وَلَقَدْ ذَمَمتُ النّاسَ قَبلَكَ كُلّهم
فالان طرق لي الى المحمود
إنْ أُهْدِ أشْعَارِي إلَيْكَ، فَإنّهُ
كَالسّرْدِ أعْرِضُهُ عَلى داوُدِ
لَكِنّني أعطَيتُ صَفوَ خَوَاطِرِي
وَسَقَيْتُ ما صَبّتْ عَليّ رُعُودِي
وَسَمَحْتُ بالمَوْجُودِ عِندَ بَلاغَتي
إنّي كَذاكَ أجُودُ بِالمَوْجُودِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اعاتب لومي وما الذنب واحد
اعاتب لومي وما الذنب واحد
رقم القصيدة : 9951
-----------------------------------
اعاتب لومي وما الذنب واحد
وهن الليالي الباديات العوائد
وَأهْوَنُ شيءٍ في الزّمَانِ خُطُوبُهُ
اذا لم يعاونها العدو المعاند
وكيف تلذ العيش عين ثقيلة
على الخلق أو قلب على الدهر واجد
وناضبُ مالٍ، وهوَ في الجُودِ فائضٌ
وناقص حظ وهو في المجد زائد
تضوت شبابا لم انل فيه سبة
على ان شيطان البطالة مارد
وَكُنتُ قَصيرَ الباعِ عَن كُلِّ مُجرِم
وَمِنْ عُدَدي قَلبٌ جَرِيٌّ وَسَاعِدُ
وَعِندِي إبَاءٌ لا يَلِينُ لغَامِزٍ
وَلَوْ نَازَعَتْنِيهِ الرّقَاقُ البَوَارِدُ
وَكُلُّ فَتىً لَم يَرضَ عَن عَزمَةِ القَنا
ذليلاً ولو ناجى علاه الفراقد
و لولا الوزير الازدشيري وحده
لغاض المعالي والندى والمحامد
وَسُدّ طَرِيقُ المَجدِ عَن كلّ سالكٍ
وَضَاقَتْ عَلى الآمَالِ هذي المَوَارِدُ
فتى نفحتني منه ريح بليلة
تغادر عودي وهو ريان مائد
وَمَدّ بضَبْعي يَوُمَ لا العَزْمُ ناصِرٌ
وَلا الرّمْحُ منّاعٌ، وَلا العَضْبُ ذائِدُ
وَسَاعَدَ جَدّي في بُلُوغي إلى العُلى
وَمَا بَلّغَ الآمَالَ إلاّ المُسَاعِدُ
عَلى حِينَ وَلاّني المُقَارِبُ صَدَّهُ
وَزَادَ عَلى الصّدّ العَدُوُّ المُبَاعِدُ
تود العلى طلابها وهو وادع
ويبلغ ما لم يبلغوا وهو قاعد
يُخَلّى لَهُ عَنْ كُلّ عِزٍّ وَسُؤدُدٍ
ويلقى اليه في الامور المقالد
انيس سروج الخيل في كل ظلمة
وَبَينَ الغَوَاني مَضْجَعٌ مِنهُ بَارِدُ
هموم تناجي بالعلاء وهمة(93/42)
لهَا فَارِطٌ في كُلّ مَجدٍ وَرَائِدُ
يعلمه بهرام كل شجاعة
ويقطعه اقصى المعالي عطارد
و كيف يغص الاقربون بورده
وقد نهلت منه الرجال الاباعد
لك الله ما الآمال الا ركائب
وانت لها هاد وحاد وقايد
أبَى لكَ إلاّ الفَضْلَ نَفْسٌ كَرِيمَة ٌ
وَرَأيٌ إلى فِعْلِ الجَميلِ مُعَاوِدُ
وَطَوْدٌ مِنَ العَلْيَاءِ مُدّتْ سُموكُهُ
فَطالَتْ ذُرَاهُ وَاطمَأنّ القَوَاعِدُ
وَإنّي لأرْجُو مِنْ عَلائِكَ دَوْلَة ً
تنذلل لي فيها الرقاب العواند
وَيَوْماً يُظِلّ الخَافِقَيْنِ بِمُزْنَة ِ
رَذاذٍ، غَوَاديها الرّؤوسُ الشّوَارِدُ
لا عقد مجداً يعجز الناس حله
وتنحل من هام الاعادي معاقد
فَمَنْ ذا يُرَاميني وَلي مِنكَ جِنّة ٌ
ومن ذا يدانيني ولي منك عاضد
علي رداء من جمالك واسع
وعندي عز من جلالك خالد
وَلَوْ كُنتُ مِمّنْ يَملِكُ المَالُ رِقَّه
لقلت بعنقي من نداك قلائد
فلا تتركني عرضة لمضاغن
يطارد في اضغانه واطارد
و لولا صدود منك هانت عظائم
تَشُقّ على غَيرِي وَذَلّتْ شَدائِدُ
و لكنك المرء الذي تحت سخطه
أُسُودٌ تَرَامَى بالرّدَى وَأسَاوِدُ
كانك للارض العريضة مالك
وَحيداً، وَللدّنْيَا العَظِيمَة ِ وَالِدُ
فَعَوْداً إلى الحِلْمِ الذِي أنْتَ أهلُهُ
فمِثْلُكَ بِالإحْسَانِ بَادٍ وَعَائِدُ
و حام على ما بيننا من قرابة
فان الذي بيني وبينك شاهد
وَأَرْعِ مَقَالي مِنكَ أُذْناً سَمِيعَة ً
لها بلقاء السائلين عوائد
ومر بجواب يشبه البدء عوده
ليُرْدِي عَدُوّاً، أوْ لِيكبتَ حاسِدُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أكَافِيَنَا النّصِيحَ بَقِيـ
أكَافِيَنَا النّصِيحَ بَقِيـ
رقم القصيدة : 9952
-----------------------------------
أكَافِيَنَا النّصِيحَ بَقِيـ
فينا دائما ابدا
قمت الى العلى قدما
وتبسط بالنوال يد
لَئِنْ حَرَّقْتَني عَذْلاً
لقد نوهت بي صعدا
فطلت الاطولين علا
وفت الابعدين مدى
عَليّ طُرُوقُ وِرْدِكُمُ
وليس عليَّ ان اردا(93/43)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اذا احتبى بالعشب الوادي
اذا احتبى بالعشب الوادي
رقم القصيدة : 9953
-----------------------------------
اذا احتبى بالعشب الوادي
وَانْحَلّ فِيهِ الوَاكِفُ الغَادِي
وَفَوّفَتْ رِيحُ الصَّبَا مَتْنَهُ
تفويف اعلام وابرادي
فلا سقاك الله من صفوة
او تنجزي في السير ميعادي
رُبّ طِلابٍ أتْلَعٍ رُمْتُهُ
وَحَاجَة ٍ عَالِيَة ِ الهَادِي
مُعْتَجِراً باللّيْلِ أحْدُو بِهِ
بَزْلاءَ تَسْتَوْلي عَلى الحَادِي
لا أرِدُ المَاءَ، وَلَوْ أنّني
ضجيع اسدام واعداد
كانني روعاء مطرودة
يَزْوَرّ عَنْهَا جَانِبُ الوَادِي
هذا، وَكَمْ فَيضٍ تَرَشّفْتُهُ
والماء لا يلوي على الصادي
تَؤمّ بي الخَرْقَاءَ مَخطُومَة ٌ
امام وراد ورواد
اشرف بيت من بني هاشم
وخير اطناب واعماد
القت اليه ناقتي في السرى
وَمَا لَهُ مِنْ حَتْفِهِ فَادِ
تركت من ليست له همة
مُلْتَفِتاً في المَاءِ وَالزّادِ
تلوث موسى بابنه في العلى
بفضل اجداد واجداد
نعم حمى الدرع ليوم الوغى
انت وراع الحلم للنادي
إذا القَنَا مُدّ مَدَى بَاعِهِ
عانقته في ثوب فرصاد
أدعُوكَ، وَالدّهرُ لَهُ وَقْفَة ٌ
ما بين اصداري وايرادي
لمثلها ادعو بنات السرى
تَخْلِطُ أعْنَاقاً بِأعْضَادِ
نفسي كما تعرق صبارة
لو لم يفض الخطب من آدي
وَلَوْ أمِنْتَ الدّهْرَ أحْداثَهُ
صَافَحتَ كَفّ الضّيغَمِ العادِي
مالي لا ارغب عن بلدة
تَرْغَبُ في كَثرَة ِ حُسّادِي
مَا الرّزْقُ بالكَرْخِ مُقيمٌ، وَلا
طوق العلى في جيد بغداد
بِكُلّ أرْضٍ، إنْ تَوَرّدْتُها
دِيَارُ أشْكَالٍ وَأضْدادِ
انحلني فيها طلاب العلى
وَذاكَ فَخرِي عِنْدَ أنْدادِي
لَوْ كَانَ دائي مِنْ غَرَامِ الهوَى
جزعت من ابصار عوادي
أين الغواني من طلابي وما
أطْلُبُ إلاّ الرّائِحَ الغَادِي
اكثر ما يلقينني ساهراً
ما بين اعراف واكتاد
وَقَلّ مَا يَلْقَيْنَني رَاقِداً
ما بين احشاءٍ واجيادي
ان مسنى ناب الردى لم اقل(93/44)
يا ليت موتي كان ميلادي
سِيّانِ مَا سَيْرِي عَلى سَابِحٍ
او شرجع تخفق ابرادي
لَهَا المَقَادِيرُ بِمِرْصَادِ
تفدي الفتى في عيشه السن
وما له من حنفه فاد
قَالوا، وَمَا أُنْكِرُهَا قَوْلَة ً
مِنْ مَائِقٍ في الغَيّ مُنْقَادِ
الظلم والانصاف من فعل من
يَحكُمُ في الحَاضِرِ وَالبَادِي
فقلت اني وجميع الورى
مِنْهُ عَلى وَعْدٍ وَإيعَادِ
إنْ كَانَ إسْلامي عَلى هَذِهِ
فَكُلُّ غَيٍّ عِنْدَ إرْشَادِي
هيهات لا احسد ذا قدرة
ولو حوى عاقر اغمادي
ولو حسدت الفضل في اهله
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> شقيت منك بالعلاء الاعادي
شقيت منك بالعلاء الاعادي
رقم القصيدة : 9954
-----------------------------------
شقيت منك بالعلاء الاعادي
وَالمَعَالي ضَرَائِرُ الحُسّادِ
وَاستَقَادَ الزّمَانُ بَعدَ التّداني
من رجال تفاءلوا بالبعاد
وَرَعَيْتَ الإيَابَ غَضّاً جَدِيداً
وتبدلت مطمحا بالقياد
واذا ما الشجاع شمر برديه
ـهِ، فَلِلّهِ أيُّ يَوْمِ جِلادِ
أمْرَعَتْ أرْضُنَا بِكُلّ مَكَانٍ
واستجابت لنا بروق الغوادي
وَحَبَانَا بِوَبْلِهِ كُلُّ أُفْقٍ
واتانا بسيله كل واد
اترى آن للمنى ان تقاضى
حاجة طال مطلها في الفؤاد
بَينَ هَمٍّ تَحتَ المَناسِمِ مَطْرُو
ح وعزم على ظهور الجياد
ومهار يكدها كل يوم
طَرَدٌ، أوْ قَوَارِحُ في الطّرّادِ
مِنْ قُلُوبٍ لهَا التّقَلّبُ في العَزْ
م وايد طليقة بالايادي
ما يبالي الهمام اين ترقى
وخباء العلى امين العباد
يا حياة يشجى بها كل حي
والتوالي شجية بالهوادي
إنْ سَمَا بالنّفَاقِ غَيرُكَ، فالأوْ
عَالُ مَلْوِيّة ٌ عَلى الأطْوَادِ
او تعاطى مداك فالمرء مسبو
ق اذا كف من عنان الجواد
حَركَتْ عَزْمَة َ المَعَالي، وَلكنْ
يُحدِثُ السّيلُ خِفّة ً في الجَمادِ
كَيفَ يَستَعمِلُ السَّماحَ وَبَذْلَ الـ
المال غير المعلم المستفاد
نحنُ في عُصْبَة ٍ ترَى الجَوْرَ عدلاً
وَتُسَمّي الضّلالَ دارَ رَشَادِ(93/45)
لَوْ أُجِيزَتْ لَهُ العِيَادَة ُ يَوْماً
وديار تسطو على الوراد
إنّمَا أنْتَ نِعْمَة ُ اللَّهِ في الأرْ
ضِ، إذا كَانَ نَقمَة للعِبَادِ
لكَ طَبْعٌ تَعَرّفَتْهُ اللّيَالي
وَامتَرَى فيهِ كُلُّ قَارٍ وَبَادِي
جاعل قسوة الوعيد على الايام
عبدا لرقة النيعاد
ايكون البخيل غير بخيل
أمْ يَكُونُ الجَوَادُ غَيرَ جَوَادِ
لأجَارَ الزّمَانُ مِنْ كلّ بُؤسٍ
ظاهرَ الجَدّ طَاهِرَ الأجْدادِ
فرحات به العيون كما تفـ
رح بالعشب اعين الرواد
وَاضِحُ العَزْمِ مُتْلَئِبّ المَطَايَا
سَمَحَتْ كَفُّهُ بِهِ للمَنَايَا
أخَذَتْ كَفُّهُ بصَخْرَة ِ عَزْمٍ
دَوّخَتْ بالطِّلابِ هَامَ البِلادِ
وَجَبَانٍ لَوَيْتَ عَنهُ، فَأمسَى
وجل العين من قراع الرقاد
مُسْتَطِيراً كَأنّ هُدّابَ جَفنَيـ
يه على الناظرين شوك القتاد
لا أقَالَ الإلَهُ مَنْ خَانَكَ العَهْـ
ـدَ، وَجازَاكَ بَغضَة ً بالوَدادِ
ظن بالعجز ان حسبك ذل
وَالمَوَاضِي تُصَانُ بِالأغْمَادِ
قَصّرَ الدّهْرُ مِنْ ذُرَاهُ، وَقَدْ كَا
نَ بتلكَ الظُّبَى طَوِيلَ النِّجادِ
وَأذَلّ الزّمَانُ بَعْدَكَ عِطْفَيْـ
ـهِ، وَقَدْ كَانَ مِنْ أعَزّ العِبَادِ
كنت ليثاً وكان ذئباً ولكن
لا تَلَذُّ الأشْكَالُ بِالأضْدادِ
و تمادى بما جناه على الأيام
يّامِ حتّى جَنَى عَلَيهِ التّمَادِي
سمحت كفه به المنايا
بعد ان لم يكن من الاجواد
ظن ان المدى يطول وفي الآ
مالِ مَا لا يُعَانُ بِالأجْدَادِ
كل حي يغالط العيش بالد
هر وكل تعدو عليه العوادي
لَوْ رَجَعْنَا إلى العُقُولِ يَقِيناً
لَرَأيْنَا المَمَاتَ في المِيلادِ
كيف لا يطلب الحمام عليل
حكّمَ الدّهرُ فيهِ رَأيَ المَعَادِ
لو اجتزت له العيادة يوماً
لقضى من فظاظة العواد
او تصدى لمجمع جرحته
ألسُنُ القَوْمِ بالعُيُونِ الحِدادِ
هكَذا تُدْرِكُ النّفُوسُ مِنَ الأعْـ
ـداءِ بَرْدَ القُلُوبِ وَالأكْبَادِ
كُلُّ حَبْسٍ يَهُونُ عِندَ اللّيالي(93/46)
بعد حبس الارواح في الاجساد
حشاء مزرورة على الاحقاد
نِلْتَ بَعضاً وَسَوْفَ تُدرِكُ كُلاًّ
إنّمَا السّيلُ بَعْدَ قَطْرِ العِهَادِ
مثل ما مر لا تعيد الليالي
وَالحَدِيثُ السّفيهُ غَيرُ مُعَادِ
رُبّ يَوْمٍ شَهِدْتُهُ، وَالمَنَايَا
تطرح الطعن من رؤوس الصعاد
خلق الخيل بالنخيع وكانت
غرر الخيل معقلا للجساد
يا قَرِيعَ الزّمَانِ، دِعوَة َ صَبٍّ
بالاماني متيم بالمراد
لَكَ إنْ ذُمّتِ المَحاضِرُ يَوْماً
عنفوان الثناء في كل ناد
نظر العيد منك بدراً تخفى
برهة عن نواظر الاعياد
فتهن السرور فاليوم مصـ
قول الحواشي مجرر الابراد
مِنْ مَرَامٍ بعَادُهُ لتَدانٍ
ومراد نقصانه لازدياد
لو قدرنا على المنى لفديناً
ذي الاضاحي من الظبي بالاعادي
إنّمَا نَحْنُ مُشْبِهُوكَ وَمَا الأشْـ
شبال الا طبائع الاساد
نحنُ ذاكَ الغِرَارُ مِنْ هَذِهِ البِيـ
ـضِ وَذاكَ الشّرَارُ مِنْ ذا الزّنَادِ
هذه تحفتي اليك وخير الشـ
ـشّعْرِ مَا كانَ تُحفَة َ الإنْشَادِ
وَضَميرِي إذا طَرَحتُكَ فِيهِ
جاش لي بحره بخير العتاد
أنَا مِنْ صَفْوَة ِ النّبيّ، وَغَيرِي
وَلَدٌ لا يُعَدُّ في الأوْلادِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> خَيرُ الهَوَى مَا نجَا مِنَ الكَمَدِ
خَيرُ الهَوَى مَا نجَا مِنَ الكَمَدِ
رقم القصيدة : 9955
-----------------------------------
خَيرُ الهَوَى مَا نجَا مِنَ الكَمَدِ
وَعَاشِقُ العِزّ مَاجِدُ الكَبِدِ
ما حمل الذل ظهر مارنة
ولا انزوى عن طبيعة الصيد
كَيفَ يُرَبّي الحَيَاة َ مُقْتَبِلٌ
يَرَى المُنى عَاقِراً بِلا وَلَدِ
يَعْذُلُني في الزَّمَاعِ كُلُّ فَتًى
وَالسّيفُ إنْ قَرّ في الغُمودِ صَدِي
انا النضار الذي يضن به
لو قلبتني يمين منتقد
اني اظن الظنون صادقة
كَأنّ يَوْمي طَليعَة ٌ لغَدِي
ما وَتَرَ الدّهرُ لِمّتي، وَيَدِي
تاخذ قبل المشيب بالقود
تغدر بي وفرتي وكنت اذا
طلبت غير الوفاء لم اجد
بَعدَكُم حَنّتِ الرّكَابُ، وَسَا(93/47)
لَ الرّكْبُ بالصّحصَحانِ وَالجَدَدِ
والليل بين النجوم تحسبه
يحظر في نثرة من الزرد
ليلي ببغداذ لا اقر به
كانني فيه ناظر الرمد
ينفر نومي كان مقلته
تشرج اجفانها على ضمد
افكر في حالة اطوالها
و فعلة تخصب القنا بيدي
للنّفْسِ أنْ تَبعَثَ العَزَائِمَ وَالرّأ
ي وكل الفعال للجسد
ها انها نومة بسورتها
اقالت العين عثرة السهد
لا اطّرَدَتْ بي إلَيْكَ سَابِحَة ٌ
حتى ارى النقع عالي الكتد
مالي لا اركب البعاد ولا
أُدْعَى عَلى القُرْبِ بيضَة َ البَلَدِ
أصْحَبُ مَنْ لا ألُومُ صُحْبَتَهُ
غير نزور الندى ولا جحد
فتى رأى الدهر غير مؤتمن
فَمَا فَشَا سِرُّهُ إلى أحَدِ
وَأتّهَمَ الخَيلَ، فَهوَ يَمتَحِنُ الـ
رة قبل الطراد بالطرد
في كل فج يقود راحلة
تَجذِبُها الأرْضُ جِذْبَة َ المَسَدِ
لا يُبْعِد اللَّهُ غِلْمَة ً رَكِبُوا
أغرَاضَهُمْ وَاستَفَوْا مِنَ البُعُدِ
رَمَوْا بِعَهْدِ النّعيمِ، وَاصْطَنَعوا
كل بخيل الذباب مطرد
قَلّوا عَلى كَثْرَة ِ العَدُوّ لَهُمْ
كم عدد لا يعد في العدد
لي فيهِمُ أشرَفُ الحظوظِ، إذ الـ
ـرَّوْعُ أعَانَ الحُسَامَ بالعَضدِ
و اين مثل الحسين ان احسنت
صَنائِعُ البِيضِ وَالقَنَا القَصِدِ
ابلج ان صاحت المطي به
فَدَى التنائي بعيشَة الرّغَدِ
ما خلع الدهر عنه سابغة
والليث لا ينتضى من اللبد
لَوْ أمْطَرَتْهُ السّمَاءُ أنْجُمَهَا
عزاً لما قال للسماء قدي
لا يسال الضيف عن منازله
ومنزل البدر غير مفتقد
رَأى الظُّبَى في الغُمودِ آجِنَة ً
وَالخَيلَ مَلطُومَة ً عَنِ الأمَدِ
فاسئل اسيافه واوردها
غمر المنايا بمائها الثمد
تَخْلِقُ أجْفَانُهَا وَيَعْرِضُهَا
دم الطلى في غلائل جدد
يا قائد الخيل في سنابكها
مَا يَشمَتُ السّهْلُ منهُ بالجَلَدِ
يَفدِيكَ يَوْمَ الخِصَامِ مُمْتَهِنٌ
كَأنّهُ مُضْغَة ٌ لمُزْدَرِدِ
وَصَارِخٍ رَافِعٍ عَقِيرَتَهُ
فَكَكْتَ عَنْهُ جَوَامِعَ الزَّرَدِ(93/48)
إذا المُنى قَابَلَتْكَ أوْجُهُهَا
صَفّدْتَ بَاعَ المَطَالِ بالصَّفَدِ
رُبّ مَخُوفٍ كَأنّ طَلْعَتَهُ
تَلْقَى المَطَايَا بطَلْعَة ِ الأسَدِ
حَطَطْتَ فيهِ الرّحَالَ مُحْتَزِماً
وَأنْتَ ثَاني المُهَنّدِ الفَردِ
تسحب برديك في ملاعبه
وَمَا اقْتَفَتْهُ بَرَاثِنُ الأسَدِ
زَادَكَ في كُلّ مَا خُصِصْتَ بهِ
في كل امن ويوم محتشد
كل اصم الكعوب معتدل
خَلَتْ أنَابيبُهُ مِنَ الأوَدِ
و كل طاغي الغرار تلحظه
من غمده في طرائق قدد
ولامة سال فوقها زرد
كَالمَاءِ في قِطْعَة ٍ مِنَ الزّبَدِ
حُكْمُكَ بالسّيْفِ غيرُ مُنهَجِمٍ
وَأنْتَ بالضّرْبِ غَيرُ مُتّثِدِ
لله بيت رفعت عمته
أغْنَاهُ سُلْطَانُهُ عَنِ العَمَدِ
خَلائِقٌ طَلْقَة ٌ مُعَبِّسَة ٌ
كالصّابِ يَجرِي بصُورَة ِ الشُّهُدِ
فَأنْتَ يَوْمَ النّوَالِ في حُلَلٍ
منها ويوم النوال في زرد
علامة العز ان حسدت به
أنّ المَعَالي قَرَائِنُ الحَسَدِ
كَمْ لَكَ مِنْ وَقْفَة ٍ صَقَلْتَ بها
رسائلاً دبجت على البرد
تَنُوبُ عَنْ كُنْهِهَا مَعَارِفُهَا
وَفَضْلُ بَدْرٍ يَنُوبُ عَنْ أُحُدِ
ناجاك شعري وكنت اخرسه
عن الورى قانعاً بمقتصدي
كان نزاعي اليك يسمح بي
فالان مذ عدت ضن بي بلدي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> نُصَافي المَعَالي، وَالزّمانُ مُعانِدُ
نُصَافي المَعَالي، وَالزّمانُ مُعانِدُ
رقم القصيدة : 9956
-----------------------------------
نُصَافي المَعَالي، وَالزّمانُ مُعانِدُ
وَنَنْهَضُ بِالآمَالِ، وَالجَدُّ قَاعِدُ
تَمُرّ بِنَا الأيّامُ غَيْرَ رَوَاجِعٍ
كما صافحت مر السيول الجلامد
وَتُمْكِنُنَا مِنَ مائِهَا كُلُّ مُزْنَة ٍ
وتمنعنا فضل السحاب المزاود
وما مرضت لي في المطالب همة
واحداثه في كل يوم عوائد
عوائد همٍ لا يحيين غبطة
بهن ولا تلقى لهن الوسائد
ولله ليل يملأُ القلب هوله
وَقَدْ قَلِقَتْ بالنّائِمِينَ المَرَاقِدُ
يقر بعيني ان ارى ارض بابل(93/49)
تخوض مغانيها الجياد المذاود
وَأسْحَبُ فيها بُرْدَ جَذلانَ شامِتٍ
اذا شاءَ غنته الرقاق البوارد
سللنا رقاب العيس من خلل الدجى
تلاعبها اشطانها والمقاود
وَقَدْ حَفّ بالبَدْرِ النّجُومُ كأنّهُ
هديٌ تهاداه الاماء الولائد
وفي اعين القوم انضمام من الكرى
وَطَرْفُا لسُّرَى بَينَ الأزِمّة ِ شَاهِدُ
فمضطرب في غرزة مترنح
وَآخَرُ مَكبُوبٌ على الرّحلِ ساجِدُ
وغائرة قد وقر النوم لحظها
تسفه جفنيها الهموم العوائد
تَقُودُ جِيَاداً ما اتُّهِمْنَ على مَدًى
بلى ربما ارتابت بهن الاوابد
إذا جَالَ في أشداقِها الظِّمْءُ قلّصَتْ
لها الارض وانقادت اليها الموارد
أبَحْنَا لها تَقْتَضّ مِنْ عُذَرِ الرُّبَى
فكَرّتْ عَلَيها بالعَجَاجِ الفَدافِدُ
طَرَائِق بِيدٍ يَعسُلُ الآلُ بَيْنَهَا
كما اضطرب السرحان والليل بارد
هَجَمنا عَلى غَوْلِ الطّرِيقِ وَبُعْدِهِ
وَمَا رَكَضَتْ فيه الرّياحُ الصّوَارِدُ
أأُرْسِلُ خَيلَ اللّحظِ في طَلَبِ الهوَى
وَمِنْ ظَنّهَا أنّ الخُدُودَ طَرَائِدُ
ولي شغل في طالب ضل قصده
أُسَائِلُ عَنهُ مَا يَقُولُ المَقَاصِدُ
أقُولُ لِدَهْرٍ تَاهَ إذْ صِيدَ لَيْثُهُ:
كذاك يصاد الليث والليث راقد
اثلم هذا النصل بالضرب ضارب
وزعزع هذا الطود بالوطء صاعد
تعز فما كل المصائب قادم
عَلَيكَ، وَلا كُلّ النّوَائِبِ عَائِدُ
ينال الفتى من دهره قدر نفسه
وَتَأتي عَلى قَدْرِ الرّجَالِ المَكَايِدُ
فِدًى لكَ يا مَجدَ المَعالي وَبَأسهَا
فعال جبان شجعته الحقائد
فَمَا تَرَكَتْ منكَ الصّوَارِمُ وَالقَنَا
وَلا أخَذَتْ مِنكَ الحِسَانُ الخَرَائِدُ
عُزِلْتَ وَلَكِنْ ما عُزِلتَ عنِ النّدى
وجودك في جيد العلى لك شاهد
بوَجهِكَ مَاءُ العزّ في العَزْلِ ذائِبٌ
ووجه الذي ولي من الماء جامد
فانت ترجي الملك وهو زواله
بغير جلاد فيه وهو مجالد
فلا يَفرَحِ الأعداءُ فالغَزْلُ مَعرِضٌ
اذا راح عنه صادر جاء وارد(93/50)
وَما كُنتَ إلاّ السّيفَ يَمضِي ذُبابُهُ
ولا ينصر العلياء من لا يجالد
نضي فقصى حق الضرائب في الوغى
وَأثْنَتْ عَلَيْهِ حِينَ رُدّ المَغَامِدُ
فأعطَوْا عِنَانَ الضّرّ غَيرَكَ إذْ رَأوْا
يَمِينَكَ تَسْتَوْلي عَلَيْهَا الفَوَائِدُ
وما كنت يوماً في الزمان بممسك
عرى المال ان ضجت اليك المواعد
وَلا كنتَ تَرْضَى أنْ تَصِحّ بِبَلْدَة ٍ
اذا قيل عضو من زمانك فاسد
أيَا غُدْوَة ً سَاءَ الحُسَينَ صَبَاحُها
وسر العدى فيها الزمان المعاند
لحققت عندي ان كل صبيحة
مجاجة سم والليالي اساود
يُعَرّفُكَ الإخْوَانُ كُلٌّ بِنَفْسِهِ
وخير اخ من عرفتك الشدايد
وطاغ يعير البغي غرب لسانه
وليس له عن جانب الدين ذائد
شَنَنْتَ عَلَيْهِ الحَقّ حَتّى رَدَدْتَهُ
صَمُوتاً، وَفي أنْيَابِهِ القَوْلُ رَاقِدُ
يَدِلّ بِغَيرِ اللَّهِ عَضْداً وَناصِراً
وَناصُرُكَ الرّحمَنُ، وَالمَجدُ عاضِدُ
تُعَيِّرُ رَبّ الخَيرِ بَالي عِظَامِهِ
الا نزهت تلك العظام البوائد
وَلَكِنْ رَأى سَبّ النّبيّ غَنيمَة ً
وَمَا حَوْلَهُ إلاّ مُرِيبٌ وَجَاحِدُ
وَلَوْ كانَ بَينَ الفاطِمِيّينَ رَفْرَفَتْ
عليه العوالي والظبي السواعد
ألا إنّ جَدبَ الحِلمِ عندَكَ مُخصِبٌ
وان لئيم المجد عندك رافد
ضجرت من العلياء فاخترت عزلها
كانك قد افنت نداك المحامد
تَرَكْتَ قَلُوصاً بالفَلاة ِ وَوَحْشَها
تجاذبه عن نفسه وتراود
ستذكرك الارماح وهي قوارب
وَلَيسَ لهَا إلاّ القُلُوبُ مَوَارِدُ
حوَى المجدَ يا قيسَ بنَ عَيلانَ ماجدٌ
وَجَلّ، فَمَا يُلْقَى لَهُ فيهِ حَاسِدُ
فَتًى يَحتَوِي أرْماحَكمْ، وَهوَ صَارِمٌ
وَيُسرِي جُيُوشاً نحوَكمْ، وَهوَ وَاحِدُ
ويوم عويث والسيوف بوارق
تظل المنايا والقسي رواعد
رَدَدْتَهُمُ، وَالسُّمرُ بَينَ ظهورِهمْ
تعقل فيه الموت والموت شارد
وَقَدْ خَلَقَتْ فيها عُيوناً قَرِيحَة ً
يَنَامُونَ عُمرَ اللّيلِ، وَهيَ سَوَاهِدُ(93/51)
أسِنّة ُ فِهْرٍ في صُدُورِ جِيَادِهِمْ
كان قناها للجياد مقاود
هم ذخروا اعمارهم لسيوفه
فأوْلى لهَا وَالحَرْبُ عَذرَاءُ نَاهِدُ
رَأيْتُ فَيَافي تَقتَضِي هَبَوَاتِهِ
وَتَرْغَبُ أرْسَاغَ الجِيَادِ القَوَادِدِ
مدى يمخض الاشواط حتى يعيدها
ولا زبدة الا الجواد المجاود
لَنِعْمَ حَرِيمُ العَزْمِ أنْتَ وَثَغْرُهُ
اذا رجح الرأي الالد المجالد
الست من القوم الذين اذا سطوا
تَبَرّى مِنَ التّاجِ العَظِيمُ المُعَاقِدُ
سِياطُهُمُ بِيضُ الظُّبَى وَسُجونُهمْ
إذا غَضِبُوا دونَ العَلاءِ المَلاحِدُ
رِقَابُ العِدَى وَالعِيسُ فيهمْ ذَليلَة ٌ
وَللبِيضِ ما نِيطَتْ عَلَيهِ القَلائِدُ
يُعَشّشُ طَيرُ الخضْبِ في حُجُرَاتهمْ
وتعقل منهن البيوت الشوارد
وما والد مثل ابن موسى لمولد
قَرِيبٍ تَجَافَاهُ الرّجَالُ الأبَاعِدُ
حمى الحج واحتل المظالم رتبة
على ان ريعان النقابة زائد
فاقبل والدنيا مشوق وشايق
وَأعرَضَ، وَالدّنْيَا طَرِيدٌ وَطَارِدُ
وَسَاعَدَهُ، يَوْمَ استَقَلّ رِكَابَهُ
أخُوهُ، وَقالَ البَينُ: نِعْمَ المُسَاعِدُ
هما صبرا والحق يركب راسه
عشية زالت بالفروع القواعد
تَفَرّدَ بِالعَلْيَاءِ عَنْ أهْلِ بَيْتِهِ
وَكُلٌّ يُهَادِيهِ إلى المَجْدِ وَالِدُ
وَتَختَلِفُ الآمَالُ في ثَمَرَاتِهَا
اذا اشرقت بالري والماء واحد
ومد على الجوزاء اطناب منزل
يَلُوذُ بحَقْوَيْهِ السُّهَا وَالفَرَاقِدُ
فقرٌ لنيران البوارق مصطل
وظمء لاحواض الغمائم وارد
احق بلاد الله بالمزن ارضه
اذا شام اقصى خطره البرق رائد
كاني به والعز ينضو همومه
وقد خضعت تلك الخطوب النواكد
اعاد اليه الله ماضي سروره
وَرَدّ اللّيَالي وَهيَ بِيضٌ أمَاجِدُ
مُنِيتَ بشَوْقٍ يَنحَرُ الدّمعَ سَيفُهُ
اذا حادثته بالصقال المعاهد
أآلَ هُذَيْمٍ هَلْ تَقَرُّ قُلُوبُكُمْ
وقلب بن عدنان على الدهر واجد
إذا جَحَدُوا نُعمَاكَ لَوّتْ رِقابَهُمْ
لمنك اطواق بها وقلائد(93/52)
وَلا زَالَتِ الأسيَافُ تَسبي حَرِيمَهمْ
وَتَسبي حَرِيمَ المَالِ مِنكَ القَصَائِدُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> انظر الى الايام كيف تعود
انظر الى الايام كيف تعود
رقم القصيدة : 9957
-----------------------------------
انظر الى الايام كيف تعود
وَإلى المَعَالي الغُرّ كَيْفَ تَزِيدُ
وَإلى الزّمَانِ نَبَا، وَعاوَدَ عَطْفَهُ
فارتاح ظمآن واورق عود
نعم طلعن على العدو بغيظه
فتركنه حمر الجنان يميد
قد عاود الايام ماءَ شبابها
فالعيش غض والليالي غيد
اقبال عز كالاسنة مقبل
يمضي وجدٌّ في العلاء جديد
وعلى ً لأبلج من ذؤابة هاشم
يثني عليه السؤدد المعقود
قد فات مطلوباً وادرك طالباً
ومقارعوه على الامور قعود
خسأت عيونهم وقد طمحت له
عُدَدٌ عِرَاضٌ في العُلى وَعَدِيدُ
مَا صَالَ إلاّ انْجَابَ غَيٌّ مُظْلِمٌ
واندق من عمد الضلال عمود
يَأسُو وَيَجْرَحُ، فالجرَاحَة ُ عَزْمَة ٌ
تصمى وآسيها الندى والجود
سطو وصفح يطرقان عدوه
أبَداً، وَوَعْدٌ صَادِقٌ وَوَعِيدُ
عن اي باع في العلاء رميتم
لَيْثاً تَقِيهِ مَقَادِرٌ وَجُدُودُ
طاشت سهامكم وفارق نزعه
سهم الى قلب العدو سديد
حَسَدُوك لمّا فَاتَ سَعيُكَ سَعيَهُمْ
صعداً فما نقع الغليل حسود
وَرَأوْا بَوَايِجَهَا تَلُوحُ، وَرِيحَهَا
تَسْرِي، وَعارِضَها الغَزِيرَ يَجُودُ
عجل الزمان بها اليك وحطمت
بين الضلوع ضغائن وحقود
قد كنت اخشى ان يقول مخبر
كادُوا وَمَا أُعطُوا المُرَادَ فَكيدُوا
او ان يقال اقارب نزعت بهم
ظِنَنٌ، فَكُلٌّ بالعُقُوقِ بَعِيدُ
سئلوا العواد فجانبوه فعاودوا
والان اذ ملك الزمان وقيدوا
لولا الالية منك الا تنتضي
عَضباً يَقُومُ مَقَامَهُ التّفْنِيدُ
لَسَنَنْتَ في الأقْوَامِ، غَيرَ مُلَوَّمٍ
مَا سَنّ يَوْمَ ابنِ الزّبَيرِ يَزِيدُ
اليَوْمَ أصْحَرَتِ الضّغائِنُ، وَانجَلَتْ
تلك الموارن والجباه السود
وَتَرَاجَعُوا عُصَباً إلَيكَ، وَخَلفَهمْ(93/53)
عنف السباق وللقلوب وئيد
فاصفح فسوف ينال صفحك منهم
مَا لا يَنالُ العَضْبُ، وَهوَ حَدِيدُ
وحذار من ويل العقاب وقد بدت
ملء العيون بوارق ورعود
وتغنموا عفواً يفيض وفيئة
تدنو وحلماً لا يزال يعود
فلسطوة الضرغام اجمل بالفتى
من ان يرى عال عليه السيد
مَا السّؤدُدُ المَطْلُوبُ إلاّ دونَ ما
يرمى اليه السؤدد المولود
فَإذا هُمَا اتّفَقَا تَكَسّرَتِ القَنَا
ان غالبا وتضعضع الجلمود
وَأجَلُّ مَا ضَرَبَ الرّجَالُ بِحَدِّة ِ ا
لأعْداءَ مَجْدٌ طارِفٌ وَتَلِيدُ
الان اطلقت النصول ورشحت
لِسَبيلِها قُبٌّ الأَياطِلِ قودُ
وَتَبَلّجَ البَيْتُ الحَرَامُ طَلاقَة ً
مذ قيل ان جماله مردود
وَعَلى المَظالِمِ وَالنّقَابَة ِ هِمّة ٌ
يَقْظَى ، وَظِلُّ أمَانَة ٍ مَمْدُودُ
حمداً لانعمك الجسام فلم يزل
أبَداً يَزِيدُ لهَا عَليّ مَزِيدُ
عليتني حتى تحققت العدى
اني حميم للعلى وعقيد
وتركت حسادي على زفراتهم
عوج الضلوع فواجد وعميد
فلاشكرنك ما تجاذب مقولي
نثر يشق على العدى وقصيد
وَالشّكْرُ أنْفَسُ ما وَجَدْتُ، وَإنّما
أمَلُ الفَتَى أنْ يُقبَلَ المَوْجُودُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> جرّي النسيم على ماء العناقيد
جرّي النسيم على ماء العناقيد
رقم القصيدة : 9958
-----------------------------------
جرّي النسيم على ماء العناقيد
وَعَلّلي بِالأمَاني كُلَّ مَعْمُودِ
يا نَفْحَة ً هَزّتِ الأحْشَاءَ شَائِقَة ً
وذكرت نفحات الخرد الغيد
يضمها الليل في اثناء غيهبه
وَالقَطْرُ يَلْمَسُ أطْرَافَ الجَلامِيدِ
كأنّها عَنْ طَرِيقِ المُزْنِ طائِشَة ً
لَحْظٌ تُرَدّدُهُ أجْفَانُ مَزْؤودِ
لَيْتَ الأحِبّة َ أغْرَينَ الرّيَاحَ بِنَا
وان نأين على شحط وتبعيد
وَلَيْتَهُنّ عَلى يَأسِ اللّقَاءِ لَنَا
عَلّلْنَ بالوَعْدِسَيرَ الضُّمّرِ القُودِ
أبِيتُ، وَاللّيْلُ مَبْثُوثٌ حَبَائِلُهُ
وَالوَجْدُ يَقنِصُ مِنّي كُلَّ مَجلودِ(93/54)
شَوْقاً إلَيكَ، وَإشفاقاً عَلَيكَ، وَلي
دَمعانِ مَا بَينَ مَحْلُولٍ وَمَعقُودِ
لَيسَ الغَرِيبُ الذي تَنأى الدّيارُ بهِ
إنّ الغَرِيبَ قَرِيبٌ غَيرُ مَوْدُودِ
يا طائر البان ما غربت عن سكن
يوماًولا كنت عن مأوى بمطرود
وانت في ظل افنان مهدلة
تحنو عليك بقنوان العناقيد
مَلأتَ عُشّيكَ طَعماً غيرَ مُحتَلَسٍ
بلا رَقيبٍ، وَوِرْدٍ غَيرِ تَصْرِيدِ
تبكي ومالك من الف فجعت به
وَلا لُوِيتَ، عَلى بُعْدٍ، بِمَوْعُودِ
ظلمت ما انت من همي ولا كمدي
إنّ العَلِيلَ لَقَلْبٌ عَادَهُ عِيدِي
انا الذي ان بكى وجداً فحق له
كم بين باك من البلوى وغريد
وَخُلّة ٍ جُذِبَتْ تَثْني مَوَدّتَهَا
عَنّي، وَأمسَكْتُ عَنْهَا بالمَوَاعِيدِ
مني الى الدهر شكوى غير غافلة
عن موثق بحبال العجز مصفود
يُحارِبُ الهَمَّ إنْ مَالَ الرُّقَادُ بِهِ
حتى تجلى غيابات المراقيد
بيني وبين المنى اني اقول لها
بيني وبينك قطع البيد والبيد
وَسَاهِمِينَ عَلى الأكْوَارِ دَأبُهُمُ
قرع السياط باعناق المقاحيد
عاطيتهم من علالات الكرى نطفاً
وَالسّيرُ يَرْجُمُ جُلمُوداً بجُلمُودِ
وللحداة على آثارنا زجل
يُغزِي المَطَايَا بأجوَازِ القَرَادِيدِ
يُقَطَّعُونَ حُبَى الأيّامِ عَنْ طَبَعٍ
وَتَحْتَبي بِالمَعَالي وَالمَحَامِيدِ
ويهجرون اذا جدت عزائمهم
دنيا تلاعب بالغر المجاويد
ما الفَقرُ عارٌ وَإنْ كَشّفتَ عَوْرَتَهُ
وانما العار مال غير محمود
تُلْقَى أكُفّهُمُ في كُلّ نَائِبَة ٍ
ملوية بحبال البأس والجود
إنْ صَاحَ صَائحُهم يوْمَ الوَغى هَجَموا
عَلى السّوَابِقِ بالبِيضِ المَذاوِيدِ
وَكَمْ عَدُوّ مَشَتْ فِيهِ رِماحُهمُ
فاستَنصرَ الرّكضَ من جرْداءَ قَيدودِ
مِنْ كُلّ أبْلَجَ إنْ خَبّتْ عَزَائِمُهُ
القت اليه الاماني بالمقاليد
إذا تَحَرّقَ، أحْشَاءُ الفَلا مُلِئَتْ
من رعيه خاطر الريبال والسيد
وَإنْ جَرَى شرِقَتْ بالخَصْلِ رَاحَتُهُ(93/55)
أخذاً وَبَدّدَ أنْفَاسَ المَجَاهِيدِ
يابنَ الحُسَينِ وَما دَعوَايَ كاذِبَة ً
اذا نسبتك في الشم المناجيد
الطاعنين من الاعداء ما لحقوا
والخيل تلطم هامات الصياخيد
معودون من الايام مرتبة
لا يستطيل اليها كل صنديد
يأبون يلبس الاظلام ربعهم
ليلاً وما عذبوا طرفاً بتسهيد
ويغضبون اذا عاطيتهم همماً
مُرَفَّهَاتٍ، وَهَمّاً غَيرَ مَكْدُودِ
هُمُ الضّيُوفُ لأِرْضٍ غَيرِ آهِلَة ٍ
من الانيس وورد غير مورود
فانمت ابسطهم باعاً اذا بسطوا
ايديهم لوعيد أو لموعود
الان جاءت خيول السعد راكضة
تَجرِي بِيَوْمٍ مُضِيءِ الوَجهِ مَجدودِ
بمولد صقل الاباء حليته
فَطَوّقَ المَجْدُ أعْنَاقَ المَوَالِيدِ
مَوْلُودَة ٌ نَهَبَ الرّاؤونَ بَهْجَتَها
لثماوعانقها في ثوب محسود
كانَتْ شِهاباً كسا ظَلماءَهُ وَضَحاً
وَاللّيلُ يَدْخُلُ في أثْوَابِهِ السّودِ
جاءت بها ليلة تثنى سوالفها
في صدر يوم رشيق القد املود
لله شمس عليّ جاءت بجوهرة
غَرّاءَ، عَنْ قَمَرٍ بالمَجْدِ مَسعُودِ
ما عددت منك الا نطفة سلكت
الى الاماني طريق الماء في العود
نشرت منها خماراً في الفخار طوى
مع النوائب تيجان الصناديد
شَرِيفَة ٌ رَشّحَتْ مِنْهَا مَنَاسِبُها
لحلية العز مجرى الليث والجيد
ما كنتَ تَقبَلُ بَذْلَ الدّهرِ تَكرِمَة ً
حَتّى حَبَاكَ بِبَذْلٍ غَيرِ مَرْدُودِ
أعطَاكَ كَنزَ فَخارٍ كَانَ يَصرِفُهُ
من نسل غيرك في شتى عباديد
شجى لنفس شجاع الحرب معترضاً
وَفَرْحَة ً لِفُؤادِ العَاتِقِ الرُّودِ
فرقت عنك العدى تدمى ضمائرها
بِبَاعِ عِزٍّ عَلى الأيّامِ مَمدُودِ
لا زِلْتَ تَملِكُ، وَالأحداثُ رَاغمة ٌ
عِناقَ غُصْنِ الأماني غيرِ مَخضُودِ
وَتَستَنِيرُ لكَ الأيّامُ مُلهِيَة ً
يُنمَى بِهَا كُلُّ إصْباحٍ إلى عِيدِ
يا مطلق السمع والاسماع ما برحت
أسِيرَة ً في يَدَيْ عَذْلٍ وَتَفْنِيدِ
ورب رزء من الايام منهجهم
عَزّاكَ مِنهُ النُّهَى عَن خَيرِ مَفقُودِ(93/56)
ما زِلْتَ تَرْقُبُ إحسانَ الزّمَانِ لَهُ
حَتّى تَبَدّلْتَ مَوْلُوداً بمَوْلُودِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> عجبت من الايام انجازها وعدي
عجبت من الايام انجازها وعدي
رقم القصيدة : 9959
-----------------------------------
عجبت من الايام انجازها وعدي
وَتَقرِيبَها مَا كانَ منّي عَلى بُعْدِ
وَإنّ اللّيَالي، مُذْ لَبِسْتُ رِداءَها
تُحاذِرُ من حدّي فتَزْرِي على جِدّي
ولي ان يطل عمري مع الدهر وقفة
تذلل احداث الزمان لمن بعدي
واني لمر البأس مسترعف الظبى
واني لحلو الجود مستمطر الرفد
إذا بَزّني مَالي عَطَاءً تَرَكْتُهُ
حَميداً، وَطالَبتُ القَوَاضِبَ بالرّدّ
وقد عجمت مني الليالي مذربا
تخَلّلَ أنْيَابَ الأسَاوِدِ وَالأُسْدِ
اذا خب فيه ملء حيزومه الجوى
توقر يخفى منه غير الذي يبدي
وكنت اذا الايام جلن بساحتي
رجعن ولم يبلغن اخر ما عندي
وَلَكِنّها نَفسٌ، كما شِئتَ، حُرّة ٌ
تصول ولو في ماضغ الاسد الورد
واعظم ما القيت شجواً ولوعة
عتاب اخ فل الزمان به حدى
أقِيكَ الرّدَى ما كانَ ما كانَ عن قِلًى
وَلكِنْ هنَاتٌ كِدْنَ يَلعَبنَ بالجَلدِ
ولا تحسبن القلب جازت كلومه
إلى القَلبِ، إلاّ بَعدَما حزّ في الجِلْدِ
منحتك ما عندي من الصد معلناً
وَعَقْدُ ضَمِيرِي أنْ أدومَ عَلى الوُدّ
ولم اغد محلول اللحاظ طلاقة
وقلبي معقود الجنان على الحقد
سَجَايَا رَعَيْنَ المَجْدَ في تَلَعَاتِهِ
وناقلن في العلياء غوراً الى نجد
وقد كنت ابغي رتبة بعد رتبة
فآنَفُ لي مِنْ أنْ أفوزَ بهَا وَحْدِي
حِفاظاً على القُرْبَى الرّؤومِ، وَغَيرَة ً
على الحسب الداني وبقيا على المجد
وَلِمْ لا؟ وَنَحْنُ الرّاجعانِ من العُلى
إلى المَغرِسِ الرّيّانِ وَالسّؤدُدِ الرّغدِ
مِنَ القَوْمِ أشْبَاهُ المَكَارِمِ فيهِمُ
وعرق المعالي الغرّ والحسب العد
حَسَدْتُ عَلَيكَ الأجنَبِينَ مَحَبّة ً
ونافست فيك الابعدين على الود(93/57)
وَقَدْ كَانَ لَذْعٌ، فاتّقَيْتُ شَبَاتَه
بقَلبٍ على الضرّاءِ كالحَجَرِ الصّلْدِ
تجلدت حتى لم يجد في مغمزا
وعدت كما عاد الجراز الى الغمد
وها انا عريان الجنان من التي
تسوء ومنفوض الضلوع من الوجد
وَكمْ سَخَطٍ أمسَى دَليلاً إلى رِضًى
وكم خطأ اضحى طريقاً الى عمد
أُقَلّبُ عَيْناً في الإخَاءِ صَحيحَة ً
اذا ارتمت الاعداء بالاعين الرمد
واني مذ عاد التودد بيننا
تجَلّى الدُّجى عن ناظرِي وَوَرَى زَندِي
وَعادَ زَماني بَعدَما غاضَ حُسنُهُ
أنيقاً كبُرْدِ العَصْبِ أوْ زَمنِ الوَرْدِ
وكنت سليب الكف من كل ثروة
فأصْبَحتُ من نَيلِ الأماني على وَعْدِ
وَفارَقتُ ضِيقَ الصّدرِ عنكَ إلى الرّضَى
كما نشط المأسور من حلق القد
وقد ضمني محض الصفاء وصدقه
اليك كما ضمت ذراع الى عضد
وكنت على ما بيننا من عيابه
اعدك جدي حين اسطو على ضدي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تكشف ظل العتب عن غرة العهد
تكشف ظل العتب عن غرة العهد
رقم القصيدة : 9960
-----------------------------------
تكشف ظل العتب عن غرة العهد
وأعدَى اقترابُ الوصلِ مِنّا على البُعدِ
تجنبني من لست عن بعض هجره
صفوحاً ولا في قسوة عنه بالجلد
نَضَتْهُ يدُ الإعتابِ عمَّا سَخِطْتُهُ
كما يُنْتضَى العضْبُ الجُرازُ من الغِمْدِ
وكنت على ما جره الهجر ممسكا
بحبلِ وفاءٍ غيرِ مُنفصمِ العَقْدِ
امين نواحي السر لم تسر غدرة
ببالي ولم أحفِلْ بداعية ِ الصَّدِّ
تلين على مس الاخاء مضاربي
وان كنت في الاقوام مستحسن الجد
ولما استمر الببين في عدوائه
تغول عفوي أو ترقى الى جهدي
اصاحب حسن الظن والشك مقبل
بوجهي إلى حيثُ استرثَّتْ عُرا الوُدِّ
اذا اتسعت في خطة الصد فكرتي
تجللني هم يضيق به جلدي
وان ناكرتني خلة من خلاله
تعرَّضَ قلبي يَفْتديها منَ الحِقْدِ
يخال رجال ما رأوا لضلالة
ولن تستشف الشمس بالاعين الرمد
وكم مُظهرٍ سِيما الودادِ يرونَهُ
حَميداً وما يُخفي بعيدٌ منَ الحمدِ(93/58)
وحوشيت ان القاك سبطا تظاهري
وان كنت مطوياً على باطن جعد
إذا تَركتْ يُمنَى يديك تعلُّقي
فيا ليتَ شعري مَنْ تمسَّكُ مِنْ بعدي؟
إياباً فلم نُشرِفْ على غاية ِ النَّوى
ولم تنأ كل النأي عن سنن القصد
فللدرِّ نثرٌ ليس يُدفعُ حُسنُهُ
وليس كما ضمته ناحية العقد
ولو لم يلاقِ القَدْحُ زَنداً بمثلِهِ
لما انبعث شهب الشرار من الزند
وقد غاضَ سَخطانا فهل من صُبابة ٍ
برأيك اني قد تصرم ما عندي
هلم نعد صفو الوداد كما بدا
اعادة من لم يلف عن ذاك من بد
ونَغتَنمُ الأيّامَ وهْيَ طوائشٌ
تُؤاتي بلا قصدٍ وتَأبَى بلا عَمْدِ
ومثلُكَ أَهدَى أنْ يُعادَ إلى الهُدَى
وأَرشدُ أنْ ينحازَ عن جهة ِ القَصْدِ
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا دارُ مَنْ قَتَلَ الهَوَى بَعْدِي
يا دارُ مَنْ قَتَلَ الهَوَى بَعْدِي
رقم القصيدة : 9961
-----------------------------------
يا دارُ مَنْ قَتَلَ الهَوَى بَعْدِي
وَجَدُوا وَلا مِثلَ الذي عِنْدِي
لا تَعْجَبي، يا دارُ، أنّهُمُ
ابدوا ومن يك واجدا يبدي
رَبْعٌ قَرِيبُ العَهْدِ أحْسَبُهُ
بالظاعنين وقد مضى عهدي
لَوْ حَرّكَتْ ذاكَ الرّمَادَ يَدٌ
لرأت بقايا الجمر والوقد
إنّي لَيُعْجِبُني حِمَاكَ، إذا
نَشَرَ النّسِيمُ ذَوَائِبَ الرّنْدِ
والماء تصقله الرياح كما
ابدى العياب مضاعف السرد
حَيّا مَرِيضَ ثَرَاكَ غَادِيَة ٌ
تعطيه ريح العنبر الورد
او ذات نهد بين سارية
يتلويان تلوي القد
يتشقق البرق اللموع بها
وتروعه بتهزم الرعد
لي مقلة ما تستفيق جوى
تدمى ويقرع ماؤها خدي
وَالعِيسُ مَا وَجَدَتْ تَحِنّ، وَلا
تخفى واكتم دائماً وجدي
وملام ايام وليس لها
عطف وبعض اللوم لا يجدي
لا خَيرَ في دُنْيَا نَوَائِبُهَا
تَدْوِي، وَداءُ مَنُونِها يُعدِي
لا تَحْسَبَنّ الرّزْقَ مُطّرَحاً
فالرزق بين مواضع الاسد
وَلَرُبّ مَصْحُوبٍ غَرِضْتُ بِهِ
غَرَضَ الخَوَامسِ من قذى الوِرْدِ(93/59)
داني يدي فنفضتها حذرا
من ان يدنس هزله جدي
وَمُبَخَّلٍ إنْ جَادَ بَعْدَ مَدًى
فالمتاء يطلع من صفا صلد
كَيْفَ السّبِيلُ إلى بُلَهْنِيَة ٍ
في ذا الزمان وعيشة رغد
في كل ليل لي وقود منى
وَمَطامِعٌ وَسّدْتُهَا عَضْدِي
وَالمَرْءُ مَا أرْضَى أمَانِيَهُ
ينقاد من لعب الى جد
وَجهي مَجَالٌ للطّعَانِ، فَما
خَوْفي لِقَاءَ الحَرّ وَالبَرْدِ
فلاشربن مناقباً بدمي
ولانقبن على العلى جهدي
ولارحلن العيس مرحلة
عوجاء بين القور والوهد
عَلِّي أُلاقي مَنْ أُسَرّ بِهِ
وَيُفَلّ عِنْدَ لِقَائِهِ كَدّي
وَأتُوبُ مِنْ ذَمّ الزّمَانِ، إذا
علقت يداي يدي ابي سعدي
خُلّي، وَإنْ بَعُدَ الزّمَانُ بهِ
يَوْماً، وَمَاطَلَني بِهِ وَعْدِي
وَمُطالعي في الأُنْسِ إنْ لُوِيَتْ
عني الرقاب ولج في صدي
لا تحسبوا ذا البعد غيرني
فَالبُعْدُ غَيرُ مُغَيِّرٍ وِدي
وَإذا الفَتَى حَسُنَتْ رِعَايَتُهُ
في القرب ضاعفها على البعد
لَوْ تَسْألُونَ دَمي سَمَحْتُ بِهِ
مِنْ غَيرِ مَعْصِيَة ٍ، وَلا رَدّ
او كان جلد يستعار اذاً
يَوْمَ الطّعانِ، لعِرْتُكُمْ جِلْدِي
او ان خطوا يستراب به
منكم سحبت ورائكم بردي
كانت غيابة حادث فجلا
ديجورها قمر من السعد
وَنَهَصْتُ مِنها غَيرَ مُكتَرِثٍ
مثل الحسام نزا من الغمد
اللَّهُ جَارَكَ مَا رَمَتْكَ نَوًى
تذري الركائب أو قطا الجرد
وانا الذي ان تدج نائبة
يُصْبِحْ أمَامَكَ مُورِياً زَنْدِي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أُسَائِلُ سَيفي: أيُّ بارِقَة ٍ تُجْدِي
أُسَائِلُ سَيفي: أيُّ بارِقَة ٍ تُجْدِي
رقم القصيدة : 9962
-----------------------------------
أُسَائِلُ سَيفي: أيُّ بارِقَة ٍ تُجْدِي
وَلي رَغبَة ٌ عَمّنْ يُعَلِّلُ بالوَعْدِ
وَأطْلُبُ في الدّنْيا العُلَى ، وَرَكائِبي
مُقَلْقَلَة ٌ مَا بَينَ غَوْرٍ إلى نَجْدِ
يشتت ترب القاع وسم اكفها
واخفافها في حيز النص والوخد
وَخِطّة ِ ضَيْمٍ خَادَعَتْني، ففِتُّها(93/60)
الى مطلع بين المذمة والحمد
وَيَوْمٍ مِنَ الشِّعَرى خَرَقتُ وَشمسُهُ
تَساقَطُ مِنْ هامِ الإكَامِ إلى الوَهْدِ
وَلَيْلٍ دَجُوجيٍّ كَأنّ ظَلامَهُ
سماوة ملوي الذراعين بالقد
خَطَوْتُ، وَفي كَفّي خِطامُ نَجيبَة ٍ
مُدَفَّعَة ٍ مِنْ كُلّ قُرْبٍ إلى بُعْدِ
اذا لحظت ماء جذبت زمامها
وَقُلتُ: ارْغَبي بالعزّ عن مَوْرِدٍ ثمدِ
تَؤمّينَ خَيرَ الأرْضِ أهْلاً وَتُرْبَة ً
يحط بها رحل المكارم والمجد
وفي الارض قوم يلطمون جباههم
اذا هجمت اعلى المنازل بالوفد
وَتَنبُو أكفُّ العِيسِ عن عَرَصَاتهِمْ
من البخل حتى تستغيث الى الطرد
فَما خَدَعَتها رَوْضَة ٌ عَنْ مَسيرِها
وَلا لمعُ مَعسُولٍ تَطَلّعَ مِنْ وِرْدِ
اكف بني عدنان تستمطر الظبى
وتأنف من جود الغمائم بالعهد
وَتَلقَى الوَغَى ، وَاليَوْمُ يَنصُرُ بِيضَهُ
على البيض في مجرى من الجد والجد
مَنازِلُهُمْ عَقْرُ المَطَايَا، وَإنّمَا
تعقلها بالبشر والنائل الجعد
جذبتم بضبع المجد يا آل غالب
وغادرتم الاعدام منعقر الخد
على حِينَ سَدّتْ ثُلمَة َ العارِ عَنكُمُ
صدور العوالي والمطهمة الجرد
وَكَمْ غارَة ٍ أقْبَلْتُمُوها مَوَاقِراً
من الاسل الذيال والبيض والسرد
كَمَا قَادَ عُلْوِيُّ السّحَابِ غَمَامَة ً
وَجَلجَلَها مِلءٌ مِنَ البَرْقِ وَالرّعدِ
كَفَى أمَلي في ذا الزّمَانِ وَأهْلِهِ
عَليَّ مُجيراً مِنْ يَدِ الدّهر أوْ مُعدِي
فتى ما مشى في سمعه شدو قينة
وَلا جَذَبَتْ أحشاءهُ سَوْرَة ُ الوَجْد
وَلا هَجَرَ السُّمْرَ العَوَالي لِلَذّة ٍ
ولا عاتب البيض الغواني على الصد
اذا اظلمت آمال قوم بردها
أضَاءَ سَنَا مَعْرُوفِهِ ظُلْمَة َ الرّدّ
وان شام يوماً ناره خلت انها
تَطَلّعُ نَحْوَ الوَارِدِينَ مِنَ الزّنْدِ
وكم بين كفيه اذا احتدم الردى
وَبَينَ العَوَالي مِنْ زِمامٍ وَمن عَقْدِ
ليهنك يا بن الاكرمين بن حرة
تمزق عنه النحس عن غرة السعد(93/61)
فَرَبِّ لَهُ خَيْلَ الوَغَى ، فَلِمِثْلِهِ
تربي اللليالي كاهل الفرس النهد
وَبَشّرْ بِهِ البِيضَ الصّوَارِمَ وَالقَنَا
وبشره عن قول النوائب بالجلد
ستذكره والحرب ينكحها الردى
وَقَدْ طَلّقَتْ أغمادَها قُضُبُ الهِنْدِ
كاني به جار على حكم سيفه
يعاهده ان لا يبيت على حقد
إذا أنْهَضَتْهُ للنّزَالِ حَفِيظَة ٌ
وَأنْهَضَ مُسْتَنَّ الحُسامِ من الغِمدِ
وارخي بعطفيه حواشي نجاده
وجر على اعقابه فاضل البرد
وعطف خرصان الرماح كأنها
مِنَ الدّمِ في أطْرَافِها شَجَرُ الوَرْدِ
وزعزع نظم الرمح حتى برده
نِثَاراً عَلى الأعداءِ بالحَطمِ وَالقَصْدِ
وشايح عن احسابه بحسامه
وذب عن العرض الممنع بالرفد
رَأيتَ فتًى في كَفّهِ سِمَة ُ النّدَى
وفي وجهه شبه من الاب والجد
اذا ما اجتبى في الحي وامتد باعه
رأيت اباه حين يحكم أو يجدي
إلى جَدّهِ تُنْمَى شَمَائِلُ مَجْدِهِ
وهل ترجع الاشبال الا الى الاسد
وَليدٌ هَمَى مَاءُ العُلَى في جَبينِهِ
وقد شمت منه بارق الحسب العد
فلو قيل يوماً اين صفوة يعرب
رَأيتَ العُلَى تُومي إلى ذلكَ المَهْدِ
إلى رَبْعِكَ المَألُوفِ منّي تَطَلّعَتْ
رِقَابُ القَوَافي تحتَ أدْعَجَ مُزْبَدّ
وَلَمّا بَعَثْتُ الشّعرَ نحوَكَ قالَ لي:
الان فعق الا الى بابه قصدي
سقَيتَ النّدَى شِعرِي، فأنبَتَ حَمدَهُ
وَلَوْ صَابَ في جِسمي لأنبَتَهُ جِلدِي
وَإنّي لأستَحيي العُلَى فيكَ أنْ أُرَى
ضنينا من الشعر المصون بما عندي
كَبَتُّ الحَسُودَ النّدْبَ حتّى كَبَبتُه
فمَنْ عاذرِي يوْماً من الحاسِدِ الوَغْدِ
اذا الشمس غاضت كل عين صحيحة
فكيف بها في هذه المقل الرمد
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> هو سيف دولتنا الذي يوم الوغى
هو سيف دولتنا الذي يوم الوغى
رقم القصيدة : 9963
-----------------------------------
هو سيف دولتنا الذي يوم الوغى
يفرى قلوب عداته بفرنده
يعدو بطرف ان جرى سبق الردى
وبصارم يسم الطلى في غمده(93/62)
جَارٍ، وَلَكِنْ رَأيُهُ في جَرْيِهِ
ماض ولكن عزمه في حده
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أبَارِقٌ طَالَعَنا مِنْ نَجْدِ
أبَارِقٌ طَالَعَنا مِنْ نَجْدِ
رقم القصيدة : 9964
-----------------------------------
أبَارِقٌ طَالَعَنا مِنْ نَجْدِ
يُضِيءُ في عَارِضِهِ المُرْبَدّ
مُسْتَعْبِراً عَنْ زَفَرَاتِ الرّعْدِ
مَاءً كَمَا ارْتَجّتْ شِعابُ العِدّ
يَقْرِنُ أعْنَاقَ الرُّبَى بالوَهْدِ
وَمَنْهَلٌ مُبَرْقَعٌ بِالثَّمْدِ
هَتَكْتُهُ بِاليَعْمَلاتِ الجُرْدِ
مُلَثَّمَاتٍ باللُّغَامِ الجَعْدِ
يَفْقَأنَ بالمَصْدَرِ عَينَ الوِرْدِ
وَلَيْلَة ٍ صَدِيّة ِ الفِرِنْدِ
بيض النجوم واحمرار الوقد
مثلُ سِماطَيْ نَرْجِسٍ وَوَرْدِ
أوْ مُقَلٍ صَحَائِحٍ وَرُمْدِ
تُنَازِعُ اللّحْظَ وَلَيسَ تَعْدِي
يقول لي الدهر الا تستجدي
اين ضياء المطلب المسود
ارى الليالي يشتهين بعدي
وَلا يُقَرِّبْنَ يَداً مِنْ زَنْدِي
يَلِجْنَ بَينَ صَارِمي وَغِمْدِي
كَأنّ صَمصَامي بِغَيرِ حَدّ
وَحَاجَتي تُصْلَى بِنَارِ لرّدّ
أُلاحِظُ الغَيّ بِعَينِ الرُّشْدِ
وَلا أُبَالي مِنْ تَمادي بُعْدِي
أعُوذُ مِنْ رِزْقٍ بِغَيرِ كَدّ
في ذا الورى قلب بغير حقد
من ذا الذي على الزمان يعدي
كُلُّ جَوَادٍ كَاذِبٌ في الوَعْدِ
و كل خل خائن في الود
يَحِلّ بالعُذْرِ نِطَاقَ العَهْدِ
لا عَانَقَتْ هُوجُ الرّياحِ بُرْدِي
إلاّ عَلى ظَهْرِ أقَبٍّ نَهْدِ
يخطو على ململمات ملذ
كَأنّهُ في سَرَعَانِ الوَخْذِ
يلعب في ارساغه بالنرد
يَا أيّهَا المُخَوّفي بِسَعْدِ
طَرَحْتَني بَينَ النّيُوبِ الدُّرْدِ
وَلَوْ أتَاكَ النّصْرُ مِنْ مَعَدّ
جلجلت من لحمى زئير الاسد
أهاً لنفس حبست في جلدي
ان الاسير غرض بالقد
اشرف ذخري صارم في الغمد
إنّ العُلَى نَشْوُ سُيُوفِ الهِنْدِ
لا بُدّ أنْ أطْرُقَ بَابَ الجَدّ
و اجعل الخلة عرس الرفد
و يطرد الليل لسان زندي
حَتّى أُقَاسَ بِأبي وَجَدّي(93/63)
هُنّئْتَ يا مَالِكَ رِقّ المَجْدِ
و متعبي دون الورى بالحمد
منك العطايا والمنى من عندي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَحَيّا عَهْدَهنّ حَيَا العِهَادِ
لَحَيّا عَهْدَهنّ حَيَا العِهَادِ
رقم القصيدة : 9965
-----------------------------------
لَحَيّا عَهْدَهنّ حَيَا العِهَادِ
ندى يغتص منه كل ناد
و اطلالاً يطل الدمع فيها
إذا بَدَتِ الحَوَاضِرُ وَالبَوَادِي
رواء لا تريح الريح فيها
من الادلاج انتاج الغوادي
إذا مَاتَ الحَيَا بَينَ السّوَارِي
أتَاهَا بالغَوَادِي في مَعَادِ
مَجَاهِلُ مَنْزِلٍ كَانَتْ زَمَاناً
معالم كل مكرمة وآد
تكف ربوعها ايدي الاماني
وَقَدْ عَانَقْنَ أعنَاقَ الأيَادِي
إذا حَلّ الحُبَى أمَلٌ طَرِيفٌ
حبته مهجة المال التلاد
فما لي واللقاء وكل يوم
تهددني الركائب بالبعاد
دعى عذلي فليس العذل يجني
بهِ مَا أثْمَرَتْ شِيَمي وَعَادِي
ولي عزم تعوذ به العوالي
إذا فزعت إلى مهج الاعادي
يضم شعاعه قلب ولكن
تَضِيقُ بِهِ حَيَازِيمُ البِلادِ
وَكَمْ قَلْبٍ أسَرّ عَليّ حِقْداً
فَأفْشَى سِرّهُ سِرُّ النّجَادِ
وَيَوْمٍ تَعثُرُ الخِرْصَانُ عَمْداً
به في كل نحر أو فؤاده
يشق الروع عن ضاحي بدور
بَرَزْنَ مِنَ العَجاجَة ِ في دآدِ
تريهم فيه مرآة المنايا
بصدق يقينهم وجه المعاد
وَحَشْوُ أكُفّهِمْ سُمْرٌ رِوَاءٌ
بِوِرْدِ المَوْتِ مِنْ مُهَجٍ صَوَادِ
تَهَدّيها إلى الطّعْنِ المَنَايَا
بحيث تضل في طرق الهوادي
وَقد نَشأتْ سَحابٌ مِنْ عَجاجٍ
تَعُطّ صُدُورَها أيدي الجِيَادِ
بارماح خلقن من المنايا
و اسياف طبعن على الجلاد
زرعت اسنتي في كل قلب
بها والهام تزرع بالحصاد
وَبَحْرِ دَمٍ تَعُومُ الطّيرُ فيهِ
و ترقى بين امواج الطراد
تراها في فروج النقع حمراً
كمَا طَارَ الشّرَارُ عَنِ الزّنَادِ
و ليل بات يصلت لي هموماً
يطل بغربهن دم الرقاد
و كيف يحب اغمار الليالي
أسِيرُ الطّرْفِ في أيدِي السُّهَادِ(93/64)
فلو حل المؤمل عقد همي
شددت بمقلتي عرى الرقاد
و اني وهو في خيشوم مجد
تَنَفّسَ عَنْ نَسِيمٍ مِنْ وَدادِ
كَأنّ عُهُودَنَا كَانَتْ قُلُوباً
تربي بين احشاء العهاد
اينسبني له ظن غوي
وَكَانَ الغَيُّ يَمكُرُ بالرّشَادِ
إذاً فثكلت سابحثي وسيفي
غَداة َ وَغًى ، وَرَاحِلَتي وَزَادِي
اتخلع حليك الاشعار عنها
اذا كسيت من المعنى المعاد
وَمنْ هَذا يَقُومُ مَقَامَ فَضْلٍ
قَعَدْنَ لَهُ ذُرَى الصُّمّ الصِّلادِ
أأتْرُكُ ضَيغَماً في ظَهْرِ طَوْدٍ
وَآخُذُ تَتْفُلاً في بَطْنِ وَادِ
وَألْفِظُ صَفْوَ أحْشاءِ الغَوَادِي
و اجرع رنق احشاء الثماد
وَقَدْ عَلِمَتْ رَبيعَة ُ أنّ بَيتي
لِغَيرِ الغَدْرِ، مَرْفُوعُ العِمَادِ
أتَتْكَ قِلادَة ٌ لَمْ يَخْلُ مِنْهَا
صليف الجود أو جيد الجواد
فَمَنْ لَمْ يُجْرِ دَمْعَتَهُ عَلَيها
فخاطره افظ من الجماد
وَمَا أجني بهَا عُذْراً وَلَكِنْ
محافظة على ثمر الوداد
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> مرضت بعدكم صدور الصعاد
مرضت بعدكم صدور الصعاد
رقم القصيدة : 9966
-----------------------------------
مرضت بعدكم صدور الصعاد
لا دواءٌ الا قلوب الاعادي
ان خير الرماح ما شرقت با
ـطّعْنِ مِنْهَا مَعَاقِدُ الأكْبَادِ
اي خطب ارخى ذؤابة ليل
لَمْ أجُبْهُ مِنْ عَزْمَتي بِزِنَادِ
حكَمَ الدّهرُ أنّ صَاحبَ ذا العَيـ
ـعيش قتيل المنى بغير مراد
وَقَصِيرُ الغِنى طَوِيلُ يَدِ الجُو
د ثقيل الحجى خفيف العتاد
كلما قلت روحتني الليالي
ضَرَبَتْ بي آفَاقَ هَذِي البِلادِ
وَتَلَقّتْ بيَ الظّلامَ، رَديفَ الـ
جم بين الاتهام والانجاد
وعتاب الزمان مثل عتاب العين
ـعَيْنِ تُنْهَى ، وَدَمْعُهَا بِازْدِيَادِ
ضَجّتِ الخَيلُ من سَرَايايَ حَتّى
لحسدن البطاء قب الجياد
كل يوم اقودها شائمات
بارق الموت من سماء الجلاد
بِلُيوثٍ تَقْرِي الهَجِيرَ وُجُوهاً
تقطر المجد بين قار وباد
شرقت غرة القريض بندب
اشرقت عنده وجوه الايادي(93/65)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لاي حبيب يحسن الرأي والودُّ
لاي حبيب يحسن الرأي والودُّ
رقم القصيدة : 9967
-----------------------------------
لاي حبيب يحسن الرأي والودُّ
وَأكثَرُ هذا النّاسِ لَيسَ لَهُ عَهْدُ
ارى ذمي الايام ما لا يضرها
فهل دافع عني نوائبها الحمدُ
وما هذه الدنيا لنا بمطيعة
وليس لخلق من مداراتها بدُّ
تحوز المعالي والعبيد لعاجز
ويخدم فيها نفسه البطل الفردُ
اكل قريب لي بعيد بوده
وكل صديق بين اضلعه حقدُ
ولله قلب لا يبلُّ غليلهُ
وِصَالٌ، وَلا يُلهيهِ عَنْ خِلّهِ وَعْدُ
يُكَلّفُني أنْ أطْلُبَ العِزَّ بالمُنى
واين العلى ان لم يساعدني الجد
احن وما اهواه رمح وصارم
وَسابِغَة ٌ زُغْفٌ، وَذو مَيعَة ٍ نَهْدُ
فَيا ليَ مِنْ قَلْبٍ مُعنًّى بهِ الحَشَا
وَيا ليَ مِنْ دَمْعٍ قَرِيحٍ بِهِ الخَدّ
أُرِيدُ مِنَ الأيّامِ كُلَّ عَظِيمَة ٍ
ومابين اضلاعي لها اسد ورد
وَلَيسَ فتًى مَن عاقَ عن حَملِ سيفه
إسَارٌ، وَحَلاّهُ عَنِ الطّلبِ القِدّ
اذا كان لا يمضي الحسام بنفسه
فللضارب الماضي بقائمة الحد
وَحَوْليَ مِنْ هَذا الأنَامِ عِصَابَة ٌ
توددها يخفى واضغانها تبدو
يٍسِرّ الفَتى دَهْرٌ، وَقَدْ كانَ ساءه
وَتَخدُمُهُ الأيّامُ، وَهوَ لهَا عَبْدُ
وَلا مَالَ إلاّ مَا كَسَبتَ بنَيلِهِ
ثناء ولا مال لمن لا له مجد
وما العيش الا تصاحب فتية
طواعن لا يعنيهم النحس والسعد
إذا طَرِبُوا يَوْماً إلى العِزّ شَمّرُوا
وان ندبوا يوماً الى غارة جدوا
وَكَمْ ليَ في يَوْمِ الثّوِيّة ِ رَقْدَة ٌ
يضاجعني فيها المهند والغمد
إذا طَلَبَ الأعداءُ إثْرِي بِبَلْدَة ٍ
نجَوْتُ وَقَدْ غَطّى عَلى أثَرِي البُرْدُ
وَلَوْ شَاءَ رُمْحي سَدّ كُلّ ثَنِيّة ٍ
تُطَالِعُني فيهَا المَغَاوِيرُ وَالجُرْدُ
نصلنا على الاكوار من عجز ليلة
تَرَامَى بنا في صَدْرِها القُورُ وَالوَهدُ
طَرَدْنَا إلَيها خُفّ كُلّ نَجيبَة ٍ(93/66)
عليها غلام لا يمارسه الوجد
وَدُسْنا بأيدِي العِيسِ لَيْلاً، كأنّما
تشابه في ظلمائه الشيب والمرد
الا ليت شعري هل تبلغني المنى
وتلقى بي الاعداء احصنة جرد
جواد وقد سد الغبار فروجها
تروح الى طعن القبائل أو تغدوا
خِفَافٌ عَلى إثْرِ الطّرِيدَة ِ في الفَلا
إذا ماجَتِ الرّمضَاءُ وَاختَلَطَ الطّرْدُ
كَأنّ نجُومَ اللّيْلِ، تحتَ سُرُوجِها
تَهَاوَى على الظّلمَاءِ وَاللّيلُ مُسوَدّ
يعيد عليها الطعن كل بن همة
كأن دم الاعداء في فمه شهد
يضارب حتى ما لصارمه قوى
ويطعن حتى ما لذابله جهد
تَغَرّبَ لا مُستَحْقِباً غَيرَ قُوتِهِ
وَلا قَائِلاً إلاّ لِمَا يَهَبُ المَجْدُ
وَلا خَائِفاً إلاّ جَرِيرَة َ رُمْحِهِ
وَلا طَالِباً إلاّ الذي تَطلُبُ الأُسدُ
إذا عَرَبيٌّ لَمْ يَكُنْ مثلَ سَيفِهِ
مَضَاءً عَلى الأعْداءِ أنْكَرَهُ الجَدّ
وَما ضَاقَ عَنهُ كلُّ شَرْقٍ وَمَغرِبٍ
من الارض الا ضاق عن نفسه الجلد
إذا قَلّ مالُ المَرْءِ قَلّ صَدِيقُهُ
وَفَارَقَهُ ذاكَ التّحَنّنُ وَالوُدّ
واصبح يغضي الطرف عن كل منظر
أنِيقٍ وَبُلْهِيهِ التّغَرّبُ وَالبُعْدُ
فمالي وللايام ارضى بجورها
وتعلم اني لا جبان ولا وغد
تغاضى عيون الناس عني مهابة
كما تتقي شمس الضحى الاعين الرمد
تخَطّتْ بيَ الكُثْبَانَ جَرْداءُ شَطبَة ٌ
فَلا الرّعيُ دانٍ من خُطاها وَلا الوِرْدُ
تدافع رجلاها يديها عن الفلا
إلى حَيثُ يُنمَى العِزّ وَالجَدّ وَالجِدّ
فجاءتك ورهاء العنان بفارس
تَلَفّتَ حتّى غابَ عَنْ عَيْنِهِ نجدُ
وَمِثلُكَ مَن لا تُوحشُ الرّكبَ دارُه
وَلا نازِلٌ عَنها إذا نزَلَ الوَفْدُ
فيا لآخذا من مجده ما استحقه
نصيبك هذا العز والحسب العد
أبٌ أنتَ أعلى منهُ في الفَضْلِ وَالعُلى
وامضى يداً والنار والدها زند
وَمَا عَارِضٌ عُنوَانُهُ البِيضُ وَالقَنا
أخو عارِضٍ عُنوَانُه البَرْقُ وَالرّعْدُ
وكم لك في صدر العدو مرشة
يُخَضِّبُ منهُ الرّمحَ مُنبَعِقٌ وَرْدُ(93/67)
وَفَوْقَ شَوَاة ِ الذِّمْرِ ضَرْبَة ُ ثَائِرٍ
يَكَادُ لَهُ السّيفُ اليَمانيُّ يَنقَدّ
يود رجال انني كنت مفحماً
ولولا خصامي لم يودوا الذي ودوا
مَدَحتُهُمُ فاستُقبِحَ القَوْلُ فيهِمُ
ألا رُبّ عُنْقٍ لا يَليقُ بِهِ عِقْدُ
زهدت وزهدي في الحياة لعلة
وحجة من لا يبلغ الامل الزهد
وهان على قلبي الزمان واهله
وَوِجدانُنا، وَالمَوْتُ يَطلُبُنا، فَقْدُ
وَأرْضَى مِنَ الأيّامِ أنْ لا تُميتَني
وَبي دُونَ أقْرَاني نَوَائِبُهَا النُّكْدُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَيْتَ الخَيالَ فَرِيسَة ً لِرُقَادِي
لَيْتَ الخَيالَ فَرِيسَة ً لِرُقَادِي
رقم القصيدة : 9968
-----------------------------------
لَيْتَ الخَيالَ فَرِيسَة ً لِرُقَادِي
يدنو بطيفك عن نوى وبعاد
ولقد اطلت الى سلوّك شقتي
وَجعلتُ هَجرَكِ وَالتجَنّبَ زَادِي
أهْوِنْ بِما حَمّلتِنِيهِ منَ الضّنى
لَوْ أنّ طَيفَكِ كانَ مِنْ عُوّادِي
وَلَقَلّمَا نَزَلَ الخَيَالُ بمُقْلَة ٍ
روعاء نافرة بغير رقاد
ما تَلتَقي الأجفانُ منها سَاعَة ً
وَإذا التَقَتْ فَلِغَضّ دَمْعٍ بَادِ
لا يَبْعَدَنْ قَلْبي الذي خَلّفْتُهُ
وَقْفاً عَلى الإتْهَامِ وَالإنْجادِ
إنّ الذي عَمَرَ الرّقادَ وِسَادَة ً
لم يدر كيف بنا عليَّ وساد
لا زال جيب الليل منفصم العرى
عن كل اوطف مبرق مرعاد
يسقى منازل عاث فيهن البلى
مِنْ أنْ يُرَاقَ عَلى يَدي بِأبَادِ
وَإذا الرّيَاحُ تَبَوّعَتْ، فصُدورُها
لعناق حاضر ارضكم والبادي
ولقد بعثت من الدموع اليكم
بركائب ومن الزفير بحاد
إنّي متى استَنجدتُ سِرْبَ مَدامعٍ
خذلته اسراب الفراق العادي
لولا هواك لما ذللت وانما
عِزّي يُعَيّرُني بِذُلّ فُؤادِي
ما للزمان يذودني عن مطلبي
وَيُرِيغُني عَن طارِفي وَتِلادِي
يحنو عليَّ اذا اقمت كانني
الاسرار في احشاء كل بلاد
عادات هذا الناس ذم مفضل
وملام مقدام وعذل جواد
وَلَقَدْ عَجِبتُ، وَلا عَجيبٌ أنّهُ(93/68)
كل الورى للفاضلين اعادي
وارى زماني يستلين عريكتي
وارى عدوي يستحر عنادي
اتظنني القي اليك يداً وما
بيني وبينك غير ضرب الهادي
اسعى لكل عظيمة فانالها
عَزْماً يَفُوتُ هَوَاجِسَ الحُسّادِ
عَزْماً قَوِيّاً لا يُشَاوِرُ رِقْبَة ً
للخطب في الاصدار والايراد
مَا زَالَ يَشهَدُ لي إذا استَنطَقتُهُ
بالجُودِ في لَيلي، لِسَانُ زِنَادِي
إنّي لَتَحقُنُ ماءَ وَجهي هِمّتي
من ان يراق على يدي باياد
مِمّا يُقَلّلُ رَغْبَتي أنّي أرَى
صَفَدي ببَذلِ المالِ مثلَ صِفادِي
والمال اهون مطلباً من ان ارى
ضَرِعاً أُرَامي دُونَهُ وَأُرَادِي
ومناضل عثرت به احسابه
في مسلك وعر من الاجداد
خَلّقتُ عُرْفَ جَوَادِهِ بنَجيعِهِ
وَالسّبقُ في طَلَقِ الرّدى لجَوَادِي
وَلَرُبّ يَوْمٍ غَضّة ٍ أطْرَافُهُ
صُقِلَتْ بخَطوِ رَوَائحٍ وَغَوَادِي
يوم اراق دم الغمام على السرى
بظُبًى مِنَ الإيماضِ غَيرِ حِدادِ
وَلِغُرّة ِ الجَوّ الرّقيقِ أسِرّة ٌ
يلمعن من قطع السحاب الغادي
جاذبته صافي اديم هجيره
وَاليَعمَلاتُ شَوَاحبُ الأعضَادِ
في فِتْيَة ٍ سَلَبُوا النّهَارَ ضياءَهُ
وَرَمَوْا بَيَاضَ جَبِيِنِه بِسَوَادِ
وَحشَواْ حَشا الظّلماءِ ملءَ جنانها
حتى تصدع بالصديع البادي
وكانما بيض النجوم فواقع
في زَاخِرٍ مُتَتَابِعِ الإزْبَادِ
نالوا على قدر الرجاء وانما
يروى على قدر الاوام الصادي
قَوْمٌ إذا قَرَعُوا زُنُوداً للقِرَى
سَتَرُوا فُرُوجَ النّارِ بالوُرّادِ
ما ضل في قلب امرءٍ امل سرى
إلاّ وَجُودُهُمُ الهُدَى وَالهَادِي
طُنُبٌ يُعَثّرْنَ الخُطوبَ، وَباحَة ٌ
مَمْنُوعَة ٌ إلاّ مِنَ الرُّوّادِ
سَحَبُوا أنَابيبَ القَنَا، فكأنّمَا
سَحَبُوا بهِنّ حَوَاشِيَ الأبْرَادِ
يَزْجُرْنَ جُرْداً لا تُقِرّ على الثّرَى
مرحا كان الترب شوك قتاد
من كل تلعاء المناكب جيدها
ضرَبوا قِبابَ البِيضِ فوْقَ مفارِقٍ
اطنابها شرع القنا المياد
ذبل يهذّ بها الطعان وانها(93/69)
تَزْدادُ جَهْلاً كُلّ يَوْمِ جِلادِ
يحمِلنَ عبْءَ الموْتِ وَهيَ خفايفٌ
في الطعن بين جناجن وهواد
هُمْ أنشَبُوا قِصَدَ القَنا من وَائِلٍ
من حيث نار الحقد في ايقاد
وَلَغُوا بوَقْعِ حَوَافِرٍ في مأزِقٍ
مَلأوا بهِنّ مَسامِعَ الأصْلادِ
نَجْبٌ نَفَضْنَ لهُ الفَرَائصَ خيفة ً
تحتَ العَرِينِ، بَرَاثِنُ الآسَادِ
لبست له الحرب المشوبة قبلة ً
وتعودت منه صدور صعاد
وَلَدَتْ وُجوهُهمُ العجاجة َ طلعة ً
وظبى السيوف ثواكل الاغماد
مِنْ كلّ نَصْلٍ أضْمَرَتْ أحشَاؤهُ الـ
أرْوَاحَ وَهوَ حشًى بغَيرِ فُؤادِ
الخيل ترتشف الصعيد بسورها
طَرْداً، وَتَلفِظُهُ عَلى الأكْتَادِ
اقبلن مثل السيل صوّب عنقه
نشز العقاب الى قرار الوادي
وَتَكادُ تَمسَحُ من دِماءِ جِرَاحها
اثار ما نقشت على الاطواد
ترجيع قعقعة الشكيم اذا سرت
لِعُداتِهَا، بَدَلٌ مِنَ الإيعَادِ
يَوْمٌ كأنّ الأرْضَ فيهِ عانَقَتْ
صَدْرَ السّماءِ بعارِضٍ مُنقَادِ
وَيكادُ جامحُهُ يُثَقِّفُ في الطُّلَى
بالطعن اطراف القنا المنآد
وَكأنّهُنّ، إذا انحَنَينَ، رَوَاكِعٌ
صلت الى قبل من الاكباد
وشققن اردية الضغائن بالردى
من بَعدِ ما شَمَلَتْ قلوبَ إيَادِ
ان يسلبوا ضافي الدروع فانهم
كاسون من علق دروع جساد
رَجَعَ الضّرَابُ رِجالَهُمْ بعَمائمٍ
محمرة ونساهم بحداد
لا ينقضون بنى الحقود كأنما
شيدت طلوعهم على الاحقاد
مُهَجٌ كأُنبُوبِ اليَرَاعِ، إذا عَدَا
روع وعند المطمعات عوادي
كادَتْ تَطِيرُ مخافَة ً لَوْ لمْ تَكُنْ
مِنْ شُرّعِ الأرْمَاحِ في أسْدَادِ
بَلَغَتْ لَنَا الأرْماحُ كُلَّ طَماعة ٍ
وحوت لنا الاسياف كل مراد
انا خل كل فتى اذا ايقظته
ايقظت كالنضاض أو كالعادي
ألِفَ الحُسامَ، فَلَوْ دَعَاهُ لغارَة ٍ
عجلان صاحبه بغير نجاد
كفاه تصديها الدماء من القنا
طَوْراً، وَيَصْقُلُها النّدى في النّادِي
ان جاد اقنى المعسرين وان سطى
افنى القنى بمواير الفرصاد(93/70)
من مبلغ الشعراء عني ان لي
قول الفحول ونجدة الانجاد
قد كان هذا الشعر ينزع في الدنا
عنهم فكان عقالة ميلادي
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أرَاكَ ستُحدِثُ للقَلْبِ وَجْدا
أرَاكَ ستُحدِثُ للقَلْبِ وَجْدا
رقم القصيدة : 9969
-----------------------------------
أرَاكَ ستُحدِثُ للقَلْبِ وَجْدا
اذا ما الظعائن ودعن نجدا
بواكر يطلعن نقب الغوير
شَأوْنَ النّوَاظِرَ نَأباً وَبُعْدَا
تُتبّعُهُمْ نَظَرَاتِ الصّقُورِ
ن هفهفة الطير جدا
عَلى قَنَوَينِ، ألا مَنْ رَأى
ظَعائنَ بالطّعنِ وَالضّرْبِ نَجْدَا
نُخَالِسُهَا مِنْ خِلالِ القَنَا
سَلاماً، وَنَعْلَمُ أنْ لا تَرُدّا
كَأنّ هَوَادِجَهَا وَالقِبَابَ
يثنين منهن بانا ورندا
فما شئت تنسم بالقلب نشراً
وَما شِئتَ تَقطِفُ بالعَينِ وَرْدَا
كان قواني انماطها
قطوع رياض من الطل تندى
يَصُدّونَ عَنّا بلَمعِ الخُدُودِ
وَيَمْنَعُنَا وَجدُنَا أنْ نَصُدّا
كَأنّا بِنَجْدٍ غَداة َ الوَداعِ
نُصَادِي عُيُوناً من الدّمعِ رُمْدَا
وايسر ما نال منا الغليل ان
لا نحس من الماء بردا
اثاروا زفيراً يلف الضلوع
لف الرياح انابيب ملدا
فكلُّ حرارة انفاسه
تَدُلّ عَلى أنّ في القَلْبِ وَقْدَا
واني للشوق من بعدهم
أُرَاعي الجَنُوبَ رَوَاحاً وَمَغْدَى
وَأفْرَحُ مِنْ نَحْوِ أوْطَانِهِمْ
بغيث يجلجل برقاً ورعدا
إذا طَلَعَ الرّكْبُ يَمّمْتُهُ
احيي الوجوه كهولاً ومردا
وَأسألُهُمْ عَنْ جنُوبِ الحِمَى
وَعن أرْضِ نجدٍ وَمَن حَلّ نَجدَا
نَشَدْتُكُمُ اللَّهَ، فَلْيُخْبِرَنّ
مَنْ كانَ أقرَبَ بالرّمْلِ عَهْدَا
هل الدار بالجزع مأهولة
انار الربيع عليها واسدى
وَهَلْ حَلَبَ الغَيْثُ أخْلافَهُ
أأحصَيتُمُ رَمْلَ يَبرِينَ عَدّا
وَهَلْ أهْلُهُ عَنْ تَنائي الدّيَارِ
يُرَاعُونَ عَهْداً وَيَرْعَوْنَ وُدّا؟
لئن اقرض الله ذاك النعيم
فيهِمْ، لقَد كانَ فَرْضاً مُؤدّى(93/71)
اعار الزمان ولكنه
تعقب اعطاؤه فاستردا
انا ابن العرانين من هاشم
ارق القبائل راحا واندى
اكنهم للمراميل ظلاً
وَأثْقَبِهِمْ للمَطَارِيقِ زَنْدَا
سراع الى نزوات الخطوب
يهزون سمراً ويمرون جردا
كان الصريخ يهاهي بهم
أُسُوداً تَهُبّ مِنَ الغِيلِ رُبْدَا
اذا اغرقوا بيضهم في الطلى
وَسامُوا القَنا من دمِ الطعنِ وِرْدَا
عَلى القُبّ تَشغَلُهُنّ السّياطُ
امام الرعيل عنيفاً وشدا
رَمَيْنَ السِّخَالَ، وَقَينَ النّفُوسَ
حتّى بَلَغنَ لغُوباً وَجُهْدَا
فما اومؤا بصدور الرماح
يَوْماً إلى القِرْنِ إلاّ تَرَدّى
سيوف تطيل قراعاً وقرعا
وَخَيْلٌ تَعِيدُ طِرَاداً وَطَرْدَا
قتلاً بيوم طعان وصفدا
وكم صاف من دارهم سيد
وقاظ يعالج في الجيد قدا
كان الفتى منهم في النزال
يرى اكبر الغنم ان قيل اودى
ولا يحمد العيش في يومه
اذا لم يلاق من السيف هدا
يبيت على ظبتي همة
يُجَاثي خُصُوماً من النّوْمِ لُدّا
إذا غَلّ أيْدِي الرّجَالِ النّعَاسُ
شد على العضب باعاً اشدا
واصبح تزفيه ريح العجاج
غضبان اعجل ان يستعدا
وسيان من جر عزماته
وَحيداً إلى الرّوْعِ أوْ جَرّ جُندَا
يرى مهرباً فيلاقي الردى
لِقَاءَ امرِىء ٍ لا يَرَى مِنْهُ بُدّا
مُضِيءُ المُحَيّا كَأنّ الجَمَالَ
اذا هبَّ منه جبينا وخدا
ترى وجهه في حضور الندى
كالعَضْبِ رَقرَقتَ فيهِ الفِرِنْدَا
يُنِيرُ وَيُلْحِمُ في خِفْيَة ٍ
إلى أنْ يَحُوكَ مِنْ الرّأيِ بُرْدَا
بَني عَمّنَا أيْنَ قَحْطانُكُمْ
إذا عَبّ بَحْرُ نِزَارٍ وَمَدّا
مضغناكم اذا عددنا قريشا
وَنَلهَمُكُمْ إذْ بَلَغْنَا مَعَدّا
هُمُ ألدَغُوكُمْ حُمَاة َ الرّمَاحِ
وَلَدّوكُمُ بظُبَى البِيضِ لَدّا
حَمَوْكُمْ مَنابتَ عُشبِ البِلادِ
تَحَلَّوا مِنَ النَّورِ سَبطاً وَجَعدَا
وَسَامُوا بِنَجْدٍ مَطَايَاكُمُ
لما نشطت منه بالغور ردا
لَنَا مَنْ تَعُجّ الوَرَى بِاسْمِهِ
إلى اللَّهِ نَدْعُوهُ في المَجْدِ جَدّا(93/72)
وَبَيْتٌ تَهَاوَى إلَيْهِ المَطِيُّ
تَهُزّ الدّلاءَ ذَمِيلاً وَوَخْدَا
بنَا أنْقَذَ اللَّهُ هَذا العُرَيْبَ
حتى استقام الى الدين قصدا
وَذَلَّ غَوَاشِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا
سعى في الذلالة سعيا مجدا
واخفت زمجرة المشركين
يفري الجماجم قطا وقدا
فاكثر بما طل تلك الدماء
واعظم بما جر بدرا واحدا
وان لنابض تلك العروق
إذا عُدْنَ يَنبِضْنَ كَيّاً مُعدّا
فلا تشمخن يابن ام الضلال
بجدي وجدت من النار بردا
أجَارَ عَلى عَجَلٍ أخْمَصَيْكَ
زلق الغي اذ كدت تردا
واعتق عنقك من سيفه
فَأصْبَحَ رَأسُكَ حُرّاً وَعَبْدَا
يزيد على مشتهى الجود جودا
وَيَبني عَلى غايَة ِ المَجدِ مَجْدَا
نلين عطائفنا للقريب
ونولي المجانب قربا اجدا
وَلَيسَ لَنَا شَبخُ الرّاحَتَينِ
إذا جَادَ أعطَى قَليلاً وَأكْدَى
لقد زجر المجد حتى اصاب
بِنا مَطلَعَ النّجمِ لا بَلْ تَعَدّى
كذاك مناقبنا فانظروا
سبقنا الى المجد من كان قبلا
فكيف نقاس بمن جاء بعدا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لو علمت اي فتى ماجد
لو علمت اي فتى ماجد
رقم القصيدة : 9970
-----------------------------------
لو علمت اي فتى ماجد
ذاتُ اللّمَى وَالشّنَب البَارِدِ
لمّا وَفَى لي مَوْعِدِي بِالنّوَى
مِنْ غَيرِ ذَنْبٍ وَوَفَى وَاعِدِي
كالغُصْنِ مَهزُوزاً، وَلَكِنّهُ
يَفْعَلُ فِعْلَ الخَطِلِ المَائِدِ
أضْلَلْتَ قَلْبي فيكَ عَمْداً وَقَدْ
تَعَيّنَ الثّأرُ عَلى العَامِدِ
فهل لما اضللت من ناشد
وهل لما ضيعت من واجد
قُلُوبُنَا عِندَكَ مَعقُودَة ٌ
بطرف ذاك الشادن العاقد
افلتنا ثم ثنى طرفه
تَلَفُّتَ الظّبْيِ إلى الصّائِدِ
ما انصف الفاسق في لحظه
لَمّا أرَانَا عِفّة َ العَابِدِ
تعزز الحب له ذلة
وناقص الحب الى زائد
وَالمَرْءُ مَحْسُودٌ بِلَذّاتِهِ
والحب ملذوذ بلا حاسد
يا عذبة المبسم بلي الجوى
بنهلة من ريقك الصارد
ارى غديرا شبما ماؤه
فهل لذاك الماء من وارد
من لي به من عسل ذائب(93/73)
يجري خلال البرد الجامد
انا ابن من ليس بجد له
مَنْ لَمْ يَكُنْ بالمَاجِدِ الجائِدِ
وَلَمْ يَكُنْ في سِلْكِ آبَائِهِ
غَيرُ طَوِيلِ البَاعِ وَالسّاعِدِ
قَدْ حَلَبَ الدّهْرَ أفَاوِيقَهُ
واتبع الشارد بالطارد
لَنَا الجِبَالُ القُودُ مَرْفُوعَة ً
تزل عنها قدم الصاعد
لَنَا الجِيَادُ القُبُّ أخّاذَة ٌ
على العدى بالامد الزائد
لَنَا القَنَا وَالبِيضُ مِطْوَاعَة ٌ
في الضرب يعصين يد الغامد
لَنَا الأُسُودُ الغُلْبُ في غَيلِهَا
من ثائر باساً ومن لابد
مِنْ أسَدٍ طَالَ بِهِ عُمْرُهُ
ومن قريب العمر مستاسد
يا أيّهَا العَائِبُ لي جَهْلَة ً
حذار من ارقمي الراصد
أُقَدّمُ النّذْرَ، وَلي سَطْوَة ٌ
تنفر النوم عن الراقد
كلمعة البارق مجتازة
تقضي على زمجرة الراعد
إنْ كُنْتَ مَا جَرّبْتَني ضَارِباً
فاصْبِرْ لِما جاءَكَ مِنْ ساعِدِي
وَهَاكَ مِنْ كَفّيَ مَفْرُوجَة ً
فرج القبا موسية العائد
رب نعيم زال ريعانة
بلسعة من عقرب الحاسد
انا الذي ابذل من طارفي
مثل الذي ابذل من تالدي
مَا مَرْوَتي للنّاحِتِ المُنْتَحي
يوماً ولا غصني للعاضد
اسعى لقوم قعدوا في العلى
مَا أكْثَرَ السّاعي إلى القَاعِدِ
انا الذي يوطيء اكتافها
مَا رَنّ رُمْحٌ بيَدَيْ مَارِدِ
انا الذي يضرم افاقها
كَأنّهَا مَعْمَعَة ُ الوَاقِدِ
انا الذي يوجر ابطالها
ضَرْباً كَخَبْطِ الجَمَلِ الوَارِدِ
ما انا للعلياء ان لم يكن
مِنْ وَلَدِي مَا كَانَ مِنْ وَالدِي
وَلا مَشَتْ بي الخَيْلُ إنْ لمْ أطَأ
سَرِيرَ هذا الأغْلَبِ المَاجِدِ
فان انلها فكما رمته
أوْلا، فَقَدْ يَكْذِبُني رَائِدِي
والغاية الموت فما فكرتي
أسَائِقي أصْبَحَ أمْ قَائِدِي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> هل ريع قلبك للخليط المنجد
هل ريع قلبك للخليط المنجد
رقم القصيدة : 9971
-----------------------------------
هل ريع قلبك للخليط المنجد
بلوى البراق تزايلوا عن موعدي
قالوا غدا يوم النوى فتسلفوا(93/74)
عَضّاً لأطْرَافِ البَنَانِ عَلى غَدِ
رَفَعُوا القِبَابَ، وَبَيْنَهُنّ لُبانة ٌ
لم تقضها عدة الغزال الاغيد
وَغَدَوُا غُدُوَّ الرّوْضِ ألبَسَهُ الحَيَا
نَسْجَينِ بَينَ مُسَرَّدٍ وَمُعَضَّدِ
وَوَرَاهُمُ قَلْبٌ يُشَاقُ وَمُهْجَة ٌ
بردت ردى وغليلها لم يبرد
لاثُوا خدودَهُمُ على عِينِ النّقَا
وَدُمَى النّمارِقِ وَالغُصُونِ المُيَّدِ
وَأهِلّة ٍ بِتْنَا نَضَلُّ بِضَوْئِهَا
وَلَقْدْ تَرَانَا بالأهِلّة ِ نَهْتَدِي
فَسَقَى ثَرَى تلكَ الغُصُونِ نَبَاتِهِ
ما شاء من سبل الغمام المزبد
و لقد مررت على الديار فعزني
جلدي وكان اعز منه تجلدي
لَوْلا مُكَاثَرَة ُ الدّمُوعِ عَشِيّة ً
لعرفت رسم المنزل المتابد
لهفي لأِيّامِ الشّبَابِ عَلى نَدَى
أطْرَافهِنّ وَظِلّهِنّ الأبْرَدِ
أيّامَ أنْفُضُ للمِرَاحِ ذَوَائِبي
و اروح بين معذل ومفند
وَمُرَجِّلِينَ مِنَ الحِمَامِ غَرَانِقٍ
مثل الغصون ثيابها الورق الندي
مُتَمَلّيِينَ مِنَ الشّبَابِ كَأنّهُمْ
أقْمَارُ غَاشِيَة ِ الظّلامِ الأرْبدِ
صُقِلَتْ نُصُولُ خدودِهمْ بيدِ الصِّبَا
مُرْدُ العَوَارِضِ في زَمَانٍ أمْرَدِ
تَستَنبِطُ الألحَاظُ مَاءَ وَجُوهِهِمْ
فيَكادُ يَنقَعُ من غَضَارَتِها الصّدِي
لا تَنفُرُ الحَسْنَاءُ مِنْ مَسّي، وَلا
تُثْنَى إذا مُدّتْ إلى أرَبٍ يَدِي
و بياض ما بيني وبين احبتي
يوم اللقاء من الغراب الاسود
فالان اذ قرع النوائب مروتي
و ألنّ معجم عودي المتشدد
وَقَصرْنَ خَطوِي عن مُرَاهَنة ِ الصِّبَا
فخطوت للذات خطو مقيد
البستني برد الوقار ضرورة
وارينني جدد الطريق الاقصد
فاليوم اسلس في القياد وطالما
منعت فضول عزامتي من مقودي
مالي اذل وصارمي لم ينثلم
بِطُلَى العِدى وَقَنايَ لمْ يَتَقَصّدِ
قَدْ طَالَ في ثَوبِ الهُمُومِ تَزَمُّلي
فَلآخُذَنّ لِنَهْضَتي مِنْ مَقْعَدِي
و لا ظعنن دجى الظلام بجسرة
هوجاء تسئل مورداً عن موارد
في غلمة هدموا ذرى عبدية(93/75)
أنْضَاءِ خَمْسٍ للنَّجَاءِ عَمَرَّدِ
تَصِلُ الدُّؤوبَ كأنّ طاليَ أنْيُقٍ
نَضَحَ الذَّفَارَى بالكُحَيلِ المُعْقَدِ
مشق الهجير لحومها وتناضلت
أخْفَافُهَا بِالأمْعَزِ المُتَوَقِّدِ
لَوْ عِيدَ مِنْ داءِ الفَهَاهَة ِ وَاحِدٌ
صاحت بها الاعراق دونك فازدد
حتى اذا ركبوا الروس من الكرى
و تصوب العيون بعد تصعد
جَعَلُوا الخُدُودَ عَلى أزِمّة ِ ضُمّرٍ
فَتَلَ الكَلالُ قُيُودَهنّ بلا يَدِ
مِثلُ الصّوَارِمِ وَالدُّجَى أغمادُهَا
حتى تسل إلى المغار الابعد
انافي الضحى سرج الحصان وفي الدجى
كُورٌ عَلى ظَهْرِ الأمُونِ الجَلْعَدِ
بيدي من الهندي فضل عمامة
لا بُدّ أعْصِبُهَا بِرَأسِ مُسَوَّدِ
إنّي لأغْلَطُ آنِفاً بمواسي
وَأُقِيمُ مِنْ عُنْقِ الأبيّ الأصْيَدِ
قل للعدى ان بت اوقد نارها
مَا بَيْنَنَا أبَداً، إذا لَمْ تَخْمَدِ
فدعوا مصاولة الضراغم وانبحوا
نَبحَ الكِلابِ عَلى نجُومِ الأسْعدِ
لا يغررنكم تناوم ضيغم
وَتَناذَرُوا وَثَبَاتِ أغْلَبَ مُلْبِدِ
الصارم المشهور ينذر نفسه
فخذوا الحذار من الحسام المغمد
وَأقارِبٌ جَعَلُوا العُقُوقَ سَجِيّة ً
يَتَوَارَثُونَ سَفَاهَة ً عَنْ قُعْدُدِ
لبسوا لنا زرد النفاق فاصبحوا
في ذِمّة ِ الخُلقِ اللّئِيمِ الأوْغَدِ
وكانما تلك الضلوع قساوة
تُثْنَى عَلى قِطَعِ الصّفَاءِ الجَلْمَدِ
قالُوا: الصّفاحُ! فقلتُ: إنّ ألِيّة ً
أنْ لا أمُدّ يَدِي بِغَيرِ مُهَنّدِ
من كل منجوب الجنان كانه
في الروع مطرود وان لم يطرد
ان عاين النقعين انكر قلبه
وَنَجَا بِنَاصِيَة ِ الطِّمِرّ الأجْرَدِ
عادُوهُ مِنْ عَيٍّ إذا حضرَ النّدِي
مُتَقَدِّمٌ في لُؤمِهِ مِيلادُهُ
ومن الخمول كانه لم يولد
قُلْ للّذِي بالغَيّ سَوّى بَيْنَنَا:
اين الغبار من الجبال الركد
لا تدنين مواربين دعوتهم
يَوْمَ الطّعَانِ فسَوّفُوكَ إلى الغَدِ
تَرَكُوا القَنَا تَهفُو إلَيكَ صُدُورُهُ
والقوم بين مهلل ومغرد(93/76)
حتّى اتّقَوا بكَ ثَمّ فاغرَة َ الرّدَى
فنجوا وانت على طريق المزرد
قذفوك في غمائها وتباعدوا
عَنها، وَقالُوا: قُمْ لنفسِكَ وَاقعُدِ
قَطَعَ الزّمَانُ قِبالَ نَعلِكَ، فانْتَعِلْ
أُخرَى تَقِيكَ مِنَ العِثَارِ وَجَدِّدِ
يصل الذليل الى العزيز بكيده
والشمس تظلم من دخان الموقد
وَاشْدُدْ يَدَيْكَ إلى الوَغَى بمُغامِرٍ
نَدْبٍ، لعاداتِ الطّعَانِ مُعَوَّدِ
لم ينقتش شوك القنا من جلده
في الروع الا بالقنا المتقصد
مِنْ كُلّ مُرْبَدّة ِ النّجيعِ إذا علَتْ
نَغَرَاتُهَا قَطَعَتْ حُضُورَ العُوّدِ
إنْ سَوّمُوهُ إلى الرّهَانِ، فَإنّمَا
مسحوا جبين مقلد لمقلد
ما عذر من ضربت به اعراقه
حَتّى بَلَغْنَ إلى النّبيّ مُحَمّدِ
أنْ لا يَمُدّ إلى المَكَارِمِ بَاعَهُ
وينال منقطع العلا والسؤدد
مُتَحَلّقاً حَتّى تَكُونَ ذُيُولُهُ
أبَدَ الزّمَانِ عَمَائِماً للفَرْقَدِ
أعِنِ المَقَادِرَ لا تَكُنْ هَبّابَة ً
وَتَأزّرِ اليَوْمَ العَصَبصَبَ وَارْتَدِ
لا تغبطن على البقاء معمراً
فلقرب يوم منية من مولد
Free counter
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يَا قَلْبِ جَدّدْ كَمَدَا
يَا قَلْبِ جَدّدْ كَمَدَا
رقم القصيدة : 9972
-----------------------------------
يَا قَلْبِ جَدّدْ كَمَدَا
فَمَوْعِدُ البَيْنِ غَدَا
لَمْ أرَ فَرْقاً بَعْدَهُمْ
بَيْنَ الفِرَاقِ وَالرّدَى
يَا زَفْرَة ً هَيّجَهَا
حاد من الغور حدا
أغْنَى زَفِيرُ العَاشِقِيـ
عيسه عن الحدا
ارعى الحمول ناظراً
مُزَاحِمٌ يَقْذِفُ في
واطرد الطرف على
اثارهم ما انطردا
وَمُذْ أذَابُوا مَاءَ عَيْـ
جمر الغضا ما خمدا
بالاسى ما جمدا
يا هل ارى من حاجة
حقف النقا والجمدا
أنَا الغُلامُ القُرَشِيّ
جرعائه وانعقدا
وَهَلْ أُعِيدُ نَاظِراً
يتبع سرباً منجداً
يمشين هزات القنا
مَالَ وَمَا تَحَصّدَا
هَلْ نَاشِدٌ يَنْشُدُ لي
ذاك الغزال الاغيدا
ما ضل عني انما
ضل بقلبي كمدا(93/77)
رَهَنْتُهُ قَلْبي، وَمَنْ
يَرْهُنُ قَلْباً أبَدَا
يا منجزاً وعيده
وماطلا ما وعدا
أرَاكَ مِنّي أقْرَباً
وان غدوت ابعدا
عذبت قلبي عنتا
والطرف لا القلب بدا
رب ثنايا بردت
لذي جوى ما بردا
يَا حَرّ قَلْبي! مَنْ سُقي
رضابهن الابردا
لم يدر هل ذاق بها
جمر غضا أو بردا
يا كبدي تجلداً
فما اطيق الجلدا
عَسَى فُؤادٌ يَرْعَوِي
رب مضل وجدا
وَحَمّلَ الحَاجَ الرّمَا
حَ لا الأمُونَ الجَلْعَدَا
اني اذا ما لم اجد
إلاّ الهَوَانَ مَوْرِدَا
كنت اداوي كبدي
لَوْ غَادَرُوا لي كَبِدَا
دَعْ للمَشِيبِ ذِمّة ً
إنّ لَهُ عِنْدِي يَدَا
اعتق من رق الهوى
مُذَلَّلاً مُعَبَّدَا
لَكِنْ هَوًى لي أنْ أرَى
لون عذاري اسودا
شائباً وامردا
ما اخلق البرد فلم
بَدّلَ لي وَجَدّدَا
لولا تكاليفك لم
أُعْطِ الزّمَانَ مِقْوَدَا
وَلا ثَنَيْتُ عُنُقِي
إلى اللّيَالي صَيَدَا
سجية من بطل
لازم ما تعودا
بايع اطراف القنا
وَعَاقَدَ المُهَنّدَا
شَاوَرْتُ قَلْباً آبِياً
فقال لي لاتردا
إنّي لِقَوْمٍ بَعُدُوا
في المَجْدِ وَالجُودِ مَدى
شوس اذا الباغي بغى
سُمْحٍ، إذا الجَادي جَدَا
تَفَرّعُوا طَوْدَ العُلَى
وَالجَبَلَ العَطَوَّدَا
مَجْدُهُمُ أقْدَمُ مِنْ
هضب القنان مولدا
اصادق في الخطب
للسيف وللمال عدا
إذا اهْتَدَى بِنَارِهِمُ
طارق ليل ما اهتدى
تقارعوا على القرى
وَاقْتَرَعُوا عَلى الجَدَا
وَغَارَة ٍ في سُدْفَة ٍ
توقظ حياً رقدا
بِضُمَّرٍ أسْقَطَهَا
عليهم مع الندا
تلهب نضاً زعزعا
او قربا عمردا
كانني ابعثها
فيهم ثنى وموحدا
يَوْمِ الحِصَابِ جَلْمَدَا
مِنْ كُلّ مَحْبُوكٍ كَما
أمَرّ لاوٍ مَسَدَا
يُغْني الفَتى عِنَانُهُ
عن سوطه اذا عدا
كَأنّمَا فَارِسُهُ
يَقْدَعُ ذِئْباً أصْرَدَا
أنْزَعُ عَنْ صَفْحَتِهِ
شوك القنا مقصدا
لَوْ شِمْتَهُ بِبَارِقٍ
ماء الكلاب اوردا
وكل صل لامظ
يطلب ريا للصدى
أقْدَمَ مِنْ سِنَانِهِ
اذا الجبان عردا
مَاضٍ، فَإنْ شَمّ طُرُو(93/78)
قَ الضّيْمِ زَاغَ حَيَدَا
يَلْقَى الطّرَادَ جَذِلاً
كَمَا يُلاقي الطّرَدَا
انا الغلام تالقرشي
مُنْجِباً مَا وَلَدَا
أنْزَعتُ دَلوِي قَبْلَكُمْ
إلى العِرَاقِ سُؤدُدَا
ما زال عزمي لي عن
دار الهوان مبعدا
مُرَحِّلي عَنْ بَلَدٍ
وَرَاجِماً بي بَلَدَا
إنْ لَمْ يَكُنْ نَيلُ مُنًى
فابغ اذا ورد ردا
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ابرَّ على الانواء فضلي ونائلي
ابرَّ على الانواء فضلي ونائلي
رقم القصيدة : 9973
-----------------------------------
ابرَّ على الانواء فضلي ونائلي
وَطالَ على الجَوْزَاءِ قَدرِي وَمحْتِدِي
يَدِي ألِفَتْ بَذْلَ النّوَالِ فلوْ نبَتْ
عن الجود يوماً قلت ما هذه يدي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قل للعدى موتوا بغيظكم
قل للعدى موتوا بغيظكم
رقم القصيدة : 9974
-----------------------------------
قل للعدى موتوا بغيظكم
الغَيْظَ مُرْدِي
وَدَعُوا عُلًى أحْرَزْتُهَا
يَا وَادِعِينَ بِطُولِ جُهْدِ
كم بين ايديكم وبيـ
ن النجم من قرب وبعد
ولي النقابة خال امي
قبل ثم ابي وجدي
وُلّيتُهَا طِفْلاً، فَهَلْ
مَجْدٌ يُعَدَّدُ مثْلَ مَجدِي
وَأظُنّ نَفْسِي سَوْفَ تَحْـ
ني على الامر الاشد
حتى ارى متملكاً
شرق العلى والغرب وحدي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يفاخرنا قوم بمن لم يلدهم
يفاخرنا قوم بمن لم يلدهم
رقم القصيدة : 9975
-----------------------------------
يفاخرنا قوم بمن لم يلدهم
بتيم اذا عد السوابق اوعدي
وَيَنسَوْنَ مَنْ لَوْ قَدّمُوهُ لقدّموا
عِذارَ جَوَادٍ في الجِيادِ مُقَلَّدِ
فتى هاشم بعد النبي وباعها
لمرمى على أو نيل مجد وسؤدد
وَلَوْلا عَليٌّ مَا عَلَوْا سَرَوَاتِهَا
ولا جعجعوا منها بمرعى ومورد
أخَذْنا عَلَيهِمْ بالنّبيّ وَفَاطِمٍ
طِلاعَ المَساعي من مَقامٍ وَمَقعَدِ
وطلنا بسبطي احمد ووصيه(93/79)
رِقابَ الوَرَى من مُتهِمينَ وَمُنجدِ
وحزنا عتيقاً وهو غاية فخركم
بمولد بنت القاسم بن محمد
فَجَدٌّ نَبيّ ثمّ جَدٌّ خَلِيفَة ٌ
فَما بَعدَ جَدّينَا عَليٍّ وَأحمَدِ
وَما افتَخَرَتْ بَعدَ النّبيّ بغَيرِهِ
يَدٌ صَفّقَتْ يَوْمَ البَياعِ على يَدِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> نَزَلْنَا بِمُستَنّ المَكَارِمِ وَالعُلَى
نَزَلْنَا بِمُستَنّ المَكَارِمِ وَالعُلَى
رقم القصيدة : 9976
-----------------------------------
نَزَلْنَا بِمُستَنّ المَكَارِمِ وَالعُلَى
فَلَمْ نُبقِ فَضْلاً للرّجالِ وَلا مجْدَا
وَلَيْسَ نَرَى للفَضْلِ وَالمَجْدِ دونَنا
عَلى حَالَة ٍ قَصْداً ولا خَلفَنا مَغدَى
نماني قروم من ذوائب غالب
يَمُدّونَ بي في كلّ طَوْدِ عُلًى مَدّا
لئن جحدوا اني ابن خير الورى ابا
فلَن يجحدوا أنّي ابنُ خيرِ الوَرَى جَدّا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> هذي المنازل بالغميم فنادها
هذي المنازل بالغميم فنادها
رقم القصيدة : 9977
-----------------------------------
هذي المنازل بالغميم فنادها
وَاسكُبْ سَخيَّ العَينِ بَعدَ جَمادِهَا
إنْ كانَ دَينٌ للمَعالِمِ، فاقضِهِ
أوْ مُهْجَة ٌ عِنْدَ الطُّلُولِ فَفادِهَا
يا هل تبل من الغليل اليهم
اشرافة للركب فوق نجادها
نُؤيٌ كمُنْعَطِفِ الحَنِيّة ِ دُونَهُ
سحم الخدود لهن ارث رمادها
ومناط اطناب ومقعد فتية
تَخْبُو زِنَادُ الحَيّ غَيرَ زِنَادِهَا
وَمَجَرُّ أرْسَانِ الجِيَادِ لغِلْمَة ٍ
سَجَفوا البُيُوتَ بشُقرِها وَوِرَادِهَا
ولقد حبست على الديار عصابة
مضمومة الايدي الى اكبادها
حَسْرَى تَجاوَبُ بالبُكَاءِ عُيُونُهَا
وَتَعُطّ بالزّفَرَاتِ في أبْرَادِهَا
وقفوا بها حتى كان مطيهم
كانت قوائمهن من اوتادها
ثم انثنت والدمع ماء مزادها
وَلَوَاعِجُ الأشْجَانِ مِنْ أزْوَادِهَا
من كل مشتمل حمايل رنة
قَطْرُ المَدامعِ مِنْ حُليّ نِجَادِهَا(93/80)
حَيّتْكَ بَلْ حَيّتْ طُلُولَكَ دِيمَة ٌ
يشفي سقيم الربع نفث عهادها
وغدت عليك من الخمايل يمنة
تستام نافقة على روادها
هَلْ تَطْلُبُونَ مِنَ النّوَاظِرِ بَعدَكم
شيئاً سوى عبراتها وسهادها
لم يبق ذخر للمدامع عنكم
كلا ولا عين جرى لرقادها
شَغَلَ الدّمُوعَ عَنِ الدّيارِ بُكاؤنا
لِبُكَاءِ فَاطِمَة ٍ عَلى أوْلادِهَا
لمْ يَخلُفُوهَا في الشّهيدِ وَقدْ رَأى
دُفَعَ الفُرَاتِ يُذادُ عَنْ أوْرَادِهَا
اترى درت ان الحسين طريدة
لقَنَا بَني الطّرداءِ عِنْدَ وِلادِهَا
كانت مآتم بالعراق تعدها
أُمَوِيّة ٌ بِالشّامِ مِنْ أعْيَادِهَا
ما راقبت غضب النبي وقد غدا
زرع النبي مظنة لحصادها
بَاعَتْ بَصَائِرَ دِينِهَا بضَلالِهَا
وشرت معاطب غيها برشادها
جَعَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ مِنْ خُصَمائِها
فلَبِئْسَ ما ذَخَرَتْ ليَوْمِ مَعادِهَا
نَسْلُ النّبيّ عَلى صِعَابِ مَطِيّهَا
وَدَمُ النّبيّ عَلى رُؤوسِ صِعَادِهَا
والهفتاه لعصبة علوية
تبعت امية بعد عز قيادها
جَعَلَتْ عِرَانَ الذّلّ في آنَافِهَا
وعلاط وسم الضيم في اجيادها
زعمت بان الدين سوغ قتلها
أوَلَيسَ هَذا الدّينُ عَنْ أجدادِهَا
طلبت تراث الجاهلية عندها
وَشَفَتْ قَدِيمَ الغِلّ من أحقَادِهَا
واستأثرت بالامر عن غيابها
وقضت بما شاءت علي شهادها
اللَّهُ سَابَقَكُمْ إلى أرْوَاحِهَا
وَكَسَبْتُمُ الآثَامَ في أجْسادِهَا
إنْ قُوّضَتْ تِلْكَ القِبابُ، فإنّمَا
خَرّتْ عِمَادُ الدّينِ قَبْلَ عِمادِهَا
ان الخلافة اصبحت مزوية
عَنْ شَعْبِهَا بِبَيَاضِهَا وَسَوَادِهَا
طَمَسَتْ مَنابِرَهَا عُلُوجُ أُمَيّة ٍ
تنزو ذئابهم على اعوادها
هي صفوة الله التي اوحى لها
وقضى اوامره الى امجادها
أخَذَتْ بِأطْرَافِ الفَخارِ، فَعَاذِرٌ
ان يصبح الثقلان من حسادها
الزّهْدُ وَالأحْلامُ في فُتّاكِهَا
والفتك لولا الله في زهادها
عُصَبٌ يُقَمَّطُ بِالنّجَادِ وَلِيدُهَا
ومهود صبيتها ظهور جيادها(93/81)
تَرْوِي مَناقِبَ فَضْلِها أعْداؤهَا
أبَداً، وَتُسْنِدُهُ إلى أضْدادِهَا
يا غَيرَة َ اللَّهِ اغْضَبي لِنَبِيّهِ
وتزحزحي بالبيض عن اغمادها
مِنْ عُصْبَة ٍ ضَاعَتْ دِمَاءُ مُحَمّدٍ
وبنيه بين يزيدها وزيادها
صَفَداتُ مَالِ اللَّهِ مِلءُ أكُفّها
وَأكُفُّ آلِ اللَّهِ في أصْفَادِهَا
صَرَبُوا بِسَيْفِ مُحَمّدٍ أبْنَاءَهُ
ضَرْبَ الغَرَائِبِ عُدْنَ بَعدَ ذِيادهَا
قد قلت للركب الطلاح كانهم
ربد النسور على ذرى اطوادها
يحدو بعوج كالحني اطاعه
مُعتَاصُها، فَطَغَى عَلى مُنقَادِهَا
حتى تخيل من هباب رقابها
أعنَاقَها في السّيرِ مِنْ أعْدَادِهَا
قف بي ولو لوث الزرار فانما
هي مهجة علق الجوى بفؤادها
بالطف حيث غدا مراق دمائها
ومناخ اينقها ليوم جلادها
القَفْرُ مِنْ أرْوَاقِها، وَالطّيرُ مِنْ
طُرّاقِهَا، وَالوَحْشُ مِنْ عُوّادِهَا
تَجْرِي لهَا حَبَبُ الدّمُوعِ، وَإنّمَا
حَبُّ القُلُوبِ يكُنّ مِنْ أمْدادِهَا
يا يوم عاشوراء كم لك لوعة
تترقص الاحشاء من ايقادها
ما عدت الا عاد قلبي غلة
حَرّى ، وَلَوْ بَالَغْتُ في إبْرَادِهَا
مِثْلُ السّلِيمِ مَضِيضَة ٌ آنَاؤهُ
خُزْرُ العُيُونِ تَعُودُهُ بِعِدادِهَا
يا جد لا زالت كتائب حسرة
إنْ لمْ يُرَاوِحْهَا البُكَاءُ يُغَادِهَا
هذا الثّنَاءُ، وَمَا بَلَغْتُ، وَإنّمَا
هي حلبة خلعوا عذار جوادها
أأقُولُ: جادَكُمُ الرّبيعُ، وَأنْتُمُ
في كُلّ مَنْزِلَة ٍ رَبيعُ بِلادِهَا
ام استزيد لكم علاً بمدائحي
اين الجبال من الربى ووهادها
كَيفَ الثّناءُ على النّجومِ، إذا سَمتْ
فوق العيون الى مدى ابعادها
أغنى طُلُوعُ الشّمسِ عَنْ أوْصَافِها
بِجَلالِهَا وَضِيَائِهَا وَبعَادِهَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وراءك عن شاك قليل العوائد
وراءك عن شاك قليل العوائد
رقم القصيدة : 9978
-----------------------------------
وراءك عن شاك قليل العوائد
تقلبه بالرمل ايدي الاباعد(93/82)
يراعي نجوم الليل والهم كلما
مضى صادر عني باخر وارد
تَوَزّعَ بَينَ النّجمِ وَالدّمعِ طَرْفُهُ
بمطروفة انسانها غير راقد
وما يطّبيها الغمض الا لانه
طريق الى طيف الخيال المعاود
ذكرتكم ذكر الصبا بعد عهده
قَضَى وَطَراً منّي وَلَيسَ بِعَائِدِ
إذا جَانَبُوني جَانِباً مِنْ وِصَالِهِمْ
علقت باطراف المنى والمواعد
فيا نظرة لا تنظر العين اختها
إلى الدّارِ من رَملِ اللّوَى المُتَقاوِدِ
هيَ الدّارُ لا شَوْقي القَديمُ بِناقِصٍ
إلَيْهَا، وَلا دَمْعي عَلَيها بجَامِدِ
ولي كبد مقروحة لو اضاعها
من السقم غيري ما بغاها بناشد
اما فارق الاحباب قبلي مفارق
ولا شيع الاظعان مثلي بواجد
تَأوّبَني داءٌ مِنَ الهَمّ لَمْ يَزَلْ
بقلبي حتى عادني منه عائدي
تَذَكّرْتُ يَوْمَ السِّبطِ من آلِ هاشِمٍ
وَمَا يَوْمُنا مِنْ آلِ حَرْبٍ بِوَاحِدِ
وَظَامٍ يُرِيغُ المَاءَ قَدْ حِيلَ دُونَهُ
سَقَوْهُ ذُبَابَاتِ الرِّقَاقِ البَوَارِدِ
أتَاحُوا لَهُ مُرَّ المَوَارِدِ بِالقَنَا
عَلى مَا أباحُوا مِنْ عِذابِ المَوَارِدِ
بنَى لهُمُ المَاضُونَ آسَاسَ هَذِهِ
فَعَلّوا عَلى آسَاسِ تِلكَ القَوَاعِدِ
رَمَوْنَا كَمَا يُرْمَى الظّماءُ عن الرَّوَا
يذودوننا عن ارث جد ووالد
وَيا رُبّ سَاعٍ في اللّيَالي لِقَاعِدٍ
عَلى ما رَأى ، بَلْ كلّ ساعٍ لقاعِدِ
أضَاعُوا نُفُوساً بالرّمَاحِ ضَيَاعُهَا
يعز على الباغين منا النواشد
أأللَّهُ! مَا تَنْفَكُّ في صَفَحَاتِهَا
خموش لكلب من امية عاقد
لَئِنْ رَقَدَ النُّصّارُ عَمّا أصَابَنَا
فَمَا اللَّهُ عَمّا نِيلَ مِنّا بِرَاقِدِ
لقد علقوها بالنبي خصومة
إلى اللَّهِ تُغني عَنْ يَمِينٍ وَشَاهِدِ
وَيا رُبّ أدْنَى مِنْ أُمَيّة َ لِحْمَة ً
رَمَوْنا عَلى الشّنآنِ رَمْيَ الجَلامِدِ
طبعنا لهم سيفاً فكنا لحده
ضرائب عن ايمانهم والسواعد
الا ليس فعل الاولين وان علا
على قبح فعل الاخرين بزائد(93/83)
يُرِيدونَ أنْ نَرْضَى وَقد مَنعوا الرّضَى
لسير بني اعمامنا غير قاصد
كَذَبتُكَ، إنْ نازَعتَني الحقَّ ظالماً
إذا قُلْتُ يَوْماً إنّني غَيرُ وَاجِدِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تفوز بنا المنون وتستبد
تفوز بنا المنون وتستبد
رقم القصيدة : 9979
-----------------------------------
تفوز بنا المنون وتستبد
وياخذنا الزمان ولا يرد
وانظر ماضياً في عقب ماض
لَقَدْ أيْقَنْتُ أنّ الأمْرَ جِدّ
رويداً بالفرار من المنايا
فليس يفوتها الساري المجد
فاين ملوكنا الماضون قدماً
اعدوا للنوائب واستعدوا
واين معاقدوا الدنيا قديماً
نَبَتْ بِهِمُ، فَلا إلٌّ وَعَقْدُ
وَكُلُّ فَتًى تَحُفُّ بِجَانِبَيْهِ
خَوَاطِرُ بالقَنَا قُبٌّ وَجُرْدُ
فما دفع المنايا عنه وفر
وَلا هَزَمَ النّوَائِبَ عَنْهُ جُنْدُ
ولا اسل لها قرع ووخز
ولا قضب لها قط وقد
اعارهم الزمان نعيم عيش
فَيَا سُرْعَانَ مَا نَزَعُوا وَرَدّوا
هُمُ فَرَطٌ لَنَا في كُلّ يَوْمٍ
نَمُدّهُمُ، وَإنْ لمْ يَستَمِدّوا
فلا الغادي يروح فنرتجيه
وَلا المُتَرَوِّحُ العَجْلانُ يَغْدُو
وَلِلإنْسَانِ مِنْ هَذِي اللّيَالي
وَهُوبٌ لا يَدُومُ وَمُستَرِدّ
تُجِدّ لَنَا مَلابِسَهَا، فَيَبْقَى
جَدِيداهَا، وَيَبْلَى المُسْتَجَدّ
أإبْرَاهِيمُ! أمّا دَمْعُ عَيْني
عليك فما يعد ولا يحد
يغصص بالاوائل منه طرف
وَيَدْمَى بالأوَاخِرِ مِنْهُ خَدّ
بَكَيْتُكَ للوَدادِ، وَرُبّ بَاكٍ
عَلَيكَ مِنَ الأقَارِبِ لا يَودّ
وَإنّ بُكَاءَ مَنْ تَبكِيهِ قُرْبَى
لدون بكاء من يبكيه ودج
إذا غِضْنَا الدّمُوعَ أبَتْ عَلَيْنَا
مَناقِبُ مِنكَ لَيسَ لهنّ نِدّ
فَمِنهُنّ اشتِطاطُكَ في المَساعي
وَفَضْلُ العَزْمِ، وَالبَاعُ الأشَدّ
فاين مسابق الاجال طعناً
يعود ورمحه ريان ورد
واين الآسر الفكاك يسري
إلَيْهِ مِنَ العِدَى ذَمٌّ وَحَمْدُ
فاعناق احاط بهنَّ منٌّ
وَأعْنَاقٌ أحَاطَ بِهِنّ قَدّ(93/84)
أيَا سَهْماً رَمَى غَرَضاً، فأخْطَا
وذي الاقدار اسهمها اسد
ولو غير الردى جاثاك اقعى
بِهِ مِنْ بَأسِكَ الخَصْمُ الألَدّ
قَتِيلٌ فَلّهُ نَابٌ كَهَامٌ
وَكانَ العَضْبَ ضَوّأهُ الفِرِنْدُ
وَذَلّ بِذُلَ قَاتِلِهِ، فَأضْحَى
لقَاتلِهِ بِهِ عِزٌّ وَمَجْدُ
فيا اسدا يصول عليه ذئبٍ
ويا مولى يطول عليه عبد
وكيف رجوت ان يبقى سليماً
وما شرب القرون له معد
وَهَلْ بَقِيَتْ قَبائِلُهُ، فَيَبقَى
رَبِيعَة ُ أوْ نِزَارٌ أوْ مَعَدّ
مِنَ القَوْمِ الأُلى طَلَبُوا وَنَالُوا
وَجَدّ بِهِمْ إلى العَلْيَاءِ جَدّ
إذا نُدِبُوا إلى البَأسَاءِ عَاجُوا
وان ادنو الى العوراء صدوا
تَصَدّعَ مَجْدُ أوّلِهِمْ، فشَدّوا
جَوَانِبَهُ بِأنْفُسِهِمْ وَسَدّوا
إذا عُدّ الأمَاجِدُ جَاءَ مِنْهُمْ
عَدِيدٌ كَالرّمَالِ، فَلَمْ يُعَدّوا
سَقَاهُ أحَمُّ نَجْدِيُّ التّوَالي
يُعَمُّ بِوَدْقِهِ غَوْرٌ وَنَجْدُ
إذا مَخَضَتْ حَوَافِلَهُ جَنُوبٌ
مَرَى لَقَحاتِهِ بَرْقٌ وَرَعْدُ
تدافع منه ملأن الحوايا
سِيَاقُ النِّيبِ أصْدَرَهُنّ وِرْدُ
ولا عرّى ثراه من الغوادي
ومن نوارها سبط وجعد
اذا ماالراكب مر عليه قالوا
أيَا حَالي الصّعِيدِ سَقَاكَ عَهْدُ
لقد كرمت يمينك قبل حيا
وَقَدْ كَرُمَ الغَمَامُ عَلَيكَ بَعْدُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اعامر لا لليوم انت ولا الغد
اعامر لا لليوم انت ولا الغد
رقم القصيدة : 9980
-----------------------------------
اعامر لا لليوم انت ولا الغد
تقلدت ذل الدهر بعد المقلد
واصبحت كالمخطوم من بعد عزة
مَتَى قِيدَ مَشّاءٌ عَلى الضّيمِ يَنقَدِ
فان سار للاعداء غيرك فاربعي
وَإنْ قَامَ للعَلْيَاءِ غَيرُكَ فَاقعُدِ
وقل للحمى لا حامي اليوم بعده
وَلا قائِمٌ مِنْ دُونِ مَجدٍ وَسُؤدُدِ
وَللبِيضِ لا كَفٌّ لمَاضٍ مُهَنّدٍ
وَللسُّمْرِ لا بَاعٌ لِعَالٍ مُسَدَّدِ
وقل للعدى امنا على كل جانب
من الارض أو نوماً على كل مرقد(93/85)
فقد زال من كانت طلائع خوفه
تُعارِضُكُمْ في كُلّ مَرْعًى وَمَوْرِدِ
فاين الجياد الملجمات على الوحى
سراعاً الى نقع الصريخ المندد
واين الظبى ما زال منها بكفه
رداء عظيم أو عمامة سيد
واين المطايا تذرع البيد والدجى
الى اقرب من نيل عز وابعد
واين الجفان الغر من قمع الذرى
هجان الاعالي بالسديف المسرهد
واين القدور الراسيات كانها
سماوات ربلان النعام المطرد
واين الوفود الماتحون ببابه
بسَجلَينِ مِن بَحرَيْ وَعيدٍ وَمَوْعِدِ
مُرِمّونَ مِنْ قَبْلِ اللّقَاءِ مَهَابَة ً
اذا رمقوا باب الطراف الممدد
يُشِيرُونَ بالتّسلِيمِ من خَلَلِ القَنَا
الى واضح من عامر غير قعدد
يُحَيّونَ مَرْهُوباً كَأنّ رِوَاقَهُ
وليجة مفتول الذراعين ملبد
اذا هم امضى الراي غير ملوم
وَإنْ قَالَ أجرَى القَوْلَ غَيرَ مُفَنَّدِ
حُسَامٌ نَكَا فِيهِ كَهَامٌ بِغُرّة ٍ
واولى له لو هزه غير مغمد
لئن فلل الذلان منه فربما
تحيف من ماضي الظبى شق مبرد
فَلا نَعِمَ البَاغُونَ يَوْماً بعِيشَة ٍ
وَلا حَضَرُوا إلاّ بِألأمِ مَشْهَدِ
ولاصادفوا في الدهر منجى لخائف
ولاوجدوا في الارض ماوى لمطرد
وَلا شَرِبُوا إلاّ دَماً بَعْدَهُ، وَلا
تحابوا بغير الزاعبي المقصد
ولا نظروا الا بعمياء بعده
وَلا ارْتَضَعُوا إلاّ بخِلْفٍ مُجَدَّدِ
ابعد الطوال الشم من آل عامر
الى البيض والادراع والخيل والند
وَأهلِ القِبابِ الحُمرِ يُرْخى سُدولُها
على سُؤدُدٍ عَوْدٍ وَمَجدٍ مُوَطَّدِ
إذا فَزِعُوا للأمْرِ ألجَوْا ظُهُورَهُمْ
الى كل طود من نزار عطود
لهُمْ جَامِلٌ داجي المِرَاحِ كَأنّمَا
تَرَاغَينَ عَنْ قِطْعٍ من اللّيلِ أسوَدِ
تروح لهم حمر العوادي كانها
قَوَاني عُرُوقِ العَنْدَمِ المُتَوَرِّدِ
كان الرياض الغر حول بيوتهم
ذئاب الغضا يمرحن في كل مرود
إذا ما انتَشَوا هَزّوا رُؤوساً كَرِيمَة ً
لها طرب بالجود قبل التغرد
تَرَامَوْا بهَا حَمرَاءَ تَحسَبُ شَرْبَها(93/86)
ذوي قرة حفوا جوانب موقد
لهم سامر تحت الظلام وراكد
على النار يذكيها بضال وغرقد
يَقُولُ الفَتَى منهُمْ لرَاعي عِشَارِهِ:
الا لا تقيدها بغير المهند
مضى النجباء الاطولون كانهم
صدور القنا في الشرعبي المعضد
رَمَتْ فِيهِمُ بَعْدَ التِئَامٍ وَأُلْفَة ٍ
يد الاربى صدع البلاط الممرد
تَشَظّوا تَشَظّي العودِ تجرِي فُرُوعُه
عَلى ثَغْرِها خَرْقَاءَ مَجنُونة َ اليَدِ
تكبهم الايام عم جمحاتها
كما كب اعجاز الهديّ المقلد
خلت بهم الاجداث عنا واطبقت
على المَجدِ منهمْ كلُّ بيداءَ قُرْدُدِ
فمن يعدل الميلاء أو يرأب الثأي
وياخذ من ريب الزمان على يد
تَفَانَوْا عَلى كَسْبِ العُلى ، وَتجَرّعوا
بايديهم كاس الردى جرع الصدي
كمَا رَضّ في مَرّ السّيُولِ عَشِيّة ً
ذُرَى جَلمدٍ صَعبِ الذّرَى قرْعُ جلمدِ
الا في سبيل المجد ثاوون لم نكن
قُبورُهُمُ غَيرَ الدِّلاصِ المُسَرَّدِ
وَكانُوا أحادِيثَ الرّفاقِ، فأصْبَحوا
أغَانيَ للغورِيّ وَالمُتَنَجِّدِ
لعاً لكم من عاثرين تتابعوا
عَلى زَلَلِ الأقْدامِ عَثْرَ المُقَيَّدِ
أفي كُلّ يَوْمٍ قَطْرَة ٌ مِنْ دِمَائِكمْ
تمسحها من ظفر شنعاء موئد
مُلُوكٌ وَإخْوَانٌ كَأنّيَ بَعْدَهُمْ
على قرب من خمس يوم عمرد
عُرَاعِرُ يَنزُو القَلبُ عِندَ ادّكارِهمْ
نزاء الدبى بالامعز المتوقد
سقاكم ولولا عادة عربية
لَقَلّ لَكُمْ قَطْرُ الحَبيّ المُنَضَّدِ
مِنَ المُزْنِ رَجْرَاحُ العُبابِ، كأنّهُ
مِنَ البُطْءِ تَرْجافُ الكَسيرِ المُقَوَّدِ
تَخَالُ عَلى هَامِ الرُّبَى مِنْ رَبَابِهِ
عناصي هامات الحجيج الملبد
ترادف يزجي كلكلا بعد كلكل
تَطَلُّعَ رَكْبٍ مِنْ أبَانَينِ مُنجِدِ
خَفَى بَرْقُهُ ثُمّ استَطَارَ كأنّهُ
يشقق هدَّاب الملاء المعمد
لجأنا من الدنيا الى مستقرة
تنولنا عذب الجنا وكان قد
عَلِقْنَا جَمادَ النَّيلِ نَاقِصَة َ الجَدا
تروح علينا بالغرور وتغتدي
أمِنْ بَعدِهِم أرْجُو الخُلُودَ وَهَذِهِ(93/87)
سَبيلي وَمِنْ تِلكَ الشّرَائعِ مَوْرِدِي
فان انج من ذا اليوم قاطع ربقة
فقَصرِيَ مِنْ رَيْبِ المَنُونِ عَلى غَدِ
سواء مخلى للمنايا اكيلة
وَمَنْ رَاحَ مِنّا في التّميمِ المُعَقَّدِ
فقُلْ للّيَالي بَعدَهم: هاكِ مِقوَدِي
تقضى ايابي فاصدري بي أو وردي
وَدُونَكِ من ظَهرِي وَقد غالَ أُسرَتي
طريق الردى ظهر الذلول المعبد
بأيّ يدٍ ارمى الزمان وساعد
وكانوا يدي أعطَيتُها الخطبَ عن يدِي
وما كان صبري عنهم من جلادة
أبَى الوَجْدُ لي بَلْ عادة ٌ من تجَلّدِي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> الا من يمطر السنة الجمادا
الا من يمطر السنة الجمادا
رقم القصيدة : 9981
-----------------------------------
الا من يمطر السنة الجمادا
وَمَنْ للجَمْعِ يُطْلِعُهُ النِّجَادَا
وَمَنْ للخَيْلِ يُقْبِلُهنّ شُعْثاً
وَيَرْكَبُهُنّ شُقْراً، أوْ وِرَادَا
غَداة َ الرّوْعِ يُنْعِلْهَا الهَوَادِي
من الاعداء واللمم الجعادا
مجلجة كأن بها اواماً
إلى وقع الصوارم أو جوادا
يسامحها القياد إلى المعالي
و عند الضيم يمطلها القيادا
وَمَنْ للحَربِ يَنضَحُ ذِفْرَيَيْهَا
وَيَعْرُكُهَا جِلاداً أوْ طِرَادَا
يبدل من دم الاعداء فيها
لِصَارِمِهِ الحَمَائِلَ وَالعِمَادَا
هوى قمر اللانام وكان اوفى
عَلى قَمَرِ التّمَامِ عُلًى وَزَادَا
فَقُلْ للقَلبِ: لُبَّكَ وَالتّعَزّي
و ثقل للعين جفنك والرقادا
مَصَائِبُ لا أُنَادِي الصّبرَ فِيهَا
و لا أدعى اليه ولا انادي
اللعينين قد قذيا بكاء
ام الجنبين قد قلقا وسادا
كَأنّ الوَسْمَ شَعشَعَ فيهِ قَيْنٌ
بجذوته علطت به الفوادا
مِنَ القَوْمِ الأولى ملأُوا اللّيَالي
إلى أصْبَارِهَا كَرَماً وَآدَا
وَرَسّوا في فَوَاغِرِ كُلّ خَطْبٍ
صدور البيض والزرق الحدادا
اذا صاب الحيا ببلاد ضيم
جَلَوْا عَنهنّ، وَانتَجَعُوا بلادَا
هُمُ الجَبَلُ المُطِلُّ على الأعادي
إذا رَجَمَ الزّمَانُ بهِ، وَرَادَا
لهم حسب اذا نقبت عنه(93/88)
تضرم جمرة وورى زنادا
لهُمْ أنْفٌ يَذُبّ الضّيمَ عَنهُم
ورأي يفرج الكرب الشدادا
و ايمان اذا مطرت عطاء
حسبت الناس كلهم جوادا
تَرَى رَأيَ الفَتَى فيهِمْ مُطَاعاً
و قول المرء منهم مستعادا
و قد بلغوا من العلياء اقصى
ذوائبها وما بلغوا المرادا
اشت جميعهم صرف الليالي
مُصَابُكَ لمْ يَدَعْ قَلْباً ضَنِيناً
بلغته ولا عينا جمادا
كَأنّ النّاسَ بَعْدَكَ في ظَلامٍ
أوِ الأيّامَ أُلْبِسَتِ الحِدادَا
وَكُنْتُ أفَدْتُ خِلّتَهُ، وَلكِنْ
افادني الزمان وما افادا
فَإنْ لَمْ أبْكِهِ قُرْبَى تَلاقَتْ
مَغارِسُهَا بَكَيْتُ لَهُ وَدَادَا
يعز علي ان اطويه صفحاً
وَأذْهَبَ عَنْهُ نَأياً أوْ بعَادَا
تعز ابا عليٍ انَّ خطباً
على العلاة يبلغ ما ارادا
هو القدر الذي خبطت يداه
وَضَعْضَعَ كُلَّ مَنْ حَمَلَ العَوَالي
و ارجل كل من ركب الجيادا
يعرى ظهر اكثرنا عديداً
و يهجم بيت اطولنا عمادا
كَذاكَ الدّهرُ إنْ أبْقَى قَليلاً
أحَالَ عَلى بَقِيّتِهِ، وَعَادَا
وَبَيْنَا المَرْءُ يَجْنِيهِ ثِمَاراً
إلى ان عاد يخرطه قتادا
و اقرب ما ترى فيه انتقاصاً
إذا مَا قيلَ قَدْ كملَ ازْدِيَادَا
و نعلم ان سيوجرنا مراراً
باية ان يلمظنا شهادا
وَمَا تُجْدِي الدّمُوعُ عَلى فَقِيدٍ
و لو غسلت من العين السوادا
و كنت مقلداً منها حساماً
عَلى الأعْداءِ داهِيَة ً نَآدَى
فَنافَسَكَ الرّدَى في مَضْرِبَيْهِ
فَبَزّ النّصْلَ، وَاختَلَعَ النِّجَادَا
فناد اليوم غير ابي شجاع
و صم ابا شجاع ان ينادى
حدى غير الغمام اليه كوما
تعز على المقاد أن تقادا
نزائع من رياح الغور شبت
على القلل البوارق والرعادا
مخضن بهن مخض الوطب حتى
اذا جلجلن اطلقن المزادا
تَلامَحَتِ البُرُوقُ بِجَانِبَيها
كَأنّ لهَا انْحِلالاً وَانْعِقَادَا
كَأنّ بهِنّ رَاعي مُرْزِمَاتٍ
ابس فحرك الخور الجلادا
فيا للناس اوقره تراباً
و استسقي لاعظمه العهادا
وَمَا السُّقْيَا لِتَبْلُغَهُ، وَلَكِنْ(93/89)
وَجَدْتُ لهَا عَلى قَلْبي بُرَادَا
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> سَلا ظاهرَ الأنفاسِ عن باطنِ الوَجدِ
سَلا ظاهرَ الأنفاسِ عن باطنِ الوَجدِ
رقم القصيدة : 9982
-----------------------------------
سَلا ظاهرَ الأنفاسِ عن باطنِ الوَجدِ
فان الذي اخفي نظير الذي ابدي
زَفِيراً، تَهَاداهُ الجَوَانِحُ كُلّمَا
تمطي بقلبي ضاق عن مره جلدي
وَكَيفَ يُرَدّ الدّمعُ، يا عَينِ، بعدَما
تعسف اجفاني وجار على خدي
وَإنّيَ إنْ أنْضَحْ جَوَايَ بِعَبْرَة ٍ
يَكُنْ كَخَبِيِّ النّارِ يُقدَحُ بالزّنْدِ
فهَذي جُفُوني مِنْ دُموعيَ في حَياً
و هذا جناني من غليلي في وقد
حَلَفتُ بِما وَارَى السّتارُ، وَما هوَتْ
إليه رقاب العيس ترقل أو تخدي
لَقَدْ ذَهَبَ العَيشُ الرّقيقُ بذاهِبٍ
هوَ الغارِبُ المَجزُولُ من ذُرْوَة المجدِ
وَإنّي، إذا قَالُوا مَضَى لِسَبِيلِهِ
وَهِيلَ علَيهِ التُّرْبُ من جانبِ اللّحدِ
كَسَاقِطَة ٍ إحْدَى يَدَيْهِ إزَاءَهُ
وَقَدْ جَبّها صَرْفُ الزّمانِ من الزّنْدِ
وَقَدْ رَمَتِ الأيّامُ من حيثُ لا أرَى
صَميميَ بالدّاءِ العَنِيفِ عَلى عَمْدِ
فَلا تَعْجَبَا أنّي نحَلْتُ مِنَ الجَوَى
فايسر ما لاقيت ما حز في الجلد
وَلَوْ أنّ رُزْءاً غَاضَ مَاءً لَكَانَهُ
وَجَفّتْ لَهُ خُضرُ الغُصُونِ من الرَّنْدِ
سقى قبره مستمطر ذو غفارة
يجر عليه عرف ملآن مربد
إذا قُلتُ: قد خَفّتْ مَتاليهِ أرْزَمَتْ
وَأجْلَبَ بالبَرْقِ المُشَقِّقِ وَالرّعْدِ
حُسامٌ جَلا عَنهُ الزّمانُ، فصَمّمَتْ
مَضَارِبُهُ حِيناً، وَعَادَ إلى الغِمْدِ
سنان تحدته الدروع بزغفها
فبدد اعيان المضاعف والسرد
جواد جرى حتى استبد بغاية
تُقَطِّعُ أنْفاسَ الجِيَادِ مِنَ الجَهْدِ
سَحَابٌ عَلا حتّى تَصَوّبَ مُزْنُهُ
وَأقْلَعَ لَمّا عَمّ بالعِيشَة ِ الرّغْدِ
رَبيعٌ تَجَلّى ، وَانجَلَى ، وَوَرَاءَهُ
ثناء كما يثني على زمن الورد(93/90)
نَعَضّ عَلى المَوْتِ الأنامِلَ حَسرَة ً
و ان كان لا يغني غناء ولا يجدي
وهل ينفع المكلوم عض بنانه
ولو مات من غيظ على الاسد الورد
عَوَارٍ مِنَ الدّنْيَا يُهَوِّنُ فَقْدَهَا
تيقننا ان العواريَ للرد
ينال الردى من يعرض الهضب دونه
وَلَوْ كانَ في غَوْرٍ من الأرْضِ أوْ نجدِ
ويسلم من تسقى الاسنة حوله
بيدي الكماة المعلمين على الجرد
فما ذاك ان لم يلق حتفاً بخالد
وَلا ذا مِنَ الحَتفِ المُطِلّ عَلى بُعْدِ
لئن ثلمت مني الليالي عشائري
فما ثلموا الا من الحسب العد
شجوني ولم يبقوا لعيني بلة
من الدمع الا استفرغوها من الوجد
عَزَاءَكَ، فَالأيّامُ أُسْدٌ مُذِلّة ٌ
تَعُطّ الفَتَى عَطَّ المَقارِيضِ للبُرْدِ
إذا أوْرَدَتْهُ نَهْلَة ً مِنْ نَعِيمِهَا
اعادته حران الضلوع من الورد
أغَلَّ إلى القَلْبِ المَنيعِ مِنَ القَنَا
واجري الى الآجال من قضب الهند
أرَادَ بِكَ الحُسّادُ أمْراً، فَرَدَّهُ
عليهم سفاه الراي والراي قد يردي
فَلا يُغمِدَنّ السّطْوَ وَالحِلْمَ ضَائِرٌ
وقد نزع الاعداء آصرة الود
هم قعقعوا بغياً عليك واجلبوا
فآبوا وما قاموا بحل ولا عقد
وَقَدْ رَكِبُوهُ مَرّة ً بَعْدَ مَرّة ٍ
فَيا لَذلولِ البَغيِ من مَركبٍ مُرْدِي
فحتى متى تغضى مراراً على القذى
وتلحظك الاضغان من مقل رمد
فَإنْ لا تَصِلُ تُصْبِحُ عِداكَ كثيرَة ً
علَيكَ، وَداءُ الطّعنِ إن هِبتَه يُعدِي
وَهَلْ كانَ ذاكَ البُعدُ إلاّ تَنَزُّهاً
على المُضْمِرِ البَغضَاءِ وَالحاسدِ الوَغدِ
وَجِئتَ مَجيءَ البَدْرِ أخلَقَ ضَوْءُهُ
فَعادَ جَدِيدَ النّورِ بالطّالعِ السّعْدِ
وكم من عدو قد سرى فيك كيده
سُرَى السّمّ من رَقطاءَ ذاتِ قراً جَعدِ
فأغْفَلْتَهُ ثُمّ انتَضَيتَ عَزِيمَة ً
نزَعتَ بِها مِنْ قَلبِهِ حُمَة َ الحِقْدِ
وَذي خَطَلٍ أوْجَرْتَهُ منكَ غُصّة ً
فأطْرَقَ مِنها لا يُعِيدُ وَلا يُبْدِي
موقع أدب (adab.com)(93/91)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أتَاني، وَرَحْلي بالعُذَيبِ، عَشِيّة ً
أتَاني، وَرَحْلي بالعُذَيبِ، عَشِيّة ً
رقم القصيدة : 9983
-----------------------------------
أتَاني، وَرَحْلي بالعُذَيبِ، عَشِيّة ً
وايدي المطايا قد قطعن بنا نجدا
نَعِيٌّ أطَارَ القَلْبَ عَنْ مُستَقَرّهِ
وكنت على قصد فاغلطني القصدا
فَلَيتَ نَعَى الرّكبُ العِرَاقيُّ غَيرَهُ
فَما كُلُّ مَفْقُودٍ وَجِعْتَ لَهُ فَقدَا
ويا ناعييه اليوم غضا على قذى ً
فقد زدتما قلبي على وجده وجدا
فَبِئْسَ، عَلى بُعدِ اللّقَاءِ، تحيّة ٌ
احيي بها تذكى على كبدي وقدا
برغمي ان اوردت قبلي بمورد
تبرضت منه لا زلالاً ولا بردا
جزتك الجوازي عن عماد اقمتها
وَعَنْ عُقَدٍ للدِّينِ أحكَمتَها شَدّا
وَذِي جَدَلٍ ألجَمْتَ فَاهُ بِغُصّة ٍ
تلجلج فيه لا مساغاً ولا ردا
قَعَستَ لَهُ حتّى التَقَيْتَ سِهَامَهُ
وَأثبَتَّ في تامُورِهِ الحُجج اللُّدّا
وَمَزْلَقَة ٍ للقَوْلِ ما شِئْتَ دَحضَها
وقد زل عنها من اعاد ومن ابدى
وَإنّي لأسْتَسْقي لكَ اللَّهَ عَفْوَهُ
ويالك غيثاً ما اعم وما اندى
واخلق بمن كان النبي ورهطه
محامين عنه ان يفوز ولا يردى
بكَيتُكَ حتّى استَنفَدَ الدّمعَ ناظرِي
ولو مدني دمعي عليك لما اجدى
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أعَلمْتَ مَنْ حَمَلُوا عَلى الأعْوَادِ
أعَلمْتَ مَنْ حَمَلُوا عَلى الأعْوَادِ
رقم القصيدة : 9984
-----------------------------------
أعَلمْتَ مَنْ حَمَلُوا عَلى الأعْوَادِ
أرَأيْتَ كَيْفَ خَبَا ضِيَاءُ النّادِي
جَبَلٌ هَوَى لوْ خَرّ في البَحرِ اغتَدى
مِنْ وَقْعِهِ مُتَتَابِعَ الإزْبَادِ
ما كنت اعلم قبل حظك في الثرى
ان الثرى بعلو على الاطواد
بعداً ليومك في الزمان فانه
أقذَى العُيُونَ وَفَتّ في الأعْضَادِ
لا يَنْفَدُ الدّمْعُ الذِي يُبْكَى بِهِ(93/92)
إنّ القُلُوبَ لَهُ مِنَ الأمْدَادِ
كيف انمحى ذاك الجناب وعطلت
تلك الفجاج وضل ذاك الهادي
طاحَتْ بتِلْكَ المَكْرُماتِ طَوَائِحٌ
وعدت على ذاك الجواد عوادي
قالوا: أطاعَ وَقِيدَ في شَطَنِ الرّدَى
ايدي المنون ملكت اي قياد
من مصعب لو لم يقده الاهه
بِقَضَائِهِ مَا كَانَ بِالمُنْقَادِ
هَذا أبُو إسْحَقَ يُغْلِقُ رَهْنُهُ
هل ذا يد أو مانع أو فاد
لَوْ كُنتَ تُفدَى لافتَدَتكَ فَوَارِسٌ
مُطِرُوا بعارِضِ كُلِّ يَوْمٍ طِرَادِ
واذا تألق بارق لوقيعة
والخيل تفحص بالرجال بداد
سَلّوا الدّرُوعَ مِنَ العُبابِ، وَأقبَلوا
مِنْ جانِبَيْكَ مَقَاوِدُ العُوّادِ
لكن رماك مجبن الشجعان عن
إقدامِهِمْ، وَمُضَعضِعُ الأنْجَادِ
كاللّيثِ يُوهَنُ بالتّرَابِ، وَيَمتَلي
نَوْماً عَلى الأضْغَانِ وَالأحْقَادِ
وَالدّهْرُ تَدْخُلُ نَافِذاتُ سِهَامِهِ
مأوى الصلال ومربض الاساد
ألقَى الجِرَانَ عَلى عَنَطْنَطِ حِميَرٍ
فَمَضَى ، وَمَدّ يَداً لأحْمَرِ عَادِ
اعزز عليَّ بان يفارق ناظري
لمَعَانَ ذاكَ الكَوْكَبِ الوَقّادِ
اعزز عليَّ بان نزلت بمنزل
مُتَشَابِهِ الأمْجَادِ وَالأوْغَادِ
في عُصْبَة ٍ جُنِبُوا إلى آجَالِهِمْ
وَالدّهْرُ يُعْجِلُهُمْ عَنِ الإرْوَادِ
ضَرَبُوا بِمَدْرَجَة ِ الفَنَاءِ قِبَابَهُمْ
مِنْ غَيرِ أطْنَابٍ، وَلا أوْتَادِ
ركب اناخوا لا يرجى منهم
قصد لاتهام ولا انجاد
كرهوا النزول فانزلتهم وقعة
للدهر باركة بكل مقاد
فتَهافَتُوا عَنْ رَحْلِ كلّ مُذَلَّلٍ
وَتَطاوَحُوا عَنْ سَرْجِ كلّ جَوَادِ
بَادُونَ في صُوَرِ الجَميعِ، وَإنّهُمْ
مُتَفّرّدُونَ تَفَرُّدَ الآحَادِ
مِمّا يُطِيلُ الهَمَّ أنّ أمَامَنَا
طول الطريق وقلة الازواد
عُمرِي! لقَد أغمَدتُ منكَ مُهَنّداً
في الترب كان ممزق الاغماد
قد كنت اهوى ان اشاطرك الردى
ولكن اراد الله غير مراد
وَلَقَدْ كَبَا طَرْفُ الرّقَادِ بنَاظِرِي
اسفاً عليك فلا لعاً لرقاد(93/93)
ثكلتك ارض لم تلد لك ثانياً
أنّى ، وَمِثْلُكَ مُعْوَذ المِيلادِ
مَنْ للبَلاغَة ِ وَالفَصَاحَة ِ إنْ هَمَى
ذاك الغمام وعب ذاك الوادي
من للملوك يجز في اعدائها
بِظُبًى مِنَ القَوْلِ البَلِيغِ حِدَادِ
من للممالك لا يزال يلمها
بسداد امر ضائع وسداد
مَنْ للجَحَافِلِ يَسْتَزِلُّ رِمَاحَها
ويرد رعلتها بغير جلاد
من للموارق يسترد قلوبها
بِزَلازِلِ الإبْرَاقِ وَالإرْعَادِ
وَصَحَايفٍ فِيهَا الأرَاقِمُ كُمَّنٌ
مرهوبة الاصدار والايراد
تدمى طوائعها اذا استعرضتها
مِنْ شِدّة ِ التّحْذِيرِ وَالإيعَادِ
حمر على نظر العدو كأنما
بدم يخط بهن لا بمداد
يُقْدِمْنَ إقْدامَ الجُيُوشِ، وَباطِلٌ
أنْ يَنْهَزِمْنَ هَزَائِمَ الأجْنَادِ
فقر بها تمسى الملوك فقيرة
أبَداً إلى مَبْدى لَهَا وَمَعَادِ
وتكون صوتا للحرون اذا ونى
وَعِنَانَ عُنْقِ الجامِحِ المُتَمَادي
تُرْقي، وَتَلذَعُ في القلوبِ، وَإن يَشَا
حَطَّ النّجُومَ بِهَا مِنَ الأبْعَادِ
ان الدموع عليك غير بخيلة
وَالقَلْبَ بالسُّلْوَانِ غَيرُ جَوَادِ
سودت ما بين الفضاء وناظري
وغسلت من عينيَّ كل سواد
ري الخدود من المدامع شاهد
أنّ القُلوبَ مِنَ الغَلِيلِ صَوَادِ
ما كنت اخشى ان نضن بلفظة
لتقوم بعدك لي مقام الزاد
ماذا الذي منع الفنيق هديره
من بعد صولته على الاذواد
ماذا الذي حبس الجواد عن المدى
من بعد سبقته الى الآماد
ماذا الذي فجع الهمام بوثبة
وَعَدا عَلى دَمِهِ، وَكَانَ العَادِي
قل للنوائب عددي ايامه
يَغنى عَنِ التّعْدِيدِ بِالتّعْدادِ
حَمّالُ ألْوِيَة ِ العَلاءِ بنَجْدَة ٍ
كالسيف يغني عن مناط نجاد
قلصت اظلة كل فضل بعده
وَأمَرَّ مَشْرَبُهَا عَلى الوُرّادِ
لقضى لسانك مذ ذوت ثمراته
أنْ لا دَوَامَ لنُضْرَة ِ الأعْوَادِ
وقضى جنابك مذ قضت وقداته
أنْ لا بقَاءَ لِقَدْحِ كُلّ زِنَادِ
بقيت اعيجاز يضل تبيعها
وَمَضَتْ هَوَادٍ للرّجَالِ هَوَادِ(93/94)
يا لَيتَ أنّي ما اقتَنَيتُكَ صَاحِباً
كم قنينة جلبت اسى لفؤادي
إنْ لمْ تَسُفّ إلى التّناسُلِ نَفْسُهُ
كُفِيَ الأسَى بِتَفَاقُدِ الأوْدادِ
برد القلوب لمن تحب بقاءه
مما يجر حرارة الاكباد
لَيسَ الفَجَائِعُ بِالذّخائِرِ مِثلَها
باماجد الاعيان والافراد
ويقول من لم يدركنهك انهم
نقصوا به عدداً من الاعداد
هَيهاتَ! أدرَجَ بَينَ بُرْدَيكَ الرّدَى
رَجُلَ الرّجَالِ وَأوْحَدَ الآحَادِ
لا تطلبي يا نفس خلاَّ بعد
فلمثله اعيي على المرتاد
فقدت ملائمة الشكول بفقده
وَبَقِيتُ بَينَ تَبَايُنِ الأضْدادِ
ما مطعم الدنيا بحلو بعده
أبَداً، وَلا مَاءُ الحَيَا بِبُرَادِ
الفضل ناسب بيننا ان لم يكن
شَرَفي مُنَاسِبَهُ وَلا مِيلادِي
إنْ لمْ تكُنْ مِنْ أُسرَتي وَعَشِيرَتي
فلا انت اعلقهم يداً بوداد
لو لم يكن عالي الاصول فقد وفى
شرف الجدود بسؤدد الاجداد
لا در دري ان مطلتك ذمة
في بَاطِنٍ مُتَغَيِّبٍ، أوْ بَادِ
إنّ الوَفَاءَ، كمَا اقتَرَحتُ، فلوْ يكُنْ
حيا اذا ما كنت بالمزداد
ليس التنافث بيننا بمعاود
أبَداً، وَلَيْسَ زَمَانُنَا بِمُعَادِ
ضاقت عليَّ الارض بعدك كلها
وتركت اضيقها عليَّ بلادي
لك في الحشى قبر وان لم تأوه
ومن الدموع روائح وغوادي
سلوا من الابراد جسمك وانثنى
جِسمي يُسَلُّ عَلَيْكَ في الأبْرَادِ
كم من طويل العمر بعد وفاته
بالذّكْرِ يَصْحَبُ حاضراً، أوْ بادِي
مَا مَاتَ مَنْ جَعَلَ الزّمَانَ لِسَانُهُ
يَتْلُو مَنَاقِبَ عُوَّداً وَبَوَادِي
فاذهب كما ذهب الربيع واثره
باق بكل خمايل ونجاد
لا تَبْعَدَنّ وَأينَ قُرْبُكَ بَعدَهَا
إنّ المَنَايَا غَايَة ُ الأبْعَادِ
صفح الثرى عن حر وجهك انه
مغرى بطي محاسن الامجاد
وتماسكت تلك البنان فطالما
عبث البلى بانامل الاجواد
وَسَقَاكَ فَضْلُكَ إنّهُ أرْوَى حَياً
مِنْ رَائِحٍ مُتَعَرِّسٍ، أوْ غَادِ
حَدَثٌ عَلى أنْ لا نَبَاتَ بِأرْضِهِ
وقفت عليه مطالب الرواد(93/95)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تَرَكَ الدّنْيَا لِطَالِبِهَا
تَرَكَ الدّنْيَا لِطَالِبِهَا
رقم القصيدة : 9985
-----------------------------------
تَرَكَ الدّنْيَا لِطَالِبِهَا
ورضى بالدون مقتصدا
نافرا منها فليس يرى
بالاماني آنسا ابدا
بعد ان نال العلا وما
زَالَ يَنْمي جَدُّهُ صُعُدَا
نَفَضَ الأطْمَاعَ عَنْ يَدِه
وَاستَخارَ الوَاحِدَ الأحَدَا
وَرَأى أنْ لا نَجَاة َ لَهُ
فَمَضَى يَبغي النّجَاة َ غَدَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا غَائِباً نَقَضَ الوِدَادَا
يا غَائِباً نَقَضَ الوِدَادَا
رقم القصيدة : 9986
-----------------------------------
يا غَائِباً نَقَضَ الوِدَادَا
اشمت بالقرب البعادا
وَتَرَكْتَني، وَالشّوْقُ يَأ
بى ان يروح لي فوادا
تأبى سوابق عبرتي
ان تخدع المقل الرقادا
لَوْ أنّ طَرْفي سَارَ نَحْـ
ـوَكَ لاتّخَذْتُ النّوْمَ زَادَا
فَارْجِعْ إلى رَسْمِ الصّفَا
ءِ، فَإنّهُ إنْ عُدتَ عَادَا
ودع العدى فوحرمة
العلياء لا بلغوا المرادا
بَسَطُوا لَنَا أيْدِي النّوَا
لِ، وَما نَرَى منهم جَوَادَا
قَلْبي أسِيرٌ في حِبَا
لِكَ لا أُؤمّلُ أنْ يُقَادَا
اعجلت قلبي ان يمس الهجر
فاستلب الودادا
يَا بَائِعي بِالنّزْرِ مُخْـ
ـتَاراً لِيَبْلُغَ مَا أرَادَا
ان جدت بي فليند من
من كان بي يوما جوادا
مَنْ ضَاعَ مِثْلي مِنْ يَدَيْـ
ـهِ، فلَيتَ شِعرِي ما استفادَا
لا يلبس الود الطريف
ـفَ مُجَامِلٌ خَلَعَ التِّلادَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> مثال ودي لا يغيره
مثال ودي لا يغيره
رقم القصيدة : 9987
-----------------------------------
مثال ودي لا يغيره
لك هجران ولا بعد
وجفوني لا يزال بها
طَيفُ حِلمٍ مِنكَ يَطّرِدُ
وَضَمِيرِي أنْتَ تَعْلَمُهُ
لك لا يلوي به احد
يا مُقيدَ الشّوْق من كَبِدِي!
آهِ لا صَبْرٌ، وَلا جَلَدُ
جَرَحَتْني مِنْكَ جَارِحَة ٌ
كل اعضائي لها عدد(93/96)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اترى الاحباب مذ ظعنوا
اترى الاحباب مذ ظعنوا
رقم القصيدة : 9988
-----------------------------------
اترى الاحباب مذ ظعنوا
وَجَدُوا للبَينِ مَا أجِدُ
لا يَبِتْ ذاكَ الحَبِيبُ كَمَا
بَاتَ هَذا القَلْبُ وَالكَبِدُ
كان زورا بعد بينهم
وَغُرُوراً ذَلِكَ الجَلَدُ
وَمَتَى تَدْنُ الدّيَارُ بِهِمْ
يَجِدُوا قَلبي كَمَا عَهِدُوا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> خذي نفسي ياريح من جانب الحمى
خذي نفسي ياريح من جانب الحمى
رقم القصيدة : 9989
-----------------------------------
خذي نفسي ياريح من جانب الحمى
فَلاقي بِهَا لَيلاً نَسيمَ رُبَى نَجْدِ
فان بذاك الحي الفاً عهدته
وَبالرّغمِ منّي أنْ يَطولَ به عَهدِي
وَلَوْلا تَداوِي القَلْبِ من ألمِ الجَوَى
بِذِكْرِ تَلاقِينَا قَضَيْتُ من الوَجْدِ
ويا صاحبي اليوم عوجا لتسئلا
رُكَيْباً من الغَوْرَينِ أنضَاؤهم تخدِي
عن الحي بالجرعاء جرعاء مالك
هَلِ ارْتَبعوا وَاخضَرّ وَاديهمُ بَعدِي
كأن بعيني بعدهم غائر القذى
إذا أنَا لَمْ أنْظُرْ إلى العَلَمِ الفَرْدِ
شممت بنجد شيحة حاجرية
فأمطَرْتُها دَمعي، وَأفرَشتُها خَدّي
ذَكَرْتُ بهَارَيّا الحَبيبِ عَلى النّوَى
وهيهات ذا يا بعد بينهما عندي
واني لمجلوب لي الشوق كلما
تَنَفّسَ شَاكٍ، أوْ تألّمَ ذو وَجْدِ
تَعَرّضَ رُسلُ الشّوْقِ وَالرَّكبُ هاجد
فتوقظني من بين نوامهم وحدي
فقلت لاصحابي الا تتزافروا
رُوَيدَكُمُ! إنّ الهَوى داؤهُ يُعدِي
وما شرب العشاق الا بقيتي
ولا وردوا في الحب الا على وردي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أقُولُ وَقد جازَ الرّفاقُ بذِي النّقَا
أقُولُ وَقد جازَ الرّفاقُ بذِي النّقَا
رقم القصيدة : 9990
-----------------------------------
أقُولُ وَقد جازَ الرّفاقُ بذِي النّقَا
وَدُونَ المَطَايَا مُرْبَخٌ وَزَرُودُ
اتطلب يا قلبي العراق من الحمى
ليهنك من مرمى عليك بعيد(93/97)
وَإنّ حَدِيثَ النّفْسِ بالشّيْءِ دُونَهُ
رمال النقا من عالج لشديد
ترى اليوم في بغداد اندية الهوى
لها مبديٌ من بعدنا ومعيد
فمِن وَاصِفٍ شوْقاً وَمن مُشتكٍ حشاً
رَمَتْهُ المَرَامي أعْيُنٌ وَخُدُودُ
تَلَفّتَ حَتّى لَمْ يَبِنْ مِنْ بِلادِكم
دُخانٌ وَلا مِنْ نارِهِنّ وَقُودُ
وان التفات القلب من بعد طرفه
طوال الليالي نحوكم ليزيد
وَلمّا تَدَانَى البَيْنُ قالَ لي الهَوَى :
رويداً وقال القلب اين تريد
اتطمع ان تسلوا على البعد والنوى
وانت على قرب المزار عميد
ولو قال لي الغادون ما انت مشته
غداة جزعنا الرمل قلت اعود
أأصْبِرُ، وَالوَعْسَاءُ بَيْني وَبَينَكُم
واعلام خبت انني لجليد
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا طِيبَ نَجْدٍ، وَحُسنَ ساكِنهِ
يا طِيبَ نَجْدٍ، وَحُسنَ ساكِنهِ
رقم القصيدة : 9991
-----------------------------------
يا طِيبَ نَجْدٍ، وَحُسنَ ساكِنهِ
لو انهم انجزوا الذي وعدوا
قالُوا، وَقَدْ قُرّبَتْ رَكَائِبُنَا
والقلب يظما بهم ولا يرد
أتَارِكٌ أرْضَنَا، فَقُلْتُ لَهُمْ:
انجد قلبي واعرق الجسد
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> صدت وما كان لها الصدود
صدت وما كان لها الصدود
رقم القصيدة : 9992
-----------------------------------
صدت وما كان لها الصدود
وَازْوَرّ عَنّي طَرْفُها وَالجِيدُ
يقول لما اخلق الجديد
اذا البجال ذلك الوليد
يا ابن ذاك الخضل الاملود
ريان من ماء الصبا يميد
تُصْحِبُهُ اللّحظَ العَذارَى الغِيدُ
غَدا الغَزَالُ اليَوْمَ، وَهوَ سِيدُ
قُلتُ: نَعَمْ! ذاكَ الذي أُرِيدُ
مضى حبيب قلما يعود
لشدّ ما اوجعني الفقيد
أيّامُنَا بَعْدَ البَيَاضِ سُودُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أأُمَيْمَ! إنّ أخَاكِ غَضَّ جِمَاحَهُ
أأُمَيْمَ! إنّ أخَاكِ غَضَّ جِمَاحَهُ
رقم القصيدة : 9993
-----------------------------------
أأُمَيْمَ! إنّ أخَاكِ غَضَّ جِمَاحَهُ(93/98)
بِيضٌ طَرَدْنَ عَنِ الذّوَائبِ سُودَا
عُقَبُ الجَدِيدِ إذا مَرَرْنَ على الفَتَى
مرّ الفوادح لم يدعن جديدا
قَدْ كَانَ قَبْلَكِ للحِسَانِ طَرِيدَة ً
فاليوم راح عن الحسان طريدا
حَوّلْنَ عَنْهُ نَوَاظِراً مُزْوَرّة ً
نظر القلى ولوين عنه خدودا
نَشَدَ التّصَابي، بَعدَ ما ضَاعَ الصِّبَا
غَرَضاً، لَعَمْرُكِ يا أُمَيمَ، بَعيدَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تحنل جيراننا عن منى
تحنل جيراننا عن منى
رقم القصيدة : 9994
-----------------------------------
تحنل جيراننا عن منى
وَقَالُوا: النَّقَا بَيْنَنَا مَوْعِدُ
وَهَلْ نَاقِعٌ قَوْلُ ذِي غُلّة ٍ
وقد بعد الركب لا يبعدوا
تنادوا بان التناءي غدا
لكَ السّوءُ مِنْ طَالِعٍ، يا غَدُ
فلله ما جمع المازمان
وجمع لقلبي والمسجد
يضاع فينشد قعب الغبوق
وقلبي يضاع ولا ينشد
وغيداء من ماطلات الديون
لهَا بالحِمَى زَمَنٌ أغْيَدُ
تَرِيعُ كمَا التَفَتَتْ ظَبْيَة ٌ
بِذِي البَانِ عَنّ لهَا المَوْرِدُ
نظرت وهيهات من ناظريك
ظباء تهامة يا منجد
وَيَا رُبّمَا، وَالهَوَى ضِلّة ٌ
تَرَى العَينُ مَا لا تَنَالُ اليَدُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> سقى الله يوماً ساعدتنا كؤوسه
سقى الله يوماً ساعدتنا كؤوسه
رقم القصيدة : 9995
-----------------------------------
سقى الله يوماً ساعدتنا كؤوسه
على خحين ماجاد الزمان بمسعد
جَلَوْنا عَلَيهِ الخَمرَ حتّى تكَشّفَتْ
فَوَاقِعُهَا عَنْ لَوْنِهَا المُتَوَرِّدِ
نَفُضّ لَنَا عَنْهَا حَبَاباً كَأنّهُ
قَذًى يَتَمَشّى بَينَ أجفَانِ أرْمَدِ
وندمان صدق تسلب الراح عقله
وتسلبها خداه حسن التورد
فَلا زَالَتِ الأيّامُ تَجرِي صُرُوفُهَا
عَلَينا بمَغْبُوطٍ مِنَ العَيشِ سَرْمَدِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> حَطَطْتُ المَكَارِمَ عَنْ عَاتِقي
حَطَطْتُ المَكَارِمَ عَنْ عَاتِقي
رقم القصيدة : 9996
-----------------------------------(93/99)
حَطَطْتُ المَكَارِمَ عَنْ عَاتِقي
و جردني الذل عن محتدي
و الا فلا امني النازلون
وَلا جَاءَني الطّارِقُ المُجْتَدِي
و لا قلت اني عند الفخـ
رِ، إلاّ لغَيرِ أبي أحْمَدِ
متى حلت عن ودك المصطفى
و اخلف ما رمته مولدي
سَألقَاكَ بالعَهْدِ عِنْدَ المَشيبِ
و ها أنا في حلية الامرد
وَإنّي، إذا لَمْ أجِدْ نَاصِراً
وجدتك انصر لي من يدي
خذ الوقت واعلم بان اللبيـ
ـب يأخذ من يومه للغد
فما ينفع المرء بعد المنون
قول النوادب لا تبعد
على انني تحفة للصديق
يَرُوحُ بِنَجْوَايَ، أوْ يَغْتَدِي
و اني ليأنس بي الزائر
أنِيسَ النّوَاظِرِ بِالأُثْمُدِ
تُغَمَّضُ لي أعْيُنُ الحَاسِدِينَ
كالشّمسِ في نَاظِرِ الأرْمَدِ
فلا دخل البعد ما بيننا
وَلا فَكَ مِنّا يَداً عَنْ يَدِ
و طول ايامنا بالمقام
في ظِلّ عَيْشٍ رَقِيقٍ نَدِي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> هَبْ للدّيَارِ بَقِيّة َ الجَلَدِ
هَبْ للدّيَارِ بَقِيّة َ الجَلَدِ
رقم القصيدة : 9997
-----------------------------------
هَبْ للدّيَارِ بَقِيّة َ الجَلَدِ
ودع الدموع وباعث الكمد
وَاذْهَبْ بنَفسِكَ أنْ يُقالَ سَلا
وَصَفَا لِداعي العَذْلِ وَالفَنَدِ
اتصد عن طلل رغيت به
ما شئت من هيف ومن غيد
طَوَتِ اللّيَالي مِنْ مَعَارِفِهِ
ما كان من علم ومن نضد
أمْسَى الهَوَى فِيهِ بِلا أثَرٍ
وجرى البلى فيه بلا امد
ولقد عهدت رباه جامعة
بين الظباء الغيد والاسد
أيّامَ مَنْ فَتَكَ الغَرَامُ بِهِ
يمشي بلا عقل ولا قود
ان الاولى بعثوا ببينهم
ما زودوا في القرب للبعد
مَا ضَرّهُمْ، وَالبَيْنُ يَحفِزُهمْ
لو عللونا بانتظار غد
وَجَدُوا وَمَا جادُوا، وَمُحْتَقِبٍ
للوم من اثري ولم يجد
لَيْتَ الّذِي عَلِقَ الرّجَاءُ بِهِ
اذ لم يجد للصب لم يجد
وَلَقَدْ رَأيْتُهُمُ، وَحَيُّهُمُ
مُتَقَعْقِعُ الأطْنَابِ وَالعَمَدِ
فكانما اقنى براثنه
ينشبن بين القلب والكبد
وَغَرِيرَة ٍ خَلْفَ السُّجُوفِ لهَا(93/100)
نَسَبٌ إلى أوْمَانَة ِ العُقُدِ
خَرَجَتْ خُرُوجَ الرِّيمِ عَاطِلَة ً
وَلجِيدِهَا حَلْيٌ مِنَ الجَيَدِ
تجري الاراك على مفلجة
يَجْرِينَ مِنْ شَهْدٍ عَلى بَرَدِ
عني اليك فلست من اربي
ما انت من غيبي ومن رشدي
قَضَتِ اللّيَالي مِنْكِ مَأرَبَتي
وَنَفَضْتُ من عَلَقِ الغَرَامِ يَدِي
وحدا النهى والشيب راحلتي
على استقاماتي على الجدد
فاليوم اتبع الزمام وهل
يغني اباي اليوم أو صيدي
لا تقر يا ضيف الهموم قرى
الا قرى العيرانة الأُجد
وَانهَضْ، فإنْ لمْ تَحْظَ في بَلَدٍ
بالرزق فاقطعه اللا بلد
وَابغِ العُلَى أبَداً، فكَمْ طَلَبٍ
قد بات من نيل على صدد
اما يقال سعى فاحرزها
أوْ أنْ يُقالَ، مضَى ، وَلمْ يَعُدِ
قولا لهذا الدهر معتبة
اسرفت بي يا دهر فاقتصد
كم لوعة تهدي الى كبدي
وغرائب ما درن في خلدي
ايصاح بي عن كل صافية
طَرْداً إلى الأقْذَاءِ وَالثّمَدِ
وَأُسَامُ في أكْلاءِ مُوبِئَة ٍ
مُحْتَشُّهَا دُونَ السّوَامِ رَدِي
هَلْ نَافِعي، وَالجَدُّ في صبَبٍ
مَرّي مَعَ الآمالِ في صُعُدِ
أمْسَى عَليّ مَعَ الزّمَانِ أخٌ
قَدْ كُنْتُ آمُلُ يَوْمَهُ لِغَدِ
من كان احنى عند نائبة
من والدي وابر من ولدي
لَمْ يُثْمِرِ الظّنُّ الجَمِيلُ بِهِ
فَقَدِي مِنَ الظّنّ الجَميلِ قَدِي
لَوْ كَانَ مَا بَيْني وَبَيْنَكُمُ
بيني وبين الذئب والاسد
لأوَيْتُ مِنْ هَذا إلى حَرَمٍ
وَلجَأتُ مِنْ هَذا على عَضُدِ
ولاصبحا في الروع من عددي
كَرَماً وَفي اللأوَاءِ مِنْ عُدَدِي
وَلمَانَعَا عَنّي، إذا جَعَلَتْ
نوب الزمان تهيض من جلدي
أوْ كانَ مَا قَدّمْتُ مِنْ مِقَة ٍ
سبباً الى البغضاء لم يزد
بل لو قذفت بمدحتي لكم
في البحر ذي الامواج والزبد
لرمي اليَّ اشف جوهرة
وسقى باعذب مائه بلدي
كم من مطالب قد عقدت بها
طَمَعي، فَحَلّ مَرَائِرَ العُقَدِ
وَأعَادَني مِنْهَا عَلى أسَفٍ
واباتني فيها على ضمد
الفعل مهزأة لكل فم
وَالعِرْضُ مِندِيلٌ لِكُلّ يَدِ(93/101)
فليثبتن الان ان ثبتت
قدم على جمر لمعتمد
وليصبرن لوقع صاعقتي
ويوطنن حشا على الزؤد
فلتدخلن عليه قبته
وَلاّجَة ً تَخْفَى عَلى الرَّصَدِ
وَهَوَاجِمٍ يَدْفَعْنَ كُلَّ يَدٍ
وَنَوَافِذٍ يَهْزَأنَ بِالزَّرَدِ
كالبيض لا يصقلن عن طبع
والسمر لا يغمزن عن اود
حتى يذوق لحدَ انصلها
طَعْناً، وَلا طَعْن القَنَا القَصَدِ
ومتى يوقع فل مقنبها
لم اخلها ابداً من المدد
أخْطَأتُ في طَلَبي، وَأخطَأ في
يَأسِي، وَرَدّ يَدِي بِغَيرِ يَدِ
فَلأجْعَلَنّ عُقُوبَتي أبَداً
أنْ لا أمُدّ يَداً إلى أحَدِ
فَتَكُونَ أوّلَ زَلّة ٍ سَبَقَتْ
مِنّي، وَآخِرَهَا إلى الأبَدِ
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تَزَوّدْ مِنَ المَاءِ النُّقاخِ، فلَنْ ترَى
تَزَوّدْ مِنَ المَاءِ النُّقاخِ، فلَنْ ترَى
رقم القصيدة : 9998
-----------------------------------
تَزَوّدْ مِنَ المَاءِ النُّقاخِ، فلَنْ ترَى
بِوَادِي الغَضَا مَاءً نُقَاخاً وَلا بَرْدَا
وَنَلْ من نَسيمِ الرَّندِ وَالبَانِ نَفحَة ً
فهَيهاتَ وَادٍ يُنبِتُ البَانَ وَالرَّنْدَا
وعج بالحمى عينا فلست برامق
طوال الليالي ذلك العلم الفردا
وكر الى نجد بطرفك انه
متى يَعْدُ لا يَنظُرْ عَقيقاً وَلا نَجْدَا
تَلَفّتَ دُونَ الرّكْبِ وَالعَينُ غَمْرَة ٌ
وَقَدْ مَدّها سَيلُ الدّمُوعِ بما مَدّا
لَعَلّي أرَى داراً بِأسْنِمَة ِ النّقَا
فَأطْرَبُنَا للدّارِ أقْرَبُنَا عَهْدَا
تلاعب بي بين المعالم لوعة
فتذهب بي يأساً وترجع بي وجدا
مَنازِلُ نَاشَدْتُ السّحَابَ فَما قضَى
فريضتها عني السحاب ولا ادى
وَهَلْ بَالغٌ مَا يَبْلُغُ الدّمعُ عِندَهَا
حقائب غيث تحمل البرق والرعدا
أمنكِ الخَيالُ الطّارِقي بَعدَ هَجعَة ٍ
يُعاطي جَوَى الظّمآنِ مُبتَسماً بَرْدَا
دنا من اعالي الرقمتين وما دنا
وَصَدّ وَقَدْ وَلّى الظّلامُ، وَما صَدّا
وَمِنْ عَجَبٍ رَيّي وَما نَقَعَ الصّدَى(93/102)
وعدى له منا علي وما اعتدا
أسَاءَ لَيَالي الفُرْبِ نَأياً وَهِجْرَة ً
واسدى على بعد من الدار ما اسدى
أفي كُلّ يوْمٍ للمَطامِعِ جَاذِبٌ
يُجَشْمُني ما يُعجِزُ الأسدَ الوَرْدَا
كاني اذا جادلت دون مطالبي
أُجَادِلُ لِلأيّامِ ألْسِنَة ً لُدّا
احل عقود النائبات وانثنى
وَخَلفي يَدٌ للدّهْرِ تُحكِمُها عَقدَا
إذا مَا نَفَذْتُ السّدّ مِنْ كلّ حادثٍ
رَأيتُ أمامي دُونَ مَا أبْتَغي سَدّا
أأتْرُكُ أمْلاكاً رِزَاناً حُلُومُهُمْ
حُلُولاً عَلى الزّوْرَاءِ أيمانُهُمْ تَنْدَى
كانك تلقى منهم آجمية
مُؤلَّلَة َ الأنْيَابِ أوْ قُلَلاً صَلْدَا
وَلا يَأنَفُ الجَبّارُ أنْ يَعتَفِيهِمُ
وَلا الحُرُّ يأبَى أن يكُونَ لهم عَبدَا
إذا مَا عَدِمْنَا الجُودَ مِنهُمْ لعِلّة ٍ
فلَنْ نَعدَمَ العَلياءَ منهمْ وَلا المَجدَا
وان كريم القوم من خدم العلا
وان لئيم القوم من خدم الرفدا
إذا مَا طَرَقْتَ المَرْءَ منهُمْ وَجَدْتَهُ
على النار لا كابي الزناد ولا وغدا
لهم كل موقوذ من التاج راسه
غنى بالعلا ان ينسب الاب والجدا
نحاسن اقمار الدجى بوجوههم
فَنَبْهَرُهَا نَوراً وَنَغْلِبُهَا سَعدَا
تخالهم غيدا اذا بذلوا الندى
وَتحسَبُهمْ جِنّاً، إذا ركبوا الجُرْدَا
إذا طَرِبُوا للجُودِ أمطَرْتَهُمْ حَياً
وان غضبوا للمجد هيجتهم اسدا
وَأنْقُلُ بَيْتي في البِلادِ مُجَاوِراً
بيوت المخازي قد ضللت اذا جدا
خياما قصيرات العماد تخالها
كِلاباً على الأذنَابِ مُقعِيَة ً رُبْدَا
إذا عَزّ مَاءٌ بَينَهُمْ وَرَدُوا القَذَى
وَإنْ قَلّ زَادٌ عندَهمْ مَضَغوا القِدّا
تَرَى الوَفْدَ عَن أعطانِهِمْ وَقِبَابهِمْ
من اللوم انأى من نهامهم طردا
أأتْرُكُ أمْطَاءَ السّوَابِقِ ضِلّة ً
وَأستَحمِلُ الحَاجَاتِ أحمِرَة ً قُفدَا
لرَأيٍ لَعَمرِي غَيرِ دانٍ مِنَ النُّهَى
ولا واسط في الحزم قبلاً ولا بعدا
فَلا طَرَبٌ أنْ زِدْتُ قُرْباً إلَيْهِمُ(93/103)
ولا اسف ان زاد ما بيننا بعدا
كَعَمتُ لساني أنْ يَقولَ، وَإنْ يَقُلْ
فقل في الجراز العضب ان فارق الغمدا
وَإنّ بُرُوداً للمَخَازِي مُعَدّة ٌ
فمن شاء في ذا الحي اسحبته بردا
قلائد في الاعناق بالعار لا تهي
عَلى مَرّ أيّامِ الزّمَانِ، وَلا تَصْدَا
اذا صلصلت بين القنا قضت القنا
وان زفرت بالسرد قطعت السردا
لها بين اعراض الرجال قعاقع
مَدارِجُها أسعَى من الغُرُّ أوْ أعدَى
أآلَ بُوْيْهٍ ما نَرَى النّاسَ غَيرَكمْ
ولا نشتكي للخلق اولاكم فقدا
نرى منعكم جودا ومطلكم جدا
وَإذْلالَكُمْ عِزّاً وَإمرَارَكم شَهدَا
وَعَيشَ اللّيالي عِندَ غَيرِكُمُ رَدًى
وَبَرْدَ الأمَاني عِندَ غَيرِكمُ وَقْدَا
اذا لم تكونوا نازلي الارض لم نجد
بها الوَادِيَ المَمطورَ وَالكَلأ الجَعْدَا
وينبط محفاري بارضكم الغنى
إذا ما نَبا عن جانبِ اللّؤمِ أوْ أكدَى
وَكنتُ أرَى أنّي متى شِئتُ دونَكُمْ
وَجَدْتُ مَجازاً للمَطالِبِ أوْ مَعدَى
فلم ار لي من مطلع عن بلادكم
ولا من مراح للاماني ولا مغدا
خُذُوا بزِمَامي قَدْ رَجَعْتُ إليكُمُ
رجوع نزيل لا يرى منكم بدا
أُرِيدُ ذَهَاباً عَنكُمُ، فَيَرُدّني
إلَيكُمْ تجارِيبُ الرّجَالِ، وَلا حَمدَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أرَى وُجُوهاً وَأيْمَاناً مُقَفَّلَة ً
أرَى وُجُوهاً وَأيْمَاناً مُقَفَّلَة ً
رقم القصيدة : 9999
-----------------------------------
أرَى وُجُوهاً وَأيْمَاناً مُقَفَّلَة ً
فَمُغْلَقُ البِشرِ مِنها مُغلَقُ الجُودِ
مُعَبِّسِينَ لِئَلاّ يُحْدِثُوا طَمَعاً
للسائلين ولا يوفوا بموعود
نوالهم بين صعب النيل ممتنع
بالمَطلِ أوْ مُستَخَسّ القَدرِ مَرْدودِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> خَلِيلَيَّ قُومَا فَاعْذِرَا أوْ تَعَتَّبَا
خَلِيلَيَّ قُومَا فَاعْذِرَا أوْ تَعَتَّبَا
رقم القصيدة : 8409
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ قُومَا فَاعْذِرَا أوْ تَعَتَّبَا(93/104)
ولا تعذلاني أن ألذ وأطربا
إِذَا ذُكِرَتْ صَفْرَاءُ أذْرَيْتُ عَبْرَة ً
وَأمْسَكْتُ نَفْسِي رَهْبَة ً أنْ تَصَبَّبَا
ومما استفرغ اللذاتِ إلا مشيَّعٌ
إذا همَّ لم يذكر رضى من تغضبا
تغنَّى رفِيقِي باسْمِهَا فكأنَّما
أصاب بقلبي طائراً فتضربا
ومن عجب الأيام أن اجتنابنا
رَشَادٌ ولكِنْ لا نُطِيقُ التَّجَنُّبَا
إِذَا حنَّ مُشْتاقٌ حَنَنْتُ عِراضة ً
كما عارض الْعُودُ الْيَرَاعَ الْمُثقَّبا
وحاجات نفسٍ كن من درك الهوى
لقيتُ بها ضيفاً ولم ألق مرحبا
أُقلِّبُ في صفْراءَ كُلَّ عَشِيَّة ٍ
هواي ويأبى القلبُ إلاَّ تقلُّبا
أمَرَّ عَلَيَّ الْعَيْشَ يَوْمٌ عَدِمْتُهُ
وَلاَ أشْتَهِي لَيلي إِذَا مَا تَأوَّبَا
فقل في فتى ً سدت عليه سبيلهُ
فضاع وقد كان الطَّلوبَ المطلّبا
خطبْتُ عَلَى حَبْلِ الزَّمَانِ لَعَلَّهُ
يساعفني يوماً وقد كان أنكبا
خُلِقْتُ عَلَى مَا فِيَّ غَيْرَ مُخَيَّرٍ
هواي ولو خيرت كنت المهذبا
أُرِيدُ فَلاَ أُعْطَى ، وَأُعْطَى فَلَمْ أُرِدْ
وقَصَّرَ عِلْمِي أنْ أنَالَ الْمُغَيَّبَا
وأصرفُ عن قصدي وحلمي مبلغي
وأضحي وما أعقبت إلا التعجُّبا
وما الْبرُّ إِلاَّ حُرْمَة ٌ إِنْ رعيْتَها
رَشَدْتَ وإِنْ لم تَرْعَها كُنْتَ أخْيَبَا
أ "يحيى بن زيدٍ" فيم تقطع خلتي
لقدْ خُنْتَ وُدًّا بلْ تجشَّمْتَ مُعْجَبا
أحِين أشارتْ بي الأَكُفُّ مُعيدة ً
وحفَّتْ بيَ الْحمْراءُ خرْقاً مُعصَّبا
وقامتْ "عُقْيلٌ" منْ ورائِيَ بالْقَنَا
حِفَاظاً وعاقَدْتُ الْهُمَامَ الْمُحجَّبا
تَنحَّ أبا فِعْلٍ لأُمِّكَ حاجة ٌ
إلينا ولا تشتغب فما كنت مشغبا
أبُوك يهُودِيٌّ وأُمُّك عِلْجة ٌ
وأشبهت خنزير السواد المسيبا
وكُنْتَ ترَى حَرْبِي كحرْب خرائدٍ
فُوَاقاً فلمَّا رُحْنَ رَاجعْن مَلْعَبا
وهيهات ظنُّ الجاهلين من امرئٍ
بَعيدِ الرِّضى سُقْمٍ علَى منْ تحزَّبا
أبى الله ودِّي للخليلِ وقربهُ
إِذَا كَانَ خَوَّانَ الأَمَانَة ِ نَيْرَبَا(93/105)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> غدا سلفٌ فأصْعَدَ "بالرَّبَابِ"
غدا سلفٌ فأصْعَدَ "بالرَّبَابِ"
رقم القصيدة : 8410
-----------------------------------
غدا سلفٌ فأصْعَدَ "بالرَّبَابِ"
وحنَّ وما يحنُّ إلى صحابِ
دعا عبراته شجنٌ تولَّى
وشامات على طلل يبابِ
وأطهر صفحة ً سترت وأخرى
من العبرات تشهدُ بالتباب
كأن الدار حين خلت رسومٌ
كهذا الْعصْبِ أوْ بعْض الْكتاب
إذا ذكر الحبابُ بها أضرَّتْ
بها عيْنٌ تَضَرُّ علَى الْحِباب
ديارُ الْحيِّ بالرُّكْحِ الْيماني
خرابٌ والديارُ إلى خراب
رجعن صبابة ُ وبعثن شوقاً
على متحلبِ الشأنين صاب
وما يَبْقَى علَى زَمَنٍ مُغِيرٍ
عدا حدثانُهُ عدْوَ الذِّئاب
ودهر المرء منقلبٌ عليه
فُنُوناً، والنَّعيمُ إِلى انْقلاب
وكُل أخٍ سَيَذْهبُ عنْ أخيه
وباقي ما تُحبُّ إِلَى ذَهَاب
ولما فارقتنا "أم بكر"
وشطّت غربة ً بعد اكتئاب
وبِتُّ بحاجة ٍ في الصَّدْر منْها
تَحَرَّقُ نارُها بيْن الْحجاب
خططتُ مثالها وجلستُ أشكو
إِليْها ما لَقِيتُ علَى انْتِحَابِ
أكلِّمُ لَمْحَة ً في التُّرْب مِنْها
كلام المستجير من العذاب
كأَنِّي عِنْدَها أشْكُو إِليْها
همومي والشَّكاة ُ إلى التراب
سقى الله القباب بتلِّ "عبدى "
وبالشرقين أيام القباب
وأياماً لنا قصرت وطابتْ
علَى "فُرْعَانَ" نَائِمَة َ الْكِلاَبِ
لقد شط المزار فبتُّ صبا
يطالعني الهوى من كل باب
وعهدي بالفراع وأم بكر
ثقال الردف طيبة الرضاب
من الْمُتصيِّدات بكُلِّ نَبْلٍ
تسيلُ إِذَا مشتْ سَيْلَ الْحُباب
مصورة يحار الطرف فيها
كأنَّ حديثها سُكْرُ الشَّراب
لياليَ لا أعُوجُ عَلَى الْمنَادي
ولا العذال من صعم الشباب
وقائلة ٍ رأتني لا أبالي
جنوح العاذلات إلى عتاب:
مللت عتاب أغيد كلَّ يومٍ
وشَرٌّ ما دَعَاكَ إِلَى الْعِتَابِ
إذا بعث الجواب عليك حرباً
فَمَا لَكَ لاَ تَكُفُّ عَن الْجَوَاب
أصونُ عن اللئام لباب ودي
وَأخْتَصّ الأَكَارِمَ باللُّبَاب(93/106)
وَأيُّ فَتًى منَ الْبَوغَاءِ يُغْني
مقامي في المخاطب والخطاب
وتجمعُ دعوتي آثارَ قومي
همُ الأسد الخوادر تحت غاب
وُلاَة ُ الْعزِّ والشَّرَف الْمُعَلَّى
يردون الفضول على المصاب
نَقُودُ كَتَائباً ونَسُوقُ أخْرَى
وفعنا فوقهم غر السحابِ
وأبراراً نعود إذا غضبنا
بأحلام رواجح كالهضاب
وإِنْ نُسْرعْ بمَرْحَمَة ٍ لقَوْمٍ
فلسنا بالسراع إلى العقاب
نُرَشِّحُ ظَالماً وَنَلُمُّ شُعْثاً
ونَرْضَى بالثَّنَاءِ منَ الثَّوَابِ
ترانا حين تختلفُ العوالي
وقَدْ لاَذَ الأَذلَّة بالصِّعَاب
نقودُ كتائبنا ونسوقُ أخرى
كأنَّ زُهَاءَهُنَّ سَوَادُ لاَب
إذا فزعت بلادُ بني معدٍّ
حَمَيْنَاهَا بأغْلمَة غِضَاب
وكلِّ متوَّجٍ بالشيب يغدو
طويل الباع منتجعَ الجنابِ
مِنَ الْمُتَضَمِّنِينَ شَبَا الْمَنَايَا
يَكُونُ مَقِيلُهُ ظِلَّ الْعُقَابِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> كل امرئٍ نصبٌ لحاجته
كل امرئٍ نصبٌ لحاجته
رقم القصيدة : 8411
-----------------------------------
كل امرئٍ نصبٌ لحاجته
وعَلَيْهِ يُحْمَلُ أوْ لَهُ نَصَبُهْ
فاربع على خلقٍ لهُ خطرٌ
فِي الصَّالِحِينَ يَفُوزُ مُحْتَسِبُهْ
عيُّ الشريف يشينُ منصبهُ
وتَرَى الْوَضِيعَ يَزِينُهُ أدَبُهْ
وحراثة التقوى لمحترثٍ
كَرَمُ الْمَعَادِ وَمَا لَهُ حَسَبُهْ
وتَنَقُّصُ الْمَوْلَى مَوَالِيَهُ
عَارٌ يَكُونُ بِوَجْهِهِ نَدَبُهْ
وإذا نسيبكَ غلَّ ساعدهُ
ونأى فليس بنافعٍ نسبه
ومِنَ الْبَلاَء أخٌ جِنَايَتُهُ
عَلَقٌ بِنَا وَلِغَيْرِنَا نَشَبُهْ
خُذْ مِنْ صَدِيقِكَ غَيْرَ مُتْعِبِه
إن الجواد يؤودهُ تعبه
وَاسْتَغْنِ بِالْوَجَبَاتِ عَنْ ذَهَبٍ
لَمْ يَبْقَ قَبْلَكَ لاِمْرِىء ٍ ذَهَبُهْ
يَرِدُ الْحَرِيصُ عَلَى مَتَالِفِهِ
واللَّيث يبعثُ حتفهُ كلبهْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ألا مَا لِقَلْبي لا يَزُول عنِ الهَوَى
ألا مَا لِقَلْبي لا يَزُول عنِ الهَوَى
رقم القصيدة : 8412(93/107)
-----------------------------------
ألا مَا لِقَلْبي لا يَزُول عنِ الهَوَى
وقد زعموا أنَّ القلوب تقلَّبُ
أَ"صَفْرَاءُ" ما لي فِي المَدَامَة ِ سُلْوة ٌ
فأسْلو ولاَ فِي الغانِيات مُعَقَّبُ
إذا لم ترَ الذهلي أنوكَ فالتمس
له نَسَباً غيرَ الذي يَتَنَسَّبُ
وأمَّا بَنُو قَيْسٍ فَإِنَّ نَبِيذَهُمْ
كَثِيرٌ وَلَكِنْ دِرْهَمُ الْقَوْمِ كَوْكَبُ
وسيد تيمِ اللاتِ تحت غذائهِ
هزبرٌ وأما في اللقاء فثعلبُ
وقَدْ كَانَ فِي "شَيْبَانَ" عِزٌّ فَحَلَّقَتْ
به في قديم الدَّهر عنقاءُ مغربُ
وحيَّا "لجيم" قسوران تنزعت
شباتهما لم يبق نابٌ ومخلبُ
وأنذلُ من يمشي " ضبيعة ُ" إنهم
زَعَانِفُ لَمْ يَخْطُبْ إِلَيْهِمْ مُحَجَّبُ
و"يشكرُ" خصيانٌ عليهم غضارة ٌ
وهل يدرك المجد الخصي المجبب
لقد زاد أشراف العراق "ابن حاتم"
كما سَادَ أهْلَ الْمشَرِقَيْنِ "الْمُهَلَّبُ"
صفت لي يدُ الفيَّاضِ "روح بن حاتم"
بِمُلْكِ يَدٍ كالْمَاء يَصْفُو وَيَعْذُبُ
طلوبٌ ومطلابٌ إليه إذا غدا
وخيرُ خليليكَ الطَّلوبُ المطلَّبُ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَفْخَرُ الباهليُّ أن جعل اللَّـ
يَفْخَرُ الباهليُّ أن جعل اللَّـ
رقم القصيدة : 8413
-----------------------------------
يَفْخَرُ الباهليُّ أن جعل اللَّـ
ـه له وَحْدَهُ حِراً من وَرَاء
ولقد قلتُ يومَ زافَ لمسعو
دٍ وألقى عنهُ قناعَ الحياء
خبّرتني القنفاء عنك بشيءٍ
فاتَّقي الله في استكَ البخراء
لا تدع زنية ً ودع زُبَّ يحيى
واسْألْ أخْتيْك عنْ لذِيذِ الزِّناء
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لاَ فَجْعَ إِلا كما فُجِعْتُ بِهِ
لاَ فَجْعَ إِلا كما فُجِعْتُ بِهِ
رقم القصيدة : 8414
-----------------------------------
لاَ فَجْعَ إِلا كما فُجِعْتُ بِهِ
من فارسٍ كان دوننا حدبا
يَا صَفْحَهُ عَنْ جَوَابِ جَاهِلِنَا(93/108)
حِلْماً وَيَا عَزُّهُ إِذَا غَلَبَا
ويا قراه العدوَّ مرهفة ً
بِيضاً ويَا لِينَهُ إِذَا صَحِبَا
ويا جداهُ لمن ألمَّ به
يَوْماً وَيَا وَصْلَهُ لِمَنْ قَرُبَا
لو نال خلداً من قبلهِ أحدٌ
مدَّت إلى الخلدِ كفُّهُ سببا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أجَارَتَنَا لاَ تَجْرَعِي وَأنِيبِي
أجَارَتَنَا لاَ تَجْرَعِي وَأنِيبِي
رقم القصيدة : 8415
-----------------------------------
أجَارَتَنَا لاَ تَجْرَعِي وَأنِيبِي
أتَانِي مَنَ الْمَوْتِ الْمُطِلِّ نَصِيبِي
بنيي على قلبي وعيني كأنَّهُ
ثَوَى رَهْنَ أحْجَارٍ وجَارَ قَلِيبِ
كَأني غَرِيبٌ بَعْدَ مَوْتِ "مُحْمَّدٍ"
ومَا الْمَوْتُ فِينَا بَعْدَهُ بغَرِيبِ
صبرت على خير الفتوِّ رزئتهُ
ولولا اتقاء الله طال نحيبي
لعمري لقد دافعت موت "محمَّد"
لَوَ انَّ الْمَنَايَا تَرْعَوِي لِطَبِيبِ
وما جزعي من زائلٍ : عمَّ فجعهُ
ومن ورد آباري وقصد شعيبي
فَأصْبَحْتُ أبْدِي لِلْعُيُونِ تَجَلُّداً
ويا لك من قلبٍ عليه كئيبِ
يُذَكِّرُنِي نَوْحُ الْحَمَام فِرَاقَهُ
وإرنان أبكار النساء وثيبِ
ولي كل يوم عبرة ٌ لا أفيضها
لأحظى بصبرٍ أو بحطِّ ذنوبِ
إلى الله أشكو حاجة ً قد تقادمت
على حدثٍ في القلب غير مريبِ
دعتهُ المنايا فاستجاب لصوتها
فللهِ من داعٍ دعا ومجيبِ
أظَلُّ لأَحْدَاثِ الْمَنُونِ مُرَوَّعاً
كأنَّ فُؤَادِي فِي جَنَاحِ طَلُوب
عَجِبْتُ لإِسْرَاعِ الْمَنِيَّة ِ نَحَوَهُ
ومَا كانَ لَوْ مُلِّيتُهُ بِعَجِيبِ
رزئتُ بنيي حين أروق عودهُ
وألْقَى عَلَيَّ الْهَمَّ كلُّ قَرِيبِ
وَقَدْ كُنْتُ أرْجُو أنْ يَكُونَ "مُحَمَّدٌ"
لنا كافياً من فارسٍ وخطيبِ
وكَانَ كَرَيْحَانِ الْعَروُسِ بَقَاؤُهُ
ذَوَى بَعْدَ إِشْرَاقِ الْغُصُونِ وَطِيبِ
أغرُّ طويل الساعدين سميذعٌ
كَسَيْفِ الْمُحَامِي هُزَّ غَيْرَ كَذُوبِ
غَدَا سَلَفٌ مِنَّا وَهَجَّرَ رَائِحٌ
على أثرِ الغادينَ قودَ جنيبِ(93/109)
وما نحنُ إلا كالخليط الذي مضى
فرائس دهرٍ مخطئٍ ومصيب
نؤمِّلُ عيشاً في حياة ٍ ذميمة ٍ
أضَرَّتْ بأبْدَانٍ لَنَا وَقُلُوبِ
ومَا خَيْرُ عَيْشٍ لاَ يَزَالُ مُفجَّعاً
بموت نعيمٍ أو فراق حبيب
إِذَا شِئْتُ رَاعَتْنِي مُقِيماً وظَاعِناً
مصارعُ شبَّانٍ لدي وشيبِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> دَعَاكَ الحُبُّ بالشَّعْبِ
دَعَاكَ الحُبُّ بالشَّعْبِ
رقم القصيدة : 8416
-----------------------------------
دَعَاكَ الحُبُّ بالشَّعْبِ
من الذَّلْفَاءِ بالقلب
نَأتْهُ وَنأى عَنْهَا
وَأبْدَتْ قَالة َ الْعُجْبِ
فقدْ وَقَّفنِي الهَجْرُ
مِن الْمَوْتِ عَلى جَنْبِ
وَقِدْماً ذاك مَا زال
محلَّ اللهو في القربِ
رَهِيناً بالَّذِي لاقَيْـ
تُ بين الرغب والرهبِ
فرَهْبِي مِنْك في شَعْفِي
وَمِنْ مَوْتِ الْهَوَى رَغْبِي
لقد حاربني صبري
وما سالمني حبِّي
فلا يَقْرَبُنِي هَذا
وَلا هَاذاك مِنْ حِزْبِي
وَمَا أذْنبْتُ منْ ذنْبٍ
سوى حبِّي فما ذنبي
ونومُ العين ممنوعٌ
وَمَاءُ العَيْنِ في سَكْبِ
ألاَ لاَ لاَ أرَى مِثْلِي
ومثل الشوق في قلبي
أدنِّيها من الجدوى
وتدنيني من الكرب
وقدْ قُلْتُ لها سِرًّا
وإِعْلاَناً لدى صَحْبِي:
أما حسبكِ يا أسما
ء أني منكِ في حسبِ
كَفَتْكِ الْغاية ُ الدُّنْيا
مع الْقُصوى التِي تُكْبِي
وفِي أسْهلِ ما يأتِي
به كافٍ من الصَّعبِ
فلمَّا لمْ أنَلْ حَظًّا
بِمَا كَدَّرْتِ مِنْ شرْبِي
شَكَوْتُ الْقَلْبَ والذَّلْفَا
ء مع وجدي إلى ربي
فأصبحتُ بما حليتُ
من مشربي العذبِ
كَذِي الطِّبِّ تَعَنَّاهُ
وَمَا بِالْقَلْبِ مِنْ طِبِّ
وَسَاهِي النَّفْسِ مَحْزُوناً
يُزَجِّي النَّفْسَ بالْغَلْبِ
ولو يسطيعُ إذ شطَّت
على ما كان من عتبِ
حذاها وجههُ نعلاً
فلم تمشِ على التربِ
"أعَبَّادَة ُ" مِنْ حُبِّـ
كِ في الأحشاء كاللهبِ
إِذَا اسْتَغْفَيْتُ أضْنَانِي
ضَنَا الْمَحْمُولِ فِي الْخُشْبِ
فَإنْ حُدِّثْتِ يَوْماً عَنْ(93/110)
فتى ماتَ من الحبِّ
فَقُولي تَصْدُقِي: ذَاكُمْ
صَفِيٌّ مِن بَنِي كَعْبِ
ليالٍ منكِ أهواها
هوى ً في الجدِّ واللعبِ
فَمْنْهَا لَيْلَة ٌ بِالتَّا
جِ أسْهَتْ لِلْهَوَى لُبِّي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا صاح لا تجر في لومي وتأنيبي
يا صاح لا تجر في لومي وتأنيبي
رقم القصيدة : 8417
-----------------------------------
يا صاح لا تجر في لومي وتأنيبي
مَا كُلُّ مَنْ لَمْ يُجِبْ قَوْماً بِمَغْلُوب
هَبْ لي انْتِقَاصَكَ عِرْضاً غَيْرَ مُنْتَقَصٍ
فما متاعكَ في الدنيا بمرهوب
إِنِّي وَإِنْ كَانَ حِلْمِي وَاسِعاً لَهُمُ
لاَ أسْتَهلُّ عَلَى جَارٍ بِشُؤْبُوب
طَلاَّبُ أمْرٍ لِهَوْلِ النَّاسِ حُظْوَتُهُ
على القلوب ركوبٌ غير مسلوبِ
كَمْ مِنْ بَدِيعَة ِ شَرٍّ قَدْ فَتَكْتُ بِهَا
في لَيْلَة ٍ مِثْلِ لُجِّ الْبَحْرِ يَعْبُوبِ
منهنَّ ليلة َ باتت غير نائمة ٍ
حَرَّى وحَرْبِ أخي الْحَنَّانِ عُرْقُوبِ
باتَ القليفعُ فيما يبتغي أجلي
وليس ما ضافَ من هجري بتعييب
جَاءَتْ وَجَاءَ السَّجُوجِي من بَنِي وَأَلٍ
وَالزِّقُّ يَحْدُو وِكَاهَا سَاكِنُ اللُّوبِ
يهفونَ دون أكيراحٍ ومثلهمُ
طفلُ الحسام بباب الملكِ معصوبِ
لَمَّا الْتَقَيْنَا عَلَى مَلكٍ نُسَاوِرُهُ
صَعْبِ الْمَرَام كَحَرِّ النَّارِ مَشْبُوبِ
قالت هلكتَ ولم أهلك فقلتُ لها
في مثلها كنتُ صفاحَ الأعاجيبِ
حاولتم العرشَ عندي في سلاسلهِ
هَيْهَاتَ رُمْتُمْ قَرِيباً غَيْرَ مَقْرُوبِ
ضمَّت قناني على الميراثِ فيئكمُ
والسَّيْلاَنُ ذو الْوَجْهَيْنِ يَعْسُوبِ
فأصبحت بعد ما عضَّ الثقافُ بها
رَيَّا الْمَفَاصِلِ مَلْسَاءَ الأَنابِيبِ
كأنَّمَا دُهِنَتْ دُهنْاً وَقَد عُرِكَتْ
ليلَ التمامِ بتعضيضٍ وتقليبِ
كأنني من رقاهم ليلة َ احتضروا
مُذَبْذَبٌ بَيْنَ إِصْعَادٍ وَتَصْوِيبِ
يرمونَ قلبي بأسحارٍ وأمحقها
عنِّي بحرفٍ من القرآن مكتوبِ
حتى إذا أشرفت نفسي على طمعٍ(93/111)
فاستعجل الصبح أمثال الأهابيب
سحرتُ ريفاً لبفزول فدامجه
إذ ألفت فيه بين الشاة والذيبِ
وقد عطفت مكيحاً بعد حيصته
عَلَى الْوَديق فَمَا وِتْرُ بِمَطْلُوبِ
وَقَدْ خَنَقْتُ مَلِيحاً فِي مَنَازِلِهِ
حتى استمرَّ طريداً غير مصحوبِ
وَقَدْ قَرَعْتُ القرينا إِذ قَرَعْتُ لَهُ
بالعَنْكَبُوتِ وَكَانَ الحُوبُ بالحُوبِ
وقَد تَرَكْتُ أبَا اللِّصَّيْنِ مُعْتَرِضاً
وما اعتراض ذباب طن مذبوبِ
يُرَوِّحُ الغَيَّ يَعْبُوباً لَهُ شَرَفٌ
وفي الرشاد بليداً غير يعبوب
وقد عرفت عريفاً ناك خالتهُ
وقد تلفع شيبا غير مخضوبِ
يصبُّ في فلسها من ماء فيشته
صب الوليدة في المصحاة بالكوبِ
والعبد زوج الزواني قد نفخت له
مني بسجلٍ ذنوباً غير مشروبِ
يَمْشِي بأيْر مَهيبٍ في عَشِيرَتِهِ
وما الفتى بمهيبٍ في المقانيب
ممن يروعك مطلوباً برؤيتهِ
وقدْ تَرَاهُ مصيخاً غير مَطْلُوبِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا صَاحِبَيَّ أعِينَانِي عَلَى طَرَبِ
يا صَاحِبَيَّ أعِينَانِي عَلَى طَرَبِ
رقم القصيدة : 8418
-----------------------------------
يا صَاحِبَيَّ أعِينَانِي عَلَى طَرَبِ
قَد آبَ لَيْلِي ولَيْتَ اللَّيْلَ لَمْ يَؤُبِ
نصبتُ والشوقُ عناني ونصبني
إلى "سليمى "وراعيهنَّ في نصبِ
في القصر ذي الشرفات البيض جارية ٌ
رَيَّا التَّرَائِبِ والأَرْدَافِ والْقَضَبِ
الله أصفى لها ودي وصوَّرها
فضْلاً عَلَى الشَّمْسِ إِذْ لاَحَتْ مِنَ الْحُجُبِ
أحِبُّ فَاهَا وَعَيْنَيْهَا وَمَا عَهِدَتْ
إليَّ من عجبٍ ويلي من العجبِ
داء المحبِّ ولو يشفى بريقتها
كانت لأدوائه كالنار للحطب
وناكثٍ بعد عهد كان قدَّمهُ
وكَيْفَ يَنْكُثُ بَيْنَ الدِّينِ وَالْحَسَبِ
وَاللَّه أنْفَكُّ أدْعُوهَا وَأطْلُبُهَا
حتَّى أموت وقد أعذرتُ في الطلبِ
قَدْ قُلْتُ لَمَّا ثَنَتْ عَنِّي بِبَهْجَتِها
وَاعْتَادَنِي الشَّوْقُ بِالْوَسْوَاسِ وَالْوَصَبِ(93/112)
يَا أطْيَبَ النَّاسِ أرْدَاناً وَمُلْتَزَماً
مني عليَّ بيوم منك واحتسبي
إِنَّ الْمُحِبَّين لاَ يَشْفِي سَقَامَهُمَا
إِلاَّ التَّلاَقِي فَدَاوِي الْقَلْبَ وَاقْتَرِبِي
كم قلت لي عجباً ثم التويت به
وَلاَ لِمَا قُلْتِ مِنْ رَاس وَلاَذَنَبِ
لا تتعبيني فإني من حديثكم
بعد الصدود الذي حدثتُ في تعب
يدعو إلى الموت طيف لا يؤرقني
وعارض منك في جدي وفي لعبي
فالقي محباً حماه النوم ذكركم
كأنه يوم لا يلقاك في لهب
قَالَتْ: أَكُل فَتَاة ٍ أنْتَ خَادِعُهَا
بِشِعْرِكَ السَّاحِرِ الْخَلاَّبِ لِلْعُرُبِ
كم قد نشبت بغيري ثم زغت بها
فَاسْتَحْيِ مِنْ كَذِبٍ لاَ خَيْرَ فِي الْكَذِبِ
هَبْنِي لَقِيتُ كما تَلْقَى وَخَامَرَنِي
دَاءٌ كَدَائِكَ مِنْ جِنٍّ ومِنْ كَلَبِ
أنى لنا بك أو أنى بنا لكم
ونحن في قيم غيران في نشب
لاَ نَسْتَطِيعُ وَلاَ نُسْطَاعُ مِنْ سَرَفٍ
فالصفح أمثل من وصل على رقب
أنْتَ الْمُشَهَّرُ فِي أهْلِي وَفِي نَفَرِي
وَدُونَكَ الْعَيْنُ مِنْ جَارٍ وَمُغْتَرِبِ
ولو أطيعك في نفسي معالجة ً
أنْهَبْتُ عِرْضِي وَمَا عِرْضِي بِمُنْتَهَبِ
فَاحْلُبْ لَبُونَكَ إبْسَاساً وَتَمْرِيَة ً
لاَ يَقْطَعُ الدَّرَّ إِلاَّ عِيُّ مُحْتَلِبِ
إِنَّا وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنَّا مُسَاعَفَة ٌ
بما هويت وكنا عنك في أشبِ
نَهْوَى الْحدِيثَ ونسْتبْقِي مَناصِبَنا
إنّ الصحيحة لا تبقى مع الجربِ
خَافَتْ عُيُوناً فخفَّتْ قبْل حَاجَتِنا
وروعتنا بإعراضٍ ولم تصب
فليْس لي عِنْدها حبْلٌ أمُتُّ بِهِ
إِلاَّ الْمودَّة مِنْ نُعْمَى ولاَ نَشَبِ
فقد نسيتُ وقلبي في صبابته
كأنَّه عندها حيرانُ في سببِ
قد غبتُ عنها فما رقَّت لغيبتنا
وقد شهدتُ فلم تشهدْ ولم تغبِ
أُمسِي حزِيناً وتُمْسِي في مَجاسِدِها
لا تشتكي الحبَّ في عظم ولا عصبِ
كأنَّهَا حَجَرٌ مِنْ بُعْدِ نائِلِها
شطَّت عليَّ وإن ناديتُ لم تُجبِ(93/113)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> آبَ ليْلِي بعْد السُّلُوِّ بِعتْبِ
آبَ ليْلِي بعْد السُّلُوِّ بِعتْبِ
رقم القصيدة : 8419
-----------------------------------
آبَ ليْلِي بعْد السُّلُوِّ بِعتْبِ
مِنْ حبِيبٍ أصاب عيْني بِسكْبِ
لَقِيَتْنِي يوْم الثّلاَثاء تَمْشِي
بالتصابي وبالعناء لقلبي
كان لي "بابُ مِقْسَمٍ" باب غيٍّ
وافقتْ صحْبهُ وما ثاب صحْبِي
ساقطت منطقاً إليَّ رخيماً
فسبتني به وقد كنت أسبي
لم يوهن من المقال لساني
لجوابٍ مجيبه غير حرب
قُلْت: هلْ بَعْدَ ذا تلاَقٍ فَقالتْ
كَيف تُلْفَى صَحيحة ٌ بيْن جُرْبِ
ما تولَّتْ حتَّى اسْتدار بِيَ الْحُـ
كما دارت الرحا فوق قطب
عَادَ حُبِّي بتلْك غَضًّا جديداً
ربَّ ما قدْ لَقيتُ منْهُنَّ حسْبي
صُورة ُ الشَّمْسِ في قِناع فتاة ٍ
عرضت لي فليس لبي بلبِّ
لاَ تكُنْ لي الْحياة ُ إِنْ لمْ تَكُنْ لي
شَرْبَة ٌ منْ رُضَابِهَا غيْرَ غَصْب
خلقت وحدها فلست براءٍ
مثْلَهَا صَاحِ لا تَصَابَى وتُصْبِي
أيها الناصح الرسولُ إليها
قُلْ لها عَنْ مُتَيَّمِ الْقَلْب صَبِّ
حَدثيني فأنت قُرَّة ُ عَيْني
هل تحبِّينني فهل نلت حبِّي
أبْهمتْ دُونَك الْفجَاجُ فَلاَ ألْـ
قى سبيلاً إليك في غير تربِ
مَا عَلَى النَّوْم لَوْ تَعَرَّضْت فيه
فَبَلَوْنَاكِ في سِخَابٍ وإِتْب
أنا منْ حُبِّك الضَّعيفُ الذي لاَ
أسْتَطيعُ السُّلُوَّ عَنْكِ بِطِبِّ
ولو أن الهوى تزحزح عني
شيعتني فيا فدا كل حنبِ
فاذكريني - ذكرت في ظلة ِ العر
ش بخيرٍ - تفرجي بعض كربي
مَا دَعَاني هَوَاكِ مُنْذُ افْتَرَقْنَا
باشْتيَاقٍ إِلاَّ نَهَضْتُ أُلَبِّي
أشتهي قربك المؤمَّلَ واللـ
ـه قريباً فهل تشهيت فربي
سَوْفَ أُصْفي لَكِ الْمَوَدَّة َ منِّي
ثم أعفيكِ أن تراعي بذنبِ
فَصِلِينِي وصَالَ مثْلي وَدُومي
لاَ تَكُوني ذُوَّاقَة ً كلَّ ضَرْب
ليت شعري جددتِ يومَ التقينا
أمْ تَصُدِّينَ مَنْ لَقِيتِ بِلِعْب(93/114)
قدْ شَكَكَنَا فيمَا عَهِدْتِ إِلَيْنَا
وظمئنا فوجهينا لشربِ
ليتني قد حييتُ حتى أراهُ
فِي مُحِبٍّ لكُمْ وفَوْقَ الْمُحِبِّ
يتغنى إذا خلا باسمكِ الحقِّ
ويكنيك في العدى "أمَّ وهبِ"
وَيُفَدِّي سِوَاكِ في مَجْلِسِ الْقَوْ
م ويعنيكِ بالتَّفدي وربِّي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> حنَّ قلبي إلى غزالٍ ربيبِ
حنَّ قلبي إلى غزالٍ ربيبِ
رقم القصيدة : 8420
-----------------------------------
حنَّ قلبي إلى غزالٍ ربيبِ
فاعتراني لذاكَ كالتَّصويبِ
كَيْفَ صَبْرِي عَنْ الْغَزَالِ وَلَمْ ألْـ
ـقَ شِفَاءً مِنَ الْغَزَالِ الرَّبِيبِ
مَنَعَ النَّوْمَ ذِكْرُهُ فَتَأرَّقْـ
تُ لذكرى من شادنٍ مخضوبِ
لا تعزى الفؤادُ عنه ولا يقـ
صر خطوي إلى مناخ المشيبِ
وَلَقَدْ أَسْألُ "الْمُغِيرَة َ" لمَّا
دويَ القلبُ عن دواء القلوبِ
فأشارت بها قريباً وما الممـ
نوعُ عندي نوالهُ بقريب
فصبرتُ الفؤاد حتى إذا طا
لَ بِي الْمُشْتَكَى وأعْيَا طَبِيبِي
وَجَفَانِي الصَّدِيقُ مِنْ يَأسِ أنْ أبْـ
رأ واعتلَّ عائدي من نسيبي
جئتُ مستشفياً إليها لما بي
وَشِفَاءُ الْمُحِبِّ عِنْدَ الْحَبِيبِ
فاتقي الله يا حبيب وجودي
بشفَاءٍ لعَاشقٍ مَكْرُوب
نام أصحابه وبات مكباً
في أعَاجيبَ مِنْ هَوَاكِ الْعَجيب
ليس بالمبتغي سواك ولا البا
ئعٍ منكمُ نصيبهُ بنصيبِ
يَقْطَعُ الدَّهْرُ ما يُغَيَّبُ عَنْهُ
من هواكم بعبرة ٍ ونحيب
لم تنم عيني ولم يزل الدَّمـ
عُ نظَاماً يَسْتَنُّ فَوْقَ التَّريب
مُسْتَهَاماً إِذَا الْجُلُوسُ أفَاضُوا
فِي حَديثٍ أكَبَّ مثْلَ الْغَريب
ليس بالناظر الجواب فيرعى
قَوْلَ حُدَّاثِهِ وَلاَ بالْمُجيب
تنتحي النفسَ في هواها فيرضى
من حديث لاجلوس بالمحبوب
نَوِّليه واتْقَيْ إِلهكِ فيه
ليس ما قد فعلتِ بالتعتيب
قدْ أبتْ نفْسُه سواكِ وتأبَيْـ
نَ سواهُ بالصَّرم والتعذيب
لو قدرنا على رقى سحر "هارو
تَ" طَلبْنا الْوِصال بِالتَّحْبِيبِ(93/115)
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> بشار بن برد >> طال في هنْدٍ عِتَابي
طال في هنْدٍ عِتَابي
رقم القصيدة : 8421
-----------------------------------
طال في هنْدٍ عِتَابي
واشتياقي وطلابي
واخْتلاَفي كُلَّ يوْمٍ
بمواعيد كذاب
كلما جئت لوعدٍ
كان ممسى في تباب
أخْلَفتْ حين أُريدتْ
مثْل إِخْلاَف السَّراب
لاَمَنِي فيها يزيدٌ
وجَفَا دُون صحابي
قُلْتُ للاَّئمِ فيها:
غصَّ منها بالشراب!
لاَ تُطَاعُ الدَّهْرَ فيما
قد عناني بقراب
ليتَ من لامَ محبَّا
ورماه باعتياب
أرهقت هندٌ حياتي
ما لهنْدٍ منْ مَتَاب
ناله الله بسقمٍ
شاغلٍ أو بعذاب
حبلتني بمناها
ورقاها فالخلاب
كيف لا تأوي لشخصٍ
هائم القلب مصاب
دنفٍ في حبِّ هنْدٍ
ذي شكاة ٍ وانتحاب
دخل الْحُبُّ لهنْدٍ
قَلْبَهُ منْ كُلِّ باب
ليت لي قوساً ونبلاً
حين ترْبا حُبَابي
فأُصيبُ الْقلْبَ منْها
بمحدَّاتٍ صياب
من سهام الحب إني
أشتهيها للحباب
ولقد تامت فؤادي
بصدودٍ واجتناب
يَوْمَ قَامَتْ تَتَهَادَى
بَيْنَ إِتْبٍ وَسِخَاب
أمْلَحُ النَّاس جَميعاً
سافراً أو في نقاب
كَمُلَتْ في الْعَيْنِ حُسْناً
وجمالاً في الثياب
اذكري ليلة َ نلهو
في رعودٍ وسحاب
وَحَدِيثاً نَصْطَفِيه
في عفافٍ وتصابي
وَرَسُولاً بَاتَ يَسْرِي
في هواكم بالكتابِ
يُنْذِرُ الْعَاشِقَ حَتَّى
نصبوا حدَّ الحرابِ
من عدوٍّ نتقيه
وبني عمٍّ غضابِ
طَرَقَتْ حُبِّي بهَمٍّ
كَادَ يُنْسِيني مَآبِي
وَاسْتَرَادَتْني عَلَى الْهَوْ
لِ بطَاعُون الشَّبَاب
يوْمَ قَالَتْ تَحْذَرُ الْعَيْـ
ن على ذات الحجاب
كن غراباً حين تأتي
بَيْنَنَا أوْ كَغُرَاب
حَذَرَ الْعَيْنِ فَإنَّا
لم نكن أهل معاب
فَتَحَضَّرْتُ بنَفْسِي
نَحْوَهَا دُونَ الْقِرَاب
فَالْتَقَيْنَا بِحَديثٍ
مِنْ شَكَاة ٍ وَعتَاب
منطقٌ منها ومني
غير تحقيق سباب
قلتُ لما برحت بي
لم يكن هذا احتسابي
حَيْثُ أرْجُوكُمْ فَسُمْتُمْ
زوركم سوط عذاب(93/116)
ليتني قبل هواكم
كُنْتُ في بطْن التُّراب
فبكت "هندٌ"وقالت
حبِّ لا تنكر خطابي
غلظة ٌ بعد التلاقي
بعْدها لِينُ جواب
العصر العباسي >> بشار بن برد >> نور عيني أصبت عيني بسكب
نور عيني أصبت عيني بسكب
رقم القصيدة : 8422
-----------------------------------
نور عيني أصبت عيني بسكب
يوْمَ فارقْتِنِي علَى غيْرِ ذَنْبِ
كيف لم تذكري المواثيق والعهـ
دَ وما قُلْتِ لي وقُلْتِ لصحْبِي
ما تصبرت عن لقائك إلا
قل صبري وباشر الموت قلبي
ليتني متُّ قبل حبكِ يا قرَّ
ة عيني أو عشتُ في غير حبِّ
ليْس شيءٌ أجلَّ مِنْ فُرْقة ِ النَّفْـ
س فحسبي فجعتُ بالنفس حسبي
كف عيشي وما نعود كما كنـ
ـنَا إِلَى اللَّه أشْتَكِي جَهْد كرْبِي
فَرَغَ النَّاسُ مِنْ مُعالجة ِ النَّا
سِ جمِيعاً وأنْتِ همِّي وَرَبِّي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أفنيت عمري وتقضى الشباب
أفنيت عمري وتقضى الشباب
رقم القصيدة : 8423
-----------------------------------
أفنيت عمري وتقضى الشباب
بيْن الْحُميَّا والْجوارِي الأَوَابْ
فالآنَ شفَّعْتُ إِمام الْهُدَى
ورُبَّما طِبْتُ لِحُبٍّ وطابْ
صحوْتُ إِلاَّ أنَّ ذِكْرَ الْهَوى
يدعو إلى الشوق فأنسى مآب
لله دري لا أرى عاشقاً
إلا جرى دمعي وطال انتحاب
كَأنَّ قلْبي بِبَقَايا الْهَوَى
معلقٌ بين خوافي عقاب
يا حبَّذا الكأس وحور الدمى
أزْمانَ ألْهُو والْهوى لاَيُعابْ
يا صَاح بَلاَّنِي طِلاَبُ الْهَوَى
وصرفُ إبريقٍ عليه النقاب
يوما نعيمٍ أخلقا جدتي
ولمة ً مثل جناح الغراب
واللَّه ما لاَقَيْتُ مِثْليْهِما
في عامر الأرض ولا في الخراب
لهفي على يومي بذي باسمٍ
ومجْلِسٍ بيْن خلِيج وغابْ
يا مجلساً أكْرِمْ به مَجْلِساً
حُفَّ بِرَيْحَان وعيشٍ عَجَابْ
بِتُّ بِهِ أُسْقى رُهاوِيَّة ً
لعِيبَ سِتٍّ خُلِقتْ لِلِّعابْ
ثم غدونا وغدا ذاهباً
وكُلُّ عيْشٍ مُؤْذِنٌ بِالذَهَابْ
لهوت حتى راعني غاديا(93/117)
صَوْتُ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُجَابْ
لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ هَجَرْتُ الصِّبَا
وَنَامَ عُذَّالي وَمَاتَ الْعِتَاب
لا ناكثاً عهداً ولا طالباً
سُخْطَكَ مَا غَنَّى الْحَمَامُ الطِّرَابْ
أبْصَرْتُ رُشْدِي وَهَجَرْتُ الْمُنَى
وَرُبَّمَا ذَلَّتْ لَهُنَّ الرِّقَابْ
يَا حَامِدَ الْقَوْلِ وَلَمْ يَبْلُهُ
سَبَقْتَ بِالسَّيْلِ انْهِلاَلَ السَّحَابْ
الفعل أولى بثناء الفتى
ما جاءه من خطلٍ أو صواب
دَعْ قَوْلَ وَاءٍ وَانْتَظِرْ فِعْلَهُ
يثني على اللقحة ِ ما في العلاب
إذا غدا المهدي في جنده
أو راح في آلٍ الرسولِ الغضاب
بدا لك المعروف في وجهه
كالظلم يجري في ثنايا الكعاب
لا كالفتى المهدي في رهطه
ذو شيبة ٍ كهلٍ ولا ذو شباب
لا يحسنُ الفحشَ وينكي العدى
وَيَعْتَرِيهِ الْجُودُ مِنْ كُلِّ بَاب
ضرَّاب أعناق وفكاكها
في مجلس الملك وظلِّ العقاب
في صدره حلمٌ وفي درعه
مُظَفَّرُ الْحَزْم كَرِيمُ الْمَآبْ
تَرَى حجَاباً دُونَهَ هَائِلاً
والروح والأمنُ وراء الحجاب
جَرَى اللَّهَامِيمُ عَلَى إِثْرِهِ
جري البراذين خلافَ العرابْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ما ردَّ سلوتهُ إلى إطربهِ
ما ردَّ سلوتهُ إلى إطربهِ
رقم القصيدة : 8424
-----------------------------------
ما ردَّ سلوتهُ إلى إطربهِ
حتَّى ارعوى وحدا الصِّبا بركابه
إن كانَ ليس به الجنونُ فإنما
لعب الرقاة ُ بقلبه أو ما به
إلى " عبيدة " شوقه ونزاعه
إِنَّ الْمُحبَّ مُعذَّبٌ بِحِبَابِه
ما زال مذ زال الغزال منقباً
بطريفة ٍ من عينه ونقابه
رِيمٌ تَعَرَّضَ كالْبُرُودِ لِرَأيِه
فَصَبَا ووكَّلَهُ الصِّبا بِطِلاَبه
عرضت لهُ بجمالها ودلالها
عنْدَ الْمَثَاب فَحِيلَ دُون مَثَابِهِ
تغْدُو لهُ الْعَبَراتُ عنْد غُدُوِّه
وتؤوبه الزفراتُ عند إيابه
إن قيل : من حلب الصبا لفؤاده
فاذكر عبيدة ليس من جلاَّبه
شخْصٌ برُؤْيتِه مُناهُ وهَمُّهُ
وحديثهُ في جدِّه ولعابه(93/118)
أنى أروم به السلو ولم أزل
بخياله أرقى وطيب ثيابه
لوْ مُتُّ ثُمَّ سَقَيْتَنِي برُضابِه
رجعت حياة ُ جنازتي برضابه
إن خطَّ قبري نائياً عن بيته
فاجعل حنوطي من دقاقِ ترابه
سَقْياً لهُ ولمُدخلٍ أُدْخلْتُهُ
يوْم الْخميس عليْه في أتْرابه
ولقدْ عجبْتُ من الْجرِيِّ يقُولُ لي
لمَّا بدا في حليه وخضابه
أَهُو الْحبيبُ بَدَا لعيْنك أمْ دَنَتْ
شمسُ النهار إليك في جلبابه
فزنا بمجلسنا فيا لك مجلساً
قَصَرَ النَّهارَ وصاحبي ازْرى به
نصل الحديث إذا أمنا عينهُ
عجباً به ونروحُ من عيَّابه
و"ربابُ" ترْمُقُ منْ ألمَّ بعيْنها
سلمت من الأقذاء عين ربابه
حتَّى إِذا انخرق الصَّفاءُ بمنْطقٍ
بلغ العتابَ وكان دون عتابه
قالت: "كُتامة ُ" داخلٌ وكأَنَّما
بعثتْ لهُ ابْن مُفدَّم بعَذابه
قد كان يشفقُ من تقاصر يومه
في بيْته وكُتامة َ الْمُنْتابه
شحا عليه ورهبة ً من يومه
فالآن أصبح موقناً بذهابه
ولقدْ أقُولُ لشامتٍ بفراقه
ملقِ الحديثِ إذا غدا كذَّابه:
سامح أخاك إذا غدوت لحاجة ٍ
واتْرُكْ مساخطهُ إِلَى إِعْتابه
فلقد أسوي للضغائن مثلها
وأصِي الْبغيضَ ولسْتُ بالْهيَّابه
وأحدَّ من ولد الجديل أعارهُ
طرفُ النُّسُوع أخذْن في أقْرابه
عرْدٌ إِذَا خَرِسَ الْمطيُّ كأنَّما
يغدو يجرجرُ دارس في نابه
وإذا سرى كحل الزميل بأرقة ٍ
من قرع بازله ومن قيقابه
وكأن منفضج الحميم بليتهِ
دهنٌ شببت سواده بملابه
غول البلاد إذا المقيل تحرقت
آرامُهُ وجرتْ بماءِ سَرَابه
يثِبُ الإِكَامَ إِذا عرضْن لوجْهه
من عرب أغلب ليس من إنعابه
بنجاء مُنْسرح الْيديْن تخالُهُ
عنْد الْكلاَل يُزادُ في إِلْهابه
دَامِي الأَظلِّ علَى الْحِدابِ كأنَّما
خضبت بعصفره رؤوس حدابه
وكأنه من وحش وجرة َ ناشطٌ
يقْرُو الْعَقَنْقل آلِفاً بعذابه
جذل المها وصوار كلِّ خميلة ٍ
لا عن تجفُّله نجاء خبابه
أَرِجُ الْقِنَان إِذَا ترجَّلت الضُّحى
صخب القنابر تحت ظل سحابه(93/119)
للشمس يسجدُ طائعاً ريحانه
ويبيتُ يأرَقُ ضيْفُهُ بذُبابه
حتى إذا طلع الزمان بعيشة ٍ
فيها وسال عليه بعضُ شعابه
حنف المبيت له بأوجس ليلة ٍ
منْ صوْت راعده ومنْ تَسْكابه
فأقام يشْخصُهُ الثَّرى ويُسيرُهُ
قرب السفا ليسيح في منجابه
صرر الأديم إذا أرب به الندى
غشِيَ الأَلاَءَ يلُوذُ منْ إِرْبابه
حتى إذا غدت الورى وغدا بها
مثل المريض أفاق من أوصابه
وتجوَّبتْ مِزَقُ الدُّجَى عنْ واضحٍ
كالفرق وانكشفت سماء ضبابه
سَبَقَ الشرُوقَ إلِيْه أَشْعثُ شاحبٌ
تلِدُ الضِّراءَ فهُنَّ منْ أكْسابه
فانصاع من حذرٍ على حوبائه
وتَبْعْنهُ يَنْسَبْنَ في مُنْسابه
حتَّى إِذا سمع الضُّباحَ خلاَفَهُ
وعرضنه طلقاً على أعطابه
كر الشبوب على الضراء بروقه
فاختل لبة زانجٍ وزنابه
ومضى يزلُّ علَى الْمِتان كأنَّهُ
نجمٌ لمسترق هوى بشهابه
فكذاك ذلك إِذْ رفعْتُ قُيُودهُ
أصلاً وميثرتي على أصلابه
هجر المقامة أن تكون مناخه
بأغر تزدحم الوفود ببابه
مُتحاسدينَ علَى لِقَاء مُسَوَّدٍ
رحب الفناء جدٍ على أصحابه
رَجُلٌ إِذا زَأرتْ أسُودُ قبيلة ٍ
زأر المهلب وابنه في غابه
داود إنك قد بلغت بحاتمٍ
شرف العلى وذهبت في أسبابه
وبَنَى قَبيصة ُ والْمُهلَّبُ مَعْقِلاً
وَبَنيْتَ بَيْتَكَ في ذُرى صُلاَّبِه
هذا وذاك وذا وأنْتَ، ولم تزلْ
تزْدادُ في شرفِ الْبِنَى ورِحَابه
هل تجفونَّ فتى ً يقول لمجدبٍ
وَسْقُ الْمطيِّ يفرُّ منْ أَجْدابِه
داود غيثك إن بسطت بلاده
فانزل ضمنت لك الحبا بجنابه
وأبلَّ يَلْتَهِمُ الْخُصُوم مُرَغَّمٍ
بصوابِ مَنْطِقِه وغيْرِ صَوَابِه
وجَّهْتَ عنْ بِنْتِ السَّبيل سبيلَهُ
بمحالة ٍ وردعته بجوابه
وإذا الخطوبُ تقنَّعت عن لاقحٍ
تدعُ الذليل لنسره وغرابه
ألْقتْ بَنُو يَمَنٍ إِليْك أمورَها
وربيعة َ بْنِ نزارٍ الرَّبابه
قعد الأغرُّ لدى الكريهة والذي
عنْد الْملاَحم يُشتفى بِضِرَابِه
سهم اللقاء إذا غدا في درعه
رأبت مشاهده الثأى برئابه(93/120)
منْ لِينٍ جَانِبِه ولَيْن حِجَابِه
وإِذا اكْتَحَلْتَ به رأيْتَ مُبَتَّلاً
لَبِسَ النَّعيمَ علَى أديم شَبابِه
ينفي مواهبه النوافذ كلها
منْ سَيْبِ مُشْرك النَّدى وهَّابِه
يعطي البدور مع البدور ولو عرا
حقٌّ لأعطى ما له برقابه
وإِذَا تنزَّلُ في الْبِطاح قِبابُهُ
في الْمُحْرِمِين عَرفْتَهُ بِقِبابِه
وقيانه الغر النواصف أهلها
وقيام غاشيه على أبوابه
منْ رَاغبٍ يَعِدُ الْعِيالَ نَوَالَهُ
بعد الرجوع وراهبٍ لعقابه
Free counter
العصر العباسي >> بشار بن برد >> نأتْك على طُولِ التَّجاوَرِ "زَيْنبُ"
نأتْك على طُولِ التَّجاوَرِ "زَيْنبُ"
رقم القصيدة : 8425
-----------------------------------
نأتْك على طُولِ التَّجاوَرِ "زَيْنبُ"
وما شعرت أن النوى سوف تصقب
كأن الذي غال الرحيل رقادها
بما عضبت من قربنا النفس تعضب
تداعى إلى ما فاتنا من وداعنا
علَى بُعْدها بِالْوَأْيِ إِذْ تتقرَّبُ
فإن تنصبي يوماً إلى لمة الهوى
فإنِّي بما أَلْقى إِلَى تلْكِ أنْصَب
سَلِي تُخبَري أنَّ الْمَعنَّى بذكْركُمْ
على سنة ٍ فيمن يحيب ويدأب
إذا ذادَ عنه عقرباً من هواكم
بِرُقْيَتِهِ دَبَّتْ لهُ منْكِ عَقْرَبُ
فبات يدني قلبه من جلادة
ليقْلبهُ عنْكُمْ فلاَ يتقلَّبُ
أبى منك ما يلقى ويأبى فؤادهُ
سِوَاكِ، فيُلْمي هجْرُهُ ثُمَّ يُغْلَبُ
لذي نُصْحِه عنْكُنْ به أجْنبيَّة ٌ
وعنْ نُصْح دُنْياهُ به الْقلْبُ أجْنبُ
فؤادٌ على نهي النصيح كأنما
يُحَثُّ بما يُنْهى إِليْه ويُتْعبُ
فمات بما يرخى له من خناقه
ويحيا علوقاً في الحبال فينشب
كشاكية ٍ منْ عيْنِها غَرْبَ قُرْحة ٍ
تَدَاوَى بما تَدَوَى عليْه وتَذْرَبُ
يغص إذا نال الطعام لذكركم
ويشرق من وجدٍ بكم حين يشرب
فلا مذهبٌ عنكم له شطَّ أو دنا
سواك وف الأرض العريضة مذهبُ
على النأي محزونٌ وفي القرب مغرمٌ
فيا كبدا أن الطريقين أركبُ
إذا خدرت رجلي شفيت بذكرها(93/121)
أَذَاها فأهْفُوا باسْمِها حِينَ تُنْكَبُ
لقدْ عُنِّيتْ عمَّا أقاسي بذِكْرها
وعمَّا يقُولُ الشَّاهِدِي حين أطْرَبُ
يرى النَّاسُ ما نُبْدي بزيْنب إِذْ نأتْ
عجيباً، وما يَخْفَى من الْحُبِّ أعْجبُ
يرُوحُ ويغْدُو واجداً ينْتحي الْهَوَى
على رجل مصبورٍ على الورد أجربُ
إذا عرض القوم الحديث بذكرها
أَئنُّ كما أنَّ الْمريضُ الْمُوَصَّبُ
إذا ما نأت فالعيش ناء لنأيها
وإِنْ قرُبتْ فالْموْتُ بالْقُرْب يقرُبُ
كفاك من الذَّلْفاء لوْ كُنْت تكْتفي
مواعد لم تذهب بها حيث تذهب
وقائلة ٍ حين استحقَّ رحيلنا
وأجفان عينيها تجودُ وتكسبُ:
أغادٍ إلى "حران" في غير شيعة ٍ
وذلك شأوٌ عن هَوَانَا مُغرِّب
فقُلْتُ لها: كلَّفْتِني طلب النَّدى
وليْس وراءَ ابْن الْخليفة مطْلَبُ
سيكْفي فتًى منْ شِيعَة ٍ حدُّ سيْفه
وكور علافي ووجناء ذعلب
إِذا اسْتَوْعرتْ دارٌ عليْه رَمَى بها
بناتِ الصُّوى مِنْها ركُوبٌ ومُصْعِبُ
فعدى إلى يوم ارتحلت وسائلي
نوافلك الفعال من جاء يضرب
لعلك أن تستيقني أن زورتي
"سُليْمان" منْ سَيْر الْهواجر يُعْقِبُ
ومَاء عَفَاءٍ لاَ أنيسَ بجَوِّه
حَليفاهُ منْ شتَّى عِفاءٌ وطُحْلُبُ
وردتُ إذا التاث الهجانُ وقد خوى
عليه من الظلماء بيتٌ مطنبُ
نعوج على التأويب صعر من البرى
نواشطُ في لُجٍّ من اللَّيْل تنْعَبُ
إذا ما أنخناها لغير تئية ٍ
على غرض الحاجات والقوم لغب
وقَعْنَ فَريصَاتِ السَّديس كما دَعَا
على فنن من ضالة الأيك أخطب
قلائص إن حركت كفا تكمشت
كأن على أكسائها الجن تجلب
سقين بحذاء النجاء شملة ٍ
إِذا قال يعْفُورُ الْفلاَة تأوَّبُوا
مفرجة الضبعين ممهورة القرى
تَحُذُّ عليْها راكبٌ مُتنقِّبُ
سَرَى الليْلَ والتَّهْجيرَ في كلِّ سبْسبٍ
يُعارضُهُ منْ عَارضِ النَّصِّ سَبْسَبُ
دياميم ترمي بالمطي إليكم
تظل بنات الأزل فيهن تلعبُ
وكمْ جاوزتْ منْ ظَهْر أرْعَنَ شَاخصٍ
ومن بطن واد جوفه متصوبُ(93/122)
لها هاتفٌ يحْكي غِناءً عَشَنَّقاً
سميعاً بما أدَّى لهُ الصَّوْتُ مُعْربُ
فغنَّتْ غِناءً عيْنُهُ ولسانُهُ
قريبُ مَصَارِ الصَّوْت ليْس يُثقَّبُ
هُو الْخَنْف لاَ إِنْسٌ ولاَ نَجْلُ جِنَّة ٍ
يعيشُ ولا يغُذُوهُ أمٌّ ولا أبُ
إِليْك أبا أيُّوبَ أسْمعْتُ صاحبي
أَغانيَهُ والنَّاعجاتُ تَسَرَّبُ
إذا خرجت من عينه قلتُ ليتني
يجُوبُ الدُّجى منْها حرارٌ وتنْعبُ
شربْتُ برنْقٍ مِنْ مُدامٍ ولوْ دنَتْ
حياض " سليمان" صفا لي مشربُ
إذا جئت "حراناً" وزرت أميرها
فَرَبُّكِ مضْمُونٌ ووَاديكِ مُعشِبُ
هُناك امْرُؤٌ إِنَّ النَّوالَ لمنْ دنا
له عطنٌ سهلٌ وكف تحلبُ
درورٌ لقوم بالحياة على الرضى
على أن فيها موتهم حين يغضبُ
ألاَ أيُّها الْمُسْتعْتِبُ الدَّهْرَ مَسَّهُ
من الضِّيق والتَّأنيب نابٌ ومِخْلبُ
إذا قذيت عينُ الزمان فداوها
بقرب "سليمان" فإنك معتبُ
عداك العدى ما سار تحت لوائه
بَطَاريقُ في الْمَاذيِّ كَهْلٌ وَأشْيبُ
هو المرء يستعلي " قريشاً" بنفعه
ودفع عدو فاحشٍ حين يكلب
رزين حصاة العلم لا يستخفه
أحَاديثُ يَسْتَوْعي عَلَيْهَا الْمُعَيِّبُ
شَبيهُ أمير الْمُؤْمنِينَ وَسَيْفُهُ
به يتقى في النائبات ويصعبُ
يهش لميقات الجهاد فؤادهُ
فَلاَ يَتَطَرَّقْهُ الْبَنَانُ الْمُخَضَّبُ
إذا الحرب قامت قام حتى يفيدها
قُعُوداً وَحُثْحُوثُ الْكَتيبَة مُطْنَبُ
له كلَّ عام غزوة ٌ بمسوم
يقود المنايا رايهُ حين يذهبُ
لَهَامٌ كَأنَّ الْبِيضَ في حَجَرَاته
نُجُومُ سَمَاء "نُورُهَا" مُتَجَوّبُ
كراديس خيل لا تزالُ مغيرة ً
بهَا الْمَلِكُ الرُّوميُّ عَانٍ مُعَذَبُ
كأن بنات اليونَ بعد إيابه
مُوَزَّعَة ً بَيْنَ الصَّحَائب رَبْرَبُ
مواهب مغبوط بها من ينالها
صفايا سبايا الروم بكرٌ وثيبُ
وما قصدت قوماً محلين خيلهُ
فَتَصْرفَ إِلاَّ عَنْ دِماءٍ تَصَبَّبُ
جَديرٌ بتَرْك النَّائحَات إِذا غَدَا
لَهُنَّ عَلَى الْقَتْلَى عَويلٌ وَمَنْدَبُ(93/123)
أغر هشامي القنا إذا انتمى
نَمَتْهُ بُدُورٌ لَيْسَ فيهنَّ كَوْكَبُ
جميل المحيا حين راح كأنما
تخير في ديباجة الوصف مذهبُ
يزينُ سرير الملك زيناً وينتهي
به المنبر المنصوبُ في يوم يخطبُ
بحث متقدم | عرض لجميع الشعراء | للمساعدة
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وأخٍ ذي ثقة آخيتهُ
وأخٍ ذي ثقة آخيتهُ
رقم القصيدة : 8426
-----------------------------------
وأخٍ ذي ثقة آخيتهُ
ماجد الأعراق مأمون الأدبْ
أمحض الله له أخلاقهُ
فهي كالإبريز من سرِّ الذهبْ
عزني المعروف حتى علقتْ
كل كفٍّ لي منهُ بسبب
فهو يعطيني وأعطي فضلهُ
سبل الغيث تدلى فسكبْ
فَإِذَا أبْصَرَ وَجْهِي مقْبِلاً
ضحكت عيناه من غير عجب
وإذا كلمتهُ واحدة ً
هَيَّجَتْ منْهُ عُلاَلاَت الطَّرَبْ
وإذا ما غبت عنه ساعة ً
أنَّ للْغَيْبَة مِنْ غَيْر وَصَبْ
فَهْوَ لي ـ وَالْحَمْدُ لله ـ غِنًى
وعفافٌ من دنيِّ المكتسبْ
منْ تجَارَاتٍ أشَابَتْ مَفْرَقي
وَكَسَتْني ثَوْبَ ذُلٍّ وَنَصَبْ
وَمُلُوكٍ إِنْ تَعَرَّضْتُ لَهُمْ
عَرَّضوا ديني وَشيكاً لِلْعَطَبْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> نَغَّصَ طِيبَ الْعَيْشِ تَنْصَيبُ
نَغَّصَ طِيبَ الْعَيْشِ تَنْصَيبُ
رقم القصيدة : 8427
-----------------------------------
نَغَّصَ طِيبَ الْعَيْشِ تَنْصَيبُ
وَفِي الُملمَّاتِ الأَعَاجِيبُ
والدَّهْرُ طلاَّعٌ بأحْكامه
والْمرْءُ مخْدُوعٌ ومكْذُوبُ
والنَّاسُ منْ غادٍ ومنْ رائح
يحصى عليه البرُّ والحوبُ
لاَ يشْتهي الْمَوْتَ وَيُمْنَى به
كرهاً وطيبُ العيش تعذيبُ
قُلْ لابْن داوُد إِذَا جَئْتَهُ
سيبك موجود ومطلوبُ
أنجز حرٌّ وأيهُ طائعاً
والْعبْدُ مكْدُودٌ ومضْرُوبُ
للْمرْء منْ أفْعاله مُشْبِهٌ
فافْعلْ شبيهاً بك يَعْقُوبُ
حلبْتَ للْقوْم فلا تنْسني
وأنت عرفُ الجود محلوبُ
يُبْقي لِذِي الْمعْرُوف معْرُوفُهُ
حمْداً وتنْزاحُ الأَكاذيبُ(93/124)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> جفا ودهُ فازور أو مل صاحبهُ
جفا ودهُ فازور أو مل صاحبهُ
رقم القصيدة : 8428
-----------------------------------
جفا ودهُ فازور أو مل صاحبهُ
وأزرى به أن لا يزال يعاتبه
خَلِيليَّ لاَ تسْتنْكِرا لَوْعَة َ الْهوى
ولا سلوة المحزون شطت حبائبهُ
شفى النفس ما يلقى بعبدة عينهُ
وما كان يلقى قلبهُ وطبائبه
فأقْصرَ عِرْزَامُ الْفُؤاد وإِنَّما
يميل به مسُّ الهوى فيطالبهُ
إِذَا كان ذَوَّاقاً أخُوكَ منَ الْهَوَى
مُوَجَّهَة ً في كلِّ أوْب رَكَائبُهْ
فَخَلّ لَهُ وَجْهَ الْفِرَاق وَلاَ تَكُنْ
مَطِيَّة َ رَحَّالٍ كَثيرٍ مَذاهبُهْ
أخوك الذي إن ربتهُ قال إنما
أربت وإن عاتبته لان جانبه
إذا كنت في كل الذنوب معاتباً
صَديقَكَ لَمْ تَلْقَ الذي لاَ تُعَاتبُهْ
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه
مُفَارقُ ذَنْبٍ مَرَّة ً وَمُجَانِبُهْ
إِذَا أنْتَ لَمْ تشْربْ مِراراً علَى الْقذى
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
وليْلٍ دَجُوجِيٍّ تنامُ بناتُهُ
وأبْناؤُه منْ هوْله وربائبُهْ
حميتُ به عيني وعين مطيتي
لذيذ الكرى حتى تجلت عصائبه
ومَاءٍ تَرَى ريشَ الْغَطَاط بجَوِّه
خَفِيِّ الْحَيَا ما إِنْ تَلينُ نَضَائُبهْ
قَريبٍ منْ التَّغْرير نَاءٍ عَن الْقُرَى
سَقَاني به مُسْتَعِملُ اللَّيْل دَائبُهْ
حليف السرى لا يلتوي بمفازة
نَسَاهُ وَ لاَ تَعْتَلُّ منْهَا حَوَالبُهْ
أمَقُّ غُرَيْريٌّ كأنَّ قُتُودَهُ
على مثلث يدمى من الحقب حاجبه
غيور على أصحابه لا يرومهُ
خَليطٌ وَلا يَرْجُو سوَاهُ صَوَاحبُهْ
إِذَا مَا رَعَى سَنَّيْن حَاوَلَ مسْحَلاً
يجد به تعذامه ويلاعبه
أقب نفى أبناءه عن بناته
بذي الرَّضْم حَتَّى مَا تُحَسُّ ثَوَالبُهْ
رَعَى وَرَعيْنَ الرَّطْبَ تسْعينَ لَيْلَة ً
على أبقٍ والروض تجري مذانبه
فلما تولى الحر واعتصر الثرى
لَظَى الصَّيْف مِنْ نَجْمٍ تَوَقَّدَ لاَهِبُهْ
وَطَارَتْ عَصَافيرُ الشَّقائق وَاكْتَسَى(93/125)
منَ الآل أمْثَالَ الْمُلاَءِ مَسَاربُهْ
وصد عن الشول القريع وأقفرت
ذُرَى الصَّمْد ممَّا اسْتَوْدَعَتْهُ مَوَاهبُهْ
وَلاَذَ الْمَهَا بالظِلِّ وَاسْتَوْفَضَ السَّفَا
منَ الصَّيْف نَئَاجٌ تَخُبُّ مَوَاكبُهْ
غَدَتْ عَانَة ٌ تَشْكُو بأبْصَارهَا الصَّدَى
إلى الجأب إلا أنها لا تخاطبه
وظلَّ علَى علياءَ يَقْسِمُ أمْرهُ
أيَمْضِي لِوِرْد بَاكِراً أمْ يُواتبُهُ
فلمَّا بدا وجْهُ الزِّمَاعِ وَرَاعَهُ
من الليل وجه يمم الماء قاربه
فَبَاتَ وقدْ أخْفى الظَّلاَمُ شُخُوصَها
يُنَاهبُها أُمَّ الْهُدى وتُناهبُهْ
إذا رقصت في مهمه الليل ضمها
إِلَى نَهجٍ مِثْلَ الْمَجَرَّة لاَحِبُهْ
إلى أن أصابت في الغطاط شريعة ً
من الماء بالأهوال حفت جوانبه
بها صَخَبُ الْمُسْتوْفِضات علَى الْولَى
كما صخبت في يوم قيظ جنادبه
فأقبلها عرض السري وعينهُ
ترود وفي الناموس من هو راقبه
أخُو صيغة ٍ زُرْقٍ وصفْراءَ سمْحة ٍ
يَجاذبُها مُسْتحْصِدٌ وتُجاذبُهْ
إذا رزمت أنَّت وأنَّ لها الصدى
أَنين الْمريض للْمريض يُجاوبُهْ
كأن الغنى آلى يميناً غليظة ً
عليه خلا ما قربت لا يقاربه
يؤول إلى أم ابنتين يؤودهُ
إِذا ما أتاها مُخْفِقاً أوْ تُصاخبُهْ
فلما تدلى في السري وغره
غليلُ الْحشا منْ قانصٍ لاَ يُواثبُهْ
رمى فأمر السهم يمسح بطنه
ولبَّاته فانْصاع والْموْتُ كاربُهْ
ووافق أحجاراً ردعن نضيهُ
فأصبح منها عامراهُ وشاخبه
يخاف المنايا إن ترحلت صاحبي
كأنَّ الْمَنَايَا في الْمُقَامِ تُناسبُهْ
فقُلْتُ لهُ: إِنَّ العِراق مُقامُهُ
وَخِيمٌ إِذا هبَّتْ عليْك جنائبُهْ
لعلَّك تسْدْني بسيْرك في الدُّجى
أخا ثقة ٍ تجدي عليك مناقبهْ
من الْحيِّ قيْسٍ قيْسِ عيْلاَن إِنَّهُمْ
عيون الندى منهم تروى سحائبه
إذا المجحد المحروم ضمت حبالهُ
حبائلهم سيقت إليه رغائبه
ويومٍ عبوريٍّ طغا أو طغا به
لظاهُ فما يَرْوَى منَ الْمَاء شَاربُهْ
رفعت به رحلي على متخطرفٍ(93/126)
يزفُّ وقد أوفى على الجذل راكبهْ
وأغبر رقَّاص الشخوص مضلة ً
مَوَاردُهُ مَجْهُولَة ٌ وَسَباسبُهْ
لألقى بني عيلان إن فعالهم
تزيدُ علَى كُلِّ الْفعَال مَرَاكبُهْ
ألاك الألى شقوا العمى بسيوفهم
عن الغي حتى أبصر الحق طالبه
إذا ركبوا بالمشرفية والقنا
وأصبح مروان تعدُّ مواكبه
فأيُّ امْرىء ٍ عاصٍ وأيُّ قبيلة ٍ
وأرْعَنَ لاَ تبْكي عليْه قرائبُهْ
رويداً تصاهلُ بالعراقِ جيادنا
كأنكَ بالضحاك قَدْ قَامَ نادِبُهْ
وَسَامٍ لمرْوانٍ ومِنْ دُونِهِ الشَّجَا
وهوْلٌ كلُجِّ الْبحْر جَاشتْ غواربُهْ
أحلَّتْ به أمُّ الْمنايا بناتِها
بأسيافنا إنا ردى من نحاربه
وما زال منَّا مُمْسكٌ بمدينة
يراقب أو ثغر تخاف مرازبه
إِذَا الْملِكُ الْجبَّارُ صَعَّر خدَّهُ
مَشَيْنا إِليْه بالسُّيوف نُعاتبُهْ
وكُنَّا إِذا دَبَّ الْعدُوَّ لسُخْطِنَا
ورَاقَبَنا في ظاهرٍ لا نُراقُبْه
ركِبْنا لهْ جهْراً بكُلِّ مُثقَّفٍ
وأبْيضَ تَسْتَسْقِي الدِّماءَ مضاربُهْ
وجيش كجنح الليل يرجف بالحصى
وبالشول والخطي حمر ثعالبهْ
غَدَوْنا لهُ والشَّمْسُ فِي خِدْرِ أُمِّها
تُطالِعُنا والطَّلُّ لمْ يجْرِ ذائِبُهْ
بِضرب يذُوقُ الْموْت منْ ذاق طَعَمَهُ
وتُدْرِكُ منْ نَجَّى الْفِرارُ مثالِبُهْ
كأن مثال النقع فوق رؤوسهم
وأسيافنا ليلٌ تهاوى كواكبه
بعثنا لهم موت الفجاءة إننا
بنُو الْمُلْكِ خفَّاقٌ عليْنا سَبَائبُهْ
فراحُوا: فرِيقاً فِي الإِسارِ ومِثْلُهُ
قتِيلٌ ومِثْلُ لاذَ بالْبحْرِ هارِبُهْ
وأرْعنَ يغْشَى الشَّمْسَ لوْنُ حدِيدِهِ
وتخلس أبصار الكماة كتائبه
تغص به الأرض الفضاء إذا غدا
تزاحم أركان الجبال مناكبه
كأن جناباويه من خمس الوغى
شَمامٌ وَسلْمَى اوْ أَجأ وكواكِبُهْ
تركنا به كلباً وقحطان تبتغي
مَجِيراً من القتْلِ المُطِلِّ مَقانِبُهْ
أباحَتْ دِمَشْقاً خيْلُنا حين أُلْجِمَتْ
وآبت بها مغرور حمصٍ نوائبه
ونالت فلسطيناً فعرد جمعها(93/127)
عَنِ الْعارض المُسْتنِّ بِالْمَوتِ
وقدْ نزلتْ مِنَّا بِتدْمُرَ نوْبَة ٌ
كذاك عُرُوضُ الشَّرّ تعْرُو نوائبه
تعود بنفس لا تزل عن الهدى
كمَا زَاغَ عَنْهُ ثابِتٌ وأقارُبه
دعا ابن سماكٍ للغواية ثابتٌ
جِهَاراً ولمْ يُرْشدْ بَنيهِ تَجَاربُه
ونادى سعيداً فاستصب من الشقا
ذنُوباً كمَا صُبَّتْ عَليْهِ ذنائبُه
ومن عَجَبٍ سَعْيُ ابْن أغْنمَ فيهمُ
وعثمان إن الدهر جم عجائبه
ومَا منْهُمّا إِلاَّ وطار بشخْصِهِ
نجيبٌ وطارت للكلاب رواجبه
أمَرْنا بهمْ صَدْرَ النَّهَارِ فصُلِّبُوا
وأمسى حميدٌ ينحتُ الجذع صالبه
وباط ابن روح للجماعة إنهُ
زأرنا إليه فاقشعرت ذوائبه
وبِالْكُوفة ِ الحُبْلَى جَلَبْنا بِخَيْلِنا
عليهم رعيل الموت إنا جوالبه
أقمنا على هذا وذاك نساءهُ
مَآتِمَ تَدْعُو للبُكا فتُجاوِبه
أيامى وزوجاتٍ كأن نهاءها
على الحزن أرءامُ الملا ورباربه
بَكيْن عَلى مِثل السِّنانِ أصَابَهُ
حِمَامٌ بأيْدِينا فهُنَّ نوادِبُه
فلمّا اشْتَفيْنا بِالْخِليفة ِ منْهُمُو
وصال بنا حتى تقضت مآربه
دَلْفَنا إِلَى الضَّحَّاك نَصْرفُ بالرَّدَى
ومروان تدمى من جذام مخالبه
معِدِّينَ ضِرْغاماً وَأسْودَ سَالِخاً
حُتُوفاً لمَنْ دَبِّتْ إِلَيْنَا عَقَاربُهْ
وما أصبح الضحاكُ إلا كثابتٍ
عَصَانَا فَأرْسلْنَا المنيَّة تَادبُهْ
Free counter
العصر العباسي >> بشار بن برد >> طَرَقَتَنَا بالزَّابيَيْنِ الرَّبَابُ
طَرَقَتَنَا بالزَّابيَيْنِ الرَّبَابُ
رقم القصيدة : 8429
-----------------------------------
طَرَقَتَنَا بالزَّابيَيْنِ الرَّبَابُ
رُبَّ زَوْرٍ عَلَيْكَ منْهُ اكْتِئَابُ
ولقد قلت لابن جهمة إذ بتـ
ـتُ مَشوقاً وَنَام عنِّي الصِّحابُ:
غَنِّني بالرَّباب إِنْ كُنْتَ تَشْدُو
غَارَ نوْمي وجَنَّ فيَّ الشَّرابُ
أمسكت عني الرقاد فتاة ٌ
دارُها الْخبْتُ والرُّبى والْقِبَابُ
مقبل مدبرٌ قريب بعيد
يتصدى لنا وفيه احتجابُ(93/128)
كسَرَابِ المْوْمَاة ِ تُبْصِرُهُ العَيْـ
ـنُ وَإنْ جِئتهُ اضْمَحَلَّ السَّرَابُ
أو كبدر السماء غير قريبٍ
حين أوفى والضوء فيه اقترابُ
وَطِلابُ الرَّبَابِ مِنْ دُونِهَا السَّيْـ
ف سفاهٌ والطيفُ منها عذاب
لَوْ أَقامَتْ نعِمْتُ بَالاً وَلكِنْ
ذهَبَتْ وَالشَّقا عَليَّ الذَّهَاب
ساقها الأزرق الغيور إلى الشا
م فذاتُ الأشياء منها خرابُ
طابَ حُزْنٌ بَيْنَ الجَوَانِح مِنْها
وانتظاري هل للحبيب إيابُ
وَوُلُوعُ الخيَال بِي منْ صدِيقٍ
لا أَرَاهُ حَتَّى يَشِيب الغُرَاب
يا بن موسى اسقني ودع عنك بكراً
إن بكراً خلو وإني مصاب
لا أرى آنسي مقام الجواري
ومسير الرباب فيه ارتقاب
يوم حنت إلي مرفضة الدمـ
ع وحنت إلى سواي الرباب
لا تلمني فيها يزيد بن زيدٍ
وارْع وُدِّي إِليْك يُهْدَى الْجواب
في لقاء الرباب شافٍ من الشو
ق إِلى وجْهها، وأيْن الرَّباب
رُحْتُ في حُبِّها وراحتْ دُوَاراً
بيْن أتْرابها عليْها الْحجاب
في جِنانٍ خُضْرٍ وقصْرٍ مشيدٍ
قيصري حفت به الأعناب
فوقها ملعبُ الحمام ويستنُّ
خليجٌ من دونها صخاب
وبعيد ما لا ينالُ وفي الحـ
ب عناء وللنوى أحقابُ
ليت شعري عن الرباب وقد شط
ت بها الدار هل لها إصقاب
أصْبحتْ في بني الشُّمُوس فأصْبحْتُ
غريباً تعْتادُني الأَطْرابُ
وسَقِيٍّ كالْعَبْقَرِيِّ إِذَا غَرَّ
د مكاؤهُ تغنى الذباب
عَازبٌ حُفَّ بالْبَرَاعيم تَغْدُو
هُ نُجُومُ السَّمَا وهُنَّ اعْتقَابُ
مُتَنَاهي الرَّيْحَان يَسْجُدُ للشَّمْسِ
مس مبيناً وما عليه اتئابُ
بتُّ ضيفاً معي الريم والأعـ
وَالرَّائِعُ الأَنَاة ُ الْكَعاب
ذاك شأني به ووافى بي الرو
ع كميتٌ مشذبٌ نعاب
أعْوَجَيُّ الآبَاء شَارَك فيه
لاحقٌ والوجيه ثم الغراب
.....صانه الجدُّ والمـ
فَفيه ذلٌّ وَفيه الْتهاب
وَمُنيفُ الْقَذَال وَقَّرَهُ الْقَوْ
دُ وّذَكَّى فُؤَادَهُ الإِجلاَبُ
فهو صافي الأديم كالدملجُ
الأَحْمَر طِرفٌ تَزِينُهُ الأَقْرَاب(93/129)
وخروجٌ من الأضاميم في المنسـ
مِنْهُ وَفي الْقَطَاة انْتصَاب
شمريٌّ أجشُّ كالشبب الغا
أقَرَّتْ جَنَانَهُ الْكُلاَّب
شاخصُ القلب والمسامع والطر
ف إلى ما يهاب أو لا يهاب
وَإِذَا مَا جَرَى لِيُدْرِكَ شَيْئاً
فَاتَهُ وَانْتَحَى بِهِ الإِدآبُ
قلت : ريح تحن بين أواسٍ
أو براعٌ غنى به القصاب
فبه أطلبُ المعالي أو رو
ح مَديحاً كما تُقَادُ الْعِرَابُ
ولقد قلتُ إذ تولتني الهم
وَسُدَّتْ مِنْ دُونيَ الأَبْوَابُ
لَيْسَ عنْدَ اللِّئَام فَضْلٌ وَلَكنْ
عند روح على الثناء ثوابُ
أيْن رَوْحٌ عَنِّي فَإنَّ لرَوْحٍ
نَفَحَاتٍ يَغْنَى بهَا الْمنْتَابُ
ملكٌ منْ مُلُوك قَحْطَانَ تَجْرِي
من يديه لنا العطايا الرغابُ
عنْدَهُ الْحلْمُ وَالشَّجَاعَة ُ وَالْجُو
دُ مِسَاكاً وَلَيْسَ فيه خِلاَبُ
وَعَلَى وَجْهه الأَغَرِّ قَبُولُ
وَكَأنَّ الْمَعْرُوفَ فيه كتَابُ
رمتاه روحاً ومن مثل روحٍ
حينَ جَفَّ الثَّرَى وَقَلَّ السَّحَابُ
أنزلتهُ ذرى المكارم نفسٌ
حُرَّة ٌ، في بَيَانِهَا إطْنَابُ
وإذا عدت المساعي كفاهُ
حاتمٌ والمهلبُ الوهابُ
وله من ندى قبيصة َ بحرٌ
حَضْرَميٌّ لجَانبَيْه عُبَابُ
حَمِدَتْهُ القُرَى ، وسُرَّ به الجا
رُ وعاشت في فضله الأحبابُ
قل لروح بن حاتم بن قبيص
الْمَجْد فينَا وَفيكُمُ إِعْجَابُ
كيف لم تأتني الكرامة ُ منكم
بَعْدَ وُدٍّ وأنْتُمُ الأَرْبَابُ
عش حميداً وأنعم أبا خلفٍ أنـ
تَ فتى الناس ليس فيك معابُ
قَدْ كَفَيْتَ الْمَهْديَّ هَمًّا وَشَا
غَبْتَ عَدُوًّا فَالْمِحْرَبُ الشَّغَّابُ
وَعَلَى وَرزَنٍ هَجَمْتَ الْمَنَايَا
وَالْمَنَايَا في دُورهمْ أسْرَابُ
ومن القوم ذو غناءٍ ووعدٍ
كَمُخَاطِ الشَّيْطَان فيه اضْطرَابُ
زَعَمَ الأَقْرَبُ الْمُقَابل فِي الْحَـ
ـيِّ مُعيداً وَتَزْعُمُ النُسَّابُ
أن روح بن حاتم ورد البـ
حر فأضحى ينتابهُ الطلابُ
ذاك داودُ ما عصبت به الحـ(93/130)
ـاجة َ إِلاَّ انْقَضَتْ وَهَابَ الْغَنَابُ
وَلُبَابٌ منَ الْمَهَالبَة الشُّو
سِ تَسَامَى الْعُلَى ، كَذَاكَ اللُّبَابُ
يُحْسِدُ السَّيِّدَ الْجَوَادَ عَلَيْه
شِيَمٌ دُونَهَا يَهيمُ الشَّبَّاب
وإذا ما داود حلَّ بأرضٍ
طَابَ رَيْحَانُهَا وطاب التُّرابُ
شم أبا مسمعٍ سيكفيك داوُ
دُ بْنُ روْحِ بنِ حاتمٍ ما تَهَابُ
يا بن روحٍٍ أشبهت روحاً ومن
يشبه أباه تتمم لهُ الأنسابُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أصفْراءُ ما في الْعيْش بعْدكِ مَرْغَبُ
أصفْراءُ ما في الْعيْش بعْدكِ مَرْغَبُ
رقم القصيدة : 8430
-----------------------------------
أصفْراءُ ما في الْعيْش بعْدكِ مَرْغَبُ
ولا للصبى ملهى ً فألهو وألعبُ
أصفراءُ إِنْ أهْلِكْ فأنْتِ قتلْتِنِي
وإِنْ طال بي سُقْمٌ فذنْبُك أذْنبُ
أصفْراءُ أيَّامُ النَّعيمِ لذيذة ٌ
وأنْتِ مع الْبُؤْسى ألذُّ وَأطْيبُ
أصفْراءُ في قلْبي علَيْك حَرَارة ٌ
وَفي كَبدي الْهَيْمَاءِ نَارٌ تَلَهَّبُ
أصَفْراءُ مَالي في الْمَعَازف سَلْوَة ٌ
فَأسْلُو وَلاَ في الْغَانيَات مُعَقَّبُ
أصَفْرَاءُ لي نَفْسُ إِلَيْكِ مَشُوقَة ٌ
وَعَيْنٌ عَلَى مَا فَاتَ منْكِ تَصَبَّبُ
أصَفْرَاءُ لَمْ أعْرفْك يَوْماً وَإِنَّنِي
إليكِ لمشتاقٌ أحنُّ وأنصبُ
لقد كنت عن عض الصبابة والهوى
غنياً ولكن المقادير تغلبُ
بعَيْنيَ منْ صَفْرَاءَ بَادٍ عُجَابُهُ
وَمَا بالْحَشَا من حُبٍّ صَفْراءَ أعْجبُ
وقد زادني شوقاً هديلُ حمامة ٍ
على إلفها تبكي له وتطربُ
فقُلْتُ لنْدماني طربْتُ فغنِّني
بصفراء لا يصفو مع الشوق مشربُ
وما كان اغرامي بها عن مراسلٍ
جرت بيننا بك كاعبٌ لا تحوبُ
فَيَا حَزَناً لاَ أنا غِرُّ مُشَبَّبٌ
نعمتُ ولا في الشوق إذ أنا أشيبُ
وما ذاك إلا حبُّ صفراء مسني
فيوْمي به مُرٌّ وليْلي مُوصّبُ
وما بالُ قلْبي لاَ يزُولُ عن الصِّبى
وقد زعموا أن القلوب تقلبُ
سأرمي بصولانَ المفاوز إنهُ(93/131)
خرُوجٌ مِنَ أبْواب الْمفاوز مُنْغِب
معوجٌ إذا أمسى طروبٌ إذا غدا
مجداً كما غنى على الأيك أخطبُ
لعلَّ ارْتحالي بالْعشيِّ وبالضُّحى
يقربني والنازح الدار يقربُ
عتبت على خنزير كلبٍ وإنني
بذاك على الكلب التميمي أعتبُ
هما أنَّباني أنْ نعِمْتُ ببدْرة ٍ
وما منْهُما إِلاَّ لئيمٌ مُؤنَّبُ
إذا شبعا احتالا على صاحبيهما
كما احْتَال بِرْذَوْنُ الأَمير الْمُرطَّبُ
يهُرَّان آباءً لئِاماً وفيهما
حقوقٌ لزوار الندى وتحلُّبُ
وطالبِ عُرْفٍ يسْتعينُ عليْهما
فقُلْتُ لهُ: أخْطأتَ ما كنْتَ تطْلُبُ
على الكلب أهوال إذا ما رأيتهُ
وخنزير كلب بالمخازي مدربُ
تَعَرَّ فلاَ تخْلِطْهما بمودَّة ٍ
ولا قرباً ما في السماوات أقربُ
إذا لم تر الذهلي أنوك فالتمس
لَهُ نَسَباً غَيْرَ الذي يَتَنَسَّبُ
وَأمَّا بَنُو قَيْس فَإِنَّ نَبيذَهُمْ
كَثيرٌ وَأمَّا خَيْرُهُمْ فَمُغَيَّبُ
وَفي جَحْدَرٍ لُؤْمٍ، وَفِي آل مسْمَعٍ
صلاح ولكن درهم القوم كوكبُ
وسيد تيم اللات عند غدائه
هزبر وأما في اللقاء فثعلبُ
وَقَدْ كَانَ في "شَيْبَانَ" عزٌّ فَحَلَّقَتْ
به في قديم الدهر عنقاء مغربُ
وحيا " لجيمٍ" قسوران تنزعت
شباتهما لم يبق نابٌ ومخلبُ
وأنذل من يمشي "ضبيعة ُ" إنهم
زَعَانِفُ لَمْ يَخْطُبْ إِلَيْهِمْ مُحَجَّبُ
و"يشكرُ" خصيانٌ عليهم غضارة ٌ
وهل يدركُ المجد الخصيُّ المجببُ
وأبلج مسهاء كأن لسانه
إِذَا رَاحَ ذُو النُّونَيْن بَلْ هُوَ أقْرَبُ
يجلى العمى عنا بفصلٍ إذا قضى
ضريبته صافي الحديدة مقضبُ
إِذَا شئْتَ نَادَى في الأَنَام بصَوْته
لأَرْفَعِ مَا أدَّى عَريبٌ وَمُعْرِبُ
لقد ساد أشراف العراق ابن "حاتمٍ"
كما سَادَ أهْلَ الْمَشْرِقَيْنِ "الْمُهَلَّبُ"
لَهُ فَضَلاتٌ منْ "قَبيصَة َ" في النَّدَى
وَأكْرُومَة ٌ منْ "حَاتمٍ" لاَ تَعَطَّبُ
وَمنْ إِرْث "سَرَّاقٍ" عَلَيْه مَهَابَة ٌ
تظل قلوب القوم منها توجبُ
وَيَغْدُو بأخْلاَق "الْمُهَلَّب" مُولَعاً(93/132)
كما شمرت عن ساقها الحربُ تطربُ
وَيَعْطِفُ "كِنْديٌّ" عَلَيْه وَ"ظَالمٌ"
مَآثرَ أيَّام تَطيبُ وَتَرْحُبُ
وَتَعْرفُ منْهُ منْ شَمِائلِ "ظَالمٍ"
مَنَاقِبَ مَفْضَالٍ تَعُودُ وَتَشْعَبُ
وكم من أبٍ غمرٍ لـ"روح بن حاتمٍ"
يزين آباءً وزينهُ أبُ
إذا ذكروا في مأقطٍ أطرق العدى
ورَنَّحَ فَحْلُ الْقَرْيَتَيْنِ الْمُقَبْقِبُ
هم ذببوا عن عظم دين "محمدٍ"
بأسيافهم إذ ليس فينا مذببُ
حدا بأبي أم الريال فأجفلت
نعامتهُ عن عارضٍ يتلهبُ
وَلاَحَتْ وَمَاءُ الأَزْرَقَيْن عَشِيَّة ً
أنَاقيعُ تَعْفُوهَا نُسُورٌ وَأذْؤُبُ
صفت لي يد الفياض "روح بن حاتمٍ"
فَتلْكَ يَدٌ كَالْمَاءِ تَصْفُو وَتَعْذُبُ
وما ولدوا إلا أغر متوجاً
له راحة ٌ تبكي وأخرى تحلبُ
وأيام أبطال عليها بسالة ٌ
وجودٌ كما جاد الفراتي أغلبُ
مُلُوكٌ إِذَا هَابَ الْعَطَاءَ مَعَاشرٌ
وضربَ الطلى سنوهما وتعجبوا
سيخبر عن "روح" ثنائي وفعله
وَمَا منْهُمَا إِلاَّ رِضى ً لاَ يُكَذِّبُ
تَعَصَّبَ "رَوْحٌ" وَالْمَكَارمُ تَابعاً
لأشياخه والسَّابقُ المتعصِّبُ
لَهُ حُكْمُ لُقْمَانٍ وَجزْمُ مُوفَّقٍ
وللْموْت منْهُ مَخْرَجٌ حين يَغْضبُ
من الواردين الرَّوع كلَّ عشيَّة ٍ
إِذا هي قامتْ حاسراً لاَ تَنقَّبُ
وأَصْيدَ نرْجُوهُ لكُلِّ مُلِمَّة ٍ
علينا ويرجوه الهمامُ المحجَّبُ
من الْغُرِّ مِنْعامٌ كأنَّ جبينه
هلالٌ بدا في ظلمة ٍ متنصَّبُ
يطِّيبُ ذفراءَ الدُّروعِ بجلدهِ
ويثنى بمسكٍ كأسهُ حين يشربُ
طلوبٌ ومطلوبٌ إليه إذا غدا
وخيرُ خليليكَ الطُّلوبُ المطلَّبُ
وما زال في آلِ الْمُهلَّب قائلٌ
وخيْلٌ تُسرَّى للطِّعانِ وتُجْلَبُ
ولما رأى الْحُسَّادُ روْح بْن حاتِمٍ
أمِيراً عليْهِ بيْتُ مُلْكٍ مُطنَّبُ
أصاخُوا كأنَّ الطَّيْرَ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ
يشِيمُون مَوتاً فَوْقَهُمْ يَتَقَلَّبُ
فَدَامَ لَهُمْ غَمٌّ بِرَوْحِ بْنِ حَاتِمٍ
ودامَ لروح مُلكهُ المترقَّبُ(93/133)
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> آبَ لَيْلِي لَيْتَ لَيْلِي لَمْ يَؤُبْ
آبَ لَيْلِي لَيْتَ لَيْلِي لَمْ يَؤُبْ
رقم القصيدة : 8431
-----------------------------------
آبَ لَيْلِي لَيْتَ لَيْلِي لَمْ يَؤُبْ
إنما الليل عناء للوصب
أرقب الليل كأني واجدٌ
راحة ً في الصبح من جهد التعب
وَلَقَدْ أعْلَمُ أنِّي مُصْبحٌ
مثلما أمسيتُ إن لم تحتسب
فأرتني ثم شطت شطة ً
تَرَكَتْ قَلْبي إِلَيْهَا يَضْطَربْ
ما أقل الصبر عنها بعدما
كثرت فينا أحاديث العرب
قَرَّ عيْناً بحَبيبٍ نَظْرَة ً
لاَ يُقرُّ الْعَيْنَ إِلاَّ مَا تُحِبْ
وَكَلَتْ بِي جَارَتِي أسْهُودَة ً
شر ما وكل بالجار الجنب
ونصيحين ألما باكرً
بطبيبٍ وطبيبي المجتنب
سألاني وصف ما ألقى ولا
أسْتَطِيعُ الْوَصْفَ، إِنِّي مُكْتَئِبْ
غَيْرَ أَنِّي قُلْتُ فِي قَوْلِهِمَا
قَوْلَة ً أخْفَيْتُهَا كَالْمُنْتَيِبْ
بينا من قربه لي حاجة ً
ثم لا يقربُ والدار صقب
يَا خَلِيلَيَّ ألِمَّا بِي بِهَا
نظرة ً ثم سلاني عن وصب
شغلت نفسي عن وصف الهوى
بِاشْتِيَاقِي أنْ أرَاهَا وَطَرَبْ
فَاتْرُكَا لَوْمِي فَإِنِّي عَاشِقٌ
كَتَبَ اللَّه عَلَيْهِ مَا كَتَبْ
ولقد قلت لقلبي خالياً
حين لم يلق هواها ودأب
أيها الناصبُ في تطلابها
بَعْدَ هَذَا مَا تُبَالِي مَا نَصَبْ
لاَ يُرِيدُ الرُّشْدَ إِلاَّ نَاصِحٌ
وَيَلي قَتْلَكَ إِلاَّ مَنْ تَعِبْ
كِلْ لِمَنْ يُقْصِيكَ مِثْلاً صَاعَهُ
وَإِذَا قَارَبَ وُدًّا فَاقْتَرِبْ
والق من قد ذاقَ فيما لم يذق
لاَ يُدَاوِي السٌّقْمَ إِلاَّ مَنْ يَطِبْ
قَتَلَتْنِي فَأبَى قَلْبِي وَقَدْ
آنَ مَا كَلَّفَنِي حَتَّى أحَبْ
فهي عجزاء إذا ما أدبرت
وَإِذَا مَا أقْبَلَتْ فِيهَا قَبَبْ
لَمْ تَرَ الْعَيْنُ لعينٍ فِتْنَة ً
مِثْلَهَا بَيْنَ جُمَادَى وَرَجبْ
تيمتني بقوام خرعبٍ
وبدل عجبٍ يا للعجب!
صُورَة ُ الشَّمْسِ جَلَتْ عَنْ وَجْهِهَا(93/134)
بَعْدَ عَيْنَي جؤْذَرٍ فِي الْمُنْتَقَبْ
حُلْوَة ُ الْمَنْظَرِ رَيَّا رَخْصَة ٌ
بَعَثَ الْحُسْنَ عَلَيْهَا أنْ تُسَبْ
تَأمَنُ الدَّهْرَ وَلاَ تَرْجُو لَنَا
فرجاً مما بنا ذاك الكذب
كَمْ رَأيْنَا مِثْلَهَا فِي مَأمَنٍ
قلب الدهر عليه فانقلب
لا يغرنك يومٌ من غدٍ
صَاحِ إِنَّ الدَّهْر يُغْفِي وَيَهُبْ
صَادِ ذَا ضِغْنٍ إِلَى غِرَّتِهِ
وإذا درت لبون فاحتلب
ليس بالصافي وإن صفيته
عيش من يصبحُ نهباً للرتب
ما أبو العباس في أثباتهِ
لعب الدهر به تلك اللعب
أقْبَلَتْ أيَّامُهُ حَتَّى إِذَا
جاءهُ الموت تولى فذهب
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أصبح القلب بالنحيلة صبا
أصبح القلب بالنحيلة صبا
رقم القصيدة : 8432
-----------------------------------
أصبح القلب بالنحيلة صبا
بعد ما قد صحا وراجع لبا
زَادَهُ مَدْخَلُ الْوَلِيدِ عَلَيْهِ
وَخَيَالٌ سَرَى بِعَبْدَة َ عُجْبَا
ومقال الفتاة إذ هتك الستـ
ـرُ لَهَا عَنْ مَقَالِ مَا كَانَ عَبَّا:
أيُّهَا الْمُسْتَجِيرُ مِنْ حُبِّ عَبَّا
دة إذ راعه خيال فهبا
ليس من حبها مجير سواها
بعد ما سار في الفؤاد ودبا
يا خَليلَيَّ اخْرِجَانِي مِنَ الْحُبِّ
بِّ سويا ولا تلوما محبا
فاتركا لومه ولوما خليلاً
يَتَجَنَّى ذَنْباً وَلَمْ يَدْرِ ذَنْباً
كل يوم تعتبَ الود منهُ
ليت شعري: أيحسبُ الود عتبا
تِلْكَ عَبَّادَة ُ التِي لم تَنَلْهُ
غير ما أصبحت لعينيه نصبا
شَرِبَتْ سَلْوَة ً عُبَيْدَة ُ عَنِّي
وَكَأنِّي شَرِبْتُ بِالْحُبِّ طَبَّا
فتقضى الرجاء منها لقد صدَّ
طبيبي عني وقضيت نحبا
أنّا إِنْ لَمْ أمُتْ بِذَاكَ فَإنِّي
مَيِّتٌ مِنْ مَخَافَتِي ذَاكَ رُعْبَا
ليتها تاق قلبها فاستوينا
أوْ رُزِقْنَا كَقَلْبِ عَبْدَة َ قَلْبَا
فصبرنا عنها كما صبرت
عنا ولم نتخذ عبيدة َ ربَّا
فاكشفي ما بنا وعودي علينا
قد لقينا إليك في الحبِّ حسبا
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة(93/135)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لا تَبْغ شَرَّ امْرىء شَرًّا من الدَّاء
لا تَبْغ شَرَّ امْرىء شَرًّا من الدَّاء
رقم القصيدة : 8433
-----------------------------------
لا تَبْغ شَرَّ امْرىء شَرًّا من الدَّاء
وَاقْدَحْ بِحِلْمٍ وَلاَ تَقْدَحْ بِشَحْنَاء
مالي وأنتَ ضعيفٌ غيرَ مرتقبٍ
أبقي عليكَ وتفري غيرَ إبقاء
مَهْلاً فَإِنَّ حِيَاضَ الحَرْبِ مُتْرَعَة ٌ
مِن الذُّعَافِ مُرَارٌ تَحْتَ حَلْوَاء
أحِينَ طُلْتَ عَلَى مَنْ قَالَ قَافِية ً
وطَالَ شِعْري بِحَيٍّ بَعْدَ أحْيَاء
ألزمتِ عينكَ من بغضائنا حولاً
لو قد وسمتكَ عادتْ غيرَ حولاء
اطْلُبْ رِضَايَ ولا تَطْلُبْ مُشَاغَبَتِي
لا يَحْمِلُ الضَّرِعُ المُقْوَرُّ أعْبَائي
أنا المرعَّثُ لا أخفى على أحدٍ
ذرَّت بي الشَّمسُ للدَّاني وللنَّائي
يغدو الخليفة ُ مثلي في محاسنهِ
ولستَ مثلي فنم يا ماضغَ الماء
إِنِّي إِذَا شَغَلَتْ قَوْماً فِقَاحُهُمُ
رحبُ المسالكِ نهَّاضٌ ببزلاء
يثوي الوفودُ وأدعى قبلَ يومهمُ
إِلَى الحِبَاء ولَمْ أحْضُرْ بِرَقَّاء
لَوْ كَانَ" يَحْيَى " تَمِيمِيًّا أسَأتُ بِهِ
لكنهُ قرشيٌّ فرخُ بطحاء
"يَحْيَى " فَتًى هَاشِمِيٌّ عَزَّ جَانِبُهُ
فَلاَ يُلاَمُ وَإِنْ أجْرَى مَعَ الشَّاء
نِعْمَ الفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ لا نُدَافعُهُ
عَنِ النَّبِيِّ وإِنْ كَانَ ابْنَ كَلاَّء
ما زالَ في سرَّة ِ البطحاء منبتهُ
مقابلاً بينَ برديٍّ وحلفاء
يَا آسَدَ الحَيِّ إِنْ رَاحُوا لِمَأدُبَة ٍ
وَثَعْلَبَ الحَيِّ إِنْ ذَافُوا لأَعْدَاء
لاَ تَحْسَبَنِّي كَأيَرٍ بِتَّ تَمْسَحُهُ
كيما يقومُ ويأبى غيرَ إغفاء
قَدْ سَبَّحَ النَّاسُ مِنْ وَسْمِي"أبَا عُمَرٍ"
فَهَلْ رَبَعْتَ عَلَى تَسْبِيح قَرَّاء
كَوَيْتُ قَوْماً بِمِكْوَاتِي فَمَا صَبَرُوا
على العقابِ وقد دبُّوا بدهياء
وُرُبَّمَا أغْرَقَ الأَدْنَى فقُلْتُ لَهُ
إن كانَ من نفري أو نجلَ آبائي(93/136)
قلْ ما بدا لك من زورٍ ومن كذب
حلمي أصمُّ وأذني غيرُ صمَّاء
يَنْزو اللَّئِيمُ وَلَوْ ألْقَيْتَ مِئزَرَهُ
لاحتْ بوجعائهِ آثارُ كوَّاء
مَا زِلْتَ تُطْعَنُ بِالْمَلْعُونِ في دُبُرٍ
حَتَّى اشْتَرَيْتَ حُلاقاً في اسْتِ خَرَّاء
هلاَّ مَنَعْتُمْ "بَنِي وَادَانَ" أمَّكُمُ
مِنَ الْمُوَسَّم إِذْ يَسْرِي بِقَنْفَاء
بتَّم نياماً وباتَ العلجُ ينفضُها
فِي لَيْلَة ٍ مِثْلِ ضَوْء الصُّبْحِ قَمْرَاء
وَيْلُ کمِّهِ نَبَطِيًّا فَضَّ خَاتَمَهَا
بفيشة ٍ مثل رأسِ الكلبِ جوفاء
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا لَقَوْمِ لِلزَّائِرِ الْمُنْتابِ
يا لَقَوْمِ لِلزَّائِرِ الْمُنْتابِ
رقم القصيدة : 8434
-----------------------------------
يا لَقَوْمِ لِلزَّائِرِ الْمُنْتابِ
ولما قد لقيت حين المتاب
أزهقت مهجتي ولم تدن إلا
وقعة عندنا وقوع القراب
يوْمَ قَامَت مُختالة ً في حِقابٍ
ليتني كنت بعض تلك الحقاب
ولقد قلت للنطاسي لما
جئته واشتكيتُ داء الحبابِ
كيْف لي بالسُّلُوِّ عمَّنْ جَفَاني
وفؤادِي كالطَّائر الْمُسْتجاب
أنا منه ومن جوى الحب أمسي
في عذابٍ قدْ ناءَ فوْق الْعذاب!
قال: هجْرُ الْحبيب يُسْلِيك عنْها
لن تنال السلو قبل اجتناب
قُلْت: يَأبَى الْهوى عليَّ ونفْسي
لا تطيع العدو في الأحباب
كيْف يسْلُو عن الرَّباب فُؤادي
وهواها ينُوبُ عنْ كُلِّ نَابِ
ويكن النساء بيضاً وأدما
صيغة بعد صيغة الأترابِ
ككعوب القناة مشتبهاتٍ
وكأن الرباب أم الكتابِ
خلقت... وحدها... خلقاً
ضاع بيْني وبيْنَها في الْحساب
هي برْدُ الشَّراب
لاَ أطيقُ اجتنابَ برْدِ الشَّرَاب
غَبَطَتْ نفْسها
فكأني أمد في كلاب
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا شوْقَ منْ بَاتَ مشْغُوفاً ومُجْتَنَبا
يا شوْقَ منْ بَاتَ مشْغُوفاً ومُجْتَنَبا
رقم القصيدة : 8435
-----------------------------------
يا شوْقَ منْ بَاتَ مشْغُوفاً ومُجْتَنَبا
ويا صبابتهُ إن صدَّ أو قربا(93/137)
نام اللواتي عدمن الحب من مرحٍ
وبِتُّ أقْرِضُ في الظَّلْماءِ مُكْتئِبا
وقائلٍ صح من دائي تجنبهُ
لم يلق عجباً وإن حدثتهُ عجبا
مَا لي رَأيْتُكَ لاَ تَصْبُو إِلَى لَعبٍ
فقلت : من قرَّ عيناً بالهوى لعبا
لاَ تَعْجَلِ الْقَدَرَ الْمكْتُوب مَوْقِتَهُ
فاسْتأنِ لاَ يسْبقُ الْعجْلاَنُ ما طَلَبَا
قد ضارع الحب قلبي ثم أدركه
وهْنُ الْمُحبِّ فأمْسَى الْقَلْبُ قَدْ غُلبا
كيْف السَّبيلُ إِلَى لهْوٍ وقدْ تَرَكَتْ
سعْدى علَى كَبِدِي منْ حُبِّها نُدَبا
غزالة ٌ غصبت ليثاً بمقلتها
لم أر كاليوم مغصوباً ومغتصبا
يا نظْرة ً عَقَلَتْ سلْمى بمُقْلتِهِ
فما يزال قذى ً في عينه نشبا
تدنو مع الذكر تشبيهاً إذا نزحت
حتَّى أرى شخْصَها في الْعيْنِ مٌقْتِربَا
إن الغواني لا يغنين مسألة ً
ولاَ ترى مثْل ما يسْلُبْنَنَا سَلَبَا
دعهنَّ للمسهب الضليل موردهُ
يا قلب كل امرئ رهنٌ بما اكتسبا
قدْ حَصْحَصَ الْحقُّ وانْجابتْ دُجُنَّتُهُ
وعرَّض الدَّهْرُ شطْريْه لمنْ حَلَبَا
وجاثِمُ الْهمِّ قدْ سُدَّتْ مَطالِعُهُ
جليت عن وجهه التشبيه والريبا
حتى غدا عب عباس ولا سبقٍ
يتلو يداً قدحت عن وجهه الحجبا
أولى لعاصٍ وزلت عن أبي كربٍ
كأنَّما لمْ يكُنْ ما كان إِذْ ذَهَبا
وقد هممتُ بيحيى ثم أدركني
حلمي فأمسكتها محمرة ً لهبا
وخالدٌ عنْد ذنْبٍ سوْف يُدْركُهُ
إذا خطبتُ له يوماً كما خطبا
قد أنضج العير كياً تحت فائلهِ
وربما نالهُ حلمي وقد شعبا
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا بَانَ ضَاق الْمذْهبُ
يا بَانَ ضَاق الْمذْهبُ
رقم القصيدة : 8436
-----------------------------------
يا بَانَ ضَاق الْمذْهبُ
وطريد أهلكِ أجنبُ
وذهبْتُ في غيْر السَّبيـ
ل لكلِّ غاو مذهبُ
لاَ تَخْشَ قتْلي حين شِبْتُ
وهلْ يُخافُ الأَشْيبُ
هَيْهَات أفْرَخَ روْعُ بَا
نة َ لا يحول المغربُ
ما زُلْتُ عنْكِ وقدْ أرى
أنَّ الْقُلُوبَ تَقَلَّبُ(93/138)
أيَّامَ أطْعَمُ كُلَّ مَا
ئلة ِ الحمانِ وأشربُ
ثم انقضى ذاك الزما
نُ وغاب دهر أنكبُ
يَا بَانَ طَبُّكِ لاَ ينا
مُ وقدْ ينامُ الْقُطْرُبُ
عُودي عليَّ فإنَّها
نفسٌ تسيءُ وتعتبُ
ما كل زلة صاحبٍ
أغْدُو لها أتوثَّبُ
حلمي أصم وراحتي
للطَّالبين تَحلَّبُ
ضعضعتُ جنة خالدٍ
بِعَزِيمَة ٍ لا تُقْرَبُ
وأطرت جنة عجردٍ
وأنا المغنُّ المشغبُ
يخْشى الأُسُودُ عرامتي
ويبُولُ منِّي التَّوْلبُ
ولقد وضعتُ على سهيـ
ـلٍ مِيسَماً لاَ يذْهَبُ
وإذا هربتُ من الصِّبا
بة ِ لمْ يكُنْ لِيَ مَهْرَبُ
يَا بَانَ كدَّرْبِ النَّعِيـ
ـمَ فلاَ ألذُّ وألْعبُ
يَا بَان لي نَفْسٌ عَليْـ
ـكِ إِذَا ذُكِرْتِ تصبَّبُ
والله رب محمدٍ
إني ببانة معجبُ
ولقد أتاني أنها
باتتْ علَيَّ تلهَّبُ
قالتْ: أتَرْكبُ تاركاً
أَمْري وما لك تَرْكبُ
قولُ النساء علا بها
ولكُلِّ فَجٍّ عقْربُ
يَا بَانَ بعْضُ اللاَّطِفَـ
اتِ من الحواسد أكذبُ
يَغررُن منْ أصْغى لهُـ
نَّ كما يغرُّ المذهبُ
في النَّاس عائلة ٌ عليْـ
ـكِ وبعْضُ أهْلكِ يُثْرِبُ
إِنْ كان حقًّا ما زعمْـ
ن فلا صفا لي مشربُ
أبرأتِ صدرك إنني
قلِقٌ بسُخِطِكِ مُتْعَبُ
يَا بَانَ إِنِّي بالرِّضى
أبْلَى إِليْكِ وأنْصَبُ
وأتُوبُ ممَّا تَعْلمين
كما يتوبُ المذنبُ
أنْتِ الأَميرة ُ في الْهوى
وأنا المسيءُ المذنبُ
يكفيك أني لا أعو
دُ، وهلْ وراءَكِ مطْلَبُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يولون : في أنثى من أنثى خليفة ٌ
يولون : في أنثى من أنثى خليفة ٌ
رقم القصيدة : 8437
-----------------------------------
يولون : في أنثى من أنثى خليفة ٌ
وقدْ كذبُوا، بعضُ الأَوَانِسِ نَيْرَبُ
وقدْ كان لي فيهنَّ داعي قرابَة ٍ
وَلَكنْ ذَوَاتُ الْودِّ أدْنَى وَأقْرَبُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا ليت لي قلباً بقلب يثيبُ
يا ليت لي قلباً بقلب يثيبُ
رقم القصيدة : 8438
-----------------------------------(93/139)
يا ليت لي قلباً بقلب يثيبُ
أوْ لَيْتَ لي حُبًّا بحُبِّي يُنِيبْ
ملكُ قلبي لا يملُّ الهوى
يَاطُولَ إِغْرامي بمنْ لاَ يُجيبْ
قلْبي وهمِّي أذْهَبَا رَاحَتي
فالنفس حرى ولعيني غروبْ
لمْ تَرَ مثْلي بَيْنَ مِثْلَيْهمَا
هذا به داءٌ وهذا كذوبْ
قَدْ كَلَّفَاني عَمَلاً خَائباً
وعاملُ الله الذي لا يخيبْ
لله دري ليس لي منزعٌ
عن حبِّ سلمى وهواها مريبْ
لقَد أرى سلمى لنا جارة ً
يا بن سهيلٍ بين حابٍ ولوبْ
كالبدر في العين إذا عطلتْ
وفي المحلَّى كالمحلِّ القشيبْ
أراجِعٌ أنت لنا مجلِسا
بين مُدامٍ وسماع مُنيب
يا حبذا ذاك على نأيه
وحبذا ليلتُنا بالكثيب
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وكأن نكهتها إذا نبهتها
وكأن نكهتها إذا نبهتها
رقم القصيدة : 8439
-----------------------------------
وكأن نكهتها إذا نبهتها
طفل يلوكُ بدردريهِ سخابا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قمر الليل إذا ما انتقبت
قمر الليل إذا ما انتقبت
رقم القصيدة : 8440
-----------------------------------
قمر الليل إذا ما انتقبت
وهي كالشمس إذا لم تنتقبْ
رُبَّمَا بِتُّ لها مٌسْتبْشِراً
في نعيم وتصابٍ ولعبْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ذكرت شبابي اللذَّ غير قريبِ
ذكرت شبابي اللذَّ غير قريبِ
رقم القصيدة : 8441
-----------------------------------
ذكرت شبابي اللذَّ غير قريبِ
ومجْلسَ لهوٍ طَابَ بَين شُرُوب
وبالحرة البضاء أذكرني الصبا
خيال وتغريد الحمام نكوبِ
فأرسلْتُ دمْعي واسْتترْتُ من الْفتى
مخافة نمامٍ علي كذوبِ
وقد يذكر المشتاقُ بعض زمانه
فيبكي ولا يبكي لموت حبيب
وكنتُ إذا راحت علي صبابة ٌ
بكيتُ بها عيني برد نحيبِ
فللَّهِ درُّ الرَّائحات عشيَّة ً
يزفن لقد فجعنني بطليب
أخي مَرْيُحَنَّا هلْ فُجِعْتَ بغادة ٍ
كعابٍ وهل ناهزت مثل نصيبي
ليالي أسرابُ النساء يزدنني
جنى ً بين ريحانٍ أغر وكوب
إِذا شئْتُ غنَّتْني فتاة ٌ بمِزْهر(93/140)
علَى الرَّاح أوْ غنَّيْتُها بقضيب
فما دعاني الهاشمي أجبتهُ
ولا خير في المملوك غير مجيب
فأصبحت خدناً للجواري من الجوى
فأصبح واديهن غير عشيبِ
حَسَرْتُ الْهَوَى عنِّي زماناً ورُبَّما
لهوت وما لهو الفتى بغريب
فَيَا لكِ أيَّاماً سُلبْتُ نَعيمَها
ويا لك دهراً فاتني بلغيبِ
علَى زيْنبٍ منِّي السَّلاَمُ ومثْلُهُ
على شجنٍ بين الصبا وجنوب
فهذا أوان لا أعوجُ على الصبى
سمعْتُ لعُذَّالي ونَامَ رَقيبِي
وقدْ جاءَني منْ بَاهِليٍّ يسُبُّني
فأعرضتُ إن الباهليَّ جنيبي
وقُلْتُ بدعْوى عامرٍ: يَالَ عَامرٍ
أيشتمني الزنجي غير دبيب
دعوني وإني من ورائي معضدٌ
كفيْتُكُمُ رَايَ اسْتِهِ بذَنُوب
إذا شبع الزنجي سبَّ إلههُ
وألَّبَ منْ زِنْجٍ علَيَّ وَنُوب
أوائلُ قدْ قرَّبْتِ غَيْرَ مُقَرَّبٍ
وَناسَبْت كَلْباً كَانَ غَيْرَ نَسيب
بني وائلٍ إن الصغير بمثله
كَبيرٌ فَلاَ تَسْتَعْجلُوا بمُهيب
عَلَى أهْلهَا تَجْني بَرَاقِشُ فَاتَّقٌوا
جناية َ عبدٍ واسعدوا بقلوبِ
صَغيرُ الأَذى يَدْعُو كبيراً لأَهْله
وتَفْتضحُ الْقُرْبَى بذنْبِ غريبِ
أرَى خَلَقاً قدْ شاب قبْل جنايَة
فهَلاَّ وَهبْتُمْ قَلْبَهُ لمَشِيب
لحا الله قوماً وسطوا الكلب فيهمُ
شتِيمَ المُحَيَّا عاشَ غيْرَ أديب
سَرُوقاً لِمَا لاقى طَرُوباً إِلى الزُّبَى
وهل تجد الزنجي غير طروب
إذا حزّ فيه النصلُ حز عجانهُ
فراح بأيرٍ للفضوح مثيبش
فيَا عجبَا لاَ يَتَّقِي الزنْجُ شرَّهُ
وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّه عنْد هُبُوب
أقولُ وقد ناك الخليق بناته
وأحفى بنوهُ أمهم بركوب
بَنِي خلَقٍ مَا أَحْلَم اللَّهُ عَنْكُمُ
على خبثاتٍ فيكم وذنوبُ
أراكم أناساً سمنكم في أديمكم
مجنتم فلا تستغفرون لحوب
كَأنَّكُمُ لَمْ تَسْمَعُوا بقيَامَة ٍ
ولَمْ تَشْعُرُوا في دينكُمْ بحَسيب
أفيقُوا بَنِي الزَّنْجيِّ إِنَّ سَبيلَكُمْ
سَبيلُ أبيكُمْ لَحْمُهُ لكُلُوب
ومولى أبيكم فاطرحوه لأكلبٍ(93/141)
وَلاَ يُدْفَنُ الزَّنْجيُّ بَيْنَ رُبُوب
ونُبِّئْتُ فزراً قَلْطَبَانَ نِسَائِه
ضَرُوباً علَى أسْتَاهِهِنَّ بِطِيبِ
وقد ناك فزر كلثماً غير مرة ً
ولكنهُ قد قاءها بشبيب
لحا الله فزراً ما أظلَّ مكانهُ
وأعْجَبَهُ قَدْ فَاقَ كُلَّ عَجيب
إِذَا قُلْت: مَنْ فِزْرٌ؟ أجَابَك قَائلٌ:
شريكُ أبيه في اسْت أمِّ حِبيب
أَلاَ أيُّهَا الفَادي ولَمْ أقْض نُسْخَتِي
يُعاتبُني في الجُود غَيْرَ مُصيب
قَعيدَكَ أنْ تَنْهَى امْرَأً عَنْ طِبَاعه
يجود ويغدو ناصباً بعتيب
بدَأْتَ بِنُوكٍ وَانْثنَيْتَ بجهْلَة ٍ
وما طاعتي إلا لكلِّ لبيب
سأرعى الذي يرعى من الذنب غادياً
وأكْرِمُ نَفْسي عَنْ دَسيس مُريب
لِفِزْرٍ صنيعُ الْقلْطبَانِ بأخْته
فليس بمأمون بظهر مغيب
كسوبٌ بأختيه وقينة ِ تاجرٍ
وما كان في كُتَّابه بِكَسُوب
إذا هو لاقى أمَّهُ دبر استها
تولى بأيرٍ للواطِ خضيبِ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لقدْ ودَّعَتْ حُبّى وهام رقيبي
لقدْ ودَّعَتْ حُبّى وهام رقيبي
رقم القصيدة : 8442
-----------------------------------
لقدْ ودَّعَتْ حُبّى وهام رقيبي
وأصْبَحَ وادي اللَّهْو غَيْرَ عَشِيب
تركْتُ لوجْه اللَّه فِزْراً فقُلْ لهُ:
عَتَقْتَ ولكنْ كيْف أمُّ حبيب؟
وجنَّ فريخُ الزنج بل جنت استهُ
فأصبحتُ دلاقاً له بطبيب
شتمتُ فريخ الزنج عرضي خسارة ً
فإن كنت كعبياً وكنتَ حبيبي
لقدْ وقع الْكعْبيُّ ناراً بمِيْسَمٍ
على است أبيك العبدِ بعد شبيب
رأى ابْنُ خُليْقٍ طعْنتي في اسْت أمِّه
فراح يُغطِّيها وذمَّ قَضِيبِي
فقُلْتُ لهُ: قدْ فارقتْ وحَمدْتُها
فلا تشتمني باستِ أمك حوبي
رويد ابن زنجي العشيرة إنما
دعاك إلى شتمي خيانة ُ حيب
فخرْتَ برأسٍ منْ أبيك مُفَلْفَلٍ
علينا وبرصاءِ العجان لعوب
فَيَا عَجَباً منْ باهليٍّ يسُبُّني
مطيَّة ِ كِنْديرٍ قَرًى وأرِيبِ
لقدْ مَاتَ كنْديرٌ فأبْكاك موْتُهُ
فجعت بأيرٍ كالشواظ صليب(93/142)
تسرقت شعري فاكتسبت به الغنى
وما كان لقَّاطُ النَّوى بكسُوبِ
ألا قل لعزاب البصيرة : أقبلوا
بحاجتكم من نازحٍ وقريب
بنات خليق ملجماتٌ معدة ٌ
إِذا الْقوْمُ راحُوا سُرِّجتْ لرُكُوب
لعمري لقد أعطيتَ عرساً مريبة ً
وقدْ يقْطعُ الْهمَّ الْفتى بمُريب
فأما فريخ الزنج حين عرفتها
صديقاً لزنْح الْقرْيتيْن ونُوب
أخذت لإخوان الصفاء من استها
نصيباً فخذ لي في استها بنصيب
سأعْطيك ما يُعْطى الْفتى منْ تِلاَده
بعضدٍ وإن كانت فضوح ذنوبي
بني خَلَقٍ يُخْزيكُمُ الْيوْم والدٌ
دعيٌّ أحمُّ اللون غيرُ نجيب
مواريثهُ معروفة ٌ في وجوهكم
مناخرُهُ والرَّأسُ غيْرُ كذُوب
تعزَّ لها يا بن الخيلق فإنها
مواريثُ زنجيٍّ جرت بعيوب
لحا الله أبناءَ الخليق فإنهم
خنازيرُ حشٍّ سُخِّرت لسروب
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا ويح حمادٍ أمن نظرة ٍ
يا ويح حمادٍ أمن نظرة ٍ
رقم القصيدة : 8443
-----------------------------------
يا ويح حمادٍ أمن نظرة ٍ
راح أسيراً غير مجنوب
لله ما ران على قلبه
من ساحر المقلة مشبوب
كأنهُ هاروتُ يوم اغتدا
يُديرُ عيْنيْه بتقْليب
أغنَّ أحْوى لاَن في رقَّة
يخْتالُ في الْخَزِّ وفي الطِّيب
بدا لحمادٍ فأبدى لهُ
شُغْلاً عن الدِّرْياق والْكُوب
قاد النباطيَّ إلى حتفه
نَظْرَة ُ عيْنٍ شَطْرَ محْبُوب
لما رأى ما عندهُ معجباً
حَنَّ إِليْه غَيْرَ تعْييب
يَهْذى بخشْفٍ مُؤْنقٍ مُشْرقٍ
مقابل الجدين منسوب
يختلسُ القلب بإبرامه
منه وإطماع وتجنيب
مبتَّلُ الخلق هضيم الحشا
ذو شعر كالكرم غربيب
أمرد كالمأثور حين استوى
لمْ تَرَهُ عيْنٌ علَى حُوب
يمْشي إِذَا رَاحَ برَمَّاغة ٍ
لجَّتْ بإصْعادٍ وتصْويب
وخصية ٍ في حسن ياقوتة ٍ
سيقت إلى أصيد محجوب
يقُولُ حمَّادٌ إِذا ما نأى :
يا ربِّ فَرِّجْ كرْب مكْرُوب
حمَّلتني الشوق وباعدتني
ما هكذا الرَّبُّ لمرْبُوب
رضيتُ ميعادك يا سيدي
إِنْ لمْ يكُنْ ميعادَ عُرْقُوب(93/143)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ما بالُ عَيْنِكَ دمْعُها مَسْكُوبُ
ما بالُ عَيْنِكَ دمْعُها مَسْكُوبُ
رقم القصيدة : 8444
-----------------------------------
ما بالُ عَيْنِكَ دمْعُها مَسْكُوبُ
حُرِبَتْ وأنْت بدمْعها محْرُوبُ
وكذاك مَن صحب الحوادث لم تزل
تأتي عليه سلامة ٌ ونكوب
إن الرزية لا رزية مثلها
يومَ ابنُ حفص في الدِّماء خَضِيب
لا يستجيب ولا يحيرُ لسانهُ
ولقد يَحيرُ لسانهُ ويُجيب
غُلب العزاءُ على ابن حفص والأَسَى
إِنَّ العَزَاء بمثله مَغْلوب
يا أرضُ وَيْحَكِ أكْرميه فإنه
لم يَبْقَ للعَتكِيِّ فيكِ ضريبُ
أبهى على خَشَبِ المنابِر قائماً
يوماً وأحربَ إذ تشبُّ حروب
إِذ قيل أَصبح في المقابر ثاوياً
عمرٌ وشُقَّ لِواؤه المنصوب
وبَكَيتُ إِذ بَكَت العَتِيكُ لِبَدْرِها
أودى فبدرُ سمائها مسلوب
يا ويح فاطمة َ التي فجعت به
وتشققت منها عليه جيوبُ
إني لأعلمُ إذ تضمنهُ الثرى
أنْ سوْف تكْمدُ بعْدهُ وتذُوبُ
وَظلِلْتُ أنْدُبُ سيْف آل مُحمَّدٍ
عمراً وجلَّ هنالك المندوبُ
فعليْك يا عُمر السَّلاَمُ فإنَّنا
باكُوك ما هبَّتْ صباً وجنُوبُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لا تحمدنَّ أبا حربٍ بأسرته
لا تحمدنَّ أبا حربٍ بأسرته
رقم القصيدة : 8445
-----------------------------------
لا تحمدنَّ أبا حربٍ بأسرته
قدْ يثْبُتُ اللَّيْثُ والْخنْزيرُ في الْغاب
مُحمَّدٌ تائهٌ منْ فرْط جِنَّتِهِ
مفتاحُ غيٍّ لقومٍ أهلِ أحساب
قد كان سبني من جنبهِ أسداً
على المهلَّب صفاياً بأنياب
أفٍّ لهُ والياً ما كان أحْمقهُ
يوم استخف بإخواني وأصحابي
لا نبوتي رشدهُ إلا تخونه
غِمْداً لأَيْر غَويٍّ باسْت مُنْجاب
يحب أزواج منجابٍ ويكرمهم
ولا يجازوهم باباً إلى باب
كأنه ضمنٌ من داء صاحبه
ومُشْتَهٍ بعْضَ ما يأتي من الْعاب
قل للضغيط أبي حربٍ مجاهرة ً
قول امرئٍ مغربٍ بالذمِّ أغرابِ:
إِنْ كُنْتَ جانَبْت مهْدِيًّا فإنَّ لَنَا(93/144)
.....فما بالنا نخفى على النابِ
يسعى بنا زوجُ منجابٍ فنعتبهُ
ولا يهمُّ لنا يوماً بإعتابِ
قال الخبيرُ بمنجابس وسوءتهِ
لما رأى دَأَبِي سرًّا وإِدْآبي:
إذا طلبت إلى المنجاب نافلة ً
فاطْلُبْ بأيْرِك لاَ تطْلُبْ بِكَرَّاب
وقائلٍ في الغواني جلُّ حاجته
يلقى .... من شوقٍ وأتعاب:
يا ليت جردان منجابٍ وخصيتهُ
كَانَا حِراً فاشْتَفَيْنا منْ حِرٍ راب
فخْمٌ غليظٌ يُطيفُ الْمُنْعِظُونِ به
إذا تجمَّر من حادٍ ومنتاب
نِعْمَ الشَّفِيعُ اسْتُ مُنْجابٍ إِذا غُسِلَتْ
لمنعظٍ غيرَ معتلٍّ ولا آب
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> بشار بن برد >> كثُر الْحميرُ وقدْ أرى في صُحْبتي
كثُر الْحميرُ وقدْ أرى في صُحْبتي
رقم القصيدة : 8446
-----------------------------------
كثُر الْحميرُ وقدْ أرى في صُحْبتي
منهنَّ أقمر منعجاً بالراكب
يعدو فيضرطُ من نشاطٍ عارم
سبعين أو مائة ً حسابَ الحاسب
وإِذا تمرَّغ عدَّ ألْفاً كاملاً
يدعُ الْمراغة مثْلَ أمْسِ الذَّاهبِ
أشرٌ بِبِطْنَتِه يُرامحُ مَنْ دَنَا
ضخْمُ الْمَقَدِّ شديدُ شغْب الشَّاغبِ
يلقاك إن لقيَ اللجام بسحرة
يكفيك من حزم الأجير الحاطب
إن قام يسرجهُ الغلامُ زجرته
لزيادة ٍ منْهُ وحقٍّ واجب
خليتُ مركبهُ ورحتُ لحاجتي
مشياً يكلفني لغوبَ اللاغب
وأرى الصَّحابة شيعتَيْن: فَمِنْهُمَا
أنْسٌ وبعْضُهُمُ غُبُورة ُ حالِب
ولقد مشيتُ عن الحمار تكرماً
والْمشْيُ أكْرمُ منْ رُكُوب الصَّاحب
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أخي أنت النصيح فلا تلمني
أخي أنت النصيح فلا تلمني
رقم القصيدة : 8447
-----------------------------------
أخي أنت النصيح فلا تلمني
فما دوني من النصحاء نابُ
ولكِنْ غِبْتُ فِي بلدٍ بَعِيد
وبعْدَ الْجهْدِ ما كان الإِيابُ
فلما جئت روعني غريمٌ
يحاول ما كرهتُ ولا يهابُ
أخافُ غُدُوَّهُ يَمْشِي بِصك
كحرِّ النَّارِ ليْس لهُ انْقِلاَب(93/145)
فرُغْتُ وأنْت مِنْ همِّي وبالي
وما كل الرواغ له عقاب
فلاَ تعْجِلْ بِلوْمِ أخٍ تمطَّى
عليه الخوف والزمن العجاب
وكُنْتَ تزُورُنِي دهْراً طويلاً
ولا ستر عليَّ ولا حجابُ
فهذِي خِبْئتِي ودخِيلٌ أمْرِي
كما أحْببْتَ لَيْسَ له مَعَاب
سِوى شوْقٍ أظلَّ أظلُّ مِنْهُ
على طربٍ وأضعفه الكتاب
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أبا مالِكٍ طال النَّهارُ، وطُولُهُأبا مالِكٍ طال النَّهارُ، وطُولُهُ
أبا مالِكٍ طال النَّهارُ، وطُولُهُأبا مالِكٍ طال النَّهارُ، وطُولُهُ
رقم القصيدة : 8448
-----------------------------------
أبا مالِكٍ طال النَّهارُ، وطُولُهُأبا مالِكٍ طال النَّهارُ، وطُولُهُ
إذا ما الهوى بالنفس داءٌ يصيبها
أرى حاجتِي عِنْد الأَمِيرِ مرِيضة ً
فهلاَّ تُداوِيها وأنْت طبِيبُها
العصر العباسي >> بشار بن برد >> هل من رسولٍ مخبرٍ
هل من رسولٍ مخبرٍ
رقم القصيدة : 8449
-----------------------------------
هل من رسولٍ مخبرٍ
عنِّي جمِيعَ الْعَرَبِ
منْ كان حيًّا مِنْهُمُ
ومن ثوى في التربِ
جدِّي الَّذِي أسْمُوا بِهِ
كِسْرَى ، وساسانُ أبِي
وقيصر خالي إذا
عَددْتُ يوْماً نَسَبِي
كم لي وكم لي من أبٍ
بِتاجِهِ مُعْتَصِبِ
أشْوَسَ فِي مجْلِسِهِ
يجثى له بالركب
يغدو إلى مجلسه
يجثى له بالركب
يغدو إلى مجلسه
فِي الْجوْهرِ الْمُلْتهِبِ
مستفضلٌ في فنك
وقائمٌ في الحجبِ
يَسْعَى الْهبانِيقُ لهُ
بِآنياتِ الذَّهبِ
لَمْ يُسْقَ أقْطابَ سِقًى
يَشْرَبُها فِي الْعُلَبِ
ولاَ حدا قطُّ أبِي
خَلْفَ بعِيرٍ جَرِب
ولاَ أتى حنْظلة ً
يثقبها من سغب
ولاَ أتى عُرْفُطَة ً
يخْبِطُهابِالْخشبِ
ولا شوينا ورلاً
مُنضْنِضاً بِالذَّنَبِ
ولاَ تقصَّعْتُ ولاَ
أكلتُ ضبَّ الحزب
ولا اصطلى قطُّ أبي
مفحجاً للهبِ
ولم بايد نسيا
ولا هوى للنصب
كلاَّ ولا كان أبي
يرْكبُ شرْجيْ قَتَبِ
إِنَّا مُلُوكٌ لمْ نزلْ
في سالفات الحقب
نحن جلبنا الخيل من(93/146)
بلْخٍ بِغيْرِ الْكذِب
حتَّى سَقَيْناها وما
نبْدهُ نَهْرَيْ حَلَبِ
حتَّى إِذا ما دوَّختْ
بالشام أرض الصلب
سرنا إلى مصر بها
في جحفلٍ ذي لجب
حتى استلبنا ملكها
بِمُلْكِنا الْمُسْتَلَبِ
وجادت الْخَيْلُ بِنا
طَنْجَة َ ذَاتَ الْعَجَبِ
حتى رددنا الملك في
أهل النبيِّ العربي
يَهْزَ أبا الفَضْل بِهَا
أولى قريشٍ بالنبي
من ذا الذي عادى الهدى
والدين لم يستلب
ومن ومن عانده
أو جار لم ينتهبِ
نغْضَبُ للَّه ولِلْـ
ـإسلام أسرى الغضبِ
أنا ابنُ فرعي فارسٍ
عنها المحامي العصبِ
نحْنُ ذوُو التِّيجانِ والْـ
ـمُلْكِ الأَشمِّ الأَغْلبِ
أرسل القصيدة إلى صديق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أرسلت خلتي من الدمع غربا
أرسلت خلتي من الدمع غربا
رقم القصيدة : 8450
-----------------------------------
أرسلت خلتي من الدمع غربا
ثم قالت: صبوت بل كنت صبا
قُلْتُ: كلاَّ لاَ بلْ صفا لكِ حتَّى
زادكِ اللَّه يا عُبيْدة ُ حُبَّا
ما تعرضتُ للكوانس في الستر
ولا العارضات سرباً فسربا
أنْتِ كَدَّرْتِ شِرْبَهُنَّ فأصْبَحْـ
ـنَ غِضاباً علَيَّ يذْمُمْن شِرْبا
وتلافيتني بذلك عنهن
وأنْسٍ يُصَب لِلْحُبِّ صبَّا
فلهُنَّ الطَّلاَقُ مِنِّي، ومنِّي
لك طُولَ الصَّفَاء والْوُدِّ عذْبا
فاطْمئِنِّي ملكْتِ نَفْسِي وقلْبِي
وهُمُومِي فما يُجاوِزْن وصْبا
لاَ تخافِي علَى مكانِكِ عِنْدِي
عوْضُ ما هلَّل الْحجِيجُ ولبَّى
إِنَّ قلْبِي ملآنُ مِنْ حُبِّكِ الْمحْـ
ـضِ فحسْبِي مِنْ حُبِّي ثِنْتيْنِ حسْبا
ضِقْتُ عنْ كُرْبة ِ الْعِتابِ فحسْبِي
لا تزيدي حبيب نفسك كربا
ويْحَ نفْسِي، أكُلَّما دَبَّ واشٍ
بحديثٍ وثبت للهجر وثبا
ما كذا يصنع المحبُّ فقري
أين منا من لا يقارف ذنبا
لم يكن لي رب سوى الله يا عبد
فما لي اتَّخذْتُ وجْهَكِ ربَّا
إِنَّنِي واهِبٌ لِوجْهِكِ نفْسِي
فاقبلي ما وهبت نفساً وقلبا
ولقد قلتُ للذي لامني فيـ
ك جهاراً وما تقنعتُ خبَّا(93/147)
رُحْتَ صُلْباً ولوْ شَرِبْتَ مِن الْحُبِّ
بِكأسِي لما تَرَوَّحْتَ صُلْبا
فاترك اللوم في عبيدة إني
تاركٌ منْ يلُومُ فِي تِلْك جَنْبا
حدَّثتْنِي الْعُيُونَ عنْها فحالفْـ
ت المصلى أدعو إلهي مكبا
كدُعاء الْمْكرُوبِ فِي لُجَّة ِ الْبحْـ
ـرِ يُنادي الرَّحْمنَ رغْباً ورَهْبَا
فاسْتجاب الدَّعاءَ واسْتوْجب الشُّكْـ
ر إلهٌ قريب ازداد قربا
كَانَ مَا كَان بِي مِنَ الوَصْفِ عَنْهَا
ثم عاينتُ ذاك فازددت عجبا
هي رود الشباب فاترة ُ الطر
ف تدرَّى مثل العريش اسلحبا
عقِبُ الُمنْكِبَيْنِ عنْ مسْبَحِ الْقُرْ
ب برود اللثات يبرقن شنبا
يشْبعُ الْحِجْلُ والدَّمالِيجُ والسُّو
ر بجم يلبسن بالعين طبا
وثقال الأرداف مهضومة ُ الكشـ
ـحِ كغُصْنِ الرَّيْحانِ يهْتزُّ رَطبا
إن أمتَّع بها فيا نعمة اللـ
ـهِ! وإِنْ يَنْحرِمْ فويْلِي مُحِبَّا!
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أعددت لي عتبا بحبكم
أعددت لي عتبا بحبكم
رقم القصيدة : 8451
-----------------------------------
أعددت لي عتبا بحبكم
يا عبْدَ طال بحبكم عتْبي
ولقدْ تعرَّض لي خيالُكم
في القرط والخلخال والقلب
فشرِبْتُ غير مباشر حرجا
برضاب أشنب باردٍ عذب
العصر العباسي >> بشار بن برد >> رويداً تصاهل بالعراق جيادنا
رويداً تصاهل بالعراق جيادنا
رقم القصيدة : 8452
-----------------------------------
رويداً تصاهل بالعراق جيادنا
كأنَّك بالضحَّاك قد قام نادبه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ولَلموتُ خيرٌ من حياة ٍ على أذى
ولَلموتُ خيرٌ من حياة ٍ على أذى
رقم القصيدة : 8453
-----------------------------------
ولَلموتُ خيرٌ من حياة ٍ على أذى
يضيمك فيه صاحبٌ وتراقبه
كأنَّ حياة َ الناس حينَ ضَمنْتَها
قذًى في حقوقِ العين مِنّي أُوارِبُهُ
يخُونُكَ ذو القربى مِراراً وربّما
وفى لك عند الجهل من لا تقاربه
وقد رابني قلبٌ يكلفني الصبا
وما كل حين يتبع القلب صاحبه(93/148)
وما قادني في الدهر إلا غلبته
وكيف يلام المرءُ والحب غالبه
وأحور محسودٍ على حسنِ وجهه
يزين السموط نحرهُ وترائبهُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أخوك الذي لا ينقض الدهر عهدهُ
أخوك الذي لا ينقض الدهر عهدهُ
رقم القصيدة : 8454
-----------------------------------
أخوك الذي لا ينقض الدهر عهدهُ
ولا عندَ صرفِ الدهرِ يزوَرُّ جانبُه
فخذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه
ولا تك في كل الأمور تجانبه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يزهدني في حب عبدة معشرٌ
يزهدني في حب عبدة معشرٌ
رقم القصيدة : 8455
-----------------------------------
يزهدني في حب عبدة معشرٌ
قلوبُهم فيها مخالفَة ُ قَلبي
فقلتُ دعوا قلبي بما اختارَ وارتَضى
فبالقلبِ لا بالعينِ يبصرُ ذو اللبِّ
وما تبصر العينان في موضعِ الهوى
ولا تسمع الأذنان إلا من القلب
وما الحسنُ إلاّ كل حسنٍ دعا الصبا
وألف بين العشق والعاشق الصبِّ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لعمري لقد غالبت نفسي على الهوى
لعمري لقد غالبت نفسي على الهوى
رقم القصيدة : 8456
-----------------------------------
لعمري لقد غالبت نفسي على الهوى
لتسلى فكانت شهوة النفس أغلبا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تكلّفوا القولَ والأقوامُ قد حفَلُوا
تكلّفوا القولَ والأقوامُ قد حفَلُوا
رقم القصيدة : 8457
-----------------------------------
تكلّفوا القولَ والأقوامُ قد حفَلُوا
وحبّرُوا خُطباً ناهيكَ بالخُطبِ
فقام مرتجلاً تغلي بداهته
كمرجلِ القينِ لمّا حَفّ باللهبِ
وجانبَ الراءَ لم يشعرْ بهِ أحدٌ
قبلَ التصفُّح والإِغراقِ في الطلبِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وإذا عريتَ فلا تكن جشعاً
وإذا عريتَ فلا تكن جشعاً
رقم القصيدة : 8458
-----------------------------------
وإذا عريتَ فلا تكن جشعاً
تسمو لغث الكسب تكسبهُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قل للأمير جزاك الله صالحة ً
قل للأمير جزاك الله صالحة ً(93/149)
رقم القصيدة : 8459
-----------------------------------
قل للأمير جزاك الله صالحة ً
لا يجمع الدهر بين السخل والطيبِ
السخل غرٌّ وهمٌّ الذئب غفلتهُ
والذئبُ يعلمُ ما في السخل من طيبِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> شفى النفسَ ما يلقى بعبدة مغرما
شفى النفسَ ما يلقى بعبدة مغرما
رقم القصيدة : 8460
-----------------------------------
شفى النفسَ ما يلقى بعبدة مغرما
وما كان يلقى قلبهُ وضرائبه
فأقصرَ عن رامي الفؤادِ وإنّما
يميلُ به أمسى اعتراضٌ يطالبه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لألقى بني عيلان إنّ فعالهم
لألقى بني عيلان إنّ فعالهم
رقم القصيدة : 8461
-----------------------------------
لألقى بني عيلان إنّ فعالهم
تزيدُ على كلِّ الفعالِ مراتبُه
أولاكَ الألى شقوا العمى يسوفهم
من العين حتى أبصر الحق طالبه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> فَبِتْنَا كأَنَّا لو تُراقُ زجاجة
فَبِتْنَا كأَنَّا لو تُراقُ زجاجة
رقم القصيدة : 8462
-----------------------------------
فَبِتْنَا كأَنَّا لو تُراقُ زجاجة
من الماء فيما بيننا لم تسرب
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ورضيتُ من طول العناء بيأسهِ
ورضيتُ من طول العناء بيأسهِ
رقم القصيدة : 8463
-----------------------------------
ورضيتُ من طول العناء بيأسهِ
واليأسُ أيسرُ من عداتِ الكاذبِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أصيبَ بني حين أورق غصنهُ
أصيبَ بني حين أورق غصنهُ
رقم القصيدة : 8464
-----------------------------------
أصيبَ بني حين أورق غصنهُ
وألقى عليَّ الهمَّ كلُّ قريبِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عدوي الذي آخا عدوي ومن يكن
عدوي الذي آخا عدوي ومن يكن
رقم القصيدة : 8465
-----------------------------------
عدوي الذي آخا عدوي ومن يكن
صديقَ صديقي فهوَ لي الدهْرَ صاحبا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إني مدحتك كاذباً فأثبتني
إني مدحتك كاذباً فأثبتني(93/150)
رقم القصيدة : 8466
-----------------------------------
إني مدحتك كاذباً فأثبتني
لمّا مدحْتُكَ ما يُثَابُ الكاذبُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> الصدقُ أفْضَلُ ما حضرتَ به
الصدقُ أفْضَلُ ما حضرتَ به
رقم القصيدة : 8467
-----------------------------------
الصدقُ أفْضَلُ ما حضرتَ به
ولربما ضر الفتى كذبهُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> زين الملابس حين يلبسها
زين الملابس حين يلبسها
رقم القصيدة : 8468
-----------------------------------
زين الملابس حين يلبسها
وإذا تسلب زانهُ سلبه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا عبدَ هل للَّقاءِ من سبب
يا عبدَ هل للَّقاءِ من سبب
رقم القصيدة : 8469
-----------------------------------
يا عبدَ هل للَّقاءِ من سبب
أو لا فأعود بالويل والحربِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> والخيلُ شائلة ٌ تشُقُّ غُبارَهَا
والخيلُ شائلة ٌ تشُقُّ غُبارَهَا
رقم القصيدة : 8470
-----------------------------------
والخيلُ شائلة ٌ تشُقُّ غُبارَهَا
كَعَقَاربٍ قد رُفِّعَتْ أذْنَابها
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ذاتِ الثنايا العِذَابِ
ذاتِ الثنايا العِذَابِ
رقم القصيدة : 8471
-----------------------------------
ذاتِ الثنايا العِذَابِ
من دونِهنّ عَذابي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وفي العَبراتِ الغرِّ صَبْرٌ على النَّدى
وفي العَبراتِ الغرِّ صَبْرٌ على النَّدى
رقم القصيدة : 8472
-----------------------------------
وفي العَبراتِ الغرِّ صَبْرٌ على النَّدى
أولئكَ حيٌّ من حَزيمة أغلبُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إذا حسر الشبابُ فمت جميلاً
إذا حسر الشبابُ فمت جميلاً
رقم القصيدة : 8473
-----------------------------------
إذا حسر الشبابُ فمت جميلاً
فما اللذَّات إلا في الشباب
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تأخذُهُ عند المكارمِ لذَّة ٌ
تأخذُهُ عند المكارمِ لذَّة ٌ(93/151)
رقم القصيدة : 8474
-----------------------------------
تأخذُهُ عند المكارمِ لذَّة ٌ
كما اهتزَّ تحت البارحِ الغصنُ الرطبُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وکجدُ على مولاكَ في الفقرِ والغنى
وکجدُ على مولاكَ في الفقرِ والغنى
رقم القصيدة : 8475
-----------------------------------
وکجدُ على مولاكَ في الفقرِ والغنى
ولا تقربِ الخُلقَ الذي أنت عائبُه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ولا أشربُ الماءَ الذي يحملُ القذى
ولا أشربُ الماءَ الذي يحملُ القذى
رقم القصيدة : 8476
-----------------------------------
ولا أشربُ الماءَ الذي يحملُ القذى
أجل لا ولا أسقي به من نصاحبه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تزل القوافي عن لساني كأنها
تزل القوافي عن لساني كأنها
رقم القصيدة : 8477
-----------------------------------
تزل القوافي عن لساني كأنها
حُمَاتُ الأَفاعي ريقُهن تَصَبُّبُ
فكم من أخ قد كان يأمل نفعكم
شجاع له نابٌ حَدِيدٌ ومِخلَب
أَخٌ لو شَكَرْتُم فَضْلَه وعضَضْتُمُ
رؤوس الأفاعي عض لا يتهيبُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> فلا يسر بمال لا يجود به
فلا يسر بمال لا يجود به
رقم القصيدة : 8478
-----------------------------------
فلا يسر بمال لا يجود به
وليسَ يقنع إلاّ بالذي يَهبُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وما الناسُ إلاَّ حافِظٌ ومُضَيِّعٌ
وما الناسُ إلاَّ حافِظٌ ومُضَيِّعٌ
رقم القصيدة : 8479
-----------------------------------
وما الناسُ إلاَّ حافِظٌ ومُضَيِّعٌ
وما العيش إلا ما تطيبُ عواقبه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وقد شذبتك الحادثات وإنما
وقد شذبتك الحادثات وإنما
رقم القصيدة : 8480
-----------------------------------
وقد شذبتك الحادثات وإنما
يفرعُ غُصنُ الدوحِ حينَ يشذَّبُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أحلَّت لهُ أمُّ المنايا بَنَاتِها
أحلَّت لهُ أمُّ المنايا بَنَاتِها(93/152)
رقم القصيدة : 8481
-----------------------------------
أحلَّت لهُ أمُّ المنايا بَنَاتِها
بأسيافنا إنا ردى من نحاربه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وقضيتُ من ورقِ الشبابِ حجاً
وقضيتُ من ورقِ الشبابِ حجاً
رقم القصيدة : 8482
-----------------------------------
وقضيتُ من ورقِ الشبابِ حجاً
من كلِّ أحوزَ راجعٍ قصبُه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا عَبْدَ إِني قد ظُلِمْتُ وإِنني
يا عَبْدَ إِني قد ظُلِمْتُ وإِنني
رقم القصيدة : 8483
-----------------------------------
يا عَبْدَ إِني قد ظُلِمْتُ وإِنني
مبدٍ مقالة راغب أو راهب
وأتوب مما تكرهين لتقبلي
واللَّه يَقْبَلُ حُسْنَ فِعْلِ التَّائب
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا عَبْدَ باللَّه فرِّجي كُربِي
يا عَبْدَ باللَّه فرِّجي كُربِي
رقم القصيدة : 8484
-----------------------------------
يا عَبْدَ باللَّه فرِّجي كُربِي
فقد بَرَاني وَشفَّنِي نَصَبِي
وضقت ذرعاً بما كلفت به
من حبكم والمحِبُّ في تَعَبِ
ففَرِّجِي كُرْبَة شَجِيتُ بها
وحَرَّ حُزن في الصدر كاللَّهب
ولا تَظنِّي ما أشتكي لَعِباً
هيهات قد جل ذا عن اللعبِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا عبد حيِّ عن قريبْ
يا عبد حيِّ عن قريبْ
رقم القصيدة : 8485
-----------------------------------
يا عبد حيِّ عن قريبْ
وتأملي عين الرقيب
وارْعَي وِدَادِي غائباً
فلقد رَعَيْتكِ في المغيب
أشكو إِليكِ وإنما
يشكو المحب إلى الحبيب
غَرِضاً إليكِ من الْهوى
غرَض المريض إلى الطبيب
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا عبدَ جَلِّي كروبي
يا عبدَ جَلِّي كروبي
رقم القصيدة : 8486
-----------------------------------
يا عبدَ جَلِّي كروبي
وأسْعِفِي وأثيبي
فقد تطاول هَمِّي
وزفرتي نحيبي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تود عدوي ثم تزعم أنني
تود عدوي ثم تزعم أنني
رقم القصيدة : 8487
-----------------------------------(93/153)
تود عدوي ثم تزعم أنني
صديقك ليس النوكُ عنك بعازِب
عدوي الذي آخى عدوي ومن يكن
صديق صديقي فهو لي الدهرَ صاحبي
وليس أخي من ودَّني رأي عينه
ولكنْ أخي من ودَّني في المصائب
ومن ماله مالي إذا كنت معدماً
وما لِي له إِنْ عضَّ دهر بِغَارب
فلا تحمدن عند الرخاء مؤاخياً
فقد يُذكر الأخوانُ عند النوائب
فما أنت إلا كيف أنت ومرحباً
وبالبذل رواغ كروغ الثعالب
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عبدَ إني اعترفت بذنبي
عبدَ إني اعترفت بذنبي
رقم القصيدة : 8488
-----------------------------------
عبدَ إني اعترفت بذنبي
فَاغْفري واعدِلي خَطَائِي بحُبِّي
عبدَ لا صبر لي ولستُ فَمَهْلاً
قَائِلاً قد عَتَبْتِ في غير عَتْبِ
ولقد قلت حين أنصبني الحبـ
ـبُ فأبْلَى جسمي وعذب قلبي
ربِّ لا صبر لي على الهجر حسبي
قأقِلْنِي حَسْبِي لك الحَمْدُ حسبي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> طرقَتْنِي صَباً فحركت البَا
طرقَتْنِي صَباً فحركت البَا
رقم القصيدة : 8489
-----------------------------------
طرقَتْنِي صَباً فحركت البَا
بَ هُدُوّاً فَارتَعْتُ منه ارتيابا
فكأني سمعت حس حبيبٍ
نقر الباب نقرة ً ثم غابا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وما كلُّ ذِي رأي بمُؤْتيكَ نُصْحَه
وما كلُّ ذِي رأي بمُؤْتيكَ نُصْحَه
رقم القصيدة : 8490
-----------------------------------
وما كلُّ ذِي رأي بمُؤْتيكَ نُصْحَه
ولا كُلُّ مُؤْتٍ نُصْحَه بلَبِيب
ولكن إذا ما استجمعا عند واحد
فَحَقُّ له من طَاعَة ٍ بنصِيبِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لا تجعلن أحداً عليك إذا
لا تجعلن أحداً عليك إذا
رقم القصيدة : 8491
-----------------------------------
لا تجعلن أحداً عليك إذا
أحببته وهويته ربا
وَصِلِ الْخَليلَ إِذَا شُغفْت به
واطْو الزيارة دونه غِبَّا
فلذاك خير من مواصلة
ليست تزيدُك عنده قُرْبا
لكن يَمَلُّ ثمَّ تدعو باسمه
فيقول هاه وطالما لبى(93/154)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> هم قعدوا فانتقوا لهم حسبا
هم قعدوا فانتقوا لهم حسبا
رقم القصيدة : 8492
-----------------------------------
هم قعدوا فانتقوا لهم حسبا
يدخل بعد العشاء في العرب
حتى إِذا ما الصباح لاح لهم
بَيَّن سَتُّوقُهُمْ من الذَّهَب
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قل "لحباء": إن تعيشي فموتي
قل "لحباء": إن تعيشي فموتي
رقم القصيدة : 8493
-----------------------------------
قل "لحباء": إن تعيشي فموتي
سَوْف نَرْضَى لَكِ الَّذِي قدْ رضِيتِ
قدْ قَبِلْنا مَا كَان مِنْكِ إِلَيْنَا
وَبَرِينَا مِنْ عَيْبِهِ إِنْ بَرِيتِ
حَدِّثِينِي ـ فَقَدْ وَقَعْتُ بِشَكٍّ ـ:
أتعمَّدْتِ سُخْطنا أمْ غبِيتِ
يوم تعصين عزمتي في أمورٍ
لو تمنيتِ مثلها ما عصيتِ
هلْ تَنقَّمْتِ غَيْر قَوْلِي إِذَا
كَان عِثَارٌ وَرَوْعَة ٌ لا شَقِيتِ
إنْ تَكُونِي غَنِيتِ عنَّا فَإنَّا
عَنْكِ أَغْنَى ، فيَمِّمِي حَيْثُ شِيتِ
من يرجيك بعد بيع محب
كَانَ يَهْوَى بِجُهْدِهِ مَا هَوِيتِ
لم تكوني لتصلحي لودادٍ
لِكَرِيم كَحُلَّة ِ الْعَنْكَبُوتِ
قد شبعنا من ودك المر طعماً
وَرَوِينَا إِنْ كُنْتِ منَّا رَوِيتِ
لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ منْ كَانَ وَخْماً
لا يَفِي لِلْخَلِيلِ غَيْرُ السُّكُوتِ
ما عتابي أصم لا يسمع الصو
تَ وَشَوْقِي إِلَى الْبَغِيضِ الْمَقِيتِ
يَابْنَة َ الْعَامِرِيِّ قَدْ كَانَ عَهْدٌ
بَيْنَنَا فِي الْهَوَى ، وَلَكِنْ نَسِيتِ
فاذكري ودنا وذوقي سوانا
تذكرينا وتندمي ما بقيت
أو أفيقي من داء ما يصنع الحبُّ
بص فطالما قد دويت
لن تنالي بود هذا وهذا
سهمة ً في ودادنا ما حييت
كَيْفَ صَبْرِي ـ وأَنْتِ عِنْدِي كنَفْسِي ـ
بمكانٍ المباعد الممقوتِ
فَصِليني بِالصَّبْرِ عَمَّنْ لَقِيتِ
أنت ياقوتة ٌ قدرت عليها
لا أحِبُّ الشَّرِيكَ فِي اليَاقُوتِ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا(93/155)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أعاذل قد نهيت فما انتهيتُ
أعاذل قد نهيت فما انتهيتُ
رقم القصيدة : 8494
-----------------------------------
أعاذل قد نهيت فما انتهيتُ
وقد طال العتاب فما انثنيتُ
أعاذل ما ملكت فأقسريني
وَمَا اللَّذَّاتُ إِلاَّ مَا اشْتَهَيْتُ
أطيعك ما عطفت علي براً
وإن حاولت معصيتي عصيتُ
أعاذل قد كبرتُ وفي ملهى ً
وَلَوْ أجْرَيَتُ غَايَتَكِ ارْعَوَيْتُ
لقد نظر الوشاة إلي شزراً
وَمِنْ نَظَرِي إِلَيْهَا ما اشتَفَيْتُ
وقالوا : قد تعرض كي يراها
وماذا ضرهم مما رأيت
وَمَا كَلَّفْتُهَا إِلاَّ جَمِيلاً
ولا عاهدتها إلا وفيتُ
ويوم ذكرتها في الشرب إني
إذا عرض الحديث بها اعتديت
شَرِبْتُ زُجَاجَة ً وَبَكَيْتُ أخْرَى
فَرَاحُوا مُنْتَشِينَ وَمَا انْتَشَيْتُ
وَمَا يَخْفَى عَلَى النُّدَمَاءِ أنِّي
أجيد بها الغناء وإن كنيتُ
وأتبعت المنى بنجاد "ليتٍ"
وما يغني عن الطربات "ليتُ"
وَجَارِيَة ٍ يَسُورُ بِنَا هَوَاهَا
كَمَا سَارَتْ مُشَعْشَعَة ٌ كُمَيْتُ
يُزَيِّنُ وَجْهُهَا خَلْقاً عَمِيماً
وزين وجهها حسب وبيتُ
إذا قربت شفيت بها سقاما
على كبدي وإن شحطت بكيتُ
نسجت لها القريض بماء ودي
لتلبسه وتشرب ما سقيت
وَدَسَّتْ فِي الْكِتَابِ إِلَيَّ: إِنِّي
-وقيتك- لو أرى خللاً مضيتُ
على ما قد علمت جنون أمي
وأعين إخوتي منذ ارتديتُ
يَقُولُونَ: انْعَمِي، وَيَرَوْنَ عَاراً
خُرُوجِي إِنْ رَكِبْتُ وَإِنْ مَشَيْتُ
وَمِنْ طَرَبِي إِليْك خَشَعْتُ فِيهِمْ
كَمَا يَتَخَشَّعُ الْفَرَسُ السُّكَيْتُ
وقد قامت وليدتها تغني
عَشِيَّة َ جَاءَهَا أنِّي اشْتَكَيْتُ
تَقُولُ وَدُفُّهَا زَجَلُ النَّوَاحِي
إذا أمي أبت صلتي أبيتُ
دَعَانِي مَنْ هَوِيتُ فَلَمْ أجِبْهُ
وَلَوْ أسْطِيعُ حِينَ دَعَا سَعَيْتُ
أَلاَ يَا أمَّتَا لا كُنْتِ أمّاً
أأمنع ما أحب وقد غليتُ
أمِنْ حَجَرٍ فُؤَادُكِ أَمْ حَدِيدٍ(93/156)
وَمَا يَدْرِي الْعَشِيرُ بِمَا دَرَيتُ
وِمَا تَرْثِينَ لِي مِمَّا ألاَقِي
وَإِنَّكِ لَوْ عَشِقْتِ إذاً رَثَيْتُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تَخَلَّيْتُ مِنْ صَفْرَاءَ، لا بَلْ تَخلَّتِ
تَخَلَّيْتُ مِنْ صَفْرَاءَ، لا بَلْ تَخلَّتِ
رقم القصيدة : 8495
-----------------------------------
تَخَلَّيْتُ مِنْ صَفْرَاءَ، لا بَلْ تَخلَّتِ
وَكُنَّا حَلِيفَيْ خُلَّة ٍ فاضْمَحَلَّتِ
تغيبُ أعداء الهوى عن حبيبها
وَكَانَ لَهَا رَأيُ النّسَاءِ فَضَلَّت
رَأَتْنِي تَرَفَّعْتُ الشَّبَابَ فَأعْرَضَتْ
بِشِقٍّ فَمَا أَدْرِي: طَغْتْ أمْ أدَلَّتْ
وَمَا سُمْتُهَا هُوناً فَتَأبَى قَبُولَهُ
وَلَكِنَّمَا طَالَ الصَّفَاءُ فَمَلَّتِ
فَيَا عَجَبَا زَيَّنْتُ نَفْسِي بِحُبِّها
وزانت بهجري نفسها وتحلتِ
لَوَتْ حَاجَتِي عِنْدَ اللِّقَاءِ وَأَنْكَرَتْ
مواعيد قد صامت بهن وصلت
وَلَوْلا أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ سَقَيْتُهَا
أوَاماً يُنَاجِينَا لهَا حَيْثُ حَلَّتِ
وما واهن البزلاء مثل مشيعٍ
إِذَا قَامَ بالْجُلَّى عَلَتْ وَتَجَلَّت
قعيدك أخْرَى لا تَبيعُ مَوَدَّتِي
بودٍّ ولا تخشى إذا ما تولت
فبيني كما بان الشباب إذا مضى
وكانت يد منه على فولت
فَقَدْ كُنْتُ في ظلِّ الْعَذَارَى مُرَفَّلاً
أحب وأعطي حاجتي حيث حلت
فَغَيَّرَ ذَاكَ الْعَيْشَ تَاجٌ لَبسْتُهُ
وطاعة والٍ أحرمت وأحلت
وَنُبِّئْتُ نسْوَاناً كَرِهْنَ تَحلُّمي
ولله أوبي أكثرت أم أقلت
إذا أنا لم أعط الخليفة طائعاً
يَمينِي فَلاَ قَامَتْ لكَأسٍ وَشَلَّت
لَقَدْ أرْسَلَتْ صَفْرَاءُ نَحْوي رَسُولَهَا
لتجعلني صفراء ممن أظلت
فمن مبلغٌ عني قريشاً رسالة ً
وأفناء قيس حيث سارت وحلت
بأنَّا تَدَارَكْنَا ضُبَيْعَة َ بَعْدَمَا
أغارت على أهل الحمى ثم ولت
وَقَدْ نَزَلُوا يَوْماً بأوضَاحِ كَامِلِ
ولأياً بلاي من اضاخ استقلت
فَسَارَ إِلَيْهمْ من نُمَيْر بْن عَامِرٍ(93/157)
فوارس قتل المقرفين استحلت
فما لحقت أهل اليمامة عامرٌ
على الخيل حتى أسأرت وأكلت
فَلَمَّا الْتَقَيْنَا زَلَّت النَّعْلُ زَلَّة ً
بأقْدَامهمْ، تَعْساً لَهُمْ حَيْثُ زَلَّت
فشك نمير بالقنا صفحاتهم
وكم ثم من نذرٍ لها قد أحلت
وَتَرْمِي عُقَيْلٌ كُلَّ عَيْنٍ وَجَبْهَة ٍ
وَتَنْتَظمُ الأَبْدَان حَيْثُ احْزَألَّت
وَلَمَّا لَحقْنَاهُمْ كَأنَّا سَحابَة ٌ
منَ الْمُلمِعَات الْبرْقَ حينَ اسْتَهَلَّت
صففنا وصفوا مقبلين كأنهم
أسود الأشاري استتبلت وأدلت
تركنا على النشناش بكر بن وائل
وقد نهلت منها السيوف وعلت
غداة أرى ابن الوازع السيف حتفهُ
وقد ضربت يمنى يديه فشلت
وأفلت يمري ذات عقبٍ كأنها
حذارية ٌ من رأس نيقٍ تدلتِ
وبالفلج العادي قتلى إذا التقت
عليها ضباع الجر بانت وضلتِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ألا يا خاتم الملك الـ
ألا يا خاتم الملك الـ
رقم القصيدة : 8496
-----------------------------------
ألا يا خاتم الملك الـ
ذي أملك لو نلته
فؤادي بك مجنونٌ
وَلَوْ أسْطيعُ سَلْسَلْتُهُ
وقد أمسكت معرو
فك عندي حين أملته
لقد نحيتني عنك
بِدَاءٍ منْك حُمِّلْتُهْ
وَمَا بَاتَ شَجيَّ الْقَلْـ
مشتاق كما بته
أقَاسي بك تَسْهيداً
وَلَوْ أسْطِيعُ حَوَّلْتُهْ
ولا والله لو حملتـ
ـني سرَّك مَا خُنْتُهْ
رأيت الصبر عن وجهك
لا يلفى وقد رمته
وإني لرقيق القلب
للْمَشْعُوف إِذْ كُنْتهْ
أحيّيه وَأدْنيه
وَإِنْ لام وإن لمْتهْ
براني حبك المكنو
ن فِي الأَحْشاء إِذْ صُنُتهْ
وما ذكرك إلا السحـ
ـر أوْ كَالسِّحْر علِّقْتهْ
وأنت الحجر الأسو
دُ لَوْ يَخلو لَقبَّلْتهْ
أما ينفعني عند
ك قول معجبٌ قلته
وَصَوْمي لَكِ عنْهنَّ
وَلَوْلا أنْت ما صُمْتهْ
فَإِنِّي كلَّمَا اشْتقْت
إِلى وَجْهك صَوَّرْتهْ
أنَاجي شَبَهاً منْكِ
علَى التُّرْب إِذا اشْتَقْتُه
فيا واها له والله
وجهاً حين شبَّهته
حبيبٌ خطَّ في التُّرب
وما زار وما زرته(93/158)
لقد فديته ألفاً
ولو كلمني زدته
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ألا يا كاهن المصر
ألا يا كاهن المصر
رقم القصيدة : 8497
-----------------------------------
ألا يا كاهن المصر
الذي ينظر في الزيت
تراني عائشاً حتى
أرى "عبدة " في البيت
فقال : ادن أرى موتاً
ودوراً سابقَ الموت
وقد قالت لنا جا
رِيّة ٌ تَعْرِفُ فِي الصَّوتِ
أمِنْ فَوْتِ الْهَوَى تَبْكي
فلا تبك من الفوت
سأرقيها فتأتيك
وَلَوْ كَانَتْ عَلَى حُوتِ
فقلت: امشي لنا قصداً
بِمَا صُمْتِ وَصَلَّيْتِ
فَيَا حُسْناً لِمَا قُلْتِ
وَبَشَّرْتِ وَمَنَّيْتِ
إذا هممت بنا كنت
مع الهم فأمليت
وإن مال بها النسيا
ن ذكرت وسميتِ
وَطَابَ الْعَيْشُ لِي مِنْهَا
كَمَا أبْدَتْ وَأبْدَيْتِ
خذي ودي بما أبليتـ
ني فيه وأبديت
فقالت :في الذي سقنا
إليك الروح من "ليتِ"
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أ"حبى " فيم خليتُ
أ"حبى " فيم خليتُ
رقم القصيدة : 8498
-----------------------------------
أ"حبى " فيم خليتُ
وَفِيمَ الْحَبْلُ مَبْتُوتُ
أأدللت بما عندي
من الشوق فأقصيت
أتاني بقض ما ألقيت
نِ هَارُوتٌ وَمَارُوتُ
فَمَا أمْسَيْتُ حَتَّى صَرَّخَ
الْحَيُّ وَسُجِّيتُ
لقد كنت على العينيـ
ن والرأس فنحيت
أحبى لو دنت من قلـ
بك الرحمة أدنيتُ
إِذَا بَاعَدْتِ أُضْنِيتُ
وَإِنْ قَرَّبْتِ عُوفِيتُ
وَعَزَّانِي أَبْو عَمْرو
وقدماً عنك عزيت
فَلَمْ أسْمَعْ مِنَ الشَّوْقِ
على سمعي فنوديتُ
أمات الشوق أوصالي
وَبَعَضُ الشَّوْقِ تَمْويتُ
وأن الدمع منهلٌ
وأن القلب مرفوت
وَلاَ أصْبِرُ إِنْ شِيتُ
ألاَ يَا لَيْتَنِي مِنْكِ
الذي أعطيت أعطيتُ
وَأعْتَبْتُكِ مِنْ سَوْمِي
كما أعتب من سوت
كَأنِّي يَوْمَ لاَقَيْتُـ
ك خلف العين مبهوت
كأني ذاك من حبك
أوْ أخْرَسُ سِكّيتُ
إِذَا أَزْمَعتُ أنْ أَنْظُرَ
الحاجة أنسيت
لقد رحت وما أدري:
أسْحْرٌ ذَاكِ أمْ لِيتُ؟
أحبى ليس لي صبرٌ
وَإِنْ رَخَّصْتِ لِي جِيتُ(93/159)
ولا والله ما يصبر
في البرية الحوتُ
دعاني لك جنيٌّ
مِنَ الْجِنَّانِ عِفْرِيتُ
بِوَجْهٍ زَاهِرِ الْحُسْنِ
زهاه الجيد والليث
كأن الروح والريحا
جرى في ماء خديك
وفي الأنياب تنبيتُ
كأن القول من فيك
لنا در وياقوتُ
إذا أدبرت مات النا
س إن قيل لهم: موتوا
أعَادي فِيكِ يَا حُبَّى
وَقَبْلَ الْيَوْمِ عُودِيتُ
فَلَمْ أَجْزَعْ وَإنْ كُنْتُ
جَزْوعاً حِينَ خُوفِيتُ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> مَهْلاً أخِي لَمْ تَلْقَ مَا قَدْ لَقِيتُ
مَهْلاً أخِي لَمْ تَلْقَ مَا قَدْ لَقِيتُ
رقم القصيدة : 8499
-----------------------------------
مَهْلاً أخِي لَمْ تَلْقَ مَا قَدْ لَقِيتُ
تَكَادُ أنْفَاسِي بِرُوحِي تَفُوتُ
فِي الْقَوْلِ يَأتِيكَ بَيَانُ الْفَتَى
وَالْعِيُّ مَا أغْنَاكَ عَنْهُ السُّكُوتُ
مِنْ حِكَمٍ صَمْتٌ فَدَع مَنْطِقاً
إِنْ كَانَ خَيْراً لَكَ مِنْهُ الصُّمُوتُ
إِنْ تَجْفُنِي فَإِنِّي امرُؤٌ
أصبو وأصبي ربما قد جفيتُ
قل أيها اللائمُ في حبها
لم تدر ما ودي ولا ما هويت
سَلمَى هِيَ النَّفْسُ وَهَمُّ الْفَتَى
رضيت منها بمقالٍ رضيتُ
مِنْ حُبِّ سَلْمَى عَبْرَتي ثَرَّة ٌ
تمنعني النوم ورأيي شتيتُ
قَدْ مُتُّ مِنْ شَوْقَ إِلَى وَجْهِهَا
وَلَوْ أرَاهَا فِي مَنَامِي حَيِيتُ
يا حبذا سلمى على بخلها
صدت وقلبي هالكٌ مستميتُ
وبالمنهى يوم راح العدى
ذَكَّرْتُهَا وَأياً فَقَالَتْ: نَسِيتُ
وَرُبَّمَا رَاحَتْ عَلَى رِقْبَة ٍ
تنوي لقائي معها العنكبوت
أيَّامَ مَعْرُوفٌ عَلَيَّ الضَّنَا
منها ولولا حبها ما ضنيتُ
لَمَّا رَأتْنِي غَرِقاً فِي الْهَوَى
أجرضُ بالموت وحولي كتيتُ
قالت:ثقيل قد دنا موته
فقلت: ما كال مريض يموت
تحت يد الله فلا تحزني
إن مت من داء الهوى أو بريت
وروقة ٍ بكر يصلى بها
حِينَ تُجَلَّى وَيُطَالُ الْقُنُوتُ
جهزتها ليلاً إلى مالكٍ
يفوت أجناداً ومن لا يفوت(93/160)
لَمَّا أَتَتْ قَالَ لَهَا مَرْحَباً
فَدَاكِ مَنْ ضُمَّتْ عَلَيْهِ الْبُيُوتُ
بِمِثْلِهَا أَعْطَى الْفَتَى مَالَهُ
وَمَالُ ذِي الْوَفْرِ مَعَاشٌ وَصِيتُ
عندي لمن زفك طول الغنى
من نائل يبقى له ما بقيت
من طعم الله المحيا به
بلج المحيا أيريحي زميتُ
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا مَنْظَراً حَسَناً رَأيْتُهْ
يَا مَنْظَراً حَسَناً رَأيْتُهْ
رقم القصيدة : 8500
-----------------------------------
يَا مَنْظَراً حَسَناً رَأيْتُهْ
من وجه جارية فديته
لَمَعَتْ إِلَيَّ تَسُومُنِي
لعب الشباب وقد طويته
وتقول : إنك قد جفو
تَ وَكُنْتَ لِي شَجَناً حَوَيْتُهْ
فأريد صرمك تارة ً
وَإِذَا ارْعَوَى قَلْبِي نَهَيْتُهْ
وَأرَى عَلَيْكَ مَهَابَة ً
وَيَحِلُّ ذَنْبُكَ لَوْ بَغَيْتُهْ
ثم اعتذرت من الصدود
فمَا سخطْت وما ارتَضَيْتُهْ
يا سلم طاب لك الفؤا
د وعزَّ سخْطكِ فَاحْتَمَيْتُهْ
والله رب محمدٍ
ما إن غدرتُ ولا نويته
أمسكت عنك وربما
عرَض البلاء ومَا بغيْتُهْ
إِنَّ الْخَلِيفة قَدْ بغى
وَإِذَا أبى شيْئاً أبَيْتُهُ
ومخضبٍ رخص البنا
ن بكى علي وما بكيته
ودَعانِيَ الرَّشأُ الْغرِ
يرُ إِلى اللِّعابِ فما أتيتُهْ
ولقد أخذتُ من الصفا
مَا فِي الضَّمِيرِ وقدْ لويْتُهْ
ويشوقني بيْت الْحَبِيب
إِذا غدوْت، وأيْن بيتهْ
قام الخليفة دونه
فصبرت عنه وما لقيته
ونَهَانِيَ الْملك الْهما
م عنِ النِّسَاءِ وما عصيْتُهْ
لا بلْ وفيْتُ وَلمْ أضِعْ
عهداً ولا وأيا ً وأيته
وأنا المطل على العدى
وإِذا غَلا عِلْقٌ شريْتهْ
أصفي الخليل إذا دنا
وإذا نأى عني رأيته
وأميل في أنس النديم
مِنَ الْحَيَاء وما اشْتَهَيْتهْ
حال الصَّفاء عَلى الصَّفا
ءِ وَلَمْ يَكنْ عوداً بَرَيْتُهْ
فالأمر غير مقصرٍ
لو خفت صاحبي اتقيته
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أراني قد تصابيت(93/161)
أراني قد تصابيت
رقم القصيدة : 8501
-----------------------------------
أراني قد تصابيت
وقد كنت تناهيت
تولى سقمي حتى
إِذَا قُلتُ تعلّيْتُ
دَهَانِي نُكُسُ الْحُبِّ
بما قد كنت سديت
فَلَمْ أبْقِ عَلَى النَّفْسِ
وَلَوْ أسْطِيعُ أبْقَيْتُ
أنَاجِي كُلَّمَا أصْبَحْتُ
جدواها وأمسيت
وفيمَ أنَا مِنْ عَبْدَ
ة َ لَوْلاَ مَا تَرَجَّيْتُ
تَأَنَّى نَظَرِي فِيهَا
مليا وتأنيتُ
فَلَمَّا لَمْ أنَلْ حَظّاً
بِمَا رُحْتُ وَغَادَيْتُ
تَفَرَّدْتُ بِمَا أبْدَيْتُ
مِنْ حَقِّي وَأخْفَيْتُ
كَذِي الْوَحْدَة ِ نَحَّانِي
هواها فتنحيت
عَدَتْ عَبْدَة ُ فِي الْهَجْرِ
وَفِي الْحُبِّ تَعَدّيْتُ
وعزم لا يواتيني
عَزاءً لَوْ تَعَزَّيْتُ
وَلَكِنْ غَلَبَ الْحُبُّ
عَزَائِي فَتَمَادَيْتُ
تعاطيت هوى عبد
ة َ يَأبَى مَا تَعَاطَيْتُ
هوى بالمنظر الأبعد
إلا ما تمنيتُ
ومن أغرب من حاولـ
فِي الأَمْرِ وَقَاسَيْتُ
خليل رأيه النأي
ورأيي لو تدنيت
ألا يَا لَيْتَنِي أدْرِي
وَمِنْ شَرِّ الْمُنَى "لَيْتُ"
أتوفي بالذي قالت
كَمَا قُلْتُ فَأوْفَيْتُ
فَقَدْ أشْفَى بِي الْحُبُّ
عَلَى الحَتْفِ فَأشْفَيْتُ
ولو قد يئست نفسي
من البذل لأوديت
وَقَوْمٌ زَعَمُوا أنِّي
مِنَ الشَّكِّ تَخَلَيْتُ
فأقسمت لهم ألا
ولكني تجافيت
ولو يتركني الحب
لقد صمت وصليت
كِلاَ الْمَيْتِ وَإِيَّانَا
كما لاقى ولاقيت
فما صاحبي الحي
ولكن صاحبي الميت
كَأنْ قَدْ فِقْتُ مِنْ وَجْدٍ
بِهَا يَوْماً فَقَضَّيْتُ
ولو يشهدني ذو ثـ
قتي بعد لأوصيتُ
وحي من بني عمرو
رآني قد تصديتُ
فَقَالُوا لِي ألاَ تَجْلِسُ
إِذْ زُرْتَ فَحَيَّيْتُ
وَمِنْ عُجْبٍ بِعَبَّادَ
ة قد أعجبني البيت
يَكُنْ مَا لاَ يُرَائِينِي
إِذَا الْوسْوَاس نَاجَيْتُ
وإني كلما شئتُ
بِمَنْ أهْوَى تَعَلَّيْتُ
فَحَدَّثْتُهُمْ أَنِّي
عَلَى الرَّجْعَة ِ آلَيْتُ
وَلاَ أَجْلِسُ فِي الْمَجْلِسِ
س إلا ما تمسيتُ(93/162)
أعَبَّادَة ُ لَوْ تَنْسَا
ك نفسي لتناسيت
وَلَوْ كَانَ التَّرَاخِي عَنْكِ
ك يلهيني تراخيت
تحليت بهجراني
وبالحب تحليتُ
وما زلت بنا حتى
بَكَتْ عَيْنِي وَأبْكَيْتُ
أثيبيني بما أتعـ
بت نفسي وتعنيت
فقد آثرك القلب
عَلَى مَنْ كُنْتُ آخَيْتُ
فمن حاربت حاربتُ
ومن صافيت صافيتُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا سلم إن الرزق جم وقوت
يا سلم إن الرزق جم وقوت
رقم القصيدة : 8502
-----------------------------------
يا سلم إن الرزق جم وقوت
وَلَيْسَ بَعْدَ الْقَوْلِ إِلاَّ السكُوتْ
يا سلم نفسي بك مشغولة ٌ
شغل وداد دام لي ماحييت
لا أشْتَهِي السَّلْوَة َ إِنِّي امْرُؤٌ
زينت نفسي بهوى من هويت
لاَقَيْتُ مِنْ حُبِّكِ جَهْدَ الْهَوَى
لله دري في الهوى ما لقيت!
دفنتني حيا ولا ذنب لي
والحي لا يدفن حتى يموت
فاقْضِي بِمَا شِئْتِ عَلَى عَاشِقٍ
قلبي مقر ولساني صموت
بل أيها العاذل في حبها
يَجْرِي وَلاَ يَدْرِي، كَذَاكَ الْمُقِيتْ
لم تدر ما حبي وعذبتني
وَالشَّوْقُ قَدْ كَادَ بِرُوحِي يَفُوتْ
في مجسديها ظبي برية ٍ
قلبي عليها هالك مستميت
أصْبَحْتُ ظَمآنَ إِلَى وَجْهِهَا
شَوْقاً وَلَوْ أُسْقَى بِفِيَها رَوِيتْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> مِنْ أَبِي هِشَامٍ يَا رِجَالُ قَصِيدَة ٌ
مِنْ أَبِي هِشَامٍ يَا رِجَالُ قَصِيدَة ٌ
رقم القصيدة : 8503
-----------------------------------
مِنْ أَبِي هِشَامٍ يَا رِجَالُ قَصِيدَة ٌ
تبكي لها الفتيان والفتيات
كُتِبَتْ بِمَا جَرَتِ الدمُوعُ فَصُلّيَتْ
أبَداً عَلَى مَنْ قَالَهَا الصَّلَوَاتُ
من داخل الشوق الدخليل إلى التي
فِيهَا تَرُوحُ لِعَيْنِهِ الْعبَرَاتُ
ففؤاده طراً يعيش بذكرها
ويموت حين تطله الزفرات
شوقاً إلى صنم العراق فعينه
قَدْ وُكِّلَتْ بِمَنَامِهَا الْيَقَظَاتُ
ما من جميلة معشر إلا لها
أخت تعد وما لها أخوات
لا الشمس تقشرها ولا قمر الدجى(93/163)
وَهَمَا اللَّذَانِ إِلَيْهِمَا المَثُلاَتُ
قل للغواني إن قتلت من الهوى
فلكن من عدوى دمي برآت
سَقْمِي عُبَيْدَة ُ إِنْ سَقُمْتُ وَصِحَّتِي
ولها تطيب لنفسي الخلوات
يَا عَبْدَ أقْسِمُ بِالَّذِي أنَا عَبْدُهُ
وله المقام وما حوت عرفات
لاَ أصْطَفِي أبَداً سِوَاكِ خَلِيلَة ً
فثقي بذلك والكرام ثقات
ولو أنني في الترب ثم دعوتني
لَبَّيْتُ صَوْتَكِ وَالْعَظَامُ رُفَاتُ
فإذا ذكرتك يا عبيد تقطعت
نفسي عليك وعادني حسرات
طُوبَى لِمَنْ يُمْسِي وَأنت ضَجيعُهُ
قد عجلت لضجيعك الحسنات
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قل "لحبى " قربيني
قل "لحبى " قربيني
رقم القصيدة : 8504
-----------------------------------
قل "لحبى " قربيني
انت نفسي وحياتي
وَهُمُومِي حِينَ أغْدُو
وحديثي في صلاتي
"حُبَّ" إِنَّ الْبُخْلَ شَرٌّ
ليس من فعل السراة
فَصِلينِي أوْ دَعِينِي
نصبا للزائرات
"حب" لو شئت التقينا
مجلسا قبل الممات
فَأعَشْنَاكِ وَعِشْنَا
بهنات وهنات
قَدْ تَصَبَّرْتُ وَلَكِنْ
لَيْسَ صَبْرِي بِمُوَاتِي
وتذكرتك في الحي
ففاضت عبراتي
وَتَنَاسَيْتُ لأَنْسَى
فاعتراني كالسبات
وَبَدَا لِي مَلَكُ الْمَوْ
ت يغشيني وفاتي
إِنَّ "حُبَّى " سَحَرَتْنِي
بالأمامني والعدات
بدلالاٍ وحديث
مثل تنوير النبات
ولها عين وثغر
مِنْ كِبَارِ الْفَتَنَاتِ
وجمال ودلال
مثل دل القاصرات
أنَا مِمَّنْ عَذَّبَ اللَّهُ
ه بحبى والوشاة
فعلى "حبى " عويلي
وإلى الله شكاتي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ألاَ يَا اسْقِيَانِي بِالرَّحِيقِ، فَنِيتُ
ألاَ يَا اسْقِيَانِي بِالرَّحِيقِ، فَنِيتُ
رقم القصيدة : 8505
-----------------------------------
ألاَ يَا اسْقِيَانِي بِالرَّحِيقِ، فَنِيتُ
ولو بقيت "حبى " لنا لبقيتُ
أرى سقمي يزداد من أم مالكٍ
وَلَوْ ذُقْتُ يَوْماً رِيقَهَا لَبَرِيتُ(93/164)
أَظَلُّ كأنِّي شارِبٌ سُمَّ حيَّة ٍ
ويْعَتادُنِي الْوسْواسُ حِين أَبِيتُ
فسبحان ربي لا جلادة بعدما
جريْتُ وأَبْلانِي الْهَوَى فَبلِيتُ
ظمئت فلم أظمأ إلى برد مشربٍ
ولكن إلى وجه الحبيب ظميت
وقَدْ وعدتْنا نائِلاً ثُمَ أَخْلَفتْ
وقالت لنا يوم الفراق : نسيتُ
فَما إِنْ سَقَتْنَا شرْبة ً مِنْ رُضَابِها
ولو فعلت مات الهوى ورضيت
العصر العباسي >> بشار بن برد >> فَتَاتَيْ نَدِيمِي غنيا بِحَيَاتِي
فَتَاتَيْ نَدِيمِي غنيا بِحَيَاتِي
رقم القصيدة : 8506
-----------------------------------
فَتَاتَيْ نَدِيمِي غنيا بِحَيَاتِي
وَلا تَقْطَعَا شَوْقِي وَلا طَرباتِي
يُكلّفُنِي مَوْلاكُمَا الْكَأسَ غَادِياً
وَكَيْفَ أطِيقُ الْكأسَ وَالْعَبَرَاتِ
فقلت له :يكفيك ما قد أصابني
مِن الْحُبِّ في نَوْمِي وِفَي يَقَظَاتِي
وَمَا كُلُّ مَا حَمَّلْته النَّفْس بَالِغاً
رضاك ولا كل الخطوب تواتي
فلا تسقني أصبحت من سكرة الهوى
أَمِيدُ، ألاَ حسْبِي مِن السَّكَرَاتِ
ذكرت حبيبي فاستهلت مدامعي
وفي الدمع أشغال عن النشوات
لقْد قُلْتُ لِلْعَيْنِ المرِيضَة ِ بِالْهَوى :
أَفِيقِي وَإِنْ لَمْ تَفْعَلِي فَأساتِ
وعزَّيْتُ نفْسِي عنْ عُبيْدة بِالرُّقى
لتسلى وما تسلى عن الرقيات
فما أَعْتَبتِني الْعَيْنُ مِنْ فَيْضِ عبْرَة ٍ
ولا يرعوي قلبي إلى دعوات
وإني لأهواها وإن كنت كاذباً
فَلاَ رُفِعتْ فِي الصَّالِحِينَ صَلاَتِي
تَقطَّع قلْبِي زَفْرَة ً بعْد زفْرة ٍ
عليها وما صبري على الزفرات؟
وأحجب زواري اغتباطاً بخلوة ٍ
وما كنت أهوى قبلها خلواتي
وأضْمرُهَا فِي النَّفْسِ حتَّى كَأنَّمَا
أكلّمُهَا بيْنِ الْحَشَا وَلَهَاتِي
وجارِيَة ٍ فِي مُقْلتيْهَا لِنَاظِرٍ
دواء وداء غير أم عدات
دسسْتُ إِلَيْهَا مَنْطِقِي، وَكَسَوْتُهَا
مَنَاسِبَ مِثْلَ الْوَشي فالْحِبَرَاتِ
فجاءت ثقال الردف مهضومة الحشا
وَكَالشَّمْسِ لاتُلْفَى إِلَى أخَوَاتِ(93/165)
رأت خللاً بين الهيون فأقبلت
على خوف أعداءٍ وخوف ولاة
وقالت لتربيها: فقا دون حاجة ٍ
لَنَا عِنْدَ أمْثَالِ الْمَهَا خَفِرَاتِ
فَإِنكُمَا إِنْ تُعْرَفَا تُزْرِيَا بِنَا
وَبَعْضُ الْهَوَى يُرْتَادُ بِالْخَلَوَاتِ
فَلَمَّا الْتَقَيْنَا ضِقْتُ ذَرْعاً بِمَا أرَى
وَألْقَى عَلَيْهَا مَعْشَقِي شُبهَاتِي
فَقلْتُ لِنَفْسِي: الشّمْسُ جَلَّتْ لِنَاظِر
أم الْبَدْرُ يُجْلَى فِي قِنَاعِ فَتَاة ِ
فَلَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَ عَيْشٍ سَرَقْتُهُ
ولا مثل حسادي على السرقات
وَمَا كَانَ إِلاَّ مَأخَذِي بِيَمِينِهَا
وَعَضُّ بَنَانٍ كُنَّ مِنْ فَتَنَاتِ
وَمَوْضِعُ كَفٍّ خُضِّبَتْ لِلِقَائِنَا
على كبد مجنونة الهفوات
فَلَوْلاَ التُّقَى رَاحَتْ وَرُحْتُ عَشِيَّة ً
نَعُدُّ هَنَاتٍ بَيْنَنَا وَهَنَاتِ
فَيَا مَجْلِساً أبْقَى لِقَلْبِكَ ذُكْرَة ً
على عدواء الشوق راديات
إذا شئت أبكاني الحمام بصوته
وَهَاجَ عَلَيَّ الشَّوْق طُولَ سُبَاتِي
وَعِنْدَ وَلِيَّ الْعَهْدِ شَافٍ مِنَ الْجَوَى
فَرُوحَا عَلَيْهِ ذُكْرَة ً بِشَكَاتِي
لَعَلَّ أمِينَ اللّه مُوسَى بْنَ أَحْمَدٍ
يذوق لنا كأساً من السلوات
هُوَ الْمَلِكُ الْمَأمُولُ وَالْقَائِمُ الذي
يُؤَلِّفُ بَيْنَ الذِّئْبِ وَالنَّقَدَاتِ
من المطعمين المنعمين نعدهُ
لِيَوْم لِقَاء أوْ لِفَكِّ عُنَاة ِ
يقوم بأفعال النبي وقوله
كَوَحْي ابْنِ بَيْضٍ فِي صَفَاءِ صِفَاتِ
إذا فزعت يوماً لؤي بن غالبٍ
رمى دونهم بالخيل معترضاتٍ
وإن دهموا في مأزق قام دونهم
كَمَا قَامَ جَارِي النَّبْلِ دُونَ نُبَاتِ
على ملكه ضمت قريش وأفرطت
قبائل من ود له وعداة
مصيخين من وقع السيوف كأنهم
خراب تلوذ من صقور فلاة
فَقُلْ لِلَّذِي يَرْجُو الْخِلاَفَة َ بِالْمُنى :
تَنَحَّ لمِوسَى صَانِع الْحَسَنَاتِ
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر(93/166)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قل لفرخ الزنجي : لا تشك ليثاً
قل لفرخ الزنجي : لا تشك ليثاً
رقم القصيدة : 8507
-----------------------------------
قل لفرخ الزنجي : لا تشك ليثاً
وَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهِ مَا اسْتَطَعْتَا
إن ليث القصباء لاقيك فارجع
فِي حِرٍ جِئْتَ مِنهُ وَاسْتَأنِ سَكْتَا
لوعرفت الرئبال يابن خليقٍ
لَتَنَصَّفْتَ وَجْهَهُ وَاسْتَخَرْتَا
كان قد نام عن أذاك فآديت على
رأسه فذق ما صنعتا
كان لقط النوى ألذ وأشهى
من قريض يفت رأسك فتا
لَمْ أشَفِّعٍ فِيكَ الرِّجَالَ، وَلَوْ عَا
شَ أخُوكَ الْقَوَّاسُ شَفَّعْتُ رَتَّا
لِنَسَاءِ الزِّنْجِيِّ فِيمَنْ يُصَلِّي
صدقات فضحن بنتاً وأختا
وَعَلَى وجْهِكَ الْمُحَتَّتِ سِمَا
خبرتنا عن استه خبث استا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ذر خلتا ذر خلتا
ذر خلتا ذر خلتا
رقم القصيدة : 8508
-----------------------------------
ذر خلتا ذر خلتا
يابن خليق قد أتا
ذر خلتا ذر خلتا
هَلْ لَكَ فِي أنِّي فَتَى
ذر خلتا ذر خلتا
عَرْدٌ إِذَا قَاَم عَتَا
ذر خلتا ذر خلتا
سُخْنٌ إِذَا جَاءَ الشِّتَا
ذر خلتا ذر خلتا
فعلت فيك القلتى
ذر خلتا ذر خلتا
قال :متى قال : متى
ذر خلتا ذر خلتا
فَتَّتَ قَلْبِي فَتتَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا صاح قل في حاجتي:
يا صاح قل في حاجتي:
رقم القصيدة : 8509
-----------------------------------
يا صاح قل في حاجتي:
أذكرتها فيما ذكرتا
أو لا ترى أن العدا
تِ إِذَا الْتَوَيْتَ بِها ذُمِمْتَا
وشح لبانة صاحبٍ
واذكر بها ما كنت قلتا
إن السراح مع السما
حِ إِذا شَقَيْتَ بِمَا طَلَبْتَا
والوعد من دين الكرام
فَمَا تَرَى فيما وَعَدْتَا
أسهل مطالع حاجة ٍ
قصد اللسان بها وجرتا
المال أهون هالكٍ
والحمد أنفع ما استطعتا
وَمِنَ الْعَجَائِبِ أنَّ مَا
مَنَّيْتَنِي ثُمَّ انْقَلَبْتَا
وَبَعَثْتَ وَأيَة َ كَاذِبٍ
وَإِذَا وَأيْت لنا كذبْتَا(93/167)
فأراك تتبع ما يذم
ولا تعيج بما حمدتا
إن كان في الخطل الصوا
بُ فقدْ أصَبْتَ وَمَا عجزْتَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> هام قلبي باللواتي
هام قلبي باللواتي
رقم القصيدة : 8510
-----------------------------------
هام قلبي باللواتي
هنَّ دَائِي وَشَقَاتِي
ذَهَبَتْ نَفْسِي إِلَيْهِنَّ
بِقَلْبِي حَسَرَاتِ
ولقد قلت لراجٍ
رَاحَتِي بِالرُّقَيَات
إنما تيم قلبي
بقرٌ في الحجلاتِ
مثْلُ "عَبَّادَة َ" فِيهِنَّ
فَتَاة ُ الْفَتَيَاتِ
بِهَوَاهَا طَالَ لَيْلِي
وبها طالت شكاتي
أَكْثَرتْ فِي الْقُرْبِ خُلْفِي
وَعَلَى النَّأْي عِدَاتِي
ما الذي منتك إلا
نَظْرَة ٌ فِي الْخَطَرَاتِ
أمسكت نفسي عليها
بعد ما ملت لهاتي
وَلَقَدْ أغْرَى "بِعَبَّا
دة " قول القائلات:
اسْلُ عَنْ "عَبْدَة َ" قَدْ انْزَفْتَ
فِيهَا الْعَبَرَاتِ
ولقد أيقن أني
لاَ أطِيعُ الْعَاذِلاَتِ
تيمتني إذ تهادت
فِي ثَلاَثٍ تَائِبَاتِ
بتهادي مرجحنٍّ
مِثْلَ مُهْتَزِّ الْقَنَاة ِ
وَاعْتِدَالٍ فِي قَوَام
فوق نعت الناعتات
وبخد خد شمس
طَالَعَتْ مِنْ مُزُنَاتِ
وبعيني بقر في
بقر أو جؤذرات
وبجيد جيد ريم
يَرْتَعِي حُرَّ النَّبَاتِ
وَبِذِي طعْمٍ شَتِيتِ
بَارِدٍ عذْبِ اللِّثاتِ
طَعْمُهُ مِنْ ذَوْبِ شُهْـ
ـد شِيب بِالْمَاء الْفُرَاتِ
يصف الجارات منه
نَفْحَة َ الْمِسْكِ الْفُتَاتِ
عِظَتِي فِيهَا رُوَيْداً
قد مللت الواعظات
لاَ أطِيعُ النَّاسَ فِيهَا
أبَداً حَتَّى الْمَمَاتِ
تلك أسقامي وبرئي
مِنْ سَقَامِي لَوْ تُوَاتِي
ومنى نفسي وهمي
فِي مَقِيلِي وَبَيَاتِي
وَنَعيمِي حِينَ أغْفِي
وَشِفَاءُ الْيَقَظَاتِ
والتي أمسي وأغدو
فِي عَشِيٍّ وَغَدَاة ِ
ذاهب اللب إليها
معلناً بالزفرات
فَإِذَا قُمْتُ أصَلِّي
عرضت لي في صلاتي
ليتني أعطيتُ منه
لَيْلَة ً فِي حَسَنَاتِي
وَكَأنِّي مِنْ هَوَاهَا
بِبُكَاءٍ وَصُمَاتٍ
فَاشْفِنِي بِالصَّبْرِ مِنْهَا
يَا مُجيبَ الدَّعَوَاتِ(93/168)
اوْ أَذِقْهَا يَوْمَ عَنِّي
كُرْبَة ً مِنْ كُرُبَاتِي
بَلَغَتْ بِي مِنْ هَوَاهَا
فوق ما سر عداتي
صَاحِ أوصيكَ إِلَيْهَا
ثِقَة ً فَاحْفَظْ وَصَاتِي
قل "لعبادة " ردي
بعض خزني وأذاتي
"عبد " أصبحت حياتي
فَصِلِيني يَا حَيَاتِي
أغْلِقِي عَنِّي بِوَصْلِ
بَابَ سُقْمِي وَأذَاتِي
وَإِذَا مَا مِتُّ فَابْكِي
لطفا في الباكيات
لاَ تَكُونِي مِثْلَ أخْرَى
تَتَجَنَّى جَفَوَاتِي
فلقد أصفيتك الشـ
عر برغم الحاسدات
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يأيها الراكب الغادي لطيته
يأيها الراكب الغادي لطيته
رقم القصيدة : 8511
-----------------------------------
يأيها الراكب الغادي لطيته
لا تَطْلُبِ الخُبْزَ بَيْنَ الْكَلْبِ وَالْحُوتِ
دينار آل سليمان ودرهمهم
كَالْبَابِلِيَّيْنِ حُفَّا بِالْعَفَارِيتِ
لا يوجدان ولا يرجى لقاؤهما
كَمَا سَمِعْتَ بِهَارُوتٍ وَمَارُوتِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> خَلِيلَيَّ عُوجَا بِي عَلَى طَرَبَاتِي
خَلِيلَيَّ عُوجَا بِي عَلَى طَرَبَاتِي
رقم القصيدة : 8512
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ عُوجَا بِي عَلَى طَرَبَاتِي
فوالله لا أنسى الحبيب حياتي
وَمَا ذُقْتُ طَعْمَ النَّوْم مُذْ مَسَّنِي الْهَوَى
ولا الكأس إلا ماؤها عبراتي
ودَارَتْ صَبَابَاتُ الْهَوَى بِمَسَامِعِي
كما درا مخمور من النشوات
لقد تركتني من هواها كأنني
"هَبَنَّقَة " الْقَيْسِيُّ ذُو الْوَدَعَاتِ
دَعَاهَا الْهَوَى وَالْحُبُّ نَحْوِي فأرْسَلَتْ:
عَليْكَ سَلاَمُ اللّه فِي الْبَرَكَاتِ
تلاعب أتراباً كأن عيونها
غَدَاة َ الْتَقَيْنَا أعْيُنُ الْبَقَرَاتِ
حَلَفْتُ بِمَنْ حَدَّ الْمُلَبُّونَ بَيْتَهُ
وَبالْخَيْفِ وَالرَّامِينَ لِلْجَمَراتِ
لتقبيل خديها ومص لسانها
ألذ من الباكين في عرفات
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ربابة ربة ُ البيت
ربابة ربة ُ البيت
رقم القصيدة : 8513(93/169)
-----------------------------------
ربابة ربة ُ البيت
تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجاتٍ
وديك حسن الصوت
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا بنت من لم يك يهوى بنتا
يا بنت من لم يك يهوى بنتا
رقم القصيدة : 8514
-----------------------------------
يا بنت من لم يك يهوى بنتا
ما كنت إلا خمسة أو ستا
حتَّى حَلَلْتِ في الْحَشَى وَحَتَّى
فَتَّتِّ قَلْبِي من جَوًى فانفتّا
لأَنْتِ خَيْرٌ من غُلام بَتَّا
يصبح سكران ويمسي بهتا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أتوب إليك من السيآ
أتوب إليك من السيآ
رقم القصيدة : 8515
-----------------------------------
أتوب إليك من السيآ
ت وأستغفر الله من فعلتي
تَنَاوَلْتُ ما لم أُرد نيله
على جهل أمري وفي سكرتي
وواللّه واللّه ما جئتُه
لعمْدٍ وما كان من همتي
وإِلا فمُتُّ إِذنْ ضائعاً
وعذبني الله في ميتتي
فمن نال خيرا على قبلة
فلا بارك الله في قبلتي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا عَبْدَ أنْتِ ذخِيرتِي
يا عَبْدَ أنْتِ ذخِيرتِي
رقم القصيدة : 8516
-----------------------------------
يا عَبْدَ أنْتِ ذخِيرتِي
نفسي فدتك وجيرتي
اللَّه يعلم فيكمو
يَا عَبْدَ حسنَ سريرتي
نفسي لنفسك خلة
وكذاكِ أنت أميرتِي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وأعرج يأتينا كظل نعامة
وأعرج يأتينا كظل نعامة
رقم القصيدة : 8517
-----------------------------------
وأعرج يأتينا كظل نعامة
يقومُ على الأَبْوابِ فِي السبراتِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إذا ما أمور الناس رثت وضيعت
إذا ما أمور الناس رثت وضيعت
رقم القصيدة : 8518
-----------------------------------
إذا ما أمور الناس رثت وضيعت
وجدتُ أمورِي كلَّها قد رَمَمْتَهَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تمْرُكُمْ يا سُهيْلُ دُرٌّ وهل يُطْـ
تمْرُكُمْ يا سُهيْلُ دُرٌّ وهل يُطْـ
رقم القصيدة : 8519
-----------------------------------(93/170)
تمْرُكُمْ يا سُهيْلُ دُرٌّ وهل يُطْـ
مع في الدرُّ من يدي متعتِّ
فاحبني يا سهيل من ذلك التـ
مر نواة ً تكون قرطاً لبنتي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أخداش أنت ابن الثلا
أخداش أنت ابن الثلا
رقم القصيدة : 8520
-----------------------------------
أخداش أنت ابن الثلا
ثَة لَيْسَ فَوْقَهُمُو ثَلاَثَهْ
ليزيد بن مخلدٍ
ثُمَّ الْمُهَلَّبِ ذِي النَّبَاثَهْ
بِهُمُو تَفَرَّعْتَ الْعُلَى
ونزلت من بلد دماثه
النَّازِلينَ عَلَى الْمنِيَّة ِ
سيوف لهم حثاثه
قوم أحلوك الذرى
وبنوا بناءك في الدماثه
فالضامنين لجارهم
وَلِكُلِّ مُنْتَجِعٍ غِيَاثهْ
ركب لعيدان الملو
كِ، عنِ الْمَكَارِمِ غَيْرُ رَاثَهْ
ذهبوا وحزت تراثهم
وَالْمَرْءُ مُصْطَنِعٌ تُرَاثَهْ
فاحْرُثْ حِرَاثة وَالِد
كان السماح له حراثه
ودع الملاَثَة َ إِنَّهُ
داء على النجح الملاثه
تمِّمْ بِفضْلِ يدٍ يداً
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا "سلم" هل قيمكم ماكث
يا "سلم" هل قيمكم ماكث
رقم القصيدة : 8521
-----------------------------------
يا "سلم" هل قيمكم ماكث
وهل لغادي من غد رائث
قد بلغت نفسي مدى حبها
وَزادَنِي وجْداً بِكِ الْحَادث
يا "سلم" إني ملال الهوى
في نصبٍ يفري ويستأنث
كَيْدٌ مِنَ الْخُرْطُومِ يُضْحِي بِهِ
كأنما يبعثه باعث
يا " سلم" رجعاك بميت الهوى
كما تميت الحية النافث
أَقُولُ لِلنَّاي وقَدْ مَثَّهُ:
أَصْغِنْ بِمَا ضَنَّ بِهِ الْمَائِثُ
يا حُسْنَ سَلْمَى حِينَ يَحْدُو بِهَا
لاَ عَجِلُ السَّوْقِ وَلاَ رَائِثُ
بَيْضَاءُ صَفْرَاءُ قَضَافِيَّة ٌ
وَإِنما يَشْفَى بِهَا الْبَاحِثُ
تُمِيلُ شِقَّيْهَا إِذَا مَا مَشَتْ
كأنما يخنثها خانث
تِلْكَ الَّتِي لَوْ نِلْتُهَا وَالْهَوَى
وَالسُّقْمُ بَينَ الأَضْلُعِ الآرِثُ
كأنما في كبدي قرحة ٌ
مِنْ حُبِّهَا يَفْرِثُهَا فَارِثُ
لو ذقتها يقظان أو نائماً
عشت ولم يكرثني الكارثُ
وصاحب كالسيف جردتهُ(93/171)
لا ماذق وداً ولا ناكثُ
مِنَ الْمُمِيتِينَ هُمُومَ الْفَتَى
يعبث في معروفه عابث
لاَ يَعْبُدُ الْمَالَ وَيُبْكِي الْعِدَى
بالخيل لا وانٍ ولا لائثُ
صحبته في الملك أو سوقة ٍ
"فِي مُذْهَبٍ حَدَّادُهُ بَاحِثُ"
لَمَّا رَآنِي جِئْتُهُ زَائِراً
بالمحض لا يغلثه غالث
كسا وأعطى من ذرى ماله
بَعْثاً وَلاَ يُبْقِي لَكَ الْبَاعِث
وَعَجْرَدٌ يَنْزُو عَلَى أمِّهِ
خِنْزيرَة ٌ يَرْغَثُهَا رَاغِثُ
كَأنَّهُ حِينَ تَصَدَّى لَهُ
طالب عرفٍ أسد شارث
وكيف يؤديك على طائلٍ
من لا يصلي إنه طامث!
يا بن شبيرى أنت علج القا
طير ومنك الخبث الخابث
لما تعبثت بعبثت بي
والليث لا يلهو به العابث
وَكُنْتَ كَالْبَاحِثِ عَنْ مُدْيَة ٍ
أصبحت من كأس تغبقتها
بَعْدَ كِئَاسٍ مَرُّهَا دَالِثُ
كأن في رأسك ذا آمة
أو دب فيه شبث شابث
هَلاَّ عَلَى أمِّكَ يَوْمَ الرَّجَا
حَامَيْتَ وَالْجَوْنُ بِهَا لاَهِثُ
سامى برجليها وطابت لهُ
عَجْزَاءَ مِنْهَا الأَنَثُ الآنِثُ
كأن أيراً في استها في استهِ
يخفى ويبدو أجردٌ نابث
ووالثٍ عهداً لنا عنده
ثم انثنى عن عهده الوالث
كَأنَّمَا لَمْ يَكُ وُدِّي لَهُ
وَالنُّصْحُ لاَ عَرُّ وَلاَ وَاعثُ
ضَيَّعَ حَرْثِي رَجُلٌ هَالِكٌ
مُوقاً، وَنِعْمَ الْحَرْثُ وَالْحَارِثُ
يَا حَارِثُ الْمَهْرِيُّ أنْتَ امْرُؤٌ
شبعان لا يحمدك الغارث
كَأنَّ مَنْ يُعْنَى بِتَضْبِيعِهِ
رأس يتيم قملٌ شاعث
أنْكَرْتَنِي حِينَ عَرَفْتَ الْغِنَى
أفٍّ وتفٍّ لك يا حارث
فاشرب بكأسيك ولا تسقني
عما قليل يورث الوارث
آلَيْتُ أرْضَى بِالَّذِي سُمْتَنِي
أو يبعث الموتى لنا باعث
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ومرت فقالت:متى نلتقي؟
ومرت فقالت:متى نلتقي؟
رقم القصيدة : 8522
-----------------------------------
ومرت فقالت:متى نلتقي؟
فهش اشتياقاً إليها الخبيث
وكاد يمزّق سرباله
فقلت: إليك يساق الحديثُ(93/172)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تحمل الظاعنون فادلجوا
تحمل الظاعنون فادلجوا
رقم القصيدة : 8523
-----------------------------------
تحمل الظاعنون فادلجوا
وَالْقَلْبُ مِنّي الْغَدَاة َ مُخْتَلجُ
بانوا بخودٍ كأن رؤيتها
بَدْرٌ بَدَا وَالظَّلاَمُ مُرْتَهِجُ
غَرَّاءُ رَيَّا الْعِظَام آنِسَة ٌ
مكسورة العين زانها دعج
يا ويح نفسي أما لنا أبداً
مِنْ حُبِّهَا سَلْوَة ٌ وَلاَ فَرَجُ
إن يك أمسى الغيور حصنها
وَغَيَّرَتْها الشَّهُورُ وَالْحِجَجُ
فَقَدْ لَهَوْنَا فِي ظِلِّ ..
والدهر فيه القوام والعوج
وَلَوْ تَرَانَا مَعَ الْجِلاَءِ إِذاً
بدا لعينيك منظرٌ بهج
يا حسنها إذ تقول مازحة ً
وَنَحْنُ فَوْقَ السَّرِيرِ نَعْتَفِجُ
لقد حرجنا وهي معانقتي
تلثمني والصباح منبلج
فقلتُ : يا منيتي ويا سكني
ما في عنا وقبلة ٍ حرج!
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قل لسعدى : تحرجي
قل لسعدى : تحرجي
رقم القصيدة : 8524
-----------------------------------
قل لسعدى : تحرجي
وجِّهِينِي لِمخْرجِي
لا تكُونِي عَلَيَّ كالنَّفْسِ
نفس إن تنه تلجج
مِنْكِ طَيْفٌ يزُورُنِي
ويرى كل منهج
فَإِلَى اللّه مُشْتَكَا
ي من الهائم الشجي
غرني منك وافد
بِالْحَدِيثِ الْمُلَهْوَجِ
فعديني ثم انجزي
أنَا خَاشٍ وَمُرْتَجِي
وَكَأنِّي سُلِبْتُ نَوْ
مِي بِسِحْرِ الْمُهْيَجِ
وَمَتَى تَذْكُرِي الصُّدُو
د أعول وأنشج
أنْت هَمِّي فِي مَجْلِسي
ومقيلي ومدرجي
فاذكري ليلة الخميس
لساني الملجلج
وَوُقُوفِي خَلْفَ الرِّيَا
ح بليل مدجج
ومسيري إليك من
بَحْرِ لَيْلٍ مُلَجَّجِ
أرقب البدر كي أرى
وَجْهَ بَدْرٍ مُتَوَّجِ
فَالْتقَينَا عَلَى الْعِتا
ب ننادي وننتجي
وَابْنُ سَلْمَانَ سَاقِطٌ
كَالْحِمَارِ الْمُوَدَّجِ
لا يراني وقد أرى
وجهه غير أبلجِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> "خشاب" هل لمحبٍّ عندكم فرجُ
"خشاب" هل لمحبٍّ عندكم فرجُ
رقم القصيدة : 8525(93/173)
-----------------------------------
"خشاب" هل لمحبٍّ عندكم فرجُ
أو لا فإني بحبل الموت معتلج
لَوْ كَان مَا بِي بِخَلْقِ اللَّه كُلِّهِمُ
لاَ يَخْلُصُونَ إِلَى أَحْبَابِهِمْ دَرَجُوا
لِلْهَجْرِ نَارٌ عَلَى قَلْبِي وَفِي كَبِدي
إِذَا نَأيْتِ، وَرُؤْيَا وَجْهِكِ الثَّلَجُ
كأن حبك فوقي حين أكتمه
وَتَحْتَ رِجْلَيَّ لُجٌّ فَوْقَهُ لُجُجُ
قَدْ بُحْتُ بِالْحبِّ ضَيْقاً عَنْ جَلاَلَتِهِ
وَأنْتِ كالصَّاعِ تُطْوَى تَحْتَهُ السُّرُجُ
خشاب جودي جهاراً أو مسارقة ً
فَقَدْ بُليتُ وَمَرَّتْ بِالْمُنَى حِجَجُ
حَتَّى مَتَى أَنْتِ يَا خُشَّابَ جَالِسَة ً
لا تُخْرُجِينَ لَنَا يَوْماً وَلاَ تَلِجُ
لَوْ كُنْتِ تَلْقِينَ مَا نَلْقَى قَسَمْتِ لَنَا
يوماً نعيش به منكم ونبتهج
لاَ خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِنْ كُنَّا كَذَا أبَداً
لاَ نَلْتَقِي وَسَبِيلُ الْمُلْتَقَى نَهَجُ
مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ
وَفَازَ بِالطَّيِّبَاتِ الْفَاتِكُ اللَّهِجُ
وقد نهاك أناس لا صفا لهم
عيش ولا عدموا خصماً ولا فلجوا
قالوا: حرام تلاقينا فقد كذبوا
مَا فِي الْتِزَامٍ وَلاَ فِي قُبْلَة ٍ حَرَجُ
أمَا شَعَرْتِ، فَدَتْكِ النَّفْسُ جَارِيَة ً
أنْ لَيْسَ لِي دُونَ مَا مَنَّيْتِنِي فَرَجُ
إِنِّي أبَشِّرُ نَفْسِي كُلَّمَا اخْتَلَجَتْ
عَيْنِي، أقُولُ: بِنَيْلٍ مِنْكَ تَخْتَلِجُ
وَقَدْ تَمَنَّيْتُ أنْ ألْقَاكِ خَالِيَة ً
يوماً وأني وفيما قلت لي عوج
أشْكُو إلَى اللّه شَوْقاً لا يُفَرِّطُنِي
وَشُرَّعاً فِي سَوَادِ الْقَلْبِ تَخْتَلِجُ
يَا رَبِّ لا صَبْرَ لِي عَنْ قُرْبِ جَارِيَة
تنأى دلالاً وفيها إن دنت غنج
غَرَّاءَ حَوْرَاءَ مِنْ طِيبٍ إِذَا نَكَهَتْ
للبيت والدار من أنفاسها أرج
كَأنَّهَا قَمَرٌ رَابٍ رَوَادِفُهُ
عذبُ الثنايا بدا في عينه دعجُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أجَارَتَنَا أخْطَأتِ حَظَّك فاخْرُجِي(93/174)
أجَارَتَنَا أخْطَأتِ حَظَّك فاخْرُجِي
رقم القصيدة : 8526
-----------------------------------
أجَارَتَنَا أخْطَأتِ حَظَّك فاخْرُجِي
وَلاَ تَدْخُلِي بَيْنِي وَبَيْنَ المشَمْرَجِ
أخي لاَمَنِي أوْ لُمْتُهُ ثُمَّ نَرْعَوِي
إِلَى ثَابِتٍ مِنْ حِلْمِنَا غَيْرِ مُخْدَجِ
نعود إذا اعوج سبيل بأهلها
حِفَاظاً وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا بِأَعْوَجِ
فَأبْقِي عَلَى وُدٍّ كَرَهْطِكِ عِنْدَنا
وَلاَ تَذْهَبِي فِي التِّيه يَابْنَة َ مَغْنَجِ
أنَا الشَّاعِرُ الْمُشْهُورُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ
أحُلُّ بِمِثْلِ السَّيْفِ غَيْرَ مُلَجْلَج
تركت ابن نهيا ضحكة ً لابن سالم
وأضحكت حماداً من است المعفجِ
وإني لنهاض اليدين إلى العلى
قروعٌ لأبواب الهمام المتوج
أهُونُ إِذَا عَزَّ الْخَلِيطُ، وَرُبَّمَا
أمَتُّ بِرَأسِ الْحَيَّة ِ الْمُتَمَعِّجِ
وَمَا زَالَ لِي جَدٌّ يَقِينِي مِنَ الرَّدَى
ويسمو على رغم العدو المزلج
وَمَا ذَاكَ مِنْ حَوْلٍ وَلَكِنْ كَرَامَة ٌ
مِنَ اللّه يَرْعَانِي بِهَا كُلَّ مَنْهَجِ
يرى لي ذوو الأحساب فيهم جلالة ً
وَلَيْسَ خَلِيلِي بِالدَّنِيِّ الْمُلَهْوِجِ
وَعَيْرِ أنَاس قَدْ كَوَيْتُ عِجَانَهُ
إِذا ما كَوَيْتُ الْعَيْرَ يَوْماً فأنْضِج
وَإِنِّي وَمَدْحِي هَيْثَماً أبْتَغِي النَّدَى
لكالمبتغي المعروف في است ابن دعلجِ
وَلَيْلَة ِ خُرْطُوم وَصَلْتُ نَعيمَهَا
بِحَوْرَاءَ تَسْتَحْيِي إِذَا لَمْ تَحَرَّج
لُبَاخِيَّة ِ الأَرْدَافِ لَمْ تَرْعَ ثِلَّة ً
بفيءٍ ولم تركب بعيراً بهودج
وبيضاء يندى خدها وجبينها
من المسك فوق المجمر المتأجج
فَبَاتَتْ مِزَاجَ الْكَأسِ حَتَّى تَبَيَّنَتْ
تباشير منشق عن الصبح أبلج
فَلَمَّا دَنَا وَجْهُ الْوَدَاعِ تَفَجَّعَتْ
عَلَى لَيْلَة ٍ طَابَتْ وسَرٍّ مُوَلَّج
وقالت لتربيها ابكيا وترقرقت
مدامع عينيها تخاف وترتجي
فَيا حُسْنَهَا إِذْ نَلْتَقِي بِمَهَايِلٍ(93/175)
مُحِبَّيْنِ فِي بَحْرٍ مِنَ الْحْبِّ نَلْتَجِي
لَيَالِيَ قَالَتْ: أنْتَ غَاد ضُحَى غَدٍ
ونبقى على شوقٍ إليك وننشج
هُنَاكَ الْتَقَيْنَا تَحْتَ عَيْن مَطيرَة ٍ
وَرَيَّانُ مُلْقًى كَالْحِمَارِ الْمُوَدَّجِ
فبت ببدر يملأ العين نوره
هضيم الحشا في الزعفران مضرج
إذا أحرقتني الكأس داويت حرها
بِمَثلُوجَة ٍ فِي نَظْمِ دُرِّ مُفَلَّجِ
وكيف بسلمى أحرم النأي وجهها
عَلَيَّ وَإِنْ طَافَتْ بِنَا لَمْ تُعَرِّجِ
وقد زوجت عثمان دراً غريرة ً
فيا ليتني عثمان إذ لم تزوجِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أ"عَاتِكَ" بَعْضُ الْوُدِّ مُرٌّ مُمَزَّج
أ"عَاتِكَ" بَعْضُ الْوُدِّ مُرٌّ مُمَزَّج
رقم القصيدة : 8527
-----------------------------------
أ"عَاتِكَ" بَعْضُ الْوُدِّ مُرٌّ مُمَزَّج
وَلَيْسَ مِنَ أقْوَالِ الْخَلِيفَة ِ أعْوَجُ
لَهُ حِينَ يَنْأى مُذْكرٌ مِنْ سَمَاحَة ٍ
يَعُودُ بِهِ طَلْقاً وَلاَ يَتَلَجْلَجُ
أ"عَاتِكَ" ظُنِّي بِالْخَلِيفَة ِ هِمَّة ً
وَقُولِي: كَرِيمٌ مَاجِدٌ يَتَحَرَّجُ
يفيء إلى حلمٍ ويصدق نجدة ً
وتنساب منه الحية المتمعج
وفي القوم ميلاعٌ وليس بنافعٍ
يضج كما ضج القعود المحدج
لَبِسْتُ الْغِنَى طَوْراً وأحْوَجْت تَارَة ً
ومن ذا من الأحرار لا يتحوج
وَلَمَّا رَأيْتُ النَّاسَ تَهْوِي قُلُوبُهُمْ
إِلَى مَلِكٍ يُجْبَى إِلَيْهِ الشَّمَرَّجُ
عرضت إلى وجه الحبيب وراعني
غزال عليه زعفران مضرج
وَنَازَعَنِي شَوْقِي إِلَى مِلِك قَدْى
وداع إلى "المهدي" لا يتلجلج
فوالله ما أدري :أأجلس قانعاً
إلى المصر أم ألقى الإمام فأفلج
وإني لميلاعٌ مراراً وربما
تَصَدَّعَ عَنِّي الْمَجْلِسُ الْمُتَوَشِّجُ
أقول وقد دفت إلي عصابة ٌ
مِنَ الْقَوْم مِنْهَا حَاسِرٌ وَمُدَجَّجُ
أ"واقدُ" ذب القوم عني بزجرة ٍ
وهات نصيحاً لا يطيب الملهوج
ولا تبك من خيس بباب خليفة ٍ
يذل عليه القسوري الخمرنج
يطيعك في التقوى ويعطيك في الندى(93/176)
وَلاَ تَلْقَهُ إِلاَّ وَلِلْجُودِ أمْعَجُ
أرقت إلى بطن الخرين ورغبتي
إِلَى مَلِكٍ يَجْلُو الدَّجَى حِينَ يَخْرُجُ
مِنَ الصِّيدِ مَكْتُوبٌ عَلَى حُرِّ وَجْهِهِ:
جواد قريشٍ هاشمي متوج
يصب دماء الراغبين عن الهدى
كما صب ماء الظبية المترجرج
ولا بد أني راحلٌ للقائه
فَقَدْ بشَّرَتْ بِالنُّجْحِ عَيْنٌ تَخَلَّجُ
لَقَدْ سَرَّنِي فَأل جَرَى مِنْ مُوَفَّقٍ
وتأويل ما قال الغراب المشحج
فَهَيَّجْتُ مِرْقَالَ الْعَشِيِّ شِمِلَّة ً
تزفُّ كما زف الهجف السفنج
تلوح لغامات النجاء بوجهها
كما لاح بيت العنكبوت المنسج
تعز عن الحوراء إن مقامنا
عَلَيْهَا وَتَرْكَ الْمُلْكِ رَأيٌ مُزَلَّجُ
سَألْقَى أمِيرَ الْمؤْمِنِينَ لِحَاجَتِي
وَإِنْ عُطَّ فِي حَجْرِ الْفَتَاة ِ الْخَدَلَّجُ
فَتَى الدِّينِ قَوَّاماً بِهِ وَفَتَى النَّدَى
وَنِعْمَ لِزَازُ الْحَرْبِ حِينَ تَبَرَّجُ
لقد زين الإسلام ملك محمدٍ
وَفِي الْحَرْبِ لِلأعْدَاء نَارٌ تَأجُّجُ
إِمَامَ الْهُدَى أمْسَكْتَ بَعْدَ كَرَامَتِي
وقد كنت تعطيني ووجهك أبلج
إمَامَ الْهُدَى صَغْوِي إِلَيْكَ وَحَاجَتِي
ولي حشمٌ أصغى إليك وأحوج
فلو كان حرماني يزيدك نعمة ً
ثلجْتُ بِهِ، إِنِّي بِمَا نِلْتَ أثْلَجُ
لَعَمْري لَقَدْ أشْمَتَّ بِي غَيْرَ نَائِم
فَنَامَ وَهَمِّي سَاهِرٌ يَتَوَهَّجُ
أخاف انقطاع الدر بعد ابتزازه
وتبليغ من يسدي الحديث وينسج
وقدْ تُبْتُ فاقْبلْ توْبتي يابْن هاشِم
فإن الذي بيني وبينك مدمج
وما لك لا ترجى وأنت خليفة ٌ
تحج كما حج الدوار المدلج
وإن سر حسادي فسيبك واسعُ
على الناس لا يسطيعه المتفجفج
فدونك فامسكها أو اعط فإنها
زواريق من كفيك للناس تخرج
فُضُولُ فَتًى أسْخَى يَداً فِي سَبِيلِهَا
ففاضت عباباً أو حواريَّ ينسج
ستحمد ما يأتي إذا بلغ المدى
وضمَّكَ فِي الْفِرْدوْسِ ظِلٌّ وسجْسجُ
صنيع امرئٍ أعطاه رب محبة ً
وللخير صناع وللبر منهج(93/177)
تجيء مواعيد الكرام سوية ً
وتنضى مواعيد اللئام فتخدج
ولي حاجة ٌ لا تدريها بحجة ٍ
إِلَى ملِكٍ يجْلُو الدُّجى حِين يخْرُجُ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أ"خشاب" حقا أن دارك تزعج
أ"خشاب" حقا أن دارك تزعج
رقم القصيدة : 8528
-----------------------------------
أ"خشاب" حقا أن دارك تزعج
وأن الذي بيني وبينك ينهج
إلى الله أشكو أن بالقلب كربة ً
من الشوق لا تبلى ولا تتفرجُ
أقول لأصحابي: دعوني وهينة ً
لبحر الهوى لا شك أني ملجج
لخشابة َ السلوان والعطر والجنا
ولي حرقٌ تحت الهوى تتوهج
تقطَّعُ نفْسِي حسْرة ً بعْد حسرْة ٍ
إذا قيل: تغدو من غدٍ لا تعرجُ
ومن نكد الأيام سيقت لعانسٍ
من اللؤم لا يندى ولا يتبلجُ
وَلَمْ أعْطَ فِيهَا حِيلَة ً غَيْرَ أنَّنِي
أحِنُّ إِلّى مَا فَاتَ مِنْهَا وَأنْشِجُ
دَعَوْتُ بِوَيْلٍ يَوْمَ رَاحَ عَتَادُهَا
وأودعني الزفزاف ليلة أدلجوا
وقد زادني وجداً عليها وما درت
مَجَامِرُ فِي أيْدِي الْجَوَارِي تَأجَّجُ
بعمن منصور المغيري جمالهُ
وقلبي له هذا من الحلم أعوج
وما خرجت فيهن حتى عذلنها
قِيَاماً وَحَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَخْرُجُ
فقامت عليها نظرة ٌ واستكانة ٌ
تَسَاقَطُ كالنشوى حَيَاءً وَتَنْهَجُ
وَمَا كَانَ مِنِّي الدَّمْعُ حَتَّى تَوَجَّهَتْ
مَع الصُّبْحِ يَقْفُوهَا الْفَنِيدُ الْمُسَرَّجُ
فيا عبراً من بينها قبل نيلها
وَمِنْ سَفَطٍ فِيهِ الْقَوَارِيرُ تَحْرَجُ
خَرَجْنَ بِهِ فِي حَجْرِ أخْرَى كَأنَّهُ
بنيُّ ليالٍ في المعاوز يدرج
وَقَرَّبْنَ مَمْهُودَ السَّراة ِ كَأنَّمَا
غدا في ديايورد الكسا يترجرجُ
كَنَجْمِ الدُّجَى إِذْ لاَحَ، لا، بَلْ كَأنَّهُ
سنا نار نشوانٍ تشبُّ وتبلجُ
فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا بَكَتْ مِنْ دُنُوِّهِ
وقلنا لها: قومي اركبي الصبح أبلج
وَفَدَّيْنَهَا كَيْمَا تَخِفَّ فَاعْرَضَتْ
تَجَشَّمُ مِمَّا سُمْنَهَا وَتَغَنَّجُ(93/178)
وَمَا زِلْنَ حَتَّى أَشْرَفَتْ لِعُيُونِهِمْ
وغنى المغني واليراع المفلج
ولما جلاها الشمع سبح ناظرٌ
وكبر رفافٌ وساروا فأرهجوا
وَمَا صَدَقَتْ رُؤْيَايَ يَحْفُفْنَ مَرْكَباً
وفي المركب المحفوف بدرُ متوجُ
ويا كبدا قد أنضج الشوق نصفها
ونصفٌ على نار الصبابة ينضج
إذا ركبت منا بليلٍ فقل لها:
علَيْكِ سَلاَمٌ مَاتَ مَنْ يَتَزَوَّجُ
بَكَيْتُ وَمَا فِي الْعَيْنِ مِنِّي خَلِيفَة ٌ
وَلَكِنَّ أحْزَاناً عَلَيَّ تَوَلَّجُ
ولو مت كان الموت خيراً من الشقا
وما للفتى مما قضى الله مخرجُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أتَفخَرُ بَعْدَ ... بَنِي قُشَيْرٍ
أتَفخَرُ بَعْدَ ... بَنِي قُشَيْرٍ
رقم القصيدة : 8529
-----------------------------------
أتَفخَرُ بَعْدَ ... بَنِي قُشَيْرٍ
وَأنْتَ مُخَنَّثٌ فِيكَ اعْوِجَاجُ
تُعَادِي فِي الصَّبَاحِ عَمُودَ فَرْوٍ
كَمَا تَعْدُو عَلَى الْقَدَرِ الدَّجَاجُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تجلُو بمسواكها عن باردٍ رتِل
تجلُو بمسواكها عن باردٍ رتِل
رقم القصيدة : 8530
-----------------------------------
تجلُو بمسواكها عن باردٍ رتِل
كذاك خبَّرَنِي مِسواكُهَا الأَرِجُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> نزلت نجومُ الليلِ فوقَ رؤوسِهم
نزلت نجومُ الليلِ فوقَ رؤوسِهم
رقم القصيدة : 8531
-----------------------------------
نزلت نجومُ الليلِ فوقَ رؤوسِهم
ولكلِّ قومٍ كوكبٌ وهاجُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إن عمراً فاعرفوه
إن عمراً فاعرفوه
رقم القصيدة : 8532
-----------------------------------
إن عمراً فاعرفوه
عربي من زجاجِ
مظلم النِّسْبَة ِ لا
يعرفُ إِلاَّ بالسراجَ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قَاسِ الْهُمومَ تَنَلْ بِهَا نُجُحَا
قَاسِ الْهُمومَ تَنَلْ بِهَا نُجُحَا
رقم القصيدة : 8533
-----------------------------------
قَاسِ الْهُمومَ تَنَلْ بِهَا نُجُحَا(93/179)
والليل إن وراءه صبحا
لا يؤيسنك من مخدرة ٍ
قَوْلٌ تُغَلِّظُهُ وَإِنْ جَرَحَا
عسر النساء إلى مياسرة ٍ
والصعبُ يمكن بعد ما رمحا
بَلْ كَيْفَ يَحْمِلُ طُولَ لَيْلَتِهِ
قَلِقُ الْوِسَادِ يَبِيتُ مُجْتَنِحَا
قال ابن حاجته التي كتمت
وطبيبه للقلب إن قرحا
ما بالُ يومك لا تسر بهِ
لتروح ذاك اليوم أو تلحا
فأجَبْتُهُ بِمَقَالَة ٍ صَدَقَتْ
وَأخُوكَ تَصْدُقُهُ وَإِنْ كَلَحَا
إن الحبيب طوى زيارته
وشجيتُ بالمكتوم إن صرحا
أرَقِي لِشَخْصٍ مَا يُفَارِقُنِي
ويحبه قلبي وإن نزحا
لَمَّا تَبَيَّنَ أنَّنِي كَلِفٌ
بحديثه وبقربه صفحا
شهد اللسان بما أجن لهُ
وَالدَّمْعُ يَشْهَدُ كُلَّمَا سَفَحَا
أشْقى بِما لاَقَيْتُ مِنْ سَكَنِي
أحببته وأثابني نزحا
نَدَماً عَلَيْهِ غَدَاة َ فَارَقَنِي
هلاَّ أباعدهُ فإن ملحا
يا بعد قلبي من مودته
أمْسَى بِصَالِحَة ٍ وَمَا صَلَحَا
قد كان يمنحني صبابته
وَأَثَبْتُهُ وُدِّي بِمَا مَنَحَا
فتبدلت سعدى بشيمتها
شيماً لتكدح غير ما كدحا
صبرت سعيدة ُ لا تساعفني
وَجَزِعْتُ مِنْ مَسِّ الْهَوَى مَرَحَا
تعس الفؤاد ! ألا يصابرها
حَتَّى تَكُونَ كَمَازِحٍ مَزَحَا
ومسهرٍ في العين تحسبهُ
يُبْدِي نَصِيحَتَهُ وَمَا نَصَحَا
خَتَمَتْ عَلَى قَلْبِي بِخَاتَمِهَا
وَيَلُومُنِي فِي حُبِّهَا، قَبُحَا
وَظَلِلْتُ أصْدُقُهُ وَأكْذِبُهُ
حتى يبايعني وما ربحا
لاَ تَلْحَنِي حبّاً وأنَتْ فَتى
فمشايعي قلبي وإن طمحا
"وهَوَ" الْمُعَلَّقُ عِنْدَ غَانِيَة ٍ
بَعْدَ النَّوَالِ بِبَارِقٍ لَمَحَا
لو زاده ربي لخلته
حُبّاً كَعَينِ الذَّرَّة ِ افْتَضَحَا
أخشى الردى حزناً إذا شحطت
وَأخَافَهُ بِدُنُوِّهَا فَرَحَا
جَدَّ الْهَوَى فَجَدَدْتُ أطْلُبُهَا
لتريح من عيش الذي سرحا
لم يلق مثلي في مواظبة ٍ
لشفائها ممن صبا وصحا
نهَى فْؤادِي عَنْ تَذَكُّرِهَا
وَيَزِيدُنِي عيّاً إِذا جَمَحَا
ليتَ المنى ردت لنا زمناً(93/180)
كَزَمَانِنَا ذَاكَ الّذِي نَزَحَا
إِذْ مَدْخَلِي سَرَقٌ أسَارِقُهُ
لِلِقَاء أحْوَرَ زَيَّنَ الْوُشُحَا
حسن الدلالِ على ثنيتهِ
مسكٌ يحييني إذا نفحا
بَرِحَتْ بِأتْلَعَ فِي قَلاَئِدِهِ
وغدت تهزّ روادفاً رجحا
لم أنس مجلسنا وقينتها
ونباح مزهرها إذا نبحا
بيدي مسورة ٍ تزينهُ
بسماعها وسماعها سرحا
حتى إذا أخذت برمتهِ
وَحَنَتْ عَلَيْهِ مـ لجيناً مَرِحَا
ارْتَجَّ وَانْدَفَعَتْ تَعَارضُهُ
غناء خالط صوتها بححا
في مجلسٍ رقدت غوائلهُ
وَصَلَتْ بِهِ الإِبْرِيقَ وَالْقَدَحَا
تَرِدُ السَّرائِرَ ثُمَّ تُصْدِرُهَا
تحت الظلام ولا تري كشحا
حَتَى إذَا انْكَشَفَتْ دُجُنَّتُهُ
وتَنَبَّهَ الْعُصْفُورُ أوْ صَدَحَا
طَرَدَ الصَّبَاحُ لِعَاشِقٍ غَزِلٍ
يهوى جنوح الليل إن جنحا
سَقْياً لِتِلْكَ عَلَى تَثَاقُلِهَا
وَلِطِيبِ عَارِضِهَا إِذَا رَشَحَا
بِتُّ النَّجِيَّ عَلَى نَمَارِقِهَا
وسلبتها في الصبح إذ وضحا
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> بشار بن برد >> خَلِيلَيَّ مَا بَالُ الدَّجَى لاَ تَزَحْزَحُ
خَلِيلَيَّ مَا بَالُ الدَّجَى لاَ تَزَحْزَحُ
رقم القصيدة : 8534
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ مَا بَالُ الدَّجَى لاَ تَزَحْزَحُ
وَمَا بَالُ ضَوْءِ الصُّبْحِ لاَ يَتَوَضَّحُ
أضَلَّ الصَّبَاحُ الْمُسْتَنِيرُ سَبِيلَهُ
أم الدَّهْرُ لَيْلٌ كُلُّهُ لَيْسَ يَبْرَحُ
وَطَالَ عليّ الليلُ حتى كأنّهُ
بليلين موصول فما يتزحزح
كأن الدجى زادت وما زادت الدجى
وَلَكِنْ أطَالَ اللَّيْلَ هَمٌّ مُبَرِّحُ
لقد هاج دمعي نازحٌ بنزوحهِ
ونومي إذا ما نوم الناس أنزحُ
وَقَال نِسَاءُ الْحَيِّ: مَالَكَ صَافِحَاً
وَمَا كُنْتَ عَنْ أنْس الأَوَانِسِ تَصْفَحُ
فقلت : لسعدى شافعٌ من مودتي
إِذَ رُمْتُ أخَرَى ظَلَّ فِي الْقَلْبِ يَقْدَحُ
أبِيتُ كَأنِّي لِلْهُموم تـ .......
.....................(93/181)
أرقت إلى سعدى فمن ...
......................
أسرح فما لاَ............
.......................
فدرتُ ودارت بي البلاد كأنني
من العيِّ في..........
فَقُلْتُ أفِي ذَنْبٍ أتَاكَ أتَيْتُهُ
تأنيب أم ...............
فقالت لنأي في القصيرة معتـ
.......................
وَجِنِّيَّة الأَعْلاَ رَدَاح خَرِيدَة ٍ
......................
إِذَا جَاوَزَتْهَا الْعَيْنُ لَمْ تَلْقَ لَذَّة ً
بِعَيْشٍ وَلاَ .................
يخف بأحشائي إليها صبابة ٌ
وتطرق بالهجران عيني فتسفح
فيا طول هذا الليل لا أعرف الكرى
ولا الصبح فيه راحة ٌ فأروحُ
أنَاسِيَة ٌ سُعْدَى هَوَائِيَ بَعْدَمَا
لَهَوْنَا بِهَا عَصْراً نَخِفُّ وَنَمْزَحُ
مُحِبَّيْنِ مَعْشُوقَيْنِ نَغْرَقُ فِي الْهَوَى
مِرَاراً وَطَوْراً نَسْتَقِلُّ فَنَسْبَحُ
كأن هوانا في العقاب وفي الرضى
سَرَابِيلُنُا تَنْشَقُّ عَنَّا وَتَنْضَحُ
ليالي نقتاد الهوى ويقودنا
على رصداتِ العين والكلب ينبحُ
فَقَدْ سَاغَ لِلْغَيْرَانِ مِنْ ذَاكَ رِيقُهُ
وَنَامَ الْعِدَى حَتَّى افْتَرَقْنَا وَأنْجَحُوا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تثاقل ليلي فما أبرح
تثاقل ليلي فما أبرح
رقم القصيدة : 8535
-----------------------------------
تثاقل ليلي فما أبرح
وَنَامَ الصَّبَاحُ فَمَا أصْبِحُ
وَكُنْتُ امْرَأ بالصِّبَا مُولَعاً
وَبِاللَّهْوِ عِنْدِي لَهُ مَفْتَحُ
لقد كنت أمسي على طربة ٍ
وأصبح من مرحٍ أمرحُ
فلما نهاني إمام الهدى
ولاح لي المطلع الأفيح
وَجَارِيَة ٍ دَلُّهَا رَائِعٌ
تعف فإن سامحت تمزح
كأن على نحرها فأرة ً
من المسك في جيبها تذبح
كأن القرون على متنها
أساود شت بها أبطح
لها منطق فاخر فاتن
كَحَلْي الْعَرِائِسِ يُسْتَمْلَحُ
وعينان يجري الردى فيهما
وَوَجْهٌ يُصَلَّى لَهُ أسْجَعُ
وَثَدْيٌ لِرُؤْيَتِهِ سَجْدَة ٌ
يدين له الناسك الأجلح
وَثَغْرٌ إِذَا ذُقْتَهُ لَمْ تَمُتْ(93/182)
وَطَابَ لَكَ الْعَيْشُ وَالْمَسْرَحُ
وَخَدٌّ أسِيلٌ وَكَفٌّ إِذَا
أشارت لقوم بها سبحوا
وَسَاقٌ تُزَيِّنُ خَلْخَالَهَا
على أنها صعبة ترمح
وَتَضْحَكُ عَنْ بَرَدٍ بَارِد
تَلاَلا كَمَا لَمَعَ الْوَحْوَحُ
مبتلة ٌ فخمة ٌ فعمة ٌ
هَضِيمُ الْكَشْحِ بوصُهَا أرْجَحُ
إِذَا ذُكِرتْ سَبَقتْ عبْرَتِي
وكادت لها كبدي تقرح
مِنَ الْبِيضِ تَجْمَعُ هَمَّ الْفَتَى
كما يجمع اللبن الإنفح
جَلَتْ عَنْ مَعَاصِمِ جِنِّيَّة ٍ
تغُشُّ بِهَا الدِّينَ لا تَنْصَحُ
وَزَجَّاءَ بَرْجَاءَ فِي جَوْهَرٍ
تَرُوقُ بِهَا عَيْنُ مَنْ يَلْمَحُ
خَرُوجٌ علَى جَمْع أتْرَابِهَا
كما يخرج الأبلق الأقرع
نهاني الخليفة عن ذكرها
وَكُنْتُ بِمَا سَرَّهُ أكْدَحُ
فأعرضت عن حاجتي عندها
وَلَلْمَوْتُ مِنْ تَرْكِهَا أرْوَح
على أن في النفس من حبها
أحَاديثَ لَيْسَ لَهَا مَطْرَح
تَرَكْتُ سُدَيفاً وَأصْحَابهُ
وَأحْرَمْتُ مَا يَجْتَنِي شَرْمَحُ
وَقَالَ الْمُفَرَّك: ثَاب الْفَتى
وسالمني الكلب لا ينبح
فهذا أوان انقضت شرتي
وَشَرَّعْتُ في الدِّينِ لا أطْلُحُ
بَلَوْتُ ابْنَ نِهْيَا فَمَا عِنْدَهُ
سوى أن سيأكل أو يسلح
وَذَاكَ فَتًى مَنْ سُرَاة ِ النَّبِيطِ
تعود شيئاً فما يفلح
يحب النكاح ويأبى الصلاح
كَذَاكَ النَّبَاطِيُّ لا يَصْلُحُ
إِذَا شِئْتَ لاقَيْتَهُ رَابِضاً
عَلَى ظَهْرِهِ رَجُلٌ يَسْبَحُ
تَرَاهُ يُسَرُّ بِنَيْكِ ابْنِهِ
على أنه سبة ٌ تفضح
وَمَا كَانَ إِلاَّ كَأُمِّ الْعَرُو
س إذا نكحت بنتها تفرحُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> صَحَا تِرْبِي وَمَا قَلْبِي بِصَاحِ
صَحَا تِرْبِي وَمَا قَلْبِي بِصَاحِ
رقم القصيدة : 8536
-----------------------------------
صَحَا تِرْبِي وَمَا قَلْبِي بِصَاحِ
وأصبح عانداً حبل النصاح
وكنت من المزاح أكاد أسلو
فَقَدْ لاَقَيْتُ قَاطِعَة َ الْمِزَاحِ
أَبِيتُ مُرَوَّعاً وَأظَلُّ صَبّاً
كأن القلب مني ذو جناحِ(93/183)
وَمَنْ يَكُ ذَاقَ مِنْ عِشْقِي قَرَاحاً
فإني قد شربت من القراح
ولست بذاكرٍ "عباد" إلا
تَبَادَرَتِ الْمَدَامعُ بِانْسِفَاحِ
ولا أنسى غداة بكت وقالت:
أتَغْدُو أمْ تَرُوحُ مِنَ الرَّوَاحِ
فَقُلْتُ لَهَا: الرَّوَاحُ بِذَاكِ أحجى
وَأقْرَبُ بِالْمُحب مِنَ الصَّبَاحِ
يلومك في مودتها "سعيد"
وَمَا في حُبِّ "عَبْدَة َ" مِن جُنَاحِ
فغرك أن لومك يا "سعيد"
بِتَمْنَعَ بَلْ أحَرُّ مِنَ النِّزَاحِ
فَدَعْ لَوْمَ المُحِبِّ إِذَا تَهَادَى
به حب النساء لحاك لاح
فَإِنَّكَ لاَ تَرُدُّ هَوى بِلَوْمٍ
ولا طرب المتيم بامصاح
تُعَلِّلُ حِينَ نَسْأَلُهُا نَوَالاً
حراداً بالتدلل والمزاح
كأن بريقها عسلاً جنياً
وطعم الزنجبيل وريح راحِ
تراخت في النعيم فلم تنلها
حواسد أعين الزرق القباح
نعم علقتها فلها حياتي
هدايا الحب في نفس الرياح
وإن أهلك فدام علي هلكي
لها طول السلامة والصلاح
طَرَحْتِ مَوَدَّتِي وَصَرَمْتِ حَبْلِي
ولم أهمم لودك باطراح
فَجُودِي بالوِصالِ لِمُسْتَهَامٍ
بذكْرِكِ فِي الْمَسَاء وَفي الصَّبَاحِ
يَهِيمُ بِكُمْ وَقَدْ دَلَفَتْ إِلَيْهِ
جُيُوشُ الحُبِّ بالمَوْتِ الصُّرَاح
طبيبي داوني وتأن سقمي
لَكَ الْيَوْمَ التِّلاَدُ عَلَى النَّجَاحِ
إذا سليتني أوهجت منها
فؤاداً لا يساعف بارتياح
وكيف شفاءُ مختبلٍ حزينٍ
بِشَبْعَى الْحَجْلِ جَائِعَة ِ الْوِشَاحِ
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وَمُعَذَّلٍ هَجَرَ اللِّئَامُ حَدِيثَهُ
وَمُعَذَّلٍ هَجَرَ اللِّئَامُ حَدِيثَهُ
رقم القصيدة : 8537
-----------------------------------
وَمُعَذَّلٍ هَجَرَ اللِّئَامُ حَدِيثَهُ
متعالم بفتوة ٍ ومزاح
نازعته الريحان في نفس الضحى
وسماع عاملة اليدين رداح
وَزُجَاجَة ٍ للشَّربِ فيها مَقْنَعٌ
قرنت بأزهر كالغزال مباح
سلس بلينة ِ المذاق رقيقة ٍ
كالدمع تخليط لينها بجماح
ورضاب ذي أشر أغر كأنما(93/184)
غُبِقَتْ مَشَارِبُهُ مِنَ التّفَّاحِ
خَوْدٌ إِذَا جَنَحَ الظَّلاَمُ فإِنَها
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أقمت وأجريت الصبا ما وحى واح
أقمت وأجريت الصبا ما وحى واح
رقم القصيدة : 8538
-----------------------------------
أقمت وأجريت الصبا ما وحى واح
وَأمْسَكْتُ عَنْ بَابِ الضَّلاَلَة ِ مِفْتَاحي
وَقَالَ الْعَذَارَى : لَيْسَ فيكَ بَقِيَّة ٌ
كذبن يحز السيف في الطبع الضاحي
تَمَتَّعْتُ مِنْ وُدِّ الشِّبَابِ الذِي مَضَى
مع البيض أسقى رقهن مع الراح
وَوادُ الْعَذَارَى زَائِرٌ وَمُرَدَّناً
يَطُفْنَ بِذَيَّالِ السَّرَابِيلِ مِسْفَاح
من القادة المسأذنين إذا غدا
كأن على أعطافه ضوء مصباح
لقدْ كانَ يَوْمِي بِالْجُديْدِ مُشَهَّراً
وَأيَّامُ ذِي ضَالٍ وَيَوْمٌ بِذِي ضَاح
ليالي أغدو بينهنَّ مرفلاً
أحبُّ وأعطى حاجتي غير ملحاح
فَغَيَّرَ ذَاكَ الْعَيْشَ تَاجٌ لَبِسْتُهُ
وطاعة ُ مهدي كفت قول نصاح
فَمِالآنَ لا أسْرِي إِلَى أمِّ مَالِكٍ
بعتبى ولا أصغي إلى قول قرواحِ
تمثل لي وجه الخليفة دونها
فقل في حبيبٍ دونهُ أسدُ شاح
وندمان صدق قد وصلت حديثهُ
بأزهر مجاجِ المدامة نباح
إذا فرغت كأس امرئ خر ساجداً
وصب لنا صفراء في طيب تفاح
عَلَى ذَاكَ حَتَّى رَدَّنِي عَنْ جَهَالَة ٍ
وَمَا النَّاسُ إِلاَّ طَالِبُ اللَّهْوَ أوْ صَاح
وَلولاَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مُحَمدٌ
رَجَعْتُ بأخْرَى مِنْ دُمَى النَّاسِ مِلْوَاح
لها نصفاتٌ حولها يستلمنها
كَمَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ النَّوَاسِكُ بالرَّاح
إِذَا نَظَرتْ حالَتْ بها عيْنُ ناظِرٍ
وأودت بألبابٍ وألوت بأرواح
فَقُلْتُ لَها: بان الشَّبابُ فقدْ مضى
وصاحبني غيظٌ لغيران منباحِ
لَعلَّكِ أن لاَ تَعْرِفِينِي بِمْثْلِهِا
هداني أمير المؤمنين بمصباح
فآلَيْتُ: لا آلُو الخلِيفة طَاعة ً
ولا أبتغي إذناً على ذات أوشاح
تركت تجارات المعازف رائحاً
وأعرضت عن راحٍ وعن قينتي راحِ(93/185)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> طَالَ لَيْلِي وبات قَلْبِي جَنَاحَا
طَالَ لَيْلِي وبات قَلْبِي جَنَاحَا
رقم القصيدة : 8539
-----------------------------------
طَالَ لَيْلِي وبات قَلْبِي جَنَاحَا
ومللْتُ الْعُذَّالَ والنُّصَّاحَا
يأمرون المحبَّ بالصبر عمَّن
قدْ برى الْحُبُّ جِسْمه فاسْتطَاحَا
بئس ما يأمرون مستشعرَ الهمِّ
يُقاسِي مِنْ عبْدة الأَتْراحَا
أيها الْقارىء المُذَكِّرُ باللَّهِ:
ترى في وِصال حِبٍّ جُنَاحَا
قال: لا بأس بالحديث إذا ما
لم يزيدا على الحديث جماحا
أيُّ خيرٍ يا عون يرجو محبٌّ
في سواد الفؤاد منه براحا
كَيْف يرْجو سُلُوَّ صَبٍّ حَزِينٍ
زَادَهُ الْحُبُّ حينَ شَاعَ ارْتِيَاحَا
إِنْ تَكُنْ إِنَّمَا تَرُوحُ وَتَغْدُو
بانْتِصَاح فَمَا أرِيدُ انْتِصَاحَا
فَدَعِ الغَدْوَ وَالرَّوَاحَ عَلَيْنَا
ما غدا حبُّها علينا وراحا
قد كتمتُ الهوى مليَّاً فلمَّا
ضِقْتُ ذَرْعاً بِحُبِّ عَبْدَة َ بَاحَا
ليت شعري عن أمِّ عمرو وعمرو
لَمَ يكُنْ جاهِلاً ولا مزَّاحا
أحدِيثٌ مِنْها رماهُ بِطَبٍّ
لَيْته مات قبْلَها فاستراحا
بل يرجِّي ما لا ينالُ ولولا
ما يرجِّي اكتسى المسوح وساحا
أمَّ عمْرو ما زال حُبُّكِ يَغْتا
ل عزائي حتى افتضحت افتضاحا
كيف لا ترحمين شخصاً محباً
مَيِّتاً مِنْ هواكِ مَوْتاً صُرَاحَا
كان يرْعَى المصْبَاح حِيناً فلمَّا
ضافهُ الحُبُّ ضيَّع المصْبَاحا
إِنْ تكُونِي أَرَدْتِ أنْ تفَجعيهِ
بمزاحٍ فقد قطعتِ المزاحا
وَاصلاً للْحَيَاة ِ مِنْهَا وَإِنْ عَا
شَ وماتتْ بكى عليها وناحا
إن شَهِدْتَ الْوَفَاة َ يَا عَوْنُ مِنِّي
فِي مَقامٍ وَكُنْت تنْوِي صَلاحا
فادْعُ سِرْبَ الملاح يَشْهدْنَ مَوْتي
بحنوطٍ إني أحبُّ الملاحا
مِنْ هَوَى عَبْدَة َ الْبَخِيلَة ِ أنِّي
لا أرى غيرها لقلبي رواحا
أنتَ عونُ الشَّيطانِ إن لم تعنِّي
فارع ما قلتُ تشفِ منِّي قماحا
وَادْعُ قوْمِي بِأمِّ عمْرو فإِنِّي(93/186)
عاقدٌ حبَّها عليَّ وشاحا
مُسْتَهامُ النَّهارِ مرْتِفقُ اللَّيْلِ
إلى أن أعاينَ الإصباحا
لم أزل مِن هوى عُبيدة أهوى
ما يليها حتَّى هويتُ الرِّياحا
لستُ أنسى غداة َ قامت تهادى
لِلْمُصَلَّى فطارَ قَلْبِي وَطَاحَا
في نِسَاءٍ إِذا أرَدْنَ ضِيَاء
لِظَلاَم جَعَلْنَهَا مصْبَاحَا
فأضَاءَتْ لَهُنَّ دَاجِيَة َ اللَّيْلِ
وجلَّت عمَّا تجنُّ الوحاحَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> الْقَ "حَرْباً" فَحَيِّهِ
الْقَ "حَرْباً" فَحَيِّهِ
رقم القصيدة : 8540
-----------------------------------
الْقَ "حَرْباً" فَحَيِّهِ
ثُمَّ سَلْهُ عَنِ الْقَدَحْ
أقريبٌ مزارهُ
أم معَ النَّجم قدْ طمحْ
إِنْ يَكُنْ في ا
رضتُ عنه ولم ألحْ
قَدْ وَفَى لي المُفَضَّلُ
لُ بن عُبادٍ وما بلحْ
وَوَزَّنَّاهُ بالكرَا
مِ فَسَاوَى وَقَدْ رَجَحْ
فلهُ الفضلُ حيثُ كا
نَ على مَنْ وأى وشحْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> نورُ عيني تركت قلبي جناحا
نورُ عيني تركت قلبي جناحا
رقم القصيدة : 8541
-----------------------------------
نورُ عيني تركت قلبي جناحا
يَوْمَ فَارَقْتِنِي فَحَنّ وَنَاحَا
جَوْهَرَ الدُّرِّ لَمْ أنَلْكِ وَلَوْ نِلْـ
تُكِ كُنْتِ الْغِنَى وَكُنْتِ الْفَلاَحَ
كيف لم تذكري الرّسولَ إلينا
وَقُعُودِي إِلَيْكِ أرْعى الصّبَاحَا
يشتهي قربكِ الفؤادُ ولكن
لا تُبَالِينهُ وَيَأبَى انْتِصَاحَا
ذَهَبَتْ نَظْرتِي إِلَيْكِ بِنَفْسي
ونمى الحبُّ عن فؤادي فباحا
يوم أذري إليكِ من حذرِ الفر
قة دمعي وقد عزمتُ الرّواحا
نورَ عيني لو كان منك في السِّتـ
ـرِ لَعِيبٌ شَفَيْتُ منِّي قَرَاحَا
أسلمتني عيني إليك وقالت
لو تعزّى بالصبر عنكِ استراحا
ومنَ المشتكى سلوّكِ عني
واشتياقي قد افتضحتُ افتضاحا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> فُتنَ المرعَّث بعدَ طولِ تصاحِ
فُتنَ المرعَّث بعدَ طولِ تصاحِ
رقم القصيدة : 8542
-----------------------------------(93/187)
فُتنَ المرعَّث بعدَ طولِ تصاحِ
وَصَبَا وَمَلَّ مَقَالَة َ النُّصَّاح
وأصابهُ سحرُ البخيلة ِ بعدَ ما
ألِفَ الصَّلاَة َ وَعَاذَ بالمسْبَاح
فتعرضت لكَ للَّذي حاذرتهُ
حَوْرَاءُ في عِقْدِ لَهَا وَوِشَاحِ
خودٌ إذا جنح الظَّلامُ فإنها
تَكْفِي الأَوَانِسَ فَقْدَة َ المِصبَاحِ
وَلَوَ أنَّهَا دَاوَتْ صَدًى مِنْ هائِمٍ
حَرَّانَ يَنْظُرُ غَفْلَة َ الميَّاحِ
برضابِ ذي أشرٍ أغرَّ كأنَّما
شَفَتِ الْغَلِيلَ وَلَمْ تُنَلْ بِمَلاَمَة ٍ
وَشِفَاءُ مَنْ تَيَّمْتِ غَيْرُ جُنَاحِ
إن البخيلة َ لو يميلُ بها الصِّبى
كالقنو مالَ على أبي الدحداحِ
أتَنَصُّحاً مَا تَأمُرِينَ فَمِثْلَهَا
رَجَعَ النّصِيحُ شَفَى مِنَ الأَبْرَاحِ
رَجُلٌ سَيَبْذُلُ لِلطَّبِيبِ تِلاَدَهُ
إِنْ كَانَ ذا ثِقَة ٍ لَهُ بِنَجَاحِ
وَلَقدْ كَلِفْتُ بهَا وَعَيَّرَنِي الْهَوَى
بادي النّصِيحَة ِ سَاكِنُ الأروَاحِ
فحلفتُ لا أعطي العواذلَ طاعة ً
حتَّى يُقامَ عليَّ بالأنواحِ
وِإِذَا هَوِيتَ فَلاَ يُعَيِّرُكَ الْهَوَى
إلاَّ مقالة ُ آخرينَ صحاحِ
فإذا النديم شكا الصّدى من هامة ٍ
عندي شفيتُ صداءهُ بالرّاحِ
ممَّا تَضَمَّنَهُ أشَمُّ مُعَمَّمٌ
بلحاء باسقة ٍ من الأدواح
فإذا أكَّب حكى لسمعكَ ضاحكاً
تَحْتَ الْغَمَامَة ِ أوْ دَوِيَّ نُبَاحِ
بخروجِ لينة ِ المذاقِ رقيقة ٍ
كالدّمعِ تخلطُ لينها بجماحِ
حَتَّى أرُوحَ وَقَدْ قَضَيْتُ لُبَانَة ً
أندى من المتضيِّف الرّوَّاح
لِوصَالِ أخْرَى قَدْ سَلَوْتُ سُلُوَّهَا
فأبتْ بناتُ فؤادي المرتاح
لَمَّا رَأتْنِي فَوْقَ أجْرَدَ سَابح
كالفيءِ معترضاً على أرماحِ
سلسَ المقلَّد لا أخفِّض جاشهُ
إلاَّ تقاذفَ غربهُ بطماح
قالَتْ لِجَارَتِهَا: أتَانَا زَائِرٌ
رقَّت له كبدي ولانَ جناحي
مَا طَلْتُهُ دَيْناً وَطَالَ طِلاَبُهُ
والدينُ منسرحٌ وغيرُ سراحِ
فاليَوْمَ أقْضي دَيْنَهُ بِنِيابَتِي
في كلِّ غدوة ِ شارقٍ ورواحِ(93/188)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> دَعْنِي أمُتْ بِالْهَوَى لا يَلْحَنِي لاَحِ
دَعْنِي أمُتْ بِالْهَوَى لا يَلْحَنِي لاَحِ
رقم القصيدة : 8543
-----------------------------------
دَعْنِي أمُتْ بِالْهَوَى لا يَلْحَنِي لاَحِ
ليس المشوقُ إلى الأحباب كالصَّاحي
لَوْ كُنْتَ تَطْرَبُ لَمْ تُنْكِرْ بُكَا طَرِبٍ
صَبٍّ عَلى نَفْسِهِ بِالشِّعْرِ نَوَّاح
خفِّض جشاكَ على نأي الدُّنوِّ بها
آلَيْتُ أُدْنِي نَصِيحاً مَا وَحَى وَاح
قد هرّ قبلكَ كلبٌ دون حجرتها
فَهَلْ فَزِعْتُ لِكَلْبٍ مَر نَبَّاح
أبى ليَ اللَّعجُ المشبوبُ في كبدي
وفي فؤادي وأوصالي وأرواحي
أرتاحُ للرِّيح إن هبَّت يمانية ً
وأنتَ عندي رخيمٌ غيرُ مرتاح
لاَ أسْمَعُ الصّوْتَ إِلاَّ صَوْتَ جَارِيَة ٍ
تدعو إلى أسد من حبِّها شاح
كأنَّما انتزعت حبِّي بدعوتها
كَأنَّهَا جَبَلٌ من دُونِ نُصَّاحِي
رَيَّا الرّوَادِف مِلْوَاحٌ مُنَعَّمَة ٌ
يا حبَّذا كلُّ ريَّا الرِّدف ملواحُ
لَمْ تَرْثِ لي مِنْ جَوَى حُبٍّ وَقَدْ ضَحِكَتْ
عن بارِدٍ كَوَمِيضِ الْبَرْقِ لَمّاح
كأنّ في طرف عينيها إذا نظرتْ
بِناظر عٌقَداً مِنْ سِحْرِ سَبَّاح
تسرُّ عيناً وتلقى الشَّمس غيبتها
كأنَّمَا خُلقَتْ منْ ضوءِ مِصْبَاحِ
أمسي أؤمِّلُ جدواها فتخلفني
وَمَا أزَالُ كَمَا أمْسَيْتُ إِصْبَاحِي
وَكَيْفَ يُخْلِفُ مَأْمُولٌ لَهُ شَرَفٌ
مِنْ بَعْدِ مَا قَالَ خَيْراً لامْرىء ٍ ناح
يلومني صاحبي فيها وقد فتحتْ
إلى الصَّبَابَة ِ لي بَاباً بمفْتَاح
خاضتْ منَ الحبِّ ضحضاحاً وما رضيت
حتى جَشِمْتُ إِلَيْهَا غَيْرَ ضَحْضَاح
تَسَوّكَتْ لي بِمِسْوَاكٍ لِتُعْلِمَنِي
مَا طَعْمُ فيهَا وَمَا هَمَّتْ بإصلاح
لَمّا أتَنْنِي عَلى الْمِسْوَاكِ ريقَتُهَا
مثلوجة َ الطَّعم مثل الشّهدِ بالرَّاح
قبلت ما مسَّ فاها ثم قلتُ لهُ:
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ ذَا الْمِسُوَاكَ يَا صَاح(93/189)
قُلْ للرَّبَابِ: ارْجِعِي رُوحِي إلى جَسَدِي
أوْ عَلِّليني بِوْجهٍ مِنْكِ وَضّاح
عَلى الْوَسَاوس تُعْفِيني وَتَتْرُكُنِي
مِنْ بَاكِرٍ بِدَعَاوي الْحُبِّ رَوَّاح
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لا تلمني على عُبيدة َ صاحِ
لا تلمني على عُبيدة َ صاحِ
رقم القصيدة : 8544
-----------------------------------
لا تلمني على عُبيدة َ صاحِ
زودتني زاداً من الأتراح
وانْهَنِي إِنْ نَهَيْتَنِي عَنْ هَوَاهَا
باسم أخرى إنّ اسمها من فراحي
بَلْ دَع الحُبَّ ثمّ لُمْنِي عَلَيْهَا
ذِكْرُكَ الحُبَّ زَائِدِي في ارتيَاحِي
قَدْ ذَكَرْتُ الْهَوَى فَرَقّ فُؤَادِي
وَدَعَوْتُ اسْمَهَا فَطَارَ جَنَاحِي
وَلَقَدْ كُنْتُ ذَا مُزَاح فَأصْبَحْـ
تُ على حبِّها قليلَ المزاح
طرباً للرِّياح هبَّت جنوباً
أينَ مثلي يهوى هبوبَ الرّياح
أيُّهَا المرْءُ إِنّ قَلْبَكَ صَاح
مِنْ هَوَاهَا وَلَيْسَ قَلْبِي بِصَاحِ
أفتنتني لا ريبَ عبدة ُ إنِّي
مِنْ هَوَاهَا على سَبِيلِ افْتِضَاحِ
هلْ عَلى عَاشِقٍ خَلاَ بِحَبِيبٍ
في التزام وقبلة ٍ من جناح
إنَّما بالفؤادِ والعينِ منِّي
حبُّ شبعى الخلخال غرثى الوشاح
مُكْرَبٌ فَوْقَ مَعْقَدِ الْمِرْطِ مِنْهَا
واحتشى المرطُ من أباة ِ رباح
بِنْتُ سِتْرٍ لَمْ تَبْدُ للشَّمْس يَوْماً
مَا خَلاَ الفِطْر أوْ غَدَاة َ الأَضَاحي
سَلَبَتْهُ يَوْمَ الخُرُوج حِجَاهُ
بأسيل العطبولِ والأوضاح
وبثغرٍ يحكي المخبِّرُ عنهُ
نَفْحَة َ المسْكِ فُتّ في كأسِ رَاح
يا خَليليَّ تلكُمَا دَاء عَيْنِي
ودوائي من دمعها السفَّاح
إنّ أمّ الوليد - فاسترقياها -
أفسدتني وعندها إصلاحي
ثُمّ قُولا لَهَا بِقَوْلٍ وَفِيهَا
ضِنَّة ٌ مِنْ فِؤادِهِ المُسْتَبَاح:
اسجحي يا عبيدُ في ودِّ نفسي
ليسَ إمساكها من الإسجاح
أقْلَقَ الرُّوحَ طُولُ صَفْحِكِ عَنِّي
وصليني وسكِّني أرواحي
ولقد قلتُ للنِّطاسيِّ :أعطيك
تلادي وطارفي بالنَّجاح(93/190)
داوني من حمام قلبي إليها
بدواءٍ يردُّ غربَ الجماح
فَاحْتَمَانِي وَقَالَ: دَاءٌ عَيَاءٌ
مَا لِمَنْ يُبْتَلَى بِهِ مِنْ رَوَاحِ
مَا دَواءُ الَّذِي يُسَهَّدُ بِاللَّيْـ
لِ ولا يستريحُ في الإصباحِ
فَتَجَهَّزْتُ لانْقِضَاء حَيَاتِي
وَاسْتعدَّتْ لِمِيتَتِي أنْواحِي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يقولُ أبو عمروٍ غداة تهلَّلت
يقولُ أبو عمروٍ غداة تهلَّلت
رقم القصيدة : 8545
-----------------------------------
يقولُ أبو عمروٍ غداة تهلَّلت
من العينِ درّاتٌ وفاض سفوحها
أجِدَّكَ مِنْ ريْحانة ٍ طَاب ريحُها
ظَلِلْتَ تُبكِّي خُلَّة ً وتنُوحُها
فَقُلْتُ لَهُ: لاَ تُكثِر اللَّوْم إِنَّنِي
أتى مِنْ هوى نفْسِي علَيَّ جُمُوحُها
كَأنَّك لَمْ تعْلَمْ لعبْدَة َ حُرْمة ً
وأسرار حبٍّ عندنا لا نُبيحها
تثاقلت الذَّلفاءُ عنِّي وما درت
بذي كبدٍ حرّى يغصّ قريحها
وقد كادتِ الأيَّام دون لقائها
تصرَّم إلاَّ أن يمرَّ سنيحها
يُذكِّرُنِي الرَّيْحَانُ رَائِحة َ الَّتِي
إذا لم تطيَّب وافق المسكَ ريحها
عُبَيْدة ُ همُّ النَّفْسِ إِنْ يَدْنُ حُبُّها
وإن تنأ عنها فارق النَّفسَ روحُها
فلا هي من شوقٍ إليها تريحني
وَلاَ أنا منْ طُول الرَّجاءِ أريحُها
هواك غبوقُ النفسِ في كلِّ ليلة ٍ
وذكرتمو في كل يومٍ صبوحها
وَلِلنَّفْسُ حاجاتٌ إِلَيْكِ إِذَا خلَتْ
سَيَعْيَا بِهَا عِنْدَ اللّقَاءِ فَصيحُهَا
فلست بسالٍ ما تغنَّت حمامة ٌ
وَمَا شَاقَ رُهْبَانَ النَّصَارَى مَسِيحُهَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لَعَمْرِي لَقَدْ أزْرَى سُهَيْلٌ بِصهْرِهِ
لَعَمْرِي لَقَدْ أزْرَى سُهَيْلٌ بِصهْرِهِ
رقم القصيدة : 8546
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَقَدْ أزْرَى سُهَيْلٌ بِصهْرِهِ
وَوَلاَّهُمُو في شرْكِهِ غَيْرُ صَالِح
أزوَّجتم العلجَ اللَّئيمَ ابنَ سالمٍ
وما زائنٌ زوَّجتموه بفاضح(93/191)
ألاَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ إِنْ كَان خارِجاً
وهذا سُهَيْلٌ صِهْرُ مُوسى بْن صالح
فما أمَّلَتْ هذا له نفْسُ صالحٍ
ولا كان يرجوها له في المناكحِ
وَلاَ خَافَ هذَا صَالحٌ عِنْدَ مَوْتِهِ
عَلَى عَقْبِهِ في نَادِيَاتِ الْفَضَائح
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَأَبجرُ هَلْ لِهذَا اللَّيْل صُبْحُ
أَأَبجرُ هَلْ لِهذَا اللَّيْل صُبْحُ
رقم القصيدة : 8547
-----------------------------------
أَأَبجرُ هَلْ لِهذَا اللَّيْل صُبْحُ
وهل بوصالِ من أحببتُ نصحُ
أَأَبْجَرُ قَدْ هَويتُ فَلاَ تَلُمْنِي
على كبدي من الهجرانِ قرحُ
جرى دمعِي فأخْبَرَ عنْ ضَمِيرٍ
كَجَارِي الْمِسْكِ دَلَّ عَلَيْهِ نَفْحُ
كَأَنِّي يَوْمَ سَارَ بَنُو يَزِيدٍ
يَؤُمّ دَليلُهُمْ بُصْرَى وَيَنْحو
خَرَجْتُ بِنَشْوَة ٍ مِنْ بَيْتِ رَأسٍ
تدور بهامتي والطَّرف طمحُ
أسَائِلُ أيْنَ سَارَ بَنُو يَزِيد
وعندي منهم الخبرُ المصحُّ
أَأَبْحَرُ هَلْ تَرَى بِالنَّقْبِ عِيراً
تَمِيلُ كأَنَّهَا سَلَمٌ وَطَلْحُ
خرَجْنَ عَلَى النَّقَا مُتَوَاتِرَاتٍ
نَوَاعِبَ في السَّرَابِ لَهُنّ شَبْحُ
فَوَاعَجَبَا صَفَوْتُ لِغَيْرِ صافٍ
وأعطيتُ الكريمة من يشحُّ
وَذِي مَالٍ وَلَيْسَ بِذِي غَنَاء
كَزُبِّ الشَّيْخ لا يَعْلُوهُ نَضْحُ
صبرتُ عليه حتى بان فسلاً
كأنّ إخاءهُ خبزُ وملحُ
وفيَّاض اليدينِ على الموالي
لَهُ فضْلٌ يُعاشُ بِهِ وَمَنْحُ
مِن المتحرِّفين يداً وجُوداً
عَلَيَّ مَدِيحُهُ وَعَلَيْهِ نُجْحُ
أتَانِي وُدُّهُ خَدَماً ومَالاً
وعيَّلني وبعضُ النَّيل وتحُ
مَضى هذَا، فَقُلْ في أمِّ بَكْرٍ
أرَاهَا لا تَجودُ وَلَسْتُ أصْحُو
رأيتُ لها على الروحاءِ طيفاً
ورؤية ُ من تحبُّ عليه صلحُ
ويومَ لقيتها بجنابِ حوضى
كَعضْبِ الْعِيرِ سِيقَ إِلَيْه ربْحُ
تتابعتِ الثَّوائج لأمِّ بكر
تفوزُ بها وحال عليكَ قدحُ
إذا ما شئتُ راح عليَّ همٌّ
من الغادين أو طربٌ ملحُّ(93/192)
وقالوا: لو صفحت عن النَّصارى
ولا والله ما بأخيك صفحُ
أحِنُّ إلى محاسِنِ أمِّ بكْرٍ
ودون لقائها دكحٌ ونكحُ
وَأَضْبَطُ لا تُوزِّعُهُ الْمنايا
أبلَّ مُشيَّعٌ بِالْموْتِ سمْحُ
تعزَّ ولا تكن مثل ابن نهيا
لَهُ رُمْحُ ولاَ يُغْنِيهِ رُمْحُ
يميلُ على رماح القومِ ظلماً
لَهُ ................ فطْحُ
يذمُّ الشيب حمادُ بن نهيا
وليس له من الشّبان مدحُ
يُوافِقُهُ ارْتِكَاضُ الْقِرْدِ فِيهِ
وإِنْ مسح الضُّراطَ فَذَاكَ رِبْحُ
به جرحٌ من الرّمح المذكَّى
وليس به من المأثور جرحُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أنَّى دعاهُ الشَّوقُ فارتاحا
أنَّى دعاهُ الشَّوقُ فارتاحا
رقم القصيدة : 8548
-----------------------------------
أنَّى دعاهُ الشَّوقُ فارتاحا
مِن بَعْد ما أصْبَحَ جَمَّاحا
ذكَّره عهدَ الصَّبى صاحبٌ
كَان لَهُ إِذَّاكَ مِفْتاحا
أيَّام عبادة ُ من شأنهِ
إِنْ لَمْ يَزُرْهَا بَاكِراً راحا
الْقَلْبُ مَشْغُوفٌ بِما قدْ مضى
يلقى من الأحزانِ أتراحا
وَكَيْفَ لاَ يَصْبُو إلى غَادة
تكْفِيك في الظَّلْماء مِصْباحا
سحَّارة ُ الْعَيْنِ لَها صُورة ٌ
جاد عليها الحسنُ سحَّاحا
كأن ثلجاً بين أسنانها
مُسْتشْرِكاً راحاً وتُفَّاحا
كاتمتُ ما ألقى إلى وجهِها
حتَّى إذا عذَّبني باحا
كفى خليليّ هوى ً شفَّني
لا يعْدمُ النّاصِحُ أنْصاحا
قولا لمن لم تريا مثلهُ
في محْفلٍ جِسْماً وألْواحا:
كُرِّي لَنَا الْعَيْش الَّذِي قَدْ مَضَى
ما كَان ذاك الْعَيشُ ضحْضاحا
لاَ كُنْتُ إِنْ كُنْتُ تناسيْتُكُمْ
لهائجٍ بعدكمو ناحا
في حلَّتي جسمُ فتى ً ناحلٍ
لَوْ هبَّتِ الرَّيحُ لَهُ طَاحا
كان الشَّقا حُبَّى مدينية ً
راحت بها دارٌ وما راحا
أرْعى بِها النَّجْمَ وما رغْبتِي
نجماً بطرفِ العينِ لمَّاحا
أذابِحِي الشَّوْقُ إلى قُرْبِها
ما كَانَ ذَاكَ الشَّوْقُ ذبَّاحا
لم أنسَ ما قالت وأترابُها
في معْرك ينْظِمن مِسْباحا:(93/193)
أقلِلْ مِن الطِّيبِ إِذا زُرْتنا
إنِّي أخافُ المسك إن فاحا
لا تتركنَّا غرضاً للعدى
إِنْ كُنْت لِلأَهْوالِ سبَّاحا
لَمْ أدْرِ أنّ المسكَ واشٍ بِنا
إِنّ حار باب الدّارِ مِسْباحا
فسمَّحت أخرى وقالتْ لها:
لاَ تحْرِما ما كَان إِصْلاَحا
لا بدَّ من طيبٍ لمعتادهِ
يغدو به نفساً وأرواحا
كم ليلة ٍ قد شقّ إصباحها
عنا نعيماً كان زحزاحا
لم ننبسط فيه إلى محرم
حتَّى رأينا الصُّبح وضَّاحا
إِلاَّ حدِيثاً مُعَجِباً أُنْسُهُ
أكْبرْتُهُ غَنماً وأرْباحا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أبكاكَ بدرُ السَّماء أن لاحا
أبكاكَ بدرُ السَّماء أن لاحا
رقم القصيدة : 8549
-----------------------------------
أبكاكَ بدرُ السَّماء أن لاحا
....مر بعد موتهِ قاحا
على حبيبٍ يبيتُ ملتدماً
يبكيكَ نوحُ الحمام إن ناحا
ذكَّركَ البدْرُ وجْهها فتلاَ:
للَّه وجْهُ الْحبِيبِ مِصْباحا
كأن في قرقرٍ تضمَّنها
سفرجلاً طيِّباً وتفَّاحا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> دُرَّة ٌ حيثُما أُديرَت أضاءتْ
دُرَّة ٌ حيثُما أُديرَت أضاءتْ
رقم القصيدة : 8550
-----------------------------------
دُرَّة ٌ حيثُما أُديرَت أضاءتْ
وَمشمٌّ من حَيثُما شُمَّ فاحا
وَجَنَانٌ قال الإلَه لها كو
ني ! فكانت روحاً وروحاً وراحا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وزائرة ٍ ما مسها الطيبُ برهة ً
وزائرة ٍ ما مسها الطيبُ برهة ً
رقم القصيدة : 8551
-----------------------------------
وزائرة ٍ ما مسها الطيبُ برهة ً
من الدهرِ لكنْ طيبها الدهر فائحُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لَعمْري لَقَدْ هَذَّبْتُ قَوْلِي ولم أَدَعْ
لَعمْري لَقَدْ هَذَّبْتُ قَوْلِي ولم أَدَعْ
رقم القصيدة : 8552
-----------------------------------
لَعمْري لَقَدْ هَذَّبْتُ قَوْلِي ولم أَدَعْ
مَقَالاً لِمُغْتَابٍ وَدَعْوَى لِمَنْ لَحَا
وَمَنْ كانَ ذَا فَهْمٍ بليدٍ وعقلُه(93/194)
به علة ٌ عاب الكلام المنقَّحَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> كَبكْرٍ تَشَهَّى لَذِيذ النِّكاح
كَبكْرٍ تَشَهَّى لَذِيذ النِّكاح
رقم القصيدة : 8553
-----------------------------------
كَبكْرٍ تَشَهَّى لَذِيذ النِّكاح
وتَفْرَقُ من صَوْلَة الناكح
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أصْفراءُ كان الودُّ منكِ مُباحا
أصْفراءُ كان الودُّ منكِ مُباحا
رقم القصيدة : 8554
-----------------------------------
أصْفراءُ كان الودُّ منكِ مُباحا
لياليَ كان الهَجرُ منكِ قراحا
وكان جواري الحي إذ كنت فيهم
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَلاَ منْ لِمطْرُوبِ الْفُؤَادِ عمِيدِ
أَلاَ منْ لِمطْرُوبِ الْفُؤَادِ عمِيدِ
رقم القصيدة : 8555
-----------------------------------
أَلاَ منْ لِمطْرُوبِ الْفُؤَادِ عمِيدِ
ومنْ لِسِقيمٍ باتَ غَيْرَ معودِ
بِأُمِّ سعِيدٍ جفْوة ٌ عنْ لِقائه
وإِنْ كَانتِ الْبلْوى بأمِّ سعِيد
إِذَا قُلْتُ: داوي منْ أصبْت فُؤادَهُ
بِسُقْمِكِ، دَاوَتْهُ بِطُولِ صُدُودِ
وإن جيد منتهُ المنى بلقائه
خلاَيَا وَلاَ يَلْقَاهُ، غَيْرَ مَجُودِ
كأن عليها ألوة ً لا تسرهُ
بجائزة منها ولا بشديد
وَجَلَّدَنِي عَنْهَا الْبَريءُ مِنَ الْهَوَى
وَلَسْتُ عَلى هِجْرَانِهَا بِجَلِيدِ
فقلت لهُ: بعض الملامة إنني
على اللوم منها ضامنٌ لمزيد
أعد سجودي بالحصى وتلومني
ولولا الهوى أوهمت بعض سجودي
كأن بقلبي جنة ً تستفزهُ
بِنِسْيَانِ مَا صَلَّيْتُ غَيْرَ عَدِيدِ
شغلْتُ بِها نفْسِي فلسْتُ بفارِغ
لِدانٍ يُرجِّيني ولا لِبعيدِ
أدرُّ لِسُعْدى عنْ لِبانِ مودَّتِي
صفاءً وإِنْ همَّتْ لنا بِجُمُودِ
وإني لوصال لأخلاق حبلها
وما كنت وصالاً لغير جديد
وكل امرئ ساع وللنفس غاية ٌ
وما الداء إلا الداء غير ودود
ورائحة ٍ لِلْعَيْنِ مِنْها مَخِيلة ٌ
إذا برقت لم تسق بطن صعيد
مِن الْمُسْتِهلاَّتِ الْهُمُومَ علَى الْفَتى(93/195)
خَفَا برْقُها مِنْ عُصْفُرٍ وعُقُودِ
حسدْتُ عليْها كُلَّ شيء يَمَسُّها
وما كُنْتُ لَوْلاَ حُبُّها بِحَسُودِ
فمن لامني في الغانيات فقل له:
تعِشْ واحِداً لا زلْتُ غَيْرَ وحِيدِ
وأصفر مثل الزعفران شربته
على صوت صفراء الترائب رود
ربَيبة ِ سِتْرٍ يعْرِضُ الموْتُ دُونها
زئير أسود تابعات أسود
كأنّ أمِيراً جالِساً في حِجابِها
تُؤمِّلُ رُؤْيَاهُ عُيُونُ وُفُودِ
أهبت بنات الصدر بعد رقادها
فأصبحن قد وافين غير رقود
ثقيلة ما بين البرين إلى الحشا
وما الدّاءُ إلاّ غَيْرَ وَدُودِ
تروح بمثل الأيم فوق نطاقها
ويا لك من وجهٍ هناك وجيدِ
مِن الْبِيضِ لمْ تسْرحْ على أهْلِ غُنَّة ٍ
وقيراً ولم ترفع حداج قعود
كأن لساناً ساحراً في لسانها
أعين بصوتٍ كالفرند حديد
كأن رِياضاً فُرِّقتْ في حديثِها
على أن بدواً بعضه كبرود
تميت بها ألبابنا وقلوبنا
مِرَاراً وتُحْييهِنّ بعْدَ هُمُودِ
إذا نظقت صحنا وصاح لنا الصدى
صياح جنودٍ وجهت لجنود
ظلِلْنا بِذاك الدَّيْدانِ الْيوْم كُلَّهُ
كأنَّا من الفِرْدوْسِ تحْت خُلُودِ
ولا بأس إلا أننا عند أهلها
شُهُودٌ وما ألْبابُنا بِشُهُودِ
فلما رأينا الليل شب ظلامهُ
وشُبَّ بِمِصْباحٍ لِغَيْرِ سُعُودِ
رجعنا وفينا شيمة ٌ أريحية ٌ
من العيش في ودٍّ لهن وجود
فلسنا وإن هز العدوُّ سوادنا
عن اللَّهْوِ ما عَنِّ الصِّبَا بِقُعُودِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يعِيشُ بِجِدٍّ عاجِزٌ وجلِيدُ
يعِيشُ بِجِدٍّ عاجِزٌ وجلِيدُ
رقم القصيدة : 8556
-----------------------------------
يعِيشُ بِجِدٍّ عاجِزٌ وجلِيدُ
وكل قريب لا ينال بعيدُ
وفِي الطَّمَعِ التَّنْصِيبُ والْيأسُ كالْغِنى
وليس لما يبقي الشحيح خلودُ
ولا يدْفعُ الْموْتَ الأَطبَّاءُ بالرُّقَى
وسيان نحسٌ يتقى وسعود
وما نال شيئاً طالبٌ بجلادة ٍ
ولكن لقومٍ حظوة ٌ وجدود
وتُصْبِحُ لا تدْرِي أَيأتِيكَ خافِضاً
نصيبك أم تغدو له فترود(93/196)
يفوت الغنى قوماً يخفون للغنى
ويلقى رباحاً آخرون قعود
وللخير أسباب وللعين فتنة ٌ
ومن مات من حب النساء شهيد
وبيضاء مكسالٍ كأن حديثها
إِذا ألْقِيَتْ مِنْهُ الْعُيُونُ برُودُ
دعتني بأسباب الهوى ودعوتها
لَيَاليَ سِرْبالُ الصفاءِ جديد
فجاءت على خوفٍ كأن فؤادها
جناحُ السُّمَانَى يرْعوِي وَيَحِيدُ
فَأعْطيْتُهَا كفَّ الصَّفَاءِ فَأعْرَضَتْ
ثقيلة أدعاص الروادف رود
تَصُدُّ حَياءً ثمَّ يَقْتَادُهَا الْهَوَى
إلينا وفيها صبوة ٌ وصدودُ
وأي نعيمٍ لم أعش في ظلاله
أكاد على لذاته وأكيد
شَرِبْتُ بِكأسِ الْعَاشِقِينَ وَزَارنِي
هلالٌ عليه مجسدٌ وعقود
مِن الْمُسْتفِزَّاتِ الْقُلُوبَ إِذَا مشتْ
تأوّدُ فِي أعْطافِها وتمِيدُ
تزين بخلقٍ وجهها ويزينهُ
أغرُّ كمِصْباحِ الظَّلامِ وجيدُ
كأن نساء الحي حين يزرنها
نواحب نحبٍ تم فيه سجود
فما كان إلا الأنس بيني وبينها
وَشَدْوُ غِنَاءٍ تَارَة ً وَنَشِيدُ
طوْينَا بِهَا ذَاك الزّمَانَ وَإِنَّنَا
لكالماء للحران فيه برود
فَلمَّا ذَكتْ عَيْنٌ وَأشْرَفَتِ الْعِدَى
وجاهرنا واشٍ ودبَّ حسودُ
وقدْ قُلْتُ تأدِيباً لهُ وصبابة ً
إليها ومن دون اللقاء وعيد:
أطيعي عدواً واحذري عين حاسدٍ
عقاربه تسري ونحن قعود
فَقَالتْ: بِنَا شَوْقٌ إِليْكَ وَإِنَّمَا
نُصَادِي عُيُوناً تَنْثَنِي فَنَعُودُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أسُعَادُ جُودِي لا شُفِيتُ سُعَادَا
أسُعَادُ جُودِي لا شُفِيتُ سُعَادَا
رقم القصيدة : 8557
-----------------------------------
أسُعَادُ جُودِي لا شُفِيتُ سُعَادَا
وصلي بودك هائماً معتادا
إن الزيارة أعقبت بفؤاده
طَرَبَاً فأعْقَبَ فِتْنَة ً وَفَسَادَا
ما تأمرين بزائرٍ أقصيته
يَوْمَ الْخَمِيسِ وَقَدْ رجا مِيعادا
أمسكت شقة نفسه فأذاعها
وبخلت فاتخذ الهموم وسادا
وتركْتِهِ نِصْباً إِلَيْكِ بِحاجة ٍ
كيما يزيدُ وويلهُ إن زادا
قالُوا: نكُدُّك بِالْهَوَى وَتَكُدُّنَا(93/197)
.... المَعِيشَة ُ مَا بَلَغْتَ كِدَادَا
وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنَ الضِّعِيفَة ِ إِذْ بَدَتْ
تَثْنِي أسَامَة فَانْثَنَى وَانْقَادَا
أَسَدٌ تَصَيَّدَهُ غَزَالٌ شَادِنٌ
مَا اصْطَادَ قَبْلكِ شَادِنٌ آسَادَا
وَلَقَدْ أقُولُ لِصَاحِبٍ لِي مُهْتَرٍ
قد مات من كلف بها أو كادا:
حَتَّامَ تُجْشِمُنِي الصِّبَى وَتَشُفُّنِي
بل ليت غيرك يا فؤاد فؤادا
مَا زِلْتَ تَذْكُرُ وَجْهَهَا وَحَدِيثَهَا
مُنْذُ انْصَرَفْتَ وَمَا ذَكَرْتَ مَعَادا
سُعْدَى مُباعدة ٌ وأنْتَ مُخاطِرٌ
أفقد رضيت مع الخطار بعادا
منعتك يقظى ما تحب ولم تجد
فِي نوْمِها، فمتى تكُونُ جَوَادَا
وإِذَا أردْت عِداتِها بخِلتْ بِها
حتَّى الْفُؤاد وصافحتْك جَمَادا
أبطرف مقلتك المريضة صدته
ما إن سمعت بمثله مصطادا
صفْراءُ آنِسَة ٌ يزِينُ نقابَهَا
عين تروح للعيون سهادا
إلا تكن قمر السماء فإنها
مِثْلِ المَرِيعَة ِ تَعْجِبُ الرّوَادا
ولقد بدا لي أن أموت بحبها
فانهل دمعي في الرداء وجادا
فَطَوَتْ زِيَارَتَهَا لِغَيْرِ مَلاَمَة ٍ
حَذَرَ الْمُرَاقِبِ لِلزّمِانِ مِدَادَا
نَطَقَتْ فَأنْطَقَ مَا سَمِعْتُ مَدَامِعي
عن كل ناطقة ٍ تقول سدادا
وَكأن مَا سَمِعَتْ لهُ بِحَدِيثِهَا
هاروت يسلب مقلتيه رقادا
وَأقام يُشْفِقُ أنْ يُجنَّ صبَابَة ً
ويخاف موته قلبه إن عادا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا طُولَ هَذَا اللَّيْلِ لَمْ أرْقَدِ
يَا طُولَ هَذَا اللَّيْلِ لَمْ أرْقَدِ
رقم القصيدة : 8558
-----------------------------------
يَا طُولَ هَذَا اللَّيْلِ لَمْ أرْقَدِ
إِلاَّ رُقَادَ الْوَصِبِ الأَرْمَدِ
مِثْلَ اكْتِحَالِ الْعَيْنِ نَوْمِي بِهِ
بَلْ دُونَ كُحْلِ الْعَيْنِ بِالْمِرْوَدِ
أراقب الصبح كأني امرؤٌ
مِنْ رَاحَة ٍ فِيهِ عَلَى مَوْعِدِ
بِتُّ إِلَى أنْ رَاعَنِي ضَوْؤُهُ
وخلف سني إصبعي من يدي
تَعَجُّباً مِمَّا دَهَانِي بِهِ(93/198)
أقْرَبُ جِيرَانِي لِذِي الأَبْعَدِ
رقى إليها كذباً لم يكن
مني على ممشى ولا مقعد
حتى أدلت بل ثنى لبها
عنى مقالُ الكاشح المفسد
فِي الصَّدْرِ مِمَّا بُلّغَتْ حِبَّتِي
مِثْلُ شِهَابِ الْقَابِسِ الْمُوقِدِ
إن بردت عن كبدي لوعة ٌ
طالت على القلب فلم تبرد
بل أيها الواشي بها عندنا
لاَ زِلْتَ لاَ تُعْجِبُنِي فَازْدَدِ
أنْتَ لَعَمْرُ اللّه أوْجَدْتهَا
علي حتى كدرت موردي
وكُنْتُ أسْبَانِي بِهَا صَاحِباً
يَعْتَلُّ فِي الأَمْرِ وَلَمْ يُوجَدِ
لَمْ تَرَ مِثْلِي مُغْرماً بِالْهَوَى
وَمِثْلَ عَبَّادَة َ لَمْ تَقْصِدِ
تَبْرُو لدى هَجْرِي وَأَدْوَى بِهِ
فلست بالحي ولا بالردي
لَكِنَّنِي مِثْلِ سَبِيلِهما
مِثْل سَلِيم الْحَيَّة ِ الأَسْوَدِ
شتان ذا منها وإرسالها:
أدَالِجٌ أنْتَ وَلَمْ تَعْهَدِ
غداة زمت إبلي غدوة ً
والْقَوْمُ مِنْ بَاكٍ وَمِنْ مُسْعِدِ
فَقُلْتُ: إِنْ آبُوا فَأنْتِ الْهَوَى
وإن أرح منك فلا تبعد
يَا عَبْدَ لاَ تَنْسَي فَلَمْ أَنْسَهُ
ممشاي بين المسجد المبتدي
يَوْمَ عُبَيْدُ اللّه كَالْمُعْتَدِي
عَلَيَّ فِي حُبِّكِ أوْ مُعْتَدِي
يقول إذ أبصرني مقبلا
فِي الْقَوْمِ مُعتَمّاً وَلَمْ أرْتَدِ
لَمَّا رَآهُ شَهِدَتْ عَيْنُهُ
مُشَوَّهَ اللّبْسَة ِ فِي الْمَشْهَدِ
هَذِي کلَّتِي دَلَّهَهُ حُبُّهَا
وكان حيناً من حصى المسجد
فقلت: يا صاح بها حيني
كلني لما بي لستُ بالمرشد
كنت كما قلت من أبنائهِ
وَفِتْنَتِي عَبْدَة ُ بِالْمَرْصَدِ
بينا كذا إذ برقت برقة ً
بَيْنَ رِدَاءِ الْخَزِّ وَالْمِجْسَدِ
بَيْضَاءُ حسْناً أشْربَتْ صُفْرَة ً
تهتز في غصن الصبى الأغيد
تحسدها الجارات من حسنها
وَمِثْلُ عَبَّادَة َ فَلْيُحْسَدِ
يَحْسُدْنَ مِنْهَا قَصَباً مَالِئاً
للقلب والخلخال والمعضد
والدر والياقوت يحسدنها
مناطة ً في الأوضح الأجيد
وَمَضْحَكاً مِنْها كَمَا أوْمَضَتْ
صيفية المزن ولم ترعد
وأنها حوراء مكحولة ٌ(93/199)
غانية تغنى عن الإثمد
يَحْسُدْنَهَا ذَاكَ إِلَى صُورَة ٍ
قامت بها عندي ولم تقعد
لا عيب فيها غير تأخيرها
كل صباح وعدنا في غدِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لا تَعُدْ لِي كَلَيْلَة ٍ بِالْجَمَادِ
لا تَعُدْ لِي كَلَيْلَة ٍ بِالْجَمَادِ
رقم القصيدة : 8559
-----------------------------------
لا تَعُدْ لِي كَلَيْلَة ٍ بِالْجَمَادِ
بتها خائفاً على أسهادي
أرهب السيف إن وردت على الحي و
وأطْوِي الْهُمُومَ وَالْقَلْبُ صَادِ
ضَيْعَة ُ النَّفْسِ وَادِّلاَجٌ عَلَى الْقَصْدِ
وَمَا خَيْرُ مُدْلِجٍ غَيْر هَادِ
وَلَقَدْ أصْرِفُ الْفُؤادَ عَن الشَّيْ
ء حَيَاءً وَحُبُّهُ فِي السَّوَادِ
أمسك النفس بالعفاف وأمسي
ذاكراً في غد حديث الأعادي
ذَاكَ إِذْ لا تَزَالُ "حُبِّى " مِنَ الْبَغْي
خيالاً يزورني في الرقاد
ثُمَّ قَدْ قَصَّرَتْ وَمَا قَصَّرَ الْحُبُّ
كأني جعلته من تلادي
لِثَقَالِ الأَعْجَازِ تَمْشِي الْهُوَيْنَى
مِثْلَ غُصْنِ الرَّيْحَانة ِ الْمَيَّادِ
ضحكت لي عن بارد الطعم عذبٍ
مُسْتَنِيرٍ كَالْكَوْكَبِ الْوَقَّادِ
ثُمَّ رَاقَتْ باللَّوْنِ وَالْعَيْنِ حَتَّى
كَادَ حُبِّي يَطِيرُ بِي عَنْ وِسَادِي
هِيَ بَدْرُ السَّمَاء، لاَ بَلْ هِيَ الشَّمْسُ
مس تدلت في مذهب وجساد
لا أسُرُّ الْحُسَّادَ فِيهَا وَتُمْسِي
ندبة ً في مسرة الحساد
تترك القرب ثم تعقب بالبعـ
د فويلي من قربها والبعاد
وَجَوادٌ فِي النَّوْم يُعْطِينِيَ النَّفْسَ
وَلَيْسَتْ يَقْظَى لَنَا بِجَوَادِ
تحسن المشي في المنام ولا تحسن
يَقْظَى مَشْيَ الْمرِيبِ الْمُصَادِي
الْحُبَّ فِي مَنْطِقِي وَعَيْنَيَّ بَادِ
في منطقي وعيني باد
لَيْسَ يَخْفَى طَرْفُ الْمُحِبِّ وَلاَ كَسْـ
رة عين العدو عند اعتيادي
حَشْرُ عَيْنٍ يَلْقَى الْبَغِيضَ وَلاَ يَلْقَى
لقى محبا عينان دون ازدياد
ولقد قلت إذ جفيت ولم أجف
وَكَانَتْ بَلِيَّتِي مِنْ وِدَادِي(93/200)
ليت حظي من العباد ومما
خَلَقَ اللّه لَذَّة ً لِلْعِبَادِ
رِيقُ "حُبَّى " أحْسُوهُ سَبْعَة َ
أيَّام شِفَاءً لِقُرْحَة ٍ بِالْفُؤَادِ
إِنَّهَا مُنْيَتِي وَحَاجَتِي الْكُبْرَى
وَنَفْسِي لَوْ مَتَّعَتْنِي بِزَادِ
أشتهي قربها على العسر واليـ
وَعِنْدَ الضِّيَا وَيَوْمَ التَّنَادِي
قُلْ لَهَا يَا فَرِيرُ إنِّي مِنَ الشَّوْ
قِ إِلَيْهَا وَحِدَّتِي فِي جِهَادِ
كَيْفَ صَبْرِي فَرْداً عَلَى غَيْرِ نَيْلِ
طال هذا بخلاً وطال انفرادي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> راحَتْ سُلَيْمَى تَدْعُوكَ بِالْعَنَدِ
راحَتْ سُلَيْمَى تَدْعُوكَ بِالْعَنَدِ
رقم القصيدة : 8560
-----------------------------------
راحَتْ سُلَيْمَى تَدْعُوكَ بِالْعَنَدِ
وبالمنى في غدٍ وبعد غد
قَالَتْ: سَنَلْقَاكَ فَرْطَ سَابِعَة ٍ
فَقُلْتُ: يَا برْدَهَا عَلَى الْكَبِدِ
لَيْتَ الْحَدِيثَ الذِي وَصَفْتِ لَنَا
يكون بيعاً بالمال والولد
ثم انثنت وانتظرت موعدها
أرجو وفاءً به على الأمد
حَتَّى إِذَا مَا عَدَدْتُ سَابِعَة ً
وَزِدْتُ سَبْعاً فَضْلاً عَلَى الْعَدَدِ
قالت: بعيني عين موكلة ٌ
والأسد حولي فكيف بالأسد
مَا زِلْتُ أغْتَرُّهُ وَأخْتِلُهُ
حَتَّى الْتَقَيْنا يَوْماً وَلَمْ نَكَدِ
حتام أدعو الصبى وأتبعه
والموت دان والله بالرصد؟
كل امرئ تارك احبته
وصائرٌ تُرْبَة ً من الْبلد؟
قد كنت أمشي إليك جائرة ُ
فالآن حين اقتصدتُ فاقتصد
فَقُلْتُ لمَّا الْتوتْ بِنائِلِها
وسملت عينها ولم تذد:
يا أسْمح النَّاسِ بِالسَّلام ويَا
أبخلهم بالصفاء والصفد
يَا قَوْمِ نَفْسِي لهَا مُعَلَّقَة ٌ
مَا بَعْدَ نَفْسِي بِصَالِحٍ جَسَدِي
شط علي الهوى يكلفني
لقيان سعدى وليس بالصدد
كروا علي الرقاد أتركها
وَعَلِّلُونِي بِهَا مِنَ الْوَحَدِ
طال انفرادي بها وما انفردت
بِسَاهِرِ اللَّيْلِ مَائِلِ الْوُسُدِ
يَشْكُو إِلَيْها هَوًى يُمَوِّتُهُ(93/201)
غَمّاً وَلاَ يَشْتَكِي إِلَى أحَدِ
أرْمَدُ مِنْ نَأيِهَا وَلَوْ قَرُبَتْ
يوماً شفت عينه من الرمد
وصاحبٍ قال لي ووافقني
مَلآنَ وَجْداً وَبَاتَ لَمْ يَجِدِ:
لا تَعْجَلِ الأَمْرَ قَبْلَ مَوْقِتِهِ
ما حم آتٍ والنفس في كبد
فَقُلْتُ: غَيُّ الشَّبَابِ يَتْبَعُنِي
قُولِي رَضِينَا فَنَمْ وَلاَ تَجِدِ
دعني وسلمى أعش بلذتها
إِنْ سَاعَفَتْ أوْ أمُتْ مِنَ الْكَمَدِ
يا ويحها طفلة ً خلوت بها!
لَيْسَتْ ذُنُوبِي فِيهَا مَنَ الْعَدَدِ
فاعهدينا من الظنون على تبـ
ليغ واش من قول ذي حسد
قد تبت مما كرهت فاحتسبي
غُفْرَانَ مَا جِئْتُ غَيْرَ مُعْتَمِدِ
لَمَّا وَجَدْنَا قَالَتْ لِقَيْنَتِهَا:
قولي وضينا فنم ولا تجد
كَانَتْ عَلَى ذَاكَ مِنْ مَوَدَّتِنَا
إِذْ نَحْنُ مِنْ عَاتِبٍ وَمُصْطَرِدِ
نَطوِي بِهَا الدهْرَ حِينَ نُنْكِرُهُ
طَيّاً وَنَشْفِي بِهَا صَدَى الْكَمِد
حتى انثنى العيش من مريرتها
فِي صَوْتِ حَادٍ يَحْدُو بِهَا غَرِدِ
فَاعْذِرْ مُحِبّاً بِفَقْدِ جِيرَتِهِ
متى يبن من هويت تفتقد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أنجزي يا سلامة الموعودا
أنجزي يا سلامة الموعودا
رقم القصيدة : 8561
-----------------------------------
أنجزي يا سلامة الموعودا
وَتَصَابَيْ وَلاَ تُطِيعِي الْحَسُودَا
إن تريني فاد الرقاد من الوجد
حزيناً أجيد فيك القصيدا
فلقد كنت لا أسارق بالطر
ف إلى مثلك الجميع القعودا
إن قد شفني هواك فأقصيت
نَصْيحِي والأَلْطَفَ الْمَوْدُودَا
قد مللت الأدنى بحبك إذ حل
فُؤَادِي وَلَسْتُ أهْوَى الْعِيدَا
يعلم الله ما ذكرتك إلا
بِتُّ مِنْ لَوْعَة ِ الْهَوَى مَعْمُودا
ذَا لِسَان إِذَا أرَدْتُ اعْتِذَاراً
من هواكم وجدته مصفودا
صَدِّقِينِي بِمَا أقُولُ فَإِنِّي
بَاعثٌ بِالْهَوَى دُمُوعِي شُهَودَا
لِمُحِبٍّ عَلَى الْمَوَدَّة ِ بَاك
أوْ يَكُونَ الصَّنِيعُ مِنْكُمْ سَدِيدا
بَاتَ يَرْجُوكُمُو وَذَاكَ بَعِيدٌ(93/202)
دونه باب بذلكم مسدودا
إِن قَلْبِي آلَى وَفِيهِ لَجَاجٌ
يَوْمَ بَصَّرْتِهِ الْهَوَى مُسْتَفِيدَا
لا يُطيعُ الْعُذَّالَ فِي هَجْرِ سَلْمَى
أوْ تَصُوغُوهُ صَخْرَة ً أوْ حَديدا
فتبعت بالفؤاد حين تألى
في هواه فلم أوافق سعودا
بل أسى ً بالفؤد فيما اصطحبنا
غَيْرَ أنِّي تَبِعْتُهُ يَوْمَ صِيدَا
لَيْتَ أنِّي فَقَدْتُ قَبْلَ اتِّبَاعِي
صاح قلبي وكان قلبي الفقيدا
إْنْ عَصَيْتُ الْفُؤَادَ حِينَ عَصَانِي
في هواه إلى التعزي سديدا
فَلَقَدْ كَادَ ما أكَابِدُ مِنْهَا
ومن القلب يتركاني حريدا
مُولَعاً بِالْخُلُوِّ مِمَّا أُلاَقِي
أحسبُ العيش أن يكون الوحيدا
لا يقضِّي الْعَجِيب مِنِّي أبُو حَرْ
بٍ وينسى الذي ضمنت الوليدا
عَلَقٌ مِنْ هَوَى سَلاَمَة َ فِي
الْقَلْبِ أرَاهُ سَيَبْلَغُ الْمَجْهُودَا
قال : أذرى المرعث الدمع فانهـ
نِظَاماً وَكَانَ عَهْدِي جَلِيدَا
ما لعينيك لم تذوقا من الليـ
ل رقاداً ولم تريدا جمودا
قُلْتُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنَ الشَّيْبِ إِذْ حَلَّ
وَأخْرَى مِمَّنْ يُرينِي الصُّدُودا
لَو تَجَلَّتْ غَيَابَة ُ الْهَمِّ عَنْ قَلْبِي
إلى يافعٍ أطعت الرشيدا
صردت هامتي سلام وما كا
نَ لَدَيْهِنَّ مَشْرَبِي تَصْرِيدَا
كيف لا يكثر البكاء وقد كنت
رَبِيحاً عِنْد الْغَوَانِي صَيُودَا
كُلّ بَيْضَاءَ كَالْمَهَاة ِ اسْتَعَارَتْ
لَكَ أمّ الغزَالِ عَيْناً وَجِيداً
زَانَهُ الشَّذْرُ وَالْفَرِيدُ عَلَى النَّحْرِ
نِظَاماً بَلْ زَانَ ذَاكَ الْفَرِيدَا
فإذا هُنَّ قدْ نفرْن مِن الشَّيْبِ
يب وأوقدن للوداع وقودا
كُلُّ شيْءٍ إِلَى انْقِطَاعٍ مَداهُ
وصروف الأيام تبلي الجديدا
وَندِيمٍ نادَمْتُهُ عامِرِيٍّ
كزِيَادٍ عيْنِ النَّدَى أوْ يَزِيدَا
ليْلَة ً تلْبَسُ الْبيَاض مِن الشَّهْرِ وَأخرَى
تُدْنِي جلابِيبَ سُودَا
فَلَهَوْنَا هذِي وَهذِي وَلَمْ نَأ
تِ حَرَاماً فِيهَا وَلاَ تَفْنِيدَا
حيث نطوي الفحشاء والفحش إن قيـ(93/203)
ـلَ عَفَافاً وَننْشُرُ المَحمُودَا
ولدينا حلو الثنا صيدحيٌّ
بِهوَانا تزِيدُهُ الكأسُ جُودا
فارغ اللب للنجيم إذا اشـ
تف ثلاثاً ألفيته غريدا
ضمن الكأس ذا السماح ولا يؤ
ذي جليساً ولا يصافي العبيدا
بيديه مثل المصلي من الليل
سجوداً حيناً وحيناً ركودا
لا تبِيتُ الْكِئاسُ مِنْهُ إِذَا مَا
قَابَلَتْهُ الكِئَاسُ إِلاَّ سُجُودَا
ثم فرقتهم أميد غدواً
وَحَرِيُّ نَدْمَانُهُمْ أنْ يَمِيدَا
وَغَدَوْا أوْ تَرَوَّحُوا بَعْدُ أَخْدَا
ناً يَجُرُّونَ حِينَ رَاحُوا الْبُرُودا
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تعجَّبَتْ جارَتِي مِنِّي وَقدْ رَقدتْ
تعجَّبَتْ جارَتِي مِنِّي وَقدْ رَقدتْ
رقم القصيدة : 8562
-----------------------------------
تعجَّبَتْ جارَتِي مِنِّي وَقدْ رَقدتْ
عنِّي العيون وبات الهمُّ محتشِدا
قالت لسُعدى وأخرى من مناصفها
ما هاج هذا وقد خيِّلته هجدا
قَالَتْ فَقُلْتُ لَهَا مَا زِلْتُ أكْتُمُكُم
وسًاوس الْحُبِّ حَتَّى ضَافَ فَاعْتَمَدَا
أرقتُ من خَّلة ٍ باتت وساوسها
تَسْرِي عَلَيَّ وَبَاتَتْ دَارُهَا صَدَدَا
حَوْرَاءَ كَانَتْ هَوَى نَفْسِي وُمُنْيَتَهَا
لو قرَّب الدَّهر من لقيانها أمدا
وَلَوْ تُكَلِّمُ مَحْمُولاً جِنَازَتُهُ
قد مات بالأمس أو ترثي له خلدا
فَالْقَلْبُ صَبٌّ مُعَنًّى حِينَ يَذْكُرُهَا
والعين عبرى تقاسي الهمَّ والسَّهدا
ما إن رأيت كمشعوفٍ بحبِّكمو
يَبْقَى وَلا مِثْلَكُمْ يَعْتَلُّ لوْ رَقَدَا
وعدتني ثمَّ لم توفي بموعدة
فَكُنْتِ كَالْمُزْنِ لَمْ يَمْطُرْ وَقَدْ رَعَدَا
إِذَا نَأَيْت دَعَانِي مِنْكُمُو نَكَدٌ
فإن دنوت منعت النَّائل النَّكدا
بليت والنَّأيُ متروكٌ على حزنٍ
ولا أرى القلب إلاَّ زادني بُعدا
أرْعَى مِنَ الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ حَقَّهُمَا
لا يصلح الحرَّ إلاَّ حفظ ما وعدا
إِنِّي حَلَفْتُ يَمِيناً غَيْرَ كَاذِبَة ٍ(93/204)
عِنْدَ الْمَقَام وَلَمْ أقْرَبْ لَهُ فَنَدَا:
لو خيِّر القلبُ من يمشي على قدم
لاَخْتَارَ سُعْدَى وَلَمْ يَعْدِلْ بِهَا أحَدَا
لو ساعفتنا وصدَّ النَّاس كلُّهمو
لما وجدت لفقد النَّاس مفتقدا
تركتني مستهام القلب في شغلٍ
لَهْفَانَ لا وَالِداً أهْوَى وَلا وَلَدَا
أخَا هُمُومٍ وَأحْزَان تَأوَّبُنِي
فاخشى إلهك إني ميت كمدا
كَأنَّنِي عَابِدٌ مِنْ حُبِّ رُؤْيَتِهَا
إِنَّ الْمُحِبَّ تَرَاهُ مِثْلَ مَنْ عَبَدَا
لا أرْفَعُ الطَّرْفَ في النادِي إِذَا نَطَقُوا
وَلا أزَال مكِبّاً بَيْنَهُمْ أبَدَا
بِهَمِّ نَفْسٍ مُعَنَّاة ٍ بِذِكْرِكُمُو
إِذَا أقُولُ خَبَا مَشْبُوبُهُ وَقَدَا
وَالْقَلْبُ عِنْدَكَ مَأخُوذٌ مَسَامِعُهُ
فلا يروعه من قام أو قعدا
أبْلَيْتِ جِسْمِي فَنَفْسِي غَيْرُ آمِنَة ٍ
أنْ يُدْرِكَ الرُوحَ مَا قَدْ خَامَرَ الجَسَدَا
ألاَ تَحَرَّجْتِ مِمَّا قَدْ رُمِيتِ بِهِ
وَسْطَ النّسَاء لِمَنْ أفْنَى وَقَدْ رَقَدَا
لَو كَانَ ذَا قُوَّة ٍ أعْفَتْ جَلاَدَتُهُ
وقد أزيدعلى ذي قوة جلدا
لَكِنَّ فِي الْحُبِّ أسْقَاماً مُنَهَّلَة ً
لذي الحلاوة حتى يجهد الكبدا
فلن أكون حديداً في مقالتكم
كما خلقتُ ولا صوانة ً صلدا
قَالَتْ: أرَاكَ تَعزَّى عَنْ زِيَارَتِنَا
وقد يزور بيوت الحيِّ من وجدا
فَقُلْتُ: إِنِّي عَدَانِي أنْ أزُورَكُمُو
قَوْمٌ يَبِيتُونَ مِنْ بَغْضَائِنَا رَصَدَا
مغفَّلون عن الخيرات عندهمو
مِنْ فِطْنَة ِ الشَّرِّ عِلْمٌ لَمْ يَكنْ رَشَدَا
ما ضرَّ أهلك يا سُعدى فقدتهمو
من عاشقٍ زار لو قالوا لهُ سددا
إِنَّ التَّجهمَ عَدَّى عَنْ زِيَارَتِكُمْ
مِمَّنْ عَلِقْتُ وَأَمْسَى ذَاكِ قَدْ جَهِدَا
مخلأًّ بات يرعى كل بارقة ٍ
لو كان يصفو له وردٌ لقد وردا
فَأرْسَلَتْ حِينَ كَلَّ الطَّرْفُ: إِنَّهُمو
قد نوموا فأتنا إن كنت مفتأدا
وَوَطَّنَتْ تِرْبَهَا الْحَوْلاَءَ لَيْلَتَهَا(93/205)
قَبْلَ الرِّسَالَة ِ حَتَّى أصْبَحَتْ عَضُدَا
ولم أدع زينة ً حتى لبست لها
من الجديد لكي ألمم بهن غدا
فِي لَيْلَة ٍ خَلْفَ شَهْرِ الصَّوْم نَاقِصَة ٍ
تِسْعاً وَعِشْرِينَ قَدْ أحْصَيْتُهَا عَدَدَا
حتَّى ارتقيتُ إليها في مشيدة ٍ
دُونَ السَّمَاء تُنَاغِي ظِلَّهَا صَعَدَا
لَمَّا رَأتْ لَمَحَة مِنِّي مُرَعَّثَة ً
خُضْراً وَحُمْراً وَصُفْراً بَيْنَهَا جُدَدَا
قَالَتْ لِتِرْبٍ لَهَا كَانَتْ مُوَطَّنَة ً
جَاء الْمُرعَّثُ فَاثْنِي عِنْدَكِ الْوُسُدَا
وأحسني حين تلقيه تحيتهُ
وَلا تَكُونِي إِذَا حَدَّثْتِنَا وَتِدَا
خفِّي قريباً وعودي إن حاجتنا
دُونَ الْقَرِيبَة ِ فِي قَلْبَيْنِ قَدْ كَمِدَا
طال التَّنائي فكلّ غير متركٍ
حَتَّى تَرَيْ عَاتِباً مِنَّا وَمُصْطَرِدَا
حَتَّى الْتَقَيْنَا فَمِنْ شَكْوَى وَمَعْتَبَة ٍ
تَكُرُّهَا لا نَخَافُ الْعَيْنَ وَالرَّصَدَا
غَابَ الْقَذَى فَشَرِبْنَا صَفْوَ لَيْلَتِنَا
حبَّينِ نلهو ونخشى الواحد الصَّمدا
قَالَتْ: فَأنَّى ـ بِنَفْسِي ـ جِئْتُ مُسْتَرِقاً
من العدوِّ تخطَّى الوعر والجددا
جورٌ أتى بك أم قصدٌ فقلتُ لها:
مَا زِلْتُ أقْصِدُ لَوْ تُدْنِينَ مَنْ قَصَدَا
لاَ تَعْجَبِي لاجْتِيَابِي اللَّيْلَ مُنْسرِقاً
مَا كُنْتُ قَبْلَكِ رِعْدِيداً وَلاَ بَلِدَا
يَا رُبَّ قَائِلَة ٍ يَوْماً لِجَارَتِهَا
إِنَّ الْمُرَعثَّ هَمِّي غَابَ أوْ شَهِدَا
صددتُ عنها فلم أدمن زيارتها
إِلَى هَوَاكِ فَلَمْ تَجْزِي بِهِ صَفَدَا
لما قضينا حديثاً من معاتبة ٍ
وَكَادَ يَبْرُدُ هَذَا الشَّرُّ أوْ بَرَدَا
جَاءَتْ بِأزْهَرَ لَمْ تُنْسَجْ عِمَامَتُهُ
إذا الزُّجاجة كادت كأسه سجدا
ريان كالريم خدَّاه ومذبحهُ
إِنْ لَمْ يُرَعْ بِسُجُودٍ سَامِراً رَكَدَا
نلهو إليه ونشكو بثَّ أنفسنا
في سلوة وزوال الَّليل قد أفدا
حَتَّى إِذَ طَارِقٌ ثَارَتْ عَدَاوَتهُ(93/206)
بِأَوَّلِ الصُّبْحِ كَانَتْ صَالِحا فَسَدَا
قَامَتْ تَهَادَى إِلَى أهْلٍ تُرَاقِبُهُمْ
مشي البهير ترى في مشيه أودا
وَالْعَيْنُ تُحْدِرُ دَمْعاً جِدَّ وَاكِفَة ٍ
عَلَى مَسَاقِطِ دَمْعٍ كَانَ قَدْ جَمَدَا
كَأنَّهُ لُؤْلُؤٌ رَثَّتْ مَعَاقِدُهُ
فانساب أوله في السِّلك فاطَّردا
وَقُمْتُ لَمْ أقْضِ مِنْهَا إِذْ خَلَوْتُ بِهَا
إِلاَّ الْحَدِيثَ وَإِلاَّ أنْ أمَسَّ يَدَا
حَتَّى خَرَجْتُ فَكَانَ الدَّهْرُ مُنْدَحِلاً
بَيْنَ الْقَرِينَيْنِ حَلاَّلاً لِمَا عُقِدَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> اسْقِني يَابْنَ أسْعَدَا
اسْقِني يَابْنَ أسْعَدَا
رقم القصيدة : 8563
-----------------------------------
اسْقِني يَابْنَ أسْعَدَا
قبل أن ينزل الرَّدى
شَرْبَة ً تُذْهِبُ الْهُمُو
م وتشفي المصرَّدا
اسقني ثمَّ غنِّني
لا أرى النَّجم عردا
أنقدت عيني الكرى
من رعى الهمَّ أنقدا
إِنَّ فَاهَا أشْهَى
إليَّ رضاباً وموردا
من جنى النَّحل بالنُّقا
خ زلالاً مبرَّدا
شاقني صوتُ طائرٍ
زَارَ إِلْفاً فَغَرَّدَا
إِنَّ "حُبَّى " بِحُبِّهَا
تركتني مسهَّدا
أمسكتني على الصَّبا
بة ِ حَرَّانَ مُعْبَدَا
آملُ العيشَ تارة ً
وأرى الموتَ أسودا
فهمومي مطلَّة ٌ
بادئاتٍ وعوَّدا
لم تدع لي عند الملا
ئِحِ وَاللّهِ مَوْعِدَا
يا ابنة َ الخيرِ قد ملكـ
ِي، أنا الْفِدَا
لجَّ من حبِّكِ الطَّريـ
فَأطْرَقْتُ وَاعْتَدَى
أعتقيني من الهوى
أوْ عِدِي مِنْكِ مَوْعِدَا
أطْمِعِينَا كَيْمَا نَعِيشُ
وَقُولِي لَنَا: "غَدَا"
أنتْ هَمِّي مَعَ الْقَرِينِ
ين وإن رحتُ مفردا
حبذا أنت يا حبا
بَة ُ وَالْعُودُ وَالنَّدَى
وحديثٌ من الخلا
ء من العين والعِدى
يَا ابْنَة َ الْخَيْرِ قَدْ
كِ تداوي به الصَّدا
وَشَرَابٌ مُعَتَّقٌ
يَتْرُكُ الشَّيْخَ مُقْعَدَا
ذاك عيْشٌ لوْ دَامَ لِي
عشتُ فيهِ مخلَّدا
Free counter(93/207)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا صَاحِبَيَّ دَعَا لَوْمِي وَتَفْنِيدِي
يَا صَاحِبَيَّ دَعَا لَوْمِي وَتَفْنِيدِي
رقم القصيدة : 8564
-----------------------------------
يَا صَاحِبَيَّ دَعَا لَوْمِي وَتَفْنِيدِي
فَلَيْسَ مَا فَاتَ مِنْ أمْرٍ بِمَرْدُودِ
ما للفتى غيرُ ما أعطى الإله وما
يمنعْ فذلكَ شيء غيرُ موجودِ
والأَمْرُ صَعْبٌ إِذَا أخْطَأتَ وجْهَتَهُ
حتى توفق منه للمراشيدِ
فَلَيْتَ شِعْري عَلَى قِيلِ الْوُشَاة ِ لَنَا
إذ أزمع الحي وانصاعوا لتصعيدِ
حيث استقلَّت وصدت لا تكلمنا
والدَّمْعُ يَجْرِي عَلَى الْخَدَّيْنِ وَالجِيدِ
قَدْ كُنْتُ آمُلُ مِنْ نُعْم مَوَاعِدَهَا
فَمَا وأتْ لِي وَمَا جَاءتْ بِمَوْعُودِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لَقَدْ ذَكَّرَتْنِي لَيْلَة ُ الْقَدْرِ مَجْلِساً
لَقَدْ ذَكَّرَتْنِي لَيْلَة ُ الْقَدْرِ مَجْلِساً
رقم القصيدة : 8565
-----------------------------------
لَقَدْ ذَكَّرَتْنِي لَيْلَة ُ الْقَدْرِ مَجْلِساً
لثنتينِ من شعبٍ على غيرِ موعدِ
سرَى بِهِمَا شَوْقٌ إِلَيَّ فَجَاءَتَا
على وجلٍ من أقربين وحسد
وكاتمتَا أخرى هواي وغرَّتا
أمِيرَهُمَا مِنِّي بِنُسْكٍ وَمَسْجِدِ
كعابٌ وأخرى كالكعاب خريدة ٌ
ثَقَالٌ وَلَمْ تَسْتَشْعِرَا عَيْشَ جُحَّد
فَنَبَّهِنِي زَيْدٌ فَقُمْتُ إِلَيْهِمَا
أجُرُّ أسَابِيَّ الْكَرَى غَيْرَ مُرْقَدِ
فلَمَّا الْتَقَيْنَا بِالْحَدِيثِ تَبَسَّمَتْ
إلي وقالت :بيت أمن فأنشد
فَعَلَّلْتُهَا حَتَّى تَسَحَّرَ طَائِرٌ
وكادت تقضى سورة ُ المتهجِّد
تَقُولُ لِيَ الصُّغْرَى الصَّلاَة َ وَقَدْ دَنَتْ
شواكل توديعِ الإمام المؤيَّد
وَإِنْ مَرَّ مُجتازٌ عَلَيْنَا تَقَنَّعَتْ
مخافة قول الفاحش المتزيِّد
فَقُلْتُ لَهَا: أُلْقِي الصَّلاَة َ وَأنْثَنِي
شَفَاعَة َ مَنْ يَأوي لِحَرَّان مُقْصَدِ
تَبَدَّلَ مِنْ حُبِّ الصَّلاَة ِ حَدِيثُنَا(93/208)
وَكُنْتُ أراهُ غَايَة َ الْمُتَعَبِّدِ
فَيا مَجْلِساً لَمْ نَقْضِ فِيهِ لُبَانَة ً
وَيَا لَيْلَة ً قَدْ كُنْتُ عَنْهَا بِمَقْعَدِ
إذا العاتق العسراءُ عتَّقت الهوى
تيَّسر من أخرى لنا غير منكدِ
لعمرك ما تركُ الصلاة بمنكرٍ
ولا الصَّوم إن زارتك "أمُّ محمَّدِ"
فَتَاة ٌ لَهَا عِنْدِي دَخِيلُ كَرَامَة ٍ
وَسَاعِفُ حُبّ مِنْ طِرِيف وَمُتْلَدِ
أهيمُ بِكُمْ يَا "حَمْدَ" إِنْ كُنْتُ خَالِياً
وَأنْت حَديثُ النَّفْسِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ
وما كنت أخشى أن تكون منيَّتي
مَوَدَّتُكُمْ يَوْماً وَكُنْتُ بِمَرْصَدِ
وللقلبُ وسواسٌ من الحبِّ يغتدي
وَرَائحُ رَوْعَاتِ الْهَوَى الْمُتَرَدِّدِ
وكلُّ خليلٍ بعد عينكَ عينه
ستنكرني إلاَّ بقايا التَّجلُّد
تَضَمَّخُ بِالْجَادِي إِذَا ما تَرَوَّحَتْ
وتأوي إذا قالت إلى كنِّ مسجدِ
إذا قلت : أوفي العهد قالت وأعرضت:
ستدرك ما قد فاتك اليوم في غد
فلَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَهَا يَوْمَ عُطِّلَتْ
سوى حلي خلخال وقرطٍ ومعضد
أسيلَة ُ مَجْرَى الدَّمْعِ مَهْضُومَة ُ الْحَشَا
كشمسِ الضُّحى حلَّت ببرجٍ وأسعدِ
تَكَادُ إِذَا قَامَتْ لِشَيءٍ تُريدُهُ
تَمِيلُ بِهَا الأَرْدَافُ مَا لَمْ تَشَدَّدِ
وَقَدْ نَسِيَتْ عَهْدَ الصَّفاء وَلَمْ أزَلْ
عَلَى ذُكَرٍ مِنْهَا أرُوحُ وأغْتدَي
يُمَوِّتُنِي شَوقِي وتُحِيينِيَ الْمُنَى
فلستُ بحي في الحياة ولا الرَّدي
وَمَا كَانَ مَا لاَقَيْتُ مِنْ وَصْلِ غَادَة ٍ
وهجرانها إلا بما قدمت يدي
فلمَّا رأيتُ الحبَّ ليس بعاطفٍ
هواها ولا دانٍ لها بتودُّدِ
أخَذْتُ بِكَفَّيَّ النَّدَامَة َ رَاجِعاً
وأيقنت أني عندها غير موطدِ
عشية َ زادتني الزيارة فتنة ً
فَأقْبَلْتُ مَحْرُوماً بِهَا لَمْ أزوَّدِ
وَقَدْ عَلِمَتْ حَمَّادَة ُ النَّفْسِ أنَّنِي
إلى نائلٍ لو نلتُ من وردها صدِ
وأنَّ الهوى إن لم ترحْ لي بزفرة ٍ
يكون جوى ً بين الجوانح مغتدِ(93/209)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أبَا كَرِبٍ كِلْنِي لِهَمِّ الْمُجَاهِدِ
أبَا كَرِبٍ كِلْنِي لِهَمِّ الْمُجَاهِدِ
رقم القصيدة : 8566
-----------------------------------
أبَا كَرِبٍ كِلْنِي لِهَمِّ الْمُجَاهِدِ
وَلا تَسْتَزِدْنِي لَيْسَ حُبِّي بِزَائِدِ
دعاني إلى أمِّ الوليد شبابها
وَحُسْنٌ فَإِنِّي مِثْلَهَا غَيْرُ وَاجِدِ
سَأصرِمُ وَصْلاً مِنْ عُلَيَّة َ إِنَّهَا
صرومٌ كما أوهى كذوبُ المواعدِ
فأتبع ظلَّ الباهليَّة إذ غدت
عليَّ بأهواءِ المحبِّ المباعدِ
إِذَا شِئْتُ رَاعَتْنِي وَإِنْ كُنْتُ لاَهِياً
بذات خليل أو بعذراءَ ناهدِ
لَعُوبٍ بِألْبَابِ الرِّجَالِ كَأنَّهَا
إِذَا سَفَرَتْ بَدْرٌ بَدَا فِي الْمَجَاسِدِ
تشكَّى الضَّنى حتَّى تُعاد وما بها
سِوى فَتْرة ِ العَيْنَيْن سُقْمٌ لِعَائِدِ
كَأنَّ الثُّريَّا يوْم راحتْ عَشيَّة ً
على نحرها منظومة ً في القلائدِ
عَقِيلَة ُ أتْرَابٍ يُقوِّمْنَ حوْلها
إِذَا رُحْنَ أمْثَالَ الْغُصُونِ المَوَائِدِ
لقيتُ بها سعد السعود وإنما
لقيت بأخرى ناحساتِ المواردِ
فتلك الَّتي نُصحي لها ومودَّتي
ونَصْرِي وَمَالِي طَارِفٌ بعْد تالِد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا خَلِيلَيَّ أسْعِدَا
يَا خَلِيلَيَّ أسْعِدَا
رقم القصيدة : 8567
-----------------------------------
يَا خَلِيلَيَّ أسْعِدَا
مَلَكَ الْحُبُّ واعْتَدَى
أوْ دَعَانِي أمت بِهِ
بلغت نفسيَ المدا
ليس منِّي من لم يقمْ
لِي بِمَا عَالَنِي غَدَا
تَفْرَحُ الْعَيْن أنْ تَرَى
عَبْد قَيْسٍ وأسْعَدَا
حُرْمَة ُ الظَّاعِنِ الَّذِي
كان جاراً فأصعدا
وَتَلُومَاننِي وَقَدْ
نزل الموت أسودا
كلُّ مَنْ وَدَّ أحْمَدَا
ود أشياع أحمدا
لا تَكُونَا كَعَجْرَدٍ
لعن الله عجردا
ابْنُ نِهْيَا كَأمِّهِ
يبتغي باسته ندى
نفْس عَوْفِ بْنِ وَاقِدٍ
باعَدَتْهُ فَأبْعَدَا
أنا بلٌّ بشادنٍ
أحور العين أجيدا
فاتني إذ رميته(93/210)
ورماني فأقصدا
ولقد قلتُ للَّتي
دفعتْنِي مُصرَّدا:
لا تكُونِي بِما ضمِنْتِ
لِذِي الزَّادِ أنْفدا
أنجزي ما وعدت أو
أنجزي منكِ موعدا
وليكن ما وعدتني
نسْج نِيرٍ علَى سُدَى
لا تكُونِي كبارِقٍ
ليْس فِي برْقِهِ ندى
واذْكُرِي ليْلة السَّما
ء بذي التَّاج مَقعدا
بَيْنَ رَاحٍ وَمْزْهَرٍ
وغناءٍ شفا الصَّدا
إذ تقولين جهرة ً:
ليت ذا دامٍ سرمدا
وَنَعيمٍ بغيْتُهُ
بعد ما لذَّ مرقدا
صاحبٌ يشتهي اللِّعا
ب إن شئتُ غرَّدا
وَحديثٌ كتمْتُهُ
ولواهُ فما بدا
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عاد الغداة َ الصبَّ عيدُ
عاد الغداة َ الصبَّ عيدُ
رقم القصيدة : 8568
-----------------------------------
عاد الغداة َ الصبَّ عيدُ
فَالْقَلْبُ مَتْبُولٌ عَمِيد
مِنْ حُبِّ ظَبْي صَادَة ُ
يا من رأى ظبياً يصيدُ
أنِسٌ ألُوفٌ لِلْحِجَا
ل ودونه قصرٌ مشيدُ
من حولهِ حراسهُ
وَبِبَابِهِ أسَدٌ مَرِيدُ
وَالظَّبْيُ مَسْكَنُهُ الْفَلاَ
ة ُ مُطَرَّدٌ فِيهَا شَرِيدُ
ما إن تزال تظُّلهُ الـ
أمطارُ فيها والجليدُ
وَالظَّبْيُ تَصْرعُهُ الْحَبَا
ئلُ وهو عن شركٍ يحيدُ
ويطيشُ نبلي إن رميـ
تُ وَإِنْ رَمَى فَهوَ الْمُجِيدِ
فَأصَاب لمَّا أنْ رمى
قلبي له سهمٌ سديد
إِذْ مرَّ يخْتلِسُ النُّفُو
س وخلْفهُ تُزْجِيهِ غِيدُ
يَمْشِي الْهُويْنا كالنَّزِيـ
ف لبهره وهو الحميد
وعلى التَّرائب درة ٌ
فيها الزَّبرجدُ والفريدُ
وَنقارسٌ قَدْ زَانَهَا
حلقٌ غدائرها تصيدُ
وأغنَّ يحفلُ عصفراً
وكأنَّه جمرٌ وقودُ
وَالْقُرْطُ فِي مَهْلُوكَة
مَجْرَاهُ مِنْ جَبِلٍ بَعِيدُ
خَصْرٌ لَطِيفٌ كَشْحُهُ
مَجْرى الوْشَاحِ لَهَا خَضِيدُ
تِلْكَ الَّتِي لَذَّ الشَّبَا
بُ بها وطاوعني القصيدُ
تِلْكَ الَّتِي حُبٌّ لَهَا
في القلب باقٍ لا يبيدُ
من كان أفنى ودَّهُ
دَهْرٌ فَوُدُّكُمُ يَزِيدُ
أَوْ كَانَ غَيَّرَهُ الزَّمَا(93/211)
نُ فحُبُّكُمْ غَضٌّ جَدِيدُ
أوْ كَانَ جَلْداً فِي الْهَوَى
فأنا الضَّعيفُ له البليد
يَوْماً إِذَا لاَقَيْتُكُمْ
ولدى الهجان أنا التليدُ
لا أستطيع جوابكم
وَلِغَيْرِكَمُ قَوْلِي عَتِيدُ
فأشدُّ حبٍّ حبُّكم
والحبُّ أهونه شديدُ
فَلَئِنْ ظَفِرْتُ بِخَلْوَة ٍ
مِنْ حِبَّتِي فَأنَا السَّعِيدُ
أوْ مِتُّ مِنْ حُبِّي لَهَا
فَأنَا الْقَتيلُ بِهِ الشَّهِيدُ
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا طَلَلَ الْحَيِّ بِذَاتِ الصَّمْدِ
يَا طَلَلَ الْحَيِّ بِذَاتِ الصَّمْدِ
رقم القصيدة : 8569
-----------------------------------
يَا طَلَلَ الْحَيِّ بِذَاتِ الصَّمْدِ
بِالله حَدِّثْ: كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي
أوْحَشْتَ مِن دَعْد وَنُؤْيَ دَعْدِ
بَعْدَ زَمَانٍ نَاعِمٍ وَمَرْدِ
عهداً لنا سقياً لهُ منْ عهدِ
إِذْ نَحْنُ أخْيَافٌ بِمَا نُؤَدِّي
يُخْلِفْنَ وَعْداً وَنَفِي بِوعْدِ
فَنَحْنُ مِنْ جَهْدِ الْهَوَى فِي جَهْدِ
نلهو إلى نور الخزامى الثَّعدِ
فِي زَاهرٍ مِنْ سَبِطٍ وَجَعْدِ
ما زال من حرج الصِّبا في رند
يَخْتَالُ فِي مَاء النَّدَى الُمْنَدِّي
حَتَّى اكْتَسَى مِثْلَ عُيُونِ الْبُرْدِ
رَوْضاً بِمَغْنَى وَاهِبِ بْن فِنْدِ
أهْدَى لَهُ الدَّهْرُ وَلَمْ يَسْتَهْدِ
أفوافَ أنوار الحداء المجدي
يَلْقَى الضُّحَى رَيْحانُهُ بِسَجدِ
بدِّلتُ من ذاكَ بكى ً لا يُجدي
آذَنَ طِلْبَاتُ الصِّبَى بِصَدِّ
طالبني أمرٌ وليسَ يُجدي
فَهَنَّ لا يَشْفِينَنِي بِبَرْدِ
وَقَدْ أرَانِي فِي الصِّبَى الأَجَدِّ
كالبدِّ فيهنَّ لأهلِ البدِّ
هذا وَبَلاَّنِي مَسِيرُ الأَزْدِ
سِرْبٌ تَراءَى كَنِظَام الْعَقْدِ
حلوُ الحديثِ حسنُ التَّصدي
واهاً لأسماءَ ابنة ِ الأشدِّ
قامت تراءى إذ رأتني وحدي
كالشَّمسِ بين الزَّبرجِ المنقدِّ
سلطان مبيضٍّ على مسودِّ
ضَنَّتْ بِخَدٍّ وجَلَتْ عنْ خَدِّ
ثم انثنت كالنَّفس المرتدِّ(93/212)
ورحتُ من عرق الهوى أصدِّي
يَا عجَبَا لِلْعَاجِزِ الْمُسدِّي
حُدِدْتُ عَنْ حَظِّي وَلَمْ أجَدِّ
ما ضرَّ أهل النُّوكِ ضعفُ الكدِّ
وافق حظّاً من سعى بجدِّ
قُلْ لِلزُّبَيْرِ السَّائِلِي عَنْ وُلْدِي
الْحُرُّ يُوصَى وَالْعَصَا لِلْعَبْدِ
وليسَ للملحف مثل الردِّ
فارض بنصفٍ وأزح في القصد
النّصفُ يكفيك من التَّعدِّي
وصاحبٍ كالدُّمَّل الممدِّ
أراقب منه مثل يوم الوردِ
حتَّى انطوى غير فقيدِ الفقد
وما درى ما رغبتي من زهدي
وطامسِ السَّمتِ جموحِ الورد
خالٍ لأصوات الصَّدى المصدِّي
أرْضاً تَرَى حِرْبَاءَهَا كَالْقِرْدِ
يَمِيدُ فِي رَأدِ الضحَى الْمُمْتَدِّ
للقورِ في رقراقها تردِّي
زوراءَ تُخفي عجباً وتبدي
من لامعاتٍ كالسَّعالي البدِّ
تَلْمَعُ قُدَّامِي وطوْراً بعْدِي
كأنَّ قُصْوى أُكْمِهَا تُسدِّي
لا، بَلْ تُصَلِّي تَارَة ً وَتَرْدِي
ترقدُّ في يعانها المرقدّ
وَعَاصِفٍ مِنْ آلِهَا الْمُشْتَدِّ
صدعتها بالعيهم العلندِ
يَلْقَى الضُّحَى بِمَنْسِمٍ مُكِدِّ
وَنَظَرٍ رَاعٍ وَهَادٍ نَهْدِ
وهامة ٍ ملمومة ٍ كالصَّلدِ
جَشَمْتُهُ أفْضَى وَشِيحَ الْجلْدِ
طَيَّ السَّخَاوِيِّ بِغَيْرِ نِدّ
مَا زَالَ يَشْدُو تَارَة ً وَيَخْدِي
في بطن عيثٍ وظهرٍ صلد
أمْلَسُ لا يُهْدَى بِهِ مُهَدِّ
حتى انتهى مثلَ صليف القدّ
فانصدعت عن راكبٍ مجدِّ
وَرَّادِ أمْوَاهٍ كَمَاء السِّخْدِ
وَغَارِبٍ أخْفَى لِخَافِي الْبَلْدِ
رَيَّانَ يَلْقَى مَعَ طُولِ الشَّدِّ
مكعبراً نداءه المثدِّي
فِيهِ لِصيرَانِ الْفَلاَ تَغَدِّي
لَمْ يُغْذَ بِالْفَيْضِ وَلاَ بِالْعِدِّ
إلاَّ بماءِ المعصراتِ الهُدِّ
مُخْتَلِفَ التِّيجَانِ فِي التّنَدِّي
كُلَّلَ بِالأَصْفَرِ بَيْنَ الْوَرْدِ
وبالبنفس المشرق الرَّخودَّ
وَالْجَوْنِ مَشْبُوباً بِلَوْنِ الْفَهْدِ
مُوفٍ عَلَى حَوْذَانِهِ كَالنَّقْدِ
مِنْ زَاهِرٍ أحْمَرَ لَمْ يَسْوَدّ
يغدو كغادي الشَّرق في التَّغدِّي(93/213)
مُنْبَلِقاً مِثْل عُيُونِ الْجُرْدِ
تَحَارُ فِيهِ الشّمْسُ ذَاتُ الْوَقْدِ
إذا حدا ذبابهُ المحدِّي
عارضهُ المكَّاءُ كالمستعدي
صَبَّحْتهُ فِي ظِلِّ مُزْنٍ سَمْدِ
غُدَيَّة ً قَبْلَ غُدُوِّ السُّبْدِ
بعاقرٍ جدَّاء أو أجدِّ
يطلبُ شأو اليعملات الجد
بَلْ هلْ ترى لمْعَ الْحبيِّ الْفَرْدِ
وافى من العين بنجم السَّعد
تَحْدُو بِهِ رِيحٌ وريحٌ تَهْدِي
كَأنَّ أنْوَاح النِّسَاءِ الْجُدِّ
فِي عَرْصَة ٍ يَلْمَعْنَ بِالْفِرَنْدِ
قدْ طبَّقَ الْغَوْرَ وأعْلَى نجْدِ
يستنَّ فيه كالنَّعام الرُّبد
إذا سناه انشقَّ غير المكدي
أضَاءَ لِلشَّامَة ِ بَعْد الرَّقْدِ
جُونَ الرُّبَى مِثْلَ جِبَالِ الْكُرْدِ
مُنْبعقِ الْقصْفِ هَزيم الرَّعْدِ
قلتُ لهُ حينَ حفا في العهدِ
وَغرَّق الْوَهْد وَغَيْرَ الْوَهْدِ
بِسَبَلٍ مِثْلِ زُلاَلِ الشَّهْدِ:
اسْلَمْ وَحُيِّيتَ أبَا الْمِلَدِّ
أنت جنى العود وموتُ الرِّئد
متوَّج الآباء ضخمُ الرَّفد
مفتاح باب الحدث المنسدِّ
نِعْمَ مَزَارُ الْمُعْتَفِي وَالْوَفْدِ
وأنت للجندِ وغير الجندِ
مُشْتركُ النَّيْل وَرِيُّ الزَّنْدِ
تسبقُ من جاراكَ قبل الشدِّ
بالحلم والجودِ وضربِ الكردِ
ما زلتَ معروفاً مع الأردِّ
أغَرَّ لبَّاساً ثِيابَ الْمَجْدِ
ما كان منِّي لك غيرُ الودِّ
ثمَّ ثناءٌ مثل ريح الوردِ
نسَجْتُهُ في الْمُحْكَمَاتِ النَّدِّ
فَالْبسْ طِرَازِي غَيْرَ مُسْتَبَدِّ
لله أيامك في معدِّ
ثُمَّ بَني قَحْطَانَ ثُمَّ عَبْدِ
يوْماً بِذِي صبْية عِنْد الْحدِّ
وعِنْدَهُ اسْتَوْدَعْتَ أرْضَ الْهِنْدِ
بِالْمُقْرِباتِ الْمُبْعِدَاتِ الْجُرْدِ
إِذا الفَتَى أكْدَى بِها لَمْ تُكْدِ
تلحمُ أمراً وأموراً تسدي
وابْن حَكِيمٍ إِذْ أتَاكَ يَرْدِي
في العدد المعلنكسِ الأعدِّ
راح بحدٍّ وغدا بحدِّ
يحفز دفاعاً كطردِ الصَّرد
حفْز الأَّوَاذِيِّ عُبَابُ الْمَدِّ
كَأنَّهُ مِنْ غُلَوَاءِ الْجُرْدِ(93/214)
فِي الْعَسْكَرِ الْمُسْلنْطِحِ الْمُقوَدِّ
أصَمٌّ لاَ يَسْمَعُ صَوْتَ الرَّعْدِ
حَيَيْتهُ بِحَتْفِهِ الْمُعَدِّ
بَعْدَ طِعَانٍ صَادِقٍ وَجَلْد
فانهدَّ مثلَ الجبلِ المنهدِّ
وانْفَرَجَتْ عَنْ أسَدٍ ألَدِّ
وَعَنْ نُمُورٍ حَوْلَهُ وأسْدِ
صرعى كصرعى الخندريسِ المردِ
بعداً ولا ترث لهم من بعدِ!
كلّ امرئٍ رهن بما يؤدِّي
وربَّ ذي تاجٍ كريم المجدِ
كآلِ كسْرى وكآل بُرْدِ
أنْكَبَ جَافٍ عَن طَرِيق الرُّشْدِ
فصلتهُ عن ماله والولد
يا بنت أفصى من بني العرندِ
قولي لعبدِ القيسِ إن لم تجدِ:
لا تَفْرَحِي بِالْجَلَبِ الأَشَدِّ
قد يخرجُ الَّليث سهام الوغدِ
قُومِي .... ـد ما أوْ صِدِّى
فَانْتَظِري عُقْبَة َ بَعْدَ الْوَخْدِ
سِيَّان مَنْ يغْزُو وَمَنْ فِي اللَّحْد
قد جاءك الدَّهرُ بأمرٍ إدِّ
بعقبة المشغبِ ثمَّ المجدي
يهُزُّ أعْلَى سَيْفِهِ الأَحَدِّ
في جحفلٍ كالعارضِ المسودِّ
يشقُّ متن الصَّحصحانِ الجرد
بِالْعَلَمَينِ فِي الحَدِيدِ السَّرْدِ
وكلَّ جيَّاشِ العشايا نهدِ
في لبدهِ والموتُ فوقَ الَّلبدِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا دار أقوت بالأجالد
يا دار أقوت بالأجالد
رقم القصيدة : 8570
-----------------------------------
يا دار أقوت بالأجالد
بَعْدَ الْمَسُودِ بِهَا وَسَائِدْ
لا غَرْو إِلاَّ دَرْسُهَا
بين الأمق إلى كداكد
يَمْشِي النَّعَامُ بِجَوِّهَا
مشي النساء إلى المساجد
وَلَقَدْ رَأيْتُ بِهَا الْخَرَا
ئد يتصلن إلى الخرائد
حُورٌ أوَانِسُ كالدُّمَى
أوْ كالأَهِلَّة ِ فِي الْمجاسِدْ
رُجُحُ الرَّوَادِفِ وَالشَّوَى
لا يأتزرن على الرفائد
متهللات في العبير وفي
وَفِي الزَّبَرْجَدِ وَالْفَرَائِدْ
لا يرعوين إلى المريب ولا
وَلا يُنِينَ عَلَى الْمَرَاصِد
أيام عبدة وسطهن
كأنها أم القلائد
يَحْسُدْنَ فَضْلَ جَمَالِهَا
لا تَعْدَمِي حَسَدَ الْحَوَاسِد
لِلَّهِ عَبْدَة ُ إِذْ غَدَتْ(93/215)
مِنَّا تُزَفُّ إِلَى ابْنِ قَائِدْ
كَالْحَلْي حُسْنُ حَدِيثِهَا
وَدَلاَلُهَا إِحْدَى المَصَايِدْ
ولقد نعمت بروحها
ودفعت عن جسد مساعد
يَا شَوْقَهَا لِفِرَاقِنَا
وَتَقَلّبِي فَوْقَ الْوسَائِدْ
يَا عَبْدَ قَدْ شَخَصَ الْفُؤَا
دُ وَقَدْ شَخَصْتِ فَغَيْرُ بَاعِدْ
قرع الوشاة فأطرقوا
وَشُغِلْتِ عَنَّا أمَّ عَابِدْ
لا تُنْجِزِينَ مَوَاعِدِي
وَيْلِي عَلَى تِلْكَ الْمَوَاعِدْ
وَلقَدْ أقُولُ لِمُولَعٍ
غيران يقعد بالقصائد:
يا ذا المقحم سادراً
أقْصِرْ فَإنَّكَ غَيْرُ رَاشِدْ
لا تُوعِدَنّي بِاللِّقَا
ءِ وَقَدْ شَرِبْتُ دَمَ الأَسَاوِدْ
لا أتقي حسد الضغيـ
ـنِ وَلاَ أخَوَّفُ صَوْتَ رَاعِدْ
يَخْشَى الأُسُودُ عَرَامَتِي
ونقي معتلج الأوابد
جُرْحٌ بِأفْواهِ الرُّوَا
ة لدى المجالس بالمناشد
ولنعم جندلة الردى
في مأقطٍ كالسيف عاند
أشفى من اللمم المعن إذا
تَقَحَّمَ غَيْرَ قَاصِدْ
فَدَعِ الْفُضَولَ لأَهْلِهَا
قَطَعَ الْمِرَاءَ حُضُورُ صَاعِدْ
وإذا خشيت محيطة ً
من وارق الجهلات زائد
فاندب لها روح القلو
بِ فليْس عنْ شرفٍ ببارِدْ
نوه بأروع مسعرٍ
لِلْحَرْبِ فِي الْغمراتِ قائِدْ
أسد الخليفة تلتقي
بِشباتِهِ نحْر الْمَكَايِدْ
وفتى الْعشِيرة فِي الْحِفا
ظ وزينها عند المشاهد
يجري بصالحة الخليل
وليس عن ترة ٍ براقد
كثرت مواهبه الكبار
لِصادِرٍ مِنَّا ووارِدْ
يعطي القيان مع اللهى
من سيب مشترك الفوائد
وترى الحلول ببابه
من بين مختبطٍ ووافد
متعرضين لسيدٍ
عجلان بالمعروف زائد
عَطَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُهُمْ
وعلى فواضله العوائد
روحٌ يروح مع الندى
ويراح للبطل المناجدْ
تَرَّاكُ ألْحِيَة ِ الْحَنَا
وإلى الوغى سلس المقاود
نِعْمَ الْفَتَى يَسْعَى بِهِ
صِيدُ الْمحِيلِ مِنَ الأَصَايِدْ
وإذا الرياح تروحت
مُقْوَرَّة ً جَسَدَ الْمَقَاحِدِ
وَتَنَاوَحَتْ شُعَبَ الذئَا
ب ولم تجد عوداً بعاضد
مَطَرَتْ سَحَائِبُهُ عَلَيْـ(93/216)
كَ مِنَ الطَّرَائِفِ وَالتَّلاَئِدْ
حللاً ومعلمة الوجو
هِ وَكالظِّباء مِن الْولاَئِدْ
فاظفر بحظك من أخٍ
متدفق الشربات ماجد
يُجْدِي عليْك بِمالِهِ
وبِسْيفِهِ عِنْدَ الشَّدائِدْ
سام لزلزلة الحرو
ب يظله خرق المطارد
مَلْكٌ مِن الْملِكِ الْهُما
م لكفه وصلت بساعد
دماغ هامات الربى
بمجر أرعن ذي رثائد
ومُعوَّدٌ ضرْب الرِّقا
بِ وفكَّهُنَّ مِن الْحدائِدْ
أهْلِي فداؤُك منْ أميرِ
جماعة ٍ راعٍ وذائِدْ
يغدو البخيل مذمماً
وغدوْت ترْفُلُ فِي الْمحامِدْ
وَكَفَيْتَ رَهْطَكَ وَاحِداً
للّه دَرُّكَ أيَّ وَاحِدْ
رَكَّابُ أهْوَال الْمُلُو
كِ مُنَاوِياً سَبَلَ الرَّوَاعِدْ
وَيَرُوحُ أطْوَلَهُمْ يَداً
في فعلهم وعليك شاهد
وَيُرِيكَ خَيْراً في غَدٍ
وَلِذَلِكَ الْغَتَلِيِّ زَائِدْ
وتعود حين تسرنا
وَأخُو الْفَعَالِ عَلَيْكَ عَائِدْ
وَلَقَدْ أقَمْتَ قَنَاتَنَا
وَسَقيْتَنَا وَالْمُزْنُ جَامِدْ
أصلحت أمر جميعنا
ووفيت منا بالمعاهد
وتركت قلعة ورزنٍ
كمساربٍ البقر الروائد
سِيَّانِ مَعْطِنُ أهْلِهَا
ومعاطن الغبر الجدائد
وَأَرَى الْبُصَيْرَة َ أشْرَقَتْ
وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَا الْمَجَاسِدْ
وَعَلَى الْمَسَارِحِ نَضْرَة ً
وَعَلَى الْمَصَادِرِ وَالْمُوَارِد
ولقد جرت حلباتهم
فَسَبَقْتَهُنَّ وأنْتَ قَاعِدْ
بِخُؤُولَة ٍ قَرَعُوا الْعُلَى
وبفضل أعمام ووالد
فَاقْدَحْ زِنَادَكَ بِالْمُهَلَّبِ أوْ
قَبِيصَة َ ذِي الْمَرَاقِدْ
أوْ حَاتِم بَلَغُوا الْيَفَا
عَ وَضَوْءُ نَارِكَ غَيْرُ خَامِدْ
بل أيها الرجل المصيـ
إِلَى الأَقَارِبِ وَالأَبَاعِدْ
اعرف فتى ً بفعاله
شتان بين ندٍ وجامد
الفضل عند بني المهلب
في المقاوم والمقاعد
قومٌ إذا جحد الربيع فـ
ما ربيعهمو بجاحد
لا يبخلون على القصي وينـ
عمون على المساند
ومُرفَّلِين علَى الْعشيرة ِ
الحلوم وفي الوطائد
ولقد حلفتُ بربِّ مكـ
ـه والمحلقة السواجد:
ما نال فضْل بنِي الْمُهلَّبِ(93/217)
ذ كانوا جود جائد
فإذا أردْت سِبيلهُمْ
فِي الْوُدِّ والشَّكِّ الْمُبَاعِدْ
فَانْكِ الْعِدى ورِدِ الرَّدى
وابْذُلْ فما شيْءٌ بخالِدْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا حُبَّ عَبْدَة َ قَدْ رَجَعْتَ جَدِيدَا
يَا حُبَّ عَبْدَة َ قَدْ رَجَعْتَ جَدِيدَا
رقم القصيدة : 8571
-----------------------------------
يَا حُبَّ عَبْدَة َ قَدْ رَجَعْتَ جَدِيدَا
مَا كُنْتُ أحْسِبُ هَالِكاً مَوْجَودَا
لله درك من خليط شاعفٍ
هل ينفعنك أن أبيت عميدا
إِنْ كَانَ فِي طُولِ الصَّحَابَة ِ عِبْرَة ٌ
فَلَقَدْ صَحِبْتُكَ شَائِباً وَوَلِيدَا
مَا فِي اتَّبَاعِكَ إِنْ تَبِعْتُكَ رَاحَة ٌ
ولئن ففقدت لأفقدن مجودا
راجعت من كلف لعبدة يدناً
لا أستطيع به القيام وحيدا
وذكرت من رمضان آخر ليلة ٍ
طلعت كوكبها علي سعودا
إذ نلتقي حلقاً ونسترق الهوى
سَرَقَ الْعَفَارِيتِ السَّمَاعَ مَذُودَا
فَكَأنَّنَا عَسَلٌ بِمَاءِ سَحَابَة ٍ
بَعْدَ التَّفَرُّغِ بِالأنَاة أعِيدَا
وَغَدَاة َ تَرْمقُهَا الْوُشَاة ُ سَألْتُها
مَا خَافَ مِنْ قَمَرٍ سِوَاكِ وَعِيدَا
وإذا تعرض ذكرها كاتمتهُ
وكفى بأدمعي السجام شهودا
وَيَلُومُنِي الصَّلِفُ الْخَلِيُّ وَإِنَّمَا
بَكَرَتْ وَسَاوِسُهَا عَلَيَّ وُفُودَا
وَكَأنَّنِي رَحِلٌ أضَلَّ رُقَادَهُ
عان تطيف به الهموم جنودا
ولقد حسدت على عبيدة عينها
عجباً خلقت لما أحب حسودا
وثقيلة ِ الأرْدافِ مُخْطفة ِ الْحشا
مثل الغزالة مقلتين وجيدا
قَامَتْ تُوَدِّعُنِي فَقُلْت لَهَا: قِرِي
قَدْ كُنتِ نَائِيَة ً وَكُنْتُ بَعِيدَا
لا تَعْجَلِي نَصِلَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ
لا خَيْرَ فِي شَرْعِ الفَتَى تَصْرِيدَا
قَالَتْ: وَكَيْفَ بِمَا تُحِبُّ مَعَ الْعِدَى
شبت عيونهمو علي وقودا
ذوقي عبيد كما أذوق من الهوى
إِنْ كُنْتِ صَادِقَة َ الصَّفَاءِ وَدُودَا
إن الْمُحِبَّ يَذُوبُ مِنْ مَضَضِ الْهَوَى
دون السراب ولا يكون حديدا(93/218)
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَلاَ مَنْ لِصَبٍّ عَازِبِ النَّوْم سَاهِدِ
أَلاَ مَنْ لِصَبٍّ عَازِبِ النَّوْم سَاهِدِ
رقم القصيدة : 8572
-----------------------------------
أَلاَ مَنْ لِصَبٍّ عَازِبِ النَّوْم سَاهِدِ
ومن لمحب مثبتٍ للعوائد
وَقَالُوا: بِهِ دَاءٌ أصَابَ فُؤَادَهُ
مِنَ الْجِنِّ أوْ سِحْرٌ بِأيْدِي الْمَوَارِدِ
وما ذاك إلا حب خودٍ تعرضت
لتقتلني بالمنظر المتباعد
فَأدْرَكَ مَجْلُودِي جَوى الْحُبِّ كَاعِبٌ
كشمس الضحى في الفائقات الخرائد
كَأنَّ الْعَذَارَى حِينَ قَوَّمْنَ حَوْلَهَا
قلائد بدلهن أم القلائد
فسارقت أصحابي المكبين نظرة ً
إلى غادة لم تستتر بالولائد
غَدَاة َ مَشَتْ فِيهِنَّ رُودٌ لِجَارَة ٍ
يَمِيلُ بِهَا غُصْنُ الْهَوَى الْمُتَزَائِدِ
مَشَتْ قَابَ قَوْسٍ دُونَهَا ثُمَّ ألْقِيَتْ
إِلَى الأَرْضِ مِنْ جَهْدِ الْخُطَى كَالْمعَانِدِ
فَوَطَّأنَ مَمْشَاهَا بِمَا لَوْ كَسَبْنَهُ
كفاهن من زبن الخروج الحواشد
وَخِفْنَ الضِّحَى مِنْ نَوْمِهِنَّ عَلَى الضُّحَا
فأقبلن إقبال الغصون الموائد
يُفَدِّينَهَا طَوْراً وَطَوْرَاً يَلُمْنَهَا
عَوَاكِفَ حَتَّى جَاوَزَتْ غَيْرَ باعِدِ
فَلَمَّا اشْتَكَتْ حَرَّ السَّمُومِ وَأهْلَهَا
قريب وملت مشيها في المجاسد
ضربن عليها الستر ثم سترنها
بأخضر من خز عتيق العضائد
مِن الشَّمْسِ والرَّائِين والرِّيحِ والسَّفا
كما سُتِر الضَّوْءُ الَّذِي فِي الْمساجِدِ
مخافة َ أنْ تُعْدَى بِشْيءٍ يُرِيبُها
فطيمة ُ أو تغتالها عين حاسد
أفاطِمُ إِنَّ النَّفْس تُخْفِي مِن الْهوى
جليلاً وتبدي مثله في المشاهد
ولا صاحبٌ أشكو إليه فأشتفي
إذا ما شكى رأسي مكان الوسائد
سوى راقدٍ لم يدر مابي ولو درى
لهان عليه مشهدي ومراقدي
أعيرت نفساً لم تمت ببقائها
وما ذنبُ معدودٍ له الموت وارد
كفى منك أني في الجميع إذا بدوا(93/219)
أظَلُّ كَمْلُقى رَأسُهُ غَيْرِ جَاهِدِ
مكباً بعيني الأماني منكمو
أماني لا تجدي كأحلام راقد
وإني أقاسي من جهادك خالياً
عياء فأنى لي بأجر المجاهد
كأني بوسواس الهوى من حديثكم
أخو جِنَّة ٍ في الْمُقْفَلاتِ الْحدائِدِ
فأنت الهوى شطت بك الدار أو دنت
وإِنْ رغِمَتْ مِنْهُ أنُوفُ الْحَوَاسِدِ
فكوني كما كنا لكم نقض حاجة ً
ولا تسمعي قول العدو المكايد
لقد زادني وجداً لكم وصبابة ً
إشارة أقوام أكف السواعد
إلى من صبا هذا ومن يصب يتهم
مَقَالَة َ أدْنَاهُ وَنَهْيَ الأَبَاعِدِ
وَحَسْبُ الْفَتَى مِمَّنْ يُكَابِدُ هَمَّهُ
إذا كان من يهوى كذوب المواعد
تشكى الذي في نفسها من مودتي
وقد زعمت أني بها غير واجد
وَلَكِنَّنِي أَخْشَى عُيُوناً وَأتَّقِي
بواسط من جارٍ غيورٍ ووالد
شَكَتْ طُولَ هِجْرَانِي عَشِيَّة َ زُرْتُهَا
وما وجدت وجدي بها أم واحد
وأقسم لو قيس الذي بي من الهوى
لقد عرفت فضلاً لحران جاهد
منعت قيادي غيرها حين رامني
وَذَلَّتْ بِمَا تَهْوَى إِلَيْهَا مَقَاوِدِي
إِذَا أُنْشِدَتْ بِالشِّعْرِ عِنْدِي قَصِيدَة ٌ
طربت ولم تطرب لها أم خالد
يخامرني مما أقول بحبها
جوى مثل سحر البابلي المعاود
كَأنِّي أكِيدُ النَّفْسَ مِنِّي بِكَيْدِهَا
فَتُغْفِي وَأحْيِي لَيْلَتِي جدَّ سَاهِدِ
فإني وتحبيري القوافي فأصبحت
علي رقى معقودة في القصائد
كمستحرشٍ من عقرب دببت له
جُيُوشُ الأَعَادِي أوْ جُنُودُ الأَسَاوِدِ
فأصبح من هذي وهاتيك قبلها
نَسِيمُ الْمَنَايَا بَارِقاً بَعْدَ رَاعِدِ
كَذَلِكَ مِنْ شِعْرِي جَنَيْتُ الَّذِي جنتْ
فليت الذي كايدته لمكايدِ
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا حُبَّ إِنَّ دواءَ الحُبِّ مفْقُودُ
يا حُبَّ إِنَّ دواءَ الحُبِّ مفْقُودُ
رقم القصيدة : 8573
-----------------------------------
يا حُبَّ إِنَّ دواءَ الحُبِّ مفْقُودُ(93/220)
إِلاَّ لديْكِ، فهلْ ما رُمْتُ موْجُودُ
قالتْ: عَلَيْكَ بِمَنْ تَهْوَى ، فَقُلْتَ لَهَا:
يَا حُبَّ فُوكِ الْهَوَى وَالْعَيْنُ وَالْجِيدُ
لا تَلْعَبِي بِحَيَاتِي وَاقْطَعِي أمَلي
صَبْراً عَلَى الْمَوْتِ، إِنَّ الْمَوْتَ مَوْرُودُ
رؤياك تدعو المنايا قبل موقتها
وإن تنيلي فنيل منك مخلود
أنْتِ الأَمْيِرَة ُ فِي رُوحِي وَفِي جَسَدِي
فابري وريشي بكفيك الأقاليد
لا تَسْبِقِي بِي حِمَامَ الْمَوْتِ وَانْتَظِري
يوماً كأن قد طوتني البيض والسود
قَدْ لاَمَني فِيكِ أَقْوَامٌ فَقُلْتُ لَهُمْ:
مَا ذَنْبُ مَنْ قَلْبُهُ حَرَّانُ مَجْهُودُ؟
ما كنت أول مجنونٍ بجارية ٍ
تسفهت لبه والمرء صنديدُ
أغرى به اللوم أذن غير سامعة ٍ
وأحور العين في سمطين رعديد
أحببت حبى وما حبى بمطلبي
مَنْ لَيْسَ لِي عِنْدَهُ إِلاَّ الْجَلاَمِيدُ
بئس العطية ُ من حبى لنا حجرٌ
بل ليس لي حجرٌ منها ولا عود
تغدو ثقالاً وتمسي في مجاسدها
كأنها صنمٌ في الحي معبود
نامت ولم ألق نوماً بعد رؤيتها
وهل ينام سخين العين معمود
يَا حُسْنَ حُبَّى إِذَا قَامَتْ لِجَارَتِهَا
وفي الرواح هضيم الكشح أملودُ
كَأنَّها لَذَّة ُ الْفِتْيَانِ مُوفِيَة ً
وَسَكْرَة ُ الْمَوْتِ إِنْ لَمْ يُوفَ مَوْعُودُ
تؤتيك ما شئت من عهدٍ ومن عدة ٍ
فَالْوَعْدُ دَانٍ وَبَابُ النَّيْلِ مَسْدُودُ
قد صردت هامتي حبى ببخلتها
ما خير عيش الفتى والكأس تصريد
إِنِّي لأَحْسُدُ مَوْلوداً مَشَى قَدَماً
وَبِي مِنِ الدَّاء مَا لَمْ يَلْقَ مَوْلُودُ
أَرَى الإِزَارَ عَلَى حبَّى فَأحْسُدُهُ
إِنَّ الإِزَارَ عَلَى مَا ضَمَّ مَحْسود
يَادَامَ كنْتِ لِحَاجَاتِي وَصَاحِبَتِي
حَتَّى اشْتَكَيْتُ وَغَالَ النَّوْمَ تَسْهِيد
قولي لحبى فقد أحببت رؤيتها:
لَوْ كَانَ لِي مِنْكِ تَقْرِيبٌ وَتَبْعِيد
قَرَّتْ بِكِ الْعَيْنُ أوْ بِتنا عَلَى طَمَعٍ
مِنَ النَّوَالِ وَطَابَ اللَّهْو وَالْغِيد(93/221)
لا خيْرَ فِي عِدَة ٍ لَيْسَتْ بِمنْجَزَة ٍ
فأنْجِزِي الْوَعْدَ إِنَّ الْجُودَ مَحْمود
ليس المحب ككمون بمزرعة ٍ
إِنْ فَاتَهَ الْمَاءُ أغْنَتْه الْمَوَاعِيد
إن لم تجودي بموعودٍ فلا تعدي
ما أقبح الوعد حتى زانه الجود!
سألت حبى فما عادت على رجلٍ
لِسَانه عَنْ سؤَالِ النَّاسِ مَعْقود
كَأنَّه يَتَّقِي الْحَيَّاتِ فَاغِرَة ً
لا بَلْ كَأنِّي عِنِ الْمَعْروفِ مَجْدود
والحر يعطيك عفواً من فواضله
قَبْلَ السؤَالِ وَسَيْب الْعَبْدِ مَنْكود
العصر العباسي >> بشار بن برد >> اشفعي لي صريم عند الكنود
اشفعي لي صريم عند الكنود
رقم القصيدة : 8574
-----------------------------------
اشفعي لي صريم عند الكنود
تَيَّمَتْه عَجْزَاءُ مَهْضُومَة ُ الْكَشْحِ
تغول الحجى بعينٍ وجيد
ولها مضحكٌ كغر الأقاحي
وَحَدِيثٌ كَالْوَشْي وَشْي الْبرودِ
فَرَأتْنِي حَرَّانَ مشْتَعِبَ الْقَلْبِ
بئيساً من حبها في قيود
مَا أصَلِّي إِلاَّ وَعِنْدِي رَقِيبٌ
قَائِمٌ بِالْحَصَى يَعدُّ سجودي
فرمت بي خلف الستور لأفوا
هِ الْمَنَايَا مَنْ بَيْنِ حمْرٍ وَسودِ
ثم قالت: نلقاك بعد ليالٍ
وَاللَّيَالِي يُبْلِين كلَّ جَدِيدِ
عِنْدَهَا الصَّبْر عَنْ لِقَائِي، وَعِنْدِي
زفَرَاتٌ يَأكلْنَ قَلْبَ الْجَلِيدِ
أيُّها السَّاقِيانِ صُبَّا شرابِي
واسقياني من ريق صفراء رود
مِنْ بنِي مالِكِ بْنِ وهْبان كالشَّا
دِنِ جَلَّى فِي مِجْسَدِ وعُقُودِ
إن في ريقها شفاءً لما بي
وسعوطاً للمحصب المورود
ولقد قلت حين لج بي الحبُّ و
ـبحْتُ خاشِعاً كالْوحِيدِ:
كيف لي أن أنام حتى أرى وجهـ
فِي النَّوْم يابْنة الْمحْمُودِ
إنَّ دائِي طغى وإِنَّ شِفائِي
غُبْرَة ٌ مِنْ رُضابِ فِيكِ الْبَرُودِ
بِحياتِي مُنِّى عَلَيَّ بِنوْم
أوْ عِدِينِي رضِيتُ بِالْموعُودِ
قَرِّبِينِي إِنَّ الكرامة والْقُرْ
ب مكان الودود عند الودود
ما أبالي من ضن عني بنيل(93/222)
إِنْ قضى اللّه مِنْكِ لِي يوْم جُود
إِنَّ منْ قدْ أصبْتِ مِنْ شرف الْحيِّ
مصيخٌ إليك خوف الوعيد
يعريه الوسواس منك فيضحي
كالْغرِيبِ الْمُكِبِّ بيْن الْقُعُودِ
وإذا ما خلا لبرد مقيل
حضرتْهُ الْمُنَى حُضُور الْوُقُودِ
فله زفرة ٌ إليك وشوقٌ
حال بين الهوي وبين الهجود
يَابْنَة َ الْمَالِكِيِّ قَدْ وَقَعَ الأَمْرُ
فأوفي لعاشقٍ بالعهود
لا تَكُونِي لِذَا وَذَاكِ فَإنِّي
لَسْتُ عِنْدَ الذَّوَّاقِ بِالْمَوْجُودِ
وَجَوَارٍ حُورِ الْمَدَامِعِ لَذَّا
تِ الأَمَانِي كَالنَّظْمِ نَظْمِ الْفَرِيدِ
صُمْتُ عَنْهُنَّ كَيْ تَصومِي عِنِ الْقَوْ
م وَقَدْ حِينَ مصْغِيَات الْخُدُود
وسألت العشاق عنا فقالوا:
زر حبيباً وبت على تسهيد
للمحبين راحة ٌ في التلاقي
واشتياقٌ يبريهما في الصدود
فادْنُ مِمَّنْ تُحِبُّ غيْر ملُوم
ليْس فِي الحُبِّ راحة ٌ مِنْ بَعِيدِ
قد جوناك يا عبيد وأني
بِكعابٍ مُحْفُوفة ٍ بِالأُسُودِ؟
رهْطُها شُهَّدٌ وجِيرانُها سُهْـ
د إلينا وقلبها من حديد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أقْوى وعُطِّلَ مِنْ فُرَّاطَة َ الثَّمَدُ
أقْوى وعُطِّلَ مِنْ فُرَّاطَة َ الثَّمَدُ
رقم القصيدة : 8575
-----------------------------------
أقْوى وعُطِّلَ مِنْ فُرَّاطَة َ الثَّمَدُ
فالربع منك ومن رياك فالسند
فالهضب أوحش ممن كان يسكنه
هضب الوراق فما جادت له الجمد
فمَنْ عهِدْتُ بِهِ الأُلاَّفَ تسْكُنُهُ
فالْعرْجُ تلاَقى الْقاعُ والْعُقَدُ
فافوا المنازل من نجدٍ وساكنه
فما دريتُ لأنى طية ٍ عمدوا
لكن جرت سنح بيني وبينهم
والأشأمان غراب البين والصرد
صاحا بسيرهم حتى استحث بهم
وبَالْخليطِ مِن الْجِيرانِ فانْجردُوا
وخلَّفُوا لَك آثاراً مُدعْثرة ً
مِمَّا يُلبَّدُ مِنْها فهْو مُلْتبِدُ
إلا العراص وإلا الهدب من دمنٍ
عَلى هدامِلِهَا الأَهْدامُ والنَّجدُ
فقف بهن على ما شئت من أثرٍ
ومن مباءة ربعانٍ ومن عطنٍ(93/223)
يدب بينهم القردان والقرد
وملعبٍ لجوار ينتقدن به
وكُلِّ مُنْتَزَة ٍ للَّهْوِ مُنْتَقَدُ
بانوا بهن وفي الأحداج غانية
فِي جِيدِها ومتالِي ليتِها غَيَدُ
عَبْلٌ مُسَوَّرُها وعْثٌ مُؤزَّرُها
مِثل الْمهاة ِ رَدَاحٌ نَبْتُه رَوَدُ
هيْفاءُ لفَّاءُ جِرْدَحْلٌ مُخلْخلُها
تحيي وتقتل من شاءت بما تعد
فَمَا يَفُوزُ الَّذِي أحْيَتْ بِمَنْفَعَة ٍ
وَلا لِمَنْ قَتَلَتْ عَقْلٌ ولاَ قَوَدُ
تخدي بها أصلاً بزل مخيسة ٌ
مثل القصور عليها البدن الخرد
حتَّى اغْتَمَسْنَ ضُحًى فِي آلِ قَرْقَرَة ٍ
سَقْياً لَهُنَّ وَلِلصَّمْدِ الَّذِي صَمَدُوا
فعدهما ولأمر ما يزحزحهم
عند الهواهي وأهواء بهم بدد
وقُلْ لِمُرْتَفِقٍ فِي بَيْتٍ مَمْلَكَة ٍ
قولاً تبرأ منه الغي والفند
ما ذا ترى يا ولي العهد في رجلٍ
بقلبه من دواعي شوقه كمد
أقام في بلدٍ حتى بكى ضجراً
مِنْ بَعْضِهَا وَبَكَتْ مِنْ بَعْضِهِ بَلَدُ
إذَا أتَاهُ غَداً أوْ بَعْدَهُ ثَقَلٌ
تغدو إليه به الأنباء والبردُ
وقُرِّبَتْ لِمَسِيرٍ مِنْكَ يَوْمَئِذٍ
مَرَاكِبٌ مِنْكَ لَمْ تُولَدْ وَلاَ تَلِدُ
تغلي بهن طريقٌ ما به أثرٌ
في مستوى ما به حزنٌ ولا جدد
لا في السماء ولا في الأرض مسلكها
ولا تقوم ولا تمشي ولا تخدُ
وَلا يَذُقْنَ أكَالاً مَا بَقِينَ وَلاَ
يَشْرَبْنَ مَاءً وَهُنَّ الشُّرَّعُ الْوُرُدُ
جُونٌ مُجَلَّلَة ٌ قُعْسٌ مُجَرْشَعَة ٌ
مَا بَاتَ يُرْمِضُهَا أيْنٌ وَلا خَضَدُ
تُلْوَى الأَزْمَّة ُ فِي أذْنَابِهَا وَبِهَا
فِي السَّيْرِ يُعْدَلُ إِنْ جَارَتْ فَتَقْتَصِدْ
من كل مقربة ٍ للسير منقزة ٍ
خوفاً تجمع منها الجؤجؤ الأجد
من سبعة ٍ فإذا أنشأت تحسبها
وفاكها كملاً في كفك العدد
السَّمْرُ وَالنَّجْرُ وَالنَّجَّارُ يَقْرَعُهَا
وَالفْقَرُ وَالْقِيرُ والأَلْواحُ وَالْعَمَدُ
فَقَدْ وَفَتْ وَلَهَا فِي وَفْقِهَا عَلَمٌ
مِثْلُ السَّحَابَة ِ فِي أقْرَابِهَا زَبَدُ(93/224)
فِي نُشْرَة ٍ بَعْدَ حَظِّي طِيبَ جَادِيَة ٍ
جاءت تهادي بهم من بعد ما هجدوا
فَثَوَّرَتْ بَقَراً مَا مِثْلُهُمْ بَقَرٌ
إنْ قُمْتَ قَامُوا وَإِنْ قُلْت اقْعُدُوا قَعَدُوا
فَبَاتَ عَرْشُكَ فَوْقَ الْمَاء يَحْمِلُهُ
بَحْرٌ تَلاَطَمَ فِيهُ الْمَوْجُ وَالزَّبَدُ
وَالرِّيحُ مُرْسَلَة ٌ وَالْماءُ مُنْصَلِتٌ
وَأنْتَ مُرْتَفِقٌ وَالسَّيْرُ مُنْجَرِدُ
إِلَى أبِيكَ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِنَا
نَفْدٌ إِلَيْهِ وَفَتْحٌ مَا بِهِ نَفَدُ
وَاللّه أصْلَحَ بِالْمَهْدِيِّ فَاسِدَنَا
سرنا إليه وكان الناس قد فسدوا
داوى صدروهم من بعدما نغلت
كما يداوى بدهن العرة العند
حتى استصحوا وحتى قيل قد رجعوا
مما دعتهم إليه العادة العند
ولم يدع أحداً طغى وبغى
إلا تناولهم بالكف فاحتصدوا
بل لم يكن لجموع المشركين بهِ
وَلاَ يُشَيِّعُه جَوْلٌ وَلاَ بَدَدُ
سَدَّ الثُّغُورَ بَخَيْلِ اللّه مُلْجَمَة ً
وفي الخيول وفي فرسانها سدد
ثم انثنيت ولم تنزل به أوداً
إلا عدلت فلا جورٌ ولا أود
هذا ليمنك والإنسان مفتخر
وَالْفَخْرُ فِيهِ وَفِي أيَّامِهِ كَبَدُ
إِذَا القَبَائِلُ في بُلْدَانِهَا افَتخرَتْ
وكلهم في مقام الجد محتشدُ
إن الفخار إلى من قد بنى لكمو
مجداً تقاصر عن أركانه أحد
بِبَطْنِ مَكَّة آثارٌ لأَوَّلِكُمْ
مِمَّا بَنَى لِمَعَدٍّ جَدُّهُ أُدَدُ
الله كان وما كانت فكونها
وَمَا بهَا غَيْرُكُمْ مِنْ أهْلِهَا سَنَد
إلاَّ الدَّيَارَ الَّتِي مِنْ حوْلِها وُتِدت
لو كان يخبر عن جيرانه الوتد
تبْلى الدَّيَارُ وَيَبْلى مَن يَحِلُّ بِها
ودوركم ومغاني دوركم جدد
وَبَيْتُ خالِك حُجْرٍ في ذُرَى يَمَنٍ
بيت تكامل فيه العز والنضد
وَبَيْتُ عَمْرو وَمَبْنَى بَيْتِ ذِي يَزَن
وَذِي الكِلاَعِ وَمَنْ دَانَتْ لهُ الْجَنَدُ
وَتُبَّعٌ وَسَرَابِيلُ الحدِيدِ لَهُ
أزْمَانَ يُنْسَجُ فِي أزْمَانِهِ الزَّرَدُ
فَافْخَرْ هُنَاكَ بِأقْوَامٍ ذَوِي كَرَمٍ(93/225)
لو خلد الله قوماً للعلى خلدوا
وهل ترى عجماً في الناس أو عرباً
إلاَّ لِخالِك فِيهِمْ نِعْمَة ٌ وَيَد
فإنْ جزوْك بِشُكْرٍ فالْوَفاءُ بِهِ
وَإنْ جُحِدْت فعادٌ قَبْلهُمْ جحَدُوا
فكَيفَ ذَاكَ وَمِنْ أنَّى يَسُوغُ لَهُمْ
وكلهم لك يابن الخير معتبد
وأنت يا سيد الإسلام سيدهم
وَكُل دِينٍ لَهُ مِنْ أَهْلِه سَنَدُ
إنْ فَاخَرُوكَ بِمَجْدٍ كُنْتَ أَمْجَدَهُمْ
وَمَا ظَلَمْتَ وَأَنْتَ الْمَاجِدُ النَّجُدُ
أوْ صَالَحُوكَ فَصُلْحٌ مَا رَعَوْكَ بِهِ
أَوْ حَارَبُوكَ فَفِي سِرْبَالِكَ الأَسَدُ
مَا اللَّيْثُ مُفْتَرِشاً في الغيلِ كَلْكَلَهُ
على مناكبه من فوقه لبدُ
يَحْمِي الشُّبُولَ وَيَحْمِي غِيلَ لبْوَتِهِ
وَقَدْ تَحَرَّقَ فِي حيْزُومِهِ الْحَرَدُ
يَوْماً بِأجْرَأَ لاَ وَاللّهِ مِنْكَ إِذَا
أَنْبَاءُ حَرْبٍ عَلَى نِيرَانِهَا احْتَرَدُوا
تحت العجاجة إذ فيها جماجمهم
مثل القرود عليها البيض تتقد
في كل معتركٍ ضنكٍ يضيقُ به
صَدْرُ الْكَمِيِّ إِذَا مَا عَمَّهُ الرَّمَدُ
وَالْجُرْدُ مِثلُ عَجُوزِ النَّارِ قَدْ بَرَدَتْ
شوهاء شهباءُ مزورٌّ بها الكتد
لَمْ يَبْقَ فِي فَمِهَا شَيْءٌ تَلوك بِهِ
إلا اللسانُ وإلا الدردر الدرد
باتت تمخض لما أن رأت عدداً
من السلاح على قومٍ لهم عدد
وَالْمَشْرَفِيَّة ُ قدْ فُلَّتْ مَضَارِبُهَا
عن الكماة وأطراف القنا قصد
لَوْ مَا تَخَيَّرَنَا مَهْدِيُّ أمَّتِهِ
عَمَّا يَرَى وَكُمَاة ُ الْحَرْبِ تَطَّرِدُ
أي الثلاثة فيها أنت إذ غدروا
بِذِمَّة ِ اللّه وَالْعَهْدِ الَّذِي عَهِدُوا
أَفَارِسٌ بَطَلٌ فِيها توَقَّدُهَا
بمن تحارب حتى يعظم الوقد
أم عارضٌ بردٌ بالماء يخمدها
حَتَّى يُنَشْنِشَهَا شُؤْبُوبُهُ الْبَرَدُ
أم رحمة ٌ نزلت من ربه لهمو
مَا قدْ تدارَكَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَهِدُوا
يُحْيِي الْبِلاد بِها مِنْ بَعْدِ مَوْتتِها
ويخرج النور منها والثرى ثأد
يا ليت شعري ومر القيظ مختلفٌ(93/226)
على شرِيجيْنِ مَلْفُوظٌ وَمُزْدَرَد
ما بال موسى ومن يدعى لبيعته
كأنه قفص في ثوبه صرد
لا يُظْهِرُ الدَّهْرَ مَا فِي فصْلِ بَيْعَتِهِ
إِلَى الْمَجَالِسِ إِلاَّ وَهْوَ يَرْتَعِدُ
ومن يدبُّ إلى أمرٍ بداهية
ربداء تذرب عن أدوائها المعد
بَنِي أبِي جَعْفَرٍ يَا خَيْرَ مَنْ حَمَلَتْ
على غواربها العيدية ُ الأجد
مَا بَالُ غَفْلَتِكُمْ عمَّنْ يَدِبُّ لكُمْ
ببيعة ٍ لم يجزها الواحد الصمد
لله دركمو من أهل مملكة ٍ
مَا إِنْ لَهَا عَنْكُمُو فِي الأَرضِ مُلْتَحَدُ
حتى أتتكم تهادى وهي صافية ٌ
عَفْواً يُصَفِّقُ فِيها الرَّاعدُ الْغَرِدُ
كلوا الخلافة واحشوا عين حاسدكم
قَيْحاً يُفَقِّئُهُ العُوَّارُ وَالرَّمَدُ
كَمْ حاسد لكُمُ يَرْجوا خِلافَتَكُمْ
قد كان يفقأ منه المقلة الحسد
أذكى عليكم عيوناً غير غافلة
إِذَا تغفَّلتِ الأَحْراسُ وَالرَّصَدُ
وَفِيم ذاك وَلاَ فِي الْعِيرِ عِدَّتُهُ
وَلاَ النَّفِيرِ وَلاَ إِنْ مَاتَ يُفْتَقَدُ
أمسى وأصبح والآمال معرضة ٌ
كالدرهم الزيف منها حين ينتقد
إِنِّي بَرِيءٌ إِلَيْكُمْ مِنْ وِلاَيَتِهِ
كما تبرأ من قناصه الفرد
والله يبرأ ممن لا يحبكمو
يوم القيامة إذ لا ينفع الحفدُ
وَقَدْ أقُولُ عَلَى هذَا لقَائِمكُمْ
قَوْلاً يُسَاعِدُهُ التَّوْفِيقُ والرَّشَدُ:
يا أيها القائم المهدي ملككمو
إن كنت ملتمساً يوماً لها رجلاً
يكفي رجالك إن غابوا وإن شهدوا
فاسْمعْ وُقِيت حِمام الْمَوْتِ منْ رَجْلٍ
ما في مشورته أفنٌ ولا نكدُ
تدعو إلى ابنك موسى وهو محتنكٌ
في سنه وبه ما أنعم الجند
فإنَّهُ ولدٌ بَرٌّ بِوَالِدِهِ
وَالبَرُّ يُخْلقُ مِنْهُ الطُّرْفُ وَ التلُدُ
وإنه ابن التي إن غبت قلت لها:
يا خيزران سقاك الوابل الرغدُ
ما غبتَ عنها بأرض لا تحل بها
إِلاَّ دَعَاكَ إِلَيْهَا الْقَلْبُ وَالْكَبِدُ
وإن موسى وموسى أيما ملكٍ
عليه بعد عمود الدين يعتمد
شَرِيكُ رَوحِكَ يَأَوِي مِنْكَ فِي جَسَدٍ(93/227)
ما دام يرزقُ منه الروح والجسد
قَدْ كَانَ لَوْلاَكَ يَا مَهْدِيَّ أمَّتِهِ
بالحمد أجمع والمعروف ينفردُ
فَاعْقِدْ لَهُ يَا أمِيرَ المؤْمِنينَ وَلاَ
تنظر به أمداً قد طال ذا الأمدُ
واجعل بعينك فيه الآن قرتها
فقدْ يقرُّ بِعَيْنِ الوالِدِ الْوَلدُ
وَاعْضُدُ أخاهُ بِهِ لاتتْرُكنَّهُمَا
كسَاعِدٍ مُفْرَدٍ ليْسَتْ لهُ عضُدُ
فقدْ سِمعْت بِمُوسَى حِين أَفْظعهُ
وَعِيدٌ فِرْعوْن لوْ يَأتِي بِمَا يَعِدُ
حتى استمد بهارون فآزره
فمِنْ هُناك أَتاهُ النَّصْرُ وَالمددُ
فاعْقِدْ لهُ يَا أمَيرَ المُؤْمِنِينَ وَلا
تنظر بذاك غداً لا يغررنك غد
إن الليالي والأيام فاجعة ٌ
وَالمَرْءُ يَفْنَى ولا يَبْقَى لهُ الأَبَدُ
هذا مقالي لكم والله يرشدكم
ويعلم الله ربي الواحدُ الصمد
أن قد نصحتُ لكم بالجود من جدتي
وهل تجود يدٌ إلا بما تجد؟
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أمن وقوف على شام بأحماد
أمن وقوف على شام بأحماد
رقم القصيدة : 8576
-----------------------------------
أمن وقوف على شام بأحماد
وَنظْرَة ٍ مِنْ وَرَاءِ الْعَابِدِ الْجادِي
تبكي نديميك راحا في حنوطهما
ما أقرب الرائح المبقي من الغادي
مَهْلاً فإنَّ بَناتِ الدَّهْرِ عامِلة ٌ
فِي الغُبَّرِين وَمَا حيٌّ بِخلاَّدِ
فاخزن دموعك لا تجري على سلفٍ
تخدي إلى الترب يا جهم بن عباد
فِي النَّفْسِ شُغْلٌ عنِ الْغَادِي لِطَيَّتِهِ
وَفِي الثوَابِ رِضى ً مِنْ صَاحب رَادِ
من قر عيناً رماه الدهر عن كثبٍ
والدَّهْرُ رَامٍ بإصْلاحٍ وَإِفْسَادِ
وكيف يبقى لإلفٍ إلفُ صاحبه
ولا أرى والداً يبقى لأولاد
نفْسِي الْفِداءُ لأَهْلِ الْبَيْتِ إِنَّ لَهُمْ
عهد النبي وسمت القائم الهادي
لم يحكموا في مواليهم وقد ملكوا
حكم المحل ولا حكم ابنه العادي
لكِنْ وَلُونا بِإِنْصَافٍ وَمعْدَلَة ٍ
حتَّى هجدْنا وَكُنَّا غَيْرَ هُجَّادِ
إِنِّي لَغَادٍ فمُسْتأدٍ وَمُنْتجِعٌ(93/228)
رَهْطَ النَّبِيِّ وَذُو الحاجاتِ مُسْتادِ
يَا رَهْط أَحْمَدَ مَا زَالَتْ أَيمَّتُكُمْ
تؤدي الضعيف ولا تكدي لرواد
لا يَعْدَمُ النَّصْرَ منْ كُنتُمْ مَوَالِيَهُ
وَلاَ يَخَافُ جَمَاداً عَامَ أَجْمَاد
منكم نبي الهدى يقرو محاسنه
ساقي الحجيج ومنكم منهب الزاد
صلت لكم عجمُ الآفاق قاطبة ً
فوج وفود وفوج غير غير وفاد
إذا رأوكم وإن كانوا على عجلٍ
خروا سُجُوداً وَمَا كانُوا بِسُجَّادِ
إِنَّ الخليفة ظِلٌّ يُسْتظلُّ بِهِ
عَالٍ مع الشَّمْسِ محْفُوفٌ بِأطْوَادِ
قدْ سَرَّنِي أَنَّ مَنْ عادى كبِيرَكُمُ
في الملك نصفان من قتلى وشراد
لا يرجعون لما كانوا وإن رغموا
ولا ينامون من خوفٍ وإجحاد
إن الدعي يعادينا لنلحقهُ
بالمدعين ويلقانا بإلحاد
ولا يزال وإن شابت لهازمه
مُذبْذَباً بَيْن إِصْدارٍ وَإِيرَادِ
ينفيه أصحابهُ منهم إذا حضروا
وَإِنْ أَتانا وَهبْناهُ لِمُرْتاد
لم يلق ذو المجد ما لاقيت من قرم
صُمٍّ عِنِ الْخَيْرِ بِالْقُرْآنِ جُحَّادِ
لمْ يَشْعُرُوا بِرَسُولِ اللَّه، بَلْ شعرُوا
ثم استحالوا ضلالاً بعد إرشاد
أَنْصَفُتُمُونَا فَعَابُوا حُكْمَكُمْ حَسَداً
والله يعصمكم من غل حساد
سطوا علينا بأن كنا مواليكم
وَعَيَّرُونَا بِآبَاءٍ وأجْدَادِ
وقد نرى عار قومٍ في أنوفهم
وَنَتْرُكُ الْعَيْبَ إِذْ لَيْسُوا بِأنْدَادِ
كأننا عنهم صم وقد سمعت
آذانُنا قوْل جَوْرٍ غيْرَ قَصَّادِ
يزري علينا رجالٌ لا نصاب لهم
كانوا عباداً وكنا غير عباد
لَمَّا رَأوْنَا نُوَالِيكُمْ وَنَنْصُرُكُمْ
ثاروا إلينا بأضغانٍ وأحقاد
قالوا بنو عمكم من حيث ننصركم
قول الرسول وهذا قول صداد
لولا الخليفة أنا لا نخالفه
لَقَدْ دَلَفْنَا لأَرْوَادٍ بِأرْوَادِ
حَتَّى نَزَوْنَا وَعَيْنُ الشَّمْسِ فَاتِرَة ٌ
فِي كَوْكَبٍ كَشُعَاع الشَّمْسِ وَقَّادِ
نَحُشُّ نِيرَانَ حَرْبٍ غَيْرَ خَامِدَة ٍ
تحت العجاج بأرواحٍ وأجساد
هناك ينسون مراواناً وشيعته(93/229)
ويطرقون حذار المنسر العادي
دون الخليفة منا ظل مأسدة ٍ
ومن خراسان جندٌ بعد أجناد
قوْمٌ يذُبُّون عنْ مَوْلى كَرَامَتِهِمْ
ويحسنون جوار الوارد الصادي
لله درهمو جنداً إذا حمسوا
وَشبَّتِ الْحرْبُ ناراً بَعْد إِخْمَادِ
لا يَفْشلُون وَلاَ تُرْجى سُقاطتُهُمْ
إِذا علا زأرُ آسَادٍ لآِسَادِ
إنا سراة بني الأحرار وقرنا
رَكْضُ الْجِيَادِ وَهزُّ الْمُنْصُلِ الْبَادِي
فِي كُلِّ يَوْمٍ لنا عِيدٌ وَمَلْحمة ٌ
حتَّى سَبَأنا بِأسْيَافٍ وَأَغْمَادِ
لا نرْهُب الْقتل إِنَّ الْقتْل مَكْرُمَة ٌ
ولا نضن على راح بأصفاد
سُقْنَا الْخِلاَفَة َ تَحْدُوهَا أَسِنَّتُنَا
والقاسطون على جهد وإسهاد
حَتَّى ضَرَبْنَا عَلَى الْمَهْدِيِّ قُبَّتَهُ
فسطاط ملكٍ بأطنابٍ وأوتاد
إِنَّ الْخَلِيفَة َ طَوْدٌ يُسْتَظَلُّ بِهِ
عَالٍ مَعَ الشَّمْسِ مَحْفُوفٌ بِأطْوادِ
تجبى له الأرض من مسكٍ ومن ذهبٍ
ويتقَى غَيْرَ فحَّاش على البادي
يغدو الخليفة مرؤوماً نظيفُ به
كما يطيف ببيت القبلة الجادي
إذا دعانا ذببنا عن محارمه
ذب البنين عن البنين عن الآباء أحشاد
وَنَازِعِينَ يَداً خَانُوا فَقُلْتُ لَهُمْ:
بعدا وسحقاً وكانوا أهل إبعاد
رَاحَتْ لَهُمْ مِنْ يَدِ الْوَهَّابِ عُدَّتُهُمْ
مِنَ المَنَايَا تُوَافِيهِمْ بِمِيعَادِ
فأصبحوا في رقاد الملك قد خفتوا
ولم يكونوا على السوأى برقاد
مِثْلُ الْمُقَنَّع فِي ضَرْبٍ لهُ سَلَفُوا
أذْبَاحَ أصْيَدَ لِلأَبْطَالِ صَيَّادِ
وعادة الله للمهدي في بطرٍ
شَقَّ العَصَا وَتَوَلَّى أحْسَنُ الْعَادِ
يا طالب العرف إن الخير معدنه
فِي رَاحَتَيْ مَلِكٍ أضْحَى بِبَغْدَادِ
سَلِّمْ عَلَى الجُودِ قَد لاَحَتْ مَخَايِلهُ
على ابن عمِّ نبي الرحمة الهادي
تزين الدين والدنيا صنائعه
يخرجن من بادئ بالخير عواد
عَمَّ العِرَاقَيْنِ بَحْرٌ حَلَّ بَيْنَهُمَا
ينتابه الناس من زورٍ ووراد
نرى الندى والردى من راحتيه لنا(93/230)
لَمَّا جَرَى الْفَيْضُ محْفُوزاً بِإمْدَادِ
سِرْ غَيْرَ وَان وَلاَ ثانٍ عَلَى شَجَنٍ
إن الإمام لمن صلى بمرصاد
وَكَاشِحِ الصَّدْرِ تَسْرِي لي عَقَارِبُهُ
رَشَّحْتُهُ لِعِقَابٍ بَعْدَ إِجْهَادِ
أموعدي العبد إن طالت مواعده
لَهْفِي! مَتَى كُنْتُ أُدْحِيًّا لِرُوَّادِ؟
دوني أسود بني العباس في أشبٍ
صَعْبِ المَرَامِ غَرِيزٍ غَيْرِ مُنْآدِ
بين الإمام وموسى لامرئٍ شرف
هذَا الْهُمَامُ وَهذا حيَّة ُ الْوَادِي
الراعيان بإنعام ومرحمة ٍ
والغافران ذنوب الحالف الصادي
أعطاهما الخالق الأعلى وهزهما
ميراث أحمد من دين وإصفاد
وَالوَالدُ الْغمرُ وَالْعمُّ الْمُعاذُ به
لمْ يَرْضَيَا دُون إِفْرَاع وَإِصْعاد
قاما بما بين يعبور إلى سبلٍ
مُسْتضْلعيْن بتُبَّاعٍ وَقُوَّاد
حتى استباحا سنام الأرض فانصرفا
عنْ آل مَرْوَان صَرْعى غَيْرَ نُهَّاد
نعم الإمامان لا يقفو مقامهما
بِالْحرس دُون عمُود الدِّين ذوَّاد
هُما أَقَامَا عصَا الإسْلام وَارْتجعا
أَعْوَاد أَحْمَد منْ شرْقٍ وَأَعْوَاد
فالآن قرَّتْ عُيُونٌ فاسْتقرَّ بها
موت النفاق ومنفى كل هدهاد
تَفَرَّجَتْ ظُلَمُ الظَّلْمَاءِ عَنْ مَلِكٍ
منْ هاشمٍ فَرِسٍ للنَّاكثِ الْعادي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَصَفْرَاءُ مَا أنْسَى هَوَاكِ وَلاَ وُدِّي
أَصَفْرَاءُ مَا أنْسَى هَوَاكِ وَلاَ وُدِّي
رقم القصيدة : 8577
-----------------------------------
أَصَفْرَاءُ مَا أنْسَى هَوَاكِ وَلاَ وُدِّي
وَلاَ مَا مَضَى بَيْنِي وَبَيْنِكِ مِنْ وُكْدِ
أبى الله إلا أن يفرق بيننا
وكنا كماء المزن بالعسل الشهد
فَيَا غَادياً يَخْتَالُ في الْعطْر وَالْحُلَى
ويا واقفاً يبكي مقيماً على فقد
أصَفرَاءُ مَا صَبْرِي وأَنْت غَرِيبَة ٌ
كأنك عند ابن السميذع في لحد
إِذا هتف الْقُمريُّ رَاجعَنِي الْهَوَى
بشوقٍ ولم أملك دموعي من الوجد
أصَفْرَاءُ لا تَبْعَدْ نَوَاك فَإنَّمَا(93/231)
يَسُوقُ لَك الْمَرْأَى حَبيبُك منْ بُعْد
نَظَرْتُ بحَوْضَى هَلْ أَرَاكِ فَلَمْ أُصِبْ
بعَيْني سوَى الْجَرْعَاءِ وَالأَبْلَقِ الْفَرْدِ
فَيَا حَزَنَا فِي الصَّدْر منْك حَرَارة ٌ
وَفِي النَّفْس حَاجَاتٌ تَشُوقُ وَلاَ تُجْدِي
وَقَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ أَصَبْتَ فَلا تَكُنْ
أَحاديث نمَّامٍ تُنيرُ وَلا تُسْدي
لَعلَّك تُسْلَى أوْ تُسَاعفُك النَّوَى
ولم تلق ما لاقى ابن عجلان من هند
يَخَوِّفُنِي مَوْتَ الْمُحبِّينَ صَاحِبي
فَطُوبَى لَهُمْ سيقُوا إِلَى جَنَّة الخُلْد
وما لَقِيَ النَّهْدِي إِلا سَعَادَة ً
بمصرعه صلى الإله على النهدي
أصفراءُ لولا ما أُؤمل من غَدٍ
ضرَبْتُ بسيفي رأس قيِّمِك العَبْدي
أَصَفْرَاءُ لَوْ أَرْسَلْتِ فِي الريح حَاجَة ً
سكنت إليها أو حرجتُ من الجهد
أما تذكرين الراح والعود والندى
ومجلِسَنا بين الأُزيهر والصمد
كَأنِّي إِذَا ما كُنْتُ فِيهِ وَلا أرَى
سوى وصفات الدهر أيامها عندي
تذكَّرْتُ يَوْماً بِالْجُرَيْدِ وَليْلة ً
بذات الغضا طابت وأخرى على العد
ليالي ندنو في الجوار ونلتقي
على زاهِر يَلْقى الْغزالة بِالسَّجْدِ
فعاودني دائي القديم بحبه
وَفَرَّ إِلَى صَفْرَاءَ قَلْبِي مِنَ الْبُرْدِ
لَقَدْ كَانَ مَا بَيْنِي زَمَاناَ وَبَيْنَهُا
كما كان بين المسك والعنبر الورد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا حُبَّ طَالَ تَمَنِّينَا زِيَارَتَكُمْ
يَا حُبَّ طَالَ تَمَنِّينَا زِيَارَتَكُمْ
رقم القصيدة : 8578
-----------------------------------
يَا حُبَّ طَالَ تَمَنِّينَا زِيَارَتَكُمْ
وأنتم الجيرة الأدنون في البلد
أدويتني ودواء الحب عندكم
لوْ كُنْتِ تشْفِيننِي مِنْ داخِلِ الْكَمَدِ
لا يَعْدِلُ الحُبَّ عِنْدي لوْ بَذلتِ لنا
ما يجمع الناس من مالٍ ومن ولد
أرجو نوالك في يومي فيخلفني
وفي غدٍ قد أرجيه وبعد غدِ
وأنت عما ألاقي فيك لاهية ٌ
بِالْعِطْرِ وَالْمَلْبَسِ الْقَزِّيِّ وَالسَّبَدِ(93/232)
أبيت أرمد ما لم أكتحل بكم
وفي اكتحال بكم شافٍ من الرمد
وكل حب سيستشفي بحبته
ساقت إلى الغي أو ساقت إلى الرشد
إِنِّي وَعَيْشِكِ يَا عبَّادَ فاسْتمِعِي
لوْ أَبْتِغِي فوْق هذَا الْحُبِّ لمْ أَزِدِ
كَأنَّ قَلبِي إِذَا ذِكْرَاكُم عَرَضَتْ
من سحر هاروت أو ماروت في عقد
ما هبت الريح من تلقاء أرضكم
أَلاَّ وَجدْتُ لَهَا بَرْداً على الْكَبِدِ
ولا تيمّمْتُ أخرى اسْتَسِرُّ بها
إلا وجدت خيالاً منك بالرصد
فهل لهذا جزاء من مودتكم
مروع القلب بالأحزان والسهد
يروق قلبي وتزدادين لي غلظاً
ما ذاك فيما أرجي منك بالسدد
تحرَّجِي بِالْهوى إِنْ كُنْتِ مُؤْمِنة ً
بالله أن تقتلي نفساً بلا قود
إن كنت تخشين شركاً في مودتكم
فقد تَثَبَّت بَيْن الرّوح والجسَدِ
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا للرجال أمن شخصٍ بأجياد
يا للرجال أمن شخصٍ بأجياد
رقم القصيدة : 8579
-----------------------------------
يا للرجال أمن شخصٍ بأجياد
يعتاد شوقي وما نومي بمعتاد
كأنما أقسمت عيني تسالمه
حتَّى ترَى أَحْوَرَ الْعَيْنيْنِ فِي الْجادِي
من كان يزداد من شوقٍ إلى شجنٍ
عند النساء فإني غير مزداد
يا سلم إن تصبحي بسلاً محرمة ً
وتنزلي في منيفٍ بين أرصاد
فقد رأيت بنات الدهر غافلة ً
فِي الْغُبَّرَيْنِ ومَا حَيٌّ بِخَلاَّدِ
إذا فرحت فخافي ترحة ً عجلاً
وإن ترحت فرجي أم عباد
من قر عيناً رماه الدهر عن كثبٍ
وَالدَّهْرُ رَامٍ بإصْلاَحٍ وَإِفْسَادِ
وكيف يبقى لإلفٍ إلفُ صاحبه
ولا أرى والداً يبقى لأولاد
بل ليت شعري هل يدنو بكم سبب
وهل تعودون أيامي بأجياد
أيام لا أعتبُ العذال من صمم
ولا أكلف زيداً غير إسعاد
يَا جَارَة ً يَوْمَ رَاح الْحيُّ جارَتَنَا
تسبي الحليم ولا تنساق للحادي
قَامَتْ لِتَرْكَب فَارْتَجَّتْ رَوَادِفُهَا
في لين غصن من الريحان منآد
كَأنَّمَا خُلِقَتْ فِي قِشْرِ لُؤْلُؤَة ٍ(93/233)
فَكُلُّ أَكْنَافِها وَجْهٌ بِمِرْصَادِ
فَقُلْتُ: شَمْسُ الضُّحَى فِي مِرْطِ جَارِيَة ٍ
يا من رأى الشمس في مرطٍ وأبراد
تُلقَى بِتسَبِيحَة ٍ مِنْ حُسْنِ مَا خُلِقَتْ
وَتَسْتفِزُّ حشى الرَّائِي بِإرْعادِ
كأنَّ عيْنِي ترَاها في مجاسدها
إذا رأيت رسوم الدار والنادي
بَيْضاءُ كالدُّرَّة ِ الزَّهْرَاءِ غُرَّتُها
تصطاد عيناً ولا ترجى لمصطاد
كأنَّها لاترَى جِسماً تخوَّنهُ
بَيْنَ الْحَبِيبِ وَلَمْ تشْعُر بِإسْهاد
أصُومُ يَوْماً فأرْقَا مِن تذكُّرِها
وَلا أصَلِّي الضُّحى إِلاَّ بِعدَّادِ
وَقدْ عجبْتُ وَإغْرَامِي بِها عَجَبٌ
مالي أقودُ حروناً غير منقاد
أحِينَ كُنْتُ سِراجاً يُسْتَضَاءُ بِهِ
يكون في الغي إفراعي وإصعادي
كلا سأترك ذكري تلك إذ رقدت
عَنِّي وَأذْكُرُ يَوماً غَيْرَ رَقَّادِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا عَبْدَ بَاهِلة َ الذي يَتوعَّدُ
يَا عَبْدَ بَاهِلة َ الذي يَتوعَّدُ
رقم القصيدة : 8580
-----------------------------------
يَا عَبْدَ بَاهِلة َ الذي يَتوعَّدُ
أعلي تبرق إذ شبعت وترعد؟
يا عبْد باهِلَة َ ابْتُلِيتَ بِحيَّة ٍ
فتركت طاعتنا ورحت تهدد
وَشَتمْتَ رَبَّكَ في العشيرة ِ قائماً
لتكون موجوداً وليتك توجد
وة كذاك عبد السوء يشتم ربه
سَفَهاً، ولكِنْ هلْ تُجابُ الأَعْبُدُ؟
اقْعُدْ فَإِنَّكَ بَاهِليٌّ وَاغلٌ
يَجْزِيكَ سَوْءَتَكَ الضِّيَاعُ الرُّوَّدُ
وَإذَا سَكِرْتَ فَخُذْ بِأَيْرِ مُسَاعِفٍ
وَاسْكُتْ فَإِنَّكَ نَاطِقٌ لاتُرْشَدُ
تَجرِي مِنَ الذَّهَب المُصَنّم رَاحَتِي
كَرَماً وَنَارِي بِالْيَفَاع تَوَقَّدُ
وَلَئِنْ عَمِرْتَ لَتَعْرِفَنَّ قَصِيدَة ً
تجب الصلاة لها عليك فتسجد
وتَظَلُّ تُرْعَدُ مِنْ هَدِيلِ حَمَامة ٍ
وَإِذَا دُعِيتَ لِسَوْأَة ٍ لاتُرْعَدُ
وَمَلأَتَ ثَوْبَكَ إِنْ رَأَيْتَ كَتِيبَة ً
في النوم أللها الحديد الموجدُ
ومجنت حتى ما تصلي ركعة ً
ونسيت ما قال النبي محمد(93/234)
وَحَسَبْتَنِي كَأبيكَ لاَيَنْكِي الْعِدَى
فَاصْبِرْ لِحِسْبَتِكَ الَّتِي لاتُحْمَدُ
مولاك أرقب من ربيعة ِ عامر
أَهْدَى لِكَفِّكَ قَائِماً لا يَرْقُدُ
فتركت عقر قناتكم عند امرئْ
جمح الشباب به الأنيق الأغيد
وَكذاك كان أَبُوك يُؤْثَرُ بِالْهُنى
وَيَظَلُّ فِي لقْطِ النَّوى يَتَردَّدُ
فلئِنْ قعدْتَ على الْخَنَا وَحَسَدْتنِي
إن الكريم إذا جرى لمحسدُ
يَا عَبْدَ بَاهِلَة َ الَّذِي لَزَمَ الْخَنَا
وَأَضَاعَ عُقْرَ قَنَاتِهِ لاتَسْعَدُ
لَوْلاَ دَلَفْتَ لِمَنْ دَهَاكَ بِأيْرِهِ
فحسرت عنك حزازة ً لا تبرد
لو كنت من أسد العشيرة لم تنم
حتى يخالطه الحسام الأربد
عودت نفسك أن تضام فخلها
كل امرئ رهنٌ بما يتعود
وأبى لك الحسبُ اللئيم فنالهُ
وَكسَاك ذِلتهُ أَبُوك الْقُعْدُدُ
لا تسْتطِيعُ مُرَفَّلاً مِنْ عامِرٍ
عجل العقاب وأنت عبد أقفد
وخشيت سطوة عامري فاتكٍ
تَقِفُ الوفُودُ بِبَابِهِ وَالْوُفَّدُ
وبَنَيْتَ بِالْبَعْرِ الْمَحَلَّ وَبِالنَّوَى
بيتاً عليه خزاية ٌ لا تنفد
وَطلبْت بالْخَلَقِ المُرَقَّعُ شأوَنا
فلترجعن وبظُر أمك يرعد
مهلاً موالينا أقيموا خرجنا
وَإِذا غضِبْنَا غضْبَة ً فتَبدَّدُوا
خدَمُ المُلُوكِ إِذا قعَدْنَا فِي الْحُبَى
قاموا وإن نفزع لروعٍ يقعدوا
كُونُوا لِموْلاكُمْ يَداً وَصَلَتْ يَداً
ودعوا الفساد يعيث فيه المفسد
وتشبهوا بأبٍ وعم صالحٍ
متعبدين لنا ونعم العبدُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أنى شبابك قد مضى محمودا
أنى شبابك قد مضى محمودا
رقم القصيدة : 8581
-----------------------------------
أنى شبابك قد مضى محمودا
ودع الغواني إن أردن صدودا
وصرمنا حبلك بعد أول نظرة ٍ
وبما يكن إلى حديثك صيدا
أيام ينبعث القريض بمجلسٍ
شافٍ لدائك أو تبيت عميدا
تصطاد من بقر الأنيس وتصطفي
كأس المدامة عندهن ركودا
ولقد شربت رضابهن على الصدا
وعلى الصبابة ودهن برودا
من كل مقبلة ِ الشباب كأنها(93/235)
صنمٌ لأعجم لا يني معبودا
تدني القناع على محاسن مشرقٍ
كالبدر يحفل عصفراً وعقودا
وَكَأنَّما نَظَرَتْ بِعَيْنَيْ شَادِنٍ
حَيْرَانَ أبْصَرَ شَادِناً مَطْرُودَا
ويشك فيها الناظرون إذا مشت
أتَسِيلُ أمْ تَمْشِي لَهمْ تَأويدَا
أرخت على قصب الروادف فانثنت
كالْخَيْزُرَانة لدْنة ً أمْلُودَا
وكَأَنَّهَا شَرِبَتْ سُلافة بَابِلٍ
بِالسَّاهِرِيَّة ِ خالطتْ قِنْدِيدَا
فِتنٌ مُبَتَّلَة ٌ تمِيلُ إِلَى الصِّبَى
وَلِمَنْ تصيَّدَهَا تكُونُ صَيُودَا
وَصَفَتْ مَجاسِدُها روادِفَ فَعْمَة ً
وَمُهَفْهَفاً قَلِقَ الْوِشَاحِ خضِيدا
وعلى الترائب زينهن كأنه
وسنان جاذب مضجعاً ليؤودا
وَإِذَا بَدا لَكَ وَجْهُهَا أَكْبَرْتَهُ
عجباً ويا لك في القلائد جيدا!
وكفى بمضطرب العقود فإنه
نَحْرٌ يَزِينُ زَبَرْجَداً وَفَرِيدَا
وَلَئِنْ صَدَدْنَ لَقَدْ قَضَيْتُ لُبَانَة ً
وَغَنِيتُ دَهْراً ناعِماً غِرِّيدَا
وَدُمًى أَوَانِسُ مِن بَناتِ مُحَرِّقٍ
حور نواعم أوجهاً وجلودا
أَرْسَلْنَ فِي لطفٍ إِلَيَّ أنِ ائْتِنَا
غابَ الرَّقِيبُ وَمَا تخافُ وَعِيدَا
فَأتيْتُهُنَّ مَعَ الْجَرِيِّ يَقُودُنِي
طرباً ويا لك قائداً ومقودا!
لمَّا الْتقيْنا قُلْن: هَاتِ فقدْ مَضتْ
سَنة ٌ نُؤملُ أَنْ نَراكَ قَعِيدَا
حَدِّثْ فَقَدْ رَقَدَ الْوُشَاة ُ وَلَيْتَهُمْ
حَتى الْقَيَامَة ِ يَلْبَثُونَ رُقُودَا
قلت: اقترحن من الهوى فسألنني
طُرَفَ الْحَدِيث فُكَاهَة ً وَنَشِيدَا
حتى إذا بعث الأذين فراقنا
وَرَأَيْتُ مِنْ وَجْهِ الصَّبَاح خُدُودَا
جرت الدموع وقلن: فيك جلادة ٌ
عنا ونكره أن نراك جليدا
فالآن حين صحوت إني إن أرى
كلِفاً فيَرْجَعُ وُدُّهُنَّ جَدِيدَا
لا تعص ذا رشدٍ ويمن مشهورة ٍ
ومن السعادة أن تكون رشيدا
متع صديقك غير مخلق وجهه
وإذا سئلت فلا تكن جلمودا
وَفَتًى يَذُبُّ عَن الْمتاع وَيَبْتَغِي
مَا فِي يَدَيْكَ إِذا رَآكَ مُفِيدَا
شيعته ليهين بعض متاعه(93/236)
يوماً ويُكرِمَ نفسَه فيسودَا
فدنا فأشرق ثم أظلم وجهه
عَرَف الْوَلاَءَ فزادَهُ ترْبِيدَا
أبلغ سراة بني الحصين بأنني
قلدتهم مدحي وكنت ودودا
حملت قرمهم الفنيق قصائدي
حذا يلذ بها الرواة نشيدا
وَإِذَا ذكرْتُ بَنِي قُتيْبَة أَصْبَحَتْ
نفسي تنازعني القريض جديدا
الذَّائِدِين عَنِ الحَرِيم بِجَدِّهِمْ
وَالْمُنْعِمِين أُبُوَّة ً وَجُدُودَا
قومٌ لهم كرم الإخاء وعزة ٌ
لا يمكنون بها الظلامة صيدا
تأبى قلوبهم المذلة والخنا
وَأَبَتْ أَكُفُّهُم الْبُحُورُ جُمُودَا
فطنٌ لمعروفٍ وإن لم يفطنوا
لِلْغيِّ يَعرِفُهُ الْخَلِيلُ مُعِيدا
وَترى عليْهمْ نضْرَة ً وَمَهابَة ً
شرفاً وإن ملكوا أمنت وعيدا
متوازرون على المحامد والندى
لا يحسبون غنى ً يديم خلودا
وكأنهم في نحر كل مخوفة ٍ
أسد جعلن لها الملاحم عيدا
يغدون في حلقِ النعيم وتارة ً
في المسك يصبح للجلود جلودا
وَمُرَفَّلِين على الْعشِيرَة ِ أَصْبَحُوا
سَبْقاً مَرَازِبَة َ العِرَاقِ قُعُودا
وَبَنى لَهُمْ مُلْكاً أَطَالَ عِمَادَهُ
سَلَفٌ يَرَى بِمَجَرَّة ٍ أخْدُودَا
تَنْشَقُّ رَوْعَاتُ الْوَغَى عَنْ رَأسِهِ
صلتان يفتكُ بالأمور وحيدا
كم من عفارية ٍ أبل متوج
قتل الإلهُ به وكان مريدا
قاد الجنود من البصيرة للعدى
حتَّى وَقْعن بِصِين ثغْرٍ قُودا
خَيْلاً مُخفَّفة ً وَخَيْلاً حُسَّراً
لايَعْتَلِجْن مع الشَّكَائِم عُودَا
أنزلن غوزك من صياصي عزه
ظَهْراً وكان غزِيُّهُ مجْدُودا
وأفأن نسوة نيزكٍ وتركنه
جزراً ورهط بني الأشل حصيدا
وحملن ربهم الأجل هدية ً
في الشَّاكِرَيَّة ِ عانياً مَصْفُودا
ومنعن خاقان المسارح فانثنى
عجلاً يشل سوامه مزؤودا
وأقمن قتلى للمقانب والقنا
بَعْدَ الْحَصَانَة ِ مَنْهَلاً مَوْرُودَا
تلك المكارم لا مقام معذرٍ
بَرَقَ الْحَبِيُّ لَهُ فَحَادَ مَحِيدَا
وأبو قتيبة َ في الكريهة ِ مثلهُ
أسَدٌ يُرَشِّحُ لِلِّقَاء أسُودَا
ملك على مضض العدو محلهُ(93/237)
يعطي الجزيل ويقتل الصنديدا
تهدى له فلق الرؤوس إذا غدا
وإذا تروح حادياً ليجودا
وَلَقَدْ أَقُولُ لِقَافِلِينَ رَأَيْتَهُمْ
بِقَفَا الْمَسَالِحِ يَقْسِمُونَ قَصِيدَا
كَيْفَ الأَمِيرُ لِزَائِرٍ مُتَخَيِّرٍ
تَرَكَ الأَقَارِبَ وَالْبَعِيدَ بَعِيدَا
وُدّاً وَمُخْتَبِطاً وَدَائِمَ عِشْرَة ٍ
يسعى لجارية ٍ تريد نقودا
تأبى صواحبها ويأبى أهلها
إلا العلاء فكلفوه كؤودا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لم يدر ما قلت "مسعود" فضيعه
لم يدر ما قلت "مسعود" فضيعه
رقم القصيدة : 8582
-----------------------------------
لم يدر ما قلت "مسعود" فضيعه
يا سوأتا من طلابى جود "مسعود"
وقائل كيف " مسعود" فقلت لهُ
هُوَ الْجَوَادُ، ولَكِنْ فاسقُ الجُودِ
غيْثُ الزَّوَانِي إِذا أمْسَى بعَقْوَتِهِ
وآفة المال بين الزق والعود
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ليس النعيم وإن كنا نزن به
ليس النعيم وإن كنا نزن به
رقم القصيدة : 8583
-----------------------------------
ليس النعيم وإن كنا نزن به
إلاَّ نَعِيمَ "سُهَيْلٍ" ثُمَّ "حَمَّادِ"
ناكا ونيكا إلى أن حل شيبهما
فِي غَفْلة عن نبي الرَّحمة الْهَادِي
فهدين طوراً وفهادين آونة ً
ما كان قبلهما فهد بفهاد
ما العيشُ إلا" لِحَمَّادٍ أبي عُمَرٍ"
لَمْ يَدْرِ أنَّ له ربًّا بِمرْصَادِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ألا قل لـ"عبدة " إن جئتها
ألا قل لـ"عبدة " إن جئتها
رقم القصيدة : 8584
-----------------------------------
ألا قل لـ"عبدة " إن جئتها
وَقَدْ يُبْلِغُ الأَقْرَبُ الْبَاعِدَا
أَجَدَّكِ لاَ أنْتَ تَشْفِينَنِي
ولا الصيد متبعٌ صائدا
وطارفُ حب أصاب الفؤاد
وجدت تباريحهُ زائدا
إذا نقص النأي حب امرئ
وجدت تباريحه زائدا
يجور إذا هي جارت به
وَيُصْبِحُ إِنْ قَصَدَتْ قَاصِدَا
قطعت الليالي في هجره
وشرب بهاليل في ليلة
من الشهر حلوا بها صاعدا
تَخَالُ جَنَا الوَرْد وَالرَّازقِيَّ(93/238)
بَيْنَهُم رَوْضَة ً فَاردَا
لهم زجل بعد نوم العيو
وصفراء تستألفُ الفاقدا
إذا ماثنت جيدها نظرة ٌ
حسبت الغزال بها عاقدا
فَذَاكَ بِمَا يَصْطَفِي وِدَّهَا
خَلاَ أَنْ يَكُونَ لهَا رَائِدَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> غَيَّبَ جِيرَانُهُ بِذِي حَمَدِ
غَيَّبَ جِيرَانُهُ بِذِي حَمَدِ
رقم القصيدة : 8585
-----------------------------------
غَيَّبَ جِيرَانُهُ بِذِي حَمَدِ
عَنْ لَيْلِ مَنْ لَمْ يَنَمْ وَلَمْ يَكَدِ
خَلُّوا عَلَيَّ الْهُيَامَ إِذْ رَكِبُوا
أكْبِرْ بِمَا أفْرَدُوا لِمُنْفَرِدِ
يبكي على وسنة تزودها
جيرانه بل بكى من السهد
كونا كمن قال لا نعاتبهُ
كل امرئٍ منتهٍ إلى أمد
خَلِيفَة ُ الْحُزْنِ في مَدَامِعِهِ
يمسي بها نائياً عن الوسد
يا ليت شعري والقصد من خلقي
والنّاس مِن جَائِرٍ وَمُقْتَصِد
ما زَادَنِي ذَا الْجَوَى بِذِكْرِهِمُ
إِلاَّ هُجُوعاً وَالْهَمُّ كَالْوَتِدِ
ما زال ضيفاً له يواكلهُ
يمُدُّ غَمًّا بِرَعْيَة ِ الأَسَدِ
إن الذي غادرت حمولهم
صب وإن كان مظهر الجلد
لا يشْتَهِي اللَّيلَ مِنْ تَقَلُّبِهِ
ظَهْراً لِبَطْنٍ تَقَلُّبَ الصُّرَدِ
كأنما يتقى بليلته
جَهْمَ المُحَيَّا يَبِيتُ بَالرَّصدِ
لَمْ يَدْرِ حَتَّى رَمُوا مَطِيَّهُمُ
ثم استمروا بجنة الخلد
يقول لي صاحبي وقد بقيت
نفسي على سغبة ٍ من العقد
يا أيها المكتوي على ظعنٍ
بَاتُوا ومَا سَلَّمُوا عَلَى أحَدِ
هاتِيكَ دَارُ التي تَهِمُّ بها
كالبرد بين الكثيب فالسند
كَانَتْ مَحَلَّ الْخَلِيطِ فَانْقَلَبَتْ
وَحْشاً من المُنْشِدِينَ والْخُرُدِ
فَانْظُرْ إِذَا اشْتَقْتَ في مَنَازِلِهَا
أو زر حبيباً دعاك من بعد
واللَّهُ يَلْقَى كَمَنْ كلِفْتُ بِهِ
من آل بكرٍ أظن بالنكد
أبقى لك البين في ملاعبه
فانصاع للبين آخر الأبد
يعتاد عينيك من تذكرها
رمصان مثل العوائد الخرد
ماذا بإرسالها تعاتبني
في زَائِرٍ زارنِي ولمْ يعُدِ(93/239)
قالتْ لحوْراءَ من منَاصِفِهَا
كالرِّيم لمْ تكْتحِل من الرَّمد
روحي إلى مشركٍ بخلتنا
خُلَّة َ أخْرى وَقَدْ يرى كمدي
قُولي: تَقُول التي أَسَأتَ لَهَا
إِنْ لَمْ أنَلْهُ ماشِيمَتِي بِرَدِ
قَصَرْتُ طَرْفِي إِلَيْكَ قَانِعَة ً
وأنْتَ ذُو طُرَّتَيْنِ في وَرَدِ
فاذهب سيكفيك ما برمت به
منا وتخلى حباك للورد
فقلت: لا تسرعي بمعتبة
في غير ذنبٍ جنيته بيدي
لا كنتُ إِنْ لَمْ أكُنْ أُحِبُّكُمُ
جهدي فما بعد حب مجتهد
أَيُّ حِدِيثٍ دَبَّ الْوُشَاة ُ بِهِ
أبْصَرْتِ غَيِّي فَأَبْصِري رَشَدِي
ما كان إلا حديث جارية
لَمْ تَلْقَ رُوحي وَوَافَقَتْ جَسَدِي
يا ويحها طفلة ً خلوت بها
ليس دنوي فيها من العدد
فَأعْهِدِينَا مِنْ الظُّنُونِ عَلَى
تَبْلِيغِ واشٍ وَقَوْلِ ذِي حَسَدِ
قد تبت مما كرهت فاحتسبي
غُفْرَانَ ما قَدْ جَنَيْتُ مُعْتَمَدِي
كَانَتْ علَى ذَاكَ من مَوَّدِتنَا
إذ نحن من غائب ومصطردِ
نطوي لذاكَ الزّمَانِ نَصْرِفُهُ
طيباً ونشفي به صدى الكمد
حتى انطوى العيش عن مريرته
في صوتِ جَارٍ حَدَا بِنَا غَرِد
فَاعْذِرْ مُحِباً بِفَقْدِ جِيرَتِهِ
متى يبن من هويت يفتقد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ألاَ لا أرَى شَيْئاً ألَذَّ مِنَ الْوَعْدِ
ألاَ لا أرَى شَيْئاً ألَذَّ مِنَ الْوَعْدِ
رقم القصيدة : 8586
-----------------------------------
ألاَ لا أرَى شَيْئاً ألَذَّ مِنَ الْوَعْدِ
ومن أملٍ فيه وإن كان لا يجدي
ومن غفلة الواشي إذا ما أتيتها
وَمِنْ نَظِرِي أبْيَاتَهَا جَالِساً وَحْدِي
ومن بكية ٍ في الملتقى ثم ضحكة ٍ
وَكِلْتَاهُمَا أحْلَى مِن الماءِ بالشُّهْدِ
كأنِّي إِذا مَا أَطْمَعَتْ فِي لِقَائِهَا
عَلى دَعْوَة ِ الدّاعِي إِلى جَنَّة ِ الْخُلْدِ
أعُدُّ بها السّاعَاتِ حَتَّى كأنَّهَا
أرى وجهها لا بل تمثله عندي
وإن أخلفت خف الحشا لفعالها
نزاع.... واقْشَعَرّ لها جِلْدِي
وَبِتُّ كَأَنِّي بالنُّجُومِ مُعَلَّقٌ(93/240)
أسَائِلُ وُسْطَاهَا عن الكوكَبِ الفَرْدِ
وبيضاء من بيضٍ تروق عيونها
وألوانها راحت تضل ولا تهدي
رماني الهوى من عينها فأصابني
فأصبحت من شوقٍ إليها على جهد
أصارع نفساً في الهوى قد تجردت
لتصرعني حتى ارعويتُ إلى الجمد
ومن نكد الأيام علقني الهوى
بذات الثناء الغمر والنائل الحفد
أرَانِي لمَا تَهْوَى قَرِيباً ولاَ أَرَى
مقاربة ً فيها بهزلٍ ولا جد
فَلِلَّهِ دَرُّ المالِكيَّة ِ إِذْ صَبَتْ
إلى اللهو أو كانت تدل على رشد
مصورة فيها على العين فلتهُ
وكالشَّمْسِ تَمْشِي في الوِشَاحِ وفي العِقْد
سأدعو بأخلاقي الكرائم قربها
وبالود إن كانت تدوم على الود
لَقَدْ لاَمَنِي الْمَوْلَى عَلَيْهَا وَإِنَّمَا
يلوم على حوراء تبدع بالخد
فقلت له : بعض الملامة إنني
أرى القصد لكن لا سبيل إلى القصد
كأنَّ فُؤادِي طَائِرٌ حَانَ وِرْدُهُ
يهز جناحيه انطلاقاً إلى ورد
ومنْ حُبِّهَا أبْكِي إِلَيْهَا صَبَابَة ً
وألْقَى بها الأَحْزَانَ وَفْداً عَلى وَفْدِ
يَرُوحُ بِعَينِي غُصَّة ٌ مِنْ دُمَوعِهَا
وَتُصْبِحُ أحْشَائِي تَطِيرُ مِنَ الْوَجْدِ
وَنُبِّئْتُهَا قَالتْ جِهَاراً لأُخْتِهَا
ألا إن نفسي عند من روحه عندي
فوالله ما أدري أغيري تطلعت
بِمَا أَرْسَلَتْ مِنْ ذَاكَ أمْ حَرَدَتْ حَرْدِي
وَمَجْلِسِ خَمْسٍ قَدْ تَرَكَتْ لِحُبِّهَا
وهن كزهر الروض أن لؤلؤ السرد
يساقطهن للزير الموكل بالصبا
حديثاً كوشي البرد يغرين في الورد
كأن رجائي بعدما انتظرت به
على عاقلٍ بالشعف أو جبلٍ صلد
إذا قربت شطت وتدنو إذا دنت
تعول بريعان الشباب على الصمد
فَيَا عَجَباً مِنْ سُعْدَى قَرِيبَة ً
ومن قربها في البعد ويلي على البعد
فَيَا سَقَمَا فَقْدُ الحَبِيب إِذَا نَأى
ورؤيته في النوم أودى من الفقد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا ابنة الخير عدينا موعدا
يا ابنة الخير عدينا موعدا
رقم القصيدة : 8587
-----------------------------------(93/241)
يا ابنة الخير عدينا موعدا
وإذا زغت فمنينا غدا
وَاذْكُرِي قَوْلَ أدِيبٍ نَاصِحٍ
يوم أوصاني وأوصى ولدا
كَمِّشِ الوَأيَ إِذَا وَجَّهْتَهُ
والْقَ زُوَّارَكَ رَوْضاً وَنَدَا
معك الناس إذا أطعتهم
ومع النجم إذا اليأس بدا
لعنة ُ الله على جارية
صَرَفَتْ قَلْبَكَ عَنِّي حَسَدَا
رَاقَبَتْ وُدِّي فَلَمَّا اسْتَمْكَنَتْ
وَضَعَتْ نِيراً عَلَى غَيْرِ سَدَا
فإذا نحن التقينا فتنة ً
لم تكن عوناً وكانت وتدا
وَتَأَلَّتْ مَا أتَتْ لِي مُسْخِطاً
كَذَبَتْ والمُنْزِلِ الْقَطْرِ جَدَا
ما اتقت سخطي ولا روعها
مرهف الناب بزأرٍ مأسدا
يا ابنة الخير احذريها إنها
عقرب تسري على من رقدا
إن اعراضك من تبليغنا
أسْخَطَ الْقَلْبَ وأوْهَى الكَبِدَا
وعلى سلواك إن منيتني
فَتَعَيَّلْتُ قَرِيباً مُبْعَدَا
رُحْتُ في النُّوكِ كَمَنْ قِيلَ لَه
أنت مبتاع بعيراً فحدا
فَتَوَلَّيْتُ بحُزْنٍ دَاخِلٍ
في الحشا ينمى ويبقى أبدا
وَيَقُولُون: ادْنُ منْهَا مَجلِساً
قُلْتُ: لَوْ وُقِّدَ عَمْروُ وَقَدَا
يابْنَة َ الخَيْرِ تَشَكَّرَتُ يَداً
لَكِ عِنْدِي فأعِيدِي لي يَدَا
بأبي أنت وإن باعدتني
وَبِأُمِّي أنْتِ يا نَفْسِي الفِدا
إن نبت عيني وكانت زلة ٌ
فاغفِرِيهَا قبل أنْ أَلْقَى الردى
حِلْمُ ذِي الْقُدْرَة ِ حظ زانهُ
والبلايا لا تُحاشِي أَحدا
رِيمُ قَدْ تُبْت وَطَالَتْ عِشْرَتِي
شهد الله ودمعي شهدا
يا ابْنَة َ الخَيْرِ اقْبَلِي مَعْذِرَتِي
وأنيلي بلغ العير المدى
لا تَكُوني كامْرِىء ٍ فارقْتُهُ
يقفأ الراده يرعى رغدى
ضيق المسك ولو أحميته
لم يذب جوداً ولكن جمدا
لَوْ تَرَدَّى لَمْ يَزِدْ إِخْوَانُهُ
حين ينعى أن يقولوا بعدا
ولقد قلت لأخرى أعرضت
دُونَ رَيْحَانَة َ قَتْلِي صَرَدَا
يَحْتَوِي وَصْلَكِ قَلْبِي غَادِياً
وَتَرَاكِ الْعَيْنُ فيها رَمَدَا
لَيْسَ عَنْ ريمَة َ فَضْلٌ في الهَوى
لَسْتُ بي حُبُّهَا... أو عقَدا(93/242)
رِيمَة ُ الرِّيمَة ُ عَيْناً وَحَشاً
بعد ردفٍ من رآه سجدا
غَيَّبَتْ وُدًّا فَلَمَّا غُيِّبَتْ
أسرت نومي وأبقت سهدا
إذ تعاطينا ووهبٌ نائم
برد المزنة يسقي البردا
رب عيشٍ عندنا عشنا به
وَنَعِيمٍ لوْ خَلَدْنَا خَلَدا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أعَادَكَ طَيْفُهَا وبمَا يَعُودُ
أعَادَكَ طَيْفُهَا وبمَا يَعُودُ
رقم القصيدة : 8588
-----------------------------------
أعَادَكَ طَيْفُهَا وبمَا يَعُودُ
وحُبُّ الْغَانِيَاتِ جَوًى يَؤودُ
ذَكَرْتُ القَاطِعَات على بلادٍ
فَلِلْعَيْنَيْنِ مِنْ سَبَلٍ فَرِيدُ
غَدَاة َ يَرُوقُهُ كَفَلٌ نَبِيلٌ
وَعَيْنٌ في النِّقَابِ لَهَا صَيُودُ
وَيَوْمَ الْحِنْوِ حِنْوِ بَنِي زِيَادٍ
قفا نبأ وأعينهم شهود
يُحَيِّي بَعْضُنَا بَعْضاً جِهَاراً
كَأَنَّا لاَ نُكَادُ وَلاَ نَكِيدُ
وَمِنْ بَالي وإِنْ رَغِمُوا كَعَابٌ
غَدَتْ في الخَزِّ أوْ كَادَت تَمِيدُ
مُشَهَّرة ُ الْجَمَالِ بِعَارِضيْهَا
إِذَا سَفَرَتْ لها نَظَرٌ جَدِيدُ
مِنَ الْخَفِرَاتِ لَمْ تَطْلُعْ بِفُحْشٍ
على جار ولا بكرت ترود
عفا أثر لعبدة كان عفا
وأبقَى الْحزْنُ مَا ضرب الوريد
وَقَدْ طَفِقَ الوليدُ يَلُومُ فِيهَا
وأي الدهر ساعفك الوليد
فَمَهْلاً لا أبَا لَكَ بَعْضَ لَومِي
ضَجِجْتَ مِن الهَوَى وأنَا العَمِيدُ
لقد ترك الفؤاد لتلك وداً
وسؤلاً لا يشيد به مشيدُ
ليالي نلتقي بحماد حوضى
على لَطَفٍ يُطَالِعهُ الحَسُودُ
فأصْبَحَ عَيْشُنَا فيهَا تَوَلَّى
وهل للعيش في الدنيا خلود
ولما قربت لبكور ثنيٍ
جِمَال الْحَيِّ فانْقَعَرَ الْعَمُودُ
تَصَدَّتْ تَسْتَزِيدُكَ في هَوَاهَا
عُبَيْدة ُ بَعْدَمَا جَهِدَ الْمَزِيدُ
فيا كبدا من الطرب المعنى
إِلَيْهَا إِنَّ أهْوَنَهُ شَدِيدُ
فَقَدْتُ الحُبَّ مِنْ شَرْعٍ لِصَادٍ
فبئس الورد يألفه الورود
رأيت الدهر يشعب كل إلفٍ
ولايَبْقَى لِوَحْدتِهِ الْوَحيدُ(93/243)
قَرِيبٌ ما مَلَكْتَ وإِنْ تَرَاخَى
وبيتُ الْجَارِ مَطْلَبُهُ بَعِيدُ
بجدك يا ابن قزعة نلت مالاً
ألا إن اللئام لهم جدود
ولوْ تُعْطَى بِسَعْيِكَ مُتَّ جُوعاً
ولم تظفر يداك بما تريد
أَمِنْ خَوْفِ الزِّيَادَة ِ في الْهَدَايَا
أقمت دجاجة ً فيمن يزيد
كسوتك حلة ً مما أسدي
بُرُوداً لا يُفَارِقُهَا يَزِيدُ
مَلاَبِسَ لا تَرِثُّ على اللَّيَالِي
ولا تبلى وإن بليت جلود
جلست أحوكها والليل داج
مُحَبَّرَة ً تُبِيدُ ولا تَبِيدُ
يورثها بنوك بني بنيهم
إذا هلكوا ومنشرها جديد
كذاك الدَهرُ يُبْلي كلَّ شَيْء
ولا يفنى على الدهر القصيد
فَهَل مِنْ عَارِفٍ شُرْباً لِصَادٍ
ينال بجوده ما لا تجود
صببت على ابن قزعة من عذابي
أذَاة ً لا يُسكِّنُهَا الْبَرُودُ
وَلاَ.... الْحَرَسِيُّ مِنَّا
لَقَدْ لاقَى كَمَا لاَقَتْ ثَمُودُ
على الضُّعَفَاءِ لَيْثٌ حِينَ يَسْطُو
وتُوعِدُهُ فَيُسْهِرُهُ الْوَعِيدُ
مولينا على الأمات جلد
على وجلٍ فدرهمه قيود
يخال البخل مفترضاً عليه
فيجمد مثل ما جمد الحديد
فأفرخ روعه لا أجتديه
ولكن سوف يبلغه النشيد
له وجه يخف على الموالي
وكف لا يؤملها الوفود
يَقُومُ بِهِ القَلِيلُ إلى المخَازِي
وَيخْزِلُهُ عن المجد القُعُودُ
غَبِيُّ الْعَيْنِ عَنْ طَلَب الْمَعَالِي
وفي السَّوآتِ شَيْطَانٌ مَريد
أبا يحيى علام تكون وغداً
كبرت وفيك عن كرمٍ صدود
فإِنْ تَكُ نَاقِصاً مِنْ كُلِّ خَيْرٍ
فَمَا لَكَ في مَسَاءَتِنَا تَزِيدُ
ستهجرك الكرام فبن ذميماً
فإِنَّك لِلِّئَامِ أخٌ وَدُودُ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> بشار بن برد >> اسْمَعِي يا خُلَيْدَ أنْتِ الْخُلُودُ
اسْمَعِي يا خُلَيْدَ أنْتِ الْخُلُودُ
رقم القصيدة : 8589
-----------------------------------
اسْمَعِي يا خُلَيْدَ أنْتِ الْخُلُودُ
ما يقول المتيم المعمود
إن تصدي عني فلست براءٍ
وجه نومي حتى يموت الصدود(93/244)
لو دعاك الذي دعاني من الشو
قِ فُوَاقاً أَرَدْتِ بي ما أُرِيدُ
قَرِّبِينِي خُلَيْدَ إني وَدُودٌ
وَحَقِيقٌ بِالْقُرْبِ مِنْكِ الْوَدُودُ
لا تُمَنِّي أخاكِ في مِلَّة الْحُب
بِدَاءٍ دَوَاؤُهُ مَفْقُود
لا أعفِّي به ولا أعرفُ العيـ
ش وعندي بلية لا تبيد
يا بَلاَئِي قط طُلْتَ حَتَّى لَوَ أنِّي
من حديد لذاب ذاك الحديد
كم جَوَى عَبْرَة ٍ وَزَفْرَة ِ عَيْنٍ
قَد تَضَمَّنْتُهَا فَمَا أَسْتَزِيدُ
حَسْبُ نَفْسِي مِنْ حُبِّهَا ما بِنَفْسِي
أنا بالٍ والحب غض جديد
لَمْ أقَصِّرْ عن الأَوانِس حَتَّى
مسني من عبيدة التسهيد
جَلَّ ما بِي مِنْهَا وما جَلَّ نَيْلٌ
عندها إِنَّها عَلَيْهَا جُمُودُ
أي شيء أجل من أن قلبي
ليس يصحو ولا أراها تجود
قَيَّدَتْنِي عن كل أُنْثَى تعدَّى
بِهَوَاهَا ومن هواها قيود
أَيُّهَا اللاَّئِمِي وَلَمْ آتِ بَأْساً
يشهد الله والثلاث الشهود
قد عصاني قلبي إِلى من عصاهُ
فاستفاد الهوى وما يستفيد
قادني للشقاء جهراً فؤادي
وفُؤَادِي فعّالُ تِلْكَ الْمُعِيدُ
وَيْحَ نَفْسِي أمِنْ دَلاَل فَتَاة ٍ
رَاحَ هَمِّي وخَفَّ عَنِّي الْهَجُودُ
لا رعى الله من يلوم محباً
في هواه ولا سقته الرعود
عِشْ بأخْلافِهَا قَلِيلاً سَتَلْقَا
كَ بأخْلافِهَا الصَّفَاة ُ الصَّلُودُ
هي لا تجتدي محباً ولا تجـ
دي عليه ففيم يبكي الحسود
قد تبرضتها فغير جوادٍ
بِهَوَانٍ يأوي بِهِ مَجْهَودُ
ليت شعري أكلهن بخيلٌ
مثل ما قد يكون أم هن جود
بل ينال الهوى رجالٌ ولكن
نام جدي ولا تنام الجدود
رُبَّمَا قَدْ دَعَوْت باللَّهوِ خَوْداً
وَدَعَتْنِي أنْفَاسُهَا والْجُلُودُ
ذَاكَ إِذْ مَدْخَلِي عَلَيْهِنَّ عَفْوٌ
وَنَعِيمِي دَانٍ وَعَيْشِي خَرِيدُ
ثُمَّ بُدِّلْتُ صَفْحَتِي لِلْغَوانِي
كلُّ شَيْءٍ إِلى بِلى ً مَرْدُودُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عُبَيْدَة ُ أطْلِقِي عَنِّي صَفَادِي
عُبَيْدَة ُ أطْلِقِي عَنِّي صَفَادِي(93/245)
رقم القصيدة : 8590
-----------------------------------
عُبَيْدَة ُ أطْلِقِي عَنِّي صَفَادِي
ولا تعدي علي مع الأعادي
ومن يكف يالهوى جلداً فإني
رقيق القلب لست من الجلاد
كأني من هواك أخو فراشٍ
يفوق بنفسه قلق الوساد
سَقَاهُ البَابِلِيُّ برَاحَتَيْهِ
سِجَالَ الموْتِ في عُقَدِ الْوِدَادِ
وغامطة ٍ لفقدك في التداني
تسائل كيف أنت على البعاد
فقلت بفقدها حاربت نومي
وَحَارَبْت التَّيقُّظَ بافْتِقَادِي
تَنَامُ ولا أنَامُ كأنَّ عَيْنِي
لمقلة عينها وهبت رقادي
فَنَامَتْ عيْنُهَا وَجَنَتْ لِعَيْنِي
بما وهبت لها شوك القتاد
فكوني حرة ً في حفظ عيني
هداك لقبلة المعروف هاد
لعَلَّكِ تَسْمَعِينَ غَدًا مَقَالي
بحيثُ صَبَا الفُؤَادُ إِلى سُعاد
أقُولُ لِمُثْبَتٍ وَبِهِ حَرَاكٌ
يَهَمُّ ولا يُسَمَّحُ بانقياد
أبعد عبيدة الحوراء تصبو
إلى أنثَى فقَدْتُك مِن فُؤاد
فراجع باسمها طرباً إليها
كما انصرف الذلول مع القِيَاد
كأن القلب لم يسمع بسعدى
ولم يَهْمِمْ لعَبْدَة َ بِالفَسَادِ
تجافى عن صبابته إليها
وكانَتْ زَلَّة ً غيرَ اعتِماد
وما إن تطربين إلى المنادي
بعبدة فاستطرت إلى المنادي
بِأَوَّلٍ مُمْسِك بذنَاب غَيٍّي
عداني الغي عن سبل الرشاد
خليلي اتئادكما بعذرٍ
ولومكما أخاً غير اتئاد
دعا لوم المحب إذا تمادى
فما لوْمُ المحبِّ من السدَادِ
لعَلَّكُمَا على اللَّوْمَاءِ فيها
تحثكما الطماعة بارتداد
فلستُ براجعٍ ما حن إلفٌ
وماَ هتَفَ الْحَمَامُ ببَطْنِ وَادِ
وأقسم فاقصداأو عدباني
بطول ملامة ٍ غير اقتصاد
لو انَّ الْغَانِيَاتِ مَلَكْنَ قَلْبي
لكان محل عبدة في السواد
كأنِّي يوْمَ شَيَّعَنِي صِحَابِي
فَرِحْتُ ولم أُنِخْ منها بِوَادِي
أسِيرٌ مُسْلَمٌ بدِمَاء قَوْمٍ
إلى ذي غلة ٍ حران صادي
تواكلها الأباعد في يديه
وليس له من الأدنين فادي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا عَبْدَ ضَاقَ بِحُبِّكُم جَلَدِي(93/246)
يَا عَبْدَ ضَاقَ بِحُبِّكُم جَلَدِي
رقم القصيدة : 8591
-----------------------------------
يَا عَبْدَ ضَاقَ بِحُبِّكُم جَلَدِي
وَهَوَاكُمُ صَدْعٌ على كَبِدِي
إِنِّي حَلَفْتُ ألِيَّة ً صَدَقَتْ
بِفَنَاءِ بيتِ الْواحدِ الصَّمَدِ
لتركتني صباً بحبكم
وقتلتِنِي ظُلْماً بِلاَ قَوَدِ
أبقيت من قلبي حشاشته
وَحَلَلْتِ بين الرُّوحِ والْجَسَدِ
أَفَما أَنَى لكِ يا عبَيدَة ُ أنْ
تَشْفِي أخَا الأَحْزانِ والْكَمَدِ
يُمْسِي وَيُصْبِحُ هائِماً بكُمُ
ويهال بالترويع والسهد
نرجُو عُبَيْدَة َ أنْ تَجُودَ لَنَا
مَا إِن يُرَجّى بَعْدُ مِنْ أحدِ
علقتها بيضاء ناعمة ً
لم تَجْفُ عن طُولٍ ولم تزِدِ
وتريك عيني جؤذرٍ خرق
بالرَّوْضِ لم تُكْحَلْ مِن الرَّمَدِ
أحوى المدامع زان قامته
حلل الدمقس تظل في أود
كالزَّمْهَرِيرِ يكونُ صائِفَة ً
وَهَوَى الْمُعَانِقِ ليْلة الصّرَدِ
تمّتْ تَرَائِبُهَا إِلى قَدم
والساق مكملة ٌ إلى العضد
وإذا نظرت وجدت مطمعها
ماء السؤال سواه لم تجد
قولا لها ما دمت مطلعاً
إلا ودونك أعين الرصد
نفسي وأسرتي الفداء لكم
والأَهْلُ بَعْدَ المَال والوَلدِ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ألم يأن أن تسلى مودة مهددا
ألم يأن أن تسلى مودة مهددا
رقم القصيدة : 8592
-----------------------------------
ألم يأن أن تسلى مودة مهددا
فتخلف حلماً أو تصيب فترقدا
وما ذكرك اللائي مضين براجعٍ
عليكَ نوى الجيرَان حَتَّى تَبَدَّدَا
أجِدّكَ لاتَنْسَى بمقْصُودَة ِ اللِّوَى
عَشِية َ إِذْ رَاحَت تَجُرُّ المُعَضَّدَا
عَسِيباً كإيم الْجِنِّ مَا فَاتَ مِرْطُهَا
ومثل النقا في المرط منها ملبدا
تُرِيكَ أَسِيلَ الْخَدِّ أشْرَقَ لوْنُهُ
كشمس الضحى وافت مع الطلق أسعدا
وَنَحْراً يُرِيكَ الدرَّ لمّا بَدَتْ لَنَا
به لبة ً منها تزين الزبرجدا
وَحَمْرَاءُ كَلْوَاذِ الكثيبِ تَطَرَّبَتْ(93/247)
فُؤَادِي وهاجَتْ عَبْرَة ً وتَلَدُّدَا
ثقال إذا راحت كسول إذا غدت
وَتَمْشِي الْهُوَيْنَا حِينَ تَمْشِي تأوُّدَا
ترَى قُرْطَهَا مُسْتَهْلَكاً دُونَ حَبْلِهَا
بِنَفْنَفِهِ مِن واضح اللِّيثِ أجْيَدَا
غَدَتْ بِهَوَانَا مِنْ رُفَاعَة َ نيَّة ٌ
شطون وهرٌ فاجعٌ من توددا
فَآلَى عَلى الهَجْرِ الرُّقَاد ولم تَزَلْ
نجيا لضيفان الهموم مسهدا
كأني غَدَاة کسْتَقْرَأَ الْحَيُّ هالِكٌ
شَرِبْتُ بِبَيْنِ الحَيِّ مِنْ سُمِّ أسْوَدَا
إذا انجاب هم آب آخر مثلهُ
وَلَمْ تَكْتَحِلْ عَيْنِي مِنَ الهَمِّ مِرْوَدَا
بِذِي اللَّوثِ مِنْ سِرِّ المهَاري كأنَّمَا
يَرُوح مُعَدًّى أن يَكِلَّ وَيَعْمَدَا
بدفيه آثار النسوع كأنها
مجرُّ سُيُولٍ في الصَّفَا حِين خَدَّدا
وناعمة ٍ التاويب عديت ليلها
بتَكِليفنَاهَا فَدْفَداً ثُمَّ فَدْفَدا
حميت الكرى عيناً لها واحتميته
إلى أَنْ جلاَ وجْهٌ مِن الصُّبْحِ أرْبَدَا
فَأَصْبَحْتُ أثْنِي غَرْبَ رَوْعَاءَ أوْحَشَتْ
بها جنة ٌ من طائر حي غردا
مواشلة مثل الفريدة عبدت
بشرقي وعساء السمينة مرقدا
رَعَتْ غِيبَة ً عَنْهُ وأضْحَى بغَيْبِهِ
لقى للمنايا بين دعصين مفردا
غدت وبها شيء وراحت بمثله
لِتُرْغِدَهُ من حَشْيِهَا أنْ تَرَغَّدَا
فَمَا وَجَدَتْ إِلاَّ مَجَرَّ إِهَابِهِ
وإِلاَّ إِهَاباً بالْقَفِيِّ مُقَدَّدَا
فسافت عليه ساعة ً ثم أدبرت
حديدة طَرْفِ الْعِينِ نَظَّارَة ِ العِدَا
رشِدْتَ أميرَ المؤمنينَ وإِنَّمَا
ظفرت ووليت الأمين المسددا
ونعم أمير المصر يصبح للقا
ودوداً وفي الإسلام عفا موددا
أغَرَّ عَلِيماً بالسِّيَاسَة ِ لَمْ يُقِمْ
عَنِيفاً ولارَثَّ القُوَى مُتَهَدَّدَا
يزين بعدلٍ ملكه ويزينه
مَحَاسِنُ دِيناً من يدين تأيُّدَا
من المنْعِمين الشُّمّ يجري بحِلْمِهِ
الأَراجِيَّ حَتَّى أورِدَ الهَمَّ مَوْرِدَا
رَحِيمٌ بِنَا سَهْل الْفِنَاءِ كأنَّمَا
يرانا بنيه بين كهلٍ وأمردا(93/248)
فَبَلِّغْ أميرَ المُؤْمِنينَ وقُلْ له:
بَعَثْتَ عَلَيْنَا مَن أرَاحَ وأرْقَدَا
نكى زاده بالملحدين فأصبحوا
خَبِيئاً كمن تَحْتَ الثَّرَى أوْ مُجَرَّدَا
فزد من كفاك المصر حين هززته
فإن الذي يعنيك يعني محمدا
له صفد دانٍ وشعبٌ مؤخرٌ
وإِن سِيمَ خَسْفاً قَذَّمَ المْوتَ أسْوَدا
به نطحر الأقذاء عن سرياتنا
ونَلْقَى إِذا نأبَى الْجِنَانَ تَغَرّدَا
تَعَوّدَ أخْذَ الْحَمْدِ مِنَّا بمالِهِ
وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا
يجود لنا لا يمنع المال باخلاً
ولا اليَوْمَ إِنْ أعْطَاكَ مانِعُهُ غَدَا
كذلك تلقى الهاشمي إذا غدا
جواداً وإن عاودته كان أجودا
له شيمٌ تحكي أباً كان سابقاً
إذا قسمت كانت نحوساً وأسعدا
ومن عمه فيه شمائلُ أصبحت
وبالاً على قومٍ وإن كن ....دا
إِمَامانِ لاَيُدْرَى أهذَا بِسَيْبِهِ
على الناس أم ذا كان أم ذاك أعودا
هما جربا قبل الجياد وقلدا
فأيهما أشبهت كنت المقلدا
سَمَاحاً إِذَا مَاجَرَّتِ الحَرْبُ ذَيْلَهَا
وَعِزًّا إِذَا جَمْرٌ كَجَمْرٍ تَوَقَّدَا
تخولت مخزوماً وفزت بهاشمٍ
فأصبحت من فرعي قريشٍ مرددا
وأنت ابن من رادى أمية بالقنا
جِهَاراً وبالْبَصْرِيِّ ضَرْباً مؤيدا
أهب لهم فرسان حربٍ مطلة ٍ
وخُرْساً تَبَاهَى في السَّنَوَّر حَشَّدَا
فما بَرِحُوا يَسْدُونَ حَتَّى رَمَاهُمُ
بمُلمُومَة ٍ لم تُبْقِ نِيراً ولا سَدَا
فأصْبَحَتِ النُّعْمَى عَلَيْنَا وأصْبَحُوا
قَتِيلاً وَمَحْمُولاً إِليْكَ مُصَفّدَا
أبوك أبو العباس جلى بسيفه
وأنْتَ الْمُرَجَّى في قَرابة ِ أحْمَدَا
وكُلُّ أبٍ يُدْعَى لهُ سَيْفُ نَجْدَة ٍ
يُعَدُّ ويَسْمُو في المكَارِمِ مَصْعِدَا
وكم لك أم حرة ٍ حارثية ٍ
وأخْرَى مِن الصِّيدِ المقِيمِينَ مُرفَدَا
خزمت بمخزومٍ أنوفاً كثيرة ً
وهَشّمْت أخْرى بالْهواشِمِ حُشَّدا
ولابَيْتَ إِلاَّ بيْتُ مَجْدِكَ فَوْقَهُ
منيفاً يراعى الفرقدين مشيدا
وأنْتَ الهُمَامُ المسْتَجَارُ منَ الرَّدَى(93/249)
مِرَاراً ومنْ دَهْرٍ طَغَى وتَمَرَّدَا
وإن يأتك المستشرعون فربما
أتوك فرويت القديم المصردا
فعالك محمودٌ وأنت محسدٌ
وهل تجد المحمود إلا محسدا
فرعت قريشاً في أرومتها التي
يَمُدُّ يَدَيْهِ دُونَهَا كُلُّ أصْيَدَا
يذبون عن وادٍ حرام وبيضة ٍ
إِذا أفْرَخَتْ أَحْيَتْ منَ الدَّهْر مُجْمَدا
أرى الناس ما كنتم ملوكاً بأمنة ٍ
ولو فقدوكم خالف القائم اليدا
وأنتْمْ سُقَاة ُ الحجِّ لوْلاَ حِياضُكُم
وأدْلُئِكُمْ لَمْ تَحْمَدِ الناسُ مَوْرِدَا
ورثتم رسول الله بيت خلافة ٍ
وعِزًّا على رَغْم العَدُوّ وَسُؤْدَدَا
لَكُمْ نَجْدَة ُ الْعَبَّاسِ في كُلِّ مَوْطنٍ
ويوم حنين إذ أشاع وأشهدا
مقيمٌ يذب المشركين بسيفه
حِفَاظاً وَقَدْ وَلَّى الْخَميسُ وَعَرَّدا
بني لكم العباس في شرف العلى
وَفَضْلُ ابْنِ عَبَّاس أَغَارَ وَأَنْجَدَا
وأَنْتُمْ حُمَاة ُ الدِّينِ لَوْلاَ دفَاعُكُمْ
لقد قذيت عيناه أو كان أرمدا
ومروانُ لما أن طغا وأتتكم
زَوَائرُ منْهُ بَادئَاتٍ وَعُوَّدَا
نصبتم له البيض اللوامع بالردى
وخطية ً أخمدن ما كان أوقدا
فَفَرَّقْتُمُ أَشْيَاعَهُ وَهَدَمْتُمُ
بِمُلْككُمُ الْعاديِّ مُلْكاً مُوَلَّدَا
فأصبح مطلوباً وآب برأسه
كتائب أدركن الحمار المطردا
وَمُسْتَوْقَعٌ عنْدَ الْبَرِيَّة أَنَّكُم
مُدَعُّونَ في الْهَيْجَا إِلَى من تَوَرَّدَا
أَنَخْتُمْ لَنا مَا بَيْنَ شَرْبَة جِيدَة
إِلَى الصِّينِ تُرْوُونَ الْقَنَا وَالمهَنَّدَا
فدًى لبَني الْعَبَّاسِ نَفْسي وَأسْرَتي
وَمَا مَلَكَتْ نَفْسي طَرِيفاً وَمُتْلَدَا
إِذَا حَارَبُوا قَوماً رَأَيْتَ لوَاءَهُمْ
يقود المنايا بارقاتٍ ورعدا
بأرعن تمسي الأرض منه مريضة ً
وتلقى له الجن العفاريت سجدا
أقول لسعدى حين هز عدوها
وجانبها المعروف ممن تزيدا
سيَكْفيكِ سَجْلٌ منْ سَجالِ مُحَمَّدٍ
وَعِيدَ الْعِدَى وَالْبُخْلَ ممَّنْ تَعَقَّدَا
سمام الأعادي من يديه وفيهما(93/250)
..... فيهَا شفَاءٌ منَ الصَّدَا
إذا عزت الأنداد ذل نوالهُ
وسيان تذليلُ المواهب والندا
ذَرِيُّ الذُّرَى في الْمَحْلِ يُوري زَنَادَهُ
إذا المسهب المأمول أكدى وأصلدا
إِذَا آذَنَتْه الحَرْبُ آذَنَ نَوْمُهُ
بحربٍ إلى ان يقعد الحرب مقعدا
حَمُولٌ على المكْرُوهِ نَفْساً كرِيمَة ً
إذا هم لم يقعد بما كان أوعدا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ورَدَتْ هُمُومُكَ يَوْمَ صَاعِدْ
ورَدَتْ هُمُومُكَ يَوْمَ صَاعِدْ
رقم القصيدة : 8593
-----------------------------------
ورَدَتْ هُمُومُكَ يَوْمَ صَاعِدْ
وتعرضت لك بالأجالد
وأرِقْتَ منْ سَارٍ سَرَى
لك في السموط وفي القلائد
قَمَرُ المَجَرَّة ِ لاَيَني
قَمَراً يَزُورُكَ في المَراقِدِ
وإِذَا غَدَوْتَ ذَكَرْتَهُ
وبدا لعينك في المجاسد
لله ذكرة عاشقٍ
يدنو بها النائي المباعد
بك ما ترى فيما يجـ
يز مجاز حاجاتٍ لوافدٍ
أمّا الرَّبِيعُ فالكرَّبِيـ
ـعِ فَعَالُهُ المحمودُ شاهد
قلْ للخليفَة ِ إِنْ خَلَصْـ
ـنَ إلى الخليفَة ِ غَيْرَ باعِد
إِن الرَّبِيعَ فأدْنِهِ
نِعْمَ الوَزِيرُ على الشّدَائد
شهد نصيحته بمكـ
ـها...... بِالْمَجَالِد
ضَبَطَ الْخلافَة َ وَاحِداً
للَّه دَرُّكَ أيَّ وَاحِد
ما زال يكتم أمرها
ويهزها هز المناجد
ويصونها ويذود عنـ
ها ........بالمجالج
وبنُو عليٍّ مُشْفِقُو
ن من الأقارب والأباعد
حتَّى صَفتْ لمحمَّدٍ
ما دُونَ ذَا نُصْحٌ لِزائد
وسما بموسى غير وا
نٍ حينَ زَلْزَلَت المَوَارد
ومضى على منواله
حَسَن اليَدَيْن على الأَحاسِد
حدباً على أعقابهم
وعلى المكَارِمِ غيرُ رَاقِد
وَإِذَا ذَكَرْتُ فَعَالَه
بشرت نفسي بالفوائد
ووقفتُ إن طليبتي
عند الملِيِّ بها المَسانِد
سَبَقَ الرَّبيعُ بفَضْله
أيَّامَ مَكَّة َ كُلَّ قائد
خلي الجياد خلافه
ومضى بآبدة الأوابد
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أخَالِدُ لَمْ أخبِطْ إِلَيكَ بِنِعْمَة ٍ(93/251)
أخَالِدُ لَمْ أخبِطْ إِلَيكَ بِنِعْمَة ٍ
رقم القصيدة : 8594
-----------------------------------
أخَالِدُ لَمْ أخبِطْ إِلَيكَ بِنِعْمَة ٍ
سَوَى أنّنِي عَافٍ وأنْتَ جَوَادُ
فإن تعطني أفرغ إليك محامدي
وَإِنْ تَأبَ لا يُضْرَبْ عَلَيْكَ سِدَادُ
رِكَابِي عَلَى حَرْفٍ وَقَلْبِي مُشَيَّعٌ
وغير بلاد الباخلين بلا د
إِذَا أنْكَرَتْنِي بَلْدَة ٌ أوْ أنْكَرْتُهُا
نهضت مع البازي علي سواد
أخَالِدُ بَيْنَ الأَجْرِ والْحَمْدِ حَاجَتِي
فأيهما تأتي فأنت عمادُ
وما خاب بين الأجر والحمد عاملٌ
لَهُ مِنْهُمَا عِنْدَ الْعَوَاقِبِ زَادُ
أخَالِدُ نَاهِزْهَا فَإنّ سَمَاعَهَا
جَمِيلٌ ومَأتَاهَا تُقًى وَسَدَادُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أشادن إن "ريمة " لا تصاد
أشادن إن "ريمة " لا تصاد
رقم القصيدة : 8595
-----------------------------------
أشادن إن "ريمة " لا تصاد
وإِنَّ لِقَاءَ "رِيمَة َ" مُسْتَزَادُ
أشادن كيف رأيك في صديقٍ
بِه عَقْدٌ "برِيمة َ" أوْ وِجَادُ
"بِرِيمَة َ" خَالَفَتْ عَيْنِي سُهُوداً
وبئس خليفة ُ النوم السهاد
أشادن لو أعنت فإن عيني
لها سَبَلٌ وَلَيْسَ لها رُقَادُ
أغادي الهم منفرداً لصوقا
على كبدي كما لصق القراد
وأفْرَحُ أنْ أُعادَ وقَدْ أرَانِي
أُذَادُ عَنِ الْحَدِيثِ ولاَ أُعَادُ
أشادن قد مضى ليلٌ وليلٌ
أكابدهُ وقد قلق الوسادُ
فأي فتى أصيب بمثل مابي
يُصَابُ عَلَى الْهَوَى أوْ يُسْتَزَادُ
أشادن إنها طلقٌ وإني
أبَا لَكِ لا أنَامُ ولا أكَادُ
ومَا عَنْ نَائِلٍ كَلَفِي ولكِنْ
شقيتُ بها ومزنتها جمادُ
إذا ما باعدت قربت برأيٍ
وإنْ قَرُبَتْ فَشِيمَتُهَا الْبِعَادُ
وقالت قد كبرت فلست منا
وليس لما مضى منك ارتداد
فحسبي من مهازلة الغواني
ومن كأسٍ لسورتها فسادُ
تركت اللهو بل نفد التصابي
وأي العيش ليس له نفادُ
وحَاجة َ صَاحِبٍ ثَقلَتْ عَلَيْهِ
حملتُ ولا يقوم لها الوجادُ
وصفراوين من بقرٍ وراحٍ(93/252)
أصبتهما وما حسن السوادُ
ويوم في ذرى جشم بن بكرٍ
نعمتُ به وندماني زيادُ
إذا ما شئت غناني كريمٌ
لَهُ حَسَبٌ ولَيْسَ لهُ تِلادُ
يصب لسانه طرفاً علينا
كما تتساقط النطف السداد
فَلمَّا حَثَّت الصَّهْبَاءُ فِينَا
وَغَرَّدَ صَاحِبِي وخَلاَ الْمِسَادُ
شربنا من بنات الدن حتى
تركنا الدن ليس له فؤادُ
وعيشٌ قد ظفرتُ به كداداً
ألَذُّ الْعَيْشِ مَا جَلَبَ الكِدَادُ
وأمْلاَكٌ وَهَبْتُ لَهُمْ ثَنَائِي
ولَيْسَ كَزَاجِرِ النِّيل الثِّمَادُ
وَجَدْتُ لبَعْضِهَمْ جُوداً وبعضٌ
كماء الْبَحْرِ أكْدَرُ لا يُرَادُ
وليس الجودُ منتحلاً ولكن
على أحْسَابِهَا تَجْرِي الْجِيَادُ
فتى ً ممن نزلت به ولكن
بِرَوْحٍ تُكْشَفُ الكُرَبُ الشِّدَادُ
قريعُ بني المهلب حين يغدو
به ويبكي العدا وبه يجادُ
إِذَا مَرَّت الرِّيَاحُ يَمِينَ رَوْحٍ
جرت ذهباً وطاب لها الجلاد
يضم سلاحهُ ملكاً هماماً
عَلَيْهِ مَهَابَة ٌ ولَهُ اقْتِصَادُ
ورئبال العراق إذا تداعت
على أبطالها البيض الحداد
يَعيشُ بفَضْلِهِ نَاءٍ وَدَانٍ
كما تحيا على الغيث البلاد
وجارِيَة ٍ من الغُرِّ الْعَوالِي
تُزَفُّ إلى الملوكِ ولاتُقَادُ
تسرك باللقاء ولا تراها
ويُعْطِي مالَه فِيها الْجَوَادُ
أقُولُ لَهَا وقَد خَرَجَتْ بِلَيْلٍ
مناصحة ً وللنصح اجتهاد
زُرِي رَوْحاً فَلَنْ تَجدِي كَرَوْحَ
إِذا أزِمَتْ بكِ السَّنَة ُ الْجَمَاد
إِذا خَلَّى مَكَانَ الْمُلْكِ رَوْحٌ
فليس لمن يطيف به رقاد
وحاسدُ قبة ٍ بنيت لروحٍ
أطال عمادها سلفٌ وآدوا
فقُلتُ لَهُ أرَاكَ حَسَدْتَ رَوْحاً
كَذَاكَ الملْكُ يَحْسُدُهُ الْعِبَادُ
تشدد لا تمت حساداً وغماً
لروحٍ ملكه ولك الكياد
أغَرُّ عَلَى المَنَابِرِ أرْيَحِيٌّ
كأن جبينه القمر الفراد
وضَامِنُ عَسْكَرٍ وعِنَانُ خَيْل
نَهِيدُ به العَدُوَّ ولاَ نهادُ
كأن المستزيدي فضل روحٍ
غَوَارِبَ دَجْلَة َ الْجَوْنِ اسْتَزَادُوا(93/253)
أذَلَّ لطَالِبِ العُضُلاَتِ رَوْحٌ
فَوَاضِلَهُ وَعَزَّ به الْجِهَادُ
وقَوْمٌ نَالَهُمْ بِجَدًى وقومٌ
أصابتهم كتائبهُ فكادوا
ألاَ يَا أيُّها الرّجُلُ الْمُبَاهِي
بأُسْرَتِهِ وليْسَ لَهُ عِمَادُ
لقد قاد الجنود عليك روح
بِآبَاءٍ لَهُ أمَرُوا وقَادُوا
مِن المُتَنَزِّلِينَ على المَنَايَا
وإِنْ جَلَبُوا لك المَعْرُوف عَادُوا
وكَيْف تَرَاك إِنْ حَارَبْتَ روْحاً
هَبِلْتَ وتحْتَكَ العَيْر الكُدَادُ
مُلُوكُ الْقَرْيَتَيْنِ تَنَازَعَتْهُ
وأخلاقٌ تسود ولا تساد
أبَا خَلَفٍ لَكَ الشَّرَفُ الْمُعَلَّى
وبَيْتُ بَنِي المُهَلَّبِ والْعِدَادُ
إِذَا شَهِدُوا فَأنْت لَهم دُوَارٌ
وإِنْ غَابُوا فَلَيْس بك افْتِقَادُ
تَثُوبُ لك الْقَبَائلُ مُجْلِبَاتٍ
كما ثابت على النصبين عادُ
فناؤك واسعٌ ونداك ضافٍ
وحليتك السنور والنجاد
وما زالت يد لك للعوالي
وأخْرَى لِلسَّمَاحَة ِ تُسْتَجَادُ
تراحُ إلى العلا وتسوس حرباً
ولايُورَى لِيَقْظَتِكَ الزِّنَادُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تَلُومُ ابْنَة ُ السَّعْدِيِّ في حَلِّ عُقْدَة ٍ
تَلُومُ ابْنَة ُ السَّعْدِيِّ في حَلِّ عُقْدَة ٍ
رقم القصيدة : 8596
-----------------------------------
تَلُومُ ابْنَة ُ السَّعْدِيِّ في حَلِّ عُقْدَة ٍ
شَرَيتُ بها وُدَّ العَشِيرَة ِ أوْ مَجْدا
رأت جارتها ردت عليه حديقة ٌ
من المال ماطت نجتني رطباً رغدا
فلم تولنا إلا محامد صاحبٍ
فَبَاتتْ عَلَى هَمٍّ وأبْدَتْ لَنا وَجْدا
فَقُلْتُ لَهَا صَبْراً بُنَيَّ فَإِنَّهَا
مواريث لم نملك لأعناقها ردا
وقد شفني ألا تزال كليفة ً
تُنَصِّبُنِي فِيهَا فَأصْبِحُ مُكْمَدَا
دَعينِي ابْنَة َ السَّعْدِيّ إِن خَلِيقَتِي
أتت دون مالي فانثنى وحدهُ قصدا
وقد يرزق الله اللئيم وربما
غدا الماجد المحمود من ماله فردا
وما كنت إلا كالأصم ابن جعفرٍ
رأى المال لا يبقى فأبقى له حمدا
أفيئي فإنا لاحقون فإنما(93/254)
يُؤَخِّرُنَا أنَّا يُعَدُّ لَنَا عَدَّا
سأنفق ما نالت يدي ويهزني
لبذل الندى ميراث من لم يكن وغدا
وَمَا الْمَالُ إِلاَّ مِثْلُ ظِلِّ سَحَابَة ٍ
غَدَتْ طَبَقاً ثم انْجَلَتْ قِطعاً بُرْدَا
فَقُلْ لِلَّذِي يُبْقِي لِمَنْ لَيْسَ بَاقِياً
تصيبُ ولم تعقب نجاحاً ولا رشدا
تَمَتَّعْ مِنَ اللَّذَّاتِ واسْتَبْقِ مَنْصِباً
فَإِنَّكَ لاقِي القَوْمِ قد جَفَلُوا بردا
ولا تك كالشاكي مضائض حاجة ٍ
غَبِيًّا فلمَّا مَاتَ قيل له بُعْدَا
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يأيها الرجل الغادي لحاجته
يأيها الرجل الغادي لحاجته
رقم القصيدة : 8597
-----------------------------------
يأيها الرجل الغادي لحاجته
عند الخليقة بين المطل والجود
إِنَّ الْحَوَائج قد سُدّتْ مَطَالِعُهَا
فابعث لها جاه يعقوب بن داوود
يابن الأَكارِم في دينٍ وفي حَسَبٍ
أنْتَ المُجرّبُ لا تَقْفأ بمَوْعُودِ
قَالَتْ فُطَيْمَة ُ صُمْ فينَا فَقُلْتُ لها
إِنْ شَاءَ يَعْقُوبُ صُمْنَا يابْنَة َ الْجُودِ
إذا ابن داوود أعطاني معونته
كان الفراغ ولم أربع على عود
العصر العباسي >> بشار بن برد >> رَحَلْتُ لأَلْقَى مَنْ يَقُومُ بحَاجَتِي
رَحَلْتُ لأَلْقَى مَنْ يَقُومُ بحَاجَتِي
رقم القصيدة : 8598
-----------------------------------
رَحَلْتُ لأَلْقَى مَنْ يَقُومُ بحَاجَتِي
فَلَمْ ألْقَهُ إِلاَّ يَزِيدَ بن مَزْيَدِ
فقلْ لِلَّذِي يَرْجُو لَحَاقَ ابْنِ مَزْيَدٍ
وأيَّامِهِ عَنَّيتَ نَفْسَكَ فاقْعُدِ
مضى شأوه قبل الجياد وقرؤه
طِرَادُ الأَعَادِي مَشْهَداً بعد مَشْهَدِ
يُغَادِي الْوَغَى كَاللَّيْثِ في حَوْمَة ِ الْوَغَى
وفي الخفض كالبازي راح على اليد
ولو نَازَعتْهُ الرِّيحُ يَوْماً إِزَارَهُ
لأَرْسَلَهُ جُوداً ولَمْ يَتْجَرَّدِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> مَنَعْتَ الْغُسْلَ في الْحَمَّامِ
مَنَعْتَ الْغُسْلَ في الْحَمَّامِ(93/255)
رقم القصيدة : 8599
-----------------------------------
مَنَعْتَ الْغُسْلَ في الْحَمَّامِ
والْغُسْلُ لَهُ عَادَهْ
وما أحْوَجَنِي صَاحِ
إلى حمام حماده
قَضَاهَا اللّه من مِسْكٍ
ومن عنبرة ٍ غاده
أردت ........ فثنَا
نِيَ الْحُسَّادُ والذَّادَه
ودون لقائها ليلاً
أسودُ الجن والساده
وعين الصقر ترعاني
وتلك العين وقاده
فَلَسْتُ لها بمُعْتَادٍ
ولَيْسَتْ لي بمُعْتادَه
دنا أجلي وما أسلو
ومَا يَلقَى مَعَ الذّادَه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> دع ذكر عبدة إنه فند
دع ذكر عبدة إنه فند
رقم القصيدة : 8600
-----------------------------------
دع ذكر عبدة إنه فند
وتَعَزّ تَرْفِدُ مِنكَ مَا رَفَدُوا
ما نولتك بما تطالبها
إِلاَّ مَوَاعِد كُلُّهَا فَنَدُ
فاسكن إلى سكنٍ تسر به
ذهب الزمانُ وأنت منفردُ
قد شاب رأسك في تذكرها
وَهَفَا الفِرَاقُ وَرَقَّت الْكَبِدُ
فاسْتَبْقِ عِرْضَكَ أنْ يُدَنِّسَهُ
ظن المريب وظنه حسد
لا تجر شيبك للصبى فرساً
واقعد فإن لديك قد قعدوا
بل أيها الرجل المضر به
حُبُّ النِّسَاء فَلَيْسَ يَتَّئِدُ
أَخَّرْتَ رُشْدَكَ في غَدٍ فَغَدٍ
بل كَيْفَ تَأمَنُ ما يَسُوقُ غَدُ
تَرْجُو غَداً وغَدٌ كَحَامِلَة ٍ
في الحي لا يدرون ما تلدُ
في الْيَوْمِ حَظُّكَ إِنْ أَخَذْتَ به
وغَدٌ فَفِي تِلْقَائِهِ الْعَدَدُ
الْحُبُّ تُعْحِبُنِي لَذَاذَتُهُ
والْفِسْقُ أقْبَحُ ما أتَى أَحَدُ
لوْ كُنْتُ آمِنَة ً خَلَوْتُ بهِ
يوماً فحدثني بما يجدُ
قالت لها تعفين من رفثٍ
وعَلَيَّ أنِّي سَوْفَ أقْتَصِدُ
فأخلي له يكحل برؤيتكم
عَيْناً تَعَنَّاهَا بِكُمْ رَمَدُ
فَلَهَوْتُ والظَّلْمَاءُ جَاثِمَة ٌ
بالشمس إلا أنها جسد
حتى انقضى في الصبح ملعبنا
وكَذَاكَ يَهْلِكُ مالهُ أمَدُ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أمِنَ الْحَوَادِثِ والْهَوَى الْمُعْتَادِ(93/256)
أمِنَ الْحَوَادِثِ والْهَوَى الْمُعْتَادِ
رقم القصيدة : 8601
-----------------------------------
أمِنَ الْحَوَادِثِ والْهَوَى الْمُعْتَادِ
رَقَدَ الْخَلِيُّ ومَا أحِسُّ رُقَادِي
أجيبُ قائل كيف أنت "بصالحٍ"
حتى مللت وملني عوادي
ومقال عاذلتي وقد عاينتها
إِنّ المُرَعَّثَ رائحٌ أوْ غَادِي
مِنْ حُبِّ غَانِيَة ٍ أصَابَ دَلاَلُهَا
قلبي فعاودني كذي الأعواد
إِنّي لأَرْهَبُ أَنْ تَكُون مَنِيَّتِي
والحب داعية الفتى لفساد
حتى تراني ما أكاتم حاجة ً
ونسيتُ من حبي عبيد معادي
سَلَبَتْ فُؤَادَكَ يَوْمَ رُحْتُ وغَادَرَتْ
جسداً أجاورهُ بغير فؤادِ
مَالَتْ بهِ كَبِدٌ إليْكِ رَقِيقَة ٌ
وصَبَابَة ٌ تَسْرِي لهُ بِسُهَادِ
لا تَصْرِميهِ يا عُبَيْدَة ُ وَاقْصِدِي
نفسي فداك وطارفي وتلادي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أذكرت نفسي عشية الأحدِ
أذكرت نفسي عشية الأحدِ
رقم القصيدة : 8602
-----------------------------------
أذكرت نفسي عشية الأحدِ
مِنْ زَائرٍ صَادَنِي ولم يَصِدِ
أحور عبى لنا حبائله
بالْحسْنِ لا بالرُّقَى ولا الْعُقَدِ
فبت أبكي من حب جارية
لم تَجْزِنِي نَائِلاً ولم تكَدِ
إِلاَّ حَدِيثاً كَالْخَمْرِ لَذَّتُهُ
تكونُ سُكْراً في الروحِ والْجَسَدِ
ما ساق لي حبها وأتعبني
وَهْناً ولكِنْ خُلِقْتُ مِن كَبَدِ
إِنْ أَتْرُك الْقَصْدَ مِنْ تَذَكُّرِهَا
يوماً فما حبها بمقتصد
طَابَتْ لَنَا مَجْلِساً عَلَى عَجَل
ثم انقضى يومنا فلم يعدِ
كَأنَّمَا كَان حُلْمَ نَائمَة ٍ
سَرَتْ بما لَمْ تَنَلْ ولم تَكَدِ
للّه عَجْزَاءُ كُلَّمَا انْصَرَفَتْ
خلت عليه أجل من أحد
ضيفٌ إذا ما انتظرت جيئتهُ
يوماً فواقاً أقام كالوتد
أقُولُ إِذْ وَدَّعَتْ وَوَدَّعَنِي
نَوْمِي ولا صبْرَ لي عَلَى السُّهُدِ
يا رب إني عشقت رؤيتها
عشق المصلين جنة الخلد
عَجْزَاءُ مِنْ نِسْوة ٍ مُنَعَّمَة ٍ
هِيفٍ ثِقَالٍ أرْدَافُهَا خُرُدِ(93/257)
رَأتْ لَها صُورَة ً تَرُوقُ بها
قَأقْبَلَتْ فَرْدَة ً لِمُنْفَرِدِ
تزيده فتنة ً تطعمه
بِوَعْدِهَا في غَدٍ وبَعْدَ غَد
كأنَّها تَبْتَغِي إِسَاءَتَه
بِالْقُرْبِ مِنْ فَعْلِهَا وبِالْبُعُد
من بَزَّ صَفْرَاءَ في مَجَاسِدِهَا
واللّه يَوْماً يَقْعُدْ عَنِ الرّشَدِ
مأدومة ٌ بالعبير تضحك عن
مثل وشاح الجمان أو برد
مُؤَشَّرٍ طَيِّب الْمَذَاقَة ِ كَالرَّا
ح بطعم التفاح منجرد
يا ليت لي مشرباً بريقتها
أشْفِي بِهِ غلَّة ً عَلَى كَبِدِي
صَفْرَاءُ ماتَحْكُمِين في رَجُل
يفري من الشوق جهد مجتهد
قد مات غماً وشفهُ كمدٌ
عَلَيْكِ فارْثِي لهُ مِنْ الكَمَدِ
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ودع عبيدة إن البين قد أفدا
ودع عبيدة إن البين قد أفدا
رقم القصيدة : 8603
-----------------------------------
ودع عبيدة إن البين قد أفدا
وهل ترى في رحيلٍ دونها رشدا
لا بل لِغَادٍ إِذَا زُمَّتْ رَكائبهُ
عَلَى المقِيمِينَ.... عَهدا
فلا تضني بتسيلم على رجل
لا يجد الناس إلا دون ما وجدا
عهداً إلى عاشقٍ لو يستطيعكم
يا عَبْدَ سَلَّم قَبْلَ الْبَيْن أو عَهِدَا
ولستُ أدري إذا شط المزار بكم
هل تجمع الدار أم لا نلتقي أبدا
ضَنَّتْ عُبَيْدَة ُ بالتَّسْلِيم فاحْتَجَبَتْ
فَهَيَّجَتْ دَمْعَ عَيْنٍ كانَ قَدْ جَمَدَا
فَقُلْتُ إِذْ شَهِدَتْ عَيْنِي بحُبِّكُمُ
ولم أجد عن حوارٍ فيك ملتحدا
قد يعجز الشيء ذا لب ويدركه
مَنْ لاتَرَى عِنْدَهُ لُبًّا ولا جَلَدَا
لا يُبْعِدُ النّاسُ مَا يدْنُو الْقَضَاء به
ولا يُقَرِّبُه شيءٍ إِذَا بعُدا
قَصَّرْتُ بَعْدَ اجْتِهَادٍ في مَوَدَّتها
وهل يلام على التقصير من جهدا
ما تأمرين بذي عين مؤرقة ٍ
إِنْ شِئْتِ مَاتَ وإِنْ خَلَّدْتِهِ خَلَدَا
قد يخرج المخرج المعتل صاحبه
وقد ينال لسان السوء من قعدا
ظلت على قلبها الحوراء ممسكة ً
مِنْ ظَاعِنٍ حَرَّكَ الأَحْشَاءَ وَالْكَبِدا(93/258)
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَلاَ رَاعَهُ صَوْتُ الأَذِينِ ومَا هَجَدْ
أَلاَ رَاعَهُ صَوْتُ الأَذِينِ ومَا هَجَدْ
رقم القصيدة : 8604
-----------------------------------
أَلاَ رَاعَهُ صَوْتُ الأَذِينِ ومَا هَجَدْ
وما ذاك إلا ذكر من ذكره كمد
ألانت لنا يوم التقينا حديثها
أماني وعدٍ ثم زاغت بما تعد
وما كانَ إِلاَّ لهْوَ يَوْمٍ سَرَقْتُهُ
إِلى فَاتِرِ الْعَيْنَيْنِ مِنْ دُونِهِ الأَسَد
تَرَاءَتْ لَنَا في السّابِرِيِّ وفي الْحَنَا
ثقيلة دعص الردف مهضومة الكبد
كأن عليها روضة ً يوم ودعت
بأقْوَالِها خَوْفاً وَرَاحَتْ ولم تَعُد
فلما رأيت المالكية أعرضت
صدوداً وحفت بالعيون وبالرصد
صَرفْتُ الهَوَى عَنِّي وليس ببارح
على كبدي مارق للوالد الولد
لقد كنت أرجوها وكانت قريبة ً
بأقوالَها تَدْنُو الوُرُودَ ولاتَردْ
فما بالُهَا يا بَكرُ رَاحَتْ مع العِدَى
على عاشقٍ لم يجن ذنباً ولم يكد
أَمَالَتْ صَفاءَ الوُدِّ مَنْ حِيلَ دُونَها
فَيَا حَزَنِي لا نلتَقِي آخِرَ الأَبَدْ
كأنَّ فُؤادِي في خَوَافِي حَمَامَة ٍ
من الشوق أو صنع النوافث في العقد
وقَدْ لامَنِي فيها المعَلَّى ولوْ بَدَا
لَهُ مابَدَا لي مِن محَاسِنَها سَجَدْ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أشَاقَكَ مَغْنى مَنْزِلٍ مُتَأبِّدِ
أشَاقَكَ مَغْنى مَنْزِلٍ مُتَأبِّدِ
رقم القصيدة : 8605
-----------------------------------
أشَاقَكَ مَغْنى مَنْزِلٍ مُتَأبِّدِ
وفحوى حديث الباكر المتعهد
وشامٌ بحوضى ما يريم كأنه
حَقَائقُ وَشْمٍ أوْ وُشوم على يَدِ
إذا ما رأته العين بعد جلادة ٍ
جَرَى دَمْعُهَا كاللؤْلِؤ المتَبَدِّدِ
كأنَّ الحَمَام الورْق في الدَّارِ وُقَّعاً
مآثم ثكلى من بواكٍ وعود
ذَكَرْتُ بها مَشْيَ الثَّلاَثِ فَعَادَنِي(93/259)
جَدِيدُ الهَوَى والموْتُ في المتجَدِّد
وقالَ خَلِيلي قَدْ مَضَتْ لِمَضَائهَا
أحَلَّكَ في قَصْرٍ مُنِيفٍ مُشَيَّدِ
فَقُلتُ لهُ لمْ تَبْقَ أذْنٌ لِسَامِعٍ
وما اللوْمُ إِلا جِنَّة ٌ بِكَ فاقْصِدِ
على عينها مني السلام وإن غدت
مُفَارَقَة ً تَخْدِي إلَى غيْرِ مَقْعَدٍ
أبَا كَرِبٍ لم تُمْسِ حُبَّى بَعِيدة ً
فما قلبُ حبى عن أخيك بمبعد
فلما رأيتُ الهجر قد لاح وجهه
وراح عتار الحي والبين معتد
فَيَا حُسْنَهَا لَوْلاَ العُيُونُ فإِنَّهَا
إِذَا أُرْسِلَتْ يَوْماً أحَالَتْ على الغَدِ
عَلَى الغَزَلَى مِنِّي السَّلاَمُ وَرُبَّمَا
خلوت بها من عاربٍ في خلاً ندِ
لغَيثِ ثَلاَثٍ لا يُفَارَقُ رِيبَة ً
عَفَفْنَ وَلاَ أرْبُو ولَسْتُ بِمُبْعَدِ
لقد زادني شوقاً خيال يزورني
وصوتُ غناء من نديم مغرد
وطول التقاء العاشقين ومعهد
تَهُولُ النَّدَامَى حَوْلهُ ثُمَّ تَرْقُدِ
تَمَشَّى به عِينُ النِّعَاجُ كأنَّهَا
سروب العذارى في البياض المعمد
سفيه قريشٍ لا تهولنك المنى
إِلَى ضِلَّة ٍ قد نِلْتَ سَعْيَكَ فابْعَدِ
يُغَنِّيكَ بالمُلكِ الصَّدَى فَتَرُومُهُ
وحَسْبُكَ مِنْ لَهْوٍ سَمَاعٌ ومِن دَدِ
سفيه قريش ما عليك مهابة ٌ
ولا فِيكَ فَضْلٌ من إِمَاءٍ وأعْبُدِ
إذا قمت لم تظفر وواعدت فالمنى
مُسَارِقَة ٌ خَلْفَ الإمَام المُقَلَّدِ
ولَوْلاَ أميرُ المُؤْمِنِينَ مُحَمَّد
رجعت لقى ً في ظل قصرٍ مجرد
ولا تنس إنعام الخليفة بعدما
تعز بصبر عن خلافة أحمدٍ
وكُلْ رَغَداً مِمَّا تَشَرَّقْتَ وارْقُد
وأنك عند الحي غير مؤيد
سَيَكْفِيكَهَا مَهْدِيُّ آلِ مُحَمَّدٍ
أحاط بها عن والدٍ غير قعدد
فتى جاد بالدنيا خلا زاد راكبٍ
وشح على دين النبي المؤيد
فطِرْ طِيرَة َ المَذْعُورِ أوْقَعْ فإِنَّمَا
أَتَتْ مَلِكاً مِيرَاثَهُ عن مُحَمَّد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> مللت مبيتي بالقرين وشاقني
مللت مبيتي بالقرين وشاقني
رقم القصيدة : 8606(93/260)
-----------------------------------
مللت مبيتي بالقرين وشاقني
طروق الهوى من نازح متباعد
عَلَى حِينَ وَدَّعْتُ الحِبَابَ وأطْرَقَتْ
همومي وذلت للفراق مقاودي
فأحْيَيْتُ لَيْلِي قَاعِداً أنْتَحِي الهَوَى
لَدَى رَاقِدٍ عن ذَاك أوْ مُتَرَاقِدِ
وما أنا إن نام الرقيق ولم أنم
بِأوَّلِ مَنْكُوبٍ بفَقْدِ المُساعِدِ
إِلَى آلِ لَيلَى أَشْتَكِي لوْ دَنَتْ بِهم
نوى طية ً عن عازب النوم ساهد
إِلَى طَارقَاتِ الحَيّ وَدَّعْنَ قَلْبَهُ
يراها رسيس المغمزات التلائد
فَبَاتَ هَجُوراً لِلْوسَادِ وَقَدْ يَرَى
على مَا بِعَيْنَيْهِ مَكَانَ الوَسَائِدِ
أفالآن إذ مالت إليها صبابتي
أُعَزَّى عَنِ الحَوْرَاءِ ذَاتِ المَجَاسِدِ
كأنَّ الَّتي تَمْرِي فُؤَادي بِحُبِّهَا
مَرِيَّة ُ نَطْفِ البَابِليِّ المُعَانِدِ
عراقية ٌ أهدى لك الشوق ذكرها
وأنت على ظهرٍ شآم الموارد
ذهوبٌ بألبابِ الرجال كأنها
إذا برزت بردية ٌ في المجاسد
تشكى الضنى حتى تعاد وما بها
سِوَى قُرَّة ِ العَيْنَيْنِ سُقْمٌ لِعَائِدِ
مِنَ البِيضِ ما تَلْقَاكَ إِلا مَصُونَة ً
ثَقَالاً وَمَشْيَ الخَيزَلَى في الوَلاَئدِ
كأنَّ الثُّرَيَّا يومَ راحَتْ عَشِيَّة ً
على نحرها منظومة ً في القلائد
لقيتُ بها سعد السعود وربما
لقيتُ حراداً باجتناب الموارد
فتلك التي نصحي لها ومودتي
وقَبْضِيَ مَالِي طارِفِي بَعْدَ تَالِدِي
وصعراء من مس الخشاش كأنها
مسِيرَة ُ صَادٍ في الشؤُونِ اللَّوَابِدِ
إِذَا كَذَبَتْ حَرَّ الهَجِيرِ صَدَمْتُهَا
بسَوْطِي عَلى مَجْهُولَة ٍ أمِّ آبِدِ
عسوف لأجواز الدياميم بعدما
جرى آلُهَا فَوْقَ المِتَانِ الأَجَالِدِ
تروع من صوت الحمامة بالضحى
وباللَّيْلِ تنجو عن غِنَاءِ الجَداجِدِ
سَقَيتُ بدُعْثورٍ فَعَافَت نِطافَهُ
إلى منهل عن ذي صديرٍ معاند
وماءٍ صَرَى الجَمَّاتِ طامٍ كأنَّهُ
عَبِيَّة ُ طالٍ مُتْلَدَاتٍ صعَائِد
تنوه أنقاضٍ كأن هويها(93/261)
هُوِيَّ سَمَامَاتٍ بِنجْدٍ طَرَائدِ
تُثِيرُ بِهَا والليلُ مُلْقٍ رُوَاقَهُ
هجود القطا مستوقد غير هاجد
حَرَاجِيجَ يَغْتالُ الفَلاَة َ نَجَاؤُهَا
إِلى خيْرِ مَوْفودٍ إِليهِ بِوافِدِ
تَرَاهُنَّ مِن طُولِ الجَدِيلِ بِكَفِّهِ
نَوَافِرَ أوْ يَمْشِينَ مَشْيَ الوَلاَئدِ
سى الليل والتهجير حتى تبدلت
مَعاقِدُ مِنْ أنْساعِها بِمَعَاقِدِ
إِذَا قُلْتُ لَقِّينَا بِعُقْبَة َ أَرْقَلَتْ
تَشَفَّى بِبَرْدِ المَاءِ أوَّلَ وَارِدِ
فتى ً في ذرى قحطان يبسطُ كفهُ
إذا شنجت كفُّ البخيل المحارد
وكُنَّا إِذا مَا خانَنَا الدَّهْرُ أو سَرَى
علينا وعيد من عدو مكايد
هَتَفْنَا وَنَوَّهْنَا بعُقْبَة َ إِنَّهُ
مع النصر مفروط بعم ووالد
مَغَاوِيرَ فُرْسَاناً وَجِنًّا إِذَا مَشَوْا
إلى الموت إقدام الليوث الحوارد
بَنُو النَّجْدَة ِ الجَمَّاء يُسْقَوْنَ مُرَّها
ويسقونها تحت اللوا والمطارد
إِذا أَقْبلُوا للْحَرْبِ بالحَرْبِ أَقْبَلتْ
وُجُوهُ المَنَايَا بَارِقٌ بَعْدَ رَاعِدِ
يَقُولُ سُلَيْمُ لو طَلَبْتَ سَحَابَة ً
بسربة أو صنعاء أو بالفراقد
إِذاً لَغَنِينَا بابْنِ سَلْمٍ إِذَا جَرَتْ
سُفُوحُ المَنَايَا في مُتُونِ القَرادِد
رجالٌ عليهم عزة ٌ ومهابة ٌ
إِذَا اسْتُنْفِرُوا لَمْ يَنْفِرُوا للشَّدَائِدِ
حطوط إلى قود الجياد على الرحا
وفي السَّنَة ِ الحمْرَاءِ جَمُّ المَوارِدِ
يَفِيضُ على المُسْتَمْطِرِينَ غَمَامُهُ
ومرهوبه يسقي بسم الأساود
هُوَ القَادَه الحَامِي حَقَيقَة َ قَوْمِه
إذا قيل من للمحصنات الخرائد
وَزِيرُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وسَيْفُهُ
إذا نفخ الشيطان في أنف حاسدِ
عَلَى المَسْجِدِ البَصْرِيِّ منه جَلاَلَة ٌ
وفَوْقَ الحَشَايا عارِضٌ غيرُ جامدِ
إمام يحيا في الحجاب وتارة ً
رئيس خميس تحت ظل المطارد
كأن عليه جاحماً في سلاحه
إِذَا قَادَ خيْلاً أوْ تَصَدَّى لقَائدِ
ويَوْمٍ تُرَى فيه النجومُ تَكَشَّفَتْ(93/262)
تَرَاكاً وَهَتْ عَنْهُ كريم المشَاهِدِ
أمات وأحياهم بكفيه إنهُ
يُمِيتُ وَيُحْيي في الوَغَا غير واحدِ
وثار بأرجاء المدينة عالماً
بِأقدَامِهِ أو دول زَيْنِ المُنَاجِدِ
وبالهند أيامٌ له مجرهدة ٌ
حصدن العدى بالمرهفات الحواصد
إِذَا مَا خَشِينَا شَوْكَة ً مِنْ مُنَافِقٍ
على الناس أو حيران ليس بقاصد
دعونا له الميمون عقبة إنه
أخو الحرب إن قامت به غير قاعدِ
من الشوس دلافاً لكل كتيبة ٍ
بِأبْيَضَ يَسْتَبْكِي عُيُونَ العَوَابِدِ
حُسَامٌ إِذا ما هُزَّ أُرْعِدَ مَتْنُهُ
خُفُوقَ ثِيَابِ الآل فوق الفَدَافدِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أعبد قد طال في ذكراك تفنيدي
أعبد قد طال في ذكراك تفنيدي
رقم القصيدة : 8607
-----------------------------------
أعبد قد طال في ذكراك تفنيدي
وَكِدْتُ أَقْضِي وَمَا تُقْضَى مَوَاعِيدِي
يا عبْدَ ما.... رُوحِي ولا بَدَنِي
إِلاَّ ذَكَرْتُ وإِلاَّ عادَ لي عِيدِي
لو بالجلاميد من حبي لكم طرفٌ
لأَثَّرَ الحُبُّ في قاسِي الجَلاَمِيدِ
إِنْ تَبْكِ عَينِي فَقَدْ عُلِّقْتُ جَارِيَة ً
كأنَّ رِيقَتَهَا ماءُ العَنَاقِيدِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وَضَعْتُ قِنَاعِي وارْتَبَبْتُ نِجَادِي
وَضَعْتُ قِنَاعِي وارْتَبَبْتُ نِجَادِي
رقم القصيدة : 8608
-----------------------------------
وَضَعْتُ قِنَاعِي وارْتَبَبْتُ نِجَادِي
وأيقظت دون الشعرس قتادي
ولمَّا رَأيْتُ القَوْمَ مَلُّو سَلاَمَة ً
وقادَهُم الزِّنْجِيُّ شَرَّ مَقَادِ
صنعت لقوح الحرب ثم بعثتها
تَدِرُّ دِمَاءَ القَوْم غَيْرَ جَمَادِ
أهيجوا بني زيدٍ على ذل دعوة ٍ
ولاَ تَقْطَعُوا إِلاَّ بَطِيقِ عَتَادِ
لكم شاعر قد نيك في بيت يوسفٍ
وفي بيت كندير وبيت هداد
ولا تفخروا بالشعر لستم من أهلها
ولكنكم أهل لنقل سماد
تعالوا بني زيد إلى بيت كيركم
تسيل دماً من طعنة ٍ ببداد
تروح غيلان المصلى وغودرت
مُفَرَّدَة ً مِن شادِنٍ وَزِيَاد(93/263)
أقَامَتْ على ذِي نِيقَة ٍ وتَفَحُّشٍ
لعر ما بين مثلها ووداد
دَعَوْتُ بَنِي زَيْد وَكَانُوا أذِلَّة ً
يَقُومُونَ بالمَعْزَاءِ غَيْرَ جِلاَدِ
بل افترعت منهم فتاة ٌ وسيطة ٌ
فما قدحوا في عقرها بزناد
عَدِمْتُكُمْ لَمْ تأنَفُوا لِعَرُوسِكُمْ
يُنْطِّقُهَا الكَفَّيْنِ قَبْلَ وِسَادِ
فأمْسَتْ تَشَكَّى حَوْزَة َ الرُّمْحِ في استَها
وما كان يخطي عامر بن نجاد
تلافوا بني زيدٍ جراح فتاتكم
بِخَلٍّ وَمَاءٍ باردٍ وَرَمَادِ
فإِنَّ أُيُورَ العَامِرِيِّين زَعْفَة ٌ
إذا طعنت في غير وجه سدادِ
إذا شبع الزيدي لاعب أمهُ
سَبُوقٌ إِلى اللَّذَّاتِ غَير جَوَادِ
يَشِينُ بَنِي زَيْدٍ بَقِيَّة ُ أعْصُرٍ
كما شبت وجهاً فاضحاً بسواد
جَمَاعَة ُ قَوْمٍ مُعْصِمِينَ بدَعْوَة ٍ
وكل دعي معودٍ لفساد
أجِدَّهُمُ لَمْ يَشْعُرُوا بقَصَائِدِي
تحن حنين الحارسات غوادي
إِذَا خَلَصَ النَّادِي بِزَيْدٍ فَكُلُّهُم
يَرَى وَجْهَ عَبْدٍ في النِّدَاء مُنَادِ
لهم زنية ٌ في مثلهم يحملونها
وليس لهم في الناس زنية عاد
إِذَا اللَّيْلُ غطَّاهُمْ غَدَوْا تَحْتَ ظِلِّهِ
وأثوابهم مسحورة ٌ لفساد
يَعِيشُونَ في أُمَّاتِهِمْ وَبَنَاتِهِمْ
يَعُقُّونَهَا عَنْ رَائِدٍ وَمَرَادِ
إِذَا شِئْتَ لاَقَيْتَ امْرَأً مِنْ سَرَاتِهِمْ
عَلَى أُخْتِهِ يَحْكِي لُصُوقَ قُرَادِ
وويل أمه يرجو له غفر غافرٍ
لِمَا جَرَّهُ مِنْ عائدٍ ومَعَاد
فأما اللعين ابن الخليق فإنه
يبل إلى سود الوجوه جعاد
لَعَلَّكَ ياجَعْدُ بْن جَعْدٍ حَسِبْتَنِي
كأير فَتًى كدَّحْتَه بِكِدَادِ
ستعلم أني مقصدٌ لك عامدا
بمثل ذراع البَكْرِ غَيْرِ كَسَادِ
ثنيتك عن لقط النوى فهجوتني
وَكَلَّفْتَنِي دَاداً فَرُحْتَ بِدَادِ
فليت حوى البرصاء أير مجوفٌ
يكفك عن شتمي وأير رقاد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَبا خالِدٍ دَعْنِي وزنْجِيَّ خالِدٍ
أَبا خالِدٍ دَعْنِي وزنْجِيَّ خالِدٍ
رقم القصيدة : 8609(93/264)
-----------------------------------
أَبا خالِدٍ دَعْنِي وزنْجِيَّ خالِدٍ
وقل في فتى ً ما قص أكرا ولا سدا
تبارك من ألقيت وجهي لوجهه
ومَنْ خَلَقَ الْخنْزِيرَ والكلْبَ والقِرْدَا
فَشَتَّانَ بَينَ العَامِرِيِّ ابنِ وَاقدٍ
وَبَيْنَ ابْنَة الزَّيْدِيِّ إِذْ كامَهَا عَفْدَا
دعا حرها ودا لها ولقومها
ولم يدع رب العامري لنا ودا
سَأتْرُكُ إِبْرَاهِيمَ إِذْ خَبَتْ اسْتُهُ
ولا خير في المستوه حرا ولا عبدا
لَحَى اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ في ذِي قَرَابَة ٍ
ومن صاحب ما أضعف العقل والعقدا
فَرِحْتُ بِخُصْيَيْهِ لقَوْمِي وَلَيْتَهُ
أتانا خصياً من حر مجه وغدا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> حال حبُّ الذَّلفاء دون الرُّقاد
حال حبُّ الذَّلفاء دون الرُّقاد
رقم القصيدة : 8610
-----------------------------------
حال حبُّ الذَّلفاء دون الرُّقاد
وارثيا صاحبيَّ لي من سهاد
واتركا لي من أمرهِ كل يومٍ
باقتصادٍ ليس الهوى باقتصاد
نصب عيني سعاد فاستبقياني
ليس قلبي بمقصر عن سعاد
وجهها الوجه لا تطاعان فيه
فانزلا البعد أو أريدا مرادي
ولقد قلت يوم قالوا تشكَّت
بصداعٍ من صالب الأوراد
ليت داء الصداع أمسى براسي
ثم كانَتْ سُعَادُ من عُوَّادِي
ذَاكَ إِذْ أهْلُهَا دِنَاءٌ وَعَهْدِي
........بالجزع والأجماد
لاَ تُحِبُّ الْفِرَاقَ حَتَّى غَدَا الْبَيْـ
ـنُ وأقْوَتْ دِيَارُنَا بالنِّجَادِ
فابْكِ مِنْ دَارِسٍ ومِنْ نَسَفَاتِ الْـ
ـحَيِّ كالْجُونِ عُلِّقَتْ في الرَّمَادِ
ومصامِ الجياد يمشي بها الرأ
سُ غُدُوًّا كالعَائدِ الْحَمَّادِ
أصبحت من عبيد قفراً وقد تغنـ
نى زماناً بلادها من بلادي
ثُمَّتَ ازْدَدْتُ بَعْدَهَا من سُلُوٍّ
بَلْ أرَانِي من حُبِّهَا في ازْدِياد
ليت شعري عن ذلك الشخص إذا شطـ
ت به نية ٌ إلى أجيادِ
هل دعا شوقه الوساد فإني
لم أنل بعده اشتياق وسادِ
أُنْكِرُ النَّفْسَ والْفُؤَادَ ولا أعْـ
رف مأتى غواية من رشاد(93/265)
وكَأنِّي بُدِّلْتُ بالنَّفْسِ نَفْساً
وكأنَّ الْفُؤَادَ غَيْرُ الْفُؤَاد
لا تلوما لاقيتما مثل مالا
قى ببين المحب إذ قيل غاد
رَاعَهُ مِنْ سُعَادَ إِذْ وَدَّعَتْهُ
في ثلاَثٍ مِنْ مُلْكِهَا أغْيَاد
وجه شمسٍ بدا بعيني غزالٍ
في عَسِيبٍ مُقَوَّمٍ مَيَّادِ
يَأخُذُ الْمِرْطَ والْمُؤَصَّدَ ذَا الْعَرْ
ضو ثوباً رجراجة ُ الأبرادِ
بأبي تلكم وأمي ونفسي
في التَّداني إذا دنت والبعادِ
وموارٍ بالدين لا يذكر الديـ
ـنَ إِذَا مَا خَلاَ مِن الأَرْصَادِ
نبطيُّ يُدعى زياداً وقد عا
شَ زَمَاناً يُدْعَى بغَيْرِ زِيَاد
كأنَّ قَوْلي لَهُ تَنَحَّ فَإِني
رجُلٌ مِنْ صَلاَة ِ أهْلِ السَّوَادِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لا يأيسن فقير من غنى أبداً
لا يأيسن فقير من غنى أبداً
رقم القصيدة : 8611
-----------------------------------
لا يأيسن فقير من غنى أبداً
بَعْدَ الذي نَالَ يَعْقُوبُ بنُ دَاوُودِ
قَدْ صارَ مِنْ بَعدِ إِشْرَافٍ عَلَى تَلَفٍ
وبعد غل على الزندين مشدود
أخاً لَمَهْدِيِّ خَلْقِ اللّهِ كُلِّهِمِ
يُوفَى بهِ فَوْقَ أعْنَاقِ الصَّنَادِيدِ
لَئِنْ حُسِدْتَ على ما نِلْتَ مِنْ شَرَفٍ
لَقَدْ عَنِيتَ زَمَاناً غَيْرَ مَحْسُودِ
يأيها الناس قد ضاعت خلافتكم
إِنَّ الْخَلِيفَة َ يَعْقُوبُ بنُ دَاوُودِ
ضَاعَتْ خِلاَفَتُكُم يا قَوْم فَالتَمِسُوا
خَلِيفَة َ اللَّهِ بَيْنَ الزِّقِّ وَالْعُودِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> رَاحَتْ رَوَاحاً بَيْنَ كُنَّادِ
رَاحَتْ رَوَاحاً بَيْنَ كُنَّادِ
رقم القصيدة : 8612
-----------------------------------
رَاحَتْ رَوَاحاً بَيْنَ كُنَّادِ
وأخلفت ظنِّي وميعادي
وبتُّ مشتاقاً إلى وجهها
ألقى عليه غلة الصَّادي
فَقُلْتُ لِلنَّفْسِ قِفِي إِنَّهَا
شِيمَة ُ مَا في الوَعْدِ مِيعَادِ
ما كل برق مرشد ماؤه
ولا صَدِيقٌ كلُّ مُعْتادِ
كم دونها من منهلٍ آجن
وَمِنْ ذُرَى طَوْدٍ وأعْقَادِ(93/266)
ومن سخاوي بها مشرفٍ
لِلْعَيْنِ مِنْ مَثْنَى وأفْرَادِ
فَعَزِّ نَفْساً قَلْبُهَا شَاخِصٌ
بِفَقْدِ مَنْ لَيْسَ بِمِفْقَادِ
وصاحب يُعطي ويبدي العلى
رَكَّاب أهْوَالٍ وأعْوَادِ
صحبته في الملك أو عوده
فَزَادَ في عِدَّة ِ حُسَّادِي
يا طالب الحاجات لا تعصني
واسمع فإني ناصح هادِ
دع عنك حماداً وخلقانه
لاَ خَيْرَ في خُلْقَانِ حَمَّاد
المؤثر الرأس على ربِّه
والجَاعِلُ الْخِنْزِيرَ في الزَّادِ
طَرَّادُ وِلْدَانٍ إِذَا مَا غَدَا
ما كل لوطيّ بطرَّاد
بَرِئْتُ مِنْ هذَا ومِنْ دِينِهِ
يصبح للخشف بمرصاد
بئس الشواني له منصب
في آل نهيا غير مرتادِ
لا يَشْرَبُ الْخَمْر ولكِنَّهُ
يأكُلُهَا أكْلَ امرىء ٍ عَادِ
سُمِّيتَ عَبْدَ الرَّأْسِ مِنْ حُبِّه
قَدْ عَلِمَ الحاضر والبَادِي
سَمَّاكَ حَمَّادًا أبٌ كَاذِب
مَا أنْتَ لِلَّهِ بحَمَّادِ
أبعد خمسينَ تكمَّلتها
تبكي على است المسمرِ العادي
عَرَّدْتَ عَنْ قَرْمِ بَنِي هَاشمٍ
والموت يحدوك به الحادي
لولا تنحِّيك وفى نذره
فِيكَ فَأصْبَحْتَ مَعَ الزَّادِ
ما أنتَ بالزَّانِي ولكِنَّمَا
ورثت عن حشّ وولاَّد
لو كنت ممن يتقي سوءة ً
أعولت من سخطي وإبعادي
تخدمُ أقواماً وخلَّيتني
وَقَدْ تَرَانِي حَيَّة َ الْوَادِي
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إِنْ يَحْسَدُونِي فَإِنِّي غَيْرُ لاَئِمِهِمْ
إِنْ يَحْسَدُونِي فَإِنِّي غَيْرُ لاَئِمِهِمْ
رقم القصيدة : 8613
-----------------------------------
إِنْ يَحْسَدُونِي فَإِنِّي غَيْرُ لاَئِمِهِمْ
قَبْلِي مِنَ النَّاسِ أهْل الْفَضْلِ قَدْ حُسِدُوا
فَدَامَ لِي ولهُمْ مَا بِي وَمَا بِهِمُ
ومات أكثرنا غيظاً بما يجد
أنَا الَّذي وَجَدُونِي في حُلُوقِهِمُ
لا أَرْتَقِي صَعَداً منها وأُزْدَرَدُ
وما أؤمل من أمر يسوؤهم
إلا وعندي لهم من مثله مدد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا ليلتي لم أنم شوقاً وتسهادا(93/267)
يا ليلتي لم أنم شوقاً وتسهادا
رقم القصيدة : 8614
-----------------------------------
يا ليلتي لم أنم شوقاً وتسهادا
حتى رأيت بياض الصبح قد عادا
كبرت لما رأيت الصبح منبلجاً
يحدو توالي جونٍ بان أو كادا
ورَائِحٍ من بَنِي العَلاَّتِ يَعْذُلُنِي
وما درى بدواعي الحب وثادا
كاتمته بعض ما ألقى وقلت له
لا أستطيع دواعي الحب منقادا
أيام يحسدها ودي ويحسدني
ما لا أنال نساء كن حسادا
ثم انقضى ذاك إلا ذكر ملعبنا
باْلَبْيِت إذْ نَتَّقِي عَيْناً وأرْصَادَا
لَمْ يُبْقِ لِي الشَّوْقُ مِنْ "جُمْلٍ" وَجَارَتِها
إِلاَّ هُمُوماً تَؤُوبُ اللَّيْلَ أجْنَادَا
قَدْ كَانَ لي عِنْدَهَا وَعْدٌ فأخْلَفنِي
وما بخلتُ ولا أخلفت ميعادا
يا ويحها خلة ً كانت مواعدها
كاللَّيْلِ غَرّتْ بِهِ الأَحْلاَمُ رُقَّادَا
مَنَّيْتُهَا النَّفْسَ حَتَّى لاَمنِي...
وَشَفَّنِي الحُبُّ تَقْرِيباً وَإِبْعَادَا
يا طالب اللهو مجتازاً ومعترضاً
أقْبِلْ أصَبْتَ الهَوَى إِنْ كُنْتَ مُرْتَادَا
إن سرك الطعن من قبلٍ ومن دبر
فأت ابن سيمين ذا الرأسين حمادا
من يعطه درهماً ينكح خليلتهُ
ونائك في أست رب البيت مرتادا
إن ابن نهيا على أخلاق والده
لا يحرم الضيف من عرسٍ له زادا
قَدْ صَادَ بَكْراً وَيَعْفُوراً لِنِسْوَتِهِ
بَعْدَ الْمُثَنَّى ألاَ بُعْداً لِمَا صَادَا
إني لأعرف حماداً ومكسره
عِنْدَ اللِّقَاء إِذَا ما كِيدَ أوْ كَادَا
صَعْباً إِذَا كُنْتَ لَيْناً حِينَ تَصْدُقُهُ
مِنْ آلِ نِهْيَا إِذَا زَلْزَلْتَهُ حادا
لاَ غَرْوَ إِلاَّ لِحَمَّادٍ أبِي عُمَرٍ
يَظَلُّ فَهْداً وَيَسْري اللَّيْلَ فَهَّادَا
أدَرَّ كالزِّقِّ مَرْبُوطاً برُمَّتِهِ
قَدْ بَدَّهُ الطَّعْنُ إصْدَاراً وإيرَادَا
تهوي المخازي إليه كل شارقة ٍ
رَكْضَ الْقَطَا يَبْتَدِرْنَ الْمَاءَ وُرَّادَا
طابَ النَّعِيم لِحَمَّادٍ أبِي عُمَر
إِذَا أتَى فَجْرُهُ لَمْ يَخْشَ مِرْصَادَا(93/268)
يَلْقَى الْقَرَائِبَ مُخْتَالاَ بِهَرْبَذَة ٍ
ولا يرى الخشف إلا اهتز أو مادا
يا فَارِسَ الأَمْرَدِ الْعَادِي ليَرْكُضَهُ
اركض فأنت ابن ظئرٍ كان قوادا
إِنّ السَّوَانِيَ مَأكُولٌ وَمُهْتَضَمٌ
فما يرى طيرهُ يعني إذا رادا
كم خلة ٍ فيك يا حماد فاضحة ٍ
ورثتها والداً علجاً وأجدادا
إِن الْغَرَائِبَ لاَ تُولي مَحَارِمَهَا
فاطْعُن برُمْحِكَ مَحْلُوباً وَوَلاَّدَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لَحَى اللَّهُ حَمَّادَ بنَ نِهْيَا فَإِنَّهُ
لَحَى اللَّهُ حَمَّادَ بنَ نِهْيَا فَإِنَّهُ
رقم القصيدة : 8615
-----------------------------------
لَحَى اللَّهُ حَمَّادَ بنَ نِهْيَا فَإِنَّهُ
ذَمِيمٌ إِذَا مَا قَامَ عِلْجٌ إِذَا قَعَدْ
من المدْمِنِينَ الطَّعْنَ قُبْلاً وَمُدْبَرا
مُسَامَحَة ً من غيْرِ منّ ولاَ حَسَدْ
يقول إذا راح الأوانس حيضاً
فَدَيْتُ خَلِيلاً لاَ يْحِيضُ ولاَ يَلِدْ
وما في سُهَيْل طائلٌ غَيْرَ أَنه
إِذا نِيكَ أعْطَى غير كزٍّ ولاجَحِد
ويقطع ودي من سهيل بن سالمٍ
كبرت ولا يرجو طعاني إذا انفرد
وقد كُنْتُ أَحْيَاناً أُمَنِّيه بِالمُنَى
فيَحْفَى بَحَاجَاتِي وَيُنْجِزُ ما وعَدْ
فَلَمَّا غَدَا في المُلْك ضَاقَتْ بِه اسْته
وآلَى يَمِيناً لا يَجُودُ على أحَدْ
أهان سهيلٌ حاجتي فأهنته
كذلك مَن يُطْلَبْ بأسْلاَفِه يجِدْ
إذا ذكر النابي تلمطت استه
وبرق عينيه لوردٍ متى يرد
رأى منعظا يوماً وقد طال عَهْده
... من استه الماءُ كالزَّبَدْ
بَكَى الْخَرُّ لمّا مَسَّ جِلْدَ ابن سالم
وأعْوَل عُودُ الخيزرانة والأسُدْ
وما الْمِنْبرُ السُوسِيُّ باسْت ابن سالم
براضٍ ولكِنَّ الْمنايا لها عُدَد
أبان ثلاثاً يوم أوفى برأسه
فقُلْتُ لهُ أَسْويْتَ يا سوْءة البَلَد
كأنَّ أمِيراً قدْ سطا بابن سالم
فقُولا لِمصَّان امسح اسْتك وانْجَرِد
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عجِّلْ أَبَا مُحمَّدِ(93/269)
عجِّلْ أَبَا مُحمَّدِ
رقم القصيدة : 8616
-----------------------------------
عجِّلْ أَبَا مُحمَّدِ
حاجة غادٍ من غدِ
ولا تكن مثل السَّرا
بِ إِذْ غدا لَمْ يُوجَدِ
فالجود من كرم الفتى
والمَطْلُ دَاءٌ في اليَدِ
أمضيت حاجة عشرقٍ
برِق الحمامة وارْعَدِ
وصبرتُ لابن الباهلي
ولم أخس بالموعدِ
لا خيْر في مطْل الجَوا
دِ ولا عطَاءٍ مُفْسِدِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لله درُّك يا مهديّ من ملك
لله درُّك يا مهديّ من ملك
رقم القصيدة : 8617
-----------------------------------
لله درُّك يا مهديّ من ملك
لولا اصْطِنَاعُك يعْقُوبَ بن داوُودِ
أمَّا النَّهار فنخماتٌ وقرقرة
واللَّيلَ يأوِي إِلى المِزْمارِ والعُودِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أباهلَ إنِّي للحروب عواد
أباهلَ إنِّي للحروب عواد
رقم القصيدة : 8618
-----------------------------------
أباهلَ إنِّي للحروب عواد
وإِنَّ رِدائِي مُنْصُلٌ وِنجَادُ
أباهل هزوا لي فتى ً غير مدخلٍ
فإِنَّ سَمَاء الباهِلِيِّ جَمَاد
إذا ما رآني الباهلي ابن كشكشٍ
تَقنَّعَ أوْ ضَاقَتْ عَلَيْهِ بِلادُ
وإني لشغَّارٌ مراراً وربَّما
سهلتُ وعندي للخليلِ وداد
وهبْت لأَير الضَّالِمِيِّ أسْتَ شَاعِر
وقُدْت ابْن نِهْيَا والأَسُودُ تُقَادُ
فأصبحت لا أخشى عداوة مجلب
يَدُ اللّه دُوني واللِّسانُ حَصَادُ
أنا ابن ملوك الأعجمين تقطَّعت
عليَّ ولِي في العامِرِين عِمادُ
خطبْتُ وما أَهْدى لِيَ اللُّؤْمُ بِنْتَهُ
وشِبْتُ ومايحْمي حِمَايَ نِجَادُ
وحسْبُك أَنِّي منذ سِتين حِجَّة ً
أكيد عفاريت العدى وأكادُ
إِذَا الْخطْبُ لَمْ يُقْبِلْ عليَّ بِوجْهِه
فَتَكْتُ ولمْ يُضْرَبْ عليَّ سِدَاد
وما زِلْتُ في رَأْدِ الشَّبابِ الَّذِي مضى
وفي الشَّيْبِ يُرْجَى نائلِي ويُرَادُ
أجودُ العفاة الزَّائرين وربَّما
طلبت أمير المؤمنين أجاد
ومِنْ عجبٍ يعْدو عليَّ ابْن كَشْكشٍ(93/270)
بِغُرْمول كِنْدِيرٍ عليْهِ سُهَادُ
أبا كَشْكَشٍ لمّا عَرفْتَ قصائِدِي
شَحَذْتَ لها في راحتَيْكَ زِناد
وأنت ابن لقاط النوى قد عرفته
وجدك زنجي أبوه رماد
لقدْ كان عبْداً لِلْقشيْرِيِّ حِقْبَة ً
وبئس الفتى عولى اليدين رقادُ
يقول له الكعبي في جنباته
عِلاجُكَ يابْنَ الفاعِلِينَ جِهَادُ
فلا تشتر الزنجيَّ إنك مفلح
بأحمر فالزنجي عنك عتاد
أَبا كَشْكَش وافَقْتَ زَيْداً لِفِعْلِهِ
وأنت لأُخرى والدخيس عياد
فأصبحت ترجو أن تسود عليهم
وهيهات ظن ابن الخليق فناد
لعمْرِي لقدْ أَخْطأتَ رَأيَكَ فِيهِمُ
وما كُلّ ما تَهْوَى أصَابَ مُرَاد
فَدَعْ عَنْك تشْبِيه الرُّقادِ فإنَّما
حَلَمْتَ ولا يُجْدِي عليْك رُقَاد
طوى الملك أولادَ الزِّنا عن مُخَنَّثٍ
لِداء اسْتِهِ مخطومَه وحسادُ
وما دافعُوهُ رغبة ً عن سَقامِهِ
ولكن أولاد الزناء خلادُ
أَبا كَشْكَشٍ لاتَدْعُ فِينا قَرَابَة ً
عرفت وعرفان القبيح رشاد
عليك بأولاد الزنا أنت منهم
وما لك في أهل الزكاء وسادُ
لِساداتِ أَوْلاد الزِّناءِ مزِيّة ٌ
عليك فلا تجْمعْ وفيك فُؤَاد
وما كل أولاد الزنا يستطيعهُ
من آباء أولاد الزناء جواد
أباهل فيكم عصبة ٌ مستفادة ٌ
لِئام القِرَى فُطْسُ الأُنوف جِعَادُ
أباهل ردوا أعبد الحي إنهم
جِعاد ومِنْ مالِ الكِرام تِلاد
لقَدْ شَانَ أوْلاَدَ الزِّناء سوَادهُ
وإن كان في بدر السماء سواد
بني كشكش غطوا أساتي نسوة ٍ
تزيدُ من طعنٍ وسوف تزاد
بناتٌ وزوجاتٌ وأختٌ وخالة ٌ
بها منِ شِعافٍ بالطَّعان كِباد
لقد نفدت أشرافنا بعد عذرة ٍ
وما لِعيونِ ابْنِ الخُلَيقِ نَفَاد
ومُشْفِقة ٍ مِنِّي على فرخ كَشْكَش
فقلْتُ لها بقياً عليْهِ فَسَاد
وما في هلاكِ ابْن الخُلَيْقِ لِرَهْطِهِ
فسادٌ ولكِنْ في البقاءِ فَسَاد
دَعَاني وما أَصْبحْتُ صوْت ابنِ كشْكشٍ
لأنكح أختيه وفيَّ بعاد
فقلْتُ له عِنْدِي مِن الطَّعن أَرْبع
صِلابٌ وماعِنْدِي لهُنَّ كِرادُ(93/271)
عليك بطاووس الحبوش لأيره
مناعم زهر منهما ووعاد
نَزا بِك زِنْجِيٌّ وأمُّك سَلْفَعٌ
من البرص لا تصطادهم وتصادُ
فجِئْتَ كَبَغْلِ السوء بين عرِينة ٍ
وبين حمارٍ حطَّ عنه مزادُ
إذا صهلت أمَّاتُهُ حنَّ أيرهُ
لهنَّ فكانت مَحْجة ٌ وسِفادُ
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أقبيصَ لست وإن جهلت ببالغٍ
أقبيصَ لست وإن جهلت ببالغٍ
رقم القصيدة : 8619
-----------------------------------
أقبيصَ لست وإن جهلت ببالغٍ
سَعْيَ ابن عمِّك ذي النَّدى داوُودِ
شتَّان بينك يا قبيص وبينهُ
أَنْت الذَّميمُ ولَسْتَ كالمَحْمُودِ
اختار داوود البكاء مكارماً
واخْتَرْتَ أَكْلَ نَقَانِقٍ وثريد
قد كان مجْدُ أَبِيك لو أصْلحْتَهُ
روْح أبِي خَلَفٍ كمَجْدِ يَزِيدِ
لكن جرى داوود جري مبرزٍ
فَحَوَى النَّدى وجَرَيْتَ جَرْي بلِيد
هذا جزاؤك يا قبيص فإنه
جادت يداه وأنت قفلُ حديد
داوود محمودٌ وأنت مذمَّم
عَجَباً لِذَاكَ، وأَنْتُمَا مِنْ عُودِ
ولرب عودٍ قد يشقُّ لمسجد
نِصْفاً وَسائرُهُ لِحُشِّ يَهُودِي
والحشُّ أنت له وذاك لمسجد
كم بين موضع مسلحٍ وسجودِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> النَّاسُ إِثْنَانِ في زَمَانِك ذَا
النَّاسُ إِثْنَانِ في زَمَانِك ذَا
رقم القصيدة : 8620
-----------------------------------
النَّاسُ إِثْنَانِ في زَمَانِك ذَا
لو تَبْتَغِي غَيْرَ ذَيْنِ لَمْ تَجِدِ
هذَا بَخِيل وَعِنْدَه جِدَة
وذا جوادٌ بغير ذات يد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عَلَيَّ أَلِيَّة ٌ وَعَلَيَّ نَذْرٌ
عَلَيَّ أَلِيَّة ٌ وَعَلَيَّ نَذْرٌ
رقم القصيدة : 8621
-----------------------------------
عَلَيَّ أَلِيَّة ٌ وَعَلَيَّ نَذْرٌ
أمسك طائعاً إلا بعود
أتيتك زائراً فوضمت كفي
على أَير أشَدَّ من الْحَديدِ
فخيرٌ منك من لاخير فيه
وخيرٌ من زيارتكم قعودي(93/272)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَظُنُّ سَعِيداً كائناً لِصَدِيقهِ
أَظُنُّ سَعِيداً كائناً لِصَدِيقهِ
رقم القصيدة : 8622
-----------------------------------
أَظُنُّ سَعِيداً كائناً لِصَدِيقهِ
كداحسٍ عبسٍ أو كبكر ثمود
وما ابنُ زُرَيْقٍ مُقْصِرٌ دُونَ ضَرْبَة ٍ
على أنفه من ضامن لمزيد
أَمِنْ حَملٍ عِنْدَ ابن نهيا أَكَلْتَه
من آل المثنى أو من آل يزيد
تحوط ابن نهيا يا سعيد كأنما
تحوط امرأ قد ناك أم سعيد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تَنَحَّ لَحَاكَ اللّه لَسْتَ مِنَ العَدَدْ
تَنَحَّ لَحَاكَ اللّه لَسْتَ مِنَ العَدَدْ
رقم القصيدة : 8623
-----------------------------------
تَنَحَّ لَحَاكَ اللّه لَسْتَ مِنَ العَدَدْ
وليسَ أُبوكَ الوَغْلُ بالسِّيدِ السَّنَد
مقامك مغمور وأنت مدفَّعٌ
وبَيتُكَ بَيتُ الْعَنْكَبُوتِ على الْعَمَد
نزلت بجيلٍ من ربيعة واسطٍ
وقد كنت ملقى ً بالعراء لمن ورد
فلمّا رأيت البحر دونك زاخراً
وَفَارَقْتَ أقْرَاطَ المُلَيْحَة ِ وَالثَّمَد
فَجَرْتَ وَلَمْ تَشْكُرْ لِمَوْلاَكَ نِعْمَة ً
وجَلَّلَك النُّعْمَى وَأنْتَ مَعَ النَّقَد
أَراكَ تُجَارِي الغُرَّ مِنْ آلِ عَامِرٍ
وأنت بهيم الَّلون حسبكَ من فند
دَعِ الفَخْر لِلأَحْرَارِ إِنَّكَ تَارِك
لأَفْعَالِهِمْ كلُّ امرىء رَهْنُ مَا مَهَدْ
أبُوكَ الذي يُعْطَى على ثَمَنِ اسْتِهِ
فَمَا نَفَعَ الخِنْزِيرَ مَا قَالَ كَاذِباً
فإن قلت إني ماجدٌ وابن ماجد
فقد قال خنزير السواد أنا الأسد
فإن نفع الخنزير ما قال كاذباً
ولا سرَّني ضغن الضَّغائن والحسد
وَبَيْتٍ كدخَّان السَّمَاءِ بنَيْتُهُ
على طامح العينين في رأسه ميد
وأنْسَيْتُهُ لَوْن السَّمَاءِ وَلَمْ يكُنْ
يرى غيرها من شدّة ِ الكبر والأود
وَأصْبَح يَنْفِي عَيْبَهُ تَحْتَ رِجْلِهِ
وتَحْتَ اسْتِهِ الملْحَاءِ إِنْ قَامَ أو قَعَد
وكنت إذا ضاقت عليَّ محَّلة ٌ(93/273)
تَيَمَّمْتُ أخْرَى ولم يَضِقْ عَنِّيَ الْبَلَد
ومولى ً تولى عامداً فتركته
ومَا غَالَه إِنَّ الْعِقَابَ لِمَنْ عَنَدْ
وَمُعْتَرِضٍ سَكَّنْتُهُ بغَرِيبَة ٍ
لها مَذْهَبٌ في كُلِّ حَيٍّ وَمُنْتَقَدْ
إذا أخرجت مني لقومٍ حدا بها
من القوم حَادٍ خَلْفَهَا أيِّدٌ غَرِد
يصلي لها أذن الهمام ومن أتت
على سمعه من سوقة ٍ خرَّ أو سجد
وإنِّي لحمّال العدو على التي
إذا لَقِيَتْ أوْلاَد وَجْعَائهِ اقتصد
أشأو بني كعبٍ طلبت بمجهر
قَرِيب المَدَى يَا سَوْأة ً لكَ لاَ تَعُد
فَلا تَلُمِ النَّهْرِيَّ إنْ قَلَّ جَرْيُهُ
لَعَمْرُ أبِيكَ الوَالقِيُّ لَقَدْ جَهَد
ولكنَّمَا جَارَى الرِّيَاحَ بِعَبْدَة ٍ
فَمَرَّتْ فَلَمْ تحصر بحَدٍّ ولاجَلد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> هجر الوساد فبات غير موسَّد
هجر الوساد فبات غير موسَّد
رقم القصيدة : 8624
-----------------------------------
هجر الوساد فبات غير موسَّد
وَأَذَابَهُ وِرْدُ الحِمَامِ المورَدِ
شَرعَ المكارِهَ منَ تَوَجَّهَ غَادِياً
يا للرجال لما يروح ويغتدي
وبياض يوم قد سحبت وليلة
قَدْ بِتُّهَا غَرَضَ الْهُمُوم العُوَّدِ
وَكَأنّ هَمِّي والظَّلاَمَ تَوَاعَدَا
عندي فكل قد وفا بالموعد
جاشت جنودهما علي فلم أنم
وبَدَا وَقَدْ بَلَغَتْ بغير تَبَدُّدِ
إِنَّ الَّتِي سَبَعَتْ عدوه أصْبَحَتْ
عمَّا لَقِيتَ كَغَائبٍ لمْ يَشْهَدِ
ملأت حشاك وربما ملأ الحشا
وجدٌ بحمدة مثلهُ لم يوجد
إذ أنت مشتغلُ الفؤاد بذكرها
صب وإذ هي من بنات المسجد
لَوْ أنَّ أرْمَدَ لاَ يُجلَّى نَظْرَة ً
تَبْدُو له كَانَتْ شِفَاء الأَرْمدِ
أيام يحسدها الثنا جاراتها
وَسْطَ النِّسَاءِ وَمِثْلُهَا فَلْيُحْسَدِ
.... خَاه لا فِي الَّتِي
تَصِلُ النِّسَاءَ لَهُ هَوى المتأوِّدِ
.....شفق من هواك ولم أخف
عجل المنايا والردى في المرصد
......يخزنك الثرى
ريا كغصن البانة المتأوِّد
لا تَبْعَدَنَّ وأيْنَ مَنْ فَارَقْتُه(93/274)
أَمْسَى بِمِثْلِ سَبِيلِها لمْ يَبْعَد
إنَّ الَّتِي كَانَتْ هَوَاك فَأصْبَحَتْ
تحت السفائف في الثرى المتلبِّد
لَيْسَتْ بسامِعة ٍ وَإنْ نَادَيْتَهَا
منك السلام كذلك الميتُ الرَّدى
أَحُمَيْدُ إِنْ تَرِدِ المُصَابَ فَإِنَّنا
رَهْنُ النُّفُوسِ بمثل ذاك المورد
وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ وَإِنْ بعُدَ المَدَى
عَنَقٌ تَتَابَعَ كُلُّهُمْ فِي مِقْوَدِ
أصْبَحْتُ بَعْدَكَ كالمُصَابِ جَنَاحُهُ
يبكي لجانبه إذا لم يسعد
حران فارق إلفه ونأى به
دَهْرٌ يَعُودُ عَلَى سَوَادِ الْمَوْجِدِ
مِمَّا يُعَزِّي الْقَلْبَ بَعْدَكِ أنَّنِي
في الْيَوْمِ جَارُكِ ياحُمَيْدَة ُ أوْ غَدِ
نَفِدَ الزَّمَانُ وَمِنْ حُمَيْدَة َ لَوْعَة ٌ
بين الجَوانِحِ حَرُّهَا لَمْ يَنْفَدِ
يُبْدِي الضَّمِيرَ إِذَا عَرَفْتَ لَهُ بِهِ
لوناً كخافية الغراب الأسود
بيضاء لَبَّسَهَا الحَيَاءُ عَفَافَهُ
فضل القناع إذا خلت لم توصد
فَأتَتْكَ فِي جَدَثِ الضَّرِيحَة ِ خُلَّة ٌ
يا خُلَّة ً لكِ في الضَّرِيحِ المُلْحَدِ
فالآن أغدو ما يكون بغيره
غَلَبَتْ وطُول صَبَابَة ٍ وتبلُّدِ
قَدْ كُنْتُ أَذْكُرُ منْ عُبيْدة َ بصة ً
وأعف عن شغب اللسان وفي اليد
وأرى حراماً أن يحل محلها
مني امرؤ بصداقة وتودد
وَلَقَدْ أقُولُ غَدَاة َ يَنْأى نَعْشُهَا
صَلَّى الإِله عَلَيْكِ أمَّ مُحَمَّدِ
فلقد تركت كبيرة ً محزونة ً
وَأخَا إِخَاء عَيْنُهُ لَمْ تَجْمُدِ
بردت على كبد المصاب وأصبحت
مِنِّي نَوَافِذُ حَرِّهَا لَمْ تَبْرُد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا صَاحِ بيِّن حَاجَتِي
يا صَاحِ بيِّن حَاجَتِي
رقم القصيدة : 8625
-----------------------------------
يا صَاحِ بيِّن حَاجَتِي
إن البيان مع السَّداد
صرِّح بإحدا كلمتيـ
ـنِ وَخُذْ أَمَانَكَ مِنْ جِهَادِي
بُخلُ البخيلِ أحَبَّهُ
مطلُ الجواد غداة صاد
أنت الغنى لولا مطا
لك والمطال من الكياد
يا صاح لا تلو العدا(93/275)
تِ فَإِنَّهَا دَيْنُ الهَوَادِي
إن السبيل على اثنتيـ
ن اخترهما يا بن الجياد
إمَّا تُسَامِحُ أوْ تُجَا
مِحُ لَيْسَ ثالِثَة ٌ لِعَاد
يكفيك لا طول العبا
دِ ولا اجْتِهاداً مِنْ مُنَادِ
ضمنتَ حاجة َ صاحب
فاسلك بها سبل الرشاد
الموت شيءٌ هينٌ
والموتُ إنجاز الوعاد
صدق البخيل يسرني
ويسوءني كذبُ الجواد
إني لأنجزُ ما وعد
ت على الطريف وفي التلاد
وإذا سئلت أتيتها
ضَرْبَ الأَمِيرِ طُلاَ الأَعَادِي
إِمَّا بِتَيَّا أَوْ بِتِيـ
ـكَ وَرَاحَة ٌ تَرْكُ الْكِدَادِ
وَأَخُو المَبَاخِلِ مُطْرِقٌ
كالعَرْدِ لَيْسَ بِمُسْتَزَادِ
يا صاح رشح حاجتي
واذكر ضمانك في المعاد
لاَ خَيْرَ في دُنْيَا الكَرِيـ
م ولا اللئيم عن الوداد
فاندب لودِّك واحداً
أو كنْ كَذِي الفَرَسِ الوِجَاد
بَلْ كَيْفَ تَأبَى للنُّفُو
سِ وَغَيِّهَا فِي كُلِّ وَادِ
الْمَرْءُ يُغْبَطُ حظُّهُ
واللهو من ثمر الفؤاد
وعلَى النِّساءِ بَشَاشَة ٌ
وأَرَى الصَّلاَحَ إِلى فَسَادِ
فاصْبِرْ لِقِسْمَة ِ مَا تَرَى
لا يُدفعُ القدرُ المعادي
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ألا طرقت موهناً مهدد
ألا طرقت موهناً مهدد
رقم القصيدة : 8626
-----------------------------------
ألا طرقت موهناً مهدد
وَقَدْ غَوَّرَ الْكَوْكَبُ الْمُنْجِدُ
أَلَمَّتْ بِمَلْمُومَة ٍ كَالْقَنَا
وَفِتْيَانِ حَرْبٍ لَهُمْ تُوقَدُ
فبتُ أحيا بموجودة ٍ
مَع اللَّيْلِ تصبح لا تُوجَد
ألاَعِبُ غُولاً هَدَاهُ الكَرَى
إلينا تشطّ وتستورد
فلما صحوت ولم ألقها
صحَوْتُ وقلْبِي مُقْتَصد
أُقَلِّبُ هَمًّا بها جاثِماً
وعَيْنَيْن رِعْيَتُها الفَرْقَدُ
فَيَا حَزَناً بعْدَ جِنِّيَّة ٍ
عليها القلائِدُ والمِسْجَد
ويا كبداً ليس منها لنا
نوال ولا عندها لي يد
سِوَى شوْقِ عَينِي إلى وَجْهِهَا
وأنِّي إِذا فارَقَتْ أَكْمَدُ
بَكَيْتُ مِنَ الدَّاءِ داءِ الهَوى(93/276)
إِليها وأنْ ليس لي مُسْعِدُ
وقد عدت صفداً في غدٍ
وكم وعدتك ولا تصفد
وإِنِّي على طُول إِخْلافِهَا
لأَرْجُو الوَفَاء ولا أحْقدُ
إذا أخلف القوم ظني بها
وكانَ لَها فِي غدٍ مَوْعِدُ
صبرتُ على طلق آيايها
حِفَاظاً وصبْرُ الفَتَى أَعْوَدُ
وما ضن يوم بداء الهوى
مُحِبَّاً إِذا مَا سَقَاهُ الغَدُ
وليْلة ِ نحْسٍ جُمادِيَّة ٍ
إِذا نَسمَتْ رِيحُها تَبْرُدُ
أقَمْنَا لأَضْيَافِنا مرْقَداً
وما كل يومٍ لهم مرقدُ
وإني إذا ما عوى نابحٌ
وجَاشَ له بَحْرِيَ المُزْبِدُ
لأَرْمي نوافِذَ يَشْقَى بها
فرَاخُ اللئامِ ولاتَسْعَدُ
أحمادُ لست من أكفائنا
وَأَنْت امْرُؤ زعمُوا تَسْفِدُ
كفى عجباً معجباً أنني
أراكَ تَكَلَّمُ يَا عَجْرَدُ
وما كنت أحسبُ من داؤهُ
كدائك ينطق لا يخلد
جلست على الخز بعد الحفا
وأصْبَحْتَ في حَفَدٍ تُحْفَدُ
ونَازَعْتَ قَوْماً تُمَارِيهِمْ
فَيَا عَجَبَ الدَّهْرِ لا يَنْفَدُ
وما لك لا تحتبي جالساً
على العبقري وتستوفدُ
أَبُوكَ شَبيرٌ فَأكْرِمْ بِهِ
وفي استك ورد لمن تورد
وأمُّكَ منْ نسْوَة ٍ هَمُّهُنَّ
أَشيبٌ ومفرقها يجمد
إذا سئلت لم تكن كزة ً
ولكن تذوب ولا تجمد
ليالي إذا لم يرد بيتها
أَقَامَتْ تَذَكَّر مَنْ تُغْمد
إذا قدم الشربُ إبريقهم
ظَلِلْتَ لإِبْريقهمْ تَسْجُدُ
وَتَعْبُدُ رَأساً تُصَلِّي لَهُ
وأَمَّا الإِلهُ فَلاَ تَعْبُدُ
وتُظْهِرُ حُبَّ نَبيِّ الْهُدَى
وأنت به كافرٌ تشهدُ
وتشركُ ليلة شهر الصِّيام
حلالاً كما نظر الأربدُ
وما إن تزال على سوءة ٍ
من ابْنكَ ... لها تصمدُ
وبنتُك بلوا قشرتَ استها
مجوناً كما ينحتُ المبردُ
وَتَغْشَى النِّسَاءَ تُوَازي بهنَّ
ومن هَمِّكَ الحيّة الأَسْود
وإِنْ سَنَحَ الْخِشْفُ عَارَضْتَهُ
كَمَا انْدَفَعَ السَّابحُ الأَجْرَدُ
وإن قيل صل فقد أذنوا
زمعت كما يزمع المقعدُ
وإِنْ قَامت الحرْبُ عَرَّاضَة ً
قَعَدْتَ وَحَرَّضْتَ مَن يَقْعُدُ(93/277)
وإنْ جئْتَ يَوْماً إلَى زَلَّة ٍ
أكلت كما يأكل القرهدُ
وإِنْ كُتِمَ السِّرُّ أَفْشَيْتَهُ
نَميماً كَمَا بَلَّغَ الهُدْهُدُ
فأنت المشقى وأنت الذي
بما قد سردت وما أسردُ
ستعلم لو قد بدا مئسمي
عَلَيْكَ وَغَنَّى بكَ المُنْشِدُ
ألوم ابن نهيا على أنه
يحبُّ الرُّقودَ ولا يرقد
وكيف ألوم امرأً باسته
عياءٌ من الدَّاء لا يُفقد
عَصَاني ابنُ نهْيَا فبُعْداً لَهُ
كما بعدَ النَّازح الأعقدُ
إِذَا نَالَ جَاهاً كَبَا تَحْتَهُ
كما يزحفُ الحيَّة الأربدُ
ويُعْطيكَ ذُلاًّ إِذَا رُعْتَهُ
كما ذل للقدم المربدُ
ويأخُذُ شِرَّة َ إِخْوَانِه
مفيداً كما يأخذ الأبعد
وتُبْعَدُ أنْ لم أَنِكْ أمَّه
وأما المثنَّى فلا يُبْعَدُ
لقد جال جُرْدانُه في کسْتها
كما جال في المقْلَة المِرْوَدُ
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لعمرك لقد أجدى علي ابن برمكٍ
لعمرك لقد أجدى علي ابن برمكٍ
رقم القصيدة : 8627
-----------------------------------
لعمرك لقد أجدى علي ابن برمكٍ
وما كُلُّ من كَانَ الغِنَى عنْدَهُ يُجْدي
حلَبْتُ بِشِعْري رَاحَتَيْه وقَدْ رَنَا
سَمَاحاً كما دَرَّ السَّحَابُ عَلَى الرَّعْدِ
وثَغْر كأفْوَاه الأُسود سَدَدْتَهُ
بسمر القنا والبيض والقرح الجرد
مقامك محمودٌ وسيبك واسعٌ
وبَيْتُكَ مَرْفُوعُ الدَّعائم بالْمجد
مفيدٌ ومتلافٌ سبيل تراثه
إِذَا مَاغَدَا أو راح بالْجزْر والمَدِّ
سَبَقْتَ بأيَّام المكارم والعُلا
تراث أبٍ نال المكارم عن جد
أجعفرُ إِنَّ الْحَمدَ يبْقى لأَهْله
جَمَالاً ولا تَبْقى الكُنُوزُ عَلَى الكَدِّ
فأطْعِمْ وكُلْ منْ عَارَة ٍ مُسْتَرَدَّة ٍ
ولا تبقها إن العواري للردِّ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَلاَ يا حَبَّذَا واللَّـ
أَلاَ يا حَبَّذَا واللَّـ
رقم القصيدة : 8628
-----------------------------------
أَلاَ يا حَبَّذَا واللَّـ
ـه من حَمَّلْتُه ودِّي(93/278)
أحب الوعد من فيه
وإن لم يوف بالعهد
حَبيبٌ قُرْبُهُ الْخُلْدُ
وأنى لك بالخلد
كأنِّي في الْهَوَى جَهْداً
وقَدْ زَادَ عَلَى الْجَهْد
ترى مني له بدا
وَمَا لِي مِنْهُ مِنْ بُدٍّ
فَمَنْ يُنْصفُني منْهُ
عَلَى ما بي لَهُ مُدِّي
من اللؤلؤ والياقو
ت أو من عنبر الهند
أَو الْمِسْكِ فَإِنْ المِسْـ
ـكَ مِنْ أَشْبَاههِ عِنْدِي
فَلَوْ بِتْنَا به لَيْلاً
مع الأسفاط والورد
قضينا حاجة َ النفس
ولم نصبح على وجدِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ظِلُّ اليَسَارِ عَلَى العَبَّاسِ مَمْدُودُ
ظِلُّ اليَسَارِ عَلَى العَبَّاسِ مَمْدُودُ
رقم القصيدة : 8629
-----------------------------------
ظِلُّ اليَسَارِ عَلَى العَبَّاسِ مَمْدُودُ
وقَلْبُهُ أَبَداً بِالْبُخْل مَعْهُودُ
إنَّ الكريمَ لتخفى عنكَ عسرتُه
حتَّى تراه غنيّاً وهوَ مجهودُ
ولِلْبَخِيل عَلَى أَمْوَالِهِ عِلَلٌ
زرقُ العيون عليها أوجهٌ سودُ
إِذَا تَكَرَّهْتَ أَنْ تُعْطِي الْقَلِيلَ وَلَمْ
تَقْدِرْ عَلَى سَعَة ٍ لم يَظْهَرِ الْجُودُ
أَوْرِقْ بِخَيرٍ تُرَجَّى للنَّوَال فَمَا
ترجى الثمار إذا لم يورق العودُ
بُثَّ النَّوَالَ وَلاَ تَمْنَعْكَ قِلَّتُهُ
فكلُّ ما سدَّ فقراً فهو محمودُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إِلَيْكَ طَلَبْنَا يَا وَلِيدُ وَإِنَّما
إِلَيْكَ طَلَبْنَا يَا وَلِيدُ وَإِنَّما
رقم القصيدة : 8630
-----------------------------------
إِلَيْكَ طَلَبْنَا يَا وَلِيدُ وَإِنَّما
طَلبْنَا يَداً مِثْلَ السَّماء تَجُودُ
إذا قيل من يعطي على الحمد مالهُ
ويصطنع المعروف قيل وليدُ
وليدُ ابن عباسٍ وليس بعابسٍ
إِذَا احْتَاجَ جَارٌ أوْ ألَمّ بَعِيدُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تُصَلِّي الضُّحَى شَتَّى وتُمْسِي فنَلتَقِي
تُصَلِّي الضُّحَى شَتَّى وتُمْسِي فنَلتَقِي
رقم القصيدة : 8631
-----------------------------------(93/279)
تُصَلِّي الضُّحَى شَتَّى وتُمْسِي فنَلتَقِي
لعقدِ الْيَدَيْنِ الحُرَّتَيْنِ عَلَى الْوُدِّ
فَإِنْ تَكُ قدْ شَطَّتْ بصَفْرَاء نِيَّة ٌ
وأصبح مولاها مصيخاً على حقد
فَقُولي لهَا مِنِّي السَّلاَمُ وَرَحْمَة ٌ
وأنْ أسْأَلِ الفَعَّالَ مَا فَعَلَتْ بَعْدِي
لَحَى اللّه قوماً عَيَّرُونِي بِحُبِّها
وَقَدْ سَبقَ المقْدَارُ في الْقَلْبِ والْخَلْدِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> خَلِيلَيَّ غُضَّا سَاعَة ً وَارْحَلا بَرْدَا
خَلِيلَيَّ غُضَّا سَاعَة ً وَارْحَلا بَرْدَا
رقم القصيدة : 8632
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ غُضَّا سَاعَة ً وَارْحَلا بَرْدَا
وَزُورَا فَتًى يكفيكُمَا حَسَباً إِدَّا
سفيح بن عمرو لا بل وَلِيدُهُ
وإن ذُكر المعروف أصغى له خدَّا
أرَى الهَمَّ قَدْ ألْقَى عَلَيَّ جِرَانَهُ
حديثاً وبعض الهمِّ ينتهكُ الجلدا
فَزُورَا سَفِيحاً أوْ أشِيرَا بِمِثْلِهِ
وأنَّى بأمثال الفرات إذا مدَّا
دعاسبه أود الجياد على الوجا
وهزَّ المنايا في مناصله رُبدا
فلم يبق ممن يشتري الحمد بالنَّدى
خلا ما سَفِيحٍ لا رَأينَا له فَقْدَا
إذا لبس الماذي يوم كريهة ٍ
وَشَمَّرَ يَحْدُو الْخَيْلَ أوْ قَادَهَا جُرْدَا
رأيت إباء الملك فوق جبينه
يَهُزٌّ الْمَنَايَا وَالْهِرقْلِيَّة َ النَّقْدَا
يهزُّ يداً للحمد طالت وهزّه
ندى مثل طيَّار الفرات إذا جدَّا
جَزَى اللَّهُ عَنْ قَومِي سَفِيحاً كرَامَة ً
وعن رجلٍ يهدي له الحمد والودَّا
إذا ماسفيحٌ راح في الملك واغتدى
جرت ذهباً كفاه للقوم أو جدَّا
طلوعٌ بحاجاتِ الوفود وربَّما
تجاسر بالكبرى فأورى بها زندا
وَرَكَّابُ أعْوَادِ الْمَنَابِرِ لاَ يَنِي
خَلِيفَة َ مُلْكٍ للصَّعَالِيكِ أو حَدَّا
بنا حاجة ٌ أنت ابن عمرو طبيبها
فَأنْصِف أخاً أصْفَاكَ أشْعَارَهُ رِفْدَا
خُلِقْتَ سَمَاءً للعُفَاة ِ غَزِيرة ً
ومفتاح أبواب المهم إذا امتدا
وكوكب قومٍ كان نحساً عليهم(93/280)
زَمَاناً فَلَمَّا قُمْتَ أطْلَعْتَهُ سَعْدَا
وخُطَّة ِ حَزْمٍ قَدْ كَشَفْتَ بها الرَّدَى
ورأس رئيسٍ قد بعثت به وفدا
وَأَنْتَ امْرُؤٌ مِنْ وَائلٍ وَسَطَ النَّدَا
كفَيْتَ به مَنْ كانَ نائلُه جَعْدَا
رَأيْتُكَ تَنْوِي الْهِنْدَ بِالبِيضِ وَالْقَنَا
وبالخَيلِ تَسْمُو في أَعِنَّتِهَا جُرْدا
فسر مصحباً بالنّصرِ في محزئَّلة ٍ
تهُزُّ الْقَنَا حَتَّى تَرُوعَ بها الْهِنْدَا
وَحَتَّى تَضُمَّ السّاحِلَيْن كِلَيْهِمَا
سَبِيًّا كَشَاء العِيدِ أصْبَحَ مُنْتَدَّا
فَتَى الْبَأسِ لاَيَلْقَاهُ إِلاَّ مَع النَّدَى
مُهِيناً لِحُرِّ المالِ أو ضارِباً كَرْدَا
أقول وقد راح اللواء لعامرٍ
وَعَبْدٍ قِفَا نَعْهَدْ إِلَى مَلِكٍ عَهْدا
لعَلَّ التّي قُلِّدْتَهَا قَرْمَ وَائِلٍ
يجود لنا من سيبه نفلاً يهدى
قَعِيدَك أَنْ يَنْسَى امْرُؤٌ أنْتَ هَمُّهُ
تَلاَلاَ عَلَيْهِ الهَمُّ لا يَبْرَحُ الخَلْدَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> نبا بك خلف الظاعنين وساد
نبا بك خلف الظاعنين وساد
رقم القصيدة : 8633
-----------------------------------
نبا بك خلف الظاعنين وساد
وَمَا لَكَ إِلاَّ رَاحَتَيْكَ عِمَادُ
لخدك من كفيك في كل ليلة ٍ
إِلى أَنْ تَرَى وَجْهَ الصَّبَاحِ وِسَادُ
كأَنَّكَ للشَّوْقِ الْغَرِيبِ إِذَا سَرَى
منَ الْوَجْهِ مَشْدُودٌ عَلَيْكَ صِفَادُ
تَبِيتُ تُرَاعِي اللَّيلَ تَرْجُو نَفَادَهُ
وليس لليل العاشقين نفاد
تَقَلّبُ في داجٍ كأنّ سَوَادَه
إذا انجاب موصول إليه سواد
أبَى لَكِ إِغْمَاضُ الخَلِيِّ جُفُونَهُ
على النَّوْمِ عَيْنٌ صَبَّة وَفُؤَادُ
وطول جهاد النفس فيما تتبعت
وإدراكك النفس اللجوج جهاد
وَبعْدُ الْمَدَى مِنْ غَايَة ٍ لَوْ جَرَيْتَها
إِلَى هَجْرِ سُعْدَى مَا هَجَاكَ بِعَادُ
ولكن عقلي مجلساً بعد مجلسٍ
لنفسك مما لا تنال فساد
أفالآن تستشفي طبيبك سلوة ً
وَقَدْ ظَعَنَتْ سُعْدَى وَقَلْبُكَ رَادُ(93/281)
أرَى النَّفْسَ قَدْ ضنَّتْ عَلَيْكَ بِنَيْلِهَا
وَضَنَّت عَلَيْهَا بِالنَّوَالِ سُعَادُ
وَمَا بِكَ إِنْ لمْ تُعْطَ تِلْكَ جَلاَدَة ٌ
وَمَا مِنْكَ إِنْ لَمْ تَلْق رُقَادُ
لقد صادني ريمٌ أردت اصطياده
وَمَا كُنْتُ لَوْلاَ مَا أرَدْتُ أُصَادُ
إِذَا طَارِفُ الحُبِّ انْجَلَى عَنْكَ هَمُّهُ
ثَنَاهُ مِنَ الْحُبِّ الدَّخِيلِ تلاَدُ
لقد صرحت عما تجمجم طعنة ٌ
شجيت بها حتى ظللت تعادُ
تداعت لك الأهواء فازددت عبرة ً
وللدمع من بين الحبيب مداد
فقل في صديق يحسبُ الغي رشدة ً
وفي بعض حوزات الخليل رشادُ
يُؤَخِّرُ مَا تَعْجِيلُهِ لكَ راحَة ٌ
فَتَحْيَا كُرُوبٌ كُلُّهُنَّ شِدَادُ
إِذَا قُلْتُ إِنِّي قَدْ لَقِيتُ شَقَاوَة ً
بِحُبِّكَ قالَتْ لي وَسَوْفَ تُزَادُ
لَنَا غِلْظَة ٌ مِنْهَا وَلِينُ مَقَالة
وَلَوْعَة ُ هَجْرٍ مرَّة ً وودَادُ
فوالله ما أدري وكل مصيبة ٌ
بأي مكيدات النساء نكاد
لقد صادني ريمٌ أردت اصطياده
وَمَا كُنْتُ لولا مَا أرَدْتُ أصَادُ
جميل المحيا حظهُ منك نسبة ٌ
وَحَظُّكَ مِنْهُ لَوْعَة ٌ وَسُهَادُ
إِذَا أنِسَتْ مِنْ عَاجِلِ البَينِ....
رَجَاءً بِأخْتِ النّاسِ حِيْنَ تُذادُ
غرور مواعيد كأن جداءها
جدا بارقاتٍ مزنهن جمادُ
على الدَّهْرِ ما مَنَّتْكَ سُعْدَى وَدُونَهُ
لأم المنايا مبتدى ومعادُ
فهل أنت إن لم يعطك الدهر رأسه
مُذَلِّلُهُ حَتَّى تَرَاهُ يُقَادُ
وإلا فدع عنك الصبابة فالشفا
على إثر من تهوى وفيك مدادُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أعبدة قد غلبت على فؤادي
أعبدة قد غلبت على فؤادي
رقم القصيدة : 8634
-----------------------------------
أعبدة قد غلبت على فؤادي
بِدَلِّكِ فارْجِعِي بعْض الْفُؤَاد
جَمَعْتِ الْقَلْبَ عنْدَكِ أُمَّ عَمْرو
وكان مطرحاً في كل واد
إِذَا نَادَى المُنَادي باسم أُخْرَى
على اسمك راعني ذاك المنادي
كما أفسدتني عرضاً فهاتي
صلاحي قد قدرت على فسادي(93/282)
مَلَكْتِ فأحْسِنِي وتخلَّصيني
من البلْوى بحُبِّكِ والْبِعَادِ
فإني منك يا بصري وسمعي
ومن قلبي حميتك في جهاد
يميل إليكم وأميل عنكم
فآتي جهده دون اجتهادي
ولَوْ أَسْطيعُ مَا عَذَّبْتُ نَفْسِي
بِذِكْرِكِ غَيْرَ مَنْصَرفٍ بزَادِ
ولكن الأماني قربتني
فَدَلَّ بِهَا إِلى حَتْفِي قيادي
أَلِفْتُكِ يا عُبَيْدَة ُ إِنَّ شَوْقاً
وطَيْفاً مِنْكِ قد ألِفَا وِسادي
ألاَ تَجزِينَني بالشَّوْقِ شَوْقاً
هداك إلى الجزاء بذاك هاد
بَلَغْتِ تَجَلُّدِي بصدُود يوْم
ولم تغني بذاك ولم تكادي
أطْعتِ بِنَا الْوُشَاة َ وقد عَصَيْنَا
إليك الناصحين مع الأعادي
كأني من تذكركم سليم
أُضِلَّ دَوَاؤُهُ غَيْرَ السُّهَادِ
رضينا من نوالك أن تردي
عَلَيَّ وَلَمْ أمُتْ غمُّا رُقَادِي
ألاَ يَا ليْتَ شِعْري يَوْمَ تَبْدُو
بِهَا صَبْرٌ وَصَبْرِي غَيْرُ بَادِ
أدلت بالصدود أم استزادت
فتى في الحب ليس بمستزاد
أزائِرَ أهْلِ عَبْدَة َ قُلْ لِشَخْصٍ
عَدَتْنِي عَنْ زِيَارَتِهَا الْعَوَادِي
أحاولت الرشاد بقتل نفسٍ
وَأَيْنَ الْقَتْلُ مِنْ عَمَلِ الرَّشَادِ
دعي ما تصنعين فدتك نفسي
عُبَيْدَ وَطَارِفِي بَعْدَ التِّلاَد
أعيرينا ودادكم فواقاً
بِمَا نُلْقِي إلَيْك من الْوِدَادِ
فَقَدْ أفْرَدتنِي مِنْ كُلِّ أُنْثَى
تُؤَمِّلُنِي وَقَلَّ لَكِ انْفِرَادِي
رتقت لهُنَّ ياعَبَّادَ عِنْدِي
وإن كُنَّ المَلاَئِحَ بالكَسَاد
أصد عن النساء وهن صورٌ
كما صد الرهيص عن الضماد
كأني واطئ بيني وبين الـ
غواني غيركم شوك القتاد
عفا من حُبِّهِنَّ سَوَادُ قَلْبِي
وحبك يا عبيدة في السواد
بِلاَدِي سَهْلَة ُ الْمَمْشى إِليكُم
وتحزن دون غيركم بلادي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا بنت صقر بن قعقاع على كبدي
يا بنت صقر بن قعقاع على كبدي
رقم القصيدة : 8635
-----------------------------------
يا بنت صقر بن قعقاع على كبدي
شوق إليك وفي روحي وفي جسدي(93/283)
كَدَّرَتِ شُرْبَ الْغَوانِي لاصفَوْتِ لَنَا
وَقَدْ صَفا لَكِ وُدِّي مَوْرِداً فَرِدي
أمنت من شرك أخرى في مودتنا
مَا حَافَظَتْ ذَاتُ أحْشَاءٍ عَلَى وَلَدِ
اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي مُنْذُ حَدَّثَنِي
عَنْكِ النِّسَاءُ طَوِيلُ اللَّيْلِ بِالسُّهُدِ
أحْرمْتُ رَيْحَان بُسْتَانٍ وَنَاضِرَهُ
حَتَّى أشُمَّكِ يَا رَيْحَانَة َ الْبَلَدِ
ما ساقني لك مملوكاً وعلقني
إلا العيون اللواتي جئن من صدد
جمعن نفسي وقد كانت مفرقة ً
بين النساء وما أبقين من جلدِ
قَالَ النَّواصِحُ طُوبى قَدْ ظَفِرْتَ بِهَا
مكسورة الطرف بالتأنيث والرمد
جِنِّيَّة ُ الْحُسْنِ مَرْتَجٌّ رَوَادِفُهَا
كأنها من جواري الجنَّة الخلد
أبْشِرْ سَتَلْقى غداً سُعْدَى بِرؤْيَتِهَا
وَكُلُّ مَا فِي غَدٍ دَانٍ وَبَعْدَ غَدِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> رَاحَ صَحْبِي وَبِتُّ لِلْمَوْعُودِ
رَاحَ صَحْبِي وَبِتُّ لِلْمَوْعُودِ
رقم القصيدة : 8636
-----------------------------------
رَاحَ صَحْبِي وَبِتُّ لِلْمَوْعُودِ
راجي الوصل خائفاً للصدودِ
إنَّ شَوْقِي إِلَيْكِ يَاعَبْدَة َ النَّفْـ
ـسِ جِمَامُ الْهُجُودِ بعْدَ الْهُجُودِ
أفقد النوم إن ذكرت ودمعي
عند ذكراك ليس بالمفقود
ما تشوقت مثل شوقي إليكم
لاَ إِلَى وَالدٍ وَلاَ مَوْلُودِ
ومريدٍ رشدي كتمت هواكم
حذراً أن يلج في تفنيدي
بَاتَ يَرْجُو رُشْدِي وَأَرْجُو ردَاهُ
إِنَّ مِمَّا أرَدْتُ هَمَّ الْمُرِيدِ
فَلَقَدْ قُلْتُ حِينَ قالَ يَزِيدُ
اسْلُ عَنْهَا ألَسْتَ ذَا مَخْلُودِ
إن طول السهاد والدمع كادا
يَتْرُكَانِ الْجَلِيدَ غَيْرَ جَلِيدِ
لا أُطِيقُ العَزَاءَ عَنْ مُنْيَة ِ النَّفْـ
س عذيري في حبها من يزيد
أَيُصَاغُ الْفُؤَادُ بَعْدَ نُهَاهُ
من صفاءٍ صماء أو من حديد
لا تلمني على عبيدة إني
مِنْ هَوَاهَا بِعِلَّة ِ الْمَجْهُودِ
تلك إن لم تكن خلوداً فإني
لاَ أرَاهَا إِلاَّ مَحَلَّ الْخُلُودِ(93/284)
لَمْ أُصِبْ شَافِياً لِمَا بِي مِنْهَا
غَيْرَ شيءٍ ذكَرْتُهُ في القَصِيدِ
ما عدا كفها وعض بنانٍ
سَاعَة ً ليس ذَاكَ بَالمَعْدُودِ
ولقد قلتُ حين خامرني الحب
بِدَاءٍ من كَاعب وخَرِيدِ
أَطْلِقَا يَا هُدِيتُمَا عن أَسِيرٍ
مثبت من هواكما في قيود
إِنَّهَا مُنْيَة ُ الفَتَى حينَ يَخْلُو
وأَحَادِيثُ نفْسِهِ في القُعُودِ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قُلْ لِلتي هَجَرَتْ حَوْلَيْن عَاشِقَهَا
قُلْ لِلتي هَجَرَتْ حَوْلَيْن عَاشِقَهَا
رقم القصيدة : 8637
-----------------------------------
قُلْ لِلتي هَجَرَتْ حَوْلَيْن عَاشِقَهَا
لو كنت مقبلة ً في الوصل ما رادا
هَجَرْتِ مَنْ لم يُردْ هِجْرَانَ وُدِّكُمُ
وَمَنْ يَبِيتُ لِمَا ضَيَّعْت عَدَّادَا
لم يَنْسَ أَيَّامَك اللاَّتِي وصَلْت بِها
والصرمُ يحصيه إصداراً وإيرادا
فالصرم غل لنا نخشى عوائده
والوصل فيه شفاء السقم لو عادا
لاَ تَصْرِمِيني فإِنِّي مِنْ تَذَكُّركُمْ
لَتَعْتَرِينِي جُنُودُ الحُبّ أَجْنَادَا
وقدْ أَرى أَنَّ أَقْوَاماً أُخَالطُهمْ
أرق لي منك بالمملوك أكبادا
قدْ قُلْتُ لَمَّا وَنتْ عنّي زيارتُكُمْ
وقدَّحَ الْحُبُّ في الأَحْشَاءِ فازْدَادَا
لا يستطيع لهذا الدهر إخلادا
مَا كُنْتِ منِّي عَلَى بَالٍ وزُلْتِ بِها
أرى العداة وإن أخلفت أصفادا
مَنَّيْتِنِي مُنْيَة ً هَشَّ الْفُؤَادُ لها
ثم انصرفت وما زودتني زادا
هَلاَّ تَحَرَّجْتِ يَا عَبَّادَ منْ رَجُلٍ
قد زمه الحب حتى ذل فانقادا
كيف العزاء وقد علقت منك هوى
لو لم يرح بهوى من حبكم عادا
ما خير القلب إلا اختار قربكم
ولا سرى الشوق إلا هاج إسهادا
ولا ألم بعيني من كرى سنة ٍ
إِلاَّ أَلَمَّ خَيَالٌ منْكِ فَاعْتَادَا
ما تأمرين لذي عينٍ مؤرقة ٍ
قد مات من حبكم يا عبد أو كادا
لا يذكر القلبُ من خود زيارتها
في مسالف الدهر إلا اهتز أو مادا
لا تجعلن في غدٍ وعدي وبعد غدٍ(93/285)
فإن فعلت فما وفيت ميعادا
أَبْلَيْتِ وُدِّي وَأَجَدَدْنَا مَوَدَّتَكُم
شتان بالٍ ومن يزداد إجدادا
قَدْ صدْتِ قَلْبِي فَأَنْقَعْتِ الْهَوَانَ لَهُ
ما كل حين يهين الصيد من صادا
قَالَتْ عُبَيْدَة ُ إِنِّي سَوْفَ أعْتِبُكُم
إن غيب الله عن ممشاي حسادا
سَقْياً وَرَعْياً عَلى مَا كَانَ منْ زَمَن
لِذلِكَ الشَّخْص أَبْدَى الْبُخْلَ أمْ جَادَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تقول ابنتي إذ فاخرتها غريبة ٌ
تقول ابنتي إذ فاخرتها غريبة ٌ
رقم القصيدة : 8638
-----------------------------------
تقول ابنتي إذ فاخرتها غريبة ٌ
مُؤَزَّرَة ٌ بالْوَبْرِ فِي شَوْذَرٍ قَدَدْ
لَهَا وَالِدٌ رَاعٍ إِذَا رَاحَ عِنْدَهَا
بِأشْوِيَة ٍ منْ قَلْبٍ ضَبٍّ وَمنْ كَبِدْ
أبي نجلُ أملاكٍ وزور خليفة ٍ
يلين له باب الهمام إذا وفد
طلوبٍ لأيسار الملوك إذا غدا
وأكرم أيسار الملوك من الصفد
وأنت لقاة ٌ بين خلفٍ وأكلبٍ
متاع لمن جاز السبيل ومن قصد
وَإِنَّكِ مِنْ قَوْمٍ عَلَيْهِمْ غَضَاضَة ٌ
ترى غيراً بالنفس من عيشها النكد
مُعَاوِدَة ٌ حَمْلَ الْهَشِيمِ بكَفِّهَا
عَلَى كاهلٍ قَدْ كَادَ يَأوَدُ أَوْ أَوِدْ
لشتان ما بيني وبينك في التقى
وَفي الْحَسَب الزَّاكي وَفي الْعَيْش والْحَفَدْ
سبقتك فارضي بالصغار فإنما
رزقت وليس الرزق كالسابق السند
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا رَامَ قُومِي کصْبَحِينَا غَيْرَ تَصْرِيدِ
يَا رَامَ قُومِي کصْبَحِينَا غَيْرَ تَصْرِيدِ
رقم القصيدة : 8639
-----------------------------------
يَا رَامَ قُومِي کصْبَحِينَا غَيْرَ تَصْرِيدِ
لاَ تَبْخَلِي لَيْسَ ذَاكَ الْبُخْلُ كَالْجُودِ
يَا رَامَ إِنْ أَخاً لِي كُنْتُ آمُلُهُ
ساق الوشاة إليها غير تسديد
فبت أنشد نوم العين مرتفقاً
حَتَّى الصَّبَاحِ وَمَا نَوْمِي بمَوْجُود
يا رام ما الخفضُ من شأني ولا خلقي
وَقَدْ تَحَرَّقَتِ الآفَاقِ بالصِّيدِ(93/286)
أَصْبَحّتُ عَنْ شُغلِ النَّدْمَانِ في شُغُل
لاَ أَرْعَوِي لنَعِيمِ الْقَيْنَة ِ الْغِيدِ
وَكَيْفَ أسْقَى عَلَى الرَّيْحَانِ مُتَّكِئاً
وَالْحَرْبُ حَاسِرَة ُ الْخَدَّيْنِ وَالْجِيدِ
إِنِّي وَجَدِّكِ مَا رَأيِي بمُنْتَشِرٍ
عند الحفاظ ولا عزمي بمردود
قَدْ أَسْلُبُ الْمَلِكَ الْجَبَّارَ حِلْيَتَهُ
في مأقطٍ مثل خط السيف مشهود
ولا أذبب عن حوضي لأمنعه
لاَ خَيْرَ في وِرْدِ قَوْمٍ غَيْرِ مَوْرُودِ
يَا رَامَ إِنِّي امْرُؤٌ في الْحَيِّ لي شَرَفٌ
أَرْعَى الْخَلِيلَ وَأدْعَى في الصَّنَاديد
يُرْجَى مَعَ الْمُزْن مَعْرُوفِي لِطَالبِهِ
وَيُتَّقَى الْمَوْتُ مِنْ حَيَّاتِيَ السُّودِ
لا تنكري غل حسادٍ غممتهم
لا يبتني المجد إلا كل محسود
وقائلٍ سره دهر وساء بنا
سَريعُهُ في أخٍ بَرٍّ وَمَوْلُودِ
وحين فات البكا يبكي على سلفٍ
يهدى إلى الترب من كهلٍ ومن رود
من صاحب الدهر لم يترك له شجناً
فاترك بكاك على ندمانك المودي
فَقُلْتُ هَمٌّ عَرَانِي منْ أَخ سَبَقَتْ
به المنايا كريم العهد مودود
كَانَ الدَّنيَّ فَغَالَ الدَّهْرُ ألْفَتَهُ
وَالدَّهْرُ يُحْدِثُ وَهْناً في الْجَلاَمِيدِ
وجار دجلة ً حلت بي مصيبته
وفاتني سيدٌ من معشرٍ سود
كِلاَهُمَا لَمْ يَكُنْ وُدِّي لهم صَلفَا
لَكنْ صَفَاءً كَمَاء الْمُزْنِ للعُود
قَدْ كُنْتُ أَرْجُو مَعَ الرَّاجي إِيَابَهُمَا
حَتَّى أَقَامَا عَلَى رَغْمِي بمَخْلُودِ
فاشرب على موت إخوانٍ رزئتهم
بَابُ الْمَنيَّة بَابٌ غَيْرُ مَسْدُودِ
يكفيك أن التقى أيدٌ يفوز به
وَالْفِسْقُ ذُلٌّ فَلاَ يُعْدَلْ بتَأييدِ
والمال عز فأكثر من طرائفه
وإن عدمت فطب نفساً بتفنيد
قد شبه المال أوغاد بربهم
وأوضع الفقرُ قوماً بعد تسويد
يَرُوحُ في الْجَاهِ أَقْوامٌ بمَالِهِمُ
وَذُو الْخَصَاصَة ِ مَدْفُوعٌ بتَبْعيدِ
فاكسب من المال ما تبني به شرفاً
أَوْ عِشْ بِرغْم قَصِيّاً غَيْرَ مَعْدُودِ(93/287)
ومعشرٍ منقعٍ لي في صدورهم
سُمُّ الاسَاوِدِ يَغْلِي في الْمَوَاعيد
وَسَمْتُهُمْ بالْقَوَافي فَوْقَ أَعْيُنهمْ
وسم المعيدي أعناق المقاحيد
إذا رأوني أصاخوا في مجائمهم
كما أصاخ ابن نهيا بعد تغريد
كأنما عاينوا بي ليث ملحمة ٍ
غضبان أو ملكاً بالتاج معقود
يأيها الجاهل المبتاحُ لي سفهاً
لاَقَيْتَ جَهْداً وَلَمْ تَظْفَر بمَحْمُودِ
لاَ تَحْسبَنِّي كَمَنْ تَجْري مَدَامِعُهُ
مِنَ الْوَعِيدِ مَعَ الْحُورِ الرَّعَادِيد
إِني إِذَا الْحَرْبُ رَاحَتْ غَيْرَ قَاعِدَة ٍ
آتي الهوينى وأغدو غير مهدود
قَدْ جَرَّبَ الْجِنُّ أَحْرَامِي وَجَرَّبَني
أسد الأنيس مدلاتٍ بتأسيد
تفح دوني القوافي كل شارقة ٍ
فَحَّ الأَفَاعِي لكَلْبِ الْحَيِّ وَالسِّيد
Free counter
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أشْبَهَكِ المسْكُ وأشْبَهْتِهِ
أشْبَهَكِ المسْكُ وأشْبَهْتِهِ
رقم القصيدة : 8640
-----------------------------------
أشْبَهَكِ المسْكُ وأشْبَهْتِهِ
قائمة ً في لونه قاعدهْ
لا شَكَّ إِذْ لَوْنُكُما واحد
أنَّكما من طينة واحدهْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لخدَّيك من كفيكَ في كل ليلة ٍ
لخدَّيك من كفيكَ في كل ليلة ٍ
رقم القصيدة : 8641
-----------------------------------
لخدَّيك من كفيكَ في كل ليلة ٍ
إلى أنْ تَرَى وجهَ الصباح وِسَادُ
تَبِيتُ تُرَاعِي الليلَ ترجو نفادَه
وليس لليل العاشقين نفادُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وَكَأنَّ غَلْيَ دِنَانِهِمْ في دُورهم
وَكَأنَّ غَلْيَ دِنَانِهِمْ في دُورهم
رقم القصيدة : 8642
-----------------------------------
وَكَأنَّ غَلْيَ دِنَانِهِمْ في دُورهم
لغط العتيك على خوان زياد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لاَ ينْقَص اللّه حُسَادِي فَإِنَّهم
لاَ ينْقَص اللّه حُسَادِي فَإِنَّهم
رقم القصيدة : 8643
-----------------------------------
لاَ ينْقَص اللّه حُسَادِي فَإِنَّهم(93/288)
أحبُّ عندي من اللاَّء له الوُدُد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَبكي الذينَ أذَاقُوني مَوَدَّتَهم
أَبكي الذينَ أذَاقُوني مَوَدَّتَهم
رقم القصيدة : 8644
-----------------------------------
أَبكي الذينَ أذَاقُوني مَوَدَّتَهم
حتى إذا أيقظوني في الهوى رقدوا
واستنهضوني فلما قُمْتُ منتصبا
بثقْل ما حَمَّلوني وُدَّهم قَعدُوا
لأخرجن من الدنيا وحبهمُ
بين الجَوانح لم يشعر به أحد
ألْقَيْتُ بيني وبين الْحُزن معرفة ً
لا تنقضي أبداً أو ينقضي الأبد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> فوالله ما أدري وكل مصيبة ٌ
فوالله ما أدري وكل مصيبة ٌ
رقم القصيدة : 8645
-----------------------------------
فوالله ما أدري وكل مصيبة ٌ
بأي مكيدات النساء أكادُ
غرور مواعيد كأن جداءها
جدى بارِقَاتٍ مُزْنُهُنّ جَمَادُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لقد أسمعتَ لو ناديت حيا
لقد أسمعتَ لو ناديت حيا
رقم القصيدة : 8646
-----------------------------------
لقد أسمعتَ لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أمْسَى سُهَيلٌ بأرض السوس مرتفعاً
أمْسَى سُهَيلٌ بأرض السوس مرتفعاً
رقم القصيدة : 8647
-----------------------------------
أمْسَى سُهَيلٌ بأرض السوس مرتفعاً
في حدها بعد غربالٍ وأمداد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> سُبْحَانَك اللّهُ لو شِئْتَ امتسَخْتَهُمَا
سُبْحَانَك اللّهُ لو شِئْتَ امتسَخْتَهُمَا
رقم القصيدة : 8648
-----------------------------------
سُبْحَانَك اللّهُ لو شِئْتَ امتسَخْتَهُمَا
قردين فاعتلجا في بيت قراد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> نَزَلَتْ في السواد من حَبَّة ِ القلـ
نَزَلَتْ في السواد من حَبَّة ِ القلـ
رقم القصيدة : 8649
-----------------------------------
نَزَلَتْ في السواد من حَبَّة ِ القلـ
ب ونالت زيادة المستزيد(93/289)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إِذَا جِئتَهُ للْحَمْدِ أشْرَقَ وَجْهُهُ
إِذَا جِئتَهُ للْحَمْدِ أشْرَقَ وَجْهُهُ
رقم القصيدة : 8650
-----------------------------------
إِذَا جِئتَهُ للْحَمْدِ أشْرَقَ وَجْهُهُ
إِلَيْكَ وأعْطَاكَ الكرَامة َ بالحَمد
له نِعَمٌ في الْقَوْمِ لا يستثيبُها
جزَاءً وكيلُ التاجرِ الْمُدُّ بالمدِّ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إن الوداع من الأحباب نافلة ٌ
إن الوداع من الأحباب نافلة ٌ
رقم القصيدة : 8651
-----------------------------------
إن الوداع من الأحباب نافلة ٌ
للظاعنين إذا ما يمموا بلدا
ولست أدري إذا شط المزار بهم
هل تجمع الدار أم لا نلتقي أبدا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وعدتني ثم لم توفي بموعدتي
وعدتني ثم لم توفي بموعدتي
رقم القصيدة : 8652
-----------------------------------
وعدتني ثم لم توفي بموعدتي
فكنت بالمزن لم يمطر وقد رعدا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ألا طرد الهوى عني رقادي
ألا طرد الهوى عني رقادي
رقم القصيدة : 8653
-----------------------------------
ألا طرد الهوى عني رقادي
فحسبي ما لقيتُ من السهاد
لِعَبْدَة َ إِنّ عَبْدَة َ تيّمتْني
وحلت من فؤادي في السواد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> من المفتون بشار بن برد
من المفتون بشار بن برد
رقم القصيدة : 8654
-----------------------------------
من المفتون بشار بن برد
إِلى شَيْبَان كَهْلِهِمُ ومُردِ
فإن فتاتكم سلبت فؤادي
فنصفٌ عندها والنصف عندي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أبا حامدٍ إنْ كنتَ تزني فَأبْعِدِأبا حامدٍ إنْ كنتَ تزني فَأبْعِدِ
أبا حامدٍ إنْ كنتَ تزني فَأبْعِدِأبا حامدٍ إنْ كنتَ تزني فَأبْعِدِ
رقم القصيدة : 8655
-----------------------------------
أبا حامدٍ إنْ كنتَ تزني فَأبْعِدِأبا حامدٍ إنْ كنتَ تزني فَأبْعِدِ
وبك حراً ولت به أم عجرد
حرا كان للعزاب سهلاً ولم يكن(93/290)
أبيا على ذي الزوجة المتودد
أصيب زناة القوم لما توجهت
به أمُّ حماد إلى مَضْجَع الرَّدِي
لقد كان للأَدْنَى وللجار والْعِدا
وللقاصد المُعْتَلِّ والمتردَّدِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> فلما ودعونا واستقلوا
فلما ودعونا واستقلوا
رقم القصيدة : 8656
-----------------------------------
فلما ودعونا واستقلوا
على صُهْبٍ هَوَادِيِهِنَّ قُودُ
شَكَوْتُ إلى الْغَوَانِي ما ألاقي
وقلتُ لَهُنَّ ما يومي بَعِيدُ
ففاضت عبرة ٌ أشفقت منها
تيسل كأن وابلها الفريد
فقلنَ بَكَيْتَ قلتُ لهن كَلاَّ
وقدْ يَبْكِي من الشَّوقِ الْجَلِيدُ
ولكني أصاب سواد عيني
عويد قذى له طرف حديد
فقلْن فما لِدَمْعِهما سَوَاءً
أكلتا مقلتيك أصاب عود
فَقَبْلَ دُمُوعِ عينك خَبَّرَتْنا
بما جَمْجَمْتَ، زَفْرَتُكَ الصَّعُودُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إذا اعتذر الجاني إلي عذرته
إذا اعتذر الجاني إلي عذرته
رقم القصيدة : 8657
-----------------------------------
إذا اعتذر الجاني إلي عذرته
ولا سيَّما إِن لم يكن قَدْ تَعَمَّدَا
فَمَنْ عاتَبَ الجُهَّالَ أتْعَبَ نَفْسه
ومن لام من لا يعرف اللوم أفسدا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> حظي من الخبر منحوس وأعجب ما
حظي من الخبر منحوس وأعجب ما
رقم القصيدة : 8658
-----------------------------------
حظي من الخبر منحوس وأعجب ما
إني أراه على الحرمان محسود
أغْدُو وأمسي وآمالي قَطَعْتُ بها
عُمْرِي تخِيبُ وأعْمَالِي الْموَاعِيد
وأكرمُ الناس من تأتي مواهبه
من غَيْرِ وَعْدٍ وفيه الْخَيْر موجودُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يُكلِّمُهَا طرفي فَتُومي بطَرْفِها
يُكلِّمُهَا طرفي فَتُومي بطَرْفِها
رقم القصيدة : 8659
-----------------------------------
يُكلِّمُهَا طرفي فَتُومي بطَرْفِها
فيُخْبِرُ عما في الضَّمير من الْوَجْد
فإن نظر الواشون صدت وأعرضت
وإن غفلوا قالت ألست على العهد(93/291)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> رقت لكم كبدي حتى لو أنكم
رقت لكم كبدي حتى لو أنكم
رقم القصيدة : 8660
-----------------------------------
رقت لكم كبدي حتى لو أنكم
تَهْوَوْنَ أن لا أُرِيدَ العَيشَ لمْ أُرِدِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> فتبادروا طرف الثناء بفضله
فتبادروا طرف الثناء بفضله
رقم القصيدة : 8661
-----------------------------------
فتبادروا طرف الثناء بفضله
فكَأنَّمَا نَشَرُوا الثَّنَاء بُرُودَا
دعاني شنقناقٌ إلى خلف بكرة ٍ
فقلت اتركني فالتفرد أحمدُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أبا مسلم ما غيَّرَ اللَّه نعمة
أبا مسلم ما غيَّرَ اللَّه نعمة
رقم القصيدة : 8662
-----------------------------------
أبا مسلم ما غيَّرَ اللَّه نعمة
على عبده حتى يغيرها العبد
أفي دولة المهديّ حَاولْتَ غَدْرَة ً
ألا إن أهل الغدر آباؤك الكردُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لمست بكفي كفه أبتغي الغنا
لمست بكفي كفه أبتغي الغنا
رقم القصيدة : 8663
-----------------------------------
لمست بكفي كفه أبتغي الغنا
ولم أدر أن الجود من كفه يعدي
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغِنَا
أَفَدْتُ وأعْدَانِي فَأفْنَيْتُ ما عندِي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> نِعْمَ الْفَتَى لَوْ كانَ يعرف ربَّه
نِعْمَ الْفَتَى لَوْ كانَ يعرف ربَّه
رقم القصيدة : 8664
-----------------------------------
نِعْمَ الْفَتَى لَوْ كانَ يعرف ربَّه
ويقيمُ وَقْتَ صلاته حَمَّادُ
وابيض من شرب المدامة وجهه
وبياضه يوم الحساب سواد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> الشيب كره وكرهٌ أن يفارقني
الشيب كره وكرهٌ أن يفارقني
رقم القصيدة : 8665
-----------------------------------
الشيب كره وكرهٌ أن يفارقني
أعجب بشيءٍ على البغضاء مودود
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ياعَبْدَ هل لي منكم من عائدِ
ياعَبْدَ هل لي منكم من عائدِ
رقم القصيدة : 8666(93/292)
-----------------------------------
ياعَبْدَ هل لي منكم من عائدِ
أم هل لديكِ صلاحُ قلبٍ فَاسِدِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وإنني في الصلاة أحضرها
وإنني في الصلاة أحضرها
رقم القصيدة : 8667
-----------------------------------
وإنني في الصلاة أحضرها
ضحكة ُ أهل الصلاة إن شهدوا
أقعد في سجدة إذا ركعوا
وأرفعُ الرأس إِنْ همُ سجدوا
أسْجُدُ والقومُ راكعون معاً
وأسرع الوثب إن همُ قعدوا
ولستُ أدري إذا إمامهم
سَلَّمَ كم كَانَ ذلك العَدَد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> فمن لم يردك فلا تُرِدْه
فمن لم يردك فلا تُرِدْه
رقم القصيدة : 8668
-----------------------------------
فمن لم يردك فلا تُرِدْه
ليكن كأن لم تستفده
باعد أخاك ببعده
وإذا نأى شبراً فزده
واحلم إذا نطق السفيـ
ه فمن يرد شراً فرده
كم من أخ لك يابن بشا
ر وأمك لم تلده
وأخي مناسبة ٍ يسو
ءك غبه إن لم تفده
العصر العباسي >> بشار بن برد >> غلط الفتى في قوله
غلط الفتى في قوله
رقم القصيدة : 8669
-----------------------------------
غلط الفتى في قوله
من لا يردك فلا ترده
من ناقش الاخوان لم
يبد العتاب ولم يعده
عاتب أخاك إذا هفا
واعطف بودك واستفده
وإذا أتاك بعيبه
واشٍ فقل لم يعتمده
وإذا جزيت أخا بذنب
كان منه لم تسده
ولقلَّ ما طلب الفتى
لأخيه عيباً لم يجده
العصر العباسي >> بشار بن برد >> سكنت سكونا كان رهناً بوثبة
سكنت سكونا كان رهناً بوثبة
رقم القصيدة : 8670
-----------------------------------
سكنت سكونا كان رهناً بوثبة
عماسٍ كذاك الليث للوثب يلبدُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> حتى إذا بعث الصباح فراقنا
حتى إذا بعث الصباح فراقنا
رقم القصيدة : 8671
-----------------------------------
حتى إذا بعث الصباح فراقنا
ورأين من وجه الظلام صدودا
جرت الدموع وقلن فيك جلادة
عنا ونكره أن تكون جليدا(93/293)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> فلا تبعد فكل فتى سيأتي
فلا تبعد فكل فتى سيأتي
رقم القصيدة : 8672
-----------------------------------
فلا تبعد فكل فتى سيأتي
عليه الموتُ يطرق أو يغادي
وكل ذخيرة لابد يوماً
وإن بقيت تصير إلى نفاد
ولو يفدي من الحدثان شيء
فديتك بالطريف وبالتلاد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وجدت رقابُ الوصل أسياف هجرنا
وجدت رقابُ الوصل أسياف هجرنا
رقم القصيدة : 8673
-----------------------------------
وجدت رقابُ الوصل أسياف هجرنا
وقدت لرجل البين نعلين من خدي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تنفستُ شوقاً كلما ذكروا نجدا
تنفستُ شوقاً كلما ذكروا نجدا
رقم القصيدة : 8674
-----------------------------------
تنفستُ شوقاً كلما ذكروا نجدا
ولم يرقَ دمعي بعد بُعدهم وجدا
إذا جمع الإنسان رأياً ونجدة
ونفساً عزوفاً ساد واحتقب المجدا
ورب امرىء يكفَى قتال عدوه
بآرائه والسيفُ ما فارق الْغمدا
فما زِلْتَ في رأي تحوز به العلا
ولا زُلْتَ عن عقل تشيد به مجدا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وإني لقادتني إليه مودتي
وإني لقادتني إليه مودتي
رقم القصيدة : 8675
-----------------------------------
وإني لقادتني إليه مودتي
ورغبتُه في الشكر يحويه والحمدِ
فما جئته حتى رأيت خلايقا
يداوي بها المرضى ألذ من الشهد
وصغر في عيني اختبارُ خصاله
محاسنَ أخبار أتتني على الْبعدِ
فكم نعمة ٍ ألبستها بعد نعمة
وكم نفحة ٍ في جودة حصلت عندي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تبرأ بالهجر وأودى به
تبرأ بالهجر وأودى به
رقم القصيدة : 8676
-----------------------------------
تبرأ بالهجر وأودى به
فلست بالحي ولا بالردى
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أقول وقد راح الأوانس حيضا
أقول وقد راح الأوانس حيضا
رقم القصيدة : 8677
-----------------------------------
أقول وقد راح الأوانس حيضا
بنفسي غَزالاً لا يحيضُ ولا يَلدْ(93/294)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وقفت وقد فقدت الصبر حتَّى
وقفت وقد فقدت الصبر حتَّى
رقم القصيدة : 8678
-----------------------------------
وقفت وقد فقدت الصبر حتَّى
تبين موقفي أني الفقيدُ
وشكك في عذالي فقالوا
لرسم الدار أيكما العميد
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أسِبْويه يابن الفارسيّة ماالذي
أسِبْويه يابن الفارسيّة ماالذي
رقم القصيدة : 8679
-----------------------------------
أسِبْويه يابن الفارسيّة ماالذي
تحدثت عن شتمي وما كنت تنبذُ
أظلت تغني سادراً في مساءتي
وأمك بالمصرين تعطي وتأخذُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> راجعت دينك أم عنت لك الذكرُ
راجعت دينك أم عنت لك الذكرُ
رقم القصيدة : 8680
-----------------------------------
راجعت دينك أم عنت لك الذكرُ
أم ما بدا لك لا تصحو ولا تقر
هيَ الشِّفَا عَلِقَتْ نَفْسِي حَبَائِلُهَا
إذ لا يقيم ولا يبدو له سفر
يا ويح نفسي أراها كلما انبعثت
ألقى عليها صبابات الكرى القدر
بليتُ والشوق أبلاني تذكرهُ
من غادة ٍ بيتها دانٍ ومهتجرُ
هِيْفَاءُ مُقْبِلَة ً عَجْزَاءُ مُدْبرَة ً
لَمْ تُجْفَ طُولاً ولاَ أزْرَى بهَا القصَرُ
غَرَّاءُ كَالْقَمَرِ الْمَشْهُورِ حِينَ بَدَتْ
لاَ بَلْ بَدَا مِثْلَهَا حِينَ اسْتَوَى الْقَمَرُ
لما رأيت الهوى يبري بمديته
لَحْمِي وحلأَّنِي الزوَّارُ وَالسَّمَرُ
أصبحت كالحائم الحران محتبساً
لم يقض ورداً ولا يرجى له صدرُ
قَالَتْ عُقَيْلُ بنُ كَعْبٍ إِذْ تَعَلَّقَهَا
قلبي فأضحى به من حبها أثرُ
أَنَّى وَلَمْ تَرَهَا تَصْبُو فَقُلْتُ لهم:
إن الفؤاد يرى ما لا يرى البصر
وَصَابِرينَ وَلَوْ يَلْقَوْنَ مِنْ طَرَبِي
معشار عشر عشير العشر ما صبروا
قالوا جهلت بذكراها فقلت لهم:
لاَ بَلْ جُنِنْتُ فَكُفُّوا اللَّوْمَ وَازْدَجِرُوا
ما لان قلبي لناهٍ عن زيارتها
وهل يلين لقلب الواعظ الحجر
لا تكثروا لوم مشغوفٍ بجارية ٍ(93/295)
لاَ يَشْتَكِي سَهَراً مِنْهَا وَمَا السَّهَرُ
لا يذكر الدهر أو يسري الخيالُ لهُ
إلا تغنى بها أو مسه ضرر
صب كئيبٌ إذا ما ذكرة ٌ خطرت
نَادَى عُبَيْدَة َ حَتَّى يَذْهَبَ الْخَطَرُ
مَا بَالُ عَبْدَة َ لاَتَأوي لمُكْتَئِب
وَالْوَحْشُ يَأوي لَهُ وَالْجِنُّ والْبَشَرُ
من كان معتذراً من حب غانية ٍ
فَلَيْسَ منْ حُبِّهَا ما عَاشَ يَعْتَذِرُ
يرجو عبيدة يوماً أن تجود له
وإن تطاول ما يرجو وينتظر
اقترح تعديلا على القصيدة
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا رحمة الله حلي في منازلنا
يا رحمة الله حلي في منازلنا
رقم القصيدة : 8681
-----------------------------------
يا رحمة الله حلي في منازلنا
وجاورينا فدتك النفس من جار
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أهجرت عبدة أم عداك مسير
أهجرت عبدة أم عداك مسير
رقم القصيدة : 8682
-----------------------------------
أهجرت عبدة أم عداك مسير
لاَ بَلْ تُلِمُّ بأهْلِهَا وَتَدُورُ
زَعَمَ المُشِيرُ بِيَ الصَّغِيرُ من الهَوَى
وفراقُهُ حَدَثٌ عَلَيَّ كَبِيرُ
بأبي وأمي والعشيرة كلها
شَخْصٌ هَنَاكَ ضَجِيعُهُ مَحْيُورُ
شَخْصٌ إِذَا التَبَسَتْ بِعَيْنِي عَيْنُهُ
حلف النواسك أنني مسحور
يَا صَاحِ بُحْ بِهَوَى أخِيكَ وُبثَّهُ
إن كان منك على الحبيب مرور
ما إِن وَرَاءَكُم عَلَيهِ مِنَ الهَوَى
عسر وما من دونكم تيسير
أنى ظننت به الظنون وقلبه
يَا عَبْدَ فِي لُجَجِ الهوَى مَغْمُورُ
إِنْ قُلْتِ أقْصَرَ عِنْكِ أقْصَرَ قَلْبُهُ
وبدا عليه من العزاء نذير
فدنا ليلحق عينه بسرورها
ودُنُوُّ منَ بَتَلَ الفُؤَادَ سُرُورُ
إِنَّ المُحِبَّ بِأنْ يَلَذَّ حَبِيبُهُ
وَيَمَلَّ مَنْ لاَ يَسْتَلِذُّ جَدِيرُ
حتى متى تبقي لنفسك حبه
وَالمَرْءُ يَصْبِرُ إِنَّهُ لَصَبُورُ
أعبيد هلا تنقمين على فتى
نَفِدَتْ رُقَاهُ وَسُقْمُهُ مَوْتُورُ
عجلٌ بحبك موته عن يومه
إِنْ لمْ يُجِرْهُ مِنْ هَوَاكِ مُجِيرُ(93/296)
لا تشترين منيتي بهواكم
فَإِلَى المَمَاتِ بمَا لَقِيتُ أصِيرُ
هم يوكلني بحبك والردى
علمي بذلك أنه مقدور
مَا زَالَ بِي سَنَنُ الصِّبَا وَبِحَاجَتِي
حتى أتيتك والعيون حمور
فالعين حين أروم هجرك طرفة ٌ
وعلى فؤادي من هواك أمير
قَلْبٌ أُسَكِّنُهُ إِذَا جَمَحَ الهَوَى
فَيَطِيرُ نَحْوَك أوْ يَكَادُ يَطِيرُ
إِنِّي وَإِنْ قَصُرَتْ خُطَايَ لَنَازِحٌ
مِنْ هَجْرِ بَيْتِك غَيْرُهُ المَهْجُورُ
إِلاَّ تَثَاقُل عَاشِقٍ أَوْ قُرْبَهُ
بالحُبِّ لَيْسَ لَهُ عَلَيْك نُذُور
ذهب الفؤاد إلى عبيدة بعدما
أثرت معالمه وقل خبير
ولقد أبصره علي وقد يرى
نُصْحِي فَيَعْرِفُ قَصْدُهُ ويَجُور
وكفاك من عجبٍ تجنبِ رشده
وطِلاَبُ ما تَهَوَى وَأنْتَ بَصِيرُ
قالتْ عُبَيْدَة ُ إِذْ سَأَلْتُ قَليلهَا
وَرَغِبْتُ، إنَّ كبيرَهَا محظُورُ
ألا عَلِمْتَ وَأنْتَ غَيْرُ مُفَنَّدٍ
أَنَّ القَلِيلَ إِلَى القَلِيل كَثِير
فَضَحِكْتُ مِنْ عَجَبٍ وقُلتُ لصَاحِبِي:
كَفِّنْ أخَاكَ فَإنَّهُ مَقْبُورُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا صاح كلني إلى بيضاء معطار
يا صاح كلني إلى بيضاء معطار
رقم القصيدة : 8683
-----------------------------------
يا صاح كلني إلى بيضاء معطار
وَارْفُقْ بِلَوْمِي فَمَا في الحُبِّ مِنْ عَارٍ
لاَ تَكْوِنِي إِنَّ قَلْبِي لوْ تُعَاتِبُهُ
عن حب عبدة كالمكوي بالنار
طرفي وسمعي شهيداها على بصري
بالرق مني ونفسي ذات إقرارِ
في الحي من سروات الحي جارية ٌ
رَيَّا التَّرَائِبِ فِي طَوْقٍ وَأسْوَارِ
حَوْرَاءُ في مُقْلَتَيْهَا حِينَ تُبْصِرُها
سحرٌ من الحسن لا من سحر سحار
كأنها الشمس قد فاقت محاسنها
مَحَاسِنَ الشَّمْسِ إِذْ تَبْدُو لإِسْفَارِ
الشمس تدنو ولا تصطادُ ناظرها
ولو بدت هي صادت كل نظار
ولو تَرَاهَا إِذَا ألْقَتْ مَجَاسِدَهَا
وأبرزت عن لبانٍ غير خوار
حَسِبْتَهَا فِضَّة ً بَيْضَاءَ فِي ذَهَبٍ
يا حسنها فضة ً في مذهبٍ جار(93/297)
كَأَنَّ رِيقَتَهَا صَهْبَاءُ صَافِيَة ٌ
يا حسنها فضة في مذهبٍ جار
مَا بَالُ عَبْدَة َ عَنِّي الْيَوْمَ صَابِرَة ً
وَلَسْتُ عَنْهَا وَإِنْ شَطَّتْ بصَبَّار
عشقت فاها وعينيها ورؤيتها
عشق المصلين جناتٍ لأبرار
فالعين مني عن النسوان صائمة ٌ
حَتَّى يَكُونَ على الْحَوْرَاءِ إِفْطَارِي
لاَ شَيْءَ أحْسَنُ مِنْهَا يَوْمَ قُلْتُ لَهَا
في خلوة العين من واشٍ ومغيار
يَا عَبْدَ لاَتَقْتُلِينِي إِنَّنِي رَجُلٌ
إن تطلبي بدمي لا تسبقي ثاري
ولو تحرجت من قتلي بلا ترة
لم تقتليني جهاراً غير إسرار
قَالَتْ وَلاَ ذَنْبَ لِي إِنْ كُنْتُ جَارِية ً
قد خصني بالجمال الخالقُ الباري
فصَاغَنِي صِيغَة ً نِصْفَيْن، مِنْ ذَهَب
نصفي ونصفي كدعص الرملة الهاري
إذا بديت رأيتُ الناس كلهم
يرمون نحوي بأسماعٍ وأبصار
قتلتُ مَنْ كَانَ قُدَّامِي بِحَسْرَتِهِ
وجن من كان خلفي عند إدباري
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قَدْ لاَمنِي فِي خَلِيلَتِي عُمَرُ
قَدْ لاَمنِي فِي خَلِيلَتِي عُمَرُ
رقم القصيدة : 8684
-----------------------------------
قَدْ لاَمنِي فِي خَلِيلَتِي عُمَرُ
وَاللَّوْمُ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ قَدَرُ
قال أفق قلتُ لا فقال بلى
قد شاع في الناس عنكم الخبر
فَقلْتُ إِنْ شَاعَ مَا اعْتِذَارِيَ مِـ
ـمَّا لَيْسَ لِي فِيهِ عِنْدَهُمْ عُذُرُ
لا أكتم الناس حب قاتلتي
لاَ لاَ وَلاَ أكْرَهُ الَّذِي ذَكَرُوا
لُومَا فَلاَ لَوْمَ بَعْدَهَا أبَداً
صاحبكم والجليل محتضرُ
قم قم إليهم فقل لهم قد أبى
وقال لا لا أفيقُ فانتحروا
مَاذَا عَسَى أنْ يَقُولَ قَائِلُهُم
وذا هوى ً ساق حينهُ القدرُ
يا قَوْمِ مَا لِي وَمَا لَهُم أبَداً
يَنْظُرُ في عَيْبِ غَيْرِه الْبَطِرُ
يَا عَجَباً لِلْخِلاَفِ يَا عَجَباً
بفي الذي لام في الهوى الحجر
ما لام في ذي مودة ٍ أحدٌ
يُؤْمِنُ باللّهِ قمْ فَقَدْ كَفَرُوا
حسبي وحسبُ التي كلفت بها(93/298)
مني ومنها الحديث والنظرُ
أوْ قُبْلَة ٌ فِي خِلاَلِ ذَاكَ وَلاَ
بَأسَ إِذَا لَمْ تُحللِ الأُزُرُ
أوْ لَمْسُ ما تَحْتَ مرْطِهَا بِيَدِي
والباب قد حال دونه الستر
والساق براقة ٌ خلاخلها
والصوت عالٍ فقد علا البهر
واسترخت الكف للغزال وقالـ
ت اله عني والدمع منحدرُ
اذْهَبْ فَمَا أنْتَ كالَّذِي ذَكرُوا
أنْتَ وَرَبِّي مُعَارِكٌ أشِرُ
وغابت اليوم عنك حاضنتي
فاللَّهُ لِي الْيَوْمَ مِنْكَ مُنْتَصِرُ
يا رب خذ لي فقد ترى ضعفي
من فاسق الكف ما له شكر
أهوى إلى معضدي فرضضهُ
ذو قوة ٍ ما يطاق مقتدر
يلصقُ بي لحنة ً له خشنت
ذَاتَ سوَادٍ كَأنَّهَا الإِبَرُ
حَتَّى اقْتَهَرْنِي وَإِخْوَتِي غَيَبٌ
وَيْلِي عَلَيْهِمْ لَوْ أنَّهُمْ حَضَرُوا
أقسمُ بالله ما نجوت بها
إذهب فأنت المسور الظفرُ
كيف بأمي إذا رأت شفتي
وكيف إن شاع منك ذا الخبرُ
أم كيف لا كيف لي بحاضنتي
يا حِبُّ لَوْ كَانَ ينْفَعُ الْحَذَرُ
قلتُ لها عند ذاك يا سكني
لا بأس إني مجربٌ حذرُ
قولي لهم بقة ٌ لها ظفرُ
إن كان في البق ما له ظفرُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لاح الهوى واستنار العدلُ والبصر
لاح الهوى واستنار العدلُ والبصر
رقم القصيدة : 8685
-----------------------------------
لاح الهوى واستنار العدلُ والبصر
فازدادت الشمس ضوءاً واستوى القمرُ
وأصبح الناس قد ساغ الشرابُ لهم
بَعْدَ الْبَلاَءِ وَبَعْدَ الْجَهْدِ أنْ شَكَرُوا
يا صاح لو كنت منا في بليتنا
إذ لا محالة إلا أننا صبرُ
إذ تحسبُ البدر منقوصاً لليلته
وَلاَتَرَى الشَّمْسَ إِلاَّ دُونَهَا غِيَرُ
أيام سلطاننا مر مذاقته
وَالْمَالُ مُسْتَبْخَرٌ وَالْعَيْشُ مُعْتَذِرُ
لو طالعت من ثلاث المصر واحدة ٌ
مُعَمَّرِينَ عَلَى السَّرَّاء ما عُمِرُوا
هن الثلاث اللواتي لو نفحت بها
أبْنَاءَ عَادٍ عَلَى عِلاَّتِهِمْ دَمِرُوا
قامت بهن المنايا في مشاربها
فالحمض يأخذنا والفتل والبعر
حتى تنقذ عبد الله عامرنا(93/299)
كما تنقذنا من مثلها عمرُ
لما حمدت أميراً بعده أبداً
ولا ذَمَمْتَ لَنَا مَن كَانَ يأتَمِرُ
ضَمَّ الْعراقَ وَقَدْ هَزَّتْ دَعَائِمَهُ
صماء عمياء لا تبقي ولا تذر
فقَوَّمَ اللَّهُ أضْغَانَ الْقُلُوبِ بِهِ
وأدرك الدين إذ إدراكه عسرُ
شهم اللقاء حليم عند قدرته
سِيَّان مَعْرُوفُهُ فِي النَّاسِ وَالْمَطَرُ
لا يحقب القطر إلا فاض نائلهُ
وَلاَ تَزَلْزَلَ إِلاَّ خِلْتَه يَقِرُ
يثني مخالب ليثٍ عن مجاهلهم
يشفى بأمثالهن الصابُ والصدرُ
هو الشهابُ الذي يكوى العدو به
والْمشْرفِيُّ الذِي تَعْصَى به مُضَرُ
ماضي العدات إذا وافقت نظرته
أدَّى إِلَيْكَ الَّذِي يَعْنَى به النَّظرُ
لاَيرْهَبُ الْمَوْتَ إِنَّ النَّفْسَ بَاسِلة ٌ
والرأي مجتمع والدين منتشر
إِنَّ الأَمِير جَزَاه اللَّهُ صالِحة ً
فِي كُلِّ صالِحة أمْسَى لهُ أثَرُ
شَقَّ الْمُغِيثَ لَنَا نُعْطَى غَوَارِبُهُ
مِن الْبَطَائِحِ فيهَا الْغَارُ وَالْعُشَرُ
حتى انثنى البحرُ عن دفاع جريته
مُسْتَبطِحَ الْماء حيْثُ الدُّورُ ينْحدِرُ
جَوْنَ السَّراة ِ كأنَّ الْجِنَّ تَهْمِزُهُ
إِذَا بَغَى الْبَحْرَ من باغٍ فَيَنْهَمِرُ
تخفى القراقير في دفاع لجته
حيناً وتظهر أحياناً فتنتشر
يَنْسَاخُ فِي بَطْنِ جَيَّاشٍ غَوَارِبُهُ
تحت السماء سماءٌ موجها أشرُ
جاف الحداء إذا ما لج أتعبها
حتَّى تَزَاوَرَ أوْ فِيهِ لَهَا وَزَرُ
كأنها الخيل طارت في مواطنها
أو رَعْلَة ٌ من بناتِ الْهِيقِ تَنْشَمِرُ
أَصَابَنَا حينَ عَافَ السَّرْجُ مشْرَبَنَا
وإِذْ ذَوى الْقَضْبُ والرَّيْحانُ والخَضِرُ
فاهتزَّت الأرضُ إذ طَابَتْ مَشارِبُهَا
وحنَّت الْوحش والأَنْعَامُ والشَّجَرُ
لا نشْرَبُ الْماء إِلا قال شاربُنا
نعم الأمير كفاه السمع والبصر
جادت يداه بسقيانا وعيشتنا
فالعيش منبسط والماء منفجر
أروى مِن الْعذْبِ هاماتٍ مُصرَّدة ً
قدْ كان أزْرى بِهِنَّ الْمِلْحُ والْكدرُ(93/300)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا طَيْرُ إِنَّا فِي غَد طَيْرُ
يا طَيْرُ إِنَّا فِي غَد طَيْرُ
رقم القصيدة : 8686
-----------------------------------
يا طَيْرُ إِنَّا فِي غَد طَيْرُ
روحي فإنَّ البينَ تبكيرُ
قد أطلب الحاجة َ من مشرفٍ
مِنْ دُونِها زَأْرٌ وتَنْفِيرُ
وقد تعاطيني عراقيَّة ً
كأنَّها إذ جليت نورُ
لا تسألي عن شأننا كلِّه
منْ أثَرِي عافٍ ومَقْفُورُ
ما كل ما عندي أثنى به
يُطْوَى الْخَنَا والْخَيْرُ مَنْشُورُ
وَشَاعِرٍ تَقْذَى بِنَا عَيْنُهُ
حيناً ولا يهديه تبصيرُ
قلتُ له إذ هدرت جنهُ
وكثُرَتْ عَنْهُ الأَخَابِيرُ
لَوْلاَ أتَاتِي أصْبَحَتْ شُرَّعاً
فِيكَ وَغَنَّى بِكَ طُنْبُورُ
بَدَا نَذيرٌ لَكَ مِنْ نَاصِحٍ
والعود حيَّاتٌ مناكيرُ
عجبتُ من ساعٍ إلى جمرتي
حين أصاختْ لي المعاشيرُ
يَسْعَى إِلَى نَارِي ولمْ أَدْعُهُ
إنَّ أبا عمرو لمقرورُ
قد زرت أملاكَ بني هاشمٍ
وزارني البيضُ المعاصيرُ
من كلِّ حوراءَ هضيم الحشا
غالى بها نبتٌ وتوقيرُ
يزيدها طيباً إذا أقبلت
ثغرٌ وطرفٌ فيه تفتيرُ
وحلية ٌ يحفلها عصفرٌ
كأنَّه في البرس تنُّورُ
ورُبَّمَا زُرْتُ أخاً ماجِداً
تَشْقَى بكَفَّيْهِ الدَّنَانِيرُ
للّهِ ندْمَاني أبُو وابص
مَا شأنُهُ بُخْلٌ وَتقْصيرُ
فتى ً يباري كأسه كفَّهُ
جوداً وبعضُ القوم خنزيرُ
باكرته أعشو إلى ناره
شوقاً وما ضاقتْ بيَ الدُّورُ
فظلَّ يَقْليني وَأفْترُّهُ
كلٌّ بما يصنع مسرورُ
حَتَّى إِذَا اليَوْمُ مَضَى كُلُّهُ
وبَاحَ بالْمَكْتُوم سُرْسُورُ
ورَاعَنَا في مِيمِهِ كافِرٌ
خَلِيفة الشَّمْسِ وتَسْتِيرُ
وأغتلَّها زورُ أبي وابصٍ
شتاً فهزَّتهُ المآخيرُ
دعا لنا الحورُ عليها الحيا
يا حبَّذا الحور المعاطيرُ
بتنا نعاطيها رهاويَّة ً
وهي عكافٌ بيننا صورُ
تزيِّنُ الشَّربَ وقد زانها
في الدُّرِّ شَبَّتْهُ التَّمَاصِيرُ
جُوفٌ مُصيخَاتٌ وإِنْ قُبِّلَتْ
حنَّت كما حنَّ المشاويرُ(93/301)
يَشْدُونَ أصْوَاتاً مَدِينِيَّة ً
وضَرْبَ مَكِّيٍّ لهُ صُورُ
تبكي المزاميرُ لها تارة ً
شجواً تحكيها المزاهيرُ
وأنا محبورٌ بتغريدها
إِمَّا تَدَاعَى الْبَمّ والزِّيرُ
ثمَّ انقضى ذاك فلم أبكه
غالَ نعيمَ العيشِ تكديرُ
دع ذا فإنَّ الغرَّ من هاشمٍ
أَبْنَاءُ دَاوُودَ الْمَسَاعِيرُ
يغدون للحربِ بأقرانها
صِيدٌ إِذَا هَاب العَوَاويرُ
بِالسِّيْبِ منْهُمْ نَفَرٌ سادة ٌ
إِليْهِمُ تُلْقِي الْجَمَاهِيرُ
قل للغواة ِ الطَّالبي شأوهمْ
لايُدْرِكُ الرِّيحَ المَجَامِيرُ
كم من كريمٍ من بني هاشمٍ
مهدى ً به الصِّحَّة ُ والخيرُ
لِلْمُلْكِ عبَّاسٌ وأبْناؤُهُ
قِدْماً ولِلْحُشِّ الْخَنَازيرُ
مِثْلَ سُلْيمَان ومَنْ مِثْلُهُ
تَحْتَ الْوَغَى والسَّيْفُ مَشْهُورُ
نِصْفَانِ منْ جُودٍ وَمِنْ عزَّة ٍ
لايَسْتميه العَسْكَرُ الْخُورُ
في صدره حلمٌ وفي درعه
ليْثٌ عَلَيْه التَّاجُ مَزْرُورُ
تستبشرُ البيضُ بلقيانه
طُوْراً وتَخْتَالُ الْمَنابِيرُ
يعرقن خرِّيتاً عليه النَّدى
كالبرد إذ تمَّ به النير
عطاؤهُ دفقٌ وموعودهُ
طِيبُ الثَّنا والْوَجْهُ مَنْصُورُ
يستهلكُ المال ويبقي الحجا
وَليْسَ منْهُ الكَلِمُ الْعُورُ
قد قدِّر الحمدُ على وجهه
تَحُفُّهُ الشُّمُّ الْمَغَاوِيرُ
واللّه ماعِنْدي سوَى بِرِّه
والملك الصالح مبرورُ
صحَّتهُ كالماء في مدِّه
يَقْرِي بِهِ جُودٌ وتَبْكيرُ
فغمَّ حسَّادي وحبَّرتهُ
بالحمد إن الحمد تحبيرُ
زَانَ سُليْمَان بَنِي هاشِمٍ
كما يزين الكاعبَ السُّورُ
مِنْ حِلْمِهِ حِلْمٌ ومِنْ حَزْمِه
حزمٌ ومن نعماهُ تيسيرُ
ضرَّابُ أعناق وفكَّاكها
فسيفهُ مسكٌ وتأمورُ
يمحو بجودٍٍ بخلَ إخوانه
والذَّنب تمحوهُ المقاديرُ
نسخة مهيئة للطباعة
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا قلبُ مالي أراك لا تقرُّ
يا قلبُ مالي أراك لا تقرُّ
رقم القصيدة : 8687
-----------------------------------
يا قلبُ مالي أراك لا تقرُّ(93/302)
إيَّاك أعني وعندك الخبر
أبْناءُ ذِي التَّاجِ ذُو رُعَيْنٍ ورَهْـ
ط المصطفى ليس فوقهم بشرُ
قومٌ لهم تشرقُ البلاد إذا
رَاحُوا ومَدَّتْ عليهِمُ الْحُجَرُ
صفا لهم منحرُ الهديَّ فبـ
يتُ الله فالموقفان فالسُّورُ
فزمزمٌ فالجمارُ فالحوض فالـ
ـمَسْعَى فَذَاكَ الْمَقَامُ مُحْتَظَرُ
ميراثُ من بوركت نبوءته
فالدِّينُ فِيهِم فالأَمْر ما أمْرُوا
آباؤكَ الصِّيدُ من قُرَيشٍ إِذا
زَعْزَعَ رَيْطَ المَنِيَّة الذُّعُرُ
منهُم سُقَاة ُ الْحجيج قد عُلِمُوا
وقاتلُ المحلِ مالهُ جزرُ
فُرسَانُ حَربٍ إِذَا الْتقَتْ بهم
فيهم غناءٌ وعندهم غيرُ
يسقون من حاربوا بحدِّهمُ
سمَّا ولا يعتدون إن ظفروا
زَانُوا بِأقْصَاصِهِمْ مَنَابرَهُم
وزانهم منظرٌ ومفتخرُ
بِيضٌ مَصَالِيتُ دُونَ ضَيمهِمُ
وعرٌ وما دون سيبهم وعرُ
خير قريشٍ منهم وسيفهم
يوم حنينٍ والبأس منتحرُ
بهم رعت حميرٌ وناصرها
أمناً وعزت جيرانهم مضرُ
يَلْقَوْنَ رُوَّادَهُمْ إِذَا نَزَلوا
بِالْجُودِ قَبْلَ السُّؤَالِ يُنتَظَرُ
إن تأتني منهم مشيَّعة ٌ
فإنَّما أولعوا بما همروا
نعم دعاة ُ الإمام حلمهم
راسٍ ومرعى جنابهم خضرُ
يَرْضَوْنَ بِالْحَمْدِ منْ صنَائِعِهم
فينا وبالعفوِ بعد ما ظفروا
منهم أتانا المهديُّ معتصباً
بالتَّاج نعم الدُّوارُ والغفرُ
عِزًّا إِذَا أزْمَعَتْ ذَلاَذِلَهَا
حَرْبٌ وَرَاحَتْ أمامَها شَرَر
مَا زَالَ بَيْن الْخَلِيفَتيْنِ لَهُ
نَبْتٌ مُنِيفٌ يَحُفُّهُ الشَّجَرُ
بَيْنَ أبي جَعْفَرٍ وبَيْنَ أبَي الْـ
ـعبَّاسِ ذَاكَ الشِّتا وذا الْمَطرُ
إن ابن عمِّ النبيِّ يهدي إلى الحـ
ـقِّ ومَا دُونَ نَبْثِهِ وَزَرُ
حَاز الْوَلاَءَ الْمُحَمَّدَانِ لَهُ
هذا نبيٌّ وذاك يقتفرُ
مَنْ كَانَ غَمْراً مِنَ الْمَكَارِم والمَجْـ
ـد فإنَّ المَهْدِيَّ مُحْتَبِرُ
تَفِيضُ كَفَّاهُ مِنْ فوَاضِلِهِ
ومُشْرِقُ الْوَجْه حِينَ يُحْتَضَرُ
ما أحْسَنَ الْحَمْدَ في دَوَائِرِهِ(93/303)
وحَمْدُ قَوْمٍ كأنَّهُ عَوَرُ
لاَ بَلْ هِي الْبحْرُ تَحْتَ حَوْمَلة ٍ
تَسْرِي له بالرَّدَى وتَنْهمر
أفنى عفاريتها الكبارَ أبوكَ الـ
ـخيْرُ حتَّى الْتوتْ به الكُبَرُ
نجلُ ملوكٍ عمَّت صنائعهُ
يهدى إليه المنارُ والأثرُ
من معشرٍ إن أردت جودهمُ
جادوا وإن رمتَ جهلهم وقروا
هذا وإِنْ عُرِّيَتْ سُيُوفُهُم
فَالمَوْتُ غادٍ ما دُونَهُ سُتُرُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> بكِّرا صاحبيَّ قبل الهجيرِ
بكِّرا صاحبيَّ قبل الهجيرِ
رقم القصيدة : 8688
-----------------------------------
بكِّرا صاحبيَّ قبل الهجيرِ
إذا ذاك النَّجاحَ في التَّبكيرُ
لا تَكُونَا عَلَيَّ كَالْخَفْضِ الرَّيِّـ
ضِ أمسى بنوره غير نورِ
أولعَ النَّاسُ بالمَلاَمَة ِ والمَرْ
ءُ على خُطَّة ٍ من التَّقْدِيرِ
وَشِفَاءُ العيِّ السُّؤالُ فَقُومَا
سَائِلاَ والْبَيَانُ عِنْدَ الْخَبيرِ
هلْ أُسَامي العُلاَ وأعْوِصُ بالْخَصْـ
ـم وأعْرِي مَحَجَّة َ الْخَيْتَعُورِ
من يقم في السَّواد واليدِ والإغـ
ـرام زِيراً فإنَّنِي غيْرُ زِير
ليس منِّي المقامُ أبكي على الرَّبـ
ـعِ خَلاَ أهْلُهُ لِبيْن شَطِيرِ
إنَّ في ندوة ِ الملوك لشغلاً
عن ربابٍ وزينبٍ وقذورِ
قدْ تَعَلَّلْتُ بِالشَّبَابِ وَعُلِّلْـ
ـت ببِيضٍ مثْلِ النَّحَارِجِ حُور
مُشْرِقاتُ الْوُجُوهِ يَسْحَبْنَ لِلَّهْـ
ـوِ عُيُوناً مَكْسُورة ً بفُتُورِ
حَافِظَاتٍ على الأَخِلَّة ِ ما طا
ب وأبرقن كالسَّرابِ الغرور
يتساقينَ بالمضاحكِ كالشَّهـ
ـدِ مَشُوباً بِمَاءِ مُزْنٍ نَمِير
وثقال الأعجاز قطَّعن قلبي
بحديثٍ لذٍّ ودهرٍ قصير
ورضيتُ القليل منهنَّ إنِّي
مِنْ قَلِيلٍ لَواثِقٌ بِكَثِير
وَطلبْتُ الْكبيرَ بالأَصْغر الأَصْـ
غر إنَّ الكبيرَ بعد الصَّغير
ديدني ذاك في الدُّجنَّة حتى انـ
ـجابَ عَنِّي الصِّبَى طُلُوعَ القَتير
ثُمَّ رَثَّ الْهَوَى ورَاجَعَنِي الْحِـ
ـلْمُ ورُدَّتْ عَارِيَّة ُ الْمُسْتَعِير(93/304)
وتركتُ المصابياتِ من الأشـ
ياء صوراً يلمعن أو غيرَ صورِ
ليس كلُّ السُّرور يبقي نعيماً
ربَّ غيٍّ يدبُّ تحت السُّرورِ
ذَهَبَتْ لَذَّة ُ النِّسَاءِ فلا أَلْـ
قى نعيماً إلاَّ حديثّ الذُّكورِ
وَشَبَابي قدْ كانَ منْ لذَّة ِ الْعَيْـ
ش فأودى وغالهُ ابنا سمير
وَكَذَاكَ الْجَدِيدُ يَبْلَى عَلَى الدَّهْرِ
ولا بُدَّ لامْرِىء ٍ منْ عَشِير
ودَعَانِي إِلى فَتِيقِ بن عَجْلاَ
ن بسلمٍ إحدى بنات الصُّدورِ
فحسرتُ الهمومَ عنِّي بعزمٍ
غير بزلاء واهنٍ مستشير
وزمِيلٍ إِذا رأَى نِقْبَة َ اللَّيْـ
لِ تثنَّى كالشَّارب المخمورِ
بِتُّ ليْلِي أذُبُّ عَنْ وَجْهِهِ النَّوْ
مَ وما بي إلاَّ انخزالُ العقير
يتمنَّى مشيَ البلاط وألهيـ
ـه بشعري وكيفَ لهوُ الحسير
مَنّه بين صنع كسرى فحلوا
ن فمرج العدى فذاتِ الصُّخورِ
كلُّ تيْهُورَة ٍ تَرى دُونَهَا الْخَا
لَ شروقاً تفضي إلى تيهور
وضَعَتْ بَيْضَهَا الأَنُوقُ بأعْلا
هَا وزَادَتْ بِهَا هوادِي الصُّقُورِ
تسرحُ الدَّبرُ في جناهُ ويأوي
في نعافٍ محفوفة ٍ بالوعورِ
مُوحِشَاتٍ رَأْدَ النَّهَارِ ولاَ تُسْـ
ـطَاعُ بَيْنَ العِشاء والتَّسْحِير
منْ نُوَاح الْفقير لاَحَ عَلَى الْخا
فِي وعَزْفِ الصَّيْدَانة ِ الْعَنْقَفِير
ومقَام الأْكْراد فِي شَفَقِ الصُّبْـ
ـح علَى رُكْنَها قَيَامَ النُّسُورِ
أصدعُ البلدة الغريبة َ بالحدِّ
جلاداً عولين في تصبير
لاحقات الآطال عرِّين بالقضـ
ب وماءِ الحديد دون النُّسور
كالسَّعَالي إِذَا توقلن كالقر
ن وفى مقبلاً.. في الحدورِ
يتصدَّعن عن شرافيَّة الأذ
ن أَمُونٍ في الْحنْدسِ الدَّيْجُور
منْ بناتِ العِفِرْنِ تَبْأرُ في الكُو
مَة ِ بأْرَ الْعَسِيفِ في الصَّاقُور
فإذا صوَّت الصَّدى أو دعا الأخـ
بلُ طارت كالخاضبِ المذعور
ظلَّ صدعَ النَّهارِ في الآل والأعـ
بلِ يجتازهُ وفي الصُّعرورِ
ثُمَّ شَامَ الفراخ فارتد فارْمَـ
ـدَّ فشقَّ الْغَمِيرَ بَعْد الغَمِير(93/305)
ذا عفاءٍ يفري الفريَّ وتحدُ
وه النُّعامى مزورَّة ً عن سفير
لابراتي من الجدالة ِ إلاَّ
دون ما تعتدي من التَّشمير
بَدْرُ لَيلٍ يخافُ سِنْدَأوُهُ الغيـ
ـلَ وعَيْناً مِنْ صَيْدَنِيٍّ مُغيرِ
وحَبِيٍّ مِثْلِ الكُرَاع بَدَا في الأُ
فقَ بَلٍّ كَالفَيْلَقِ الجُمْهُورِ
أعقبتهُ القبولُ روقاً من الأر
نَبِ حَتَّى حَبَا حُبُوَّ الأَمِيرِ
يَتَلَظَّى كَالشَّمْعِ مِنْ شُرَفِ الْمِجْـ
دلِ أو كالَّنيرانِ أعلا ثبير
لا أرى ضوءهُ يبوخُ ولا يخـ
ـمَدُ إِلاَّ عَنْ عَامِلٍ مُسْتَطِيرِ
أَسَدِيٌّ إِذَا ترَجَّفَ وانْشَقَّ
سَنَاهُ أَكَلَّ طرْقَ البَصِيرِ
بَاتَ قَلْبِي بِهِ مَنُوطاً وَبَاتَ اللَّيْـ
ـلُ في ............ وصَبِيرِ
وإذ ما خفي أقولُ على البصر
ة ِ إِنِّي بِها كرِيبُ الضَّمِيرِ
زلتُ عنها إلى صقور بني عمـ
ـرٍو ولاقَى آسَادَ تلك الصُّقُورِ
بَرَقَتْ فِيهم السَّمَاءُ فكلَّفْـ
ـتُ صِحَابِي واللَّيْلُ مُلْقِي السُّتُور
عارضٌ يمطرُ السَّبيل وإن كا
ن دُوَاراً فِي الْحَادِثِ الْقمْطرِيرِ
يسْلُقُ الْحرْب بالحُرُوب وَيُمْسِي
عصراً في عصارة ِ المستديرِ
فإذا حلَّتِ الوفودُ إليه
بشَّرتْ ريحهُ بيومٍ مطيرِ
سُنَّة ٌ مِنْ أَب كَبِيرٍ وَآبَا
ءٍ تَوَالَوْا عَلَى احْتِمَالِ الْكبِيرِ
الكفاة ُ الحماة ُ إن قامت الحر
بُ حَبَانا وَعَزَّ مافِي الصُّدُور
خطباءٌ على المنابرِ فرسا
نٌ إِذَا أُعْلِمُوا لِيَوْمٍ نَكِيرِ
عندهمْ نجدة ٌ إذا حمسَ الرَّو
عُ وفيهم مَهابة للفُجُورِ
وسراعٌ إلى الأتاويّ بالعر
فِ ولا يمحقون سهمَ الفقيرِ
نزلوا باليفاعِ من ذروة المجـ
ـدِ بِحِلْمٍ ونائِلٍ ونكير
وَوَفَاءٍ بِمَا أَقَرُّوا على الأَنْـ
فسِ وأياً في العسرِ والتيسيرِ
نهضَ الشيبُ بالحمالة ِ والمجـ
ـدِ بِرَأي عَالٍ وأيْدٍ بُحُورِ
وفُتُوٌّ إِذَا اسْتَخَفَّتْهُمُ الْحَرْ
بُ لقُوها كالأُسْدِ أو كالنُّمُورِ
رُتَّقٌ للثَّأي مَرَاجِيحُ فِي النَّدْ(93/306)
وة ِ يشفون غلَّة المستجيرِ
لِعُبوا فِي الحُرُوب حتى اسْتكانتْ
ثُمَّ رَحُوا فِي المِسْكِ أوْ فِي الْعَبِيرِ
كلُّهمُ يصدقُ اللِّقاء ولا يلـ
ـفَى كَسَلْمٍ فِي المأزِقِ الْمُسْتَجِيرِ
مسلميٌّ تنجابُ عن وجههِ الحر
ب نصِيراً كالهِبْرِزِيِّ النَّصِير
وأتاني مسيرُ سلمٍ عن النَّا
سِ أميراً فقلتُ خيرُ أميرِ
نصبَ المقرباتِ والمسهبَ الآ
فقَ حتَّى انطوين طيَّ الجريرِ
بغدوٍّ على الأعادي وروحا
تٍ لقين الحيات من تقرير
كلّ خيفانة ٍ تصانُ على الأقـ
ـرَبِ صَوْنَ الْعُروس فِي الزَّمْهَرِير
سَمْحَة ٍ فِي الشَّمَالِ مِثْلِ عَصَا الذَّا
ئدِ أوْ مِثْلُها رَحَاة ُ السَّجِير
وَمُنِيفِ الْقَذَالِ أضْلَعَ ذِي نِيـ
ـرَيْنِ يَخْتالُ عادِياً فِي الْمَسِير
مِثْل كَرِّ الصَّنَاعِ يَهْوِي إِذا حنَّ
كمَا حَنَّتِ الصَّبَا للدَّبُورِ
ثمَّ جلَّى عن الخليفة ِ بالسَّيـ
فِ غداة التقت صياصي الأمورِ
صَدَعَ الْعَسْكَرَ الْمُنِيف بدَا خضرى
بضرب أتى على المغرورِ
فارعوى جهلهم وأدركت الحر
بُ رِجَالاً تَجَرَّدُوا للظُهوِرِ
وكريمٌ يَرَى الْمَلاَمَة َ كَالْحَيَّـ
ـة ِ صبَّحنهُ مذرَّ الذُّرور
بِأطِيرٍ مِن الْمَوَدَّة ِ دانٍ
وثناءٍ كالْعَصْبِ عَصْبِ الْحَرِيرِ
فانْتمَى صَاعِداً وأشْرَقَ لِلْمجْـ
ـدِ وجَلَّى عَنْ صَوْبِ غَيْثٍ غَزِير
أيريحيٌّ إلى المحامد يهتزُّ
اهْتِزَازَ الْمُهَنَّدِ الْمشْهُورِ
ضامنٌ للحلولِ إن هبَّتِ الرّيـ
حُ بليلاً أرزاقهم من عقير
لا يصابي على الفضولِ ولا يعـ
ـطِي افْتِخَاراً لاَ خَيْرَ فِي الْفِخِّير
سَيِّدٌ سُوقَة ٌ وفِي الْمُلْك فَيَّا
ضٌ يُحَامِي عن عِرْضِهِ بالنذور
وسماءٌ على العشيرة ِ لا يقـ
ـلِعُ إِلاَّ عنْ زَاهِرٍ مُسْتَنِيرِ
يشتري الحمد بالعتادِ وبالأمـ
ـنِ يَرَى كَسْبَهُ من التَّوْفِيرِ
يا بن سيفِ العراقِ إنْ لم يزرْ مثـ
ـلُكَ مِنَّا فأيْنَ بَيْتُ الْمَزُورِ(93/307)
كَثُرَتْ حَوْلَكَ الْوُفَودُ وقدْ جِئْـ
نا قصيراً هذا أوانُ الصيَّورِ
إِنْ تكُنْ سَيِّداً فأنْتَ ابْنُ مَنْ سَا
دَ تولَّى وما لهُ منْ نظيرِ
كَانَ غَيْثَ الضَّرِيكِ فِي حَجْرَة ِ الْبَـ
ـأسِ وجاراً للحارمِ المستجيرِ
كمْ تلافَي أَبُوكَ مِنْ خائَفٍ جَا
ء طرِيداً وغارِمٍ وأسِيرِ
أَنْبَتَ الرِّيشَ فِي جَنَاحَيْهِ حَتَّى
عَادَ وَحْفا وطَارَ كُلَّ مَطيرِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> سبح خليلي وقل يا حسن تصوير
سبح خليلي وقل يا حسن تصوير
رقم القصيدة : 8689
-----------------------------------
سبح خليلي وقل يا حسن تصوير
راحَتْ سُليْمَى تَهَادَى فِي الْمَقاصِيرِ
خَليفَة ُ الشَّمْسِ تكْفِي الْحَيّ غيْبَتهَا
كأنما صاغها الخلاق من نور
تَمَّتْ قَوَاماً وعمَّتْ فِي مَجَاسِدِهَا
كأنها من جواري الجنة الحور
ورُبَّمَا شَاقَنِي طيْفٌ بِصُورَتِها
وزرتها قبل أصوات العصافير
لما رأتْ مَضْرَحِيّاً خَلْفَ دانِيَة ٍ
من الدَّوَاع سَرَى فِي سِتْرِ مَأثُور
تشمست في الجواري ثم قلن لها
سيري فقالت أمير غير مأمور
حتى إذا غر فتق تحت وسنتها
وَرَاجَعَتْ بَعْدَ تَسْبِيحٍ وتَكْبِيرِ
وكان منها لنا شيء وكان لها
منا شبيهٌ به في غير تغيير
نعى لنا الليل ناعٍ بين أغشية ٍ
تدعو الصباح بصوتٍ غير منزور
فزلت عنها وزالت في لعائبها
كأنَّمَا كان حُلْماً غَير مَعْبُور
يَا طِيبَهَا بَيْنَ رَيْحَانٍ ومُلْتثِمٍ
نَطْوِي الدُّجَا بسُجُودٍ لِلقَوارِير
من اللواتي إِذا حَنَّ الكِرَانُ لها
صلت بأذنٍ لصوت البم والزير
لولا الخليفة شارفنا زيارتها
لكِنْ عَهِدْنا أَمِينَ اللَّه في الخِير
قد كُنْتُ لا أَتَّقِي عيناً مُبَصَّرَة
ولا أراقبُ أهل الفحش والزور
حتَّى إِذا القائِم المَهْدِيّ أَوْعَدَنِي
في اللهْوِ خَلَّيْتُه للْعاشق الزِّير
فالآن أقصرت عن سلمى وزينني
عهد الخليفة زين البرد بالنير
يا سلم إنا تأياني لكم ملكٌ(93/308)
حِبُّ الوَفَاءِ وشَوْقي غيرُ تَعْذِير
روحي عليك سلام الله وادعة ٍ
لا يقطعُ الإِلْفَ شَيءٌ غيرُ مقْدُور
إني يشيعني قلبي بقافية ٍ
راحت تحرقُ في كلبٍ وخنزير
أنا المرعث يخشى الجن بادهتي
ولا ينامُ الأعادي من مزاميري
رفعت قوماً وفي أحسابهم ضعة ٌ
وقد كَعَمْتُ رجالاً بعد تَهْرِير
ومُقْبِلٍ مُدْبرٍ في وَجْههِ ضَخَمٌ
كأنه قرص زادٍ غير مكسور
عَلَّلْتُهُ بِسِنَانِ الرمْحِ مُنْفَرِداً
دون الأحبة في سوداء ديجور
يا حسنه منظراً في حسن كاملة ٍ
طارَا عَلَى النَّفْسِ بل قالاَ لها طِيرِي
حتّى إِذا شُقَّ عنْهُ اللَّيْلُ وَدَّعَنِي
بعبرة ٍ ولثامٍ في التنانير
كأنه في بياض الصبح منصرفاً
بدر السماء تمادى في التماصير
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أعبيد يا ذات الهوى النزر
أعبيد يا ذات الهوى النزر
رقم القصيدة : 8690
-----------------------------------
أعبيد يا ذات الهوى النزر
ثَقُلَتْ مَوَدَّتُكُمْ علَى ظَهْري
لَوْ كُنْتِ يَا عَبَّادَ صادِقَة ً
بالْحبِّ قارَبَ أمْرُكُمْ أمْري
طوقت صبراً عن زيارتنا
ويقل عن لقيانكم صبري
العين تأمل فيك قرتها
وغنًى لهَا من دَاخل الْفَقْر
أنْتِ الْمُنَى للنَّفْسِ خَالِية ً
وحديثها في العسر واليسر
فتحرجي إن كنت مؤمنة ً
باللَّه يَا عَبَّادَ من هَجْرِي
لو تعلمين بما لقيت بكم
لَفَدَيتنِي بالرَّحْمِ والصِّهْرِ
ولما بخلت بمشرب خصرٍ
من ريق أشنب طيب الثغر
جمجمت حبك لا أبوح به
سنتين في حقرٍ وفي ستر
حَتَّى إِذَا الْكِتْمانُ أوْرَثَني
سُقماً وَضَاقَ بحُبِّكُمْ صَدْري
عَنَّيْتُ نَفْساً غَيْرَ آمنَة ٍ
في غير فاحشة ٍ ولا هجر
أَشْهَى لِنَفْسِي لَوْ أثَقِّلُهَا
وَلمَا بهَا منْ لَيْلَة ِ الْقَدْر
أهذي بكم يقظان قد علموا
وَأبِيتُ منْكِ عَلى هَوَى ذِكْر
وَتَقَلَّبِين وَأنْتِ لاَهيَة ٌ
في الخز والقوهي والعطر
أعبيد هلا تذكرين فتى ً
تيمته بحديثك السحر
للموت أسبابٌ وحبكمُ
سبب لموتي محصد الشزر(93/309)
وَلَقَدْ عَلِمْتُ سَبِيلَ عِلَّتكُمْ
فيمَا يَحِنُّ لِغيْرِكُمْ ظُفْرِي
ففللت كفي عن مساءتكم
فَظَلِلْتُ واضِعَهَا عَلى سَحْرِي
طمَعاً إِليْكِ بِمَا أُؤمِّلُهُ
ومخافة أن تقطعي عذري
لصريمة ٍ غلبت مواصلتي
وَموَدَّة ٍ زَادَتْ على وَفْرِي
إِنَّ الْمُحِبِّينَ الَّذِين هَفَتْ
أَحْلاَمُهُمْ لِعوَاقِدِ الْخُمْرِ
أَمَلُوا وخافُوا مِنْ حَيَاتِهمُ
وَعْراً فمَا وَأَلُو مِن الْوعْرِ
نزلوا بوادي الموت إذ عشقوا
فتتابعوا شفعاً على وتر
وكَذاكِ منْ وَادِي وَفائِهِمْ
أصبحت مجتنحاً على سفر
ماضٍ ومرتهن بدائهم
فنُفُوسُهُمْ لِلِقائِهِمْ تجْري
يا صاح لا تعجل بمعذلتي
ستبيتُ من أمري على خبر
واعْرِفْ بِقلْبِي حينَ تذْكُرُهُ
أَنْ يُسْتهامَ بِبَيْضَة ِ الْخِدْرِ
إن الهوى جثمت عقاربه
فيه جثوم الفرخ في الوكر
يوم العذارى يستطفن بها
مِثْلَ النُّجُومِ يَطُفْنَ بالْبَدْرِ
لم أنسها أصلاً وقد ركبت
شمس النهار لأرذل العمر
ودموعها مما تسر بنا
تجْرِي عَلى الْخدَّيْنِ والنَّحْر
فاغتال ذلكم وغيرهُ
عصر تناسخها إلى عصر
وبياض يومٍ بعد ليلته
دانٍ مِن الْمَعْرُوف بالنُّكْرِ
أَنْكَرْتُ ما قدْ كُنْتُ أَعْرِفُه
مِنْها سَوَى المَوْعُودِ والْغَدْرِ
والنفس دانية ٌ بملتها
مِنْها تُطِيفُ بِها ابْنة َ الدَّهر
إِنِّي لأَخْشَى مِنْ تَذَكُّرِهَا
موت الفجاءة حيثُ لا أدري
مِنْ خَفْقَة ٍ لَوْ دَامَ عَارِضُهَا
قدر الفواق وفى لها عمري
لَكِنْ تَأخَّرَ يَوْمُ مُرْتَهَن
بِوَفَاتِهِ فَوَعَا عَلَى كَسْرِ
فَلَتَنْزِلَنّ بِه التِي نَزَلَتْ
يَوْماً بِصَاحِبِ عُرْوَة َ الْعُذْرِي
فَإذَا سَمِعْتِ بِمَيِّت حَزَناً
بكر الحمام به ولم يسر
فَابْكي عَلَى قَبْرِي مُفَجَّعَة ً
وَلَقَلَّ مِنْكَ بُكًى عَلى قَبْرِي
فَاسْتَيْقِنِي أَنِّي الْمُصَابُ بِكُمُ
عجلت منيتهُ مع الزفرِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أعاذل لا أنام على اقتسار
أعاذل لا أنام على اقتسار(93/310)
رقم القصيدة : 8691
-----------------------------------
أعاذل لا أنام على اقتسار
ولا ألقى على مولى وجار
سَأخْبِرُ فَاخِرَ الأَعْرَابِ عَنِّي
وعنه حين بارز للفخار
أنا ابن الأكرمين أباً وأماً
تَنَازَعَنِي المَرَازِبُ منْ طُخَارِ
نُغَاذَى الدَّرْمَكَ الْمَنْقُوطَ عِزًّا
ونشرب في اللجين وفي النظار
ونَرْكَبُ في الْفَرِيد إِلَى النَّدَامَى
وفي الديباج للحرب الحبار
أسرت وكم تقدم من أسيرٍ
يُزَيِّنُ وَجْهُهُ عَقْدَ الأَسَارِ
ككعبٍ أن كبسطام بن قيس
أصيبا ثم ما دنسا بعار
فَكَيْفَ يَنَالُني مَا لَمْ يَنَلْهُم
أعد نظراً فإن الحق عار
إِذَا انْقَلَبَ الزَّمَانُ عَلاَ بِعَبْدٍ
وسَفَّلَ بالبَطَارِيقِ الكِبَارِ
مَلَكْنَاكُمْ فَغَطَّيْنَا عَلَيْكُمْ
ولم ننصبكم غرضاً لزار
أَحِينَ لبِسْتَ بَعْدَ الْعُرْي خَزًّا
ونَادَمْتَ الكِرَامَ عَلَى الْعُقَارِ
ونلْتَ منَ الشَّبَارِقِ وَالْقَلاَيَا
وأعطيت البنفسج في الخمار
تُفَاخِرُ يَابْنَ رَاعِيَة ٍ وَرَاعٍ
بَنِي الأحْرَارِ حَسْبُكَ مِنْ خَسَارِ
لَعَمْرُ أَبِي لَقَدْ بُدِّلْتَ عَيْشاً
بعيشك والأمور إلى مجار
وكنت إذا ظمئت إلى قراح
شركت الكلب في ذاك الإطار
تُريع بخَطْبِهِ كِسَرَ الْمَوَالِي
وترقص للعصير وللمسار
وَتَقْضَمُ هَامَة َ الْجُعَلِ الْمُصَلَّى
ولا تعنى بدراج الديار
وتدلج للقنافذ تدريها
وُيُنْسِيكَ الْمَكَارِمَ صَيْدُ فَارِ
وَتَغْبِطُ شَاوِيَ الْحِرْبَاءِ حَتَّى
تَرُوحَ إِليه من حُبِّ القُتَارِ
وترتعد النقاد أو البكاعا
مُسَارَقَة ً وَتَرْضَى بالصَّغَارِ
وتَغْدُو في الكرَاءِ لنَيْلِ زَادٍ
وليْسَ بِسَيِّدِ القوْم المُكَاري
وفخرك بين يربوع وضب
عَلَى مِثْلِي مِنَ الحَدَثِ الْكِبَارِ
مقامك بيننا دنس علينا
فَلَيْتَكَ غائِبٌ في حَرِّ نَار
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قم خليلي فانظر أراك بصيرا
قم خليلي فانظر أراك بصيرا
رقم القصيدة : 8692(93/311)
-----------------------------------
قم خليلي فانظر أراك بصيرا
هَلْ تَرَى بالرَّسِيسِ ذِي النخلِ عِيرَا
صَادِرَاتٍ ذَاتَ الْعِشَاءِ عَلَى الْجَفْرِ
سراعاً لا بل بكرن بكورا
ظعناً من بني عقيل بن كعبٍ
مُشْرِفَاتِ الوُجُوهِ عِيناً وَحُورا
يتصبحن في الحجال ويلبسن
إِذَا رُحْنَ للِّقَاء الْعَبيرَا
ثاويات على البليخ محلاًّ
في قِبَابٍ أوْ يَنْثَنِينَ قُصُورَا
رُبَّمَا سُمْنَنِي عَوَاطِفَ أَعْنَا
ق كما ترمق العيون الصبيرا
يتعرضن في البرود لذيا
لٍ يجر الصبا ويرعى الستورا
هام قلبي منهن يا بنة مسؤو
رٍ وَأَوْدَى صَبْرِي وكُنْتُ صَبُورا
لم أسهد من المراح ولكن
طَالَ لَيْلي بِهَا وَكَانَ قَصِيرا
إن سعدى صبت علي من الحب
أَنَاة ً منْ حُسْنِهَا تَوْقِيرَا
وإِذَا مَا انْبَعَثْتُ أَجْرِي إِلَيْهَا
كنت كالمبتغي مع الشمس نورا
لا تلوموا بني سلامة فيما
قدر الله للفتى تقديرا
تُسْعِفُ الدَّارُ بِالأَحِبَّة ِ وَالْهَمُّ
يشفُّ.......والعصفورا
أعجب الدهر ما تضمنت منها
فنمى في الحشا وكان صغيرا
كَانَ مَا كَانَ من هَواهَا بِقَلْبِي
لوعة ً كدرت علي السرورا
ثم أربى على الصبابة حتى
مَلأَ الْقَلْبَ والْحَشَى والضَّمِيرَا
كمخيل الكانون ضرمت فيه
عامداً فاستطار ضوءاً منيرا
أو كحب الزراع وافق أرضاً
وافقته وحائراً مفجورا
بَدَأتْ نَظْرَة ً فَكَانَتْ حِمَاماً
وكَذَاكَ الصَّغير يَنْمَى كَبِيرا
فَسَقَى الْمُزْنَ بِالتَّجَافِي فَتَاة ً
كان حبي وسيرها مقدورا
سَارَ أَهْلُ الْغَدِيرِ في شَفَقِ الصُّبْحِ
فأصبحت لا أزور الغديرا
وَأَرَى الدَّهْرَ فإنني يابنة الغَمْرِ
وأبقى شوقاً ودمعاً غزيرا
فَدَعِ الغَيَّ لِلْغُوَاة ِ وقُلْ في
رجُلٍ لا يَزَالُ يُهْدِي زَفِيرا
ليت شعري ما يحبس الملك الأعـ
ور بعد الخنزير يغشى الأميرا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ألا يا خاتم الملك
ألا يا خاتم الملك
رقم القصيدة : 8693(93/312)
-----------------------------------
ألا يا خاتم الملك
الذي في نيله إمره
أما عندك لي رزقٌ
أرجيه ولا قطره
أما لي منك إلا الشو
قُ وَالْوَسْوَاسُ والحَسْرَهْ
سحرت الرجل الحر
وَمَا حَلَّتْ لكِ السَّحْرَهْ
ويرف الهم يبريني
ويَدْعُونِي الهَوَى بُكْرَهْ
كأن القلب من حبك
موضوع على جمره
وَمَا يَلْقَى الذي لاَقَيْـ
ت مولودٌ على الفطره
فؤادي بك مشغول
وعقلي منك في سكره
أرِيدُ الْقَتْلَ أحْيَاناً
وأَخْشَى السَّيْفَ والشُّهْرَهْ
إذا ما بت من حبـ
ـك أَصْبَحْتُ عَلَى خُمْرَهْ
وَتَأْبين؟ الَّذِي أَهْوَى
وما تأتين من عسره
وَلَو تَلْقَيْنَنَا وَاللَّـ
ـهِ أَوْ نَلْقَاكِ في سُتْرَهْ
قضينا حاجة ً منك
ولم نقدم على فجره
وصاح من هوى الخا
تَمَ يَلْحَانِي عَلَى زَفْرَهْ
فما اعتبته إلا
بأخرى أورثت فتره
يلومون على الخاتم
لا طابت لهم عشره
ولو يبصرها العما
رُ مَا طَابَتْ لَهُمْ عُمْرَهْ
أَلاَ لَيْتَ مَا شِعْرِي
فهل في الليت من قدره
أتجزين بما ألقى
فقد ضاقت بي البصره
وَقْدْ قُلْتُ لَهَا جُودِي
بِوَعْدٍ مِنْكِ أوْ نَظْرَهْ
فأودي القلبُ من حبـ
ـكِ وَالْعَيْنَانِ مِنْ عَبْرَهْ
فَقَالَتْ أَنْتَ كَالشَّبْعَا
ن لا تلوي على كسره
أَتَانِي منْك مَا أَكْرَ
ه والمكروه لي غدوه
إذا لج الهوى كنت
سَرَاباً لاَحَ في قَفْرَهْ
وإن كنت كذي كنت
هلالاً لاح في غبره
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَلاَ يَا حَبَّذَا واللَّـ
أَلاَ يَا حَبَّذَا واللَّـ
رقم القصيدة : 8694
-----------------------------------
أَلاَ يَا حَبَّذَا واللَّـ
ـهِ مَنْ أَهْدَى لِيَ الْعِطْرَا
وَمَنْ أَهْدَى لِيَ الريْحَا
ن قد شاب به سحرا
وَمَنْ لَيْسَ يُوَاتِينِي
وإن كلفته يسرا
يُعَاصِي قَسَمِي عَمْداً
ولا أعصي له أمرا
وَأَبْلَى حُبُّهُ جِسْمِي
فقد ضقتُ به صدرا
وَمِكْسَالُ الضُّحَى كَالرِّيـ(93/313)
م لا بل تشبه البدرا
إِذَا وَاجهْتَهَا يَوْمَاً
تَجُرُّ الْقَرْقَرَ الْحَبْرَا
سقتك الخمر عيناها
وَإِنْ لم تَشْرَبِ الْخَمْرَ
أدانيها فلا تدنو
وقد أحببتها بكرا
ترى أيسر ما أطلبُ
من معروفها عسرا
فليت الله أهداها
وأحدثنا له شكرا
إِذَا فَارَقْتُهَا صَبَّتْ
عَلَيَّ الْهَمَّ وَالْفِكْرَا
وإن لاقيتها كانت
لنا كالسكر أو سكرا
ولا والله لا أدري
أَرُومُ الْوَصْل أَمْ هَجْرَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا خاتم الملك يا سمعي ويا بصري
يا خاتم الملك يا سمعي ويا بصري
رقم القصيدة : 8695
-----------------------------------
يا خاتم الملك يا سمعي ويا بصري
زوري ابن عمك أو طيبي له يزر
حتى متى لا نرى شيئاً نسر به
قَدْ طَالَ هَجْرُكِ مَا نَهْوَى وَمُنْتَظَرِي
إن كان قلبك بعدي صار من حجر
فأيقني أن قلبي ليس من حجر
لا أستطيع احتمال الحب مهتجرا
قد كنت أضعف منه غير مهتجر
زِيدِي عَلَى نَظْرَة ٍ وَعْداً أعِيشُ بِهِ
لاَيَشْتَفِي الْهَائِمُ الْحَرَّانُ بالنَّظَرِ
يَخْشَى عَلَيْكِ أنَاسٌ فِي زِيَارَتِنَا
طَعْنَ الْوُشَاة ِ وَهَلْ يُخْشَى عَلَى الْقَمَر
قد يغتشي الشمس طرفُ العين غادية ً
ثُمَّ تَؤُوبُ وَلَمْ تَدْنَسْ وَلَمْ تُضَرِ
أنت الطبيب فما تقضين في رجلٍ
يدعو الأطباء بين الموت والسهر
ما أقرب العيش منه إن صفوت لهُ
وما أجر عليه الموت بالكدر
هل تذكرين جنوح العصر مجلسنا
يوم التقينا بأشواقٍ على قدر
لَقَدْ ذَكَرْتُ وَمَا حُبَّى بِذَاكِرَة ٍ
ما كان مني ومنها موهن البصر
إِذْ نَجْتَلِيهَا وإِذْ نُسْقى عَلَى ظَمَإ
بالراح خالط أنفاساً من القطر
مِن لُؤْلُؤٍ أشِرِ الأَطْرَافِ مَنْبَتُهُ
في طيب الطعم عذبٍ باردٍ خصر
يا نِعْمَهُ مَجْلِساً سدَّى مَحَاسِنُهُ
من لا يؤوب وإن أمسى على درر
مَا زَالَ مِنْهُ رَسِيسٌ لاَ يُفَارِقُنِي
فِي الرأْسِ وَالْعَيْنِ وَالأَوْصَالِ كَالسُّكُرِ(93/314)
وَمِنْ مُنَى النَّفْسِ أخْدَانٌ لِجَارِيَة ٍ
لَمْ تَلْقَ بُؤْساً وَلَمْ تُصْبحْ عَلَى سَفَر
حدا بها الليل من بيتي وقد حسرت
عن جيد أدمانة بالسر أو بصر
وَوَارِدٍ كَعَرِيشِ الكَرْمِ تَجْعَلهُ
بواضحٍ يجعل العينين في حور
مَا دَوْمَة ٌ بِالنَّدَى طَابَتْ وَطَيَّبَهَا
ثَلاَثَة ٌ مِثْلُ أدْعَاصِ المُلا المَطِرِ
والدعص تحسبه وسنان أو كسلاً
غَضٌّ وَقَدْ مَالَ مَيْلاً غَيْرَ مُنْكَسِرِ
قد جل ما بين حجليها ومئزرها
وَاهْتَزَّ كَالأَيْمِ مَا عَالَى عَنِ الأُزُرِ
يحيا الهوى برخيمٍ من مناطقها
مُفَصَّلٍ كَنْجُومِ الْغَارِبِ الزُّهُرِ
جِنِّيَّة ُ الْحُسْنِ لاَبَلْ في مَجَاسِدِهَا
مَا لَمْ تَرَ الْعَيْنُ بَيْنَ الْجِنِّ وَالْبَشَرِ
كَأَنَّ أَعْطَافَهَا لَوْذٌ مُحَمَّضَة ٌ
يخرجن من هابلِ الأعطاف منعفرِ
تَمْشِي الْهُوَيْنَا فَيَحْتَالُ الصَّعِيدُ بِهَا
وَيْحْسَبُ الْقَوْمُ قَدْ سَارَتْ وَلَمْ تَسِرِ
تلك المنى سخطتنا بعدما قربت
فَلاَ تَعِيجُ بِتَهْوِيم وَلاَ سَمَرِ
وَلَو تُسَاعِدُنَا كُنَّا بِنَدْوَتِهَا
كالقوس أيدها الرامون بالوترِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أأحزنك الألى ظعنوا فساروا
أأحزنك الألى ظعنوا فساروا
رقم القصيدة : 8696
-----------------------------------
أأحزنك الألى ظعنوا فساروا
أجل فالنوم بعدهم غرارُ
إِذَا لاَحَ الصِّوَارُ ذَكَرْتُ نُعْمَى
وأذكرها إذا نفح الصوار
كَأنَّكَ لَمْ تَزُرْ غُرَّ الثَّنَايَا
وَلَمْ تَجْمَعْ هَوَاكَ بِهِنَّ دَارُ
عَلَى أَزْمَانَ أَنْتَ بِهنَّ بَلٌّ
وإذ أسماء آنسة ٌ نوار
ينفس غمه نظرٌ إليها
ويقتل داخل الشوق الجوار
لَيَالِيَ إِذْ فِرَاقُ بَنِي سَلُولٍ
لديه وعنده حدثٌ كبارُ
يروعه السراربكل أمرٍ
مَخَافَة َ أَنْ يَكُونَ بِهِ السِّرَارُ
كأنَّ فُؤَادَهُ يَنْزَى حِذَاراً
حذار البين لو نفع الحذار
تنادوا في الغزالة حين راحوا
بجد البين حين دنا الغيار(93/315)
كَأنَّ حُمُولَهُمْ لَقَحَات وَادٍ
من الجبار طاب بها الثمار
فَبِتُّ مُوَكَّلاً بِهِمُ وَبَاتُوا
على جداء سيرهم السمار
كأن جفونه سملت بشوكٍ
فَلَيْسَ لِوَسْنَة ٍ فيهَا قَرَارُ
أَقُولُ وَلَيْلَتِي تَزْدَادُ طُولاً
أما لليل بعدهم نهارُ
جفت عيني عن التغميض حتى
كأن جفونها عنها قصارُ
وَذِي شُرَفٍ تَحِنُّ الرِّيحُ فيه
حَنينَ النَّابِ ضَلَّ لَهَا حُوَارُ
دخلت مسارقاً رصد الأعادي
على ست ومدخلنا خطارُ
فلما جئت قلن نعمت بالاً
خَلاَ شَجَنٌ وَغُيِّبَ مَنْ يَغَارُ
فَحَدَّثْتُ الظِّبَاءَ مُؤَزَّرَاتٍ
ألا لله ما منع الإزارُ
ومحترق الوديقة يوم نحسٍ
من الجرزاء ظل له أوارُ
نَحَرْتُ هَجِيرهُ بِمُقَيَّلاَتٍ
كَأنَّ حَميمَ قُصَّتهنَّ قَارُ
كَأَنَّ قُلُوبَهُنَّ بِكُلِّ شَخْصٍ
منفرة وليس بها نفارُ
خَوَاضِعُ في الْبُرَى أَفْنَى ذُرَاهَا
رواحُ عشية ٍ ثم ابتكارُ
صَبَرْنَ عَلَى السَّمْوم وكُلِّ خَرْقٍ
به جبلٌ وليس به أمارُ
كأنَّ عُيُونَهُنَّ قُلاَتُ قُفٍّ
مخلفة ُ الأطايط أو نقارُ
وأحمق فاحشٍ يجري حثيثاً
وقد زخرت غواربه الغزارُ
أمنت مضرة الفحشاء إني
أَرَى قَبَساً تُشَبُّ ولاَ تُضَارُ
لقد علم القبائلُ غير فخرٍ
عَلَى أَحَدْ وإِنْ كَانَ افْتِخَارُ
بِأنَّا الْعَاصِمُونَ إِذَا اشْتَجَرْنَا
وَأَنَّا الْحَازِمُونَ إِذَا اسْتَشَارُوا
ضمنا بيعة الخلفاء فينا
فنحن لها من الخلفاء جارُ
بِحَيٍّ منْ بَني عَجْلاَنَ شُوسٍ
يسير الموتُ حيثُ يقالُ ساروا
إِذَا زَخَرَتْ لَنَا مُضَرٌ وسَارَتْ
رَبِيعَة ُ ثُمَّتَ اجْتَمَعَتْ نِزَارُ
أَقَامَ الْغَابِرُونَ عَلَى هَوَانَا
وَإِنْ رَغِمَتْ أَنُوفُهُمُ وسَارُوا
تَبَغَّ جِوَارَنَا إِن خِفْتَ أَزًّا
نجيرُ الخائفين ولا نجارُ
لَنَا بَطْحَاءُ مَكَّة َ وَالْمُصَلَّى
وما حاز المحصبُ والجمارُ
وساقية ُ الحجيج إذا توافوا
ومُبْتَدَرُ الْمَوَاقِفِ والنِّفَارُ
وَميرَاثُ النَّبِيِّ وصاحِبَيْهِ(93/316)
تلاداً لا يباعُ ولا يعار
وألواح السرير ومن تنمى
على ألواحه تلك الخيارُ
كأنَّ النَّاسَ حينَ نَغيبُ عَنْهُمْ
نباتُ الأرض أخلفها القطارُ
ألم يبلغ أبا العباس أنا
وَتَرْنَاهُ ولَيْسَ بهِ کتّئَارُ
غداة تصبرت كلبٌ علينا
وليسَ لَهَا عَلَى الْمَوْت اصْطِبَارُ
لنا يوم البقاع على دمشقٍ
وعين الجر صولتنا نجارُ
على اليومين ظل على يمانٍ
وكَلْبٍ مِنْ أَسِنَّتِنَا الْحِجَارُ
وقد راحت تروحنا المنايا
لِمَخْذُولٍ وأَحْرَزَهُ الْفرَارُ
وأهوينا العصا بحمار قيسٍ
لإسماعيل فاتسم الحمارُ
وقد طافت بأضبع آل كلبٍ
كتائبنا فصار بحيث صاروا
وأَيُّ عَدُوِّنا نَأتيه إِلاَّ
تهم بحربه لا نستطارُ
وعطلنا بجيلة َ من يزيدٍ
وكان حليهم لا يستعارُ
وَدَمَّرْنَا ابْنَ بَاكيهِ النَّصَارِي
فأصْبَحَ لا يَزُورُ ولا يُزَارُ
وأودى بعدهم بابني مصادٍ
فوارسُ دينُ قومهم المغارُ
وَحِمْصاً حينَ بَدَّلَ أَهْلُ حِمْصٍ
ونَالُوا الْغَدْرُ نَالَهُمُ الْبَوَارُ
قَتَلْنَا السَّكْسَكيَّ بِلاَ قَتيلٍ
وَهَلْ مِنْ مَقْتَلِ الْكَلْبِ اعْتِذَارُ
وقد عركت بتدمر خيلُ قيسٍ
فَكَانَ لتَدْمُرٍ فيهَا دَمَارُ
وأسرة ُ ثابتٍ وجموعُ كلبٍ
سَرَى بِحمَامِهِمْ منَّا اعْتِكَارُ
فَرَاحَ فَرِيقُهُمْ وَغَدَا فَرِيقٌ
على خصاء ليس لها عدارُ
رَأوْنَا وَالْحِمَامَ مَعاً فَأجْلَوْا
كَمَا أَجْلَتْ عَنِ الأُسْدِ الْوِبَارُ
تجرنا في المحامد والمعالي
ونحنُ كذاك في الهيجا تجارُ
إِذَا دَارَتْ عَلَى قَوْمٍ رَحَانَا
تنادوا بالجلاء أو استداروا
بِكَلْبٍ كَلَّة ٌ عَنْ حَدِّ قَيْسٍ
وَبالْيَمَنيّ أَيْنَ جَرَى عِثَارُ
وَمَا نَلْقَاهُمُ إِلاَّ صَدرْنَا
بِرِيٍّ منْهُمُ وَهُمُ حِرَارُ
وأيام الكويفة ِ قد تركنا
نصيرهم وليس به انتصار
إذا ما أقبلوا بسواد جمعٍ
نَفَخْنَا في سَوَادِهِمُ فَطَارُوا
طَرَائِدَ خَيْلِنَا حَتَّى كَفَفْنَا
هَوَاديَهَا وَلَيْسَ بِهَا ازْوِرَارُ(93/317)
أَصَبْنَ مُكَبَّراً وَطَحَنَّ زيْداً
وَأَحْرَزَ من تحاطان الإزَارُ
وأقبلنا المسبح في شريدٍ
بخايفة ٍ حذائنها ابتدارُ
فَلَمَّا بَايَعُوا وَتَنَصَّفُونَا
وعاد الأمرُ فينا والإمارُ
رَفَعْنَا السَّيْفَ عَنْ كَلْبِ بنِ كَلْبٍ
وَعَنْ قَحْطَانَ إِنَّهُمُ صَغَارُ
فرجنا ساطع الغمرات عنا
وَعَنْ مَرْوَانَ فَانْفَرَجَ الْغُبَارُ
بطعنٍ يهلكُ المسبارُ فيه
وَتَضْرَابٍ يَطيرُ لَهُ الشَّرَارُ
بِكُلِّ مُثَقَّفٍ وَبِكُلِّ عَضْبٍ
من القلعي خالطه اخضرارُ
كأنهم غداة شرعن فيهم
هدايا العنز هاج بها القدارُ
فَمَا ظَنَّ الْغَدَاة َ بِحَرْبِ قَيْسٍ
لوعرتها على الناس استعاروا
لَنَا نَارٌ بِشَرْقِيِّ الْمَعَالِي
مضرمة ٌ وبالغربي نارُ
نبيتُ في الجماعة سرح كلبٍ
وَنْحْصُدُهُمْ إِذَا حَدَثَ انْتِشَارُ
كأنك قد رأيت نساء كلبٍ
تُبَاعُ وَمَا لِوَاحِدَة ٍ صِدَارُ
أرسل القصيدة إلى صديق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> خَلِيلَيَّ عفَّا عن سُهَيْلِ بنِ سَالِمٍ
خَلِيلَيَّ عفَّا عن سُهَيْلِ بنِ سَالِمٍ
رقم القصيدة : 8697
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ عفَّا عن سُهَيْلِ بنِ سَالِمٍ
إذا غاب وانبشا إليه إذا ظهر
وَلاَ تَطْلُبَا فَضْلَ امْرِىء ٍ في اسْتِهِ حِرٌ
إذا كان فيما بين اخفيكما قصرْ
سُهَيْلٌ جَوَادٌ مُفْضِلٌ بِحِرِاسْتِهِ
كذلك حمادُ بن نهيا أبو عمرْ
إذا ذكراني أطرقا من جلالتي
وَقَالاَ كَرِيمٌ شَانَ رُمْحَ اسْتِهِ صِغَرْ
لقد أعرضا عني ولم أهتضمهما
سوا أن ما عندي صغيرٌ وقد فترْ
هما كلفاني أن أكونن أيراً
جِهَاراً وَلاَ وَاللَّهِ ماخَلَقَ الْبَشَرُ
فيا ليتني يوماً وقد مات ليتهُ
كما كلفاني فاستراحا فلم أضرْ
وَهَلْ كَانَ فَانٍ رَاجِعاً مِنْ فَنَائِهِ
فَيَنْقَلِب الْماضِي وَمنْ مَاتَ مِنْ غُبَرْ
ألاَ لاَ وَلَكِنْ حَاجَة ٌ بَعَثَتْهُمَا
أحَبَّا عَلَيْهَا كُلَّ أنْكَدَ ذِي عَجَرْ(93/318)
أرَاكَ أمِيراً يَاسُهَيْلُ بن سَالِمٍ
وأنت ابن منقوشين دائرة الدبرْ
لَعَمْرِي لَقَدْ صَاهَرْتَ مُوسَى بْنَ صَالِحٍ
فما يحسنُ الدجال إن كان قد شعرْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> صَحَا الْقَلْبُ عَنْ سَلْمَى وَشَابَ الْمُعَذَّرُ
صَحَا الْقَلْبُ عَنْ سَلْمَى وَشَابَ الْمُعَذَّرُ
رقم القصيدة : 8698
-----------------------------------
صَحَا الْقَلْبُ عَنْ سَلْمَى وَشَابَ الْمُعَذَّرُ
وأقصرت إلا بعض ما أتذكر
وَمَا نِلْتُهَا حَتَّى تَوَلَّتْ شَبِيبَتِي
وحتى نهاني الهاشمي المغرر
فإن كنت قد ودعت عمار شاخصاً
وبصرني رشدي الإمام المبصر
فوالله ما يجري بعمارٍ ...
نوارٌ ولا بدرُ السماء المنورُ
هجان عليها حمرة ٌ في بياضها
تَرُوقُ بِهَا الْعَيْنَيْنِ وَالْحُسْنُ أَحْمَرُ
فَيَا حَرَبَا بَانَ الشَّبَابُ وَحَاجَتِي
إِلَيْهِنَّ بَيْنَ الْعَيْنِ والْقَلْبِ تَسْجُرُ
أقُولُ وَقَدْ أبْدَيْتُ لِلَّهْوِ صَحَّتِي
ألاَ رُبَّمَا أَلْهُو وِعِرْضِي مُوَفَّرُ
فَدَع مَا مَضى لَيْسَ الْحَدِيثُ بِمَا مَضى
وَلَكِنْ بِمَا أهْدَى إِلَيْكَ الْمُجَشِّرُ
أتُهْدِي لِيَ الْفَحْشَا وأنْتَ..
مَطِيَّة ُ كِنْدِيرٍ تَرُوحُ وَتُبْكِرُ
ألَمْ يَنْهَكَ الزِّنْجِيُّ عَنِّي وَصِيَّة ً
وَقَالَ احْذَرِ الرِّئْبَالَ إِنَّكَ مُعْوِرُ
وما زلت حتى أوردتك منية ٌ
عَلَى أُخْتَها مَا بالمَنيّة ِ مَصْدرُ
وأعثرت من كان الجواد إلى الخنا
أبَا حَسَن والسَّائقُ الْعُرْبَ يُعْثِرُ
أبَا حَسَن لَمْ تَدْرِ مافي إِهَاجَتي
وفي القوم من يهدي ولا يتفكرُ
أتروي علي الشعر حتى تخبأت
كِلاَبُ العِدَى مني ورُحتُ أُوَقَّرُ
فإن كنت مجنوناً فعندي سعوطهُ
وَإِنْ كُنْتَ جِنِّياً فَجدُّكَ أعْثرُ
جَنَيْتَ عَلَيْكَ الحَرْبَ ثُمّ خَشِيتَهَا
فأصبحت تخفى تارة ً ثم تظهرُ
كَسَارِقَة ٍ لَحْماً فَدَلَّ قُتَارُهُ
عَلَيْهَا وَأخْزَاهَا الشِّوَاء المُهَبَّرُ(93/319)
وَمَا قَلّ نَفْسُ الخَيْرِ بَلْ قَلّ أهْلُهُ
وَأخْطَأتَهُ وَالشَّرُّ فِي النّاسِ أكْثَرُ
أبَا حَسَنٍ هَلاَّ وَأنْتَ ابنُ أعْجَمٍ
فَخَرْتَ بِأيَّامِي فَرَابَكَ مَفْخَرُ
فَلاَ صَبْرَ إِنِّي مُقْرَنٌ بابْنِ حُرَّة ٍ
غَداً فَاعْرِفَانِي وَالرَّدَى حِينَ أضْجَرُ
دعا طبقي شر فشبهتما به
كَأنَّكُمَا أيْرَانِ بَيْنَكُمَا حَرُ
ستعلمُ أني لا تبلُّ رميتي
وأن زنجي وراءك مجمرُ
أبَا حَسَنٍ شَانْتَكَ أمُّكَ بِاسْمِهَا
ومعسرة ٌ في بظرها أنت أعسرُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا فَرْخَ نِهْيَا بِإفْكٍ قُلْتَ أوْ زُورِ
يَا فَرْخَ نِهْيَا بِإفْكٍ قُلْتَ أوْ زُورِ
رقم القصيدة : 8699
-----------------------------------
يَا فَرْخَ نِهْيَا بِإفْكٍ قُلْتَ أوْ زُورِ
إذ لا تزالُ تعبا لي بتعبير
قَدْ كُنْتُ قَصَّرْتُ بُقْيَا أوْ مُحَافَظَة ً
فالآن حين انجلى همي بتقصيري
نبئت أنك يا حماد تنبحني
والكلبُ ينبحُ مربوطاً بساجورِ
أحِينَ هَرَّتْ كِلاَبُ الْحَيِّ مِنْ حَرَسِي
واحمر من مهج الأجواف تصديري
وذب عني غواة الناس معتدياً
بابٌ حَدِيدٌ وَصَوْتٌ غَيْرُ مَنْزُورِ
تفشو إلي بأشعارٍ ملصقة ٍ
مَهْلاً أَبا عُمَرٍ مَا أنْتَ في العِير
حلفتُ بالقبلة البيضاء مجتهداً
وَالمْقَام وَرُكْنِ البَيْتِ وَالسُّورِ
لقد عققت عجوزاً جئت من هنها
مَا الشَّيْخُ وَالدُكَ الأَدْنَى بِمَبْرُور
غَنَّيتَ في الشَّرْبِ مْنْدُوباً ومُبْتَدِئاً
فهل كفاك التغني في المواخيرِ
غر القصائد أسديها وألحمها
كأن رأسك منها في أعاصير
اذكر سواءة ثم افخر بظئرهمُ
وَمَا افْتِخَارُ بُنَيِّ الظِّئْرِ بالظِّيرِ
صَهْ لاَ تَكَلَّمْ جِهَاراً فِي مَجَالِسِنَا
وَسَلْ عَجَوزَكَ عَنْ بَكْرِ بنِ مَذْعُورِ
قد كنت أعرفُ حماداً فأستره
وما امرؤ من بني نهيا بمستور
وَأنتَ أَعْقَدُ مِثْلُ اللَّوْزِ مُعْتَرِضٌ
بِالدُّرِّ تَغْدُو بِوَجْهٍ غَيْرِ مَنْصُورِ(93/320)
تعطي وتأخذ من قبلٍ ومن دبر
وذَاكَ شُغْلٌ عَن الْمَعْرُوفِ والْخِيرِ
وعَجْرَدٌ كَانَ وِشَّاء وكَانَ لَهُ
علم المباهي بوضع الوشي والنير
قد عالج الغرل حيناً قبل لحيته
حتى علا رأسهُ شيبٌ بتقتير
وأنتم أهلُ بيتٍ عمكم ستهٌ
فَكُلُّكُمْ بِاسْتِهِ دَاءُ السَّنَانِير
في منصبٍ من بني نهيا تطيفُ به
شُمْطُ النَّبِيطِ بِأكْبَارِ وَتَوْقِيرِ
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> حسبي بما قد لقيت يا عمرُ
حسبي بما قد لقيت يا عمرُ
رقم القصيدة : 8700
-----------------------------------
حسبي بما قد لقيت يا عمرُ
لَمْ يَأتِنِي عَنْ حَبِيبَتِي خَبَرُ
شهر وشهران مر قبلهما
شهران مران منهما صفرُ
يا ليت شعري ماتت فأندبها
أَمْ أَحْدَثَتْ صَاحِباً فَأنْتَحِرُ
لا عهد لي بالرسول يخبرني
عَنْهَا فَنَفْسِي منْ ذَاك تَسْتَعِرُ
بَكَيْتُ مِنْ حُبِّ مَنْ يُبَاعِدُني
شَوقاً وَمَا بِي ضَنًى ولاَ كِبَرُ
هل من سبيل إلى زيارتها
أَمْ هَلْ لِمَا بِي مِنْ حُبِّهَا غِيَرُ
ضاقت علي البلاد إذ هجرت
فالعيش مر ومشربي كدرُ
أكاد من زفرة تباكرني
أطيرُ في الطير حين تبتكرُ
فَقُلْتُ وَالنَّفْسُ في صَبَابَتِهَا
تهفو وقلبي لهفانُ لا يقرُ
إن يرجعُ الله لي مودتها
فَكُلُّ شَيءٍ سِوَاهُ مُحْتَقَرُ
يَا طُولَ شَوْقِي إِلَى عُبَيْدَة َ قَدْ
أنزفتُ دمعي شفني السهرُ
أَبْكِي عَلَى وَصْلِهَا وَاَذْكُرُهُ
وَما يَرُدُّ الْبُكَاءُ والذِّكَرُ
وَاللَّهِ مَا لِي عِلْمٌ بمَا صَنَعَتْ
وَلاَ أَتَانِي منْ أَهْلِهَا بَشَرُ
كَأنَّمَا سُوِّيَ الْحَزِينُ بِهِمْ
لم يبق منهم عينٌ ولا أثرُ
يا صاح قد أمسكت رسالتها
فاجمع حنوطي حتام تنتظرُ
لا أستطيع الهوى وهجرتها
قلبي ضعيفٌ وقلبها حجرُ
كأن وجدي بها وقد حجبت
في الرأسِ والعينِ الحَشَا سُكرُ
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أباهل إني حين لاح قتيري(93/321)
أباهل إني حين لاح قتيري
رقم القصيدة : 8701
-----------------------------------
أباهل إني حين لاح قتيري
وما أنا بالفاني ولا بصغير
أباهل قد غيبت عنكم لتشكروا
وَمَا كُلُّ مَوْلَى بِنعْمَة ٍ بِشَكُورِ
بني مسلم لم أبغها في سراتكم
فَبِيتُوا سُكُوتاً وَانْعَمُوا بِسُرُورِ
وَلَكِنَّنِي فَغَّرْتُهَا لابْن كَشْكَشِ
طلوعاً للقاط النوى بصرير
أَحِينَ مَلَكْتُ الأَرْضَ شَرْقاً وَمَغْرِباً
وأَسْمَعْتُ جِنَّ الْخَافِقَيْنِ زَئِيرِي
تعبث بي زيد الغوي تبيعها
لَقَدْ وَثِقَتْ منْ جَمرَتي بفُتُور
أنا النصب المحجوج كل عشية ٍ
أَمِيرٌ وَمَا أُعْطِيتُ عَهْدَ أَمِير
تَرَكْتُ عَلَى ابْنِ الْكَسْكَرِيِّ غَضَاضَة ً
وَسَيَّرْتُهُ بالشِّعْر شَرَّ مَسِيرِ
وغادرت يحيى والفعيل ابن سالمٍ
على مضضٍ حين استمر مريري
وقد عن لي الخنثى فقل لبعوضة َ
سَقَطْتِ وَلَمْ أشْعُرْ وَطِرْتِ فَطِيرِي
وعندي مزيدٌ لامرئٍ عق أمهُ
وَشَرَّعَ في شَتْمي بِغيْر نَصيرِ
دَع الْفَخْرَ بالْغُرِّ الْحِسَانِ وُجُوهُهَا
وَكُنْ كَخُلَيْق مَاتَ غَيْرَ فَخُورِ
وقَدْ صَهِلَتْنِي منْ خبيثِ فِعَالكُمْ
بَرَاذِينُ مَا يَقْضِمْنَ غَيْرَ أيُور
فقلتُ معاذ الله لستُ بفاعلٍ
نهاني أميرُ المؤمنين أميري
Free counter
العصر العباسي >> بشار بن برد >> دَعِينِي يَا أَمِيرَة ُ منْ سِرَارِ
دَعِينِي يَا أَمِيرَة ُ منْ سِرَارِ
رقم القصيدة : 8702
-----------------------------------
دَعِينِي يَا أَمِيرَة ُ منْ سِرَارِ
ومن شغبٍ علي ومن مسار
قطعت إلى الزماع دبيب واشٍ
وَإِنَّ عَقَارِبَ الْوَاشي سَوَارِ
أَحِينَ وَضَعْتُ عَنْ رِأسِي قِنَاعِي
وضمتني الخطوبُ إلى الجهار
وطافت بي العوامر مجلبات
طواف المجلبين إلى الدوار
تَكِلُّ مَضَارِبِي أوْ يَزْدَهِينِي
وَعِيدُ الْعَبْدِ فِي الْقَوْم الصِّغَارِ
لَنَا نِعَمٌ عَلَى الْمَوْلَى وأيْدٍ
عَلَى الأَكْفَاءِ تَدْخُلُ كُلَّ دَارِ(93/322)
فَلاَ أْنْحَاشُ مِنْ هَزِّ الْعَوَالِي
وبيض المشرفية للغوار
أجرنا الباهلي من المنايا
فلم يشكر لنا كرم الجوار
يفاخرنا ونعمتنا عليه
وَفِيمَ الْبَاهِلِيُّ مِنَ الْفَخَارِ
فَيَا عَجَبَا مِن الْعَبْدِ الْمُذَكِّي
أَيَظْلِمُنِي وَلَيْسَ بِذِي سِوَارِ
أقول له ولي فضلٌ عليه
كَفَضْلِ الْقَسْوَرِيِّ عَلَى الْوِبَارِ
دَنَوْتَ مَعَ الْكِرَامِ وَلَسْتَ مِنْهُمْ
تَأَخَّرْ يَابْنَ نَائِكَة ِ الْحِمَارِ
خلقنا سادة ً وخلقت كلباً
ككلب السوء يلحقُ بالقطارِ
نَسِيتُمْ دَفْعَنَا عَنْكُمْ زُهَيْراً
وجعدة إذ يروح على اقتدار
عشية يعولون إلى عقالٍ
فَدَافَعَ عَنْكُمُ إِحْدَى الِكِبَارِ
غدا بجياده فقضين نحباً
وقد لمع الخوافق في الغبار
وَمُنْدَلِثٍ يُمَارِينَا بِجَهْد
فقلتُ له تعلم ثم مار
إِذَا أَنْكَرْتَ نِسْبَة َ بَاهِلِيٍّ
فَرَفِّعْ عَنْهُ نَاحِيَة َ الإِزَارِ
عَلَى أَسْتَاهِ سَادَتِهِمْ كِتَابٌ
مَوَالِي عَامِرٍ وَسْمٌ بِنَارِ
فهذا حين قدمني بلائي
وروعت القبائل من نزار
مضى زمن فأسلمني كريماً
إلى زمن يحولُ بلا عذار
سعى ليكون مثلي باهلي
وكيف سعى بمجدٍ مستعار
أرَادَ بِلُؤْمِهِ تَدْنِيسَ عِرْضِي
وَأيْنَ الشَّمْسُ مِنْ دَنَسٍ وَعَارِ
حَلَفْتُ بِمَنْحَرِ الْبُدْنِ الْهَدَايَا
وَأحْلِفُ بِالْمَقَامِ وبِالْجِمَارِ
لَنِعْمَ الرَّبُّ رَبُّ ابْنَيْ دُخَانٍ
إذا نفض الشتاء على القتار
يجود عليهم ويذب عنهم
بأسيافٍ وأرزاقٍ غزار
أباهل راجعي مولاك صغراً
وَلاَ تَجْرِي عَلَى ضَوْء النَّهَارِ
لدى كل امرئٍ نضباً برب
وَبَاهِلَة ُ بنُ أعْصُرَ فِي خَسَارِ
أجيبوا ربكم وتنصفوهُ
فَإنَّ الْعَبْدَ أوْلَى بالصَّغَارِ
أباهل ليس شأنكم كشأني
إذا لم تقصروا والحق عار
أباهل ما وهبتكم فتنأوا
وَلاَ مَوْلاَيَ بِالْعِلْقِ الْمُعَارِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تَجَالَلْتُ عَنْ فِهْرٍ وَعَنْ جَارَتَيْ فِهْرِ(93/323)
تَجَالَلْتُ عَنْ فِهْرٍ وَعَنْ جَارَتَيْ فِهْرِ
رقم القصيدة : 8703
-----------------------------------
تَجَالَلْتُ عَنْ فِهْرٍ وَعَنْ جَارَتَيْ فِهْرِ
وودعت نعمى بالسلام وبالهجر
وقالت سليمى فيك عنا تثاقلٌ
مَحَلُّلكَ نَاءٍ وَالزِّيَارَة ُ عَنْ غَفْرِ
أخِي فِي الْهَوَى مَالِي أرَاكَ هَجَرْتَنَا
وقد كنت تقفونا على العسر واليسر
صدودك عنا غير ناءٍ لطية ٍ
فَأصْبَحْنَ لاَ يُرْكَبْنَ إِلاَّ الْوَغَى
فَكُنْ كَأخ لاَقَى أخاً فَأبَاحَهُ
أحَادِيثَ لَيْسَتْ مِنْ سِرَارٍ وَلاَ جَهْرِ
رَأيْتُكَ قَدْ شَمَرْتَ تَشْميرَ بَاسِلٍ
وقد كنت ذيال السرابيل والأزر
تطرفُ بالروحاء صرام خلة ٍ
ووصال أخرى ما يقيم على أمر
وَرَكَّابَ أفْرَاس الصَّبَابَة ِ والصِّبَا
جرت حججاً ثم استقرت فما تجري
فَقُلْتُ لَهَا إِذْ وُقِّفَتْ فِي سُرُوجِهَا
بعاقبة أقرو الحديث ولا أمري
ثَنَى وَجْهَهَا الْمَهْدِيُّ يَوْمَ لَقِيتُهَا
وقد زانها الحناء في قصبٍ عشرِ
فأصبحن لا يركبن إلا إلى الوغى
وَأصْبَحْتُ لاَ يُزْرَى عَلَيَّ وَلاَ أُزْرِي
تثاقلت إلا عن يدٍ أستفيدها
وَزَوْرَة ِ أمْلاَكٍ أشُدُّ لَهَا أزْرِي
تعبي سليمى بالرضى أو تبدلي
مِنَ النَّاسِ قَدْرِي إِنْ أصَبْتِ فَتًى قَدْرِي
نهاني أمير المؤمنين فبركت
رِكَابُ الصِّبَى حَتَّى وَعَيْتُ إِلَى كَسْرِ
وأخرجني من وزر سبعين حجة ً
فتى ً هاشمي يقشعر من الوزر
فَلاَ تَعْجَبِي منْ خَارِجٍ مِنْ غَوَايَة ٍ
نوى رشداً قد يعرضُ الأمرُ في الأمرِ
فهذا أواني قد شرعتُ مع التقى
وماتت همومي الطارقاتُ فما تسري
دفنتُ الهوى حياً فلستُ بزائرٍ
سليمى ولا صفراءُ ما قرقر القمري
ومل الآن لا أصبو تناهت لجاجتي
ومات الهوى وانشق عن هامتي سكري
عَلَى الْغَزَلَى مِنِّي السَّلاَمُ فَرُبَّمَا
لهوتُ بها في ظل مرؤومة ٍ زهرِ
وَمُصْفَرَّة ٍ بِالزَّعْفَرَانِ جُلُودهَا
إِذَا حَلِيَتْ مِثْلَ الْهِرَقْلِيَّة ِ الصُّفْرِ(93/324)
وغيرى ثقالِ الردف هبت تلومني
وَلَوْ شَهِدَتْ قَبْرِي لَصَلَّتْ عَلَى قَبْرِي
تَرَكْتُ لِمَهْدِيٍّ الصَّلاَة ِ رُضَابَهَا
وَرَاعَيْتُ عَهْداً بَيْنَنَا لَيْسَ بِالْخَتْر
وكنت إذا اعتلت علي قرينة ٌ
ملأت بأخرى غادة ٍ لدنة ٍ حجري
وعارضة ٍ سراً وعندي منادحٌ
فَقُلْتُ لَهَا لا أَشْرَبُ الماءُ بِالْخَمْرِ
ولَوْلاَ أَميرُ الْمُؤْمِنينَ مُحَمَّدٌ
لقبَّلتُ فاها أو جعلتُ بها فطري
لَعَمْرِي لَقَدْ أَوْقَرْتُ نَفْسي خَطِيئَة ً
فما أنا بالمزداد وقراً على وقر
وَفَاسِقِ قَوْم قَدْ دَنَا بِنَصِيحَة ٍ
فأزريتهُ قد ينفعُ العاشقُ المزري
أقولُ لعمرو يوم غاب ابن عمه
ولاَ بُدَّ مِنْ قَوْلٍ يُؤَدَّى إِلَى عَمْرِو
سعى في فسادي مرة ً فشفيتهُ
مرَاراً كِلاَ يَوْمَيَّ شَرًّا منَ الدَّهْرِ
وَلاَ يَضْبِطُ الْعَثْرَاءَ إِلاَّ ابْنُ حُرّة ٍ
سَبُوقٌ بِحَدِّ السَّيْف مُطَّلعُ الْعُذْرِ
ولولا اصطناعي مالكاً وابن مالكٍ
قَديماً لَمَا زَلَّتْ بِهِ النَّعْلُ في الْبَحْرِ
وَلَمَّا رَأَيْتُ الْقَوْمَ خَفَّتْ حُلُومُهُمْ
يَرُومُونَ بَحْراً لَمْ أعَرِّجْ عَلَى بَحْرِ
تركتُ الهوينا للضعيف وشمرت
بِي الْحَرْبُ تَشْمِيرَ الْحَرُورِيّ عَنْ فَتْرِ
وعذراء لا تجري بلحمٍ ولا دمٍ
بَعِيدَة ِ شَكْوَى الأيْنِ مُلْحَمَة ِ الدَّبْرِ
إذا طعنت فيها القبولُ تشمصت
بفرسانها لا في سهولٍ ولا وعرِ
وإِنْ قَصَدَتْ دَلَّتْ عَلَى مُتَنَصِّبٍ
ذليلِ القرى لا شيء يفري كما تفري
تلاعبُ نينان البحور وربما
رأيت نفوس القوم من جريها تجري
تحملت منها صاحبي ومنصفي
تزف زفيف الهيق في البلد القفر
إِلَى مَلكٍ مِنْ هَاشِمٍ في نُبُوءَة ٍ
ومن حميرٍ في الملك والعدد الدثرِ
من المشترين الحمد تندى من الندى
يداه وتندى عارضاه من العطر
كأنَّ الْمُلُوكَ الزُّهْرَ حَوْلَ سَرِيرِهِ
وَمِنْبَرِهِ الْكِرْوَانُ أَطْرَقْنَ منْ صَقْرِ
أعاذل قد أكثرت غير مطاعة ٍ(93/325)
وَمَا كُلُّ مَا يَخْشَى النَّوَاضِحُ بِالنَّقْرِ
دَعِينِي فَإنِّي مُعْصِمٌ بِمُحَمَّدٍ
سَمِيِّ نَبِيِّ اللَّه وَالْمَلِكِ الْحُرِّ
نشم مع الريحان طيباً فعالهُ
ذكاءً ونرجوه عياضاً من القطر
إذا سامني خسفاً زعيمُ قبيلة ٍ
أَبَيْتُ فَلَمْ أُعْطِ الْمَقَادَ عَلَى الْقَسْرِ
وَأَلْزَمْتُ حَبْلِي حَبْلَ مَنْ لاتُغِبُّهُ
عُفَاة ُ النَّدَى منْ حَيْثُ يَدْرِي ولاَ يَدْرِي
فَتِيقُ بَنِي الْعَبَّاسِ يَدْعُو إِلَى النَّدَى
ويمسي دواراً في المقام وفي السفر
إِذَا مَا دَعَا ثَابَتْ إِلَيْهِ عَصَائِبٌ
كرامٌ أعينوا بالصلاة وبالصبر
كهول وشبانٌ عليهم مهابة ٌ
وفيهم غناءٌ للعوان وللبكر
بنو هاشم لا يشربون على القذى
مصاليتُ لعابون بالأسل السمر
يهزون صماً مرقلاتٍ إلى العدى
لها نفذٌ بين الرهانة والكبر
عُرِفْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ برِقة ٍ
علينا ولم تعرف بفخرٍ ولا كبر
بَنَى لَكَ عَبْدُ اللَّه بَيْتَ خِلاَفَة ٍ
نَزَلْتَ بِهَا بَيْنَ الْفَرَاقِدِ وَالنِّسْرِ
وَعِنْدَكَ عَهْدٌ مِنْ وَصَاة ِ مُحَمَّدٍ
فرعت بها الأملاك من ولد النضرِ
ورثت عليا شيمة ً أريحية ً
وَصُنْتَ ابنَ عَبّاس وأَيَّدْتَ بِالشُّكْرِ
وَأحْرَزْتَ مِيرَاثَ النَّبِيء مُحَمَّد
على رغم قومٍ ينظرون على دعر
وأبقى لك العباس يوماً مشهراً
إِذَا سِرْتَهُ في الذِّكْرِ جَلَّ عَن الذِّكْرِ
مُجَالَدَة ٌ دُونَ النَّبيء بِسَيْفِهِ
بِوَادِي حُنَيْنٍ غيْرَ وَانٍ ولاَ غُمْر
كأن دماء القوم يوم لقائه
رداع عروس بالذارعين والنحر
عشية يدعو المسلمين بصوته
وَقَدْ نَفَرُوا وَاسْتَطْلَعَ الصَّوتَ عَنْ نَفْرِ
وَأَنْتَ امرُؤٌ تَهْوى إِلَيْكَ قُلُوبنَا
وألبابنا يوم الهياج من الذعر
وقفت على أمرٍ فأصبحت عارفاً
بما يتقى من بطن أمر ومن ظهر
إِذَا الْقَطْرُ لَمُ تَغْزِرْ عَلَيْنَا سَمَاؤُهُ
بأرضٍ وثقنا من سمائك بالغزر
وخمرٍ كبرد الماء في خمر بابل(93/326)
جمعتَ فما تنفك كالماء والخمر
وَسَيْفك مَنْصُورٌ وَأَنْتَ مُشَيَّعٌ
ومن نفرٍ لا يعصمون على وتر
قَتَلْتَ الشُّرَاة َ النَّاكِثِينَ عَن الْهُدَى
وقنعت بالسيف المقنع بالكفر
فَأًصْبَحَ قَد بَدلْتَهُ مِنْ قَمِيصِهِ
قَمِيصاً يَهُولُ الْعَيْنَ منْ عَلَقٍ حَمْرِ
تروح بأرزاق وتغدو بغارة
على الناكث الضليل والحاسد المغري
كذاك يد المهدي تضحي مطيرة ً
وَتُمْسِي حُتُوفاً للْجُبار وَمَنْ يَشْرِي
وغيران من دون النساء كأنه
أسامة وافى الطارقات على أجر
جَزَى اللَّهُ مَهْدِيَّ الصَّلاَة ِ كَرَامَة ً
لقد فل عن ديني وخفف من ظهري
كساني وأعطاني وشرف مجلسي
بمجلسنا يوم الحنينة والعقر
فأصبحت في ظل العشيرة مشرقاً
على البأو في بيت العشيرة بالعشرِ
كأني من الأملاك أملاك هاشم
بأبوابهم من مححدين ومن مثر
كذاك قرابين الملوك بيوتهم
مثابات من راح ومن سيدٍ غمر
وكم رائشٍ بارٍ ولولا محمدٌ
طوته الليالي ما يريش ولا يبري
وطاغٍ أصابتهُ سيوفُ محمدٍ
فأصبح ملقى للغراب وللنسر
إِذَا جَلَسَ الْمَهْديُّ عَمَّتْ فُضُولُهُ
علينا كما عم الضياءُ من البدر
هَوَ الْعَسَلُ الماذِيُّ طَوْراً وَرُبَّمَا
يكون كبير القوم مر جنى الصدر
تدر له أخلاف در غزيرة ٌ
وَدَرَّتْ لَنَا كَفَّاهُ منْ نَائِلٍ تَجْري
أَلاَ أَيُّهَا الْمُمْتَاحُ إِنَّ مُحَمَّداً
يؤول إلى عز ويغدو مع النصر
مِنَ الصِّيدِ وَلاَّغُ الدِّمَاءِ إِذَا غَدَا
ومستمطرُ المعروف وقراً على وقرِ
يقوم بأفعال الكرام وعنده
شفاءٌ من الداء: المحبة والفقرُ
لنا كل يومٍ من يديه سحابة ٌ
تَجُودُ عَلَيْنَا بالإِنَاثِ وبالذُّكْرِ
إمام هدى في الحمد والأجر همهُ
ولا خير فيما ليس بالحمد والشكر
رجعت به جذلان غير مقدمٍ
شَفِيعاً وأَرْجُو أَنْ أَسُوِّغَهُ عُمْرِي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا لَقَوْمِ لِلْحَبِيبِ الْمُذَّكَرْ
يَا لَقَوْمِ لِلْحَبِيبِ الْمُذَّكَرْ
رقم القصيدة : 8704(93/327)
-----------------------------------
يَا لَقَوْمِ لِلْحَبِيبِ الْمُذَّكَرْ
وَخَيَالٍ زَارَنِي قَبْلَ السَّحَرْ
قَمَرُ اللَّيْلِ سَرَى في قَرْقَل
يتصدى لي فأهلاً بالقمر
يا ابن موسى لا تلمني في الهوى
واسقني الراح بسلسالٍ خصر
علقت نفسي بسلمى نظرة ٌ
رُبَّمَا أَهْدَى لَكَ الْحَيْنَ النَّظَر
وابلُ لي من ذاك أو لا تلحني
صعد الشوق بقلبي وانحدر
وصحيح القلب من داء الهوى
لو به ما بي من الحب عذر
قُلْ لِمَنْ غَارَ عَلَيْنَا في الْهَوَى
طالعِ الْمَكْتُومَ منَّا ثُمَّ غَرْ
وأخٍ يلحى ولا أعبا به
حلب اليوم لها ودي فدر
مَرْحَباً واللَّه لاَ أَكْتُمُهُ
إِنَّ حُبِّي عَلَنٌ لَيْسَ يُسَر
لم أزر سلمى ولم تلمم بنا
غَيْرَ رُؤْيَاهَا أَنِمْ عَيْناً تُزَر
ثم قالت أنا في علية ٍ
يَسْهَرُ الْعَيْنُ وَأنْتَ الْمُشْتَهِر
لا يبالي غير من يعرفهُ
وأرى الناس لهم فيك أثر
فاحمل النفس على مكروهها
إن حلو العيش محفوفٌ بمر
وإِذَا الأَمْرُ الْتَوَى منْ بَابِهِ
فارض ما أعطيت منه واستقر
ولقد قاسيتُ من جور التي
عَجَبَ الدَّهْرِ وَمِنْ كَأْسِ السُّكُرْ
فَانْقَضَى ذَاكَ حَمِيداً عَهْدُهُ
وحسرت اللهو عني فانحسر
ولقد قلتُ لزورٍ زارني
بعدما أعرض حيناً وهجر
مَنَحَ الدَّهْرُ شَبَابِي كَبْرَة ً
وَكَذَاكَ الدَّهْرُ منْ حُلْوٍ وَشَر
أَيُّهَا الزاري عَلَى أَيَّامِهِ
رب يوم لك مشهور أغر
رَقَّعَ الْعَيْشَ فأَبْشِر بالْغِنَى
عُقْبَة ُ الْجَارِ مِنَ الْعَيْشِ النُّكر
وأميرُ سادة ُ الناس لهُ
خولٌ ينفذُ فيهم ما أمر
زرتهُ يوماً فأدنى مجلسي
وَحَبَانِي ببُدُور وَغُرَر
وَفَتًى ذِي نيقَة ٍ قُلْتُ لَهُ
قلد الشعر كريماً ثم قر
ما يسُرُّ الْحَبْشَ أَنْ تَمْدَحَهُ
خشية المعروف ما الحبش بحُرّ
يشتهي الحمد ولا يفعلهُ
فَلَهُ مِنْ ذَا وَمِنْ ذَاكَ عبَرْ
وانْبَرَى لي عَجْرَدٌ يُوعِدُنِي
كمثير الليث ليلاً ما شعر
يتمناني وإن لاقيتهُ(93/328)
خَافَ إِقْدَامِي عَلَيْهِ فَانْكَسَر
شِيمَة َ الْبِكْرِ تَشَهَّى بَاهَة ً
وتخشاهُ فلا تأتي الغرر
مِنْ بَنِي نِهْيَا نَهَاهُ وَالِدٌ
أعقف السيف على الجرح مقر
يَحْسُرُ الذَّمَّ عَلَى أعْطَافِهِ
وترى الحمدَ عليه كالعور
صدني عنه وقد واجهتهُ
عُقْبَة ُ الأَزْهَرُ قَضْقَاضُ الْحَجَر
فتأبيت على مستأذنٍ
مُشْرِقِ الْمِنْبَرِ فَضْفَاضُ الأُزُرْ
رهبة ً أو رغبة ً في ودهِ
إِنَّهُ إِنْ شَاءَ أَحلَى وَأَمَر
ملكٌ يسهلُ إذ ساهلتهُ
وإذا عاسرتهُ كان العسرُ
سَائِسُ الْحَرْبِ وَمِفْتَاحُ النَّدَى
عندهُ نفعٌ لأقوامٍ وضر
داءُ عاصٍ ومداوي فتنة ٍ
سفرت حرباً ولاحت تستعر
يَتَّقِي المَوْتَ بهِ أشْيَاعُهُ
حِينَ جَفَّ الرِّيحُ وانْشَقَّ البَصَر
أسَدٌ يُرْقِدُ نِيرانَ الوَغَى
وإذا زلزلهُ الروع وقر
وَفَتى قَحْطَانَ فِي حَوْمَتِهَا
رَاجِحُ الحِلْم كَرِيمُ الْمُعْتَصعر
يورد الهم ولا يمرضهُ
حَازِمٌ فِي الوِرْدِ مَحْمُودُ الصَّدَرْ
وَجَوَادٌ مُسْهِبٌ حِين غَدَا
تفترُ الريحُ ويمسي ما فتر
لَوْ جَرَى نَائِلُهُ في حَجَر
قاحل الصفحة لا بتل الحجر
كم له من نعمة ٍ في وائل
وَبَنِي أفْصَى وَفِي حَيِّ مُضَر
فاكتسب ناقلة ً من وده
عز من ود ابن سلمٍ ونصر
عُقْبَ أنْتَ الْمَرْءُ لا يُشْقَى بِهِ
غَائِبٌ منَّا ولا دَانٍ حَضَر
جئنا هلكى فأحيت الندى
فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَيْت نُشِرْ
لاَ تَخَفْ غَدْرِي وَإِنْ غَيَّبْتَنِي
قدر يعرض من بعض القدر
أنا من يعطيك قصوى نفسه
وإذا أوليته خيراً شكر
مَا يَرَى مثْلَكَ إِلاَّ مُزْنَة ٌ
بَكَرَتْ في يَوْم سَعْدٍ بمَطَر
كل يومٍ لك عندي فضلة ٌ
ويدٌ بيضاءُ فيها مدخر
قد أنى للغيث أن نسقى به
أو نَرَى مِنْهُ بَوَادِينَا أَثَرْ
وَلَقَدْ كُنَّا عَرَتْنَا جَفْوَة ٌ
أكلت منا السلامى والقصر
إِنَّمَا كُنَّا كَأَرْضٍ مَيْتَة ٍ
ليس للرائد فيها منتظر
فحيينا بك إذ وليتنا
وَكَذَاكَ الأَرْضُ تَحْيَا بالْمَطَرْ(93/329)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> اللَّه أكْبَرُ والصَّغِيرُ صَغِيرُ
اللَّه أكْبَرُ والصَّغِيرُ صَغِيرُ
رقم القصيدة : 8705
-----------------------------------
اللَّه أكْبَرُ والصَّغِيرُ صَغِيرُ
وَتَنَاوُلُ الْعِلْجِ الْكِرَامَ كَبِيرُ
مَا بَالُ حَمَّادَ بْنِ نِهْيَا يَشْتَهِي
موتي كأني باسته باسورُ
ولقد ضربت عليه بيت مذلة ٍ
حَتَّى أَصَاخَ كَأَنَّهُ مَمْطُورُ
مَا فَرْخُ مُعْلجَة ٍ كَنَجْلِ مُتَوَّجٍ
هَيْهَاتَ ذَا مَلِكٌ وذَا نَاطُورُ
أُبْكِي الْعِدَى وأَجُودُ أَهْلَ مَوَدَّتِي
والْعِلْجُ لاَقَمَرٌ ولاَ سَاهُور
نبئتُ آكل خرئه يغتابني
عنْدَ الأمير وَهَلْ عَلَيَّ أَميرُ
طَالَتْ يَدَاي وذَبَّ عَنِّي مِقْوَلٌ
مثل الحسام هزني التوقيرُ
ناري محرقة ٌ وسيبي واسعٌ
للمُعْتَفينَ ومَجْلسي مَغْمُورُ
ولي المهابة في الأحبة والعدى
وكأنَّنِي أَسَدٌ لَهُ تَامُورُ
عزبت خليلتهُ وأخطأ صيدهُ
فلهُ على لقم الطريق زئيرُ
وإِذَا السَّفيهُ عَوَى إِليَّ وسَمْتُهُ
للنَّاظِرينَ ومِيسَمِي مَشْهُورُ
وَحَلَفْتُ أَصْفَحُ عَنْ غُوَاة عَشِيرَتِي
كَرَماً وعِنْدِي بَعْدَهُمْ تَنْكِيرُ
وتفيضُ للبزل النوائب راحتي
فَيْضَ الْفُرَاتِ بِهِ صَفاً وكُدُورُ
وَيَسُرُّني سَبْقُ الْجَوَاد إِلى النَّدَى
قَبْلَ السُّؤَالِ فإنَّ ذَاكَ سُرُورُ
وأُهينُ مَا لي للْمَحَامِدِ إِنَّهَا
حللُ الملوك على الملوك تنير
وأُهيلُ للوُدِّ الْكَرِيمَ عَلى النَّدَى
قعب المسامح ما له تقديرُ
وإذا أقل لي البخيلُ عذرتهُ
إِنَّ الْقَليلَ منَ الْبَخِيلِ كَثِيرُ
فالآن أقصرُ عن شتيمة باطلٍ
وأشار بالوجلى إلي مشيرُ
وَرَغِبْتُ عَنْ أُنْسِ الأَوَانِسِ تَجْتَنِي
طُرَفَ الْهَوَى وَبِعَيْنِهِنَّ قَمِيرُ
وطوى الشباب ورود كل عشية ٍ
نُكْبُ الْخُطُوبِ بُطُونُهُنَّ ظُهُورُ
وتَمَصُّصي ثَمَرَ الصَّبَابَة ِ والصِّبَى
حَتَّى فَنِيتَ وَلِلْفَنَاءِ مَصِيرُ(93/330)
وكفاك بي حجراً لشاعر معشر
وردت قصائدهُ وهن ذعورُ
جسرت مشاغبتي وفي بقية ٌ
تُخْشَى كَمَا يُتَخَوَّفُ الْمَأثُورُ
وأنا المطل على ابن نهيا غادياً
بالجد يقصد تارة ً ويجورُ
ضعضعتُ حبة َ جلده بقصيدة ٍ
وردت قريش دونها يعبورُ
وَلَقَدْ أَفَاتُ عَلَى سُهَيْلٍ مِثْلَهَا
حمراء ليس لحرها تقتير
ولدى العتيرة قد نظمتُ قلائداً
منها عليه غضاضة ٌ وقتيرُ
وتركت بالغر الغرائب حنبلاً
قَلِقَ الْعَجَانِ كَأنَّهُ مَأسُورُ
وإِذَا اطَّلَعْتُ عَلَى ابْنِ نِهْيَا أُرْعِدَتْ
مني فرائصهُ وجن يسيرُ
وغَدَا كَأنَّ برَأسِهِ دُوَّامَة ً
دارت بهامتهِ فظل يدورُ
وَلِرَهْطِ يَحْيَى في الْقَرِيض خَبِيئَة ٌ
تنوي زيارتهم وسوف تزورُ
الْخَاطِبينَ عَلَى أَخِيكَ كأنَّهُمْ
منْ هَاشِم وكَأنَّنِي مَقْبُورُ
قومٌ إذا ذكروا ظئارة عجرد
خَامُوا وَكَانَ أَبَا اللَّئِيمَة ِ ظِير
ولقد هتفتُ وفي الأناة بقية ٌ
إِنِّي لَكُمْ منْهُ الْغَدَاة َ نَذِير
فَتَتَابَعُوا أَضَماً وكانَ خَطِيبَهمْ
حسبُ ابن نهيا ما به موقورُ
وَمِنَ الْعَجَائب أَنَّ أَفْرُخَ صَالِحٍ
يُسْدِي عَلَيَّ كَبيرُهُمْ وَيُنِيرُ
لاَ تَسْقِنِي كَأساً بِطِيبِ مُدَامَة ٍ
إن لم تسر بهم قصائد سيرُ
قُلْ للَّذينَ تَحَرَّقَتْ نِيرَانُهُمْ
حيناً وسعيهم علي فجورُ
أَعَلَى الْحَبَائس تَحْمِلُونَ حِدَاجَكُمْ
مهلاً وإن ترك الطريقُ فطيروا
فَلَئِنْ سَلِمْتُ لأَقْدَحَنَّ بصَالِحٍ
ناراً فإن بنيهُ مقرورُ
لا تغبطن فتى ً بحسن أناته
تَحْتَ الْمَخيلَة ِ دَاؤهُ مَهْجُورُ
ومتوج عصفت به أيامهُ
وبَنَاتُ أَيْم كُلُّهُنَّ عَقُورُ
والناس شتى في الخلائق منهم
سَكَنٌ وَجُلّ سَوَادِهمْ مَذْعُورُ
وَعَلَى الْمُرَجَّم شَاهِدٌ منْ غَيْبِهِ
وبحَدِّهِ يَتَقَلَّبُ الْعُصْفُورُ
فَضَحَ الْغَنِيَّ لِسَانُهُ مُتَعَكَّماً
فاكعم غنيك صاغراً سيبورُ
وعلى الظليمة مخبرٌ من عينها
وَبرِيحِهِ يُتَنَسَّمُ الْكَافُورُ(93/331)
لا تعط حرمتك الدني فإنهُ
ملق اللسان جنابه محذورُ
وإذا تعرضت الهموم فغر بها
حتى توحجها وأنت مغيرُ
ودَعِ النِّسَاءَ لزيرِهِنَّ فإنَّمَا
يحظى وقد وغرت عليك صدورُ
واصبر على مضض الملامة من أخٍ
ذهب الضلالُ به وأنت أخيرُ
أَمَّا اللِّئَامُ فَلاَ يَضِيرُكَ لُؤْمُهُمْ
لَكنَّ لُؤْمَ الأَكْرَمِينَ يَضيرُ
وعروس يثرب في المجاسد والحبا
أيام فضلُ جمالها مذكور
لقط الحواسد عيبها فنشرنهُ
والْغِلُّ أبْصَرُ والْحَوَاسِدُ عُورُ
فانهض بجد أو أقم متنظراً
سيب الإله فإنهُ مقدورُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَلاَ يَا نَفَسَ الْمِسْكِ الَّـ
أَلاَ يَا نَفَسَ الْمِسْكِ الَّـ
رقم القصيدة : 8706
-----------------------------------
أَلاَ يَا نَفَسَ الْمِسْكِ الَّـ
ـذِي يُخْلَطُ بالْعَنْبَرْ
شَفَاكَ اللَّهُ مِنْ شَخْصٍ
عَلَى ميعَادِكَ الأَعْسَرْ
تَشينُ الْوَعْدَ بالْخُلْفِ
وأنْتَ الْمُقْبِلُ الْمُدْبِرْ
ومَا قَوْلُكَ لِي أُرْضِيـ
ـكَ إِلاَّ سُكَّرٌ مُسْكِرْ
به تسحر أقواماً
وَعَيْنٌ طَرْفُهَا يَسْحَرْ
أما تذكر ما منـ
يتني منك بلى فاذكر
فإني لستُ بالسالي
وَلاَ النَّاسِي وَلاَ الْمُقْصِرْ
لَقَدْ ذَكَّرَنِي وَجْـ
ـهُكَ وَجْهَ القَمَرِ الأَزْهَرْ
وَمَمْشَاكَ إِلَى الدِّعْصِ
الرُّكَام اللَّيِّنِ الأَعْفَرْ
تعفي أثري عمداً
بجر المرط والقرقر
وعهد الله والميثا
ق بين الستر والمنبر
وَمَلْهَى بِكَ أَحْيَاناً
خلاف السمر المقمر
وإني كنت لا أنسى
فَقَدْ أَصْبَحْتُ لاَ أَذْكُر
فهل يرجعُ لي ذاك
كما كان فلا أفتر
لقد صمتُ عن الجور
لألقاك فما أقصر
وَمَا احْسُدُكَ الْحُسْنَ
ولَكِنْ أحْسُدُ الْمِئْزَرْ
أَلاَ يَا نُورَ عَيْنَيَّ الـ
ـذِي كُنْتُ به أَنْظُرْ
إِذَا مَا غِبْتَ لَمْ أَغْفُ
ولم أسمع ولم أبصر
فما بي من جوى حبـ
ك في الأحشاء والأبهر
عمى تحت جناح الليـ
ل لا يعفي ولا يقصر
أخافُ الموت بالشوق
وبالصبر فلا أصبر(93/332)
فَلاَ حَيٌّ ولاَ مَيْتٌ
ولكن موقفُ الأشعر
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أبا الحشفانِ آتيك
أبا الحشفانِ آتيك
رقم القصيدة : 8707
-----------------------------------
أبا الحشفانِ آتيك
وإِنْ جَدَّ بِكَ الأَمْرُ
سَيَلْقَى دُبْرَكَ الصلْتُ
ويلقى قُبلكَ الصَّقرُ
عليه الدُّرُّ والياقو
تُ قَدْ فَصَّلَهُ الشَّذْرُ
إِذَا جَارَاكَ لُوطيٌّ
فأنت المسهبُ الكبرُ
لَقَدْ شَاعَ لِحَمَّادٍ
بدَاءٍ فِي اسْتِهِ ذِكْرُ
أما ينهاك يا حما
د ذكر الموت والقبرُ
أَلاَ بَلْ مَا تَرَى حَشْراً
ومَا الزِّنْدِيقُ والْحَشْرُ
أَعِنْدِي تَطْلُبُ النّيكَ
ونيكَ الرَّجُلِ النُّكْرُ
وما قُبلكَ مشقوقٌ
ولاَ في اسْتِكَ لِي أَجْرُ
فدعني واكتسب صبراً
فَنِعْمَ الشِّيمَة ُ الصَّبْرُ
وإلاَّ فاحشُها جمراً
سيشفي ما بك الجمرُ
فقد أخطأك الجدي
فكل خصييك يا وبرُ
رَجَوتَ الْخَمْرَ في بَيْتِي
وما تعرفني الخمرُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أيا طلحة ُ قد كنت
أيا طلحة ُ قد كنت
رقم القصيدة : 8708
-----------------------------------
أيا طلحة ُ قد كنت
عَلَى خَيْرٍ منَ الْخِير
تَرَى حَقَّ بَني عَمِّكَ
أَمْراً غَيْرَ تَقْصِيرِ
وَمَا تَنْفَكُّ مَشْغُولاً
بتَقْلِيبِ الدَّنَانِيرِ
فأصبحت تحولت
إِلَى بَيْعِ الْقَوَارِيرِ
كَذَاكَ الدَّهْرُ مَطْويٌّ
على الناس بتغييرِ
فبعني قفصاً منكَ
بألْفٍ غَيْر مَنْزُورِ
ثَلاَثِينَ وسِتِّيـ
ن وعشراً غير تمصيرِ
فخذها كالمصابيح
عَلَى أَيْدِي الْمَعَاصيرِ
سَريحَيْنِ منَ الدُّرِّ
ومن ياقوت حزورِ
يضيءُ البيتَ والدا
ر وأجْوَافَ الْمَطَامِيرِ
ونعم العينُ للنا
ظرِ في ظَلْمَاءِ دَيْجُورِ
أيا طلحة ُ قصرت
ولا أرضى بتقصير
أحب النائل السهل
وأقلي كل معسور
فَشِنْ نَفْسَكَ أوْ زِنْهَا
فَإِنَّ الْبُرْدَ بالنِّيرِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> سَلَبْتِ عِظَامِي لَحْمَهَا فَتَرَكْتِهَا(93/333)
سَلَبْتِ عِظَامِي لَحْمَهَا فَتَرَكْتِهَا
رقم القصيدة : 8709
-----------------------------------
سَلَبْتِ عِظَامِي لَحْمَهَا فَتَرَكْتِهَا
عَوَارِيَ فِي أَجْلاَدِهَا تَتَكَسَّرُ
وَأَخْلَيْتِ منها مُخَّها فترَكْتِهَا
أنابيب في أجوافها الريح تصفرُ
خذي بيدي ثم ارفعي الثوب فانظري
ضنى جسدي لكنني أتسترُ
وليس الذي يجري من العين ماؤها
ولكنها نَفْسٌ تذوبُ فتقطرُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> الدهر طلاّعٌ بأحداثه
الدهر طلاّعٌ بأحداثه
رقم القصيدة : 8710
-----------------------------------
الدهر طلاّعٌ بأحداثه
ورُسْلُه فيها المقادير
محجوبة ً تنفذ أحكامها
ليس لنا عن ذاك تأخير
العصر العباسي >> بشار بن برد >> طال هذا الليلُ بل طال السهر
طال هذا الليلُ بل طال السهر
رقم القصيدة : 8711
-----------------------------------
طال هذا الليلُ بل طال السهر
ولقد أعْرِفُ ليلي بالقِصَر
لم يَطُل حتى جفاني شادِنٌ
ناعم الأطراف فتان النظر
لي في قلبي منه لَوْعَة ٌ
مَلَكَتْ قلبي وسَمْعِي والبَصَر
وكأنّ الهَمّ شَخْصٌ مَاثِلٌ
كلَّما أبْصَرهُ النَّوْمُ نَفَرْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ارفق بعمرو إذا حركت نسبتهُ
ارفق بعمرو إذا حركت نسبتهُ
رقم القصيدة : 8712
-----------------------------------
ارفق بعمرو إذا حركت نسبتهُ
فإنه عربي من قوارير
ما زال في كير حداد يردده
حَتَّى بَدَا عَرَبِيًّا مُظْلِمَ النُّورِ
إِنْ جَازَ آباؤُه الأَنْذَالُ في مُضَرٍ
جازت فلوس بخارى في الدنانير
واشدُدْ يَدَيْكَ بِحَمَّادٍ أبي عُمَر
فإِنَّهُ نَبَطِيٌّ من دَنَانِير
العصر العباسي >> بشار بن برد >> صَحَوْتَ وأوقدت للجهل ناراصَحَوْتَ وأوقدت للجهل نارا
صَحَوْتَ وأوقدت للجهل ناراصَحَوْتَ وأوقدت للجهل نارا
رقم القصيدة : 8713
-----------------------------------
صَحَوْتَ وأوقدت للجهل ناراصَحَوْتَ وأوقدت للجهل نارا(93/334)
ورَدَّ عليك الصِّبا ما استعارا
وأصبحت بسلا على كاعبٍ
أشارت بكف وهزت سوارا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وعَيَّرَنِي الأَعْدَاءُ والعيبُ فيهمُ
وعَيَّرَنِي الأَعْدَاءُ والعيبُ فيهمُ
رقم القصيدة : 8714
-----------------------------------
وعَيَّرَنِي الأَعْدَاءُ والعيبُ فيهمُ
وليسَ بعارٍ أن يُقال ضَرِيرُ
إِذا أبصر المرءُ المروءة والتُّقى
فإنّ عَمَى العينين ليس يَضيرُ
رأيتُ العمَى أجراً وذُخراً وعِصمة ً
وإني إلى تلك الثلاث فقير
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ألا إن أبا زيدٍ
ألا إن أبا زيدٍ
رقم القصيدة : 8715
-----------------------------------
ألا إن أبا زيدٍ
زنى في ليلة القدر
ولم يرْعَ تعالى اللَّـ
ـهُ ربي حُرْمَة َ الشهر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أديسم يا بن الذئب من نسل زارع
أديسم يا بن الذئب من نسل زارع
رقم القصيدة : 8716
-----------------------------------
أديسم يا بن الذئب من نسل زارع
أروي هجائي سادراً غير مقصرِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَبا حذَيْفَة َ قد أُوتِيتَ مُعْجَبة ً
أَبا حذَيْفَة َ قد أُوتِيتَ مُعْجَبة ً
رقم القصيدة : 8717
-----------------------------------
أَبا حذَيْفَة َ قد أُوتِيتَ مُعْجَبة ً
من خُطْبَة ٍ بَدَهَت من غير تقديرِ
وإن قولاً يروق الخالدين معاً
لمسكتٌ مخرسٌ عن كل تحبير
العصر العباسي >> بشار بن برد >> فهذا بديه لا كتحبير قائل
فهذا بديه لا كتحبير قائل
رقم القصيدة : 8718
-----------------------------------
فهذا بديه لا كتحبير قائل
إِذا ما أراد القول زوره شهر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ومن عجب الأيام أن قمت ناطقاً
ومن عجب الأيام أن قمت ناطقاً
رقم القصيدة : 8719
-----------------------------------
ومن عجب الأيام أن قمت ناطقاً
وأنت ضئيلُ الصوت منتفخ السحر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إذا وضعت في مجلس القوم نعلها(93/335)
إذا وضعت في مجلس القوم نعلها
رقم القصيدة : 8720
-----------------------------------
إذا وضعت في مجلس القوم نعلها
تضوع مسكاً ما أصابت وعنبرا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا ليلتي تزداد نكرا
يا ليلتي تزداد نكرا
رقم القصيدة : 8721
-----------------------------------
يا ليلتي تزداد نكرا
مِن حُبِّ من أَحْبَبْتُ بِكْرَا
حَوْرَاءٌ إِنْ نَظَرَتْ إِلَيْـ
ـكَ سَقَتْكَ بالعينين خَمرا
وكأن رجع حديثها
قِطَعُ الرِّيَاضِ كُسِينَ زَهْرَا
وكأن رحت لسانها
هاروت ينفث فيه سحر
وَتَخَال ما جَمَعَتْ عَلَيْـ
ـه ثيابَها ذَهَباً وعِطْرَا
وكأَنَّهَا بَرْدُ الشرا
ب صفا ووافق منك فطرا
جِنيَّة ٌ إِنْسِيَّة ٌ
أو بين ذاك أجلٌ أمرا
وكفاك أني لم أحط
بشكَاة ِ من أحْبَبْتُ خُبْرَا
إذا مقالة زائر
نثرت لي الأحزان نثرا
متخشعاً تحت الهوى
عشرا وتحت الموت عشرا
تنسي الغويّ معاده
وتكون للحكماء ذكرا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ألم تَرَنِي وَيَحْيَى قَدْ حَجَجْنَا
ألم تَرَنِي وَيَحْيَى قَدْ حَجَجْنَا
رقم القصيدة : 8722
-----------------------------------
ألم تَرَنِي وَيَحْيَى قَدْ حَجَجْنَا
وكانَ الحجُّ من خَيْرِ التجاره
خرجْنا طالبَي خير وبر
فمال بنا الطريق إلى زراره
فعاد الناس قد غنموا وحجوا
وأُبْنَا موقَرَيْن من الخَساره
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أبا عمرٍ ما في طلابيك حاجة ٌ
أبا عمرٍ ما في طلابيك حاجة ٌ
رقم القصيدة : 8723
-----------------------------------
أبا عمرٍ ما في طلابيك حاجة ٌ
وَلاَ في الذي منَّيْتَنا ثُمَّ أضْجَر
وعدت فلم تصدق وقلت غداً غداً
كما وُعد الكمون شُرْباً مُؤخر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> كأنما النقع يوماً فوق أرؤسهم
كأنما النقع يوماً فوق أرؤسهم
رقم القصيدة : 8724
-----------------------------------
كأنما النقع يوماً فوق أرؤسهم
سقفٌ كواكبهُ البيضُ المَبَاتير(93/336)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لا أَظْلِمُ اللَّيْلَ ولا أَدَّعِي
لا أَظْلِمُ اللَّيْلَ ولا أَدَّعِي
رقم القصيدة : 8725
-----------------------------------
لا أَظْلِمُ اللَّيْلَ ولا أَدَّعِي
أن نجوم الليل ليست تغور
ليلي كما شاءت فإن لم تزر
طال وإن زارت فليلي قصير
تصرف الليل على حكمها
فهو على ما صرفتهُ قدير
يطوِّلُ اللَّيلُ مُرَاعَاتُهُ
فكلُّ أمْرٍ لا يُرَاعَى قصير
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أما البخيلُ فلستُ أعذلهُ
أما البخيلُ فلستُ أعذلهُ
رقم القصيدة : 8726
-----------------------------------
أما البخيلُ فلستُ أعذلهُ
كل امرئٍ يعطي على قدره
أعطى البخيل فما انتفعتُ بهِ
وكذاك من يعطيك من كَدَرِه
أما الكريمُ يحُتُّ نائلُهُ
كالغيث يسقي الناس من مطره
تبعث عطاياه مواهبهُ
كالسيل متبعاً قفا مطره
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وخذي ملابس زينة
وخذي ملابس زينة
رقم القصيدة : 8727
-----------------------------------
وخذي ملابس زينة
ومصبغات هن أنور
وإذا دخلنا فادخلي
في الحمر إن الحسن أحمرْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ماء الصبابة نار الشوق تحدره
ماء الصبابة نار الشوق تحدره
رقم القصيدة : 8728
-----------------------------------
ماء الصبابة نار الشوق تحدره
فَهَل سمعتْم بماءٍ فاض من نار
العصر العباسي >> بشار بن برد >> كأن إبريقنا والقطر في فمه
كأن إبريقنا والقطر في فمه
رقم القصيدة : 8729
-----------------------------------
كأن إبريقنا والقطر في فمه
طير تناولَ ياقوتا بمنقار
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أصبحتَ مولى ذي الجلال وبعضهم
أصبحتَ مولى ذي الجلال وبعضهم
رقم القصيدة : 8730
-----------------------------------
أصبحتَ مولى ذي الجلال وبعضهم
مولى العُريبِ فجد بفضلكَ وافخرِ
مولاك أكرمُ من تميم كلها
أهلِ الفَعَالِ ومن قُرَيْش الْمَعشَرِ
فارْجِع إِلى مَوْلاَكَ غيْرَ مُدَافَع(93/337)
سبحان مولاك الأَجلِّ الأَكْبَرِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وتتشحُ الشمال للابسيها
وتتشحُ الشمال للابسيها
رقم القصيدة : 8731
-----------------------------------
وتتشحُ الشمال للابسيها
وَتَرْعَى الضَّأنَ بِالبَلدِ القَفَار
العصر العباسي >> بشار بن برد >> مَاذَا عَلَيْهم وَمَا لَهُم خَرِسُوا
مَاذَا عَلَيْهم وَمَا لَهُم خَرِسُوا
رقم القصيدة : 8732
-----------------------------------
مَاذَا عَلَيْهم وَمَا لَهُم خَرِسُوا
لو أنهُمْ في عُيُوبِهِمْ نَظَرُوا
أَعْشَقُ وَحْدِي وَيُؤْخَذُون بِهِ
كالترك تغزو فتؤخذ الخزرُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أو عضة ٌ في ذرَاعِهَا وَلَهَا
أو عضة ٌ في ذرَاعِهَا وَلَهَا
رقم القصيدة : 8733
-----------------------------------
أو عضة ٌ في ذرَاعِهَا وَلَهَا
فَوْقَ ذِرَاعِي مِنْ عَضِّهَا أَثَرُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قد كنت أخشى الذي ابْتُلِيتُ بهِ
قد كنت أخشى الذي ابْتُلِيتُ بهِ
رقم القصيدة : 8734
-----------------------------------
قد كنت أخشى الذي ابْتُلِيتُ بهِ
منك فماذا أقولُ يا غثرُ
عَجْزٌ لَعَمْرِي ولَيْسَ يَنفعُنِي
فَكُفَّ عنِّي العِتاب يَا عُمَرُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تَسَلَّى عَن الأَحْبَابِ صَرَّامُ خُلَّة ٍ
تَسَلَّى عَن الأَحْبَابِ صَرَّامُ خُلَّة ٍ
رقم القصيدة : 8735
-----------------------------------
تَسَلَّى عَن الأَحْبَابِ صَرَّامُ خُلَّة ٍ
ووصالُ أخرى ما يقيمُ على أمر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَضَعْتَ بَيْنَ الألى مَضَوْا حُرَقاً
أَضَعْتَ بَيْنَ الألى مَضَوْا حُرَقاً
رقم القصيدة : 8736
-----------------------------------
أَضَعْتَ بَيْنَ الألى مَضَوْا حُرَقاً
أَمْ ضَاعَ مَا اسْتَوْدَعُوكَ إِذْ بَكَرُوا
فَقَالَ بعضُ الحَديثِ يَشْغَفُنِي
والقَلْبُ رَاءٍ مَا لا يَرَى البَصَرُ
قالوا بسلمى تهذي ولم ترها(93/338)
يا بعد ما غاولت بك الفكر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لِعَبْدَة َ دارٌ ما تُكَلِّمُنَا الدَّارُ
لِعَبْدَة َ دارٌ ما تُكَلِّمُنَا الدَّارُ
رقم القصيدة : 8737
-----------------------------------
لِعَبْدَة َ دارٌ ما تُكَلِّمُنَا الدَّارُ
تلوحُ مغانيها كما لاح أسطارُ
أسَائِلُ أَحْجَاراً ونُؤْياً مُهَدَّماً
وكيف يجيبُ القول نؤيٌ وأحجارُ
فَمَا كَلَّمتِني دَرُهَا إِذْ سَأَلْتُهَا
وفِي كَبِدِي كالنِّفْطِ شُبَّتْ له النَّارُ
تفِيضُ بتَهْتانٍ إِذَا لاحتِ الدَّارُ
بكيتُ على من كنت أحظى بقربهِ
وحَق الذِي حَاذَرْت بِالأَمْسِ إِذْ سَارُو
العصر العباسي >> بشار بن برد >> مسني من صدود عبدة ضر
مسني من صدود عبدة ضر
رقم القصيدة : 8738
-----------------------------------
مسني من صدود عبدة ضر
فبناتُ الفؤاد ما تستقر
ذاك شيءٌ فِي القلْب من حُبّ عَبَّا
دة بادٍ وباطنٌ يستسرُّ
نَفَر الحيّ من مكانِي فقالُوا
فُزْ بِصبْرٍ لعل عينك تبْرُو
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لو عاش حماد لهونا به
لو عاش حماد لهونا به
رقم القصيدة : 8739
-----------------------------------
لو عاش حماد لهونا به
لكنه صار إلى النار
العصر العباسي >> بشار بن برد >> هم حملوا فوقَ المنابرِ صالحاً
هم حملوا فوقَ المنابرِ صالحاً
رقم القصيدة : 8740
-----------------------------------
هم حملوا فوقَ المنابرِ صالحاً
أَخَاك فضَجَّتْ من أَخِيكَ المنابر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إِن السلام أَيُّها الأَمِير
إِن السلام أَيُّها الأَمِير
رقم القصيدة : 8741
-----------------------------------
إِن السلام أَيُّها الأَمِير
عليكَ والرحمة والسرور
العصر العباسي >> بشار بن برد >> كَأنَّ بنِي سَدُوسٍ رَهْط ثَوْرٍ
كَأنَّ بنِي سَدُوسٍ رَهْط ثَوْرٍ
رقم القصيدة : 8742
-----------------------------------
كَأنَّ بنِي سَدُوسٍ رَهْط ثَوْرٍ(93/339)
خنافسُ تحت منكسرِ الجدار
تحرِّكُ للفخار زُبانَيَيْها
وفخر الخنفساء من الصغارِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يلن حيناً وحيناً في شدته
يلن حيناً وحيناً في شدته
رقم القصيدة : 8743
-----------------------------------
يلن حيناً وحيناً في شدته
كَالبَحْرِ يَخْلِط أَيْساراً بأعْسار
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا خليلَيَّ أَصِيبا أو ذَرَا
يا خليلَيَّ أَصِيبا أو ذَرَا
رقم القصيدة : 8744
-----------------------------------
يا خليلَيَّ أَصِيبا أو ذَرَا
ليس كل البرق يهدي المطرا
لا تكونا كامرىء صاحبتُه
يترك العَيْنَ ويَبْغِي الأَثرا
ذهب المعروف إلا ذكره
ربما أَبْكى الفتى ماذُكِرا
وبقينا في زمان معضل
يشْرَب الصَّفْوَ ويُبْقِي الكدرا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عجبت فطمة ُ من نعتي لها
عجبت فطمة ُ من نعتي لها
رقم القصيدة : 8745
-----------------------------------
عجبت فطمة ُ من نعتي لها
هل يُجيدُ النعْتَ مكفُوفُ البَصَرْ
بنْتُ عشْرٍ وثلاثٍ قُسِّمَتْ
بين غصنٍ وكثيبٍ وقمر
دُرَّة ٌ بحْرِيَّة ٌ مكْنُونة ٌ
مازها التاجرُ من بين الدرر
أَذرَت الدَّمع وقالتْ وَيْلتِي
من ولُوع الكفِّ رَكَّابِ الخَطر
أُمَّتَا بدد هذا لُعبي
ووشاحي حله حتى انتشر
فدعيني معهُ يا أمتا
عَلَّنا فِي خلْوَة ٍ نقضي الوطرْ
أَقْبلَتْ مُغْضَبَة ً تَضْرِبُها
واعتراها كجنونٍ مستعر
بأبي والله ما أحسنه
دمع عينٍ يغسلٌ الكحل قطر
أيها النوامُ هبوا ويحكم
واسْألُونِي اليوْمَ ما طَعمُ السَّهرْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا واحِدَ العرَبِ الذِي
يا واحِدَ العرَبِ الذِي
رقم القصيدة : 8746
-----------------------------------
يا واحِدَ العرَبِ الذِي
أمسى وليس له نظير
لو كان مِثْلكَ آخَر
ماكانَ فِي الدنيا فقير
العصر العباسي >> بشار بن برد >> شهدْتُ علَى الزَّيْدِيِّ أَنَّ نِساءَه
شهدْتُ علَى الزَّيْدِيِّ أَنَّ نِساءَه(93/340)
رقم القصيدة : 8747
-----------------------------------
شهدْتُ علَى الزَّيْدِيِّ أَنَّ نِساءَه
ضِياعٌ إِلى أَير العُقَيْلِيِّ تَزْفِرُ
بلوْت بني زيد فمَا فِي كبارهمْ
حُلوم ولا فِي الأَصغرِين مُطَهَّر
فأبْلِغْ بني زَيْدٍ وقُلْ لسَرَاتِهمْ
وإن لم يكن فيهم سراة ٌ توقرث
لأمكم الويلاتُ إن قصائدي
صواعق منها منجد ومغور
أَجِدَّهُم لا يتقُون دَنِيَّة
ولايؤثرون الخير والخيْر يؤثر
يلفون أولاد الزنى في عدادهم
فَعِدَّتُهُمْ من عدَّة الناس أَكْثر
إِذ ما رأوا منْ دأبه مثل دَأبِهِمْ
أطافوا به والغي للغي أصور
ولو فارقوا ما فيهم من دعارة ٍ
لَمَا عَرَفَتْهُمْ أُمُّهُم حين تَنْظُر
لقد فخروا بالملحقين عشية ً
فقلتُ افخروا إن كان في اللؤم مفخر
يُريدُونَ مَسْعَاتي ودُونَ لِقَائها
قنادِيلُ أبواب السماوات تزْهَرُ
فقل في بني زيدٍ كما قال معربٌ
قواريرُ حجام غداً تتكسرُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إِذا أَنْشَدَ حَمَّادٌ
إِذا أَنْشَدَ حَمَّادٌ
رقم القصيدة : 8748
-----------------------------------
إِذا أَنْشَدَ حَمَّادٌ
فقل أحسن بشارُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يكادُ القلبُ من طربٍ إليهم
يكادُ القلبُ من طربٍ إليهم
رقم القصيدة : 8749
-----------------------------------
يكادُ القلبُ من طربٍ إليهم
ومن فَرْطِ الصَّبابة ِ يُسْتَطَارُ
وفي الحي الذين رأيت خود
لَعُوب الدَّلِّ آنِسة ٌ نَوَار
بَرُودُ العارِضين كأنَّ فاها
بُعَيْدَ النَّوْم عاتِقة ٌ عُقار
إِذا نادى الْمُنادِي كاد يقْضِي
حذار البين لو نفع الحذار
وود الليل زيد إليه ليلٌ
ولم يخلق له أبداً نهار
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عنْ يَمِينِي وعنْ يسارِي وقُدَّا
عنْ يَمِينِي وعنْ يسارِي وقُدَّا
رقم القصيدة : 8750
-----------------------------------
عنْ يَمِينِي وعنْ يسارِي وقُدَّا
مِي وخلْفِي الهَوَى فكيف أَفِرُّ(93/341)
أَنا إِنْ زُلْتُ عن مَقَامي لأَمْرٍ
رَابَنِي تحْتَ أَخْمَصي مايضُرُّ
كمزيل رجليه عن بلل القط
ـر وما حَوْلَهُ مِن الأرْضِ بَحْرُ
برقتْ لي حتى إِذا قلتُ جادت
أَقْلَعَتْ عن جَهامَة ٍ لاتَدرُّ
أَيها البارِق الذِي ليس يُجْدِي
قد عرفناك فالتمس من تغرُّ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> رُبَّما سرَّكَ البَعِيدُ وأَصْلاَ
رُبَّما سرَّكَ البَعِيدُ وأَصْلاَ
رقم القصيدة : 8751
-----------------------------------
رُبَّما سرَّكَ البَعِيدُ وأَصْلاَ
ك القريب النسيبُ نارا وعارا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لعمري لئن أصبحت فوق مشذبٍ
لعمري لئن أصبحت فوق مشذبٍ
رقم القصيدة : 8752
-----------------------------------
لعمري لئن أصبحت فوق مشذبٍ
طويلٍ تعفيك الرياح مع القطر
لقد عشت مبسوط اليدين مبرزاً
وعوفيت عند الموت من ضغطة ِ القبرِ
وأفلت من ضيق التراب وغمهِ
ولم تفقد الدنيا فهل لك من شكر
فما تشتفي عينايَ من دَائم البُكى
عليك ولو أني بكيتُ إلى الحشرِ
فطُوبى لمن يبكي أخاه مُجاهراً
ولكنني أبكي لفقدك في سِرِّي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وقد كنت في ذاك الزمان الذي مضى
وقد كنت في ذاك الزمان الذي مضى
رقم القصيدة : 8753
-----------------------------------
وقد كنت في ذاك الزمان الذي مضى
أزارُويدعوني الهوى فأزور
فإِنْ فَاتنِي إِلْفٌ ظللت كأنما
يُديرُ حَيَاتِي فِي يَدَيْهِ مدير
ومرتجة ِ الأرداف مهضومة الحشا
تمور بسحرٍ عينها وتدور
إِذَا نظَرتْ صَبَّتْ عليك صَبَابَة ً
وكادت قلوب العالمين تطير
خلوتُ بها لا يخلصُ الماء بيننا
إِلى الصُّبح دُونِي حاجبٌ وسُتور
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إبليسُ خيرٌ من أبيكم آدمُ
إبليسُ خيرٌ من أبيكم آدمُ
رقم القصيدة : 8754
-----------------------------------
إبليسُ خيرٌ من أبيكم آدمُ
فتنبهوا يا معشرَ الفجار
إبليس من نارٍ وآدمُ طينة ٌ
والأَرْضُ لاتَسْمُو سُمُوَّ النَّارِ(93/342)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> الأَرْضُ مُظْلِمة ٌ والنَّارُ مُشْرِقَة ٌ
الأَرْضُ مُظْلِمة ٌ والنَّارُ مُشْرِقَة ٌ
رقم القصيدة : 8755
-----------------------------------
الأَرْضُ مُظْلِمة ٌ والنَّارُ مُشْرِقَة ٌ
والنارُ معبودة ٌ مذ كانت النارُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وأَبْدَى البلَى فيها سُطُوراً مُبِينَة ً
وأَبْدَى البلَى فيها سُطُوراً مُبِينَة ً
رقم القصيدة : 8756
-----------------------------------
وأَبْدَى البلَى فيها سُطُوراً مُبِينَة ً
عِبارَاتُهَا أَنْ كلُّ بيتٍ سَيَدْثُرُ
وقفتُ بها صحبي فظلت عراصها
بدمعِي وأنفاسِي تُرَاحُ وتُمْطَرُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ومسْبَح للسَّمام تَعْضُدُهُ
ومسْبَح للسَّمام تَعْضُدُهُ
رقم القصيدة : 8757
-----------------------------------
ومسْبَح للسَّمام تَعْضُدُهُ
يهماءُ ما في أديمها أثر
كأنَّهَا بالضحى إِذَا مَرِجَتْ
يَمٌّ تداعَى تَيَّارُهُ الأَشِرُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وما ظَفِرَتْ عيني غَدَاة َ لَقِيتُهَا
وما ظَفِرَتْ عيني غَدَاة َ لَقِيتُهَا
رقم القصيدة : 8758
-----------------------------------
وما ظَفِرَتْ عيني غَدَاة َ لَقِيتُهَا
بشيء سوى أطرافها والمحاجر
وحوراء من حور الجنان غريرة ٍ
يَرَى وجْهَهُ فِي وجهِهَا كُلُّ نَاظِرِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قال رِيمٌ مُرَعَّثٌ
قال رِيمٌ مُرَعَّثٌ
رقم القصيدة : 8759
-----------------------------------
قال رِيمٌ مُرَعَّثٌ
سَاحِرُ الطَّرْفِ والنَّظَرْ
لست والله نائلي
قُلْتُ أو يَغْلِبَ القدَرْ
أَنْتَ إِنْ رُمْتَ وصْلَنَا
فَانْجُ هل تُدْرِكُ القَمرْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَاعَبْدَ حُبِّي لَكِ مَسْتُور
يَاعَبْدَ حُبِّي لَكِ مَسْتُور
رقم القصيدة : 8760
-----------------------------------
يَاعَبْدَ حُبِّي لَكِ مَسْتُور
وكل حب غيره زور(93/343)
إن كان هجري سَرَّكُمْ فاهْجُرُوا
إِنِّي بما سَرَّكِ مَسْرُورُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> كنت إذا زرتث فتى ماجدا
كنت إذا زرتث فتى ماجدا
رقم القصيدة : 8761
-----------------------------------
كنت إذا زرتث فتى ماجدا
تشْقى بِكَفَّيْه الدنانير
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إذا رضيتم بأن نجفى وسركمُ
إذا رضيتم بأن نجفى وسركمُ
رقم القصيدة : 8762
-----------------------------------
إذا رضيتم بأن نجفى وسركمُ
قولُ الوشاة فلا شكوى ولا ضجرا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وإذا أقل لي البخيلُ عذرتهُ
وإذا أقل لي البخيلُ عذرتهُ
رقم القصيدة : 8763
-----------------------------------
وإذا أقل لي البخيلُ عذرتهُ
إِن القليل من البخيل كثير
العصر العباسي >> بشار بن برد >> والثَّديُ تحسبهُ وسنان أو كسلاً
والثَّديُ تحسبهُ وسنان أو كسلاً
رقم القصيدة : 8764
-----------------------------------
والثَّديُ تحسبهُ وسنان أو كسلاً
وقدْ تَمَايَلَ ميْلاً غيْرَ مُنْكَسِرِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لَمَّا طَلعْنَ من الرَّقِيـ
لَمَّا طَلعْنَ من الرَّقِيـ
رقم القصيدة : 8765
-----------------------------------
لَمَّا طَلعْنَ من الرَّقِيـ
ـقِ عَلَيَّ بالبَرَدَانِ خَمْسا
وكَأنَّهُن أهلة ٌ
تحت الثياب رفقن شمسا
باكرْنَ عِطْرَ لَطِيمَة ٍ
وغمسن في الجادي غمسا
لما طلعن حَفَفْنَها
وأَصَخْنَ مَا يَهْمِسْنَ هَمْسَا
فَسَألْنَنِي مَنْ فِي البُيو
تِ فقلتُ ما يَأوِينَ إِنْسا
ليت العيون الطارقا
تِ طُمِسْنَ عَنَّا اليَوْم طَمْسا
فَأَصَبْنَ من طُرَفِ الحدِيـ
ـثِ لَذَاذَة ً وخرجْنَ مُلْسا
لولا تعرضهن لي
يَا قَسُّ كُنْتُ كَأَنتَ قسَّا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ومُكللاتٌ بالعيو
ومُكللاتٌ بالعيو
رقم القصيدة : 8766
-----------------------------------
ومُكللاتٌ بالعيو
ن طرقننا ورجعن ملسا(93/344)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أثني عليك ولي حال تكذبني
أثني عليك ولي حال تكذبني
رقم القصيدة : 8767
-----------------------------------
أثني عليك ولي حال تكذبني
فيما أقول فأستحيي من الناس
حتى إذا قيل ما أعطاك من صفد
طأطأتُ من سوء حال عندها راسي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قُومي اصبَحينا فما صيغ الفتَى حجرَا
قُومي اصبَحينا فما صيغ الفتَى حجرَا
رقم القصيدة : 8768
-----------------------------------
قُومي اصبَحينا فما صيغ الفتَى حجرَا
لكن رهينة أجداثٍ وأرماسِ
قُومي اصْبِحينَا فَإِنَّ الدَّهْرَ ذو غِيَر
أفنى لقيماً وأفنى آل هرماس
اليَوْم هُمٌّ ويبدو فِي غَدٍ خَبَرٌ
والدهر ما بين إنعامٍ وإبآسِ
فاشرب على حدثان الدهر مرتفقاً
لا يصحبُ الهم قرع السن بالكاسِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> فَنعِمْنَا والعَيْنُ حَيٌّ كَمَيْتٍ
فَنعِمْنَا والعَيْنُ حَيٌّ كَمَيْتٍ
رقم القصيدة : 8769
-----------------------------------
فَنعِمْنَا والعَيْنُ حَيٌّ كَمَيْتٍ
بحديثٍ كنشوة الخندريس
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ومالت كف ساقينا
ومالت كف ساقينا
رقم القصيدة : 8770
-----------------------------------
ومالت كف ساقينا
بإِبْريق إِلى طَاسِ
لهُ قهْقهَة ٌ فيهِ
عَلَى حِبَّة ِ أَنْفَاسِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وكاشِحٍ مُعْرِضٍ عني هَمَمْتُ بهِ
وكاشِحٍ مُعْرِضٍ عني هَمَمْتُ بهِ
رقم القصيدة : 8771
-----------------------------------
وكاشِحٍ مُعْرِضٍ عني هَمَمْتُ بهِ
ثم ارعويتُ وقلتُ الناسُ بالناسِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عرّضَنْ للّذي تُحِبّ بحُبٍّ،
عرّضَنْ للّذي تُحِبّ بحُبٍّ،
رقم القصيدة : 8772
-----------------------------------
عرّضَنْ للّذي تُحِبّ بحُبٍّ،
ثم دعه يروضه إبليس
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وخريدة ٍ سودٍ ذوائبها
وخريدة ٍ سودٍ ذوائبها
رقم القصيدة : 8773(93/345)
-----------------------------------
وخريدة ٍ سودٍ ذوائبها
قد ضمخت بالمسك والورس
أقبلنَ في رأد الضَّحاء بها
فَسَتَرْنَ عين الشَّمْسِ بالشمس
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ما أنتَ يا كرديُّ بالهشِّ
ما أنتَ يا كرديُّ بالهشِّ
رقم القصيدة : 8774
-----------------------------------
ما أنتَ يا كرديُّ بالهشِّ
ولا أبريك من الغشِّ
لم تُهدنا نعلاً ولا خاتماً
مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ مِنَ الحَشِّ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَظَلَّتْ علينا منك يوماً سحابَة ٌ
أَظَلَّتْ علينا منك يوماً سحابَة ٌ
رقم القصيدة : 8775
-----------------------------------
أَظَلَّتْ علينا منك يوماً سحابَة ٌ
أضاءت لنا برقاً وأبطا رشاشُها
فلا غَيْمُهَا يُجْلَى فَيَيْأس طَامِعٌ
ولا غيثها يأتي فيروَى عطاشها
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَجْعَلُ الحُبّ بين حِبي وبينِي
أَجْعَلُ الحُبّ بين حِبي وبينِي
رقم القصيدة : 8776
-----------------------------------
أَجْعَلُ الحُبّ بين حِبي وبينِي
قاضياً إِنني به اليوْمَ راضِ
فَاجْتَمعْنَا فقلْتُ يَاحُبَّ نفسِي
إنَّ عيني قليلة ُ الاغتماضِ
أنتَ عذَّبْتَنِي وأَنْحَلْتَ جِسْمِي
فارحم اليَوْمَ دائم الأَمْرَاض
قال لي لا يحلُّ حكمي عليها
أنت أولى بالسقم والإحراض
قلتُ لمَّا أجابني بهواها
شمل الجورُ في الهوى كلَّ قاضِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> غمَضَ الحديدُ بصاحبيك فغمَّضا
غمَضَ الحديدُ بصاحبيك فغمَّضا
رقم القصيدة : 8777
-----------------------------------
غمَضَ الحديدُ بصاحبيك فغمَّضا
وبَقِيتَ تَطْلُبُ فِي الحِبَالَة ِ مَنهَضَا
وكَأنَّ قَلْبي عند كل مصيبة
عَظْمٌ تكرر صَدْعُهُ فَتَهَيَّضَا
وأخٌ سَلَوْتُ له فَأذْكَرَهُ أَخٌ
فَمَضَى وتُذْكِرُك الحَوَادِثُ مَا مَضَى
فاشرب على تلف الأحبة إننا
جزرُُ المنيَّة ِ ظاعنين وخفَّضا
ولقد جريتُ مع الصبا طلق الصبا(93/346)
ثم ارعويتُ فلم أجد لي مركضا
وعلمتُ ما علم امرؤ في دهره
فَأطَعْتُ عُذَّالي وأَعْطَيْتُ الرِّضَا
وصحوتُ من سكر وكنتُ موكَّلا
أرعَى الحَمَامَة َ والغُرابَ الأَبيضا
ما كل بارقة ٍ تجودُ بمائها
ولربما صدق الربيع فروَّضا
ومُنِيفَة ٍ شَرَفاً جعلتُ لَهَا الهَوَى
إمَّا مكافأة ً وإمَّا مُقرضا
حَتَّى إِذا شَرِبَتْ بماء مَوَدَّتِي
وشربتُ برد رضابها متبرَّضا
قَالَتْ لتربيها اذْهَبَا فتحسسا
ما باله ترك السلام وأعرضا
قد ذقتُ ألْفَتَهُ وذقتُ فراقَة ُ
فوجدت ذا عَسَلا وذَا جَمْر الغَضا
يا ليت شعري فيمَ كان صدوده
أأسأتُ أم رعد السحابُ وأومضا
ويْلِي عليه وويْلَتِي من بَيْنِهِ
ما كان إلا كالخضاب فقد نضا
سُبْحَانَ من كَتَبَ الشقَاء لذي الهوى
كان الذي قد كان حُكْماً فَانقضى
Free counter
العصر العباسي >> بشار بن برد >> دعتني حين شبتُ إلى المعاصي
دعتني حين شبتُ إلى المعاصي
رقم القصيدة : 8778
-----------------------------------
دعتني حين شبتُ إلى المعاصي
مَحَاسِنُ زَائرٍ كالرِّيم غضِّ
كأن كلامه يومَ التقيْنَا
رقى ً يأخذن في طول وعرضِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> فيك للمجد شيمة ٌ قد كفتني
فيك للمجد شيمة ٌ قد كفتني
رقم القصيدة : 8779
-----------------------------------
فيك للمجد شيمة ٌ قد كفتني
منك عند اللقاء بالمتقاضي
فإذا المجدُ كان عوناً على المر
ء تقاضيتهُ بتركِ التقاضي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> هَزَزْتُكَ لا لأنّي وجَدْتُكَ نَاسِياً
هَزَزْتُكَ لا لأنّي وجَدْتُكَ نَاسِياً
رقم القصيدة : 8780
-----------------------------------
هَزَزْتُكَ لا لأنّي وجَدْتُكَ نَاسِياً
لأمري ولكني أردتُ التقاضيا
ولَكِنْ رأيْتُ السَّيفَ مِنْ بَعدِ سَلِّهِ
إلى الهزِّ مُحتاجاً وإنْ كَانَ مَاضِيا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أبَا خالِدٍ مازلْتَ سَبَّاحَ غَمْرَة ٍ
أبَا خالِدٍ مازلْتَ سَبَّاحَ غَمْرَة ٍ(93/347)
رقم القصيدة : 8781
-----------------------------------
أبَا خالِدٍ مازلْتَ سَبَّاحَ غَمْرَة ٍ
صَغِيراً فَلَمَّا شِبْتَ خَيَّمْتَ بِالشَّاطِي
وكنت جواداً سابقاً ثم لم تزل
تؤخر حتى جئت تخطو مع الخاطي
فأنْتَ بِما تَزْدادُ من طول رِفْعة ٍ
وتنْقُصُ من جَدٍّ لذاك بإِفْراطِ
كسنور عبد الله بيعَ بدرهم
صغيراً فلما شَبَّ بيع بِقِيرَاط
العصر العباسي >> بشار بن برد >> على وَاسطٍ من ربها ألفُ لعنة ٍ
على وَاسطٍ من ربها ألفُ لعنة ٍ
رقم القصيدة : 8782
-----------------------------------
على وَاسطٍ من ربها ألفُ لعنة ٍ
وتسعة ُ آلاف على أهل واسط
أيُلْتَمَسُ المعرُوفُ من أهلِ وَاسِطٍ
وواسِطُ مَأوَى كل عِلْج وسَاقِط
نبيطٌ وأعلاج وخورٌ تجمعوا
شرارُ عباد الله من كل غائطِ
وإِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَنَالَ بشتمهم
من اللّهِ أجراً مثلَ أجْرِ المُرَابط
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ياعبْدَ ياجَافِيَة ٌ قَاطِعَهْ
ياعبْدَ ياجَافِيَة ٌ قَاطِعَهْ
رقم القصيدة : 8783
-----------------------------------
ياعبْدَ ياجَافِيَة ٌ قَاطِعَهْ
أَمَا رَحِمْتِ الْمُقْلَة َ الدَّامِعَهْ
يَا عَبْدَ خَافِي اللّه فِي عَاشقٍ
يَهْوَاكِ حتى تَقَعَ الوَاقِعَه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لَعَمْرُ أبي زُوَّارِهَا الصِّيدِ إِنهُم
لَعَمْرُ أبي زُوَّارِهَا الصِّيدِ إِنهُم
رقم القصيدة : 8784
-----------------------------------
لَعَمْرُ أبي زُوَّارِهَا الصِّيدِ إِنهُم
لفِي مَنْظَرٍ منها وحسْنِ سَماع
تُصَلِّي لهَا آذانُنَا وعُيوننا
إذا ما التقينا والقلوبُ دواع
وصفراءُ مثلُ الخيزرانة لم تعش
بِبُؤْسٍ ولم تركب مَطِيَّة َ راع
جَرَى اللُّؤْلُؤُ المَكْنُونُ فَوْق لسانها
لزُوَّارِهَا مِنْ مِزْهَرٍ ويَرَاع
إذا قلبت أطرافها العودَ زلزلت
قُلُوباً دعَاهَا للصَّبابَة ِ دَاع
كأنهم في جنة ٍ قد تلاحقت
محاسنها من روضة ٍ ويفاع(93/348)
يَرُوحُونَ مِن تغْريدِهَا وحَدِيثِهَا
نشاوى وما تسعيهم بصواع
لَعُوبٌ بِألْبَابِ الرِّجَالِ وإِنْ دَنَتْ
أطيع التقى والغي غير مطاع
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وأَبْثَثْتُ عَمْراً بعض مَا فِي جوانحي
وأَبْثَثْتُ عَمْراً بعض مَا فِي جوانحي
رقم القصيدة : 8785
-----------------------------------
وأَبْثَثْتُ عَمْراً بعض مَا فِي جوانحي
وجرعتهُ من مر ما أتجرع
ولاَبُدَّ من شَكْوَى إِلى ذي حَفِيظَة
إذا جعلت أسرارُ نفسي تطلعُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ولابُدَّ من شَكْوَى إِلى ذي مُروءَة ٍ
ولابُدَّ من شَكْوَى إِلى ذي مُروءَة ٍ
رقم القصيدة : 8786
-----------------------------------
ولابُدَّ من شَكْوَى إِلى ذي مُروءَة ٍ
يُوَاسِيكَ أَوْ يُسْلِيكَ أو يَتَوَجَّع
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَبْنَاءُ عَمْرٍو لَفِي خَفْضٍ وفي دَعَة
أَبْنَاءُ عَمْرٍو لَفِي خَفْضٍ وفي دَعَة
رقم القصيدة : 8787
-----------------------------------
أَبْنَاءُ عَمْرٍو لَفِي خَفْضٍ وفي دَعَة
وفي عطاءٍ لعمري غير ممنوعِ
وضيفُ عمرو عمرو ساهران معاً
عَمْرٌو لبطْنَتِهِ والضيفُ للجُوعِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ولا يَلْبَثُ الهجرانُ أَن يقطعَ الهَوَى
ولا يَلْبَثُ الهجرانُ أَن يقطعَ الهَوَى
رقم القصيدة : 8788
-----------------------------------
ولا يَلْبَثُ الهجرانُ أَن يقطعَ الهَوَى
إذا لم تطالع آلفاً ويطالعُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لا أَحْمِلُ اللَّوْمَ فيها والغَرَامَ بها
لا أَحْمِلُ اللَّوْمَ فيها والغَرَامَ بها
رقم القصيدة : 8789
-----------------------------------
لا أَحْمِلُ اللَّوْمَ فيها والغَرَامَ بها
ما كلف نفساً فوق ما تسع
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تشتهي قربكَ الرَّبابُ وتخشى
تشتهي قربكَ الرَّبابُ وتخشى
رقم القصيدة : 8790
-----------------------------------(93/349)
تشتهي قربكَ الرَّبابُ وتخشى
عَيْنَ وَاشٍ وتتَّقي أَسْمَاعَه
أَنْتَ من قَلْبِهَا محَلُّ شَرَاب
تشتهي شربهُ وتخشى صداعه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عَجْزَاءُ مِنْ سِرْبِ بَنِي مَالِكٍ
عَجْزَاءُ مِنْ سِرْبِ بَنِي مَالِكٍ
رقم القصيدة : 8791
-----------------------------------
عَجْزَاءُ مِنْ سِرْبِ بَنِي مَالِكٍ
لَهَا مِنْ بطْنِهَا أَرْفَعَ
زينَ أعلاهُ بإشرافهِ
وانْضمَّ من أَسْفَلِهِ المَشْرَعُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> حدا بعضهم ذات اليمين وبعضهم
حدا بعضهم ذات اليمين وبعضهم
رقم القصيدة : 8792
-----------------------------------
حدا بعضهم ذات اليمين وبعضهم
شِمالاً وقَلْبي بينَهُم مُتَوَزِّعُ
فوالله ما أدري بليلٍ وقد مضت
حُمُولُهمُ أي الفَرِيقين أَتْبَعُ
أشاروا بتسليمٍ فجدنا بأنفسٍ
تسيلُ من الآفاق والسم أدمعُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> كأن جفوني كانت العيس فوقها
كأن جفوني كانت العيس فوقها
رقم القصيدة : 8793
-----------------------------------
كأن جفوني كانت العيس فوقها
فَسَارَتْ وسَالَتْ بَعْدَهُنَّ المَدَامِعُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَأَبْكَاكَ داع فِي الصباح سَمِيعُ
أَأَبْكَاكَ داع فِي الصباح سَمِيعُ
رقم القصيدة : 8794
-----------------------------------
أَأَبْكَاكَ داع فِي الصباح سَمِيعُ
وطيفٌ سرى من نَهْرَوَانَ يَرِيعُ
وقَائِلَة ٍ إِنَّ العيالُ مُعَوِّل
عليكَ فلا تَقْعُدْ وأنْتَ مُضيع
فقلت لها: كُفِّي سيكفيك وافِدٌ
أشمُّ لأبواب الملوك قروع
وما أنا راضٍ بالهوان إذا احتبى
عَلَى الذلِّ في دار الهَوَانِ رَتُوع
إِذَا الأَمْرُ لَمْ يُقْبلْ عَلَيَّ بوَجْههِ
فلي مسلكٌ باليعملات وسيعُ
وزرتُ هُماماً يصبح الناس حوله
عكوفاً عليهم ذلة ٌ وخضوع
ولما التقينا سابقَ الحمدَ جودهُ
فَأجْدَى وَجُودُ الطالِبينَ سَرِيع
وأَمْلاَكُ صِدْقٍ أَلْبسَتْني طِرازَهُم(93/350)
قَصَائدُ مالي غيْرُهُن شفيع
وغيثٌ إذا ما لاحَ أومض برقه
كما أَوْمَضَتْ تحت الرِّداء خَريع
إِذَا حاجة ٌ أَلْقتْ عَلَيَّ بَعَاعَها
ركبتُ وحسبي منصلٌ وقطيع
يردنَ امرأً قد شذبَ الحمدُ ماله
أغرَّ طويلَ الباع حين يبوع
ومَا ضَاعَ مَالٌ أَوْرثَ الْحَمْدَ أَهْلَه
ولكنَّ أموال البخيل تضيع
على خشبات الملك منك مهابة ٌ
وفي الدِّرع عبلٌ السَّاعدين قروع
يشقُّ الوغى عن وجهه صدقُ نجدة
وأَبْيَض من ماء الحَدِيدِ وَقِيع
إذا خزن المالَ البخيلُ فإنَّما
خزَائنه خطِّيَّة ٌ ودروع
وبيضٌ بها مسكٌ مكان بنانهِ
ولكنها ريح الدماء تضوع
تروح بأرزاقٍ وتغدو بغارة ٍ
فأنْتَ ذُعَافٌ مرَّة ً وربيع
مجلة الساخر حديث المطابع مركز الصور منتديات الساخر
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يطيِّبُ ريحُ الخيزرانة بينهم
يطيِّبُ ريحُ الخيزرانة بينهم
رقم القصيدة : 8795
-----------------------------------
يطيِّبُ ريحُ الخيزرانة بينهم
على أنها ريح الدِّماء تضوع
العصر العباسي >> بشار بن برد >> سيدي لا تَأتِ فِي قَمَرٍ
سيدي لا تَأتِ فِي قَمَرٍ
رقم القصيدة : 8796
-----------------------------------
سيدي لا تَأتِ فِي قَمَرٍ
لحديثٍ وارقب الدرعا
وَتَوَقّ الطَيب لَيْلَتَنَا
إِنه وَاشٍ إِذا سطَعَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لو نكح الليث في استه خضعا
لو نكح الليث في استه خضعا
رقم القصيدة : 8797
-----------------------------------
لو نكح الليث في استه خضعا
ومَات جوعاً ولم يَنَلْ طمعا
كذلك السيف عند هزتهِ
لو بصق الناسُ فيه ما قطعا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَنْفسُ الشوْق ولا ينفسنِي
أَنْفسُ الشوْق ولا ينفسنِي
رقم القصيدة : 8798
-----------------------------------
أَنْفسُ الشوْق ولا ينفسنِي
وإِذَا قَارَعَنِي الهَمُّ رَجَعْ
أصرعُ القرنَ إذا نازلتهُ
وإِذَا صَارعني الحُب صَرَع
أَنا كَالسَّيفِ إِذَ رَوَّعْتَهُ(93/351)
لَمْ يُرَوِّعْكَ وأن هُزّ قَطَعْ
سيفي الحلم وفي منطقتي
أسدُ الموتِ إذا الموتُ نقع
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وغيران من دون النساء كأنه
وغيران من دون النساء كأنه
رقم القصيدة : 8799
-----------------------------------
وغيران من دون النساء كأنه
أسامة والشبلين حين يجوع
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وكذبت طرفي عنك والطرف صادق
وكذبت طرفي عنك والطرف صادق
رقم القصيدة : 8800
-----------------------------------
وكذبت طرفي عنك والطرف صادق
وأسمعت أذني فيك وهي ماليس تسمع
لقيت أموراً فيك لم ألق مثلها
وأعظم منها فيك ما أتوقع
فلا كبرتي تبكي ولا لك رحمة
ولاعنْكِ إِقصار ولافيكِ مطمع
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عند الملوك مضرة ومنافع
عند الملوك مضرة ومنافع
رقم القصيدة : 8801
-----------------------------------
عند الملوك مضرة ومنافع
وأرى البرامك لاتضر وتنفع
إِن العروق إِذا استسرت في الثرى
أندى النبات بها وطابَ المزرع
وإِذا جهلت من امرىء أعراقه
وقديمة فانظر إلى ما يصنع
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَلا إِن قلبي من فراق أحبتي
أَلا إِن قلبي من فراق أحبتي
رقم القصيدة : 8802
-----------------------------------
أَلا إِن قلبي من فراق أحبتي
وإن كنت لا أبدي الصبابة جازع
ودمعي بين الحزن والصبر فاضحي
وستري عن العذال عاص وطائع
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وإِنَّا لَيجْرِي بيننا حين نَلْتَقي
وإِنَّا لَيجْرِي بيننا حين نَلْتَقي
رقم القصيدة : 8803
-----------------------------------
وإِنَّا لَيجْرِي بيننا حين نَلْتَقي
حديثٌ له وَشْيٌّ كَوَشْيِ المَطَارِفِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَاعَبْدَ حبكِ شَفَّني شفَّا
يَاعَبْدَ حبكِ شَفَّني شفَّا
رقم القصيدة : 8804
-----------------------------------
يَاعَبْدَ حبكِ شَفَّني شفَّا
والحب داء يورث الحتفا
والحب يخفيه المحب لكي(93/352)
لا يستراب به وما يخفى
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أخوك الذي لا تملكُ الحس نفسه
أخوك الذي لا تملكُ الحس نفسه
رقم القصيدة : 8805
-----------------------------------
أخوك الذي لا تملكُ الحس نفسه
وتَرْفَضّ عند المُحْفِظَات الكَتائفُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> فَسَد الزمان وسَادَ فيه المُقْرِفُ
فَسَد الزمان وسَادَ فيه المُقْرِفُ
رقم القصيدة : 8806
-----------------------------------
فَسَد الزمان وسَادَ فيه المُقْرِفُ
وجَرَى مع الطِّرْف الحمَارُ الموكَفُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قل لعبد الكريم يا ابن أبي العو
قل لعبد الكريم يا ابن أبي العو
رقم القصيدة : 8807
-----------------------------------
قل لعبد الكريم يا ابن أبي العو
جاء بعتَ الإِسْلام بالكفر موقا
لاتصلي ولاتصوم فإِن صمْـ
ـتَ فَبَعْضَ النهار صوماً رقيقا
لاتبالي إِذا أَصَبْتَ من الخمـ
ر عتيقاً أن لا تكون عتيقا
ليت شعري غداة حليتَ في الجيـ
ـد حنيفاً حُلِّيت أَمْ زِنْدِيقَا
أنتَ ممن يدور في لعنة اللَّـ
ـه صديقٌ لمن ينيك صديقا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ولما التقينا بالخبيبة غرني
ولما التقينا بالخبيبة غرني
رقم القصيدة : 8808
-----------------------------------
ولما التقينا بالخبيبة غرني
بمعروفه حتى خرجْتُ أَفُوقُ
حباني بعبد قعسري وقينة ٍ
ووشيٍ وآلاف لهن بريق
فقل ليزيد يلعص الشهد خالياً
لنا دونه عند الخليفة سوق
رَقَدْتَ فَنَمْ يا ابْنَ الخَبِيثة ِ إِنَّهَا
مَكَارِمُ لا يَسْطيعُهُنَّ لَصِيقُ
أَبى لك عِرْقٌ من فُلاَنَة َ أَن تَرَى
جواداً ورأسٌ حيثُ شبت حليق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> خليليَّ إنَّ العسرَ سوف يفيقُ
خليليَّ إنَّ العسرَ سوف يفيقُ
رقم القصيدة : 8809
-----------------------------------
خليليَّ إنَّ العسرَ سوف يفيقُ
وإنَّ يساراً في غدٍ لخليقُ
ذراني أشبْ همِّي براح فإنَّني(93/353)
أَرَى الدَّهْرَ فيه فُرْجَة ٌ ومضِيقُ
وما كنتُ إلاَّ كالزمانِ إذا صحا
صَحَوْتُ وإِنْ مَاقَ الزَّمَانُ أَمُوقُ
أأدماءُ لا أستطيعُ في قلة الثرا
خزوزاً ووشياً والقليلُ محيقُ
خذي من يدي ما قلَّ إن زماننا
شموس ومعروف الرجال رقيق
لقد كنتُ لا أرضى بأدنى معيشة
ولايشْتكِي بُخْلاً عَلَيَّ رَفِيقُ
خليليَّ إنَّ المال ليس بنافع
إِذا لم يَنَلْ منه أَخٌ وَصَدِيقُ
وكنت إذا ضاقت علي محلَّة ٌ
تيممتُ أخرى ما عَلَيَّ تضِيقُ
وما خاب بين الَّله والنَّاس عاملٌ
له في التُّقى أو في المحامدُ سوقُ
ولاضاقَ فَضْلُ اللَّهِ عن مُتَعَفِّفٍ
وَلَكِنَّ أَخْلاَقَ الرِّجال تضيق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ودَعَانِي مَعْشَرٌ كُلُّهُمُ
ودَعَانِي مَعْشَرٌ كُلُّهُمُ
رقم القصيدة : 8810
-----------------------------------
ودَعَانِي مَعْشَرٌ كُلُّهُمُ
حمقٌ دام لهم ذاك الحمق
ليس من جرم ولكن غاظهم
شَرَفِي العارِضُ قَد سَدَّ الأُفُقْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> من خرَاسَان وَبَيْتِي في الذُّرَى
من خرَاسَان وَبَيْتِي في الذُّرَى
رقم القصيدة : 8811
-----------------------------------
من خرَاسَان وَبَيْتِي في الذُّرَى
ولدى المسعاة فرعي قد سبق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وإِنِّي لَمِنْ قَوْم خُرَاسَانُ دَارُهُمْ
وإِنِّي لَمِنْ قَوْم خُرَاسَانُ دَارُهُمْ
رقم القصيدة : 8812
-----------------------------------
وإِنِّي لَمِنْ قَوْم خُرَاسَانُ دَارُهُمْ
كِرام، وفَرْعِي فيهِمُ نَاضِرٌ بَسَقْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أنفق المال ولا تشق بهِ
أنفق المال ولا تشق بهِ
رقم القصيدة : 8813
-----------------------------------
أنفق المال ولا تشق بهِ
خَيْرُ دِينَارَيْكَ دينَارٌ نَفَقْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> سَبَقَتْ بِالحُبِّ سَلْمَى غَيْرَهَا
سَبَقَتْ بِالحُبِّ سَلْمَى غَيْرَهَا
رقم القصيدة : 8814(93/354)
-----------------------------------
سَبَقَتْ بِالحُبِّ سَلْمَى غَيْرَهَا
وأحق الناس عندي من سبق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> في الفتى الزنجي منه شبه
في الفتى الزنجي منه شبه
رقم القصيدة : 8815
-----------------------------------
في الفتى الزنجي منه شبه
غير أن الزق أذكى وأرق
فَانْقَضَى ذَاكَ وكَانتْ شِرَّتِي
مثل ما كان ذبالٌ فاحترق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وكأَنَّ الزِّقَّ مملوءاً إِذا
وكأَنَّ الزِّقَّ مملوءاً إِذا
رقم القصيدة : 8816
-----------------------------------
وكأَنَّ الزِّقَّ مملوءاً إِذا
مَا بطحنا الزقَّ زنجي سَرَق
شد بالحبل ولقوا فضلهُ
فوق أعلى حلقه حتى اختنق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إنما تسرحُ آسادُ الشرى
إنما تسرحُ آسادُ الشرى
رقم القصيدة : 8817
-----------------------------------
إنما تسرحُ آسادُ الشرى
حيث لاتنصبُ أشراك الحدق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عبد إني إليك بالأشواق
عبد إني إليك بالأشواق
رقم القصيدة : 8818
-----------------------------------
عبد إني إليك بالأشواق
لتلاقٍ وكيف لي بالتلاقي
أنا والله أشتهي سحر عينيـ
ك وأخشى مصارع العشاق
وأهابُ الحرسيّ محتسبَ الجنـ
د يلف البرئ بالفساق
فاصبري مثلما صبرتُ فإن الصبـ
ـر حظّ من صالح الأَخلاق
إِنني من بني عُقَيْلِ بنِ كعب
موضع السيف من طلى الأعناق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> مالمت حماداً على فسقه
مالمت حماداً على فسقه
رقم القصيدة : 8819
-----------------------------------
مالمت حماداً على فسقه
يلومه الجاهل والمائق
رماهم من أيره واسته
ملَّكه إِياهما الخالق
ما بات إِلا فوقه فاسق
ينيكه أو تحته فاسق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> مواعيدُ حمَّاد سماءٌ مخيلة ٌ
مواعيدُ حمَّاد سماءٌ مخيلة ٌ
رقم القصيدة : 8820
-----------------------------------
مواعيدُ حمَّاد سماءٌ مخيلة ٌ(93/355)
تكشَّف عن رعد ولكن ستبرقُ
إِذا جئْتَهُ يوْماً أَحَال على غَدٍ
كما وعد الكمّون ماليْس يَصْدق
وفي نافع عني جفاءٌ وإنني
لأُطْرِق أَحْيَاناَ وذُو اللب يُطْرِق
وللنَّقرى قوم فلو كنتُ منهم
دعيت ولكن دوني البابُ مغلقُ
أبا عمر خلفت خلفك حاجتي
وَحَاجَة ُ غيْرِي بيْن عينيك تَبْرُق
وما زلتُ أستأنيك حتى حسرتني
بِوعْدٍ كَجارِي الآلِ يَخْفَى ويخْفق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قدْ أَلْبسُ العَيْشَ ذَا الرِّقَاع ولا
قدْ أَلْبسُ العَيْشَ ذَا الرِّقَاع ولا
رقم القصيدة : 8821
-----------------------------------
قدْ أَلْبسُ العَيْشَ ذَا الرِّقَاع ولا
ألبسُ ثوب الإخاء منخرقا
أصبحتُ مثل السرابِ يدنو فلا
يوجدُ شيئاً وإن نأى خفقا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لقد عشقت أذني كلاماً سمعته
لقد عشقت أذني كلاماً سمعته
رقم القصيدة : 8822
-----------------------------------
لقد عشقت أذني كلاماً سمعته
رخيماً وقلبي للمليحة أعشق
ولو عاينوها لم يلوموا على البكا
كريماً سقاه الخمْر بَدْرٌ مُحلِّقُ
وكيف تناسي من كأن حديثهُ
بأُذِني وإِن غُيِّبْتُ قُرْطٌ مُعَلَّق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ولستُ بناس من يكون كلامهُ
ولستُ بناس من يكون كلامهُ
رقم القصيدة : 8823
-----------------------------------
ولستُ بناس من يكون كلامهُ
بأُذُنِي وإِن غُيِّبْتُ قُرْطاً مُعَلَّقا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> كَأنَّ لهم دَيْناً عليه ومالهم
كَأنَّ لهم دَيْناً عليه ومالهم
رقم القصيدة : 8824
-----------------------------------
كَأنَّ لهم دَيْناً عليه ومالهم
سوا جود كفيه عليه حقوقُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وظَنَّ وهو مُجِدٌّ فِي هزيمتِهِ
وظَنَّ وهو مُجِدٌّ فِي هزيمتِهِ
رقم القصيدة : 8825
-----------------------------------
وظَنَّ وهو مُجِدٌّ فِي هزيمتِهِ
ما لاح قدامهُ شخصاً يسابقهُ(93/356)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وبهماء يستاف التراب دليلُها
وبهماء يستاف التراب دليلُها
رقم القصيدة : 8826
-----------------------------------
وبهماء يستاف التراب دليلُها
وليس له إِلا اليماني مخلق
تجاوزتها وحدي ولم أرهب الردى
دليلي نجم أو حوار محلق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> مارمت صرفاً لوجهي عن وصالكم
مارمت صرفاً لوجهي عن وصالكم
رقم القصيدة : 8827
-----------------------------------
مارمت صرفاً لوجهي عن وصالكم
إلا وحبكم يثني لكم عنقي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا عَبْد زُورِيني تكُن مِنَّة ٌ
يَا عَبْد زُورِيني تكُن مِنَّة ٌ
رقم القصيدة : 8828
-----------------------------------
يَا عَبْد زُورِيني تكُن مِنَّة ٌ
للَّهِ عندِي يوم أَلْقَاكِ
والله ثم الله فاستيقني
إِنِّي لأَرْجُوك وأَخْشَاكِ
يَاعَبْدَ إِنِّي هالك مدنف
إِن لَمْ أذق برد ثنايَاك
فلا تَرُدِّي عاشقاً مدنفاً
يرضى بهذا القدر من ذاك
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لو كانتِ الفدية ُ مقبولة
لو كانتِ الفدية ُ مقبولة
رقم القصيدة : 8829
-----------------------------------
لو كانتِ الفدية ُ مقبولة
لقلتُ بي لا بك حماكا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> بعثْتُ بِذِكْرِهَا شِعْرِي
بعثْتُ بِذِكْرِهَا شِعْرِي
رقم القصيدة : 8830
-----------------------------------
بعثْتُ بِذِكْرِهَا شِعْرِي
وقدَّمتُ الهوى شركا
فلمَّا شاقها قولي
وشَبَّ الحبُّ فاحْتُنِكَا
أَتَتْنِي الشَّمْسُ زائِرَة ً
ولم تَكُ تَبْرَحُ الفَلَكَا
تقول وقد خلوتُ بها
تكلم وأكفني يدكا
وجدْتُ العيْشَ في "سُعْدَى "
وكان العيْشُ قدْ هَلَكَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا قُرَّة العيْنِ إِنِّي لاأسمِّيكِ
يا قُرَّة العيْنِ إِنِّي لاأسمِّيكِ
رقم القصيدة : 8831
-----------------------------------
يا قُرَّة العيْنِ إِنِّي لاأسمِّيكِ(93/357)
أَكْنِي بأخْرَى أسَمِّيها وأَعْنِيكِ
أخشى عليك من الجاراتِ حاسدة ً
أو سَهْمَ غيْران يرْمِينِي ويرْمِيك
لولا الرَّقيباتُ إذ ودعت غادية ً
قبَّلتُ فاكِ وقلتُ: النَّفس تفديكِ
يَا أَطيبَ النَّاسِ رِيقاً غير مُخْتَبِرٍ
إلاَّ شهادة أطرافِ المساويكِ
قد زرتِنا مرَّة ً في الدهر واحدة ً
عُودِي ولاتَجْعَلِيها بيضَة َ الدِّيكِ
يا رحمة الله حلِّي في منازلنا
حسبي برائحة ِ الفردوس من فيكِ
إن الذي راح مغبوطاً بنعمتهِ
كَفٌّ تَمسُّكِ أَوْ كَفٌّ تُعَاطِيكِ
ولو وهبتِ لنا يوماً نعيشُ بهِ
أَحَييتِ نفْساَ وكَانتْ من مَسَاعِيكِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عَبَدَ يَا قُرَّة َ عيني
عَبَدَ يَا قُرَّة َ عيني
رقم القصيدة : 8832
-----------------------------------
عَبَدَ يَا قُرَّة َ عيني
أَنْصِفِي!رُوحِي فِدَاكِ
عَاشِقاً لَيسَ لَهُ ذِكْـ
ـرٌ ولا هَمٌّ سِوَاكِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وَهَبْتِ له على المِسْواك ريقا
وَهَبْتِ له على المِسْواك ريقا
رقم القصيدة : 8833
-----------------------------------
وَهَبْتِ له على المِسْواك ريقا
فطاب له بطيب ثنيتيكِ
أقبلهُ على الذكرى كأني
أقبل فيه فاكِ ومقلتيكِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَراك اليَوْمَ لي وغَداً لِغَيْري
أَراك اليَوْمَ لي وغَداً لِغَيْري
رقم القصيدة : 8834
-----------------------------------
أَراك اليَوْمَ لي وغَداً لِغَيْري
وبعد غدٍ لأقربنا إليكا
إذا أحببت ذا فارقت هذا
كأن فراقهُ حتمٌ عليكا
فأقدمهم أخسهم جميعاً
وأحدثم أحبهم إليكا
وكلُّهُم وإِن طَرْمَذْتَ فيهم
ستتركهُ وشيكاً في يديكا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا عَبْدَ باللَّهِ ارْحَمِي عَبْدَكِ
يَا عَبْدَ باللَّهِ ارْحَمِي عَبْدَكِ
رقم القصيدة : 8835
-----------------------------------
يَا عَبْدَ باللَّهِ ارْحَمِي عَبْدَكِ
وَعَلِّليهِ بمُنَى وَعْدِكِ
يصبحُ مكروباً ويمسي بهِ(93/358)
وليس يدري ما لهُ عندكِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أغراك بالبخل قلب لا يلين لنا
أغراك بالبخل قلب لا يلين لنا
رقم القصيدة : 8836
-----------------------------------
أغراك بالبخل قلب لا يلين لنا
يا ليته مرة بالجود يغريك
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عنان يا منيتي ويا سكني
عنان يا منيتي ويا سكني
رقم القصيدة : 8837
-----------------------------------
عنان يا منيتي ويا سكني
أما تريني أجولُ في سكك
حرمتُ منك الوفا معذبتي
فعجِّلي بالسِّجِلِّ في صِكَكِ
إِنِّي وربِّ السَّماء مجتهدٌ
في حل ما قد عقدت من تكك
بلى وإِنْ شئت قُلْتُ فَيْشَلَة ٍ
تسكن الهائجات من حكك
ماذا تقولين لرب العلا
إذا تخليت به وحدكِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وكيفَ يَخِفُّ لي بصَرِي وسَمْعِي
وكيفَ يَخِفُّ لي بصَرِي وسَمْعِي
رقم القصيدة : 8838
-----------------------------------
وكيفَ يَخِفُّ لي بصَرِي وسَمْعِي
وحَوْلي عَسْكَرانِ من الثِّقَالِ
قُعُوداً حولَ دَسْكَرَتِي وعِنْدي
كَأنَّ لَهُمْ عَلَيَّ فُضُولَ مَالِ
إذا ماشئتُ صبحني هلال
وأي الناس أثقلُ من هلال
العصر العباسي >> بشار بن برد >> حَذَا خَالِدٌ في فعلِهِ حَذْوَ برْمكٍ
حَذَا خَالِدٌ في فعلِهِ حَذْوَ برْمكٍ
رقم القصيدة : 8839
-----------------------------------
حَذَا خَالِدٌ في فعلِهِ حَذْوَ برْمكٍ
فمجدٌ لهُ مستطرف وأصيل
وكان ذوو الآمالُ يُدْعَوْنَ قَبْلَه
بلفظ على الإعدام فيه دليل
يسمون بالسؤال في كل موطن
وإن كان فيهم نابه وجليل
فَسَمَّاهم الزُّوَّار سَتْراً عليهم
فَأسْتَارُهُ في المُهْتَدِينَ سُدُول
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إن سلمى خلقت من قصبٍ
إن سلمى خلقت من قصبٍ
رقم القصيدة : 8840
-----------------------------------
إن سلمى خلقت من قصبٍ
قصب السكر لا عظم الجمل
وإِذَا أَدْنَيْتَ منها بَصَلاً
غَلبَ المِسْكُ على رِيح البَصَلْ(93/359)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لقد كاد ماأُخفي مِنَ الوَجْدِ والهَوى
لقد كاد ماأُخفي مِنَ الوَجْدِ والهَوى
رقم القصيدة : 8841
-----------------------------------
لقد كاد ماأُخفي مِنَ الوَجْدِ والهَوى
يكون جوى ً بين الجوانح أو خبلا
إِذَا قَالَ مَهْلاً ذُو القَرَابَة ِ زَادَنِي
ولوعاً بذكراها ووجداً بها مهلا
فَلاَ يَحْسِبُ البيضُ الأَوَانِسُ أَنَّ فِي
فؤادي سوى سُعدى لغانية ٍ فضلا
فأقسم إن كان الهوى غير بالغ
بي القتْلَ من سُعْدى لقَدْ جَاوَزَ القتْلاَ
فيا صاح خبِّرني الذي أنت صانعٌ
بقَاتِلَتي ظُلْماً وما طلبَتْ ذَحْلاَ
سِوى أَنَّنِي في الحبِّ بيني وبَيْنَهَا
شددتُ على أكظام سرّ لها قفلا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وهَبْتَ لنَا يا فتى مِنْقَر
وهَبْتَ لنَا يا فتى مِنْقَر
رقم القصيدة : 8842
-----------------------------------
وهَبْتَ لنَا يا فتى مِنْقَر
وعِجْلٍ وأكْرمهم أَوَّلا
وأبسطهم راحة ً في النَّدى
وأرفعهم ذِرْوَة ً فِي العُلاَ
عَجُوزاً قد أوردها عُمْرُها
وأسكنها الدَّهرُ دار البلى
سلوحاً توهمتُ أن الرعا
ءَ سقَوها لِيُسْهلَهَا الحَنْظلاَ
وأجدبَ من ثور زرّاعة ٍ
أصابَ على جوعهِ سنبلا
وأزهد من جيفة ٍ لم تدع
لها الشمسُ من مَفصَلٍ مَفصلا
وأضرطَ من أمّ مبتاعها
إن اقتحمت بكرة ً حرملا
فلو تأكل الزُّبدَ بِالنِّرْسِيَانِ
وتدَّمجُ المسك والمندلا
لَمَا طيَّب اللَّهُ أرواحَها
ولا بلَّ من عظمها الأَنْحلاَ
وضَعْتُ يميني على ظهرها
فخلتُ حراقفها جندلا
وأهوت شمالي لعرقوبها
فخلتُ عراقيبها مغزلا
وقلَّبت أليتها بعد ذا
فشبَّهتُ عصعصها مِنجلا
فَقُلْتُ أَبِيعُ فلاَ مَشْرَباً
أرجي لديها ولا مأكلا
أم أشْوي وأَطْبُخُ من لَحْمِها
وأطيبُ من ذاك مضغ السَّلا
أم أجْعَلُ من جلدِها حَنبلاً
فاقذِرْ بحنبلها حنبلا
إذا ما أمرَّت على مجلس
من العجب سبَّح أو هلَّلا
رأوا آية ً خلفها سائقٌ(93/360)
يحُثُّ وإِنْ هَرْوَلَتْ هَرْوَلا
وكُنْتَ أَمْرتَ بها ضَخْمَة ً
بلحم وشحم قد استكملا
ولَكِنَّ رَوْحاً عدَا طَوْرَهُ
وما كنت أحسب أن يفعلا
فعضَّ الذي خانَ في أمرها
مِن آسْت أمِّه بظْرَها الأَغْرَلاَ
ولولا مكانك قلدتهُ
عِلاَطاً وأنشقته الخَرْدلاَ
ولولا استحائيك خضَّبتها
وعَلَّقْتُ فِي جيدِهَا جُلْجُلاَ
فجاءتكَ حتى ترى حالها
فتعلم أنِّي بها مبتلى
سألْتُكَ لحماً لصبيانِنَا
فقد زدتني فيهمُ عيلا
فخذها وأنت بنا محسنٌ
وما زلت بي محسناً مُجملا
أرسل القصيدة إلى صديق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ولنافع فضل على أكفائه
ولنافع فضل على أكفائه
رقم القصيدة : 8843
-----------------------------------
ولنافع فضل على أكفائه
إن الكريم أحق بالتفضيلِ
يا نافع الشبرات حين تناوحت
هُوجُ الرياح وأُعْقِبتْ بوُبُول
أشبهتَ عقبة َ غيرَ ما مُتَشَبَّهٍ
ونشأت في حلم وحسنِ قبول
ووليت فينا أشهراً فكفيتنا
عَنَت المُرِيب وسَلَّة التَّضْلِيلِ
تُدْعى هِلاَلا في الزمان ونَافِعا
والسلم نعم أبوة ُ المأمولِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ابْنَ نِهْيَا رَأسٌ علَّي ثَقِيلُ
ابْنَ نِهْيَا رَأسٌ علَّي ثَقِيلُ
رقم القصيدة : 8844
-----------------------------------
ابْنَ نِهْيَا رَأسٌ علَّي ثَقِيلُ
واحتمالُ الرأسين خطبٌ جليل
ادْعُ غَيْرِي إِلى عبادَة ِ الاثْنَيْنِ
فَإِنِّي بواحد مَشْغول
يا بن نهيا برئتُ منك إلى اللـ
ـهِ جِهاراً وذاكَ منّي قليلُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إِذَا وُلِدَ المَولود أعمى وجَدْتَه
إِذَا وُلِدَ المَولود أعمى وجَدْتَه
رقم القصيدة : 8845
-----------------------------------
إِذَا وُلِدَ المَولود أعمى وجَدْتَه
وجدكَ أهدى من بصيرٍ وأجولا
عمِيتُ جَنِينا والذكاءُ من العَمَى
فجئتُ عجيبَ الظن للعِلم مَعْقِلا
وغَاضَ ضياءُ العينِ للقلب فاغْتَدَى
بقلْبٍ إِذا مَا ضَيَّعَ النَّاسُ حَصَّلا(93/361)
وشعر كنور الروضِ لاءمتُ بينهُ
بقَوْلٍ إِذَا ما أَحْزنَ الشِّعْرُ أَسْهَلاَ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قد أُدْرِك الحَاجَة َ ممنُوعَة ً
قد أُدْرِك الحَاجَة َ ممنُوعَة ً
رقم القصيدة : 8846
-----------------------------------
قد أُدْرِك الحَاجَة َ ممنُوعَة ً
وتُولَعُ النَّفْسُ بما لاَتَنَال
والهم ما أمسكته في الحشا
دَاءٌ وبعض الداء لا يُسْتَقال
فَاحتملَ الهَمَّ على عَاتقٍ
إن لم تساعفك العلندى الجلال
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لما رأيتُ الحظ حظ الجاهل
لما رأيتُ الحظ حظ الجاهل
رقم القصيدة : 8847
-----------------------------------
لما رأيتُ الحظ حظ الجاهل
ولم أَر المَغْبُونَ غيرَ العَاقِلِ
رَحَّلْتُ عَنْساً من شرَابِ بَابِلِ
فبتُّ من عقلي عَلى مرَاحِلِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قَدْ تخلَّلْتَ مسلكَ الروح مِنِّي
قَدْ تخلَّلْتَ مسلكَ الروح مِنِّي
رقم القصيدة : 8848
-----------------------------------
قَدْ تخلَّلْتَ مسلكَ الروح مِنِّي
ولذا سمي الخليلُ خليلا
فإِذَا ما انَطقْتُ كنْتَ حديثي
وإذا ما سكت كنتَ الغليلا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ماذا منيتُ بغزالٍ له عنقٌ
ماذا منيتُ بغزالٍ له عنقٌ
رقم القصيدة : 8849
-----------------------------------
ماذا منيتُ بغزالٍ له عنقٌ
كنقنقِ الدو إن ولى وإن مثلا
عنق الزرافة ما بالي وبالكم
تكفرون رجالاً كفروا رجلا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> زني القوم حتى تعرفي عند زونهم
زني القوم حتى تعرفي عند زونهم
رقم القصيدة : 8850
-----------------------------------
زني القوم حتى تعرفي عند زونهم
إذا رفع الميزان كيف أميلُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> شفاء العمى طولُ السؤالِ وإنما
شفاء العمى طولُ السؤالِ وإنما
رقم القصيدة : 8851
-----------------------------------
شفاء العمى طولُ السؤالِ وإنما(93/362)
تَمَامُ العَمَى طُولُ السكوت على الجَهْلِ
فكُنْ سائلاً عما عَنَاك فإِنما
دعيتَ أخا عقل لتبعثَ بالعقلِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ومَا النَّاسُ إِلاَّ صاحباكَ فمنهم
ومَا النَّاسُ إِلاَّ صاحباكَ فمنهم
رقم القصيدة : 8852
-----------------------------------
ومَا النَّاسُ إِلاَّ صاحباكَ فمنهم
سخيٌّ ومغْلُولُ اليدينِ من البُخْلِ
فسامح يداً ما أمكنتك فإنها
تُقِلُّ وتُثْرِي والعَواذِلُ في شُغْل
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إِذَا لَم أرِدْ تَعْجِيل حَاجَة ِ صاحِبٍ
إِذَا لَم أرِدْ تَعْجِيل حَاجَة ِ صاحِبٍ
رقم القصيدة : 8853
-----------------------------------
إِذَا لَم أرِدْ تَعْجِيل حَاجَة ِ صاحِبٍ
منعتُ وبعضُ المنع خيرٌ من المطل
وعدت ولم تكره وأخلفت طائعاً
لعمْرِي لقد بَالَغْتَ في البُخْل والجَهْل
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قُرْبُ دَارِ الحبيب قُرَّة ُ عَيْنٍ
قُرْبُ دَارِ الحبيب قُرَّة ُ عَيْنٍ
رقم القصيدة : 8854
-----------------------------------
قُرْبُ دَارِ الحبيب قُرَّة ُ عَيْنٍ
وكأن البعاد في القلب ثكلُ
إِنَّ مَوْتَ الذِي يموت من الحُـ
ب عفيفاً لهُ على الناس فضل
العصر العباسي >> بشار بن برد >> فَضَحَتْ جُودَهَا بطُولِ مَطَالٍ
فَضَحَتْ جُودَهَا بطُولِ مَطَالٍ
رقم القصيدة : 8855
-----------------------------------
فَضَحَتْ جُودَهَا بطُولِ مَطَالٍ
حالفتهُ وآفة ُ الجودِ مطل
هي فِي قلْبِهِ وبيْن يَدَيْهِ
ومع النجم بذلها كيفَ يسلو
العصر العباسي >> بشار بن برد >> خليلي إن الموت ليس بناهلِ
خليلي إن الموت ليس بناهلِ
رقم القصيدة : 8856
-----------------------------------
خليلي إن الموت ليس بناهلِ
وليس الذي يهدي المنايا بغافلِ
خليلي يفني الموتُ كل قبيلة ٍ
وما أنا إلا في سبيل القبائل
فروحا علَى مَالي كُلاَ من فُضُولِهِ
فما تجمعُ الأموالُ إلا لآكل(93/363)
إذا أنا لم أنفع بجاهي ولم أجد
بماليَ طالتني يَدُ المتطاول
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إذا المرءُ لم يفضل وقام بكلهِ
إذا المرءُ لم يفضل وقام بكلهِ
رقم القصيدة : 8857
-----------------------------------
إذا المرءُ لم يفضل وقام بكلهِ
فليسَ به بأسٌ وليس بكامل
وإن كان ذا فضل وقامَ بكلهِ
فسام به أهل العلا والفضائل
وإن كان لا فضلٌ ولم يغنِ كلهُ
فناد به في الناس هل من منازل
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ومِثلِك قد سيَّرْتُهُ بقصيدة ٍ
ومِثلِك قد سيَّرْتُهُ بقصيدة ٍ
رقم القصيدة : 8858
-----------------------------------
ومِثلِك قد سيَّرْتُهُ بقصيدة ٍ
فسار ولم يبرح عراص المنازلِ
رَمَيْتُ بِهِ شَرْقاً وَغَرْباً فأصْبَحَتْ
به الأرض ملأَى من مقيم وراحلِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> حَذَفَ المِنى عَنهُ المُشَمِّرُ في الهُدى ،
حَذَفَ المِنى عَنهُ المُشَمِّرُ في الهُدى ،
رقم القصيدة : 8859
-----------------------------------
حَذَفَ المِنى عَنهُ المُشَمِّرُ في الهُدى ،
وَأرَى مُنَاكَ طَويلَة َ الأذْيالِ
والموتُ يقطعُ حيلة المحتال
قِسْتَ السّؤالَ، فكانَ أعظَم قيمة ً
من كل عارفة ٍ جرت بسؤال
فإذا ابتليت ببذل وجهك سائلا
فابذلهُ للمتكرمِ المفضال
وإذا خشيتَ تعذراً في بلدة ٍ
فاشدد يديك بعاجل الترحالِ
واصبر على غير الزمان فإنما
فرجُ الشدائدِ مثلُ حل عقال
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وشخصٍ طيب الأردا
وشخصٍ طيب الأردا
رقم القصيدة : 8860
-----------------------------------
وشخصٍ طيب الأردا
ن لا تعرفُ أمثاله
بَكى جُوعاً وِشَاحاه
وقد أشبع خلخاله
أتانا يحملُ الشوق
وما يحْمِلُ أَوْصَالَهْ
قتَلْتُ السِّرَّ كتماناً
وَقَتْلُ السرِّ أبْقَى لَهْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وأرضٍ تهب الريح فيها مريضة ً
وأرضٍ تهب الريح فيها مريضة ً
رقم القصيدة : 8861
-----------------------------------(93/364)
وأرضٍ تهب الريح فيها مريضة ً
حسورٍ لطرف الناظر المتأملِ
إِذا احْتَرَقَتْ مَجَّت سَراباً كأنَّه
من المنظرِ الأَعْلَى مُلاَءُ الغَوَاسِل
العصر العباسي >> بشار بن برد >> دعيني أَصِبْ من مُتْعَة ٍ قَبْلَ رَقْدَة
دعيني أَصِبْ من مُتْعَة ٍ قَبْلَ رَقْدَة
رقم القصيدة : 8862
-----------------------------------
دعيني أَصِبْ من مُتْعَة ٍ قَبْلَ رَقْدَة
تكاد لها نفس الشقيق تزولُ
وإني لآتي الأمر أعرفُ غيه
مِرَاراً وحِلْمِي في الرِّجَالِ أَصِيلُ
ولمّا رأيت الدار وحشاً بها المَهَا
ترودُ وخيطان النعام تجولُ
ذَكَرْتُ بها عَيْشاً فقلتُ لِصَاحِبِي
كأن لم يكن ماكان حِينَ يَزُولُ
وما حاجتي لو ساعد الدهرُ بالمنى
كعابٌ عليها لؤلؤٌ وشكول
بَدَا ليَ أَنَّ الدهر يَقْدَحُ في الصفا
وأَنَّ بَقَائِي إن حَيِيتُ قليل
فعش خائفاً للموت أو غير خائف
على كل نفس للحمام دليل
خليلك ما قدمتَ من عمل التقى
وليس لأيام المنون خليل
أقولُ لقلبي وهْو يَرنُو إِلى الصِّبا
عَلاَم التصابي والحوادثُ غُول
لعلَّك ترجو أن تَعِيشَ مُخَلَّدا
أَبى ذَاكَ شُبَّانٌ لنا وكُهُول
العصر العباسي >> بشار بن برد >> كيف يَبْكِي لِمحْبَسٍ في طُلُول
كيف يَبْكِي لِمحْبَسٍ في طُلُول
رقم القصيدة : 8863
-----------------------------------
كيف يَبْكِي لِمحْبَسٍ في طُلُول
من سيقضي لحبس يوم طويل
إِنَّ في الحشر والحسابِ لشُغلاً
عن وقوفٍ بكل رسمٍ محيل
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وإذا المطي سبحن في أعطافه
وإذا المطي سبحن في أعطافه
رقم القصيدة : 8864
-----------------------------------
وإذا المطي سبحن في أعطافه
فَات المَطيَّ بكاهل وتَلِيل
فكأنه والناعجات يردنهُ
قدح يطلع من قداحِ مجيل
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يكون الخال في خد نقي
يكون الخال في خد نقي
رقم القصيدة : 8865
-----------------------------------
يكون الخال في خد نقي(93/365)
فَيُكْسِبُهُ المَلاَحَة َ والجمَالا
ويُؤنقه لأَعْيُنِ مُبصريه
فكيفَ إِذا رأيتَ اللونَ خالا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وللدهر أيام قصار إذا سرت
وللدهر أيام قصار إذا سرت
رقم القصيدة : 8866
-----------------------------------
وللدهر أيام قصار إذا سرت
بخير ويوم الحزن منه طويل
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا من بِرَائق ريقه يُحيي الورى
يا من بِرَائق ريقه يُحيي الورى
رقم القصيدة : 8867
-----------------------------------
يا من بِرَائق ريقه يُحيي الورى
وبسحر عينيه النَّوَاعِسِ يَقْتُلُ
من سحر عينيك المهاة ُ تعلمت
وكذلك الغزلان منها تغزل
العصر العباسي >> بشار بن برد >> كفى حزنا أن الجواد مقترٌ
كفى حزنا أن الجواد مقترٌ
رقم القصيدة : 8868
-----------------------------------
كفى حزنا أن الجواد مقترٌ
عليه ولا معروف عند بخيل
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قل للأمير إذا نزلت به
قل للأمير إذا نزلت به
رقم القصيدة : 8869
-----------------------------------
قل للأمير إذا نزلت به
إِن المَبَاجِلَ ذَمُّها عجِل
بئسَ المروءة ُ من ذوي حسب
جاعت قرابتهم وقد ثملوا
شبعُ الأمير وجوعُ صاحبه
عارُ الحياة فأطعموا وكلوا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إني لأكتمُ في الحشا حباً لها
إني لأكتمُ في الحشا حباً لها
رقم القصيدة : 8870
-----------------------------------
إني لأكتمُ في الحشا حباً لها
لو كانَ أصبَحَ فوقَها لأظلَّهَا
ويَبيتُ بينَ جوانحي وجدٌ بِها
لو بات تحت فراشها لأقلها
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إنّ التي زعَمَت فؤادَكَ ملَّها
إنّ التي زعَمَت فؤادَكَ ملَّها
رقم القصيدة : 8871
-----------------------------------
إنّ التي زعَمَت فؤادَكَ ملَّها
خلقت هواكَ كما خلقت هوى لها
بيضاءُ باكَرَها النعيمُ فَصاغَهَا
بِلُبَانة ٍ فأرَقَّها وأجَلّهَا
حجبت تحيتها فقلتُ لصاحبي
ما كان أكثرها لنا وأقلها(93/366)
وإِذا وجَدْتُ لها وساوِسَ سلوة ٍ
شَفَعَ الضميرُ لها إليَّ فسلَّها
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لمروانٍ مواعدُ كاذباتٍ
لمروانٍ مواعدُ كاذباتٍ
رقم القصيدة : 8872
-----------------------------------
لمروانٍ مواعدُ كاذباتٍ
كما برق الحياءُ وما استهلا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قل لشهر الصيام أنحلتَ جسمي
قل لشهر الصيام أنحلتَ جسمي
رقم القصيدة : 8873
-----------------------------------
قل لشهر الصيام أنحلتَ جسمي
إنّ ميقاتَنا طُلوعُ الهِلالِ
اجهد الآنَ كلَّ جَهدِكَ فينا
سترى ما يكونُ في شوّالِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لي حيلة ٌ في من ينمُّ
لي حيلة ٌ في من ينمُّ
رقم القصيدة : 8874
-----------------------------------
لي حيلة ٌ في من ينمُّ
وليسَ في الكذّاب حِيله
من كان يحلفُ ما يقو
لُ فحيلتي فيهِ قليله
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ويسبق إنجازه وعده
ويسبق إنجازه وعده
رقم القصيدة : 8875
-----------------------------------
ويسبق إنجازه وعده
وليس يحيل على باطل
يرى أنه أبخل الباخليـ
ـن إِذا جاد بالروح للسائل
ومبتسم ضاحك وجهه
إِذا صال كل فتى باسل
ومستحقر معضلات الأمو
ر فلا يرجع الطرفَ عن هائل
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أقول إِذا قمت عن ظهره
أقول إِذا قمت عن ظهره
رقم القصيدة : 8876
-----------------------------------
أقول إِذا قمت عن ظهره
بنفسي من لا يخاف الحبل
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ونُبِّئْتُ قوْماً بهم جِنَّة ٌ
ونُبِّئْتُ قوْماً بهم جِنَّة ٌ
رقم القصيدة : 8877
-----------------------------------
ونُبِّئْتُ قوْماً بهم جِنَّة ٌ
يقولون من ذا وكنتُ العلم
ألا أيها السائلي جاهِدا
ليعْرِفَني أنا أَنْفُ الكَرَم
نَمَتْ في الكِرامِ بني عامِرٍ
فروعي وأصلي قريشُ العجمْ
فإنِّي لأغني مقام الفتى
وأُصْبي الفتاة َ فما تَعْتَصِمْ
وجارية ٍ خُلقت وحدها(93/367)
كأنَّ النساءَ لديها خَدَم
دوارُ العذراى إذا زرنها
أطفن بحوراء مثل الصَّنم
يظلن يمسِّحنَ أركانها
كما يُمْسحُ الحجرُ المُسْتَلَمْ
وبيضاءَ يضحكُ ماءُ الشِّبا
بِ في وجهها لك إذ تبتسم
ظَمِئْتُ إِلَيْها فلم تَسْقِني
بِرِيٍّ ولَم تشفني من سَقَمْ
وقالت هَوِيتَ فَمُتْ راشداً
كما مات عروة ُ غَمًّا بغَم
فلما رأيتُ الهوى قاتلي
ولستُ بِجارٍ ولا بابن عَم
دسَسْتُ إِليها أبا مِجْلَزٍ
وأيُّ فتى إِنْ أَصَاب اعتَزم
فما زال حتى أنابت له
فراحَ وحَلَّ لنا ما حَرُم
أصفراءُ ليس الفتى صخْرة ً
ولكنه نُصْبُ هَمٍّ وغم
صببت هواك على قلبه
فضاق وأعلن ما قد كتم
أَقُول لها حين قلَّ الثرَاءُ
وضَاق المرَادُ وأَوْدَى النَّعم
إذا ما افتقرتُ فأحيي السرى
إِلى ابن العَلاءِ طَبِيبِ العدَم
دعاني إلى عمرٍو جوده
وقولُ العشيرة بحرٌ خضم
ولولا الذي زعموا لم أكن
لأمدح ريحانة ً قبل شمّ
ألا أيها الطالبُ المبتغي
نُجُومَ السماءِ بسَعْيٍ أَمَمْ
سَمِعْتَ بمَكْرُمة ِ ابن العَلاَ
فَأنْشَأتَ تطلبُها لستَ ثمّ
إذا عرض اللهوُ في صدره
لَهَا بالعَطاء وضرْبِ البُهَم
يَلَذُّ العطاءَ وسفكَ الدما
ءِ ويغْدو على نِعمٍ أو نِقَم
فقل للخليفة إِن جئتَه
نصوحاً ولا خير في متهم
إذا أيقظتك حروبُ العدا
فنّبِّهْ لها عَمْراً ثُمّ نمْ
فتًى لا ينامُ على ثَأرِهِ
ولايَشْرَبُ الماء إِلا بِدَم
إذا ما غزا بشرت طيرهُ
بفتح وبشرنا بالنعم
إِذا قَال تمَّ على قوله
ومات العناءُ بلا أو نعم
وبعضُ الرجالِ بموعوده
قريبٌ وبالفعل تحت الرجم
كجاري السراب تَرى لَمْعَهُ
ولستَ بواجدِه عنْد كَم
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يطوفُ العفاة ُ بأبوابه
يطوفُ العفاة ُ بأبوابه
رقم القصيدة : 8878
-----------------------------------
يطوفُ العفاة ُ بأبوابه
كطوف الحجيج ببيت الحرم
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أبَى طَلَلٌ بِالجِزْعِ أَنْ يتكلما
أبَى طَلَلٌ بِالجِزْعِ أَنْ يتكلما(93/368)
رقم القصيدة : 8879
-----------------------------------
أبَى طَلَلٌ بِالجِزْعِ أَنْ يتكلما
وماذا عليه لو أجاب متيَّما
وبالفرع آثارٌ بقين وباللوى
ملاعبُ لا يُعرفن إلا توهُّما
إذا ما غضبنا غضبة ٍ مضرية ً
هَتَكْنَا حِجَابَ الشَّمْسِ أوْ تُمطِر
إذا ما أعرنا سيداً من قبيلة ٍ
ذُرَى مِنْبَرٍ صَلَّى علَينا وسَلَّما
وإنا لقومٌ ما تزالُ جيادنا
تساورُ ملكاً أو تناهبُ مغنما
خلقنا سماءً فوقنا بنجومها
سيوفا ونقعا يقبض الطرفَ أقتما
ومحبس يوم جرَّت الحربُ ضنكهُ
دنا ظلُّه واحمرّ حتى تحمَّما
تفوَّقتُ أخلاقَ الصِّبا وتقدَّمت
هموميَ حتَّى لم أجد متقدَّما
فهذا أوان استحيت النفسُ وارعوى
لِدَاتي وراجعتُ الذي كان أَقْوَمَا
ويومٍ كتنُّور الإماء سجرنه
وأوقدنَ فيه الجزل حتَّى تضرَّما
رميت بنفسي في أجيج سَمُومِه
وبالعيس حتى بضَّ منخرُها دمَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَبا مُسلمٍ ما طُولُ عَيْشٍ بِدَائمِ
أَبا مُسلمٍ ما طُولُ عَيْشٍ بِدَائمِ
رقم القصيدة : 8880
-----------------------------------
أَبا مُسلمٍ ما طُولُ عَيْشٍ بِدَائمِ
ولا سَالِمٌ عما قليلٍ بسالِم
على المَلِكِ الجَبَّارِ يَقْتَحِمُ الرَّدى
ويصرعهُ في المأزق المتلاحم
كَأنَّكَ لم تَسْمَع بقتل مُتَوَّج
عظيمٍ ولم تسمع بفتك الأعاجم
تَقَسَّمَ كسرى رَهْطُه بسيوفهم
وأَمسَى أبو العباس أَحلامَ نَائِم
وقد كان لا يَخْشَى انِقلابَ مَكِيدَة ٍ
عليه ولا جري النحوس الأشائم
مقيماً على اللذات حتى بدت له
وجوهُ المنايا حَاسِرَاتِ العَمَائِم
وقَد تَرِد الأَيامُ غُرًّا وربما
وردن كلوحاً باديات الشَّكائم-
ومروانُ قد دارت على رأسه الرَّحى
وكان لما أجْرَمْتَ نَزْرَ الجَرَائِم
فأصبحت تجري سادراً في طريقهم
ولاتتَّقي أَشباه تلك النَّقائِم
تجردت للإِسلام تَعْفُو سَبيله
وتُعْرِي مَطَاهُ لِليوثِ الضَّراغِم
فما زلتَ حتى استنصر الدينُ أهله
عليك فعادوا بالسيوف الصوارم(93/369)
فرم زوراً ينجيك يا ابن وشيكة ٍ
فلستَ بناج من مضيمٍ وضائم
لحَى اللَّه قوْماً رأَّسوك عليهمُ
وما زلْت مَرْؤوساً خبِيث الْمَطَاعِم
أقول لبسَّام عليه جلالة ٌ
غدا أريحيا عاشقاً للمكارم
من الهاشميين الدعاة ِ إلى الهدى
جِهاراً ومن يَهْدِيك مثلُ ابنُ هَاشم
سراجٌ لعين المستضيء وتارة ً
يكون ظلاماً للعدو المزاحم
إِذا بلغ الرأيُ المشورة فاسْتَعِن
بِرأي نصِيحٍ أونصِيحَة ِ حَازِمِ
ولا تَجْعل الشُّورَى عليك غَضَاضَة ً
مكانُ الخوَافِي قُوَّة ٌ لِلْقَوَادِم
وما خيْرُ كفٍّ أَمْسَك الغُلّ أخْتَها
وما خيْرُ سَيْفٍ لم يُؤَيَّدْ بِقائم
وخلِّ الهُويْنا للضَّعِيفِ ولاتكُنْ
نؤوماً فإنَّ الحزم ليس بنائم
وحارِبْ إِذا لم تُعْطَ إِلاَّ ظُلامَة ً
شَبا الحرب خيرٌ من قَبُول المظَالم
وأدن على القربى المقرَّبَ نفسه
ولا تشهدِ الشُّورى امرأً غيرَ كاتم
فإنك لا تَسْتَطْرِدُ الهَمِّ بالمُنى
ولا تبلغُ العليا بغيرِ المكارمِ
إذا كنتَ فرداً هرَّكَ القومُ مقبلاً
وإِن كنت أَدْنى لم تفُزْ بالعَزائِم
وما قرع الأقوام مثلُ مشيعٍ
أريبٍ ولا جلى العمى مثلُ عالمِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تَوَعَّدَني أبُو خَلَفٍ
تَوَعَّدَني أبُو خَلَفٍ
رقم القصيدة : 8881
-----------------------------------
تَوَعَّدَني أبُو خَلَفٍ
وعن أَوْتاره ناما
بسيفٍ لأبي صُفر
ة َ لا يقطع إبهاما
كأنَّ الوَرْسَ يَعْلُوه
إذا ما صدرهُ قاما
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا بنَ موسى ماذا يقول الإمام
يا بنَ موسى ماذا يقول الإمام
رقم القصيدة : 8882
-----------------------------------
يا بنَ موسى ماذا يقول الإمام
في فتاة ٍ في الْقلب منها أُوام
بِتُّ من حبها أوَقَّر بالكَأ
س ويهفو على فؤادي الهيام
وَيْحَها كَاعِباً تَدِلُّ بِجَهْمٍ
كَعْثَبِيٍّ كأنَّه حَمَّام
لم يَكُنْ بينها وبيني إلا
كُتُبُ العاشقين والأَحْلام
يا بنَ موسى اسقني ودع عنك سلمى(93/370)
إنَّ سلمى حمَّى وفيَّ احتشام
رب كأس كالسلسبيل تعللـ
تُ بها والأنام عني نيام
حُبِسَتْ للشُّراة ِ في بيتِ رأسٍ
عُتِّقتْ عانِساً عليها الخِتام
نَفَحَتْ نَفْحَة ً فهزَّتْ نديمي
بنسيمٍ وانْشَقَّ عنها الزُّكَامُ
وكأَنَّ المَعْلُولَ منها إِذا رَا
حَ شجٍ في لسانه بِرْسَام
صدمته الشَّمول حتى بعينيـ
ـه انكسارٌ وفي المفاصل خام
وهو باقي الإطرافِ حيَّتْ به الكأ
سُ وماتت أوصاله والكلام
وفتًى يشرَب المدامة َ بالما
ل ويمشي يرومُ ما لا يرام
أنْفَدَتْ كأسُه الدنانيرَ حتّى
ذهبَ العين واستمر السُّوام
تركته الصَّهباءُ يرنو بعين
نامَ إنسانها وليست تنام
حنَّ من شربة ٍ تُعلُّ بأخرى
وبكى حينَ سار فيه المُدام
كان لي صاحِباً فأودَى به الدهـ
ر وفارقته عليه السَّلام
بَقِيَ الناسُ بعد هُلْكِ نَدامَا
ي وقوعاً لم يشعروا ما الكلامُ
كجزور الأيسار لا كبدٌ فيـ
ـها لباغٍ ولا عليها سَنَام
يا بن موسى فقدُ الحبيب على العيـ
ن قذاة ٌ وفي الفؤاد سقامُ
كيف يَصْفُوا ليَ النعيم وَحِيداً
والأخلاَّء في المقابر هامُ
نَفِسَتْهُم عليَّ أمُّ المَنَايَا
فأنَامَتْهُمُ بعُنْفٍ فنامُوا
لا يغِيضُ انْسِجَامُ عيني عليْهمْ
إِنما غاية ُ الحزين السِّجَامُ
أرسل القصيدة إلى صديق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> سَترَى حَوْلَ سَريرِي
سَترَى حَوْلَ سَريرِي
رقم القصيدة : 8883
-----------------------------------
سَترَى حَوْلَ سَريرِي
حُسَّراً يَنْدُبْنَ لَطْما
يَا قَتِيلاً قَتَلَتْه
عَبْدَة ُ الحَوْرَاءُ ظُلْما
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ما قَام أَيْرُ حمار فامْتَلاَ شَبقاً
ما قَام أَيْرُ حمار فامْتَلاَ شَبقاً
رقم القصيدة : 8884
-----------------------------------
ما قَام أَيْرُ حمار فامْتَلاَ شَبقاً
إِلا تَحَرَّكَ عِرْقٌ في است تَسْنِيم
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا عَبْدَ قد طال المِطَال فأنْعِمِي(93/371)
يا عَبْدَ قد طال المِطَال فأنْعِمِي
رقم القصيدة : 8885
-----------------------------------
يا عَبْدَ قد طال المِطَال فأنْعِمِي
واشفِي فُؤَادَ فَتًى يَهيمُ مُتَيَّمِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عَبْدَ يا همتي عليكِ السَّلام
عَبْدَ يا همتي عليكِ السَّلام
رقم القصيدة : 8886
-----------------------------------
عَبْدَ يا همتي عليكِ السَّلام
فِيم يُجْفي حبيبُكِ المُسْتَهَامُ
نزلَ الحب منزلاً في فؤادي
وله فيه مجلسٌ ومقامُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وصافية ٍ تعشي العيون رقيقة
وصافية ٍ تعشي العيون رقيقة
رقم القصيدة : 8887
-----------------------------------
وصافية ٍ تعشي العيون رقيقة
رهينة عام في الدنان وعامِ
أَدرْنا بِها الكأسَ الرَّوِيَّة َ بيْنَنا
من الليل حتى انجابَ كل ظلامِ
فما ذرَّ قرْنُ الشمس حتَّى كأنّنا
من العيِّ نحكي أحمد بن هشامِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ما زال ما منَّيتني من همِّي
ما زال ما منَّيتني من همِّي
رقم القصيدة : 8888
-----------------------------------
ما زال ما منَّيتني من همِّي
الوعدُ غمُّ فاسترحْ من غمِّي
إن لم تردْ مدحي فراقب ذمِّي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وبكرٍ كنوَّارِ الربيع حديثُها
وبكرٍ كنوَّارِ الربيع حديثُها
رقم القصيدة : 8889
-----------------------------------
وبكرٍ كنوَّارِ الربيع حديثُها
تَرُوقُ بوَجْهٍ واضح وقَوَامِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أنت أنفُ الجودِ إن زايلته
أنت أنفُ الجودِ إن زايلته
رقم القصيدة : 8890
-----------------------------------
أنت أنفُ الجودِ إن زايلته
عطس الجُودُ بأنْفٍ مُصْطلم
العصر العباسي >> بشار بن برد >> رأيتُ السُّهيلينِ استوى الجودُ فيهما
رأيتُ السُّهيلينِ استوى الجودُ فيهما
رقم القصيدة : 8891
-----------------------------------
رأيتُ السُّهيلينِ استوى الجودُ فيهما(93/372)
على بعد ذا من ذاك في حكم حاكمِ
سُهْيلُ بنُ عثمانَ يجودُ بماله
كما جاد بالوجعا سهيل بنُ سالمِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> رضِيتُ الهَوَى إِذْ حلَّ بي مُتخَيِّراً
رضِيتُ الهَوَى إِذْ حلَّ بي مُتخَيِّراً
رقم القصيدة : 8892
-----------------------------------
رضِيتُ الهَوَى إِذْ حلَّ بي مُتخَيِّراً
نديماً وما غيري له من ينادمهْ
أعاطِيه كَأْسَ الصَّبْر بيني وبينه
يقاسمُنِيها مرَّة ً وأقاسِمُهْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> متى يبلغُ البنيانُ يوماً تمامه
متى يبلغُ البنيانُ يوماً تمامه
رقم القصيدة : 8893
-----------------------------------
متى يبلغُ البنيانُ يوماً تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرُك يهدم
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تبوحُ بسرِّكَ ضيقاً بهِ
تبوحُ بسرِّكَ ضيقاً بهِ
رقم القصيدة : 8894
-----------------------------------
تبوحُ بسرِّكَ ضيقاً بهِ
وتبغِي لسِرِّكَ مَن يكْتُمُ
وكتمانُك السِّرَّ عمن تخا
فُ ومن لا تخَوَّفُهُ أَحْزَمُ
إذا ضاع سرُّك من مخبرٍ
فأنتَ إذا لمتهُ ألومُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إِنْ كُنْتَ حاولتَ هَوَاناً فما
إِنْ كُنْتَ حاولتَ هَوَاناً فما
رقم القصيدة : 8895
-----------------------------------
إِنْ كُنْتَ حاولتَ هَوَاناً فما
هُنْتُ وما في الهُونِ لي من مُقَامْ
فِي النَّاس أبْدَالٌ وَلِي مَزْحَلٌ
عن منزل ناءٍ ومرعى ً وخامْ
لا نائلٌ منكَ ولا موعدٌ
ولا رسولٌ فعليكَ السلامْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> على النَّفسِ مِنْ عَيْنِهَا شَاهِدٌ
على النَّفسِ مِنْ عَيْنِهَا شَاهِدٌ
رقم القصيدة : 8896
-----------------------------------
على النَّفسِ مِنْ عَيْنِهَا شَاهِدٌ
فَكَاتِمْ حَدِيثَكَ أو نُمَّه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تَتَابَعُ نحْوَ داعِيها سِرَاعاً
تَتَابَعُ نحْوَ داعِيها سِرَاعاً
رقم القصيدة : 8897
-----------------------------------(93/373)
تَتَابَعُ نحْوَ داعِيها سِرَاعاً
كما نثرَ الفريدُ من النِّظام
العصر العباسي >> بشار بن برد >> بدا لك ضوءُ ما احتجبت عليه
بدا لك ضوءُ ما احتجبت عليه
رقم القصيدة : 8898
-----------------------------------
بدا لك ضوءُ ما احتجبت عليه
بدوِّ الشمسِ من خلل الغمام
العصر العباسي >> بشار بن برد >> والجَدُّ ليس بزائد في رزق مَنْ
والجَدُّ ليس بزائد في رزق مَنْ
رقم القصيدة : 8899
-----------------------------------
والجَدُّ ليس بزائد في رزق مَنْ
يسعى وليس بنائم عن نائم
ويموت راعي الضأنِ عند ثُمامهِ
موتَ الطبيب الفيلسوف العالمِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وسهِرْتُمُ في المكرمات وكَسْبِها
وسهِرْتُمُ في المكرمات وكَسْبِها
رقم القصيدة : 8900
-----------------------------------
وسهِرْتُمُ في المكرمات وكَسْبِها
سَهَراً بغير هَوًى وغير سقَامِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> طَرَقَتْنا ذاتُ البَنَانِ الأَحَمِّ
طَرَقَتْنا ذاتُ البَنَانِ الأَحَمِّ
رقم القصيدة : 8901
-----------------------------------
طَرَقَتْنا ذاتُ البَنَانِ الأَحَمِّ
حبَّذا النَّومُ للخيال الملمِّ
وحديثٍ نمى إليها فلم تر
قُبْ بياناً وباطِلُ القول يَنْمِي
لو سقتني سمّاً لقلتُ دعوها
لا يضرُّ الحوارَ وطأة ُ أمِّ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وقوْمٍ ينظرون إِليَّ شَزْرا
وقوْمٍ ينظرون إِليَّ شَزْرا
رقم القصيدة : 8902
-----------------------------------
وقوْمٍ ينظرون إِليَّ شَزْرا
كَأنَّ كُلُومَهم مني دوامِ
سيجدي حلمهم أو ينكروني
فإِنَّ تَقَدُّمي قبلَ انتقامي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> نهاني أميرُ المؤمنين عن الصِّبا
نهاني أميرُ المؤمنين عن الصِّبا
رقم القصيدة : 8903
-----------------------------------
نهاني أميرُ المؤمنين عن الصِّبا
فدون الغواني عومة ٌ لا أعومها
أغيدَ مطرابِ العشيَّات مرعشٌ(93/374)
من الخمْرِ لا يَلْقاكَ إِلا نَدِيمُها
كررنا أحاديثَ الزمان الذي مضى
فلذَّ لنا محمودُها وذميمها
فوالله ما أدري أقضى لبانة ً
من الصَّحوِ أم ولَّى بنفسٍ يلومها
وإِني لفيَّاضُ اليدين على الغِنى
وفي الفقر عفّ النّفس عما يذيمها
وإِنّي لمَخْشِيُّ العُرَام وربما
صفحتُ عن العوراء بادٍ شكيمها
إذا ما وَلِيّ العَهد قَضَّى لُبانتي
وقفُ بأخرى عنده أستديمها
فِدًى لك ما أَلْقَتْ إِليكَ مَطيتي
إذا فتنة ٌ قامت وقام زعيمها
تقلَّبتَ في بيت النبوءة يافعاً
وخِرْقاً وَمعْقُوداً عليك تمِيمُها
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ووَطِئتُ أرْدِيَة َ الفتُوَّة ِ كُلَّها
ووَطِئتُ أرْدِيَة َ الفتُوَّة ِ كُلَّها
رقم القصيدة : 8904
-----------------------------------
ووَطِئتُ أرْدِيَة َ الفتُوَّة ِ كُلَّها
وفضضت خاتَمَ طِينها المَخْتُوما
وصحوت إلاَّ من لقاء محدثٍ
حسنِ الحديثِ يزيدني تعليما
إن الوَقَارَ وما تَرَى بمَفَارِقِي
صَرَف الغَوَايَة فَانْصَرَفَتُ كرِيما
وحَلُمْتُ بعد جهَالة ٍ فَهجَرتَنِي
غَضَباً عليَّ بأنْ رَجعْتُ حَلِيما
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا أبا الفَضْلِ لا تنمْ
يَا أبا الفَضْلِ لا تنمْ
رقم القصيدة : 8905
-----------------------------------
يَا أبا الفَضْلِ لا تنمْ
وقع الذِّئبُ في الغنم
إن حمَّادَ عجردٍ
إن رأى غفلة ً هجمْ
بين فخذيه حربة ٌ
في غلافٍ من الأدم
إن خلا البيت ساعة ً
مجمجَ الميمَ بالقلم
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وصاحبٍ نافع لي طولُ صحبته
وصاحبٍ نافع لي طولُ صحبته
رقم القصيدة : 8906
-----------------------------------
وصاحبٍ نافع لي طولُ صحبته
لا يَنَفعُ الدَّهْرَ إِلا وهو محْمُومُ
تأتيك في نافضِ الحمَّى مكارمه
وإِنْ أَفاق بَدَا في وجْهِه اللوم
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وعِيُّ الفعَالِ كَعِيّ المَقالِ
وعِيُّ الفعَالِ كَعِيّ المَقالِ
رقم القصيدة : 8907(93/375)
-----------------------------------
وعِيُّ الفعَالِ كَعِيّ المَقالِ
وفي الصَّمْت عِيّ كَعيِّ الكَلِمْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أُنْسٌ غرِائِرُ ما هَمَمْنَ بِرِيبَة ٍ
أُنْسٌ غرِائِرُ ما هَمَمْنَ بِرِيبَة ٍ
رقم القصيدة : 8908
-----------------------------------
أُنْسٌ غرِائِرُ ما هَمَمْنَ بِرِيبَة ٍ
كظباءِ مكة ِ صيدهنَّ حرامُ
يُحْسَبْنَ من لِين الحدِيثِ زوانِياً
ويصدهنَّ عن الخنا الإسلامُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يزْدَحِم الناسُ على بَابِه
يزْدَحِم الناسُ على بَابِه
رقم القصيدة : 8909
-----------------------------------
يزْدَحِم الناسُ على بَابِه
والمَوْرِدُ العَذْبُ كثِيرُ الزِّحامْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إذا ابتسمتْ جادت جفوني بوابلٍ
إذا ابتسمتْ جادت جفوني بوابلٍ
رقم القصيدة : 8910
-----------------------------------
إذا ابتسمتْ جادت جفوني بوابلٍ
من الغَيْثِ أَجْرَتهُ بُرُوقُ المَبَاسِم
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أيشتمُ عِرضي الباهليُّ بعرضه
أيشتمُ عِرضي الباهليُّ بعرضه
رقم القصيدة : 8911
-----------------------------------
أيشتمُ عِرضي الباهليُّ بعرضه
لعمرك إني بعدها لمشتَّمُ
أليس من أشراطِ القيامة أن يرى
كَرِيمٌ يُلاحِيهُ لئِيمٌ مُذَمَّمُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ولن تبلغَ العليا بغير الدراهم
ولن تبلغَ العليا بغير الدراهم
رقم القصيدة : 8912
-----------------------------------
ولن تبلغَ العليا بغير الدراهم
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَفيضَا دماً إِنَّ الرزايَا لها قِيَمْ
أَفيضَا دماً إِنَّ الرزايَا لها قِيَمْ
رقم القصيدة : 8913
-----------------------------------
أَفيضَا دماً إِنَّ الرزايَا لها قِيَمْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وأفْسى من الظَّرْبَانِ في ليلة ِ الكَرَى
وأفْسى من الظَّرْبَانِ في ليلة ِ الكَرَى
رقم القصيدة : 8914(93/376)
-----------------------------------
وأفْسى من الظَّرْبَانِ في ليلة ِ الكَرَى
وأخلفُ من صقرٍ وإن كان قد طعِمْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إذا أكره الخطيّ فينا وفيهم
إذا أكره الخطيّ فينا وفيهم
رقم القصيدة : 8915
-----------------------------------
إذا أكره الخطيّ فينا وفيهم
جرى ماؤه في لامنا وتحطما
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَبا أحمد طال انتظاري ثلاثة ً
أَبا أحمد طال انتظاري ثلاثة ً
رقم القصيدة : 8916
-----------------------------------
أَبا أحمد طال انتظاري ثلاثة ً
ووعدُك داء مثل داء المبلسم
أرحني بيأس أو بتعجيل حاجة
وأيتَ بها ليس الندى بمحرم
وإلا فبين لي بها وجه مخرج
كَفى ببيان من فصيح وأَعجم
ولا تك العذراء يوم نكاحها
إِذا استوذنت في نفسها لم تكلم
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إِن النساء مضيئات ظواهرُها
إِن النساء مضيئات ظواهرُها
رقم القصيدة : 8917
-----------------------------------
إِن النساء مضيئات ظواهرُها
لكن بواطنها ظُلم وإِظلام
كالدهر في صرفه سقم وعافية
وكالزمان له بؤس وإِنعام
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وكل موجود إِذا ما نأى
وكل موجود إِذا ما نأى
رقم القصيدة : 8918
-----------------------------------
وكل موجود إِذا ما نأى
من أنا أهواه فمعدوم
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وذَات دَلٍّ كانَّ البدر صورتُها
وذَات دَلٍّ كانَّ البدر صورتُها
رقم القصيدة : 8919
-----------------------------------
وذَات دَلٍّ كانَّ البدر صورتُها
باتت تغنِّي عميدَ القلب سكرانا
إِنَّ العيونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
فقُلْتُ أحسنْتِ يا سؤْلي ويا أَمَلِي
فأسمعيني جزاكِ الله إحسانا
يا حبذا جبلُ الرَّيَّان من جبل
وحبذا ساكن الريان مَنْ كانا
قالت فَهَلاَّ فدَتْكَ النفس أَحْسنَ مِن
هذا لمن كان صبّ القلبِ حيرانا
ياقومِ أذْنِي لِبْعضِ الحيِّ عاشقة ٌ(93/377)
والأُذْنُ تَعْشَقُ قبل العَين أَحْيانا
فقلتُ أحسنتِ أنتِ الشمسُ طالعة ٌ
أَضرمتِ في القلب والأَحشاءِ نِيرانا
فأسمعيني صوتاً مطرباً هزجاً
يزيد صبًّا محبّاً فيك أشجانا
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُفَّاحاً مُفَلَّجَة ً
أوْ كُنْتُ من قُضُبِ الرَّيحان رَيْحَانا
حتّى إِذا وَجَدَتْ ريحي فأعْجَبَها
ونحنُ في خَلْوة ٍ مُثِّلْتُ إِنسانا
فحرَّكتْ عُودَها ثم انثنَتْ طَرَباً
تشدو به ثم لا تخفيه كتمانا
أصْبحْتُ أَطْوَعَ خلق اللَّه كلِّهِمِ
لأَكْثَرِ الخلق لي في الحُبّ عِصيانا
فَقُلت: أَطربْتِنا يا زيْنَ مجلسنا
فهاتِ إنك بالإحسان أولانا
لوْ كنتُ أعلَمُ أَن الحُبَّ يقتلني
أعددتُ لي قبلَ أن ألقاكِ أكفانا
فَغنَّت الشَّرْبَ صَوْتاً مُؤْنِقاً رَمَلاً
يُذْكِي السرور ويُبكي العَيْنَ أَلْوَانا
لا يقْتُلُ اللَّهُ من دامَتْ مَودَّتُه
واللَّهُ يقتل أهلَ الغدر أَحيانا
لا تعذلوني فإنّي من تذكرها
نشوانُ هل يعذل الصاحونَ نشوانا
لم أدر ما وصفها يقظان قد علمت
وقد لهوتُ بها في النومِ أحيانا
باتت تناولني فاهاً فألثمهُ
جنيّة زُوجت في النوم إنسانا
أرسل القصيدة إلى صديق
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أمثلُ بني مضرٍ وائلٌ
أمثلُ بني مضرٍ وائلٌ
رقم القصيدة : 8920
-----------------------------------
أمثلُ بني مضرٍ وائلٌ
فقدتك من فاخرٍ ما أجنْ
أفي النوم هذا أَبا مُنْذِرٍ
فخيراً رأَيتَ وخيراً يَكُنْ
رأيتك والفخرَ في مثلها
كعاجنة ٍ غيرَ ما تطَّحنْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ودعجاءِ المحاجرِ من معدٍّ
ودعجاءِ المحاجرِ من معدٍّ
رقم القصيدة : 8921
-----------------------------------
ودعجاءِ المحاجرِ من معدٍّ
كأنَّ حديثها ثمَرُ الجِنَان
إِذَا قَامَتْ لمَشْيَتِها تَثَنَّتْ
كَأَنَّ عِظَامَها من خَيْزُرَانِ
ينسِّيكَ المنى نظرٌ إليها
ويصرفُ وجهها وجه الزمانِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ربَّما يثْقُل الجَليسُ وإِن كا(93/378)
ربَّما يثْقُل الجَليسُ وإِن كا
رقم القصيدة : 8922
-----------------------------------
ربَّما يثْقُل الجَليسُ وإِن كا
ن خفيفاً في كِفَّة ِ المِيزَانِ
ولقد قلت إذ أطلَّ على القود
مِ ثقيلٌ يُربي على ثهلانِ
كيفَ لا تحملُ الأمانة أرضٌ
حملت فوقها أبا سفيانِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وغادة ٍ سوداء برَّاقة ٍ
وغادة ٍ سوداء برَّاقة ٍ
رقم القصيدة : 8923
-----------------------------------
وغادة ٍ سوداء برَّاقة ٍ
كالمَاءِ في طِيبٍ وفي لين
كأنَّها صيغت لمن نالها
من عَنْبَرٍ بالمِسْكِ معْجُونِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> شطَّ بسلمى عاجلُ البينِ
شطَّ بسلمى عاجلُ البينِ
رقم القصيدة : 8924
-----------------------------------
شطَّ بسلمى عاجلُ البينِ
وجاورتْ أُسد بني القين
ورنَّت النَّفسُ لها رنَّة ً
كَادَتْ لَهَا تَنْشَقُّ نِصْفَيْن
يا ابنة َ من لا أشتهي ذكره
أخشى عليه علقَ الشينِ
واللَّهِ لَوْ أَلْقَاك لا أَتقِي
عيْناً لَقبَّلتُك أَلْفيْن
طالبتها ديني فراغت به
وعَلَّقتْ قلبي مع الدَّيْن
فَصِرْتُ كالعَيْر غَدَا طَالِباً
قرْناً فلم يَرْجعْ بأذْنَيْنِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> دعا بفراق من تهوى أبانُ
دعا بفراق من تهوى أبانُ
رقم القصيدة : 8925
-----------------------------------
دعا بفراق من تهوى أبانُ
ففاضَ الدَّمعُ واحترق الجنانُ
كأنَّ شرارة ً وقعت بقلبي
لها في مقلتي ودمي استنانُ
إِذا أَنْشدْتُ أو نسمَتْ عليها
رِيَاحُ الصَّيْف هاجَ لها دُخان
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إن أُمس منقبضَ اليدين عن الغنى
إن أُمس منقبضَ اليدين عن الغنى
رقم القصيدة : 8926
-----------------------------------
إن أُمس منقبضَ اليدين عن الغنى
وعن العَدُوِّ مُخَيَّسَ الشَّيْطان
فلقدْ أَرُوح على اللِّئَامِ مُسَلَّطا
ثَلِجَ المقِيل مُنعم النَّدْمانِ
في ظِلِّ عَيْش عشِيرة ٍ مَحْمُودَة ٍ(93/379)
تندى يدي ويخافُ فرطُ لساني
أَزْمَانَ جِنِّيُّ الشَّبابِ مُطَاوِعٌ
وإذ الأميرُ عليَّ من حرَّانِ
رِيمٌ بأحْوِيَة ِ العِراقِ إِذا بَدَا
بَرَقَتْ عليه أَكِلَّهُ المَرْجانِ
فاكحلْ بعبدة َ مقلتيك من القذى
وبوشكِ رؤيتها من الهملانِ
فلقربُ من تهوى وأنت متيَّمٌ
أشفى لدائكَ من بني مروان
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وقائلٍ هاتِ شوقنا فقلت لهُ
وقائلٍ هاتِ شوقنا فقلت لهُ
رقم القصيدة : 8927
-----------------------------------
وقائلٍ هاتِ شوقنا فقلت لهُ
أَنائِمٌ أَنْت يَا عمْرو بن سَمَّان
أَمَا سمِعتَ بما قد شاع في مُضَرٍ
وفي الحليفين من نجدٍ وقحطانِ
قال الخليفة ُ لا تنسبْ بجارية ٍ
إيَّاك إيَّاك أن تشقى بعصيانِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> نَظَرَتْ عَيْنِي لِحيْنِي
نَظَرَتْ عَيْنِي لِحيْنِي
رقم القصيدة : 8928
-----------------------------------
نَظَرَتْ عَيْنِي لِحيْنِي
نظراً وافق شيني
سَتَرَتْ لَمَّا رأَتْنِي
دونه بالرَّاحتينِ
فبدتْ منه فضول
لن توارى باليدينِ
فانثَنَتْ حتى تَوَارَى
بين طي العكنتين
فتمنَّيتُ وقلبي
للْهَوَى في زفرتين
أنَّني كنت عليه
سَاعَة ً أو سَاعَتَيْن
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أُمامَة ُ قد وُصِفت لنا بحُسْنٍ
أُمامَة ُ قد وُصِفت لنا بحُسْنٍ
رقم القصيدة : 8929
-----------------------------------
أُمامَة ُ قد وُصِفت لنا بحُسْنٍ
وإِنَّا لا نَرَاكِ فَالْمِسِينَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> خليفَة ٌ يزنِي بعَمَّاتِه
خليفَة ٌ يزنِي بعَمَّاتِه
رقم القصيدة : 8930
-----------------------------------
خليفَة ٌ يزنِي بعَمَّاتِه
يلعبُ بالدبوق والصَّولجانْ
أبْدَلَنا اللَّه به غَيْرَه
ودسَّ مُوسى في حِرِ الخَيْزُرَانْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> بَكَى حُرَيْبٌ فَوَقِّرْه بِتعْزِيَة ٍ
بَكَى حُرَيْبٌ فَوَقِّرْه بِتعْزِيَة ٍ
رقم القصيدة : 8931(93/380)
-----------------------------------
بَكَى حُرَيْبٌ فَوَقِّرْه بِتعْزِيَة ٍ
مات ابنُ نهيا وقد كانا شريكين
تَفَاوَضا حين شابا في نِسائهما
وحَلَّلاَ كلّ شيء بْين رِجْليْن
أَمْسى حُرَيْبٌ بما أَسْدَى له وغَدَا
كراكب اثنين يرجو قوة اثنين
حتَّى إذا أخذا في غير وجههما
تَفَرَّقا وهَوَى بين الطَّرِيقيْن
العصر العباسي >> بشار بن برد >> واللَّهِ لولا رِضى الخليفة ما
واللَّهِ لولا رِضى الخليفة ما
رقم القصيدة : 8932
-----------------------------------
واللَّهِ لولا رِضى الخليفة ما
أَعْطيتُ ضَيْماً عليَّ في شَجَن
ورُبَّما خِيرَ لابنِ آدَمَ في الـ
كرهِ وشقِّ الهوى على البدن
فاشرب على أبنة ِ الزَّمانِ فما
تلْقى زماناً صَفَا من الأُبَن
اللَّهُ يُعطِيك من فَواضِلِه
والمرءُ يُغْضِي عَيْناً عَلى الكُمَنِ
قدْ عِشْتُ بين الرَّيْحانِ والرَّاح والْـ
ـمِزْهرِ في ظِلِّ مجْلِسٍ حَسَنٍ
وقد مَلأتُ البِلادَ مابَيْن يعْبُو
رَ إلى القيروان فاليمنِ
شِعْراً تُصلي له العواتقُ والثِّيـ
ـبُ صلاة َ الغُواة ِ للْوَثَنِ
ثُم نَهَانِي المهْديُّ فانْصَرَفَتْ
نفسي صنيع الموفَّق اللَّقنِ
فالحمد للَّه لا شريك له
ليسَ بباقٍ شيءٌ على الزَّمنِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عتبتُ على الزَّمان وأيُّ حيٍّ
عتبتُ على الزَّمان وأيُّ حيٍّ
رقم القصيدة : 8933
-----------------------------------
عتبتُ على الزَّمان وأيُّ حيٍّ
من الأَحْيَاءِ أَعْتبَه الزمانُ
وآمنة ٍ من الحَدَثان تزْرِي
عليَّ وليسَ مِنْ حَدَثٍ أَمَانُ
وليْس بزائلٍ يرْمي ويُرْمَى
معانٌ مرَّة أو مستعانُ
متى تأبَ الكرامة من كريم
فما لَكَ عِنْدَه إِلا الهَوانُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> خليليَّ من كعبٍ أعينا أخاكما
خليليَّ من كعبٍ أعينا أخاكما
رقم القصيدة : 8934
-----------------------------------
خليليَّ من كعبٍ أعينا أخاكما
على دَهْرِهِ إنَّ الكريمَ مُعِينُ(93/381)
ولا تبخلا بخلَ ابنِ قزعة َ إنَّه
مَخافَة َ أَنْ يُرْجَى نَداهُ حَزينُ
فلم تلقهُ إلاَّ وأنتَ كمينُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إذا سلَّم المسكينُ طار فؤادهُ
إذا سلَّم المسكينُ طار فؤادهُ
رقم القصيدة : 8935
-----------------------------------
إذا سلَّم المسكينُ طار فؤادهُ
مخافة سؤلٍ واعتراه جنون
العصر العباسي >> بشار بن برد >> حتَّى متى ليتَ شعري يابنَ يقطينِ
حتَّى متى ليتَ شعري يابنَ يقطينِ
رقم القصيدة : 8936
-----------------------------------
حتَّى متى ليتَ شعري يابنَ يقطينِ
أثني عليك بما لا منك توليني
أما علمت جزاكَ الله صالحة ً
عنِّي وزادك خيراً يا بن يقطين
إنِّي أريدك للدنيا وزينتها
ولا أريدك يومَ الدِّين للدِّين
العصر العباسي >> بشار بن برد >> خُلِقُوا سَادة ً فكانوا سَواءً
خُلِقُوا سَادة ً فكانوا سَواءً
رقم القصيدة : 8937
-----------------------------------
خُلِقُوا سَادة ً فكانوا سَواءً
ككعوبِ القناة تحت السِّنان
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قالوا العَمَى مَنْظرٌ قَبِيحٌ
قالوا العَمَى مَنْظرٌ قَبِيحٌ
رقم القصيدة : 8938
-----------------------------------
قالوا العَمَى مَنْظرٌ قَبِيحٌ
قلنا بفقدي لكم يهونُ
تالله ما في البلاد شيءٌ
تَأسَى على فَقْدِهِ العُيُونُ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> من فتاة ٍ صُبَّ الجمال عليها
من فتاة ٍ صُبَّ الجمال عليها
رقم القصيدة : 8939
-----------------------------------
من فتاة ٍ صُبَّ الجمال عليها
في حَديثٍ كلَذَّة ِ النَّشْوانِ
ثم فارقتُ ذاك غيرَ ذميمٍ
كلُّ عيشِ الدُّنيا وإن طالَ فانِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إذا الحربُ قامتْ بهم شمَّروا
إذا الحربُ قامتْ بهم شمَّروا
رقم القصيدة : 8940
-----------------------------------
إذا الحربُ قامتْ بهم شمَّروا
وكانوا أَسِنَّة خُرْصانها(93/382)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> سَيِّدي خُذْ بِي أَتَاناً
سَيِّدي خُذْ بِي أَتَاناً
رقم القصيدة : 8941
-----------------------------------
سَيِّدي خُذْ بِي أَتَاناً
عند باب الأصبهاني
تيمتني ببنانٍ
وبدلٍ قد شجاني
تيَّمتني يوم رحنا
بثنايَاها الحِسان
وبغنج ودلال
سلَّ جسمي وبراني
ولها خدٌّ أسيلٌ
مثل خدِّ الشَّيفراني
فلذا متُّ ولو عشـ
ـتُ إِذًا طَال هوَاني
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أنا المرعَّثُ لا أخفى على أحدٍ
أنا المرعَّثُ لا أخفى على أحدٍ
رقم القصيدة : 8942
-----------------------------------
أنا المرعَّثُ لا أخفى على أحدٍ
ذرَّت بي الشمسُ للقاصي وللدَّاني
العصر العباسي >> بشار بن برد >> حُشَاشَة ٌ ودَّعَتْنِي يومَ بيْنِهِمُ
حُشَاشَة ٌ ودَّعَتْنِي يومَ بيْنِهِمُ
رقم القصيدة : 8943
-----------------------------------
حُشَاشَة ٌ ودَّعَتْنِي يومَ بيْنِهِمُ
وشيعتهم وخلَّتني وأحزاني
وقد أشاروا بتسليمٍ على حذر
من الرقيب بأطْرَافٍ وأجْفان
العصر العباسي >> بشار بن برد >> هل تعلمين وراءَ الحُبِّ مَنْزِلَة ً
هل تعلمين وراءَ الحُبِّ مَنْزِلَة ً
رقم القصيدة : 8944
-----------------------------------
هل تعلمين وراءَ الحُبِّ مَنْزِلَة ً
تدني إليك فإنَّ الحبَّ أقصاني
يا رِئْمُ قُولي لِمِثْلِ الرِّئْم قدْ هَجَرَتْ
يَقْظَى فما بالُها في النَّوْم تَغْشانِي
لهْفِي عَليْها ولهْفِي مِنْ تذَكُّرِهَا
يدنو تذكُّرها منِّي وتنآني
إذ لا يزال لها طيفٌ يؤرِّقني
نَشْوانَ من حبها أو غَيْرَ نَشْوانِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> من زَادنَا النَّقْدَ زِدْنَا في مودَّته
من زَادنَا النَّقْدَ زِدْنَا في مودَّته
رقم القصيدة : 8945
-----------------------------------
من زَادنَا النَّقْدَ زِدْنَا في مودَّته
ما يَطْلُبُ الناسُ إِلا كُلَّ رُجْحَانِ(93/383)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قد أَذْهَب الداءُ حُسَّادي بكثرتهم
قد أَذْهَب الداءُ حُسَّادي بكثرتهم
رقم القصيدة : 8946
-----------------------------------
قد أَذْهَب الداءُ حُسَّادي بكثرتهم
ولو فنوا عزَّ دائي من يداويني
لا عشتُ خلواً من الحسادِ إنهمُ
أَعزُّ فقداً من اللاَّئي أَحبُّونِي
أبقى ليَ اللهُ حسَّاداً وغمَّهم
حتى يموتوا بداءٍ غير مكْنُون
العصر العباسي >> بشار بن برد >> حسْبُ قلبي ما به من حُبِّها
حسْبُ قلبي ما به من حُبِّها
رقم القصيدة : 8947
-----------------------------------
حسْبُ قلبي ما به من حُبِّها
ضاق من كتمانه حتى علنْ
لا تلم فيها وحسِّنْ حبَّها
كلُّ ما قرَّتْ به العينُ حسنْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أهمّ بأنْ أقول وَدِدْتُ أَنِّي
أهمّ بأنْ أقول وَدِدْتُ أَنِّي
رقم القصيدة : 8948
-----------------------------------
أهمّ بأنْ أقول وَدِدْتُ أَنِّي
سلوتُ فما يطاوعني لساني
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أحبُّ بأن أكونَ على بيانِ
أحبُّ بأن أكونَ على بيانِ
رقم القصيدة : 8949
-----------------------------------
أحبُّ بأن أكونَ على بيانِ
وأخشى أن أموت من البيَانِ
فقَدْ أصبَحْتُ لاَ فَرحاً بدُنْيا
ولا مستنكراً دَارَ الهَوانِ
يقلِّبُني الهَوى ظهْراً لبَطْنٍ
فما أخفى على أحد يراني
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وحَمدٍ كعَصْبِ البُرْدِ حَمَّلْتُ صاحِبِي
وحَمدٍ كعَصْبِ البُرْدِ حَمَّلْتُ صاحِبِي
رقم القصيدة : 8950
-----------------------------------
وحَمدٍ كعَصْبِ البُرْدِ حَمَّلْتُ صاحِبِي
إِلى مَلِكٍ للصَّالِحَات قَرِينِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وجَارِيَة ٍ يُغْلِي بأمثالِها الفَتَى
وجَارِيَة ٍ يُغْلِي بأمثالِها الفَتَى
رقم القصيدة : 8951
-----------------------------------
وجَارِيَة ٍ يُغْلِي بأمثالِها الفَتَى
شَعُوفٍ لأَلبابِ الرجال قَتُونِ(93/384)
محَضْتُ لها الحَوْباءَ حتى استَثَرْتُها
لسَائِسِ مُلْكٍ أو كَوَاعِب عِينِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إِنَّ دَهْراً يَضُمُّ شَمْلِي بسَلْمَى
إِنَّ دَهْراً يَضُمُّ شَمْلِي بسَلْمَى
رقم القصيدة : 8952
-----------------------------------
إِنَّ دَهْراً يَضُمُّ شَمْلِي بسَلْمَى
لزَمانٌ قدْ هَمَّ بالإِحْسان
العصر العباسي >> بشار بن برد >> دارتْ له الكأسُ حتى زاح باطلهُ
دارتْ له الكأسُ حتى زاح باطلهُ
رقم القصيدة : 8953
-----------------------------------
دارتْ له الكأسُ حتى زاح باطلهُ
فطَرفُه نائِمُ في عَيْنٍ يَقْظَانِ
ريْحَانَة ُ القَلْبِ لو كَانَتْ تُسَاعِدُني
إذن رضيتُ بها من كل ريحان
العصر العباسي >> بشار بن برد >> خيرُ إخوانكَ المشاركُ في المرِّ
خيرُ إخوانكَ المشاركُ في المرِّ
رقم القصيدة : 8955
-----------------------------------
خيرُ إخوانكَ المشاركُ في المرِّ
وأيْنَ الشَّرِيكُ في المر أَيْنَا
الذي إن شهدت سرَّك في الحـ
ـيّ وإِنْ غبْتَ كانَ أذْناً وعيْنَا
مثلَ حرّ الياقوت إن مسَّه النَّا
رُ جَلاه البلاَءُ فازداد زَيْنا
أنتَ في معشر إذا غبت عنهم
بدَّلُوا كلَّ ما يَزِينُكَ شَيْنا
وإذا ما رأوكَ قالوا جميعاً
أنتَ من أَكرَم الرجال علينا
ما أرى للأنامِ وداً صحيحاً
عاد كل الأَنام زُوراً وَمَيْنَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا سوأة ً يكثرُ الشَّيطان إن ذكرت
يا سوأة ً يكثرُ الشَّيطان إن ذكرت
رقم القصيدة : 8956
-----------------------------------
يا سوأة ً يكثرُ الشَّيطان إن ذكرت
منها التَّعجُّب جاءتْ من سليمانا
لا تَعْجَبَنَّ لِخَيْرٍ زال من يده
فكوكبُ النحس يسقي الأرضِ أحيانا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> كأنها روضة ٌ منوَّرة
كأنها روضة ٌ منوَّرة
رقم القصيدة : 8957
-----------------------------------
كأنها روضة ٌ منوَّرة
تجمع طيباً ومنظراً حسنا(93/385)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إنَّني أشتهي لقاءك واللـ
إنَّني أشتهي لقاءك واللـ
رقم القصيدة : 8958
-----------------------------------
إنَّني أشتهي لقاءك واللـ
ـهِ فماذا عليك أن تلقاني
قد تلفُّ الريح غصنا من البا
نِ إِلى مثله فيلْتَقِيَان
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إنَّ المليحة من تزيِّن حليها
إنَّ المليحة من تزيِّن حليها
رقم القصيدة : 8959
-----------------------------------
إنَّ المليحة من تزيِّن حليها
لا مَن غَدَتْ بِحليِّها تَتَزَيَّن
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أمن تجني حبيب راح غضبانا
أمن تجني حبيب راح غضبانا
رقم القصيدة : 8960
-----------------------------------
أمن تجني حبيب راح غضبانا
أصبحت في سكرات الموت سكرانا
لا تعرف النوم من شوق إلى شجن
كأنما لا ترى الناس أشجانا
أود من لم ينلني من مودته
إلا سلاماً يرد القلب حيرانا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> بانت بقلبِي صفراءُ رادعة
بانت بقلبِي صفراءُ رادعة
رقم القصيدة : 8961
-----------------------------------
بانت بقلبِي صفراءُ رادعة
صبَّتْ علينا من حسنها فتنا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> حتام قلبيَ مشغول بذكركُمُ
حتام قلبيَ مشغول بذكركُمُ
رقم القصيدة : 8962
-----------------------------------
حتام قلبيَ مشغول بذكركُمُ
يَهذي وقلبكِ مربوط بنسياني
إِني لمنتظر أقصى الزمانِ بها
إن كان أدناه لا يصفو لحرَّان
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَيها الجاهل المباهي بُريدا
أَيها الجاهل المباهي بُريدا
رقم القصيدة : 8963
-----------------------------------
أَيها الجاهل المباهي بُريدا
ليس بدر السماء منك بدانِ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> ألا يا قوم خلُّوني وشأني
ألا يا قوم خلُّوني وشأني
رقم القصيدة : 8964
-----------------------------------
ألا يا قوم خلُّوني وشأني
فلستُ بتارك حبّ الغواني
نَهَوْني يا أمامة عن هواكم(93/386)
فلم أقبل مقالة من نهاني
فإن لم تسعدي فعِدي وَمِنِّي
خلاعاً لا أموت على بيان
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قوم إِذا ما أَتى الأَضياف منزلهم
قوم إِذا ما أَتى الأَضياف منزلهم
رقم القصيدة : 8965
-----------------------------------
قوم إِذا ما أَتى الأَضياف منزلهم
لم ينزلوهم ودلوهم على الخان
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لا والذي خص منكِ بالحزن
لا والذي خص منكِ بالحزن
رقم القصيدة : 8966
-----------------------------------
لا والذي خص منكِ بالحزن
وخص للطرف جري الدمع بالوسن
ما حنَّ قلبي إلى شيء سواكِ ولا
نظرت مذْ غبت من عيني إلى حسن
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أعتقتُ ما أملكُ إن لم أكن
أعتقتُ ما أملكُ إن لم أكن
رقم القصيدة : 8967
-----------------------------------
أعتقتُ ما أملكُ إن لم أكن
أُحبُّ أَن أَلقاكِ فالْقَيْنِي
العصر العباسي >> بشار بن برد >> من كل مشتهر في كف مشتهر
من كل مشتهر في كف مشتهر
رقم القصيدة : 8968
-----------------------------------
من كل مشتهر في كف مشتهر
كأنَّ غرته والسيفَ نجمان
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وكالسيف إنْ لا يْنتَه لانَ متْنُه
وكالسيف إنْ لا يْنتَه لانَ متْنُه
رقم القصيدة : 8969
-----------------------------------
وكالسيف إنْ لا يْنتَه لانَ متْنُه
وحدّاه إنْ خاشَنْتَه خَشنان
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لقبيحٌ في الناس من غير جرم
لقبيحٌ في الناس من غير جرم
رقم القصيدة : 8970
-----------------------------------
لقبيحٌ في الناس من غير جرم
بعْدَ وصل قطيعة ُ الأَخوين
لا تكن كالحمار إِذ طلب القر
نَ لنفع فَضَيَّع الأُذُنين
العصر العباسي >> بشار بن برد >> تخطتكَ المقادر والرزايا
تخطتكَ المقادر والرزايا
رقم القصيدة : 8971
-----------------------------------
تخطتكَ المقادر والرزايا
وعشتَ من الحوادث في أمان(93/387)
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وقد تراها إِذْ لنا وُدّها
وقد تراها إِذْ لنا وُدّها
رقم القصيدة : 8972
-----------------------------------
وقد تراها إِذْ لنا وُدّها
تدنو وتخشى عقرب العين
العصر العباسي >> بشار بن برد >> اللَّهُ صَوَّرَها وصَيَّرَها
اللَّهُ صَوَّرَها وصَيَّرَها
رقم القصيدة : 8973
-----------------------------------
اللَّهُ صَوَّرَها وصَيَّرَها
لاقتكَ أو لم تلقها ترها
نصباً لعينكَ لا ترى حسناً
إِلا ذكرتَ به لها شَبَها
إني لأشفقُ أن أقدمها
قَبْلي وأكرهُ أَن أُؤخِّرَهَا
العصر العباسي >> بشار بن برد >> لا الطيرُ تلقط حبَّاً في سباسبها
لا الطيرُ تلقط حبَّاً في سباسبها
رقم القصيدة : 8974
-----------------------------------
لا الطيرُ تلقط حبَّاً في سباسبها
ولا تهب السوافي في أقاصيها
العصر العباسي >> بشار بن برد >> قد نام وَاشٍ وغَابَ ذو حسدٍ
قد نام وَاشٍ وغَابَ ذو حسدٍ
رقم القصيدة : 8975
-----------------------------------
قد نام وَاشٍ وغَابَ ذو حسدٍ
فاشربْ هنيئاً خلا لك الجوُّ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> غدا مالكٌ بملاماته
غدا مالكٌ بملاماته
رقم القصيدة : 8976
-----------------------------------
غدا مالكٌ بملاماته
عَليَّ وما بات من بالِيَهْ
تنَاوَلَ خَوداً هضِيمَ الحَشا
من الحور مَحْظُوظة ً عالِيَهْ
فقلتُ دع اللومَ في حبها
فقبْلَكَ أعْيَيْتُ عُذَّالِيَهْ
وإِنِّي لأَكْتمُهُمْ سِرَّها
غداة تقول لها الخاليه
عُبيْدة ُ ما لكِ مسْلُوبة ً
وكنتِ مقرطقة ً حاليه
فقالت على رقبة ٍ :إنِّني
رَهَنْتُ المُرَعَّثَ خلْخالِيه
بمجلس يومٍ سأوفي به
ولوْ أَجْلَبَ النَّاسُ أَحْوالِيهْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> هلْ لك في مالي وعِرْضي معاً
هلْ لك في مالي وعِرْضي معاً
رقم القصيدة : 8977
-----------------------------------
هلْ لك في مالي وعِرْضي معاً
وكلِّ ما يملكُ جيرانيهْ(93/388)
واذْهَبْ إِلى أَبْعدِ ما يُنْتَوَى
لا رَدَّكَ اللَّه ولا مالِيه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> عَبْدَ مُنِّي وأَنْعِمِي
عَبْدَ مُنِّي وأَنْعِمِي
رقم القصيدة : 8978
-----------------------------------
عَبْدَ مُنِّي وأَنْعِمِي
قد ملكتم قياديهْ
شاب رأسي ولم تشب
وابلائي لدائيه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وهَاجِرة ٍ نصَبْتُ لها جبِينِي
وهَاجِرة ٍ نصَبْتُ لها جبِينِي
رقم القصيدة : 8979
-----------------------------------
وهَاجِرة ٍ نصَبْتُ لها جبِينِي
يُقَطِّعُ ظَهْرُهَا ظَهْر العَظَايَهْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> وقفتُ بها القلوص ففاضَ دمعي
وقفتُ بها القلوص ففاضَ دمعي
رقم القصيدة : 8980
-----------------------------------
وقفتُ بها القلوص ففاضَ دمعي
على خدِّي وأقصر واعظايهْ
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أعمى يقودُ بصيراً لا أبا لكمُ
أعمى يقودُ بصيراً لا أبا لكمُ
رقم القصيدة : 8981
-----------------------------------
أعمى يقودُ بصيراً لا أبا لكمُ
قد ضلَّ من كانت العميان تهديه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> أحبُّ الخاتم الأحمر
أحبُّ الخاتم الأحمر
رقم القصيدة : 8982
-----------------------------------
أحبُّ الخاتم الأحمر
من حبِّ مواليّه
العصر العباسي >> بشار بن برد >> مِن حُبِّها أَتمنَّى أنْ يُلاقِيَنِي
مِن حُبِّها أَتمنَّى أنْ يُلاقِيَنِي
رقم القصيدة : 8983
-----------------------------------
مِن حُبِّها أَتمنَّى أنْ يُلاقِيَنِي
من نحْوِ بلْدتِها ناعٍ فيَنْعَاها
كيما أقول فراقٌ لا لقاء له
وتُضْمِر النَّفْسُ يَأساً ثُمَّ تسْلاَها
ولوْ تموتُ لراعتني وقلت لها
يا بؤس للموت ليت الدَّهْر أبقاها
العصر العباسي >> بشار بن برد >> إنَّ الطبيب بطبِّه ودوائه
إنَّ الطبيب بطبِّه ودوائه
رقم القصيدة : 8984
-----------------------------------
إنَّ الطبيب بطبِّه ودوائه(93/389)
لا يستطيع دفاع مقدورٍ أتى
ما للطبيب يموتُ بالداءِ الذي
قد كان يُبري مثله فيما مضى
إلاَّ لأنَّ الخلق يحكمُ فيهم
من لا يردُّ ولا يجاوَزُ ما قضى
العصر العباسي >> بشار بن برد >> كأنها يوم راحت في محاسنها
كأنها يوم راحت في محاسنها
رقم القصيدة : 8985
-----------------------------------
كأنها يوم راحت في محاسنها
فارْتجَّ أَسْفلُها واهْتزَّ أَعْلاها
حوْراءُ جاءت من الفِردوسِ مقْبِلَة
فالشمس طَلْعتُها والمِسكُ رياها
من اللَّواتي اكتسَتْ قدَّا وشَقَّ لها
من ثوبه الحسنُ سربالاً فردّاها
راحتْ ولَمْ تُعْطِهِ بِرًّا لِلوْعَته
منها ولو سألته النَّفسَ أعطاها
العصر الجاهلي >> الشنفرى >> أقيموا بني أمي صدورَ مطيَّكمْ
أقيموا بني أمي صدورَ مطيَّكمْ
رقم القصيدة : 8986
-----------------------------------
أقيموا بني أمي ، صدورَ مَطِيكم
فإني ، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ !
فقد حمت الحاجاتُ ، والليلُ مقمرٌ
وشُدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن الأذى
وفيها ، لمن خاف القِلى ، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ
سَرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
ولي ، دونكم ، أهلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ
هم الأهلُ . لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ
لديهم ، ولا الجاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
وكلٌّ أبيٌّ ، باسلٌ . غير أنني
إذا عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ
وإن مدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن
بأعجلهم ، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل
وماذاك إلا بَسْطَةٌ عن تفضلٍ
عَلَيهِم ، وكان الأفضلَ المتفضِّلُ
وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً
بِحُسنى ، ولا في قربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصحابٍ : فؤادٌ مشيعٌ ،
وأبيضُ إصليتٌ ، وصفراءُ عيطلُ
هَتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُونِ ، يزينها
رصائعُ قد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ
إذا زلّ عنها السهمُ ، حَنَّتْ كأنها
مُرَزَّأةٌ ، ثكلى ، ترِنُ وتُعْوِلُ(93/390)
ولستُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ
مُجَدَعَةً سُقبانها ، وهي بُهَّلُ
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسِهِ
يُطالعها في شأنه كيف يفعلُ
ولا خَرِقٍ هَيْقٍ ، كأن فُؤَادهُ
يَظَلُّ به المكَّاءُ يعلو ويَسْفُلُ ،
ولا خالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ ،
يروحُ ويغدو ، داهناً ، يتكحلُ
ولستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دُونَ خَيرهِ
ألفَّ ، إذا ما رُعَته اهتاجَ ، أعزلُ
ولستُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت
هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ
إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسمي
تطاير منه قادحٌ ومُفَلَّلُ
أُدِيمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُمِيتهُ ،
وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحاً ، فأذهَلُ
وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ
عَليَّ ، من الطَّوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ
ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشربٌ
يُعاش به ، إلا لديِّ ، ومأكلُ
ولكنَّ نفساً مُرةً لا تقيمُ بي
على الضيم ، إلا ريثما أتحولُ
وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ
خُيُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا
أزلُّ تهاداه التَّنائِفُ ، أطحلُ
غدا طَاوياً ، يعارضُ الرِّيحَ ، هافياً
يخُوتُ بأذناب الشِّعَاب ، ويعْسِلُ
فلمَّا لواهُ القُوتُ من حيث أمَّهُ
دعا ؛ فأجابته نظائرُ نُحَّلُ
مُهَلْهَلَةٌ ، شِيبُ الوجوهِ ، كأنها
قِداحٌ بكفيَّ ياسِرٍ ، تتَقَلْقَلُ
أو الخَشْرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ
مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَامٍ مُعَسِّلُ ؛
مُهَرَّتَةٌ ، فُوهٌ ، كأن شُدُوقها
شُقُوقُ العِصِيِّ ، كالحاتٌ وَبُسَّلُ
فَضَجَّ ، وضَجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّها
وإياهُ ، نوْحٌ فوقَ علياء ، ثُكَّلُ ؛
وأغضى وأغضتْ ، واتسى واتَّستْ بهِ
مَرَاميلُ عَزَّاها ، وعَزَّتهُ مُرْمِلُ
شَكا وشكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت
ولَلصَّبرُ ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ!
وَفَاءَ وفاءتْ بادِراتٍ ، وكُلُّها ،
على نَكَظٍ مِمَّا يُكاتِمُ ، مُجْمِلُ
وتشربُ أسآرِي القطا الكُدْرُ ؛ بعدما
سرت قرباً ، أحناؤها تتصلصلُ(93/391)
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا ، وأسْدَلَتْ
وَشَمَّرَ مِني فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ
فَوَلَّيْتُ عنها ، وهي تكبو لِعَقْرهِ
يُباشرُهُ منها ذُقونٌ وحَوْصَلُ
كأن وغاها ، حجرتيهِ وحولهُ
أضاميمُ من سَفْرِ القبائلِ ، نُزَّلُ ،
توافينَ مِن شَتَّى إليهِ ، فضَمَّها
كما ضَمَّ أذواد الأصاريم مَنْهَل
فَعَبَّتْ غشاشاً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها ،
مع الصُّبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
وآلف وجه الأرض عند افتراشها
بأهْدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُحَّلُ ؛
وأعدلُ مَنحوضاً كأن فصُوصَهُ
كِعَابٌ دحاها لاعبٌ ، فهي مُثَّلُ
فإن تبتئس بالشنفرى أم قسطلِ
لما اغتبطتْ بالشنفرى قبلُ ، أطولُ !
طَرِيدُ جِناياتٍ تياسرنَ لَحْمَهُ ،
عَقِيرَتُهُ في أيِّها حُمَّ أولُ ،
تنامُ إذا ما نام ، يقظى عُيُونُها ،
حِثاثاً إلى مكروههِ تَتَغَلْغَلُ
وإلفُ همومٍ ما تزال تَعُودهُ
عِياداً ، كحمى الرَّبعِ ، أوهي أثقلُ
إذا وردتْ أصدرتُها ، ثُمَّ إنها
تثوبُ ، فتأتي مِن تُحَيْتُ ومن عَلُ
فإما تريني كابنة الرَّمْلِ ، ضاحياً
على رقةٍ ، أحفى ، ولا أتنعلُ
فإني لمولى الصبر ، أجتابُ بَزَّه
على مِثل قلب السِّمْع ، والحزم أنعلُ
وأُعدمُ أحْياناً ، وأُغنى ، وإنما
ينالُ الغِنى ذو البُعْدَةِ المتبَذِّلُ
فلا جَزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ
ولا مَرِحٌ تحت الغِنى أتخيلُ
ولا تزدهي الأجهال حِلمي ، ولا أُرى
سؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ
وليلةِ نحسٍ ، يصطلي القوس ربها
وأقطعهُ اللاتي بها يتنبلُ
دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصحبتي
سُعارٌ ، وإرزيزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ
فأيَّمتُ نِسواناً ، وأيتمتُ وِلْدَةً
وعُدْتُ كما أبْدَأتُ ، والليل أليَلُ
وأصبح ، عني ، بالغُميصاءِ ، جالساً
فريقان : مسؤولٌ ، وآخرُ يسألُ
فقالوا : لقد هَرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا
فقلنا : أذِئبٌ عسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ
فلمْ تَكُ إلا نبأةٌ ، ثم هوَّمَتْ
فقلنا قطاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْدَلُ(93/392)
فإن يَكُ من جنٍّ ، لأبرحَ طَارقاً
وإن يَكُ إنساً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
ويومٍ من الشِّعرى ، يذوبُ لُعابهُ ،
أفاعيه ، في رمضائهِ ، تتملْمَلُ
نَصَبْتُ له وجهي ، ولاكنَّ دُونَهُ
ولا ستر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ
وضافٍ ، إذا هبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ
لبائدَ عن أعطافهِ ما ترجَّلُ
بعيدٍ بمسِّ الدِّهنِ والفَلْى عُهْدُهُ
له عَبَسٌ ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ
وخَرقٍ كظهر الترسِ ، قَفْرٍ قطعتهُ
بِعَامِلتين ، ظهرهُ ليس يعملُ
وألحقتُ أولاهُ بأخراه ، مُوفياً
على قُنَّةٍ ، أُقعي مِراراً وأمثُلُ
تَرُودُ الأرَاوِي الصُّحْمُ حَوْلي كأنّها
عَذَارَى عَلَيْهِنَّ المُلاَءُ المُذَيَّلُ
ويَرْكُدْنَ بالآصَالِ حَوْلِي كأنّني
مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَلُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> ما إن ذكرتك في قوم أجالسهم
ما إن ذكرتك في قوم أجالسهم
رقم القصيدة : 8988
-----------------------------------
ما إن ذكرتك في قوم أجالسهم
إلاّ تجدّد من ذكراك بلوائي
ولا هممت بشرب الماء من عطش
إلا وجدت خيالاً منك في الماء
ولا حضرت مكاناً لستَ شاهدَهُ
إلا وجدت فتوراً بين أعضائي
حسبي ودادك من خفضي ومن دعتي
ومن سروري ومن ديني ودنيائي
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> خبروني أن الحبيب عليل
خبروني أن الحبيب عليل
رقم القصيدة : 8989
-----------------------------------
خبروني أن الحبيب عليل
عجل الله للحبيب الشفاءا
قل له يحتمي الجفاء فما شكـ
ـواه إلا مما يطيل الجفاءا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> ولم تر أبلغ من ناطق
ولم تر أبلغ من ناطق
رقم القصيدة : 8990
-----------------------------------
ولم تر أبلغ من ناطق
أتته البلاغة من كرنبا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> عذيري من أخ قد كان يبدى عذيري من أخ قد كان يبدى
عذيري من أخ قد كان يبدى عذيري من أخ قد كان يبدى
رقم القصيدة : 8991(93/393)
-----------------------------------
عذيري من أخ قد كان يبدى عذيري من أخ قد كان يبدى
على من لابس السلطان عتبه
وكان يذمهم في كل يوم
يشي بالجهل والهذيان خطبه
فلما أن أتته دريهمات
من السلطان باع بهن ربه
وغاب وخصيتاه كأكرتين
وآب وخصيتاه كنصف دبه
كسبت أبا الفضول لنا معاباً
وعاراً قد شملت به وسبه
ولم تر مالكاً أجدى عليه
كما أجدى على النرسي شعبه
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> قد كتبت الكتاب ثم مضى اليو
قد كتبت الكتاب ثم مضى اليو
رقم القصيدة : 8992
-----------------------------------
قد كتبت الكتاب ثم مضى اليو
م ولم أدر ما جواب الكتابِ
ليت شعري عن الأمير لماذا
لا يراني أهلاً لرد الجوابِ ؟
لا تدعني وأنت رفعت حالي
ذا انخفاض بهجرتي واحتنابي
إن أكن مذنباً فعندي رجوع
وبلاء بالعذر والأعتابِ
وأنا الصادق الوفاء وذو العهـ
ـد الوثيق المؤكد الأسبابِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أحلْتَ عما عهدت من أدبِك
أحلْتَ عما عهدت من أدبِك
رقم القصيدة : 8993
-----------------------------------
أحلْتَ عما عهدت من أدبِك
أم لكَ مُلكاً فتهتَ في كتبكْ؟
أم هل ترى أن في مناصفة إلا
خوان نقصا عليك في حسبكْ؟
أم كان ما كان منك عن غضب
فأي شيء أدناك من غضبكْ ؟
إن جفاء كتاب ذي ثقة
يكون في صدره وأمتع بكْ
كيف بانصافنا لديك وقد
شاركت آل النبي في نسبكْ؟
قل للوفاء الذي تقدره
نفسك عندي مللتُ من طلبكْ
أتعبت كفيك في مكاتبتي
حسبك ما قد لقيتَ من تعبكْ!
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> قُلْ ليحيى مَللتُ من أحبابي
قُلْ ليحيى مَللتُ من أحبابي
رقم القصيدة : 8994
-----------------------------------
قُلْ ليحيى مَللتُ من أحبابي
فلينكهم ما شاء من أصحابي
قد تركنا تعشّقَ المُرْد لّما
أن بلونا تنعّم العزابِ
وشنئنا المؤاجرين فملنا
بعد خبرٍ إلى وصالِ القحابِ
حبَّذا قَيْنَة ٌ لأهل بني المنـ(93/394)
ـجاب حلتْ في رُحبة ِ المنجابِ
صدَّقت إذ يقول لي: خلق الأحـ
ـراح ليس الفِقاح للأزبابِ
حبذا تلك إذ تغنّيك يا يحـ
ـيى وتسقيك من ثنايا عذابِ
ذكر القلبِ ذكْرة ً أمَّ زيد
والمطايا بالسَّهب سَهب الركابِ
حبذا إذ ركبتها فتجافت
تتشكى إليك عند الضرابِ
وتغنت وأنت تدفع فيها
غيرَ ذي خيفة لهم وارتقابِ
إنَّ جنبي عن الفراش لنابٍ
كتجافي الأسرِّ فوق الظرابِ
ليت شعري هل أسمعنَّ إذا ما
زاحَ عني وساوس الكتَّابِ
من فتاة كأنها خوطُ بانٍ
نغماتٍ تحبها بصوابِ
شفَّ عنها محقق جندي
فهي كالشمس من خلال السحابِ
رُبَّ شعر قد قلته بتباهٍ
وَيغرَّى به ذوو الألبابِ
قد تركت المُلَحَنين إذا ما
ذكروه قاموا على الأذنابِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> إنَّ هذا يرى أرى
إنَّ هذا يرى أرى
رقم القصيدة : 8995
-----------------------------------
إنَّ هذا يرى أرى
أنه ابن المهلب
أنت واللّه معْجَبٌ
ولنا غيرُ معجبِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لي أخ لا يُرى له
لي أخ لا يُرى له
رقم القصيدة : 8996
-----------------------------------
لي أخ لا يُرى له
سائلٌ غير عاتبِ
أجمع الناس كلهم
للئيم المذاهبِ
دون معروف كفهِ
لمسُ بعض الكواكبِ
وتراخى مصيبتي
فيه إحدى المصائبِ
ليت لي منك يا أخي
جارة ً من محاربِ
نارها كلَّ شتْوة ٍ
مثل نار الحُبَاحِبِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أرَدْتُ الركوبَ إلى حاجة
أرَدْتُ الركوبَ إلى حاجة
رقم القصيدة : 8997
-----------------------------------
أرَدْتُ الركوبَ إلى حاجة
فمرْ لي بفاعلة ٍ من دبيبِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> تريدُ بنا يا أخا عامرٍ
تريدُ بنا يا أخا عامرٍ
رقم القصيدة : 8998
-----------------------------------
تريدُ بنا يا أخا عامرٍ
ركوباً على فاعل من غريب
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لكل أخي مدحٍ ثوابٌ يُعده
لكل أخي مدحٍ ثوابٌ يُعده(93/395)
رقم القصيدة : 8999
-----------------------------------
لكل أخي مدحٍ ثوابٌ يُعده
وليس لمدح الباهليّ ثوابُ
مدحتُ ابنَ سَلم والمديح مهزَّة
فكانَ كصَفْوانٍ عليه ترابُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> فارَقَتني ذخيرة ٌ من عَقارٍ
فارَقَتني ذخيرة ٌ من عَقارٍ
رقم القصيدة : 9000
-----------------------------------
فارَقَتني ذخيرة ٌ من عَقارٍ
ذكرتني تفرّقَ الأحبابِ
وسواء بيع الرقاب من المالِ
إذا بعتها وضربُ الرقابِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> الناس أشكال فكل امرىء ٍ
الناس أشكال فكل امرىء ٍ
رقم القصيدة : 9001
-----------------------------------
الناس أشكال فكل امرىء ٍ
يعرفه الناس بمنتابهِ
لا تسألن المرء عن حاله
ما أشبه المرء بأصحابهِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> ومخزية قالها فاسق
ومخزية قالها فاسق
رقم القصيدة : 9002
-----------------------------------
ومخزية قالها فاسق
لئيم القفا معرق الأرنبهْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أما ترى الشمس قد لانت عريكتها
أما ترى الشمس قد لانت عريكتها
رقم القصيدة : 9003
-----------------------------------
أما ترى الشمس قد لانت عريكتها
وقد تورقت الأشجار والقضُبُ
والنرجس الغضّ قد حانت مقاطفه
كأنهنّ عيون مالها هدبُ
كأنه فضة تعلو زمردة ً
خضراء يضحك منها ناظرٌ ذهبُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> تجاوز نسبة المولى
تجاوز نسبة المولى
رقم القصيدة : 9004
-----------------------------------
تجاوز نسبة المولى
وأصبح يدّعي العربا
فلا هذا ولا هاذا
ك يدركه إذا طلبا
أتيت له بشبوط
ترى بظهورها حدبا
فقال أما نحلك من
طعام يُذهِبُ السغبا
أصبْ لأخيك يربوعاً
وضبّاً واترك اللعبا
فرشت له مزيج المسـ
ـك والكافور والعربا
فأمسك أنفه عنه
وقام مبادراً هربا
يريد الشيح والقيصُو
م كي يستوجب النسبا
وقام إليه ساقينا
بكأس ينظم الحببا(93/396)
معتقة مروقة
تسلِّي هَمّ من شربا
فآلى لا يسلسلها
وقال أصبْ لنا حلبا
جحدت أباك نسبته
وترجو أنْ تفيد أبا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أيَّ أمر حازمٍ ركبتْ
أيَّ أمر حازمٍ ركبتْ
رقم القصيدة : 9005
-----------------------------------
أيَّ أمر حازمٍ ركبتْ
أيَّ مرءٍ عاجز تَرَكَتْ
فتنة ابن الجوهري لقد
أظهرتْ نصحاً وقد أفكتْ
أكذبتها عزمة ظهرت
لاتبالي نفس من سفكتْ
ظفرت فيها بما هويتْ
ونجت من قرب من فركتْ
كم خدود بعدها لُطمتْ
وجيوب بعدها هتكتْ
وعيون مارقآنَ على
حسن وجه فاتهن بكتْ
خرجت والليل معتكر
لم يهلها أية ً سلكتْ
وعيون الناس هاجعة ٍ
ودجى الظلماء قد حلكتْ
لم تخفْ وجداً بعاشقها
حرمة َ الشهر الذي انتهكتْ
ورأت لما سقتْ كمدا
إنها في دينها نَسَكَتْ
مليت كف بها ظفرت
دون هذا الخلق ما ملكتْ
أيّ ملك إذ خلا وخلت
فشكا أشجانه وشكتْ
تجتلي من وجهه ذهباً
وهو يجلو فضة ً فتكتْ
هكذا فعل الفتاة إذا
هي في عشاقها محكتْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> هو واللّه منصف
هو واللّه منصف
رقم القصيدة : 9006
-----------------------------------
هو واللّه منصف
زوجه زوج زوجتهْ
يقسمُ الأيرَ عادلاً
بين حِرهَا وفَقْحَتهْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> إذا افتر أبرز قلح الأصول كما كشر العير للنهقة ِ
إذا افتر أبرز قلح الأصول كما كشر العير للنهقة ِ
رقم القصيدة : 9007
-----------------------------------
إذا افتر أبرز قلح الأصول كما كشر العير للنهقة ِ
كما كشر العير للنهقة ِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أحب بنيتي حباً أراه
أحب بنيتي حباً أراه
رقم القصيدة : 9008
-----------------------------------
أحب بنيتي حباً أراه
يزيدُ على محباتِ البناتِ
أراني منك أهوى قرص خد
ورشفاً للثنايا واللثاتِ
والصاقاً ببطن منك بطني
وضماً للقرون الوارداتِ
وشيئاً لست أذكره مليحاً
به يحظى الفتى عند الفتاة ِ(93/397)
أرى حكمَ المجوس إذا التـ
ـقينا يكون أحلَّ من ماء الفراتِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> وخمية ناطورٍ تحفُ بروضة
وخمية ناطورٍ تحفُ بروضة
رقم القصيدة : 9009
-----------------------------------
وخمية ناطورٍ تحفُ بروضة
يحييك منها وردها والبنفسَجُ
وأشمطَ أعلى وَسْطَها بعد هجعة
تراه بها من قرة يتشنجُ
دعوتُ قلبي وهو بالصوت عارف
وأقبلَ نحوَ البابِ يزهو ويهزجُ
فقلتُ له المصباح إن كنت مسرجا
فقال: قفوا فالخمر في الكأس تسرجُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> يا بديعَ الدلِ والغنجِ
يا بديعَ الدلِ والغنجِ
رقم القصيدة : 9010
-----------------------------------
يا بديعَ الدلِ والغنجِ
لك سلطان على المُهَجِ
إنَّ بيتاً أنت ساكنه
غيرُ محتاجٍ إلى السرجِ
وجهك المأمول حجتنا
يوم يأتي الناس بالحججِ
لا أتاح الله لي فرجاً
يوم أدعو منك بالفرجِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> يبيتُ ونفسه من كل شيء
يبيتُ ونفسه من كل شيء
رقم القصيدة : 9011
-----------------------------------
يبيتُ ونفسه من كل شيء
سوى تدبير لهو مستريحه
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> وفي الناموس ذو النامو
وفي الناموس ذو النامو
رقم القصيدة : 9012
-----------------------------------
وفي الناموس ذو النامو
س قد أخشع تجنيحهْ
وغشاها من الشجرا
ء كي لا ينتشي ريحهْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> وهتكنَ ثنيَ الليل عن
وهتكنَ ثنيَ الليل عن
رقم القصيدة : 9013
-----------------------------------
وهتكنَ ثنيَ الليل عن
بيض السوالفِ والصفاحِ
فكأنما ضحكتْ سجو
ف الليل عن بَيْضِ الأداحي
فَضحِكْنَ في وجه الدّجَى
وبكينَ في وجه الصباحِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لما رأيت الديك قد صاحا
لما رأيت الديك قد صاحا
رقم القصيدة : 9014
-----------------------------------
لما رأيت الديك قد صاحا
والكوكب الدري قد لاحا(93/398)
والليل قد أسبل ثوب الدجى
والورد والخيريّ قد لاحا
ناديت فتياناً ترى فيهم
للكأس إفساداً وإصلاحا
من هاشم في بيت أكرومة
طووا على اللذات اكشاحا
يا اخوتي نال الكرى حظه
فاغتبقوا الريحان والراحا
فرافع رأساً ومستلقياً
ونائم سكراً ومرتاحا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> قد نزلنا بروضة وغدير
قد نزلنا بروضة وغدير
رقم القصيدة : 9015
-----------------------------------
قد نزلنا بروضة وغدير
وهجرنا القصر المنيف المشيدا
بعريش ترى من الزاد فيه
زكرتي خمرة وصقرا صيودا
وغريرينِ يُطربان الندامى
كلما قلتُ : أبديا وأعيدا
غنياني، يغنياني بلحنٍ
سلس الرجع يصدع الجلمودا
لا ذَعرتُ السوام في فلقِ الصبح
ـح مغيراً ولا دعيت يزيدا
حَيِّ ذا الزور وانهه أنْ يعودا
إنَّ بالباب حارسين قعودا
من يزرنا يجد شواء حبارى
وقديداً رخصاً وخمراً عتيدا
وكراما معذلين وبيضاً
خلعوا العذر يسحبون البرودا
لست عن ذا بمقصرماجزائي
قَرّبتْ لي كريمة عنقودا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أقول وجنح الدجى ملبدُ
أقول وجنح الدجى ملبدُ
رقم القصيدة : 9016
-----------------------------------
أقول وجنح الدجى ملبدُ
ولليل في كل فجٍّ يدُ
ونحن ضجيعان في مُسْجَدِ
فلله ما ضمنَ المسجدُ
أيا ليلة الوصل لاتنفدِي
كما ليلة الهجر لا تنفدُ
ويا غدُ إن كنتَ لي محسناً
فلا تدنُ من ليلتي يا غدُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> سالَتْ مَسايلُ عارضَيْـ
سالَتْ مَسايلُ عارضَيْـ
رقم القصيدة : 9017
-----------------------------------
سالَتْ مَسايلُ عارضَيْـ
ـهِ بنفسجاً في وَرْدِهِ
فكأنه من حسنهِ
عبثَ الربيع بخدهِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> كأنّني عانقتُ رَيحانَة ً،
كأنّني عانقتُ رَيحانَة ً،
رقم القصيدة : 9018
-----------------------------------
كأنّني عانقتُ رَيحانَة ً،
تَنَفّسَتْ في لَيْلِهَا البارِدِ(93/399)
فلو ترانا في قَميصِ الدُّجى ،
حَسِبتَنا في جَسَدٍ واحدِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> دَهَتْكَ بعلَّة الحمَّام فوز
دَهَتْكَ بعلَّة الحمَّام فوز
رقم القصيدة : 9019
-----------------------------------
دَهَتْكَ بعلَّة الحمَّام فوز
ومال بها الرسول إلى " سعيد "
أرى أخبار دارك عنك تخفى
فكيفَ وليتَ أخبارَ البريدِ؟
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أبلغ نجاحاً فتى الكتَّاب مألكة ً
أبلغ نجاحاً فتى الكتَّاب مألكة ً
رقم القصيدة : 9020
-----------------------------------
أبلغ نجاحاً فتى الكتَّاب مألكة ً
تمضي بها الريح اصدارا وإيرادا
لا يخرج المال عفوا من يَدي عمر
أو يَغْمَد السيفُ في فَوْديْهِ اغْمادا
" الرخجيون" لا يوفون ما وعدوا
والرخجيات لا يخلفنَ ميعاذا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> يا ربّ إن كنت ترى المبردا
يا ربّ إن كنت ترى المبردا
رقم القصيدة : 9021
-----------------------------------
يا ربّ إن كنت ترى المبردا
إن قاس في النحو قياساً أفسدا
ويكسر الشعر إذا ما أنشدا
وإنْ تحسّى الكأس يوماً عربدا
فاقدد له حية قفّ أسودا
أينابه عوج كأمثال المدى
لو نكز الفيل العظيم الأربدا
بنابه جرعه كأس الردى
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> قلت له إذ مر بي فردا
قلت له إذ مر بي فردا
رقم القصيدة : 9022
-----------------------------------
قلت له إذ مر بي فردا
مولاي هل تقتلني عمدا
فأطبق الورد على نرجس
فامتلأت وجنته وردا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> ألا قل لساري الليل لا تخشى ضلة
ألا قل لساري الليل لا تخشى ضلة
رقم القصيدة : 9023
-----------------------------------
ألا قل لساري الليل لا تخشى ضلة
سعيد بن سلم ضوء كل بلاد
لنا سيّد أربى على كل سيد
جواد حثا في وجه كل جواد
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> منْ لم يردك ولم تردهُ
منْ لم يردك ولم تردهُ(93/400)
رقم القصيدة : 9024
-----------------------------------
منْ لم يردك ولم تردهُ
لم يستفدك ولم تفدهُ
قرّب صديقك ما نأَى
وزِد التقارب واستزدْهُ
وإذا وَهَتْ أركان وُدْ
دٍ من أخي ثقة فشدهُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> هريقاً دماً إنْ أنفذتْ عبرة تجري
هريقاً دماً إنْ أنفذتْ عبرة تجري
رقم القصيدة : 9025
-----------------------------------
هريقاً دماً إنْ أنفذتْ عبرة تجري
أبى الصبر إنّ الرزء حل عن الصبرِ
ولا تجمدا عينيّ قد حسن البكا
وفرط الأسى فقدُ المغيب في القمرِ
لغيركما بالبث أن لست واقفا
من الصبرِ يوماً بعد عمرو على عذرِ
سلام وسقيا من يد الله ثرة ٌ
على جسدِ بالٍ بلماعة قفرِ
جرتْ فوقهُ الأرواحُ أمناً لجريهِ
وقد كُنَّ حَسْرَى حينَ يَجْري كمَا تَجْري
تولى الندى والباسُ والحلمُ والتقى
فلم يبقَ منها بعدَ عمرو سوى الذكرِ
فإنْ تطوهِ الأيامُ لا تطو بعدهُ
صنائعَ مِنْهُ لا تبيدُ على النّشرِ
متى تلقهُ لا تلقَ إلا ممنعاً
حماهُ، مصونَ العرضِ مبتذلَ الوفرِ
وأيُّ محلٍّ لا لكفيهِ نعمة ٌ
على أهلِهِ من أرضِ بَرٍّ ولا بَحْرِ
وما اختلفتْ حالانِ إلا رأيتهُ
ركوبَ التي تسبي هيوبَ التي تزري
ومن تكنِ الأوراقُ والتبرُ ذُخْرَهُ
فما كان غيرَ الحمدِ يرغبُ في ذخرِ
كلا حالتيهِ الجودُ أنى تصرفتْ
به دُوَلُ الأيامِ في العُسْرِ واليُسْرِ
وما عُدِمَتْ يوماً لكفّيهِ أَنْعُمٌ
تُضافُ له منها عَوانُ إلى بكرِ
وما انتسبتْ إلا إليهِ صنيعة ٌ
وما نطقتْ إلا به ألسنُ الفخرِ
يرى غبناً يوماً يمرُّ وليلة ً
عليه ولم يكسبْ طريقاً من الشكرِ
تغضّ له الأبصار عند اجتلائه
وليس به إلا الجلالة ُ من كبرِ
تَرَى جَهْرَهُ جَهْرَ التقيّ وسِرُّهُ
إذا ما اختبرتَ السِّرَّ أتقى منَ الجهْرِ
ولم يصحُ من يومٍ ولم يمسِ ليلة ً
بغير ِاكتسابِ الحمدِ مشتغلَ الفكرِ
وكانتْ تعُمُّ الناسَ نَعماءُ كفّهِ
فعَمّوا عليهِ بالمُصيبة ِ والأجرِ(93/401)
تناعاهُ أقطارُ البلادِ تفجعاً
لِمصْرَعِهِ تَبْكيهِ قُطْراً إلى قُطْرِ
تباشرَ بطنُ الأرضِ أنساً بقربهِ
وأضحتْ عليه وهي خاشعة ُ الظهرِ
ولم تَكُ تُسْقى الأرضُ إلاّ بسَيْبهِ
إذا ما جفا أقطارها سبلُ القطرِ
إذا نَشَأتْ يوماً لكفّيهِ مُزْنَة ٌ
أديلَ الغنى في كل فجّ من القفرِ
هوى جبلُ اللهِ الذي كانَ معقلاً
وعزّاً لدينِ اللّهِ ذُلاًّ على الكُفْرِ
عجبتُ لأيدي الحتف كيفَ تغلغلتْ
إليكَ وبينَ النّسْرِ بَيْتُكَ والنّسْرِ
وماكُنْتَ بالمُغْضِي لدهرٍ على القذى
ولا لَيّنٍ للحادثاتِ على القَسْرِ
ولو دَفَعَ العِزُّ الحِمامَ عن امرىء ٍ
لما نال عمراً للحمامِ شبا ظفرِ
ألم تَكُ أسبابُ الرَّدَى طَوعَ كفّهِ
تبينُ لصرفي ما يريشُ وما يبري
إذا صاح داعي الرَّوْعِ سارَ أمامَهُ
لواءانِ مَعْقودانِ بالفَتْحِ والنّصرِ
يُقَاسمُ آجالَ العِدَى عزمُ بأسِهِ
بهندية ٍ بيضٍ وخطية ٍ سمرِ
وماذبّ إلاّ عن حمى الدين سيفُهُ
ولا قاد خيلَ اللّه إلاّ إلى ثغرِ
وقد كان يقري الحتفَ أعداءَ سلمهِ
فأضحى قرى ما كان أعداءَهُ يقري
تولى أبو عمرو فقلنا لنا عمرو
كَفَانا طُلوعُ البدرِ غَيْبوبَة َ البدرِ
وكان أبو عمرو معاراً حياتهُ
بعمرو فلما ماتَ ماتَ أبو عمرو
وكنا عليه نحذرُ الدهرَ وحدهُ
فلم يبقَ ما يخشى عليه من الدهرِ
وهَوّنَ وَجْدِي أنّ من عاشَ بَعدَهُ
يلاقي الذي لاقى وإن مدَّ في العمرِ
وهوّنَ وَجْدِي أنّنِي لا أَرَى امرءاً
من الناس إلا هو مغضٍ على وترِ
رَمَتْنَا الليالي فيكَ ياعمرو بَعْدَمَا
حَمِدْنَا بكَ الدّنيا بقاصمة ِ الظهرِ
سأجْزِيك شكري ماحَييت فإن أمتْ
أُبقِّ ثناءً فيكَ يَبْقى إلى الحَشرِ
وأُوثِرُ حُزني فيكَ دُونَ تجلّدِي
وإسبالَ دمعٍ لا بكيءٍ ولا نزرِ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أما كان في قسبِ اليمامة والثمر
أما كان في قسبِ اليمامة والثمر
رقم القصيدة : 9026(93/402)
-----------------------------------
أما كان في قسبِ اليمامة والثمر
وفي أدم البحرين والنبق الصفرِ
ولا في مناديل قسَمْتَ طَريفَها
وأهديتها حظٌّ لنا يا أبا بكرِ
سرتْ نحو أقوام فلا هنأتهم
ولم ينتصف منها المقلّ ولا المثري
أأنت إلى طالوت ذي الوفر والغنى
وآل أبي حرب ذوي النشب الدثرِ
ولم تأتني ولا الرياشي تمرة
غصصتَ بباقي ما ادخرت من التمرِ
ولم يُعْطَ منها النهشلي أداوة ً
تكون له في القيظ ذخراً مدى الدهرِ
أقول لفتيان طويت لطيْهم
عرى البيدِ منشورَ المخافة والذعرِ
لئن حكم السّدريّ بالعدل فيكم
لما أنصف السدري في ثمر السدرِ
لئن لم تكن عيناك عذرك لم تكن
لدينا بمحمود ولا ظاهر العذرِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أيها الرافع في المسـ
أيها الرافع في المسـ
رقم القصيدة : 9027
-----------------------------------
أيها الرافع في المسـ
ـجد بالصوت العقيرهْ
قتلتني عينك النجـ
ـلاء والقتل كبيرهْ
أيها الحاكم أنتم
فاصلو حكمِ العشيرهْ
أجلالاً ما بقلبي
صنعت عينا مغيرهْ ؟
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> غدرَ الزمان وليته لم يغدر
غدرَ الزمان وليته لم يغدر
رقم القصيدة : 9028
-----------------------------------
غدرَ الزمان وليته لم يغدر
وحدا بشهر الصوم فطر المفطرِ
وثوتِ بقلبك يا محمد لوعة
تمرى بوادرَ دمعك المتحدرِ
وتقسمتك صبابتان لبينه
أسفُ المشوق وخلة المتفكرِ
فاستبقِ عينك واحش قلبكَ ياسَهُ
واقرا السلام على خوان المنذرِ
سقياً لدهرك إذ تروح يومه
والشمس في علياء لم تتهورِ
حتى تنيخ بكلكل متزاور
وتمد بعلوما قموص الحنجرِ
وترود منك على الخوان أنامل
تدع الخوان سراب فاع مقفرِ
ويحَ الصحاف من ابن فراش إذا
أنحى عليها كالهِزَبْرِ الهَيْصَرِ
ذو دُرْبة ٍ طَبّ إذا لمعت له
بشر الخوان بدا بحلِّ المئزرِ
ود ابن فراش وفراش معا
لو أن شهر الصوم مدة أشهرِ
يزري على الإسلام قلة صبره
وتراه يحمد عدة المتنصرِ(93/403)
لا تهلكن على الصيام صبابة ً
سيعود شهركَ قابلاً فاستبشرِ
لا درَّ درك يا محمد من فتى ً
شَيْنِ المغيب وغير زَيْنِ المحضرِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أبوك أمير قرية نهر تِيْرَى
أبوك أمير قرية نهر تِيْرَى
رقم القصيدة : 9029
-----------------------------------
أبوك أمير قرية نهر تِيْرَى
ولستَ على نسائك بالأميرِ
وأرزاق العباد مُقَدَّرات
لهم وعليك أرزاق الأيورِ
فكم في رزق ربك من فقير
وما في أهل رزقك من فقير
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> النفس تسخو ولكن يمنع العسر
النفس تسخو ولكن يمنع العسر
رقم القصيدة : 9030
-----------------------------------
النفس تسخو ولكن يمنع العسر
والحر يعذر من بالعسر يعتذرُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> هجرتُ الهوى أيما هجره
هجرتُ الهوى أيما هجره
رقم القصيدة : 9031
-----------------------------------
هجرتُ الهوى أيما هجره
وعفت الغواني والخَمْرَهْ
لوتني عن وصلها سكرة
بكأس الضنا أيّما سكْرَهْ
وبنتُ المنية تنتابني
هدوّاً وتطرقني سُحْرهْ
إذا وردتْ لم تزعْ وردها
عن القلبِ حجبٌ ولا سترهْ
كأن لها ضرماً في الحشى
وفي كل عضو لها جمرهْ
إذا لم ترحُ أصلا في العشى
فأقصى مواعدها بكرهْ
لها قدرة في جسوم الأنام
حباها بها الله ذو القدرهْ
فقد سلبت أعظمي نَحْضَهَا
ولم تتركْ من دمي قطرهْ
تَعَلَّلْت باسم سواها لها
كأنْ ليس لي باسمها خبرهْ
فطوراً ألقّبها سخنة
وَطَوراً ألقّبها فترهْ
وقد أعقبتْ خُلقي حدّة ً
وأورثني إلفها ضجرهْ
فللعبد إن غاطني لطمة
وللحسرَ إن ساءني زجرهْ
أسَائلُ أهلي عن سحنتي
وأمنحهم نظرة ً نظرهْ
فأجزع إن قيل لي حمرة
وأشفق إن قيل لي صفرهْ
وصرتُ إذا جُعْتُ يوماً ظللت
كأن على كبدي شفره
ويربو الطحال إذا ما شَبعت
فتعلو الترائب والصدرهْ
فأمسي كأني من معدتي
لبست الثياب على زُكرَهْ
إذا ما رأيت امرأ مطلقاً
له الأكل تخنقني العَبرهْ(93/404)
وقالوا شفاؤك في حمية ٍ
تعود عليك بها النضرهْ
كأني في منزلي مخْصِبا
ببلقعة جدبة قفرهْ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لعمري لقد أظهرت تيهاً كأنما
لعمري لقد أظهرت تيهاً كأنما
رقم القصيدة : 9032
-----------------------------------
لعمري لقد أظهرت تيهاً كأنما
توليت للفضل بن مروان عكبرا
وما كنت أخشى لو وليت مكانة ً
عليَّ أبا العباس أنْ تتغيّرا
لحفظ عيون النفط أحدثت نخوة
فكيف به لو كان مسكاً وعنبرا
دع الكبرَ واستبق التواضع إنه
قبيح بوالي النَفطِ أنْ يتكبرا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> والروض لا تنجلي أبصاره أبداً
والروض لا تنجلي أبصاره أبداً
رقم القصيدة : 9033
-----------------------------------
والروض لا تنجلي أبصاره أبداً
إلاّ إذا رمدتْ من كثرة المطرِ
إنّ السماء إذا لم تبكِ مقلتُها
لم تضحك الأرض عن شيء من الزهرِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لعتبة صفحتا قمرٍ
لعتبة صفحتا قمرٍ
رقم القصيدة : 9034
-----------------------------------
لعتبة صفحتا قمرٍ
يفوق سناهما القمرا
يزيدك وجهه حسنا
إذا ما زدته نظرا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> ولاح الصباح فشبهتهُ
ولاح الصباح فشبهتهُ
رقم القصيدة : 9035
-----------------------------------
ولاح الصباح فشبهتهُ
عليَّ بن عيسى على المنبرِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> ما للسماء عليه ليس تنفطر
ما للسماء عليه ليس تنفطر
رقم القصيدة : 9036
-----------------------------------
ما للسماء عليه ليس تنفطر
وللكواكب لا تهوى فتنتشرُ
وللبلاد ألا تسمو زلازلها
والراسيات ألا تردى فتنقعرُ ؟ !
إنّ الندى وأبا عمرو تضمَنَهُ
قبرٌ ببغداد يُستَسْقى به المطرُ
للّه حزمٌ وجودٌ ضمّه جدثٌ
ومكرماتٌ طواها التّربُ والمدرُ
يا طالباً وزراً من ريبِ حادثة
أودى سعيدٌ فلا كهفٌ ولا وزرُ(93/405)
أبكى عليك عيونَ الحيّ من يمنٍ
ومن ربيعة َ ما تَبكِي له مضرُ
كلُّ القبائل قد ردّيتَ أَردية ً
من فضل نُعْماكَ لا يَجزي بها شكْرُ
ما خَصَّ رُزؤك لا قيساً ولا مضراً
إنَّ الرزية معمومٌ بها البشرُ
لو كان يَبْكي كتابُ اللّهِ من أحدٍ
لطولِ إلفٍ بكتكَ الآيُ والسورُ
أبو الأراملِ والأيتامِ ليس له
إلا مراعاتهم همّ ولا وطرُ
للهاربينَ مصادٌ غيرُ مطلع
وللعُفاة ِ جَنَابٌ ممرعٌ خَضِرُ
من كل أفقٍ إليه العِيسُ مُعْمَلَة ٌ
وكل حيّ على أبوابه زمرُ
مُشَيّعٌ لا يغوث الذحل صولتَهُ
وأكرم الناس عفواً حين يقتدرُ
لا يَزدَهيهِ لغيرِ الحقّ منطقُهُ
ولاتناجيه إلاّ بالتقى الفكرُ
ثبت على زلل الأيام مُضطَلعٌ
بالنائباتِ لصعبِ الدهرِ مقتسرُ
سامي الجفونِ يروق الطرفَ منظرهُ
وأطهرُ الناسِ غيباً حينَ يختبرُ
الحلمُ يصمتهُ والعلمُ ينطقهُ
وفي تقى اللهِ ما يأتي وما يذرُ
لم تسمُ همتهُ يوماً إلى شرفٍ
إلاّ حباه بما يَسْمو له الظفَرُ
يعطيكَ فوقَ المنى من فضلِ نائلهِ
وليس يعطيك إلاّ وهو مُعتذرُ
يزيدُ معروفهُ كبراً ويرفعهُ
أنّ الجسيمَ لديه منه محتقرُ
وليس يسعى لغير الحمد يكسبهُ
وليس إلاّ من المعروف يَدَّخرُ
عَفُ الضمير رحيبُ الباعِ مُضْطلعٌ
لحرمة ِ الله والإسلامِ منتصرُ
ما أنفكَّ في كل فجّ من ندى يدهِ
للناس جودانِ محوي ومنتظرُ
لو هابَ عن عزة أو نجدة ٍ قدرٌ
من البريّة ِ خَلقاً هَابَكَ القدرُ
لِيَبْكِ فَقدَك أطرافُ البلادِ كما
لم يخلُ من نعمة ٍ أسْدَيتَها قُطُرُ
وليبككَ المرملونَ الشعثُ ضمهمُ
من كلّ أوْبٍ إلى أبياتكَ السّفَرُ
وذاتُ هدمينِ تزجي دردقاً قزماً
مثلَ الرئالِ حباها البؤسُ والكبرُ
ويبككَ الدينُ والدنيا لرعيهما
والبَرُّ والبَحْرُ والإعسار واليُسُرُ
كفلتَ عترة َ أقوامٍ مهاجرة ٍ
عثمانُ جدهمُ أو جدهمْ عمرُ
وقد نَصَرْتَ وقد آوَيْتَ مُحتسِباً
" أبناء قومٍ همُ آووا وهم نصروا "
يا ربَّ أرملة ٍ منهم ومكتهلٍ(93/406)
أَيتَمْتَهُ وهو مُبَيضّ له الشِعَرُ
لله شملُ جميعٍ كان ملتئماً
أضحى ليومِ سعيد وهو منتشرُ
أمسى لفقدكَ ظهر الأرض مختشعاً
بادِي الكآبة ِ واختالت بِك الحُفَرُ
أحياكَ عمرو ولولاه وأخوتهُ
عَفَا النوالُ فلم يُسمعْ له خَبَرُ
ألهمتهمْ طوعهُ فانقاد رشدهمُ
كلٌّ يراه بحيثُ السمعُ والبصرُ
كأنهم كنفاهُ وهوَ بينهمُ
بدرُ السماءِ حوتهُ الأنجمُ الزهرُ
بنو قتيبة َ نورُ الأرضِ نورهمُ
إذا خبا قمر منهم بدا قمرُ
إذا تشاكهت الأيام واشتبهتْ
أبان أيامكَ التحجيل والغررُ
إمّا ثويتَ فما أبقيت مكرمة ً
إلا بكفك منها العين والأثرُ
إنّ الليالي والأيام لو نطقت
أثنت بآلائك الآصال والبكرُ
كان الندى في شهور الحول مُقْتَسَماً
بين البرية فاغتال الندى صفرُ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> سَقياً لدهر مضى ما كان أطْيَبَهُ
سَقياً لدهر مضى ما كان أطْيَبَهُ
رقم القصيدة : 9037
-----------------------------------
سَقياً لدهر مضى ما كان أطْيَبَهُ
إذ أنت متبعٌ فالشرط دينار
أيام وجهك مبيض عوارضهُ
وللربيع على خديك أنوار
حانت مَنيّتُه فاسودَّ عارضُهُ
كما تسوّد بعد الميّت الدار
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> ويلي على أغيد ممكور
ويلي على أغيد ممكور
رقم القصيدة : 9038
-----------------------------------
ويلي على أغيد ممكور
وساحرٍ ليس بمسحورِ
تؤثره الحور علينا كما
نؤثره نحن على الحورِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> رأيتك منظرا عجبا
رأيتك منظرا عجبا
رقم القصيدة : 9039
-----------------------------------
رأيتك منظرا عجبا
غداة النحر بالبَصره
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> مكتئب ذو كبد حرَّى
مكتئب ذو كبد حرَّى
رقم القصيدة : 9040
-----------------------------------
مكتئب ذو كبد حرَّى
تبكي عليه مقلة عبرى
يرفع يمناه إلى ربهِ
يدعو وفوق الكبد الأخرى(93/407)
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أيا قاضية البصر
أيا قاضية البصر
رقم القصيدة : 9041
-----------------------------------
أيا قاضية البصر
ة قومي فارقصي خطرهْ
ومري برواسيك
فماذا البرد والفترهْ ؟
أراكِ قد تثيرين
عجاج القصف يا حرهْ
وتحذيفك خديكِ
وتجعيدك للطرهْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> اسقم قلبي ثم لم يبره
اسقم قلبي ثم لم يبره
رقم القصيدة : 9042
-----------------------------------
اسقم قلبي ثم لم يبره
عاقد زنار على خصرهِ
لا تلفت روحي ولا روحه
حتى رأى بطني على ظهرِهِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> باكرته الحمى وراحت عليه
باكرته الحمى وراحت عليه
رقم القصيدة : 9043
-----------------------------------
باكرته الحمى وراحت عليه
فكسته حمى الرواح بهارا
لم تشنه لما ألحت ولكنْ
بدلته بالاحمرار اصفرارا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> معانٍ من العيش الغرير ومعمرُ
معانٍ من العيش الغرير ومعمرُ
رقم القصيدة : 9044
-----------------------------------
معانٍ من العيش الغرير ومعمرُ
ومبدى أنيق بالعُذَيْبِ ومحْضَرُ
نما الروض منه في عذاة ٍ مريعة ٍ
لها كوكب يستأنق العين أزْهَرُ
ترى لامع الأنوار فيها كأنه
إذا اعترضته العين وشيء مدنرُ
تسابق فيه الأقحوان وحنوة
وساماهما رَندٌ نضير وعَبْهَرُ
يمجّ ثراها فيه عفراء جعدة
كأنّ نداها ماء ورد وعنبرُ
أعاد نسيم الريح أنفاس نشره
وخايلَ فيه أحمرَ اللون أصفرُ
بدا الشَّيحُ والقَيْصوم عند فروعه
وشثٌّ وطُبَّاقٌ وبانٌ وعَرْعَرُ
وناضر رمان يرفّ شَكِيرهُ
يكاد إذا ما ذرتْ الشمس يقطرُ
ويانع تفاع كأن جنيهُ
نجوم على أغصانه الخضر تزهرُ
إذا زرته يوماً تغرد طائر
وراناك ظبي بين غصنين أحورُ
فإن هاج نوح الأيك في رونق الضحى
تذكر محزون أو ارتاح مقصرُ
تجاوبن بالترجيع حتى كأنما
ترنَّم في الأغصان صنجٌ ومِزْهَرُ
مراناة موموق وترجيع شائقٍ(93/408)
فللقلب ملهاة وللعين منظرُ
وإني إلى صحن العُذَيْبِ لتائق
وإني إليه بالمودّة أصوَرُ
مرعتَ ولا زالت تصوبك ديمة
يجود بها جَون الغوارب أقمرُ
أحم الكلى واهي العرى مسبل الجدى
إذا طعنت فيه الصبا يتفجرُ
كأن ابتسام البرق في حجراتهِ
مهندة ٌ بيض تشام وتشهرُ
Free counter
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> كم قد خلوتُ بمن أهوى ويمنعني
كم قد خلوتُ بمن أهوى ويمنعني
رقم القصيدة : 9045
-----------------------------------
كم قد خلوتُ بمن أهوى ويمنعني
منه الحياء وخوف الله والحذرُ
وكم ظفرت بمن أهوى فيقنعني
منه الفكاهة والتعليل والنظرُ
أهوى الملاح وأهوى أنْ أجالسهم
وليس لي في حرام منهم وطرُ
فذلك الحب لا إتيان معصية
لاخير في لذة من بعدها سقرُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> اسقني إن سقيتني بالكبير
اسقني إن سقيتني بالكبير
رقم القصيدة : 9046
-----------------------------------
اسقني إن سقيتني بالكبير
إنّ في شربه تمام السرور
أنا والله لست أكذبكم آ
نفُ من أنْ أرى صريع صغير
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> ومن المظالم أن تكو
ومن المظالم أن تكو
رقم القصيدة : 9047
-----------------------------------
ومن المظالم أن تكو
ن على المظالم يا فزاره
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> تفتر عن مضحك السدري إن ضحكت
تفتر عن مضحك السدري إن ضحكت
رقم القصيدة : 9048
-----------------------------------
تفتر عن مضحك السدري إن ضحكت
كرفَ الأتان رأتْ إدلاء أعيار
يفوح ريح كنيف من ترائبها
سوداء حالكة دهماء كالقار
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> بنيّتي أصبحت عروساً
بنيّتي أصبحت عروساً
رقم القصيدة : 9049
-----------------------------------
بنيّتي أصبحت عروساً
تهدى من ابني إلى عروسِ
زُفَّت إليه لخير وقتٍ
فاجتمعا ليلة َ الخميسِ
يا معشر العاشقين أنتم
بالمنزل الأرذل الخسيسِ
يزيد أضحى لكم رئيساً(93/409)
فاتبعوا منهج الرئيسِ
من رام بلاًّ لرأس أيرٍ
ذلل نفساً لحل كيسِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> إن السرور تصرمت أيامه
إن السرور تصرمت أيامه
رقم القصيدة : 9050
-----------------------------------
إن السرور تصرمت أيامه
مني وفارقني الحبيب المؤنسُ
حالان لا انفك من إحداهما
مستعبراً أو باكيا أتنفّسُ
ولمثله بكت العيون صبابة
ولمثله حزنت عليه الأنفسُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> دعوا الإسلام وانتحلوا المجوسا
دعوا الإسلام وانتحلوا المجوسا
رقم القصيدة : 9051
-----------------------------------
دعوا الإسلام وانتحلوا المجوسا
وألقو الرَّيْط واشتملوا القلُوسا
بني العبد المقيم " بنهر تيري "
لقد أنهضت طيركم نحوسا
حرام أن يبيتَ بكم نزيلٌ
فلا يمسي لامكم عروسا
إذا ركد الظلام رأت " عسيلا "
يحثّ عل نداماه الكؤوسا
ويذكرهم " أبو رهم " بهجو
فيستدعي إلى الحُرَمِ النفوسا
وَيُخْلِيهم "هشام" بالغواني
ويحمي "الفضلُ" بينهم الوطيسا
فتسمع في البيوت لهم هبيباً
كما أ÷ملت في الزربِ التيوسا
لقد كان الزناة بلا رئيس
فقد وجد الزناة بهم رئيسا
هم قبلوا الزناء وأنشؤوه
وهم وسموا بجبهته حبيسا
لئن لم تنف دعوتهم "سدوس"
لقد أخزى الإلsه بهم "سدوسا"
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> نظرتُ إلى مَن زَيَّنَ اللّه وجهه
نظرتُ إلى مَن زَيَّنَ اللّه وجهه
رقم القصيدة : 9052
-----------------------------------
نظرتُ إلى مَن زَيَّنَ اللّه وجهه
فيا نظرة كادت على عاشق تقضي
وكبرتُ عشراً ثم قلت لصاحبي
متى نزل البدر المنير إلى الأرضِ
تبينُ عيني أن قلبي يحبه
وفي العين تبيان من الحبّ والبغضِ
وما هو إلا خق ربي مصور
ولكنّ بعض الناس أملح من بعضِ
عشيّة حيّاني بوردٍ كأنّه
خدود أضيفت بعضهن إلى بعضِ
ونازعني كأساً كأنّ رضابها
دموعي لما صدَّ عن مقلتي غمضي
وولى وفعل الراح في حركاته
من السكر فعل الريح بالغصن الغضِّ(93/410)
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> بنتُ المنية بي موكّلة
بنتُ المنية بي موكّلة
رقم القصيدة : 9053
-----------------------------------
بنتُ المنية بي موكّلة
عقب النهار كمقتضٍ قَرضا
ألفتْ وفاءً ليس تسأمه
فترى مواصلتي به فرضا
عَرقَتْ بنافضها وشدّتها
لحمي ورَضَّتْ أعظمي رضَّا
ولو أنّها ترمي بشِكَّتها
نيقاً أشمَّ لذاب وارفضا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> مثلك في الأرض وبي غفلة ٌ
مثلك في الأرض وبي غفلة ٌ
رقم القصيدة : 9054
-----------------------------------
مثلك في الأرض وبي غفلة ٌ
حتى كأني لستُ في الأرضِ
حبك فرض وأرى قوتي
تعجز عن تأدية الفرض
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> علة ٌ زعفرتْ معصفر خدٍّ
علة ٌ زعفرتْ معصفر خدٍّ
رقم القصيدة : 9055
-----------------------------------
علة ٌ زعفرتْ معصفر خدٍّ
كان من ريه يكاد يفيض
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> وعازب باكره القر الفرطْ
وعازب باكره القر الفرطْ
رقم القصيدة : 9056
-----------------------------------
وعازب باكره القر الفرطْ
تخايلَ البنتُ به الجعدُ القططْ
نواره مثل الذبال قد سلط
كأنما الوشي عليه قد بسطْ
قال له الغيث من الرواد مطْ
للطير فيه أنف اليوم لغطْ
رطانة الزطّ إذا لاقين زطْ
من كل عفراء بدفيها رقطْ
وبذناباها وبالجيد نُقَطْ
وبالجناحين وبالرأس خططْ
كأن ديباجاً عليها لم يخطْ
أوفيت والميسان من نوم يغطْ
والليل بالصبح ملوث مختلط
بصادق اللحظ قطاميّ سَلِطْ
أقنى رحيب البشر محبوك سَبِطْ
ما يلقَ بالمخلبِ من مسك يعطْ
حتى إذا حدَّ مقاط فنشطْ
وخُرّطَ الموت عليها إذ خُرِطْ
ومر يهوي كالحسام الممتعطْ
فدفنَ ذرقا كعثانين الشمطْ
يصكها صكاً داركاً ويحطْ
أما رأيت النار بالحلفاء قطْ
فاز امرؤ حالف صقراً واغتبطْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> عذرك عندي بك مبسوطُ
عذرك عندي بك مبسوطُ
رقم القصيدة : 9057(93/411)
-----------------------------------
عذرك عندي بك مبسوطُ
والذنب عن مثلك محطوط
ليس بمسخوط فعال امرئ
كل الذي يأتيه مسخوط
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> برعتْ محاسنه فجلَّ لها
برعتْ محاسنه فجلَّ لها
رقم القصيدة : 9058
-----------------------------------
برعتْ محاسنه فجلَّ لها
عن أن يقوم بوصفها لَفظُ
نطق الجمال بعذر عاشقه
للعاذلات فأخرس الوعظُ
لم يبد منه للعيون سوى
ما نال من وجناته اللَّحظُ
ما للقلوب إذا التبسنَ به
منه سوى حسراتها حظُ
ما ضَرَّ من رَقَّت محاسنه
لو كان رقّ فؤاده الفظُّ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> زعمتْ عاذلتي أني لما
زعمتْ عاذلتي أني لما
رقم القصيدة : 9059
-----------------------------------
زعمتْ عاذلتي أني لما
حَفِظَ البخل من المال مضيعُ
كلفتني عذرة الباخل إذ
طرق الطارق والناس هجوعُ
ليس لي عذر وعندي بلغة ٌ
إنّما العذر لمن لا يستطيعُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> استبقِ قلبك لا يموت صبابة ً
استبقِ قلبك لا يموت صبابة ً
رقم القصيدة : 9060
-----------------------------------
استبقِ قلبك لا يموت صبابة ً
حذرا لبين أخٍ له يتوقّعُ
إنْ حال بينهم وبينك بائنٌ
فبأي قلب بعد ذلك تجزعُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> ظبيٌ كأنَّ بِخَصْرِهِ
ظبيٌ كأنَّ بِخَصْرِهِ
رقم القصيدة : 9061
-----------------------------------
ظبيٌ كأنَّ بِخَصْرِهِ
من رقة ظمأ وجوعا
إني علقت لشقوتي
ياقوم ممنوعاً منيعا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أقبر أبي أمية لو علاه
أقبر أبي أمية لو علاه
رقم القصيدة : 9062
-----------------------------------
أقبر أبي أمية لو علاه
حملتَ إذن لضقتَ به ذراعا
حويت الجود والتقوى وعمرا
فكيف أطقتَ ياقبر أضطلاعا
لموتهم أطقت له انضماما
ولولا ذاك لم تطق اتساعا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لعمرك ما سب الأمير عدوه(93/412)
لعمرك ما سب الأمير عدوه
رقم القصيدة : 9063
-----------------------------------
لعمرك ما سب الأمير عدوه
ولكنما سبَّ الأمير المبلغ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> صرفت هواك فانصرفا
صرفت هواك فانصرفا
رقم القصيدة : 9064
-----------------------------------
صرفت هواك فانصرفا
ولم ترع الذي سلفا
وبنت فلم أمت كلفاً
عليك ولم تمت أسفا
كلانا واجد في النا
س ممن مله خلفا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لن تلبسوا منطقي بمشكلة
لن تلبسوا منطقي بمشكلة
رقم القصيدة : 9065
-----------------------------------
لن تلبسوا منطقي بمشكلة
إلاّ عن "الأصمعيّ" أو "خلف"
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> قد أحدث الناس ظرفاً
قد أحدث الناس ظرفاً
رقم القصيدة : 9066
-----------------------------------
قد أحدث الناس ظرفاً
يزهو على ظرْفِ
كانوا إذا ما تلاقوا
تصافحوا بالأكفِّ
فأظهروا اليوم رشف الخد
ود والرشف يشفي
فصرت تلثم من شئـ
ـت عن طريق التحفي
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> حبوت "صرفاً" بهوى صرفِ
حبوت "صرفاً" بهوى صرفِ
رقم القصيدة : 9067
-----------------------------------
حبوت "صرفاً" بهوى صرفِ
لأنها في غاية الظرفِ
يا صرف ما تقضين في عاشق
بكاؤه يبدي الذي يخفي
يا غاية الآداب واللطفِ
"صرف" التي أصفتك محض الهوى
يقصر عن حبّكم وصفي
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لسانُ الهوى ينطقُ
لسانُ الهوى ينطقُ
رقم القصيدة : 9068
-----------------------------------
لسانُ الهوى ينطقُ
وشاهده يصدقُ
لقد نمَّ هذا الهوى
عليك وما يشفقُ
إذا لم تكن عاشقاً
فقلبك لم يخفقُ ؟
وما لك أماً بدت
تحار فلا تنطق؟
أشمس تجلت لنا
أم القمر المشرقُ ؟
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> طال على البصرة إشفاقي
طال على البصرة إشفاقي
رقم القصيدة : 9069
-----------------------------------
طال على البصرة إشفاقي(93/413)
وبتُّ من خوفٍ على ساقِ
لا تأمن الخسف على بلدة ٍ
أميرُها الفضل بن إسحاقِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> يُري الغزاة بأنَّ اللّه همته
يُري الغزاة بأنَّ اللّه همته
رقم القصيدة : 9070
-----------------------------------
يُري الغزاة بأنَّ اللّه همته
وإنما كان يغزو كيس " إسحقِ "
فباع زهدا ثواباً لا نفاد له
وابتاع عاجل رفدِ القوم بالباقي
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> الموت عندي والفرا
الموت عندي والفرا
رقم القصيدة : 9071
-----------------------------------
الموت عندي والفرا
ق كلاهما ما لا يطاقُ
يتعاونان على النفو
س فذا الحمام وذا السياقُ
لو لم يكن هذا كذا
ماقيل موتٌ أو فراقُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> برز احسانك في سبقه
برز احسانك في سبقه
رقم القصيدة : 9072
-----------------------------------
برز احسانك في سبقه
ثم تلاه شكر لاحقُ
حتى إذا امتدّ المدى بيننا
جاء المصلي وهو السابقُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لي صاحب في حديثه البَركهْ
لي صاحب في حديثه البَركهْ
رقم القصيدة : 9073
-----------------------------------
لي صاحب في حديثه البَركهْ
يزيد عند السكون والحركهْ
لو قال: لا في قليل أحرفها
لردها بالحروف مشتبكهْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> امام الهدى أدركْ وأدرك وأدركِ
امام الهدى أدركْ وأدرك وأدركِ
رقم القصيدة : 9074
-----------------------------------
امام الهدى أدركْ وأدرك وأدركِ
ومر بدماءِ الرخجيينَ تسفكِ
ولا تعدُ فيهم سنة ً كان سنها
أبوك أبو الأملاك في آل برمكِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> تمارضت كي أشجى وما بك علة
تمارضت كي أشجى وما بك علة
رقم القصيدة : 9075
-----------------------------------
تمارضت كي أشجى وما بك علة
تريدين قتلي قد رضيت بذلكِ
وقولك للعواد كيف ترونه
فقالوا قتيلاً قلت أهون هالكِ(93/414)
لئن ساءني أنْ نلتني بمساءة
لقد سرَّني أنّي خطرت ببالك
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لما رأيت البدر في
لما رأيت البدر في
رقم القصيدة : 9076
-----------------------------------
لما رأيت البدر في
أفق السماء وقد تعلّى
ورأيت قرن الشمس في
أفق الغروب وقد تدلّى
شبَّهت ذاك وهذه
وأرى شبيههما أجلا
وجه الحبيب إذا بدا
وقفا الحبيب إذا تولّى
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> وضمّنتُها كعُقاب الظلامِ
وضمّنتُها كعُقاب الظلامِ
رقم القصيدة : 9077
-----------------------------------
وضمّنتُها كعُقاب الظلامِ
جَوْنة َ فُلْك بها تَرْفُلُ
فلاحت بدجلة َ مُرْقَدة ً
كما ذكرَ النقنقُ المجفلُ
وكاد يطيّرها بالفضاء
شراعُ مرتْ دَرَّه الأحبلُ
كأنّ هماهم حَيزُومِها
هدير القروم بها أفكلُ
إذا البغيُ أعندها في المسيرِ
تلاقي بها قُلّبُ حُوّلُ
.يقوّمها جورُ سُكّانِها
إذا هي عن قَصْدِها تَعدِلُ
فأفضَى بها متنُ مغروربٍ
يسامي غواربهُ أشكلُ
كأنّ تلاطمَ آذيّه
رباط لها هدبُ مخملُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> شباب كأن لم يكنْ
شباب كأن لم يكنْ
رقم القصيدة : 9078
-----------------------------------
شباب كأن لم يكنْ
وشيبٌ كأن لم يزلْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أبدى له إلفهُ تدللهُ
أبدى له إلفهُ تدللهُ
رقم القصيدة : 9079
-----------------------------------
أبدى له إلفهُ تدللهُ
وشفّه شوقُهُ فأنّ لَهُ
وانقاد للسقم بعدَ صحّتِهِ
حتّى بَرى جسمَه فأنحَلهُ
وخط إذ غاب عنه مؤنسه
في كفه شبههُ فمثلهُ
فكلما غالهُ تشوقهُ
مال إلى كفهِ يقبلهُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> إنَّ العيونَ إذا مكَّن من رجلٍإنَّ العيونَ إذا مكَّن من رجلٍ
إنَّ العيونَ إذا مكَّن من رجلٍإنَّ العيونَ إذا مكَّن من رجلٍ
رقم القصيدة : 9080
-----------------------------------(93/415)
إنَّ العيونَ إذا مكَّن من رجلٍإنَّ العيونَ إذا مكَّن من رجلٍ
يَفْعَلْنَ بالقلب مالا يفعلُ الأسلُ
وليس بالبطل الماشي إلى بطل
فالحرب تخمد أحياناً وتشتعلُ
لكنه من له قلب إذا رشقت
فيه العيون فذاك الفارس البطلُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> سألنا عن ثُمالَة كلَّ حيٍّ
سألنا عن ثُمالَة كلَّ حيٍّ
رقم القصيدة : 9081
-----------------------------------
سألنا عن ثُمالَة كلَّ حيٍّ
فقال القائلون ومن ثُمالَهْ
فقلت محمد بن يزيد منهم
فقالوا زدتنا بهم جهالهْ
فقال لي المبرد خل قومي
فقومي معشر فيهم نذالهْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> رَأَتْ عدمي فاستراثت رحيلي
رَأَتْ عدمي فاستراثت رحيلي
رقم القصيدة : 9082
-----------------------------------
رَأَتْ عدمي فاستراثت رحيلي
سبيلك إن سواها سبيلي
يرجي اليَسَار لها بالقفول
لعلَّ المنية قبلَ القفولِ
لعمرُ التي وعدتك الثراء
بجدوى الصديق وبرِّ الخليلِ
لقد قذفت بك صعبَ المرا
م واستجملتْ لك غير الجميلِ
سأقني العفافَ وأرضي الكفاف
فليس غِنَى النفس حَوز الجزيلِ
ولا أتصدّى لشكر الجواد
ولا أستعدّ لذم البخيلِ
وأعلم أنّ بنات الرجاء
تحلُّ العزيز محلَّ الذللِ
وأن ليس مستغنياً بالكثير
مَنْ ليس مستغنياً بالقليلِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> يتمشى في ثوب عصبٍ من العرْ
يتمشى في ثوب عصبٍ من العرْ
رقم القصيدة : 9083
-----------------------------------
يتمشى في ثوب عصبٍ من العرْ
ي على عظم ساقه مسدولِ
دبَّ في رأسه خُمار من الجو
ع سرى خمرة ِ الرحيق الشمولِ
فبكى شَجْوَه وحنَّ إلى الخبـ
ـزِ ونادى بزفرة وعويلِ
مَنْ لقلب مُتَيَّمٍ برغيفين
ونفس تاقت إلى تَطْفيلِ
ليس تسمو إلى الولائم نفسي
جلَّ قدر الأعراس عن تأميلي
هاتِ لونا وقل تلك تغني
"لستُ أبكي لدارسات الطلولِ"
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> سل جزعي مذ صددت عن حالي(93/416)
سل جزعي مذ صددت عن حالي
رقم القصيدة : 9084
-----------------------------------
سل جزعي مذ صددت عن حالي
هل خطر الصبر لي على بالِ
لا غيَّر اللّه سوء فعلك بي
إن كنت أعتبت فيك عذالي
ولا ذممت البكا عليك ولا
حمدت حسن السلوّ من سالِ
لو كنت أبغي سواك ما جهلت
نفسي أنّ الصدود أعفى لي
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أيها اللاّحظي بطرف كليلِ
أيها اللاّحظي بطرف كليلِ
رقم القصيدة : 9085
-----------------------------------
أيها اللاّحظي بطرف كليلِ
هل إلى الوصل بيننا من سبيلِ ؟
علمَ الله أنني أتمنى
زورة ً منك عند وقت المقيلِ
بعد ما قد غدوتَ بالقرطقِ
الجون تهادى وفي الحسام الصقيلِ
وتكفّيت في المواكب تختا
ل عليها تميلُ كلَّ مميلِ
وأطلت الوقوف منك بباب
القصر تلهو بكل قال وقيلِ
وتحدثت عن مطارة الصيـ
ـد بخبر به ورأى أصيلِ
ثم نازعت في السِّنان وفي الدر
ع وعلم بمرهفات النصولِ
وتكلَّمت في الطراد وفي الطعـ
ـن ووثبٍ على صعاب الخيولِ
فإذا ما تفرق القوم أقبلـ
ـتَ كريحانة ٍ دنتْ لذبولِ
قد كساك الغبار منه رداء
فوق صُدغ وجفن طرف كحيلِ
وبدت وردة القَسامة ِ من خدّيك
في مشرقٍ نقيٍّ أسيلِ
ترشح المسك منه سالفة الظبي
وجيد الأدمانة العطبولِ
فأسوف الغبار ساعة القا
ك برشف الخدين والتقبيلِ
وأحلُّ القباء والسيف في خصـ
ـريف عندي والبر والتبجيلِ
ثم أجلوك كالعروس على الشر
ب تهادى في مجسد مصقولِ
ثم أسقيك بعدش ربي من ريـ
ـقك كأسا من الرحيق الشمولِ
وأغنيك إن هويت غناء
غير مستكره ولا مملولِ
لا يزال الخلخال فوق الحشايا
مثل أثناء حية ٍ مفتولِ
فإذا هبت النفوسِ اشتياقاً
وتشهَّى الخليل قربَ الخليلِ
كان ماكان بيننا لا أسمّيـ
ـه ولكنه شفاء الغليلِ
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أنتَ بين اثنتين تبرزُ للنا
أنتَ بين اثنتين تبرزُ للنا
رقم القصيدة : 9086(93/417)
-----------------------------------
أنتَ بين اثنتين تبرزُ للنا
سِ وكلتاهما بوجه مذالِ
لستَ تنفكّ طالباً لوصالٍ
من حبيب أو راغبا في نوالِ
أيّ ماءٍ لِحُرِّ وجهك يبقى
بين ذُلِّ الهوى وذُلِّ السؤالِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> قالت حيلَّ
قالت حيلَّ
رقم القصيدة : 9087
-----------------------------------
قالت حيلَّ
ماذا العملْ ؟
شؤم الغزل
هذا الرجلْ
حين احتفل
أهدى بصلْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> عاشق أهدى لحبَّته
عاشق أهدى لحبَّته
رقم القصيدة : 9088
-----------------------------------
عاشق أهدى لحبَّته
حين خاف الصدَّ والملَلا
جرة الصحناء في طبقٍ
قد أداروا حولها بصَلا
قلت إذ عيبت هديَّتكم
إنما أهدى الذي أكلا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> هواي هوى باطنٌ ظاهر
هواي هوى باطنٌ ظاهر
رقم القصيدة : 9089
-----------------------------------
هواي هوى باطنٌ ظاهر
قَديمٌ، حديثٌ، لطيفٌ، جليلُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> بأيمن طائر وأسرفالِ
بأيمن طائر وأسرفالِ
رقم القصيدة : 9090
-----------------------------------
بأيمن طائر وأسرفالِ
وأعلى رتبة وأجلِّ حالِ
شربت الدُّهن ثم خرجت منه
خروج المشرفي من الصقالِ
تكشف عنك ما عانيت منه
كما انكشف الغَمام عن الهلالِ
لطول سلامة ولطول عمر
بلغت بك الطوال من الليالي
وقد أهديت ريحانا طريفا
به جاثيت مستمعا سؤالي
وما هو غير ياء بعد حاء
وقد سبقا بميم قبل دالِ
وريحان النبات يعيش يوماً
وليس يموت ريحان المقالِ
ولم تَكُ مؤثرا ريحان شمٍّ
على ريحان أسماع الرجالِ
سليل خلافة وغذى ملكٍ
جسيم محامد منهوك مالِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> قد هجونا مجلس الغيـ
قد هجونا مجلس الغيـ
رقم القصيدة : 9091
-----------------------------------
قد هجونا مجلس الغيـ
ـبة هجران التَّقالِ
ألفته عصبة نو
كى لقيل ولقالِ
ربَّ من يشجيه أمري(93/418)
وهو لم يخطر ببالي
قلبه ملآن من ذَفـ
ـري وقلبي منه خالِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أشتهي في المقلة القبلا
أشتهي في المقلة القبلا
رقم القصيدة : 9092
-----------------------------------
أشتهي في المقلة القبلا
لا كثيراُ يشبه الحولا
واحمرارا الخد من خجل
إنني استحسن الخجلا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> يا قمرا قد صار مثل الهلال
يا قمرا قد صار مثل الهلال
رقم القصيدة : 9093
-----------------------------------
يا قمرا قد صار مثل الهلال
من بعد ما صيرني كالخلالْ
الحمدُ لله الذي لم أمت
حتى أرانيك بهذا السلالْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> قد علونا على الكَفَلْ
قد علونا على الكَفَلْ
رقم القصيدة : 9094
-----------------------------------
قد علونا على الكَفَلْ
واسترحنا من الخجلْ
لم يزل في تمنع
وإباء ولم أزلْ
فبلغتُ الذي بلغت
به غاية َ الأملْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> ومراض مرهفات فتكت
ومراض مرهفات فتكت
رقم القصيدة : 9095
-----------------------------------
ومراض مرهفات فتكت
بي وحاشاكَ ولا مثل الكحلْ
وأما والحبِّ لولا شوكها
لاجتنت ألحاظها ورد الخجلْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لاح شيبي فظلت أمرح فيه
لاح شيبي فظلت أمرح فيه
رقم القصيدة : 9096
-----------------------------------
لاح شيبي فظلت أمرح فيه
مرح الطرفِ في اللجام المحلى
وتولّى الشباب فازددت غيّاً
في ميادين باطلي إذ تولَّى
إنّ من ساءه الزمان بشيب
لأحق امرئ بأن يتسلى
أتراني أسوء نفسي لما
ساءني الدهر لا لَعَمْري كلاَّ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> فلو زينَ الحسن من وجهه
فلو زينَ الحسن من وجهه
رقم القصيدة : 9097
-----------------------------------
فلو زينَ الحسن من وجهه
يهجر الصدود ووصل الوصالِ
لتم ولكن ما إن أرى
جميل المحيا جميل الفعالِ(93/419)
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> فررتُكَ يا جَذَعاً يسنُّه
فررتُكَ يا جَذَعاً يسنُّه
رقم القصيدة : 9098
-----------------------------------
فررتُكَ يا جَذَعاً يسنُّه
من العلم عن مُصْعَبٍ بازلِ
حَلَلْتَ من العلم في ذِرْوة ٍ
محلَّ السنام من الكاهلِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> قوم إذا جالستهم
قوم إذا جالستهم
رقم القصيدة : 9099
-----------------------------------
قوم إذا جالستهم
صدئت بقربهم العقولُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> تكلّفني إذلال نفسي لِعزِّها
تكلّفني إذلال نفسي لِعزِّها
رقم القصيدة : 9100
-----------------------------------
تكلّفني إذلال نفسي لِعزِّها
وهان عليها إن أهان لتكرما
تقول سل المعروف " يحيى بن أكتم "
فقلت سليه رَبَّ يحيى بن أكثما
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> كم صغير جبرته بعد يتم
كم صغير جبرته بعد يتم
رقم القصيدة : 9101
-----------------------------------
كم صغير جبرته بعد يتم
وفقير نَعَشْتَهُ بعد عدمِ
كلما عضت الحوادث نادى
رضي اللّه عن سعيد بن سَلْمِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> شربتَ مدامة ً وسقيتَ خلا
شربتَ مدامة ً وسقيتَ خلا
رقم القصيدة : 9102
-----------------------------------
شربتَ مدامة ً وسقيتَ خلا
لقد جاوزت في اللؤم اللئاما
شراباً كان للمقرور دهراً
فجرعَ من يسقاه الحماما
أشبههُ بوجهك فهو وجه
عَبوسٌ قمطريرٌ لن يُراما
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> مثلته المنى فظل نديمي
مثلته المنى فظل نديمي
رقم القصيدة : 9103
-----------------------------------
مثلته المنى فظل نديمي
فتنعمتُ قاهراً للنعيمِ
ثم مكنتُ منه حتى أناجيـ
ـه بسري وسره المكتومِ
ظِلتُ أسقيه ثم اشرب من فيـ
ـه رضاب المعتق المختومِ
وأغنيه ثم أسمع منه
"ونديم فديته من نديم"
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> إنّ الكريم إذا رآك ظلمته(93/420)
إنّ الكريم إذا رآك ظلمته
رقم القصيدة : 9104
-----------------------------------
إنّ الكريم إذا رآك ظلمته
ذكر الظلامة َ بعد نوم النومِ
إياك من ظلم الكريم فإنه
مُرٌّ مذاقته كطعم العلقمِ
وجفا الفراش وبات يطلب ثأره
أسفاً وإنْ أغضى ولم يتكلمِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أحزان نفسي عنها غير منصرمه
أحزان نفسي عنها غير منصرمه
رقم القصيدة : 9105
-----------------------------------
أحزان نفسي عنها غير منصرمه
وأدمعي من جفون الدهر منسجهُ
على صديق ومولى لي فجعت به
ما إن له في جميع الصالحين لُمَهْ
كم جفنة ٍ مثل جوف الحوض مترعة
كوماء جاء بها طباخها رذمهْ
قد كفَّلتها شحوم من قلّيتها
ومن سنام جزور عَبْطَة سَنِمَهْ
غيَّبت عنها فلم تعرف لها خبرا
لهفي عليك وويلي يا أبا سلمهْ
ولو تكون لها حيّاً لما بعدت
يوماً عليك ولو في جاحم حطمهْ
قد كنت أعلم أن الأكل يقتله
لكنني كنت أخشى ذاك من تخمهْ
إذا تعمَّم في شبليه ثم غدا
فإنَّ حَوزة من يأتيه مصطلمَهْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> يا من تركت بصخرة
يا من تركت بصخرة
رقم القصيدة : 9106
-----------------------------------
يا من تركت بصخرة
صماء هامته أميمهْ
إن الذي عاضدته
أشبهته خلقاً وشيمهْ
وكفعل جدتك الحديـ
ـثه فعلَ جدته القديمهْ
فتناصرا فابن اللئيـ
ـمة ناصر لابن اللئيمهْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> ولما سرت عنها القناع " متيم"
ولما سرت عنها القناع " متيم"
رقم القصيدة : 9107
-----------------------------------
ولما سرت عنها القناع " متيم"
تروح منها " العنبري " متيما
رأى "ابن عبيد اللّه" وهو محكَّم
عليها لها طرفا عليه محكما
وكان قديماً كالح الوجه عابسا
فلما رأى منها السفور تبسما
فإن يصبُ العنبريّ فقبله
صبا باليتامى قلب " يحيى بن أكثما "
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لو جاد بالمال أبو رهم
لو جاد بالمال أبو رهم(93/421)
رقم القصيدة : 9108
-----------------------------------
لو جاد بالمال أبو رهم
كجوده بالأختِ والأمِّ
أضحى وما يعرفُ مثلٌ له
وقيل أسخى العرب والعجمِ
من برَّ بالحرمة إخوانه
استحقّ أن يشكر بالشتمِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> وفارقت حتى ما أبالي من النوى
وفارقت حتى ما أبالي من النوى
رقم القصيدة : 9109
-----------------------------------
وفارقت حتى ما أبالي من النوى
وإن بان جيران علي كرامُ
فقد جعلت نفسي على النأي تنطوي
وعيني على فقد الحبيب تنامُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> ولي أمل قطعت به الليالي
ولي أمل قطعت به الليالي
رقم القصيدة : 9110
-----------------------------------
ولي أمل قطعت به الليالي
أراني قد فنيتُ به وداما
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> ما لقينا من أخي تيم
ما لقينا من أخي تيم
رقم القصيدة : 9111
-----------------------------------
ما لقينا من أخي تيم
ومن أرجاف قومهِ
كلما جئناه قالوا
شُغِلَ القاضي بصومهِ
يجلس الخصم لديه
وهو في أطيب نومهِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> إنّ أبا رهمَ في تكرمه
إنّ أبا رهمَ في تكرمه
رقم القصيدة : 9112
-----------------------------------
إنّ أبا رهمَ في تكرمه
بلغه الله منتهى هممهْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> فتى لا تراه لابساً ظل نبوة
فتى لا تراه لابساً ظل نبوة
رقم القصيدة : 9113
-----------------------------------
فتى لا تراه لابساً ظل نبوة
ولا راكباً إلا ظهور العزائمِ
ولا ساحباً ذيلاً ولا باسطاً يداً
ولا قدماً إلا على فم لائمِ
غذا اشتكت وقع المناسم بلدة
تشكّت إليه الأرض وقع المناسمِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> مالي على صومك من رشفة
مالي على صومك من رشفة
رقم القصيدة : 9114
-----------------------------------
مالي على صومك من رشفة
فاكِ وإن أظماك من لومِ
فاز على عاشقه صومه(93/422)
إني أرى الصوم من القومِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أجرّ على سنامِ الأرض ذيلي
أجرّ على سنامِ الأرض ذيلي
رقم القصيدة : 9115
-----------------------------------
أجرّ على سنامِ الأرض ذيلي
وأعقد بُرْدَتيّ على شَمامِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> قد تركت الرياح يا ابن رياح
قد تركت الرياح يا ابن رياح
رقم القصيدة : 9116
-----------------------------------
قد تركت الرياح يا ابن رياح
وهي حسرى إن هفَّ منها نسيمُ
نهكتْ مالك الحقوق فأضحى
لك مال نضوٌ وفعل جسيمُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أعاذلتي أقصري
أعاذلتي أقصري
رقم القصيدة : 9117
-----------------------------------
أعاذلتي أقصري
أبعْ جدتي بالمننْ
ذريني أجد بالثرا
ء حَمَداً فنعم الثمنْ
أرى الناس أحدوثة ً
فكوني حديثاً حسنْ
أمنُ على المجتدي
وما أتبع المنَّ منْ
كأنّ لم يزل ما أتى
وما قد مضى لم يكنْ
وكل امرئ بالردى
إلى أمدٍ مرتهنْ
إذا وطنٌ رابني
فكلّ بلادٍ وطنْ
إذا عز يوماً أخو
ك في بعض أمرٍ فهُنْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> هي النفس تجزي الود بالودِّ أهله
هي النفس تجزي الود بالودِّ أهله
رقم القصيدة : 9118
-----------------------------------
هي النفس تجزي الود بالودِّ أهله
وإن سِمتها الهجران فالهجر دينها
إذا ما قريتٌ بتَّ منها حباله
فأهون مفقود عليها قرينها
لبئس معار الودِّ من لا يربُّهُ
ومستودع الأسرار منْ لا يصونها
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> ناديته وظلام الليل معتكر
ناديته وظلام الليل معتكر
رقم القصيدة : 9119
-----------------------------------
ناديته وظلام الليل معتكر
تحت الرواق دفينا في الرياحينِ
فقلت قم: قال رجلي لا تطاوعني
فقلت: خذ قال: كفي لا تواتيني
إني غفلت عن الساقي قصيرني
كما تراني سليب العقل والدينِ(93/423)
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> إن كنت قد صَفَّرتِ أذن الفتى
إن كنت قد صَفَّرتِ أذن الفتى
رقم القصيدة : 9120
-----------------------------------
إن كنت قد صَفَّرتِ أذن الفتى
فطالما صَفّرَ آذانا
لا تعجبي إن كنتِ كَشْخَنْتِهِ
فإنّما كشخت كشخانا
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> إذا لم يزرني ندمانيه
إذا لم يزرني ندمانيه
رقم القصيدة : 9121
-----------------------------------
إذا لم يزرني ندمانيه
خلوت فنادمت بستانيهْ
فنادمته خضرا مونقا
يهيج لي ذكر أشجانيهْ
يقرب مفرحة المستلذ
ويبعد همي وأحزانيهْ
أرى فيه مثل مدارى الظباء
تظل لأطلائها حانيهْ
ونور أقاح شتيت النبات
كما ابتسمت عجبا غانيهْ
ونرجسه مثل عين الفتاة
إلى وجه عاشقها رانيهْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> القلبُ بعدكِ لم يسكنْ إلى سكنِ
القلبُ بعدكِ لم يسكنْ إلى سكنِ
رقم القصيدة : 9122
-----------------------------------
القلبُ بعدكِ لم يسكنْ إلى سكنِ
والعينُ مذ غبتِ لم تنظر إلى حسنِ
كأنما الروحُ لما غبتمُ بعدتْ
حتى إذا عدتمُ عادتْ إلى البدنِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> يابن الخلائف وابنَ كل مباركٍ
يابن الخلائف وابنَ كل مباركٍ
رقم القصيدة : 9123
-----------------------------------
يابن الخلائف وابنَ كل مباركٍ
رأس الدعائم سابق الأغصانِ
إنّ العلوج على ابن عمك أصفقوا
فأتوك عنه بأعظم البهتانِ
قرفوه عندك بالتعدي ظالماً
وهم ابتدوه بأعظم العدوانِ
شتموا له عرضاً أغرَّ مهذبا
أعراضهم أولى بكلِّ هوانِ
وسموا بأجسام إليه مهينة ٍ
وُصِلَتْ بالأم أذرع وبنانِ
خلقت لمدِّ القلسِ لا لتناول
عرضَ الشريف ولا لمدِّ عنانِ
لم يحفظوا قرباه منك فينتهوا
إذ لم يهابوا حرمة السلطانِ
أيذلُّ مظلوما وجدّك جدّه
كيما يعزَّ بذله علجانِ
وينال أقلف، كربلاء بلاده
ذلَّ ابن عمِّ خليفة الرحمانِ
إني أعيذك أن تنال بك التي(93/424)
تطغى العلوج بها على عدنانِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أفنى بحدِّ السيف آجال العدا
أفنى بحدِّ السيف آجال العدا
رقم القصيدة : 9124
-----------------------------------
أفنى بحدِّ السيف آجال العدا
وسيوفه وعوالي المرانِ
والضرب يفعل بالحسام وحدّه
ما تفعل الآجال بالإنسانِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أطاع الفريضة والسُّنَّة
أطاع الفريضة والسُّنَّة
رقم القصيدة : 9125
-----------------------------------
أطاع الفريضة والسُّنَّة
فتاه على الأنس والجنهْ
كأنَّ لنا النار من دونه
وأفراده اللّه بالجَنَّهْ
وينظر نحوي إذ زرته
بعين حماة إلى كَنَّهْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لو كان يعطى المنى الأعمام في ابن أخ
لو كان يعطى المنى الأعمام في ابن أخ
رقم القصيدة : 9126
-----------------------------------
لو كان يعطى المنى الأعمام في ابن أخ
أصبحت في جوف قرقورٍ إلى الصينِ
قد كان هماً طويلاً لا يقام له
لو كان رؤيتنا أياك في الحِينِ
فكيف بالصبر إذ أصبحت أكثر في
مجال أعيننا من رمل "يبرينِ"
يا أبغض الناس في عسر وميسرة
وأقذر الناس في دنيا وفي دينِ
تِيه الملوك إذا فَلْسٌ ظفرتَ به
وحين تفقده ذلَّ المساكينِ
لو شاء ربِّي لأضحى واهباً لأخي
بمرِ ثكلك أجراً غير ممنونِ
وكان خيراً له لو كان مؤتزرا
في السالفات على غرمول عنينِ
وقائل لي : ما أضناك ؟ قلت له :
شخص ترى وجهه عيني فيضنيني
إنّ القلوب لتطوى منك يا ابن أخي
إذا رأتك على مثل السكاكينِ
لا يحمدونك في خَلق ولا خُلق
إذا رأوك ولا دنيا ولا دينِ
وكيف تخشى شهادات يقوم بها
ثلاثة شاهدا زور ومجنونِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> طيلسان لو كان لفظا إذا ما
طيلسان لو كان لفظا إذا ما
رقم القصيدة : 9127
-----------------------------------
طيلسان لو كان لفظا إذا ما
شك خلق في أنَّه بهتانُ
فهو كالطّور إذ تجلَّى له الله(93/425)
فهدت قواه والأركانُ
يا ابن حرب فكيف يبقى على البذ
لة ثوب يذوب وهو يصانُ
يا ابن حرب رفونا حتى
بقي الرفو وانقضى الطيلسانُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لم أنله فنلته بالأماني
لم أنله فنلته بالأماني
رقم القصيدة : 9128
-----------------------------------
لم أنله فنلته بالأماني
في منامي سراً من الهجرانِ
واصلَ الحلم بيننا بعد هجر
فاجتمعنا ونحن مفترقانِ
غير أنَّ الأرواح خافت رقيبا
فطوت سرّها عن الأبدانِ
منظر كان لذة القلب إلاّ
انه منظر بغير عيانِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أبو إسحق صاحبه معنَّى
أبو إسحق صاحبه معنَّى
رقم القصيدة : 9129
-----------------------------------
أبو إسحق صاحبه معنَّى
يروح ويغتدي في غير مَعْنَى
وينظر في القضاء بغير علم
وأجهل مايكون إذا تأنَّى
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> هي عوراء باليمين وهذا
هي عوراء باليمين وهذا
رقم القصيدة : 9130
-----------------------------------
هي عوراء باليمين وهذا
أعور باليسار وافق شنا
بين شخصيهما ضرير إذا ما
قعدت عن شماله تتغنى
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> يا من فدت نفسه نفسي ومن جُعلتْ
يا من فدت نفسه نفسي ومن جُعلتْ
رقم القصيدة : 9131
-----------------------------------
يا من فدت نفسه نفسي ومن جُعلتْ
له وقاء لما يخشى واخشاهُ
أبلغِ أخانا أدام الله نعمته
أنّي وإن كنت لا ألقاه ألقاهُ
وانَّ طرفي موصول برؤيته
وان تباعد عن مثواي مثواهُ
ما نعمة قدمت عندي ولا حدثت
إلا ومنه بها أحظاني اللهُ
ولا بلاء جميل جرَّ لي حسنا
إلاّ به نلت أولاه وأُخراهُ
اللّه يعلم اني لست أذكره
وكيف يذكره من ليس ينساهُ
عُدّوا فهل حَسَن لم يحوه "حَسَن"
وهل فتى عدلت جدواه جدواهُ
البحر يفنى ولا تفنى مكارمه
والقطر يحصى ولا تحصى عطاياه
أراني الله ما قلبي يزاوله
وحاطه وتولاّه وأبقاه
لا شيء مما نرى إلا له شبه(93/426)
وما لكم " آل إبراهيم " أشباهُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لي حبيب أنا أهوا
لي حبيب أنا أهوا
رقم القصيدة : 9132
-----------------------------------
لي حبيب أنا أهوا
هُ على ما كان فيهِ
لي موتان بجبّيـ
ـه وبغضي لأبيهِ
ليس بغضي لأبيه
دون بغضي لأخيهِ
أشتهي موتهما مثـ
ـل اشتهائي لثم فيهِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> لي حبيب أضرَّ بي ما أقاسي
لي حبيب أضرَّ بي ما أقاسي
رقم القصيدة : 9133
-----------------------------------
لي حبيب أضرَّ بي ما أقاسي
من فتوني به وبغض أبيهِ
سامني القرب من أبيه، وبغضي
لأبيه أشدّ من حبيهِ
لي موتان من هوى ذا ومن بغـ
ـضي لهذا فليس لي من شبيهِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> نسب الجمَّاز
نسب الجمَّاز
رقم القصيدة : 9134
-----------------------------------
نسب الجمَّاز
مقصور إليه منتهاهُ
يتراءى نسب النا
س فما يخفى سواهُ
يتحاجى ـ في أبي
الجماز من هو ـ كاتباهُ
ليس يدري من أبو الجمـ
ـاز إلاّ من يراهُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> مَنْ لدانٍ هواه ناء هواه
مَنْ لدانٍ هواه ناء هواه
رقم القصيدة : 9135
-----------------------------------
مَنْ لدانٍ هواه ناء هواه
قد شكته شكواه من شكواهُ؟
ومرى شوقه المدامع حتى
صار يبكيه مِن بكاه بكاهُ
بأبي غائب بشوقي وفكري
فيه ألقاه حين لا ألقاهُ
مثلته المنى لقلبي وطرفي
فكأني أراه إذ لا أراهُ
يا أبا جعفر لقد نال من لم
يرَ يوما مناه فينا مناهُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> موقف للرقيب لا أنساه
موقف للرقيب لا أنساه
رقم القصيدة : 9136
-----------------------------------
موقف للرقيب لا أنساه
لست أختاره ولا آباهُ
مرحبا بالرقيب من غير وعد
جاء يجلو عليَّ من أهواهُ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> بدت بين أثوابِ الحداد كأنّها
بدت بين أثوابِ الحداد كأنّها
رقم القصيدة : 9137(93/427)
-----------------------------------
بدت بين أثوابِ الحداد كأنّها
هلالٌ أتى من غمرة فتموها
فسقيا لذاك الوجه يومَ لقيته
صبيحة يوم النحر اشعثَ أمرها
لقد حاولت تشويهه كنه جهدها
وهل يستطيع البدر أن يتشوها
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> رأتنا أم عمرو فازدرتنا
رأتنا أم عمرو فازدرتنا
رقم القصيدة : 9138
-----------------------------------
رأتنا أم عمرو فازدرتنا
ونقض الحرب منظره زري
إذا لم تقدحي زنديك يوما
فما يدريك أيهما الوريُّ
سلي بي تُخبري أني طروب
إلى الأيسار أبلج بختريُّ
وإني حين تختلف العوالي
إلى الأبطال أكيس قسوريُّ
كليني للندى والباس إني
بكلّ بسالة وندى حريُّ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> أراكِ اللّه يا ذلفاء ما قد
أراكِ اللّه يا ذلفاء ما قد
رقم القصيدة : 9139
-----------------------------------
أراكِ اللّه يا ذلفاء ما قد
لقيه قَعْنَبٌ يوم الهَنيَّهْ
غدا يبغي النكاح فعاد فيه
أيور كالعصيّ مُهَلَّبيَّهْ
تشقّق دبره ويقول هذا
جزاء ذوي التلوّط بالنَّسيَّهْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> مَنْ حلَّ "شروين" له منزلا
مَنْ حلَّ "شروين" له منزلا
رقم القصيدة : 9140
-----------------------------------
مَنْ حلَّ "شروين" له منزلا
فلتنهه الأولى عن الثانيهْ
فليس يدعوه إلى بيته
إلاّ فتى في بيته زانيهْ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> متّ من حبِّه وبغض أبيهِ
متّ من حبِّه وبغض أبيهِ
رقم القصيدة : 9141
-----------------------------------
متّ من حبِّه وبغض أبيهِ
العصر العباسي >> عبد الصمد بن المعذل >> بذَّ حسنَ الوجوه حسنُ قفاكا
بذَّ حسنَ الوجوه حسنُ قفاكا
رقم القصيدة : 9142
-----------------------------------
بذَّ حسنَ الوجوه حسنُ قفاكا
العصر العباسي >> كشاجم >> بُكاءٌ وَقَلَّ غَناءُ البُكاءِ
بُكاءٌ وَقَلَّ غَناءُ البُكاءِ
رقم القصيدة : 9143(93/428)
-----------------------------------
بُكاءٌ وَقَلَّ غَناءُ البُكاءِ
على رُزْءِ ذُرِّيَّة ِ الأْنبياءِ
لَئِنْ ذَلَّ فيه عزيزُ الدُّمُوعِ
لَقَدْ عَزَّ فيهِ ذَليلُ العَزاءِ
اَعاذِلَتي إنَّ بُرْدَ التُّقَى
كَسانِية ِ حُبَّي لأهلِ الكِساءِ
سَفينَة ُ نُوحٍ فَمَنْ يَعْتَلِقْ
بِحُبِّهمُ يَعتَلِقْ بالنَّجَاءِ
لَعَمْرِي لقدْ ضلَّ رأيُ الهوى
بأفئِدة ِ مَنْ هواها هَوائي
وأوصَى النَّبِيُّ ولكِنْ غَدَتْ
وَصاياهُ مُنبَذة ً بالعَراءِ
وَمِنْ قَبْلِها اَمَرَ الميِّتوُنَ
بِرَدِّ الأُمورِ إلى الأَوْصياءِ
ولَمْ نَنْشُرِ القَوْمُ غلَّ الصُّدو
رِ حَتَّى طَواه الرَّدَى في رداءِ
وَلَوْ سَلَّمُوا لإمامِ الهُدَى
لقوبِلَ مُعْوجُّهمْ باستواءِ
هِلالٌ إلى الرُّشْدِ عالي الضيَّا
كما يَتَدَفقُّ يُنبوعُ ماءِ
علومُ سماويَّة ٌ لاَتُنالُ
ومن ذا يَنالُ نجومَ السماءِ
لَعَمْري الأُلى جَحَدُوا حَقَّهُ
وما كانَ أولاهُمُ بالوَلاءِ
وكمْ موقفٍ كانَ شخصُ الحِمَامِ
منَ الخوفِ فيهِ قليلَ الخفاءِ
جَلاهُ فإنْ أَنْكَروُا فَضْلَهُ
فَقَدْ عَرَفَتْ ذاكَ شَمسُ الضحاءِ
أراها العجاجَ قبيلَ الصباحِ
وَرَدَّت عليه بُعَيْدَ المساءِ
وإنْ وَتَرَ القومُ في بدرهِمْ
لَقَد نَقَضَ القومُ في كَربَلاءِ
مَطايا الخَطَايا خِدِي في الظلامِ
فَمَا هَمَّ إبليسَ غَيرُ الحِدَاءِ
لقدْ هَتَكَتْ حُرَمَ المصطَفَى
وحلَّ بهنَّ عظيمُ البلاءِ
وسَاقُوا رِجالَهُمُ كالعبِيدِ
وحَاذُوا نِساءَهُمُ كالإماءِ
فَلَوْ كانَ جَدُهُمُ شاهِداً
لَتبعَ أظعَانَهُمْ بالبُكاءِ
حُقُودٌ تضرّمُ بدريَّة ٌ
وداءُ الحقودِ عزيزُ الدواءِ
تراهُ معَ الموتِ تحتَ اللوا
ء والله والنصْرُ فوقَ اللواءِ
وقدْ عَاثَ فيهم هِزْبرُ اللقاءِ
وكمْ أنفسٍ في سعيرٍ هَوَتْ
وَهامٍ مُطيّرة ٍ في الهواءِ
بضربٍ كما أنقدَّ جَيْبُ القميصِ
وَطَعْنٍ كَمَا انحلَّ عَقْدُ السِّقَاءِ
وخيرة ِ رَبَّي من الخيرَتيْنِ(93/429)
وَصفوُة رَبَّي من الأصفياءِ
طَهُرْتُمْ فكْنْتُمْ مديحَ المديحِ
وكانَ سواكُمْ هِجاءَ الهجاءِ
قضيتُ بحبّكُمُ مَا علَيَّ
إذا ما دُعيتُ لِفَضلِ القضاءِ
وايقَنْتُ أنَّ ذُنُوِبي بِهِ
تَسَاقَطُ عنِّي سقوطَ الهباءِ
فصلَّى عليكُمْ إلهُ الوَرَى
صلاة ً تُوازِي نجومَ السماءِ
العصر العباسي >> كشاجم >> أُدْنُ مِنَ الدّنّ يافِدَاكَ أبي
أُدْنُ مِنَ الدّنّ يافِدَاكَ أبي
رقم القصيدة : 9144
-----------------------------------
أُدْنُ مِنَ الدّنّ يافِدَاكَ أبي
واشربْ وَسيقَ الكبيرِ وانتخب
أما تَرَى الطَّلَّ كيفَ يلمع في
عيونِ نورٍ يَدْعُو إلى الطّرَبِ
في كلِّ عَينْ للطّلِّ لؤلؤة ٌ
كدمعة ٍ في جفونِ مُنْتَحِبِ
والصّبحُ قد جُرّدَتْ صوارِمُهُ
واللّيلُ قَدْ هَمَّ منهُ بالهَرَبِ
والجوُّ في حُلّة ٍ مُمَسَّكَة ٍ
قد كَتَبْتُا البُرُوقُ بالذَّهَبِ
العصر العباسي >> كشاجم >> أَقْبَلَتْ في غلالة ٍ زرقاءِ
أَقْبَلَتْ في غلالة ٍ زرقاءِ
رقم القصيدة : 9145
-----------------------------------
أَقْبَلَتْ في غلالة ٍ زرقاءِ
زرقَة ً لُقِّبَتْ بِجَرْيِ الماءِ
فَتَأَمَّلْتُ فِي الغلالة ِ نَهْباً
جَسَدَ النورِ في قميصِ الهواءِ
هي بدرٌ وإنَّ أَحسَنَ لونٍ
طَهَرَ البَدرُ فيهِ لَوْنُ السماءِ
العصر العباسي >> كشاجم >> عُيوناً تُمْسّكُ أفْقَ السماءِ
عُيوناً تُمْسّكُ أفْقَ السماءِ
رقم القصيدة : 9146
-----------------------------------
عُيوناً تُمْسّكُ أفْقَ السماءِ
وبرقُ يَكُتُبها بالذهَبِ
فَهَاتها كالعَروسِ محمرّة َ الخـ
ـدينِ في معجرٍ من الحَبَبِ
كادَتْ تكونُ الهواءَ في أرَجِ الـ
ـعنبرِ لَوْ لَمْ تكُنْ من العِنَبِ
مِنْ كَفّ رَاضٍ عن الصّدودِ
وقد غَضبْتُ في حبّه على الغَضَبِ
فلَوْ تَرى الكأسَ حينَ تمزجُهَا
رأيت َ شيئاً من أَعجَبِ العَجَبِ
نَارٌ حَوَاهَا المزاجُ يلهبُهَا الـ
ـماءُ وَدُرٌّ يدورُ في لَهَبِ(93/430)
العصر العباسي >> كشاجم >> مُزِجَتْ دُمُوعُ العينِ منِّي
مُزِجَتْ دُمُوعُ العينِ منِّي
رقم القصيدة : 9147
-----------------------------------
مُزِجَتْ دُمُوعُ العينِ منِّي
يومَ بَانُوا بالدِماءْ
فكأنَّما مَزَجَتْ بِخَدِّي
مُقْلَتِي خمراً بماءْ
ذَهَبَ البُطاءُ بعَبْرتي
حتَّى بَكيتُ على البُكاءْ
العصر العباسي >> كشاجم >> وليسَ للقُرّ غيرُ صَافية ٍ
وليسَ للقُرّ غيرُ صَافية ٍ
رقم القصيدة : 9148
-----------------------------------
وليسَ للقُرّ غيرُ صَافية ٍ
تدفع ما ليس يدفع الدَّلَقُ
درياقُ أفعى الشتاءِ وَهْيَ إذا
العصر العباسي >> كشاجم >> منْ يَتُبْ خشية َ العقابِ فإنِّي
منْ يَتُبْ خشية َ العقابِ فإنِّي
رقم القصيدة : 9149
-----------------------------------
منْ يَتُبْ خشية َ العقابِ فإنِّي
تبتُ أُنساً بهذهِ الأجزاءِ
بينَ تلكَ الأضعافِ والاثناءِ
كِ وَمَا خِلْتُنِي مِنَ القُرَّاءِ
حينَ جاءَتْ تَرُوقُنِي باعتدالٍ
مِنْ قُدودٍ وصبْغَة ٍ واسْتِواءِ
سبعة ٌ شَبهتْ بِهَا الأَنْجُمُ السبِعة ُ
ـة ُ ذاتُ الأنوارِ والأضواءِ
كَسَبَتْ مِنْ أَدِيمَها الحالِكِ الجِو
ن غُنَاءَ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ غُثَاءِ
مُشْبِهاً صبغة َ الشّبابِ وَلَمَّا
تِ العذارَى ولبسة َ الخطباءِ
ورأَتْ أَنَّها تُحسِنُ بالضـ
ـدِّ فتاهَتْ بحلَّة ٍ بيضاءِ
فهيَ مسودَّة ُ الظهورِ وفِيْها
نورُ حَقِّ يَجْلُو دُجى الظلماءِ
مطبقاتٍ علَى صفايحَ كالريطِ
تحيَّزْنَ مِنْ مُتُونِ الظباءِ
وكأَنَّ الخطوطَ فيها رياضٌ
شاكراتٌ لِصيغة ِ الأنواءِ
وكأَنَّ البياضَ والنقطَ السو
دَ عبيرٌ رَشَّشْتَهُ في ماءِ
وكأنَّ السطورَ والذهبَ السا
طعَ فيها كواكبٌ في سماءِ
وهي مشكولة ٌ بعدّة ِ أشكا
لٍ ومقروءَة ٌ على أنحاءِ
فإذا شئتَ كانَ حمزة ُ فيها
وإذا شئتَ كانَ فيها الكسائي
خُضرة ٌ في خلالِ صُفْرٍ وحُمْرٍ
بينَ تلكَ الأَصعافِ واثناءِ(93/431)
مثْلَما أَتَرُ الدَّبيتِ من الدَّرِّ
على جِلْدِ غضَّة ٍ غيداءِ
ضُمِّنْتْ مُحْكَمَ الكتابِ كتابِ الـ
له في المحكماتِ والآلاءِ
فحقيقٌ عليَّ أنْ أَتْلُو القُرْ
آنَ فيهنَّ مَصْبحي ومَسَائِي
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> كشاجم >> رَأتْ شيباً يُضَاحِكُنِي فصدّ
رَأتْ شيباً يُضَاحِكُنِي فصدّ
رقم القصيدة : 9150
-----------------------------------
رَأتْ شيباً يُضَاحِكُنِي فصدّ
تْ وكانَ جزاؤه منها العُبُوسَا
وقالتْ إنْ رَأتْ للشّمْطِ فيهِ
سواداً لا يشارِكُهُ نَقيسَا
تلقَّ العَاجَ منهُ بِمُشْطِ عَاجٍ
ودلّ الآبنوسَ الآبنوسَا
العصر العباسي >> كشاجم >> نفسي الفداءُ لِمَنْ إذَا جرحَ الأسى
نفسي الفداءُ لِمَنْ إذَا جرحَ الأسى
رقم القصيدة : 9151
-----------------------------------
نفسي الفداءُ لِمَنْ إذَا جرحَ الأسى
قلبي أَسَوْتُ بهِ جُرُوحَ إسَائي
كبدي وتاموري وحَبَّة ُ نَاظِري
ومؤمَّلِي فِي شِدَّتِي ورخائي
ربَّيتُه متوسِّماً في وجهِهِ
ما قَبْلُ فِيَّ تَوَسَّمَتْ آبائي
وَرُزْقتُهُ حُسْنَ القبولِ مبيّناً
فيهِ عطاءَ اللّهِ ذِي الآلاءِ
وغدَوْتُ مُقْتَنياً لهُ عَنْ أمِّهِ
وَهيَ النجِيبَة َ وابنة ُ النُجَبَاءِ
وعَمَرتُ منهُ مَجَالِسي ومَسَالِكي
وَجَمَعْتُ منهُ مآرِبِي وهَوائِي
فأَظَلُّ أبهجُ في النهارِ بقربِهِ
وأُرِيهِ كيفَ تنَاوُلُ العلياءِ
وأَزِيزُه العلماءِ يأخذُ عنهُمَ
وَلَشَذَّ منْ يَغْدُو إلى العلماءِ
وإذا يجنُّ الليلُ باتَ مسامري
ومجاوري وممَّثلاً بإزائي
فَأَبَيْتُ أُدْنِي مُهْجِتي مِن مُهْجتي
وأضُمُّ أحشائي إلى أحْشائي
العصر العباسي >> كشاجم >> كأَنَّ الرعودَ خلال البروقِ
كأَنَّ الرعودَ خلال البروقِ
رقم القصيدة : 9152
-----------------------------------
كأَنَّ الرعودَ خلال البروقِ
والرّيحُ يكثُرُ تحريضُهَا
رتوجٌ إذا خَفَقَتْ بَيْنَها
دِيَارٌ بها جرّدتْ بَيْضَهَا(93/432)
العصر العباسي >> كشاجم >> صَدَّتْ مخاشَنة ً نوارُ
صَدَّتْ مخاشَنة ً نوارُ
رقم القصيدة : 9153
-----------------------------------
صَدَّتْ مخاشَنة ً نوارُ
ونأى لجانِبِهَا ازوِرَارُ
وَرَأَتْ ثِيابي قَدْ غَدَتْ
وكأَنَّها دَمثٌ قِصَارُ
يا هذهِ إنَْ رُحْتُ في
خَلْقٍ فما في ذَاكَ عَارُ
هّذِي المُدَام هي الحَيَا
ة ُ قميصُها خَزفٌ وَقَارُ
العصر العباسي >> كشاجم >> مُعْلَنَة ُ الأَوْتَارِ صخّابَة ٌ
مُعْلَنَة ُ الأَوْتَارِ صخّابَة ٌ
رقم القصيدة : 9154
-----------------------------------
مُعْلَنَة ُ الأَوْتَارِ صخّابَة ٌ
لها حنينٌ كحنينِ الغَرِيبْ
تاهَتْ عَلَى المزهرِ طِيباَ وَقَدْ
زادتْ عن النّايِ بِخَلْقٍ عَجِيبْ
مَكسوْة ٌ اَحْشَاؤُهَا حلّة ً
بَيْضاءَ من جلدِ غزالٍ رِبِيبْ
كأَنَّما سِتَّة ُ أوتارِهَا
نَصَبْنَ أَشراكاً لصيدِ القُلُوبْ
العصر العباسي >> كشاجم >> شعرُ عَبْدِ السَّلامِ فيهِ رَدِيءٌ
شعرُ عَبْدِ السَّلامِ فيهِ رَدِيءٌ
رقم القصيدة : 9155
-----------------------------------
شعرُ عَبْدِ السَّلامِ فيهِ رَدِيءٌ
ومحَالٌ وسَاقِطٌ وَبَدِيعُ
فهو مثل الزَّمان فيه مصيفٌ
وخريفٌ وشتوة ٌ وَرَبيعُ
العصر العباسي >> كشاجم >> مذبَّة ٌ تُهدَى إلى سيّدٍ
مذبَّة ٌ تُهدَى إلى سيّدٍ
رقم القصيدة : 9156
-----------------------------------
مذبَّة ٌ تُهدَى إلى سيّدٍ
مَا زَالَ عَنْ كُلِّ وليًّ يَذُبْ
طَرِيفة ٌ لَمْ يَخْلُ مِنْ مثلِهَا
مَجْلسُ ذِي ظَرْفٍ ولاَ ذِي أُدَبْ
ناصِيَة ٌ الأدْهَمِ في عودِهَا
لَمْ تَكُ مِن عُرْقٍ وَلاَ مِنْ ذَنَبْ
وذاكَ فألٌ إن تأمَّلْتَهُ
لِمْ تَتَرَجَّى مِنْ نَوَاصِي الرُّتَبْ
لطيفة ٌ تَجْمَعُها حِلْيَة ٌ
مُذْهَبَة ٌ في قَائمٍ مُنْتَخَبْ
كأَنَّهَا في ظَهْرِ مَجْدُولة ٍ
ذوُابة ٌ أنْبُوبُهَا من ذَهَبْ
قليلة ُ المِقدارِ لكنَّهَا
أَكْثَرُ مِنْها أَنَّه مِنْ مُحِبّْ(93/433)
العصر العباسي >> كشاجم >> لولا اطّرادُ الصّيدِ لم تَكُ لذّة ٌ
لولا اطّرادُ الصّيدِ لم تَكُ لذّة ٌ
رقم القصيدة : 9157
-----------------------------------
لولا اطّرادُ الصّيدِ لم تَكُ لذّة ٌ
فتطاردي لي بالوصالِ قليلا
هذا التّرابُ أخو الحياة ِ وَما لَهُ
من لذّة ٍ حتّى يُصِيبَ غَلِيلا
العصر العباسي >> كشاجم >> أفدِي الذي كَلِفَ الفؤادُ لأجلِهَا
أفدِي الذي كَلِفَ الفؤادُ لأجلِهَا
رقم القصيدة : 9158
-----------------------------------
أفدِي الذي كَلِفَ الفؤادُ لأجلِهَا
بالعودِ حتَّى شفّنِي إِطرابَا
تَاهَتْ بجمعٍ صِنَاعَتينِ وأَظْهَرَتْ
كِبْراً لذاكَ وأَعجَبَتْ إِعْجَابَا
قالتْ فَضَلتُكَ بالغناءِ وأنتَ لا
تَشْدَو وكُنَّا مثلَكُمْ كُتَّابَا
فألِفْتُهَا فأغارَ ذاكَ على يَدِي
قلبي وعَاتَبَها عليهِ عِتَابَا
فجعلتُ للقرطاسِ جَانِبَ صدرِه
وجعلتُ جانِبَ عجزِهِ مِضْرَبَا
العصر العباسي >> كشاجم >> لا أُحِبُّ الدُواة َ تُحْشَى يراعاً
لا أُحِبُّ الدُواة َ تُحْشَى يراعاً
رقم القصيدة : 9159
-----------------------------------
لا أُحِبُّ الدُواة َ تُحْشَى يراعاً
تلكَ عندي من الدّويِّ معيبَهْ
قلمٌ واحدٌ وجودة ٌ خَطٌ
فإذا شئتَ فاستَزِدْ أنبوبَهْ
هذه قَعدَة ُ الشجاعِ عليها
أبداً سيرُهُ وتلكَ جنيبَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> هاقَدْ كتبتُ فما رَدَدْتَ جَوابِي
هاقَدْ كتبتُ فما رَدَدْتَ جَوابِي
رقم القصيدة : 9160
-----------------------------------
هاقَدْ كتبتُ فما رَدَدْتَ جَوابِي
ورجعتُ مختوماً عليَّ كتابِي
وأتى رسولي مُسْتَكيناً يشتَكِي
ذُلَّ الحجابِ ونخوة َ البّوابِ
وكأَنّني بكَ قَد كَتَبْتَ معذراً
وطَلَمْتَنِي بملامة ٍ وعِتابِ
فارجعْ إلى الإنصَافِ واعلَمْ أنَّهُ
أَولَى بِذي الآدابِ والأَحْسَابِ
يا رَحمَة َ اللهِ التي قَدْ أَصْبَحَتْ
دونَ الأَنامِ عليَّ سَوْطَ عذابِ(93/434)
بأبي وأُمّي أَنْتَ من مُسْتَجْمِعٍ
تِيهَ القِيَانِ ورِقّة َ الكُتَّابِ
العصر العباسي >> كشاجم >> عَدِمْتُ رئاسة َ قومٍ شَقَوْا
عَدِمْتُ رئاسة َ قومٍ شَقَوْا
رقم القصيدة : 9161
-----------------------------------
عَدِمْتُ رئاسة َ قومٍ شَقَوْا
شباباً ونالوا الغِنَى حينَ شابوا
حَديثٌ بنعمتِهمْ عَهْدُهُمْ
فَلَيْسَ لَهمْ في المَعَالي نِصَابُ
يَرُونَ التكَبُّرَ مُسْتَصْوَباً
مِن الرأيِ والكِبْرَ لا يُسْتَصَابُ
وإن كاتَبُوا صَارَفوا في الدُعَاءِ
كأَنَّ دُعاءَهُمْ مُستَجَابُ
العصر العباسي >> كشاجم >> ومَنْزِلِ صُحْبَة ٍ سَهْلِ الحجابِ
ومَنْزِلِ صُحْبَة ٍ سَهْلِ الحجابِ
رقم القصيدة : 9162
-----------------------------------
ومَنْزِلِ صُحْبَة ٍ سَهْلِ الحجابِ
تضَمَّنَ كُلَّ آنسة ٍ كَعَابِ
غَذَتْهَا نِعْمَة ٌ ولَذِيذُ عيشٍ
فأَنبتَ صَدرُهَا ثَمرَ الشَّبابِ
فمِنْ عُوَّادَة ٍ تشدُو وأُخرى
بمعزفَة ٍ وأُخرى بالرَّبَابِ
وشَائِقَة ٍ صواحَبَها بِنَاي
أحنَّ من الخليعِ إلى التصابي
فمَا بَقِيتْ بهِ عذراءُ إلاَّ
صَبَتْ نحوي وَهَامَ فؤادُها بي
أُواصِلُ هذهش فَتَغَارُ هذِي
فتعِتبُ أو تعرِّضُ بالعتابِ
وأخرى بَيْنَنا بالكُتْبِ تسعى
مكاتبة ً وتُرْجعُ بالجَوَابِ
فما إنْ رمُتهُ حتّى تولّى
بذاتِ يَدِي وأَودَى باكتسابِي
العصر العباسي >> كشاجم >> زَعَمُوا أنَّ مَنْ أَحَبَّ عليّاً
زَعَمُوا أنَّ مَنْ أَحَبَّ عليّاً
رقم القصيدة : 9163
-----------------------------------
زَعَمُوا أنَّ مَنْ أَحَبَّ عليّاً
ظَلَّ للفقرِ لابساً جلِبَابَا
كَذِبُوا من أَحَبَّهُ مِنْ فقيرٍ
يتحلَّى منَ الغِنَى أَثوابَا
حرّفوا مَنْطِقَ الوصِّ بمعنى ً
خالفُوا إذْ تأوّلُوهُ الصَّوَابَا
إنَّما قالَ فارفضُوا عنكمُ الدّنْـ
ـيَا إذا كُنْتُمْ لَنَا أَحْبَابَا
العصر العباسي >> كشاجم >> عندي لأَضْيَافي إذا اشتدَّ السَّغَبْ(93/435)
عندي لأَضْيَافي إذا اشتدَّ السَّغَبْ
رقم القصيدة : 9164
-----------------------------------
عندي لأَضْيَافي إذا اشتدَّ السَّغَبْ
قطائفُ مثلُ قراطيسِ الكُتُبْ
كأنَّهُ إذا ابتَدى مِنْ كَثَبْ
كِوائِرُ النحلِ بياضاً وثُقَبْ
قد مَجَّ دهنَ اللوزِ ممَّا قدْ شرِبْ
وابتلَّ ممَّا عامَ فيهِ ورَسَبْ
وَجَاءَ ماءُ الور فيهِ وذَهَبْ
وغابَ في السُّكَّرِ عيناً واحتجَبْ
فهو عليهِ حَبَبٌ فَوْقَ حَبَبْ
إذا رآهُ والهُ القَلْبِ طَرِبْ
أطربٌ منهُ إنْ رآه ينتهبْ
كلُّ امرئٍ لذَّتُهُ فيما يُحِبّْ
العصر العباسي >> كشاجم >> نظرتُ إلى المِرَآة ِ فروَّعَتنِي
نظرتُ إلى المِرَآة ِ فروَّعَتنِي
رقم القصيدة : 9165
-----------------------------------
نظرتُ إلى المِرَآة ِ فروَّعَتنِي
طوالِعُ شَيْبَتَينِ ألمَّتا بِي
فأَماَّ شيبَة ٌ فَفَزَعْتُ مِنْهَا
إلى المقراضِ حُبّاً بالتّصَابِي
وأمَّا شيبة ٌ فَصَفحتُ عَنهَا
لتشهدَ بالبراءَة ِ من خِضَابِي
فيا عجباً لذلكَ من مَشِيبٍ
أَقَمْتُ بِهِ الدَّليِلَ عَلى شَبَابِي
العصر العباسي >> كشاجم >> وقَلمٍ مِدَادُهُ ترابُ
وقَلمٍ مِدَادُهُ ترابُ
رقم القصيدة : 9166
-----------------------------------
وقَلمٍ مِدَادُهُ ترابُ
في صحفٍ سطورُهَا حِسَابُ
يكثرُ فيهِ المَحْوُ والأضرابُ
من غيرِ أن يسوَّدَ الكِتابُ
حَتّى يبينَ الحقُّ والصوابُ
وليسَ إعجامٌ ولاإِعرابُ
العصر العباسي >> كشاجم >> جُدْلِي ببر كارِكَ الذي صَنَعَتْ
جُدْلِي ببر كارِكَ الذي صَنَعَتْ
رقم القصيدة : 9167
-----------------------------------
جُدْلِي ببر كارِكَ الذي صَنَعَتْ
فيهِ يَداً القينِ الأَعَاجيبا
مُلْتَئِمُ الشفرتينِ معتدلٌ
ما شِينَ من جَانبٍ ولا عِيبا
شخصانِ في شكلِ واحدٍ قدِرَا
ورُكّبا بالعقولِ تَركِيبا
أشبهَ شيئينِ في ائتلافِهما
بصاحبٍ لا يَملُّ مصحُوباً
اوثِقَ مِسْمَارٌ وغُيَّبَ عَنْ(93/436)
نوَاظِرِالنّاقِدينَ تَغْيِيبا
فعَينُ من يَجتَلِيه تحسَبهُ
في قالبِ الاعتدالِ مصبُوبا
وضمَّ شطريهِ مُحكماً لهما
ضمَّ مُحبٍّ إليهِ مَحْبُوبا
يزدادُ حِرصاً عليهِ مُضمرُهُ
ما زادهُ بالبنانِ تَقلِيبا
قَولَتُهُ كلَّما تأمَّلهُ
طوبى لِمَن كانَ ذَا له طوبَى
ذُو مقلة ٍ بصيرة ٍ مُذَهّبة ٍ
لم تألُهُ خبرة ً وتهذِيبا
ينظرُ منها إلى الصوابِ بِهِ
فَمَا يزالُ الصّوابُ مَطْلوبا
لَولاه مَا صَحَّ شَكْلُ دائِرة ٍ
وَلاَ وَجَدْنَا الحِسَابَ مَحْسُوبا
الحقُّ فيهِ فإنْ عَدَلْتَ إلى
سواه كَانَ الحسابُ تَقْرِيبا
لو عَيْنُ إقليدسَ بهِ بَصُرَتْ
خرَّ لهُ بالسجودِ مَكْبُوبا
فابعَثْهُ واجنبْهُ لِي بِمسطرة ٍ
تَلْفَ الثَنَا بالعلاءِ مَكْسُوبا
لا زلتَ تُجدِي وتَجْتَدِي حِكَماً
مُسْتَوهِباً للصّديقِ مَوْهُوبا
Free counter
العصر العباسي >> كشاجم >> حَسْبِي مِنَ اللهوِ وآلاَتِ الطَّرَبْ
حَسْبِي مِنَ اللهوِ وآلاَتِ الطَّرَبْ
رقم القصيدة : 9168
-----------------------------------
حَسْبِي مِنَ اللهوِ وآلاَتِ الطَّرَبْ
وَمِنْ ثَنَاءٍ وَعَتَادٍ وَنَشَبْ
وَمِنْ قيانٍ ومدامٍ تَصْطَحِبْ
وَهمّة ٍ طمّاحَة ٍ إلى الرتَبْ
مَجَالسٌ مَصُونَة ٌ عن الرِيَبْ
معمورة ٌ بكلِّ علمٍ يُطَّلَبْ
تكادُ مِنْ حَرّ الحديثِ تلتهِبْ
شعراً وأخْبَاراً ونحواً يقتضَبْ
ولغة ً تَجْمَعُ ألفَاظَ العَرَبْ
وَفِكَراً كالوَعْدِ في قلبِ المُحِبْ
أو كآتي الرِزْقِ منْ غَيرِ طَلَبْ
نَعَمْ وحَسْبي من دَوِيٍّ تنتخَبْ
مُحَلّياتٍ مِنْ لُجينٍ وَذَهَبْ
مَحْبَرَة ٌ يَزهَى بها الحبرُ الألَبْ
مثقوبة ٌ آذانُها وفي الثقبْ
مثلُ شنوفِ الخُرَّدِ العِينِ العُرُبْ
تَضُمّ قَطْراً فيهِ للكُتْبِ عَتَبْ
أسوَدُ يجري بِمَعَانٍ كالشُهَبْ
لا تنضُبُ الحكمة ُ إلاَّ إنْ نَضَبْ
نِيطَتْ إلى يَدَيْ سَرِيٍّ بسبَبْ
كالقرطِ في الجيدِ تدلَّى واضْطَرَبْ
تصحَبُها والأخواتُ تصطحبْ(93/437)
كِنَانة ٌ تودَعُ نبلاً من قَصَبْ
لمْ يَعْلُهَا ريشٌ ولَمْ تُكْسَ عَقَبْ
لمْ تضحَكِ الأوراقُ حتَّى تنتَحِبْ
تَرمي بها يُمنَايَ أغراضَ الكتبْ
رَمْياً مَتَى أَقصَدْتُهُ السمتَ أصبْ
ومدية ْ كالعَضْبَ مَا مَسَّ قَضَبْ
عَصَى عَلَى الأقلامِ مِنْ غيرِ سَكَبْ
يسطو بها مِنْ كُلَّ حينٍ وَيَثِبْ
وإنَّما يرضيكَ من ذاكَ الغَضَبْ
فَتِلْكَ آلاتي وآلاتي تُحِبْ
والظَرْفُ في الآدابِ شيءٌ يُحْتَسَبْ
لا سيّما ما كانَ منها للأدَبْ
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> كشاجم >> الحَمْدُ للهِ نَالَ النَّاسُ حَظَّهُمُ
الحَمْدُ للهِ نَالَ النَّاسُ حَظَّهُمُ
رقم القصيدة : 9169
-----------------------------------
الحَمْدُ للهِ نَالَ النَّاسُ حَظَّهُمُ
وأخطَأَتني مَعَ استحقَاقِهَا الرتَبُ
وعَاقَنِي عَنْ طِلاَبِيهَا أُصَيْبِيَة ٌ
يأَبَى فراقَهُمُ الإشْفاقُ والَحَرَبُ
ولي قَوَادِمُ لَو أنِّي حَذَفْتُ بها
لأَنهَضْتِني ولكنْ أفْرُخي زَغَبُ
وَمَا التَّعَجَّبُ لَو أنِّي ظَفَرتُ بها
بَلْ في تَنَكُّبِهَا اللأْواءُ يا عَجَبُ
فإنْ يَكُن أدبٌ من رتبة ٍ عوضاً
فقد قَضَى ما عليهِ العِلمُ والأدَبُ
العصر العباسي >> كشاجم >> عَجَبِي مِمَّن تَعَالَتْ حَالُهُ
عَجَبِي مِمَّن تَعَالَتْ حَالُهُ
رقم القصيدة : 9170
-----------------------------------
عَجَبِي مِمَّن تَعَالَتْ حَالُهُ
وكَفَاهُ اللّهُ ذَلاَّتِ الطلَبْ
كَيْفَ لا يقسمُ شَطْري عُمْرِهِ
بين حالينِ نعيمٍ وأدَبْ
فإذا ما نَالَ دَهْراً حظّهُ
فحديثٌ ونشيدٌ وكُتُبْ
مرّة ً جِدّاً وأُخرى راحة ً
فإذا مَا غَسَقَ الليلُ انتصّبْ
يَقْتَضِي الدّنْيَا نهاراً حَقّها
وقَضَى للهِ ليلاً ما يَجِبْ
تِلْكَ أقسامٌ متى يَعْمَلْ بها
عَامِلٌ يَسْعَدْ وَيَرْشُدْ وَيُصِبْ
العصر العباسي >> كشاجم >> ورايتُهُ في الطّرسِ يَكْتُبُ مرَّة ً
ورايتُهُ في الطّرسِ يَكْتُبُ مرَّة ً(93/438)
رقم القصيدة : 9171
-----------------------------------
ورايتُهُ في الطّرسِ يَكْتُبُ مرَّة ً
غلطاً ويوصِلُ مَحْوَهُ بِرُضَابِهِ
فودَدْتُ أنِّي في يديهِ صحيفة ٌ
وَوَدَدْتُهُ لا يهتدِي لِصَوابِهِ
العصر العباسي >> كشاجم >> مملوكة ٌ تَمْلِكُ أَربَابَها
مملوكة ٌ تَمْلِكُ أَربَابَها
رقم القصيدة : 9172
-----------------------------------
مملوكة ٌ تَمْلِكُ أَربَابَها
مَا شَانَها ذاكَ وَلاَ عَابَهَا
قَدْ سمّيَتْ بالضّدِّ مطلومة ْ
وهي التي تَظْلمُ أحْبابَها
العصر العباسي >> كشاجم >> لا تنكِرَنَّ الشَّيْبُ أنْتَ جنيتَهُ
لا تنكِرَنَّ الشَّيْبُ أنْتَ جنيتَهُ
رقم القصيدة : 9173
-----------------------------------
لا تنكِرَنَّ الشَّيْبُ أنْتَ جنيتَهُ
بقطيعة ٍ وَجَنِيبَة ً وعِتَابِ
لو لَمْ تَرُعْنِي بالصُّدُودِ وتارة ً
بالبينِ طالَ تمتُّعِي بِشَبَابِي
العصر العباسي >> كشاجم >> صِرْتَ لي عَامِلَ البريدِ مقيتاً
صِرْتَ لي عَامِلَ البريدِ مقيتاً
رقم القصيدة : 9174
-----------------------------------
صِرْتَ لي عَامِلَ البريدِ مقيتاً
وقديماً إليَّ كُنْتَ حَبِيبَا
كُنتَ تستثقِلُ الرقيبَ فَقَدْ صِرْ
تَ علينا بما وُليتَ رَقيبَا
كَرِهَتْكَ النفوسُ وانحرَفَتْ عَنْـ
ـكَ قلوباً وكنتَ تَسْبِي القُلوبَا
أَفَلا يعجَبُ الأَنامُ بشخصٍ
صارَ ذيباً وكانَ ظَبياً رَبيبَا
العصر العباسي >> كشاجم >> لَمْ أرْضَ عَنْ نَفْسْي مخافَة َ سخطِهَا
لَمْ أرْضَ عَنْ نَفْسْي مخافَة َ سخطِهَا
رقم القصيدة : 9175
-----------------------------------
لَمْ أرْضَ عَنْ نَفْسْي مخافَة َ سخطِهَا
ورِضَى الفَتَى عن نفسِهِ إِغْضَابُهَا
لَوْ أَنَّنِي عنها رضيتُ لَقَصَّرَتْ
عَمَّا تَزِيدُ بِمثلِهَا آدابُهَا
وببيتِنَا آثارُ ذَاكَ وأكثَرَتْ
عَذْلي عليهِ وَطَالَ فيهِ عتَابُهَا
العصر العباسي >> كشاجم >> أكثرَ الإحْسانَ أعدا
أكثرَ الإحْسانَ أعدا(93/439)
رقم القصيدة : 9176
-----------------------------------
أكثرَ الإحْسانَ أعدا
ي فصبراً واحتِسابَا
مَا يُعَادِينَيِ إلاَّ
كلُّ مَنْ عَادَى الصَّوَابَا
زَعَمُوا أنَّ افتِتَاني
صارَ لي نَقْصاً مُعَابَا
زادني اللّهُ منَ الحِك
مة ِ حظّاً واكتِسَابَاً
العصر العباسي >> كشاجم >> مَرَّ بِنَا فِي كَفِّه بَاشِقٌ
مَرَّ بِنَا فِي كَفِّه بَاشِقٌ
رقم القصيدة : 9177
-----------------------------------
مَرَّ بِنَا فِي كَفِّه بَاشِقٌ
فيهِ وفي الباشِقِ أمرٌ عَجيبْ
ذاك يصيدُ الطيرَ من حَالِقٍ
وذا بِعَيْنَيْهِ تُصَادُ القلوبْ
العصر العباسي >> كشاجم >> كأَنّمَّا الرّاووقُ وانتصابُهُ
كأَنّمَّا الرّاووقُ وانتصابُهُ
رقم القصيدة : 9178
-----------------------------------
كأَنّمَّا الرّاووقُ وانتصابُهُ
خُرْطُومُ فيلٍ سَقَطَتْ أنْيَابُهُ
طفَنا بهِ وكُّلنا نَهَابُهُ
وهوكطيرٍ ماشقٍ إهابُهُ
مُخَضَّبٌ وحبَّذَا إخضَابُهُ
مَجَّ الرَّحِيقَ الرائقَ انشعابُهُ
غيثُ مدامٍ حزقٌ سحابُهُ
كالضَّرْبِ يكفي حَلْبَهُ انحلابُهُ
فالبيتُ مِنهُ عبقٌ تُرابُهُ
كأنَّ عِطراً ذافَهُ عُبَابُهُ
فيهِ فكُلّ همِّهِ انتهابُهُ
فَعْمٌ إذا ما اتّصلَ انسكَابُهُ
سالَ براحٍ قرقفٍ لُعَابُهُ
رضابُ من أعشَقُهُ رِضَابُهُ
من لم يَرُقْ بمثلِهِ شرابُهُ
لمْ يَدْرِ كيفَ العيشُ واكتِسَابُهُ
العصر العباسي >> كشاجم >> يا عليَّ بَنَ سليمانَ وَيَا
يا عليَّ بَنَ سليمانَ وَيَا
رقم القصيدة : 9179
-----------------------------------
يا عليَّ بَنَ سليمانَ وَيَا
معدنَ العلمِ وينبوعَ الأّدَبْ
بأبي أنت َ وأُمِّي والذي
أشتَهي مِنْ كلِّ شيءٍ وأحِبّْ
أكسَبَتْ شكواكَ قلبي عِلَّة ً
مَا أَراهُ قبلها قَطُّ اكتَسَبْ
أنتَ لَمْ تعتَلَّ لكنَّ العُلا
والنَّدى اعتلاَّ وذا شيءٌ عَجَبْ
ولَقَدْ أخطَأَ قومٌ زَعَمُوا
أَنَّها من فضلِ بَرْدٍ في العَصَبْ
ولقد قُلْتُ لإسحقَ وإسـ(93/440)
ـحاقُ بلأوجاعِ أدرَى وأطَبُّ
كَيْفَ لاتُجْبِرُ أَعْضاءَ فضتً
كلُّ عضوٍ منهُ فيهِ أَلفُ قَلْبْ
العصر العباسي >> كشاجم >> أخٌ لي عادَ من بعدِ اجتِنَابِهْ
أخٌ لي عادَ من بعدِ اجتِنَابِهْ
رقم القصيدة : 9180
-----------------------------------
أخٌ لي عادَ من بعدِ اجتِنَابِهْ
ففرَّقَ بينَ قلبي واكتِئَابِهْ
حَبَانِي بالعتابِ وكانَ ظنِّي
بهِ أنْ لا سَبِيلَ إلى عِتَابِهْ
وخَاطَبَنِي فَخِلْتُ بأنَّ زَهرَ الـ
ـرُبى الموشِيَّ يُجْنى مِنْ خِطَابِهْ
بلفظٍ لو بَدَا لحليفِ شَيْبٍ
لفارَقَهُ وعادَ إلى شَبَابِهْ
فَقَرَّبَ بينَ أَجفاني وغَمْضِي
وباعَدَ بين دَمعِي وانسِكابِهْ
وردَّ البرءَ في جسمٍ نوى مِنْ
سُقَامِ الصدِّ حينَ ثَوَى لِمَا بِهِ
أَتانِي أَرْيُ مَنْطِقِهِ فَعَضَّ
على ما ذُقتُهُ من طَعمِ صَابِهْ
وكانَ أَلذَّ عندي مِنْ رُضَابِ الـ
ـحَبِيبِ إذا قَدرتُ على رِضَابِهْ
إذا انتسبَ الثّقَاتُ إلى وفاءٍ
فحسبُكَ بانتسابي وانتسابِهْ
على أنِّي وإِن جِزْتُ الثريَّا
فليسَ أقاسَ بَعْدُ إلى تُرَابِهْ
ولَوْ أَقْسَمْتُ أنَّ المجدَ شيءٌ
لهُ دونَ البريَّة ِ لَمْ أُحَابِهْ
حبيبٌ كنتُ إنْ وَارَيتُ شَخصِي
رأتْ عيناكَ شخصي في ثِيابِهْ
حِمَامي في تَنَائِيهِ ولكنْ
حياتي حينَ يقربُ باقترابِهْ
إذا ما اقتادَني ألفلا قِيَادي
قيادَ الماءِ أسْرَعَ في انصِبَابِهْ
فلمَّا أحَدَثَ الدَّهْرُ ارتياباً
غَدَا متعلِّقاً بعُرَى ارتيابِهْ
يعاقِبُنِي على غيرِ اجترامٍ
فاصبرُ حين يُبلِغُ في عِقَابِهْ
رجاءَ إيابهِ لي بالذي لمْ
أزلْ صبّاً إليهِ مْن إيابِهْ
وَمَالي لاَ أَخافُ ذَهَابَ وُدٍّ
وَجَدْتُ ذهابَ نفسي في ذَهَابِهْ
أمِنْ معنًى تبسَّمَ عَنْ صوابٍ
فأحببتُ الزيادَة َ في صوابِهْ
يغادِرُني التجنِّي كلَّ يومٍ
صريعاً بينَ مخلبِهِ ونابِهْ
كأنِّي قد رَضيتُ عن الليالي
واسعَدْتُ الزمانَ على انقلابِهْ
وما أنا وارتكابَ الأَمرِ حتَّى(93/441)
أرَى ما خَلْفَهُ قَبْلَ ارتِكَابِهْ
أَبا الفضلِ افتَتَحْتَ القَضْلَ لّما
أَرَحْتَ مُعَذَّباً لَكَ مِن عَذابِهْ
فَقَدْ أَسْكَنْتَ قلباَ كادَ مّما
حَشَدْتَ عليهِ يخرجُ مِن حِجَابِهْ
وَأَطْفَا بَرْدُ وَصِلْكَ حَرَّ هَجْرٍ
تلهَّبَتِ الجوانِحُ بالتهابِهْ
وكنتَ إذا مَدَدْتَ لِجَمِّ أَمْرٍ
بَدَا لَمْ تَأْتِهِ مِنْ غيرِ بَابِهْ
بنفسي شيمة ٌ لَكَ لَوْ أُتيحَتْ
لِذي طمإِ لكانَتْ من سِهابِهْ
وَلِي قلَمٌ إذا كاتَمْتُ مَا بِي
تبيَّنَ في انتخابِي وانتخابِهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> لبِسَ القَباءَ فَلَمْ يُعِبْهُ وأَيْقَنُوا
لبِسَ القَباءَ فَلَمْ يُعِبْهُ وأَيْقَنُوا
رقم القصيدة : 9181
-----------------------------------
لبِسَ القَباءَ فَلَمْ يُعِبْهُ وأَيْقَنُوا
أَّنَّ النُّهَى والحزمَ حَشْوُ قَبَائِهِ
وَغَدَا المنَاطُ إلى شَبَا أقلامِهِ
سَيْفاً يَصُولُ بهِ عَلَى أَعدائِهِ
متقدماً بمناقبٍ أوفتْ بهِ
فضلاً على الأشرافِ منْ أكفَائِهِ
فَكأَنَّ رونقَ وجهِهِ من سيفِهِ
وكأَنَّ حدَّة َ سيفِهِ من رَائِهِ
العصر العباسي >> كشاجم >> بلادٌ كأنّ الجوعَ يطلبُ أهلها
بلادٌ كأنّ الجوعَ يطلبُ أهلها
رقم القصيدة : 9182
-----------------------------------
بلادٌ كأنّ الجوعَ يطلبُ أهلها
بذِحْلٍ إذا ما الصيف صَرَّتْ جَنادِبُهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> جاءَتْ بِعُودٍ كأَنَّ نَغْمَتَهُ
جاءَتْ بِعُودٍ كأَنَّ نَغْمَتَهُ
رقم القصيدة : 9183
-----------------------------------
جاءَتْ بِعُودٍ كأَنَّ نَغْمَتَهُ
صوتُ فتاة ٍ تشْكُو فِرَاقَ فَتَى
مُخَفّفٍ خفَّتِ النُّفُوسُ بِهِ
كأَنَّما الزَّهْرُ حَوْلَهُ نَبَتَا
دَارَتْ مَلاَوِيهِ فيهِ واختَلَفَتْ
مثلَ إختِلافِ الكفَّيْنِ شُبَّكتَا
لوْ حرَّكَتْهُ وراءَ منهزمٍ
عَلَى بريدِ العجلاءِ لالتَفَتَا
يا حُسنَ أختيهِمَا كأَنَّهُما
أُخْتَانِ في صَنْعَة ٍ تراسَلَتا(93/442)
العصر العباسي >> كشاجم >> وَجَارِيَة ٍ تَنَالُ النَّفْسُ مِنْهَا
وَجَارِيَة ٍ تَنَالُ النَّفْسُ مِنْهَا
رقم القصيدة : 9184
-----------------------------------
وَجَارِيَة ٍ تَنَالُ النَّفْسُ مِنْهَا
بِلَحْظِ العَيْنِ غَايَة َ مَا تَمَنَّتْ
تُريكَ الحُسْنَ والإحْسَانَ وقفاً
إِذا بَرَزَتْ لَنَا وَإِذا تَغَنَّتْ
كأنَّ العودَ حينَ تحسُّ منهُ
يُعَبِّرُ عَنْ سَرَائِرِ مَا أَجَنَّتْ
كأنَّ ترنُّمَ الأوتارِ فيهِ
أنينُ مَشُوقة ٍ ذكرَتْ فَحَنَّتْ
العصر العباسي >> كشاجم >> يَا مَنْ لِعَيْنٍ ذَرَفَتْ
يَا مَنْ لِعَيْنٍ ذَرَفَتْ
رقم القصيدة : 9185
-----------------------------------
يَا مَنْ لِعَيْنٍ ذَرَفَتْ
ومَنْ لِرُوحِ تَلِفَتْ
منهلَّة ٌ عَبْرَتُهَا
كأنَّها قَدَ طَرَفَتْ
إِنْ أَمِنَتْ فَاضَتْ وإِنْ
خَافَتْ رقيباً وقَفَتْ
وإنَّما بُكاؤُهَا
عَلَى ليالٍ سَلفَتْ
العصر العباسي >> كشاجم >> يامُعرِضاً لا يُلتفِتْ
يامُعرِضاً لا يُلتفِتْ
رقم القصيدة : 9186
-----------------------------------
يامُعرِضاً لا يُلتفِتْ
بمثلِ ليلِي لا تبِتْ
برَّحَ هُجرانُكَ بِي
حتَّى رَثى لِي مَنْ شَمِتْ
عَلَّقْتَ قَلْبِي بالمُنَى
فأحيهِ أَوْ فَأَمتْ
العصر العباسي >> كشاجم >> بأَبِي أَنْتَ لِمْ تَبِيتٌ فَوَافِي
بأَبِي أَنْتَ لِمْ تَبِيتٌ فَوَافِي
رقم القصيدة : 9187
-----------------------------------
بأَبِي أَنْتَ لِمْ تَبِيتٌ فَوَافِي
طارقاً طيفَكَ المليحَ فَبَاتَا
وتأبَّيْتَ أَنْ تُغَنِّي فغَنَّى
عَنْكَ مِمَّا اقْتَرَحْتُهُ أصوَاتَا
وَنَظَمنا شِعْراً رقيقاً فغَنَّا
هُ بِلحنٍ يُحْيِي بهِ الأمواتَا
في الثَّقيلِ الثاني فَتَرْوى إذا شِئْـ
ـتَ لِكيما نُفِيدَكَ الأبْيَاتا
العصر العباسي >> كشاجم >> ياطِيبَ يومِ خَلاعة ٍ وبطَالة ٍ
ياطِيبَ يومِ خَلاعة ٍ وبطَالة ٍ
رقم القصيدة : 9188
-----------------------------------(93/443)
ياطِيبَ يومِ خَلاعة ٍ وبطَالة ٍ
قَصَّرتُهُ بِتَمَتَّعٍ ولذاذة ِ
قي رَوْضَة ٍ عَلَى أَبصَارِنا
فيما اكتَسَتْهْ بالحلي النَّابِتِ
والغيثُ يبكي في خِلالِ نباتِهَا
والبرقُ يضخَكُ فيهِ ضِحْكَ الشّامِتِ
والوَردُ كالوَجَنَاتِ والأَنْفَاسِ مِنْ
ظبيٍ غريرٍ عِنْدَ صَبٍّ بَايِتِ
وَتَعَلَّقَالأُتْرُجُّ في أَغصانِهِ
مثل النهودِ قدِ اتَّكَتْ أَو كَادتِ
وتجَاوَبتْ نَغَمُ الحمائمِ بالضّحَى
يَسْجَعْنَ بينَ بلابلٍ وفَوَاخِتِ
يومٌ حَمَدْتُ بِهِ الزَّمانَ وأَحْكَمَتْ
فينا الشَّمُولُ عَلَى العقولِ فحارَتِ
العصر العباسي >> كشاجم >> سلامٌ على دَيْرِ القصيرِ وسُجْفِهِ
سلامٌ على دَيْرِ القصيرِ وسُجْفِهِ
رقم القصيدة : 9189
-----------------------------------
سلامٌ على دَيْرِ القصيرِ وسُجْفِهِ
فجنّاتِ حلوانٍ إلى النخلاَتِ
مَنَازِلُ كانَتْ لي بهنٌّ مآرِبٌ
وَكَانَتْ مَوَاخيري ومنتَزَهَاتِي
إذا جِئتُها كانَ الجيادُ مراكبِي
وَمنُصْرَفِي فِي السفرِ مُنْحَدَرَاتِ
فأقْنصُ بالأسْحَارِ وَحْشِيّ عِينِهَا
وأغدوا على الإنسيّ في الظّلماتِ
معي كُلُّ بَسَّامٍ أَغَرَّ مُسَاعِدٍ
عَلَى كلِّ مَا يَهْوَى النَديِمُ موالِي
وجُردٌ عِتَاقٌ كالظّباءِ ضَوَامرٌ
يبادِرنَ في مضمارها القصباتِ
ولحمانُ مَما أَمْسَكَتْهُ كِلاَبُنَا
علينا ومّما صِيدَ بالشبّكاتِ
طعامٌ إذا ما شئتُ بَاشَرْتُ طَبخَهُ
عَلَى كَثْرَة ٍ مِن غُلْمَتِي وَطُهَاتِي
وصفراءُ مثلُ التبرِ يَحْمِلُ كَأْسَهَا
شديدُ فتورِ الطرفِ واللحظاتِ
كأنَّ قضيبَ البانِ عند اهتزازِهِ
تَعَلَّمَ من أَعطَافِها الحركاَتِ
هَنَالِكَ تَصْفُو لي مَشارِبُ لَذَّتِي
وتصحبُ أَيَّامُ السرورِ حَيَاتِي
العصر العباسي >> كشاجم >> بدتْ في نسوة ٍ مثلِ الـ
بدتْ في نسوة ٍ مثلِ الـ
رقم القصيدة : 9190
-----------------------------------
بدتْ في نسوة ٍ مثلِ الـ
ـمَهَا أُدْمِجْنَ إِدْمَاجَا(93/444)
تَجَاذَبْنَ مِنْ الأَرْدَافِ
فِ كُثباناً وأمواجَا
وبشَّرْنَ منْ الأبشَا
رِ فِي الدِّيَباجِ دِيباجَا
وَقُضْباناً مِنَ الفضّـ
ـة ِ قد أَثْمَرتِ العَاجَا
فلمَّا طُفْنَ بالمجلِـ
ـسِ أفراداً وأزوَاجَا
تجاوَبْنَ فَفُتنَـ
ـكَ أَرمالاً وأَنعاجَا
فَلاَ لومٌ على قلبِـ
ـكَ إِنْ هُيِّجَ فاهْتَاجَا
العصر العباسي >> كشاجم >> منْ يَبْكِ من وجدٍ على هالِكٍ
منْ يَبْكِ من وجدٍ على هالِكٍ
رقم القصيدة : 9191
-----------------------------------
منْ يَبْكِ من وجدٍ على هالِكٍ
فإنَّما أَبكي عَلَى دستجَهْ
جَاذَبَنِيهَا رَشَأٌ أَغْيَدٌ
فجاذَبَ النفسَ بهَا مُحرجَه
بديعة ٌ في نسجِهَا مثلُها
يفقُدُ من يُحسِنُ أن ينسُجَهْ
كأنَّما رِقَّة ُ أسلاكِها
مِن رِقَّة ِ العاشِقِ مُسْتَخْرَجَهْ
كأنَّما مفتُولُ أَهدابِهَا
أرجُلُ نَمْلِ في الثَرى مُمْزَجَه
كأَنَّما تَفْويفُ أَعلامِهَا
طاووسة ٌ تختَالُ أَو مدرَجَه
لَبيسَة ٌ جَدَّدَهَا حُسْنُهَا
لا رثَّة ُ الحسنِ ولا منهَجَه
كَمْ رقعة ٍ مِن عِنْدِ معشُوقَة ٍ
في الطَيِّ مِنْ أَثنائِهَا مدرَحَهْ
ومَجَّة ٌ مرشفة ٌ عَذْبَة ٌ
تُبْرِدَ حَرَّ الكَبِدِ المنضّجَهْ
إلى تحيَّاتٍ لِطافٍ بِها
نسكُنْ من ذِي مهجة ٍ مزعجَه
وخاتمي يعقَدُ فيها إذا
مِنْها لآثارِ الغدَا مخرجَهْ
كانَتْ لمسحِ الكاسِ حتّى تَرَى
آثَرْتُ مِنْ كَفَّيَ أنْ أُخرجَهْ
واتَّقي الجامَ بِها كلَّما
كلَّلَهُ المازِحُ أُو تَوّجَهْ
كانَتْ لِمَحْوِ الكُتْبِ حتَّى تَرَى
آثارَهَا في حُسْنِهَا مبهجَهْ
فاستأثرَ الدَّهرُ بها إنَّهُ
ذُو نُوَبٍ مجلبة ٍ موهجَهْ
وأصبحتْ في كُمِّ محتالة ٍ
ملجمة ٍ في هجرِنَا مُسْرَجَه
Free counter
العصر العباسي >> كشاجم >> فتنتني بِدَلِّها
فتنتني بِدَلِّها
رقم القصيدة : 9192
-----------------------------------
فتنتني بِدَلِّها
ظبية ٌ لَمْ تُحَرَّجِ
اَقْبَلَتْ ثُمَّ عَرَّجَتْ
لَيْتَها لَمْ تُعَرِّجِ(93/445)
ثُمَّ جاءَتْ لمأتمٍ
آهِ مِنْ ذلكَ الَمِجيِ
في حدَادٍ كأَنَّها
وردة ٌ في بنفسَجِ
العصر العباسي >> كشاجم >> أَمِسْكٌ ذِيفَ بالقهوَ
أَمِسْكٌ ذِيفَ بالقهوَ
رقم القصيدة : 9193
-----------------------------------
أَمِسْكٌ ذِيفَ بالقهوَ
ة ِ في الكاساتِ ممزوجَهْ
بماءِ الوردِ أَمْ أَنْفَا
سِ ريَّا الخَلْقِ مغنوجَهْ
سَرَتْ قَاصِدة ً نَحْوَ
لَ لا تزمعُ تَعْريحَهْ
وللَّيلِ سرابيلٌ
من الظَّلْمَاءِ مَنْسُوجَهْ
وقدْ أَزعَجهَا شَجْوٌ
أَطالَ الشَّوْقُ تهيِيحَهْ
ومكنُونٌ مِنَ الوَجْدِ
بِهِ الأَحشاءُ منضوجَهْ
كأَنَّ الرِّيحَ عارَتْهَا
مِنَ الحقفِ تَدَاريحَهْ
وَثَغرٍ وَاضِحٍ زُيِّـ
ـنَ منهُ الثَّغْرُ تفِليحَهْ
تولَّتْ فمضَتْ في إثْـ
ـرِها نفسُكَ مَعْلُوجَهْ
وأعدَتْ حَولها عِيساً
لِوَشْكِ البينِ محدوجَه
فدرَّجْتَ إلى الوَصْلِ
رَشاً أحسَنتَ تدريجَهْ
فبتْنا والخلاخيلُ
تلاقينَ دَمَاليجَهْ
فلمَّا خَيَّلَ الصّبْحُ
ولَّما يَبدُ تبلِيجَهْ
وأتْبَعْتَ العَرَا وَجْهاً
كسَا البِشْرُ تَبَاهيجهْ
إلى كَعْبَهِ آدابٍ
بأرضِ الشَّامِ محجوجُهْ
إلى معدنِ الحكمـ
ـة ِ بالآدابِ مَمزوجَهْ
سماعيٌّ قرائيٌّ
لَهُ في العلمِ مَرْجُوجَهْ
وَمَن يعدلُ بالعلمِ
من المنآدِ تعويجَهْ
قلوبُ القومِ مثلوجَهْ
وَيَلْقَى طُرُقَ الحِكْمَـ
ـة ِ للأَفهَامِ منهوجَهْ
لكي يُفْرِجَ عنِّي الخَطْـ
ـبَ لا أَسْتطِيعُ تفريحَهْ
وكَيْ يمنَحنِي تأدِيـ
ـبَهُ المَخْضَ وَتَخْرِيجَهْ
ومن أَولى بتقِريبٍ
خَلاَ من كُنْتُ ضرِّيجهْ
وَمَنْ توَّجَنِي مِنْ عِلْـ
ـمِهِ أَحْسَنَ تتويجَهْ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> كشاجم >> أَمْرَجَنا المَرْجِيُّ أَيَّ مزجِ
أَمْرَجَنا المَرْجِيُّ أَيَّ مزجِ
رقم القصيدة : 9194
-----------------------------------
أَمْرَجَنا المَرْجِيُّ أَيَّ مزجِ
في تِينِهِ البالغِ عيرِ الفجِّ
يشبِهُ في اللّونِ وَرِيحِ الأَرجِ(93/446)
نوافجَ المسكِ وبَردَ الثلجِ
مثلُ رُؤُسِ الغَلْفِ سودُ الدعجِ
أَو كَثَنَايا ناهِدَاتِ الزنجِ
العصر العباسي >> كشاجم >> هَلُمَّا بِكَانونِنَا جاحماً
هَلُمَّا بِكَانونِنَا جاحماً
رقم القصيدة : 9195
-----------------------------------
هَلُمَّا بِكَانونِنَا جاحماً
وَقُولا لِمُوقِدِنَا أَجَّجِ
إلى أنْ ترى لهباً كالرّياض
وناهيكَ من منظرٍ مُبْهجِ
وَمِنْ شِعْبِ لازورديّة ٍ
تَصَاعَدُ في حَالِكٍ مُدْمَجِ
وَمِنْ عذبٍ في اخضرارِ الحريرِ
وفي صفرة ِ التبرِ لم يُنْسَجِ
إذا طربَتْ قلتُ ريحانَة ٌ
تضَرَنَّحُ عن ريحِهَا السَجْسَجِ
العصر العباسي >> كشاجم >> بُليتُ وَلَجّ بي وَجْدٌ بِظَبْيٍ
بُليتُ وَلَجّ بي وَجْدٌ بِظَبْيٍ
رقم القصيدة : 9196
-----------------------------------
بُليتُ وَلَجّ بي وَجْدٌ بِظَبْيٍ
يَصُدّ وما بِهِ إلاَّ اللّجَاجُ
وعذَّبني قَصِيبٌ في كثيبٍ
تَشَارَكَ فيهِ لينٌ واندمَاجُ
أَغارُ إذَا دَنَتْ من فيهِ كاسٌ
على درٍّ يقلّبُهُ زجاجُ
وأَشفِقُ إن دَنا المصباحُ منهُ
على بدرٍ يقابُلهُ سراجُ
العصر العباسي >> كشاجم >> بَكَرَتْ تَلُومُ على السَّماحِ
بَكَرَتْ تَلُومُ على السَّماحِ
رقم القصيدة : 9197
-----------------------------------
بَكَرَتْ تَلُومُ على السَّماحِ
وتعدُّ ذلك من صَلاَحِي
فَاقْني خَيَالَكِ إنّ لَوْ
مَكِ غيرُ ثانٍ من جِمَاحِي
هيهاتَ ليسَ يصونُ لي
عِرْضِي سِوَى المالِ المباحِ
وأبَى اللّواحي أَنّني
لَهِجٌ بعصيانِ اللّواحِي
قُمْنَ بإتلافِ اللّهى
في اللّهو نَشواناً وصَاحِي
مُعْطِي البطالة َ ما تُحِـ
ـبّ من البطالة ِ والمراحِ
متفرقٌ في الجِدّ أَحْيَا
ناً وطوراً في المزاحِ
بَينَا أجُرُّ مِنَ الغَلاَ
ئِلِ رُحْتُ في شكِّ السّلاحِ
وأغيرُ في بُهْمِ الكما
ة ِ صَبَوْتُ الخودِ الرّداحِ
فَغَدَوْتُ يومِي للعُلا
ورواحُه أبداً لراحِ
ومريضهُ الأجْفَانِ تعملُ
في ضَنَى المُهَجِ الصّحاحِ(93/447)
رَوْدُ القوامِ خريدة ٌ
أعطافُها طوْعُ الرّياحِ
ريّا الروادفِ طَفْلَة ٌ
ظمأى الحَشَا غَرْثَى الوشاحِ
في حجرِهَا مترنّمٌ
يشدُو بأوتارٍ وِضَاحِ
تُغْضِي على حورٍ وتضـ
ـحَكُ حينَ تضحَكُ عن أقاحِ
في كلِّ مرأيً لي ترو
قُ وكلَّما تشدو اقتراحِي
تَدَعُ الفَسِيحَ من البلا
دِ بنشرِهَا عَطِرَ النّواحِي
وإنا ما بين فرسانِ اليرا
عِ معاً وفرسانِ الصفاحِ
قَوْمِي بَنُو سَاسَانَ ليـ
ـسَ حماهُمُ بالمستَبَاحِ
العاقدِي التيجانَ تضـ
ـحَكُ عن وجوهِهِمِ الصِّبَاحِ
والجاعلينَ عداهُمُ
لهم بمجزرة ِ الأضَاحِي
وولاؤُنا للعزّ مِنْ
ساداتِ معتلجِ البِطَاحِ
وإذا تَشَاجَرَتِ الرّمَا
حُ فإنّ أقلامي رِمَاحِي
يمزُجْنَ نَضْحَ مدادِهِـ
ـنَّ بمستفاضِ دمِ الجراحِ
وإذا تَغَلَّقَتِ الأَمُو
يا ويلَ دَهرِي لو تَبَيَّنَـ
ياويلَ دَههْرِي لو تَبَيَّنَـ
ـنِي لأَحْجَمَ عَنْ كِفَاحِي
ولجاءَ مُعتذراً إليَّ
من اهتضامِي واطّرَاحِي
ولقدْ عجِبتُ من اللّيالي
كيفَ هاضَتْ من جَنَاحِي
لكنّها حَرْبُ الحيـ
ـيِّ وَسِلْمُ ذي الوَجْهِ الوقاحِ
وعليَّ أنْ أسعَى وليـ
ـسَ عليَّ إدراكَ النّجاحِ
العصر العباسي >> كشاجم >> يَا لَقَومِي مَنْ لمكتَئِبٍ
يَا لَقَومِي مَنْ لمكتَئِبٍ
رقم القصيدة : 9198
-----------------------------------
يَا لَقَومِي مَنْ لمكتَئِبٍ
دَمْعُهُ في الخدّ منسَفِحَ
لامَهُ العذّالُ في رشإٍ
عُذْرُهُ في مِثْلِهِ يَضَحُ
وادعُوا نُصْحي وأخوّنُ ما
كانَ عُذَّالِي إذا نَصَحُوا
خَوّفُوني مِنْ فضيحَتِه
لَيَتهُ وَافَى وأُفتَضحُ
ذَهبيُّ الخَدِّ تَحْسَبُ في
وَجْنَتَيْهِ النارَ تَنْقَدِحُ
كيفَ يسلو القلبُ عن غُصُنِ
عَلّهُ من مائِه المرحُ
وكأنَّ الشمسَ نِيطَ بها
قمرٌ يُمْنَاهُ والقَدَحُ
صَدَّ إنْ مَازَحْتُهُ غضباً
ما على الأحبابِ إنْ مزَحُوا
وَهْوَ لا يدري لِنَخْوَتِهِ
أنّنا في النّومِ نصطَلِحُ
ثمّ لا أنسَى مقالتَهَ(93/448)
أَطُفَيليُّ وَمُقْتَرِحُ
العصر العباسي >> كشاجم >> حكِيتَ سميَّكَ في بُرْدِهِ
حكِيتَ سميَّكَ في بُرْدِهِ
رقم القصيدة : 9199
-----------------------------------
حكِيتَ سميَّكَ في بُرْدِهِ
وأخطأَكَ اللّونُ والرائحَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> يَا مَنْ لأجْفَانٍ قريحَهْ
يَا مَنْ لأجْفَانٍ قريحَهْ
رقم القصيدة : 9200
-----------------------------------
يَا مَنْ لأجْفَانٍ قريحَهْ
سَهِرَتْ لأجفانٍ مليحَهْ
لا تَتْرُكُوا العينَ المريـ
ـضة َ فيَّ جارحة ً صحيحَهْ
ومتيمْ نَحَلَ الهوى
جثمانَهُ وأعَلَّ روحَهْ
يُخْفِي الهوى وتُذِيعُهُ
مِنْهُ مدامعهُ السّفُوحَهْ
حّيٌّ بحالة ٍ ميّتٍ
وهواكَ يودِعُه ضريحَهْ
خيرٌ لهَ مّما يُكَا
بدُ مِيتَة ٌ مِنهُ مُرِيحَهْ
وأنا الفداءُ لِمَنْ عَصِيـ
ـتُ وَلَمْ اُطِعْ فيهِ نَصيحَهْ
وَمِنَ الفضيحة ِ كلِّها
لو لَمْ أَكُنْ فيهِ فَضيحَهْ
لو يستَطِيعُ لِخّلَّة ٍ
فيهِ بإسعافي شَحِيحَهْ
مَنَع الصَّبا مِنْ أن تسوقَ
إِليَّ حينَ تهبُّ ريحَهْ
كَمْ بتُّ فيهِ بليلة ٍ
ليلاءَ ليسَ لها صَبيحَهْ
قَلِقاً أُكَابدُ حُرقة ً
من طيِّ أحشائي جَريحَهْ
إنسيّة ٌ تيَاهَة ٌ
لِحِمَى فؤادِكَ مُسْتَبِيحَهْ
كغزالة ِ القَفْرِ السّنيحَـ
ـة ِ عارَضَتْكَ أو البرِيحَهْ
تَأْبى النَّوالَ غذا اسْتَـ
ـمحَتَ ولو تكونَ المستبيحَهْ
لا بحتُهَا نفسي وَمَا
لي إنّ شأني أن أبيحَهْ
شَهَرَتْ نَدَاي مَنَاسِبٌ
لي في ذُرَى كِسْرى صريحهْ
وسجيْة ٌ لي في المكا
رِم أنني فيها شحيحَهْ
متحيزَاً منهامُعَلّى المجـ
ـدِمُجْتنباً مَنِحَهْ
ولقد سَنَنْتُ من الكِتَا
بَة ِ للوَرَى طُرْقاً فسيحَهْ
وفضَضْتُ من عُذُرِ المعا
ني الغرِّ في اللغة ِ الفصِيحَهْ
وشَفعتُ مأثورَ الروا
ية ِ بالبديعِ من القرِيحَهْ
وَوَصَلْتَ ذاكَ بهمّة ٍ
في المجدِ سائبة ٍ طموحَهْ
وعزيمة ٍ لا بالكلِيـ
ـلَة ِ في الخطوبِ ولا الطليحَهْ
كلتَاهما لي صاحبٌ(93/449)
في كلّ دامية ٍ جموحَهْ
ولئنْ شعرتُ لما قَصَدْ
تُ هجاءَ شخصٍ أو مديحَهْ
لِكنْ وجدْتُ الشّعرَ لِلْـ
ـآدابِ ترجمة ً فصيحهْ
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> كشاجم >> عَراني الزّمَانُ بأحداثِهِ
عَراني الزّمَانُ بأحداثِهِ
رقم القصيدة : 9201
-----------------------------------
عَراني الزّمَانُ بأحداثِهِ
فبعضاً أطَقْتُ وبعضٌ فَدَحْ
وعندي فَجَائِعُ للنّائباتِ
ولا كَفَجِيعَتِهَا بالقَدَحْ
وعاءُ المُدَامِ وتَاجُ النّدامِ
وَمُرْبي السرورَ ومُفضِي الفَرَحْ
ومعرضُ راحٍ متى نَكْسُهُ
ويستودِع السرَّ مِنهُ يَبُحْ
وجسمٌ هو الماءُ إنْ لَمْ يَكُنْ
يُرى كالهَواءِ بكفٍّ سَنَحْ
يردُّ على الشّخصِ تمثالَهُ
وإنْ تتَّخِذْهُ مِرَاة ً صَلُحْ
ورَقَّ فَلو حَلَّ في كفّة ٍ
ولا شيءٍ في أختِهَ مارَجَحْ
يكادُ عَلَى الماءِ إنْ مَسْهُ
لِما فيهِ مِنْ شَكْلِهِ يَنْفَسِحْ
هَوَى في أناملَ مجدولة ٍ
فيا عجباً لِلطيفٍ زَرَحْ
وأفقَدَنِيهِ على ضِنّة ٍ
بهِ للزمانِ غريمٌ مَلِحْ
كأنَّ لهُ ناظراً يُنْتَقَى
فما يتعمّدُ غيرَ المُلَحْ
أقلّبُ ما أبقَتِ الحادِثَا
تُ مِنْهُ وفي العَيْنِ دَمْعٌ يَسُحْ
وقد قَدَحَ الوَجْدُ منّي بهِ
على القلبِ من نارِه ما قَدَحْ
وأعجَبُ مِنْ زَمنٍ مانِحٍ
وآخرَ يسلُبُ تلكَ المِنَحْ
فلا تبعدنَّ فَكَمْ مِنْ حَشاً
عليكَ كليمٍ وقلبٍ قُرِحْ
سيقفرُ بَعْدَكَ رَسْمُ الغبوقِ
وتوحِشُ منكَ مَغَاني الصَّبُحْ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> كشاجم >> أعذِرْ أخاكَ فما عليهِ جُنَاحُ
أعذِرْ أخاكَ فما عليهِ جُنَاحُ
رقم القصيدة : 9202
-----------------------------------
أعذِرْ أخاكَ فما عليهِ جُنَاحُ
لا غَرْوَ أنْ تتألَّفَ الأرواحُ
جِسمانِ إلْفٌ بالهوى روحَاهُما
إحداهما ماءٌ وأُخرى راحُ
العصر العباسي >> كشاجم >> ومستهجنٍ مَدْحي لهُ إ،ْ تأكّدَتْ
ومستهجنٍ مَدْحي لهُ إ،ْ تأكّدَتْ(93/450)
رقم القصيدة : 9203
-----------------------------------
ومستهجنٍ مَدْحي لهُ إ،ْ تأكّدَتْ
لَنا عقدة ُ الإخلاصِ والحقّ يمدحُ
ويأبَى الّذي في القلبِ إلاَّ تَبَيُّناً
وكلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضَحُ
العصر العباسي >> كشاجم >> أسعِدَاني يا مقلتيَّ فَنُوحَا
أسعِدَاني يا مقلتيَّ فَنُوحَا
رقم القصيدة : 9204
-----------------------------------
أسعِدَاني يا مقلتيَّ فَنُوحَا
لا تَمَلاَّ البُكَا ولا تسترِيحَا
إنّ لمياءَ أزعجَتها اللّيَالي
عن قُصُورٍ وأسكنَتهَا ضَرِيحَا
فسقَى الّلهُ ذلكَ الجِسمَ جِسماً
وتلقّى بالرَّوْحِ تلكَ الرُّوحَا
لو أكونُ الترابَ ما كنتُ أبلى
حينَ أهْدَى إليَّ وَجْهاً مليحَا
العصر العباسي >> كشاجم >> جَاءَتْ بعودٍ كَأَنّ الحُبَّ أنْحَلَهُ
جَاءَتْ بعودٍ كَأَنّ الحُبَّ أنْحَلَهُ
رقم القصيدة : 9205
-----------------------------------
جَاءَتْ بعودٍ كَأَنّ الحُبَّ أنْحَلَهُ
فما يُرى فيهِ إلاَّ الوَهْمُ والشَّبَحُ
فحرَّكَتْهُ وغنَّتْ في الثّقيلِ لَنَا
صوتاً تكاد به الأحشاءُ تنقَدِحُ
بيضاءُ يحضُرَ طِيبُ العيشِ أن حَضَرَتْ
فإنْ نَأَتْ غَابَ عنّا اللّهوُ والفَرَحُ
كلُّ اللّيَالي عليها مَعرِضٌ حَسَنٌ
وكُلَّما تَتَغَنَّى فهو مُقْتَرَحُ
العصر العباسي >> كشاجم >> ومستديرٍ كجرمِ البدرِ مَسْطُوحِ
ومستديرٍ كجرمِ البدرِ مَسْطُوحِ
رقم القصيدة : 9206
-----------------------------------
ومستديرٍ كجرمِ البدرِ مَسْطُوحِ
عن رائقٍ حَسَنِ الأَشكالِ مصفُوحِ
ملأَ البنانَ وقَدْ وافَتْ صَفَائِحهُ
على الأقاليمِ في أقطَارِها الفِيحِ
كأَنَّها السبعة ُ الأَفلاكُ محدقة ٌ
بالماءِ والنارِ والأَرضينِ والريحِ
يُنسِيكَ عن طَالعِ الأَبراجِ هيئتَهُ
بالشَّمْسِ طَوْراً وطوراً بالمصَابِيحِ
وإنْ مَضَتْ ساعة ُ أو بعضً ثانية ٍ
غرفْتَ ذَاكَ بعلمٍ منهُ مَشْرُوحِ
لا يَسْتَقِلُّ لِمَا فيه بمعرفة ٍ(93/451)
إلاَّ الحَصِيفُ اللّطِيفُ الحِسِّ والرّوح
حتّى تَرى الغيبَ منهُ وَهْو مُنْغَلِقُ الأ
بْوابِ عمَّن سِواه جِدَّ مَفْتُوحِ
العصر العباسي >> كشاجم >> يا ضوءُ حُبُّكَ في اَحشاءَ قد قدّحَا
يا ضوءُ حُبُّكَ في اَحشاءَ قد قدّحَا
رقم القصيدة : 9207
-----------------------------------
يا ضوءُ حُبُّكَ في اَحشاءَ قد قدّحَا
فظَلَّ مستوطِناً فيها فَمَا بَرِحَا
أشكُو إليك جُفُوناً ما يغيبُ بها
غَربٌ وماقين بالسهادِ قد قَدَحَا
وهَيْكَلاً نَاحِلاً أودى السّقامُ بهِ
فلم يدعْ منهُ إلاَّ الرّسمَ والشَبَحَا
فلو يَكُونُ بأحدَى كفَّتينِ وَلاَ
شَيءٌ يوازيهِ في الأُخرَى لَمَا رَجَحَا
العصر العباسي >> كشاجم >> واحَرَباً مِنْ أوجُهٍ مِلاَحِ
واحَرَباً مِنْ أوجُهٍ مِلاَحِ
رقم القصيدة : 9208
-----------------------------------
واحَرَباً مِنْ أوجُهٍ مِلاَحِ
وَحَدَائِقٍ مرائضٍ صِحَاحِ
وَمِنْ ثُغُورٍ تُشْبِهُ الأقاحي
مملوءَة ْ مِنْ بَرَدٍ وَرَاحِ
هنّ اللواتي أفسَدَتْ صَلاَحِي
وأَبْرَحَتْنِي ايَّما بَرَاحِ
وَتَرَكتْ لَيْلِي بلاَ صَبَاحِ
العصر العباسي >> كشاجم >> ومَلْعَبٍ للخيلِ في قراحِ
ومَلْعَبٍ للخيلِ في قراحِ
رقم القصيدة : 9209
-----------------------------------
ومَلْعَبٍ للخيلِ في قراحِ
منفسحِ الأَرْجَاءِ والنّواحِي
كأنّه كَفُّ فتى ً جَحجَاحِ
مَبْذُولَة ٍ للجودِ والسَّمَاحِ
عَمَرْتُه بفتيهٍ صِبَاحِ
مؤتلفي الأخلاقِ والأرَواحِ
وضُمَّرِ الأَحشاءِ كالأَدَاحِ
من كلّ طِرْفٍ سَابحٍ طَمّاحِ
مناسبٍ للبرقِ والرّياحِ
يطيرُهُ خَصْرٌ بلا جَنَاحِ
خالٍ من الحرّانٍ والجماحِ
ذي دهمة ٍ تَضْحَكَ عن وَضّاحِ
كأنَّه ليلٌ على صَبَاحِ
فخلتُهُمْ من شدّة المراحِ
وترَّفاتِ الأكرِ الملاحِ
سكرى بنشوٍ مِنْ حُمَيَّا الراحِ
فيا لهُ لهواً بلا جُنَاحِ
شُبِّهَ فيه الجدُّ بالمزاح
العصر العباسي >> كشاجم >> كتبتُ وعِندَنَا ماءٌ وراحُ(93/452)
كتبتُ وعِندَنَا ماءٌ وراحُ
رقم القصيدة : 9210
-----------------------------------
كتبتُ وعِندَنَا ماءٌ وراحُ
وإخوانٌ نَحبّهُمُ مِلاَحُ
وبيضاءُ السّوَالفِ ذَاتُ عودٍ
تُنَاغِيها مَثَالِثة ٌ فِصَاحُ
وأحورُ من ظِبَاءِ الرّومِ سَاقٍ
كغصنِ البانِ اثْنَتُهُ الرّياحُ
بديعُ ملاحة ٍ يُدْعى نَجاحاً
ولكنْ ما لموعدِهِ نَجاحُ
لَهُ طُرَرٌ تُصَفُّ على جَبِينٍ
كمثلِ الليلِ قابلهُ الصباحُ
يُحَلّى بالمنَاطِقِ وهو مِمَّن
يَلِيقُ بهِ القلائِدُ والوِشَاحُ
وساطعة ُ الشّعاعِ رِضابُ نَحْلٍ
حَلاَلُ الشُّرْبِ ليسَ بِهَا جُنَاحُ
وللوسميّ بالقَطْرِ ابتدارٌ
وللشَّرْبِ ابتهاجٌ وارتيَاحُ
وبينَ الزيرِ والمطرابِ حَرْبٌ
وبينَ الماءِ والرّاحِ اصطِلاحُ
فَزُرْنَا غَيْرَ محتشِمْ يَزُرْنَا
بِزَوْرَتِكَ المكارِمُ والسّماحُ
العصر العباسي >> كشاجم >> يا راحُ قُمْ فأحْبِنَا بالراحِ
يا راحُ قُمْ فأحْبِنَا بالراحِ
رقم القصيدة : 9211
-----------------------------------
يا راحُ قُمْ فأحْبِنَا بالراحِ
أَمَا ترى طَلاَئعَ الصبّاحِ
كالدّهمِ قَدْ طُوّْنَ بالأَوْضَاحِ
فعاطِنَا صَديقة َ الأرواحِ
وأضحِكِ الأكوابَ بالأَقْدَادِ
عَنْ ذَهْبٍ في نكهة ِ النفّاحِ
فَقَامَ يَهْهتزُّ مِنْ المِرَاحِ
جذلانَ يقترُّ عَنْ الأَقاحِي
بينَ الغلامِ الماجِنِ الوقاحِ
والغادَة ِ الممكورة ِ الرّدَاحِ
يا لك مِنْ وَرْدِ لَهْ مُبَاحِ
ليسَ علينا فيهِ من جُنَاحِ
العصر العباسي >> كشاجم >> ما تَرَى في الصبوحِ أيّدَكَ اللّه
ما تَرَى في الصبوحِ أيّدَكَ اللّه
رقم القصيدة : 9212
-----------------------------------
ما تَرَى في الصبوحِ أيّدَكَ اللّه
فهذا أوانُ حَثَّ الصَّبُوحِ
غَسَقٌ رائحٌ وديِكٌ صدوحٌ
فأجِب دَعْوَة َ المُنادي الصّدُوحِ
وكأنَّ الصّبَاحَ أوْجُهُ رهبا
نٍ تَطَلَّعْنَ من فتوقِ المُسُوحِ
وأَرَى القَطْرَ قَدْ تَتَابَعَ يحكي(93/453)
دمعَ عَيْنَي أخي فؤادٍ جَرِيحِ
وعلى الديكِ وإنْ قَدْ رانَ
أذكى من عبيرٍ بقهوة ٍ مجدوحِ
وكبابٌ مَشَرّحٌ أرْهَفَتْهُ
كفُّ طاهٍ لطيفة ُ التّشْريحِ
ولَنَا قينة ٌ تُشَابِهُ طَبْيَاً
وأخٌ ماجدٌ خفيفُ الرّوحِ
ورحيقٌ معتّقٌ كِسْرَوِيٌّ
كَدمِ الشادِنِ الغريرِ الذبيحِ
ومغنٍّ يُرِيكَ مَعْبَدَ في المجلسِ
فصيحٍ يشدو بِعُودٍ فَصِيحِ
وصنوفٌ مِنَ الرّيَاحينِ ليسَتْ
من عرارٍ ولا أفانينَ شِيحِ
وسقاة ٌ مِثْلُ الظباءِ علينا
تتهادَى من سانحٍ وَبَريحِ
كُلُّ سَاجي الجفونِ في ريقِهِ البُرْ
ءُ وفي لَفْظِهِ سقامُ الصَّحِيحِ
مخطفُ الخصرِ في القِبَاءِ كَغُصْنِ البَ
ـانَة ِ الغَضِّ يومَ غيمٍ وَرِيحِ
لكَ غَيرُ القبيحِ ما تَبتَغِي فيـ
ـهِ وحَاشَاكَ من فِعَالِ القَبيحِ
فتفَضَّلْ وَكُنْ جَوَابَ كتابي
وَاعْصَ في اللّهوِ قَوْلَ كُلِّ نَصِيحِ
Free counter
العصر العباسي >> كشاجم >> أَكَافُرٌ قُبِّحْتَ مِنْ خَادِمِ
أَكَافُرٌ قُبِّحْتَ مِنْ خَادِمِ
رقم القصيدة : 9213
-----------------------------------
أَكَافُرٌ قُبِّحْتَ مِنْ خَادِمِ
ولاقَتْكَ مسرعة ٌ جَائحَهْ
فَلَمْ اَرَ مثلكَ لي مَنْظَراً
شبيهاً بأخلاقِكَ الفاضِحَه
كأنْ لم يكُنْ لِيَ من نَاصحٍ
يزهّدُ فيكَ ولا ناصِحَهْ
غلامٌ تَكَامَلَ فِيهِ القبيحُ
فما فيه من خَلّة ٍ صالحَهْ
بطيءُ الجوابِ فكَمْ صائحٍ
بهِ لم يُجِبْهُ وكَمْ صائِحَهْ
كثيرُ البكاءِ بلا علّة ٍ
فَدَمعَتُهُ أبداً سافِحَهْ
إذا قلتُ قد قوّمَتْهُ العَصَا
أجدَّ أُموراً لنا فَادِحَهْ
فكيفَ يؤمّلُ من يومِهِ
أذمَّ وأخزى من البارحَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> نطقَ الودُّ باللّسانِ الفَصِيحِ
نطقَ الودُّ باللّسانِ الفَصِيحِ
رقم القصيدة : 9214
-----------------------------------
نطقَ الودُّ باللّسانِ الفَصِيحِ
عن بيانٍ مَحضٍ وعقدٍ صَحيحِ
ما شكرتُ الزّمَانَ شكريَ يوماً
فُزْتُ فيه بقربِ عَبْدِ المسيحِ(93/454)
بصَديقٍ متى اَبَايِنْهُ بالجِسْـ
ـمِ أجِدْ رُوحَهُ تُلائِمُ روحي
وإذا ما الأديبُ زيِّنَ بالتّـ
قْريظِ والمدحِ فَهْوا زَيْنُ المديحِ
كاتبٌ حَاسِبٌ إذا التبَسَ الرّايُ
بدا في كِتَابِهِ المشروحِ
ومصونُ الأعراضِ مُبْتذِلُ المعرو
فِ للمستَنِيلِ والمسَتمِيحِ
العصر العباسي >> كشاجم >> يَقِظٌ يَلمَحُ الخطوبَ بتدبيـ
يَقِظٌ يَلمَحُ الخطوبَ بتدبيـ
رقم القصيدة : 9215
-----------------------------------
يَقِظٌ يَلمَحُ الخطوبَ بتدبيـ
ـيرِ مُذِلٍّ لكُلِّ خطبِ جموحِ
وشريفٌ لو أنَّهُ كان وقتاً
كانَ في مثلِ طيبِ وقتِ الصبوحِ
أو مِنَ الماء كانَ شُرْبَهَ صَادٍ
بجَهولٍ من الفلاة ِ طَليحِ
أو مِنَ الكُتْبِ حينَ يقرأُ يوماً
كانَ منها مبشرّاً بفتوحِ
شرفٌ في أبي الحَسَنِ الحرِّ
وحِلْمٌ يزهو بعلمٍ رَجيحِ
جاعِلٌ صَدْرَهُ إذا استكَتَمَ السِّـ
ـرَّ ضَريحاً للسّرِّ أو كالضّريحِ
بأبي أنْتً إنَّ غَايَة َ مَدْحِي
فَاتَهَا شَأْوُ فَضْلِكَ الممدوحِ
وشِفَائي من الصّبابة ِ والشو
قِ إلى لفظكَ البديعِ الفصيحِ
رقعة ٌ منكَ رابطة ُ الخطِّ واللَّفْـ
ـظِ وَحُسْنُ التَّصديِرِ والتَّوْشِيحِ
فاجتنِيها فَحَسبُ روحيَ فيها
منحة ٌ أُهدِيَتْ إلى الممنوحِ
العصر العباسي >> كشاجم >> رَنَتْ فأَصَابَتْ سِرَّ قلبي بلحظة ٍ
رَنَتْ فأَصَابَتْ سِرَّ قلبي بلحظة ٍ
رقم القصيدة : 9216
-----------------------------------
رَنَتْ فأَصَابَتْ سِرَّ قلبي بلحظة ٍ
لها في الحشا وقعٌ وليسَ لها جُرْحُ
وقد حَسَرَتْ عن واضحِ الفَرقِ فاحمٍ
كخطَّيْ ظَلاَمٍ شُقَّ بَيْنَهُما صُبْحُ
العصر العباسي >> كشاجم >> بليتُ بحبِّ ناسِكَة ٍ
بليتُ بحبِّ ناسِكَة ٍ
رقم القصيدة : 9217
-----------------------------------
بليتُ بحبِّ ناسِكَة ٍ
تَشُوب بنُسْكها مَرَحا
وقَدْ جَعَلتْ تؤنّسُني
مكانَ سِوَارِها سَبَحَا
تظلّ إذا ذُكِرْتُ لَهَا
لِتُكْذِبَ قَولَ مَنْ نَصَحَا(93/455)
تعضّ عليَّ بالإعْرَا
ضِ من أطرافِهَا بَلَحَا
العصر العباسي >> كشاجم >> أَجَلْ هو الرزءُ جلَّ فادِحُهُ
أَجَلْ هو الرزءُ جلَّ فادِحُهُ
رقم القصيدة : 9218
-----------------------------------
أَجَلْ هو الرزءُ جلَّ فادِحُهُ
بَاكِرُهُ فاجعٌ ورائُحهُ
لارَبْعُ دارٍ عَفا ولا طللٌ
أوحَشَ لَما نأتْ ملافحُهُ
فجائعُ لو درى الجنينُ بها
لَعَادَ مبيَضَّة ً مَسَالِحُهُ
يا بُؤْسَ دهرٍ على آل رسو
لِ اللّهِ تجتاحُهُمْ جوائحُهُ
بَعْضُهُمُ قُرِّبتْ مَصَارِعُهُ
وبعضُهُم بُوعِدَت مطارِحُهُ
أظلَمَ في كربلاءَ يومُهُمُ
كُلّهُمْ جمَّة ٌ فضائحُهُ
لا يبرحُ الغيثُ كلَّ شارقة ٍ
تَهْمي غواديهِ أو رَوَائهُهُ
على ثرى حلّة ِ غريبِ رسو
لِ اللّهِ مجرُوحة ٌ جوارحُهُ
إليكمُ أُدِّيَتْ نصائِحُهُ
ونالَ اَقصى مُناه كاشِحُهُ
وسِيقَ نسوانُهُ طلائحَ
أحسن أنْ تَهادى بِهِمْ طلاَئحُهُ
وهنَّ يُمْنَعْنَ بالوعِيدِ من النَّـ
ـوْحِ والملأُ الأَعلى نوائحُهُ
عادَ الأَسى جدَّهُ ووالدَهُ حينَ
استغاثَتْهُمَا صوائحُهُ
لو لَمْ يُرِد ذو الجلالِ حربَهُمُ
بهِ لضاقَتْ بهم فَسَائِهُهُ
وهو الذي اجتَاحَ حينَ عُقِرَتَ
ناقَتُهُ إذْ دَعاه صالُحهُ
يا شِيَعَ الغيّ والضّلالِ وَمَن
كُلّهُمْ جَمَّة ٌ فَضَائهُهُ
غَشَشْتُمُ اللّهَ في أذِيَّة ِ مَنْ
إلكمُ أُدِّيَتْ نصائِهُهُ
جِبرِيلُ قبلَ النَّبيّ ماسِحُهُ
سِيَّانِ عندَ الإلهِ كلُّكُمُ
خاذُِلهُ منكُمُ وذَابِحُهُ
على الذي فاتَهُمْ بحقّهِمُ
لَعْنٌ يغاديهِ أو يراوِحُهُ
ـتُ وما قاَبَلَتْ أبَاطِحُهُ
إنْ تصمُتُوا عَنْ دعائِهِمُ فَلَكُمْ
يومُ وَغى ً لا يُجَابُ صَائِحُهُ
في حيثُ كبشُ الرّدَى يناطِحُ منْ
أَبْصَرَ كَبشَ الوَرَى يناطِحُهُ
وفي غدٍ يُعْرِفُ المخالِفُ مَنْ
خَاسِرُ دينٍ منكُمْ ورابِحُهُ
وبينَ أيدِيكُمُ حريقُ لظًى
يلفَحُ تلكَ الوجوهَ لافِحُهُ
إن عِبْتُمُوهُمْ بجهلِكُمْ سفهاً(93/456)
ما ضرَّ بدْرَ السّماءِ نائِحُهُ
أو تكتُمُوا فالقرآن مُشْكِلُهُ
بفضلِهِمْ ناطقٌ وواضِحُهُ
ما أشرقَ المجدُ من قبورِهُمُ
إِلاَّ وسكَانُهَا مصابحُهُ
قومٌ أبى حدَّ السيفِ والدُهُمْ
للدّينِ أو يستقيمَ جامِحُهُ
وهو الذي استأنسَ الزَّمانُ بهِ
والدينُ مذهورة ٌ مسارِحُهُ
حارَبَهُ القومُ وهو ناصِرُهُ
وَكَم كَسَا منهمُ السيوفَ دماً
يومَ جلادٍ يطيحُ طائحُه
ما صَفَحَ القومُ عندما قَدِروُا
لمّا جَنَتْ فيهمُ صَفَائِحُهُ
بَلْ مَنَحَوهَ العنادَ واجتَهَدُوا
أنْ يمنَعُوهُ واللّهُ مانِحُهُ
كانوا خِفاقاً إلى أَذِيَّتِهِ
وَهُوَ ثقيلُ الوقارِ رَاجِحُهُ
العصر العباسي >> كشاجم >> أطْلْق عِقَاَل الرُّوحِ بالرّاحِ
أطْلْق عِقَاَل الرُّوحِ بالرّاحِ
رقم القصيدة : 9219
-----------------------------------
أطْلْق عِقَاَل الرُّوحِ بالرّاحِ
إنِّي إليها جِدُّ مُلْتَاحِ
قَدْ كَدَّتِ الحكمَة ُ روحِي فَرَوْ
وَحْهَا بآثارٍ وأَقدَاحِ
العصر العباسي >> كشاجم >> ألذُّ العيشِ إتيانُ القبيحِ
ألذُّ العيشِ إتيانُ القبيحِ
رقم القصيدة : 9220
-----------------------------------
ألذُّ العيشِ إتيانُ القبيحِ
وعصِيَانُ النَّصيحة ِ والنصيحِ
وإصغاءٌ إلى وَتَرٍ ونايٍ
إذا نَاحَا على دنٍّ جَرِيحِ
غداة َ دجنَّة ٍ وَطْفَاءَ تبكِي
إلى ضِحْكٍ من الزهرِ المليحِ
وقدْ حُدِيَتْ قلائصُهَا الحَيَارَى
بحادٍ مِنْ رواعِدِهَا الفصيحِ
وبرقٌ مثلُ حاشِيَتْيْ رداءٍ
العصر العباسي >> كشاجم >> محاسِنُ الديرِ تسبيحي وتَصْبَاحيَ
محاسِنُ الديرِ تسبيحي وتَصْبَاحيَ
رقم القصيدة : 9221
-----------------------------------
محاسِنُ الديرِ تسبيحي وتَصْبَاحيَ
وخمرُهُ في الدُجَى صُبْحِي ومِصْبَاحِي
أَقَمْتُ فيهِ إلى أَنْ صَارَ هيكَلُهُ
بيتي ومفتاحُهُ للأُنْسِ مفتاحِي
منادِماً مِنْ قلالِيهِ رَهَابنَة ً
راحتْ خلائقُهُمْ أصفى منَ الراحِ(93/457)
قَدْ عَدُّوا ثِقْلَ أَبْدَانٍ بمعرفة ٍ
منهُمْ لخفَّة ِ أبدانٍ وأرواحِ
وَوَشّحوا غُرَرَ الآدابِ فلسفة ً
وحكمة ً بعلومٍ ذاتِ أوضاحِ
في طبْ بقراطَ لحنَ الموصليِّ وفي
نحوِ المبرّدِ اَشعارَ الطّرِمّاحِ
ومنشدٍ حينَ يُبْدِيها البزالُ لنا
كَلَمْعِ برقٍ سَرَى أمْ ضوءِ مصباحِ
أخلقتُ في العمرِ عمري حينَ راحَ إلى
غيرِ البطالة ِ قلبي غيرَ مرتاحِ
مانُورُ أَحداقِنَا إِلاَّ حدائِقُهُ
لاَمَ اللَّوائِم فيها أو لَحَى لاحِ
بُسْطْ البَنُفْسَجِ والمَنثْورِ بُسِّطَ في
صحونِ آسٍ وخيريّاتِ تفَّاحِ
بدائِعُ لالديرِ القُلْثِ هُنَّ وَلا
لديرِ حنَّة َ مِنْ ذَاتِ الأكيراحِ
فكَم حنَنتُ إلى حاناتِه وَغَدَا
وحيَّرَتْ مُلَحِي في السّكْرِ ملاَّحِي
يا ديرَ مرّانَ لا تُعْدَمْ ضحى ً ودُجًى
سجَالَ كلّ مُلِثِّ الوَدْقِ سحّاحِ
إِنْ يُفْنِ كاسُكَ اَكياسِي فإنَّ بها
يفلُّ جيشَ همومي جيشُ أفراحِ
وإن أُقِمْ سوقَ إطرابي فلا عجبٌ
هذا بذاكَ إذا مَا قامَ نوّاحِي
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> كشاجم >> بالحرصِ في الرّزْقِ يُذَلُّ الفتى
بالحرصِ في الرّزْقِ يُذَلُّ الفتى
رقم القصيدة : 9222
-----------------------------------
بالحرصِ في الرّزْقِ يُذَلُّ الفتى
والصّبْرُ فيهِ الشّرفُ الشامِخُ
ومستزيدٍ في طِلاَبِ الغنى
يجمَع لحماً ما لهُ طابخُ
يُضيعُ ما نَالَ بِمَا يَرْتَجِي
والنّاَرُ قَدْ يطفِئُهَا النَّافخُ
العصر العباسي >> كشاجم >> ودَّعْتُها ولهيبُ الشوقِ في جَسَدِي
ودَّعْتُها ولهيبُ الشوقِ في جَسَدِي
رقم القصيدة : 9223
-----------------------------------
ودَّعْتُها ولهيبُ الشوقِ في جَسَدِي
وَالبينُ يُبْعِدُ بينَ الروحِ والكبدِ
وداعَ حِبّينِ لم يمكِنْ وداعُهُمَا
إِلاَّ بلحظة ِ عينٍ أَو بَنَانِ يدِ
وحاذَرَتْ أَعْينَ الواشينَ فانصرفَتْ
تعضّ من غَيْظِهَا العنّابَ بالبَرَدِ
فكأَنَّ أَوَّلُ عَهْدِ العينْ يومَ نَاَتْ(93/458)
بالدمعِ آخرَ عهدِ القلبِ بالجَلَدِ
العصر العباسي >> كشاجم >> يا أَيُّها الصَّلِفُ المدلُّ بِحُسْنِهِِ
يا أَيُّها الصَّلِفُ المدلُّ بِحُسْنِهِِ
رقم القصيدة : 9224
-----------------------------------
يا أَيُّها الصَّلِفُ المدلُّ بِحُسْنِهِِ
جُدْ للمُحِبّ فَاَنْتَ أَهلُ الجودِ
بقبولِ مضرابٍ حكاكٍ بلطفِهِ
حَسَنِْ التَّعطّفِ مُخْطفٍ مقدودِ
متشَبّهٌ لكَ حينَ تخطو لاهياً
وتميسُ بينَ منافسٍ وعقودِ
لا يمشينَّ بي الحسودُ بردّهِ
يفديكَ كلّ منافرٍ وحسودِ
إنْ أهدِهِ لكَ يا منايَ فإنَّما
أهديتهُ مُتَقَرّباً للعُودِ
العصر العباسي >> كشاجم >> سَاجِلْ بفصلِكَ من أَردْتَ وباهِرِ
سَاجِلْ بفصلِكَ من أَردْتَ وباهِرِ
رقم القصيدة : 9225
-----------------------------------
سَاجِلْ بفصلِكَ من أَردْتَ وباهِرِ
فكفى بهِ كمداً لقلبِ الحاسِدِ
لو أَنَّ ظبياً منهُ غلّتهُ ارتوى
ما مثلُ جوهرة ِ المعينِ الباردِ
متأنّقٌ فيهِ الفرندُ كأَنَّهُ
وجهي غداة قَرَى لِضَيْفٍ قاصِدِ
بَهَرَ العُيونَ إضائه في زرقة ٍ
فكأَنَّنِي متختّمٌ بعُطَارِدِ
شخصَ الأنامُ إلى كمالِكَ فاست
ـعذ مِنْ شرّ أعْيُنِهم بعيبٍ واحدِ
العصر العباسي >> كشاجم >> قد جَادَ طيفُكَ لي بِوَعْدِكْ
قد جَادَ طيفُكَ لي بِوَعْدِكْ
رقم القصيدة : 9226
-----------------------------------
قد جَادَ طيفُكَ لي بِوَعْدِكْ
وأدالني مِنْ طولِ صدّكْ
ودَنَا إليَّ معانقاً
ومصافحاً خدّي بخدّكْ
فظفرتُ منهُ بما هويتُ
بحمدِ طَيْفِكَ لا بحمدِكْ
وهتكْتُ سِتْرَ ضياءِ جِسمِكَ
في فنونِ سجافِ بُرْدِكْ
وحللتُ عَقْدَ إزاره
حلّ الخيانة ِ عَقْدَ ودّكْ
يا ظالِمي مُتَجنّياً
ماذا أَردْتَ بِظُلْمِ عبدِكْ
لم تَحِملِ الظّلْمَ الثَّقِيلَ
وأنتَ تشكُو حَمْلَ عقدِكْ
ما لي أخصّكَ بالدنوّ
وأنتَ تَجْزِيني بوعدِكْ
أمّا القَضِيبُ فإنَّهُ
متعلّمٌ من فِعْلَ قَدّكْ
وأرى لِطَرفِكَ عَسكَراً(93/459)
هاروتُ فيهِ أَميرُ جندِكْ
أَفَلا يَتيهُ بكَ الجمالُ
وأنتَ فيهِ نَسِيجُ وحدِكْ
العصر العباسي >> كشاجم >> وا حرباً مِنْكَ وَمِنْ
وا حرباً مِنْكَ وَمِنْ
رقم القصيدة : 9227
-----------------------------------
وا حرباً مِنْكَ وَمِنْ
مَطْلِكَ لي بموعِدِكْ
قُلتَ غداً أُنجزُهُ
والموتُ من دونِ غَدِكْ
مَاذَا يُلاَقي كَبِدِي
من غِلَظٍ في كَبدِكْ
يا ليتَ شِعْرِي مَا الّذي
ألقيتَ لي في خَلَدِكْ
تُرِيدُ أَنْ تَقتُلَنِي
بالهجرِ هذا في يَدِكْ
العصر العباسي >> كشاجم >> أَشْتَهي في الغناء بُحّة َ حَلْقٍ
أَشْتَهي في الغناء بُحّة َ حَلْقٍ
رقم القصيدة : 9228
-----------------------------------
أَشْتَهي في الغناء بُحّة َ حَلْقٍ
ناعم الصَّوتِ مُتْعَبٍ مكدودِ
كأَنينِ المُحِبِّ أضعَفَهُ الشّوقُ
فَضَاهَى بهِ أَنينَ العُودِ
لا أحِبُّ الأوتارَ تعلو كما لا
أَشتَهي الضرَّبَ لازماً للعمودِ
وأحبُّ المجنَّباتِ لِحُبِّي
للمبادي موصولة ٍ بالنشيدِ
كهبوبِ الصَّبا تَوَسَّطَ حَالاً
بينَ حَالينِ شدّة ٍ ورُكودِ
العصر العباسي >> كشاجم >> الحمدُ لله حتَّى مُقْلَتي بَخُلَتْ
الحمدُ لله حتَّى مُقْلَتي بَخُلَتْ
رقم القصيدة : 9229
-----------------------------------
الحمدُ لله حتَّى مُقْلَتي بَخُلَتْ
عليَّ بالدمعِ أَنْ أَشْفِي بهِ كَبِدِي
تُجْنِي البلاءَ على قلبي وتُسلِمُني
ياليتَهَا أخذَت ممّا جَنَتْ بِيَدِي
لو أَنَّها قصَّرَتْ مّما تُِحُّ بهِ
لَمْ تُمْسِ مكحولة َ الأجفانِ بالرَّمَدِ
العصر العباسي >> كشاجم >> عَجِبَتْ من قَنَاعَتي وقُعُودي
عَجِبَتْ من قَنَاعَتي وقُعُودي
رقم القصيدة : 9230
-----------------------------------
عَجِبَتْ من قَنَاعَتي وقُعُودي
غلبَ الجدُّ غالياتِ الخُدُودِ
إِنْ تكُوني أنكَرْتِ منِّي نُحوسِي
فَلَقَد طَالَما حَمَدْتِ سُعُودي
ما وَفى لي بوعدِهِ الدَّهْرُ إِلاَّ
لِيَفِي بعدَ وعدِهِ بالوعِيدِ(93/460)
إنْ ذَوَى غُصْنُ نِعْمتي فَرُوَيدا
فَعَسَى أَنْ تنوبَ نضرة ُ عودِي
ما تَنَاهَبَتْنِي السّنُونُ ولا قَا
رَبَتُ خَطْوِي ولا انحَنَى بي عُودِي
بَعُدَتْ هِمَّتِي وما أَنا مِمَّنْ
أَبعدَتْ فيهِ هِمَّتِي بِبَعِيدِ
وأبى لي القنوطُ أَنَّ عَدُوِّي
في رداءٍ من الشَّبابِ جَدِيدِ
حُبِّيَ الحَمْدَ كانَ أكبرَ أسْبَا
بِ ذَهَابي بطارِفي وتَلِيدِي
واعْتِيَاضِي من الغِنَا بالغَوَاني
واعتقادِي هَوَى ابنهِ العنقودِ
أُقسِمُ الدَّهرَ بينَ وَصْلِ حبيبٍ
تحتَ ظلِّ الصّبَا وَوَصْلِ وَدُودِ
وغُدُوِّي على غَطَارفَ شوسٍ
ورَوَاحِي إلى كواعبَ غيدِ
بينما أَسْتكهلُ في صدرِ ديوا
نٍ تصابَيْتُ بينَ نايٍ وَعُودِ
مُعْتِبا أَرْسُغي أَكُفَّ ظِبَاءٍ
مُوطِياً أخمَصِي رقَابَ الأُسودِ
لايزالُ العَزيزُ ينقادُ من فَضْل
عُبَابي قَوْدِي لتلكَ الجنودِ
وغرامي بلذّة ِ الجودِ ما إنْ
زالَ يوماً حتَّى على موجُودِي
قَدْ لَعَمْري رأيتُ وَجْهَ رَشَادٍ
لاَحَ لي إذْ رأيتُ وَجْهَ الرّشيدِ
صَفْوَة ُ الأَكرمين من آلِ عبّا
سٍ وَحَبْلُ المكارمِ الممدودِ
وخطيبُ المهذّبينَ بني العبّا
سِ في كلِّ مَحْفَلٍ مشهودِ
يردُ المشهَدَ الوفودُ ويأتي
وحدَه مِنْ بيانِهِ في وفودِ
وعقيدُ النّدَى تُنالُ بهِ الآمـ
ـالُ إذْ ليس للنّدَى من عقيدِ
وترى نحوهُ المسامِعَ تُصْغِي
لحديثٍ يٌفيضُهُ أَو نَشِيدِ
فتهابُ العيونُ أنْ تتملاّهُ
وفيهِ لها مرادُ مُرِيدِ
وكأن الرؤوسَ من فوقها الـ
ـطّيرُ سكوناً لآخرٍ مِنْ مجيدِ
مِلءُ صَدْر وَمِلءُ سَرْجِ وعينٍ
وفؤادٍ ورغمَ أنفٍ حسودِ
بَحْرُ علمٍ عداة َ حجَّة ِ خَصْمٍ
طُودُ حِلمٍ هلالُ ليلة ِ عيدِ
لو يُبَاري سحبانَ في مُحْكَمِ الـ
ـقَوْلِ لأمْسَى سحبانُ غيرَ سديدِ
أو يناجي عَبدَ الحميدِ لما
أَعجَبَ مروانَ لفظُ عبدِ الحميدِ
يا بنَ مَوْلَى أبي نصرٍ السّنـ
ـديّ رُكْنِ الخِلاَفة ِ الموطُودِ
جامعِ السّيفِ للخليفة ِ والأ(93/461)
قْلاَمِ أعْظِمْ بسيّدٍ وَمَسُودِ
شهدَتْ غرّة ُ الرّشيدِ على
وجهِكَ بالمولى الزّكيِّ السّعيدِ
شَبَهٌ مِنْه فيكَ كانَ كإرْثٍ
لسليمانَ حِيزَ عَنْ داودِ
كَرَّ أَلفَاظَهُ لَنَفْعِ وَضُرٍّ
وإشاراتِهِ لِبَأْسٍ وَجُودِ
ولساناً يستنزلُ العُصْم لِيناً
فإذا اشتدَّ قالَ للأَرضِ مِيدِي
قمتَ فنا مُقامَ جَدّكَ عبدِ
اللّه أكْرِمْ بجدِّهِ في الجُدودِ
إنْ سأَلْنَاكَ عن حُدُودِ كتابِ اللّهِ
أَوْضَحْتَ مشكلاتِ الحدودِ
أَو سَمِعْنَا منكَ الحديثَ فإسْنَا
دُكَ لابالوَاهِي ولا المردُودِ
أَو طَلَبْنَا بكَ الرّياسَة َ والجا
هَ عُضِدْنَا بالعزّ والتّأْييدِ
قَدْ تَنَاوَلْتَ دُوْنَهُمْ خصْلَة َ السّبْـ
ـقِ وجاؤوا كأَنَّهُمْ في قيودِ
ما ترى عُطْلتي وكرّة ُ قومٍ
شُغِلوا بالخراجِ أَو بالبَرِيدِ
وَلَو أنَّ الزّمانَ حيّزَ عَنّا
وتمادَى بنا المدى في صعيدِ
وَدَواتِي تشكو الفَرَاغَ وأقلا
مِي ظماءٌ حوائمٌ للوُرُودِ
وَلَوَ أَني أعملت جرت لشبهٍ
كشتيتِ الرياضِ أو كالبُرودِ
مِنْ سُطُورِ أعدَّهَا جَدّيَ السّنـ
ـديَ مِنْ حُسْنِ نَقْشِهِ في النّقُودِ
كلُّ نونٍ كعطفة الصّدْعِ يَهْوى
ألفاً مثلَ قامة ِ المقدُودِ
ومعانٍ مِثْلِ الأهِلَّة ِ بيضٍ
في مدادٍ مِثْلِ اللّيالي السّودِ
كُنْ شَفِيعي فأَنْتُمُ شُفَعَائي
في الحياة ِ دوماً ودارِ الخلودِ
سُدْتَ حتَّى لو ابتَغَيْتَ مَزِيداً
فوقَ ما سُدْتَ لم تجدْ من مَزِيدِ
العصر العباسي >> كشاجم >> لقد ساءَ العِدَى وشجى الحسودا
لقد ساءَ العِدَى وشجى الحسودا
رقم القصيدة : 9231
-----------------------------------
لقد ساءَ العِدَى وشجى الحسودا
وأبْهَجَنَا تَقَلُّدُكَ البَريدا
هو العمل الذي أصْبَحْتَ فيهِ
على العمّال كلّهمُ شَهِيدا
فمنهُمْ مَنْ تُغَادِرُه ذميماً
ومنهُمْ من تغادِرُه حَمِيدا
وضائحُ لَمْ تَزَلْ بجميلِ رأيٍ
لهنَّ جليلُ قدرٍ مستفيداً
إذا ما الشَّامِخاتُ بها استحثَّتْ(93/462)
طَوَتْ بالشَّرَقِ والغَربِ البَعيدَا
ترى الآذانَ مُصْغِية ً إليها
إذا حَرّكْنَ بالحَلَقِ الحَدِيدا
العصر العباسي >> كشاجم >> يا حبّذَا الصرّة ُ أَهدى لنا
يا حبّذَا الصرّة ُ أَهدى لنا
رقم القصيدة : 9232
-----------------------------------
يا حبّذَا الصرّة ُ أَهدى لنا
جودُكَ فيها أَحسَنَ النّقْدِ
جاءَتْ على حَاجٍ إليها كما
جَاءَكَ معشوقٌ على عَمْدِ
مجلوَّة ٌ صفر الخير بها
تعَدُّ من سكَّة ِ السّنْدِ
أخلصَ لي رأيُكَ فيها كما
أخلصَ في تصفِيتي جَدِّي
لكنَّها أمْسَتْ ولا والّذي
يَخْلفُها ما أصبحتْ عندِي
العصر العباسي >> كشاجم >> بنفسي لا بمنفوس التّلادِ
بنفسي لا بمنفوس التّلادِ
رقم القصيدة : 9233
-----------------------------------
بنفسي لا بمنفوس التّلادِ
أقيكَ نوائبُ الدهرِ العوادِي
شَهَابُ ملمّة ٍ وربيع محلٍ
وليثُ كتيبة ٍ وهلالُ نادي
وميمونُ النَّقيبة حيثُ حلَّتْ
ركائِبُه وأمَّتْ مِنْ بِلادِ
أَكالَ عِيَادة َ المعروفِ حتَّى
نَفَى ما قيلَ في الشيْءِ المُعادِ
لهُ قَلَمٌ حَيَاة ٌ حِينَ يَرْضَى
وإِنْ يَسْخُطْ فَحَيَّة ُ بَطْنِ وادِي
ويتَّصلُ المدامُ بهِ فيجري
دَم الأَعداءِ في ذاكَ المدادِ
سَمَوْتَ أَبا الحسينِ إلى المعالي
فَبِتَّ لَكَ السَيادَة ُ في السَّوادِ
وَشَاءَ اللهُ في القسطَاطِ حرّاً
فخضّكَ منهً بالنّدبِ الجوادِ
أتجبُ أَنْ تَغَارَ عليكَ أَرضٌ
أُعِيضَتْ من دُنُوِّكَ بالبِعادِ
ولَيسَ بمُنْكَرٍ للشّامِ وَجْدُ
وَهَلْ تَسلوا الرياضُ عن العهادِ
وحقّ القصدِ أنْ يلقى الهدايا
مُوفّرَة ً إلى يومِ القصَادِ
ولمّا كانَ حَقُّ الشّعر أقضَى
لما أَسْلَفْتِنيهِ مِنَ الأَيادِي
وأَحسنَ من ظباءِ الرّومِ نهداً
مقرَّطة ً على الجُرْدِ الجِيَادِ
خَصَصْتُكَ بالذي يُهدى فتبقَى
محاسِنُهُ إلى يومِ التَّنَادِ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.(93/463)
العصر العباسي >> كشاجم >> وإذا يَمَّمَتْ بنانُكَ خَطّاً
وإذا يَمَّمَتْ بنانُكَ خَطّاً
رقم القصيدة : 9234
-----------------------------------
وإذا يَمَّمَتْ بنانُكَ خَطّاً
مُعْرِباً عن بلاغة ٍ وسدادِ
عجبَ النّاسُ من بياضِ معانٍ
تُجْتَنَى من سوادِ ذاكَ المدادِ
العصر العباسي >> كشاجم >> وباقِلاءٍ حَسَنِ المجرّدِ
وباقِلاءٍ حَسَنِ المجرّدِ
رقم القصيدة : 9235
-----------------------------------
وباقِلاءٍ حَسَنِ المجرّدِ
يُباعُ مسعودَ الأعزّ الأسعدِ
مسكِ الثرى شَهْدِ الجنا مُخضّدِ
ذي رونق يُكْحِلُ عين الأرمدِ
ورقّة ٍ تشكي أوامَ الكَبدِ
وموقعٍ بَرَّدَ من حَرِّ الصّدي
ريانَ من ماءِ السحابِ الأجوَدِ
إمَّا السّماكيِّ وإمَّا الأسَدِي
كالعقدِ إلاَّ أنَّه لم يُعْقَدِ
أو كالفُصُوصِ من أَكُفِّ الخُرَّدِ
أَو كَبَناتِ اللؤلؤ المنضَّدِ
في طَيِّ أَصْدَافٍ من الزبرجَدِ
مفروشة ٍ بالكرسفِ المزنّدِ
حبّاتِ دُرٍّ قُمّعَتْ بِإثْمدِ
مشبّطَاتٍ كالهلالِ المبتدِي
يفتَرُّ عن فيروزَجٍ رَطْبٍ نَدِي
على قوامٍ كقوامٍ أغيدِ
جَنِيِّ يومٍ لَمْ يؤخّرْ لِغَدِ
ولم يُنقّلْ مِن يدٍ إلى يدِ
أَحلى من الإغفاءِ بعدَ السُّهدِ
أَو مِنْ وَفاءِ خلة ٍ بموعِدِ
ومِنْ أَمانٍ في فؤادٍ مُرْعَدِ
بَاكَرْتُهُ والطَّيرُ لم تُغَرّدِ
والصّبْحُ لَمْ يَبْدُ لنا فنهتَدِي
ونَصْلهُ في الغمدِ لَمْ يُجَرّدِ
في فتية ٍ من وَلَدِ المؤبّدِ
وعصبة ٍ طابتْ بطيبِ المولِدِ
من كلِّ غطريفٍ خِضَمٍّ أَصْيَدِ
موشّحٍ لكلِّ أَمْرٍ قعدّدِ
مؤزّرٍ لكلِّ أَمرٍ مرتدِي
حتَّى وَرَدْنَاهُ أَنيقَ الموردِ
بطيبِ ريّاهُ إليهِ نَهْتَدِي
لَشَدَّ ما أَغْنَى عَنْ التردُّدِ
مّما طَهَتْه لَكَ أيدي الأَعْبُدِ
ثمّ دَعَوْنَا بغزالِ اَغيَدِ
فجاءَ مِنْ صهباءَ لم تصرّدِ
بقهوة ٍ كَخَدّهِ المورَّدِ
ثُمَّ استحثَّتْ بغناءِ مَعْبَدِ
أَمْتِعْ بها مِنْ غدوة ٍ لمفتَدِ(93/464)
حَمَدْتُ عُقبى العيشِ فيها والنّدِي
في طلِّ عيشٍ رَغِدٍ مؤيّدِ
يُرْغِمَ آنافَ العِدا والحُسَّدِ
أرسل القصيدة إلى صديق
العصر العباسي >> كشاجم >> إخسَأْ لَحَاكَ اللهُ كَلبَ دناءَة ٍ
إخسَأْ لَحَاكَ اللهُ كَلبَ دناءَة ٍ
رقم القصيدة : 9236
-----------------------------------
إخسَأْ لَحَاكَ اللهُ كَلبَ دناءَة ٍ
كلباً يروحُ إلى النّباح ويغتدي
يُهْدِي المدائحَ للّئآمِ وإنْ هجا
فهِجَاؤُه أَبداً لأَهلِ السّودَدِ
مثلَ المسبّحِ في المخارجِ خارياً
وتراهُ يضرطُ في عِراصِ المسجدِ
لَوْ لَمْ أعُفَّ أَجبتُهُ فقتلتهُ
لكنْ لساني لَمْ يُجِبْهُ ولا يَدي
العصر العباسي >> كشاجم >> ملكَتْنِي وصيفة ٌ لأُنَاسِ
ملكَتْنِي وصيفة ٌ لأُنَاسِ
رقم القصيدة : 9237
-----------------------------------
ملكَتْنِي وصيفة ٌ لأُنَاسِ
تَرَكَتْنِي لِحُبَّهَا مُنقْاَدَا
حَضَرَتْ مأتماً ولو نادَتِ الميـ
ـتَ فيهِ بأنْ يعودَ لَعَادَا
منَعُوها لبسَ الحدادِ ولِكنْ
نَشَرَتْ شَعْرَهَا فكانَ حِدَادَا
العصر العباسي >> كشاجم >> الحمدُ للهِ قَدْ وَجَدْتُ أَخاً
الحمدُ للهِ قَدْ وَجَدْتُ أَخاً
رقم القصيدة : 9238
-----------------------------------
الحمدُ للهِ قَدْ وَجَدْتُ أَخاً
لَسْتُ مَدَى الدهرِ مثلَهُ وَاجِدْ
أَسكنُ في صحّتي إليهِ وإنْ
مَرِضْتُ كانَ الطَبيبَ والعائِدْ
طبّاً لَعِباً منجّماً جدِلاً
يُجْمَعُ فيهِ الكثيرُ في الواحِدْ
ينظُرُ في الجدِّ والخُطُوطِ ولاَ
ينتقِدُ النّطقَ مثلَهُ نَاقِدْ
أَحْنَى على كلّ مَنْ يعالجُهُ
من الشّقيقِ الشَفيقِ والوالِدْ
يعلَمُ من قَبْلِ أَنْ يخاطِبَهُ
ما هو من كلّ عِلَّة ٍ واجِدْ
كأَنَّما تحتَ ما يجسُّ لَهُ
قلبٌ دليلٌ وناظرٌ رائِدْ
كأَنَّماطرفُهُ بمضغَتِهِ
متَّصِلٌ في طريقه الحَاسِدْ
كأَنَّهُ من نصيحة ٍ وتُقى ً
لنفسِه دونَ غيرهِ قَاصِدْ
يُبْقِي علينا دَمَ الحياة ِ وَلاَ(93/465)
يُخْرِجُ إِلاّ المحيلَ والفاسِدْ
يُخْرِجُ مقدارَ ما يريدُ على الـ
ـمزاجِ لا نَاقِصاً ولا زَائِدْ
إنْ جَمُدَ الطبعُ حلَّ منهُ فإنْ
ذابَ انحلالاً أَعادَه جَامِدْ
مباركُ الشّخصِ حينَ تبصرُهُ
تُوقِنُ بالبُرْءِ أَنَّه وارِدْ
مُتّسعُ الكَلِمِ غيرُ ضائِرِه
يسعَدُ في لطفِ كفّه الساعِدْ
يحبّه عندي الصّديُ ولا
يحبّهُ وارثٌ وَلاَ حَاسِدْ
بقراطُ طِبّاً وفي التجنُّبِ للـ
ـذّاتِ سقراطُ ذلكَ الزّاهِدْ
فاسلَمْ على الدهْرِ يا أَبا حَسَنٍ
يفديكَ من لَمْ تَكُنْ لهُ حَامِدْ
فيكَ حياة ٌ وأُنسَة ٌ رَخُصَتْ
بالنفسِ دونَ الطريفِ والتالِدْ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> كشاجم >> وَيْلاهُ من قلبي ومن كبدِي
وَيْلاهُ من قلبي ومن كبدِي
رقم القصيدة : 9239
-----------------------------------
وَيْلاهُ من قلبي ومن كبدِي
فَنِيَا ولاَأشكو إلى أحدِ
ومريضة ِ الأََلحاظِ قَاتِلَتِي
نفاثة ٍ بالسحر في العٌقَدِ
معتادة ٍ للهجرِ لو غلطَتْ
بالوَصْلِ في الأَحياءِ لم تَعُدِ
ضَنَّتْ بموعِدِهَا فقلتُ لهَا
يا هذهِ فَعُدِي لِمَا تَعِدِي
العصر العباسي >> كشاجم >> نَفَد الدّجَى وأَتى الصَّباحُ حميدا
نَفَد الدّجَى وأَتى الصَّباحُ حميدا
رقم القصيدة : 9240
-----------------------------------
نَفَد الدّجَى وأَتى الصَّباحُ حميدا
وتجاوبتْ أَطيارُه تَغْرِيدَا
وجَفَتْكَ لائمة ٌ وزاركَ مسعدٌ
وغَدَتْ عليك الشمسُ تحملُ عودَا
فكأنَّما ينهلُّ من سيفِ الندى
أيدٍ نَثَرْنَ من الجُمَانِ عُقُودَا
وكأنَّ مجلِسَنَا المفوّفَ فَرْشُهُ
نَوْرُ الرّياضِ لبسنَ منهُ بُرودَا
وكأَنَّما الجاماتُ في جَنَباتِهِ
ماءٌ أَعادَتْهُ الشّمالُ جَلِيدَا
يكسو خدودَ الشَّرْبِ من نفحاتِهِ
قبلَ الكؤوسِ وَحَثِّهَا تَوْرِيدَا
نارٌ مُضَرَّمة ٌ وَنارُ مدامة ٍ
فكأنَّما يتباريَانِ وُقُودَا
والقرُّ عن حُجُرَاتِنَا متنكّبٌ
مُنِعَ التّردُّدُ فانثنى مَردُودَا(93/466)
وكأَنَّ نرجسَنَا الجنيَّ ووردَنَا
سَلَبَ الجواري أعيُناً وخُدودَا
فهَب السعادة َ لي بقرِبكَ إنَّني
قَمِنٌ بقربكَ أَنْ أَكونَ سَعيدا
واحضَرْ فإنَّ العيشَ ليسَ بِطَيّبٍ
لأَخي الصَفا ما كنتَ عنهُ بَعيدَا
العصر العباسي >> كشاجم >> للنّهرِ نَهْرِ فويقٍ
للنّهرِ نَهْرِ فويقٍ
رقم القصيدة : 9241
-----------------------------------
للنّهرِ نَهْرِ فويقٍ
عندي يَدٌ ليسَ تُجْحَدْ
عَشِيَّة َ اصطدْتُ فيهِ
رشاً من المُردِ أغْيَدْ
فَراحَ يَسعَى بكأسٍ
مُدَامُهَا لا يُصَرَّدْ
محفوفة ٍ بحبابٍ
مؤلّفٍ يتصَعَّدْ
كأَنَّهُ نَظْمُ دُرِّ
مِنْ ثَغْرِهِ يَتَوَلَّدْ
والأرضُ تُكْسَى بزهرِ الرّ
ياضِ وَشْياً مُعَمَّدْ
كأنَّ خُرَّدَ عِيناً
بها يُضاحِكنَ خُرَّدْ
وأبيضُ اللّونِ ضَاحٍ
وَحَالِكُ اللونِ أسودْ
وحمرة ٌ في شقيقٍ
وخضرة ٌ في زبرْجدْ
وأقحوانٌ كعقدٍ
مِنْ لؤلؤٍ قد تَبَدَّدْ
والنرجسُ الغضّ يرنو
إلى البَهارِ المنضَّدْ
كما أشارَ حبيبٌ
إلى حَبيبٍ بموعِدْ
والنهرُ بينَ اعتدالٍ
مِنْ سيرِهِ وتَأوُّدْ
كفعُوَانٍ تلوّى
ثمّ استَوَى وتمدَّدْ
كاَنَّ فيهِ سيوفاً
مهنّداتٍ تُجَرَّدْ
فتَارة ً هي تُنْضَى
وتارة ً هي تُغمَدْ
كأنَّ لينوفرَ النّهـ
ـر فيهِ سراجٌ توقّدْ
طوراً نُضِيء وطوراً
بشدّة ِ الريحِ تخمَدْ
كأَنَّ اَوراقَهُ الخضـ
ـرَ بين مثنَى وموحَدْ
أثارُ أخفافِ إبلٍ
في تربة ٍ من زَبَرجَدْ
إذا الصَّبا روَّحَتْه
أَراكَ شَعْراً مُجَعّدْ
وإنْ تأَنَّقَ للشّمْـ
ـسِ فيهِ ضوءٌ مورّدْ
حسبتَ أَنَّ لُجَيْناً
يُدَافُ فيهِ بعَسْجَدْ
ومطربُ اللّفظِ يُبدِي
صبابَة َ المتَجَلّدْ
كأَنَّ روحَ عُريضٍ
في جسمِهِ يتردَّدْ
كأَنَّما ابنُ سُرَيحٍ
فيهِ يُجَاوِبُ مَعْبَدْ
إذا اقترحتُ عليهِ
وذاتُ خَدٍّ مُوَرّدْ
أجابني ببَنانٍ
فضّيّية ِ المتجرّدْ
جعلتُ كفّيَ طوقاً
لهُ وحجريَ مَقْعَدْ
فَظِلْتُ أَلْهُو وشخصُ الرّ
قيبِ عنديَ مُبْعَدْ(93/467)
حتى إذا اللّيلُ ألهى
عنِ النّهارِ وألبَدْ
وعانقَ اليثُ ظبيَ الكِـ
ـناسِ في خيسِ مِجْسَدْ
صَدَرتُ عن نَهَلاتِ الشَّـ
ـبَابِ من خيرِ موعِدْ
وخِلْتُ عَيشي من عِيشَـ
ـة ِ الخليفة ِ أرغَدْ
وما اللّذاذاتُ إلاّ
لِمَنْ صبا وتمرَّدْ
العصر العباسي >> كشاجم >> منعّمَة ٌ يُقَرّبُها هَوَاهَا
منعّمَة ٌ يُقَرّبُها هَوَاهَا
رقم القصيدة : 9242
-----------------------------------
منعّمَة ٌ يُقَرّبُها هَوَاهَا
إذا نَزَحَتْ لمنزلها البلادُ
يُعادُ حديثُها فيزيدُ حسناً
وقدْ يُسْتَقْبَحُ الشيءُ المُعَادُ
العصر العباسي >> كشاجم >> ويومٍ تشهَدُ الأيَّامُ طِيباً
ويومٍ تشهَدُ الأيَّامُ طِيباً
رقم القصيدة : 9243
-----------------------------------
ويومٍ تشهَدُ الأيَّامُ طِيباً
وحُسْناً أَنَّه فِيهنَّ فَرْدُ
ونارٍ يقدَحُ النيرانَ منها
معاقِرُها إذا لَمْ يُوْرَ زَنْدُ
ويعلوها إذا مُزِجَتْ حُبَابٌ
كما نُصِبَتْ خَلاَلَ الشُّرْبِ نَرْدُ
بِكَفِّ رَشاً لَهُ شِبهانِ منها
شفاؤُك فيهما ريقٌ وَخَدُّ
ومُسمِعَة ٍ إذا غنّتْكَ صوتاً
فما لك من فراقِ الحلْمِ بُدُّ
كأَنَّ يَسَارَهَا في العودِ بَرْقٌ
ويُمْنَاها إذا ضربَتْهُ رَعْدُ
تُريكَ الشّمسَ قَرَّطَتِ الثّريَّا
وَنيَطَ بها من الجوزاء عَقْدُ
وكنتُ إذا الهمومُ تعاوَرَتْني
ترُوحُ إليَّ طارقة ً وتغدُو
وَجَدْتُ شفَاءَ هَمِّي في سَمَاعٍ
وَشُرْبِ مدامة ٍ مَعْ مَنْ أَوَدُّ
العصر العباسي >> كشاجم >> وَطَيّبٍ أهدى لَنَا طيِّبا
وَطَيّبٍ أهدى لَنَا طيِّبا
رقم القصيدة : 9244
-----------------------------------
وَطَيّبٍ أهدى لَنَا طيِّبا
فدلَّنا المُهدَى على المُهدِي
ياجَانيَ البطّيحِ من غَرْسِهِ
جَنَيْتَ منهُ ثَمَرَ الخُلْدِ
لم يأتِنَا حتَّى أَتَتْنَا لهُ
روائحُ أَغْنَتْ عَنِ النَّدِّ
كأنَّما نكشِفُ عنها المُدَى
عن زعفرانٍ زِيفَ بالشّهْدِ
بِظَاهِرٍ أَخْشَنَ من قنفذٍ(93/468)
وباطنٍ أَلْيَنَ مِنْ زُبْدِ
كأَنَّما في جوفِهِ قهوة ٌ
ينقعُ فيها عنبرٌ هندِي
العصر العباسي >> كشاجم >> عالية ُ الأجزاءِ قَدْ بُرِّئَتْ
عالية ُ الأجزاءِ قَدْ بُرِّئَتْ
رقم القصيدة : 9245
-----------------------------------
عالية ُ الأجزاءِ قَدْ بُرِّئَتْ
مِنْ خَطَإِ النّاقِصِ والزَّائِدِ
فالصّوتُ والضّربُ وحبّاتُها
خارجة ٌ مِنْ قرنٍ واحِدِ
مثلَ خطوطٍ جِئْنَ من نقطَة ٍ
إلى محيطِ الدائِرِ القاصِدِ
العصر العباسي >> كشاجم >> مُسْتَهترٌ بالرّمي واهٍ عَضدُهْ
مُسْتَهترٌ بالرّمي واهٍ عَضدُهْ
رقم القصيدة : 9246
-----------------------------------
مُسْتَهترٌ بالرّمي واهٍ عَضدُهْ
يطيعُهْ القلبُ وَتَعْصِيهِ يَدُهْ
أحصنُ شيءٍ حينَ يرمي طَرَدَهْ
كأنَّه فؤادُهُ أو كَبِدُهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> راحٌ وتفاحة ٌ من كَفِّ جارية ٍ
راحٌ وتفاحة ٌ من كَفِّ جارية ٍ
رقم القصيدة : 9247
-----------------------------------
راحٌ وتفاحة ٌ من كَفِّ جارية ٍ
بيضاء بالحسن والإحسانِ منفرده
كأنَّما هذهِ هاتيكَ ذَائِبَة ٌ
وهذهِ هذهِ في الكفّ منعَقِدَة ْ
العصر العباسي >> كشاجم >> دَجَاجَة ٌ في سِمَنْ السّمَنْدِ
دَجَاجَة ٌ في سِمَنْ السّمَنْدِ
رقم القصيدة : 9248
-----------------------------------
دَجَاجَة ٌ في سِمَنْ السّمَنْدِ
بنَيْلِهِ وفخرِهَا بالهِنْدِ
عظيمة ٌ الزورِ كصَدْرٍ نَهْدِ
أجريتَ منها في مجالِ العَقْدِ
مرهفة ٌ ذاتُ شباً وَحَدِّ
لِغيرِ ما دخلٍ وغيرِ حِقْدِ
بلْ رغبة ً فيها شبيهَ الزُّهْدِ
ولم تزلْ بالماءِ كفُّ العبدِ
تَفرِقُ بينَ ريشِهَا والجِلْدِ
وفُصِّلَتْ أعضاوُّها من بَعْدِ
حتّى إذا أنْضَجَهَا بالوَقْدِ
صبَّ عليها اللوزَ مثلَ الزّبْدِ
وغُليتْ بَعْدُ بماءٍ وَرْدِ
ثمّ أتى لَنَا بها المهدّي
العصر العباسي >> كشاجم >> أخٌ لي كُنتُ أُغبَطُ باعتقادِه
أخٌ لي كُنتُ أُغبَطُ باعتقادِه
رقم القصيدة : 9249(93/469)
-----------------------------------
أخٌ لي كُنتُ أُغبَطُ باعتقادِه
ولا أخشى التنكُّرَ من ودادِه
هِلالٌ في إِضَاءَتِهَ حياءٌ
سماحَتُهُ شهابٌ في اتّقادِه
أهاديهِ القوافي مُسرعَاتٍ
إليهِ فليتَ أنِّي لم أهَادِه
واقبسُهُ فيورَى من زِنَادِي
ويقبسُني فاُورَى من زِنَادِهْ
وأعضُدُه برأيٍ من سَدَادِي
ويعضُدُني برأيٍ من سَدَادِهْ
فكان َوكنتُ والإِخلاصُ منهُ
بحيثُ يُرَى بن صخرٍ من زَيادِهْ
واُسعِدُهُ أقبَلُ ما دَعَاني
لهُ من غِيّهِ أو منْ رَشَادِهْ
صَلحْتُ لَهُ فادرَكَهُ نُبُوٌّ
فأظهرَ بالتّنافُرِ من فَسَادِهْ
وكانً قِيادُه بيدي ذَليلاً
فصَعَّبَتْ الحوادثُ من قِيَادِهْ
فأَصبَحَ قد تبُرَّأ من وِدَادِي
كما برءَ المتيَّمُ من فؤادِهْ
وعانَدَني ولَمْ أَعْلَمْ باَنِّي
سَأُنقَلُ من هواهُ إلى عِنَادِهْ
ومالَ إلى البعادِ ولستُ أخشَى
حِمَامَ الموتِ إلاَّ من بِعَادِهْ
وكابَدَني ولم أرَ قَطُّ أَحْلَى
من المعشوقِ لفظاً في كِبَادِهْ
ومُعْتَدٌّ عليَّ ولستُ مِمّنْ
يكدّر صفوَ ودٍّ في اعتدادِهْ
مَعَنَّى في انتقَادِ حُلَّي شعري
وفضلُ الشّعرِ يَظْهَرُ في انتقادِهْ
ولو حَاوَلْتَ أَنْ تُزْرِي ببدرٍ
طلبتَ لَهُ المعايبَ من سَوَادِهْ
وما كلُّ الكواكبِ مستنيرٌ
فيُغْنِي بالإضَاءَة ِ في انفرادِهْ
وقد ينهَلُّ بعدَ الظّلِّ وَبْلٌ
وغَمْرُ الماءِ يظهَرُ في حشَادِهْ
خفافاً بَانَ عَنْ طَرَفي لذيذَ الـ
ـكَرَى وأزالَ عن خَدَّي وِسَادِهْ
كأنِّي قد عذلتُ لهُ حبيباً
فصارَمَهُ وشَرَّدَ مِنْ رُقادِهْ
ولو سَفَكَة ْ يداهُ دَم ابنَ عمِّي
أو ابني لَمْ أُثِرْهُ وَلَمْ أَعَادِهْ
ولو قَتْلي أَرادَ قَتَلْتُ نَفْسِي
لَهُ عمداً لِيَبْلُغَ مِنْ مُرادِهْ
أواصِلُ إِنْ جفا وأغُضُّ ما إنْ
هَفَا وألِينُ في وقتِ احتِدادِهْ
وكنتُ عليهِ مُعْتَمداً فَلَمّا
تغيَّرَ لِي أَقمتُ على اعتِمَادِهْ
وتبتُ إليهِ من ذَنْبٍ جَنَاهُ(93/470)
ولَمْ أفقِدْهُ شخصي بافِتقَادِهْ
أَبا بكرٍ لمجدِكَ حينَ تسمُو
بِطَارِفِهِ وتضحكُ من تِلادهْ
ولفظِك نَظْمُ دُرٍّ في قريضٍ
كنظمِ العقدِ يزهُو بانعِقَادِهْ
أقِلْنِي إنْ عَثَرْتُ وخُذْ بكَفَّيْ
أخِيكَ وفُكَّ طرفي مِنْ سُهَادِهْ
فما كتَبتْ يَدي الأبيات حتَّى
جرى قلبي بِدَمْعِي من مدادِهْ
وإِنْ أَكُ مّنباً فَعَفَوْتَ عنِّي
فإنَّ اللّه يعفو عَنْ عَبَادِهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> ما أَبصَرتْ عيني ولا عَيْنَا أَحَدْ
ما أَبصَرتْ عيني ولا عَيْنَا أَحَدْ
رقم القصيدة : 9250
-----------------------------------
ما أَبصَرتْ عيني ولا عَيْنَا أَحَدْ
أحسنَ مِنْ روضٍ أريضٍ منتضَدْ
سباعُ مسعودٍ على بابِ البلَدْ
كأَنَّما الكتّان فيهِ إذ عَقَدْ
ونشرَ الَوراقَ زُرْقاً في المدَدْ
آثارَ قَرْصٍ مِنْ مُحَبٍّ في جَسَدْ
العصر العباسي >> كشاجم >> ما قمت ُحتَّى دعَاني عودها الغَرِدُ
ما قمت ُحتَّى دعَاني عودها الغَرِدُ
رقم القصيدة : 9251
-----------------------------------
ما قمت ُحتَّى دعَاني عودها الغَرِدُ
قمْ فَالصّباحُ عليهِ الغيمُ يطَرِدُ
فقمتُ والسّكْرُ في ريعانِ شرّتِهِ
أبغي سهاداً لأجفاني فلا أجِدُ
فَقَابَلَنْنِي بمثلِ البدرِ طالعة ً
والغيمُ مُطَّرِدٌ والغَمُّ مفتَقَدْ
تَسعَى علينا بجسمِ الماءِ محتوياً
على حشَاشَة ِ نارٍ جسمها بَرَدُ
يزيدُهَا المزْجُ وقداً في قرارَتِها
فكلّما اُطفِئَتْ بالماءِ تتّقِدُ
كأَنَّما بُطِّنَ اليَاقوتُ جوهرة ً
جوفاءَ صِيغ لها من فضَّة زَرَدُ
العصر العباسي >> كشاجم >> ململماتُ الجسمِ من صيخودٍ
ململماتُ الجسمِ من صيخودٍ
رقم القصيدة : 9252
-----------------------------------
ململماتُ الجسمِ من صيخودٍ
مقنّعاتٌ قِطَعَ الجُلودِ
مزّرراتٌ بخيوطٍ سودِ
كأَنَّما المرءُ من الوَعيدِ
قَدْ وَضَع اللمّة َ للسُّجودِ
العصر العباسي >> كشاجم >> وشاطريٌّ سَعَى بِرَاحِ
وشاطريٌّ سَعَى بِرَاحِ(93/471)
رقم القصيدة : 9253
-----------------------------------
وشاطريٌّ سَعَى بِرَاحِ
لها بِنَظْمِ الحُبَابِ عِقْدُ
فَهْيَ إذا شئتَ من يَديهِ
خَمرٌ ومنْ وجنتيهِ وردُ
العصر العباسي >> كشاجم >> عاداتُ طيفِكَ أّن يعاوِدْ
عاداتُ طيفِكَ أّن يعاوِدْ
رقم القصيدة : 9254
-----------------------------------
عاداتُ طيفِكَ أّن يعاوِدْ
فيبيتَ بينَ يدٍ وَسَاعِدْ
وأراه صَدَّ فَقدْ صَدَدْ
تُ عن الرّقادِ وكنتُ راقِدْ
أنا في الهوى كَمُجَرِّبٍ
في نفسِهِ سُمُّ الأسَاوِدْ
وَمِنَ السّعَادة ِ أَنْ تصيبَ
ـبَ على الصَّبابة ِ من يُساعِدْ
بِهِلاَلِ مَا سَتَر النّقَـ
ـابُ غَزَالَ ما حَوَتِ القَلاَئِدْ
شَمْسٌ يُمَدُّ بِنورِهَا
غُصْنٌ من الرّيْحَانِ مَائِدْ
هَجَدَتْ ونبّهَتِ الهمو
مَ على مُحِبٍّ غيرِ هَاجِدْ
دَنفٌ تَمكَّنَ وَجْدُهُ
فأبَاتَهُ قلِقَ الوسَائِدْ
متحدّرُ العَبَراتِ يُعجِلُـ
ـهُنَّ بالنَّفَسِ المُصَاعِدْ
طمعُ الرّدَى مُستحْكَمٌ
فيهِ فقدْ يَئِسَ العَوائِدْ
وَعَلى عَليٍّ أَجمعَتْ
بالشُّكْرِ أَلْسِنَة ُ القصَائِد
مَلِكٌ درارِيُّ النّجو
م لِبيتِ سُؤددِهِ قَوَاعِدْ
ملأَ الأكفَّ مواهباً
مَلأَتْ مَسَامِعَهُ مَحَامِدْ
وَسمَا بِهِمَّتِهِ فَها
هي فَرقَدٌ بينَ الفَرَاقِدْ
أمسَى عُطَارِدُ لا يشـ
ـكُّ بأنَّ كوكبها عُطَارِدْ
في فضلِ أنوارٍ تُدَبِّـ
ـسَ لها سِواهُ من مُزَايِدْ
جبلُ العلومِ حديقة ُ الآ
بِ ينبوعُ الفَوَائِدْ
ومصيبُ أنجَية ِ الخِطَا
بِ وفُورُ أندية المشَاهدْ
وَنَدًة يُعَجِّزُ في السَّمَاحِ
حِ فجادَ فيهِ بالأوابدْ
لولاه لم تَرَ في الزّما
نِ مواهباً سَبَقَتْ مواعدْ
لا مِثْلَ قومٍ قَصْدُهُمْ
باللَّومِ خَيْبَة ُ كلِّ قَاصِدْ
خشبٌ مسنّدة ٌ على تلـ
ـكَ المَطَارِحِ والمسَانِدْ
تستلُّ من حِنْقٍ لِحَا
ظُهُمُ السَيوفَ على الموَائِدْ
فمتى جَحَدْنا نعمة ً
جاءتْ يَدَاكَ بألفِ شاهِدْ
قَابَلتَ نَاقِصَ شُكرِنَا(93/472)
بندًى على المِقْدَارِ زَائِدْ
وَقَّيْتَ أَجْرَ صِيَامِكَ المـ
اضي على رُغْمِ المعَانِدْ
وَرَأَيْتَ عِيدَكَ بالسَّعَا
دَة ِ والسّرورِ عليكَ عَائِدْ
في فَضْبش أَنوارٍ تُدَبِّـ
ـجُها البوارقُ والرّوَاعِدْ
لاالشّمسُ ذَائِبَة ُ الهَجِـ
ـيرِ ولا زُلاَلُ الماءِ جامِدْ
واللّيلُ فِيهِ والنّها
رُ كِلاهُما في الوزنِ وَاحِدْ
وهَوَاهُ لاهُو طائِشُ المهـ
ـوى ولا هو فيهِ راكِدْ
وترى الجدَاوِلَ كالسّيوفِ
لها سَوَاقٍ كالمبَارِدْ
والأرضُ تجلُوها الحَدَا
ئِقُ في مشهّرَة ِ المجَاسِدْ
وَمَوَاكبُ المنثورِ صَا
دِرَة ٌ وجيشُ الوردِ وارِدْ
وشقائِقُ النعمانِ تنـ
ـشُرَ فوقَ جيشِهِمَا مطارِدْ
والرّاحُ قَدْ نَظَمَ الحبا
بُ لها نقاباً من فَرَائِدْ
فارجُمْ بِنَجْمِ الكأْسِ شيـ
ـطَانَ الكآبة ِ فهو مَارِدْ
وَتَمَلَّهَا مَطْبُوعَة َ الأَ
بْيَاتِ آنِسَة َ الشَّوَارِدْ
وفدتكَ نفسي والأَنا
مُ وكلُّ مُطَّرَفٍ وَتَالِدْ
العصر العباسي >> كشاجم >> لا وَجُفونٍ يَنْفُثْنَ في العُقَدِ
لا وَجُفونٍ يَنْفُثْنَ في العُقَدِ
رقم القصيدة : 9255
-----------------------------------
لا وَجُفونٍ يَنْفُثْنَ في العُقَدِ
وحُسنِ ثَغْرٍ يلوحُ كالبَرَدِ
والأَهيفِ المستعار من غُصُنِ الـ
ـبانَة ذي الآنْثناءِ والغَيَدِ
زمانُ لهوٍ مَضَى وكانَ وَقَدْ
بينَ الأَثاف والقِدْرِ والوَتَدِ
جانَبَ سِقْطَ اللَوى سُقوطُ
ولا سَقَى الغيثُ دَارَ ميّة َ والعليا
ءَ نَجْلاً بذاكَ فالسّنَدِ
أحسَنُ مِنْ وقفة ٍ على طللٍ
قَفْرٍ وذكرِ العَرَابة ِ الأجُدِ
كأسُ مدامٍ جَلا المديرُلها
أمَّ الليالي وحدّة َ الأَبَدِ
نشرَبُها شعلة ً بلا لَهَبٍ
ونجتَلِيها رُوحاً بلا جَسدِ
هل أَحدٌ نالَ مثلَ لذّتِنا
بديرِ مرّانَ ليلة َ الأحَدِ
ياطِيبَ يومي بهِ وامسِ ويا
حُسْنَ غدي بعده وبعدَ غَدِ
جداولُ فوقَ جدولٍ صَخِبٍ
وبانة ٌ فيهِ والغيَّ بالرّشَدِ
سُقياً لِما حَوَى حارثٌ ولِمَا(93/473)
خُصَّ بهِ من محاسنٍ جُدُدِ
قلتُ لهُ وابنُهُ يطوفُ بها
عَمّركَ فينا عمارة َ البلَدِ
بابنِكَ ذا في جمالِ صورتهِ
صرتَ أَبا الظّبي لا أَبا الأَسَدِ
بوركتَ من والدٍ وبُوركَ يا
حارثَ عبدَ المسيحِ من ولَدِ
هاتِ اسقٍنيها صِرْفاً فإنْ سَفَكَتْ
دمي فما لي عليكَ مِنْ قوَدِ
والشربُ من يأنفنَ على رَشَإِ الـ
ـرملة ِ حُسناً وظِبْيَة ِ الجَدَدِ
ورافعُ الصوتِ بالغناءِ بها
يؤنسُ دُونَ التّقاءِ من أحَدِ
زمانُ لهوٍ مَضَى وكانض وَقَدْ
فارقتُهُ عن أغنَّ مُنْتَقدِ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> كشاجم >> غَادِيَة ٌ والشّمسُ في طِرَادِهَا
غَادِيَة ٌ والشّمسُ في طِرَادِهَا
رقم القصيدة : 9256
-----------------------------------
غَادِيَة ٌ والشّمسُ في طِرَادِهَا
مكنونُهَا للسّرِّ في فؤادِها
مريضَة ٌ تَشْكُو إلى عُوّادهَا
بياضُهَا قد ضَاعَ في سَوَادِهَا
تكاد لولا الماءُ في مَزَادِهَا
تحرقُهَا البروقُ باتّقَادِهَا
لها على الروضَة ِ في بعادِهَا
تَعطُّفُ الأُمِّ على أولادِها
جاءَتْ لها بالعُذْرِ من مُرَادِهَا
وأَرضَتِ النّسِيمَ باعتِيَادِهَا
كأَنَّها في سُرْعَة ِ ارتدَادِهَا
وحثّها للفرعِ من أَذْوادِهَا
غَريبة ٌ حنّتْ إلى بلادِهَا
والأرضُ للزينة ِ في أعيادِهَا
كأَنَّها للحَلْيَ في أَجْيَادِها
وللّذي يُنْثَرُ من أَبرَادِهَا
على رُباهَا وعلى هَادِهَا
مغبرّة ٌ تفرطُ في كِيَادِهَا
لِغَائِظِ النّاظِرِ من حُسّادِهَا
فرَاوِحِ الخمرة َ أَو فَغَادِهَات
نجلة ُ دَهْرٍ هو من أَجْدَادِهَا
مِيلادُهُ أَقرَبُ من ميلادِها
فيهِ شحيحُ خافَ من نَفَادِهَا
فاشتطّ في السومِ على مُرْتَادِهَا
أمّا وقد صَارَ من اعتقَادِهَا
نِفَاقُهَا يدعُو إلى كَسَادِهَا
العصر العباسي >> كشاجم >> تولّى اللهُ من رَقَدَا
تولّى اللهُ من رَقَدَا
رقم القصيدة : 9257
-----------------------------------
تولّى اللهُ من رَقَدَا(93/474)
وعلَّم مُقلتي السّهُدَا
وَمَاطَلَني بِمَوْعِدِهِ
وأخلَفَنِي الذي وَعَدَا
أغارُ عليهِ منْ عَيْنِي
إذا هُوَ للعُيُونِ بَدَا
فلولا خَوْفُ خَالِقِهَا
إذاً لقَلَعْتُهَا حَسَدَا
العصر العباسي >> كشاجم >> باللهِ يا مُتَفَرّداً بِجَمَالِهِ
باللهِ يا مُتَفَرّداً بِجَمَالِهِ
رقم القصيدة : 9258
-----------------------------------
باللهِ يا مُتَفَرّداً بِجَمَالِهِ
ومقلّباً هاروتَ بينَ مَحَاجِرِه
ومُحَكّماً أَردَافَهُ في خَصْرِهِ
ومُصَافحاً خَلْخَالَهْ بضَفَائِرِهِ
لا تغضَبَنَّ على فتى ً يَرْضَى بِمَا
أَوليتَه وَلَوِ انتَعَلْتَ بِنَاظِرِهْ
ويُكَاتِمُ الأَسْرارَ حتَّى أَنَّه
لَيَصُونُهَا عَنْ أَنْ تَمُرَّ بخَاطِرِهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> طَلَعَتْ في مُصَبَّغٍ جُلّنَارِ
طَلَعَتْ في مُصَبَّغٍ جُلّنَارِ
رقم القصيدة : 9259
-----------------------------------
طَلَعَتْ في مُصَبَّغٍ جُلّنَارِ
طلعَة َ الشّمسِ في ضِيَاءِ النّهارِ
طَافَ من حَوْلِهَا الجوارُ فَقُلْنَا الـ
ـبَدْرُ حَفَّتْ بهِ النُّجومُ الدّرَارِي
العصر العباسي >> كشاجم >> حَبَّذَا الزَّائرُ في وقتِ السّحَرْ
حَبَّذَا الزَّائرُ في وقتِ السّحَرْ
رقم القصيدة : 9260
-----------------------------------
حَبَّذَا الزَّائرُ في وقتِ السّحَرْ
فَشَكَرْنَا ذَاكَ من فشعْلِ السّكَرْ
قادَهُ السّكْرُ إلى أَحْبَابِهِ
فَسكَرْنا ذاكَ من بعدِ الشّكَرْ
واعتنَقْنَا مِنْهُ غُصْناً نَاعِماً
ينثي بينَ قضيبٍ وَقَمَرْ
وتَغَنَى لِيَ صوتاً مطرباً
لو تغنّاهُ لِمَيْتٍ لنشرْ
شجرَ الأُتْرُجِّ سُقِّيتَ المَطَرْ
كَمْ لنا عندكَ من يومٍ أَغَرْ
يَومَ أَبصَرْتُ غُرَاباً واقعاً
شَرُّنا طَارَ على شرِّ الشّجَرْ
وَتَعَلّقْتُ بفَضْلَيْ بُرْدِهِ
فتغنّى لي وقد كانَ عَثَرْ
وإذَا ما عَثَرَتْ في مِرطِهَا
عَثَرَتْ بِاسْمِي وَقَالَتْ يَا عُمَرْ
قلتُ لا تُخبِرْ بسرّي أَحداً(93/475)
فتغنّى لي وَهَل يَخْفَى القَمَرْ
قُلْتُ ينآني وقد فَارَقَني
فتثَنَّى بدَلالٍ وخَفَرْ
ليتَ من أَهْوَى رَآني سَاهِراً
أَنْضَحُ الأرضَ بمسفوحٍ دُرَرْ
ذاكَ إنسَانٌ فعَرّضْتُ لهُ
لمعاناة ِ همومٍ وَفِكَرْ
لَستُ أَدري كلّما ميّزتْ ما
لِيَ فيهِ مِنْ سَمَاعٍ وَنَظَرْ
اَيَّمَا أَوَرُ حَظَّيَّ بهِ
حَظُّ سمعي فيهِ أَمْ حَظُّ البَصَرْ
غيرَ أنِّي أفقدُ العيشَ إذَا
غابَ عَن عَينِي وأحيَا إنْ حَضَرْ
Free counter
العصر العباسي >> كشاجم >> أَشكُو إلى الّلهِ دَمعاً حائراً أبداً
أَشكُو إلى الّلهِ دَمعاً حائراً أبداً
رقم القصيدة : 9261
-----------------------------------
أَشكُو إلى الّلهِ دَمعاً حائراً أبداً
لا يَسْتَقرّ فيجري أَو فيَنْحدِرُ
الخوفُ يَنْهَاهُ والأَشْجانُ تأَمُرُهُ
فقد تَكَافأَ فيهِ الخوفٌ والحَذَرُ
العصر العباسي >> كشاجم >> كَابَدَني دَهْرِيَ في طُرَّتِي
كَابَدَني دَهْرِيَ في طُرَّتِي
رقم القصيدة : 9262
-----------------------------------
كَابَدَني دَهْرِيَ في طُرَّتِي
بِشَيْبَة ٍ أَلبَسَتْنِي عَارَهَا
وَفَجَعَ البِيضَ المها قَبْلَ أَنْ
تَقضِي المَهَا منِّيَ أَوْطَارَهَا
فَصِرْتُ لا أغفلُ عن سترِها
وكنتُ لا أَغفلُ إِظْهارَهَا
العصر العباسي >> كشاجم >> تَبَارَكَ فَاطِرُ القَمَرِ اقتداراً
تَبَارَكَ فَاطِرُ القَمَرِ اقتداراً
رقم القصيدة : 9263
-----------------------------------
تَبَارَكَ فَاطِرُ القَمَرِ اقتداراً
أَصًَاغَكَ صِيغَة َ القمرِ المنيرِ
لَطُفْتَ فَجزْتَ حَدَّ الَّطْفِ جِدّاً
وقد أزريتَ بالشّعرى العُبورِ
فَضَحْتَ الزّهرة َ البيضَاءَ حتّى
كأَنَّكَ بَعْضُ سُكَّانِ الأَثيرِ
وَعَالَمُنَا الصَّغِيرُ أَجَلُّ قَدْراً
ولكنَّ نَرَاكَ مِنَ الصَّغِيرِ
وَمَنْ يَشْنَاكَ أَو يبغِيكَ سُوءًا
ظُلاَميُّ الطّباعِ وأنتَ نُورِي
وقالَ عُطَارِدٌ كُنْ لي نظيراً(93/476)
فكنتَ لهُ أَجَلَّ مِنَ النَّظِيرِ
كَملْتَ بَرَاعة ً وَجُمِعْتَ ذِهناً
ومعرفة ً بأسرارِ الأُمورِ
العصر العباسي >> كشاجم >> لِمَ لا أَصِرُّ على البَطَالِة ْ والهَوَى
لِمَ لا أَصِرُّ على البَطَالِة ْ والهَوَى
رقم القصيدة : 9264
-----------------------------------
لِمَ لا أَصِرُّ على البَطَالِة ْ والهَوَى
وعليَّ بُرْدُ شَبيبَتِي وإزَارُهَا
وإذا تَرَءَتْ للقِيَانِ مَحَاسِني
طمحَتْ إليَّ بلحظِهَا أَبْصَارُهَا
وَلَوَ انَّ عيداناً بغيرِ ضواربٍ
قَابَلْنَنِي لتَحرَّكَتْ أوتارُهَا
العصر العباسي >> كشاجم >> مِزاجُكِ للمَثْنَى من العودِ والصّبا
مِزاجُكِ للمَثْنَى من العودِ والصّبا
رقم القصيدة : 9265
-----------------------------------
مِزاجُكِ للمَثْنَى من العودِ والصّبا
من الرّيحِ والصّافي الرّحيق مِنَ الخَمْرِ
ولو كنتِ نَوْراً كنتِ وَرْداً مُضاعفاً
ولو كُنْتِ عِطْراً كنتِ من عنبرِ الشّجْرِ
وَلَوْ كُنْتِ لَحناً كنتِ تأليفَ مَعْبدٍ
ولو كنتِ عُوداً ما افتَقَرْتِ إلى الخِدرِ
العصر العباسي >> كشاجم >> وَحْشِيَّة ُ العينينِ ميّاسَة ُ الـ
وَحْشِيَّة ُ العينينِ ميّاسَة ُ الـ
رقم القصيدة : 9266
-----------------------------------
وَحْشِيَّة ُ العينينِ ميّاسَة ُ الـ
ـعطفينِ من تَرْبيَة ِ القَصْرِ
البدرُ لا يُغنِيكَ عَنْهَا إذا
غَابَتْ وتَغْنِيكَ عَنِ البَدْرِ
في فَمِها مِسْكٌ وَمَشْمُولَة ٌ
صِرْفٌ ومنظومٌ مِنَ الدُّرِّ
فالمِسْكُ للنَّكْهَة ِ والخَمءرُ للرّيقَـ
ـة ِ واللُّؤُلؤُ للثّغْرِ
العصر العباسي >> كشاجم >> يَنَامُ اللّيلَ أسْهَرُهُ
يَنَامُ اللّيلَ أسْهَرُهُ
رقم القصيدة : 9267
-----------------------------------
يَنَامُ اللّيلَ أسْهَرُهُ
وأشكُوهُ ويَشكُرُهُ
وَلَيْلُ الصّبِّ أَطوَلُهُ
على المعشوقِ أقْصَرُهُ
كثيرُ الذَّنبِ إِلاَّ أَنَّ
قَرْطَ الحُبِّ يَغْفِرُهُ
أُكَاتِمُ حُبَّهُ الوا(93/477)
شينَ والعبراتُ تُظْهِرُهُ
وأذْكُرُ خَالياً حِجَجي
وأنسى حَينَ أبصِرُهُ
العصر العباسي >> كشاجم >> وََمَثّلَهُ لِي المُنّى
وََمَثّلَهُ لِي المُنّى
رقم القصيدة : 9268
-----------------------------------
وََمَثّلَهُ لِي المُنّى
فَرحتُ بهِ ظَافِرَا
أراهُ معي حَاضِرا
وإنْ لَمْ يَككُنْ حَاضِرَا
وأبصِرُهُ نائماً
وأشعرُهُ سَاهِرَا
وَلَسْتُ لهُ نَاسِياً
وَلَسْتُ لَهُ ذَكِرَا
العصر العباسي >> كشاجم >> أنا مشغوفٌ بِجَارِ
أنا مشغوفٌ بِجَارِ
رقم القصيدة : 9269
-----------------------------------
أنا مشغوفٌ بِجَارِ
قُرِنَتْ دَاريِ بِدَارِهْ
تَائهٌ جَارَ عَلى الجا
رِ فَما يَرْثِي لِجَارِهْ
عَالِمٌ أَنَّ هواهُ
قَدْ كَوَى قلبي بنارهْ
قَلَّ مَا ينفَعُ قُرْبُ الدّا
رِ مَعْ بُعْدِ مَزَارِهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> طَلَعَتْ كالقَمَرِ التّمَّ بَدَرْ
طَلَعَتْ كالقَمَرِ التّمَّ بَدَرْ
رقم القصيدة : 9270
-----------------------------------
طَلَعَتْ كالقَمَرِ التّمَّ بَدَرْ
وَمَشَتْ مشية َ ذي القدرِ خَطَرْ
وَتَثَنَّتْ كَتَثَنِّي الغُصْنِ في
يومِ ريحٍ وغمامٍ وَمَطَرْ
لاَثَتِ الكُورَ على مفرِقهَا
فَرَأَيْنَا هالة ً حَوْلَ قَمَرْ
شُبِّهَتْ بالرَّاحِ واشتُقَّ لها
إسْمُهَا منهُ فسمّوها سَكَرْ
ظَبْيَة مخلوقة ٌ أَجْسَامُها
مِنْ كَثِيبٍ وقَضِيبٍ وَقَمَرْ
العصر العباسي >> كشاجم >> كم من أخٍ لي كنتُ أجعل عندهُ
كم من أخٍ لي كنتُ أجعل عندهُ
رقم القصيدة : 9271
-----------------------------------
كم من أخٍ لي كنتُ أجعل عندهُ
سِرّي وآمنُهُ على أَخْبَاري
أَخفيتُ حبّكَ دونَهُ وسترتُهُ
حَذَراً عليكَ منَ الحديثِ الجارِي
إِنِّي مَتَى أخبِرْ بحبّكَ إِخوتي
حسَدُوا عليكِ وضَيَّعوا أسرَارِي
العصر العباسي >> كشاجم >> لَيْسَ خَلْقٌ إِلاَّ وفيهِ إذا ما
لَيْسَ خَلْقٌ إِلاَّ وفيهِ إذا ما
رقم القصيدة : 9272(93/478)
-----------------------------------
لَيْسَ خَلْقٌ إِلاَّ وفيهِ إذا ما
وَقَعَ الفَحْصُ عنهُ خَيْرٌ وَشَرُّ
لازمٌ ذاكَ في الجبلّة ِ لا يَدْ
فَعُهُ مَن لهُ بذلكَ خُبْرُ
حكمة ُ الصّانِعِ المدبّرِ أَنْ لا
شيءَ إِلاَّ وَفيهِ نَفْعٌ وَضُرُّ
فاجتَهِدْ أن يكون أكبرُ قسميـ
ـكَ من النّفعِ والأقَلَّ الأضَرُّ
وتَحَمَّلْ مَرَارَة َ الرأْيِ واعلَمْ
أَنَّ عُقْبي هواكَ منهُ أَمَرُّ
رِضْ بفعلِ التّدبيرِ نَفْسَكَ واقصِرْ
هَا عليهِ ففيهِ فَضل وَفَخْرُ
لا تُطِعْهَا على الذي تبتغيهِ
وَلْيَرُعْهَا منكَ اعتسافٌ وَقَهرُ
إنَّ من شأنِها مُجَانبَة َ الخيـ
ـرِ وإِتيانَ كلّ مَا قد يُضِرُّ
العصر العباسي >> كشاجم >> بَرَزَتْ وأترابٌ لها عُرُبٌ
بَرَزَتْ وأترابٌ لها عُرُبٌ
رقم القصيدة : 9273
-----------------------------------
بَرَزَتْ وأترابٌ لها عُرُبٌ
فَجَعلتُ أصرفُ نحوها النّظَرَا
كلٌّ يقدّرُ أنْ أُمَلِّكَهُ
واللهُ يَعْلَمُ مَا لَنَا قَدَرَا
فتركُتُهُنَّ وَمِلْتُ حِينَ رأيتُ
القَلبَ مَالَ ووجَّه البَصَرَا
وكسبتُهَا عَمْداً بلا تِرَة ٍ
إلاَّ هوايَ ومثلُهُ وتَرَا
هِي بَدرُهُنَّ وهُنَّ أَنُجُمْها
فالآن أَن أتخيَّرَ القَمَرَا
لكنَّ مالِكَه يعنّفُي
وأَساءَ حُكماً فيَّ إذ قَدَرَا
فالدَّمعُ يُذرَفُ والفؤادُ عَلا
فيهِ لَهِيبُ النَّارِ فاستْعَرَا
لا حسرة ً بَلْ رحمة ً لِرَشاً
أَورثتُهُ الأحزانَ والفِكَرَا
أمَّا النَهارَ فَجَائِرٌ قَلِقٌ
والليلُ فيهِ يكابِدُ السّهَرَا
متراقِبٌ يَرجو مُغاوَرَتي
أفديه منتظِرا ومُنْتَظَرا
وَيَرَى شماتَةض حاسِديهِ بهِ
فيكادُ يَقتُلُ نفسَه حَسَرا
وَحَياتِهِ لا زِلْتُ عَنْ طلبي
إيَّاهُ حتَّى أُرزقَ الظَّفرا
العصر العباسي >> كشاجم >> قَدْ كانَ شوقي إلى مصرٍ يورّقُنِي
قَدْ كانَ شوقي إلى مصرٍ يورّقُنِي
رقم القصيدة : 9274
-----------------------------------(93/479)
قَدْ كانَ شوقي إلى مصرٍ يورّقُنِي
فاليومَ عُدْتُ وعادَتْ مَصْرُ لي دَارَا
أغدوا إلى الجيزة ِ الفيحاءِ مصطَحِباً
طوراً وطوراً أُرجّي السير أَطوارَا
بَينَا أُسَامي رَئيساً في رئاسَتِهِ
إذْ رُحْتُ أُحسبُ في الحاناتِ خمّارَا
فللدّواينِ إِصبَاحِي ومنصَرَفي
إلى بيوتٍ دُمى ً يعملنَ أَوتارِا
أَما الشَّبابُ فقد صَاحَبتُ شرّتَهُ
وقد قَضيتُ لُبَانَاتٍ وأَوطَارَا
من شَادنٍ من بَني الأقبَاطِ يَعْقدُ ما
بينَ الكثيبِ وبينَ الخَصْرِ زنّارَا
العصر العباسي >> كشاجم >> ما تُغَطِّي اَوكَارُ تلكَ البدورِ
ما تُغَطِّي اَوكَارُ تلكَ البدورِ
رقم القصيدة : 9275
-----------------------------------
ما تُغَطِّي اَوكَارُ تلكَ البدورِ
من سَنَا أَوجهٍ وليلِ شُعُورِ
وتُوارِي تلكَ الجيوبُ اللواتِي
عَرَضَتْهَا ظِبَاءَ تلكَ القُصُورِ
مِنْ نُحورٍ من اللّجينِ حِسانٍ
طَوّقَتْهَا مخابِقُ الكَافُورِ
يفتّحُ فيها نَسيمُ الحَيَا
خِلافاً فيهتِكث أَستَارَهَا
فتَنثني أوانسُ تنسجُ القَصْـ
فنسّى الأوائلَ بزخارهَا
ويسفَحُ فيها دِمَاءَ الشَقيقِ
إذا ظلَّ يَفتضُّ أَبكارَها
ويُدني لِما بَعضُها بَعضَهَا
كضَمِّ الأحبَّة ِ زُوَّارَها
ناظماتٍ لها من الدرِّ طَرْزاً
سَبَحاً عُلّقَتْ مكانْ السّيورِ
راغباتٍ عن الحليِّ فَما يُحلّيـ
ـنَ إلاَّ بالمسكِ أو بالعبيرِ
كأنَّ تَفتُّحَها بالصَّبا
عَذارَى تملّكُ أَزرارَهَا
يَغُضُّ لِنَرْجِسِهَا أَعْيُناً
وطوراً تُحدّقُ أبصارهَا
أَنا صَبُّ بصبوة ٍ وبسَاجٍ
ديبجيٍّ وَشُرْبَهَا المنثورِ
وفؤادي بشَاغِفٍ ظلَّ مَشْغو
فاً مُعنَّى بالهجرِ من مهجورِ
إذا مُزنْة ٌ سَكَبَتْ مَاءَهَا
على بقعة ٍ أشعلتْ نارَهَا
فدَعانِي من الملامة ِ في الشّو
قِ إلى كلِّ ذي دلالٍ غريرِ
وما أمتَعتْ جَادَها بلدة ٌ
كما أَمتَعَتْ حُلَّة ٌ خَارَهَا
ليَ مِنْ حُسْنِ مَنْ كَلِفْتُ بهِ عُذْ
هي الخُلدُ تجمعُ ماتشتهي(93/480)
فزُرها فطوبى لِمن زَارها
وللّهْوِ فيها شهور الرّبيـ
ـعِ حينَ تُقَطّرُ أَشْجارهَا
إذَا ما أَهَدَّ قَويقُ السّماءِ
بها فأمَدَّتهُ أمطارَهَا
وأَقْبَلَ ينظِمُ أَنجَادَهَا
بفيضِ المياهِ وأَغْوَارِهَا
فاَرضَعَ جَنّاية دُرّهُ
فَنَمْنَم بالنَّوْرِ اَشجارَهَا
ودَارَ بأكنافِها دورة ً
فَنسّى الأَوائلَ بزارهَا
كأنَّ هلوكاً حَبَتهُ السوا
رَ أو سلبَ الكفَّ أسوارَها
العصر العباسي >> كشاجم >> تُرِيكَ مُرورُ الليالي العِبَرْ
تُرِيكَ مُرورُ الليالي العِبَرْ
رقم القصيدة : 9276
-----------------------------------
تُرِيكَ مُرورُ الليالي العِبَرْ
والوِرْدُ في كلّ حَالٍ صَدَرْ
سحبتُ على الدّهرِ ذيلَ الشّبابِ
ولا زلتُ أَنضِيِهِ حتّى حَسَرْ
ولم يبقَ لي منه إلاَّ كما
تَرَى في الرّياضِ بَقَايَا الزّهَرْ
سوادٌ أَظَلَّ عليهِ البَيَاضُ
كليلٍ أظلَّ عليهِ السّحَرْ
فَرَائيَ في الهَوَة رأيُ الذي
يُقَدّمُ في الزّادِ قبلَ السّفَرْ
بِبَذْلِ الدّنَانِ وعرفِ القِيَانِ
وَخَلْعِ العذارِ وَفَضّ العُذُرْ
ونادى ربَّي وَدَاعِي المشيبِ
ويقتادُنِي أَوليات الكَبِرْ
يُنشّطُني أُخرياتِ الشّبابِ
قَتَارٌ وهيّ بذاتِ الأَثَرْ
فنفسي تشوقُ إلى الغانِيَاتِ
وقلبي بهم يأبى أَنْ يَنْزَجِرْ
وبأبىى لهُ ذاكَ وَرْدُ الخدودِ
وصُبْحُ الوجوهِ وليلُ الشّعَرْ
وأُعطي قِيَادِيَ كَفَّ المجونِ
وأُخْفِي فُنوناً وأُبدِي أَشَرْ
وَأُكذِبُ نفسيَ في بَعْضِ ما
أَحَصّلُهُ من حِسَابِ النّمَرْ
أَقولُ سَقى اللهُ عَهْدَ الصِّبا
ليالي إذا نابَ الدّهر غر
وإذ عُذْرِيَ واضحٌ بالشّبابِ
وسُكريَ فيهِ أشّدَ السّكرْ
أَصِيدُ وَتَصْطَادُني تارة ْ
ظباءُ القُصُور بحُسْنِ الحَوَرْ
إذا ماتتوّجنَ أكوَارَهُنَّ
وخَطَطْنَ بالعاجِ شَكلَ الطّرَرْ
وعلّقْنَ سُودَ مسَابحهنَّ
دُوَيْنَ النُّهُودِ وفَوقَ السُّرَرْ
وأومضَ حولي بروقُ الثّغو
رِ عَنْ بَرَدٍ فيهِ مِسْكٌ وَدُرّْ(93/481)
ولا كان أكلي مع الغانِيَاتِ
يلذُّ ولا شُرْبيَ بالغَمَرْ
يُرَوّعني شامِتاً في البياضِ
أخٌ قَدْ قَضَى منْ شَبَابٍ وَطَرْ
وقد كانَ يحدثُني بالسّوادِ
فلمّا رآنيَ قَد شِبْتُ سُرْ
ومِثلُكَ قد صِرتُ رسماً عَفَا
فَقِفْ لي ولاتُخْفِني يا عُمَرْ
وساعدْ أخاكَ على شُربِها
بميساءَ من حِمْصَ وَسْطَ الزّهَرْ
عُقاراً كَدِيِنكَ في لُطْفِها
وأَخلاقِكَ الواضِحَاتِ الغُرَرْ
غذا مُزِجَتْ لِيَ في كأسِهَا
أطارَ على جَانِبيها الشّرَرْ
كأَنَّكَ شَاكَلْتَهَا وبالصَّفا
وأَشْبَهْتَهَا بالنَّسِيمِ العَطِرْ
تَمَسَّكتْ النّارُ مِنْ جسمِهَا
فلَمْ يبقَ في الصّفو مِنْهَا كَدَرْ
ألستَ ترى المرجَ مْعُشَوْشِباً
لَبِسْنَ الرّياضَ مَرِيعاً خُضُرْ
كأَنَّ الّذي دَبَّجَتْ تستهز
وطرّزَتِ السوسنَ فيهِ نَشَرْ
وَقَدْ ضربتْ فيهِ خيمائها
وعدَّلَ تشرينُ برداً بِحَرْ
وراحَتء تُجَاوبُ أَطيَارَهُ
كما جاوبَ النّايُ وَقْعَ الوَتَرْ
وجاءَ الطّهاة ُ بِمَا تشتَهيـ
ومِمَّا استُزِيدَ وَمِمَّا حَضِرْ
وطابَ المزاجُ ولذَّ الشّرابُ
ومدَّ الأريدُ بماءٍ خَصِرْ
تَعَاليلُ إن أنتَ أغْفَلتَهَا
تذكَّرتَها حِينَ لا مُدَّكَرْ
فَخُذْ من صَفَا العيشِ قَبْلَ الكَدَرْ
ومنْ ظَاهِرِ الأَمرِ قَبْلَ الخَفَرْ
العصر العباسي >> كشاجم >> لي صاحِبٌ لا يجْتَنِي
لي صاحِبٌ لا يجْتَنِي
رقم القصيدة : 9277
-----------------------------------
لي صاحِبٌ لا يجْتَنِي
منهُ مُصَاحِبُهُ ثَمَرْ
ناصَحتُهُ وحمُلتُ عنْـ
ـهُ فَماأَثَابَ وَلاَ شَكَرْ
يَشْقى بهِ قُرَنَاؤه
أَبداً ويسعَدُ مَنْ شَطَرْ
وَتَرَاهُ يُكْرِمُ مَنْ نَأَى
عنهُ ويُغفِلُ من حَضَرْ
كالشَّمْسِ تَنْحَسُ مَنْ دَنا
مِنها وتُسعِدُ بالنَّظَرْ
العصر العباسي >> كشاجم >> آلَ النّبيّ فَضلُتمَ
آلَ النّبيّ فَضلُتمَ
رقم القصيدة : 9278
-----------------------------------
آلَ النّبيّ فَضلُتمَ
فَضْلَ النجومِ الزّاهِرَة ْ(93/482)
وبهرتُمُ أعداءكُمْ
بالمأثراتِ السّائِرَة ْ
ولكُمْ مع الشّرفِ البلا
غَة ُ والحلومُ الوَافِرَهْ
وإذا تُفُوخِرَ بالعُلاَ مِنْكُمْ
َكُمْ فَاخِرهْ
هذا وكمْ أطفَأتُمُ
عن أحمدٍ من نائِرَهْ
بالسُّمْرِ تُخضَبُ بالنَّجيـ
وإذا تُفُوخِرَ بالعُلاَ
تُشفَى بها أكبادُكُمْ
مِنْ كُلّ نفسٍ كَافِرَهْ
ورَفَضتُمُ الدّنيا لِذَا
فُزتُمْ بحظِّ الآخِرَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> متى تَظْهَرِ النَّعماءُ تَشْجَ بها العِدَى
متى تَظْهَرِ النَّعماءُ تَشْجَ بها العِدَى
رقم القصيدة : 9279
-----------------------------------
متى تَظْهَرِ النَّعماءُ تَشْجَ بها العِدَى
وليسَ لَهُمْ علمٌ بما اللهُ سَاتِرهْ
وَمَنْ يُطِعِ اللّذّاتِ يَذْهَبْ بِوَفْرِهَ
بواطنُ أَوطَارٍ ويختلُّ ظَاهِرُهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> ياابنَ الذي استَسْقَى بهِ النَّاسُ المطَرْ
ياابنَ الذي استَسْقَى بهِ النَّاسُ المطَرْ
رقم القصيدة : 9280
-----------------------------------
ياابنَ الذي استَسْقَى بهِ النَّاسُ المطَرْ
وعَمَّ خَيْرَ الخَلْقِ بدواً والحَضَرْ
إشرَبْ مِنَ الشّمسِ على ضوءِ القَمَرْ
مُدَامة ً تَنْفِي الهِمُومَ والفِكَرْ
يسعى بِهَا ظَبْيٌ بِعَيْهِهِ حَوَرْ
كأَنَّها مِنْ وجنَتَيْهِ تُعْتَصَرْ
العصر العباسي >> كشاجم >> إِنَّ مظلومَة َ التي
إِنَّ مظلومَة َ التي
رقم القصيدة : 9281
-----------------------------------
إِنَّ مظلومَة َ التي
زُوِّجَتْ من أَبي عُمَرْ
وَلَدَتْ لَيلة َ الزفَا
فِ إلى بعلِها ذَكَرْ
قُلءتُ مِنْ أينَ ذا الغلا
مُ وَمَا مَسَّهَا بَشَرْ
قَالَ لي بَعْلُهَا أَلَمْ
يأتِ في مُسْنَدِ الخَبَرْ
وَلَدُ المرءِ للفِرا
شِ للعاهِرِ الحَجَرْ
قلتُ هُنِّيتُهُ على
رُغْمَ مَنْ أَنكَرَ الخَبَرْ
العصر العباسي >> كشاجم >> يا من يُكَاثِرُ بالدّفاتِرْ
يا من يُكَاثِرُ بالدّفاتِرْ
رقم القصيدة : 9282
-----------------------------------(93/483)
يا من يُكَاثِرُ بالدّفاتِرْ
تحشو بها حَشْوَ المساوِرْ
لو كنتُ أَجمعُ غيرَ مَا
يُخْتَارُ من غُرَرِ النوادِرْ
عيناً مِنَ الأَخْبَارِ أَوَ
عِلْماً من الأَمثَال سائِرْ
أَو مودعاً صُحُفي لِمَا
أَنا منتقِيهِ مِنَ الجواهِرْ
لجمَعْتُ ما لا يَسْتَـ
ـقِلُّ بِحَمْلِهِ كُومُ الأَباعِرْ
فافخرْ وكاثِرْ بالقَرِ
يحِة ِ إِنَّها فَخْرُ المفَاخِرْ
واعلَمْ بأَنَّ العِلْمَ مَا
أوعَيْتَ في صُحُفِ الضَّمَائِرْ
العصر العباسي >> كشاجم >> هذا الصَّباحُ فما الّذي
هذا الصَّباحُ فما الّذي
رقم القصيدة : 9283
-----------------------------------
هذا الصَّباحُ فما الّذي
بصبوحِ لو بك تنتَظرْ
نَبْهْ أَبا بَكْرٍ وَنَا
دِ أَخا السماعِ أَبَا عُمَرْ
وادْعُ المَلِيحَة َ تَأْتِنَا
قمراً لها يَحكي القَمَرْ
في حجرِهَا من عُودِها
سكّيت ينطقه الوترْ
كالطّفلِ إِلاَّ أَنَّهُ
من عَرْعَرٍ لا مِنْ بَشَرْ
في فِتية ٍ لَهُمُ الصَّبَا
حَة ُ والفَصَاحَة ُ والخَطَرْ
ما بينَ شعرٍ أو غِنَا
ءِ أَو حَديثٍ أَو سَمَرْ
متفيّئينَ منَ التّذا
كُرِ والتّقَاسُمِ في زَهَرْ
وكأَنَّ مَنْ نَاجَاهُمُ
في دفترِ الحُسْنِ نَظَرْ
وأحَب أوقاتِ النّعيـ
ـمِ إِليَّ أَوقاتُ السَّحَرْ
هيَ عُذْرَة ُ اللّذاّتِ واللّـ
ـذّاتُ أطيبُهَا العذُرْ
فاشْرَبْ نَعِمْتَ وأَسْقِهَا
صِرفاً ندَاهكَ الغُرَرْ
وإذا أَدِيرَتْ نُخبة ٌ
وَمَضَى السّرورُ بِمَنْ يَسُرْ
فأمْلِ الكُؤُوسَ ونادِهِمْ
هَلْ فِكُمُ مِنَ مُدّكَرْ
وتَغَنَّ مُرْتَجِلاً تُجِبْـ
ـكَ بِدَلّها ذاتُ الخَفَرْ
خُذْ منْ زَمانِكَ ما صفا
وَدَعِ الذي فيهِ الكَدَرْ
فالدَّهْرُ أَقصرُ من مُعَا
تبة ِ الزَّمانِ على الغِيَرْ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> كشاجم >> عندي أَخٌ لكَ مَاجِدٌ
عندي أَخٌ لكَ مَاجِدٌ
رقم القصيدة : 9284
-----------------------------------
عندي أَخٌ لكَ مَاجِدٌ(93/484)
مِنْ كُلّ فاحشة ٍ مُعَرى
وإوزَّة ٌ سكْباجَة ٌ
والجديُ يُؤْكلُ بالجفرّى
ولنا طباهجَة ٌ تَفُو
كأَنَّها العُودُ المُطَرّى
ومدامة ٌ ورديَّة ٌ
مخبوءة ٌ من عصرِ كِسَرى
وتحيّة ٌ كَجَمَاَلِ وجـ
ـهِكَ أَو كَكُتْبِكَ حين تُقْرى
وحديثُنَا مثلُ الرياضِ
يَمُرُّ منظوماً وَنَثْرَا
فاجمَعْ بقربِكَ أُنْسَنَا
لا زلتَ لِلإخوانِ ذُخْرَا
العصر العباسي >> كشاجم >> ونِدْمَانُ أَخي ثقة ٍ
ونِدْمَانُ أَخي ثقة ٍ
رقم القصيدة : 9285
-----------------------------------
ونِدْمَانُ أَخي ثقة ٍ
كأنَّ حديثَه حبرُهْ
يسرُّكَ حُسْنُ ظاهِرِهِ
ويُحمَدُ منهُ مختَبَرُهْ
يُسَتِّرُ عيب مناجِيهِ
ويستُرُ اَنَّهُ سِتْرُهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> أَلَمْ تَرَ أَنَّ تكرارَ اللّيالي
أَلَمْ تَرَ أَنَّ تكرارَ اللّيالي
رقم القصيدة : 9286
-----------------------------------
أَلَمْ تَرَ أَنَّ تكرارَ اللّيالي
يُفِيدُ المرءَ عِلماً واخِتبَارَا
ويصقلُ جَوْهَر الأَلبابِ حتَّى
يصيّرَ صُفْرَ معدِنِها زمَارَا
فَمَثِّل ذَاكَ نستدلك عَليه
بليلِ الشعرِ تجعَلُه نَهَارَا
العصر العباسي >> كشاجم >> لا وَشَبابِي ولذاذاتِهِ
لا وَشَبابِي ولذاذاتِهِ
رقم القصيدة : 9287
-----------------------------------
لا وَشَبابِي ولذاذاتِهِ
ما الشّيبُ إلاَّ بُرَصُ الشّعرِ
ليلُ شَبابي خانَهُ فَجرُهُ
ياحُسْنَهُ ليلٌ عَلَى فَجْرِ
هما لِبَاسَانِ فَمَنْ يُبْلِ ذا
يَرْدُهْ بهِ عَارِيَة َ الدَّهْرِ
والشّيبُ لا تُسْلِمُ اَثوابُهُ
لاَبِسَها إلاَّ إلى القدْرِ
العصر العباسي >> كشاجم >> أَتَأسَى يا أَبَا بَكْرِ
أَتَأسَى يا أَبَا بَكْرِ
رقم القصيدة : 9288
-----------------------------------
أَتَأسَى يا أَبَا بَكْرِ
لِموتِ الحرّة ِ البِكْرِ
وقد زَوَّجْتَهَا قبراً
وما كالقَبْر من صُهْرِ
وعَوَّضْتَ بها الأَجْرَ
وما للأَجْرِ من مَهْرِ
زَفَافٌ أُهدِيَتْ فيهِ(93/485)
من الخِدْرِ إلى القَبْرِ
فتاة ٌ أسبَلَ اللّهُ
عليها أسبَغَ السّتْرِ
وردة ٌ أَشْبَهَ النّعمَـ
ـة َ في الموقِعِ القَدْرِ
وقد يُخْتارُ في المَكْرُو
هِ للعَبدِ وما يَدرِي
فَقَابِلْ نِعْمَة َ الله التـ
ـي أَولاكَ بالشُّكْرِ
وَعَزِّ النّفسَ ممّا فَا
تَ بالتسلِيمِ والصَّبرِ
العصر العباسي >> كشاجم >> عَذِيري من بياضِ الشيـ
عَذِيري من بياضِ الشيـ
رقم القصيدة : 9289
-----------------------------------
عَذِيري من بياضِ الشيـ
ـبِ فاجَاني بما أكرَهْ
بَدَا في غرتي حتّـ
ـى لقدْ صيَّرني غرّهْ
وما كانَ عَلَيْهِ لَوْ
تَجافى لي عَنِ الطّرَّهْ
فأرخَاها وأمضَى حُكمَـ
ـهُ في سائرِ الشّعْرَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> أَلاَ أَبْلِغْ أَبَا بَكْرِ
أَلاَ أَبْلِغْ أَبَا بَكْرِ
رقم القصيدة : 9291
-----------------------------------
أَلاَ أَبْلِغْ أَبَا بَكْرِ
مَقَالاً مِنْ أخٍ بَرِّ
ينادِيكَ بإخلاصٍ
وإِنْ نَادَاكَ من عُقْرِ
أظنُّ الدهرَ أعدَاكَ
فاخلَدْتَ إلى الغَدْرِ
فما ترغَبُ في الوصلِ
ولا تعْرضُ مِنْ هَجْرِ
ولا تخطرُني منكَ
على بالٍ من الذِّكْرِ
أتنسى زمناً كُنَّا
بِهِ كالماءِ في الخَمْرِ
أَلِيفَيْنِ خَلِيفَيْنِ
على الأَيسارِ والعُسْرِ
مُكِبَّينِ على اللّذا
نْرى في فَلَكِ الآدا
تُرى فِي فَلَكِ الآدا
بِ كالشَّمْسِ وكالبَدْرِ
كَمَا أَلَّفَتْ الحِكْمَـ
ـة ُ بينَ العودِ والزّمْرِ
فَأَلْهَتْكَ بَسَاتِينُـ
ـكَ ذاتُ النَّوْرِ والزّهْرِ
وما شيَّدْتَ للخلوَ
ة ِ من دارٍ ومنْ قَصرِ
وما جَمَّعْتْ مِنْ غرسٍ
ومن نسلٍ ومن بذْرِ
ونَارَنجٍ وريحَانٍ
جنيِّ طيِّبِ النّشْرِ
يحاكي وَرَقَ الأَطْرَا
سِ في التَّشْريفِ والشَّذْرِ
ويجري بذكيِّ العُرْ
فِ مَجءرَى الأَمْنِ فِي الذّعْرِ
ومنثُورٍ كألفاظِ
كَ في نَظمٍ وفي نَثْرِ
وَلِي خَدٌّ وبستانٌ
ونهرٌ فيهما يجري
كَذَوْبِ الفضّة ِ البيضا
ءِ فوقَ العنبرِ الشّحري
ولكنّهما أَعْرَى(93/486)
من الصّفْوانِ والصَّخْرِ
خَليَّان مِنْ النَّبْتِ
غريقانِ من القَطْرِ
كَبِكْرٍ ما لها بعلٌ
ورأسٌ غيرُ ذي شَعْرِ
فأسهِمْني من الغَرسِ
الذي عندَكَ يا ذُخْرِي
فَقِدْماً يا لكَ الخيرُ
غَرَسْتَ الودَّ في صَدْرِي
وفي غرسِكَ إِنْ جُدْتَ
بِهِ معنى ً وفي صَهْرِي
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> كشاجم >> شَمْسُ الضّحَى في الغَمَامِ مُسْتَتِرَهْ
شَمْسُ الضّحَى في الغَمَامِ مُسْتَتِرَهْ
رقم القصيدة : 9290
-----------------------------------
شَمْسُ الضّحَى في الغَمَامِ مُسْتَتِرَهْ
أم دمنة ٌ في النّقَابِ معتجِرَه
جَنَتْ فجاءَتْ مَجِيءَ مُذنِبَة ٍ
إِليكَ مّما جَنَتْهُ معتَذِرَهْ
يقتَادُهَا الشَّوْقُ ثمَّ يمنَعُهَا
خوفُ العِدَى والحسودَة ِ المَكِرَهْ
حتَّى إذا نَفْخَة ُ الصّبا نَسَمَتْ
نَمَّتْ عليها الرَّوايحُ العَطِرَهْ
أحبِبْ بها زَوْرَة ً وَزَائِرَة ً
لو لم تَكُن من وُشَاتِها حذِرَهْ
تَظَلُّ عَنْ حَالَتِي تُسَائِلني
وهيَ بما قدْ جَنَيْتُهُ خَبِرَهْ
قُلْتُ لها قد قَدَرْتِ فاغتَفِري
ما أَحسنَ العفوَ مِنكِ مُقتَدِرَهْ
قَالَتْ وحتَّى مَتَى تُوَبِّخُنِي
من دونِ ماذا هتَكتُ مُستَتِرهْ
الذَّنْبُ في الحبِّ لِي فاحقَرُهْ
هذا من الحبِّ في الهَوَى نَكِرَهْ
واستمجَنَتْ فاحْتَذَيْتُ مِئزرَهَا
يَا حُسْنَهَا حَاسراً ومؤْتَزِرَهْ
ناهيكَ مِنْ خلوَة ٍ وملتزمٍ
ورَشْفِ ثَغرٍ وريقَة ٍ خَصِرَهْ
ومن ثمارٍ على التّرائِبِ في
صحيحة ِ الصَّدْرِ غيرِمُنكسِرَهْ
وذاتِ لومٍ تَظَلُّ تعذلُني
وهيَ مِنَ الَّومِ غيرُ مزدَجَرَهْ
يا هذِهِ قُلْتُ فاسمَعِي لِفَتى ً
في حَالِهِ عِبْرَة ٌ لَمُعْتَرَهْ
أمرتِ بالصَّبرِ والسّلُوِّ وَلَوْ
عَشِقْتِ أُلفيتِ غَيْر مصطَبِرَهْ
مَنْ مُبْلِغٌ إِخْوَتِي وإِنْ بَعُدُوا
أنَّ حياتي لِبُعدِهِمْ كَدِرَهْ
قد هِمْتُ شوقاً إلى وُجُوهِهِمْ
تلكَ الوُجُوهِ البهيَّة ِ النَّضِرهْ(93/487)
أَبناءُ مُلْكٍ عُلاَهُمْ بِهِمْ
عَلَى العُلاَ والفتخَارِ مفتَخَرَهْ
ترمي بِهمْ نعمة ٌ يُزَيِّنُهَا
مروءَة ٌ لَمْ تَكُنْ تُرَى نُزُرَهْ
ما انفَكَّ ذا الخلقُ بينَ منتصرٍ
على الأعادِي بهمْ ومنتَصِرَهْ
جبالُ حِلْمٍ بُدُورُ أَندِيَة ٍ
أُسْدُ وَغى ً في الهياجِ مبتَدِرَهْ
بِيضٌ كِرامُ الفعالِ لا بُخُلُ
الأَيْدِي وليسَتْ مِنَ النَّدَى صُفْرَهْ
للناسِ منهُمْ منافِعٌ وَلَهُمْ
مَنَافِعٌ في الأَنامِ مشتَهِرَهْ
متى أراني بمِصرَ جَارَهُمُ
نَسْبِي بِهَا كلَّ غادة ٍ خَضِرَهْ
والنيلُ مستكمِلٌ زيادَتَهُ
مثلُ دروعِ الكُمَاة ِ منتَثِرَهْ
تَغْدُو الزّوارِيقُ فيهِ مُصْعَدَة ٌ
بنا وطوراً تَروحُ منحَدِرَهْ
والرَّاحُ تَسعَى بِهَا مذكّرَة ٌ
أَردَانُهَا بالعبِيرِ مختَمِرهْ
بكرانِ لكِنْ لهذهِ مائة ٌ
وتلكَ ثنتَانِ واثنَتَا عَشَرَهْ
يا ليتني لَم أَرَ العِراقَ ولَمْ
أسمَعْ بذكرِ الأهْوازِ والبَصَرَهْ
ترفعُنِي تَارَة َ وتخفضُنِي
أُخرى فمِنْ سَهْلَة ٍ وَمِنْ وَعِرَهْ
مِنْ فوق ظَهْرِ سلهبيَّة ٍ
قِطَانُها والبدارُ مغتَفِرَهْ
وتارة ً في الفراتِ طامِية ٌ
أمواجُه كالخَيَالِ مُعْتَكِرَهْ
حتَّى كأَنَّ العراقَ تعشَقُنِي
أَو طالَبَتِني يَدُ النَّوَى بِتِرَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> حُلَلُ الشَبِيبَة ِ مُسْتَعَارَة ْ
حُلَلُ الشَبِيبَة ِ مُسْتَعَارَة ْ
رقم القصيدة : 9292
-----------------------------------
حُلَلُ الشَبِيبَة ِ مُسْتَعَارَة ْ
فَدَعِ الصِّبا واهجُرْ ديارَهْ
لا يَشْغَلَنْكَ عَنِ العُلا
خَوْدٌ تُمَنِّيكَ الزٍّيارَهْ
خَوْدٌ تُطّيْبُ طِيبَهَا
ويزيدُ سَاعِدُها سِوارَهْ
يحلُو أَوائِلُ حُبِّهَا
وَيَشُوبُ آخِرَهُ مَرَارَهْ
ما عُذْرُ مِثْلِكَ خَالِعاً
في سُكْرِ لذَّتِهِ عَذَارَهْ
من بَعْدِ ما شدَّ الأَشَـ
ـدَّ على تلابيه إزَارَهْ
مَنْ سَادَ فِي عِصْرِ الشَّبَا
بِ غَدَتْ لِسْؤْدَدِهْ غُفَارَهْ(93/488)
مالفخرُ أَنْ يغدُو الفتى
متشبعاً ضخمَ الحَرَارَهْ
كَلِفاً بِشُرْبِ الرَّاح مشغوُ
فاً بغزلانِ السَّتَارَهْ
مهجورة ٌ عَرَصاُتهُ
لا تَقَرَبُ الأَضْيَافُ دَارَهْ
الفخرُ أَنْ يُشْجِي الفَتَى
أعداءَهُ ويُعِزَّ جَارهْ
ويذبَّ عَنْ أَعراضِهِ
ويشبَّ للطُّرَّاقِ نارَهْ
ويروحُ إمَّا للإما
رَة ِ سَعْيُهُ أَو للوزَارَهْ
فَرْدُ الكِتَابَة ِ والخِطَا
بة ِ والبلاغة ِ والعِبَارَهْ
مُتيَقّظُ العَزَماتِ يجتَنِـ
ـبُ الكَرَى إِلاَّ غَرَارَهْ
فَكَأَنَّهُ مِنْ حِدَّة ٍ
وَنَفَادِ تَدْبيرٍ شَرَرَهْ
حَتَّى يُخَافَ وَيُرْتَجَى
ويُرَى لَهُ نَشَبٌ وشَارَهْ
في موكبٍ لجِبٍ كأ
نَّ اللَّيلَ ألبَسَهُ خِمَارهْ
تَزْهَى بِهِ عُصَبٌ تُنَفِّـ
ـضُ عَنْ مَنَاكِبِهِ غُبَارَهْ
وَيُطِيِلُ أَبناءُ الرَّغا
ئِبِ في مَشَاكِلهِ انتظارهْ
فادْأبْ لمجدٍ حادثٍ
أَو سالِفٍ يُعِلِي مَنَارَهْ
واعمَرْ لنفسكَ في العُلا
حَالاً وكُنْ حَسَنَ العِمَارَهْ
واقمَرْ لها سوقاً يُنَفْـ
ـفِقُهَا وتاجِرْهَا تجَارَهْ
أَمراً يخافُ الحرُّ عَارَهْ
وإِذا عَدِمْتَ مِنَ المآ
كِلِ خَيْرَهَا فَكُلِ الحِجَارَهْ
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> كشاجم >> وليلة ٍ فيها قَصُرْ
وليلة ٍ فيها قَصُرْ
رقم القصيدة : 9293
-----------------------------------
وليلة ٍ فيها قَصُرْ
عشاؤُهَا معَ السَحَرْ
صَافِيَة ٍ من الكَدَرْ
تُقْضَى ولَمْ يُقْضَ الوَطَرْ
وَحْياً كَلَمْحٍ بالبَصَرْ
أَو خطرَة ٍ من الخَطَرْ
في مثلِها التذَّ السَهَرْ
واستوطَنَ الجنبَ الأبَرْ
تمحو إِساءَاتِ القَدَرْ
وتتركُ الدَّهْرَ أَغَرّْ
لهوتُ فيها مستَتِرْ
من طارقٍ عَلَى خَذَرْ
حيرانَ من فرطِ الذعرْ
إلاَّ الدَلالَ والخَفَرْ
ونفحة ُ النَّشْرِ العطرْ
أنستُهُ حينَ استقَرْ
هنّيتُهُ ثمَّ سَفَرْ
عنْ دَعَجٍ وعن حَوَرْ
وعارضٍ مثلِ القَمَرْ
يلوحُ في ليلِ الشّعَرْ
لا يَسْتَفِي منهُ النَّظَرْ(93/489)
لوْ صوّبُوه لَقَطَرْ
وَمَبْسَمٍ عَذْبِ الأَثَرْ
فيهِ مَعَ الطيبِ خَصَرْ
أذيبَ من خَمْرٍ ودرّْ
يا مرحباً حينَ حَضَرْ
فارتاحَ مُشْتَاقٌ وَسُرّْ
سرورَ أَرضٍ بِمَطَرْ
أو عينِ أعمَى بنَظَرْ
أنكرتَ شيئاً فاعتَذَرْ
ثمَّ اعتذَرْتَ فَشَكَرْ
ثمَّ نَشَجتَ فزَفَرْ
ثَمَّ لَثَمْتَ فَنَفَرْ
نَفْرَ الظّباءِ إنْ نَهَرْ
ثمَّ تَجَاذبنا الأزُرْ
فَلا تَسَل عَنِ الخَبَرْ
ثم َّتأنَّى فنفَرْ
يا قُرْبَ ورد مَنْ عذَرْ
ما إِنْ دَنَا حتَّى سَطَرْ
ولا وَفَى حتى غَدَرْ
وَلِي إذا الهمُّ عَصَرْ
وَجَاشَ بَحْرٌ وزَخَرْ
عزمٌ على الهوى مُمِرّْ
وهمّة ٌ ذاتُ كِبَرْ
مع السّماكِ والمَجَرْ
بمثِلهَا أمري مُمَرْ
وسابحٍ نَهْدٍ طِمِرِ
لو سَابقَ الريحَ ظَهَرْ
أَو سَاجَل البرقَ فَخَرْ
أَو كاثَرَ البَحْرَ كَثُرْ
أَو بَادَرَ السيلَ بَدَرْ
أَو هَمَّ باللَّيلِ اعتَكَرْ
لولا الحُجُولُ والغُرَرْ
ومطلقُ الحدّ ذَكَرْ
عَضْبٌ بِمَتنيهِ أَثَرْ
مَدَّ الفِرِنْدَ وَزَجَرْ
فيهِ كما مدَّ النَّهَرْ
كَمَا التَقَى نَمْلٌ وَذَرّْ
وكاسياتٌ تنتَظِرْ
شتَّى الشّيَاتِ كالحبَرْ
هِيمَ إلى الصَّيدِ ضَمَرْ
مِنْ كُلِّ مِغْوَارٍ أَشَرّْ
يصمّ مأمولَ الظَّفَرْ
غارَ على الوحشِ مَكَرْ
يُعيرُها ولا يُغَرّْ
خَلاَ فإِنْ رَاعَتْ كَشَرْ
مسجّياً لِمَا هَصَرْ
أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرْ
مِنْ غير أن يَدمى الثغَرْ
منهُ بنانٌ أَو ظُفُرْ
والصّبحُ لّما ينفَجِرْ
والبرَكاتُ في البُكَرْ
في زمرة ٍ خيرٍ زُمَرْ
مِنْ نفرٍ أَيِّ نَفَرْ
من آل ساسانَ صُبُرْ
على تصاريفِ الغِيَرْ
قد جَلَبُوا الدَّهْرَ دُرَرْ
وجرَّبوا حُلْواً وَمُرّْ
موافقينَ في الحَضَرْ
مساعِدينَ في السَّفَرْ
ألهاهُمُ عن الوَتَرْ
وشدوِ غزلانِ السّتَرْ
نحوٌ وشِعرٌ وخَبَرْ
وَمُسْنَدٌ من الأَثَرْ
ويومُ فَخْرٍ يُدّكَرْ
فأَنْتَ منهُمْ في غَمَرْ
يُحْيي ويُغْذِي بالفِكَرْ
وَمُلَحٍ من الفِقَرْ
يطيرُ منهنّ الشّرَرْ(93/490)
يا لكَ من قولٍ خَطَرْ
كالعِقْدِ حُلَّ فانتَشَرْ
عروضُ قولٍ مُشْتَهَرْ
سَارٍ لأَدْنَى من شعَرْ :
"وبلدة ٍ فيها زَوَرْ"
العصر العباسي >> كشاجم >> بَاكِرْ فهذي صبيحة ٌ قُرّهْ
بَاكِرْ فهذي صبيحة ٌ قُرّهْ
رقم القصيدة : 9294
-----------------------------------
بَاكِرْ فهذي صبيحة ٌ قُرّهْ
واليومَ يَوْمٌ سماؤُه ثَرّهْ
ثَلجٌ وشمسٌ وصَوبُ غادية ٍ
فالأرضُ من كلّ جانبٍ غرّهْ
باتَتْ وقِيعَانُها زبرجَدَة ٌ
وأصبحَتْ قد تحوَّلتْ دُرّهْ
كأنَّها الثّلوجُ تُضحِكُها
تغارُ مّمن أحبّه ثَغْرَهْ
كأَنَّ في الجوٍِّ أَيْدِياً نَثَرَتْ
ورداً علينا وأسرَعتْ نَثْرَهْ
شابَتْ فَسُرَّت بذاك وابتَهَجَتْ
وكان عَهْدُ المشيبِ تَكْرَهْ
فاشرَبْ على الثلجِ من مشعشعَة ْ
كأَنَّها في إنائِهَا جَمْرَهْ
قد جُلِيَتْ بالبياضِ بلدَتُنَا
فَاجْلُ علينا الكؤوسَ في الخَمْرَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> بِيضٌ لَبِسنَ حِدادَهُنَّ لمأتَمٍ
بِيضٌ لَبِسنَ حِدادَهُنَّ لمأتَمٍ
رقم القصيدة : 9295
-----------------------------------
بِيضٌ لَبِسنَ حِدادَهُنَّ لمأتَمٍ
فَلَبِسْنَ منهُ الليلَ وقَ نَهَارِ
ولطَمنَ منهُنَّ الخدودَ تأسّياً
وسكَبنَ دمعاً كاللّجينِ الجَاري
فكأَنَّما تلكَ الخدودَ بَنَفْسَجٌ
وكأَنَّما تلكَ البَنَانُ دَرَارِي
العصر العباسي >> كشاجم >> غَدَرَ الزّمانُ وجارَ في أَحكامِهِ
غَدَرَ الزّمانُ وجارَ في أَحكامِهِ
رقم القصيدة : 9296
-----------------------------------
غَدَرَ الزّمانُ وجارَ في أَحكامِهِ
والدَّهْرُ عينُ الخائنِ الغدّارِ
ورُزِيتُ أعلاقاً عليَّ كريمة ً
من قبلِ أن تُقْضَى بها أوطَاري
وفُجِعْتُ بالقمريِّ فجعة َ ثَاكِلٍ
فَقَقَدْتُ منهُ أَمتَعَ السُّمَّارِ
لونُ العمامة ِ لونُهُ ومناسبق
في خلقَة ِ الأَقلامِ بالمنقارِ
ومطوَّقٌ من صُنْعِ خُلْقَة ِ ربِّهِ
طوقينِ خِلْتُهُمَا منَّ النّوّارِ(93/491)
وَلَطَالَمَا اسَتَغْنَيْتُ في غَسَقِ الدُّجَا
بهديلة ٍ من مُطْرِبِ الأوتَارِ
هَزَجَ الأصَائِلِ تستحِثُ كُؤوسَنَا
وتُقِيمُنَا لِلْفَرْضِ بالأَسْحَارِ
لهفي على القمريِّ لهفاً دائماً
يكوي الحشا بجوى ً كلذع النارِ
ولقد هجرتُ الصَّبْرَ بعدَ فراقِهِ
ولقد مَزَجْتُ دماً بدَمْعٍ جَارِ
ما كنتُ في الأطْيَارِ واحِدَ مثِلِه
هيهاتَ أُودِي سَيِّدُ الأطيارِ
العصر العباسي >> كشاجم >> وَصُفْرٍ من بناتٍ النَّحْلِ تُكْسَى
وَصُفْرٍ من بناتٍ النَّحْلِ تُكْسَى
رقم القصيدة : 9297
-----------------------------------
وَصُفْرٍ من بناتٍ النَّحْلِ تُكْسَى
بواطِنُهَا وأظهرُها عَوَاري
عَذَارَى يُفْتَضَضْنَ من العَوَالي
إذا افتُضَّتْ مِنَ الظّلِّ العَذَارِي
وَلَيْسَتْ تُنْْتِجُ الأَضْوَاءِ حتّى
تُلَقْحَ في ذَوائِبِها بِنَارِ
كواكبُ لَسْنَ عنكَ بآفلاتٍ
إذا ما أَشْرَقَتْ شَمسْ العُقَارِ
بَعَثْتُ بها إلى ملكٍ كريمٍ
شريفِ الأصلِ محمودِ النَّجَارِ
فأهديتُ الضّياءَ بها إلى مَنْ
مَحَاسِنُهُ تُضِيءُ لِكُلِّ سَارِ
العصر العباسي >> كشاجم >> عَرَضنَ فَعَرّضْنَ القلوبَ منَ الأذَى
عَرَضنَ فَعَرّضْنَ القلوبَ منَ الأذَى
رقم القصيدة : 9298
-----------------------------------
عَرَضنَ فَعَرّضْنَ القلوبَ منَ الأذَى
لأَسْرَعِ من كَيِّ القلوبِ من الجَمْرِ
كأَنَّ الشِّفاهَ اللُّعْسَ مِنْهَا خَوَاتِمٌ
منَ التِّبْرِ مَخْتْومٌ بهنَّ على الدُّرِّ
العصر العباسي >> كشاجم >> من شَكَّ في فضلِ الكُميتِ فَبَيْنَهُ
من شَكَّ في فضلِ الكُميتِ فَبَيْنَهُ
رقم القصيدة : 9299
-----------------------------------
من شَكَّ في فضلِ الكُميتِ فَبَيْنَهُ
فيه وبينَ يَقِينِهِ المضمارُ
مِنْ مَنْظرٍ مُسْتَحْسَنٍ محمودة ٍ
آثارُهُ إذ تُبْتَلَى الأَخبارُ
ماءٌ تَدَفَّقَ طاعة ً وسلاسة ً
فإذا استدرَّ الخُضْرُ منهُ فَنَارُ
فإذا عَطَفْتَ بهِ على بَارودة ٍ(93/492)
لتَرُدَّهُ فكأنَّهُ بركَارُ
وصفَ الخلوقَ أدِيمُهُ فكأنَّما
أهدى الخلوقَ لجسمهِ عطَّارُ
قَصُرَتْ قِلادة ُ نحرِهِ وعذارِهِ
والرّسغُ وهي من العتيقِ قِصَارُ
فكأنَّما هاديه جزعٌ مُشْرِفٌ
وكأنَّما للضَّبِّ فيهِ وَجَارُ
يَرِدُ الضَّحَاضِحَ عيرَ ثانٍ سُنْبُكاً
ويردُّ خلفَكَ طَرْفَهُ فتحارُ
لَوْ لَمْ يَكُنْ للخَيلِ نِسْبَة ُ خَلْقِهِ
خَالته من أشكالِهَا الأطيارُ
العصر العباسي >> كشاجم >> وجارية ٍ مثلُ شَمسِ النهارِ
وجارية ٍ مثلُ شَمسِ النهارِ
رقم القصيدة : 9300
-----------------------------------
وجارية ٍ مثلُ شَمسِ النهارِ
أو البدرِ بينَ النجومِ الدّراري
أتتكَ تميسُ بقدِّ القضِيبِ
وَتَرْنُو بعينِ مهاة ِ القِفَارِ
وتَرْفلُ في مصمتٍ أبيضٍ
تلوَّنَ في خدِّها الجُلّنَارُ
وتحمدُ عوداً فصيحَ الجوابِ
يشارِكُ أَرواحنَا في المجارِي
لهُ عُنُقٌ كذراعِ الفتاة ِ
ودستانُهُ بمكانِ السّوارِ
فجادتْ عليهِ وجادتْ لهُ
بعسفِ اليمينِ ولُطْفِ اليسارِ
فَلاَ أَمْهَلَتْهُ ولا نَهْنَهَتْهْ
من الظّهر حتَّى انقضاءِ النّهارِ
فلمَّا تَغَنَّتْ غناءَ الوداعِ
بَكَيتُ وقُلتُ لبعضِ الجَواري
لئن عشتُ عِندَ هزارِ الغناءِ
لقدْ متُّ عندَ هزارِ الإزارِ
العصر العباسي >> كشاجم >> روحٌ من الماءِ في جِسْمٍ مِنَ الصفَرِ
روحٌ من الماءِ في جِسْمٍ مِنَ الصفَرِ
رقم القصيدة : 9301
-----------------------------------
روحٌ من الماءِ في جِسْمٍ مِنَ الصفَرِ
مؤلفٌ بلطيفِ الحسّ والنّظرِ
مستعبرٌ لم يغبْ عن إلفه وَطنٌ
ولم يَبتْ قَطُّ من ضِغْنٍ على حذَرِ
لهُ على الظّهرِ أَجْفَانٌ محجَّرَة ٌ
ومقلة ٌ دَمْعُهَا يجري على قَدَرِ
تنسى لهُ حركاتٌ في أَسافِلِهِ
كأنَّها حَركاتُ الماءِ في الشّجَرِ
وفي أعاليهِ حسبانٌ مُفَصَّلة ٌ
للنَّاظرينَ بلا ذِهْنٍ ولا فِكَرِ
إذا بَدَا دانَ في أَحْشَائه فَلَكٌ
خافي المسيرِ وإنْ لَمْ يبدُ لَمْ يَدُرِ(93/493)
مخيّرٌ عن مَواقيتٍ يُخَبّرُنَا
عنها فيوجَدُ منها صَادِقَ الخَبرِ
تقضي به الخمسُ في وقتِ الوجوبِ وإنْ
عَطَّى على الشَّمْسِ شَرَّ الغيمِ والمَطَرِ
وإنْ سهرتُ ففي الأسبابِ تورقني
عَرَفتٍُ مِقْدَارَ ما أَلْقى مِنَ السَّهَرِ
محدِّدٌ كلَّ ميقاتٍ تخيَّرهٌ
ذوو التخيُّرِ للأسْفَارِ والخَطَرِ
ومخرجٌ لكَ بالأَجزاءِ أَلْطَفَهَا
مِنَ النهارِ وقوس الليلِ والسَحَرِ
نتيجة ُ العلمِ والتفكيرِ صورتهُ
يا حبَذَا بِدَعُ الأَفْكَارِ في الصّوَرِ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> كشاجم >> قُمْ قَدْ أَتَى ضوءُ الصَّبَاحِ المُسْفِرِ
قُمْ قَدْ أَتَى ضوءُ الصَّبَاحِ المُسْفِرِ
رقم القصيدة : 9302
-----------------------------------
قُمْ قَدْ أَتَى ضوءُ الصَّبَاحِ المُسْفِرِ
ياصَاحِ فاغتنِمِ الهَوَى وتَبَكَّرِ
فالمِمْ بتينٍ لَذَّ طَعماً واكتسى
حُسناً وقاربَ منظراً من مُخْبِرِ
كالثَّلجِ بَرْداً في اصفِرَارِ التبرِ في
ريحِ العبيرِ وفوقَ طعمِ السكَّرِ
لَطُفَتْ مَعَانِيهِ لطافَة َ عاشِقٍ
في لونِ مشتاقٍ حليفِ تَفَكُّرِ
يحكي إذا ما صُفَّ في أطباقهِ
خيماً ضُرِبْنَ من الحريرِ الأصفَرِ
العصر العباسي >> كشاجم >> ململماتٌ مِنْ كراة ِ التّبْرِ
ململماتٌ مِنْ كراة ِ التّبْرِ
رقم القصيدة : 9303
-----------------------------------
ململماتٌ مِنْ كراة ِ التّبْرِ
معتنقاتٌ لرقيقِ الخَضْرِ
بِنَكْهَة ِ العِطْرِ وفوقَ العِطْرِ
أَجودُ مِنْ نَشْقِ سُلافِ الخَمْرِ
مشتملاتٌ بثيابٍ صُفْرِ
تزُورُنا في القَصرِ بَعدَ العَصْرِ
العصر العباسي >> كشاجم >> ما بالُ طفشيلِكَ قد أخِّرتْ
ما بالُ طفشيلِكَ قد أخِّرتْ
رقم القصيدة : 9304
-----------------------------------
ما بالُ طفشيلِكَ قد أخِّرتْ
عَنّا وما نَعهَدُ تَأَخِيرا
فَهَاتِها في حَلْيهَا تُجْتَلى
كالروضِ إِذْ صُوِّرَ تصوِيرا(93/494)
زخارفُ الوشْيِ وألوانُهُ
تبراً من الجوهَرِ مَنشْوُراً
والخَرَزُ الغَضُّ بأرجَائِها
يَحكي لنا فيهِ الدَّنَانيرا
وأخضرٌ يضحَكُ في أصفرٍ
كأَنَّما وَاجَهَ مَهْجورا
والبيضُ فيها نرجسٌ نَثْرُهُ
في فضَّة ٍ قُدِّرَ تَقْدِيرا
خَبيصَة ٌ صَفراءُ لكنَّها
تحوي منَ النَّبتِ عقاقيرا
العصر العباسي >> كشاجم >> وَوَصَائفٌ صُفّتَ على ذي أَربعٍ
وَوَصَائفٌ صُفّتَ على ذي أَربعٍ
رقم القصيدة : 9305
-----------------------------------
وَوَصَائفٌ صُفّتَ على ذي أَربعٍ
ممّا عُنِي بِصَنِيعِ التّجَّارُ
وسمَتْ وُسُومَ الرّيحِ في ليّاتِها
فتحيَّرتْ في حُسنِها الأبصَارُ
فكأنَّما آذانُهُنَّ صوالجٌ
وكاَنَّما أَقدامُها أَقْمَارُ
العصر العباسي >> كشاجم >> كأنَّما النَّارُ والرّمادُ وَقَدْ
كأنَّما النَّارُ والرّمادُ وَقَدْ
رقم القصيدة : 9306
-----------------------------------
كأنَّما النَّارُ والرّمادُ وَقَدْ
كادَ يواري من جسمِهَا النّورا
وَرْدُ جَنَى القطافِ تَحسبُ قَدْ
ذرّتْ عليهِ الأَكُفُّ كَافُورا
العصر العباسي >> كشاجم >> دواءُ الثّمِلِ المخمورِ
دواءُ الثّمِلِ المخمورِ
رقم القصيدة : 9307
-----------------------------------
دواءُ الثّمِلِ المخمورِ
رَشْفُ شَرَابٍ شَبِمٍ مقرورِ
رَقَّ كدَمعِ العاشِقِ المهجورِ
في قَعْرِ كيزانٍ من الصخورِ
ترفَعُ قضباناً من البلّورِ
مِنْ نَفَسٍ مثلِ جَنَى الكافورِ
العصر العباسي >> كشاجم >> وزائرٍ زَارَ وقد تَعَطَّرا
وزائرٍ زَارَ وقد تَعَطَّرا
رقم القصيدة : 9308
-----------------------------------
وزائرٍ زَارَ وقد تَعَطَّرا
أَسرَّ شَهْداً وأذاعَ عنبرا
واستكّثَرَتْ منهُ المهاة ُ سكّراً
ينفثُ في الآنافِ مِسْكاً أذفرا
ملتحفاً للحّرِّ ثوباً أصفرا
معمّداً من الحريرِ أَخْضَرا
يحسَبُهُ النَّاظِرُ إنْ تقرَّرَا
دَبَّ الدّبَا بمنتِهِ فأَثّرا
أَبا عليٍّ فاحْضَرَنْهُ كَيْ تَرَى(93/495)
واكتبْ عَلَيَّ إذا كذبتُ مَحضَرا
العصر العباسي >> كشاجم >> ململمينَ فَوْقَ جرفٍ هارِ
ململمينَ فَوْقَ جرفٍ هارِ
رقم القصيدة : 9309
-----------------------------------
ململمينَ فَوْقَ جرفٍ هارِ
قد نحتا وشبهني في نجارِ
دَارَا كمثلِ الفلكِ الدّوارِ
وأسْبَلا ذيلاً من الغُبَارِ
فَنَحْنُ في رِفدِهما المدرارِ
في نِعَمٍ صافية ِ الأَقْطَارِ
العصر العباسي >> كشاجم >> مازلت في سُكري أخُمشُ كَفّها
مازلت في سُكري أخُمشُ كَفّها
رقم القصيدة : 9310
-----------------------------------
مازلت في سُكري أخُمشُ كَفّها
وذراعَهَا بالقَرصِ والآثارِ
حتَّى تَرَكتُ أديمها وكأَنَّما
غَرَسَ البَنَفْسَجُ منهُ في الجمّارِ
العصر العباسي >> كشاجم >> كأَنَّما النّارْنجُ لّما بَدَتْ
كأَنَّما النّارْنجُ لّما بَدَتْ
رقم القصيدة : 9311
-----------------------------------
كأَنَّما النّارْنجُ لّما بَدَتْ
أَغصانُهُ في الورقِ الخضْرِ
زُمُرُّدٌ أَبدَي لَنَا أنجماً
مَعْجُونة ً من خَالِصِ التبرِ
إذا تحيّانا بها خِلْتَنَا
نَسْتَنْشقُ المسكَ من الجَمْرِ
العصر العباسي >> كشاجم >> تأخَّرْتَ حتَّى كدَدْتَ الرسُولَ
تأخَّرْتَ حتَّى كدَدْتَ الرسُولَ
رقم القصيدة : 9312
-----------------------------------
تأخَّرْتَ حتَّى كدَدْتَ الرسُولَ
وحتَّى سَئِمتُ مِنَ الإنتظَارِ
وأوحَشتَ إخوانكَ المبعدينَ
وَفَجَّعْتَهُمْ بشَبَابِ النَّهارِ
وأَضرَمْتَ بالجُوعِ اَحشَاءَهُمْ
بنارٍ تزيدُ على كُلِّ نَارِ
فإِنْ كُنْتَ تَأْمَلُ إِلاَّ لَحًي
فأَنْتَ وحقَّكَ عَيْنُ الخُمَارِ
العصر العباسي >> كشاجم >> دَاوِ خَمّاري بكأسِ خمرِ
دَاوِ خَمّاري بكأسِ خمرِ
رقم القصيدة : 9313
-----------------------------------
دَاوِ خَمّاري بكأسِ خمرِ
وأَحْيِ سُكّرَ الهوى بِسُكْرِ
وَرَوِّقِ المَزْجَ ذَوْبَ دُرِّ
وشعِشعَ الرّاحَ ذَوْبَ تِبْرِ
مدامة ٌ عُتّقَتْ فجاءَتْ(93/496)
كلمعِ بَرْقٍ وضوءِ فَجءرِ
رقّتْ فكانَتْ كماءِ ديني
وماءِ وَجهِي وماءِ شِعْرِي
لا تُفْنِ عُمْرَ الزّمانِ إلاَّ
ما بينَ قلاّية ٍ وَقمرِي
يا دير مرَّانَ كَمْ غَزَالٍ
فيكَ وكمْ جنّة ٍ وَزَهْرِ
فَكَمْ تَطَرّبْتُ مُسْتَهاماً
إِليكَ إذْ عِيلَ فيكَ صبري
وفي يميني شمالُ شَمْسٍ
وفي شَمَالي يَمينُ بَدْرِ
حَكَتْ أكُفُّ الرّياحِ ليلاً
بروضة ٍ خَيْطَ كلِّ قَطْرِ
كأَنَّ دُولاَبها مُحِبٌّ
يحنّ والدَّمْعُ منهُ يجري
ثُمَّ تحلَّتْ ضُحى ً وأبدَتْ
عرائساً مِنْ حلى ً وَزَهْرِ
فالنَّوْرُ والظّلُّ في رُبَاهُ
ما بينَ نظمٍ وبينَ نَثْرِ
كالدَّمْعِ قد حارَ في خدودٍ
مِنْ حُمُرٍ ورديَّة ٍ وصُفْرِ
ورُبَّ يومٍ قطعتُ فيهِ
عظيمَ قدرٍ جَليلَ ذِكْرِ
أحسَنُ من يومِ مهرجانٍ
ويومِ اَضحى ً ويومِ فِطْرِ
أتبعتُ إثْمَ الهوى بإثمٍ
فيهِ ووزْرَ الصّبا بوِزْرِ
بين شقيقٍ صقيلِ خَدٍّ
وأقحوانٍ نقيّ ثَغْرِ
وابنِ دَلالٍ إذا تَثَنَّى
راَيتَ عذراءَ بنتَ خِدْرِْ
يديرُ ألفاظَهُ بحذقٍ
فينا وأَلْحَاظَه بِسِحْرِ
فلستُ آبى وَلو سَقُونِي
على أغانيهِ نِيلَ مصرِ
ما تَرَكتْ لي المُدامُ همّاً
يَضِيقُ عنهُ وَسيعُ صَدْرِي
إن هيَ إلاَّ نجومُ سَعدٍ
على أكُفِّ الأنامِ تجري
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> كشاجم >> لا وَعينٌ تُدِيرُ باللّحظِ خمرا
لا وَعينٌ تُدِيرُ باللّحظِ خمرا
رقم القصيدة : 9314
-----------------------------------
لا وَعينٌ تُدِيرُ باللّحظِ خمرا
بين أهلِ الهَوَى فتَقْتُلُ سُكرَا
لا أَطعتُ السلوَّ عنها ولا العَا
ذِلَ فيها ولا تعاطيتُ صَبرَا
صَاحِ ما حِيلَتِي حَسِبْت طَريقَ الحُـ
ـبّ سهلاً فكان ـ لاكانَ ـ وَعْرَا
لا تَلُمْ في البُكَاءِ فالدَّمْعُ لَو لَمْ
يَجْرِ في الخدِّ كانَ في القَلْبِ جَمْرَا
وسحابٌ يجرُّ في الرَّوضِ ذيلي
مطرفٌ ذَرّهُ على الأرضِ ذرّا
بَرقُهُ لمحة ٌ ولكنْ لهُ رعـ(93/497)
ـدٌ بَطيءٌ يكسو المسامِعَ وقرَا
كخليٍّ منافِقٍ للذي يهـ
ـواهُ يبكي جَهراً ويضحَكُ سِرّا
قَد سَقَتْنِي المدامَ فيهِ فتاة ٌ
سَحَرَتني وَلَيسَ تُحْسِنُ سِحْرا
فإذا ما رأيتُها تَشرَبُ الكأْ
سَ أَرَتني شمساً تَقْتُلُ بَدْرَا
العصر العباسي >> كشاجم >> سُقْياً لِليلٍ قَصَرْتُ مدّته
سُقْياً لِليلٍ قَصَرْتُ مدّته
رقم القصيدة : 9315
-----------------------------------
سُقْياً لِليلٍ قَصَرْتُ مدّته
بديرِ مرّانَ مرَّ مَسكورا
يومَ أَتيناهُ زائرينَ فَصَا
دَفْنَا بهِ روضة ً وَمَاخورا
وباتَ بَدْرُ الدّجا يشعشِعُها
نوريّة ً تلبسُ الدّجَا نُورا
عادَتْ على نفسِهَا وقد بَرَزَتْ
فعادَ جَيبُ الحَبيبِ مَزْرُورا
حتَّى رأَيتُ الظَّلامَ يدرجُه الـ
ـغربُ وبردَ الصّباحِ منشورا
واختلطَ اللّيلُ والنّهارُ كما
يخلطُ كَفٌّ مِسْكاً وكافورا
العصر العباسي >> كشاجم >> لستُ على عذلِكَ صَبَّارا
لستُ على عذلِكَ صَبَّارا
رقم القصيدة : 9316
-----------------------------------
لستُ على عذلِكَ صَبَّارا
فلو تَشَا أقصرتُ إقصَارا
واهاً لأَيَّامِ صِباً فَقْدُهَا
أورَثَني همّاً وإكدارا
أيَّامَ لا أُصبحُ إلاَّ فتى ً
قد صَاحبَ الفتيانَ غيّارا
وَكَمْ وَكَمْ رُحْتُ إِلى حانة ٍ
وَكَمْ وكَمْ نَبهْتُ خَمّارا
استغفرُ اللهِ وَكَمْ ليلة ٍ
أحييتُها لهواً وأوزارا
عانَقْتُ في ظُلْمَاتها شَادِناً
بِفترة ِ الأَجفانِ سَحَارا
فَقامُ يجلُو جُلنّاريَّة ً
تُصيَّرُ الأضواءَ أنوارا
يعقدُ ما بينَ كَثيبِ النّقا
وبينَ غُصْنِ البَانِ زُنَّارا
فإن يكُنْ ذاكَ الزّمانُ انقضى
وبدَّلَ الأَحلاءً أَمرارا
فالعيشُ طعمانِ لِمَنْ ذاقَهُ
والدهرُ ما ينفكُّ أَطوارا
وحبَّذا يومٌ بكرنابة ٍ
والفجرُ قَدْ أَسفَرَ إِسفارا
وكلّنّا مبتهجٌ مُمْتَطٍ
طِرفاً يفوتُ الطَّرفَ خطَّارا
كأنَّه مُن عُظْمِ تركيبهِ
صوّرهُ الجبّارُ جَبّارا
يخطُو على صُمٍّ إذا حَنَتهَا(93/498)
ألقَتْ على الأحجارِ أَحجارا
كأَنَّنا في وقتِ إِرسَالِه
نُضْرِمُ في أعطافهِ نارا
يخبب خباباً سلوقيّة ُ
تفوتُ أَوهاماً وأَبصارا
مِنْ كلِّ حسناءَ طرازيّة ٍ
تفوق الأَرنب إِحضارا
يمدّ متنينِ امتداداً كما
قَرَنْتَ بالطّومَارِ طومارا
كَأنَّها صائمة ٌ أَقْسَمَتٍْ
أَنْ تجعلَ الأَرنبَ إِفطارا
وقد حملنا كُلَّ مُستَوفزٍ
أَدَهُ الحاذِقُ واختارا
يفتقُ حَمْلاقينِ عن مقلة ٍ
يَخَالها النّاظِرُ دِينارا
صادقة ٌ تُعملُ لحظاً إلى
مَقَاتلِ الطّائرِ نظّارا
مخاتلٌ لكن لهُ جلجلٌ
لم يألُ إعذارا وإنذارا
كأَنَّهُ شعلة ُ نارٍ إذا
عاينَ فتخاءَ وحشنَارا
أو عربيٌّ فاتكٌ ثائرٌ
يخافٌ في تقصيرِه العارا
فبينما تكفّفُ من غَربِها
وكلّها تجذبُ اَستَارا
صَارَ لنا برقٌ فناج ولو
كانَ يخافُ الحينَ ما ثَارا
فلم يزل في عَجَبٍ عَاجِبٍ
يأخذُ ما دبَّ وما طارا
فيا لهُ يوماً هَرَقْنَا به
من دَمٍ ما صِدْنَاهُ اَنهارا
وَلَّى وأُبقِي ذِكرُهُ بَعدَهُ
لِسائرِ الطرَّادِ أَسمارا
حتَّى إِذا نحنُ قَضَيْنَا بِهِ
من عُذَرِ اللذَّاتِ أَوطارا
مرحاً وقد سَّمطَ غلمانُنا
خرائطاً تحمِلُ أَوتارا
إلى محلٍّ حلَّ فيهِ النَّدى
وصارَ فيهِ المجدُ مذ صَارا
دارِ كريمٍ سيّدٍ أيِّدٍ
بُورِكَ فيمن يسكنُ الدّارا
تَلْقَاهُ فرداً في النَّدَى واحداً
وجحفلاً في الحربِ جرّارا
كأَنَّ في كفَّيهِ من جودِهِ
وبأسهِ الجنَّة َ والنّارا
لو أنَّ للأفلاكِ أخلاقَهُ
كانتْ نجومُ اللّيلِ أقمارا
يستعبِدُ الأَحْرَارَ معروفُهُ
والعُرْفُ يستعبدُ أحرارا
يشربُ شراوبة ً عُتِّقَتْ
في الدّنّ أعصاراً وأعصارا
حتَّى رأَينا اللّيلَ قد غَرَّبتْ
جَوْزَاهُ بَلْ والنَّجْمُ قد غارا
إِبٌقَ أَبا القاسِمِ واسْلَمْ فَقَدْ
جعلتَ للآدابِ مَقدارا
متَّعَكَ اللهُ بنعمائِهِ
وزادَ في عمرِكَ أعمارا
العصر العباسي >> كشاجم >> هو يوم شكّ يا "علـ
هو يوم شكّ يا "علـ
رقم القصيدة : 9317(93/499)
-----------------------------------
هو يوم شكّ يا "علـ
ـيُّ" وشَرُّه مُذْ كان يُحْذَرْ
والجوّ حُلَّتُه مُمَسَّـ
ـكة ٌ ومطرفه مُعَنْبَرْ
والماءُ فضّيُّ القَميـ
ـصِ وطيلسانُ الأَرضْ أَخْضَرْ
نبْتٌ يُصَعِّدُ زهْرَهُ
في الرّوضِ قَطْرُ نَدِّي تَحَدَّرْ
وأخو الحِجَى لو كان هذا الـ
ـيومُ من رَمَضَانَ أَفْطَرْ
وَلَنَا فُضَيْلاتٌ تَكو
نُ ليومِنَا قُوتٌ يُقَدّرْ
ومُدامة صفراء أد
ركَ عُمْرَها "كِسْرى " و"قَيْصَرْ"
فانْشَطَ لَنَا لِنَحُثّ من
كاساتِنا ما كان أكْبرْ
أَو لا فإِنَكَ جاهلٌ
إنْ قلتَ إنَّك سوفَ تُعذَرْ
العصر العباسي >> كشاجم >> يَا مَنْ أَنامِلُهُ كالعارِضِ السَّاري
يَا مَنْ أَنامِلُهُ كالعارِضِ السَّاري
رقم القصيدة : 9318
-----------------------------------
يَا مَنْ أَنامِلُهُ كالعارِضِ السَّاري
وفِعْلُه أبداً عارٍ منَ العارِ
أما ترى الثَّلجَ قد خاطَتْ أنامِلُه
ثوباً يزرُّ على الدنيا بأَزرَارِ
نارٌ،و لكنَّها ليسَت بمُبدِيَة ٍ
نُوراً،و ماءٌ ولكنْ ليسَ بالجاري
والرّاحُ قَد أوعزتْنَا في صبيحتِنَا
بيعاً ولو وَزْنَ دينارٍ بدينارِ
العصر العباسي >> كشاجم >> فديتِ زائرة ً في العيدِ واصلة ً
فديتِ زائرة ً في العيدِ واصلة ً
رقم القصيدة : 9319
-----------------------------------
فديتِ زائرة ً في العيدِ واصلة ً
والهجرُ في غفلة ٍ عن ذلك الخبرِ
فلم يَزَلْ خَدّهَا ركناً أَطوفُ بهِ
والخالُ في صحنِهِ يغني عن الحجرِ
العصر العباسي >> كشاجم >> قُمْ فاعقُرِ الهمّ بالعُقَارِ
قُمْ فاعقُرِ الهمّ بالعُقَارِ
رقم القصيدة : 9320
-----------------------------------
قُمْ فاعقُرِ الهمّ بالعُقَارِ
فالخمرُ درياقَة ُ الخمارِ
وهاتِهَا يا غلامُ صِرْفاً
حمراءَ مصفرَّة َ الخِمَارِ
صباحُ رَاحٍ دَجَا عليه
في فَلَكَ الدّنِّ قَارِ
وجسمُ نورٍ تراهُ يبدو
كناظرٍ في قميصِ نَارِ
مِنْ كَفِّ كالظّبيِ في رنوٍّ(93/500)
وفي احوراءرٍ وَفِي نفارِ
غُصْنُ قوامٍ على كثيبٍ
وليلُ شعرٍ على نَهَارِ
في وَرْدِ خدٍّ لهُ جَنيٌّ
رَيحانً صُدْغٍ لهُ مدارِ
مُذَكَّرُ القدّ والتّثنّي
مؤَّنثُ الدّلِّ كالجواري
إذا صقى بالصّغارِ صّباً
سَقَتْه عَيْنَاهُ بالكبارِ
لا عُذْرَ فيهِ لِمَنْ رآهُ
فلم يَرُحْ خالعَ العذارِ
شربْتُ من راحِهِ عُقاراً
ومِنْ ثنايَاهُ كالعُقَارِ
حتى إذا الرّاحُ رنّحَتْهُ
ومسَّهُ السّكْرُ بانكسارِ
وخالَطَتْ وَرْدَ وَجْنَتّيْهِ
فضاعَفَتْهُ بجُلّنارِ
بِتْنا وقد ضمّنا إزارٌ
لله ما حلَّ في الإِزارِ
َظُنُّ ما شئتَ بي فإنِّي
أَتيتُ ما شئتَ من خَسَارِ
العصر العباسي >> كشاجم >> وإلى نَدَاكَ رَكبتُهَا لجيّة
وإلى نَدَاكَ رَكبتُهَا لجيّة
رقم القصيدة : 9321
-----------------------------------
وإلى نَدَاكَ رَكبتُهَا لجيّة
كَرُمَتْ منابِتُ سَاحِهَا والعَرعَرِ
سحّاءُ منشأُها ببحرٍ مخضبٍ
أَبداً ومولدُها ببرٍّ مُقْفِرِ
إن جَانَبَتْ قَصدَ الهوى بمقدّمٍ
عَطَفَتْهُ كَفّ لَهَا بمؤخّرِ
وكأَنَّهَا والفجرُ قد خَلَعَ الدّجا
للعينِ قطعة ُ ظلّة ٍ لم تُسْفِرِ
طارَتْ أَمامَ تطايرٍ بقوادِمٍ
منشورة ٍ وقوائمٍ لَمْ تنشَرِ
العصر العباسي >> كشاجم >> وكنتُ أرى في النَّومِ هَجْرَكَ ساعة
وكنتُ أرى في النَّومِ هَجْرَكَ ساعة
رقم القصيدة : 9322
-----------------------------------
وكنتُ أرى في النَّومِ هَجْرَكَ ساعة
فأَجفوا لَذيذَ النومِ حَولاً تطيّرا
وتأمرُني بالصَّبْرِ والقلبُ كلَّما
تقاضيته تقاضيتُ معسرَا
فلمَّا رأَيتُ الهَجْرَ من شأَنِكَ اغتدى
غَديرُ التَّصافي بيننا قَدْ تكَدَّرَا
العصر العباسي >> كشاجم >> أذَابَتْ قلبَهُ الزّفرهْ
أذَابَتْ قلبَهُ الزّفرهْ
رقم القصيدة : 9323
-----------------------------------
أذَابَتْ قلبَهُ الزّفرهْ
وأَدْمَتْ خدّه العَبرَهْ
وهَلْ يطمعُ في الصّبرِ
عميدٌ باعَهُ صبرَهْ
لهُ شوقٌ حجازيّ(94/1)
وقلبٌ من بني عذرَهْ
ونفسُ دفعتها غمـ
ـ رة الحبّ إلى غمرَهْ
بجهدٍ نفّرتْ عَنْهُ
إِلى أَنْ سكَّنَتْ غمرهْ
وظبيٌ زارَني سرّاً
وكانتْ بَيْضَة َ القصرَهْ
لهُ في كلّ أَيَّامٍ
إلى هجرانِه هِجرَهْ
إِذا أَضْمَرْتَ في الحبّ
وفاءً أَضمرَ الغدرَهْ
أَخي إِنَّ صروفَ الدهـ
ـر في تصريفها عبرَة ْ
خُطوبٌ شيَّبَتْ رأسي
وما إِن شبتُ من كبرَهْ
على أَنِّي نبيُّ الشّعر
قد جئتُ على فترهْ
ولو أَنصَفَ حُسّادي
رأوني فوقَهُمْ فَطْرَهْ
بغوا شأويَ في الشّعرِ
فما إن قطعوا شَعرَهْ
إلى كَم في فمي ماءٌ
من الأحزانِ بالجَمرَهْ
ولا بدّ على ما قيلَ
للسَّكِنْ من نَفرَهْ
وكَمْ دوِّيّة ٍ قَفْرٍ
جَعَلْتُ أَجُرُّها حسرَة ْ
إلى أصْيَدَ عالي الذَّكْـ
ـر والهمَّة ِ والقدرَهْ
مُضِيْىء ُ الوجهِ والأفعـ
ـالِ والشيمِة والفكرَهْ
معرّى الجسمِ مِنْ عارٍ
أَمينُ الرأي من عثرَهْ
شهابٌ ثاقبُ النورِ
حُسامٌ قاطِع الشّفرهْ
عليهِ دونَ سيفِ الدّ
مّ من معروفِه نَثرَهْ
أَهانَ المالَ للآمالِ
لِ في القلّة والكثرَهْ
خِلالٌ ما خلَتْ من حا
سدٍ توبِثُهُ حَسْرَهْ
أغَصّ اللهُُ مَنء يكرَ
هُ مَا قلتُ بِمَنْ يَكْرَهْ
أيا أندى فتى ً كفّاً
وأَسرَى سيّدٍ أُسرَهْ
وَيَا مَنْ سَلَّمَ الجودُ
على علياهُ بالإمرَهْ
لقد صُمْتَ على الحقِّ
وأَفطَرْتَ عَلَى الفِطرَه
وأحرزتَ لعمرِ اللّـ
ـه أجرَ الحجِّ والعَمْرَهْ
فأهدى العيدُ بالسَّعدِ
إلى قلبِكَ ما سرَّهْ
وأمَّا بَعدُ يا غيثٌ
نَدَى مَطْرَتِهِ الخِبرَهْ
فعندي قينة ٌ كالبّدْ
رِ قد جذّرتُها بدرَهْ
وعجَّلتُ لها المهرَ
لكي لا تنفُرَ المهرَهْ
وقلنا في غداة ِ العيـ
ـدِ كوني عندَنَا بكرَهْ
وما يدفَعُ ما خَامَـ
ـرَ من همٍّ سوى الخمرَهْ
وفي دَارِكَ لا زالتْ
عن الأسواءِ في سِترَهْ
مدامٌ نورُها نُورَا
نِ بالحُمرة ِ والصفرَة ْ
إذا طافَ بها الشّادِ
نَ ذو الأَصداغِ والطرَّره
حَسْبْتَ البدرْ قَد طافَ
على الأنجُمِ بالزّهرَهْ(94/2)
ولا بُدّ منَ الرّسمِ
على أوفره عبرَهْ
وهل يروَى امرؤٌ أعطَـ
ـشَ شهراً كاملاً سُكْرَهْ
تشجّيتُ لأَنَّي منـ
ـكَ في أَمنٍ من السخرَهْ
وعِشْ واجْتَلِهَا حيناً
فقد جانَبَكَ العذرَهْ
لئن هذّبَها الفِكرُ
لقد أَفرَغَهَا صَبرَهْ
كمَا ينحدِرُ السَّيلُ
من الشَّاهقِ بالصَّخرهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> أَرى وِصَالَكَ لا يصفُو لآمِلِهِ
أَرى وِصَالَكَ لا يصفُو لآمِلِهِ
رقم القصيدة : 9324
-----------------------------------
أَرى وِصَالَكَ لا يصفُو لآمِلِهِ
والهجرُ تتُِبْعُهُ ركضاً على الأَثَرِ
كالقوسِ اسَسقسربُ سهيمها إذا عطفَتْ
عليهِ أَبعدُهَا من منزعِ الوَتَرِ
العصر العباسي >> كشاجم >> قَامَ بالنَّفسِ في هَوَى قمرٍ
قَامَ بالنَّفسِ في هَوَى قمرٍ
رقم القصيدة : 9325
-----------------------------------
قَامَ بالنَّفسِ في هَوَى قمرٍ
وَباعَ وَصْلَ البدورِ بالْبدَرِ
وافتضَّ أبكارَ لهوِهِ طرباً
بينَ عشايَا المدامِ والبكرِ
لا يومَ كاليومِ أَبرَزْتهُ لنا
رياضُهُ في مشهَّرِ الحَبَرِ
يومٌ بَهيمُ الزَّمانِ يخطرُ من
جمالِهِ في الحجولِ والغرَرِ
مسرَّة ٌ كلَّها بِلا خَشيِنٍ
ولذَّة ٌ صَفْوُهَا بلا كَدَرِ
قد ضُرِبَتْ خيمة ُ الغَمَامِ لنا
وعرَّش جيشُ النّسيمِ بالمطَرِ
وعندنا عاتِقان حمراءُ كالشَّمـ
ـسِ وأُخرى صفراءُ كَالقَمَرِ
بكرانِ هذي تعابُ بالكِبَرِ الـ
ـبادي وهذي تُعَابُ بالصغَرِ
مدامة ٌ كأَنَّ مِنْ تَقَادُمِهَا
عاصرُهَا آدمٌ أبو البشَرِ
وبنتُ خِدْرٍ تُريكَ صورَتُهَا
بدرَ الدّجَا في ردائِها العَطِرِ
حَنَّتْ على عودِها وقد بُزِلَتْ
ندامُنَا جمرة ً بلا شَرَرِ
يَسْعَى علينا بهَا الوصائفُ قلّد
نَ مجوناً قلائِدَ الزهَرِ
قرطُقُ منطقٍ إذا جُليِنَ لنا
معقرباتُ الأَصداغِ والطّرَرِ
يَا تارِكاً طِيبَ يومِهِ لِغَدٍ
تبيعُ عينَ السّرورِ بالأثَرِ
إنْ وَتَرَتْ قلبَكَ الهمومُ فما
مثلُ انتصارٍ بالنّايِ والوَتَرِ(94/3)
وشادنٍ حبرَتْ لواحظُهُ
لحاظَ عينِ الغزالِ بالحَوَرِ
أجبرتُ في حبّهِ لأَعذِرَهْ
فإنْ جفاني احتججتُ بالقدرِ
سألتهُ زَورَة ً فجادَ بها
وكلُّ هذا بألسُنِ النَّظَرِ
فَنِلْتُ سُؤْلي من رَشْفِ ريقتِهِ
ومُنيتِي من مآربٍ أُخَرِ
أرسل قصيدة | أخبر صديقك | راسلنا
العصر العباسي >> كشاجم >> أهلاً وَسَهْلاً بالهلالِ
أهلاً وَسَهْلاً بالهلالِ
رقم القصيدة : 9326
-----------------------------------
أهلاً وَسَهْلاً بالهلالِ
بدا لعينِ المبصِرِ
أَوَ مَا تَراهُ يلوحُ في
جوِّ السماءِ الأخضرِ
كشعيرة ٍ من فضة ٍ
قد رُكِّبَتْ في خنجرِ
العصر العباسي >> كشاجم >> دُمُوعي فيك أنواءٌ غِزَارُ
دُمُوعي فيك أنواءٌ غِزَارُ
رقم القصيدة : 9327
-----------------------------------
دُمُوعي فيك أنواءٌ غِزَارُ
وحبَّي لا يَقَرُّ بِهِ قَرارُ
وكلُّ قتى ً علاه ثوبُ سُقْمٍ
فذاكَ الثوبُ منِّي مُسْتَعَارُ
العصر العباسي >> كشاجم >> ألا فاسترزِقِ الرَّحمنَ خيراً
ألا فاسترزِقِ الرَّحمنَ خيراً
رقم القصيدة : 9328
-----------------------------------
ألا فاسترزِقِ الرَّحمنَ خيراً
وسِرْ بالكأسِ نحوَ اللّهوِ سَيْراَ
ولا تَكُ آلِفاً إِلاَّ أديباً
وبستاناً وماخوراً وديرا
ولا تَغْرُرْكَ آمالٌ طوالٌ
تعودُ ندامة ً وتَعودُ ضَيْرَا
فأيَّامُ الهمومِ مقصَّصاتٌ
وأَيَّامُ السّروءِ تطيرُ طَيْرا
العصر العباسي >> كشاجم >> أتلفتُ مالي في العُقارِ
أتلفتُ مالي في العُقارِ
رقم القصيدة : 9329
-----------------------------------
أتلفتُ مالي في العُقارِ
وخرجْتُ فيها من عِقَاِري
حتَّى إذا كُتبَ الكتا
بُ وجاءَني رُسُْ التَّجارِ
قالوا الشهادة ُ بالعشيّ
وتغيبُ في صدرِ النهارِ
فأجبتُهُمْ رُدُّوا الكِتَا
بَ ولا تعنّوا بانتظاري
او كنت اسمح بالعشِّي
لَمَا سَمَحْتُ بِبَيْعِ دَارِي
العصر العباسي >> كشاجم >> أثابَ فأعداني إلى ظُلمِهِ الدَّهْرُ(94/4)
أثابَ فأعداني إلى ظُلمِهِ الدَّهْرُ
رقم القصيدة : 9330
-----------------------------------
أثابَ فأعداني إلى ظُلمِهِ الدَّهْرُ
وأعقبَ ما واصله من ذمّه الشّكْرُ
ويومُ نعيمٍ بالسُّرورِ قَصَرْتُهُ
يقصّرُ عنهُ قي لذاذتِهِ العمرُ
يلغتُ وأَبلْغْتُ المُنى فيهِ بالتي
مشعشعة ٌ تُهدي إلى الروحِ راحة ً
مشعشتة ٌ تُهدي إلى الروحِ راحة ً
ويعبقُ منها في زجاجتِها العِطرُ
كأنَّ عليها من حُبَابِ مزاجِهَا
لآلي نِظَامٍ قد تضمّنَها نَحْرُ
تَنَولها منِّي نَدَامى كأَنَّهُمْ
كواكبُ أَبراجٍ توسّطها بَدْرُ
ومسمعة ٌ تحنُو على مترنّمٍ
له زَجَلٌ عالٍ وليسَ لهُ سِحْرُ
أُصولٌ لهُ يُفْضِينَ من كلِّ سامعٍ
إلى حيثُ لا يُفْضِي إلى مثلِهِ الخَمْرُ
إذا طوَّقَتْهُ بالأَناملِ وَالْتَقَى
على جسمِهِ من جِسْمِهَا الصَّدْرُ والنحرُ
بَكَى طرباً واستضْحَكَ اللهوُ نحوه
وفُضَّتْ عُرى الألبابِ واستُلِبَ الصَّبْرُ
فَبِتُّ صَريعَ السّكْر اَطْيَبَ بَيْتَة ٍ
وما الحِلْمُ إِلاَّ أَنْ يُسَفِّهَكَ السّكْرُ
العصر العباسي >> كشاجم >> كأَنَّما الجَمْرُ والرّمادُ وقد
كأَنَّما الجَمْرُ والرّمادُ وقد
رقم القصيدة : 9331
-----------------------------------
كأَنَّما الجَمْرُ والرّمادُ وقد
كادَ يواري زنادُهُ النّورا
وَرْدُ جَنَى القطّافِ أحمرُ قد
زَرَّتْ عليهِ الأَكُفُّ كافورا
العصر العباسي >> كشاجم >> صِلِيهِ فَقَدْ قَطّعْتِهِ مُذْ قَطَعتِهِ
صِلِيهِ فَقَدْ قَطّعْتِهِ مُذْ قَطَعتِهِ
رقم القصيدة : 9332
-----------------------------------
صِلِيهِ فَقَدْ قَطّعْتِهِ مُذْ قَطَعتِهِ
وأقرَحْتِ جفنيهِ وأسهرتِ ناظِرَهْ
إذا كنتِ تحييهِ وأَنتِ قَتَلْتِهِ
فأنتِ على مَجْرَى الخطيئة ِ قادِرَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> حِبُّكَ الزائرُ في وقتِ السّحَرْ
حِبُّكَ الزائرُ في وقتِ السّحَرْ
رقم القصيدة : 9333
-----------------------------------(94/5)
حِبُّكَ الزائرُ في وقتِ السّحَرْ
أَسفَرَ الصبحُ بهِ حينَ سَفَرْ
قَد بعثناهُ لكي يُجلَى بهِ
واضحٌ كالؤلؤِ الرَّطْبِ أَغَرْ
طابَ منهُ العُرْفُ حتَّى خلتُهُ
كانَ من ريقِكَ يسقى في السحَرْ
ليتني المهدي وَمَرْوَى عَطَشِي
بَرْدُ أَنيبكَ في كلِّ سَحَرْ
وأَمَا واللهِ لو يعلَمُ ما
حظُّهُ منكَ لأَثْنّى وشَكَرْ
العصر العباسي >> كشاجم >> ممنطقُ الخصرِ أجوفٌ
ممنطقُ الخصرِ أجوفٌ
رقم القصيدة : 9334
-----------------------------------
ممنطقُ الخصرِ أجوفٌ
جيدُه ضعفُ سائِرِهْ
لَفْظُهُ لَفْظُ عاشقٍ
يشتكِي هَجْرَ هَاجِرِهِ
ذُو لسانينِ فوقَهُ
عَدَّلا مِنْ مَقَادِرِهْ
أنطَقَتْهُ يدُ امرىء ٍ
فاترِ الطرفِ ساحِرِهْ
فَحَكَى عَنْ ضميرِهْ
ما جَرَى في خواطِرِهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> حَانَ أنْ تستحيَ الأسـ
حَانَ أنْ تستحيَ الأسـ
رقم القصيدة : 9335
-----------------------------------
حَانَ أنْ تستحيَ الأسـ
ـقام من جسمي وتخزّى
لَمْ تدَعْ لي منه ما في
مثلِهِ لي متعزَّى
حَزت الأَعضاءُ منِّي
كلَّها بالسُّقْمِ حَزّا
فٍأَنا الجزءُ الذي من
لُطْفِهِ لا يتجزَّى
العصر العباسي >> كشاجم >> يا لَقَومي للزّائرِ المجتازِ
يا لَقَومي للزّائرِ المجتازِ
رقم القصيدة : 9336
-----------------------------------
يا لَقَومي للزّائرِ المجتازِ
زارَ أحبابَهُ على أوفازِ
زارَ صبّاً يقظانَ ما زارَ في النّو
مِ فيا فَرْحَتِي لهُ واهتزازِي
لَمْ يَكُنْ بينَ أن دَنَا وتَناءَى
عنكَ إلاَّ مقدارَ خطفة بازِ
العصر العباسي >> كشاجم >> كالغُصْنِ في روضة ٍ تميسُ
كالغُصْنِ في روضة ٍ تميسُ
رقم القصيدة : 9337
-----------------------------------
كالغُصْنِ في روضة ٍ تميسُ
تصبو إلى حُسْنِهَا النفوسُ
ما شاهَدَتْ والنساءَ عُرساً
فَشُكَّ في أَنَّها العَرْوسُ
تبسمُ عَنْ واضحٍ نؤُورٍ
تعبَقُ من طيبِهِ الكؤُوسُ
يُجْمَعُ فيه لمجتَلِيهِ(94/6)
دُرٌّ ومِسْكٌ وخَنْدَرِيسُ
العصر العباسي >> كشاجم >> مقلة ٌ بالدَّمعِ منجبسَهْ
مقلة ٌ بالدَّمعِ منجبسَهْ
رقم القصيدة : 9338
-----------------------------------
مقلة ٌ بالدَّمعِ منجبسَهْ
وَحَشاً بالوَجْدِ ملتَبسَهْ
وفؤادٌ شفّه قَمَرٌ
يتركُ الألبابَ مختَلَسَهْ
دُونَه مولَى يُحَجِّبُهِ
ملظِمٌ أَبوابَهُ حَرَسَهْ
حذراً منهُ على رشأ
صاد قلبَ الليثِ فافترَسَهْ
غَيرة ً مِنْ أَنْ تجرّ إلى
نَفَسٍ في سيرهَا نَفَسَهْ
ودَّ من إِفراطِ غَيْرَتِهِ
و تكونُ الرّيحُ محتَبَسَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> يا بَلائي مِنَ التي خَتَلتني
يا بَلائي مِنَ التي خَتَلتني
رقم القصيدة : 9339
-----------------------------------
يا بَلائي مِنَ التي خَتَلتني
بِدَلالٍ بهِ تُصَادُ النّفوسُ
كتمتْنِي الهوى لتخدَع قلبيَ
والهوى في ضَمِيرِها محسُوسُ
تصرفُ اللحظَ حينَ تبصرُ نحوي
وبأَحشائِهَا هَوًى ورسيسُ
وتراني فيضحَكُ القلبُ منها
جَذَلاً بي وإِنْ علاها عبوسُ
وإذا ما اقترحتُ صوتاً عليها
كايَدَتْنِي بأَنَّه محبُوسُ
وَهْيَ لا تهتدي لِهذا ولكنْ
هو مّما اَفادَهَا إِبليسُ
العصر العباسي >> كشاجم >> قد قُلْتُ للكَأسِ واَبصرتُهَا
قد قُلْتُ للكَأسِ واَبصرتُهَا
رقم القصيدة : 9340
-----------------------------------
قد قُلْتُ للكَأسِ واَبصرتُهَا
تلثُمُه :طُوبَاكَ يا كاسَهَا
طُوبَاكَ إذا أدنتكَ من ثغرِهَا
فاختَلَسَتْ رَيّاكَ أَنفاسَهَا
العصر العباسي >> كشاجم >> طَافَ خَيالُ الحَبيبِ في الغلَسِ
طَافَ خَيالُ الحَبيبِ في الغلَسِ
رقم القصيدة : 9341
-----------------------------------
طَافَ خَيالُ الحَبيبِ في الغلَسِ
فبتُّ منهُ بأَعظَمِ الأنَسِ
طيفُ حبيبٍ حفظتُ خلّتَهُ
وأدركَتْهُ مَلاَلة ٌ فَنَسِي
قصَّرَ ليلي بِطِيبِ زَورَتِهِ
وكان ليلي أَمَدَّ مِنْ نَفَسِي
العصر العباسي >> كشاجم >> أَيا نَشوانَ مِنْ خمرٍ بِفِيهِ(94/7)
أَيا نَشوانَ مِنْ خمرٍ بِفِيهِ
رقم القصيدة : 9342
-----------------------------------
أَيا نَشوانَ مِنْ خمرٍ بِفِيهِ
متى تَصحُو وريقُكَ خندَرِيسُ
أرى بكَ ما أَرَاه بذِي انتشاءٍ
ألَحَّ عليهِ بالكأسِ الجليسُ
تورَّدُ وجنة ٍ وفُتُورُ لَحْظٍ
تمرّضُهُ وأعطافٌ تَمِيسُ
العصر العباسي >> كشاجم >> أخي لا تُروِّعني فأصبو إلى أخٍ
أخي لا تُروِّعني فأصبو إلى أخٍ
رقم القصيدة : 9343
-----------------------------------
أخي لا تُروِّعني فأصبو إلى أخٍ
سِواكَ فتسلُو بعضُ نفسِكَ عن نَفْسِي
وَكُنْ عالِماً أنِّي أَغارُ على أخِي
وخلِّي كَمَا أَنِّي أَغارُ على عِرْسِي
وَوَفَّرْ عَليَّ اللَّحظَ منكَ فإِنَّنِي
خَصَصْتُكَ باللحظِ الموفِّرِ من إنسِي
العصر العباسي >> كشاجم >> أَبى الدَّهرُ إِلاَّ فعالاً خسيسا
أَبى الدَّهرُ إِلاَّ فعالاً خسيسا
رقم القصيدة : 9344
-----------------------------------
أَبى الدَّهرُ إِلاَّ فعالاً خسيسا
وصرفاً يُبدِّلُ نعماءَ بُوسا
وكنتُ أرى منهُ وجهاً ضحوكاً
فأَبدلني منهُ وَجْهاً عبوسا
وَشَيَّبني حادثاتُ الزمانِ
وأحداثُهُنَّ تُشيب الرؤوسا
ونازعني الدَّهرُ ثوبَ الشَّبابِ
فنازعني منهُ علقاً نفيسا
تعاتبني أنْ أطلتُ الجلوسَ
وعنْ عُذُرٍ أنْ أطَلتُ الجلوسا
وقد يمكُث السَّيفُ في غمدِهِ
مَصُوناً ويستوطِنُ الليثّ خيسا
أَأَخْدُمُ من كانَ لي خادماً
وأتبعُ مَنْ قد رآني رئيسا
جَفوتُ النَّديمَ إذَنْ والمُدَامَ
وأَصبحتُ بعدَكَ أُوذِي الجَليسا
كأنِّي لم أَعْدُ في مقنبٍ
أَفلُّ بِحَدِّ الخَميسِ الخَميسا
واقتنصُ الوحشَ في بيدِهَا
بمضمرة ٍ تجتذبْنَ المُروسا
تروحُ الظّباءَ بأشخاصِهَا
فتقبضُ قبلَ الرؤوسِ النُّفوسا
كأَنَّ الكؤُّوسَ بايديهِمُ
نجومُ سماءٍ تُلاقِي شُموسا
ولَمْ أَدِرِ الكأَسَ في فتية ٍ
تباكرُهَا قهوة ً خندَريسا
ويا رُبَّ يومٍ تملَّيتُه
سروراً ببطناسَ أو بانقوسا(94/8)
ويا حبَّضَا الدَّيرُ ديرُ البريحِ
تجيبُ النَّواقيسُ فيها القُسُوسا
وهيفاءَ لَوْ لَمْ تَمِسْ مَا اهتَدَى
قضيبُ الرِّياضِ إلى أَنْ يميسا
ولَوْ برَزَتْ لِنَصارَى المسيحِ
لدانوا لها طاعة ً دونَ عيسى
إذا شئتُ أُنطِقُ في حُجرِها
لسانَ فصيحٍ يَهيجُ الرسيسا
وآمِرة ٍ بركوبِ الفلاة ِ
وأن أُعمِلَ الطَّيْرَ والعنتريسا
رَأتني قنعتُ ولَمْ ألتمِسْ
لقاءَ وجوهٍ تطُيلُ العُبوسا
دعين أُمارِسُ صرفَ الزمانِ
وألبسُ في كلِّ حين لُبُوسا
فإنِّي رأيتُ فروعَ الكرامِ
يَشِبْنَ إذا ما ابتَدَلْنَ العَروُسا
أرسل القصيدة إلى صديق
العصر العباسي >> كشاجم >> أَما تَرَى مِصْرَ كيفَ قَدْ جُمِعَتْ
أَما تَرَى مِصْرَ كيفَ قَدْ جُمِعَتْ
رقم القصيدة : 9345
-----------------------------------
أَما تَرَى مِصْرَ كيفَ قَدْ جُمِعَتْ
بها صنوفُ الرِّياضِ في مجلِسْ
السوسَنُ الغضّ والبنفسَجُ والـ
ـوردُ وصفرُ البهارِ والنَّرجِسْ
كأنَّها الجنَّة ُ التي جَمَعَتْ
ما تشتَهيهِ العيونُ والأَنفُسْ
كأَنَّما الأَرضُ ألبِسَتْ حُللاً
من فاخِرِ العبقريِّ والسّندُسْ
وقد أَحاطَتْ بها شَقَائِقُهَا
كأَنَّها من عقائقٍ أَكْؤُسْ
فاشرَبْ على الزَّهْرِ من معتَّقة ٍ
بحلية ٍ شيرويَّة المفلسْ
وَصُلْ على سَوْرة ِ الهمومِ بها
مع النّديمِ الظريفِ والمؤنِسْ
لا تَخْشَ إنْ أفلَسَتْكَ فاقِرة ٌ
والظرّفُ لا يتركُ الفتى مُفْلِسْ
العصر العباسي >> كشاجم >> صَحَّتْ مَقَادِرُ ضَرِبْهَا وغِيَابِها
صَحَّتْ مَقَادِرُ ضَرِبْهَا وغِيَابِها
رقم القصيدة : 9346
-----------------------------------
صَحَّتْ مَقَادِرُ ضَرِبْهَا وغِيَابِها
وحسَابِها وتوازَنَتْ في الأَنفسِ
فكأَنَّ أَشكالَ المثلَّثِ إِنَّما
يُؤْخَذْنَ عنها ليسَ عن إقليدُسِ
العصر العباسي >> كشاجم >> لِيَ مِنْ سِرّ بني العبّـ
لِيَ مِنْ سِرّ بني العبّـ
رقم القصيدة : 9347
-----------------------------------(94/9)
لِيَ مِنْ سِرّ بني العبّـ
ـاسِ خِلُّ ورئيسْ
شهدَ المجدُ عليه
أَنَّهُ عِلْقٌ نَفِيس
يهبُ الأَسلاَبَ والما
لَ على الشّكرِ حَبيسْ
وإذا جَالستُهُ لَمْ
تَدْرِ مَنْ منَّا الجَليسْ
العصر العباسي >> كشاجم >> تَراهُ في الصّدرِ من خَساسَتِهِ
تَراهُ في الصّدرِ من خَساسَتِهِ
رقم القصيدة : 9348
-----------------------------------
تَراهُ في الصّدرِ من خَساسَتِهِ
كأنَّهُ في أواخرِ المجلسْ
لا يَفْهَمُ القولَ والخِطابَ ولا
يُفْهِمُهُ فهو أَبكمُ أَخرَسْ
يحكمُ في مِصْرَ والشّامِ وقد
كانَ كثيراً لمثلِهِ يُحْرَسْ
العصر العباسي >> كشاجم >> تزدادُ فيكَ مصيبتي
تزدادُ فيكَ مصيبتي
رقم القصيدة : 9349
-----------------------------------
تزدادُ فيكَ مصيبتي
خطراً إذا نَهنَهْتُ نفسي
فأَرَى الأَسى منِّي عليـ
ـكَ اليومَ أَعظمَ منهُ اَمْسِ
فأظلُّ فيكَ مخالفاً
أهلَ التعزِّي والتأَسِّي
لا تَبْعُدَنَّ أبي الشّفيـ
ـقَ وإن غدوتَ رهينَ رَمْسِ
وسَقى ضَريحكَ وابلٌ
يُضْحِي بعقوتِهِ ويُمسِي
ولقد غَدَتْ دنيايَ بعـ
ـدَكَ وحشة ً مِنْ بعدِ أَنْسِ
وَعِشْيتُ في ظُلمِ الخطو
بِ وكنتَ مصباحي وشمسِي
وتركتني عرضاً لنَبْـ
ـلِ الحادثاتِ وكنتَ تِرسِي
فتمكَّنَتْ أنيابُ رَيْـ
ـبِ الدهرِ من عضِّي ونَهسي
العصر العباسي >> كشاجم >> قد جاءَنا الورقُ الذي وفَّرتَهُ
قد جاءَنا الورقُ الذي وفَّرتَهُ
رقم القصيدة : 9350
-----------------------------------
قد جاءَنا الورقُ الذي وفَّرتَهُ
والظَّبيُ والسّرْجُ المحلَّى والفَرَسْ
والبغلة ُ الشَّقراءُ والخلعُ التي
كَانتْ كَعِرضِكَ ليسَ فيهِ من دَنَسْ
في ريحها أرَجٌ يفوحُ كأنَّهُ
من عُودِ مَحتَدِكَ الكريمِ المغترَسْ
والعَضْبُ يَلمعُ في الظَّلامِ كأنَّهُ
من نورِ وجهِكَ أَو ذُكائِكَ مقتَبَسْ
لكنْ أّبَتْ لِي أَنْ أروحَ وأَغتَدِي
كلاّ على الإِخْوَانِ أَخلاقٌ شُمُسْ
لا أستلذُّ العيشَ لَمْ أَدأَبْ لهُ(94/10)
طلباً وسَعْيا في الهواجِرِ والغَلَسْ
وأَرَى حَرَاماً أَنْ يواتِني الغِنَى
حتَّى يُحَاوَلَ بالعَنَاءِ ويُلْتَمَسْ
فاصْرِفُ نَوَالَكَ عن أَخيكَ موفَّراُ
فالليثُ ليسَ يسيغُ إلاَّ ما افترَسْ
العصر العباسي >> كشاجم >> يا نَدِيمِي أَطْلِقِ الكأْ
يا نَدِيمِي أَطْلِقِ الكأْ
رقم القصيدة : 9351
-----------------------------------
يا نَدِيمِي أَطْلِقِ الكأْ
سَ فَما للكأسِ حَبْسُ
قهوة ٌ تُعطِيكها قبـ
ـلَ طلوعِ الشمسِ شَمْسُ
هي كالمرِّيخِ لكنْ
هِيَ سَعْدٌ وَهْوَ نَحْسُ
العصر العباسي >> كشاجم >> وَقَعَتْنِي ما بينَ حُزْنٍ وبؤسِ
وَقَعَتْنِي ما بينَ حُزْنٍ وبؤسِ
رقم القصيدة : 9352
-----------------------------------
وَقَعَتْنِي ما بينَ حُزْنٍ وبؤسِ
وثَنَتْ بعدَ ضحكة ٍ بعبوسِ
إذ رأتني مشَّطْتُ عاجاً بعاجٍ
وهي الإبنوسُ بالإبنوسِ
العصر العباسي >> كشاجم >> ونديمٍ مُخَالفٍ لا يشاءُ الذي أشَا
ونديمٍ مُخَالفٍ لا يشاءُ الذي أشَا
رقم القصيدة : 9353
-----------------------------------
ونديمٍ مُخَالفٍ لا يشاءُ الذي أشَا
هو في الصّحو لي أخٌ وعدوٌ إذا انتَشَا
اقترحتُ العشَاءَ يوماً عليهِ فأدهَشَا
ساعة ً ثمَّ قالَ لي العَشَا يورِثُ العَشَا
العصر العباسي >> كشاجم >> وما زالَ يَبْرِي أعظُمَ الجسمِ حُبُّها
وما زالَ يَبْرِي أعظُمَ الجسمِ حُبُّها
رقم القصيدة : 9354
-----------------------------------
وما زالَ يَبْرِي أعظُمَ الجسمِ حُبُّها
وينقصهَا حتَّى لَطُفْنَ عن النَّقْصِ
وقد ذبتُ حتّى صِرْتُ إنْ أنا زُرْتُها
أَمِنْتُ عليها أَن يَرَى أَهلُهَا شَخْصِي
العصر العباسي >> كشاجم >> غَدَا وَغَدَا تَوَرُّدُ وجنتَيَهِ
غَدَا وَغَدَا تَوَرُّدُ وجنتَيَهِ
رقم القصيدة : 9355
-----------------------------------
غَدَا وَغَدَا تَوَرُّدُ وجنتَيَهِ
لِعَيْنِ مُحِبِّهْ يَصِفُ الريَاضا
على خدَّيهِ ماءٌ عَسْجَدِيُّ(94/11)
إذا نظرَ الرقيبُ إليهِ غَاضا
يُؤَمّلُ جَنَّة َ الفردوسِ قومٌ
وآملُ منهُ شمّاً أوعضَاضا
غزالٌ كلَّما ازدَدْتُ اقتراباً
إليهِ زادَ بُعداً وانقِبَاضا
كَتَمتُ هواهُ حتَّى فَاضَ دمعي
فَصَيَّرَهُ حَديثاً مُستْفَاضا
العصر العباسي >> كشاجم >> مااعتادَ عيني غَمْضُهَا
مااعتادَ عيني غَمْضُهَا
رقم القصيدة : 9356
-----------------------------------
مااعتادَ عيني غَمْضُهَا
مُذْ أَنتَ عنِّي معرضُ
لَمْ يَبْقَ إلاَّ كَبِدٌ
حرَّى وقلبٌ ممرضُ
ومهجة ٌ عليلة ٌ
جثمانُهَا مُنتْقَضُ
ما فيهِ من جارِحَة ٍ
إلاَّ وفيها مَرَضُ
كنتَ حياة ً لي وَماَ
لِي مِنْ حَيَاتِي عِوَضُ
العصر العباسي >> كشاجم >> ما لذَّة ٌ اَكْمَلُ في طيّها
ما لذَّة ٌ اَكْمَلُ في طيّها
رقم القصيدة : 9357
-----------------------------------
ما لذَّة ٌ اَكْمَلُ في طيّها
من قبلة ٍ في إثرِهَا عَضَّهْ
كأنَّما تأثيرُهَا لمعة ٌ
من قَصَبٍ أُجرِي علي فضَّة ْ
خَلَسْتُهَا بالكُرْهِ من شَادِنٍ
يعشَقُ منهُ بعضُه بعضَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> بأبي أَنْتَ تَبَـ
بأبي أَنْتَ تَبَـ
رقم القصيدة : 9358
-----------------------------------
بأبي أَنْتَ تَبَـ
ـاغَضْتَ وَمَا كنتَ بَغِيضَا
جاءَنِي مِنْكَ جوابٌ
كانَ للعَهدِ نَقِضَا
أنتَ لَمْ تمرضْ ولكنْ
أَحسَبُ الودّ مريضاً
ولقد فاتَكَ لَهْوٌ
لستَ عنهُ مستَعِيضَا
ومدامٌ شاكَلَتْ في الـ
ـكأسِ ياقوتاً فَضِيضَا
وغناءٌ من غريضٍ
فاق في الحُسْنِ الغريضَا
لو رأتْ عَيناكَ مِنْ
صاحِبِه طَرْفاً غَضيضَا
وَثَنايا واضحاتٍ
كنباتِ الدّرّ بيضَا
كدتَ من شدَّة ِ شوقٍ
وافتنانٍ أنْ تَبيضَا
وَلَوَ أنَّ الجِدَّ واتَا
كَ لأسرَعتَ النّهوضَا
العصر العباسي >> كشاجم >> يا عِوضاً مِنْ فَائتٍ
يا عِوضاً مِنْ فَائتٍ
رقم القصيدة : 9359
-----------------------------------
يا عِوضاً مِنْ فَائتٍ
لَمْ يُحتَسَبْ منهُ عَوَضْ(94/12)
يا صحَّة ً في دفعة ٍ
صِرْتً إليها مِنْ مَرَضْ
يا دَعَة ً وراحة ً
من تَعَبٍ وَمِنْ مَضَضْ
يا فرحة َ الرّامِي إذا
أَصَابَ بالسَّهمِ الغَرَضْ
يا خفَّة َ الظَّهرِ إذا
ألقِيَ عنهُ المفترَضْ
يا موقعِ النَّومِ على
بَعيدِ عهدٍ بالغَمَضْ
يا جوهَرَ الحُسْنِ الذي
سواه في الحسنْ عَرَضْ
إذا تَذَكَّرْتُكَ يا
مَنْ خَانَ عَهْدِي وَنَقَضْ
ظَنَنْتُ أَنَّ بَازياً
على فؤادي قَد قَبَضْ
العصر العباسي >> كشاجم >> غَيْثٌ أتانا مؤذنٌ بخَفضِ
غَيْثٌ أتانا مؤذنٌ بخَفضِ
رقم القصيدة : 9360
-----------------------------------
غَيْثٌ أتانا مؤذنٌ بخَفضِ
متَّصِلُ الوَبْلِ حثيثُ الركْضِ
يَقْضِي بِحُكْمِ اللهِ فيما يَقْضِي
كالجيشِ يتلو بعضُه لِبعضِ
يضحكُ مِنْ برقٍ خفيّ الوَمْضِ
كالكفّ في انبساطها والقَبْضِ
دنا فَخِلْنَاهُ فُوَيْقَ الأَرضِ
متَّصلاً بطُولَها والعَرْضِ
ألفاً إلى ألفٍ بسيرٍ يقضي
ثمّ هَمَى كاللؤلؤ المرفضِّ
فالأرض تُجْلَى بالنَّباتِ الغضِّ
في حَلْيِهَا المُحَمْرِّ والمبيَضِّ
من سوسنٍ أحوى ورودٍ غَضَّ
مثلِ خدودٍ نقَشَتْ بالعَضْ
وأقحوانٍ كاللُّجينِ المحضِ
ونرجسٍ ذاكِي النّسِيمِ بَضِّ
مثلِ العيونِ رَفَّقَتْ بالغمضِ
ترنو ويغشَاهَا الكرى فتُغْضِي
العصر العباسي >> كشاجم >> أمَرَّ عيشٌ وَحَالَ خفضُ
أمَرَّ عيشٌ وَحَالَ خفضُ
رقم القصيدة : 9361
-----------------------------------
أمَرَّ عيشٌ وَحَالَ خفضُ
وحلَّ همٌّ وبانَ غَمْضُ
ومضَّنِي حادثٌ دَهَانِي
وطارقُ الحادثاتِ مضُّ
وخانني الدّهرُ مِنْ ثقاتي
فبانَ بَعضٌ وخانَ بَعضُ
وأَسرَعَتْ فيهمُ المَنَايا
وسِرُّ خَيلِ المنونِ رَكْضُ
واسترجعَتْ منهمُ الليالي
قروضَهَا والحياة ُ قَرْضُ
وَعَضَّنِي منهمُ بنابٍ
والدَّهْرُ مَودٍ لِمَنْ يَعَضُّ
ونَقَضَتْ منهمُ شروطاً
لَمْ يَكُ فيما يخافُ نَقْضُ
بدورُ عزٍّ تضمَّنَتْهَا
بعدَ بروجِ السماءِ أَرضُ
كأنَّ كُلَّ امرىء ٍ عليه(94/13)
درهمُ اَسهمٍ تَقضُّ
عاشوا كِرامَ الفعالِ وعيشُ الـ
ـوَرَى في المحولِ خَفْضُ
تدحضُ عنهُمْ بهِ خطوبٌ
ليسَ لأَذاهُنَّ دَحْضُ
كَمْ غُصُنٍ في التّرابِ منهُمْ
جَنَتْهُ أيدِي المنونِ غضُّ
وخلَّفوا محتداً وعزّاً
محضاً وبعضُ الكرامِ مَحْضُ
لَمْ يَصُنِ البُخْلُ قطُّ مالاً
لهمِ ولا يُستَذَلُّ عِرْضُ
أَودى فأَودَتْ لهم مقالٌ
وماتَ بَسْطٌ لُهُمْ وقبضُ
والصَّبْرُ إلاَّ إذا افتقَدْنَا
مثلهمُ سنّة ٌ وَفَرْضُ
العصر العباسي >> كشاجم >> تَعَطَّفْ علينا أيُّها الغُصُنُ الغَضُّ
تَعَطَّفْ علينا أيُّها الغُصُنُ الغَضُّ
رقم القصيدة : 9362
-----------------------------------
تَعَطَّفْ علينا أيُّها الغُصُنُ الغَضُّ
أما منكَ شَمٌّ يُستفادُ ولا عَضُّ
جَنَاكَ جَنى ً فيهِ شِفَاءٌ وصحَّة ٌ
ولكن لَنا لحظِكَ السّقُمُ المحضُ
تركتَ طبيبي حائراً باكياً على
نحولي بعينٍ ما يُسَامِحهَا غَمْضُ
وأعجبَ منِّي اَنْ أُطيقَ جَوَابَهُ
وقَدْ كان يَخْفَى في مَجَسَّتِهِ النَّبْضُ
بَدتْ مَوهناً في درعِة اللونِ تحتَه
غلائلُ نورٍ حَشْوُهَا بَرَدٌ بَضُ
وَمَاسَتْ كَمْيسِ الخيزرانِ وأَلّقَتْ
بأحسنَ مُسْوَدٍّ بدا فيه مُبيضُّ
وقد نقضَتْ عَهدَ الصباءِ كأَنَّها
أُناسٌ هواهمُ في عهودِهمُ النَّقْضُ
وقد أكسبتني نعمة ُ اللّهِ بغضَهُمْ
فلا زالتِ النّعمى ولا بَرِحِ البُغْضُ
وكنتُ إذا ما عابَنِي ذُو نباهة ٍ
يسابقُ بغضٌ من فؤادٍ لهُ مَضُّ
أبى لِي مجدي أنْ أُساجِلَ مثلَهُ
وحاسا سماءٌ أَنْ يشاكِلها أَرْضُ
وما لِيَ أَخشَى حاسداً ومُعانداً
وليسَ لهُ بَسْطٌ عليَّ ولا قَبْضُ
نِبَالِي أَقلامي وَسَيْفيَ مِقْوَلِي
بهِ الدهرَ أبكارَ البلاغة ِ أفتَضُّ
يريكَ وجوهَ المكرماتِ ضواحَكاً
ويوضحُ مسودَّ الأَمورِ فَيَبْيضُّ
وكَمْ خَفَقَ الأَمرَ الذي هو باطلٌ
وكَمْ دَحَضَ الحقَّ الذي مَالهُ دَحْضُ
وأَكرمْتُ أَعْراضِي بمالي فَصُنْتُهَا(94/14)
وَمَنْ جَادَ لَمْ يَدْنَسْ لهُ أَبداً عِرْضُ
وَحُمّلتُ اسرارَ الصديقِ أَخِي الصّفا
فَوُدُّكَ باقٍ لا يحولُ ولا ينضُو
مُنِينا بِمَنْ نُغْضِي لَهُمْ من عثارهِمْ
وهمُّهُمُ فيناً التَّيَقُّظُ لا الغَضُّ
وأنتَ امرؤٌ تصفو إذا كدرَ الورى
وتحلو إذا ما شَابَ وَدَّهُمُ حَمْضُ
متى يَشْقَ خِلٌّ بالتَّغَيُّرِ من أخٍ
خؤونٍ فحظِّي من مودَّتِكَ الخَفْضُ
العصر العباسي >> كشاجم >> أراكَ تَضُنُّ بالجاهِ العَريضِ
أراكَ تَضُنُّ بالجاهِ العَريضِ
رقم القصيدة : 9363
-----------------------------------
أراكَ تَضُنُّ بالجاهِ العَريضِ
ففِيمَ تجودُ بالعرَ المريضِ
تبارزُني وعرضُكَ من رَصاصٍ
فكَمْ يبقى على نارِ العَريضِ
وتومضُ عن بروقِ الوعدِ لكنْ
عدمتَ الغيثَ في عَقِبِ الوميضِ
وأذُكرُ حاجتي فَتعِي وتُغضِي
فلاَ مُتَّعْتَ بالطَّرفِ الغَضيِضَ
فكيفَ تُطيقُ نافلة َ المَعالِي
ونفسُكَ ليسَ تنهضُ بالفُروضِ
إذا لم تُرْجَ في حالِ ارتفاعٍ
نَدِمْتَ إذا نَزلْتَ إلى الحضِيضِ
العصر العباسي >> كشاجم >> ألا رُبَّ ليلٍ أرعى نجومَهُ
ألا رُبَّ ليلٍ أرعى نجومَهُ
رقم القصيدة : 9364
-----------------------------------
ألا رُبَّ ليلٍ أرعى نجومَهُ
فَلَمْ أغمض فيهِ ولا اللّيل غَمّضَا
كأنَّ الثريَّا راحة ٌ تشبُرُ الدجا
لِيُعْلَمَ طَالَ اللّيلُ أَمْ لِي تَعَرَّضَا
فأعجِبْ لِلَيْلٍ بينَ شرقٍ ومغربٍ
يقاسُ بشبرٍ كيفَ يُرجى لهُ انقضا
العصر العباسي >> كشاجم >> غيمٌ مدامعهُ تفيضْ
غيمٌ مدامعهُ تفيضْ
رقم القصيدة : 9365
-----------------------------------
غيمٌ مدامعهُ تفيضْ
وثيابُه سودٌ وبيضْ
يبكِي فيضحَكُ مِنْ طويـ
ـلِ بُكائه الرَّوضُ الأريضْ
ولديَّ إِخوانٌ قَرَا
ئحُهُمْ بحورٌ لا تَفِيضْ
والرَّاحُ قد عزَّتْ على الشّعرا
ءِ مُذْ ذُلَّ القّريضْ
وعليكَ عَوْلٌ في الندا
مَى رَاحَ ليسَ لهُ نُهوضْ
وَلأَنْتَ مرجاهُ المُرَجّى(94/15)
عندهُ الجاهُ العَريضْ
فامنُنْ بها حمراءَ يحسـ
ـدُ طيبها المسكُ الرَضِيضْ
واعلَمْ بأَنَّ صَنَا
ئعَ لمعروفِ أكثرها فُروضْ
العصر العباسي >> كشاجم >> وَقَالوا عليكَ بوَسْطِ الأُمورِ
وَقَالوا عليكَ بوَسْطِ الأُمورِ
رقم القصيدة : 9366
-----------------------------------
وَقَالوا عليكَ بوَسْطِ الأُمورِ
فقلتُ لهم أكرهُ الأوسطَا
إذا لمْ أكنْ في ذُرى شامخٍ
ولا في حضيضٍ وطيِّ الوَطَا
وحاوَلْتُ في مُرتقى هَائلٍ
توسُّطَهُ خفتُ أن أسقُطَا
وخيرٌ منَ العَيرِ المسبطرّ
إذا أعوزَ السَّبْقَ قَصْرُ الخُطَا
كَمَا المنعُ حينَ يفوتُ الكثيرُ
أحسَنُ منْ مستقلِّ العَطَا
العصر العباسي >> كشاجم >> تَعَزَّ أَبا بكرٍ المرتَجَى
تَعَزَّ أَبا بكرٍ المرتَجَى
رقم القصيدة : 9367
-----------------------------------
تَعَزَّ أَبا بكرٍ المرتَجَى
عنِ الأهلِ والعُصبة ِ القائِطَهْ
وما ظَلَمَ الموتُ في حكمهِ
فاّيدِي المنايا لهُ لاقِطَهْ
ولكنْ بَقَؤُكَ أرضى النّفو
سَ ولكنْ لِمِيتَتِهِمْ ساخِطَهْ
فإنْ يَكُ عَقْدٌ هَوى بغتة ً
فإِنَّ الذيبقي الواسطَة ْ
العصر العباسي >> كشاجم >> ما تُغَطِّي قَرَاطِق ومُروظُ
ما تُغَطِّي قَرَاطِق ومُروظُ
رقم القصيدة : 9368
-----------------------------------
ما تُغَطِّي قَرَاطِق ومُروظُ
ما تحلِّي مخانِقٌ وشموطُ
غادة ٌ طَفْلَة ٌ مذكَّرة ُ العيـ
ـنِ وفيها مآربٌ وشُرُوطُ
لا تنالُ الأكُفُّ منها ولكنْ
كلُّ عينٍ تزني بها وتَلَوطُ
ولها في صَحِيفَة ِ الخدِّ منها
نونُ صدغٍ بشامة ٍ منقوطُ
العصر العباسي >> كشاجم >> شَطَّتْ لليلى باللّوى
شَطَّتْ لليلى باللّوى
رقم القصيدة : 9369
-----------------------------------
شَطَّتْ لليلى باللّوى
دارٌ فكانتْ لا تَشُطْ
ولطالَ ما عِشنا معاً
كلٌّ بكلٍّ مغتَبِظْ
أَيَّامَ لا تسومُنَا الأَ
يَّامُ في العيشِ شَطَط
والغصنُ غَضٌّ والشّبا
بُ شَعرُهُ جَعدٌ قطِطْ(94/16)
وكوكبُ السّرورِ في
استقامة ٍ لَمْ ينهَبطْ
والدهرُ لمْ ينشَط لما
كانَ من الغَدْرِ بَسَطْ
ذاك وقد أغدُو ولي
في الغدواتِ مغتبَطْ
والليلُ كالشعرِ بَدَا
فيه من الشّيبِ وَخَطْ
والنَّجمُ كالقرطِ وَهَي
عندَ العِناقِ فَسَقَطْ
والصبحُ كالقسِّ بَدَا
من فتقِ مَسْحَبِهِ الشَّمطْ
في فتية ٍ عزَّ لهم
بالمجدِ باعٌ منبسِطْ
لا زَلَلاَ يخشى الجليـ
ـسُ منهُمُ ولا سَقَطْ
ولا حجاباً دونهُ
حواجبُ القومِ نَمَطْ
كالأُسدِ باساً في الوغَى
والغيثِ أَنْ عمَّ القَحَطْ
والدهرِ والزهرِ معاً
شعراً وأَلفاظاً وَخَطّْ
تنفسحُ الآمالُ في
أَمثالِهِمْ وتُنْتَشَطْ
ما منهمُ عيبلإ سوى إلا
فَهُمء كأَسنانِ المشطْ
نَرَى حديثَ الشَّرْبِ يُطو
ى بينهُمْ على البُسُطْ
وإِن هَفَا خِلٌّ تَلا
فوا وأَقالوه الغَلَطْ
وعن يساري مِنْ سيو
فِ الهنِدِ ذا شطبٍ سَبَطْ
كأَنَّ برقاً لامعاً
في جفِنهِ إذا اختَرَطْ
كأنَّهُ من مَرَحٍ
صَاعَدَ فيه وانهَبَطْ
ماضٍ ترى في متنِهِ
حسنُ ما يكتبُ في الـ
كأنَّما ديفَ بهِ
سمُّ الضئيلاتِ الرقُطْ
يَقِدُّ إنْ عمَلتَهُ
طولاً وإِنْ عارضَ قَطّْ
وتحتَ سَرْجِي سَابحٌ
أَجردُ نهدٌ ذُو مَعَطْ
يقصُرُ عنهُ الريح في
إعناقِهِ ومَا انبسَطْ
يَرَاهُ مُسْتَقْبلُهُ
أوفى على الطودِ الأَمَطَ
حتَّى إذا استدبَرهُ
ظلَّ يراه منهَبِطْ
كأَنَّ متنيه إذا
ريعَ بشخصٍ فاختلطْ
قِرْطَاسِ من شكل وَخَطّْ
فحبَّذا مستصحباً
وذاكَ وهذا مرتَبَطْ
بأَكْلُبٍ منوطة ٍ
بها السيورُ ولمقَطّْ
كأَنَّما ضُلَوعها
قسيُّ نبعٍ لمْ تُحَطّْ
كأَنَّما اَحداقُها
لَمعُ الّذبالِ المستَلِطْ
كأَنَّما آذانُها
أنصافُ دارَتْها الشُّرَطْ
فَمِنْ حليجيٍّ كمثـ
لِ العصبِ مرموقِ الخُطَطْ
وأصفرِ اللونِ كما
أسيغَ بالوَرْسِ النمَطْ
وأَحْمَرَ مثلَ الذّبيحِ
بالدّماءِ منشحَطْ
عالي الذراعينِ عظيمِ الـ
ـزّورِ مخطوفِ استَعَطْ
عَارِضَ جِنٍّ فاختَلَطْ
كأَنَّما تنعيمُنا(94/17)
فرضٌ عليهِ مشتَرَطْ
وتوقنُ العُصمُ إذا
رأتهُ أَن سوفَ تَحُطّْ
تنثرُ ما يبقَى وَمَا
تختارُ منها يلتقَطْ
تُوسِعُنَا صيداً فمطبو
خٌ ومشويٌّ خُلِطْ
وباشِقٍ ذي نخوة ٍ
على الطّيورِ ذَا سَخَطْ
كأنَّما جؤجؤُهُ
وَشْيٌ محوكٌ في نَمَطْ
كأنَّما مقلتُهُ
فصٌّ مِنَ التبرِ خُرِطْ
يهبطُ بالطَّيرِ معاً
إذا عَلا ثمَّ انهبَطْ
غَدَا فأردى حجلاً
منها ودرّاجاً وَبَطّْ
وفائقاً من الأَوزّ
والحَمامِ والحبطْ
حتّى إذا نِلْنَا بهِ
أَوطارَ لهوٍ وَغَبَطْ
أُبنا نعيم لم يَشِبْ
رجاؤُنا فيه قَنَطْ
العصر العباسي >> كشاجم >> أحبابُنَا بقلوبِنَا شطّوا
أحبابُنَا بقلوبِنَا شطّوا
رقم القصيدة : 9370
-----------------------------------
أحبابُنَا بقلوبِنَا شطّوا
وتحكَّموا في ذاكَ واشتطّوا
أمَّا تَرَحُّلُهُمْ فأعقلُهُ
خبراً فأينَ تراهُمْ حَطْوا
سارُوا ولَمْ أعلمْ بسيرِهِمُ
حتّى رأيتُ جِمَالَهُمْ تمطَو
وَغَدَتْ بهم تخطوا وأحسبَهُا
أسفاً على أكبادِهَا تخطُو
كَمْ في هوادجهِنَّ مِنْ قَمَرٍ
يَعْدُو على الأَلبابِ أَو يَسْطو
ومقَّبلٍ تبدو مَضَاحِكُهُ
فكأنَّما يبدو لها سِمْطُ
ومرجّلٍ بالمسكِ يعبقُ من
ريّاه حينَ يمسُّهُ المشْطُ
ومثقّلِ الأَردافِ يَثْقُلُ عن
أردافِهِ ونهودِهِ المِرْطُ
وتضمّنَتْ أستارُها لُعَباً
بيضاً زَهَاهَا الخَلْقُ لا الخَرْطُ
فيهنَّ آنسة ٌ كَلفْتُ بها
كالظبية ِ الأَدماءِ إذْ تعطُو
تُلوى أَنامِلُهَا على حَرَجٍ
ويحثُّها أطرافها السّبْطُ
كالطّفلِ إِلاَّ أَنَّهُ رجلٌ
تصبو إلى نغمَاته الشمطُ
ضِدَّانِ منثورٌ وملتقطٌ
فترحلوا وتَنَزّلَ الوَخْطُ
أخذوا العزاءَ وزوّدُوكَ أسًى
شتّانَ ما أَخذوا وما أعطوا
ومذكّراتِ الريّ هنّ لنا
في المعتنين كلامكَ شرطُ
فسقى ديارَهُمُ محلّلة َ الأ
خلافِ ليس يحلّها رَبْطُ
لي من أبي بكرٍ أخٌ ثِقة ٌ
لم أسَتِربْ بإخائِه قَطُّ
مَاحَالَ في قربٍ ولا بعدٍ
سِيَّانِ فيهِ الثوبُ والشّطُّ(94/18)
جسمانِ والروحانِ واحدة ٌ
كالنقطتينِ حواهما خَطُّ
فإذا افتقَرْتُ فلي به جدَة ٌ
وإذا اغتربتُ فلي بهِ رَهطُ
ذاكِرْهُ اَو حَاوِلْهُ مختبراً
تَرَ مِنْهُ بحراً ما لهُ شَطُّ
في نعمة ٍ منه جليتُ بها
لا الشَّنْفُ يبلُغُها ولا القُرْطُ
وَبِبَدْلَة ٍ بيضاءَ ضافية ٍ
مثلِ الملاءَة ِ حَاكَها القُبْطُ
متذلّلُ مغنَاهُ متمّمة ٌ
ونتاجُ مغنى غيرِه سَقْطُ
وجنانُ آدابٍ مثمرة ٌ
ما شَانَهَا أَثْلٌ ولا خَمْطُ
وتواضُعٌ يزدادُ فيهِ عُلاً
والحَرُّ يعلُوا حينَ ينحَطُّ
وإذا امرؤٌ شيبَتْ خلائِقٌهٌ
غدراً فما في وُدّهِ خَلْطُ
العصر العباسي >> كشاجم >> وزائرٌ والعيونُ هاجعة ٌ
وزائرٌ والعيونُ هاجعة ٌ
رقم القصيدة : 9371
-----------------------------------
وزائرٌ والعيونُ هاجعة ٌ
وقلبُه من رَقيبِهِ جَزِعُ
منغّصٌ وَصْلُهُ بتحشمة ٍ
يعتدلُ اليأس فيهِ والطّمَعُ
كانَ شفائي من خدِّهِ قُبّلاً
لو جَادَ أَو من رُضَابِهِ جُزَعُ
فَبانَ بيني وبينهُ أملٌ
دونَ الذي رُمْتُ منهُ منقَطِعُ
يُدْني لِلَثْمي رِيَاضَ وَجنَتِهِ
طوراً ويبدو لهُ فيمِتنعُ
كأنّهُ مزنة ٌ مخيّلة ٌ
تشفُّ للقطرِ ثمّ تنقَشِعُ
العصر العباسي >> كشاجم >> أرذَالُ قومٍ أَباحوا لومَهُمْ شرَفي
أرذَالُ قومٍ أَباحوا لومَهُمْ شرَفي
رقم القصيدة : 9372
-----------------------------------
أرذَالُ قومٍ أَباحوا لومَهُمْ شرَفي
وقد ينالُ من الأَشرافِ أَوضاعُ
حلمتُ عنهُمْ فأَغراهم لِجَهْلَتِهِمْ
حِلْمي وللجهلِ أَصحابٌ وأَتبَاعُ
وجُلَّ قدريَ فاستحلوا مساجَلَتي
إن الذَبابَ على الماذيّ وَقّاعُ
العصر العباسي >> كشاجم >> جَعَلْتُ إِليكَ الهوى
جَعَلْتُ إِليكَ الهوى
رقم القصيدة : 9373
-----------------------------------
جَعَلْتُ إِليكَ الهوى
شفيعي فَلمْ يَشْفَعِ
وناديتُ مستعطِفاً
رِضَاكَ فلم تَسْمَعِ
أتاركُني مُدنفاً
أَخا جَسَدٍ موجَعِ
ومغرقُني بالدّمو
عِ أحْرقْتَ مدمعي(94/19)
أعِنِّي سَبيتَ الفؤا
دَ بالمنطرِ المُطْمِعِ
جفوتَ فأقصيتَني
فهلاّ وقلبي معي
العصر العباسي >> كشاجم >> كَلِفَ الفؤادُ بجارة ٍ
كَلِفَ الفؤادُ بجارة ٍ
رقم القصيدة : 9374
-----------------------------------
كَلِفَ الفؤادُ بجارة ٍ
كَلَفاً يكادُ يقطّعُهْ
لا مؤيسٌ من وَصْلِهِ
صّباً ولا هو مطمِعُهْ
دَاني المحلِّ مزارُهُ
ينأى ويقربُ موضِعُهْ
إِنْ لَم تكن عيني تَرَاهُ
فإِنّ أذني تسمعُهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> إلى اللّهِ أشكُو أخاً جَافياً
إلى اللّهِ أشكُو أخاً جَافياً
رقم القصيدة : 9375
-----------------------------------
إلى اللّهِ أشكُو أخاً جَافياً
يُضِيعُ وأحفَظُ فيهِ الصنيعَهْ
إذا ما الوشاة ُ سَعَوْا نحوه
أصاخَ إليهم بأذنٍ سميعَهْ
ويظهرُ لي منهُ في كلِّ يومٍ
خلائقُ مستنكراتٌ قطيعَهْ
كَثرتُ عَليهِ فأملَلْتُهُ
وكلُّ كثيرٍ عدوُّ الطبيعَهْ
وإِنِّيَ لا أَعْلَمُ أَنَّ المللو
لَ ليس يمرّنهُ غيرُ القطيعَهْ
ولكنّ نفسي إذا استُكْرِهَتْ
على الهجرِ ليستْ لهُ مستطيعَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> رأيتُ تَتَبُهَ الأَعمالِ أَجدَى
رأيتُ تَتَبُهَ الأَعمالِ أَجدَى
رقم القصيدة : 9376
-----------------------------------
رأيتُ تَتَبُهَ الأَعمالِ أَجدَى
على العمَّلِ من فضلِ القَنَاعَهْ
فمنْ يَكُ أَكثرَ العمَّلِ بَذْلاً
لمالٍ فَهو أَوجَهُهُمْ شَفَاعَهْ
فإمَّا كُنتَ في عملٍ فَصَانِعْ
بمرفقِهِ وإِنْ تَلُمْ ارتفاعَهْ
ووفّرْ حصَّة َ الأَتباع تأمَنْ
بذاكَ من الملامَة ِ والشناعَهْ
وَخُذْ في جَمْعِ مَالِ الصّلحِ لا في
إِقَامَة ِ حجّة ْ لكَ في الجماعَهْ
وَسَامحْ ذا المعونة ِ واعتقِدْهُ
ليحسنَ عنكَ يوماً باندفَاعَهْ
وصادِقْ ذَا القضاءِ ولا تُثِرْهُ
فَيشْهَدَ بالخيانة ِ وإلا ضاعَهْ
وكن في كلّ ذاكَ على يقينٍ
بأنَّ الصدقَ يحدثُ بعدَ سَاعَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> يا خاضِبَ الشّيبِ والأَيَّام تُظْهِرُهُ(94/20)
يا خاضِبَ الشّيبِ والأَيَّام تُظْهِرُهُ
رقم القصيدة : 9377
-----------------------------------
يا خاضِبَ الشّيبِ والأَيَّام تُظْهِرُهُ
هذا شبابٌ لَعَمْرُ اللهِ مصنوعُ
أذْكَرْتَني قولَ ذي لُبٍّ وتجربة ٍ
في مِثِلِهِ لكَ تاديبٌ وتوزيعُ
إنّ الجديدَ إذا ما زِيدَ في خَلَقٍ
تَبَيَّنَ الناسُ أَنَّ الثَّوْبَ مرقُوعُ
العصر العباسي >> كشاجم >> أُلقي في حبّكَ القناعُ
أُلقي في حبّكَ القناعُ
رقم القصيدة : 9378
-----------------------------------
أُلقي في حبّكَ القناعُ
وصارَ كالرؤية ِ السّماعُ
وشاعَ من سرّنا الذي ما
كنّا نرى أنهُ يُشاعُ
وقد خلعنا فلا رقيبٌ
نَخْشَى ولا عاذلٌ يُطاعُ
صَارَتْ مناجاتُنا شِفاهاً
وانقضَتِ الرّسْلُ والرقاعُ
وأسرعَتْ سَلْوتي وداعاً
فحبّذا ذلكَ الودَاعَ
يا ذا الذي بِعْتُهُ فؤاداً
ما كانَ لولا الهوى يُبَاعُ
وصلُلتَ لي مُذْ وصلتَ فرداً
وإنّما هجرُكَ المشاعُ
وكلّما زادَ فيك عقدٌ
من كَلَفٍ زادَ فيَّ اتّبَاعُ
ما إنْ رأينا سِواكَ ظَبياَ
تَفْرَقُ من لحظِهِ السّباعُ
طَبيٌ تراعُ القلوبُ منه
والظّبيُ من ظلّهِ يُراعُ
وجنة ٌ مِلؤُهَا غرامٌ
ومقلة ٌ ملؤُها خِدَاعُ
مَتَاعُ لحظٍ لمستشفٍّ
لهُ بما حملَ اضطلاعُ
طَالِعْ أخي وَجْهَهُ تُطالِعْ
بدراً لَهُ في الدّجا اطّلاعُ
إنْ لم تصدّقْ فهاتِ تَابعْ
وانظرْ لِمَنْ يحصُلُ التّباعُ
وبعدَ ذا فالمضيعُ منّا
يومُ سرورٍ هو المُضَاعُ
فَقُمْ لِينَفْتَضَّها عَرُوساً
تُباعُ في مَهْرِها الضّياعُ
نارٌ بَدَتْ في إناءِ نورٍ
لها وما شَعشعتْ شُعاعُ
إِنْ صُدِعِ الرأسُ من شَرابٍ
فهي يُداوَى بها الصُّداعُ
قد نَظَمَتْ سِمْطَهَا الرّوابي
وقشّرَتْ شَعرَها البِقَاعُ
فالزَّهر في الأَرَضِ لِي بَسْطٌ
والغيمُ في الجوِّ لي شراعُ
أُنْظُرْ إلى منظرٍ تولتْ
صَنِيعة ُ مُزنة ٌ صنَاعُ
للنَّبتِ تحتَ الدّجَا اضطجاعٌ
وللنَّدى فوقَهُ اضطِجَاعُ
طابتْ لَنَا قَاربٌ فطابتْ(94/21)
وهادُهَا الخضرُ والتّلاعُ
واستبشَرَتْ تلكمُ المغَانِي
واستضحَكَتْ تلكُمْ الرّباعُ
تَروى القلوبُ العطاشُ منه
وتشبَعُ الأَعينُ الجِيَاعُ
وذاكَ بستانُها الذي ما
للطَّرفِ عن أمرهِ امتناعُ
حديثُ أَطيَارِهِ صياحٌ
ولعْبُ أشجارِهِ صِرَاعُ
وصوتُ دُولابها سَمَاعٌ
لنا إذا فَاتنَا السّماعُ
يا جنَّة ً وسعتْ فَما إنْ
لجنّة ٍ عندَهَا اتّساعُ
لا أزمَعَ الغيثُ عنكِ بيناً
ولا دَرَى الغيثُ ما الزمَاعُ
بل جادَ بالريّ فيكِ جوداً
تَروى بهِ قارة ٌ وَقَاعُ
جودٌ على أخي المعالي
فجودُهُ في النّدى طِباعُ
السيّدُ الأيّدُ الذي عن
سؤددِهِ ينجلي القِراعُ
الأسد المستفيضُ الأُ
سودَ في عَيْنِهِ ضباعُ
للفَهم في لحظِهِ اتّقَادٌ
لِلعلْمِ في لفظِهِ التمّاعُ
مماصعٌ في العلى مُصَاعاً
يضيقُ ذرعاً بهِ المصاعُ
مُدافعٌ دونها دفَاعاً
يقرعُ سنّاً له الدّفَاعُ
ضليعُ عزمٍ ضليعُ حزمٍ
يا بأبي مجدُهُ اليفَاعُ
حُكْمُ النَّدى في هواه مَاضٍ
وأمرُه عندَه مُطاعُ
ذُو عزمة ٍ ما لها ارتدَادٌ
دونَ مَدَاهاولا ارتجاعُ
فما أضاعت فليسَ يُحمى
وَمَا حَمَتْه فما يُصاعُ
يفديهِ من فِعلهُ بطيءٌ
جدّاً وأقوالُهُ سِراعُ
دينارهْ في السّماحِ فلسٌ
وَكَرّهُ في النّجارِ صَاعُ
ياسيداً سؤدداً أصيلاً
لا سؤدداً أََصْلهُ ابتدَاعُ
غُبِطْتَ ما عشتَ في سجاعٍ
وعاشَ في غبطة ٍ سجاعُ
وزادَ نجما كما ارتفاعاً
فما امترى ماثلٌ سجاعٌ
فأَنتما لا عَدَا اقترابٌ
شَمْلَكُمَا لا ولا اجتماعُ
العينُ والحاجِبُ اقتراباً
في الوصلِ والعضدُ والذّراعُ
إِنْ يَكُ قلبٌ رضيعَ قَلبٍ
فبينَ قلبيكما رضاعُ
عليَّ كلُّ ارتفاعِ عزٍّ
لهُ لدى عِزّكَ اتّضاعُ
ما لم يكنْ قَطّ يُسْتَطَاعُ
فما امترى مائِلٌ سجاعٌ
في أَنّه القائِلُ السّجاعُ
أحرَزتَ منهُ ركيبَ فكرٍ
تضمَّنتْ وكره القِلاعُ
إن تصطَنِعْهُ على اختيارٍ
منك فما ضاعَ الإصطناعُ
أو يكْسُ في ظنّكَ انتفاعاً
فقد زَكا ذاكَ الانتِفَاعُ(94/22)
هاهو مُصْغٍ إليك سمعاً
لهُ إلى أَمرِكَ استماعُ
مُدَّرِعٌ منكَ درعَ فخرٍ
فليهنهُ ذاكَ الادَّراعُ
فاصْدَعْ بهِ قلبَ كلّ لاحٍ
بقلبِهِ منكما انصِدَاعُ
فأنتَ طَودُ العلا الذي قد
رَسَا فما إنْ لهُ انقلاعُ
كم ذي نزاعٍ إلى محلٍّ
حَلَلْتَهُ خَانَهُ النزاعُ
فما يساويه فيهِ إلاَّ
إذا استوى الرأس والكراعُ
وقولُنا غيرَ ذا جُنونٌ
إن تجنِ قلناه أو صداعُ
عش سالماً لاختراعِ مجدٍ
فإنَّه نِعمَ الاختراعُ
جودُك ما إن لهُ انقطاعُ
ومدحُنا ما لهُ انقِطَاعُ
العصر العباسي >> كشاجم >> لم تَرَني قَطُّ بارياً قلماً
لم تَرَني قَطُّ بارياً قلماً
رقم القصيدة : 9379
-----------------------------------
لم تَرَني قَطُّ بارياً قلماً
في بَرْيهِ مهنة ٌ معاً وصنعَهْ
ما كلُّ من يحمِلُ السّلاحَ لكي
يَعْصَى بهِ سنَّه ولا طبعَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> آهِ من بُحَّة ٍ لغيرِ انقطاعٍ
آهِ من بُحَّة ٍ لغيرِ انقطاعٍ
رقم القصيدة : 9380
-----------------------------------
آهِ من بُحَّة ٍ لغيرِ انقطاعٍ
لفتاة ٍ موضوعة ِ الإيقاعِ
أَتعَبَتْ حَلْقَهاوقد تُجْتَنَى من
تَعَبِ الحلقِ راحة ُ الأسِماعِ
فغدَتْ تكثرُ البحاحَ وحطَّتْ
طبقاِ الأَوْتَارِ بعدَ ارتفاعِ
كأَنينِ المحبِّ خفّضَ منه
صَوْتَ شكوَاهُ شِدَّة ُ الأَوجاعِ
العصر العباسي >> كشاجم >> سامعة ٌ للهوى مُطِيعة ْ
سامعة ٌ للهوى مُطِيعة ْ
رقم القصيدة : 9381
-----------------------------------
سامعة ٌ للهوى مُطِيعة ْ
ليسَتْ لهجرِي بمستطِيعَة ْ
علّمها أَهلُهَا حَدِيثاً
وَعَتْهُ أَذْنٌ لها سميعَة ْ
قد ضَحِكَتْ من صروفِ دهرٍ
أحداثُهُ جمّة ٌ فَظِيعَة ْ
وخاضبُ الشّيبِ في ثلاثٍ
يهتكمُ أستارَه الطليعَة ْ
مَنْ يتطبعْ بغيرِ طبعٍ
يرجع صفراً إلى الطبيعَة ْ
العصر العباسي >> كشاجم >> إِنْ كنتَ تُنكِرُ أَنَّ في الأ
إِنْ كنتَ تُنكِرُ أَنَّ في الأ
رقم القصيدة : 9382(94/23)
-----------------------------------
إِنْ كنتَ تُنكِرُ أَنَّ في الأ
لحانِ فائدة ً ونفعَا
فاننظُرْ إلى الإبلِ التي
لا شكَّ أغلظُ مِنكَ طبعَا
تُصغِي لأصواتِ الحَدا
فتقطّعُ الفَلَواتِ قَطْعَا
العصر العباسي >> كشاجم >> بأبي وأُمِّي زائرٌ متقنّعٌ
بأبي وأُمِّي زائرٌ متقنّعٌ
رقم القصيدة : 9383
-----------------------------------
بأبي وأُمِّي زائرٌ متقنّعٌ
لم يخفِ ضوء الشمسِ تحتَ قِناعِهِ
لَمْ أَسْتَتِمَّ عِنَاقَهُ لقدومِهِ
حتَّى أعدتُ عناقَه لوداعِهِ
ومَضَى وأَبقى في ففؤادي حسرة ً
تركَتْهُ موقوفاً على أوجاعِهِ
العصر العباسي >> كشاجم >> جاءَتْ بعودٍ مثلِهَا نافرٍ
جاءَتْ بعودٍ مثلِهَا نافرٍ
رقم القصيدة : 9384
-----------------------------------
جاءَتْ بعودٍ مثلِهَا نافرٍ
كأَنَّهُ نقنقة ُ الضفدَعِ
مضطَربُ الأَوتارِ منقوضُها
مستفبحُ المدفعِ والمقطعِ
يَوَدُّ مَنْ يسمَعُ أَصواتَهُ
لو فقد السمعَ فلم يسمَعِ
فاقبلَتْ تضرِبُ غيرَ الذي
تَسمعُ والنّغمة ُ لم تُتْبعِ
كأَنَّما قِسْمَة ُ تألِيفها
مثلّتٌ مختلِفٌ الأَضلُعِ
العصر العباسي >> كشاجم >> حُورٌ شَغَلْنَ قلوبَنا بفراعِ
حُورٌ شَغَلْنَ قلوبَنا بفراعِ
رقم القصيدة : 9385
-----------------------------------
حُورٌ شَغَلْنَ قلوبَنا بفراعِ
لرسائلٍ قَصُرَتْ عنِ الإبلاغِ
وَسْعنَ وردَ خدودِهِنَّ فلم نُطِقْ
قطفاً لهُ لِعَقَارِبِ الأَصداغِ
العصر العباسي >> كشاجم >> وروضة ٌ مشبعة ُ الأَصباغِ
وروضة ٌ مشبعة ُ الأَصباغِ
رقم القصيدة : 9386
-----------------------------------
وروضة ٌ مشبعة ُ الأَصباغِ
أحكمها تأَنّقُ الصباغِ
فبلغَتْ نهاية َ البَلاغِ
ظِبَاؤُهَا في الغَدَقِ المناغِ
من نعجة ٍ تُصْفَى لكبشٍ ناعي
يحملُ فوقَ قلّة الدمّاغِ
طرحتُها في الشّغل من فراغي
بخائضٍ في ردّها ولاّغِ
جونِ السراة ِ لهقِ الأدفاغِ
مُصغٍ إلى شيطانهِ النزّاغِ(94/24)
فَصَكّهَا كالحجرِ الدمّاغِ
وشكّ في كثيرِهِ التّراغي
كلالباً يلينَ في الأرساغِ
من كل معطوفٍ لها لدّاغِ
العصر العباسي >> كشاجم >> مَنْ عَذِيري من عَذَارَيْ رشإٍ
مَنْ عَذِيري من عَذَارَيْ رشإٍ
رقم القصيدة : 9387
-----------------------------------
مَنْ عَذِيري من عَذَارَيْ رشإٍ
عرَّضَ القلبَ لأَسبابِ التلفْ
ومُجيري مِنْ فتى ً لا مستعتبٍ
بعذارٍ لَمْ يَجُزْ حدَّ السَيفْ
زِيدَ حُسناً وضياءً بهما
فَهْوَ الآنَ كبدرٍ في سَدَفْ
خَمَشَا خدّيهِ ثمّ انعطَفَا
آه ما أحسنَ ذاك المنعطَفْ
عّلمَ الشعرَ الذي جاعله
أنهُ جَار عليه فَوقَفْ
وهُوَ في وقفتهِ معترفٌ
بالتّناهي في التّعدّي والسَّرَفْ
العصر العباسي >> كشاجم >> شيخٌ لَنَا من مشايخِ الكوفَة ْ
شيخٌ لَنَا من مشايخِ الكوفَة ْ
رقم القصيدة : 9388
-----------------------------------
شيخٌ لَنَا من مشايخِ الكوفَة ْ
نِسْبَتُهُ للعليلِ موصوفَهْ
لو بدَّلَ اللهُ قَمْلَهُ غَنَماً
ما طمعَ الجارُ منهُ في صُوفَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> تَعَاوَرْنَنِي الآمالُ حتَّى نَهَكَتنِي
تَعَاوَرْنَنِي الآمالُ حتَّى نَهَكَتنِي
رقم القصيدة : 9389
-----------------------------------
تَعَاوَرْنَنِي الآمالُ حتَّى نَهَكَتنِي
متى بَانَ منها تَالِدٌ بانَ طارفُ
وأكثرتُ في الأرضِ التفرُّقَ معذراً
فما بلغَتْ بي حيثُ أهوى المَصارفُ
وعندي لَعَمْرُ اللهِ سيرٌ أعدّهُ
إلى الرّزقِ إِلاَّ أَنَّ حظيَّ واقِفُ
العصر العباسي >> كشاجم >> يا أبا الفضلِ يا أمير الظّراف
يا أبا الفضلِ يا أمير الظّراف
رقم القصيدة : 9390
-----------------------------------
يا أبا الفضلِ يا أمير الظّراف
ما عهدناكَ بالملولِ الجافي
سرْ إلينا بحقّ ما وكّدتْهُ
بيننا الحالُ من صنوف التصافي
إنّنا في ظُرّيِّفٍ من غِنَاءٍ
وشرابٍ لِطارقِ الهمِّ نَافي
قد شربنا الأَقحافَ حتَّى حسبنَا
أَنَّ هاماتنا بلا أقحافِ(94/25)
وشربنا الأَنصافَ حتَّى جَهَلَنا
حدَّ ما بينَ الجورِ والإنصافِ
العصر العباسي >> كشاجم >> ومازِلْتُ اَبغي العلمَ من حيثُ ينبغي
ومازِلْتُ اَبغي العلمَ من حيثُ ينبغي
رقم القصيدة : 9391
-----------------------------------
ومازِلْتُ اَبغي العلمَ من حيثُ ينبغي
وأفتنُّ في أطرافهِ أتطرَّقُهْ
فقد صِرتُ لا ألقى الذي أستزيدُهُ
ولا أذكرُ الشيءَ الذي لستُ أعرِفُهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> تَشَبَّهَ في النحوِ بالأخفشِ
تَشَبَّهَ في النحوِ بالأخفشِ
رقم القصيدة : 9392
-----------------------------------
تَشَبَّهَ في النحوِ بالأخفشِ
فجاءَ بأعجوبة ٍ مطرفَهْ
ولم يستَمِعْ فيهِ لكنّهُ
قَرَا منهُ شيئاَ وقد صحَّفَهْ
فإنْ لَمْ يكنْ أخفشَ النَّاظرينَ
فإنَّ الفتى أخفشُ المعرفَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> سيّدي أنتَ مِمَّ سووُّك قُلْ لي
سيّدي أنتَ مِمَّ سووُّك قُلْ لي
رقم القصيدة : 9393
-----------------------------------
سيّدي أنتَ مِمَّ سووُّك قُلْ لي
أمن الدّكّ أمْ من التَّتْرِيفِ
لا يهولَنْكَ ذَا أَخاكَ الـ
ـبدرَ ما زالَ مولعاً بالكسوفِ
واكفِنا عَقْدَكَ المَنَاطِقَ إِنَّا
قد رأينا لخصركَ المخطوفِ
إنفِ ثِقلَ الشّنوفِ عَنكَ فما شَكْوُ
كَ إلاَّ من ثِقْلِ حَملِ الشّنوفِ
كم عذلناكَ في السّيوف وقلنا
لكَ ما لِلمَهَا وما للسّيوفِ
إِنّما تصلحُ المها لنعيمٍ
وخدورٍ ولذّة ٍ وغريفِ
العصر العباسي >> كشاجم >> أنا أفدِي التي تَبدُو
أنا أفدِي التي تَبدُو
رقم القصيدة : 9394
-----------------------------------
أنا أفدِي التي تَبدُو
فتغُدو الشَّمسُ منكسِفَهْ
دلالٌ لا نظيرَ لَهُ
وحسنٌ فوقَ كلِّ صِفهْ
تريكَ الصّبحَ مقبلة ً
وجنحَ الليلِ منصَرِفَهْ
وتحسدُ قَدَّها الأغصا
نُ خاطرة ً ومنعَطِفَهْ
وتضمرُ ودَّ عاشِقِها
وتظهرُ زُهْدَ منحرفهْ
وتعلَمْ اَنَّنِي دَنِفٌ
وأعلمُ أنَّها دَنِفَهْ
ويمنَعُهَا منَ الشَّكْوَى(94/26)
إلينا أَنَّها صَلِفَهْ
العصر العباسي >> كشاجم >> سَلْ بي وبالأيامِ تعرفْ
سَلْ بي وبالأيامِ تعرفْ
رقم القصيدة : 9395
-----------------------------------
سَلْ بي وبالأيامِ تعرفْ
أَنِّي ابنُ دهرٍ ليس ينصِفْ
وبلاغة ٍ معروفة ٍ
سَهُلَتْ وأَخطاهَا التكلّفْ
وسطورِ خطٍّ مونقٍ
في الطّرسِ كالثّوبِ المفَوَّفْ
والخطُّ ليسَ بنافعٍ
إنْ لَمْ يَكنْ خطّاً مصحّفْ
العصر العباسي >> كشاجم >> ولها مِنَ الأَوتارِ حينَ تُجيبُها
ولها مِنَ الأَوتارِ حينَ تُجيبُها
رقم القصيدة : 9396
-----------------------------------
ولها مِنَ الأَوتارِ حينَ تُجيبُها
إذنٌ على حجبِ القلوبِ لطيفُ
شَغَلَتْ قلوبَ السامعينَ فكلّها
مصغٍ إلى نَغَماتها مَصْروفُ
تَرِدُ الجوانحَ والقلوبَ شواخصٌ
فيها فتجلسُ والقلوبُ وُقوفُ
لو كانَ من حجرٍ فؤادُك لم تَرُحْ
إلاَّ وأنتَ بحبّها مَشْغُوفٌ
العصر العباسي >> كشاجم >> وهيفاءُ مِنْ نُدَماءِ الملو
وهيفاءُ مِنْ نُدَماءِ الملو
رقم القصيدة : 9397
-----------------------------------
وهيفاءُ مِنْ نُدَماءِ الملو
كِ صَفْرَاءَ كالعَاشِقِ المُدْنَفِ
تَكِيدُ الظَّلاَمَ كَمَا كَادَها
فضتَضْنَى وتفنيه في موقِفِ
العصر العباسي >> كشاجم >> بلليتُ بأحسنِ الثّقْلينِ
بلليتُ بأحسنِ الثّقْلينِ
رقم القصيدة : 9398
-----------------------------------
بلليتُ بأحسنِ الثّقْلينِ
إقبالاً ومنصَرَفَا
فمثلُ الظّبي ملتفتاً
ومثلُ الغصنِ منعطِفا
يسوّفني بنائِلهِ
وقد أَهدى لي الأَسَفَا
وآخذُ وصْلَهُ عدة ً
ويأخذُ مهجتي تَلَفَا
العصر العباسي >> كشاجم >> شِبتُ في حالتَيْ سرورٍ وحزنٍ
شِبتُ في حالتَيْ سرورٍ وحزنٍ
رقم القصيدة : 9399
-----------------------------------
شِبتُ في حالتَيْ سرورٍ وحزنٍ
ومقامي تفرقٌ وتلاَق
حُزنُ بينٍ فَشْبتُ من حَزَنِ البيـ
ـنِ ومن لا يشيبُ عند الفراقِ
واعتنقنا بالطيبِ من طيبِ أنفا(94/27)
سِكِ لما جَبَوتِني بالعِناقِ
هي طِيبٌ والطّيبُ والبينُ شيبٌ
معجّلٌ للملوكِ والعُشَّاقِ
العصر العباسي >> كشاجم >> ذكرتُكَ والعودُ عانقُتُه
ذكرتُكَ والعودُ عانقُتُه
رقم القصيدة : 9400
-----------------------------------
ذكرتُكَ والعودُ عانقُتُه
ودمعيَ من مقلتي يستبَقْ
أضمّ إلى جَسَدي ما ضَمَمْـ
ـتَ منهُ وألزمُهُ مُعتَنَقْ
وأعجب منهُ إذا ما دَنا
إلى كَبِدِي كيفَ لا يحترِقْ
العصر العباسي >> كشاجم >> أَعددتُ لليل إذا اللّيلُ غَسَقْ
أَعددتُ لليل إذا اللّيلُ غَسَقْ
رقم القصيدة : 9401
-----------------------------------
أَعددتُ لليل إذا اللّيلُ غَسَقْ
أغصانً تبرٍ عُرّيَتْ من الوَرَقْ
ثمارُها مثلُ مصابيح الأفق
يُغني الندامى ضووُّها عن القلقْ
شفاؤها إنْ مَرِضَتْ ضَربُ العُنُقْ
العصر العباسي >> كشاجم >> وأذا افتخرتَ بأعظمِ مَقبورة ٍ
وأذا افتخرتَ بأعظمِ مَقبورة ٍ
رقم القصيدة : 9402
-----------------------------------
وأذا افتخرتَ بأعظمِ مَقبورة ٍ
فالناسُ بينَ مكذّبٍ ومصدّقِ
فأقم لنفسِكَ بانتسابِكَ شاهداً
لحديثِ مجدٍ للقديمِ مصدّقِ
العصر العباسي >> كشاجم >> أعاذ الله شكواكَ
أعاذ الله شكواكَ
رقم القصيدة : 9403
-----------------------------------
أعاذ الله شكواكَ
وأهدى لكَ إفراقا
خرجنا أمسٍ للصيدِ
وكُنَّا فيهِ سبَّاقَا
فسمّينا وأَرسلنا
على نَخبكَ أَطلاقَا
فجادَ الله بالرّزقِ
وكانَ الله رزاقا
وأحوزَنا من الدرّاجِ
ما الرّجْلُ بهِ ضَاقَا
فأطمعتُ وأهديتُ
إلى المطبخِ أوسَاقَا
وخيرُ اللحمِ ما أَقلـ
ـقَهُ الجارِحُ إِقلاقَا
وذو العادة ِ للصيدِ
إذا أنضرهُ تَاقَا
فيعرفهُ فَما كانَ
إليه الدهرُ مشتَاقَا
فكُلْ مِنهُ شَفاكَ اللـ
ـهُ مشويّاً وأمراقَا
وهذا الحفظُ للصحّـ
ـة ِ لا تدبيرُ إسحاقَا
العصر العباسي >> كشاجم >> يا نديميَّ جَنّباني الرّحيقا
يا نديميَّ جَنّباني الرّحيقا
رقم القصيدة : 9404(94/28)
-----------------------------------
يا نديميَّ جَنّباني الرّحيقا
إنَّني لستُ للرحيقِ مُطِيقَا
قد تَيَقَّنْتُ أََّنها تطردُ الهـ
ـمَّ وتُلفَى إلى السّرورِ طَريقَا
غيرَ أنِّي وجدتُ للكأسِ ناراً
تلهبُ الجسمَ والمزاجَ الرقيقَا
فإذا ما جَمَعْتُها ومزَاجي
حَرَقّتْنِي بِنارِهَا تحريقَا
العصر العباسي >> كشاجم >> وَحَاسدٌ ظاهِرهُ لي وامقُ
وَحَاسدٌ ظاهِرهُ لي وامقُ
رقم القصيدة : 9405
-----------------------------------
وَحَاسدٌ ظاهِرهُ لي وامقُ
والغلُّ منهُ بالضميرِ لاصِقُ
تخبرني عَنْ شرّهِ الخلائِقُ
وقلّما ينكتِمُ المنافِقُ
لهُ فؤادٌ إنْ رآني خافقُ
وإنْ أغبْ فهو بجورٍ ناطقُ
يكذبُ وَهْوَ في التجنِّي صَادِقُ
وكلّ مجدٍ في الخلا يُسَابقُ
العصر العباسي >> كشاجم >> قالوا أبو أحمدٍ يبني فقلتُ لهم
قالوا أبو أحمدٍ يبني فقلتُ لهم
رقم القصيدة : 9406
-----------------------------------
قالوا أبو أحمدٍ يبني فقلتُ لهم
كما بَنَتْ دودة ٌ بنيان السرقِ
يَنَتهُ حتَّى إذا تَمَّ البناءُ لها
كانَ التّمامُ ووشكُ الخيرِ في نَسقِ
العصر العباسي >> كشاجم >> حَسْبي مِنَ البزاة ِ والزدادِق
حَسْبي مِنَ البزاة ِ والزدادِق
رقم القصيدة : 9407
-----------------------------------
حَسْبي مِنَ البزاة ِ والزدادِق
بِبَيْدَقٍ يَصيدُ صَيْدُ الباشِقِ
مؤدبٍ مدرّب الخلائِقِ
أصيَدُ من معشوقة ٍ لعاشِقِ
يسبقُ في السرعة ِ كلّ سابقِ
ليسَ لهُ في قَصْدِهِ من عَائِقِ
ربيتَه وكنتُ غيرَ واثقِ
أَنَّ الغزازيقَ من البيادقِ
العصر العباسي >> كشاجم >> لقد مرَّ عبدُ اللّه في السوقِ راكباً
لقد مرَّ عبدُ اللّه في السوقِ راكباً
رقم القصيدة : 9408
-----------------------------------
لقد مرَّ عبدُ اللّه في السوقِ راكباً
لهُ حاجبٌ من أنفهِ وهو مطرقُ
وعَنَّتْ لهُ في جانبِ السوقِ مخطة ٌ
توهَّمْتُ أنَّ السوقَ فيها سيغرَقُ(94/29)
فأقذِرْ بهِ أنفاً وأقذرْ بربّهِ
على وَجْهِهِ منهُ كنيفٌ مُعَلَّقُ
العصر العباسي >> كشاجم >> سيّدي أنتَ لَمْ أكُنْ
سيّدي أنتَ لَمْ أكُنْ
رقم القصيدة : 9409
-----------------------------------
سيّدي أنتَ لَمْ أكُنْ
كلَّ ذا منكَ أَتَّقي
داوِ جسمي فإنَّهُ
منكَ بالصّدّ قد شَقِي
لن تردَّ الذي مَضَى
منهُ فارفُقْ بما بَقي
العصر العباسي >> كشاجم >> أرقْتَ أَمْ نِمْتَ لضوءٍ بارقِ
أرقْتَ أَمْ نِمْتَ لضوءٍ بارقِ
رقم القصيدة : 9410
-----------------------------------
أرقْتَ أَمْ نِمْتَ لضوءٍ بارقِ
مؤتلقاً مثلَ الفؤادِ الخافقِ
كأَنَّه إصبعُ كفّ السّارقِ
تسوقُها الرّعدُ بغيرِ سَائقِ
سوقَ الحداة ِ طَلحَ الأيانقِ
لمّا رآها زَهر الحدائقِ
مَدَّ يَدَ المصافحِ المعانِقِ
وهزّ أعطافَ سبوقٍ سَابِقِ
فلم يَزَلْ حتّى الصباحِ الفائِقِ
يبكي بجفنّيْ مثكلٍ وعَاشِقِ
كم خبَّأتْ في لهبِ البوارقِ
لِعَاطِلِ الزهّادِ والشّواهِقِ
من العقودِ ومِنَ المخانقَ
فالأَرضُ بعدَ العُريِ كاليلامِقِ
من الأقاحي ومِنَ الشّقائِقِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> يکبنَ الحُسَيْنِ وأنْتَ مَنْ غُرِسَ النَّدَى
يکبنَ الحُسَيْنِ وأنْتَ مَنْ غُرِسَ النَّدَى
رقم القصيدة : 7327
-----------------------------------
يکبنَ الحُسَيْنِ وأنْتَ مَنْ غُرِسَ النَّدَى
فِي راحَتَيْهِ فأثْمَرَ المَعْرُوفا
كرَماً شُعِفْتَ به فَشاعَ حديُهُ
حَتّى کغْتَدَى بِكَ ذِكْرُهُ مَشْعُوفا
ولأنْتَ أعرقُ في المكارِمِ مَنصِباً
مِنْ أنْ تَبيتَ بغَيْرِها مَوصُوفا
وإذَا الفتى كانَ السَّماحُ حَلِيفَهُ
أمْسى وأصبحَ للثَّناءِ حَليفا
كمْ هزَّة ٍ لكَ وارْتِياحٍ للندى
لولاهُ ما كان الشَّريفُ شَريفا
أفنيتَ مالَكَ في اكتِسابِكَ للعُلى
وَصَحِبْتَ أيّامَ الزَّمانِ عَزوفا
ما ضَرَّ دهراً غدْرُهُ بكرامِهِ
تَرَكَ القَوِيَّ مِنَ الرَّجاءِ ضَعِيفا
ألا يَكونَ عَلى الأفَاضلِ أنعُماً(94/30)
وَعَلى اللِّئامِ حوادِثاً وصُرُوفا
العصر العباسي >> ابن الخياط >> بَكَيْتُكَ لِلْبِيْنِ قَبْلَ الحِمامِ
بَكَيْتُكَ لِلْبِيْنِ قَبْلَ الحِمامِ
رقم القصيدة : 7328
-----------------------------------
بَكَيْتُكَ لِلْبِيْنِ قَبْلَ الحِمامِ
وأيْنَ مِنَ الثُّكْلِ حَرُّ الغَرامِ
وما كانَ ذاكَ الفِراقُ المُشـ
ـتُّ إلا دُخاناً لِهذا الضِّرامِ
فَعُوِّضْتُ بَعْدَ الحَنِينِ الأنِينَ
وبُدِّلْتُ بعْدَ الجوى بالسَّقامِ
إذا قَتَلَ البُعْدُ أهْلَ الهَوى
فأقْتَلُ لِي مِنْهُ مَوْتُ الكِرامِ
فيا قمراً يمَنِيَّ المغيبِ
وإنّ كانَ مَطْلَعُهُ بِالشَّآمِ
أكادُ لذِكرِكَ ألْقى الحِمامَ
إذا هَتَفَتْ ساجِعاتُ الحَمامِ
فأنْشُدُ مَثْواكَ عِنْدَ الهُبُوبِ
وَأرقُبُ طَيْفَكَ عِنْدَ المَنامِ
وأهْفُو إلى كُلِّ بَرْقٍ يَمانٍ
واصْبُو إلى كُلِّ ركْبٍ تهامِ
وأسألُ عنكَ نسيمَ الرِّياحِ
وَمَنْ لِلنَّسِيمُ بِمَنْ فِي الرِّجامِ
وَإنِّي لَظامٍ إلى نَفْحَة ٍ
بريّاكَ ما وردَ الماءَ ظامِي
وكَمْ عَبْرة ٍ لِي وَما بَيْنَنا
سِوى أنْ تَكِلَّ بَناتُ الموامي
فكيفَ وقدْ أنزَلَتْكَ المنُونُ
بِأسْحَقِ دارٍ وأنْأى مَقامِ
غَرِيباً يُبَكِّي لَهُ الأبْعَدُونَ
صَرِيعاً يُوَسَّدُ صُمَّ السِّلامِ
سليباً يُجَلْبَبُ ثوبَ البِلى
ضعيفاً يُحمَّلُِ ثِقْلَ الرَّغامِ
ويا غائِباً كَمَدِي حاضِرٌ
بهِ ما شَجَتْ فاقِدٌ بالبُغامِ
تَشَكَّتْ رِكابُكَ عَضَّ القُتودِ
لَيالِي سُراكَ وَجَبَّ السَّنامِ
وَما كانَ غارِبُها فِي الرَّحِيلِ
بأوْجَعَ مِنْ كَبِدي في المُقامِ
زِمامٌ مَعَ الوَحْدِ لِي طَيِّعٌ
طِواعَ المُذَلَّلِ جَذْبَ الزِّمامِ
وَدَمْعٌ يُبارِي وَجِيفَ المَطِيِّ
فأخْفافُها وجُفُونِي دَوامِي
رُزِئْتُكَ حيّاً وخَطْبُ الفِرا
قِ أشْبَهُ شيءٍ بخطْب الحِمامِ
وَلَمْ يَبْقَ بَعْدَكَ لِي مُقْلَة ٌ
تَبِيتُ لِفَقْدِكَ ذاتَ انْسِجامِ(94/31)
فَداَوَيْتُ شَوْقِي بِذِكْرِ اللِّقاءِ
وعَلَّلْتُ شَمْلِي بِعَوْدِ النِّظامِ
أُؤَمِّلُ قُرْبَكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ
وأرجُو لِقاءَكَ في كلِّ عامِ
ولمْ أدْرِ أنَّ مَرامِي القَضا
ءِ قَدْ حُلْنَ بَيْنِي وبَيْنع المَرامِ
فَسُدَّتْ مَطالِعُ ذاكَ الجَوادِ
وفُلَّتْ مضارِبُ ذاكَ الحُسامِ
وَغُودِرَ مُحْيِي النَّدَى لِلْفَناءِ
وَعُوجِلَ بانِي العُلَى بِکنْهِدامِ
فَواحَسْرَتا مَنْ أذَلَّ العَزِيزَ
ووا أسَفا مَنْ أذَلَّ المُحامِي
عَجِبْتُ لِضَيْمِكَ تِلْكَ الغَداة َ
وما كانَ جارُكَ بالمُستضامِ
وأيُّ فتًى حاولَتْهُ المَنُونُ
فَلَمْ تَرْمِ عِزَّتَهُ بِکهْتِضامِ
وكمْ بُزَّ مِنْ مانعٍ للجوارِ
وضُيِّعَ مِنْ حافِظٍ للذِّمامِ
سقَتْكَ بألْطَفِ أندائِها
وأغْزَرِها سارِياتُ الغَمامِ
وإنْ قلَّ ماءٌ مِنَ القطْرِ جارٍ
فَجادَكَ قَطْرٌ مِنَ الدَّمعِ هامِ
وبكَّتكَ كلُّ عروضيَّة ٍ
تُرِنُّ بها كُلُّ ميمٍ ولامِ
إذا ضُنَّ عَنْكَ بِنَوْرِ الرِّياضِ
حبتكَ غرائبَ نورِ الكلامِ
لعمري لئنْ ساءَنا الدهْرُ فيكَ
لَقدْ سَرَّنا في أخِيكَ الهُمامِ
هوَ المرءُ يشجُعُ في كُلِّ خطْبٍ
مَهُولٍ ويجبُنُ عنْ كُلِّ ذامِ
ذَهَبْتَ وكَلَّفْتُهُ فِتْيَة ً
ذوِي غُررٍ ووجُوهٍ وسامِ
كما أوْدَعَ الأُفْقَ زُهْرَ النُّجُومِ
ووَلّى إلى الغَرْبِ بَدْرُ التَّمامِ
علَى أنَّ أدْمُعَنا بالجُفُو
نِ أغرى مِنَ الوَجْدِ بالمُسْتهَامِ
وَلِمْ لا وَذِكْرُكَ يَرْمِي القُلُوبَ
بِأنْفَدَ مِنْ صائِباتِ السِّهامِ
هُمُومٌ تبلِّدُ فهمَ البليغِ
وتُعْيِي نَوافِثَ سِحْرِ الكَلامِ
صدعنَ القُلوبَ فلولا أبُو
عليٍّ لما ظفِرَتْ بالتئامِ
أغرُّ تُمزَّق عنهُ الخُطوبُ
كما مزَّقَ البدرُ ثوبَ الظلامِ
رَعَتْ مَجْدَ آلِ الزَّرافِيِّ مِنْهُ
مَكارِمُ تَعْضُدُهُ بِکلدَّوامِ
فَإنْ حُطِمَ اللَّدْنُ فَکلْعَضْبِ باقٍ
وَإنْ أقْلَعَ الغَيْثُ فَکلْبَحْرُ طامِ
وفي واحدٍ منْ بني أحمدٍ(94/32)
لنا خلفٌ مِنْ جميعِ الأنامِ
عَزاءَكَ يَکبْنَ العُلَى إنَّما
تَهُونُ العَظائِمُ عِنْدَ العِظامِ
كذا أخذَ الناسُ في دهْرِهِمْ
بِقِسْمَيْنِ مِنْ عِيشَة ٍ وکخْتِرامِ
فَكُلُّ اجْتِماعٍ بِهِ لِلشَّتاتِ
وكُلُّ رِضاعٍ بهِ لِلْفِطامِ
بَقِيتَ وأبْناؤُكَ الأكرَمُونَ
بقاءَ الهِضابِ بِرُكْنيْ شمامِ
فَمِثْلُكَ لَيْسَ عَلى حادِثٍ
ألمَّ فنكَّبَهُ منْ ملامِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> يا قَبْرُ ما لِلْمَجْدِ عِنْدَكَ فَاحْتَفِظْ
يا قَبْرُ ما لِلْمَجْدِ عِنْدَكَ فَاحْتَفِظْ
رقم القصيدة : 7329
-----------------------------------
يا قَبْرُ ما لِلْمَجْدِ عِنْدَكَ فَاحْتَفِظْ
بمهنَّدٍ ما كُنْتَ منْ أغمادِهِ
تَشْتاقُ مِنْهُ العَيْنُ مِثْلَ سَوادِها
ويَضُمُّ مِنْهُ الصَّدْرُ مِثْلَ فُؤادِهِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> مَحا الدَّهْرُ آثارَ الْكِرامِ فَلَمْ يَدَعْ
مَحا الدَّهْرُ آثارَ الْكِرامِ فَلَمْ يَدَعْ
رقم القصيدة : 7330
-----------------------------------
مَحا الدَّهْرُ آثارَ الْكِرامِ فَلَمْ يَدَعْ
منَ البأْسِ والمعروفِ غيرَ رُسُومِ
وأصبحْتُ أستجدِي البخيلَ نوالَهُ
وأحْمَدُ فِي اللَّزْباتِ كُلَّ ذَمِيمِ
سِوى أنَّ مِنْ آلِ الزَّرافِيِّ مَعْشراً
وفَوْ ليَ لما خانَ كُلُّ حميمِ
هُمُ جَبَرُوا عظْمِي الكَسيرَ ولاءَمُوا
علَى طُولِ صَدْعِ النّائِباتِ أديمي
متى خِفْتُ حالاً حالَ بينِي وبينَها
تخاطُرُهُمْ منْ بُزَّلٍ وقُرُومِ
وَإنَّكَ مِنْهُمْ يا عَلِيٌّ لَناصِرِي
عَلى كُلِّ خَطْبٍ لِلزَّمانِ عَظِيمِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> يا مُفْلِتَ الظَّبْيَة ِ الغَنّاءِ مِنْ يَدِهِ
يا مُفْلِتَ الظَّبْيَة ِ الغَنّاءِ مِنْ يَدِهِ
رقم القصيدة : 7331
-----------------------------------
يا مُفْلِتَ الظَّبْيَة ِ الغَنّاءِ مِنْ يَدِهِ
هَلاّ عَلِقْتَ بِها حُيِّيتَ مْقْتَنِصا(94/33)
ذُقِ الملامَة َ محقوقاً فما ظَلَمْت
كأْسُ الندامَة ِ إنْ جُرِّعتها غُصَصا
قدْ أمْكنَتْكَ فَما بادرْتَ فُرْصَتَها
مَنْ شاوَر الْعَجْزَ لَمْ يَسْتَنْهِضِ الفُرَصا
وَقَدْ تَحاماكَ فيها حاذِقٌ دَرِبٌ
بِالصَّيْدِ لَوْلاكَ لَمْ يُحْجِمْ وَلا نَكَصا
إنَّ اللبيبَ إذا ما عنَّ مطلَبُهُ
أهْوى إليهِ ولم ينظُرْ بهِ الرُّخَصا
العصر العباسي >> ابن الخياط >> صُروفُ المنايا ليسَ يُودى قَتيلها
صُروفُ المنايا ليسَ يُودى قَتيلها
رقم القصيدة : 7332
-----------------------------------
صُروفُ المنايا ليسَ يُودى قَتيلها
ودارُ الرَّزايا لا يَصِحُّ عَلِيلُها
مُنِيتُ بِها مُسْتَكْرهاً فکجْتَوَيْتُها
كما يجتَوِي دارَ الهوانِ نزيلُها
يُشهِّي إليَّ الموتَ عِلْمِي بأمْرِها
ورُبَّ حَياة ٍ لا يَسُرُّكَ طُولُها
وأكْدَرُ ما كانَتْ حياة ُ نُفُوسِها
إذا ما صَفَتْ أذهانُها وعُقُولُها
ومَنْ ذا الذي يحْلُو لهُ العَيشُ بعدَما
رَأتْ كُلُّ نَفْسٍ أنَّ هذا سَبِيلُها
أَقِمْ مأْتَماً قد أُثْكِلَ الفضْلُ أهْلَهُ
وبَكّ المعالِي قدْ أجدَّ رحِيلُها
إذا أنْتَ كَلَّفْتَ المَدامِعَ حَمْلَ ما
عَناكَ مِنَ الأحْزانِ خَفَّ ثَقِيلُها
ويَا باكِيَ العَلْياءِ دُونَكَ عَبْرَة ً
ملِيّاً بإسْعادِ الخليلِ هُمُولها
وَمُهْجَة َ مَخْزُونٍ تَخَوَّنَها الضَّنا
فلَمْ يَبْقَ إلاّ وجْدُها وغَليلُها
ألا بِکلتُّقى وَکلصَّالِحاتِ مُفَارِقٌ
طَوِيلٌ عَلَيْهِ بَثُّها وَعَوِيلُها
أصابَ الرَّدى نَفْساً عزِيزاً مُصابُها
كَرِيماً سَجاياها قَلِيلاً شُكُولُها
فأقْسَمْتُ ما رامَتْ منيعَ حجابِها الـ
ـمَنُونُ وَفِي غَيرِ الكِرامِ ذُحُولُها
وما زالَ ثَأْوُ الدَّهْرِ عندَ معاشِرٍ
يَشِيمُ النَّدى أيْمانَهُمْ وَيُخِيلُها
فمَنْ يَكُ مدفُوعاً عنِ المجْدِ قوْمُهُ
فإنَّ قَبيلَ المكْرُماتِ قَبيلُها
ومَنْ يَكُ مَنْسِيَّ الفِعالِ فإنَّهُ(94/34)
مَدى الدَّهْرِ بالذِّكْرِ الجَمِيلِ كَفِيلُها
يطيبُ بقدْرِ الفائِحاتِ نَسيمُها
وتزْكُوا الفُرُوعُ الطَّيباتُ أُصُولُها
سَحابَة ُ برٍ آنَ مِنْها انْقِشاعُها
وأيْكَة ُ مجدٍ حانَ منها ذُبُولُها
أوَدُّ لَها سُقْيا الغَمامِ ولَوْ أشا
إذاً كَشَفَتْ صَوْبَ الغَمامِ سُيُولُها
وَكَيْفَ أُحَيِّي ساكِنَ الخُلْدِ بالحَيا
وَما ذُخِرَتْ إلاّ لَهُ سَلْسَبِيلُها
سيَشْرُفُ في دارِ الحِسابِ مقامُها
وَيَبْرُدُ فِي ظِلِّ الجِنانِ مَقِيلُها
نَلُوذُ بأَسْبابِ العزاءِ وإنَّهُ
لَيَقْبُحُ فِي حُكْمِ الوَفاءِ جَمِيلُها
وهَلْ يَنْفَعُ المَرْزِيَّ أنْ طالَ عتْبُهُ
عَلَى الدهَّرِ والأيَّامُ صَعْبٌ ذَلُولُها
فَلا يَثْلِمَنَّ الحُزْنُ قَلْبَكَ بَعْدَها
فَقِدْماً أبادَ المُرْهَفاتِ فُلُولُها
وماذا الذي يأْتِي بهِ لكَ قائِلٌ
وَأنْتَ قَؤُولُ المَكْرُماتِ فَعُولُها
إذا ابْنُ عليٍّ رامَ يوماً بحزْمِهِ
لِقاءَ خُطُوبِ الدَّهْرِ دَقَّ جَلِيلُها
وَما زِلْتَ مَمْلُوءًا مِنَ الهِمَمِ الَّتِي
تُقَصِّرُ أيّامَ الرَّدى وتُطِيلُها
يَنالُ مَدى المَجْدِ البَعِيدِ رَذِيُّها
ويَقْطَعُ في حَدِّ الزَِّمانِ كَليلُها
فقدْتَ فلمْ تَفْقَدْ عزاكَ وإنَّما
يُضَيِّعُ مَأثُورَ الأُمورِ جَهُولُها
عَلى أنَّ مَنْ فارَقْتَ بالأمْسِ لا تَفِي
بِحَقٍّ لَهُ أغْزارُ دَمْعٍ تُسِيلُها
وَمَا عُذْرُها أنْ لا يَشُقَّ مُصابُها
عَلى الدِّينِ وَکلدُّنْيا وَأنْتَ سَلِيلُها
العصر العباسي >> ابن الخياط >> يا نَسِيمَ الصَّبا الوَلُوعَ بوجْدِي
يا نَسِيمَ الصَّبا الوَلُوعَ بوجْدِي
رقم القصيدة : 7333
-----------------------------------
يا نَسِيمَ الصَّبا الوَلُوعَ بوجْدِي
حبّذا أنتَ لو مررْتَ بنجدِ
أجرِ ذكرِي نعمْتَ وأنعَتْ غرامِي
بالحِمى ولتَكُنْ يداً لكَ عندِي
وَلَقَدْ رابَني شَذاكَ فَبِکللّـ
ـهِ متى عهْدُهُ بأطْلالِ هنْدِ(94/35)
إنْ يكُنْ عَرْفُها امتَطاكَ إليناَ
فَلَقَدْ زُرْتَنا بِأَسْعَدِ سَعْدِ
أَهْدِ ليِ نَفْحَة ً تَضَمَّنُ رَيّاً
ها بما شئتَ من عرارِ ورندِ
وربمَّا نهلة ٍ سُقِيتُ بفيها
فَكَفَتْنِي مَعَ الصَّدى كُلَّ وِرْدِ
وَغَرِيمٍ مِن کلْهُمُومِ کقْتَضانيِ
دَلَجَ العيسِ بينَ وجدٍ ووخْدِ
مُطْلِقاتٍ أعنَّة َ الشُّكْرِ مِنْ كُـ
ـلِّ لسانٍ حتّى يعيدَ ويُبْدِي
العصر العباسي >> ابن الخياط >> مَنْ كانَ مِثْلَ أبِي عَليٍّ فَلْيَنَلْ
مَنْ كانَ مِثْلَ أبِي عَليٍّ فَلْيَنَلْ
رقم القصيدة : 7334
-----------------------------------
مَنْ كانَ مِثْلَ أبِي عَليٍّ فَلْيَنَلْ
أفُقَ السَّماءِ بِهمَّة ٍ لَمْ تُخْفَضِ
أغْنى وقدْ أبْدى الندى وأعادَهُ
عَنْ أنْ أقُولَ لَهُ أطَلْتَ فأعْرِضِ
ما كانَ فِيما نِلْتُ مِنْهُ بِواعِدٍ
فأقُولَ إنَّ الوَعْدَ غَيْرُ مُمَرِّضِ
سبقَتْ مواهبُهُ الوُعُودَ ورُبَّما
جادَ السَّحابُ وبَرْقُهُ لَمْ يُومِضِ
وقَفَ الحُسَيْنُ علَى السَّماحِ غَرامَهُ
ليسَ المُحِبُّ عنِ الحَبيبِ بمُعْرِضِ
كَشّافُ كُلِّ عَظِيمَة ٍ إنْ تَدْعُهُ
لا تَدْعُهُ للخَطْبِ ما لمْ يُرْمِضِ
وإذَا أرَدْتَ إلى الحُسَيْنِ صَنِيعَة ً
فَکعْرِضْ لِفَضْلِ نَوالِهِ وتَعرَّضِ
إنَّ السُّؤالَ لواقِعٌ منْهُ بمَنْـ
ـزِلة ِ النَّوالِ منَ المُقِلِّ المُنْفِضِ
وَلَهُ إذا وعَدَ الجَمِيلَ مكارِمٌ
لا يَقْتَضِيهِ بِغَيرِهنَّ المُقْتَضِي
مَحْضُ العَلاءِ صَرِيحُهُ فِي أُسْرَة ٍ
جُمحيَّة ِ النَّسَبِ الصَّريحِ الأمْحَضِ
ضَرَبَ الحِمامُ عَلَيْهِمُ فَتَقَوَّضْوا
وبِناءُ ذَاكَ المَجْدِ لَمْ يَتَقَوَّضِ
قومٌ لهُمْ شرَفُ الحَطِيمِ ومُبْتَنى الـ
ـعِزِّ المُشَيَّدِ في البِطاحِ الأعْرَضِ
يُحْيي الثَّنا مَوْتى الكِرامِ ورُبَّما
ماتَ اللَّئِيمُ ورُوحُهُ لمْ تُقْبَضِ
ما ذا تَقُولُ لِمَنْ أتاكَ مُصَرِّحاً
نِعَمٌ تعرَّضُها لِكُلِّ مُعَرِّضِ(94/36)
قدْ كانَ خَيَّمَ صَرْفُ كُلِّ مُلِمَّة ٍ
عندِي فقالَ لُه سَماحُكَ قوِّضِ
ولحَظْتَنِي فعرَفْتَ موضِعَ خلَّتِي
نظَرَ الطَّبيبِ إلى العَليلِ المُمْرَضِ
ونَظَرْتَ مِنْ تَحْتِ الخُمُولِ تَطَلُّعِي
كَالماءِ بُرْقِعَ وَجْهُهُ بِالعَرْمَضِ
لمّا رأَيْتَ الدَّهْرَ يَقْصُرُ هِمَّتِي
عنْ غاية ِ الأمَلِ البَعِيدِ المَرْكَضِ
أنْهَضُتَنِي والسَّهْمُ لَيْسَ بِصائِبٍ
غَرَضاً إذا الرَّامِي بهِ لَمْ يُنْبِضِ
والعَضْبُ ليْسَ ببَيِّنٍ تأْثِيرهُ
والأثرُ حتّى ينتَضِيهِ المُنتَضِي
وعَلَيْكَ حَقٌّ رَفْعُ ما أسَّسْتَهُ
فِي مَذْهَبِ الكَرَمِ الَّذِي لَمْ يُرْفَضِ
لا يَمْنَعَنَّكَ مِنْ يَدٍ والَيْتَها
أنِّي بشكْرِ صنيعِها لمْ أنهضِ
إنَّ الغمامَ إذا ترادَفَ وابلُهُ
أبْقى أنيقَ الروضِ غير مروَّضِ
وَلَئِنْ بَقِيتُ لَتَسْمعَنَّ غَرائِباً
يَقْضِي الزَّمانَ وفَضْلُها لمْ يَنْقَضِ
يظْمَا إليْها المُنْعِمُونَ فمنْ يرِدْ
يَرِدِ الثَّناءَ العَذْبَ غْيَر مُبَرَّضِ
هذا ولست ببالغ بعضَ الذي
أوليت مالُبِسَ الظلامُ وما نُضي
أقْرَضْتَنِي حُسْنَ الصَّنِيعِ تَبَرُّعاً
والقَرْضِ أفْضَلُ مِنْ جَزاءِ المُقْرِضِ
فَاعْذُرْ إذا ما الدَّهْرُ أخْمَدَ فِكْرَتِي
أيُّ لكِرَامِ بِدَهْرِهِ لَمْ يَغْرَضِ
جاءَتْكَ تُنْذِرُ بِالتَّوالِي بَعْدَها
كالفجْرِ في صدْرِ الصباحِ الأبْيَضِ
أبِنِي أبي العيشِ الأكارِمَ إنَّنِي
لولاكمُ لرَضِيتُ ما لمْ أرْتَضِ
ما زِلْتُ أعْتَرِضُ المَوارِدَ قامِحاً
حتّى وَصَلْتُ إلى البُحُوره الفُيَّضِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> وَتَعْذِلُني القَوافِي فِيكَ طَوْراً سأشْكُرُ ما مَنَنْتَ بِهِ وَمِثْلِي
وَتَعْذِلُني القَوافِي فِيكَ طَوْراً سأشْكُرُ ما مَنَنْتَ بِهِ وَمِثْلِي
رقم القصيدة : 7335
-----------------------------------
وَتَعْذِلُني القَوافِي فِيكَ طَوْراً سأشْكُرُ ما مَنَنْتَ بِهِ وَمِثْلِي(94/37)
لأهْلِ المَنِّ فلْيكُنِ الشّكُورُ
وأحْمَدُ حُسْنَ رَأيِكَ فِيَّ حَمْداً
يَدُومُ إذا تطَاوَحَتِ الدُّهُورُ
وَإنْ تَكُ مُسْتَقِلاً ما أتاني
فمثلُكَ يُسْتقلُّ لَهُ الكَثيرُ
وأذْكى ما يكونُ الرَّوضُ نشراً
إذا ما صابَهُ القطْرُ اليَسيرُ
ولا وأَبي العُلى ما قلَّ نَيلٌ
بنيلِ أقلِّهِ غنيَ الفقيرُ
وَلا فَوْقَ الغِنَى جُودٌ فَحَسْبِي
كَفى بالمَحْلِ عارِضُك المَطِيرُ
وَلا عِنْدِي مَكانٌ لِلْعطايا
فَقُلْ لِلسَّيْلِ قَدْ طَفَحَ الغَدِيرُ
فِداؤُكَ مَعشرٌ سُئِلُوا فأجدوا
فإنكَ غيرَ مسئولٍ تمِيرُ
فكيفَ بأمة ٍ لؤُوموا وذَلُّوا
فلا خلْقٌ يجودُ ولا يُجيرُ
رَأيْتُكَ حاضِراً في حالِ غَيْبٍ
وَبعْضُ القَوْمِ كالغَيَبِ الحُضُورُ
لَقَدْ سُدَّتْ مَوارِدُ كُلِّ خَيْرٍ
وَساحَ بِكَفِّكَ الكَرَمُ الغَزِيرُ
على رُغْمِ الزَّمانِ أجَرْتَ منْهُ
وَقَدْ قَلَّ المُمَانِعُ والمُجِيرُ
تخطَّى النّائباتِ إليَّ جُودٌ
كَما فاجاكَ في الظَّلْماءِ نُورُ
تخِذْتَ بهِ يداً عندَ القوافِي
يَقُوم بشكْرِها الفِكرُ المُنيرُ
وأيْنَ الشُّكْرُ مِمّا خوَّلَتْهُ
جَهِلْتُ ورُبَّما جَهِلَ الخَبِيرُ
سَماحٌ رَدَّ رُوحاً في الأمانِي
ومعْرُوفٌ بهِ جُبِرَ الكَسيرُ
وشعرٌ لوْ يكونُ الشِّعْرُ غيثاً
لَباتَ وَنَوْؤُهُ الشِّعْرى العَبُورُ
معانٍ تحتَ ألفاظٍ حسانٍ
كما اجْتَمعَ القلائِدُ والنُّحُورُ
يُخيَّلُ لي لعجزِي عنهُ أنِّي
بما أولَيْتَ منْ حسَنٍ كَفُورُ
وتعذِلُنِي القوافِي فيكَ طَوراً
وطَوْراً فِيكَ لي مِنْها عَذِيرُ
وأعْلَمُ أنَّ طَوْلَكَ لا يُجازى
وهل تُجزى على الدُّرِّ البُحورُ
وَتَسْمُو هِمَّتِي فإخالُ أنِّي
على ما لَسْتُ واجِدَهُ قدِيرُ
أُعَلِّلُها بِمَدْحِكَ كُلَّ يَوْمٍ
وما تعْلِيلُها إلاّ غُرُورُ
أمثلُكَ مُنعِماً يُجْزى بشكرٍ
لقدْ ألقتْ مقالِدها الأُمورُ
وما العنقاءُ بالمكذُوبِ عنْها
حديثٌ بعدَ ما زعَمَ الضَّمِيرُ(94/38)
ولا الحَسَنُ بنُ أحمدَ بعدَ ذا فِي
أمانٍ أن يكونَ لَهُ نَظيرُ
أغرُّ مهذَّبٌ حَسباً وفِعْلاً
يخفُّ لذكِرِهِ الأملُ الوَقُورُ
بنى لبَنِي أبي العيْشِ المَعالِي
فتًى يحلُو بهِ العيشُ المَرِيرُ
أناسٌ لا يزالُ لمُجْتَدِيهمْ
عليهمْ مِنْ مكارِمِهمْ ظَهيرُ
هُمُ انتُحبُوا مِن الحسبِ المُزكّى
كما قُدَّتْ مِن الأدَمِ السُّيُورُ
وَهُمْ فكُّوا مِن الإخفاقِ ظَنِّي
بطولِهمُ كما فُكَّ الأسيرُ
وقامَ بِنصرِ آمالي نداهُمْ
ألا إنَّ النَّدى نِعْمَ النَّصِيرُ
فإنْ لم أحْبُهُمْ وُدِّي وَحَمْدِي
فَلا طَرَدَ الهُمُومَ بِيَ السُّرُورُ
وَقُلْتُ شَبِيهُ جُودِهُم الغَوادِي
إذا هطلَتْ ومثلهُمُ البُدُورُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> لقَدْ جاوزْتَ فِيكَ مِقدارَها
لقَدْ جاوزْتَ فِيكَ مِقدارَها
رقم القصيدة : 7336
-----------------------------------
لقَدْ جاوزْتَ فِيكَ مِقدارَها
خُطُوبٌ قضتْ منكَ أوطارَها
وكيفَ ترَقَّتْ إلى مُهجَة ٍ
يودُّ الرَّدى لوْ غدا جارها
سمَتْ هِمَّة ُ الخَطْبِ حتَّى إليكَ
لقدْ عظَّمَ الدَّهْرُ أخطارَها
ومنْ ذا الذي يأمنُ النائباتِ
وقد أنشبتْ فيكَ أظْفارَها
سَماحُكَ أثكلَها صَرْفَها
فجاءَتْكَ طالبة ً ثارَها
ستبكيكَ ما عُمرَتْ دولة ٌ
دعتْكَ المكارِمُ مُختارَها
فمنْ لِحماها إذا ما العدُ
وُّ أمَّتْ كتائبُهُ دارَها
ومَنْ يشهدُ الحرْبَ غيرُ الجَبانِ
إذَا الخَوْفُ غَيَّبَ أنصارَها
وَمَنْ يجعَلُ السَّيفَ مِنْ دُونِها
حِجاباً يُميطُ بهِ عارَها
ومَنْ ذا يُكَثِّرُ حُسّادَها
ومَنْ ذا يُقَلِّلُ أنظارها
ومنْ للأمورِ إذا أورِدتْ
فلمْ يملِكِ القومُ إصدارَها
ومنْ ذا يطيلُ قِراعَ الخُطُو
بِ حتّى يقَصِّرَ أعمارَها
سقى اللهُ في كلِّ يومٍ ثراكَ
حياءَ السَّماءِ وأمْطارَها
تولّى كما أقْلَعَتْ ديمة ٌ
وأوْدَعَتِ الأرْضَ آثارَها
مَضتْ واقتضَتْ شُكرَ آلائِها
نَسيمَ الرِّياض ونُوّارَها(94/39)
خلائقُ إن بانَ منها العِيانُ
رَوتْنا الصَّنائعُ أخبارَها
أرى كُلَّ يومٍ مِنَ الحادِثاتِ
لنا وَقْعة ً نَصطلي نارَها
فيا ليتَ شِعرِي ـ وما نفعُ لَيتَ ـ
متى تضعُ الحربُ أوزارَها
وحتّامَ ذِمَّة ُ هذِي الجُسُو
مِ لا يرهَبُ الموتُ إخفارَها
تُفِيتُ المقادِيرُ أرواحَها
وتُبْلِي على الدهْرِ أبشارها
هربْنَا بأنفُسِنا والقَضا
ءُ يسبِقُ بالمَشْيِ إحضارَها
وما اعترفتْ أنفسٌ بالحما
مِ لَوْ كانَ يَقْبلُ إنكارَها
إذا أقبلَتْ بِالفَتى عِيشة ٌ
توقعَ بالموتِ إدبارَها
وكيفَ يحاوِلُ صَفْوَ الحَيا
ة ِ مَنْ لَيسَ يُمنحَ أكدارَها
وما عُمرُ مَنْ أدرَكَتْهُ الوَفا
ة ُ إلاّ كمرحلَة ٍ سارَها
العصر العباسي >> ابن الخياط >> لعمرُ أبي العَطاءِ لَئِنْ تولَّى لعمرُ أبي العَطاءِ لَئِنْ تولَّى
لعمرُ أبي العَطاءِ لَئِنْ تولَّى لعمرُ أبي العَطاءِ لَئِنْ تولَّى
رقم القصيدة : 7337
-----------------------------------
لعمرُ أبي العَطاءِ لَئِنْ تولَّى لعمرُ أبي العَطاءِ لَئِنْ تولَّى
لَنعْمَ مُعرَّجُ الرَّكبِ الطِّلاحِ
ونِعْمَ أبُو الضيوفِ إذا أطاحَتْ
بيوتَ الحيِّ عاصِفة ُ الرِّياحِ
ونعْمَ الموضِحُ العَمياءُ رأْياً
وقدْ كثُرَ التمادِي والتلاحِي
على سومِ الأسنَّة ِ والصِّفاحِ
يعزُّ عليَّ أنْ أُهِدِي رِثائِي
إليكَ بغبِّ شكْرِي وامتداحِي
وكنتُ إذا أتيْتُكَ مُسْتَميحاً
لمكرُمة ٍ نزلْتَ على اقتراحِي
بندْبٍ منْ ثنائِكَ أوْ مَناحِ
إذا ما خانَنِي دَمعٌ بَليدٌ
بكيتُ بأدْمُعِ الشِّعرِ الفِصاحِ
يداكَ بهِ ادِّراعِي واتِّشاحِي
فَلا بَرِحتْ تَجودُكَ كُلَّ يَومٍ
مدامِعُ مزنة ً ذاتُ انسِفاحِ
تَرُوحُ بها فُرُوعُ الرَّوْضِ سكرى
تميدُ كأنَّما مُطرَتْ براحِ
إلى أن يغتدِي وكأنَّ فيهِ
مَخايِلَ مِنْ خلائِقكَ السِّجاح
العصر العباسي >> ابن الخياط >> إذا ما ارتاح للرّاح النَّدامى
إذا ما ارتاح للرّاح النَّدامى
رقم القصيدة : 7338(94/40)
-----------------------------------
إذا ما ارتاح للرّاح النَّدامى
وهَيَّجتِ ابْنة ُ الكَرْمِ الكِراما
وقامَ يُدِيرُها صهباءَ صرفاً
تُميتُ الهمَّ أوْ تُحِيي الغَراما
تُريكَ فَمَ النَّدِيمِ إذا حَساها
كأنَّ عليهِ منْ ذهبٍ لِثاما
وطافَ بِها أغنُّ يبيتُ صباً
مُحاوِلُهُ وَيُصْبِحُ مُسْتَهاما
ترى في قُربِهِ منكَ ازوراراً
وَفِي إعْراضهِ عنْكَ ابتِساما
فلا تَكُ كالَّذي إنْ جِئْتُ أشكُو
إليهِ الوَجدَ أوسعَني مَلاما
يَمُرُّ معَ الغَواية ِ كيفَ شَاءَتْ
ويعذِلُ في تطَرُّفِها الأناما
العصر العباسي >> ابن الخياط >> يا موقِدَ النارِ الذي لمْ يأْلُ في اسْـ
يا موقِدَ النارِ الذي لمْ يأْلُ في اسْـ
رقم القصيدة : 7339
-----------------------------------
يا موقِدَ النارِ الذي لمْ يأْلُ في اسْـ
تِخراجِ ماءِ الوردِ غايَة َ جهْدِهِ
أوَ ما تَرى القمَرَ المُحَرِّقَ ظالِماً
قلْبِي بنارٍ مِنْ جفاهُ وبُعدِهِ
انظُرْ إليهِ تضرَّجتْ وجناتُهُ
خجلاً وقَدْ عاتبْتُهُ في صَدِّهِ
إنْ تَخبُ نارُكَ فاقْتَبِسْ مِنْ مُهجتِي
أوْ يَفْنَ وَرْدُكَ فاقتَطِفْ مِنْ خَدِّهِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أبا أحمدٍ كيفَ استجَزْتَ جَفائِي
أبا أحمدٍ كيفَ استجَزْتَ جَفائِي
رقم القصيدة : 7340
-----------------------------------
أبا أحمدٍ كيفَ استجَزْتَ جَفائِي
وَكَيفَ أُضيعتْ خُلَّتِي وإخائِي
وهَبْنِي حُرِمْتُ الجُودَ عندَ طِلابِهِ
فكيفَ حُرِمْتُ البِشْرَ عِنْدَ لِقائِي
نأَيْتَ على قُرْبٍ من الدارِ بينَنا
وكُلُّ قريبٍ لا يودُّكَ نائِي
كأنَّكَ لم تُصْمِ الحسودَ بِمَنطِقي
ولَمْ تُلبِسِ الأيَّامَ ثَوْبَ ثنائِي
لَئِنْ كانَ عُزِّي قَبلَها عنْ مَودَّة ٍ
صَدِيقٌ لَقدْ حُقَّ الغَداة َ عزائي
وَفي أيِّ مأمولٍ يَصِحُّ لآمِلٍ
رَجاءٌ إذا ما اعتلَّ فِيكَ رَجائِي
أُعِيذُكَ بالنَّفسِ الكَرِيمَة ِ أنْ تُرى
مُخِلاً بفرْضِ الجُودِ في الكُرَماءِ(94/41)
وبِالخُلُقِ السَّهلِ الذي لوْ سَقيْتَهُ
غَليلَ الثَّرى لمْ يَرضَ بَعدُ بِماءِ
فَلا تَزهدْنَ في صالِحِ الذِّكرِ إنَّما
يليقُ رداءُ الفضْلِ بالفُضَلاءِ
فليسَ بمحظوظٍ منَ الحمْدِ مَنْ غَدا
ولَيْس لهُ حظ مِنَ الشُّعَراءِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أبا الفضْلِ كيفَ تناسيتنِي
أبا الفضْلِ كيفَ تناسيتنِي
رقم القصيدة : 7341
-----------------------------------
أبا الفضْلِ كيفَ تناسيتنِي
وما كنتَ تعدِلُ نهجَ الرَّشادِ
فأوردْتَ قوماً رِواءَ الصُّدورِ
وحلأْتَ مِثلِي وإنِّي لصادِ
لقدْ أيأَسْتنِيَ مِنْ وُدِّكَ الـ
ـحقيقة ُ إنْ كانَ ذا باعتمادِ
منحتُكَ قلبي وعاندْتُ فيـ
ـكَ مَنْ لا يَهُونَ عليهِ عِنادِي
أظلُّ نهارِيَ والحاسِدُوكَ
كأَنِّي وإيّاهُمُ في جهادِ
ويُجْدِبُ ظَنِّيَ فيمَنْ أَودُّ
وظَنِّي فِيكَ خَصِيبْ المَرادِ
إلى أنْ رأَيْتُ جَفاءً يدُ
لُّ أنَّ اعتِقادَكَ غيرُ اعتِقادِي
فيا ليتَنِي لمْ أكُنْ قبلها
شَغَفْتُ بحُبِّكَ يوماً فُؤادِي
فإنَّ القَطيعَة َ أشهى
إذا أنا لمْ أنتفِعْ بالوِدادِ
بلوْتُ الأنامَ فَما إنْ رأيتُ
خَليلاً يَصِحُّ معَ الانتِقادِ
ولوْلا شماتَة ُ مَنْ لامَنِي
على بَثِّ شُكرِكَ في كلِّ نادِ
وقولُهُمُ وَدَّ غيْرَ الودودِ
فَجُوزِي عَلى قُرْبهِ بالبِعادِ
لما كُنتُ مِنْ بَعدِ نَيلِ الصَّفاءِ
لأرْغَبَ في النّائِلِ المُسْتفادِ
وَما بِيَ أنْ يردعَ الشَّامِتينَ
وِصالُكَ بِرِّي وحُسنَ افتِقادي
ولكنُ لِكيْ يَعلَمُوا أنَّنِي
شكرْتُ حقيقاً بشُكْرِ الأيادِي
ولمْ أمْنَحِ الحمْدَ إلاّ امرأً
أحقَّ بهِ مِنْ جميع العِبادِ
وما كُنتُ لوْ لم أعْمُ في نَداكَ
لأُثْنِي علَى الرَّوْضِ قبْلَ ارْتِيادِي
وأنَّكَ أهلٌ لأنَّ تَقْتَني
ثنائيَ قبلَ اقتناءِ العتادِ
فَلا يُحفِظَنَّكَ أنِّي عتبتُ
فَتمْنَعَنِي مِنْ بُلوغِ المُرادِ
فإنَّ البلادَ إذا أجدَبَتْ
فَما تَستَغِيثُ بغيرِ العِهادِ(94/42)
إذَا ما تجافى الكِرامُ الشِّدا
دُ عَنّا فَمَنْ لِلْخُطوبِ الشِّدادِ
اضف القصيدة إلى مفضلتك
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أنا والنَّدى سيْفانِ في
أنا والنَّدى سيْفانِ في
رقم القصيدة : 7342
-----------------------------------
أنا والنَّدى سيْفانِ في
يدِ ماجدٍ نصَرَ المكارِمْ
هذا يَفُلُّ بهِ الخُطُو
بَ وذا يَقُدُّ بهِ الجَماجِمْ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> راَيتُكَ لمّا شمتُ برقَكَ خُلَّاً
راَيتُكَ لمّا شمتُ برقَكَ خُلَّاً
رقم القصيدة : 7343
-----------------------------------
راَيتُكَ لمّا شمتُ برقَكَ خُلَّاً
وما أرَبي في عارضٍ ليسَ يُمطِرُ
فأخطأَنِي منكَ الذي كنتُ أرتَجِي
وأدْرَكَنِي منكَ الَّذِي كنتُ أحْذَرُ
وما ذاكَ عَنْ عُذْرٍ فأسْلوهُ مَطْلباً
تعذَّرَ لكنْ خظِّيَ المُتعذرُ
وكَمْ مانِعٍ رِفْداً وما كانَ مانِعاً
ولكِنْ أبى ذاكَ القضاءُ المُقَدَّرُ
وقدْ كانَ فِيما بَيْنَنا مِنْ موَدَّة ٍ
ومعْرِفة ً معروفُها ليسَ يُنكَرُ
منَ الحقِّ ما يقضِي عليكَ بأنْ أرى
لَديكَ وحَظِّي مِنْ نَوالِكَ أوفَرُ
وما هِي إلاّ حُرْمَة ٌ لوْ رَعَيْتَها
رَعيْتَ فَتًى عَنْ شُكْرِها لا يُقَصِّرُ
كريماً متى عاطيتَهُ كأْسَ عشرَة ٍ
تعلمْتَ منْ أخلاقِهِ كيفَ يُشكَرُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> ويَعْتادُنِي ذِكْراكَ في كُلِّ حالَة ٍ
ويَعْتادُنِي ذِكْراكَ في كُلِّ حالَة ٍ
رقم القصيدة : 7344
-----------------------------------
ويَعْتادُنِي ذِكْراكَ في كُلِّ حالَة ٍ
فتشتفُّنِي حتى تُهيّجَ وسواسِي
وأشْتاقُكُمْ واليأْسُ بينَ جوانِحِي
وأبرَحُ شوقٍ ما أقامَ معَ الياسِ
ولولا الردى ما كانَ بالعيشِ وصمة ٌ
ولولا النَّوى ما كانَ بالحبِّ منْ باسِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أوَ ما تَرى قلَقَ الغديرِ كأنّما
أوَ ما تَرى قلَقَ الغديرِ كأنّما
رقم القصيدة : 7345
-----------------------------------(94/43)
أوَ ما تَرى قلَقَ الغديرِ كأنّما
يبدُوَ لعينكَ منهُ حلْيُ مناطِقِ
مُتَرَقْرِقٌ لَعِبَ الشُّعاعُ بمائهِ
فَارْتَجَّ يَخْفُقُ مِثلَ قَلْبِ العاشقِ
فإذا نظرت إليه راعكَ لمعُهُ
وعَلَلْتَ طرفَكَ مِنْ سَرابٍ صادِقٍ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> ألا يا مُحْرِقي بالنّارِ مَهْلاً
ألا يا مُحْرِقي بالنّارِ مَهْلاً
رقم القصيدة : 7346
-----------------------------------
ألا يا مُحْرِقي بالنّارِ مَهْلاً
كفانِي نارُ حبِّكَ واشتياقِي
فَما تَرَكَتْ وحقِّكَ فِي فؤادِي
ولا جسدِي مكاناً لاحتِراقِ
فها أنا ماثِلٌ كَرمادِ عودٍ
مَضى مَحْصولُهُ والشَّخصُ باقِ
فَلَوْ واصلْتَنِي يَوْماً لأوْدى
بِجِسْمِي مَسُّ جِسْمِكَ بِالعِناقِ
تُحرِّقُنِي بنارِكَ مُؤذِناً لِي
بما أنا فِيكَ يومَ البيْنِ لاقِ
ونِيرانُ الصَّبابة ِ بالغاتٌ
مُرادَكَ فيَّ مِنْ قبْلِ الفِراقِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أمُعذِبي بالنارِ سَلْ بجوانِحِي
أمُعذِبي بالنارِ سَلْ بجوانِحِي
رقم القصيدة : 7347
-----------------------------------
أمُعذِبي بالنارِ سَلْ بجوانِحِي
عِندِي مِنَ الزَّفَراتِ ما يَكْفِيني
لا تَبْغِ إحْراقِيَ فإنَّ مدامِعي
تُغْرِي بِنارِكَ ماءها فَيَقِيني
لوْلا بوادِرُها الغِزارُ لأوشَكَتْ
وهَواكَ نارُ هواكَ أنْ تُرْدِيني
كمْ وقْعَة ٍ للشَّوقِ شُبَّ ضِرامُها
فلقيتُ فيها أضلُعِي بجفُوني
العصر العباسي >> ابن الخياط >> يا مؤْذياً بالنار جسم محبهِ
يا مؤْذياً بالنار جسم محبهِ
رقم القصيدة : 7348
-----------------------------------
يا مؤْذياً بالنار جسم محبهِ
نارُ الجوى أحْرى بأنْ تُؤْذِيهِ
ولحرِّها بردٌ على كبدِي إذا
أيقَنْتُ أنَّ تحَرُّقِي يرضِيهِ
عذِّبْ بها جَسَدِي فداكَ مُعذَّباً
واحْدَرْ على قَلْبِي فإنَّكَ فيهِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> يا ليتَ أنَّ يَدي شلَّتْ ولم يَرنِي
يا ليتَ أنَّ يَدي شلَّتْ ولم يَرنِي(94/44)
رقم القصيدة : 7349
-----------------------------------
يا ليتَ أنَّ يَدي شلَّتْ ولم يَرنِي
خلقٌ أمدُّ إليهِ بالسؤالِ يدا
ولَيْتَ سُقْمِي الَّذِي في الحالِ مِنْ عَدَمِي
أحَلَّهُ الدَّهرُ مِنِّي الرُّوحَ والجسَدا
بلْ ليتَنِي لمْ أكنْ خلْقاً وإذْ قسَمَ الـ
ـحياة َ قاسِمُها لي قصَّرَ الأمدا
فالموتُ أروَحٌ مِنْ عَيشٍ مُنِيتُ بهِ
وَلَمْ يعِشْ مَن تقَضَّى عَيشُهُ نَكَدا
العصر العباسي >> ابن الخياط >> ألا فتًى مِنْ صُروفِ الدَّهرِ يَحْمِيني
ألا فتًى مِنْ صُروفِ الدَّهرِ يَحْمِيني
رقم القصيدة : 7350
-----------------------------------
ألا فتًى مِنْ صُروفِ الدَّهرِ يَحْمِيني
ألا كَريمٌ على الأيامِ يُعْدِيني
مضى الكِرامُ وقَدْ خُلِّفْتُ بعدَهُمُ
اشكو الزّمانَ إلى مَنْ ليسَ يُشكينِي
كمْ أستفيدُ أخاً برّاً فيعجِزُنِي
وأبْتَغِي ماجِداً مَحْضاً فيُعْييني
أرجُو السَّماحَة َ مِمَّنْ ليسَ يُسعِفُني
وأبْتغِي الرِّفدَ مِمَّنْ لا يُواسيِني
لوْ كنتُ أقدِرُ والأقدارُ غالبَة ٌ
لبِعْتُ فَضْلِي بِحَظِّي غيرَ مغْبونِ
لوْ كانَ في الفضْلِ منْ خيرٍ لصاحِبهِ
لكانَ فَضْلِيَ عَنْ ذِي النَّقْصِ يُغْنِيني
يا هذهِ قدْ أصابَ الدهرُ حاجَتُهُ
مِنِّي فحتّامَ لا ينفكُّ يرمِيني
إنْ كانَ يَجْهَدُ أن أصْلى نوائبَهُ
جمعاً فواحِدَة ٌ منهُنَّ تكْفِيني
كأنَّهُ ليسَ يغْدُو مُرْسِلاً يَدَهُ
بكلِّ نافذة ٍ إلا ليصْميني
سلوْتُ لا مللاً عمَّنْ كلِفْتُ بهِ
وَمِثلُ ما نالَ مِنِّي الدَّهْرُ يُسْلِيني
ما كنتُ أرضى الهوى والوَجْدُ يُنْحِلُنِي
حتّى بُلِيتُ فصارَ الهمُّ يُنْضِيني
مَنْ كانَ ذا أُسْوَة ٍ فِيمَنْ بهِ حَزَنٌ
فاليومَ بي يتأسّى كلُّ محزُونِ
جميع الحقوق محفوظة لموقع "أدب" ، ويجب مراسلة الإدارة
العصر العباسي >> ابن الخياط >> نفضْتُ يدِي مِن الآمالِ لمّا
نفضْتُ يدِي مِن الآمالِ لمّا
رقم القصيدة : 7351(94/45)
-----------------------------------
نفضْتُ يدِي مِن الآمالِ لمّا
رأَيْتُ زمامَها بيَدِ القَضاءُ
وما تنفَكُّ معرِفَتِي بحظي
تُرِيني اليأسَ في نفْسِ الرَّجاءُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أبا المجدِ كمْ لكَ منْ طالبٍ
أبا المجدِ كمْ لكَ منْ طالبٍ
رقم القصيدة : 7352
-----------------------------------
أبا المجدِ كمْ لكَ منْ طالبٍ
يرى بكَ أفضلَ مطلُوبهِ
سألتُكَ مِسكاً ووجدي بهِ
كوجدِ المُحبِّ بمحبوبهِ
ولوْ قدْ ذكرَتُكَ في محفلٍ
غنِيتُ بذكرِكَ عنْ طِيبِهِ
وذِكري لمِثلِكَ نِعمَ البديلُ
إذا ضَنَّ غيرُكَ عنِّي بهِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> تَحرّانِي الزَّمانُ بكُلِّ خطبٍ
تَحرّانِي الزَّمانُ بكُلِّ خطبٍ
رقم القصيدة : 7353
-----------------------------------
تَحرّانِي الزَّمانُ بكُلِّ خطبٍ
وعاندَنِي القضاءُ بغيرِ ذنْبِ
كأنَّ الدهرَ يُحزنُهُ سُروري
أوِ الأيامَ يظْمِئهُنَّ شُرْبِي
أيا زَمَنَ اللِّئامِ إلى مَ حمْلاً
عليَّ وبعضُ ما حُمِّلتُ حسبِي
أما يحْظى الكِرامُ لديكَ يوماً
فأركَبَ فيكَ عَيْشاً غيرَ صعْبِ
أعُدْماً واغتِراباً واكتئاباً
لقدْ أغريتَ بي يا دهْرُ نحْبِي
لعلَّ فتى ً حمْتُ بهِ حياتِي
زماناً والخُطوبُ يُرِدنَ نهْبِي
يُعينُ كما أعانَ فيَجْتبِيني
بنُعْمى طالَما فرَّجْنَ كَرْبِي
فيُنقِذَ مِنْ غمارِ الموتِ نفسي
ويُطلقَ منْ إسارِ الهمِّ قلْبِي
وكنتُ إذا عتبتُ على زمانٍ
أزالَ سماحُ نصْرِ اللهِ عتْبِي
أؤَمِّلهُ لحادِثة ِ اللَّيالي
فأخْصِبُ والزَّمانُ زمانُ جَدْبِ
وكيفَ يَخيبُ مَنْ ألقى عصاهُ
بساحَة ِ مُغْرَمٍ بالجودِ صَبِّ
وما ينفَكُّ ينفحُ كُلَّ يومٍ
نَسيمُ العيشِ مِنْ ذاكَ المَهَبِّ
يَرُدُّ هبُوبُهُ كَرماً وجُوداً
رِياحَ الدَّهرِ مِنْ سودٍ ونُكْبِ
خلائِقُ منْ أبِي المَجدِ استطالَتْ
بهِمَّة ٍ فاخِرٍ للمجْدِ تِرْبِ
حلَتْ أعْراقُهُ كَرماً فباتَتْ(94/46)
تُتيِّمُ كُلَّ ذِي أملٍ وتُصْبِي
مكارِمُ طالما رَوَّيتُ صدرِي
بِها وَوَرَدتُ منها كلَّ عذْبِ
تَزيدُ غزارَة ً وصفاءَ وِرْدِ
على ما طالَ مَنْ رَشْفي وَعبِّي
وألبسني ضائع لا أبالي
إذا سالَمْنَنِي مَنْ كانَ حَرْبِي
وقفتُ بها الثَّناءَ على كَريمٍ
يرى كَسْبَ المَكارمِ خيْرَ كَسْبِ
فتى ً لمْ يدْعَ للمعرُوفِ إلاّ
ونائلُهُ لداعِيهِ المُلَبِّي
فِداؤُكَ كُلُّ مَمْنُوعٍ جداهُ
ضنينٍ بلْ فِداؤُكَ كُلُّ ندْبِ
فكَمْ قرَّبتَ حظِّي بعدَ نأيٍ
وباعدْتَ النَّوائِبَ بعد قُربِ
إذا ما كنتَ مِنْ عُشّاقِ حمْدِي
أدلَّ وزارَ مجدَك غيرَ غِبِّ
ومِثلُكَ حلَّ بذلُ الجودِ منهُ
محلَّ هوى الحَبيبِ منَ المُحِبِّ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> وإنِّي للزَّمانِ لذُو نِضالٍ
وإنِّي للزَّمانِ لذُو نِضالٍ
رقم القصيدة : 7354
-----------------------------------
وإنِّي للزَّمانِ لذُو نِضالٍ
فبِي مِنْ حدِّ أسهُمهِ كلُومُ
وسَلانِي عنِ الأحبابِ دهْرٌ
يضيمُ الحرُّ حادِثُهُ الغَشُومُ
فقدْ أصبحْتُ لا تُجْرِي دُموعِي الطُّـ
ـلُولُ وَلا تُهَيِّجُني الرُّسومُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> يا حُسنَها صفراءَ ذاتَ تلَهُبٍ
يا حُسنَها صفراءَ ذاتَ تلَهُبٍ
رقم القصيدة : 7355
-----------------------------------
يا حُسنَها صفراءَ ذاتَ تلَهُبٍ
كالنّارِ إلاّ أنَّها لا تَلْفَحُ
عاطَيتَنيها والمِزاجُ يرُوضُها
وكأنَّها في الكأسِ طرفٌ يَجمحُ
وتضوَّعَتْ مِسكيَّة ً فكأنَّها
مِنْ نشْرِ عِرْضِك أوْ ثنائِكَ تنفَحُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> إذا عزَّ نفسِي عنْ هواكَ قصُورُها
إذا عزَّ نفسِي عنْ هواكَ قصُورُها
رقم القصيدة : 7356
-----------------------------------
إذا عزَّ نفسِي عنْ هواكَ قصُورُها
فمِثلُ النَّوى يقضِي عليَّ يسيرُها
وهلْ غادرَ الهِجْرانُ إلاَّ حُشاشَة ً
لِنَفْسٍ بأدْنى لوعة ٍ يستطِيرُها
هوى ٍ ونوى ً يُستقَبَحُ الصَّبْرُ فِيهما(94/47)
وحسْبُكَ مِنْ حالٍ يُذَمُّ صَبُورُها
وقد كنتُ أرجو أنْ تماسَكَ مُهجتِي
وأنَّكَ مِنْ جُوْرِ الفِراقِ مُجِيرُها
فما كان إلا غرة ً ما رجوتُهُ
إلا شرُّ ما أردى النُّفُوسَ غرُورُها
وإنّي لرهْنُ الشَوْقِ والشَّمْلُ جامِعٌ
فكيفَ إذا حثَّ الحُداة َ مِسيرُها
وما زِلتُ مِنْ أسْرِ القطيعَة ِ باكياً
فمَنْ لِي غداة َ البيْنِ أنِّي أسيرُها
وكنتُ أرى أنَّ الصُّدودَ مَنِيَّة ٌ
يكونُ معَ اللَّيلِ التَّمامِ حُضورُها
فلمَّا قضى التَّفريقُ بالبُعْدِ بينَنا
وجدْتُ اللَّيالي كانَ حُلواً مَريرُها
أعدُّ سرورِي أنْ أراكَ بغبطة ٍ
وأنفَسُ ما يُهدَى لنفْسٍ سُرورُها
كفى حزَناً أنِّي أبيتُ معذَّباً
بنارِ همومٍ ليسَ يخبُو سعيرها
وأنَّ عدُوِّي لا يُراعُ وأنَّنِي
أبيتُ سَخينَ العينِ وهوَ قريرُها
تعافُ النُّفوسُ المُرَّ مِنْ وردِ عيشِها
وتَكْرَهُ حتّى يَستمرَّ مريرُها
ولا والقَوافِي السائِراتِ إذا غَلَتْ
بحُكْمِ النَّدى عِندَ الكِرامِ مُهورُها
لئِنْ أنا لمْ يمنَعْ حِمايَ انتِصارُها
ويثْنِي أذى العادِينَ عنِّي نكيرها
فلاَ ظلَّ يوماً مُصحِباً لي أبيُّها
ولا باتَ ليلاً آنساً بي نَفُورُها
قطَعْتُ صدُورَ العُمْرِ لمْ أدْرِ لذَّة ً
وغَفْلَة َ عَيْشٍ كيف كانَ مُرورُها
ولمَّا رمانِي الدَّهرُ غُدتُ بدَولَة ٍ
جلا الحادِثاتِ الفادِحاتِ مُنيرُها
وكيفَ يخافَ الدَّهرَ ربُّ محامِدٍ
غدا كرمُ المنصورِ وهوَ نصيرُها
إلى عضُدِ المُلكِ امتطيتُ غرائِباً
محرَّمَة ٌ إلا علَيَّ ظُهُورُها
إلى مَلِكٍ تعنُو الملوكُ لبأسِهِ
ويقصُرُ يومَ الفخرِ عنهُ فخُورُها
أعمُّهُمُ غيثاً إذا بخِلَ الحيَا
وأطعنُهُمْ والخيلُ تدْمى نُحُورُها
إلى حيثُ تلقى الجُود هيْناً مرامُهُ
لِباغِيهِ والحاجاتِ سهْلاً عَسيرُها
لدى ملكٍ ما انفكَّ مِنْ مكرماتِهِ
موارِدُ يَصْفُو عذبُها ونَمِيرُها
يزيدُ علَى غوْلِ الطُّرُوقِ صفاؤُها
ويَنمِي على طُولِ الوُرودِ عَزِيرُها(94/48)
أغَرُّ لَو أنَّ الشمسَ يحظَى جبينُها
ببهجتِهِ ما كانَ يُكْسَفُ نُورُها
غنيُّ العُلى مِن كُلِّ فضلٍ وسُؤدَدٍ
ولكنَّهُ مِنْ كلِّ مثْلٍ فَقيرُها
يعُدُّ المَنايا مستساغاً كريهُهَا
وبِيضَ العَطايا مُسْتَقَلاً كَثِيرُها
سقى الله أيامَ المُؤَيَّدِ ما سَقَتْ
حوافِلُ مُزْنٍ لا يُغِبُّ مِطِيرُها
فَما نقلتْ جرداءُ سابِحَة ٌ لهُ
شَبيهاً ولا وَجناءُ يقلقُ كُورُها
سقى هذه الدنيا منَ العدْلِ ريَّها
فأصبحَ لا يخشى الذَّواءَ نضيرُها
وهبَّ لهُ فيها نسيمُ غَضارَة ٍ
مِنَ العيشِ حتّى عادَ برْداً هجيرُها
عفُوٌّ فما عانَيْتُ زلَّة َ مُجرمٍ
لجى عفْوِهِ إلاّ صغيراً كبيرها
لهُ الرَّأيُ والبأسُ اللَّذانِ تكفَّلا
لأعدائهِ أوحى حِمامٍ يُبيرُها
سيُوفٌ منَ التدبيرَِ والفتكِ لمْ يزلْ
ومُغْمَدُها في كَفِّهِ وشَهِيرُها
رأى أرضَ صُورٍ نُهْبة ً لِمُغالِبٍ
يُنازِلُها يوماً ويوماً يُغِيرُها
تدَارَكها والنَّصْرُ في صدْرِ سيفهِ
أخُو عَزماتٍ لا يُخافُ فتُورُها
همامٌ إذا ما حَلَّ يوماً ببلدة ٍ
فخَنْدَقُها حدُّ الحُسامِ وسُورُها
وسُمرٌ مِنَ الخَطِّيِّ لا تَردُ الوغَى
فتُحْطَمَ إلاّ فِي الصُّدُورِ صُدُورُها
ارى أمراءَ المُلكِ للفَخْرِ غاية ً
وأنْتَ إذا عُدَّ الفَخارُ أمِيرُها
وما زِلْتَ تسمُو للعلاءِ بهمَّة ٍ
تَقِلُّ لكَ الدُّنيا بِها كيفَ صُورُها
وأقسمُ لو حاولْتَ قدرَكَ في العُلى
لما آثرَتْ عنكَ السَّماءَ بُدُورُها
وإنَّ بِلاداً أنتَ حائطُ ثَغرِها
بسيفِكَ قدْ عزَّت وعزَّ نظِيرُها
فسعداً لأملاكٍ عليكَ اعتمادُها
وفخراً لأيامٍ إليكَ مَصِيرُها
لقدْ عطَّرَ الدُّنْيا ثناءُكَ فانثَنى
بهِ ذا كسادٍ مِسكُها وعَبيرُها
فتاهتْ بذكراهُ البلادُ وأهلُها
وهبَّتْ بِريّاهُ الصَّبا ودَبُورُها
ملأْتَ بهِ الآفاقَ طِيباً متى دَعا
إلى نشرهِ الآمالَ خفَّ وَقُورُها
فجئتُكَ ذا نفْسٍ يُقيِّدُها الجَوى
وقدْ كادَ حُسْنُ الظَّنِّ فيكَ يُطِيرُها(94/49)
رَميمٍ أزَجِّيها إليكَ لعَلَّهُ
يكُونُ بِنُعْمى راحَتَيْكَ نُشُورُها
ولسْتُ بشاكٍ مُدَّة َ الخطبِ بعدَها
وأوَّلُ إفضائِي إليكَ أخِيرُها
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أبا حسَنٍ لَئنْ كانتْ أجابَتْ
أبا حسَنٍ لَئنْ كانتْ أجابَتْ
رقم القصيدة : 7357
-----------------------------------
أبا حسَنٍ لَئنْ كانتْ أجابَتْ
هباتك مَطلبِي قبلَ الدُّعاءِ
لما ضاعَ اصطناعُكَ في كريمٍ
مَليٍّ حينَ تَقرِضُ بالجزاءِ
سأثْنِي بالَّذِي أوليتَ جهدِي
ويُثِني السامعونَ على ثَنائِي
وكيفَ جُحُودُ معروفٍ توالى
فكانَ مِنَ الخُطُوبِ دواء دائِي
أأجْحَدُ مِنَّة ً بدأتْ وعادَتْ
إذَنْ فعدَلْتُ عنْ سننِ الوفاءِ
سبقَتَ إلى جميلِ الصُّنعِ ظَنِّي
وقَرْطَسَ جُودُ كَفِّكَ في رجائِي
وكانَ نداكَ حينَ يَسِيرُ نحْوِي
جَنيباً للمَودَّة ِ والصَّفاءِ
فما أدْرِي أأشْكُرُ مِنْكَ قصْدِي
بجُودِكَ واصْطِناعِكَ أمْ إخائِي
أبَتْ أخلاقُكَ الغُرُّ اللواتِي
أحَبُّ إلى النُّفوسِ مِنَ البقاءِ
وكوْنُكَ والسَّماحُ إليكَ أشْهى
منَ الماءِ الزُّلالِ إلى الظِّماءِ
سِوى كرَمٍ ومَعرُوفٍ وحِلْمٍ
وضرْبٍ فِي التَّكرُّمِ والسَّخاءِ
وقدْ أسَّسْتُ بالمِيعادِ شُكْرِي
وما بَعْدَ الأساسِ سوى البِناءِ
فإنْ تسمحْ يداكَ فلا عجيبٌ
ومَن ذا مُنْكِرٌ قطْرَ السَّماءِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> كمْ ذا التجنُّبُ والتجنِّي
كمْ ذا التجنُّبُ والتجنِّي
رقم القصيدة : 7358
-----------------------------------
كمْ ذا التجنُّبُ والتجنِّي
كم ذا التحامُلُ والتَّعدِّي
أتظُنِّنِي لا أستطيـ
ـعُ أُحِيلُ عنكَ الدَّهرَ وُدِّي
منْ ظنَّ أنْ لا بُدًَّ منْـ
ـهُ فإنَّ منهُ ألفَ بُدَّ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> يُحتاجِ في الشِّعْرِ إلى طلاوهْ
يُحتاجِ في الشِّعْرِ إلى طلاوهْ
رقم القصيدة : 7359
-----------------------------------
يُحتاجِ في الشِّعْرِ إلى طلاوهْ(94/50)
والشَّعْرُ ما لَمْ يك ذَا حلاوَهْ
فإنما سماعه شقاوه
العصر العباسي >> ابن الخياط >> ليتَ الَّذِي قلبي بهِ مُغرَمُ
ليتَ الَّذِي قلبي بهِ مُغرَمُ
رقم القصيدة : 7360
-----------------------------------
ليتَ الَّذِي قلبي بهِ مُغرَمُ
يَعْلَمُ مِنْ وجدِي كما أَعْلَمُ
لعلَّهُ إنْ لمْ يصِلْ رغْبَة ً
يَرِقُّ للمَكْروبِ أوْ يرْحَمُ
أذلَّنِي حُبُّكمُ في الهَوى
فَما حَمَتْنِي ذِلَّتي مِنكُمُ
ومَذْهَبٌ ما زالَ مُسْتقبحاً
فِي الحَرْبِ أنْ يُقتلَ مُستسلِمُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أبلِغْ أبا الفضلِ الذي شهدَتْ
أبلِغْ أبا الفضلِ الذي شهدَتْ
رقم القصيدة : 7361
-----------------------------------
أبلِغْ أبا الفضلِ الذي شهدَتْ
بالفضْلِ منهُ البدْوُ والحَضْرُ
العُذرُ عندَكَ لا يسوغُ ولي
في أنْ أطيلَ عتابَكَ العُذْرُ
أيجُوزُ في حُكمِ المُرُوءَة ِ أنْ
أظْما ودُونَ سماحِكَ البَحْرُ
والسَّبتُ مِنْ شرطِ المُدامِ ولا
سِيما وثَوْبُ زَمانِهِ القُرُّ
ولَدَيَّ بدْرٌ لوْ تأمَّلَهُ
يوماً لَتاهُ بحُسْنِهِ البَدْرُ
لا البذْلُ شيمتُهُ ولا لَفَتًى
عرفَ الهوى عَنْ مِثلهِ صبرُ
في خُلْقِهِ سرَسٌ وليسَ يُرى
إلاّ التَّمنُّعُ مِنهُ والهَجْرُ
فابعثْ لنا خمْراً يُراضُ بها
فعسى يُذلِّلُ صَعْبَهُ الخمرُ
والسُّكْرُ قدْ ضمنَ الوِصالَ لَنا
ولَكَمْ وفى بضمانهِ السُّكرُ
سارِعْ إلى كَرَمٍ يُحازُ بهِ الـ
ـشُكْرُ الجميلُ ويعدَمُ الأجرُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> صِرْتَ بينَ الصّادَينِ يابْنَ المُجَلِّي
صِرْتَ بينَ الصّادَينِ يابْنَ المُجَلِّي
رقم القصيدة : 7362
-----------------------------------
صِرْتَ بينَ الصّادَينِ يابْنَ المُجَلِّي
بينَ صَفعٍ يُوهي قَفاكَ وصَرْفِ
بعْدَ باءَيْنِ مِنْ بُغاءٍ وبَرْدٍ
حِلفَ ضادَيْنِ فِيكَ ضُرٍّ وضُعفِ
ثُمَّ شِينينِ شُؤمِ جَدِّ وشعرٍ
لمِغَيِضٍ فيهِ ينابيعُ كُنْفِ(94/51)
قِرْنَ عينينِ عُدْمِ عقْلٍ ومالٍ
وعمى ً عاجِلٍ بوقْعِ الأكفِّ
وستأْتِي الفاءَانِ فقْدُكَ بلْ فقْـ
بلْ فقرُكَ إثرَ الحاءَيْنِ حُرْفٍ وحَتْفِ
وإذا ما السِّيناتُ حُزْنَكَ يا حُزْ
نَ ذوِي الصَّرْفِ قُمْتَ مِنْ غيرِ حُلْفِ
سفَهٌ في سَفالَة ٍ في سُقوطٍ
دائِمٍ في سوادِ وجهٍ وسُخْفِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> وافى كتابُكَ أسْنى ما يَعُودُ بهِ
وافى كتابُكَ أسْنى ما يَعُودُ بهِ
رقم القصيدة : 7363
-----------------------------------
وافى كتابُكَ أسْنى ما يَعُودُ بهِ
وفْدُ المَسَرَّة ِ مِنِّي إذْ يُوافِينِي
فظَلْتُ أطْوِيهِ مِنْ شوْقٍ وأنْشُرُهُ
والشَّوقُ ينشُرُنِي فيهِ ويطْوينِي
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أيا بَيْنُ ما سُلِّطْتَ إلا علَى ظُلْمِي
أيا بَيْنُ ما سُلِّطْتَ إلا علَى ظُلْمِي
رقم القصيدة : 7364
-----------------------------------
أيا بَيْنُ ما سُلِّطْتَ إلا علَى ظُلْمِي
ويا حُبُّ ما ابقيتَ منِّي سوى الوَهْمِ
فِراقٌ أتى في إثْرِ هجرٍ وما أذى ً
بأوجَعَ منْ كلمٍ أصابً على كَلْمِ
لقدْ كانَ لِي فِي الوجْدِ ما يُقنِعُ الضَّنى
وَفِي الهَجرِ ما يَغْنى بهِ البينُ عنْ غَشْمِي
ولكِنَّ دهراً أثخَنَتْنِي جِراحُهُ
إذا حَزَّ في جِلْدِي ألحَّ علَى عظْمِي
وإنْ كنتُ ممَّنْ لا يَذُمُّ سوى النَّوى
فإنَّ القِلى والصَّدَّ أجْدَرُ بالذَّمِّ
وما مَنْ رَمى مِنْ غيرِ عَمْدٍ فأقصدَتْ
نوافِذُهُ كمَنْ تَعَمَّدَ أنْ يرمِي
فيا قلْبُ كمْ تشقى بدانٍ ونازِحٍ
فشاكٍ إلى خَصْمٍ وباكٍ على رسْمِ
وحتّامَ أستشفِي مِنَ النّاسِ مِنْ بهِ
سَقامِي وأسْتَرْوي منَ الدَّمْعِ ما يُظْمِي
غريمي بدينِ الحبِّ هلْ أنت مُقتضى ً
وهلْ لفؤادٍ أتلَفَ الحُبُّ منْ غُرْمِ
أحِنُّ إلى سُقْمِي لعَلَّكَ عائدِي
ومِنْ كلفٍ أنِّي أحِنُّ إلى السُّقْمِ
وَبِي مِنْكَ ما يُرْدِي الجليدَ وإنَّما
لحبِّكَ أهوى أنْ يزيدَ وأنْ ينْمِي(94/52)
ويا لائمي أنْ باتَ يُزْرِي بيَ الهَوى
عليَّ سَفاهِي لا عليكَ وَلِي حِلْمِي
أقلبُكَ أمْ قلبِي يُصدَّعُ بالنَّوى
وجِسْمُكَ يضْنى بالقَطِيعَة ِ أم جِسْمِي
ولا غَرْوَ أنْ أصبحْتَ غُفلاً مِنَ الهوى
فأنْكَرَتَْ ما بِي للصبابَة ِ من وَسْمِ
نُدوبٌ بِخَدِّي لِلدُّموعِ كأنَّها
فلولٌ بقلْبِي منْ مُقارَعَة ِ الهَمِّ
وعَائِبتي أنَّ الخُطوبَ برَيْنَنِي
ورُبَّ نَحِيفِ الجسْمِ ذُو سُؤْدَدٍ ضَخْمِ
رأَتْ أثَراً للنائِباتِ كما بَدا
مِنَ العَضْبِ ما أبقى بهِ الضَّرْبُ مِنْ ثلْم
فلا تُنْكِري ما أحدَثَ الدَّهْرُ إنَّما
نوائِبُهُ أقْرانُ كُلِّ فتى ً قرْمِ
ولا بُدَّ مِن وصلٍ تُسهِّلُ وعْرَهُ
وغى ً تنتِمِي فِيهاالسُّيوفُ إلى عَزْمِي
فرُبَّ مَرامٍ قدْ تعاطيْتُ وِرْدَهُ
فما ساغَ لِي حتّى أمرَّ لهُ طَعْمِي
وخَيْلٍ تمَطَّتْ بِي ولَيْلٍ كأنَّهُ
ترادُفُ وَفْدِ الهمِّ أو زاخِرُ اليمِّ
شققْتُ دُجاهُ والنُّجُومُ كأنَّها
قلائدُ نَظْمِي أوْ مساعِي أبي النَّجْمِ
إليكَ يمينَ المُلْكِ واصَلْتُ شدَّها
مُقلَقَلة الأعْلاقِ جائلَة َ الحُزْمِ
غوارِبُ أحْياناً طوالِعُ كُلَّما
هبطْنَ فضا سهلٍ علوْنَ مطا حزْمِ
تَميلُ بها الآمالُ عنْ كُلِّ مطْمَعٍ
دَنِيءٍ وتسْمو للطِّلابِ الَّذِي يُسْمِي
تَزُورُ امرَأً لا يُجتَنَى ثَمَرُ الغِنى
بمِثلِ نَداهُ الغَمْرِ والنّائلِ الجَمِّ
متى جئتَهُ والمعتَفُونَ ببابهِ
شَهِدْتَ بنُعمى كفِّهِ مصرَعَ العُدْمِ
إلى مُستبِدِّ بالفضائلِ قاسمٍ
لِهِمَّتهِ مِنْ نفسهِ أوفَرَ القِسْمِ
تُعدُّ عُلاهُ منْ مناقِبِ دهرِهِ
كعدِّكَ فضلَ اللَّيلِ بالقَمرِ التِّمِّ
وكَرَّمَهُ عنْ أنْ يُسَبَّ بمِثْلِهِ الزَّ
مانُ كمالٌ زَيَّنَ الجدَّ بالفَهْمِ
وجودٌ على العافِي وذَبٌّ عنِ العُلى
وصدٌّ عنِ الواشي وصفحٌ عنِ الجُرْمِ
ورُتْبَة ُ منْ لمْ يجعَلِ الحَظِّ وَحدَهُ
طريقاً إلى العالِي منَ الرُّتَبِ الشُّمِّ(94/53)
تناوَلها استحْقاقُهُ قبلَ حَظِّهِ
وحامى عليها والمقادِرُ لمْ تحْمِ
وغيرُ بديعِ منْ بديعٍ مشيدٌ
لما شادَهُ والفَرْعُ يُنْمى إلى الجذْمِ
سقى الله عصْراً حافظَ ابنَ مُحمَّدٍ
بما في ثُغُورِ الغانِياتِ منَ الظَّلمِ
أغرُّ إذا ما الخطْبُ أعشى ظَلامُهُ
تبلَّجَ طلْقَ الرّأيِ في الحادِث الجهمِ
ترِقُّ حواشِي الدَّهْرِ في ظلِّ مجدِهِ
وتظْرُفُ منْهُ شيمَة ُ الزَّمَنِ الفدْمِ
ويكبُرُ قدْراً أنْ يُرى مُتكبِّراً
ويَعْظُمُ مجداً أنْ يتِيهَ معَ العُظْمِ
ويَكرُمُ عدْلاً أن يميلَ بهِ الهوى
ويَشْرُفُ نَفْساً أنْ يلَذَّ معَ الإثْمِ
ويُورِدُ عنْ فضلٍ عن نُهى ً
ويَصْمُتُ عنْ حِلْمٍ ويَنْطِقُ عنْ علْمِ
بدِيهة ُ رأيٍ في رويَّة ِ سُؤْدَدٍ
وإقدامُ عَزْمٍ في تأيُّدِ ذِي حزْمِ
خلائِقُ إنْ تَحوِ الثَّناءِ بأسرهِ
فما الفخرُ إلاّ نُهبَة ُ الشَّرَفِ الفَخْم
أبَرُّ على الأقوامِ مِنْ شَيْبَة ِ الحَيا
وأشهَرُ فِي الأيّامِ مِنْ شَيْبَة ِ الدُّهْمِ
أضاءَتْ بكَ الأوقاتُ والشَّمْسُ لمْ تُنِرْ
ورُوِّضَتِ الساحاتُ والغَيْثُ لمْ يهْمِ
وَشِدَّتْ أواخِي المُلكِ مِنكَ بأوْحَدٍ
بعيدِ عُرى العَقْدِ الوكيدِ مِنَ الفَصْمِ
فتًى لا تِصافِي طرْفَهُ لذَّة ُ الكرَى
ولا تَطَّبِي أجفانَهُ خُدَعُ الحُلْمِ
يُسَهِّدُهُ تشيِيدُهُ المَجْدَ والعُلى
وتَفْرِيجُ غَمّاءِ الحوادِثِ والغَمِّ
وغيرُ النَّجُومِ الزُّهْرِ يأْلَفُها الكَرى
ويعْدَمُها الإشراقُ في الظُّلَمِ العُتْمِ
لقدْ شرَّفَ الأقلامَ مَسُّ أنامِلٍ
بكَفِّكَ لا تخْلُو مِنَ الجُودِ واللَّثْمِ
فكُلُّ نُحولٍ فِي الظُّبى حسَدٌ لَها
وكُلُّ ذُبُولٍ غيرَة ٌ بِالقَنا الصُّمِّ
وكنتَ إذا طالَبْتَ أمراً مُمنَّعاً
أفْدْتَ بِها ما يُعْجِزُ الحَرْبَ فِي السِّلْمِ
كفَيْتَ الحُسامَ الغَضْبَ فَلَّ غِرارهِ
وآمَنْتَ صَدْرَ السَّمْهرِيِّ مِنَ الحَطْمِ
وجاراكَ مَنْ لا فضْلَ يُنْجِدُ سعْيَهُ(94/54)
وأيُّ کمْرِىء ٍ يبغِي النِّضالَ بِلا سَهْمِ
لكَ الذِّرْوَة ُ العَلْياءُ مِنْ كُلِّ مَفْخَرٍ
سَنِيٍّ ومَا لِلحاسدينَ سِوى الرُّغْمِ
وكيفَ يُرَجِّي نَيْلَ مَجْدِكَ طالِبٌ
وبينَهُما ما بينَ عرضِكَ والوَصْمِ
لئِنْ أوْحَدَتْنِي النّائباتُ فإنَّنِي
لِمَنْ سَيبْكِ الفَيّاضِ في عَسْكرٍ دَهْمِ
وإنْ لمْ أفِدْ غُنْماً فَقُرْبُكَ كافِلٌ
بأضعافهِ حَسْبي لِقاؤُكَ مِنْ غُنْمِ
هجرْتُ إليكَ والعالمينَ محبّة ً
وَمِثلُكَ مَنْ يُبْتاعُ بالعُرْبِ والعُجْمِ
وما قَلَّ مَنْ تَرْتاحُ مَدْحِي صِفاتُهُ
ولكِنْ رأيتُ الدُّرَّ أليَقَ بالنَّظْمِ
أرى نيلَ أقوامٍ وآبى امتِنانهمْ
وليْسَ تَفِي لي لذَّة ُ الشُّهْدِ بالسُّمِّ
فهلْ لكَ أنْ تنتاشَنِي بصَنِيعَة ٍ
يلينُ بها عُودُ الزَّمانِ على عُجِمِي
تَحُلُّ محلَّ الماءَ عِندي مِن الثَّرى
وأشْكُرُها شُكْرا الرياضِ يدا الوَسْمِي
أقَرَّ ذَوُو الآدابِ طُراً لِمَنطِقي
وغيرُهُمُ فيما حكى كاذِبُ الزَّعْمِ
فلسْتُ بمحتاج على ما ادَعيتُهُ
إلى شاهِدٍ بعدَ اعتِرافٍ مِنَ الخَصْمِ
تُطِيعُ القوافِي الآبِياتُ قرائِحي
وينزِلُ فيهنَّ الكلامُ عَلى حُكْمِي
وسيّارَة ٍ بكْرٍ قصَرْتُ عِنانَها
فطالَتْ بهِ والخَيْلُ تمرَحُ فِي اللُّجمِ
نَمى ذِكرُها قبلَ اللِّقاءِ وإنَّما
يسُرُّكَ بوحِي بالمحامِدِ لاكتْمِي
كمخْتومة ِ الدّارِيِّ نَمَّ بِفَضْلِها
إليكَ شَذاها قبلَ فَضِّكَ لِلْخَتْمِ
حَدِيثَة ُ عَصرٍ كُلَّما امْتدَّ دَهْرُها
سَما فخرُها حتّى تطولَ على القُدْمِ
وما فَضلُ بِنتِ الكرْمِ يوْماً بِبيِّنٍ
إذا لمْ يطُلْ عهْدُ کبْنة ِ الكرْمِ بالكَرْمِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أتانِيَ أنَّ المجدَ عنِّيَ سائِلٌ
أتانِيَ أنَّ المجدَ عنِّيَ سائِلٌ
رقم القصيدة : 7365
-----------------------------------
أتانِيَ أنَّ المجدَ عنِّيَ سائِلٌ
وأنَّ العُلى لمْ يعدُنِي فيكَ عتْبُها(94/55)
فيا فَخْرَ شَخْصٍ حلَّ سِرَّكَ ذِكرُهُ
ويا سعدَ نفسٍ سرَّ مثلكَ قُربُها
ولا عُذرَ إلاّ أنَّ لُبًّا شدَهْنَهُ
نوائِبُ مغفورٌ بجودِكَ ذنبُها
وما كانَ لِي لَوْلاكَ بِالرَّيِّ مَنْزِلٌ
وإنْ شعفتْ غيري وتيَّم حُبُّها
وما هِيَ إلاّ كالبِلادِ وإنَّما
بِوطْئِكَ فَلْيَفخرَ علَى المِسْكِ تُرْبُها
العصر العباسي >> ابن الخياط >> لعمرِي لئنْ شرَّفْتَنِي بصنيعة ٍ
لعمرِي لئنْ شرَّفْتَنِي بصنيعة ٍ
رقم القصيدة : 7366
-----------------------------------
لعمرِي لئنْ شرَّفْتَنِي بصنيعة ٍ
وحلَّيتَ مني بالندى راحة ً عُطْلا
فلمْ يأتِ عِندي غيرُ ما أنتَ أهلُهُ
ولا عجَبٌ لِلغيثِ أنْ روَّضَ المحلا
العصر العباسي >> ابن الخياط >> ألا ليتَ شعرِي هلْ أبيتَنَّ ليلة ً
ألا ليتَ شعرِي هلْ أبيتَنَّ ليلة ً
رقم القصيدة : 7367
-----------------------------------
ألا ليتَ شعرِي هلْ أبيتَنَّ ليلة ً
يُرَوِّحُنِي بالغُوطَتيْنِ نَسيمُ
وهل يجمعنَّ الكأْسُ شملي بفتية ٍ
على العَيْشِ مِنْهُمْ نضْرَة ٌ ونَعيمُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> قُولا لفخراوَرَ قولَ امرئٍ
قُولا لفخراوَرَ قولَ امرئٍ
رقم القصيدة : 7368
-----------------------------------
قُولا لفخراوَرَ قولَ امرئٍ
فِي عِرْضهِ عاثَ وفِي الرِّيشِ راثْ
يا جبلَ اللؤْمِ الثقيلَ الذي
ليسَ لَهُ في الصّالِحاتُ انبعاثْ
ما كنتَ أهلاً لرَجائِي ولا
مِثلُك فِي الكُربَة ِ مَنْ يْسْتغاثْ
لكِنَّنِي كنتُ كَذِي جوْعَة ٍ
حلَّتْ لهُ المَيْتَة ُ بعدَ الثَّلاثْ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> تجافَ عنِ العُفاة ِ ولا ترُعْهمْ
تجافَ عنِ العُفاة ِ ولا ترُعْهمْ
رقم القصيدة : 7369
-----------------------------------
تجافَ عنِ العُفاة ِ ولا ترُعْهمْ
فإنِي ناصِحٌ لكَ يا زمانُ
أخافُ ندى يمينِ المُلْكِ يقضِي
عليكَ إذا همَتْ تلكَ البنانُ
وقدْ عاينتَ سطْوَتَها غَداة َ استـ(94/56)
ـطَلْتَ وليسَ كالخَبَرِ العِيانُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> هِيَ الدِّيارُ فعُجْ في رسْمِها العارِي
هِيَ الدِّيارُ فعُجْ في رسْمِها العارِي
رقم القصيدة : 7370
-----------------------------------
هِيَ الدِّيارُ فعُجْ في رسْمِها العارِي
إنْ كانَ يُغْنِيكَ تَعْرِيجٌ على دارِ
إنْ يخلُ طرفُكَ منْ سُكانِها فبِها
ما يملأُ القلبَ منْ شوقٍ وتذكارِ
يا عمرُو ما وقْفة ٌ فِي رسمِ مَنزِلَة ٍ
أثارَ شوقَكَ فِيها مَحْوُ آثارِ
أنكرْتَ فِيها الهوى ثُمَّ اعتْرفْتَ بهِ
وما اعترافُك إلا دمعُكَ الجارِي
تشجُو الديارُ وما يشْجُو أخا كمدٍ
من الهوى مثلُ دارٍ ذات إقفارِ
يا حبذا منزِلٌ بالسفحِ منْ إضمٍ
ودمنة ٌ بلوى خبتِ وتعشارِ
ويا حبذا أصلٌ يُمسي يُجَرُّ بِها
ذَيلُ النَّسيمِ على مَيْثاءِ مِعطارِ
لوْ كُنتُ ناسِيَ عهْدٍ من تَقادُمهِ
نَسيتُ فيها لُباناتي وأوْطارِي
أيامَ يفتِكُ فيها غيرَ مُرتقَبٍ
ظبْيُ الكِناسِ بليثِ الغابة ِ الضارِي
يصبُو إليَّ ويُصْبِي كلَّ منفردٍ
بالدَّلِّ والحُسنِ مِنْ بادٍ ومِنْ قارِ
لا أُرسِلُ اللَّحْظَ إلاّ كانَ موْقِعُهُ
على شُمُوسٍ مُنِيراتٍ وأقمارِ
ما أطْيَبَ العَيْشِ لَوْ أنِّي وَفَدْتُ بهِ
على شبابٍ ودهْرٍ غيرِ غدارِ
الآنَ قدْ هجرتْ نفسي غوايتَها
وحانَ بعدَ حلُولِ الشيبِ إقصارِي
والعَيْشُ ما صحِبَ الفِتيانُ دهرَهُمُ
مُقَسَّمٌ بينَ إحلاءٍ وإمرارِ
يا مَنْ بمُجْتَمَعِ الشَّطَّيْنِ إنْ عَصفَتْ
بكمْ رياحي فقد قدَّمتُ إعذارِي
لا تُنكرُنَّ رحيلِي عنْ ديارِكُمُ
ليسَ الكرِيمُ على ضَيمٍ بِصَبّارِ
يأْبى ليَ الضيمَ فُرسانُ الخلاج وما
حَبَّرتُ مِنْ غُرَرٍ تُهدى وأشعارِ
وقدْ غدَوْتُ بِعِزِّ الدِّينِ مُعْتَصِماً
إنَّ الكِرامَ علَى الأيّامِ أنصارِي
مَلْكٌ إذا ذُكِرَتْ يوماً مواهِبُهُ
أثْرى الرجاءُ بها منْ بعدِ إقتارِ
يُعطيكَ جُوداً على الإقلالِ تحسَبُهُ
وافاكَ عنْ نشبٍ جمٍّ وإكثارِ(94/57)
ريانُ منْ كرَمٍ ملآنُ منْ هممٍ
كأنَّهُ السَّيفُ بينَ الماءِ والنّارِ
ليسَ الجوادُ جَواداً ما جرى مثَلٌ
حتى يكونَ كحَسّانِ بنِ مسمارِ
الواهِبُ الخَيلَ إمّا جِئتَ زائِرَهُ
أقَلَّ سَرْجَكَ مِنْها كُلُّ طيّارِ
الطاعِنُ الطعنة َ الفوْهاءَ جائشة ً
ترُدُّ طاعِنَها عَنها بتيّارِ
يكادُ ينفُذُ فيها حينَ يُنْفِذُها
لولا عُبابُ دمٍ مِن فوْرِها جارِ
تلقى السِّنانَ بِها والسَّردَ تحسِبُهُ
ما ضَلَّ منْ فُتُلٍ فيها ومِسبارِ
في كفّه سيفُ مسمارَ الذي شقيتْ
هامُ المُلوكِ بهِ أيامَ سنْجارِ
لا يأْمُلُ الرزْقَ إلا مِنْ مضارِبِهِ
فرْسُ الهُمامِ بأنيابٍ وأظفارِ
نِعمَ المُناخُ لِشُعْثٍ فوْتِ مهلَكَة ٍ
ارماقِ مسغَبَة ٍ أنْضاءِ أسْفارِ
لا يشتَكُونَ لديهِ المحْلَ في سنَة ٍ
يشكو بها السَّغَبَ المَقْرِيُّ والقارِي
سحابُ جُودٍ على الرّاجينَ مُنْهَمَلٍ
وبَحْرُ جُودٍ علَى العافِينَ زَخّارِ
إذا ترَحَّلَ عنْ دارٍ أقامَ لهُ
من الصنائِعِ فيها خيرَ آثارِ
كالغيثِ أقلعَ محموداً وخلَّفَ ما
يُرضِيكَ مِن زهَرٍ غَضٍّ ونُوّارِ
تبقى الذَّخائرُ مِنْ فضلاتِ نائلهِ
كأنَّها غُدْرٌ مِنْ بعدِ أمطارِ
مِظفَّرُ العَزمِ ما تألُوا مُوفَّقَة ً
آراؤُهُ بينَ إيرادٍ وإصدارِ
سامٍ إلى الشرفِ الممنوعِ جانِبُهُ
نامٍ إلى الحسَبِ العارِي منَ العارِ
مخوَّلٌ في جنابٍ بيتَ مملكة ٍ
عزُّوا بهِ وأذلُّوا كلَّ جبارٍ
أيامَ كلْبٌ لها ما بينَ جوسيَة ٍ
وبَيْنَ غَزَّة َ مِنْ رِيفٍ وأمصارِ
يَقُودُها مِنْ سنانٍ عزْمُ مُتَّقِدٍ
أمامَها كسِنانِ الصَّعْدَة ِ الوارِي
ترمِي بأعْيُنِها في كُلِّ داجِيَة ٍ
مِنهُ إلى كوْكَبٍ بالسَّعدِ سيّارٍ
يبيتُ كُلُّ ثَقِيلِ الرُّمْحِ حامِلُهُ
فِي سَرْجِ كلِّ خفيفِ اللِّبْدِ مِغْوارِ
مجدٌ تأَثَّلَ في نجدٍ أوائلُهُ
وشيدَ بالشّامِ منْهُ الطارِفُ الطّارِي
يا بن الكرام الأُلى مازال مجدهم
مُغْرى ً بقلَّة ِ أشْباهٍ وأنْظارِ(94/58)
المانعينَ غداة َ الخوفِ جارُهُمُ
والحافظين بغيْبٍ حُرْمَة َ الجارِ
بيضُ العوارِفِ أغْمارٌ إذا وَهَبُوا
جُوداً وليسُوا إذا عُدُّوا بأغْمارِ
لا يصحَبُ الدهرَ منهُمْ طُولَ ما ذُكِرُوا
إلاّ الثَّناءُ وإلاّ طِيبُ أخْبارِ
إنَّ العشائِرَ مِنْ أحياءِ ذِي يَمَنٍ
لمّا بغَوْكَ جرَوْا في غيرِ مضمارِ
أصْحَرْتَ إذْ مدَّ بالمِدّانِ سيلُهُمُ
والليثُ لا يُتَّقى مِنْ غيرِ إصحارِ
سالُوا فأغرَقَهُمْ قطْرٌ نضَحْتَ بهِ
ما كُلُّ سيلٍ على خيلٍ بجرّارِ
مالُوا فقوَّمَ مِنْهُمْ كلَّ مُنأطِرٍ
طعنٌ يُعدِّلُ منهُمْ كلَّ جوّارِ
حتى إذا نهتِ الأولى فما انتفَعُوا
بِالنَّهْي، والبغيُ فِيهمْ شرُّ أمّارِ
أبحْتَها وحَمَيْتَ الشامَ معتقِداً
أنْ ليسَ ينفعُ إلاّ كُلُّ ضَرّارِ
قدْ نابَكَ الدَّهْرُ أزْماناً بِغيرِهِمِ
فظلَّ يغْمِزُ عُوداً غيرَ خوّارِ
وكمْ أبتَّ على ثأرٍ ذَوِي ضَغَنٍ
ولمْ تَبِتْ قطُّ منْ قومٍ على ثارِ
إن زُرْتُ دارَكَ عنْ شَوقٍ فمجْدُكَ بِي
أولى وما كُلُّ مُشتاقٍ بِزَوّارِ
ليسَ المُطيقُونَ حِجَّ البيتِ ما تركُوا
فريضَة َ الحجِّ عنْ زُهْدٍ بأبْرارِ
وقدْ أتيتُكَ اسْتعدِي على زمنٍ
لا يَشْرَبُ الحُرُّ فيهِ غيرَ أكدارِ
موكَّلُ الجَوْرِ بالأحرارِ يقصِدُهُمْ
كأنَّهُ عندهُمْ طَلاّبُ أوْتارِ
والحمدُ أنْفَسُ مذخُورٍ تفوزُ بهِ
فخُذْ بحظَّكَ مِنْ عُونِي وأبكارِي
من القوافِي التي ما زِلْتُ أودِعُها
عُلالَة َ الرَّكْبِ مِنْ غادٍ وَمِنْ سارِ
إنَّ السَّماحَة َ أولاها وآخرَها
في كَفِّ كلِّ يمانٍ يا بْنَ مسمارِ
لا تسْقني بِسِوى جَدْوَى يدَيْكَ فما
يروِي منَ السُّحْبِ إلا كُلُّ مدرارِ
ولستُ أوَّلَ راجِ قادَهُ أمَلٌ
قدْ راحَ منكَ على شقْراءِ محضارِ
أرسل القصيدة إلى صديق
العصر العباسي >> ابن الخياط >> متى أنا طاعِنٌ قلبَ الفِجاجِ
متى أنا طاعِنٌ قلبَ الفِجاجِ
رقم القصيدة : 7371
-----------------------------------(94/59)
متى أنا طاعِنٌ قلبَ الفِجاجِ
ورامِي الخرقِ بالقُلُصِ النَّواحِي
وقائدُ كُلِّ سلْهبَة ٍ عَبُوسٍ
إلى يومٍ يطُولُ بهِ ابْتهاجِي
سيَعْتَمُّ الهواجِرَ كُلُّ مُجرٍ
إلى أمدِي ويلْتحِفُ الدَّياجِي
فِراشِي مَتنُ كُلِّ أقَبَّ نهْدٍ
وثوبِي ما يُثِيرُ منَ العَجاجِ
إذا الجوزاء أمْسَتْ منْ مرامِي
فأينَ سُرايَ مِنها وکدِّلاجي
سِوى الصَّهباءِ عاصِفَة ٌ بِهَمِّي
وغيرُ البيضِ منْ أرَبِي وحاجِي
عزفتُ فما لِسارِي البرقِ شَيمِي
ولا للرسمِ قدْ أقْوى معاجِي
وما عنْ سلْوَة ٍ إغْبابُ دمعِي
وإقصارُ العواذِلِ عنْ لَجاجِي
ولكنْ جلَّ عنْ فندٍ ولومٍ
غَرامِي بالمحامِدِ والتِهاجِي
حمانِي العزْمُ حظِّي منْ ذواتِ الثُّـ
ـغُورِ الغُرِّ والمُقَلِ السَّواجِي
وما عِندَ الحِسانِ جوى مَشُوقٍ
صدعْنَ فُؤادَهُ صدْعَ الزُّجاجِ
عرضْنَ لنا فَمِنْ لحظٍ مرِيضٍ
ومِن برَدٍ غَرِيضٍ في مُجاجِ
ومِسْنَ فكَمْ قضيبٍ في كَثِيبٍ
يشُوقُكَ باهتِزازٍ في ارتجاجِ
كأنَّ نعاجَ رمْلٍ لاحظتْنا
وإنْ كُرِّمْنَ عنْ حمْشِ النِّعاجِ
إلامَ أرُوضُ جامحة َ الأمانِي
وداءُ الدهرِ مغلُوبُ العلاجِ
إذا العذبُ النميرُ حماهُ ضَيمٌ
فجاوِزْهُ إلى الملْحِ الأُجاجِ
أحُلُّ بحيثُ لا غوثٌ لِعافٍ
وأَطَّرِحُ المَغاوِثَ والمَلاجِي
كمنْ تركَ الأسِنَّة صادِياتٍ
غداة َ وغى ً وطاعَنَ بالزِّجاجِ
وما عنْ سلْوَة ٍ إغْبابُ دمعِي
وأترُكُ جانِبَ الأسدِ المُهاجِ
فأُقْسِمُ لا نَقَعْتُ صدى ً بماءٍ
إلى غيرِ الكرامِ بهِ احتياجي
عسى الطَّعْنُ الخلاجُ يذُبُّ عنِّي
إذا جاورتُ فرسانَ الخِلاجِ
أولئكَ إنْ دُعُوا لِدفاعِ خطبٍ
أضاءُوا نجْدَة ً واليومُ داجِ
هُمُ الأملاكُ حلُّوا مِنْ عدِيٍّ
محلَّ الطَّرْفِ حُصِّنَ بالحَجاجِ
بُدُورُ دُجُنَّة ٍ وبُحُورُ سيْبٍ
وأُسْدُ كريهَة ٍ وحُصُونُ لاجِي
كِرامٌ والظُّبى كالنّارِ شُبَّتْ
عشيَّة َ عاصِفٍ ذاتِ اهْتياجِ
مواسِمُهُمْ مضارِبُ كُلِّ ماضٍ(94/60)
خَلُوطٍ للجماجِمِ بالجَآجِي
إذا عَمدُوا لِداءٍ أنضَجُوهُ
وليْسَ الكَيُّ إلاّ بالنِّضاجِ
جحاجِحُ لا يُعابُ مَنِ اسْتَباحَتْ
صُدُورُ رماحِهِمْ يومَ الهياجِ
لهُمْ خفْضُ النواظِرِ حيثُ حلُّوا
منَ الدُّنْيا ومنقطعُ الضَّجاجِ
ترى الهاماتِ ناكِسَة ً لديهمْ
كأنَّ بهِنَّ مُوضِحَة َ الشِّجاجِ
بحسّانِ بنِ مسمارٍ أُقيمتْ
قناة ُ الدِّينِ مِنْ بعدِ کعوِجاجِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> تغيَّرْتُمُ عنْ عهْدِكمْ آلَ كامِلٍ
تغيَّرْتُمُ عنْ عهْدِكمْ آلَ كامِلٍ
رقم القصيدة : 7372
-----------------------------------
تغيَّرْتُمُ عنْ عهْدِكمْ آلَ كامِلٍ
فلِليوْمِ منكُمْ غيرُ ما أسلفَ الأمسُ
نَبا السيفُ منكُمْ في يدِي وهْوَ قاطعٌ
كما أظْلَمَتْ في ناظِري منكُمُ الشَّمْسُ
وأوحشتُمُ منِّي مكانَ اصطِفائِكُمْ
كأنْ لمْ تكُنْ تلكَ المودَّة ُ والأُنْسُ
غرسْتُمُ ثناءً لمْ تجُدْهُ سَحابُكُمْ
بِرَيٍّ وهلْ يَنْمِي معَ العطَشِ الغَرْسُ
مواعِدُ مرضى كلَّما قُلْتُ قدْ بَرى
لكُمْ موعِدٌ بالبَذْلِ عاوَدَهُ النُّكْسُ
وإنّي لَذُو شُحٍّ بكُمْ عنْ تقلُّبٍ
إلى خُلُقٍ فيهِ لأعراضِكُمْ وكْسُ
وأنتُم بنُو الجُودِ الَّذِي ابتسَمَتْ بهِ
مِنَ الزَّمَنِ المُرَبَدِّ أيامُهُ العُبْسُ
سماحاً فإنْ تدْعُو كِفاحاً فأنتُمُ الـ
ـفَوارِسُ لا مِيلٌ هُناكَ ولا نُكْسُ
فما بالُ سُوقِي ليْسَ تَنْفُقُ عندَكُمْ
وحَظُّ ثَنائِي منكُمُ الثَّمنُ البَخْسُ
ايرتجِعُ المعرُوفَ مَنْ كانَ واهِباً
ويسلُبُ ثوبَ المَنِّ مَنْ لمْ يزَلْ يكْسُو
أُساهِلُ إغْضاءً وفيكُمْ تصعُّبٌ
وأرطَبُ إجمالاً وفِي عُودِكمْ يُبْسُ
وليسَ بعدْلٍ أنْ ألِينَ وتَخْشُنوا
وليسَ بِحَقٍّ أنْ أرقَّ وأنْ تَقسُوا
عليكُمْ سلامٌ لمْ اقُلْ ما يُريبُكُمْ
ولكنَّهُ عتبٌ تجيشُ به النفسُ
حبَسْتُ القوافِي قَبْلَ إغضابِ ربِّها
وما للقوافِي بعدَ إغضابِها حبْسُ(94/61)
إذا العَرَبُ العَرْباءُ لَمْ تَرْعَ ذِمَّة ً
فغيرُ ملُومٍ بعدَها الرُّومُ والفَرْسُ
احصاءات/ آخر القصائد | خدمات الموقع
العصر العباسي >> ابن الخياط >> قدْ توالَتْ عليَّ منكَ أيادِي
قدْ توالَتْ عليَّ منكَ أيادِي
رقم القصيدة : 7373
-----------------------------------
قدْ توالَتْ عليَّ منكَ أيادِي
عائِداتٍ بالمَكْرُماتِ بَوادِي
ما أُبالِي إذا تعهَّدنَ مغْنا
يَ بأنْ لا يَصُوبَ صَوْبُ العِهادُ
والجميلُ المُعادُ أحلى وإنْ أزْ
رى بشُكْرِي مِنَ الشَّبابِ المُعادِ
ما ثنائِي وإنْ تَطاوَلَ إلا
دُونَ آلائِكَ الحِسانِ المرادِ
كيفَ أشكُو حظّاً عليلاً وحالاً
كانَ فيها نداك منْ عُوّادِي
سوفَ أُثِني على الجِيادِ فقَدْ أهُـ
ـدَتْ إلينا الجيادُ خيرَ جوادِ
حملَتْ صَوْبَ مُزْنَة ٍ مِنْ بِلادٍ
منكَ أحيَتْ بهِ رَبِيعَ بِلادِي
كنتُ أرْتادُ جُودَ كُلِّ كَرِيمٍ
فكفى جُودُ راحَتَيْكَ کرْتِيادِي
زُرْتَنا مُنعماً وما بَرِحَ الزّا
ئِرُ يرجُو الإنعامَ في كُلِّ وادِ
وكذاكَ الحَيا يَرُوحُ مِنَ الغَوْ
رِ وتَغْدُو لهُ بنَجْدٍ غَوادِ
لا أرى لِي حقّاً عليكَ سِوى بِـ
ـرِّكَ عِنْدِي ومَنْطِقِي وَوِدادي
وإذا ما الخُطوبُ كانَتْ شِداداً
دفَعَتْنا إلى الكِرامِ الشِّدادِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> خُذا مِنْ صَبا نجدٍ أماناً لقلْبِهِ
خُذا مِنْ صَبا نجدٍ أماناً لقلْبِهِ
رقم القصيدة : 7374
-----------------------------------
خُذا مِنْ صَبا نجدٍ أماناً لقلْبِهِ
فقدْ كادَ ريّاها يطيرُ بلُبهِ
وإيّاكُما ذاكَ النَّسِيمَ فإنَّهُ
إذا هَبَّ كانَ الوجدُ أيْسرَ خطْبهِ
خَلِيليَّ لَوْ أحْبَبْتُما لعَلِمْتُما
محلَّ الهَوى من مُغرَمِ القلبِ صبِّهِ
تذَكَرَ والذِّكْرى تُشُوقُ وذُو الهَوى
يَتُوقُ وَمَنْ يَعْلَقْ بهِ الحُبُّ يُصْبهِ
غرامٌ علَى ياْسِ الهَوى ورجائِهِ
وشوْقٌ على بُعدِ المَزارِ وقُربهِ(94/62)
وفي الرَّكْبِ مَطْوِيِّ الضُّلُوعِ على جوى ً
متى يدعُهُ داعِي الغَرامِ يُلَبهِ
إذا خطَرْتَ منْ جانِبِ الرَّمْلِ نفْحَة ٌ
تضَمَّنَ منها داءهُ دُونَ صَحْبهِ
ومُحتَجِبٍ بينَ الأسنَّة ِ مُعرِضٍ
وفي القلْبِ منْ إعراضِهِ مثلُ حُجْبِهِ
أغارُ إذا آنَسْتُ في الحَيِّ أنَّة ً
حِذاراً وخوْفاً أنْ تَكُونَ لحُبِّهِ
ويومَ الرِّضى والصَّبُّ يحمِلُ سُخطَهُ
بقلبٍ ضعيفٍ عن تحَمُّلِ عَتْبهِ
جلالِيَ برّاقَ الثَّنايا شَتِيتَها
وحَلاّني عنْ بارِدِ الورْدِ عذْبِهِ
كأنِّي لَمْ أقصُرْ بهِ اللَّيلَ زائِراً
تَحُولُ يدِي بينَ المِهادِ وجنْبِهِ
ولا ذُقتُ أمناً مِنْ سَرارِ حُجُولهِ
ولا أرْتَعْتُ خوفاً منْ نَمِيمَة ِ حقْبِهِ
فيا لسقامِي منْ هوى مُتجنِّبٍ
بكى عاذِلاهُ رحمَة ً لمحُبِّهِ
ومنْ ساعة ٍ للبيْنِ غيرِ حميدة ٍ
سمحتُ بِطَلِّ الدَّمعِ فيها وسكْبهِ
ألا لَيْتَ أنِّي لمْ تَحُلْ بينَ حاجِرٍ
وبينِي ذُرى أعلامِ رضْوى وهَضْبِهِ
وليتَ الرِّياحَ الرّائِحاتِ خوالِصٌ
إليَّ ولْو لاقَيْنَ قلْبِي بكَرْبِهِ
أهِيمُ إلى ماءِ بِبُرْقَة ِ عاقِلٍ
ظَمِئْتُ علَى طُولِ الوُرُودِ بشُرْبِهِ
واَسْتافُ حُرَّ الرمْلِ شوقاً إلى اللِّوى
وقد أودَعَتْنِي السُّقْمَ قضْبانُ كثْبِهِ
ولستُ على وَجْدِي بأوَّلِ عاشقٍ
اصابَتْ سِهامُ الحُبِّ حبَّة َ قلْبِهِ
صَبَرْتُ على وَعْكِ الزَّمانِ وقدْ أُرى
خبيراً بِداءِ الحادِثاتِ وطِبِّهِ
وأعْرَضْتُ عنْ غُرِّ القَوافِي ومنْطِقِي
مليءٌ لمُرتادِ الكلامِ بخصْبِهِ
وما عزَّنِي لوْ شِئْتُ مَلْكٌ مُهذبٌ
يَرى أنَّ صَوْنَ الحمدِ عنهُ كَسَبِّهِ
لقدْ طالمَا هوَّمْتُ في سنَة ِ الكرى
ولا بُدَّ لِي مِنْ يقْظَة ِ المُتَنِبِّهِ
سألقى بِعَضْبِ الدَّولة ِ الدَّهرَ واثِقاً
بأمضى شباً مِنْ باتِرِ الحَدِّ عَضبِهِ
وأسمُو عنِ الآمالِ همًّا وَهِمَّة ً
سُمُوَّ جمالِ المُلْكِ عنْ كُلِّ مُشْبِهِ(94/63)
هو الملْكُ يدعُو المُرْمِلينَ سماحُهُ
إلى واسِعٍ باعَ المكارِمِ رَحْبهِ
يُعنَّفُ مَنْ لم يأتهِ يومَ جُودِه
ويَعْذَرُ مَنْ لمْ يَلْقَهُ يومَ حرْبِهِ
كأنِي إذا حَيَّيْتُهُ بِصِفاتِه
أمُتُّ إلى بدْرِ السَّماءِ بِشُهْبهِ
هوَ السَّيفُ يغْشِي ناظِراً عندَ سَلِّهِ
بهاءٍ ويُرضِي فاتِكاً يومَ ضَرْبهِ
يَرُوقُ جمالاً أوْ يَرُوعُ مهابَة ً
كصَفحِ الحُسامِ المشرَفِيِّ وغَربهِ
هُمامٌ إذا أجْرى لغايَة ِ سُؤْدُدٍ
أضَلَّكَ عنْ شَدِّ الجَوادِ وخَبِّهِ
تَخَطّى إليْها وادِعاً وكأنَّهُ
تمطّى على جُرْدِ الرّهانِ وقُبِّهِ
وما أَبْقٌ إلا حياً مُتهَلِّلٌ
إذا جادَ لمْ تُقلِعْ مَواطِرُ سُحبِهِ
أغَرُّ غِياثٌ للأنامِ وعِصمَة ٌ
يُعاشُ بِنُعماهُ ويُحْمى بِذَبِّهِ
يقولونَ تِربٌ للغَمامِ وإنَّما
رَجاءُ الغَمامِ أنْ يُعدَّ كتِرْبهِ
فتى ً لمْ يَبِتْ والمَجْدُ مِنْ غيرِ همِّهِ
ولمْ يحتَرِفْ والحَمدُ منْ غيرِ كسبِه
ولم يُرَ يوماً راجِياً غيرَ سيفِهِ
ولمْ يُرَ يوماً خائِفاً غيرَ رَبِّهِ
تنزَّهَ عنْ نَيلِ الغِنى بِضَراعَة ٍ
وليسَ طعامُ الليثِ إلاّ بغَصْبِهِ
ألا رُبَّ باغٍ كانَ حاسمَ فقْرهِ
وباغٍ عليهِ كانَ قاصِمَ صُلْبهِ
ويومِ فخارٍ قدْ حوى خصْلِ مجدهِ
وأعْداؤُهُ فِيما ادَّعاهُ كحِزبهِ
هوَ السَّيفُ لا تلقاهُ إلا مُؤهلاً
لإيجاب عِزٍّ قاهرٍ أو لسلبهِ
منَ القومِ راضو الدَّهْرِ والدَّهرَ والدَّهرُ جامِحٌ
فراضُوهُ حتّى سكَّنُوا حدشَغْبهِ
بحارٌ إذا أنحتْ لوزِبُ محلِهِ
جِبالٌ إذا هبَّتْ زعازِعُ نُكبهِ
إذا وهَبُوا جادَ الغَمامُ بِصَوْبهِ
وإن غضِبُوا جاءَ العَرِينُ بغُلْبِهِ
إذا ما وردْتَ العِزَّ يوماً بنصرِهمْ
أملَّكَ مِنْ رَشفِ النَّميرِ وعَبِّهِ
أجابَكَ خطِّيُّ الوشيجِ بلُدْنِهِ
ولَبّاكَ هندِيُّ الحدِيدِ بقُضْبهِ
أُعيدَ لهمْ مَجْدٌ على الدَّهرِ بعْدما
مضى بقبيلِ المجدِ منهُمْ وشعبهِ
بأرْوَعَ لا تَعْيا لديهِ بمطْلَبٍ(94/64)
سِوى شكلهِ فِي العالمينَ وضرْبهِ
تُروِّضُ قبلَ الروضِ أخلاقُهُ الثَّرى
وتَبْعثُ قبلَ السُّكرِ سُكراً لشربهِ
وتفخرُ دارٌ حلَّها بمُقامهِ
وتَشْرُفُ ارْضٌ مرَّ فيها برَكْبِهِ
ولما دَعَتْهُ عنْ دمشقَ عزيمة ٌ
أبى أنْ يُخِلَّ البدْرُ فيها بقُطْبِهِ
ترحَّلَ عنْها فهيَ كاسِفَة ٌ لهُ
وعادَ إليها فهيَ مُشْرِقة ٌ بهِ
وإنَّ محلاًّ أوطِئَتْهُ جِيادُهُ
لحَقٌّ على الأفواهِ تقبيلُ تُرْبِهِ
رأيتُكَ بينَ الحَزْمِ والجُودِ قائماً
مقامَ فتى المجدِ الصَّمِيمِ وندْبِهِ
فمنْ غِبِّ لا تُساءُ بوِردِه
ومِنْ وردِ جُودٍ لا تُسَرُّ بغبِّهِ
ولمّا اسْتَطالَ الخطْبُ قصَّرْتَ باعَهُ
فعادَ وَجِدُّ الدَّهْرِ فيهِ كلَعبهِ
وما كانَ إلاّ العَرَّ دَبَّ دَبِيبُهُ
فأمنْتَ أنْ تُعْدى الصِّحاحُ بجُرْبِهِ
وصدْعاً من المُلْكِ استغاثَ بكَ الوَرى
إليهِ فَما أرجأتَ في لَمِّ شَعْبِهِ
فغاضَ أَتِيٌّ كنتَ خائِضَ غمرِهِ
وأصْحَبَ خَطْبٌ كُنْتَ رائِضَ صَعْبِهِ
حُبِيتَ حياءً في سَماحٍ كأنَّهُ
رَبيعٌ يَزِينُ النَّوْرُ ناضِرَ عُشْبهِ
وأكثرْتَ حُسّادَ العُفاة ِ بنائلٍ
متى ما يُغِرْ يوماً على الحمدِ يسبهِ
مناقِبٌ يُنْسِيكَ القدِيمَ حدِيثُها
ويخجَلُ صدْرُ الدهرِ فيها بعَقُبِهِ
لئِنْ خَصَّ مِنْكَ الفَخْرُ ساداتِ فُرْسِهِ
لقدْ عمَّ مِنْكَ الجُودُ سائرَ عُربهِ
إذا ما هززتُ الدهرَ باسمكَ مادِحاً
تَثَنّى تثَنِّي ناضِرِ العُودُ رَطْبهِ
وإنَّ زماناً أنْتَ منْ حسَناتِهِ
حقيقٌ بأنْ يختالَ مِنْ فرطِ عُجْبِهِ
مضى زمنٌ قدْ كانَ بالبُعدِ مُذْنِباً
وحَسْبِي بهذا القُرْبِ عُذْراً لذَنْبِهِ
وما كنتُ بعدَ البيْنِ إلاّ كمُصْرِمٍ
تذَكَّرَ عهْدَ الرَّوْضِ أيامَ جَدبهِ
وعندِي على العِلاّتِ دَرُّ قرائِحٍ
حوى زُبَدَ الأشعارِ ماخِضُ وطْبهِ
ومِيدانُ فِكْرٍ لا يُحازُ لهُ مدى ً
ولا يبْلُغُ الإسهابُ غاية َ سَهْبهِ
يُصَرِّفُ فيهِ القولَ فارِسُ مَنطِقٍ(94/65)
بصِيرٌ بارْخاءِ العنانِ وجذْبِهِ
وغِرّاءُ ميَّزْتُ الطوِيلأَ بخفْضِها
فطالَ على رفعِ الكلامِ ونَصبهِ
مِنَ الزُّهرِ لا يُلْفَينَ إلاّ كواكِباً
طَوالِعَ في شَرْقِ الزَّمانِ وغَرْبِهِ
حوالِيَ مِنْ حُرِّ الثناءِ ودُرِّهِ
كواسيَ من وَشْيِ القريضِ وعَصْبِهِ
خَطَبْتَ فلمْ يْحجُبْكَ عنها وَليُّها
إذا رُدَّ عنها خاطِبٌ غيرَ خِطبهِ
ذخَرْتُ لكَ المدْحَ الشَّرِيفَ وإنَّما
على قدْرِ فضْلِ الزَّنْدِ قيمَة ُ قلْبِهِ
فجُدْهُ بِصَوْنٍ عنْ سِواكَ وَحَسْبُهُ
مِنَ الصَّوْنِ أنْ تُغْرِي السَّماحَ بِنَهْبهِ
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
العصر العباسي >> ابن الخياط >> لقدْ أصبحَتْ نُعماكَ عِندِي مُشيدَة ً
لقدْ أصبحَتْ نُعماكَ عِندِي مُشيدَة ً
رقم القصيدة : 7375
-----------------------------------
لقدْ أصبحَتْ نُعماكَ عِندِي مُشيدَة ً
بذِكرِكَ في سِوقٍ مِنَ الحَمْدِ قائِمِ
وقَدْ يُعْجِبُ الرَّوْضُ الأنِيقُ وإنَّما
يَدُلُّ على فضْلِ الحَيا المُتراكِمِ
غمرْتَ نوالاً واصطِفاءً وإنمَا
يُحلّى ويُقْنى كلُّ أبيضَ صارِم
ولستُ علَى عَلْياكَ أوَّلَ وافِدٍ
وَلا أنا مِنْ جَدْواكَ أوَّلُ غانِمِ
وما شِئتُ إلاَّ أن أُشرِّفَ مَنطِقي
بمدْحِكَ أوْ أقْضِي ذِمامَ المكارِمِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> متى ارتجعَتْ مواهِبَها الكِرامُ
متى ارتجعَتْ مواهِبَها الكِرامُ
رقم القصيدة : 7376
-----------------------------------
متى ارتجعَتْ مواهِبَها الكِرامُ
وهَلْ يَسْترجِعُ الغَيثَ الغَمامُ
أيصْعَدُ عائداً فِي السُّحْبِ قطْرٌ
تنزَّلَ في الوهادِ بهِ الرِّهامُ
أرى العلياءَ مِنْ تقصِيري أمرِي
بها خجَلٌ وبالمجدِ احتشامُ
جمالَ المُلْكِ غيرِي مِنكَ يُدهى
وغيرُكَ مِنْ تُغَيِّرُهُ اللِّئامُ
أُعيذُكَ مِنْ رِضى ً يتلُوهُ سُخطٌ
ومِنْ نُعمى يُكدِّرُها انتِقامُ
أيرجِعُ جفْوَة ً ذاكَ التَّصافِي(94/66)
ويُخفَرُ ذِّمَّة ً ذاكَ الذِّمامُ
أتَبْرِينِي يدٌ راشَتْ جَناحِي
ويَحْسِمُنِي ندى ً هوَ لِي حسامُ
ويُغْرِي بِي الحِمامَ أخُو سَماحٍ
بهِ عنْ مُهْجَتِي دُفِعَ الحِمامُ
أعِرْنِي طرفَ عدْلِكَ تلْقَ عِرَاً
نقيّاً لا يُلِمُّ بهِ المَلامُ
وحَقِّقْ بالتَّأمُّلِ كَشفَ حالِي
فغَيْرِي عاشِقٌ وَبِي السِّقامُ
إذا ما افتَرّ بَرْقُكَ في سَمائِي
تجلّى الظُّلْمُ عنِّي والظَّلامُ
أتُغْرِقُني وليسَ الماءُ مِنِّي
وتحرُقُنِي ومِنْ غيري الضِّرامُ
وأوخَذُ في حِماكَ بذَنْبِ غيْرِي
فاينَ العدْلُ عنِّي والكِرامُ
وأينَ خلائقٌ ستحولُ عنْها
إذا حالَتْ عنِ السُّكرِ المُدامُ
فَلا تعدِلْ إلى الواشِينَ سمْعاً
فإنَّ كلامَ أكثرِهِمْ كِلامُ
وإنَّ الوُدَّ عِندَهُمُ نِفاقٌ
إذا طاوعْتَهُمْ والحَمْدَ ذامُ
وَلِلأقْوالِ إنْ سُمِعَتْ سِهامٌ
تُقَصِّرُ عنْ مواقِعِها السِّهامُ
فَما نُصحْاً لِمَجْدِكَ بلْ مُراداً
لِما قدْ ساءَنِي قَعدوا وقامُوا
ولوْ إذْ أقدَمُوا لاقَوْكَ دُونشي
كعهْدِكَ أحْجَمُوا عنِّي وَخامُوا
فليْتَكَ تسْمَعُ القوْلَينِ حتّى
يُبيِّنَ فِي مَنِ الحَقُّ الخِصامُ
أبعدَ تمسُّكِي بنداكَ دهراً
وحبْلُ نداكَ ليسَ لهُ انْصِرامُ
وكَوْنِي منْ دفاعِكَ في حصُونٍ
مَنِيعاتِ الذَّوائِبِ لا تُرامُ
وأَخْذِي منكَ ميثاقاً كريماً
وعهْداً ما لِعُرْوَتِهِ انفصامُ
يَنالُ مُرادَهُ مِنِّي حَسُودٌ
ويُمكِنُ عادِياً فيَّ کهْتِضامُ
أترْضى للمحامِدِ أنْ تَراها
بأرضِكَ تُستباحُِ وتستضامُ
وَتَصْبِرُ عَنْ غَرائِبِها وَصَبْرُ الـ
ـفَتى في دِينِها أبَداً حرامُ
وهَلْ يَسْلُو عَنِ الأحْبابِ يوماً
مُحِبٌّ لَيْسَ يَسْلُوهُ الغَرامُ
فلا تَدَعِ العِراقَ وأرضَ مصرٍ
تفُوزُ بها ويُحْرَمُها الشَّآمُ
فَمِنْ حَقِّ القَوافِي مِنْكَ دَفْعٌ
يَجِيشُ بمِثلِهِ الجيشُ اللُّهامُ
لقَدْ مَلَّ الرُّقادُ جُفُون عَينِي
ومَا مَلَّ الدُّمُوعَ لها انْسِجامُ(94/67)
فَما يَسرِي إلى قلْبي سُرُورٌ
ولكِنْ لِلهُمومِ بِيَ اهْتِمامُ
سيرَضى الحاسِدُونَ إذا تمطَّتْ
بِيَ الوَجْناءُ واضطَّرَبَ الزمامُ
إذا جاوزْتُ غُرَّبَ أوْ غُراباً
وحالَ القاعُ دُونِي والإكامُ
فمَنْ يجْلُو عليكَ بناتِ فكْرِي
وأنتَ بهِنَّ صَبٌّ مُسْتَهامٌ
يُقيِّدُنِي بنَجْدِ الشّامِ وَجْدٌ
ويدْعُونِي إلى الغَوْرِ اعْتِزامُ
فعَنْ أمْرِ النَّوائِبِ لِي رَحِيلٌ
وفِي حُكمِ الصَّبابَة ِ لِي مُقامُ
ومَنْ يرضى منَ الدُّنيا بعيشٍ
عَلَيْهِ لجائِرٍ فِيهِ احْتِكامُ
تأمَّلْ ما أبُثُّ تَجِدِ حَقيقاً
بشمْلٍ في ذراكَ لهُ التئامُ
أيعْظُمُ أنْ تَذُودَ الخطْبَ عَنِّي
وعِنْدَكَ تَصغُرُ النُّوَبُ العِظامُ
إذا لَمْ أعْتَصِمْ بِكَ مِنْ عَدُوٍّ
فهلْ في العالمِينَ ليَ اعتِصامُ
لعلَّ دُجى الحَوادِثِ أنْ تُجَلّى
ببَدْرٍ لا يُفارِقُهُ التَّمامُ
أتِيهُ على الزَّمانِ بهِ ابْتِهاجاً
وتَحْسُدُنِي الكَواكِبُ لا الأنامُ
وحسبي الله فيما أرتجيهِ
وعَضْبُ الدَّوْلَة ِ المَلِكُ الهُمامُ
لقدْ شغَلَ المحامِدَ عنْ سواهُ
أغَرُّ بمدحِهِ شرُفَ الكلامُ
جمَعْتُ صفاتِهِ جمْعَ اللآلِي
فلِي منْها الفرائِدُ والتُّؤامُ
تَدُلُّ عليهِ في الجُلّى عُلاهُ
وهلْ للبدرِ في الظُّلِمِ اكتتامُ
أنافَ على القيامِ فطالَ عنهُمْ
كأن قُعُودَهُ فِيهِمْ قِيامُ
تصوَّبَ جُودُه في كُلِّ وادٍ
كما يتَصَوَّبُ السَّيلُ الرُّكامُ
دَقِيقُ مَحاسِنَ الأخلاقِ يبدُو
أمامَ نداهُ بِشْرٌ وابتِسامُ
ومُقْتَرِحٌ عليَّ الحَمْدَ أرْضى
سلامَتَهُ اقتِراحِي والسَّلامُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> فدَتْكَ الصّواهلُ قُبّاً وجُرْدا
فدَتْكَ الصّواهلُ قُبّاً وجُرْدا
رقم القصيدة : 7377
-----------------------------------
فدَتْكَ الصّواهلُ قُبّاً وجُرْدا
وَشُمُّ القَبائِلِ شِيباً وَمُرْدا
وَذَلَّتْ لأسْيافِكَ البِيضُ قُضْباً
ودَانَتْ لأرْماحِكَ السُّمْرُ مُلْدا(94/68)
وقَلَّ لِمَنْ قامَ فِي ذَا الزَّمانِ
مقامَكَ أنْ باتَ بالخلْقِ يفدا
ألستَ أبَرَّ البرايا يداً
وأندى منَ المُزْنِ كفّاً وأجْدا
وامْضى حُساماً وأوفى ذِماماً
وأهمى غِماماً إذا الغَيثُ أكْدا
وأكْلا إذا ضُيِّعَ الأمرُ طرْفاً
وأوْرَى إذا أظْلمَ اليوْمُ زَنْدا
إذا التبَسَ الرَّأيُ كُنْتَ الأسَدَّ
وإنْ غالبَ الخَطْبِ كُنتَ الأشَدّا
وإنْ قَصَّرَ النّاسُ عَنْ غايَة ٍ
سبَقْتَ إليْها مِنَ الناسِ فَرْدا
ومَنْ ذا يُجارِيكَ فضْلاً ونُبْلاً
ومَنْ ذا يُساوِيكَ حَلاً وعَقْدا
سَجِيَّة ُ مَنْ لمْ يزلْ بالثَّنا
ءِ والحمدِ مُنفرداً مُستبِدّا
تجِلُّ معالِيهِ أنْ تُستطاعَ
وتأبى مَناقِبهُ أنْ تُعَدّا
حقيقٌ إذا ما انتضى سيفَهُ
بأنْ يجْعَلَ الهامَ للِسَّيفِ غِمْدا
زعيمَ الجُيُوشِ لقدْ أعجَزَتْ
أيادِيكَ واصِفَها أنْ تُحَدّا
وأمْعَنَ ذِكْرُكَ في الخافِقَيْـ
ـنِ شرقاً وغرْباً وغَوْراً ونْجدا
فسارَ مسيرَ هلالِ السَّما
ءِ يزدادُ نُوراً إذا ازْدادَ بُعْدا
فَلَوْ طُبِعَ الفَخْرُ سَيْفاً لكُنْـ
ـتَ دُونَ الوَرى حَدَّهُ والفِرِنْدا
وكم لكَ منْ نائِلٍ
رِقابَ المآثرِ شُكْراً وحَمْدا
ندى ً يعتقُ العبدَ منْ رقِّهِ
ولَكِنَّهُ يَترُكُ الحُرَّ عَبْدا
وإنِّي لمُهْدٍ إليكَ القَريـ
ـضَ يُطوى على النُّصْحِ والنُّصْحُ يُهْدا
إلى كَمْ وقَدْ زَخَر المُشْرِكُونَ
بسيلٍ يُهالُ لهُ السّيلُ مدّا
وقَدْ جاشَ منْ أرْضِ إفْرَنْجَة ٍ
جُيُوشٌ كَمِثْلِ جِبالٍ تَرَدّا(94/69)
تُراخُونَ منْ يجتَرِي شدَّة ً
وتُنْسُونَ منْ يجعَلُ الحرْبَ نقْدا
أنوْماً على مثلِ هدِّ الصفاة ِ
وهَزْلاً وقدْ أصبَحَ الأمْرُ جِدَّا
وكيفَ تنامُونَ عن أعينٍ
وتَرْتُمْ فأسْهَرْتُمُوهُنَّ حِقْدا
وشرُّ الضَّغائِنِ ما أقبلتْ
لديهِ الضَّغائِنُ بالكُفْرِ تُحْدا
بَنُو الشِّرْكِ لا يُنْكِرُونَ الفَسادَ
ولا يعرِفُونَ معَ الجَوْرِ قصْدا
ولا يردَعُونَ عن القتْلِ نفساً
ولا يترُكونَ منَ الفتكِ جهدَا
فكَمْ مِنْ فتاة ٍ بِهمْ أصبحَتْ
تدُقُّ مِنع الخَوفِ نَحْراً وخَدّا
وأُمِّ عواتِقَ ما إنْ عَرَفْـ
ـنَ حَرّاً وَلاَ ذُقْنَ فِي اللَّيلِ بَرْدا
تَكادُ عليهنَّ مِنْ خِيفَة ٍ
تَذُوبُ وَتَتْلَفُ حُزْناً وَوْجدا
فحامُوا علَى دينكمْ والحريمِ
مُحاماة َ منْ لا يرى الموتَ فقدا
وَسُدُّوا الثُّغُورَ بِطعْنِ النُّحورِ
فمِنْ حقِّ ثَغْرٍ بِكُمْ أنْ يُسَدّا
فلَنْ تَعْدَمُوا فِي انتِشارِ الأمُورِ
أخا تُدرَإٍ حازِمَ الرّأْيِ جلْدا
يُظاهِرُ تَدبِيرُهُ بأسَهُ
مُظاهَرَة َ السَّيفِ كَفًّا وَزنْدا
كمثلِ زعيمِ الجيوشِ المَلِيِّ
بعزْمٍ يبيتُ لهُ الحزْمُ رِدّا
وعاداتُ بأْسِكُمُ في اللِّقا
ءِ ليستْ تَحُولُ عنِ النصْرِ عهدا
فدُونكمُ ظفراً عاجِلاً
لكمْ جاعِلاً سائِرَ الأرضِ مهدا
فقدْ أينعَتْ أرؤُسُ المشرِكِينَ
فلا تُغْفِلُوها قِطافاً وحصْدا
فلا بُدَّ مِنْ حَدِّهِمْ أنْ يُفَلَّ
وَلاَ بُدَّ مِنْ رُكْنِهمْ أنْ يُهَدّا
فإنَّ کلْبَ رَسْلانَ في مِثلِها
مَضى وهْوَ أمْضى منَ السَّيفِ حَدّا
فأصبَحَ أبقى مِنَ الفَرْقَدَيْـ
ـن ذكراً وأسنى منَ الشمسِ مجدا
لعَلَّكُمُ أنْ تُعِيدُوا مِنَ الـ
ـمآثِرِ والمجدِ ما كانَ أبْدا
وهذا ابنُهُ قائماً فيكُمُ
مَقامَ المفُاخِرِ جدّاً وَجِدّا
بخيلٍ تخالُ غداة َ المكَرِّ
طيراً تحمَّلْنَ عابً وأُسْدا
وطعْنٍ أمرَّ مِنَ الموتِ طعماً
وضرْبٍ أحرَّ من النارِ وقْدا
إذا ما السيُوفُ غداة َ الحُتُو(95/1)
فِ نَوَّعَتِ الضَّرْبِ قَطْعاً وَقَدّا
تَرى لُمَّعاً وُقَّعاً لا يَزلْـ
ـنَ يَخْطفْنَ بَرْقاً ويقْصُفْنَ رعْدا
فذُو البَأْسِ مَنْ جابَ منْ تركَة ٍ
لَهُ عِمَّة ً ومِنَ الدِّرعِ بُرْدا
ولمْ يضعِ السَّرْدَ عنْ منكبيـ
ـهِ حتى يصيرَ مع الجلْدِ جِلْدا
فلما ينزِعُ اليومَ عنْهُ الحَدِيـ
ـدَ مَنْ رامَ أنْ يلبَسَ العِزَّ رَغْدا
وأيسرُ ما كابدَتْهُ النّفوسُ
مِنَ الأمْرِ ما لَمْ تَجِدْ مِنْهُ بُدّا
بَقيتمْ ولا زِلْتُمُ في اللِّقاءِ
بُدُوراً تُوافِقُ في الأفْقِ سعْدا
ولا بَرِحَ العِزُّ للمُسْلِمِـ
ـنَ مِنْ بحركِمْ أبدَا مُستمِدّا
فلسْنا نَرى بعدَ طُولِ البَقا
ءِ أكْرَمَ منكُمْ على اللهِ وفدا
وقدْ قيلَ في التركِ إنَّ الذي
يُتارِكُهُمْ أسْعَدُ النّاسِ جَدّا
العصر العباسي >> ابن الخياط >> جرى لكَ بالتوفيق أمَنُ طائِرِ
جرى لكَ بالتوفيق أمَنُ طائِرِ
رقم القصيدة : 7378
-----------------------------------
جرى لكَ بالتوفيق أمَنُ طائِرِ
ومُلِّيتَ مأثُورَ العُلى والمآثِرِ
وأيدكَ اللهُ العليُّ ثَناؤُهُ
بِعاجِلِ نصْرٍ خالِدِ العَزِّ قاهرِ
ولازلتَ وَرّاداً إلى كُلِّ مفخرٍ
موارد محمودٍ سعيد المصادر
لقدْ دَلَّ تَشْرِيفُ الخَلِيفة ِ أنَّهُ
بخيرِ بنِي أيامِهِ خيرُ خابِرِ
وأنَّ لَهُ فِي حَوطَة ِ الدِّينِ هِمَّة ً
بِها يستحِقُّ النَّصْرَ مِنْ كلِّ ناصِرِ
تسربلْتَ عضْبَ الدولة ِ المُلْكَ فخرَهُ
وما الفَخْرُ إلا للسيوفِ البواتِرِ
وما جهِلَتْ نُعماهُ عندَكَ قدرَها
وقدْ كشَفَتْ عَمّا طَوى فِي الضَّمائرِ
وما نبَّهْت إلى على ذي نباهة ٍ
كما سُقِي الرَّوضُ الخصيبُ بماطِرِ
وما كانَ إلاّ العَنْبرَ الوَرْدَ فِعْلهُ
أضِيفَ إلى نشْرٍ مِنَ المسكِ عاطِرِ
ومَا شاءَ إلاّ أنْ تُحَقِّقَ عِنْدَهُ
مَحَلَّكَ مِنْ طاوٍ هَواهُ وناشِرِ
وأنَّكَ معقودٌ بأكْبِرِ همَّة ٍ
وأنكَ معدودٌ لهُ في الذَّخائِرِ(95/2)
وليْسَ يَبِينُ الدَّهْرِ إخلاصُ باطِنٍ
إذا أنْتَ لمْ تُدْلَلْ عَليهِ بظاهِرِ
رَآكَ بِعينِ اللُّبِّ أبعَدَ فِي العُلى
وأسْعدَ مِنْ زُهْرِ النُّجومِ البَواهِرِ
وأبْهى مَحلاًّ فِي القُلُوبِ ومَوْقِعاً
وأشهى إلى لَحْظِ العُيُونِ النَّواظِرِ
وأطْعمَ في اللأْواءِ والدهرُ ساغبٌ
وأطْعَنَ في صدْرِ الكَمِيِّ المُغامِرِ
فَناهَزَ فَخْراً بِکصْطِفائِكَ عاجِلاً
علَى كلِّ باقٍ في الزَّمانِ وغابِرِ
ومَا ذاكَ مِنْ فِعلِ الخَلِيفَة ِ مُنْكَرٌ
ولا عَجَبٌ فَيْضُ البُحُورِ الزَّواخِرِ
وما عُدَّ إلاّ مِنْ مَناقِبِه الَّتِي
مَثَلْنَ بِه في الفِعْلِ طِيبَ العناصِرِ
وما كانَ تأْثِيلٌ شريفٌ وسُؤْدُدٌ
لِيُنْكَرَ مِنْ أهْلِ النُّهَى والبَصائِرِ
وأنْتَ الَّذِي مِنْ بأسهِ فِي جَحافِلٍ
ومِنْ مجدِهِ في أسْرَة ٍ وعشائِرِ
بعزِماتِ مجدٍ ثاقِباتٌ هُمُومُها
وآراءِ مَلْكٍ مُحْصَداتِ المَرائِرِ
يراها ذَوُو الأضغانِ بثَّ حَبائِلٍ
وما هِيَ إلاّ أسْهُمٌ فِي المَناحِرِ
وآياتُ مجدٍ باهِراتٌ كأنَّها
بَدائِعُ تأتِي بالمَعانِي النَّوادِرِ
وأخلاقُ معشُوقِ السَّجايا كأنَّما
سقاكَ بها كأْسَ النديمِ المُعاقِرِ
يبيتُ بعيداً أن تُوَجَّهُ وصْمَة ٌ
عَلى عِرْضِهِ والدَّهْرُ باقِي المَعايرِ
إذا دَفَعَ الطُّلاّبَ إلحاحُ لزبَة ٍ
فأنتَ الذي لا يتَّقِي بالمعاذِرِ
وما للبُدُور أن تكُفَّ ضِياءَها
وَلا البُحْلُ فِي طَبْعَ الغَمامِ البَواكِرِ
لعمْرِي لقدْ أتعبْتَ بالحمْدِ منطِقِي
وأكْثَرْتَ مِنْ شُغْلِ القَوافِي السَّوائِرِ
وما نَوَّهَتْ مِنْكَ القَوافِي بخامِلٍ
ولكنْ رأيتُ الشِّعْرَ قَيْدَ المَفاخِرِ
إذا أنتَ لمْ تجْعَلْ لهُ مِنْكَ جانباً
فمنْ يقتِني الحمدَ اقتناءَ الجواهِرِ
وما زِلْتَ مشْغُوفاً لدَيَّ مُتَيَّماً
بكلِّ رداحٍ منْ بناتِ الخواطِرِ
لهنَّ إذا وافَيْنَ مجدَكَ قُرْبَة ُ الـ
ـحِسانِ ودَلُّ الآنساتِ الغرائِرِ(95/3)
يرِدْنَ رَبيعاً مِنْ جَنابِكَ مُمْرعاً
ويَرْتَعْنَ فِي إثْرِ الغُيومِ المَواطِرِ
وإنِّي لقَوّالٌ لِكُلِّ قَصِيدَة ٍ
إذا قيلَ شعرٌ أفْحَمَتْ كُلَّ شاعرٍ
فمنْ كلمٍ يكلُمْنَ أكْبادَ حُسَّدِي
ومِنْ فِقَرٍ تَرْمِيهُمُ بالفَواقِرِ
ألا ليْتَ شعرِي هلْ أفُوزُ بدولة ٍ
تُصَرِّفُ كَفِّي في عنانِ المَقادِرِ
وهَلْ تنهَضُ الأيّامُ بِي فِي مَقاوِمٍ
تطُولُ بناهٍ للزمانِ وآمِرِ
فإنَّ مِنَ العجْزِ المُبينِ - وأنْتَ لي
نُزولِي علَى حُكْمِ الليالِي الجوائِرِ
بحث عن قصيدة بحث عن شاعر
العصر العباسي >> ابن الخياط >> نشدتُكَ لا تُعْدِمِ الرّاحَ راحا
نشدتُكَ لا تُعْدِمِ الرّاحَ راحا
رقم القصيدة : 7379
-----------------------------------
نشدتُكَ لا تُعْدِمِ الرّاحَ راحا
ولا تمْنعَنَّ الصَّبُوحَ الصَّباحا
فقدْ أصبَحَ الغيثُ يكْسُو الجَمالَ
وُجوهاً مِنَ الأرْضِ كانَتْ قِباحا
يُعيدُ إلى العودِ إيراقَهُ
ويهتَزُّهُ بالنَّسِيمِ ارتِياحا
بكى رحْمَة ً لِجُدُوبِ البلادِ
وَحَنَّ اشْتِياقاً إليها فَساحا
وسَحَّ كما غَلَب المُسْتَها
مَ وجْدٌ فأجْرى دموعاً وَباحا
كأنَّ الغيُومَ جيُوشٌ تسُومُ
مِنَ العدلِ في كلِّ أرضٍ صَلاحا
إذا قاتَلَ المَحْلَ فِيها الغَمامُ
بِصَوْبِ الرِّهامِ أجادَ الكِفاحا
فَوافاهُ يَحْمِلُ مِنْ طَلِّهِ
ومنْ وبلِهِ للقاءِ السِّلاحا
يقرطِسُ بالطَّلِّ فيهِ السِّهامَ
ويُشْرِعُ بالوبْلِ فيهِ الرِّماحا
وسَلَّ عَلَيْهِ سُيوفَ البُروقِ
فأَثْخَنَ بالضّرْبِ فيهِ الجراحا
ترى ألسُنَ النَّوْرِ تُثْنِي عليهِ
فتعجَبُ منهُنَّ خُرْساً فِصاحا
كأنَّ الرياضَ عَذارى جلونَ
عليكَ ملابسهُنَّ المِلاحا
وقَدْ غادَرَ القَطْرُ مِنْ فَيْضِه
غَدِيراً هُوَ السَّيلُ حَلَّ البِطاحا
إذا صافَحَتْهُ هوافِي الرِّياحِ
تموَّجَ كالطِّرْفِ رامَ الجِماحا
ودِيكاً ترى الصُّفْرَ جِسْماً لهُ
وَمِنْ فِضَّة ٍ رِيشَهُ والجَناحا(95/4)
إذا الماءُ راسَلَهُ بالخَرِيـ
ـرِ أحْسَنَ تَغْرِيدَهُ وَالصِّياحا
لهُ شيمتانِ منَ المكْرُماتِ
يُريكَ الوقارَ بها والمِراحا
إذا همَّ منْ طربٍ أنْ يطيـ
ـرَ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْ حَياءٍ بَراحا
إذا ما تَغَنّى أغارَ الحَمامَ فَرَ
فرجَّعَ ألحانَهُ ثمَّ ناحا
غَداة ٌ غدا اليومُ فيها صَريحاً
وأضْحى الغَمامُ لديها صُراحا
كأنَّ حَياها يُجارِي الأمِيرَ
ليُشْبِهَ معروفَهُ والسَّماحا
وكيفَ يُشاكِلُ مَنْ لا يُغِـ
ـبُّ مجداً مصُوناً ومالاً مُباحا
أعَمَّ نوالاً منَ البحرِ فاضَ
وأطْيَبَ نشراً منَ المسكِ فاحا
فدُونَكَ فاشْرَبْ كُؤُوساً تُصِيبُ
مِزاجاً لهنَّ السُّرورَ القَراحا
إذا ما جَلونا عَرُوسَ المُدامِ
أجالَ الحَبابُ عَلَيْها وِشاحا
وقدْ فسَحَ الوصْلَ للعاشِقِين
فصادَفَ منهُمْ صُدوراً فِساحا
إذا كَرُمَ الدَّهْرُ فِي عَصْرِنا
فَكيفَ نَكُونَ عَلَيْهِ شِحاحا
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أهدى الأميرُ إليكَ خيرَ تَحِيَّة ٍ
أهدى الأميرُ إليكَ خيرَ تَحِيَّة ٍ
رقم القصيدة : 7380
-----------------------------------
أهدى الأميرُ إليكَ خيرَ تَحِيَّة ٍ
منْ خيرِ بسّامٍ أغرَّ بشُوشِ
عضْبٌ لأكرمِ دولة ٍ بهاءُ أشْـ
ـرَفِ ملَّة ٍ وزعيمُ أيِّ جُيوشِ
منْ نرجسٍ وبنفسجٍ غضٍّ وتُفـ
ـاحٍ كوَشْيِ الحُلَّة ِ المرشُوشِ
جُمَلٌ كما قُضِيَتْ مواعِدُ عاشِقٍ
مِنْ ناصِحٍ فِي الحُبِّ غَيرِ غَشُوشِ
فكأنَّها وَجْهُ الحَبِيبِ إذا رَنا
وبخدِّه أثَرٌ من التَّجْمِيشِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> لنا مجلِسٌ ما فيهِ للهمِّ مدخَلٌ
لنا مجلِسٌ ما فيهِ للهمِّ مدخَلٌ
رقم القصيدة : 7381
-----------------------------------
لنا مجلِسٌ ما فيهِ للهمِّ مدخَلٌ
ولا منْهُ يوماً للمسرة ِ مخرَجُ
تضَمَّنَ أصنافَ المحاسِنِ كُلَّها
فليسَ لباغِي العيشِ عنهُ معرَّجُ
غِناءً إلى الفتيانِ أشهى من الغِنى
به العيشُ يصفُو والهُمومُ تُفَرَّجُ(95/5)
يخفُّ لهُ حِلْمُ الحليمِ صبابَة ً
ويَصْبُو إليهِ النّاسِكُ المُتَحَرِّجُ
وروْضاً كأنَّ القطْرَ غاداهُ فاغْتدى
يضُوعُ بمسْكِيِّ النسيمِ ويأْرَجُ
ترى نُكَتَ الأزهارِ فيهِ كأنَّها
كواكِبُ فِي أُفقٍ تُنِيرُ وتُسْرَجُ
ويذْكِرُكَ الأحبابِ فيهِ بدائِعٌ
منَ النوْرِ منها نرجسٌ وبنفسَجُ
فهذا كما يرنُو إليك بطرفة ٍ
أغنُّ غريرٌ فاتِنُ الطرْفِ أدعجُ
وهذا كما حَيّا بخطِّ عِذارِهِ
منَ الهيفِ ممشُوقُ العذارِ معرَّجُ
غريبُ افتتانِ الدلِّ في الحُسْنِ لمْ يزَلْ
تُعَقْرَبُ صْداغٌ لهُ وتُصَوْلَجُ
ومعشُوقُ نارَنْجٍ يُرِيكَ احمِرارُهُ
خُدُودَ عذارى بالعِتابِ تُضَرَّجُ
ونارٌ تُضاهِيها المُدامُ بنورِها
فتخمُدُ لكنَّ المُدامَ تأججُ
كُؤوسٌ كما تَهْوى النُّفوسُ كأنَّها
بنيلِ الأمانِي والمآربِ تُمْزَجُ
كانَّ القنانِي والصّوانِي لناظِرٍ
نُجومُ سماءٍ سائراتٌ وأبْرُجُ
معانٍ كأخلاقِ الأميرِ محاسِناً
ولكنَّهُ مِنهُنَّ أبْهى وأبْهَجُ
كأنَّا جميعاً دُونَهُ وهْوَ واحدٌ
بِساحِلِ بَحْرٍ رِيعَ مِنْهُ المُلَجِّجُ
أغَرُّ غَريبُ المَكْرُماتِ بمِثلهِ
تَقَرُّ عُيونُ المَكْرُماتِ وتَثْلَجُ
هوَ البحرُ لكنْ عندَهُ البحرُ باخِلٌ
هوَ البدْرُ لكنْ عندَهُ البدْرُ يسمُجُ
نسخة مهيئة للطباعة
العصر العباسي >> ابن الخياط >> شرفاً لمجدِكَ بانِياً ومُقَوِّضاً
شرفاً لمجدِكَ بانِياً ومُقَوِّضاً
رقم القصيدة : 7382
-----------------------------------
شرفاً لمجدِكَ بانِياً ومُقَوِّضاً
ولِسَعْدِ جدِّكَ ناهِضاً أوْ مُنْهِضا
إمّا أقَمتَ أوِ ارْتَحَلْتَ فَلِلْعُلَى
والسَّيْفُ يَشْرُفُ مُغْمداً أوْ مُنْتَضا
لقضى لكَ اللهُ السَّعادَة َ آيباً
أوْ غائِباً واللَّهُ أعْدَلُ مَنْ قَضا
تَقِصُ الأعادِي ظاعِناً أوْ قاطِناً
واللَّيثُ أغْلَبُ مُصْحِراً وَمُغَيِّضا
مستعْلِياً إنْ جدَّ سعيُكَ أوْ وَنى
ومُظفَّراً إنْ كفَّ عزمُكَ أوْ مَضا(95/6)
حزْماً وإقداماً وليسَ بمنكَرٍ
بأسُ الضَّراغِمِ وُثَّباً أوْ رُبَّضا
وإلَيْكَ عَضْبَ الدَّوْلَة ِ الماضِي الشَّبا
ألقى مقالِدَهُ الزَّمانُ وفَوَّضا
فإلى ارْتِياحِكَ ينتَمِي صَوْبُ الحَيا
وعَلى اقتِراحِكَ ينتهِي صَرْفُ القَضا
يا مَنْ إذا نزعَ المُناضِلُ سهمَهُ
يوماً كفاهُ مُناضِلاً أن يُنْبِضا
وإذا الندى عزَّ الطِّلابَ مُصرحاً
بلغَ المُنى راجِي نَداهُ مُعَرِّضا
أرْعَيْتَ هذا المُلْكَ أشْرَفَ هِمَّة ٍ
تأْبى لطَرْفِكَ طرْفَة ً أنْ يُغمِضا
حصَّنْتَ هضْبَة َ عزِّهِ أنْ تُرْتَقى
ومنَعْتَ عالِيَ جدِّهِ أنْ تُخْفَضا
وحَمَيْتَ بالجُنْدَيْنِ طَوْلِكَ والنُّهى
مبسُوطَ ظلَّ العدْلِ منْ أنْ يُقْبَضَا
أشرَعْتَ حدَّ صَوارِمٍ لنْ تَختطا
وشَرَعْتَ دِينَ مكارِمٍ لَنْ يُرْفَضا
ما إنْ تُؤَيِّدُهُ بِبأسِ يُتَّقى
حتى تُشَيِّدَهُ بسَعْيٍ مُرْتَضَا
ولقدْ نعشْتَ الدينَ أمْسِ منَ التي
ما كادَ واصِمُ عارِها أنْ يُرْحَضا
حينَ استحالَ بها العُقُوقُ ندامة ً
وأخَلَّ راعِيها المُضِلُّ فأَحْمَضا
وغَدا المَرِيضَ بِها الَّذِي لا يُهْتَدى
لشفائِهِ مَنْ كانَ فيها المُمْرِضا
لما دَجا ذاكَ الظلامُ فلمْ يكُنْ
معَهُ ليُغْنِينا الصَّباحُ وإنْ أضا
والحَقُّ مَدْفوعُ الدَّلِيلِ ليَدْحَضا
والنُّصْحُ مُطَّرَحٌ مُذالٌ محْضُهُ
إنْ كانَ يُمكِنُ ناصِحاً أنْ يَمْحَضا
حتى أقمْتَ الحزْمَ أبْلَغَ خاطِبٍ
فيها فحثَّ على الصَّلاحِ وحَضَّضا
يثنِي بوجهِ الرّأْيِ وهوَ كأنَّهُ
ماءُ الغديرِ حرْتَ عنهُ العرمضا
حتى استضاءَ كأنَّما كشفَتْ بهِ
كفّاكِ فِي الظَّلْماءِ فَجْراً أبْيَضا
لمْ تُبْدِ إلا لحظَة ً أوْ لفظَة ً
حتّى فَضَضْتَ الجَيْشَ قَدْ مَلأَ الفَضا
دانيتَ بينَ قُلُوبِ قومِكَ بعدَما
شَجَتِ الوَرى مُتَبايناتٍ رُفَّضا
لوْ لَمْ تَشِدْهُ لَكادَ أنْ يَتَقَوَّضا
مِنْ بَعْدِ ما أحْصَدْتَ عَقْدَ مَواثِقٍ
يأْبى كريمُ مُمَرِّها أنْ يُنْقَضا(95/7)
للهِ أيّة ُ نعمة ٍ محقوقة ٍ
بالشُّكْرِ فيكَ وأيُّ سعدٍ قيِّضا
أخذَ الزَّمانُ فَما ألمَنا أخْذَهُ
إذْ كانَ خَيْراً مِنْهُ ما قَدْ عَوَّضا
لغدا لها مُترشِّحاً مُتعرِّضا
عزَّتْ سواكَ واسْمَحتْ لكَ صعبَة ً
فَعَلَوْتَ صَهْوَتَها ذَلُولاً رَيِّضا
حُقَّتْ لِمَجْدِكَ أنْ تُسَنَّ وَتُفْرَضا
سكنْتَ منْهُ ما طَغى وتغيَّضا
إلاّ أطالَ شجى الحَسُودِ وأجْرَضا
لَكَ كُلَّ يَوْمٍ عِيدُ مَجْدٍ عائِدٌ
للحمدِ فيهِ أنْ يَطُولَ ويَعْرُضا
فالدَّهْرُ يَغْنَمُ مِنْ عَلائِكَ مَفْخَراً
طَوْراً ويَلْبَسُ مِنْ ثَنائِكَ مِعْرَضا
فتَهَنَّهُ وتملَّ عُمْرَ سعادة ٍ
تقضِي النَّجُومُ الخالِداتُ وما انْقَضا
لوْ حُلِّيَ المَدْحُ السَّنِيُّ بِحلْيَة ٍ
يوْماً لذُهِّبَ ما أقولُ وفَضِّضا
أوْ عُطِّرَتْ يوماً مقالة ُ مادِحٍ
لغدا مقالِي للغوالِي مِخْوَضا
وكَفاهُ عِطْرٌ مِنْ ثَناكَ كناسِمٍ
بالرَّوْضِ مَرَّ تَحرُّشاً وتعَرُّضا
ألْبَستُهُ شَرَفاً بمدحِكَ لا سَرى
عَنْ مَتْنِهِ ذاكَ اللِّباسَ ولا نَضا
ولقدْ مطَلْتُكَ بالمحامِدِ بُرهة ً
ولَرُبَّما مَطَلَ الغَرِيمَ المُقْتَضا
لوْلا الهَوى ودَلالُ معْشوقِ الهوى
ما سوَّفَ الوَعْدَ الحبيبُ ومَرَّضا
ولدَيَّ مِنْها ما يَهُزُّ سماعُهُ
لوْ كُنْتُ أرْضى مِنْ مَدِيحِكَ بالرِّضا
فإليكَ مجدَ الدِّينِ غُرَّ قصائِدٍ
أسْلَفْتهُنَّ جميلَ صنعِكَ مُقْرِضا
وبَلَوْتَهُنَّ وإنَّما يُنْبِيكَ عَنْ
فضْلِ الجيادِ وسَبْقِها أنْ تُركضا
مما تنخَّلهُ وحصَّلَ ماهِرٌ
فضَلَ البريَّة َ ناثِراً ومُقَرِّضا
رَقَّتْ كما رَقَّ النسيمُ بعرْفِهِ
مَرِضاً وليسَ يصِحُّ حتى يمرَضا
يُخْجِلْنَ ما حاكَ الربيعُ مُفَوَّفاً
وَيَزِدْنَهُ خَجَلاً إذا ما رَوَّضا
وكأنَّ نُوّارَ الثُّغُورِ مُقَبَّلاً
فيها وتُفّاحَ الخُدُدوِ مُعَضَّضا
تُهْدى إلى مَلِكٍ نداهُ مَعْقِلٌ
حَرَمٌ إذا خَطْبٌ أمَضَّ وأرْمَضا(95/8)
عارِي الشَّمائِلِ مِنْ حَبائِلِ غَدْرَة ٍ
يُمْسِي بها العِرْضُ المَصُونُ مُعرَّضا
لا يُمْطِرُ الأعداءَ عارِضُ باْسِهِ
إلاّ إذا برْقُ الصَّوارِمِ أوْمَضا
أثْرى مِنَ الحمْدِ الزَّمانُ بجُودِهِ
ولَقَدْ عِهِدْناهُ المُقِلَّ المُنْفِضا
كُلٌّ على ذَمِّ الليالِي مُقْبِلٌ
مادامَ عنْهُ الحظُّ فِيها مُعْرضا
فلأمنحَنَّكَ ذا الثَّناءَ محبَّباً
مادامَ مدْحُ الباخِلِينَ مُبَغَّضا
أُثْنِي على مَنْ لَمْ أجِدْ متَحَوَّلاً
عَنهُ ولا منْ جُودِهِ مُتَعَوّضا
ما سَوَّدَ الدَّهْرُ الخَؤونُ مَطالِبِي
إلاّ مَحا ذاكَ السَّوادَ وبَيَّضا
منْ لمْ يرِدْ جدوْى أنامِلِكَ التي
كُرِّمْنَ لَمْ يَرِد البُحُورَ الفُيَّضا
Free counter
العصر العباسي >> ابن الخياط >> ألا أيُّها العَضْبُ الَّذِي ليسَ نابِياً
ألا أيُّها العَضْبُ الَّذِي ليسَ نابِياً
رقم القصيدة : 7383
-----------------------------------
ألا أيُّها العَضْبُ الَّذِي ليسَ نابِياً
ولا مُغْمداً بلْ مُصْلَتاً فِي الحوادِثِ
رأيْتُكَ تَدْعُوني إلى مدْح مَعْشَرٍ
تفُوقُهُمُ عندَ الخطوبِ الكَوارِثِ
وإنِّي ومَدْحِيهِمْ وترْكَكَ كالَّذِي
رأى الجدَّ أوْلى أنْ يُناطَ بِعابِثِ
وكُنْتُ على عهدِ اصطناعِكَ ثابتاً
فلَسْتُ لَهُ ما عِشْتُ يَوْماً بِناكِثِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> سِوى باكيكَ مَنْ ينْهى العَذُولُ
سِوى باكيكَ مَنْ ينْهى العَذُولُ
رقم القصيدة : 7384
-----------------------------------
سِوى باكيكَ مَنْ ينْهى العَذُولُ
وغيرُ نواكَ يحمِلُها الحَمُولُ
أيُنْكَرُ يا مُحمَّدُ لِي نَحيبٌ
وقَدْ غالَتْكَ للأيّامِ غُولُ
أذا الوَجْهِ الجَمِيلِ وقَدْ توَلَّى
قَبِيحٌ بعْدَك الصَّبْرُ الجَمِيلُ
رَحَلْتَ مُفَارِقاً فَمَتى التَّلاقِي
وبِنْتَ مُودِّعاً فمتى القُفُولُ
وكنْتَ يقينَ منْ يرجُوكَ يوماً
فأنْتَ اليومَ ظنٌّ مُستحيلُ
نَضَتْ بِكَ ثَوْبَ بَهْجَتِها اللَّيالي(95/9)
وغالَ بهاءَهُ الدهْرُ الجَهُولُ
ولوْ تدْرِي الحوادِثُ ما جنتْهُ
بَكَتْكَ غَداة ُ دَهْرِكَ والأصِيلُ
أيا قمرَ العُلى بمنِ التسلِّي
إذا لمْ تستنِرْ ومَنِ البديلُ
متى حالَتْ محاسنَكَ اللواتِي
لَها فِي القَلْبِ عَهْدٌ لا يَحُولُ
متى صالَ الحِمامُ علَى ابْنِ بأْسٍ
بهِ في كُلِّ ملحمة ٍ يصُولُ
متى وصَلَ الزمانُ إلى محلٍّ
إلى دَفْعِ الزَّمانِ بهِ الوُصوُلُ
سأعْوِلُ بالبُكاءِ وأيُّ خَطْبٍ
يَقُومُ بهِ بُكاءٌ أوْ عَوِيلُ
فإمّا خاننِي جلدٌ عزيزٌ
فعندِي للأسى دمْعٌ ذَليلُ
وما أنْصِفْتَ إنْ وجِلَتْ قُلُوبٌ
منَ الإشفاقِ أو ذَهِلَتْ عُقُولُ
وهَلْ قَدْرُ الرَّزِيَّة ِ فَرْطُ حُزْنٍ
فيُرْضِيَ فيكَ دمعٌ أو غليلُ
لقَدْ أخَذَ الأسى مِنْ كُلِّ قَلْبٍ
كَما أخَذَتْ مِنَ السَّيفِ الفُلولُ
وما كبدٌ تذوبُ عليكَ وجْداً
بِشافِيَة ٍ وَلا نَفْسٌ تَسِيلُ
فيا قبراً حوى الشرفَ المُعلى
وَضُمِّنَ لَحْدَهُ المَجْدُ الأثِيلُ
أُحِلَّ ثَراكَ مِنْ كَرَمٍ غَمامٌ
وأودِعَ فيكَ منْ بأسٍ قبيلُ
حُسامٌ أغْمَدَتْهُ بِكَ اللَّيالِي
سَيَنْحَلُّ فِيكَ مضْرَبُهُ النَّحِيلُ
وكانَ السَّيفُ يُخْلِقُ كلَّ جَفْنٍ
فأخلقَ عندكَ السيفُ الصقيلُ
تَخرمَهُ الحِمامُ وَكُلُّ حَيِّ
على حُكْمِ الحِمامِ لهُ نُزولُ
فيا للهِ أيُّ جليلِ خطْبٍ
دَقِيقٌ عِنْدَهُ الخَطْبُ الجَلِيلُ
أما هَولٌ بانْ يُحْثى ويُلْقى
عَلى ذاكَ الجَمالِ ثَرًى مَهِيلُ
أما اندَقَّتْ رماحُ الخَطِّ حُزْناً
عَلَيْكَ أما تقَطَّعَتِ النُّصُولُ
أما وَسَمَ الجِيادَ أسى ً فتُحْمَى
بِهِ غُرَرُ السَّوابِقِ والحُجُولُ
أما ساءَ البُدُورَ وأنْتَ مِنْها
طُلُوعٌ منكَ أعْقَبَهُ الأفُولُ
أما أبكى الغُصُونَ الخُضْرَ غصْنٌ
نضِيرُ العُودِ عاجَلهُ الذُّبُولُ
أما رَقَّ الزَّمانُ علَى عَلِيلٍ
يصِحُ ببرئِهِ الأملُ العليلُ
تَقَطَّعَ بَيْنَ حَبْلِكَ واللَّيالِي
كَذاكَ الدَّهْرُ لَيْسَ لَهُ خَلِيلُ(95/10)
وأسرعْتَ الترحُّلَ عنْ دِيارٍ
سواءٌ هُنَّ بعدَكَ والطُّلُولُ
وَمِثْلُكَ لا تَجُودُ بهِ اللَّيالِي
ولَكِنْ رُبَّما سَمَحَ البَخِيلُ
أنِفْتَ مِنَ المُقامِ بِشَرِّ دارٍ
ترى أنَّ المُقامَ بها رَحيلُ
ومَا خَيْرُ السَّلامَة ِ فِي حياة ٍ
إذا كانَتْ إلى عَطَبٍ تَؤولُ
هيَ الأيامُ مُعطِيها أخُوذٌ
لِما يُعطِي وَمُطْعِمُها أكُولُ
تَمُرُّ بِنا وقَائِعُ كُلَّ يَوْمٍ
يُسَمّى مَيِّتاً فِيها القَتِيلُ
سقاكَ - ومَنْ سقى قبلِي سحاباً
تُرَوَّضُ قبل موقِعِهِ المَحُولُ -
غَمامٌ يُلْبِسُ الأهْضامَ وَشْياً
تتيهُ بهِ الحزُونَة ُ والسُّهُولُ
كأنَّ نسيمَ عرفِكَ فيهِ يُهْدى
إذا خطَرَتْ بِهِ الريحُ القَبُولُ
كجُودِكَ أوْ كجُودِ أبيكَ هامٍ
عَميمُ الوَذْقِ مُنْبَجِسٌ هَطُولُ
ولوْلا سُنَّة ٌ للبِرِّ عنْدِي
لقُلْتُ سقتْكَ صافِيَة ٌ شَمُولُ
أعْضَبَ الدَّولَة ِ المأمُولَ صَبراً
وكيفَ وهلْ إلى صبْرٍ سبيلُ
وما فارَقْتَ مَنْ يُسْلى ولكنْ
سِوى الآسادِ تُحْزِنُها الشُّبُولُ
ومَا فقْدُ الفُروعِ كَبِيرُ رُزْءٍ
إذا سَلِمَتْ على الدهْرِ الأصُولُ
وما عزّاكَ مثلُكَ عنْ مُصابٍ
إذا ما راضَكَ اللُّبُّ الأصِيلُ
سَدادُكَ مُقْنِعٌ وَحُجاكَ مُغْنٍ
ودُونَكَ ما أقُولُ فَما أقُولُ
فلا قَصُرَتْ عَوالِيكَ الأعالِي
ولا زالَ الزَّمانُ بِها يَطُولُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> ويومٍ أخذْنا بهِ فُرصة ً
ويومٍ أخذْنا بهِ فُرصة ً
رقم القصيدة : 7385
-----------------------------------
ويومٍ أخذْنا بهِ فُرصة ً
من العيشِ والعِيْشُ مُسْتَفْرَصُ
رَكَضْنَا معَ اللَّهْوِ فِيهِ الصِّبى
وأفراسُهُ مَرَحاً تَقْمِصُ
إلى جَنَّة ٍ لا مدى عَرْضِها
يضيقُ ولا ظِلُّها يقلِصُ
أعَزُّ المآرِبِ فيها يَهُونُ
وأغْلى السُّرُورِ بها يرْخُصُ
وشَرْبٍ تعاطَوا كُؤُوسَ الحياة ِ
فَما كَدَّروها ولا نغَّضوا
سدَدْنا بِها طُرُقاتِ الهُمُومِ
فعادَتْ على عَقْبها تنكُصُ(95/11)
فَلوْ همَّ هَمٌّ بِنا لَمْ يَجِدْ
طريقاً إلينا بها يخلُصُ
ظَلِلْنا كَجَيْشِي كِفاحٍ تَكُرُّ
على العُرْبِ أتْراكُهُ الخُلَّصُ
لَدى بِرْكَة ٍ حُرِّكتْ راؤها
فليسَتْ تَقِلُّ ولا تَنْقُصُ
تَغنّى لنا طَرباً ماؤها
وقامتْ أنابِيبُها ترقُصُ
يُريكَ الجواهِرَ تَقْبيبُها
وَهُنَّ طَوافٍ بها غُوَّصْ
ومُسْتضحِكٍ ذهبيِّ الشفاهِ
بما جَزَّعُوا مِنْهُ أوْ فَصَّصُوا
مُنيفٍ يخرُّ بذوبِ اللجَينِ
على ذَهَبٍ سبْكهُ المُخْلَصُ
ترى الطَّيرُ والوحْشَ مِنْ جانِبَـ
ـهِ يشكُو البَطِينَ بها الأخْمَصُ
دَوانٍ رَوانٍ فَلا هذهِ
تُراعُ ولاَ هذهِ تُقْنَصُ
ترى آمناً فيهِ سرْبَ الظِّبا
ءِ والذئبُ ما بينَها يرْعَصُ
وفَوّارَة ٍ ما بَغى وصْفَها
جَرِيرٌ وَلا رامَهُ الأحْوَصُ
كأنَّ لَها مَطْلباً في السَّما
ءِ فَهْي عَلى نَيْلهِ تَحْرِصُ
إذا ما وَفى قَدُّها بالسُّمُوِّ
أخلَفها عُنُقٌ يَوْقَصُ
وتوَّجَها الشَّرْبُ نارَنْجَة ً
فخِلْتُ المِذَبَّة َ تستَخْوِصُ
مشجرة الماء نخليّة ً
كجُمَّة ِ شمْطاءَ لا تُعْقَصُ
ودوحٍ أغنِيُّ قُمْرِيِهِ
يَهزُّ اللَّبِيبَ ويَسْتَرْقِصُ
يشُوقُ وبينُهُ مُشكِلٌ
ويَشْجُو ومُسْهِلُهُ أعْوَصُ
وروضٍ جلا النورَ خشْخاشُهُ
تَحارُ لهُ العَيْنُ أو تَشخَصُ
كأنَّ بهِ مَعشراً وُقَّفاً
بزينَة ِ عيدٍ لهُ أخلَصُوا
تَخالَفُ في الشَّكلِ تِيجانُهُمْ
وتَحكِي غَلائِلَهاالأقْمُصُ
فمِنْ أبيضٍ يققٍ لونُهُ
يرُوقُكَ كافورهُ الأخْلَصُ
ومِنْ أحمَرٍ شابَهُ زُرْقة ٌ
حكى الوَجناتِ إذا تُقْرَصُ
وَحِلفَينِ مِثلُهُما يُصْطَفى
لِيَوْمِ المُدامِ ويُسْتخْلَصُ
رَسيلَينِ معناهُما في الغِناءِ
أدَقُّ لفظُهُما ألخَصُ
يَظَلُّ الحَليمُ إذا غَنَّيا
كأنَّ فرائِصهُ تُفْرصُ
وَبَينَ السُّقاة ِ مَرِيضُ الجُفونِ
يسُوُم القُلوبَ فيستَرْخِصُ
غنِيٌّ بألحاظِهِ لوْ يشاءُ
عنِ الكَأْسِ لكنَّهُ أحْرَصُ
فدُونَكُمُ فاسأَلُوا طَرْفَهُ(95/12)
وَعنْ خَبرِي فِيه لا تَفْحَصُوا
إذا ما غَدَوْنا عَلى لذَّة ٍ
فخطُّ مُفارِقَنا الأنْقَصُ
مَحاسِنُ فِي حَسناتِ الأميـ
ـرِ تَصْغُرُ قدْراً وتُسْتَنْقَصُ
سقى الله مَنْ لمْ يزَلْ جُودُهُ
يَعُمُّ إذا معشَرٌ خصَّصُوا
فكائِنْ مَحا بِنَداهُ العُفاة ُ
ذُنوبَ الزَّمانِ وكَمْ مَحَّصُوا
وكُنتُ إذا عَنَّ بحرُ القَريضِ
فإنِّي علَى دُرِّهِ أغْوَصُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> لنَا أسَدٌ وَرْدٌ سَبانا بهِ الهوَى
لنَا أسَدٌ وَرْدٌ سَبانا بهِ الهوَى
رقم القصيدة : 7386
-----------------------------------
لنَا أسَدٌ وَرْدٌ سَبانا بهِ الهوَى
وما كانَ يُهوى قبلَهُ الأسدُ الورْدُ
يحبَّبُ لي منْ أجلهِ كلُّ ضيغَمٍ
هصُورٍ وتُصبيني إلى قُربِها الأُسْدُ
لهُ وردَة ٌ حمراءُ في فيهِ غضَّة ٌ
يُرى عادياً منها وإنْ كان لا يعدُو
كَلَيثٍ قرِيبٍ بالفَرِيسة ِ عهْدُهُ
فباقِي دمِ المفرُوسِ في فمِهِ يَبْدُو
العصر العباسي >> ابن الخياط >> للهِ نيلُ مسرة ٍ ضمِنَ الهوى للهِ نيلُ مسرة ٍ ضمِنَ الهوى
للهِ نيلُ مسرة ٍ ضمِنَ الهوى للهِ نيلُ مسرة ٍ ضمِنَ الهوى
رقم القصيدة : 7387
-----------------------------------
للهِ نيلُ مسرة ٍ ضمِنَ الهوى للهِ نيلُ مسرة ٍ ضمِنَ الهوى
فَوقى على رَغْمَ النَّوى بِضمانيهِ
سمحَ الزَّمانُ بصفوهِ وجَرى بِنا
فيه السُّرورُ يمدُّ في ميدانِهِ
بمقرطَقٍ يمحُو إساءة َ صدِّهِ
فالحبُّ إنَّ الحُسْنَ منْ إحْسانِهِ
الوردُ في وجناتِهِ والخمْرُ في
رشقاتِهِ والسحرُ في أجفانِهِ
فكأنَّما الروضُ استعارَ محاسِناً
مِنْ حُسنِ صَنْعتهِ ومَفْخرِ شانِهِ
فلِثغرهِ المَرشوفِ رِقة ُ نَورِهِ
ولقدِّهِ المهزُوزِ نشوَة ُ بانِهِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> تأملْ بدائِعَ ما يصطفيكَ
تأملْ بدائِعَ ما يصطفيكَ
رقم القصيدة : 7388
-----------------------------------
تأملْ بدائِعَ ما يصطفيكَ
بهِ الرَّوْضُ مِنْ كُلِّ فنٍّ عَجيبِ(95/13)
فَفي نظْمِ مَنثورِه قُرَّة ُ الـ
ـعُيونِ وفيهِ حياة ُ القلوبِ
تبدَّتْ غرائِبُ أنوارِهِ
تُلاقِي بِها كُلَّ حُسنِ وطِيبِ
فمِنْ أحمرٍ ضمَّهُ أصْفَرٌ
كلونِ المُحِبِّ ولوْنِ الحَبيبِ
تلاصَقَ خدّاهُما للعناقِ
وقد وجدا غفلة ً منْ رقيبِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> ليسَ البُكاءُ وإنْ أُطيلَ بمقنِعي
ليسَ البُكاءُ وإنْ أُطيلَ بمقنِعي
رقم القصيدة : 7389
-----------------------------------
ليسَ البُكاءُ وإنْ أُطيلَ بمقنِعي
الخطْبُ أعظمُ قيمة ً من أدْمُعي
أوَكلَّما أوْدى الزّمانُ بمنْفِسٍ
مِنِّي جعَلْتُ إلى المَدامِعِ مَفْزَعي
هلاّ شَجانِي أنَّ نَفْسِي لمْ تَفِظْ
اسفاً وأنَّ حشايَ لمْ تتقطَّعِ
ما كانَ هذا القلْبُ أوَّلَ صخْرَة ٍ
ملمومَة ً قُرِعَتْ فلم تتصدَّعِ
ألقى السلامَ على أبَرَّ مؤَمَّلٍ
وحثا الترابَ على أغرَّ سميدَعِ
يا للرجالِ لنازِلٍ لمْ يُحْتَسَبْ
ولِحادِثٍ ما كانَ بالمُتوقَّعِ
ما خِلتُني ألجا إلى صبرٍ على
زَمنٍ بتفْريقِ الأحبَّة ِ مُولَعِ
تاللهِ ما جازَ الزمانُ ولا اعتَدى
بأشدَّ منْ هذا المُصابِ وأوْجَعِ
خَطْبٌ يُبرِّحُ بالخُطوبِ وفادِحٌ
مَن لم يمُتْ جزَعاً لهُ لم يَجزَعِ
لا أسمَعَ النّاعِي فأيسَرُ ما جَنى
صدْعُ الفُؤادِ بهِ ووقْرُ المسْمَعِ
يا قُولُ قولَة ُ مُكمَدٍ مُستَنْزِرٍ
ماءَ الشؤُون لهُ ونارَ الأضْلُعِ
شاكِي النهارِ إذا تأوَّبَ ليلُهُ
هَجَعَ السَّلِيمُ وطَرْفُهُ لم يَهْجعِ
ملآنَ مِن حُزْنٍ فليسَ لِتَرْحَة ٍ
أوْ فرحَة ٍ بفُؤادِهِ منْ مَوْضِعِ
يبكِي لهُ منْ ليسَ يبكِي منْ أسى ً
وجْداً ويُصْدَعُ قلْبُ مَنْ لمْ يُصْدِعِ
أشكُو إلى الأيامِ فِيكَ رَزِيَّتِي
لوْ تسمَعُ الأيّامُ شكوى مُوجَعِ
وأبِيتُ ممنوعَ القَرارِ كأنَّني
ما راعَنِي الحدَثانُ قطُّ بأرْوَعِ
ورَنِينِ مفْجوعٍ لديْكَ وصلْتُهُ
بحنِينِ باكِيَة ٍ عليكَ مُرَجَّعِ
غلب الأسى فيك الأساة فلا أرى(95/14)
منْ لا يُكاثِرُ عبْرَتِي وتفَجُّعي
فإذا صبرتُ فقدْتُ مثليَ صابِراً
وإذا بكيتُ وجدْتُ مَنْ يبْكي مَعي
قدْ غَضَّ يومُكَ ناظِرِي بلْ فضَّ فقْـ
ـدُكَ أضلُعِي وأقَضَّ بعدُكَ مَضْجَعِي
أخضَعْتَنِي للنّائِباتِ وَمَنْ يُصَبْ
يوماً بمِثلِكَ يَستَذِلَّ ويَخضَعِ
وأهانَ خطْبُكَ ما بِقَلْبِي ومنْ جَوى ً
كالسَّيْلِ طمَّ علَى الغديرِ المُتْرَعِ
يا قُولِ ما خانَ البقاءُ وإنَّما
صُرِعَ الزمانُ غداة َ ذاكَ المصرعِ
ماكُنْتُ خائِفها عليْكَ جِنايَة ً
لوْ كانَ هذا الدَّهْرُ يَعْقِلُ أو يَعِي
صُلْ بعدَها يا دهْرُ أوْفَا كفُفْ وخُذْ
منْ شئْتَ يا صَرْفَ المنِيَّة ِ أوْ دَعِ
قدْ بانَ بالمعرُوفِ أشجى بائِنٍ
ونَعى إلينا الجُودُ أعلى مَنْ نُعي
غاضَ الحِمامُ بزاخِرٍ مُتدَفِّقٍ
وهَوى الحُسامُ بِباذِخٍ مُتَمَنِّعِ
منْ دوحَة ِ الحَسَبِ العَلِيِّ المُنْتَمى
وسُلالَة ِ الكَرَمِ الغزِيرِ المَنْبَعِ
إنْ أظلَمَتْ تِلكَ السَّماءُ فقَدْ خَلا
مِنْ بدْرِها الأبْهى مكانُ المَطْلَعِ
أو أجدَبَتْ تِلْكَ الرِّباعُ فبَعْدَما
ودَّعْتَ تَودِيعَ الغَمامِ المُقلِعِ
أعزز عليَّ بمثْلِ فقدِكَ هالِكا
خلَعَ الشبابَ وبُرْدَهُ لمْ يخلَعِ
لَوْ أمْهِلَتْ تِلكَ الشَّمائِلُ لمْ تفُزْ
يوْماً بأغرَبَ مِنْ عُلاكَ وأبدَعِ
قلْ لي لأيِّ فضيلة ٍ لمْ تُبْكِنِي
إنْ كانَ قلْبِي ما بَكاكَ ومدْمَعِي
لجَمالِكَ المشْهُورِ أمْ لكَمالِكَ الـ
ـمَذْكورِ أمْ لِنَوالِكَ المُتَبَرِّعِ
ما خالفَ الإجماعَ فِيكَ مقالَتِي
فأُقِيمَ بيِّنة ً على ما أدَّعِي
أيُضَيِّعُ الفِتْيانُ عهْدَك إنَّهُ
ما كانَ عِنْدَكَ عَهْدُهُمْ بمُضَيَّعِ
قد كنتَ أمرَعَهُمْ لمُرتادِ الندى
كفّاً وأسرَعَهُمْ إلى المُسْتَفْزِعِ
حَلَيْتَ مَجالِسُهُمْ بِذِكْرِكَ وحْدَهُ
وعطَلْنَ منْ ذاكَ الأبيِّ الأروَعِ
والدَّهْرِ يقْطَعُ بعدَ طُولِ تَواصُلٍ
وَيُشِتُّ بعدَ تَلاؤمٍ وتَجمُّعِ(95/15)
قُبْحاً لِعادِيَة ٍ رَمَتْكَ فإنَّها
عَدَتْ الذَّلِيلَ إلى الأعَزِّ الأمْنَعِ
ما كنتُ أحسِبُ أنَّ ضيْماً واصِلٌ
بِيَدِ الدَّنِيِّ إلى الشَّرِيفِ الأرفَعِ
قدرٌ ترفَّعَ يومَ رُزْئِكَ هَمُّهُ
فَرَمى إلى الغَرَضِ البَعيدِ المَنْزَعِ
كيفَ الغِلابُ وكيفَ بطشُكَ واحِداً
فرْداً وأنْتَ منَ العدى في مجمَعِ
عزَّ الدِّفاعُ وما عدِمْتَ مُدافِعاً
لَوْلا مَقادِرُ ما لها مِنْ مدْفَعِ
ولقَدْ لَقيتَ الموتَ يَوْمَ لَقِيتَهُ
كرماً بأنجَدَ منْهُ ثمَّ وأشْجَعِ
عِفْتَ الدنيَّة َ والمنيَّة ُ دُونَها
فَشَرَعْتَ فِي حدِّ الرِّماحِ الشُّرَّعِ
ولو کنَّكَ اخْتَرْتَ الأمانَ وَجَدْتَهُ
أنّى وخَدُّ اللَّيثِ لَيْسَ بِأضْرَعِ
مَنْ كانَ مِثْلَكَ لَمْ يَمُتْ إلاّ لقى ً
بين الصَّوارِمِ والقَنا المتقطِّعِ
جادَتْكَ واكِفَة ُ الدُّموعِ ولَمْ تَكُنْ
لوْلاكَ مخجِلة َ الغُيُومِ الهُمَّعِ
وبكاكَ منهَلُّ الغَمامِ فإنَّهُ
ما كانَ منكَ إلى السماحِ بأسرَعِ
وتعهدتْ مغناكَ سارِية ٌ مَتى
تَذْهَبْ تَعْدُو وَمَتى تُفارِقْ تَرْجِعِ
تَغْشاكَ تائِقَة ً تَزُورُ وتَنْثَنِي
بمُسَلِّمٍ مِن مُزْنِها ومُوَدِّعِ
تحبُوكَ مُوْشِيَّ الرياضِ وإنما
تُهْدِي الرَّبِيعَ إلى الرَّبِيعِ المُمْرِعِ
لا يُطمِعِ الأعداءَ يَومٌ سَرَّهُمْ
إنَّ الرَّدى فِي طَيِّ ذاكَ المطْمَعِ
الثَّأرُ مَضْمُونٌ وَفِي أيمانِنا
بِيضٌ كخاطِفَة ِ البُروقِ اللُّمَّعِ
وذَوابِلٌ تَهْوى إلى ثُغَرِ العِدى
تَوْقَ العِطاشِ إلى صَفاءِ المشْرَعِ
قدْ آنَ للدَّهْرِ المُضِلَّ سَبيلَهُ
أنّ يستَقِيمَ على الطَّرِيقِ المَهيْعِ
مستدْركاً غلطَ الليالِي فيكُمُ
مُتَنَصِّلاً مِنْ جُرْمِها المُسْتَفْظَعِ
أفَغَرَّكُمْ أنَّ الزَّمانَ أجرَّكُمْ
طولاً بغيِّكُمُ الوَخِيمِ المرتَعِ
هَلاّ وَمَجْدُ الدِّينِ قَدْ عَصَفَتْ بِكُمْ
عَزَماتُهُ بالغَوْرِ عَصفَ الزَّعْزَعِ(95/16)
وغَداة َ عَلْعالَ الَّتي رَوَّتْكُمُ
بِالبِيضِ مِنْ سُمِّ الضِّرابِ المُنْقَعِ
لا تأْمَنُنَّ صريمَة ً عضْبيَّة ً
منْ أنْ تُقيمَ الحقَّ عندَ المقطَعِ
بقناً لغيرِ رداكمُ لمْ تُعْتَقَلْ
وظُبى ً لغيرِ بوارِكمْ لم تُطْبَعِ
يا خيرَ منْ سُمِّي وأكْرَمَ منْ رُجِي
وأبرَّ مَنْ نُودِي وأشْرَفَ مَنْ دُعِي
إنّا وإنْ عَظُمَ المُصابُ فلا الأَسى
فِيهِ العَصِيُّ ولا السُّلُّوُ بِطَيِّعِ
لنَرى بقاءَكَ نِعْمَة ً مَحقُوقَة ً
بالشُّكرِ ما سُقِي الأنامُ وما رُعِي
ولقَدْ عَلِمْتَ ولمْ تَكُنْ بمُعَلَّمٍ
أنَّ الأسى والوَجْدَ ليسَ بِمُنْجِعِ
هَيْهاتَ غيرُكَ منْ يَضِيقُ بحادِثٍ
وسِواكَ منْ يعي بحمْلِ المُضْلِعِ
دانَتْ لَكَ الدُّنْيا كأحْسَنِ رَوْضَة ٍ
شُعِفَ النسيمُ بنَشْرِها المُتَضوِّعِ
لا زالَ ربْعُ عُلاكَ غيرَ مُعطلٍ
أبداً وسِربُ حماكَ غيرَ مروَّعِ
ما تاقَ ذُو شجنٍ إلى سكنٍ وما
وجدَ المُقيمُ علاقَة ً بالمُزْمِعِ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> سَقانِي بَعْينَيْهِ شِبْهَ الَّتي
سَقانِي بَعْينَيْهِ شِبْهَ الَّتي
رقم القصيدة : 7390
-----------------------------------
سَقانِي بَعْينَيْهِ شِبْهَ الَّتي
بِكَفَّيْهِ هذا الأغَنُّ الرَّشِيقُ
فلمْ أدرِ أيُّهُمَا المُسْكِرِي
وأيُّ الشرابينِ منْهُ الرحِيقُ
بدا في قَباءٍ لهُ أخضَرٍ
كما ضَمِنَ النَّوْرَ رَوْضٌ أنِيقُ
وقدْ أسِيَ الدرُّ منْ ثغِرِهِ
وأُخْجِلَ مِن وجْنَتَيْهِ الشَّقيقُ
فما كِدْتُ مِنْ سُكْرَتِي أنْ أُفِيقَ
وكيفَ يُفيقُ المحبُّ المشُوقُ
على كبدِي منهُ بردُ الرِّضى
وإنْ كان في القلبِ منْهُ الحريقُ
ولَستُ بِأوَّلِ ذِي صَبْوَة ٍ
تَحَمَّلَ فِي الحُبِّ ما لا يُطِيقُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> سَلُو سَيفَ ألحاظِهِ المُمْتَشَقْ
سَلُو سَيفَ ألحاظِهِ المُمْتَشَقْ
رقم القصيدة : 7391
-----------------------------------
سَلُو سَيفَ ألحاظِهِ المُمْتَشَقْ(95/17)
أعِنْدَ القُلوبِ دَمٌ للحَدَقْ
أما مِنْ مُعينٍ ولا عاذِرٍ
إذا عنُفَ الشوقُ يوماً رفَقْ
تجَلَّى لنا صارِمُ المُقْلَتَيْـ
ـنِ ماضِي المُوَشَّحِ والمنتَطَقْ
منَ التُّركِ ما سَهْمُهُ لوْ رمى
بأقْتَلَ مِنْ لَحْظِهِ إذْ رَمَقْ
تَعَلَّقْتُهُ وكأنَّ الجَمالَ
يُضاهِي غرامِي بهِ والعَلَقْ
وَلَيْلَة َ راقَبْتُهُ زائراً
سَميرَ السُّهادِ ضَجِيعَ القَلَقْ
كأني لِرقبتِه حابلٌ
دنَتْ أُمُّ خَشْفٍ لهُ منْ وهقْ
دعْتنِي المخافَة ُ منْ فتكِهِ
إليهِ وكمْ مُقْدِمٍ منْ فرَقْ
وقدْ راضَتِ الكأْسُ أخلاقُهُ
ووُقِّرَ بالسُّكْرِ منهُ النَّزَقْ
وحُقَّ العِناقُ فقَبَّلْتُهُ
شَهِيَّ المُقَبَّلِ والمُعْتَنَقْ
وباتَتْ ثناياهُ عانيَّة َ الـ
ـمُرَشَّفِ دارِيَّة َ المُنْتَشَقْ
وبِتُّ أخالِجُ شَكِّي بهِ
أزوْرٌ طرَا أمْ خيالٌ طرَقْ
أفكِّرُ في الهجْرِ كيفَ انقضى
وأعجَبُ للوصْلِ كيفَ اتفَقْ
فللحُبِّ ما عزَّ منِّي وهانَ
وللحُسْنِ ما جَلَّ منْهُ ودَقّْ
لقدْ أبِقَ العُدْمُ منْ راحتَيَّ
لمّا أحَسَّ بِنُعْمى أبَقْ
تطاوَحَ يهرُبُ منْ جودِهِ
ومَنْ أَمَّهُ السيلُ خافَ الغَرَقْ
Webstats4U - Free web site statistics
العصر العباسي >> ابن الخياط >> لقدْ غالَ نبلُكَ يا نابِلُ
لقدْ غالَ نبلُكَ يا نابِلُ
رقم القصيدة : 7392
-----------------------------------
لقدْ غالَ نبلُكَ يا نابِلُ
وقصَّرَ عَن فِعلَكَ القائِلُ
أسهمْكَ حينَ يُصِيبُ القَضا
ءُ أمْ يدُكَ القدَرُ النّازِلُ
يَدٌ للنَّدى والرَّدى صوبُها
فعَزْمُكَ مُحْيٍ بها قاتِلُ
فليسَ يطيشُ لها مُرْسَلٌ
كما لا يخيبُ لها آملُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أبعدَكَ أتَّقِي نُوَبَ الزَّمانِ
أبعدَكَ أتَّقِي نُوَبَ الزَّمانِ
رقم القصيدة : 7393
-----------------------------------
أبعدَكَ أتَّقِي نُوَبَ الزَّمانِ
أبعْدَكَ أرْتَجي دَرَكَ الأمانِي
أيَجْمُلُ بِيَ العَزاءُ وأنتَ ثاوٍ(95/18)
أيَحْسُنُ بي البَقاءُ وأنتَ فانِ
لكلِّ رزية ٍ ألَمٌ ومَسٌّ
ولا كَرَزِيَّة ِ الملِكَ الهِجانِ
وما أنا بالرَّبيطِ الجأشِ فيها
فأسْلُوَهُ وَلا الثَّبْتِ الجَنانِ
أُلامُ على امْتِناعِ الشِّعْرِ مِنِّي
وما عِنْدَ اللَّوائِمِ ما دَهانِي
أَلِي قلْبٌ أَلِي لُبٌّ فأَمْضِي
أطاعَ وأنَّ فِكْرِي قَدْ عَصانِي
إذا خَطرَتْ لمجْدِ الدينِ ذكرى
وَجَدْتُ الشِّعْرَ حَيْثُ الشِّعْرَيانِ
وما إنْ ذاكَ تقصيرٌ بحقٍّ
ولكنَّ الأسى قيدُ اللسانِ
ومنْ كمُصِيبتِي وعظيمِ رُزْئِي
أُصيبَ ومَنْ عراهُ كما عرانِي
أعَضْبَ الدَّوْلَة ِ کخْتَرَمَتْكَ مِنّا
يدٌ ما للأنامِ بها يدانِ
وكنتَ السَّيفَ تُشْحَذُ شَفْرَتاهُ
لِفَلِّ كتيبة ٍَ ولِفَكِّ عانِ
فقُطِّعَ بالنَّوائِبِ صَفْحَتاهُ
وفُلِّلَ بالخُطُوبِ المَضْرِبان
سحابٌ للأباعِدِ مُستَهِلٌّ
وبَحرٌ مُستَفِيضٌ للأدانِي
وبدْرٌ لو أضاءَ لما أسينا
على أنْ لا يُضِيءَ النَّيِّرانِ
سأُنفِقُ ما بَقيتُ عليكَ عُمْرِي
بُكاءً شأنُهُ أبداً وَشانِي
ولوْ أني قتلْتُ عليكَ نفْسِي
مُكافاة ً لِحَقِّكَ ما كفانِي
قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
العصر العباسي >> ابن الخياط >> هُوَ الرسْمُ لوْ أغنى الوُقوفُ على الرسْمِ
هُوَ الرسْمُ لوْ أغنى الوُقوفُ على الرسْمِ
رقم القصيدة : 7394
-----------------------------------
هُوَ الرسْمُ لوْ أغنى الوُقوفُ على الرسْمِ
هُوَ الحَزْمُ لوْلا بُعْدُ عَهْدِكَ بالحَزْمِ
تجاهَلْتُ عِرْفانِي بِهِ غيرَ جاهِلٍ
وللشوْقِ آياتٌ تدلُّ على عِلْمِي
وواللهِ ما أدْرِي أبَوْحِيَ نافِعِي
عشيَّة َ هاجَتْنِي المنازِلُ أمْ كَتْمِي
عَشِيَّة َ جُنَّ القلْبُ فيها جُنُونُهُ
ونازَعَني شوْقِي مُنازعَة َ الخَصْمِ
وَقفْتُ أُداري الوَجْدَ خَوْفَ مَدامِعٍ
تُبِيحُ مِنَ السِّرِّ المُمَنَّعِ ما أحْمي
أُغالِبُ بالشَّكِّ اليقينَ صبابة ً
وأدْفَعُ فِي صدْرِ الحقيقَة ِ بالوَهْمِ(95/19)
فلمّا أبى إلاّ البُكاءَ لِي الأسى
بكَيْتُ فما أبقَيتُ للرسْمِ منْ رسْمِ
وما مُسْتفيضٌ منْ غُروبٍ تنازَعَتْ
عُراها السوانِي فهْيَ سُجْمٌ علَى سُجْمِ
بأغْزرَ مِنْ عَيْنَيَّ يومَ تَمَثَّلَتْ
على الظَّنِّ أعلامَ الحِمى وعلى الرجْمِ
كأنِّي بِأجْزاعِ النَّقِيبَة ِ مُسْلَمٌ
إلى ثائِرٍ لا يعْرِفُ الصَّفْحَ عَنْ جُرْمِي
لقدْ وَجَدَتْ وَجْدِي الدِّيارُ بأهلِها
ولوْ لمْ تَجِدْ وَجْدِي لما سقِمَتْ سُقْمِي
عليهِنَّ وَسْمٌ للفِراقِ وإنما
عليَّ لهُ ما ليسَ للنارِ منْ وسْمِ
وكَمْ قسمَ البينُ الضَّنى بينَ مَنْزلٍ
وجِسْمٍ ولكنَّ الهوى جائِرٌ القَسْمِ
منازِلُ أدْراسٌ شجانِي تُحُولُها
فَهَلاَّ شَجاها ناحِلُ القَلْبِ والجِسمِ
سقاها الحيا قبْلِي فلمّا سقَيْتُها
بِدَمْعِي رأتْ فَضْلَ الوَلِيِّ على الوَسْمِي
ولوْ أنَّنِي أنصَفْتُها ما عدلْتُها
عنِ الكرَمِ الفيّاضِ والنّائِلِ الجَمِّ
إذا ما ندى تاجِ المُلُوكِ انبَرى لهَا
فَما عارِضٌ ينهَلُّ أوْ دِيمَة ٌ تَهْمِي
هوَ المَلْكُ أما حاتِمُ الجُودِ عندَهُ
فيُلْغى ، ويُنسى عندَهُ أحنَفُ الحلمِ
يجلُّ عنِ التمثيلِ بالماطِرِ الرِّوى
ويعلُو عنِ التَشْبيهِ بالقَمَرِ النِّمِّ
ويكرُمُ أنْ نرْجُوهُ للأمْرِ هَيِّناً
ويَشْرُفُ أنْ ندعُوهُ بالماجِدِ القَرْمِ
إذا نحْنُ قُلْنا البدْرُ والبحرُ والحَيا
فقدْ ظُلِمَتْ أوصافُهُ غايَة َ الظُّلْمِ
وأيسَرُ حَقٍّ للمَكارِمِ عِنْدَهُ
إذا هُوَ عدَّ الغُرْمَ فيها منَ الغُنْمِ
يَروحُ سَلوباً للنُّفوسِ معَ الوغى
ويَغدو سَليباً للثَّناءِ معَ السِّلْمِ
ولا يعرِفُ الإحجامَ إلا عنِ الخَنا
ولا يُنْكِرُ الإقدامَ إلا على الذَّمِّ
خفيفٌ على العلياءِ والحمْدِ والندى
ثقيلٌ عنِ الفحْشاءِ والبَغْيِ والإثْمِ
سَريعٌ إلى الدّاعِي بَطِيءٌ عنِ الأذى
قريبٌ منَ العافِي بعيدٌ منَ الوصْمِ
هُمامٌ إذا ما ضافَهُ الهمُّ لمْ يجدْ(95/20)
سِوى المجْدِ شيئاً باتَ مِنهُ على همِّ
إذا ذُكِرَ الأحبابَ كانَ ادِّكارُهُ
شِفارَ المَواضِي أوْ صُدُورَ القنا الصُّمِّ
يرى المالَ بسلاماً ما عداها ولَمْ يَكُنْ
لِيَطْعَمَ لَيْثٌ دُونَ فَرْسٍ ولا ضَغْمِ
وكمْ في ظُباها منْ ظِباءٍ غريرَة ٍ
وفي قصَبِ المُرّانِ منْ قصَبٍ فَعْمِ
إذا قارعَ الأعداءَ والخَصْمَ لمْ يقِفْ
على غايَة ٍ بينَ الشجاعَة ِ والحزْمِ
يُعوِّلُ منهُ العسكَرُ الدَّهْمُ في الوغى
على واحدٍ كمْ فيهِ من عسكرٍ دهْمِ
إذا حَلَّ فالأموالُ لِلبذْلِ والنَّدى
وإن سارَ فالأعداءُ للذلِّ والوَقْمِ
حُسامُ أميرِ المُؤمنينَ ابنُ سَيْفهِ
فيا لكَ منْ فرْعٍ ويا لَكَ منْ جذْمِ
مُكابدُ أيّامِ الجهادِ ومَوْئِلُ الـ
ـعِبادِ وحامِيهمْ وقدْ قلَّ مَنْ يَحْمِي
وَمُقْتَحِمُ الأجيالِ يوَمَ تَمَنَّعَتْ
ذِئابُ الأعادِي في ذوائِبِها الشُّمِّ
غَداة َ يَغُورُ السَّهْمُ فِي السَّهْمِ والقَنا
بحيثُ القنا والكلْمُ في موضِعِ الكلْمِ
ولا فرْقَ فيها بينَ عزْمٍ وصارِمٍ
كأنَّ الظُّبى فِيها طُبِعْنَ مِنَ العَزْمِ
وما يَومُهُ فِي المُشرِكينَ بواحِدٍ
فنجْهَلَهُ والعالَمُونَ ذَوُو عِلْمِ
وقدْ عجمَ الأعداءُ منْ قبلُ عُودَهُ
فنجهَلَهُ والعالَمونَ ذَوُو علْمِ
وقدْ عجمَ الأعداءُ منْ قبْلُ عُودَهُ
فأدْرَدْهمُ ولا نبعُ مُمتنعُ العجمِ
سموتُ إلى الفخرِ الشريفِ مقامُهُ
ومِثْلِيَ مَنْ يسمُو إليهِ ومَنْ يُسْمِي
وكنْتُ على حُكْمِ النوائِبِ نازِلاً
فأنْزَلَها تاجُ المُلوكِ على حُكْمِي
وما العُذْرُ عندِي بعدَ أخْذِي بحبْلِهِ
إذا قدَمِي لمْ أُوْطِها هامَة َ النَّجْمِ
إذا ما نظَمْتُ الحمدَ عقْداً لمجدِهِ
تمنَّتْ نُجُومُ الليلِ لوْ كُنَّ منْ نظْمِي
وكمْ للمعالِي منْ معالٍ بمدحِهِ
وللشَّرَفِ المذكورِ منْ شَرفٍ فخْمِ
ألا ليتَ لي ما حاكَهُ كُلُّ قائِلٍ
وما سارَ في عُرْبٍ منَ المدْحِ أوْ عُجْمِ(95/21)
فأُثْنِي علَى العيسِ العتاقِ لقصْدِهِ
بِما جَلَّ مِنْ فِكْرِي وَما دَقَّ مِنْ فَهْمِي
فلَمْ أقْضِ إبْلاً أوْصَلَتْنِيهِ حَقَّها
ولوْ عُفِّيَتْ مِنها المَناسِمُ بِاللَّثْمِ
إليكَ ابنَ خَيرِ النَّاسِ ظَلَّتْ رِكابُنا
كأنَّ عليْها السيرَ حتْمٌ منَ الحتْمِ
إلى مَلِكٍ ما حَلَّ مِثْلُ وَقارِه
على مَلِكٍ صَتْمٍ ولا سيدٍ ضخْمٍ
جوادٌ وما جادَتْ سماءٌ بقطْرِها
كَرِيمٌ وما دارتْ عليْهِ ابنَة َ الكَرْمِ
تخوَّنَتِ الأيامُ حالِي وأقْسَمَتْ
عليَّ اللَّيالِي أنْ أعيشَ بلا قِسْمِ
ولَمْ يُبْقِ مِنِّي الدَّهْرُ إلاّ حُشاشة ً
إلا كما أبقى نداكَ منَ العُدْمِ
رمى غرضَ الدنيا هوايَ فلمْ يُصِبْ
وَكَمْ غَرَضٍ مِنها أُصيبَ ولَمْ أرْمِ
وما بعدَ إفضائِي إليكَ وموقِفِي
بربْعِكَ منْ شَكْوى ً لدهْرٍ ولا ذَمِّ
وها أنا ذا قدْ قُدْتُ وُدِّي ومُهْجَتِي
إلى ذا النَّدى قَوْدَ الذَّلُولِ بلا خَزْمِ
لتبْسُطَ بالمعروفِ ما كَفَّ منْ يدِي
وَتَجْبُرَ بالإحْسانِ ما هاضَ مِنْ عَظْمِي
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أمّا العُفاة ُ فأنتَ خيرُ رَجائِها
أمّا العُفاة ُ فأنتَ خيرُ رَجائِها
رقم القصيدة : 7395
-----------------------------------
أمّا العُفاة ُ فأنتَ خيرُ رَجائِها
والمكرُماتُ فأنْتَ بدْرُ سمائِها
ما أحسنَتْ بِكَ ظنَّها فِي رَغْبَة ٍ
أوْ رَهْبَة ٍ فَعداكَ حُسْنُ ثَنائِها
لولاكَ يا تاجَ المُلُوكِ لَعزَّها
مَلِكٌ يُجِيبُ نداهُ قبلَ نِدائِها
أحيَيْتَها قبلَ السُّؤالِ بأنْعُمٍ
ردَّتْ وُجوهُ السّائلينَ بمائِها
حمْداً لأيامٍ سَما بكَ فخْرُها
أنّى تُذَمُّ وأنتَ منْ أبْنائِها
مَن ذا يقُومُ بشُكرِها وعُلاكَ مِن
حسَناتِها ونداكَ منْ آلائِها
معَ أنِّني أبغِي دُيُوناً عندَها
ممطُولَة ً هذا أوانُ قضائِها
وكَفى بزَفِّي كلَّ بكْرٍ حُرَّة ٍ
لوْلاكَ ما زُفَّتْ إلى أكْفائِها(95/22)
سعدَتْ بِكَ الأقمارُ جاراً فلْتَفُزْ
بمُجاوِرِ الأقْمارِ في علْيائِها
أشْبَهْتَها فِي سعدِها وعُلُوِّها
وبهائِها فبقيتَ مثْلَ بِقائِها
العصر العباسي >> ابن الخياط >> بنيَ العُلى والنَّدى مالِي صَفَتْ وضَفَتْ
بنيَ العُلى والنَّدى مالِي صَفَتْ وضَفَتْ
رقم القصيدة : 7396
-----------------------------------
بنيَ العُلى والنَّدى مالِي صَفَتْ وضَفَتْ
عنْدِي لكُمْ طُرَفُ الأشعارِ والمُلَحُ
إنِّي لربُّ القوافِي فِي زمانِكُمُ
وقدْ سألْتُ اقْتِراحَ القومِ فاقْتَرِحُوا
معْنى ً بَلِيغاً وألفاظاً يَرُقْنَ وأغْـ
ـراضاً يَفُقْنَ وبحْراً ليسَ يُنْتَزَحُ
وما يَكادُ يُدِيرُ الفِكْرُ أكْؤُسَهُ
إلا بحيثُ يدورُ اللهوُ والقدَحُ
ألا تَرونَ وُجوهَ العَيْشِ مُقْبلَة ً
تُزْهى وصدْرَ الأمانِي وهْوَ مُنشَرِحُ
واليومَ يومٌ يُرِينا الشمْسَ ضاحِكًة
طَوْراً ودَمْعَ الغَوادِي وهْوَ مُنْسِفحُ
والنايُ كالنأْيِ في قلْبِ المُحِبِّ وللـ
ـأوْتارِ فِي كُلِّ سَمْعٍ ألسُنٌ فِصحُ
ومسُمعينَ إذا مرتْ لهمْ نغمٌ
كادَتْ لهُنَّ قُلوبُ القَوْمِ تَنْجَرِحُ
لا تَعْذِرَنَّ بَنِي اللَّذاتِ إنْ نَزَعُوا
عنْها فأفْسَدُ ما كانُوا إذا صَلُحوا
وفي ذُرى المجدِ مِنْ تاجِ المُلُوكِ فتى ً
بالعِزِّ مُغْتَبِقٌ بالسّعْدِ مُصْطَبِحُ
اليومَ حَصَّن مدْحِي بعدَ بِذْلَتهِ
مَلكٌ بهِ تفخَرُ الأيامُ والمِدَحُ
ملكٌ إذا انهلَّ في بأْسٍ وفيضِ ندى ً
فاللَّيثُ مُهْتَصِرٌ والغَيْثُ مُفْتَضِحُ
بدرٌ لو انَّ البدْرِ الأفقِ بَهْجَتَهُ
أضحى بِه اللَّيلُ مِثلَ الصُّبحِ يَتَّضِحُ
حارَ الثَّناءُ فما يدْرِي أغايَتُهُ
أعراقُهُ البِيضُ أمْ أخلاقُهُ السُّجُحُ
لَوْ لَمْ تكُنْ أوحَدَ الأقوامِ كلِّهِمِ
لقلْتُ إنَّ المعالِي والنَّدى مِنَحُ
أمّا الزَّمانُ فقدْ أضحى بدَوْلَتِهِ
نَضْراً حكى الرَّوْضَ، والطُّلابُ قد نَجحُوا
والعَيْشُ مُتَّسِعٌ والأمْنُ مُقْتَبَلٌ(95/23)
واللَّهْوُ مُسْتخلَصٌ والهمُّ مُطَّرَحُ
موقع أدب (adab.com)
العصر العباسي >> ابن الخياط >> ألا هكذا فليُحْرِزِ الحمدَ والأجْرا
ألا هكذا فليُحْرِزِ الحمدَ والأجْرا
رقم القصيدة : 7397
-----------------------------------
ألا هكذا فليُحْرِزِ الحمدَ والأجْرا
ويَحْوِ جَمِيلَ الذِّكْرِ مَنْ طلَبَ الذِّكْرا
لقدْ كَرَّمَ اللهُ ابْنَ دهْرٍ تسُودُهُ
وشرَّفَ يا تاجَ المُلوكِ بِكَ الدَّهْرا
ومنَّ على هذا الزمانِ وأهلِهِ
بأرْوَعَ لا يعصِي الزمانُ لهُ أمرا
حُسامِ أميرِ المُؤمِنينَ ومَنْ تكُنْ
حُساماً لهُ فليقْتُلِ الخوفَ والفَقْرا
هَزَزْناكَ لدْناً وانتضيْناكَ صارِماً
فطُلْتَ القَنا صُمّاً وغُلْتَ الظُّبى بُتْرا
حُساماً ترى في صفحهِ الصَّفْحَ والنَّدى
وفِي حدِّهِ الجَدَّ المُظفَّرَ والنَّصْرا
وفي قُرْبهِ الزُّلْفى وفي نيلِهِ العُلى
وَفِي حِكْمهِ البُقيا وفي ظِلِّهِ اليُسرا
فتًى لا يَرى إلاّ المَحامِدَ مَغْنماً
ولا يَقْتَنِي إلاّ الثَّناءَ لهُ ذُخرا
ومُقْرَبة ً جُرداً وزُغفاً سَوابِغاً
وهِنْدِيَّة ً بِيضاً وخَطِّيَّة ً سُمْرا
إذا صالَ بأساً قطَّعَ البِيضَ والقَنا
وإنْ فاضَ جُوداً بَخَّلَ الديمَ الغُزْرا
لعمْرِي لئِنْ أعدَتْ أناملكَ الحَيا
سَماحاً لقدْ أعْدَتْ شَمائِلُكَ الخَمْرا
وكائِنْ منحتَ الراحَ من خُلْقِكَ الصفا
وأكسَبْتَها مِنْ نَشْرِك الطَّيِّب النَّشرا
وأودعْتَها منْ حدِّ بأسِكَ سورَة ً
وعلَّمْتَها منْ أريحيَّتِكَ السُّكْرا
كأنَّ الثُّرَيّا تلْثِمُ البدْرِ كُلَّما
تمطَّقْتَها في الكأْسِ عانِسَة ً بكْرا
أبا الأنجمِ الزُّهْرِ الأولى لو تحلَّتِ السـ
ـماءُ بِهِمْ لَمْ تَحْفِلِ الأنْجُمَ الزُّهْرا
إذا واحِدٌ مِنْهُم جَلَتْهُ مَخِيلَة ٌ
تبينْتَ في أعطافِهِ العسْكَرَ المَجْرا
وكمْ ليثٍ غابٍ كانَ شبلاً مُرَيَّناً
وعادِيِّ نبعِ قدٍ غدا غُصناً نضْرا(95/24)
رَجَوْتُكَ بَحْراً يُخْجِلُ البَحرَ نائِلاً
وزُرْتُكَ بدراً جلَّ أن يُشْبِهَ البدْرا
وقد خطَبَ الأملاكُ مدْحِي فصُنْتُهُ
لأكْرَمِهِمْ نَجْراً وأشرَفِهمْ قدْراً
وما كانَ لِي أنْ لا أزُفَّ عَرائِسي
إلَيْكَ وقدْ أغْلَيْتَها دُوَنَهُمْ مَهْرا
جعلْتُ لها منْ مدحكَ الفاخِرِ الحُلى
وَمِنْ جُودِكَ النُّعْمى ومِنْ ظِلِّكَ الخِدْرا
وإنْ طالَ عُمْرٌ لَمْ تُقَصِّرْ غَرائِبٌ
يَعُزُّ الليالِي أنْ تُطاوِلَها عُمْرا
بدائِعُ إنْ بغدادُ هامَتْ بِحُبِّها
فقدْ تيَّمَتْ منْ قبلِها وشَجَتْ مصْرا
وواللهِ لا أغببْتُ شُكراً وسمتُهُ
بِمَدْحِكَ ذا ما استَوْجَبَ المُحْسِنُ الشُّكْرا
ليلبَسَ جيدُ المجدِ منْ حلْيِ منطِقِي
قلائدَ دُرٍّ تزدَرِي عندَهُ الدُّرّا
إذا قُلْتُ فِي تاجِ المُلوكِ قَصِيدَة ً
مِنَ الشِّعْرِ قالوا قدْ مَدَحْتَ بهِ الشِّعْرا
العصر العباسي >> ابن الخياط >> ألمْ تَكُ لِلمُلوكِ الغُرِّ تاجا
ألمْ تَكُ لِلمُلوكِ الغُرِّ تاجا
رقم القصيدة : 7398
-----------------------------------
ألمْ تَكُ لِلمُلوكِ الغُرِّ تاجا
وللدُّنيا وعالمها سراجا
ألمْ تَحْلُلْ ذُرَى المَجْدِ التهاماً
بغاياتِ المكارِمِ والتهاجا
لقد شَرُفَ الزمانُ بكَ افتخاراً
كَما سَعُدَ الأنامُ بكَ ابتهاجاً
رأوا مَلِكاً أنامِلُهُ بِحارٌ
من المعروفِ تلتَجُّ التجاجا
حقيقاً أنْ يُجابَ على الليالي
بهِ ثوبُ الثناءِ وأنْ يُساجا
يكادُ الغيثُ يشبِهُهُ سماحاً
إذا انْهَلَّ انْسِفاحاً وانثِجاجا
أغرُّ يهيجُ طِيبُ الذِكرِ منهُ
هوى ً برجائِهِ ما كانَ هاجا
تَبِيتُ رِكابُنا ما يَمَّمَتْهُ
تُخالِجُنا أزِمَّتَها خِلاجا
كأنَّ العَيسَ خابِرَة ٌ إلى مَنْ
بنا تطوِي المخارِمَ والفجاجا
كأنَّ الفوزَ بالآمالِ تُمْسِي
إليْهِ النّاجِياتُ بهِ تُناجا
مليٌّ حينَ ينذَرُ بالأعادِي
وأمْضى العالمينَ إذا يُفاجا
يَرُوحُ وخيلُهُ تَخْتالُ تِيهاً(95/25)
بأشجعِ منْ بها شهدَ الهياجا
وما المِسْكُ السَّحِيقُ إذا امتَطاها
بأهلٍ أن يكونَ لها عجاجا
يطُولُ بِها الثَّرى إنْ صافَحتْهُ
وإنْ سلَكَتْ بهِ سُبُلاً فِجاجا
كأنَّ بسهلهِ والحزنِ منْها
عِضاضاً للِسَّنابِكِ أوْ شِجاجا
مددتَ إلى اقتناءِ الحمدِ كفّاً
طَمى بَحْرُ السَّماحِ بِها وماجا
وغادرت العوالِيَ بالمعالِي
كَخيسِ الليثِ عزَّ بهِ وِلاجا
وأنْتَ جَعَلْتَ بينَهُما انتِساباً
بما آلى إباؤُكَ وانتِساجا
ضربْتَ منَ الظُّبى سُوراً عليها
ومنْ شوكِ الرماحِ لها سياجا
ولَمْ تَقْنُ القَنا يَوْماً لِتَقْضي
بغيرِ صدُورِها للمجدِ حاجا
ولولا الطعنُ في الهيجاءِ شزراً
لما فضلَتْ أسنتُها الزِّجاجا
إذا داءٌ مِنَ الأيامِ أعْيا
على الأيّامِ طِبّاً أوْ عِلاجا
أعَدْتَ لهُ بِبِيضِ الهِنْدِ كَيًّا
وأشفى الكَيِّ أبلَغُهُ نِضاجا
وكمْ سَيْلٍ ثَنَيْتَ بِها وَمَيْلٍ
أقمتَ فلمْ تدعْ فيه اعوجاجا
وقَيلٍ قدْ دلَفْتَ لهُ بَخَيْلٍ
كشُهْبِ القذْفِ ترتهِجُ ارتهاجا
كأنَّ دّبى ً ورِجلاً منْ جرادٍ
بها والغابَ يُرْقِلُ والحِراجا
عصفْنَ بعزِّهِ وضربْنَ منهُ
معَ الهامِ المعاقِدَ والوداجا
وكنتَ إذا علَوْتَ مطا جَوادٍ
مَلأْتَ الأرْضَ أمْناً وانْزِعاجا
وكمْ أحْصَدْتَ منْ عقدٍ لجارٍ
ولا كرَباً شددتَ ولا عناجا
إذا باتَتْ لأبناءٍ عِظامٍ
بناتُ الصدرِ تعتلِجُ اعتلاجا
جزاكَ الله نصْراً عنْ مساعٍ
حَميْنَ الدِّينَ عِزّاً أنْ يُهاجا
فلمْ تكُ إذْ تمورُ الأرضُ موراً
وترتجُّ الجبالُ بها ارتجاجا
لِثَغْرِ مَخُوفَة ٍ إلاّ سِداداً
وبابِ مُلمة ٍ إلا رِتاجا
ولمْ تَضِقِ الخُطوبُ السودُ إلا
جعَلْنَا مِنْ نَداكَ لَها انفِراجا
كفى ظلمَ النوائِبِ والليالِي
ببهجتكَ انحِساراً وانْبِلاجا
وحسْبُ العِيدِ عِيدٌ مِنْكَ يَحْظَى
بهِ ما عادَ مُرْتَقِباً وَعاجا
فدُمْتَ لهُ وَلِلنِّعَمِ اللَّواتِي
غدَوْتَ بِها لِرَبِّ التّاجِ تاجا(95/26)
تجلُّ حِلى ً إذا ما القطْرُ حلى
بَريِّقهِ الأناعِمَ والنَّباجا
إذا ما كنتَ تاجَ عُلى ً فَمنْ ذا
يَكُونُ لكَ الجَبِينَ أوِ الحَجاجا
إليكَ زففتُ أبكارَ القوافِي
وُحاداً كالفَرائِدِ أوْ زَواجا
سوامِي الهمِّ لا تعدوكَ مدْحاً
إذا اخْتَلَجَ الضَّمِيرُ بها اخْتِلاجا
تَزُورُ عُلاكَ مَرّاً وانْثِناءً
وقَصْداً بِالمَحامِدِ وانْعِراجا
فكمْ شادٍ لها طَرِبٍ وحادٍ
بها غَرِدٍ بُكُوراً وادِّلاجا
وكمْ راوٍ كأنَّ بِفيهِ منْها
مُجاجَ النحْلِ حُبَّ به مُجاجا
يَزِيدُ بِها الشَّجِيُّ شجى ً وَبَثًّا
ويهتاجُ الخَليُّ بها اهتياجا
أقُولُ بِحَقِّ ما تُسْدِي وتُولِي
وَلَيْسَ بِحَقِّ مَنْ حابى وَداجا
وأنْتَ أعَدْتَ لِي بِيضاً حِساناً
لَيالِيَ دَهْرِي السُّودَ السِّماجا
أتيتُكَ لمْ أدَعْ للحظِّ عُذْرا
إليَّ ولا عليَّ لهُ احتجاجا
ولمْ أجْعَلكَ دُونَ الخلْقِ قصْدِي
لتجْعَلَ لي إلى الخلقِ احتياجا
أقيمُ على الصَّدى ما لمْ يُهبْ بي
إلى الوِرْدِ الكَرِيمِ ولَمْ يُجاجا
فكمْ جاوَزْتُ مِن عَذْبٍ زُلالٍ
إليْكَ أعُدُّهُ مِلْحاً أُجاجا
إلى مَلِكٍ سقى الإحْسانَ صِرْفاً
فلمْ يَذَرِ المَطالَ لهُ مِزاجا
سنِيِّ البذْلِ ما حملتْ تماماً
مواعدُهُ ولا وضعَتْ خِداجا
وخيرُ لقائِحِ المعروفِ عندَ النـ
ـدى ما كانَ أسرَعها نِتَاجا
إذا ما عاتَبَ الأيّامَ حُرٌّ
بغيرِكَ لمْ تزِدْ إلا لجاجا
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أفَيْضُ دُمُوعٍ أمْ سُيُولٌ تَمَوَّجُ
أفَيْضُ دُمُوعٍ أمْ سُيُولٌ تَمَوَّجُ
رقم القصيدة : 7399
-----------------------------------
أفَيْضُ دُمُوعٍ أمْ سُيُولٌ تَمَوَّجُ
وَحَرُّ ضُلوعٍ أمْ لَظى ً تَتأجَّجُ
كَفى منْ شَجايَ عبرَة ٌ بعدَ زفرَة ٍ
وَلَبٌّ مُطارٌ أمْ سَقامٌ مُهَيَّجٌ
شرِبْتُ منَ الأيامِ كأْساً روِيَّة ً
ولمْ أدْرِ أنَّ الصفْوَ بالرنْقِ يُمزَجُ
ولمْ يُبْكِنِي رَسْمٌ بنَعمانَ دارِسٌ(95/27)
ولا شَفَّنِي ظَبْيٌ برامَة َ أدْعَجُ
ولكنْ جُنونٌ منْ زمانٍ مُسَفَّهٍ
ودهْرٌ جَهُولٌ أوْلَقُ الرأْيِ أهوَجُ
سلوتُ وما كادَ السُّلُوُّ يُطيعنِي
لو کنَّ زَماناً جائِراً يتَحَرَّجُ
إذا دخلَ الهمُّ الغريبُِ على فتى ً
رأيْتَ الهَوى مِنْ قَلبهِ كَيفَ يَخْرُجُ
تعفَّتْ رُسُومُ المْكُرماتِ كما عفا
على الدَّهْرِ مَلْحُوبٌ وأقفَرَ مَنْعِجُ
فَلَوْلا بَنُو الصُّوفِيِّ أعْوَزَ مُفْضِلٌ
إلى بابِه للوفدِ مسرى ً ومدلَجُ
وللسيدِ المأمُولِ فيهمْ مكارِمٌ
تُساحُ بأرْزاقِ العُفاة ِ وتُمْزَجُ
لعمرِي لقدْ سادَ الكِرامَ وبذهُمْ
أغرُّ صقيلُ العرضِ أزْهَرُ أبْلَجُ
حَطَطْنا رِحالَ العِيسِ فِي ظِلِّ جُودِهِ
إلى خَيرِ مَنْ تُحْدى إلَيْهِ وَتُحْدَجُ
خصيبُ مَراد الخيرِ والخيرُ مُجدِبٌ
جَدِيدُ رِداءِ الفَضْلِ والفَضْلُ مِنْهَجُ
وكُنّا إذا ما رابَنا الدَّهْرُ مَرَّة ً
وأبهى مِن البَدْرِ المُنيرِ وأبْهَجُ
قضى حاجَتِي بالجُودِ حتّى كأنَّهُ
إلى بَذْلِ ما يُسْدِي منَ الجُودِ أحْوَجُ
وللدهْرِ أحوالٌ تسوءُ وتُبْهِجُ
دعونا لهُ جُودَ الوجيهِ وإنَّما
دعونا حياً أوْ وابِلاً يتثججُ
وكمْ قَطَعَتْ فِينا اللَّيالِي وغالَنا
لَها مُقْلِقٌ مِنْ فادِحِ الخَطْبِ مُزْعِجُ
فَذادَ أبُو الذَّوّادِ عَنّا صرُوفَها
وَفَرَّجَ غَمَّاءَ الخُطُوبِ المِفَرِّجُ
فتًى يَسَعُ الآمالَ أدْنى ارْتِياحهِ
ويَغْرَقُ فِي نُعْماهُ مَنْ لا يُلَجِّجُ
فتى ً لمْ يزلْ للمجدِ تاجاً ومفخراً
إذا ماجدٌ بالفَخْرِ أمْسى يُتوَّجُ
كفانِي ندى كفِّيْهِ خُلْفَ مواعدٍ
بِها يَستَقِيمُ القَولُ والفِعلُ أعوَجُ
وأغْنى عنِ البُخّالِ راجَعْتُ جُودَهُمْ
فلم أرَ جُلْمُوداً على الطَّبْخِ ينضَجُ
حَلَفْتُ لَقَدْ أوْلَيْتَنِي مِنْكَ نِعْمَة ً
بها الشكْرُ يُغْرى والمحامِدُ تلْهَجُ
وأحسنَ بين منْ قبلِكَ الحسنُ الذي
توَلى وما للمجدِ عنهُ مُعرَّجُ(95/28)
أبُوك الَّذِي ما زالَ يرْحَبُ هِمَّة ً
يَضِيقُ بها صدْرُ الزَّمانِ ويحْرَجُ
بَنى لكُمُ بيتاً رفيعاً عِمادُهُ
ترقّى إليهِ النيِّراتُ وتعرُجُ
فلا ظِلُّه عنْ مُستَظِلٍّ بقاصِرٍ
ولا بابُهُ عنْ مُرْتَجِي الخيرِ مُرتَجُ
برُغْمِ العدى أنْ بتَّ وارِثَ مجدِه
وذلِكَ حَقٌّ لم تَكُنْ عَنهُ تُفْرَجُ
وما هِيَ إلاّ صعْبَة ٌ عَزَّ ظهرُها
وأنتَ على أمثالِها تتفحَّجُ
وما زِلتَ تعْلُو مَنْكِبَ العزْمِ ظافِراً
وتُلْجِمُ بالحزْمِ الحمِيدِ وتُسْرِجُ
تَزِيدُ على وعْكِ الزَّمانِ نَباهَة ً
كأنَّكَ صُبْحٌ في دُجى ً يتبَلَّجُ
تُشَرَّفُ والأيامُ فيها دناءَة ٌ
وتخْلُصُ والأقوامُ زيفٌ وبهْرَجُ
عَزائِمُ مَحسُودِ المَعالِي كأنَّها
سوابِقُ ترْدِي بالكُماة ِ وتمْعَجُ
خلائِقُ تجتاحُ الخَطُوبَ كأنَّها
ظُبى ً بدمِ الفقْرِ المُضِرِّ تُضَرَّجُ
أتَتْكَ بمِسكِيِّ الثَّناءِ كأنَّما
أطابَ شَذاها عِرْضُكَ المِتأرِّجُ
لهَا منْ نظامِ الدُّرِّ ما جَلَّ قدرُهُ
وقِيمَتُهُ لا ما يُحاكُ وَيُنسَجُ
محجَّبَة ٌ لولاكَ لمْ يَحْوِ ناظِرٌ
بها الفوز والحسناء لا تتبَّرجُ
وكُلُّ ثناءٍ دونَ قدرِكَ قدْرُهُ
وإنْ زانَ قوْماً وشْيُهُ والمُدَبَّجُ
أرى فِيكَ لِلآمالِ وَعْدٌ مَخِيلَة ٍ
وماهِيَ إلاّ مُقْرِبٌ سوفَ تُنتَجُ
سقى الله حُسْنَ الظنِّ فيكَ فإنهُ
طريقٌ إلى الغنمِ الكريمِ ومنهَجُ
فأسمحُ خلْقٍ عند جُودِكَ باخِلٌ
وأحْسَنُ فعْلٍ عندَ فعْلِكَ يسمُجُ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أظُنُّ الدَّهْرَ جاءَكَ مُستَثيراً
أظُنُّ الدَّهْرَ جاءَكَ مُستَثيراً
رقم القصيدة : 7400
-----------------------------------
أظُنُّ الدَّهْرَ جاءَكَ مُستَثيراً
فقد أحقدتَهُ كرماً وخِيرا
تَبِيتُ على نوائبِهِ مُعيناً
وتُضْحِي مِنْ حوادِثهِ مُجِيرا
وتَصْرِفُ صرْفَهُ عنْ كُلِّ حُرٍّ
وتمنَعُ خطبَهُ منْ أنْ يَجُورا
فكمْ أنقذْتَ منْ تلفٍ أخيذاً(95/29)
وكمْ أطلقْتَ منْ عُدْمٍ أسيرا
فلا عجبٌ وإنْ وافى بأوْفى الـ
ـفوادِحِ أن يسُوءَ وأنْ يسُورا
وهلْ قصدَ الزَّمانُ سِوى كَرِيمٍ
حماهُ أنْ يضيمَ وأنْ يضِيرا
وما زالتْ صُروفُ الدهْرِ تحدُو
إلى الأخيارِ شرّاً مُسْتَطِيراً
تُسيءُ إلى ذَوِي الحُسنى وتحْبُو
مُقِيلَ عِثارِها الجَدَّ العَثُورا
رَعى ذا المَجْدَ والشَّرَفَ الخَطِيرا
ولوْ دُفِعَ الحِمامُ بِعَزِّ قومٍ
لكُنْتَ أعَزَّ ذِي عِزٍّ نَصيرا
هُوَ القدَرُ الَّذِي لمْ تَلْقَ خَلْقاً
على دَفْعٍ لَهُ أبَداً قَدِيرا
سواءٌ منْ يقودُ إليهِ جيشاً
وَمَنْ يَحْدُو مِنَ الأقوامِ عِيرا
ومَا ينَفَكُّ هذا الدَّهْرُ حتّى
يصيرَ إلى الفناءِ بِنا المصيرا
فَيالِيَ مِنهُ صَوّالاً فتُوكا
ويالِيَ مِنهُ خلاّباً سَحُورا
كذلكَ شيمة ُ الأيامِ فينا
تسُوءُ حقيقة ً وتسُرُّ زُورا
وكَمْ سُكّانِ دُنْياً لَوْ أفاقُوا
لما سكنتْ قلوبُهُم الصدورا
أهبَّ عليهِمُ الحدثانُ ريحاً
بكلِّ عجاجة ٍ تُغْري مُثِيرا
تحدّاهُمْ كأنَّ عليهِ فيهِمْ
يميناً أوْ قضى بهمُ النُّذورا
فيا عَيْشا مُنْحْناهُ خِداعاً
ويا دُنْيا صَحِبْناها غُرُورا
ويا دَهْراً أهابَ بِنا رَداهُ
ليتْبِعَ أولاً منّا أخِيرا
أما تنصدُّ ويحَكَ عنْ فَعالٍ
ذَمِيمٍ لا تَرى فِيهِ عَذِيرا
سموتَ إلى سماءِ الفخْرِ حتّى
تَناوَلْتَ الهِلالَ المُسْتَنِيرا
وطُفْتَ بِدوْحَة ِ العَلْياءِ حَتّى
خَلَسْتَ بِكَيْدِكَ الغُصْنَ النَّضِيرا
كأنَّ أبا الغنائِمِ كانَ ممنْ
تَعُدُّ وفاتَهُ غُنْماً كبيرا
كأنَّكَ كُنْتَ تَطْلُبهُ بِثأرٍ
غَشومٍ لا تَرى عَنهُ قُصُورا
خَطَوْتَ العالَمِينَ إليهِ قَصْداً
كأنَّكَ قدْ سألْتَ بهِ خبيرا
إلى أنْ أغمدَتْ كفّاكَ منهُ
حُساماً زانَ حامِلَهُ شَهِيرا
مُصابٌ لَوْ تَحمَّلهُ ثَبِيرٌ
دَعا وَيْلاً وأتْبَعَها ثُبُورا
يُذَكِّرُنِي سَدِيدَ المُلْكِ وَجْداً
وكُنْتِ لِمثِلهِ أبَداً ذَكُورا(95/30)
فَما أطفْأتَ مِنْ نارٍ لَهِيباً
إلى أنْ عُدْتَ تُذْكِيها سعيرا
وما طالَ المدى فيسُوغَ عُذْرٌ
بأنْ يكْبُو الجوادُ وأنْ يَخُورا
قَصَرْتَ مَداهُ حتّى كادَ يوْماً
بهِ أنْ يَسبِقُ النّاعِي البَشِيرا
ولمْ يكْسُ الفتى كمداً طويلاً
كمفقُودٍ نضى عُمْراً قصِيرا
ولمْ أجِدِ الكَبِيرَ الرُّزْءِ إلاّ
سَلِيلَ عُلاً فُجِعْتَ بهِ صَغِيرا
على أنَّ الكِرامَ تُعدُّ ليثاً
هصُوراً منهُمُ الرشَأَ الغريرا
ترى أيامهُمْ أعوامَ قومٍ
وَساعاتِ الفَتى مِنهُمْ شُهُورا
فَلا يَبْعُدْ حَبيبٌ بانَ عَنّا
وإنْ كانَ البعادُ بهِ جَدِيرا
وكيفَ دُنُوُّ منْ طوَتِ الليالِي
كَما تَطْوِي عَلى الظَّنِّ الضَّمِيرا
فيا رامِيهِ عنْ قوسِ المنايا
أصَبْتَ بواحدٍ عدداً كَثِيرا
ويا راجِيهِ يَجْعَلُهُ ظَهيراً
نَبا بكَ حادِثٌ قطَعَ الظُّهُورا
ويا حاثِيَ الترابِ عليهِ مهلاً
كَسفْتَ بَهاءَهُ ذاكَ البَهيرا
فلو أنِّي استطعتُ حملْتُ عنْهُ
ثقيلَ الترْبِ والخطْبَ الكَبيرا
أصُونُ جمالَهُ وأجِلُّ منْهُ
جَبِينَ البَدْرِ أنْ يُمْسِي عَفِيرا
بِنَفْسِي نازِحٌ بِالغَيْبِ دانٍ
يُجاوِرُ مَعْشراً حُضُورا
أقامَ بِحَيْثُ لا يهْوى مُقاماً
ولاَ يَبْغِي إلى جِهة ٍ مَسِيرا
ولا هَجْراً يَوَدُّ وَلا وِصالاً
ولا بَرْداً يُحِسُّ ولا هَجِيرا
أقُولُ سقى محلَّتَهُ غمامٌ
يَمُرُّ بِها مِراراً لا مُرُورا
وروَّضَ ساحتيهِ كأنَّ وشياً
يَحُلُّ بِها وَدِيباجاً نَشِيرا
إذا خطَرَ النسيمُ عليهِ أهْدى
إلى زُوارِهِ أرَجاً عطِيرا
وما أرَبِي لَهُ في ماءِ مُزْنٍ
وقدْ ودَّعْتُ منْهُ حيّاً مطيرا
ولَوْلا عادَة ُ السُّقْيا بِغَيْثٍ
إذاً لسقيتُهُ الدرَّ النثِيرا
وقلَّ لقدرِهِ منِّي وقلَّتْ
لَهُ زُهْرُ الكواكِبِ أنْ تَغُورا
أحِنُّ إلى الصَّعيدِ كأنَّ فيهِ
شِفاي إذا مَرَرْتُ بهِ حَسِيرا
وأستافُ الثَّرى مَذْ حَلَّ فِيهِ
وأُلْصِقُهُ الترائبَ والنُّحُورا(95/31)
ولَوْلا قَبْرُهُ ما كُنْتُ يَوْماً
لألْثِمَهُ وأعْتَنِقَ القُبُورا
عليكَ بأدْمُعٍ آلينَ ألاّ
يغِضْنَ ولوْ أفضْنَ دماً غزيرا
يزُرنكَ مُسعِداتٍ مُنجداتٍ
رواحاً بالتفجُّعِ أوْ بُكورا
فأولى مَنْ يُقاسِمُكَ الأسى فِي
خطوبِكَ منْ تُقاسِمُهُ السرورا
ولا تعلقْ بصبرٍ بعدَ بدْرٍ
ذَمَمْنا الصَّبْرَ عَنهُ والصَّبُورا
وإنْ قالُوا استرَدَّ الدَّهْرُ مِنهُ
مُعاراً كيْفَ تَمْنَعُهُ المُعِيرا
فَلِمْ أعْطاكَهُ نَجْماً خَفِيّاً
وعادَ لأخْذهِ قَمَراً مُنِيرا
أبا الذوادِ ما كبدٌ أُذِيبَتْ
بِشافِيَة ٍ وَلا قَلْبٌ أُطِيرا
فهلْ لكَ أنْ تُراقِبَ فيهِ يوماً
يُوَفّى الصّابِرُونَ بهِ الأُجورا
ولوْلاَ أنْ أخافَ اللَّهَ مِنْ أنْ
يرانِي بعدَ إيمانٍ كَفُورا
لَما عَزَّيْتُ قَلْبَكَ عَنْ حَبِيبٍ
وكُنْتُ بِأنْ أُحَرِّقَهُ بَصِيرا
ولمْ نعهدكَ في سرّاءِ حالٍ
ولا ضَرّائِها إلاّ شَكُورا
فصَبْراً للمُلِمِّ وإنْ أصَبْنا
جَناحَ الصَّبْرِ مُنهاضاً كَسِيرا
ألمْ تعلمْ وكانَ أبُوكَ ممنْ
إذا خطَبَ العُلى أغْلى المُهُورا
بأنكُمُ أطَبُّ بكُلِّ أمْرٍ
إذا ما ضيعَ الناسُ الأمُورا
وأيُّ الخطْبِ ينقُصُ منْ عُلاكُمْ
وأيُّ النزفِ ينتزِحُ البُحُورا
وأيُّ عَواصِفِ الأرْواحِ يَوْماً
تَهُبُّ فَتُفْلِقُ الطَّوْدَ الوَقُورا
وإنكَ شائدٌ وأخُوكَ مجداً
سيخلُدُ ذكرُهُ حسناً أثِيرا
إذا وُقِّيتُما مِنْ كُلِّ خَطْبٍ
فَما نَبْغِي عَلى زَمَنٍ ظَهِيرا
وما القَمَرانِ إذْ سَعِدا وَتَمّا
بأبْهَرَ منكُما في الفَضْلِ نُورا
أرانِي لا أسُومُ الصَّبْرَ قَلْبِي
فأُدْرِكَهُ يَسِيراً أوْ عَسِيرا
كأنِّي مُبتَغِ لَكُما شَبيهاً
بهِ أوْ مُدَّعٍ لَكُما نَظِيرا
فلا أخلى الزمانُ لكُمْ محلاً
وَلا عَدِمَتْ سَماؤُكُمُ البُدُورا
العصر العباسي >> ابن الخياط >> مَهْلاً بَنِي الصُّوفِيِّ إنَّكُمُ
مَهْلاً بَنِي الصُّوفِيِّ إنَّكُمُ
رقم القصيدة : 7401(95/32)
-----------------------------------
مَهْلاً بَنِي الصُّوفِيِّ إنَّكُمُ
لَيُعَدُّ دُونَ حصاتِكُمْ جَبَلِي
لوْ تُصِفُونَ صفاءَ نعمتكمْ
ما احتاجَ بحرُكمُ إلى وشْلِي
لا يشهَرَنَّ عليَّ سيفُكُمُ
سَيْفاً بهِ في الحَقِّ لَمْ يَصُلِ
إنَّ الكريمَ المحضَ سؤددهُ
منْ لمْ تضِقْ بوفائهِ حِيَلِي
والماجدَ المرجوَّ نائِلُهُ
مَنْ لمْ يخِبْ في ودِّهِ أمَلِي
بئْسَ الجَزاءُ جزيتُمُ رجُلاً
لَمْ يَخْفَ مَوْضِعُهُ عَلى رَجُلِ
دَبَّتْ عَقارِبُكُمْ إليَّ وَقَدْ
تَهْوِي إلى أقْدامِكُمْ قُبَلِي
العصر العباسي >> ابن الخياط >> كمْ سما لِي بحُسنِ رأْيِكَ جدُّ
كمْ سما لِي بحُسنِ رأْيِكَ جدُّ
رقم القصيدة : 7402
-----------------------------------
كمْ سما لِي بحُسنِ رأْيِكَ جدُّ
وصَفا لِي بِفَيْضِ كَفِّكَ وِرْدُ
وتوالَتْ عليَّ منكَ أيادٍ
كتَولِي الحَيا يَرُوحُ ويَغْدُو
فاجئاتٌ فَلَيْسَ يُعْدَمُ بَذْلٌ
مِنْ نَداها وَلَيْسَ يُوجَدُ وَعْدُ
ثِقَة َ المُلْكِ لَيْسَ فِي الحُكْمِ جَوْرٌ
مِنْكَ يوماً وليسَ فِي الجُودِ قَصْدُ
رُبَّ بِرٍّ في إثرِهِ مِنْكَ بِرٌّ
بعْدَ رِفْدٍ فِي طَيِّهِ مِنْكَ رِفْدُ
كُلَّ يومٍ جُودٌ أتِيٌّ ومَعْرُو
فٌ فتِيٌّ ونائِلٌ مُستجدُّ
كُلُّ أيّامِ حُبِّكَ الجُودَ وَصْلٌ
مُستِرٌّ والحُبُّ وصْلٌ وصَدُّ
كَرَمٌ لا أبِيتُ إلاّ وَلِي مِنْـ
ـهُ عَلى ما اقْتَرَحْتُ زادٌ مُعَدُّ
أعجَزَ الحمدَ والثناءَ فلمْ ينـ
ـهَضْ ثناءٌ بهِ ولا قامَ حمْدُ
وَمِنَ العَجْزِ أنَّ شُكْرِي نَسِيءٌ
كُلَّ وَقْتٍ وأنَّ برَّكَ نقْدُ
أيْنَ عُذْرِي إذا استَزَدْتُكَ جُوداً
لمْ يدَعْ خلَّة ً لدَيَّ تُسَدُّ
غيرَ أنِّي أدْعُو نداكَ إلى يَوْ
مٍ بهِ زادَ فِي عَبِيدِكَ عَبْدُ
وَلَعَمْرِي ما كانَ يَخْرُجُ نَجْلٌ
عَنْ قَبِيلٍ أبُوهُ فِيهِمْ يُعَدُّ
ولأنْتَ الأوْلى بعبدِكَ منِّي
كُلُّ مطَوْلى ً بعبدِهِ مُسْتَبِدُّ
Free counter(95/33)
العصر العباسي >> ابن الخياط >> لوْ كنتَ شاهِدَ عبْرَتِي يومَ النَّقا
لوْ كنتَ شاهِدَ عبْرَتِي يومَ النَّقا
رقم القصيدة : 7403
-----------------------------------
لوْ كنتَ شاهِدَ عبْرَتِي يومَ النَّقا
لمنعتَ قلبَكَ بعدَها أنْ يعشَقا
ولَكُنْتَ أوَّلَ نازِعٍ مِنْ خُطَّتِي
يَدَهُ ولَوْ كُنْتَ المُحِبَّ المُشْفِقَا
وعذَرْتَ في أنْ لا اُطِيقَ تجلُّداً
وعجِبْتَ منْ أنْ لا أَذُوبَ تحرُّقا
ناشَدْتُ حادِيَ نُوقِهِمْ في مُدْنَفٍ
أبكى الحُداة َ بُكاؤُهُ والأيْنُقا
وَمَنَحْتُهُمْ جَفْناً إذا نَهْنَهْتُهُ
رَقأتْ جُفونُ الثّاكِلاتِ وَما رَقا
يا عَمرُو أيُّ عَظِيمِ خَطْبٍ لَمْ يكُنْ
خطْبُ الفراقِ أشدَّ منهُ وأوبقَا
كِلْنِي إلى عُنْفِ الصدودِ فرُِبما
كان الصدودُ منَ النوى بي أرْفَقا
قَدْ سالَ حتّى قَدْ أسالَ سَوادَهُ
طرْفِي فخالطَ دمْعَهُ المُتَرَقْرِقا
واستَبْقِ للأطلالِ فضلَة َ أدْمُعِ
أفنيتهُنَّ قطيعَة ً وتفرُّقا
أوْ فاستمحْ لي منْ خليٍّ سلْوة ً
إنْ كانَ ذُو الإثْراءِ يُسْعِفُ مُمْلِقا
إنَّ الظِّباءَ غداة َ رامَة َ لمْ تَدَعْ
إلاّ حَشى ً قَلِقاً وقَلْباً شَيِّقا
سنحَتْ فما منحتْ وكمْ منْ عارِضٍ
قَدْ مَرَّ مُجْتازاً عَلَيْكَ وَما سَقا
غِيدٌ نصَبْتُ لصَيْدِهِنَّ حبائِلا
يَعْلَقْنَهُنَّ فكُنْتُ فِيها أعْلَقا
ولَكَمْ نَهَيْتُ اللَّيْثَ أغلَبَ باسِلاً
عَنْ أنْ يَرُودَ الظَّبْيَ أتْلَعَ أرْشَقا
فإذا القضاءُ على المَضاءِ مُرَكَّبٌ
وإذا الشَّقاءُ مُوَكَّلٌ بأخي الشَّقا
ولقدْ سريتُ إذا السماءُ تخالُها
بُرداً براكِدة ِ النجومِ مُشَبْرقا
واللَّيلُ مِثْلُ السَّيلِ لوْلاَ لُجَّة ٌ
تغْشى الرُّبى بِأعَمَّ منْهُ وأعْمقا
وَمُشَمِّرينَ تَدَرَّعُوا ثَوْبَ الدُّجى
فأجَدَّ لُبْسَهُمُ الزَّماعُ وأخْلَقا
عاطيتُهُمْ كأْسَ السُّرى في ليلة ٍ
أمِنَ الظَّلامُ بِفَجْرِها أنْ يُشْرِقا
حتى إذا حسَرَ الصَّباحُ كأنَّهُ(95/34)
وَجْهُ الوَجِيهِ تَبَلُّجاً وَتألُّقا
حطُّوا رحالَ العِيسَ منهُ بخيرِ منْ
هزُّوا إليهِ رقابَها والأَسْؤُقا
بأغَرَّ يَجْلو لِلْوُفودِ جَبِينُهُ
شمْساً تكُونُ لهَا المعالِي مُشرِقا
نزَلُوا فما وصلُوهُ مهجُوراً وَلا
فَتَحُوا إلى نُعْماهُ باباً مُغْلَقا
إنْ زُرْتَهُ فَتَوَقَّ فيض بَنانهِ
إنَّ البِحارَ ملية ٌ إن تُغْرِقا
وإذا أبُو الذَّوّادِ حاطَكَ ذائِداً
فقدْ أخذتَ منَ الليالِي موثِقا
يشتدُّ ممنُوعاً ويُكْرِمُ قادِراً
ويطُولُ محقُوقاً ويصفَحُ مُحْنقاً
لوْ أنَّ منْ يروِي حديثَ سماحِهِ
يرويهِ عنْ صوبِ الحيا ما صُدِّقا
صحِبَ الزَّمانَ وكانَ يَبْساً ذاوِياً
فسقَاهُ بالمَعرُوفِ حتّى أوْرقا
لا تذكُرَنَّ لَهُ المكارِمَ والعُلى
فتهِيجَ صبّاً أوْ تَشُوقَ مُشَوَّقا
عَشِقَ المحامِدَ وهْيَ عاشِقَة ٌ لَهُ
وكَذاكَ ما بَرِحَ الجَمالُ مُعَشَّقا
يجْرِي على سننِ المكارمِ فِعْلُهُ
خُلُقاً إذا كانَ الفَعالُ تخَلُّقا
لا يَمْنَحُ الإحسانَ إلاّ شامِلاً
خَيرُ الحَيا ما عَمَّ مِنْهُ وَطَبَّقا
كتَمَ الصنائعَ فاستشاعَ ثناؤُها
مَنْ ذَا يَصُدُّ الصُّبحَ عَنْ أنْ يُشْرِقا
قد حالَفَ العزْمَ الحميدَ فلمْ يخَفْ
خطْباً يُحاوِلُ فتْقَهُ أنْ يَرْتُقا
ورَمى إلى الغَرَضِ البَعِيدِ فَلَمْ يَبِتْ
أبداً بغيرِ المكْرُماتِ مؤَرَّقا
سامِي المَرامِ شريفُهُ إن تَدْعُهُ
لا تدْعُهُ للخطْبِ إلا مُقْلقا
إنْ جادَ فِي بِشْرٍ تُوُهِّم عارِضاً
أوْ حلَّ في نفرٍ تراءوا فيلَقا
تلقاهُ في هيجاءِ كلِّ مُلمة ٍ
بَطَلاً إذا شَهِدَ الكَرِيهَة َ حَقَّقا
كالمشرفِيِّ العضْبِ إلا أنَّهُ
أمضى شباً منهُ وأبهرُ رونَقا
جارى عِنانَ الفَضلِ في أمَدِ العُلى
أدْنى وأقْرَبُ شَأوِهِ أنْ يَسْبُقا
لا يُدْرِكُ الجارُونَ غايَة َ مَجْدهِ
مَنْ يَسْتَطِيعُ إلى السَّماءِ تَسَلُّقا
هيهاتَ يمنَعُ ذاكَ حقٌّ أخْلَقٌ
لا يُحْسِنُ العَيّوقَ فيه تحلُّقا(95/35)
وَمِنَ التَّأخُّرِ أنْ يُقَدِّمَ وَاطِىء ٌ
قدماً على دحْضٍ أزلَّ وأزْلَقا
ما كلُّ مَنقبة ٍ يُحاولُ نيلُها
تُحوى ولا كلُّ المنازلِ تُرتَقا
يَا سَيِّدَ الرُّؤَساءِ أيُّ مُطاوِلٍ
أنْ يَستَطِيعَ بِكَ اللَّحاقَ فَيَلْحَقا
ماذا يُحاوِلُهُ المُغامِرُ بعدَما
وجَدَ المجالَ إلى قِراعِك ضَيِّقا
إنَّ الرياسَة َ لا تليقُ بغيرِ منْ
مُذْ كانَ كانَ بثديها متمطِّقا
بِغَنائِها مُتَكَفِّلاً وبِفَضْلِها
متوَحِّداً وبمُلْكِها مُتحقِّقا
كمْ فيكَ مُجْتَمِعاً منَ الحسناتِ ما
يُعْيِي ويُعْجِزُ فِي الوَرى مُتَفَرِّقا
وَلَبَّيْتِكَ الفَخْرُ الَّذِي لَوْ أنَّهُ
سامى السِّماكَ لكانَ منهُ أسْمَقا
منْ كانَ يفخَرُ أنَّهُ منْ أسرة ٍ
كرُمَتْ وَيَضْرِبُ فِي الكِرامِ مُعْرِقا
فَلْيأتِنا بِأبٍ كَمِثلِ أبِيكَ فِي الـ
ـعَلْياءِ أوْ جَدٍّ كَجَدِّكَ فِي التُّقا
أمّا دِمَشْقُ فَقَدْ حَوَتْ بِكَ عِزَّة ً
كَرُمَتْ بِها عَنْ أنْ تَكونَ الأبْلَقا
حصَّنْتها بسدادِ رأيكَ ضارِباً
سُوراً عليها منْ عُلاك وخندقا
وَحَمَيْتَ حَوْزَتَها بِهِمَّة ِ أوْحَدٍ
ما زالَ مَيْمُونَ الفَعالِ مُوَفَّقا
أمْطَرْتَها منْ فيضِ عدلِكَ أنعُماً
لا تُعْدِمُ الرُّوادَ رَوْضاً مُونِقا
إنْ أظْلَمَتْ كُنْتَ الضَّحاءَ المُجْتَلَى
أوْ أجْدَبَتْ كُنْتَ الرَّبِيعَ المُغْدِقا
وأنا الَّذِي أضحى أسيِرَ عَوارِفٍ
لكَ لا يودُّ أسيرُها أنْ يُطلَقا
أوْفى وأشرَفُ ما يُؤَمِّلُ آمِلٌ
أن لا يُرى منْ رِقِّ جُودِكَ مُعتَقا
أجْمَمْتُ جُودَكَ فکسْتَفاضَ سَماحَة ً
وإذا حبَسْتَ السيلَ زادَ تدَفُّقا
وَحَمَيْتُ آمالِي سِواكَ وعَاطِلٌ
منْ كانَ مِنْ مَنِّ اللئامِ مُطوَّقا
لمْ يُبْقِ سيبُ نداكَ موضِعَ نائلٍ
فهقَ الغديرُ وحقُّهُ أنْ يفهقا
ولئنْ مننتَ فواجِبٌ لكَ في الندى
إمّا نزعْتَ بسهمهِ أنْ يُغْرِقا
أُثْنِي عليكَ بحقِّ حمدِكَ صادِقاً
حسْبُ المعالِي أنْ تَقُولَ فتَصْدُقا(95/36)
وَلَكَمْ يدٍ لَكَ لا يُؤَدّى حَقُّها
ما خَبَّ رَكْبٌ بِالفِجاجِ وأعْنَقا
أعْيَتْ ثَنايَ وَأوْجَبَتْ شُكْرِي لِسا
لفِها فأفحمَنِي نداكَ وأنطقا
خُذْها كَما حَيّاكَ نَوْرُ خَمِيلَة ٍ
خَطَرَ النَّسِيمُ بهِ ضُحى ً فَتَفَتَّقا
تأبى على الكِتمانِ غيرَ تضوُّعِ
مَنْ ذَا يَصُدُّ المِسْكَ عَنْ أنْ يَعْبَقا
عَذْراءُ لا تَجلُو الثَّناءَ عَلَيْكَ إطْـ
ـرَاءً وَلاَ تَصِفُ الَولاءَ تَمَلُّقا
تُحْيي حبيباً والوليدَ وتجتَبِي
لخلودِ فخرِكَ أخطلاً وفرزْدقَا
وكأنَّ تغريدَ الغريضِ مُرجَّعاً
فيها وعانِيَّ الرحيقِ مُعتَّقا
وكأنَّ أيامَ الصبابَة ِ رِقَّة ً
فِيها وَمُفْتَرَق النَّوى والمُلْتَقا
وقَدِ استَشادَ لَكَ الثَّناءَ فَما ترى
إلاّ بليغاً بامتداحِكَ مُفْلِقا
فَمَتَى تَغَنَّى الرَّكْبُ يَوْماً أوْ حَدا
لمْ يعْدُ مدْحَكَ مُشْئِماً أوْ مُعْرِقا
والدُّرُّ يَشْرُفُ قيمَة ً ويزيدُهُ
شرفاً إذا ما كانَ دُرّاً مُنْتَقا
مَنْ باتَ يسأَلُ رَبَّهُ أُمْنِيَّة ً
فالله أسْألُ أنْ يُطِيلَ لكَ البَقا
العصر العباسي >> ابن الخياط >> أطاعَكَ فِيما تَرُومُ القَدَرْ
أطاعَكَ فِيما تَرُومُ القَدَرْ
رقم القصيدة : 7404
-----------------------------------
أطاعَكَ فِيما تَرُومُ القَدَرْ
وأسْفَرَ عَمّا تُحِبُّ السَّفَرْ
وأسْعَدَكَ اللَّهَ بالوِرْدِ مِنْهُ
وأحْمَدَ بِاليُمْنِ مِنْكَ الصَّدَرْ
يزيدُ مسيرُكَ ذا عزة ٍ
كَما ازداد بِکلسَّيْرِ نُورُ القَمَرْ
دعاكَ الهُمامُ لِنَيْلِ المَرامِ
فكُنْتَ الحُسامَ الحميدَ الأثرْ
رأى ثقة ُ الملكِ عوْناً لهُ
فباتَ على ثِقَة ٍ بالظَّفَرْ
ولمْ يدعُ ذُو خطرٍ للمُلِمِّ
مِنَ الأمْرِ إلاّ العَظِيمَ الخَطَرْ
بَقاؤُكَ أشْرَفُ ما يُرْتَجى
وأوْبُكَ أبْهَجُ ما يُنْتَظَرْ
العصر العباسي >> ابن الخياط >> وما الشَّهْرُ والدَّهْرُ إلاّ بِأنْ بقاؤُكَ أوْفى اقتِرَاحِ الأمانِي(95/37)
وما الشَّهْرُ والدَّهْرُ إلاّ بِأنْ بقاؤُكَ أوْفى اقتِرَاحِ الأمانِي
رقم القصيدة : 7405
-----------------------------------
وما الشَّهْرُ والدَّهْرُ إلاّ بِأنْ بقاؤُكَ أوْفى اقتِرَاحِ الأمانِي
وعزُّكَ أشرَفُ حظِّ التَّهانِي
وَحَمْدُكَ أفْضَلُ نُطْقِ اللَّبِيبِ
ومدحُكَ أصدَقُ سحْرِ البيانِ
وما الشَّهْرُ والدَّهْرُ إلاّ بِأنْ
تفُوزَ بسعدِهِما يسعدانِ
بمجدكَ يا ثالِثَ النيِّرَيْنِ
وثانِي الحَيا يَفْخَرُ النِّيِّرانِ
فَلا تَجْهَلَنَّكَ زُهْرُ النُّجُومِ
فإنَّكَ منْها على البُعْدِ دانِ
فيا سيِّدَ الرُّؤَساءِ الذيـ
ـنَ سادُوا وَسَيِّدَ أهْلِ الزَّمانِ
ويا خَيرَ مَنْ وَلَدَ المُنْجِبُونَ
وأكْرَمَهُمْ شائِداً بَعْدَ بانِ
دَعانِي نَداكَ فَكَمْ نِعْمَة ٍ
تقلبْتُ في ظلِّها مُذْ دعانِي
إذا ما سألْتُ أفادَ الغِنى
وإنْ لَمْ أسلْ جادَنِي وابتَدانِي
وإنْ أنا أغْبَبْتُهُ زائِراً
تَعَهَّدَنِي تائِقاً واقْتَضانِي
مَواهِبُ تُنْتَجُ قَبلَ المَخا
ضِ جوداً وتُثْمِرُ قبلَ الأوانِ
فَمالِي تُطاوِلُنِي حاجَة ٌ
عنانِيَ مِنْ شأْنِها ما عَنانِي
وكيفَ يُحَلِّئُنِي مَنْ شَفى
أُوامِي ويُهْمِلُنِي مَنْ رَعانِي
وكَمْ باتَ يَخْذُلُنِي مَنْ أعا
نَ فَضْلِي وَيُسْلِمُنِي مَنْ حَمانِي
وما كنْتُ آمُلُ أنِّي لديـ
ـكَ ألْجا إلى غَفلَة ٍ أوْ تَوانِ
ولَوْ شِئْتُ إذْ رابَنِي ما يَرِيبُ
هَزَزْتُكَ هزَّ الحُسامِ اليَمانِي
أُدِلُّ عليكَ وأَشْكُو إليْـ
ـكَ نَبْوَة َ حَظِّ شَديدِ الحرانِ
ويُطْمِعُنِي فيكَ أنَّ الثنا
ءَ ما زالَ منْكَ مَكِينَ المَكانِ
بَقِيتَ لإحْسانِكَ المُرْتَجى
بقاءَ المدائِحِ فيكَ الحِسانِ
وَعِشْتَ لِراجِيكَ فِي النّائِبا
تِ فَلاًّ لِعادٍ وفَكًّا لِعانِ
فكَمْ لكَ مِنْ نعمة ٍ ضخمَة ٍ
لَدَيَّ وَمَنٍّ بِغَيرِ امْتِنانِ
أراكَ أماناً مِنَ الحادِثاتِ
فلا زلْتَ منْ صَرْفِها في أمانِ(95/38)