيانَ ؟ فعندكم ** تاجٌ فقدتم ربهُ وسرير ) 8 ( مات القريضُ بموتْ هوجو ، وانقضى ** مُلْكُ البيانِ ، فأَنتُمُ جُمهور ) 9 ( ماذا يزيد العيدُ في إجلاله ** وجلاله بيراعه مسطور ؟ )0 ( فقدتْ وجوه الكائناتِ مصوراً ** نزل الكلام عليه والتصوير )
____________________
(1/411)
1( كُشِفَ الغطاءُ له ، فكلُّ عبارةٍ ** في طَيِّها للقارئين ضَمير )( لم يُعْيِهِ لفظٌ ، ولا معنىً ، ولا ** غرضٌ ، ولا نظمٌ ، ولا منثور )( مسلي الحزينِ يفكُّهُ من حزنهِ ** ويرده لله وهوَ قرير )4 ( ثأرَ الملوك ، وظلَّ عندَ إبائه ** يرجو ويأمن عفوه المثؤور )5 ( وأعارَ واترلو جلال يراعهِ ** فجلالُ ذاك السيفِ عنه قصير )6 ( يا أيها البحرُ الذي غمر الثرى ** ومِنَ الثرى حُفَرٌ له وقبور )7 ( أَنت الحقيقةُ إن تَحَجَّب شخصُها ** فلها على مرَّ الزمانِ ظهور )8 ( ارفعْ حدادَ العالمين وعدْ لهم ** كيما يعيد بائسٌ وفقير )9 ( وانظرْ إلى البُؤساءِ نظرةَ راحمٍ ** قد كان يسعد جمعهم ويجير )0 ( الحالُ باقيةٌ كما صورتها ** من عهد آدَم ما بها تغيير )
____________________
(1/412)
2( البؤس والنُّعْمى على حاليهما ** والحظُّ يعدل تارةً ويجور )( ومن القويِّ على الضعيف مسيطر ** ومن الغنيِّ على الفقير أمير )( والنفسُ عاكفةٌ على شهواتها ** تأوي إلى أحقادها وتثور )4 ( والعيشُ آمالٌ تَجِدُّ وتنقضي ** والموتُ أصدقُ ، والحياةُ غرور )
____________________
(1/413)
البحر : خفيف تام ( ساجعُ الشؤقِ طارَ عن أوكاره ** وتَوَلَّى فنٌّ على آثاره ) ( غاله نافذُ الجناحين ماضٍ ** لا تفِرُّ النسورُ من أَظفاره ) ( يطْرُق الفرخَ في الغصون ويَغشَى ** لبداً في الطويل من أعماره ) 4 ( كان مزمارهُ ، فأصبحَ داو ** دُ كئيباً يبكي على مِزماره ) 5 ( عبدُهُ بَيْدَ أَن كلَّ مُغَنٍّ ** عَبْدُه في افتنانِه وابتكاره ) 6 ( مَعْبَدُ الدَّوْلَتَيْنِ في مصرَ ، وإسحا ** قُ السَّمِيَّيْنِ رَبِّ مصرٍ وجاره ) 7 ( في بساط الرشيدِ يوماً ، ويوماً ** في حمى جعفرٍ وضافي ستاره ) 8 ( صفوُ ملكيهما به في ازديادٍ ** ومن الصَّفو أَن يلوذَ بداره ) 9 ( يخرج المالكين به جشمةِ المل ** كِ ، ويُنْسِي الوقورَ ذِكْرَ وَقاره )0 ( ربَّ ليلٍ أغار فيه القمارى ** وأَثارَ الحِسانَ من أَقماره )
____________________
(1/414)
1( بصَباً يُذْكِرُ الرِّياض صَباهُ ** وحجازٍ أرقّ من أسحاره )( وغناءٍ يدارُ لحناً فلحناً ** كحديثِ النديمِ أَو كعُقاره )( وأنينٍ لو أنه من مشوقٍ ** عرف السامعون مَوْضِعَ ناره )4 ( يتمنَّى أخو الهوى منه آهاً ** حينَ يلحى تكون من أعذاره )5 ( زَفَراتٌ كأَنها بَثُّ قيسٍ ** في معاني الهوى وفي أخباره )6 ( لا يُجاريه في تفنُّنِه العو ** دُ ، ولا يَشْتكِي إذا لم يُجارِه )7 ( يسمع الليل منه في الفجر : يا لي ** لُ ، فيصغي مستمهلاً في فراره )8 ( فجع الناسُ يوم مات الحمولي ** بدواءِ الهمومِ في عطَّاره )9 ( بأبي الفنِّ ، وابنه ، وأخيه ** القويِّ المكينِ في أَسراره )0 ( والأبيِّ العفيفِ في حالتيهِ ** والجوادِ الكريمِ في إيثاره )
____________________
(1/415)
2( يحبسُ اللحنَ عن غنيٍّ مدلِّ ** ويذيق الفقيرَمن مختاره )( يا مُغيثاً بصوته في الرزايا ** ومُعيناً بماله في المَكاره )( ومُحِلَّ الفقيرِ بين ذَويه ** ومعزَّ اليتيمِ بين صغاره )4 ( وعِمادَ الصديقِ إن مال دهر ** وشِفاءَ المحزونِ من أَكداره )5 ( لستَ بالراحلِ القليلِ فتنسى ** واحدُ الفنِّ أمةٌ في دياره )6 ( غايةُ الدهرِ إن أتى أو تولَّى ** ما لقيتَ الغداةَ من إدباره )7 ( نزل الجد في الثرى ، وتساوى ** ما مضى من قيامه وعثاره )8 ( وانقضى الداءُ باليقين من الحا ** لَيْن ، فالموتُ مُنتهَى إقصاره )9 ( لَهْفَ قومي على مخايلِ عزٍّ ** زال عنّا بروضِهِ وهَزاره )0 ( وعلى ذاهبٍ من العيش ، ولَّي ** تَ فولَّى الأخيرُ من أوطاره )
____________________
(1/416)
3( وزمانٍ أَنت الرِّضَى من بقايا ** هُ ، وأَنت العَزاءُ من آثاره )( كان للناس ليلُه حينَ تشدو ** لحقَ اليومَ ليله بنهاره )
____________________
(1/417)
البحر : كامل تام ( يا أيها الدمعُ الوفيُّ ، بدارِ ** نقضي حقوقَ الرفقةِ الأَخيار ) ( أَنا إن أَهنتُك في ثراهم فالهوى ** والعهدُ أن يبكوا بدمعٍ جاري ) ( هانوا وكانوا الأكرمين ، وعودروا ** بالقَفْر بعدَ منازلٍ وديار ) 4 ( لهفي عليهم ؛ أُسْكِنوا دورَ الثرى ** من بعد سكنى السمع والأبصار ) 5 ( أين البشاشةُ في وسم وجهوهم ** والبشرُ للندماءِ والسُّمّار ؟ ) 6 ( كنا من الدنيا بهم في رَوْضةٍ ** مروا بها كنسائم الأسحار ) 7 ( عطفاً عليهم بالبكاءِ وبالأَسى ** فتعهدُ الموتى من الإيثار ) 8 ( يا غائبينَ وفي الجوانح طيفهم ** أَبكيكُمُ من غُيَّبٍ حُضَّار ) 9 ( بيني وبينكمُ وإن طال المدى ** سفرٌ سأزمعُه من الأسفار )0 ( إني أَكادُ أَرى محلِّيَ بينكم ** هذا قَرارُكُمُ ، وذاك قَراري )
____________________
(1/418)
1( أوَ كلَّما سمح الزمان وبشِّرتْ ** مصرٌ بفردٍ في الرجال مَنار )( فُجعَتْ به ، فكأَنه وكأَنها ** نجمُ الهداية لم يدمْ للساري ؟ )( إنّ المصيبةَ في الأَمين عظيمةٌ ** محمولةٌ لمشيئةِ الأقدار )4 ( في أَرْيَحيٍّ ماجدٍ مُسْتَعْظَمٌ ** رُزْءُ الممالكِ فيه والأَمصار )5 ( أوفى الرجالِ لعهدهِ ولرأيهِ ** وأبرّهم بصديقهِ والجار )6 ( وأَشَدُّهم صَبراً لمعتقَداتِه ** وتأَدُّباً لمجادلٍ ومماري )7 ( يَسقي القرائحَ هادئاً مُتواضعاً ** كالجَدول المُترقْرِقِ المتواري )8 ( قلْ للسَّماءِ تَغُضُّ من أَقمارها ** تحت الترابِ أحاسنُ الأقمار )9 ( من كل وضَّاءِ المآثر فائتٍ ** زُهرَ النجومِ بزهْره السيّار )0 ( تمضي الليالي لا تنال كماله ** بمعيب نقصٍ أو مَشِينِ سرار )
____________________
(1/419)
2( آثاره بعدَ المواتِ حياته ** إنّ الخلودَ الحقَّ بالآثار )( يا منْ تفرَّد بالقضاءِ وعلمهِ ** إلا قضاءَ الواحد القهّار )( ما زِلتَ ترجوه ، وتخشى سهْمَه ** حتَّى رمَى فأَحطْتَ بالأَسرار )4 ( هلا بُعثتَ فكنت أَفصحَ مخْبَراً ** عمّا وراءَ الموتِ من لازار ؟ )5 ( انفضْ غبارَ الموتِ عنكَ وناجني ** فعَسَايَ أَعلمُ ما يكون غُباري )6 ( هذا القضاءُ الجِدُّ ، فارْوِ ، وهات عن ** حكمِ المنيةِ أصدقَ الأخبار )7 ( كلُّ وإن شغفتهُ دنياه هوىً ** يوماً مطلقها طلاقَ نوار )8 ( لله جامعةٌ نَهضْتَ بأَمرها ** هي في المشارقِ مَصدرُ الأَنوار )9 ( أمنيةُ العقلاءِ قد ظفروا بها ** بعد اختلافِ حوادثٍ وطواري )0 ( والعقلُ غايةُ جَرْيه لأَعنَّةٍ ** والجهلُ غايةُ جريه لعثار )
____________________
(1/420)
3( لو يعلمون عظيمَ ما ترجى له ** خرجَ الشحيحُ لها من الدينار )( تشْرِي الممالكُ بالدَّم استقلالَهَا ** قوموا اشتروه بفضَّةٍ ونُضار )( بالعلم يُبنى الملكُ حقَّ بِنائه ** وبه تُنال جلائلُ الأَخطار )4 ( ولقد يُشاد عليه من شُمِّ العُلا ** ما لا يُشادُ على القنا الخطَّار )5 ( إن كان سَرَّك أَن أَقمتَ جِدارها ** قد ساءَها أَن مالَ خيرُ جِدار )6 ( أضحت من الله الكريم بذمّةٍ ** مَرْموقةِ الأَعوانِ والأَنصار )7 ( كُلِئَتْ بأَنظار العزيزِ ، وحُصِّنَتْ ** بفؤادَ : فهي مَنيعة الأَسوار )8 ( وإذا العزيزُ أَعارَ أَمراً نظرةً ** فاليمنُ أَعجلُ ، والسُّعودُ جَواري )9 ( ماذا رأَيتَ من الحجاب وعُسرِه ** فدعوتنا لترفُّقِ ويسارِ ؟ ) 40 ( رأيٌ بَدا لك لم تجدْه مُخالفاً ** ما في الكتاب وسنَّةِ المختار )
____________________
(1/421)
4( والباسِلان : شجاعُ قلبٍ في الوَغى ** وشجاعُ رأيٍ في وغى الأفكار ) 4( أوددتُ لو صارتْ نساءُ النيلِ ما ** كانت نساءُ قُضاعةٍ ونِزار ؟ ) 4( يَجمعن في سلم الحياةِ وحربِها ** بأْسَ الرِّجالِ وخَشيةَ الأَبكار ) 44 ( إن الحجابَ سماحةٌ ويسارةٌ ** لولا وحوشٌ في الرجال ضواري ) 45 ( جَهِلوا حقيقتَه وحِكْمة حُكمه ** فتجاوزوه إلى أَذىً وضِرار ) 46 ( يا قبّة الغوري تحتكِ مأتمُ ** تَبقى شعائرُه على الأَدهار ) 47 ( يُحييه قومٌ في القلوب على المدى ** إن فاتهم إحياؤه في دار ) 48 ( هيهات ! تُنسَى أُمةٌ مدفونةٌ ** في أَربعين من الزمان قِصار ) 49 ( إن شئتَ يوماً أَو أَردت فحقبةً ** كلٌّ يمرُّ كليلةٍ ونهار ) 50 ( هاتوا ابنَ ساعدةً يؤبِّنُ قاسماً ** وخذوا المراثِيَ فيه من بَشَّار )
____________________
(1/422)
5( من كلِّ لائقةٍ لباذخ قدرِه ** عصماءَ بينَ قلائد الأشعار )
____________________
(1/423)
البحر : متقارب تام ( قِفوا بالقبور نُسائِلْ عُمَرْ ** متى كانت الأَرضُ مَثْوَى القمرْ ؟ ) ( سلوا الأَرضَ : هل زُيِّنَتْ للعلي ** م ؟ وهل أرجتْ كالجنان الحفر ؟ ) ( وهل قام رضوانُ من خلفها ** يلاقي الرضيَّ النقيَّ الأبرّ ؟ ) 4 ( فلو علِمَ الجمعُ مِمَّنْ مَضَى ** تنَحَّى له الجمعُ حتى عَبر ) 5 ( إلى جَنَّةٍ خُلِقَتْ للكريم ** ومَن عَرَفَ الله ، أَو مَنْ قَدَر ) 6 ( برغمِ القلوبِ وحبَّاتها ** ورَغْمِ السماعِ ، ورَغْمِ البصر ) 7 ( نزولكَ في التربِ زينَ الشبابِ ** سناءَ النَّدِيِّ سَنَى المؤتمر ) 8 ( مُقيلَ الصديقِ إذا ما هَفا ** مُقيلَ الكريمِ إذا ما عثر ) 9 ( حَيِيتَ فكنتَ فخارَ الحياةِ ** ومتَّ فكنتَ فخارَ السير )0 ( عجيبٌ رَداكَ ، وأَعجبُ منه ** حياتُك في طولها والقِصَر )
____________________
(1/424)
1( فما قبلها سمعَ العالمون ** ولا علموا مصحفاً يختضر )( وقد يَقتلُ المرءَ همُّ الحياةِ ** وشغلُ الفؤادِ ، وكدُّ الفِكر )( دفنَّا التجاربَ في حفرةٍ ** إليها انتهى بك طولُ السَّفر )4 ( فكم ذلك كالنَّجم من رحلةٍ ** رأَى البدوُ آثارَهَا والحَضَر )5 ( نِقاباتُك الغُرُّ تَبكي عليك ** ويبكي عليك النديُّ الأغر )6 ( ويبكي فريقٌ تحيرته ** شَريفَ المَرامِ ، شَريفَ الوَطَر )7 ( ويبكي الألى أنتَ علمتهمْ ** وأَنت غرسْتَ ، فكانوا الثمر )8 ( حَياتُك كانَتْ عِظاتٍ لهم ** وموتُك بالأَمسِ إحدى العِبَر )9 ( سَهِرنا قُبَيْلَ الرَّدى ليلةً ** وما دارَ ذكرُ الرَّدى في السمر )0 ( فقمتَ إلى حفرة هُيِّئَتْ ** وقمتُ إلى مثلِها تُحْتَفَر )
____________________
(1/425)
2( مددتُ إليك يداً للوداع ** ومدَّ يداً للقاءِ القدر )( ولو أَنّ لي علمَ ما في غدٍ ** خَبَأْتُك في مُقْلتِي مِن حذَر )( وقالوا : شكوتَ ، فما راعني ** وما أولُ النارِ إلا شرر )4 ( رثيتُك لا مالكاً خاطري ** من الحزن ، إلا يسيراً خطر )5 ( ففيك عرفتُ ارتجالَ الدموعِ ** ومنك علمتُ ارتجالَ الدُّرر )6 ( ومثلُك يُرثَى بآيِ الكتابِ ** ومثلُك يُفدَى بنصف البشر )7 ( فيا قبرُ ، كنْ روضةً من رضى ** عليه ، وكنْ باقةً من زهر )8 ( سقتك الدموعُ ، فإن لم يدمنَ ** كعادتهنّ سقاك المطر )
____________________
(1/426)
البحر : كامل تام ( اليومَ أَصْعَدُ دونَ قبرِكَ مِنْبَرا ** وأُقلِّدُ الدنيا رِثاءَك جَوْهَرَا ) ( وأَقصُّ مِن شِعري كتابَ محاسنٍ ** تتقدم العماء فيه مسطَّرا ) ( ذكراً لفضلك عندَ مصرَ وأَهلِها ** والفضلُ من حُرُماتِه أَن يُذْكَرا ) 4 ( العلمُ لا يعلي المراتبَ وحده ** كم قدم العملُ الرجالَ وأخَّرا ) 5 ( والعلمُ أَشبهُ بالسماءِ رجالُه ** خُلِطَتْ جَهاماً في السحابِ ومُمْطِرا ) 6 ( طفنا بقبركَ ، واستلمنا جندلاً ** كالركنِ أَزْكَى ، والحَطيمِ مُطهَّرا ) 7 ( بين التشرُّفِ والخشوع ، كأَنما ** نستقبل الحرمَ الشريفَ منورا ) 8 ( لو أنصفوكَ جنادلاً وصفائحاً ** جعلوكَ بالذكر الحكيم مُسَوَّرا ) 9 ( يا منْ أراني الدهرُ صحةَ ودِّه ** والودُّ في الدنيا حديثٌ مفترى )0 ( وسمعتُ بالخُلُقِ العظيمِ روايةً ** فأراني الخلقَ العظيمَ مصَّورا )
____________________
(1/427)
1( ماذا لقيتَ من الرُّقاد وطوله ؟ ** أَنا فيك أَلقى لوعةً وتحسُّرا )( نمْ ما بدا لك آمناً في منزلٍ ** الدهرُ أَقصرُ فيه من سِنَةِ الكرَى )( ما زلتَ في حمد الفراشِ وذمِّه ** حتى لقيتَ به الفِراشَ الأَوْثرا )4 ( لا تَشكُوَنّ الضُّرَّ من حشراته ** حشراتُ هذا الناسِ أَقبحُ مَنظرا )5 ( يا سيّدَ النادي وحاملَ همِّه ** خلَّفته تحت الرزية موقرا )6 ( شهدَ الأعادي كم سهرتْ لمجده ** وغدَوْتَ في طلب المزيد مُشمِّرا )7 ( وكم اتَّقيْتَ الكَيْدَ واستدفعْته ** ورميتَ عدوانَ الظنونِ فأقصرا )8 ( ولَبِثْتَ عن حَوْضِ الشَّبيبة ذائداً ** حتى جزاكَ الله عنه الكَوْثرا )9 ( شبانُ مصرَ حيالَ قبركَ خشعٌ ** لا يملكون سوى مدامعهم قِرى )0 ( جمعَ الأسى لك جمعهم في واحدٍ ** كان الشبابَ الواجدَ المستعبرا )
____________________
(1/428)
2( لولاك ما عرفوا التعاون بينهم ** فيما يسُرُّ ، ولا على ما كدَّرا )( حيث التفتَّ رأيتَ حولكَ منهمُ ** آثارَ إحسانٍ وغرساً مثمراً )( كم منطقٍ لك في البلاد وحكمةٍ ** والعقلُ بينهما يُباع ويُشْترَى )4 ( تمشي إلى الأَكواخ تُرشِد أَهلَها ** مشيَ الحواريينَ يهدون القرى )5 ( متواضعاً لله بينَ عباده ** واللهُ يبغض عبده المتكبرا )6 ( لم تدرِ نفسك : ما الغرور ؟ وطالما ** دخل الغُرورُ على الكبار فصغّرا )7 ( في كلِّ ناحيةٍ تَخُطُّ نِقابةً ** فيها حياةُ أَخي الزراعةِ لو دَرَى )8 ( هي كيمياؤكَ ، لا خرافةُ جابرٍ ** تذرُ المقلَّ من الجماعة مكثرا )9 ( والماُ لا تجني ثمارَ رؤوسه ** حتى يصيبَ من الرؤوس مُدَبِّرا )0 ( والملكُ بالأموالِ أمنعُ جانباً ** وأَعزُّ سلطاناً ، وأَصدقُ مَظهرا )
____________________
(1/429)
3( إنا لفي زمنٍ سِفاهُ شعوبِه ** في ملكهم كالمرءِ في بيت الكرا )( أسواكَ من أهل المبادىء ِ منْ دعا ** للجدِّ ، أو جمعَ القلوب النُّفَّرا ؟ )( الموتُ قبلك في البرية لم يهبْ ** ط هـالأَمين ، ولا يسوع الخيِّرا )4 ( لما دعيتُ أتيتُ انثرُ مدمعي ** ولو استطعت نثرتُ جفني في الثرى )5 ( أبكي يمينك في التراب غمامة ** والصدرَ بحراً ، والفوادَ غضنفرا )6 ( لم أُعْطَ عنك تَصَبُّراً ، وأَنا الذي ** عزَّيتُ فيك عن الأمير المعشرا )7 ( أزنُ الرجالَ ، ولي يراعٌ طالما ** خلع الثناءَ على الكرامِ محبَّرا )8 ( بالأمسِ أرسلتُ الرثاءَ ممسكاً ** واليومَ أَهتِفُ بالثناءِ مُعَنْبَرا )9 ( غيَّرْتَني حزناً ، وغيَّرك البِلَى ** وهواك يأْبَى في الفؤاد تغيُّرا ) 40 ( فعليّ حفظُ العهد حتى نلتقي ** وعليك أَن ترعاه حتى نُحشَرا )
____________________
(1/430)
البحر : مجزوء الرجز ( حلفتُ بالمستَّرهْ ** والروضةِ المعطَّرهْ ) ( ومجلسِ الزَّهراءِ في ال ** حظائر المنورة ) ( مراقدِ السُّلالةِ الطَّيِّب ** ةِ المطهَّره ) 4 ( ما أنزلوا إلى الثرى ** بالأمس إلا نيَّره ) 5 ( سيروا بها تقيَّةً ** نقيةً مبرره ) 6 ( نجلُّ سترَ نعشها ** كالكسوةِ المسيَّره ) 7 ( وننشقُ الجنةَ من ** أَعوادِه المُنضَّره ) 8 ( في موكبٍ تَمَثَّلَ ال ** حقُّ فكان مظهره ) 9 ( دع الجنودَ والبنو ** دَ والوفودَ المُحْضَره )0 ( وكلَّ دمعٍ كَذِبٍ ** ولَوْعَةٍ مُزَوَّره )
____________________
(1/431)
1( لا ينفع الميْتَ سوى ** صالحةٍ مدَّخره )( قد تُرْفَعُ السُّوقةُ عن ** دَ اللهِ فوقَ القيصره )( يا جزعَ العلمِ على ** سُكَيْنَة المُوَقَّره ! )4 ( أَمسى برَبْعٍ مُوحِشٍ ** منها ودارٍ مُقْفِره )5 ( من ذا يُؤسِّي هذه ال ** جامعةَ المُستَعْبِره )6 ( لو عشتِ شدتِ مثلها ** للمرأَةِ المحرَّره )7 ( بنيتِ رُكنَيْها ، كما ** يبني أَبوكِ المَأْثُرَه )8 ( قرنتِ كلَّ حجرِ ** في أُسِّها بجوهَره )9 ( مفخرةٌ لبيتكم ** كم قبلها من مَفخره ! )0 ( يا بنتَ إسماعيلَ ، في ال ** ميْتِ لحيٍّ تَبْصِره )
____________________
(1/432)
2( أَكان عندَ بيتِكم ** لهذه الدنيا تره ؟ )( هلاَّ وصَفْتِها لنا ** مقبلةً ومدبره ؟ )( كالحلم ، أو كالوهم ، أَو ** كالظلِّ ، أو كالزهره ؟ )4 ( فاطمُ ، من يولدْ يمتْ ** المهدُ جسرُ المقبره )5 ( وكلُّ نفسٍ في غدٍ ** مَيِّتةٌ فمُنْشَرَه )6 ( وإنه مَنْ يَعملِ ال ** خيرَ أو الشرَّ يره )7 ( يلفظها حنظلةً ** كانت بفيهِ سكَّره )8 ( ولن تزالَ من يدٍ ** إلى يدٍ هذي الكره )9 ( أَين أَبوكِ ؟ مالُه ** وجاهه ، والمقدره ؟ )0 ( وادي النَّدَى ، وغَيْثُه ** وعَيْنُه المُفجَّره )
____________________
(1/433)
3( أين الأمورُ ، والقصو ** رُ ، والبدورُ المُخْدَره ؟ )( أين الليالي البيضُ ، وال ** أصائلُ المزعفره ؟ )( وأين في ركن البلا ** دِ يده المعمِّره )4 ( وأين تلك الهمةُ ال ** ماضيةُ المشمَّره ؟ )5 ( تبغي لمصر الشرق أَو ** أكثرهُ مستعمره )6 ( جرى الزمانُ دونَها ** فردّه وأعثره )7 ( فإن همَمْتَ فاذكر ال ** مقادرَ المقدَّره )8 ( من لا يصبْ فالناسُ لا ** يَلتمسون المعذِرَه )
____________________
(1/434)
البحر : مجزوء الخفيف ( لم يَمُتْ مَنْ له أَثَرْ ** وحياةٌ منَ السيرْ ) ( أدعه غائباً ، وإن ** بعدتْ غايةُ السفر ) ( آيبُ الفضلِ كلما ** آبتِ الشمسُ والقمر ) 4 ( ربَّ نورٍ متممٍ ** قد أتانا من الحفر ) 5 ( إنما الميتُ منْ مشى ** ميتَ الخيرِ والخبَر ) 6 ( منْ إذا عاشَ لم يفدْ ** وإذا مات لم يَضِر ) 7 ( ليس في الجاهِ والغِنَى ** منه ظِلٌّ ولا ثمر ) 8 ( قبُح العِزُّ في القُصو ** رِ إذا ذلَّتِ القصر ) 9 ( أعوز الحقَّ رائدٌ ** وإلى مصطفى افْتَقَر )0 ( وتمنَّت حياضُه ** هَبَّةَ الصارِمِ الذَّكَر )
____________________
(1/435)
1( الذي ينفذُ المدى ** والذي يَركبُ الخطر )( أَيُّها القومُ ، عظِّموا ** واضعالأسِّ والحجر )( أذكروا الخطبةَ التي ** هي من آيةَِ الكبر )4 ( لم يرَ الناسُ قبلهَا ** منيراً تحتَ مختضَر )5 ( لستُ أنسى لواءَه ** وهو يَمشي إلى الظَّفَر )6 ( حَشَرَ الناسَ تحتَه ** زمراً إثرها زمر )7 ( وترى الحقَّ حوله ** لا ترى البيضَ والسُّمر )8 ( كلَّما راح أَو غَدا ** نَفَخَ الرُّوحَ في الصُّوَر )9 ( يا أخا النَّفسِ في الصِّبا ** لذَّةُ الروحِ في الصِّعر )0 ( وخليلاٍ ذخرته ** لم يُقَوَّمْ بمُدَّخَر )
____________________
(1/436)
2( حالَ بيني وبينه ** في فُجاءَاتِه القَدَر )( كيف أجزي مودَّةً ** لم يَشُبْ صَفْوَها كدَر ؟ )( غيرَ دَمْعٍ أقولهُ ** قلَّ في الشأنِ أو كثر ؟ )4 ( وفُؤادٍ مُعَلَّلٍ ** بالخيالات والذُّكر ؟ )5 ( لم ينمْ عنك ساعةً ** في الأحاديث والسَّمر ؟ )6 ( قمْ ترَ القومَ كتلةً ** مثلَ مَلمومةِ الصَّخر )7 ( جدَّدوا ألفةَ الهوى ** والإخاءَ الذي شطر )8 ( ليس للخلف بينهم ** أَو لأَسبابه أَثر )9 ( ألَّفتهم روائحٌ ** غادياتٌ من الغِيَر )0 ( وصحوا من منوَّمٍ ** وأفاقوا من الخدر )
____________________
(1/437)
3( أقبلوا نحوَ حقِّهم ** ما لهم غيْرَه وَطَر )( جعلوه خَلِيَّةً ** شرعوا دونَها الإبَر )( وتواصوا بخطَّةٍ ** وتداعَوْا لمؤتمر )4 ( وقُصَارَى أولى النُّهَى ** يَتلاقوْنَ في الفِكَر )5 ( آذنونا بموقفٍ ** من جلالٍ ومن خَطَر )6 ( نسمع الليثَ عنده ** دون آجامه زأر )7 ( قُلْ لهم في نَدِيِّهم ** : مصرُ بالباب تنتظِر )
____________________
(1/438)
البحر : كامل تام ( اخترتَ يومَ الهولِ يومَ وداعِ ** ونعاكَ في عَصْفِ الرياحِ الناعي ) ( هتف النُّعاةُ ضُحىً ، فأَوْصَدَ دونهم ** جُرحُ الرئيسِ منافذَ الأَسماعِ ) ( منْ ماتَ في فزعِ القيامةِ لم يجدْ ** قدماً تشيِّع أو حفاوة ساعي ) 4 ( ما ضرَّ لو صبَرتْ ركابُك ساعةً ** كيف الوقوفُ إذا أهاب الداعي ؟ ) 5 ( خلِّ الجنئزَ عنك ، لا تحفل بها ** ليس الغرورُ لميِّتٍ بمتاع ) 6 ( سِرْ في لواءِ العبقريّةِ ، وانتظِمْ ** شتَّى المواكب فيهِ والأَتباع ) 7 ( واصعد سماءَ الذكر من أَسبابها ** واظهر بفضلٍ كالنهار مُذاع ) 8 ( فجعَ البيانُ وأهلهُ بمنصوِّر ** لَبِقٍ بوشْيِ الممتِعاتِ صَناع ) 9 ( مَرموقِ أَسبابِ الشبابِ وإن بَدَتْ ** للشيب في الفَودِ الأَحَمِّ رَواعي )0 ( تتخيلُ المنظومَ في منثوره ** فتراهُ تحت روائِع الأَسجاع )
____________________
(1/439)
1( لم يَجْحَدِ الفُصحَى ، ولم يَهجُم على ** أسلوبها ، أو يزرِ بالأوضاع )( لكنْ جرى والعصرَ في مضارها ** شوطاً ، فأحرز غايةَ الإبداع )( حرُّ البيانِ ، قديمُه وجديدُه ** كالشمسِ جدّةَ رُقعةٍ وشُعاعِ )4 ( يونانُ لو بيعت بهوميرٍ لما ** خسرتْ - لعمركَ - صفقة المبتاع )5 ( يامرسلَ النظراتِ في الدنيا وما ** فيها على ضجرٍ وضيقٍ ذراع )6 ( ومُرَقْرِقَ العبراتِ تجري رِقَّةً ** للعالم الباكي من الأوجاع )7 ( مَنْ ضَاقَ بالدنيا فليس حكيمَها ** إتّ الحكيمَ بها رحيبُ الباع )8 ( هيَ والزمانُ بأرضهِ وسمائهِ ** في لجَّةِ الأقدارِ نضو شراع )9 ( مَنْ شَذَّ ناداه إليه فردَّهُ ** قَدَرٌ كراعٍ سائقٍ بقطاع )0 ( ما خلفهُ إلا مقودٌ طائعٌ ** متلفِّت عن كبرياءِ مطاع )
____________________
(1/440)
2( جبارُ ذهنٍ ، أو شديدُ شكيمةٍ ** يمضي مضيَّ العاجزِ المنصاع )( من شوةَ الدنيا إليك فلم تجدْ ** في الملكِ غيرَ معذبين جياع ؟ )( أَبكل عينٍ فيه أَو وَجْهٍ ترى ** لمحاتِ دمعٍ أَو رسومَ دِماع ؟ )4 ( ما هكذا الدنيا ، ولكنْ نُقْلةٌ ** دمعُ القَريرِ وعَبْرَةُ المُلتاع )5 ( لا الفقرُ بالعبراتِ خصَّ ولا الغنى ** غِيَرُ الحياةِ لهنّ حُكْمُ مشاع )6 ( مازالَ في الكوخِ الوضيعِ بواعثٌ ** منها ، وفي القصرِ الرفيعِ دَواعِي )7 ( في القفرِ حيَّاتٌ يسيِّبها به ** حاوي القضاءِ ، وفي الرياضِ أفاعي )8 ( ولَرُبَّ بُؤْسٍ في الحياةِ مُقنَّعٍ ** أربى على بؤسٍ بغير قناع )9 ( يا مصتطفى البلغاءِ ، أيّ يراعةٍ ** فقدوا ؟ وأيّ معلمٍ بيراع ؟ )0 ( اليومَ أَبصرتَ الحياةَ ؛ فقلْ لنا ** : ماذا وراءَ سرابها اللماع ؟ )
____________________
(1/441)
3( وصِفِ المنونَ ؛ فكم قعدْتَ ترى لها ** شبحاً بكلِّ قراوة ويفع )( سكن الأحبّةُ والعدى ، وفرغتَ منْ ** حِقْدِ الخُصوم ، ومِنْ هوى الأَشياع )( كم غارةٍ شَنُّوا عليكَ دفعْتَها ** تصِلُ الجهودَ فكُنَّ خيرَ دِفاع )4 ( والجهدُ موتٍ في الحياةِ ثماره ** والجهدُ بعدَ الموتِ غيرُ مضاع )5 ( فإذا مضى الجيلُ المرضُ صدوره ** وأتى السليمُ جوانبَ الأضلاع )6 ( فافزع إلى الزمن الحكيم ؛ فعنده ** نقدٌ تنَّزهَ عن هوى ونزاع )7 ( فإذا قضى لك أبتَ من شمِّ العلا ** بثَنِيَّةٍ بَعدَت على الطَّلاع )8 ( وأجلُّ ما فوقَ الترابِ وتحته ** قلمٌ عليه جلالةُ الإجماع )9 ( تلك الأناملُ نام عنهنّ البلى ** عطِّلنَ من قلم أشمَّ شجاع ) 40 ( والجبنُ في قلم البليغِ نظيرهُ ** في السيف مَنْقَصَةٌ وسوءُ سماع )
____________________
(1/442)
البحر : وافر تام ( خفضتُ لعزةِ الموتِ اليراعا ** وجَدَّ جلالُ مَنْطِقِهِ ، فراعا ) ( كفَى بالموتِ للنُّذُرِ ارتجالاً ** وللعَبَراتِ والعِبَرِ اختراعا ) ( حكيمٌ صامتٌ فضَح الليالي ** ومَزَّق عن خَنا الدنيا القِناعا ) 4 ( إذا حضر النفوسَ فلا نعيماً ** ترى حولَ الحياةِ ولا مَتاعا ) 5 ( كشفتُ به الحياةَ فلم أَجِدْها ** ولمحةَ مائها إلا خداعا ) 6 ( وما الجرّاحُ بالآسي المرجَّى ** إذا لم يقتل الجثثَ اطِّلاعا ) 7 ( فإن تَقُل الرِّثاءَ فقُلْ دموعاً ** يُصاغ بهنّ ، أَو حِكَماً تُراعَى ) 8 ( ولا نكُ مثلَ نادبةِ المسجَّى ** بَكت كَسْباً ، ولم تَبْكِ الْتِياعا ) 9 ( خلتْ دولُ الزمانِ وزلنَ ركناً ** وركنُ الأرض باق ، ما تداعى )0 ( كأنّ الأرضَ لم تشهدْ لقاءً ** تكاد له تميدُ ، ولا وداعا )
____________________
(1/443)
1( ولو آبتْ ثواكلُ كلِّ قَرْنٍ ** وجَدْنَ الشمسَ لم تَثْكَل شُعاعا )( ولكن تضرب الأمثالُ رشداً ** ومنهاجاً لمن شاءَ اتِّباعا )( ورُبّ حديثِ خيرٍ هاجَ خيراً ** وذكرِ شجاعةٍ بعث الشُّجاعا )4 ( معارفُ مصرَ كان لهنَّ ركنٌ ** فذُقْنَ اليومَ للركنِ انصِداعا )5 ( مضى أَعْلى الرجالِ لها يميناً ** وأرحبهم بحلَّتها ذراعا )6 ( وأكثرهم لها وقفاتِ صدقٍ ** إباءً في الحوادث أَو زَماعا )7 ( أتتهُ فنالها نفلاً وفيئاً ** تنقل يافعاً فيها وكهلاً )8 ( ** ومن أسبابها بلغَ اليفاعا )9 ( فتى عجمتْه أحداثُ الليالي ** فلا ذلاً رأين ، ولا اختضاعا )0 ( سَجَنَّ مُهنَّداً ، ونَفَيْن تِبْراً ** وزِدْنَ المسك من ضغْطٍ فضاعا )
____________________
(1/444)
2( شديدٌ صُلَّبٌ في الحق حتى ** يقولَ الحقُّ : ليناً وائِّداعا )( ومدرسةٍ سمتْ بالعلم ركناً ** وأنهضتِ القضاءَ والاشتراعا )( بناها محساً بالعلم برًّا ** يشيد له المعالمَ والرباعا )4 ( وحاربَ دونها صرْعَى قديمٍ ** كأَنّ بهم عن الزمنِ انقطاعا )5 ( إذا لمحَ الجديدُ لهم تَوَلَّوْا ** كذي رَمَدٍ على الضوءِ امتناعا )6 ( أخا سيشيلَ ، لا تذكرْ يحاراً ** بَعدنَ على المزار ولا بقاعا )7 ( وربِّك ما وراءَ نَواكَ بُعدٌ ** وأنتَ بظاهر الفسطاطِ قاعا )8 ( نزلتَ بعالمٍ خرق القضايا ** وأصبح فيه نظمُ الدهرِ ضاعا )9 ( فخلِّ الأربعين لحافليها ** وقُمْ تَجِد القرونَ مرَرْنَ ساعا )0 ( مرضتَ فما ألحّ الداءُ إلاَّ ** على نفسٍ تعِّودت الصِّراعا )
____________________
(1/445)
3( ولم يكُ غيرَ حادثةٍ أصابت ** مُفلِّلَ كلّ حادثةٍ قِراعا )( ومَنْ يتجرَّع الآلامَ حياً ** تَسُغْ عند المماتِ له اجتراعا )( أرقتَ ، وكيف يعطى الغمض جفنٌ ** تَسُلُّ وراءَه القلبَ الرُّواعا )4 ( ولم يَهدَأْ وسادُك في الليالي ** لعلمك أنْ ستفنيها اضطجاعا )5 ( عَجِبْتُ لشارحٍ سببَ المنايا ** يسمِّى الداءَ والعللَ الوجاعا )6 ( ولم تكن الحتوفُ محلَّ شكٍّ ** ولا الآجالُ تحتملُ النزاعا )7 ( ولكنْ صيَّدٌ ولها بزاةٌ ** ترى السّرطان منها والصُّداعا )8 ( أَرَى التعليم لمّا زلت عنه ** ضعيف الركنِ ، مخذولاً ، مضاعا )9 ( غريقٌ حاولت يَدُه شِراعاً ** فلمّا أوشكتْ فقد الشراعا ) 40 ( سَراةُ القومِ مُنصرفون عنه ** )
____________________
(1/446)
4( لقد نسَّاه يومك ناصباتٍ ** من السّنوات قاساها تباعا ) 4( قُم ابنِ الأُمَّهاتِ على أَساسٍ ** ولا تبيِ الحصونَ ولا القلاعا ) 4( فهنَّ يلدن للقصبِ المذاكي ** وهنَّ يلدن للغابِ السِّباعا ) 44 ( وَجدْتُ مَعانيَ الأَخلاق شتَّى ** جمعهن فكنَّ في اللفظ الرّضاعا ) 45 ( عَزاءَ الصابرين أَبا بهِيٍّ ** ومثلُك مَنْ أَناب ومَنْ أَطاعا ) 46 ( صبرتَ على الحوادث حين جلَّتْ ** وحينَ الصبرُ لم يكُ مستطاعا ) 47 ( وإن النفسَ تهدأُ بعدَ حينٍ ** إذا لم تلقَ بالجزع انتفاعا ) 48 ( إذا اختلف الزمانُ على حزينٍ ** مضى بالدمع ، ثم محا الدِّماعا ) 49 ( قُصارَى الفَرْقَدَيْنِ إلى قضاءٍ ** إذا عثرا به نفصَما اجتماعا ) 50 ( ولم تَحْوِ الكِنانة آلَ سعدٍ ** أشدَّ على العدا منكم نباعا )
____________________
(1/447)
5( ولم تحمِل كشيخكمُ المُفدَّى ** نهوضاَ بالأمانةِ واضطلاعا ) 5( غداً فَصْلُ الخِطابِ ، فمَنْ بَشيرِي ** بأنّ الحقَّ قد غلب الطّماعا ؟ ) 5( سَلُوا أَهلَ الكِنانةِ : هل تداعَوْا ؟ ** فإن الخصمَ بعدَ غدٍ تداعى ) 54 ( وما سعدٌ بمتَّجرٍ إذا ما ** تعرَّضت الحقوقُ شَرَى وباعا ) 55 ( ولكنْ تحتمِي الآمالُ فيه ** وتدَّرِعُ الحقوقُ به ادِّراعا ) 56 ( إذا نظرَتْ قلوبُكُمُ إليه ** علا للحادثات وطال باعا )
____________________
(1/448)
البحر : خفيف تام ( كاتبٌ محسنُ البيانِ صناعهُ ** استخَفَّ العقولَ حيناً يَراعُه ) ( إبنُ مصرٍ ، وإنما كلُّ أَرضٍ ** تنطقُ الضادَ مهدهُ ورباعُه ) ( إنما الشرقُ منزلٌ لم يُفرِّق ** أهله إن تفرَّقتْ أصقاعه ) 4 ( وطنٌ واحدٌ على الشمس والفص ** حى ، وفي الدمع والجراحِ اجتماعه ) 5 ( علمٌ في البيان ، وابنُ لواءٍ ** أَخذَ الشرقَ حِقبةً إبداعه ) 6 ( حَسْبُه السحرُ من تُراثِ أَبيه ** إن تولَّتْ ، قصوره وضياعه ) 7 ( إنما السحرُ والبلاغةُ والحك ** مةُ بَيْتٌ ، كلاهما مِصراعه ) 8 ( في يدِ النَّشءِ من بيان المويلحي ** مثلٌ ينفع الشبابَ اتِّباعه ) 9 ( صورٌ من حقيقة وخيالٍ ** هي إحسانُ فكرهِ وابتداعه )0 ( رُبَّ سجعٍ كمُرْقِص الشعرِ لمّا ** يختلفْ لحنهُ ولا إيقاعه )
____________________
(1/449)
1( أو كسجع الحمامِ لو فصَّلتهُ ** وتأنَّتْ به ، ودقَّ اختراعه )( هو فيه بديعُ كلِّ زمانٍ ** ما بديعُ الزمانِ ؟ ما أسجاعه ؟ )( عجبَ الناسُ من طباعِ المويلحيِّ ** ، وفي الأسدِ خلقه وطباعه )4 ( فيه كِبْرُ اللُّيوثِ حتى على الجو ** ع ، وفيها إباؤُه وامتِناعه )5 ( قعب الموتُ في صبورٍ على النز ** عِ ، قليلٍ إلى الحياةِ نِزاعه )6 ( صارع العيشَ حقبةً ، ليت شعري ** ساعةَ الموتِ كيف كان صِراعه ؟ )7 ( قهرَ الموتَ والحياةَ ، وقد تح ** كمُ في رائض السِّباع سباعه )8 ( مُهجةٌ حرّةٌ ، وخُلْقٌ أَبِيٌّ ** عيّ عنه الزمانُ وارتدَّ باعه )9 ( في الثّمانين - يا محمدُ - علمٌ ** لِعليمٍ ، وإن تَناهى اطِّلاعه )0 ( لمْ تقاعدتَ دونها وتوانى ** سائقُ الفُلْكِ ، واضمحلّ شِراعه ؟ )
____________________
(1/450)
2( ** ليس فيه جماحُه واندفاعه )( سيِّدُ المنشئين حَثَّ المطايا ** ومضى في غباره أتباعه )( حطَّهم بالإمام للموت ركبٌ ** يَتلاقى بِطاؤه وسِراعه )4 ( قنَّعوا بالتراب وجهاً كريماً ** كان من رقعةِ الحياءِ قناعه )5 ( كسنا الفجرِ في ظلال الغوادي ** كرمٌ صفحتاه ، هَدْيٌ شُعاعه )6 ( يا وحيداً كأَمسِ في كِسْر بيتٍ ** ضيقٍ بالنَّزيلِ ، رحبٍ ذراعه )7 ( كلُّ بيتٍ تَحلُّه يستوي عندك ** في الزُّهدِ ضِيقُهُ واتِّساعه )8 ( نمْ مليًّا ، فلستِ أولَ ليثٍ ** بفَلاةِ الإمام طال اضطجاعه )9 ( حولَك الصالحون ، طابوا وطابَتْ ** أَكَماتُ الإمامِ منهم وقاعه )0 ( قلَّدوا الشرقَ من جمالٍ وخيرٍ ** ما يئودُ المفنِّدين انتزاعه )
____________________
(1/451)
3( أُسِّسَتْ نهضةُ البناءِ بقومٍ ** وبقومٍ سما وطالَ ارتفاعه )( كلُّ حيٍّ - وإن تراختْ منايا ** هُ - قضاءُ عن الحياة انقطاعه )( والذي تحرص النفوسُ عليه ** عالمٌ باطلٌ قليلٌ مَتاعه )
____________________
(1/452)
البحر : كامل تام ( أَجَلٌ وإن طال الزمانُ مُوافي ** أَخْلى يدَيْكَ من الخليلِ الوافِي ) ( داعٍ إلى حقٍّ أهابَ بخاشعٍ ** لبس النذيرَ على هُدًى وعفاف ) ( ذهب الشبابُ ، فلم يكن رزئي به ** دونَ المصابِ بصَفوة الأُلاَّف ) 4 ( جَللٌ من الأَرزاءِ في أَمثاله ** هممُ العزاءِ قليلةُ الإسعاف ) 5 ( خفَّتْ له العبراتُ ، وهي أبيَّةٌ ** في حادثاتِ الدهر ، غيرُ خِفاف ) 6 ( ولكلّ ما أَتلفْتَ من مُستكرَمٍ ** إلا مودّاتِ الرجالِ تَلاف ) 7 ( ما أنتِ يا دنيا ؟ أرؤيا نائمٍ ** أم ليلُ عرسٍ ، أم بساط سلاف ؟ ) 8 ( نعماؤكِ الرَّيحانُ ، إلا أنه ** مسَّتْ حواشيه نقيعَ زعافي ) 9 ( مازلتُ أصحبُ فيكِ خلقاً ثابتاً ** حتى ظفرتُ بخلقكِ المتنافي )0 ( ذهب الذبيحُ السمحُ مثل سميِّه ** طهرَ المكفَّنِ ، طيِّب الألفاف )
____________________
(1/453)
1( كم بات يذبحُ صدرَه لشكاته ** أَتُراه يحسبها من الأَضياف ؟ )( نَزَلتْ على سَحْرِ السَّماح ونَحْرِه ** وتقاَّبتْ في أكرمِ الأكناف )( لَجَّتْ على الصَّدر الرحيبِ وبرِّحَتْ ** بالكاظم الغيظِ ، الصَّفوح ، العافي )4 ( ما كان أقسى َ قلبها من علَّة ** علقتْ بأرحم حيَّة وشغاف )5 ( قلبٌ لو انتظم القلوبَ حَنانهُ ** لم يبْق قاسٍ في الجوانح جافي )6 ( حتى رماه بالمنيَّة فانجلتْ ** منْ يبتلي بقضائه ويعافى )7 ( أخنتْ على الفلكِ المدارِ فلم يدرْ ** وعلى العباب فقرَّ في الرجّاف )8 ( ومَضَتْ بنارِ العبقريّةِ ، لم تَدَعْ ** غيرَ الرَّمادِ ، ودارساتِ أَثافي )9 ( حَملوا على الأَكتاف نورَ جلالةٍ ** يذرَ العيونَ حواسدَ الأكتاف )0 ( وتقلَّلدوا النعشَ الكريمَ يتيمةً ** ولكَمْ نعوشٍ في الرقاب زياف )
____________________
(1/454)
2( متمايلَ الأعوادِ ممّا مسَّ من ** كرمٍ ، وممّا ضمَّ من أعطاف )( وسَلامُ أَهلٍ وُلَّعٍ وصَحابةٍ ** وإذا جلالُ العبقريّةِ ضافي )( ويحَ الشبابِ وقد تخطَّرَ بينهم ** هل متِّعوا بتمسُّحٍ وطواف ؟ )4 ( لوعاش قدوتهم وربُّ لوائهم ** نكسَ اللواءَ لثابتٍ وقَّاف )5 ( فلكَمْ سقاه الودَّ حينَ وِدادُه ** حربٌ لأَهل الحكمِ والإشراف )6 ( لا يومَ للأقوامِ حتى ينهضوا ** بقوادمٍ من أمسهم وخوافي )7 ( لا يُعْجِبنَّكَ ما ترى من قُبَّةٍ ** ضربوا على موتاهُم ، وطِراف )8 ( هجموا على الحقِّ المبينِ بباطلٍ ** وعلى سبيل القصدِ بالإسراف )9 ( يبنون دارَ الله كيف بدا لهم ** غُرُفاتِ مُثْرٍ ، أَو سقيفةَ عافي )0 ( ويُزوِّرون قبورَهم كقصورهم ** والأرضُ والرُّفاتُ السافي )
____________________
(1/455)
3( فُجعَتْ رُبى الوادي بواحد أَيكِها ** وتجرَّعَت ثُكْلَ الغدير الصافي )( فقدتْ بناناً كالربيع ، مُجيدةً ** وشْيَ الرياضِ وصنعَةَ الأَفواف )( إن فاته نسَبُ الرَّضِيِّ فرُبَّما ** جريا لغاية سؤددٍ وطراف )4 ( أَو كان دون أَبي الرضيِّ أُبوَّةً ** فلقد أعادَ بيانَ عبد منافِ )5 ( شرفُ العصاميِّين صنعُ نفوسهم ** مَن ذا يقيس بهم بني الأَشراف ؟ )6 ( قل للمشير إلى أبيهِ وجدهِ ** أَعَلِمْتَ للقمرَيْنِ من أَسلاف ؟ )7 ( لو أَن عمراناً نِجارُك لم تَسُدْ ** حتى يُشارَ إليك في الأَعراف )8 ( قاضي القضاة جَرَتْ عليه قضيّةٌ ** للموتِ ، ليس لهامن استئناف )9 ( ومصرِّفُ الأحكام موكولٌ إلى ** حكم المنيَّة ، ما له من كافي ) 40 ( ومنادمُ الأملاكِ تحت قبابهم ** أَمسى تُنادِمُه ذِئابُ فَيَافي )
____________________
(1/456)
4( في منزلٍ دارت على الصِّيد العلا ** فيه الرَّحى ومشتْ على الأرداف ) 4( وأزيلَ من حسن الوجوهِ وعزِّها ** ما كان يعبد من وراءِ سِجاف ) 4( من كلِّ لمَّاحِ النعيم تَقلَّبتْ ** ديباجتاهُ على بلى وجغاف ) 44 ( وترى الجماجمَ في الترابِ تماثلتْ ** بعدَ العقولِ تماثلِ الأصداف ) 45 ( وترى العيونَ القاتِلاتِ بنظرةٍ ** مَنهوبَةَ الأَجفانِ والأَسياف ) 46 ( وتُراعُ من ضَحِكِ الثُّغورِ ، وطالما ** فتنتْ بحلو تبسُّمٍ وهتاف ) 47 ( غزت القرونَ الذاهبين غزالةٌ ** دمُهم بذِمّة قرْنِها الرَّعّاف ) 48 ( يجري القضاءُ بها ، ويجري الدهرُ عن ** يدها ، فيا لثلاثةٍ أحلاف ! ) 49 ( ترمي البريَّةَ بالحبولِ ، وتارةً ** بحبائلٍ من خَيْطها وكفاف ) 50 ( نسجتْ ثلاثَ عمائمٍ ، واستحدثتْ ** أكفانَ موتى من ثيابِ زفاف )
____________________
(1/457)
5( أأبا الحسين ، تحيةً لثراكَ من ** روحٍ وريحانٍ وعذبِ نطاف ) 5( وسلامُ أهلٍ ولَّهٍ وصحابةٍ ** حَسرَى على تلك الخِلالِ لِهاف ) 5( هل في يديَّ سوى قريضٍ خالدٍ ** أزجيهِ بين يديكَ للإتحاف ؟ ) 54 ( ماكان أكرمه عليك ! فهل ترى ** أني بعثتُ بأكرمِ الألطاف ؟ ) 55 ( هذا هو الرَّيحانُ ، إلا أنه ** نَفحاتُ تلك الروْضةِ المِئْناف ) 56 ( والدُّرُّ ، إلا أن مهدَ يتيمه ** بالأمسِ لجَّةُ بحرك القذَّاف ) 57 ( أَيامَ أَمرَحُ في غُبارِكَ ناشئاً ** نَهْجَ المهار على غُبار خِصاف ) 58 ( أَتعلَّمُ الغاياتِ كيف تُرامُ في ** مضمارِ فضلٍ أو مجالِ قوافي ) 59 ( يا راكبَ الحدباءِ ، خلِّ زِمامَها ** ليس السبيلُ على الدليل بِخافي ) 60 ( دانَ المطيَّ الناسُ ، غيرَ مطيَّةٍ ** للحقِّ ، لا عجلَى ، ولا ميجاف )
____________________
(1/458)
6( لا في الجيادِ ، ولا النِّياقِ ، وإنما ** خُلِقَتْ بغير حوافرٍ وخِفاف ) 6( تنتاب بالركبانِ منزلةَ الهدى ** وتؤمُّ دار الحقِّ والإنصاف ) 6( قد بلغتْ ربَّ المدائنِ ، وانتهتْ ** حيثُ انتهيْتَ بصاحبِ الأَحقاف ) 64 ( نمْ ملءَ جفنك ، فالغدوُّ غوافلٌ ** عمّا يَروعك ، والعَشِيُّ غوافي ) 65 ( في مضجع يكفيك من حسناتهِ ** أَن ليس جَنْبُك عنه بالمتجافي ) 66 ( واضحك من الأقدارِ غير معجَّزِ ** فاليوم لست لها من الأهداف ) 67 ( والموتُ كنتَ تخافه بك ظافراً ** حتى ظفرت به ، فدعه كفاف ) 68 ( قُلْ لي بسابقةِ الوِدادِ : أَقاتِلٌ ** هو حين يَنزِلُ بالفَتى ، أَم شافي ؟ ) 69 ( في الأَرضِ من أَبوَيْكَ كنزا رحمةٍ ** وهوًى ، وذلك من جِوارٍ كافي ) 70 ( وبها شبابك واللِّداتُ ، بكيته ** وبكيتهم بالمدمع الذَّرَّاف )
____________________
(1/459)
7( فاذهب كمصباحِ السماءِ ، كلاكما ** مال النهار به ، وليس بطافي ) 7( الشمسُ تخلفُ بالنجومِ وأنت بال ** آثار ، والأخبار والأوصاف ) 7( غلب الحياةَ فتًى يسدُّ مكانَها ** بالذكرِ ، فهو لها بَدِيلٌ وافي )
____________________
(1/460)
البحر : كامل تام ( جرحٌ على جرحٍ ! حَنانَكِ جِلَّقُ ** حمِّلتِ ما يوهي الجبالَ ويزهقُ ) ( صبراً لباة الشرقِ ؛ كلُّ مصيبةٍ ** تبْلَى على الصبر الجميلِ وتخلق ) ( أنسيتِ نارَ الباطشينَ ، وهزّةً ** عرتِ الزمانَ ، كأن روما تحرقُ ) 4 ( رعناءَ أرسلها ودسّ شواظها ** في حجرةِ التاريخِ أرعنُ أحمقُ ) 5 ( فمشتْ تحطِّمُ باليمينِ ذخيرةً ** وتَلُصُّ أُخرى بالشمال وتَسْرِق ؟ ) 6 ( جُنَّتْ ، فضعضعها ، وراضَ جِمَاحَها ** من نشئكَ الحمسُ الجنونُ المطبقُ ) 7 ( لقيَ الحديدُ حميَّةً أمويَّةً ** لا تكتسي صدأً ، ولا هي تطرقُ ) 8 ( يا واضعَ الدّستورِ أَمسِ كخُلْقِه ** ما فيه من عِوَجٍ ، ولا هُو ضيِّق ) 9 ( نظمٌ من الشورى ، وحكمٌ راشدٌ ** أدبُ الحضارةِ فيهما والمنطقُ )0 ( لا تَخْشَ ممّا ألحقوا بكتابه ** يَبقَى الكتابُ وليس يبقَى المُلْحق )
____________________
(1/461)
1( مَيْتَ الجلالِ ، من القوافي زَفْرةٌ ** تجري ، ومنها عبْرَةٌ تترقرق )( ولقد بعثتهما إليكَ قصيدةً ** أَفأَنتَ مُنتَظِرٌ كعهْدكَ شَيِّق ؟ )( أَبكي ليالِينَا القِصار وصحبةً ** أخذتْ مخيلتها تجيشُ وتبرقُ )4 ( لا أَذكرُ الدنيا إليك ؛ فربّما ** كره الحديثَ عن الأجاجِ المغرقُ )5 ( طبعتْ من السمّ الحياة ، طعامها ** وشرابُها ، وهواؤها المتنشَّق )6 ( والناسُ بين بطيئها وذعافها ** لا يعلمون بأيِّ سمِّيها سقوا )7 ( أما الوليُّ فقد شقاكَ بسمِّه ** ما ليس يَسقيك العدوُّ الأَزرق )8 ( طلبوك والأَجلُ الوَشِيكُ يَحُثُّهم ** ولكلِّ نفسٍ مُدَّةٌ لا تُسبَق )9 ( لمّا أعان الموتُ كيدَ حبالهم ** علقتْ ، وأسبابُ المنيةِ تعلقُ )0 ( طَرَقَتْ مِهادَك حَيةٌ بَشَريةٌ ** كفرتْ بما تنتابُ منه وتطرُق )
____________________
(1/462)
2( يا فوز ، تلك دمشقُ خلفَ سوادها ** ترمي مكانكَ بالعيون وترمقُ )( ذكرتْ لياليَ بدرها ، فتلفَّتتْ ** فعساك تَطلُع ، أو لعلَّك تُشْرِق )( برَدَى وراءَ ضِفافِه مُستعبِرٌ ** والحورُ محلولُ الضفائر مطرقُ )4 ( والطيرُ في جَنَباتِ دُمَّرَ نُوَّحٌ ** يجدُ الهومَ خليُّهن ويأرقُ )5 ( ويقول كلُّ محدِّثً لسميره ** أبذاتِ طوقٍ بعدَ ذلك يوثق ؟ )6 ( عشقتْ تهاويلَ الجمالِ ، ولم تجدْ ** في العبقرية ما يحبُّ ويعشقُ )7 ( فمشتْ كأنَّ بنانها يدُ مدمنٍ ** وكأَن ظلَّ السمِّ فيها زِئْبَق )8 ( ولو أنّ مقدوراً يردُّ لردِّها ** بحياته الوطنُ المَرُوعُ المُشْفِق )9 ( أَشقى القضاءُ الأَرض ، بعدَك أُسرة ** لولا القضاء من السماءِ لما شَقوا )0 ( قَسَتِ القلوبُ عليهمُ وتحجَّرَتْ ** فانظر فؤادَك ، هل يلينُ ويَرفُق ؟ )
____________________
(1/463)
3( إن الذين نزلْتَ في أَكنافهم ** صَفحوا ، فما منهم مَغِيظٌ مُحْنَق )( سَخِروا من الدنيا كما سَخِرَتْ بهم ** وانبَتَّ من أَسبابها المُتَعَلَّق )( يا مأتماً من عبدِ شمسً مثله ** للشمس يصنعُ في الممات وينشق )4 ( إن ضاق ظهرُ الأرضِ عنك فبطنها ** عمّا وراءَكَ من رُفاتٍ أَضْيق )5 ( لما جَمَعْتَ الشامَ من أَطرافِه ** وافى يعزِّي الشامَ فيك المشرقُ )6 ( يبكي لواءً من شبابِ أميّةٍ ** يَحمي حِمَى الحق المبينِ ويخفق )7 ( لمستْ نواصيها الحصونُ ترومه ** )8 ( ركنُ الزعامةِ حين تطلب رأيه ** فَيَرَى ، وتسْأَلُه الخطابَ فينْطِق )9 ( ويكاد من سحرِ البلاغةِ تحتَه ** عودُ المنابرِ يستخف فيورق ) 40 ( فيحاءُ ، أَين على جِنانِك وردةٌ ** كانت بها الدنيا ترفُّ وتعبقُ ؟ )
____________________
(1/464)
4( علويّة تجد المسامع طيها ** وتُحِسُّ ريَّاها العقولُ وتَنشَق ) 4( وأرائكُ الزّهر الغصون ، وعرشها ** يدُ أمةٍ وجبينها والمفرق ) 4( منْ مبلغٌ عني شبولة جلَّق ** قولاً يَبرُّ على الزمان ويصْدُق ؟ ) 44 ( بالله جلَّ جلالُه ، بمحمدٍ ** بيسوعَ ، بالغزِّيِّ لا تتفرقوا ) 45 ( قد تُفْسِدُ المرْعَى على أخواتها ** شاةٌ تندُّ من القطيعِ وتمرقُ )
____________________
(1/465)
البحر : متقارب تام ( أَحيثُ تَلوحُ المُنى تأْفلُ ؟ ** كفى عظةً أيها المنزلُ ؟ ) ( حكيْتَ الحياة وحالاتِها ** فهلاَّ تخطَّيْتَ ما تنقل ؟ ) ( أَمِن جنْحِ ليلٍ إلى فجرِه ** حمّى يزدهي ، وحمى يعطل ؟ ) 4 ( وذلك يوحش من ربةٍ ** وذلك من ربةٍ يأهل ؟ ) 5 ( أجاب النعيُّ لديكَ البشيرَ ** وذاقَ بكأسيهما المحفل ) 6 ( وأطرق بينهما والدٌ ** أَخو ترْحَةٍ ، ليلُه أَلْيَل ) 7 ( يفىء ُ إلى العقل في أمره ** ولكِنَّهُ القلبُ ، لا يعقِل ) 8 ( تهاوت عن الوردِ أَغصانُه ** وطارَ عن البيضة البلبل ) 9 ( وراحت حياةٌ ، وجاءت حياةٌ ** وأَظهرَ قدرتَه المُبْدِل )0 ( وما غيرُ منْ قد أتى مدبرٌ ** ولا غيرُ منْ قد مضى مقبل )
____________________
(1/466)
1( كأني بسامي هلوعُ الفؤادِ ** إذا أَسمعَتْ همْسةٌ يَعجَل )( يرى قدراً يأملُ اللطفَ فيه ** وعادي الردى دون ما يأمل )( يُضيءُ لضِيفانه بِشْرُه ** وبين الضلوعِ الغَضَى المُشْعَل )4 ( ويَقْرِيهُمُ الأُنَس في منزلٍ ** ويجمعهُ والأسى منزل )5 ( ** إلى غادةٍ داؤها معضل )6 ( وذي في نفاستِهَا تَنطوي ** وذي في نفائسها تَرفُل )7 ( تَقسَّمَ بينهما قلبُه ** وخانته عيناه والأرجل )8 ( فيا نكدَ الحرِّ ، هل تنقضي ؟ ** ويا فرح الحرِّ ، هل تَكْمُل ؟ )9 ( ويا صبر سامي ، بلغتَ المدى ** ويا قلبه السهلَ ، كم تحمل ؟ )0 ( لقد زدتَ من رقةٍ كالصراط ** ودون صَلابتِكَ الجَنْدَل )
____________________
(1/467)
2( يَمرّ عليك خليطُ الخُطوب ** ويجتازك الخفُّ والمثقل )( ويا رجل الحِلْمِ ، خُذ بالرضى ** فذلك من متقٍ أجمل )( أتحسب شهدا إناءً الزمانِ ** وطينتُه الصابُ والحَنْظَل ؟ )4 ( وما كان مِن مُرِّهِ يَعتلي ** وما كان مِن حُلوهِ يسْفل )5 ( وأَنت الذي شربَ المترَعاتِ ** فأَيُّ البواقي به تَحفِل ؟ )6 ( أَفي ذا الجلالِ ، وفي ذا الوقارِ ** تُخِيفُك ضَراءُ أَو تُذهِل ؟ )7 ( أَلم تكن الملْكَ في عزِّه ** وباعُك من باعه أَطْوَل ؟ )8 ( وقولك من فوق قولِ الرجالِ ** وفعلك من فعلهم أنبل ؟ )9 ( ستعرفُ دنياك من ساومتْ ** وأن وقارك لا يبذل )0 ( كأنك شمشون لهذي الحياةِ ** وكلُّ حوادثها هيكل )
____________________
(1/468)
البحر : كامل تام ( أنظر إلى الأقمار كيف تزولُ ** وإلى وُجوهِ السَّعْدِ كيف تَحول ) ( وإلى الجبالِ الشمِّ كيف يميلها ** عادي الرّدى بإشارةٍ فتميل ) ( وإلى الرياح تخرُّ دون قرارها ** صرعى عليهن الترابُ مهيل ) 4 ( وإلى النُّسور تقاصرت أعمارها ** والعهدُ في عمر النسورِ يطول ) 5 ( في كلِّ منزلةٍ وكل سمِيَّة ** قمرٌ من الغُرِّ السُّماةِ قتيل ) 6 ( يهوي القضاء بها ، فما من عاصمٍ ** هيهات ! ليس من القضاءِ مُقيل ) 7 ( فتحُ السماءِ ونورُها سكنا الثرى ** فالأَرضُ وَلْهى ، والسماءُ ثَكول ) 8 ( سِرْ في الهواءِ ، ولُذ بناصيةِ السُّها ** الموتُ يرفرفُ فيه عزرائيل ) 9 ( ولكلّ نفسٍ ساعةٌ ، مَنْ لم يَمُتْ ** فيها عزيزاً مات وهو ذليل )0 ( أَإلى الحياةِ سَكنْتَ وهْي مَصارعٌ ** وإلى الأماني يسكنُ المسلولَ ؟ )
____________________
(1/469)
1( لا تحفلنّ ببؤسها ونعيمها ** نعمى الحياةِ وبؤسها تضليل )( ما بين نَضرَتِها وبين ذُبولِها ** عمرُ الورودِ ، وإنه لقليل )( يجري من العبَراتِ حولَ حديثِه ** ما كان من فرحٍ عليه يسيل )4 ( ولرُبَّ أَعراسٍ خَبَأْن مآتماً ** كالرُّقْط في ظلِّ الرياضِ تقيل )5 ( يا أيها الشهداءُ ، لن ينسى لكم ** فتحٌ أَغرُّ على السماءِ جميل )6 ( والمجدُ في الدنيا لأَوّلِ مُبْتنٍ ** ولمن يشيد بعده فيطيل )7 ( لولا نفوسٌ زُلْنَ في سُبُل العُلا ** لم يهدِ فيها السالكين دليل )8 ( والناسُ باذلُ روحه ، أو مالهِ ** أَو علمِه ، والآخرون فُضول )9 ( والنَّصْرُ غرَّتُه الطلائعُ في الوغَى ** والتابعون من الخميس حُجول )0 ( كم ألف ميلٍ نحو مصرَ قطعتمُ ** فِيم الوقوفُ ودون مصر مِيل ؟ )
____________________
(1/470)
2( طوروسُ تحتكم ضئيلٌ ، طرْفُه ** لمّا طلَعتم في السحاب كَلِيل )( ترخون للريح العنان ، وإنها ** لكمُ على طغيانها لذلول )( إثنين إثر اثنين ، لم يخطر لكم ** أنّ المنيّة ثالثٌ وزميل )4 ( ومن العجائب في زمانِك أَن يَفِي ** لك في الحياةِ وفي الممات خليل )5 ( لو كان يفدّى هالكٌ لفداكمُ ** في الجوّ نسرٌ بالحياة بَخيل )6 ( أيُّ الغُزاةِ أُولِي الشهادةِ قبلكم ** عرضُ السماءِ ضريحهم والطول ؟ )7 ( يغدو عليكم بالتحيةِ أهلها ** ويرفرفُ التسبيح والتهليل )8 ( إدريسُ فوقَ يمينهِ ريحانةٌ ** ويَسوعُ فوق يمينِه إكليل )9 ( في عالم سكانه أنفاسهم ** طيب ، وهمسُ حديثهم إنجيل )0 ( إني أخاف على السماء من الأذى ** في يومِ يفسد في السماءِ الجيل )
____________________
(1/471)
3( كانت مطهَّرة الأَديمِ ، نَقِيَّةً ** لا آدمٌ فيها ، ولا قابيل )( يَتوجَّه العاني إلى رحماتِها ** ويرى بها برقَ الرجاءِ عليل )( ويُشيرُ بالرأْس المُكَلَّلِ نحوَها ** شيخٌ ، وباللحظ البريءِ بتول )4 ( واليومَ للشهواتِ فيها والهوى ** سَيْلٌ ، وللدَّمِ والدموعِ مسيل )5 ( أضحتْ ومن سفن الجواءِ طوائفٌ ** فيها ، ومن خيل الهواءِ رَعيل )6 ( وأزيل هيكلها المصونُ وسرُّه ** والدهرُ للسر المصون مذيل )7 ( هلِعَت دِمشْقُ ؛ وأَقبلَتْ في أَهلها ** ملهوفةً ، لم تدر كيف تقول )8 ( مشت الشجونُ بها ، وعمَّ غياطها ** بينَ الجداولِ والعيونِ ذُبول )9 ( في كلِّ سهلٍ أَنةٌ وَمناحةٌ ** وبكلِّ حَزْنٍ رنَّةٌ وعويل ) 40 ( وكأَنما نُعِيَتْ أُميَّةُ كلُّها ** للمسجد الأُمَوِيِّ ، فهْوَ طُلول )
____________________
(1/472)
4( خضَعَتْ لكم فيه الصفوفُ ، وأُزْلِفَتْ ** لكمُ الصلاةُ ، وقربَ الترتيل ) 4( من كل نَعْشٍ كالثُّريّا ، مَجْدُه ** في الأَرضِ عالٍ ، والسماء أَصيل ) 4( فيه شهيدٌ بالكتاب مكفنٌ ** بمدامع الروحِ الأَمين غَسيل ) 44 ( أَعواده بين الرجالِ ، وأَصلُه ** بين السُّهى والمشتري محمول ) 45 ( يَمشي الجنودُ به ، ولولا أَنهم ** أولى بذاكَ مشى به جبريل ) 46 ( حتى نزلتم بُقعةً فيها الهوى ** من قبلُ ثاوٍ ، والسماحُ نَزيل ) 47 ( عَظُمَتْ ، وجلَّ ضَريحُ يوسفَ فوقَها ** حتى كأَنّ الميْت فيه رسول ) 48 ( شعري ، إذا جبتَ البحار ثلاثةً ** وحواكَ ظلُّ في فروقَ ظليل ) 49 ( وتداولَتْكَ عصابةٌ عربيّةٌ ** بينَ المآذنِ والقِلاعِ نُزول ) 50 ( وبَلغْتَ من بابِ الخِلافةِ سُدَّةً ** لستورها التَّمسيحُ والتقبيل )
____________________
(1/473)
5( قلْ للإمام محمدٍ ، ولآله ** صبرُ العظامِ على العظيم جميل ) 5( تلك الخطوبُ وقد حملتم شطرَها ** ناءَ الفراتُ بشطرها والنيل ) 5( إن تَفقِدوا الآسادَ أَو أَشبالَها ** فالغابُ من أمثالها مأهول ) 54 ( صبراً ، فأجرُ المسلمينن وأجركم ** عند الإله ، وإنه لجزيل ) 55 ( يا من خلافته الرَّضيَّةُ عصمةٌ ** للحقِّ ، أنت بأن يحقّ كفيل ) 56 ( والله يعلم أنّ في خلفائه ** عدلاً يقيم الملكَ حين يميل ) 57 ( والعدلُ يَرفع للممالك حائطاً ** لا الجيشُ يرفعه ولا الأُسطول ) 58 ( هذا مقامٌ أنت فيه محمدٌ ** والرفقُ عند محمدٍ مأمول ) 59 ( بالله ، بالإسلام ، بالجرح الذي ** ما انفكَّ في جنب الهلال يسيل ) 60 ( إلا حللتَ عن السجين وَثَاقَه ** إنَّ الوثاق على الأسود ثقيل )
____________________
(1/474)
6( أيقول واشٍ ، أو يردِّدُ شامتٌ ** صنديدُ برقة موثقٌ مكبول ؟ ) 6( هو من سيوفِك أَغمدُوه لريبةٍ ** ما كان يُغمَدُ سيفُك المسلول ) 6( فاذكر أميرَ المؤمنين بلاءه ** واستبقه ، إن السيوفَ قليل )
____________________
(1/475)
البحر : مجزوء الكامل ( ما بينَ دمعي المسبلِ ** عهدٌ وبينَ ثَرَى عَلي ) ( عهدُ البقيعِ وساكني ** هـعلى الحَيا المتهلِّل ) ( والدَّمعُ مروحَةُ الحزي ** نِ وراحَةُ المُتَمَلْمِل ) 4 ( نمضي ، ويلحق من سلا ** في الغابرينَ بمَنْ سُلي ) 5 ( كم مِنْ تُرابٍ بالدمو ** عِ على الزمان مبلَّل ) 6 ( كالقبر ما لم يبلَ في ** من العِظام ، وما بلي ) 7 ( ريَّان من مجد يع ** زُّ على القصور مؤثَّل ) 8 ( أمستْ جوانبه قر ** را للنُّجوم الأفَّل ) 9 ( وحديثم مسكُ النَّد ** يِّ ، وعَنْبَرٌ في المحفلِ )0 ( قلْ للنّعيِّ : هتكت دم ** عَ الصابر المتَجَمِّل )
____________________
(1/476)
1( المُلتقِي الأَحداثَ إنْ ** نزلَتْ كأَن لَّم تَنزِل )( حمل الأسى بأبي الفتو ** ح علَيَّ ما لمْ أَحمِل )( حتى ذهلتُ ، ومن يذق ** فقدَ الأحبةِ يذهل )4 ( فعتبْتُ في رُكن القضا ** ءِ على القضاءِ المُنْزَل )5 ( لهفي على ذاك الشبا ** بِ وذلك المستقبل )6 ( وعلى المعارف إذ خَلتْ ** من ركنها والموئل )7 ( وعلى شمائلَ كالرُّبى ** بينَ الصبا والجدول )8 ( وحياءِ وجهٍ كان يُؤ ** ثَر عن يَسوعَ المرسَل )9 ( يا راوياً تحتَ الصفي ** حِ من الكرى والجندل )0 ( ومُسرْبلاً حُلَلَ الوزا ** رةِ بات غيرَ مسربل )
____________________
(1/477)
2( ومُوَسداً حُفَرَ الثرى ** بعدَ البناءِ الأَطول )( إني التفتُّ إلى الشبا ** ب الغابرِ المتمثَّل )( ووقفتُ ما بين المحقَّ ** قِ فيه ، والمتخيَّل )4 ( فرأَيت أَياماً عَجِلْ ** نَ ، وليْتَها لَمْ تَعْجَل )5 ( كانت مُوَطَّأَةَ المِها ** دِ لنا ، عِذاب المنهَل )6 ( ذَهَبتْ كحُلمٍ ، بيْدَ أنّ ** أنّ الحلمَ لم يتأوَّل )7 ( إذ نحن في ظلِّ الشبا ** بِ الوارفِ المتهدِّل )8 ( جاران في دار النوَى ** مُتقابلانِ بمنزل )9 ( ** ن على خمائل مونبلي )0 ( والدرسُ يجمعني بأف ** ضلِ طالبٍ ومحصِّل )
____________________
(1/478)
3( ** لِ العلم ما لم يُبذَل )( غَضَّ الشباب ، فكيف كن ** ت عن الشبابِ بمعْزِل ؟ )( وإذا دعاكَ إلى الهوى ** داعي الصَّبا ما لم تحفل )4 ( ولو اطَّلعْتَ على الحيا ** ةِ فعلتَ ما لم يفعل )5 ( لم يَدْرِ إلاَّ الله ما ** خَبأَتْ لكَ الدنيا ، ولي )6 ( تَجري بنا لمُفتَّح ** بينَ الغُيوب ومُقفَل )7 ( حتى تبدَّلْنا ، وذا ** ك العهدُ لم يَتبدَّل )8 ( هاتيك أيامُ الشبا ** بِ المحسنِ المتفضِّل )9 ( منْ فاته ظلُّ الشبي ** بةِ عاش غير مُظلَّل ) 40 ( يا راحلاً أَخلَى الديا ** رَ وفضله لم يرحل )
____________________
(1/479)
4( تتحملُ الآمالُ إثْ ** ر شبابِه المتحمِّل ) 4( مشتِ الشبيبةُ جحفلاً ** تبكي لواء الجحفل ) 4( انظر سريرَك ، هل جرى ** فوق الدموعِ الهطَّل ) 44 ( الله في وطنٍ ضعي ** فِ الركنِ ، واهي المعقل ) 45 ( وأَبٍ وراءَك حُزنُه ** لنواك حزنُ المثكل ) 46 ( يَهَبُ الضِّياعَ العامرا ** تِ لمَنْ يردُّ له علي ) 47 ( ونجيبةٍ بين العقا ** ئل همُّها لا ينسلي ) 48 ( دخلتْ منازلها المنو ** نُ على الجريءِ المشبل ) 49 ( كسرَتْ جناحَ مُنعَّمٍ ** ورمَتْ فؤادَ مُدلَّل ) 50 ( آلُ الحسينِ بكربلا ** في كُربةٍ لا تنجلي )
____________________
(1/480)
5( خلعَ الشبابَ على القنا ** وبذلْتَه لِلمُعْضِل ) 5( ** من عِلَّةٍ في مَقتل ) 5( فاذهب كما ذهبَ الحسي ** نُ إلى الجوارِ الأَفضَل ) 54 ( فكلاكما زينُ الشبا ** بِ بجنةِ الله العلي )
____________________
(1/481)
البحر : بسيط تام ( ممالكُ الشرقِ ، أم أدراسُ أطلالِ ** وتلك دولاته ، أم رسمها البالي ؟ ) ( أَصَابَها الدهرُ إلاَّ في مآثرِها ** والدهرُ بالناس من حالٍ إلى حال ) ( وصار ما نتغنَّى من محاسنها ** حديث ذي محنةٍ عن صفوه الخالي ) 4 ( إذا حفا الحقُّ أرضاً هانَ جانبُها ** كأنها غابةٌ من غيرِ رئبال ) 5 ( وإن تحكَّم فيها الجهلُ أسلمها ** لفاتكٍ من عوادي الذل قتَّال ) 6 ( نوابغَ الشرقِ ، هزُّوهُ لعلّ به ** من الليالي جمودَ اليائس السَّالي ) 7 ( إن تنفخوا فيه من روح البيانِ ، ومن ** حقيقةِ العلمِ ينهضْ بعدَ إعضال ) 8 ( لا تجعلوا الدينَ باب الشرِّ بينكمُ ** ولا محلَّ مباهاةٍ وإدلال ) 9 ( ما الدينُ إلا تراثُ الناس قبلكمُ ** كلُّ امرىء ٍ لأبيه تابعٌ تالي )0 ( ليس الغلوُّ أَميناً في مَشُورته ** مناهجُ الرشدِ قد تخفى على الغالي )
____________________
(1/482)
1( لا تطلبوا حقّكم بغياً ، ولا صلفاً ** ما أبعدَ مصلحةٍ ضاعت بإهمال )( كم همَّةٍ دفعتْ جيلاً ذرا شرفٍ ** ونومة هدمتْ بنيانَ أجيال )( والعلمُ في فضله ، أَو في مفاخِره ** ركنُ الممالكِ ، صدرُ الدولةِ الحالي )4 ( إذا مشتْ أمّةٌ في العالمين به ** أبى لها اللهُ أن تمشي بأغلال )5 ( يقِلُّ للعلم عندَ العارفين به ** ما تقدر النفسُ من حبٍّ وإجلال )6 ( فقفْ على أهله ، واطلبْ جواهره ** كناقدٍ ممعنٍ في كفّ لآل )7 ( فالعلم يفعل في الأَرواح فاسدُه ** ما ليس يفعل فيها طِبُّ دجَّال )8 ( ورب صاحبِ درسٍ لو وقفتَ به ** رأيت شبه علم بينَ جهّال )9 ( وتسبق الشمسَ في الأَمصار حكمتُه ** إلى كهولٍ ، وشُبّانٍ ، وأَطفال )0 ( زيدانُ ، إني مع الدنيا كعهدِك لِي ** رِضَى الصديقِ ، مقِيلُ الحاسدِ القالي )
____________________
(1/483)
2( لي دَوْلةُ الشعر دونَ العصر وائِلَةٌ ** مَفاخِري حِكَمي فيها وأَمثالي )( إن تمشِ للخير أو للشر بي قدمٌ ** أشمِّرُ الذيلَ ، أو أعثرُ بأذيالي )( وإنْ لَقِيتُ ابنَ أُنثى لي عليه يد ** جحدتْ في جنبِ فضلِ الله أفضالي )4 ( وأشكر الصنع في سري وفي علني ** إن الصنائع تزكو عند أمثالي )5 ( وأَتركُ الغيبَ لله العليمِ به ** إن الغيوب صناديقٌ بأقفال )6 ( كأرعنِ الدَّيرِ إكثاري وموقعه ** وكالأَذانِ على الأَسماع إقلالي )7 ( رثَيْتُ قبلك أَحباباً فُجِعْتُ بِهم ** ورحتُ مع فرقةِ الأحبابِ يرثى لي )8 ( وما علمتُ رفيقاً غير مؤتمنٍ ** كالموت للمرءِ في حلٍّ وترحال )9 ( أرحتَ بالك من دنيا بلا خُلقٍ ** أليس في الموت أقصى راحة البالَ ؟ )0 ( طالت عليك عوادي الدهر في خشنٍ ** من التراب مع الأيام منهال )
____________________
(1/484)
3( لم نأْتِه بأَخٍ في العيش بعدَ أَخٍ ** إلاَّ تركنا رُفاتاً عندَ غِربال )( لا ينفعُ النفس فيه وَهْيَ حائرةٌ ** إلا زكاةُ النهى ، والجاهِ ، والمال )( ما تصنع اليومَ من خيرٍ تجده غداً ** الخيرُ والشرُّ مثقالٌ بمثقال )4 ( قد أَكمل الله ذيّاك الهلالَ لنا ** فلا رأى الدهرَ نقصاً بعدَ إكمال )5 ( ولا يزلْ في نفوس القارئين ، له ** كرامةُ الصحفِ الأولى على التالي )6 ( فيه الروائع من علمٍ ، ومن أَدبٍ ** ومن وقائعِ أيامٍ وأحوال )7 ( وفيه همةُ نفسٍ زانها خلقٌ ** هما لباغي المعالي خيرُ منوال )8 ( ** أنّ الحياة بآمالٍ وأعمال )9 ( ما كان من دُوَلِ الإسلام مُنصرِماً ** صورته ، كلُّ أيامٍ بتمثال ) 40 ( نرى به القوم في عزٍّ وفي ضعةٍ ** والملكَ ما بينَ إدبارٍ وإقبال )
____________________
(1/485)
4( وما عَرَضْتَ على الأَلبابِ فاكهةً ** كالعلمِ تُبرِزُه في أَحسنِ القال ) 4( وَضعْتَ خيرَ رواياتِ الحياةِ ، فضَعْ ** روايةَ الموتِ في أُسلوبِها العالي ) 4( وصفْ لنا كيف تجفو الروحُ هيكلها ** ويستبدُّ البلى بالهيكل الخالي ) 44 ( وهل تحنُّ إليه بعد فرقته ** كما يحنُّ إلى أوطانه الجالي ) 45 ( هضابُ لبنانَ من منعاتكَ اضطربتْ ** كأن لبنانَ مرميٌّ بزلزال ) 46 ( كذلك الأرضُ تبكي فقدْ عالمها ** كالأُم تبكي ذهابَ النافعِ الغالي )
____________________
(1/486)
البحر : طويل ( ألا في سبيلِ الله ذاكَ الدمُ الغالي ** وللمجدِ ما أبقى من المثل العالي ) ( وبعضُ المنايا هِمّةٌ من ورائِها ** حياةٌ لأَقوامٍ ، ودُنيا لأَجيال ) ( أعينيَّ ، جودا بالدموع على دمٍ ** كريمِ المُصَفَّى من شبابٍ وآمال ) 4 ( تناهَتْ به الأَحداثُ من غُربةِ النَّوَى ** إلى حادثٍ من غُربةِ الدهرِ قتّال ) 5 ( جرى أُرجُوانيّاً ، كُمَيْتاً ، مُشَعْشَعاً ** بأَبيضَ من غِسْل الملائِكِ سَلْسَال ) 6 ( ولاذ بقُضبانِ الحديدِ شَهيدُه ** فعادتْ رفيفاً من عيونٍ وأطلال ) 7 ( سلامٌ عليه في الحياةِ ، وهامداً ** وفي العُصُرِ الخالي ، وفي العالَمِ التالي ) 8 ( خَليلَيَّ ، قُوما في رُبَى الغربِ ، واسقيا ** رياحينَ هامٍ في التراب ، وأوصال ) 9 ( من الناعماتِ الراوياتِ من الصِّبا ** ذوت بينَ حِلٍّ في البلاد وتَرحال )0 ( نعاها لنا الناعي ، فمال على أَبٍ ** هَلوعٍ ، وأُمٍّ بالكنانةِ مِثكال )
____________________
(1/487)
1( طَوَى الغربَ نحوَ الشرقِ يعْدُو سُلَيْكُهُ ** بمضطربٍ في البرِّ والبحر ، مرقال )( يُسِرُّ إلى النفس الأَسَى غيرَ هامسٍ ** ويلقي على القلبِ الشَّجى غيرَ قَّوال )( سماءُ الحمى بالشاطئينِ وأرضه ** منانحةُ أقمارٍ ، ومأتمُ أشبال )4 ( تُرَى الريحُ تدرِي : ما الذي قد أعادهَا ** بساطاً ، ولكن من حديدٍ وأَثقال ؟ )5 ( يُقِلُّ من الفِتْيَانِ أَشبالَ غابةٍ ** غُداةً على الأَخطار رُكَّابَ أَهوال )6 ( ثَنَتْهُ العوادي دونَ أُودِينَ ، فانثنَى ** بآخَرَ من دُهْمِ المقاديرِ ذَيّال )7 ( قد اعتنقا تحتَ الدّخانِ كما التقى ** كَمِيّان في داجٍ من النقْعِ مُنجال )8 ( فسبحانَ منْ يرمي الحديدَ وبأسه ** على ناعم غضٍّ من الزهر منهال )9 ( ومنْ يأخذُ السارين بالفجرِ طالعاً ** طلوع المنايا من ثنَّيات آجال )0 ( ومَن يَجعلُ الأَسفارَ للناس هِمّةً ** إلى سفرٍ ينوونه غير قفَّال )
____________________
(1/488)
2( فيا ناقليهم ، لو تركتم رفاتهم ** أقام يتيماً في حِراسةِ لآلِ )( وبينَ غَريبالْدي وكافورَ مَضْجَعٌ ** لنُزَّاعِ أَمصارٍ على الحقِّ نُزَّال )( فهل عَطَفتْكم رَنّةُ الأَهْلِ والحِمَى ** وضَجَّةُ أَترابٍ عليهم وأَمثال ؟ )4 ( لئن فاتَ مصراً أن يموتوا بأرضها ** لقد ظَفِرُوا بالبَعْث من تُرْبِهَا الغالي )5 ( وما شغلتهم عن هواها قيامةٌ ** إذا اعتلَّ رهنُ المحسينِ بأشغال )6 ( حملتم من الغرب الشموسَ لمشرقٍ ** تَلَقَّى سناها مُظلماً كاسِفَ البال )7 ( عواثرَ لم تبلغْ صباها ، ولم تنلْ ** مداها ، ولم توصلْ ضحاها بآصال )8 ( يطافُ في الأعناقِ تترى زكيةً ** كتابوتِ موسى في مَناكب إسْرال )9 ( ملفَّفة في حلَّةٍ شفقيةٍ ** هِلاليةٍ من راية النيلِ تمثال )0 ( أَظَلّ جلالُ العلم والموتِ وَفدَها ** فلم تلقَ إلا في خشوعٍ وإجلال )
____________________
(1/489)
3( تُفارِقُ داراً من غُرورٍ وباطِلٍ ** إلى منزل من جيرةِ الحقِّ محلال )( فيا حلبةً رفَّتْ على البحر حليةً ** وهزّتْ بها حُلوانُ أعطافَ مُختال )( جرتْ بين إيماضِ العواصمِ بالضُّحى ** وبينَ ابتسامِ الثَّغرِ بالموكِبِ الحالي )4 ( كثيرةَ باغي السبقِ لم يُرَ مِثلُها ** على عهدِ إسماعيلَ ذي الطَّوْلِ والنال )5 ( لكِ الله ، هذا الخطبُ في الوهم لم يقع ** وتلك المنايا لم يكنَّ على بال )6 ( بَلَى ، كلُّ ذي نَفسٍ أَخو الموتِ وابنُه ** وإن جَرّ أَذيالَ الحداثةِ والخال )7 ( وليس عجيباً أن يموتَ أخو الصِّبا ** ولكن عجيبٌ عيشهُ عيشةَ السالي )8 ( وكلُّ شبابٍ أو مشيبٍ رهينةٌ ** بمُعترِضٍ من حادثِ الدهرِ مُغتال )9 ( وما الشيبُ من خَيْلِ العُلا ؛ فارْكَبِ الصِّبا ** إلى المجدِ ترْكَبْ مَتْنَ أَقدرِ جَوّال ) 40 ( يَسُنُّ الشبابُ البأْس والجودَ للفتى ** إذا الشيبُ سنَّ البخلَ بالنفس والمال )
____________________
(1/490)
4( ويا نشأ النيلِ الكريمِ ، عزاءَكم ** ولا تذكروا الأَقدارَ إلا بإجمال ) 4( فهذا هو الحقُّ الذي لا يرُدُّه ** تأفُّفُ قالٍ ، أو تلطُّفُ محتال ) 4( عليكم لواءَ العلم ، فالفوزُ تحتهُ ** وليس إذا الأَعلام خانت بخذَّال ) 44 ( إذا مالَ صفٌّ فاخلفوه بآخَرٍ ** وَصولِ مَساعٍ ، لا ملولٍ ، ولا آل ) 45 ( ولا يصلُحُ الفِتيانُ لا علمَ عندَهم ** ولا يجمعون الأمرَ أنصاف جهَّال ) 46 ( وليس لهم زادٌ إذا ما تزودوا ** بياناً جُزَاف الكيل كالحَشَفِ البالي ) 47 ( إذا جزعَ الفتيانُ في وقعِ حادثٍ ** فمَنْ لجليلِ الأَمرِ أَو مُعْضِلِ الحال ؟ ) 48 ( ولولا معانٍ في الفدى لم تعانهِ ** نفوسُ الحواريِّين أو مهجُ الآل ) 49 ( فَغَنُّوا بهاتيك المصارعِ بينَكم ** ترنُّمَ أبطالٍ بأيام أبطال ) 50 ( أَلستم بَني القومِ الذين تكبَّروا ** على الضربات السّبعِ في الأَبدِ الخالي ؟ )
____________________
(1/491)
5( رُدِدْتُم إلى فِرْعَوْنَ جَدّاً ، ورُبما ** رجعتم لعمٍّ في القبائل أو خال )
____________________
(1/492)
البحر : خفيف تام ( آل زغلولَ ، حَسْبُكم من عزاءٍ ** سُنَّةُ الموتِ في النَّبِيِّ وآلِه ) ( في خلالِ الخطوبِ ما راع إلا ** أنها دون صبركم وجماله ) ( حمل الرزءَ عنكمُ في سعيدٍ ** ) 4 ( قد دهاه من فقده ما دهاكم ** وبكى ما يكيتم من خلاله ) 5 ( فكما كان ذخركم ومناكم ** كان من ذخره ومن آماله ) 6 ( ليت من فكَّ أسركم لم يكله ** للمنايا تمدُّه في اعتقاله ) 7 ( حجبتْ من ربيعه ما رجوتم ** وطوَتْ رحلة العُلا من هلاله ) 8 ( آنستْ صحةً فمرت عليها ** وتخطَّتْ شبابه لم تباله ) 9 ( إنما مِنْ كِتابِه يُتَوَفَّى المر ** ءُ ، لا من شبابه واكتهاله )0 ( لست تدري الحِمامُ بالغاب هل حا ** مَ على اللَّيْثِ ، أَم على أَشباله )
____________________
(1/493)
1( يا سعيدُ اتَّئِدْ ، ورِفْقاً بشيخٍ ** والهٍ من لواعج الثكل واله )( ما كفاه نوائب الحقِّ حتى ** زِدْتَ في هَمِّه وفي إشغاله )( فَجأَ الدهرُ ، فاقتضبْتُ القوافي ** من فجاءاته وخطفِ ارتجاله )4 ( قمْ فشاهدْ لو استطعتَ قياماً ** حَسرَة الشعرِ ، والْتِياعَ خياله )5 ( كان لي منك في المجامع راوٍ ** عجَزَ ابنُ الحسين عن أَمثاله )6 ( فطنٌ للصَّحاح من لؤلؤ القو ** لِ ، وأدرى بهنّ منْ لآله )7 ( لم يَكُنْ في غُلُوِّهِ ضيق الصَّد ** رِ ، ولا كان عاجزاً في اعتداله )8 ( لا يُعادي ، ويُتَّقى أَن يُعادَى ** ويُخلِّي سبيلَ منْ لم يُواله )9 ( فامْضِ في ذمةِ الشبابِ نقيّاً ** طاهراً ما ثَنيت من أَذياله )0 ( إنّ للعصر والحياةِ لَلُؤماً ** لستَ مِنْ أَهلِه ولا مِنْ مَجاله )
____________________
(1/494)
2( صانكَ اللهُ من فسادِ زمانٍ ** دَنَّسَ اللؤمُ مِن ثيابِ رِجاله )( سيقولون : ما رثاه على الفض ** ل ، ولكنْ رَثاه زُلفَى لخاله )( أيهم منْ أتى برأس كليبٍ ** أَو شَفَى القُطْرَ من عَياءِ احتلاله ؟ )4 ( ليس بيني وبين خالِكَ إلا ** أنني ما حييتُ في إجلاله )5 ( أَتمنَّى لمصرَ أَن يَجرِيَ الخي ** رُ لها مِنْ يَمينِه وشِماله )6 ( لسْتُ أَرجوه كالرجال لصَيْدٍ ** من حرامِ انتخابهم أو حلاله )7 ( كيف أرجو يا أبا سعيدٍ لشيءٍ ** كان يُقْضَى بكُفره وضلاله ؟ ! )8 ( هو أَهلٌ لأَنْ يرُدَّ لقومي ** أَمْرَهم في حقيقة استقلاله )9 ( وأنا المرءُ لم أرَ الحقَّ إلا ** كنتُ من حزبه ومن عمَّاله )0 ( ربَّ حرٍّ صنعتُ فيه ثناءً ** عجزَ الناحتون عن تمثاله )
____________________
(1/495)
البحر : خفيف تام ( مال أَحبابُه خليلاً خليلا ** وتولَّى اللِّداتُ إلا قليلا ) ( نصلوا أمسِ من غبار الليالي ** ومضى وحدَه يحثُّ الرحيلا ) ( سكنتْ منهم الركابُ ، كأن لم ** تضطربْ ساعةً ولم تمضِ ميلا ) 4 ( جُرِّدوا من منازلِ الأرضِ إلا ** حَجَراً دارِساً ورَملاً مَهيلا ) 5 ( وتَعَرَّوْا إلى البِلَى ، فكساهم ** خشنة اللحدِ والدجى المسدولا ) 6 ( في يبابٍ من الثرى رَدَّه المو ** تُ نقياً من الحقودِ غسيلا ) 7 ( طَرَحوا عندَه الهمومَ ، وقالوا ** إن عِبْءَ الحياةِ كان ثقيلا ) 8 ( إنما العالمُ الذي منه جئنا ** ملعٌ لا ينوع التمثيلا ) 9 ( بطلُ الموتِ في الرواية ركنٌ ** بُنِيَتْ منه هيكلاً وفصولا )0 ( كلما راح أَو غدا الموتُ فيها ** سَقط السِّترُ بالدموع بَليلا )
____________________
(1/496)
1( ذكرياتٌ من الأحبة تمحى ** بيدٍ للزمان تمحو الطلولا )( كلُّ رسمٍ من منزلٍ أو حبيبٍ ** سوف يمشي البِلَى عليه مُحيلا )( رُبَّ ثُكْلٍ أَساكَ مِن قُرْحةِ الثُّكْ ** لِ ، ورزْءٌ نسَّاك رُزْءاً جليلا )4 ( يا بَناتِ القَرِيضِ ، قُمْنَ مَناحا ** تٍ ، وأرسلنَ لوعةً وعويلا )5 ( من بَناتِ الهَدِيلِ أنْتُنَّ أَحْنَى ** نغمة في الأسى ، وأشجى هديلا )6 ( إن دمعاً تَذْرِفْنَ إثرَ رِفاقي ** سوف يَبْكِي به الخليلُ الخليلا )7 ( ربَّ يومٍ يناحُ فيه علينا ** لو نحسُّ النَّواح والترتيلا )8 ( بمراثٍ كتبنَ بالدمع عنّا ** أَسطُراً من جوًى ، وأُخرى غليلا )9 ( يجدُ القائلون فيها المعاني ** يومَ لا يأْذن البِلى أَن نَقولا )0 ( أَخذ الموتُ من يدِ الحقِّ سَيفاً ** خالديَّ الغرار ، عضباً ، صقيلا )
____________________
(1/497)
2( من سيوف الجهادِ فولاذهُ الح ** قُّ ، فهل كان قَيْنُه جِبريلا ؟ )( لمسته يدُ السماءِ ، فكان ال ** بَرْقَ والرعدَ خَفْقَةً وصَليلا )( وإباءُ الرجالِ أمضى من السي ** فِ على كفِّ فارسٍ مسلولا )4 ( ربَّ قلبٍ أصاره الخلقُ ضرغا ** ماً ، وصدرٍ أصاره الحقُّ غيلا )5 ( قيلَ : حللهُ ، قلتُ : عرقٌ من الت ** برِ أراحَ البيانَ والتحليلا )6 ( لم يزدْ في الحديد والنارِ إلا ** لَمحةً حُرَّة ، وصبراً جميلا )7 ( لم يَخَفْ في حياته شَبَح الفق ** رِ إذا طاف بالرجال مهولا )8 ( جاعَ حيناً ، فكان كالليثِ آبى ** ما تُلاقيه يومَ جُوعٍ هَزيلا )9 ( تأكل الهرَّةُ الصغارَ إذا جا ** عَتْ ، ولا تأْكل اللَّباةُ الشُّبولا )0 ( قيلَ : غالٍ في الرأي ، قلتُ : هبوهُ ** قد يكون الغُلُوُّ رأْياً أَصيلا )
____________________
(1/498)
3( وقديماً بَنَى الغُلُوُّ نُفوساً ** وقديماً بنى الغلوُّ عقولا )( وكم استنهضَ الشيوخَ ، وأَذكى ** في الشباب الطِّماحَ والتأْميلا )( ومنَ الرأيِ ما يكونُ نفاقاً ** أَو يكونُ اتجاهُه التضليلا )4 ( ومن النقدِ والجِدالِ كلامٌ ** يشبه البغيَ ، والحنا ، والفضولا )5 ( وأَرى الصدقَ ديْدَناً لسَلِيل ال ** رافعيِّينَ والعَفافَ سَبيلا )6 ( عاش لم يَغْتَبِ الرجالَ ، ولم يَجْ ** عَلْ شؤون النفوسِ قالاً وقِيلا )7 ( قد فقدنا به بقيَّةَ رَهْطٍ ** أيقظوا النيلَ وادياً ونزيلا )8 ( حَرَّكوهُ ، وكان بالأَمس كالكه ** فِ حُزوناً ، وكالرَّقِيم سُهولا )9 ( يا أمينَ الحقوقِ ، أديتَ حتى ** لم تخنْ مصرَ في الحقوق فتيلا ) 40 ( ولو استطعتَ زدتَ مصرَ من ** الحقِّ على نيلها المباركِ نيلا )
____________________
(1/499)
4( لستُ أنساكَ قابعاً بين درجي ** كَ مكبَّا عليهما مشغولا ) 4( قد تواريتَ في الخشوع ، فخالو ** كَ ضئيلاً ، وما خُلِقْتَ ضئيلا ) 4( سائل الشعبَ عنك ، والعَلَمَ ** الخفَّاقَ ، أَو سائل اللواءَ الظليلا ) 44 ( كم إمامٍ قربْتَ في الصفِّ منه ** ومغنٍّ قعدتْ منه رسيلا ؟ ) 45 ( تُنْشِدُ الناسَ في القَضِيَّةِ لَحْناً ** كالحواريِّ رَتَّل الإنجيلا ) 46 ( ماضياً في الجهاد لم تتأخَّر ** تزنُ الصفَّ ، أو تقيم الرعيلا ) 47 ( ما تبالي مضيتَ وحدكَ تحمي ** حوزةَ الحق ، أم مضيتَ قبيلا ) 48 ( إن يفتْ فيكَ منبرَ الأمسِ شعري ** إن لي المنبرَ الذي لن يزولا ) 49 ( جلّ عن منشدٍ سوى الدهرِ يلقي ** هِ على الغابرين جيلاً فجيلا )
____________________
(1/500)
البحر : خفيف تام ( يا ثَرَى النيلِ ، في نَواحيكَ طيرٌ ** كان دنيا ، وكان فرحةَ جيلِ ) ( لم يزلْ ينزلُ الخمائلَ حتى ** حلّ في رَبْوَةٍ على سَلسبيل ) ( أقعد الرَّوضَ في الحياة مليَّاً ** وأَقامَ الرُّبَى بسِحْر الهَديل ) 4 ( يا لِواءَ الغناءِ في دَوْلةِ الف ** ن ، إليكَ اتجهتُ بالإكليل ) 5 ( عبقريا كأنه زنبقُ الحل ** دِ على فَرْعِه السَّرِيِّ الأَسيل ) 6 ( اينَ منْ مسمع الزمانِ أغان ** يُّ عليهنَّ رزعةُ التمثيل ؟ ) 7 ( أَين صَوتٌ كأَنه رَنّةُ البلب ** لِ في الناعم الوريفِ الظليل ؟ ) 8 ( فيه من نَغْمةِ المزاميرِ مَعنًى ** وعليه قداسةُ الترتيل ) 9 ( كلما رَنَّ في المسارح ( إن كن ** تُ انثنى بالهتاف والتهليل )0 ( كعتاب الحبيب في أذنِ الصَّ ** ب ، وهمسِ النديمِ حولَ الشمول )
____________________
(1/501)
1( كيف إخواننا هناك على الكوْ ** ثَر بينَ الصَّبا وبينَ القبول ؟ )( كيف في الخلد ضربُ أحمدَ بالعو ** دِ ، ونفخُ الأَمين في الأَرغول ؟ )( فرَحٌ كُلُّهُ النعيمُ ، وعُرْسٌ ** كيف عثمانُ فيه كيف الحمولي ؟ )4 ( فهنيئاً لكم ونعمةُ بالٍ ** إستَرحتم من ظِل كلِّ ثَقيل )5 ( إنما مَنزلٌ رُفاتُك فيه ** لَبقايا من كل فَنٍّ جميل )6 ( ذبلتْ في ثراهُ ريحانةُ الف ** نِّ ، وجفَّتْ ريحانةُ التمثيل )7 ( قام يجزي سلامةً في ثراه ** وطنٌ بالجزاءِ غيرُ بخيل )8 ( قد يوفي البناءَ والغرسَ أجراً ** ويُكافِي على الصَّنيعِ الجليل )9 ( مُحسنٌ بالبنينَ في حاضرِ العَيْ ** ش ، وفي سالفِ الزمانِ الطويل )0 ( ويعدُّ الضَّريحَ من مرمرِ الخل ** دِ الكريمِ المهذَّبِ المصقول )
____________________
(1/502)
2( بدفنُ الصالحين في ورقِ المصْ ** حَفِ ، أَو في صحائف الإنجيل )( مصرُ في غَيبةِ المُشايعِ ، والحا ** سدِ ، والحاقد اللَّئيمِ الذَّليل )( قامت اليومَ حولَ ذكراك تجري ** وطنيا من الطِّراز القليل )4 ( من رجالٍ بنوا لمصر حديياً ** وأَذاعوا مَحَاسِناً للنيل )5 ( هم سُقاةُ القلوبِ بالوُدِّ والصَّف ** وِ ، وهم تارةً سقاةُ العقول )6 ( ليس منهم إلا فتى عبقريٌّ ** ليس في المجد بالدَّعِي الدخيل )
____________________
(1/503)
البحر : طويل ( مُصابُ بَنِي الدنيا عظيمٌ بأَدهمِ ** وأعظمُ منه حيرةُ الشعرِ في فمي ) ( أأنطقُ والأنباءُ تترى بطيبٍ ** وأسكتُ والأنباءُ تترى بمؤلم ؟ ) ( أتيتُ بغالٍ في الثناءِ منضَّدٍ ** فمَنْ لي بِغالٍ في الرِّثاءِ مُنظَّم ؟ ) 4 ( عسى الشعرُ أن يجزي جريئاً ، لفقده ** بَكى التركُ واليونانُ بالدمع والدّم ) 5 ( وكم من شجاعٍ في العداةِ مكرَّمٍ ** وكم من جبانٍ في اللداتِ مذمَّم ) 6 ( وهل نافعٌ جَرْيُ القَوافي لغايةٍ ** وقد فتكتْ دهمُ المنايا بأدهم ) 7 ( رمَتْ فأَصابت خيرَ رامٍ بها العِدَى ** وما السَّهمُ إلا للقضاءِ المحتَّم ) 8 ( فتًى كان سيفَ الهندِ في صورةِ امرىء ٍ ** وكان فتى القتيانِ في مسكِ ضيغم ) 9 ( لحاهُ على الإقدام حسَّادُ مجدهِ ** وما خُلِقَ الإقبالُ إلا لمُقْدِم )0 ( مزعزعُ أجيالٍ ، وغاشي معاقلٍ ** وقائدُ جَرّارٍ ، ومُزْجِي عَرَمْرَم )
____________________
(1/504)
1( سلوا عنه مليونا وما في شعابه ** وفي ذرويته من نسورٍ وأعظم )( وقال أناسٌ : آخرُ العهدِ بالملا ** وهمتْ ظنونٌ بالتراثِ المقسَّم )( فأَطْلَعَ للإسلام والمُلْكِ كوكباً ** من النصر في داجٍ من الشك مُظلِم )4 ( ورحنا نباهي الشرق والغربَ عزَّةً ** وكُنَّا حديثَ الشامتِ المترحِّم )5 ( مَفاخرُ للتاريخ تُحْصَى لأَدهم ** ومَنْ يُقْرِضِ التاريخَ يَرْبَحْ ويَغْنَم )6 ( أَلا أَيُّها الساعونَ ، هل لَيس الصَّفا ** سواداً ، وقد غصَّ الورودُ بزمزم ؟ )7 ( وهل أقبلَ الركبانُ ينعونَ خالداً ** إلى كلِّ رامٍ بالجمارِ ومحرم ؟ )8 ( وهل مَسجدٌ تَتْلُونَ فيه رِثاءَه ؟ ** فكم قد تَلَوْتُم مَدْحَهُ بالترنُّم ! )9 ( وكان إذا خاضَ الأسنةَ والظَّبى ** تَنَحَّتْ إلى أَن يَعْبَر الفارسُ الْكَمِي )0 ( ومَنْ يُعْطَ في هذي الدَّنِيَّةِ فُسْحَةً ** يُعَمَّرْ وإن لاقَى الحروبَ ويَسْلم )
____________________
(1/505)
2( عليٌّ أَبو الزَّهراءِ داهيةُ الوغَى ** دهاهُ ببابِ الدّارِ سيفُ ابن مُلْجَم )( فروق ، اضحكي وابكي فخاراً ولوعةً ** وقُومي إلى نعش الفقيدِ المعظَّم )( كأمِّ شهيدٍ قد أتاها نعيُّةُ ** فخفَّتْ له بينَ البكا والتبسُّم )4 ( وخطِّي له بينَ السلاطينِ مضجعاً ** وقبراً بجنبِ الفاتح المتقدِّم )5 ( بَخِلْتِ عليه في الحياةِ بموكبٍ ** فُتوبي إليه في الممات بمأْتم )6 ( ويا داءُ ، ما أَنصَفْتَ إذْ رُعْتَ صدرَهُ ** وقد كان فيه الملكُ إن رِيعَ يَحتمِي )7 ( ويا أيها الماشونَ حولَ سَريرِه ** أَحَطْتُم بتاريخٍ فَصيحِ التكلُّم )8 ( ويا مصرُ ، مَنْ شَيَّعْتِ أَعْلى همامةً ** وأَثْبَتُ قلباً مِنْ رَواسِي المقطَّم )9 ( ويا قومُ ، هذا منْ يقام لمثله ** مثالٌ لباغي قدوةٍ متعلِّم )0 ( ويا بحرُ ، تدري قدرَ مَنْ أَنت حاملٌ ؟ ** ويا أَرضُ ، صونيه ، ويا رَبِّي ، ارْحَمِ )
____________________
(1/506)
البحر : خفيف تام ( هالةٌ للهلالِ فيها اعتصامُ ** كيف حامَتْ حِيالَها الأَيّامُ ؟ ) ( دخلتها عليكَ عثمانُ في السل ** م ، وقد كنتَ في الوَغَى لا تُرام ) ( وإذا الداءُ كان الداءَ المنايا ** صعَّبتهُ لأهلها الأحلام ) 4 ( فبرغم المشير أن يتولَّى ** والخطوبُ المُرَوِّعاتُ جِسام ) 5 ( ويدُ الملكِ تستجيرُ يديهِ ** والسرايا تدعوه ، والأَعلام ) 6 ( وبنوه يرجونه وهُمُ الجُن ** دُ ، وهم قادةُ الجنودِ العظام ) 7 ( مثَّلتهم صفاتهُ للبرايا ** ربَّ فردٍ سادت به أقوام ) 8 ( بطلَ الشرقِ ، قد بَكتْك المعالي ** ورثاك الوَلِيُّ والأَخصام ) 9 ( خذل الملكَ زنده يوم أودي ** تَ ، وأَهوَى من راحتَيْهِ الحُسام )0 ( ودهى الدينَ والخلافةَ أمرٌ ** فادحٌ رائعٌ ، جليلٌ ، جُسام )
____________________
(1/507)
1( علمُ العصر والممالكِ ولَّى ** وقليلٌ أمثاله الأعلام )( وإذا كانت العقولُ كِباراً ** ولو أنّ المحاصرين الأنام )( خَيَّم الروسُ حولَ حِصْنِكَ ، لكن ** أين منْ هامةِ السِّماكِ الخيام ؟ )4 ( وأَحاطت بعزمك الجندُ ، لكن ** عزمك الشُّهبُ ، والجنودُ الظلام )5 ( كلما جرّدَ المحاصرُ سيفاً ** قطع السيفَ رأْيُكَ الصّمصام )6 ( وإذا كانت القعولُ كباراً ** سلمت في المضايق الأجسام )7 ( وعجيبٌ لا يأْخذُ السيفُ منكم ** وينال الطَّوى ، ويعطى الأوام )8 ( فخرجتم إلى العِدا لم تُبالوا ** ما لأُسْدٍ على سُغوب مُقام )9 ( تَخرقون الجيوشَ جيشاً فجيشاً ** مِثلَما يَخرقُ الخَواءَ الغَمام )0 ( والمنايا مُحيطةٌ ، وحصونُ الرُّ ** وسِ تحمي الطريقَ والألغام )
____________________
(1/508)
2( ولنارِ العدوِّ فيكم قعودٌ ** ولِسيفِ العدوِّ فيكم قِيام )( جُرِحَ الليثُ يومَ ذاكَ ، فخان ال ** جيشَ قلبٌ ، وزُلزِلَتْ أَقدام )( ما دفَعْتَ الحُسامَ عجزاً ، ولكن ** عَجَّزتَ ضَيْغَمَ الحروبِ الكِلام )4 ( فأعادوه خيرَ شيءٍ أعادوا ** وكذا يعرفُ الكرامَ الكرام )5 ( فتقلَّدته وكنتَ خليقاً ** سَلَبَتْنا كِلَيْكُما الأَيام )6 ( ما لها عودةٌ ، ولا لك ردُّ ** نِمتَ عنها ، ومَنْ تَرَكْتَ نِيام )7 ( إنما الملكُ صارمٌ ويراعٌ ** فإذا فارقاه ساد الطَّغام )8 ( ونظامُ الأُمورِ عقلٌ وعدلٌ ** فإذا ولَّيَا تَوَلَّى النظام )9 ( وعجيبٌ خُلِقْتَ للحرب ليْثاً ** وسجاياك كلُّهن سلام )0 ( فهيَ في رأيكَ القويمِ حلالٌ ** وهيَ في قلبك الرحيمِ حرام )
____________________
(1/509)
3( لكَ سيفٌ إلى اليتامَى بغيضٌ ** وحَنانٌ يُحبّه الأَيتام )( مُستبدٌّ على قويٍّ ، حليمٌ ** عن ضعيفٍ ، وهكذا الإسلام )
____________________
(1/510)
البحر : كامل تام ( قبرَ الوزيرِ ، تحيَّةً وسَلاما ** الحلمُ والمعروفُ فيكَ أقاما ) ( ومحاسنُ الأخلاقِ فيك تغيَّبتْ ** عاماً ، وسوف تغيّب الأَعواما ) ( قد كنت صومعةً فصرت كنيسة ** في ظلِّها صلَّى المطيفُ وصاما ) 4 ( والقومُ حَوْلَكَ يا بن غالي خُشَّعٌ ** يقضونَ حقّاً واجباً وذماما ) 5 ( يَسعَوْنَ بالأَبصار نحوَ سَرِيرِه ** كالأرض تنشدُ في السماءِ غماما ) 6 ( يبكون موئلهم ، وكهفَ رجائهم ** والأريحيَّ المفضلَ المقداما ) 7 ( مُتسابقين إلى ثَراك ، كأَنهم ** ناديكَ في عزٍّ الحياةِ زحاما ) 8 ( ودُّوا غداةَ نقلتَ بينَ عيونهم ** لو كان ذلك مَحشراً وقِياما ) 9 ( ماذا لقيتَ من الرياساتِ العلا ** وأخذتَ من نعمِ الحياةِ جساما ؟ )0 ( اليوم يُغنِي عنك لَوْعَةُ بائسٍ ** وعَزاءُ أَرمَلَةٍ ، وحُزنُ يَتامى )
____________________
(1/511)
1( والرأيُ للتاريخ فيك ، ففي غدٍ ** يزنُ الرجالَ ، وينطقُ الأحكاما )( يقضي عليهم في البرية ، أو لهم ** ويُديمُ حَمداً ، أَو يُؤيِّدُ ذاما )( أَنت الحكيمُ ، فلا تَرُعْكَ منيَّةٌ ** أَعلِمْت حيّاً غيرَ رِفْدِكَ داما )4 ( إنّ الذي خلقَ الحياةَ وضدَّها ** جعلَ البقاءَ لوجههِ إكراما )5 ( قد عِشْت تُحدِثُ للنصارى أُلْفةً ** وتُجِدُّ بين المسلمين وئاما )6 ( واليومَ فوقَ مشيدِ قبرك ميتاً ** وجدَ الموفقُ للمقال مقاما )7 ( الحقُّ أبلجُ كالصَّباح لناظرٍ ** لو أَنّ قوماً حَكَّموا الأَحلاما )8 ( أَعَهِدْتَنَا والقِبْطَ إلاَّ أُمّةً ** للأَرض واحدة تَروم مَراما ؟ )9 ( نعلي تعاليمَ المسيحِ لأجلهم ** ويوقِّرون لأجلينا الإسلاما )0 ( الدِّينُ للدَّيّانِ جلَّ جلالُه ** لو شاءَ ربُّكَ وَحَّدَ الأَقواما )
____________________
(1/512)
2( يا قومُ ، بانَ الرُّشدُ فاقْصُوا ما جرى ** وخُذوا الحقيقةَ ، وانبذوا الأَوهاما )( هذي ربوعكمُ ، وتلك ربوعنا ** مُتقابلين نعالج الأَياما )( هذي قبوركمُ ، وتلك قبورنا ** مُتجاورينَ جَماجماً وعِظاما )4 ( فبحُرمةِ المَوْتَى ، وواجبِ حقِّهم ** عيشوا كما يقضي الجوارُ كراما )
____________________
(1/513)
البحر : طويل ( إلى الله أَشكو مِن عَوادِي النَّوَى سهما ** أصابَ سويداءَ الفؤادِ وما أصمَى ) ( من الهاتكاتِ القلبَ أوَّلَ وهلةٍ ** ومَا دَخَلَتْ لحماً ، ولا لامستْ عظما ) ( تَوَارَدَ والنَّاعِي ، فأَوْجَسْتُ رَنَّةً ** كلاماً على سمعي ، وفي كبدي كلما ) 4 ( فما هتفا حتى نزا الجنبُ وانزوَى ** فيا وَيْحَ جَنْبِي ! كم يَسيلُ ؟ وكم يَدمَى ؟ ) 5 ( طَوَى الشرقَ نحوَ الغربِ ، والماءَ للثَّرَى ** إليَّ ، ولم يركبْ بساطاً ولا يمَّا ) 6 ( أبانَ ولم ينبسْ ، وأدَّى ولم يفهْ ** وأدمى وما داوى ، وأوهى وما رمَّا ) 7 ( إذا طويتْ بالشهبِ والدُّهمِ شقةٌ ** طَوَى الشُّهْبَ ، أَو جاب الغُدافِيَّةَ الدُّهْما ) 8 ( ولم أَرَ كالأَحداثِ سهماً إذا جرَتْ ** ولا كالليالي رامياً يُبعِدُ المَرْمَى ) 9 ( ولم أَرَ حُكماً كالمقاديرِ نافذاً ** ولا كلقاءِ الموتِ من بينهما حتما )0 ( إلى حيثُ آباءُ الفتى يذهبُ الفتى ** سَبيلٌ يَدينُ العالَمون بها قِدْما )
____________________
(1/514)
1( وما العيشُ إلا الجسمُ في ظلِّ روحهِ ** ولا الموتُ إلا الرُّوحُ فارقَتِ الجِسما )( ولا خلْدَ حتى تملأَ الدهرَ حِكْمةً ** على نزلاءِ الدهرِ بعدكَ أو علما )( زجرتُ تصاؤيفَ الزمانِ ، فما يقعْ ** ليَ اليومَ منها كان بالأمس لي وهما )4 ( وقدَّرتُ للنعمانِ يوماً وضدَّهُ ** فما اغترَّتِ البوسى ، ولا غرَّتِ النَّعمى )5 ( شربتُ الأَسى مصروفةً لو تعرضتْ ** بأَنفاسِها بالفمِّ لم يستفِقْ غَمَّا )6 ( فأَتْرِعْ وناوِلْ يا زمانُ ؛ فإنما ** نديمكَ سقراطُ الذي ابتدعَ السمَّا )7 ( قَتلتُكَ ، حتى ما أُبالِي : أَدَرْتَ لي ** شهيدةِ حربٍ لم تُقارِفْ لها إثما )8 ( مُدَلَّهةٍ أَزكى مِنَ النارِ زَفْرَةً ** وأنزهِ منْ دمعِ الحيا عبرة سحما )9 ( سقاها بَشيرِي وهْيَ تَبكِي صَبابةً ** فلم يَقْوَ مَغناها على صَوْبِهِ رَسْما )0 ( أَسَتْ جُرحَها الأَنباءُ غيرَ رَفيقةٍ ** وكم نازعٍ سهماً فكان هو السَّهما ! )
____________________
(1/515)
2( تغارُ على الحمَّى الفضائلُ والعلا ** لما قبَّلتْ منها ، وما ضمَّتْ الحمَّى ! )( أكانت تمنَّاها وتهوى لقاءها ** إذا هي سَمَّاها بذي الأَرض مَنْ سَمّى ؟ )( أَلَمَّتْ عليها ، واتَّقتْ ثمراتِها ** فلمَّا وقوا الأسواءَ لم ترها ذمَّا )4 ( فيا حسرتا أَلاَّ تراهم أَهِلَّةً ** إذا أَقْصَرَ البدرُ التمامُ مَضوْا قُدْما ! )5 ( رياحينُ في أنف الوليِّ ، وما لها ** عدوٌّ تراهم في معاطسهِ رغما )6 ( وألاَّ يطوفوا خشَّاً حولَ نعشها ** ولا يُشبِعوا الركنَ استلاماً ولا لَثْما )7 ( حلَفْتُ بما أَسلَفْتِ في المهد مِنْ يَدٍ ** واوليتِ جثماني من المنَّةِ العظمى )8 ( وقبرٍ مَنُوطٍ بالجلال مُقَلَّدٍ ** تليدَ الخلالِ الكثرَ ، والطارفَ الجمَّا )9 ( وبالغادياتِ الساقياتِ نزيلهُ ** ولا رُمْتُ هذا الثكلَ للناس واليتما )0 ( ولم يكُ الطيرِ بالرقّ لي رضاً ** فكيف رضائي أَن يَرَى البَشَرُ الظُّلما ؟ )
____________________
(1/516)
3( ولم آلُ شُبّانَ البريّةِ رِقَّةً ** كأن ثمارَ القلب منْ ولدي ثمَّا )( وكنتُ على نهجٍ من الرأي واضحٍ ** أرى الناس صنفينِ : الذئابَ أو البهما )( وما الحكمُ إلا أولي البأسِ دولةً ** ولا العدلُ إلا حائطٌ يعصمُ الحكما )4 ( نزلْتُ رُبَى الدنيا ، وجَنّاتِ عَدْنِها ** فما وَجَدَتْ نفسي لأَنهارها طعما )5 ( أُرِيحُ أَرِيجَ المِسْكِ في عَرَصاتِها ** وإن لم أُرِحْ مَرْوانَ فيها ولا لَخْما )6 ( إذا ضحكتْ زهواً إليَّ سماوها ** بكيتُ النَّدى في الأرض والبأسِ والحزما )7 ( أطيفُ برسمٍ ، أو ألمُّ بدمنةٍ ** أَخال القصور الزُّهر والغُرَفَ الشُّما )8 ( فما برحَتْ من خاطري مصرُ ساعةً ** ولا أَنتِ في ذي الدارِ زايَلْتِ لي هَمّا )9 ( إذا جَنَّنِي الليلُ هْتَزَزْتُ إليكما ** فجنحا إلى سعدى ، وجنحا إلى سلمى ) 40 ( فلما بدا للناس صُبْحٌ من المُنَى ** وأَبصرَ فيه ذو البصيرةِ والأَعمى )
____________________
(1/517)
4( وقرَّتْ سيوفُ الهندِ ، وارتكز القَنا ** وأَقْلَعَتِ البَلْوَى ، وأَقْشَعَتِ الغُمَّى ) 4( وحَنَّتْ نواقيسٌ ، ورَنّتْ مآذنٌ ** ورَقَّتْ وجوهُ الأَرضِ تَستقبلُ السلمى ) 4( أتى الدهرُ من دونِ الهناءِ ، ولم يزلْ ** ولوعاً ببنيانِ الرجاءِ إذا تمّا ! ) 44 ( إذا جال في الأعيادِ حلَّ نظامها ** أَو العُرسِ أَبْلى في معالمه هَدْما ) 45 ( لئن فاتَ ما أمَّلته من مواكبٍ ** فَدُونَكِ هذا الحشدَ والموكبَ الضَّخما ! ) 46 ( رثيْتُ به ذَات التُّقى ونظمتُه ** لعنصره الأَزكى وجوهرِهِ الأَسمى ) 47 ( نمتكِ مَناجيبُ العُلا ونمَيْتِها ** فلم تلحقي بنتاً ولم تسبقي أُمّا ) 48 ( وكنتِ إذا هذي السماءُ تخايلتْ ** تواضعتِ ، لكنْ بعد ما فُتِّها نجما ) 49 ( أتيتُ به لم ينظم الشِّعر مثله ** وجِئْتِ لأَخلاق الكرامِ به نَظما ) 50 ( ولو نهضَتْ عنه السماءُ ، ومَخَّضَتْ ** به الأرضُ كان المزنَ والتبرَ والكرما ! )
____________________
(1/518)
البحر : خفيف تام ( لك في الأرض والسماءِ مآتمْ ** قام فيها أَبو الملائِكِ هاشمْ ) ( قعد الآلُ للعزاءِ ، وقامتْ ** باكياتٍ على الحُسين الفَواطم ) ( يا أَبا العِلْيَةِ البَهاليلِ ، سَلْ آ ** باءك الزُّهرَ : هل من الموتِ عاصم ؟ ) 4 ( المنايا نَوازلُ الشّعَرِ الأَب ** يضِ ، جاراتُ كلِّ أسودَ فاحم ) 5 ( ما الليالي إلا قِصارٌ ، ولا الدُّن ** يا سوى ما رأيتَ أحلام نائم ) 6 ( انحسارُ الشفاهِ عن سنِّ جذلا ** نَ وراءَ الكرى إلى سنِّ نادِم ) 7 ( سنةٌ أَفرحَتْ ، وأُخرى أَساءَتْ ** لم يدم في النعيم والكربِ حالم ) 8 ( المَناحاتُ في مَمالِكِ أَبنا ** ئكَ بدريةُ العزاءِ قوائم ) 9 ( تلك بغدادُ في الدموعِ ، وعمّا ** نُ وراءَ السَّوادِ ، والشامُ واجم )0 ( والحِجَازُ النبيلُ رَبْعٌ مُصَلٍّ ** من رُبوعِ الهُدى ، وآخرُ صائم )
____________________
(1/519)
1( واشتركنا ، فمصرُ عبرى ، ولبنا ** نُ سَكُوبُ العيونِ باكي الحمائم )( قمْ تأملْ بينك في الشرق زينُ الت ** اجِ ، مِلْءُ السَّرِيرِ ، نورُالعواصم )( الزكيّون عُنْصُراً مثل إبرا ** هيمَ ، والطيبون مثل القاسم )4 ( وعليهم إذا العيونُ رمتهم ** عُوَذٌ من محمدٍ وتَمائم )5 ( قد بنى الله بينهم فهو باقٍ ** ما بنى الله ما له من هادِم )6 ( دبَّروا الملكَ في العراقِ وفي الشا ** مِ ، فسَنّوا الهدى ، ورَدّوا المظالم )7 ( أمنَ الناسُ في ذراهم ، وطابت ** عربُ الأرضِ تحتهم والأعاجم )8 ( وبنوا دولةً وراءَ فلسط ** ينَ ، كعابَ الهدى ، فتاةَ العزائم )9 ( سَاسَها بالأَناةِ أَرْوَعُ كالدا ** خل ، ماضي الجنانِ يقظانُ ، حازم )0 ( قبرصٌ كانت الحديدَ ، وقد تن ** زل قضبانهُ الليوثُ الضراغم )
____________________
(1/520)
2( كره الدهرُ أن يقومَ لواءٌ ** تُحْشَر البيدُ تحتَه والعماعِم )( قم تحدثْ أبا عليٍّ إلينا ** كيف غامرتَ في جوار الأراقمُ ؟ )( لم تبال النُّيوبَ في الهامِ خشناً ** وتعلقتَ بالحواشي النواعمِ )4 ( هاتِ حدثْ عن العوانِ وصفها ** لا تُرَعْ في التراب ، ما أَنا لائم ! )5 ( كلُّنا واردُ السَّرابِ ، وكلٌّ ** حمَلٌ في وَلِيمَةِ الذئبِ طاعم )6 ( قد رجوْنا من المغانم حَظّاً ** ووَرَدْنا الوَغَى ، فكُنَّا الغنائم )7 ( قد بَعثْتَ القضيةَ اليومَ مَيْتاً ** رُبّ عظمٍ أَتى الأُمورَ العظائم )8 ( أَنتَ كالحقِّ أَلَّف الناسَ يَقظا ** نَ ، وزادَ ائتلافهم وهو نائم )9 ( إنما الهمّةُ البعيدةُ غرسٌ ** متأتي الجنى ، بطيءُ الكمائم )0 ( ربّما غابَ عن يدٍ غَرَستْهُ ** وحوته على المدى يدُ قادم )
____________________
(1/521)
3( حبَّذا موْقِفٌ غُلِبْتَ عليه ** لم يقفهُ للعربِ قبلك خادم )( ذائداً عن ممالكٍ وشعوبٍ ** نُقِلتْ في الأَكفِّ نقلَ الدراهم )( كلُّ ماءٍ لهم ، وكلُّ سماءٍ ** مَوْطِىء ُ الخيلِ ، أَو مَطارُ القَشاعم )4 ( لِمَ لَمْ تَدْعُهم إلى الهمّةِ الشَّ ** ماءِ والعلمِ والطِّماحِ المُزاحم ؟ )5 ( وركوبِ اللجاجِ وهي طواغٍ ** والسمواتِ وهيَ هوجُ الشكائم ؟ )6 ( وإلى القطب والجليدُ عليه ** والصّحارى وما بها من سمائم ؟ )7 ( اغسلوه بطيِّبٍ من وَضوءِ الرُّسلِ ، ** كالوَرْدِ في رُباه البواسم )8 ( وخذوا من وِسادِهم في المُصَلَّى ** رُقْعةً كَفِّنوا بها فرعَ هاشم )9 ( واستعيروا لِنعشِه من ذرى المن ** برِ عوداً ، ومن شريفِ القوائم ) 40 ( واحملوه على البراق إن اسطع ** تم ، فقد جلّ عن ظهور الرواسم )
____________________
(1/522)
4( وأديروا إلى العتيق حسيناً ** يبتهلْ ركنه ، وتدعو الدعائم ) 4( واذكروا للأَمير مكَّة ، والقص ** رَ ، وعهدَ الصفا ، وطيبَ المواسم ) 4( ظمىء الحرُّ للديار ، وإن كا ** ن على منهلٍ من الخلد دائم ) 44 ( نقِّلوا النعشَ ساعةً في ربا الفت ** ح ، وطوفوا بربِّهِ في المعالم ) 45 ( وقفوا ساعةً به في ثرى الأق ** ار من قومِه وتُرْب الغمائم ) 46 ( وادفِنوه في القُدس بين سُليما ** ن وداودَ والملوكِ الأَكارم ) 47 ( إنما القدسُ منزلُ الوحي ، مغنى ** كلِّ حَبْرٍ من الأَوائل عالم ) 48 ( كنفتْ بالغيوب ، فالأرضُ أسرا ** رٌ مدى الدهرِ ، والسماءُ طلاسم ) 49 ( وتَحلَّتْ من البُراقِ بطُغرا ** ءَ ، ومِن حافر البُراقِ بخاتم )
____________________
(1/523)
البحر : رمل تام ( سأَلوني : لِمَ لَمْ أَرْثِ أَبي ؟ ** ورِثاءُ الأَبِ دَيْنٌ أَيُّ دَيْنْ ) ( أَيُّها اللُّوّامُ ، ما أَظلمَكم ! ** أينَ لي العقلُ الذي يسعد أينْ ؟ ) ( يا أبي ، ما أنتَ في ذا أولٌ ** كلُّ نفس للمنايا فرضُ عَيْنْ ) 4 ( هلكَتْ قبلك ناسٌ وقرَى ** ونَعى الناعون خيرَ الثقلين ) 5 ( غايةُ المرءِ وإن طالَ المدى ** آخذٌ يأخذه بالأصغرين ) 6 ( وطبيبٌ يتولى عاجزاً ** نافضاً من طبَّه خفيْ حنين ) 7 ( إنَّ للموتِ يداً إن ضَرَبَتْ ** أَوشكَتْ تصْدعُ شملَ الفَرْقَدَيْنْ ) 8 ( تنفذ الجوَّ على عقبانه ** وتلاقي الليثَ بين الجبلين ) 9 ( وتحطُّ الفرخَ من أَيْكَته ** وتنال الببَّغا في المئتين )0 ( أنا منْ مات ، ومنْ مات أنا ** لقي الموتَ كلانا مرتين )
____________________
(1/524)
1( نحن كنا مهجةً في بدنٍ ** ثم صِرْنا مُهجةً في بَدَنَيْن )( ثم عدنا مهجة في بدنٍ ** ثم نُلقى جُثَّةً في كَفَنَيْن )( ثم نَحيا في عليٍّ بعدَنا ** وبه نُبْعَثُ أُولى البَعْثتين )4 ( انظر الكونَ وقلْ في وصفه ** قل : هما الرحمةُ في مَرْحَمتين )5 ( فقدا الجنةَ في إيجادنا ** ونَعمْنا منهما في جَنّتين )6 ( وهما العذرُ إذا ما أُغضِبَا ** وهما الصّفحُ لنا مُسْتَرْضَيَيْن )7 ( ليتَ شعري أيُّ حيٍّ لم يدن ** بالذي دَانا به مُبتدِئَيْن ؟ )8 ( ما أَبِي إلاَّ أَخٌ فارَقْتُه ** وأَماتَ الرُّسْلَ إلاَّ الوالدين )9 ( طالما قمنا إلى مائدةٍ ** كانت الكسرةُ فيها كسرتين )0 ( وشربنا من إناءٍ واحدٍ ** وغسلنا بعدَ ذا فيه اليدين )
____________________
(1/525)
2( وتمشَّيْنا يَدي في يدِه ** من رآنا قال عنّا : أخوين )( نظرَ الدهرُ إلينا نظرةً ** سَوَّت الشرَّ فكانت نظرتين )( يا أبي والموتُ كأسٌ مرةٌ ** لا تذوقُ النفسُ منها مرتين )4 ( كيف كانت ساعةٌ قضيتها ** كلُّ شيءٍ قبلَها أَو بعدُ هَيْن ؟ )5 ( أَشرِبْتَ الموت فيها جُرعةً ** أَم شرِبْتَ الموتَ فيها جُرعتين ؟ )6 ( لا تَخَفْ بعدَكَ حُزناً أَو بُكاً ** جمدتْ منِّي ومنكَ اليومَ عين )7 ( أنت قد علمتني تركَ الأسى ** كلُّ زَيْنٍ مُنتهاه الموتُ شَيْن )8 ( ليت شعري : هل لنا أن نتلقي ** مَرّةً ، أَم ذا افتراقُ المَلَوَين ؟ )9 ( وإذا متُّ وأُودعتُ الثرى ** أَنلقَى حُفرةً أَم حُفْرتين ؟ )
____________________
(1/526)
البحر : كامل تام ( المشرقانِ عليكَ ينتحبان ** قاصيهُما في مأْتَمٍ والداني ) ( يا خادمَ الإسلامِ ، أجرُ مجاهدٍ ** في الله من خُلْدٍ ومِنْ رِضْوان ) ( لمّا نعيتَ إلى الحجاز مشى الأسى ** في الزائرينَ وروِّع الحرمان ) 4 ( السكةُ الكبرى حيالَ رباهما ** مَنكوسةُ الأَعلامِ والقُضْبان ) 5 ( لم تَأْلُها عندَ الشدائدِ خِدمةً ** في الله والمختار والسلطان ) 6 ( يا ليتَ مكةَ والمدينةَ فازتا ** في المحفِلَيْن بصوتِكَ الرَّنَّان ) 7 ( ليرى الأَواخرُ يومَ ذاكَ ويسمعوا ** ما غابَ من قسٍّ ومن سحبان ) 8 ( جارَ التراب وأنتَ أكرمُ راحل ** ماذا لقيتَ من الوجود الفاني ؟ ) 9 ( أَبكِي صِباكَ ؛ ولا أُعاتبُ من جَنى ** هذا عليه كرامةً للجاني )0 ( يتساءلون : أب السلالِ قضيت ، أم ** بالقلبِ ، أَم هل مُتَّ بالسَّرَطان ؟ )
____________________
(1/527)
1( الله يَشهد أَنّ موتَك بالحِجا ** والجدِّ والإقدامِ والعِرفان )( إن كان للأخلاق ركنٌ قائمٌ ** في هذه الدنيا ، فأنت الباني )( بالله فَتِّشْ عن فؤادِك في الثّرى ** هل فيه آمالٌ وفيه أماني ؟ )4 ( وجدانك الحيُّ المقيمُ على المدى ** ولرُبَّ حَيٍّ مَيِّتُ الوجْدان )5 ( الناسُ جارٍ في الحياةِ لغايةٍ ** ومضللٌ يجري بغير عنان )6 ( والخُلْدُ في الدنيا وليس بهيِّنٍ ** عُليا المرَاتبِ لم تُتَحْ لجبان )7 ( فلو أن رسلَ اللهِ قد جبنوا لما ** ماتوا على دينٍ من الأَديان )8 ( المجدُ والشَّرفُ الرفيعُ صحيفةٌ ** جعلتْ لها الأخلاقُ كالعنوان )9 ( وأحبُّ من طولِ الحياةِ بذلةٍ ** قصرٌ يريكَ تقاصرَ الأقران )0 ( دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ له : ** إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثواني )
____________________
(1/528)
2( فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها ** فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني )( للمرءِ في الدنيا وجَمِّ شؤونها ** ما شاءَ منْ ريحٍ ومنْ خسران )( فَهي الفضاءُ لراغبٍ مُتطلِّعٍ ** وهي المَضِيقُ لِمُؤثِرِ السُّلْوان )4 ( الناسُ غادٍ في الشقاءِ ورائحٌ ** يَشْقى له الرُّحَماءُ وهْوَ الهاني )5 ( ومنعَّمٌ لم يلقَ إلا لذةً ** في طيِّها شجَنٌ من الأَشجان )6 ( فاصبر على نُعْمى الحياةِ وبُؤسِها ** نعمى الحياةِ وبؤسها سيَّان )7 ( يا طاهرَ الغدواتِ ، والروحاتِ ، وال ** خطراتِ ، والإسْرارِ ، والإعْلان )8 ( هل قامَ قبلكَ في المدائن فاتحٌ ** غازٍ بغيرٍ مُهنّدٍ وسِنان ؟ )9 ( يدعو إلى العلم الشريفِ ، وعنده ** أَن العلومَ دعائمُ العُمران ؟ )0 ( لفُّوكَ في علم البلادِ منكَّساً ** جزع الهلال على فتى الفتيان )
____________________
(1/529)
3( ما احمرَّ من خجلٍ ، ولا من ريبةٍ ** لكنَّما يبكي بدمع قاني )( يُزْجُون نَعشك في السَّناءِ وفي السَّنا ** فكأَنما في نِعشكَ القمران )( وكأَنه نعشُ الحُسينِ بكرْبَلا ** يختالُ بين بُكاً ، وبينَ حَنان )4 ( في ذِمَّةِ الله الكريمِ وبِرِّهِ ** ما ضمَّ من عرفٍ ومن إحسان )5 ( ومشى جلالُ الموتِ وهو حقيقةٌ ** وجلالك المصدوقُ يلتقيان )6 ( شَقَّتْ لِمَنظرِك الجيوبَ عقائلٌ ** وبكتكَ بالدمعِ الهتونِ غواني )7 ( والخلقُ حولَكَ خاشعون كعهدِهم ** إذ يُنصِتُون لخطبةٍ وبَيان )8 ( يتساءلون : بأيٍّ قلبٍ ترتقى ** بَعْدُ المنابرُ ، أَم بأَيِّ لسان ؟ )9 ( لو أَنّ أَوطاناً تُصوَّرُ هَيْكلاً ** دفنوكَ بين جوانحِ الأوطان ) 40 ( أو كان يحمل في الجوارح ميتٌ ** حملوك في الأَسماع والأَجفان )
____________________
(1/530)
4( أو صيغَ من غرِّ الفضائلِ والعلا ** كفنٌ لَبِستَ أَحاسنَ الأَكفان ) 4( أَو كان للذكر الحكيم بقيةٌ ** لم تَأْتِ بعدُ ؛ رُثِيتَ في القرآن ) 4( ولقد نظرتك والردى بك محدقٌ ** والداءُ ملءُ معالمِ الجثمان ) 44 ( يَبْغِي ويطْغَى ، والطبيب مُضلَّلٌ ** قنطٌ ، وساعاتُ الرحيل دواني ) 45 ( ونواظرُ العُوّادِ عنكَ أَمالَها ** دمعٌ تُعالِج كتْمَهُ وتُعاني ) 46 ( تُمْلِي وتَكتُبُ والمشاغِل جَمَّةٌ ** ويداك في القرطاسِ ترتجفان ) 47 ( فهششتَ لي ، حتى كأنك عائدي ** وأَنا الذي هَدَّ السَّقامُ كِياني ) 48 ( ورأيتُ كيف تموتُ آسادُ الشَّرى ** وعرفتُ كيف مصارعُ الشجعان ) 49 ( ووَجَدْتُ في ذاك الخيالِ عزائماً ** ما للمنونِ بدكهنَّ يدان ) 50 ( وجعلتَ تسألني الرثاءَ ، فهاكه ** من أدمعي وسرائري وجناني )
____________________
(1/531)
5( لولا مُغالبةُ الشُّجونِ لخاطري ** لنظمتُ فيكَ يَتيمةَ الأَزمان ) 5( وأَنا الذي أَرثِي الشموسَ إذا هَوَتْ ** فتعودُ سيرتها إلى الدوران ) 5( قد كنتَ تهتفُ في الورى بقصائدي ** وتجلُّ فوق النيراتِ مكاني ) 54 ( مَاذَا دَهانِي يومَ بِنْتَ فَعَقَّني ** فيكَ القريضُ ، وخانني إمكاني ؟ ) 55 ( هوِّنْ عليكَ ، فلا شماتَ بميِّتٍ ** إنّ المنيَّة غايةُ الإنسان ) 56 ( مَنْ للحسودِ بميْتةٍ بُلِّغْتَها ** عزتْ على كسرى أنوشروان ؟ ) 57 ( عُوفِيتَ من حَرَبِ الحياةِ وحَرْبِها ** فهل استرحْت أَم استراح الشاني ؟ ) 58 ( يا صَبَّ مِصْرَ ، ويا شهيدَ غرامِها ** هذا ثرى مصرٍ ، فنمْ بأمان ) 59 ( اخلَعْ على مصرٍ شبابَك عالياً ** و لبِسْ شَبابَ الحُورِ والوِلْدان ) 60 ( فلعلَّ مصراً من شبابِكَ تَرتدِي ** مجداً تتيهُ به على البلدان )
____________________
(1/532)
6( فلوَ أنّ بالهرمينِ من عزماته ** بعضَ المَضَاءِ تحرّك الهَرمان ) 6( علَّمْتَ شُبانَ المدائنِ والقُرى ** كيف الحياةُ تكونُ في الشبان ) 6( مصرُ الأَسيفةُ ريفُها وصعيدُها ** ) 64 ( ** قبرٌ أَبرُّ على عظامِك حاني ) 65 ( أقسمتُ أنك في الترابِ طهارةٌ ** ملكٌ يهابُ سؤاله الملكان )
____________________
(1/533)
البحر : متقارب تام ( تسائلني كرمتي بالنهار ** وبالليل : أَين سَمِيرِي حَسَنْ ؟ ) ( وأين النديمُ الشهيُّ الحديثِ ؟ ** وأَين الطَّروبُ اللطيفُ الأُذن ؟ ) ( نجيُّ البلابل في عشِّها ** ومُلْهِمُها صِبْيَةً في الفَنَن ؟ ) 4 ( فقلتُ لها : ماتَ ، واستشعرَت ** ليالي السرورِ عليه الحَزَن ) 5 ( لَئِنْ ناءَ من سِمَنٍ جسمُه ** فما عرفت روحه ما السمن ) 6 ( وما هو مَيْتٌ ، ولكنه ** بشاشةُ دهرٍ محاها الزمن ) 7 ( ومَعْنىً خلا القولُ من لفظِه ** وحُلمٌ تَطَايَر عنه الوَسَن ) 8 ( ولا يَذكُر المعهدُ الشرقيُّ ** لأنورَ إلا جليلَ المنن ) 9 ( وما كان من صَبره في الصِّعابِ ** وما كان من عَوْنِه في المِحَن )0 ( وخدمة فنٍّ يداوي القلوبَ ** ويشفي النفوسَ ، ويذكي الفطن )
____________________
(1/534)
1( وما كان فيه الدَّعِيَّ الدخيلَ ** ولكنْ من الفنِّ كان الركن )( ولو أَنصف الصحبُ يومَ الوَداعِ ** دفنتَ كإسحاقَ لمّا دفن )( فغُيِّبْتَ في المِسْكِ ، لا في التراب ** وأدرجتَ في الوردِ ، لا في الكفن )4 ( وخُطَّ لك القبرُ في رَوْضَةٍ ** يميلُ على الغصنِ فيها الغصن )5 ( ويَنتحِبُ الطيرُ في ظلِّها ** ويَخلَعُ فيها النسيمُ الرَّسَن )6 ( وقامت على العود أَوتارُه ** تُعيد الحنينَ ، وتُبدي الشَّجَن )7 ( وطارحَكَ النايُ شَجْوَ النُّوَاحِ ** وكنتَ تَئِنُّ إذا النايُ أَنْ )8 ( ومال فناحَ عليكَ الكَمانُ ** وأَظهر من بَثِّه ما كَمَن )9 ( سلامٌ عليكَ سلامُ الرُّبا ** إذا نفحتْ ، والغوادي الهتن )0 ( سلامٌ على جِيرةٍ بالإمام ** ورَهْطٍ بصحرائه مُرْتَهَن )
____________________
(1/535)
2( سلامٌ على حُفَرٍ كالقباب ** وأُخرى ، كمُندرِساتِ الدِّمَن )( وجمعٍ تآلفَ بعدَ الخلافِ ** وصافى وصوفيَ بعد الضَّغن )( سلامٌ على كلِّ طَوْدٍ هُناك ** له حَجَرٌ في بناءِ الوطن )
____________________
(1/536)
البحر : رمل تام ( أخذتْ نعشكِ مصرُ باليمينْ ** وحوته من يد الرُّوح الأمينْ ) ( لَقِيَتْ طُهْرَ بَقاياكِ كما ** لَقِيَتْ يَثْرِبُ أُمَّ المؤمنين ) ( في سواديها ، وفي أحشائها ** ووراءِ النَّحر من حبلِ الوتين ) 4 ( خرَجَتْ من قصرِكِ الباكي ، إلى ** رملةِ الثغر ، إلى القصرِ الحزين ) 5 ( أخذتْ بينَ اليتامى مذهباً ** ومَشتْ في عَبَراتِ البائسين ) 6 ( ورَمتْ طَرْفاً إلى البحرِ ترى ** من وراء الدمعِ أسرابَ السفين ) 7 ( فبدتْ جاريةٌ في حضنها ** فننُ الوردِ وفرغُ الياسمين ) 8 ( وعلى جُؤْجُئِها نورُ الهدى ** وعلى سكَّانها نورُ اليقين ) 9 ( حملتْ من شاطئي مرمرةٍ ** جوهرَ السُّؤددِ والكنزَ الثمين )0 ( وطَوَتْ بحراً ببحرٍ ، وجَرَت ** في الأحاج الملحِ بالعذب المعين )
____________________
(1/537)
1( واستقلتْ درةً كانت سنى ** وسناءً في جباه المالكين )( ذهَبَتْ عن عِلْيَةٍ صِيدٍ ، وعن ** خرَّدٍ من خفزات البيتِ عين )( والتقياتُ بناتُ المتقي ** والآميناتُ بنيَّاتُ الأمين )4 ( لبستْ في مطلعِ العزِّ الضُّحى ** ونضته كالشموس الآفلين )5 ( يدها بانيةٌ غارسةٌ ** كَيدِ الشمسِ وإن غاب الجبين )6 ( رَبّة العَرشَيْنِ في دولتها ** قد رَكِبْتِ اليومَ عرشَ العالَمين )7 ( أُضْجِعَتْ قبلَكِ فيه مريمٌ ** وتوارى بنساء المرسلين )8 ( إنه رحلُ الأواني شدَّهُ ** لهمُ آدمُ رسلِ الآخرين )9 ( إخْلَعي الأَلقابَ إلا لقباً ** عبقرياً ، هو أمُّ المحسنين )0 ( ودَعِي المالَ يَسِرْ سُنَّتَه ** يمضِ عن قومٍ لأيدي آخرين )
____________________
(1/538)
2( واقْذِفي بالهمّ في وَجه الثَّرى ** واطرحي من حالقٍ عبءَ السنين )( واسخري من شانِىء ٍ أَو شامتٍ ** ليس بالمخطيءِ يومُ الشامتين )( وتعزّي عن عوادي دولةٍ ** لم تَدُمْ في وَلَدٍ أَو في قَرين )4 ( وازهدِي في موكبٍ لو شِئتِه ** لتغطّى وَجهُها بالدارعين )5 ( ما الذي ردَّ على أصحابه ؟ ** ليس يُحيي مَوكبُ الدّفنِ الدفين )6 ( رُبَّ محمولٍ على المِدفع ما ** مَنَعَ الحَوْضَ ، ولا حاط العَرين )7 ( باطلٌ من أُممٍ مَخدوعةٍ ** يَتحدَّوْنَ به الحقَّ المبين )8 ( في فروقٍ وربها مأتمٌ ** ذرفتْ آماقها فيه العيون )9 ( قام فيها ، من عَقِيلات الحِمى ** مَلأٌ بُدِّلْنَ مِنْ عِزٍّ بهُون )0 ( أُسَرٌ مالت بها الدنيا ، فلم ** تَلْقَ إلا عندكِ الركنَ الركين )
____________________
(1/539)
3( قد جلا بيبكُ من حاتمه ** ومن الكاسين فيه الطاعمين )( طارت النعمةُ عن أيكته ** وانقضى ما كان من خَفضٍ ولِين )( اليتامى نوحٌ ناحيةً ** والمساكينُ يمدُّونَ الرنين )4 ( دولةٌ مالت ، وسُلطانٌ خلا ** دوولتْ نعماهُ بينَ الأقربين )5 ( مُنهضُ الشرقِ عَليٌّ لم يزل ** من بينه سيِّدٌ في عابدين )6 ( يصلحُ اللهُ به ما أفسدتْ ** فَتَرَاتُ الدهر من دنيا ودين )8 ( أمَّ عباسٍ ، ومالي لم أقلْ : ** أمَّ مصرٍ من بناتٍ وبنين ؟ )9 ( كنتِ كالورد لهم ، واستقبلوا ** دولةَ الرَّيْحانِ حيناً بعدَ حِين ) 40 ( فيقال : الأُمُّ في موكبها ** ويقالُ : الحرمُ العالي المصون ) 4( العفيفيُّ عفافٌ وهُدىً ** كالبقيعِ الطُّهرِ ضمّ الطاهرين )
____________________
(1/540)
4( ادخلي الجنّة من رَوْضتِه ** إنّ فيها غرفةً للصابرين )
____________________
(1/541)
البحر : كامل تام ( أَوْحَتْ لطَرْفِكَ فاستهلَّ شؤونا ** دارٌ مَرَرْتَ بها على قَيْسونا ) ( غاضَت بشاشتُها ، وفَضَّتْ شملَها ** دنيا تعزُّ السادر المفتونا ) ( نزَلَتْ عَوادِي الدهرِ في ساحاتها ** وأَقلَّ رَفْرَفها الخطوبَ العُونا ) 4 ( فتكادُ منْ أسفٍ على آسي الحمى ** من كلِّ ناحيةٍ تَثور شجونا ) 5 ( تلك العيادةُ لم تكن عبثاً ، ولا ** شركاً لصيدِ مآربٍ وكمينا ) 6 ( دارُ ابنِ سِينَا نُزِّهَتْ حُجُراتُها ** عن أَن تَضُمّ ضَلالةً ومُجونا ) 7 ( خَبَتِ المطالعُ مِنْ أَغرَّ مُؤَمَّلٍ ** كالفجر ثغراً ، والصبّاحِ جبينا ) 8 ( ومِنَ الوُفودِ ، كأَنهم مِنْ حَوْلِه ** مرضى بعيسى الروحِ يستشفونا ) 9 ( مثلٌ تصوَّر من حياةٍ حرةٍ ** للنشْءِ يَنطِق في السكوت مُبينا )0 ( لم تُحْصَ من عهدِ الصِّبا حَرَكاتُه ** وتَخالُهنَّ من الخُشوع سُكونا )
____________________
(1/542)
1( جمحتْ جراحُ المعوزين ، وأعضلتْ ** أدواؤهم ، وتغيَّبَ الشافونا )( ماتَ الجوادُ بطبِّه وبأجره ** ولربّما بذلَ الدواءَ معينا )( وتَجُسُّ راحتُه العليلَ ، وتارةً ** تكسو الفقيرَ ، وتطعم المسكينا )4 ( أدّى أمانةَ علمه ، ولطالما ** حمل الصداقةَ وافياً وأمينا )5 ( وقضى حقوقَ الأهلِ ، يحسن تارة ** بأَبيه ، أَو يَصِل القرابة حينا )6 ( خُلقٌ ودينٌ في زمانٍ لا ترى ** خلقاً عليه ولا تصادف دينا )7 ( أمداويَ الأرواحِ قبل جسومها ** قمْ داوٍ فيك فؤاديَ المحزونا )8 ( روحْ بلفظك كلَّ روحِ معذَّبٍ ** حَيرانَ طار بلُبِّه الناعونا )9 ( قد كال للقدَر العِتابَ ، ورُبَّما ** ظنَّ المدلَّةُ بالقضاءِ ظنونا )0 ( داويتَ كلَّ محطَّمٍ فشفيتهُ ** ونسيتَ داءً في الضلوع دفينا )
____________________
(1/543)
2( كبدٌ على دمها اتكأت ولحمها ** فحَمَلْتَ همَّ المسلمين سِنينا )( ظلتْ وراءَ الحربِ تشقى بالنَّوى ** وتَذوب للوطن الكريمِ حنينا )( ناصرتَ في فجر القضيَّةِ مصطفى ** فنصرتَ خلقاً في الشَّباب متينا )4 ( أقدمتَ في العشرين تحتَ لوائه ** وروائعُ الإقدامِ في العشرينا )5 ( لم تبغِ دنيا طالما أغضى لها ** حُمْسُ الدّعاةِ وطَأْطَأوا العِرنينا )6 ( رحماكَ يوسفُ قفْ ركابكَ ساعةً ** واعطِف على يعقوبَ فيه حزينا )7 ( لم يَدْرِ خلفَ النعشِ من حَرِّ الجَوى ** أيشقُّ جيباً ، أم يشقُّ وتينا ؟ )8 ( ساروا بمهجته ، فحمِّلَ ثكلها ** وقضوا بعائله ، فمالَ غبينا )9 ( أَتعودُ في رَكْبِ الربيعِ إذا نثنى ** بهجاً يزفُّ الوردَ والنَّسرينا ؟ )0 ( هيهات من سَفرِ المنيَّة أَوْبةٌ ** حتى يُهيبَ الصُّبحُ بالسارينا )
____________________
(1/544)
3( ويقالُ للأرض الفضاء ، تمخَّضي ** فتردّ شيخاً أو تمجّ جنينا )( اللهُ أبقى ! أين منْ جسدي يدٌ ** لم أنسَ رفقَ بنانها واللينا ؟ )( حتى تمثَّلتِ العنايةُ صورةً ** )4 ( فجررْتُ جُثماني ، وهانت كُربةٌ ** لولا اعتناؤكَ لم تكن لِتهونا )5 ( إنّ الشفاءَ من الحياةِ وعونِها ** ما كان آس بالشفاءِ ضَمينا )6 ( واليومَ أَرْتجلُ الرِّثاءَ ، وأَنزَوِي ** في مأتمٍ أبكي مع الباكينا )7 ( سبحانَ من يرِثُ الطبيبَ وَطِبَّه ** ويرى المريض مصارعَ الآسينا ! ! )
____________________
(1/545)
البحر : متقارب تام ( مضى الدهر بابن إمام اليَمَنْ ** وأودى بزين شبابِ الزمنْ ) ( وباتت بصنعاءَ تبكي السيوفُ ** عليه ، وتبكي القنا في عدن ) ( وأَعْوَلَ نجدٌ ، وضجَّ الحجازُ ** ومالَ الحسينُ ، فعزَّ الحسن ) 4 ( وغصَّتْ مناحاه في الخيام ** وغصَّتْ مآتمه في المدن ) 5 ( ولو أنّ ميتاً مشى للعزاء ** مشى في مآتمه ذو يَزن ) 6 ( فتًى كاسمِه كان سيفَ الإله ** وسيفَ الرسولِ ، وسيفَ الوطن ) 7 ( ولقِّبَ بالبدرِ من حسن ** وما البدرُ ؟ ما قدرُه ؟ وابنُ مَنْ ؟ ) 8 ( عزاءً جميلاً إمامَ الحِمَى ** وهونْ جليلَ الرزايا يهن ) 9 ( وأَنتَ المُعانُ بإيمانه ** وظنُّك في الله ظنُّ حسن )0 ( ولكن متى رقَّ قلبُ القضاء ؟ ** ومن أَيْن لِلموتِ عقلٌ يَزِن ؟ )
____________________
(1/546)
1( يجامِلُك العربُ النازحون ** وما العربيَّةُ إلا وطن )( ويجمَعُ قومك بالمسلمين ** عظيمُ الفروضِ وسمحُ السن )( وأَنَّ نبيَّهمُ واحدٌ ** نبيُّ الصوابِ ، نبيُّ اللَّسَن )4 ( ومصرُ التي تجمع المسلمين ** كما اجتمعوا في ظلال الرُّكُن )5 ( تعزِّي اليمانينَ في سيفهم ** وتأْخذ حِصَّتَها في الحَزَن )6 ( وتَقعُد في مأْتم ابنِ الإمامِ ** وتبكيه بالعَبرات الهُتُن )7 ( وتنشر ريحانتي زنبقٍ ** من الشِّعرِ في رَبَواتِ اليمن )8 ( تَرِفَّانِ فوقَ رُفاتِ الفقيدِ ** رفيفَ الجنى في أَعالي الغُصُن )9 ( قَضَى واجباً ، فقضَى دونَه ** فتىً خالص السر ، صافي العلن )0 ( تطوَّحَ في لُجَجٍ كالجبال ** عِراضِ الأَواسِي طِوَالِ القُنَن )
____________________
(1/547)
2( مشى مشيةَ الليثِ ، لا في السلاح ** ولا في الدُّروع ، ولا في الجُنَن )( متى صرتَ يا بحرُ غمدَ السيوفِ ** وكنا عَهدناك غِمدَ السُّفن ؟ )( وكنتَ صوانَ الجمانِ الكريمِ ** فكيف أزيلَ ؟ ولمْ لمْ يصن ؟ )4 ( ظفرتَ بجوهرةٍ فذَّةٍ ** من الشرف العبقريِّ اليُمُن )5 ( فتًى بذَلَ الروحَ دونَ الرِّفاق ** إليكَ ، وأَعطى الترابَ البَدن )6 ( وهانتْ عليه ملاهي الشبابِ ** ولولا حقوقُ العلا لم تهن )7 ( وخاضَك يُنقِذُ أَترابَه ** وكان القضاءُ له قد كَمَن )8 ( غدرتَ فتىً ليس في الغادرين ** وخنتَ امرأ وافياً لم يخن )9 ( وما في الشجاعةِ حَتْفُ الشجاعِ ** ولا مدَّ عمر الجبان الجبن )0 ( ولكن إذا حانَ حينُ الفتى ** قَضَى ، ويَعيش إذا لم يَحِن )
____________________
(1/548)
3( ألا أيهذا الشريفُ الرضيُّ ** أبو السمراء الرماحِ اللدن )( شهيدُ المُروءَةِ كان البَقِيعُ ** أحقَّ به من تراب اليمن )( فهل غَسَّلوه بدمعِ العُفاةِ ** وفي كلِّ قلبٍ حزينٍ سكن ؟ )4 ( لقد أَغرقَ ابنكَ صرْفُ الزمانِ ** واغرقْتَ أَبناءَه بالمِنن )5 ( أَتذكر إذ هو يَطوِي الشهورَ ** وإذ هو كالخشفِ حلوُّ أغنّ ؟ )6 ( وإذ هو حولك حسنُ القصورِ ** وطِيبُ الرياضِ ، وصَفْوُ الزمَن ؟ )7 ( بشاشتُه لذَّةٌ في العيون ** ونَغْمتُه لذَّةٌ في الأذن ؟ )8 ( يلاعب طرَّتهُ في يديكَ ** كما لاعبَ المهرُ فضل الرسن ؟ )9 ( وإذ هو كالشبل يحكي الأسودَ ** أدلّ بمخلبه وافتتن ؟ ) 40 ( فشبَّ ، فقامَ وراءَ العرينِ ** يَشُبّ الحروبَ ، ويُطفِي الفِتَن ؟ )
____________________
(1/549)
4( فما بالُه صار في الهامدين ** وأمسى عفاءً كأنْ لم يكنْ ؟ ) 4( نظَمْتُ الدموعَ رِثاءً له ** وفصَّلْتُها بالأَسَى والشَّجَن )
____________________
(1/550)
البحر : كامل تام ( يا قلبُ ، ويحكَ والمودةُ ذمّةٌ ** ماذا صنَعْت بعهدِ عبدِ الله ؟ ) ( جاذبتني جنبي عشيةَ نعيهِ ** وخفقتَ خفقةَ موجعٍ أوّاه ) ( ولَوَ أنْ قلباً ذابَ إثرَ حَبيبِه ** لهوَى بك الركنُ الضعيفُ الواهي ) 4 ( فعليكَ من حُسن المروءَةِ آمرٌ ** وعليك من حسن التجلَّدِ ناه ) 5 ( نزل الطويرُ في الترابِ منازلاً ** تهوي المكارمُ نحوها بشفاه ) 6 ( عَرَصاتُها مَمطورَةٌ بمدامعٍ ** مَوْطوءَةٌ بمفارِقٍ وجِباه ) 7 ( لولا يمينُ الموتِ فوقَ يمينه ** فيها ؛ لفاضَت من جَنًى ومياه ) 8 ( يا كابراً من كابرين ، وطاهراً ** من آلِ طهرٍ عارفٍ بالله ) 9 ( ومُحكِّماً عَلمَ القضاءِ مكانَه ** في المقسطينَ الجلَّةٍ الأنزاه )0 ( وحكيماً سْتعصَتْ أَعِنَّتُه على ** كذبِ النعيمِ ، وتُرَّهاتِ الجاه )
____________________
(1/551)
1( وأخاً سَقى الإخوانَ مِنْ راووقِه ** بودادِ لا صَلِفٍ ، ولا تَيّاه )( قد كان شعري شغلَ نفسكَ ، فاقترح ** من كلِّ جائلةٍ على الأفواه )( أنزلتَ منه حينَ فاتكَ جمعه ** في منزلٍ بهجٍ بنوركَ زاه )4 ( فاقرأ على حَسّانَ منه ، لعله ** بفتاه في مدحِ الرسولِ مُباه )5 ( وأنزل بنور الخلدِ جدّكَ ، واتصلْ ** بملائكٍ من آلهِ أَشباه )6 ( ناعيكَ ناعي حاتمٍ أو جعفرٍ ** فالناسُ بين نوازِلٍ ودواهِ )
____________________
(1/552)
البحر : رمل تام ( شيَّعوا الشمس ومالوا بضحاها ** وانحنى الشرقُ عليها فبكاها ) ( ليتني في الركبِ لما أفلتْ ** يوشعٌ ، همَّتْ ، فنادَى ، فثناها ) ( جَلَّل الصبحَ سواداً يومُها ** فكأنّ الأرض لم تخلع دجاها ) 4 ( انظروا تلقوا عليها شفقاً ** من جراحاتِ الضحايا ودِماها ) 5 ( وتروا بينَ يديها عبرةً ** من شهيدٍ يقطرُ الورد شذاها ) 6 ( آذنَ الحقُّ ضَحاياها بها ** وَيْحَهُ ! ! حتى إلى الموتى نَعاها ) 7 ( كفّنوها حُرَّةً عُلْوِيّةً ** كستِ الموتَ جلالاً ، وكساها ) 8 ( مِصْرُ في أَكفانها إلا الهدى ** لحمةُ الأكفانِ حقٌّ وسداها ) 9 ( خطر النعشُ على الأَرض بها ** يَحْسِرُ الأَبصارَ في النعش سَناها )0 ( جاءها الحقُّ ، ومنْ عادتها ** تؤثر الحقَّ سبيلاً واتَّجاها )
____________________
(1/553)
1( ما دَرتْ مصرٌ : بدفن صُبِّحَتْ ** أَم على البعثِ أَفاقَتْ مِنْ كَراها ؟ )( صرختْ تحسبها بنتَ الشرى ** طَلَبَتْ مِنْ مِخْلَب الموتِ أَباها )( وكأَن الناسَ لما نَسَلوا ** شُعَبُ السيل طَغتْ في مُلتقاها )4 ( وضعوا الرّاحَ على النعشِ كما ** يلمسون الرُّكنَ ، فارتدَّتْ نزاها )5 ( خَفضوا في يوم سعد هامَهم ** وبسعدٍ رَفعوا أَمسِ الجِباها )6 ( سائلوا زحلةَ عن أعراسها ** هل مشى الناعي عليها فمحاها ؟ )7 ( عطَّلَ المصطافَ من سمَّارِه ** وجلا عن ضفة الوادي دماها )8 ( فتحَ الأَبوابَ ليلاً دَيْرُها ** وإلى الناقوسِ قامتْ بيعتاها )9 ( صدَع البرقُ الدُّجَى ، تنشرُه ** أرضُ سوريا ، وتطويه سماها )0 ( يحملُ الأنباء تسري موهناً ** كعوادي الثكل في حرِّ سراها )
____________________
(1/554)
2( عرضَ الشكُّ لها فاضطربتْ ** تَطأُ الآذانَ هَمْساً والشِّفاها )( قلتُ : يا قوم اجمعوا أحلامكم ** كلُّ نفسٍ في وَرِيدَيْها رَداها )( يا عدوَّ القيدِ لم يلمحْ له ** شبحاً في خطةٍ إلا أباها )4 ( لا يضقْ ذرعكَ بالقيد الذي ** حزَّ في سوق الأوالي وبراها )5 ( وقعَ الرسلُ عليه ، والتوتْ ** أَرجلُ الأَحرارِ فيه فعَفاها )6 ( يا رُفاتاً مِثلَ رَيْحَانِ الضُّحى ** كلَّلَتْ عَدْنٌ بها هامَ رُباها )7 ( وبقايا هيكل من كرمٍ ** وحياة أَتْرَعَ الأَرض حَياها )8 ( ودَّعَ العدلُ بها أعلامه ** وبكتْ أنظمةُ الشورى صواها )9 ( حَضنتْ نعشك ، والتفَّتْ به ** رايةٌ كنتَ من الذلّ فداها )0 ( ضمَّت الصدرَ الذي قد ضمَّها ** وتلقَّى الهمَّ عنها فوقاها )
____________________
(1/555)
3( عجبي مِنها ومن قائدها ! ! ** كيف يَحمِي الأَعزلُ الشيخُ حِماها ؟ )( مِنْبَرُ الوادي ذَوَت أَعوادُه ** مِن أَواسِيها وجَفَّتْ من ذُراها )( من رمى الفارسَ عن صهوتها ** ودَعا الفُصحى بما أَلجمَ فاها ؟ )4 ( قدرٌ بالمدن ألوى والقرى ** ودَها الأَجبالَ منه ما دَهاها )5 ( غال بَسْطورا وأَردَى عُصبةً ** لمستْ جرثومةَ الموتِ يداها )6 ( طافت الكأْسُ بساقي أُمّةٍ ** من رحيقِ الوطنياتِ سقاها )7 ( عطلتْ آذانها من وترٍ ** ساحرٍ رَنَّ مَلِيّاً فشجاها )8 ( أَرغُنٌ هامَ به وِجْدَانُها ** وأَذانٌ عَشِقتْه أُذُناها )9 ( كلَّ يومٍ خطبةٌ روحيةٌ ** كالمزامير وأنغامِ لغاها ) 40 ( دَلَّهَتْ مصراً ولو أَنَّ بها ** فلواتٍ دلَّهتْ وحش فلاها )
____________________
(1/556)
4( ذائدُ الحقِّ وحامي حوضه ** أَنفَذَتْ فيه المقاديرُ مُناها ) 4( أخذتْ سعداً من البيت يدٌ ** تأْخذُ الآسادَ من أَصل شراها ) 4( لو أصابت غيرَ ذي روحٍ لما ** سلمتْ منها الثريا وسهاها ) 44 ( تتحدّى الطبَّ في قفّازها ** علَّةُ الدهر التي أعيا دواها ) 45 ( من وراءِ الإذنِ نالتْ ضيغماً ** لم ينلْ أقرانه إلا وجاها ) 46 ( لم تصارحْ أصرحَ الناسِ يداً ** ولساناً ، ورُقاداً ، وانتباها ) 47 ( هذه الأعوادُ من آدمَ لمْ ** يهدَ خفَّاها ، ولم يعرَ مطاها ) 48 ( نقَلَتْ خُوفو ومالتْ بمِنا ** لم يفتْ حيَّاً نصيبٌ من خطاها ) 49 ( تَخْلِطُ العُمْرينِ : شيْباً ، وصِباً ** والحياتين : شقاءً ، ورفاها ) 50 ( زورقٌ في الدمعِ يطفو أبداً ** عرَفَ الضَّفَّةَ إلا ما تلاها )
____________________
(1/557)
5( تهلع الثَّكلى على آثاره ** فإذا خفَّ بها يوماً شفاها ) 5( تسكبُ الدمعَ على سعدٍ دماً ** أُمةٌ من صخرةِ الحقِّ بناها ) 5( من ليانٍ هو في ينبوعها ** وإباءٍ هو في صمِّ صفاها ) 54 ( لُقِّنَ الحقَّ عليه كَهلُها ** واستقى الإيمانَ بالحقِّ فتاها ) 55 ( بذلتْ مالاً ، وأمناً ، ودماً ** وعلى قائدها ألقتْ رجاها ) 56 ( حمَّلته ذمَّةً أوفى بها ** وابتلَتْه بحقوقٍ فقضاها ) 57 ( ابنُ سبعينَ تلقَّى دونها ** غُربةَ الأَسرِ ، ووَعْثاءَ نَواها ) 58 ( سفرٌ من عدن الأرضِ ، إلى ** منزلٍ أَقرَبُ منه قُطُباها ) 59 ( قاهرٌ ألقى به في صخرةٍ ** دفعَ النسرَ إليها فأَواها ) 60 ( كرهتْ منزلها في تاجه ** دُرّةٌ في البحر والبرِّ نفاها )
____________________
(1/558)
6( اسأَلوها ، واسأَلوا شانِئَها ** لِمَ لمْ يَنفِ من الدُّرِّ سِواها ؟ ) 6( ولَدَ الثَّورَةَ سعدٌ حُرّةً ** بحياتيْ ماجد حُرٍّ نَماها ) 6( ما تَمنَّى غيرَها نسلاً ، ومَنْ ** يلِدِ الزَّهراءَ يَزْهَدْ في سواها ) 64 ( سالت الغابةُ من أَشبالها ** بينَ عينيهِ وماجتْ بلباها ) 65 ( بارك اللهُ لها في فرعها ** وقضى الخيرَ لمصرٍ في جناها ) 66 ( أولم يكتبْ لها دستورها ** بالدمِ الحرِّ ، ويَرْفَعْ مُنتداها ؟ ) 67 ( قد كتبتاها ، فكانت صورةً ** صَدْرُها حقٌّ وحقٌّ مُنتهاها ) 68 ( رَقَدَ الثائرُ إلا ثورةً ** في سبيل الحقِّ لم تَخمد جُذاها ) 69 ( قد تولاَّها صبيَّاً فكوتْ ** راحَتَيْهِ ، وفَتِيّاً فرعاها ) 70 ( جالَ فيها قلماً مستنهضاً ** ولِساناً كلَّما أَعْيَتْ حَداها )
____________________
(1/559)
7( ورمى بالنفس في بركانها ** فتلقَّى أولَ الناسِ لظاها ) 7( أَعلِمتم بعد موسى مِنْ يَدٍ ** قذفتْ في وجه فرعونَ عصاها ؟ ) 7( وطئتْ نادبةً صارخةً ** شاهَ وجهُ الرّقِّ يا قوم وشاها ) 74 ( ظفرتْ بالكبر من مستكبرٍ ** ) 75 ( ** وسيوفُ الهندِ لم تصحُ ظباها ) 76 ( أين منْ عينيَّ نفسٌ حرَّةٌ ** كنتُ بالأَمسِ بعينيَّ أَراها ؟ ) 77 ( كلما أَقبلت هَزَّتْ نفسها ** وتواصى بشرها بي ونداها ) 78 ( وجرى الماضي ، فماذا ادَّكرتْ ** وادِّكارُ النفسِ شيءٌ من وَفاها ؟ ) 79 ( أَلمحُ الأَيَامَ فيها ، وأَرى ** من وراءِ السنِّ تمثالَ صباها ) 80 ( لستُ أَدري حينَ تَندَى نَضرةً ** عَلَتِ الشَّيْبَ ، أَم الشَّيْبُ عَلاها ؟ )
____________________
(1/560)
8( حَلَّت السبعون في هيكلها ** فتداعى وهيَ موفورٌ بناها ) 8( روعةُ النادي إذا جدَّتْ ، فإن ** مزحتْ لم يذهب المزحُ بهاها ) 8( يَظفَرُ العُذْرُ بأَقصى سُخطِها ** وينالُ الودُّ غاياتِ رضاها ) 84 ( ولها صبرٌ على حسِّادها ** يشبه الصفحَ ، وحلمٌ عن عداها ) 85 ( لستُ أنسى صفحةً ضاحكةً ** تأْخذ النفسَ وتَجرِي في هواها ) 86 ( وحديثاً كرِوايات الهوى ** جدَّ للصبِّ حنينٌ فرواها ) 87 ( وقناةً صعدةً لو وهبتْ ** للسَّماكِ الأعزلِ اختالَ وتاها ) 88 ( أين منِّي قلمٌ كنتُ إذا ** سمتُه أَن يَرثِيَ الشمسَ رَثاها ؟ ) 89 ( خانني في يوم سعدٍ ، وجَرى ** في المراثي فكَبا دونَ مَداها ) 90 ( في نعيم الله نفسٌ أوتيتْ ** أنعمَ الدنيا فلم تنسَ تقاها )
____________________
(1/561)
9( لا الحِجَى لمّا تَنَاهَى غَرّها ** بالمقاديرِ ، ولا العِلمُ زَهاها ) 9( ذَهَبَتْ أَوّابةً مُؤمِنَةً ** خالصاً من حيرةِ الشكِّ هداها ) 9( آنستْ خلقاً ضعيفاً ورأتْ ** من وراءِ العالَمِ الفانِي إل ها ) 94 ( ما دعاها الحقُّ إلا سارَعَتْ ** ليتَه يومَ ( وَصِيفٍ ) ما دعاها )
____________________
(1/562)
البحر : متقارب تام ( فتى العقلِ والنَّغْمةِ العالِيَهْ ** مضى ومَحاسِنُه باقِيَهْ ) ( فلا سوقةٌ لم تكن أنسهُ ** ولا ملكٌ لم تزن ناديه ) ( ولم تَخْلُ مِن طِيبها بَلدةٌ ** ولم تَخلُ من ذِكرها ناحيه ) 4 ( يكادُ إذا هو غنَّى الورى ** بقافيةٍ يُنْطِق القافيه ) 5 ( يَتِيهُ على الماس بعضُ النُّحاسِ ** إذا ضَمَّ أَلحانَه الغاليه ) 6 ( وتَحكم في النفس أَوتارُه ** على العودِ ناطقةً حاكيه ) 7 ( وتبلغ موضعَ أَوطارِها ** وتُفشِي سَريرتَهَا الخافيه ) 8 ( وكم آيةٍ في الأغانِي له ** هي الشمسُ ليس لها ثانيه ! ) 9 ( إذا ما تنادى بها العارفون ** قل : البرقُ والرعدُ مِنْ غاديه )0 ( فإن هَمَسُوا بعدَ جَهْرٍ بها ** فخفقُ الحليِّ على الغانيه )
____________________
(1/563)
1( لقد شاب فردي وجاز المَشِيبَ ** و عَيْدا شَبِيبتُها زاهيه )( تمثِّلُ مصرَ لهذا الزمانِ ** كما هي في الأَعْصُرِ الخاليه )( ونذكر تلكَ الليالِي بها ** وننشد تلك الرؤى الساريه )4 ( ونبكي على عزِّنا المنقضي ** ونندبُ أيامنا الماضيه )5 ( فيا آلَ فردي ، نُعزِّيكُمُ ** ونبكي مع الأسرةِ الباكيه )6 ( فَقَدنا بمفقودِكم شاعِراً ** يقلُّ الزمانُ له راويه )
____________________
(1/564)
البحر : طويل ( سقى اللهُ بالكفر الأباظيِّ مضجعاً ** تضَّوع كافوراً من الخلد ساريا ) ( يطيب ثرى بردينَ من نفح طيبه ** كأن ثرى بردينَ مسّ الغواليا ) ( فيا لَكَ غِمداً من صَفيحٍ وجَنْدَلٍ ** حوَى السيفَ مَصقولَ الغِرارِ يَمانيا ) 4 ( وكنا استلَلْنا في النوائب غَرْبَهُ ** فلم يلفَ هيّاباً ، ولم يلف نابيا ) 5 ( إذا اهتزَّ دونَ الحقِّ يَحمي حِياضَه ** تأَخَّر عنها باطلُ القومِ ظاميا ) 6 ( طوتهُ يدٌ للموت ، لا الجاهُ عاصماً ** إذا بطشتْ يوماً ، ولا المالُ فاديا ) 7 ( تنالُ صبا الأعمار عند رفيقه ** وعندَ جفوفِ العودِ في السنِّ ذاويا ) 8 ( وبعضُ المنايا تُنْزلُ الشَّهْدَ في الثرى ** ويحططنَ في الترب الجبالَ الرواسيا ) 9 ( يقولو : يرثي الراحلين ، فويحهم ! ** أأملتُ عندَ الراحلين الجوازيا ؟ )0 ( أبوا حسداً أن أجعل الحيَّ أسوةً ** لهم ، ومثالاً قد يصادفُ حاذيا )
____________________
(1/565)
1( فلمّا رثيتُ الميتَ أقضي حقوقه ** وجدتُ حسوداً للرُّفاتِ وشانيا )( إذا أَنت لم ترْعَ العهودَ لهالكٍ ** فلستَ لحيٍّ حافظَ العهد راعيا )( فلا يطوين الموتُ عهدك من أخٍ ** وهبهُ بوادٍ غيرِ واديك نائيا )4 ( أَقام بأَرضٍ أَنت لاقِيه عندَها ** وإن بتما تستبعدان التلاقيا )5 ( رَثيْتُ حياةً بالثناءِ خليقةً ** وخليتُ عهداً بالمفاخر حاليا )6 ( وعزَّيْتُ بيتاً قد تبارَتْ سماؤُه ** مشايخَ أقماراً ن ومرداً دراريا )7 ( إلى الله إسماعيلُ وانزِلْ بساحةٍ ** أظلَّ الندى أقطارها والنواحيا )8 ( تَرَى الرحمةَ الكبرى وراءَ سمائها ** تَلُفُّ التُّقى في سَيْبِها والمَعاصيا )9 ( لدى ملكٍ لا يمنع الظلَّ لائذاً ** ولا الصفحَ تواباً ، ولا العفوَ راجيا )0 ( وأقسمُ كنتَ المرءَ لم ينسَ دينه ** ولم تلههِ دنياؤه وهيَ ماهيا )
____________________
(1/566)
2( وكنتَ إذا الحاجاتُ عزَّ قضاؤها ** لحاجِ اليتامى والأَراملِ قاضيا )( وكنتَ تُصلِّي بالملوكِ جماعةً ** وكنت تقوم الليلَ بالنفس خاليا )( ومَن يُعْطَ من جاهِ الملوك وَسِيلةً ** فلا يصنع الخيراتِ ، لم يعطَ غاليا )4 ( وكنتَ الجريءَ النَّدْبَ في كلِّ موقفٍ ** تلفَّتَ فيه الحقُّ لم يَلْقَ حاميا )5 ( بصرتُ بأخلاقِ الرجالِ فلم أجدْ ** وإن جَلَت الأَخلاقُ للعزم ثانيا )6 ( من العزمِ ما يُحيي فُحولاً كثيرةً ** وقدَّمَ كافورَ الخَصِيّ الطَّواشِيا )7 ( وما حطَّ مِنْ رَبِّ القصائد مادحاً ** وأنزله عن رتبةِ الشعر هاجيا )8 ( فليس البيانُ الهجوَ إن كنت ساخطاً ** ولا هو زُورُ المدحِ إن كنتَ راضيا )9 ( ولكنْ هدى الله الكريمِ ووحيه ** حَملتَ به المصباحَ في الناسِ هادِيا )0 ( تُفيض على الأَحياءِ نوراً ، وتارةً ** تضيءُ على الموتى الرَّجامَ الدَّواجيا )
____________________
(1/567)
3( هياكلُ تفنى ، والبيانُ مخلدٌ ** أَلا إنّ عِتْقَ الخمرِ يُنْسِي الأَوانيا )( ذهبْت أَبا عبدِ الحميدِ مُبَرَّءاً ** من الذَّام ، محمودَ الجوانبِ ، زاكيا )( قليلَ المساوي في زمانٍ يرى العلا ** ذُنوباً ، وناسٍ يَخْلُقون المساويا )4 ( طوَيناك كالماضي تَلقَّاه غِمدُه ** فلم تسترح حتى نشرناك ماضيا )5 ( فكنتَ على الأَفواه سيرةَ مُجمِلٍ ** وكنت حديثاً في المسامع عاليا )6 ( وفيتَ لمن أدناكَ في الملك حقبةً ** فكانَ عجيباً أَن يَرى الناسُ وافيا )7 ( أَثاروا على آثار مَوْتِكَ ضَجّةً ** وهاجُوا لنا الذكرى ، وَردُّوا اللياليا )8 ( ومن سابقَ التاريخَ لم يأمن الهوى ** مُلِجّاً ، ولم يَسلَم منَ الحِقْدِ نازيا )9 ( إذا وضعَ الأحياءُ تاريخَ جيلهم ** عَرفتَ المُلاحي مِنهمُ ، والمُحابيا ) 40 ( إذا سلم الدستور هان الذي مضى ** وهان من الأحداثِ ما كان آتيا )
____________________
(1/568)
4( أَلا كلُّ ذَنْب لِليالي لأَجله ** سدلنا عليه صفحنا والتناسيا )
____________________
(1/569)
البحر : وافر تام ( أحقُّ أنهم دفنوا عليَّا ** وحطُّوا في الثرى المرءَ الزكيّا ؟ ) ( فما تركوا من الأَخلاق سَمْحاً ** على وجه التراب ، ولا رضيَّا ؟ ) ( مضوا بالضاحك الماضي وألقوا ** إلى الحُفَر الخَفيفَ السَّمْهَرِيَّا ) 4 ( فَمَنْ عَوْنُ اللغاتِ على مُلِمٍّ ** أصاب فصيحها والأعجميَّا ؟ ) 5 ( لقد فقدتْ مصرفها حنيناً ** وبات مكانُه منها خَلِيَّا ) 6 ( ومن ينظرْ يرَ الفسطاطَ تبكي ** بفائضةٍ من العَبَرَاتِ رِيَّا ) 7 ( أَلم يَمْشِ الثرى قِحَةً عليها ** وكان رِكابُها نحوَ الثُّرَيّا ؟ ) 8 ( فنَقَّبَ عن مواضعها عَلِيٌّ ** فجَدَّدَ دارساً ، وجَلا خَفِيّا ) 9 ( ولولا جُهْدُهُ احتجَبَتْ رُسوماً ** فلا دمناً تريكَ لا نؤيَّا )0 ( تلفَّتَتِ الفنونُ وقد تَوَلَّى ** فلم تجد النصيرَ ولا الوليّا )
____________________
(1/570)
1( سَلوا الآثارَ : مَنْ يَغدو يُغالي ** بها ، ويروحُ مُحتفِظاً حَفِيَّا ؟ )( ويُنْزِلُها الرُّفوفَ كجوهريٍّ ** يصففُ في خزائنها الحليَّا ؟ )( وما جهلَ العتيقَ الحرَّ منها ** ولا غَبِيَ المُقَلّدَ والدَّعِيَّا )4 ( فتىً عاف المشاربَ من دنايا ** وصان عن القَذَى ماءَ المُحَيَّا )5 ( أبيُّ النفسِ في زمنٍ إذا ما ** عَجَمْتَ بنيهِ لم تجِدِ الأَبِيَّا )6 ( تعوّدَ أن يراه الناس رأساً ** وليس يرونه الذنبَ الدنيَّا )7 ( وَجَدْتُ العلمَ لا يبني نُفُوساً ** ولا يغني عن الأخلاقِ شيَّا )8 ( ولم أَر في السلاح أَضلَّ حَدّاً ** مِنَ الأَخلاق إنْ صَحِبَتْ غَوِيَّا )9 ( همَا كالسيف ، لا تنصفهُ يفسدْ ** عليكَ ، وخُذْهُ مُكتمِلاً سَوِيَّا )0 ( غديرٌ أَترعَ الأَوطانَ خيراً ** وإن لم تمتلىء منه دويَّا )
____________________
(1/571)
2( وقد تأتي الجداولُ في خشوعٍ ** بما قد يعجزُ السَّيلَ الأتيَّا )( حياةُ مُعَلِّمٍ طفِئَتْ ، وكانتْ ** سراجاً يعجبُ الساري وضيَّا )( سبقتُ القابسين إلى سَناها ** ورحتُ بنورها أحبو صبيَّا )4 ( أخذتُ على أريبٍ ألمعيٍّ ** ومَنْ لكَ بالمعلِّم أَلْمَعِيَّا ؟ )5 ( ورب معلِّمٍ تلقاه فظَّا ** غليظ القلبِ أَو فَدْماً غَبيّا )6 ( إذا انتدب البنون لها سيوفاً ** من الميلاد ردَّهُمُ عِصيَّا )7 ( إذا رشد المعلمُ خلوا وفاقوا ** إلى الحرية نساقُوا هديَّا )8 ( أناروا ظلمةَ الدنيا ، وكانوا ** وإن هو ضَلَّ كان السامِريَّا )9 ( أرقتُ وما نسيتُ بناتِ يومٍ ** على ( المطريّة ) ندَفعَتْ بُكيّا )0 ( بكَتْ وتأَوَّهَتْ ، فَوَهِمْتُ شَرّاً ** وقبلي داخل الوهمُ الذَّكيا )
____________________
(1/572)
3( قلبتُ لها الحذيَّ ، وكان مني ** ضلالاً أَن قلبتُ لها الحذيَّا )( زعمتُ الغيبَ خلفَ لسانِ طيرٍ ** جَهِلْتُ لسانَه فزعَمْتُ غيّا )( أصاب الغيبَ عند الطير قومٌ ** وصار البومُ بينهم نَبيّا )4 ( إذا غَنّاهمُ وجدوا سَطِيحاً ** على فمه ، وأفعى الجرهميَّا )5 ( رمى الغربانُ شيخَ تَنُوخَ قبلي ** وراش من الطويل لها دَوِيَّا )6 ( نجا من ناجذيْهِ كلُّ لحمٍ ** وغُودِرَ لحمهُنَّ به شَقِيَّا )7 ( نَعَسْتُ فما وجدتُ الغَمْضَ حتى ** نَفَضْتُ على المَنَاحَةِ مُقْلَتَيّا )8 ( فقلتُ : نذيرةٌ وبلاغُ صدق ** وحقٌّ لم يفاجىء مسمعيَّا )9 ( ولكنَّ الذي بكتِ البواكي ** خليلٌ عزَّ مصرعه عليَّا ) 40 ( ومَن يُفجَعْ بِحُرٍّ عبقريٍّ ** يجدْ ظلمَ المنيّةِ عبقريَّا )
____________________
(1/573)
4( ومن تَتراخَ مُدَّتُه فيُكثِرْ ** من الأَحبابِ لا يُحْصِي النَّعِيَّا ) 4( أخي ، أقبلْ عليَّ من المنايا ** وهاتِ حديثك العذبَ الشهيَّا ) 4( فلم أَعدِم إذا ما الدُّورُ نامت ** سميراً بالمقابر أَو نَجِيّا ) 44 ( يُذكِّرني الدُّجَى لِدَةً حَمِيماً ** هنالكَ باتَ ، أو خلاًّ وفيَّا ) 45 ( نَشَدْتُكَ بالمنيّة وهْيَ حقٌّ ** أَلم يَكُ زُخْرُفُ الدنيا فَرِيَّا ) 46 ( عَرفْتَ الموتَ معنىً بعد لفظٍ ** تكَّلمْ ، وأكشفِ المعنى الخبيَّا ) 47 ( أتاك من الحياة الموتُ فانظرْ ** أَكنتَ تموت لو لم تُلْفَ حَيَّا ؟ ) 48 ( وللأشياءِ أضدادٌ إليها ** تصير إذا صَبَرْتَ لها مَليَّا ) 49 ( ومنقلبُ النجومِ إلى سكونِ ** من الدَّوَرانِ يَطويهنّ طيَّا ) 50 ( فخبِّرني عن الماضين ؛ إني ** شددتُ الرحلَ أنتظرُ المضيَّا )
____________________
(1/574)
5( وصفْ لي منزلاً حملوا إليه ** وما لمحوا الطريقَ ولا المُطِيّا ) 5( وكيف أَتى الغنيُّ له فقيراً ** وكيف ثوى الفقير به غنيَّا ؟ ) 5( لقد لَبِسوا له الأَزياءَ شتَّى ** فلم يقبل سوى التَّجريدِ زِيَّا ) 54 ( سواءٌ فيه مَنْ وافى نهاراً ** ومنْ قذف اليهودُ به عشيَّا ) 55 ( ومنْ قطع الحياة صداً وجوعاً ** ومنْ مرتْ به شبعاً وريَّا ) 56 ( ومَيْتٌ ضَجَّتِ الدنيا عليه ** وآخرُ ما تحسنُّ له نعيَّا )
____________________
(1/575)
البحر : كامل تام ( تاجَ البلادِ ، تحيةٌ وسلامُ ** رَدّتك مصرُ ، وصحَّت الأَحلامُ ) ( العلمُ والملك الرفيعُ ، كلاهما ** لك - يافؤادُ - جلالةٌ ومقام ) ( فكأَنك المأْمونُ في سُلطانه : ** في ظلِّك الأَعلامُ ، والأَقلامُ ) 4 ( أَهدَى إليك الغربُ من أَلقابه ** في العلمِ ما تسمو له الأَعلام ) 5 ( من كلِّ مملكةٍ ، وكلِّ جماعةٍ ** يسعى لك التقديرُ والإعظام ) 6 ( ما هذه الغرفُ الزواهرُ كالضحى ** الشامخاتُ كأَنها الأَعلامُ ؟ ) 7 ( من كلِّ مرفوعِ العمودِ منَوِّرٍ ** كالصبحِ مُنْصَدِعٌ به الإظلام ) 8 ( تتحطَّم الأُمِّيَّةُ الكبرى على ** عَرَصاتِه ، وتمزَّقُ الأَوهام ) 9 ( هذا البناءُ الفاطِميُّ مَنارةٌ ** وقواعدٌ لحضارةٍ ودعام )0 ( مهدٌ تهيَّأَ للوليدِ ، وأيكةٌ ** سيرنُّ فيها بلبلٌ وحمام )
____________________
(1/576)
1( شرفاته نورُ السبيلِ ، وركنه ** للعبقريةِ منزلٌّ ومقام )( وملاعبٌ تجري الحظوظ مع الصِّبا ** في ظلهنَّ ، وتوهبُ الأقسام )( يمشي بها الفتيانُ ، هذا ما له ** نفس تسوِّدهُ ، وذاك عصامُ )4 ( ألقى أواسيهُ ، وطال بركنهِ ** نَفْسٌ من الصِّيدِ الملوكِ كُرام )5 ( من آلِ إسماعيلَ ، ولا العمَّاتُ قد ** قصَّرن عن كرم ، ولا الأعمام )6 ( لم يُعْطَ هِمَّتَهم ، ولا إحسانَهم ** بان على وادي الملوك هُمام )7 ( وبنى فؤادٌ حائطَيْه ، يُعِينُه ** شعبٌ عن الغاياتِ ليس يَنام )8 ( أنظر أبا الفاروقِ غرسكَ ، هل دنتْ ** ثمراتهُ ، وبدت له أعلامُ ؟ )9 ( وهلى انثنى الوادي وفي فمه الجَنَى ** وأتى العراقُ مشاطراً والشام ؟ )0 ( في كلِّ عاصمةٍ وكلِّ مدينةٍ ** شبانُ مصرَ على المناهل حاموا )
____________________
(1/577)
2( كم نستعيرُ الآخرِين وَنَجْتَدِي ** هيهات ! ما للعارِيات دَوام )( اليومَ يَرْعَى في خمائلِ أَرضِهم ** نشأٌ إلى داعي الرحيلِ قيام )( حبٌّ غرستَ براحتيكَ ، ولم يزلْ ** يَسقيه من كِلتا يديك غَمام )4 ( حتى أنافَ على قوائمِ سوقهِ ** ثمراً تنوءُ وراءه الأكمام )5 ( فقريبه للحاضرين وليمةٌ ** وبعيده للغابرين طعام )6 ( عِظةٌ لفاروقٍ وصالحِ جِيلهِ ** فيما ينيلُ الصبرُ والإقدام )7 ( ونموذجٌ تحذو عليه ، ولم يزلْ ** بسراتهمْ يتشبَّهُ الأقوام )8 ( شيَّدت صرحاً للذخائرِ عالياً ** يأوي الجمالُ إليه والإلهام )9 ( رَفٌّ عُيونُ الكُتْبِ فيه طوائفٌ ** وجلائلُ الأسفارِ فيه ركام )0 ( إسكندريةٌ ، عاد كنزكِ سالماً ** حتى كأنْ لم يلتهمه ضرامُ )
____________________
(1/578)
3( لمَّتهُ من لهبِ الحريق أنامٌ ** بَرْدٌ على ما لامَسَتْ ، وسَلام )( وأَسَتْ جِراحَتَك القديمة راحةٌ ** جُرْحُ الزمانِ بعُرْفِها يَلتام )( تَهَبُ الطريفَ من الفَخارِ ، وربّما ** بَعَثَتْ تَليدَ المجدِ وهْوَ رِمام )4 ( أرأيتَ ركنَ العلم كيف يقامُ ؟ ** أرأيتَ الاستقلالَ كيف يرام ؟ )5 ( العلمُ في سبلِ الحضارةِ والعلا ** حادٍ لكلِّ جماعةٍ ، وزمام )6 ( باني الممالكِ حينَ تنشدُ بانياً ** ومثابةُ الأوطانِ حينَ تضام )7 ( قامت رُبوعُ العلم في الوادي ، فهل ** للعبقريةِ والنبوغِ قيام ؟ )8 ( فهما الحياةُ ، وكلُّ دورِ ثقافةٍ ** أَو دُورِ تعليمٍ هي الأَجسام )9 ( ما العلمُ ما لم يَصْنعاه حقيقةٌ ** للطالبين ، ولا البيانُ كلام ) 40 ( يا مهرجانَ العلمِ ، حولك فرحةٌ ** وعليك من آمالِ مصرَ زحام )
____________________
(1/579)
4( ما أَشبهتْكَ مواسمُ الوادي ، ولا ** أعياده في الدهر ، وهي عظام ) 4( إلا نهاراً في بشاشة صُبحِه ** قعد البناة ، وقامت الأهرام ) 4( وأَطال خوفو من مواكبِ عِزِّه ** فاهتزَّت الرَّبَواتُ ، والآكام ) 44 ( يومي بتاجٍ في الحضارة معرقٍ ** تعْنُو الجِباهُ لعِزِّه ، والهام ) 45 ( تاجٌ تنقَّلَ في العصورِ معظَّماً ** وتأَلفتْ دُوَلٌ عليه جِسام ) 46 ( لما اضطلعتَ به مَشَى فيه الهدى ** ومراشدُ الدستورِ ، والإسلام ) 47 ( سبقتْ مواكبك الربيعَ وحسنه ** فالنيلُ زهوٌ ، والضفافُ وسام ) 48 ( الجيزةُ الفيحاءُ هزَّت منكباً ** سبغ النوالُ عليه والإنعام ) 49 ( لبست زخارفها ، ومسَّتْ طيبها ** وتردّدتْ في أَيْكها الأَنغامُ ) 50 ( قد زدتها هرماً يحجُّ فناؤه ** ويُشدُّ للدنيا إليه حِزام )
____________________
(1/580)
5( تقفُ القرونُ غداً على درجاتِه ** تُمْلِي الثناءَ ، وتكتبُ الأَيام ) 5( أَعوامُ جهدٍ في الشبابِ ، وراءَها ** من جهد خيرِ كهولةٍ أعوام ) 5( بلغَ البناءُ على يديك تمامهُ ** ولكل ما تبني يداك تمام )
____________________
(1/581)
البحر : وافر تام ( نُراوَحُ بالحوادثِ ، أَو نُغادَى ** ونُنكرُها ، ونُعطيها القِيادا ) ( ونحمَدُها وما رعتِ الضَّحايا ** ولا جزتِ المواقفَ والجهادا ) ( لحاها اللهُ ، باعتنا خيالاً ** من الأَحلامِ ، واشترتِ اتّحادا ) 4 ( مشيْنا أَمسِ نلقاها جميعاً ** ونحنُ اليومَ نلقاها فرادى ) 5 ( أضلتنا عن الإصلاح ، حتى ** عَجَزْنا أَن نُناقشَها الفسادا ) 6 ( تُلاقِينا ، فلا نَجِدُ الصَّياصِي ** ونَلقاها ، فلا نجدُ العَتادا ) 7 ( ومَنْ لَقِيَ السِّباعَ بغيرِ ظفرٍ ** ولا نابٍ تمزَّقَ أَو تفادَى ) 8 ( خَفضنا من عُلُوِّ الحقِّ حتى ** تَوهَّمنا السيادةَ أَن نُسادا ) 9 ( ولمَّا لم نَنلْ للسيفِ ردّاً ** تنازعْنا الحمائلَ والنِّجادا )0 ( وأقبلنا على أقوالِ زورٍ ** تجيءُ الغيَّ تقلبه رشادا )
____________________
(1/582)
1( ولو عُدنا إليها بعدَ قرْنٍ ** رحمنا الطرسَ منها والمدادا )( وكم سحرٍ سمعنا منذُ حينٍ ** تضاءَلَ بين أَعيُننا ونادى )( هنيئاً للعدوِّ بكلِّ أرضٍ ** إذا هو حلَّ في بلدٍ تعادى )4 ( وبُعداً للسيادةِ والمعالي ** إذا قطعَ القرابةَ والودادا )5 ( وربَّ حقيقةٍ لا بدَّ منها ** خدعْنا النَّشْءَ عنها والسَّوادا )6 ( تعدُّ لحادثِ الأيام صبراً ** وآونةً تعدُّ له عنادا )7 ( وتخلف بالنهى البيضَ المواضي ** وبالخُلق المثقَّفة الصِّعادا )8 ( لمحنا الحَظَّ ناحيةً ، فلما ** بلغناها أحسَّ بنا ، فحادا )9 ( وليس الحظُّ إلا عبقريَّا ** يحبُّ الأريحيةَ ، والسدادا )0 ( ونحن بنو زمانٍ حواليٍّ ** تنقلَ تاجراً ، ومشى ، ورادا )
____________________
(1/583)
2( إذا قعد العبادُ له بسوقٍ ** شرى في السوق ، أَو باع العِبادا )( وتعجبه العواطفُ في كتابٍ ** وفي دمع المُشَخِّصِ ما أَجادا )( يُؤمِّننا على الدستورِ أَنَّا ** نرى من خلفِ حوزته فؤادا )4 ( أبو الفاروق نرجوه لفضلٍ ** ولا نخشى لِما وَهبَ ارتدادا )5 ( ملأنا باسمه الأفواهَ فخراً ** ولقبناه بالأمسِ المكاد )6 ( نُناجيه ، فنسترعِي حكيماً ** ونسأَله فنستجدي جَوَادا )7 ( ولم يزلِ المحبَّبَ ، والمفدَّى ** ومرهمَ كلِّ جرحٍ ، والضِّمادا )8 ( تَدفَّق مَصْرفُ الوادي ، فرَوَّى ** وصابَ غمامُهُ ، فسقى ، وجادا )9 ( دعا فتنافستْ فيه نفوسٌ ** بمصرَ لكلِّ صالحةٍ تنادى )0 ( تقدمُ عونها ثقةً ومالاً ** وأحياناً تقدمهُ اجتهادا )
____________________
(1/584)
3( وأقبلَ من شبابِ القومِ جمعٌ ** كما بنتِ الكهولُ بنى ، وشادا )( كأن جوانبَ الدارِ الخلايا ** وهم كالنحل في الدار احتشادا )( فيا داراً من الهممِ العوالي ** سُقيتِ التِّبرَ ، لا أَرْضَى العِهادا )4 ( تأَنَّى حينَ أَسَّسَكِ ابنُ حربٍ ** وحينَ بنى دعائمكِ الشدادا )5 ( ولا ترجى المتانةُ في بناءٍ ** إذا البنَّاءُ لم يُعْطَ اتِّئادا )6 ( بنى الدارَ التي كنّا نراها ** أمانيَّ المخيَّل ، أو رقادا )7 ( ولم يَبْعُدْ على نفسٍ مَرَامٌ ** إذا ركبتْ له الهممَ البعادا )8 ( ولم أَرَ بعدَ قدرتِه تعالى ** كمَقدِرَةِ ابنِ آدمَ إن أَرادا )9 ( جرى والناسَ في ريب وشكٍّ ** يَرومُ السَّبْقَ ، فاخترقَ الجيادا ) 40 ( وعوديَ ودونها حتى بناها ** ومن شأْنِ المجدِّدِ أَن يُعادى )
____________________
(1/585)
4( يَهونُ الكيدُ مِنْ أَعدَى عدُوٍّ ** عليكَ إذا الوليُّ سعَى وكادا ) 4( فجاءت كالنهارِ إذا تجلَّى ** عُلُوّاً في المشارقِ وانطيادا ) 4( نصونُ كزائمَ الأموالِ فيها ** وننزلها الخزائنَ والنضادا ) 44 ( ونُخرجُها ، فتكسِبُ ، ثُمَّ تأْوِي ** رجوعَ النحل قد حملنَ زادا ) 45 ( ولم أرَ مثلها أرضاً أغلَّتْ ** وما سقيتْ ، ولا طعمتْ سمادا ) 46 ( ولا مُستوْدعاً مالاً لقومٍ ** إذا رجعوا له أَدَّى وزادا ) 47 ( ومن عجبٍ نُثبِّتُها أُصولاً ** وتِلك فروعُها تَغشَى البلادا ) 48 ( كأنّ القطرَ من شوقٍ إليها ** سَما قبلَ الأَساسِ بها عِمادا ) 49 ( ولو ملكتْ كنوزَ الأرضِ كفِّي ** جعلتُ أساسها ماساً ورادا ) 50 ( ولو أن النجومَ عنتْ لحكمي ** فرشتُ النيِّراتِ لها مِهادا )
____________________
(1/586)
البحر : كامل تام ( نَبذَ الهوى ، وصَحَا من الأَحلامِ ** شرقٌ تنبهَ بعدَ طولِ منام ) ( ثابتْ سلامته ، وأقبل صحوهُ ** إلا بقايا فترةٍ وسقام ) ( صاحتْ به الآجامُ : هنتَ ! فلم ينمْ ، ** أَعَلى الهوانِ يُنامُ في الآجامِ ؟ ) 4 ( أُمَمٌ وراءَ الكهفِ جُهْدُ حَياتِهم ** حركاتُ عيشٍ في سُكونِ حِمام ) 5 ( نفضوا العيونَ من الكرَى ، واستأنفوا ** سفرَ الحياة ، ورحلةَ الأيام ) 6 ( مَنْ ليس في رَكْبِ الزمانِ مُغَبِّراً ** ف عْدُدْهُ بين غوابرِ الأَقوام ) 7 ( في كلِّ حاضرةٍ وكلِّ قبيلةٍ ** هممٌ ذهبنَ يرمن كلَّ مرام ) 8 ( من كلِّ ممتنعٍ على أرسانهِ ** أو جامحٍ يعدو بنصفِ لجام ) 9 ( يا مصرُ ، أنتِ كنانةُ اللهِ التي ** لا تُستباحُ ، وللكِنانةِ حامِ )0 ( استقبلي الآمالَ في غاياتها ** وتأمَّلي الدنيا بطرفٍ سام )
____________________
(1/587)
1( وخُذِي طَريفَ المجدِ بعدَ تَليدِه ** من راحَتيْ مَلِكٍ أَغرَّ هُمام )( يُعْنَى بِسُؤدد قومِه ، وحُقوقِهم ** ويذودُ دونَ حياضهم ، ويحامي )( ما تاجِ العالي ، ولا نوَّابه ** بالحانِثين إليكِ في الإقسام )4 ( جَرَّبْتِ نُعْمَى الحادثاتِ وبُؤسَها ** أَعَلِمْتِ حالاً آذَنَتْ بدوامِ ؟ )5 ( عبستْ إلينا الحادثاتُ ، وطالما ** نَزَلَتْ فلم نُغْلَبْ على الأَحلام )6 ( من أَين جئتَ له بدارِ مُقام ؟ ! ** ويُرَقِّدون نَوازِيَ الآلام )7 ( الحقُّ كلُّ سلاحهم وكفاحهم ** والحقُّ نِعْمَ مُثَبِّتُ الأَقدام )8 ( يَبنون حائطَ مُلْكِهم في هُدنَةٍ ** وعلى عواقبِ شحنةٍ وخصام )9 ( قلْ للحوادث : أقدِمي ، أَو أَحجمي ** إنَّا بنو الإقدامِ والإحجام )0 ( نحن النيامُ إذا الليالي سالمتْ ** فإذا وَثَبْنَ فنحنُ غيرُ نيام )
____________________
(1/588)
2( فينا من الصبرِ الجميلِ بقيةٌ ** لحوادثٍ خَلْفَ العُيوبِ جِسام )( أين الوفودُ الملتقونَ على القرى ** المُنزَلون مَنازلَ الإكرامِ )( الوارثون القُدْسَ عن أَحبارِه ** والخالِفونَ أُميَّةً في الشَّام ؟ )4 ( الحاملو الفصحى ونورِ بيانها ** يَبنون فيه حضارةَ الإسلام ؟ )5 ( ويؤلِّفون الشرقَ في برهانها ** لمَّ الضياءِ حَواشِيَ الإظلام ؟ )6 ( تاقوا إلى أَوطانِهم ، فتحَمَّلوا ** وهَوَى الديارِ وراءَ كلِّ غرام )7 ( ما ضرَّ لو حبسوا الركائبَ ساعةً ** وثنَوْا إلى الفُسطاطِ فضلَ زِمام ؟ )8 ( ليُضيف شاهدُهمْ إلى أَيامِه ** يوماً أغرَّ ملمَّحَ الأعلام )9 ( ويرى ويسمع كيف عادَ حقيقةً ** ما كان ممتنعاً على الأوهام )0 ( مِنْ هِمّةِ المحكومِ وهو مُكبَّلٌ ** بالقيد ، لا من همَّةِ الحكامِ )
____________________
(1/589)
3( مِصرُ التقتْ في مِهرجانِ مُحمدٍ ** وتجمعتْ لتحيةٍ وسلامِ )( هَزَّتْ مَناكبَها له ، فكأَنه ** ظِلٌّ ، وسُنْبُلةٌ ، وقَطرُ غَمام )( وكأنه في الفتح عموريَّةٌ ** )4 ( أَسِمُ العصورَ بحسنِهِ ، وأنا الذي ** يروي ، فينتظمُ العصورَ كلامي )5 ( شرفاً محمدُ ، هكذا تبنى العلا : ** بالصبرِ آوِنةً وبالإقدام )6 ( هممُ الرجالِ إذا مضتْ لم يثنها ** خدعُ الثناءِ ولا عوادي الذَّام )7 ( وتمامُ فضلكَ أن يعيبكَ حسدٌ ** يجدون نقصاً عندَ كلِّ تمَام )8 ( المالُ في الدنيا منازلُ نقلةٍ ** )9 ( فرفعتَ إيواناً كرُكنِ النَّجمِ ، لم ** يُضرَبْ على كِسرى ، ولا بَهرام ) 40 ( صَيَّرْتَ طينتَه الخلودَ ، وجئتَ مِنْ ** وادي الملوكِ بجَنْدَلٍ ورَغام )
____________________
(1/590)
4( هذا البناءُ العبقريُّ أَتى به ** بيتٌ له فضل وحقُّ ذمام ) 4( كانت به الأرقام تدركُ حسبةً ** واليومَ جاوز حسبةَ الأرقام ) 4( يا طالما شغف الظنونَ ، وطالما ** كثر الرجاءُ عليه في الإلمام ) 44 ( ما زلتَ أَنتَ وصاحباك بِركنه ** حتى استقام على أغرِّ دعام ) 45 ( أَسَّسْتُم بالحاسدين جِدارَه ** وبينتمو بمعاول الهدَّام ) 46 ( شركاتك الدنيا العريضةُ لم تنل ** إلا بطول رعايةٍ وقيام ) 47 ( الله سخَّر للكنانةِ خازناً ** أَخذ الأَمانَ لها من الأَعوام ) 48 ( وكأَن مالَ المودِعين وزرعَهم ** في راحتيْك ودائعُ الأَيتام ) 49 ( ما زلتَ تَبني رُكنَ كلِّ عظيمةٍ ** حتى أتيتَ برابع الأهرام )
____________________
(1/591)
البحر : خفيف تام ( اتخذتِ السماءَ يا دارُ ركنا ** وأَوَيْتِ الكواكب الزُّهْرَ سَكْنا ) ( وجمعتِ السعادتين ، فباتت ** فيك دُنيا الصلاحِ للدين خِدنا ) ( نادَمَا الدهر في ذراكِ وفَضَّا ** من سُلاف الودادِ دَنّاً فدَنّا ) 4 ( وإذا الخلقُ كان عقدَ ودادٍ ** لم ينل منه منْ وشى وتجنَّى ) 5 ( وارى العلمَ كالعبادة في أب ** عدِ غاياته : إلى الله أدنى ) 6 ( واسعَ الساحِ ، يرسل الفكرَ فيها ** كلُّ مَن شكَّ ساعةً أَو تَظنَّى ) 7 ( هل سألنا أبا العلاءِ وإن قلَّ ** ب عيناً في عالم الكونِ وَسْنَى ) 8 ( كيف يهزا بخالق الطيرِ منْ لم ** يعلم الطيرَ ، هل بكى أو تغنَّى ؟ ) 9 ( أَنتِ كالشمس رفرفاً ، والسماكيْ ** نِ روافاً ، وكالمجرَّة صحنا )0 ( لو تَستَّرْتِ كنتِ كالكعبة الغرّ ** اءِ ذيلاً من الجلال وردنا )
____________________
(1/592)
1( إن تكن للثواب والبِرِّ داراً ** أَنت للحق والمراشدِ مَغْنَى )( قد بلغتِ الكمال في نصف قرنٍ ** كيف إن تمت الملاوة قرنا ؟ ! )4 ( ** وهْوَ باقٍ على المدى ليس يفنى )5 ( يا عكاظاً حوى الشبابَ فصاحاً ** قرشيينَ في المجامع ، لسنا )6 ( بَثَّهُمْ في كنانة الله نوراً ** مِن ظلام على البصائر أَخْنَى )7 ( علموا بالبيانِ ، لا غرباءَ ** فيه يوماً ، ولا أعاجمَ لكنا )8 ( فتيةٌ محسنون ، لم يُخْلِفوا ** لمَ رجاءً ، ولا المعلِّمَ ظنّا )9 ( صدعوا ظلمةً على الريف حلتْ ** وأَضاءوا الصعيدَ سهلاً ، وحَزْنا )0 ( منْ قضى منهمُ تفرَّق فكراً ** في نُهَى النَّشْءِ ، أَو تَقَسَّم ذِهنا )( نادِ دارَ العلوم ان شئتَ : يا عا ** ئش ، أو شئتَ نادها : يا سكينا )
____________________
(1/593)
2( قل لها : يا ابنة المبارك إيهٍ ** قد جَرَتْ كاسمه أُمورُكِ يُمْنا )( هو في المهرجان حَيٌّ شهيدٌ ** يجتلي غرسَ فضله كيف أجنى )4 ( وهو في العرسٍ - إن تحجَّبَ ، أو لم ** يَحْتَجِب والدُ العروسِ المُهنّا )5 ( ما جرى ذكرهُ بناديكِ حتى ** وقف الدمعُ في الشؤونِ فأَثنى )6 ( ربَّ خيرٍ ملئتَ منه سروراً ** ذكر الخيرين فاهتجتَ حزنا )7 ( أَدَرَى إذا بناك أَنْ كان يبني ** فوق أنف العدو للضاد حصنا ؟ )8 ( حائطُ الملكِ بالمدارس إن شِئْ ** تَ ، وإن شِئْت بالمعاقل يُبنى )9 ( انظر الناس ، هل ترى لحياةٍ ** عطّلتْ من نباهةِ الذكرِ معنى ؟ )0 ( لا الغنى في الرجال ناب عن الفض ** لِ وسلطانهِ ، ولا الجاهُ أغنى )( رُبَّ عاثٍ في الأَرض لم تجعل الأَر ** ضُ له إن أَقام أَو سار وَزنا )
____________________
(1/594)
3( عاش لم ترْمِهِ بعينٍ ، وأَودى ** هملاً لم تهب لناعيه أذنا )( نظمَ الله مُلكَه بعبادٍ ** عبقريين أورثوا الملكَ حسنا )4 ( شغلتهم عن الحسود المعالي ** إنما يحسدُ العظيمُ ويشنا )5 ( من ذكيِّ الفؤادِ يورثُ علماً ** أو بديعِ الخيالِ يخلقُ فنَّا )6 ( كم قديمٍ كرقعةِ الفنِّ حرٍّ ** لم يقلل له الجديدان شأنا )7 ( وجديدٍ عليه يختلف الده ** رُ ، ويفنى الزمانُ قرناً فقرنا )8 ( فاحتفظ بالذخيرتين جميعاً ** عادةُ الفطنِ بالذخائر يعنى )9 ( يا شباباً سقوني الودَّ محضاً ** وسقوا شانئي على الغلّ أجنا ) 40 ( كلما صار للكهولة شعري ** أنشدوه ، فعاد أمردَ لدنا ) 4( أُسرةُ الشاعرِ الرُّواةُ ، وما عَنَّ ** وهُ ، والمرءُ بالقريب معنى )
____________________
(1/595)
4( هم يضنُّون في الحياة بما قا ** ل ، ويلفونَ في الممات أضنَّا ) 4( وإذا ما انقضى وأَهْلُوهُ لم يَع ** دَم شقيقاً من الرُّواة أَو بْنا ) 44 ( النبوغَ النبوغَ حتى تنصُّوا ** رايةَ العلم كالهلال وأَسنَى ) 45 ( نحن في صورة الممالكِ ما لم ** يُصْبِحِ العلمُ والمعلِّمُ مِنّا ) 46 ( لا تنادوا الحصونَ والسُّفنَ ، وادْعُوا الع ** لم يُنشىء ْ لكم حصوناً وسُفْنا ) 47 ( إنْ ركبَ الحضارةِ اخترق الأرْ ** ضَ ، وشقّ السماءَ ريحاً ومُزْنا ) 48 ( وصَحِبْناه كالغبارِ ، فلا رجْ ** لاً شدَدْنا ، ولا رِكاباً زَمَمْنا ) 49 ( دان آباؤنا الزمانَ مَلِيّاً ** ومليَّاً لحادثِ الدهر دنَّا ! ) 50 ( كم نُباهِي بلحْدِ مَيْتٍ ؟ وكم نح ** ملُ من هادمٍ ولم يبنِ منّا ؟ ! ) 5( قد أتى أن نقول : نحن ، ولا نس ** مع أبناءنا يقولون : كنَّا ! )
____________________
(1/596)
البحر : كامل تام ( أَمسِ انقضى ، واليومُ مِرْقاةُ الغدِ ** إسكندريةُ ، آن أن تتجددي ) ( يا غرَّةَ الوادي وسدَّةَ بابه ** رُدّي مكانَكِ في البرِيةِ يُرْدَدِ ) ( فيضي كامسِ على العلوم من النُّهى ** وعلى الفنونِ من الجمالِ السَّرْمَدِي ) 4 ( وسمي النبالةَ بالملاحمِ تتسمْ ** وسمي الصبابةَ بالعواطف تخلدِ ) 5 ( وضعي رواياتِ الخلاعةِ والهوى ** لممثِّلين من العصورِ ، وشُهَّدِ ) 6 ( لا تجعلي حبَّ القديمِ وذكره ** حسراتِ مِضياعٍ ، ودفعَ مُبَدّدِ ) 7 ( إنّ القديمَ ذخيرةٌ من صالحٍ ** تبني المقصِّرَ ، أوتحثُّ المقتدي ) 8 ( لا تفْتَتِنْكِ حضارةٌ مَجلوبةٌ ** لم يبنَ حائطها بمالكِ واليدِ ) 9 ( لو مالَ عنكِ شِراعُها وبُخارُها ** لم يبقَ غيرُ الصَّيْدِ والمتصيّد )0 ( وُجدَتْ وكان لغيرِ أَهلِكِ أَرضُها ** وسماؤها ، وكأنها لم توجد )
____________________
(1/597)
1( جاري النزيلَ ، وسابقيه إلى الغنَى ** وإلى الحجا ، وإلى العلا والسؤدد )( وابني كما يبني المعاهدَ ، واشرعي ** لشبابك العرفانَ عذبَ المؤرد )( أَخِزانةَ الوادي ، عليكِ تحيَّةٌ ** رَبَضتْ كجُنْحِ الغيهَب المتلبِّدِ )4 ( ما أَنتِ إلا من خزائنِ يوسفٍ ** بالقصدِ ، موحِيَةٌ لمن لم يقصِدِ )5 ( قلدتِ من مال البلادِ أمانةً ** يا طالما افتقرتْ إلى المتقلِّد )6 ( وبلغْت من إيمانِها ورجائِها ** ما يبلغُ المحرابُ من متعبِّد )7 ( فلوَ أنَّ أَستارَ الجلالِ سَعَتْ إلى ** غيرِ العتيقِ لبستِ ممّا يرتدي )8 ( إنَّا نُعَظِّمُ فيكِ أَلوِيَةً على ** جنباتها حشدٌ يروح ويغتدي )9 ( وإذا طمعتَ من الخليَّةِ شهدها ** فاشهَدْ لقائدها وللمُتجَنّد )0 ( لا تمنحِ المحبوبَ شُكرَك كلَّه ** واقرنْ به شكرَ الأجيرِ المجهد )
____________________
(1/598)
2( إسكندريةُ شرفتْ بعصابةٍ ** بيضِ الأسرةِ ، والصحيفةِ ، واليد )( خدموا حِمى الوطنِ العزيزِ ، فبورِكوا ** خدَماً ، وبورك في الحمى مِن سَيّد )( ما بالُ ذاك الكوخِ صَرَّحَ وانجلَى ** عن حائطيْ صرحٍ أشمَّ ممردٍ ؟ )4 ( مِن كسْرِ بيتٍ ، أَو جِدارِ سَقِيفةٍ ** رَفع الثباتُ بِنايةً كالفرْقَد )5 ( فإذا طلعتَ على جلالةِ ركنها ** قلْ : تِلك إحدى مُعجزات محمدِ )
____________________
(1/599)
البحر : رمل تام ( لا يقيمنَّ على الضَّيمِ الأسدْ ** نزعَ الشِّبلُ من الغابِ الوتدْ ) ( كبرَ الشِّبلُ ، وشبَّتْ نابه ** وتغطَّى منكباه باللِّبد ) ( اتركوه يمشِ في آجامه ** ودَعوه عن حِمَى الغابِ يَذُد ) 4 ( واعرضوا الدنيا على أَظفارِه ** وابعثوه في صحاراها يَصِد ) 5 ( فِتيَةَ الوادي ، عَرَفْنا صَوْتكم ** مرحباً بالطائرِ الشادي الغرد ) 6 ( هو صوتُ ، الحقِّ ، لم يبغِ ، ولم ** يحمل الحقدَ ، ولم يحفِ الحسدَ ) 7 ( وخلا من شهوةٍ ما خالطت ** صالحاً من عملٍ إلا فسد ) 8 ( حَرَّك البلبلُ عِطفيْ رَبْوَةٍ ** كان فيها البومُ بالأيْكِ آنفرد ) 9 ( زَنْبَقُ المُدْن ، ورَيحانُ القُرَى ** قام في كلِّ طريقٍ وقَعد )0 ( باكراً كالنّحل في أسرابها ** كلُّ سِربٍ قد تلاقى واحتشد )
____________________
(1/600)
1( قد جنى ما قلَّ من زهْ الرُّبا ** ثم أعطى بل الزهر الشهد )( بسط الكفَّ لمن صادفه ** ومَضى يَقْصُرُ خطْواً ويَمُدّ )( يجعلُ الأَوطانَ أُغنِيَّتَه ** وينادي الناسَ : منْ جادَ وجد )4 ( كلَّما مرَّ ببابٍ دَقَّه ** أو رأى داراً على الدرب قصدْ )5 ( غادياً في المدْنِ ، أَو نحوَ القرى ** رائحاً يسأَل قِرشاً للبلد )6 ( أيها الناسُ ، اسمعوا ، أصغوا له ** أخرجوا المال إلى البرِّ يعدْ )7 ( لا ترُدُّوا يَدَهم فارغةً ** طالبُ العونِ لمصرٍ لا يردّ )8 ( سيرى الناسُ عجيباً في غدٍ ** يغرسُ القرشُ ، ويَبني ، ويَلِدْ )9 ( ينهض اللهُ الصناعات به ** من عثارٍ لبثتْ فيه الأبد )0 ( أو يزيد البرَّ داراً قعدتْ ** لكفاح السلِّ ، أو حربِ الرَّمد )
____________________
(1/601)
2( وهوَ في الأيدي ، وفي قدرتها ** لم يضقْ عنه ولم يعجزْ أحد )( تلك مصرُ الغدِ تبني مُلكها ** نادت الباني وجاءَت بالعُدَدْ )( وعلى المالِ بَنتْ سلطانَها ** ثابتَ الآساسِ مرفوعَ العَمَد )4 ( وأصارتْ بنكَ مصرٍ كهفها ** حبَّذا الركنُ وأعظمْ بالسند )5 ( مَثلٌ مِن هِمَّةٍ قد بَعُدَتْ ** ومداها في المعالي قد بَعُد )6 ( ردَّها العصرُ إلى أسلوبه ** كلُّ عصرٍ بأساليبَ جدد )7 ( البنونَ استنهضوا آباءهم ** ودعا الشبلُ من الوادي الأسد )8 ( أصبحت مصرُ ، وأضحى مجدها ** هِمَّة الوالدِ ، أَو شُغلَ الولد )9 ( هذه الهمَّةُ بالأمس جرتْ ** فحَوَتْ في طلبِ الحقّ الأَمد )0 ( أَيُّها الجيلُ الذي نرجو لِغدْ ** غدك العزُّ ، ودنياك الرغد )
____________________
(1/602)
3( أنت في مدرجة السيلِ ، وقد ** ضلَّ مَنْ في مَدْرجِ السيلِ رَقد )( قدْت في الحقِّ ، فقدْ في مثلهِ ** من نواحي القصدِ أَو سُبْل الرشد )( رُبَّ عامٍ أَنت فيه واجدٌ ** فادَّخرْ فيه لعامٍ لا تجِدْ )4 ( علمِ الآباءَ ، واهتف قائلاً : ** أيها الشعبُ ، تعاونْ واقتصد )5 ( اجمعِ القرشَ إلى القرشِ يكنْ ** لك من جمعهما مالٌ لُبَدْ )6 ( اطلبِ القطنَ ، وزاوِلْ غيرَه ** واتخذْ سوقاً إذا سوقٌ كسدْ )7 ( نحن قبل القطن كنّا أُمّةً ** تهبِط الوادي ، وتَرْعَى ، وتَرِدْ )8 ( قد أخذنا في الصناعات المدى ** وبنينا في الأوالي ما خلد )9 ( وغزلنا قبلَ إدريسَ الكسا ** ونسجْنا قبلَ داوُدَ الزَّرَد ) 40 ( إن تكُ اليوم لواءً قائداً ** كم لواءٍ لك بالأمسِ انعقد ! )
____________________
(1/603)
البحر : وافر تام ( خَطَوْنا في الجِهادِ خُطاً فِساحا ** وهادَنَّا ، ولم نُلقِ السِّلاحَا ) ( رضينا في هوى الوطنِ المفدَّى ** دمَ الشهداءِ والماَ المطاحا ) ( ولمّا سلّّت البيضُ المواضي ** تقلدنا لها الحقَّ الصراحا ) 4 ( فحطَّمْنا الشَّكيمَ سِوَى بقايا ** إذا عَضَّتْ أَرَيْناها الجِماحا ) 5 ( وقمنا في شِراعِ الحق نَلْقَى ** وندفع عن جوانيه الرياحا ) 6 ( نعالج شدةً ، ونروض أخرى ** ونسعى السعيَ مشروعاً مباحا ) 7 ( ونستولي على العقبات إلا ** كمينَ الغيبِ والقدرَ المتاحا ) 8 ( ومنْ يصبرْ يجدْ طولَ التمنِّي ** على الأَيام قد صار اقتراحا ) 9 ( وأَيامٍ كأَجواف الليالي ** فقدنَ النجمَ والقمرَ اللياحا )0 ( قضيناها حيالَ الحربِ نخشى ** بقاءَ الرِّق ، أو نرجو السراجا )
____________________
(1/604)
1( تَرَكْنَ الناسَ بالوادي قعودا ** من الإعياءِ كالإبل الرَّزاحى )( جنود السلم لا ظفرٌ جزاهم ** بما صبروا ، ولا موتٌ أَراحا )( ولا تلْقى سوى حيٍّ كَميْتٍ ** ومنزوفٍ وإن لم يسقَ راحا )4 ( ترى أسرى وما شهدوا قتالاً ** ولا اعتقلوا الأسنَّة والصفاحا )5 ( وجَرْحَى السَّوْطِ لا جَرْحَى المواضي ** بما عمل الجواسيسُ اجتراحا )6 ( صباحُك كان إقبالاً وسعداً ** فيا يومَ الرِّسالةِ ، عِمْ صَباحا )7 ( وما تألوا نهاركَ ذكرياتٍ ** ولا برهانَ عزتك التماحا )8 ( تكاد حِلاك في صفحات مصرٍ ** بها التاريخُ يفتتح افتتاحا )9 ( جلالك عن سنا الأضحى تجلَّى ** ونورك عن هلالِ الفطر لاحا )0 ( هما حقٌّ ، وأنت ملئتَ حقَّا ** ومثَّلتْ الضحيَّةَ والسماحا )
____________________
(1/605)
2( بعثنا فيك هاروناً وموسى ** إلى فرعونَ ف بتَدَآ الكفاحا )( وكان أعزَّ من روما سيوفاً ** وأطغى من قياصرها رماحا )( يكاد من الفتوح وما سَقَتْهُ ** يخالُ وراءَ هيكلهِ فتاحا )4 ( وردَّ المسلمون فقيل : خابوا ** فيا لَكِ خيبةً عادت نجاحا ! )5 ( أَثارت وادياً من غايَتَيْه ** ولامت فرقةً وأستْ جراحا )6 ( وشَدَّتْ مِن قُوَى قَومٍ مِراضٍ ** عزائمهم فردَّتْها صِحاحا )7 ( كأن بلالَ نوديَ : قم فأذَّنْ ** فرجَّ شعابَ مكةَ والبطاحا )8 ( كأَن الناس في دينٍ جديدٍ ** على جنباته استبَقوا الصلاحا )9 ( وقد هانت حياتهمُ عليهم ** وكانوا بالحياةِ هُمُ الشّحاحا )0 ( فتسمع في مآتمهم غناءً ** وتسمع في ولائمهم نُواحا )
____________________
(1/606)
3( حواريينَ أوفدنا ثقاتٍ ** إذا تركَ البلاغُ لهم ، فصاحا )( فكانوا الحقَّ منقبضاً حيياً ** تحدَّى السيفَ مُنصلِتاً وَقاحا )( لهم منَّا براءةُ أهلِ بدرٍ ** فلا إثماً نَعُدُّ ولا جُناحا )4 ( ترى الشَّحناءَ بينهم عِتاباً ** وتحسب جدَّهم فيها مزاحا )5 ( جعلنا الخلدَ منزلَهم ، وزدنا ** على الخلدِ الثناءَ والامتداحا )6 ( يميناً بالتي يسعى إليها ** غُدُوّاً بالندامة ، أَو رَوَاحا )7 ( وتَعبَقُ في أنوف الحجِّ رُكناً ** وتحتَ جِباهِهم رَحْباً ، وساحا )8 ( وبالدستور ، وهْوَ لنا حياةٌ ** نرى فيه السلامةَ والفلاحا )9 ( أَخذناه على المُهَجِ الغوالي ** ولم نأخذه نَيلاً مُستماحا ) 40 ( بنينا فيه من دمعٍ رواقاً ** ومن دمِ كلِّ نابتةٍ جناحا . . . )
____________________
(1/607)
4( . . . لما ملأ الشبابَ كروح سعدٍ ** ولا جعل الحياةَ لهم طماحا ) 4( سلواعنه القضيةَ ، هل حماها ** وكان حمى القضيةِ مستباحا ؟ ) 4( وهل نظم الكهولَ الصِّيدَ صَفّاً ** وألف من تجاربهم رداحا ؟ ) 44 ( هو الشيخُ الفتيُّ ، لو استراحت ** من الدأبِ الكواكبُ ما استراحا ) 45 ( وليس بذائقِ النومِ اغتباقاً ** إذا دار الرقادُ ، ولا اصطِباحا ) 46 ( فيالَكَ ضَيْغَماً سهِر الليالي ** وناضل دونَ غايتِه ، ولاحَى ) 47 ( ولا حَطَمَتْ لك الأَيامُ ناباً ** ولا غضَّت لك الدنيا صياحا )
____________________
(1/608)
البحر : وافر تام ( معالي العهدِ قمتَ بها فطيما ** وكانَ إليكَ مرجعها قديما ) ( تنقَّلْ من يدٍ ليدٍ كريما ** كروحِ الله إذ خلفَ الكليما ) ( تَنَحَّى لابنِ مريمَ حينَ جاءَ ** وخلَّى النَّجْمُ لِلقَمَرِ الفَضاءَ ) 4 ( ضِياءٌ لِلعيون تَلا ضِياءَ ** يَفيضُ مَيامِناً ، وهدىً عَميما ) 5 ( كذا أنتم بني البيتِ الكريمِ ** وهل مُتَجَزِّىء ٌ ضوْءُ النُّجوم ؟ ) 6 ( وأَين الشُّهْبُ من شرفٍ صَميمِ ** تألقَ عقدهُ بكمو نظيما ؟ ) 7 ( أرى مستقبلاً يبدو عجابا ** وعنواناً يكنُّ لنا كتابا ) 8 ( وكان محمدٌ أملاً شهابا ** وكان اليأسُ شيطاناً رجيما ) 9 ( وأَشرقتِ الهياكِلُ والمباني ** كما كانت وأزينَ في الزمانِ )0 ( وأصبحَ ما تكنُّ من المعاني ** على الآفاق مسطوراً رقيما )
____________________
(1/609)
1( سألتُ ، فقيل له : وضعتهُ طفلا ** وهذا عِيدُهُ في مِصْرَ يُجْلَى )( فقلت : كذلِكم آنَسْتُ قَبْلا ** فأَما أَنتَ يا نجلَ المعالي )( ** في انتفاضٍ كانتفاضِ البلبل )( يمنتزهِ الإمارةِ هلَّ فجرا ** هلالاً في منازله أغرَّا )4 ( فباتت مِصرُ حوْلَ المهدِ ثغرا ** وباتَ الثغر للدنيا نديما )5 ( لجيلكَ في عدٍ جيلِ المعالي ** وشعبِ المجدِ والهممِ العوالي )6 ( . . . أَزُفُّ نوابغَ الكَلِمِ الغَوالي ** وأُهدِي حكمتي الشَّعْبَ الحكيما )7 ( إذا أَقبلتَ يا زمن البنينا ** وشَبُّوا فيك واجتازوا السنينا )8 ( فدُرْ مِنْ بَعدِنا لهُم يَمينا ** وكن لوُرودِك الماءَ الحميما )9 ( ويا جيلَ الأميرِ ، إذا نشأتا ** وشاءً الجدُّ أن تعطى ، وشئتا )
____________________
(1/610)
20 ( فخذ سُبُلاً إلى العلياء شَتَّى ** وخلِّ دليلكَ الدينَ القويما )( وضِنَّ به ، فإن الخير فيه ** وخُذْهُ من الكتابِ وما يَليهِ )( ولا تأخُذْهُ من شَفَتَيْ فقيهِ ** ولا تهجرْ مع الدين العلوما )( وثقْ بالنفسِ في كلِّ الشئونِ ** وكن مما اعتقدتَ على يَقين )4 ( كأنك من ضميرك عند دين ** فمن شرفِ المبادىء أن تقيما )5 ( وإن ترمِ المظاهرَ في الحياة ** فرُمْها باجتهادِك والثباتِ )6 ( وخذها بالمساعي باهراتِ ** تنافسُ في جلالتها النجوما )7 ( وإن تخرجْ لحربٍ أو سلامِ ** فأقدمْ قبلَ إقدامِ الأنام )8 ( وكن كالليث : يَأْتي من أَمامِ ** فيَمْلأ كلَّ ناطِقةٍ وُجُوما )9 ( وكنْ شَعْبَ الخصائصِ والمزايا ** فأقدمْ قبلَ إقدامِ الأنام )
____________________
(1/611)
30 ( وكن كالنحلِ والدُنيا الخلايا ** يمرُّ بها ، ولا يَمضِي عَقيما )( ولا تطمحْ إلى طَلَبِ المُحالِ ** ولا تقنعْ إلى هجرِ المعالي )( فإن أَبطأنَ فاصبرْ غيرَ سالِ ** كصبرِ الأنبياءِ لها قديما )( ولا تقبَلْ لغير الله حُكما ** ولا تحمل لغير الدهرِ ظلما )4 ( ولا ترضَ القليلَ الدُّونَ قسما ** إذا لم تقدرِ الأمرَ المروما )5 ( ولا تيأَسْ ، ولا تكُ بالضَّجُور ** ولا تثِقَنَّ من مَجرَى الأُمورِ )6 ( فليسَ مع الحوادثِ من قديرِ ** ولا أَحدٌ بما تأْتِي عليما )7 ( وفي الجُهّالِ لا تَضَع الرجاءَ ** كوَضع الشمْسِ في الوَحَلِ الضِّياءَ )8 ( يَضيعُ شُعاعُها فيه هَباءَ ** وكان الجهلُ ممقوتاً ذَميما )9 ( وبالغ في التدبر والتحري ** ولا تَعجَلْ ، وثِق من كلِّ أَمر )
____________________
(1/612)
40 ( وكن كالأُسْدِ : عند الماءِ تجرِي ** وليست وُرَّداً حتى تَحوما ) 4( وما الدنيا بمثوى للعبادِ ** فكن ضَيْفَ الرِّعايةِ والوِدادِ ) 4( ولا تَستَكثِرَنّ من الأَعادي ** فشَرُّ الناسِ أَكثرُهم خُصوما ) 4( ولا تجعلْ تودُّدَكَ ابتِذَالا ** ولا تسمحْ بحلمك أن يذالا ) 44 ( وكن ما بين ذاك وذاك حالا ** فلن تُرضِي العدُوَّ ولا الحميما ) 45 ( وصلِّ صلاةَ من يرجو ويخشى ** وقبلَ الصَّوْمِ صُمْ عن كلِّ فَحْشا ) 46 ( ولا تحسب بأن الله يرشى ** وأَنَّ مُزَكِّياً أَمِنَ الجحيما ) 47 ( لكلِّ جنى زكاةٌ في الحياةِ ** ومعنى البِرِّ في لفظِ الزكاة ) 48 ( وما لله فينا من جُباةِ ** ولا هو لاِمْرِىء ٍ زكَّى غَرِيما ) 49 ( فإن تكُ عالماً فاعملْ ، وفَطِّنْ ** وإن تك حاكماً فاعدِلْ ، وأَحسِنْ )
____________________
(1/613)
50 ( وإن تك صانعاً شيئاً فأَتقِنْ ** وكن للفرْضِ بعدئذٍ مُقيما ) 5( وصُنْ لغةً يَحِقُّ لها الصِّيانُ ** فخيرُ مظاهِرِ الأُممِ البَيَانُ ) 5( وكان الشعبُ ليس له لِسانُ ** غريباً في مواطنه مضيما ) 5( ألم ترها تنالُ بكل ضيرِ ** وكان الخيرُ إذ كانت بخير ؟ ) 54 ( أَيَنطِقُ في المَشَارقِ كلُّ طيرِ ** ويبقى أهلها رخماً وبوما ؟ ) 55 ( فعلِّمْها صغيرَك قبلَ كلِّ ** ودعْ دعوى تمدُّنهم وخلِّ ) 56 ( فما بالعيِّ في الدنيا التحلِّي ** ولا خَرَسُ الفتى فضلاً عظيما ) 57 ( وخذ لغةَ المعاصرِ ، فهيَ دنيا ** ولا تجعل لِسانَ الأَصلِ نسْيَا ) 58 ( كما نقلَ الغرابُ فضلَّ مشيا ** وما بلغَ الجديدَ ، ولا القديما ) 59 ( لجيلك يومَ نشأته مقالي ** فأما أنتَ يا نجلَ العالي )
____________________
(1/614)
60 ( فتنظرُ من أَبيكَ إلى مِثال ** يُحيِّرُ في الكمالات الفهُوما ) 6( نصائحُ ما أَردتُ بها لأَهدِي ** ولا أبغي بها جدواكَ بعدي ) 6( ولكنِّي أحبُّ النَّفعَ جهدي ** وكان النفع في الدنيا لزوما ) 6( فإن أقرئتَ - يا مولاي - شعري ** فإن أَباك يَعرِفُه ويَدْرِي ) 64 ( وجدُّكَ كان شأوي حينَ أجري ** فأَصرَعُ في سوابِقِها تَميما ) 65 ( بنونا أنتَ صبحهمو الأجلُّ ** وعهدكَ عصمةٌ لهمو وظلُّ ) 66 ( فلمْ لا نَرْتَجيكَ لهم وكلُّ ** يعيشُ بأَنْ تعيش وأَن تَدوما ؟ )
____________________
(1/615)
البحر : بسيط تام ( دامت معاليك فينا يا بن فاطمةٍ ** ودام منكم لأُفْق البيتِ نِبراسُ ) ( قل للخديوِ إذا وافيتَ سُدَّتَه ** تمشي إليه ويمشي خلفَكَ الناس ) ( حجُّ الأمير له الدنيا قد إبتهجتْ ** والعودُ والعيدُ أفراحٌ وأعراس ) 4 ( فلتحيَ ملَّنا ! فلتحيَ أُمَّتنا ! ** فليحي سلطاننا ! فليحي عباس ! )
____________________
(1/616)
البحر : كامل تام ( أَبكيكَ إسماعيلَ مِصرَ ، وفي البُكا ** بعدَ التَّذَكُّرِ راحةُ المسْتَعبِر ) ( ومن القيام ببعض حقِّك أنني ** أَرْقى لِعِزِّكَ والنعيم المدبِرِ ) ( هذي بيوتُ الرُّومِ ، كيف سكنتها ** بعد القصورِ المزريااتِ بقيصر ؟ ) 4 ( ومن العجائبِ أَن نفسَك أَقصَرَتْ ** والدهرُ في إحراجها لم يقصر ) 5 ( ما زالَ يُخلي منكَ كلَّ مَحِلَّةٍ ** حتى دُفِعْتَ إلى المكانِ الأَقفَرِ ) 6 ( نظرَ الزمان إلى دياركَ كلِّها ** نظرَ الرشيدِ إلى منازلِ جعفر )
____________________
(1/617)
البحر : كامل تام ( الله يحكمُ في المداينِ والقُرى ** يا مِيتَ غَمْرَ خُذِي القضاءَ كما جرى ) ( ما جَلَّ خَطْبٌ ثم قِيسَ بغيْرِه ** إلا وهوَّنه القياسُ وصغَّرا ) ( فسَلي عمورَةَ أَو سدُون تأَسِّياً ** أَو مرْتنيقَ غداة وورِيَتِ الثرى ) 4 ( مُدنٌ لقِينَ من القضاءِ ونارِه ** شَرراً بجَنب نَصيبِها مُستَصْغَرا ) 5 ( هذي طلولكِ أنفساً وحجارةً ** هل كنتِ رُكناً من جَهَنَّمَ مُسْعَرا ؟ ! ) 6 ( قد جئتُ أبكيها وآخذُ عبرةً ** فوقفتُ معتبراً بها مستعبرا ) 7 ( أجدُ الحياةَ حياةَ دهرٍ ساعةً ** وأرى النعيمَ نعيمَ عمرٍ مقصرا ) 8 ( وأَعُدُّ من حَزْمِ الأُمورِ وعزمها ** للنفس أَن ترضَى ، وأَلاَّ تَضْجَرا ) 9 ( ما زلتُ أسمعُ بالشَّقاءِ روايةً ** حتى رأيتُ بكِ الشَّقاءَ مصوَّرا )0 ( فعل الزمانُ بشمْلِ أَهلِك فِعْلَهُ ** ببني أميَّةَ ، أو قرابةِ جعفرا )
____________________
(1/618)
1( بالأمسِ قد سكنوا الديارَ ، فأصبحوا ** لا يُنظَرون ، ولا مساكنُهم تُرَى )( فإذا لقِيت لقيت حيّاً بائساً ** وإذا رأيت رأيت مَيْتاً مُنْكرا )( والأُمهاتُ بغير صبرٍ : هذه ** تبكي الصغيرَ ، وتلك تبكي الأصغرا )4 ( من كلِّ مُودِعَةِ الطُّلولِ دموعَها ** من أَجْلِ طفلٍ في الطلولِ استأْخرا )5 ( كانت تؤمِّل أن تطولَ حياته ** واليومَ تسألُ أن يعودَ فيقبرا )6 ( طلعتْ عليكِ النارُ شؤمها ** فمحتكِ آساساً ، وغيرتِ الذرا )7 ( مَلَكَتْ جهاتِكَ ليلةً ونهارَها ** حمراءَ يبدو الموتُ منها أحمرا )8 ( لا ترهبُ الوفانَ في طغيانها ** لو قابَلَتْه ، ولا تهابُ الأَبْحُرا )9 ( لو أن نيرون الجمادَ فؤاده ** يُدْعَى ليَنْظُرَها لعاف المنظرا )0 ( أوأنه ابتلى َ الخليلُ بمثلها ** أَستغفِرُ الرحمنَ ولَّى مُدْبِرا )
____________________
(1/619)
2( أو أن سيلاً عاصمٌ من شرها ** عصمَ الديارَ من المامع مال جرى )( أَمْسَى بها كلُّ البيوتِ مُبَوَّباً ** ومطنَّباً ، ومسيَّجاً ، ومسوَّرا )( أسرتهمو ، وتملَّكتْ طرقاتهم ** مَنْ فرَّ لم يجدِ الطريقَ مُيَسَّرا )4 ( خفَّتْ عليهم يومَ ذلك مورداً ** وأَضلَّهُمْ قدَرٌ ، فضَلُّوا المَصْدَرا )5 ( حيثُ التفتَّ ترى الطريقَ كأنها ** ساحاتُ حاتمِ غبَّ نيرانِ القرى )6 ( وترى الدعائمَ في السوادِ كهيكلٍ ** خمدَتْ به نارُ المجوسِ ، وأَقْفَرا )7 ( وتَشَمُّ رائحةَ الرُّفاتِ كريهةً ** وتشمُّ منها الثاكلاتُ العَنْبَرا )8 ( كثرتْ عليها الطيرُ في حوماتها ** يا طيرُ ، ( كلُّ الصَّيْدِ في جَوْفِ الفَرا ) )9 ( هل تأمنين طوارقَ الأحداثِ أن ** تغشى عليكِ الوكرَ في سنةِ الكرى )0 ( والناسُ مِنْ داني القُرى وبعيدِها ** تأْتي لتمشِيَ في الطُّلولِ وتَخْبُرا )
____________________
(1/620)
3( يتساءلون عن الحريقِ وهوله ** وأرى الفرائسَ بالتساؤلِ أجدرا )( يا رَبِّ ، قد خَمَدَتْ ، وليس سواكَ مَنْ ** يُطفِي القلوبَ المُشْعَلاتِ تَحسُّرا )( فتحوا اكتتاباً للإغانة فاكتتبْ ** بالصبر فهوَ بمالِهم لا يُشترى )4 ( إن لم تكن للبائسين فمن لهم ؟ ** أَو لم تكن للاجئين فمَنْ ترى ؟ ! )5 ( فتولَّ جَمْعاً في اليَبَاب مُشتَّتاً ** وارحم رميما في التراب مبعثرا )6 ( فعلتَ بمصرَ النارُ ما لم تأتهِ ** آياتكَ السبعُ القديمةُ في الورى )7 ( أوَ ما تراها في البلاد كقاهرٍ ** في كلِّ ناحية يُسيِّر عَسْكرا ؟ ! )8 ( فادفعْ قضاءَك ، أَو فصيِّرْ نارَه ** برداً ، وخذْ باللأُّطفِ فيما قدِّرا )9 ( مُدُّوا الأَكفَّ سَخِيَّةً ، واستغفِري ** يا أُمَّةً قد آن أَن تَستغفرا ) 40 ( أولى بعهطفِ الموسرين وبرِّهم ** مَنْ كان مِثلَهُمُ فأَصبَح مُعْسِرا )
____________________
(1/621)
4( يا أيُّها السُّجناءُ في أموالهم ** أأمنتموا الأيامَ أن تتغيَّرا ؟ ) 4( لا يملكُ الإنسانُ من أحواله ** ما تملك الأَقدارُ ، مهما قَدَّرا ) 4( لا يُبْطِرنَّكَ من حرير مَوْطِىء ٌ ** فلرُبَّ ماشٍ في الحريرِ تَعثَّرَا ) 44 ( وإذا الزمانُ تنكرتْ أحداثه ** لأخيكَ ، فاذكره عسى أن تذكرا )
____________________
(1/622)
البحر : سريع ( يا ربِّ ، ما حكمكَ ؟ ماذا ترى ** في ذلك الحلمِ العريضِ الطويلْ ؟ ) ( قد قام غليومٌ خطيباً ، فما ** أعطاكَ من ملككَ إلا القليل ! ) ( شيَّد في جنبكَ ملكاً له ** ملككَ إن قيسَ إليهِ الضَّئيل ) 4 ( قد وَرَّثَ العالَم حيّاً ، فما ** غادرَ من فجٍّ ، ولا من سبيل ) 5 ( فالنصفُ للجرمانِ في زعمه ** والنصفُ للرومان فيما يقول ) 6 ( يا رَبِّ ، قلْ : سيْفُكَ أَم سَيْفُه ؟ ** أيُّهما - ياربِّ - ماضِ ثقيل ؟ ! ) 7 ( إن صدقتْ - يا ربِّ - أحلامه ** فإنَّ خطْبَ المسلمين الجليل ) 8 ( لا نحنُ جرمانُ لنا حصَّةٌ ** ولا برومانَ فتعطى فتيل ) 9 ( يا رَبِّ ، لا تنسَ رعاياك في ** يومٍ رعاياك الفريقُ الذليل )0 ( جنايةُ الجهلِ على أهله ** قديمةٌ ، والجهلُ بئسَ الدليل )
____________________
(1/623)
1( يا ليتَ لم نمددْ بشرٍّ يداً ** وليتَ ظلَّ السلمِ باقٍ ظليل ! )( جنى علينا عصبةٌ جازفوا ** فحسبنا الله ، ونعمَ الوكيل ! )
____________________
(1/624)
البحر : كامل تام ( خَطَّتْ يداكَ الرَّوْضَةَ الغَنَّاءَ ** وفرغتَ من صرحِ الفنونِ بناءَ ) ( ما زلتَ تَذهبُ في السُّمُوّ بِركنِهِ ** حتى تجاوزَ ركنهُ الجوزاءَ ) ( دارٌ من الفنّ الجميلِ تقسَّمَتْ ** للساهرين روايةً وراواءَ ) 4 ( كالروْضِ تحتَ الطيرِ أَعجبَ أَيْكُه ** لَحْظَ العيونِ ، وأَعجَبَ الإصغاءَ ) 5 ( ولقد نزلتَ بها ، فلم نرَ قبلها ** فلكاً جلا شمسَ النهارِ عشاءَ ) 6 ( وتوهَّجَتْ حتى تقلَّب في السَّنا ** وادي الملوكِ حجارةً وفضاءَ ) 7 ( فتلفَّتُوا يتهامسون : لعلَّهُ ** فجرُ الحضارةِ في البلاد أَضاءَ ) 8 ( تلك المعازفُ في طلولِ بنائهم ** أكثرنَ نحوَ بنائكَ الإيماء ) 9 ( وتمايلتْ عيدانهنَّ تحيةً ** وترنَّمَتْ أَوتارُهُنَّ ثناء )0 ( يا بانيَ الإيوانِ ، قد نسَّقتَهُ ** وحذوتَ في هندامها الحمراء )
____________________
(1/625)
1( أينَ الغريضُ يحلُّهُ أو معبدٌ ** يتبّوأَ الحجراتِ والأبهاءِ ؟ )( العبقرِيّةُ من ضَنائنه التي ** يحبو بها - سبحانه - من شاءَ )( لما بنيتَ الأَيْكَ واستَوْهَبْتَهُ ** بَعثَ الهَزارَ ، وأَرسَلَ الوَرْقاءَ )4 ( فسمعتَ من متفرِّدِ الأنعامِ ما ** فاتَ الرشيدَ ، وأَخطأ النُّدَمَاءَ )5 ( والفنُّ ريحانُ الملوكِ ، وربّما ** خَلَدُوا على جَنباتِه أَسماء )6 ( لولا أَياديه على أَبنائنا ** لم نلفَ أمجدَ أمَّة آباءَ )7 ( كانت أوائلُ كلِّ قومٍ في العلا ** أرضاً ، وكنَّا في الفخارِ سماء )8 ( لولا ابتسامُ الفنِّ فيما حَوْلَهُ ** ظَلَّ الوجودُ جَهامةً وجَفاءَ )9 ( جِّدْ من الفنِّ الحياةِ وما حوتْ ** تجدِ الحياةَ من الجمالِ خلاءَ )0 ( بالفنِّ عالجتِ الحياةَ طبيعةٌ ** قد عالجتْ بالواحةِ الصحراء )
____________________
(1/626)
2( تأوي إليها الروحُ من رمضائها ** فتُصيب ظِلاًّ ، أَو تُصادِفُ ماءَ )( نبضُ الحضارةِ في الممالكِ كلِّها ** يجري السلامةَ أو يدقَ الداءَ )( إن صحَّ فهيَ على الزمان صحيحةٌ ** أو زافَ كانت ظاهراً وطلاءَ )4 ( انظرْ أَبا الفاروقِ غَرْسَك ، هل ترى ** بالغرسِ إلا نعمةً ونماء ؟ )5 ( مِنْ حَبّةٍ ذُخِرَتْ ، وأَيدٍ ثابَرَتْ ** جاءَ الزمانُ بجَنَّةٍ فَيْحاءَ )6 ( وأكنَّتِ الفنّ الجميلَ خميلةٌ ** رمتِ الظِّلالَ ، ومدَّتِ الأفياءَ )7 ( بذَلَ الجهودَ الصالحاتِ عصابةٌ ** لا يَسأَلون عن الجهود جَزاءَ )8 ( صحبوا رسولَ الفنِّ لا يألونه ** حبَّاً ، وصدقَ مودّةٍ ، ووفاءَ )9 ( دفعوا العوائقَ بالثبات ، وجاوزوا ** ما سرَّ من قَدر الأُمور وساءَ )0 ( إن التعاوُنَ قوّةٌ عُلْوِيَّةٌ ** تبني الرجالَ ، وتبدع الأشياءَ )
____________________
(1/627)
3( فليهبهمْ ، حاز التفاتك سعيهم ** وكسا ندِيَّهُمُ سَناً وسَناءَ )( لم تبدُ للأبصار إلا غارساً ** لخالفِ الأجيالِ أو بنَّاءَ )( تغدو على الفتراتِ تَرتَجِلُ النَّدَى ** وتروحُ تصطنعُ اليدَ البيضاءَ )4 ( في مَوكِبٍ كالغيْثِ سار ركابُهُ ** بشراً ، وحلَّ سعادةً ورخاءَ )5 ( أَنت اللِّواءُ التفَّ قومُك حَوْله ** والتاجُ يجعله الشعوبُ لِواءَ )6 ( مِنْ كلِّ مِئْذَنةٍ سَمِعْتَ مَحَبَّةً ** وبكلِّ ناقوسٍ لقيتَ دُعاءَ )7 ( يتألفان على الهتافِ ، كما انبرى ** وترٌ يساير في البنان غناءَ )
____________________
(1/628)
البحر : رمل تام ( حبَّذا الساحةُ والظلُ الظليلْ ** وثناءٌ في فَمِ الدارِ جميلْ ) ( لم تزلْ تجري به تحت الثَّرى ** لُجَّة المعروفِ والنَّيْلِ الجزيل ) ( صنعُ إسماعيلَ جلَّتْ يدهُ ** كلُّ بُنيانٍ على الباني دليل ) 4 ( أَتُراها سُدَّةً من بابه ** فتحتْ للخير جيلاً بعدَ جيل ؟ ) 5 ( ملعبُ الأيلمِ ، إلاَّ أنَّه ** ليس حظُّ الجدِّ منه بالقليل ) 6 ( شهدُ الناسُ بها ' عائدةً ' ** وشجى الأجيالَ من ' فردي ' الهديل ) 7 ( وائتنفنا في ذراها دولةً ** ركنها السؤددُ والمجدُ الأثيل ) 8 ( أَينعتْ عصراً طويلاً ، وأَتَى ** دونَ أن تستأنفَ العصرُ الطويل ) 9 ( كم ضفرنا الغارَ في محرابها ** وعقدناه لسبّاقٍ أَصيل )0 ( كم بدورٍ ودِّعتْ يومَ النَّوى ** وشموسٍ شيِّعتْ يومَ الرحيل )
____________________
(1/629)
1( رُبَّ عُرسٍ مَرَّ للبِرِّ بها ** ماج بالخيرِ والسمحِ المنيل )( ضحكَ الأيتامُ في ليلته ** ومشى يستروحُ البرءَ العليل )( والتقى البائسُ والنُّعمى به ** وسعى المأوى لأبناءِ السبيل )4 ( ومن الأَرض جَدِيبٌ ونَدٍ ** ومن الدُّور جوادٌ وبخيل )5 ( يا شباباً حنفاءً ضمهمْ ** منزلٌ ليس بمذمومِ النزيلْ )6 ( يصرِفُ الشبان عن وِرْدِ القَذَى ** ويُنحِّيهِمْ عن المَرْعَى الوَبيل )7 ( اذهبوا فيه وجِيئوا إخوةً ** بعضكم خدنٌ لبعضٍ وخليل )8 ( لا يضرنَّكمو قلَّته ** كلُّ مولودٍ وإن جلَّ ضئيل )9 ( أَرجفتْ في أَمركم طائفةٌ ** تبَّعُ الظنِّ عن الإنصاف ميل )0 ( اجعلوا الصبرَ لهم حِيلَتكم ** قلَّتِ الحيلةُ في قالَ وقيل )
____________________
(1/630)
2( أيريدون بكم أن تجمعوا ** رقَّةَ الدين إلى الخلقِ الهزيلِ ؟ ! )( خَلَتِ الأَرضُ من الهَدْي ، ومن ** مرشدٍ للنَّشءِ بالهديِ كفيل )( فترى الأسرةَ فوضى ، وترى ** نشأً عن سنَّةِ البرِّ يميل )4 ( لا تكونوا السَّيْلَ جَهْماً خَشِناً ** كلَّما عبَّ ، وكونوا السلسبيل )5 ( ربَّ عينٍ سمحةٍ خاشعةٍ ** رَوَّت العُشْبَ ، ولم تنسَ النخيل )6 ( لا تماروا الناسَ فيما اعتقدوا ** كلُّ نفسٍ بكتابٍ وسبيل )7 ( وإذا جئتم إلى ناديكمُ ** فاطرحوا خلفكمو العِبْءَ الثقيل )8 ( هذه ليْلَتُكم في الأُوبِرا ** ليلةُ القدرِ من الشهر النبيل )9 ( مهرجانٌ طوَّف الهادي به ** ومشى بين يديه جبرئيل )0 ( وتجلتْ أوجهٌ زيَّنها ** غررٌ من لمحةِ الخير تسيل )
____________________
(1/631)
3( فكأن الليلَ بالفجرِ انجلى ** وكأن الدارَ في ظلِّ الأصيل )( أَيها الأَجوادُ لا نجزيكمُ ** لذَّةُ الخيرِ منَ الخيرِ بديل )( رجلُ الأُمّةِ يُرجَى عندَه ** لجليل العملِ العونُ الجليل )4 ( إم داراً حُطتمُوها بالنَّدى ** أخذتْ عهدَ النَّدى ألاَّ تميل )
____________________
(1/632)
البحر : طويل ( بني القبطِ إخوانُ الدُّهورِ ، رويدكم ** هبوه يسوعاً في البريّةِ ثانيا ) ( حملتمِ لحكمِ اللهِ صلبَ ابنِ مريمٍ ** وهذا قضاءُ الله قد غالَ غاليا ) ( سديدُ المرامِي قد رماه مُسَدِّدٌ ** وداهيةُ السُوَّاسِ لاقى الدَّوَاهيا ) 4 ( وواللهِ ، لو لم يطلقِ النارَ مطلقٌ ** عليه ، لأَوْدَى فجأَةً ، أَو تَداوِيا ) 5 ( قضاءٌ ، ومِقدارٌ ، وآجالُ أَنفُسٍ ** إذا هي حانت لم تُؤخَّرْ ثوانيا ) 6 ( نبيدُ كما بادت قبائلُ قبلنا ** ويبقى الأنامُ اثنينِ : ميتاً ، وناعياً ! ) 7 ( تعالوا عسى نطوي الجفاءَ وعهده ** وننبذُ أسبابَ الشِّقاقِ نواحيا ) 8 ( أَلم تكُ مصرٌ مهدَنا ثم لَحْدَنا ** وبينهما كانت لكلِّ مغانيا ؟ ) 9 ( ألم نكُ من قبل المسيحِ ابن مريمٍ ** و موسى وطه نعبُدُ النيلَ جاريا ؟ )0 ( فَهلاَّ تساقيْنا على حبِّه الهَوَى ** وهلاَّ فديْناه ضِفافاً ووادِيا ؟ )
____________________
(1/633)
1( وما زال منكم أَهلُ وُدٍّ ورحمةٍ ** وفي المسلمين الخيرُ ما زالَ باقيا )( فلا يثنِكم عن ذمَّة قتلُ بُطرُسٍ ** فقِدْماً عرفنا القتلَ في الناس فاشيا )
____________________
(1/634)
البحر : وافر تام ( عظيمُ الناسِ من يبكي العظاما ** ويَندُبُهُم ولو كانوا عِظاما ) ( وأَكرَمُ من غمامٍ عندَ مَحْلٍ ** فتىً يُحيي بمدحتِهِ الكراما ) ( وما عُذرُ المقصِّر عن جزاءٍ ** وما يَجزِيهُمُ إلا كلاما ؟ ! ) 4 ( فهل من مُبلِغٍ غليومَ عنِّي ** مقالاً مُرْضِياً ذاك المقاما ؟ ) 5 ( رعاكَ الله من ملكٍ هُمامٍ ** تعهَّدَ في الثَّرَى مَلِكاً هُماما ) 6 ( أَرى النِّسيانَ أَظمأَه ، فلمَّا ** وقفتَ بقبرهِ كنتَ الغماما ) 7 ( تقرِّبُ عهدهُ للناسِ حتى ** تركتَ الجليلَ في التاريخِ عاما ) 8 ( أتدري أيَّ سلطانٍ تحيِّي ** وأَيَّ مُملَّكٍ تُهدي السَّلاما ؟ ! ) 9 ( دَعَوْتَ أَجَلَّ أَهلِ الأَرضِ حَرْباً ** وأَشرفَهم إذا سَكنوا سَلاما )0 ( وقفتَ به تذكّرهُ ملوكاً ** تعوَّدَ أن يلاقوهُ قياما ! )
____________________
(1/635)
1( وكم جَمَعَتْهُمُ حربٌ ، فكانوا ** حدائدها ، وكان هو الحسما )( كلامٌ للبريّة دامياتٌ ** وأَنتَ اليومَ مَنْ ضَمَدَ الكِلاما )( فلما قلتَ ما قد قلتَ عنه ** وأَسمعتَ الممالكَ والأناما )4 ( تساءلتِ البريّةُ وهيَ كلمى ** أَحُبّاً كان ذاكَ أَمِ انتقاما ؟ )5 ( وأَنتَ أَجلُّ أَن تُزرِي بِميْتٍ ** وأَنْتَ أَبرُّ أَن تُؤذِي عظاما )6 ( فلو كان الدوامُ نصيبَ ملكٍ ** لنالَ بحدِّ صارمهِ الدواما )
____________________
(1/636)
البحر : مجزوء الرجز ( سما يناغي الشهبا ** هل مسَّها فالتهبا ؟ ) ( كالدَّيدبانِ ألزمو ** هُ في البحار مرقبا ) ( شيع منه مركبا ** وقام يلقي مركبا ) 4 ( بشر بالدار وبال ** أَهلِ السُّراة الغُيَّبا ) 5 ( وخَطَّ بالنُّور على ** لوْحِ الظلام : مَرْحَبَا ) 6 ( كالبارق المُلِحِّ لم ** يولِّ إلا عقَّبا ) 7 ( يا رُبَّ ليلٍ لم تَذُقْ ** فيه الرقاد طربا ) 8 ( بتنا نراعيه كما ** يرعى السُّراة الكوكبا ) 9 ( سعادةٌ يعرفها ** في الناس من كان أَبَا )0 ( مَشَى على الماءِ ، وجا ** ب كالمسيح العببا )
____________________
(1/637)
1( وقام في موضعه ** مُستشرِفاً مُنَقِّبا )( يرمي إلى الظلام طر ** فاٌ حائراٌ مذبذبا )( كمبصرٍ أدار عي ** ناٌ في الدجى ، وقلِّبا )4 ( كبصر الأَعشى أَصا ** ب في الظلام ، ونبا )5 ( وكالسراج في يَدِ ال ** ريح ، أضاءَ ، وخَبا )6 ( كلمحةٍ من خاطرٍ ** ما جاء حتى ذهبا )7 ( مجتنبُ العالم في ** عُزلته مُجْتَنَبا )8 ( إلا شراعاً ضلَّ ، أو ** فُلْكاً يُقاسي العَطَبا )9 ( وكان حارس الفنا ** رِ رجُلاً مُهذَّبا )0 ( يهوى الحياة ، ويحبَّ ** العيش سهلاً طيِّبا )
____________________
(1/638)
2( أتت عليه سنوا ** تٌ مُبْعَداً مُغْتَرِبا )( لم يَرَ فيها زَوْجَهُ ** ولا ابنَه المحبَّبا )( وكان قد رعى الخ ** طيبَ ، ووعى ما خطَبا )4 ( فقال : يا حارسُ ، ** خلٍّ السُّخط والتعتُّبا )5 ( من يُسعِفُ الناسَ إذا ** نُودِي كلٌّ فأَبى ؟ )6 ( ما الناس إخوتي ولا ** آدمُ كان لي أبا )7 ( أنظر إليَّ ، كيف أق ** ضي لهم ما وجَبا ؟ )8 ( قد عشتُ في خِدمتهم ** ولا تراني تعبا )9 ( كم من غريقٍ قمت ** عند رأسه مطبَّبا )0 ( وكان جسماَ هامداً ** حرّكتهُ فاضطربا )
____________________
(1/639)
3( وكنت وطَّأت له ** مَناكبي ، فرَكبا )( حتى أتى الشطَّ ، فب ** شَّ من به ورحَّبا )( وطاردوني ، فانقلب ** تُ خاسراَ مخيٍّ با )4 ( ما نلت منهم فضةَ ** ولا منحت ذهبا )5 ( وما الجزاء ؟ لا تسل ** كان الجزاءُ عجبا ! )6 ( ألقوا عليّ شبكا ** وقطَّعوني إربا )7 ( واتخذ الصٌّ نَّاع من ** شَحميَ زَيْتا طيِّباً )8 ( ولم يَزَلْ إسعافُهم ** ليَ الحياةَ مذهبا )9 ( ولم يزل سَجِيَّتي ** وعملي المُحبَّبا ) 40 ( إذا سمعتُ صرخةً ** طرتُ إليها طربا )
____________________
(1/640)
4( لا أَجِدُ المُسْعِفَ ** إلا ملكاً مقرَّبا ) 4( والمسعفون في غدٍ ** يؤلفون مَوْكبا ) 4( يقول رِضوانُ لهم ** هيَّا أدخلوها مرحبا ) 44 ( مُذنِبُكم قد غَفَر ** اللهُ لهُ ما أذنبا )
____________________
(1/641)
البحر : متقارب تام ( فديناهُ منزائرٍ مرتقبْ ** بدا للوجودِ بمرأى عجبْ ) ( تَهُزُّ الجبالَ تَباشيرُهُ ** كما هَزَّ عِطفَ الطَّروبِ الطَّرَب ) ( ويُحْلِي البحارَ بلألائهِ ** فمِنَّا الكؤوسُ ، ومنه الحبَب ) 4 ( منارٌ الحزونِ إذا ما إعتلى ** منارُ السهولِ إذا ما إنقلب ) 5 ( أتانا من البحرِ في زورقٍ ** لجيناً مجاذيفهُ من ذهب ) 6 ( فقلنا : سُليمانُ لو لم يَمُتْ ** وفرعونٌ لو حملتهُ الشُّهب ) 7 ( وكِسرَى وما خَمَدتْ نارُه ** ويوسُفُ لو أنه لم يشِبْ ) 8 ( وهيهاتَ ! ما توجوا بالسَّنا ** ولا عرشهم كان فوقَ السُّحب ) 9 ( أنافَ على الماءِ ما بينها ** وبينَ الجبالِ وشُمِّ الهضب )0 ( فلا هو خافٍ ، ولا ظاهرٌ ** ولا سافرٌ ، لا ، ولا مُنتقِب )
____________________
(1/642)
1( وليس بِثَاوٍ ، ولا راحلٍ ** ولا بالبعيدِ ، ولا المقترب )( تَوارَى بِنصفٍ خلالَ السُّحُبْ ** ونصفٌ على جبلٍ لم يغب )( يجدِّدها آيةٍ قد خلت ** ويذكرُ ميلادَ خيرِ العرب )
____________________
(1/643)
البحر : كامل تام ( إن تسألي عن مصرَ حواءِ القرى ** وقرارةِ التاريخِ والآثارِ ) ( فالصُّبحُ في منفٍ وثيبة واضحٌ ** مَنْ ذا يُلاقي الصُّبحَ بالإنكار ؟ ) ( بالهَيْلِ مِن مَنْفٍ ومن أَرباضِها ** مَجْدُوعُ أَنفٍ في الرّمالِ كُفارِي ) 4 ( خَلَتِ الدُّهُورُ وما التَقَتْ أَجفانُه ** وأتتْ عليه كليلةٍ ونهار ) 5 ( ما فَلَّ ساعِدَه الزمانُ ، ولم يَنَلْ ** منه اختلافُ جَوارِفٍ وذَوار ) 6 ( كالدَّهرِ لو ملكَ القيامَ لفتكةٍ ** أَو كان غيرَ مُقَلَّمِ الأَظفار ) 7 ( وثلاثةٍ شبَّ الزمانُ حيالها ** شُمٍّ على مَرّ الزَّمانِ ، كِبار ) 8 ( قامت على النيلِ العَهِيدِ عَهِيدةً ** تكسوه ثوبَ الفخرِ وهيَ عوار ) 9 ( من كلِّ مركوزٍ كرَضْوَى في الثَّرَى ** متطاولٍ في الجوَّ كالإعصار )0 ( الجنُّ في جنباتها مطروةٌ ** ببدائع البنَّاءِ والحفَّار )
____________________
(1/644)
1( والأَرضُ أضْيَعُ حِيلةً في نَزْعِها ** من حيلةِ المصلوبِ في المسمار )( تلكَ القبورُ أضنَّ من غيب بما ** أَخفَتْ منَ الأَعلاق والأَذخار )( نام الملوك بها الدُّهورَ طويلةً ** يجِدون أَروحَ ضَجْعَةٍ وقرار )4 ( كلُّ كأهلِ الكهف فوقَ سريره ** والدهرُ دونَ سَريرِه بهِجَار )5 ( أملاكُ مصرَ القاهرون على الورى ** المنزَلون منازلَ الأَقمار )6 ( هَتَكَ الزمان حِجابَهم ، وأَزالهم ** بعدَ الصِّيانِ إزالةَ الأسرار )7 ( هيهاتَ ! لم يلمسْ جلالهمو البلى ** إلا بأَيدٍ في الرَّغام قِصار )8 ( كانوا وطرفُ الدهر لا يسمو لهم ** ما بالهمْ عرضول على النُّظَّار ؟ )9 ( لو أُمهلوا حتى النُّشُورِ بِدُورِهم ** قاموا لخالقهم بعير غبار ! )
____________________
(1/645)
البحر : طويل ( نُجدِّدُ ذِكرَى عهدِكم ونُعيدُ ** وندني خيالَ الأمسِ وهوَ بعيدُ ) ( وللناسِ في الماضي بصائرُ يَهتدِي ** عليهِنَّ غاوٍ ، أَو يسيرُ رشيد ) ( إذا الميْتُ لم يَكرُمْ بأَرضٍ ثناؤُهُ ** تحيَّرَ فيها الحيُّ كيف يسود ) 4 ( ونحنُ قضاةُ الحقِّ ، نرعى قديمهُ ** وإن لم يفتنا في الحقوقِ جديد ) 5 ( ونعلمُ أنَّا في البناءِ دعائمٌ ** وأنتم أساسٌ في البناءِ وطيد ) 6 ( فريدُ ضحايانا كثيرٌ ، وإنما ** مَجالُ الضحايا أَنتَ فيه فريد ) 7 ( فما خلفَ ما كابدتَ في الحقِّ غايةٌ ** ولا فوقَ ما قاسيْتَ فيه مَزيد ) 8 ( تغرَّبْتَ عشراً أَنتَ فيهنَّ بائسٌ ** وأنت بآفاقِ البلادِ شريد ) 9 ( تجوعُ ببلدانٍ ، وتعرى بغيرها ** وتَرْزَحُ تحتَ الداءِ ، وهُوَ عَتيد )0 ( ألا في سبيلِ اللهِ والحقِّ طارفٌ ** من المالِ لم تبخلْ به ، وتليد )
____________________
(1/646)
1( وَجودُكَ بعدَ المالِ بالنفسِ صابراً ** إذا جزعَ المحضورُ وهوَ يجود )( فلا زِلْتَ تمثالاً من الحقِّ خالصاً ** على سرهِ نبني العلا ، ونشيد )( يعلم نشءَ الحي كيف هوى الحمى ** وكيف يحامي دونهُ ، ويذود )
____________________
(1/647)
البحر : متقارب تام ( أرى شجراً في السماء احتجبْ ** وشقّ العَنانَ بمَرْأَى عَجبْ ) ( مآذنُ قامت هنا أو هناكَ ** ظواهرها درجٌ من شذب ) ( وليس يؤذِّنُ فيها الرجالُ ** ولكن تصبح عليها الغرب ) 4 ( وباسقةٍ من بناتِ الرمالِ ** نَمتْ ورَبتْ في ظلالِ الكُثُب ) 5 ( كساريةِ الفُلْكِ ، أَو كالمِس ** لَّةِ ، أَو كالفَنارِ وراءَ العَبَب ) 6 ( تطولُ وتقصرُ خلفَ الكثيبِ ** إذا الريحُ جاءَ به أَو ذهب ) 7 ( تُخالُ إذا اتَّقدَتْ في الضُّحَى ** وجرَّ الأصيلُ عليها اللهب ) 8 ( وطافَ عليها شعاع النهارِ ** من الصحوِ ، أو منْ حواشي السحب ) 9 ( وصيفةَ فرعونَ في ساحةٍ ** من القصر واقفةً ترتقب )0 ( قد اعتصبتْ بفصوص العقيقِ ** مُفصَّلةً بِشُذورِ الذهب )
____________________
(1/648)
1( وناطتْ قلائدَ مَرْجانِها ** على الصدر ، واتَّشَحَتْ بالقَصَب )( وشَدَّتْ على ساقِها مِئْزَراً ** تعقَّدَ من رأسها للذنب )( أهذا هو النخلُ ملكُ الرياضِ ** أَميرُ الحقولِ ، عروسُ العزب ؟ )4 ( طعامُ الفقيرِ ، وحَلوَى الغَنيِّ ** وزادُ المسافِر والمُغْتَرِب ؟ )5 ( فيا نخلةَ الرملِ ، لم تبخلي ** ولا قصَّرتْ نخلاتُ الترب )6 ( وأعجبُ : كيف طوى ذكركنَّ ** ولم يحتفلْ شعراءُ العرب ؟ ! )7 ( أليس حراماً خلوُّ القصا ** ئدِ من وصفكنّ ، وعطلُ الكتب ؟ )8 ( وأنتنّ في الهاجراتِ الظِّلالُ ** كأَنّ أَعالِيَكُنَّ العَبَب )9 ( وأنتنّ في البيد شاةُ المعيلِ ** جناها بجانبِ أخرى حلبَ )0 ( وأنتنّ في عرصاتِ القصورِ ** حسانُ الدُّمى الزائناتُ الرّحب )
____________________
(1/649)
2( جناكنّ كالكرمِ شتى المذاقِ ** وكالشَّهدِ في كل لون يُحَبّ )
____________________
(1/650)
البحر : خفيف تام ( أَمِنَ البحرِ صائغٌ عَبْقَرِيٌّ ** بالرمالِ النواعمِ البيضِ مغرى ؟ ) ( طاف تحتَ الضُّحَى عليهنَّ ، والجوْ ** هَرُ في سُوقِه يُباعُ ويُشْرَى ) ( جئنهُ في معاصمٍ ونحوٍ ** فكسا معصماً ، وآخرَ عرى ) 4 ( وأبى أن يقلدَ الدرَّ واليا ** قوتَ نحراً ، وقلَّدَ الماسَ نحْرا ) 5 ( وترى خاتماً وراءَ بَنانٍ ** وبَناناً من الخواتمِ صِفْرا ) 6 ( وسواراً يزينُ زندَ كعابٍ ** وسواراً من زندِ حسناءَ فرّا ) 7 ( وترى الغِيدَ لُؤلؤاً ثَمَّ رَطْباً ** وجماناً حوالي الماءِ نثرا ) 8 ( وكأَنَّ السماءَ والماءَ شِقَّا ** صدفٍ ، حمَّلا رفيفاً ودرَّا ) 9 ( وكأَنّ السماءَ والماءَ عُرْسٌ ** مترعُ المهرجان لمحاً وعطرا )0 ( أَو رَبيعٌ من ريشةِ الفنِّ أَبهَى ** مِن ربيع الرُّبى ، وأَفتنُ زَهْرا )
____________________
(1/651)
1( أو تهاويل شاعرٍ عبقريٍّ ** طارحَ البحرَ والطبيعةَ شعرا )( يا سواريْ فيروزجٍ ولجينٍ ** بها حليتْ معاصمُ مصرا )( في شُعاعِ الضُّحَى يعودان ماساً ** وعلى لمحةِ الأصائلِ تبرا )4 ( ومَشَتْ فيهما النّجومُ فكانت ** في حواشيهما يواقيتَ زهرا )5 ( لكَ في الأرضِ موكبٌ ليس يألوال ** ريحَ والطيرَ والشياطينَ حشرا )6 ( سرتَ فيه على كنوز سليما ** نَ تعدُّ الخُطى اختيالاً وكِبْرا )7 ( وتَرنَّمْتَ في الركابِ ، فقلنا ** راهبٌ طاف في الأَناجيل يَقرا )8 ( هو لحنٌ مضي َّعٌ ، لا جواباً ** قد عرفنا له ، ولا مستقرا )9 ( لك في طيِّهِ حديثُ غرامٍ ** ظلَّ في خاطر الملحنِ سرَّا )0 ( قد بعثنا تحيَّةً وثناءً ** لكَ يا أرفعَ الزواخر ذكرا )
____________________
(1/652)
2( وغشيناكَ ساعةً تنبشُ الما ** ضي نبشاً ، وتقتلُ الأمسَ فكرا )( وفتحنا القديمَ فيك كتاباً ** وقرأنا الكتابَ سطراً فسطرا )( ونشرنا من طيهنَّ الليالي ** فلَمَحنا من الحضارةِ فَجْرا )4 ( ورأَينا مصراً تُعلِّمُ يونا ** نَ ، ويونانَ تقبِسُ العلمَ مصرا )5 ( تِلكَ تأْتيكَ بالبيانِ نبيّاً ** عبقرياً ، وتلك بالفنّ سحرا )6 ( ورأَينا المنارَ في مطلع النَّجْ ** مِ على برقِهِ المُلَمَّحِ يُسرى )7 ( شاطىء ٌ مثلُ رُقعةِ الخُلدِ حُسناً ** وأديمِ الشبابِ طيباً وبشرا )8 ( جرَّ فيروزجاً على فضةِ الما ** ءِ ، وجرَّ الأصيلُ والصبح تبرا )9 ( كلما جئتهُ تهلل بشراً ** من جميع الجهاتِ ، وافترَّ ثغرا )0 ( انثنى موجةً ، وأقبلَ يرخي ** كِلَّةً تارةً ويَرفعُ سِترا )
____________________
(1/653)
3( شبَّ وانحطَّ مثلَ أَسرابِ طيرٍ ** ماضياتٍ تلفُّ بالسهلِ وعرا )( رُبما جاءَ وَهْدَةً فتردَّى ** في المهاوي ، وقامَ يطفرُ صخرا )( وترى الرملَ والقصورَ كأيكٍ ** ركب الوكرُ في نواحيهِ وكرا )4 ( وتَرى جَوْسَقاً يُزَيِّنُ رَوْضاً ** وترى رَبوةً تزيِّنُ مصرا )5 ( سَيِّدَ الماءِ ، كم لنا من صلاحٍ ** و عليٍّ وراءَ مائكَ ذِكرى ! )6 ( كم مَلأْناكَ بالسَّفينِ مَواقِي ** رَ كشُمِّ الجبالِ جُنداً ووَفرا ! )7 ( شاكياتِ السلاحِ يخرجنَ من مص ** رٍ بملومةٍ ، ويدخلن مصرا )8 ( شارعاتِ الجناحِ في ثَبَجِ الما ** ءِ كنسرٍ يشدُّ في السحب نسرا )9 ( وكأَنّ اللُّجاجَ حينَ تنَزَّى ** وتسدُّ الفجاجَ كرَّا وفرَّا ) 40 ( أجمٌ بعضُهُ لبعضٍ عدوٌّ ** زَحَفَتْ غابةٌ لتمزيق أُخرَى ! )
____________________
(1/654)
4( قذفتْ ههنا زئيراً وناباً ** ورَمَت ههنا عُواء وظُفرا ) 4( أنتَ تغلي إلى القيامةِ كالقدْ ** رِ ، فلا حطَّ يومها لكَ قدرا )
____________________
(1/655)
البحر : مجزوء الكامل ( قفْ حيِّ شبانَ الحمى ** قبلَ الرحيلِ بقافِيَهْ ) ( عودتهمْ أمثالها ** في الصالحاتِ الباقيه ) ( من كلِّ ذاتِ إشارةٍ ** ليستْ عليهم خافيه ) 4 ( قلْ : يا شبابُن نصيحة ** مما يُزَوَّدُ غاليه ) 5 ( هل راعكم أن المدا ** رسَ في الكنانةِ خاوِيَه ؟ ) 6 ( هجرتْ فكلٌّ خليَّة ** من كلِّ شُهْدٍ خاليه ) 7 ( وتعطَّلتْ هالاتُها ** منكم ، وكانت حاليه ) 8 ( غَدَتِ السياسةُ وَهْيَ آ ** مرة عليها ناهيه ) 9 ( فهجرتمو الوطنَ العز ** يزَ إلى البلادِ القاصيه )0 ( أنتمْ غداً في عالمٍ ** هو والحضارةُ ناحِيهْ )
____________________
(1/656)
1( واريتُ فيه شبيبتي ** وقضيتُ فيه ثمانِيه )( ما كنتُ ذا القلبِ الغلي ** ظِ ، ولا الطباعِ الجافيه )( سيروا به تتعلموا ** سرَّ الحياةِ العاليه )4 ( وتأملوا البنيانَ ، وادَّ ** كروا الجهودَ البانيه )5 ( ذوقوا الثمارَ جنيَّةً ** وردوا المناهلَ صافيه )6 ( واقضوا الشبابَ ، فإنّ سا ** )7 ( واللهِ لا حرجٌ علي ** كم في حديثِ الغانيه )8 ( أَو في اشتِهاءِ السِّحْرِ من ** لَحْظِ العيونِ الساجيه )9 ( أَو في المسارحِ فَهْيَ بالنّ ** فسِ اللطيقةِ راقيه )
____________________
(1/657)
البحر : وافر تام ( بأَرضِ الجيزةِ اجتازَ الغَمامُ ** وحلَّ سماءَها البدرُ التمام ) ( وزار رياضَ إسماعيلَ غيثٌ ** كوالدِه له المِنَنُ الجِسام ) ( ثَنَى عِطْفَيْهِمَا الهرمانِ تِيهاً ** وقال الثالثُ الأَدنى : سلام ) 4 ( هَلُمِّي مَنْفُ ؛ هذا تاجُ خوفو ** كقرصِ الشمسِ يعرفه الأنام ) 5 ( نَمتْهُ من بني فِرعَوْنَ هامٌ ** ومن خلفاء إسماعيلَ هام ) 6 ( تألقَ في سمائكِ عبقرياً ** عليه جلالةٌ ، وله وسام ) 7 ( ترعرعَتِ الحضارةُ في حلاهُ ** وشبَّ على جواهرِه النظام ) 8 ( ونال الفنُّ في أولى الليالي ** وأخراهنَّ عزَّا لا يرام ) 9 ( مشَى في جيزة الفُسطاط ظِلٌّ ** كظلِّ النيلِ بلَّ به الأوام )0 ( إذا ما مَسّ تُرْباً عاد مِسْكاً ** ونافسَ تحته الذهبَ الرَّغام )
____________________
(1/658)
1( وإنْ هو حَلَّ أرضاً قام فيها ** جِدارٌ للحضارةِ أَو دِعام )( فمدرسةٌ لحرب الجهل تبنى ** ومستشفى يذادُ به السقام )( ودارٌ يُستَغاثُ بها فَيَمضي ** إلى الإسعافِ أنجادٌ كرامُ )4 ( أُساةُ جِراحةٍ حِيناً وحِيناً ** مَيازيبٌ إذا انفجر الضِّرام )5 ( وأحواضٌ يراضُ النيلُ فيها ** وكلُّ نجيبةٍ ولها لجام )6 ( أبا الفاروقِ ، أقبلنا صفوفاً ** وأَنتَ من الصفوفِ هو الإمام )7 ( طلعتَ على الصعيدِ فهشَّ حتى ** علا شَفَتَيْ أَبي الهول ابتسام )8 ( ركابٌ سارتِ الآمالُ فيه ** وطافَ به التلفُّتُ والزحام )9 ( فماذا في طريقك من كفور ** أجلُّ من البيوتِ بها الرجام ؟ )0 ( كأن الراقدين بكل قاعٍ ** همُ الأيقاظُ ، واليقظى النِّيام )
____________________
(1/659)
2( لقد أَزَمَ الزمانُ الناسَ ، فانظُرْ ** فعندكَ تفرجُ الإزمُ العظام )( وبعدَ غدٍ يفارقُ عامُ بؤسٍ ** ويَخلُفه من النَّعماءِ عام )( يَدورُ بمصرَ حالاً بعدَ حالٍ ** زمانٌ ما لحاليهِ دوام )4 ( ومصرُ بناءُ جدَّكَ لم يتممْ ** أليس على يديكَ له تمام ؟ )5 ( فلسنا أمةً قعدتْ بشمسٍ ** ولا بلداً بضاعتُه الكلام )6 ( ولكنْ هِمَّةٌ في كلِّ حينٍ ** يَشُدُّ بِناءَها المَلِكُ الهُمام )7 ( نرومُ الغايةَ القصوى ، فنمضي ** وأنت على الطريقِ هو الزمام )8 ( ونقصر خطوةً ، ونمدُّ أخرى ** وتلجئنا المسافة والمرام )9 ( ونَصبرُ للشدائدِ في مقامٍ ** ويغلبنا على صبر مقام )0 ( فقوِّ حضارةَ الماضي بأخرى ** لها زَهْوٌ بِعصرِكَ واتّسامُ )
____________________
(1/660)
3( ترفُّ صحائفُ البرديِّ فيها ** وينطقُ في هياكلها الرُّخام )( رَعَتك ووادياً ترعاه عنَّا ** من الرحمنِ عينٌ لا تنام )( فإن يك تاجُ مصرَ لها قواماً ** فمصرُ لتاجها العالي قوام )4 ( لِتهنأ مصرُ ، ولْيَهْنأ بَنوها ** فبينَ الرأْسِ والجِسمِ التئام )
____________________
(1/661)
البحر : كامل تام ( فتْحِيَّةٌ دنيا تدومُ ، وصِحةٌ ** تَبقى ، وبهجَةُ أُمَّةٍ ، وحياة ) ( مولايّ إنّ الشمسَ في عليائها ** أنثى ، وكلُّ الطيباتِ بناتُ ! )
____________________
(1/662)
البحر : متقارب تام ( يَدُ الملكِ العلَويّ الكريم ** على العلم هزَّت أخاه الأدبْ ) ( لسانُ الكنانةِ في شكرها ** وما هو إلا لسانُ العرب ) ( قضَتْ مِصرُ حاجتَها يا عَليُّ ** ونال بنوها الأرب ) 4 ( وهنَّأتُ بالرُّتبِ العبقريَّ ** وهنَّأتُ بالعبقري الرُّتب ) 5 ( عليُّ ، لقد لقَّبتكَ البلادُ ** بآسِي الجِراحِ ، ونِعْمَ اللَّقَب ) 6 ( سِلاحُك من أَدواتِ الحياةِ ** وكلُّ سلاحٍ أَداةُ العَطَب ) 7 ( ولفظُكَ بِنْجٌ ، ولكنَّهُ ** لطيفُ الصَّبا في جفون العصب ) 8 ( أَنامِلُ مِثلُ بَنانِ المسيح ** أواسي الجراحِ ، مواحي النُّدب ) 9 ( تعالجُ كفَّاكَ بؤسَ الحياةِ ** فكفٌّ تداوي ، وكفٌّ تهب )0 ( ويستمسك الدَّمُ في راحَتَيْكَ ** وفوقهما لا يقرُّ الذَّهب )
____________________
(1/663)
1( كأَنك للموتِ مَوْتٌ أتيح ** فلم ير وجهكَ إلا هرب ! )
____________________
(1/664)
البحر : كامل تام ( شرفاً نصيرُ ، ارفعْ جبينكَ عالياً ** وتَلقَّ من أوطانك الإكليلا ) ( يَهنِيكَ ما أُعطِيتَ من إكرامِها ** ومُنِحْتَ مِن عطف ابنِ إسماعيلا ) ( اليومَ يَومُ السَّابِقين ، فكنْ فتًى ** لم يبغِ من قصبِ الرِّهانِ بديلا ) 4 ( وإذا جَرَيْتَ مع السوابق فاقتحِمْ ** غرراً تسيل إلى المدى وحجولا ) 5 ( حتى يراكَ الجمعُ أوَّلَ طالعٍ ** ويَرَوْا على أَعرافِك المِنْديلا ) 6 ( هذا زمانٌ لا توسُّط عنده ** يَبْغِي المُغامِرُ عالياً وجليلا ) 7 ( كنْ سابقاً فيه ، أَو بْقَ بِمَعْزِلٍ ** ليس التوسُّطُ للنُبوغِ سبيلا ) 8 ( ياقاهرَ الغربِ العتيدِ ، ملأته ** بثناءِ مِصْرَ على الشفاهِ جَميلا ) 9 ( قلَّبتَ فيه يداً تكاد لشدَّةٍ ** في البأْسِ ترفع في الفَضاءِ الفِيلا ! )0 ( إن الذي خلق الحديدَ وبأسه ** جعل الحديد لساعديكَ ذليلا )
____________________
(1/665)
1( زَحْزَحْتَه ، فتخاذلتْ أَجلادُه ** وطَرحْتَه أَرضاً ، فصَلَّ صَليلا )( لِمَ لا يَلِينُ لك الحديدُ ولم تزَلْ ** تتلو عليه وتقرأُ التَّنزِيلا ؟ )( الأَزْمَة اشْتَدَّتْ ورانَ بلاؤُها ** فاصدمْ بركنك ركنها ليميلا )4 ( شمشونُ أَنت ، وقد رَستْ أَركانُها ** فتَمشَّ في أَركانِها لِتَزولا )5 ( قلْ لي نصيرُ وأنت برٌّ صادقٌ ** أحملتَ إنساناً عليك ثقيلا ؟ )6 ( أحملتَ ديناً في حياتك مرَّةً ؟ ** أحملتَ يوماً في الضُّلوعِ غليلا ؟ )7 ( أحملتَ ظلماً من قريبٍ غادرٍ ** أو كاشحٍ بالأَمسِ كان خَليلا ؟ )8 ( أحملتَ منًّا من قريبٍ مكرَّراً ** والليلِ ، مِنْ مُسْدٍ إليك جَميلا ؟ )9 ( أحملتَ طغيانَ اللثيمِ إذا اغتنى ** أَو نال مِنْ جاهِ الأُمورِ قليلا ؟ )0 ( أحملتَ في النادي الغبيَّ إذا التقى ** من سامعيه الحمدَ والتّبجيلا ؟ )
____________________
(1/666)
2( تلك الحياةُ ، وهذه أَثقالُها ** وزن الحديدُ بها فعاد ضئيلا ! )
____________________
(1/667)
البحر : مجزوء الخفيف ( ياابنَ زيدونَ ، مرحبا ** قد أطلتَ التغيُّبا ) ( إن ديوانَكَ الذي ** ظلَّ سرًّ محجبَّا ، ) ( يشتكي اليتيم درُّه ** ويقاسي التَّغرُّبا . . . ) 4 ( . . . صار في كل بلدةٍ ** للأَلِبَّاءِ مَطْلبا ) 5 ( جاءنا كاملٌ به ** عربيًّا مهذَّبا ) 6 ( تجدُ النَّصَّ معجبا ** وترى الشَّرح أعجبا ) 7 ( أنتَ في القول كلِّه ** أَجْملُ الناسِ مَذهبا ) 8 ( بأبي أنتَ هيكلاً ** مِن فنونٍ مُركَّبا ) 9 ( شاعِراً أَم مُصَوِّراً ** كنتَ ، أم كنتَ مطربا ؟ )0 ( ترسل اللحنَ كلَّه ** مبدعاً فيه ، مربا )
____________________
(1/668)
1( أحسنَ الناس هاتفاً ** بالغواني مشبِّبا )( ونزيلَ المتوَّج ** ينَ ، النديمَ المُقرَّبا )( كم سقاهم بشعره ** مِدْحَةً أَو تَعَتُّبا )4 ( ومن المدحِ ما جزى ** وأَذاعَ المناقِبا )5 ( وإذا الهجرُ هاجهُ ** لمُعَاناته أبى )6 ( ورآه رذيلهً ** لا تماشي التأدُّبا )7 ( ما رأَى الناسُ شاعِراً ** فاضل الخُلْقِ طيِّبا )8 ( دَسَّ للناشقين في ** زَنبَقِ الشعرِ عَقربا )9 ( جُلتَ في الخُلد جوْلةً ** هل عن الخلد مِنْ نَبا ؟ )0 ( صف لنا ما وراءه ** من عيونٍ ، ومن رُبَى )
____________________
(1/669)
2( ونعيمٍ ونَضرةٍ ** وظلالٍ من الصِّبا )( وصِفِ الحور موجزاً ** )( قم ترى الأرضَ مثلما ** كنتمو أمسِ ملعبا )4 ( وترى العيشَ لم يزلْ ** لبني الموتِ مأربا )5 ( وترى ذَاكَ بالذي ** عند هذا مُعَذَّبا )6 ( إنَّ مروانَ عصبةٌ ** يَصنعونَ العجائبَا )7 ( طوَّفوا الأَرض مَشرِقاً ** بالأيادي ومغربا )8 ( هالةٌ أَطلعتْكَ في ** ذِروة المجدِ كوكبا )9 ( أَنت للفتحِ تنتمي ** وكفى الفتحُ منصبا )0 ( لستُ أَرْضَى بغيره ** لك جدًّا ولا أبا )
____________________
(1/670)
البحر : كامل تام ( وعصابةٍ بالخيرِ ألِّف شملهم ** والخيرُ أفضلُ عصبةً ورفاقا ) ( جعلوا التَّعاونَ والبنايةَ هَمَّهم ** واستنهضوا الآدابَ والأَخلاقا ) ( ولقد يُداوُون الجِراح بِبرِّهم ** ويقاتلون البؤسَ والإملاقا ) 4 ( يسمونَ بالأدب الجديدِ ، وتارةً ** يَبْنُون للأَدبِ القديمِ رِواقا ) 5 ( عَرَضَ القُعودُ فكان دون نُبوغِهِ ** قَيداً ، ودونَ خُطَى الشباب وِثاقا ) 6 ( البلبلُ الغردُ الذي هزَّ الرُّبى ** وشجى الغصونَ ، وحرَّكَ الأوراقا ) 7 ( خَلَفَ البَهاءَ على القريض وكأْسِهِ ** فسَقَى بعَذبِ نسيبِه العُشَّاقا ) 8 ( في القيد مُمتنِعُ الخُطى ، وخياله ** يَطوِي البلادَ ويَنشُر الآفاقا ) 9 ( سبَّاقُ غاياتِ البيانِ جَرى بلا ** ساقٍ ، فكيف إذا استرادَّ الساقا ؟ ! )0 ( لو يطعمُ الطِّبُّ الصناعُ بيانه ** أو لو يسسغُ لما يقولُ مذاقا . . . )
____________________
(1/671)
1( . . . غالي بقيمته ، فلم يصنعُ له ** إلا الجَناحَ مُحلِّقاً خفَّاقا ! )
____________________
(1/672)
البحر : كامل تام ( لبنانُ ، مجدكَ في المشارق أوَّلُ ** والأَرضُ رابيةٌ وأَنتَ سَنامُ ) ( وبنوك أَلطفُ مِن نسيمِكَ ظلُّهُمْ ** وأَشمُّ مِن هَضَبَاتِك الأَحلام ) ( أَخرجتَهم للعالمين جَحاجِحاً ** عرباً ، وأبناءُ الكريم كرامُ ) 4 ( بين الرياض وبين أفقٍ زاهرٍ ** طلع المسيحُ عليه والإسلام ) 5 ( هذا أديبك يحتفى بوسامهِ ** وبيانُه للمَشْرقَيْنِ وِسامُ ) 6 ( ويُجَلُّ قدْرُ قِلادةٍ في صدره ** وله القلائدُ سمطها الإلهام ) 7 ( صدرٌ حَوالَيْه الجلالُ ، ومِلؤهُ ** كرمٌ ، وخشيةُ مومنٍ ، وذمام ) 8 ( حلاَّهُ لإحسانُ الخديو ، وطالما ** حلاَّه فضلُ اللهِ والإنعام ) 9 ( لِعُلاك يا مُطرانُ ، أَم لنهاك ، أَم ** لخلالك التّشرفُ والإكرام ؟ ! )0 ( أَم للمواقف لم يَقِفْها ضَيْغَمٌ ** لولاك لا ضطربت له الأهرام ؟ ! )
____________________
(1/673)
1( هذا مقامُ القولِ فيك ، ولم يزلْ ** لك في الضمائر محفلٌ ومقام )( غالي بقيمتك الأمير محمد ** وسعى إليك يحفه الإعظام )( في مجمعٍ هزّ البيانُ لواءه ** بك فيه ، واعتزَّتْ بك الأَقلامُ )4 ( ابنُ الملوكِ تلا الثناءَ مخلَّداً ** هيهات يذهبُ للملوكِ كلام )5 ( فمنِ البشِير لبعْلَبَكَّ وبينَها ** نسبٌ تضيءُ بنوره الأيام ؟ )6 ( يبْلَى المكينُ الفخْمُ من آثارها ** يوماً ، وآثارُ الخليل قيام ! )
____________________
(1/674)
البحر : هزج ( بني مصرَ ، ارفعوا الغار ** وحيُّوا بطلَ الهندِ ) ( وأدُّوا واجباً ، واقضوا ** حقوقَ العلمِ الفرد ) ( أخوكم في المقاساةِ ** وعركِ الموقفِ النكدِ ) 4 ( وفي التَّضْحِيةِ الكبرى ** وفي المَطلبِ ، والجُهد ) 5 ( وفي الجرح ، وفي الدمع ** وفي النَّفْي من المهدِ ) 6 ( وفي الرحلة للحقِّ ** وفي مرحَلةِ الوفد ) 7 ( قِفوا حيُّوه من قرْبٍ ** على الفلْكِ ، ومن بُعد ) 8 ( وغَطُّوا البَرَّ بالآس ** وغَطُّوا البحرَ بالورد ) 9 ( على إفريزِ راجيوتا ** نَ تمثالٌ من المجد )0 ( نبيٌّ مثلُ كونفشيو ** س ، أو من ذلك العهد )
____________________
(1/675)
1( قريبُ القوْلِ والفعلِ ** من المنتظَرِ المهدي )( شبيه الرسْل في الذَّوْدِ ** عن الحقِّ ، وفي الزهد )( لقد عَلَّم بالحقِّ ** وبالصبر ، وبالقصد )4 ( ونادي المشرقَ الأقصى ** فلبَّاه من اللحد )5 ( وجاءَ الأَنفسَ المرْضَى ** فداوَاها من الحِقد )6 ( دعا الهندوسَ والإسلا ** م للألفةِ والوردِّ )7 ( سحرٍ من قوى الروحِ ** حَوَى السَّيْفَيْنِ في غِمد )8 ( وسلطانٍ من النفسِ ** يُقوِّي رائِض الأُسْدِ )9 ( وتوفيقٍ منَ الله ** وتيسيرٍ من السَّعد )0 ( وحظٍّ ليس يُعطاهُ ** سِوَى المخلوقِ للخلدِ )
____________________
(1/676)
2( ولا يُؤخَذ بالحَوْل ** ولا الصَّولِ ، ولا الجند )( ولا بالنسل والمالِ ** ولا بالكدحِ والكدِّ )( ولكن هِبةُ المولى ** - تعالى الله - للعبد )4 ( سلامُ النيل يا غنْدِي ** وهذا الزهرُ من عندي )5 ( وإجلالٌ من الأهرا ** مِ ، والكرْنكِ ، والبَرْدِي )6 ( ومن مشيخةِ الوادي ** ومن أشبالهِ المردِ )7 ( سلامٌ حالِبَ الشَّاةِ ** سلامٌ غازلَ البردِ )8 ( ومن صدَّ عن الملح ** ولم يقبل على الشُّهد )9 ( ومَنْ يَرْكبُ ساقيْه ** من الهندِ إلى السِّندِ )0 ( سلامٌ كلَّما صلَّي ** تَ عرياناً ، وفي اللِّبد )
____________________
(1/677)
3( وفي زاويةِ السجن ** وفي سلسلةِ القيدِ )( من المائدةِ الخضرا ** ءِ خُذْ حِذْرَكَ يا غنْدِي )( ولاحظْ وَرَقَ السِّيرِ ** وما في ورق اللوردِ )4 ( وكنْ أَبرَعَ مَن يَلعَ ** بُ بالشَّطْرَنْجِ والنّرْد )5 ( ولاقي العبقريِّينَ ** لِقاءَ النّدِّ للنِّدّ )6 ( وقل : هاتوا أفاعيكم ** أتى الحاوي من الهند ! )7 ( وعُدْ لم تحفِل الذَّامَ ** ولم تغترَّ بالحمد )8 ( فهذا النجمُ لا ترقى ** إليه هِمَّةُ النقدِ )9 ( وردَّ الهندَ للأم ** ةِ من حدٍّ إلى حَدِّ )
____________________
(1/678)
البحر : وافر تام ( أَبولُّو ، مَرحَباً بك يا أَبولُّو ** فإنك من عكاظِ الشعرِ ظل ) ( عكاظُ وأنتِ للبلغاءِ سوقٌ ** على جَنَباتِها رحَلوا وحلُّوا ) ( وبنبوعٌ من الإنشادِ صافِ ** صدى المتأَدِّبين به يُقَلُّ ) 4 ( ومضمارٌ يسوقُ إلى القوافي ** سوابقها إذا الشعراءُ قلُّوا ) 5 ( يقول الشِّعرَ قائلُهم رصيناً ** ويُحسِنُ حين يُكثِرُ أَو يُقِلُّ ) 6 ( ولولا المحسنونَ بكلِّ أرضِ ** لما ساد الشُّعُوبُ ولا استقلُّوا ) 7 ( عسى تأتيننا بمعلَّقاتً ** نروحُ على القديمِ بها ندلُّ ) 8 ( لعلَّ مواهباً خفيتْ وضاعت ** تذاعُ على يديكِ وتستغلُّ ) 9 ( صحائِفُكِ المدبَّجَةُ الحواشي ** ربى الوردِ المفتَّح أو أجلُّ )0 ( رياحينُ الرِّياضِ يملُّ منها ** وريحانُ القرائحِ لا يملُّ )
____________________
(1/679)
1( يمهِّدُ عبقريُّ الشِّعر فيها ** لكلِّ ذخيرةٍ فيها محلُّ )( وليس الحقُّ بالمنقوصِ فيها ** ولا الأعراضُ فيها تستحلُّ )( وليستْ بالمجالِ لنقدِ باغٍ ** وراءَ يَراعِهِ حَسَدٌ وغِلُّ )
____________________
(1/680)
البحر : بسيط تام ( بي مثلُ ما بكِ ياقمريَّةَ الوادي ** ناديتُ ليلى ، فقومي في الدُّجى نادي ) ( وأرسلي الشَّجوَ أسجاعاً مفصَّلةً ** أَو رَدّدِي من وراءِ الأَيْكِ إنشادي ) ( لاتكتمي الوجدَ ، فالجرحانِ من شجنٍ ** ولا الصببابةَ ، فالدمعان من وادِ ) 4 ( تذكري : هل تلاقينا على ظمإٍ ؟ ** وكيف بلَّ الصَّدى ذو الغلَّةِ الصادي ) 5 ( وأَنتِ في مجلِسِ الرَّيحان لاهيةٌ ** ما سِرْتِ من سامرٍ إلا إلى نادي ) 6 ( تذكري قبلةً في الشَّعرِ حائرةً ** أضلَّها فمشتْ في فرقكِ الهادي ) 7 ( وقُبلةً فوقَ خدٍّ ناعمٍ عَطِرٍ ** أَبهى من الوردِ في ظلِّ النّدَى الغادي ) 8 ( تذكري منظرَ الوادي ، ومجلسنا ** على الغديرِ ، كعُصفورَيْنِ في الوادي ) 9 ( والغُصنُ يحنو علينا رِقَّةً وجَوىً ** والماءُ في قدمينا رائحٌ غادِ )0 ( تذكري نعماتٍ ههنا وهنا ** من لحنِ شاديةٍ في الدَّوحِ أَو شادي )
____________________
(1/681)
1( تذكري موعداً جادَ الزمان به ** هل طِرتُ شوقاً ؟ وهل سابقتُ مِيعادي ؟ )( فنلتُ ما نلتُ من سؤلٍ ، ومن أملٍ ** ورحتُ لم أحصِ أفراحي وأعيادي ؟ )
____________________
(1/682)
البحر : خفيف تام ( يا شراعاً وراءَ دجلةَ يجري ** في دموعي تجنبَتكَ العَوادي ) ( سِر على الماءِ كالمسيحِ رُويداً ** واجر في اليمِّ كالشعاع الهادي ) ( وأْتِ قاعاً كرفرَفِ الخلدِ طِيباً ** أو كفردوسهِ بشاشةَ وادي ) 4 ( قفْ ، تمهَّل ، وخذ أمانا لقلبي ** من عيونِ المهَا وراءَ السَّوادِ ) 5 ( والنُّواسِيُّ والنَّدامَى ؛ أَمِنْهُمُ ** سامرلٌ يملأُ الدُّجى أو نادِ ؟ ) 6 ( خطرتْ فوقه المهارةُ تعدو ** في غُبارِ الآباءِ والأَجداد ) 7 ( أمَّةٌ تنشىء الحياةَ ، وتبني ** كبِناءِ الأُبوَّةِ الأَمجاد ) 8 ( تحتَ تاجٍ من القرابة والمُل ** كِ على فَرْقِ أَرْيحيٍّ جواد ) 9 ( ملك الشطِّ ، والفراتيْنِ ، والبط ** حاءِ ، أَعظِمْ بِفَيْصَلٍ والبلاد )
____________________
(1/683)
البحر : هزج ( عفيغُ الجهرِ والهمسِ ** قَضَى الواجِبَ بالأَمْسِ ) ( ولم يَعْرِضْ لِذِي حقٍّ ** بِنُقصانٍ ولا بَخْس ) ( وعندَ الناس مجهولٌ ** وفي أَلْسُنِهِمْ مَنْسِي ) 4 ( وفيه رقَّةُ القلْبِ ** لآلامِ بَني الجنْسِ ) 5 ( فلا يغبطُ ذا نعمى ** ويَرْثِي لأَخي البُؤسِ ) 6 ( وللمحرومِ والعافي ** حواليْ زادهِ كرسي ) 7 ( وما نَمَّ ، ولا هَمَّ ** بِبَعْضِ الكَيْدِ والدَّسِّ ) 8 ( ينامُ الليلَ مَسْروراً ** قليلَ الهمِّ والهجس ) 9 ( ويُصْبحُ لا غُبارَ على ** سَرِيرَتِهِ كما يُمْسِي )0 ( فيا أَسعدَ من يَمشي ** على الأرضِ من الإنس )
____________________
(1/684)
1( ومَنْ طَهَّرَهُ الله ** من الرِّيبَةِ والرِّجْسِ )( أَنِلْ قَدْرِيَ تشْريفاً ** وهبْ لي قربكَ القدسي )( عسى نَفسُكَ أَن تُدم ** ج في أَحلامِها نَفسي )4 ( فالقى بعض ما تلقى ** من الغبطةِ والأنسِ ! )
____________________
(1/685)
البحر : متقارب تام ( وجَدْتُ الحياةَ طريقَ الزُّمَرْ ** إلى بعثةٍ وشءون أخر ) ( وما باطِلاً يَنزِلُ النازلون ** ولا عبثاً يزمعون السَّفرْ ) ( فلا تَحتَقِرْ عالَماً أَنتَ فيه ** ولا تجْحَدِ الآخَرَ المُنْتَظَر ) 4 ( وخذْ لكَ زادينِ : من سيرة ** ومن عملٍ صالحٍ يدخرَ ) 5 ( وكن في الطريقِ عفيفَ الخُطا ** شريفَ السَّماعِ ، كريمَ النظر ) 6 ( ولا تخْلُ من عملٍ فوقَه ** تَعشْ غيرَ عَبْدٍ ، ولا مُحتَقَر ) 7 ( وكن رجلاً إن أتوا بعده ** يقولون : مرَّ وهذا الأثرْ )
____________________
(1/686)
البحر : كامل تام ( قدَّمْتُ بين يَدَيَّ نَفْساً أَذنبَتْ ** وأتيتُ بين الخوفِ والإقرار ) ( وجعلتُ أستُر عن سواك ذنوبها ** حتى عييتُ ، فمنَّ لي بستار ! )
____________________
(1/687)
البحر : مجزوء الخفيف ( صار شوقي أبا علي ** في الزمان الترللي ) ( وجناها جناية ** ليس فيها بأول )
____________________
(1/688)
البحر : وافر تام ( عليُّ ، لواستشرتَ أباكَ قبلاً ** فإن الخير حظُّ المستشير ) ( إذاً لعَلِمْتَ أَنَّا في غَناءٍ ** وإن نكُ من لقائِكَ في سرور ) ( وما ضقنا بمقدمكَ المفدَّى ** ولكن جئتَ في الزمن الأخير ! )
____________________
(1/689)
البحر : مجتث ( رزقتُ صاحبَ عهده ** وتمَّ لي النسلُ بعدي ) ( هم يحسدوني عليه ** ويغبِطوني بِسَعدي ) ( ولا أراني ونجلي ** سنلتقي عند مجد ) 4 ( وسوْف يَعلَمُ بَيتي ** أَني أَنا النَّسْلُ وحْدي ) 5 ( فيا علِي ، ولا تلُمْني ** فما احتِقارُكَ قَصْدي ) 6 ( وأنتَ مني كروحي ** وأَنت مَنْ أَنت عندي ! ) 7 ( فإن أَساءَكَ قوْلي ** كذَب أباكَ بوعدِ ! )
____________________
(1/690)
البحر : سريع ( يا ليلةً سمَّيتها ليلتي ** لأَنها بالناس ما مَرَّتِ ) ( أذكرُها ، والموتُ في ذكرها ** على سبيلِ البَثِّ والعِبْرَةِ ) ( ليعلمَ الغافلُ ما أمسُه ؟ ** ما يومُهُ ؟ ما مُنْتَهى العِيشةِ ؟ ) 4 ( نَبَّهَني المقدورُ في جُنْحِها ** وكنتُ بين النَّوْم واليَقْظةِ ) 5 ( الموتُ عجلانٌ إلى والدي ** والوضعُ مستعصٍ على زوجتِي ) 6 ( هذا فتىً يُبْكَى على مِثلِه ** وهذه في أوّلِ النَّشأةِ ) 7 ( وتلك في مِصْرَ على حالِها ** وذاكَ رَهْنُ الموْتِ والغُرْبَةِ ) 8 ( والقلبُ ما بَينَهما حائرٌ ** من بَلْدَة أَسْرى إلى بَلدةِ ) 9 ( حتى بدا الصبحُ ، فولَّى أبي ** وأقبلتْ بعدَ العناءِ ابنتي )0 ( فقلتُ أَحكامُكَ حِرنا لها ** يا مُخرجَ الحيِّ منَ الميِّتِ ! )
____________________
(1/691)
البحر : مجزوء الرجز ( أمنيتي في عامها ** الأوّلِ مثلُ الملكِ ) ( صالحةٌ للحبِّ منْ ** كلٍّ ، وللتَّبَرُّك ) ( كم خفقَ القلبُ لها ** عِندَ البُكا والضَّحِك ) 4 ( وكم رَعَتْها العَيْنُ في ** في السكونِ والتَّحرُّكِ ) 5 ( فعندها من شدّةِ الإشفاقِ ** أن تأخذ الصغيرَ بالخناقِ ) 5 ( فإن مَشَتْ فخاطِري ** يسبقها كالممسكِ ) 6 ( أَلحَظُها كأَنها ** من بَصَرِي في شَرَك ) 7 ( فيا جَبينَ السَّعْدِ لي ** ويا عُيُونَ الفَلَك ) 8 ( ويا بياضَ العيشِ في ** الأيامِ ذاتِ الحلكِ ) 9 ( إنَّ الليالي وهيَ لا ** تَنْفَكُّ حَرْبَ أَهلِكِ )
____________________
(1/692)
10 ( لو أنصفتكِ طفلةً ** لكنت بنت الملك )
____________________
(1/693)
البحر : رمل تام ( كانَ لِلغربانِ في العصرِ مَلِيكْ ** وله في النخلةِ الكبرى أريكْ ) ( فيه كرسيٌّ ، وخِدْرٌ ، ومُهودْ ** لصغارِ الملك أصحابِ العهود ) ( جاءهُ يوماً ندورُ الخادمُ ** وهوَ في البابِ الأمينُ الحازمُ ) 4 ( قال : يا فرعَ الملوكِ الصالحينْ ** أنت ما زلتَ تحبُّ الناصحينْ ) 5 ( سوسةٌ كانت على القصرِ تدورْ ** جازتْ القصرَ ، ودبتْ في الجدور ) 6 ( فابعث الغربانَ في إهلاكها ** قبلَ أن نهلكَ في أشراكها ) 7 ( ضحكَ السلطانُ من هذا المقال ** ثم أدنى خادمَ الخير ، وقال : ) 8 ( أنا ربُّ الشوكةِ الضافي الجناح ** أنا ذو المنقارِ ، غلاَّبُ الرياح ) 9 ( أنا لا أنظرُ في هذي الأمور ** قام بينَ الريحِ والنخلِ خصامْ )0 ( وإذا النخلةُ أقوى جذعها ** فبدا للريحِ سهلاً قلعها )
____________________
(1/694)
1( فهوتْ للأرضِ كالتلِّ الكبير ** وَهَوَى الديوانُ ، وانقضَّ السَّرير )( فدها السلطان ذا الخطبُ المهول ** ودعا خادمه الغالي يقول : )( يا ندورَ الخير ، أسعفْ بالصياح ** ما تَرى ما فعلَتْ فينا الرياح ؟ )4 ( قال : يا مولايَ ، لا تسأل ندور ** أنا لا أنظر في هذي الأمور ! )
____________________
(1/695)
البحر : رجز تام ( ظبيٌ رأى صورتهْ في الماء ** فرفع الرأْسَ إلى السماءِ ) ( وقال يا خالِقَ هذا الجيدِ ** زنهُ بعقدِ اللؤلؤ النَّضيدِ ) ( فسمعَ الماءَ يقولُ مفصحا ** طلبْتَ يا ذا الظَّبْيُ ما لن تُمنَحا ) 4 ( إنّ الذي أعطاكَ هذا الجيدا ** لم يُبق في الحسنِ له مَزيدا ) 5 ( لو أن حسنهُ على النحورِ ** لم يخرج الدُّر من البحورِ ) 6 ( فافتتَن الظبيُ بِذِي المقالِ ** وزادهُ شوقاً إلى اللآلي ) 7 ( ولم يَنلهُ فمُهُ السقيمُ ** فعاش دهراً في الفَلا يَهيم ) 8 ( حتى تَقضَّى العمرُ في الهُيامِ ** وهجْرِ طِيبِ النَّومِ والطعام ) 9 ( فسارَ نحو الماءِ ذاتَ مرهْ ** يَشكو إليه نفعَهُ وضرَّه )0 ( وبينما الجارانِ في الكلام ** أقبلَ راعي الدَّيرِ في الظلام )
____________________
(1/696)
1( يتبعه حيثُ مشى خنزيرُ ** في جِيدِهِ قِلادةٌ تُنير )( فاندفع الظبيُ لذاكَ يبكي ** وقال من بعدِ انجلاءِ الشكِ )( ما آفةُ السعيِ سوى الضلالِ ** ما آفهُ العمرِ سوى الآمال )4 ( لولا قضاءُ الملكِ القدير ** لما سعى العقدُ إلى الخنزير )5 ( فالتفتَ الماءُ إلى الغزال ** وقال : حالُ الشيخِ شرُّ حال )6 ( لا عَجَبٌ ، إن السنينَ مُوقِظهْ ** حفظتَ عمراً لو حفظتَ موعظهْ )
____________________
(1/697)
البحر : رجز تام ( لمَّا دعا داعي أبي الأشباِ ** مبشِّراً بأولِ الأنجالِ ) ( سعَتْ سباعُ الأَرضِ والسماءِ ** وانعقد المجلسُ للهناءِ ) ( وصدرَ المرسومُ بالأمانِ ** في الأَرضِ للقاصي بها والدَّاني ) 4 ( فضاقَ بالذيولِ صحنُ الدار ** من كلِّ ذي صوفٍ وذي منقار ) 5 ( حتى إذا استكملَتِ الجمعيَّهْ ** نادى منادي اللَّيْث في المَعيَّهْ ) 6 ( هل من خطيبٍ محسنٍ خبيرِ ** يدعو بطول العمر للأمير ؟ ) 7 ( فنهض الفيلُ المشيرُ السامي ** وقال ما يليقُ بالمقام ) 8 ( ثم تلاه الثعلبُ السفيرُ ** ينشدُ ، حتى قيلَ : ذا جرير ) 9 ( واندفعَ القردَ مديرُ الكاسِ ** فقيلَ : أحسنتَ أبا نواسِ ! )0 ( وأَوْمأَ الحِمارُ بالعقيرَه ** يريدُ أَن يُشرِّفَ العشيره )
____________________
(1/698)
1( فقال : باسمِ خالِقِ الشعيرِ ** وباعثِ العصا إلى الحمير ! . . . )( فأزعج الصوتُ وليَّ العهدِ ** فماتَ من رعديهِ في المهدِ )( فحملَ القومُ على الحمارِ ** بجملةِ الأنيابِ والأظفار )4 ( وانتُدبَ الثَّعلبُ لِلتأبينِ ** فقال في التعريضِ بالمسكينِ : )5 ( لا جعَلَ الله له قرارا ** عاشَ حِماراً ومضى حمارا ! )
____________________
(1/699)
البحر : رمل تام ( نظرَ الليثُ إلى عجلٍ سمينْ ** كان بالقربِ على غيْطٍ أَمينْ ) ( فاشتهتْ من لحمه نفسُ الرئيس ** وكذا الأنفسُ يصبيها النفيس ) ( قال للثعلبِ : يا ذا الاحتيال ** رأسكَ المحبوبُ ، أو ذاك الغزال ! ) 4 ( فدعا بالسعدِ والعمرِ الطويل ** ومضى في الحالِ للأمرِ الجليل ) 5 ( وأتى الغيظَ وقد جنَّ الظلام ** فأرى العجلَ فأهداهُ السلام ) 6 ( قائلاً : يا أيها الموْلى الوزيرْ ** أنت أهلُ العفوِ والبرِّ الغزير ) 7 ( حملَ الذئبَ على قتلي الحسد ** فوشَى بي عندَ مولانا الأَسد ) 8 ( فترامَيْتُ على الجاهِ الرفيع ** وهْوَ فينا لم يزَل نِعمَ الشَّفيع ! ) 9 ( فبكى المغرورُ من حالِ الخبيث ** ودنا يسأَلُ عن شرح الحديث )0 ( قال : هل تَجهلُ يا حُلْوَ الصِّفات ** أَنّ مولانا أَبا الأَفيالِ مات ؟ )
____________________
(1/700)
1( فرأَى السُّلطانُ في الرأْس الكبير ** ولأَمْرِ المُلكِ ركناً يُذخر )( ولقد عدُّوا لكم بين الجُدود ** مثل آبيسَ ومعبودِ اليهود )( فأَقاموا لمعاليكم سرِير ** عن يمين الملكِ السامي الخطير )4 ( واستَعدّ الطير والوحشُ لذاك ** في انتظار السيدِ العالي هناك )5 ( فإذا قمتمْ بأَعباءِ الأُمورْ ** وانتَهى الأُنسُ إليكم والسرورْ )6 ( برِّئُوني عندَ سُلطانِ الزمان ** واطلبوا لي العَفْوَ منه والأمان )7 ( وكفاكم أنني العبدُ المطيع ** أخدمُ المنعمَ جهدَ المستطيع )8 ( فأحدَّ العجلُ قرنيه ، وقال : ** أَنت مُنذُ اليومِ جاري ، لا تُنال ! )9 ( فامْضِ واكشِفْ لي إلى الليثِ الطريق ** أنا لا يشقى لديه بي رفيق )0 ( فمَضى الخِلاَّنِ تَوّاً للفَلاه ** ذا إلى الموتِ ، وهذا للحياه )
____________________
(1/701)
2( وهناك ابتلعَ الليثُ الوزير ** وحبا الثعلبَ منه باليسير )( فانثنى يضحكُ من طيشِ العُجولْ ** وجَرى في حَلْبَةِ الفَخْر يقولْ : )( سلمَ الثعلبُ بالرأسِ الصغير ** فقداه كلُّ ذي رأسٍ كبير ! )
____________________
(1/702)
البحر : رجز تام ( قردٌ رأى الفيلَ على الطريقِ ** مهرولاً خوفاً من التعويقِ ) ( وكان ذاك القِردُ نصفَ أَعمى ** يُريد يُحْصِي كلَّ شيءٍ عِلما ) ( فقال : أهلا بأبي الأهوالِ ** ومرْحباً بِمُخْجِلِ الجِبالِ ) 4 ( نقدي الرؤوسُ رأسكَ العظيما ** فقف أشاهدْ حسنك الوسيما ) 5 ( للهِ ما أظرفَ هذا القدَّا ** وألطف العظمَ وأبهى الجلدا ! ) 6 ( وأَملَح الأذْنَ في الاستِرسالِ ** كأَنها دائرةُ الغِربالِ ! ) 7 ( وأَحسَنَ الخُرطومَ حين تاهَا ** كأَنه النخلةُ في صِباها ! ) 8 ( وظَهرُك العالي هو البِساطُ ** للنفْسِ في رُكوبِه نبِساطُ ) 9 ( فعدَّها الفيلُ من السعودِ ** وأمرَ الشاعرَ بالصُّعود )0 ( فجالَ في الظهر بلا توانِ ** حتى إذا لم يَبقَ من مكان )
____________________
(1/703)
1( أَوفى على الشيءِ الذي لا يُذكرُ ** وأدخلَ الاصبعَ فيه يخبرُ )( فاتهم الفيلُ البعوضَ ، واضطربْ ** وضيَّقَ الثقب ، وصالَ بالذنبْ )( فوقَعَ الضربُ على السليمه ** فلحِقَتْ بأُختِها الكريمه )4 ( ونزل البصيرُ ذا اكتئابِ ** يشكو إلى الفيلِ من المُصابِ )5 ( فقال : لا مُوجِب للندامه ** الحمد لله على السلامه )6 ( من كان في عينيْه هذا الداءُ ** ففي العَمى لنفسِه وقاءُ )
____________________
(1/704)
البحر : مجتث ( مرَّ الغرابُ بشاةٍ ** قد غابَ عنها الفطيمُ ) ( تقولُ والدمعُ جار ** والقلبُ منها كلِيم : ) ( يا ليْت شِعْريَ يا بنِي ** وواحِدِي ، هل تَدوم ؟ ) 4 ( وهل تكونُ بجَنْبي ** عداً على ما أروم ؟ ) 5 ( فقال : يا أمَّ سعدٍ ** هذا عذابُ أليم ) 6 ( فكَّرتِ في الغَدِ ، والفِك ** رُ مقعدٌ ومقيم ) 7 ( لكلِّ يومٍ خُطُوبٌ ** تكفي ، وشُغلٌ عظيم ) 8 ( وبينما هُوَ يهذِي ** أتى النَّعيُّ الذَّميم ) 9 ( يقول : خَلَّفْتُ سعْداً ** والعظمُ منه هشيم )0 ( رأَى منَ الذِّئْبِ ما قد ** رأَى أَبوه الكريم )
____________________
(1/705)
1( فقال ذو البَيْنِ للأُ ** م حين ولَّتْ تَهيم : )( إن الحكيمَ نبيُّ ** لسانه معصوم )( ألم أقلْ لكِ توا ** لكل يومٍ هُموم ؟ )4 ( قالت : صدقتَ ، ولكِنْ ** هذا الكلامُ قديم )5 ( فإن قَوْميَ قالوا : ** وجْهُ الغُراب مَشوم )
____________________
(1/706)
البحر : رجز تام ( يَحكون أَن أُمَّةَ الأَرانِبِ ** قد أخذت من الثرى بجانبِ ) ( وابتَهجَتْ بالوطنِ الكريمِ ** ومثلِ العيالِ والحريمِ ) ( فاختاره الفيلُ له طريقا ** ممزِّقاً أصحابنا تمزيقا ) 4 ( وكان فيهم أرنبٌ لبيبُ ** أذهبَ جلَّ صوفهِ التَّجريب ) 5 ( نادى بهم : يا مَعشرَ الأَرانبِ ** من عالِمٍ ، وشاعرٍ ، وكاتب ) 6 ( اتَّحِدوا ضِدَّ العَدُوِّ الجافي ** فالاتحادُ قوّةُ الضِّعاف ) 7 ( فأقبلوا مستصوبين رايهْ ** وعقدوا للاجتماعِ رايه ) 8 ( وانتخبوا من بينِهم ثلاثه ** لا هَرَماً راعَوْا ، ولا حَداثه ) 9 ( بل نظروا إلى كمالِ العقلِ ** واعتَبروا في ذاك سِنَّ الفضْل )0 ( فنهض الأولُ للخطِاب ** فقال : إنّ الرأيَ ذا الصواب )
____________________
(1/707)
1( أن تُتركَ الأرضُ لذي الخرطومِ ** كي نستريحَ من أَذى الغَشوم )( فصاحت الأرانبُ الغوالي : ** هذا أضرُّ من أبي الأهوال )( ووثبَ الثاني فقال : إني ** أَعهَدُ في الثعلبِ شيخَ الفنِّ )4 ( فلندْعُه يُمِدّنا بحِكمتِهْ ** ويأخذ اثنيْنِ جزاءَ خدمتِه )5 ( فقيلَ : لا يا صاحبَ السموِّ ** لا يدفعُ العدوُّ بالعدوِّ )6 ( وانتَدَبَ الثالثُ للكلامِ ** فقال : يا معاشرَ الأقوامِ )7 ( اجتمِعوا ؛ فالاجتِماع قوّه ** ثم احفِروا على الطريق هُوَّه )8 ( يهوى إليها الفيلُ في مروره ** فنستَريحُ الدهرَ من شرورِه )9 ( ثم يقولُ الجيلُ بعدَ الجيلِ ** قد أَكلَ الأَرنبُ عقلَ الفيل )0 ( فاستصوبوا مقالهُ ، واستحسنوا ** وعملوا من فورهم ، فأحسنوا )
____________________
(1/708)
2( وهلكَ الفيلُ الرفيعُ الشَّانِ ** فأَمستِ الأُمَّةُ في أَمان )( وأقبلتْ لصاحبِ التدبير ** ساعيةً بالتاجِ والسرير )( فقال : مهلا يا بني الأوطانِ ** إنّ محلِّي للمحلُّ الثاني )4 ( فصاحبُ الصَّوتِ القويِّ الغالبِ ** منْ قد دعا : يا معشرَ الأرانب )
____________________
(1/709)
البحر : مجزوء الرجز ( مرَّتْ على الخُفاشِ ** مليكةُ الفراشِ ) ( تطيرُ بالجموعِ ** سعياً إلى الشموعِ ) ( فعطفتْ ومالت ** واستضحكت فقالتْ : ) 4 ( أَزْرَيْتَ بالغرامِ ** يا عاشقَ الظلامِ ) 5 ( صفْ لي الصديقَ الأسودا ** الخاملَ المُجَرَّدا ) 6 ( قال : سأَلتِ فيه ** أصدقَ واصفيهِ ) 7 ( هو الصديقُ الوافي ** الكاملُ الأَوصافِ ) 8 ( جِوارُهُ أَمانُ ** وسرُّه كتمانُ ) 9 ( وطرفُه كليلُ ** إذا هفا الخليلُ )0 ( يحنو على العشَّاقِ ** يسمعُ للمشتاق )
____________________
(1/710)
1( وجملةُ المقالِ ** هو الحبيبُ الغالي )( فقالتِ الحمقاءُ ** وقولها استهزاءُ )( أَين أَبو المِسْكِ الخَصِي ** ذو الثَّمَنِ المُسْتَرْخَصِ )4 ( منْ صاحبي الأميرِ ** الظاهرِ المنيرِ ؟ )5 ( إن عُدَّ فيمن أَعرِفُ ** أَسمُو بِه وأَشرُفُ )6 ( وإن سئلتُ عنهُ ** وعن مكاني منهُ )7 ( أُفاخِرُ الأَترابا ** وأَنثني إعجابَا )8 ( فقال : يا مليكهْ ** ورَبَّةَ الأَريكهْ )9 ( إنّ منَ الغُرُورِ ** ملامةَ المغرورِ )0 ( فأَعطِني قفاك ** وامضي إلى الهلاك )
____________________
(1/711)
2( فتركتهْ ساخرهْ ** وذهَبتْ مُفاخِرهْ )( وبعد ساعةٍ مضَتْ ** من الزمانِ فانقضَتْ )( مَرَّتْ على الخُفَّاشِ ** مليكةُ الفراشِ )4 ( ناقصةَ الأعضاءِ ** تشكو من الفناءِ )5 ( فجاءَها مُنهَمِكا ** يُضحِكه منها البُكا )6 ( قال : ألم أقل لكِ ** هَلكْتِ أَو لم تَهلِكي )7 ( رُبَّ صديقٍ عبدِ ** أبيضُ وجهِ الودّ )8 ( يَفديك كالرَّئِيسِ ** بالنَّفْسِ والنفيسِ )9 ( وصاحبٍ كالنورِ ** في الحسنِ والظهورِ )0 ( معتكرِ الفؤادِ ** مضيِّع الودادِ )
____________________
(1/712)
3( حِبالُه أَشراكُ ** وقُرْبُه هلاكُ ؟ )
____________________
(1/713)
البحر : مجتث ( اللَّيثُ مَلْكُ القِفارِ ** وما تضمُّ الصًّحاري ) ( سَعت إليه الرعايا ** يوماً بكلِّ انكسار ) ( قالت : تعيشُ وتبقى ** يا داميَ الأَظفار ) 4 ( ماتَ الوزيرُ فمنْ ذا ** يَسوسُ أَمرَ الضَّواري ؟ ) 5 ( قال : الحمارُوزيري ** قضى بهذا اختياري ) 6 ( فاستضحكت ، ثم قال : ( ماذا رأَى في الحِمارِ ؟ ) ) 7 ( وخلَّفتهُ ، وطارت ** بمضحكِ الأخبار ) 8 ( حتى إذا الشَّهْرُ ولَّى ** كليْلةٍ أَو نَهار ) 9 ( لم يَشعُرِ اللَّيثُ إلا ** ومُلكُهُ في دَمار )0 ( القردُ عندَ اليمين ** والكلبُ عند اليسار )
____________________
(1/714)
1( والقِطُّ بين يديه ** يلهو بعظمةِ فار ! )( فقال : من في جدودي ** مثلي عديمُ الوقار ؟ ! )( أينَ اقتداري وبطشي ** وهَيْبتي واعتباري ؟ ! )4 ( فجاءَهُ القردُ سرّاً ** وقال بعدَ اعتذار : )5 ( يا عاليَ الجاه فينا ** كن عاليَ الأنظار )6 ( رأَيُ الرعِيَّةِ فيكم ** من رأيكم في الحمار ! )
____________________
(1/715)
البحر : مجزوء الرمل ( كانت النَّملة تمشي ** مرةً تحتَ المُقطَّمْ ) ( فارتخى مَفصِلُها من ** هَيبةِ الطَّوْدِ المعظَّمْ ) ( وانثنتْ تنظرُ حتى ** أوجد الخوف وأعدم ) 4 ( قالت : اليوم هلاكي ** حلَّ يومي وتحتم ! ) 5 ( ليت شعري : كيف أنجو ** إنْ هوى هذا وأَسلم ؟ ) 6 ( فسعت تجري ، وعينا ** ها ترى الطَّود فتندم ) 7 ( سقطتْ في شبرِ ماءٍ ** هو عند النّمل كاليمّ ) 8 ( فبكت يأساً ، وصاحت ** قبل جري الماء في الفمّ ) 9 ( ثم قالت وهي أدرى ** بالذي قالت وأَعلَم : )0 ( ليتني لم أتأخَّر ** ليتني لم أتقدَّم )
____________________
(1/716)
1( ليتني سلَّمت ، فالعا ** قل من خاف فسلَّم ! )( صاح لا تخش عظيما ** فالذي في الغيْب أَعظم )
____________________
(1/717)
البحر : خفيف تام ( كان فيما مضى من الدهر بيتُ ** من بيوت الكرام فيه غزال ) ( يَطعَم اللَّوْزَ والفطيرَ ويُسقى ** عسلاَ لم يشبه إلا الزَّلال ) ( فأَتى الكلبَ ذاتَ يومٍ يُناجي ** هِ وفي النفسِ تَرحَةٌ وملال ) 4 ( قال : يا صاحب الأمانة ، قل لي ** كيف حالُ الوَرَى ؟ وكيف الرجال ؟ ) 5 ( فأجاب الأمين وهو القئول الصَّ ** ادِقُ الكامل النُّهَى المِفضال ) 6 ( سائلي عن حقيقة الناس ، عذراً ** ليس فيهم حقيقةُ فتقال ) 7 ( إنما هم حقدٌ ، وغشٌّ ، وبغضُ ** وأَذاةٌ ، وغيبةٌ ، وانتحال ) 8 ( ليت شعري هل يستريحُ فؤادي ؟ ** كم أداريهم ! وكم أحتال ! ) 9 ( فرِضا البعض فيه للبعضِ سُخْطٌ ** ورضا الكلِّ مطلبٌ لا يُنال )0 ( ورضا اللهِ نرتجيهِ ، ولكن ** لا يؤدِّي إليه إلا الكمال )
____________________
(1/718)
1( لا يغرَّنكَ يا أخا البيدِ من موْ ** لاكَ ذاك القبولُ والإقبال )( أنتَ في الأسرِ ما سلمتَ ، فإن تم ** رض تقطَّعْ من جسمك الأوصال )( فاطلبِ البِيدَ ، وارض بالعُشبِ قوتاً ** فهناك العيشُ الهنِيُّ الحلال )4 ( أنا لولا العظامُ وهيَ حياتي ** لم تَطِبْ لي مع ابنِ آدمَ حال )
____________________
(1/719)
البحر : مجزوء الرمل ( برز الثعلبُ يوماً ** في شعار الواعِظينا ) ( فمشى في الأرضِ يهذي ** ويسبُّ الماكرينا ) ( ويقولُ : الحمدُ لل ** هِ إل هِ العالمينا ) 4 ( يا عِباد الله ، تُوبُوا ** فهموَ كهفُ التائبينا ) 5 ( وازهَدُوا في الطَّير ، إنّ ال ** عيشَ عيشُ الزاهدينا ) 6 ( واطلبوا الدِّيك يؤذنْ ** لصلاةِ الصُّبحِ فينا ) 7 ( فأَتى الديكَ رسولٌ ** من إمام الناسكينا ) 8 ( عَرَضَ الأَمْرَ عليه ** وهْوَ يرجو أَن يَلينا ) 9 ( فأجاب الديك : عذراً ** يا لأضلَّ المهتدينا ! )0 ( بلِّغ الثعلبَ عني ** عن جدودي الصالحينا )
____________________
(1/720)
1( عن ذوي التِّيجان ممن ** دَخل البَطْنَ اللعِينا )( أَنهم قالوا وخيرُ ال ** قولِ قولُ العارفينا : )( ' مخطيٌّ من ظنّ يوماً ** أَنّ للثعلبِ دِينا ) )
____________________
(1/721)
البحر : بسيط تام ( اسمَعْ نفائس ما يأْتيكَ مِنْ حِكَمي ** وافهمهُ فهمَ لبيبٍ ناقدٍ واعي ) ( كانت على زَعمهِمْ فيما مَضى غَنَمٌ ** بأَرضِ بغدادَ يَرعَى جَمْعَها راعي ) ( قد نام عنها ، فنامَتْ غيْرَ واحدةٍ ** لم يدعها في الدَّياجي للكرى داعي ) 4 ( أمُّ الفطيمِ ، وسعدٍ ، والفتى علفٍ ** وابنِ مِّهِ ، وأَخيه مُنْيةِ الرَّاعي ) 5 ( فبينَما هي تحتَ الليْل ساهرةٌ ** تحييهِ ما بين أوجالٍ وأوجاعِ ) 6 ( بدا لها الذِّئبُ يسعى في الظلامِ على ** بُعْدٍ ، فصاحت : أَلا قوموا إلى الساعي ! ) 7 ( فقامَ راعي الحمى المرعيِّ منذعراً ** يقولُ : أين كلابي أين مقلاعي ؟ ) 8 ( وضاقَ بالذِّئْبِ وجهُ الأَرض من فَرَق ** فانسابَ فيه انسيابَ الظَّبي في القاع ) 9 ( فقالتِ الأُمُّ : يا للفخرِ ! كان أبي ** حُرّاً ، وكان وفِيّاً طائلَ الباعِ )0 ( إذا الرُّعاة على أَغنامها سَهِرَتْ ** سَهرْتُ من حُبِّ أَطفالي على الرّاعي ! )
____________________
(1/722)
البحر : رجز تام ( فأْرٌ رأَى القِطَّ على الجِدارِ ** مُعَذَّباً في أَضيَقِ الحِصار ) ( والكلبُ في حالتهِ المعهوده ** مستجمعاً للوثبةِ الموعوده ) ( فحاولَ الفأرُ اغتنامَ الفرصه ** وقال أكفي القطَّ هذي الغصَّه ) 4 ( لعلّه يكتبُ بالأمانِ ** لي ولأَصحابي من الجيران ) 5 ( فسارَ للكلبِ على يديهِ ** ومَكَّنَ الترابَ من عينَيه ) 6 ( فاشتغل الرّاعي عن الجدار ** ونزلَ القطُّ على بدار ) 7 ( مبتهجاً يفكر في وليمه ** وفي فريسةٍ لها كريمه ) 8 ( يجعلها لِخَطْبِه علامه ** يذكرُها فيذكرُ السَّلامه ) 9 ( فجاءَ ذاكَ الفأرُ في الأثناءِ ** وقال : عاشَ القِطُّ في هَناءِ )0 ( رأَيتَ في الشِّدّةِ من إخلاصِي ** ما كان منها سببَ الخلاص )
____________________
(1/723)
1( وقد أتيتُ أطلبُ الأمانا ** فامنُنْ به لِمعشَري إحسانا )( فقال : حقّاً هذه كرامَه ** غنيمةٌ وقبلَها سَلامه )( يكفيكَ فخراً يا كريمُ \ َ الشِّمه ** أَنك فأرُ الخطْبِ والوليمه )4 ( وانقَضَّ في الحالِ على الضَّعيفِ ** يأكلُه بالمِلحِ والرغيف )5 ( فقلت في المقام قوْلاً شاعا ( مَنْ حفِظَ الأَعداءَ يوماً ضاعا ) )
____________________
(1/724)
البحر : مجزوء الرمل ( وقفَ الهُدْهُدُ في با ** بِ سليمانَ بذلِّهْ ) ( قال : يا مولايَ ، كن لي ** عشتي صارت مملَّه ) ( متُّ من حَبَّةِ بُرٍّ ** أحدثتْ في الصدر علَّه ) 4 ( لا مياهُ النيلِ تروي ** ها ، ولا أَمواهُ دِجْله ) 5 ( وإذا دامت قليلا ** قتلتْني شرَّ قِتْلَه ) 6 ( فأشار السيد العا ** لي غلى من كان حوله : ) 7 ( قد جنى الهدهدُ ذنباً ** وأتى في اللؤوم فعله ) 8 ( تِلك نارُ الإثمِ في الصَّدْ ** رِ ، وذي الشكوى تَعِلَّه ) 9 ( ما أرى الحبة إلا ** سُرِقت من بيتِ نمله )0 ( إن للظالم صَدْراً ** يشتكي من غير عله )
____________________
(1/725)
البحر : هزج ( سمعتُ بأَنَّ طاوُوساً ** أَتى يوماً سليمانا ) ( يُجَرِّرُ دون وفْدِ الطَّيْ ** رِ أذيالاً وأردانا ) ( ويُظْهِرُ ريشَهُ طوْراً ** ويُخفي الرِّيشَ أَحيانا ) 4 ( فقال : لدَيَّ مسأَلةٌ ** أَظنُّ أَوانَها آنا ) 5 ( وها قد جئتُ أَعرضُها ** على أَعتابِ مولانا : ) 6 ( ألستُ الروضَ بالأزها ** رِ والأَنوارِ مُزْدانا ؟ ) 7 ( ألم أستوفِ آيَ الظرْ ** ف أشكالاً وألوانا ؟ ) 8 ( ألم أصبح ببابكمُ ** لجمعِ الطيرِ سلطانا ؟ ) 9 ( فكيف يَليقُ أَن أَبقَى ** وقوْمِي الغُرُّ أَوثانا ؟ ! )0 ( فحسنُ الصوتِ قد أمسى ** نصيبي منه حرمانا )
____________________
(1/726)
1( فما تيَّمتُ أفئدةً ** ولا أَسكَرْتُ آذانا )( وهذي الطيرُ أحقرها ** يزيدُ الصَّبَّ أَشجانا )( وتهتزُّ الملوكُ له ** إذا ما هزَّ عيدانا ؟ )4 ( فقال له سليمانُ ** لقد كان الذي كانا )5 ( تعالت حكمةُ الباري ** وجلَّ صنيعُهُ شانا )6 ( لقد صغرتَ يا مغرو ** رُ نعمى الله كفرانا )7 ( وملك الطير لم تحفل ** به ، كبرا وطغيانا )8 ( فلو أَصبَحت ذا صوْت ** لمَا كلَّمْتَ إنسانا ! )
____________________
(1/727)
البحر : سريع ( كان برَوْضٍ غُصُنٌ ناعمٌ ** يقولُ : جلَّ الواحدُ المنفردْ ) ( فقامتي في ظرفها قامتي ** ومثلُ حسني في الورى ما عهدْ ) ( فأَقبلت خُنفُسَةٌ تنثَني ** ونجلها يمشي بجنبِ الكبدْ ) 4 ( تقول : يا زَيْنَ رياضِ البَها ** إنّ الذي تطلبهُ قد وجد ) 5 ( فانظر لقدِّ ابني ، ولا تفتخر ** ما دام في العالم أمٌّ تلد ! )
____________________
(1/728)
البحر : رجز تام ( رأيتُ في بعضِ الرياضِ قُبَّرَهْ ** تُطَيِّرُ ابنَها بأَعلى الشَّجَره ) ( وهْيَ تقولُ : يا جمالَ العُشِّ ** لا تعتَمِدْ على الجَناح الهَشِّ ) ( وقِفْ على عودٍ بجنبِ عودِ ** وافعل كما أَفعلُ في الصُّعودِ ) 4 ( فانتقلَت من فَننٍ إلى فَنَنْ ** وجعلتْ لكلِّ نقلةٍ زمنْ ) 5 ( كيْ يَسْتريحَ الفرْخُ في الأَثناءِ ** فلا يَمَلُّ ثِقَلَ الهواءِ ) 6 ( لكنَّه قد خالف الإشاره ** لمَّا أَراد يُظهرُ الشَّطارهْ ) 7 ( وطار في الفضاءِ حتى ارتفعا ** فخانه جَناحُه فوقعا ) 8 ( فانكَسَرَتْ في الحالِ رُكبتاهُ ** ولم يَنَلْ منَ العُلا مُناهُ ) 9 ( ولو تأنى نالَ ما تمنَّى ** وعاشَ طولَ عُمرِهِ مُهَنَّا )0 ( لكلِّ شيءٍ في الحياة وقتهُ ** وغايةُ المستعجلين فوته ! )
____________________
(1/729)
البحر : رجز تام ( كان لبعضِ الناسِ نعجتان ** وكانتا في الغيْطِ ترعيانِ ) ( إحداهما سمينةٌ ، والثانِيهْ ** عِظامها منَ الهُزالِ باديَه ) ( فكانتِ الأولى تباهي بالسمنْ ** وقولهم بأنها ذات الثمنْ ) 4 ( وتَدَّعي أَن لها مقدارا ** وأنها تستوقفُ الأبصارا ) 5 ( فتصبرُ الأختُ على الإذلالِ ** حاملةً مَرارةَ الإدلال ) 6 ( حتى أتى الجزَّارُ ذاتَ يوم ** وقلبَ النعجةَ دون القومِ ) 7 ( فقال لِلمالِكِ : أَشْترِيها ** ونقدَ الكيسَ النفيسَ فيها ) 8 ( فانطلقتْ من فورِها لأُختِها ** وهْيَ تَشكُّ في صلاح بختِها ) 9 ( تقولُ : يا أُختاهُ خبِّرِيني ** هل تعرِفينَ حاملَ السِّكين ؟ )0 ( قالت : دعيني وهزالي والزمنَ ** وكلِّمِي الجزّارَ يا ذاتَ الثَّمَنْ ! )
____________________
(1/730)
1( لكلِّ حال حلوها ومرُّها ** ما أَدَبُ النعجةِ إلا صبرُها )
____________________
(1/731)
البحر : رجز تام ( لمَّا أَتمَّ نوحٌ السَّفِينهْ ** وحَرَّكَتْها القُدْرَة المُعِينهْ ) ( جَرى بها ما لا جَرَى بِبالِ ** فما تعالى الموْجُ كالجِبالِ ) ( حتى مشى الليثُ مع الحمار ** وأَخَذ القِطُّ بأَيدِي الفارِ ) 4 ( واستمعَ الفيلَ إلى الخنزيرِ ** مُؤتَنِساً بصوتِه النَّكيرِ ) 5 ( وجلس الهِرُّ بجنب الكلبِ ** وقبَّل الخروفُ نابَ الذِّئبِ ) 6 ( وعطفَ البازُ على الغزالِ ** واجتمع النملُ على الأكَّال ) 7 ( وفلت الفرخةُ صوفَ الثعلب ** وتيَّمَ ابنَ عرسَ حبُّ الأرنبِ ) 8 ( فذهبتْ سوابقُ الأحقادِ ** وظَهر الأَحبابُ في الأَعادي ) 9 ( حتى إذا حطُّوا بسفحِ الجودي ** وأيقنوا بعودةِ الوجودِ )0 ( عادوا إلى ما تَقتَضيهِ الشِّيمهْ ** وَرَجَعُوا للحالة القديمه )
____________________
(1/732)
1( فقسْ على ذلك أحوالَ البشرْ ** إذْ كلهم على الزمان العادي )
____________________
(1/733)
البحر : رجز تام ( لم يَتَّفِقْ مما جَرَى في المركبِ ** ككذبِ القردِ على نوحِ النبي ) ( فإنه كان بأقصى السطحِ ** فاشتاقَ من خفته للمزحِ ) ( وصاحَ : يا للطير والأسماكِ ** لِموْجَةٍ تجِدُّ في هَلاكي ! ) 4 ( فَبعثَ النبي له النسورا ** فوجَدَتْه لاهياً مسرورا ) 5 ( ثم أتى ثانيةً يصيحُ ** قد ثقبتْ مركبنا يا نوحُ ! ) 6 ( فأَرسَل النبيُّ كلَّ مَن حَضرْ ** فلم يروا كما رأى القرد خطر ) 7 ( وبينما السَّفيهُ يوماً يَلعبُ ** جادَتْ به على المِياهِ المركبُ ) 8 ( فسمعوه في الدُّجى ينوحُ ** يقولُ : إني هالكٌ يا نوحُ ) 9 ( سَقطْتُ من حماقتي في الماءِ ** وصِرْتُ بين الأَرضِ والسماءِ )0 ( فلم يصدقْ أحدٌ صياحهْ ** وقيلَ حقاً هذه وقاحَهْ )
____________________
(1/734)
1( قد قال في هذا المقامِ مَن سَبَقْ ** أكذبُ ما يلفي الكذوبُ إن صدق )( من كان ممنواً بداءِ الكذبِ ** لا يَترُكُ الله ، ولا يُعفِي نبي ! )
____________________
(1/735)
البحر : كامل تام ( قد وَدّ نوحٌ أَن يُباسِطَ قوْمَهُ ** فدعا إليهِ معاشرَ الحيوانِ ) ( وأشار أنْ يليَ السفينةَ قائدٌ ** منهم يكونُ من النهى بمكان ) ( فتقدّمَ الليثُ الرفيع جلاله ** وتعرّضَ الفيلُ الفخيمُ الشان ) 4 ( وتلاهما باقي السباعِ ، وكلهمْ ** خَرُّوا لهيبتِهِ إلى الأَذقان ) 5 ( حتى إذا حيُّوا المؤيَّدَ بالهدى ** ودَعَوْا بطولِ العزِّ والإمكان ) 6 ( سبقتهم لخطابِ نوحٍ نملةٌ ** كانت هناكَ بجانِبِ الأَرْدان ) 7 ( قالت : نبيَّ اللهِ ، أرضى فارسٌ ** وأَنا يَقيناً فارسُ الميْدانِ ) 8 ( سأديرُ دفتها ، وأحمي أهلها ** وأقودها في عصمةٍ وأمان ) 9 ( ضحكَ النبيُّ وقال : إنّ سفينتيَ ** لهِيَ الحياة ، وأَنتِ كالإنسان )0 ( كل الفضائِل والعظائمِ عنده ** هو أَوّلٌ ، والغيْرُ فيها الثاني )
____________________
(1/736)
1( ويودُّ لو ساسَ الزَّمانَ ، وما لَهُ ** بأَقلِّ أَشغالِ الزمان يَدان )
____________________
(1/737)
البحر : رجز تام ( الدبُّ معروفٌ بسوءِ الظنِّ ** فاسمعْ حديثَهُ العجيبَ عنِّي ) ( لمَّا استطال المُكْثَ في السَّفينهْ ** ملَّ دوامَ العيشةِ الظنينه ) ( وقال : إن الموْتَ في انتظاري ** والماءُ لا شكَّ به قراري ) 4 ( ثم رأى موجاً على بعدٍ علا ** فظنَّ أن في الفضاء جبلا ) 5 ( فقال : لا بُدَّ من النزولِ ** وصَلْتُ ، أَو لم أَحْظَ بالوُصولِ ) 6 ( قد قال مَن أَدَّبَهُ اختبارُه ** السعيُ للموتِ ولا انتظاره ! ) 7 ( فأَسلمَ النفسَ إلى الأمواجِ ** وهْيَ مع الرياحِ في هياجِ ) 8 ( فشرِبَ التعيسُ منها ، فانتفَخْ ** ثم رَسا على القرارِ ، ورسَخ ) 9 ( وبعدَ ساعتَينِ غِيضَ الماءُ ** وأَقلَعَتْ بأَمْرِهِ السماءُ )0 ( وكان في صاحبنا بعض الرمق ** إذ جاءَهُ الموتُ بطيئاً في الغرَقْ )
____________________
(1/738)
1( وكان في صاحبنا فوقَ الجودي ** والرَّكبُ في خيْرٍ وفي سُعودِ )( فقال : يا لجدِّي التعيسِ ** أسأت ظني بالنبي الرئيسِ ! )( ما كان ضَرّني لو امتثَلتُ ** ومِثلَما قد فعلوا فعلتُ ؟ ! )
____________________
(1/739)
البحر : رجز تام ( أبو الحصينِ جالَ في السفينهْ ** فعرفَ السمينَ والسمينه ) ( يقولُ : إنّ حاله استحالا ** وإنّ ما كان قديماً زالا ) ( لكونِ ما حلَّ من المصائبِ ** من غضبِ اللهِ على الثعالبِ ) 4 ( ويغلظُ الأيمانَ للديوكِ ** لِما عَسَى يَبقى من الشكوك ) 5 ( بأَنهمْ إن نَزَلوا في الأَرضِ ** يَرَوْنَ منه كلَّ شيءٍ يُرْضِي ) 6 ( قيل : فلمّا تركوا السفينه ** مشى مع السمينِ والسمينه ) 7 ( حتى إذا نصفوا الطريقا ** لم يبقِ منهمْ حولهُ رفيقا ) 8 ( وقال : إذْ قالوا عَديمُ الدِّينِ ** لا عَجَبٌ إن حَنَثَتْ يَميني ) 9 ( فإنما نحن بَني الدَّهاءِ ** نَعْمَلُ في الشِّدّةِ للرَّخاءِ )0 ( ومَنْ تخاف أَن يَبيعَ دينَهْ ** تَكفيكَ منه صُحْبَةُ السفينه ! )
____________________
(1/740)
البحر : رجز تام ( يقال إنّ الليثَ في ذي الشدّهْ ** رأَى من الذِّئبِ صَفا الموَدَّه ) ( فقال : يا منْ صانَ لي محلِّي ** في حالتي ولا يتي وعزلي ) ( إنْ عُدْتُ للأَرض بإذنِ الله ** وعاد لي فيها قديمُ الجاهِ ) 4 ( أُعطيكَ عِجْليْنِ وأَلفَ شاة ** ثم تكونُ واليَ الولاةِ ) 5 ( وصاحِبَ اللِّواءِ في الذِّئابِ ** وقاهرَ الرعاةِ والكلابِ ) 6 ( حتى إذا ما تَمَّتِ الكرامَهْ ** ووَطِىء الأَرضَ على السلاَمه ) 7 ( سعى إليه الذئبُ بعدَ شهرِ ** وهوَ مطاعُ النهيِ ماضي الأمرِ ) 8 ( فقال : يا منْ لا تداسُ أرضه ** ومنْ له طولُ الفلا وعرضه ) 9 ( قد نِلتَ ما نِلتَ منَ التكريمِ ** وذا أَوان الموْعِدِ الكريمِ )0 ( قال : تجرَّأتَ وساءَ زعمكا ** فمن تكونُ يا فتى ؟ وما اسمكا ؟ )
____________________
(1/741)
1( أجابه : إن كان ظنِّي صادقا ** فإنَّني والي الوُلاةِ سابِقَا ! )
____________________
(1/742)
البحر : رجز تام ( أَتى نبيَّ الله يوماً ثعلبُ ** فقال : يا مولايَ ، إني مذنبْ ) ( قد سوَّدتْ صحيفتي الذنوبُ ** وإن وجدْتُ شافعاً أَتوب ) ( فاسألْ إلهي عفوهُ الجليلا ** لتائبٍ قد جاءهُ ذليلا ) 4 ( وإنني وإن أسأتُ السيرا ** عملتُ شرَّا ، وعملتُ خيرا ) 5 ( فقد أتاني ذاتَ يومٍ أرنبُ ** يرتَعُ تحتَ منزلي ويَلعَبُ ) 6 ( ولم يكن مراقِبٌ هُنالكا ** لكنَّني تَركتُهُ معْ ذلكا ) 7 ( إذ عفتُ في افتراسهِ الدناءهْ ** فلم يصلهُ من يدي مساءهْ ) 8 ( وكان في المجلس ذاكَ الأرنبُ ** يسمعُ ما يبدي هناكَ الثعلبُ ) 9 ( فقال لمَّا انقطعَ الحديثُ : ** قد كان ذاكَ الزهدُ يا خبيث )0 ( وأنت بينَ الموتِ والحياةِ ** من تُخمةٍ أَلقتْك في الفلاةِ ! )
____________________
(1/743)
البحر : رجز تام ( قد حَمَلَتْ إحدى نِسا الأَرانِبِ ** وحلَّ يومُ وضعها في المركبِ ) ( فقلقَ الرُّكابُ من بكائها ** وبينما الفتاةُ في عَنائها ) ( جاءت عجوزٌ من بناتِ عرسٍ ** تقولُ : أَفدِي جارَتي بنفسي ) 4 ( أنا التي أرجى لهذي الغايهْ ** لأَنني كنتُ قديماً دَأيَهْ ) 5 ( فقالتِ الأَرنبُ : لا يا جارَه ** فإن بعدَ الألفةِ الزياره ) 6 ( ما لي وثوقٌ ببناتِ عرسِ ** إني أريدُ دايةً من جنسي ! )
____________________
(1/744)
البحر : كامل تام ( سَقط الحِمارُ منَ السَّفينةِ في الدُّجَى ** فبكى الرِّفاقُ لِفَقدِهِ ، وتَرَحَّمُوا ) ( حتى إذا طلعَ النهارُ أتت به ** نحوَ السفينةِ موجةٌ تتقدمُ ) ( قالتْ : خذوهُ كما أتاني سالماً ** لم أبتلعهُ ، لأنه لا يهضمُ ! )
____________________
(1/745)
البحر : سريع ( إنفعْ بِما أُعطِيتَ من قدرَةٍ ** واشفع لذي الذنبِ لَدَى المجمعِ ) ( إذ كيفَ تسمو للعلا يا فتى ** إن أنتَ لم تنفع ولم تشفعِ ؟ ) ( عندي لهذا نبأ صادقٌ ** يُعجِبُ أَهلَ الفضل فاسمع ، وعِ ) 4 ( قالوا : استَوى الليثُ على عرشِهِ ** فجِيءَ في المجلِسِ بالضِّفدَعِ ) 5 ( وقيل للسُّلطانِ : هذِي التي ** بالأمس آذتْ عاليَ المسمعِ ) 6 ( تنقنقُ الدهرَ بلا علةٍ ** وتَدّعى في الماءِ ما تَدّعِي ) 7 ( فانظر إليك الأَمرُ في ذنبِها ** ومرْ نعلقها من الأربعِ ) 8 ( فنهضَ الفيلُ وزيرُ العلا ** وقال : يا ذا الشَّرَفِ الأَرفعِ ) 9 ( لا خيْرَ في الملكِ وفي عِزِّهِ ** إنْ ضاقَ جاهُ الليثِ بالضفدعِ )0 ( فكتبَ الليثُ أماناً لها ** وزاد أَنْ جاد بمُستنْقَعِ ! )
____________________
(1/746)
البحر : رجز تام ( سعْيُ الفَتى في عَيْشِهِ عِبادَهْ ** وقائِدٌ يَهديهِ للسعادهْ ) ( لأَنّ بالسَّعي يقومُ الكوْنُ ** والله للسَّاعِينَ نِعْمَ العَونُ ) ( فإن تشأ فهذه حكايهْ ** تعدُّ في هذا المقامِ غايهْ ) 4 ( كانت بأرضِ نملةٌ تنبالهْ ** لم تسلُ يوماً لذةَ البطالهْ ) 5 ( واشتهرتْ في النمل بالتقشُّف ** واتَّصفَتْ بالزُّهْدِ والتَّصَوُّفِ ) 6 ( لكن يقومُ الليْلَ مَن يَقتاتُ ** فالبطْنُ لا تَملؤُه الصلاةُ ) 7 ( والنملُ لا يَسعَى إليهِ الحبُّ ** ونملتي شقَّ عليها الدأبُ ) 8 ( فخرجَتْ إلى التِماسِ القوتِ ** وجعلتْ تطوفُ بالبيوتِ ) 9 ( تقولُ : هل من نَملةٍ تَقِيَّهْ ** تنعمُ بالقوتِ لذي الوليهْ ؟ )0 ( لقد عَيِيتُ بالطِّوى المُبَرِّحِ ** ومُنذ ليْلتيْن لم أُسَبِّحِ )
____________________
(1/747)
1( فصاحتِ الجاراتُ : يا للعارِ ** لم تتركِ النملةُ للصرصارِ ! )( متى رضينا مثلَ هذي الحالِ ؟ ** متى مددنا الكفَّ للسؤالِ ؟ ! )( ونحن في عين الوجودِ أمَّهْ ** ذاتُ اشتِهارٍ بعُلوِّ الهمّهْ )4 ( نحملُ ما لا يصبرُ الجمالُ ** عن بعضِه لو أَنها نِمالُ )5 ( أَلم يقلْ من قولُه الصوابُ : ** ما عِندنا لسائلٍ جَوابُ ؟ ! )6 ( فامضي ، فإنَّا يا عجوزَ الشُّومِ ** نرى كمالَ الزهدِ أن تصومي ! )
____________________
(1/748)
البحر : رجز تام ( يمامةٌ كانت بأَعلى الشَّجرهْ ** آمنةً في عشِّها مستتره ) ( فأَقبلَ الصَّيّادُ ذات يَومِ ** وحامَ حولَ الروضِ أيَّ حومِ ) ( فلم يجِدْ للطَّيْر فيه ظِلاَّ ** وهمَّ بالرحيلِ حينَ مَلاَّ ) 4 ( فبرزتْ من عشِّها الحمقاءُ ** والحمقُ داءٌ ما له دواءُ ) 5 ( تقولُ جهلا بالذي سيحدثُ : ** يا أيُّها الإنسانُ ، عَمَّ تبحثُ ؟ ) 6 ( ف لتَفَتَ الصيادُ صوبَ الصوتِ ** ونَحوهَ سدَّدَ سهْمَ الموتِ ) 7 ( فسَقَطَت من عرشِها المَكينِ ** ووقعت في قبضةِ السكينِ ) 8 ( تقول قولَ عارف محقق : ( مَلكْتُ نفْسِي لو مَلكْتُ مَنْطِقي ! ) )
____________________
(1/749)
البحر : رجز تام ( حِكاية الكلبِ معَ الحمامَه ** تشهدُ للجِنسَيْنِ بالكرامَهْ ) ( يقالُ : كان الكلبُ ذاتَ يومِ ** بينَ الرياضِ غارقاً في النَّوم ) ( فجاءَ من ورائه الثعبانُ ** مُنتفِخاً كأَنه الشيطانُ ) 4 ( وهمَّ أن يغدرَ بالأمينِ ** فرقَّتِ الورْقاءُ لِلمِسكينِ ) 5 ( ونزلتْ توَّا تغيثُ الكلبا ** ونقرتهُ نقرةً ، فهبَّا ) 6 ( فحمدَ اللهَ على السلامهْ ** وحَفِظ الجميلَ للحمامَهْ ) 7 ( إذ مَرَّ ما مرّ من الزمانِ ** ثم أتى المالكُ للبستانِ ) 8 ( فسَبَقَ الكلب لتلك الشجرَهْ ** ليُنْذر الطيرَ كما قد أَنذرَهْ ) 9 ( واتخذ النبحَ له علامهْ ** ففهمتْ حديثهُ الحمامهْ )0 ( وأَقلعتْ في الحالِ للخلاصِ ** فسَلِمتْ من طائِرِ الرَّصاصِ )
____________________
(1/750)
1( هذا هو المعروفُ بأهل الفطنْ ** الناسُ بالناسِ ، ومَن يُعِن يُعَنْ ! )
____________________
(1/751)
البحر : رجز تام ( كان لبعض الناسِ ببغاءُ ** ما ملَّ يوماً نطقها الإصغاءُ ) ( رفيعة القدْرِ لَدَى مولاها ** وكلُّ مَنْ في بيتِه يهواها ) ( وكان في المنزل كلبٌ عالي ** أرخصتهُ وجودُ هذا الغالي ) 4 ( كذا القليلُ بالكثيرِ ينقصُ ** والفضلُ بعضُه لبعضٍ مُرْخِصُ ) 5 ( فجاءَها يوماً على غِرارِ ** وقلبُهُ من بُغضِها في نارِ ) 6 ( وقال : يا مليكةَ الطُّيورِ ** ويا حياةَ الأنسِ والسرورِ ) 7 ( بحسنِ نطقكِ الذي قد أصبى ** إلا أَرَيْتنِي اللِّسانَ العذْبا ) 8 ( لأَنني قد حِرْتُ في التفكُّر ** لمَّا سمعتُ أنه من سكُّر ! ) 9 ( فأَخْرَجتْ من طيشِها لسانها ** فعضَّهُ بنابه ، فشانها )0 ( ثم مضى من فوره يصيحُ : ** قطعتُه لأنه فصِيحُ ! )
____________________
(1/752)
1( وما لها عنديَ من ثأْرٍ يُعدّ ** غيرَ الذي سمَّوْهُ قِدْماً بالحسدْ ! )
____________________
(1/753)
البحر : رجز تام ( كان لبعضهمْ حمارٌ وجملْ ** نالهما يوماً من الرقّ مللْ ) ( فانتظرَا بَشائِرَ الظَّلماءِ ** وانطَلقا معاً إلى البَيْداءِ ) ( يجتليان طلعةَ الحريَّهْ ** وينشقانِ ريحها الزكيَّهْ ) 4 ( فاتفقا أن يقضيا العمرَ بها ** وارتضَيا بمائِها وعُشبِها ) 5 ( وبعدَ ليلةٍ من المسيرِ ** التفت الحِمارُ لِلبعيرِ ) 6 ( وقال : كربٌ يا أَخي عظيمُ ** فقفْ ، فمشي كلَّهُ عقيمُ ! ) 7 ( فقال : سَلْ فِداكَ أُمِّي وأَبي ** عسى تَنالُ بي جليلَ المطلبِ ) 8 ( قال : انطلقْ معي لإدراكِ المُنى ** أَو انتظِر صاحبَكَ الحرَّ هنا ) 9 ( لابدّ لي من عودة للبلد ** لأَنني تركتُ فيه مِقوَدِي ! )0 ( فقال سر والزَمْ أَخاك الوتِدا ** فإنما خُلِقْتَ كي تُقيَّدا )
____________________
(1/754)
البحر : مجتث ( لدودةِ القزِّ عندي ** ودودةِ الأضواءِ ) ( حكايةٌ تشتَهيها ** مسامعُ الأَذكياءِ ) ( لمَّا رأَت تِلكَ هذِي ** تنيرُ في الظلماءِ ) 4 ( سَعَتْ إليها ، وقالت : ** تعيشُ ذاتُ الضِّياءِ ! ) 5 ( أَنا المؤمَّلُ نفعي ** أَنا الشهيرُ وفائي ) 6 ( حلا ليَ النفعُ حتى ** رضيتُ فيه فنائي ) 7 ( وقد أتيتُ لأحظى ** بوجهكِ الوضَّاءِ ) 8 ( فهل لنورِ الثرى في ** مَوَدّتي وإخائي ؟ ) 9 ( قالت : عَرَضتِ علينا ** وجهاً بغيرِ حياءِ ! )0 ( من أنتِ حتى تداني ** ذاتَ السَّنا والسَّناءِ ؟ ! )
____________________
(1/755)
1( أنا البديعُ جمالي ** أَنا الرفيعُ عَلائي )( أين الكواكبُ مني ؟ ! ** بل أين بدرُ السماءِ ؟ ! )( فامضي ؛ فلا وُدّ عندي ** إذ لستِ من أكفائي ! )4 ( وعند ذلك مرَّتْ ** حسناءُ معْ حسناءِ )5 ( تقولُ : لله ثوبي ** في حُسنِه والبَهاءِ ! )6 ( كم عندنا من أَيادٍ ** للدودةِ الغراءِ ! )7 ( ثم انثنتْ فأتتْ ذي ** تقولُ للحمقاءِ : )8 ( هل عندكِ الآنَ شَكٌّ ** في رُتبتي القَعساءِ ؟ ! )9 ( إن كان فيك ضياءٌ ** إن الثناءَ ضيائي )0 ( وإنه لضياءٌ ** مؤيَّدٌ بالبقاءِ ! )
____________________
(1/756)
البحر : رجز تام ( كان على بعضِ الدُّروبِ جَملُ ** حَمَّلهُ المالكُ ما لا يُحملُ ) ( فقال : يا للنَّحسِ والشقاءِ ! ** إن طال هذا لم يطلْ بقائي ) ( لم تحمِلِ الجبالُ مثلَ حِملي ** أظنُّ مولاي يريدُ قتلي ! ) 4 ( فجاءَهُ الثعلبُ من أَمامِهْ ** وكان نالَ القصدُ من كلامهْ ) 5 ( فقال : مهلاً يا أخا الأحمالِ ** ويا طويلَ الباعِ في الجِمالِ ) 6 ( فأَنتَ خيرٌ من أَخيكَ حالا ** لأَنني أَتعَبُ منك بالا ) 7 ( كأَن قُدّامِيَ أَلفَ ديكِ ** تسألني عن دمها المسفوكِ ) 8 ( كأَنّ خَلفي أَلفَ أَلفِ أَرنبِ ** إذا نهضتُ جاذبتني ذنبي ) 9 ( وربَّ أمٍّ جئتُ في مناخها ** فجعتُها بالفتكِ في أَفراخِها )0 ( يبعثني منْ مرقدي بكاها ** وأَفتحُ العيْن على شكواها )
____________________
(1/757)
1( وقد عرفتَ خافيَ الأحمالِ ** فاصبِرْ . وقلْ لأُمَّةِ الجِمال : )( ليسَ بحملٍ ما يملُّ الظهرُ ** ما الحملُ إلا ما يعافي الصَّدرُ )
____________________
(1/758)
البحر : رجز تام ( غزالةٌ مرَّتْ على أتانِ ** تُقبِّلُ الفَطِيمَ في الأَسنانِ ) ( وكان خلف الظَّبْيةِ ابنُها الرَّشا ** بودِّها لو حملهُ في الحشا ) ( ففعلتْ بسيِّد الصِّغارِ ** فِعْلَ الأَتَانِ ب بنِها الحمارِ ) 4 ( فأَسرع الحمارُ نحوَ أُمِّهِ ** وجاءها والصحكُ ملءُ فمهِ ) 5 ( يصيحُ : يا أُمّاه ، ماذا قد دَها ** حتى الغزالةُ استَخفَّت ابنَها ؟ ! )
____________________
(1/759)
البحر : سريع ( قد سمعَ الثعلبُ أهلَ القرى ** يدعونَ محتالا بيا ثعلبُ ! ) ( فقال حقّاً هذه غايةٌ ** في الفخرِ لا تؤتى ولا تطلب ) ( من في النُّهى مثلي حتى الورى ** أَصبَحْتُ فيهم مَثلاً يُضْرب ) 4 ( ما ضَرَّ لو وافيْتُهم زائراً ** أُرِيهِمُ فوقَ الذي استغرَبوا ) 5 ( لعلهم يحيون لي زينةً ** يحضرها الدِّيكُ أو الأرنب ) 6 ( وقصَدَ القوْمَ وحياهُم ** وقام فيما بينهم يخطب ) 7 ( فأُخِذَ الزائِرُ من أُذنِه ** وأعطيَ الكلبَ به يلعب ! ) 8 ( فلا تَثِق يوماً بِذي حِيلةٍ ** إذْ رُبَّما يَنخَدِعُ الثعلب ! )
____________________
(1/760)
البحر : مجتث ( أَتى ثعالَةَ يوماً ** من الضَّواحي حِمارُ ) ( وقال إن كنتَ جاري ** حقاً ونعمَ الجار ) ( قل لي فإني كئيبٌ ** مُفكرٌ مُحتار ) 4 ( في موْكِبِ الأَمسِ لمَّا ** سرنا وسارَ الكبار . . . ) 5 ( . . . طرَحْتُ مولاي أَرضاً ** فهل بذلك عار ) 6 ( وهل أتيتُ عظيماً ! ** فقال : لا يا حِمار ! )
____________________
(1/761)
البحر : رجز تام ( بغلٌ أَتى الجوادَ ذات مَرَّهْ ** وقلبُهُ مُمتلِىء ٌ مَسَرَّهْ ) ( فقال : فضلي قد بدا ياخِلِّي ** وآنَ أَن تعْرِفَ لي مَحلِّي ) ( إذ كنتَ أَمْسِ ماشياً بجانبي ** تعجَبُ من رقصِي تَحت صاحبي ) 4 ( أختالُ ، حتى قالتِ العبادُ : ** لمنْمن الملوكِ ذا الجوادُ ؟ ) 5 ( فضَحِكَ الحِصانُ من مقالِهِ ** وقال بالمعهودِ من دلالِهِ : ) 6 ( لم أرَ أرقصَ البغلِ تحتَ الغازي ** لكن سمعتُ نقرة المهمازِ ! )
____________________
(1/762)
البحر : رجز تام ( سَمِعْتُ أَنَّ فأْرَةً أَتاها ** شقيقُها يَنعَى لها فَتاها ) ( يصيحُ : يا لي من نحوسِ بختي ** مَنْ سَلَّط القِطَّ على ابنِ أُختي ؟ ! ) ( فوَلوَلتْ وعضَّتِ التُّرابَا ** وجمعتْ للمأتمِ الأترابا ) 4 ( وقالتِ : اليومَ انقضت لذَّاتي ** لا خيرَ لي بعدكَ في الحياةِ ) 5 ( من لي بهرٍ مثلِ ذاك الهرِّ ** يُرِيحُني من ذا العذابِ المرِّ ؟ ! ) 6 ( وكان بالقربِ الذي تريد ** يسمعُ ما تبدي وما تعيدُ ) 7 ( فجاءَها يقولُ : يا بُشْراكِ ** إن الذي دعوتِ قد لبَّاك ! ) 8 ( ففَزِعت لما رأَته الفارَهْ ** واعتصمتْ منه ببيتِ الجاره ) 9 ( وأَشرفتْ تقولُ للسَّفيهِ : ** إن متُّ بعَ ابني فمنْ يبكيه ؟ ! )
____________________
(1/763)
البحر : رجز تام ( تَنازَعَ الغزالُ والخروفُ ** وقال كلٌّ : إنه الظَّريف ) ( فرأَيا التَّيْسَ ؛ فظَنَّا أَنّه ** أعطاهُ عقلاً منْ أطالَ ذقنه ! ) ( فكلَّفاه أَن يُفَتِّشَ الفَلا ** عن حكمٍ له اعتبارٌ في الملا ) 4 ( ينظُرُ في دَعواهُما بالدِّقه ** عساهُ يُعطِي الحقَّ مُسْتحِقَّه ) 5 ( فسارَ للبحثِ بلا تواني ** مفتخرا بثقةِ الإخوانِ ) 6 ( يقول : عِندي نظرةٌ كبيرهْ ** ترفعُ شأنَ التيسِ في العشيره ) 7 ( وذاكَ أن أجدرَ الثناءِ ** بالصِّدْقِ ما جاءَ من الأَعداءِ ) 8 ( وإنني إذا دعوْتُ الذِّيبَا ** لا يستطيعانِ له تكذيبا ) 9 ( لكونه لا يعرفُ الغزالا ** وليس يُلقِي للخروفِ بالا )0 ( ثم أتى الذِّيبً ، فقال : طلبتي ** أنتَ ، فسرْ معي ، وخذْ بلحيتي ! )
____________________
(1/764)
1( وقادَه للموضِع المعروفِ ** فقامَ بين الظَّبيينِ بالأظافرِ )( وقال للتيس : انطلقْ لشأنكما ** ما قتَل الخَصْمَيْن غيْرُ ذَقنكا ! )
____________________
(1/765)
البحر : رجز تام ( من أَعجَبِ الأَخبارِ أنّ الأَرنبا ** لمَّا رأَى الدِّيكَ يَسُبُّ الثعْلبا ) ( وهوَ على الجدارِ في أمانِ ** يغلبُ بالمكانِ ، لا الإمكانِ ) ( داخَلهُ الظنُّ بأَنّ الماكرا ** أمسى من الضّعفِ يطيقُ الساخرا ) 4 ( فجاءَهُ يَلْعَنُ مثل الأَوَّلِ ** عدادَ ما في الأرضِ من مغفَّلِ ) 5 ( فعصفَ الثعلبُ بالضعيفِ ** عصفَ أخيهِ الذِّيبِ بالخروف ) 6 ( وقال : لي في دمكَ المسفوكِ ** تسليةٌ عن خيْبتي في الديكِ ! ) 7 ( فالتفتَ الديكُ إلى الذبيح ** وقال قولَ عارِفٍ فصيح ) 8 ( ما كلَّنا يَنفعُهُ لسانُهْ ** في الناسِ مَن يُنطقُه مَكانُهْ ! )
____________________
(1/766)
البحر : مجزوء الرمل ( كان ذئبٌ يتغدى ** فجرتْ في الزّوْر عَظمه ) ( ألزمتهُ الصومَ حتى ** فَجعَتْ في الروح جسْمَهْ ) ( فأَتى الثعلَبُ يبكي ** ويُعزِّي فيه أُمَّه ) 4 ( قال : يا أمَّ صديقي ** بيَ مما بكِ عمَّهْ ) 5 ( فاصبري صبراً جميلاً ** إنْ صبرَ الأمِّ رحمهْ ! ) 6 ( فأجابتْ : يا ابنَ أختي ** كلُّ ما قد قلتَ حكمهْ ) 7 ( ما بيَ الغالي ، ولكن ** قولُهُم : ماتَ بِعظْمَه ! ) 8 ( ليْته مثلَ أَخيه ** ماتَ محسوداً بتُخْمَه ! )
____________________
(1/767)
البحر : مجزوء الرمل ( هِرَّتي جِدُّ أَليفَهْ ** وهْي للبيتِ حليفهْ ) ( هي ما لم تتحركْ ** دمية البيتِ الظريفه ) ( فإذا جاءتْ وراحتْ ** زِيدَ في البيتِ وصِيفه ) 4 ( شغلها الفارُ : تنقِّي الرَّ ** فَّ منه والسَّقيفَهْ ) 5 ( وتقومُ الظهرَ والعص ** رَ بأورادٍ شريفه ) 6 ( ومن الأَثوابِ لم تملِ ** كْ سوى فروٍ قطيفه ) 7 ( كلما استوسخَ ، أو آ ** وى البراغيثَ المطيفه ) 8 ( غسَلَتْه ، وكوَتْه ** بأَساليبَ لطيفه ) 9 ( وحَّدَتْ ما هو كالحمَّا ** م والماءِ وظيفه )0 ( صيَّرَتْ ريقتَها الصَّا ** بونَ ، والشاربَ ليفه )
____________________
(1/768)
1( لا تمرَّنَّ على العين ** ولا بالأنفِ جيفه )( وتعوَّدْ أن تلاقى ** حسنَ الثوبِ نظيفه )( إنما الثوْبُ على الإن ** انِ عنوانُ الصحيفه )
____________________
(1/769)
البحر : مجزوء الرجز ( لي جدَّةٌ ترأفُ بي ** أحنى عليَّ من أبي ) ( وكلُّ شيءٍ سرَّني ** تذهب فيه مَذهبي ) ( إن غضبَ الأهلُ عليَّ ** كلُّهم لم تغضبِ ) 4 ( بمشى أَبي يوماً إليَّ ** مشيةَ المؤدِّبِ ) 5 ( غضبانَ قد هدَّدَ بالضرْ ** وإن لم يَضرِبِ ) 6 ( فلم أَجِد لي منهُ ** غيرَ جَدَّتي من مَهرَبِ ) 7 ( فجعَلتني خلفَها ** أنجو بها ، وأختبي ) 8 ( وهْيَ تقولُ لأَبي ** بِلهجة المؤنِّبِ : ) 9 ( ويحٌ لهُ ! ويحٌ لِه ** ذا الولدِ المعذَّبِ ! )0 ( أَلم تكن تصنعُ ما ** يَصنعُ إذ أَنت صبي ؟ )
____________________
(1/770)
البحر : مجزوء الرجز ( الحيوانُ خَلْقُ ** له عليْكَ حَقُّ ) ( سَخَّرَه الله لكا ** وللعِبادِ قبلَكا ) ( حَمُولةُ الأَثقالِ ** ومُرْضِعُ الأَطفالِ ) 4 ( ومُطْعمُ الجماعهْ ** وخادِمُ الزِّراعه ) 5 ( مِنْ حقِّهِ أَن يُرْفَقا ** به وألا يرهقا ) 6 ( إن كلَّ دعه يسترحْ ** وداوِه إذا جُرِحْ ) 7 ( ولا يجعْ في داركا ** أَو يَظْمَ في جِوارِكا ) 8 ( بهيمةٌ مسكينُ ** يشكو فلا يُبينُ ) 9 ( لسانه مقطوع ** وما له دُموع ! )
____________________
(1/771)
البحر : مجزوء الرجز ( لولا التقى لقلتُ : لم ** يَخلُقْ سِواكِ الوَلدا ! ) ( إن شئتِ كان العيرَ ، أو ** إن شئتِ كان الأسدا ) ( وإن تردْ غيَّا غوى ** أَو تَبْغِ رُشْداً رَشدا ) 4 ( والبيتُ أنتِ الصوتُ في ** هـ، وهْوَ للصَّوتِ صَ ) 5 ( دى كالبَبَّغا في قفصٍ : ** قيلَ له ، فقلدا ) 6 ( وكالقضيبِ اللَّدْنِ : قدْ ** طاوَع في الشَّكلِ اليَدا ) 7 ( يأْخُذُ ما عَوَّدْتِه ** والمرءُ ما تعوَّدا ! )
____________________
(1/772)
البحر : مجزوء الكامل ( ومُمهّد في الوكرِ من ** ولدِ الغرابِ مُزقَّق ) ( كرُوَيهِبٍ مُتَقلِّسٍ ** متأزِّرٍ ، متنطِّق ) ( لبسَ الرَّمادَ على سوا ** دِ جناحه والمفرق ) 4 ( كالفحمِ غادرَ في الرَّما ** دِ بقِيَّةً لم تُحرَق ) 5 ( ثُلثاهُ مِنقارٌ ورأ ** سٌ ، والأظافرُ ما بقي ) 6 ( ضخمُ الدِّماغِ على الخُلُوِّ ** منَ الحجى والمنطق ) 7 ( منْ أمِّهِ لقي الصغ ** يرُ منَ البَليّةِ ما لقِي ) 8 ( جَلبَتْ عليهِ ما تَذو ** دُ الأمّهاتُ وتتَّقي ) 9 ( قتنت به ، فتوهمتْ ** فيه قُوىً لم تخلق )0 ( قالت : كبِرْتَ ، فثِب كما ** وثب الكِبارُ ، وحَلِّق )
____________________
(1/773)
1( ورمتْ به في الجوِّ ، لم ** تَحرِصْ ، ولم تَسْتَوثِق )( فهوى ، فمزِّق في فنا ** ءِ الدارِ شرَّ ممزَّق )( وسمعتُ قاقاتٍ تردَّ ** دُ في الفضاءِ وترتقي )4 ( ورأيتُ غربانا تفرَّ ** قُ في السماءِ وتلتقي )5 ( وعرفتُ رنّة أمِّهِ ** في الصارِخاتِ النُّعَّقِ )6 ( فأشرتُ ، فالتفتتْ ، فقل ** تُ لها مقالةَ مشفق : )7 ( تِ جَناحَه لم تُطلقي ** تِ جناحه لم تُّطقي )8 ( وكما تَرَفَّقَ والِدَا ** كِ عليكِ لم تَتَرفَّقي ! )
____________________
(1/774)
البحر : متدارك تام ( النِّيلُ العَذْبُ هو الكوْثرْ ** والجنةُ شاطئه الأخضرْ ) ( ريَّانُ الصَّفحةِ والمنظرْ ** ما أبهى الخلدَ وما أنضرْ ! ) ( البحرُ الفَيَّاضُ ، القُدسُ ** الساقي الناسَ وما غرسوا ) 4 ( وهو المِنْوالُ لما لبِسوا ** والمُنْعِمُ بالقطنِ الأَنوَر ) 5 ( جعلَ الإحسانَ له شرعا ** لم يُخلِ الواديَ من مَرْعى ) 6 ( فتَرَى زرعا يَتلو زرعاً ** وهُنا يُجنى ، وهُنا يُبْذَر ) 7 ( جارٍ ويُرَى ليس بجارِ ** لأناةٍ فيه ووقار ) 8 ( ينصبُّ كتلٍّ منهارِ ** ويضجُّ فتحسبه يزأر ) 9 ( حبشيُّ اللَّونِ كجيرته ** من منبعه وبحيرته )0 ( صَبَغَ الشَّطَّيْنِ بسُمْرَته ** لوناً كالمسكِ وكالعنبرِ )
____________________
(1/775)
البحر : هزج ( أنا امدرسةُ اجعلني ** كأمِّ ، لا تملْ عنِّي ) ( ولا تفْزَعْ كمأخوذٍ ** من البيتِ إلى السِّجن ) ( كأني وجهُ صيَّادٍ ** وأَنت الطيرُ في الغصن ) 4 ( ولا بُدَّ لك اليوْمَ ** وإلا فغداً مِنِّي ) 5 ( أو استغنِ عن العقلِ ** إذنْ عنِّيَ تستغني ) 6 ( أنا المصباحُ للفكرِ ** أنا المفتاحُ للذَّهنِ ) 7 ( أنا البابُ إلى المجدِ ** تعالَ ادخلْ على اليمن ) 8 ( غداً تَرْتَعُ في حَوْشِي ** ولا تشبعُ من صحني ) 9 ( وأَلقاكَ بإخوانٍ ** يُدانونَكَ في السِّنِّ )0 ( تناديهمْ بيا فكري ** ويا شوقي ، ويا حسني )
____________________
(1/776)
1( وآباءٍ أحبُّوكَ ** وما أَنت لهم ب بن )
____________________
(1/777)
البحر : وافر تام ( بني مصرٍ مكانكموُ تهيَّا ** فَهَيَّا مَهدُوا للمُلكِ هيَّا ) ( خذوا شمسَ له حليَّا ** أَلم تَكُ تاجَ أَوّلِكم مَلِيَّا ؟ ! ) ( على الأخلاقِ الملكَ وابنوا ** فليسَ وراءَها للعِزِّ رُكن ) 4 ( أليس لكم بوادي النِّيل عدنُ ** وكوثرها الذي يجري شهيّا ؟ ! ) 5 ( لنا وطنٌ بأَنفسِنا نَقيه ** وبالدُّنيا العريضةِ نَفتديه ) 6 ( إذا ما سيلتِ الأرواحُ فيه ** بذلناها كأنْ لم نعطِ شيَّا ) 7 ( لنا الهرَمُ الذي صحِبَ الزمانا ** ومن حَدَثانِه أَخذ الأَمانا ) 8 ( ونحنُ بنو السَّنا العلي ، نمانا ** أَوائلُ عَلَّموا الأُمَمَ الرُّقِيا ) 9 ( تطاولَ عهدهمْ عزا وفخرا ** فلما آل للتاريخِ ذُخْرا )0 ( نشأنا نشأةً في الجدِ أخرى ** جَعَلنا الحقَّ مَظْهرَها العَلِيّا )
____________________
(1/778)
1( جعلنا مِصْرَ مِلَّةَ ذي الجَلالِ ** وألفنا الصليبَ على الهلالِ )( وأقبلنا كصفٍّ من عوالِ ** يشدُّ السَّمْهَرِيُّ السَّمْهَرِيّا )( نرومُ لمصرَ عزًّا لا يرامُ ** يرفُّ على جوانبه السَّلامُ )4 ( وينعَمُ فيه جيِرانٌ كِرامُ ** فلن تجدَ النَّزيلَ بنا شقيَّا )5 ( نقومُ على البنايةِ محسنينا ** ونعهَدُ بالتَّمامِ إلى بنينا )6 ( إليْكِ نَموتُ مِصْرُ كما حَيينا ** ويبقى وجهكِ المفديُّ حيَّا )
____________________
(1/779)
البحر : متدارك تام ( نحنُ الكشافةُ في الوادي ** جَبريلُ الروحُ لنا حادِي ) ( يا ربِّ ، بعيسى ، والهادي ** وبموسى خُذْ بيَدِ الوطنِ ) ( كشَّافةُ مِصرَ ، وصبيَتُها ** ومناةُ الدارِ ، ومنيتها ) 4 ( وجمالُ الأرضِ ، وحليتها ** وطلائعُ أَفراحِ المدُنِ ) 5 ( نَبتدِرُ الخيرَ ، ونَستبِقُ ** ما يَرضَى الخالقُ والخُلُقُ ) 6 ( بالنفسِ وخالِقِها نثِقُ ** ونزيد وثوقاً في المحن ) 7 ( في السَّهلِ نَرِفُّ رَياحِينا ** ونجوبُ الصخر شياطينا ) 8 ( نبني الأبدانَ وتبنينا ** والهمَّةُ في الجسم المرنِ ) 9 ( ونخلِّي الخلقَ وما اعتقدوا ** ولوجه الخالقِ نجتهدُ )0 ( نأسو الجرْحى أَنَّى وُجِدُوا ** ونداوي من جرح الزمن )
____________________
(1/780)
1( في الصدقِ نشأنا والكومِ ** والعفَّةِ عن مسِّ الحرم )( ورعايةِ طفلٍ أو هرمِ ** والذودِ عن الغيدِ الحصن )( ونُوافي الصَّارخَ في اللُّجَجِ ** والنارِ الساطعةِ الوَهَجِ )4 ( لا نسأَلُهُ ثمنَ المُهَجِ ** وكفى بالواجبِ من ثمنِ )5 ( يا ربِّ ، فكثِّرنا عدَدا ** وابذُل لأُبوَّتِنا المَدَدا )6 ( هيىء ْ لهمُ ولنا رشدا ** يا ربِّ ، وخذ بيد الوطن )
____________________
(1/781)
البحر : كامل تام ( قصرَ الأعزةِ ، ما أعزَّ حماكا ! ** وأجلَّ في العلياءِ بدرَ سماكا ! ) ( تتساءلُ العربُ المقدسُ بيتها : ** أَأُعِيدَ بانِي رُكنِه فبَناكا ؟ ! ) ( وتقولُ إذ تأتيكَ تلتمسُ الهدى : ** سِيَّانِ هذا في الجلال وذاكا ) 4 ( يا مُلتَقى القمَرَيْنِ ، ما أَبهاكَ ! بل ** يا مَجْمَعَ البَحْرَين ، ما أَصفاكا ! ) 5 ( إنّ الأَمَانَةَ ، والجلالةَ ، والعُلا ** في هالةٍ دارتْ على مغناكا ) 6 ( ما العِزُّ إلا في ثرَى القدَمِ التي ** حَسَدَتْ عليها النيِّراتُ ثراكا ) 7 ( يا سادسَ الأمراءِ من آبائه ** ما للإمارةِ مَنْ يُعَدُّ سِواكا ) 8 ( التركُ تقرأُ باسمِ جدَّك في الوغى ** والعُرْبُ تَذكرُ في الكتاب أَباكا ) 9 ( نسبٌ لو انتمت النجومُ لعقدهِ ** لتَرَفَّعَتْ أَن تَسكنَ الأَفلاكا )0 ( شرفاً - عزيزَ العصرِ - فتَّ ملوكهُ ** فضلاً ، وفاتَ بينهمُ نجلاكا )
____________________
(1/782)
1( لك جنَّةُ الدنيا ، وكوثرها الذي ** يجري به في الملكِ شرطُ غناكا )( ملكٌ رعيتَ اللهَ فيه ، مؤيداً ** باسم النبي ، موفقاً مسعاكا )( فأَقمتَ أمراً يا أَبا العباسِ مأْ ** مونَ السبيلِ على رشيد نهاكا )4 ( إن يَعرضوهُ على الجبال تَهنْ له ** وهيَ الجبالُ ، فما أشدَّ قواكا )5 ( بسياسة تقفُ العقولُ كليلةً ** لا تستطيع لكُنْهِها إدراكا )6 ( وبحكمةٍ في الحكمِ توفيقيَّةٍ ** لك يَقتَفي فيها الرجالُ خُطاكا )7 ( مَولايَ ، عيدُ الفطرِ صُبحُ سُعودِه ** في مصرَ أسفر عن سنا بشراكا )8 ( فاستقبلِ الآمالَ فيه بشائراً ** وأشائراً تجالى على علياكا )9 ( وتلقَّ أَعيادَ الزمان مُنيرةً ** فهناؤُه ما كان فيه هَناكا )0 ( أيامكَ الغرُّ السعيدةُ كلها ** عيدٌ ، فعيدُ العالمين بَقاكا )
____________________
(1/783)
2( فليبقَ بيتكَ ، وليدمْ ديوانه ** وليحيَ جندكَ ، ولتعشْ شوراكا )( وليهنني بك كلّ يومٍ أنني ** في ألفِ عيدٍ من سعودِ رضاكا )( يا أيها الملك الأَريبُ ، إليكها ** عذراءَ هامتْ في صفاتِ عُلاكا )4 ( فطوتْ إليكَ البحرَ أَبيضَ نِسبةً ** لِنظيرهِ المورودِ من يُمناكا )5 ( قدِمَتْ على عيدٍ لبابك بعدما ** قدِمَتْ عليَّ جديدةً نُعماكا )6 ( أو كلما جادتْ نداكَ رويتي ** سَبَقتْ ثَنايَ بالارتجالِ يداكا ؟ )7 ( أنتَ الغنيُّ عن الثناِ ، فإن تردْ ** ما يُطربُ الملكَ الأَديبَ فهاكا )
____________________
(1/784)
البحر : سريع ( مُنتَزَهُ العبَاسِ للمجتلي ** آمنتُ باللهِ وجنَّاته ! ) ( العيشُ فيه ليس في غيرهِ ** يا طالبَ العيشِ ولذاته ) ( قصورُ عزٍّ باذخاتُ الذرى ** يودها كسرى مشيداته ) 4 ( من كل راسي الأصل تحت الثرى ** مُحير النجمِ بِذِرواته ) 5 ( دارتْ على البحرِ سلاليمهُ ** فبتن أَطواقاً لِلَبَّاتِه ) 6 ( مُنتظِماتٌ مائجاتٌ به ** مُنمقاتٌ مثلَ لُجَّاتِه ) 7 ( من الرخامِ الندرِ ، لكنها ** تُنازعُ الجوهَرَ قيماته ) 8 ( من عملِ الإنسِ ، سوى أنها ** تُنسي سليمانَ وجِنَّاته ) 9 ( والريحُ في أَبوابِه ، والجوا ** ري مائلاتٌ دون ساحاته )0 ( وغابه منْ سارَ في ظلها ** يأتي على البسفورِ غاباته )
____________________
(1/785)
1( بالطولِ والعرضِ تباهي ، فذا ** وافٍ ، وهذا عند غاياته )( والرملُ حالٍ بالضحى مذهبٌ ** يُصدِّىء ُ الظلُّ سَبيكاتِه )( وتُرْعةٌ لو لم تكن حُلوَةً ** أَنْسَتْ لَمَرْتِينَ بُحَيْراتِه )4 ( أَوْ لم تكنْ ثمَّ حياةَ الثرَى ** لم تبقِ في الوصفِ لحيَّاته )5 ( وفي فمِ البحرِ لمنْ جاءهُ ** لسانُ أرضٍ فاقَ فرضاته )6 ( تَنْحَشِدُ الطَّيْرُ بأَكنافِه ** ويَجمعُ الوحشُ جماعاتِه )7 ( من معزٍ وحشيةٍ ، إن جرتْ ** أَرَتْ من الجرْي نِهاياتِه )8 ( أو وثبتْ فالنجمُ من تحتها ** والسورُ في أسرِ أسيراته )9 ( وأرنبٌ كالنملِ إن أحصيتْ ** تنبتُ في الرملِ وأبياته )0 ( يعلو بها الصيدُ ويعلو إذا ** ما قيْصَرُ أَلقَى حِبالاته )
____________________
(1/786)
2( ومن ظِباءٍ في كِناساتِها ** تهيجُ للعاشقِ لوعاته )( والخَيْلُ في الحيِّ عراقِيَّةٌ ** تَحمِي وتُحمَى في بُيوتاته )( غيرٌّ كأيامِ عزيزِ الورى ** محجَّلاتٌ مثل أوقاته )
____________________
(1/787)
البحر : بسيط تام ( ما باتَ يُثني على علياكَ إنسانُ ** إلا وأَنت لعيْنِ الدَّهْرِ إنسانُ ) ( وما تَهلَّلتَ إذْ وافاكَ ذو أَمَلٍ ** إلا وأَدهَشَه حُسْنٌ وإحسان ) ( لله ساحتكَ المسعودُ قاصدها ** فإنما ظِلُّها أَمْنٌ وإيمان ! ) 4 ( لئنْ تباهى بك الدِّينُ الحنيفُ لكمْ ** تقوَّمَتْ بك للإسلامِ أَركان ) 5 ( تُراقِبُ الله في مُلكٍ تدَبِّرُه ** فأَنت في العدْلِ والتَّقوى سُليمان ) 6 ( أَنجَى لك الله أَنجالاً لا يُهيِّئُهم ** لرفعةِ الملكِ إقبالٌ وعرفان ) 7 ( أعزَّةٌ أينما حلتْ ركائبهم ** لهم مكانٌ كماَ شاؤوا وإمكان ) 8 ( لم تثنِهمْ عن طِلابِ العِلمِ في صِغَرٍ ** في عزِّ مُلكِك أَوطارٌ وأَوطان ) 9 ( تأتي السعادةُ إلا أَن تُسايِرَهم ** لأنهم لموكِ الأرضِ ضيفان )0 ( نجلانِ قد بلغا في المجدِ ما بلغا ** مُعَظَّمٌ لهما بين الورى شان )
____________________
(1/788)
1( يكفيهما في سبيلِ الفخرِ أن شهدتْ ** بفضلِ سبقهما روسٌ وألمان )( هُما هُما ، تعرِفُ العَلياءُ قدرَهُما ** كِلاهُما كَلِفٌ بالمجدِ يَقظان )( ما الفَرْقَدانِ إذا يوماً هُما طلعا ** في مَوكِبٍ بهما يَزهو ويزدان ؟ )4 ( يا كافِيَ الناس بعد الله أَمْرَهُمُ ** النَّصرُ إلا على أَيديكَ خِذْلان )5 ( ويا منيل المعالي والنَّدى كرماً ** الربح من غير هذا البابِ خسران )6 ( مولايَ ، هل لِفتى بالبابِ مَعذرَةٌ ** فعقلهُ في جلالِ الملكِ حيرانُ ؟ ! )7 ( سعى على قدمِ الإخلاصِ ملتمساً ** رضاك ، فهوَ على اإقبالِ عنوان )8 ( أَرى جَنابَكَ رَوضاً للندى نَضِراً ** لأنّ غصنَ رجائي فيه ريَّان )9 ( لا زالَ مُلككَ بالأَنجالِ مُبتَهِجاً ** ما باتَ يُثني على عَلياكَ إنسان )
____________________
(1/789)
البحر : بسيط تام ( أعطى البريةَ إذ أعطاكَ باريها ** فهل يهنِّيك شعري أم يهنِّيها ؟ ) ( أنت البرية ، فاهنأ ، وهْيَ أَنت ، فمَنْ ** دعاكَ يوماً لِتهنا فهْو داعيها ) ( عيدُ السماءِ وعيدُ الأَرضِ بَينهما ** عيدُ الخلائِقِ قاصيها ودانيها ) 4 ( فباركَ اللهُ فيها يومَ مولدها ** ويوم يرجو بها الآمالَ راجيها ) 5 ( ويوم تُشرِقُ حوْل العرشِ صبيتُها ** كهالةٍ زانتِ الدنيا دَراريها ) 6 ( إنّ العنايةَ لمَّا جامَلَتْ وعَدَتْ ** ألا تكفَّ وأن تترى أياديها ) 7 ( بكلِّ عالٍ من الأنجالِ تحسبه ** من الفراقِدِ لو هَشَّتْ لرائيها ) 8 ( يقومُ بالعهدِ عن أوفى الجدودِ به ** عن والدٍ أَبلجِ الذِّمَّاتِ عاليها ) 9 ( ويأْخذُ المجدَ عن مصرٍ وصاحبها ** عنِ السَّراةِ الأَعالي من مواليها )0 ( الناهضين على كرسيِّ سؤددها ** والقابضين على تاجيْ معاليها )
____________________
(1/790)
1( والساهرين على النيلِ الحفيِّ بها ** وكأسها وحميَّاها وساقيها )( مولايَ ، للنفسِ أن تُبدي بشائِرَها ** بما رزقتَ ، وأَن تهدي تهانيها )( الشمسُ قدرهاً ، بلِ الجوزاءُ منزلةً ** بل الثُّريَّا ، بل الدنيا وما فيها )4 ( أُمُّ البنينَ إذا الأَوطانُ أَعْوَزَها ** مدبِّرٌ حازمٌ أو قلَّ حاميها )5 ( منَ الإناثِ سوى أنّ الزمان لها ** عبدٌ ، وأَنَّ الملا خُدّامُ ناديها )6 ( وأنها سرُّ عباسٍ وبضعتهُ ** فهْيَ الفضيلةُ ، ما لي لا أُسمِّيها ؟ ! )7 ( أغزُّ يستقبلُ العصرُ السلامَ به ** وتشرقُ الأرضُ ما شاءتْ لياليها )8 ( عالي الأَريكةِ بين الجالسين ، له ** منَ المفاخر عاليها وغاليها )9 ( عباسُ ، عِشْ لنفوسٍ أَنت طِلْبَتُها ** وأَنت كلُّ مُرادٍ من تناجيها )0 ( تبدي الرجاءَ وتدعوهُ ليصدقها ** والله أَصدق وعداً ، وهْوَ كافيها )
____________________
(1/791)
البحر : كامل تام ( بيني وبين أبي العلاءِ قضيَّةٌ ** في البرِّ أسترعي لها الحكماءَ ) ( هُوَ قدْ رأَى نُعْمى أبيه جِنايةً ** وأَرَى الجِنايةَ من أَبي نعْماءَ )
____________________
(1/792)
البحر : مجزوء الكامل ( داو المتيَّم ، داوهِ ** من قَبْلِ أَنْ يَجِدَ الدَّوا ) ( إنَّ الَّواصح كلَّهمْ ** قالوا بتبديلِ ( الهوا ) ) ( فتحتمو باباً على صبِّكم ** لِلصّدِّ ، والهَجْرِ ، وطُولِ النَّوى ) 4 ( فلا تَلومُوهُ إذا ما سَلا ** قد فُتِحَ البابُ ومرَّ ( الهوا ) )
____________________
(1/793)
البحر : وافر تام ( سَعَتْ لكَ صُورَتِي ، وأَتاكَ شَخْصِي ** وسارَ الظِّلُّ نحوكَ والجهاتُ ) ( لأَنّ الرُّوحَ عِنْدَكَ وهْيَ أَصلٌ ** وحيثُ الأَصلُ تَسْعَى المُلْحَقات ) ( وهبها صورةً من غيرِ روح ** أليس من القبولِ لها حياةُ ؟ )
____________________
(1/794)
البحر : هزج ( لكم في الخطِّ سيَّارَهْ ** حديثُ الجارِ والجارهْ ) ( أوفرلاندُ ينبيكَ ** بها القُنْصُلُ طَمَّارَه ) ( كسيَّارةِ شارلوتْ ** على السَّواقِ جبَّارَهْ ) 4 ( إذا حركها مالتْ ** على الجنْبَيْنِ مُنْهَارَهْ ! ) 5 ( وقد تَحْرُنُ أَحياناً ** وتمشِي وحدَها تارَهْ ) 6 ( ولا تشبعها عينٌ ** مِنَ البِنزين فوَّارَهْ ) 7 ( ولا تروى من الزيتِ ** وإن عامتْ به الفاره ) 8 ( ترى الشارعَ في ذُعْرٍ ** إذا لاحَتْ من الحاره ) 9 ( وصِبْياناً يَضِجُّونَ ** كما يَلقَوْن طَيَّاره )0 ( فقد تمشي متى شاءتْ ** وقد ترجِعُ مُختاره )
____________________
(1/795)
1( قضى اللهُ على السوَّا ** ق أن يجعلها داره ! )( يقضي يومهُ فيها ** ويلقى الليلَ ما زاره ! )( أَدُنيا الخيلِ يامَكسِي ** كدُنيا الناسِ غدّاره ؟ ! )4 ( لق بدَّلك الدهرُ ** من الإقبالِ إدباره )5 ( أَحَقٌّ أَنّ مَحجوباً ** سَلا عنك بفَخَّاره ؟ )6 ( وباعَ الأَبْلَقَ الحُرَّ ** بأوفرلاند نعَّاره ؟ )
____________________
(1/796)
البحر : طويل ( تفدِّيك يا مَكسُ الجيادُ الصَّلادِمُ ** وتفدي الأُساةُ النُّطْسُ مَن أَنت خادم ) ( كأَنكَ إن حاربتَ فوْقكَ عنترٌ ** وتحتَ ابن سينا أَنت حين تسالِمُ ) ( ستجزى التماثيلَ التي ليس مثلها ** إذا جاءَ يومٌ فيه تُجزَى البهائِم ) 4 ( فإنك شمسٌ ، والجيادُ كواكبٌ ** وإنك دينارٌ ، وهنَّ الدراهم ) 5 ( مثالٌ بساحِ البرلمانِ منصبٌ ** وآخرُ في بارِ اللوا لك قائم ) 6 ( ولا تظفرُ الأَهرامُ إلا بثالثٍ ** مزاميرُ داودٍ عليه نواغمُ ) 7 ( وكم تدَّعي السودانَ يا مكس هازلاً ** وما أَنت مُسْوَدٌّ ، ولا أَنت قاتم ) 8 ( وما بكَ مما تُبصرُ العينُ شُهبةٌ ** ولكن مشيبٌ عجلته العظائم ) 9 ( كأنك خيلُ التركِ شابت متونها ** وشابت نواصيها ، وشاب القوائم )0 ( فيا ربَّ أيامٍ شهدتَ عصيبةٍ ** وقائعُها مشهورةٌ والملاحِم ! )
____________________
(1/797)
البحر : مجزوء الكامل ( قل لابن سِينا : لا طَبي ** بَ اليومَ إلا الدرهمُ ) ( هو قبلَ بقراطٍ وقبْ ** لَكَ للجِراحةِ مَرْهم ) ( والناسُ مُذ كانوا علي ** هـدائرون وحوَّم ) 4 ( وبِسحْرِه تعلو الأَسا ** فِلُ في العيونِ وتعظمُ ) 5 ( يا هل ترى الألفانِ وق ** فٌ لا يُمسُّ ومَحرَم ؟ ! ) 6 ( بنكُ السَّعيدِ عليهما ** حتى القيامةِ قيِّم ) 7 ( لا شيكَ يظهرُ في البنو ** ك ولا حوالةَ تخصم ! ) 8 ( وأعفُّ منْ لاقيتَ يلق ** اهُ فلا يتكرّم ! )
____________________
(1/798)
البحر : متقارب تام ( بَرَاغِيثُ مَحجوب لم أَنسَها ** ولم أنسَ ما طعمتْ من دمي ) ( تشقُّ خَراطيمُها جَوْرَبي ** وتنفُذُ في اللحم والأَعظُمِ ! ) ( وكنتُ إذا الصَّيفُ راح احتجم ** تُ فجاءَ الخريفُ فلم أحتجم ) 4 ( ترحِّبُ بالضَّيف فوقَ الط ** قِ ، فبابِ العيادةِ فالسُّلَّم ) 5 ( قد انتشرت جوقةً جوقةً ** كما رُشَّتِ الأَرضُ بالسِّمسِم ! ) 6 ( وترقصُ رقصَ المواسي الحدادِ ** على الجِلدِ ، والعَلَقِ الأَسحم ) 7 ( بواكيرُ تطلعُ قبل الشِّتاءِ ** وترفعُ ألويةَ الموسمِ ) 8 ( إذا ما ابن سينا رمى بلغماً ** رأيتَ البراغيثَ في البلغم ) 9 ( وتُبصِرُها حول بيبا الرئيس ** وفي شاربيهِ وحولَ الفم ! )0 ( وبينَ حفائرِ أسنانهِ ** مع السُّوسِ في طلبِ المَطْعَم ! )
____________________
(1/799)